الوافي بالوفيات

الصفدي

الجزء 1

(الْجُزْء الأول) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم مُقَدّمَة الصَّفَدِي) (عونك اللَّهُمَّ وعفوك) الْحَمد لله الَّذِي قهر الْعباد بِالْمَوْتِ ونادى بالفناء فِي فنائهم فانهل فِي كل بقْعَة صوب ذَلِك الصَّوْت واسمع كل حَيّ نُسْخَة وجوده فَلم يخل أحدهم من فَوت نحمده على نعمه الَّتِي جعلت بصائرنا تجول فِي مرْآة العبر وتقف بمشاهدة الْآثَار على أَحْوَال من غبر وَتعلم بِمن تقدم أَن من تَأَخّر يُشَارِكهُ فِي الْعَدَم كَمَا اشْترك فِي الرّفْع الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر ونشكره على مننه الَّتِي جلت لما جلت الضراء بمواقعها وحلت عَن وُجُوه حسانها بإحسانها معاقد براقعها وحلت غمائم جودها على رياض عقولنا فاضحت كَأَن صغرى وكبرى من فواقعها ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة تقر لَهُ بِالْبَقَاءِ السرمد وتجرد من التَّوْحِيد سيوفاً لم تزل فِي مفارق أهل الشّرك تغمد وتبعث لنا فِي ظلمات اللحود أنواراً لَا تخبو أشعتها وَلَا تخمد ونشهد أَن مُحَمَّدًا سيدنَا عَبده وَرَسُوله الَّذِي أنذر بِهِ الْقَوْم اللد وَنَصره بِالرُّعْبِ فَقَامَ لَهُ مقَام المثقفة الملد وَأنزل عَلَيْهِ فِي مُحكم كِتَابه الْعَزِيز وَمَا جعلنَا لبشر من قبلك الْخلد الْأَنْبِيَاء) (صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين خَفَقت بهم عذبات الْإِسْلَام ونشرت أَعْلَام علمهمْ حَتَّى استبانت للهدى أَعْلَام واتضحت بهم غرر الزَّمن حَتَّى انْقَضتْ مددهم فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُم أَحْلَام صَلَاة لَا تغيب من سَمَاء روضها مجرة نهر وَلَا تسْقط من أنامل غصونها خَوَاتِم زهر مَا رَاح طَائِر كل حَيّ وَهُوَ على حِيَاض المون حايم وأشبهت الْحَيَاة وَإِن طَال أمدها حلم نَائِم وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَلَمَّا كَانَت هَذِه الْأمة المرحومة وَالْملَّة الَّتِي أمست أَخْبَارهَا بمسك الظلام على كافور الصَّباح مرقومة خير أمة أخرجت للنَّاس وأشرف مِلَّة أبطل فَضلهَا الْمَنْصُوص من غَيرهَا قَوَاعِد الْقيَاس علماؤها كأنبياء بني اسرائيل وامراؤها كملوك فَارس فِي التنويه والتنويل وفضلاؤها آربوا على حكماء الْهِنْد واليونان فِي التَّعْلِيم وَالتَّعْلِيل كم فيهم من فَرد جمع المفاخر وكاثرت مناقبه البحور الزواخر وَغدا فِي الْأَوَائِل وَهُوَ أَمَام فَاتَ سوابق الْأَوَاخِر

(إِذا قَالَ لم يتْرك مقَالا لقَائِل ... بملتمات لَا يرى بَينهَا فصلا) (كفى وشفى مَا فِي النُّفُوس فَلم يدع ... لذِي إربة فِي القَوْل جدا وَلَا هزلا) ) وَكم أَتَى فيهم من كحلت مراود رماحه عُيُون اللحوم وتوقل حصونا لم يكن للكواكب فِيهَا ولوج وَلَا لطيف العدى هجوم وَضم عسكره الْمَجْرُور كل فتح أصبح الْعَدو بِهِ وَهُوَ مجزوم (من كل من ضَاقَ الفضاء بجيشه ... حَتَّى ثوى فحواه لحد ضيق) إِلَى غير ذَلِك مِمَّن شَارك الْأَوَائِل فِي الْعُلُوم الدقيقة وَاتخذ إِلَيْهَا مجَازًا أَدَّاهُ فِيهَا إِلَى الْحَقِيقَة واستنتج من مقدماتهم بَنَات فكر لم يرض جواهرهم لَهَا عقيقة جمع المؤرخون رَحِمهم الله تَعَالَى أَخْبَار تِلْكَ الْأَحْبَار ونظموا سلوك تِلْكَ الْمُلُوك واحرزوا عُقُود تِلْكَ الْعُقُول وصانوا فصوص تِلْكَ الْفُصُول فوقفت على تواريخ مَاتَت أَخْبَارهَا فِي جلدهَا وَدخلت بتسطيرها الَّذِي لَا يبْلى جنَّة خلدها الْكَامِل (وَرَأَيْت كلا مَا يُعلل نَفسه ... بتعلة وَإِلَى الْمَمَات يصير) وَوجدت النَّفس تستروح إِلَى مطالعة أَخْبَار من تقدم ومراجعة آثَار من خرب ربع عمره وتهدم ومنازعة أَحْوَال من غبر فِي الزَّمَان وَمَا ترك للشعراء من متردم إِذْ هُوَ فن لَا يمل من أثارة دفائن دفاتره وَلَا تبل جوانح من الفه إِلَّا بمواطن مواطره كم من نَاظر اجتنى زهراً ناضراً من أوراقه وَكم من ماهر اقتنى قمراً سافراً بَين أرواقه لِأَن المطلع على أَخْبَار من درج ووقائع من غَابَ فِي غَابَ الْمَوْت وَمَا خرج ومآثر من رقا إِلَى سَمَاء السِّيَادَة وعرج ومناقب من ضَاقَ عَلَيْهِ خناق الشدَّة إِلَى أَن فتح لَهُ بَاب الْفرج يعود كَأَنَّهُ عاصر أُولَئِكَ وَجلسَ مَعَهم على نمارق الأسرة واتكا بَينهم على وسائد الأرائك واستجلى أقمار وُجُوههم إِمَّا فِي هالات الطيالس أَو فِي دارات الترائك وَشَاهد من أشرارهم شرر الشَّيَاطِين وفض لَهُ فضل أخيارهم فِي مَلأ الملائك وعاطاهم سلافة عصرهم فِي عصرهم السالف ورآهم فِي معاركهم ينتشقون رياحين السيوف ويستظلون القنا الراعف فَكَأَنَّمَا أُولَئِكَ الْقَوْم لداته وأترابه وَمن سَاءَهُ مِنْهُم أعداؤه وَمن سره أحبابه لكِنهمْ درجوا فِي الطليعة من قبله وأتى هُوَ فِي السَّاقَة على مهله الطَّوِيل (وَمَا نَحن إِلَّا مثلهم غير أَنهم ... مضوا قبلنَا قدما وَنحن على الْأَثر) والتاريخ للزمان مرْآة وتراجم الْعَالم للمشاركة فِي الْمُشَاهدَة مرقاة وأخبار الماضين لمن عَاقِر الهموم ملهاة الْبَسِيط (لَوْلَا أَحَادِيث أبقاها أوائلنا ... من الندى والردى لم يعرف السمر)

) وَمَا أحسن قَول الأرجاني الْبَسِيط (إِذا عرف الْإِنْسَان أَخْبَار من مضى ... توهمته قد عَاشَ فِي أول الدَّهْر) (وتحسبه قد عَاشَ آخر دهره ... إِلَى الْحَشْر إِن أبقى الْجَمِيل من الذّكر) (فقد عَاشَ كل الدَّهْر من كَانَ عَالما ... كَرِيمًا حَلِيمًا فاغتنم أطول الْعُمر) وَرُبمَا أَفَادَ التَّارِيخ حزما وعزما وموعظة وعلما وهمة تذْهب هما وبيانا يزِيل وَهنا ووهما وجيلا تثار للأعادي من مكامن المكائد وسبلاً لَا تعرج بالأماني إِلَى أَن تقع من المصائب فِي مصائد وصبراً يَبْعَثهُ التأسي بِمن مضى واحتسابا يُوجب الرِّضَا بِمَا مر وحلا من القضا وكلا نقص عَلَيْك من أنباء الرُّسُل مَا نثبت بِهِ فُؤَادك هود فكم تشبت من وقف على التواريخ بإذيال معال تنوعت أجناسها وتشبه بِمن أخلده خموله إِلَى الأَرْض وأصعده سعده إِلَى السهى لِأَنَّهُ أَخذ التجارب مجَّانا مِمَّن انفق فِيهَا عمره وتجلت لَهُ العبر فِي مرْآة عقله فَلم تطفح لَهَا من قلبه جَمْرَة وَلم تسفح لَهَا فِي خَدّه عِبْرَة لقد كَانَ فِي قصصهم عِبْرَة لأولى الْأَلْبَاب يُوسُف فَأَحْبَبْت أَن أجمع من تراجم الْأَعْيَان من هَذِه الْأمة الْوسط وكملة هَذِه الْملَّة الَّتِي مد الله تَعَالَى لَهَا الْفضل الأوفى وَبسط ونجباء الزَّمَان وأمجاده ورؤوس كل فضل واعضاده وأساطين كل علم وأوتاده وأبطال كل ملحمة وشجعان كل حَرْب وفرسان كل معرك لَا يسلمُونَ من الطعْن وَلَا يخرجُون عَن الضَّرْب مِمَّن وَقع عَلَيْهِ اخْتِيَار تتبعي واختباري ولزنى إِلَيْهِ اضطرام تطلبي واضطراري مَا يكون متسقا فِي هَذَا التَّأْلِيف دره منتشقا من روض هَذَا التصنيف زهره فَلَا أغادر أحدا من الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وأعيان الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ والملوك والأمراء والقضاة والعمال والوزراء والقراء والمحدثين وَالْفُقَهَاء والمشايخ والصلحاء وأرباب الْعرْفَان والأولياء والنحاة والأدباء وَالْكتاب وَالشعرَاء والأطباء والحكماء والألباء والعقلاء وَأَصْحَاب النَّحْل والبدع والآراء وأعيان كل فن اشْتهر مِمَّن اتقنه من الْفُضَلَاء من كل نجيب مجيد ولبيب مُفِيد الطَّوِيل (طواه الردى طي الرِّدَاء وغيبت ... فواضله عَن قومه وفضائله) فقد دَعَوْت الجفلى إِلَى هَذَا التَّأْلِيف وَفتحت أبوابه لمن دَخلهَا بِلَا تسويغ تسويف وَلَا تكليم تَكْلِيف وَذكرت لمن يجب فتحا يسره أَو خيرا قَرَّرَهُ أَو جودا أرْسلهُ أَو رَأيا أعمله أَو حَسَنَة أسداها أَو سَيِّئَة أبداها أَو بِدعَة سنّهَا وزخرفها أَو مقَالَة حرر فنها وَعرفهَا أَو كتابا وَضعه) أَو تأليفاً جمعه أَو شعرًا نظمه أَو نثرا أحكمه الْبَسِيط

(ذكر الْفَتى عمره الثَّانِي وَحَاجته ... مَا فَاتَهُ وفضول الْعَيْش أشغال) وَلم أخل بِذكر وَفَاة أحد مِنْهُم إِلَّا فِيمَا ندر وشذ وانخرط فِي سلك أقرانه وَهُوَ فذ لِأَنِّي لم أتحقق وَفَاته وَكم من حاول أمرا فَمَا بلغه وَفَاته على أَنه قد يَجِيء فِي خلال ذَلِك من لَا يضْطَر إِلَى ذكره ويبدو هجر شوكه بَين وصال زهره قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد رَحمَه الله تَعَالَى لَا يصل أحد من النَّحْو إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِلَّا بعد معرفَة مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ قلت فقد صَار مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ مُحْتَاجا إِلَيْهِ لِأَن المتوقف وجوده على وجود شَيْء آخر مُتَوَقف على وجود ذَلِك الشَّيْء وَهَكَذَا كل علم لَا يبلغ الْإِنْسَان اتقانه إِلَّا بعد تَحْصِيل مَا لم يفْتَقر إِلَيْهِ فقد اذكر فِي كتابي هَذَا من لَا لَهُ مزية وَجعلت أصْبع الْقَلَم من ذكره تَحت رزة رزية غير أَن لَهُ مُجَرّد رِوَايَة عَن المعارف متفردة وَلم تكن لَهُ دراية حمائمها على غصون النَّقْل مغردة الْبَسِيط (والأيك مُشْتَبهَات فِي منابتها ... وَإِنَّمَا يَقع التَّفْضِيل فِي الثَّمر) وَلَكِن أردْت النَّفْع بِهِ للمحدث والأديب وَالرَّغْبَة فِيهِ للبيب والأريب وَجعلت ترتيبه على الْحُرُوف وتبويبه وتذهيب وَضعه بذلك وتهذيبه على أنني ابتدأت بِذكر سيدنَا مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ هُوَ الَّذِي أَتَى بِهَذَا الدّين الْقيم وسراجه وهاج وَصَاحب التَّنْبِيه على هَذِه الشرعة والمنهاج فاذكر تَرْجَمته مُخْتَصرا وأسرد أمره مُقْتَصرا لِأَن النَّاس قد صنفوا الْمَغَازِي وَالسير وأطالوا الْخَبَر فِيهَا كَمَا أطابوا الْخَبَر ومليت لما ملئت بشمائله مهارق التواليف وَرفعت لما وضعت تيجانها على مفارق التصانيف فَأول من صنف فِي الْمَغَازِي عُرْوَة بن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا ثمَّ مُوسَى بن عقبَة ثمَّ عبد الله بن وهب ثمَّ فِي السّير ابْن إِسْحَق وَرَوَاهَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم من زَاد وَمن نقص فَمنهمْ زِيَاد بن عبد الله البكائي شيخ عبد الْملك بن هِشَام مُخْتَصر السِّيرَة وَسَلَمَة بن الْفضل الأبرش وَمُحَمّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي وَيُونُس بن بكير الْكُوفِي وَعمل أَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي رَحمَه الله تَعَالَى كتاب الرَّوْض الْأنف فِي شرح السِّيرَة الْمشَار إِلَيْهَا وَوضع عَلَيْهِ شَيخنَا الإِمَام الْحَافِظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ كتابا سَمَّاهُ بلبل الرَّوْض وَفِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى لِابْنِ سعد سيرة مُطَوَّلَة ثمَّ دَلَائِل النُّبُوَّة لأبي زرْعَة الرَّازِيّ شيخ مُسلم ثمَّ دَلَائِل السَّرقسْطِي ثمَّ دَلَائِل الْحَافِظ أبي نعيم فِي سفرين ثمَّ دَلَائِل النُّبُوَّة للنقاش صَاحب التَّفْسِير) وَدَلَائِل النُّبُوَّة للطبراني وَدَلَائِل أبي ذَر الْمَالِكِي ثمَّ دَلَائِل الإِمَام الْبَيْهَقِيّ فِي سِتَّة أسفار كبار فأجاد مَا شَاءَ وأعلام النُّبُوَّة لأبي الْمطرف قَاضِي الْجَمَاعَة وأعلام النُّبُوَّة لِابْنِ قُتَيْبَة اللّغَوِيّ وَمن أَصْغَر مَا صنف فِي ذَلِك جُزْء لطيف لِابْنِ فَارس صَاحب الْمُجْمل فِي اللُّغَة وَكتاب الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي رَحمَه الله كتبته بخطى وقرأته على

شَيخنَا الْحَافِظ جمال الدّين الْمزي وَالشَّمَائِل لِلْحَافِظِ المستغفري النَّسَفِيّ وَكتاب صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للْقَاضِي أبي البخْترِي وَكتاب الْأَخْلَاق للْقَاضِي اسماعيل الْمَالِكِي وَكتاب الشفا للْقَاضِي عِيَاض وَالْوَفَاء لِابْنِ الْجَوْزِيّ فِي مجلدين والاقتفاء لِابْنِ مُنِير خطيب الاسكندرية ونظم الدُّرَر لِابْنِ عبد الْبر وسيرة ابْن حزم وَحجَّة الْوَدَاع فأجاد فِيهَا وسيرة الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وسيرة الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ مختصرة وعيون الْأَثر فِي الْمَغَازِي وَالشَّمَائِل وَالسير لشَيْخِنَا الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس ورويتها عَنهُ سَمَاعا لبعضها من لَفظه وإجازة لعامتها وَله سيرة أُخْرَى مختصرة سَمعتهَا من لَفظه ولشيخنا الإِمَام الْحَافِظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ فِي أول تَارِيخ الْإِسْلَام مُجَلد فِي الْمَغَازِي ومجلد فِي السِّيرَة قرأتهما عَلَيْهِ وَفِي تَارِيخ ابْن جرير فِي الْأَيَّام النَّبَوِيَّة جملَة من ذَلِك وَلابْن عَسَاكِر فِي صدر تَارِيخه لدمشق جُزْء كَبِير وَلابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِيمَا يتَعَلَّق بذلك نفس طَوِيل هَذَا إِلَى مَا فِي الْكتب الصِّحَاح السِّتَّة من ذكر شمائله ومغازيه وسيره الوافر (وَيبقى ضعف مَا قد قيل فِيهِ ... إِذا لم يتْرك أحد مقَالا) وَقد اتيت فِي التَّرْجَمَة النَّبَوِيَّة بِمَا لَا غنى عَن عرفانه وَلَا يسع الْفَاضِل غير الِاطِّلَاع على بديع مَعَانِيه وَبَيَانه وسردت ذكر من جَاءَ بعده من المحمدين إِلَى عصري وَأَبْنَاء زماني الَّذين أينع زهرهم فِي روض دهري ثمَّ أذكر البَاقِينَ من حرف الْألف إِلَى الْيَاء على توالي الْحُرُوف وأتيت فِي كل حرف بِمن جَاءَ فِيهِ من الْآحَاد والعشرات والمئين والألوف بِشَرْط أَن لَا أدع كميت الْقَلَم يمرح فِي ميدان طرسه إِذا أجررته رسنه وَلَا أكون إِلَّا من الَّذين يَسْتَمِعُون القَوْل فيتبعون أحْسنه الزمر وَلَا أغدو إِلَّا مِمَّن يلغي السَّيئَة وَيذكر الحسنه مجزوء الْكَامِل (لَا خير فِي حَشْو الْكَلَام إِذا اهتديت إِلَى عيونه) اللَّهُمَّ إِلَّا أَن كَانَ لِلْقَوْلِ مجَال ومجاز وَلم يرخ دون الإطالة حجاب وَلَا حجاز فقد رَأَيْت كثيرا مِمَّن تصدى لذَلِك أَتَى فِي كِتَابه بِفُضُول كَثِيرَة وفصول لَا تضطجع الْمَنَافِع مِنْهَا على فرش وثيرة ونقول لَيست مثيبة للْوَاقِف وَلَا للفوائد مثيرة الْخَفِيف) (إِن بعض القريض مِنْهُ هذاء ... لَيْسَ شَيْئا وَبَعضه أَحْكَام) (مِنْهُ مَا يجلب البراعة وَالْفضل وَمِنْه مَا يجلب البرسام) وَقد قدمت قبل ذَلِك مُقَدّمَة فِيهَا فُصُول فوائدها مهمة وقواعدها يملك الْفَاضِل بهَا من الاتقان أزمة تتنوع الإفادة فِيهَا كَمَا تنوع الْأَعْرَاب فِي كم عمَّة وينال بهَا المتأدب مَا ناله أَبُو

مُسلم من الحزم وعلو الهمة ويهيم بهَا فكره كَمَا هام بمية ذُو الرمة ويبدو لَهُ من محاسنها مَا بدا من جمال ريا للصمة ثمَّ إِنِّي أعقد لكل اسْم بَابا يَنْقَسِم إِلَى فُصُول بِعَدَد حُرُوف المعجم تتَعَلَّق الْحُرُوف فِي الْفُصُول بأوائل أَسمَاء الْآبَاء ليتنزل كل وَاحِد فِي مَوْضِعه ويشرق كل نجم فِي هَذَا الْأُفق من مطلعه فَلَا يعدو أحدهم مَكَانَهُ وَلَا يرفع هَذَا تمسك تنسك وَلَا يخْفض ذَاك جِنَايَة خِيَانَة وَلَا يتَأَخَّر هَذَا لمهابط مهانة وَلَا يتَقَدَّم ذَاك لمكارم مكانة وَقد سميته الوافي بالوفيات وَمن الله تَعَالَى اطلب الإغاثة بالأعانة واستمد مِنْهُ التَّوْفِيق لطريق الْإِنَابَة والأبانة واستعينه على زمَان غلبت فِيهِ الزمانة لَا رب غَيره ينول العَبْد مناه وَأَمَانَة وَلَا إِلَه إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ هُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل

المقدمة

(الْمُقدمَة) وفيهَا فُصُول الأول كَانَت الْعَرَب تورخ فِي بني كنَانَة من موت كَعْب بن لؤَي فَلَمَّا كَانَ عَام الْفِيل أرخت مِنْهُ وَكَانَت الْمدَّة بَينهمَا مئة وَعشْرين سنة قَالَ صَاحب الأغاني أَبُو الْفرج أَنه لما مَاتَ الْوَلِيد بن المُغيرة بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم أرخت قُرَيْش بوفاته مُدَّة لأعظامها إِيَّاه حَتَّى إِذا كَانَ عَام الْفِيل جَعَلُوهُ تَارِيخا هَكَذَا ذكره ابْن دَاب وَأما الزبير بن بكار فَذكر أَنَّهَا تؤرخ بوفاة هِشَام بن الْمُغيرَة تسع سِنِين الى ان كَانَت السّنة الَّتِي بنوا فِيهَا الْكَعْبَة فارخوا بهَا انْتهى وارخ بَنو اسماعيل عَلَيْهِ السَّلَام من نَار ابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى بنائِهِ الْبَيْت وَمن بنائِهِ الْبَيْت الى تفّرق معد وَمن تفرق معّد الى موت كَعْب بن لؤيّ وَمن عَادَة النَّاس ان يؤرخوا بالواقع الْمَشْهُور وَالْأَمر الْعَظِيم فأرخ بعض الْعَرَب بعام الْخِتَان لشهرته قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي الوافر (فَمن يَك سَائِلًا عني فَإِنِّي ... من الفتيان أَيَّام الْخِتَان) (مَضَت مئة لعام ولدت فِيهِ ... وعام بعد ذَاك وحجتان) (وَقد أبقت صروف الدَّهْر مني ... كَمَا أبقت من السَّيْف الْيَمَانِيّ) وَكَانَت الْعَرَب قَدِيما تورخ بالنجوم وَهُوَ أصل قَوْلك نجمت على فلَان كَذَا حَتَّى يُؤَدِّيه فِي) نُجُوم وَقَالَ بَعضهم قَالَت الْيَهُود إِن الْمَاضِي من خلق آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى تَارِيخ الاسكندر ثَلَاثَة آلَاف سنة وَأَرْبَعمِائَة سنة وَثَمَانِية وَأَرْبَعُونَ سنة وَقَالَت النَّصَارَى أَنَّهَا خَمْسَة آلَاف سنة وَمِائَة

أقدم التواريخ التي بأيدي الناس

وَثَمَانُونَ سنة وَأما الْمدَّة المحررة من هبوط آدم عَلَيْهِ السَّلَام من الْجنَّة إِلَى الأَرْض لتاريخ اللَّيْلَة المسفرة عَن صباح يَوْم الْجُمُعَة الَّذِي كَانَ فِيهِ الطوفان عِنْد الْيَهُود ألف سنة وسِتمِائَة وَخَمْسُونَ سنة وَعند النَّصَارَى ألفا سنة ومائتان وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ سنة وَعند السامرة ألف وثلاثمائة سنة وَسبع سِنِين وَقَالَ آخر الْمدَّة الَّتِي بَين خلق آدم وَيَوْم الطوفان ألفا سنة ومائتان وَعِشْرُونَ سنة وَثَلَاثَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَأما تَارِيخ الاسكندر الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن الْعَظِيم وتاريخ بخت نصر فمعلومان وتاريخ الطوفان مَجْهُول فأردنا تَصْحِيح ذَلِك وتحريره فصححناه بحركات الْكَوَاكِب وأوساطها من وَقت كَون الطوفان الَّذِي وضع فِيهِ بطلميوس أوساط الْكَوَاكِب فِي المجسطي فبمعاونة هذَيْن الْأَصْلَيْنِ صححنا تَارِيخ الطوفان بحركات الْكَوَاكِب كَمَا تصحح حركات الْكَوَاكِب بالتاريخ طرداً فعكسنا ذَلِك إِلَى خلف وجمعنا أزمنته وحررناه فَوَجَدنَا بَين الطوفان وبخت نصر من السنين الشمسية على أبلغ مَا يُمكن من التَّحْرِير ألفي سنة وَأَرْبَعمِائَة سنة وثلثي سنة وَربع سنة وَمِنْه إِلَى تَارِيخ السريان أَرْبَعمِائَة سنة وَسِتَّة وَثَلَاثُونَ سنة وجمعنا ذَلِك فَكَانَ مَا بَين الطوفان وَذي القرنين بعد جبر الكسور أَلفَيْنِ وتسع مائَة واثنين وَثَلَاثِينَ سنة ثمَّ زِدْنَا على ذَلِك مَا بَيْننَا وَبَين ذِي القرنين إِلَى عامنا هَذَا وَهُوَ سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة لِلْهِجْرَةِ فَبلغ من آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى الْآن سِتَّة آلَاف سنة وَسَبْعمائة وتسعا وَسبعين سنة على أبلغ مَا يُمكن من التَّحْرِير وَقَالَ وهب عَاشَ آدم ألف سنة وَفِي التَّوْرَاة تِسْعمائَة وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ بَين آدم وطوفان نوح ألفا سنة ومائتان وَأَرْبَعُونَ سنة وَبَين الطوفان وَإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام تِسْعمائَة وَسَبْعَة وَأَرْبَعُونَ سنة وَبَين إِبْرَاهِيم ومُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام سَبْعمِائة سنة وَبَين مُوسَى وَدَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام خَمْسمِائَة سنة وَبَين دَاوُد وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام ألف سنة وَمِائَة سنة وَبَين عِيسَى وَمُحَمّد نَبينَا صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِمَا سِتّمائَة وَعِشْرُونَ سنة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ (أقدم التواريخ الَّتِي بأيدي النَّاس) زعم بَعضهم أَن أقدم التواريخ تَارِيخ القبط لِأَنَّهُ بعد انْقِضَاء الطوفان وَأقرب التواريخ الْمَعْرُوفَة تَارِيخ يزدجرد بن شهريار الْملك الْفَارِسِي وَهَذَا هُوَ تَارِيخ أرخه الْمُسلمُونَ عِنْد افتتاحهم بِلَاد) الأكاسرة وَهِي الْبِلَاد الَّتِي تسمى بِلَاد إيران شهر وَأما التَّارِيخ المعتضدي فَمَا أَظُنهُ تجَاوز بِلَاد الْعرَاق وَفِيمَا بَين هَذِه التواريخ تواريخ القبط وَالروم وَالْفرس وَبني إِسْرَائِيل وتاريخ عَام الْفِيل وأرخ النَّاس بعد ذَلِك من عَام الْهِجْرَة وَأول من أرخ الْكتب من الْهِجْرَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة وَكَانَ سَبَب ذَلِك أَن أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ كتب إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه يأتينا من قبل أَمِير الْمُؤمنِينَ كتب لَا نَدْرِي على أَيهَا نعمل قد قَرَأنَا صكاً مِنْهَا مَحَله شعْبَان فَمَا نَدْرِي أَي الشعبانين الْمَاضِي أَو الْآتِي فَعمل عمر رَضِي الله عَنهُ على كتب التَّارِيخ فَأَرَادَ أَن يَجْعَل أَوله رَمَضَان فَرَأى أَن الْأَشْهر الْحرم تقع حِينَئِذٍ فِي سنتَيْن فَجعله من الْمحرم وَهُوَ

آخرهَا فصيره أَولا لتجتمع فِي سنة وَاحِدَة وَكَانَ قد هَاجر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْخَمِيس لأيام من الْمحرم فَمَكثَ مُهَاجرا بَين سير ومقام حَتَّى دخل الْمَدِينَة شَهْرَيْن وَثَمَانِية أَيَّام وَقَالَ العسكري فِي كتاب الْأَوَائِل أول من آخر النيروز المتَوَكل قَالَ بَينا المتَوَكل يطوف فِي متصيد لَهُ إِذْ رأى زرعا أَخْضَر قَالَ قد استأذنني عبيد الله بن يحيى فِي فتح الْخراج وَأرى الزَّرْع أَخْضَر فَقيل لَهُ أَن هَذَا قد أضرّ بِالنَّاسِ فهم يقترضون ويستسلفون فَقَالَ هَذَا شَيْء حدث أم هُوَ لم يزل كَذَا فَقيل لَهُ حَادث ثمَّ عرف أَن الشَّمْس تقطع الْفلك فِي ثَلَاثمِائَة وَخَمْسَة وَسِتِّينَ يَوْمًا وَربع يَوْم وَأَن الرّوم تكبس فِي كل أَربع سِنِين يَوْمًا فيطرحونه من الْعدَد فيجعلون شباط ثَلَاث سِنِين مُتَوَالِيَات ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا وَفِي السّنة الرَّابِعَة وَهِي الَّتِي تسمى الكبيس نيجر من ذَلِك الرّبع يَوْم تَامّ فَيصير شباط تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا فَكَانَت الْفرس تكبس الْفضل الَّذِي بَين سنتها وَبَين سنة الشَّمْس فِي كل مئة وَسِتَّة عشر سنة شهرا وَهَذَا الكبس على طوله أصح من كبس الرّوم لِأَنَّهُ أقرب إِلَى مَا يحصله الْحساب من الْفضل فِي سنة الشَّمْس فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام عطل ذَلِك وَلم يعْمل بِهِ فاضر بِالنَّاسِ ذَلِك وَجَاء زمن هِشَام فَاجْتمع الدهاقنة إِلَى خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي فشرحوا لَهُ وسألوه أَن يُؤَخر النيروز شهرا فَكتب إِلَى هِشَام بن عبد الْملك وَهُوَ خَليفَة فَقَالَ هِشَام أَخَاف أَن يكون هَذَا من قَول الله تَعَالَى إِنَّمَا النسيء زِيَادَة فِي الْكفْر التَّوْبَة فَلَمَّا كَانَ أَيَّام الرشيد اجْتَمعُوا إِلَى يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي وسألوه أَن يُؤَخر النيروز نَحْو شهر فعزم على ذَلِك فَتكلم اعداؤه فِيهِ فَقَالُوا هُوَ يتعصب للمجوسية فَاضْرب عَنهُ فَبَقيَ على ذَلِك إِلَى الْيَوْم فَاحْضُرْ المتَوَكل إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس وَأمره أَن يكْتب كتابا فِي تَأْخِير النيروز بعد أَن يحسبوا الْأَيَّام فَوَقع الْعَزْم على تَأْخِيره إِلَى سَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا) من حزيران فَكتب الْكتاب على ذَلِك وَهُوَ كتاب مَشْهُور فِي رسائل إِبْرَاهِيم وَإِنَّمَا احتذى المعتضد مَا فعله المتَوَكل إِلَّا أَنه قد قصره فِي أحد عشر يَوْمًا من حزيران فَقَالَ البحتري يمدح المتَوَكل الْخَفِيف (لَك فِي الْمجد أول وأخير ... ومساع صغيرهن كَبِير) (إِن يَوْم النيروز عَاد إِلَى الْعَهْد الَّذِي كَانَ سنه ازدشير) (أَنْت حولته إِلَى الْحَالة الأولى وَقد كَانَ حائرا يستدير) قَالَ أَحْمد بن يحيى البلاذري حضرت مجْلِس المتَوَكل وَإِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس يقْرَأ الْكتاب الَّذِي انشأه فِي تَأْخِير النيروز والمتوكل يعجب من حسن عِبَارَته ولطف مَعَانِيه وَالْجَمَاعَة تشهد لَهُ بذلك فدخلتني نفاسة فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي هَذَا الْكتاب خطأ فَأَعَادُوا النّظر فِيهِ وَقَالُوا مَا نرَاهُ وَمَا هُوَ فَقلت أرخ السّنة الفارسية بالليالي والعجم تورخ بِالْأَيَّامِ وَالْيَوْم عِنْدهم أَربع وَعِشْرُونَ

سَاعَة تشْتَمل على اللَّيْل وَالنَّهَار وَهُوَ جُزْء من ثَلَاثِينَ جُزْءا من الشَّهْر وَالْعرب تورخ بالليالي لِأَن سنتهمْ وشهورهم قمرية وَابْتِدَاء رُؤْيَة الْهلَال بِاللَّيْلِ قَالَ فَشَهِدُوا بِصِحَّة مَا قلت واعترف إِبْرَاهِيم وَقَالَ لَيْسَ هَذَا من علمي قَالَ فخف عني مَا دخلني من النفاسة ثمَّ قتل المتَوَكل قبل دُخُول السّنة الجديدة وَولى الْمُنْتَصر واحتيج إِلَى المَال فطولب بِهِ النَّاس على الرَّسْم الأول وانتقض مَا رسمه المتَوَكل فَلم يعْمل بِهِ حَتَّى ولي المعتضد فَقَالَ ليحيى بن عَليّ المنجم قد كثر ضجيج النَّاس فِي أَمر الْخراج فَكيف جعلت الْفرس مَعَ حكمتها وَحسن سيرتها افْتِتَاح الْخراج فِي وَقت لَا يتَمَكَّن النَّاس من أَدَائِهِ فِيهِ قَالَ فشرحت لَهُ أمره وَقلت يَنْبَغِي أَن يرد إِلَى وقته وَيلْزم يَوْمًا من أَيَّام الرّوم فَلَا يَقع فِيهِ تَغْيِير فَقَالَ الْحق عبد الله بن سُلَيْمَان فوافقه على ذَلِك فصرت إِلَيْهِ ووافقته وحسبنا حسابه فَوَقع فِي الْيَوْم الْحَادِي عشر من حزيران وَأحكم أمره على ذَلِك وَأثبت فِي الدَّوَاوِين وَكَانَ النيروز الْفَارِسِي فِي وَقت نقل المعتضد لَهُ يَوْم الْجُمُعَة لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من صفر سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمن شهور الرّوم الْحَادِي عشر مكن نيسان فاخره حَسْبَمَا أوجبه الكبس سِتِّينَ يَوْمًا حَتَّى رَجَعَ إِلَى وقته الَّذِي كَانَت الْفرس ترده إِلَيْهِ وَكَانَ قد مضى لذَلِك مِائَتَان وَاثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سنة فارسية تكون من سني الْعَرَب مِائَتَيْنِ وَتِسْعَة وَثَلَاثِينَ سنة وَبضْعَة عشر يَوْمًا وَوَقع بعد التَّأَخُّر يَوْم الْأَرْبَعَاء لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمن شهور الرّوم الْحَادِي عشر من حزيران) انْتهى مَا حَكَاهُ العسكري قلت قَوْله تَعَالَى إِنَّمَا النسيء زِيَادَة فِي الْكفْر التَّوْبَة الْآيَة فِي النسيء قَولَانِ الأول إِنَّه التَّأْخِير قَالَ أَبُو زيد نسأت الْإِبِل عَن الْحَوْض إِذا أخرتها وَكَأن النسيء عبارَة عَن التَّأْخِير من شهر إِلَى شهر آخر وَالثَّانِي هُوَ الزِّيَادَة قَالَ قطرب نسأ الله فِي الْأَجَل إِذا زَاد فِيهِ وَالصَّحِيح الأول نسأت الْمَرْأَة إِذا حملت لتأخير حَيْضهَا ونسأت اللَّبن إِذا أَخَّرته حَتَّى أَكثر المَاء فِيهِ كَانَت الْعَرَب تعتقد تَعْظِيم الْأَشْهر الْحرم تمسكا بِهِ من مِلَّة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ يشق عَلَيْهِم الْكَفّ عَن مَعَايشهمْ وَترك الإغارة والقتال ثَلَاثَة أشهر على التوالي فنسئوا أَي أخروا تَحْرِيم ذَلِك الشَّهْر إِلَى غَيره فأخروا حُرْمَة الْمحرم إِلَى صفر فيحلون الْمحرم ويحرمون صفر وَإِذا احتاجوا إِلَى تَحْرِيم صفر أخروه إِلَى ربيع الأول هَكَذَا كل شهر حَتَّى يَدُور التَّحْرِيم على شهور السّنة كلهَا فَقَامَ الْإِسْلَام وَقد رَجَعَ الْمحرم إِلَى مَوْضِعه وَذَلِكَ بعد دهر طَوِيل فَخَطب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع وَقَالَ إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق الله السَّمَاوَات وَالْأَرْض السّنة اثْنَا عشر شهرا مِنْهَا أَرْبَعَة حرم ثَلَاثَة مُتَوَالِيَات ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم وَوَاحِد فَرد وَهُوَ رَجَب مُضر الَّذِي بَين جُمَادَى وَشَعْبَان ووقف صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَرَفَة فِي حجَّة الْوَدَاع يَوْم التَّاسِع وخطب بمنى يَوْم الْعَاشِر واعلمهم أَن

الفصل الثاني

أشهر النسيء قد تناسخت باستدارة الزَّمَان وَعَاد الْأَمر إِلَى مَا وضع عَلَيْهِ حِسَاب الْأَشْهر يَوْم خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض وَأمرهمْ بالمحافظة عَلَيْهَا لِئَلَّا تتبدل فِيمَا يَأْتِي من الزَّمَان وَأول من نسأ النسيء بَنو مَالك بن كنَانَة أَبُو عبيد بَنو فقيم من كنَانَة أَو أول من فعل ذَلِك نعيم بن ثَعْلَبَة من كنَانَة وَكَانَ يكون الْمَوْسِم فَإِذا هم النَّاس بالصدر قَامَ فَخَطب وَقَالَ لَا مرد لما قضيت فَلَا أعاب وَلَا أحاب فَيَقُول لَهُ الْمُشْركُونَ لبيْك فيسألونه أَن ينسئهم شهرا يغيرون فِيهِ فَيَقُول فَإِن صفراً الْعَام حرَام فيحلون الأوتار وينزعون الأسنة الأزجة وَإِن قَالَ حَلَال عقدوا الأوتار وشدوا الأزجة وأغاروا وَكَانَ من بعده جُنَادَة بن عَوْف وَهُوَ الَّذِي أدْركهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يُقَال لَهُ القملش أَو أول من نسي النسيء عَمْرو بن لحي بن قمعة بن جُنْدُب (الْفَصْل الثَّانِي) تَقول الْعَرَب أرخت وورخت فيقلبون الْهمزَة واواً لِأَن الْهمزَة نَظِير الْوَاو فِي الْمخْرج فالهمزة) من أقْصَى الْحلق وَالْوَاو من آخر الْفَم فَهِيَ محاذيتها وَلذَلِك قَالُوا فِي وعد أعد وَفِي وُجُوه أجوه وَفِي أثوب أثوب وَأحد ووحد فعلى ذَلِك يكون الْمصدر تَارِيخا وتوريخاً بِمَعْنى وَقَاعِدَة التَّارِيخ عِنْد أهل الْعَرَبيَّة أَن يورخوا بالليالي دون الْأَيَّام لِأَن الْهلَال إِنَّمَا يرى لَيْلًا ثمَّ إِنَّهُم يؤنثون الذّكر ويذكرون الْمُؤَنَّث على قَاعِدَة الْعدَد لِأَنَّك تَقول ثَلَاثَة غلْمَان وَأَرْبع جوَار إِذا عرفت ذَلِك فَإنَّك تَقول فِي اللَّيَالِي مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر ثَلَاث لَيَال إِلَى بَابه وَتقول فِي الْأَيَّام مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة ثَلَاثَة أَيَّام وَأَرْبَعَة أَيَّام وبابه فَإِن قلت لأي شَيْء فعلوا ذَلِك والتأنيث فرع على التَّذْكِير كَمَا تقرر فِي بَاب مَا لَا ينْصَرف لما كَانَ التَّأْنِيث عِلّة من الصّرْف قلت لِأَن الأَصْل فِي الْعدَد التَّأْنِيث لكَونه جمَاعَة والمذكر الأَصْل فأنث الأَصْل فِي هَذَا الْبَاب وَبَقِي الْمُذكر بِغَيْر تَأْنِيث لِأَنَّهُ فرع وَلِأَن الْفرق لَا يحصل إِلَّا بِزِيَادَة وَالزِّيَادَة يحتملها الْمُذكر لِأَنَّهُ أخف من الْمُؤَنَّث وَقَالُوا يَوْم وَاحِد ويومان وَثَلَاثَة أَيَّام وَمَا بعده إِلَى الْعشْرَة فَلم يضيفوا وَاحِد وَلَا اثْنَان إِلَى مُمَيّز فَأَما مَا جَاءَ من قَول الشَّاعِر الرجز (كَأَن خصييه من التدلدل ... ظرف عَجُوز فِيهِ ثنتا حنظل)

فبابه الشّعْر وضرورة الشّعْر لَا تكون قَاعِدَة فَإِن قلت لأي شَيْء فعلوا ذَلِك قلت لِأَنَّهُ يعود إِلَى بَاب إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه لِأَنَّك إِذا قلت اثْنَا يَوْمَيْنِ أَو وَاحِد رجل فاليومان هما الأثنان وَالْوَاحد هُوَ الرجل وَإِذا قلت يَوْم ورجلان فقد دللت على الكمية وَالْجِنْس وَلَيْسَ كَذَلِك فِي أَيَّام وَرِجَال فِيمَا فَوق الثَّلَاثَة لِأَن ذَلِك يَقع على الْقَلِيل وَالْكثير فيضاف الْعدَد إِلَيْهِ لتعلم الكمية وأضافوا الْعدَد من الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة إِلَى جموع الْقلَّة فَقَالُوا ثَلَاثَة أَيَّام وَأَرْبَعَة أجمال وَخَمْسَة أشهر وَسِتَّة أرغفة وَلَا يُورد هَهُنَا قَوْله تَعَالَى ثَلَاثَة قُرُوء الْبَقَرَة لِأَنَّهُ ميز الثَّلَاثَة بِجمع الْكَثْرَة لِأَن الْمَعْنى كل وَاحِدَة من المطلقات تَتَرَبَّص للعدة ثَلَاثَة أَقراء ثَلَاثَة أَقراء فَلَمَّا كَانَ مَجْمُوع الْأَقْرَاء من المطلقات كثيرا ميز الثَّلَاثَة بِجمع الْكَثْرَة وَلَا ينْقض هَذَا بقوله تَعَالَى الله يتوفى الْأَنْفس الزمر فَأتى بِجمع الْقلَّة والنفوس المتوفاة كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة أشعاراً بتهوين هَذَا الْفِعْل فِي مَقْدُور الله تَعَالَى وَكَأن توفى هَذِه النُّفُوس الْكَثِيرَة الَّتِي علم كثرتها وَتحقّق تزايدها فِي مَقْدُور الله تَعَالَى كَأَنَّهُ توفى أنفس قَليلَة دون الْعشْرَة وَلَا يُضَاف عدد أقل من سِتَّة إِلَى مميزين ذكر وَأُنْثَى لِأَن كل وَاحِد من المميزين جمع وَأَقل الْجمع ثَلَاثَة وَقَالُوا فِي الْعدَد الْمركب من بعد الشعرة إِلَى الْعشْرين وَهُوَ أحد عشر وَبَاب إِحْدَى عشرَة لَيْلَة واثنتا عشرَة سَاعَة وَثَلَاث عشرَة لَيْلَة وَمَا بعده إِلَى الْعشْرين بِإِثْبَات التَّأْنِيث فِي الجزءين من إِحْدَى عشرَة واثنتا عشرَة وَحذف التَّأْنِيث) من الْجُزْء الأول فِي الْبَاقِي للمؤنث وَأحد عشر يَوْمًا وَاثنا عشر يَوْمًا وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَمَا بعده إِلَى الْعشْرين بخلو الجزءين الْأَوَّلين من التَّأْنِيث وإثباته فِي الْجُزْء الأول لما بعده فِي الْمُذكر والحجازيون يسكنون الشين فِي عشرَة وَبَنُو تَمِيم يكسرونها وميزوا مَا بعد الْعشْرَة إِلَى الْعشْرين وَمَا بعْدهَا من الْعُقُود إِلَى التسعين بمنصوب فَقَالُوا أحد عشر كوكباً وَأَرْبَعين لَيْلَة فَإِن قلت هلا اجروا هَذَا الْمُمَيز مجْرى مَا قبل ذَلِك من الْوَاحِد إِلَى الْعشْرَة قلت أما فِي أحد عشر وبابه فَإِن حق الْجُزْء الْأَخير التَّنْوِين إِنَّمَا حذف تنوينه لبنائه من كَونه مركبا فَكَأَن التَّنْوِين مَوْجُود فِي اللَّفْظ لِأَنَّهُ لم يقم مقَامه شَيْء يبطل حكمه فَكَانَ بَاقِيا فِي الحكم فَمنع مميزه من الْإِضَافَة لِأَنَّهَا لَا تَجْتَمِع مَعَ التَّنْوِين وَأما فِي عشْرين وبابه لِأَن النُّون قَائِمَة مقَام التَّنْوِين الَّتِي فِي الْمُفْرد وَلِهَذَا تسْقط مَعَ الْإِضَافَة كالتنوين فَامْتنعَ الْمُمَيز أَيْضا من الْإِضَافَة فانتصب وَأتوا بواو الْعَطف بعد الْعشْرين ومنعوها بعد الْعشْرَة إِلَى الْعشْرين فَقَالُوا أحد وَعِشْرُونَ وَأحد عشر فَإِن قلت مَا الْعلَّة فِي ذَلِك قلت حذفوها مَا بعد الْعشْرَة حملا على الْعشْرَة وَمَا قبلهَا من الْآحَاد لقربها مِنْهَا على لفظ الْأَعْدَاد المفردة فَلَمَّا بَعدت بعد الْعشْرين عَنْهَا أَتَوا بِالْوَاو فَإِن قلت فَهَلا اشتقوا فِي العشرات من لفظ الِاثْنَيْنِ كَمَا اشتقوا من الثَّلَاثَة ثَلَاثِينَ وهلم جرا إِلَى التسعين

قلت لِأَن اثْنَيْنِ أعرب بِالْألف فِي حَالَة الرّفْع وَعِشْرُونَ جرت مجْرى الْجمع السَّالِم فأعربت بِالْوَاو حَالَة الرّفْع فَلَو أَنهم فعلوا ذَلِك احْتَاجَ الْمُشْتَقّ فِي العشرات من الِاثْنَيْنِ أَن يكون لَهُ إعرابان فثنوا عشرَة فَقَالُوا عشرُون فَإِن قلت كَانَ يلْزم على هَذَا أَن يَقُولُوا عشرُون بِفَتْح الْعين والشين وَالرَّاء لِأَنَّهَا تَثْنِيَة عشر قلت لِأَن الأَصْل هَهُنَا كَمَا أوردت أَن يشتق من لفظ اثْنَيْنِ وَكَانَ أول الِاثْنَيْنِ مكسوراً فكسروا أول الْعشْرين وَسَكنُوا الشين طلبا للخفة وكسروا الرَّاء لمناسبة مَا جمع بِالْوَاو وَالنُّون أَلا تراهم ضموها فِي حَالَة الرّفْع وَأَيْضًا فان الْعشْرَة تؤنث وَجَمعهَا لَا يؤنث فكسروا أَولهَا فِي الْجمع لَان الْكسر من جنس الْيَاء وَقَالُوا مائَة يَوْم وَمِائَتَا يَوْم فَجعلُوا الممّيز من الْمِائَة الى الْألف وَمَا بعده مُضَافا وَلم يجروه مجْرى مَا بعد الْعشْرَة إِلَى التسعين فان قلت مَا العلّة فِي ذَلِك قلت لِأَن الْمِائَة حملت على الْعشْرَة لكَونهَا عقدا مثلهَا وحملت على التسعين لِأَنَّهَا تَلِيهَا فألزم مميزها الْإِضَافَة تَشْبِيها بِالْعشرَةِ وميزت بِالْوَاحِدِ دون الْجمع تَشْبِيها بالتسعين وَقَالُوا ثَلَاث مائَة وَأَرْبَعمِائَة وبابه فميزوه بالمفرد وَلم يميزوا بِالْجمعِ فَقَالُوا ثَلَاث مائين فَإِن قلت مَا الْعلَّة فِي ذَلِك قلت اكْتِفَاء بِلَفْظ الْوَاحِد عَن الْجمع قَالَ الله تَعَالَى) ثمَّ يخرجكم طفْلا غَافِر أَي أطفالا وَقَالَ الشَّاعِر الْكَامِل (كلوا فِي بعض بطنكم تعفوا ... فَإِن زمانكم زمن خميص) على أَنه قد قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَلَبِثُوا فِي كهفهم ثَلَاث مائَة سِنِين الْكَهْف بِإِضَافَة مائَة إِلَى سِنِين وَهَذَا إِضَافَة الْمُمَيز إِلَى جمع فعلى هَذِه الْقِرَاءَة أقل مُدَّة لبثهم على مَذْهَب من يرى أَن الْجمع اثْنَان فَمَا فَوْقهمَا تكون سِتّمائَة سنة وتسع سِنِين لكَونه أضيف الْمُمَيز إِلَى جمع وَقَالُوا ألف لَيْلَة فأجروا ذَلِك فِي التَّمْيِيز مجْرى الْمِائَة فَإِن قلت مَا الْعلَّة فِي ذَلِك قلت لِأَن الْألف عقد كَمَا أَن الْمِائَة عقد وَقَالُوا ثَلَاثَة آلَاف لَيْلَة فَجمعُوا الْألف وَقد دخل على الْآحَاد وَلم يفرد مَعَ الْآحَاد كالمائة فَإِن قلت هَذَا ينْقض مَا قَرّرته أَولا من التَّعْلِيل قلت أَن الْألف طرف كَمَا أَن الْوَاحِد طرف لِأَن الْوَاحِد أول وَالْألف آخر ثمَّ تَتَكَرَّر الْأَعْدَاد فَلذَلِك أجري مجْرى الْآحَاد) تَنْبِيه (لفظ ألف مُذَكّر وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى يمددكم ربكُم بِخَمْسَة آلَاف من الْمَلَائِكَة آل عمرَان وَقد تقرر أَن الْمَعْدُود الْمُذكر يؤنث والمؤنث يذكر وَلَا يُورد قَوْلهم هَذِه ألف دِرْهَم فَإِن الْإِشَارَة إِنَّمَا هِيَ إِلَى الدَّرَاهِم لَا إِلَى الْألف وَتَقْدِيره هَذِه الدَّرَاهِم ألف وَقَالَت الْعَرَب ألف صنم وَألف أَقرع وَإِذا أردْت تَعْرِيف الْعدَد الْمُضَاف أدخلت الأداة على الِاسْم الثَّانِي فتعرف بِهِ الأول نَحْو ثَلَاثَة الرِّجَال وَمِائَة الدِّرْهَم كَقَوْلِك غُلَام الرجل قَالَ ذُو الرمة الطَّوِيل

الفصل الثالث

(وَهل يرجع التَّسْلِيم أَو يكْشف الْعَمى ... ثَلَاث الأثافي والرسوم البلاقع) وَلَا يجوز الْخَمْسَة دَرَاهِم لِأَن الْإِضَافَة للتخصيص وَتَخْصِيص الأول بِاللَّامِ يُغْنِيه عَن ذَلِك فَأَما مَا لم يضف فأداة التَّعْرِيف فِي الأول نَحْو الْخَمْسَة عشر درهما إِذْ لَا تَخْصِيص بِغَيْر اللَّام وَقد جَاءَ شَيْء ف على خلاف ذَلِك) تَنْبِيه (الفصيح إِن تَقول عِنْدِي ثَمَانِي نسْوَة وثماني عشرَة جَارِيَة وثماني مائَة دِرْهَم لِأَن الْيَاء هُنَا يَاء المنقوص وَهِي ثَابِتَة فِي حَالَة الْإِضَافَة وَالنّصب كياء قَاض فَإِن قلت قَول الْأَعْشَى الْكَامِل (وَلَقَد شربت ثمانيا وثمانيا ... وثمان عشرَة واثنتين وأربعا) يُخَالف ذَلِك قلت بَابه الضَّرُورَة فِي الشّعْر كَمَا قَالَ الآخر الوافر (وطرت بمنصلي فِي يعملات ... دوامي الأيد يخبطن السريحا) يُرِيد الْأَيْدِي على أَنه قد قريء وَله الْجوَار المنشئات الرَّحْمَن بِضَم الرَّاء (الْفَصْل الثَّالِث) ) (فِي كَيْفيَّة كِتَابَة التَّارِيخ) تَقول للعشرة وَمَا دونهَا خلون لِأَن الْمُمَيز جمع وَالْجمع مؤنث وَقَالُوا لما فَوق الْعشْرَة خلت وَمَضَت لأَنهم يُرِيدُونَ أَن مميزه وَاحِد وَتقول من بعد الْعشْرين لتسْع أَن بَقينَ وثمان أَن بَقينَ تَأتي بِلَفْظ الشَّك لاحْتِمَال أَن يكون الشَّهْر نَاقِصا أَو كَامِلا وَقد منع أَبُو عَليّ الْفَارِسِي رَحمَه الله تَعَالَى أَن يكْتب لليلة خلت كَمَا منع من صبيحتها أَن يُقَال المستهل لِأَن الاستهلال قد مضى وَنَصّ على أَن يورخ بِأول الشَّهْر فِي الْيَوْم أَو بليلة خلت مِنْهُ وَقَالَ الحريري فِي) درة الغواص (وَالْعرب تخْتَار أَن تجْعَل النُّون للقليل وَالتَّاء للكثير لأَرْبَع خلون ولأربع عشرَة لَيْلَة خلت قَالَ وَلَهُم

اخْتِيَار آخر وَهُوَ أَن تجْعَل ضمير الْجمع للكثير الْهَاء وَالْألف وَضمير الْجمع الْقَلِيل الْهَاء وَالنُّون الْمُشَدّدَة كَمَا نطق الْقُرْآن إِن عدَّة الشُّهُور عِنْد الله اثْنَا عشر شهرا فِي كتاب الله يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض مِنْهَا أَرْبَعَة حرم ذَلِك الدّين الْقيم فَلَا تظلموا فِيهِنَّ أَنفسكُم التَّوْبَة فَجعل ضمير الْأَشْهر الْحرم بِالْهَاءِ وَالنُّون لقلتهن وَضمير شهور السّنة الْهَاء وَالْألف لكثرتها وَكَذَلِكَ اخْتَارُوا أَيْضا أَن ألْحقُوا لصفة الْجمع الْكثير الْهَاء فَقَالُوا أَعْطيته دَرَاهِم كَثِيرَة وأقمت أَيَّامًا مَعْدُودَة وألحقوا لصفة الْجمع الْقَلِيل الْألف وَالتَّاء فَقَالُوا أَقمت أَيَّامًا معدودات وَكسوته أثواباً رفيعات وعَلى هَذَا جَاءَ فِي سُورَة الْبَقَرَة وَقَالُوا لن تمسنا النَّار إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة الْبَقَرَة وَفِي سُورَة آل عمرَان إِلَّا أَيَّامًا معدودات آل عمرَان كَأَنَّهُمْ قَالُوا أَولا بطول الْمدَّة ثمَّ أَنهم رجعُوا عَنهُ فقصروا الْمدَّة انْتهى وَالْوَاجِب أَن تَقول فِي أول الشَّهْر لليلة خلت مِنْهُ أَو لغرته أَو لمستهله فَإِذا تحققت آخِره قلت انسلاخه أَو سلخه أَو آخِره قَالَ ابْن عُصْفُور وَالْأَحْسَن أَن تورخ بِالْأَقَلِّ فِيمَا مضى وَمَا بقى فَإِذا اسْتَويَا أرخت بِأَيِّهِمَا شِئْت قلت بل إِن كَانَ فِي خَامِس عشر قلت منتصف أَو فِي خَامِس عشر وَهُوَ أَكثر تَحْقِيقا لاحْتِمَال أَن يكون الشَّهْر نَاقِصا وَأَن كَانَ فِي الرَّابِع عشر ذكرته أَو السَّادِس عشر ذكرته ) فَائِدَة (وَرَأَيْت الْفُضَلَاء قد كتبُوا بعض الشُّهُور بِشَهْر كَذَا وَبَعضهَا لم يذكرُوا مَعَه شهرا وَطلبت الْخَاصَّة فِي ذَلِك فَلم أجدهم أَتَوا بِشَهْر إِلَّا مَعَ شهر يكون أَوله حرف رَاء مثل شَهْري ربيع وشهري رَجَب ورمضان وَلم أدر الْعلَّة فِي ذَلِك مَا هِيَ وَلَا وَجه الْمُنَاسبَة لِأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي أَن يحذف لفظ شهر من هَذِه الْمَوَاضِع لِأَنَّهُ يجْتَمع فِي ذَلِك راءان قد فروا من ذَلِك وَكَتَبُوا دَاوُد وناوس وَطَاوُس بواو وَاحِدَة كَرَاهِيَة الْجمع بَين المثلين وَجَرت الْعَادة بِأَن يَقُولُوا فِي) شهر الْمحرم شهر الله وَفِي شهر رَجَب شهر رَجَب الْفَرد أَو الْأَصَم أَو الأصب وَفِي شعْبَان شعْبَان المكرم وَفِي رَمَضَان رَمَضَان الْمُعظم وَفِي شَوَّال شَوَّال الْمُبَارك ويورخوا أول شَوَّال بعيد الْفطر وثامن ذِي الْحجَّة بِيَوْم التَّرويَة وتاسعه بِيَوْم عَرَفَة وعاشره بعيد النَّحْر وتاسع الْمحرم بِيَوْم تاسوعاء وعاشره بِيَوْم عَاشُورَاء فَلَا يَحْتَاجُونَ أَن يذكرُوا الشَّهْر وَلَكِن لَا بُد من ذكر السّنة قد يَجِيء فِي بعض الْمَوَاضِع نَيف وبضع مثل قَوْلهم نَيف وَعشْرين وَهُوَ بتَشْديد الْيَاء وَمن قَالَ نَيف بسكونها فَذَلِك لحن وَهَذَا اللَّفْظ مُشْتَقّ من أناف على الشَّيْء إِذا أشرف عَلَيْهِ فَكَأَنَّهُ لما زَاد على الْعشْرين كَانَ بِمَثَابَة المشرف عَلَيْهَا وَمِنْه قَول الشَّاعِر المتقارب (حللت برابية رِأسها ... على كل رابية نَيف) وَاخْتلف فِي مِقْدَاره فَذكر أَبُو زيد أَنه مَا بَين الْعقْدَيْنِ وَقَالَ غَيره هُوَ الْوَاحِد إِلَى الثَّلَاثَة وَلَعَلَّ هَذَا الْأَقْرَب إِلَى الصَّحِيح وَقَوْلهمْ بضع عشرَة سنة الْبضْع أَكثر مَا يسْتَعْمل فِيمَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر وَقيل بل هُوَ مَا دون نصف العقد وَقد آثروا القَوْل الأول إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى وهم من بعد غلبهم سيغلبون فِي بضع سِنِين الرّوم وَذَلِكَ أَن الْمُسلمين كَانُوا يحبونَ أَن تظهر الرّوم على فَارس لأَنهم أهل كتاب وَكَانَ الْمُشْركُونَ يميلون إِلَى أهل فَارس لأَنهم أهل أوثان فَلَمَّا بشر الله تَعَالَى الْمُسلمين بِأَن الرّوم سيغلبون فِي بضع سِنِين سر الْمُسلمُونَ بذلك

الفصل الرابع

ثمَّ أَن أَبَا بكر بَادر إِلَى مُشْركي قُرَيْش فَأخْبرهُم بِمَا نزل عَلَيْهِم فِيهِ فَقَالَ لَهُ أبين بن خلف خاطرني على ذَلِك فخاطره على خمس قلايص وَقدر لَهُ مُدَّة الثَّلَاث سِنِين ثمَّ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهُ كم الْبضْع فَقَالَ مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة فَأخْبرهُ بِمَا خاطر بِهِ أبي بن خلف فَقَالَ مَا حملك على تقريب الْمدَّة فَقَالَ الثِّقَة بِاللَّه وَرَسُوله فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عد إِلَيْهِم فزدهم فِي الْخطر وازدد فِي الْأَجَل فَزَادَهُم قلوصين وازداد مِنْهُم فِي الْأَجَل سنتَيْن فاظفر الله تَعَالَى الرّوم بِفَارِس قبل انْقِضَاء الْأَجَل الثَّانِي تَصْدِيقًا لتقدير أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ أبي قد مَاتَ من جرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ أَبُو بكر الْخطر من وَرَثَة أبي فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تصدق بِهِ وَكَانَت المخاطرة بَينهمَا قبل تَحْرِيم الْقمَار وَقيل الَّذِي خاطر أَبَا بكر إِنَّمَا هُوَ أَبُو سُفْيَان وَالْأول أصح (الْفَصْل الرَّابِع) (النّسَب مِمَّا يضْطَر إِلَيْهِ المورخ) ) فَأَقُول النّسَب هُوَ الْإِضَافَة لِأَن النّسَب إِضَافَة شَيْء إِلَى بلد أَو قَرْيَة أَو صناعَة أَو مَذْهَب أَو عقيدة أَو علم أَو قَبيلَة أَو وَالِد كَقَوْلِك مصري أَو مزي أَو منجنيقي أَو شَافِعِيّ أَو معتزلي أَو نحوي أَو زهري أَو خالدي فَهَذَا الْمَعْنى إِنَّمَا هُوَ إِضَافَة وَلِهَذَا كَانَ النُّحَاة الأقدمون يترجمونه بِبَاب الْإِضَافَة وَإِنَّمَا سميته نسبا لِأَنَّك عَرفته بذلك كَمَا تعرف الْإِنْسَان بآبائه وَإِنَّمَا زيد عَلَيْهِ حرف لنقله إِلَى الْمَعْنى الْحَادِث عَلَيْهِ طرداً للقاعدة فِي التَّأْنِيث والتثنية وَالْجمع فَإِن قلت لأي شَيْء اخْتصّت الْيَاء دون اختيها الْوَاو وَالْألف وَالْكل من حُرُوف الْمَدّ واللين قلت لِأَن النّسَب قد تقرر أَنه إِضَافَة شَيْء إِلَى شَيْء فِي الْمَعْنى وَأثر الْإِضَافَة فِي الثَّانِي الْجَرّ والكسرة من جنس الْيَاء فَنَاسَبَ زِيَادَة الْيَاء دون الْوَاو وَالْألف فأعرفه فَإِن قلت فلأي شَيْء شَدَّدُوا يَاء النّسَب قلت لِأَن النّسَب أبلغ فِي الْمَعْنى من الْإِضَافَة فشددوا للدلالة على الْمَعْنى لأَنهم قَالُوا صَرْصَر الْبَازِي وصر الجندب فَإِن قلت فلأي شَيْء كسروا مَا قبلهَا قلت توطيداً لَهَا واعتناءً بأمرها لِأَن الْيَاء لَا يكون مَا قبلهَا إِلَّا من جِنْسهَا إِذا نسبت إِلَى الِاسْم الصَّحِيح الثلاثي الْمُفْرد أقررته على بنائِهِ فَتَقول بكري وعمري إِلَّا أَن يكون مكسور الْعين فتقل نمري ومعدي وابلي ودؤلي نِسْبَة إِلَى نمر ومعدة وابل ودؤل فتفتح الْمِيم وَالْعين وَالْبَاء وَالْوَاو وَإِنَّمَا فعلوا ذَلِك فِرَارًا من توالي الكسرات وَإِذا نسبت إِلَى رباعي أَو خماسي أقررته على بنائِهِ وزدته يَاء النّسَب فَتَقول أحمدي وسفرجلي نِسْبَة إِلَى أَحْمد وسفرجل فَإِن كَانَت عين الرباعي مَكْسُورَة مثل تغلب ويثرب ومغرب ومشرق قلت تغلبي ويثربي ومغربي ومشرقي بِكَسْر ثالثه وَعند الْمبرد الْفَتْح مطرد وَعند سِيبَوَيْهٍ مَقْصُور على السماع وَإِذا نسبت إِلَى معتل الطّرف محذوفه لزمك فِي النّسَب رد مَا حذف مِنْهُ فَتَقول أخوي وأبوي وذووي وعموي وغدوى وعضوى نِسْبَة الى أَخ وَأب وَذُو بِمَعْنى صَاحب وَعم

وغد وعضة لأَنهم قَالُوا فِي التَّثْنِيَة أَخَوان وأبوان وعميان فان كَانَ الْمَنْسُوب إِلَيْهِ لم يرد إِلَيْهِ مَا حذف مِنْهُ بالتثنية فَأَنت بِالْخِيَارِ إِن شِئْت رَددته وَإِن شِئْت حذفته فَتَقول يَدي وَدمِي ويدوي ودموي نِسْبَة إِلَى يَد وَدم لأَنهم قَالُوا يدان وَدَمَانِ فَإِن كَانَ فِي الِاسْم تَاء الحاق فِي آخِره أَو همزَة وصل فِي أَوله فَإنَّك تحذفهما فَتَقول اخوي وبنوي نِسْبَة إِلَى أُخْت وَبنت وَابْن كَمَا قلت فِي مذكريهما وهمزة الْوَصْل إِن لم تحذفها لم ترد الْمَحْذُوف وَإِن حذفتها لزمك ردهَا فَتَقول ابْني وبنوي وسموي واسمي فَإِذا كَانَ الْمَنْسُوب إِلَيْهِ حرفين لَا ثَالِث لَهما وَلم يكن الثَّانِي حرف لين جَازَ لَك التَّضْعِيف وَعَدَمه فَتَقول كمي وكمي بتَخْفِيف الْمِيم وتشديدها) نِسْبَة إِلَى كم فَإِن كَانَ الثَّانِي حرف لين وَجب تَضْعِيفه فَتَقول فيوى ولووي نِسْبَة إِلَى فِي وَلَو فَإِن كَانَ حرف اللين ألفا ضوعف وأبدلت الثَّانِيَة همزَة ثمَّ أوليت يَاء النِّسْبَة فَتَقول لائي نِسْبَة إِلَى لَا وَيجوز قلب الْهمزَة واواً فَتَقول لاوى وَإِذا نسبت إِلَى مَحْذُوف الأول سليم الآخر لم ترد إِلَيْهِ الْمَحْذُوف فَتَقول صفي وعدي نِسْبَة إِلَى صفة وعدة وَلَك الْخِيَار فِي الصَّحِيح فَتَقول ثبي وقلي وثبوي وقلوي كَمَا قلت فِي دم فَإِن كَانَ معتل الآخر وَجب الرَّد فَتَقول وشوى وحرحى بِكَسْر الْوَاو وَفتح الشين نِسْبَة إِلَى شية وحر وَفِي لُغَة لغي ولغوي فَإِذا نسبت إِلَى مضاعف الثَّانِي لم تفكه فَتَقول رَبِّي وَلَا تَقول رببي نَص عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فَإِذا نسبت إِلَى الْمَقْصُور حذفت أَلفه خَامِسَة فَصَاعِدا ورابعة إِذا تحرّك ثَانِي مَا هِيَ فِيهِ فَتَقول حبارى وجمزى نِسْبَة إِلَى حبارى وجمزى وَإِن كَانَت الْألف رَابِعَة وَسكن ثَانِي مَا هِيَ فِيهِ جَازَ لَك حذفهَا وقلبها واواً مُبَاشرَة للياء أَو مفصولة بِأَلف فَتَقول حُبْلَى وحبلوى وحبلاوى نِسْبَة إِلَى حُبْلَى ودنيوي ودنياوي نِسْبَة إِلَى دنيا وَالْمُخْتَار الأول وَإِذا نسبت إِلَى الْمَقْصُور الثلاثي قلبت الْألف واواً فَتَقول قفوي ورحوي وعصوي نِسْبَة إِلَى قفا ورحى وعصا وَإِذا نسبت إِلَى المنقوص حذفت ياءه إِن كَانَت خَامِسَة فَصَاعِدا كَقَوْلِك معتدى نِسْبَة إِلَى مُعْتَد فَإِن كَانَت رَابِعَة جَازَ حذفهَا وقلبها واواً كَقَوْلِك قَاضِي وقاضوي نِسْبَة إِلَى قَاض والحذف هُوَ الْمُخْتَار قَالَ الشَّاعِر فِي لُغَة الْقلب الطَّوِيل (وَكَيف لنا بالشرب إِن لم يكن لنا ... دَرَاهِم عِنْد الحانوي وَلَا نقد) وَقَول النَّاس قضوى لَيْسَ من هَذَا الْبَاب وَإِنَّمَا هَذَا نِسْبَة إِلَى قضا بِالْقصرِ وَإِذا نسبت إِلَى المنقوص الثلاثي فَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا فتح عينه وقلب الْيَاء واواً تَقول شجوي وندوي نِسْبَة إِلَى شجي وندي وَإِذا نسبت إِلَى مَمْدُود فَإِن كَانَت الْهمزَة أَصْلِيَّة كقراء سلمت فَقلت قرائي نِسْبَة إِلَى قراء

لِأَن التَّثْنِيَة قراءان وَإِن كَانَت بَدَلا من ألف التَّأْنِيث قلبت واوا فَتَقول صحراوي نِسْبَة إِلَى صحراء لِأَن التَّثْنِيَة صحراوان وَإِن كَانَت منقلبة عَن أصل أَو زَائِدَة للالحاق جَازَ فِيهَا أَن تسلم وَأَن تقلب واوا فَتَقول كسائي وكساوي نِسْبَة إِلَى كسَاء لِأَن التَّثْنِيَة كساءان وكساوان وَإِذا نسبت إِلَى مثل مَاء وَشاء قلبت الْهمزَة واواً فَقلت ماوي وشاوي وَالْقَصِيدَة ياوية وَقَالَ الراجز الرجز (لَا ينفع الشاوي فِيهَا شاته ... وَلَا حِمَاره وَلَا أداته) وَإِذا نسبت إِلَى شقاوة وَنَحْوه مِمَّا آخِره وَاو سَالِمَة بعد ألف وَكَذَا سِقَايَة وحولايا مِمَّا الْيَاء فِيهِ غير ثَالِثَة قلت شقاوى وسقاءي وحولاوي وَإِذا نسبت إِلَى وزن فعيلة فتحت ياءه وحذفت عينه) فَتَقول جهني ومزني نِسْبَة إِلَى جُهَيْنَة وَمُزَيْنَة وشذ من هَذَا رديني وعميري نِسْبَة إِلَى ردينة وعميرة وَإِذا نسبت إِلَى الْمُؤَنَّث وَلم يكن على هَذَا الْوَزْن حذفت التَّاء أَيْن وَقعت فَتَقول طلحي ومكي وبصري وعجوزي وسفرجلي نِسْبَة إِلَى طَلْحَة وَمَكَّة وَالْبَصْرَة وعجوزة وسفرجلة اللَّهُمَّ إِلَّا مَا كَانَ على وزن فعيلة بِفَتْح الْفَاء فَتَقول دِرْهَم خليفتي نِسْبَة إِلَى الْخَلِيفَة وَإِذا نسبت إِلَى فعيل وفعيل بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْعين فِي الأول وَضم الْفَاء وَفتح الْعين فِي الثَّانِي فَإِن كَانَا صحيحي اللَّام فالمطرد فِي النِّسْبَة إِلَيْهِمَا عقيلي وعقيلي نِسْبَة إِلَى عقيل وَعقيل وَقد يُقَال فيهمَا فعلي وفعلي بِضَم الْفَاء وَفتحهَا تَقول ثقفي وهذلي وَإِذا نسبت إِلَى وزن أُميَّة وطهية قلت أموي وأموي بِضَم الْهمزَة وَفتحهَا وطهوي وطهوي بِضَم الطَّاء وَفتحهَا وَالْفَتْح على غير قِيَاس فيهمَا وَإِذا نسبت إِلَى مَا هُوَ مضاعف إِلَى مثل جليلة وطويلة لم تحذف الْيَاء لِأَنَّك لَو حذفت قلت جللي وطولي وَكَانَ مستثقلاً فك التَّضْعِيف وَالصَّوَاب أَن تَقول جليلي وطويلي وَكَذَلِكَ النِّسْبَة إِلَى سلول وعدو تَقول سلولي وعدوي وَإِذا نسبت إِلَى مركب فَإِن كَانَ الْمركب جملَة فعلية نسبت إِلَى صدر الْجُمْلَة وَقلت تأبطي وبرقي وكنتي وكوني نِسْبَة إِلَى تأبط شرا وبرق نَحره وَكنت وَإِن

كَانَ الْمركب مُضَافا ومضافاً إِلَيْهِ وَالْأول يتعرف بِالثَّانِي نسبت إِلَى الثَّانِي وحذفت الأول كَقَوْلِك بكري وزبيري وكراعي نِسْبَة إِلَى أبي بكر وَابْن الزبير وَابْن كرَاع وَإِن كَانَا قد جعلا بِمَنْزِلَة زيد وَلم يقْصد تَعْرِيف الأول بِالثَّانِي نسبت إِلَيْهِمَا بِصِيغَة ربَاعِية منحوتة مِنْهُمَا أَي مركبة وَذَلِكَ مسموع غير مقيس كَقَوْلِك عبدري وعبقسي وتيملي وعبشمي وحضرمي نِسْبَة إِلَى عبد الدَّار وَعبد قيس وتيم اللات وَعبد شمس وحضرموت إِلَّا أَن خفت التباساً فِي مثل امرء الْقَيْس وَعبد منَاف فَإنَّك تَقول امرءي ومنافي وَأَجَازَ الْجرْمِي النِّسْبَة إِلَى كل من الجزءين فَتَقول حضري أَو موتِي وَإِن كَانَ الْمركب تركيب مزج فعلت بِهِ كالقسم الأول فَتَقول بعلي ومعدي وخمسي نِسْبَة إِلَى بعلبك ومعدي كرب وَخَمْسَة عشر وقالي نِسْبَة إِلَى قالي قلا وَمِنْهُم من ينْسب إِلَيْهِمَا قَالَ الشَّاعِر الطَّوِيل (تَزَوَّجتهَا رامية هرمزية ... بِفضل الَّذِي أعْطى الْأَمِير من الرزق) فنسبها إِلَى رام هُرْمُز وَإِذا نسبت إِلَى مَا آخِره يَاء كياء النّسَب فَإِن كَانَت رَابِعَة فَصَاعِدا فحذفت وَجعل موضعهَا يَاء النّسَب فَتَقول شَافِعِيّ فِي النِّسْبَة إِلَى الشَّافِعِي وَكَذَا تفعل فِي نَحْو مرمى فِي الْأَصَح مَعَ كَون ثَانِي يائيه غير زايدة وَمن الْعَرَب من يحذف أول يائيه ويقلب الثَّانِيَة واوا بعد فتح الْعين فَيَقُول مرموي وشفعوي) وَإِذا نسبت إِلَى مَجْمُوع فَإِن كَانَ جمع تكسير وَلم يكن لَهُ وَاحِد من لَفظه مثل عباديد وشماطيط قلت عباديدي وشماطيطي فَإِن كَانَ للْجمع وَاحِد من لَفظه وَلم يكن بَاقِيا على جمعيته قلت أنماري وأنصاري ومدائيني وهوازني نِسْبَة إِلَى الأنمار وَالْأَنْصَار والمدائن وهوزان وَإِن كَانَ بَاقِيا على جمعيته نسبت إِلَى واحده فَقلت فَرضِي ورجلي نِسْبَة إِلَى الْفَرَائِض وَالرِّجَال وَقد جَاءَ فِي الشّعْر شاذاً قَول الْقَائِل الرجز مُشَوه الْخلق كلابي الْخلق الْقيَاس كَلْبِي نِسْبَة إِلَى كلاب وَزعم الْخَلِيل أَن نَحْو ذَلِك مسمعي فِي المسامعة ومهلبي فِي المهالبة فَإِن كَانَ لَا وَاحِد لَهُ نسبت إِلَيْهِ كَقَوْلِك نفري ورهطي نِسْبَة إِلَى نفر ورهط فَإِن جمعت الْجمع رَددته إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فَتَقول فِي أَنْفَار نفري وَفِي أَقوام قومِي وَفِي نسْوَة وَنسَاء نسوي وَتقول فِي محَاسِن وأعراب محاسني وأعرابي لِأَنَّك لَو قلت عَرَبِيّ لتغير الْمَعْنى لِأَن الْأَعرَابِي لَا يَقع إِلَّا على البدوي والعربي لَيْسَ كَذَلِك وَإِذا نسبت إِلَى أَبنَاء فَارس قلت بنوي فأجروه على الأَصْل وَإِن كَانَ الْجمع جمع سَلامَة فَإِن كَانَ جمعا غير علم حذفت الزيادتين وَقلت زيدي نِسْبَة إِلَى زيدين فَإِن كَانَ علما قلت زيديني وَكَذَا فِي الْمثنى إِن كَانَ تَثْنِيَة قلت زيدي وَإِن كَانَ علما قلت زيداني وَإِن كَانَ الْجمع قد جعلت النُّون

فِيهِ حرف أَعْرَاب قلت نصيبيني ويبريني وقنسريني نِسْبَة إِلَى نَصِيبين ويبرين وقنسرين وَكَذَلِكَ حكم سِنِين أَن جَعلتهَا جمعا كمسلمين قلت سنهي وسنوي وسني وَإِن كَانَ النُّون فِيهِ حرف الْأَعْرَاب قلت سنيني وَإِن كَانَ الْجمع سالما بِالْألف وَالتَّاء فَإِن سميت رجلا بتمرات قلت فِي النِّسْبَة إِلَيْهِ تمري بِفَتْح الْمِيم وَإِن كَانَ جمعا قلت تمري بِسُكُون الْمِيم وَقَالُوا فِي النِّسْبَة إِلَى أَذْرُعَات أذرعي وَفِي عانات عاني وَأما الْمَنْسُوب على غير قِيَاس فَهُوَ ثَلَاثَة أَنْوَاع الأول مَا كَانَ حَقه التَّغْيِير فَلم يغيروه كَقَوْلِهِم فِي النِّسْبَة إِلَى سليقة سليقي وَإِلَى عميرَة كلب عميري وسليمة سليمي وَإِلَى حَمْرَاء حمرائي بِالْهَمْزَةِ وَإِلَى بعلبك بعلبكي حَكَاهُمَا الْكُوفِيُّونَ وَإِلَى كنت كنتني قَالَ الشَّاعِر الطَّوِيل (وَلست بكنتي وَلست بعاجز ... وَشر الرِّجَال الكنتني وعاجز) وَالثَّانِي مَا كَانَ حَقه إِن لَا يتَغَيَّر فغيروه كَقَوْلِهِم فِي النِّسْبَة إِلَى هُذَيْل وسليم هذلي وسلمي وَإِلَى فقيم وقريش ومليح خُزَاعَة فقمي وقرشي وملحي وَفِي فقيم دارم ومليح خُزَيْمَة فقيمي ومليحي) وَإِلَى أمس وَالْبَصْرَة أمسي وبصري بِكَسْر الْهمزَة وَالْبَاء وَإِلَى السهل والدهر سهلي ودهري بِضَم السِّين وَالدَّال وَإِلَى الْبَحْرين والنهرين والحصنين بحراني ونهراني وحصناني فرقا بَين النِّسْبَة إِلَى الْبَحْر وَالنّهر والحصن وَبَين مَا تقدم وَقَالُوا فِي النِّسْبَة إِلَى مَا فِي الْجَسَد من الْأَعْضَاء الرؤسي والشفاهي والأياري والجماني والرقباني واللحياني والشعراني إِذا كَانَ عَظِيما فِي هَذِه الْأَعْضَاء مُخَالفَة للنسب إِلَى الْبَلَد وَالْأَب وَقَالُوا فِي الْأُفق أفقي بِفَتْح الْهمزَة وَالْفَاء وَفِي الطلح طلاحي وَفِي خُرَاسَان خراسى وخرسى وَفِي حمض حمضي بِفَتْح الْمِيم وَفِي حرم مَكَّة حرمى بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الرَّاء وَفِي الرّبيع والخريف ربعى وخرفى بِسُكُون الرائين وَالْبَاء وَالْخَاء وَفِي قفا قفي وَفِي الشأم وَالْيَمِين وتهامة شآم ويمان وتهام وَمِنْهُم من يَقُول يماني وشامي وتهامي كَأَن هَذَا نسب إِلَى الْمَنْسُوب وَفِي الرّوح روحاني وَإِلَى مرو والري مروزى ورازي قَالَ إِبْنِ عُصْفُور وَلَا يُقَال فِي غير الْإِنْسَان إِلَّا مروى الثَّالِث مَا كَانَ حَقه ان يتَغَيَّر ضربا من التَّغْيِير فغيروه تغييراً آخر كَقَوْلِهِم فِي النّسَب إِلَى زبينة زباني وَإِلَى الْحيرَة وطيء حارى وطائي قَالَ سِيبَوَيْهٍ مَا أظنهم قَالُوا فِي طَيء طائي إِلَّا فِرَارًا من اجْتِمَاع الياءات وَإِلَى الْعَالِيَة علوي وَإِلَى الْبَادِيَة بدوي وَإِلَى الشتَاء شتوي وَإِلَى بني عُبَيْدَة عَبدِي

بِضَم الْعين وَالْبَاء وَإِلَى جذيمة جذمي بِضَم الْجِيم والذال وَإِلَى بني الحبلى من الْأَنْصَار حُبْلَى بِضَم الْحَاء وَالْبَاء وَإِلَى دستواء وروحاء وَصَنْعَاء وبهراء دستواني وروحاني وصنعاني وبهراني وروحائي أَكثر وَإِلَى حروراء وجلولاء حروري وجلولي وَإِلَى أُميَّة وطهية أموي وطهوي بِفَتْح الْهمزَة والطاء وَسُكُون الْهَاء وَإِلَى درابجرد وامرء الْقَيْس الشَّاعِر دراوردي ومرقسي وَإِلَى سوق مَازِن سقزني وَإِلَى سوق اللَّيْل سقلي وَإِلَى سوق الْعَطش سقشي وَإِلَى سوق يحيى سقحي وَإِلَى دَار الْبِطِّيخ دربخي) تَنْبِيه (قد ألْحقُوا للْمُبَالَغَة يَاء كياء النّسَب فَقَالُوا احمري ودواري قَالَ الشَّاعِر الرجز والدهر بالإنسان دواري كَمَا أَنهم قَالُوا عَلامَة ونسابة وكما أشركوا بَين تَاء الْمُبَالغَة وياء النّسَب للْمُبَالَغَة فقد أشركوا بَينهمَا فِي تَمْيِيز الْجمع من الْوَاحِد فحبشي وحبش وزنج وزنجي وتركي وَترك بِمَنْزِلَة تَمْرَة وتمر ونخلة ونخل وبسرة وَبسر وَقد زادوها أَيْضا لغير معنى زَائِد زِيَادَة لَازِمَة كحواري وبردى وبختي وكرسي وَزِيَادَة عارضة كَقَوْل الشَّاعِر الرجز مثل الفراتي إِذا مَا ظلما) ) تَتِمَّة (وَقد استغنوا بِبِنَاء فعال عَن الحاق يَاء النّسَب كَقَوْلِهِم بزاز وعطار وحمال وخياط وكلاب وسقاء وَقد يَجِيء هَذَا الْوَزْن بِمَعْنى صَاحب كَذَا وَمِنْه قَول امرء الْقَيْس الطَّوِيل (وَلَيْسَ بِذِي رمح فيطعنني بِهِ ... وَلَيْسَ بِذِي سيف وَلَيْسَ بِنِبَالٍ) مَعْنَاهُ وَلَيْسَ بِصَاحِب سيف وَلَيْسَ بِصَاحِب نبل وعَلى هَذَا حمل الْمُحَقِّقُونَ قَوْله تَعَالَى

الفصل الخامس

وَمَا رَبك بظلام للعبيد فصلت أَي بِذِي ظلم هَذَا كَلَام الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن مَالك رَحمَه الله تَعَالَى قلت مَعْنَاهُ لَيْسَ بِذِي ظلم وَلَا يفهم صِيغَة الْمُبَالغَة مِنْهُ كَقَوْلِنَا ضراب وشراب وقتال لِأَنَّهُ إِذا نفيت الْمُبَالغَة فِي الظُّلم فَلَا يلْزم من نَفيهَا نفي مُطلق الظُّلم تَعَالَى الله عَن ذَلِك بل هُوَ الحكم الْعدْل وَكَذَا استغنوا بِبِنَاء فَاعل بِمَعْنى صَاحب كَذَا عَن يَاء النّسَب فَقَالُوا لِابْنِ وتامر وطاعم وكاس ورامح بِمَعْنى ذِي لبن وَذي تمر وَذي طعم وَذي كسْوَة وَذي رمح وَقد يستغنون بِفعل عَن يَاء النّسَب فَقَالُوا رجل طعم وَلبس وَعمل بِمَعْنى ذِي طعم وَذي لبس وَذي عمل وَمِنْه قَول الراجز أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ الرجز (لست بليلي وَلَكِنِّي نهر ... لَا أدْلج اللَّيْل وَلَكِن ابتكر) أَرَادَ وَلَكِنِّي نهاري أعمل فِي النَّهَار وكل صانع عِنْد الْعَرَب فَهُوَ إسكاف قَالَ الشَّاعِر الرجز وشعبتا ميس براها اسكاف أَي نجار والناصح الْخياط والنصاح الْخَيط والهاجري الْبناء والهالكي الْحداد لِأَن أول من عمل الْحَدِيد الْهَالِك والسفسير السمار والعصاب الغزال والقسامي الَّذِي يطوي الثِّيَاب أول طيها حَتَّى تنكسر على طيها والماسخي بِالْخَاءِ والحاء القواس (الْفَصْل الْخَامِس) (فِي بَيَان الْعلم والكنية واللقب) (وَكَيْفِيَّة تَرْتِيب ذَلِك مَعَ النِّسْبَة على اختلافها المتنوع) أعلم أَن الدَّال على معِين مُطلقًا أما أَن يكون مصدرا بأب أَو أم كَأبي بكر وَأبي الْحسن أَو كَأُمّ كُلْثُوم وَأم سَلمَة وَأما أَن يشْعر برفعة الْمُسَمّى كأنف النَّاقة وملاعب الأسنة وَعُرْوَة الصعاليك وَزيد الْخَيل والرشيد والمأمون والواثق والمكتفي وَالظَّاهِر والناصر وَسيف الدولة وعضد الدولة وجمال الدّين وَعز الدّين وأمام الْحَرَمَيْنِ وَحجَّة الْإِسْلَام وَملك النُّحَاة وَأما أَن يشْعر بضعَة الْمُسَمّى كجحي وَشَيْطَان الطاق وَأبي العبر وجحظة والعكوك وَقد لَا يشْعر) بِوَاحِد مِنْهُمَا بل أجري عَلَيْهِ ذَلِك لواقعة جرت مثل غسل الْمَلَائِكَة وَحمى الدبر ومطين وَصَالح جزرة والمبرد وثابت قطنة وَذي

الرمة والصعق وصردر وحيص بيص فَهَذِهِ الْأَقْسَام الثَّلَاثَة تسمى الألقاب وَإِلَّا فَهُوَ الِاسْم الْخَاص كزيد وَعَمْرو وَهَذَا هُوَ الْعلم وَقد يكون الْعلم مُفردا كَمَا تقدم وَقد يكون مركبا أما من فعل وفاعل كتأبط شرا وبرق نَحوه وَأما من مُضَاف ومضاف إِلَيْهِ كَعبد الله وَأما من اسْمَيْنِ قد ركبا وَجعلا بِمَنْزِلَة اسْم وَاحِد كسيبويه والمفرد قد يكون مرتجلاً وَهُوَ الَّذِي مَا اسْتعْمل فِي غير العلمية كمذجح وأدد وَقد يكون مَنْقُولًا أما من مصدر كسعد وَفضل أَو من اسْم فَاعل كعامر وَصَالح أَو من اسْم مفعول كمحمد ومسعود أَو من أفعل تَفْضِيل كأحمد وأسعد أَو من صفة كثقيف وَهُوَ الدَّرْب بالأمور الظافر بالمطلوب وسلول وَهُوَ الْكثير السل وَقد يكون مَنْقُولًا من اسْم عين كأسد وصقر وَقد يكون مَنْقُولًا من فعل مَاض كأبان وشمر أَو من فعل مضارع كيزيد ويشكر) ثَمَرَة هَذَا الْمَطْلُوب (إِذْ قد عرفت الْعلم والكنية واللقب فسردها يكون على التَّرْتِيب تقدم اللقب على الكنية والكنية على الْعلم ثمَّ النِّسْبَة إِلَى الْبَلَد ثمَّ إِلَى الأَصْل ثمَّ إِلَى الْمَذْهَب فِي الْفُرُوع ثمَّ إِلَى الْمَذْهَب فِي الِاعْتِقَاد ثمَّ إِلَى الْعلم أَو الصِّنَاعَة أَو الْخلَافَة أَو السلطنة أَو الوزارة أَو الْقَضَاء أَو الأمرة أَو المشيخة أَو الْحَج أَو الحرفة كلهَا مقدم على الْجَمِيع فَتَقول فِي الْخلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ النَّاصِر لدين الله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد السامري أَن كَانَ ولد بسر من رَأْي الْبَغْدَادِيّ فرقا بَينه وَبَين النَّاصِر الْأمَوِي صَاحب الأندلس الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ إِن كَانَ يتمذهب فِي الْفُرُوع بِفقه الشَّافِعِي ويميل فِي الِاعْتِقَاد إِلَى أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ ثمَّ تَقول الْقرشِي الْهَاشِمِي العباسي وَتقول فِي السلطنة السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ركن الدّين أَبُو الْفَتْح بيبرس الصَّالِحِي نِسْبَة إِلَى استاذه الْملك الصَّالح التركي الْحَنَفِيّ البندقدار أَو السِّلَاح دَار وَتقول فِي الوزراء الْوَزير فلَان الدّين أَبُو كَذَا فلَان وتسرد الْجَمِيع كَمَا تقدم ثمَّ تَقول وَزِير فلَان وَتقول فِي الْقُضَاة كَذَلِك القَاضِي فلَان الدّين وتسرد الْبَاقِي كَمَا تقدم وَتقول فِي الْأُمَرَاء كَذَلِك الْأَمِير فلَان الدّين وتسرد الْبَاقِي إِلَى أَن تجْعَل الآخر وظيفته الَّتِي كَانَ يعرف بهَا قبل اللمرة مثل الجاشنكير أَو الساقي أَو غَيرهمَا وَتقول فِي أَشْيَاخ الْعلم الْعَلامَة أَو الْحَافِظ أَو الْمسند فِي من عمر وَأكْثر الرِّوَايَة أَو الإِمَام أَو الشَّيْخ أَو الْفَقِيه وتسرد الْبَاقِي إِلَى أَن تختم الْجَمِيع بالأصولي أَو النَّحْوِيّ أَو المنطقي وَتقول فِي أَصْحَاب الْحَرْف فلَان الدّين وتسرد الْجَمِيع إِلَى أَن تَقول الحرفة أما الْبَزَّاز أَو الْعَطَّار أَو الْخياط فَإِن كَانَ النّسَب إِلَى أبي بكر) الصّديق رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ لِأَن قُريْشًا أَعم من أَن يكون تيميا والتيمي أَعم من أَن يكون من ولد أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَأَن كَانَ النّسَب إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي الْعَدْوى الْعمريّ وَإِن كَانَ النّسَب إِلَى عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي الْأمَوِي العثماني وَإِن كَانَ النّسَب إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي الْهَاشِمِي الْعلوِي وَإِن كَانَ النّسَب إِلَى طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي التَّيْمِيّ الطلحي وَإِن كَانَ النّسَب إِلَى الزبير رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي الْأَسدي الزبيرِي وَإِن كَانَ النّسَب إِلَى سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي الزُّهْرِيّ السَّعْدِيّ وَإِن كَانَ النّسَب

إِلَى سعيد رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي الْعَدوي السعيدي إِلَّا أَنه مَا نسب إِلَيْهِ فِيمَا علم وَإِن كَانَ النّسَب إِلَى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ قلت الْقرشِي الزُّهْرِيّ الْعَوْفِيّ من ولد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَإِن كَانَ النّسَب إِلَى أبي عُبَيْدَة بن الْجراح قلت الْقرشِي من ولد أبي عُبَيْدَة على أَنه مَا أعقب هَذَا الَّذِي ذكرته هَهُنَا هُوَ الْقَاعِدَة الْمَعْرُوفَة والجادة المسلوكة المألوفة عِنْد أهل الْعلم وَإِن جَاءَ فِي هَذَا الْكتاب فِي بعض التراجم مَا يُخَالف ذَلِك من تَقْدِيم وَتَأْخِير فَإِنَّمَا هُوَ سبق من الْقَلَم وَذُهُول من الْفِكر وَإِنَّمَا قررت هَذِه الْقَاعِدَة ليرد مَا خَالف الأَصْل إِلَيْهَا وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق ) تَنْبِيه (كلما رفعت فِي أَسمَاء الْآبَاء وَالنّسب وزدت انتفعت بذلك وَحصل لَك الْفرق فقد حكى أَبُو الْفرج الْمعَافى بن زَكَرِيَّا النهرواني قَالَ حججْت فِي سنة وَكنت بمنى أَيَّام التَّشْرِيق فَسمِعت مناديا يُنَادي يَا أَبَا الْفرج فَقلت لَعَلَّه يُرِيدنِي ثمَّ قلت فِي النَّاس كثير مِمَّن يكنى أَبَا الْفرج فَلم أجبه ثمَّ نَادَى يَا أَبَا الْفرج الْمعَافى فهممت بإجابته ثمَّ قلت قد يكون اسْمه الْمعَافى وكنيته أَبَا الْفرج فَلم أجبه فَنَادَى يَا أَبَا الْفرج الْمعَافى بن زَكَرِيَّا فَلم أجبه فَنَادَى يَا أَبَا الْفرج الْمعَافى بن زَكَرِيَّا النهرواني فَقلت لم يبْق شكّ فِي مناداته إيَّايَ إِذْ ذكر كنيتي واسمي وَاسم أبي وبلدي فَقلت هأنذا فَمَا تُرِيدُ فَقَالَ لَعَلَّك من نهروان الشرق فَقلت نعم فَقَالَ نَحن نُرِيد نهروان الغرب فعجبت من اتِّفَاق ذَلِك انْتهى وَكَذَلِكَ الْحسن بن عبد الله العسكري أَبُو أَحْمد اللّغَوِيّ صَاحب كتاب التَّصْحِيف وَالْحسن بن عبد الله العسكري أَبُو هِلَال صَاحب كتاب الْأَوَائِل كِلَاهُمَا الْحسن بن عبد الله العسكري وَالْأول توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَالثَّانِي كَانَ مَوْجُودا فِي سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة فاتفقا فِي الِاسْم وَاسم الْأَب وَالنِّسْبَة وَالْعلم وتقاربا فِي الزَّمَان وَلم يفرق بَينهمَا إِلَّا بالكنية لِأَن الأول أَبُو أَحْمد وَالثَّانِي أَبُو هِلَال وَالْأول ابْن عبد الله ابْن سعيد بن إِسْمَاعِيل وَالثَّانِي ابْن عبد) الله بن سهل بن سعيد وَلِهَذَا كثير من أهل الْعلم بالتاريخ لَا يفرقون بَينهمَا ويظنون أَنَّهُمَا وَاحِد وستقف إِن شَاءَ الله تَعَالَى على ترجمتهما فِي مكانهما وَكَذَلِكَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَليّ الشَّاشِي الشَّافِعِي هَذِه الكنية وَالِاسْم وَاسم الْأَب وَالنِّسْبَة إِلَى الْبَلَد وَإِلَى الْمَذْهَب الْجَمِيع مُشْتَرك بَين الْإِمَامَيْنِ الْمَشْهُورين أَحدهمَا الْفَقِيه الْمُحدث الأصولي اللّغَوِيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالقفال الْكَبِير وَالْآخر الْفَقِيه صَاحب الطَّرِيقَة الْمَشْهُورَة وَالْأول وَفَاته سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَالثَّانِي وَفَاته سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَالْأول مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل وَالثَّانِي مُحَمَّد بن عَليّ بن حَامِد وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن عَليّ كِلَاهُمَا شرح المقامات الحريرية أَحدهمَا مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو عبد الله يعرف بِابْن حميدة الحلى توفّي سنة خمسين

الفصل السادس

وَخمْس مائَة وَالْآخر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله أَبُو سعيد الجاواني الحلوّى وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وسوف يمرّ بك فِي تراجم هَذَا الْكتاب من الْأَسْمَاء والكنى وَالنّسب والمذاهب والصناعات وَغَيرهَا مَا تشاهد مِنْهُ الْعجب (الْفَصْل السَّادِس) (فِي الهجاء) وَهُوَ معرفَة وضع الْخط ورسمه وَحذف مَا حذف وَزِيَادَة مَا زيد وإبدال مَا أبدل واصطلاح مَا تواضع عَلَيْهِ الْعلمَاء من أهل الْعَرَبيَّة والمحدثين وَالْكتاب وَهَذَا الْبَاب جليل فِي نَفسه قلّ من أتقنه والمحدث والمؤرخ شَدِيد الْحَاجة إِلَيْهِ فاذكر هَهُنَا مهمّ هَذَا الْبَاب فَأَقُول اكثر مَا تجرى أوضاع الْكِتَابَة الَّتِي تحْتَاج إِلَى الْبَيَان فِي الْهمزَة وَالْألف وَالْوَاو وَالْيَاء الْهمزَة همزتان همزَة قطع وهمزة وصل فهمزة الْقطع ان كَانَت مَضْمُومَة أَو مَفْتُوحَة اَوْ مَكْسُورَة وَوَقعت أَولا فِي اسْم أَو فعل أَو حرف كتبت ألفا نَحْو أَحْمد وأبلم وأثمد أَو أَخذ وَأكْرم واستخرج أَو إِن ّوأنّ وَزَاد بَعضهم إِن جعل عَلامَة الْهمزَة وحركتها فِي الضَّم وَالْفَتْح من فَوق الْألف وَفِي الجرّ من تَحت الْألف فان وَقعت الْهمزَة حَشْوًا فان كَانَت سَاكِنة فِي نفس الْكَلِمَة كتبت حرفا من جنس الْحَرَكَة الَّتِي قبلهَا نَحْو سُؤْر وراس وبئر وَأَن كَانَت متحركة فان كَانَ مَا قبلهَا سَاكِنا كتبت على نَحْو حَرَكَة نَفسهَا نَحْو ارؤس وارأف واسئر وَأَن كَانَ مَا قبلهَا متحركاً فان كَانَ مضمومًا أَو مَفْتُوحًا أَو مكسوراً فالمضموم تكْتب همزته الْمَفْتُوحَة والمضمومة واواً نَحْو جُؤَن وذؤوب والمفتوح تكْتب همزته على جنس حَرَكَة نَفسهَا نَحْو لؤم وَسَأَلَ وسئم والمكسور تكْتب همزته يَاء نَحْو سُئِلَ وان وَقعت الْهمزَة) طرفا فان كَانَ مَا قبلهَا سَاكِنا لم تثبت لَهَا صُورَة نَحْو الخبء والدفء والجزء وَبَعْضهمْ كتبهَا أَن وَقعت طرفا فِي الْمُضَاف على جنس حَرَكَة مَا قبلهَا نَحْو هَذَا امْرُؤ الْقَيْس وَرَأَيْت امْرأ الْقَيْس ومررت بامرئ الْقَيْس وَكَذَا إِذا اتَّصَلت الْهمزَة المتطرفة بضمير مثل هَذَا جزؤه وَرَأَيْت جزأه ومررت بجزئه وَبَعْضهمْ حذفهَا وَاسْتغْنى بالضبط فان كَانَت فَاء الْفِعْل همزَة واتصلت بِكَلَام قبلهَا كتبت بعْدهَا على الصُّورَة الَّتِي يبتدأ فِيهَا بِالْهَمْزَةِ نَحْو قلت لَهُ ائْتِ زيدا وَالَّذِي اوتمن وان وَقعت الْهمزَة بعد مُدَّة فان كَانَت فِي منصرف كتبت فِي الْمَنْصُوب ألفا فَتَقول لبست قباأ وشريت كساأ بِأَلفَيْنِ وكتبت فِي الْمَرْفُوع وَالْمَجْرُور وَغير المنصرف بِأَلف وَاحِدَة نَحْو هَذَا رِدَاء وسوداء ومررت بكساء وحمراء فان كَانَ الْمَمْدُود مثنى كتب على مَا تلفظ بِهِ تَقول هَذَانِ كساآن وابتعت كسااين وان أضيف الْمَمْدُود إِلَى مُضْمر رفعته بواو ونصبته بِأَلف وجررته بياء

فَتَقول هَذَا عطاؤك وكملت عطاأك وَالْأَحْسَن حذفهَا فِي حَالَة النصب فَتَقول كملّت عطاءك وَفِي الجرّ تَقول وصلت إِلَى عطائك وَأما همزَة الْوَصْل فقد حذفت فِي مَوَاضِع مِنْهَا إِذا اتَّصَلت باسم الله تَعَالَى خَاصَّة نَحْو بِسم الله لِكَثْرَة دورها فِي الْكَلَام وَلم يَفْعَلُوا ذَلِك فِي بَاقِي أَسمَاء الله الْحسنى فِي مثل باسم رَبك وباسم الرَّحْمَن وَأَجَازَ الْكسَائي الْحَذف فِي هَذَا فان اتَّصَلت بِغَيْر الْبَاء لم تحذف كاسم الله ولاسم الله وَمِنْهَا همزَة إِبْنِ إِذا مَا وَقعت بَين علمين فتكتب أَحْمد بن مُحَمَّد فان كَانَت بَين غير علمين كعلم وكنية وَبِالْعَكْسِ أَو غير الكنية فتكتب مُحَمَّد ابْن أبي بكر وَمُحَمّد ابْن جمال الدّين وَمُحَمّد ابْن الْأَمِير وَغَيره وَبَعْضهمْ أجراها على الْحَذف فِي هَذِه المواطن وَلَا أرضاه فان وَقع ابْن أول السطر وَهُوَ بَين علمين اثبتت أَلفه وَبَعْضهمْ أجراه فِي ابْنة فَقَالَ فَاطِمَة بنة مُحَمَّد وَلَا أرَاهُ لقلته ولإلباسه الْألف حذفت فِي يَا حرف النداء نَحْو يرسول الله لِكَثْرَة دوره فِي الْكَلَام وَلم تحذف فِي يَا مُحَمَّد يَا جبال يَا رحمان وحذفوا ألف المنادى الْعلم من أَوله نَحْو يَا براهيم يَا سمعيل يَا سرائيل وحذفوها فِي الْأَعْلَام مثل الْحَرْث وخلد وَإِبْرَاهِيم واسماعيل وَإِسْحَق وهرون ومروان وسليمن وعثمن وحذفوها فِي السَّمَوَات وَمن ثلثة وثلثين وثمنية وثمنين وحذفوا ألف الِاسْتِفْهَام فِي نَحْو عَم وفيم وحتام وَألف هَؤُلَاءِ أُولَئِكَ وَهَذَا وهذاك وَهَكَذَا وَالسّلم ومسئلة وَالْقيمَة والمملئيكة وسبحنة وَهَاهُنَا وَحِينَئِذٍ وليتئذ وساعتئذ وزيدت فِي الْأَفْعَال الْمَاضِيَة والمضارعة الْمُتَّصِلَة بالضمائر فِي مثل قَامُوا وَلم يقومُوا فرقا بَين فعل الْجَمَاعَة والمفرد فِي) مثل هُوَ يَغْزُو وَيَدْعُو ويحدو وَرَأَيْت جمَاعَة لم يزِيدُوا هَذِه الْألف وَكَتَبُوا قَالُوا وَلم يقولو بِغَيْر ألف فيهمَا اتكالاً على بَيَان الْقَرَائِن من سِيَاق الْكَلَام وَلم يثبتها الْمُحَقِّقُونَ وَلكنهَا فِي رسم

الْمُصحف الْكَرِيم وَقَالُوا مائَة ومائتان فرقا بَين مئة ومئين جمع مائَة وَبَين مَا ذكر الْوَاو حذفت فِي مثل دَاوُد وَطَاوُس وناوس ويؤده ويسؤه وينؤه والمؤدة وَهِي ثَلَاث واوات وزيدت فِي مثل عَمْرو رفعا وجراً فَأَما فِي النصب فَلَا فرق بَينه وَبَين عمر لِأَنَّهُ فِي النصب يكْتب ألفا بَدَلا من التَّنْوِين وَلَا تَنْوِين فِي عمر وَبَعْضهمْ يكْتب عَليّ بن أَبُو طَالب رَضِي الله عَنهُ ويلفظ بِهِ أبي بِالْيَاءِ وزادوها فِي أُولَئِكَ فرقا بَينهَا وَبَين إِلَيْك كَمَا كتبُوا الصلوة والزكوة والحيوة بِالْوَاو نظرا إِلَى الأَصْل فَإِن أضيفت إِلَى الضَّمِير بِهِ إِلَى اللَّفْظ فَكتب صَلَاتك وزكاتك وحياتك وَبَعْضهمْ أقرّ الْوَاو فِي هَذِه الْحَالة أَيْضا وَأما رسم الْمُصحف فَفِيهِ واوات لم يَكْتُبهَا الْعلمَاء إِلَّا فِي الْمُصحف فَقَط مثل الملؤا وألم يأتكم نبؤا إِبْرَاهِيم والربوأ وجزاواء سَيِّئَة يُونُس وَكَتَبُوا يَا وخي بِالْوَاو حَالَة التصغير لِئَلَّا يبهم بيا أخي مكبراً الْيَاء اثبتت فِي المنقوص إِذا كَانَ مُعَرفا بِالْألف وَاللَّام نَحْو الداعى والقاضى فَإِن كَانَ نكرَة أَو غير منصرف حذفت الْيَاء فِي الرّفْع والجر نَحْو هَذَا قَاض وَجوَار وتثبتها فِي النصب نَحْو رَأَيْت قَاضِيا وجوارى وَمذهب يُونُس كِتَابَة الْجَمِيع بِالْيَاءِ لِأَن الْخط جَار مجْرى الْوَقْف وَالْأَحْسَن الأول وكل يَاء وَقعت طرفا فِي القافية فَالْأولى حذفهَا كَقَوْلِه الطَّوِيل قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل وَقَوله الوافر وَأَنت على زَمَانك غير زار وَإِن كَانَت للإضافة فَالْأولى اثباتها كَقَوْلِه الطَّوِيل على النَّحْر حَتَّى بل دمعي محملي وَقَول الشَّاعِر الرمل (أبلغ النُّعْمَان عني مألكا ... أَنه قد طَال حبسي وانتظاري) فَمنهمْ من اثْبتْ الْيَاء وَمِنْهُم من حذفهَا وَكَتَبُوا أحديهما بِالْيَاءِ نظرا إِلَى حَالَة تجردها عَن الضَّمِير وَقد يحْتَاج إِلَى معرفَة مَا وَمن وَلَا وَاللَّام إِذا كَانَت أول كلمة وَدخلت آلَة التَّعْرِيف عَلَيْهَا أما) مَا إِذا اتَّصَلت بِكَلَام قبلهَا فَمِنْهُ مَا يحسن أَن يُوصل بِهِ وَمِنْه مَا يحسن أَن يفصل عَنهُ وَمِنْه مَا يلْزم وَصله وَمِنْه مَا لَا يحسن فَإِن كَانَت حرفا كتبت مَوْصُولَة نَحْو إِنَّمَا زيد قَائِم وإينما تكن أكن وكأنما زيد أَسد وَكلما وَأما فَإِن كَانَت أسماً مَوْصُولا بِمَعْنى الَّذِي كتبت مفصولة نَحْو إِن مَا فعلت

حسن وَأَيْنَ مَا وَعَدتنِي بِهِ فَأَما إِذا اتَّصَلت بحروف الْجَرّ فَلَا تكْتب إِلَّا مَوْصُولَة نَحْو بِمَا وَلما وَفِيمَا وَمِمَّا وَعَما وَأما من فَكَذَلِك نَحْو بِمن وفيمن وَعَمن وَمِمَّنْ وَلمن وَأما لَا فقد كتبوها مَعَ كي مَوْصُولَة ومفصولة نَحْو كي لَا وَكيلا وَإِن اتَّصَلت بِأَن الناصبة للْفِعْل حذفت النُّون وادغمت فِي لَام لَا نَحْو أُرِيد أَلا تفعل كَذَا فَإِن كَانَت الْخَفِيفَة من أَن الثَّقِيلَة فصلت فِي مثل قَوْله تَعَالَى أَفلا يرَوْنَ أَن لَا يرجع إِلَيْهِم قولا طه فَأَما إِذا دخلت لَا على أَن الشّرطِيَّة فَالْأولى فصلها كَقَوْلِه تَعَالَى إِلَّا تفعلوه الْأَنْفَال وَقد كتبُوا لِئَلَّا جملَة وَاحِدَة وَهِي ثَلَاثَة أَلْفَاظ لَام كي وَأَن الناصبة وَلَا النافية لِأَن اللَّام لَا تقوم بِنَفسِهَا فوصلت بِأَن ووصلت أَن بِلَا لِأَنَّهَا ناصبة وكتبت همزتها يَاء للكسرة قبلهَا وادغموا النُّون فِي اللَّام وَأما اللَّام فَكل كلمة أَولهَا لَام وَدخلت آلَة التَّعْرِيف ادغمت فِيهَا لفظا واظهرت خطا نَحْو اللَّيْل وَاللَّحم واللجام وَقد كتبت المغاربة الَّيْلِ على رسم الْمُصحف وَلم يَسْتَعْمِلهُ أهل الْمشرق وَأما الَّذِي فَإِنَّهُم كتبوها بلام وَاحِدَة طلبا للاختصار لِكَثْرَة دورها بِخِلَاف اللَّذين مثنى الَّذِي واللتين مثنى الَّتِي لِأَنَّهُمَا أقل وقوعاً من الَّذِي وَالَّذين جمعا وَالَّتِي تَنْبِيه لَا يكْتب الْمُضَاف فِي آخر السطر الأول ويبتدأ بالمضاف إِلَيْهِ فِي السطر الثَّانِي كَعبد الله وَأبي بكر والمغاربة يَفْعَلُونَ ذَلِك وَلَيْسَ بِحسن وأبلغ من هَذَا أَن يكتبوا الْكَلِمَة الْوَاحِدَة مفصولة الْحُرُوف فِي السطرين كالزاي وَالْيَاء وَالدَّال وَالْوَاو فِي السطر الأول آخرا وَالنُّون من تَتِمَّة زيدون فِي أول السطر الثَّانِي وَهُوَ أقبح من الأول قَاعِدَة لَا تنقط الْقَاف وَلَا النُّون وَلَا الْيَاء إِذا وقعن أَوَاخِر الْكَلم برهانه أَن الأعجام إِنَّمَا أَتَى بِهِ للفارق فَإِن صُورَة الْبَاء وَالتَّاء والثاء والحاء وَالْخَاء وَالدَّال والذال متشابهة وَالْقَاف وَالنُّون وَالْيَاء آخر الْكَلِمَة لَا تشبهها صُورَة أُخْرَى أما إِذا وقعن فِي بعض الْكَلِمَات وَجب نقطهن لِأَن الْفَارِق بَطل تذنيب رَأَيْت أَشْيَاخ الْكِتَابَة لَا يشكلون الْكَاف إِذا وَقعت آخرا وَلَا يكتبونها مجلسة أما إِذا وَقعت أَولا فِي بعض الْكَلِمَة حَشْوًا فَإِنَّهُم يجلسونها ويشكلونها بردة الْكَاف ورأيتهم لَا يجوزون فِي) السطر الْوَاحِد أَكثر من ثَلَاث مدات فَأَما الْكَلِمَة نَفسهَا فَلَا يمدون فِيهَا إِلَّا بعد حرفين ويعدون ذَلِك كُله من لحن الْوَضع فِي الْكِتَابَة تَتِمَّة جرت الْعَادة من قديم الزَّمَان وهلم جرا إِلَى هَذَا الزَّمَان باقتصار الْمُحدثين على الرَّمْز فِي حَدثنَا وَأخْبرنَا وَاسْتمرّ الِاصْطِلَاح عَلَيْهِ لِكَثْرَة دوره فِي الْكَلَام وَهُوَ حسن فيكتبون من حَدثنَا الثَّاء وَالنُّون وَالْألف فَيكون صُورَة مَا بِلَا نقط ويكتبون من أخبرنَا الْألف وَالنُّون وَالْألف فَيكون صُورَة أَبَا بِلَا نقط هَكَذَا فِي الِاثْنَيْنِ بالْعَطْف من الْألف وَلَا تكون إِلَّا مائلة بتدوير غير منتصبة على الاسْتوَاء وَلم يَكفهمْ هَذَا حَتَّى حذفوا قَالَ جملَة كَافِيَة إِذا وَقعت بَين فلَان وَبَين أخبرنَا وَبَعْضهمْ حذفهَا خطا ولفظاً وَالْأَحْسَن حذفهَا خطا واثباتها لفظا

الفصل السابع

وَإِذا كَانَ للْحَدِيث اسنادان أَو أَكثر كتبُوا عِنْد الِانْتِقَال من اسناد إِلَى آخر صُورَة ح وَهِي حاء مُهْملَة وَالْمُخْتَار أَنَّهَا مَأْخُوذَة من التَّحْوِيل وَأَن يَقُول الْقَارئ إِذا انْتهى إِلَيْهَا ح وَقيل أَنَّهَا من حَال بَين الشَّيْئَيْنِ وَيُقَال أَن أهل الْمغرب إِذا وصلوا إِلَيْهَا قَالُوا الحَدِيث وَقد كتب جمَاعَة من الْحفاظ موضعهَا صَحَّ يشْعر بِأَنَّهَا رمز هَكَذَا ذكره الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وَهِي كَثِيرَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم رحمهمَا الله تَعَالَى وَجَرت عَادَة الْمُحدثين والمورخين والأدباء إِذا جَاءَ ذكر آيَة من الْقُرْآن الْكَرِيم أَو حَدِيث مَشْهُور أَو بَيت شعر اشْتهر أَو تقدم ذكره آنِفا أَن يذكر أول الْآيَة ثمَّ يَقُول الْآيَة بِالنّصب على اضمار أُرِيد أَو أَعنِي وَكَذَا يذكر لفظا من الحَدِيث وَيَقُول الحَدِيث وَأول الْبَيْت وَيَقُول الْبَيْت وَبَعْضهمْ يقْرَأ الْآيَة ويكمل الحَدِيث إِن كَانَ يحفظه وَهُوَ الْأَحْسَن وَبَعْضهمْ يقْتَصر على لَفظه كَمَا هُوَ مَكْتُوب لكنه يحسن أَن يقف عَلَيْهِ قَلِيلا وَلما اشْتهر بَين الْمُحدثين هَذِه الْكتب الصِّحَاح البُخَارِيّ وَمُسلم والموطأ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة جعلُوا رمزاً لكل اسْم مِنْهُم فَجعلُوا للْبُخَارِيّ خَ وَلمُسلم م وللموطأ ط وللترمذي ت وللنسائي ن وَلأبي دَاوُد د ولأبن ماجة ق وَإِنَّمَا رمزوا الْقَاف وَإِن لم يكن فِي شَيْء من اسْمه لأَنهم لَو رمزوا لَهُ بِالْجِيم لاشتبه حِينَئِذٍ بِالْخَاءِ للْبُخَارِيّ فِي الصُّورَة فَجعلُوا الْقَاف رمزا لِأَنَّهُ من قزوين (الْفَصْل السَّابِع) جرت عَادَة المورخين أَنهم يرتبون مصنفاتهم إِمَّا على السنين وَهُوَ الْأَلْيَق بالتاريخ لِأَن) الْحَوَادِث والوقائع تَجِيء فِيهِ مرتبَة متتالية وَمِنْهُم من يرتبها على الْحُرُوف وَهُوَ الْأَلْيَق بالتراجم فَإِن الرجل الْمَذْكُور فِي الْحَرْف يذكر مَا وَقع لَهُ فِي السنين المتعددة فِي مَوْضِعه دفْعَة وَاحِدَة إِمَّا بإجمال وَهُوَ الْأَكْثَر وَإِمَّا بتفصيل وَهُوَ قَلِيل وَأحسن تَرْتِيب فِي الْحُرُوف مَا رتب على حُرُوف أهل الْمشرق هِيَ ألف بَاء تَاء ثاء جِيم حاء خاء ثمَّ تسرد متماثلين متماثلين إِلَى كَاف لَام مِيم نون هَاء وَاو لَام ألف يَاء وَبَعْضهمْ قدم الْوَاو على الْهَاء وَمِنْهُم الْجَوْهَرِي فِي صحاحه فَأَما حُرُوف المغاربة فَإِنَّهُم وافقوا المشارقة من أَولهَا إِلَى الزَّاي ثمَّ قَالُوا طاء ظاء كَاف لَام مِيم نون صَاد ضاد عين غين فَاء قَاف سين شين هَاء وَاو يَاء وترتيب المشارقة أحسن وانسب لأَنهم اثبتوا الْألف أَولا وَأتوا بِالْبَاء وَالتَّاء والثاء ثَلَاثَة وَبعدهَا جِيم حاء خاء ثَلَاثَة متشابهة فِي الصُّور أَيْضا ثمَّ أَنهم سردوها كل اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ متشابهين إِلَى الْقَاف وَأتوا بعد ذَلِك بِمَا لم يتشابه فَكَانَ ذَلِك انسب وَبَعْضهمْ رتب ذَلِك على حُرُوف أبجد وَلَيْسَ بِحسن وَبَعْضهمْ رتب ذَلِك على مخارج الْحُرُوف وهم بعض أهل اللُّغَة كصاحب الْمُحكم والأزهري وَالتَّحْقِيق أَن تَقول همزَة ألف بَاء تَاء ثاء فَإِن الْهمزَة غير الْألف وَهَذِه النُّكْتَة تَنْفَع من يرتب الشّعْر على القوافي فيذكر الْهمزَة أَولا وَالْألف ثَانِيًا وَيَجِيء فِيهَا الْمَقْصُور كُله

الفصل الثامن

كَيْفيَّة ضبط حُرُوف المعجم قَالُوا الْبَاء الْمُوَحدَة وَبَعْضهمْ يَقُول الْبَاء ثَانِي الْحُرُوف وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق لِئَلَّا يحصل الشّبَه بِالْيَاءِ فَإِنَّهَا مثناة وَلكنهَا من تَحت وَبَعْضهمْ قَالَ ثَالِث الْحُرُوف والثاء الْمُثَلَّثَة وَالْجِيم والحاء الْمُهْملَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَالزَّاي وَبَعْضهمْ يَقُول الرَّاء الْمُهْملَة وَالزَّاي الْمُعْجَمَة وَالسِّين الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة والظاء الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء وَالْقَاف وَالْكَاف وَاللَّام وَالْهَاء وَالْوَاو وَالْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَبَعْضهمْ يَقُول آخر الْحُرُوف تَتِمَّة إِذا أَرَادوا ضبط كلمة قيدوها بِهَذِهِ الأحرف على هَذِه الصُّورَة فَإِن أَرَادوا لَهَا زِيَادَة بَيَان قَالُوا على وزن كَذَا فَيذكرُونَ كلمة توازنها وَهِي أشهر مِنْهَا كَمَا إِذا قيدوا فلوا وَهُوَ الْمهْر قَالُوا فِيهِ بِفَتْح الْفَاء وَضم اللَّام وَتَشْديد الْوَاو على وزن عَدو فَحِينَئِذٍ يكون الْحَال قد اتَّضَح والأشكال قد زَالَ (الْفَصْل الثَّامِن) ) (الْوَفَاة يحْتَاج إِلَى معرفَة أَصْلهَا) فَأَقُول أصل وَفَاة وفية بتحريك الْوَاو وَالْفَاء وَالْيَاء على وزن بقرة وَلما كَانَت الْيَاء حرف عِلّة سكنوها فَصَارَت وفية فَلَمَّا سكنت الْيَاء وَانْفَتح مَا قبلهَا قلبت ألفا فَقَالُوا وَفَاة وَلِهَذَا لما جَمَعُوهُ رجعُوا بِهِ إِلَى أَصله فَقَالُوا وفيات بِفَتْح الْوَاو وَالْفَاء وَالْيَاء كَمَا قَالُوا شَجَرَة وشجرات وَقَالُوا فِي الْفِعْل مِنْهُ توفّي زيد بِضَم التَّاء وَالْوَاو وَكسر الْفَاء وَفتح الْيَاء فبنوه على مَا لم يسم فَاعله لِأَن الْإِنْسَان لَا يتوفى نَفسه فعلى هَذَا الله الْمُتَوفَّى بِكَسْر الْفَاء أَو أحد الْمَلَائِكَة وَزيد الْمُتَوفَّى بِفَتْح الْفَاء وَقد حكى أَن بَعضهم حضر جَنَازَة فَسَأَلَ بعض الْفُضَلَاء وَقَالَ من الْمُتَوفَّى بِكَسْر الْفَاء فَقَالَ لَهُ الله تَعَالَى فَأنْكر ذَلِك إِلَى أَن بَين لَهُ الْغَلَط وَقَالَ قل من الْمُتَوفَّى بِفَتْح الْفَاء مِنْهُم يتَعَيَّن هَهُنَا ذكره الْأَجَل أجل وَاحِد لَيْسَ إِلَّا فَإِن بعض النَّاس من حكماء الْمُسلمين كَأبي الْهُذيْل العلاف المعتزلي وَمن تَابعه وَقَالَ بقوله وافقوا غَيرهم على القَوْل بالأجل الطبيعي وَالْأَجَل الاخترامي أما الطبيعي فَهُوَ نفاد الْحَار الغريزي وَذَهَاب الرُّطُوبَة والاخترامي فَهُوَ مَا يحصل من الْغَرق والحرق والتردي وتفرق الِاتِّصَال بِالسَّيْفِ وَغَيره أَو دُخُول الْمنَافِي للحياة كالسموم أَو فَسَاد المزاج من غَلَبَة بعض الأخلاط أَو عدم التنفس من خنق أَو غَيره وَاحْتج بقوله تَعَالَى ثمَّ قضى أَََجَلًا وَأجل مُسَمّى عِنْده الْأَنْعَام وَالصَّحِيح مَا ذهب إِلَيْهِ أهل السّنة من أَن الْأَجَل وَاحِد لَا يزِيد وَلَا ينقص كَمَا قَالَ تَعَالَى أَن أجل الله إِذا جَاءَ لَا يُؤَخر نوح وَلنْ يُؤَخر الله نفسا إِذا جَاءَ أجلهَا المُنَافِقُونَ وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فِي ذَلِك كَثِيرَة وَالْجَوَاب عَن الْآيَة على مَا تمسك بِهِ الْخصم أَن الْأَجَل الأول أما المُرَاد بِهِ آجال الماضين وَالْأَجَل الثَّانِي آجال البَاقِينَ الَّذين لم يموتوا أَو الْأَجَل الأول الْمَوْت وَالْأَجَل الثَّانِي أجل الْبَعْث يَوْم النشور للقيامة أَو الأول مَا بَين خلقه إِلَى مَوته وَالثَّانِي مُدَّة لبثه فِي البرزخ أَو الأول النّوم وَالثَّانِي الْمَوْت أَو الأول مِقْدَار مَا مضى من عمر كل أحد وَالثَّانِي مِقْدَار مَا بَقِي لَهُ من الْحَيَاة

الفصل التاسع

(الْفَصْل التَّاسِع) (فِي فَوَائِد التَّارِيخ) مِنْهَا وَاقعَة رَئِيس الرؤساء مَعَ الْيَهُودِيّ الَّذِي أظهر كتابا فِيهِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بِإِسْقَاط الْجِزْيَة عَن أهل خَيْبَر وَفِيه شَهَادَة الصَّحَابَة مِنْهُم عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَحمل الْكتاب إِلَى رَئِيس الرؤساء وَوَقع النَّاس بِهِ فِي حيرة فعرضه على الْحَافِظ أبي) بكر خطيب بَغْدَاد فَتَأَمّله وَقَالَ إِن هَذَا مزوّر فَقيل لَهُ من أَيْن لَك ذَلِك فَقَالَ فِيهِ شَهَادَة مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ اسْلَمْ عَام الْفَتْح وفتوح خَيْبَر سنة سبع وَفِيه شَهَادَة سعد بن معَاذ وَمَات سعد رَضِي الله عَنهُ يَوْم بني قُرَيْظَة قبل خَيْبَر بِسنتَيْنِ فَفرج ذَلِك عَن الْمُسلمين غما وروى عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش أَنه قَالَ كنت بالعراق فَأَتَانِي أهل الحَدِيث فَقَالُوا هَهُنَا رجل يحدث عَن خَالِد بن معدان فَأَتَيْته فَقلت أَي سنة كتبت عَن خَالِد بن معدان فَقَالَ سنة ثَلَاث عشرَة يَعْنِي وَمِائَة فَقلت أَنَّك تزْعم أَنَّك سَمِعت مِنْهُ بعد مَوته بِسبع سِنِين لِأَن خَالِدا مَاتَ سنة سِتّ وَمِائَة وروى عَن الْحَاكِم أبي عبد الله أَنه قَالَ لما قدم علينا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن حَاتِم الْكشِّي بالشين وَالسِّين مَعًا وَحدث عَن عبد بن حميد سَأَلته عَن مولده فَذكر أَنه ولد سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فَقلت لِأَصْحَابِنَا هَذَا سمع من عبد بن حميد بعد مَوته بِثَلَاث عشرَة سنة وَذكر قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله قَالَ وجدت فِي كتاب الشَّامِل فِي أصُول الدّين لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَذكر طَائِفَة من الثِّقَات الْأَثْبَات أَن هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة تواصوا على قلب الدول والتعرض لإفساد المملكة واستعطاف الْقُلُوب واستمالتها وارتاد كل وَاحِد مِنْهُم قطراً أما الجنابي فأكناف الأحساء وَابْن المقفع توغل فِي أَطْرَاف بِلَاد التّرْك وارتاد الحلاج بَغْدَاد فَحكم عَلَيْهِ صَاحِبَاه بالهلكة والقصور عَن دَرك الأمنية لبعد أهل الْعرَاق عَن الانخداع هَذَا آخر كَلَام أَمَام الْحَرَمَيْنِ ثمَّ قَالَ

الفصل العاشر

شمس الدّين ابْن خلكان وَهَذَا لَا يَسْتَقِيم عِنْد أَرْبَاب التواريخ لعدم اجْتِمَاع الثَّلَاثَة الْمَذْكُورين فِي وَقت وَاحِد وَأما الحلاج والجنابي فَيمكن اجْتِمَاعهمَا وَلَكِن لَا أعلم هَل اجْتمعَا أَو لَا وَذكر وَفَاة الحلاج فِي سنة تسع وَثَلَاث مائَة وَذكر وَفَاة الجنابي فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة وَذكر ابْن المقفع فَقَالَ كَانَ مجوسياً وَأسلم على يَد عِيسَى بن عَليّ عَم السفاح والمنصور وَكتب لَهُ واختص بِهِ وَذكر أَنه قتل فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة ثمَّ إِن ابْن خلكان قَالَ لَعَلَّ إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَرَادَ الْمقنع الْخُرَاسَانِي وَإِنَّمَا النَّاسِخ حرف عَلَيْهِ ثمَّ فَكرت فِي أَن ذَلِك أَيْضا لَا يَصح لِأَن الْمقنع الْخُرَاسَانِي قتل نَفسه بالسم فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة ثمَّ قَالَ وَإِذا أردنَا تَصْحِيح مَا ذهب إِلَيْهِ إِمَام الْحَرَمَيْنِ فَلَا يكون إِلَّا ابْن الشلمغاني لِأَنَّهُ أحدث مذهبا غالياً فِي التَّشَيُّع والتناسخ وأحرق بالنَّار فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة (الْفَصْل الْعَاشِر) (فِي أدب المورخ) ) نقلت من خطّ الإِمَام الْعَلامَة الْحجَّة شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ الشَّافِعِي مَا صورته قَالَ يشْتَرط فِي المورخ الصدْق وَإِذا نقل يعْتَمد اللَّفْظ دون الْمَعْنى وَأَن لَا يكون ذَلِك الَّذِي نَقله أَخذه فِي المذاكرة وَكتبه بعد ذَلِك وَأَن يُسمى الْمَنْقُول عَنهُ فَهَذِهِ شُرُوط أَرْبَعَة فِيمَا يَنْقُلهُ وَيشْتَرط فِيهِ أَيْضا لما يترجمه من عِنْد نَفسه وَلما عساه يطول فِي التراجم من النقول وَيقصر أَن يكون عَارِفًا بِحَال صَاحب التَّرْجَمَة علما وديناً وَغَيرهمَا من الصِّفَات وَهَذَا عَزِيز جدا وَأَن يكون حسن الْعبارَة عَارِفًا بمدلولات الْأَلْفَاظ وَأَن يكون حسن التَّصَوُّر حَتَّى يتَصَوَّر حَال تَرْجَمته جَمِيع حَال ذَلِك الشَّخْص ويعبر عَنهُ بِعِبَارَة لَا تزيد عَلَيْهِ وَلَا تنقص عَنهُ وَأَن لَا يغلبه الْهوى فيخيل إِلَيْهِ هَوَاهُ الْأَطْنَاب فِي مدح من يُحِبهُ وَالتَّقْصِير فِي غَيره بل إِمَّا أَن يكون مُجَردا عَن الْهوى وَهُوَ عَزِيز وَإِمَّا أَن يكون عِنْده من الْعدْل مَا يقهر بِهِ هَوَاهُ ويسلك طَرِيق الانصاف فَهَذِهِ أَرْبَعَة شُرُوط أُخْرَى وَلَك أَن تجعلها خَمْسَة لِأَن حسن تصَوره وَعلمه قد لَا يحصل مَعَهُمَا الاستحضار حِين التصنيف فَيجْعَل حُضُور التَّصَوُّر زَائِدا على حسن التَّصَوُّر وَالْعلم فَهِيَ تِسْعَة شُرُوط فِي المورخ وأصعبها الأطلاع على حَال الشَّخْص فِي الْعلم فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الْمُشَاركَة فِي علمه والقرب مِنْهُ حَتَّى يعرف مرتبته وَمَا ذكرت هَذَا الْكَلَام إِلَّا بِالنِّسْبَةِ إِلَى تواريخ الْمُتَأَخِّرين فَإِنَّهُ قل فِيهَا اجْتِمَاع هَذِه الشُّرُوط وَأما المتقدمون فَإِنِّي أتأدب مَعَهم لكني رَأَيْت حَال كتابتي هَذِه شَيْئا لَا بَأْس بِذكرِهِ هُنَا وَهُوَ أَن أَبَا الْوَلِيد الْبَاجِيّ الْمَالِكِي حكيي فِي كِتَابه الْمُسَمّى تَارِيخ الْفُقَهَاء عَن غَيره أَن يحيى بن معِين ضعف الشَّافِعِي فَبلغ ذَلِك أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ هُوَ لَا يعرف الشَّافِعِي وَلَا يعرف مَا يَقُول انْتهى قلت هَذِه الشُّرُوط تلْزم الَّذِي يعْمل تَارِيخا على التراجم أما من يعْمل تَارِيخا على الْحَوَادِث فَلَا يشْتَرط فِيهِ ذَلِك لإنه ناقل الوقائع الَّتِي يتَّفق حدوثها فَيشْتَرط فِيهِ أَن يكون مثبتاً عَارِفًا بمدلولات الْأَلْفَاظ حسن التَّصَوُّر جيد الْعبارَة

الفصل الحادي عشر

(الْفَصْل الْحَادِي عشر) (فِي ذكر شَيْء من أَسمَاء كتب التواريخ) (الْمُؤَلّفَة لمن تقدم من أَرْبَاب هَذَا الْفَنّ) 3 - (تَارِيخ الْمشرق وبلاده) ) تَارِيخ بَغْدَاد للخطيب أبي بكر الذيل عَلَيْهِ للسمعاني الذيل عَلَيْهِ لِابْنِ الدبيثي وَفِيه مَا لم يذكرهُ السَّمْعَانِيّ وَذكر من أغفله أَو كَانَ بعده والذيل عَلَيْهِ لِابْنِ الْقطيعِي والذيل لمحب الدّين ابْن النجار والذيل لأبي بكر ابْن المارستاني والذيل لِابْنِ السَّاعِي تَارِيخ الْبَصْرَة لِابْنِ دهجان تَارِيخ الْكُوفَة لِابْنِ مجَالد تَارِيخ وَاسِط للدبيثي تاريخها أَيْضا لبحشل الذيل عَلَيْهِ لِابْنِ الجلابي تَارِيخ الْعرَاق لِابْنِ القاطولي تاريخها أَيْضا لِابْنِ اسفنديار الْوَاعِظ تاريخها لِأَحْمَد بن أبي طَاهِر وَهُوَ أول من وضع لبغداد تَارِيخا أَخْبَار الْموصل للخالديين تَارِيخ حران لمحاسن بن خَليفَة الْحَرَّانِي الْمشرق فِي أَخْبَار الْمشرق لِابْنِ سعيد المغربي تَارِيخ ميافارقين لِابْنِ الْأَزْرَق تَارِيخ أربل لِابْنِ الْمُسْتَوْفى تَارِيخ دنيسر لعمر بن اللمش التَّارِيخ الْخَاص لتكريب تَارِيخ الأنبار لِابْنِ الْأَنْبَارِي تَارِيخ الْموصل لِابْنِ باطيش تَارِيخ سامرا لِابْنِ أبي البركات تَارِيخ سَمَرْقَنْد للأدريسي والذيل عَلَيْهِ لأبي حَفْص النَّسَفِيّ تَارِيخ خوارزم لمطهر الدّين الكاشي تَارِيخ خُرَاسَان للأبيوردي تاريخها أَيْضا للْحَاكِم تَارِيخ مرو لِابْنِ سيار تاريخها أَيْضا للسمعاني تَارِيخ بيهق لعَلي بن زيد تَارِيخ جرجان للسهمي تَارِيخ لعَلي بن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ تَارِيخ أبيورد لأبي الفتيان الشَّاعِر تَارِيخ مازندران لِابْنِ أبي مُسلم تَارِيخ استراباد لأبي سعد تاريخها لِحَمْزَة السَّهْمِي تَارِيخ الرّيّ لأبي مَنْصُور الآبي تَارِيخ أذربيجان لِابْنِ أبي الهيجاء الروادي تَارِيخ أَصْبَهَان لِحَمْزَة الطَّبَقَات الأصفهانية لأبي الشَّيْخ ابْن حَيَّان تاريخها أَيْضا لأبي نعيم تاريخها أَيْضا لِابْنِ مرْدَوَيْه تاريخها أَيْضا ليحيى بن مَنْدَه تَارِيخ قزوين لإِمَام الدّين الرَّافِعِيّ تَارِيخ همذان لشيرويه تاريخها لصالح بن أَحْمد الْحَافِظ طَبَقَات همذان لعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْأنمَاطِي تَارِيخ مراغة لِابْنِ الْمثنى تَارِيخ نسف لِلْحَافِظِ المستغفري النَّسَفِيّ تَارِيخ أران للبرذعي تَارِيخ هراة لأبي إِسْحَق الْبَزَّاز تاريخها أَيْضا لأبي النَّضر الفامي تَارِيخ بُخَارى لِلْحَافِظِ غُنْجَار تَارِيخ شيراز لأبي عبد الله الْقصار تاريخها أَيْضا لهبة الله بن عبد الْوَارِث الشِّيرَازِيّ تَارِيخ دمشق لِلْحَافِظِ أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَهُوَ ثَمَانِي مائَة جُزْء يدْخل فِي ثَمَانِينَ مجلدة وَهُوَ

تاريخ مصر

تَارِيخ عَظِيم وذيل عَلَيْهِ وَلَده الْقَاسِم وَلم يكمل وذيل عَلَيْهِ صدر الدّين الْبكْرِيّ وذيل عَلَيْهِ أَيْضا عمر بن الْحَاجِب وتاريخ أبي شامة الدِّمَشْقِي وذيل عَلَيْهِ علم الدّين البرزالي تَارِيخ حلب للصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم تَارِيخ حمص) لِابْنِ عِيسَى تاريخها لعبد الصَّمد ابْن سعيد معادن الذَّهَب فِي تَارِيخ حلب لِابْنِ أبي طي 3 - (تَارِيخ مصر) تَارِيخ مصر لِابْنِ يُونُس تَارِيخ مصر للأمير المسبحي الذيل عَلَيْهِ لِابْنِ ميسر تَارِيخ مصر لأبي عمر الْكِنْدِيّ أَخْبَار مصر الْكَبِير للموفق عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ الإفادة لَهُ فِي أَخْبَار مصر تَارِيخ مصر لقطب الدّين عبد الْكَرِيم تَارِيخ الْقَاهِرَة لأبي الْحسن الْكَاتِب تَارِيخ أسوان لِابْنِ الزبير تَارِيخ مصر لِابْنِ أبي طي تَارِيخ الصَّعِيد لعَلي بن عبد الْعَزِيز الْكَاتِب تاريخها لمُحَمد بن عبد الْعَزِيز الإدريسي 3 - (تَارِيخ الْمغرب وبلاده) المقتبس لِابْنِ حَيَّان يدْخل فِي عشرَة أسفار المتين فِي تَارِيخ الأندلس أَيْضا للمذكور وَهُوَ يدْخل فِي سِتِّينَ مجلداً تَارِيخ الأندلس لِلْحَافِظِ الْحميدِي تَارِيخ ابْن الفرضي كتاب الصِّلَة عَلَيْهِ لِابْنِ بشكوال الذيل على ابْن بشكوال لِابْنِ فرتون والذيل أَيْضا لِابْنِ الْأَبَّار والذيل أَيْضا لأبي جَعْفَر ابْن الزبير الغرناطي وَلابْن بشكوال تَارِيخ صَغِير فِي أَحْوَال الأندلس تَارِيخ قرطبة للزهراوي تَارِيخ صقلية لأبي زيد الغمري تَارِيخ الأندلس لأبي عبد الله الْخُشَنِي القيرواني وَله تَارِيخ القيروانيين تَارِيخ المصامدة ولمتونه وصنهاجة تَارِيخ القيروان لِابْنِ رَشِيق تَارِيخ القيروان لأبي الْعَرَب الصنهاجي تاريخها لإِبْرَاهِيم الرَّقِيق تَارِيخ افريقية لأبي مُحَمَّد الْمَالِكِي تَارِيخ بلنسيه لمُحَمد بن الْخلف الصَّدَفِي الْمغرب فِي أَخْبَار أهل الْمغرب لِابْنِ سعيد المغربي المعجب فِي أَخْبَار الْمغرب لعبد الْوَاحِد بن عَليّ المراكشي 3 - (تَارِيخ الْيمن والحجاز) تَارِيخ الْيمن للحميري تَارِيخ الرشيد لَهُ أَيْضا تَارِيخ عمَارَة الْيُمْنَى تَارِيخ تَاج الدّين عبد الْبَاقِي الْيُمْنَى أَخْبَار تهَامَة والحجاز لأبي غَالب 3 - (التواريخ الجامعة) تَارِيخ ابْن جرير الطَّبَرِيّ الذيل عَلَيْهِ لأبي مُحَمَّد الفرغاني تَارِيخ المَسْعُودِيّ تجارب الْأُمَم لِابْنِ مسكويه الذيل عَلَيْهِ لمُحَمد بن عبد الْملك الهمذاني وللوزير أبي شُجَاع الْكَامِل لِابْنِ الْأَثِير الذيل عَلَيْهِ لِابْنِ أَنْجَب المنتظم لِابْنِ الْجَوْزِيّ مرْآة الزَّمَان لسبط ابْن الْجَوْزِيّ الذيل عَلَيْهِ لقطب الدّين اليونيني الْجَامِع لِابْنِ السَّاعِي ترجمان الزَّمن لجمال الدّين ابْن المهنى الْعلوِي الدول لعَلي بن فضال الْمُجَاشِعِي النَّحْوِيّ جمل تَارِيخ الْإِسْلَام لِلْحَافِظِ الْحميدِي جَامع التَّارِيخ للْقَاضِي عِيَاض التَّعْرِيف بِصَحِيح التَّارِيخ لِأَحْمَد بن الجزار القيرواني الطَّبِيب درة

تواريخ الخلفاء

الأكليل لِابْنِ الْجَوْزِيّ المعارف لِابْنِ قُتَيْبَة تلقيح فهوم أهل الْأَثر لِابْنِ الْجَوْزِيّ على نمط المعارف تَارِيخ ابْن هِلَال الصابيء الدول المنقطعة لِابْنِ ظافر عُيُون السّير فِي محَاسِن البدو والحضر لِابْنِ عبد الْملك الهمذاني تَارِيخ العميد ابْن القلانسي تَارِيخ ابْن العميد الْكَاتِب شرح قصيدة ابْن عبدون لِابْنِ بدرون وَلغيره المظفري وَهُوَ تَارِيخ كَبِير للمظفر ابْن الْأَفْطَس المبدأ والمآل لياقوت الْحَمَوِيّ الدول لَهُ أَيْضا تَارِيخ إِبْرَاهِيم ابْن أبي الدَّم الْحَمَوِيّ تَارِيخ إِسْمَاعِيل بن عَليّ الخطبي تَارِيخ ابْن زولاق تَارِيخ ابْن قَانِع الْمُرَتّب على السنين تَارِيخ الإشراف الْكَبِير وَالصَّغِير للهيثم بن عدي تَارِيخ البلاذري الأغاني الْكَبِير لأبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ يُقَال أَنه جمعه فِي خمسين سنة وَقد أختاره جمَاعَة مِنْهُم الْوَزير المغربي وَالْقَاضِي جمال الدّين ابْن وَاصل الْحَمَوِيّ وَابْن الزبير وَابْن ناقيا الْكَاتِب فِي مُجَلد وَابْن المكرم ورتبه على الْحُرُوف ووفيات الْأَعْيَان للْقَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان وتاريخ الْإِسْلَام لشَيْخِنَا شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَهُوَ كتاب علم نَافِع جدا قَرَأت عَلَيْهِ الْمَغَازِي الَّتِي لَهُ وسيرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِلَى آخر أَيَّام الْحسن رَضِي الله عَنهُ وحوادثه إِلَى آخر سنة سَبْعمِائة وَلم انْتفع بِشَيْء مثله وَعَلِيهِ الْعُمْدَة فِي هَذَا الْكتاب وَهُوَ القطب لهَذِهِ الدائرة واللب لهَذِهِ الْجُمْلَة السائرة وَله أَيْضا تَارِيخ النبلاء ودول الْإِسْلَام مجلدة وَله غير ذَلِك وتاريخ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي وَقد هذبه الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وزاده أَشْيَاء من عِنْده) تَارِيخ الدوادار وَهُوَ فِي خمس وَعشْرين مجلدة تَارِيخ شمس الدّين الْجَزرِي 3 - (تواريخ الْخُلَفَاء) للشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ فِي أَخْبَار الْخُلَفَاء الرَّاشِدين الْأَرْبَعَة كل وَاحِد مِنْهُم رَضِي الله عَنهُ مجلدة تخصه سيرة العمرين تَارِيخ الْعَجم وَبني أُميَّة للهيثم بن عدي أَخْبَار الأمويين لعَلي بن مُجَاهِد أَخْبَار الأمويين لأبي عبد الرَّحْمَن خَالِد بن هِشَام الْأمَوِي الأيناس فِي تواريخ بني الْعَبَّاس الأوراق للصولي فِي أَخْبَار بني الْعَبَّاس وأشعارهم الدولة العباسية لمُحَمد بن صَالح بن النطاح أَخْبَار العباسيين لِأَحْمَد بن يَعْقُوب الْمصْرِيّ مَنَاقِب بني الْعَبَّاس لليزيدي النَّحْوِيّ سيرة الْخُلَفَاء لأبي بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الطَّبِيب الرَّازِيّ سيرة الْمَأْمُون سيرة المعتصم سيرة القاهر سيرة المستضيء لِابْنِ الْجَوْزِيّ سيرة النَّاصِر سيرة المستصر تواريخ الْخُلَفَاء للقضاعي من احتكم من الْخُلَفَاء إِلَى الْقُضَاة لأبي هِلَال العسكري تَارِيخ الْخُلَفَاء لِابْنِ الكردبوس أَخْبَار الْخُلَفَاء للدولابي تَارِيخ الْخُلَفَاء لِابْنِ أبي الدُّنْيَا 3 - (تواريخ الْمُلُوك) سيرة الْمُلُوك للثعالبي أَخْبَار الديلم نصْرَة الْفطْرَة وعصرة الْفطْرَة فِي أَخْبَار السلجوقية للعماد الْكَاتِب كتاب اليميني للعتبي سيرة السُّلْطَان جلال الدّين خوارزم شاه سيرة السُّلْطَان صَلَاح الدّين ابْن أَيُّوب للْقَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد الْفَتْح الْقُدسِي للعماد الْكَاتِب كتاب الروضتين فِي أَخْبَار الدولتين النورية والصلاحية لأبي شامة مفرج الكروب فِي دولة بني أَيُّوب للْقَاضِي جمال الدّين ابْن وَاصل الْحَمَوِيّ الْمعلم الأتابكي لِابْنِ أَنْجَب تَارِيخ الْمُوَحِّدين أَوْلَاد

تواريخ الوزراء والعمال

عبد الْمُؤمن بن عَليّ لأبي الْحجَّاج يُوسُف بن عمر الأشبيلي تاريخهم أَيْضا لِابْنِ صَاحب الصَّلَاة سيرة أَحْمد بن طولون لِابْنِ الداية وسيرة ابْنه خمارويه وَابْنه لَهُ أَيْضا سيرة الْملك الظَّاهِر طغرلبك السجلوقي لعَلي بن أبي الْفرج الْبَصْرِيّ سيرة الْملك الظَّاهِر ركن الدّين بيبرس الصَّالِحِي صَاحب مصر وَالشَّام للْقَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الطَّاهِر سيرة الظَّاهِر بيبرس لِابْنِ شَدَّاد عز الدّين سيرة الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاون الصَّالِحِي لمحيي الدّين سيرة وَلَده السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف صَلَاح الدّين خَلِيل لَهُ أَيْضا 3 - (تواريخ الوزراء والعمال) الوزراء للصولى الوزراء للصابيء الوزارء للجهشياري الوزراء لإِبْرَاهِيم بن مُوسَى الوَاسِطِيّ الوزراء للصاحب ابْن عباد الوزراء لعَلي بن أَنْجَب الوزراء لأبي الْحسن على ابْن الماشطة الوزراء لِابْنِ الهمذاني أَخْبَار البرامكة لِابْنِ الْجَوْزِيّ سيرة آل الْفُرَات الوزراء للمطوق عَليّ بن أبي الْفَتْح تَارِيخ عُمَّال الشَّرْط لأمراء الْعرَاق للهيثم بن عدي 3 - (تواريخ الْقُضَاة) أَخْبَار الْقُضَاة لِابْنِ المندائي أَخْبَار قُضَاة مصر لِابْنِ زولاق ذيلا على كتاب مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْكِنْدِيّ أَخْبَار قُضَاة قرطبة لِابْنِ بشكوال تَارِيخ ابْن ميسر الْمصْرِيّ أَخْبَار الْقُضَاة بِبَغْدَاد وعدولها لعَلي بن أَنْجَب أَخْبَار قُضَاة دمشق للشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ 3 - (تواريخ الْقُرَّاء) أَفْوَاج الْقُرَّاء لأبي الْحُسَيْن ابْن الْمُنَادِي طَبَقَات الْقُرَّاء لأبي عَمْرو الداني طَبَقَات الْقُرَّاء لأبي الْعَلَاء الهمذاني فِي عشْرين مجلداً طَبَقَات الْقُرَّاء للشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ 3 - (تواريخ الْعلمَاء) الطَّبَقَات لِابْنِ سعد طَبَقَات الْفُقَهَاء والمحدثين للهيثم بن عدي أَخْبَار الْعلمَاء لِابْنِ عَبدُوس أَخْبَار عُلَمَاء خُرَاسَان لأبي نصر الْمروزِي طَبَقَات أَصْحَاب الشَّافِعِي لِابْنِ باطيش طَبَقَات الْفُقَهَاء للشَّيْخ أبي إِسْحَق طَبَقَات الْفُقَهَاء لعبد الْملك بن حبيب الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي طَبَقَات الْفُقَهَاء لأبي عَاصِم مُحَمَّد الْعَبَّادِيّ الشَّافِعِي تَارِيخ عُلَمَاء نيسابور للْحَاكِم جذوة المقتبس فِي عُلَمَاء الأندلس لِلْحَافِظِ الْحميدِي الْخطب والخطباء لأبي عبد الله الْحذاء الْقُرْطُبِيّ أَخْبَار الْفُقَهَاء الثَّلَاثَة لِابْنِ عبد الْبر طَبَقَات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة للشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ طَبَقَات الْفُقَهَاء الْمَالِكِيَّة للْقَاضِي عِيَاض طَبَقَات الْفُقَهَاء الْحَنَابِلَة لأبي الْحُسَيْن بن أبي يعلى الْفراء طَبَقَات الْفُقَهَاء الْحَنَفِيَّة لصلاح الدّين عبد الله بن المهندس تَارِيخ الْعلمَاء لِابْنِ أبي طي

تواريخ الشعراء

3 - (تواريخ الشُّعَرَاء) البارع فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء لهارون بن المنجم أَخْبَار الشُّعَرَاء مُرَتّب على المعجم للصولي شعراء الجزيرة لِابْنِ القطاع طَبَقَات الشُّعَرَاء لصَاحب حماة طَبَقَات الشُّعَرَاء لِابْنِ الْمَرْزُبَان الشّعْر وَالشعرَاء لِابْنِ السراج النَّحْوِيّ شعراء الأندلس لِابْنِ الفرضى طَبَقَات الشُّعَرَاء لمُحَمد بن سَلام الْبَصْرِيّ طَبَقَات الشُّعَرَاء لِابْنِ قُتَيْبَة النِّسَاء الشواعر لأبي الْفرج الشلحي العكبري الْكَاتِب الْإِمَاء الشواعر لأبي الْفرج الْأَصْفَهَانِي مُعْجم الشُّعَرَاء لياقوت الْحَمَوِيّ الْإِشَارَة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء لِعبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر طَبَقَات الشُّعَرَاء لِابْنِ المعتز يتيمة الدَّهْر للثعالبي دمية الْقصر للباخرزي زِينَة الدَّهْر للحظيري الخريدة للعماد الْكَاتِب الذيل عَلَيْهَا لَهُ قلائد العقيان الذَّخِيرَة فِي محَاسِن أهل الجزيرة لِابْنِ بسام أنموذج الشُّعَرَاء لِابْنِ رَشِيق تحفة القادم لِابْنِ الْأَبَّار رَوْضَة الأزهار لِابْنِ قلاقس الحديقة لِابْنِ أبي الصَّلْت شعراء الزَّمَان لِابْنِ السَّاعِي عُقُود الجمان لِابْنِ الشعار جنى الْجنان لِابْنِ الزبير شعراء الْمِائَة السَّابِعَة لِابْنِ عبد الظَّاهِر الدُّرَر الناصعة فِي شعراء الْمِائَة السَّابِعَة لِابْنِ الفوطى أَخْبَار شعراء الشِّيعَة لِابْنِ أبي طي 3 - (تواريخ مُخْتَلفَة) حلية الْأَوْلِيَاء لأبي نعيم الْحَافِظ ولخصه ابْن الْجَوْزِيّ وَسَماهُ صفوة الصفوة طَبَقَات النساك لأبي سعيد ابْن الْأَعرَابِي طَبَقَات الصُّوفِيَّة لأبي سعيد النقاش طَبَقَات الصُّوفِيَّة لأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ أَخْبَار صلحاء الأندلس لِابْنِ الطيلسان الْقُرْطُبِيّ تَارِيخ الوعاظ لناصح الدّين الْحَنْبَلِيّ الْوَاعِظ عباد افريقية لمُحَمد بن أَحْمد بن تَمِيم الأفريقي طَبَقَات أَهلهَا لَهُ تَارِيخ الْأَطِبَّاء لِابْنِ أبي أصيبعة طَبَقَات الْحُكَمَاء لأبي الْقَاسِم بن صاعد الْقُرْطُبِيّ أَخْبَار الْأَطِبَّاء لِابْنِ الداية أَخْبَار المنجمين لَهُ أَيْضا تواريخ الْخَوَارِج للهيثم بن عدي الْأَوَائِل للعسكري أَخْبَار النُّحَاة لِابْنِ درسْتوَيْه أَخْبَار النُّحَاة للمرزباني أَخْبَار النُّحَاة لِابْنِ الْأَنْبَارِي أَخْبَار النُّحَاة للصابئ أَخْبَار النُّحَاة واللغويين بالشرق والغرب لأبي بكر الزبيدِيّ أَخْبَار الْمُتَكَلِّمين للمرزباني طَبَقَات الْمُعْتَزلَة للْقَاضِي عبد الْجَبَّار فِيمَا أَظن الفهرست فِي أَخْبَار الأدباء لمُحَمد بن إِسْحَاق النديم نزهة الألباء فِي طَبَقَات الأدباء لِابْنِ الْأَنْبَارِي تحفة الألباء فِي أَخْبَار الأدباء لياقوت الفهرست فِي تواريخ الأدباء لمُحَمد بن إِسْحَاق النديم وَأما كتب الْمُحدثين فِي معرفَة الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم مثل الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر وَأسد الغاب لِابْنِ الْأَثِير وَغَيرهمَا وَكتب الْجرْح وَالتَّعْدِيل والأنساب ومعاجم الْمُحدثين ومشيخات الْحفاظ والرواة فَإِنَّهَا شَيْء لَا يحصره حد وَلَا يقصره عد وَلَا يستقصيه ضبط وَلَا يستدنيه ربط لِأَنَّهَا كاثرت الأمواج أَفْوَاجًا وكابرت الإدراج اندراجاً فَلهَذَا لم أذكر مِنْهَا هَاهُنَا شَيْئا وَإِذا جَاءَ ذكر شَيْء مِنْهَا فِي تَرْجَمَة من يَأْتِي ذكره ذكرته هُنَاكَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد آن الشُّرُوع فِيمَا بنيت عَلَيْهِ هَذَا الْكتاب من ذكر التراجم بعون الله وَمِنْه لَا قُوَّة إِلَّا بِهِ وَلَا استعانة إِلَّا بحوله التَّرْجَمَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة

باب محمد

(بَاب مُحَمَّد) المسمون بِمُحَمد فِي الْجَاهِلِيَّة جمَاعَة كَانَ النَّصَارَى وَبَعض الْعَرَب يخبرون بِظُهُور نَبِي اسْمه مُحَمَّد من الْعَرَب وَكَانُوا يسمون ابناءهم مُحَمَّدًا رَجَاء أَن تكون النُّبُوَّة فِيهِ فَمنهمْ مُحَمَّد بن سُفْيَان بن مجاشع بن دارم التَّمِيمِي وَمُحَمّد بن وبر أَخُو بني عتوارة من بني لَيْث بن بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة وَمُحَمّد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي أَخُو بني جحجبا وَمُحَمّد بن خزاعي السَّامِي وَمُحَمّد بن حمْرَان بن مَالك الْجعْفِيّ وَمُحَمّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ أَخُو بني حَارِثَة وَأول من سمى مُحَمَّدًا من أَبنَاء الْمُهَاجِرين مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي طَالب ولد بِالْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَة الأولى ثمَّ مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة بن عتبَة بن ربيعَة بن عبد شمس ثمَّ مُحَمَّد بن عبيد الله التَّيْمِيّ ثمَّ مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق ثمَّ مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب وَولد من الْأَنْصَار مُحَمَّد بن الحرّ بن قيس من الْخَزْرَج ثمَّ مُحَمَّد بن ثَابت بن قيس بن شماس من الْخَزْرَج ثمَّ مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم من بني النجار ثمَّ مُحَمَّد بن أنس بن فضَالة ولد عَام حجَّة الْوَدَاع (مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) (سيدنَا ومولانا وحبيبنا نَبِي الرَّحْمَة وهادى الأمّة) قَالَ أهل الْعلم بسيرة وأخباره هُوَ أَبُو الْقَاسِم وَهُوَ الْمَشْهُور وَأَبُو إِبْرَاهِيم مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف بن قُصَيّ بن كلاب بن مرَّة بن كَعْب بن لؤيْ بن غَالب بن فهرِ بن مَالك بن النَّضر بن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة بن الياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان الْبَسِيط (وَكم أَب قد علا بِابْن ذرى شرفٍ ... كَمَا علا برَسُول الله عدنان) هَذَا هُوَ الْمُتَّفق على صِحَّته وَقَالَ الْحَافِظ عبد الغنيّ وَغَيره عدنان بن ادد بن المقّوم بن ناحور بن تيرح بن يشحب بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن عَلَيْهِ السَّلَام بن تارح وَهُوَ آزر بن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن ارفخشذ بن سَام بن نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ وَهُوَ إِدْرِيس عَلَيْهِ السَّلَام فِيمَا يَزْعمُونَ

وَهُوَ أول بني آدم أعطي النبوّة وَخط بالقلم بن يرد بن مهليل بن قينين بن يانش بن شِيث بن آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَهَذَا النّسَب ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يسَار المدنيّ فِي إِحْدَى الرِّوَايَات وَإِلَى) عدنان مُتَّفق على صِحَّته من غير اخْتِلَاف وَمَا بعده مُخْتَلف فِيهِ وقريش فِيهِ أَقْوَال أشهرها هُوَ فهر بن مَالك وَقيل النَّضر وَأمه عَلَيْهِ السَّلَام آمِنَة بنت وهب بن عبد منَاف بن زهرَة بن كلاب بن مرّة ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ فِي شهر ربيع الأول من عَام الْفِيل قيل ثَانِيه وَقيل ثالثه وَقيل ثَانِي عشره وَقيل غير ذَلِك وَقَالَ بَعضهم بعد الْفِيل بِثَلَاثِينَ وَقيل بعده باربعين يَوْمًا وروى ابْن معِين باسناد حسن انه ولد يَوْم الْفِيل وَالصَّحِيح أَنه عَام الْفِيل الْكَامِل (يَوْم أَضَاء بِهِ الزَّمَان وَفتحت ... فِيهِ الْهِدَايَة زهرَة الآمال) وَمَات أَبوهُ عبد الله وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أَتَى لَهُ ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ شهرا وَقيل وَهُوَ حملٌ وَقيل وَله شَهْرَان وَقيل سَبْعَة وَقَالَ بَعضهم مَاتَ ابوه فِي دَار النَّابِغَة وَقيل بالأبواء بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَقَالَ أَبُو عبد الله الزبير بن بكار الزبيرِي توفّي عبد الله بن عبد الْمطلب بِالْمَدِينَةِ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن شَهْرَيْن وَمَاتَتْ أمه وَهُوَ ابْن أَربع سِنِين وَقيل ستّ وَمَات جده عبد الْمطلب وَكَانَ قد كفله بعد وَفَاة أَبِيه وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ ثَمَانِي سِنِين وشهران وَعشرَة أَيَّام فولى كفَالَته عَمه أَبُو طَالب وأرضعته حليمة بنت أبي ذُؤَيْب السعدية وَعِنْدهَا شقّ صَدره وملئ حِكْمَة وإيمانا بعد ان استخرج حَظّ الشَّيْطَان مِنْهُ وروى البُخَارِيّ شقّ صَدره لَيْلَة الْمِعْرَاج وَاسْتَشْكَلَهُ ابْن حزم وأرضعته أَيْضا ثويبة الأسْلَمِيَّة جَارِيَة أَبى لَهب وأرضعت مَعَه حَمْزَة بن عبد الْمطلب وَأَبا سَلمَة عبد الله بن عبد الْأسد المَخْزُومِي أرضعتهم بِلَبن ابْنهَا مسروح وحضنته أم أَيمن بركَة الحبشية وَكَانَ ورثهَا من أَبِيه فَلَمَّا كبر اعتقها وَزوجهَا زيد بن حَارِثَة وَلما بلغ اثْنَتَيْ عشرَة سنة وشهرين وَعشرَة أَيَّام خرج مَعَ عمّه أبي طَالب إِلَى الشَّام فَلَمَّا بلغ بُصرى رَآهُ بحيرا الراهب فَعرفهُ بِصفتِهِ فجاءة وَأخذ بِيَدِهِ وَقَالَ هَذَا رَسُول رب الْعَالمين يَبْعَثهُ الله رَحْمَة للْعَالمين إِنَّكُم حِين أقبلتم من الْعقبَة لم يبْق حجر وَلَا شجر إِلَّا خرّ سَاجِدا وَلَا يسجدان إِلَّا لنبيّ وَإِنَّا نجده فِي كتبنَا وَقَالَ لأبي طَالب لَان قدمت بِهِ إِلَى الشأم

لتقتلنه الْيَهُود فَرده خوفًا عَلَيْهِ مِنْهُم ثمَّ خرج مرّة ثَانِيَة إِلَى الشأم مَعَ ميسرَة غُلَام خَدِيجَة بنت خويلد فِي تِجَارَة لَهَا قبل ان يَتَزَوَّجهَا فَلَمَّا قدم الشَّام نزل تَحت ظلّ شَجَرَة قَرِيبا من صومعة رَاهِب فَقَالَ الراهب مَا نزل تَحت ظلّ هَذِه الشَّجَرَة قطّ إِلَّا نَبِي وَكَانَ ميسرَة يَقُول إِذا كَانَ الهاجرة وَاشْتَدَّ الْحر نزل ملكان يظلانه وَلما رَجَعَ من سَفَره تزوج خَدِيجَة بنت خويلد وعمره خمس وَعِشْرُونَ سنة وشهران وَعشرَة أَيَّام) وَقيل غير ذَلِك وَلما بلغ خمْسا وَثَلَاثِينَ سنة شهد بُنيان الْكَعْبَة وَوضع الْحجر الْأسود بِيَدِهِ وَنَشَأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قومه وَقد طهره الله تَعَالَى من دنس الْجَاهِلِيَّة وَمن كل عيب ومنحه كل خلق جميل حَتَّى لم يكن يعرف من بَينهم إِلَّا بالأمين لما رَأَوْهُ من أَمَانَته وَصدق لِسَانه وطهارته وَلما بلغ أَرْبَعِينَ سنة وَيَوْما ابتعثه الله تَعَالَى بشيرا وَنَذِيرا وَأَتَاهُ جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِغَار حراء فَقَالَ اقْرَأ فَقَالَ مَا أَنا بقارئ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأخذني فغطني حَتَّى بلغ مني الْجهد ثمَّ أَرْسلنِي فَقَالَ اقْرَأ فَقلت مَا أَنا بقارئ فَقَالَ فِي الثَّالِثَة اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق العلق إِلَى قَوْله تَعَالَى علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم العلق فَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أول مَا بديء بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْوَحْي الرُّؤْيَا الصادقة فِي النّوم وَكَانَ لَا يرى رُؤْيا إِلَّا جَاءَت مثل فلق الصُّبْح وحبب إِلَيْهِ الْخَلَاء وَكَانَ يَخْلُو بِغَار حراء فَيَتَحَنَّث فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّد اللَّيَالِي ذَوَات الْعدَد قبل أَن ينْزع إِلَى أَهله ويتزود لذَلِك ثمَّ يرجع إِلَى خَدِيجَة فيتزود لمثلهَا حَتَّى جَاءَ الْحق رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَكَانَ مبدأ النُّبُوَّة فِيمَا ذكر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شهر ربيع الأول ثمَّ حاصره أهل مَكَّة فِي الشّعب فَأَقَامَ محصوراً دون الثَّلَاث سِنِين هُوَ وَأهل بَيته وَخرج من

الْحصار وَله تسع وَأَرْبَعُونَ سنة وَبعد ذَلِك بِثمَانِيَة أشهر وَاحِد وَعشْرين يَوْمًا مَاتَ عَمه أَبُو طَالب وَمَاتَتْ خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا بعد أبي طَالب بِثَلَاثَة أَيَّام وَكَانَت أول من آمن بِمَا جَاءَ بِهِ ثمَّ آمن أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ ثمَّ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَزيد بن حَارِثَة وبلال ثمَّ أسلم بعد هَؤُلَاءِ عَمْرو بن عبسة السّلمِيّ وخَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَسعد بن أبي وَقاص وَعُثْمَان بن عَفَّان وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وَطَلْحَة بن عبيد الله ابْن عُثْمَان ثمَّ كَانَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ تَمام الْأَرْبَعين إسلاماً ذكر ذَلِك ابْن حزم فِي مُخْتَصر السِّيرَة وَلما بلغ خمسين سنة وَثَلَاثَة أشهر قدم عَلَيْهِ جن نَصِيبين فأسلموا وَلما بلغ إِحْدَى وَخمسين سنة وَتِسْعَة أشهر أسرِي بِهِ من بَين زَمْزَم وَالْمقَام إِلَى الْبَيْت الْمُقَدّس روى البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن أنس بن مَالك أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدثهمْ عَن لَيْلَة أسرى بِهِ قَالَ بَيْنَمَا أَنا فِي الْحطيم وَرُبمَا قَالَ فِي الْحجر مُضْطَجع وَمِنْهُم من قَالَ بَين النَّائِم وَالْيَقظَان إِذْ أَتَانِي آتٍ قَالَ فَسَمعته يَقُول فشق مَا بَين هَذِه إِلَى هَذِه فَقيل للجارود مَا يَعْنِي بِهِ قَالَ من ثغرة نَحره إِلَى شعرته وسمعته يَقُول من قصه إِلَى شعرته فاستخرج قلبِي ثمَّ أتيت بطست من ذهب مَمْلُوءَة إِيمَانًا فَغسل قلبِي ثمَّ حشي ثمَّ دعِي بِدَابَّة دون الْبَغْل وَفَوق الْحمار أَبيض فَقَالَ لَهُ) الْجَارُود هُوَ الْبراق يَا أَبَا حَمْزَة فَقَالَ أنس نعم يضع خطوه عِنْد أقْصَى طرفه فَحملت عَلَيْهِ فَانْطَلق بِي جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَتَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جِبْرَائِيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قيل مرْحَبًا فَنعم الْمَجِيء جَاءَ الحَدِيث بِطُولِهِ وَرَأى الْأَنْبِيَاء صلوَات الله عَلَيْهِم وَرَأى من آيَات ربه الْكُبْرَى ثمَّ دنا فَتَدَلَّى فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى وَأوحى إِلَيْهِ مَا أوحى وفرضت الصَّلَاة تِلْكَ اللَّيْلَة وَلما أصبح قصّ على قُرَيْش مَا رأى وروى البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ عَن جَابر أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لما كَذبَنِي قُرَيْش قُمْت إِلَى الْحجر الْأسود فجلا الله لي بَيت الْمُقَدّس فطفقت أخْبرهُم عَن آيَاته وَأَنا أنظر إِلَيْهِ وَقد اخْتلف النَّاس فِي كَيْفيَّة الأسراء فالأكثرون من طوائف الْمُسلمين متفقون على أَنه بجسده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والأقلون قَالُوا بِرُوحِهِ حكى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ كل ذَلِك رُؤْيا وَحكى هَذَا القَوْل أَيْضا عَن عَائِشَة وَعَن مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُمَا وَمِنْهُم من قَالَ بجسده إِلَى الْبَيْت الْمُقَدّس وَمن هُنَاكَ إِلَى السَّمَاوَات السَّبع بِرُوحِهِ قلت وَالصَّحِيح الأول لِأَنَّهُ قد صَحَّ أَن قُريْشًا كَذبته وَلَو قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت رُؤْيا لما كذب وَلَا أنكر ذَلِك على غَيره فضلا عَنهُ لِأَن آحَاد النَّاس يرَوْنَ فِي منامهم أَنهم ارْتَقَوْا إِلَى السَّمَاوَات وَمَا ذَلِك ببدع أَنْشدني لنَفسِهِ الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين أَبُو الثَّنَاء

مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي الْكَاتِب رَحمَه الله قِرَاءَة مني عَلَيْهِ من جملَة قصيدة طَوِيلَة من جملَة مجلدة فِيهَا مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكَامِل (أسرى إِلَى الْأَقْصَى بجسمك يقظة ... لَا فِي الْمَنَام فَيقبل التأويلا) (إِذْ أنكرته قُرَيْش قبل وَلم تكن ... لترى المهول من الْمَنَام مهولا) وَلما بلغ ثَلَاثًا وَخمسين سنة هَاجر إِلَى الْمَدِينَة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَمولى أبي بكر عَامر بن فهَيْرَة ودليلهم عبد الله بن الْأُرَيْقِط اللَّيْثِيّ قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَغَيره وَهُوَ كَافِر وَلم نَعْرِف لَهُ إسلاماً فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عشر سِنِين وَكَانَ يُصَلِّي إِلَى بَيت الْمُقَدّس مُدَّة إِقَامَته بِمَكَّة وَلَا يستدبر الْكَعْبَة يَجْعَلهَا بَين يَدَيْهِ وَصلى إِلَى بَيت الْمُقَدّس بعد قدومه الْمَدِينَة سَبْعَة عشر شهرا أَو سِتَّة عشر شهرا وَلما أكمل فِي الْمَدِينَة عشر سِنِين سَوَاء توفى وَقد بلغ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ وَقيل غير ذَلِك وَفِيمَا تقدم من التواريخ خلاف وَكَانَت وَفَاته يَوْم الِاثْنَيْنِ حِين اشْتَدَّ الضحاء لثنتي عشرَة لَيْلَة خلت من ربيع الأول وَمرض أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَدفن لَيْلَة) الْأَرْبَعَاء وَلما حَضَره الْمَوْت كَانَ عِنْده قدح فِيهِ مَاء فَجعل يدْخل يَده فِيهِ وَيمْسَح وَجهه وَيَقُول اللَّهُمَّ اعني على سَكَرَات الْمَوْت وسجي بِبرد حبرَة وَقيل أَن الْمَلَائِكَة سجته وَكذب بعض أَصْحَابه بِمَوْتِهِ دهشة تحكي عَن عمر رَضِي الله عَنهُ وأخرس عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وأقعد عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَلم يكن فيهم أثبت من الْعَبَّاس وَأبي بكر ثمَّ أَن النَّاس سمعُوا من بَاب الْحُجْرَة لَا تغسلوه فَإِنَّهُ طَاهِر مطهر ثمَّ سمعُوا بعد ذَلِك اغسلوه فَإِن ذَلِك إِبْلِيس وَأَنا الْخضر وعزاهم فَقَالَ إِن فِي الله عزاء من كل مُصِيبَة وخلفاً من كل هَالك ودركا من كل فَائت فبالله فثقوا وإياه فأرجوا فَإِن الْمُصَاب من حرم الثَّوَاب وَاخْتلفُوا فِي غسله هَل يكون فِي ثِيَابه أَو يجرد عَنْهَا فَوضع الله عَلَيْهِم النّوم فَقَالَ قَائِل لَا يدْرِي من هُوَ اغسلوه فِي ثِيَابه فانتبهوا وفعلوا ذَلِك وَالَّذين ولوا غسله عَليّ وَالْعَبَّاس وولداه الْفضل وَقثم وَأُسَامَة وشقران موليَاهُ وحضرهم أَوْس بن خولي من الْأَنْصَار ونفضه عَليّ فَلم يخرج مِنْهُ شَيْء فَقَالَ صلى الله عَلَيْك لقد طبت حَيا وَمَيتًا وكفن فِي ثَلَاثَة أَثوَاب بيض سحُولِيَّة لَيْسَ فِيهَا قَمِيص وَلَا عِمَامَة بل لفائف من غير خياطَة وَصلى الْمُسلمُونَ عَلَيْهِ أفذاذاً لم يؤمهم أحد وفرش تَحْتَهُ فِي الْقَبْر قطيفة حَمْرَاء كَانَ يتغطى بهَا نزل شقران وحفر لَهُ وَالْحَد وأطبق عَلَيْهِ تسع لبنات

وَاخْتلفُوا أيلحد لَهُ أم يضرح وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ حفاران أَحدهمَا يلْحد وَهُوَ أَبُو طَلْحَة وَالْآخر يضرح وَهُوَ أَبُو عُبَيْدَة فاتفقوا أَن من جَاءَ مِنْهُمَا أَولا عمل عَلَيْهِ فجَاء الَّذِي يلْحد فلحد لَهُ ونحى فرَاشه وحفر لَهُ مَكَانَهُ فِي بَيت عَائِشَة وَقَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ حول فرَاشه وَكَانَ ابْتِدَاء وَجَعه فِي بَيت عَائِشَة وَاشْتَدَّ أمره فِي بَيت مَيْمُونَة فَطلب من نِسَائِهِ أَن يمرض فِي بَيت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فَأذن لَهُ فِي ذَلِك وَكَانَ مَا ابْتَدَأَ بِهِ من الوجع صداع وَتَمَادَى بِهِ وَكَانَ ينفث فِي علته شَيْئا يشبه أكل الزَّبِيب وَمَات بعد أَن خَيره الله تَعَالَى بَين الْبَقَاء فِي الدُّنْيَا ولقاء ربه فَاخْتَارَ لِقَاء الله تَعَالَى اصطفاؤه روى البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بعثت من خير قُرُون بني آدم قرنا فقرنا حَتَّى كنت من خير قرن كنت مِنْهُ وروى مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن الله اصْطفى كنَانَة من ولد اسماعيل وَاصْطفى قُريْشًا من كنَانَة وَاصْطفى من قُرَيْش بني هَاشم وَاصْطَفَانِي من بني هَاشم أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سيد النَّاس رَحمَه الله تَعَالَى السَّرِيع) (مُحَمَّد خير بني هَاشم ... فَمن تَمِيم وَبَنُو دارم) (وهَاشِم خير قُرَيْش وَمَا ... مثل قُرَيْش فِي بني آدم) فَضله روى التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ جلس نَاس من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتذاكرون وهم ينتظرون خُرُوجه قَالَ فَخرج حَتَّى إِذا دنا مِنْهُم سمعهم يتذاكرون فَسمع حَدِيثهمْ فَقَالَ بَعضهم عجبا أَن الله تبَارك وَتَعَالَى أَتَّخِذ من خلقه خَلِيلًا أَتَّخِذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَقَالَ آخر مَاذَا باعجب من كَلَام مُوسَى كَلمه تكليماً وَقَالَ آخر مَاذَا بِأَعْجَب من جعله عِيسَى كلمة الله وروحه وَقَالَ آخر مَاذَا بِأَعْجَب من آدم اصطفاه الله عَلَيْهِم زَاد رزين وخلقه بِيَدِهِ وَنفخ فِيهِ من روحه واسجد لَهُ مَلَائكَته ثمَّ اتفقَا فَسلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَصْحَابه وَقَالَ قد سَمِعت كلامكم وعجبكم إِن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله وَهُوَ كَذَلِك وَأَن مُوسَى نجى الله وَهُوَ كَذَلِك وَأَن عِيسَى روح الله وكلمته وَهُوَ كَذَلِك وَأَن آدم اصطفاه الله وَهُوَ كَذَلِك إِلَّا وَأَنا حبيب الله وَلَا فَخر وَأَنا حَامِل لِوَاء الْحَمد يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأَنا أكْرم الْأَوَّلين والآخرين على الله وَلَا فَخر وَأَنا أول شَافِع وَأول مُشَفع يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر وَأَنا أول من يُحَرك حلق الْجنَّة فَيفتح الله لي فيدخلنيها وَمَعِي فُقَرَاء الْمُؤمنِينَ وَلَا فَخر اسماؤه روى البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا تعْجبُونَ كَيفَ يصرف الله عني شتم قُرَيْش ولعنهم يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وَأَنا مُحَمَّد قَالَ

السخاوي فِي سفر السَّعَادَة قيل لعبد الْمطلب بِمَ أسميت ابْنك فَقَالَ بِمُحَمد فَقَالُوا لَهُ مَا هَذَا من أَسمَاء آبَائِك فَقَالَ أردْت أَن يحمد فِي السَّمَاء وَالْأَرْض وَأحمد أبلغ من مُحَمَّد كَمَا أَن احمر واصفر أبلغ من محمر ومصفر وروى البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ عَن جُبَير بن مطعم قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم لي خَمْسَة أَسمَاء أَنا مُحَمَّد وَأَنا أَحْمد وَأَنا الماحي الَّذِي يمحو الله بِي الْكفْر وَأَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي وَأَنا العاقب وَالْعَاقِب الَّذِي لَيْسَ بعده نبيّ وَقد سَمَّاهُ الله رؤوفا رحِيما أَنْشدني لنَفسِهِ قِرَاءَة مني عَلَيْهِ الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي فِيمَا وَافق من أَسمَاء الله الْحسنى لأسماء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قصيدة لَهُ فِي مدحه الطَّوِيل (وحلاه من حسنى اساميه جملَة ... أَتَى ذكرهَا فِي الذّكر لَيْسَ يبيدُ) (وَفِي كتب الله الْمُقَدّس ذكرهَا ... وَفِي سنة تَأتي بهَا وتفيد) (رؤوف رَحِيم فاتح ومقدس ... أَمِين قوي عَالم وشهيد) ) (وليٌّ شكور صَادِق فِي مقاله ... عَفْو كريم بالنوال يعود) (وَنور وجبار وهادي من اهْتَدَى ... وَمولى عَزِيز لَيْسَ عَنهُ محيد) (بشير نَذِير مُؤمن ومهيمن ... خَبِير عَظِيم بالعظيم يجود) (وَحقّ مُبين آخر أول سما ... إِلَى ذرْوَة العلياء وَهُوَ وليد) (فآخر أعنى آخر الرُّسُل بعثة ... وَأول من ينشقّ عَنهُ صَعِيد) (أسام تلذ السّمع إِن هِيَ عددّت ... نعوت ثَنَاء وَالثنَاء عديد) وَقد قَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ الطَّوِيل (فشق لَهُ من اسْمه ليجله ... فذو الْعَرْش مَحْمُود وَهَذَا مُحَمَّد) وَمن اسمائه المقفى وَنَبِي التَّوْبَة وَنَبِي المرحمة وَفِي صَحِيح مُسلم وَنَبِي الملحمة وَمن اسمائه طه وَيس والمزمل والمدثر وَعبد فِي قَوْله تَعَالَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا الْإِسْرَاء وَعبد الله فِي

قَوْله تَعَالَى وَأَنه لما قَامَ عبد الله يَدعُوهُ الْجِنّ ومذكر فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّمَا أَنْت مُذَكّر الغاشية وَقد ذكر غير ذَلِك صفته كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ربعَة بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ أَبيض اللَّوْن مشربا حمرَة يبلغ شعره شحمة أُذُنَيْهِ وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ لَهُ شعر فَوق الجمة وَدون الوفرة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَت أم هَانِيء رَضِي الله عَنْهَا قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة وَله أَربع غدائر روياه أَيْضا وَكَانَ سبط الشّعْر فِي لحيته كَثَافَة وَمَات صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يبلغ الشيب فِي رَأسه ولحيته عشْرين شَعْرَة ظَاهر الْوَضَاءَة يتلألأ وَجهه كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر روى عَن عَائِشَة أَنَّهَا وَصفته فَقَالَت كَانَ وَالله كَمَا قَالَ شاعره حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الطَّوِيل (مَتى يبد فِي الداجي البهيم جَبينه ... يلح مثل مِصْبَاح الدجى المتوقد) (فَمن كَانَ أَو من قد يكون كأحمد ... فطام لحق أَو نكال لمعتد) وروى عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ إِذا رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الوافر (أَمِين مصطفى بِالْخَيرِ يَدْعُو ... كضوء الْبَدْر زايله الظلام) وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ كَانَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ إِذا رَآهُ ينشد قَول زُهَيْر فِي هرم بن سِنَان الْكَامِل) (لَو كنت من شَيْء سوى بشر ... كنت المضيء لليلة الْبَدْر) ازهر اللَّوْن لَيْسَ بالأبيض الأمهق وَلَا بِالْأدمِ أقنى الْعرنِين سهل الْخَدين ازج الحاجبين أقرن ادعج الْعين فِي بَيَاض عَيْنَيْهِ عروق حمر رقاق حسن الْخلق معتدله أطول من المربوع وأقصر من المشذب دَقِيق المسربة كَانَ عُنُقه أبريق فضَّة من لبته إِلَى سرته شعر

شرح الغريب مما في صفته

مجْرى كالقضيب لَيْسَ فِي بَطْنه وَلَا صَدره شعر غَيره شئن الْكَفّ والقدم ضليع الْفَم أشنب مفلج الْأَسْنَان بادنا متماسكاً سَوَاء الْبَطن والصدر ضخم الكراديس أنور المتجرد أشعر الذراعين والمنكبين عريض الصَّدْر طَوِيل الزندين رحب الرَّاحَة سَائل الْأَطْرَاف سبط الْقَضِيب خمصان بَين كَتفيهِ خَاتم النُّبُوَّة قَالَ جَابر بن سَمُرَة مثل بَيْضَة الْحمام يشبه جسده إِذا مَشى كَأَنَّمَا يتحدر من صبب وَإِذا مَشى كَأَنَّمَا يتقلع من صَخْر إِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا كَأَنَّمَا عرقه اللُّؤْلُؤ ولريح عرقه أطيب من ريح الْمسك الأذفر وَقَالَ عِنْد أم سليم فعرق فَجَاءَت بقارورة فَجعلت تسكب الْعرق فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا أم سليم مَا هَذَا الَّذِي تصنعين قَالَت هَذَا عرقك نجعله فِي طيبنَا وَهُوَ أطيب الطّيب وَفِي وصف أم معبد لَهُ وَفِي صَوته صَهل وَفِي عُنُقه سَطَعَ إِن صمت فَعَلَيهِ الْوَقار وَإِن تكلم سما وعلاه الْبَهَاء أجمل النَّاس وَأَبْهَاهُ من بعيد وأحلاه وَأحسنه من قريب حُلْو الْمنطق وَفِي وصف هِنْد بن أبي هَالة خافض الطّرف نظره إِلَى الأَرْض أَكثر من نظره إِلَى السَّمَاء يَسُوق أَصْحَابه وَيبدأ من لقِيه بِالسَّلَامِ وَفِي وصف عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَجود النَّاس كفا وأرحب النَّاس صَدرا وأصدق النَّاس لهجة وأوفى النَّاس بِذِمَّة وألينهم عَرِيكَة وَأكْرمهمْ عشرَة من رَآهُ بديهة هابه وَمن خالطه أحبه يَقُول ناعته لم أر قبله وَلَا بعده مثله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (شرح الْغَرِيب مِمَّا فِي صفته) 3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْوَضَاءَة الْحسن وَالْجمال والأزهر الْأَبْيَض والأمهق الشَّديد الْبيَاض لَيْسَ بنير وَلَا تخالطه حمرَة والآدم من النَّاس الأسمر والقنا أحد يداب فِي الْأنف والزجج دقة فِي الحاجبين وَطول الرجل أَزجّ والدعج شدَّة سَواد الْعين المشذب الطَّوِيل والمسربة بِضَم الرَّاء الشّعْر الَّذِي يَأْخُذ من الصَّدْر إِلَى السُّرَّة وَهُوَ مستدق واللبة المنحر الشثن بتحريك الثَّاء مصدر شثنت كَفه إِذا خشنت وغلظت وضليع الْفَم قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ أَنه كَانَ وَاسع الْفَم وَقَالَ القتيبي ضليع الْفَم

أخلاقه صلى الله عليه وسلم

عظيمه والشنب حِدة فِي الْأَسْنَان والبادن السمين المتماسك المستمسك اللَّحْم الكراديس جمع كرْدُوس وَهُوَ كل عظمين التقيا فِي مفصل سَوَاء الْبَطن والصدر يُرِيد أَن بَطْنه غير مستفيض فَهُوَ مسَاوٍ لصدره أنور المتجرد يَعْنِي شَدِيد بَيَاض مَا جرد عَنهُ الثَّوْب رحب الرَّاحَة وَاسع الْكَفّ والخمصان الأخمص مَا ارْتَفع عَن الأَرْض من بَاطِن الْقدَم الصهل والصحل فِي رِوَايَة شبه البحة وَهُوَ غلظ فِي الصَّوْت لِأَنَّهُ مَأْخُوذ من صَهِيل الْفرس والسطع طول الْعُنُق 3 - (أخلاقه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سُئِلت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَنهُ فَقَالَت كَانَ خلقه الْقُرْآن يغْضب لغضبه ويرضى لرضاه وَلَا ينْتَقم لنَفسِهِ وَلَا يغْضب لَهَا إِلَّا أَن تنتهك حرمات الله فيغضب لله وَإِذا غضب لم يقم لغضبه أحد وَكَانَ أَشْجَع النَّاس وأسخاهم وأجودهم مَا سُئِلَ شَيْئا فَقَالَ لَا وَلَا يبيت فِي بَيته دِينَار وَلَا دِرْهَم فَإِن فضل وَلم يجد من يَأْخُذهُ وفجأه اللَّيْل لم يرجع إِلَى منزله حَتَّى يبرأ مِنْهُ إِلَى من يحْتَاج إِلَيْهِ لَا يَأْخُذ مِمَّا آتَاهُ الله إِلَّا قوت أَهله عَاما فَقَط من أيسر مَا يجد من التَّمْر وَالشعِير ثمَّ يُؤثر من قوت أَهله حَتَّى رُبمَا أحتاج قبل انْقِضَاء الْعَام انْتهى وَكَانَ من أحلم النَّاس وَأَشد حَيَاء من الْعَذْرَاء فِي خدرها خافض الطّرف نظره الملاحظة وَكَانَ أَكثر النَّاس تواضعا يُجيب من دَعَاهُ من غنى أَو فَقير أَو حر أَو عبد وَكَانَ ارْحَمْ النَّاس يصغي الْإِنَاء للهرة وَمَا يرفعهُ حَتَّى تروى رَحْمَة لَهَا وَكَانَ أعف النَّاس وأشدهم إِكْرَاما لأَصْحَابه لَا يمد رجلَيْهِ بَينهم ويوسع عَلَيْهِم إِذا ضَاقَ الْمَكَان وَلم تكن ركبتاه تتقدمان ركبة جليسه لَهُ رُفَقَاء يحفونَ بِهِ إِن قَالَ أَنْصتُوا لَهُ وَأَن أَمر تبَادرُوا لأَمره ويتحمل لأَصْحَابه ويتفقدهم وَيسْأل عَنْهُم فَمن مرض عَاده وَمن غَابَ دَعَا لَهُ وَمن مَاتَ اسْترْجع فِيهِ وَاتبعهُ الدُّعَاء لَهُ وَمن تخوف أَن يكون وجد فِي نَفسه شَيْئا انْطلق) إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيهِ فِي منزله وَيخرج إِلَى بساتين أَصْحَابه وَيَأْكُل ضيافتهم ويتألف أهل الشّرف وَيكرم أهل الْفضل وَلَا يطوى بشره عَن أحد وَلَا يجفو عَلَيْهِ وَيقبل معذرة المعتذر إِلَيْهِ والضعيف والقوى عِنْده فِي الْحق سَوَاء وَلَا يدع أحدا يمشي خَلفه وَيَقُول خلوا ظَهْري للْمَلَائكَة وَلَا يدع أحدا يمشي مَعَه وَهُوَ رَاكب حَتَّى يحملهُ فَإِن أبي قَالَ تقدمني إِلَى الْمَكَان الْفُلَانِيّ يخْدم من خدمه وَله عبيد وإماء لَا يرْتَفع عَنْهُم فِي مأكل وملبس قَالَ أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ خدمته نَحوا من عشر سِنِين فوَاللَّه مَا صحبته فِي حضر وَلَا سفر لأخدمه إِلَّا كَانَت خدمته إِلَى أَكثر من خدمتي لَهُ وَمَا قَالَ لي أُفٍّ قطّ وَلَا قَالَ لشَيْء فعلته لم فعلت كَذَا وَلَا لشَيْء لم أَفعلهُ أَلا فعلت كَذَا وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَأمر بإصلاح شَاة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله على ذَبحهَا وَقَالَ آخر على سلخها وَقَالَ آخر على طبخها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وعَلى جمع الْحَطب فَقَالُوا يَا رَسُول الله نَحن نكفيك فَقَالَ قد علمت أَنكُمْ تكفونني وَلَكِنِّي أكره أَن أتميز عَلَيْكُم فَإِن الله يكره من عَبده أَن يرَاهُ متميزاً بَين أَصْحَابه وَقَامَ فَجمع الْحَطب وَكَانَ فِي سفر فَنزل إِلَى الصَّلَاة ثمَّ كرّ رَاجعا فَقيل يَا رَسُول الله أَيْن تُرِيدُ فَقَالَ اعقل نَاقَتي فَقَالُوا نَحن نعقلها قَالَ لَا يستعن أحدكُم بِالنَّاسِ وَلَو فِي قضمة من سواك وَكَانَ لَا يجلس وَلَا يقوم إِلَّا على ذكر وَإِذا انْتهى إِلَى قوم جلس حَيْثُ انْتهى بِهِ الْمجْلس وَيَأْمُر بذلك وَيُعْطى كل جُلَسَائِهِ نصِيبه لَا يحْسب جليسه أَن أحدا أكْرم عَلَيْهِ مِنْهُ وَإِذا جلس إِلَيْهِ أحدهم لم يقم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يقوم الَّذِي جلس إِلَيْهِ إِلَّا أَن يستعجله أَمر فيستأذنه وَلَا يُقَابل أحدا بِمَا يكره وَلَا يجزى السَّيئَة بِمِثْلِهَا بل يعْفُو ويصفح وَكَانَ يعود المرضى وَيُحب الْمَسَاكِين ويجالسهم وَيشْهد جنائزهم وَلَا يحقر فَقِيرا لفقره وَلَا يهاب ملكا لملكه يعظم النِّعْمَة وَإِن قلت لَا يذم مِنْهَا شَيْئا مَا عَابَ طَعَاما قطّ أَن اشتهاه أكله وَألا تَركه وَكَانَ يحفظ جَاره وَيكرم ضَيفه وَكَانَ أَكثر النَّاس تبسماً وَأَحْسَنهمْ بشرا لَا يمْضِي لَهُ وَقت فِي غير عمل الله أَو فِي مَا لابد مِنْهُ وَمَا خير بَين أَمريْن إِلَّا اخْتَار أيسرهما إِلَّا أَن يكون فِيهِ قطيعة رحم فَيكون أبعد النَّاس مِنْهُ يخصف نَعله ويرقع ثَوْبه ويركب الْفرس والبغل وَالْحمار ويردف خَلفه عَبده أَو غَيره وَيمْسَح وَجه فرسه بِطرف كمه أَو بِطرف رِدَائه وَكَانَ يحب الفأل وَيكرهُ الطَّيرَة وَإِذا جَاءَهُ مَا يحب قَالَ الْحَمد لله رب الْعَالمين وَإِذا جَاءَهُ مَا يكره قَالَ الْحَمد لله على كل حَال وَإِذا رفع الطَّعَام من بَين يَدَيْهِ قَالَ الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وآوانا وَجَعَلنَا مُسلمين وَأكْثر جُلُوسه مُسْتَقْبل الْقبْلَة يكثر الذّكر) ويطيل الصَّلَاة وَيقصر الْخطْبَة ويستغفر فِي الْمجْلس الْوَاحِد مائَة مرّة وَكَانَ يسمع لصدره وَهُوَ فِي الصَّلَاة أزيز كازيز الْمرجل من الْبكاء وَكَانَ يقوم حَتَّى ترم قدماه وَكَانَ يَصُوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر وعاشوراء وقلما كَانَ يفْطر يَوْم الْجُمُعَة وَأكْثر صِيَامه فِي شعْبَان وَفِي الصَّحِيحَيْنِ رِوَايَة أنس كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُوم حَتَّى نقُول لَا يفْطر وَيفْطر حَتَّى نقُول لَا يَصُوم وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام تنام عَيناهُ وَلَا ينَام قلبه انتظاراً للوحي وَإِذا نَام نفخ وَلَا يغط وَإِذا رأى فِي مَنَامه مَا يكره قَالَ هُوَ الله لَا شريك لَهُ وَإِذا أَخذ مضجعه قَالَ رب قني عذابك يَوْم تبْعَث عِبَادك وَإِذا اسْتَيْقَظَ قَالَ الْحَمد لله الَّذِي

أَحْيَانًا بعد مَا أماتنا وَإِلَيْهِ النشور وَكَانَ لَا يَأْكُل الصَّدَقَة وَيَأْكُل الْهَدِيَّة ويكافئ عَلَيْهَا وَلَا يتأنق فِي مأكل ويعصب على بَطْنه الْحجر من الْجُوع وآتاه الله مَفَاتِيح خَزَائِن الأَرْض فَلم يقبلهَا وَاخْتَارَ الْآخِرَة وَأكل الْخبز بالخل وَقَالَ نعم الأدام الْخلّ وَأكل لحم الدَّجَاج وَلحم الْحُبَارَى وَكَانَ يَأْكُل مَا وجد وَلَا يرد مَا حضر وَلَا يتَكَلَّف مَا لم يحضر وَلَا يتورع عَن مطعم حَلَال إِن وجد تَمرا دون خبز أكله وَإِن وجد شواء أكله وَإِن وجد خبز بر أَو شعير أكله وَإِن وجد حلواً أَو عسلاً أكله وَكَانَ أحب الشَّرَاب إِلَيْهِ الحلو الْبَارِد وَقَالَ للهيثم ابْن التيهَان كَأَنَّك علمت حبنا للحم لَا يَأْكُل مُتكئا وَلَا على خوان لم يشْبع من خبز بر ثَلَاثًا تباعا حَتَّى لَقِي الله عز وَجل إيثاراً على نَفسه لَا فقرا وَلَا بخلا يُجيب الْوَلِيمَة ويجيب دَعْوَة العَبْد وَالْحر وَيقبل الْهَدَايَا وَلَو أَنَّهَا جرعة لبن أَو فَخذ أرنب وَكَانَ يحب الدُّبَّاء والذراع من الشَّاة وَقَالَ كلوا الزَّيْت وادهنوا بِهِ فَإِنَّهُ من شَجَرَة مباركة وَكَانَ يَأْكُل بأصابعه الثَّلَاث ويلعقهن منديله بَاطِن قَدَمَيْهِ وَأكل خبز الشّعير بِالتَّمْرِ والبطيخ بالرطب والقثاء بالرطب وَالتَّمْر بالزبد وَكَانَ يحب الْحَلْوَى وَالْعَسَل وَيشْرب قَاعِدا وَرُبمَا شرب قَائِما ويتنفس ثَلَاثًا مُبينًا للأناء وَيبدأ بِمن عَن يَمِينه إِذا سقَاهُ وَشرب لَبَنًا وَقَالَ من أطْعمهُ الله طَعَاما فَلْيقل اللَّهُمَّ بَارك لنا فِيهِ وأطعمنا خيرا مِنْهُ وَمن سقَاهُ الله لَبَنًا فَلْيقل اللَّهُمَّ بَارك لنا فِيهِ وزدنا مِنْهُ وَقَالَ لَيْسَ شَيْء يُجزئ مَكَان الطَّعَام وَالشرَاب غير اللَّبن قَالَ ابْن حزم وَشرب النَّبِيذ الحلو قلت تَفْسِيره المَاء الَّذِي ينْبذ فِيهِ التمرات الْيَسِيرَة ليحلو وَكَانَ يلبس الصُّوف وينتعل المخصوف وَلَا يتأنق فِي ملبس وَأحب اللبَاس إِلَيْهِ الْحبرَة من برود الْيمن فِيهَا حمرَة وَبَيَاض وَأحب الثِّيَاب إِلَيْهِ الْقَمِيص وَيَقُول إِذا لبس ثوبا استجده اللَّهُمَّ لَك الْحَمد كَمَا ألبستنيه أَسأَلك خَيره وَخير مَا صنع لَهُ وَأَعُوذ بك من شَره وَشر مَا) صنع لَهُ وتعجبه الثِّيَاب الْخضر وَرُبمَا لبس الْإِزَار الْوَاحِد لَيْسَ عَلَيْهِ غَيره يعْقد طرفه بَين كَتفيهِ ويلبس يَوْم الْجُمُعَة برده الْأَحْمَر ويعتم ويلبس خَاتمًا من فضَّة نقشه مُحَمَّد رَسُول الله فِي خِنْصره الْأَيْمن وَرُبمَا فِي الْأَيْسَر وَيُحب الطّيب وَيكرهُ الرَّائِحَة الكريهة وَيَقُول إِن الله جعل لذتي فِي النِّسَاء وَالطّيب وَجعل قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة وَكَانَ يتطيب بالغالية والمسك أَو الْمسك وَحده ويتبخر بِالْعودِ والكافور ويكتحل بالأثمد وَرُبمَا اكتحل وَهُوَ صَائِم وَيكثر دهن رَأسه ولحيته ويدهن غبا ويكتحل وترا وَيُحب التَّيَمُّن فِي ترجله وتنعله وَفِي طهوره وَفِي شَأْنه كُله وَينظر فِي الْمرْآة وَلَا تُفَارِقهُ قَارُورَة الدّهن فِي سَفَره والمكحلة والمرآة والمشط والمقراض والسواك والإبرة وَالْخَيْط ويستاك فِي اللَّيْلَة ثَلَاث مَرَّات قبل النّوم وَبعده وَعند الْقيام لورده وَعند الْخُرُوج لصَلَاة الصُّبْح وَكَانَ يحتجم وَكَانَ يمزح وَلَا يَقُول إِلَّا حَقًا جَاءَتْهُ امْرَأَة فَقَالَت يَا رَسُول الله احملني على جمل فَقَالَ احملك على ولد النَّاقة قَالَت لَا يطيقني قَالَ لَا أحملك إِلَّا على ولد النَّاقة قَالَت لَا يطيقني فَقَالَ لَهَا النَّاس وَهل الْجمل إِلَّا ولد النَّاقة وجاءته امْرَأَة فَقَالَت يَا رَسُول الله إِن زَوجي مَرِيض وَهُوَ

نحوا من خمسين بعث عبيدة بن الحرث بن المطلب أسفل ثنية المرة وبعث حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية العيص وهذان البعثان متقاربان جدا فاختلف في أيهما كان أول وهما أول راية عقدها وبعث سعد ابن أبي وقاص إلى الخرار وبعث عبد الله بن جحش إلى نخلة وبعث

يَدْعُوك فَقَالَ لَعَلَّ زَوجك الَّذِي فِي عَيْنَيْهِ بَيَاض فَرَجَعت وَفتحت عين زَوجهَا فَقَالَ مَا لَك قَالَت أَخْبرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن فِي عَيْنَيْك بَيَاضًا فَقَالَ وَهل أحد إِلَّا فِي عَيْنَيْهِ بَيَاض وَقَالَت لَهُ أُخْرَى يَا رَسُول الله ادْع الله لي أَن يدخلني الْجنَّة فَقَالَ يَا أم فلَان إِن الْجنَّة لَا يدخلهَا عَجُوز فَوَلَّتْ الْمَرْأَة وَهِي تبْكي فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخْبرُوهَا إِنَّهَا لَا تدخل وَهِي عَجُوز إِن الله يَقُول إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ انشاء فجعلناهن ابكاراً عربا أَتْرَابًا الْوَاقِعَة قد جمع الله لَهُ كَمَال الْأَخْلَاق ومحاسن الْأَفْعَال وحسبك مَا أثنى عَلَيْهِ بِهِ فِي قَوْله تَعَالَى وَأَنَّك لعلى خلق عَظِيم الْقَلَم وآتاه الله علم الْأَوَّلين والآخرين وَمَا فِيهِ النجَاة والفوز وَهُوَ أُمِّي لَا يكْتب وَلَا يقْرَأ وَلَا معلم لَهُ من الْبشر نَشأ فِي بِلَاد الْجَهْل والصحارى وآتاه مَا لم يُؤْت أحدا من الْعَالمين وَاخْتَارَهُ على الْأَوَّلين والآخرين 3 - ( 3 - (بعوثه) نَحوا من خمسين بعث عُبَيْدَة بن الْحَرْث بن الْمطلب أَسْفَل ثنية الْمرة وَبعث حَمْزَة بن عبد الْمطلب إِلَى سَاحل الْبَحْر من نَاحيَة الْعيص وَهَذَانِ البعثان متقاربان جدا فَاخْتلف فِي أَيهمَا كَانَ أول وهما أول راية عقدهَا وَبعث سعد ابْن أبي وَقاص إِلَى الخرار وَبعث عبد الله بن جحش إِلَى نَخْلَة وَبعث زيد بن حَارِثَة مَوْلَاهُ إِلَى القردة وَبعث مُحَمَّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ إِلَى قتل كَعْب ابْن الْأَشْرَف وَبعث مرْثَد ابْن أبي مرْثَد الغنوي إِلَى الرجيع وَبعث الْمُنْذر ابْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ إِلَى بِئْر مَعُونَة وَبعث عبد الله بن عتِيك إِلَى قتل سَلام ابْن أبي الْحقيق بِخَيْبَر وَبعث أَبَا عُبَيْدَة ابْن الْجراح إِلَى ذِي الْقِصَّة من طَرِيق الْعرَاق وَبعث عمر بن الْخطاب إِلَى تربة من أَرض بني عَامر وَبعث على ابْن أبي طَالب إِلَى الْيمن وَبعث غَالب بن عبد الله اللَّيْثِيّ إِلَى الكديد إِلَى بني الملوح من كنَانَة وَبعث عَليّ بن أبي طَالب إِلَى بني عبد الله بن سعد من أهل فدك وَبعث ابْن أبي العوجاء السّلمِيّ إِلَى بني سليم وَبعث عكاشة بن مُحصن الْأَسدي إِلَى الْغمر وَبعث أَبَا سَلمَة ابْن عبد الْأسد المَخْزُومِي إِلَى قطن مَاء لبني أَسد بِنَاحِيَة نجد

حججه وعمره

وَبعث مُحَمَّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ إِلَى القرطاء من هوَازن وَبعث بشير بن سعد الْأنْصَارِيّ من بني الْحَرْث بن الْخَزْرَج إِلَى نَاحيَة خَيْبَر وَبعث زيد بن حَارِثَة إِلَى الجموم من أَرض بني سليم وَبعث زيدا أَيْضا إِلَى جذام بِأَرْض حسمي وَبعث زيدا أَيْضا إِلَى الطّرف من) نَاحيَة نخل من طَرِيق الْعرَاق وَبعث أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ إِلَى فَزَارَة وَبعث أَبَا عَامر الْأَشْعَرِيّ عَم أبي مُوسَى إِلَى أَوْطَاس وَبعث زيد بن حَارِثَة إِلَى وَادي الْقرى فلقي هُنَالك قوما من فَزَارَة فَقَاتلهُمْ فَارْتثَّ زيد من بَين الْقَتْلَى وَبعث زيدا أَيْضا إِلَى فَزَارَة فَقتل أم قرفة وَغَيرهَا وَبعث عبد الله بن رَوَاحَة إِلَى خَيْبَر وَبَعثه إِلَيْهَا مرّة أُخْرَى وَبعث عبد الله بن أنيس الْجُهَنِيّ لقتل خَالِد بن سُفْيَان الْهُذلِيّ فَقتله عبد الله بَعثه عَلَيْهِ السَّلَام لذَلِك وَحده وَبعث الْأُمَرَاء عَلَيْهِم زيد بن حَارِثَة فَإِن قتل فَعَلَيْهِم جَعْفَر بن أبي طَالب فَإِن قتل فَعَلَيْهِم عبد الله بن رَوَاحَة فَقتلُوا كلهم رضوَان الله عَلَيْهِم بموتة فِي أول الشَّام لقوا هُنَالك عَسَاكِر النَّصَارَى من الرّوم وَالْعرب وَأخذ الرَّايَة خَالِد بن الْوَلِيد فانحاز بِالْمُسْلِمين وَبعث كَعْب بن عُمَيْر الْغِفَارِيّ إِلَى ذَات اطلاح من أَرض الشَّام وَبعث عُيَيْنَة بن حصن بن حُذَيْفَة ابْن بدر الْفَزارِيّ إِلَى بني العنبر من بني تَمِيم وَبعث غَالب بن عبد الله اللَّيْثِيّ إِلَى أَرض بني مرّة فَأَصَابُوا فِي الحرقات من جُهَيْنَة وَبعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى بني جذيمة من بني كنَانَة وَبعث خَالِدا أَيْضا إِلَى الْيمن وَبعث عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى ذَات السلَاسِل من أَرض بني عذرة وأمده بِجَيْش عَظِيم عَلَيْهِم أَبُو عُبَيْدَة وَبعث عبد الله بن أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ إِلَى بطن أضم وَبَعثه أَيْضا إِلَى الغابة وَبعث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف إِلَى دومة الجندل وَبعث أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى سيف الْبَحْر وَبعث عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي إِلَى قتل أبي سُفْيَان فَلم يُمكنهُ ذَلِك وَبعث زيد بن حَارِثَة إِلَى مَدين وَبعث سَالم بن عُمَيْر إِلَى أبي عفك من بني عَمْرو بن عَوْف فَقتله وَبعث عُمَيْر بن عدي الخطمي إِلَى عصماء بنت مَرْوَان من بني أُميَّة بن زيد فَقَتلهَا وَبعث بعثاً أسر فِيهِ ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ وَبعث عَلْقَمَة بن مجزز المدلجي وَبعث كرز بن جَابر خلف الَّذين قتلوا الرعاء وسملوا عيونهم وَبعث أُسَامَة بن زيد إِلَى الشأم وَهُوَ آخر بعوثه مَاتَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم ينفذهُ فأنفذه أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ 3 - (حججه وعمره) قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ روى همام بن يحيى عَن قَتَادَة قَالَ قلت لأنس بن مَالك كم حج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حجَّة قَالَ حج حجَّة وَاحِدَة وَاعْتمر أَربع عمر عمْرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ صده الْمُشْركُونَ عَن الْبَيْت وَالْعمْرَة الثَّانِيَة حَيْثُ صالحوه من الْعَام الْمقبل وعمرته من الْجِعِرَّانَة حَيْثُ قسم غنيمَة حنين فِي ذِي الْقعدَة وعمرته مَعَ حجَّته صَحِيح مُتَّفق عَلَيْهِ هَذَا بعد قدومه الْمَدِينَة وَأما مَا

زوجاته

حج بِمَكَّة وَاعْتمر فَلم يحفظ وَالَّتِي حج حجَّة الْوَدَاع ودع النَّاس فِيهَا وَقَالَ عَسى أَن لَا تروني بعد عَامي هَذَا انْتهى قلت وَلابْن حزم فِي حجَّة الْوَدَاع مُصَنف عَظِيم وَخرج فِي حجَّة الْوَدَاع نَهَارا بعد أَن ترجل وأدهن وتطيب فَبَاتَ بِذِي الحليفة وَقَالَ أَتَانِي اللَّيْلَة آتٍ من رَبِّي فَقَالَ صل فِي هَذَا الْوَادي الْمُبَارك وَقل عمْرَة فِي حجَّة فاحرم بهما قَارنا وَدخل مَكَّة يَوْم الْأَحَد بكرَة من كداء من الثَّنية الْعليا وَطَاف للقدوم فَرمَلَ ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا ثمَّ خرج إِلَى الصَّفَا فسعى رَاكِبًا ثمَّ أَمر من لم يسق الْهدى بِفَسْخ الْحَج إِلَى الْعمرَة وَنزل بِأَعْلَى الْحجُون فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة توجه إِلَى منى فصلى بهَا الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء وَبَات بهَا وَصلى بهَا الصُّبْح فَلَمَّا طلعت الشَّمْس سَارُوا إِلَى عَرَفَة وَضربت قُبَّته بنمرة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى زَالَت الشَّمْس فَخَطب النَّاس وَصلى بهم الظّهْر وَالْعصر بِأَذَان وَإِقَامَتَيْنِ ثمَّ رَاح إِلَى الْموقف فَلم يزل يَدْعُو ويهلل وَيكبر حَتَّى زاغت الشَّمْس ثمَّ دفع إِلَى الْمزْدَلِفَة بعد الْغُرُوب وَبَات بهَا وَصلى الصُّبْح ثمَّ وقف بالمشعر الْحَرَام حَتَّى أَسْفر ثمَّ دفع قبل طُلُوع الشَّمْس إِلَى منى فَرمى جَمْرَة الْعقبَة بِسبع حَصَيَات وَثَلَاثَة أَيَّام التَّشْرِيق كَانَ يَرْمِي فِي كل يَوْم مِنْهَا الجمرات الثَّلَاث مَاشِيا بِسبع سبع يبْدَأ بِالَّتِي تلِي الْخيف ثمَّ بالوسطى ثمَّ بجمرة الْعقبَة ويطيل الدُّعَاء عِنْد الأولى وَالثَّانيَِة وَنحر يَوْم نُزُوله منى وأفاض إِلَى الْبَيْت فَطَافَ بِهِ سبعا ثمَّ أَتَى إِلَى السِّقَايَة فَاسْتَسْقَى ثمَّ رَجَعَ إِلَى منى وَنَفر فِي الْيَوْم الثَّالِث فَنزل المحصب وَأَعْمر عَائِشَة من التَّنْعِيم ثمَّ أَمر بالرحيل ثمَّ طَاف للوداع وَتوجه إِلَى الْمَدِينَة 3 - (زَوْجَاته) تزوج خَدِيجَة بنت خويلد قبل الْبعْثَة وَقد مر ذكرهَا ثمَّ تزوج سَوْدَة بنت زَمعَة بن قيس بن

عبد شمس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مَالك بن حسل بن عَامر بن لؤَي وَكَبرت عِنْده فَأَرَادَ طَلاقهَا فَوهبت يَوْمهَا لعَائِشَة وَقَالَت لَا حَاجَة لي فِي الرِّجَال وَإِنَّمَا أُرِيد أَن أحْشر فِي زوجاتك وانفردت بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بَين وَفَاة خَدِيجَة إِلَى أَن دخل بعائشة رَضِي الله عَنْهَا ثمَّ تزوج عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا تزَوجهَا بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة بستين وَقيل بِثَلَاث وَهِي بنت سبت أَو سبع وَبني بهَا بِالْمَدِينَةِ وَهِي بنت تسع وَمَات عَنْهَا وَهِي بنت ثَمَان عشرَة وَتوفيت سنة ثَمَان وَخمسين وَقيل غير ذَلِك وَلم يتَزَوَّج بكرا غَيرهَا ثمَّ تزوج حَفْصَة بنت عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ روى أَنه طَلقهَا فَنزل جِبْرِيل فَقَالَ إِن الله يَأْمُرك أَن تراجع حَفْصَة فَإِنَّهَا صَوَّامَة قَوَّامَة وَفِي خبر قَالَ رَحْمَة لعمر وَتزَوج أم حَبِيبَة رَملَة بنت أبي سُفْيَان أُخْت مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُمَا وَهِي بِالْحَبَشَةِ فَأَصْدقهَا النَّجَاشِيّ أَربع مائَة دِينَار وَولي نِكَاحهَا عُثْمَان بن عَفَّان وَلم يَصح وَقيل خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَتوفيت سنة أَربع وَأَرْبَعين وَتزَوج أم سَلمَة هِنْد ابْنة أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة ابْن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم وَمَاتَتْ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهِي آخِرهنَّ موتا وَقيل مَيْمُونَة وَتزَوج زَيْنَب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن صبرَة بن مرّة بن كَبِير بن غنم بن دودان بن أَسد بن خُزَيْمَة وَهِي ابْنة عمته أُمَيْمَة توفيت بِالْمَدِينَةِ سنة عشْرين وَهِي أولهنَّ وَفَاة وَأول من حمل على نعش وَكَانَت قبله عِنْد مَوْلَاهُ زيد بن حَارِثَة فَطلقهَا فَزَوجهَا الله إِيَّاه من السَّمَاء وَلم يعْقد عَلَيْهَا قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَصَحَّ أَنَّهَا كَانَت تَقول لأزواجه زوجكن آباؤكن وزوجني الله من فَوق سبع سموات وَتزَوج جوَيْرِية بنت الْحَرْث بن أبي ضرار بن الْحَرْث بن عايذ بن ملك بن المصطلق لَبِيب فِي غَزْوَة بني المصطلق فَوَقَعت لِثَابِت بن قيس بن شماس فكاتبها فَأَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تستعيه فِي كتَابَتهَا وَكَانَت امْرَأَة ملاحة فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوخير من ذَلِك أؤدي عَنْك كتابتك واتزوجك فَقلت فَقضى عَنْهَا وَتَزَوجهَا وَأطلق من أجلهَا جَمِيع أسراء بني المصطلق وَتوفيت سنة سِتّ وَخمسين وَتزَوج صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب بن أبي حيى بن كَعْب ابْن الْخَزْرَج النَّضْرِية من ولد هَارُون عَلَيْهِ السَّلَام سبيت من خَيْبَر فَأعْتقهَا وَجعل عتقهَا صَدَاقهَا توفيت سنة خمسين وَتزَوج مَيْمُونَة بنت الْحَرْث بن حزن بن بجير بن الهزم بن) روبية بن عبد منَاف بن هِلَال بن عَامر خَالَة خَالِد ابْن الْوَلِيد وَعبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ وَهِي آخر من تزوج وَتوفيت سنة إِحْدَى وَخمسين وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ فَإِن ثَبت ذَلِك فَهِيَ آخِرهنَّ موتا وَتزَوج زَيْنَب بنت خُزَيْمَة أم الْمَسَاكِين سنة ثَلَاث من الهرجة وَلم تلبث عِنْده إلاّ يَسِيرا شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة وَمَاتَتْ وَتزَوج فَاطِمَة بنت الضَّحَّاك وَخَيرهَا حِين نزلت آيَة التَّخْيِير فَاخْتَارَتْ الدُّنْيَا فَطلقهَا ثمَّ كَانَت بعد ذَلِك تلقط

أولاده

البعر وَتقول أَنا الشقية اخْتَرْت الدُّنْيَا وَتزَوج شَارف أُخْت دحْيَة الْكَلْبِيّ وَخَوْلَة بنت الْهُذيْل وَقيل بنت حَكِيم وَهِي الَّتِي وهبت نَفسهَا لَهُ وَقيل تِلْكَ أم شريك وَأَسْمَاء بنت كَعْب الْجَوْنِية وَعمرَة بنت يزِيد وَطَلقهَا قبل الدُّخُول وَامْرَأَة من غفار فَرَأى بهَا بَيَاضًا فألحقها بِأَهْلِهَا وَامْرَأَة تميمية فَلَمَّا دخل عَلَيْهَا قَالَت أعوذ بِاللَّه مِنْك فَقَالَ منع الله عايذه الحقي بأهلك وغالية بنت ظبْيَان طَلقهَا حِين أدخلت عَلَيْهِ كَذَا أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد ابْن سيد النَّاس وَقَالَ ابْن حظم وَلم يَصح أَنه عَلَيْهِ السَّلَام طلق امْرَأَة قطّ إِلَّا حَفْصَة بنت عمر ثمَّ رَاجعهَا وَقد طلق عمْرَة بنت يزِيد الْمَذْكُورَة آنِفا وَبنت الصَّلْت وَمَاتَتْ قيل أَن يدْخل عَلَيْهَا ومليكة الليثية فَلَمَّا دخل عَلَيْهَا قَالَ هبي لي نَفسك فَقَالَت وَهل تهب الملكة نَفسهَا للسوقة فسرحها وحطب امْرَأَة من أَبِيهَا فوصفها لَهُ وَقَالَ ازيدك أَنَّهَا لم تمرض قطّ فَقَالَ مَا لهَذِهِ عِنْد الله من خير وَكَانَ صداقه لنسائه خمس مائَة دِرْهَم لكل وَاحِدَة هَذَا أصح مَا قيل إِلَّا صَفِيَّة فَإِنَّهُ اعتقها وَتَزَوجهَا وَأم حَبِيبَة وَأَوْلَمَ على زَيْنَب بنت جحش بِشَاة وَاحِدَة فكفت النَّاس قَالَ أنس وَلم نره أولم على امْرَأَة من نسائيه بِأَكْثَرَ من ذَلِك وَأَوْلَمَ على صَفِيَّة وَلِيمَة لَيْسَ فِيهَا شَحم وَلَا لحم إِنَّمَا كَانَ السويق وَالتَّمْر وَالسمن وَأَوْلَمَ على بعض نِسَائِهِ وَلم تسم بمدين من شعير فَكفى ذَلِك كل من حضر وَكَانَ ينْفق على ناسيه فِي كل سنة عشْرين وسْقا من شعير وَثَمَانِينَ وسْقا من تمر قَالَ ابْن حزم هَكَذَا روينَاهُ من طَرِيق فِي غَايَة الصِّحَّة وروينا من طَرِيق فِيهَا ضعف إِن هَذَا الْعدَد لكل وَاحِدَة فِي الْعَام وَالله أعلم فقد كَانَت كل وَاحِدَة لَهَا الْإِمَاء وَالْعَبِيد والعتقاء فِي حَيَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى كَلَام ابْن حزم قلت الوسق سِتُّونَ صَاعا والصاع أَرْبَعَة أَمْدَاد وَالْمدّ رَطْل وَثَلَاث بالبغدادي والرطل مائَة وَثَلَاثُونَ درهما وَالدِّرْهَم عشرَة أَمْثَاله سَبْعَة مَثَاقِيل وَالْفرق بتحريك الرَّاء زنبيل يسع خَمْسَة عشر صَاعا 3 - (أَوْلَاده) صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقسم وَبِه كَانَ يكنى وَعبد الله وَيُسمى الطّيب والطاهر وَقيل الطّيب غير الطَّاهِر وابراهيم ولد لَهُ بِالْمَدِينَةِ من مَارِيَة وعاش عَاميْنِ غير شَهْرَيْن وَمَات قبل موت أَبِيه صلى الله عَلَيْهِ بِثَلَاثَة أشهر يَوْم كسف الشَّمْس وَالْقسم أكبر أَوْلَاده ولد لَهُ قبل النُّبُوَّة وعاش أَيَّامًا يسيرَة وَقَالَ ابْن حزم روينَا من طَرِيق هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه إِنَّه كَانَ لَهُ ولد اسْمه عبد الْعُزَّى قبل النُّبُوَّة وَهَذَا بعيد وَالْخَبَر مُرْسل

بناته

وَلَا حجَّة فِي مُرْسل انْتهى قلت قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب تلقيح فهوم أهل الْأَثر قَالَ الْهَيْثَم بن عدي حَدثنِي هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ ولدت لَهُ خَدِيجَة عبد الْعُزَّى وَعبد منَاف وَالْقسم قلت لهشام فَأَيْنَ الطّيب والطاهر قَالَ هَذَا مَا وضعتم أَنْتُم يَا أهل الْعرَاق فَأَما أشياخنا فَقَالُوا عبد الْعُزَّى وَعبد منَاف وَالْقسم قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ الْهَيْثَم كَذَّاب لَا يلْتَفت إِلَى قَوْله قَالَ لنا شَيخنَا ابْن نَاصِر لم يسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد منَاف وَلَا عبد الْعُزَّى قطّ 3 - (بَنَاته) أكبرهن زَيْنَب تزَوجهَا أَبُو الْعَاصِ واسْمه الْقسم بن الرّبيع بن عبد الْعُزَّى ابْن عبد شمس بن عبد منَاف وَكَانَت أمهَا خَدِيجَة خَالَة أبي الْعَاصِ وَلم يكن لِزَيْنَب زوج غَيره وَمَاتَتْ سنة ثَمَان من الْهِجْرَة وأولدها عليا فَمَاتَ مراهقاً وأولدها أَيْضا أُمَامَة الَّتِي حملهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة تزَوجهَا عَليّ بن أبي طَالب بعد فَاطِمَة فَلم تَلد وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا الْمُغيرَة بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب فَمَاتَتْ عِنْده وَلم تَلد لَهُ قَالَه ابْن حزم وَقَالَ الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس فَولدت لَهُ يحيى وَمَات أَبُو الْعَاصِ فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب ورقية تزَوجهَا عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَلم يكن لَهَا زوج غَيره فَولدت لَهُ عبد الله وَفَاطِمَة تزَوجهَا عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَولدت لَهُ الْحسن وَالْحُسَيْن ومحسناً مَاتَ صَغِيرا وَأم كُلْثُوم تزَوجهَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فَولدت لَهُ زيدا وَزَيْنَب تزَوجهَا عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب فَولدت لَهُ عليا وأعقب عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر وَلم يعقب زيد بن عمر بن الْخطاب وَلم يكن لفاطمة زوج غير عَليّ وَأم كُلْثُوم بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي أصغرهن كَانَت مملكة بِعتبَة بن أبي لَهب فَلم يدْخل بهَا وَطَلقهَا فَتَزَوجهَا عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ فَمَاتَتْ عِنْده فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم تَلد لَهُ قَالَ ابْن حزم) قَالَه ابْن خياط قَالَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الْبَنَات أَربع بِلَا خلاف وَالصَّحِيح فِي الْبَنِينَ أَنهم ثَلَاثَة وَأول من ولد الْقَاسِم ثمَّ زَيْنَب ثمَّ رقية ثمَّ فَاطِمَة ثمَّ أم كُلْثُوم ثمَّ فِي الْإِسْلَام عبد الله ثمَّ إِبْرَاهِيم بِالْمَدِينَةِ وَأَوْلَاده كلهم من خَدِيجَة إِلَّا إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ من مَارِيَة وَكلهمْ مَاتُوا قبله إِلَّا فَاطِمَة فَإِنَّهَا عاشت بعده سِتَّة أشهر

أعمامه

3 - (أَعْمَامه) كَانَ لَهُ من العمومة أحد عشر مِنْهُم الْحَرْث وَهُوَ أكبر ولد عبد الْمطلب وَبِه كَانَ يكنى وَمن وَلَده وَولد وَلَده جمَاعَة لَهُم صُحْبَة وَقثم هلك صَغِيرا وهم أَخُو الْحَرْث لأمه وَالزُّبَيْر بن عبد الْمطلب وَكَانَ من إشراف قُرَيْش وَابْنه عبد الله بن الزبير شهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حنيناً وَثَبت يَوْمئِذٍ وَاسْتشْهدَ بأجنادين وروى أَنه وجد إِلَى جَانب سَبْعَة قَتلهمْ وقتلوه وضباعة بنت الزبير لَهَا صُحْبَة وَأم الحكم بنت الزبير لَهَا رِوَايَة وَحَمْزَة بن عبد الْمطلب أَسد الله وَأسد رَسُوله وَأَخُوهُ من الرضَاعَة أسلم قَدِيما وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا وَلم يكن لَهُ إِلَّا ابْنه وَأَبُو الْفضل الْعَبَّاس ابْن عبد الْمطلب أسلم وَحسن إِسْلَامه وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ أكبر من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاث سِنِين وَكَانَ لَهُ عشرَة من الذُّكُور وَلم يسلم من أَعْمَامه إِلَّا حَمْزَة وَالْعَبَّاس لَا غير وَمن عماته صَفِيَّة على الصَّحِيح وَأَبُو طَالب بن عبد الْمطلب واسْمه عبد منَاف وَهُوَ أَخُو عبد الله أبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله من الْوَلَد طَالب مَاتَ كَافِرًا وَعقيل وجعفر وَعلي وَأم هَانِيء لَهُم صُحْبَة وَاسم أم هَانِيء فَاخِتَة وَقيل هِنْد وجمانة وَأَبُو لَهب عبد الْعُزَّى بن عبد الْمطلب كناه أَبوهُ بذلك لحسن وَجهه وَمن وَلَده عتبَة ومعتب ثبتا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين ودرة لَهُم صُحْبَة وعتيبة قَتله الْأسد بالزرقاء من أَرض الشَّام على كفره بدعوة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعبد الْكَعْبَة وحجل واسْمه الْمُغيرَة وَضِرَار أَخُو الْعَبَّاس لأمه والغيداق وَإِنَّمَا سمي الغيداق لِأَنَّهُ كَانَ أَجود قُرَيْش وَأَكْثَرهم طَعَاما 3 - (وعماته) سِتّ صَفِيَّة وعاتكة وأروى وَأُمَيْمَة وبرة وَأم حَكِيم الْبَيْضَاء أما صَفِيَّة فَأسْلمت وَهَاجَرت وَهِي أم الزبير بن الْعَوام وَهِي أُخْت حَمْزَة لأمه وَأما عَاتِكَة قيل أَنَّهَا أسلمت وَهِي صَاحِبَة الرُّؤْيَا فِي بدر وَكَانَت عِنْد أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة ابْن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم فَولدت لَهُ عبد الله أسلم وَله صُحْبَة وزهيرا وقرينة الْكُبْرَى وَأما أروى فَإِنَّهَا كَانَت عِنْد عُمَيْر بن وهب بن عبد الدَّار ابْن قصي فَولدت لَهُ طليب بن عُمَيْر وَكَانَ من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين شهد بَدْرًا وَقتل بأجنادين شَهِيدا وَلَا عقب لَهُ وَأما أُمَيْمَة فَكَانَت عِنْد جحش بن رِئَاب فَولدت لَهُ عبد الله الْمَقْتُول بِأحد شَهِيدا وَأَبا حَمْزَة الْأَعْمَى الشَّاعِر واسْمه عبد وَزَيْنَب زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحبيبة وَحمْنَة وَكلهمْ لَهُ صُحْبَة وَعبيد الله ابْن جحش أسلم ثمَّ تنصر وَمَات بِالْحَبَشَةِ كَافِرًا وَأما برة فَإِنَّهَا كَانَت عِنْد عبد الْأسد بن هِلَال بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم فَولدت لَهُ أَبَا سَلمَة واسْمه عبد الله وَكَانَ زوج أم

أمراؤه

سَلمَة قبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَزَوجهَا بعد عبد الْأسد أَبُو رهم بن عبد الْعُزَّى ابْن أبي قيس فَولدت لَهُ أَبَا سُبْرَة ابْن أبي رهم وَأما أم حَكِيم الْبَيْضَاء فَإِنَّهَا كَانَت عِنْد كريز بن ربيعَة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد منَاف فَولدت لَهُ أروى بنت كريز وَهِي أم عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ 3 - (أمراؤه) باذان بن ساسان بن يلابش بن الْملك جاماسب بن الْملك فَيْرُوز بن الْملك يزدجرد ابْن بهْرَام جور الْفَارِسِي على الْيمن كلهَا فَلَمَّا مَاتَ باذان ولي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْنة شهر بن باذان على صنعاء وأعمالها فَقَط وَولي المُهَاجر بن أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة كِنْدَة والصدف وَولي زِيَاد بن ولبيد البياضي الْأنْصَارِيّ حَضرمَوْت وَولي أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ زبيد وعدن ورمع والساحل وَولي معَاذ بن جبل الجندب وعتاب بن أبي أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس مَكَّة وَإِقَامَة الْمَوْسِم وَالْحج بِالْمُسْلِمين سنة ثَمَان وَهُوَ دون الْعشْرين سنة فِي سنه وَولي أَبَا سُفْيَان صَخْر ابْن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس نَجْرَان وَولي يزِيد بن أبي سُفْيَان بن حَرْب على تيماء وَولي خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس على صنعاء بعد قتل شهر بن باذان قتل شهرا رَحمَه الله الْأسود الْعَنسِي الْكذَّاب وَولي أَخَاهُ عَمْرو ابْن سعيد على وَادي الْقرى وَولي أخاهما الحكم بن سعيد على قرى عرينة وَهِي فدك وَغَيرهَا وَولي أَخَاهُم أبان بن سعيد على مَدِينَة الْخط بِالْبَحْرَيْنِ وَهِي الَّتِي تنْسب إِلَيْهَا الرماح وَولي الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ حَلِيف بني سعيد بن الْعَاصِ على القطيف بِالْبَحْرَيْنِ وَولي عَمْرو بن الْعَاصِ على عمان وأعمالها وَولي عُثْمَان ابْن أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ على الطَّائِف وَولي محمئة بن جُزْء بن عبد يَغُوث بن عرفج بن عمر بن زبيد الزنيدي على الْأَخْمَاس الَّتِي بِحَضْرَتِهِ قيل وَهُوَ حَلِيف بني جمح وَولي عَليّ بن أبي طَالب على الْأَخْمَاس بِالْيمن وَالْقَضَاء بهَا وَولي معيقب بن أبي فَاطِمَة الدوسي حَلِيف بني أُميَّة بن عبد شمس على خَاتمه وَولي عدي ابْن حَاتِم على صدقَات بني أَسد وطيء وَولي مَالك بن نُوَيْرَة الْيَرْبُوعي على صدقَات بني حَنْظَلَة وَولي قيس بن عَاصِم الْمنْقري على صدقَات منقر والزبرقان بن بدر السَّعْدِيّ على صدقَات بني سعد ابْن تَمِيم وَولي عمر بن الْخطاب على بعض الصَّدقَات أَيْضا وَولي بن اللتبية الْأَزْدِيّ على بعض الصَّدقَات أَيْضا وَولي جمَاعَة كَثِيرَة على الصَّدقَات أَيْضا لِأَنَّهُ كَانَ على كل قَبيلَة وَال يقبض صدقاتها وَولي أَبَا بكر الصّديق أَيْضا رَضِي الله عَنهُ على موسم سنة تسع وخليفته على ولَايَة الْأُمُور كلهَا 3 - (رسله إِلَى الْمُلُوك) أرسل عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي إِلَى النَّجَاشِيّ واسْمه اصحمه وَمَعْنَاهُ عَطِيَّة فَأخذ كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَضعه على عَيْنَيْهِ وَنزل عَن سَرِيره وَجلسَ على الأَرْض وَأسلم وَحسن إِسْلَامه إِلَّا

أَن إِسْلَامه كَانَ عِنْد حُضُور جَعْفَر ابْن أبي طَالب وَأَصْحَابه وروى أَنه كَانَ لَا يزَال النُّور يرى على قَبره وَأرْسل دحْيَة ابْن خَليفَة الْكَلْبِيّ إِلَى قَيْصر ملك الرّوم واسْمه هِرقل فَسَأَلَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثَبت عِنْده صِحَة نبوته فهم بِالْإِسْلَامِ فَلم توافقه الرّوم وخافهم على ملكه فَأمْسك وَأرْسل عبد الله بن حذافة السَّهْمِي إِلَى كسْرَى ملك فَارس فمزق كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مزق الله ملكه فمزق الله ملكه وَملك قومه وَأرْسل حَاطِب بن أبي بلتعة اللَّخْمِيّ إِلَى الْمُقَوْقس ملك الاسكندرية ومصر فَقَالَ خيرا وقارب الْأَمر وَلم يسلم وَأهْدى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَارِيَة الْقبْطِيَّة وَأُخْتهَا شيرين فَوَهَبَهَا لحسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ فَولدت لَهُ عبد الرَّحْمَن بن حسان وَأرْسل عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى ملكي عمان جَيْفَر وَعبد ابْني الجلندي وهما من الأزد وَالْملك جَيْفَر فَأَسْلمَا وصدقا وخليا بَين عَمْرو وَالصَّدَََقَة وَالْحكم فِيمَا بَينهم فَلم يزل عِنْدهم حَتَّى توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأرْسل سليط بن عَمْرو العامري إِلَى الْيَمَامَة إِلَى هَوْذَة بن عَليّ الْحَنَفِيّ فَأكْرمه وأنزله وَكتب إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أحسن مَا تَدْعُو إِلَيْهِ وأجمله وَأَنا خطيب قومِي وشاعرهم فَاجْعَلْ لي بعض الْأَمر فَأبى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يسلم وَمَات زمن الْفَتْح وَأرْسل شُجَاع بن وهب الْأَسدي إِلَى الْحَرْث بن أبي شمر الغساني ملك البلقاء من ارْض الشَّام قَالَ شُجَاع فانتهيت إِلَيْهِ وَهُوَ بغوطة دمشق فَقَرَأَ كتاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرمى بِهِ وَقَالَ أَنا سَائِر إِلَيْهِ وعزم على ذَلِك فَمَنعه قَيْصر وَأرْسل المُهَاجر بن أبي أُميَّة إِلَى الْحَرْث الْحِمْيَرِي أحد مقاولة الْيمن وَأرْسل الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ إِلَى الْمُنْذر بن سَاوَى الْعَبْدي ملك الْبَحْرين وَكتب لَهُ كتابا يَدعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام فَآمن وَصدق وَأرْسل أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ومعاذ بن جبل الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنْهُمَا إِلَى جملَة الْيمن داعيين إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم عَامَّة أهل الْيمن وملكوهم طَوْعًا نبذة من معجزاته وآياته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا الْقُرْآن الْعَظِيم وَهُوَ أكبرها الَّذِي دَعَا بِهِ بلغاء قُرَيْش وهم مَا هم قَالَه البلاغة ولسن الفصاحة لَهُم من آفَاق ذَلِك قمراها والنجوم والطوالع ودعا غَيرهم مذ بَعثه الله تَعَالَى قرنا فقرنا وجيلاً بعد جيل إِلَى يَوْمنَا هَذَا وَإِلَى الْبَعْث والنشور على أَن يَأْتُوا بِعشر سور مثله مفتريات وتنازل مَعَهم إِلَى الأتيان بِسُورَة من مثله وَفِي السُّور مَا هُوَ ثَلَاث آيَات وتحدى بِهِ الْإِنْس وَالْجِنّ فَلم يَأْتُوا بِمثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضهم لبَعض ظهيراً ونكصوا على أَعْقَابهم خائبين وَذهب كل نَبِي بمعجزاته وَلم يبْق لَهَا أثر ظَاهر خلى الرِّوَايَات عَنْهَا وَالْأَخْبَار وَأبقى لنا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معجزاً خَالِدا بَين ظهرانينا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة بعد ذَهَابه لَا تنكسف شموسه وَلَا تذوى زهراته وانشقاق الْقَمَر روى مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلقَتَيْنِ فَستر الْجَبَل فلقَة وَكَانَت فلقَة فَوق الْجَبَل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ اشْهَدْ وروى التِّرْمِذِيّ عَن جُبَير بن مطعم قَالَ انْشَقَّ الْقَمَر على عهد رَسُول الله فَصَارَ فرْقَتَيْن فَقَالَت قُرَيْش سحر مُحَمَّد أَعيننَا فَقَالَ بَعضهم لَئِن كَانَ سحرنَا مَا يَسْتَطِيع أَن يسحر النَّاس كلهم وَزَاد رزين فَكَانُوا يتلقون الركْبَان فَيُخْبِرُونَهُمْ بِأَنَّهُم قد رَأَوْهُ فيكذبونهم وَمَا أحقه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقول أبي الطّيب الطَّوِيل مَتى مَا يشر نَحْو السَّمَاء بطرفه تَخِر لَهُ الشّعْر وينكسف الْبَدْر وَإِن الْمَلأ من قُرَيْش تعاقدوا على قَتله فَخرج عَلَيْهِم فخفضوا أَبْصَارهم وَسَقَطت أذقانهم فِي صُدُورهمْ وَأَقْبل حَتَّى قَامَ على رؤوسهم فَقبض قَبْضَة من تُرَاب وَقَالَ شاهدت الوجوم وحصبهم فَمَا أصَاب رجلا مِنْهُم من ذَلِك الْحَصْبَاء إِلَّا قتل يَوْم بدر وَرمى يَوْم حنين بقبضة من تُرَاب فِي وُجُوه الْقَوْم فَهَزَمَهُمْ الله تَعَالَى ونسج العنكبوت فِي الْغَار وَمَا كَانَ من أَمر سراقَة بن مَالك إِذْ بعث خَلفه فِي الْهِجْرَة فساخت قَوَائِم فرسه فِي الأَرْض الْجلد وَمسح على ظهر عنَاق لم ينز عَلَيْهَا الْفَحْل فَدرت وشَاة أم معبد ودعوته لعمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَن يعز الله بِهِ الْإِسْلَام ودعوته لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَن يذهب عَنهُ الْحر وَالْبرد وتفله فِي عَيْنَيْهِ وَهُوَ أرمد فعوفى من سَاعَته وَلم يرمد بعد ذَلِك ورده عين قَتَادَة بن النُّعْمَان بعد أَن سَالَتْ على خَدّه فَكَانَت أحسن عَيْنَيْهِ واحدهما ودعاؤه لعبد الله بن عَبَّاس بالتأويل وَالْفِقْه فِي الدّين وَكَانَ يُسمى الحبر وَالْبَحْر لعلمه ودعاؤه لجمل جَابر فَصَارَ سَابِقًا بعد أَن كَانَ مَسْبُوقا ودعاؤه لأنس بن مَالك بطول الْعُمر وَكَثْرَة المَال وَالْولد فَعَاشَ مائَة سنة أَو نَحْوهَا وَولد لَهُ مائَة وَعِشْرُونَ ولدا ذكرا لصلبه وَكَانَ نخله يحمل فِي السّنة مرَّتَيْنِ وَفِي تمر جَابر بِالْبركَةِ فأوفى غرماءه وَفضل ثَلَاثَة عشر وسْقا واستسقاؤه عَلَيْهِ السَّلَام فَمُطِرُوا أسبوعاً ثمَّ استصحاؤه فانجابت السَّحَاب الْكَامِل وَإِذا النوائب أظلمت أحداثها لبست بِوَجْهِك أحسن الْإِشْرَاق ودعاؤه على عتبَة بن أبي لَهب فَأَكله الْأسد بالزرقاء من الشَّام وَشَهَادَة الشَّجَرَة لَهُ بالرسالة فِي خبر الْأَعرَابِي الَّذِي دَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَام فَقَالَ هَل من شَاهد على مَا تَقول فَقَالَ نعم هَذِه الشَّجَرَة ثمَّ دَعَاهَا فَأَقْبَلت فاستشهدها فَشَهِدت أَنه كَمَا قَالَ ثَلَاثًا ثمَّ رجعت إِلَى منبتها وَأمره شجرتين فاجتمعتا ثمَّ افترقتا وَأمره أنسا أَن ينْطَلق إِلَى نخلات فَيَقُول لَهُنَّ أمركن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن تجتمعن فاجتمعن فَلَمَّا قضى حَاجته أمره أَن يَأْمُرهُنَّ بِالْعودِ إِلَى أماكنهن فعدن ونام فَجَاءَت شَجَرَة تشق الأَرْض حَتَّى قَامَت عَلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ ذكرت لَهُ فَقَالَ هِيَ شَجَرَة اسْتَأْذَنت رَبهَا فِي أَن تسلم عَليّ فَأذن لَهَا وَسَلام الْحجر وَالشَّجر عَلَيْهِ ليَالِي بعث السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله وَقَوله إِنِّي لَا أعرف حجرا بِمَكَّة كَانَ يسلم عَليّ قبل أَن أبْعث وحنين الْجذع إِلَيْهِ وتسبيح الْحَصَى فِي كَفه وَكَذَلِكَ الطَّعَام وأعلامه الشَّاة بسمها وشكوى الْبَعِير إِلَيْهِ كَثْرَة الْعَمَل وَقلة الْعلف وسؤال الظبية لَهُ أَن يخلصها من الْحَبل لترضع وليدها وتعود فخلصها فتلفظت بِالشَّهَادَتَيْنِ وأخباره عَن مصَارِع الْمُشْركين يَوْم بدر فَلم يعد أحد مِنْهُم مصرعه وأخباره أَن طَائِفَة من أمته يغزون فِي الْبَحْر وَأَن أم حرَام بنت ملْحَان مِنْهُم فَكَانَ كَذَلِك وَقَوله لعُثْمَان رَضِي الله عَنهُ تصيبه بلوى شَدِيدَة فَكَانَت وَقتل وَقَوله للْأَنْصَار أَنكُمْ سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة فَكَانَت زمن مُعَاوِيَة وَقَوله فِي الْحسن أَن ابْني هَذَا سيد وَأَن الله سيصلح بِهِ بَين فئتين عظيمتين من الْمُسلمين وأخباره بقتل العنسى الْكذَّاب وَهُوَ بِصَنْعَاء لَيْلَة قَتله وبمن قَتله وَقَوله لِثَابِت بن قيس تعيش حميدا وَتقتل شَهِيدا فَقتل يَوْم الْيَمَامَة وَلما ارْتَدَّ رجل من الْمُسلمين وَلحق بالمشركين بلغه أَنه مَاتَ فَقَالَ لَا اسْتَطَعْت فَلم يطق أيرفعها إِلَّا فِيهِ بعد ودخوله مَكَّة عَام الْفَتْح والأصنام حول الْكَعْبَة معلقَة وَبِيَدِهِ قضيب فَجعل يُشِير إِلَيْهَا بِهِ وَيَقُول جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل وَهِي تتساقط وقص مَازِن بن الغضوبة الطَّائِي وَسَوَاد بن قَارب وأمثالهما وَشَهَادَة الضَّب بنبوته وإطعام ألف من صَاع شعير بالخندق فشبعوا وَالطَّعَام أَكثر مِمَّا كَانَ وأطعمهم من تمر يسير وَجمع فضل الأزواد على النطع ودعا لَهَا بِالْبركَةِ ثمَّ قسمهَا فِي الْعَسْكَر فَقَامَتْ بهم وَأَتَاهُ أَبُو هُرَيْرَة بتمرات قد صفهن فِي يَده وَقَالَ ادْع لي فِيهِنَّ بِالْبركَةِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فأخرجت من ذَلِك التَّمْر كَذَا وَكَذَا وسْقا فِي سَبِيل الله وَكُنَّا نَأْكُل مِنْهُ ونطعم حَتَّى انْقَطع فِي زمن عُثْمَان ودعاؤه أهل الصّفة لقصعة ثريد قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَجعلت أتطاول ليدعوني حَتَّى قَامَ الْقَوْم وَلَيْسَ فِي الْقَصعَة إِلَّا الْيَسِير فِي نَوَاحِيهَا فجمعها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَصَارَ لقْمَة ووضعها على أَصَابِعه وَقَالَ كل باسم الله فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ مَا زلت آكل مِنْهَا حَتَّى شبعت وَأمر عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَن يزود أَربع مائَة رَاكب من تمر كَانَ فِي اجتماعه كربضة الْبَعِير فزودهم كلهم مِنْهُ وبقى بِحَسبِهِ كَمَا كَانَ ونبع المَاء من بَين أَصَابِعه حَتَّى شرب الْقَوْم وتوضؤوا وهم ألف وَأَرْبَعمِائَة وأتى بقدح فِيهِ مَاء فَوضع أَصَابِعه فِي الْقدح فَلم ييع فَوضع أَرْبَعَة مِنْهَا وَقَالَ هلموا فتوضؤوا أَجْمَعِينَ وهم من السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ وَورد فِي غَزْوَة تَبُوك على مَاء لَا يرْوى وَاحِدًا وَالْقَوْم عطاش فشكوا إِلَيْهِ فَأخذ سَهْما من كِنَانَته فغرسه فِيهَا ففار المَاء وارتوى الْقَوْم وَكَانُوا ثَلَاثِينَ ألفا وشكى إِلَيْهِ قوم ملوحة فِي مَائِهِمْ فجَاء فِي نفر من أَصْحَابه حَتَّى وقف على بئرهم فتفل فِيهِ فتفجر بِالْمَاءِ العذب الْمعِين وأتته امْرَأَة بصبي لَهَا اقرع فَمسح على رَأسه فَاسْتَوَى شعره وَذهب داؤه فَسمع أهل الْيَمَامَة بذلك فَأَتَت امرا إِلَى مُسَيْلمَة بصبي فَمسح رَأسه فتصلع وَبَقِي الصلع فِي نَسْله وانكسر سيف عكاشة يَوْم بدر فَأعْطَاهُ جذلاً من حطب فَصَارَ فِي يَده سَيْفا وَلم يزل بعد ذَلِك عِنْده وعزت كدية بالخندق عَن أَن يَأْخُذهَا الْمعول فضربها فَصَارَت كثيباً أهيل وَمسح على رجل أبي رَافع وَقد انْكَسَرت فَكَأَنَّهُ لم يشكها قطّ وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الله زوى لي الأَرْض فَرَأَيْت مشارقها وَمَغَارِبهَا وسيبلغ ملك أمتِي مَا زوى لي مِنْهَا وَصدق الله قَوْله بِأَن ملك أمته بلغ أقْصَى الْمشرق وَالْمغْرب وَلم ينتشر فِ

مواليه

3 - (موَالِيه) زيد بن حَارِثَة بن شرَاحِيل الْكَلْبِيّ وَابْنه أُسَامَة بن زيد وَكَانَ يُقَال لَهُ الْحبّ بن الْحبّ وثوبان بن بجدد وَكَانَ لَهُ نسب فِي الْيمن وَأَبُو كَبْشَة من مولدِي أَرض دوس شهد بَدْرًا وَأعْتقهُ واسْمه سليم وَتوفى يَوْم اسْتخْلف عمر وأنيسة من مولدِي السراة وَأعْتقهُ وَصَالح شقران وَرثهُ من أَبِيه وَقيل اشْتَرَاهُ من عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف وَأعْتقهُ ورباح أسود ويسار نوبي وَأَبُو رَافع واسْمه أسلم وَقيل ابراهيم وهبه لَهُ الْعَبَّاس فَأعْتقهُ حِين بشره بِإِسْلَام الْعَبَّاس وزوجه سلمى مولاة لَهُ فَولدت لَهُ عبيد الله كتب لعَلي وَأَبُو مويهبة من مولدِي مزينة وَأعْتقهُ وفضالة مَاتَ بِالشَّام وَرَافِع كَانَ مولى لسَعِيد بن الْعَاصِ فورثه وَلَده فَأعْتقهُ بَعضهم وَتمسك بَعضهم فجَاء رَافع إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستعينه فوهب لَهُ وَكَانَ يَقُول أَنا مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومدعم أسود وهبه لَهُ رِفَاعَة الجذامي قتل بوادي الْقرى وكركرة نوبى أهداه لَهُ هَوْذَة بن عَليّ وَأعْتقهُ وَكَانَ على ثقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَزيد جد هِلَال بن يسَار بن زيد وَعبيد وطهمان أَو كيسَان أَو مهْرَان أَو ذكْوَان أَو

وإماؤه

مَرْوَان ومابور القبطي أهداه لَهُ الْمُقَوْقس وواقد وَأَبُو وَاقد وَهِشَام وَأَبُو ضميرَة من الْفَيْء وَأعْتقهُ وحنين وَأَبُو عسيب واسْمه أَحْمَر وَأَبُو عبيد وسفينة كَانَ لأم سَلمَة فأعتقته وشرطت عَلَيْهِ أَن يخْدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيَاته فَقَالَ لَو لم تشترطي على مَا فارقته وَكَانَ اسْمه رباحاً وَقيل مهْرَان وَأَبُو هِنْد واعتقه وأنجشة الْحَادِي وَأَبُو لبَابَة وَأعْتقهُ هَؤُلَاءِ هم المشهورون وَقد عدوا أَكثر من ذَلِك 3 - (وإماؤه) سلمى أم رَافع وبركة أم أَيمن حاضنته ورثهَا من أَبِيه ومارية وَرَيْحَانَة سبية من قُرَيْظَة ومَيْمُونَة بنت سعد وخضرة ورضوى 3 - (خدمه) أنس بن مَالك بن النَّضر الْأنْصَارِيّ وَهِنْد وَأَسْمَاء ابْنا حَارِثَة وَرَبِيعَة بن كَعْب الأسلميون وَكَانَ عبد الله بن مَسْعُود صَاحب نَعْلَيْه كَانَ إِذا قَامَ ألبسهُ إيَّاهُمَا وَإِذا جلس جَعلهمَا فِي ذِرَاعَيْهِ حَتَّى يقوم وَكَانَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ صَاحب بغلته يَقُود بِهِ فِي الْأَسْفَار وَكَانَ بِلَال بن رَبَاح الْمُؤَذّن وَكَذَلِكَ عَمْرو بن قيس الْأَعْمَى الْمَدْعُو ابْن أم مَكْتُوم وَأَبُو مَحْذُورَة أقره مُؤذنًا بِمَكَّة وَسعد الْقرظ مُؤذن بِالْمَدِينَةِ وَمن خدمه سعد مولى أبي بكر الصّديق وَذُو مخمر ابْن أخي النَّجَاشِيّ وَيُقَال ابْن أُخْته وَيُقَال ذُو مخبر وَبُكَيْر بن شَدَّاخٍ اللَّيْثِيّ وَأَبُو ذَر الْغِفَارِيّ وخطيبه ثَابت ابْن قيس بن الشماس وفارسه أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ وَكَانَت أم أَيمن دايته وبلال بن رَبَاح على نفقاته وَقيس بن سعد بن عبَادَة بِمَنْزِلَة صَاحب الشرطة من الْأَمِير وذؤيب بن حلحلة وَالِد الْفَقِيه قبيصَة صَاحب بدنه الَّتِي أهداها والناظر عَلَيْهَا وَحَجمه أَبُو طيبَة

حرسه

3 - (حرسه) سعد بن معَاذ يَوْم بدر وذكوان بن عبد قيس وَمُحَمّد بن مسلمة بِأحد وَالزُّبَيْر يَوْم الخَنْدَق وَعباد بن بشر وَسعد بن أبي وَقاص وَأَبُو أَيُّوب بِخَيْبَر وبلال بوادي الْقرى فَلَمَّا نزلت وَالله يَعْصِمك من النَّاس الْمَائِدَة ترك الحرس ووقف الْمُغيرَة بن شُعْبَة الثَّقَفِيّ على رَأسه بِالسَّيْفِ يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَكَانَ الضَّحَّاك بن سُفْيَان الْكلابِي سيافه وَكَانَ عَمْرو بن عبسة السلمى صديق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ عِيَاض بن حمَار بن عقال بن مُحَمَّد بن سُفْيَان بن مجاشع بن دارم بن مَالك ابْن حَنْظَلَة بن زيد مَنَاة بن تَمِيم حرمى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجَاهِلِيَّة وَمعنى ذَلِك أَن قُريْشًا كَانَت من الحمس وَكَانَت بَنو مجاشع من الْحلَّة وهما دينان من أَدْيَان الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ الْحلِيّ لَا يطوف بِالْبَيْتِ إِلَّا عُرْيَان إِلَّا أَن يعيره رجل من الحمس ثيابًا يطوف فِيهَا وَكَانَ عِيَاض يطوف فِي ثِيَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعياض هَذَا ابْن عَم الْأَقْرَع بن حَابِس بن عقال لحا 3 - (كِتَابه) كتب لَهُ عَلَيْهِ السَّلَام أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة رَضِي الله عَنْهُم وعامر بن فهَيْرَة وَعبد الله بن الأرقم وَأبي بن كَعْب وثابت بن قيس بن الشماس وخَالِد بن سعيد وحَنْظَلَة بن الرّبيع وَزيد بن ثَابت الْأنْصَارِيّ من بني النجار وَمُعَاوِيَة وَيزِيد أَخُوهُ ابْن أبي سُفْيَان وشرحبيل بن حَسَنَة وَكَانَ مُعَاوِيَة وَزيد بن ثَابت دون هَؤُلَاءِ يلازمون الْكِتَابَة بَين يَدَيْهِ فِي الْوَحْي وَغَيره لَا عمل لَهما سواهُ وَكَانَ عَليّ وَالزُّبَيْر وَمُحَمّد بن مسلمة وَعَاصِم بن ثَابت بن أبي الْأَفْلَح والمقداد يضْربُونَ الْأَعْنَاق بَين يَدَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (النجباء من أَصْحَابه) أَبُو بكر وَعمر وَعلي وَحَمْزَة وجعفر وَأَبُو ذَر والمقداد وسلمان وَحُذَيْفَة وَابْن مَسْعُود وعمار وبلال الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ هم الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة وَطَلْحَة بن عبيد الله وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وَسعد بن أبي وَقاص وَسَعِيد بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأَبُو عُبَيْدَة عَامر بن عبد الله بن الْجراح رَضِي الله عَنْهُم 3 - (الَّذين أشبهوه) الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب وَعَمه جَعْفَر بن أبي طَالب وَقثم بن الْعَبَّاس بن عبد

دوابه

الْمطلب وَأَبُو سُفْيَان بن الْحَرْث بن عبد الْمطلب والسائب بن عبيد جد الشَّافِعِي وَقد جمعهم الشَّيْخ الإِمَام فتح الدّين ابْن سيد النَّاس الْيَعْمرِي أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْبَسِيط (لخمسة شبه الْمُخْتَار من مُضر ... يَا حسن مَا خولوا من شبهه الْحسن) (لجَعْفَر وَابْن عَم الْمُصْطَفى قثم ... وسائب وَأبي سُفْيَان وَالْحسن) وَشبهه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقتسم بَين الْحسن وَالْحُسَيْن فالأعلى لِلْحسنِ والأسفل للحسين وَمِمَّنْ أشبهه مُسلم بن معتب وكابس بن ربيعَة السَّامِي 3 - (دوابه) من الْخَيل عشرَة على خلاف فِي ذَلِك بِزِيَادَة وَنقص وَهِي السكتب وَكَانَ عَلَيْهِ يَوْم أحد وَكَانَ أغر محجلاً طلق الْيَمين وَهُوَ أول فرس غزا عَلَيْهِ اشْتَرَاهُ من أَعْرَابِي من بني فَزَارَة بِعشر أَوَاقٍ والمرتجز وَهُوَ الَّذِي شهد بِهِ لَهُ خُزَيْمَة بن ثَابت ولزاز وَهُوَ الَّذِي أهداه إِلَيْهِ الْمُقَوْقس واللحيف وَهُوَ الَّذِي أهداه لَهُ ربيعَة بن أبي الْبَراء والظرب وَهُوَ الَّذِي أهداه فَرْوَة الجذامي والورد وَهُوَ الَّذِي أهداه لَهُ تَمِيم الدَّارِيّ والضرس وملاوح وسبحة اشْتَرَاهُ من تجار من الْيمن فَسبق عَلَيْهِ ثَلَاث مَرَّات فَمسح عَلَيْهِ السَّلَام وَجهه وَقَالَ مَا أَنْت إِلَّا بَحر وَقد جمع من أَسمَاء خيله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَبْيَات من قصيدة يمدحه بهَا الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي أَنْشدني لنَفسِهِ قِرَاءَة مني عَلَيْهِ مجزوء الْكَامِل (لم يزل فِي حربه ذَا ... وثبات وثبات) (كلفاً بالطعن والضر ب وَحب الصافنات) (من لزاز ولحيف ... وَمن السكب المواتي) (وَمن المرتجز السَّابِق سبق الذاريات) (وَمن الْورْد وَمن سبّ حة قيد العاديات)

سلاحه

وَمن البغال ثَلَاثَة وَهِي الدلْدل الَّتِي أهداها لَهُ الْمُقَوْقس وَهِي أول بغلة ركبت فِي الْإِسْلَام وَعَاشَتْ بعده إِلَى أَن زَالَت أسنانها وَكَانَ يجش لَهَا الشّعير وَفِضة أتهبها من أبي بكر والأيلية أهداها لَهُ ملك أَيْلَة وَكَانَ لَهُ حمَار يُقَال لَهُ عفير وَقيل يَعْفُور وَهُوَ الْأَشْهر وَأما النعم فَلم ينْقل أَنه اقتنى من الْبَقر شَيْئا وَكَانَ لَهُ بِالْغَابَةِ عشرُون لقحة يراح إِلَيْهِ كل لَيْلَة بقربتين عظيمتين من لبن وَكَانَ فِيهَا لقاح غرر الْحِنَّاء والسمراء والعريس والسعدية والبعوم واليسوم والزباء وَكَانَت لَهُ لقحة تسمى بردة أهداها لَهُ الضَّحَّاك بن سُفْيَان كَانَت تحلب كَمَا تحلب لقحتان غزيرتان وَكَانَت لَهُ مهرَة أرسل بهَا سعد بن عبَادَة من نعم بني عقيل والشقراء والعضباء ابتاعها أَبُو بكر من نعم بني الْحَرِيش والقصواء وَهِي الَّتِي هَاجر عَلَيْهَا إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَت إِذْ ذَاك ربَاعِية وَكَانَ لَا يحملهُ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي غَيرهَا والجدعاء وَهِي الَّتِي سبقت فشق على الْمُسلمين فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن حَقًا على الله أَن لَا يرْتَفع شَيْء من الدُّنْيَا إِلَّا وَضعه وَقيل الْمَسْبُوق غَيرهَا وَكَانَ لَهُ من الْغنم مائَة وَكَانَ لَهُ منائح سبغ من غنم عجْرَة وزمزم) وسقيا وبركة وورسة والطلال وأطراف وَكَانَ لَهُ شَاة يخْتَص بِشرب لَبنهَا تدعى غيثة وَكَانَ لَهُ ديك أَبيض 3 - (سلاحه) تِسْعَة أسياف ذُو الفقار تنقله يَوْم بدر من بني الْحجَّاج السهميين وَرَأى فِي النّوم فِي ذبابه ثلمة فأولها هزيمَة وَكَانَت يَوْم أحد وَأصَاب من سلَاح بني قينقاع ثَلَاثَة أسياف سيف قلعي بِفَتْح اللَّام وَسيف يدعى بتارا وَسيف يدعى الحتف وَكَانَ لَهُ المخذم والرسوب أصابهما من الْفلس وَهُوَ صنم لطى وَآخر وَرثهُ من أَبِيه والعضب أعطَاهُ إِيَّاه سعد بن عبَادَة والقضيب وَهُوَ أول سيف تقلد بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ أنس بن مَالك كَانَ نعل سيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فضَّة وقبيعته فضَّة وَمَا بَين ذَلِك حلق فضَّة وَأَرْبَعَة رماح المنثني وَثَلَاثَة من بني قينقاع وعنزة تحمل بَين يَدَيْهِ فِي الْعِيدَيْنِ ومحجن قدر الذِّرَاع ومخصرة تسمى العرجون وقضيب يُسمى الممشوق وَأَرْبَعَة قسي قويس اسْمهَا الروحاء وقوس شوحط وقوس صفراء يدعى الصَّفْرَاء وجعبة وترس كَانَ فِيهِ تِمْثَال عِقَاب أهدي لَهُ فَوضع يَده على الْعقَاب فَذهب وَقيل تِمْثَال رَأس كَبْش فكره مَكَانَهُ فَأصْبح وَقد أذهبه الله عز وَجل ودرعان من سلَاح بني قينقاع درع يُقَال لَهُ السعدية وَدرع يُقَال لَهَا فضَّة وَدرع تسمى ذَات

أثوابه وأثاثه

الفضول لبسهَا يَوْم حنين وَلبس يَوْم خَيْبَر ذَات الفضول وَفِضة ومغفر يُقَال لَهُ السبوع ولواء أَبيض ومنطقة من أَدِيم مبشور فِيهَا ثَلَاث حلق فضَّة والأبزيم فضَّة والطرف فضَّة وَمن القصيدة التائية الَّتِي للشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد ابْن سيد النَّاس الْمَذْكُورَة آنِفا أَبْيَات فِيهَا أَيْضا ذكر شَيْء من أَسمَاء سلاحه وَهِي مجزوء الْكَامِل (وَإِذا هز حساماً ... هزه حتف الكماة) (من قضيب ورسوب ... راسب فِي الضربات) (وانتضى البتار فيهم ... فل حد الباترات) (خلت لمع الْبَرْق يَبْدُو ... من سنا ذِي الفقرات) (ولنار المخذم الْمَاضِي لهيب الجمرات) وبماء الحتف والعضب طهُور الفجرات (وَله بالأسمر الذا بل حر الفعلات) ) (يتثنى المتثني ... مثل رقص الراقصات) (ناظما مِنْهُم رؤوسا ... مثل نظم الخزرات) (وَعَن الروحاء يَرْمِي ... بسهام مصميات) وَاتخذ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتم ذهب ثمَّ رَمَاه وتبرأ مِنْهُ وَاتخذ خَاتم فضَّة فصه مِنْهُ نقشه مُحَمَّد رَسُول الله فِي ثَلَاثَة أسطر قيل أَنه كَانَ حديداً ملوياً بِفِضَّة كَانَ يحْبسهُ فِي خِنْصره فِي يسَاره وَرُبمَا فِي يَمِينه يَجْعَل فصه إِلَى بَاطِن كَفه وَنهى أَن ينقش أحد على نقشه كَمَا نهى أَن يكتني أحد بكنيته وَلم يزل الْخَاتم فِي يَده إِلَى أَن مَاتَ ثمَّ فِي يَد أبي بكر ثمَّ فِي يَد عمر ثمَّ فِي يَد عُثْمَان فَلَمَّا كَانَ فِي السّنة السَّادِسَة من خِلَافَته سقط فِي بِئْر أريس فَنُزِحَتْ الْبِئْر وَأخرج مِنْهَا أكوام طين فَلم يُوجد الْخَاتم 3 - (أثوابه وأثاثه) ترك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم مَاتَ ثوبى حبرَة وأزاراً وعمامة وثوبين صحاريين وقميصا صحاريا وَآخر سحوليا وجبة يمنية وخميصة وَكسَاء أَبيض وقلانس صغَارًا لاطية ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وَمِلْحَفَة مورسة وَكَانَت لَهُ ربعَة فِيهَا مرْآة ومشط عاج ومكحلة ومقراض وَسوَاك وَكَانَ لَهُ فرَاش من أَدَم حشوه

لِيف وقدح مضبب بِفِضَّة فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وقدح آخر وتور من حِجَارَة ومخضب من شبه تعْمل فِيهِ الْحِنَّاء والكتم وَيُوضَع على رَأسه إِذا وجد فِيهِ حرارة وقدح زجاج ومغتسل من صفر وقصعة وَصَاع يخرج بِهِ زَكَاة الْفطر وَمد وسرير وقطيفة وَأهْدى لَهُ النَّجَاشِيّ خُفَّيْنِ ساذجين فلبسهما وَكَانَ لَهُ كسَاء أسود وعمامة يُقَال لَهَا السَّحَاب فَوَهَبَهَا عليا فَكَانَ رُبمَا قَالَ إِذا رَآهُ مُقبلا وَهِي عَلَيْهِ أَتَاكُم عَليّ فِي السَّحَاب وَله ثَوْبَان للْجُمُعَة غير ثِيَابه الَّتِي يلبسهَا فِي سَائِر الْأَيَّام ومنديل يمسح بِهِ وَجهه من الْوضُوء ومدحه بالشعر جمَاعَة من رجال الصَّحَابَة وَنِسَائِهِمْ جمعهم الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس الْيَعْمرِي فِي قصيدة ميمية ثمَّ شرحها فِي مجلدة سَمَّاهَا منح الْمَدْح ورتبهم على حُرُوف المعجم فأربى فِي هَذَا الْجمع على الْحَافِظ ابْن عبد الْبر لِأَنَّهُ ذكر مِنْهُم مَا يُقَارب الْمِائَة وَالْعِشْرين أَو مَا يزِيد على ذَلِك وَالشَّيْخ فتح الدّين قَارب بهم الْمِائَتَيْنِ وَلَا أعلم أحدا حصل من الصَّحَابَة الَّذين مدحوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الْقدر وَقد كتبت هَذَا المُصَنّف بخطى وَسمعت من لَفظه مَا يُقَارب نصفه وأجازني الْبَقِيَّة وَأما شعراؤه الَّذين كَانُوا بصدد المناضلة) عَنهُ والهجاء لكفار قُرَيْش فَإِنَّهُم ثَلَاثَة حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ وَعبد الله بن رَوَاحَة الْأنْصَارِيّ وَكَعب بن مَالك الْأنْصَارِيّ وَكَانَ حسان يقبل بالهجو على أنسابهم وَعبد الله بن رَوَاحَة يعيرهم بالْكفْر وَكَعب بن مَالك يخوفهم الْحَرْب فَكَانُوا لَا يبالون قبل الْإِسْلَام بأهاجي ابْن رَوَاحَة ويألمون من أهاجي حسان فَلَمَّا دخل من دخل مِنْهُم الْإِسْلَام وجد ألم أهاجي ابْن رَوَاحَة أَشد وأشق وَمن أشهر الصَّحَابَة بالمدح لَهُ كَعْب بن زُهَيْر بن أبي سلمى السَّعْدِيّ وقصيدته بَانَتْ سعاد مَشْهُورَة وَمَا من شَاعِر فِي الْغَالِب جَاءَ بعده ومدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا وَقد نظم فِي وَزنهَا ورويها وَالْقَاضِي محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر حَيْثُ يَقُول الطَّوِيل (لقد قَالَ كَعْب فِي النَّبِي قصيدة ... وَقُلْنَا عَسى فِي مدحه نتشارك) (فَإِن شملتنا بالجوائز رَحْمَة ... كرحمة كَعْب فَهُوَ كَعْب مبارك) وَقلت أَنا أمدحه بقصيدة متيمنا بِوَجْهِهِ الْأَغَر وكعبه الْمُبَارك راجياً أَن أحْشر فِي زمرة من مدحه فأولاه بره يَوْم الْقِيَامَة ومنحه وَهِي الْبَسِيط (سلوا الدُّمُوع فَإِن الصب مَشْغُول ... وَلَا تملوا فَفِي املائها طول) (واستخبروا صادحات الأيك عَن شجني ... هَل فِي الغرام الَّذِي تبديه تَبْدِيل) (وَهل لما ضمت الأحشاء بعدكم ... من الجوى عِنْد مَا تحويه تَحْويل) (أحبتي لَا وعيش مر لي بكم ... وَربع لهوى باللذات مأهول) (مَا كَانَ لي مذ عرفت الوجد قطّ وَلَا ... يكون فِي غَيْركُمْ قصد وَلَا سَوَّلَ)

(هَيْهَات مَا راق طرفِي غير حسنكم ... لِأَنَّهُ بسويداء الْقلب مجبول) (وحقكم إِن عُذْري فِي محبتكم ... عِنْد العواذل بعد الْيَوْم مَقْبُول) (مَا لي أَنِين لتقضوا أَن لي رمقاً ... هَذَا دَلِيل على أَن لَيْسَ مَدْلُول) (فليت جسمي إِذْ أبلاه حبكم ... لم تبْق من سقمي عِنْدِي عقابيل) (عقدتم هدب أجفاني بحاجبها ... فَلم أنم ونطاق الدمع محلول) (هبوا من الغمض مَا ألْقى الخيال بِهِ ... إِذا سرى فلقاء الطيف تخييل) (وخففوا إِن أردتم من ضني جَسَدِي ... أَو لَا فَمَا أحد عَن ذَاك مسؤول) (أَن تحكموا لي بِأَن أبْكِي على أرقي ... فَإِن هَذَا على عَيْني مَحْمُول) ) (يَا برق لَا تتشبه لي بمبسمهم ... فَمَا ابتسمت بثغر يخجل اللولو) (وليت ثغرك فِيهِ مِنْهُم شنب ... وليت قطرك مثل الرِّيق معسول) (وَيَا نسيم الصِّبَا برد لظى كَبِدِي ... فَإِن ذيلك بالانداء مبلول) (واحمل رسائل أشواقي لطيبة لَا ... زَالَت تحث لَهَا النجب الْمَرَاسِيل) (سلم على ربعهَا المحروس أَن لَهَا ... مجداً لَهُ برَسُول الله تأثيل) (مُحَمَّد خير مَبْعُوث لأمته ... فِي الْحَشْر والنشر تَقْدِيم وتفضيل) (سادت قُرَيْش بِهِ الْأَعْرَاب قاطبة ... فكم لَهَا مِنْهُ تنويه وتنويل أضحوا وَفرع معاليهم إِذا فَخَروا ... بِهِ على هَامة الجوزاء مهدول) (وَكَانَ يدعى نَبيا حَيْثُ آدم لم ... يكن لَهُ قبل خلق الطين تشكيل) (وَالْبَيْت صَار حمى إِذْ كَانَ مظهره ... فَكل من رامه بالسوء مخذول) (فصان ساحته من كيد أَبْرَهَة ... لما أَتَاهُ وَفِي أَصْحَابه الْفِيل) (بادوا بأحجار سجيل وَمَا رجعُوا ... لما رَمَتْهُمْ بهَا الطير الأبابيل) (وَمَا شكت أمه من حمله الما ... وَكَيف وَهُوَ بلطف الله مَحْمُول) (وَانْشَقَّ إيوَان كسْرَى عِنْد مولده ... وَارْتجَّ من جانبيه الْعرض والطول) (ورؤية الموبذان الْخَيل فِي حلم ... مِنْهُ وسجع سطيح فِيهِ تَطْوِيل) (ونار فَارس من بعد اللهيب خبت ... فراح كل بِهَذَا وَهُوَ مَشْغُول) (وَكم بِهِ بشر الْأَحْبَار من بشر ... بِحَيْثُ لم يبْق فِي الْأَخْبَار تَأْوِيل) (وَكم لَهُ آيَة فِي النَّاس قد ظَهرت ... لسردها جمل فِينَا وتفصيل) (وشق فِي آل سعد صَدره ملك ... من السَّمَاء وَهَذَا القَوْل مَنْقُول) (حَتَّى رمى مغمز الشَّيْطَان مِنْهُ فَلم ... يكن لَهُ فِيهِ بعد الْيَوْم مأمول)

(وَقد رَآهُ بحيرا حِين واجهه ... عَلَيْهِ ظلّ السَّحَاب الغر أكليل) (فَقَالَ يَا عَمه احفظ مَا خصصت بِهِ ... هَذَا بِهِ حد أهل الْكفْر مفلول) (فَعَاد حَتَّى أَرَادَ الله بعثته ... وكل مَا قدر الرَّحْمَن مفعول) (كم قد تَحنث يَوْمًا فِي حرى فَأتى ... إِلَيْهِ من عِنْد رب الْعَرْش جِبْرِيل) (وَقَالَ قُم فأت هَذَا الْخلق تنذرهم ... فعقلهم عَن سراج الْحق مَعْقُول) ) (فَجَاءَهُمْ بِكِتَاب لَيْسَ يدْخلهُ ... شكّ على أَنه لم يبْق تضليل) (وَحي إِلَيْهِ من الله الْعَظِيم لَهُ ... عَلَيْهِ فِي كل حِين مِنْهُ تَنْزِيل) (حَبل من الله قد أضحت هدايته ... بظلها من توحى الْحق مشمول) (بَاقٍ على الدَّهْر غض فِي تِلَاوَته ... وَمَا سواهُ على التّكْرَار مملول) (بِهِ تحدى الورى طراً فَأَعْجَزَهُمْ ... وصدهم عَنهُ تنكيب وتنكيل) (بلاغة قصرت عَنْهَا الْأَنَام وَلم ... يعْهَد لَهَا قبل تَرْتِيب وترتيل) (أعيى قُريْشًا وهم فِي الحفل أَن نطقوا ... كَمَا علمنَا هم اللسن المقاويل) (إِذا تَلا آيَة فِي جمعهم زهقت ... على فصاحتهم تِلْكَ الأباطيل) (وَجَاء أصنام أهل الشّرك فاضطربت ... ونكست فِي الثرى تِلْكَ التماثيل) (فَكَانَ مِنْهُ لدين الله حِين دَعَا ... سيف على عنق الْكفَّار مسلول) (وَلم يزل فِي جِهَاد الْمُشْركين إِلَى ... أَن فل جمعهم مِنْهُ وَمَا ديلوا) (وَقَامَ فِي الله أَقوام إِذا ذكرُوا ... يَوْم الوغى فهم الغر البهاليل) (وأفوا يلبونه طَوْعًا فقابلهم ... مَعَ الْهدى مِنْهُ ترحيب وتأهيل) (لَا يألمون إِذا انكت جراحهم ... فَكل صَعب إِذا راضوه تسهيل) (حَتَّى لقد ظهر الدّين الحنيف وَفِي ... عرنينه شمم وَالْكفْر مهزول) (وَصَارَ أشهر من نَار على علم ... من بعد مَا كَانَ قدماً وَهُوَ مَجْهُول) (فيا لَهَا أمة بالمصطفى رحمت ... إِذْ جوده لجَمِيع النَّاس مبذول) (وَفضل أمته لم تخف رتبته ... إِذْ من يعد سواهُم فَهُوَ مفضول) (كل يَجِيء وآثار الْوضُوء لَهُ ... فِي حشره غرَّة زانت وتحجيل) (أَعْمَالهم تشبه التيجان فَوْقهم ... لَهَا الْهدى والتقى وَالْعلم أكليل) (يَا خَاتم الرُّسُل هَل لي وَقْفَة بمنى ... تقضي المنى عِنْدهَا وَالْقَصْد والسول) (وَهل أَزور ضريحاً أَنْت ساكنه ... تسري إِلَيْك بِي العيس المراقيل) (فِي عصبَة يقطعون البيد فِي ظلم ... وُجُوههم فِي دياجيها قناديل)

(حَتَّى أروي بلثم الترب فِيك حَشا ... هَيْهَات يشفي الظما من حرهَا النّيل) (وأكحل الْعين من ذَاك التُّرَاب على ... قرب وَلَا فَرسَخ دوني وَلَا ميل) ) (قد أثقلتني على ضعْفي الذُّنُوب وَمَا ... لي فِي سوى جاهك المقبول تأميل) (فَكُن شفيعي فَإِن تشفع فَإِنِّي من ... لحدي إِلَى جنَّة الفردوس مَنْقُول) (مَا لي سوى حبك المرجو من عمل ... أنفقت عمري وَهَذَا فِيهِ محصول) (عَلَيْك صلى إِلَه الْخلق مَا نفحت ... ريح الشمَال وَروض الْحزن مطلول) (وَمَا حكى فِيك رب النّظم ممتدحاً ... بأنت سعاد فقلبي الْيَوْم متبول) تمت القصيدة وبتمامها تمت التَّرْجَمَة النَّبَوِيَّة على صَاحبهَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام

محمد بن محمد

(مُحَمَّد بن مُحَمَّد) كَمَا بدأت بالمحمدين فِي هَذَا الْكتاب تبركاً باسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَذَلِك بدأت بِمن اسْم أَبِيه مُحَمَّد أَيْضا لِأَن الْبركَة تضاعفت والهمة تساعفت وَلِأَن صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة تقمص حلَّة بطرازين وَدخل إِلَى حَقِيقَة هَذَا التَّرْتِيب من مجازين واتسم بِحمْل علم علامته لَهَا زين ثمَّ من بعد ذَلِك ارتب أَسمَاء الْآبَاء على الْحُرُوف وأسرد مِنْهَا نقوداً يكون لَهَا عِنْد المتأمل أَو الكاشف صروف وَبِاللَّهِ الْإِعَانَة أَنه الْبر الرؤوف 3 - (الْحَافِظ ابْن الباغندي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن الْحَرْث) الْحَافِظ أَبُو بكر بن الباغندي قَالَ أَبُو بكر الاسماعيلي لَا أَتَّهِمهُ بِالْكَذِبِ لكنه خَبِيث التَّدْلِيس ويصحف أَيْضا وَقَالَ الْخَطِيب كَافَّة شُيُوخنَا يحتجون بِهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كثير التَّدْلِيس توفّي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وثلاثمائة 3 - (أَبُو الْحسن النفاح مُحدث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله) النفاح بِالْحَاء الْمُهْملَة هُوَ أَبُو الْحسن الْبَاهِلِيّ الْبَغْدَادِيّ نزيل مصر قَالَ ابْن يُونُس كَانَ ثبتا ثِقَة صَاحب حَدِيث متقللا من الدُّنْيَا توفّي سنة أَربع عشرَة وثلاثمائة 3 - (أَبُو جَعْفَر الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عقبَة) أَبُو جَعْفَر الشَّيْبَانِيّ شيخ الْكُوفَة كَانَ السُّلْطَان يختاره والقضاة وَمَا قَالَ فَهُوَ القَوْل وَكَانَ ثِقَة كثير النَّفْع وَمكث النَّاس ينتابون قَبره نَحْو السّنة وَختم عِنْده ختمات كَثِيرَة وَتُوفِّي سنة تسع وثلاثمائة 3 - (النسوي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم) أَبُو الْفضل النسوي الْفَقِيه الشَّافِعِي سكن بَغْدَاد ودرس بهَا وَكَانَت لَهُ حَلقَة للمناظرة وَكَانَ مقدما) على أقرانه حدث عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي وَالْقَاضِي أبي الْفرج الْمعَافى النهرواني والصاحب ابْن عباد وَغَيرهم وروى عَنهُ القَاضِي أَبُو الْقَاسِم المحسن التنوخي وَأَبُو مَنْصُور محمّد بن محمّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن العكبري وَأَبُو نصر عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون الشِّيرَازِيّ قَالَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء النسوي من أَصْحَاب أبي الْحُسَيْن الْقطَّان وَكَانَ نظاراً فصيحاً سكن بَغْدَاد وَتُوفِّي بأرجان 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْخُزَاعِيّ النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمدَان) أَبُو الْحُسَيْن

الوزير ابن بقية محمد بن محمد بن بقية بالباء الموحدة والقاف على وزن هدية

الْخُزَاعِيّ النَّحْوِيّ حدث عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن بشار الْأَنْبَارِي وَأبي بكر أَحْمد بن الْعَبَّاس بن عبد الله بن عُثْمَان صَاحب ثَعْلَب وَعَن أبي عبد الله جَعْفَر بن مُحَمَّد الحسني الْعلوِي روى عَنهُ ختنه إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم ابْن مُوسَى السكونِي الْموصِلِي وَأَبُو بكر مكرم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مكرم كتب أَحْمد ابْن عَليّ بن أَحْمد البتى عَن أبي الْحُسَيْن الْخُزَاعِيّ املاء فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الْوَزير ابْن بَقِيَّة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بَقِيَّة بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْقَاف على وزن هَدِيَّة) الْوَزير أَبُو الطَّاهِر نصير الدولة وَزِير عز الدولة بختيار بن معز الدولة ابْن بويه كَانَ من جلة الوزراء وأكابر الرؤساء وأعيان الكرماء يُقَال أَن راتبه فِي الشمع كَانَ فِي كل شهر ألف منا وَكَانَ من أهل أوانا من عمل بَغْدَاد وَفِي أول أمره توصل إِلَى أَن صَار صَاحب مطبخ معز الدولة ثمَّ تنقل فِي غير ذَلِك من الخدم وَلما مَاتَ معز الدولة حسنت حَاله عِنْد وَلَده عز الدولة ورعى لَهُ خدمته لِأَبِيهِ فاستوزره فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة فَقَالَ النَّاس من الغضارة إِلَى الوزارة وَستر عيوبه كرمه خلع فِي عشْرين يَوْمًا عشْرين ألف خلعة وَقَالَ أَبُو اسحاق الصابيء رَأَيْته فِي لَيْلَة يشرب كلما لبس خلعة خلعها على أحد الْحَاضِرين فزادت على مئة فَقَالَت لَهُ مغنية فِي هَذِه الْخلْع زنانير مَا تدعك تلبسها فَضَحِك وَأمر لَهَا بحقة حلى ثمَّ أَنه قبض عَلَيْهِ لسَبَب يطول ذكره حَاصله أَنه حمله على محاربة ابْن عَمه عضد الدولة فَالْتَقَيَا على الأهواز وَكسر عز الدولة وَفِي ذَلِك يَقُول أَبُو عنان الطَّبِيب بِالْبَصْرَةِ الطَّوِيل (أَقَامَ على الأهواز خمسين لَيْلَة ... يدبر أَمر الْملك حَتَّى تدمرا) (فدبر أمرا كَانَ أَوله عمى ... وأوسطه بلوى وَآخره خرى) ) وَلما قبض عَلَيْهِ بِمَدِينَة وَاسِط سمل عَيْنَيْهِ وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ عز الدولة وَلما ملك عضد الدولة بَغْدَاد طلبه لما كَانَ يبلغهُ عَنهُ من الْأُمُور القبيحة مِنْهَا أَنه كَانَ يُسَمِّيه أَبَا بكر الغددي تَشْبِيها لَهُ بِرَجُل أشقر أنمش يَبِيع الغدد للسنانير وَالظَّاهِر أَن اعداءه كَانُوا يَفْعَلُونَ بِهِ ذَلِك ويفتعلونه فَلَمَّا حضر أَلْقَاهُ تَحت أرجل الفيلة فَلَمَّا قتلته صلبه بِحَضْرَة البيمارستان العضدي بِبَغْدَاد وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة لست خلون من شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَكَانَ عمره قد نَيف على الْخمسين ورثاه أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عمر بن يَعْقُوب الْأَنْبَارِي أحد الْعُدُول بِبَغْدَاد بقصيدة لم أر فِي مصلوب أحسن مِنْهَا وأولها الوافر (علو فِي الْحَيَاة وَفِي الْمَمَات ... بِحَق أَنْت إِحْدَى المعجزات) (كَانَ النَّاس حولك حِين قَامُوا ... وُفُود نداك أَيَّام الصلات) (كَأَنَّك قَائِم فيهم خَطِيبًا ... وَكلهمْ قيام للصَّلَاة)

(مددت يَديك نحوهم احتفاء ... كمدكها إِلَيْهِم بالهبات) (وَلما ضَاقَ بطن الأَرْض عَن أَن ... يضم علاك من بعد الْمَمَات) (أصاروا الجو قبرك واستنابوا ... عَن الأكفان ثوب السافيات) (لعظمك فِي النُّفُوس تبيت ترعى ... بحفاظ وحراس ثِقَات) (وتشعل عنْدك النيرَان لَيْلًا ... كَذَلِك كنت أَيَّام الْحَيَاة) (ركبت مَطِيَّة من قبل زيد ... علاها فِي السنين الماضيات) (وَلم أر قبل جذعك قطّ جذعاً ... تمكن من عنَاق المكرمات) (أَسَأْت إِلَى النوائب فاستثارت ... فَأَنت قَتِيل ثار النائبات) (وَكنت تجير من صرف اللَّيَالِي ... فَعَاد مطالباً لَك بالترات) (وصير دهرك الْإِحْسَان فِيهِ ... إِلَيْنَا من عَظِيم السَّيِّئَات) (وَكنت لمعشر سَعْدا فَلَمَّا ... مضيت تفَرقُوا بالمنحسات) (غليل بَاطِن لَك فِي فُؤَادِي ... يُخَفف بالدموع الْجَارِيَات) (وَلَو أَنِّي قدرت على قيام ... بفرضك والحقوق الْوَاجِبَات) (مَلَأت الأَرْض من نظم القوافي ... ونحت بهَا خلاف النائحات وَمَالك تربة فَأَقُول تسقى ... لِأَنَّك نصب هطل الهاطلات) ) (عَلَيْك تَحِيَّة الرَّحْمَن تترايا ... برحمات غواد رائحات) وكتبها الشَّاعِر الْمَذْكُور وَرمى بهَا نسخا فِي شوارع بَغْدَاد فتداولها الأدباء إِلَى أَن وصل خَبَرهَا إِلَى عضد الدولة وأنشدت بَين يَدَيْهِ فتمنى أَن يكون هُوَ المصلوب دونه وَقَالَ عَليّ بِهَذَا الرجل فَطلب سنة كَامِلَة واتصل الْخَبَر بالصاحب ابْن عباد فَكتب لَهُ إِلَى عضد الدولة بالأمان فَحَضَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الصاحب أنشدنيها فَلَمَّا بلغ الوافر (وَلم أر قبل جذعك قطّ جذعاً ... تمكن من عنَاق المكرمات) قَامَ إِلَيْهِ وَقبل فَاه وأنفذه إِلَى عضد الدولة فَقَالَ لَهُ مَا حملك على رثاء عدوي قَالَ حُقُوق وَجَبت وإياد سلفت فَجَاشَ الْحزن فِي قلبِي فرثيت وَكَانَ بَين يَدَيْهِ شموع تزهر فَقَالَ هَل يحضرك شَيْء فِي الشموع فَأَنْشد المتقارب

(كَانَ الشموع وَقد أظهرت ... من النَّار فِي كل رَأس سِنَانًا) (أَصَابِع أعدائك الْخَائِفِينَ ... تضرع تطلب مِنْك الأمانا) فَخلع عَلَيْهِ واعطاه فرسا وبدرة وَلم يزل ابْن بَقِيَّة مصلوباً إِلَى أَن توفى عضد الدولة فَأنْزل وَدفن فَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الْمَذْكُور يرثيه أَيْضا الْبَسِيط (لم يلْحقُوا بك عاراً إِذْ صلبت بلَى ... باؤا بأثمك ثمَّ استرجعوا ندما) (وأيقنوا أَنهم فِي فعلهم غلطوا ... وَأَنَّهُمْ نصبوا من سودد علما) (فاسترجعوك وواروا مِنْك طود على ... بدفنه دفنُوا الأفضال والكرما) (لَئِن بليت فَمَا يبلي نداك وَلَا ... ينسى وَكم هَالك ينسى إِذا عدما) (تقاسم النَّاس حسن الذّكر فِيك كَمَا ... مَا زَالَ مَالك بَين النَّاس مقتسما) وَمَا أحسن قَول ابْن حمديس فِي مصلوب الطَّوِيل (ومرتفع فِي الْجذع إِذْ حط قدره ... أَسَاءَ إِلَيْهِ ظَالِم وَهُوَ محسن) (كذي غرق مد الذراعين سابحاً ... من الجو بحراً عومه لَيْسَ يُمكن) (وتحسبه من جنَّة الْخلد دائبا يعانق حورا مَا تراهن أعين) وَقَول الآخر الْبَسِيط (كَأَنَّهُ عاشق قد مد صفحته ... يَوْم الْفِرَاق إِلَى توديع مرتحل) (أَو قَائِم من نُعَاس فِيهِ لوثته ... مواصل لتمطيه من الكسل) ) وَقَول عمر الْخَرَّاط الْكَامِل (انْظُر إِلَيْهِ كَأَنَّهُ متظلم ... فِي جذعه لحظ السَّمَاء بطرفه) (بسط الْيَدَيْنِ كَأَنَّهُ يَدْعُو على ... من قد أَشَارَ على الْعَدو بحتفه) وَقَول الآخر الْكَامِل (انْظُر إِلَيْهِم فِي الْجُذُوع كَأَنَّهُمْ ... قد فوقوا يرْمونَ بالنشاب) (أَو عصبَة عزموا الْفِرَاق فنكسوا ... أَعْنَاقهم آسفاً على الأحباب) وَقَول أبي تَمام الطَّائِي الْكَامِل (سود اللبَاس كَأَنَّمَا نسجت لَهُم ... أَيدي السمُوم مدارعاً من قار) (بَكرُوا وأسروا فِي متون ضوامر ... قيدت لَهُم من مربط النجار) (لَا يبرحون وَمن رَآهُمْ خالهم ... أبدا على سفر من الْأَسْفَار) وَقَوله أَيْضا الْكَامِل (أهْدى لمتن الْجذع متنيه كَذَا ... من عاف متن الأسمر الْعَسَّال)

الملطى النحوي محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلم

(لَا كَعْب أَسْفَل فِي العلى من كَعبه ... مَعَ أَنه عَن كل كَعْب عَال) (سَام كَانَ الْجذع يجذب ضبعه ... وسموه من ذلة وسفال) وَقَول البحتري (متشرفاً للشمس منتصباً لَهَا ... فِي أخريات الْجذع كالحرباء) (فتراه مطرداً على أعواده ... مثل أطراد كواكب الجوزاء) وَقَوله أَيْضا الْخَفِيف (تحسد الطير مِنْهُ ضبع الْبَوَادِي ... وَهُوَ فِي غير حَالَة الْمَحْسُود) (وَكَانَ امتداد كفيه فَوق الْجذع من محفل الردى الْمَشْهُود) (طَائِر مد مستريحاً جناحته استراحات مُتْعب مكدود) 3 - (الملطى النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُسلم) أَبُو بكر الْحِمْيَرِي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالملطي أَمَام جَامع عَمْرو ابْن الْعَاصِ كَانَ يعلم أَوْلَاد الْمُلُوك النَّحْو توفّي سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة 3 - (القَاضِي الجذوعي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل بن شَدَّاد) ) أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الجذوعي كَانَ صَالحا ورعاً دينا ثِقَة حدث عَن عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ وَغَيره وروى عَنهُ الْمحَامِلِي وَغَيره وَتُوفِّي بِبَغْدَاد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ دخل مَعَ الشُّهُود على الْمُعْتَمد فِي دين كَانَ اقترضه عِنْد الْإِضَافَة وأنفقه على صَاحب الزنج وَقَرَأَ عَلَيْهِ اسماعيل بن بلبل الْكتاب وَقَالَ يشْهد الْجَمَاعَة على أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ نعم فَشَهِدُوا وَاحِدًا بعد وَاحِد حَتَّى انْتهى الْأَمر إِلَى الجذوعي فَأخذ الْكتاب بِيَدِهِ وَقَالَ اشْهَدْ عَلَيْك قَالَ نعم قَالَ لَا يَصح حَتَّى تَقول اشْهَدْ فَقَالَ اشْهَدْ فَلَمَّا خَرجُوا سَأَلَ عَنهُ فَأخْبر فَقَالَ أَعمال أم بطال قيل بطال فقلده الْقَضَاء على وَاسِط وَكَانَ بهَا الْمُوفق فاستدعاه يَوْمًا فجَاء وعَلى رَأسه دنية طَوِيلَة وَكَانَ قصير الرَّقَبَة فَدخل فَوَجَدَهُ غُلَام مخمور وَهُوَ مكين عِنْد الْمُوفق فكبس الدنية فغاص رَأسه فِيهَا ففتقها غُلَامه واخرج رَأسه مِنْهَا فَثنى رِدَاءَهُ على رَأسه وَعَاد إِلَى دَاره وَسلم قمطر الْقَضَاء إِلَى الشُّهُود وصرفهم وأغلق بَابه فَلَمَّا علم الْمُوفق بالقضية قَالَ لوالي الشرطة جرد الْغُلَام واحمله إِلَى بَاب القَاضِي وَاضْرِبْهُ ألف سَوط وَكَانَ وَالِد الْغُلَام من جلة القواد فَمَشَوْا مَعَ وَالِده وَتَضَرَّعُوا للْقَاضِي فَقَالَ للوالي لَا تضربه فَقَالَ مَا أقدر أُخَالِف الْمُوفق فَركب إِلَى الْمُوفق وَسَأَلَهُ فَقَالَ لَا بُد من ضربه فَقَالَ الْحق لي وَقد تركته لَهُ فَسكت الْمُوفق وَعَاد الجذوعي إِلَى بَغْدَاد 3 - (أَبُو الْحسن ابْن الْورْد الزَّاهِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى) أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن أبي الْورْد جده عِيسَى مولى سعيد بن الْعَاصِ مولى عتاقة صحب مُحَمَّد هَذَا بشر الحافي وسرى السَّقطِي والْحَارث المحاسبي وَأسْندَ الحَدِيث عَن الْهَيْثَم بن الْقَاسِم وَغَيره وروى عَنهُ عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وَلم يزل مَشْهُورا بالزهد والورع وَالْخلْوَة توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

الطويري والي مظالم القيروان محمد بن محمد بن خالد

3 - (الطويري وَالِي مظالم القيروان مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَالِد) هُوَ أَبُو الْقَاسِم الْقَيْسِي الطويري ولي بلد القيروان على الْمَظَالِم فامتحنه الله تَعَالَى على يَد مُحَمَّد بن عمر الْمروزِي قَاضِي الشِّيعَة فَضَربهُ فِي الْجَامِع وحبسه توفّي سنة سبع عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو نصر الفارابي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن طرخان بن أوزلغ) بِالْألف وَالْوَاو الساكنة وَالزَّاي الْمَفْتُوحَة وَاللَّام الْمَفْتُوحَة والغين الْمُعْجَمَة أَبُو نصر التركي) الفارابي الْحَكِيم فيلسوف الْإِسْلَام هَكَذَا رَأَيْت الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ قد أثْبته أَعنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَمن خطه نقلت وَرَأَيْت ابْن خلكان قد قَالَ مُحَمَّد بن طرخان قدم بَغْدَاد وَأدْركَ بهَا مَتى ابْن يُونُس الفيلسوف فَأخذ عَنهُ وَسَار إِلَى حران فَلَزِمَ يوحنا ابْن حبلان النَّصْرَانِي وَأخذ عَنهُ وأتقن بِبَغْدَاد اللُّغَة وَقيل أَنه مَا أَخذ الفلسفة إِلَّا من اللُّغَة اليونانية لِأَنَّهُ كَانَ بهَا وبغيرها من اللُّغَات عَارِفًا وَكَانَ قد برع فِي الْحِكْمَة وَمهر فِي الموسيقى وَيُقَال أَنه أول من وضع الْآلَة الْمَعْرُوفَة بالقانون وركبها هَذَا التَّرْكِيب وَذكر القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان حكايته الَّتِي جرت لَهُ مَعَ سيف الدولة ابْن حمدَان وَأَنه دخل عَلَيْهِ بزِي الأتراك وَكَانَ لَا يُفَارِقهُ فَقَالَ لَهُ اقعد فَقَالَ حَيْثُ أَنا أَو حَيْثُ أَنْت فَقَالَ حَيْثُ أَنْت فتخطى النَّاس حَتَّى انْتهى إِلَى مُسْند سيف الدولة وزحمه فِيهِ حَتَّى أخرجه عَنهُ وَكَانَ على رَأس سيف الدولة مماليك لَهُ مَعَهم لِسَان خَاص يسارهم بِهِ فَقَالَ لَهُم بذلك اللِّسَان هَذَا الشَّيْخ أَسَاءَ الْأَدَب فأخرقوا بِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو نصر بذلك اللِّسَان أَن الْأُمُور بعواقبها فَعجب سيف الدولة وَقَالَ أتحسن هَذَا اللِّسَان فَقَالَ أحسن أَكثر من سبعين لِسَانا وَأَنه نَاظر من كَانَ فِي الْمجْلس من أَئِمَّة كل فن فَلم يزل كَلَامه يَعْلُو وهم يستفلون إِلَى أَن صمت الْجَمِيع فَعرض عَلَيْهِ سيف الدولة بعد انصراف الْفُضَلَاء الْأكل وَالشرب فَامْتنعَ فَقَالَ لَهُ وَلَا تسمع قَالَ نعم فأحضر القيان فَلم يُحَرك أحد آلَته إِلَّا وعابه أَبُو نصر ثمَّ أخرج من وَسطه خريطة وَأخرج مِنْهَا عيداناً ركبهَا وَلعب بهَا فأضحك كل من فِي الْمجْلس ثمَّ فكها وركبها غير ذَلِك التَّرْكِيب الأول وحركها فأبكى كل من فِي الْمجْلس ثمَّ فكها وركبها غير ذَلِك التَّرْكِيب وَلعب بهَا وحركها فأنامهم حَتَّى البواب وَخرج قلت وَهَذِه الْوَاقِعَة مُمكنَة من مثل أبي نصر لِأَنَّهُ إِذا غنى السامعين مثلا بِمَا لِابْنِ حجاج من ذَلِك المجون الحلو فِي نغم فَإِن السَّامع يضْحك وَإِذا غنى بإشعار متيمي الْعَرَب وَالرَّقِيق من فراقياتهم وحزنياتهم فِي نغم النَّوَى وَمَا أشبه ذَلِك فَإِن السَّامع يبكي وَكَذَا حَاله إِذا أَرَادَ أَن يشجع أَو أَن يسمح أَو غير ذَلِك وَكَانَ كثير الإنفراد بِنَفسِهِ وَلما قدم دمشق كَانَ يلازم غِيَاض السفرجل وَرُبمَا صنف هُنَاكَ وَقد ينَام فَتحمل الرّيح تِلْكَ الأوراق وتنقلها من مَكَان إِلَى مَكَان وَقيل أَن السَّبَب فِي وجود بعض مصنفاته

فِيهَا نقص هُوَ ذَلِك لِأَن الرّيح رُبمَا أطارت تِلْكَ الأوراق بَعْضهَا من بعض وَكَانَ لَا يصنف إِلَّا فِي الرّقاع لَا فِي الكراريس وَكَانَ أزهد النَّاس فِي الدُّنْيَا وأجرى عَلَيْهِ سيف الدولة فِي كل يَوْم أَرْبَعَة دَرَاهِم وَتوجه من دمشق إِلَى مصر ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وَقيل إِنَّه) لما عَاد من حران أَقَامَ بِبَغْدَاد واكب على مصنفات أرسطو حَتَّى مهر واتقن الْحِكْمَة يُقَال أَن نُسْخَة وجدت لكتاب النَّفس لأرسطو وَعَلَيْهَا بِخَط أبي نصر الفارابي قَرَأت هَذَا الْكتاب مِائَتي مرّة وَكَانَ يَقُول قَرَأت السماع الطبيعي لأرسطو أَرْبَعِينَ مرّة وَأَنا مُحْتَاج إِلَى معاودته وَسُئِلَ أَأَنْت أعلم بِهَذَا اللِّسَان أم أرسطو فَقَالَ لَو أَدْرَكته لَكُنْت أكبر تلامذته وَقَالَ ابْن صاعد الْقُرْطُبِيّ بذ جَمِيع الْإِسْلَام وأربى عَلَيْهِم فِي تَحْقِيق الفلسفة وَشرح غامضها وكشف سرها وَقرب تنَاولهَا وَهُوَ صَحِيح الْعبارَة لطيف الْإِشَارَة نبة على مَا أعيي على الْكِنْدِيّ وَغَيره من صناعَة التَّحْلِيل وأنحاء التعاليم وأوضح مواد الْمنطق الْخَمْسَة وَأفَاد وُجُوه الِانْتِفَاع بهَا وَعرف طرق اسْتِعْمَالهَا وَكَيف تصرف صور الْقيَاس فِي كل مَادَّة فَجَاءَت كتبه فِي ذَلِك الْغَايَة الكافية وَالنِّهَايَة الفاضلة انْتهى وَألف بِبَغْدَاد مُعظم كتبه وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَصلى عَلَيْهِ سيف الدولة فِي أَرْبَعَة من خواصه وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وَدفن فِي مَقَابِر بَاب الصَّغِير وفاراب بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء وَبَينهمَا ألف وَبعدهَا بَاء مُوَحدَة وَهِي من بِلَاد التّرْك وَتسَمى الْآن أطرار بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة وَبَين الراءين ألف سَاكِنة وَكَانَ أَبوهُ قَائِد جَيش وَقَالَ ابْن سينا سَافَرت فِي طلب الشَّيْخ أبي نصر وَمَا وجدته وليتني وجدته فَكَانَت حصلت إِفَادَة وَقَالَ قَرَأت كتاب مَا بعد الطبيعة فَمَا كنت أفهم مَا فِيهِ والتبس عَليّ غَرَض وَاضعه حَتَّى قرأته أَرْبَعِينَ مرّة وَصَارَ مَحْفُوظًا وأيست من فهمه وَقلت لَا سَبِيل إِلَى فهمه فَبينا أَنا يَوْمًا بعد صَلَاة الْعَصْر فِي الوراقين وَإِذا بدلال يُنَادي على مُجَلد فعرضه عَليّ فرددته رد متبرمٍ بِهِ مُعْتَقد أَن هَذَا الْعلم لَا فَائِدَة فِيهِ فَقَالَ اشتره فَإِنِّي أبيعك أَيَّاهُ بِثَلَاثَة دَرَاهِم فاشتريته فَإِذا هُوَ من تصانيف أبي نصر فِي أغراض ذَلِك الْكتاب فَرَجَعت إِلَى بَيْتِي وأسرعت قِرَاءَته فانفتح عَليّ فِي الْوَقْت أغراض ذَلِك الْكتاب وفهمته وفرحت فَرحا شَدِيدا وتصدقت ثَانِي يَوْم على الْفُقَرَاء بِشَيْء كثير انْتهى وَمن تصانيفه آراء الْمَدِينَة الفاضلة وَهُوَ كتاب مليح شرح كتاب المجسطي لبطلميموس شرح كتاب الْبُرْهَان لأرسطو شرح الْمقَالة الثَّانِيَة وَالثَّامِنَة من كتاب الجدل لأرسطو شرح كتاب المغالطة لأرسطو شرح كتاب الْقيَاس لأرسطو وَهُوَ الشَّرْح الْكَبِير شرح كتاب باريمينياس لأرسطو على جِهَة التَّعْلِيق كتاب الْمُخْتَصر الْكَبِير فِي الْمنطق كتاب الْمُخْتَصر الصَّغِير فِي الْمنطق على طَريقَة الْمُتَكَلِّمين كتاب الْمُخْتَصر الْأَوْسَط فِي الْقيَاس كتاب التوطئة فِي الْمنطق) شرح كتاب أيساغوجي لفرفوريوس املاء فِي مَعَاني أيساغوجي كتاب الْقيَاس الصَّغِير وَوجد كِتَابه

هَذَا مترجماً بِخَطِّهِ احصاء القضايا والقياسات الَّتِي تسْتَعْمل على الْعُمُوم فِي جَمِيع الصَّنَائِع القياسية كتاب شُرُوط الْقيَاس كتاب الْبُرْهَان كتاب الجدل كتاب الْمَوَاضِع المنتزعة من الْمقَالة الثَّامِنَة فِي الجدل كتاب الْمَوَاضِع المغلطة كتاب اكْتِسَاب الْمُقدمَات كَلَام فِي الْمُقدمَات المختلطة من وجودي وضروري كَلَام فِي الْخَلَاء صدر لكتاب الخطابة شرح لكتاب السماع الطبيعي لأرسطو على جِهَة التَّعْلِيق شرح كتاب السَّمَاء والعالم لأرسطو شرح كتاب الْآثَار العلوية لأرسطو شرح مقَالَة الاسكندر الأفروديسي فِي النَّفس شرح كتاب الْأَخْلَاق لأرسطو كتاب فِي النواميس كتاب احصاء الْعُلُوم وترتيبها كتاب الفلسفتين لافلاطون وأرسطو مخروم الآخر الْمَدِينَة الفاضلة وَالْمَدينَة الجاهلة وَالْمَدينَة الفاسقة وَالْمَدينَة المتدينة وَالْمَدينَة الضَّالة كتاب الْأَلْفَاظ والحروف كتاب الموسيقى الْكَبِير أَلفه للوزير أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْكَرْخِي كتاب فِي احصاء الْإِيقَاع كَلَام لَهُ فِي النقلَة مضافات إِلَى الأيقاع كَلَام فِي الموسيقى مُخْتَصر فُصُول فلسفية منتزعة من كتب الفلاسفة كتاب المبادئ الإنسانية كتاب الرَّد على جالينوس فِيمَا تَأَوَّلَه من كَلَام أرسطو الرَّد على ابْن الراوندي فِي أدب الجدل الرَّد على يحيى النَّحْوِيّ فِيمَا رده على أرسطو الرَّد على الرَّازِيّ فِي الْعلم الإلهي كتاب الْوَاحِد والوحدة كَلَام فِي الحيز والمقدار كتاب فِي الْعقل صَغِير آخر فِي الْعقل كَبِير كَلَام فِي معنى اسْم الفلسفة الموجودات المتغيرة الموسوم بالْكلَام الطبيعي شَرَائِط الْبُرْهَان شرح المستغلق من مصادرة الْمقَالة الأولى وَالْخَامِسَة من أقليدس اتِّفَاق آراء ابقراط وافلاطون التَّنْبِيه على أَسبَاب السَّعَادَة كَلَام فِي الْجُزْء وَمَا يتَجَزَّأ كَلَام فِي اسْم الفلسفة وَسبب ظُهُورهَا واسماء المبرزين فِيهَا وعَلى من قَرَأَ مِنْهُم كَلَام فِي الْجِنّ كَلَام فِي الْجَوْهَر الفحص الْمدنِي كتاب السياسات المدنية كَلَام فِي الْملَّة وَالْفِقْه مدنِي كَلَام جمعه من أقاويل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُشِير فِيهِ إِلَى صناعَة الْمنطق كتاب فِي الخطابة كَبِير عشرُون مجلدة رِسَالَة فِي قَود الجيوش كَلَام فِي المعايش والحروب كتاب فِي التأثيرات العلوية مقَالَة فِي الْجِهَة الَّتِي يَصح عَلَيْهَا القَوْل بِأَحْكَام النُّجُوم كتاب فِي الْفُصُول المنتزعة للاجتماعات كتاب فِي الْحِيَل والنواميس كَلَام لَهُ فِي الرُّؤْيَا كتاب فِي صناعَة الْكِتَابَة شرح كتاب الْبُرْهَان لأرسطو أملاه على ابراهيم بن عدي تِلْمِيذه بحلب كَلَام فِي الْعلم الإلهي شرح) المستغلق من قاطيغورياس لأرسطو وَيعرف بتعليقات الْحَوَاشِي كَلَام فِي أَعْضَاء الْحَيَوَان كتاب مُخْتَصر جمع الْكتب المنطقية الْمدْخل إِلَى الْمنطق

التَّوَسُّط بَين أرسطو وجالينوس غَرَض المقولات كَلَام فِي الشّعْر والقوافي شرح كتاب الْعبارَة لأرسطو على جِهَة التَّعْلِيق تعاليق على كتاب الْقيَاس كتاب فِي الْقُوَّة المتناهية وَغير المتناهية تَعْلِيق لَهُ فِي النُّجُوم الْأَشْيَاء الَّتِي يحْتَاج أَن تعلم قبل الفلسفة فُصُول جمعهَا من كَلَام الأقدمين أغراض أرسطو فِي كل وَاحِد من كتبه كتاب المقاييس مُخْتَصر كتاب الْهدى كتاب فِي اللُّغَات كتاب فِي الاجتماعات المدنية كَلَام فِي أَن حركات الْفلك دائمة كَلَام فِيمَا يصلح أَن يذم الْمُؤَدب كَلَام فِي لَوَازِم الفلسفة مقَالَة فِي وجوب صناعَة الكيمياء وَالرَّدّ على مبطليها مقَالَة فِي اعْتِرَاض أرسطو طاليس فِي كل مقَالَة من كِتَابه الموسوم بالحروف وَهُوَ تَحْقِيق غَرَضه فِي كتاب مَا بعد الطبيعة الدَّعَاوَى المنسوبة إِلَى أرسطو فِي الفلسفة مُجَرّدَة عَن بياناتها وحججها تعاليق فِي الْحِكْمَة كَلَام أملاه فِي معنى ذَات وَمعنى جَوْهَر وَمعنى طبيعة جَوَامِع السياسة الْمدْخل إِلَى الهندسة الوهمية مُخْتَصر عُيُون الْمسَائِل على رَأْي أرسطو وَهِي مائَة وَسِتُّونَ مَسْأَلَة جوابات لمسائل سُئِلَ عَنْهَا وَهِي ثَلَاث وَعِشْرُونَ مَسْأَلَة أَصْنَاف الْأَشْيَاء البسيطة الَّتِي تَنْقَسِم إِلَيْهَا القضايا فِي جَمِيع الصَّنَائِع القياسية جَوَامِع كتاب النواميس لأفلاطون كَلَام من إمْلَائِهِ وَقد سُئِلَ عَمَّا قَالَ أرسطو فِي الْحَار تعليقات أنالوطيقا الأولى لأرسطو شَرَائِط الْيَقِين مَاهِيَّة النَّفس السماع الطبيعي وَمن دُعَائِهِ أوردهُ ابْن أبي أصيبعة فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك يَا وَاجِب الْوُجُود وَيَا عِلّة الْعِلَل يَا قَدِيما لم يزل أَن تعصمني من الزلل وَأَن تجْعَل لي من الأمل مَا ترضاه لي من عمل اللَّهُمَّ امنحني مَا اجْتمع من المناقب وارزقني فِي أموري حسن العواقب نجح مقاصدي والمطالب يَا آله الْمَشَارِق والمغارب الْكَامِل (رب الْجَوَارِي الكنس السَّبع الَّتِي انبجست عَن الْكَوْن انبجاس الْأَنْهُر) (هن الفواعل عَن مشيته الَّتِي ... عَمت فضائلها جَمِيع الْجَوْهَر) (أَصبَحت أَرْجُو الْخَيْر مِنْك وامتري ... زحلاً وَنَفس عُطَارِد وَالْمُشْتَرِي) اللَّهُمَّ البسني حلل الْبَهَاء وكرامات الْأَنْبِيَاء وسعادة الْأَغْنِيَاء وعلوم الْحُكَمَاء وخشوع الأتقياء اللَّهُمَّ أنقذني من عَالم الشَّقَاء والفناء واجعلني من إخْوَان الصفاء وَأَصْحَاب الْوَفَاء وسكان السَّمَاء) مَعَ الصديقين وَالشُّهَدَاء أَنْت الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت عِلّة الْأَشْيَاء وَنور الأَرْض وَالسَّمَاء امنحني فيضاً من الْعقل الفعال يَا ذَا الْجلَال والافضال هذب نَفسِي بأنوار الْحِكْمَة وأوزعني شكر مَا أوليتني من نعْمَة أَرِنِي الْحق حَقًا وألهمني اتِّبَاعه وَالْبَاطِل بَاطِلا واحرمني اعْتِقَاده هذب نَفسِي من طِينَة الهيولى أَنَّك أَنْت الْعلَّة الأولى الْكَامِل (يَا عِلّة الْأَشْيَاء جمعا وَالَّذِي ... كَانَت بِهِ عَن فيضه المثعنجر)

(رب السَّمَوَات الطباق ومركز ... فِي وسطهن من الثرى والأبحر) (إِنِّي دعوتك مستجيراً مذنباً ... فَاغْفِر خَطِيئَة مذنب ومقصر) (هذب بفيض مِنْك رب الْكل من ... كدر الطبيعة والعناصر عنصري) اللَّهُمَّ رب الْأَشْخَاص العلوية والأجرام الفلكية والأرواح السماوية غلبت على عَبدك الشَّهْوَة البشرية وَحب الشَّهَوَات وَالدُّنْيَا الدنية فَاجْعَلْ عصمتك مجنى من التَّخْلِيط وتقواك حصنى من التَّفْرِيط أَنَّك بِكُل شَيْء مُحِيط اللَّهُمَّ انقذني من أسر الطبائع الْأَرْبَع وانقلني إِلَى جنابك الأوسع وجوارك الأرفع اللَّهُمَّ اجْعَل الْكِفَايَة سَببا لقطع مَذْمُوم العلائق الَّتِي بيني وَبَين الْأَجْسَام الترابية والهموم الكونية وَاجعَل الْحِكْمَة سَببا لِاتِّحَاد نَفسِي بالعوالم الآلهية والأرواح السماوية اللَّهُمَّ طهر بِروح الْقُدس الشَّرِيفَة نَفسِي وآثر بالحكمة الْبَالِغَة عَقْلِي وحسي وَاجعَل الْمَلَائِكَة بَدَلا من عَالم الطبيعة أنسي اللَّهُمَّ ألهمني الْهدى وَثَبت إيماني بالتقوى وبغض إِلَى نَفسِي حب الدُّنْيَا اللَّهُمَّ قو ذاتي على قهر الشَّهَوَات الفانية وَالْحق نَفسِي بمنازل النُّفُوس الْبَاقِيَة وَاجْعَلْهَا من جملَة الْجَوَاهِر الشَّرِيفَة الْعَالِيَة فِي جنَّة عالية سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ سَابق الموجودات الَّتِي تنطق بِالسنةِ الْحَال والمقال أَنَّك معطي كل شَيْء مِنْهَا مَا هُوَ مُسْتَحقّه بالحكمة وجاعل الْوُجُود لَهَا بِالْقِيَاسِ إِلَى عدمهَا نعْمَة وَرَحْمَة فالذوات مِنْهَا والأعراض مُسْتَحقَّة بآلائك شاكرة فَضَائِل نعمائك وَأَن من شَيْء إِلَّا يسبح بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَا تفقهون تسبيحهم الْإِسْرَاء سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَعَالَيْت إِنَّك الله الْأَحَد الْفَرد الصَّمد الَّذِي لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد اللَّهُمَّ أَنَّك قد سجنت نَفسِي فِي سجن من العناصر الْأَرْبَعَة ووكلت بافتراسها سباعاً من الشَّهَوَات اللَّهُمَّ جد لَهَا بالعصمة وَتعطف عَلَيْهَا بِالرَّحْمَةِ الَّتِي هِيَ بك أليق وبالكرم الفائض الَّذِي هُوَ مِنْك أَجْدَر وأخلق وامنن عَلَيْهَا بِالتَّوْبَةِ العائدة بهَا إِلَى عالمها السماوي وَعجل لَهَا بالأوبه إِلَى مقَامهَا الْقُدسِي واطلع على ظلمآئها شمسا من الْعقل الفعال وأمط عَنْهَا) ظلمات الْجَهْل والضلال وَاجعَل مَا فِي قواها بِالْقُوَّةِ كَائِنا بِالْفِعْلِ وأخرجها من ظلمات الْجَهْل إِلَى نور الْحِكْمَة وضياء الْعقل الله ولي الَّذين آمنُوا يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور الْبَقَرَة اللَّهُمَّ أر نَفسِي صور الغيوب الصَّالِحَة فِي منامها وبدلها من الأضغاث برؤيا الْخيرَات والبشرى الصَّالِحَة الصادقة فِي أحلامها وطهرها من الأوساخ الَّتِي تأثرت بهَا عَن محسوساتها وأوهامها وامط عَنْهَا كدر الطبيعة وانزلها فِي عَالم النُّفُوس الْمنزلَة الرفيعة الله الَّذِي هَدَانِي وكفاني وأواني وَأورد لَهُ أَيْضا من شعره مخلع الْبَسِيط (لما رَأَيْت الزَّمَان نكساً ... وَلَيْسَ فِي الصُّحْبَة انْتِفَاع) (كل رئيسٍ بِهِ ملالٌ ... وكل رأسٍ بِهِ صداع) (لَزِمت بَيْتِي وصنت عرضا ... بِهِ من الْعِزَّة امْتنَاع) (اشرب مِمَّا اقتنيت رَاحا ... لَهَا على راحتي شُعَاع) (لي من قواريرها ندامى ... وَمن قراقيرها سَماع)

أبو عثمان ابن الإمام الشافعي محمد بن محمد بن ادريس

(وأجتني من حَدِيث قوم ... قد أقفرت مِنْهُم الْبِقَاع) وَمن شعر أبي نصر الفارابي المتقارب (أخي خل حيّز ذِي بَاطِل ... وَكن بالحقائق فِي حيّز) (فَمَا الدَّار دَار مقَام لنا ... وَلَا الْمَرْء فِي الأَرْض بالمعجز) (ينافس هَذَا لهَذَا على ... أقل من الْكَلم الموجز) وَهل نَحن إِلَّا خطوط وقعن على نقطة وَقع مستوفز (مُحِيط العوالم أولى بِنَا ... فَمَاذَا التزاحم فِي المركز) وَمن نظمه أَيْضا الرجز (ملت وأيم الله نَفسِي نَفسِي ... يَا حبذا يَوْم حُلُول رمسى) (أول سعدي وَزَوَال نحسي ... إِذْ كل جنس لَاحق بِالْجِنْسِ) 3 - (أَبُو عُثْمَان ابْن الإِمَام الشَّافِعِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ادريس) أَبُو عُثْمَان الشَّافِعِي ولي قَضَاء الجزيرة وَحدث هُنَاكَ وَاجْتمعَ بِالْإِمَامِ أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ أَبوك من السِّتَّة الَّذين أَدْعُو لَهُم وَقت السحر سمع أَبَاهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَغَيرهمَا وَكَانَ ثِقَة وَللشَّافِعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى ولد آخر اسْمه مُحَمَّد أَيْضا توفّي صَغِيرا بِمصْر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ) وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن القاهر أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد) هُوَ ابْن القاهر كَانَ مَحْبُوسًا فِي دَار الْخَلِيفَة فَأخْرج إِلَى دَاره بِالْحَرِيمِ الظَّاهِرِيّ وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وعمره ثَمَان وَخَمْسُونَ أَو اثْنَان وَدفن إِلَى جَانب قبر أَبِيه وَقَالَ ابْن النجار حِكَايَة عَن خطّ هِلَال بن المحسن الصَّابِئ توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة عَن نَيف وَسبعين سنة 3 - (أَبُو جَعْفَر الْحمال الْمُحدث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حَمْزَة بن جميل) أَبُو جَعْفَر الْحمال الْبَغْدَادِيّ الْمُحدث قَالَ الْحَاكِم هُوَ مُحدث عصره بخراسان وَأكْثر مَشَايِخنَا رحْلَة وأثبتهم أصولاً توفّي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَاكِم الْكَبِير الْمُحدث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق) الْحَافِظ الْحَاكِم الْكَبِير النَّيْسَابُورِي الْكَرَابِيسِي أَبُو أَحْمد صَاحب التصانيف سمع بنيسابور وبغداد والكوفة وطبرية ودمشق وَمَكَّة وَالْبَصْرَة وحلب والثغور وروى عَنهُ الْجَمَاعَة قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم أَبُو أَحْمد الْحَافِظ أَمَام عصره فِي الصَّنْعَة وَكَانَ من الصَّالِحين الثابتين على الطَّرِيق السلفية وَمن المنصفين فِيمَا يَعْتَقِدهُ

أبو منصور الأزهري الشافعي محمد بن محمد بن عبد الله بن الحسين

فِي أهل الْبَيْت وَالصَّحَابَة تقلد الْقَضَاء فِي مدن كَثِيرَة وصنف على كتابي البُخَارِيّ وَمُسلم وعَلى جَامع التِّرْمِذِيّ وَله كتاب الْأَسْمَاء والكنى وَكتاب الْعِلَل والمخرج على كتابي المزنى وَكتاب الشُّرُوط وَكَانَ بهَا عَارِفًا وصنف الشُّيُوخ والأبواب وقلد قَضَاء الشاش وَحكم ببها أَربع سِنِين ثمَّ قَضَاء طوس وَكَانَ يحكم بَين الْخُصُوم وَإِذا فرغ أقبل على التصنيف بَين يَدَيْهِ ثمَّ قدم نيسابور سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَقْبل على الْعِبَادَة والتأليف وكف بَصَره سنة سبعين وَكَانَ حَافظ عصره وَتغَير حفظه لما كف وَلم يخْتَلط قطّ وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَله ثَلَاث وَتسْعُونَ سنة 3 - (أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن) القَاضِي أَبُو مَنْصُور الْأَزْدِيّ الْهَرَوِيّ أحد الْأَعْلَام مُحدث فَقِيه رَحل وَسمع وَحدث وَكَانَ أَمَام الشَّافِعِيَّة فِي عمره وَاسع الرِّوَايَة توفّي فَجْأَة بهراة فِي الْمحرم سنة عشر وَأَرْبع مائَة 3 - (الشَّيْخ الْمُفِيد الشيعي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن الْمعلم) الْمَعْرُوف بالشيخ الْمُفِيد كَانَ رَأس الرافضة صنف لَهُم كتبا فِي الضلالات والطعن على السّلف) إِلَّا أَنه كَانَ أوحد عصره فِي فنونه توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة وَعَلِيهِ قَرَأَ المرتضى وَأَخُوهُ الرضى وَغَيرهمَا وَكَانَت وَفَاته بالكرخ دفن بداره ثمَّ نقل إِلَى مَقَابِر قُرَيْش وَلما مَاتَ رثاه الشريف الرضى فَقَالَ الْخَفِيف (من لفضل أخرجت مِنْهُ خبئا ... وَمَعَان فضضت عَنْهَا ختاما) (من يثير الْعُقُول من بعد مَا ... تكن هموداً وَيفتح الأبهاما) (من يعير الصّديق رَأيا إِذا مَا ... سَله فِي الخطوب كَانَ حساما) 3 - (ابْن الدقاق الشَّافِعِي الأصولي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر) القَاضِي أَبُو بكر الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الدقاق صَاحب الْأُصُول ولد سنة سِتّ وَثَلَاث مائَة وتفقه وَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث وَتُوفِّي بِبَغْدَاد فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْفرج الشلحي الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل) أَبُو الْفرج الشلحي العكبري الْكَاتِب أحد الْفُضَلَاء الْكِبَار لَهُ كتاب الْخراج وَالنِّسَاء الشواعر والمجالسات وأخبار ابْن قريعة والرياضة والانشاء وتحف الْمجَالِس وبدائع مَا نجم من متخلفي كتاب الْعَجم توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الْمَأْمُون مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الْحُسَيْن ابْن الْمَأْمُون أَبُو تَمام ابْن أبي الْفَضَائِل يعرف بِابْن الزَّوَال أَخُو أبي الْعَبَّاس أَحْمد سمع الشريف أَبَا نصر مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَأَبا الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن النقور وَحدث باليسير روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه وَكَانَ فَقِيها فَاضلا وعلق الْخلاف وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين

ابن إسحاق بن جابر أبو الحسن الخيشي البصري النحوي قرأ النحو بالبصرة على أبي عبد الله النمري صاحب أبي رياش وسمع جماعة وبرع في النحو قال ابن النجار كان من أئمة النحو المشهورين بالفضل والنبل وله شعر وقال ابن ماكولا كان إماما في حل المترجم وهو من شيوخ ابن

وَأَرْبَعمِائَة الخيشي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى) ابْن إِسْحَاق بن جَابر أَبُو الْحسن الخيشي الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ قَرَأَ النَّحْو بِالْبَصْرَةِ على أبي عبد الله النمري صَاحب أبي رياش وَسمع جمَاعَة وبرع فِي النَّحْو قَالَ ابْن النجار كَانَ من أَئِمَّة النَّحْو الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ والنبل وَله شعر وَقَالَ ابْن مَاكُولَا كَانَ إِمَامًا فِي حل المترجم وَهُوَ من شُيُوخ ابْن مَاكُولَا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْحَرْث نقيب الإشراف بِالْكُوفَةِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الْعلوِي) أَبُو الْحَرْث نقيب العلويين بِالْكُوفَةِ كَانَ شجاعاً جواداً دينا رَئِيسا وَكَانَت إِلَيْهِ النقابة مَعَ تسيير) الْحَاج فحج بِالنَّاسِ عشر سِنِين ينْفق عَلَيْهِم من مَاله وَيحمل المنقطعين وَيُؤَدِّي الخفارة للْعَرَب عَن الركب من مَاله وَتُوفِّي بِالْكُوفَةِ فِي جُمَادَى الأولى فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابراهيم) ابْن مخلد أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ ولد سنة تسع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَسمع الحَدِيث الْكثير وَرَوَاهُ وَلم يكن فِي زَمَانه أَعلَى إِسْنَادًا مِنْهُ مَعَ صدق وَصَلَاح وثقة وفضيلة وَكَانَ يتجر وَله مَال عَظِيم خرج إِلَى مصر وَأقَام بهَا ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد فإتفقت المصادرات بِسَبَب الاتراك والتقسيط فاخذ جَمِيع مَاله وافتقر إِلَى أَن توفّي سنة تسع عشرَة وَأَرْبع مائَة فَلم يكن لَهُ كفن حَتَّى بعث لَهُ الْخَلِيفَة أهابا من عِنْده 3 - (شيخ الشّرف العبيدلي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ) ابْن عبد الله بن الْحُسَيْن الْأَصْغَر ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا أَبُو الْحسن الْعلوِي الْحُسَيْنِي النسابة الْبَغْدَادِيّ شيخ الشّرف ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ فريداً فِي علم الْأَنْسَاب وَلِهَذَا لقب شيخ الشّرف وَله تصانيف كَثِيرَة وَشعر انْتقل من بَغْدَاد إِلَى الْموصل ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا يُقَال إِنَّه توفّي بِدِمَشْق سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وروى عَن صَاحب الأغاني كتاب الديارات لَهُ من شعره وَقد زوج ابْنَته بِمن موه عَلَيْهِ نسبه المتقارب (آآل أبي طَالب داركوا ... ضَلَالَة شيخكم بالرشاد) (فَإِنِّي كَبرت وَضاع المنى ... وشاب كَمَا شَاب فودى فُؤَادِي) (وزوجت آل أبي طَالب ... بداهية من علوج السوَاد) (رَجَوْت لأصلح حَالي بِهِ ... فَلَا زَالَ يصلحه من فَسَاد) (فَلَا تعذلوه فانسابه ... بطول الذوائب لَا بالتلاد)

الناصحي الشافعي محمد بن محمد

(واقسم أَن فعالى بِهِ ... فعال مُعَاوِيَة فِي زِيَاد) 3 - (الناصحي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد) الْعَلامَة أَبُو سعيد الناصحي النَّيْسَابُورِي أحد الْأَعْلَام الْكِبَار من كبار الشَّافِعِيَّة تفقه عَليّ أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة الشاماتي الأديب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) أَبُو جَعْفَر الشاماتي النَّيْسَابُورِي الأديب تخرج بِهِ جمَاعَة من المتأدبين وَله الخّط الْمَشْهُور) الْمَنْسُوب روى وحدّث وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو طَالب ابْن غيلَان الْبَزَّاز مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم) ابْن غيلَان أَبُو طَالب الْبَزَّاز ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَسمع الْكثير وعمّر حَتَّى بلغ مائَة وَخمْس سِنِين وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبع مائَة وَدفن بداره بدرب عَبده فِي قطيعة الرّبيع وَأخرج لَهُ الدَّارَقُطْنِيّ أَحَادِيث مَشْهُورَة وسماها الغيلانيات وسمعها عَلَيْهِ خلق كثير وَكَانَ ثِقَة صَالحا صَدُوقًا قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود الرَّشِيدِيّ أردْت الحجّ فَقلت لأبي مَنْصُور بن حيدر أُرِيد أَن أسمع من أبن غيلَان فَقَالَ إِنَّه مَرِيض مبطون قلت وَمن لي أَن يعِيش حَتَّى أَعُود وَهُوَ ابْن مائَة وَخمْس سِنِين فَقَالَ اذْهَبْ فَأَنا ضَامِن لَك حَيَاته فَقلت وَكَيف فَقَالَ لَهُ ألف دِينَار حمر جعفرية كل يَوْم يقلبها ويتقوى بهَا فحججت وعدت وَهُوَ فِي الْحَيَاة وَسمعت عَلَيْهِ 3 - (أَبُو الْحسن البصروي الشَّاعِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) أَبُو الْحسن البصروي وبصري قَرْيَة بدجيل دون عكبرا كَانَ شَاعِرًا فصيحا مطبوعاً لَهُ نَوَادِر مِنْهَا أَنه قَالَ لَهُ رجل لقد شربت البارحة كثيرا فَاحْتَجت للْقِيَام للبول كل سَاعَة كَأَنِّي جدى فَقَالَ لَهُ لم تصغر نَفسك يَا سيدنَا وَتُوفِّي بِبَغْدَاد فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره الوافر (نرى الدُّنْيَا وزهرتها فنصبو ... وَمَا يَخْلُو من الشُّبُهَات قلب) (فضول الْعَيْش أَكْثَرهَا هموم ... وَأكْثر مَا يَضرك مَا تحب) (فَلَا يغررك زخرف مَا ترَاهُ ... وعيش لين الْأَطْرَاف رطب) (إِذا مَا بلغَة جاءتك عفوا ... فَخذهَا فالغنى مرعى وَشرب) (إِذا حصل الْقَلِيل وَفِيه سلم ... فَلَا ترد الْكثير وَفِيه حَرْب) 3 - (أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ ابْن الأديب مُحَمَّد بن مُحَمَّد) أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ

النقيب أبو تمام الزينبي محمد بن محمد بن علي

الْفَاضِل ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة وَمن شعره الْبَسِيط (مَا لي وللبرق مجتازاً على أضم ... يُبْدِي تألقه عَن ثغر مبتسم) (سهرت وَاللَّيْل مَكْحُول الجفون بِهِ ... كَأَنَّهُ ضرم قد دب فِي فَحم) ) (أمخبري أَنْت عَن وَادي العقيق وَهل ... حلت مجاورة سلمى بِذِي سلم) (حَملتك العبء من شوقي لتحمله ... رِسَالَة لم تكن فِيهَا بمتهم) 3 - (النَّقِيب أَبُو تَمام الزَّيْنَبِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ) ابْن الْحسن النَّقِيب الْأَفْضَل أَبُو تَمام الْهَاشِمِي الزَّيْنَبِي أَخُو طراد وَأبي نصر وَابْن مَنْصُور وَالْحُسَيْن ولي نقابة الهاشميين بعد أَبِيه وروى عَن المخلص وَغَيره توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْحسن الْبَيْضَاوِيّ الشَّافِعِي ختن الطَّبَرِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله) ابْن أَحْمد القَاضِي أَبُو الْحسن الْبَيْضَاوِيّ الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه قَاضِي الكرخ ختن القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَعَلِيهِ تفقه حَتَّى صَار من كبار الْأَئِمَّة وَكَانَ خيرا صَالحا قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (مُسْند الْعرَاق أَبُو نصر العباسي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ) ابْن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سلمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو نصر الْهَاشِمِي العباسي الزَّيْنَبِي مُسْند الْعرَاق فِي زَمَانه وَآخر من حدث عَن المخلص توفّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن سندة الْمُطَرز مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) ابْن سندة الْأَصْبَهَانِيّ الْمُطَرز أَبُو سعد خَازِن الرئيس أبي عبد الله سمع جمَاعَة وروى عَنهُ السِّلفي وتوفِّي سنة ثَلَاث وَخمْس مائَة 3 - (الْوَزير فَخر الدولة ابْن جهير مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهير) الْوَزير فَخر الدولة أَبُو نصر الثَّعْلَبِيّ مؤيد الدّين نَاظر ديوَان حلب وَزِير ميافارقين من رجالات الْعَالم حزماً ودهاء ورأياً سعى إِلَى أَن قدم بَغْدَاد وَولي وزارة الْقَائِم بِأَمْر الله ودامت دولته مُدَّة وَلما بُويِعَ المقتدى أقره على الوزارة واستدعاه السُّلْطَان ملكشاه فعقد لَهُ على ديار بكر وَسَار وَمَعَهُ الْأَمِير ارتق ابْن اكسب صَاحب حلوان فِي جمَاعَة مَعَ الْأُمَرَاء والتركمان والأكراد فَفتح وَلَده أَبُو الْقَاسِم زعيم الرؤساء مَدِينَة آمد وَفتح أَبوهُ الْمَذْكُور ميافارقين وَكَانَ أَخذهَا من نَاصِر الدولة وَاسْتولى على الْأَمْوَال وَكَانَ مِمَّا بعث من الْأَمْوَال لوَلَده عميد الدولة) وَهُوَ عِنْد السُّلْطَان مائدة بلور دورها خَمْسَة أشبار وقوائمها

مِنْهَا وزبادي وأقداح بلور وَبعث إِلَيْهِ حَقًا من ذهب فِيهِ سبْحَة كَانَت لنصر الدولة مائَة وَأَرْبَعُونَ حَبَّة لُؤْلُؤ وزن كل حَبَّة مِثْقَال وَفِي وَسطهَا الْحَبل الْيَاقُوت وَقطع بلخش بِمَا قِيمَته ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار وَاسْتولى على أَمْوَال ديار بكر جَمِيعهَا وَمن عَجِيب الِاتِّفَاق أَن منجماً حضر إِلَى نَاصِر الدولة بن مَرْوَان وَحكم لَهُ بأَشْيَاء وَقَالَ لَهُ يخرج على دولتك رجل أَحْسَنت إِلَيْهِ فَيَأْخُذ الْملك من أولادك فَرفع رَأسه إِلَى فَخر الدولة وَقَالَ إِن كَانَ هَذَا صَحِيحا فَهُوَ هَذَا الشَّيْخ ثمَّ أقبل عَلَيْهِ وأوصاه بأولاده فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ وَكَانَ رَئِيسا جَلِيلًا خرج من بَيته جمَاعَة من الرؤساء ومدحهم أَعْيَان الشُّعَرَاء مِنْهُم أَبُو مَنْصُور الْمَعْرُوف بصردر كتب إِلَيْهِ من وَاسِط لما تقلد الوزارة قصيدته الْمَشْهُورَة أَولهَا الطَّوِيل (لجاجة قلب مَا يفِيق غرورها ... وحاجة نفس لَيْسَ يقْضِي يسيرها) (وقفنا صُفُوفا فِي الديار كَأَنَّهَا ... صَحَائِف ملقاة وَنحن سطورها) مِنْهَا (وَوَاللَّه مَا أَدْرِي غَدَاة نظرننا ... أتلك سِهَام أم كؤوس تديرها) (فَإِن كن من نبل فاين حفيفها ... وَإِن كن من خمر فَأَيْنَ سرورها) مِنْهَا الطَّوِيل (أَرَاك الْحمى قل لي بِأَيّ وَسِيلَة ... توسلت حَتَّى قبلتك ثغورها) مِنْهَا فِي مديحه الطَّوِيل (أعدت إِلَى جسم الوزارة روحه ... وَمَا كَانَ يُرْجَى بعثها ونشورها) (أَقَامَت زَمَانا عِنْد غَيْرك طامثاً ... وَهَذَا الزَّمَان قرؤها وطهورها) قلت الْقُرْء من الاضداد يصدق على الْحَيْضَة وَالطُّهْر وَلِهَذَا وَقع الْخلاف فِيهِ بَين الْأَئِمَّة وَهُوَ هُنَا مَحْمُول على الطُّهْر وَلَا يجوز حمله على الْحيض لفساد الْمَعْنى وَجَاز الْعَطف لتغاير اللَّفْظَيْنِ رَجَعَ الطَّوِيل (إِذا ملك الْحَسْنَاء من لَيْسَ أَهلهَا ... أَشَارَ عَلَيْهِ بِالطَّلَاق مشيرها) وَلما عَزله الْخَلِيفَة من الوزارة وَأَعَادَهُ إِلَيْهَا نظم فِيهِ ابْن صردر القصيدة الْمَشْهُورَة وأولها الرجز

(قد رَجَعَ الْحق إِلَى نصابه ... وَأَنت من دون الورى أولى بِهِ) (مَا كنت إِلَّا السَّيْف سلته يَد ... ثمَّ أعادته إِلَى قرَابه) ) مِنْهَا الرجز (تيقنوا لما رأوها ضَيْعَة ... أَن لَيْسَ للجو سوى عِقَابه) (أَن الْهلَال يرتجي طلوعه ... بعد السرَار لَيْلَة احتجابه) (وَالشَّمْس لَا يؤيس من طُلُوعهَا ... وَإِن طواها اللَّيْل فِي جنابه) كتب أَبُو اسحاق الصَّابِئ لما أُعِيد الْوَزير بهاء الدولة سَابُور عَن الوزارة وأعيد إِلَيْهَا (الْكَامِل فقد كنت طلقت الوزارة بعد مَا ... زَلَّتْ بهَا قَدَمٌ وساءَ صنيعُها) (فغَدَتْ بغيرك تستحلّ ضَرُورَة ... كَيْمَا يحلّ إِلَى ثراك رجوعُها) (فالآنَ قد عَادَتْ وآلت حلفةً ... أنْ لَا تبيت سواك وَهُوَ ضجيعها) وَلما أُعِيد عميد الدولة ولد فَخر الدولة ابْن جهير إِلَى الوزارة بعد عَزله وَكَانَ قد تزوج أَولا ببنت الْوَزير نظام الْملك وَهِي زبيدة ابْنة الْحسن نظم ابْن الهبارية فِيهِ قَوْله الْبَسِيط (قل للوزير وَلَا تفزعك هيبته ... وَإِن تعاظم واستعلى بمنصبه) (لَوْلَا ابْنة الشَّيْخ مَا استوزرت ثَانِيَة ... فاشكر حرا صرت مَوْلَانَا الْوَزير بِهِ) وَفِي الْوَزير فَخر الدولة ابْن جهير نظم ابْن صردر الأبيات الْمَشْهُورَة وَهِي المنسرح (يَا قالة الشّعْر قد نصحتكم ... وَلَيْسَ أدهى إِلَّا من النصح) (قد ذهب الدَّهْر بالكرام وَفِي ... ذَاك أُمُور طَوِيلَة الشَّرْح) (وَأَنْتُم تمدحون بالْحسنِ والظرف وُجُوهًا فِي غَايَة الْقبْح) (وتطلبون السماح من رجل ... قد طبعت نَفسه على الشُّح) (من أجل ذَا تحرمون كدكم ... لأنكم تكذبون فِي الْمَدْح) (صونوا القوافي فَمَا أرى أحدا ... يعثر فِيهِ الرَّجَاء بالنجح) (وَإِن شَكَكْتُمْ فِيمَا أَقُول لكم ... فكذبوني بِوَاحِد سمح) (سوى الْوَزير الَّذِي رئاسته ... تعرك أذن الزَّمَان بالملح) قلت هَذِه الأبيات مَعَ عذوبتها ورقتها وانسجام تراكيبها قد أَتَى فِيهَا باستعارتين مليحتين إِلَى الْغَايَة وَهِي عثور الرَّجَاء بالنجح وعرك الرِّئَاسَة إِذن الزَّمَان بالملح كَأَنَّهَا تودبه وتهذبه وَأما قَوْله فكذبوني بِوَاحِد سمح فمأخوذ من النادرة الْمَشْهُورَة وَتوفى بالموصل فِي شهر رَجَب وَقيل فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَدفن فِي تل تَوْبَة وَهُوَ تل قبالة الْموصل) وَولد بهَا سنة

أبو نصر الرامشي محمد بن محمد بن أحمد

ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو نصر الرامشي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) أبن هميماه أَبُو نصر الرامشي النَّيْسَابُورِي المقريء ابْن بنت الرئيس مَنْصُور بن رامش قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر كَانَ عَارِفًا بالنحو وعلوم الْقُرْآن توفّي سنة تسعين وَأَرْبع مائَة طلب الْقرَاءَات والْحَدِيث وارتحل وَاجْتمعَ بِجَمَاعَة وَتخرج بِهِ جمَاعَة قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ أنشدنا أَبُو الْحسن عبد الغافر بن اسماعيل الْفَارِسِي اجازة أَنْشدني أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد لنَفسِهِ السَّرِيع (إِن تلقك الغربة فِي معشر ... قد أَجمعُوا فِيك على بغضهم) (فدارهم مَا دمت فِي دَارهم ... وأرضهم مَا دمت فِي أَرضهم) قلت يشبه قَول مُحَمَّد بن شرف القيرواني مجزوء الرجز (يَا خَائفًا من معشر ... قد اصطلى بنارهم) (إِن تخش من شرارهم ... على يَدي شرارهم) (أَو ترم من أحجارهم ... وَأَنت فِي أحجارهم) (فَمَا بقيت جارهم ... فَفِي هواهم جارهم) (وأرضهم فِي أَرضهم ... ودارهم فِي دَارهم) وَقَالَ السَّمْعَانِيّ وأنشدنا سعيد بن مُحَمَّد الملقاباذي قَالَ أنشدنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد النَّحْوِيّ املاء لنَفسِهِ الطَّوِيل (وَكنت صَحِيحا والشباب منادمى ... وانهلني صفو الشَّبَاب وعلني) (وزادت على خمس ثَمَانِينَ حجَّة ... فجَاء مشيبي بالضنا وأعلني) (سئمت تكاليف الْحَيَاة وعيلتي ... وَمَا فِي ضميري من عَسى ولعلني) ولقى فِي طَوَافه أَبَا الْعَلَاء المعري وروى عَنهُ فِي شعره 3 - (ابْن عيشون المنجم الشَّاعِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن) ابْن عيشون موفق الْملك أَبُو الْفضل المنجم كَانَ رَأْسا فِي صناعته فِي النجامة بالعراق وَله شعر توفّي سنة سِتّ وَخمْس مائَة قَالَ (الْكَامِل الْقَارئ التشريح أَجْدَر بالتقى ... من رَاهِب فِي قوسه متقوس) ) (ومراقب الأفلاك كَانَت نَفسه ... بِعبَادة الرَّحْمَن أَحْرَى الْأَنْفس) (والماسح الْأَرْضين وَهِي رحيبة ... مسح الأنامل فِي أكف اللَّمْس) (أولى بخيفة ربه من جَاهِل ... بمثلث ومربع ومخمس)

الفلنقي المقريء محمد بن محمد بن عبد الله

3 - (الفلنقي المقريء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله) ابْن معَاذ أَبُو بكر اللَّخْمِيّ الإشبيلي الْمَعْرُوف بالفلنقي كَانَ إِمَامًا فِي صناعَة الْأَقْرَاء مجوداً مُسْندًا مشاركاً فِي الْعَرَبيَّة مليح الْخط لَهُ تأليف سَمَّاهُ الْإِيمَاء إِلَى مَذَاهِب السَّبْعَة الْقُرَّاء توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة قرطف ابْن الأديب الشَّاعِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر) ابْن قرطف بِالْقَافِ وَالرَّاء والطاء الْمُهْملَة وَالْفَاء على وزن قطرب أَبُو الْفَتْح النُّعْمَان الشَّاعِر الْمَشْهُور وَيعرف بِابْن الأديب وَكَانَ من ظرفاء بَغْدَاد وَله كِتَابَة حَسَنَة روى عَنهُ من شعره ابْن السَّمْعَانِيّ توفّي سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمِمَّا أورد لَهُ ابْن النجار من قصيدة الْبَسِيط (كلا السوادين من قلبِي وَمن بَصرِي ... فدَاء مَا بيض الفودين من شعري) (صبغ على الرَّأْس مَوْقُوف قضيت بِهِ ... مَا شِئْت من لَذَّة تلهى وَمن وطر) (مر الْجَدِيد بِهِ حينا فأخلقه ... وَإِنَّمَا ذَلِك الْأَخْلَاق للعمر) (مَا سَاعَة تَنْقَضِي إِلَّا وَقد أخذت ... شطراً من السّمع أَو شطراً من الْبَصَر) (لَو فكر الْمَرْء فِي أطوار خلقته ... مَا كَانَ فِي غَيرهَا يَوْمًا بمعتبر) 3 - (مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّاعِر الأديب الأندلسي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد ابْن الْحَرْث أَبُو عبد) الله وَأَبُو بكر الْيَعْمرِي الأندلسي الأديب الشَّاعِر روى عَن ابْن أبي الْخِصَال توفّي فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (الْوَاعِظ الحريمي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ) أَبُو الْفَتْح الحريمي الْوَاعِظ كَانَ مليح الْإِيرَاد قدم بَغْدَاد سنة تسع وَخمْس مائَة حدث على الْمِنْبَر عَن الْقشيرِي قَالَ تزوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَة فَرَأى بكشحها بَيَاضًا فَردهَا وَقَالَ ألحقي بأهلك وَزَاد فِي الحَدِيث فَنزل جِبْرِيل فَقَالَ الْعلي الْأَعْلَى يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول لَك بِنُقْطَة وَاحِدَة من الْعَيْب رددت عقدَة النِّكَاح وَنحن بعيوب كَثِيرَة لَا نفسخ عقد الْإِيمَان مَعَ امتك لَك نسْوَة تمسكهن لِأَجلِك امسك هَذِه لأجلي وَهَذَا كذب فَاحش مرض بِالريِّ مرضة مَوته) فَاشْتَدَّ جزعه عِنْد الْمَوْت فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ الْقدوم على الله شَدِيد قلت لَا سِيمَا قادم يكذب على الله تَعَالَى وعَلى جِبْرِيل وَتُوفِّي فِي سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة وَدفن إِلَى جَانب ابراهيم الْخَواص قلت من الْعجب دَفنه إِلَى جَانب هَذَا سَمِعت الشَّيْخ الْحَافِظ جمال الدّين الْمزي يَقُول وَقد ذكر فِي حَدِيث جَاءَ فِي طَريقَة وَالله لقد كذب ابراهيم الْخَواص وَرُوِيَ الحريمي عَن الْقشيرِي ونظرائه 3 - (أَبُو الْحسن الْحَجَّاجِي الْمُحدث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب) أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي من ولد الْحجَّاج بن الْجراح قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الْكثير وَكَانَ صَالحا حَافِظًا ثِقَة صَدُوقًا صنف الْعِلَل

ابن عروس الكاتب محمد بن محمد بن عروس

والشيوخ والأبواب وَكَانَ نسيب الْحَاكِم أبي عبد الله اثنى عَلَيْهِ وَقَالَ فِي حَقه العَبْد الصَّالح الثبت الصدوق كَانَ من الصَّالِحين الْمُجْتَهدين فِي الْعِبَادَة صحبته نيفا وَعشْرين سنة لَيْلًا وَنَهَارًا مَا علمت الْمَلَائِكَة كتبت عَلَيْهِ خَطِيئَة توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن عروس الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عروس) الشِّيرَازِيّ الْكَاتِب الشَّاعِر نزيل سامراً لَهُ نظم وَتُوفِّي فِي عشر الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ من شعره قَوْله مرفل الْكَامِل (وَلَقَد تَأَمَّلت الْحَيَاة بعيد فقدان التصابي) (فَإِذا الْمُصِيبَة بِالْحَيَاةِ هِيَ الْمُصِيبَة بالشباب) وَله فِي أبي العيناء السَّرِيع (طرف أبي العيناء معسول ... وَدينه لَا شكّ مَدْخُول) (وَلَيْسَ ذَا علم بِشَيْء وَلَا ... لَهُ إِذا حصلت محصول) (مَا هُوَ إِلَّا جملَة غثة ... وَلَيْسَ للجملة تَفْصِيل) قَالَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عروس اجْتمعت أَنا وَعلي بن الجهم فِي سفينة وَنحن غير متعارفين فتذاكرنا وَوجدت لَهُ مذاكرة حلوة وَكَانَ فِي بعض مَا قَالَه أَنا أشعر النَّاس فَقلت بِمَاذَا فَقَالَ بِقَوْلِي الطَّوِيل (سقى الله لَيْلًا ضمنا بعد هجعة ... وَأدنى فؤاداً من فؤاد معذب) (فبتنا جَمِيعًا لَو تراق زجاجة ... من الْخمر فِيمَا بَيْننَا لم تسرب) ) 3 - فَقلت لَهُ وَالله لقد أَحْسَنت ولكنني أشعر مِنْك قَالَ بِأَيّ شَيْء قلت بِقَوْلِي الْبَسِيط (لَا والمنازل من نجد وليلتنا ... بفيد إِذْ جسدانا بَيْننَا جَسَد) (كم رام فِينَا الْكرَى من لطف مسلكه ... نوماً فَمَا أَنْفك لَا خد وَلَا عضد) فَقَالَ أَحْسَنت وَلَكِن بِمَ صرت أشعر مني قلت لِأَنَّك منعت دُخُول جَسَد بَين جسدين وَأَنا منعت دُخُول عرض بَين جسدين فَقَالَ من أَنْت فَقلت بل تَقول أَنْت أَولا قَالَ عَليّ بن الجهم قلت وَأَنا ابْن عروس 3 - (المفجع النَّحْوِيّ الشيعي الشَّاعِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله) الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ من كبار النُّحَاة كَانَ شَاعِرًا مفلقاً وشيعياً متحرقاً وَبَينه وَبَين ابْن دُرَيْد مهاجاة وصنف كتاب الترجمان

أبو بكر اللباد المالكي محمد بن محمد بن وشاح

وعرائس الْمجَالِس والمتقدمين فِي الْأَيْمَان توفّي سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة وَقَالَ ياقوت مُحَمَّد بن أَحْمد وَمن شعره الْخَفِيف (لي أير أراحني الله مِنْهُ ... صَار حزني بِهِ عريضاً طَويلا) (نَام إِذْ زارني الحبيب عنادا ... ولعهدي بِهِ ينيك الرَّسُول) (حسبت زورة عَليّ لحيني ... وافترقنا وَمَا شفيت الغليلا) وَمِنْه أَيْضا قَوْله السَّرِيع (لنا سراج نوره ظلمَة ... لَيْسَ لَهُ ظلّ على الأَرْض) (كَأَنَّهُ شخص الإِمَام الَّذِي ... يَبْغِي الْهدى مِنْهُ أولو الْفَرْض) وَقَالَ اللحام يهجوه الْكَامِل (إِن المفجع فألعنوه بِزَيْت ... يغلي يدين ببغض أهل الْبَيْت) (يهوى الْعلُوق وَإِنَّمَا يهواهم ... بمؤخر حَيّ وَقبل ميت) وَله من التصانيف كتاب الترجمان وَالشعر ومعانيه وَكتاب المنقذ من الْإِيمَان يشبه كتاب الملاحن لِابْنِ دُرَيْد وَهُوَ أَجود مِنْهُ كتاب أشعار الْجَوَارِي غرائب الْمجَالِس شعر زيد الْخَيل الطَّائِي قصيدته فِي أهل الْبَيْت وشعره كثير أورد لَهُ ياقوت جملَة مِنْهُ 3 - (أَبُو بكر اللباد الْمَالِكِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وشاح) أَبُو بكر اللباد اللَّخْمِيّ مَوْلَاهُم الْفَقِيه الْمَالِكِي الإفْرِيقِي صنف فَضَائِل مَكَّة وعصمة النَّبِيين) وَكتاب الطَّهَارَة وَعَلِيهِ تفقه ابْن أبي زيد توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الهبارية الشَّاعِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد) وَقيل ابْن صَالح وَقيل مُحَمَّد بن عَليّ بن صَالح أَبُو يعلى الشريف العباسي ابْن الهبارية الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر قدم اصبهان وَبهَا ملكشاه ووزيره نظام الْملك فَدخل على الْوَزير وَمَعَهُ رقعتان إِحْدَاهمَا فِيهَا هجو الْوَزير وَالْأُخْرَى فِيهَا مدحه فَأعْطَاهُ الَّتِي فِيهَا هجوه وَهُوَ مجزوء الْكَامِل

(لَا غرو إِن ملك ابْن إِسْحَاق وساعده الْقدر) (وَصفا لدولته وَخص ... أَبَا المحاسن بالكدر) (فالدهر كالدولاب لي ... س يَدُور إِلَّا بالبقر) يَعْنِي بقر طوس فَكتب على رَأسهَا يُطلق لذا القواد رسمه مضاعفاً وَأَبُو المحاسن هَذَا هُوَ صهر نظام الْملك وَكَانَت بَينهمَا منافرة وَهُوَ الَّذِي حمله على هجوه وَله مَعَ نظام الْملك وقعات من الْغَضَب والرضى عَلَيْهِ وَمن شعره فِيهِ الْكَامِل (وَإِذا سخطت على القوافي صغتها ... فِي غَيره لاذلها وأهينها) (وَإِذا رضيت نظمتها لجلاله ... كَيْمَا أشرفها بِهِ وأزينها) وَمن شعره مرفل الْكَامِل (قد قلت للشَّيْخ الرئي ... س أخي السماح أبي المظفر) (ذكر معِين الدّين لي ... قَالَ الْمُؤَنَّث لَا يذكرهُ) وَمن شعره الْبَسِيط (رَأَيْت فِي النّوم عرسي وَهِي ممسكة ... أُذُنِي وَفِي كفها شَيْء من الْأدم) (معوج الرَّأْس مسود بِهِ نقط ... لَكِن أَسْفَله فِي هَيْئَة الْقدَم) (وَلم يزل بِيَدَيْهَا وَهِي تنطلني ... بِهِ وتلتذ بالإيقاع والنغم) (حَتَّى تنبهت محمر القذال وَلَو ... طَال الْمَنَام على الشَّيْخ الأديب عمي) وَمن شعره الْبَسِيط (كم لَيْلَة بت مطوياً على حرق ... أَشْكُو إِلَى النَّجْم حَتَّى كَاد يشكوني) (وَالصُّبْح قد مطل الشرق الْعُيُون بِهِ ... كَأَنَّهُ حَاجَة فِي نفس مِسْكين) وَمن شعره السَّرِيع) (لذ بنظام الْملك فَهُوَ الرِّضَا ... إِذا بَنو الدَّهْر تحاشوك) (وَأجل بِهِ عَن ناظريك القذى ... إِذا لئام الْقَوْم أغشوك) (واصبر على وَحْشَة غلمانه ... لَا بُد للورد من الشوك) وَهِي قافية صعبة لإنه الْتزم الشين وَمن شعره أَيْضا الْكَامِل (الْمجْلس التاجي دَامَ جماله ... وجلاله وكماله بُسْتَان) (وَالْعَبْد فِيهِ حمامة تغريدها ... فِيهِ المديح وطوقها الْإِحْسَان) وَمِنْه الْكَامِل

العماد الكاتب محمد بن محمد بن حامد

(خُذ جملَة الْبلوى ودع تفصيلها ... مَا فِي الْبَريَّة كلهَا إِنْسَان) (وَإِذا البياذق فِي الدسوت تفرزنت ... فَالرَّأْي أَن يتبيذق الفرزان) وَمِنْه أَيْضا الْكَامِل (هَل لأيري مِمَّا عراه طَبِيب ... أم لَهُ فِي هوى الملاح نصيب) (يَا فقاح الملاح مَا لقضيبي ... كل يَوْم يَأْتِي عَلَيْهِ عصيب) (إِن جلدي عميرَة قد براني ... فَأَنا مغرم سقيم كئيب) (وبأيري لَا أير غَيْرِي غزال ... آنس نافر بعيد قريب) (تحسد الشَّمْس وَجهه وينادي ال ... آمن من قده الْقَضِيب الرطيب) وشعره ثَلَاث مجلدات غالبه سخف ومجون أَرَادَ يَحْكِي طَريقَة ابْن حجاج وَلَكِن فَاتَهُ الشنب وَله نتائج الفطنة فِي نظم كليلة ودمنة وَله كتاب الصادح والباغم ألفا بَيت أدعى فِي آخِره أَنه نظمه فِي عشر سِنِين عمله لسيف الدولة صدفة وَله كتاب فلك الْمعَانِي وَتُوفِّي قبل سنة أَربع وَقيل سنة تسع وَخمْس مائَة وَهُوَ الصَّحِيح 3 - (الْعِمَاد الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد) ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله بن أَله بِفَتْح الْهمزَة وَضم اللَّام وَهُوَ الْعقَاب بالعجمي عماد الدّين أَبُو عبد الله بن صفي الدّين أبي الْفرج ابْن نَفِيس الدّين أبي الرَّجَاء الْكَاتِب الْأَصْفَهَانِي الْمَعْرُوف بِابْن أخي الْعَزِيز ولد بأصبهان سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة وَقدم بَغْدَاد وَهُوَ ابْن عشْرين سنة أَو نَحْوهَا وَنزل النظامية وبرع فِي الْفِقْه على ابي مَنْصُور سعيد بن الرزاز واتقن الْخلاف والنحو وَالْأَدب وَسمع الحَدِيث من أبي الْحسن عَليّ بن هبة الله) بن عبد السَّلَام وَأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الْملك بن خيرون وَأبي المكارم الْمُبَارك بن عَليّ السَّمرقَنْدِي وَأبي بكر أَحْمد ابْن عَليّ الْأَشْقَر وَغَيرهم وروى وَسمع من السلفى بالاسكندرية وَكَانَ شَافِعِيّ 3 - الْمَذْهَب وَلما مهر تعلق بالوزير عون الدّين ابْن هُبَيْرَة فولاه نظر الْبَصْرَة ثمَّ نظر وَاسِط فَلَمَّا مَاتَ الْوَزير ضعف أمره فَقدم دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وتعرف بمدبر الدولة القَاضِي كَمَال الدّين الشهرزوري واتصل بطريقة بِنَجْم الدّين أَيُّوب وَالِد السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَكَانَ يعرف عَمه الْعَزِيز من تكريت فاستخدمه كَمَال الدّين عِنْد السُّلْطَان نور الدّين الشَّهِيد فِي الانشاء فجبن أَولا وَكَانَ ينشئ بالعجمية وترقت مَنْزِلَته عِنْد نور الدّين وجهزه رَسُولا إِلَى بَغْدَاد أَيَّام المستنجد وفوض إِلَيْهِ تدريس الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بالعمادية بِدِمَشْق ورتبه فِي إشراف الدِّيوَان فَلَمَّا مَاتَ نور الدّين وَقَامَ وَلَده ضويق من الَّذين حوله فسافر إِلَى الْعرَاق وَلما بلغه وُصُول صَلَاح الدّين إِلَى دمشق وَأَخذهَا عَاد إِلَى الشَّام وَصَلَاح الدّين على حلب فمدحه وَلزِمَ ركابه إِلَى أَن اسْتَكْتَبَهُ وَمَال إِلَيْهِ واطلعه على سره وَكَانَ يضاهي الوزراء وَإِذا انْقَطع الْفَاضِل بِمصْر لمصَالح صَلَاح الدّين

قَامَ مقَامه وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي صَلَاح الدّين فاختلت أَحْوَاله وَلم يجد فِي وَجهه بَابا فَلَزِمَ بَيته وَأَقْبل على التصنيف إِلَى أَن توفّي مستهل شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة بِدِمَشْق وَكَانَ بَينه وَبَين القَاضِي الْفَاضِل سنة فِي الْوَفَاة ولعمري لقد كَانَ ذَا قدرَة على النّظم والنثر أَكثر مِنْهُ وَأرى أَن شعره ألطف من نثره لإنه أَكثر من الجناس فِيهِ وَبَالغ حَتَّى يعود كَلَامه كَأَنَّهُ ضرب من الرقي والعزائم وَإِنَّمَا لطف نظمه بِالنِّسْبَةِ إِلَى نثره لإن الْوَزْن كَانَ يضايقه فَلَا يَدعه يتَمَكَّن من الجناس وَقد عَابَ النَّاس مِمَّن لَهُ ذوق وفطرة سليمَة كَثْرَة التَّجْنِيس لإنه دَلِيل التَّكَلُّف وَقَالُوا كلما قل كَانَ أحسن ورؤى كالطراز فِي الثَّوْب وَالْخَال الْوَاحِد فِي الوجنة الْكَامِل (والخد بهجته بخال وَاحِد ... وتقل فِيهِ بِكَثْرَة الخيلان) وَأَيْنَ مرماه من مرمى القَاضِي الْفَاضِل وَيَا بعد مَا بَين المنزعين وَيَا فرق مَا بَين الطَّرِيقَيْنِ الْكَامِل (إِنِّي رَأَيْت الْبَدْر ثمَّ رَأَيْتهَا ... مَاذَا عَليّ إِذا عشقت الأحسنا) وَانْظُر إِلَى الْقُرْآن الْكَرِيم وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة والْآثَار المروية عَن الصَّحَابَة وَالسَّلَف هَل تَجِد) الجناس فِي ذَلِك كُله إِلَّا أقل من غيبَة الرَّقِيب وَوصل الحبيب وَلم اقل هَذَا غضاً من قدره وَلَا فضاً لختم سره إِذْ هُوَ الْبَحْر العجاج وَفَارِس الْكِتَابَة الَّذِي يفرج بأنابيب أقلامه مضايق العجاج وَلَكِن لما زَاد فِي اسْتِعْمَال الجناس ضَاقَتْ بتردده الأنفاس وَأصْبح الْكَلَام من الْقُلُوب وحشياً وَمن الأسماع حوشيا أَلا ترى قَوْله فَلَمَّا أَرَادَ الله السَّاعَة الَّتِي جلاها لوَقْتهَا وَالْآيَة الَّتِي لَا أُخْت لَهَا فَتَقول هِيَ أكبر من أُخْتهَا أفضت اللَّيْلَة الماطلة إِلَى فجرها ووصلت الدُّنْيَا الْحَامِل إِلَى تَمام شهرها وَجَاءَت بواحدها الَّذِي تُضَاف إِلَيْهِ الْأَعْدَاد ومالكها الَّذِي لَهُ الأَرْض بِسَاط وَالسَّمَاء خيمة والحبك أطناب وَالْجِبَال أوتاد وَالشَّمْس دِينَار والقطر دَرَاهِم والأفلاك خدم والنجوم أَوْلَاد لما كَانَ هَذَا خَالِيا من الجناس عذب فِي السّمع وقعه واتسع فِي الْإِحْسَان صقعه ورشفه اللب مدامة وَكَانَ عِنْد من لَهُ ذوق أطرب من تغريد حمامة وَقَوله ورد الْكتاب الْكَرِيم الْأَشْرَف الَّذِي كرم وَشرف وأسعد وأسعف وأجنى الْعِزّ وأقطف وأوضح الْجد وَعرف وقوى الْعَزْم وَصرف والهج بِالْحَمْد وأشغف وَجمع شَمل الحبى وَألف فَوقف الْخَادِم عَلَيْهِ وأفاض فِي شكر فيض فَضله المستفيض وتبلج وَجه وجاهته وتأرج نبا نباهته مَا عرفه من عوارفه الْبيض وَأمنت بمكارمه المكاره وَزَاد فِي قدر التائه قدره النابه وافترت مباسم مراسمه عَن ثنايا مناجحه ورفد طلائع صنائعه فسر بمنن منائحه وَاسْتمرّ على هَذَا النهج إِلَى آخِره فَانْظُر إِلَى قلق هَذَا التَّرْتِيب وكل كَلَامه من هَذَا النمط وغالب مَا ينشئه إِذا تحامل السّمع لَهُ سقط وَلم يكفه هَذَا بل أَنه يكثر من رد الْعَجز على الصَّدْر كَقَوْلِه وسر أولياءه وأولي مسرته وأقدر يَده وأيد قدرته وآزر دولته وأدال موازرته وَبسط مكنته وَمكن بسطته وأسعد جده وَأَجد سعادته وَأَرَادَ نجحه وأنجح إِرَادَته وَأجل جيله وسر أسرته وحاط حماه وَحمى حوطته وَلَا زَالَ معروفه مواليا ومواليه مَعْرُوفا وَوَصفه حسنا وإحسانه مَوْصُوفا وألفه بارا وباره مألوفا وَعطفه كَرِيمًا

وَكَرمه مَعْطُوفًا وَقد اقتصرت على هَذَا الْقدر وقلما يَخْلُو كَلَامه من هَذَا النَّوْع الغث وَالضَّرْب الرث وَله رسائل الْتزم فِي وَاحِدَة الدَّال فِي كل كلمة وَالضَّاد فِي الْأُخْرَى وَالْمِيم فِي الْأُخْرَى والشين فِي أُخْرَى وَأَشْيَاء من هَذَا النمط الَّذِي يقذفه السّمع ويمجه يقطعهُ الانكار ويحجه وديوانه يدْخل فِي أَربع مجلدات كبار وَمن نظمه الرمل (وهضيم الكشح فِي حبي لَهُ ... لم يزدني كاشحي إِلَّا اهتضاما) (كرم العاشق فِيهِ مثل مَا ... لؤم العاذل فِيهِ حِين لاما) ) (بقوام علم الهز القنا ... ولحاظ تودع السكر المداما) (أتراه إِذْ تثنى ورنا ... سمهريا هز أم سل حساما) (خَدّه يجرحه لحظ الورى ... فَلِذَا عَارضه يلبس لاما) (ويريك الْخط مِنْهُ دائرا ... هَالة الْبَدْر إِذا حط اللثاما) (وكثيب الرمل قد أخجله ... وقضيب البان ردفاً وقواماً) ويعجبني قَوْله فِي أترجة الطَّوِيل (وأترجة صفراء لم أدر لَوْنهَا ... أَمن فرق السكين أم فرقة السكن) (بِحَق عرتها صفرَة بعد خضرَة ... فَمن شجر بَانَتْ وَصَارَت إِلَى شجن) وَمثله قَول الْأُخَر الْبَسِيط (أمسيت أرْحم أترجا وَأَحْسبهُ ... فِي صفرَة اللَّوْن من بعض الْمَسَاكِين) (عجبت مِنْهُ فَمَا أَدْرِي أصفرته ... من فرقة الْغُصْن أَو خوف السكاكين) وَمن هَذِه الْمَادَّة قَول الْغَزِّي الْبَسِيط (كالشمع يبكي وَلَا يدْرِي أعبرته ... من صُحْبَة النَّار أَو من فرقة الْعَسَل) ويعجبني قَوْله أَيْضا أَعنِي الْعِمَاد الْخَفِيف (هِيَ كتبي فَلَيْسَ تصلح من بعدِي لغير الْعَطَّار والاسكافي) (هِيَ إِمَّا مزاود للعقاقي ... ر وَإِمَّا بطائن للخفاف) قَالَ ابْن ظافر فِي بَدَائِع الْبِدَايَة أَخْبرنِي الشريف فَخر الدّين أَبُو البركات الْعَبَّاس ابْن مُحَمَّد العباسي الْحلَبِي قَالَ أَخْبرنِي القَاضِي الْأَجَل عماد الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد الْأَصْفَهَانِي كَاتب الْملك النَّاصِر نور الله ضريحه قَالَ كنت أعشق بالموصل صَبيا سِرَاجًا وَكَانَ يواصلني فَكلما استويت على عَرْشه قَالَ لي اكتم عَليّ وَلَا تنطق بِحرف وَيزِيد فِي ذَلِك فصنعت فِي بعض الْأَيَّام بديها السَّرِيع (فديت سِرَاجًا إِذا لم يرج ... للوصل عِنْدِي أحد راج هُوَ) (يَقُول لي اركبني وَلَا تفشه ... يُرِيد الجامي واسراجه)

وَكتب إِلَيْهِ النشؤ أَحْمد بن نفاذة يستدعيه أَيَّام المشمش الطَّوِيل (دَعَا النَّاس للذات مشمش جلق ... فقد أَسْرعُوا من كل غرب ومشرق) ) (فَقُمْ يَا عماد الدّين تحظ بِأَكْلِهِ ... وَلَا تثن عَنهُ عَزمَة السّير تسبق) (وَقل حِين يَبْدُو أَحْمَر اللَّوْن مشرقاً ... وَيَا حسنه من أَحْمَر اللَّوْن مشرق) (لأكلك مَا يلقى الْفُؤَاد وَمَا لقى ... وللتوت مَا لم يبْق مني وَمَا بَقِي) فَأجَاب الْعِمَاد عَن ذَلِك الطَّوِيل (تغنم زمَان الْجُود فِي اللَّهْو وأسبق ... وفز باجتماع الشمل قبل التَّفَرُّق) (هلموا إِلَيْنَا نَحْو مشمش جلق ... وَثمّ لما نهوى على الْأكل نَلْتَقِي) (تصفر شوقاً لانتظار قدومنا ... وَمن يتشوق ذَا الْفَضَائِل يشتق) (وَمَا رمقت للشوق رمد عيونه ... فَإِن تترمق مِنْهُ تنظر وترمق) (نواظر أحداق لَهَا فِي حدائق ... نواضر أَن يحدق بهَا الْمَرْء يحذق) (إِذا حضرت أطباقه غَابَ رشدنا ... لما نتلاقى من مشوق وشيق) (لِأَن مذاب الشهد فِيهِ مجسد ... أجد لَهُ عهد الرَّحِيق الْمُعْتق) (وَمَا اصفر إِلَّا خوف أَيدي جناته ... فَلَيْسَ لَهُ أَمن من المتطرق) (حكى جمرات بالأضي قد تعلّقت ... فيا عجبا من جمره الْمُتَعَلّق) (كَأَن نُجُوم الأَرْض فَوق غصونه ... فيا حيرتا من نجمه المتألق) (وحباتها محمرة وجناتها ... فَمن يرهَا مثلى يحب ويعشق) (بَدَت بَين أوراق الغصون كَأَنَّهَا ... كرات نضار فِي لجين مطرق) فَلَمَّا أنشدت للسُّلْطَان صَلَاح الدّين قَالَ تَشْبِيه الْوَرق باللجين غير مُوَافق فَإِن الْوَرق أَخْضَر فَقَالَ الْعِمَاد بالزمرد محدق الطَّوِيل (تساقطها أشجارها فَكَأَنَّهَا ... دَنَانِير فِي أَيدي الصيارف ترتقي) وَكتب الْعِمَاد إِلَيْهِ أَيْضا جَوَابا من أَبْيَات المنسرح (مُصَور بل مدور عجب ... ترى بِهِ وَهُوَ جامد شعلا) (فَفِي قُلُوب الْأَشْجَار مِنْهُ جذي ... وَفِي ظُهُور الغصون مِنْهُ حلى) (طلوا بِمَاء النضار ظَاهره ... لباطن فِي حشاه نَار طلا) (حلى تبر على عرائس أَغْصَان تشكت من قبلهَا عطلا) (حمر حسان الْوُجُوه قد لبست ... من خضر أوراقها لَهَا حللا) ) (عرائس من خدورها برزت ... تحسب أشجارها لَهَا كللا)

(وَهِي كشهب السَّمَاء راجمة ... جن جناة بقطفها كفلا) (عيونها الرمد فِي ترقبنا ... جاحظة أبرزت لنا مقلا) وَمن شعر الْعِمَاد الْكَاتِب الْكَامِل (متلون كمدامعي متعفف ... كضمائري مُتَعَذر كوسائلي) (أَنا فِي الضنى كالخصر مِنْهُ اشتكي ... من جَائِر مَا يشتكي من جائل) وَمن شعره يمدح المستنجد بِاللَّه الطَّوِيل (وَمَا كل شعر مثل شعري فِيكُم ... وَمن ذَا يقيس البازل الْعود بالنفض) (وَمَا عز حَتَّى هان شعر ابْن هَانِيء ... وللسنة الغراء عز على الرَّفْض) وَمن شعره أَيْضا الْبَسِيط (أفدى الَّذِي خلبت قلبِي لواحظه ... وخلدت لدغات الْحبّ فِي كَبِدِي) (صِفَات ناظره سقم بِلَا ألم ... سكر بِلَا قدح جرح بِلَا قَود) (معشق الدل من تيه وَمن صلف ... مرنح الْعَطف من لين وَمن ميد) (على محياه من نَار الصَّبِي شعل ... وَورد خديه من مَاء الْحَيَاة ندى) ويحكى عَنهُ أَنه قَالَ يَوْمًا للفاضل سر فَلَا كبا بك الْفرس فَأَجَابَهُ القَاضِي دَامَ عَلَاء الْعِمَاد وَهَذَا الْجَواب أول مصراع للْقَاضِي نَاصح الدّين الأرجاني فَإِن كَانَ الْفَاضِل استحضره فَحسن وَإِن كَانَ اخترعه فَأحْسن وكلا الْكَلَامَيْنِ مِمَّا يقْرَأ مقلوباً واجتمعا يَوْمًا فِي موكب السُّلْطَان وَقد انْتَشَر الْغُبَار لِكَثْرَة الفرسان بِمَا سد الفضاء فأنشده الْعِمَاد فِي الْحَال مرفل الْكَامِل (أما الْغُبَار فَإِنَّهُ ... مِمَّا أثارته السنابك) (والجو مِنْهُ مظلم ... لَكِن أنار بِهِ السنابك) (يَا دهر لي عبد الرحي ... ر فلست أخْشَى مس نابك) قلت لَيْسَ بَين الثَّالِث وَمَا قبله علاقَة وَإِنَّمَا الجناس اضطره إِلَى ذَلِك وَلما مَاتَ الْوَزير عون الدّين اعتقل الْعِمَاد فِي جملَة من اعتقل لإنه كَانَ يَنُوب عَنهُ فِي نظر وَاسِط فَكتب إِلَى عماد الدّين ابْن رَئِيس الرؤساء استاذ دَار المستنجد بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ الْكَامِل (قل للْإِمَام علام حبس وَلِيكُم ... أولُوا جميلكم جميل ولائه أوليس إِذْ حبس الْغَمَام وليه ... خلى أَبوك سَبيله بدعائه) وَهَذَا الْمَعْنى فِي غَايَة الْحسن لإنه أَشَارَ إِلَى قصَّة الْعَبَّاس فِي الاسْتِسْقَاء وَدُعَاء عمر ابْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ بِالْعَبَّاسِ فامطروا وَكَانَ إِذا دخل عَلَيْهِ من يعودهُ فِي مَرضه ينشد مجزوء الْخَفِيف (أَنا ضيف بربعكم ... أَيْن أَيْن المضيف)

(أنكرتني معارفي ... مَاتَ من كنت أعرف) قَالَ شمس الدّين مَحْمُود الْمروزِي كنت بِحَضْرَة القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله وَكَانَ الْعِمَاد الْكَاتِب حَاضرا عِنْده فَلَمَّا انْفَصل قَالَ الْفَاضِل للْجَمَاعَة بِمَ تشبهون الْعِمَاد وَكَانَ عِنْده فَتْرَة عَظِيمَة وجمود فِي النّظر وَالْكَلَام فَإِذا أَخذ الْقَلَم أَتَى بالنثر وَالنّظم فكلهم شبهه بِشَيْء فَقَالَ مَا أصبْتُم هُوَ كالزناد ظَاهره بَارِد وباطنه فِيهِ نَار وَمن شعر الْعِمَاد الْكَاتِب السَّرِيع (اقنع وَلَا تطمع فَإِن الْفَتى ... كَمَاله فِي عزة النَّفس) (وَإِنَّمَا ينقص بدر الدجى ... لأَخذه النُّور من الشَّمْس) وَمِنْه أَيْضا مجزوء الرجز (أبصرني مبلبلا و ... فِي الغرام ممتحن) (فَقَالَ من قَاتله ... قلت لَهُ قَائِل من) أَخذه من قَول الأول وَهُوَ مَشْهُور الرجز (قَالَت لترب مَعهَا مُنكرَة ... لوقفتي هَذَا الَّذِي نرَاهُ من) (قَالَت فَتى يشكو الْهوى متيماً ... قَالَت بِمن قَالَت بِمن قَالَت بِمن) وَمِنْه قَول أبي الطّيب الْكَامِل (قَالَت وَقد رَأَتْ اصفراري من بِهِ ... وتنهدت فأجبتها المتنهد) وَمن شعر الْعِمَاد الطَّوِيل (وَمَا هَذِه الْأَيَّام إِلَّا صَحَائِف ... نورخ فِيهَا ثمَّ تمحي وتمحق) (وَلم أر فِي دهري كدائرة المنى ... توسعها الآمال والعمر ضيق) وصنف الْبَرْق الشَّامي وَهُوَ مَجْمُوع تَارِيخ بَدَأَ فِيهِ بِذكر نَفسه واتصاله بِخِدْمَة نور الدّين وَصَلَاح الدّين وَسَماهُ بذلك لإنه شبه تِلْكَ الْأَيَّام لطيبتها وسرعتها بالبرق وَهُوَ فِي سبع مجلدات وَالْفَتْح الْقُدسِي وَيُقَال إِنَّه لما عرضه على الْفَاضِل قَالَ سمه الْفَتْح القسي فِي الْفَتْح الْقُدسِي قلت) وَلَو قَالَ الْفَتْح الْقُدسِي فِي الْفَتْح الْقُدسِي لَكَانَ أحسن لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لحسان روح الْقُدس ينفث فِي روعك ونصرة الفترة وعصرة القطرة تَارِيخ الدولة السلجوقية والبرق الشَّامي فِي أَخْبَار صَلَاح الدّين وفتوحه وأحواله وحوادث الشَّام فِي أَيَّامه وَكتاب خطْفَة البارق وعطفة الشارق وَكتاب عتب الزَّمَان فِي عُقبى الْحدثَان وأخبار الْمُلُوك السلجوقية ونحلة الرحلة وَحلية العطلة وخريدة الْقصر وجريدة الْعَصْر والذيل عَلَيْهَا ورأيتها بِخَطِّهِ وَيُقَال إِنَّه لما فرغ مِنْهَا جهزها إِلَى القَاضِي الْفَاضِل فِي ثَمَانِيَة اجزاء فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا مَا أَعْجَبته وَقَالَ أَيْن الْآخرَانِ لِأَنَّهُ قَالَ خري ده يَعْنِي خرى عشرَة لِأَن ده بالعجمي عشرَة وَمن هُنَا أَخذ ابْن سناء

عز الدين ابن القيسراني محمد بن محمد بن خالد

الْملك قَوْله فِيهَا السَّرِيع (خريدة أفية من نتنها ... كَأَنَّهَا من بعض أنفاسه) (فنصفها الأول فِي ذقنه ... وَنِصْفهَا الآخر فِي رَأسه) وَرَأَيْت مكاتبات القَاضِي الْفَاضِل إِلَيْهِ جُزْءا والعماد رَحمَه الله طَوِيل النَّفس فِي رسائله وقصائده وَله ديوَان دوبيت وَلما التقى الْعِمَاد الْفَاضِل على حمص مدحه بقصيدة فَدخل على صَلَاح الدّين وَقَالَ لَهُ غَدا تَأْتِيك تراجم الْأَعَاجِم وَمَا يحلهَا مثل الْعِمَاد فَقَالَ لَهُ مَالِي عَنْك مندوحة أَنْت كاتبي ووزيري وَرَأَيْت على وَجهك الْبركَة فَإِذا استكتبت غَيْرك تحدث عَنْك النَّاس فَقَالَ هَذَا يحل التراجم وَرُبمَا أغيب أَنا فَإِذا غبت قَامَ مقَامي وَقد عرفت فَضله وخدمته لنُور الدّين فاستخدمه 3 - (عز الدّين ابْن القيسراني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَالِد) ابْن مُحَمَّد بن نصر بن صَغِير بن داعر عز الدّين أَبُو حَامِد المَخْزُومِي الْحلَبِي ابْن القيسراني الْكَاتِب الْمَشْهُور مولده بحلب الْحَادِي وَالْعِشْرين من شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة سمع بحلب من ابْن طبرزذ وَحدث عَنهُ وَتقدم عِنْد الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين الصَّغِير وخدمه مُدَّة وولاه نظر دواوين الشَّام ووزر لَهُ وَكَانَ رَئِيسا مبجلاً مقدما سليم الصَّدْر دمث الْأَخْلَاق حسن الظَّن بالفقراء والصلحاء توفّي بِدِمَشْق فِي تَاسِع عشْرين شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَدفن بجبل قاسيون 3 - (ابْن ظفر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ظفر) الصّقليّ حجَّة الدّين أَبُو عبد الله أحد الأدباء الْفُضَلَاء ولد بصقلية وَنَشَأ بِمَكَّة واستوطن بحماة) وَتوفى بهَا سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَلم يزل يكابد الْفقر إِلَى أَن مَاتَ زوّج ابْنَته من الضَّرُورَة بِغَيْر كفؤ فسافر بهَا وأباعها فِي الْبِلَاد وَكَانَ ابْن ظفر قصير الْقَامَة ذميم الْخلق غير أَنه صبيح الْوَجْه جرت بَينه وَبَين الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ مناظرة فِي النَّحْو واللغة فأورد عَلَيْهِ مسَائِل فِي النَّحْو فَلم يمش فِيهَا فَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين أعلم مني بالنحو وَأَنا أعلم مِنْهُ باللغة فَقَالَ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ الأول مُسلم وَالثَّانِي مَمْنُوع وَمن تصانيفه سلوان المطاع صنّفه لأحد القواد بصقلية سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَكتاب انباء نجباء الْأَبْنَاء وَخير الْبشر بِخَير الْبشر والحاشية على درة الغواص وَشرح المقامات الحريرية شرحين كبيرأ وصغيرا وَكتاب تَفْسِير الْقُرْآن اثْنَا عشر مجلداً كتاب الِاشْتِرَاك اللّغَوِيّ والاستنباط الْمَعْنَوِيّ كتاب ينبوع الْحَيَاة أساليب الْغَايَة فِي أَحْكَام آيَة الْجنَّة من فرق أهل السّنة فِي الِاعْتِقَاد كتاب المعادات فِي الِاعْتِقَاد أَيْضا كتاب التشحين فِي أصُول الدّين كتاب معاتبة

الشريف المرتضى ليس أخ الرضى محمد بن محمد بن زيد بن علي

الجرئ على معاقبة البريء كتاب ملح اللُّغَة فِيمَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ على حُرُوف المعجم كتاب كشف الكسف فِي نقض الْكتاب الْمُسَمّى بالكسف والأنباء عَن الْكتاب الْمُسَمّى بالأحياء كتاب مَالك الْأَذْكَار فِي مسالك الأفكار الخوذ الواقية والعوذ الراقية فِي الْوَعْظ كتاب نصائح الذكرى أرجوزة فِي الْفَرَائِض وَالْوَلَاء كتاب أكسير كيمياء التَّفْسِير كتاب الْإِشَارَة إِلَى علم الْعبارَة كتاب الْقَوَاعِد وَالْبَيَان مُخْتَصر فِي النَّحْو وَمن شعره الْخَفِيف (أَيهَا المستجيش من السن الو عاظ قد أسهبوا وَمَا أيقظوكا) (هاك بَيْتا يُغْنِيك عَن كل سجع ... وقريض كَانُوا بِهِ وعظوكا) (لَا تشاغل بِالنَّاسِ عَن ملك النا س فلولا نعماه مَا لحظوكا) وَمِنْه المتقارب (بباء الْبَرَاءَة عِنْد الغلو ... وسين سروري بالمعرفة) (وبالميم من مرحى عِنْد مَا ... تبشرني آيَة أَو صفة) (أقل عَبدك المذنب المستجير ... بعفوك من سوء مَا أسلفه) وتصانيفه مليحة وَمن شعره الطَّوِيل (حَملتك فِي قلبِي فَهَل أَنْت عَالم ... بأنك مَحْمُول وَأَنت مُقيم) (إِلَّا أَن شخصا فِي فُؤَادِي مَحَله ... واشتاقه شخص على كريم) ) وَرَأَيْت بَعضهم يَقُول ابْن ظفر بِضَم الظَّاء وَالْفَاء وَالْأول أشهر وَالله أعلم 3 - (الشريف المرتضى لَيْسَ أَخ الرضى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ) ابْن مُوسَى بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن عَليّ بن أبي طَالب الشريف أَبُو الْحسن وَأَبُو الْمَعَالِي ذُو الشرفين الْعلوِي الْحُسَيْنِي ولد بِبَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي الْقَاسِم الحرقي وَأبي عبد الله الْمحَامِلِي وَالْبرْقَانِي وَطَلْحَة الْكِنَانِي وَمُحَمّد بن عِيسَى الهمذاني وَابْن شَاذان وَابْن بَشرَان وَطَائِفَة وَتخرج بالخطيب ولازمه وروى الْخَطِيب شَيْخه عَنهُ ورزق حسن التصنيف وَسكن آخر عمره سَمَرْقَنْد وَقدم بَغْدَاد وأملى بهَا وَكَانَ كثير الإيثار ينْفد فِي كل سنة إِلَى جمَاعَة من الْعلمَاء ألف دِينَار أَو خمس مائَة دِينَار أَو أَكثر أَو أقل وَيَقُول هَذِه زَكَاة مَالِي وَكَانَ يملك قَرِيبا من أَرْبَعِينَ قَرْيَة قبض عَلَيْهِ ملك سَمَرْقَنْد الْخضر خاقَان وَاصْطفى أَمْوَاله وضياعه فَصَبر وَحمد الله وَقيل منع من الطَّعَام إِلَى أَن مَاتَ جوعا قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْجَوْهَرِي رَأَيْت السَّيِّد المرتضي أَبَا الْمَعَالِي بعد مَوته وَهُوَ فِي الْجنَّة وَبَين يَدَيْهِ طَعَام وَقيل لَهُ أَلا تَأْكُل فَقَالَ لَا حَتَّى يَجِيء ابْني فَإِنَّهُ غَدا يَجِيء فَلَمَّا انْتَبَهت وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة بَيَاض وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة قتل ابْنه أَبُو الرِّضَا ذَلِك الْيَوْم وَتُوفِّي المرتضى الْمَذْكُور سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده الأطهر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد فِي حرف الْهمزَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الفرضي الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي حنيفَة) الفرضي البغداذي نقلت من خطّ

القاضي أبو الوفاء الأصبهاني محمد بن محمد بن أبي الوفاء

مُسْتَوفى إربل قَالَ هُوَ مؤدبي ورد إربل ومدح وَالِدي فنقلة لتأديبي عَلَيْهِ فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَتوجه مَعَ المغيث والقاهر وَلَدي الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب وَركب الْبَحْر بالاسكندرية فَهبت ريح سَوْدَاء مُنْتِنَة مرض مِنْهَا جمَاعَة وَكَانَ مِنْهُم فَمَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَذكر أَنه كَانَ أَولا مَعَ الفتاك الشطار وَأَنه حبس مُدَّة سَبْعَة عشر سنة وَأَنه كتب فِي الْحَبْس نيفاً وَسِتِّينَ مُصحفا وَكتب للوزير ابْن هُبَيْرَة مُصحفا لطيفاً وَقدمه فَقَالَ يَنْبَغِي قطع يَده لكتابته هَذَا فِي هَذَا الْقدر وَأورد لَهُ شعرًا كثيرا مِنْهُ قَوْله الرمل (إِنَّمَا كَانَ ولوعى طَمَعا ... والردى لَا شكّ عُقبى الطمع) (إِن من أسكنتهم فِي كَبِدِي ... وانطوت صونا عَلَيْهِم اضلعي) (عرفُوا موضعهم من مهجتي ... فأضاعوا بالتجافي موضعي صَاحب الْأَرْبَعين الطائية مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح بن أبي جَعْفَر الطَّائِي الهمذاني صَاحب الْأَرْبَعين الطائية توفّي سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة) ) 3 - (القَاضِي أَبُو الْوَفَاء الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء) القَاضِي الْأَصْبَهَانِيّ ولي الْقَضَاء بعسكر مكرم ودرس بالنظامية وَكَانَ حسن السِّيرَة فَاضلا من شعره المتقارب (إِذا لَاحَ من أَرْضكُم برقة ... شممت الْوِصَال بإقبالها) (وَلَو حَملتنِي الصِّبَا نحوكم ... تعلق روحي بأذيالها) توفّي سنة سِتّ وَقيل سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن قزمي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن) أَبُو المظفر الْخَطِيب الاسكافي يعرف بِابْن قزمي بِالْقَافِ وَالزَّاي وَبعدهَا مِيم وياء قَالَ ابْن النجار هَكَذَا رَأَيْته مُقَيّدا بِخَط ابْن الخشاب قلت بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي وَالْمِيم الْمُشَدّدَة قَالَ صَاحب انموذج الْأَعْيَان هُوَ من أهل الْقُرْآن وَالْأَدب لَهُ شعر رائق وَلَفظ مطبوع كَانَ يؤم بالوزير أبي الْقَاسِم عَليّ بن طراد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي من شعره مجزوء الرمل (لي حبيب لِأَن عطفا ... ليته لَو لِأَن عطفا) (أَن قلبِي فِي هَوَاهُ ... فِي حريق لَيْسَ يطفا) (منيتي تَقْبِيل عَيْني ... هـ وصحن الخد ألفا) وَأورد لَهُ ابْن النجار مجزوء الْكَامِل (إِن لي زَوْجَة سوء ... بخليق مَا كستني) فَإِذا احتجت إِلَيْهَا لفراشي مَا كستني

ابن الخراساني محمد بن محمد بن الحسين

وَتُوفِّي ابْن قزمي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الْخُرَاسَانِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن) ابْن الْخُرَاسَانِي أَبُو عبد الله من أهل بَاب الْمَرَاتِب وَمن أَوْلَاد الْمُحدثين سمع فِي صباه من عبد الْحق بن عبد الْخَالِق بن أَحْمد بن يُوسُف وَسمع الْكثير من أبي السعادات نصر الله بن عبد الرَّحْمَن الْقَزاز وَمن بعده من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي غَالب ابْن الْبناء وَأبي الْعِزّ ابْن كادش وأمثالهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَهُوَ خطّ حسن قَالَ ابْن النجار كتب لي كثيرا وَتُوفِّي سنة سِتّ وست مائَة قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي فِي الْمَنَام أنْشد لنَفْسي الْخَفِيف (غردت فِي الإراك أيكة سلع ... فَوق غُصْن سقيته مَاء دمعي) ) (فاعتراني إِلَى الحبيب اشتياق ... وتذكرت موقفي بِالربعِ) (يَا عذولي دع عَنْك لومي فَإِنِّي ... عَن ملام العذول قد صم سَمْعِي) 3 - (ابْن النَّرْسِي الشَّاعِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي حَرْب) ابْن عبد الصَّمد أَبُو الْحسن ابْن النَّرْسِي الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب الشَّاعِر ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة سمع وروى وَله ديوَان شعر وَله نثر ونوادر سائرة وَكَانَ من ظرفاء بَغْدَاد وَأَقْعَدَهُ الزَّمَان ومسه الْفقر وكسدت سوقه قَالَ ابْن النجار كَانَ نَاظرا على عقار الْخَلِيفَة وَمن شعره (الْبَسِيط لَيْت العواذل للعذال مَا خلقُوا ... كم عذبُوا بأليم اللوم مشتاقا) (أشجاه نوح حمامات فصاغ لَهَا ... من أسود الْعين يَوْم الْبَين أطواقا) (وَبَات يرْعَى احمرار النَّجْم يحسبه ... فِي اللَّيْل سقط زناد مس حراقا) (والأزرق اللَّوْن كالكبريت ذِي شعب ... اطرقن عِنْد اقتباس مِنْهُ أطراقا) وَقَالَ يرثي امْرَأَته الْكَامِل (لما تعذر أَن أكون بهَا الفدا ... فتعيش بعدِي أَو نموت جَمِيعًا) (اتبعتها حلل الشَّبَاب فَمَا بَقِي ... فسواد عَيْني قد أذيب دموعا) 3 - (أَخُو الرَّافِعِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم) ابْن الْفضل أَبُو الْفَضَائِل الرَّافِعِيّ الْقزْوِينِي نزيل بَغْدَاد أَخُو الإِمَام الْعَلامَة أَمَام الدّين الرَّافِعِيّ صَاحب شرح الْوَجِيز ولد فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة وَسمع من جمَاعَة وَولي مشارفة النظامية وأوقافها وَنفذ رَسُولا إِلَى بعض النواحي وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ من الْفِقْه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْأَدب وَكَانَ ضَعِيف الْخط جدا صَدُوقًا وَله معرفَة حَسَنَة بِالْحَدِيثِ 3 - (الْوَزير القمي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم) ابْن برز الْوَزير مؤيد الدّين أَبُو الْحسن القمي البليغ الْكَاتِب قَالَ ابْن النجار قدم بَغْدَاد صُحْبَة الْوَزير ابْن القصاب وَكَانَ بِهِ خصيصاً فَلَمَّا توفّي قدم بَغْدَاد وَقد سبقت لَهُ معرفَة بالديوان ورتب ابْن مهْدي فِي الوزارة ونقابة الطالبيين اخْتصَّ بِهِ أَيْضا وَكَانَا جارين فِي قُم وَلما مَاتَ أَبُو طَالب بن زِيَادَة كَاتب الْإِنْشَاء رتب القمي مَكَانَهُ

أبو الخطاب الطبيب محمد بن محمد ابن أبي طالب

وَلم يُغير هَيْئَة الْقَمِيص والشربوش على قَاعِدَة الْعَجم ثمَّ نَاب أَبُو الْوَلِيد ابْن أمسينا فِي الوزارة وعزل فِي سنة سِتّ وست مائَة فَردَّتْ النِّيَابَة) وَأُمُور الدِّيوَان إِلَى القمي وَنقل إِلَى دَار الوزارة وَلما ولي الظَّاهِر الْخلَافَة أقره على حَاله وَكَذَلِكَ الْمُسْتَنْصر قربه وَرفع قدره وَحكمه فِي الْبِلَاد والعباد وَلم يزل فِي سعده إِلَى أَن عزل وسجن هُوَ وَابْنه بدار الْخلَافَة فَمَاتَ الابْن أَولا وَأَبوهُ بعده فِي سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة وَكَانَ كَاتبا بليغاً فَاضلا كَامِل الْمعرفَة بالإنشاء يكْتب بالعربي والعجمي كَيفَ أَرَادَ وَيحل المترجم المغلق وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مليح الْوَجْه تخافه الْمُلُوك وترهبه الْجَبَابِرَة وَله يَد باسطة فِي النَّحْو واللغة ومشاركة فِي الْعُلُوم 3 - (أَبُو الْخطاب الطَّبِيب مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أبي طَالب) أَبُو الْخطاب قَالَ ابْن أبي أصيبعة مقَامه بِبَغْدَاد قَرَأَ صناعَة الطِّبّ عَليّ أبي الْحسن سعيد بن هبة الله وَكَانَ متميزاً فِي الطِّبّ وَعَمله وَرَأَيْت خطه على كتاب من تصانيفه قد قريء عَلَيْهِ وَهُوَ كثير اللّحن يدل على أَنه لم يسْتَعْمل شَيْئا من الْعَرَبيَّة وَكَانَ تَارِيخه لذَلِك فِي تَاسِع شهر رَمَضَان سنة خمس مائَة وَله كتاب الشَّامِل فِي الطِّبّ جعله على طَرِيق الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب فِي الْعلم وَالْعَمَل وَهُوَ يشْتَمل على ثَلَاث وَسِتِّينَ مقَالَة 3 - (ذُو المناقب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْقسم) ابْن أَحْمد بن خذيو الأخسيكتي أَبُو الْوَفَاء الْمَعْرُوف بِذِي المناقب أَخُو الْأَكْبَر ذِي الْفَضَائِل وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه أَحْمد قَالَ السلَفِي كَانَ أديباً فَاضلا عَالما وقورا بهيا صَالحا صائنا عَارِفًا بالأدب حسن الشّعْر أَكثر شعره فِي الْحِكْمَة وَكَانَ يعرف التواريخ وأحوال الرِّجَال وصنف فِيهَا شَيْئا وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة وَمن شعره الْكَامِل (مَالِي وللظل الْمُحِيل بمنعج ... وَلذكر ملتفت الغزال الأدعج) (بيني وَبَين اللَّهْو مُنْذُ عَرفته ... حرج الْعَفِيف وعفة المتحرج) (غَيْرِي يشق على الغيور جواره ... ويحول حول الْبَين كالمتولج) (جرت الْقَضِيَّة بِالسَّوِيَّةِ بَيْننَا ... لَا صَدره حرج وَلَا قلبِي شج) 3 - (ابْن السّكُون الْكَاتِب الْحلِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ثَابت) ابْن السّكُون الْكَاتِب الْحلِيّ أورد لَهُ صَاحب انموذج الْأَعْيَان قصيدة أنشدها لَهُ أَولهَا الطَّوِيل (نعم هَذِه أطلال مي دوارس ... فدمعي لَهَا جَار وطرفي ناكس)

ابن مشق محمد بن محمد بن المبارك

مِنْهَا الطَّوِيل) (بنفسي من هام الْفُؤَاد بذكرها ... ونافسني فِيهَا الغيور المنافس) (كَأَن بفيها قرقفاً وَكَأَنَّهَا ... حَيَاء إِذا مَا غضت الطّرف ناعس) (لَهَا فَاحم ضاف على الحجل سابغ ... وَوجه يضاهي الْبَدْر لِلْعَقْلِ خالس) 3 - (ابْن مشق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك) ابْن مُحَمَّد بن مشق بِفَتْح الْمِيم وَكسر الشين الْمُعْجَمَة الْمُشَدّدَة وَالْقَاف أَبُو نصر ابْن الْمُحدث أبي بكر الْبَغْدَادِيّ توفّي شَابًّا سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (الخاتوني الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن) أَبُو المظفر الخاتوني الْأَصْبَهَانِيّ الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب أحد الشُّعَرَاء سمع وروى توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن النجار من سَاكِني دَار الْخلَافَة كَانَ كَاتبا فَاضلا أديباً حسن الْأَخْلَاق خدم عدَّة من الْأُمَرَاء ثمَّ نظر فِي أَعمال قوسان وَبعدهَا فِي دجيل ثمَّ انْعَزل وَلزِمَ بَيته وَأورد لَهُ من أَبْيَات المتقارب (لقد هاج لي الْبَين حزنا طَويلا ... وحملني الْبَين عبئاً ثقيلاً) (واذكرني الْبَرْق سفح الغوير ... وَتلك القفار وَتلك الهجولا) (وَمثل لي وقفات الحجيج ... وجوب الفلا عنقًا أَو ذميلا) (فأذريت دمعي لَعَلَّ الدُّمُوع ... تبل غليلاً وتروي عليلا) (فَمَا بلغت بعض مَا نلته ... وَمَا هُوَ امراً أرَاهُ منيلا) (لِأَنِّي أروم شِفَاء الجوى ... وَقد أوحش الْبَين تِلْكَ السبيلا) 3 - (ابْن ابْن الْأَنْبَارِي الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأَنْبَارِي) ابْن الْأَنْبَارِي أَبُو الْفرج صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِبَغْدَاد نَاب فِي الوزارة وَكتب الْإِنْشَاء سَبْعَة عشر عَاما وأشهراً وَكَانَ نَاقص الْفَضِيلَة ظَاهر الْقُصُور فِي الترسل وَإِنَّمَا روعى لأجل وَالِده سديد الدولة مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم وَسَيَأْتِي ذكر سديد الدولة توفّي مُحَمَّد الْمَذْكُور سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن مواهب الشَّاعِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مواهب) أَبُو الْعِزّ ابْن الْخُرَاسَانِي الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر صَاحب الْعرُوض ومصنف النَّوَادِر المنسوبة إِلَى حِدة الخاطر قَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور الجواليقي وَله ديوَان شعر فِي خَمْسَة عشر مجلداً) قَالَه الْعِمَاد الْكَاتِب ومدح الْخُلَفَاء والوزراء وَله مصنفات أدبية وَتغَير ذهنه آخر عمره وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة وَله اثْنَان وَثَمَانُونَ سنة أورد لَهُ ابْن النجار مَا يكْتب على كمران مجزوء الرمل (أَنا مَحْسُود من النَّاس ... على أَمر عَجِيب)

قوس الندف ابن القلاس محمد بن محمد بن سعد الله

(أَنا مَا بَين قضيب ... ينثني فَوق كثيب) وَقَوله الْخَفِيف (أَنا رَاض مِنْكُم بأيسر شَيْء ... يرتضيه لعاشق معشوق) بِسَلام على الطَّرِيق إِذا مَا جمعتنَا بالِاتِّفَاقِ الطَّرِيق وَقَوله مخلع الْبَسِيط (إِن شِئْت إِن لَا تعد غمرا ... فَخَل زيدا مَعًا وعمرا) (واستعن بِاللَّه فِي أُمُور ... مَا زلن طول الزَّمَان أمرا) (وَلَا تخَالف مدى اللَّيَالِي ... حَتَّى الْمَمَات أمرا واقنع بِمَا راج من طَعَام ... وألبس إِذا مَا عريت طمرا) 3 - (قَوس الندف ابْن القلاس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعد الله) ابْن القلاس بِالْقَافِ وَالسِّين الْمُهْملَة الْبَغْدَادِيّ الْكَرْخِي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن ملاوي ويلقب قَوس الندف عَاشَ دهرا ومدح المستنجد وَحكى أَنه رجل تائه معجب بِنَفسِهِ وجودة شعره وَهُوَ خَارج الشكل وَالْمعْنَى والْحَدِيث ذُو طبع جَاف وَربع عاف وَرُبمَا ندر لَهُ الْجيد من شعره توفّي سنة تسعين وَخمْس مائَة قَالَ من قصيدة يمدح برهَان الدّين الْوَاعِظ الغزنوي الْكَامِل (يَا موقظ العزمات من سنة الْكرَى ... بنواله والباخلون نيام) (ومبصر الجهلاء مَنْهَج رشدهم ... من بعد مَا قتحموا الضلال وعاموا) (خلبتهم مِنْك المواعظ مثل مَا ... خلبت فؤاد العاشق الآرام) (فَهموا بفهمك مَعَ بلادة فهمهم ... مَا لَا تحيط بِبَعْضِه الأوهام) 3 - (النجاد المقريء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) أَبُو طَالب النجاد المقريء بغدادي سَافر إِلَى شيراز واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَلَاث مائَة حدث عَن أبي الْقَاسِم عبد الله الْبَغَوِيّ وَأبي مُحَمَّد ابْن يحيى بن صاعد) وَأبي بكر عبد الله بن أبي دَاوُد السجسْتانِي وَأبي عبد الله ابراهيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة نفطويه النَّحْوِيّ وَغَيرهم وروى عَنهُ يحيى بن أَحْمد بن جَعْفَر الشرابي أَبُو الْحسن الْمُحْتَسب وَعبد الْعَزِيز بن عبد الله الشِّيرَازِيّ 3 - (أَبُو عَليّ ابْن الْمسلمَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) ابْن مُحَمَّد بن عمر بن الْمسلمَة أَبُو عَليّ ابْن أبي جَعْفَر من أَوْلَاد الْمُحدثين هُوَ وَأَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَكَانَ أَبُو عَليّ زاهدا متعبدا لَهُ كرامات سمع جده أَحْمد وهلال بن مُحَمَّد الحفار وَعلي بن مُحَمَّد بن بَشرَان وأخاه أَبَا الْقَاسِم عبد الْملك وَأَبا عَليّ الْحسن بن شَاذان وَأَبا الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عمر الحمامي وروى عَنهُ

ابن الشبلي محمد بن محمد بن أحمد

أَبُو غَالب أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْقَاسِم اسماعيل ابْن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن هبة الله بن عبد السَّلَام توفّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الشبلي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) ابْن عَليّ بن الشبلي الْقصار أَبُو بكر ابْن أبي الْغَنَائِم المدير من أهل بَاب الْبَصْرَة سمع أَبَا عَليّ الْحسن بن شَاذان وَأَبا الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله الْحرفِي وَأَبا بكر أَحْمد بن غَالب البرقاني وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب ابْن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَأَبُو مُحَمَّد الْمُبَارك بن أَحْمد بن بركَة الْكِنْدِيّ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الحساس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) ابْن مُحَمَّد بن الجبان أَبُو عبد الله ابْن أبي الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن اللحاس من أهل الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ روى شَيْئا يَسِيرا عَن عَمه مَنْصُور بن أَحْمد وَعَن أبي عَليّ بن الشبلي وروى عَنهُ وَلَده أَبُو الْمَعَالِي 3 - (ابْن الْمُهْتَدي الْخَطِيب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) ابْن مُحَمَّد بن المهتدى بِاللَّه أَبُو عبد الله أَخُو الشريف أبي الْغَنَائِم كَانَ أحد الخطباء بِبَغْدَاد توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْغَنَائِم بن الْمُهْتَدي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) ابْن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي بِاللَّه أَبُو الْغَنَائِم ابْن أبي الْحسن الشَّاهِد أَخُو الْخَطِيب الْمَذْكُور وخطب بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَ من أَعْيَان الشُّهُود سمع أَبَاهُ وَأَبا الْحسن عَليّ بن عمر الْقزْوِينِي الزَّاهِد) وَالْقَاضِي أَبَا الطّيب الطَّبَرِيّ وَأَبا الْقَاسِم عبيد الله بن لولو الْوراق وَأَبا مُحَمَّد الْحسن الْجَوْهَرِي وَأَبا اسحاق ابراهيم بن عمر بن أَحْمد الْبَرْمَكِي وروى عَنهُ الْأَئِمَّة والحفاظ من سَائِر الْبِلَاد كَأبي نصر الْحسن بن مُحَمَّد اليونارتي وَأبي طَاهِر السلَفِي وَأبي الْفضل ابْن نَاصِر وَأبي الْمُعْتَمِر الْأنْصَارِيّ وَأبي الْقَاسِم ذَاكر الْخفاف وَأبي طَاهِر ابْن المعطوش وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ توفّي سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الرسولي الْفَقِيه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) ابْن الْقسم بن الرسولي أَبُو السعادات الْبَغْدَادِيّ سَافر إِلَى خُرَاسَان وجال فِي الْبِلَاد وَسكن اسفرايين بِآخِرهِ إِلَى حِين وَفَاته سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة كَانَ فَقِيها شافعياً يتَكَلَّم فِي الْخلاف وَله معرفَة بالأدب وَله النّظم سمع أَبَا مُحَمَّد جَعْفَر بن أَحْمد السراج وَأَبا الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن بَيَان وَحدث بنيسابور روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَمن شعره الْبَسِيط (يَا سادتي مَا سلا قلبِي محبتكم ... وَلست فِي زمرة السالين معدودا) (أَيَّام عمري مَا زَالَت بقربكم ... بيضًا فحين نأيتم أَصبَحت سُودًا) (فقد رثى لي عدوي بعد فرقتكم ... وطالما كنت مغبوطا ومحسودا) (ذممت عيشي مذ فَارَقت قربكم ... من بعد مَا كَانَ مشكوراً ومحمودا) قلت هُوَ شعر فَوق المنحط وَدون الْوسط وَالثَّانِي أَخذه من ابْن زيدون حَيْثُ يَقُول الْبَسِيط (حَالَتْ لفقدكم أيامنا فغدت ... سُودًا وَكَانَت بكم بيضًا ليالينا)

أبو الخطاب البطائحي محمد بن محمد بن أحمد المضري

3 - (أَبُو الْخطاب البطائحي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد المضري) أَبُو الْخطاب الشَّاعِر من أهل البطائح قدم بَغْدَاد كتب عَنهُ الْمُبَارك بن كَامِل وروى عَنهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وروى عَنهُ عبد الرَّحِيم ابْن الْأُخوة من شعره مَا أوردهُ ابْن النجار 3 - (السَّرِيع) (يَا قاتلي ظلما بِلَا زلَّة ... مَا كَانَ أولاك بِأَن ترحما) (جعلت خدي ظَالِما فِي الْهوى ... للدمع أَرضًا وجفوني سما) (شربت من فِيك بِلَا رَقَبَة ... كأساً دهاقاً من سلاف اللمى) (وَلست أروى من شراب ... إِذا شربته زِدْت إِلَيْهِ ظما) ) (لَا اكتحلت عَيْنَايَ إِن أَبْصرت ... غَيْرك فِي الْعَالم إِلَّا عمى) وَأورد لَهُ بِسَنَد يتَّصل بِهِ قَوْله الْبَسِيط (يَا رَاقِد الْعين عَيْني فِيك ساهرة ... وفارغ الْقلب قلبِي مِنْك ملآن) (إِنِّي أرى مِنْك عذب الثغر عذبني ... وَأَيْقَظَ الجفن جفن مِنْك وَسنَان) قلت هَذَانِ البيتان فِي الذرْوَة من النّظم والأبيات الْمُتَقَدّمَة فِي الحضيض وَمن الْعجب أَنَّهُمَا تنازعهما الشُّعَرَاء وتجاذبوا هدابهما وأغاروا عَلَيْهِمَا فَقَالَ ابْن التعاويذي من قصيدته الْمَشْهُورَة الْبَسِيط (غال من الْهم فِي خلخاله حرج ... فقلبه فارغ وَالْقلب ملآن) (يذكي الجوى بَارِد من رِيقه شبم ... ويوقظ الطّرف طرف مِنْهُ وَسنَان) وَأَبُو الْخطاب مُتَقَدم الزَّمَان على ابْن الساعاتي لِأَن ابْن النجار روى شعره عَن ثَلَاثَة عَنهُ وروى شعر ابْن التعاويذي عَن وَاحِد عَنهُ أَنْشدني الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي من لَفظه قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الْملك العزازي قصيدته الَّتِي أَولهَا الْبَسِيط (دمي بأطلال ذَات الْخَال مطلول ... وجيش صبري مهزوم ومفلول) مِنْهَا الْبَسِيط (يَا رَاقِد الْعين عَيْني فِيك ساهرة ... وفارغ الْقلب قلبِي مِنْك مَشْغُول) فَغير القافية لَا غير 3 - (الْهمام الْمُرَتّب الحربوي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) الحربوي الْمَعْرُوف بالهمام مُرَتّب الْمدرسَة النظامية روى عَنهُ ابْن النجار قَوْله فِي مثاقف المنسرح (قد سل سيف الثقاف منتضياً ... من بعده مرهفاً من النّظر) (مثاقف من سيوف مقلته ... قد أَصبَحت مهجتي على خطر) (مَا هم فِي شدّ عقد مِئْزَره ... إِلَّا وَقد حل عقد مصطبري)

ابن لنكك محمد بن محمد بن جعفر

(يكَاد فِي حفي من يثاقفه ... بِالسَّيْفِ يُحْصى مغارز الشّعْر) (كَأَنَّمَا ترسه لمبصره ... فِي وَجهه غيمة على قمر) توفّي الْهمام الْمُرَتّب سنة عشرَة وست مائَة وَكَانَ شَابًّا) 3 - (ابْن لنكك مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر) ابْن لنكك بكافين بعد النُّون وَاللَّام أَبُو الْحُسَيْن من أهل الْبَصْرَة كَانَ من النُّحَاة الْفُضَلَاء والأدباء النبلاء روى قصيدة دعبل التائية الَّتِي مدح بهَا أهل الْبَيْت وأولها الطَّوِيل (مدارس آيَات خلت من تِلَاوَة ... ومنزل علم مقفر العرصات) رَوَاهَا عَنهُ أَبُو الْفَتْح عبيد الله بن أَحْمد النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بجخجخ وَلما قدم بَغْدَاد روى عَنهُ الْعلمَاء بهَا وَمن شعره الوافر (زمَان قد تفرغ للفضول ... فسود كل ذِي حمق جهول) (إِذا احببتم فِيهِ ارتفاعاً ... فكونوا جاهلين بِلَا عقول) وَمِنْه الوافر (يعيب النَّاس كلهم الزمانا ... وَمَا لزماننا عيب سوانا) (نعيب زَمَاننَا وَالْعَيْب فِينَا ... وَلَو نطق الزَّمَان إِذا هجانا) (ذئاب كلنا فِي خلق نَاس ... فسبحان الَّذِي فِيهِ برانا) (يعاف الذِّئْب يَأْكُل لحم ذِئْب ... وَيَأْكُل بَعْضنَا بَعْضًا عيَانًا قلت شعر متوسط) 3 - (الشَّعْبَانِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمْهُور) أَبُو الْحسن الشَّعْبَانِي أديب شَاعِر مدح الإِمَام الْقَادِر بِاللَّه وروى عَن أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الشمشاطي شَيْئا من تصانيفه روى عَنهُ أَبُو غَالب مُحَمَّد بن أَحْمد بن بَشرَان الوَاسِطِيّ وَمن شعره قصيدة مدح بهَا الْقَادِر الطَّوِيل (إِلَيْك انْتهى مجد الْخلَافَة وَالْفَخْر ... ولولاك لم يشرف لمملكة قدر) (بمفرقك التَّاج استطال ترفعا ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ فِي ترفعه خطر) (وذلت لَك الْأَيَّام فَهِيَ خواضع ... وَأصْبح منقاداً لسطوتك الدَّهْر) (تدين لياليه لأمرك طَاعَة ... فَلَو تجتوي يَوْمًا لما ضمه شهر) (لَك الشّرف الملحوظ فِي سَابق الذرى ... فَمن رامه أرداه مسلكه الوعر)

ابن الجنيد الأصبهاني محمد بن محمد بن الجنيد

(يخافك من اسكندرية دَاره ... واندلس القصوى وَمن ضمه مصر) (فَمَا مِنْهُم من لَيْسَ مِنْك بِقَلْبِه ... بلابل لَا يخبو لجاحمها جمر) (وَأَنت إِمَام الْحق تَدْعُو إِلَى الْهدى ... فَمَا لامرئ عَنْك انثنى حايداً عذر) ) (فطاعتك الْإِيمَان بِاللَّه وَحده ... وعصيانك الْإِشْرَاك بِاللَّه وَالْكفْر) 3 - (ابْن الْجُنَيْد الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْجُنَيْد) ابْن عبد الرَّحْمَن بن الْجُنَيْد أَبُو مُسلم ابْن أبي الْفتُوح من أهل أَصْبَهَان وَالِد أبي الْفتُوح مُحَمَّد قدم بَغْدَاد حَاجا فِي شبابه سنة عشْرين وَخمْس مائَة مَعَ خَاله أبي غَانِم ابْن زِينَة وَسمع بهَا من شُيُوخ ذَلِك الْوَقْت وَحدث بهَا وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة عَن أبي سعد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُطَرز وَأبي الْفَتْح أَحْمد بن مُحَمَّد الْحداد وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد بن نجوكه وَغَيرهم وَكتب عَنهُ أَبُو بكر الْمُبَارك ابْن كَامِل الْخفاف وعاش هَذَا بعد هَذَا التَّارِيخ سِتِّينَ سنة وَحدث بالكثير بأصبهان وَكتب النَّاس عَنهُ وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (الديناري النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن) ابْن الديناري أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ ذكر مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي أَنه من ولد دِينَار بن عبد الله الرَّاوِي عَن أنس بن مَالك سمع كثيرا وَقَرَأَ بالروايات السَّبع وَعرف الْأَدَب وَحدث بالأخبار الموفقيات للزبير بن بكار عَن أبي عبد الله الْكَاتِب سَمعهَا مِنْهُ عِيسَى ابْن أبي عِيسَى الْقَابِسِيّ وَكتب عَنهُ عَليّ بن الْحسن بن الصَّقْر الذهلي والخطيب أَبُو بكر علق عَنهُ شَيْئا فِي المذاكرة توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن حسنكويه الْفَارِسِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن) ابْن الْحُسَيْن بن حسنكويه بن مرْدَوَيْه ابْن هندويه الْفَارِسِي أَبُو عبد الله ابْن أبي نصر من أهل فَارس سمع بكازرون أَبَا الْفَتْح عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن الْحَاكِم بهَا وبارجان أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن بَلخ الأرجاني وبأصبهان أَبَا بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن ماجة الْأَبْهَرِيّ وَقدم بَغْدَاد شَابًّا واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته سنة سبع وَخمْس مائَة وتفقه على أبي اسحاق الشِّيرَازِيّ وَسمع الحَدِيث الْكثير من أبي الْحُسَيْن بن النقور وَأبي مُحَمَّد عبد الله الصريفيني وَأبي الْقَاسِم عَليّ الْبُشْرَى وَخلق غَيرهم وَله تأليف ومجموعات وتخاريج وَكَانَ فَقِيها فَاضلا روى عَنهُ أَبُو عَامر الْعَبدَرِي وَمُحَمّد بن نَاصِر وَأَبُو معمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو طَالب ابْن خضير 3 - (أَبُو مَنْصُور ابْن المعوج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن) ابْن عبد الله بن السكن أَبُو مَنْصُور الْمَعْرُوف بِابْن المعوج ويلقب بزعيم الكفاة كَانَ حاجباً) بالديوان مُدَّة ثمَّ ولي حجبة بَاب النوبى فِي أَيَّام الْمُقْتَدِي وقلد الْمَظَالِم وَإِقَامَة الْحُدُود والشرطة وبرز خطّ الْخَلِيفَة بتقليده ذَلِك وَصورته وَلما رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا اجْتمع فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن من العفاف والديانة والثقة والصيانة قَلّدهُ الْمَظَالِم وَقد أَخذ عَلَيْهِ تقوى الله سُبْحَانَهُ وطاعته وَالسَّعْي فِي كل مَا يزلفه عِنْده

أبو الحسن ابن القلعي الكاتب محمد بن محمد بن الحسين

ويحظيه ويقربه من أَمِير الْمُؤمنِينَ ويدنيه وَكَانَ أَبُو مَنْصُور يقظاً حازماً وَفِيه شجاعة وَقُوَّة نفس وَله رَغْبَة فِي حسن الذّكر توفّي سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْحسن ابْن القلعي الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن) الْأَوَانِي أَبُو الْحسن الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن القلعي سمع أَبَا الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن الْمَأْمُون وَأَبا عَليّ ابْن الشبل الشَّاعِر وَكتب عَنهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وروى عَنهُ سعد الله بن مُحَمَّد الدقاق وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْحُسَيْن ابْن أبي يعلى الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن) ابْن مُحَمَّد بن خلف بن الْفراء أَبُو الْحُسَيْن ابْن القَاضِي أبي يعلى الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ صنف فِي الأصولين وَالْخلاف وَالْمذهب وطبقات الْحَنَابِلَة وَسمع الْكثير فِي صباه عِنْد وَالِده وجده لأمه جَابر بن ياسين وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الْمسلمَة وَعبد الصَّمد بن الْمَأْمُون وَأبي مُحَمَّد عبد الله الصريفيني وَمُحَمّد بن وشاح الزَّيْنَبِي وَمُحَمّد بن أَحْمد الأنبوشي وَأبي الْحُسَيْن ابْن النقور وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَحدث بِأَكْثَرَ مسموعاته ومجموعاته وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا روى عَنهُ مُحَمَّد بن نَاصِر وَأَبُو عَامر الْعَبدَرِي وابنا أَخِيه أَبُو يعلى مُحَمَّد وَأَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحِيم وَجَمَاعَة كَثِيرُونَ ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو خازم ابْن أبي يعلى الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن) ابْن مُحَمَّد بن خلف بن الْفراء أَبُو خازم ابْن أبي يعلى الْحَنْبَلِيّ أَخُو أبي الْحُسَيْن الْمَذْكُور آنِفا كَانَ أَصْغَر سنا درس الْفِقْه على أبي عَليّ يَعْقُوب بن ابراهيم البرزياني تلميذ وَالِده حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف وصنف التَّبْصِرَة فِي الْخلاف ورؤوس الْمسَائِل وَشرح كتاب الْخرقِيّ وَشهد مَعَ أَخِيه أبي الْحُسَيْن عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن ابْن الدَّامغَانِي وَسمع الحَدِيث فِي صباه من ابْن النقور وجده لأمه جَابر بن ياسين وَأبي جَعْفَر ابْن الْمسلمَة وَأبي الْغَنَائِم ابْن الْمَأْمُون وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَوْلَاده أَبُو يعلى مُحَمَّد وَأَبُو الْفرج عَليّ وَأَبُو) مُحَمَّد عبد الرَّحِيم وَأَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَابْن نَاصِر وَأَبُو النَّجْم الباماوردي وَابْن بوش وَكَانَ زاهداً ورعاً ناسكاً صَدُوقًا أَمينا توفّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو البركات ابْن خَمِيس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن) بن الْقَاسِم بن خَمِيس أَبُو البركات من أهل الْموصل من بَيت مَشْهُور بِالْعلمِ وَالرِّوَايَة قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن أبي نصر أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن طوق الْموصِلِي سمع مِنْهُ أَبُو الْحُسَيْن هبة بن الْحسن بن هبة الله الدِّمَشْقِي وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله بن الشهرزوري ورويا عَنهُ توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (زين الْأَئِمَّة الْحَنَفِيّ الضَّرِير مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن) ابْن صَالح أَبُو الْفضل الضَّرِير الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بزين الْأَئِمَّة كَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بالفقه وناب فِي التدريس عَن قَاضِي الْقُضَاة أبي

ابن بطة والد عبيد الله محمد بن محمد بن حمدان

الْقَاسِم الزَّيْنَبِي بمشهد أبي حنيفَة ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ الغيائية سمع أَبَا الْفضل أَحْمد بن خيرون وَأَبا طَاهِر أَحْمد الكرجي وَأَبا عَليّ أَحْمد البرداني الْحَافِظ وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد ابْن الخشاب وَأَبُو بكر الْخفاف وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن بطة وَالِد عبيد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدَان) ابْن بطة بن عمر بن عِيسَى بن ابراهيم بن سعد بن عتبَة بن فرقد صَاحب رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم أَبُو بكر العكبري وَالِد عبيد الله الْفَقِيه صَاحب المصنفات حدث عَن عبد الله بن الْوَلِيد بن جرير وَغَيره وروى عَنهُ وَلَده فِي مصنفاته 3 - (ابْن أبي الْمليح الْوَاعِظ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خطاب) ابْن عبد الله بن أبي الْمليح أَبُو عبد الله الْوَاعِظ من أهل الحربية سمع الْكثير وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب وَحصل وَكَانَ فَاضلا يعظ النَّاس على الأعواد إِلَّا أَنه كَانَ كذابا ظهر عَلَيْهِ أَشْيَاء أنكرها أَصْحَاب الحَدِيث قَالَ ابْن النجار رَأَيْتهمْ مُجْمِعِينَ على تَركه وَلم يرضه شَيخنَا ابْن الْأَخْضَر توفّي سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (الدباس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُفْيَان) الدباس أَبُو طَاهِر الْفَقِيه أَمَام أهل الرَّأْي بالعراق بغدادي درس الْفِقْه على القَاضِي أبي خازم صَاحب بكر الْعمي قَالَ ابْن النجار وَكَانَ من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة صَحِيح المعتقد تخرج بِهِ) جمَاعَة من الْأَئِمَّة قَالَ بعض الْعلمَاء ترك التدريس آخر عمره وجاور بِمَكَّة وَفرغ نَفسه لِلْعِبَادَةِ إِلَى أَن أَتَاهُ أَجله 3 - (ابْن عباد المقريء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عباد) أَبُو عبد الله المقريء النَّحْوِيّ قَرَأَ على أبي سعيد السيرافي وَجمع كتابا فِي الْوَقْف والابتداء وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ أَحْمد بن الْفرج بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج بن هَارُون توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة ابْن الغزال المقريء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله) ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الغزال أَبُو جَعْفَر ابْن أبي بكر المقريء من أهل أَصْبَهَان سمع الْكثير فِي صباه وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَصَحب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَانْقطع فِي بَيته لَا يخرج إِلَّا لجمعة أَو جمَاعَة وتقنع بِمَا يدْخل لَهُ من ملكه قدم بَغْدَاد وَهُوَ شَاب حَاجا وَحدث بهَا قَالَ ابْن النجار وَسَمعنَا مِنْهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَكَانَ أجل عباد الله الصَّالِحين توفّي بأصبهان سنة عشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو رشيد ابْن الغزال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله) ابْن الغزال أَخُو الْمَذْكُور سمع فِي صباه كثيرا ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وجد واجتهد وَسمع وَقَرَأَ شَيْئا كثيرا على أَصْحَاب أبي على الْحداد وَأبي مَنْصُور ابْن الصَّيْرَفِي وغانم الْبُرْجِي وَأبي عبد الله الدقاق وأمثالهم وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول وَقدم بَغْدَاد وَحج قَالَ ابْن النجار وَسمع من مَشَايِخنَا وَكَانَ يكنى أَبَا رشيد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (أَبُو بكر بن كوتاه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل) ابْن عبد الْوَاحِد أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن كوتاه من أَصْبَهَان من أَوْلَاد الْمُحدثين والحفاظ وَكلهمْ محدثون فضلاء ثِقَات سمع الْكثير من جده وَأبي الْوَقْت السجْزِي وَجَمَاعَة وَسمع مِنْهُ ابْن النجار وَكتبه مليحة الْأُصُول وَكَانَ ثِقَة

الشريف الإدريسي محمد بن محمد بن عبد الله

توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست مائَة 3 - (الشريف الإدريسي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله) ابْن إِدْرِيس بن يحيى بن عَليّ بن حمود بن مَيْمُون بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد الله ابْن عمر بن إِدْرِيس بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الشريف الإدريسي مؤلف كتاب رجار وَهُوَ نزهة المشتاق فِي اختراق الْآفَاق وسوف يَأْتِي ذكر وَالِده فِي تَرْجَمَة جده) إِدْرِيس بن يحيى وَذكر جمَاعَة من بَيته كل مِنْهُم فِي مَكَانَهُ نَشأ مُحَمَّد هَذَا فِي أَصْحَاب رجال الفرنجي صَاحب صقلية وَكَانَ أديباً ظريفاً شَاعِرًا مغرىً بِعلم جغرافيا صنف لرجار الْكتاب الْمَذْكُور وَفِي تَرْجَمَة رجال فِي حرف الرَّاء شَيْء من ذكر هَذَا الْكتاب وَسبب تصنيفه وَمن شعر مُحَمَّد هَذَا المجتث (دَعْنِي أجل مَا بَدَت لي ... سفينة أَو مَطِيَّة) (لَا بُد يقطع سيري ... أُمْنِية أَو منية) وَمِنْه مجزوء الرمل (لَيْت شعري أَيْن قَبْرِي ... ضَاعَ فِي الغربة عمري) (لم أدع للعين مَا تش تاق فِي بر وبحر) (وخبرت النَّاس والأر ض لَدَى خير وَشر) (لم أجد جاراً وَلَا دا راً كَمَا فِي طي صَدْرِي) (فَكَأَنِّي لم أسر ... لَا بميت أَو بقفر) وَمِنْه الْخَفِيف (إِن عَيْبا على الْمَشَارِق إِن أر جع عَنْهَا إِلَى ذيول المغارب) (وَعَجِيب يضيع فِيهَا غَرِيب ... بعد مَا جَاءَ فكره بالغرائب) (ويقاسي الظما خلال أنَاس ... قسموا بَينهم هَدَايَا السحائب) وَمِنْه الطَّوِيل (وَمن قبل أَن أَمْشِي على قدم المنى ... سعى قلمي فِي الْمَدْح سعياً على الرَّأْس) وَمِنْه المتقارب (وليل كصدر أخي غمَّة ... قطعناه حَتَّى بلغنَا النجاح)

أبو الفتح ابن الخشاب محمد بن محمد بن عبد الرحمن

(وَبدر السَّمَاء بدا فِي النُّجُوم ... كَمَا لَاحَ فِي النَّاس بدر السماح) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو الْفَتْح ابْن الخشاب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن) ابْن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان بن فضَالة التغلبي أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن الخشاب أحد الْكتاب الْفُضَلَاء قدم بَغْدَاد مرَارًا وروى بهَا قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ أَنْشدني) لنَفسِهِ المتقارب (أَرَاك اتَّخذت سواكا أراكا ... لكيما أَرَاك وأنسي سواكا) (سواك فَمَا اشتهي أَن أرى ... فَهَب لي رضاباً وهب لي سواكا) قلت من هَهُنَا أَخذ الْقَائِل قَوْله الْخَفِيف (مَا أردْت الْأَرَاك إِلَّا لِأَنِّي ... إِن ذكرت الْأَرَاك قلت أراكا) (وهجرت السِّوَاك إِلَّا لِأَنِّي ... إِن ذكرت السِّوَاك قلت سواكا) وَكَانَ حسن الْخط والعبارة والترسل وَله حَظّ وافر من الْعَرَبيَّة واللغة غير أَنه كَانَ منهمكاً على الشّرْب مَعَ كبر سنه وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْكَذِب وَوضع المحالات وحكايات المستحيلات بَين أَصْحَاب الدِّيوَان مَشْهُور بذلك وللغزي فِيهِ أشعار مِنْهَا قَوْله الْبَسِيط (أوصى بِأَن ينحت الأخشاب وَالِده ... فَلم يطقها وأضحى ينحت الكذبا) توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة 3 - (الْخَطِيب الْكشميهني مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن) ابْن أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي تَوْبَة الْخَطِيب الْكشميهني أَبُو عبد الرَّحْمَن من أهل مرو سمع أَبَا حنيفَة النُّعْمَان بن اسماعيل النملاني وَأَبا بكر مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَحدث بِصَحِيح مُسلم وَغَيره بِمَجْلِس الْوَزير عون الدّين ابْن هُبَيْرَة وَحدث بحلب وَمَات بمرو سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة وَكتب عَنهُ ابْن النجار 3 - (أَبُو عَليّ الْخَطِيب ابْن الْمهْدي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز) ابْن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْمهْدي بِاللَّه أَبُو عَليّ ابْن أبي الْفضل الْخَطِيب اسْمَعْهُ وَالِده فِي صباه الْكثير وَعمر حَتَّى حدث بالكثير وروى عَنهُ الْحفاظ والكبار من سَائِر الْبِلَاد وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو البركات ابْن الطوسي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر) ابْن هِشَام ابْن الطوسي أَبُو البركات أَخُو أبي نصر أَحْمد قَرَأَ الْفِقْه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَسمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن ابْن النقور وَأبي بكر مُحَمَّد الناصحي النَّيْسَابُورِي وَغَيرهمَا وانتقل إِلَى الْموصل من بَغْدَاد وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهَا وَحدث روى عَنهُ أَبُو المعمر الْمُبَارك الْأنْصَارِيّ وابراهيم بن عَليّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْفراء وَأَبُو الْقَاسِم ابْن بوش وَبَينه وَبَين الأبيوردي) مكاتبات توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الضجة المقريء الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد كَانَ أَبُو المحاسن المقريء

ابن الصباغ أخو الفقيه

الْمَعْرُوف بِابْن الضجة كَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب أشعرياً صنف كتابا فِي الْأُصُول سَمَّاهُ نور الْحجَّة وإيضاح المحجة قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْخَيْر الْمُبَارك الغسال وَغَيره قَالَ ابْن النجار سَأَلت عَنهُ ابْن أبي الْفُنُون النَّحْوِيّ فَأثْنى عَلَيْهِ وَوَصفه بِالْعلمِ وَالْفضل وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الصّباغ أَخُو الْفَقِيه) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد ابْن الصّباغ أَبُو طَالب بن أبي طَاهِر بن أبي أَحْمد أَخُو أبي نصر عبد السَّيِّد الْفَقِيه صَاحب الشَّامِل فِي الْفِقْه حدث باليسير عَن أبي الْقَاسِم بن بَشرَان روى عَنهُ اسماعيل بن أَحْمد بن السَّمرقَنْدِي توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الصّباغ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد ابْن الصّباغ أَبُو غَالب ابْن أبي جَعْفَر كَانَ من بَيت الْعَدَالَة وَالْقَضَاء وَالْفِقْه والْحَدِيث ارتشى قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن جَعْفَر العباسي على كتاب بَاطِل أثْبته وَقَالَ لِأَحْمَد بن الْبَنْدَنِيجِيّ أكتب عَلَيْهِ عورض بِأَصْلِهِ وَلم يكن لَهُ أصل فقد رَأَيْت أَصله فركن إِلَيْهِ وَكتب عَلَيْهِ وأتى بِالْكتاب إِلَى ابْن الصّباغ هَذَا فَلَمَّا رأى خطّ الْبَنْدَنِيجِيّ ركن إِلَيْهِ وَكتب فَلَمَّا ظَهرت الْحَال عزل القَاضِي وَأشهر الشَّاهِدَانِ على جملين بحريم دَار الْخلَافَة مكشوفي الرَّأْس سمع أَبُو غَالب من أبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَأبي الْوَقْت السجْزِي وَغَيرهم وَكتب عَنهُ ابْن النجار وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وست مائَة 3 - (مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب) ابْن عَليّ بن عَليّ بن عبيد الله الْأُمِّي ن أَبُو عبد الله ابْن أبي مَنْصُور قَالَ ابْن النجار إِن شَيخنَا الْمَعْرُوف بِابْن سكينَة توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير وكفله جده ورباه حفظ الْقُرْآن والتنبيه وأتقنه وَقَرَأَ الْأَدَب وَسمع الحَدِيث الْكثير من جده وَكَانَ وَالِده اسْمَعْهُ من ابْن كُلَيْب وَأخذ لَهُ إجَازَة من) ابْن شاتيل وَأبي السعادات ابْن زُرَيْق وناب عَن ابْن المجير وَكيل الإِمَام النَّاصِر وعلت مرتبته وارتفع مِقْدَاره وَلما ولي الْمُسْتَنْصر رفع مَنْزِلَته ثمَّ إِنَّه استعفى من الْخدمَة فَأُجِيب وَانْقطع يديم الصّيام وَيكثر الْقيام وَيَتْلُو الْقُرْآن توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الشخير الصَّيْرَفِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد الله ابْن مُحَمَّد بن الْفَتْح بن عبيد الله بن يزِيد بن عبد الله بن الشخير الصَّيْرَفِي أَبُو الطّيب ابْن أبي بكر الشَّاعِر لَهُ قصيدة طَوِيلَة سَمَّاهَا ذَات الْهدى نقض بهَا قصيدة ابْن بسام رَوَاهَا عَنهُ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن المحسن الدقاق من شعره الطَّوِيل (رفعت إِلَى مولَايَ فِي الْحبّ قصتي ... وَقلت لَهُ أنظر لضعفي فِي أَمْرِي) (فَوَقع لي يُعْفَى من الصد فِي الْهوى ... وَيخرج حَال الْقلب هَل هم بالغدر) (فَجئْت إِلَى ديوَان وجدي أديره ... على الْهم وَالْأَحْزَان والشوق وَالذكر) (فَكل عَلَيْهِ علمُوا إِنَّنِي بِهِ ... أَسِير هوى مَا استفيق إِلَى الْحَشْر)

ابن الوزير ابن مقلة

(وعدت إِلَيْهِ بِالْكتاب فَقَالَ لي ... أَلا قر عينا قد سلمت من الهجر) 3 - (ابْن الْوَزير ابْن مقلة) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْحسن بن مقلة أَبُو الْحسن ابْن الْوَزير أبي عَليّ حدث بالديار المصرية عَن وَالِده وَعَن أبي بكر بن دُرَيْد وَأبي الْحسن أَحْمد جحظة وروى عَنهُ أَبُو زَكَرِيَّاء ابْن مَالك الطرطوشي وَالْقَاضِي أَبُو الْحسن عَليّ الدينَوَرِي 3 - (مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ) ابْن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس ابْن عبد الْمطلب أَبُو تَمام ابْن أبي الْحسن هُوَ أحد الْأُخوة الْخَمْسَة أبي مَنْصُور مُحَمَّد وَأبي نصر مُحَمَّد وَأبي الفوارس طراد وَأبي طَالب الْحُسَيْن وَكَانَ الْأَكْبَر وَيعرف بالأفضل ولي النقابة على الهاشميين بعد وَفَاة أَبِيه سمع فِي صباه من أبي الْقَاسِم عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن الْجراح وَأبي طَاهِر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المخلص قَالَ ابْن النجار وَمَا أَظُنهُ روى شَيْئا وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة) 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الهيتي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْفَارِسِي أَبُو الْمَعَالِي الهيتي شَاعِر اجتدى بالشعر كتب عَنهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي بِبَغْدَاد وبالحلة سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره رِوَايَة السلَفِي الْكَامِل (صرمت بِلَا ذَنْب خيالي زَيْنَب ... وتجرمت وَتقول أَنْت المذنب) (وغدت تضن بوصلها من تيهها ... والوصل أحسن بالحسان وأصوب) (ومذ أَعرَضت عني قد أضرم فِي الحشا نَار توقد حرهَا يتلهب) (فلحرقة الْبَين المشتت لوعة ... والبين أعظم مَا يكون وأصعب) (يَا عاذلاً لم يدر مَا صنع الأسى ... أقصر فَإِن ملام مثلك يعطب) وَقَالَ السلَفِي كَانَ من المجيدين قلت هَذَا شعر رذل منحط إِلَى الْغَايَة 3 - (أَبُو الْفَتْح الخزيمي الْوَاعِظ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عليّ ابْن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة أَبُو الْفَتْح الخزيمي الفراوي الْوَاعِظ قَالَ ابْن النجار هَكَذَا رَأَيْت نسبه بِخَط الْحُسَيْن بن خسرو الْبَلْخِي قدم بَغْدَاد سنة تسع وَتِسْعين منصرفاً من الْحَج وَعقد بهَا مجْلِس الْوَعْظ تَارَة بِجَامِع الْقصر وَتارَة بالنظامية وأملي عدَّة مجَالِس استملاها أَبُو الْفَضَائِل بن الخاضبة وَحدث بِبَغْدَاد أَيْضا سنة تسع وَخمْس مائَة سمع عبد الغافر الْفَارِسِي وَأَبا الْقَاسِم الْقشيرِي وَأَبا الْخَيْر مُحَمَّد الصفار واسماعيل ابْن

ابن الباطوخ الواعظ

عَليّ الْخَطِيب الرَّازِيّ وَأحمد بن مُحَمَّد الناصحي الْفَقِيه وَأَبا عبد الله عمر بن أَحْمد الفراوي وَأَبا الْحسن بن همزَة الدهستاني وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الكامخي الساوي وروى عَنهُ عَليّ بن هبة الله بن عبد السَّلَام الْكَاتِب وَابْنه مُحَمَّد وَسعد الله ابْن مُحَمَّد بن طَاهِر الدقاق وَمن شعره الوافر (دَعَا لومي فلومكما معاد ... وَقتل العاشقين لَهُ معاد) (وَلَو قتل الْهوى أهل التصابي ... لما تَابُوا وَلَو ردوا لعادوا) وَمِنْه أَيْضا الطَّوِيل (إِذا كنت ترْضى بالتمني من البقا ... فَإِن التَّمَنِّي بَابه غير مغلق) ) (وَمَا ينفع التَّحْقِيق بالْقَوْل فِي التقى ... إِذا كَانَ بالأفعال غير مُحَقّق) توفّي سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة وَدفن بالوردية 3 - (ابْن الباطوخ الْوَاعِظ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عليّ ابْن طَالب أَبُو عبد الله ابْن أبي الْغَنَائِم الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الباطوخ سمع الْكثير من أبي مُحَمَّد يحيى ابْن الطراح وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن خيرون وَجَمَاعَة وَله خطب مَعْرُوفَة على الْحُرُوف كل خطْبَة نَاقِصَة عَن حرف مختومة بِخطْبَة لَيْسَ فِيهَا نقطة من شعره الطَّوِيل (بحقك إِن عَايَنت من أَنا عَبده ... فَقل قَالَ ذَاك العَبْد قد مسني الضّر) (ترفق بصب فِيك قد عز صبره ... وصل دنفاً قد شفه الْبعد والهجر) (اعلل قلبِي فِي وصالك بالمنى ... واسأل عَن صبري وَقد عدم الصَّبْر) (فَكيف سلوى عَن حبيب إِذا بَدَت ... محاسنه لي غَابَ عَن حسنها الْبَدْر) (ذللت لَهُ وَالْحب عَار وذلة ... وصرت لَهُ عبدا وَفِي يَده الْأَمر) قلت شعر يكَاد يكون متوسطاً وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عبد الله ابْن المعوج) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن السكن التَّمِيمِي أَبُو عبد الله ابْن أبي سعد الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن المعوج من أهل بَاب الْمَرَاتِب وَمن أهل الْبيُوت الْكِبَار كَانَ كَاتبا سديداً أديباً فَاضلا حسن الْعبارَة لَهُ نظم ونثر وأضر فِي آخر عمره وَكَانَ صَالحا حسن الطَّرِيقَة سمع أَبَا الْخطاب نصر بن البطر وَأَبا عبد الله الْحُسَيْن ابْن البشري وَغَيرهمَا وروى عَنهُ عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين وَأَبُو الْفتُوح ابْن الخضري وَجَمَاعَة وَمن شعره الْبَسِيط (الله يسْعد مَوْلَانَا ودولته ... بِكُل عَام جَدِيد وَافد أبدا) (وَلَا تزَال لَهُ الأعوام خادمة ... توليه مجداً وتحبوه سداً وندى) (مَا لَاحَ برق وَمَا غنت مطوقة ... على الْأَرَاك وَمَا أولى الْأَنَام يدا)

الصاحب محيي الدين ابن ندي الجزري

قلت شعر منحط رَكِيك وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (الصاحب محيي الدّين ابْن ندي الْجَزرِي) ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن ندي الصاحب الْكَبِير محيي الدّين ابْن الصاحب شمس الدّين الْجَزرِي وَسَيَأْتِي ذكر أَبِيه وَذكر أَوْلَاده وَذكر مماليكه توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة اسْتَقل الصاحب محيي الدّين بتدبير الْملك بالجزيرة بعد وَفَاة وَالِده شمس الدّين وَكَانَ فَاضلا محباً للفضلاء مقربا مكرماً لَهُم يلازمهم أبدا ويتحفونه بالفوائد ويؤلفون لَهُ التصانيف الْحَسَنَة فَمِمَّنْ كَانَ عِنْده الإِمَام رشيد الدّين الفرغاني وَالشَّيْخ أثير الدّين الْأَبْهَرِيّ وَصدر الدّين الخاصي وضياء الدّين أَبُو طَالب السنجاري وَالشَّيْخ شرف الدّين التيفاشي صَاحب فصل الْخطاب وَهُوَ فِي أَرْبَعَة وَعشْرين مجلداً وَالشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة وَنور الدّين ابْن سعيد المغربي الأديب وَنجم الدّين القمراوي وَغير هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء كَانُوا أَعْيَان ذَلِك الْعَصْر كل مِنْهُم فَرد زَمَانه فِي فنه وَله صنف ابْن سعيد كتاب الْمغرب فِي محَاسِن أهل الْمغرب وَكتاب الْمشرق فِي أَخْبَار الْمشرق وَذكره فِي أول كِتَابه وَذكر لَهُ تَرْجَمَة طَوِيلَة وَكَانَ مشغوفاً بِجمع المحاسن مُولَعا بإحياء الرسوم البرمكية وَلما فتح الْكَامِل ابْن الْعَادِل دمشق وَعبر الْفُرَات اجْتمع بِهِ فَأَحبهُ وَأقَام يتدرج فِي الِاجْتِمَاع بِهِ أَربع سِنِين ثمَّ فاوض صَاحب الجزيرة فِيهِ وأضافه إِلَيْهِ وخوله فِي نعمه وَزَاد فِي بره وتمثل عِنْدَمَا اجْتمع بالكامل وشرق غَيره أَنه قَالَ الطَّوِيل (وَمَا شِئْت إِلَّا أَن أذلّ عواذلي ... على أنَّ رَأْيِي فِي هَوَاك صوابُ) (وَأعلم قوما خالفوني وشرَّقوا ... وغرّبتُ أَنِّي قد ظَفرت وخابوا) فَاشْتَدَّ اهتزاز الْكَامِل لهَذَا الاستشهاد وَقَالَ يَا محيي الدّين أَنْت وَالله أولى بهما من المتنبي قلت وَمن هُنَا نقل الاستشهاد بهما النَّاصِر دَاوُد لما كتب إِلَى الْكَامِل بمخالفة الْأَشْرَف وَسَيَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة النَّاصِر وَكَانَ وَالِد محيي الدّين فَاضلا وَأَوْلَاد محيي الدّين فضلاء شعراء ومماليكه فضلاء مِنْهُم أيدمر المحيوي الشَّاعِر الْفَاضِل الْمَشْهُور وأيبك المحيوي الْكَاتِب الْفَائِق الْفَاضِل وَسَيَأْتِي ذكر كل مِنْهُم فِي مَكَانَهُ وصنف محيي الدّين مصنفات مِنْهَا لطائف الواردات وَكتاب معالم التَّدْبِير وَكتاب مراشد الْملك وَكتاب ضوابط الْملك وَكتاب وظائف الرِّئَاسَة وَكتاب التَّذْكِرَة الملوكية وَمن الشُّعَرَاء الَّذين مدحوه جمَاعَة مِنْهُم زكى الدّين ابْن أبي الْأصْبع وَأكْثر من إمداحه وَشرف الدّين ابْن قديم وَبدر الدّين ابْن المسجف وَأحمد بن منهال وَشرف الدّين ابْن الحلاوي

ووجيه) الدّين ابْن العالمة والوزير شرف الدّين مُحَمَّد ابْن نظيف وَزِير الْحَافِظ صَاحب جعبر ويوسف بن عَليّ الْقرشِي وَنجم الدّين ابْن المنفاح الطَّبِيب وَمُحَمّد بن عمار الْمَكِّيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مِسْكين وَابْن سعيد المغربي وَغَيرهم وَكَانَ الصاحب محيي الدّين يترسل جيدا من ذَلِك مَا كتبه إِلَى أَخِيه الصاحب عماد الدّين وَقد طلب مِنْهُ شَيْئا من ملبوسه وَهُوَ أَيْن أَنْت مِمَّا نَحن فِيهِ أكتب إِلَيْك وتكتب إِلَيّ والغفلة شَامِلَة والحيرة سابغة وَقد رين على الْقُلُوب وَزَاد الوله حَتَّى إلهي الْعُقُول وفاض حَتَّى أعشى الْأَبْصَار ل قد كُنَّا فِي غَفلَة من هَذَا الْأَنْبِيَاء فواعجبا كَيفَ لَا ينفطر مَا لَا أُسَمِّيهِ وينشق لِكَثْرَة مَا أحوم حول القَوْل فِيهِ وَلَا أوفيه إِن شرحت فاضت نفوس فضلا عَن عُيُون وترامت إِلَى مهاوي الْإِثْم فِيهِ ظنون وَلَو أبديت بعضه أَخَاف أَن يفْطن بعض النَّاس وَلَو أفضت فِيهِ أخْشَى أَن لَا يحملهُ سمع وَلَا يَسعهُ قرطاس وَالرِّضَا بِالْقضَاءِ يمْنَع من استبطاء مُقَدّر اللِّقَاء وَمن غرائب هَذِه الْحَال أَنَّك تكون فِي شَرق الأَرْض وأكون فِي غربها فتستدرج الآمال الْأَجْسَام حَتَّى تجعلها كقاب قوسين أَو أدنى ثمَّ يفْطن بِنَا الزَّمَان فَيجْعَل أجسامنا سهاما ويرمينا بقوسه إِلَى الْبعد الْأَقْصَى الْخَفِيف (أَيهَا المنكح الثريا سهيلاً ... عمرك الله كَيفَ يَجْتَمِعَانِ) (هِيَ شامية إِذا مَا اسْتَقَلت ... وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يمَان) وَلَقَد عَام السابح فِي بَحر الْفِكر ليستخرج من قَعْره مَا يَسْتَعِين بِهِ على هَذَا الدَّهْر فَلم ير إِلَّا أثرا بعد عين فَبعث شعاراً بليه واستدعى دثارا ساميه ليتلاقى فِيهَا جسوم مَا تلاقى قانعاً فِي الْوَقْت الْحَاضِر بِقَلِيل هُوَ كثير راجياً من الله جمع الشمل وَهُوَ على جمعهم إِذا يَشَاء قدير الشورى الوافر (فليت هوى الْأَحِبَّة كَانَ عدلا ... فَحمل كل قلب مَا أطاقا) وَبِالْجُمْلَةِ أَلَيْسَ إِذا صَار الْمَرْء فِي غامض علمه يُقَال من حَيْثُ الصُّورَة كَانَ أمل بطانته وظهارته أَن يصل مِنْهُ نبأ يقر الْعين وَيسر السّمع ويبهج النَّفس من كَونه فِي نعيم وَفِي غرف من عليين وَفِي جنَّة عالية قطوفها دانية الحاقة وأكلها دَائِم الرَّعْد وَبَين أَشجَار وأنهار وأثمار وَفِي جنَّات ونهر فِي مقْعد صدق عِنْد مليك مقتدر الْقَمَر فصاحبكم وبعيدكم فِي هَذِه الْحَالة يتقلب وَفِي هَذِه النِّعْمَة يصلكم خبر التَّوَاتُر عَنهُ بِهَذِهِ الحظوة فليرض بِهَذَا الْمِقْدَار فِي الِاجْتِمَاع واحسبوه فِي غامض علم الله تَعَالَى من حَيْثُ الْمَعْنى وَلما توجه فلذة الكبد وسر الرّوح وَسَوَاد النَّاظر وسويداء الْقلب وشارفنا ثنايا الْوَدَاع أهملت مَشْرُوع التشييع حذرا أَن تفيض عُيُون وتتقرح) جفون وَيظْهر مَكْتُوم وتلجئ ضَرُورَة إِلَى مَا لَا يَلِيق بذوي المرائر الأبية والنحائز الْعَظِيمَة الطَّوِيل (وَلما شربناها ودب دبيبها ... إِلَى مَوضِع الْأَسْرَار قلت لَهَا قفى) (مَخَافَة أَن يَسْطُو عَليّ دخيلها ... فَيظْهر مني بعض مَا كَانَ قد خَفِي)

ابن الجنان الشاطبي

وَالله المشكور وَبِه الْمُسْتَعَان فِي جَمِيع الْأُمُور وَهُوَ الْخَلِيفَة عَلَيْكُم لي وَعلي لكم وَالسَّلَام 3 - (ابْن الْجنان الشاطبي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد كَذَا قرأته على الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان وَأَخْبرنِي الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَمن خطه نقلت أَنه مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن هِشَام بن الْجنان بتَشْديد النُّون بعد الْجِيم الشَّيْخ فَخر الدّين أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي الشاطبي الْحَنَفِيّ ولد سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة بشاطب وَقدم الشأم وَصَحب الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم وَولده فاجتذباه بإحسانهما ونقلاه من مَذْهَب مَالك إِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة ودرس بالإقبالية وَكَانَ أديباً فَاضلا وشاعراً محسناً وَكَانَ يخالط الأكابر وَفِيه حسن الْعشْرَة والمزاح توفّي سنة خمس وَسبعين وست مائَة أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ أَخْبرنِي وَالِدي قَالَ كُنَّا عِنْد القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان وَهُوَ يَنُوب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَالشَّيْخ فَخر الدّين ابْن الْجنان حَاضر وَهُوَ إِلَى جَانِبي فَأَنْشد أبياتاً لَهُ وَهِي الْكَامِل (عرف النسيم بعرفكم يتعرف ... وأخو الغرام بحبهم يتشرف) (شرف المتيم فِي هواهم أَنه ... طوراً ينوح وَتارَة يتلهف) (لطفت مَعَانِيه فَهَب مَعَ الصِّبَا ... فرقيبه بهبوبه لَا يعرف) (وَإِذا الرَّقِيب درى بِهِ فَلِأَنَّهُ ... أخْفى لَدَيْهِ من النسيم وألطف) (وَلِأَنَّهُ يعدو النسيم دِيَارهمْ ... وَلها على تِلْكَ الربوع توقف) فَقَالَ القَاضِي شمس الدّين يَا شيخ فَخر الدّين لطّفته لطفته إِلَى أَن عَاد لَا شَيْء فَالْتَفت إِلَيّ وَقَالَ بِلِسَانِهِ الكاضي حمَار هوّس مالو ذوك شي يَعْنِي القَاضِي حمَار مَاله ذوق وأنشدني لَهُ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان المجتث (أفناني الْقَبْض عني ... حَتَّى تلاشى وجودي) (وَجَاءَنِي الْبسط يحيى ... روحي بِفضل وجودي) (فَقلت للنَّفس شكرا ... لذاك بِالنَّفسِ جودي) ) (وَقمت أشطح سكرا ... فغبت عَن ذَا الْوُجُود) وَقَالَ ابْن الْجنان الْكَامِل (ذكر العذيب فَمَال من سكر الْهوى ... صب على صحف الغرام قد انطوى) (يبكي على وَادي العقيق بِمثلِهِ ... ويميل من طرب بمنعطف اللوى) (وجهت وَجْهي نحوهم فوحقهم ... لَا أَبْتَغِي غيراً وَلَا أَرْجُو سوى) (وبمهجتي معبود حسن مِنْهُم ... فَلِذَا على عرش الْقُلُوب قد اسْتَوَى) (أوحى إِلَى قلبِي الَّذِي أوحى لَهُ ... فعجبت كَيفَ نطقت فِيهِ عَن الْهوى)

محمد القفصي

وَقَالَ أَيْضا السَّرِيع (عَلَيْك من ذَاك الْحمى يَا رَسُول ... بشرى عَلَامَات الْهوى وَالْقَبُول) (جِئْت وَفِي عطفيك مِنْهُم شذا ... يسكر من خمر هَوَاهُ العذول) (يَكْفِيك تَشْرِيفًا رَسُول الرضى ... إِنَّك للعشاق فيهم رَسُول) (حللتم قلبِي وَهُوَ الَّذِي ... يَقُول فِي دين الْهوى بالحلول) وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل (وَأَبِيك لم يخْفق حشاي وَإِنَّمَا ... طَربا لأيام الغرام يصفق) (بِاللَّه قُولُوا من أكون لديهم ... حَتَّى أرى بهواهم أتعشق) (نطق الغرام بحالهم لما رأى ... إِن اللِّسَان بِحَالهِ لَا ينْطق) (لَا يدعى فِيهِ الْفُؤَاد خفوقه ... فوشاح من أَهْوى لعمري أخفق) قَالَ وَفِيه جناس معنوي الْكَامِل (نزلُوا حديقة مقلتي أَو مَا ترى ... أَغْصَان أهدابي بدمعي تزهر) قلت أَرَادَ يَقُول حديقة حدقتي فَمَا ساعده الْوَزْن فَعدل إِلَى مَا يرادفه وَهُوَ المقلة وَقَالَ أَيْضا وَهُوَ لطيف جدا المتقارب (ودوح بَدَت معجزات لَهُ ... تبين عَلَيْهِ وَتَدْعُو إِلَيْهِ) (جرى النَّهر حَتَّى سقى غصنه ... فَمَال يقبل شكرا يَدَيْهِ) (وكف الصِّبَا ضيعت حليه ... فأضحى الْحمام يُنَادي عَلَيْهِ) (كَسَاه الْأَصِيل ثِيَاب الضنى ... فَحل طَبِيب الدياجي لَدَيْهِ) ) (وَجَاء النسيم لَهُ عَائِدًا ... فَقَامَ لَهُ لاثما معطفيه) 3 - (مُحَمَّد القفصي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّائِي القفصي الأَصْل والمولد قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قِرَاءَة وَأَنا أسمع رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يستجدي بالشعر وَله أدب وأنشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ الْخَفِيف (أنكرتني لما رَأَتْ من سقامي ... وَبَيَاض المشيب حَال احتلامي) (غادة غادرت فُؤَادِي كثيبا ... وجفوني بِلَا لذيذ الْمَنَام) (لَا أُبَالِي وَإِن غَدا الْقلب مِنْهَا ... وَهُوَ دَامَ بناظر كالحسام) وأنشدني قَالَ أَنْشدني أَيْضا لنَفسِهِ المتقارب (سقى قبَّة الشَّافِعِي الإِمَام ... من الْكَوْثَر الْأَعْين الجاريه) (لَهُ قبَّة تحتهَا سيد ... وبحر لَهُ فَوْقهَا جاريه)

مهذب الدين الحاسب الشاعر

قلت يَعْنِي بذلك صُورَة السَّفِينَة الَّتِي عملت من الرصاص على قبَّة الضريح وَأحسن من هَذَا مَا أنشدنيه من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ مُحَمَّد بن سعيد بن حَمَّاد البوصيري الطَّوِيل (بقبة قبر الشَّافِعِي سفينة ... رست من بِنَاء مُحكم فَوق جلمود) ومذ غاض طوفان الْعُلُوم بِمَوْتِهِ اسْتَوَى الْفلك من ذَاك الضريح على الجودي 3 - (مهذب الدّين الحاسب الشَّاعِر) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابراهيم ابْن الْخضر أَبُو نصر الْحلَبِي الحاسب وَيعرف بالسطيل ولقبه مهذب الدّين كَانَ وَالِده يعرف بالبرهان المنجم الطَّبَرِيّ وَولد الْمُهَذّب بحلب سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ فَاضلا أديبا وَله تآليف مفيدة وصنف زيجاً ومقدمة فِي الْحساب وَغير ذَلِك وشعره فِي مجلدين واستوطن صرخد وَتُوفِّي بهَا يَوْم السبت ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وست مائَة قَالَ النُّور الأسعردي أَنْشدني الْمُهَذّب لنَفسِهِ المجتث (أَقُول إِذْ نكت بغا ... رَأَيْت مِنْهُ هوانا) (إلام تفدي فسَاء ... فَقَالَ هاك بَيَانا) ) (اطفأت بِالْمَاءِ نَارِي ... فقد أثارت دخانا) 3 - (جمال الدّين الدباب) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أبي الْفرج ابْن أبي الْمَعَالِي ابْن الدباب الْعدْل الْوَاعِظ جمال الدّين أَبُو الْفضل ابْن أبي الْفرج الْبَغْدَادِيّ البابصري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف أَيْضا بِابْن الرزاز وَلكنه بِابْن الدباب أشهر وسمى جده الدباب لِأَنَّهُ كَانَ يمشي على تؤدة سمع الْكثير وَأَجَازَ لَهُ خلق وَأول سَمَاعه سنة سِتّ عشرَة وَسمع المهروانيات الْخَمْسَة من أَحْمد بن صرما وَسمع أَشْيَاء مليحة وَوعظ فِي شبيبته وَأَجَازَ لطائفة من دمشق مِنْهُم علم الدّين البرزالي وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (الخواجا نصير الدّين الطّوسي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن نصير الدّين أَبُو عبد الله الطوسي الفيلسوف صَاحب عُلُوم الرياضي والرصد كَانَ رَأْسا فِي علم الْأَوَائِل لَا سِيمَا فِي الأرصاد والمجّسطي فَأَنَّهُ فاق الْكِبَار قَرَأَ على الْمعِين سَالم بن بدران الْمصْرِيّ المعتزلي الرافضي وَغَيره وَكَانَ ذَا حُرْمَة وافرة ومنزلة عالية عِنْد هولاكو وَكَانَ يطيعه فِيمَا يُشِير بِهِ عَلَيْهِ وَالْأَمْوَال فِي تصريفه فابتنى بِمَدِينَة مراغة قبّة ورصدا عَظِيما وَاتخذ فِي ذَلِك خزانَة عَظِيمَة فسيحة الأرجاء وملأها من الْكتب الَّتِي نهبت من بَغْدَاد وَالشَّام والجزيرة حَتَّى تجمّع فِيهَا زِيَادَة على أَربع مائَة ألف مُجَلد وَقرر بالرصد المنجمين والفلاسفة والفضلاء وَجعل لَهُم الجامكية وَكَانَ حسن الصُّورَة سَمحا كَرِيمًا جوادا حَلِيمًا حسن الْعشْرَة غزير الْفَضَائِل جليل الْقدر داهية حكى لي أَنه لما أَرَادَ

الْعَمَل للرصد رأى هولاكو مَا ينْصَرف عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ هَذَا الْعلم الْمُتَعَلّق بالنجوم مَا فَائِدَته أيدفع مَا قدر أَن يكون فَقَالَ أَنا أضْرب لمنفعته مِثَالا ألقان يَأْمر من يطلع إِلَى أَعلَى هَذَا الْمَكَان ويدعه يَرْمِي من أَعْلَاهُ طست نُحَاس كَبِيرا من غير أَن يعلم بِهِ أحد فَفعل ذَلِك فَلَمَّا وَقع ذَلِك كَانَت لَهُ وقْعَة عَظِيمَة هائلة روعت كل من هُنَاكَ وَكَاد بَعضهم يصعق وَأما هُوَ وهولاكو فَإِنَّهُمَا مَا تغير عَلَيْهِمَا شَيْء لعلمهما بِأَن ذَلِك يَقع فَقَالَ لَهُ هَذَا الْعلم النجومي لَهُ هَذِه الْفَائِدَة يعلم المتحدث فِيهِ مَا يحدث فَلَا يحصل لَهُ من الروعة والاكتراث مَا يحصل للذاهل الغافل عَنهُ فَقَالَ لَا بَأْس بِهَذَا وَأمره بِالشُّرُوعِ فِيهِ أَو كَمَا قيل وَمن دهائه مَا حكى لي أَنه حصل لَهُ غضب عَليّ عَلَاء الدّين الْجُوَيْنِيّ صَاحب الدِّيوَان فِيمَا) أَظن فَأمر بقتْله فجَاء أَخُوهُ إِلَيْهِ وَذكر لَهُ ذَلِك وَطلب مِنْهُ إبِْطَال ذَلِك فَقَالَ هَذَا القان وَهَؤُلَاء الْقَوْم إِذا أمروا بِأَمْر مَا يُمكن رده خُصُوصا إِذا برز إِلَى الْخَارِج فَقَالَ لَهُ لَا بُد من الْحِيلَة فِي ذَلِك فَتوجه إِلَى هولاكو وَبِيَدِهِ عكاز وسبحة واسطرلاب وَخَلفه من يحمل مبخرة وبخوراً وَالنَّار تضرم فَرَآهُ خَاصَّة هولاكو الَّذين على بَاب المخيم فَلَمَّا وصل أَخذ يزِيد فِي البخور وَيرْفَع الاسطرلاب نَاظرا فِيهِ ويضعه فَلَمَّا رَأَوْهُ يفعل ذَلِك دخلُوا إِلَى هولاكو واعلموه وَخَرجُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا مَا الَّذِي أوجب هَذَا فَقَالَ القان أَيْن هُوَ قَالُوا لَهُ جواً قَالَ طيب معافى مَوْجُود فِي صِحَة قَالُوا نعم فَسجدَ شكرا لله تَعَالَى وَقَالَ لَهُم طيب فِي نَفسه قَالُوا نعم وَكرر هَذَا وَقَالَ أُرِيد أَن أرى وَجهه بعيني إِلَى أَن دخلُوا إِلَيْهِ واعلموه بذلك وَكَانَ وَقت لَا يجْتَمع فِيهِ بِهِ أحد فَأمر بادخاله فَلَمَّا رَآهُ سجد وَأطَال السُّجُود فَقَالَ لَهُ مَا خبرك قَالَ اقتضي الطالع فِي هَذَا الْوَقْت أَن يكون على القان قطع عَظِيم إِلَى الْغَايَة فَقُمْت وعملت هَذَا وبخرت هَذَا البخور ودعوت بأدعية أعرفهَا اسْأَل الله صرف ذَلِك عَن القان وَيتَعَيَّن الْآن أَن القان يكْتب إِلَى سَائِر مماليكه ويجهز الألجية فِي هَذِه السَّاعَة إِلَى سَائِر المملكة بِإِطْلَاق من فِي الاعتقال وَالْعَفو عَمَّن لَهُ جِنَايَة أَو أَمر بقتْله لَعَلَّ الله يصرف هَذَا الْحَادِث الْعَظِيم وَلَو لم أر وَجه القان مَا صدقت فَأمر هولاكو فِي ذَلِك الْوَقْت بِمَا قَالَ وَأطلق صَاحب الدِّيوَان فِي جملَة النَّاس وَلم يذكرهُ النصير الطوسي وَهَذَا غَايَة فِي الدهاء بلغ بِهِ مقْصده

وَدفع عَن النَّاس أذاهم وَعَن بَعضهم إزهاق أَرْوَاحهم وَمن حلمه مَا وقفت لَهُ على ورقة حضرت إِلَيْهِ من شخص من جملَة مَا فِيهَا يَقُول لَهُ يَا كلب يَا ابْن الْكَلْب فَكَانَ الْجَواب وَأما قَوْله كَذَا فَلَيْسَ بِصَحِيح لِأَن الْكَلْب من ذَوَات الْأَرْبَع وَهُوَ نابح طَوِيل الْأَظْفَار وَأَنا فمنتصب الْقَامَة بَادِي الْبشرَة عريض الْأَظْفَار نَاطِق ضَاحِك فَهَذِهِ الْفُصُول والخواص غير تِلْكَ الْفُصُول والخواص وَأطَال فِي نقض كل مَا قَالَه هَكَذَا برطوبة وتأن غير منزعج وَلم يقل فِي الْجَواب كلمة قبيحة وَرَأَيْت لَهُ شعرًا كتبه لكَمَال الدّين الطوسي على مُصَنف صنفه الْمَذْكُور وَهُوَ نظم منحط وَمن تصانيفه كتاب المتوسطات بَين الهندسة والهيئة وَهُوَ جيد إِلَى الْغَايَة ومقدمة فِي الْهَيْئَة وكتاباً وَضعه للنصيرية وَأَنا أعتقد أَنه مَا يَعْتَقِدهُ لِأَن هَذَا فيلسوف وَأُولَئِكَ يَعْتَقِدُونَ آلهية على وَاخْتصرَ المحصل للْإِمَام فَخر الدّين وهذبه وَزَاد فِيهِ وَشرح الإشارات ورد فِيهِ على الإِمَام فَخر الدّين فِي شَرحه وَقَالَ هَذَا بِهِ جرح وَمَا هُوَ شرح قَالَ فِيهِ إِنِّي حررته فِي عشْرين سنة وناقض فَخر الدّين كثيرا وَلَقَد ذكره قَاضِي الْقُضَاة جلال) الدّين الْقزْوِينِي رَحمَه الله يَوْمًا وَأَنا حَاضر وعظمه أَعنِي الشَّرْح فَقلت يَا مَوْلَانَا مَا عمل شَيْئا لإنه أَخذ شرح الإِمَام وَكَلَام سيف الدّين الْآمِدِيّ وَجمع بَينهمَا وزاده يَسِيرا فَقَالَ مَا أعرف للآمدي فِي الإشارات شَيْئا قلت نعم كتاب صنفه وَسَماهُ كشف التمويهات عَن الإشارات والتنبيهات فَقَالَ هَذَا مَا رَأَيْته وَمن تصانيفه التَّجْرِيد فِي الْمنطق وأوصاف الإشراف وقواعد العقائد وَالتَّلْخِيص فِي علم الْكَلَام وَالْعرُوض بِالْفَارِسِيَّةِ وَشرح الثَّمَرَة لبطلميوس وَكتاب مجسطي وجامع الْحساب فِي التخت وَالتُّرَاب والكرة والاسطوانة والمعطيات والظاهرات والمناظر وَاللَّيْل وَالنَّهَار والكرة المتحركة والطلوع والغروب وتسطيح الكرة والمطالع وتربيع الدائرة والمخروطات والشكل الْمَعْرُوف بالقطاع والجواهر والإسطوانة والفرائض على مَذْهَب أهل الْبَيْت وتعديل المعيار فِي نقد تَنْزِيل الأفكار وَبَقَاء النَّفس بعد بوار الْبدن والجبر والمقابلة وَإِثْبَات الْعقل الفعال وَشرح مَسْأَلَة الْعلم ورسالة الْإِمَامَة ورسالة إِلَى نجم الدّين الكاتبي فِي إِثْبَات وَاجِب الْوُجُود وحواشي على كليات القانون ورسالة ثَلَاثُونَ فصلا فِي معرفَة التَّقْوِيم وَكتاب أكرمانالاوس وأكرثاوذوسيوس والزيج الأيلخاني وَله شعر كثير بِالْفَارِسِيَّةِ وَقَالَ الشَّمْس ابْن الْمُؤَيد العرضي أَخذ النصير الْعلم عَن الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن يُونُس الْموصِلِي ومعين الدّين سَالم بن بدران الْمصْرِيّ المعتزلي وَغَيرهمَا قَالَ وَكَانَ منجماً لابغاً بعد أَبِيه وَكَانَ يعْمل

الوزارة لهولاكو من غير أَن يدْخل يَده فِي الْأَمْوَال واحتوى على عقله حَتَّى أَنه لَا يركب وَلَا يُسَافر إِلَّا فِي وَقت يَأْمُرهُ بِهِ وَدخل عَلَيْهِ مرّة وَمَعَهُ كتاب مُصَور فِي عمل الدرياق الْفَارُوق فقرأه عَلَيْهِ وعظمه عِنْده وَذكر مَنَافِعه وَقَالَ إِن كَمَال منفعَته إِن تسحق مفرداته فِي هاون ذهب فَأمر لَهُ بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار لعمل الهاون وولاه هولاكو جَمِيع الْأَوْقَاف فِي سَائِر بِلَاده وَكَانَ لَهُ فِي كل بلد نَائِب يستغل الْأَوْقَاف وَيَأْخُذ عشرهَا ويحمله إِلَيْهِ ليصرفه فِي جامكيات المقيمين بالرصد وَلما يحْتَاج إِلَيْهِ من الْأَعْمَال بِسَبَب الأرصاد وَكَانَ للْمُسلمين بِهِ نفع خُصُوصا الشِّيعَة والعلويين والحكماء وَغَيرهم وَكَانَ يبرهم وَيَقْضِي اشغالهم ويحمي أوقافهم وَكَانَ مَعَ هَذَا كُله فِيهِ تواضع وَحسن ملتقى قَالَ شمس الدّين الْجَزرِي قَالَ حسن بن أَحْمد الْحَكِيم صاحبنا سَافَرت إِلَى مراغة وتفرجت فِي هَذَا الرصد ومتوليه صدر الدّين عَليّ بن الخواجا نصير الدّين الطوسي وَكَانَ شَابًّا فَاضلا فِي التنجيم وَالشعر بِالْفَارِسِيَّةِ وصادفت شمس الدّين مُحَمَّد بن الْمُؤَيد العرضي وشمس الدّين) الشرواني وَالشَّيْخ كَمَال الدّين الأيكي وحسام الدّين الشَّامي فَرَأَيْت فِيهِ من آلَات الرصد شَيْئا كثيرا مِنْهَا ذَات الْحلق وَهِي خمس دوائر متخذة من نُحَاس الأولى دَائِرَة نصف النَّهَار وَهِي مركوزة على الأَرْض ودائرة معدل النَّهَار ودائرة منْطقَة البروج ودائرة الْعرض ودائرة الْميل وَرَأَيْت الدائرة الشمسية يعرف بهَا سمة الْكَوَاكِب واصطرلاباً تكون سَعَة قطره ذِرَاعا واصطرلابات كَثِيرَة وكتباً كَثِيرَة قَالَ وَأَخْبرنِي شمس الدّين ابْن العرضي أَن نصير الدّين أَخذ من هولاكو بِسَبَب عمَارَة هَذَا الرصد مَا لَا يُحْصِيه إِلَّا الله وَأَقل مَا كَانَ يَأْخُذ بعد فرَاغ الرصد لأجل الْآلَات وإصلاحها عشرُون ألف دِينَار خَارِجا عَن الجوامك والرواتب الَّتِي للحكماء والقومة وَقَالَ الخواجا نصير الدّين فِي الزيج الأيلخاني أنني جمعت لبِنَاء الرصد جمَاعَة من الْحُكَمَاء مِنْهُم الْمُؤَيد العرضي من دمشق وَالْفَخْر المراغي الَّذِي كَانَ بالموصل وَالْفَخْر الخلاطي الَّذِي كَانَ بتفليس والنجم دبيران الْقزْوِينِي وابتدأنا ببنائه فِي سنة سبع وَخمسين وست مائَة فِي جُمَادَى الأولى بمراغة والأرصاد الَّتِي بنيت قبلي وَعَلَيْهَا كَانَ الِاعْتِمَاد دون غَيرهَا هُوَ رصد برجس وَله مذ بنى ألف وَأَرْبع مائَة سنة وَبعده رصد بطلميوس بِمِائَتي سنة وَخمْس وَثَمَانِينَ سنة وَبعده فِي مِلَّة الْإِسْلَام رصد الْمَأْمُون بِبَغْدَاد وَله أَربع مائَة سنة وَثَلَاثُونَ سنة والرصد الْبنانِيّ فِي حُدُود الشَّام والرصد الحاكمي بِمصْر ورصد بني الأعلم بِبَغْدَاد وأوفقها الرصد الحاكمي ورصد ابْن الأعلم وَلَهُمَا مِائَتَان وَخَمْسُونَ سنة وَقَالَ الأستاذون إِن أرصاد الْكَوَاكِب السَّبْعَة لَا يتم فِي أقل من ثَلَاثِينَ سنة لِأَن فِيهَا يتم دور هَذِه السَّبْعَة فَقَالَ هولاكو أجهد فِي أَن يتم رصد هَذِه السَّبْعَة فِي اثْنَتَيْ عشرَة سنة فَقلت لَهُ اجهد فِي ذَلِك وَكَانَ النصير قد قدم من مراغة إِلَى بَغْدَاد وَمَعَهُ جمَاعَة كَثِيرَة من تلامذته وَأَصْحَابه فَأَقَامَ بهَا مُدَّة أشهر وَمَات وَخلف من الْأَوْلَاد صدر الدّين عَليّ والأصيل حسن وَالْفَخْر أَحْمد وَولي صدر الدّين على بعد أَبِيه غَالب مناصبه فَلَمَّا مَاتَ ولي مناصبه أَخُوهُ الْأَصِيل وَقدم الشَّام مَعَ غازان وَحكم تِلْكَ الْأَيَّام فِي أوقاف دمشق وَأخذ مِنْهَا جملَة وَرجع مَعَ غازان وَولي نِيَابَة بَغْدَاد مُدَّة فاساء السِّيرَة فعزل وصودر وأهين فَمَاتَ غير حميد وَأما أخوهما الْفَخر أَحْمد فَقتله غازان لكَونه أكل أوقاف الرّوم وظلم ومولد النصير بطوس سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة بِبَغْدَاد وَقد

قاضي قضاة حلب محيي الدين الأسدي

نَيف على الثَّمَانِينَ أَو قاربها وشيعه صَاحب الدِّيوَان والكبار وَكَانَت جَنَازَة حفلة وَدفن فِي مشْهد الكاظم) 3 - (قَاضِي قُضَاة حلب محيي الدّين الْأَسدي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله بن علوان بن رَافع قَاضِي الْقُضَاة بحلب محيي الدّين أَبُو المكارم الْأَسدي الشَّافِعِي ولد بحلب خَامِس شعْبَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست مائَة وَسمع وَحدث ودرس بِالْمَدْرَسَةِ المسرورية بِالْقَاهِرَةِ وتولي قَضَاء حلب وأعمالها إِلَى حِين وَفَاته وبيته مَعْرُوف بِالْمَعْرُوفِ بِالْعلمِ وَالدّين والتقدم وَالسّنة وَالْجَمَاعَة توفّي ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى بحلب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة وَدفن بتربة جده وَقيل فِي وَفَاته غير ذَلِك وَقد ولي قَضَاء حلب من بَيتهمْ جمَاعَة 3 - (ابْن العلقمي الْوَزير) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو طَالب الْوَزير الْمُدبر مؤيد الدّين ابْن العلقمي الْبَغْدَادِيّ الرافضي وَزِير المستعصم ولي الوزارة أَربع عشرَة سنة فأظهر الرَّفْض قَلِيلا وَكَانَ وزيراً كَافِيا خَبِيرا بتدبير الْملك وَلم يزل ناصحاً لأستاذه حَتَّى وَقع بَينه وَبَين الدوادار لإنه كَانَ يتغالى فِي السّنة وعضده ابْن الْخَلِيفَة فَحصل عِنْده من الضغن مَا أوجب لَهُ أَنه سعى فِي دمار الْإِسْلَام وخراب بَغْدَاد على مَا هُوَ مَشْهُور لِأَنَّهُ ضعف جَانِبه وقويت شَوْكَة الدوادار بحاشية الْخَلِيفَة حَتَّى قَالَ فِي شعره الطَّوِيل (وَزِير رضى من بأسه وانتقامه ... بطيّ رقاع حشوها النّظم والنثر) (كَمَا تسجع الورقاء وَهِي حمامة ... وَلَيْسَ لَهَا نهى يطاع وَلَا أَمر) واخذ يُكَاتب التتار إِلَى أَن جرّ هولاكو وجرّأه على أَخذ بَغْدَاد وقررّ مَعَ هولاكو أمورا انعكست عَلَيْهِ وَنَدم حَيْثُ لَا يَنْفَعهُ النَّدَم وَكَانَ كثيرا مَا يَقُول عِنْد ذَلِك الْكَامِل 3 - (وَجرى الْقَضَاء بعكس مَا أملته) لِأَنَّهُ عومل بأنواع الهوان من أراذل التتار والمرتدة حكى أَنه كَانَ فِي الدِّيوَان جَالِسا فَدخل بعض التتار مِمَّن لَا لَهُ وجاهة رَاكِبًا فرسه فساق إِلَى أَن وقف بفرسه على بِسَاط الْوَزير وخاطبه بِمَا أَرَادَ وبال الْفرس على الْبسَاط وَأصَاب الرشاش ثِيَاب الْوَزير وَهُوَ صابر لهَذَا الهوان يظْهر قُوَّة النَّفس وَأَنه بلغ مُرَاده وَقَالَ لَهُ بعض أهل بَغْدَاد يَا مَوْلَانَا أَنْت فعلت هَذَا جَمِيعه وحميت الشِّيعَة حمية لَهُم وَقد قتل من الْأَشْرَاف الفاطميين خلق لَا يُحصونَ وارتكب من الْفَوَاحِش مَعَ نِسَائِهِم وافتضت بناتهم) الْأَبْكَار مِمَّا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله تَعَالَى فَقَالَ بعد أَن قتل الدوادار وَمن كَانَ على مثل رَأْيه لَا مبالاة بذلك وَلم تطل مدَّته حَتَّى مَاتَ غما وغبنا فِي أَوَائِل سنة سبع وَخمسين وست مائَة مولده فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة بعث إِلَيْهِ المستعصم بِاللَّه شدّة أَقْلَام فَكتب إِلَيْهِ قبل الْمَمْلُوك الأَرْض شكرا للأنعام عَلَيْهِ بأقلام قلّمت أظفار الْحدثَان وَقَامَت لَهُ فِي حَرْب الزَّمَان مقَام عوالى المرّان وأجنته ثمار الأوطار من أَغْصَانهَا وحازت لَهُ قصبات المفاخر يَوْم رهانها فيا لله كم عقد

سعد الدين ابن عربي

ذمام فِي عقدهَا وَكم بَحر سَعَادَة أصبح جَارِيا من مدادها ومددها وَكم متأوّد خطّ استقام بمثقفاتها وَكم صوارم فلّت مضاربها بمطرور من مرهفاتها الْبَسِيط (لم يبْق لي أملا إِلَّا وَقد بلغت ... نَفسِي أقاصيه برا وإنعاما) (لأفتحن بهَا وَالله يقدر لي ... مصاعبا أعجزت من قبل بهراما) (تُعْطِي الأقاليم من لم تبد مسالة ... لَهُ فَلَا عجب إِن يُعْط أقلاما) وَكَانَ قد طالع المستعصم فِي شخص من أمرء الْجَبَل يعرف بِابْن شرفشاه وَقَالَ فِي آخر كَلَامه وَهُوَ مُدبر فَوَقع المستعصم لَهُ السَّرِيع (وَلَا تساعد أبدا مدّبرا ... وَكن مَعَ الله على الْمُدبر) وَكتب ابْن العلقمي أبياتا فِي الْجَواب مِنْهَا السَّرِيع (يَا مَالِكًا أَرْجُو بحبي بِهِ ... نيل المنى والفوز فِي الْمَحْشَر) (أرشدتني لَا زلت لي مرشداً ... وهادياً من رَأْيك الأنور) (ابنت لي بَيت هدى قلته ... عَن شرف فِي بَيْتك الأطهر) (فضلك فضل مَا لَهُ مُنكر ... لَيْسَ لضوء الشَّمْس من مُنكر) (أَن يجمع الْعَالم فِي وَاحِد ... فَلَيْسَ لله بمستنكر) قلت قلب بَيت أبي نواس فَجعل عَجزه صَدرا وَهُوَ مَشْهُور واشتغل بالحلة على عميد الرؤساء أَيُّوب وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَأقَام عِنْد خَاله عضد الدّين أبي نصر الْمُبَارك ابْن الضَّحَّاك وَكَانَ استاذ الدَّار وَلما قبض على مؤيد القمي وَكَانَ أستاذ الدَّار فوضت الْأُسْتَاذ دارية إِلَى شمس الدّين ابْن النَّاقِد ثمَّ عزل وفوضت الْأُسْتَاذ دارية إِلَى ابْن العلقمي فَلَمَّا توفّي الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَولي الْخلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعصم وَتُوفِّي الْوَزير نصر الدّين ابو الْأَزْهَر أَحْمد بن النَّاقِد وزر ابْن العلقمي وَكَانَ قد سمع الحَدِيث واشتغل على أبي الْبَقَاء العكبري وَحكى أَنه لما كَانَ يُكَاتب التتار تحيل مرّة إِلَى أَن أَخذ) رجلا وَحلق رَأسه حلقا بليغاً وَكتب مَا أَرَادَ عَلَيْهِ بوخز الأبر كَمَا يفعل بالوشم ونفض عَلَيْهِ الْكحل وَتَركه عِنْده إِلَى أَن طلع شعره وغطى مَا كتب فجهزه وَقَالَ إِذا وصلت مرهم بحلق رَأسك ودعهم يقرأون مَا فِيهِ وَكَانَ فِي آخر الْكَلَام قطعُوا الورقة فَضربت رقبته وَهَذَا غَايَة فِي الْمَكْر والخزي وَالله أعلم 3 - (سعد الدّين ابْن عَرَبِيّ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْعَرَبِيّ الطَّائِي الْحَاتِمِي سعد الدّين ابْن الشَّيْخ محيي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ الأديب الشَّاعِر ولد بملطية فِي رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة وَسمع الحَدِيث ودرس وَكَانَ شَاعِرًا مجيداً أَجَاد المقاطيع الَّتِي نظمها فِي الغلمان وأوصافهم وَله ديوَان مَشْهُور وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وقبره عِنْد قبر أَبِيه بسفح قاسيون بتربة القَاضِي محيي الدّين ابْن الزكي وَمن شعره فِي مليح رَآهُ بِالزِّيَادَةِ فِي دمشق الْخَفِيف (يَا خليلي فِي الزِّيَادَة ظَبْي ... سلبت مقلتاه جفنى رقاده)

(كَيفَ أَرْجُو السلو عَنهُ وطرفي ... نَاظر حسن وَجهه فِي الزِّيَادَة) وَقَوله فِي مليح قَاض مخلع الْبَسِيط (وَرب قَاض لنا مليح ... يعرب عَن منطق لذيذ) (إِذا رمانا بِسَهْم لحظ ... قُلْنَا لَهُ دَائِم النّفُوذ) وَقَوله فِي غُلَام لبس قاضياني الْخَفِيف (قد روينَا أَن الْقُضَاة بعدن ... وَاحِد والجحيم فِيهِ اثْنَان) وَأرى الْأَمر ظلّ بِالْعَكْسِ (ففؤادي فِي النَّار قَاض وَفِي ... جنَّة عدن من جسمك القاضيان) وَقَوله فِي مليح قواس السَّرِيع (قلت لقواس لَهُ طلعة ... من رام عَنْهَا الصَّبْر لم يقدر) (يَا من لَهُ وَجه كبدر الدجا ... كَيفَ تبيع الْقوس للْمُشْتَرِي) وَقَوله فِي مليح لبان الْكَامِل (كلفي بلبان إِذا عاينته ... أهْدى بطلعته لي الأفراحا) ) (قد ظلّ يسكرنا بِخَمْر لحاظه ... أَو مَا ترَاهُ يصفف الأقداحا) وَقَوله فِي مليح مناخلي السَّرِيع (مناخلي هَمت فِي حبه ... وَفِي الحشا من هجره جمر) (قلت وَقد عَايَنت من حوله ... مناخلاً لم يحوها الْحصْر) (مَا هَذِه قَالَ شموس غَدَتْ ... يكسفها من وَجْهي الْبَدْر) وَقَوله فِي مليح أشقر الْحَاجِب الطَّوِيل (وَمَا أنكر العذال شَيْئا عَرفته ... سوى شقرة فِي حاجبي منية النَّفس) (فَقلت وَقد أبديت مِنْهُم تَعَجبا ... لَعَلَّهُم لم يبصروا حَاجِب الشَّمْس) وَقَوله فِي مليح يقطف مشمشا الطَّوِيل

النور الأسعردي

(كلفت بِظَبْيٍ وَهُوَ يقطف مشمشاً ... على سلم فِيهِ اعتصام لهارب) (كَذَا الْبَدْر لَوْلَا أَنه فِي مسيره ... رقى درجا لم يتَّصل بالكواكب) وغالب مقاطيعه الَّتِي فِي الغلمان من الْحسن والجودة فِي هَذِه الطَّبَقَة وَأكْثر ديوانه فِي الغلمان وَمَا أحسن قَوْله مضمنا (الرجز لم تبداً عارضاه فِي نمط ... قيل ظلام بضياء اخْتَلَط) (وَقيل نمل فَوق عاج قد سقط ... وَقَالَ قوم أَنَّهَا اللَّام فَقَط) وَقَوله الْخَفِيف (لست أنسى غَدَاة قولي لهِنْد ... لَك تَحت النقاب أحسن خد) (فثنت عطفها إِلَى وَقَالَت ... أنقاباً ترَاهُ أم غيم ورد) وَقَوله الطَّوِيل (وَفِي حلب الْبِطِّيخ لَيْسَ كجلق ... فَمَا لدمشق غير زور وتلبيس) (لنا ابْن كثير شَاهد مَعَ نَافِع ... وشاهدهم فِي الطّيب لَيْسَ سوى السوس) وَقَوله الْكَامِل (سهري من المحبوب أصبح مُرْسلا ... وَأرَاهُ مُتَّصِلا بفيض مدامعي) (قَالَ الحبيب بِأَن ريقي نَافِع ... فاسمع رِوَايَة مَالك عَن نَافِع) 3 - (النُّور الأسعردي) ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَقيل مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد بن رستم الأسعردي نور الدّين أَبُو بكر الشَّاعِر ولد سنة تسع عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَكَانَ من كبار شعراء الْملك النَّاصِر وَله بِهِ اخْتِصَاص وَله ديوَان شعر مَشْهُور وَغلب عَلَيْهِ المجون وأفرد هزلياته من شعره وَجَمعهَا وسمى ذَلِك سلافة الزرجون فِي الخلاعة والمجون وَضم إِلَيْهَا أَشْيَاء من نظم غَيره وَكَانَ شَابًّا خليعاً يجلس تَحت السَّاعَات واصطفاه النَّاصِر وَحضر مجْلِس شرابه فَخلع عَلَيْهِ لَيْلَة قبَاء وعمامة بِطرف مَذْهَب فَأتي بهما من الْغَد وَجلسَ تَحت السَّاعَات مَعَ الشُّهُود أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين وَغَيره من أشياخي قَالُوا أنشدنا الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الدمياطي قَالَ أَنْشدني النُّور الأسعردي لنَفسِهِ الْكَامِل (وَلَقَد بليت بشادن إِن لمته ... فِي قبح مَا يَأْتِيهِ لَيْسَ بِنَافِع) (متبذل فِي خسة وجهالة ... ومجاعة كشهود بَاب الْجَامِع) وَحضر لَيْلَة عِنْد النَّاصِر مجْلِس أنس وَكَانَ فِيهِ شرف الدّين ابْن الشيرجي وَكَانَ الْحَيّ فَقَامَ ابْن الشيرجي فَقضى شغله وَعَاد فَأَشَارَ إِلَيْهِ السُّلْطَان بصفع النُّور الأسعردي فصفعه فَلَمَّا فعل ذَلِك نزلت ذقنه على كتف النُّور لما انحنى لصفعه فَأَمْسكهَا بِيَدِهِ وَأنْشد فِي الْحَال الْخَفِيف (قد صفعنا فِي ذَا الْمحل الشريف ... وَهُوَ إِن كنت تَرْتَضِي تشريفي)

(فأرث للْعَبد من مصيف صفاع ... يَا ربيع الندى وَإِلَّا خري فِي) مَا أحسن مَا أُتِي بِهَذَا المنادى هُنَا ليرشح التورية بَين الرّبيع والخريف وَقَوله وَإِلَّا خري فِي من أحسن مَا يكون من الْإِشَارَة بِقَرِينَة إِمْسَاكه ذقن الصافع لَهُ وَقد ظرف غَايَة وأضر قبل مَوته فَقَالَ الْبَسِيط (قد كنت من قبل فِي أَمن وَفِي دعة ... طرفِي يرود لقلبي رَوْضَة الْأَدَب) (حَتَّى تلقبت نور الدّين فانعمشت ... عَيْني وحول ذَاك النُّور للقب) وَقَالَ فِي أَبْيَات الوافر (سَأَلت الله يخْتم لي بِخَير ... فَعجل لي وَلَكِن فِي عيوني) وَأخذ مِنْهُ الكحال ذَهَبا بِنَاء على أَن يُبرئ عينه من الْأَلَم فَلم يتَّفق ذَلِك فَقَالَ الْكَامِل (عجب لذا الكحال كَيفَ أضلني ... وَلكم أضلّ بميله وبمينه) (ذهب اللَّئِيم بناظري وَمَا رثى ... لأخي الأسى إِذْ رَاح مِنْهُ بِعَيْنِه) ) (أأصاب مِنْهُ فِي ثَلَاثَة أعين ... هَذَا لعمركم الصغار بِعَيْنِه) الثَّالِث مضمن أول بَيت من شَوَاهِد الْعَرَبيَّة تَمَامه الْكَامِل لَا أم لي إِن كَانَ ذَاك وَلَا أَب والنور الأسعردي أَخذ هَذَا الْمَعْنى من قَول القَاضِي الْفَاضِل المنسرح (رجل توكل لي واكحلني ... ففجعت فِي عَيْني وَفِي عَيْني) وَقَالَ النُّور أَيْضا السَّرِيع (يَا سائلي لما رأى حالتي ... والطرف مني لَيْسَ بالمبصر) (لغستت أحاشيك ولكنني ... سمحت بالعينين لِلْأَعْوَرِ) أَخذه من قَوْلهم تصدق بنظره على ذكره وَقَالَ أَيْضا (السَّرِيع فِي هَذَا الورى حِكْمَة ... وأنعم أعيت على الحاصر) (عوضني وَالله ذُو رَحْمَة ... عَن ناظري الباصر بالناصر) وَقَالَ يضمن قَول الشريف الرضى الْخَفِيف (قلت إِذْ نَام من أحب وَأبْدى ... ضرطة آذَنت لشملي بِجمع) (فَاتَنِي أَن أرى الديار بطرفي ... فلعلي أرى الديار بسمعي)

وَقَالَ يضمن قَول أبي الطّيب (الطَّوِيل سباني معسول المراشف عاسل المعاطف مصقول السوالف مائد) (يروم على إردافه الخصر مسعداً ... إِذا عظم الْمَطْلُوب قل المساعد) وَقَالَ أَيْضا الْبَسِيط (سمحت بيعا لمملوك يعاندني ... وَلَو أَرَادَ رضاتي مَا تعداني) (قَالُوا أينسب للعلان قلت لَهُم ... مَا كنت بَائِعه لَو كَانَ علاني) وَقَالَ ملغزاً فِي الطست والإبريق وظرف مَا شَاءَ مجزوء الْكَامِل (وَذَات بطن فارغ ... تحمل فِيهِ ابْنهَا) (حَتَّى إِذا فَارق فِي ال يَوْم مرَارًا بَطنهَا) (يصب فِيهَا مَاءَهُ ... بِآلَة كَأَنَّهَا) وَقَالَ وَهُوَ ظريف الْكَامِل) (كم رام أيرى جرح جُحر معذبي ... بالطعن فِيهِ عِنْد جد مراسه) (حَتَّى تجرح رَأسه فأعجب لَهُ ... طلع الَّذِي فِي قلبه فِي رَأسه) وَقَالَ أَيْضا الْخَفِيف (قلت يَوْمًا للزين هَل تثبت الْبَعْث وتنفي أنكارهم للحشر) (قَالَ أثبت قلت ذقنك فِي أستي ... قَالَ أنفي فَقلت فِي وسط جحري) وَقَالَ أَيْضا الْبَسِيط (لما ثنى جيده للسكر مُضْطَجعا ... وَهنا وَلَوْلَا شَفِيع الراح لم ينم) (دببت لَيْلًا عَلَيْهِ بعد هجعته ... سكرا فَقل فِي دَبِيب النُّور فِي الظُّلم)

ناصر الدين ابن قرناص

وَرَأى فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ ينشد فأنتبه وَهُوَ يحفظه الوافر (دببت على الْخَطِيب قبيل نوم ... فَقَالَ أَصْبِر إِلَى وَقت الدبيب) (فَلَمَّا نَام قُمْت إِلَيْهِ سرا ... فَقل فِيمَن يطيب على الْخَطِيب) وَقَالَ أَيْضا الطَّوِيل (وريم جلى لي خمرة مزة جلت ... همومي وَقد عَايَنت فِي خَدّه سطرا) (وربوته الشقراء ناعمة غَدَتْ ... وَيَا حسنها من بَرزَة ليتها عذرا) جمع فِيهَا أَسمَاء أَمَاكِن وَهِي سطراء والربوة والشقراء والناعمة وبرزة وعذراء والمزة فِي الأول وَقَالَ أَيْضا الْخَفِيف (لحية طَال شعرهَا وعلتها ... صفرَة ليتها تكون لهيبا) (لَو لوى شعرهَا إِلَى أَنفه الها ئل عَايَنت مِنْهُ جنكا عجيبا) وَقَالَ فِي غُلَام يحرث الْكَامِل (يَا حارثاً تروي مقامات الْهوى ... عَن طرفه الفتاك غير مؤوله) (أضحى يشق لحود من قتل الْهوى ... فِي حبه لَيست خُطُوطًا مُهْملَة) (روحي الْفِدَاء لبدر تمّ سائق ... للثور لَيْسَ يروم غير السنبله) وَقَالَ ملغزاً فِي عُثْمَان الْكَامِل (يَا سائلي عَمَّن هويت وَحسنه ... ذُو شهرة فِي النَّاس وَهُوَ يصان) (خوف الوشاة أجبْت عَنهُ ملغزاً ... هُوَ ثَالِث من سَبْعَة وثمان) ) وَقَالَ فِي مليح ضَعِيف الْخط الْخَفِيف (وهلال شكا من الْخط ضعفا ... بمعانيه تضرب الْأَمْثَال) (قلت إِن رمت جودة الْخط فَاكْتُبْ ... بمثال فَقَالَ مَا لي مِثَال) 3 - (نَاصِر الدّين ابْن قرناص) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن قرناص الْخُزَاعِيّ الْحَمَوِيّ نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله ولد سنة ثَلَاث عشرَة

عماد الدين ابن العربي أخو سعد الدين

وست مائَة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة كَانَ عَالما فَاضلا زاهداً عابداً ورعاً كريم الْأَخْلَاق حسن الْأَوْصَاف جميل الْعشْرَة جم الْفَوَائِد من نظمه فِي تَرْتِيب حُرُوف كتاب الْمُحكم فِي اللُّغَة لِابْنِ سيدة الطَّوِيل (عَلَيْك حروفاً هن غير غوامض ... قيود كتاب جلّ شَأْنًا ضوابطه) (صِرَاط سوى زل طَالب دحضه ... تزيد ظهوراً إِذْ تناءت روابطه) (لذلكم نلتذ فوزا بمحكم ... مُصَنفه أَيْضا يفوز وضابطه) 3 - (عماد الدّين ابْن الْعَرَبِيّ أَخُو سعد الدّين) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عَرَبِيّ عماد الدّين أَبُو عبد الله قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني كَانَ فَاضلا سمع الْكثير وَسمع مَعنا صَحِيح مُسلم على الشَّيْخ بهاء الدّين أَحْمد بن عبد الدايم الْمَقْدِسِي وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي شهر ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة وَدفن عِنْد وَالِده بسفح قاسيون وَقد نَيف على الْخمسين وَلما كَانَ بحلب كتب إِلَيْهِ أَخُوهُ سعد الدّين الْمُقدم ذكره آنِفا الْبَسِيط (مَا للنوى رقة ترثى لمكتئب ... حران فِي قلبه والدمع فِي حلب) (قد أَصبَحت حلب ذَات الْعِمَاد بكم ... وجلق إرم هَذَا من الْعجب) 3 - (الْكَامِل ابْن الْعَادِل) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب ابْن شادي بن مَرْوَان السُّلْطَان الْملك الْكَامِل نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو المظفر ابْن السُّلْطَان الْملك الْعَادِل أبي بكر وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده ولد بِمصْر سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة وَأَجَازَ لَهُ الْعَلامَة ابْن) بري وَأَبُو عبد الله بن صَدَقَة الْحَرَّانِي وَعبد الرَّحْمَن بن الْخرقِيّ وَخرج لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن الصفراوي أَرْبَعِينَ حَدِيثا وسمعها جمَاعَة تملك الديار المصرية أَرْبَعِينَ سنة شطرها فِي أَيَّام وَالِده وَعمر دَار الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة وَجعل ابْن دحْيَة شيخها والقبة على ضريح الشَّافِعِي وجر إِلَيْهَا المَاء من بركَة الْحَبَش إِلَى حَوْض السَّبِيل والسقاية وهما على بَاب الْقبَّة الْمَذْكُورَة وَله المواقف المشهودة فِي الْجِهَاد بدمياط الْمدَّة الطَّوِيلَة وَأنْفق الْأَمْوَال الْكَثِيرَة وَكَانَ يحب أهل الْعلم ويجالسهم ويؤثر الْعدْل شكا إِلَيْهِ ركبدار أَن استاذه استخدمه شهرا بِلَا جامكية فألبس الْغُلَام قماش استاذه وأركبه فرسه وألبس الاستاذ قماش الْغُلَام وَأمره بِخِدْمَة الركبدار وَحمل مداسه سِتَّة أشهر وَكَانَت الطّرق آمِنَة فِي أَيَّامه وَبعث وَلَده الْملك المسعود أطسيس افْتتح الْيمن والحجاز وَمَات قبله وَورث أَمْوَالًا عَظِيمَة وَلما بلغه وَفَاة أَخِيه الْأَشْرَف سَار إِلَى دمشق وَقد ملكهَا أَخُوهُ الصَّالح فحاصره وَأَخذهَا مِنْهُ وَاسْتقر بقلعتها فَلم يمتع بهَا وَمَات بعد شَهْرَيْن بهَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة فِي بَيت صَغِير وَلم يشْعر بِهِ أحد من هيبته مرض بالسعال والإسهال نيفاً وَعشْرين يَوْمًا وَلم يتحزن النَّاس عَلَيْهِ ولحقهم بهتة وَكَانَ فِيهِ جبروت وَمن عدله الممزوج بالعسف إِنَّه شنق جمَاعَة من الأجناد فِي أكيال شعير أخذوها وَدفن بالقلعة فِي تَابُوت وَنقل إِلَى تربته الْمَعْرُوفَة بِهِ بِجَانِب الشميصاتية

وشباكها إِلَى صحن جَامع دمشق وَخلف وَلدين الْعَادِل أَبَا بكر والصالح أَيُّوب والصاحبة وَكَانَ عِنْده مسَائِل غَرِيبَة من النَّحْو وَالْفِقْه ويوردها فَمن أَجَابَهُ حظي عِنْده حضر عِنْده زين الدّين ابْن معط فِي جملَة الْعلمَاء فَسَأَلَهُمْ الْكَامِل فَقَالَ زيد ذهب بِهِ يجوز فِي زيد النصب فَقَالُوا لَا فَقَالَ ابْن معط نعم يجوز النصب على أَن يكون الْمُرْتَفع بِذَهَب الْمصدر الَّذِي دلّت عَلَيْهِ ذهب وَهُوَ الذّهاب وعَلى هَذَا فموضع الْجَار وَالْمَجْرُور الَّذِي هُوَ بِهِ النصب فَيَجِيء من بَاب زيد مَرَرْت بِهِ وَيجوز فِي زيد النصب كَذَلِك هَهُنَا فَاسْتحْسن الْكَامِل جَوَابه وَأمره بِالسَّفرِ إِلَى مصر فسافر إِلَيْهَا وَقرر لَهُ مَعْلُوما جيدا وَكَانَ لَا يزَال يحضر عِنْده جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَله نظم نقلت من خطّ ابْن سعيد المغربي قَالَ أورد الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم للْملك الْكَامِل الْبَسِيط (إِذا تحققتم مَا عِنْد عبدكم ... من الغرام فَذَاك الْقدر يَكْفِيهِ) (أَنْتُم سكنتم فُؤَادِي وَهُوَ منزلكم ... وَصَاحب الْبَيْت أَدْرِي بِالَّذِي فِيهِ) وَقد مدحه ابْن سناء الْملك بقصيدة أَولهَا الطَّوِيل (على خاطري يَا شغله مِنْك أشغال ... وَفِي ناظري يَا نوره مِنْك تِمْثَال) ) (وَفِي كَبِدِي من نَار خدك شعلة ... وَمَوْضِع مَا أخليت مِنْهَا هُوَ الْخَال) مِنْهَا فِي الْمَدْح الطَّوِيل (جنى عسل الْفَتْح الْمُبين برمحه ... وَلَا غرو أَن اسْم الرديني عَسَّال) (لَهُ صولة الرئبال فِي مايس القنا ... وَلَا ريب أَن ابْن الغضنفر رئبال) (إِذا صال فِي يَوْم النزال تفصلت ... لَا عدائه بِالرُّعْبِ والذعر أوصال) وَمن حلم الْكَامِل مَا حَكَاهُ صَاحب كتاب الْإِشْعَار بِمَا للملوك من النَّوَادِر والأشعار فَإِنَّهُ حكى أَن بعض خواصه كَانَ قد صَار بِحَيْثُ يَبْدُو من فلتات لِسَانه كَلِمَات فِيهَا غلظة فِي حق الْملك الْكَامِل ودام على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ ذَلِك الشَّخْص فَلَمَّا مَاتَ قَالَ لبَعض ثقاته امْضِ إِلَيْهِ بِسُرْعَة وائتني بِمَا فِي كمرانه وَأتي بِشَيْء مثل الذرور فَاحْضُرْ الطَّبِيب وَقَالَ بِمحضر من خواصه مَا هَذَا فَقَالَ سم فَقَالَ لأَصْحَابه لهَذَا مَعَ هَذَا الشَّخْص ثَلَاث سِنِين يترقب أَن يَجْعَل مِنْهُ وَأَنا أعلم بِهِ وَمَا أَحْبَبْت أَن أفضحه وَكَانَ لَيْلَة جَالِسا فَدخل عَلَيْهِ مظفر الْأَعْمَى فَقَالَ لَهُ أجز يَا مظفر وَأنْشد مخلع الْبَسِيط قد بلغ الشوق منتهاه فَقَالَ مظفر وَمَا دري العاذلون مَا هُوَ فَقَالَ السُّلْطَان ولي حبيب رأى هواني فَقَالَ مظفر وَمَا تَغَيَّرت عَن هَوَاهُ

فَقَالَ السُّلْطَان رياضة النَّفس فِي احتمالي فَقَالَ مظفر وروضة الْحسن فِي حلاه فَقَالَ السُّلْطَان اسمر لدن القوام المى فَقَالَ مظفر يعشقه كل من يرَاهُ فَقَالَ السُّلْطَان ريقته كلهَا مدام فَقَالَ مظفر ختامها الْمسك من لماه فَقَالَ السُّلْطَان ليلته كلهَا رقاد فَقَالَ مظفر وليلتي كلهَا انتباه فَقَالَ السُّلْطَان وَمَا يرى ان يهين عبدا فَسكت مظفر سَاعَة فَقَامَ وَقَالَ) بِالْملكِ الْكَامِل احتماه وَكَانَت فِي يَد الْكَامِل ورقة يكْتب فِيهَا مَا ينظمانه فألقاها من يَده إِلَى الزين الدمياطي وَأمره أَن يكْتب لِئَلَّا يكْتب مديحه بِيَدِهِ قَالَ مظفر فَقلت مخلع الْبَسِيط (الْعَالم الْعَامِل الَّذِي ... فِي كل حلاه ترى أَبَاهُ) (لَيْث وغيث وَبدر تمّ ... ومنصب جلّ مرتقاه) وَلما اسْتردَّ الْكَامِل دمياط من الفرنج وطلبوا مِنْهُ الْأمان أرسل إِلَيْهِم ابْنه الصَّالح أَيُّوب وَابْن أَخِيه شمس الْمُلُوك وَجَاءَت مُلُوك الفرنج إِلَى الْكَامِل فالتقاهم وأنعم عَلَيْهِم وَضرب لَهُم الْخيام وَوصل الْأَشْرَف مُوسَى والمعظم عِيسَى فِي تِلْكَ الْحَالة إِلَى المنصورة فِي ثَالِث شهر رَجَب سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة فَجَلَسَ الْكَامِل مَجْلِسا عَظِيما فِي خيمة كَبِيرَة عالية وَمد سماطاً عَظِيما وأحضر مُلُوك الفرنج والخيالة ووقف أَخَوَاهُ الْأَشْرَف والمعظم فِي خدمته وَقَامَ رَاجِح الحلى الشَّاعِر وَأنْشد قَوْله الطَّوِيل (هَنِيئًا فَإِن السعد رَاح مخلداً ... وَقد أنْجز الرَّحْمَن بالنصر موعدا) (حبانا إِلَه الْخلق فتحا بدا لنا ... مُبينًا وأنعاماً وَعزا مُؤَبَّدًا) (تهلل وَجه الدَّهْر بعد قطوبه ... وَأصْبح وَجه الشّرك بالظلم أسودا) (وَلما طَغى الْبَحْر الخضم بأَهْله التطغاة وأضحى بالمراكب مزبدا أَقَامَ لهَذَا الدّين من سل عزمه ... صقيلاً كَمَا سل الحسام المهندا) (فَلم ينج إِلَّا كل شلو مجدل ... ثوى مِنْهُم أَو من ترَاهُ مُقَيّدا) (ونادى لِسَان الْكَوْن فِي الأَرْض رَافعا ... عقيرته فِي الْخَافِقين ومنشدا) (أعباد عِيسَى أَن عِيسَى وَحزبه ... ومُوسَى جَمِيعًا ينصران مُحَمَّدًا)

جمال الدين ابن عمرون النحوي

وَأَشَارَ عِنْد قَوْله عِيسَى إِلَى عِيسَى الْمُعظم وَعند قَوْله مُوسَى إِلَى الْأَشْرَف مُوسَى وَعند قَوْله مُحَمَّد إِلَى الْكَامِل مُحَمَّد قَالَ الْأَمِير سيف الدّين ابْن اللمطي كتب بعض المغاربة إِلَى الْملك الْكَامِل رقْعَة فِي ورقة بَيْضَاء إِن قُرِئت فِي ضوء السراج كَانَت فضية وَإِن قُرِئت فِي الشَّمْس كَانَت ذهبية وَإِن قُرِئت فِي الظل كَانَت حبرًا أسود فِيهَا هَذِه الأبيات المتقارب (لَئِن صدني الْبَحْر عَن موطني ... وعيني بأشواقها ساهره) (فقد زخرف الله لي مَكَّة ... بأنوار كعبته الزاهره) (وزخرف لي بِالنَّبِيِّ يثرباً ... وبالملك الْكَامِل القاهره) ) قَالَ الْأَمِير سيف الدّين ابْن اللمطي فَقَالَ الْملك الْكَامِل قل المتقارب (وَطيب لي بِالنَّبِيِّ طيبَة ... وبالملك الْكَامِل القاهره) 3 - (جمال الدّين ابْن عمرون النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي عَليّ ابْن أبي سعد ابْن عمرون الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو عبد الله الْحلَبِي النَّحْوِيّ ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة تَقْديرا وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة سمع من ابْن طبرزد وَأخذ النَّحْو عَن الْمُوفق بن يعِيش وَغَيره وبرع فِي الْعَرَبيَّة وتصدر لاقرائها وجالسه الإِمَام جمال الدّين ابْن مَالك وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس وَحدث عَنهُ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وَشرح الْمفصل شرحاً مطولا 3 - (الجدائي الْكَاتِب) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك ابْن عَليّ الشِّيرَازِيّ أَبُو سعد الْمَعْرُوف بالجدائي كَانَ من الأدباء وَله شعر وَكَانَ كثير الهجاء سمع الحَدِيث من أبي طَالب ابْن غيلَان وَأبي بكر الْخَطِيب وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَمن شعره يهجو غرس النِّعْمَة أَبَا الْحسن ابْن الصابي صَاحب التَّارِيخ الطَّوِيل (أَلا قل لغرس النِّعْمَة الْيَوْم مِدْحَة ... تجاوزتها من قبل أَن تبلغ السنا) (فقد كتب التَّارِيخ قبلك معشر ... ولسنا نرى فيهم لما قلته خدنا) (فَإِن كَانَ كذب يمْلَأ الْعين وَحدهَا ... فكذبك فِيهِ يمْلَأ الْعين والأذنا) وَمِنْه أَيْضا الْخَفِيف (أدب نازح وخسة نفس ... لوضيع جدوده من سرخس) (إِن يكن من مضى كسيدنا أَنْت فَحمل غَدا على أم أمس) قلت شعر جيد 3 - (ابْن مُحرز الزُّهْرِيّ البلنسي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الزُّهْرِيّ البلنسي وَيعرف بِابْن مُحرز سمع وروى وَكَانَ أحد رجال الْكَمَال علما وإدراكاً وفصاحة مَعَ

التفنن فِي الْعُلُوم وَحفظ اللُّغَات روى عَنهُ ابْن الزبير ولد فِي سنة تسع) وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وست مائَة وَله شعر رائق فَمِنْهُ مَا قَالَه ملغزا فِي نارنجة الرجز وَمَا ذَات حمل وَهِي حمل نَفسهَا ... لَا حرَّة فِي جِنْسهَا وَلَا بغى) (كالبدر إِلَّا أَنَّهَا مكنة ... أهلة إبدارها لَا يَنْبَغِي) (تريك من جُمْلَتهَا فأعجب لَهَا ... شطر اسْمهَا وخاطر ابْن اصبغ) وَمِنْه الوافر (سقى الله المعرس إِذْ سهرنا ... بِهِ والحادثات بِحَال غمض) (قَطعنَا لَيْلَة وَالْحَال رفع ... يقر الْعين مِنْهُ عَيْش خفض) (نضاجع من نَبَات المَاء أَو من ... بَنَات المَاء كل غض) (يروقك أَو يروعك مِنْهُ فاعجب ... سيوف بَعْضهَا أغماد بعض) وَمِنْه الْخَفِيف (إِن لله مطلقين أسَارِي ... طلبُوا الْقرب مهتدين حيارى) (عثروا إِذْ تحيروا فَرَآهُمْ ... فجزاهم بِأَن أقَال العثارا) (قبلت مِنْهُم الصَّلَاة وهم لَا ... يقربون الصَّلَاة إِلَّا سكارى) وَكتب مَعَ قلنسوة أهداها الْكَامِل (خُذْهَا محدبة مقعرة لَهَا ... من طرفها مَا للسماء من الحبك) (اطلع بهَا الْأَسْنَى جبينك يجتلي ... مِنْهَا وَمِنْه الشَّمْس فِي نصف الْفلك) وَكتب مَعَ تفاحة مجزوء الوافر (بعثت بهَا على عجل ... وود خَالص صدقك) (فَخذ من لَوْنهَا خجلي ... وَخذ من عطرها خلقك) وَكتب مَعَ حجل الْكَامِل (مزق موشى بردهَا ومفصلاً ... من طوقها أنثره وعفر جنبها) (خُذْهَا بِمَا فِيهِ مشت غدراً وَلَا ... تغفل خطاها فِي الدِّمَاء وغبها) (فأعجب من الْبَازِي لَهُ فِي جِنْسهَا ... أثر الْعَدو وَلَا يزَال محبها) (نظمت ثَلَاث بَدَائِع فِي خلقهَا ... نثرت بهَا فِي كل قلب حبها) (تمشي بمرجان وتبلع أرقماً ... وبحبة الرُّمَّان تلقط حبها)

الحافظ ضياء الدين المالقي

) وَقَالَ يُخَاطب وَالِي بلنسية لما صدر إِلَيْهِ من مراكش الْكَامِل (بشرى الإياب أفادها لَك حَالا ... مَا ساءك لَيْلَة أزمعوا الترحالا) (كم منحة من محنة نجت وَكم ... أجمال بغيتن سببت إِجْمَالا) وَله الأبيات الدالية الْمَكْسُورَة واللامية المضمومة فِي وصف مِثَال نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (الْحَافِظ ضِيَاء الدّين المالقي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صابر ابْن مُحَمَّد بن صابر بن مندار الْحَافِظ المتقن ضِيَاء الدّين أَبُو جَعْفَر الْقَيْسِي الأندلسي المالقي ولد بمالقة سنة خمس وَعشْرين وست مائَة وَسمع الْكثير بِبِلَاد الْمغرب وَحج وَسمع بِمصْر وَقدم دمشق وَسمع من أَصْحَاب يحيى الثَّقَفِيّ وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانَ سريع الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة كثير الْفَوَائِد دينا فَاضلا جيد الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم كتب عَنهُ الشريف عز الدّين وَأفَاد الطّلبَة وَمَات شَابًّا فِي الْقَاهِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (زين الدّين الكوفني الْمُحدث) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْمُحدث الْمُفِيد زين الدّين أَبُو الْفَتْح الأبيوردي الكوفني الصُّوفِي الشَّافِعِي ولد سنة سِتّ مائَة أَو سنة إِحْدَى وَقدم دمشق وَسمع من كَرِيمَة والضياء الْمَقْدِسِي وَجَمَاعَة وبمصر من أَصْحَاب السلَفِي وَابْن عَسَاكِر وَمن أَصْحَاب البوصيري والخشوعي وَكتب الْكثير وَحصل جملَة صَالِحَة وكلف بِالْحَدِيثِ وحرص وَبَالغ فِي الْإِكْثَار وَخرج المعجم وروى الْيَسِير وَلم يعمر وَلَا أَفَاق من الطّلب وأدركته الْمنية وَطلب وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ ووقف كتبه واجزاءه وروى عَنهُ الدمياطي وَله شعر يسير وكوفن بَلْدَة قريبَة من أبيورد 3 - (بدر الدّين الْوَاعِظ النَّيْسَابُورِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي سعد ابْن أَحْمد الْعَالم الْوَاعِظ بدر الدّين أَبُو حَفْص الْكرْمَانِي الأَصْل النَّيْسَابُورِي التَّاجِر ولد بشاذياخ نيسابور فِي تَاسِع الْمحرم سنة سبعين كَانَ يُمكنهُ أَن يسمع من ابْن الفراوي وطبقته وَإِنَّمَا سمع فِي الكهولة من ابْن الصفار الْقَاسِم بن عبد الله وَحدث بِدِمَشْق ومصر وَعمر دهراً طَويلا وَحفظ مقامات الحريري قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَلَا نعلم أحدا روى بعده بِالسَّمَاعِ عَن ابْن الصفار روى) عَنهُ الدمياطي وأمام الْحَنَابِلَة وَابْن الخباز وَابْن الزراد وقارب الْمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (عماد الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ الْكَاتِب) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله ابْن مُحَمَّد بن هبة الله بن مميل الصَّدْر الْكَبِير عماد الدّين أَبُو الْفضل ابْن القَاضِي شمس الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ الدِّمَشْقِي صَاحب الْخط الْمَنْسُوب سمع أَبَاهُ وَابْن ملاعب وَابْن الحرستاني وروى عَنهُ الخباز وَابْن الْعَطَّار وَالشَّيْخ جمال الدّين الْمزي وَالشَّيْخ علم الدّين البرزالي وَطَائِفَة وَكَانَ رَئِيسا محتشماً متمولاً مليح الشكل متواضعاً وقوراً وافر الْحُرْمَة كتب على الْوَلِيّ الْكَاتِب وانْتهى إِلَيْهِ التَّقَدُّم فِي براعة الْخط لَا سِيمَا فِي الْمُحَقق والنسخ ارتحل غير مرّة للتِّجَارَة فَسمع وَلَده المعمر أَبَا نصر من أَصْحَاب السلفى وَاتفقَ أَنه قبل مَوته بأَرْبعَة أَيَّام شهد عِنْد ابْن الصَّائِغ فِي العادلية وَهُوَ طيب وَركب وَخرج فَتغير عِنْد

الحافظ شمس الدين ابن جعوان

بَاب الْجَابِيَة وأصابه فالج فَركب الْغُلَام خَلفه وأمسكه إِلَى الْبُسْتَان وَاسْتمرّ بِهِ الْمَرَض إِلَى أَن مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَدفن بسفح قاسيون وَحكى لي أَنه بلغه أَن ربعَة فِي بَغْدَاد بِخَط ابْن البواب كتبهَا بخفيف الْمُحَقق فَاسْتعْمل من ورق الطير جملَة وَأَخذه مَعَه وَتوجه إِلَى بَغْدَاد وَأخذ تِلْكَ الربعة جُزْءا فجزءاً وَكَانَ يضع ورق الطير على خطّ ابْن البواب فيشف عَمَّا تَحْتَهُ ويجلي الْكِتَابَة لَهُ فَيكْتب عَلَيْهَا لَا يخل بذرة مِنْهَا وَقد رَأَيْت أَنا من هَذِه الربعة الَّتِي كتبهَا عماد الدّين جُزْءا وَمَا فِي الورقة مَكْتُوب إِلَّا وجهة وَاحِدَة فَكنت أتعجب لذَلِك فَلَمَّا سَمِعت هَذِه الْوَاقِعَة علمت السَّبَب فِي ذَلِك وَالله أعلم وَحكي أَيْضا أَنه توجه إِلَى الديار المصرية وَاتفقَ أَنه ركب فِي النّيل مَعَ الصاحب تَاج الدّين ابْن حنا فَكَانَ مَعَه جمَاعَة من أَصْحَابه المختصين بِهِ وَكَانَ فِيهَا شخص يعرف بِابْن الفقاعي مِمَّن لَهُ عناية بِالْكِتَابَةِ فَسَأَلَ الصاحب بهاء الدّين وَقَالَ يَا مَوْلَانَا عِنْدِي لمولانا الصاحب وَهَؤُلَاء الْجَمَاعَة يَوْم كَامِل الدعْوَة ومولانا يدع الْمولى عماد الدّين يفيدني قطة الْقَلَم فَقَالَ وَالله مَا فِي ذَا شَيْء مَوْلَانَا يتفضل عَلَيْهِ بذلك فَأَطْرَقَ عماد الدّين مغضباً ثمَّ رفع رَأسه وَقَالَ أوخير لَك من ذَلِك قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ أحمل إِلَيْك ربعَة بخطى وتعفيني من هَذَا فَقَالَ الصاحب لَا وَالله الربعة بِخَط مَوْلَانَا تَسَاوِي ألفي دِرْهَم وَأَنا مَا آكل من هَذِه الضِّيَافَة شَيْئا يُسَاوِي عشرَة دَرَاهِم أَو كَمَا قيل وَكَانَ قد طلب إِلَى الديار المصرية ورتب نَاظرا على الْأَمْلَاك الظَّاهِرِيَّة والتعلقات المختصة بِالْملكِ السعيد ابْن الظَّاهِر وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر الدولة الظَّاهِرِيَّة بعد وَفَاة الرئيس مؤيد الدّين أسعد ابْن القلانسي) وَكَانَ وَالِده القَاضِي شمس الدّين أَبُو نصر من كبار الْعلمَاء العارفين بِالْمذهبِ وَولي نِيَابَة الحكم بِدِمَشْق مُدَّة زمانية 3 - (الْحَافِظ شمس الدّين ابْن جعوان) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن أبي بكر بن جعوان بن عبد الله الْحَافِظ شمس الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ أحد الْأَئِمَّة أَخذ النَّحْو عَن جمال الدّين مُحَمَّد بن مَالك وَكَانَ من كبار أَصْحَابه ثمَّ أقبل على الحَدِيث وعني بِهِ أتم عناية وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن النشبي وَابْن أبي الْخَيْر وَغَيرهم وارتحل إِلَى مصر وَسمع من عَامر القلعي والعز الْحَرَّانِي وَطَائِفَة وَكتب كثيرا بِخَطِّهِ وَخرج الْمَشَايِخ وَقَرَأَ الْمسند على ابْن عَلان قِرَاءَة لم يسمع النَّاس مثلهَا فِي الفصاحة وَالصِّحَّة وحضره جمَاعَة من الْأَئِمَّة فَمَا أمكنهم أَن يَأْخُذُوا عَلَيْهِ لحنة وَاحِدَة وَمَات فِي عنفوان الشبيبة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَهُوَ أَخُو الْفَقِيه الزَّاهِد شهَاب الدّين كتب ابْن جعوان إِلَى أَهله من تَبُوك الطَّوِيل (كتبت كتابي من تَبُوك لتسعة ... مَضَت بعد عشر فِي الْمحرم ولت) (وَإِنِّي بِحَمْد الله أَرْجُو لقاءكم ... إِذا صفر عشرُون مِنْهُ تبقت) 3 - (القَاضِي بهاء الدّين ابْن خلكان) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابراهيم ابْن أبي بكر بن خلكان القَاضِي بهاء الدّين أَبُو عبد الله الأربلي الشَّافِعِي قَاضِي بعلبك أَخُو قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان ولد بأربل سنة ثَلَاث وست مائَة وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ من أبي جَعْفَر ابْن مكرم كأخيه وَحدث وَسمع مِنْهُ ابْن أبي الْفَتْح وَالشَّيْخ علم الدّين البرزالي وَالْجَمَاعَة وَهُوَ وَالِد النَّجْم صَاحب

الشيخ بدر الدين ابن مالك

الْفَيْض والخيال الهذياني وَكَانَ مَعْدُوم النظير فِي كثير من أَوْصَافه من التَّوَاضُع المفرط ولين الْكَلِمَة ورقة الْقلب وسلامة الصَّدْر توفّي ببعلبك قَاضِيا بهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة وَلم ينله من جَمِيع مَا كَانَ باسمه من الجراية والجامكية إِلَّا قوته لَا غير وَلَا يسْأَل عَمَّا عدا ذَلِك وَمَات فَمَا خلف دِينَارا وَلَا درهما وَعَلِيهِ جملَة من الدّين فأبيعت كتبه لوفائها وَتُوفِّي أَخُوهُ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان قبله سنة إِحْدَى فَلم ترقأ لَهُ بعده دمعة وَدفن فِي تربة الزَّاهِد عبد الله اليونيني 3 - (الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مَالك) ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك الإِمَام البليغ النَّحْوِيّ بدر الدّين ابْن الإِمَام الْعَلامَة جمال الدّين الطَّائِي الجياني ثمَّ الدِّمَشْقِي كَانَ إِمَامًا ذكياً فهما حاد الخاطر إِمَامًا فِي النَّحْو إِمَامًا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وَالْعرُوض والمنطق جيد الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول أَخذ عَن وَالِده وَجرى بَينه وَبَين وَالِده صُورَة سكن لأَجلهَا بعلبك فَقَرَأَ عَلَيْهِ بهَا جمَاعَة مِنْهُم بدر الدّين ابْن زيد فَلَمَّا مَاتَ وَالِده طلب إِلَى دمشق وَولي وَظِيفَة وَالِده وسكنها وتصدى للأشغال والتصنيف وَكَانَ اللّعب يغلب عَلَيْهِ وَالْعشرَة حكى لي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود الْكَاتِب رَحمَه الله تَعَالَى حِكَايَة جرت لَهُ مَعَ الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري وَهِي غَرِيبَة وَمَا أوثر ذكرهَا وَحكى لي غَيره عَنهُ مَا يُوَافِقهَا من اللّعب وَكَانَ إِمَامًا فِي مواد النّظم من الْعرُوض والنحو والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَلم يقدر على نظم بَيت وَاحِد وَلَقَد حضرت إِلَيْهِ رقْعَة من صَاحبه فِيهَا نظم أَرَادَ أَن يجِيبه عَنْهَا بنظم فَجَلَسَ فِي بَيته من بكرَة إِلَى صَلَاة الْعَصْر وَلم يقدر على بَيت وَاحِد حَتَّى اسْتَعَانَ بجار لَهُ فِي الْمدرسَة على الْجَواب بعد مَا حكى ذَلِك لجاره وَقيل لي أَنه أمْلى على قَول أبي جلنك الْكَامِل (والبان تحسبه سنانيراً رَأَتْ ... قَاضِي الْقُضَاة فنفشت أذنابها) كراسة وَتكلم على مَا فِي هَذَا الْبَيْت من عُلُوم البلاغة سُبْحَانَ الله الْعَظِيم ووالده كَانَ ينظم الْعُلُوم فِي الأراجيز ويدرج الْمسَائِل الْكَثِيرَة فِي الْأَلْفَاظ القليلة وَهَذَا دَلِيل الْقُدْرَة على النّظم وَمن تصانيف الشَّيْخ بدر الدّين شرح الفية وَالِده الْمَعْرُوفَة بالخلاصة وَهُوَ شرح فَاضل منقى منقح وَخطأ وَالِده فِي بعيض الْمَوَاضِع وَلم تشرح الْخُلَاصَة بِأَحْسَن وَلَا أَسد وَلَا أجزل على كَثْرَة شروحها وأراها فِي الشُّرُوح كالشرح الَّذِي لِابْنِ يُونُس للتّنْبِيه والمصباح اختصر فِيهِ مَعَاني وَبَيَان الْمِفْتَاح وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن وَقيل إِنَّه وضع أكبر مِنْهُ وَسَماهُ رَوْضَة الأذهان وَالِي الْآن لم أره وَرَأَيْت لَهُ مُقَدّمَة فِي الْمنطق ومقدمة فِي الْعرُوض وَمَات قبل الكهولة من قولنج كَانَ

فخر الدين ابن التنبي الكاتب

يَعْتَرِيه كثيرا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكثر التأسف عَلَيْهِ وَولي إِعَادَة الأمينية بعده الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَكثر تأسف النَّاس عَلَيْهِ وَقيل إِنَّه حضر مجْلِس الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي وَكَانَ يعرف الْكَشَّاف معرفَة مليحة فَقعدَ لَا يتَكَلَّم والأيكي يذكر درسه إِلَى أَن أَطَالَ الْكَلَام فَقَالَ لَهُ يَا شيخ بدر الدّين لأي شَيْء مَا تَتَكَلَّم فَقَالَ مَا أَقُول وَمن وَقت تَكَلَّمت فِيهِ إِلَى الْآن عددت عَلَيْك إِحْدَى وَثَلَاثِينَ لحنة أَو كَمَا قيل) 3 - (فَخر الدّين ابْن التنبي الْكَاتِب) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عقيل فَخر الدّين ابْن الصَّدْر بهاء الدّين ابْن التنّبي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالنُّون وَالْبَاء الْمُوَحدَة على وزن جلق الْكَاتِب روى عَن الشَّيْخ الْمُوفق بن قدامَة وَالْعلم السخاوي وَكتب الْخط الْمليح طَريقَة ابْن البواب على الشَّيْخ ولي الدّين العجمي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة 3 - (جمال الدّين ابْن سَالم قَاضِي نابلس) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم ابْن يُوسُف بن صاعد القَاضِي جمال الدّين ابْن القَاضِي نجم الدّين سفير الدولة قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين النابلسي الشَّافِعِي قَاضِي نابلس وَابْن قاضيها إِمَام جليل متميز فَاضل رَئِيس ولد سنة عشْرين وَسمع بالقدس على الأوقى مشيخة الْفَسَوِي وَغَيرهَا وَكَانَ قَاضِي نابلس مُدَّة وأضيف إِلَيْهِ آخر عمره قَضَاء الْقُدس سمع عَلَيْهِ الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ بِقِرَاءَة الْحَافِظ الْعَلامَة جمال الدّين الْمزي بدار الحَدِيث لما قدم دمشق وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (الْأسد ابْن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن عبد الله بن مَالك تَقِيّ الدّين الْمَعْرُوف بالأسد ابْن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وأخو الشَّيْخ بدر الدّين الْمَذْكُور آنِفا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين صنف لَهُ وَالِده الألفية فَلم يحذق فِي نَحْو وَكَانَ طيب الصَّوْت يقْرَأ بالظاهرية وَله مَسْجِد ودكان شُهُود وَتُوفِّي فِي سنة تسع وست مائَة قلت والمقدمة الأَسدِية لوالده أَيْضا وَهِي صَغِيرَة نثر غير نظم إِنَّمَا وَضعهَا باسمه 3 - (الْغَالِب بِاللَّه ابْن الْأَحْمَر صَاحب الأندلس) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن نصر صَاحب الأندلس أَمِير الْمُسلمين أَبُو عبد الله ابْن الْأَحْمَر تملك بعد وَالِده سنة إِحْدَى وَسبعين وامتدت أَيَّامه إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَهُوَ من الْخَزْرَج أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قِرَاءَة منى عَلَيْهِ وَهُوَ يسمع رَأَيْته بغرناطة مرَارًا بالمصلى وأنشدته قصيدة أمدحه بهَا وَحَضَرت عِنْده إنشاد الشُّعَرَاء فِي بعض أعياده وَكَانَ رجلا جميلاً عَاقِلا حسن السياسة متظاهراً بِالدّينِ وَقَرَأَ شَيْئا من النَّحْو على الاستاذ أبي الْحسن الأبدي وَيذكر أَن لَهُ نظماً وَقد) اشْتهر عَنهُ وَهُوَ قَوْله يُخَاطب وزيره أَبَا سُلْطَان عَزِيز ابْن عَليّ الداني المتقارب (تذكر عَزِيز ليالينا ... وأنساً نعاطي على الفرقدين) (وَنحن ندبر فِي ملكنا ... ونعطي النضار بكلتا الْيَدَيْنِ)

الشيخ محيي الدين الشاطبي المحدث المالكي

(وَقد طلب الصُّلْح منا اللعين ... فَمَا فَازَ إِلَّا بخفي حنين) (إِذا مَا تكاثر إرْسَاله ... يكون الْجَواب شبا المرهفين) (فَلم لَا تشمر عَن ساعد ... وتضرب بِالسَّيْفِ فِي المغربين) (وَقد خدمتنا مُلُوك الزَّمَان ... وَقد قصدتنا من العدوتين) (فنسأل من رَبنَا عونه ... على مَا نوينا من الْجَانِبَيْنِ) وَمِمَّا ذكر عَنهُ لَهُ قَوْله الطَّوِيل (أيا ربة الْحسن الَّتِي أذهبت نسكي ... على كل حَال أَنْت لَا بُد لي مِنْك) (فَأَما بذل وَهُوَ أليق بالهوى ... وَإِمَّا بعز وَهُوَ أليق بِالْملكِ) انْتهى مَا أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين قلت لم أثبت هَذِه الْقطعَة الأولى إِلَّا من كَونهَا شعر سُلْطَان وَإِلَّا فَلَيْسَتْ مِمَّا ينتقي وَإِمَّا البيتان الكافيان فَإِنِّي نظمت جَوَابه مجاراة كَأَنِّي حاضره وَفِي وَزنه ورويه وَهُوَ الطَّوِيل (مَتى لَاق بالعشاق عز وسطوة ... كَأَنَّك من ذل الْمحبَّة فِي شكّ) (تلق الْهوى مَعَ مَا ملكت بذلة ... لتنظم مَعَ أهل الْمحبَّة فِي سلك) بُويِعَ السُّلْطَان أَبُو عبد الله بعد أَبِيه سنة إِحْدَى وَسبعين فتملك ثَمَانِيَة أَعْوَام ثمَّ توثب عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو الجيوش نصر وظفر بِهِ فخلعه وسجنه مُدَّة ثمَّ جهزه إِلَى بَلَده شلوبينة فحبسه إِلَى أَن تحرّك على نصر ابْن أُخْته الْغَالِب بِاللَّه وَطلب نصر أَخَاهُ المخلوع إِلَى غرناطة فَجعله عِنْده بالحمراء فِي بَيت أُخْته وَمرض أَبُو الجيوش نصر فأغمى عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام فأحضر الكبراء أَخَاهُ ليملكوه فَلَمَّا عوفى أَبُو الجيوش تعجب من مَجِيئه وَأخْبر فغرقه خوفًا من شهامته وَكَانَ خلعه سنة تسع وَتِسْعين وَسبع مائَة ووفاته 3 - (الشَّيْخ محيي الدّين الشاطبي الْمُحدث الْمَالِكِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن الْحُسَيْن بن سراقَة مُحي الدّين أَبُو بكر الْأنْصَارِيّ الأندلسي الشاطبي مولده فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة بشاطبة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بسفح) المقطم سمع الْكثير وَولي مشيخة دَار الحَدِيث البهائية بحلب ثمَّ قدم الديار المصرية وَولي مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية بِالْقَاهِرَةِ إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة الْمَشْهُورين بغزارة الْفضل وَكَثْرَة الْعلم وَالْجَلالَة والنبل وَاحِد الْمَشَايِخ المعروفين بطرِيق الْقَوْم وَله فِي ذَلِك إشارات لَطِيفَة مَعَ مَا جبل عَلَيْهِ من كرم الْأَخْلَاق واطراح التَّكْلِيف ورقة الطَّبْع ولين الْجَانِب وَله شعر مِنْهُ الطَّوِيل (إِلَى كم أمنى النَّفس مَا لَا تناله ... فَيذْهب عمري والأماني لَا تقضى)

قاضي حلب القاضي شمس الدين الدمشقي

(وَقد مر لي خمس وَعِشْرُونَ حجَّة ... وَلم أَرض فِيهَا عيشتي فمتي أرْضى) (وَأعلم أَنِّي وَالثَّلَاثُونَ مدتي ... وَخير مغاني اللَّهْو أوسعها رفضاً) (فَمَاذَا عَسى فِي هَذِه الْخمس ارتجى ... ووحدي إِلَى أَوب من الْعشْر قد أفْضى) وَمِنْه أَيْضا مخلع الْبَسِيط (وَصَاحب كالزلال يمحو ... صفاؤه الشَّك بِالْيَقِينِ) (لم يخص إِلَّا الْجَمِيل منى ... كَأَنَّهُ كَاتب الْيَمين) وَهَذَا عكس قَول أَحْمد المنازي مخلع الْبَسِيط (وَصَاحب خلته خَلِيلًا ... وَمَا جرى غدره ببالي) (لم يحص إِلَّا الْقَبِيح منى ... كَأَنَّهُ كَاتب الشمَال) وَكَانَ محيي الدّين من أَبنَاء الْقُضَاة حفظ الْقُرْآن الْعَظِيم وتفقه على مَذْهَب مَالك رَضِي الله عَنهُ ورحل إِلَى بَغْدَاد وَلَقي بهَا أَبَا حَفْص عمر بن مكرم الدينَوَرِي وَأَبا عَليّ الْحسن بن مبارك بن مُحَمَّد الزبيدِيّ وَأَبا الْفضل ابْن بكران وَقدم إربل وَقَرَأَ على أبي الْخَيْر بدران التبريزي 3 - (قَاضِي حلب القَاضِي شمس الدّين الدِّمَشْقِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْعَلامَة قَاضِي حلب وخطيبها ومفتيها شمس الدّين أَبُو عبد الله ولي الْقَضَاء مُدَّة طَوِيلَة تفقه بِمصْر على الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وبرع فِي الْمَذْهَب وتصدر وَخرج لَهُ الْأَصْحَاب وَكَانَ مَحْمُود الْأَحْكَام على ضيق خلقه كَانَ يُخَالف قرا سنقر نائبها فِي أغراضه فعزل بِالْقَاضِي زين الدّين ابْن قَاضِي الْخَلِيل وَتُوفِّي سنة خمس وَسَبْعمائة البوزجاني الحاسب) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى) ابْن اسماعيل بن الْعَبَّاس البوزجاني بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْوَاو وَالزَّاي وَالْجِيم أَبُو الْوَفَاء أحد الْأَئِمَّة الْمَشَاهِير فِي علم الهندسة والحساب وَله فيهمَا استخراجات غَرِيبَة لم يسْبق إِلَيْهَا قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ شَيخنَا الْعَلامَة كَمَال الدّين أَبُو الْفَتْح مُوسَى بن يُونُس رَحمَه الله وَهُوَ الْقيم بِهَذَا الْفَنّ يُبَالغ فِي وصف كتبه ويعتمد عَلَيْهَا فِي أَكثر مطالعاته ويحتج بِمَا يَقُوله وَكَانَ عِنْده من تأليفه عدَّة كتب وَله فِي اسْتِخْرَاج الأوتار تصنيف جيد نَافِع ولد يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة بِمَدِينَة بوزجان انْتهى قلت وَمن تصانيفه فِي الْحساب كتاب الْمنَازل وَهُوَ مَبْسُوط مُرَتّب جيد إِلَى الْغَايَة 3 - (أَبُو النَّصْر الطوسي الزَّاهِد) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن الْحجَّاج أَبُو النَّصْر الطوسي الزَّاهِد العابد يَصُوم النَّهَار وَيقوم اللَّيْل وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وَيتَصَدَّق بِمَا فضل عَن

القاضي محيي الدين ابن الشهرزوري

قوته رَحل فِي طلب الحَدِيث إِلَى الْعرَاق وَالشَّام ومصر والحجاز وَسمع الْكثير وجزأ اللَّيْل ثَلَاثَة أَجزَاء جزأ لِلْقُرْآنِ وجزءا للتصنيف وجزأ للراحة توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة ورثي فِي الْمَنَام فَقَالَ الرَّائِي وصلت إِلَى مَا تطلبه فَقَالَ أَي وَالله أَنا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبشر بن الْحَرْث يحجبنا بَين يَدَيْهِ ويرافقنا وَقد عرضت مصنفاتي كلهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرضيها 3 - (القَاضِي محيي الدّين ابْن الشهرزوري) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الْقسم بن المظفر بن عَليّ القَاضِي محيي الدّين أَبُو حَامِد الشهرزوري ولي الْقَضَاء بالموصل وَقدم بَغْدَاد رَسُولا من صَاحبهَا فَأكْرمه الْخَلِيفَة وخلع عَلَيْهِ توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن نظمه فِي يَوْم وَقع فِيهِ الثَّلج الوافر (وَلما شَاب رَأس الدَّهْر غيظاً ... لما قاساه من فقد الْكِرَام) (أَقَامَ يميط عَنهُ الشيب عمدا ... وينشر مَا أماط على الْأَنَام) قلت هَذَا تخيل حسن إِلَى الْغَايَة وَمَا أحسن قَول أبي طَالب المأموني الْبَسِيط (كَانَ فِي الجو مِنْهُ وَهُوَ منعكس ... سَحَابَة نشأت من فت كافور) (كَانَ ناق ثَمُود فِي الْهَوَاء غَدَتْ ... ترمي اللغام على الْأَرْضين والدور) ) وَقَول الآخر الْكَامِل (فالأرض تضحك عَن قلائد أنجم ... نشرت بهَا والجو جهم قاطب) (فَكَأَنَّمَا زنت البسيطة تَحْتَهُ ... وأكب يرجمها الْغَمَام الحاصب) وَهُوَ يشبه قَول الغزى الْكَامِل (والسحب من برد تسح كَأَنَّمَا ... ترمي البسيطة عَن قصي البندق) وَقَول الصاحب ابْن عباد الْخَفِيف (أقبل الثَّلج فانبسط لسرور ... ولشرب الْكَبِير بعد الصَّغِير)

الكشميهني الصالح

(فَكَانَ السَّمَاء صاهرت الأر ض فَصَارَ النثار من كافور) وَقَول ظافر الْحداد مجزوء الوافر (كَانَ الرّيح تنثره ... على الْأَرْضين فِي وَشك) (تغربل من خلال الند ... كافوراً على مسك) قيل إِنَّه مُدَّة ولَايَته فِي الْموصل لم يعتقل أحدا على دين فِي دينارين فَمَا دونهمَا بل كَانَ يُوفى ذَلِك من مَاله وَهُوَ ووالده لَهما شعر حسن وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده القَاضِي كَمَال الدّين وَمن شعر محيي الدّين الْمَذْكُور الْخَفِيف (إِن تبدلت بِي سواي فَإِنِّي ... لَيْسَ لي مَا حييت مِنْك بديل) (لي أذن حَتَّى أناجيك صماء وطرف حَتَّى يراك كليل) وَمِنْه مخلع الْبَسِيط (يَا رَاقِد اللَّيْل عَن محب ... مَا زَارَهُ بعْدك الرقاد) (فرَاش جَنْبَيْهِ من قتاد ... وكحل أجفانه سهاد) وَمِنْه الْخَفِيف (جاد لي فِي الرقاد وَهنا بوصل ... أنشط الْقلب من عقال الهموم) (وجفاني لما انْتَبَهت فَمَا أق رب مَا بَين شقوتي ونعيمي) وَمِنْه الْكَامِل (لَا تحسبوا أَنِّي امْتنعت من البكى ... عِنْد الْوَدَاع تجلداً وتصبرا) (لكنني زودت عَيْني نظرة ... والدمع يمْنَع لحظها أَن ينظرا) ) (إِن كَانَ مَا فاضت فَقلت ألزمتها ... صلَة السهاد وسمتها هجر الْكرَى) قلت شعر جيد فِي الذرْوَة 3 - (الْكشميهني الصَّالح) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْكشميهني بِالْكَاف والشين الْمُعْجَمَة الساكنة وَالْمِيم الْمَكْسُورَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَالْهَاء وَالنُّون كَانَ من الصلحاء وَله مجاهدات ورياضات توفّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَأوصى أَن يكْتب على كنفه الطَّوِيل (يكون أجاجاً دونكم فَإِذا انْتهى ... إِلَيْكُم تلقى نشركم فيطيب) وَهَذَا الْبَيْت من أَبْيَات مُخْتَلف فِيهَا الصَّحِيح أَنَّهَا للْعَبَّاس بن الْأَحْنَف وَالله أعلم 3 - (مُحَمَّد التكريتي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن مُحَمَّد التكريتي النَّحْوِيّ أَقَامَ بِبَغْدَاد وَقَرَأَ الْأَدَب وبرع فِيهِ وَله شعر من جملَته مخلع الْبَسِيط (من كَانَ ذمّ الرَّقِيب يَوْمًا ... فإنني للرقيب شَاكر) (لم أر وَجه الرَّقِيب وقتا ... إِلَّا وَوجه الحبيب حَاضر)

محمد بن مسلمة الإشبيلي الشاعر

أَخذه برمتِهِ من قَول الْخَفِيف (لَا أحب الرَّقِيب إِلَّا لِأَنِّي ... لَا أرى من أحب حَتَّى أرَاهُ) توفّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة 3 - (مُحَمَّد بن مسلمة الإشبيلي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مسلمة الإشبيلي وسلفه من قرطبة أَبُو الْحُسَيْن وَكَانَ جميل الصُّورَة فِي صغره وَفِيه يَقُول أَبُو الْعَبَّاس اللص المجتث (خلبت قلبِي بلحظ ... أَبَا الْحُسَيْن خلوب) (فَلم أسمى بلص ... وَأَنت لص الْقُلُوب) توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة وَقَالَ فِي كير الْحداد الْكَامِل (ومنضد فِيهِ الرِّيَاح سواكن ... فَإِذا تحرّك آذَنت بهبوب) (يطوى على زفراته كشحاً لَهُ ... عِنْد التحرك هَيْئَة المكروب) ) (ولآبنوس الفحم إِن عرضته ... أهْدى لَهُ مَا شِئْت من تذهيب) (صدر الْمُحب يخال مِنْهُ معملاً ... وَمَتى تعطله فخصر حبيب) وَقَالَ فِي قصيدة الْكَامِل (يَا دَار وَادي الشط من أَعلَى الْقرى ... هطلت عَلَيْك من الْغَمَام ثقالها) (عهدي بدوحك وَهُوَ يخْطر من قِنَا ... والسرب وَهُوَ من الْجِيَاد رعالها) (ومهاك هذي الْبيض وَهِي أوانس ... يقصدن حبات الْقُلُوب نبالها) (نفر تصيد وَلَا تصاد وَإِنَّمَا ... تدني لنا آجالنا آجالها) (من كل سابغة الوشاح خريدة ... لفاء غص بساقها خلْخَالهَا) مِنْهَا الْكَامِل (أَيَّام أَرْضك لَا يطير غرابها ... سَالَتْ مذانبها ورق ظلالها) (فَكَأَنَّهَا والأمن فِيهَا والمنى ... لأبي سُلَيْمَان اغتدت أَعمالهَا) قلت قَوْله عهدي بدوحك الْبَيْت أَخذه من ابْن هَانِيء الأندلسي حَيْثُ يَقُول الْكَامِل (إِذْ ذَلِك الْوَادي قِنَا وأسنة ... وَإِذ الديار مشَاهد ومحافل) وَالرَّابِع أَخذه من قَول أبي سعيد المَخْزُومِي المديد حدق الْآجَال آجال 3 - (مُحَمَّد الْيَعْمرِي الأبذي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْيَعْمرِي الأبذي بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وباؤها الْمُوَحدَة مُشَدّدَة وهمزتها مَضْمُومَة أَبُو بكر قَالَ ابْن الْآبَار فِي تحفة القادم أنشدنا أَبُو عبد الله ابْن الصفار

ابن أبي البقاء البلنسي

الضَّرِير قَالَ أنشدنا أَبُو بكر الْمَذْكُور يهجو ابْن همشك مجزوء الوافر (همشك ضم من حرفي ... ن من هم وَمن شكّ) (فعين الدّين وَالدُّنْيَا ... لامرته أسى تبْكي) هَذَا ابراهيم أَحْمد بن همشك رومي الأَصْل ملك فِي الْفِتْنَة جيغان وشقورة وَكَثِيرًا من أَعمال غرب الأندلس قَالَ ابْن الْآبَار كَانَ يعذب خلق الله تَعَالَى بِالتَّعْلِيقِ وَالتَّحْرِيق وَلَا يتناهى عَن مُنكر فعله من رميهم بالمجانيق ودهدهتهم كالحجارة من أعالي النيق وَحكى ابْن صَاحب الصَّلَاة عَن بعض) الصَّالِحين أَنه رَآهُ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ كَيفَ حالك وَمَا لقِيت من رَبك فأنشده بَيْتَيْنِ لم يسمعا قبل وهما الْبَسِيط (من سره العيث فِي الدُّنْيَا بخلقة من ... يصور الْخلق فِي الْأَرْحَام كَيفَ يشا) (فليحزن الْيَوْم حزنا قبل سطوته ... مغللاً يمتطي جمر الغضا فرشا) 3 - (ابْن أبي الْبَقَاء البلنسي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ الاستاذ أَبُو عبد الله البلنسي يعرف بِابْن أبي الْبَقَاء أَصله من سرقسطة وَتعلم كثيرا فبرع فِي الْعَرَبيَّة وَعلم بهَا واعتنى بتقييد الْآثَار وَكَانَ شَاعِرًا مجوداً توفّي سنة عشر وست مائَة قَالَ من مرثية الْبَسِيط (قد علمتني اللَّيَالِي أَن ريقتها ... صاب وَإِن قَالَ قوم أَنه عسل) (إِن الَّذِي كَانَت الآمال مشرقة ... بِهِ وعيش الْأَمَانِي بردهَا خضل) (أصَاب صرف اللَّيَالِي مِنْهُ قطب حجي ... يَا من رأى الشهب قد أعيت بهَا السبل) (وهد للحلم طوداً شامخاً علما ... يَا لليالي تَشْكُو صرفهَا الْحِيَل) (وضاق وَجه الدجا عَن نور بهجته ... فَكيف توسعها إشراقها الأَصْل) وَقَالَ يصف السَّيْف الطَّوِيل (وَذي رونق كالبرق لَكِن وعده ... صَدُوق ووعد الْبَرْق كذب وَرُبمَا) (عقدت نجاديه لحل تمائمي ... وَقلت لَهُ كن للمكارم سلما) (وساء الأعادي إِذْ بَكت شفراته ... وسر وُلَاة الود حِين تبسما) وَقَالَ أَيْضا الْخَفِيف (غير خَافَ على بَصِير الغرام ... إِن يَوْم الْفِرَاق يَوْم حمام) (عبرات تصد عَن نظرات ... ونشيج يحول دون الْكَلَام) (وَدِمَاء تراق باسم دموع ... ونفوس تُؤدِّي برسم سَلام)

أبو القاسم الغافقي قاضي بلنسية

(شربت بعْدك اللَّيَالِي حَياتِي ... غير أوشال لوعتي وسقامي) مَا أحسن قَوْله شربت بعْدك اللَّيَالِي حَياتِي 3 - (أَبُو الْقَاسِم الغافقي قَاضِي بلنسية) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نوح) الغافقي هُوَ أَبُو الْقسم قَاضِي بلنسية وَهِي بَلَده واصله من سرقسطة توفّي مصروفاً بمراكش سنة أَربع عشرَة وست مائَة لَهُ شعر حسن مِنْهُ قَوْله فِي فتح المهدية من أَبْيَات الْبَسِيط (قد أنزل القسر من أَعلَى ذوائبها ... من كَانَ مُعْتَقدًا فِي برجها الأسدا) (حَيْثُ الثواء لقد ظلت حلومهم ... على مجانيق توهى الْعقل والجلدا) (كَأَنَّمَا الأَرْض كَانَت قبل واجدة ... حقداً على واكفات السحب أَو حردا) (فأمطرتهن أَحْجَار الْعَذَاب بِمَا ... كَانَت قَدِيما عَلَيْهَا أمْطرت بردا) وَقَالَ الرمل (لَا تغبطن كل موفور الْغنى ... مُشْتَمل ملابس العظمه) (يلمز لَا بِسَبَب إِلَّا بِمَا ... يحويه من أكياسه المفعمه) (فَالله قد أخبر عَن أَمْثَاله ... وَقَالَ فِي آيَاته المحكمة) (يحْسب أَن مَاله أخلده ... كلا لينبذن فِي الحطمه) 3 - (ابْن جهور الْأَزْدِيّ المرسي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهور الْأَزْدِيّ أَبُو بكر من أهل مرسية كَانَ أحد أدبائها ونبهائها من شعره وَقد رأى امْرَأَة سافرة فغطت وَجههَا بكفها المخصوب السَّرِيع (فاجأتها كالظبي فِي سربه ... فاحتجبت بالكف والمعصم) (وَقد بدا الوشى بأطرافها ... فأقصرت عَن لومها لومي) (قَالُوا وَقد دلههم حبها ... من طوق البلار بالعندم) (قلت جرت من مقلتي دمعة ... فاختضبت أنملها بِالدَّمِ) هَذَا الْمَعْنى مطروق مبذول متداول مر وَهُوَ بِجَزِيرَة شقر بِأَرْض حَمْرَاء لِابْنِ مرج الْكحل غير صَالِحَة للعمارة فَقَالَ يداعبه الْبَسِيط (يَا مرج كحل وَمن هذي المروج لَهُ ... مَا كَانَ أحْوج هذي الأَرْض للكحل) (مَا حمرَة الأَرْض عَن طيب وَعَن كرم ... فَلَا تكن طَمَعا فِي رزقها الْعجل)

(لَكِن شيمتها أَخْلَاق صَاحبهَا ... فَمَا تفارقها كَيْفيَّة الخجل) فَأَجَابَهُ الْبَسِيط) (يَا قَائِلا إِذْ رأى مرجى وحمرته ... مَا كَانَ أحْوج هذي الأَرْض للكحل) (تِلْكَ الدِّمَاء الَّتِي للروم قد سفكت ... فِي الْفَتْح بيض ظَبْي أجدادي الأول) (أحببتها إِذْ حكت من قد كلفت بِهِ ... فِي حمرَة الخد أَو إخلافه أمْلى) الصاحب تَاج الدّين ابْن حنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن مُحَمَّد بن سليم الْمصْرِيّ الصاحب تَاج الدّين أَبُو عبد الله ابْن الصاحب فَخر الدّين ابْن الْوَزير بهاء الدّين ابْن حنا ولد سنة أَرْبَعِينَ وَتُوفِّي سنة سبع وَسبع مائَة وَسمع من سبط السلفى جُزْء الذهلي وَمن الشّرف المرسي وبدمشق من ابْن عبد الدَّائِم وَمن ابْن أبي الْيُسْر حدث بِدِمَشْق وبمصر وانتهت إِلَيْهِ رئاسة عصره بمصره وَكَانَ ذَا تصون وسودد وَمَكَارِم وشكل حسن وبزة فاخرة إِلَى الْغَايَة يتناهى فِي المطاعم والملابس والمناكح والمساكن وَمَعَ ذَلِك صدقاته كَثِيرَة وتواضعه وافر ومحبته فِي الْفُقَرَاء والصلحاء زَائِدَة وَهُوَ الَّذِي اشْترى الْآثَار النَّبَوِيَّة على مَا قيل بستين ألف دِرْهَم وَجعلهَا فِي مَكَانَهُ بالمعشوق وَهُوَ الْمَكَان الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بالديار المصرية وَقد زرت هَذِه الْآثَار فِي مَكَانهَا ورأيتها وَهِي قِطْعَة من العنزة ومرود ومخصف وملقط وَقطعَة من قَصْعَة وكحلت ناظري برؤيتها وَقلت أَنا الْكَامِل (أكْرم بآثار النَّبِي مُحَمَّد ... من زارها استوفى السُّعُود مزاره) (يَا عين دُونك فألحظي وتمتعي ... أَن لم تريه فَهَذِهِ آثاره) وَرَأى من الْعِزّ والرئاسة والوجاهة والسيادة مَا لَا رَآهُ جده الصاحب بهاء الدّين حكى لي القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود رَحمَه الله وَغير وَاحِد أَن الصاحب فَخر الدّين ابْن الخليلي لما لبس تشريف الوزارة توجه من القلعة بالخلعة إِلَى عِنْد الصاحب تَاج الدّين وَجلسَ بَين يَدَيْهِ وَقبل يَده فَأَرَادَ أَن يجْبرهُ ويعظم قدره فَالْتَفت إِلَى بعض غلمانه أَو عبيده وَطلب مِنْهُ توقيعاً بمرتب يخْتَص بذلك الشَّخْص فَأَخذه وَقَالَ مَوْلَانَا يعلم على هَذَا التوقيع فَأَخذه وَقَبله وَكتب عَلَيْهِ قدامه وَكَانَ الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس رَحمَه الله إِذا حكى ذَلِك يَقُول وَهَذِه الْحَرَكَة من الصاحب تَاج الدّين بِمَنْزِلَة الْإِجَازَة والإمضاء لوزارة ابْن الخليلي وَمن أحسن حَرَكَة اعتمدها مَا حَكَاهُ لي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ اجتزت بتربته فَرَأَيْت فِي داخلها مكتباً للأيتام وهم يَكْتُبُونَ الْقُرْآن فِي ألواحهم فَإِذا أَرَادوا مسحها غسلوا الألواح وسكبوا ذَلِك على قَبره فَسَأَلت عَن ذَلِك فَقيل لي هَكَذَا شَرط فِي هَذَا الْوَقْف وَهَذَا مقصد حسن وعقيدة صَحِيحَة وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين يؤثره على أَوْلَاده لصلبه ويعظمه أَخْبرنِي) القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ أَخْبرنِي قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي رَحمَه الله قَالَ وقفت على إِقْرَار الصاحب بهاء الدّين بِأَنَّهُ فِي ذمَّته للصاحب تَاج الدّين ولأخيه مبلغ سِتِّينَ ألف دِينَار مصرية وَمن وجاهته وعظمته فِي النُّفُوس أَنه لما نكب على يَد الشجاعي جرده من ثِيَابه وضربه مقرعة وَاحِدَة فَوق قَمِيصه وَلم يَدعه النَّاس يصل

إِلَى أَكثر من ذَلِك مَعَ جبروت الشجاعي وعتوه وتمكنه من السُّلْطَان وَكَانَ لَهُ شعر حسن من ذَلِك مَا كتبه إِلَى السراج الْوراق يعزيه عَن حمَار سقط فِي بِئْر فنفق من أَبْيَات الْكَامِل (يفديك جحشك إِذْ مضى متردياً ... وبتالد يفْدي الأديب وطارف) (عدم الشّعير فَلم يجده وَلَا رأى ... تبناً وَرَاح من الظما كالتالف) (وَرَأى البويرة غير جَاف مَاؤُهَا ... فَرمى حشاشة نَفسه لمخاوف) (فَهُوَ الشَّهِيد لكم بوافر فَضلكُمْ ... هذي المكارم لَا حمامة خاطف) (قوم يَمُوت حمارهم عطشا لقد ... ازروا بحاتم فِي الزَّمَان السالف) قَوْله لَا حمامة خاطف أَشَارَ إِلَى أَبْيَات ابْن عنين الَّتِي مدح الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وَقد جَاءَت حمامة فَدخلت حجره هربا من جارح كَانَ خلفهَا وَسَيَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة فَخر الدّين الرَّازِيّ وأجابه الْوراق بقصيدة على وَزنهَا فِي غَايَة الْحسن مَوْجُودَة فِي ديوانه أَولهَا الْكَامِل (أدنت قطوف ثمارها للقاطف ... وثنت بِأَنْفَاسِ النسيم معاطفي) مِنْهَا فِيمَا يتَعَلَّق بِذكر الْحمار الْكَامِل (وَلكم بَكَيْت عَلَيْهِ عِنْد مرابع ... ومراتع رَشَّتْ بدمعي الذارف) (يُمْسِي على عسرى ويسرى صَابِرًا ... بمعارف تلهيه دون معالف) (وَقد اسْتمرّ على القناعة يَقْتَدِي ... بِي وَهِي فِي ذَا الْوَقْت جلّ وظائفي) (وَدعَاهُ للبئر الصدى فَأَجَابَهُ ... واعتاقه صرف الْحمام الآزف) (وَهُوَ المدل بألفة طَالَتْ وَمَا ... أنسى حُقُوق مرابعي ومآلفي) (وموافقي فِي كل مَا حاولته ... فِي الدَّهْر غير مواقفي ومخالفي) (دوران سَاقيه لطاحون لنقل المَاء فِي شات وَيَوْم صَائِف) (لَكِن بِمَاء الْبِئْر رَاح بنقله ... قتلته شامات بِمَوْت جارف) وَمِمَّا ينْسب إِلَى الصاحب تَاج الدّين الطَّوِيل) (توهم واشينا بلَيْل مزارنا ... فجَاء ليسعى بَيْننَا بالتباعد) (فعانقته حَتَّى اتخذنا تلازماً ... فَلم ير واشينا سوى فَرد وَاحِد) ونظم يَوْمًا الصاحب تَاج الدّين الطَّوِيل (توافى الْجمال الفائزي وَأَنه ... لخير صديق كَانَ فِي زمن الْعسر) وَأمر السراج الْوراق بإجازته فَقَالَ الطَّوِيل (فيا رب عَامله بالطافك الَّتِي ... يكون بهَا فِي الفائزين لَدَى الْحَشْر) وَبعث الصاحب إِلَى السراج وَقد ولد لَهُ ولد صلَة وَثلثا حريرياً وَكتب مَعَ ذَلِك أبياتا خَمْسَة

أَولهَا الوافر بعثت بهَا وبالثلث الرفيع فَأَجَابَهُ الْوراق بِأَبْيَات أَولهَا الوافر (سرت من جَانب الْعِزّ الرفيع ... إِلَيّ بِطيب أنفاس الرّبيع) (مصرعة كَأَنِّي الْيَوْم مِنْهَا ... ولجت على حبيب والصريع) (دَعونَا الْخَمْسَة الأبيات سِتا ... لسبع علقت فَوق الْجَمِيع) (فدينا من هباتك مذهبات ... كَانَ محوكها قطع الرّبيع) (تزيد بلمس كفك حسن وشى ... كحسن الرَّوْض بالغيث الهموع) (بِمَا أَحييت للنفساء نفسا ... ولي مَعهَا وللطفل الرَّضِيع) (وَقد سمنت كيسى بعد ضعف ... بِهِ الْتَقت الضلوع مَعَ الضلوع) وَهَذَا الثَّالِث من هَذِه الأبيات بديع فِي الْغَايَة وَمن شعر الصاحب تَاج الدّين مَا قَالَه ملغزا فِي الْورْد الطَّوِيل (ومعركة أبطالها قد تخضبت ... أكفهم من شدَّة الضَّرْب عِنْدَمَا) (لَهُم عِنْدهَا نَار وللنار عنبر ... تأجج حَتَّى يتْرك الْورْد أدهما) وَقَوله يمدح الشَّيْخ خضر الهكاري الطَّوِيل (وحزت بميدان الْعِبَادَة غَايَة ... تذكرني يَوْم السباق ابْن أدهما) وَله موشح مَشْهُور بَين أهل مصر الْتزم فِيهِ الْحَاء قبل اللَّام فِي أقفاله وَهُوَ مجزوء الرجز (قد انحل الْجِسْم أسمر أكحل ... وأوحل الْقلب فِيهِ مذ حل) (يمِيل ... وَعنهُ لَا أميل) (يحول ... وَعنهُ لَا أَحول) ) (أَقُول ... إِذا زَاد بِي النحول) (أما حل عقد الصدود ينْحل ... ويرحل عَن نجمي المزحل) (برغمي ... كم يستبيح ظلمي) (وَيَرْمِي ... بحربه لسلمى) (وجسمي ... مَعَ الْتِزَام سقمي) (منحل وَقد غَدا مزحل ... فَلم حل سفك دمي وَمَا حل) (متوج ... بالْحسنِ هَذَا الأبهج) (مدبج ... عذاره البنفسج)

(مفلج ... يرنو بِطرف أدعج) (مكحل وريقه المنحل ... مفحل بالعنبر المحلحل) (كم أبعد ... وَكم أَبيت مكمد) (ويعمد ... بهجره لَا يفقد) (ويجهد ... فِي ارتضاء من قد) (تمحل والحاسدون دحل ... وَمحل والوعد مِنْهُ أمحل) (قلاني ... واشتط هَذَا الحاني) (رماني ... فِي عشقه زماني) (خلاني ... أَشْكُو لمن يراني) (قد انحل الْجِسْم أسمر أكحل ... وأوحل الْقلب فِيهِ مذ حل) ونظم يَوْمًا الصاحب تَاج الدّين بَيْتا وَهُوَ الطَّوِيل (أَلا قَاتل الله الْحَمَامَة أَنَّهَا ... أذابت فؤاد الصب لما تغنت) وَقَالَ للسراج أجزه فَقَالَ قصيدة أَولهَا الطَّوِيل (أطارحها شكوى الغرام وبثه ... فَمَا صدحت إِلَّا أجبْت بآنة) أَخْبرنِي الشَّيْخ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قِرَاءَة مني عَلَيْهِ قَالَ اجْتمعت بِهِ وَسمعت عَلَيْهِ شَيْئا من الحَدِيث وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْكَامِل (وَلَقَد أَبيت على أغر أدهم ... عبل الشوى كالليل إِذْ هُوَ مظلم) ) (وبكفي الْيُمْنَى قناة لدنة ... كالأفعوان سنانها مِنْهُ الْفَم) (مُتَقَلِّدًا عضباً كَانَ متونه ... برق تلألأ أَو حريق مضرم) (وعَلى سابغة الذيول كَأَنَّهَا ... سلخ كسانيه الشجاع الأرقم) (وعَلى المفارق بَيْضَة عَادِية ... كالنجم لَاحَ وَأَيْنَ مِنْهَا الأنجم) (فالرعد من تصهال خيلي والسنا ... برق الأشعة والرذاذ هُوَ الدَّم) اشْترى فرسا من الْعَرَب فأقامت عِنْده فِي الْحَاضِرَة ثمَّ إِنَّه عبر بهَا على بيُوت الْعَرَب فجفلت فَقَالَ (الطَّوِيل نسيت بيُوت الشّعْر يَا فرسي وَقد ... ربيت بهَا وَالْحر للْعهد ذَاكر) (وَلَكِن رأيتيها بِنَجْد وَأَهْلهَا ... على صفة أُخْرَى فعذرك ظَاهر) فِي الثَّانِي عيب لِأَنَّهُ لحن من كَونه أشْبع حَرَكَة الكسرة فِي رَأَيْتهَا حَتَّى نشأت يَاء قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين ونظمت أَنا فِي هَذَا الْمَعْنى فَقلت الطَّوِيل

(عجبت لمهري إِذْ رأى الْعَرَب نكبا ... كَأَن لم يكن بَين الأعاريب قد رَبًّا) (أجل لَيْسَ نكراً للفريق وَإِنَّمَا ... تخوف عتباً مِنْهُم فتجنباً) قلت التصريع فِي الْبَيْتَيْنِ لَيْسَ بمليح وَكَانَ يتعاطى الفروسية ويحضر الْغَزَوَات ويتصيد بالجوارح وَالْكلاب وَقد مدحه الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود رَحمَه الله بقصيدة عدتهَا أَزِيد من ثَمَانِينَ بَيْتا وَهِي روايتي عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَولهَا الْكَامِل (أَعلَى فِي ذكر الديار ملام ... أم هَل تذكرها عَليّ حرَام) (أم هَل أَذمّ إِذْ ذكرت منازلاً ... فارقتها وَلها عَليّ ذمام) مِنْهَا فِي مدح الصاحب تَاج الدّين الْكَامِل (وشجاعة مَا عَامر فِيهَا لَهُ ... قدم وَلَا عَمْرو لَهُ إقدام) (ثَبت الْجنان إِذا الفوارس أحجمت ... خوف الردى لم يثنه إحجام) (وبكفه فِي جحفل أَو محفل ... تزهى الرماح السمر والأقلام) وَحكى لي الْمشَار إِلَيْهِ سيادة كَثِيرَة شَاهدهَا مِنْهُ من ذَلِك أَنه قَالَ دخلت يَوْمًا إِلَيْهِ فلقيني إِنْسَان نسيت أَنا اسْمه وَمَعَهُ قصيدة قد امتدحه بهَا فَقَالَ لي يَا مَوْلَانَا لي مُدَّة وَلم يتَّفق لي إِلَى الصاحب وُصُول فأخذتها وَدخلت إِلَيْهِ وَقلت بِالْبَابِ شَاعِر قد مدح مَوْلَانَا الصاحب فَقَالَ يدْخل فَأعْطَاهُ القصيدة فأنشدها وَلم يمْتَنع من سماعهَا كَمَا يَفْعَله بعض النَّاس فَلَمَّا فرغت أَخذهَا مِنْهُ ووضعها إِلَى جَانِبه وَلم يتَكَلَّم وَلَا) أَشَارَ فَحَضَرَ خَادِم وَمَعَهُ مبلغ مِائَتي دِرْهَم وتفصيلة فَدَفعهَا إِلَيْهِ قلت وَهَذَا غَايَة فِي الرِّئَاسَة من سماعهَا وَعدم قَوْله أَعْطوهُ كَذَا أَو إِشَارَة إِلَى من يحضر فيسر إِلَيْهِ وَقيل عَنهُ أَن جَمِيع أَحْوَاله كَذَا لَا يُشِير بِشَيْء وَلَا يتَكَلَّم بِهِ فِي بَيته وكل مَا تَدْعُو الْحَاجة إِلَيْهِ يَقع على وفْق المُرَاد وَحكى لي أَنه أضَاف جده يَوْمًا ووسع فِيهِ فَلَمَّا عَاد إِلَى بَيته أَخذ النَّاس يعْجبُونَ من همته وكرم نَفسه فَقَالَ الصاحب بهاء الدّين لَيْسَ مَا ذكرتموه بعجيب لإن نَفسه كَرِيمَة ومكنته متسعة وَالْعجب العجيب كَونه طول هَذَا النَّهَار وَمَا أحضرهُ من المشروب والمأكول من الطَّعَام والفاكهة والحلوى وَغير ذَلِك على اخْتِلَاف أَنْوَاعه مَا قَامَ من مَكَانَهُ وَلَا دَعَا خَادِمًا فَأسر إِلَيْهِ وَلَا أَشَارَ بِيَدِهِ وَلَا بطرفه وَلم يَجِيء إِلَيْهِ أحد من خدمه وَلَا أَشَارَ وَقيل أَن النَّاس تعجبوا على كثرتهم وشربهم المَاء مبرداً فِي كيزان عَامَّة ذَلِك النَّهَار فَسئلَ عَن ذَلِك فِيمَا بعد فَقَالَ اشترينا خمس مائَة كوز وبعثنا إِلَى الْجِيرَان قَلِيلا قَلِيلا بردوا ذَلِك فِي الباذهنجات الَّتِي لَهُم وَلَا شكّ فِي أَنه كَانَ عَليّ الهمة ممجداً مسوداً وَلَكِن لم يكن لَهُ دربة وَالِده فِي تَنْفِيذ الوزارة فَإِنَّهُ وَليهَا مرَّتَيْنِ وَمَا أَنْجَب وَكَانَ لَهُ إِنْسَان مُرَتّب مَعَه حمام كحمام البطائق مدرب إِذا خرج من بَاب القرافة أطلق مَا مَعَه من الْحمام فيروح إِلَى الدَّار الَّتِي لَهُ فَيعلم أَهله بِأَنَّهُ قد خرج من القلعة فيرمون الططماج والملوخية وَغير ذَلِك من أَنْوَاع المطجن وَمَا شابهه حَتَّى إِذا جَاءَ وجد الطَّعَام حَاصِلا والسماط ممدوداً وَقد سمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ أَيْضا وجالسه وأنشده شعره وَاعْتَكف فِي مأذنة عَرَفَات

بِجَامِع مصر ثَلَاثَة أَيَّام فَقَالَ السراج الْوراق الطَّوِيل (ثَلَاثَة أَيَّام قطعت لطولها ... ثَلَاث شديدات من السنوات) (حجبن محيا الصاحب ابْن مُحَمَّد ... لِتجمع بَين الْحسن والحسنات) (وَمَا كَاد قلبِي أَن يقر قراره ... لِأَنِّي بِمصْر وَهُوَ فِي عَرَفَات) وَقَالَ السراج أَيْضا لما عمر الصاحب تَاج الدّين جَامع دير االطين الطَّوِيل (بنيتم على تقوى من الله مَسْجِدا ... وَخير مباني العابدين الْمَسَاجِد) (وأعلن داعيه الْأَذَان فبادرت ... اجابته الصم الْجبَال الجلامد) (ونالت نواقيس الديارات وجمة ... وَخَوف فَلم يمدد إلَيْهِنَّ ساعد) (تبْكي عَلَيْهِنَّ البطاريق فِي الدجى ... وَهن لديهم ملقيات كواسد) (بذا قَضَت الْأَيَّام مَا بَين أَهلهَا ... مصائب قوم عِنْد قوم فَوَائِد) البيتان الأخيران للمتنبي من قصيدته الْمَشْهُورَة وَأهْدى إِلَيْهِ عسلاً مسعودياً فَقَالَ الطَّوِيل) (من الظّرْف رد الظّرْف ممتلئاً حمداً ... كَمَا جَاءَ فِي نعماك ممتلئا رفدا) مِنْهَا الطَّوِيل (أَتَانِي مَسْعُود بِهِ لون عرضه ... بَيَاضًا جلا من حالك الْحَال مَا اسودا) (وَكنت لسيعاً من زماني وَصَرفه ... فبدلني من سمه الْقَاتِل الشهدا) (فأدنيت من أبعدتها لَا قلى لَهَا ... وَلَكِن من الْأَشْيَاء مَا يُوجب البعدا) (فَإِن رفع الدَّاعِي يَدَيْهِ فَهَذِهِ ... بأربعها تَدْعُو وتستفرغ الجهدا) وَقَالَ أَيْضا يمدحه بقصيدة أَولهَا الْكَامِل (أتروم صبري دون ذَاك الريم ... هَيْهَات لمت عَلَيْهِ غير ملوم) (لَو شاهدت عَيْنَاك مَا شاهدته ... لرجعت فِي أَمْرِي إِلَى التَّسْلِيم) (مخضر آس واحمرار شقائق ... أَنا مِنْهُمَا فِي جنَّة ونعيم) (ومعاطف من دونهن روادف ... أَنا مِنْهُمَا فِي مقْعد ومقيم) (سل طرفه عَن شعره الداجي فَلم ... يُخْبِرك عَن طول الدجى كسقيم) (يَا غُصْن قامته إِلَيْك تحيتي ... مَعَ كل ماطرة وكل نسيم) (إِن الْجمال لَهُ بِغَيْر مُنَازع ... والوجد لي فِيهِ بِغَيْر قسيم) (وَكَذَا الْعلَا لمُحَمد بن مُحَمَّد ب ... ن عليّ بن مُحَمَّد بن سليم) (نسب كمطرد الكعوب فَلَا ترى ... إِلَّا كَرِيمًا ينتمي لكريم)

مِنْهَا الْكَامِل (وشبيبة حرس التقى أطرافها ... فلهَا مَحل الشيب فِي التَّعْظِيم) (وَإِذا تحرمت الْمسَائِل باسمه ... جلى عَن التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم) (إِن قَالَ لَا يَخْلُو فَمَا من عِلّة ... تبقى لصِحَّة ذَلِك التَّقْسِيم) (إِمَّا إِذا جارى أَخَاهُ أحمداً ... شاهدت بحرى نائل وعلوم) (بحران إِن شِئْت الندى نجمان إِن ... شِئْت الْهدى غوثان فِي الأقليم) وَأرْسل إِلَيْهِ ديوكاً مخصية فاستبقاهن فَأرْسل إِلَيْهِ دجَاجَة كَبِيرَة فَقَالَ المتقارب (فديت الديوك بِذبح عَظِيم ... وأنقذتها من عَذَاب اليم) (فنارى لَهُم مثل نَار الْخَلِيل ... ونارك لي مثل نَار الكليم) ) (وَذُو الْعرف بِاللَّه فِي جنَّة ... فَكُن واثقاً بالأمان الْعَظِيم) (لقد أنست لي دَار بهم ... وَمن قبلهم أَصبَحت كالصريم) (مَشوا كالطواويس فِي ملبس ... بهى البرود بهيج الرقوم) (كَأَنِّي أشاهدهم كالقضاة ... بسمت عَلَيْهِم كسمت الْحَلِيم) (وَإِلَّا أزمة دَار غَدَتْ ... بهم حرما آمنا كالحريم) (وَلَا فرق بيني وَبَين الخصى ... فَلم لَا أَرَاهُم بِعَين الْحَمِيم) (وَنعم الْفِدَاء لَهُم قد بعثت ... من القانتات ذَوَات الشحوم) (أعدن الشَّبَاب إِلَى مطبخي ... وَقد كَانَ شَاب لحمل الهموم) (وعادت قدوري زنجية ... فأعجب بزنجية عِنْد رومي) (وَطَالَ لِسَان لناري بِهِ ... خصمت خطوباً غَدَتْ من خصومي) (وأمسيت ضيفك فِي منزلي ... وَمن فِيهِ ضيف لضيف الْكَرِيم) ثمَّ خرج إِلَى الْمَدْح وَأدْخل الْمِيم على ضمير الديكة وَإِن كَانَت لمن يعقل لِأَنَّهُ نزلها منزلَة من يعقل وَإِمَّا اسْتِعَارَة الشَّبَاب والشيب للمطبخ فَمن أحسن الْكِنَايَات عَن الطَّبْخ وَعَدَمه وَقَوله زنجية عِنْد رومي ظرف فِيهِ إِلَى الْغَايَة لإن السراج رَحمَه الله كَانَ أشقر أَزْرَق وَله نظم فِي ذَلِك وَهُوَ قَوْله الرجز (وَمن رَآنِي وَالْحمار مركبي ... وزرقتي للروم عرق قد ضرب) (قَالَ وَقد أبْصر وَجْهي مُقبلا ... لَا فَارس الْخَيل وَلَا وَجه الْعَرَب) وَلما قدم من غَزْوَة حمص سنة ثَمَانِينَ وست مائَة امتدحه الْحَكِيم شمس الدّين مُحَمَّد بن دانيال بقصيدة أَولهَا الطَّوِيل (تذكرت سعدى أم أَتَاك خيالها ... أم الرّيح قد هبت إِلَيْك شمالها)

ابن الجعفرية الحلى

مِنْهَا الطَّوِيل (لقد أقبل الصَّدْر الْوَزير مُحَمَّد ... فَأَقْبَلت الدُّنْيَا وسر وصالها) مِنْهَا (الطَّوِيل بغى آبغا لما تصرع أَهله ... بدار هوان قد عراهم نكالها) (وألقوا عَن الأفراس حَيْثُ رؤوسهم ... أكاليلها فَوق التُّرَاب نعالها) (وَكَانَت لَهَا تِلْكَ الذوائب فِي الثرى ... شكالاً وثيقاً يَوْم حل شكالها) ) (فأمسوا فراشا والأسنة شرع ... ذبال إِلَى أَن أحرقتم ذبالها) وَقَالَ نَاصِر الدّين حسن بن النَّقِيب يهجوه المنسرح (يحْتَاج ذَا التَّاج من يرصعه ... بدرة تَحت دالها كَسره) (فَمن رأى عُنُقه الطَّوِيل وَلَا ... ينزل فِيهِ يَمُوت بالحسرة) 3 - (ابْن الجعفرية الحلى) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن غَانِم ويتصل بزيد بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم الحلى يعرف بِابْن الجعفرية مولده سنة سِتّ وست مائَة أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ بالحلة سَابِع ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الْكَامِل (أَتَرَى يبل غليله المشتاق ... مِنْكُم ويسكن قلبه الخفاق) (وتعود أَيَّام الْوِصَال كَمَا بَدَت ... وَيرى لأيام الْفِرَاق فِرَاق) (يَا حاجباً عَن مقلتي سنة الْكرَى ... فدموعها بجنابه اطلاق) (لَا تنكرن تملقى لعواذلي ... فأخو الغرام لِسَانه مذاق) 3 - (القَاضِي نجم الدّين الطَّبَرِيّ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عبد الله القَاضِي نجم الدّين ابْن جمال الدّين ابْن محب الدّين الطَّبَرِيّ الأملي كَانَ فَقِيها جيدا فِيهِ كرم وَحسن أَخْلَاق وَله نظم أَنْشدني الشَّيْخ تَاج الدّين اليمني لنَفسِهِ قَالَ أنشدته سنة سِتّ عشرَة وَسبع مائَة وَقد قدمت منصرفاً من دمشق قَاصد الْيمن قصيدة امتدحه بهَا أَولهَا مجزوء الرجز (جاد عهاد الْمَطَر ... عهدي مني والمشعر) (وَلَا عدا ربوعها ... سح السَّحَاب الممطر) (منَازِل كم لي بهَا ... من ليل وصل مقمر) (والبين فِي بينونة ... بوصلنا لم يشْعر) فَلَمَّا فرغت من إنشادها أَنْشدني بديهاً مجزوء الرجز (أَقْسَمت حَقًا بالصفا ... يَا ابْن الْكِرَام الْغرَر) (شعرك هَذَا فائق ... أشعار أهل الْحَضَر)

محمد بن محمد بن حسين

) (مَا ناله حَبِيبه ... وَلَا الْوَلِيد البحتري) قَالَ وأنشدني القَاضِي نجم الدّين الْمَذْكُور قصيدة يمدح بهَا الْملك المظفر عِنْد قدومه الْيمن أَولهَا الْكَامِل (إِن لم أرو الرّبع من أجفاني ... بعد البعاد دَمًا فَمَا أجفاني) قلت وأنشدني من لَفظه بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة الشَّيْخ محب الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الصَّائِغ المغربي الْأمَوِي قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِمَكَّة قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين الطَّبَرِيّ الْكَامِل (اشبيهة الْبَدْر التَّمام إِذا بدا ... حسنا وَلَيْسَ الْبَدْر من اشباهك) (مأسور حبك إِن يكن متشفعا ... فإليك فِي الْحسن البديع بجاهك) (أشفى أسى أعيى الأساة دواؤه ... وشفاه يحصل بارتشاف شفاهك) (فصليه واغتنمي بَقَاء حَيَاته ... لَا تقطعيه جَفا بِحَق الهك) قَالَ فنظمت قصيدة ومدحته بهَا والتزمت مَا الْتَزمهُ من الْهَاء قبل الْكَاف وَسَتَأْتِي فِي تَرْجَمَة محب الدّين الْمَذْكُور فِي المحمدين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ تَاج الدّين الْيُمْنَى توفّي قَاضِي مَكَّة نجم الدّين الطَّبَرِيّ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأَخْبرنِي الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ توفّي قَاضِي مَكَّة ومفتيها وعالمها نجم الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة ومولده سنة ثَمَان وَخمسين سمع من عَم جده يَعْقُوب ابْن ابي بكر الطَّبَرِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَسمع من جده محب الدّين وَمن الفاروثي وَله إجَازَة من الْحَافِظ أبي بكر بن مسدي وَأخذ عَنهُ البرازلي وجمال الدّين الغانمي وألواني وَآخَرين وَمَا خلف بِمَكَّة مثله وَكَانَ بارعاً فِي الْفِقْه وَولي بعده الْقَضَاء ابْنه الإِمَام شهَاب الدّين أَحْمد انْتهى 3 - (مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن) ابْن عَبدك الأذربيجاني الصُّوفِي نزيل الْقُدس سمع من ابْن المقير وَابْن رَوَاحَة وَابْن رواج والسخاوي وَابْن قميرة وطبقتهم بِالشَّام ومصر وَالْعراق والحجاز قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَخرج لنَفسِهِ معجماً فِيهِ أَوْهَام وَأَرْبَعين بلدانية تكَرر من شيوخها حدث عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (الكنجي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر عبد الرَّحْمَن الكنجي الدِّمَشْقِي سمع كثيرا وَنسخ وَكتب الطباق وعلق أَشْيَاء جَيِّدَة واقتنى كتبا مليحة) وأصولاً وَله عمل قَلِيل فِي هَذَا الْفَنّ وَهُوَ قَانِع متعفف لَا بَأْس بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى سمع من ابْن القواس وطبقته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَسمع قبلنَا من الشَّيْخ تَاج الدّين مولده سنة خمس وَسبعين وَلَيْسَ عِنْدِي مِنْهُ وَسَمعنَا من أَبِيه توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَنسبه إِلَى خفَّة وَعدم رزانة

ابن رشيق قاضي الإسكندرية

3 - (ابْن رَشِيق قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن عَتيق بن رَشِيق القَاضِي الإِمَام الْمُفْتِي زين الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الإِمَام علم الدّين الْمصْرِيّ الْمَالِكِي قَاضِي الاسكندرية بَقِي بهَا اثْنَتَيْ عشرَة سنة ثمَّ عزل وَقد عينه القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة لقَضَاء دمشق وَكَانَ شَيخا وقوراً دينا معمرا فَقِيها روى مَعَ الْجَمَاعَة عَن أبي الْحسن ابْن الجميزي وَتُوفِّي سنة عشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْن الصَّيْرَفِي الْمُحدث) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْفَقِيه الْمُحدث مجد الدّين الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي ابْن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي سبط الْمُحْتَسب ابْن الحبوبي كَانَ شَابًّا متواضعاً فَاضلا سَاكِنا نسخ للنَّاس ولنفسه وَعمل المعجم جلس مَعَ الشُّهُود وَحدث عَن مُحَمَّد بن النشبي والتقى ابْن أبي الْيُسْر وَأحمد بن أبي الْخَيْر وَابْن مَالك وَابْن البُخَارِيّ وَحضر الْمدَارِس مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة وعاش أَبوهُ بعده نَحْو عشر سِنِين ولمجد الدّين نظم 3 - (ابْن حُرَيْث) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن ابراهيم بن حُرَيْث الْقرشِي الْعَبدَرِي البلنسي ثمَّ السبتي الْمَالِكِي المقريء ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَحدث بالموطأ عَن أبي الْحُسَيْن ابْن أبي الرّبيع عَن ابْن بَقِي وتفنن فِي الْعُلُوم والقراآت والعربية وَولي خطابة سبتة مُدَّة واقرأ الْفِقْه مُدَّة ثَلَاثِينَ عَاما ثمَّ تزهد ووقف كتبه بِأَلف دِينَار وعقاره وَحج وجاور بالحرمين سبع سِنِين وَحدث بِمَكَّة وَمَات بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْن دمرداش الشَّاعِر) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود) ابْن دمرداش الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين أَبُو عبد الله كَانَ فِي أول حَاله جندياً وخدم بحماة وَصَحب صَاحبهَا الْملك الْمَنْصُور ثمَّ أبطل ذَلِك وَلبس زِيّ الْعُدُول وَجلسَ فِي مَرْكَز الرواحية بِدِمَشْق رَأَيْته بهَا سنة ثَمَان عشرَة وَأَظنهُ كَانَ مخلاً من إِحْدَى عَيْنَيْهِ أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَنْشدني ظهير الدّين الْبَارِزِيّ قَالَ أَنْشدني شهَاب الدّين الْمَذْكُور لنَفسِهِ الطَّوِيل (أَقُول لمسواك الحبيب لَك الهنا ... برشف فَم مَا ناله ثغر عاشق) (فَقَالَ وَفِي أحشائه حرقة النَّوَى ... مقَالَة صب للديار مفارق) (تذكرت أوطاني فقلبي كَمَا ترى ... أعلله بَين العذيب وبارق) قلت مَا أحلى قَول محيي الدّين ابْن قرناص الْحَمَوِيّ الطَّوِيل (سَأَلتك يَا عود الأراكة إِن تعد ... إِلَى ثغر من أَهْوى فَقبله مشفقا) (ورد من ثنيات العذيب منيهلاً ... تسلسل مَا بَين الأبيرق والنقا)

وَقَول الوافر (وعود أراكة يجلو الثنايا ... من الْبيض الدمى جلى المرايا) (يَقُول مساجل الأغصان فخراً ... أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا) وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين بالسند الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا الطَّوِيل (وَلما الْتَقَيْنَا بعد بَين وَفِي الحشا ... لواعج شوق فِي الْفُؤَاد تخيم) (أَرَادَ اختباري بِالْحَدِيثِ فَمَا رأى ... سوى نظر فِيهِ الجوى يتَكَلَّم) وأنشدني من لَفظه القَاضِي الإِمَام شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ الْكَامِل (ومهفهف الأعطاف معسول اللمى ... كالغصن يعطفه النسيم إِذا سرى) (قَالَ اسْقِنِي فَأَتَيْته بزجاجة ... ملئت قراحاً وَهُوَ لاه لَا يرى) (وتأرجت برضابه وأمدها ... من نَار وجنته شعاعاً أحمرا) (ثمَّ انثنى ثملاً وَقد أسكرته ... برضابه وبوجنتيه وَمَا درى) وأنشدني من لَفظه الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة نجم الدّين القحفازي الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ الْخَفِيف (قَالَ لي سَاحر اللواحظ صف لي ... هيفي قلت يَا رَشِيق القوام) (لَك قد لَوْلَا جوارح جفني ... ك تغنت عَلَيْهِ ورق الْحمام) ) وَله وَهُوَ مِمَّا نقلته من خطه وَكَانَ يكْتب مليحا إِلَى الْغَايَة الْكَامِل (حتام لَا تصل المدام وَقد أَتَت ... لَك فِي النسيم من الحبيب وعود) (وَالنّهر من طرب يصفق فرحة ... والغصن يرقص والرياض تميد) ونقلت من خطه لَهُ وَهُوَ غَايَة الْكَامِل (قد صنت سر هواكم ضناً بِهِ ... إِن المتيم بالهوى لضنين) (فوشت بِهِ عَيْني وَلم أك عَالما ... من قبلهَا إِن الوشاة عُيُون) ونقلت مِنْهُ لَهُ الطَّوِيل (روى دمع عَيْني عَن غرامي فاشكلا ... وَلكنه ورى الحَدِيث فاشكلا)

(وأسنده عَن واقدي أضالعي ... فأضحى صَحِيحا بالغرام مُعَللا) ونقلت مِنْهُ لَهُ الْكَامِل (وافي النسيم وَقد تحمل مِنْكُم ... لطفاً يقصر فهمه عَن علمه) (وشكى السقام وَمَا درى مَا قد حوى ... وَأَنا أَحَق من الرَّسُول بسقمه) ونقلت مِنْهُ لَهُ الْكَامِل (إِن طَال ليلى بعدكم فلطوله ... عذر وَذَاكَ لما أقاسي مِنْكُم) (لم تسر فِيهِ نجومه لَكِنَّهَا ... وقفت لتسمع مَا أحدث عَنْكُم) ونقلت مِنْهُ لَهُ الْكَامِل (عجبا لمشغوف يفوه بمدحكم ... مَاذَا يَقُول وَمَا عساه يمدح) (والكون إِمَّا صَامت فمعظم ... حرماتكم أَو نَاطِق فمسبح) ونقلت مِنْهُ لَهُ وَهُوَ مليح المنسرح (من لأسير أمست قرينته ... فِي الدوح عَن حَاله تسائله) (فَهُوَ يُغني مبدأ الحزين لَهَا ... وَهِي بأوراقها تراسله) ونقلت مِنْهُ لَهُ الْبَسِيط (حَتَّى إِذا رق جِلْبَاب الدجى وسرت ... من تَحت أذياله مسكية النَّفس) (تَبَسم الصُّبْح أعجاباً بخلوتنا ... ووصلنا الطَّاهِر الْخَالِي من الدنس) ونقلت مِنْهُ لَهُ وأجاد السَّرِيع) (بِالروحِ أفدى منطقياً علا ... برتبة النَّحْو على نشوه) (مَنْطِقه العذب الشهي الَّذِي ... قد جذب الْقلب إِلَى نَحوه) ونقلت مِنْهُ لَهُ وَهُوَ فِي الْغَايَة الطَّوِيل (جيادك يَا من طبق الأَرْض عدله ... وَحَازَ بِأَعْلَى الْحَد أَعلَى المناصب) (إِذا سابقتها فِي المهامه غرَّة ... ريَاح الصِّبَا عَادَتْ لَهَا كالجنائب) (وَلَو لم تكن فِي ظهرهَا كعبة المنى ... لما شبهت آثارها بالمحارب) ونقلت مِنْهُ لَهُ وَأحسن الْكَامِل (يَا سَيِّدي أوحشت قوما مَا لَهُم ... عَن حسن منظرك الْجَمِيل بديل) (وتعللت شمس النَّهَار فَمَا لَهَا ... من بعد بعْدك بكرَة وأصيل) (وَبكى السَّحَاب مساعداً لتفجعي ... من طول هجرك والنسيم عليل) وَمن شعره أَجَاد الْكَامِل

الوزير ابن سهل

(انْظُر إِلَى الْأَشْجَار تلق رؤوسها ... شابت وطفل ثمارها مَا أدْركَا) (وعبيرها قد ضَاعَ من أكمامها ... وَغدا بأذيال الصِّبَا متمسكا) وَله وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن الطول (وَلما أشارت بالبنان وودعت ... وَقد أظهرت للكاشحين تشهدا) (طفقنا نبوس الأَرْض نوهم أننا ... نصلي الضُّحَى خوفًا عَلَيْهَا من العدى) وَله أَيْضا الْكَامِل (مَا أَبْطَأت أَخْبَار من احببته ... عَن مسمعي بقدومه ورجوعه) (إِلَّا جرى قلمي إِلَيْهِ حافياً ... وشكا إِلَيْهِ تشوقي بدموعه) وَمِمَّا نقلته من خطه لَهُ (الطَّوِيل يَقُولُونَ شبهت الغزال بأهيف ... وَهَذَا دَلِيل فِي الْمحبَّة وَاضح) (وَلَو لم يكن لحظ الغزال كلحظه احورارا لما تاقت إِلَيْهِ الْجَوَارِح) سبقه إِلَى هَذَا شمس الدّين مُحَمَّد بن دانيال فَقَالَ المجتث (بِي من أَمِير شكار ... وجد يذيب الجوانح) (لما حكى الظبي جيدا ... حنت إِلَيْهِ الْجَوَارِح) ) ونقلت مِنْهُ لَهُ الطَّوِيل يَقُول لي الدولاب رَاض حَبِيبك الملول بِمَا يهوى من الْخَيْر والنفع (فَإِنِّي من عود خلقت وَهَا أَنا ... إِذا مَال عني الْغُصْن اسقيه من دمعي) وأنشدت لَهُ دوبيت الدوبيت (الصب بك المتعوب والمعتوب ... وَالْقلب بك الملسوب والمسلوب) (يَا من طلبت لحاظه سفك دمي ... مهلا ضعف الطَّالِب وَالْمَطْلُوب) قيل أَن الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل كَانَ يَقُول وددت لَو كَانَ يَأْخُذ مني كل شعري ويعطيني هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَتُوفِّي ابْن دمرداش سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة ولهذه المقاطيع الَّتِي أوردتها لَهُ عِنْدِي نَظَائِر وَأَشْبَاه مَا أوردتها خوفًا من الإطالة 3 - (الْوَزير ابْن سهل) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل ابْن مُحَمَّد بن سهل الْوَزير الْعَالم الزَّاهِد ابْن الْوَزير الْأَزْدِيّ الغرناطي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمَات أَبوهُ سنة سبعين وجده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَحج سنة سبع وَثَمَانِينَ وَرجع ثمَّ أَنه قدم سنة عشْرين وَسبع مائَة وَحج وجاور سنتَيْن وَسمع من ابْن الرضي الطَّبَرِيّ ثمَّ قدم دمشق وَقَرَأَ الصَّحِيح على الحجار وصحيح مُسلم عَليّ ابْن الْعَسْقَلَانِي وَقَرَأَ بالسبع فِي صغره على ابْن بشر وَابْن أبي الْأَحْوَص وَابْن الزبير وبرع فِي معرفَة الاسطرلاب وَكَانَ وافر الْجَلالَة بِبَلَدِهِ يرجعُونَ إِلَى رَأْيه فِيمَن يُولى المملكة ويلقبونه الْوَزير

البرزالي الحنبلي

وَفِيه ورع وَله فَضَائِل أَخذ عَنهُ قطب الدّين عبد الْكَرِيم وَكَانَ شَيخا وقوراً لَا يتعمم ويتطيلس على طاقية رَأَيْته عِنْد الشَّيْخ أثير الدّين وَأَخْبرنِي هُوَ وَغَيره عَنهُ أَنه يتَصَدَّق سرا من مَاله الَّذِي يحمل إِلَيْهِ من أملاكه بالغرب وعرفه النَّاس وصاروا يقصدونه فَإِذا طلب مِنْهُ أحد شَيْئا أنكر ذَلِك وَقَالَ لَهُ لَيْسَ مَا قيل لَك صَحِيحا ثمَّ يتْركهُ بعد يَوْم أَو أَكثر وَيَأْتِي إِلَيْهِ وَهُوَ غافل ويلقى فِي حجره كاغداً فِيهِ ذهب ويمر وَلَا يقف لَهُ وَيتَصَدَّق من السِّتين دِينَارا فَمَا دونهَا توفّي رَحمَه الله سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة واستنسخ الْبَحْر الْمُحِيط تَفْسِير الشَّيْخ أثير الدّين وَشرح التسهيل لَهُ وَغير ذَلِك وجهزه إِلَى الغرب وَقَالَ الشَّيْخ الإِمَام تَاج الدّين أَحْمد بن مَكْتُوم النَّحْوِيّ يرثيه المجتث (مَاتَ ابْن سهل فَمَاتَتْ ... من بعده المكرمات) (وَلم يخلف مثيلاً ... أَمْثَاله الصَّيْد مَاتُوا) ) 3 - (البرزالي الْحَنْبَلِيّ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود ابْن قَاسم الإِمَام ذُو الْفُنُون الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن الإِمَام أبي الْفضل الْعِرَاقِيّ الْحَنْبَلِيّ مدرس المستنصرية بعد الذريراني ولد فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ كَانَ بَصيرًا بِالْمذهبِ والعربية وَرَأس فِي الطِّبّ سَافر إِلَى الْهِنْد وَرجع وصنف فِي الطِّبّ مَا يَسْتَعْمِلهُ الْإِنْسَان وَله سطوة وشهامة وَسمع من أبي الْقَاسِم والعماد ابْن الطبال وَكتب فِي الإجازات وساد وَتقدم وَله نظم وَلما توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة دفن عِنْد وَالِده بمقبرة الإِمَام أَحْمد 3 - (ابْن الْحَاج الفاسي الْمصْرِيّ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ أَبُو عبد الله الْعَبدَرِي الفاسي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي ابْن الْحَاج مؤلف كتاب الْبدع توفّي عَن بضع وَثَمَانِينَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (ابْن الْعَفِيف الْكَاتِب) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الْكَاتِب المجود الْمُحَرر شيخ الديار المصرية كَانَ صَالحا خيرا فَاضلا لَهُ شعر وخطب وَله حَظّ من النَّحْو قَرَأَ الْعَرَبيَّة على بهاء الدّين ابْن النّحاس وَكَانَ شيخ خانقاه أقبغا عبد الْوَاحِد بالقرافة وَكَانَ تالياً لكتاب الله تَعَالَى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (الشَّيْخ ركن الدّين ابْن القوبع) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن يُوسُف التّونسِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحَقق البارع المتقن المفنن جَامع أشتات الْفَضَائِل ركن الدّين أَبُو عبد الله الْجَعْفَرِي الْمَالِكِي التّونسِيّ لم أر لَهُ نظيراً فِي مَجْمُوعَة واتقانه وتفننه واستحضاره واطلاعه كل مَا يعرفهُ يجيد فِيهِ من أصُول وَحَدِيث وَفقه وأدب ولغة وَنَحْو وعروض وَأَسْمَاء رجال وتاريخ وَشعر يحفظه للْعَرَب والمولدين والمتأخرين وطب وَحِكْمَة وَمَعْرِفَة الخطوط خُصُوصا خطوط المغاربة قد مهر فِي ذَلِك وبرع وَإِذا تحدث فِي شَيْء من ذَلِك كُله تكلم على دقائق ذَلِك الْفَنّ وغوامضه ونكته حَتَّى يَقُول الْقَائِل إِنَّمَا أفنى عمره هَذَا فِي هَذَا الْفَنّ قَالَ لي الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة) تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن السُّبْكِيّ الشَّافِعِي وَهُوَ مَا هُوَ مَا أعرف أحدا مثل الشَّيْخ ركن الدّين أَو كَمَا

قَالَ وَقد رأى جمَاعَة مَا أَتَى الزَّمَان لَهُم بنظير بعدهمْ مثل الشَّيْخ وَغير هَؤُلَاءِ أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ قدم إِلَى الديار المصرية وَهُوَ شَاب فَحَضَرَ سوق الْكتب وَالشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس حَاضر وَكَانَ مَعَ الْمُنَادِي ديوَان ابْن هَانِيء المغربي فَأَخذه الشَّيْخ ركن الدّين وَأخذ يترنم بقول ابْن هَانِئ الْكَامِل (فتكات لحظك أم سيوف أَبِيك ... وكؤوس خمرك أم مراشف فِيك) وَكسر التَّاء وَفتح الْفَاء وَالسِّين وَالْفَاء فَالْتَفت إِلَيْهِ الشَّيْخ بهاء الدّين وَقَالَ لَهُ يَا مولى ذَا نصب كثير فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ ركن الدّين بِتِلْكَ الحدة الْمَعْرُوفَة مِنْهُ والنفرة أَنا مَا أعرف الَّذِي تريده أَنْت من رفع هَذِه الْأَشْيَاء على أَنَّهَا أَخْبَار لمبتدآت مقدرَة أَي أهذه فتكات لحظك أم كَذَا أم كَذَا وَأَنا الَّذِي أقوله أغزل وأمدح وَتَقْدِيره أأقاسي فتكات لحظك أم أقاسي سيوف أَبِيك وأرشف كؤوس خمرك أم مراشف فِيك فأخجل الشَّيْخ بهاء الدّين وَقَالَ لَهُ يَا مولى فلأي شَيْء مَا تتصدر وتشغل النَّاس فَقَالَ اسْتِخْفَافًا بالنحو واحتقاراً لَهُ وأيش النَّحْو فِي الدُّنْيَا أَو كَمَا قَالَ وَأَخْبرنِي أَيْضا قَالَ كنت أَنا وشمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ نَأْخُذ عَلَيْهِ فِي المباحث المشرقية فأبيت لَيْلَتي أفكر فِي الدَّرْس الَّذِي نصبح نَأْخُذهُ عَلَيْهِ وأجهد قريحتي وأعمل تعقلي وفهمي إِلَى أَن يظْهر لي شَيْء أَجْزم بِأَن المُرَاد بِهِ هَذَا فَإِذا تكلم الشَّيْخ ركن الدّين كنت أَنا فِي وَاد فِي بارحتي وَهُوَ فِي وَاد أَو كَمَا قَالَ وَأَخْبرنِي تَاج الدّين المراكشي قَالَ قَالَ لي الشَّيْخ ركن الدّين لما أوقفني الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس على السِّيرَة الَّتِي عَملهَا علمت فِيهَا على مائَة وَأَرْبَعين موضعا أَو مائَة وَعشْرين السَّهْو مني أَو كَمَا قَالَ وَلَقَد رَأَيْته مَرَّات يواقف الشَّيْخ فتح الدّين فِي أَسمَاء رجال ويكشف عَلَيْهَا فَيظْهر مَعَه الصَّوَاب وَكنت يَوْمًا أَنا وَهُوَ عِنْد الشَّيْخ فتح الدّين فَقَالَ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية عمل ابْن الْخَطِيب أصولاً فِي الدّين الْأُصُول أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم قل هُوَ الله أحد الْإِخْلَاص إِلَى آخرهَا فنفر الشَّيْخ ركن الدّين وَقَالَ قل لَهُ يَا عرة عمل النَّاس وصنفوا وَمَا أفكروا فِيك ونهض قَائِما وَولي مغضباً وَأَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين قَالَ جَاءَ إِلَيْهِ إِنْسَان يصحح عَلَيْهِ فِي أمالي القالي فَأخذ الشَّيْخ ركن الدّين يسابقه إِلَى أَلْفَاظ الْكتاب فبهت ذَلِك الرجل فَقَالَ لَهُ لي عشرُون سنة مَا كررت عَلَيْهَا وَكَانَ إِذا أنْشدهُ أحد شَيْئا فِي أَي معنى كَانَ أنْشد فِيهِ جملَة للْمُتَقَدِّمين والمتأخرين كَانَ الْجَمِيع كَانَ البارحة يُكَرر عَلَيْهِ وَتَوَلَّى نِيَابَة الحكم للْقَاضِي الْمَالِكِي بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ تَركهَا تديناً مِنْهُ وَقَالَ يتَعَذَّر فِيهَا بَرَاءَة الذِّمَّة وَكَانَ سيرته فِيهَا حَسَنَة

لم يسمع) عَنهُ أَنه ارتشى فِي حكم وَلَا حابى وَكَانَ يدرس فِي الْمدرسَة المنكتمرية بِالْقَاهِرَةِ ويدرس الطِّبّ بالبيمارستان المنصوري وينام أول اللَّيْل ثمَّ يستفيق وَقد أَخذ رَاحَة ويتناول كتاب الشِّفَاء لِابْنِ سينا ينظر فِيهِ لَا يكَاد يخل بذلك قَالَ الشَّيْخ فتح الدّين قلت لَهُ يَوْمًا يَا شيخ ركن الدّين إِلَى مَتى تنظر فِي هَذَا الْكتاب فَقَالَ إِنَّمَا أُرِيد أَن اهتدي وَكَانَ فِيهِ سأم وملل وضجر حَتَّى فِي لعب الشطرنج يكون فِي وسط الدست وَقد نفضه وَقطع لَذَّة صَاحبه وَيَقُول سئمت سئمت وَكَذَلِكَ فِي بعض الْأَوْقَات يكون فِي بحث وَقد حرر لَك الْمَسْأَلَة وكادت تنضج فَيتْرك الْكَلَام ويمضي وَكَانَ حسن التودد يتَرَدَّد إِلَى النَّاس ويهنئهم بالشهور والمواسم من غير حَاجَة إِلَى أحد لِأَنَّهُ كَانَ مَعَه مَال لَهُ صُورَة مَا يُقَارب الْخمسين ألف دِرْهَم وَكَانَ يتَصَدَّق سرا على أنَاس مخصوصين ولثغته بالراء قبيحة يَجْعَلهَا همزَة وَكَانَ إِذا رأى أحدا يضْرب كَلْبا أَو يُؤْذِيه يخاصمه وينهره وَيَقُول ليش تفعل ذَا أما هُوَ شريكك فِي الحيوانية وَكَانَ خطه على وضع المغاربة وَلَيْسَ بِحسن وَسمع بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة على الْمسند تَقِيّ الدّين ابْن الوَاسِطِيّ واستجزته سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ باستدعاء فِيهِ ونظم فَأجَاب وَأَجَازَ وأجاد بنثر ونظم أَنْشدني لنَفسِهِ إجَازَة وَمن خطه نقلت الطَّوِيل (جوى يتلظى فِي الْفُؤَاد استعاره ... ودمع هتون لَا يكف انهماره) (يحاول هَذَا برد ذَاك بصوبه ... وَلَيْسَ بِمَاء الْعين تطفأ ناره) (ولوعاً بِمن حَاز الْجمال بأسره ... فحاز الْفُؤَاد المستهام إساره) (كلفت بِهِ بَدْرِي مَا فَوق طوقه ... ودعصي مَا يثنى عَلَيْهِ إزَاره) (غزال لَهُ صَدْرِي كناس ومرتع ... وَمن حب قلبِي شيحه وعراره) (من السمر يُبْدِي عدمي الصَّبْر خَدّه ... إِذا مَا بدا ياقوته ونضاره) (جرى سابحاً مَاء الشَّبَاب بروضه ... فأزهر فِيهِ ورده وبهاره) (يشب ضراماً فِي حشاي نعيمه ... فيبدو بأنفاسي الصعاد شراره) (وينثر دمعي مِنْهُ نظم موشر ... كنور الأقاحي حفه جلناره) (يعل بعذب من برود رضابه ... تفاوح فِيهِ مسكه وعقاره) (ويسهر أجفاني بوسنان أدعج ... يحير فكري غنجه وأحوراره) (حكاني ضعفا أَو حكى مِنْهُ موثقًا ... وخصرا نحيلا غال صبري اختصاره) (معنى بردف لَا ينوء بثقله ... فيا شدّ مَا يلقى من الْجَار جَاره) ) (على أَن ذَا مثر وَذَلِكَ مُعسر ... وَمن محنتى أعساره ويساره) (تألف من هَذَا وَذَا غُصْن بانة ... توافت بِهِ أزهاره وثماره) (تجمع فِيهِ كل حسن مفرق ... فَصَارَ لَهُ قطباً عَلَيْهِ مَدَاره)

(زلال وَلَكِن أَيْن مني وُرُوده ... ولدن وَلَكِن أَيْن مني اهتصاره) (وسلسال رَاح صد عني كأسه ... وغودر عِنْدِي سكره وخماره) (وَبدر تَمام مشرق الضَّوْء باهر ... لأفقي مِنْهُ محقة وسراره) (دنا ونأى فالدار غير بعيدَة ... وَلَكِن بعدا صده ونفاره) (وَحين درى أَن شدّ أسرى حبه ... أحل بِي الْبلوى وساء اقتداره) مِنْهَا الطَّوِيل (حكت لَيْلَتي من فقدي النّوم يَوْمهَا ... كَمَا قد حكى ليلى ظلاماً نَهَاره) (كتمت الْهوى لَكِن بدمعي وزفرتي ... وسقمي تَسَاوِي سره وجهاره) (ثَلَاث سجلات عَليّ بأنني ... أَمَام غرام قل فَكيف استتاره) (أورى بنظمي فِي العذار وَتارَة ... بِمن أَن تغني القرط أصغي سواره) (وَجل الَّذِي أَهْوى عَن الحلى زِينَة ... وَلما يُقَارب أَن يدب عذاره) (أراحة نَفسِي كَيفَ صرت عَذَابهَا ... وجنة قلبِي كَيفَ مِنْك استعاره) ونقلت مِنْهُ من قصيدة يمدح بهَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد الوافر (وَلَو غير الزَّمَان يكون قَرْني ... للأقى الحتف من لَيْث جرى) (تحاماه الكماة إِذا أدلهمت ... دجى الهبوات فِي ضنك حمى) (وطبقت الفضاء فَلَا ضِيَاء ... سوى لمعان أَبيض مشرفى) (وأرمدت الْعُيُون وكل طرف ... عَم إِلَّا لأسمر سمهرى) (بِحَيْثُ عباب بَحر الْمَوْت يَرْمِي ... بموج من بَنَات الأعوجى) (عَلَيْهَا كل أروع هبرزي ... يغالب كل أغلب شمرى) (ترَاهُ يرى الظبي ثغراً شنيباً ... من الأفرند فِي ظلم شهي) (ويعتقد الرماح قدود هيف ... فيمتحها معانقة الْهدى) (هُنَاكَ ترى الْفَتى الْقرشِي يحمى ... حماة الْمجد والحسب السّني) ) (وَتعلم أَن أصلا هاشمياً ... تفرع بالنضار الْجَعْفَرِي) (وَلَو أَن الجعافرة استبدت ... بِهِ يمنى الْهمام القوبعي) مِنْهَا فِي المديح الوافر (إِلَى صدر الْأَئِمَّة بِاتِّفَاق ... وقدوة كل حبر المعي) (وَمن بِالِاجْتِهَادِ غَدا فريداً ... وَحَازَ الْفضل بالقدح العلى) (وَمَا هُوَ والقداح وَتلك بخت ... وَهَذَا نَالَ بالسعي الرضى)

(صبا للْعلم صبا فِي صباه ... فأعل بهمة الصب الصَّبِي) (فأتقن والشباب لَهُ لِبَاس ... أَدِلَّة مَالك وَالشَّافِعِيّ) مِنْهَا الوافر (وَنور جَلَاله يرْتَد عَنهُ ... رَسُول الطّرف بالْحسنِ الحيّي) (وَمن كثرت صَلَاة اللَّيْل مِنْهُ ... سيحسن وَجهه قَول النَّبِي) مِنْهَا الوافر (بِعدْل عَم أَصْنَاف البرايا ... تَسَاوِي فِيهِ دَان بالقصي) (ضممت ندا وجودا حاتمياً ... إِلَى رَأْي وحلم أحنفي) (لديك دعائم الْمجد اسْتَقَرَّتْ ... فحط بَنو الرِّضَا ملقى العصى) (بِحَيْثُ طوامح الآمال مهما ... رمت لم تخط شاكلة الرمى) (أيا قمر الفهوم إِذا أدلهمت ... دجى الأشكال فِي غوص خَفِي) (وسحبان الْمقَالة حِين يلفى ... بليغ الْقَوْم كالفة العيي) (لكم أبديت من معنى بديع ... يروق بحلة اللَّفْظ الْبَهِي) (فأقسم مَا الرياض حنا عَلَيْهَا ... ملث الودق هطال الحبي) (فألبسها المزخرف والموشى ... حَيا الوسمي مِنْهُ أَو الْوَلِيّ) (وأضحك نبتها ثغر الأقاحي ... فَمَا نظم الجمان اللؤْلُؤِي) (وعطر جوها بشذا أريج ... من الْمسك الفتيق التبتي) (فلاحت كالخرائد يزدهيا ... حلى الْحسن أَو حسن الحلى) (بأبهج من كلامك حِين تفتى ... سؤالاً بالبديه أَو الروى) ) وكتبت لَهُ استدعاء بِإِجَازَة مِنْهُ لي نسخته المسؤول من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْكَامِل جَامع شتات الْفَضَائِل وأرث عُلُوم الْأَوَائِل حجَّة المناظرين سيف الْمُتَكَلِّمين الْكَامِل (سباق غايات الورى فِي بَحثه ... فالبرق يسري فِي السَّحَاب بَحثه) (ويهب مِنْهُ بِالصَّوَابِ صبا لَهَا ... برد على الأكباد سَاعَة نفثه) (ويضوع من تِلْكَ المباحث مَا يرى ... أشهى من الْمسك السحيق وبثه) الْمُتَكَلّم الَّذِي ذهلت بصائر أولي الْمنطق نَحوه وانتجت مقدماته الْمَطْلُوب عنْوَة ووقف السَّيْف عِنْد حَده فَمَا للآمدي فِي مداه خطْوَة وَحَازَ رتب النِّهَايَة فَمَا لأبي الْمَعَالِي بعْدهَا حظوة فَهُوَ الزاري على الرَّازِيّ لِأَن قطب علومه من مصره ومحصوله ذهب قبل دُخُول أَوَانه وعصره والفقيه الَّذِي رفع لصَاحب الْمُوَطَّأ أَعْلَام مذْهبه مذهبَة فمالك عَنهُ رضوَان وأسفر وُجُوه اخْتِيَاره خَالِيَة من

كلف التَّكَلُّف حَالية بِالدَّلِيلِ والبرهان وأبرزها فِي حلاوة عِبَارَته فَهُوَ جلاب الْجلاب وَأظْهر الْأَدِلَّة من مكامن أماكنها وطالما جمحت تِلْكَ الأوابد على الطلاب والنحوي الَّذِي تركت لمعه الْخَلِيل أخفش وأعرت الْكسَائي ثوب فخره الَّذِي بهر بِهِ سِيبَوَيْهٍ وأدهش فأبعد ابْن عُصْفُور حَتَّى طَار عَن مقربه وأمات ابْن يعِيش لما أخلق مَذْهَب مذْهبه والأديب الَّذِي هُوَ روض جمع زهر الْآدَاب وَحبر قلد العقد أجياد فنه الَّذِي هُوَ لب الْأَلْبَاب وكامل أَخذ كتاب الْأَدَب عَنهُ أدب الْكتاب فَإِذا نظم قلت هَذِه الدراري فِي إبراجها تتسق أَو خلت الدُّرَر تتنضد فِي أزدواجها وتنتسق أَو نثر فالزهر يتطلع من كمامه غب غمامه والفات غصون ترنح معاطفها لحمائم همزَة الَّتِي هِيَ كهمز حمامه والطبيب الَّذِي تحلى مِنْهُ بقراط بأقراط وَسقط عَن دَرَجَته سقراط فالفارابي ألفاه رابياً وَابْن مسكويه امسك عَنهُ محاشياً لَا محابياً وَابْن سينا انطبق قانونه على جَمِيع جزئياته وكلياته وَطلب الشِّفَاء والنجاة من إشاراته وتنبيهاته فَلَو عالج نسيم الصِّبَا لما اعتل فِي سحره أَو الجفن الْمَرِيض لزانه وَزَاد من حوره ركن الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْجَعْفَرِي الْمَالِكِي السَّرِيع (لَا زَالَ روض الْعلم من فَضله ... فِي كل وَقت طيب النشر) (وكل مَا يبدعه للورى ... تطويه فِي الأحشاء للنشر) (وتزدهي الدُّنْيَا بِمَا حازه ... حَتَّى ترى دائمة الْبشر) إجَازَة كَاتب هَذِه الأحرف مَا لَهُ من مقول منظوم أَو منثور وضع أَو تأليف جمع أَو تصنيف إِلَى غير ذَلِك على اخْتِلَاف الأوضاع وتباين الْأَجْنَاس والأنواع وَذكرت أَشْيَاء مَذْكُورَة فِي الاستدعاء) فَأجَاب بِخَطِّهِ رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول العَبْد الْفَقِير إِلَى رَحْمَة ربه وعفوه عَمَّا تعاظم من ذَنبه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي الْجَعْفَرِي الْمَعْرُوف بِابْن القويع بعد حمد الله ذِي الْمجد والسناء وَالْعَظَمَة والكبرياء الأول بِلَا ابْتِدَاء وَالْآخر بِلَا انْتِهَاء خَالق الأَرْض وَالسَّمَاء وجاعل الإصباح والإمساء وَالشُّكْر لَهُ على مَا من بِهِ من تضَاعف الآلاء وترادف النعماء نحمده ونذكره ونعبده ونشكره لِتَفَرُّدِهِ بِاسْتِحْقَاق ذَلِك وتوفر مَا يسْتَغْرق الْحَمد وَالشُّكْر هُنَالك مَعَ مَا خصنا بِهِ من الْعلم وأضاء بِهِ بضيائها من نور الْفَهم وَنُصَلِّي على نبيه مُحَمَّد سيد الْعَرَب والعجم وعَلى آله وَأَصْحَابه الَّذين فازوا من كل فضل بِعظم الْحَظ ووفور الْقسم أجزت لفُلَان وذكرني الْكَامِل (جماع أشتات الْفَضَائِل وَالَّذِي ... سبق السراع ببطئه وبمكثه) (فكأنهم يتعثرون بجدول ... ويسير فِي سهل الطَّرِيق وبرثه) (أذري بسحب بيانهم فِي هطلها ... فِيمَا يبين بطله وبدثه) جَمِيع مَا يجوز لي أَن أرويه مِمَّا رويته من أَصْنَاف المرويات أَو قلته نظماً أَو نثراً أَو اخترعته من مَسْأَلَة علمية مفتتحاً أَو اخترته من أَقْوَال الْعلمَاء واستنبطت الدَّلِيل عَلَيْهِ مرجحاً مِمَّا لم أصنعه فِي تصنيف وَلَا أجمعه فِي تأليف على شَرط ذَلِك عِنْد أهل الْأَثر (السَّرِيع وَفقه الله لما يرتضي ... فِي القَوْل وَالْفِعْل وَمَا يدْرِي)

(وزاده فضلا إِلَى فَضله ... بِمَا بِهِ يَأْمَن فِي الْحَشْر) (فَهَذِهِ الدَّار بِمَا تحتوي ... دَار أَذَى ملأى من الشَّرّ) (دلّت بنيها بغرور فهم ... فِي عَمه عَنهُ وَفِي سكر) (قد خدعتهم بزخاريفها ... معقبة للغدر بالغدر) (تريهم بشرا وَيَا ويحهم ... كم تَحت ذَاك الْبشر من مكر) (بَينا ترى مبتهجاً نَاعِمًا ... ذَا فَرح بِالنَّهْي وَالْأَمر) (آمن مَا كَانَ وأقصى مني ... فاجأه قاصمة الظّهْر) (فعد عَنْهَا واشتغل بِالَّذِي ... يوليك خيرا آخر الدَّهْر) (فَإِنَّمَا الْخَيْر خصيص بِمَا ... تَلقاهُ بعد الْمَوْت والنشر) (هَذَا إِذا من الَّذِي ترتجي ... رحماه بالصفح وبالغفر) (وَزَاد رضوانا فَهَذَا الَّذِي ... يَدعِي بِهِ لأطول الْعُمر) ) وَيُؤَيّد هَذَا مَا أخبرناه الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الزَّاهِد الْوَرع الْمسند تَقِيّ الدّين أَبُو اسحاق ابراهيم بن عَليّ ابْن الوَاسِطِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَنحن نسْمع بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة قيل لَهُ أخْبركُم أَبُو البركات دَاوُد بن أَحْمد بن ملاعب الْبَغْدَادِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ بِدِمَشْق وَأَبُو الْفرج الْفَتْح بن عبد الله بن عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ بِبَغْدَاد قَالَا أَنا الْحَاجِب أَبُو مَنْصُور أنوشتكين بن عبد الله الرضواني قِرَاءَة عَلَيْهِ أَنا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد البسري ح وَأَنا ابْن ملاعب وَأَبُو عَليّ الْحسن بن إِسْحَاق ابْن الجواليقي بِبَغْدَاد قَالَا أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبيد الله الزَّاغُونِيّ أَنا الشريف أَبُو نصرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي قَالَا أَنا أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المخلص الذَّهَبِيّ ثَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ ثَنَا خلف بن هِشَام الْبَزَّاز سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم عَن أَبِيه عَن سهل بن سعد قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نحفر الخَنْدَق وننقل التُّرَاب على أكتافنا اللَّهُمَّ لَا عَيْش إِلَّا عَيْش الْآخِرَة مُخْتَصر وَهَذَا الحَدِيث من أَعلَى مَا أرويه ونسأل الله حَالا يرضاها ورضاها أَنه سميع الدُّعَاء فعال لما يَشَاء وَله الْحَمد والْمنَّة كتبه مُحَمَّد بن القوبع لَيْلَة التَّاسِع وَالْعِشْرين من رَجَب سنة ذلح وَتُوفِّي الشَّيْخ ركن الدّين الْمَذْكُور بِالْقَاهِرَةِ فِي تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة اعتل يَوْمَيْنِ وَمضى إِلَى رَحْمَة ربه الرَّحِيم ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ بتونس لَهُ من التصانيف الَّتِي دونهَا تَفْسِير سُورَة ق فِي مجلدة وَلما تولى الْإِعَادَة فِي الْمدرسَة الناصرية عمل درساً فِي قَوْله تَعَالَى إِن أول بَيت وضع للنَّاس للَّذي ببكة مُبَارَكًا آل عمرَان وعلق مَا أملاه فِي ذَلِك وَكَانَ الشَّيْخ ركن الدّين ابْن القوبع قَرَأَ النَّحْو عَليّ يحيى بن الْفرج بن زيتون والأصولغ على مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن قَاضِي تونس وَقدم مصر عَام تسعين وَسمع بِدِمَشْق من ابْن الوَاسِطِيّ وَابْن القواس وبحماة من الْمُحدث ابْن مزيز

كمال الدين ابن دقيق العيد

3 - (كَمَال الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن وهب بن مُطِيع كَمَال الدّين ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد الْقشيرِي وَسَيَأْتِي وَالِده وَذكر جده وَذكر لخؤته وَذكر عميه كل وَاحِد مِنْهُم فِي مَكَانَهُ من هَذَا الْكتاب كَانَ يحفظ الْقُرْآن ويتلوه كثيرا وَكرر على مُخْتَصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَرُبمَا قيل أَنه حفظه وَسمع من الْمُنْذِرِيّ وَمن النجيب عبد اللَّطِيف والعز الحرانيين وَجَمَاعَة قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وأخبرت أَنه كرر على الْوَجِيز وَجلسَ بالوراقين بِالْقَاهِرَةِ ودرس بِالْمَدْرَسَةِ النجيبية بقوص إِلَّا أَنه خالط أهل السَّفه والخلطة) لَهَا تَأْثِير فَخرج عَن حَده وَترك طَرِيق أَبِيه وجده وَلما ولي أَبوهُ الْقَضَاء أَقَامَهُ من السُّوق وألحقه بِأَهْل الفسوق قَالَ هَكَذَا أَخْبرنِي جمَاعَة من أَهله وَغَيرهم وَكَانَ قوي النَّفس بَلغنِي أَن وَكيل بَيت المَال مجد الدّين عِيسَى ابْن الخشاب رسم للشُّهُود أَن لَا يكتبوا شَيْئا يتَعَلَّق بِبَيْت المَال إِلَّا بِإِذْنِهِ فَجَاءَتْهُ ورقة فِيهَا خطّ كَمَال الدّين ابْن الشَّيْخ فَطَلَبه وَقَالَ لَهُ مَا سَمِعت مَا رسمت بِهِ فَقَالَ نعم فَقَالَ كَيفَ كتبت قَالَ جَاءَ مرسوم أقوى من مرسومك وَأَشد قَالَ السُّلْطَان قَالَ لَا قَالَ فَمن رسم قَالَ جَاءَ مرسوم الْفُقَرَاء أَصبَحت فَقِيرا مَا أجد شَيْئا وجاءتني ورقة أخذت فِيهَا خَمْسَة عشر درهما فَتَبَسَّمَ وَقَالَ لَا تعد قَالَ وَحكى لي بعض أَصْحَابنَا قَالَ حَضَرنَا يَوْمًا وَهُوَ مَعنا عِنْد الشَّيْخ عبد الْغفار بن نوح وَكَانَ الشَّيْخ عبد الْغفار كَبِير الصُّورَة بقوص يَأْتِي إِلَيْهِ الْوُلَاة والقضاة والأعيان وَكَانَ يمد رجله فِي بعض الْأَوْقَات ويدعى احتياجاً لذَلِك فَمد رجله ذَلِك الْيَوْم فَأخذ الْكَمَال مروحة وضربه على رجله وَقَالَ ضمهَا بِلَا قلَّة أدب وَكَانَ كثير الصَّدَقَة مَعَ الْفَاقَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ الْمُفْتِي بركَة الْوَقْت مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي بركَة الْوَقْت بدر الدّين أَبُو الْيُسْر بن قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين أبي المفاخر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي مدرس الدماغية والعمادية ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسمع كثيرا من أَبِيه وَابْن شَيبَان وَالْفَخْر عَليّ وَبنت مكي وعدة وَحضر ابْن عَلان وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن اليونيني وَسمع حضوراً من فَاطِمَة بنت عَسَاكِر وَحفظ التَّنْبِيه وأزم حَلقَة الشَّيْخ برهَان الدّين وولوه قَضَاء الْقُضَاة فاستغفى وصمم فاحترمه النَّاس وأحيوه لتواضعه وَدينه وعظمه تنكر نَائِب دمشق واعتقد فِيهِ وَحج غير مرّة وَتَوَلَّى خطابة الْقُدس مديدة ثمَّ تَركهَا وَلما كَانَ بالقدس طلبه المقادسة ودخلوا عَلَيْهِ بِسَمَاع الحَدِيث وَخَرجُوا بِهِ من هَذَا إِلَى طلب الشفاعات عِنْد نَاظر الْحَرَمَيْنِ فشفع لَهُم وَأكْثر من الشفاعات فاستثقله النَّاظر وشكء فِي الْبَاطِن لنائب دمشق وَقَالَ هَذَا يدْخل روحه فِي غير الخطابة وَيتَكَلَّم فِي الْولَايَة والعزل فنقص قدره عِنْده وَكَانَ مقتصداً فِي لِبَاسه وأموره ودرس وَهُوَ أَمْرَد ثمَّ زار الْقُدس فتعلل هُنَاكَ الْخَلَائق وَحمل على الرؤوس وَكَانَت وَفَاته بعد القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي بِليَال يسيرى 3 - (الْخَطِيب بدر الدّين) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان بدر الدّين أَبُو عبد الله الْخَطِيب بالجامع الْأمَوِي ابْن قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي خطب بالجامع الْمَذْكُور فِي حَيَاة وَالِده

القاضي تاج الدين البارنباري

وحياة الْمَشَايِخ الْكِبَار مثل الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَالشَّيْخ برهَان الدّين وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَلما طلب وَالِده إِلَى مصر وتولي قَضَاء الْقُضَاة بِالشَّام اسْتَقل هُوَ بالخطابة فِيمَا أَظن فَلَمَّا طلب وَالِده أَيْضا إِلَى قَضَاء الديار المصرية بَقِي هُوَ فِي الْوَظِيفَة وَكَانَ فِي كل سنة يتَوَجَّه على الْبَرِيد إِلَى مصر ويحضر عِنْد السُّلْطَان ويلبس تَشْرِيفًا وَيُقِيم عِنْد وَالِده مديدة ثمَّ يعود إِلَى دمشق على الْبَرِيد وَكَانَ لَهُ بذلك وجاهة زَائِدَة وصيت وَقضى سَعَادَة وافرة فَلَمَّا عَاد وَالِده إِلَى الشَّام قَاضِيا نابه فِي الحكم وَكَانَ قد أتقن الخطابة وانصقلت عِبَارَته وتلفظ بهَا فصيحاً وَقَرَأَ فِي الْمِحْرَاب قِرَاءَة حَسَنَة طيبَة النغم وَلما توفّي وَالِده كَانَ يظنّ أَنه يَلِي الْقَضَاء فَمَا اتّفق لَهُ ذَلِك وَعكس الدَّهْر آماله وَنقض حَبل سعادته فتعكس وَكلما حاول أمرا لم ينجب وَطلب إِلَى مصر فَبَقيَ مُدَّة إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر رَحمَه الله وَأقَام بعده قَلِيلا ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَقد أكمده الْحزن فَبَقيَ أَيَّامًا قَلَائِل وَتُوفِّي فِي ثَانِي جماديا الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وَقد جَاوز الْأَرْبَعين قَلِيلا وَكَانَ وافر الحشمة ظَاهر التجمل حسن البزة جميل الصُّورَة 3 - (القَاضِي تَاج الدّين البارنباري) ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم القَاضِي الْكَاتِب النَّاظِم الناثر تَاج الدّين أَبُو سعد السَّعْدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن البارنباري بباء مُوَحدَة وَألف بعْدهَا رَاء وَنون بعْدهَا بَاء مُوَحدَة ايضاً وَبعد الْألف رَاء أُخْرَى ثمَّ يَاء النّسَب صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بطرابلس يَوْمئِذٍ كَاتب مطيق ومترسل منطيق خطه أبهج من الحديقة الْغناء وأخلب للقلب من الحدقة الوسناء كتب الرّقاع وَالثلث والتوقيعات من أحسن مَا يكون وَكَانَ لما رَأَيْته بالديوان بقلعة الْجَبَل أعرف بمصطلح الدِّيوَان من كل من فِيهِ بِحَيْثُ أَنه يُعْطي كتابا إِلَى ملك الْهِنْد أَو إِلَى ملك الْيمن أَو إِلَى ملك الكرج أَو إِلَى ملك الغرب أَو إِلَى أَي ملك من الْمُلُوك الَّذين يكاتبون من بَاب السُّلْطَان فَيَأْخُذ الْقَلَم وَيكْتب من رَأس الْقَلَم تِلْكَ الألقاب وَتلك النعوت عَن ظهر قلب من غير أَن يُرَاجع شَيْئا ثمَّ ينشئ الْكتاب الْمَطْلُوب من رَأس الْقَلَم فِي ذَلِك الْمَعْنى الْمَقْصُود من أحسن مَا يكون وَكتب شَيْئا كثيرا من التقاليد والمناشير والتواقيع إِلَى الْغَايَة وَقل مَا رَأَيْته يكْتب شَيْئا من مسودة فَهُوَ أحد كتاب الْإِنْشَاء الَّذين رَأَيْتهمْ فِي عصري مولده فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة وَكتب الْإِنْشَاء فِي الدولة الناصرية فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة وَلم يزل من أَعْيَان كتاب الْإِنْشَاء إِلَى أَن توفّي القَاضِي بهاء الدّين أَبُو بكر بن غَانِم فرسم السُّلْطَان للْقَاضِي تَاج الدّين بِأَن يتَوَجَّه إِلَى طرابلس مَكَانَهُ صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء فَتوجه إِلَيْهَا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فرأس هُنَاكَ وَأحسن إِلَى النَّاس وَسَار سيرة مرضية وَأقَام بهَا إِلَى أَن تولي النِّيَابَة الْأَمِير سيف الدّين بيدمر البدري فِي أَوَائِل سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فعزل من كِتَابَة سر طرابلس وَأقَام بطرابلس إِلَى أَن رسم لَهُ بِالْخرُوجِ فَحَضَرَ إِلَى دمشق فِي أَوَاخِر السّنة الْمَذْكُورَة وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة وَعَاد بعد مُدَّة إِلَى دمشق موقع دست فِي شهر رَجَب فِيمَا أَظن سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة وَتُوفِّي فِي أَوَائِل شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَسبع مائَة بالقدس كتبت إِلَيْهِ من دمشق وَقد وَردت إِلَيْهَا مُتَوَجها من الديار المصرية إِلَى الرحبة الْبَسِيط (لما أتيت دمشقاً بعد مصر وَفِي ... عطفي مِنْك بقايا الْفضل للراجي) (عظمت من أجل مَوْلَانَا وصحبته ... وَقيل هَذَا بِمصْر صَاحب التَّاج)

الوافر

وَينْهى بعد رفع الدُّعَاء وَحمل لِوَاء الْوَلَاء وإشادة بِنَاء الثَّنَاء إِن الْمَمْلُوك سطرها وشوقه قد ضَاقَتْ بِهِ الرحبة وأغار عَليّ مَثَاقِيل الْبَصَر فَمَا ترك مِنْهَا عِنْد حَبَّة الْقلب حَبَّة وَذكره الْأَيَّام السالفة حَتَّى عَاد نسيبه بهَا أعظم نسبه) 3 - (الوافر) (كَأَنِّي لم أكن فِي مصر يَوْمًا ... قطعت بِهِ الْوِصَال مَعَ الْأَحِبَّة) (ونلت الْقرب من سَادَات دست ... محلهم علا كيوان رتبه) (إِذا عَايَنت فِي الإنشا حلاهم ... تراهم بالنجوم الزهر أشبه) (وَإِن سابقتهم علم فا وفضلاً ... فَأَنت إِذا نطقت سكيت حلبه) (فَمَا ابْن الصَّيْرَفِي إِذا أَتَاهُم ... يُسَاوِي عِنْدهم فِي الْفضل حَبَّة) (خُصُوصا تاجهم سقى الغوادي ... مَحل ضمه وأخضل تربه) (إِذا أَخذ اليراع فَلَيْسَ بَين الطروس وَبَين زهر الرَّوْض نسبه) (وَإِن نطق اسْتَفَادَ الْمَرْء مِنْهُ ... محَاسِن تستبي فِي الْحَال لبه) (وَلَيْسَ الْملك مُحْتَاجا إِلَى أَن ... يعد كتائبا إِن عد كتبه) (لَهُ الفضلان فِي نظم ونثر ... إِذا مَا جال فِي شعر وخطبه) (أيا مولَايَ عفوا عَن محب ... تهجم فالبعاد إذاب قلبه) (بعثت بهَا إِلَيْك عَسى ترَاهَا ... على بعد من الْمَمْلُوك قربه) فَكتب إِلَيّ الْجَواب الْبَسِيط (شكرا لغرس بروض الْفضل قد نبتا ... ووده فِي صميم الْقلب قد ثبتا) (أهْدى إِلَيّ كتابا كنت أرقبه ... أَزَال عني من عيث النَّوَى العنتا) (مُبَارَكًا جَاءَ بِالْحُسْنَى فَأحْسن لي ... وَكَيف لَا وَهُوَ من عِنْد الْخَلِيل أَتَى) لَا زَالَت أَلْفَاظه حلية المماليك ووده فِي النُّفُوس ثَابتا وللقلوب خير مَالك ومنزله من فضل الله رحيب الساحات معمورا بالسماحات فِي رحبة مَالك وَينْهى وُرُود مشرف سمح ببيانه ونفح بعرفانه وجنح إِلَى عوائد إحسانه ولمح أشرف الْمعَانِي بإنسانه وَربح إِذْ بدا بفصل خطابه وَفضل بنانه أَبى الله إِلَّا أَن يكون لَهُ الْفضل فِي ابْتِدَائه والفوز بسبق تحيته وانشائه فَقبله الْمَمْلُوك تقبيلاً وفضه فَإِذا الْبَيَان جَاءَ كُله مَعَه قبيلا وَرَأى أدباً غضاً ونظماً ونثراً فاقاً من سلف عصره وتقضي وَلَقَد ذكر مَوْلَانَا بأوقات قربه على أَن الْمَمْلُوك مَا زَالَ يذكرهَا وَأقر عينا مَا بَرحت تشهد محاسنه وتنظرها الْبَسِيط (أبلغ أخانا أدام الله نعْمَته ... أَنِّي وَإِن كنت لَا أَلْقَاهُ أَلْقَاهُ) (الله يعلم أَنِّي لست أذكرهُ ... وَكَيف يذكرهُ من لَيْسَ ينساه) ) وَلَقَد تحملت بمولانا جِهَة تصدر أَخْبَارهَا بأقلامه وتصدر مهماتها بمتين كَلَامه ويبدو

صَلَاحهَا بألفاظه الَّتِي هِيَ كالزلزال فِي رقته والدر فِي نظامه فَبسط الله ظلال من أمتع هَذِه المملكة بمولانا وسير ركابه إِلَيْهَا وطالما أولاه الْخَيْر وأولانا قد شَمل الْبعيد والقريب بفضله وَعمر مصر بسودده وغمر الشَّام بوبله الْكَامِل (كالبحر يقذف للقريب جواهرا ... كرماً وَيبْعَث للبعيد سحائبا) ثمَّ يعود الْمَمْلُوك إِلَى وصف محَاسِن مَوْلَانَا الَّتِي مكنت فِي الْقلب حبه وأرضت بالود مَمْلُوكه وتربه وشيدت لَهُ فِي الأفئدة أرفع رُتْبَة الوافر (اتتنا من ودادك خير هبه ... فَنعم طيبها عَيْش الْأَحِبَّهْ) (وزارتنا على نأي فَأَهْدَتْ ... لنا أنسا بِهِ أنسى تنبه) (تذكرني بزورتها ائتلافا ... ووقتا طالما متعت قربه) (نأى عَن مصر من مولَايَ أنس ... فألفى بعْدهَا رحباً ورحبه) (للفظك فِي الطروس عُقُود معنى ... بهَا در الترائب قد تشبه) (وخظك لم يزل درا ثميناً ... لَهُ بالجوهر الشفاف نسبه) (بنانك مِنْبَر ترقى عَلَيْهِ ... يراع كم لَهَا فِي الطرس خطبه) (خطبت من الْمعَانِي كل بكر ... فلبت بالإجابة خير خطبه) (كَأَنَّك قد رقيت الْأُفق عفوا ... فَأعْطى طرسك الميمون شهبه) (فدمت مُعظما فِي كل أَرض ... تنَال من السُّعُود أجل رتبه) وَكتب إِلَيّ وَنحن بالمخيم السلطاني على طنان ملغزا فِي كتاب السَّرِيع (يَا مبدعاً فِي النّظم والنثر ... وفاضلاً فِي علمه يثري) (ومودعا مهرقه كل مَا ... يزري بِحسن الدّرّ والتبر) (إِن أحكمت أَلْفَاظه أَصبَحت ... قواطعا تربى على البتر) (مَا صَامت ينْطق أفضاله ... وكاتم للسر فِي الصَّدْر) (تصلحه الرَّاحَة لكنه ... يتعب فِي الطي وَفِي النشر) (قد أشبه الْبيض وَلكنه ... يحْتَاج يَا ذَا الْفضل للسمر) (تفرق اللَّيْل بأرجائه ... كَأَنَّهُ وصل على هجر) ) (يسير عَن أوطانه دَائِما ... للنفع فِي الْبر وَفِي الْبَحْر) (إِن كَانَ يَوْمًا ضيف قوم غَدا ... يقري وَخير النَّاس من يقري) (فهات لي عَنهُ جَوَابا كَمَا ... عودتني يَا عالي الْقدر) فَكتبت إِلَيْهِ الْجَواب عَن ذَلِك السَّرِيع

(أروضة تَبَسم عَن زهر ... أم أكوس دارت من الْخمر) (أم نظم مَوْلَانَا فَإِنِّي الَّذِي ... أعده من جملَة السحر) (إِذْ كل حرف مِنْك شمس وَأَن ... سامحت قلت الْكَوْكَب الدُّرِّي) (يَا فَاضلا مَا مشتهي نظمه ... فِي النَّاس إِلَّا قطع الزهر) (وكاتباً أصبح من خطه ... يُغني عَن الخطية السمر) (حللت مَا ألغزته فِي الَّذِي ... تجلوه لي فِي حبر الحبر) (مَا فَاه بالنطق وَلكنه ... لَهُ فنون النّظم والنثر) (يخبرنا عَمَّا مضى وانقضى ... وَمَا جرى فِي سالف الدَّهْر) (لَا يكذب القَوْل إِذا مَا روى ... فقد حكى صدق أبي ذَر) (وَعِنْده لِلْحسنِ ديباجة ... شَبيهَة بِاللَّيْلِ وَالْفَجْر) (ذرت على كافوره مسكة ... لَيْسَ لَهَا نشر مَعَ النشر) (كم أقسم الْبَارِي بِهِ مرّة ... مرت لنا فِي مُحكم الذّكر) (يَا حسن مَا قد قلت يقري وَهل ... تعرف فِي الْأَيَّام من يقري) (وَمَا قراه غير سمع الَّذِي ... يبثه باللب والفكر) (هَذَا جَوَاب أَن تكن رَاضِيا ... بِهِ فيا عزى وَيَا فخري) (وَإِن أكن أَخْطَأت فِي حلّه ... فأبسط على مَا اعتدته عُذْري) (لَا زلت ترقى صاعداً فِي العلى ... إِلَى مَحل الأنجم الزهر) وكتبت إِلَيْهِ عقيب ذَلِك السَّرِيع (بلغك الله الْأَمَانِي فقد ... أطربني لغزك لما أَتَى) (حلا وَقد كررت إنشاده ... وَكَيف لَا يحلو وَفِيه كتا) وَكتب إِلَيّ أَيْضا وَنحن بالمخيم السلطاني على المنوفية الْكَامِل) (طرق الصَّوَاب بك استبان سَبِيلهَا ... وَبِك استقام على السوَاء دليلها) (كم خلة محمودة أوتيتها ... فِي المكرمات وانت أَنْت خليلها) (مَا ملغز الْفَاء مِنْهُ كَلَامه ... وحروفه مَا شأنهن قليلها) (لَا شَيْء يَحْجُبهُ وَكم من دونه ... من حَاجِب فعلاه تمّ أثيلها) (إِن طَال مل وخيره يَا صَاح مَا ... قد طَال والنعماء طَابَ طويلها) (وَإِذا أهل الْوَفْد من ميقاتهم ... طويت غمامته وَزَالَ ظليلها) (كم أوضحُوا فرقا فأخفاه وَمَعَ ... هَذَا أبانته دنا تَعْجِيلهَا)

(وَمحله بِمحل مَوْلَانَا غَدا ... يسمو فَرَفَعته رسا تأصيلها) (فأحلله لَا بَرحت يراعك كالظبي ... فصريرها مِنْهُ يمد صليلها) فحللته فِي شاش وكتبت الْجَواب إِلَيْهِ الْكَامِل (جَاءَت تدار على النُّفُوس شمولها ... وتجر من فَوق الرياض ذيولها) (أبياتك الغر الَّتِي أبدعتها ... تطوي على جمل الْجمال فصولها) (ويسير فِي الْآفَاق ذكرك لي بهَا ... وتهب بالإقبال مِنْك قبُولهَا) (قد ألغزت لي فِي مُسَمّى وَاحِد ... وَله مقادير تفَاوت طولهَا) (كغمامة ترخى على ليل الشَّبَاب الغض أَو صبح المشيب فضولها) (لَا يَسْتَحِيل إِذا قلبت حُرُوفه ... بِالْعَكْسِ بل يبْقى لَهَا مدلولها) (وحروفه بَيت وَبَاقِي لَفظه ... أس على التَّصْحِيف رحت أقولها) (هَذَا الْجَواب وَغَايَة الْفضل الَّتِي ... قد نلتها فِي النّظم لست أطولها) (فلك النُّجُوم تسير فِي فلك العلى ... مَا شَأْنهَا بعد الطُّلُوع أفولها) فَكتب إِلَى عقيب ذَلِك المجتث (الْمسك مِنْك ختام ... وراحتاك غمام) (الْخط روض نديم ... وَاللَّفْظ حُلْو مدام) (وَالسحر قَوْلك لَكِن ... السحر أَمر حرَام) (اجبتني عَن معمى ... بِسُرْعَة لَا ترام) (فِي الْقلب حبك ثاو ... لَهُ أَقَامَ غرام) ) (فَأَنت حَقًا خَلِيل ... على الْخَلِيل السَّلَام) فأجبته عَن هَذِه الْقطعَة المجتث (أجوهر أم كَلَام ... وقهوة أم نظام) (أم البدور تجلت ... فأنجاب عَنْهَا الظلام) (أم الحدائق وشى ... مِنْهَا البرود غمام) (غصونها الفات ... والهمز فِيهَا حمام) (أشبه السطر كاساً ... فِيهِ الْمعَانِي مدام) (أَو أعيناً فاتنات ... يصبو لَهَا المستهام) (وحشوها السحر باد ... وَلَا أَقُول السقام) (أقلامك الْحمر فِيهَا ... للنائبات سِهَام)

(كم قد أَصَابَت لمرمى ... وَلم يفتها مرام) (أثنت عَلَيْك الْمعَانِي ... والكاتبون الْكِرَام) (وقلدتك الْمَعَالِي ... إِذْ أَنْت فِينَا أَمَام) (فَأَنت أشرف تَاج ... فِي فَضله لَا يرام) (لَهُ على كل راس ... فَاء وضاد وَلَام) فَكتب الْجَواب أَيْضا المجتث (ألفاظك الغر أضحت ... بروقهن تشام) (لأجل ذَلِك سحت ... من سحبهن ركام) (فأحبس سيولك أَن الْبيُوت ... هذي الْخيام) (مصر بهَا قد تحلت ... كَمَا تحلى الشَّام) (عَنْهَا يقصر قس ... والسالفون الْكِرَام) (أَمْثَالهَا سائرات ... وَمَا لَهُنَّ مقَام) (بدورها طالعات ... لَهَا التَّمام لزام) (وَفِي الْعشي اتتني ... مِنْهَا وُجُوه وسام) (تعزى إِلَى الْعَرَب لما ... يرْعَى لَدَيْهَا الذمام) ) (لَهَا الْعُيُون عُيُون ... وَالنُّون فِيهَا لثام) (فَكُن خير سمير ... حَتَّى تقضى الظلام) (وَكلما دَار دور ... من خمرها جَاءَ جَام) (هَذَا جَوَاب جَوَاب ... قد كل فِيهِ الْكَلَام) (فاستر لَهُ كل عَابَ ... إِذْ أَنْت فِينَا إِمَام) نقلت من خطه فصلا كتبه فِي وصف يَوْم ماطر وَهُوَ مطر غامت لَهُ السَّمَاء وعامت الأَرْض لما كثر مِنْهُ المَاء ودامت بِهِ من الله الرَّحْمَة والنعماء وَغَابَتْ تَحت غمامه عين الشَّمْس فَمَا لَهَا إِشَارَة وَلَا إِيمَاء وتوالي كرمه إِلَى الرياض فَلهُ عِنْد كل ساف يَد بَيْضَاء إِلَّا أَن الأَرْض تغير حَالهَا وَاسْتقر فِي بطُون الأَرْض مَا أَرْسلتهُ جبالها فَتفرق فِي الأَرْض غدرانا وروت أَحَادِيثه السُّيُول عَن الحيا عَن الْبَحْر عَن جود مَوْلَانَا كَأَنَّمَا الأَرْض بِهِ سقيت فشفيت من باسها لَا بل كَأَنَّمَا أَبُو حَفْص هَذِه الْأمة استسقى الله بعباسها وأضحت فَاكِهَة الشتَاء كوجه المحبوب غير مملولة وَأمنت سحبه الْقُلُوب وَإِن كَانَت سيوف بروقها مسلولة وخمدت فِيهَا كل نَار قراك وَمَا غَابَتْ فِيهِ الشَّمْس وَنحن نرَاك وَمَا أطلق الْمَمْلُوك عنان الْقَلَم فِي هَذِه الْكَلم إِلَّا لما قيد نَفسه محبَّة فِي ذراك ونقلت من خطه مَا كتبه إِلَى القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فِي قصيدة الْكَامِل

ابن صغير الطبيب

(يَا من بِهِ جمع الألوف مفرق ... ومفرق العلياء فِيهِ مجمع) (يَا من إِذا وضع المكارم فِي الورى ... أضحى لَهُ عمل زكي يرفع) (يَا من يعد مآثراً ومكارماً ... مَا عدهن عُيَيْنَة والأقرع) (أبوابه محجوجة وجبينه ... بدر وبطن الْكَفّ مِنْهُ يَنْبع) 3 - (ابْن صَغِير الطَّبِيب) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن صَغِير نَاصِر الدّين الطَّبِيب الْمصْرِيّ قَرَأَ الطِّبّ وَالْحكمَة عَليّ وَالِده وَالْأَدب على الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة فِيهِ ظرف الأدباء وخلاعة أهل مصر وَهُوَ من أطباء السُّلْطَان توجه مَعَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد إِلَى الْحجاز سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَحضر من الْقَاهِرَة إِلَى دمشق مُتَوَجها على خيل الْبَرِيد لمداواة الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا المارداني نَائِب حلب فَمَا لحقه إِلَّا وَقد تمكن مِنْهُ الْمَرَض فَعَاد نَاصِر الدّين) الْمَذْكُور إِلَى دمشق وَقد تغير مزاجه من حماة فَأَقَامَ بِدِمَشْق يمرض فِي مدرسة الدنيسري قَرِيبا من خمسين يَوْمًا وَهُوَ من بَيت كلهم أطباء وَهُوَ شرِيف النَّفس لَا يطب إِلَّا أَصْحَابه أَو بَيت السُّلْطَان اجْتمعت بِهِ غير مرّة فَوَجَدته لطيف الْعشْرَة دمث الْأَخْلَاق وَله يَد فِي ضرب الْعود وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق فِي ذِي الْقعدَة بوفاته بِالْقَاهِرَةِ بالطاعون سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (النصيبي القوصي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن نحام بن نجدة بن معتوق الشَّيْبَانِيّ النصيبي ثمَّ القوصي الأديب الشَّاعِر الْفَاضِل الْمُحدث سمع الْعِزّ الْحَرَّانِي وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن الخليلي واسماعيل بن هبة الله بن عَليّ بن المليحي وَغَيرهم وَحدث بالبخاري بقوص وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي النَّحْو واللغة والتاريخ والبديع وَالْعرُوض والقوافي كثير الْمُرُوءَة ظَاهر الفتوة ظريفاً لطيفاً خَفِيفا لَهُ قدرَة على ارتجال الْحِكَايَة المطولة وَالشعر سريع النادرة قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي شعره فِي ثَلَاث مجلدات وَكَانَ رزقه مِنْهُ يمتدح الْقُضَاة والأمراء والأكابر والتجار قَالَ لما جِئْت إِلَى قوص وجدت بهَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَالشَّيْخ جلال الدّين الدشنائي فترددت إِلَيْهِمَا فَقَالَ لي كل مِنْهُمَا كلَاما انتفعت بِهِ فَأَما الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فَقَالَ لي أَنْت رجل فَاضل والسعيد من تَمُوت سيئاته بِمَوْتِهِ لَا تهج أحدا فَمَا هجوت أحدا وَأما الشَّيْخ جلال الدّين فَقَالَ لي أَنْت رجل فَاضل وَمن أهل الحَدِيث وَمَعَ ذَلِك فأشاهد عَلَيْك شَيْئا مَا هُوَ بِبَعِيد أَن يكون فِي عقيدتك شَيْء وَكنت متشيعاً فتبت من ذَلِك وَقَالَ كنت مرّة عِنْد عز الدّين البصراوي الْحَاجِب بقوص فَحَضَرَ الشَّيْخ على الحريري وَحكى أَنه رأى درة تقْرَأ سُورَة يس فَقلت وَكَانَ غراب يقْرَأ سُورَة السَّجْدَة فَإِذا جَاءَ عِنْد آيَة السَّجْدَة سجد وَيَقُول سجد لَك سوَادِي وَاطْمَأَنَّ بك فوادي وَتُوفِّي بقوص سنة سبع وَسبع مائَة وَمن شعره (الوافر إِذا ابتسمت من الْغَوْر البروق ... تأوه مغرم وَبكى مشوق) (تذكرني العقيق وَأي صب ... لَهُ صَبر إِذا ذكر العقيق) وَمن المتقارب (تذكر بالسفح باناً وظلاً ... فَأجرى المدامع وَبلا وطلا) (يُرْجَى زَمَانا تولى يعود ... وَلَيْسَ يعود زمَان تولى)

ابن تاج الخطباء القوصي

(كثيب تحمل مَا لَا يُطيق ... لَهُ الصخر من ألم الْبَين حملا) ) (يبيت يكابد آلامه ... وأسقامه وكما بَات ظلا) (وضيع أوقاته فِي عَسى ... وماذا تفِيد عَسى أَو لعلا) (وَيشْرب من مَاء أجفانه ... على الظمأ البرح نهلاً وَعلا) وَمِنْه الوافر (نعم هِيَ دَار من نهوى يَقِينا ... وَمَا نخشاه ساكنها يَقِينا) (أنيخوا فِي معالمها المطايا ... فديتكم لنشكو مَا لَقينَا) (ذكرنَا حُلْو عَيْش مر فِيهَا ... وَمَا كُنَّا لَهُ يَوْمًا نَسِينَا) (وكاسات المسرة دائرات ... تحيينا شمالاً أَو يَمِينا) 3 - (ابْن تَاج الخطباء القوصي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد جلال الدّين الْكِنْدِيّ ابْن تَاج الخطباء القوصي قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي سمع من الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي وَكَانَ فَقِيها فَاضلا أديباً لَهُ نظم ونثر وخطب وَكَانَ أَمِين الحكم بقوص وعاقد الْأَنْكِحَة وفارضاً بَين الزَّوْجَيْنِ وَيكْتب خطا حسنا لَا يماثله أحد بقوص اجْتمعت بِهِ كثيرا بقوص ثمَّ أَقَامَ بغرب قمولا فتوفى بهَا سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة وَأورد لَهُ من شعره (الدوبيت يَا غَايَة منيتي وَيَا مقصودي ... قد صرت من السقام كالمفقود) (إِن كَانَ بَدَت مني ذنُوب سلفت ... هبها لكريم عفوك الْمَعْهُود) وَأورد لَهُ أَيْضا (الْخَفِيف هَل إِلَيّ وصل عزة من سَبِيل ... وَإِلَى رشف رِيقهَا السلسبيل) (غادة جردت حسام المنايا ... مُصْلِتًا من جفون طرف كحيل) (قد أَصَابَت مقاتلي بسهام ... فوقتها من جفنها المسبول) (أبرزت مبدعاً من الْحسن يفْدي ... بنفوس الورى بِوَجْه جميل) وَأورد لَهُ أَيْضا الْبَسِيط (دَعْوَى سَلامَة قلبِي فِي الْهوى عجب ... وَكَيف يسلم من أودي بِهِ الوصب) (أضحت سَلَامَته مِنْكُم على خطر ... لَا تسلموه فَفِي إِسْلَامه نصب) (شربت حبكم صرفا على ظمإ ... وَكنت غراً بِمَا تَأتي بِهِ النوب) ) (لَا يمنعنكم مَا قَالَ حاسدنا ... عَن الدنو فأقوال العدى كذب) 3 - (ابْن الجبلى الفرجوطي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الجبلى الفرجوطي بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَالْجِيم وَالْوَاو والطاء الْمُهْملَة لَهُ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والفرائض وَمَعْرِفَة بالقراءات وَله أدب وَشعر وَمَعْرِفَة بِحل الألغاز والأحاجي وَكَانَ ذكياً جدا جيد الْإِدْرَاك خَفِيف الرّوح حسن الْأَخْلَاق

شمس الدين ابن الموصلي الشافعي

كف بَصَره آخر عمره قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي اجْتمعت بِهِ كثيرا وأنشدني من شعره وألغازه وَتُوفِّي بفرجوط فِي المحرَّم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأورد لَهُ السَّرِيع (وشاعر يزْعم من غرَّة ... وفرط جهل أَنه يشْعر) (يصنف الشّعْر وَلكنه ... يحدث من فِيهِ وَلَا يشْعر) وَأورد لَهُ فِي النبق الْبَسِيط (انْظُر إِلَى النبق فِي الأغصان منتظماً ... وَالشَّمْس قد أخذت تجلوه فِي القضب) (كَانَ صفرته للناظرين غَدَتْ ... تحكي جلاجل قد صيغت من الذَّهَب) 3 - (شمس الدّين ابْن الْموصِلِي الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم ابْن رضوَان بن عبد الْعَزِيز البعلي المولد الشَّافِعِي الْمَذْهَب الشَّيْخ شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الْموصِلِي سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن الْكَرِيم فِي مَسْجِد الْحَنَابِلَة على الشَّيْخ شُجَاع الدّين عبد الرَّحْمَن بن عَليّ خَادِم الشَّيْخ شرف الدّين اليونيني وَعلي ابْن أَخِيه الشَّيْخ مُحَمَّد الْأَعْرَج ببعلبك وَسمع الحَدِيث من الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني وعَلى الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الْحَنْبَلِيّ وعَلى الشَّيْخ عفيف الدّين إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ وعَلى شيخ الْإِسْلَام جمال الدّين يُوسُف الْمزي وعَلى الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وعَلى الشَّيْخ جمال الدّين يُوسُف العزازي بطرابلس وعَلى الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مكي وعَلى قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين ابْن جهبل وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة وَعَن أقضى الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد التبريزي قَاضِي بعلبك وَعَن أقضى الْقُضَاة جمال الدّين الخابوري وَعَن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد بن الْمجد البعلي وَعَن الشَّيْخ الْعَالم نجم الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن بَابا) جوك وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْمجد البعلي وَعَن الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مكي وَغَيرهمَا وَله من التصانيف كتاب غَايَة الْإِحْسَان فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان النَّحْل وَكتاب بهجة الْمجَالِس ورونق الْمجَالِس خمس مجلدات يتَضَمَّن الْكَلَام على آيَات كريمات وَغَيرهَا وَكتاب لوامع الْأَنْوَار نظم مطالع الْأَنْوَار لِابْنِ قرقول ونظم الْمِنْهَاج للنووي وَكتاب الدّرّ المنتظم فِي نظم أسرار الْكَلم وَهُوَ نظم كتاب فقه اللُّغَة وَكتب إِلَيّ وَهُوَ بطرابلس يقبل الأَرْض وَينْهى أَن الْمَمْلُوك لم يزل يلتقط من فرائد أسفار السفار فوائدغ أَخْبَار الأخيار ويبحث عَن كنوز الْعلم ومعادن الْأَدَب ليفوز مِنْهَا بمطلب يُخَفف عَنهُ مُؤنَة الطّلب حَتَّى سمع عَن سجايا مَوْلَانَا الْكَرِيمَة مَا هُوَ ألطف من النسيم وَأحلى من الضَّرْب بل ألذ من منادمة الحبيب وَقد سلف الْمُحب سلاف الشنب فَمن مشبب بقصبات سبق مَوْلَانَا فِي الْفَضَائِل وَلَا تشبيب الْقصب وَمن متغن بل مستغن بِوَصْف شمائله عَن اطلَاع شموس

الشُّمُول وبدور الحبب فثمل الْمَمْلُوك من سَماع هَذَا الذّكر الْجَمِيل حَتَّى مَاس عطفي من الطَّرب وَفِي حَان سكري حَان شكري لمولانا فَإِنَّهُ كَانَ فِي مسرتي السَّبَب وَلم تزل عرائس محامده تجلى ونفائس ممادحه تتلى حَتَّى رغب الْمَمْلُوك فِي خطْبَة عبوديته وَإِن لم يكن لَهُ أَهلا على صدَاق قلب صَادِق فِي وفائه واف فِي صدقه مخلص فِي صفائه يوالي الدُّعَاء وَيَدْعُو على الْوَلَاء ويديم الشُّكْر ويشكر على الآلاء وَقد أشهد الْمَمْلُوك ذَوي عدل على مَا ذكر وهما الْوَفَاء والصفاء وَإِن عزا فِي الْبشر وَحين أشهدهما كَانَ غير ساه وَلَا لاه فيرجو أَن يقوم بِمَا الْتزم وَأَن يُقِيمَا الشَّهَادَة لله على أَن يسكنهَا الْمَمْلُوك صميم فُؤَاده ويحلها مَحل النَّاظر من سوَاده وَيتبع أمرهَا اتِّبَاع الصّفة للموصوف ويمسكها مدى الزَّمَان بِمَعْرُوف فَإِن رأى جبر الْمَمْلُوك بِمَا لَهُ قصد وَإِلَيْهِ صَمد فليضرب صفحاً عَن كفاءة الْفَضَائِل الَّتِي بهَا قد انْفَرد فقد علم أَنه لم يكن فِيهَا كفوا أحد وَهل يُكَافِئ محليات الْعُقُود النفاثات فِي العقد أَو ينظم در السَّحَاب فِي حَبل من مسد أَو يُقَابل در السَّحَاب بلمع السراب والثمد لَكِن كرم عَادَة مَوْلَانَا وَعَادَة كرمه أَن لَا يرد حُرْمَة للقصد قَاصد حرمه لَا سِيمَا وطفيلي الْمحبَّة أَحمَق وفدان الْعِشْق كَمَا قيل مُطلق وَلَيْسَ الْمَمْلُوك على هَذَا المنهل العذب أول وَارِد فَيكون لحُرْمَة هَذَا الْقَصْد أحرم قَاصد لكنه يَرْجُو من الصَّدقَات الشَّرِيفَة الإسعاد والإسعاف وَأَن يكون جَوَابه الشريف مُقَدّمَة الزفاف لتقر عين الطّلب ببلوغ الأمنية وَيقوم سَماع المسرة بالنوبة الخليلية وتجلا عرائس البلاغة فِي حلل نفثاتها السحرية وتتلى نفائس البراعة بألحان نفحاتها السحرية فَيفتح لي إِلَى جنان الجناس بَابا ويزوج) مبتكرات مَعَانِيه بأكفائها أَبْكَارًا عربا أَتْرَابًا فيجهر دَاعِي الْبركَة واليمن بالتأمين وَأجل سعد هَذَا الْجد عَن الرفاء والبنين وَيَطوف براحات الكؤوس لراحات النُّفُوس راحها ويبتديء باهداء أطباق الطباق صَلَاحهَا ثمار آدَاب قد انْتهى اصلاحها وأجلها عَن قَول بدا صَلَاحهَا فأرتع فِي رياضها وأكرع من حياضها واغترف من بحرها واعترف بحبرها واسمو بكتابها الْمحل الْأَسْنَى فأصير مكَاتبا بعد أَن كنت قِنَا وَتلك دَرَجَة لَا أطلب بعْدهَا التجاوز إِلَى التَّحْرِير وَلَا أكلف خاطره الشريف فِي الْمُكَاتبَة إِلَى التحبير والتحرير بل يَكْتَفِي الْمَمْلُوك بِأَدْنَى لمحة من ملحها وينتشي ببلالة قَطْرَة من قدحها وَالله تَعَالَى لَا يخلي مَوْلَانَا من نعْمَة يؤبدها ونعمة يؤيدها ومنة يجددها ومنة يشيدها وأمنية يسددها وسعادة يؤكدها وسيادة يولدها فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك الطَّوِيل (أروض بكاه فِي الصَّباح غمام ... فغنت على الأغصان فِيهِ حمام) (أم الْأُفق لاحت زهره وتلألأت ... فَأحْسن بِنور قد حواه ظلام) (أم الشَّمْس حيتني بكأس رِسَالَة ... لَهَا الْمسك من فَوق الرَّحِيق ختام) (أَتَتْنِي بدءا من كريم ممجد ... غَدا وَهُوَ فِي الْفضل التَّمام إِمَام)

(فَقَبلتهَا شوقاً لفرط صبابتي ... وقابلها مني جوى وغرام) (تجلت لطرفي فاجتليت محاسناً ... كَمَا شقّ عَن زهر الرياض كمام) (وقصت على سَمْعِي حَدِيثا روته لي ... فشنف سَمْعِي الدّرّ وَهُوَ كَلَام) (وَلما رَوَت رَوَت فُؤَادِي من الضنى ... وَلم يلقه من بعد ذَاك أوام) (وناجت بِأَلْفَاظ فَقلت جَوَاهِر ... إِلَى أَن سبت عَقْلِي فَقلت مدام) (ورقت حواشيها فَقلت شمائل ... إِلَى أَن أصابتني فَقلت سِهَام) (وابدت من السحر الْحَلَال عجائباً ... وَمَا كل سحر فِي الْأَنَام حرَام) (أثارت ريَاح الوجد فَهِيَ عواصف ... وأجرت دموع الْعين فَهِيَ سجام) (وحاشى لما أبدته أَن يستميله ... ملال وَأَن يسري إِلَيْهِ ملام) (أَلا يَا غزير الْفضل عَبدك قَاصِر ... وَفِي ذهنه عَمَّا يُرِيد سقام) (وانشاؤه إِن شاءه لَا يَنَالهُ ... كَأَنِّي جفن الصب وَهُوَ مَنَام) (وَأَيْنَ مَحل الشَّمْس مِمَّن يرومه ... لقد جلّ مَطْلُوب وَعز مرام) ) (وَأَنت الَّذِي يمْلَأ الملا نور فَضله ... لِأَنَّك شمس والأنام قتام) (فَلَيْسَ لشمس مذ أنرت إنارة ... وَلَيْسَ لبدر مذ تممت تَمام) وَينْهى وُرُود المشرف الْكَرِيم فانتصب لَهُ قَائِما على الْحَال وتلقاه بِمَا يجب لَهُ من الإجلال وَوَضعه على الْعين وَالرَّأْس وَهَذِه غَايَة يعْتَقد أَنَّهَا مَا خلت من الْإِخْلَال ومتع طرفه بِتِلْكَ الطّرف والتحف بظلال هاتيك الْهَدَايَا الفاخرة والتحف وَدخل جنَّات سطورها فَرَأى مِنْهَا غرفاً مَبْنِيَّة من فَوْقهَا غرف وأسرف فِي لثمها على أَنه لَا سرف فِي الشّرف وَعلم أَنه بِهَذَا الْجَواب أَحمَق فلولا إِضَافَة الود الصادقة إِلَيْهِ لما انْصَرف الطَّوِيل (وَفِي تَعَبٍ من يحسُدُ الشمسَ ضوءها ... ويزعُمُ أَن يَأْتِي لَهَا بضريب) فَالله يوزع الْمَمْلُوك شكر هَذِه النِّعْمَة الْبَادِيَة والمانة الَّتِي هِيَ فِي الصُّورَة هَدِيَّة وَفِي الْمَعْنى إِلَى الصَّوَاب هادية ويمتع الْوُجُود بِهَذِهِ الْكَلم الَّتِي تَطوف على الأسماع بكؤوس المدام والأسجاع الَّتِي هِيَ عِنْدِي در وَعند النَّاس كَلَام وَعين الله على هَذِه الْفَضَائِل الَّتِي أخملت الخمائل وحققت فضل الْأَوَاخِر على الْأَوَائِل وَإِن كَانَ فيهم سحبان وَائِل وَقد عطفها الْمَمْلُوك على خدمَة إِلَى الْمولى شمس الدّين مُحَمَّد بن الخراز الَّذِي يعجز عَن نَقله حَمَّاد الرِّوَايَة أطلع الله شمسه بأفقها وَأَعَادَهُ إِلَى بَلَده الَّتِي عَامل جلق بِخلق لَا يَلِيق بخقلها وَلَا خلقهَا وعَلى كل حَال فجبر مَوْلَانَا لألم انْفِرَاده طَبِيب وَهُوَ فِي بلد مَوْلَانَا غَرِيب كَمَا أَن مَوْلَانَا فِي الْإِحْسَان غَرِيب الْخَفِيف (يَا غَرِيب الصِّفات حقَّ لمن كَا ن غَرِيبا أَن يرحم الغرباء)

وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي أَوَاخِر صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِدِمَشْق المحروسة يمدح سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَسِيط (جوانحي لسواكم قطّ مَا جنحت ... فَمَا لَهَا جرحت من غير مَا اجترحت) (أهكذا كل صب بَاعَ مهجته ... فِي حبكم غير برح الشوق مَا ربحت) (ضَاقَتْ لبينكم الدُّنْيَا بِمَا رَحبَتْ ... على حشى من جوى التبريح مَا بَرحت) (فيا لنَفس على جمر الغضا سحبت ... ومقلة فِي بحار الدمع قد سبحت) (قرت بقربكم حينا وَقد فرحت ... لَكِنَّهَا الْيَوْم بعد الْبعد قد قرحت) (رامت برامة كتمان الغرام فمذ ... بدا لَهَا ريمها فِي دمعها افتضحت) (رَأَتْ مسارح غزلان النقا سنحت ... بَين الرياض وورق الأيك قد صدحت) (رَأَتْ قباب الَّذِي فِي كَفه نطقت ... صم الْحَصَا وعيون المَاء قد سرحت) ) (الْهَاشِمِي الَّذِي لَو نَفسه وزنت ... بالأنبياء وأملاك السما رجحت) (لولاه مَا طلعت شمس وَلَا غربت ... كلا وَلَا دحيت أَرض وَلَا سطحت) (وَلَا السَّمَاء سمت وَلَا الْجبَال رست ... وَلَا الْبحار طمت وَلَا الصِّبَا نفحت) (وَلَا الْحَيَاة حلت وَلَا الغيوث هَمت ... وَلَا الْجنان زهت وَلَا لظى لفحت) (أنوار غرته لَو أَنَّهَا لمحت ... لوح الدجى إِذْ سجى مسوده لمحت) (وَإِن بدا مطرقاً للرأس من خفر ... تخال عذراء من فرط الحيا أتشحت) (تبدي أساريره معنى سرائره ... فِي النَّفس إِن فرحت يَوْمًا وَإِن ترحت) (عوذت بِاللَّيْلِ إِذْ يغشى ذوائبه ... وفرقه بالضحى وَالشَّمْس إِذْ وضحت) (من قَاس بالمزن جدوى راحتيه فقد ... أَخطَأ الْقيَاس فروق الْفضل قد وضحت) (يَدَاهُ بالدر تجدي وَهُوَ مبتسم ... والسحب تبْكي وتجدي الدّرّ إِن سمحت) (يمناه مَا صفحت لسائل منحاً ... وَكم عَن المذنب الخطاء قد صفحت) (فكم فدت وودت وأوجلت وجلت ... وأوكست وكست وأثبتت ومحت) (ودارساً عمرت وعامراً درست ... وبائساً رحمت وفارساً رمحت) (وَكم لهى فتحت بِالْحَمْد إِذْ منحت ... لهى بهَا سمحت وَكم ندى رشحت) (وقيدت نعما وأطلقت نعما ... وقلدت مننا ومائنا نصحت) (وَكم شفت عللا وَكم رَوَت غللا ... وَكم هدت سبلاً لولاه مَا فتحت) (وَكم لِأَحْمَد خير الْخلق من شيم ... كشامة لمحت فِي وجنة ملحت) (عدل وحلم وأغضاء ومرحمة ... وعفة وغني نفس بِهِ منحت)

(وعزمة كالمنايا للعدي حطمت ... وهمة للدنايا قطّ مَا طمحت) (وَكم مراض قُلُوب حِين عالجها ... باللطف صحت وَمن سكر الضلال صحت) (مَا قدر مدحي سجاياه وَقد حمدت ... لَدَى الزبُور وَفِي الْقُرْآن قد مدحت) (وَالله أقسم فِي الذّكر الْحَكِيم لنا ... بالعاديات الَّتِي من خيله ضبحت) (وبالمغيرات صبحاً من مراكبه ... الموريات شرار النَّار قد قدحت) (صلى عَلَيْهِ إِلَه الْعَرْش مَا عذبت ... أمداحه لمحبيه وَمَا ملحت) (ثمَّ الصَّلَاة على الْأَصْحَاب كلهم ... والآل أعداد قطر السحب إِذْ سفحت) ) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْخَفِيف (نَالَ أَعلَى مَرَاتِب الْمجد من لَا ... كَانَ يدْرِي بِهِ وَلَا بمكانه) (بجميل الْجوَار مَعَ كرم النَّفس ... وعرفانه بِأَهْل زَمَانه) (وتعام عَن الْعُيُوب وزهد ... فِي مَتَاع يفنى وَحفظ لِسَانه) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الطَّوِيل (إِذا جرت الصَّهْبَاء مَا يرفع الحيا ... بِنصب شباك صيدها يحرم التَّقْوَى) (فَمن شرعهم فِي الصحو محو الَّذِي جرى ... وَإِن بِسَاط الْبسط يطوى وَلَا يرْوى) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ السَّرِيع (ومنكر قتل شَهِيد الْهوى ... وَوَجهه يُنبئ عَن حَاله) (اللَّوْن لون الدَّم فِي خَدّه ... وَالرِّيح ريح الْمسك من خَاله) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ مجزوء الرمل (قَالَ لي سَاحر طرف ... كم سبى من متنسك) (إِن طرفِي قد تنبي ... أَفلا تنجو بِنَفْسِك) (قلت مَا آيَة هَذَا ... قَالَ فِي العشاق يسفك) (قلت يُنجي الله مِنْهُ ... قَالَ هَيْهَات لمثلك) (قلت فَأمرنِي برشد ... وَهدى اسْمَع لأمرك) (قَالَ وحد عشق حسني ... وَاحْذَرْ التَّشْرِيك تشرك) (ثمَّ صدق سحر طرفِي ... لَا تكذبه فتهلك) (قلت لَا أومن دَعْنِي ... أصطلي فِي نَار خدك) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْبَسِيط (قد كنت أعشق ورد الخد لَيْسَ لَهُ ... ثَان وَلَا لغرامي فِيهِ من ثَان)

السفاقسي المالكي

(فَكيف لَا أتغالي فِي محبته ... وَورد خديه قد حفا بريحان) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ مجزوء الرمل (قَالَ محبوبي بقدي ... وبخدي وبنهدي) (صف لي خَالِي فَوق خدي ... قلت لَا ينْهض جدي) ) (قَالَ شبهه بحقي ... قلت لَا يُشْرك وجدي) (قَالَ مثله ودع ذَا ... قلت يَا غَايَة قصدي) (هُوَ وَالله وحيد ... جلّ عَن مثل وند) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْخَفِيف (يَا مضيعاً للْعهد والود غدراً ... ومريداً بِجهْدِهِ التفريقا) (إِن أَطَعْت الْعَدو فِينَا فَإنَّا ... قد عصينا فِيك الصّديق الصدوقا) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْكَامِل (أفدى الَّذين تحكموا بحشاشتي ... أصلوا بهَا نَار الغرام وأججوا) (باعوا فُؤَادِي بالهوان زهادة ... وَعَلِيهِ فِي سوق المذلة حرجوا) (مَا كنت أَحسب أَن قدري عِنْدهم ... هَذَا وَلَا ودي لديهم يسمج) (لكِنهمْ لم يظلموني الذَّنب لي ... فِي مثل صحبتهم وَمَا أَنا أهوج) (لكنما عين الْمحبَّة أكمه ... وَلَقَد نشبت بهم فَكيف الْمخْرج) (لَا ودهم يصفو وَلَا رسم الْهوى ... يعْفُو وَلَا عني الهموم تفرج) (ضَاعَت مَفَاتِيح السلو جَمِيعهَا ... مني وَبَاب الْعِشْق بَاب مرتج) 3 - (السفاقسي الْمَالِكِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإِمَام الْفَاضِل شمس الدّين السفاقسي وَيَأْتِي ضَبطه فِي تَرْجَمَة أَخِيه ابراهيم كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ رحمهمَا الله تَعَالَى مالكيين وهما من فضلاء الْمَالِكِيَّة حضر شمس الدّين هَذَا إِلَى دمشق وَأَنا بهَا ورأيته شكلاً تَاما حسنا مليح الْوَجْه أَظُنهُ لم يبلغ الْأَرْبَعين وَأقَام بِدِمَشْق بعض سنة أَو أَكثر واقرأ النَّاس بالجامع الْأمَوِي ثمَّ توجه إِلَى حلب فحظي بَين الحلبيين وتصدر هُنَاكَ وَأفَاد وَولي وظائف وَلم تطل الْمدَّة حَتَّى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة اثنى عَلَيْهِ الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ ثَنَاء كثيرا وَقَالَ لَهُ على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب بعض شرح وَشرح قصيدة ابْن الْحَاجِب فِي الْعرُوض 3 - (شمس الدّين ابْن نَبَاته) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن) الشَّيْخ شمس الدّين ابْن نَبَاته الفارقي الْمصْرِيّ هُوَ وَالِد الشَّاعِر الناثر جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة يَأْتِي تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة وَلَده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَلَاثَة فِي مَكَانَهُ هَذَا الشَّيْخ شمس الدّين من أَشْيَاخ الحَدِيث بِدِمَشْق سَاكن

ابن ميناء

خير قَلِيل الْكَلَام ينْفق كل مَا يحصل لَهُ على أحفاده أَوْلَاد وَلَده جمال الدّين يُبَاشر شَهَادَة الْخَاص وَقت الْقسم بدومة وداريا وَكَانَ فِي مصر شَاهدا بديوان الجاشنكير بيبرس ولد بِمصْر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي وَأبي بكر مُحَمَّد بن اسماعيل بن الْأنمَاطِي وَغَيرهم وَله سكن بالظاهرية بِدِمَشْق أجَاز لي بخطِّه فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَتَوَلَّى دَار الحَدِيث النورية بعد الشَّيْخ زين الدّين ابْن الْمزي وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي ثَانِي صفر سنة خمسين وَسبع مائَة 3 - (ابْن ميناء) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ميناء الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل شمس الدّين البعلبكي الشَّافِعِي سمع من الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَمن عِيسَى الْمطعم وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْفِقْه وبرع فِيهِ وناظر وَأفْتى وَتوجه إِلَى بَغْدَاد وَأعَاد بالنظامية فِيمَا قيل وَعَاد إِلَى الشَّام وَكَانَ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني رَحمَه الله يثني على ذهنه وَكَانَ على ذهنه إشكالات فِي الْمَذْهَب وشكوك فِي غير الْفِقْه وَكَانَ ينحرف كثيرا وَتَوَلَّى قَضَاء الإقليم بِدِمَشْق وَمَا كَانَ يَخْلُو من تعبد وَخلف لما توفّي رَحمَه الله دنيا صَالِحَة ووصى بِثلث مَاله أَن يصرف على فُقَرَاء الْفُقَهَاء كل إِنْسَان عشرَة دَرَاهِم وَكَانَ مُقيما بالرواحية وَكتب عني شَيْئا وَكَانَ يُعجبنِي ذهنه وَحَدِيثه وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي طاعون دمشق فِي شهر رَجَب الْفَرد سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِي حُدُود الْخمسين 3 - (مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام) توفّي بكرَة الْجُمُعَة سادس عشر الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن بزاوية جده 3 - (ابْن محمش) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن محمش بِالْحَاء الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة على وزن مَسْجِد ابْن عَليّ بن دَاوُد الْفَقِيه أَبُو طَاهِر الزيَادي الشَّافِعِي الأديب كَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الْعباد وَأما أَبُو طَاهِر فَكَانَ أَمَام أَصْحَاب الحَدِيث بنيسابور وفقيههم ومفتيهم بِلَا مدافعة وَكَانَ متبحرا فِي الشُّرُوط وصنف فِيهِ وَله معرفَة تَامَّة بِالْعَرَبِيَّةِ) وَحدث بعلو فِي الثقفيات وَتُوفِّي سنة أَربع مائَة 3 - (الْوَزير عميد الدولة ابْن جهير) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن جهير الْوَزير عميد الدولة أَبُو مَنْصُور ابْن الْوَزير فَخر الدولة الْمُتَقَدّم ذكره وزر فِي أَيَّام وَالِده وخدم ثَلَاثَة خلفاء وَلما احْتضرَ الْقَائِم أوصى بِهِ وَلَده المقتدى ثمَّ أَنه عزل بِأبي شُجَاع ثمَّ عَاد إِلَى الوزارة ونظم فِيهِ ابْن الهبارية الْبَيْتَيْنِ السائرين وذكرتهما فِي تَرْجَمَة وَالِده وَبَقِي فِيهَا تِسْعَة أَعْوَام وَكَانَ خَبِيرا كَافِيا مُدبرا فصيحاً مفوها مترسلا وَله هَيْبَة وَسُكُون وكلماته مَعْدُودَة كلم يَوْمًا لولد أبي نصر ابْن الصّباغ فَقَالَ لَهُ اشْتغل وادأب وَإِلَّا كنت صباغاً بِغَيْر أَب فَلَمَّا قَامَ من الْمجْلس جَاءَ النَّاس إِلَى ابْن الصّباغ للهناء لكَون الْوَزير كَلمه وَله ترسل حسن وتواقيع وجيزة وَله شعر أَيْضا وَكَانَت لَهُ رئاسة وسياسة وَهُوَ من الوزراء الممدحين قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب مدحه عشرَة آلَاف شَاعِر وَيُقَال أَنه مدح بِمِائَة ألف بَيت شعر وَمن شعرائه مَسْعُود بن الْعَلَاء الْمَعْرُوف بِابْن الخبار وَمن مدحه فِيهِ من جملَة قصيدة الْبَسِيط

الطالقاني الصوفي

(مجرب الرَّأْي يقظان البصيرة هج ام الْعَزِيمَة قوام الْبَرَاهِين) (يُرِيك فِي الدست أطراقاً وهيبته ... من الصَّعِيد إِلَى أقطار جيحون) (للحمد سوق لَدَيْهِ غير كاسدة ... وللمدائح أجر غير ممنون) وَآخر أمره آل إِلَى أَن حَبسه الْخَلِيفَة المستظهر فِي دَاره واستصفى أَمْوَاله وأموال من يلوذ بِهِ من الْعمَّال والنواب وَأخرج مَيتا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَحمل إِلَى دَاره فَغسل فِيهَا وَدفن بالتربة الَّتِي استجدها فِي قراح ابْن رزين وَمنع أَصْحَاب الدُّيُون الَّتِي عَلَيْهِ من دَفنه فِي التربة وَقَالُوا هَذِه ملكه وَلم يَصح وَقفهَا ثمَّ عجزوا عَن إبِْطَال ذَلِك وَقيل أَن المستظهر أَدخل عميد الدولة ابْن جهير حَماما وَسمر عَلَيْهِ الْبَاب إِلَى أَن مَاتَ فِيهِ وَأخرج للشُّهُود ليشهدوا أَنه لَيْسَ فِيهِ أثر قتل ليقال أَنه مَاتَ حتف أَنفه وَدخل فِي جملَة الشُّهُود أَخُوهُ الْكَافِي فصاح يَا أخي يَا أَبَا مَنْصُور قتلوك وَجعل يُرَدِّدهَا دفعات فَقيل أَن خمس مائَة خَادِم خلعوا مداساتهم وخفافهم وصفعوه بهَا فَوَقع مَيتا وَلم يسمع بِمن مَاتَ هَذِه الْميتَة 3 - (الطَّالقَانِي الصُّوفِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) أَبُو عبد الله الطَّالقَانِي الصُّوفِي سَافر الْبِلَاد وَسمع الْكثير وَسكن صور إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة عَن ثَمَانِينَ سنة وَمن رواياته عَن أبي عبد الرَّحْمَن السلمى عَن مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ عَن أبي الْحُسَيْن النوري قَالَ رَأَيْت غُلَاما جميلاً بِبَغْدَاد فَنَظَرت إِلَيْهِ ثمَّ أردْت أَن أكرر النّظر فَقلت يلبسُونَ النِّعَال الصرارة ويمشون فِي الطرقات فَقَالَ الْغُلَام أَحْسَنت أتجمش بِالْعلمِ ثمَّ أنشأ يَقُول الطَّوِيل (تَأمل بِعَين الْحق إِن كنت نَاظرا ... إِلَى صفة فِيهَا بَدَائِع فاطر) (وَلَا تعط حَظّ النَّفس مِنْهَا ... وَكن نَاظرا بِالْحَقِّ قدرَة قَادر) 3 - (أَبُو مَنْصُور العكبري) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو مَنْصُور العكبري كَانَ فَاضلا فصيحاً صَدُوقًا يحاضر بالحكايات المستحسنة والأناشيد الظريفة من انشاداته الوافر (أطيل الْفِكر مني فِي أنَاس ... مضوا عَنَّا وَفِي من خلفونا) (هم الْأَحْيَاء بعد الْمَوْت ذكرا ... وَنحن من الخمول الميتونا) (لذَلِك قد تعاطيت التَّجَافِي ... وَأَن خلائقي كَالْمَاءِ لينًا) (وَلم أبخل بصحبتهم لأمر ... وَلَكِن هَات قوما يصحبونا) وَيقرب من هَذَا قَول البارع من أَبْيَات الْخَفِيف (لَا لِأَنِّي أنفت مَعَ ذَا من الكد ... ية أَيْن الْكِرَام حَتَّى أكدي) وَقَول شَاعِر الحماسة الْكَامِل // الْمدْخل طَارق غَنَّام اسْم الْكتاب الوافي بالوفيات الْجُزْء الأولالمؤلف صَلَاح الدّين الصَّفَدِي

الغزالي

(خلت الديار فَسدتْ غير مسود ... وَمن العناء تفردي بالسودد) وَالْأَصْل فِي هَذَا كُله قَول لبيد الْكَامِل (ذهب الَّذين يعاش فِي أَكْنَافهم ... وَبقيت فِي خلف كَجلْد الأجرب) كَانَت ولادَة أبي مَنْصُور فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ووفاته بِبَغْدَاد فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الْغَزالِيّ) ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد حجَّة الْإِسْلَام زين الدّين أَبُو حَامِد الطوسي الْفَقِيه الشَّافِعِي لم يكن فِي آخر عصره مثله اشْتغل فِي مبدأ أمره بطوس على أَحْمد الرادكاني ثمَّ قدم نيسابور وَاخْتلف إِلَى دروس أَمَام الْحَرَمَيْنِ وجد فِي الِاشْتِغَال حَتَّى تخرج فِي مُدَّة قريبَة وَصَارَ من الْأَعْيَان فِي زمن استاذه وصنف وَلم يزل يلازمه إِلَى حِين وَفَاته فَخرج إِلَى الْعَسْكَر وَلَقي نظام الْملك فَأكْرمه وعظمه وَكَانَ بِحَضْرَة الْوَزير جمَاعَة من الْفُضَلَاء فناظروه وَظهر عَلَيْهِم واشتهر اسْمه وَسَار بِذكرِهِ الركْبَان الطَّوِيل (فَسَار بِهِ من لَا يسير مشمراً ... وغنى بِهِ من لَا يُغني مغردا) وفوض إِلَيْهِ الْوَزير تدريس النظامية وعظمت حشمته بِبَغْدَاد حَتَّى علت على الْأُمَرَاء والكبار وأعجب بِهِ أهل الْعرَاق ثمَّ أَنه ترك جَمِيع مَا كَانَ فِيهِ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وسلك طَرِيق التزهد والانقطاع وَحج فَلَمَّا رَجَعَ توجه إِلَى الشَّام فَأَقَامَ فِي مَدِينَة دمشق مُدَّة يذكر الدُّرُوس فِي زَاوِيَة الْجَامِع الْمَعْرُوفَة الْآن بِهِ فِي الْجَانِب الغربي ثمَّ توجه إِلَى الْقُدس واجتهد فِي الْعِبَادَة وزيارة الْمشَاهد والمواضع المعظمة ثمَّ قصد مصر وَأقَام بالاسكندرية مُدَّة وَيُقَال أَنه عزم مِنْهَا على ركُوب الْبَحْر للاجتماع بالأمير يُوسُف ابْن تاشفين صَاحب مراكش لما بلغه مِنْهُ من محبَّة أهل الْعلم والإقبال عَلَيْهِم فَبَلغهُ نعى الْمَذْكُور فَعَاد إِلَى وَطنه بطوس وصنف بهَا كتبا نافعة ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور وألزم بتدريس النظامية بعد معاودات ثمَّ ترك ذَلِك وَأقَام بوطنه وَاتخذ خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلين بِالْعلمِ فِي جواره ووزع أوقاته على وظائف الْخَيْر من ختم الْقُرْآن ومجالسة أهل الْقُلُوب وَأما مصنفاته فَمِنْهَا كتاب أَحيَاء عُلُوم الدّين وَهُوَ من أجل الْكتب وَأَعْظَمهَا حَتَّى قيل فِيهِ أَنه لَو ذهبت كتب الْإِسْلَام وَبَقِي الْأَحْيَاء لأغنى عَمَّا ذهب وَأول مَا دخل إِلَى الغرب أَنْكَرُوا فِيهِ أَشْيَاء وصنفوا عَلَيْهِ الْإِمْلَاء فِي الرَّد على الْأَحْيَاء قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ قد جمعت أغلاط الْكتاب وسميته أَعْلَام الْأَحْيَاء بأغلاط الْأَحْيَاء وأشرت إِلَى بعض ذَلِك فِي كتابي تلبيس إِبْلِيس وَقَالَ سبطه أَبُو المظفر وَضعه على مَذَاهِب الصُّوفِيَّة وَترك فِيهِ قانون الْفِقْه كَمَا ذكر فِي مجاهدة النَّفس إِن رجلا أَرَادَ محو جاهه فَدخل الْحمام فَلبس ثِيَاب غَيره

ثمَّ لبس ثِيَابه فَوْقهَا وَخرج يمشي على مهل حَتَّى لحقوه فَأَخَذُوهَا مِنْهُ فَسمى سَارِق الْحمام وَذكر مثل هَذَا على سَبِيل التَّعْلِيم للمريدين) وَهَذَا قَبِيح لإنه مَتى كَانَ للحمام حَافظ وسرق مِنْهُ سَارِق قطع ثمَّ لَا يحل لمُسلم أَن يتَعَرَّض لأمر يؤثم النَّاس بِهِ فِي حَقه وَذكر أَن رجلا اشْترى لَحْمًا فَرَأى فِي نَفسه أَنه يستحي من حمله إِلَى بَيته فعلقه فِي عُنُقه وَهَذَا فِي غَايَة الْقبْح وَمثله كثير انْتهى وأنكروا عَلَيْهِ مَا فِيهِ من الْأَحَادِيث الَّتِي لم تصح وَمثل هَذَا يجوز فِي التَّرْغِيب والترهيب وَالْكتاب غَايَة فِي النفاسة وَكَانَ الإِمَام فَخر الدّين يَقُول كَانَ الله جمع الْعُلُوم فِي قبَّة وأطلع الْغَزالِيّ عَلَيْهَا أَو كَمَا قَالَ وَمن مصنفاته الْبَسِيط والوسيط وَهُوَ عديم النظير فِي بَابه من حسن ترتيبه وتهذيبه وَعَلِيهِ الْعُمْدَة الْآن فِي إِلْقَاء الدُّرُوس وَالْوَجِيز وَالْخُلَاصَة هَذِه الْأَرْبَع فِي الْفِقْه قَالَ بَعضهم فِيهَا (مجزوء الْكَامِل هذب الْمَذْهَب حبر ... أحسن الله خلاصه) (ببسيط ووسيط ... ووجيز وخلاصه) وَيُقَال لنه قيل لَهُ مَا عملت شَيْئا أخذت الْفِقْه من كَلَام شيخك فِي نِهَايَة الْمطلب وَالتَّسْمِيَة لكتبك من الواحدي وَيُقَال أَن نِهَايَة الْمطلب لإِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَت زبر حَدِيد فَجَعلهَا الْغَزالِيّ زبر خشب وَمن مصنفاته الْمُسْتَصْفى فِي أصُول الْفِقْه والمنخول واللباب وبداية الْهِدَايَة وكيمياء السَّعَادَة والمآخذ والتحصين والمعتقد والجام الْعَوام وَالرَّدّ على الباطنية ومقاصد الفلاسفة وتهافت الفلاسفة وجواهر الْقُرْآن والغاية القصوى وفضائح الأباحية وغور الدّور والمنتخل فِي علم الجدل ومعيار الْعلم والمضنون بِهِ على غير أَهله وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى ومشكاة الْأَنْوَار والمنقذ من الضلال والقسطاس الْمُسْتَقيم وَحَقِيقَة الْقَوْلَيْنِ وَأورد ابْن السَّمْعَانِيّ من نظمه قَوْله الْكَامِل (حلت عقارب صُدْغه من وَجهه ... قمراً فجل بِهِ عَن التَّشْبِيه) (وَلَقَد عهدناه يحل ببرجها ... وَمن الْعَجَائِب كَيفَ حلت فِيهِ) وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة قَوْله الْكَامِل (هبني صبوت كَمَا ترَوْنَ بزعمكم ... وحظيت مِنْهُ بلثم خد أَزْهَر) (إِنِّي اعتزلت فَلَا تلوموا أَنه ... أضحى يقابلني بِوَجْه أشعري)

قاضي النعمانية

وَأورد لَهُ ابْن النجار الْكَامِل (فقهاؤنا كذبالة النبراس ... هِيَ فِي الْحَرِيق وضؤوها للنَّاس) (خبر ذميم تَحت رائق منظر ... كالفضة الْبَيْضَاء تَحت نُحَاس) وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة خمسين وَأَرْبع مائَة وَقيل سنة إِحْدَى وَخمسين بالطابران وَتُوفِّي يَوْم) الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمْس مائَة بالطابران ورثاه أَبُو المظفر مُحَمَّد الأبيوردي بِأَبْيَات فائية مِنْهَا الْبَسِيط (مضى وَأعظم مَفْقُود فجعت بِهِ ... من لَا نَظِير لَهُ فِي النَّاس يخلفه) وتمثل الإِمَام اسماعيل الحاكمي بعد وَفَاته بقول أبي تَمام الطَّائِي الطَّوِيل (عجبت لصبري بعده وَهُوَ ميت ... وَكنت امْرَءًا أبكى دَمًا وَهُوَ غَائِب) (على أَنَّهَا الْأَيَّام قد صرن كلهَا ... عجائب حَتَّى لَيْسَ فِيهَا عجائب) وَدفن بالطابران وَهِي قَصَبَة طوس وَقيل أَنه قَالَ فِي بعض مصنفاته ونسبني قوم إِلَى الغزال وَإِنَّمَا أَنا الْغَزالِيّ نِسْبَة إِلَى قَرْيَة يُقَال لَهَا غزالة بتَخْفِيف الزَّاي وَالله أعلم 3 - (قَاضِي النعمانية) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن حَامِد بن عمر بن بنيق أَبُو تَمام من أهل النعمانية كَانَ قَاضِيا بهَا وَقدم بَغْدَاد وَسمع من أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الْمسلمَة وَأبي بكر الْخَطِيب وَحدث باليسير روى عَنهُ أَبُو السعادات الْمُبَارك ابْن الْحُسَيْن بن نعوبا وَأَبُو طَاهِر السلَفِي 3 - (أَبُو الْغَنَائِم المعوج) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن السكن أَبُو الْغَنَائِم ابْن أبي مَنْصُور الْمَعْرُوف بِابْن المعوّج من أهل بَاب الْمَرَاتِب حدّث عَن الشريف أبي نصر الزَّيْنَبِي وَسمع مِنْهُ أَبُو بكر بن كَامِل وَأخرج عَنهُ حَدِيثا فِي مُعْجم شُيُوخه 3 - (أَبُو نصر العكبرى) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عبد الْعَزِيز بن مهْرَان أَبُو مَنْصُور ابْن أبي نصر العكبري من أَوْلَاد الْمُحدثين حدث هُوَ وَأَبوهُ وجده وَأَبُو جده وَذكرهمْ الْخَطِيب فِي تَارِيخه وَأَبُو مَنْصُور هَذَا اسْمَعْهُ أَبوهُ من أبي الطّيب طَاهِر الطَّبَرِيّ وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَغَيرهمَا وَحدث باليسير بِبَغْدَاد وعكبرا روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو بكر الْمُبَارك الْخفاف وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ) ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عمر أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ من أهل بَاب الْبَصْرَة حدث عَن أبي طَاهِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الصَّقْر الْأَنْبَارِي وَسمع مِنْهُ أَبُو بكر بن الْمُبَارك الْخفاف وَأخرج عَنهُ حَدِيثا فِي مُعْجم شُيُوخه 3 - (أَبُو عبد الله الْبَيْضَاوِيّ) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَيْضَاوِيّ أَبُو عبد الله سبط القَاضِي أبي الطّيب طَاهِر الطَّبَرِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا شافعياً قَالَ عبد الْملك بن ابراهيم الهمذاني الفرضي لم أر أذكي مِنْهُ ترسل إِلَى غزنة بِسَبَب بيعَة المقتدى وَحدث بهراة عَن جمَاعَة وَكَانَ سرياً جميلاً توفّي سنة سبعين وَأَرْبع مائَة

البروي الشافعي

3 - (البروي الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن سعيد بن عبد الله أَبُو مَنْصُور الْفَقِيه الشَّافِعِي البروي بالراء أحد الْأَئِمَّة الْمَشَاهِير الْمشَار إِلَيْهِ بالتقدم فِي النّظر وَعلم الْكَلَام وَالْفِقْه والوعظ وَكَانَ حُلْو الْعبارَة فصيحها تفقه على الْفَقِيه مُحَمَّد بن يحيى النَّيْسَابُورِي صَاحب الْمُحِيط فِي شرح الْوَسِيط وَكَانَ من أكبر أَصْحَابه صنف فِي الْخلاف تعليقة جَيِّدَة والمقترح فِي المصطلح وَهُوَ مليح فِي الجدل وَشَرحه تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح مَنْصُور بن عبد الله الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالمعتز شرحا مُسْتَوْفِي وَعرف بِهِ فَلَا يُقَال شرح التقي الْمصْرِيّ دخل البروي إِلَى بَغْدَاد سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وصادف قبولاً من الْعَام وَالْخَاص وَتَوَلَّى الْمدرسَة البهائية قَرِيبا من النظامية وَيذكر بهَا كل يَوْم عدَّة دروس ويحضره الْخلق وَله حَلقَة المناظرة بِجَامِع الْقصر ويحضر عِنْده المدرسون والأعيان وَيظْهر عَلَيْهِ من الحركات مَا يدل على رغبته فِي تدريس النظامية وَكَانَ ينشد فِي أثْنَاء مَجْلِسه مُشِيرا إِلَى مَوضِع التدريس قَول أبي الطّيب الْبَسِيط (بَكَيْت يَا ربع حَتَّى كدت أبكيكا ... وجدت بِي وبدمعي فِي مغانيكا) الأبيات الثَّلَاثَة وَيفهم النَّاس عَنهُ ذَلِك وَكَانَ قدم دمشق وَنزل فِي رِبَاط الشميساطي وَقُرِئَ عَلَيْهِ هُنَاكَ شَيْء من أَمَالِيهِ وَكَانَت وِلَادَته يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة بطوس وَتُوفِّي سادس عشر شهر رَمَضَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بِبَغْدَاد وَصلى عَلَيْهِ المستضيء يَوْم الْجُمُعَة بقصر الْخَلِيفَة وَدفن بِبَاب أبرز من تربة الشَّيْخ أبي اسحاق الشِّيرَازِيّ وَكَانَ) يُبَالغ فِي ذمّ الْحَنَابِلَة وَقَالَ لَو كَانَ لي أَمر لوضعت عَلَيْهِم الْجِزْيَة فَجَاءَتْهُ امْرَأَة فِي اللَّيْل بِصَحْنِ حلوى قَالَت أَنا أعزل وأبيعه وَقد اشْتريت هَذَا الصحن وَهُوَ حَلَال وَأُرِيد أَن يَأْكُل الشَّيْخ مِنْهُ فَأَكله هُوَ وَزَوجته وَولد لَهُ صَغِير فَأَصْبحُوا موتى 3 - (ركن الدّين العميدي) مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَقيل أَحْمد ركن الدّين أَبُو حَامِد الْحَنَفِيّ السَّمرقَنْدِي الْمَعْرُوف بالعميدي كَانَ إِمَامًا فِي الْخلاف وخصوصا الجست وَهُوَ أول من أفرده بالتصنيف وَمن تقدمه كَانَ يمزجه بِخِلَاف الْمُتَقَدِّمين واشتغل فِيهِ على رضى الدّين النَّيْسَابُورِي وَهُوَ أحد الْأَركان الْأَرْبَعَة لإنهم اشتغلوا على الشَّيْخ الْمَذْكُور وكل مِنْهُم لقبه ركن الدّين وهم الطاوسي وركن الدّين زادا والعميدي هَذَا وصنف العميدي الْإِرْشَاد فاعتنى بشرحه جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي شمس الدّين الخويي قَاضِي دمشق وأوحد الدّين قَاضِي منبج وَنجم الدّين المرندي وَبدر الدّين المراغي عرف بالطويل وَغَيرهم وصنف الطَّرِيقَة الْمَشْهُورَة بأيدي النَّاس والنفائس وَاخْتَصَرَهُ القَاضِي شمس الدّين الخويي أَيْضا وَسَماهُ عرائس النفائس وصنف أَشْيَاء أُخْرَى مستملحة واشتغل عَلَيْهِ خلق كثير وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم نظام الدّين أَحْمد بن الشَّيْخ جمال الدّين أبي الْمُجَاهِد مَحْمُود الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالحصيري صَاحب الطَّرِيقَة الْمَشْهُورَة وَكَانَ العميدي كريم الْأَخْلَاق كثير التَّوَاضُع طيب المعاشرة توفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس

الأثير ابن بنان الكاتب محمد بن محمد بن محمد

عشرَة وسِتمِائَة ببخارى 3 - (الْأَثِير ابْن بنان الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ابْن بنان الْأَنْبَارِي أَبُو طَاهِر ابْن أبي الْفضل الْكَاتِب من أهل مصر وَأَصله من الأنبار قَرَأَ الْأَدَب وَسمع الحَدِيث وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا مهيباً عَالما أديباً كَاتبا بليغاً يكْتب الْخط الْحسن وَيَقُول الشّعْر الْجيد ويترسل فِيهِ مفاكهة ودماثة أَخْلَاق قدم بَغْدَاد رَسُولا مَعَ قافلة الْحَاج من مَكَّة من جِهَة سيف الْإِسْلَام طغتكين أخي صَلَاح الدّين من الْيمن فَأنْزل بِبَاب الأزج وَأكْرم مثواه وَحدث بِكِتَاب الصِّحَاح فِي اللُّغَة للجوهري عَن أبي البركات مُحَمَّد بن حَمْزَة بن الغرقي عَن أبي الْقَاسِم بن القطاع عَن أبي بكر ابْن الْبر التَّمِيمِي عَن أبي اسماعيل بن عَبدُوس عَن الْجَوْهَرِي وبالسيرة النَّبَوِيَّة لعبد الْملك بن هِشَام عَن وَالِده عَن أبي إِسْحَاق ابراهيم بن عبد الله بن سعيد الحبال سمع مِنْهُ أَبُو الْفتُوح ابْن الحصري وَأَبُو الْقَاسِم الْمُبَارك بن أنوشتكين الْجَوْهَرِي الْعدْل ولد سنة سبع وَخمْس مائَة بِمصْر وَتُوفِّي بهَا سنة سِتّ) وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَدفن بالقرافة لَهُ كتاب تَفْسِير الْقُرْآن الْمجِيد وَكتاب المنظوم والمنثور فِي مجلدين وَمن نظمه وَقد رأى بَعضهم وَقد كتب وَكتب فلَان بِخَط يَده فَقَالَ الْكَامِل (أفسدت معرفتي بفرط تخلف ... وَنسخت بالتشكيك صدق يقيني) (لَو كَانَ قوم يَكْتُبُونَ برجلهم ... لبسطت عذرك يَا سخين الْعين) قلت ندد ابْن البنان فِي غير مَوْضِعه لِأَن الله تَعَالَى يَقُول فويل للَّذين يَكْتُبُونَ الْكتاب بِأَيْدِيهِم وَمن شعره أَيْضا فِي صَاحب توفّي الْخَفِيف (عجبا لي وَقد مَرَرْت بآثا رك كَيفَ اهتديت نهج الطَّرِيق) (أَترَانِي نسيت عَهْدك فِيهَا ... صدقُوا مَا لمَيت من صديق) وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْمليح وَتَوَلَّى ديوَان النّظر فِي الدولة المصرية وتقلب فِي الخدم فِي الْأَيَّام الصلاحية بتنيس والاسكندرية وَكَانَ القَاضِي الْفَاضِل مِمَّن يغشى بَابه ويمدحه ويفتخر بالوصول إِلَيْهِ وَأنْشد يَوْمًا السَّرِيع (برح بِي أَن عُلُوم الورى ... شَيْئَانِ أَن حصلتها لَا مزِيد)

برهان الدين النسفي محمد بن محمد بن محمد

(علم إِذا مَا رمت تَحْقِيقه ... أعييا وَعلم حفظه لَا يُفِيد) وَكَانَ الصَّالح بن رزيك قد ألزم الْأَثِير بِمَال رفع إِلَيْهِ لكَونه كَانَ يتَوَلَّى أَمْوَالًا لَهُ واعتقله فَأرْسل إِلَيْهِ يمت بقديم الْخدمَة والتشيع الْمُوَافق فِي الْمَذْهَب فَقَالَ الصَّالح المتقارب (أَتَى ابْن بنان ببهتانه ... يحصن بِالدّينِ مَا فِي يَدَيْهِ) (بَرِئت من الرَّفْض إِلَّا لَهُ ... وتبت من النصب إِلَّا عَلَيْهِ) وَكَانَ قدر المَال سِتِّينَ ألف دِينَار فَأخذ مِنْهُ اثْنَا عشر ألفا وَترك لَهُ الْبَاقِي 3 - (برهَان الدّين النَّسَفِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) الشَّيْخ برهَان النَّسَفِيّ الْحَنَفِيّ المنطقي صَاحب التصانيف قَالَ ابْن الفوطي هُوَ شَيخنَا الْمُحَقق المدقق الْعَلامَة الْحَكِيم لَهُ التصانيف الْمَشْهُورَة كَانَ فِي الْخلاف والفلسفة أوحد متع بحواسه وَكَانَ زاهداً وَقد لخص تَفْسِير الإِمَام فَخر الدّين قدم بَغْدَاد حَاجا سنة خمس وَسبعين واشتغل عَلَيْهِ هَارُون ابْن الصاحب مولده تَقْرِيبًا سنة سِتّ مائَة وَتُوفِّي بِبَغْدَاد فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (شرف الدّين ابْن عمروك الْبكْرِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ) ابْن عمروك وَهُوَ أَبُو الْفَضَائِل ابْن أبي عبد الله ابْن أبي الْفتُوح ابْن أبي سعد ابْن أبي سعيد شرف الدّين الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ مولده بِالْقَاهِرَةِ سنة تسعين وَخمْس مائَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث هُوَ وَأَبوهُ وجده وَأَخُوهُ صدر الدّين الْبكْرِيّ وَتُوفِّي الرَّابِع من الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد بسفح المقطم 3 - (نظام الدّين ابْن الْمولى الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ابْن عبد الْمجِيد نظام الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْحلَبِي المولد والمنشأ الْمَعْرُوف بِابْن الْمولى ولد بحلب فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بِدِمَشْق لَيْلَة الْخَامِس من جُمَادَى الْآخِرَة وَدفن من الْغَد بجبل قاسيون كَانَ صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء للْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين مقدما على جمَاعَة الْكتاب فَاضلا رَئِيسا لَهُ الوجاهة الْعَظِيمَة والمنزلة المكينة عِنْد مخدومه وَله الترسل وَالنّظم الْحسن وروى عَنهُ الدمياطي وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه أَحْمد ونظام الدّين الْمَذْكُور وَهُوَ الَّذِي اسْتَثْنَاهُ السامري فِي أرجوزته فَقَالَ وَلَيْسَ يَسْتَثْنِي من الْجَمَاعَة غير كَمَال الدّين والنظام 3 - (موفق الدّين الْخَطِيب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ابْن عبد الْمُنعم بن جَيش بن أبي المكارم الْفضل الْخَطِيب موفق الدّين أَبُو الْمَعَالِي الْمَعْرُوف بخطيب جَامع حماة تولى خطابة الْجَامِع الْأمَوِي والإمامة يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشْرين شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة عوضا عَن الشَّيْخ عز الدّين الفاروثي فعز على النَّاس وَعَلِيهِ ذَلِك فَحَضَرَ إِلَى السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف فَلَمَّا

عز الدين ابن الوزير العلقمي محمد بن محمد بن محمد

رَآهُ السلحدارية أخذُوا بِيَدِهِ وأجلسوه إِلَى جَانب الْأَمِير عز الدّين أيبك الْحَمَوِيّ نَائِب الشَّام فَسَأَلَ السُّلْطَان عَنهُ فَأخْبر أَنه قد عزل وتوهم الشَّيْخ أَن الْوَزير ابْن السلعوس عَزله فَاعْتَذر إِلَيْهِ السُّلْطَان وَقَالَ بلغنَا أَنَّك ضَعِيف فَقَالَ من صلى مائَة رَكْعَة بِأَلف قل هُوَ الله أحد يعجز عَن صَلَاة الْفَرْض يَعْنِي صَلَاة النّصْف فَلم يلتفتوا إِلَيْهِ وانكسر قلبه وهرب فِي هَذِه الْجُمُعَة حسام الدّين لاجين فاغتنم السُّلْطَان وَتوجه هُوَ والأمراء والعسكر فِي الْبَريَّة يفتشون عَلَيْهِ وَكَانُوا قد أطلعوا الْمِنْبَر إِلَى الميدان الْأَخْضَر فصلى الْخَطِيب موفق الدّين بالعوام وَالسُّلْطَان والعساكر مهججون فِي طلب حسام الدّين لاجين ثمَّ إِن السُّلْطَان عَاد بعد الْعَصْر يَوْم الْعِيد فنظم بعض الشُّعَرَاء الْكَامِل (خطب الْمُوفق إِذْ تولى خطْبَة ... شقّ الْعَصَا بَين الْمُلُوك وفرقا) (وَأَظنهُ أَن قَالَ ثَانِيَة غَدا ... دين الْأَنَام وشمله متمزقا) ) ثمَّ إِن الْمُوفق طلب إِلَى حماة وَولى الْقَضَاء بهَا مُدَّة ثمَّ إِنَّه قدم دمشق متجفلاً من التتار فتوفى رَحمَه الله تَعَالَى بدرب القَاضِي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة كَانَ من أهل الْخَيْر وَالدّين وَالصَّلَاح 3 - (عز الدّين ابْن الْوَزير العلقمي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) عز الدّين أَبُو الْفضل ابْن الْوَزير ابْن العلقمي قَرَأَ الْقُرْآن والعربية على التقي حسن بن الباقلاني الحلى النَّحْوِيّ واللغة عَليّ رضى الدّين الصغاني وَكتب التقاليد عَن الْخَلِيفَة أَيَّام وَالِده وَله النّظم الْمُتَوَسّط كتب على كتاب مُعْجم الأدباء لياقوت الْحَمَوِيّ الطَّوِيل (سَمَاء أنارت للفضائل أنجماً ... وبحر آثَار الدّرّ فَذا وتوأما) (جلا أوجه الْآدَاب زهراً مضيئة ... فثقف عود الْعلم حَتَّى تقوما) (آثَار خفيات الْفَضَائِل فأنثنى ... سناها مضيئاً بعد أَن كَانَ مظلماً) (وَألف من بعد التَّفَرُّق شملها ... على أَن فِيهِ حسنها متقسما) (تضمن أَسمَاء ينير بهَا الدجى ... وَيهْدِي بهَا الغاوي ويجلي بهَا الْعَمى) 3 - (شمس الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ابْن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن بنْدَار بن مميل الْفَارِسِي الشِّيرَازِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمزي شمس الدّين أَبُو نصر ابْن عماد الدّين الْكَاتِب ابْن أقضى الْقُضَاة شمس الدّين أبي نصر ولد سنة تسع وَعشْرين سمع من جده حضوراً ثمَّ سَمَاعا وَمن عَمه تَاج الدّين وَمن علم الدّين السخاوي وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي والمؤتمن ابْن قميرة وَأبي اسحاق ابْن الخشوعي وبهاء الدّين ابْن الحميزي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ

افتخار الدين الحنفي محمد بن محمد بن محمد

شهَاب الدّين الشهرزوري وبهاء الدّين ابْن شَدَّاد واسماعيل بن باتكين وَابْن روزبه وَخلق كثير وَتفرد بأجزاء وعوال وازدحم الطّلبَة عَلَيْهِ وَالْحق الصغار بالكبار انتقى لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين ابْن العلائي والبرزالي وألواني وَالشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ سَاكِنا وقوراً متواضعا نزر الحَدِيث منجمعا عَن النَّاس لَهُ ملك يعِيش مِنْهُ وَكَانَ بارعا فِي تذهيب الْمَصَاحِف ظَهرت فِيهِ مبادئ اخْتِلَاط سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (افتخار الدّين الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) افتخار الدّين أَبُو عبد الله نقلت من خطّ مُسْتَوفى أربل صَاحب كتاب نباهة الْبَلَد الخامل بِمن ورده من الأماثل وَهُوَ تَارِيخ أربل مَا صورته ورد فِي أَوَائِل صفر سنة عشْرين وست مائَة شَاب طَوِيل عجمي حَنَفِيّ الْمَذْهَب سَأَلته عَن لقبه فَذكره لي وَسَأَلته عَن كنيته فَلم يعرفهَا) وَسَأَلته عَمَّا بعد مُحَمَّد الْأَخير فَقَالَ مَا أعرف إِلَّا ذَلِك أَو كلَاما هَذَا مَعْنَاهُ حَدثنِي أَنه ولد باوش من فرغانة وَنَشَأ بكاشغر أَنْشدني لنَفسِهِ يمدح عميد الْملك أسعد بن نصر وَزِير شيراز الْكَامِل (يَا خير من بلغ المدى فِيمَا سلك ... ورقاب احرار الورى بذلاً ملك) (خرت لَهُ الثَّقَلَان طَوْعًا سجدا ... مهما أظلهما ويخدمه الْملك) (مارست فِيك السّير ممتطي الوجى ... بخشاشة قد جَاوَزت حَيا هلك) (إِن كنت تقلبني أصبت مآربي ... أَو لَا فَأَبت آيساً وَالْحكم لَك) (فز بالعلى وحز المنى وجز المدى ... قطب الْمَعَالِي مَا اسْتَدَارَ رحى الْفلك) قلت هُوَ نظم غث ورقم رث 3 - (زين الدّين الشريشي القنائي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ابْن أَحْمد زين الدّين أَبُو حَامِد العثماني ابْن تَقِيّ الدّين الشريشي القنائي بِالْقَافِ وَالنُّون وَالْألف القَاضِي الشَّافِعِي اشْتغل بالفقه على الشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدشنائي وَأَجَازَهُ بالفتوى وَسمع مِنْهُ وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْأُصُول والنحو وَالْأَدب وَيكْتب خطا حسنا وَله يَد فِي الوراقة وَتَوَلَّى الْقَضَاء بأدفو وأسوان وَتَوَلَّى فَقَط وقنا وَهُوَ وعيذاب وَكَانَ حسن السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَتُوفِّي فِي شهر رَجَب سنة خمس وَسبع مائَة بقنا وَأورد لَهُ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أبياتاً من جملَة صدَاق كتبه وَهِي الطَّوِيل (أطل نظرا فِيهِ فلست بناظر ... نظيراً لَهُ كلا وَلست بواجد) (وفز من محياه بلمحة نَاظر ... تنَلْ مَا ترجي من سنى الْمَقَاصِد) (فَكل سديد مِنْهُم ومسدد ... وكل تَقِيّ عِنْدهم ثمَّ ماجد) (إِذا مَا اغتذى سَمْعِي بِذكر صفاتهم ... تخامر قلبِي سكرة المتواجد)

ابن عساكر القوصي الشافعي محمد بن محمد بن محمد

3 - (ابْن عَسَاكِر القوصي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ابْن جمَاعَة بن عَسَاكِر بن ابراهيم أَبُو بكر الْقرشِي الزُّهْرِيّ القوصي كَانَ من الْفُقَهَاء الصَّالِحين والقضاة الْمُتَّقِينَ سمع بقوص من أبي الْفضل الهمذاني وتخاصم مَعَ أَخِيه مَنْصُور فَترك قوص ورحل إِلَى مصر وَأقَام بمدرسة منَازِل الْعِزّ وَصَحب قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن السكرِي قبل الْقَضَاء وَكَانَت الْكتب تَأتي إِلَيْهِ من أَهله من الْبِلَاد فَلَا يفتحها حَتَّى تفقه وَأذن لَهُ فِي الْفَتْوَى قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كتب بِخَطِّهِ كثيرا حَتَّى قيل أَنه كتب النِّهَايَة مَرَّات وَأَنه) كتب الْوَسِيط ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين مرّة وَتَوَلَّى تدريس مدرسة بالفيوم وَأقَام بهَا فَلَمَّا ولي الْقَضَاء عماد الدّين ابْن السكرِي أضَاف إِلَيْهِ الْقَضَاء بالفيوم فَلَمَّا بلغه أَنه قبل سجد شكرا قَالَ هَكَذَا أَخْبرنِي ابْن ابْنه القَاضِي نظام الدّين مُحَمَّد قَاضِي البهنسا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (نَاصِر الدّين بن الصَّائِغ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن الصَّائِغ الإِمَام الْمُفْتِي الْمدرس نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي من أَعْيَان الْفُقَهَاء سمع كثيرا وَنظر فِي الرِّجَال وعني بالمتون ومولده سنة سبع وَسَبْعمائة وَسمع من القَاضِي والمطعم وعدة وَكتب عَن الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ وَله عبَادَة وإنابة وتسنن) 3 - (ابْن التنسي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) الإِمَام الْمُحدث جمال الدّين الاسكندري الْمَالِكِي سبط التنسي شَاب فَاضل متفنن قدم دمشق وَسمع من الْمزي وَزَيْنَب وَأكْثر وتميز ولد سنة عشر وَسبع مائَة 3 - (الْوراق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) الْفَاضِل الْعَالم صدر الدّين الْوراق الْبَغْدَادِيّ الْمصْرِيّ قدم دمشق طَالب حَدِيث سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة وَسمع من القَاضِي والصدر ابْن مَكْتُوم وَطَائِفَة وخطه حُلْو وخلقه حسن ولد بعد التسعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (ابْن خطيب الزنجيلية مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ابْن مَحْمُود الْمُحدث تَقِيّ الدّين البُخَارِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ابْن خطيب الزنجيلية جلال الدّين ولد سنة سِتّ وَسبع مائَة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل فِي النافع وَسمع كثيرا وَنسخ أَجزَاء وَكتاب الكاشف وَكتب الطباق وَسمع ابْن سعد والبهاء ابْن عَسَاكِر وعدة وَأخذ عَن الشَّيْخ شمس الدّين وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِي آخرهَا 3 - (فتح الدّين بن سيد النَّاس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) ابْن أَحْمد بن سيد النَّاس الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْحَافِظ الْمُحدث الأديب النَّاظِم الناثر فتح الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن الْفَقِيه أبي عَمْرو ابْن الْحَافِظ أبي بكر الْيَعْمرِي الربعِي كَانَ حَافِظًا بارعا أديبا متفننا بليغاً ناظماً ناثراً كَاتبا مترسلاً خطه أبهج من حدائق الأزهار وآنق من صفحات الخدود الْمُطَرز وردهَا بآس العذار حسن المحاورة لطيف الْعبارَة فصيح الْأَلْفَاظ كَامِل الأدوات جيد الفكرة صَحِيح الذِّهْن جميل المعاشرة لَا تمل محاضرته أدبه غض والأمتاع بأنسه نض كريم الْأَخْلَاق كثير الْحيَاء زَائِد الِاحْتِمَال حسن الشكل والعمة قل إِن ترى الْعُيُون مثله الطَّوِيل

(لَهُ هزة من أريحية نَفسه ... تكَاد لَهَا الأَرْض الجديبة تعشب) (تجَاوز غايات الْعُقُول مواهبا ... تكَاد لَهَا لَوْلَا العيان تكذب) ) (خلائق لَو يلقى زِيَاد مثالها ... إِذا لم يقل أَي الرِّجَال الْمُهَذّب) (عجبت لَهُ لم يزه تيهاً بِنَفسِهِ ... وَنحن بِهِ نختال زهواً ونعجب) وَهُوَ من بَيت رئاسة وَعلم عِنْده كتب كَثِيرَة وأصول جَيِّدَة سمع وَقَرَأَ وارتحل وَكتب وصنف وَحدث وَأَجَازَ وَتفرد بِالْحَدِيثِ فِي وقته أجَاز لَهُ النجيب عبد اللَّطِيف وكناه أَبَا الْفَتْح وَأَجْلسهُ فِي حجره وَسمع حضوراً سنة خمس وَسبعين من القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن الْعِمَاد وَفِي سنة خمس وَثَمَانِينَ كتب الحَدِيث بِخَطِّهِ عَن الشَّيْخ قطب الدّين ابْن الْقُسْطَلَانِيّ وقرأه بِلَفْظِهِ عَلَيْهِ وعَلى اصحاب ابْن طبرزد وَأَصْحَاب الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني بِمصْر وَالشَّام والحجاز والاسكندرية وارتحل إِلَى دمشق سنة تسعين وَكَاد يدْرك الْفَخر ابْن الفخاري ففاته بليلتين وَسمع من أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُؤمن الصُّورِي وَمن أبي الْفَتْح ابْن المجاور وَأبي اسحاق ابْن الوَاسِطِيّ وطبقتهم وَسمع بِمصْر من الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن الصيقل وغازي الحلاوي وَابْن خطيب المزة والصفي خَلِيل وَتلك الطَّبَقَة وتنزل فِي الْأَخْذ من أَصْحَاب سبط السلَفِي ثمَّ إِلَى أَصْحَاب الرشيد الْعَطَّار قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَعَلَّ مشيخته يقاربون الْألف وَنسخ بِخَطِّهِ وَاخْتَارَ وانتقى شَيْئا كثيرا ولازم الشَّهَادَة مُدَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين جالسته مَرَّات وَبت مَعَه لَيْلَة وَسمعت بقرَاءَته على الرضى النَّحْوِيّ وَكَانَ طيب الْأَخْلَاق بساماً صَاحب دعابة وَلعب وَكَانَ صَدُوقًا فِي الحَدِيث حجَّة فِيمَا يَنْقُلهُ لَهُ بصر نَافِذ بالفن وخبرة بِالرِّجَالِ وطبقاتهم وَمَعْرِفَة بالاختلاف وَيَد طولى فِي علم اللِّسَان ومحاسنه جمة انْتهى كَلَام الشَّيْخ شمس الدّين قلت صحبته زَمَانا طَويلا ودهراً داهراً ونمت مَعَه ليَالِي وخالطته أَيَّامًا وأقمت بالظاهرية وَهُوَ بهَا شيخ الحَدِيث قَرِيبا من سنتَيْن فَكنت أرَاهُ فِي كثير من الْأَوْقَات يُصَلِّي كل صَلَاة مَرَّات كَثِيرَة فَسَأَلته يَوْمًا عَن ذَلِك فَقَالَ إِنَّه خطر لي يَوْمًا أَن أُصَلِّي كل صَلَاة مرَّتَيْنِ فَفعلت ذَلِك زَمَانا ثمَّ خطر لي أَن أُصَلِّي كل صَلَاة ثَلَاث مَرَّات فَفعلت ذَلِك زَمَانا وخف عَليّ ثمَّ خطر لي أَن أُصَلِّي كل صَلَاة أَربع مَرَّات فَفعلت ذَلِك زَمَانا وخف عَليّ فعله وأنسيت هَل قَالَ لي خمس مَرَّات أَو لَا وَكَانَ صَحِيح الْقِرَاءَة سريعها كَأَنَّهَا السَّيْل إِذا تحدر سريع الْكِتَابَة كتب ختمة فِي جُمُعَة وَكَانَ يكْتب السِّيرَة الَّتِي لَهُ فِي عشْرين يَوْمًا وَهِي مجلدان كبيران وَكَانَ صَحِيح العقيدة جيد الذِّهْن يفهم بِهِ النكت الْعَقْلِيَّة ويسارع إِلَيْهَا وَلكنه جمد ذهنه

لاقتصاره بِهِ على النَّقْل وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد يُحِبهُ ويؤثره ويركن إِلَى نَقله أَخْبرنِي من لَفظه القَاضِي عماد الدّين اسماعيل ابْن القيسراني قَالَ كَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين إِذا حَضَرنَا درسه وَتكلم فَإِذا جَاءَ ذكر أحد من الصَّحَابَة أَو أحد من رجال الحَدِيث قَالَ أيش) تَرْجَمَة هَذَا يَا أَبَا الْفَتْح فَيَأْخُذ فتح الدّين فِي الْكَلَام ويسرد وَالنَّاس كلهم سكُوت وَالشَّيْخ مصغ إِلَى مَا يَقُوله انْتهى قَالَ لي لم يكن لي فِي الْعرُوض شيخ وَنظرت فِيهِ جُمُعَة فَوضعت فِيهِ مصنفاً وَقد رَأَيْت هَذَا المُصَنّف قلت وَلَو كَانَ اشْتِغَاله بِقدر ذهنه كَانَ قد بلغ الْغَايَة القصوى وَلكنه كَانَ فِيهِ لعب على أَنه مَا خلف مثله لإنه كَانَ متناسب الْفَضَائِل وَكَانَ محظوظاً مَا رَآهُ أحد إِلَّا أحبه كَانَ الْأَمِير علم الدّين الدواداري يُحِبهُ ويلازمه كثيرا وَيَقْضِي أشغال النَّاس عِنْده وَدخل بِهِ إِلَى السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين وَقد امتدحه بقصيدة وَقَالَ احضرت لَك هَذَا وَهُوَ كَبِير من أهل الْعلم فَلم يَدعه السُّلْطَان يبوس الأَرْض وَأَجْلسهُ مَعَه على الطراحة وَهل قَامَ لَهُ أَو لَا أَنا فِي شكّ من ذَلِك فَلَمَّا رأى خطه وَسمع كَلَامه قَالَ هَذَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي ديوَان الْإِنْشَاء فرتب فِي جملَة الموقعين فَرَأى فتح الدّين الْمُلَازمَة وَلبس الْخُف والمهماز صعباً عَلَيْهِ فَسَأَلَ الإعفاء من ذَلِك فَقَالَ السُّلْطَان إِذا كَانَ لَا بُد لَهُ من ذَلِك فَيكون الْمَعْلُوم لَهُ على سَبِيل الرَّاتِب فرتب لَهُ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ الكمالي ينَام مَعَه فِي قرظية النّوم وَكَانَ كريم الدّين الْكَبِير يمِيل إِلَيْهِ ويوده وَيَقْضِي الإشغال عِنْده وَهُوَ الَّذِي ساعده على عمل الْمحْضر واثباته بعداوة قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَسمع البُخَارِيّ بقرَاءَته على الحجار وتعصب لَهُ الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار وخلص لَهُ مشيخة الظَّاهِرِيَّة فِي الحَدِيث وَمَا أعرف أحدا من الْأُمَرَاء الْكِبَار الْأَعْيَان فِي الدولة إِلَّا وَهُوَ يمِيل إِلَيْهِ ويجتمع بِهِ وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين الجائي الدوادار منحرفاً عَنهُ وَالْقَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش شَيْئا يَسِيرا وَكَانَ بِيَدِهِ مَعَ مشيخة الظَّاهِرِيَّة مدرسة أبي حليقة على بركَة الْفِيل وَمَسْجِد الرصد وخطابة جَامع الخَنْدَق وَله رزق وَله فِي صفد راتب وَفِي حلب فِيمَا أَظن وَكَانَ عِنْده كتب كبار أُمَّهَات جَيِّدَة وأصول غالبها حضر إِلَيْهِ من تونس كمصنف ابْن أبي شيبَة وَمُسْنَده والمحلى وتاريخ ابْن أبي خَيْثَمَة وجامع عبد الرَّزَّاق والتمهيد والاستيعاب والاستذكار وتاريخ الْخَطِيب والمعاجم الثَّلَاثَة للطبراني وطبقات ابْن سعد والتاريخ المظفري وَغير ذَلِك وصنف عيونه السّير فِي فنون الْمَغَازِي وَالشَّمَائِل وَالسير سَمِعت بعضه من لَفظه ومختصر ذَلِك سَمَّاهُ نور الْعُيُون وسمعته من لَفظه وَتَحْصِيل الْإِصَابَة فِي تَفْضِيل الصَّحَابَة وسمعته من لَفظه والنفح الشذي فِي شرح جَامع التِّرْمِذِيّ وَلم يكمل جمع فأوعى وَكَانَ قد سَمَّاهُ الْعرف الشذي فَقلت لَهُ سمه النفح الشذي ليقابل الشَّرْح بالنفح فَسَماهُ كَذَلِك وَكتاب بشرى اللبيب بذكرى الحبيب وقرأته عَلَيْهِ بلفظي ومنح الْمَدْح وسمعته من لَفظه إِلَى تَرْجَمَة عبد الله بن الزبعري والمقامات الْعلية فِي كرامات الصَّحَابَة الجلية وشعره رَقِيق سهل التَّرْكِيب منسجم الْأَلْفَاظ عذب النّظم وترسله) جيد وَكَانَ النّظم عَلَيْهِ بِلَا كلفة يكَاد لَا يتَكَلَّم إِلَّا بِالْوَزْنِ حَتَّى قلت فِيهِ اصفه الْبَسِيط

(لي صَاحب يتَمَنَّى لي الرِّضَا أبدا ... كَأَنَّمَا يختشي صدى وهجراني) (ويغلب النّظم ألفاظاً يفوه بهَا ... فَمَا يكلمني إِلَّا بميزان) وَكتب بالمغربي طبقَة كَمَا كتب بالمشرقي وَكَانَت بيني وَبَينه مكاتبات كَثِيرَة نظماً ونثراً يضيق عَنْهَا هَذَا الْمَكَان لَكِن أورد مِنْهَا شَيْئا وَهُوَ مَا كتبه إِلَيّ وَأَنا بصفد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة الطَّوِيل (سررتم فَإِنِّي بعدكم غير مسرور ... وَكم لي على الأطلاق وَقْفَة مهجور) (وَلَا حس إِلَّا حس صائحة الصدى ... وَلَا أنس إِلَّا أنس عيس ويعفور) (فيا وحدة الدَّاعِي صداه جَوَابه ... وَيَا وَحْشَة السَّاعِي إِلَى غير معمور) (إِذا قلت سيري قَالَ سيري محاكياً ... وَإِن قلت زوري قَالَ مثلي لَهَا زوري) (وَمَا سرني بِالْقربِ إِنِّي استزرتها ... وَلَا سَاءَنِي بالبعد قولي لَهَا سيري) (فيا وَيْح قلبِي كم يعلله المنى ... علالة دنيا استعبدت كل مغرور) (تواصل وصل الطيف فِي سنة الْكرَى ... وَلست إِذا استيقظت مِنْهُ بمحبور) (وتدنو دنو الْآل لَا ينقع الصدى ... وتخلب آمالاً بخلبها الزُّور) (تنيل المنى من سالمته خديعة ... وَتعقب من نيل المنى كل مَحْذُور) (فدعها وثق بِاللَّه فَالله كافل ... برزقك مَا أبقاك وَأَرْض بمقدور) (وَكن شاكراً يسرا وبالعسر رَاضِيا ... فأجر الرضى وَالشُّكْر أفضل مذخور) فَكتبت إِلَيْهِ الْجَواب عَن ذَلِك الطَّوِيل (هَل الْبَرْق قد وشى مطارف ديجور ... أَو الصُّبْح قد غشي دجى الْأُفق بِالنورِ) (وَهل نسمَة الأسحار جرت ذيولها ... على زهر روض طيب النشر مَمْطُور) (وهيهات بل جَاءَت تَحِيَّة جيرة ... إِلَى مغرم فِي قَبْضَة الْبعد مأسور) (أَتَتْهُ وَمَا فِيهِ لعائد سقمه ... سوى آنة تنبث من قلب مصدور) (فَلَمَّا تهادت فِي حلى فصاحة ... من النّظم عَن سحر البلاغة مأثور) (أكب على تقبيلها بعد ضمهَا ... إِلَى خاطر من لوعة الْبَين مكسور) (وأجرى لَهَا دمع المآقي وَلم يكن ... يُقَابل منظوما سواهُ بمنثور) (فأرشفه كأس السلاف خطابها ... وغازله من خطها أعين الْحور) ) (فكم حِكْمَة فِيهَا لَهَا الحكم فِي النهى ... وَكم مثل فِي غَايَة الْحسن مَشْهُور) (يرى كل سطر فِي محَاسِن وَضعه ... كمسك عذار فَوق وجنة كافور) (فَلَا ألف إِلَّا حكت غُصْن بانة ... وهمزتها من فَوْقهَا مثل شحرور)

(فَأصْبح لَا يثنى إِلَى الرَّوْض جيده ... غراماً وَلم يعدل بهَا ورده الْجُورِي) (وَقد كَانَت الأطماع نَامَتْ ليأسها ... فَلَمَّا أَتَت قَالَ الغرام لَهَا ثوري) (وزادت جفون الْعين سهداً كَأَنَّمَا ... حبتها بكحل مِنْهُ فِي الجفن مذرور) (وَكَانَ الدجى كالعام فاحتقرت بِهِ ... وَقَالَت لَهُ ميعادك النفخ فِي الصُّور) (وَلم ترض من نَار الحشا باتقادها ... فقد قذفت فِي كل عُضْو بك النُّور) (وَمَا شكرت عَيْني على سفح عبرتي ... على أَن محصول البكى غير مَحْصُور) (وَقَالَت أما تخبا الدُّمُوع لشدَّة ... فدعها تفض من زاخر اللج مسجور) (وَلَو كنت ألْقى فِي البكى فرجا لما ... مضى الْيَوْم حَتَّى كنت أول مسرور) (أاحبابنا عذرى على الْبعد وَاضح ... وَمَا كل صب فِي البعاد بمعذور) (فَلَو كنت ألْقى الصَّبْر هَانَتْ مصيبتي ... وَلكنه للحظ فِي غير مقدوري) (فَإِن تبعثوا لي من زَكَاة اصطباركم ... فَإِنِّي لما تهدونه جد مضرور) (سلوا اللَّيْل هَل آنست فِيهِ برقدة ... فَمَا هُوَ مِمَّن رَاح يشْهد بالزور) (فكم لي فِيهِ صعقة موسوية ... وللقلب من ذكراكم دكة الطّور) (تشفعت للبين المشت بكم عَسى ... يعود هزيم الْقرب عودة مَنْصُور) (على أَن جاه الْحَظ أكْرم شَافِع ... ولولاه كَانَ الدَّهْر أطوع مَأْمُور) (وَمَا هُوَ إِلَّا الْحَظ يعْتَرض المنى ... وَلَو صَحَّ لم يحْتَج إِلَى بنت مَنْظُور) (فكم فِي البرايا بَين عان وَمُطلق ... وسال ومحزون ودان ومهجور) (وَلَيْسَ سوى التَّسْلِيم لله والرضى ... بقلب منيب طائع غير مقهور) (وحاش لعلام الخفيات فِي الورى ... على مَا ابتلاني أَن ارى غير مأجور) فَكتب إِلَيّ الْجَواب رَحمَه الله تَعَالَى وَردت المشرفة السامية بحلاها الزاهية بعلاها الْمُشْتَملَة على الأبيات الأبيات الصادرة عَن السجيات السخيات الَّتِي فاقت الكنديين وطوت ذكر الطائيين مَا شِئْت من بَدَائِع أيداع وروائع) إبداع تقف الفصاحة عِنْدهَا وتقفو البلاغة حَدهَا فَللَّه ذَلِك الْفضل الوافي بل ذَلِك السحر الْحَلَال الشافي بل تِلْكَ الْقوي فِي القوافي بل تِلْكَ الْمَقَاصِد الَّتِي أقصدت المنى فِي الْمنَافِي بل تِلْكَ الْمعَانِي الَّتِي حيرت الْمعَانِي وَفعلت بالألباب مَا لَا تَفْعَلهُ المثالث والمثاني بل تِلْكَ الأوضاع الَّتِي حاكى الرّبيع وشيها وامتثل الْقَلَم أمرهَا ونهيها فَهُوَ يصرفهَا كَيفَ يَشَاء مرسوماً ثِقَة مِنْهُ أَنَّهَا لَا تخَالف لَهُ مرسوماً لقد آل فضل الْكتاب إِلَيْهَا وآلى فصل الْخطاب لَا وقف إِلَّا بَين يَديهَا لقد صدرت عَن رياض الْأَدَب فجنت زهره اليانع لقد أخذت بآفاق سَمَاء الشّرف فلهَا قمراها والنجوم الطوالع لقد أفحمت قائلة الرمل

(من يساجلني يساجل ماجداً ... يمْلَأ من آدابه كل ذنُوب الطَّوِيل) (لقد حسنت حَتَّى كَانَ محاسناً ... تقسمها هَذَا الْأَنَام عُيُوب) (هِيَ الشَّمْس تَدْنُو وَهِي ناء محلهَا ... وَمَا كل دَان للعيون قريب) (تخطت إِلَى الْحَضَر الْجِيَاد نباهة ... وهيهات من ذَاك الجناب جنيب) (وحيت فأحيت بالأماني متيماً ... حبيب إِلَيْهِ أَن يلم حبيب) (يذكرنِي ذَاك الْجمال جمَالهَا ... فليلي كَمَا شَاءَ الغرام رحيب) (وَمَا لي إِلَّا آنة بعد آنة ... وَمَا لي إِلَّا زفرَة ونحيب) (حنيناً لعهد غادر الْقلب رَهنه ... وَعلم دمع الْعين كَيفَ يصوب) (وذكرى خَلِيل لم يغب غير شخصه ... وَفِي كل قلب من هَوَاهُ نصيب) (وَلَوْلَا حَدِيث النَّفس عَنهُ بعوده ... وَأَن المنى تَدْعُو بِهِ فيجيب) (لما استعذب المَاء الزلَال لِأَنَّهُ ... إِذا مازج المَاء الزلَال يطيب) فبادرها الْمَمْلُوك لنبئها متعرفا وبارجها متعرفا وبولائها متمسكاً وبثنائها متمسكاً شوقاً إِلَيْهَا لَا يبيد وَلَو عمر عمر لبيد وَاقِفًا على آمال اللِّقَاء وقُوف غيلَان بدار مية عاكفاً على أرجاء الرَّجَاء عكوف تَوْبَة على ليلى الأخيلية وَالله يَتَوَلَّاهُ فِي حالتيه ظَاعِنًا وَمُقِيمًا وَيجْعَل السعد لَهُ حَيْثُ حل خدينا والنجح خديماً بمنه وَكَرمه فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ رَحمَه الله تَعَالَى الطَّوِيل (تنوح حمامات اللوى فَأُجِيب ... ويحضر عِنْدِي عائدي فأغيب) (وَقد مل فرش السقم طول تقلقي ... عَلَيْهِ بجنبي إِذْ تهب جنوب) ) (وَلما بَكت عَيْني نواك تعلمت ... دموع السَّحَاب الغر كَيفَ تصوب) (أيا برق إِن حاكت قلبِي فَلم يكن ... لنارك مَعَ هَذَا الخفوق لهيب) (وَيَا غيث إِن ساجلت دمعي فَإِنَّهُ ... يفوتك مَعَ ذَا آنة ونحيب) (وَيَا غُصْن إِن هزت معاطفك الصِّبَا ... فَمَا لَك قلب بالغرام يذوب) (إِذا جف جفني ذاب قلبِي أدمعاً ... فَللَّه قلب عَاد وَهُوَ قليب) (أَبيت بجفن لَيْسَ يعرف مَا الْكرَى ... وَأي حَيَاة بالسهاد تطيب) (وقلب إِذا مَا قر عَادَته لوعة ... فيعروه من بعد الْقَرار وجيب) (إِلَّا أَن دهراً قد رماني بصرفه ... لدهر إِذا فَكرت فِيهِ عَجِيب)

(وَيَكْفِي بِأَنِّي بَين أَهلِي ومعشري ... وصحبي لبعدي عَن حماك غَرِيب) وَينْهى وُرُود الْمِثَال الَّذِي تصدق بِهِ منعماً وأهداه خميلة فكم شفى زهرها الْمُنعم من عمى وَبَعثه قلادة فكم أَزَال درها المنظم من ظما وَإِقَامَة حجَّة على أَن مرسله يكون فِي الْإِحْسَان والآداب مَالِكًا ومتمماً فبللت بِرُؤْيَتِهِ غلَّة الظماء البرح وعاينت مَا شاده من بُنيان الْبَيَان فَقلت لبلقيس عَيْني ادخلي الصرح النَّحْل وَقمت من حُقُوقه الْوَاجِبَة عَليّ بِمَا يطول فِيهِ الشَّرْح وتلقيته بِالضَّمِّ إِلَى قلب لَا يجْبر مِنْهُ الْكسر غير الْفَتْح واسمت ناظري من طرسه فِي الرَّوْض الْأنف وَقسمت حليه على أعضائي فللجيد القلائد وللفرق التيجان وللأذن الشنف ووردت منهله الصافي والتحفت بظله الضافي واجتليت من وَجهه بشرا قابله الشُّكْر بالقلم الحافي وعكفت مِنْهُ على كعبة الْفضل فَللَّه مَا نشر فِي استلامي وطوى فِي طوافي وكلفت قلبِي الطَّائِر جَوَابا فَلم تقو القوادم وَظهر الخوى فِي الخوافي وَقلت هَذَا الْفَنّ الْفَذ الَّذِي مَا لَهُ ضريب وَهَذَا وصل الحبيب الْبعيد قد نلته برغم الرَّقِيب الْقَرِيب الوافر (فيا عَيْني بَيْتا فِي اعتناق ... وَيَا نومي قدمت على السَّلامَة) وَأقسم أَن الْبَيَان مَا نكب عَمَّا دبجه مَوْلَانَا ونكت وَلَا أجراه الله على لِسَانه إِلَّا لما سكت البلغاء وبكت وَلَا آتَاهُ هَذِه النُّقُود المطبوعة إِلَّا وَقد خلصت الْقُلُوب من رق غَيره وفكت وَلَا وهبه الله هَذِه الْكَلم الْجَوَامِع إِلَّا أَن الْأَوَائِل أحسوا بطول رسائلهم فقطعوها من حَيْثُ رقت وَالصَّحِيح ركت فَمَا كل كَاتب يَده فَم وَلسَانه فِيهِ قلم وَلَا كل مُتَكَلم حسن بَيَانه تأتم الهداة بِهِ كَأَنَّهُ علم وَلَا كل بليغ إِذا خَاطب الْوَلِيّ كلا وَإِذا كلم الْعَدو كلم لِأَن مَوْلَانَا حرسه الله تَعَالَى لَا يتَكَلَّف إِذا أنشأ وَلَا يتَخَلَّف إِذا وشى والسجع عِنْده أَهْون من النَّفس الَّذِي يردده وأخف والدر الَّذِي يقذفه من رَأس قلمه أكبر من الدّرّ الَّذِي فِي قَعْر) الْبَحْر وأشف وَإِذا رَاض قلمه روض الطروس من وقته وَإِذا أَفَاضَ كَلمه فوض الْبَيَان إِلَيْهَا أَمر مقته ومقته وَمَا كَلمه إِلَّا بَحر والقوافي أمواج وَمَا قلمه إِلَّا ملك البلاغة فَإِذا امتطى يَده ركضت بِهِ من الطروس على حلل الديباج فَلهَذَا أخملت رسائله الخمائل وتعلمت مِنْهُ الصِّبَا لطف الشَّمَائِل وَأخذت بآفاق البلاغة فلهَا أقمارها الطوالع ولغيرها نجومها الأوافل وانتقت أعالي الْفَضَائِل وَتركت للنَّاس فضالات الأسافل الوافر (وَهَذَا الْحق لَيْسَ بِهِ خَفَاء ... فَدَعْنِي من بنيات الطَّرِيق) فَأَما دره الَّذِي خلطه الجناس وخرطه فِي ذَلِك السلك فَمَا أحقه وأولاه بقول ابْن سناء الْملك الطَّوِيل (فَذا السجع لَيْسَ فِي النثر مثله ... وَهَذَا جناس لَيْسَ يُحسنهُ الشّعْر) فَلَو رأى الميكالي نمطه العالي وتنسم شذا غاليته الْعَزِيز الغالي لقَالَ عطلت هَذِه المحاسن حَالي الحالي وَكنت من قبلهَا مَا أَظن اللآلئ إِلَّا لي وَلَو ظفر الحظيري بِتِلْكَ الدُّرَر حلى بهَا تصنيفه وَعلم أَن أَرْبَاب الجناس لَو أنْفق أحدهم من الْكَلَام ملْء الأَرْض ذَهَبا مَا بلغ مد

مَوْلَانَا وَلَا نصيفه وَلَو بلغ الْعِمَاد الْكَاتِب هَذِه النكت رَفعهَا على عَرْشه وعوذها بِآيَة الْكُرْسِيّ وَدخل دَار صمته وأغلق بَاب الْفَتْح الْقُدسِي فعين الله على هَذِه الْكَلم الَّتِي نفثت فِي العقد وأيقظت جد هَذَا الْفَنّ الَّذِي كَانَ قد رقد فقد أصَاب النَّاس بِالسِّهَامِ وأصبت أَنْت بالقرطاس وجاؤوا فِي كَلَامهم بالذاوي الذابل وَجئْت أَنْت بالغض اليانع الْغِرَاس وأبعدت فِي مرمى هَذَا الْفَنّ وقاربوا وَلَكِن أَيْن النَّاس من هَذَا الجناس وسبقت إِلَى الْغَايَة وَلَو وقفت مَا فِي وقوفك سَاعَة من باس وَقد قيل بديء الشّعْر بأمير وَختم بأمير يُرِيدُونَ امْرأ الْقَيْس وَأَبا فراس وَكَذَا أَقُول بديء الجناس بالبستي وَختم بمولانا وكلاكما أَبُو الْفَتْح فصح الْقيَاس وَقد اثنيت على تِلْكَ الرَّوْضَة وَلَو وفقت لانثنيت وَمَا أثنيت ووقفت عِنْد قدري فَمَا أجبْت وَلَكِن اتقحت وَمَا استحييت على أَنِّي لَو وجدت لِسَانا قَائِلا لَقلت فَإِنِّي وجدت أول الْبَيْت وَقد شغل وصف مِثَال مَوْلَانَا عَن شكوى حَالي الشاقة وَأَرْجُو أنني أوحيها شفاهاً إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا يَوْم الحاقة الْخَفِيف (إِن نعش نَلْتَقِي وَإِلَّا فَمَا ... أشغل من مَاتَ عَن جَمِيع الْأَنَام) قلت لم نلتق وحالت منيته بَينه وَبَين الْجَواب وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم السبت حادي عشر شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ سَبْعمِائة وَكَانَت جنَازَته حفلة إِلَى الْغَايَة شيعها الْقُضَاة والأمراء والجند وَالْفُقَهَاء والعوام وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وَلما بلغتني وَفَاته قلت أرثيه الْبَسِيط (مَا بعد فقدك لي أنس أرجيه ... وَلَا سرُور من الدُّنْيَا أقضيه) ) (إِن مت بعْدك من وجد وَمن حزن ... فَحق فضلك عِنْدِي من يُوفيه) (وَمن يعلم فِيك الْوَرق أَن جهلت ... نواحها أَو تناسته فتمليه) (إِمَّا لطافة أنفاس الرياض فقد ... نسيتهَا غير لطف كنت تبديه) (وَأَن ترشفت عذب المَاء اذْكُرْنِي ... زلاله خلقا قد كنت تحويه) (يَا راحلاً فَوق أَعْنَاق الرِّجَال وأجفان الملائك تَحت الْعَرْش تبكيه) (وذاهباً سَار لَا يلوي على أحد ... وَالذكر ينشره واللحد يطويه) (وماضياً غفر الله الْكَرِيم لَهُ ... باللطف حاضره مِنْهُ وباديه) (وَبَات بالحور والرضوان مشتغلاً ... إِذْ أَقبلت تتهادى فِي تلقيه) (حَتَّى غَدا فِي جنان الْخلد مبتهجاً ... وَالْقلب بالحزن يفنى فِي تلظيه) (لهفي على ذَلِك الشَّخْص الْكَرِيم وَقد ... دَعَاهُ نَحْو البلى فِي الترب داعيه) (وحيرتي فِيهِ لَا تقضي عَليّ وَلَا ... تقضي لواعجها حَتَّى أوافيه) (أجْرى الأسى عبراتي كالعقيق وَقد ... اصم سَمْعِي وأصمى الْقلب ناعيه) (يَا وَحْشَة الدَّهْر فِي عين الْأَنَام فقد ... خلت وُجُوه اللَّيَالِي من مَعَانِيه)

(ووحشة الدَّهْر أَن تنثر ملاءته ... وَلم تطرز حواشيها أمالية) (يَا حَافِظًا ضَاعَ نشر الْعلم مِنْهُ إِلَيّ ... أَن كَاد يعرفهُ من لَا يُسَمِّيه) (صان الرِّوَايَة بِالْإِسْنَادِ فامتنعت ... ثغورها حِين حاطتها عواليه) (واستضعفت بارقات الجو أَنْفسهَا ... فِي فهم مشكلة عَن أَن تجاريه) (حفظت سنة خير الْمُرْسلين فَمَا ... أَرَاك تمسي مضاعاً عِنْد باريه) (لله سعيك من حبر تبحر فِي ... علم الحَدِيث فَمَا خابت مساعيه) (وَهل يخيب معَاذ الله سعى فَتى ... فِي سنة الْمُصْطَفى أفنى لياليه) (يَكْفِيهِ مَا خطه فِي الصُّحُف من مدح النني ... يَكْفِيهِ هَذَا الْقدر يَكْفِيهِ) (عز البُخَارِيّ فِيمَا قد أُصِيب بِهِ ... مَاتَ الَّذِي كَانَ بَين النَّاس يدريه) (كَأَنَّهُ مَا تحلى سمع حاضره ... بِلَفْظِهِ عِنْد مَا يرْوى لآليه) (رِوَايَة زانها مِنْهُ بِمَعْرِِفَة ... مَا كل من قَامَ بَين النَّاس يرويهِ) (يَا رحمتاه لشرح التِّرْمِذِيّ فَمن ... يضم غربته فِينَا ويؤويه) ) (لَو كَانَ أمهله دَاعِي الْمنون إِلَى ... أَن تَنْتَهِي فِي أَمَالِيهِ أمانيه) (لَكَانَ أهداه روضاً كُله زهر ... أنامل الْفِكر فِي مَعْنَاهُ تجنيه) (من للقريض فَلم أعرف لَهُ أحدا ... سواهُ رقت بِهِ فِينَا حَوَاشِيه) (مَا كَانَ ذَاك الَّذِي تَلقاهُ ينظمه ... شعرًا وَلكنه سحر يعانيه) (يهز سامعه حَتَّى يخيل لي ... كأس الحميا إدارتها قوافيه) (وَمن يمر على القرطاس رَاحَته ... فينبت الزهر غضاً فِي نواحيه) (مَا كل من خطّ فِي طرس وسوده ... بالحبر تَغْدُو بِهِ بيضًا لياليه) (وَلَا تخل كل من فِي كَفه قلم ... إِذا دَعَاهُ إِلَى معنى يلبيه) (هَيْهَات مَا كَانَ فتح الدّين حِين مضى ... وَالله إِلَّا فريداً فِي معاليه) (كم حَاز فضلا يَقُول الْقَائِلُونَ لَهُ ... لَو حازك اللَّيْل لابيضت دياجيه) (لَا تسْأَل النَّاس سلني عَن خلائقه ... لتأْخذ المَاء عني من مجاريه) (مَاذَا أَقُول وَمَا للنَّاس من صفة ... محمودة قطّ إِلَّا ركبت فِيهِ) (كَالشَّمْسِ كل الورى يدْرِي محاسنها ... وَالْكَاف زَائِدَة لَا كَاف تَشْبِيه) (سقى الْغَمَام ضريحاً قد تضمنه ... صوباً إِذا انهل لَا ترقى غواديه) (وباكرته تحيات نوافحها ... من الْجنان تحييه فتحييه) وكتبت إِلَيْهِ عِنْد قدومي دمشق من الْقَاهِرَة الْخَفِيف

(كَانَ سَمْعِي فِي مصر بالشيخ فتح الدّين يجني الْآدَاب وَهِي شهيه) (يَا لَهَا غربَة بِأَرْض دمشق ... أعوزتني الْفَوَاكِه الفتحيه) وكتبت إِلَيْهِ السَّرِيع (يَا حَافِظًا كم لرواياته ... من جنَّة فِي بطن قرطاس) (وَكم شذى من سنة الْمُصْطَفى ... قد ضَاعَ من حفظك للناسى) وأنشدني رَحمَه الله من لَفظه لنَفسِهِ الْبَسِيط (فقري لمعروفك الْمَعْرُوف يغنيني ... يَا من أرجيه وَالتَّقْصِير يرجيني) (إِن أوبقتني المطايا عَن مدى شرف ... نجا بإدراكه الناجون من دوني) (أَو غض من أملي مَا سَاءَ من عَمَلي ... فَإِن لي حسن ظن فِيك يَكْفِينِي) ) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الطَّوِيل (عذيري من دهر تصدى معاتباً ... لمستمنح العتبى فاقصد من قصد) (رَجَوْت بِهِ وصل الحبيب فعندما ... تبدي لي المعشوق قابله الرصد) وأنشدني إجَازَة وَمن خطه نقلت مجزوء الوافر (صرفت النَّاس عَن بَال ... فحبل ودادهم بالي) (وحبل الله معتصمي ... بِهِ علقت آمالي) (وَمن يسل الورى طراً ... فَإِنِّي عَنْهُم سَالَ) (فَلَا وَجْهي لذِي جاه ... وَلَا ميلي لذِي مَال) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْخَفِيف (يَا بديع الْجمال شكر جمالك ... إِن توافى عشاقه بوصالك) (لنت عطفا لَهُم وقلبك قَاس ... فهم يَأْخُذُونَ من ذَا لذَلِك) (غير أَن الْكَمَال أولى بذا الح سنّ وَمن للبدور مثل كمالك) قابلت وَجهك السَّمَاء فشكل الْبَدْر مَا فِي مرآتها من خيالك (مثلته لَكِن رسوم صداها ... كلفته فقصرت عَن مثالك) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ ملغزا السَّرِيع (ظَبْي من التّرْك هضيم الحشا ... مهفهف الْقد رَشِيق القوام) (للطرف من تذكاره عِبْرَة ... وَالْقلب شوق أرق المستهام)

الِاسْم قراقوش وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة وَمن خطه نقلت السَّرِيع (ومستنير بسنا رَأْيه ... وَقَلبه من حوبه مظلم) (يَرْجُو وَمَا قدم من صَالح ... ربحا وَهل ربح لَهُ يقسم) (وَالله بالعصر على خسره ... مَا لم يقدم صَالحا يقسم) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الطَّوِيل (سلى عَن غرامي مدمعي فَهُوَ صَادِق ... وَسَاكن قلبِي فَهُوَ للبين خافق) (ونومي يَا وسنى سليه فإنني ... لما ضَاعَ مِنْهُ فِي جفونك رائق) (تمنيني الْأَيَّام مِنْك بخلسة ... فكم عِنْدهَا عَمَّا تمنى عوائق) ) (مَتى وعدت بالوصل فالوعد كَاذِب ... وَإِن وعدت بالهجر فالوعد صَادِق) (حكى حسن من أحببتها الشَّمْس أشرقت ... فَلَا زَالَ ذَاك الْحسن مَا ذَر شارق) (بِكُل فؤاد من هَواهَا مغارب ... وَفِي كل حسن من حلاها مَشَارِق) (تثنت فَمن أعطافها الْغُصْن مائس ... وَمن لينها غُصْن الخميلة سَارِق) (يلوم عَلَيْهَا لَا عدته ملامة ... عَدو منَاف أَو صديق مُنَافِق) (وَمَا العذل مَقْبُول إِذا صدق الْهوى ... وَلَا اللوم عَن طرق الصبابة عائق) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْكَامِل (عهدي بِهِ والبين لَيْسَ يروعه ... صب براه نحوله ودموعه) (لَا تَطْلُبُوا فِي الْحبّ ثار متيم ... فالموت من شرع الغرام شُرُوعه) (عَن سَاكن الْوَادي سقته مدامعي ... حدث حَدِيثا طَابَ لي مسموعه) (أفدى الَّذِي عنت البدور لوجهه ... إِذْ حل معنى الْحسن فِيهِ جَمِيعه) (الْبَدْر من كلف بِهِ كلف بِهِ ... والغصن من عطف عَلَيْهِ خضوعه) (معسول المراشف واللمى ... حُلْو الحَدِيث ظريفه مطبوعه) (دارت رحيق لحاظه فلنا بهَا ... سكر يجل عَن المدام صَنِيعه) (يجني فاضمر عَتبه فَإِذا بدا ... فجماله مِمَّا جناه شفيعه) وأنشدني إجَازَة وَمن خطه نقلت لَهُ الْبَسِيط (إِن غض من فقرنا قوم غنى منحوا ... فَكل حزب بِمَا أوتوه قد فرحوا) (إِن هم أضاعوا لحفظ المَال دينهم ... فَإِن مَا خسروا أَضْعَاف مَا ربحوا) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْبَسِيط (قضى وَلم يقْض من أحبابه أرباً ... صب إِذا مر خفاق النسيم صبا)

(رَاض بِمَا صنعت أَيدي الغرام بِهِ ... فحسبه الْحبّ مَا أعْطى وَمَا سلبا) (لَا تحسبن قَتِيل الْحبّ مَاتَ فَفِي ... شرع الْهوى عَاشَ للأحباب منتسبا) (فِي جنَّة من مَعَاني حسن قَاتله ... لَا يشتكي نصبا فِيهَا وَلَا وصبا) (مَا مَاتَ من مَاتَ فِي احبابه كلفاً ... وَمَا قضى بل قضى الْحق الَّذِي وجبا) (فالسحب تبكيه بل تسقيه هامية ... وَكَيف تبْكي محباً نَالَ مَا طلبا) ) (وطوقت جيبها الورقاء واختضبت ... بِهِ وغنت على أعوادها طَربا) (ومالت الدوحة الْغناء راقصة ... تصبو وتنثر من أوراقها ذَهَبا) (والغصن نشوان يثنيه الغرام بِهِ ... كَأَنَّهُ من حميا وجده شربا) (وَالرَّوْض حمل أنفاس النسيم شذا ... أزهاره راجياً من قربه سَببا) (فِرَاقه الْورْد فاستغنى بِهِ وثنى ... عطفا إِلَيْهِ وَمن رَجَعَ الْجَواب أَبى) (ففارقت روضها الأزهار واتخذت ... نَحْو الرَّسُول سَبِيلا وابتغت سربا) (وَحين وافته نادت عِنْد رُؤْيَته ... لمثل هَذَا حباء فليحل حبا) (تهللت وجنات الْورْد من فَرح ... وأعين النرجس اخضلت لَهُ نغبا) (سقته واستوسقت من عرفه أرجاً ... أذكى وأعطر أنفاساً إِذا انتسبا) (وأملت لمحة من حسن قَاتله ... فأجفلت هرباً إِذْ لم تطق رهبا) ورأيته بعد وَفَاته فِي النّوم رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَهُوَ على عَادَة اجتماعي بِهِ وَهُوَ يَقُول فِي أثْنَاء كَلَامه رَأَيْت التَّرْجَمَة الَّتِي عملتها وَمَا كنت تحْتَاج إِلَى تينك اللفظتين أَو مَا هَذَا مَعْنَاهُ ففطنت فِي النّوم لما قَالَ وكشطتهما لِأَنَّهُمَا لم يَكُونَا من كَلَامي فِي حَقه وكتبت لَهُ استدعاء اجازته لي بِمَا صورته بعد الحمدلة وَالصَّلَاة المسؤول من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة المتقن الْحَافِظ رحْلَة الْمُحدثين قبْلَة المتأدبين جَامع أشتات الْفَضَائِل حاوي محَاسِن الْأَوَاخِر والأوائل الرمل (حَافظ السّنة حفظا لَا ترى ... مَعَه أَن تعْمل النَّاس الأسنة) (مَرْكَز الدائر من أهل النَّهْي ... فَإلَى مَا قد حوى تثني إلاعنة) بديع زَمَانه نادرة أَوَانه ضَابِط الْأَنْسَاب على اختلافها فَهُوَ السَّيْل المتحدر لِابْنِ نقطه ناقل الْعلم الشريف عَن سلفه الَّذِي وَافق على المُرَاد شَرطه ساحب ذيل الْفَخر الَّذِي لَو بلغ السَّمْعَانِيّ جعله فِي الْحِلْية قرطه صَاحب النَّقْل الَّذِي إِذا أَتَى رايت الْبَحْر بأمواجه مِنْهُ يلتطم والعبارة تستبق فِي مضمار لهواته فتزداد وتزدحم الَّذِي أَن ترسل نقصت عِنْده أَلْفَاظ الْفَاضِل وَعجز عَن

مفاوضته ومعارضته كل مناظر ومناضل أَو نظم ثَبت الْجَوْهَر الْفَرد خلافًا للنظام فِيمَا زعم وتخطى بِمَا يبديه فرق الفرقدين وترضى النُّجُوم بِمَا حكم أَو أورد مِمَّا قد سمع وَاقعَة مَاتَ التَّارِيخ فِي جلده ووقف سيف كل حاك عِنْد حَده أَو استمد قَلما كف بَصَره عَنهُ ابْن مقلة ووقف ابْن البواب بخدمته يطْلب من فَضله) فضلَة فَهُوَ الَّذِي تطير أقلامه إِلَى اقتناص شوارد الْمعَانِي فَتكون من أنامله أولى أَجْنِحَة مثنى وَثَلَاث فاطر وتنبعث فكرته فِي خدمَة السّنة النَّبَوِيَّة وَمَا يكره الله هَذَا الانبعاث وتبرز مخبآت الْمعَانِي بنظمه وَمن السحر إِظْهَار الخبايا ويعقد الْأَلْسِنَة عَن معارضته وَعقد اللِّسَان لَا يكون بِغَيْر السحر فِي البرايا وَيُسْتَنْزَلُ كواكب الفصاحة من سماتها بِغَيْر رصد وَيَأْتِي بألفاظه العذبة ونورها للشمس وفحولتها للأسد وَيحل من شرف سيادته بَيْتا عموده الصُّبْح وطنبه المجرة ويتوقل هضبات المنابر ويستجن حَشا المحاريب ويطأ بطُون الأسرة فتح الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن سيد النَّاس السَّرِيع (لَا زَالَ روض الْعلم من فَضله ... أنفاسه طيبَة النفحق) (وَكلما نظمات إِلَى نظمه ... أبدى سحابا دَائِم السحق) (وَكَيف مَا حاوله طَالب ... فِي الْعلم لَا يَنْفَكّ ذَا ننجتحق) (وَإِن غَدا بَاب النَّهْي مقفلاً ... فِي النَّاس نادوتا يَا أَبَا الفتحق) إجَازَة كَاتب هَذِه الأحرف جَمِيع مَا رَوَاهُ من أَنْوَاع الْعُلُوم وَمَا حمله من تَفْسِير لكتاب الله تَعَالَى أَو سنة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو أثر عَن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ رَضِي الله عَنْهُم وَمن بعدهمْ إِلَى عصرنا هَذَا بِسَمَاع من شُيُوخه أَو بِقِرَاءَة من لَفظه أَو سَماع بِقِرَاءَة غَيره أَو بطرِيق الْإِجَازَة خَاصَّة كَانَت أَو عَامَّة أَو بأذن أَو مناولة ث أَو وَصِيَّة ث كَيفَ مَا تأدى ذَلِك إِلَيْهِ إِلَى غير ذَلِك من كتب الْأَدَب وَغَيرهَا وإجازة مَا لَهُ من مقول نظماً ونثراً وتأليفاً وجمعاً فِي سَائِر الْعُلُوم وَإِثْبَات ذَلِك بأجمعه إِلَى هَذَا التَّارِيخ بِخَطِّهِ إجَازَة خَاصَّة وإجازة مَا لَعَلَّه يتَّفق لَهُ من بعد ذَلِك من هَذِه الْأَنْوَاع فَإِن الرياض لَا يَنْقَطِع زهرها والبحار لَا ينْفد دررها إجَازَة عَامَّة على أحد الرأيين عِنْد من يجوزه وَكَانَ ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة فَكتب الْجَواب رَحمَه الله بِمَا صورته بعد حمد الله الْمُجيب من دَعَاهُ الْقَرِيب مِمَّن نَادَى نداه الَّذِي ابتعث مُحَمَّدًا بأنواره الساطعة وهداه وأيده بِصُحْبَة الَّذين حموا حماه ونصروه على من عداهُ وَحزبه الَّذين رووا سنته وَرووا أسنتهم من عداهُ وشفوا بإيراد مناهله من كَانَ يشكو صداه وأجابوه لما دعاهم لما يحييهم إِلَيْهِ إِجَابَة الصَّارِخ صداه صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه صَلَاة تبلغهم من الشّرف الرفيع غَايَة مداه وَسلم عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم تَسْلِيمًا يسوغهم مشرع الرضْوَان عذباً ريه سهلاً منتداه فَلَمَّا كتبت أَيهَا الصَّدْر الَّذِي يشْرَح الصُّدُور شِفَاء والبدر الَّذِي يبهر البدور سنا وسناء والحبر الَّذِي غَدا فِي التمَاس أزهار الْأَدَب رَاغِبًا ولاقتباس أنوار الْعلم طَالبا فَحصل على اقتناء فرائدها) واقتناص شواردها وَألْفي عقله عقال أوابدها ومجال مصائدها ومطار مطاردها بِمَا أودعت الألمعية من الْمعَانِي المبتدعة ذهنه واستعادته على لِسَان قلمه وَقد ألبسته

الفصاحة مَا ألبسته من حسن تِلْكَ الفطنة الرمل (زهر الْآدَاب مِنْهُ يجتني ... حسن الإبداع مَا أبدع حسنه) (بارع فِي كل فن فَمَتَى ... قَالَ قَالَ النَّاس مَا أبرع فنه) (وَمَتى مَا فَاه فاض السحر عَن ... غامض الأفكار مِنْهُ المرجحنة) فالآداب حرسه الله تَعَالَى رياض هُوَ مجتني غروسها وسماء هُوَ مجتلي أقمارها وشموسها وبحر اسْتَقَرَّتْ لَدَيْهِ جواهره وسحر حَلَال لم تنفث فِي عصره إِلَّا عَن قلمه سواحره فَلهُ فِي فني النّظم والنثر حمل الرايتين وَسبق الغايتين وحوز البراعتين وسر الصناعتين وَهُوَ مجمع الْبَحْرين فَمَا طل الغمامة وَله النّظر الثاقب فِي دقائقهما فَمن زرقاء الْيَمَامَة أَن سَام نظما فَمن شَاعِر تهَامَة وَإِن شَاءَ انشاء فَلهُ التَّقَدُّم على قدامَة وَأَن وشى طرساً فَمَا ابْن هِلَال إِلَّا كالقلامة إِن أُجِيز لَك مَا عِنْدِي فَكَأَنَّمَا ألزمتني أَن أتجاوز حدي لَوْلَا الْإِقْرَار بِأَن الرِّوَايَة عَن الإقران نهج مهيع وَالِاعْتِرَاف بِأَن للكبير من بَحر الصَّغِير الاغتراف وَأَن لم يكن مشرعه ذَاك المشرع فَنعم قد أجزت لَك مَا رويته من أَنْوَاع الْعُلُوم وَمَا حَملته على الشَّرْط الْمَعْرُوف وَالْعرْف الْمَعْلُوم وَمَا تضمنه الاستدعاء الرقيم بخطك الْكَرِيم مِمَّا اقتدحه زندي الشحاح وجادت لي بِهِ السجايا الشحاح من فنون الْأَدَب الَّتِي باعك فِيهَا من باعي أمد وسهمك فِي مراميها من سهمي أَسد وأذنت لَك فِي اصلاح مَا تعثر عَلَيْهِ من الزلل وَالوهم والخلل الصَّادِر عَن غَفلَة اعترت النَّقْل أَو وهلة اعترضت الْفَهم فِيمَا صدر عَن قريحتي القريحة من النثر وَالنّظم وَفِيمَا ترَاهُ من استبدال لفظ بِغَيْرِهِ مِمَّا لَعَلَّه أنجى من المرهوب أَو أنجع فِي نيل الْمَطْلُوب أَو أجْرى فِي سنَن الفصاحة على الأسلوب وَقد أجزت لَك إجَازَة خَاصَّة يرى جَوَازهَا بعض من لَا يرى جَوَاز الْإِجَازَة الْعَامَّة أَن تروى عني مَا لي من تصنيف أبقيته فِي أَي معنى انتقيته فَمن ذَلِك وَذكر رَحمَه الله تَعَالَى مَا لَهُ من التصانيف وَقد ذكرتها أَنا آنِفا قد أجزت لَك أيدك الله جَمِيع ذَلِك بِشَرْط التَّحَرِّي فِيمَا هُنَالك تبركاً بِالدُّخُولِ فِي هَذِه الحلبة وتمسكاً باقتفاء السّلف فِي ارتقاء هَذِه الرُّتْبَة واقبالاً من نشر السّنة على مَا هُوَ أُمْنِية المتمني وامتثالاً لقَوْله عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام بلغُوا عني فقد أخبرنَا أَبُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم بن عَليّ الْحَرَّانِي رَحمَه الله تَعَالَى بِقِرَاءَة وَالِدي رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَأَنا أسمع سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة قَالَ أخبرنَا أَبُو عَليّ ابْن أبي) الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع سنة سِتّ مائَة وَقبل ذَلِك سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَأَنا محْضر فِي الْخَامِسَة قَالَ أَنا القَاضِي أَبُو بكر الْأنْصَارِيّ قَاضِي المارستان سَمَاعا عَلَيْهِ سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة قَالَ أَنا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة قَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد بن بشار السابوري بِالْبَصْرَةِ حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن محمويه العسكري حَدثنَا مُحَمَّد ابْن ابراهيم بن كثير الصُّورِي حَدثنَا الْفرْيَابِيّ عَن ابْن ثَوْبَان عَن حسان ابْن عَطِيَّة عَن أبي كَبْشَة السَّلُولي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم بلغُوا عني وَلَو آيَة وَحَدثُوا عَن بني اسرائيل وَلَا حرج وَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من

النَّار أَبُو كَبْشَة السَّلُولي تَابِعِيّ ثِقَة وَالصَّحِيح أَنه لَا يعرف اسْمه ومولدي فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَفِي هَذِه السّنة أجَاز لي الشَّيْخ الْمسند نجيب الدّين أَبُو الْفرج عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي وَكَانَ أبي رَحمَه الله يُخْبِرنِي أَنه كناني وأجلسني فِي حجره وَكَانَ يسْأَله عني بعد ذَلِك وَأَجَازَ لي بعده جمَاعَة ثمَّ فِي سنة خمس وَسبعين حضرت مجْلِس سَماع الحَدِيث عِنْد جمَاعَة من الْأَعْيَان مِنْهُم الحبر الإِمَام شيخ الْإِسْلَام شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن ابراهيم بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي ابْن أخي الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي وَأثبت اسْمِي فِي الطباق حَاضرا فِي الرَّابِعَة ثمَّ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ كتبت الحَدِيث عَن شَيخنَا الإِمَام قطب الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقُسْطَلَانِيّ رَحمَه الله بخطي وقرأت عَلَيْهِ بلفظي وعَلى الشُّيُوخ من أَصْحَاب الْمسند أبي حَفْص ابْن طبرزذ والعلامة أبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَالْقَاضِي أبي الْقَاسِم الحرستاني والصوفي أبي عبد الله ابْن الْبناء وَأبي الْحسن ابْن الْبناء وَغَيرهم بِمصْر والاسكندرية وَالشَّام والحجاز وَغير ذَلِك وَأَجَازَ لي جمَاعَة من الروَاة بالحجاز وَالْعراق وَالشَّام وافريقية والأندلس وَغَيرهَا يطول ذكرهم وحبذا أيدك الله اختيارك من طلب الحَدِيث الدرجَة الْعَالِيَة وايثارك أَن تكون مَعَ الْفرْقَة النَّاجِية لَا الْفرْقَة التاوية فقد أخبرنَا الشَّيْخَانِ أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّطِيف وَعبد الْعَزِيز ابْنا الشَّيْخ أبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن عَليّ بن نصر بن مَنْصُور بن الصيقل الْحَرَّانِي الأول إجَازَة وَالثَّانِي سَمَاعا قَالَا أَنا ضِيَاء بن الخريف أَنا مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَنا أَبُو بكر الْخَطِيب أَنا أَبُو نعيم الْحَافِظ أَنا أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أيّوب بن مطير اللَّخْمِيّ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم البعلبكي حَدثنَا عبد الْملك بن الْأَصْبَغ البعلبكي ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ حَدثنِي قَتَادَة عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن بني اسرائيل افْتَرَقت على إِحْدَى وَسبعين فرقة وَأَن أمتِي سَتَفْتَرِقُ على ثَلَاث وَسبعين) فرقة كلهَا فِي النَّار إِلَّا وَاحِدَة وَهِي الْجَمَاعَة وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى الْخَطِيب قَالَ ثنى عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ السوذرجاني بأصبهان قَالَ سَمِعت عبد الله بن الْقَاسِم يَقُول سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد بن روه يَقُول ثَنَا ابراهيم بن مُحَمَّد بن الْحسن قَالَ حدثت عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تفترق الْأمة على نَيف وَسبعين فرقة كلهَا فِي النَّار إِلَّا فرقة فَقَالَ إِن لم يَكُونُوا أَصْحَاب الحَدِيث فَلَا أَدْرِي من هم وَبِه إِلَى أبي بكر الْخَطِيب قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن أبي الْحسن قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الْقَاسِم بن سختويه قَالَ سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن مَنْصُور الْحَافِظ بصور يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله بن بشر بفسا يَقُول رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله من الْفرْقَة النَّاجِية من ثَلَاث وَسبعين فرقة قَالَ أَنْتُم يَا أَصْحَاب الحَدِيث وَبِه إِلَى الْخَطِيب قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد التسترِي بهَا ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف

جمال الدين محمد بن نباته محمد بن محمد بن محمد بن الحسن

بن مسْعدَة املاء قَالَ سَمِعت عبد الله بن سَلام يَقُول أَنْشدني عَبدة بن زِيَاد الْأَصْبَهَانِيّ من قَوْله الْكَامِل (دين النَّبِي مُحَمَّد أَخْبَار ... نعم المطية للفتى الْآثَار) (لَا تخدعن عَن الحَدِيث وَأَهله ... فَالرَّأْي ليل والْحَدِيث نَهَار) (ولربما غلط الْفَتى سبل الْهدى ... وَالشَّمْس بازغة لَهَا أنوار) أَنْشدني وَالِدي أَبُو عَمْرو مُحَمَّد قَالَ أَنْشدني وَالِدي أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن سيد النَّاس رحمهمَا الله تَعَالَى قَالَ أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مفرج النباتي قَالَ أَنْشدني أَبُو الْوَلِيد سعد السُّعُود بن أَحْمد بن هِشَام قَالَ أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْملك أَنْشدني أَبُو أُسَامَة يَعْقُوب قَالَ أَنْشدني وَالِدي الْفَقِيه الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد ابْن حزم لنَفسِهِ الرمل (من عذيري من أنَاس جهلوا ... ثمَّ ظنُّوا أَنهم أهل النّظر) (ركبُوا الرَّأْي عناداً فسروا ... فِي ظلام تاه فِيهِ من غبر) (وَطَرِيق الرشد نهج مهيع ... مثل مَا أَبْصرت فِي الْأُفق الْقَمَر) (وَهُوَ الْإِجْمَاع وَالنَّص الَّذِي ... لَيْسَ إِلَّا فِي كتاب أَو أثر) وَالله الْمَسْئُول أَن يلهمنا رشدا يدلنا عَلَيْهِ وَدلَالَة تهدينا إِلَى مَا يزلفنا لَدَيْهِ وهداية يسْعَى نورها بَين أَيْدِينَا إِذا وقفنا يَوْم الْعرض بَين يَدَيْهِ بمنه وَكَرمه 3 - (جمال الدّين مُحَمَّد بن نَبَاته مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن) ابْن أبي الْحسن بن صَالح بن عَليّ بن يحيى بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب أبي يحيى عبد الرَّحِيم بن) نَبَاته الفارقي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد الحذاقي الشَّافِعِي جمال الدّين أَبُو بكر الأديب النَّاظِم الناثر تفرد بلطف النّظم وعذوبة اللَّفْظ وجودة الْمَعْنى وغرابة الْمَقْصد وجزالة الْكَلَام وانسجام التَّرْكِيب وَأما نثره فَإِنَّهُ الْغَايَة فِي الفصاحة سلك مَنْهَج الْفَاضِل رَحمَه الله وحذا حذوه واطفأ نور ابْن عبد الظَّاهِر فَلم يدع لَهُ فِي الْقُلُوب حظوة وَأما خطه فأغلى قيمَة من الدّرّ لَو رزق حظا وأغزر دِيمَة من الْغَيْث إِلَّا أَن الزَّمَان أصبح قلبه عَلَيْهِ فظاً لَو أنصفه الدَّهْر كَانَ للْكتاب إِمَامًا وَلَو رقاه رتباً يَسْتَحِقهَا لغرد سجعه حَماما وانسجم لَفظه غماماً وطلع بدر فَضله تَمامًا الْكَامِل (وغضارة الْأَيَّام تأبى أَن يرى ... فِيهَا لأبناء الذكاء نصيب) (ولذاك من صحب اللَّيَالِي طَالبا ... جدا وفهماً فَاتَهُ الْمَطْلُوب) ولد بِمصْر فِي زقاق الْقَنَادِيل سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَنَشَأ بالديار المصرية وَبهَا تأدب واشتغل بفني النّظم والنثر وَسمع مِمَّن أمكنه السماع مِنْهُ وَكَانَ لَهُ بِالْقَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد

الظَّاهِر اجْتِمَاع وَله مِنْهُ نصيب وَورد إِلَى الشَّام سنة خمس عشرَة تَقْرِيبًا ومدح أكابرها وأجازوه ومدح الْملك المؤيَّد عماد الدّين إِسْمَاعِيل صَاحب حماة فَأَجَازَهُ وَجعل ذَلِك عَادَة لَهُ فِي كل سنة فمدحه بمدائح حَسَنَة ثمَّ لما مَاتَ رَحمَه الله اسْتمرّ بذلك الرَّاتِب لَهُ وَلَده الْملك الْأَفْضَل نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَكَانَ يرتحل إِلَى حلب وطرابلس ثمَّ إِنَّه اقْتصر آخر أمره على الْإِقَامَة بِدِمَشْق والانجماع عَن النَّاس وَقَررهُ الصاحب أَمِين الدّين أَمِين الْملك رَحمَه الله أَن يكون فِي كل سنة نَاظر القمامة بالقدس الشريف أَيَّام زِيَارَة النَّصَارَى لَهَا فَيتَوَجَّه يُبَاشر ذَلِك وَيعود وأضيف لَهُ إِلَى نكد الزَّمَان أَنه لم يَعش لَهُ ولد فَدفن فِيمَا أَظن قَرِيبا من سِتَّة عشر ولدا كلهم إِذا ترعرع وَبلغ خمْسا أَو سِتا أَو سبعا يتوفاه الله تَعَالَى فيجد لذَلِك الآلام المبرحة ويرثيهم بالأشعار الرائقة الرقيقة كتبت إِلَيْهِ من الديار المصرية فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة استدعاه لاجازته لي صورته الْحَمد لله على نعمائه وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على خير انبيائه مُحَمَّد وَآله وَصَحبه واصفيائه المسؤول من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة رحْلَة الْأَدَب قبْلَة ذَوي التحصين لَهُ فِي التَّحْصِيل والدأب الَّذِي تبيت شوارد الْمعَانِي صرعي تخوله للطافة تخيله وتمسي الْأَلْفَاظ العذبة طوع تحوله فِي التَّرْكِيب وتحيله فأمسى وَله النسيب الَّذِي يضْحك من الْعَبَّاس من رقته وَيُقِيم صريع الغواني إِلَى مقته بعد مقته والغزل الَّذِي يشيب لَهُ فود الْوَلِيد ويسترق الْحر من كَلَام عبيد والتشبيه الَّذِي لَو علمه ابْن المعتز لما نصب الْهلَال فخاً لصيد النُّجُوم وَلَو تعاطاه حفيد جريج لقيل لَهُ ألم تسمع ألم) غلبت الرّوم الرّوم والمديح الَّذِي لَو بلغ زهيراً لقَالَ مَا أَنا من هَذِه الحدائق أَو اتَّصل نبأه بالمتنبي لاشتغل عَن ذكر العذيب وبارق والرثاء الَّذِي نقص عِنْده أَبُو تَمام بعد أَن رفع لَهُ لِوَاء الشّرف وَالْفَخْر وَقَالَ هَذِه عذوبة الزلَال لَا مَا تفجر من الخنساء على صَخْر والترسل الَّذِي سقى الْفَاضِل كأسغ الحتوف لما شبه الغمود بالكمائم وَالسُّيُوف بالأزهار وأذهله حَتَّى صحت لَهُ قسْمَة التَّجْنِيس فِي الْخَيل والخيال بَين المراقب والمراقد واخطأت مَعَه فِي المرابع والمساجد بَين الأنواء والأنوار وَالْكِتَابَة الَّتِي تَغْدُو الطروس بهَا وَكَأَنَّهَا برود محبرة أَو سَمَاء بالنجوم زاهرة أَن لم ترض أَن تكون فِي الأَرْض رياضا مزهرة الْكَامِل (أدب على الحصري يَعْلُو تاجه ... وَله ابْن بسام بكي ألوانا) (وَترسل سُبْحَانَ من قد زَاده ... مِنْهُ وَأعْطى الْفَاضِل النقصانا) (وَكِتَابَة لعلوها فِي وَضعهَا ... لَيْسَ ابْن مقلة عِنْدهَا انسانا) (فلكم أخي فضل رَأَتْ عَيناهُ فِي ال أوراق لِابْنِ نَبَاته بستانا) جمال الدّين أبي بكر مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ شمس الدّين مُحَمَّد بن نَبَاته جمع الله

بِهِ شتات الْأَدَب فِي دوحة هَذِه الدولة وَلم بِهِ شعث ابنائه الَّذين لَا صون لَهُم وَلَا صولة وَأقَام بِهِ عماد أَبْيَات الشّعْر الَّتِي لولاه لما عرفت دَار مية من اطلال خَوْلَة بمنه وَكَرمه اجازة كَاتب هَذِه الأحرف مَا لَهُ فسح الله فِي مدَّته من رِوَايَة المصنفات فِي الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة والتأليفات الأدبية على اخْتِلَاف أوضاعها وتباين أجناسها وأنواعها بِحَسب مَا تأدى ذَلِك إِلَيْهِ واتصل بِهِ من قِرَاءَة أَو سَماع أَو إجَازَة أَو وَصِيَّة أَو جادة من مَشَايِخ الْعلم الَّذين أَخذ عَنْهُم واجازة مَا لَهُ أحسن الله إِلَيْهِ من مقول نظماً أَو نثراً تأليفاً أَو وضعا اجازة خَاصَّة واثبات مَا لَهُ من التصانيف إِلَى هَذَا التَّارِيخ بِخَطِّهِ الْكَرِيم واجازة مَا لَعَلَّه يَقع لَهُ بعد ذَلِك اجازة عَامَّة على أحد الْقَوْلَيْنِ فِي الْمَسْأَلَة فَإِن الرياض لَا يَنْقَطِع زهرها والبحار لَا تنفد دررها واثبات مَا يحسن ايراده فِي هَذِه الاجازة من المقاطيع الرائقة والأبيات اللائقة وَذكر نسبه ومولده ومكانه فَأجَاب بِمَا صورته بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أما بعد حمدا لله الَّذِي إِذا توجه ذُو السُّؤَال إِلَيْهِ فَازَ وَإِذا دعى كرمه ذَوُو الطّلب أجَاب وَأَجَازَ وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد كعبة الْقَصْد الَّتِي لَيْسَ بَينهَا وَبَين النجح حجاز وعَلى آله وَصَحبه حقائق الْفضل والفصل وَمن بعدهمْ مجَاز فَلَو لزم فِي كل الْأَحْوَال تناسب المخاطبة وَكَانَ جَوَاب السُّؤَال بِحَسب مَا بَينهمَا من شرف الْمُنَاسبَة لما رضى سجع الحمائم لمطارحته نوعا من الأطيار وَلَا قبل فصحاء الأول مُرَاجعَة الصدى من الديار) وَلَا قنع غمز حواجب الْأَحِبَّة برد الْقُلُوب الهائمة فِي أَوديَة الأفكار وَلَكِن تَقول الأكابر والاتباع تبذل من الْأَجْوِبَة جهدها وتنفق مِمَّا عِنْدهَا وتجرد الأماثل سيوف النُّطْق وَلَا تتعدى الْأَوْلِيَاء من الطَّاعَة حَدهَا وَلما كنت أَيهَا الراقم برود هَذَا السُّؤَال ببيانه والمنشئ روض هَذَا الاستدعاء بآثار السحب من بنانه والسائل الَّذِي هزت المعاطف فضائله وسحرت أَرْبَاب الْعُقُول عقائله وَأقَام المسؤول مقَاما لَيْسَ هُوَ من أَهله فليتق الله سائله فريد فن الْأَدَب الَّذِي لَا يُبَارى وبحره الَّذِي لَا يهدى غائص قلمه الدّرّ إِلَّا كبارًا وَذَا الْيَد الْبَيْضَاء فِيهِ الَّذِي طالما آنس من جَانب ذهنه الشريف نَارا وخليله الَّذِي اطلع على أسراره الدقيقة ورئيسه الَّذِي لَو جارى ابْن المعتز وتمت ولَايَته لَكَانَ خَلِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ على الْحَقِيقَة وناظمه الَّذِي يسرى الطائيان تَحت علمه المنشور وكاتبه الَّذِي يتبحح العبدان بِالدُّخُولِ تَحت رقّة الْمَأْثُور طالما شافه مِنْهُ الْعلم وَجها جميلا وَقدرا جَلِيلًا ولاقى من لَا ينْدَم على صحبته فَيَقُول لَيْتَني لم أَتَّخِذ فلَانا خَلِيلًا الْفرْقَان فَهُوَ الْغَرْس الَّذِي يقصر عَن آمالي وَصفه الشجري ويفخر الدّين وَالْعلم بشخصه وَلَفظه فَهَذَا يَقُول غرسى وَهَذَا يَقُول ثمرى كم أغْنى بمفرد شخصه عَن فضلاء جيل وَكم بدا للسمع وَالْبَصَر من بَنَات فكره بثينة وَمن وَجهه جميل وَكم تنزهت الأفكار من لَفظه وخطّه بَين ريحَان وَورد لَا بَين أذخر وجليل وَكم دَامَ عَهده وودّه حَتَّى كَاد يبطل قَول الأول دَلِيل على أَن لَا يَدُوم خَلِيل توّد الشهب لَو كَانَت حَصْبَاء غَدِير طرسه وتغار الْأُفق إِذا طرز يراع دَرَجه بالظلماء أردية شمسه ويتحاسد النّظم والنثر على مَا تنْتج مُقَدمَات مَنْطِقه من النتائج وينشده كل مِنْهُمَا إِذا حاول القَوْل خَلِيل الصَّفَا هَل أَنْت بِالدَّار عائج إِن كتب أغضى ابْن مقلة من الْحَسَد على قذاة وَحمل ابْن البواب لحجبته عَصا الْقَلَم قَائِلا مَا ظلم من أشبه أَبَاهُ وَإِن نحا النَّحْو لباه عشرا

ولأنت أعطاف الْحُرُوف قسراً وتشاجرت الْأَمْثِلَة على لَفظه فَلَا غرو أَن ضرب زيد عمرا يترجل كَلَام الْفَارِسِي بَين يَدَيْهِ ويطير لفظ ابْن عُصْفُور حذرا من الْبَازِي المطل عَلَيْهِ وَإِن شعر هامت الشُّعَرَاء بِذكرِهِ فِي كل وَاد وَحمل ذكرهَا فِي كل نَاد ونصبت بيوته على يفاع الشّرف كَمَا تنصب بيُوت الأجواد طالما بلد لبيدا وَولي شعر ابْن مقبل مِنْهُ شَرِيدًا وَقَالَت الْآدَاب لبحتري لَفظه ألم نربك فِينَا وليدا الشُّعَرَاء وَإِن نثر فَمَا الدّرّ الْيَتِيم إِلَّا تَحت حجره وَلَا الزهر النَّضِير إِلَّا مَا ارتضع من أخلاف قطره وَلَا المترسلون إِلَّا من تصرف فِي ولَايَة البلاغة تَحت نَهْيه وَأمره وَإِن تكلم على فنون الْأَدَب روى الظما وجلا مَعَاني الْأَلْفَاظ كالدمى وَقَالَ الْعرُوض لَهُ وَلابْن أَحْمد خليلي هبا بَارك الله فيكما هَذَا وَكم أثنى قدم عُلُوم الْأَوَائِل على فكره الْحَكِيم وَشهِدت رِوَايَة الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة بفضله وَمَا أَعلَى من شهد بفضله) الحَدِيث وَالْقَدِيم الْبَسِيط (علت بِهِ دَرَجَات الْفضل واتضحت ... دقائق من مَعَاني لَفظه البهج) (هَذَا وليل الشَّبَاب الجون منسدل ... فَكيف حِين يضيء الشيب بالسرج) (يَا حبذا أعين الْأَوْصَاف ساهرة ... بَين الدقائق من علياه والدرج) بدأتني أعزّك الله من الْوَصْف بِمَا قل عَنهُ مَكَاني واضمحل عياني وَكَاد من الخجل يضيق صَدْرِي وَلَا ينْطَلق لساني الشُّعَرَاء وحمغلت كاهلي من الْمَنّ مَا لم يسْتَطع وَضربت لذكرى فِي الْآفَاق نوبَة خليلية لَا تَنْقَطِع وَسَأَلتنِي مَعَ مَا عنْدك من المحاسن الَّتِي لَهَا طرب من نَفسهَا وثمر من غرسها أَن أجيبك وأجيزك وأوازن بمثقال كلمي الْحَدِيد أبريزك وأقابل لسنك الْمُطلق بلساني المحصور وَأثبت استدعاءك الجليلي على بَيت مَال نطقي المكسور فتحيرت بَين أَمريْن أَمريْن وَوَقع ذهني السقيم بَين دائين مضرين إِن فعلت مَا أمرت فَمَا أَنا من ارباب هَذَا الْقدر العالي والصدر الحالي وَمن أَنا من أَبنَاء مصر حَتَّى أتقدم لهَذَا الْملك الْعَزِيز وَكَيف أطالب مَعَ اقتار علمي وفهمي بِأَن أُجِيب واجيز وَأَيْنَ لمقيد خطوى هَذِه الوثبات وَإِنِّي يماثل قُوَّة هَذَا الْغَرْس ضعف هَذَا النَّبَات وَأَن منعت فقد أَسَأْت الْأَدَب وَالْمَطْلُوب حسن الْأَدَب مني وأهملت الطَّاعَة الَّتِي أَقرع بعْدهَا بِرُمْح الْقَلَم سنى وفاتني شرف الذّكر الَّذِي امْتَلَأَ بِهِ حَوْض الرِّجَال وَقَالَ قطني ثمَّ ترجح عِنْدِي إِن أُجِيب السُّؤَال وأقابل بالامتثال وأتحامل على ظلع الْأَقْوَال صَابِرًا على تهكم سائلي مُعظما قدري كَمَا قيل بتغافلي منقاداً إِلَى جنَّة استدعائك من السطور بسلاسلي وأجزت لَك أَن تروى عني مَا تجوز لي رِوَايَته من مسموع

ومأثور ومنظوم ومنثور وإجازة ومناولة ومطارحة ومراسلة وَنقل وتصنيف وتنضيد وتفويف وماض ومتردد وَآت على رَأْي بعض الروَاة ومتجدد وَجَمِيع مَا تضمنه استدعاؤك فأجمع مَا يكون لَفظه المتفرد كَاتبا لَك بذلك خطى مشترطاً عَلَيْك الشَّرْط الْمُعْتَبر فَلْيَكُن قبولك يَا عَرَبِيّ الْبَيَان جَوَاب شرطي ذَاكِرًا من لمع خبري مَا أَبْطَأت بِذكرِهِ وَأَرْجُو أَن أبطئ وَلَا أخطئ فَأَما مولدِي فبمصر المحروسة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة بزقاق الْقَنَادِيل وَأما شُيُوخ الحَدِيث الَّذين رويت عَنْهُم سَمَاعا وحضوراً فَمن أقدمهم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو الهيجاء غَازِي بن أبي الْفضل بن عبد الْوَهَّاب نزيل قطيا الْمَعْرُوف بِابْن الردّاف سَمِعت عَلَيْهِ بعض الغيلانيات وَهُوَ الْجُزْء الثَّانِي وَالثَّالِث من تجزئة أحد عشر جُزْءا وَالشَّيْخ عزّ الدّين أَبُو نصر عبد الْعَزِيز بن أبي الْفرج الحصري الْبَغْدَادِيّ سَمِعت عَلَيْهِ جُزْءا من أَحَادِيث خرجها لَهُ وَالِدي وَالشَّيْخ الْعَالم شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي) مُحَمَّد إِسْحَاق بن مُحَمَّد الهمذاني الأبرقوهي سَمِعت عَلَيْهِ السِّيرَة النَّبَوِيَّة بِقِرَاءَة الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيّد النَّاس وَأما من أجازني مِنْهُم بِمصْر وَغَيرهَا من الْأَمْصَار فكثير أخبرنَا الشَّيْخ الْمسند عز الدّين أَبُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم بن عَليّ الحرّاني رَحمَه الله أجازة انا الشَّيْخ أَبُو الْفتُوح يُوسُف بن الْمُبَارك بن كَامِل قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا حَاضر بِبَغْدَاد أَنا الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْقَزاز قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع أَنا الشَّيْخ أَبُو الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن مُحَمَّد قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا حَاضر قيل لَهُ أخْبركُم أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر بن أَحْمد الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْأَيْلِي ثَنَا أَحْمد بن الْمُعَلَّى بن يزِيد ثَنَا حَمَّاد بن الْمُبَارك ثَنَا مُحَمَّد بن شُعَيْب ثَنَا مَرْوَان بن جنَاح عَن هِشَام بن عُرْوَة أَنه أخبرهُ عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَن من الشّعْر حِكْمَة وَأما الْفُضَلَاء والأدباء الَّذين رويت عَنْهُم وَرَأَيْت مِنْهُم فَمنهمْ القَاضِي الْفَاضِل محيي الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الشَّيْخ رشيد الدّين عبد الظَّاهِر الْكَاتِب الْمصْرِيّ وَالشَّيْخ الإِمَام بهاء الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن ابراهيم بن النّحاس النَّحْوِيّ الْحلَبِي والأمير الْفَاضِل شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن الصاحب المورخ شرف الدّين اسماعيل التيتي الْآمِدِيّ اقترح عَليّ وَلم أبلغ الْحلم نظما فِي زِيَادَة النّيل فَقلت مرفل الْكَامِل (زَادَت أَصَابِع نيلنا ... وطمت فأكمدت الأعادي) (وَأَتَتْ بِكُل جميلَة ... مَا ذِي أَصَابِع ذِي أيادي) وَالشَّيْخ الْعَالم علم الدّين قيس بن سُلْطَان الضَّرِير من أهل منية بني خصيب قَرَأت عَلَيْهِ كثيرا من كتب الْأَدَب الْمَشْهُورَة وَكَانَ كثيرا مَا يستنشدني إِلَيّ أَن أنشدته قولي الْبَسِيط (يَا غائبين تعللنا لغيبتهم ... بِطيب لَهو وَلَا وَالله لم يطب) (ذكرت والكأس فِي كفي لياليكم ... فالكأس فِي رَاحَة وَالْقلب فِي تَعب)

فَقَالَ أتعب وَالله جدعك الْقرح وَالشَّيْخ الْعَالم بهاء الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْمُفَسّر أَنْشدني يَوْمًا لنَفسِهِ الرمل (لَا أرى لي فِي حَياتِي رَاحَة ... ذهبت لَذَّة عيشي بِالْكبرِ) (بَقِي الْمَوْت لمثلي ستْرَة ... يَا آلهي أَنْت أولى من ستر) فَأَنْشَدته لي الْخَفِيف (بقلت وجنة الْمليح وَقد ولي ... زمَان الصَّبِي الَّذِي كنت أملك) ) (يَا عذار الْمليح دَعْنِي فَإِنِّي ... لست فِي ذَا الزَّمَان من خل بقلك) وَالشَّيْخ الأديب الْفَاضِل سراج الدّين عمر الْوراق الْمصْرِيّ سمعته ينشد لنَفسِهِ الْكَامِل (يَا خجلتي وصحائفي سود غَدا ... وصحائف الْأَبْرَار فِي إشراق) (وتوقعي لموبخ لي قَائِل ... أكذا تكون صَحَائِف الْوراق) والأديب الْفَاضِل نصير الدّين الْمَنَاوِيّ الحمامي أَنْشدني لنَفسِهِ الطَّوِيل (أحب من الدُّنْيَا إِلَيّ وَمَا حوت ... غزال تبدي لي بكأس رحيق) (وَقد شهِدت لي سنة اللَّهْو أنني ... أحب من الصَّهْبَاء كل عَتيق) فَأَنْشَدته لي الْكَامِل (إِنِّي إِذا آنست هما طَارِقًا ... عجلت باللذات قطع طَرِيقه) (ودعوت أَلْفَاظ الْمليح وكأسه ... فنعمت بَين حَدِيثه وعتيقه) وَجَمَاعَة يطول ذكرهم ويعز على أَن لَا يحضرني الْآن إِلَّا شعرهم وَأما مصنفاتي الَّتِي هِيَ كالياسمين لَا تَسَاوِي جمعهَا وَلَوْلَا جبر الخزائن الشَّرِيفَة السُّلْطَانِيَّة الملكية المؤيدية لَهَا مَا استجزت نصبها وَلَا رَفعهَا فَهِيَ كتاب مجمع الفرائد كتاب الْقطر النباتي كتاب شرح الْعُيُون فِي شرح رِسَالَة ابْن زيدون كتاب منتخب الْهَدِيَّة من المدائح المؤيدية كتاب الْفَاصِل من انشاء الْفَاضِل كتاب زهر المنثور كتاب سجع المطوق كتاب ابزار الْأَخْبَار كتاب شَعَائِر الْبَيْت التَّقْوَى وَلم يكمل إِلَى الْآن الأرجوزه الْمُسَمَّاة فرائد السلوك فِي مصائد الْمُلُوك أجزت لَك أعزّك الله رِوَايَتهَا عني وَرِوَايَة مَا أدونه وأجمعه بعْدهَا حَسْبَمَا اقترحه استدعاؤك ونمقه ونسخه وحققه وتضمنه سؤالك الَّذِي تَصَدَّقت بِهِ على فمنك السُّؤَال ومنك الصَّدَقَة وَالله تَعَالَى يشْكر عَهْدك الْجَمِيل وكلماتك الجزلة وكرمك الجزيل ويمتع فنون الْفَضَائِل الملتجئة إِلَى ظلّ قلمك الظليل وَلَا يعْدم الأحباب الْآدَاب من اسْمك وسمتك خير صَاحب وخليل بمنه وَطوله تمت الْإِجَازَة ثمَّ أنني سَمِعت من لَفظه كتاب منتخب الْهَدِيَّة والقطر النباتي وَكنت قد كتبت عَلَيْهِ وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ الوافر (بحقك لَا تقل فِيمَن تقضي ... وَفَاتَ لقد مضى بالطيبات)

(وَرَاح وشعره حُلْو رَقِيق ... فَمَا يتَكَلَّم الْقطر النباتي) وَسمعت من لَفظه فرائد السلوك وَسمعت من لَفظه الْمُنْتَخب المنصوري وَسمعت من لَفظه النحلة الأنسية فِي الرحلة القدسية وغالب مَا انشأه من النّظم والنثر سمعته وَكنت قد كتبت بِالْقَاهِرَةِ على قِطْعَة) أهداها من شعره الوافر (أيا ابْن نَبَاته أهديت شعرًا ... نَصِيبي سكر مِنْهُ وسكر) (يفوت الْغَيْث عدا وَهُوَ حُلْو ... فشعرك كَيفَ مَا حاولت قطر) وَقد اخْتَار من دواوين الشُّعَرَاء جملَة مِنْهَا ديوَان ابْن الرُّومِي وديوان ابْن سناء الْملك وديوان ابْن قلاقس وديوان ابْن حجاج وَهُوَ اخْتِيَار جيد سَمَّاهُ تلطيف المزاج من شعر ابْن حجاج وديوان شرف الدّين شيخ الشُّيُوخ وبيني وَبَينه مكاتبات كَثِيرَة ومراجعات أثيرة مِنْهَا مَا كتبه إِلَيّ وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَهُوَ الْبَسِيط (رضيت بالكتب بعد الْقرب فَانْقَطَعت ... حَتَّى رضيت سَلاما فِي حواشيها) وَينْهى أَنه كَانَ كسير الخاطر حسير النَّاظر لانْقِطَاع بر مَوْلَانَا الممتاز ولامتناع الْمَمْلُوك من الْمُكَاتبَة ظنا أَن بَينهَا وَبَين الْقَصْد حجاز فَلَمَّا وقف الْآن على ذكره فِي حَاشِيَة مُكَاتبَة جمالية اسْتَأْنف للخاطر سُرُورًا وَأقَام وزن الْبَيْت القلبي وَكَانَ مكسوراً وَوضع الطرس على وَجه خطه الْأَعْمَى فَارْتَد بَصيرًا يُوسُف وَجمع بَين ذَلِك الخاطر وَاللَّفْظ وَالْقلب وَإِنَّمَا جمع مِسْكينا ويتيما وأسيرا الْإِنْسَان وسره أشهد الله أَن يكون مَعْدُود الذّكر فِي الْحَاشِيَة واستوقف أَلْفَاظ العتاب وَقد كَانَت إِلَى درج الأدراج مَاشِيَة الطَّوِيل (حَلَال لليلى أَن تروع فُؤَاده ... بهجر ومغفور لليلى ذنوبها مرفل الْكَامِل) (لَا تقرعن سَماع من تهوى ... بتعداد الذُّنُوب) (مَا ناقش الأحباب ... إِلَّا من يعِيش بِلَا حبيب) وَقد علم الله شوق الْمَمْلُوك إِلَى تِلْكَ الْخَلَائق وربيعها والألفاظ وبديعها وشجوه الَّذِي أخْفى الْجلد وأبانه ووحشته الَّتِي أفردته سَهْما وَاحِدًا فِي دمشق لَا فِي كنَانَة الْبَسِيط (لم يتْرك الدَّهْر لي خلا أسر بِهِ ... إِلَّا اصطفاه بنأي أَو بهجران) وَالله تَعَالَى يحرس مَوْلَانَا حَيْثُ كَانَ ويمده بمعونتي الْمَكَان والإمكان ويصون نفاسة نَفسه وَإِن تَغَيَّرت على أحبابها وأعرضت عَن غلمانها ويأبى ناموس الرُّتْبَة أَن يُقَال عَن أَصْحَابهَا وَلَا يعْدم الْأَوْلِيَاء على الْقرب والبعد أَن يجتنوا من نظمه ونثره ثَمَر الْبَيَان متشابهاً الْمَمْلُوك يقبل يَد الجناب الأخوي البرهاني شكر الله احسانه وأوضح فِي اسْتِحْقَاق رتب الْفضل برهانه وود الْمَمْلُوك لَو رَآهُ عِنْد الْقدوم من حلب فَكَانَ يُوفي بعض قروض فَضله وفروض بذله وَلَكِن أَبى الْحَال الْمُنَاسب إِلَّا أَن تبدأ هَدِيَّة ذَلِك الْمولى تحيته فيقابلها الْمَمْلُوك ببخله يَا مَوْلَانَا بلغ الْمَمْلُوك تقدم الْمقر الْفُلَانِيّ وتبينه وتعينه وَأَرَادَ الْمَمْلُوك مطالعته

وَعرض وسائله وَلكنه ذكر حِكَايَة بعض جُفَاة الْأَعْرَاب ومتعجرفيهم وَقد اشْتَدَّ بِهِ ضعفه فَقَالَ لَهُ بعض إخوانه تب إِلَى الله تَعَالَى فَقَالَ يَا أخي إِن عافاني تبت فَإِنِّي لَا أقبل القسر فَإِن نظر ذَلِك الْمقر إِلَى الْمَمْلُوك ونفعه كتب وَقَالَ وأطاب وَأطَال ونهض فِي خدمَة أَيَّامه بِمَا لَا ينْهض بِهِ سواهُ من أهل الْمقَال وَإِلَّا الطَّوِيل (كِلَانَا غَنِي عَن أَخِيه حَيَاته ... وَنحن إِذا متْنا أَشد تَغَانِيًا) فَكتبت إِلَيْهِ الْجَواب عَن ذَلِك وَينْهى وُرُود الْمِثَال العالي وَالْفضل الَّذِي نصب لي لِوَاء الْفَخر لَو أَنه كَمَا أعهده متوالي وَالْبر الَّذِي كم تمسكت بحباله فَأرْسل الحبا لي وَالرَّوْض الَّذِي هُوَ لِابْنِ الشجري نِهَايَة الْأَمَانِي فِي الأمالي والأزاهر الَّتِي أَصبَحت من جناة جناتها فَلَا بدع إِذا كنت لنار عتبها الْيَوْم صالي الطَّوِيل (إِذا لم يخن صب فَفِيمَ عتاب ... وَإِن لم يكن ذَنْب فمم يُتَاب) (أجل مَا لنا إِلَّا هواكم جِنَايَة ... فَهَل عنْدكُمْ غير الصدود عِقَاب) فَوقف الْمَمْلُوك عَلَيْهِ بعد أَن تمثل وَاقِفًا لَدَيْهِ وَشَاهد ذَلِك اللَّفْظ الرَّقِيق الْمُشْتَمل على العتب الْفظ وَتحقّق أَن هَذَا من جزئيات مَا سَاق إِلَيْهِ الْقسم وحض عَلَيْهِ الْحَظ مخلع الْبَسِيط (وغايتي أَن الوم حظي ... وحظي الْحَائِط الْقصير) وَلَقَد علم الْمَمْلُوك عِنْد رُؤْيَته أَنه غمامة تقَعْقع بالعتب رعدها عِنْد الفض وَرَسُول جَاءَ بعد فَتْرَة يَدْعُو الْقلب إِلَى الْكسر والطرف إِلَى الغض وخصم يروع بالعتب ويروق باللطف وَكَذَا جرى لِأَن الروع تعجل نَقده فِي النض الْبَسِيط (هَذَا عتابك إِلَّا أَنه مقة ... قد ضمن الدّرّ إِلَّا أَنه كلم) فيا لَهُ من عتاب مَا حاك العتابى مِنْهُ لقطَة لَفْظَة وَلَا رقا إِلَى رقته عتاب جرى بَين الزَّمَان وجحظة وَلَا استحضر مهديه عِنْد تسطيره من الْقُرْآن الْكَرِيم وليجدوا فِيكُم غلظة التَّوْبَة الطَّوِيل (وأطيبُ أَيَّام الهَوَى يَوْمك الَّذِي ... تُروَّعُ بالهجران فِيهِ وبالعتب) (إِذا لم يكن فِي الحبِّ سخطٌ وَلَا رضى ... فَأَيْنَ حلاوات الرسائل والكتب) ومولانا فَإِنَّهُ كبث لما كتب وعبث لما عتب وَنَفث بعد أَن لبث وَلَو اجتث الود لاجتنب وَلَكِن دلّ بِهَذَا على أَنه لَيْسَ لَهُ أغراض من الْإِعْرَاض وَأَنه لَا يَلِيق بوده الثَّابِت التبذل فِي التبدل وَلَا يعْتَاد أَن يعتاض وَالْقَائِل مَا أشرف همته مجزوء الرمل (لست سَمحا بودادي ... كل من نَادَى أَجَبْته) ) ولعمري أَن مَوْلَانَا سباق غايات وَرب آيَات وَصَاحب دهاء لَا بل دهاشات علم أَنه نكب عَن الْوَفَاء وَظهر عَن لطفه مَا لَا يَلِيق بِهِ من الْجفَاء وأهمل الْمَمْلُوك هَذِه الْمدَّة وطمع فِي ضعفه وَظن أَنه لَيْسَ لذكره كرة بعد الْفِرَار وَلَا ردة فَتلا سُورَة من العتب سكنت مَا عِنْد الْمَمْلُوك

من السُّورَة وَأمكنهُ غَفلَة الرقباء فاختلس الزورة وسابق حراف الْمَمْلُوك وقاطع عَلَيْهِ الذرْوَة الْبَسِيط (تشكي الْمُحب وتشكو وَهِي ظالمة ... كالقوس تصمى الرمايا وَهِي مرنان) وَقد تمثل الْمَمْلُوك بِهَذَا الْبَيْت دون غَيره من الْأَمْثَال لِأَنَّهُ أنسب بمولانا وَأقرب وتخيل مَا يعهده من توهم مَوْلَانَا فَلم يقل يلْدغ ويصي كالعقرب على أَن الْمَمْلُوك أَحَق بِهَذِهِ المعاتبة وأليق بِأَن يصدر عَنهُ مثل تِلْكَ الْمُكَاتبَة وَإِذ قد فتح هَذَا الْبَاب ونوقش فِي مثل هَذَا الْحساب فاسكب دموعك يَا غمام ونسكب نظهر مَا فِي زَوَايَا الجوانح من الخبايا وَنَتبع مَا فِي الْقلب إِن كَانَ حب مَوْلَانَا ترك مِنْهَا بقايا وَإِن كَانَ مَوْلَانَا حمل الْبَرِيد هَذِه البطاقة فَعِنْدَ الْمَمْلُوك مَا يعجز عَن حمله المطايا هَيْهَات مَا هَذَا مقَام يحصل فِيهِ الصَّفَا وَلَو كَانَ هَذَا مَوضِع العتب لاشتفى الْبَسِيط (فَمَا يقوم لأهل الْحبّ بَيِّنَة ... على بَيَاض صباح أَو سَواد دجا الطَّوِيل) (وَإِن شِئْت ألقينا التَّفَاضُل بَيْننَا ... وَقُلْنَا جميلاً واقتصرنا على الود) استطرد الْمَمْلُوك بِهَذَا الْفَصْل وَهُوَ قَبِيح بِصدق ولَايَة ونكتة سَواد كَأَنَّهَا الْخَال لَكِنَّهَا مَا تلِيق بوجنة صفائه وَلَكِن الود إِذا مَا صفا لم يتَحَمَّل مَعَه الضَّمِير أَذَى وَلم تغمض الجفون مِنْهُ على قذى الْبَسِيط (مَا ناصحتك خبايا الود من رجل ... مَا لم ينلك بمكروه من العذل) (محبتي فِيك تأبى إِن تسامحني ... بِأَن أَرَاك على شَيْء من الزلل) وَإِن اتّفق اقتراب فَلِكُل سُؤال جَوَاب وَمن كل جرم متاب وَلكُل صَغِيرَة وكبيرة مناقشة وحساب وَلكُل ظمأ إِمَّا سقيا رَحْمَة أَو سقيا عَذَاب الوافر (وَإِن ظَفرت بِنَا أَيدي المنايا ... فكم من حسرة تَحت التُّرَاب) وَقد اشْتغل الْمَمْلُوك بِهَذَا الْفَصْل وَلَو وفْق فِي هَذِه الْخدمَة قطع مِنْهَا هَذَا الْوَصْل وَجرى على عَادَته فِي الأغضاء وَطلب النَّصْر بالبصر لَا بِالنّصب مجزوء الْكَامِل (فالعمر أقصر مُدَّة ... من أَن يضيع بالعتاب) ويستغفر الله الْمَمْلُوك من هَذَا على أَن مَوْلَانَا عود الْمَمْلُوك بِالِاحْتِمَالِ إِذا آذَى وَيرجع إِلَى وصف مِثَال مَوْلَانَا فَيَقُول أَنه الحديقة وَالرَّوْض الَّذِي جمع الأزاهر إِلَّا أَنه عدم شقيقه وَالْفضل الَّذِي صدر) عَن أمثل النَّاس طَرِيقه والقادم الَّذِي كَأَنَّهُ ولد جَاءَ بعد الْيَأْس وَأَن عملت لَهُ الدُّمُوع عقيقة الْبَسِيط

(وَالله مَا فتنت عَيْني محاسنه ... إِلَّا وَقد سحرت أَلْفَاظه أُذُنِي) فمتع الله الْوُجُود بكلم مَوْلَانَا الَّتِي هِيَ عوذة من الْغَيْر وجمال الْكتب وَالسير وَلَا أخلى الله من فَوَائده وَلَا قطع مَا أجراه على الْمَمْلُوك من عوائده وَقد بلغ الْمَمْلُوك سَلَامه وجبره مَمْلُوكه الْأَخ فَدَعَا وابتهل وشب جمر شوقه إِلَى رُؤْيَته بَعْدَمَا اكتهل وَقَالَ لَا بُد من الْعود إِلَى جنابه إِن كَانَ فِي الْعُمر مهل وَإِمَّا الْإِشَارَة الْكَرِيمَة فِي أَمر من ذكره مَوْلَانَا وَأَنه تعين وَتمكن وَتبين والنادرة اللائقة بذلك الْمقَام فَيَقُول الْمَمْلُوك أَنه مَا عَامل كَمَا عومل وَلَا قَابل كَمَا قوبل بل ادكر ركود الدَّهْر وهباته وَعمل بقول الحيص بيص فِي أبياته بعد أَن كبا سَرِيعا وخر للفم وَالْيَدَيْنِ صَرِيعًا الْكَامِل (فعففت عَن أثوابه لَو إِنَّنِي ... كنت المقطر بزني أثوابي) تمّ الْجَواب وَكتب إِلَيّ فِي وَقت لرمل (دمت للآداب تنشي رسمها ... بيراع خطوه خطو فسيح) (لَيْت شعري أَنْت يَا باعثها ... بَعْدَمَا مَاتَت خَلِيل أم مسيح) فأجبت بِقَوْلِي الرمل (اخْتَلَفْنَا لبديع النّظم فِي ... كل مَا تهديه من لفظ فصيح) (قَالَ غَيْرِي هُوَ زهر قَالَ لَا ... قلت زهر قَالَ لي هَذَا الصَّحِيح) وَكتب إِلَيّ يطْلب مني عَارِية كتاب التشبيهات لِابْنِ ظافر السَّرِيع (لفظ ابْن ظافر قد ظَفرت بِهِ ... وفؤاد حبي مِنْهُ غير خلي) (فبأحمد وَهُوَ الشفيعلنا ... أمتع أَبَا بكر بِلَفْظ عَليّ) وَينْهى أَنه يحب لفظ على وتثقيله يزِيد ومنن مَوْلَانَا الْمَعْهُودَة لَا يثقل عَلَيْهَا أَن تفيء وتفيد وَقد سمع بِكِتَاب الْمشَار إِلَيْهِ وسؤاله مُشَاهدَة ذَلِك المحبوب وعارية هَذَا الْكتاب مُدَّة ثَلَاثَة أَيَّام ذَلِك وعد غير مَكْذُوب هود فاشتغلت عَن تَجْهِيزه بالحمى ثمَّ أنني جهزته وكتبت مَعَه السَّرِيع (العَبْد مجبول الطباع على ... مَا تشْتَهي فِي القَوْل وَالْعَمَل) (وَمَعَ التوالي فِي ودادك لم ... أمنع أَبَا بكر كَلَام عَليّ) فَكتب إِلَيّ قبل وُصُوله إِلَيْهِ الطَّوِيل) (عذيري مِنْهُ معرضًا متجنباً ... كَأَنِّي لَهُ نَحْو الوداد أجاذب)

(قسا فَوق مَا تعتو الْجبَال فَلم يجب ... نداي وأصداء الْجبَال تجاوب) فَكتبت الْجَواب عَن ذَلِك الطَّوِيل (عذيري من مولى يرى الْعذر وافراً ... بسيطاً وَمَا إقباله مُتَقَارب) (يصد دلالاً عَن ودادي وينثني ... وَقبل صُدُور الذَّنب مني يُعَاتب) فَلَمَّا تَأَخّر كتاب التشبيهات الْمَذْكُور وَلم يُرْسِلهُ كتبت إِلَيْهِ الْبَسِيط (قد قلت إِن ثَلَاثًا عمر غيبته ... عني وَذَلِكَ وعد غير مَكْذُوب) وَلَيْسَ وَعدك شَاة سَاقهَا الزَّمن الْجَانِي فعلقها مِنْهُ بعرقوب فَكتب الْجَواب عَن ذَلِك الْبَسِيط (جَاءَت وَمن طرسها سَاق يُدِير على ... سَمْعِي من اللَّفْظ فِيهِ خير مشروب) (فحبذا هُوَ من سَاق نعمت بِهِ ... وَإِن تعرض فِيهِ ذكر عرقوب) وَكتب إِلَيّ وَأَنا ضَعِيف الطَّوِيل (نثقل إِذْ نبغي بلفظك طبنا ... من الْهم والجسم الشريف نحيل) (فها أَنْت فِينَا كالنسيم بِلُطْفِهِ ... طَبِيب يداوي النَّاس وَهُوَ عليل) (وحاشاك من شكوى اعتلال سينقضي ... قَرِيبا كَمَا تختاره وَيَزُول) (فَلَا غير أجفان الْمليح سقيمة ... وَلَا غير أرداف الْمليح ثقيل) فَكتبت الْجَواب عَن ذَلِك الطَّوِيل (لحماي نَار جاءها مِنْك جنَّة ... غصون رباها بالبديع تميل) (تهدلت الأفنان مِنْهَا فخاطري ... لَهُ بَين هاتيك الظلال مقيل) (فأبدعت فضلا مِنْك بِالْحَقِّ قَاضِيا ... وَلَيْسَ لَهُ عني بِذَاكَ عدُول) (وَأَنت حبيب الشّعْر أَصبَحت سيداً ... كَمَا أنني مولى وَالِاسْم خَلِيل) وَكنت أَجْلِس أَنا وَهُوَ عِنْد شباك الكاملية نتذاكر فِي الْجَامِع الْأمَوِي كل لَيْلَة بعد صَلَاة الْعَصْر فغبت بعض اللَّيَالِي لشغل عرض فَكتب إِلَيّ المتقارب (أمولاي غبت وخلفتني ... من الْهم ذَا فكرة خاضعه) (فها أَنا بعْدك فِي جَامع ... وَلَكِن قلبِي فِي جَامعه) فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك المتقارب) (وقفت على نظمك المشتهي ... وعاينت روضته اليانعة) (فكم ألف مثل غُصْن النقا ... وهمزتها فَوْقهَا ساجعه)

(أَقَامَت على الود لي حجَّة ... وَلَكِن عَن النَّاس لي قاطعه) (وَقد سمع العَبْد ألفاظها ... فيا حسنها فِي الحشا واقعه) (وَأصْبح شكري لَهَا تالياً ... وَجُمْلَته للثنا جَامعه) (ورحت لباب الثنا قارعاً ... إِلَى أَن تصيب العدي قارعه) فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا وانْتهى إِلَى الرَّابِع مِنْهَا قَالَ هَذَا التَّالِي والجامعة مَا كَانَا لي فِي حِسَاب وَلما حضرت من الْقَاهِرَة أهْدى إِلَيّ طَعَام بسلى فكتبة إِلَيْهِ من أَبْيَات الوافر (ظَنَنْت العَبْد عَن مصر تسلى ... فأهدى جودك الوافي بسلى) (نعم اذكرتني عَيْشًا بِمصْر ... واقبالاً من الدُّنْيَا تولى) (طَعَام فَوْقه لحم شهي ... إِلَى كل النُّفُوس فَكيف يقلى) (ودهن فَوْقه قد كَانَ صبا ... تلظت ناره حَتَّى تسلى) وَكتب إِلَيّ مَعَ خونجه شرائح الْخَفِيف (شبه الْمَرْء من هداياه يدْرِي ... فِي العلى والسقوط حكما بِحكم) (وَكَذَا فِي هديتي لي شبه ... حَيْثُ أَنِّي وَتلك قِطْعَة لحم) وكتبت إِلَيْهِ ملغزا فِي بَاب السَّرِيع (قل لي مَا شَيْء إِذا رمت إِن ... تعكسه لم تستطع ذَلِك) (ترَاهُ فِي طول المدى وَاقِفًا ... فِي خدمَة الْمَمْلُوك وَالْمَالِك) (ذُو حَاجِب مِنْهُ مُحِيط بِهِ ... وَرُبمَا اعتاق بأسمالك) (وَإِن حوى آنِفا يكن طوله ... فأعجب لهَذَا الْأَمر فِي حالك) (كم صَاح من طارقة رُبمَا ... حلت بِهِ مثل الدجى الحالك) (وَلم تزل تقرعه فِي الْقَفَا ... مِنْهُ وَلم يشْعر بأفعالك) (وَلَيْسَ شَيخا وَهُوَ ذُو دورة ... طَرِيقه يعرفهَا السالك) (تأمنه إِن غبت دهراً على ... مَا تصطفيه النَّفس من مَالك) (مبن على ضم وَفتح مَعًا ... يجره النَّفْع لأشغالك) ) (والحشو مَنْسُوب إِلَيْهِ وَلَا ... يعرف مَا أَحْمد من مَالك) (وَكم يُولى صاحباً ظَهره ... وَمثل ذَا الْعَيْب رضى آلك) (بَينه لَا زلت فصيح اللها ... فَإِنَّهُ لم يخف عَن بالك)

فَكتب إِلَيّ الْجَواب السَّرِيع (فتحت لي بَابا من الود مَا ... عهدته يرضى بإهمالك) (فحبذا لغزك من فاتح ... ودك لي من بعد اغفالك) (ألغزته فِي وَاقِف خاضع ... كَالْعَبْدِ فِي تصريف أفعالك) (مَا فِيهِ من عيب وَيَا طالما ... قد رده فِي حكمه مَالك) (لَكِن لَهُ فِي وَسطه غَالِبا ... قرع أعاذ الله من ذَلِك) (يُقَال للأمرد أَو غَيره ... هَذَا لعمري شَرط ادخالك) (وَرُبمَا بِالْوَطْءِ أزعجته ... فِي عقبه مَعَ طهر أعمالك) (لَا الشّعْر والتوشيح يدْرِي وَمن ... تصريعك استملى واقفالك) (وَكم بدا يحمل لوحاً وَمَا ... خطّ عَلَيْهِ بعض أقوالك) (يخْشَى إِذا أبصرته مرتجاً ... فأعجب لَهُ فِي كل أحوالك) (ودقه الْخَارِج لَا يختفي ... وَرُبمَا يحلو لسؤالك) (اعجبني وَالله مَعَ نظمه ... رضوانك الْمَعْهُود يَا مَالك) وَكتب إِلَيّ ملغزاً فِي قلم المنسرح (يَا فَاضلا قد عني لرتبته ... ناثر در الثنا وناظمه) (مَا اسْم سقيم باك كَانَ عَليّ ... أحشائه صبوة تلازمه) (يبكي على الْوَصْل وَهُوَ واجده ... وَلَيْسَ يبكيه وَهُوَ عادمه) (وَهُوَ أُلُوف وَعِنْده ملق ... لم يسْتَطع قلبه يكاتمه) (قل فِيهِ مَا شِئْت إِن حذفت وَإِن ... حرفت واشرح مَا أَنْت عالمه) (وقم بفن بك استقام فَمَا ... ثمَّ لمولاي من يقاومه) فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب المنسرح (يَا من بِهِ الشّعْر راق راقمه ... وباسمه رَاح وَهُوَ باسمه) ) (ألغزت فِيمَا إِذا سعى رسمت ... خطاه روضاً تزهى كمائمه) (إِن طَابَ فِي سجعه وَطَالَ فَقل ... بإن الْحمى رجعت حمائمه) (وَهُوَ لَدَى الروع صارم ذكر ... فِي كف أهل الانشاء قائمه) (أَمْسَى لباريه سَاجِدا ببكى ... وَعز بَين الْأَنَام راحمه) (وَطَالَ عمر الْبكاء مِنْهُ فَأجرى ... أسود المقلتين ساجمه) (يدْرِي ضميري وَمَا ألم بِهِ ... وَهُوَ على سره يزاحمه)

(كل حِسَاب الْأَنَام يعمله ... فَكيف تقوى بِهِ قوائمه) (وَكم لَهُ من تراجم صدرت ... إِلَى عَدو بهَا تزاحمه) (حوشيت من عَكسه فَمَا أحد ... يرضى بِهِ صاحباً يلازمه) (ودمت للباهرات تبدعها ... مَا هطلت فِي الْحمى غمائمه) وَكتب إِلَيّ ملغزا فِي كباد المنسرح (يَا شَامِل الْبر زانه خلق ... يشْتَغل الْمَدْح فِي مهذبه) (مَا اسْم لشَيْء بِحكم همي لَا ... أَقُول فِيهِ وَلَا أَقُول بِهِ) (مشتبه الْأَمر كَاد أَكْثَره ... يخفى على الْفِكر فِي تقلبه) (لَكِن إِذا مَا جعلت دابك فِي ال قلب فَمَا أمره بمشتبه) فَكتبت إِلَيْهِ الْجَواب عَن ذَلِك المنسرح (يَا من نحا الْفضل فاقتني جملا ... مَا أبعد النَّاس من مقربه) (دابك عكس الَّذِي تحاوله ... مني فِي ملغز بعثت بِهِ) (أحرفه أَربع فَإِن سقط ال أول باد الْبَاقِي لمنتبه) (رَأَيْت من شَاءَ قلب أحرفه ... كابد أَشْيَاء من تقلبه) (فِي الشّجر الْأَخْضَر النَّضِير بدا ... كَأَنَّهُ الْجَمْر فِي تلهبه) وَكتب إِلَيّ معاتبا المنسرح (يَا خليلي بل سَيِّدي لم ذَا ... قُلُوبنَا بالفراق مندهشه) (ووحشة بَيْننَا يحركها ... نَحْو الجفا فَهِيَ هَكَذَا وحشه) فَكتبت الْجَواب المنسرح) (عَبدك هَذَا العتاب صبره ... وَنَفسه بالملام منكمشه) (وَكَانَ من قبل إِذْ تلاطفه ... يقْرَأ تَصْحِيف نَفسه نقشه) وَلما حضر من الْقُدس أهْدى إِلَيّ حزاما وَكتب مَعَه مجزوء الْبَسِيط (بلد بعد الذكاء ذهني ... تشَتت الرزق فِي الْبِلَاد) (وَغير مستنكر حمَار ... أهْدى حزاماً إِلَى جواد) فَكتبت الْجَواب الْخَفِيف (عُرْوَة الود من طباعي وثقى ... قبل تهدي الحزام يَا ابْن الْكِرَام)

أبو اليسر بن الصائغ محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر

(فودادي قد اغتدى عَرَبيا ... كَونه بَين عُرْوَة وحزام) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ وَقد دخل ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فَتعذر إِيصَال معلومه النزر إِلَيْهِ مخلع الْبَسِيط (كُنَّا من الشّعْر قد هربنا ... لرتبة تَقْتَضِي الإعاذة) (فَمَا دَخَلنَا فِي بَاب جاه ... وَلَا خرجنَا عَن الشحاذة) وَكَانَ القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قد دخل بِهِ إِلَى الدِّيوَان بِدِمَشْق فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ أَقَامَ مُدَّة يتَرَدَّد إِلَى الدِّيوَان وَيكْتب وَلم يكْتب لَهُ توقيع فَكَانَ يتقاضى القَاضِي شهَاب الدّين فِي ذَلِك كل قَلِيل بمقاطيع مطبوعة وأبيات فِيهَا المحاسن مَجْمُوعَة من ذَلِك قَوْله وكتبت لَهُ توقيعاً هَذِه نسخته رسم بِالْأَمر العالي لَا زَالَ يزِيد البلغاء جمالاً ويفيد الفصحاء بِاخْتِيَارِهِ كفوا يخجل الْقَمَر كمالاً أَن يرتب الْمجْلس السَّامِي القضائي الجمالي فِي كَذَا انجازاً لوعد اسْتِحْقَاقه الَّذِي أوجب لَهُ الصون والصولة وابرازاً لما فِي ضمير الزَّمَان لَهُ من أَن يرى لَهُ فِي الجو جَوْلَة وايجازاً لما أسهب توهمه من الحرمان والحنو الشهابي يرفرف حوله واحرازاً لأدبه الَّذِي مَا حلي بقلمه فَم ديوَان وَلَا حلى بكلمه جيد دولة لِأَنَّهُ الْفَاضِل الَّذِي يروض الإطراس ويصيب بسهام أقلامه الْأَغْرَاض على أَنَّهَا مَا تنفذ فِي القرطاس ويترجل الْبَرْق لارتجاله الَّذِي يَقُول لَهُ التروي مَا فِي وقوفك سَاعَة من باس ويهز الأعطاف بأنشائه الَّذِي كَأَنَّهُ زمن الصَّبِي والدهر سمح والحبيب مواتي ويمطر الأفهام غمام كَلَامه الحلو فَيتَحَقَّق النَّاس أَنه الْقطر النباتي وَيذكر الزَّمن الفاضلي بآدابه الَّتِي أظلمت على ابْن سناء الْملك وَمَا عَاشَ لَهَا ابْن مماتي فليباشر ذَلِك مُبَاشرَة تصدق الأمل فِي فضائله وَتحقّق الظَّن فِي كَمَاله الَّذِي تنزه الطّرف فِي مخائل خمائله وَيشْهد أَوَاخِر أدبه لقديم بَيته وأوائله ولينمق الطروس بسطوره فَإِن حُرُوفه آنق من تخاريج العذار ومداده أليق من خيلان) ليل فِي خدود نَهَار وَأَلْفَاظه تروق لطفاً كَمَا تروق الثغور الْعَذَاب عِنْد التبسم والافترار ومعانيه يشف نورها كَمَا شف لجين الكاس عَن ذهب الْعقار فقد صادفت سحائب كَلمه روابي يزكو غراس نباتها ومواقع انشائه أكباداً تتلظى ظماً إِلَى برد قطراتها وجياد بلاغته مضماراً لَا يضيق مداه عَن فسيح خطواتها وَأَقْلَام بَيَانه أجماً لَا تزأر أَسد الفصاحة إِلَّا من غاباتها فكم لَهُ من تعاليق مَا رَآهَا الجاحظ فِي حيوانه وَكم لَهُ من جمل دواوين وَلكنه الْيَوْم جمال ديوانه وليكتم مَا يكْتب فِي قلبه ويدفن ميت الْأَسْرَار فِي ضريح جانحتيه إِلَى لِقَاء ربه فَإِنَّهَا صناعَة الكتمان رَأس مَالهَا والترفع والانجماع عَن النَّاس سر جمَالهَا والوصايا كَثِيرَة وتقوى الله تَعَالَى ملاك مَا يُؤمر بِهِ وتناط الْوَصَايَا الحسان بِسَبَبِهِ فلينسج مِنْهَا على خير منوال وليجر فِيهَا على خير أسلوب فَإِن من عدمهَا مَاله من وَال والخط الْكَرِيم أَعْلَاهُ حجَّة بِمُقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (أَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر) ابْن عبد الْخَالِق بن خَلِيل

نور الدين بن الصائغ قاضي حلب محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر

ابْن مقلد الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي بركَة الْوَقْت بدر الدّين أَبُو الْيُسْر ابْن قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين أبي المفاخر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي مدرس الدماغية والعمادية ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسمع كثيرا من أَبِيه وَابْن شَيبَان وَالْفَخْر عَليّ وَبنت مكي وعدة وَحضر ابْن عَلان وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن اليونيني وَسمع حضوراً من فَاطِمَة بنت عَسَاكِر وَحفظ التَّنْبِيه ولازم حَلقَة الشَّيْخ برهَان الدّين وولوه قَضَاء الْقُضَاة فاستعفى وصمم فاحترمه النَّاس وأحبوه لتواضعه وَدينه وعظمه تنكز نَائِب دمشق واعتقد فِيهِ وَحج غير مرّة وَتَوَلَّى خطابة الْقُدس مديدة ثمَّ تَركهَا وَلما كَانَ بالقدس طلبه المقادسة ودخلوا عَلَيْهِ بِسَمَاع الحَدِيث وَخَرجُوا بِهِ من هَذَا إِلَى طلب الشفاعات عِنْد نَاظر الْحَرَمَيْنِ فشفع لَهُم وَأكْثر من الشفاعات فاستثقله النَّاظر وشكا فِي الْبَاطِن لنائب دمشق وَقَالَ هَذَا يدْخل روحه فِي غير الخطابة وَيتَكَلَّم فِي الْولَايَة والعزل فنقص قدره عِنْده وَكَانَ مقتصداً فِي لِبَاسه وأموره ودرس وَهُوَ أَمْرَد ثمَّ زار الْقُدس فتعلل هُنَاكَ وَنقل إِلَى دمشق وَمَات بهَا يَوْم الْجُمُعَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه بسفح قاسيون وشيعه الْخَلَائق وَحمل على الرؤوس وَكَانَت وَفَاته بعد القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي بِليَال يسيرَة وَهُوَ ابْن عَم قَاضِي الْقُضَاة نور الدّين بن الصَّائِغ قَاضِي حلب 3 - (نور الدّين بن الصَّائِغ قَاضِي حلب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر) ابْن عبد الْخَالِق بن خَلِيل بن مقلد القَاضِي نور الدّين بن الصَّائِغ قَاضِي قُضَاة حلب الشَّافِعِي كَانَ خيرا) سَاكِنا وقوراً سمع من أَحْمد بن هبة الله بن عَسَاكِر ولي قَضَاء العساكر بِالشَّام أَيَّام الفخري وَرَاح مَعَهم إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ عزل وَبَقِي على تدريس الدماغية إِلَى أَن تولى قَضَاء الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة بحلب عوضا عَن ابْن الخشاب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ومولده سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة وَتُوفِّي على قَضَاء حلب فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة (فصل الْألف وَمَا بعْدهَا فِي الْآبَاء) 3 - (أَبُو المظفر الْهَرَوِيّ مُحَمَّد بن آدم) ابْن كَمَال أَبُو المظفر الْهَرَوِيّ ذكره الْحَافِظ عبد الغافر الْفَارِسِي فِي السِّيَاق وَقَالَ مَاتَ بَغْتَة سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة وَدفن بمقبرة الْحُسَيْن بِقرب قبر أبي الْعَبَّاس السراج وَوَصفه فَقَالَ الاستاذ الْكَامِل الإِمَام فِي الْأَدَب والمعاني المبرز على أقرانه وعَلى من تقدمه من الْأَئِمَّة باستخراج الْمعَانِي وَشرح الأبيات والأمثال وغرائب التَّفْسِير بِحَيْثُ يضْرب بِهِ الْمثل وَمن تَأمل فَوَائده فِي كتاب شرح الحماسة وَشرح الْإِصْلَاح وَشرح أَمْثَال أبي عبيد وَشرح ديوَان أبي الطّيب وَغَيرهَا اعْترف لَهُ بِالْفَضْلِ والانفراد وتتلمذ للاستاذ أبي بكر الْخَوَارِزْمِيّ الطَّبَرِيّ وتفقه على القَاضِي أبي الْهَيْثَم ثمَّ جدد الْفِقْه على القَاضِي أبي الْعَلَاء صاعد وَكَانَ يقْعد للتدريس فِي النَّحْو وَشرح الدَّوَاوِين وَغير ذَلِك فَأَما الحَدِيث فَمَا أعلم أَنه نقل عَنهُ مِنْهُ شَيْء لاشتغاله بِمَا سواهُ لعدم السماع لَهُ

فصل الهمزة وما بعدها في الآباء

(فصل الْهمزَة وَمَا بعْدهَا فِي الْآبَاء) 3 - (أَبُو بكر الْمُسْتَمْلِي مُحَمَّد بن أبان) وَزِير الْبَلْخِي أَبُو بكر الْمُسْتَمْلِي كَانَ ثِقَة حَافِظًا مصنفاً مَشْهُورا حدث عَنهُ البُخَارِيّ وَغَيره أَصْحَاب الْكتب الصِّحَاح 3 - (مُحَمَّد بن أبان الْجعْفِيّ الْكُوفِي مُحَمَّد بن أبان بن صَالح) الْجعْفِيّ الْقرشِي الْكُوفِي ضعفه ابْن معِين وَقَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِي حفظه قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ من دعاة المرجئة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ كَذَا أورد الْعقيلِيّ فِي تَرْجَمَة هَذَا وَإِنَّمَا الَّذِي قَالَ فِيهِ أَحْمد هَذَا مُحَمَّد بن أبان الْجعْفِيّ يروي عَن أبي اسحاق وَحَمَّاد وَعبد الْعَزِيز بن رفيع توفّي سنة سبعين وَمِائَة 3 - (الإِمَام ابْن أبان الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن أبان سيد) ابْن أبان أَبُو عبد الله اللَّخْمِيّ الْقُرْطُبِيّ كَانَ عَارِفًا باللغة والغريب وَالنّسب وَالْأَخْبَار أَخذ عَن أبي عَليّ القالي وَكَانَ مكيناً عِنْد الْمُسْتَنْصر المغربي توفّي سنة أَربع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْكَاتِب الشَّاعِر مُحَمَّد بن أبان الْكَاتِب) يكنى أَبَا جَعْفَر أديب حسن البلاغة كَانَ يكْتب لنصر بن مَنْصُور بن بسام ثمَّ اتهمَ بالزندقة فحبس فِي بَغْدَاد ثمَّ أطلق لَهُ قصيدة يصف فِيهَا سامراء من شعره الطَّوِيل (إِذا أَنا لم أَصْبِر على الذَّنب من أَخ ... وَكنت أُجَازِيهِ فَأَيْنَ التَّفَاضُل) (إِذا مَا دهاني مفصل فقطعته ... بقيت وَمَا لي للنهوض مفاصل) (وَلَكِن أداويه فَإِن صَحَّ سرني ... وَإِن هُوَ أعيى كَانَ فِيهِ تحامل) توفّي الْمَذْكُور 3 - (مُحَمَّد بن أبي بن كَعْب) توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو أُميَّة الْحَافِظ مُحَمَّد بن ابراهيم) أَبُو أُميَّة الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الوَاسِطِيّ الْحَافِظ رَحل وطوف وصنف وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة 3 - (ابْن الْمَوَّاز الْمَالِكِي مُحَمَّد بن ابراهيم بن زِيَاد) ) الإِمَام أَبُو عبد الله الْمَوَّاز بِالْوَاو الْمُشَدّدَة وَالزَّاي الاسكندراني الْمَالِكِي صَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة لَهُ تصنيف حافل فِي الْفِقْه رَوَاهُ ابْن أبي مطر وَابْن مُبشر عَنهُ قدم دمشق صُحْبَة ابْن طولون وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب والمعرفة بتفريعه ودقائقه توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الإِمَام ابْن الْمُنْذر مُحَمَّد بن ابراهيم بن الْمُنْذر) الإِمَام أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه صَاحب التصانيف توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة بِمَكَّة قَالَ ابو اسحاق فِي كتاب الطَّبَقَات صنف فِي اخْتِلَاف الْعلمَاء كتبا لم يصنف مثلهَا وَاحْتَاجَ إِلَى كتبه الْمُوَافق والمخالف انْتهى وَمن

الفزاري المنجم محمد بن ابراهيم بن حبيب

كتبه الْمَشْهُورَة كتاب الْأَشْرَاف وَهُوَ كتاب كَبِير فِي اخْتِلَاف الْعلمَاء وَله الْمَبْسُوط وَهُوَ أكبر مِنْهُ فِي اخْتِلَاف الْعلمَاء وَله كتاب الْإِجْمَاع وَهُوَ صَغِير 3 - (الْفَزارِيّ المنجم مُحَمَّد بن ابراهيم بن حبيب) ابْن سُلَيْمَان بن سَمُرَة بن جُنْدُب الْفَزارِيّ الْكُوفِي كَانَ عَالما بِأَمْر النُّجُوم لَهُ قصيدة تقوم مقَام الزيجات وَهِي مزدوجة قَالَ المرزباني تدخل هِيَ وَشَرحهَا فِي عشرَة أجلاد أَولهَا الرجز (الْحَمد لله الْعلي الْأَعْظَم ... ذِي الْفضل وَالْمجد الْكَبِير الأكرم) (الْوَاحِد الْفَرد ... الْجواد الْمُنعم) (الْخَالِق السَّبع العلى طباقاً ... وَالشَّمْس يجلو ضوءها الأغساقا) (والبدر يملا ... نوره الآفاقا) (والفلك الدائر فِي الْمسير ... لأعظم الْخطب من الْأُمُور) (يسير فِي بَحر ... من البحور) (فِيهِ النُّجُوم كلهَا عوامل ... مِنْهَا مُقيم دهره وزائل) (فطالع مِنْهَا ... وَمِنْهَا آفل) قَالَ فِيهِ يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي أَرْبَعَة لم يدْرك مثلهم الْخَلِيل بن أَحْمد وَابْن المقفع وَأَبُو حنيفَة والفزاري 3 - (الْعلوِي الْخَارِج مُحَمَّد بن ابراهيم بن اسماعيل) ابْن ابراهيم الْمَعْرُوف بطباطبا ابْن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ كَانَ خَطِيبًا شَاعِرًا خرج فِي أَيَّام الْمَأْمُون بِالْكُوفَةِ وَلما عزم نصر بن شبيب على الْخُرُوج مَعَ مُحَمَّد الْمَذْكُور وَمن مَعَه من قيس غيلَان وَمن أطاعه من غَيرهم أنْشدهُ بعض بني عَمه ينهاه عَن ذَلِك مِنْهَا الْكَامِل) (يَا نصر لَا يذهب بِرَأْيِك عصبَة ... تبع الْغرُور خَفِيفَة أحلامها)

الطويل ألم تر أن الله أظهر دينه وصلت بنو العباس خلف بني علي فلما وصل الخبر بذلك جهز الحسن بن سهل إليه عسكرا فكسره أبو السرايا وهو الذي قام بأمر محمد بن ابراهيم وهو مقدم عسكره ثم جهزه إليه مرة أخرى فكبسه أبو السرايا ليلا وهو ينشد الزاجر

(فَأنْظر لنَفسك قبل سَاعَة زلَّة ... يبْقى عَلَيْك شنارها ولزامها) (لَا تعرضن لما يخَاف وباله ... إِن الْخلَافَة لَا يرام مرامها) فَاضْرب نصر عَن رَأْيه وَوجه إِلَى مُحَمَّد بِمَال كثير وَسلَاح وَقَالَ اسْتَعِنْ بِهَذَا واقلني فَلم يقبل وَقَالَ مُحَمَّد بن ابراهيم الطَّوِيل (سنغني بِحَمْد الله عَنْك بعصبة ... يهبون للداعي إِلَى مَنْهَج الْحق) (ظننا بك الْحسنى فقصرت دونهَا ... فَأَصْبَحت مذموماً وفاز ذَوُو الصدْق) (وَمَا كل شَيْء سَابق أَو مقصر ... يؤول بِهِ التَّحْصِيل إِلَّا إِلَى الْعرق) وَدخل الْكُوفَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وخطب النَّاس وَبَايَعُوهُ وَأَعْطَاهُمْ الْأمان فَقَالَ بعض شعراء الْكُوفَة فِيهِ 3 - (الطَّوِيل ألم تَرَ أَن الله أظهر دينه ... وصلت بَنو الْعَبَّاس خلف بني عَليّ) فَلَمَّا وصل الْخَبَر بذلك جهز الْحسن بن سهل إِلَيْهِ عسكراً فَكَسرهُ أَبُو السَّرَايَا وَهُوَ الَّذِي قَامَ بِأَمْر مُحَمَّد بن ابراهيم وَهُوَ مقدم عسكره ثمَّ جهزه إِلَيْهِ مرّة أُخْرَى فكبسه أَبُو السَّرَايَا لَيْلًا وَهُوَ ينشد الزاجر (وَجْهي رُمْحِي والحسام حصني ... وَالرمْح ينبي بالضمير عني) وَالْيَوْم يَبْدُو مَا أَقُول مني وَمضى ذَلِك الْعَسْكَر الَّذِي نفذ إِلَيْهِ مَا بَين قَتِيل وغريق وَقتل مقدمه ثمَّ رَجَعَ أَبُو السَّرَايَا إِلَى الْكُوفَة ظافراً غانماً فَوجدَ مُحَمَّد بن ابراهيم شَدِيد الْمَرَض فَقَالَ لَهُ أَبُو السَّرَايَا أوصني يَا ابْن رَسُول الله فَقَالَ مُحَمَّد الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله الطيبين أوصيك بتقوى الله فَإِنَّهَا أحصن جنَّة وأمتع عصمَة وَالصَّبْر فَإِنَّهُ أفضل مفزع وَأحمد معول وَأَن تستتم الْغَضَب لِرَبِّك وتدوم على منع دينك وتحسن صُحْبَة من اسْتَجَابَ لَك وتعدل بهم عَن المزالق وَلَا تقدم أَقْدَام متهور وَلَا تضجع تضجيع متهاون وأكفف عَن الْإِسْرَاف فِي الدِّمَاء مَا لم يوهن ذَلِك مِنْك دينا أَو يصدك عَن صَوَاب وأرفق بالضعفاء وأياك والعجلة فَإِن مَعهَا الهلكة وَأعلم أَن نَفسك مَوْصُولَة بدماء آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودمك مختلط بدمائهم فَإِن سلمُوا سلمت وَإِن هَلَكُوا هَلَكت فَكُن على أَن يسلمُوا أحرص مِنْك على أَن يعطبوا وَوقر كَبِيرهمْ وبر صَغِيرهمْ وَأَقْبل رَأْي عالمهم وَاحْتمل إِن كَانَت هفوة) من جاهلهم يرع الله حَقك واحفظ قرابتهم يحسن الله نصرك وول النَّاس الْخيرَة لأَنْفُسِهِمْ فِي من يقوم مقَامي لَهُم من آل

محمد بن ابراهيم بن صدران

عَليّ فَإِن اخْتلفُوا فَالْأَمْر إِلَى عَليّ بن عبيد الله فَإِنِّي قد بلوت دينه ورضيت طَرِيقه فأرضوا بِهِ وأحسنوا طَاعَته تحمدوا رَأْيه وبأسه ثمَّ مَاتَ فدفنه لَيْلًا فرثاه أَبُو السَّرَايَا بِأَبْيَات مِنْهَا الْبَسِيط (عَاشَ الحميد فَلَمَّا أَن قضى وَمضى ... كَانَ الفقيد فَمن ذَا بعده الْخلف) وَمن شعر مُحَمَّد بن ابراهيم أَيْضا الطَّوِيل (وَكنت على جد من أَمْرِي فزادني ... إِلَى الْجد جدا مَا رَأَيْت من الظُّلم) (أيذهب مَال الله فِي غير حَقه ... وَينزل أهل الْحق فِي جَائِر الحكم) (لعمرك مَا أبصرتها فسألتها ... وجاوزتها إِلَّا لأمضي فِي عزمي) (كفى عِبْرَة وَالله يقْضِي قَضَاءَهُ ... بهَا عظة من رَبنَا لِذَوي الْحلم) وَمِنْه الوافر (أينقض حَقنا فِي كل وَقت ... على قرب وَيَأْخُذهُ الْبعيد) (فيا لَيْت التَّقَرُّب كَانَ بعدا ... وَلم تجمع مناسبنا الجدود) 3 - (مُحَمَّد بن ابراهيم بن صدران) الْأَزْدِيّ السليمي بِفَتْح السِّين الْبَصْرِيّ الْمُؤَذّن روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ توفّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (مُحَمَّد بن ابراهيم بن دِينَار الْمدنِي توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة) 3 - (ابْن صندل مُحَمَّد بن ابراهيم بن دِينَار) يعرف بِابْن صندل قَالَ فِي يُوسُف بن عبد الْعَزِيز بن الْمَاجشون الْبَسِيط (إِن كنت تطلب علما نَافِعًا وَهدى ... فأقصد ليوسف ثمَّ أقصد الْحجَّاج) (والرافعي فَخذ عَنهُ فَإِن لَهُ ... عقلا أصيلا وتصحيحا بإبهاج) (لَا تعدلن بهم ذَا فطنة أبدا ... قَاضِي الْقُضَاة وَلَا نوح بن دراج) 3 - (الباخرزي مُحَمَّد بن ابراهيم) أَبُو مَنْصُور الباخرزي من أهل خُرَاسَان نزل بَغْدَاد كَانَ يتشيع وَعمي آخر عمره وَكَانَ يهاجي مِثْقَالا الوَاسِطِيّ قَالَ الباخرزي الْكَامِل (صبَّتْ على مصائب لَو أَنَّهَا ... صبَّتْ على الْأَيَّام عدن لياليا) ) وَقَالَ فِي مِثْقَال مرفل الْكَامِل (فِي بَيت مِثْقَال يكون ذُو وَالزِّنَا وذوو اللواط) (يعلونه وعجوزه ... وَيرى بِذَاكَ أَخا اغتباط) 3 - (مُحَمَّد بن ابراهيم الْمصْرِيّ) وَيعرف بِابْن الْخُرَاسَانِي كَانَ كيساً كثير النادرة لَهُ مَعَ الْحُسَيْن الْجمل الْمصْرِيّ مداعبات وَهُوَ الْقَائِل المتقارب (بَكَيْت وَمَا خلتني باكياً ... على رسم دَار وَلَا فِي طلل)

محمد بن ابراهيم التيمي المدني الفقيه

(وَلَكِن بُكَائِي من حَادث ... تورط فِيهِ حُسَيْن الْجمل) (فَمن للقيادة من بعده ... لقد كَانَ نَارا بهَا تشتعل) (وَمن للواط وَمن للزِّنَا ... وَمَا حرم الله لَا مَا أحل مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ المدمني) 3 - (مُحَمَّد بن ابراهيم التَّيْمِيّ الْمدنِي الْفَقِيه) كَانَ جده الْحَرْث بن صَخْر من الْمُهَاجِرين وَهُوَ ابْن عَم أبي بكر الصّديق روى عَن أُسَامَة بن زيد وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَجَابِر بن عبد الله وعلقمة بن وَقاص وَعِيسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله وَطَائِفَة من قدماء التَّابِعين وَرَأى سعد بن أبي وَقاص وَغَيره وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء الثِّقَات وَكَانَ عريف بني تيم وَقد روى لَهُ أَصْحَاب الْكتب الصِّحَاح السِّتَّة توفّي سنة عشْرين وَمِائَة 3 - (الْأَمِير مُحَمَّد بن الإِمَام إِبْرَاهِيم مُحَمَّد بن ابراهيم) الْأَمِير مُحَمَّد ابْن الإِمَام إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس ولي دمشق للمهدي والرشيد وَولي مَكَّة والموسم وَكَانَ كَبِير الْقدر مُعظما وَهُوَ صَاحب أكْرمُوا الشُّهُود توفّي بِبَغْدَاد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة أسْند عَن عَمه الْمَنْصُور وجعفر بن مُحَمَّد بن عَليّ وَغَيرهمَا 3 - (ابْن ابراهيم الْمدنِي صَاحب مَالك مُحَمَّد بن ابراهيم بن دِينَار) الْمدنِي مولى جُهَيْنَة الْفَقِيه صَاحب الإِمَام مَالك رَضِي الله عَنهُ توفّي سنة تسعين وَمِائَة 3 - (ابْن عَبدُوس صَاحب سَحْنُون مُحَمَّد بن ابراهيم بن عَبدُوس) الْقرشِي مَوْلَاهُم المغربي الْفَقِيه الْمَالِكِي صَاحب سَحْنُون كَانَ إِمَامًا كَبِيرا مَشْهُورا زاهداً عابداً مجاب الدعْوَة توفّي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (البوشنجي الْكَبِير الْمَالِكِي مُحَمَّد بن ابراهيم بن سعيد) الإِمَام الْكَبِير البوشنجي الْعَبْدي الْفَقِيه الْمَالِكِي شيخ أهل الحَدِيث فِي زَمَانه بنيسابور رَحل وطوف) وصنف وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَكَلَام الْعَرَب توفّي غرَّة الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ إِمَام الْأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَة 3 - (ابْن ابراهيم مُحدث دمشق مُحَمَّد بن ابراهيم بن عبد الرَّحْمَن) ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان الْقرشِي الدِّمَشْقِي أَبُو عبد الله مُحدث دمشق فِي وقته قَالَ عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي كَانَ ثِقَة مَأْمُونا جواداً توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (خَازِن كتب الصاحب الْمسند مُحَمَّد بن ابراهيم بن عَليّ) ابْن عَاصِم بن زَاذَان أَبُو بكر المقريء الْحَافِظ مُسْند أَصْبَهَان طوف الشَّام ومصر وَالْعراق وَسمع فِي قريب خمسين مَدِينَة قَالَ ابْن مرْدَوَيْه هُوَ ثِقَة مَأْمُون صَاحب أصُول وَكَانَ خَازِن كتب الصاحب ابْن عباد توفّي سنة إِحْدَى

ابن المشكيالي محمد بن ابراهيم بن اسماعيل

وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن المشكيالي مُحَمَّد بن ابراهيم بن اسماعيل) ابْن يحيى أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي الطليطلي وَيعرف بِابْن المشكيالي من كبار المسندين بالأندلس توفّي سنة أَربع مائَة 3 - (اليزدي مُسْند أَصْبَهَان مُحَمَّد بن ابراهيم بن جَعْفَر) أَبُو عبد الله اليزدي الْجِرْجَانِيّ مُسْند أَصْبَهَان فِي وقته وَهُوَ صَدُوق مَقْبُول توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن شقّ اللَّيْل مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُوسَى) ابْن عبد السَّلَام أَبُو عبد الله ابْن شقّ اللَّيْل الْأنْصَارِيّ الطليطلي كَانَ فَقِيها عَارِفًا بِمذهب مَالك حَافِظًا يعرف الرِّجَال والعلل مليح الْخط جيد الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون لغوياً نحوياً حسن الْفَضِيلَة كثير التصانيف وَله شعر توفّي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (الْحَافِظ مربع الْأنمَاطِي مُحَمَّد بن ابراهيم) أَبُو جَعْفَر الْأنمَاطِي وَيعرف بمربع أحد الحافظين قَالَ حضرت عِنْد الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فَذكر حَدِيثا فَقلت أتأدن لي أَن أكتب من محبرتك قَالَ يَا هَذَا هَذَا ورع مظلم اكْتُبْ أسْند الْأنمَاطِي عَن أبي حُذَيْفَة النَّهْدِيّ وَغَيره وروى عَنهُ الْمحَامِلِي وَغَيره وَكَانَ ثِقَة توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو حَمْزَة الصُّوفِي الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن ابراهيم أَبُو حَمْزَة) الصُّوفِي الْبَغْدَادِيّ استاذ البغداديين قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة هُوَ أول من تكلم بِبَغْدَاد فِي هَذَا) الْمَذْهَب من صفاء الذّكر وَجمع الْهم والمحبة والشوق والقرب والأنس لم يسْبقهُ إِلَى الْكَلَام بِهَذَا على رُؤُوس المنابر بِبَغْدَاد أحد وَمَا زَالَ مَقْبُولًا حسن الْمنزلَة عِنْد النَّاس إِلَى أَن توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن بِبَاب الْكُوفَة فِي بَغْدَاد وَكَانَ عَالما بالقراءات جَالس الإِمَام أَحْمد وَكَانَ إِذا جرى فِي مجْلِس أَحْمد شَيْء من كَلَام الْقَوْم يلْتَفت إِلَى أبي حَمْزَة وَيَقُول مَا تَقول فِي هَذِه الْمَسْأَلَة يَا صوفي وَصَحب سريا والجنيد وحسنا المسوحي وَغَيرهم وَقدم مَكَّة وَالْمَدينَة وَتكلم بهما مرَارًا وَمن كَلَامه من رزق ثَلَاثَة أَشْيَاء نجا من الْآفَات بطن جَائِع مَعَ قلب قَانِع وفقر دَائِم مَعَ زهد حَاضر وصبر كَامِل مَعَ ذكر دَائِم وَسُئِلَ عَن الْأنس فَقَالَ ضيق الصَّدْر من معاشرة الْخلق سمع إنْسَانا يلوم آخر على اظهار وجده وَغَلَبَة الْحَال عَلَيْهِ فِي مجْلِس بعض الأضداد فَقَالَ يَا أخي الوجد الْغَالِب يسْقط التَّمْيِيز وَيجْعَل الْأَمَاكِن كلهَا مَكَانا وَاحِدًا والأعيان عينا وَاحِدَة وَمَا أحسن قَول الْقَائِل هما لِابْنِ الرُّومِي الْكَامِل

ابن قحطبة البغدادي المؤدب محمد بن ابراهيم بن قحطبة

(فدع الْمَلَامَة للمحب فَإِنَّهَا ... بئس الدَّوَاء لموجع مقلاق) (لَا تطفئن جوى بلوم إِنَّه ... كَالرِّيحِ تغري النَّار بالإحراق) وَخرج جمَاعَة من بَغْدَاد يَسْتَقْبِلُونَهُ عِنْد قدومه من مَكَّة فَإِذا بِهِ قد شحب لَونه فَقيل لَهُ يَا سَيِّدي هَل تَتَغَيَّر الْأَسْرَار بِتَغَيُّر الصِّفَات قَالَ معَاذ الله إِن تَتَغَيَّر لَو تَغَيَّرت لهلك الْعَالم وَلكنه سَاكن الْأَسْرَار فحملها وَأعْرض عَن الصِّفَات فلاشاها ثمَّ أنْشد مجزوء الرجز (كَمَا ترى صيرني ... قطع قفار الدمن) (شردني عَن وطني ... كأنني لم أكن) (إِذا تغيبت بدا ... وَإِن بدا غيبني) (يَقُول لَا تشهد مَا ... تشهد أَو تشهدني) 3 - (ابْن قَحْطَبَةَ الْبَغْدَادِيّ الْمُؤَدب مُحَمَّد بن ابراهيم بن قَحْطَبَةَ) الْبَغْدَادِيّ الْمُؤَدب بِالْبَاء قَالَ ابْن أبي حَاتِم صَدُوق توفّي فِي عشر السِّتين وَالْمِائَة 3 - (مُحَمَّد ابْن شاهين الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن ابراهيم بن حَفْص) ابْن شاهين أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير وَحدث عَن يُوسُف بن مُوسَى الْقطَّان وَغَيره وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره كَانَ ثِقَة خرج من الْحمام فِي رَمَضَان وَهُوَ فِي عَافِيَة فَمَاتَ فجاءة سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن عبد ربه الْهُذلِيّ مُحَمَّد بن ابراهيم بن عبد ربه) ) أَبُو عبد الله الْهُذلِيّ من ولد عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ نيسابوري رَحل فِي طلب الْعلم وصنف الْكتب وَكَانَ فَاضلا خرج حَاجا فأصابته جِرَاحَة فِي نوبَة القرمطي فَرد إِلَى الْكُوفَة وَمَات بهَا حدث عَن أبي الْحسن بن جوصا وَغَيره وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة كَانَ ثِقَة 3 - (أَبُو عَمْرو الزجاجي النَّيْسَابُورِي مُحَمَّد بن ابراهيم بن يُوسُف) أَبُو عَمْرو الزجاجي النَّيْسَابُورِي أحد الْمَشَايِخ فِي وقته صحب الْجُنَيْد وَالثَّوْري والخواص وَغَيرهم جاور بِمَكَّة وَصَارَ شيخ الْحرم وَحج سبعين حجَّة وَلم يبل وَلم يتغوط فِي الْحرم أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ يخرج إِلَى الْحل فَيَقْضِي حَاجته ثمَّ يرجع وَكَانَ يجْتَمع الْكِنَانِي والنهرجوري والمرتعش وَغَيرهم فِي حلقته وَهِي صدر الْجَمِيع فَإِن اخْتلفُوا فِي شَيْء رجعُوا إِلَى قَوْله وَهُوَ المنظور إِلَيْهِ توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو بكر الصَّالح الزَّاهِد مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد) أَبُو بكر كَانَ مُقيما بأصبهان وَكَانَ صَالحا زاهداً يحجّ مَاشِيا من أَصْبَهَان إِلَى مَكَّة كثيرا كَانَ ثِقَة توفّي بهمذان سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة

الجرباذقاني الصالح ابن محمد دادا محمد بن ابراهيم بن الحسين

3 - (الجرباذقاني الصَّالح ابْن مُحَمَّد دادا مُحَمَّد بن ابراهيم بن الْحُسَيْن) أَبُو جَعْفَر الجرباذقاني قَرْيَة من عمل أَصْبَهَان انْقَطع إِلَى الْعلم وَالْعِبَادَة وَأقَام بأصبهان وبغداد وَصَحب أَبَا الْفضل ابْن نَاصِر حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَخمْس مائَة وَدفن بالشونيزية وَقيل سنة تسع وَأَرْبَعين وَمن شعره الطَّوِيل (أيا لَيْت أَسبَاب المنايا أراحت ... فَإِنِّي أرى فِي الْمَوْت أروح رَاحَة) (وَمَوْت الْفَتى خير لَهُ من حَيَاته ... إِذا ظَهرت أَعْلَام سوء ولاحت) 3 - (ابْن الكيراني الواعظي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن ابراهيم بن ثَابت) ابْن ابراهيم بن فَرح الْكِنَانِي المقريء الْوَاعِظ الأديب الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالكيزاني نِسْبَة إِلَى عمل الْكوز قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ زاهداً ورعا وبمصر طَائِفَة ينسبون إِلَيْهِ ويعتقدون مقَالَته وَله ديوَان شعر مَشْهُور أَكْثَره فِي الزّهْد وَلم أَقف عَلَيْهِ وَسمعت لَهُ بَيْتا وَاحِدًا أعجبني وَهُوَ الْخَفِيف (وَإِذا لَاق بالمحب غرام ... فَكَذَا الْوَصْل بالحبيب يَلِيق) وَقَالَ صَاحب الْمرْآة كَانَ يَقُول أَفعَال الْعباد قديمَة وَلما توفّي سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة دفن عِنْد الشَّافِعِي) رَحمَه الله بالقرافة فَبعث عَلَيْهِ الخيوشاني ونبشه فِي أَيَّام صَلَاح الدّين وَأخرجه وَدفن فِي مَكَان آخر قَالَ ابْن خلكان نقل إِلَى سفح المقطم بِقرب الْحَوْض الْمَعْرُوف بِأم مودود وقبره هُنَاكَ مَشْهُور وَقَالَ صَاحب الْمرْآة وَكَانَ زاهداً قنوعاً من الدُّنْيَا باليسير فصيحا وَمن شعره مجزوء الْكَامِل (اصرفوا عني طبيبي ... ودعوني وحبيبي) (عللوا قلبِي بذكرا هـ فقد زَاد لهيبي) (طَابَ هتكي فِي هَوَاهُ ... بَين واش ورقيب) (لَا أُبَالِي بِفَوَات النَّفس مَا دَامَ نَصِيبي) وَقَالَ مجزوء الرمل (لَيْسَ من لَام وَإِن أط نب فِيهِ بمصيب) (جَسَدِي رَاض بسقمي ... وجفوني بنحيبي) وَقَالَ الْكَامِل (يَا من يتيه على الزَّمَان بحسنه ... أعطف على الصب المشوق التائه) (أضحى يخَاف على احتراق فُؤَاده ... أسفا لِأَنَّك مِنْهُ فِي سودائه) قلت وَهَذَا معنى مَشْهُور أشبه شَيْء بقول الأرجاني الْكَامِل (يَرْمِي فُؤَادِي وَهُوَ فِي سودائه ... أتراه لَا يخْشَى على حوبائه) وَقَول الآخر الْكَامِل

(يَا محرقاً بالشمع وَجه محبه ... رفقا فَإِن مدامعي تطفيه) (حرق بهذي النَّار كل جوارحي ... وَاحْذَرْ على قلبِي فَإنَّك فِيهِ) وَقَول الأرجاني وَهُوَ مليح الوافر (وَلَا تسب الْقُلُوب وَأَنت فِيهَا ... فأخشى أَن تكون من السبايا) وَقَول وَمن شعر ابْن الكيزاني أَيْضا الطَّوِيل (أسكان هَذَا الْحَيّ من آل مَالك ... مسالمة مَا بَيْننَا وَجَمِيل) (ألم تعدونا أَن تزوروا وتكرموا ... فَمَا بَال ميعاد الْوِصَال يطول) (وحلتم عَن الْوَعْد الْجَمِيل ملالة ... وَأَنْتُم على نقض العهود نزُول) (وَإِنَّا لنستبقي الْمَوَدَّة والهوى ... شَهِيد لنا أَن لَيْسَ عَنهُ نزُول) ) (وَمَا مِنْكُم بُد على كل حَالَة ... وَإِن كَانَ مِنْكُم هَاجر وملول) (دواعي الْهوى محتومة فاصطبر لَهَا ... وَإِن جَار بَين أَو جفاك خَلِيل) وَمن شعر ابْن الكيزاني السَّرِيع (شريفنا يمْضِي ومشروفنا ... وَإِنَّمَا يفتقد الْخَيْر) (كالجو لَا يعْدم إظلامه ... إِلَّا إِذا مَا عدم النير) وَمِنْه الْخَفِيف (أسعد النَّاس من يكاتم سره ... وَيرى بذله عَلَيْهِ معره) (إِنَّمَا يعرف اللبيب إِذا مَا ... حفظ السِّرّ عَن أَخِيه فسره) (إِن يجد مرّة حلاوة شكواه سيلقى ندامة ألف مره) وَمِنْه الطَّوِيل (أتزعم ليلى أنني لَا أحبها ... وَإِنِّي لما أَلْقَاهُ غير حمول) (فَلَا ووقوفي بَين ألوية الْهوى ... وعصيان قلبِي للهوى وعذولي) (لَو انتظمتني أسْهم الهجر كلهَا ... لَكُنْت على الْأَيَّام غير ملول) (وَلست أُبَالِي إِذا تعلّقت حبها ... أفاضت دموعي أم أضرّ نحولي)

محمد بن ابراهيم بن محمد ابن يحيى بن سختويه بن عبد الله المحدث المزكي أبو اسحاق

وَمِنْه مجزوء الْخَفِيف (أَي صَبر تركْتُم لي لما رحلتم ... فلي فؤاد متيم سَائِر حَيْثُ سِرْتُمْ) (ثَابت تَحت حبكم جرتم أَو عدلتم ... فَبِحَق الْهوى المبرح إِلَّا رحمتم) أَنا فِي كل حَالَة عبدكم إِن رَضِيتُمْ وَمِنْه الْكَامِل (يَا دَار هَل تجدين وجد الشاكي ... أَو تعطفين على بكاء الباكي) (لَا تنكري سقمي فَمَا حكم البلى ... فِي مهجتي إِلَّا لأجل بلاك) (أَصبَحت داثرة الجناب وطالما ... طَابَ الْهوى وغنيت فِي مغناك) (أمحل أطرابي بعيشك غادري ... لولاك مَا كَانَ الجوى لولاك) (مَا قصرت نوحًا حمامات الْحمى ... مذ غَابَ عَن قمريها قمراك) وَمِنْه الْكَامِل) (وَالله لَوْلَا أَن ذكرك مؤنسي ... مَا كَانَ عيشي بِالْحَيَاةِ يطيب) (وَلَئِن بَكت عَيْني عَلَيْك صبَابَة ... فَلِكُل جارحة عَلَيْك نحيب) (أتظن أَن الْبعد حل مودتي ... أَن بَان شخصك فالخيال قريب) (كَيفَ السلو وَقد تمكن فِي الحشا ... وجد على مَا فِي الْفُؤَاد رَقِيب) (وَإِلَيْك قد رَحل الْهوى بحشاشتي ... والسقم مُشْتَمل وَأَنت طَبِيب) 3 - (مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُحَمَّد ابْن يحيى بن سختويه بن عبد الله الْمُحدث الْمُزَكي أَبُو اسحاق) النَّيْسَابُورِي أحد الْأُخوة الْخَمْسَة وأصغرهم حدث عَن وَالِده وَغَيره وَكَانَ صَحِيح السماع توفّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو عبد الله المقريء الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُحَمَّد) أَبُو عبد الله المقريء الْبَغْدَادِيّ أَقَامَ بِمَكَّة وَحدث بهَا وَكَانَ دينا زاهداً من أهل الْقُرْآن والْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْخلاف والنحو روى عَن جمَاعَة كَأبي عَليّ على بن أَحْمد بن عَليّ التسترِي الْبَصْرِيّ وَأبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشمخاني وَأبي اسحاق ابْن عَليّ الطَّبَرِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد البرقي وَأبي الْقَاسِم مَيْمُون ابْن عَليّ الْمَيْمُونِيّ وابراهيم بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ وروى عَنهُ أَبُو المظفر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ قَاضِي مَكَّة توفّي بِالْكُوفَةِ منصرفاً من الْحَج سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن خيرة مُحَمَّد بن ابراهيم بن خيرة) أَبُو الْقَاسِم بن المراعيني الاشبيلي كَانَ من أَعْيَان اشبيلية سما بفضله وارتقى إِلَى أَن كتب عَن ملك اشبيلية السَّيِّد بن حَفْص صنف فِي الْأَدَب كتاب ريحَان الْأَلْبَاب وريعان الشَّبَاب فِي مَرَاتِب الْآدَاب وَهُوَ كتاب حسن فِي الْأَدَب

ابن هانئ المغربي محمد بن ابراهيم بن هانيء

ملكته فِي مجلدين كبار وَهُوَ كتاب ممتع وَأورد لَهُ ابْن الإِمَام من الشّعْر قَوْله الْكَامِل (رعياً لمنزلنا الخصيب وظله ... وَسَقَى الثرى النجدي سح ربابه) واهاً على ذَاك الزَّمَان وطيبه (واهاً على ساداته لَا أَدعِي ... كلفاً بزينبه وَلَا بربابه) وَمن شعره أَيْضا الْبَسِيط) (يَا من لَهُ منطق كالدر فِي نسق ... يزهي بِهِ الحبر فِي وشى من الحبر) (ويشرق الطرس ممشوقاً بأسطره ... كَأَنَّمَا هُوَ مُشْتَقّ من الْحور) وَمِنْه أَيْضا المتقارب (لَك الأنمل السبط أقلامها ... تغص بِخمْس على سادس) (فطورا تخط بقرطاسها ... وطورا تقط طلى الْفَارِس) (فريحان خطك روض المنى ... تعلق من خوطه المائس) 3 - (ابْن هَانِئ المغربي مُحَمَّد بن ابراهيم بن هَانِيء) أَبُو الْقَاسِم وَأَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ الأندلسي الشَّاعِر الْمَشْهُور قيل أَنه من ولد يزِيد بن حَاتِم بن قبيصَة بن الْمُهلب بن أبي صفرَة وَقيل من ولد أَخِيه روح وَكَانَ أَبوهُ شَاعِرًا من قَرْيَة من قرى المهدية انْتقل إِلَى الأندلس فولد لَهُ مُحَمَّد الْمَذْكُور باشبيلية وَنَشَأ بهَا وَحصل حظاً وافراً من الْأَدَب وتمهر فِي النّظم واتصل بِصَاحِب اشبيلية وحظى عِنْده وَكَانَ منهمكاً على اللَّذَّات مُتَّهمًا بِمذهب الفلاسفة فنقم عَلَيْهِ وعَلى الْملك أَيْضا أهل اشبيلية فَأَشَارَ عَلَيْهِ بالغيبة فانفصل عَنْهَا وعمره يَوْمئِذٍ سبع وَعِشْرُونَ سنة فلقي جَوْهَر الْقَائِد فامتدحه وَتوجه إِلَى المسيلة ونمى خَبره إِلَى تَمِيم بن الْمعز فَطَلَبه فَجَاءَهُ وأكرمه وَبَالغ فِي الْأَنْعَام عَلَيْهِ وَتوجه الْمعز إِلَى الديار المصرية فشيعه ابْن هَانِيء وَرجع إِلَى الْمغرب لأخذ عِيَاله والالتحاق بِهِ فَلَمَّا وصل إِلَى برقة أَضَافَهُ شخص من أَهلهَا فَأَقَامَ عِنْده أَيَّامًا فَقيل أَنهم عربدوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَقيل بل خرج من عِنْدهم سكراناً فَنَامَ فِي الطَّرِيق فَأصْبح مَيتا وَلم يعلم سَبَب مَوته وَكَانَ مَوته سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة كَذَا قَيده ابْن خلكان وَقَالَ صَاحب الْمرْآة سنة خمس وَسِتِّينَ وَلما بلغت الْمعز وَفَاته تأسف عَلَيْهِ وَقَالَ هَذَا الرجل كُنَّا نرجو أَن نفاخر بِهِ شعراء الْمشرق فَلم يقدر لنا قَالَ ابْن خلكان وَلَيْسَ فِي المغاربة من هُوَ فِي طبقته لَا من متقدميهم وَلَا من متأخريهم بل هُوَ أشعرهم على الْإِطْلَاق وَهُوَ عِنْدهم كالمتنبي فِي المشارقة وَكَانَا متعاصرين قلت أما أَبُو الْعَلَاء المعري فَكَانَ يَقُول عَن شعره هُوَ بعر مفضض وَإِذا سَمعه يَقُول رحى تطحن قروناً وَهَذَا من التعصب المفرط لِأَن شعره يرشف خندريساً ويكسف من أشعار غَيره شموساً وَمن شعره القصيدة الفائية الَّتِي أَولهَا (الطَّوِيل أليلتنا إِذْ أرْسلت وارداً وحفا ... وبتنا نرى الجوزاء فِي أذنها شنفا)

(وَبَات لنا سَاق يُدِير مدامة ... بشمعة صبح لَا تقط وَلَا تطفا) مِنْهَا بعد تَشْبِيه كثير فِي النُّجُوم الطَّوِيل) (كَانَ سهاها عاشق بَين عود ... فآونة يَبْدُو وآونة يخفى) عَارضه فِي هَذِه القصيدة جمَاعَة ونسجوا على منواله وَلم يَتَمَسَّكُوا فِي الْحسن بأذياله مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الخفاجي من قصيدته الْمَشْهُورَة الطَّوِيل (كَانَ السهى انسان عينٍ غريقةً ... من الدمع يَبْدُو كلما ذرفت ذرفا) أَنْشدني الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين مَحْمُود لنَفسِهِ اجازة الطَّوِيل (كَانَ السهى صب سَهَا نَحْو أَلفه ... يُرَاعِي اللَّيَالِي جفْنه لَا ينامها) وأنشدني بعض أهل الْعَصْر لنَفسِهِ الطَّوِيل (كَانَ السهى كشاف حَرْب لَدَى الوغى ... فَفِي كره يَبْدُو وَفِي فره يخفى) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الْغَزِّي الْقَدِيم الطَّوِيل (كَأَن السهى جسمي فَلَيْسَ بشاهدٍ ... وَلَا غائبٍ من شدَّة السقم البرح) وَقَالَ ابْن حمديس الطَّوِيل (كَانَ السهى مضنى أَتَاهُ بنعشه ... بنوه وظنوا أَن ميتَته حتم) وَكلهمْ مَا أصَاب شاكلة الرمى غَيره وَمن شعره أَيْضا القصيدة الْمَشْهُورَة أَولهَا الْكَامِل (فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر ... وأمدكم فلق الصَّباح المسفر) (وجنيتم ثَمَر الوقائع يانعاً ... بالنصر من ورق الْحَدِيد الْأَخْضَر) مِنْهَا الْكَامِل (لَا يَأْكُل السرحان شلو طعينهم ... مِمَّا عَلَيْهِ من القنا المتكسر) طعن بَعضهم فِي هَذَا وَقَالَ هُوَ بالذم أشبه مِنْهُ بالمدح لِأَنَّهُ وَصفهم أَنهم يَجْتَمعُونَ جمَاعَة على الْعَدو وتتكسر رماحهم عَلَيْهِ حَتَّى يقدروا عَلَيْهِ قلت وَيحْتَمل أَن يكون الْقَتِيل مِنْهُم أَي الطعين من الممدوحين فَلَا يَمُوت حَتَّى تتكسر عَلَيْهِ رماح أعاديهم وَهُوَ ظَاهر وَمن شعره القصيدة النونية الَّتِي مِنْهَا الْكَامِل (المشرقات كأنهن كواكب ... والناعمات كأنهن غصون) (بيض وَمَا ضحك الصَّباح وَإِنَّمَا ... بالمسك من غرر الحسان يخون) مِنْهَا الْكَامِل (أأعير لحظ الْعين بهجة منظر ... من بعدهمْ إِنِّي إِذا لخؤون)

أبو بكر العطار الحافظ محمد بن ابراهيم بن علي

) (لَا الجو جو مشرق وَإِن اكتسي ... زهرا وَلَا الرَّوْض الْمعِين معِين) مِنْهَا فِي الْخَيل الْكَامِل (عرفت بساعة سبقها لَا أَنَّهَا ... علقت بهَا يَوْم الرِّهَان عُيُون) (وَأجل علم الْبَرْق فِيهَا أَنَّهَا ... مرت بجانبتيه وَهِي ظنون) وَالْقَصِيدَة الفائية الْأُخْرَى الَّتِي مِنْهَا الْكَامِل (وَلَقَد هززت غصونها بثمارها ... وهصرتهن مهفهفاً فمهفهفاً) (فرددتها من راحتيه مرّة ... وشربتها من مقلتيه قرقفا) (مَا كَانَ أفتكني لَو اخترطت يَدي ... من ناظريك على رقيبك مرهفا) وَأخذ هَذَا الْمَعْنى نَاصح الدّين الأرجاني الْكَامِل (عجب الْخَلَائق من فؤاد فَتى ... أرسى بِحَيْثُ الأسهم المرق) (يلتذ مَا أصماه قَاتله ... وَبِه إِذا لم يرمه القلق) (أَشْجَع بقلبي حِين ترشقه ... لَو أَن صدغك فَوْقه حلق) وَقَوله الرمل (امسحوا عَن ناظري كحل السهاد ... وانفضوا عَن مضجعي شوك القتاد) (أَو خُذُوا مني مَا أبقيتموا ... لَا أحب الْجِسْم مسلوب الْفُؤَاد) مِنْهَا فِي وصف الدروع الرمل (كل رقراق الْحَوَاشِي فَوْقه ... كعيون من أفاع أَو جَراد) (فعلى الأجساد وَقد من سنا ... وعَلى الماذي صبغ من جساد) وَقَوله الْكَامِل (فتكات طرفك أم سيوف أَبِيك ... وكؤوس خمرك أم مراشف فِيك) (أجلاد مرهفه وفتك محاجر ... لَا أَنْت راحمة وَلَا أهلوك) مِنْهَا الْكَامِل (منعوك من سنة الْكرَى وسروا فَلَو عثروا بطيف طَارق ظنوك) (ودعوك نشوى مَا سقوك مدامة ... لما تمايل عطفك اتهموك) 3 - (أَبُو بكر الْعَطَّار الْحَافِظ مُحَمَّد بن ابراهيم بن عَليّ) ) ابْن ابراهيم أَبُو بكر الْعَطَّار الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ عَظِيم الشان بِبَلَدِهِ عَارِفًا بِالرِّجَالِ والمتون وَهُوَ إِمَام ثِقَة توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة

ابن غريب الحال محمد بن ابراهيم بن غريب الحال

3 - (ابْن غَرِيب الْحَال مُحَمَّد بن ابراهيم بن غَرِيب الْحَال) أَبُو بكر طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ فَسمع أَبَوي الْحُسَيْن أَحْمد بن عبد الله بن الْخضر السوسنجردي وَعلي بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَأَبا الْحسن عَليّ الحمامي وَحدث باليسير روى عَنهُ أَبُو عَليّ ابْن الْبناء فِي مشيخته وروى عَنهُ الْخَطِيب وَكتب عَنهُ أناشيد توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن زروقة مُحَمَّد بن ابراهيم بن خلف) اللَّخْمِيّ الأديب وَيعرف بِابْن زروقة قَالَ ابْن بشكوال كَانَ من أهل الْأَدَب معتنياً بِطَلَبِهِ قَدِيما مَشْهُورا فِيهِ مِمَّن يَقُول الشّعْر الْحسن لَهُ التأليفات فِي الْأَدَب وَالْأَخْبَار وَمن شُيُوخه أَبُو نصر النَّحْوِيّ وَابْن أبي الْحباب وَغَيرهمَا وَتُوفِّي فِي حُدُود سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَهُوَ ابْن سبع وَسِتِّينَ سنة وَمن شعره 3 - (أَبُو سعيد الْبَيْهَقِيّ مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد) الْبَيْهَقِيّ أَبُو سعيد قَالَ عبد الغافر رجل فَاضل متدين حسن الطَّرِيقَة حسن العقيدة صنف فِي اللُّغَة كتاب الْهِدَايَة كتاب الغنية وَسمع الحَدِيث من مَشَايِخ نيسابور كَالْإِمَامِ شيخ الْإِسْلَام الصَّابُونِي وَالْإِمَام نَاصِر الْمروزِي 3 - (مُحَمَّد بن ابراهيم الْأَسدي مُحَمَّد بن ابراهيم) أَبُو عبد الله الْأَسدي ولد بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة خمس مائَة سَافر إِلَى الْبِلَاد وَلَقي الْعلمَاء وخدم الْوَزير أَبَا الْقَاسِم المغربي وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب هُوَ من أهل مَكَّة لَقِي أَبَا الْحسن التهامي فِي صباه مولده بِمَكَّة ومنشؤه بالحجاز وَتوجه إِلَى الْعرَاق ثمَّ ورد خُرَاسَان وَعمر إِلَى أَن بلغ حد الْمِائَة وَلَقي الْقرن بعد الْقرن والفئة بعد الفئة وَتُوفِّي بغزنة وَمن شعره الطَّوِيل (كفى حزنا أَنِّي خدمتك بُرْهَة ... وأنفقت فِي مدحيك شرخ شَبَابِي) (فَلم ير لي شكر بِغَيْر شكاية ... وَلم ير لي مدح بِغَيْر عتاب) قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ وَمن بديع شعره الْخَفِيف) (قَالَ ثقلت إِذْ أتيت مرَارًا ... قلت ثقلت كاهلي بالأيادي) (قَالَ طولت قلت لَا بل تطولت ... وأبرمت قلت حَبل الوداد) قلت وَهَذَا من أَنْوَاع البديع وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أَرْبَاب البلاغة القَوْل بِالْمُوجبِ وَله نَظَائِر كَثِيرَة مِنْهَا قَول الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل الطَّوِيل (وَبِي من قسا قلبا وَلِأَن معاطفا ... إِذا قلت أدناني يُضَاعف تبعيدي) (أقرّ برقٍ إِذْ أَقُول أَنا لَهُ ... وَكم قَالَهَا أَيْضا وَلَكِن لتهديدي) وَقَول محَاسِن الشواء الطَّوِيل (وَلما أَتَانِي العاذلون عدمتهم ... وَمَا فيهم إِلَّا للحمي قارض) (وَقد بهتُوا لما رأوني شاحباً ... وَقَالُوا بِهِ عين فَقلت وعارض) وَقَوْلِي أَنا الْكَامِل (وَلَقَد أتيت لصَاحب وَسَأَلته ... فِي قرض دِينَار لأمر كَانَا)

محمد الشرش محمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن

(فَأَجَابَنِي وَالله دَاري مَا حوت ... عينا فَقلت لَهُ وَلَا انساناً) 3 - (مُحَمَّد الشرش مُحَمَّد بن ابراهيم بن عبد الرَّحْمَن) ابْن مُحَمَّد أَبُو عبد الله التلمساني الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بالشرش بالشين الْمُعْجَمَة قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني ذكره أَبُو المظفر مَنْصُور بن سليم فِي تَارِيخ الاسكندرية وَقَالَ شيخ حسن من أهل الدّيانَة وَالْخَيْر والعفاف والصيانة سمع الحَدِيث بالمغرب وبمكة وبغيرهما وَسكن الاسكندرية وَحدث بهَا وَكَانَ ثِقَة صَالحا سُئِلَ عَن مولده فَقَالَ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بتلمسان توفّي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة بالاسكندرية وَدفن مَا بَين الميناوين وَكَانَ يَوْمًا مشهودا آخر الْجُزْء الأول من كتاب الوافي بالوفيات ويتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن عمر وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَأَصْحَابه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا

الجزء 2

(الْجُزْء الثَّانِي) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) 3 - (الْخَطِيب أصيل الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر آبو عَليّ أصيل الدّين الْعَوْفِيّ) الاسعردي المولد قدم دمشق وعزل الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام فَتَوَلّى خطابة الْجَامِع بِدِمَشْق ثمَّ عرل وَتَوَلَّى عماد الدّين خطيب بَيت الْآبَار ثمَّ تولى عماد الدّين عبد الْكَرِيم بن الجهاتي ثمَّ تولى أصيل الدّين الْمَذْكُور ثمَّ عزل فانتقل إِلَى الديار المصرية وَتَوَلَّى خطابة الْجَامِع الَّذِي عمره الصَّالح طلايع بن رزيك ظَاهر بَاب زويلة وَتَوَلَّى نِيَابَة الحكم عَن القَاضِي) بدر الدّين السنجاري وَبَقِي على الخطابة ونيابة الحكم إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وستمئة فِي بَيت الخطابة قبل الصَّلَاة وَقد لبس ثِيَاب الخطابة ليخرج إِلَى الصَّلَاة فَجَاءَهُ رَئِيس المؤذنين فَوَجَدَهُ لَابسهَا وَقد سجد وَهُوَ ميت فاحضروا وَلَده فَخَطب عوضه وَصلى بِالنَّاسِ وَكَانَت جنَازَته حفلة وَدفن بقرافة سَارِيَة وَكَانَ دينا متواضعا لطيفا حسن الْعبارَة وَالصَّوْت وَله مُشَاركَة فِي كثير من الْعُلُوم وَله ديوَان خطب وَغير ذَلِك من التصانيف وَله نظم كثير ونظم مَا اوصى بِوَضْعِهِ فِي كَفنه (إِذا مَا جَاءَ قوم فِي الميعاد ... بِصَوْم مَعَ صَلَاة واجتهاد) (ومعروف واحسان جزيل ... وَحج واعتمار مَعَ جِهَاد) (اتيت بحبكم يَا آل طه ... وَمَا أَعدَدْت من صدق الوداد) (فَذَاك ذخيرتي فِي يَوْم حشري ... وَحسن الظَّن من رب الْعباد) وَكَانَ أصيل الدّين الْمَذْكُور قد حضر مَعَ المظفر قطز إِلَى دمشق وَحضر وقْعَة عين جالود وخطب بِجَامِع دمشق مُدَّة مقَام المظفر بهَا فَلَمَّا توجه إِلَى مصر توجه مَعَه ذكره قطب الدّين اليونيني فِي ذيل الْمرْآة وَالله اعْلَم 3 - (الْحَكِيم شمس الدّين الكلى مُحَمَّد بن ابرهيم بن أبي المحاسن بن أرسلان شمس الدّين أَبُو) عبد الله الْحَكِيم الطَّبِيب الْكُلِّي لِأَنَّهُ كَانَ يحفظ كليات القانون كَانَ فَاضلا فِي الطِّبّ وَله مُشَاركَة فِي الادب والتاريخ اقام مُدَّة ببعلبك قَالَ قطب الدّين اليونيني كَانَ يلازم وَالِدي وَسكن فِي جواره وَسمع عَلَيْهِ ومولده بِدِمَشْق سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس ماية سمع الْكثير بِدِمَشْق من عبد الصَّمد الحرستاني وَحدث وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَسبعين

عز الدين ابن شداد الحلبي محمد بن ابرهيم

وست ماية قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تأريخ الْأَطِبَّاء كَانَ وَالِده اندلسيا قدم دمشق وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي وَنَشَأ وَلَده الْمَذْكُور واشتغل على مهذب الدّين الدخوار وَكَانَ جيد الْفَهم غزير الْعلم لَا يخلى وقتا من الِاشْتِغَال حسن المحاضرة خدم الْملك الْأَشْرَاف ابْن الْعَادِل إِلَى حِين وَفَاته ثمَّ خدم بالبيمارستان النوري قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني وَكَانَ يعاني مُشْتَرِي المماليك الملاح بأوفر الآثمان وَعِنْده الْخُيُول والغلمان وَهُوَ كثير التجمل وَخلف عدَّة أَوْلَاد وَكَانَ بَعضهم بالرحبة وَقَالَ فِيهِ الْمُوفق الْحَكِيم الْمَعْرُوف بالورن لما تولى رياسة الطِّبّ) (رياسة الطِّبّ غَدا حكمهَا ... وكل جُزْء مِنْهُ للكلى) (كَأَنَّهُ قا آن فِي طبه ... يسقى شراب الْمَوْت بالمغلى) 3 - (عز الدّين ابْن شَدَّاد الْحلَبِي مُحَمَّد بن ابرهيم) وَقيل مُحَمَّد بن عَليّ بن ابرهيم بن شَدَّاد عز الدّين أَبُو عبد الله الْحلَبِي ولد بحلب سادس ذِي الْحجَّة سنة ثلث عشرَة وست ماية وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست ماية وَدفن من الْغَد بسفح المقطم كَانَ رَئِيسا حسن المحاضرة صنف تَارِيخا بحلب وسيره للْملك الظَّاهِر وَكَانَ من خَواص الْملك النَّاصِر وَترسل عَنهُ إِلَى هولاكو وَغَيره من الْمُلُوك واستوطن الديار المصرية بعد أَخذ التتار حلب وَكَانَت لَهُ مكانة عِنْد الْملك الظَّاهِر بيبرس وَالْملك الْمَنْصُور قلاوون وحرمته وافرة وَله توصل ومداخلة وَعِنْده بشر كثير ومسارعة إِلَى قَضَاء حوايج من يَقْصِدهُ التَّمِيمِي الكموني مُحَمَّد بن ابرهيم التَّمِيمِي الكموني ذكره ابْن رَشِيق فِي الانموذج فَقَالَ شَاعِر فصيح لفاظ حسن التَّقْسِيم جيد الترسيم جزل الشّعْر ظَاهر البلاغة عَالم بأسرار الْكَلَام إِذا ركب معنى أجاده وَله فِي المعاتبات مَذْهَب مليح واورد لَهُ من نظمه (إِلَيْك ابْن باديس إِلَى حِين قوست ... قناتي وافشى الدَّهْر غرَّة ادهمى) (قطعت نِيَاط الأَرْض من بعد مظلم ... مضيئاً وَمَا فِيهِ عصي لمخيم) (تَبَسم لما حلّه اللَّيْث باكياً ... وَلَوْلَا بكاء اللَّيْث لم يتبسم) واورد لَهُ ايضا (طربت لذكرى مِنْك هزت جوانحي ... كَمَا يطرب النشوان كأس مدام) (وَمَا زَالَ بِي ذكراك فِي كل سَاعَة ... وشخصك حَتَّى كنت طيف مَنَامِي) (وَمَا ذكرتك النَّفس إِلَّا أَصَابَهَا ... كلذع ضرام أَو كوخز سِهَام) (وَأَن حَدِيثا مِنْك أحلى مذاقة ... من الشهد ممزوجاً بِمَاء غمام)

القفصي الكفيف المغربي محمد بن ابرهيم بن عمران القفصي الكفيف

واورد لَهُ أَيْضا (وَهِي كالدر مبسماً وكبد ال ... تمّ وَجها والخيزرانة قدا) (ومهاة النقا لحاظا وَأم الخش ... ف جيدا ووردة الرَّوْض خدا) (تتمشى مَا بَين غُصْن ودعص ... ذَا مروح وَذَا مهيل مندى) مِنْهَا) (عرضت بابتسامة زجرت لي ... أَن من بعْدهَا بعاداً وصدا) (واستدلت بالبرق يُومِض لمحا ... وَهُوَ بعد الوميض ينذر رعدا) توفّي 3 - (القفصي الكفيف المغربي مُحَمَّد بن ابرهيم بن عمرَان القفصي الكفيف) اصله من دائية وتأدبه بهَا ذكره ابْن رَشِيق أَيْضا فَقَالَ شَاعِر مُتَقَدم عَلامَة بغريب اللُّغَة قَادر على التَّطْوِيل يضع القصيدة تبلغ الماية واكثر فِي لَيْلَتهَا ويحفظها فَلَا يشذ عَنهُ مِنْهَا شَيْء ويسرد اكثر مسايل كتاب الْعين للخليل ابْن أَحْمد أورد لَهُ قَوْله (وَمن غير الْأَيَّام أَنِّي شَاعِر ... أديب بسربال الخمول مسربل) (أروم على أكداء حَالي تجملا ... واخشن من مضغ الْحَدِيد التجمل) واورد لَهُ (سقاك بلحظ مقلته مداما ... وهز الْغُصْن من خنث قواما) (وظل الصُّبْح يخْطر فِي رداه ... وَقد خطّ العذار بِهِ ظلاما) (كَأَن تتموج الأصداغ مِنْهُ ... عقارب مسكه تَشْكُو الضراما) (مجمجمة بهَا الواوات تعلو ... على قرطاسها لاما فلاما) (بِعَيْنيهِ من الْمَنْصُور سيف ... يقد بشفرتيه طلى وهاما) (فَتى لبس المكارم وارتداها ... وَشد عرى أزمتها غُلَاما) واورد لَهُ (نثرت فريد الدمع نثر فريدها ... حاكت معاندة سلوك عقودها) (ولهى غَدَاة رَأَتْ ركابي قربت ... مشدودة بنسوعها وقتودها) 3 - (أَبُو الطّيب السبتي الْمَالِكِي مُحَمَّد بن ابرهيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو الطّيب السبتي الْمَالِكِي) نزيل قوص كَانَ من الْعلمَاء العاملين الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء الأدباء سمع من الْحَافِظ

ابن الفهاد الشافعي محمد بن ابرهيم بن علي فتح الدين القوصي ابن الفهاد

أبي يَعْقُوب يُوسُف بن مُوسَى وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من التَّهْذِيب للبراذعي وَجُمْلَة من مَذْهَب مَالك بسبتة وَقَرَأَ النَّحْو بهَا على الْأُسْتَاذ عبد الله بن أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن أبي الرّبيع قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْإِيضَاح وَغَيره وَكتاب سِيبَوَيْهٍ وَقدم قوص وَسمع بهَا من الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَكتب) بِخَطِّهِ سِيبَوَيْهٍ وَشرح ابْن أبي الرّبيع للايضاح وَاخْتَصَرَهُ فِي مُجَلد وَكتب شرح الْمَحْصُول للقرافي وكتبا كَثِيرَة وَكَانَ يعرف الهندسة والهيئة وعلوما غَيرهمَا واقام بقوص سِنِين كَثِيرَة ووقف كتبه بخزانة بالجامع وَكَانَ ورعا قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الادفوي واشتغل عَلَيْهِ بقوص طلبتها فِي النَّحْو وَغَيره وَتُوفِّي بقوص سنة خمس وَتِسْعين وست ماية وَبني حَوْض سَبِيل ظَاهر قوص ووقف عَلَيْهِ وَقفا وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان اجْتمعت بِهِ فِي قوص وَقَالَ لَو وجدت بِالْقَاهِرَةِ رغيفين مَا خرجت مِنْهَا وَهُوَ الَّذِي ادخل شرح ابْن ابي الرّبيع إِلَى مصر 3 - (ابْن الفهاد الشَّافِعِي مُحَمَّد بن ابرهيم بن عَليّ فتح الدّين القوصي ابْن الفهاد) فَقِيه حسن مشكور السِّيرَة اشْتغل بِفقه الشَّافِعِي على أَبِيه وَغَيره وَتَوَلَّى الحكم بسمهود ثمَّ استوطن الْقَاهِرَة وَجلسَ بحانوت الشُّهُود يعْقد الانكحة وَعرف بذلك وَمضى على جميل وَتُوفِّي سنة أَربع وثلثين وَسبع ماية 3 - (أَبُو بكر النَّحْوِيّ الْجُورِي مُحَمَّد بن ابرهيم بن عمرَان بن مُوسَى الْجُورِي) جور فَارس الأديب أَبُو بكر النَّحْوِيّ كَانَ من الأدباء المنقرين عَلامَة فِي معرفَة الْأَنْسَاب وعلوم الْقُرْآن نزل نيسابور مُدَّة وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ وَسمع حَمَّاد بن مدرك وجعفر بن درسْتوَيْه وَأَبا بكر بن دُرَيْد وأقرانهم قَالَ الْحَاكِم وجاءنا نعيه من فَارس سنة أَربع وَخمسين وَثلث ماية صدر الدّين القنائي مُحَمَّد بن ابرهيم بن أبي الْمَنِيّ عَرَفَات بن صَالح بن مُحَمَّد صدر الدّين الْهُذلِيّ القنائي سمع من تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَتَوَلَّى الحكم بقنا وَكَانَ كثير الصَّدَقَة وَكَانَت لَهُ معصرة يُرْسل غلمانه يجْعَلُونَ فِي دهليز كل بَيت من الْفُقَرَاء قادوس محلب وَطن قصب فِي لَيْلَة عيد الْفطر قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الادفوي قيل أَنهم قومُوا ركبته البغلة والبدلة وَمَا مَعهَا بآلف دِينَار وَلما وصل ابْن بشكور إِلَى قِنَا نزل عِنْد أَوْلَاد الْقُرْطُبِيّ وَكَانُوا أعداءه فَطَلَبه وَقَالَ تحمل السَّاعَة ماية آلف دِرْهَم فَقَالَ نعم وَخرج فحملها ثمَّ كتب إِلَى الخزندار نايب السلطنة وَإِلَى الصاحب بهاء الدّين فكتبا بالأنكار على ابْن بشكور ورسما لَهُ بِإِعَادَة مَا أَخذه مِنْهُ إِلَيْهِ وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ فجاءة بعد خُرُوجه من الْحمام سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست ماية 3 - (أَبُو الْخطاب الكعبي الطَّبَرِيّ مُحَمَّد بن ابرهيم بن عَليّ الْعَلامَة أَبُو الْخطاب الكعبي الطَّبَرِيّ) شيخ الشَّافِعِيَّة ببخارا توفّي سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية)

ابن المنخل الشلبي الشاعر محمد بن ابرهيم بن المنخل أبو بكر المهري الأديب الشلبي

3 - (ابْن المنخل الشلبي الشَّاعِر مُحَمَّد بن ابرهيم بن المنخل أَبُو بكر الْمهرِي الأديب الشلبي) أحد الشُّعَرَاء المجودين وَكَانَ يعرف علم الْكَلَام توفّي فِي عشر السِّتين وَخمْس ماية من شعره مسليا عَن هزيمَة (لَا تكترث يَا بن الْخَلِيفَة إِنَّه ... قدرٌ أتيح فَمَا يرد متاحه) (قد يكدر المَاء القراح لعلةٍ ... وَيعود صفواً بعد ذَاك قراحه) 3 - (ابْن الشواش الجميمي مُحَمَّد بن ابرهيم الجميمي بِالْجِيم والميمين) وَيعرف بِابْن الشواش بالشينين المعجمتين وَالْوَاو الْمُشَدّدَة قَالَ ابْن الْآبَار لم اعرف وَفَاته واراها قبل الماية السَّابِعَة وَهُوَ من أهل بلنسية اورد لَهُ (فَتى حَاز فِي شرخ الشبيبة غَايَة ... من الْمجد تكبو الرّيح فِيهَا وتطلح) (يصرف بَين النَّاس والجود رَاحَة ... هِيَ الدَّهْر ذُو الْحَالين تسطو وتمنح) 3 - (قَاضِي بجاية مُحَمَّد بن ابرهيم القَاضِي أَبُو عبد الله) قَاضِي بجاية أَمَام بارع فِي المذهبين مَالك وَالشَّافِعِيّ صنف كتابا سَمَّاهُ وَكَانَ قيمًا بالأصول وَالْكَلَام والفلسفة توفّي سنة أَربع وست ماية رَحل وَلَقي جمَاعَة وَسمع بِمصْر وَولي قَضَاء مرسية وناب فِي قَضَاء مراكش وَكَانَ علم وقته علما وكمالا حَتَّى اشْتهر بالاصولي اعتني بإصلاح مستصفى الْغَزالِيّ وامتحن هُوَ وَأَبُو الْوَلِيد ابْن رشد محنتهما الْمَشْهُورَة من أجل نظرهما فِي علم الاوايل وكف بَصَره بِآخِرهِ 3 - (معِين الدّين الجاجرمي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن ابرهيم بن أبي الْفضل الْأَمَام معِين الدّين أَبُو حَامِد) السهلي الجاجرمي الشَّافِعِي كَانَ إِمَامًا مفتيا مصنفا مَشْهُورا صنف فِي الْفِقْه الْكِفَايَة وإيضاح الْوَجِيز وَله طَريقَة مَشْهُورَة فِي الْخلاف وَالْقَوَاعِد الْمَشْهُورَة بِهِ واشتغل النَّاس عَلَيْهِ وانتفعوا بِهِ وبكتبه من بعده خُصُوصا الْقَوَاعِد وَشرح أَحَادِيث الْمُهَذّب والألفاظ المشكلة وَتُوفِّي بكرَة الْجُمُعَة حادي عشر شهر رَجَب سنة ثلث عشرَة وست ماية بنيسابور وجاجرم بجيمين بَلْدَة بَين نيسابور وجرجان قنور الصُّوفِي الاربلي مُحَمَّد بن ابرهيم بن مُسلم بن سُلَيْمَان أَو سلمَان الْفَخر آبو عبد الله الاربلي الصُّوفِي خرج لَهُ الزكي البرزالي مشيخة فِي جُزْء لقب بقنور وَقَالَ ابْن مسدي القور روى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثلث وثلثين وست ماية)

الفخر الصوفي الخبري محمد بن ابرهيم بن أحمد بن طاهر الشيرازي الخبري بالخاء

3 - (الْفَخر الصُّوفِي الخبري مُحَمَّد بن ابرهيم بن أَحْمد بن طَاهِر الشِّيرَازِيّ الخبري بِالْخَاءِ) الْمُعْجَمَة وَالْبَاء ثَانِي الْحُرُوف الفيروزاباذي الشَّافِعِي فَخر الدّين أَبُو عبد الله الصُّوفِي شيخ مَشْهُور عَالم بمقالات الصُّوفِيَّة مُعظم لَهُ تصانيف فِي الطَّرِيقَة وَفِي علم الْكَلَام كَانَ بِذِي اللِّسَان كثير الوقيعة فِي النَّاس توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست ماية وَهُوَ نزيل مصر 3 - (القَاضِي شمس الدّين ابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن ابرهيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور) الشَّيْخ الْأَمَام قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو بكر ابْن الشَّيْخ الْعِمَاد الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي صفر سنة ثلث وست ماية وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَسبعين وست ماية سمع التَّاج الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وَالشَّيْخ الْمُوفق وتفقه عَلَيْهِ وَحضر ابْن طبرزذ وَسمع ببغداذ من الْفَتْح بن عبد السَّلَام وَعمر بن كرم الحمامي والداهري وَابْن روزبه وَجَمَاعَة وسكنها وتأهل بهَا وجاءته الْأَوْلَاد واسمعهم من الكاشغري ثمَّ ارتحل وَسكن مصر وَرَأس بهَا فِي مَذْهَب الْأَمَام أَحْمد وَصَارَ شيخ الإقليم فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ محققاً حسن الشكل روى عَنهُ الدمياطي وَسعد الدّين الْحَارِثِيّ وَالشَّيْخ على النشار وقطب الدّين عبد الْكَرِيم وَقَالَ هُوَ أول شيخ سَمِعت مِنْهُ ويحكى عَنهُ كرامات ومكاشفات وعزل عَن الْقَضَاء وَحبس بالقلعة سنتَيْن واطلق وَلزِمَ بَيته يدرس ويفتى ويروى الحَدِيث وَهُوَ أول من درس الدَّرْس بالصالحية لمَذْهَب أَحْمد وَأول من ولي قَضَاء الْقُضَاة من بَيته وَولي مشيخة خانقاه سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين ابْن حنا يغرى بِهِ الْملك الظَّاهِر 3 - (شرف الدّين الْمَيْدُومِيُّ النَّحْوِيّ الْمُحدث مُحَمَّد بن ابرهيم ابْن أبي الْقسم بن عنان) الإِمَام الْمُحدث المتقن شرف الدّين أَبُو عبد الله الْمَيْدُومِيُّ بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَالدَّال الْمُهْملَة الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى عشرَة وست ماية وَسمع الْكثير وَكتب واشتغل وَكَانَ من الْعلمَاء الأتقياء سمع من عبد الْعَزِيز بن باقا وَابْن رواج وَابْن الجميزي ودرس واعاد وَكَانَ خصيصا بِالْحَافِظِ الْمُنْذِرِيّ وَولي خزانَة كتب الكاملية وَطلب لمشيختها فَامْتنعَ مُدَّة ثمَّ وَليهَا إِلَى أَن مَاتَ أَخذ عَنهُ الْحَارِثِيّ وَأَبُو عَمْرو ابْن الظَّاهِرِيّ وقطب الدّين 3 - (بهاء الدّين ابْن النّحاس مُحَمَّد بن ابرهيم بن مُحَمَّد بن أبي نصر) الشَّيْخ

الْأَمَام الْعَلامَة حجَّة الْعَرَب بهاء الدّين أَبُو عبد الله ابْن النّحاس النَّحْوِيّ شيخ الْعَرَبيَّة) بالديار المصرية سمع من ابْن اللتي والموفق بن يعِيش النَّحْوِيّ وَأبي الْقسم ابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل ووالده وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي عبد الله الفاسي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عمرون وَدخل مصر لما خربَتْ حلب وَقَرَأَ الْقُرْآن على الْكَمَال الضَّرِير وَأخذ عَن بقايا شيوخها ثمَّ جلس للإفادة كَانَ حسن الْأَخْلَاق منبسطا على الْإِطْلَاق متسع النَّفس فِي حالتي الْغَنِيّ والإملاق ذكي الْفطر زكي المخالطة وَالْعشرَة مطرح التَّكَلُّف مَعَ أَصْحَابه عديم التَّخَلُّف عَن أشكاله وإضرابه وَمَعَ ذَلِك فَلم يرْزق أحد وجاهته فِي صُدُور الصُّدُور وَلَا فَرح أحد بسيادته الَّتِي آربت على تَمام البدور وَكَانَ مَعْرُوفا بِحل المشكلات مَوْصُوفا بإيضاح المعضلات كثير التِّلَاوَة والأذكار كثير الصَّلَاة فِي نوافل الأسحار موثوقا بديانته مَقْطُوعًا بأمانته وَأما علمه بِالْعَرَبِيَّةِ فاليه الرحلة من الأقطار وَمن فوايده تدْرك الْأَمَانِي وتنال الأمطار قد اتقن النَّحْو وتصريفه وَعلم حد ذَلِك ورسمه وتعريفه مَا أَظن ابْن يعِيش مَاتَ إِلَّا من حسده وَلَا ابْن عُصْفُور لأَجله طَار ذكره إِلَّا فِي بَلَده وَلَا المرسي رست لَهُ مَعَه قَوَاعِد وَلَا لأبي الْبَقَاء العكبري مَعَه ذكر خَالِد بذهن نحي النّحاس الْقَدِيم عَن مَكَانَهُ وَجعل ابْن بري برياً من فصاحة لِسَانه وَتَحْقِيق مَا اهْتَدَى ابْن جني إِلَى إِظْهَار خباياه وَلَا نسبت إِلَى السخاوي هباته وَلَا عطاياه تخرج بِهِ الأفاضل وتحرج مِنْهُ كل مناظر ومناضل وانتفع النَّاس بِهِ وبتعليمه وصاروا فضلاء من توقيفه وتفهيمه وَكتب خطا آزري بالوشى إِذا حبك وَالذَّهَب إِذا سبك وَلم يزل على حَاله إِلَى أَن بلغ من الْحَيَاة امدها واهدى الزَّمَان إِلَى عينه بفقده رمدها وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم الثلثاء سَابِع جمدى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وست ماية وَكَانَ من الْعلمَاء الأذكياء الشُّعَرَاء لَهُ خبْرَة بالْمَنْطق وحظ من اقليدس وَكَانَ على مَا قيل يحفظ ثلث صِحَاح الْجَوْهَرِي وَكَانَ مطرحا صَغِير الْعِمَامَة يمشى فِي اللَّيْل بَين القصرين بقميص وطاقية فَقَط وَرُبمَا ضجر من الأشغال فَأخذ الطّلبَة وَمَشى بهم بَين القصرين والقى لَهُم الدُّرُوس وَكَانَ متين الدّيانَة وَله أبهة وجلالة فِي صُدُور النَّاس وَكَانَ بعض الْقُضَاة إِذا انْفَرد بِشَهَادَة حكمه فِيهَا وثوقا بديانته واقتنى كتبا نفيسة اخبرني الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ قَالَ قَالَ الشَّيْخ بهاء الدّين مَا يزَال عِنْدِي كتب بآلف دِينَار واحضر سوق الْكتب دايما ولابد أَن يَتَجَدَّد لي علم بأتم كتاب مَا سَمِعت بِهِ انْتهى وَلم يتَزَوَّج قطّ وَكَانَت لَهُ أوراد من الْعِبَادَة وَكَانَ يسْعَى فِي حوايج النَّاس ويقضيهم واخبرني القَاضِي الرئيس عماد الدّين ابْن) القيسراني أَنه لم يكن يَأْكُل الْعِنَب قَالَ لِأَنَّهُ كَانَ يُحِبهُ فآثر أَن يكون نصِيبه فِي الْجنَّة واخبرني الْحَافِظ ابْن سيد النَّاس فِي زكي بعض الْفُقَهَاء تَزْكِيَة عِنْد بعض الْقُضَاة مَا زكاها أحد قطّ لِأَنَّهُ أمسك بيد الَّذِي زَكَّاهُ وَقَالَ للْقَاضِي يَا مَوْلَانَا النَّاس مَا يَقُولُونَ مَا يُؤمن على الذَّهَب وَالْفِضَّة إِلَّا حمَار قَالَ نعم قَالَ

وَهَذَا حمَار وَانْصَرف فَحكم القَاضِي بعدالة ذَلِك الْفَقِيه واخبرني أَيْضا أَن الْأَمِير علم الدّين الشجاعي لما فرغت الْمدرسَة المنصورية بَين القصرين فِي أَيَّام السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور قلاون طلبه الْأَمِير الْمَذْكُور فَتوجه إِلَيْهِ وعمامته صَغِيرَة بكراتة على مصطلح أهل حلب فَلَمَّا جلس عِنْده وَلم يكن رَآهُ أَخذ الْأَمِير يتحدث بالتركي مَعَ بعض مماليكه قَالَ يَا أَمِير الْمَمْلُوك يعرف بالتركي فاعجب الْأَمِير هَذِه الْحَرَكَة مِنْهُ وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قد فوض إِلَيْك تدريس التَّفْسِير بالقبة ونهار غَد يحضر السُّلْطَان والأمراء والقضاة وَالنَّاس فغداً تحضر وتكبر عمامتك هَذِه قَلِيلا فَانْصَرف وَلما كَانَ من الْغَد رَآهُ الْأَمِير علم الدّين من بعيد وَهُوَ جايز إِلَى الْمدرسَة بِتِلْكَ الْعِمَامَة فَجهز إِلَيْهِ يَقُول مَا قلت لَك تكبر عمامتك قَلِيلا فَقَالَ يَا مَوْلَانَا تعلموني مسخرة واراد أَن يرجع فَقَالَ الْأَمِير علم الدّين دَعوه يدْخل فَلَمَّا جلس مَعَ النَّاس نظر الْملك الْمَنْصُور إِلَى الَّذين هُنَاكَ فَقَالَ هَذَا مَا هُوَ الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس قَالُوا نعم فَقَالَ هَذَا اعرفه لما كنت سَاكن فِي الْمَدِينَة وَالنَّاس يقرأون عَلَيْهِ وشكر الشجاعي على إِحْضَاره قَالَ الشَّيْخ فتح الدّين فَلم يعرف السُّلْطَان غَيره وَلَا اثْنَي الا عَلَيْهِ واخبرني عَنهُ غير وَاحِد أَنه لم يزل عِنْده فِي بَيته من أَصْحَابه وَمن الطّلبَة من يَأْكُل على مَا يدته لَا يدّخر شَيْئا وَلَا يخبأه عَنْهُم وَهنا أنَاس يَلْعَبُونَ الشطرنج وَهنا أنَاس يطالعون وكل وَاحِد فِي شَأْنه لَا يُنكر على أحد شَيْئا وَلم تزل أخلاقه مرتاضة حَتَّى يكون وَقت الِاشْتِغَال يتنكر وَكَانَ لَا يتَكَلَّم فِي حل النَّحْو للطلبة إِلَّا بلغَة الْعَوام لَا يُرَاعى الْأَعْرَاب واخبرني الْأَمَام أثير الدّين وَعَلِيهِ قَرَأَ بالديار المصرية قَالَ كَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين وَالشَّيْخ محيي الدّين مُحَمَّد ابْن عبد الْعَزِيز المازوني الْمُقِيم بالإسكندرية شيخى الديار المصرية وَلم الق أحدا أَكثر سَمَاعا مِنْهُ لكتب الْأَدَب وَانْفَرَدَ بِسَمَاع صِحَاح الْجَوْهَرِي وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والمروءة والترحم على من يعرفهُ من أَصْحَابه لَا يكَاد يَأْكُل شَيْئا وَحده ينْهَى عَن الْخَوْض فِي العقايد وَله ترداد إِلَى من ينتمي إِلَى الْخَيْر ولي التَّفْسِير بِجَامِع ابْن طولون وبالقبة المنصورية وَله تصدير فِي الْجَامِع الْأَقْمَر وتصادير بِمصْر وَلم يصنف شَيْئا إِلَّا مَا وَجَدْنَاهُ من املايه على الْأَمِير سِنَان الدّين الرُّومِي شرحا لكتاب المقرب) لِابْنِ عُصْفُور وَذَلِكَ من أول الْكتاب إِلَى بَاب الْوَقْف أَو نَحوه وَقَالَ وَكنت أَنا وإياه نمشي بَين القصرين فَعبر علينا صبي يدعى بِجَمَال وَكَانَ مصارعا فَقَالَ الشَّيْخ بهاء لينظم كل منا فِي هَذَا المصارع ونظم الشَّيْخ بهاء الدّين (مصَارِع تصرع الآساد سمرته ... تيها فَكل مليح دونه همج) (لما غَدا راجحاً فِي الْحسن قلت لَهُم ... عَن حسنه حدثوا عَنهُ وَلَا حرج) قَالَ اثير الدّين ونظمت أَنا (سباني جمال من مليح مصَارِع ... عَلَيْهِ دَلِيل للملاحة وَاضح) (لَئِن عز مِنْهُ الْمثل فَالْكل دونه ... وَأَن خف مِنْهُ الخصر فالردف رَاجِح) قَالَ وَسمع الشَّيْخ شهَاب الدّين العزازي نظمينا فِيهِ وانشدنيه (هَل حكم ينصفني فِي هوى ... مصَارِع يصرع أَسد الشرى)

(مذ فر مني الصَّبْر فِي حبه ... حُكيَ عَلَيْهِ مدمعي مَا جرى) (أَبَاحَ قَتْلَى فِي الْهوى عَامِدًا ... وَقَالَ لي كم عاشق فِي الورى) (رميته فِي اسر حبي وَمن ... اجفان عَيْنَيْهِ أخذت الْكرَى) قلت أما قَول الشَّيْخ بهاء الدّين رَحمَه الله فَإِنَّهُ منحط وَمَا أَتَى فِيهِ مِنْهُ مصطلح الْقَوْم إِلَّا بِلَفْظِهِ الرَّاجِح لَا غير وَأما قَول شَيخنَا أثير الدّين فَإِنَّهُ غَايَة لِأَنَّهُ أَتَى فِيهِ بِلَفْظ الْمثل والدون وَالرَّاجِح وَأما قَول شهَاب الدّين العزازي فَبين بَين لم ينحط وَلم يرْتَفع لِأَنَّهُ أَتَى بِلَفْظِهِ حكى عَلَيْهِ والأباحة وَالرَّمْي وَأخذ الكري فِي أَرْبَعَة أَبْيَات وفيهَا عيب وَهُوَ التَّضْمِين وَهُوَ تعلق الثَّالِث بالرابع وَقَوله الْكرَى اخطأ فِيهِ لَان الْكرَى بِمَعْنى النّوم بِفَتْح الْكَاف والكري بِمَعْنى الْأُجْرَة بِكَسْر الْكَاف فتنافيا وَقد أشبعت القَوْل فِي هَذَا فِي كتابي فض الختام عَن التورية والاستخدام أَنْشدني شَيخنَا الْعَلامَة اثير الدّين قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ بهاء الدّين لنَفسِهِ يُخَاطب الشَّيْخ رَضِي الدّين الشاطبي وَقد كلفه أَن يشترى لَهُ قطرا (أَيهَا الأوحد الرضي الَّذِي طا ... ل عَلَاء وطاب فِي النَّاس نشرا) (أَنْت بَحر لَا غرو أَن نَحن وافي ... ناك راجين من نداك القطرا) وأنشدني قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ يرثى الشَّيْخ أَحْمد الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ (عزاءك زين الدّين فِي الْفَاضِل الَّذِي ... بكته بَنو الْآدَاب مثنى وموحدا) ) (فهم فقدوا مِنْهُ الْخَلِيل بن أَحْمد ... وَأَنت ففارقت الْخَلِيل وأحمدا) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ مِمَّا يكْتب على منديل (ضَاعَ مني خصر الحبيب نحولاً ... فَلهَذَا أضحى عَلَيْهِ آدور) (لطفت خرقتي ودقت فَجلت ... عَن نَظِير لما حكتها الخصور) (اكتم السِّرّ عَن رَقِيب لهَذَا ... بِي يخفى دُمُوعه المهجور) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (أَنِّي تركت لذا الورى دنياهم ... وظللت انْتظر الْمَمَات وارقب) (وَقطعت فِي الدُّنْيَا العلايق لَيْسَ لي ... ولد يَمُوت وَلَا عقار يخرب) أَنْشدني شَيخنَا نجم الدّين الصَّفَدِي من لَفظه قَالَ أنشدنا الشَّيْخ بهاء الدّين لنَفسِهِ (قلت لما شرطوه وَجرى ... دَمه القاني على الخد اليقق) (لَيْسَ بدعاً مَا آتوا فِي فعله ... هُوَ بدر ستروه بالشفق) قلت ذكرت أَنا هُنَا مَا نظمته فِي هَذَا (قلت إِذْ شرطُوا الحبيب وَقد ضا ... ق عَليّ الغرام فِي كل مَسْلَك) (قد ملكت الْفُؤَاد من غير شَرط ... قَالَ لكنني مَعَ الشَّرْط املك)

الوطواط الكتبي محمد بن ابرهيم بن يحيى بن علي الأنصاري

وَقلت أَنا فِيهِ أَيْضا (تشرط من أحب فذبت خوفًا ... وَقَالَ وَقد رأى جزعي عَلَيْهِ) (عقيق دم جرى فَأصَاب خدي ... وَشبه الشَّيْء منجذب إِلَيْهِ) واخبرني شَيخنَا الذَّهَبِيّ قَالَ قَرَأت على الشَّيْخ بهاء الدّين رَحمَه الله جُزْء شَيْء قلت وغالب رِوَايَات الشَّيْخ أثير الدّين كتب الْأَدَب عَنهُ اعني الشَّيْخ بهاء الدّين رَحمَه الله تَعَالَى مُحَمَّد بن ابراهيم التجاني بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق وَالْجِيم وَالنُّون من بعد الْألف البَجلِيّ اللّغَوِيّ قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين مشافهة هُوَ أديب متفنن من أهل تونس مَشْهُور بِالْعلمِ وَالْأَدب لم يقْض لي بِهِ اجْتِمَاع عِنْد دُخُول تونس أنشدنا لَهُ أَبُو يحيى ابْن عريهة (كم قلت إِذْ عذر من ... كَانَ الْفُؤَاد منزله) (وعطلت من فتكها ... تِلْكَ الْعُيُون الغزله) ) (يَا اشعري خَدّه ... أَنِّي من المعتزله) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور (قطفت باللحظ من بُسْتَان وجنته ... تفاحة ضرجتها حمرَة الخفر) (وَقلت هَذَا أَمَان من قطيعته ... فالشرع قد نَص أَن لَا قطع فِي ثَمَر) قلت هُوَ شعر جيد 3 - (الوطواط الكتبي مُحَمَّد بن ابرهيم بن يحيى بن عَليّ الْأنْصَارِيّ) الْمَرْوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ المولد جمال الدّين الكتبي الْمَعْرُوف بالوطواط مولده بِمصْر سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وست ماية اخبرني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ الْمَذْكُور لَهُ معرفَة بالكتب وقيمها وَله نثر حسن ومجاميع أدبية وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن الخوتي قَاضِي الْقُضَاة مَوَدَّة لما كَانَ بالمحلة فَلَمَّا تولى قَضَاء الديار المصرية توهم جمال الدّين أَنه يحسن إِلَيْهِ ويبره فَسَأَلَهُ فَلم يجبهُ إِلَى شَيْء من مَقْصُوده فاستفتى عَلَيْهِ فضلاء الديار المصرية فَكَتَبُوا لَهُ على فتياه بأجوبة مُخْتَلفَة وصير ذَلِك كتابا وَقد راحت بِهِ نُسْخَة إِلَى بِلَاد الْمغرب وَكَانَ قد سَأَلَني أَن أُجِيب على ذَلِك فامتنعت لِأَن الأجابة أقتضت ذمّ المستفتى عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ أجَاب جَمِيع من كتب عَلَيْهَا انْتهى قلت هَذَا الْمَذْكُور كَانَ لَهُ فَضِيلَة وَعِنْده ذوق وَفهم يدل على ذَلِك مجاميعه وَلم يكن يقدر على النّظم وَأما النثر فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِ مجيدا وَأما هَذِه الْفتيا الْمَذْكُورَة فقد رَأَيْتهَا ونقلتها بخطى وسماها فَتْوَى الفتوة ومرآة الْمَرْوَة وَكتب لَهُ فِيهَا الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس وناصر الدّين حسن ابْن النَّقِيب ومحيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر كتب لَهُ جوابين أَحدهمَا لَهُ وَالْآخر عَلَيْهِ وَشرف الدّين ابْن فضل الله والسراج الْوراق وناصر

قاضي القضاة ابن جماعة محمد بن ابرهيم بن سعد الله ابن جماعة بن علي بن جماعة بن

الدّين شَافِع وَشرف الدّين الْقُدسِي وشهاب الدّين ابْن قَاضِي اخميم ومكين الدّين الْجَزرِي كتب جوابين والنصير الحمامي وَكَمَال الدّين ابْن القليوبي وَعلم الدّين ابْن بنت الْعِرَاقِيّ وشمس الدّين الْخَطِيب الْجَزرِي وَعلم الدّين القمني وَبدر الدّين الْحلَبِي الْموقع وعماد الدّين ابْن الْعَفِيف الْكَاتِب وشمس الدّين ابْن مهنا وَبدر الدّين المنبجي وَأمين الدّين ابْن الفارغ وشمس الدّين ابْن دانيال والفقيه شُعَيْب وناصر الدّين ابْن الاسكاف وَنور الدّين الْمَكِّيّ وَآخر لم يذكر اسْمه لِأَنَّهُ عاهده على ذَلِك وَمن تصانيف جمال الدّين الوطواط كتاب مباهج الْفِكر ومناهج العبر أَربع مجلدات تَعب عَلَيْهِ وَمَا قصر فِيهِ وَكتاب الدُّرَر وَالْغرر والدرر والعرر وملكت بِخَطِّهِ تَارِيخ ابْن الْأَثِير الْمُسَمّى بالكامل وَقد) ناقش المُصَنّف فِي حَوَاشِيه وغلطه وواخذه وَكَانَ جمال الدّين الْمَذْكُور لَا يزَال القَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر يكرههُ ويغض مِنْهُ والتقليد السُّلَيْمَانِي الَّذِي أنشأه بِالْولَايَةِ لِابْنِ غراب على أَجنَاس الطير عرض فِيهِ بالوطواط قَالَ فِي أَوله بعد أَن عمل خَاتمًا على هَذِه الصُّورَة أَنه من سليمن وَأَنه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَفِيه يَقُول الْحَكِيم شمس الدّين ابْن دانيال وَهُوَ ارمد (وَلم اقْطَعْ الوطواط بخلا بكحله ... وَلَا أَنا من يعييه يَوْمًا تردد) (وَلكنه ينبو عَن الشَّمْس طرفه ... وَكَيف بِهِ لي قدرَة وَهُوَ آرمد) وأنشدني فِيهِ لنَفسِهِ أجازة نَاصِر الدّين شَافِع (كم على دِرْهَم يلوح حَرَامًا ... يَا لئيم الطباع سرا تواطى) (دايماً فِي الظلام تمشي مَعَ النا ... س وهذي عوايد الوطواط) وأنشدني لَهُ أَيْضا (قَالُوا نرى الوطواط فِي شدَّة ... من تَعب الكد وَفِي ويل) (فَقلت هَذَا دأبه دايماً ... يسْعَى من اللَّيْل إِلَى اللَّيْل) 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن جمَاعَة مُحَمَّد بن ابرهيم بن سعد الله ابْن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة بن) حَازِم بن صَخْر قَاضِي الْقُضَاة الْأَمَام الْعَالم بدر الدّين أَبُو عبد الله الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ولد بحماة سنة تسع وثلثين وَسمع سنة خمسين من شيخ الشُّيُوخ الانصاري وبمصر من الرضى ابْن الْبُرْهَان والرشيد الْعَطَّار واسمعيل بن عزون وعدة وبدمشق من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن عبد وطايفة واجاز لَهُ عمر بن البراذعي والرشيد بن مسلمة وطايفة وَحدث بالشاطبية عَن ابْن عبد

الْوَارِث صَاحب الشاطبي وَسمعتهَا عَلَيْهِ مَعَ جمَاعَة بمنزله بِمصْر مجاور الْجَامِع الناصري واجاز لي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية وَحدث بالكثير وَتفرد فِي وقته وَكَانَ قوي الْمُشَاركَة فِي عُلُوم الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير خَطِيبًا تَامّ الشكل ذَا تعبد واوراد وَحج وَله تصانيف درس وافتى واشغل نقل إِلَى خطابة الْقُدس ثمَّ طلبه الْوَزير ابْن السلعوس فولاه قَضَاء مصر وَرفع شَأْنه ثمَّ حضر إِلَى الشَّام قَاضِيا وَولي خطابة دمشق أَيْضا مَعَ الْقَضَاء ثمَّ طلب لقَضَاء مصر بعد ابْن دَقِيق الْعِيد وامتدت أَيَّامه إِلَى أَن شاخ واضر وَثقل سَمعه فعزل بقاضي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي سنة سبع وَعشْرين وَسبع ماية وَكَثُرت أَمْوَاله وباشر آخرا بِلَا مَعْلُوم على) الْقَضَاء وَلما رَجَعَ السُّلْطَان من الكرك صرفه وَولي جمال الدّين الزرعي فاستمر نَحْو السّنة ثمَّ أُعِيد قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين وَولي مناصب كبارًا وَكَانَ يخْطب من انشايه وصنف فِي عُلُوم الحَدِيث وَفِي الْأَحْكَام وَله رِسَالَة فِي الإسطرلاب أَخْبرنِي القَاضِي شمس الدّين ابْن الْحَافِظ نَاظر الْجَيْش بصفد وطرابلس قَالَ كنت اقْرَأ عَلَيْهِ بِدِمَشْق وَهُوَ فِي بَيت الخطابة رسَالَته فِي الإسطرلاب فَقَالَ لي يَوْمًا إِذا جِئْت تقْرَأ فِي هَذِه فاكتمه فَإِن الْيَوْم جَاءَ إِلَى مغربي وَقَالَ يَا مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة رَأَيْت الْيَوْم وَاحِدًا يمشي فِي الْجَامِع وَفِي كمه آلَة الزندقة فَقلت وَمَا هِيَ فَقَالَ الإسطرلاب أَو كَمَا قَالَ وَتُوفِّي سنة ثلث وثلثين وَسبع ماية فِي جمدي الأولى بِمصْر وَتُوفِّي أَبوهُ بالقدس سنة خمس وَسبعين وللقاضي بدر الدّين نظم وَمِنْه مَا انشدنيه إجَازَة (يَا لهف نَفسِي لَو تدوم خطابتي ... بالجامع الْأَقْصَى وجامع جلق) (مَا كَانَ اهنى عيشنا والذه ... فِيهَا وَذَاكَ طراز عمري لَو بَقِي) (الدّين فِيهِ سَالم من هفوة ... والرزق فَوق كِفَايَة المسترزق) (وَالنَّاس كلهم صديق صَاحب ... دَاع وطالب دَعْوَة بترقق) وأنشدني لنَفسِهِ أجازة (لما تمكن من فُؤَادِي حبه ... عاتبت قلبِي فِي هَوَاهُ ولمته) (فرثى لَهُ طرفِي وَقَالَ أَنا الَّذِي ... قد كنت فِي شرك الْهوى أوقعته) (عَايَنت حسنا باهراً فاقتادني ... سرا إِلَيْهِ عِنْد مَا أبصرته) وأنشدني لنَفسِهِ أجازة (أحن إِلَى زِيَارَة حَيّ ليلى ... وعهدي من زيارتها قريب) (وَكنت أَظن قرب الْعَهْد يطفى ... لهيب الشوق فأزداد اللهيب) وأنشدني لنَفسِهِ أجازة (إِذا مَا قصدت طيبَة شوقاً ... صَار سهلاً لدي كل عسير) (وَإِذا مَا ثنيت عزمي عَنْهَا ... فعسير عَليّ كل يسير) قلت هُوَ من قَول القايل

ابن معضاد محمد بن ابرهيم بن معضاد الشيخ

(يَا ليل مَا جِئتُكُمْ زايراً ... إِلَّا وجدت الأَرْض تطوى لي) (وَلَا آنثنى عزمي عَن بَابَكُمْ ... إِلَّا تعثرت باذيالي) ) 3 - (ابْن معضاد مُحَمَّد بن ابرهيم بن معضاد الشَّيْخ) من بَيت توفّي سنة سبع وثلثين وَسبع ماية بِمصْر وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ وَلما توفّي رَحمَه الله تَعَالَى قَامَ أَخُوهُ عمر قَالَ الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن عَليّ السُّبْكِيّ الشَّافِعِي هم أهل بَيت لَا يتَكَلَّم فيهم أحد حَتَّى يَمُوت قبله وَاحِد مِنْهُم 3 - (ابْن ابراهيم العامري الْخَطِيب مُحَمَّد بن ابرهيم الْقرشِي العامري الْخَطِيب النَّحْوِيّ) من أهل شلب واصله من مَدِينَة باجة أورد لَهُ ابْن الْآبَار مَا أَمر أَن يكْتب على قَبره (لَئِن نفذ الْقدر السَّابِق ... بموتي كَمَا حكم الْخَالِق) (فقد مَاتَ والدنا آدم ... وَمَات مُحَمَّد الصَّادِق) (وَمَات الْمُلُوك واشياعهم ... وَلم يبْق من جمعهم نَاطِق) (فَقل للَّذي سره مهلكي ... تأهب فَإنَّك بِي لَاحق) قلت فِي معنى هَذَا الْبَيْت الرَّابِع قَول الآخر (تشفى بِشَيْء لَا يصيبك مثله ... وَإِلَّا فشيء أَنْت وارده فَلَا) واورد ابْن الْأَبَّار قَول ابْن خفاجة فِيمَا كتبه على قَبره (خليلي هَل من وَقْفَة بتألم ... على جدثي أَو نظرة بترجم) (خليلي هَل بعد الردى من ثنية ... وَهل بعد بطن الأَرْض دَار مخيم) (وَأَنا حيينا أوردينا لاخوة ... فَمن مر بِي من مسلمك فليسلم) (وماذا عَلَيْهِ أَن يَقُول محييا ... إِلَّا عمم صباحاً أَو يَقُول إِلَّا أسلم) (وَفَاء لَا شلاء كرمن على البلى ... فعاج عَلَيْهَا من رفات وآعظم) (يردد طوراً آهة الْحزن عِنْدهَا ... ويذرف طوراً دمعة المترحم) وَقَول عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مغاور الْكَاتِب بالغين وَالْوَاو الْمَكْسُورَة وَالرَّاء (أَيهَا الْوَاقِف أعتباراً بقبري ... اسْتمع فِيهِ قَول عظمي الرميم) (أودعوني بطن الضريح وخافوا ... من ذنُوب كلومها باديمي)

ابن المهندس محمد بن ابرهيم بن غنايم الصالحي

(قلت لَا تجزعوا عَليّ فَانِي ... حسن الظَّن بالرؤوف الرَّحِيم) (وأتركوني بِمَا أكتسبت رهيناً ... غلق الرَّهْن عِنْد مولى كريم) 3 - (ابْن المهندس مُحَمَّد بن ابرهيم بن غنايم الصَّالِحِي) ) الْحَنَفِيّ الْمُحدث الْعدْل شمس الدّين الشُّرُوطِي ابْن المهندس سمع من ابْن أبي عمر وَابْن شَيبَان وَالْفَخْر وطبقتهم وَكتب العالي والنازل ورحل إِلَى مصر بِابْنِهِ وَنسخ الْكثير وَحصل الْأُصُول وَخرج وَأفَاد مَعَ التصون والتواضع وَطيب الْخلق وَصِحَّة النَّقْل وَخلف أَوْلَادًا وملكا وَكَانَ رَأسه يضطرب دايما لَا يفتر أوصى بوقفية أجزايه وَكتب الشَّيْخ شمس الدّين عَنهُ توفّي سنة ثلث وثلثين وَسبع ماية قلت وَأَجَازَ لي أَيْضا رَحمَه الله 3 - (أَمِين الدّين الْمُؤَذّن الواني مُحَمَّد بن ابرهيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد) الْفَقِيه الْمُفِيد الرّحال آمين الدّين الواني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ رَئِيس المؤذنين وَابْن السيخ برهَان الدّين رَئِيس المؤذنين كتب وتعب وَحصل الْأُصُول حدث بِمصْر وبمكة ودمشق عَن أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر والتقى ابْن مُؤمن وَجَمَاعَة وَتُوفِّي بعد وَالِده بِشَهْر وَدفن إِلَى جَانِبه سنة خمس وثلثين وَسبع ماية عَاشَ أحدى وَخمسين سنة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ من خير الطّلبَة وأجودهم نقلا وَهُوَ وَالِد شرف الدّين 3 - (شمس الدّين الْجَزرِي المورخ مُحَمَّد بن ابرهيم بن أبي بكر المورخ) شمس الدّين الْجَزرِي ولد سنة ثَمَان وَخمسين وست ماية ولهج بالتاريخ وَجمعه وَسمع من ابرهيم بن حمد بن كَامِل وَالْفَخْر على وَابْن الوَاسِطِيّ والأبرقوهي وَابْن الشقاري وَغَيرهم من الشُّعَرَاء وَكَانَ حسن المذاكرة سليم الْبَاطِن صَدُوقًا وَفِي تَارِيخه عجايب وغرايب وعامية توفّي سنة تسع وثلثين وَسبع ماية وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب الصَّغِير وَله نظم سَاقِط أجَاز لي بِخَطِّهِ سنة ثلثين وَسبع ماية بِدِمَشْق روى الشَّيْخ علم الدّين البرزالي رَحمَه الله عَن شمس الدّين الْجَزرِي هَذِه الأبيات وَهِي (الهي قد أَعْطَيْتنِي مَا أحبه ... واطلبه من أَمر دنياي وَالدّين) (وأغنيتني بالقنع عَن كل مطمع ... وألبستني عزا يجل عَن الْهون) (وَقطعت عَن كل الْأَنَام مطامعي ... فنعماك تكفيني إِلَى حِين تكفيني) (وَمن دق بَابا غير بابك خاضعا ... غَدا رَاجعا عَنهُ بصفقة مغبون)

ابن البرهان الطبيب محمد بن ابرهيم العدل الرئيس الفاضل صلاح الدين أبو عبد الله

قلت وَأَنا أسْتَكْثر هَذِه الأبيات عَلَيْهِ رَحمَه الله وسامحه وَأَن لم تكن فِي ذرْوَة النّظم 3 - (ابْن الْبُرْهَان الطَّبِيب مُحَمَّد بن ابرهيم الْعدْل الرئيس الْفَاضِل صَلَاح الدّين أَبُو عبد الله) المتطبب) الْمَعْرُوف بِابْن الجرايحي وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان وَهُوَ الْأَشْهر وَفِي أَبِيه برهَان الدّين يَقُول من قَالَ (كل من عالج الْجراحَة فدم ... وأقيم الدَّلِيل بالبرهان) أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ كَانَ أَبوهُ جرايحيا فَلَمَّا نَشأ صَلَاح الدّين اقرأه الْقُرْآن الْكَرِيم فحفظ مِنْهُ نَحْو النّصْف وَقَرَأَ طرفا من الْعَرَبيَّة عَليّ ابْن النّحاس وَقَرَأَ الطِّبّ على الْعِمَاد النابلسي ثمَّ على الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن النفيس وأجيز أَولا فِي الْكحل ثمَّ بِالتَّصَرُّفِ فِي الطِّبّ وَكَانَ فَاضلا فِي فروع الطِّبّ مشاركا فِي الْحِكْمَة مايلا إِلَى علم النُّجُوم وَالْكَلَام على طبايع الْكَوَاكِب وأسرارها وَقَرَأَ فِي آخر عمره على شَيخنَا شمس الدّين الاصبهاني كثيرا من الْحِكْمَة وَسمع بِقِرَاءَة الْفَخر عبد الْوَهَّاب ابْن الْحَكِيم كتاب الشِّفَاء لِابْنِ سينا على الشَّيْخ شمس الدّين وَهُوَ يشرحه لصلاح الدّين ميعادا فميعادا إِلَى أَن أكمله قَالَ وَسَأَلت الْأَصْبَهَانِيّ عَنهُ فَقَالَ اشْتِغَاله أَكثر من ذهنه وَكَانَ علمه بالطب اكثر من معالجته قَالَ حُكيَ لي شَيخنَا الاصبهاني أَنه طلعت فِي إصبعه سلْعَة فاستطب لَهَا صَلَاح الدّين فبهت ثمَّ وصف أَشْيَاء لم تفده فَقَالَ لَهُ الْفَخر عبد الْوَهَّاب لَو عملت كَذَا كَانَ انفع لَهُ فعمله فنفعه وبرأ بِهِ قَالَ وَكَانَ صَلَاح الدّين ذَا مَال وَاسع ومتجر بالصعيد وَأَكْثَره فِي اخميم وَكَانَ من أَعْيَان أطباء السُّلْطَان الَّذين يدْخلُونَ عَلَيْهِ وَيعرف لَهُ السُّلْطَان مكانته وفضله وَكَانَ خصيصا بالنايب آرغون ثمَّ بطقزتمر يطلع فِي كل سنة طقزتمر إِلَى الصَّعِيد فَيكون مَعَه فِي خدمته ويستعين بِصُحْبَتِهِ على اسْتِخْرَاج مَاله ونفاق متاجره وَلما ولي القَاضِي جلال الدّين الديار المصرية صَحبه صَلَاح الدّين الْمَذْكُور وَكَانَ يسفر عِنْده لقضاة الصَّعِيد يقدم إِلَيْهِ كتبهمْ ويجهز إِلَيْهِم أجوبته وَكَانَ لَا يزَال ذرعه ضيقا يتَقَدَّم ابْن النغربي عَلَيْهِ وَكتب إِلَى السُّلْطَان يسْأَله الإعفاء من الطِّبّ وَأَن يكون من تجار الْخَاص فَقَالَ السُّلْطَان نَحن نَعْرِف أَنه إِنَّمَا قَالَ هَذَا لكَون ابْن المغربي هُوَ الرئيس مَعَ كَونه هُوَ أكبر وَأفضل فَلَا يَأْخُذ فِي خاطره من هَذَا فَهُوَ عندنَا عَزِيز كريم وَإِنَّمَا إِبْرَاهِيم ابْن المغربي صاحبنا ولاجل هَذَا عَمِلْنَاهُ الرئيس وَنحن نَعْرِف أَنه مَا يسْتَحق التَّقْدِيم عَلَيْهِ فطاب خاطر صَلَاح الدّين بذلك وخطب آخت ابْن المغربي وَتزَوج بهَا واتحدا بعد مباينة البواطن قَالَ وَكَانَ صَلَاح الدّين يثبت علم الكيمياء وَيَقُول أَنه صحب ابْن أَمِير كَانَ اسْمه ابْن سنقر الرُّومِي وَأَنه كَانَ عَملهَا بحضوري غير مرّة إِلَى غير هَذَا مِمَّا كَانَ مُغْرِي بِهِ من الروحانيات واعتقاد مَا) يُقَال من المخاطبات النجومية قَالَ وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ قَلِيل الْمثل فِي وقته انْتهى قلت كَانَ صَلَاح الدّين رَحمَه الله يتَرَدَّد كثيرا إِلَى القَاضِي شهَاب الدّين ويجتمع بِهِ وَهُوَ من أعرف النَّاس بِحَالهِ وَقد اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَسمعت كَلَامه وَكَانَ يستحضر كليات القانون وَكَانَ يلثغ بالراء لثغة مصرية وعَلى ذهنه شَيْء من الحماسة والمقامات وَشعر أبي الطّيب وَكَانَ فِي ذهنه جمود وَكَانَ يجْتَمع هُوَ وَالشَّيْخ

ابن الاكفاني الحكيم شمس الدين محمد بن ابرهيم بن ساعد شمس الدين أبو عبد الله

ركن الدّين ابْن القوبع رَحمَه الله تَعَالَى فِي دكان الشُّهُود الَّذِي فِي بَاب الصالحية وَيذكر صَلَاح الدّين شَيْئا من كَلَام الرئيس إِمَّا من الأشارات أَو غَيرهَا ويشرح ذَلِك شرحا غير مُطَابق لكَلَام الرئيس فَمَا يصبر لَهُ الشَّيْخ ركن الدّين وَيَقُول سُبْحَانَ الله من يكون ذهنه هَذَا الذِّهْن يشْتَغل فلسفة هَذَا الْكَلَام مَعْنَاهُ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ فِي وَاد وَأَنت فِي وَاد وَهَذَا الَّذِي يفهم من كَلَام الشَّيْخ وَهُوَ المطابق للقواعد عِنْد الْقَوْم فَيَعُود صَلَاح الدّين فِي خجل كثير بَين الْجُلُوس وَأَظنهُ فَارق الزَّوْجَة الَّتِي تزَوجهَا من بَيت ابْن المغربي قبل وَفَاته وَلما مرض النايب ارغون بحلب أول مرّة طلبه من السُّلْطَان فَحَضَرَ إِلَيْهِ وعالجه بحلب ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ أَنه لما مرض الثَّانِيَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا طلبه فوصل إِلَى أَرْبَد وبلغته وَفَاته فَعَاد وَتُوفِّي صَلَاح الدّين بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثلث وَأَرْبَعين وَسبع ماية 3 - (ابْن الْأَكْفَانِيِّ الْحَكِيم شمس الدّين مُحَمَّد بن ابرهيم بن ساعد شمس الدّين أَبُو عبد الله) الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الاكفاني السنجاري المولد وَالْأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار فَاضل جمع اشتات الْعُلُوم وبرع فِي عُلُوم الْحِكْمَة خُصُوصا الرياضي فَإِنَّهُ أَمَام فِي الْهَيْئَة والهندسة والحساب لَهُ فِي ذَلِك تصانيف وأوضاع مفيدة قَرَأت عَلَيْهِ قِطْعَة جَيِّدَة من كتاب اقليدس فَكَانَ يحل لي فِيهِ مَا اقرأه عَلَيْهِ بِلَا كلفة كَأَنَّمَا هُوَ ممثل بَين عَيْنَيْهِ فَإِذا ابتدأت فِي الشكل شرع هُوَ فيسرد بَاقِي الْكَلَام سردا وَأخذ الْميل وَوضع الشكل وحروفه فِي الرمل على التخت وَعبر عَنهُ بِعِبَارَة جزلة فصيحة بَيِّنَة وَاضِحَة كَأَنَّهُ مَا يعرف شَيْئا غير ذَلِك الشكل وقرأت عَلَيْهِ مُقَدّمَة فِي وضع الْآفَاق فشرحها لي أحسن شرح وقرأت عَلَيْهِ أول الأشارات فَكَانَ يحل شرح نصير الدّين الطوسي بِأَجل عبارَة وَأجلى أشارة وَمَا سَأَلته عَن شَيْء فِي وَقت من الْأَوْقَات عَمَّا يتَعَلَّق بالحكمة من الْمنطق والطبيعي والرياضي والألهي إِلَّا وَأجَاب بِأَحْسَن جَوَاب كَأَنَّمَا كَانَ البارحة يطالع تِلْكَ الْمَسْأَلَة طول اللَّيْل وَأما الطِّبّ فَإِنَّهُ كَانَ أَمَام عصره وغالب طبه بخواص) ومفرادت يَأْتِي بهَا إِلَى الْمَرِيض وَمَا يعرفهَا أحد لِأَنَّهُ يُغير كيفيها وَصورتهَا حَتَّى لَا تعلم وَله أصابات غَرِيبَة فِي علاجه وَأما الْأَدَب فَإِنَّهُ فريد فِيهِ يفهم نكته وَيَذُوق غوامضه ويستحضر من الْأَخْبَار والوقايع والوفيات للنَّاس قاطبة جملَة كَبِيرَة ويحفظ من الشّعْر شَيْئا كثيرا إِلَى الْغَايَة من شعر الْعَرَب والمولدين والمحدثين والمتأخرين وَله فِي الْأَدَب تصاني وَيعرف الْعرُوض والبديع جيدا وَمَا رَأَيْت مثل ذهنه يتوقد ذكاء بِسُرْعَة مَا لَهَا روية وَمَا رَأَيْت فِيمَن رَأَيْت أصح ذهنا مِنْهُ وَلَا أذكى وَأما عِبَارَته الفصيحة الموجزة الخالية من الفضول فَمَا رَأَيْت مثلهَا كَانَ الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس يَقُول مَا رَأَيْت من يعبر عَمَّا فِي ضَمِيره بِعِبَارَة موجزة مثله انْتهى وَلم أر امتع مِنْهُ وَلَا أفكه من محاضرته وَلَا أَكثر أطلاعاً مِنْهُ على أَحْوَال النَّاس وتراجمهم ووقايعهم مِمَّن تقدم وَمِمَّنْ عاصره وَأما أَحْوَال الشرق ومتجددات التتار فِي بِلَادهمْ فِي أَوْقَاتهَا فَكَأَنَّمَا كَانَت القصاد تجىء إِلَيْهِ والملطفات تتلى عَلَيْهِ بِحَيْثُ أنني كنت

كمال الدين ابن رفاعة القوصي محمد بن ابرهيم بن محمد ابن علي بن رفاعة كمال الدين

أسمع مِنْهُ مَا لم أطلع عَلَيْهِ من الدِّيوَان وَأما الرقي والعزايم فيحفظ مِنْهَا جملا كَثِيرَة وَله الْيَد الطُّولى فِي الروحانيات والطلاسم وَمَا يدْخل فِي هَذَا الْبَاب وقرأت عَلَيْهِ من تصانيفه أرشاد القاصد إِلَى آسنى الْمَقَاصِد واللباب فِي الْحساب ونخب الذخاير فِي معرفَة الْجَوَاهِر وغنية اللبيب عِنْد غيبَة الطَّبِيب وَمِمَّا لم اقرأه عَلَيْهِ من تصانيفه كتاب كشف الرين فِي أمراض الْعين وَله نظم أَنْشدني مِنْهُ من لَفظه لنَفسِهِ (وَلَقَد عجبت لعاكس للكيميا ... فِي طبه قد جَاءَ بالشنعاء) (يلقى على الْعين النّحاس يحيلها ... فِي لمحة كالفضة الْبَيْضَاء) وَله تجمل فِي بَيته وملبسه ومركوبه من الْخَيل المسومة والبرة الفاخرة ثمَّ أَنه اقْتصر وَترك الْخَيل وآلى على نَفسه أَنه لَا يطب أحدا إِلَّا فِي بَيته أَو فِي البيمارستان أَو فِي الطَّرِيق وَله الْيَد الطُّولى فِي معرفَة الْأَصْنَاف من الْجَوَاهِر والقماش والآلات وأنواع العقاقير والحيوانات وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ البيمارستان المنصوري بِالْقَاهِرَةِ لَا يشترى وَلَا يدْخل إِلَى البيمارستان إِلَّا بعد عرضه عَلَيْهِ فَإِن أجَازه اشْتَرَاهُ النَّاظر وَأَن لم يجزه لم يشتر الْبَتَّةَ وَهَذَا أطلاع كثير وخبرة تَامَّة فَإِن المارستان يُرِيد كل مَا فِي الْوُجُود مِمَّا يدْخل فِي الطِّبّ والكحل والجراح وَغير ذَلِك وَأما معرفَة الرَّقِيق من المماليك والجواري فإليه الْمَآل فِي ذَلِك وَرَأَيْت المولعين بالصنعة يحْضرُون إِلَيْهِ ويذكرون لَهُ وَمَا وَقع لَهُم من الْخلَل فِي أثْنَاء أَعْمَالهم فيرشدهم إِلَى الصَّوَاب) ويدلهم على اصلاح ذَلِك الْفساد وَلم أره يعوز شَيْئا من كَمَال الأدوات غير أَن عربيته ضَعِيفَة وخطه أَضْعَف من مرضى مارستانه وَمَعَ ذَلِك فَلهُ كَلَام حسن وَمَعْرِفَة جَيِّدَة بأصول الْخط الْمَنْسُوب وَالْكَلَام على ذَلِك وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي طاعون مصر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية وتألمت لفقده رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (كَمَال الدّين ابْن رِفَاعَة القوصي مُحَمَّد بن ابرهيم بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن رِفَاعَة كَمَال الدّين) أَبُو الْفتُوح القوصي عَالم مفنن يعرف الْفِقْه والأصلين والنحو واللغة وَالتَّفْسِير تولى الحكم بِالْأَعْمَالِ القوصية سِنِين كَثِيرَة ومدحه الأديب الْفَاضِل على بن صَادِق بن عَليّ بن مُحَمَّد الخزرجي بمدايح جمعهَا فِي كتاب وقفاها وَعمل فِيهَا مُقَدّمَة وَصفه فِيهَا بنظم ونثر وَهُوَ كتاب كَبِير قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي مولده بقوص سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس ماية 3 - (ابْن الجاموس الشَّافِعِي مُحَمَّد بن ابرهيم بن رَافع بن هبة الله شهَاب الدّين أَبُو عبد الله) الغساني الْحَمَوِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمدرس الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بِابْن الجاموس درس بمشهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ وخطب بجامعها وبالقدس بعد القَاضِي محيي الدّين ابْن الزكي ودرس بهَا وتفقه ببغداذ وَتُوفِّي رَحمَه الله بحماة فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شهر ربيع الأول سنة خمس عشرَة وست ماية وَفِيه يَقُول ابْن عنين وَقد تجَادل مَعَ ابْن الْبَغْل الْفَقِيه

شمس الدين المقدسي محمد بن ابرهيم بن أحمد

(الْبَغْل والجاموس فِي جدليهما ... قد أصبحا عجبا لكل مناظر) (برزا عَشِيَّة يَوْمنَا لتجادل ... هَذَا بقرنيه وَذَا بالحافر) (مَا أتقنا غير الصياح كَأَنَّمَا ... لقنا جِدَال المرتضى ابْن عَسَاكِر) (لفظ طَوِيل تَحت معنى قَاصِر ... كالعقل فِي عبد اللَّطِيف النَّاظر) (أثنان مَا لَهما وحقك ثَالِث ... إِلَّا رقاعة مدلويه الشَّاعِر) وَقَالَ الْوَزير نجم الدّين أَبُو المظفر يُوسُف بن المحاور وَقد خطب الجاموس يَوْم الْأَضْحَى (خَطِيبنَا الجاموس من حذقه ... علا على الْمِنْبَر والصرح) (لِأَنَّهُ فِي يَوْمه خايف ... يَا ملك الأَرْض من الذّبْح) ) وَقَالَ فِيهِ (قل لمليك الأَرْض أَن لم تَجِد ... أضْحِية الضَّأْن مَعَ الْمعز) (فَخذ خطيب الْعِيد أضْحِية ... فَإِنَّهُ عَن سَبْعَة يجزى) وَقَالَ فِيهِ (قلت والجاموس يلقى ... درسه من غير لبس) (ويك ذَا جاموس درس ... لَيْسَ ذَا جاموس درس) 3 - (شمس الدّين الْمَقْدِسِي مُحَمَّد بن ابرهيم بن أَحْمد) القَاضِي شمس الدّين الْمَقْدِسِي حضر على الْبَدْر عمر بن مُحَمَّد الْكرْمَانِي وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية 3 - (شمس الدّين البهلوان مُحَمَّد بن أتابك الدكز) شمس الدّين البهلوان كَانَ حَاكما على الْعرَاق وآذربيجان والري وأصفهان وَكَانَ أسم الْملك وَاقعا على طغريل بن أرسلان بن طغريل بن ملكشاه وَكَانَ تَحت حجر البهلوان يَأْكُل الْبِلَاد باسمه وَكَانَ ظَالِما فاتكا وَلما احْتضرَ أوصى إِلَى أَخِيه لأمه قزل وَمَات بهمذان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَخلف مَا لم يخلفه مثله قَالَ صَاحب الْمرْآة أما الْأَمْوَال فَمَا تحصى وَأما المماليك فَترك خَمْسَة آلَاف مَمْلُوك وثلثين ألف فرس وبغل وجمل وَقَامَ أَخُوهُ مقَامه فَلَمَّا شب طغريل انف من الاحتجار فَركب من همذان وَمَعَهُ مماليك أَبِيه وَجَاء إِلَى أَصْبَهَان وَتَبعهُ قزل وَوَقعت الْحَرْب فَأحرق قزل أَصْبَهَان حَتَّى الْمدَارِس والربط وَالْمَسْجِد وَمَات النَّاس جوعا

مُحَمَّد بن أَحْمد من ولد عبيد الله بن قيس الرقيات قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ والماتين أَو فِيهَا قطعت الْأَعْرَاب عَلَيْهِ الطَّرِيق فَقَالَ لما دخل على أبي الْأَعَز بالرها ارتجالا (أَنا شَاكر أَنا ذَاكر أَنا ناشر ... أَنا جايع أَنا راجل أَنا عَار) (هِيَ سِتَّة وَأَنا الضمين لنصفها ... فَكُن الضمين لنصفها بعيار) (أحمل وَأطْعم وأكس ثمَّ لَك الوفا ... عِنْد أختيار محَاسِن الْأَخْبَار) (فالعار فِي مدحي لغيرك فأكفني ... بالجود مِنْك تعرضي للعار) مُحَمَّد بن أَحْمد بن رشيد مولى الْمهْدي أَمِير الْمُؤمنِينَ من شعره (مَرِيضَة كرّ الطّرف مجدولة الحشا ... بعيده مهوى القرط يشبهها الْبَدْر) ) (لَهَا نظر يسبى الْقُلُوب بحسنه ... هُوَ السحر فِي الأوهام أَو دونه السحر) (أَقُول إِذا مَا أَشْتَدّ شوقي والتظى ... بقلبي من هجران قاتلتي جمر) (عَسى فرج يَأْتِي بِهِ الله أَنه ... لَهُ كل يَوْم فِي خليقته أَمر) مُحَمَّد بن أَحْمد بن وَاصل المرودي يَقُول فِي المعلي بن أَيُّوب (أَنْت لِليْل إِذا جلّ ... لني ليلى ضِيَاء) (قمر بدر وَنور ... وَتَمام وأمتلاء) (وَإِذا لَاحَ نَهَار ... أَنْت شمسي والبهاء) (يَا معلي يَا ابْن أيو ... ب فَمَا هَذَا الْجفَاء) (أبسوء العتب يرْعَى ... الأصدقاء الأصدقاء)

الرياحي محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي

(كل مَا بلغته عَن ... ي فإفك وأفتراء) مُحَمَّد الْعُتْبِي الْمَالِكِي الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْعُتْبِي الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي صَاحب المسايل الْعُتْبِيَّة توفّي فِي عشر السِّتين بعد الماتين الْحَرَشِي النَّيْسَابُورِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَفْص الْحَرَشِي بِالْحَاء الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة النَّيْسَابُورِي توفّي فِي عشر السّبْعين بعد الماتين 3 - (الريَاحي مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْعَوام الريَاحي) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره صَدُوق توفّي سنة سِتّ وَسبعين وماتين أَبُو عَمْرو الصَّغِير مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسحق بن ابرهيم النَّيْسَابُورِي أَبُو عَمْرو الصَّغِير النَّحْوِيّ كَانَ كَبِيرا فِي الْعُلُوم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثلث ماية 3 - (مُحَمَّد بن أَحْمد بن سيد حمدونه أَبُو بكر التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي الزَّاهِد) لَهُ الكرامات وَالْأَحْوَال صحب أَبَا الْقسم الجوعي أَقَامَ خمسين سنة مَا اسْتندَ وَلَا مد رجله بَين يَدي الله هَيْبَة لَهُ نبح عَلَيْهِ كلب فِي اللَّيْل فاخسأه فَمَاتَ وَتُوفِّي سنة أحدى وَثلث ماية ابْن الْمَرْزُبَان قَاضِي دمشق مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمَرْزُبَان قَاضِي دمشق بعد أبي زرْعَة من قبل المقتدر توفّي سنة أَربع وَثلث ماية 3 - (ابْن كيسَان النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن كيسَان أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ) ) اللّغَوِيّ الْأَمَام الْفَاضِل أحد الْمَذْكُورين بِالْعلمِ والموصوفين بالفهم كَانَ يحفظ الْبَصرِيين والكوفيين فِي النَّحْو لِأَنَّهُ أَخذ عَن الْمبرد وثعلب وَكَانَ أَبُو بكر ابْن مُجَاهِد المقرىء يَقُول هُوَ أنحى مِنْهُمَا وَله التصانيف والأقوال الْمَشْهُورَة فِي التفاسير ومعاني الْآيَات وَكَانَ فَوق الثِّقَة توفّي سنة تسع وَتِسْعين وماتين فِي خلَافَة المقتدر قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وجدت فِي تَارِيخ أبي غَالب

الوشاء النحوي محمد بن أحمد بن اسحق بن يحيى الوشاء أبو الطيب النحوي

همام بن الْفضل بن الْمُهَذّب المغربي أَن ابْن كيسَان توفّي سنة عشْرين وَثلث ماية وَكَانَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد يَقُول أَبُو الْحسن ابْن كيسَان انحى من الشَّيْخَيْنِ يَعْنِي الْمبرد وثعلبا وَله من التصانيف كتاب الْمُهَذّب فِي النَّحْو كتاب غلط أدب الْكَاتِب كتاب اللامات كتاب الحقايق كتاب الْبُرْهَان كتاب مصابيح الْكتاب كتاب الهجاء والخط كتاب غَرِيب الحَدِيث نَحْو أَربع ماية ورقة كتاب الْوَقْف والأبتداء كتاب القراآت كتاب التصاريف كتاب الشاذاني فِي النَّحْو كتاب الْمُذكر والمؤنث كتاب الْمَقْصُور والممدود كتاب مَعَاني الْقُرْآن كتاب مُخْتَصر فِي النَّحْو كتاب المسايل على مَذْهَب النَّحْوِيين مَا اخْتلف فِيهِ الْكُوفِيُّونَ والبصريون كتاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ كتاب الْمُخْتَار فِي علل النَّحْو ثلث مجلدات أَو أَكثر قَالَ أَبُو حَيَّان التوحيدي وَمَا رَأَيْت مَجْلِسا أَكثر فايدة وَأجْمع لأصناف الْعُلُوم وخاصة مَا يتَعَلَّق بأنحف والطرف والنتف من مجْلِس ابْن كيسَان حَتَّى قَالَ الصابي هَذَا الرجل من الْجِنّ إِلَّا أَنه فِي شكل أنسان 3 - (الوشاء النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسحق بن يحيى الوشاء أَبُو الطّيب النَّحْوِيّ) من أهل الْأَدَب حسن التصنيف مليح التَّأْلِيف أخباري توفّي سنة خمس وَعشْرين وَثلث ماية وَله ابْن يعرف بِابْن الوشاء كَذَا قَالَ ياقوت مُحَمَّد بن أَحْمد الوشاء وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسحق بن يحيى الْعَلامَة أَبُو الطّيب الوشاء الأخباري أَخذ عَن ثَعْلَب والمبرد وبرع فِي فنون الْأَدَب وَألف كتبا كَثِيرَة وَقَالَ ياقوت أَخذ الوشاء عَن أَحْمد بن عبيد بن نَاصح والحرث بن أبي أُسَامَة وثعلب والمبرد وَقَالَ الْخَطِيب رَوَت عَنهُ منية جَارِيَة خلَافَة أم ولد الْمُعْتَمد قَالَ مُحَمَّد بن اسحق النديم كَانَ نحويا معلما لمكتب الْعَامَّة وَكَانَ يعرف بالأعرابي وَله من الْكتب الْجَامِع فِي النَّحْو كتاب مُخْتَصر فِي النَّحْو الْمَقْصُور والممدود الْمُذكر والمؤنث كتاب الْفرق خلق الأنسان خلق الْفرس المثلث أَخْبَار صَاحب الزنج الزَّاهِر فِي الْأَنْوَار والزهر كتاب السلوان الْمذَاهب الموشح سلسة الذَّهَب أَخْبَار) المتظرفات الحنين إِلَى الأوطان حُدُود الطّرف الْكَبِير الموشي وَمن شعره (لَا صَبر لي عَنْك سوى أنني ... أرضي من الدَّهْر بِمَا يقدر) (من كَانَ ذَا صَبر فَلَا صَبر لي ... مثلي عَن مثلك لَا يصبر) 3 - (القَاضِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي دؤاد مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي دؤاد أَبُو الْوَلِيد الأيادي القَاضِي) وَهُوَ أَخُو حريز بن أَحْمد قيل أَن أسم أبي دؤاد الْفرج وَقيل دعمي وَقيل اسْمه

العمراوي الراوية محمد بن أحمد بن سلمان أبو عمرو العمراوي الراوية

كنيته وَسَيَأْتِي تَرْجَمَة أَبِيه فِي الأحمدين أَن شَاءَ الله تَعَالَى ولي مُحَمَّدًا أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل الْقَضَاء بعد أَن فلج أَبوهُ وَمَات فِي حَيْوَة أَبِيه وَكَانَت وَفَاته ببغداذ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وثلثين وماتين وَمَات أَبوهُ بعده بِعشْرين يَوْمًا وَكَانَ المتَوَكل قد عَزله عَن الْقَضَاء ومظالم الْعَسْكَر سنة سبع وثلثين ووكل بضياعه وضياع أَبِيه ثمَّ صولح على الفي ألف دِينَار وَأشْهد على ابْن أبي دؤاد وَابْنه بشرَاء ضياعهما وأحدرا إِلَى بغداذ وَقيل حمل ماية ألف وَعشْرين ألف دِينَار وجوهرا قِيمَته عشرُون ألف دِينَار ثمَّ صولح بعد ذَلِك على سِتَّة عشر ألف دِرْهَم وَكَانَ أَبوهُ أَحْمد مِمَّن اشْتهر بالسخاء وَابْنه أَبُو الْوَلِيد كَانَ بَخِيلًا وَله فِي الْبُخْل أَخْبَار ظريفة هِيَ مَحْفُوظَة عَنهُ ولبعضهم فِيهِ هجو وَهُوَ (إِلَى كم تجْعَل الْأَعْرَاب طراً ... ذَوي الْأَرْحَام مِنْك بِكُل وَاد) (تضم على لصوصهم جنَاحا ... لتثبت دَعْوَة لَك فِي أياد) (فاقسم أَن رَحِمك فِي اياد ... كرحم بني أُميَّة من زِيَاد) وَقَالَ آخر (عفت مسَاوٍ تبدت مِنْك وَاضِحَة ... عل محَاسِن بقاها ابوك لكا) (لَئِن تقدّمت ابناء الْكِرَام بِهِ ... لقد تقدم آبَاء اللئام بكا) وَقَالَ أَبُو تَمام يعاتبه (أترجو أَن تعد كريم قوم ... وبابك لَا يطِيف بِهِ كريم) (كمن جعل الحضيض لَهُ مهاداً ... وَيَزْعُم أَن أخوته النُّجُوم) 3 - (العمراوي الراوية مُحَمَّد بن أَحْمد بن سلمَان أَبُو عَمْرو العمراوي الراوية) هُوَ القايل لِعبيد الله بن يحيى بن خاقَان فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح وَغَيره يرويهِ للزبير بن بكار) (مَا أَنْت بِالسَّبَبِ الضَّعِيف وَإِنَّمَا ... نجح الْأُمُور بِقُوَّة الْأَسْبَاب) (فاليوم حاجتنا إِلَيْك وَإِنَّمَا ... يدعى الطَّبِيب لساعة الأوصاب) 3 - (القاهر بِاللَّه مُحَمَّد بن أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ القاهر بِاللَّه العباسي) أَبُو مَنْصُور ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد بِاللَّه أبي الْعَبَّاس بُويِعَ بالخلافة سنة عشْرين عِنْد قتل المقتدر وخلعوه فِي جمدى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسملت عَيناهُ فسالتا وحبسوه مُدَّة ثمَّ اهملوه وأطلقوه فَمَاتَ فِي جمدى الأولى سنة تسع وثلثين وَثلث ماية وَكَانَ ربعَة أسمر أصهب الشّعْر طَوِيل الْأنف وَأمه أم ولد تسمى قتول لم تدْرك خِلَافَته ووزر لَهُ أَبُو عَليّ ابْن مقلة وَهُوَ بشيراز وَخَلفه عبيد الله ابْن

الجرجاني الوراق محمد بن أحمد أبو الحسن الجرجاني الوراق

مُحَمَّد الكلوذاني ثمَّ أَحْمد بن الخصيب وَكَانَ حَاجِبه بليق ثمَّ سَلامَة الطولوني وَنقش خَاتمه القاهر بِاللَّه المنتقم من أَعدَاء الله لدين الله وَلما بُويِعَ لَهُ يَوْم الْخَمِيس لليلتين بَقِيَتَا من شَوَّال سنة عشْرين وَثلث ماية كَانَ ذَلِك بمشورة مونس المظفر قَالَ هَذَا رجل قد سمى مرّة للخلافة فَهُوَ أولى بهَا مِمَّن لم يسم وكأنما سعى مونس فِي حتف نَفسه لِأَنَّهُ أول من قَتله القاهر وَكَانَ سنّ القاهر يَوْم بُويِعَ ثلثا وثلثين سنة وَكَانَت خِلَافَته سنة وَسِتَّة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وَلما توفّي ببغداذ دفن فِي دَار مُحَمَّد بن طَاهِر وَكَانَ يسْعَى بَين الصُّفُوف فِي الْجمع وَيَقُول إيها النَّاس تصدقوا على من كَانَ يتَصَدَّق عَلَيْكُم تصدقوا على من كَانَ خليفتكم وَلما ولي الراضي أوقع القاهر فِي وهمه بِمَا يلقيه من فلتات لِسَانه أَن لَهُ بِالْقصرِ دفاين عَظِيمَة من الْأَمْوَال والجواهر فاحضره وَقَالَ أَلا تدلني على دفاينك قَالَ نعم بعد تمنع يسير وَقَالَ أحفروا الْمَكَان الْفُلَانِيّ وَالْمَكَان الْفُلَانِيّ وَجعل يتبع الْأَمَاكِن الَّتِي كَانَ بناها أحسن بِنَاء واصطفاها لنَفسِهِ حَتَّى خربها كلهَا وَلم يَجدوا شَيْئا فَقَالَ وَالله مَا لي مَال وَلَا كنت مِمَّن يدّخر الْأَمْوَال فَقَالُوا لَهُ فَلم تركتنا نحرب هَذِه الْأَمَاكِن فَقَالَ لِأَنِّي كنت عملتها لَا تمتّع بهَا فحرمتموني إِيَّاهَا وأذهبتم نور عَيْني فَلَا أقل من أَن أحرمكم التَّمَتُّع بِمَا عملته لي 3 - (الْجِرْجَانِيّ الْوراق مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْحسن الْجِرْجَانِيّ الْوراق) قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان كَانَ يتشيع وَله أشعار يمدح فِيهَا الطالبيين ورأيته سنة تسع وَثلث ماية أورد لَهُ قصيدة أَولهَا (أَلا خل عَيْنَيْك اللجوجين تدمعا ... لمؤلم خطب قد ألم فاوجعا) (وَلَيْسَ عجيباً أَن يَدُوم بكاهما ... وَأَن يمتري دمعيهما الوجد أجمعا) ) مِنْهَا (بكته سيوف الْهِنْد لما فقدنه ... وآضت جِيَاد الْخَيل حسرى وظلعا) (وَكَانَ قَدِيما يرتع الْبيض فِي الطلى ... فَأصْبح للبيض المباتير مرتعا) (لقد عَاشَ مَحْمُودًا كَرِيمًا فعاله ... وَمَات شَهِيدا يَوْم ولي فودعا) هَذِه القصيدة رثى بهَا ليلى بن النُّعْمَان الديلمي الْخَارِج بنيسابور توفّي سنة ثَمَان وَثلث ماية أَبُو نصر الْعَسْقَلَانِي مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو نصر الْعَسْقَلَانِي الْكِنَانِي أورد لَهُ ابْن المرزباني (تَرَكتنِي رَحْمَة أبْكِي ويبكي لي ... تراك أفكرت يَوْم الْبَين فِي حَالي) (أذال فقدك أوصالي فَلَو خرجت ... نَفسِي لما علمت بالبين أوصالي)

الحافظ أبو بشر الدولابي محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد ابن مسلم أبو بشر الدولابي

(قد جَاءَ بعْدك عذالي فَمَا برحوا ... حَتَّى بكي لي مَعَ الباكين غذالي) وَقَالَ (كل شَيْء يبْلى وحبك بَاقٍ ... علم الله علم مَا أَنا لَاق) (لَيْسَ موت العشاق أمرا بديعاً ... كم مضى هَكَذَا من العشاق) 3 - (الْحَافِظ أَبُو بشر الدولابي مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمَّاد بن سعيد ابْن مُسلم أَبُو بشر الدولابي) الْأنْصَارِيّ الْحَافِظ الْوراق من أهل الرّيّ سمع الْكثير بِبَلَدِهِ وبالكوفة وَالْبَصْرَة وبغداذ ودمشق والحرمين وصنف التصانيف قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تكلمُوا فِيهِ وَمَا تبين من امْرَهْ الْأَخير وَقَالَ ابْن عدي مِنْهُم فِيمَا يَقُوله فِي نعيم بن حَمَّاد لصلابته فِي أهل الرَّأْي توفّي سنة عشر وَثلث ماية مُحَمَّد بن أَحْمد بن زُهَيْر بن طهْمَان الْقَيْسِي 3 - (أَبُو الْحسن الطوسي) مُحدث مُصَنف توفّي سنة سبع عشرَة وَثلث ماية 3 - (أَبُو الْفضل الْحَافِظ الْهَرَوِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمار الْحَافِظ الشَّهِيد ابْن أبي الْحسن) وكنية الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْهَرَوِيّ أَمَام كَبِير عَارِف بعلل الحَدِيث لَهُ جُزْء فِيهِ بضعَة وثلثون حَدِيثا من الْأَحَادِيث الَّتِي بَين عللها فِي حَدِيث مُسلم فِي صِحَّته قَتله القرامطة بِمَكَّة وَهُوَ مُتَعَلق بحلقتي الْبَاب وَقد خرج صَحِيحا على رسم مُسلم وَلم يتكهل توفّي سنة سبع عشرَة وَثلث ماية 3 - (ابْن شنبوذ المقرىء مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَيُّوب بن الصَّلْت ابْن شنبوذ أَبُو الْحسن المقرىء) ) الْمَشْهُور قَرَأَ على أبي حسان مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَنزي تخير لنَفسِهِ قراآت شَاذَّة يقْرَأ بهَا فِي الْمِحْرَاب مِمَّا يرْوى عَن ابْن مَسْعُود وَأبي بن كَعْب فَحسن امْرَهْ فَقبض عَلَيْهِ الْوَزير أَبُو عَليّ بن مقلة وأحضر لَهُ الْقُضَاة والقراء وَجَمَاعَة من الْعلمَاء فاغلظ فِي خطاب الْوَزير

أبو الطيب المقرىء غلام ابن شنبوذ محمد بن أحمد بن يوسف

وَالْقَاضِي وَأبي بكر ابْن مُجَاهِد المقرىء ونسبهم إِلَى قلَّة الْمعرفَة وَأَنَّهُمْ مَا سافروا فِي طلب الْعلم فامر الْوَزير بضربه فاقيم وَضرب سبع دُرَر فَدَعَا وَهُوَ يضْرب على الْوَزير بِقطع يَده فَكَانَ كَمَا دَعَا ثمَّ أوقفوه على الْحُرُوف الَّتِي كَانَ يقْرَأ بهَا فَأنْكر مَا كَانَ شنيعا وَقَالَ فِيمَا سواهُ أَنه قَرَأَهُ قوم فاستتابوه فَتَابَ وَأَنه لَا يقْرَأ إِلَّا بمصحف عُثْمَان وَكتب عَلَيْهِ بذلك محْضر وَكَانَ مِمَّا أنكر عَلَيْهِ إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة فأمضوا إِلَى ذكر الله وتجعلون شكركم أَنكُمْ تكذبون وتبت يدا أبي لَهب وَقد تب وكالصوف المنفوش وننجيك بنداءيك وَلَو كَانُوا يعلمُونَ الْغَيْب مَا لَبِثُوا حولا فِي الْعَذَاب المهين وَاللَّيْل إِذا يغشى وَالنَّهَار إِذا تجلى وَالذكر وَالْأُنْثَى وفقد كذب الْكَافِرُونَ فَسَوف يكون لزاما ولتكن مِنْكُم فِئَة يدعونَ إِلَى الْخَيْر ويأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن الْمُنكر ويستعينون الله على مَا أَصَابَهُم أوليك هم المفلحون وَإِلَّا تفعلوه تكن فتْنَة فِي الأَرْض وَفَسَاد عريض وَكتب الشُّهُود فِي الْمحْضر وَكتب ابْن شنبوذ خطه بِالتَّوْبَةِ من ذَلِك وَأَنه مَتى خَالف ذَلِك أَو بَان مِنْهُ غَيره فدمه حَلَال لأمير الْمُؤمنِينَ ثمَّ أَن أَبَا أَيُّوب السمسار كلم الْوَزير فِيهِ فِي أخراجه إِلَى المداين خُفْيَة وَإِلَّا مَتى توجه إِلَى بَيته قتلته الْعَوام فَفعل ذَلِك وَتُوفِّي فِيمَا قيل بدار السُّلْطَان فِي محبسه سنة ثَمَان وَعشْرين وَثلث ماية ببغداذ وشنبوذ بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَضم الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْوَاو ذال مُعْجمَة 3 - (أَبُو الطّيب المقرىء غُلَام ابْن شنبوذ مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف) أَبُو الطّيب المقرىء يعرف ابْن شنبوذ الْمُتَقَدّم ذكره آنِفا قَالَ قَرَأت على أدريس بن عبد الْكَرِيم لَو أنزلنَا هَذَا الْقُرْآن على جبل لرأيته خَاشِعًا الْآيَة فَقَالَ لي ضع يدك على رَأسك فَإِن شَيْخي أمراني بِهَذَا وسلسل الحَدِيث إِلَى ابْن مَسْعُود وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما قَرَأَهَا ابْن مَسْعُود قَالَ لَهُ ضع يدك على رَأسك فَإِن جِبْرِيل امرني بِهَذَا قَالَ وفيهَا شِفَاء من كل دَاء إِلَّا السام والسام الْمَوْت توفّي سنة تسع وثلثين وَثلث ماية 3 - (أَبُو الْفرج الشنبوذي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم أَبُو الْفرج الشنبوذي المقرىء) ) حفظ خمسين ألف بَيت شعر شَوَاهِد على الْقُرْآن وَتكلم النَّاس فِي رواياته توفّي سنة ثَمَان

أبو بكر السدوسي ابن عصفور محمد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة السدوسي

وَثَمَانِينَ وَثلث ماية وَسُئِلَ عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ فأساء القَوْل فِيهِ وَله كتاب الأشارة فِي تلطيف الْعبارَة فِي علم الْقُرْآن وَله تَفْسِير وَلم يتم 3 - (أَبُو بكر السدُوسِي ابْن عُصْفُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب ابْن شيبَة السدُوسِي) أَبُو بكر البغداذي وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة أحدى وثلثين وَثلث ماية وَكَانَ يعرف بِابْن عُصْفُور أعد لَهُ أَبوهُ لما أخبرهُ المنجمون عَن مُدَّة عمره فَحسب لَهُ كل يَوْم دِينَارا وَجعل ذَلِك جبا ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ جبا آخر استظهارا فنفد الْجَمِيع وَكَانَ يَأْتِي إِلَيْهِم ليسمعهم بِغَيْر أزار فيهبونه شَيْئا يبروه بِهِ 3 - (أَبُو الْعَرَب الأفريقي الْمَالِكِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمِيم بن تَمام أَبُو الْعَرَب الأفريقي) كَانَ جده من أُمَرَاء أفريقية وَسمع من أَصْحَاب سَحْنُون وَكَانَ حَافِظًا لمَذْهَب مَالك مفتيا غلب عَلَيْهِ الحَدِيث وَالرِّجَال وَله تصانيف مِنْهَا كتاب المحن وطبقات أهل أفريقية وفضايل مَكَّة وفضايل سَحْنُون وَعباد أفريقية توفّي سنة ثلث وثلثين وَثلث ماية 3 - (اللؤْلُؤِي الْبَصْرِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَمْرو أَبُو عَليّ اللؤْلُؤِي) بَصرِي مَشْهُور ثِقَة توفّي سنة ثلث وثلثين وَثلث ماية 3 - (أَبُو رَجَاء الأسواني الشَّاعِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرّبيع بن سُلَيْمَان بن أبي مَرْيَم) أَبُو رَجَاء الأسواني الْمصْرِيّ الشَّاعِر صَاحب القصيدة الَّتِي لَا يعلم فِي الْوُجُود أطول مِنْهَا سُئِلَ قبل مَوته بِسنتَيْنِ كم بلغت قصيدتك إِلَى الْآن فَقَالَ ثلثين وماية ألف بَيت وَقد بَقِي الطِّبّ والفلسفة لِأَنَّهُ نظم فِيهَا أَخْبَار الْعَالم وقصص الْأَنْبِيَاء وَكَانَ أديبا شَافِعِيّ الْمَذْهَب توفّي سنة خمس وثلثين وَثلث ماية 3 - (المقرىء الْأَثْرَم مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن حَمَّاد البغداذي) المقرىء الْأَثْرَم توفّي سنة سِتّ وثلثين وَثلث ماية 3 - (ابْن قُرَيْش الحكيمي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن قُرَيْش الحكيمي) البغداذي الْكَاتِب وَثَّقَهُ البرقاني توفّي سنة سِتّ وثلثين وَثلث ماية روى عَن يَمُوت بن المزرع وَأحمد بن

ابن بالويه المحدث محمد بن أحمد بن بالويه أبو بكر النيسابوري الجلاب

عبيد بن نَاصح وَمُحَمّد بن أسحق الصَّاغَانِي وروى عَنهُ أَبُو عبد الله المرزباني وَغَيره لَهُ من المصنفات كتاب حلية الأدباء وَهُوَ يشْتَمل على أَخْبَار وأشعار) ومحاسن وَكتاب سفط الْجَوْهَر وَكتاب الشَّبَاب كتاب الْفَاكِهَة والدعابة 3 - (ابْن بَالَوَيْهِ الْمُحدث مُحَمَّد بن أَحْمد بن بَالَوَيْهِ أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْجلاب) من أَعْيَان الْمُحدثين والرؤساء توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَثلث ماية 3 - (الأسواري الْمُحدث مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَابُور الأسواري بِفَتْح الْهمزَة) وَسُكُون السِّين ثِقَة مُسْند من كبار شُيُوخ أَصْبَهَان وَحَدِيثه بعلو فِي الثقفيات توفّي سنة وَأَرْبَعين وَثلث ماية المحبوبي الْمُحدث مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب بن فُضَيْل أَبُو الْعَبَّاس الْمروزِي المحبوبي مُحدث سماعاته مضبوطة وَكَانَ ذَا ثروة وَمَال توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثلث ماية الْعَسَّال الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن سليمن أَبُو أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ القَاضِي الْمَعْرُوف بالعسال بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالسِّين الْمُهْملَة كَانَ قَاضِي أَصْبَهَان سمع وروى عَنهُ الْكِبَار توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَثلث ماية 3 - (اللؤْلُؤِي الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو بكر الْقُرْطُبِيّ اللؤْلُؤِي) الْفَقِيه الْمَالِكِي أفقه أهل الأندلس بعد موت ابْن أَيمن وَله بصر بالشعر والوثايق واللغة وَعَلِيهِ تفقه ابْن زرب وَكَانَ أخفش الْعَينَيْنِ توفّي سنة خمسين وَثلث ماية 3 - (الْوَزير القراريطي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن عبد الْمُؤمن أَبُو اسحق الأسكافي) الْكَاتِب الْمَعْرُوف بالقراريطي الْوَزير كَانَ كَاتبا لمُحَمد بن رايق ثمَّ وزر للمتقي لله بعد أبي عبد الله البريدي ثمَّ عزل بعد تِسْعَة وثلثين يَوْمًا وَأخذ مِنْهُ مأتان وَأَرْبَعُونَ ألف دِينَار ثمَّ وزر ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد ثَمَانِيَة أشهر ثمَّ صَار إِلَى الشَّام وَكتب لسيف الدولة ابْن حمدَان ثمَّ قدم بغداذ وَكَانَ ظَالِما غشوما وَفَاته بِبَغْدَاد فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَثلث ماية 3 - (أَبُو العبر الْهَاشِمِي مُحَمَّد بن أَحْمد الْهَاشِمِي) وَقَالَ صَاحب الأغاني أُسَمِّهِ

أَحْمد بن عبد الله وَالظَّاهِر أَنه الصَّحِيح لِأَنَّهُ كَانَت كنيته أَبَا الْعَبَّاس فصيرها أَبَا العبر ثمَّ كَانَ يزِيد فِيهَا فِي كل سنة حرفا فَمَاتَ وَهُوَ أَبُو العبر طزد طبك طبري بك بك بك وَكَانَ شَاعِرًا ترك الْجد وَعدل إِلَى الْهزْل وَيعرف وَالِده بحمدون الحامض حَبسه الْأَمِير اسحق بن ابرهيم الطاهري أَمِير بغداذ وَقَالَ هَذَا عَار على بني هَاشم فصاح فِي الْمحبس نصيحة لأمير الْمُؤمنِينَ فَأخْرج فَقَالَ لَهُ اسحق هَات نصيحتك فَقَالَ الكشكية أصلحك) الله لَا تطيب إِلَّا بكشك فَضَحِك وَقَالَ هُوَ فِيمَا أرى مَجْنُون فَقَالَ أَبُو العبر إِنَّمَا أمتخط حوت فَقَالَ وَيلك مَا معنى قَوْلك فَقَالَ اصلحك الله زعمت أنني مججت نون وَأَنا أمتخط حوت فاطلقه وَقَالَ أَظُنك فِي حَبسك مأثوم فَقَالَ لَا وَلَكِنَّك فِي مَاء بصل فَقَالَ أَخْرجُوهُ عني وَلَا يُقيم ببغداذ فَهَذَا عَار على أهل الْبَيْت وَكَانَ فِي مبدأ أمره صَالح الشّعْر فَرَأى أَن شعره مَعَ توسطه لَا ينْفق مَعَ أبي تَمام والبحتري وأضرابهما فَعدل إِلَى الْحمق وَكسب بذلك أَضْعَاف مَا كَسبه كل شَاعِر بالجد وَمن قَوْله الصَّالح (لَا أَقُول الله يظلمني ... كَيفَ أَشْكُو غير مُتَّهم) (وَإِذا مَا الدَّهْر ضعضعني ... لم تجدني كَافِر النعم) (قنعت نَفسِي بِمَا رزقت ... وَتَنَاهَتْ فِي العلى هممي) (لَيْسَ لي مَال سوى كرمي ... وَبِه أمنى من الْعَدَم) قَالَ عبد الْعَزِيز بن أَحْمد كَانَ أَبُو العبر يجلس بسر من رأى فِي مجْلِس يجْتَمع إِلَيْهِ فِيهِ المجان يَكْتُبُونَ عَنهُ وَكَانَ يجلس على سلم وَبَين يَدَيْهِ بلوعة فِيهَا مَاء وحمأة قد سد مجْراهَا وَبِيَدِهِ قَصَبَة طَوِيلَة وعَلى رَأسه خف وَفِي رجلَيْهِ قلنسيتان ومستمليه فِي جَوف بِئْر وَحَوله ثلثة يدقون بالهواوين حَتَّى تكْثر الجلبة ويقل السماع ويصيح مستمليه فِي الْبِئْر ثمَّ يملى عَلَيْهِم فَإِن ضحك أحد مِمَّن حضر قَامُوا فصبوا على رَأسه من البلوعة أَن كَانَ وضيعا وَأَن كَانَ ذَا مُرُوءَة رشوا عَلَيْهِ بالقصبة من مَائِهَا ثمَّ يجلس فِي الكنيف إِلَى أَن ينقضى الْمجْلس فَلَا يخرج مِنْهُ حَتَّى يغرم دِرْهَمَيْنِ وَمن شعره الصَّالح (أَيهَا الْأَمْرَد المولع بالهج ... ر أفق مَا كَذَا سَبِيل الرشاد) (فَكَأَنِّي بِحسن وَجهك قد أل ... بس فِي عَارِضَيْك ثوب حداد) (وَكَأَنِّي بعاشقيك وَقد أَب ... دلّت فيهم من خلْطَة ببعاد) (حِين تنبو الْعُيُون عَنْك كَمَا ين ... قبض السّمع عَن حَدِيث معاد) (فأغتنم قبل أَن تصير إِلَى كَا ... ن وتضحى فِي جملَة الأضداد)

ابن الصواف البغداذي محمد بن أحمد بن الحسين بن اسحق أبو علي

وَمِنْه (رَأَيْت من العجايب قاضيين ... هما أحدوثة فِي الْخَافِقين) (هما أقتسما الْعَمى نِصْفَيْنِ قداً ... كَمَا اقْتَسمَا قَضَاء الْجَانِبَيْنِ) ) (هما فأل الزَّمَان بهلك يحيى ... إِذْ أفْتَتح الْقَضَاء باغورين) (وتحسب مِنْهُمَا من هز رَأْسا ... لينْظر فِي مَوَارِيث وَدين) (كَأَنَّك قد جعلت عَلَيْهِ دنا ... فتحت بزاله من فَرد عين) وَقَالَ جحظة لم أر أحفظ مِنْهُ لكل عين وَلَا أَجود شعرًا وَلم يكن فِي الدُّنْيَا صناعَة إِلَّا وَهُوَ يحفظها ويعملها بِيَدِهِ حَتَّى لقد رَأَيْته يعجن ويخبز وَقَالَ مُحَمَّد ابْن اسحق لَهُ من الْكتب جَامع الحماقات وحاوي الرقاعات كتاب المنادمة أَخْلَاق الرؤساء وَكَانَ المتَوَكل يرْمى بِهِ فِي المنجنيق إِلَى الْبركَة فَإِذا علا فِي الْهوى يَقُول الطَّرِيق الطَّرِيق جَاءَك المنجنيق حَتَّى يَقع فِي الْبركَة فتطرح عَلَيْهِ الشباك فيصاد وَيخرج وَهُوَ يَقُول (وَيَأْمُر بِي ذَا الْملك ... فيطرحني فِي البرك) (ويصطادني بالشبك ... كَأَنِّي بعض السّمك) ويضحك لي هك هك وَقَالَ بَعضهم رَأَيْته بِبَعْض آجام سر من رأى وَهُوَ عُرْيَان لَا يواريه شَيْء وَبِيَدِهِ الْيُمْنَى باشق وباليسرى قَوس وعَلى رَأسه قِطْعَة رئة فِي حَبل مشدود بانشوطة وَفِي ذكره شعر مفتول فِيهِ شص قد القاها فِي المَاء ليصيد السّمك وعَلى شَفَتَيْه دوشاب ملطخ فَقيل لَهُ خرب بَيْتك مَاذَا تفعل فَقَالَ اصطاد بِجَمِيعِ جوارحي وَقد عقد لَهُ الآبى فِي الْكتاب السَّابِع من نثر الدّرّ بَابا فِي نوادره لَيْسَ فِيهَا مَا سقته لَهُ هَا هُنَا 3 - (ابْن الصَّواف البغداذي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن اسحق أَبُو عَليّ) ابْن الصَّواف مُحدث بغداذ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل الصَّواف توفّي فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَثلث ماية 3 - (ابْن شاهويه الشَّافِعِي أَبُو بكر الْفَارِسِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ ابْن شاهويه) أَبُو بكر الْفَارِسِي الْفَقِيه الشَّافِعِي قَاضِي بِلَاد فَارس أَقَامَ بهَا مُدَّة وَبهَا مَاتَ وَله وَجه فِي الْمَذْهَب ووجوهه فِي الْمَذْهَب بعيدَة تفرد بهَا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثلث ماية ابْن النابلسي الشَّهِيد مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل بن نصر أَبُو بكر الرَّمْلِيّ الشَّهِيد الْمَعْرُوف بِابْن النابلسي قَالَ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ سجنه بَنو عبيد وصلبوه على السّنة وَكَانَ يرى قتال

القاضي أبو الطاهر الذهلي محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير

المغاربة بني عبيد وَكَانَ قد هرب من الرملة إِلَى دمشق فَقبض عَلَيْهِ متوليها أَبُو مُحَمَّد الكتاني وجهزه) فِي قفص خشب إِلَى مصر فَلَمَّا وصل قَالُوا لَهُ أَنْت الَّذِي قلت لَو أَن معي عشرَة اسهم لرميت تِسْعَة فِي المغاربة وواحدا فِي الرّوم فاعترف بذلك فَأمر أَبُو تَمِيم فسلخ وحشى جلده تبنا وصلب وَذكر ابْن الشعشاع الْمصْرِيّ أَنه رَآهُ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ (حباني مالكي بدوام عز ... وواعدني بِقرب الأنتصار) (وقربني وأدناني إِلَيْهِ ... وَقَالَ أنعم بعيش فِي جواري) وَكَانَ صلبه سنة ثلث وَسِتِّينَ وَثلث ماية روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ 3 - (القَاضِي أَبُو الطَّاهِر الذهلي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن نصر بن بجير) بِالْبَاء الْمُوَحدَة المضمومة وَالْجِيم الْمَفْتُوحَة وَالْيَاء الساكنة وَالرَّاء القَاضِي أَبُو الطَّاهِر الذهلي البغداذي نزيل مصر وقاضيها ولي قَضَاء وَاسِط وجانب بغداذ وَقَضَاء دمشق ثمَّ قَضَاء مصر مَعهَا واستناب على دمشق وَسمع وروى وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَكَانَ مفوها حسن البديهة شَاعِرًا حَاضر الْحجَّة عَلامَة عَارِفًا بأيام النَّاس وَكَانَ غزير الْحِفْظ لَا يمله جليسه قَالَ عبد الْغَنِيّ لما تلقي القَاضِي أَبُو الطَّاهِر الْمعز بالأسكندرية سَأَلَهُ الْمعز فَقَالَ يَا قَاضِي كم رَأَيْت خَليفَة قَالَ وَاحِدًا قَالَ من هُوَ قَالَ أَنْت وَالْبَاقُونَ مُلُوك فأعجبه ذَلِك ثمَّ قَالَ لَهُ أحججت قَالَ نعم قَالَ وسلمت على الشَّيْخَيْنِ قَالَ شغلني عَنْهُمَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا شغلني أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن ولي عَهده فأزداد بِهِ الْمعز أعجابا وتخلص من ولي الْعَهْد إِذْ لم يسلم عَلَيْهِ بِحَضْرَة الْمعز فَأَجَازَهُ الْمعز يَوْمئِذٍ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَثلث ماية 3 - (الْأَزْهَرِي اللّغَوِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْأَزْهَر بن طَلْحَة أَبُو مَنْصُور الْهَرَوِيّ) والأزهري النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الشَّافِعِي سمع الحَدِيث بهراة ورحل إِلَى بغداذ وَسمع أَبَا الْقسم الْبَغَوِيّ وَأَبا بكر ابْن أبي دَاوُد ونفطويه وَابْن السراج وَلم يَأْخُذ عَن ابْن دُرَيْد تدينا أَخذ عَنهُ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ صَاحب الغريبين وَحدث عَنهُ أَبُو يَعْقُوب القراب بِالْقَافِ وَالرَّاء الْمُشَدّدَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَغَيره وصنف تَهْذِيب اللُّغَة فِي عشر مجلدات والتقريب فِي التَّفْسِير وَتَفْسِير الفاظ كتاب الْمُزنِيّ وَعلل القراآت وَالروح وَمَا ورد فِيهِ من الْكتاب وَالسّنة وَتَفْسِير الْأَسْمَاء الحسني

أبو عبد الله الطائي الأشعري محمد بن أحمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي أبو عبد الله

وَالرَّدّ على اللَّيْث وَتَفْسِير أصلاح الْمنطق وَتَفْسِير السَّبع الطوَال وَتَفْسِير ديوَان أبي تَمام وَكتاب الأدوات وَله سوى ذَلِك من المصنفات وَكَانَ قد وَقع فِي أسر عرب غرباء نشأوا بالبادية يتبعُون مساقط الأنواء أَيَّام النجع ويرجعون إِلَى أعداد الْمِيَاه فِي محاضرهم ويتكلمون) بطباعهم فَبَقيَ عِنْدهم دهرا طَويلا فأستفاد مِنْهُم ألفاظا فِي اللُّغَة ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وماتين وَتُوفِّي سنة سبعين وَثلث ماية 3 - (أَبُو عبد الله الطَّائِي الْأَشْعَرِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن مُجَاهِد الطَّائِي أَبُو عبد الله) الْمُتَكَلّم صَاحب الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ قدم بغداذ ودرس بهَا علم الْكَلَام وصف التصانيف وَعَلِيهِ درس القَاضِي أَبُو بكر الباقلاني هَذَا الْفَنّ قَالَ الْخَطِيب ذكر لنا عَنهُ غير وَاحِد أَنه كَانَ ثخين السّتْر حسن التدين توفّي فِي عشر السّبْعين وَثلث ماية تَقْرِيبًا 3 - (الْحِيرِي المقرىء النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان بن عَليّ ابْن عبد الله بن سِنَان أَبُو عَمْرو) ابْن الزَّاهِد أبي جَعْفَر الْحِيرِي النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد المقرىء الْمُحدث النَّحْوِيّ كَانَ فرَاش الْمَسْجِد نيفا وثلثين سنة سمع وروى توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث ماية 3 - (النقاش الْأَشْعَرِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْعَبَّاس أَبُو جَعْفَر السّلمِيّ البغداذي الْجَوْهَرِي) نقاش الْفضة وَثَّقَهُ الْأَزْهَرِي وَقَالَ كَانَ أحد الْمُتَكَلِّمين على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَمِنْه تعلم أَبُو عَليّ ابْن شَاذان علم الْكَلَام توفّي سنة تسع وَسبعين وَثلث ماية 3 - (أَبُو الْحسن الأخباري مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَالب أَبُو الْحسن الأخباري) رَحل وَسمع الْكثير وَكَانَ فَاضلا وَسمع ابْن الْأَعرَابِي وَتُوفِّي سنة أحدى وَسبعين وَثلث ماية 3 - (أَبُو عبد الله اليشكرى مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عبد الله اليشكرى) قَالَ يمدح عبد الله بن مُحَمَّد بن نوح لما أوقع بالديلم (قرت بفتحك أعين الْأَمْصَار ... فنسيمه كالمسك فِي الأقطار) (وتأزر الأسلام مِنْهُ شقة ... شقَّتْ شقَاق الْكفْر فِي الْكفَّار) (لما نزلت على الديالم أيقنت ... أعمارها يتقاصر الْأَعْمَار) (وتجرعوا بك اكؤسا من وقْعَة ... ممزوجة من لذعها ببوار) (لما آلاح بِسَيْفِهِ نَادِي الْهدى ... عَنهُ بِصَوْت النافع الضرار)

ابن الحاجب محمد بن أحمد

هَذَا الشّعْر جسم بِلَا روح كَمَا ترَاهُ 3 - (ابْن الْحَاجِب مُحَمَّد بن أَحْمد) الْمَعْرُوف بِابْن الْحَاجِب كَانَ صديقا لِابْنِ الرُّومِي فَسَأَلَهُ ابْن الْحَاجِب زيارته مَعَ أخوانه فِي يَوْم ذكره لَهُم فصاروا إِلَيْهِ فَلم يجدوه فَقَالَ ابْن الرُّومِي يعاتبه بقصيدته الَّتِي أَولهَا) (نجاك يَا ابْن الْحَاجِب الْحَاجِب ... وَلَيْسَ ينجو مني الهارب) فَلَمَّا مَاتَ ابْن الرُّومِي أظهر ابْن الْحَاجِب قصيدته وَذكر أَنه أَجَابَهُ بهَا وأولها (يَا صاحباً أعضلني كَيده ... لقِيت خيرا أَيهَا الصاحب) (فهمت أبياتك تِلْكَ الَّتِي ... أثقب فِيهَا كيدك الثاقب) (بَيت وَبَيت عقرب يتقى ... دَاري مَحل فِي اللها ذايب) (جرحتني فِيهَا وداويتني ... فَأَنت أَنْت الصادع الشاعب) 3 - (الْحَاجِب مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر أَبُو شُجَاع الْحَاجِب) قَالَ ابْن النجار كَانَ متأدبا وَيَقُول الشّعْر حدث عَن أبي الْخطاب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْجراح سمع مِنْهُ الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مَحْبُوب الْغَزِّي فِي رَجَب سنة سبع عشرَة وَخمْس ماية وَمن شعره (فَمَا أعزّك أَن كن ... ت قانعاً بِالْقَلِيلِ) (فالموت للْحرّ خي ... ر من الْمقَام الذَّلِيل) 3 - (ابْن فاذشاه مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن فاذشاه أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ) من بَيت الوزارة والْحَدِيث وَالرِّوَايَة قدم بغداذ وَحدث بهَا بِأَحَادِيث لوين عَن أبي بكر ابْن ماجة سمع مِنْهُ وَمن أَخِيه فاذشاه أَبُو بكر ابْن كَامِل 3 - (ابْن أبي الْبَغْل مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى بن أبي الْبَغْل أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب) كَانَ من أَعْيَان كتاب الدَّوَاوِين وَولي الْجَبَل وأصبهان مُدَّة وَله نظم ونثر روى عَنهُ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن الْقسم الكوكبي وَأَبُو اسحق ابرهيم بن عَليّ الهُجَيْمِي وَغَيرهمَا توفّي سنة ثلث عشرَة وَثلث ماية وَمن شعره (ولي همة تعلو السماكين رفْعَة ... وتسمو إِلَى الْأَمر الَّذِي هُوَ أشرف) (وجدي عثور كلما رمت نهضة ... تقاعد بِي يغتالني لَيْسَ ينصف) 3 - (الطوَال النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالطوال) من أهل الْكُوفَة أحد أَصْحَاب الْكسَائي حدث عَن الْأَصْمَعِي وَقدم بغداذ وَحدث بهَا سمع مِنْهُ أَبُو عَمْرو

ابن أبي الليث الكاتب محمد بن أحمد أبو الحسن ابن أبي الليث الكاتب

حَفْص بن عمر الدوري المقرىء قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب كَانَ الطوَال حاذقا بالقاء الْعَرَبيَّة توفّي سنة ثلث وَأَرْبَعين وماتين) 3 - (ابْن أبي اللَّيْث الْكَاتِب مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْحسن ابْن أبي اللَّيْث الْكَاتِب) روى عَنهُ القَاضِي أَبُو عَليّ التنوخي فِي كتاب الْفرج بعد الشدَّة حكايات وشيئاً من شعره من شعره (رفقا أقيك بمقلة ... كلفتها طول السهاد) (أَصبَحت مِنْهَا فِي السوا ... د وَفِي السوَاد من الْفُؤَاد) وَمِنْه (عصيت الْهوى واطعت الْعُدُول ... وَكنت كَمَا قَالَ فِي الحسود) (وملكت رقك وَهُوَ المنى ... وبعتك للدّين فِيمَن يزِيد) (لَئِن لم أكن أَتَمَنَّى السقام ... لعلى القاك فِيمَن يعود) 3 - (ابْن رامين مُحَمَّد بن أَحْمد بن رامين أَبُو الْحسن) جمعه بعض مجَالِس الْأنس بِنَفر من الْفُضَلَاء فَسَأَلُوهُ أَن يُجِيز قَول مَجْنُون بني عَامر (أَقُول لظبي مر بِي وَهُوَ راتع ... أَأَنْت أَخُو ليلى فَقَالَ يُقَال) فأرتجل على النَّفس (فَقلت يُقَال المستقيل من الْهوى ... إِذا مَسّه ضرّ فَقَالَ يُقَال) فتعجب الْقَوْم من حِدة ذهنه وإسراعه فِي تجنيس القافية ووقف على ذَلِك بعض الْمُتَأَخِّرين فَقَالَ (فَقلت أَفِي ظلّ الأراكة بالحمى ... يُقَال ويستسقى فَقَالَ يُقَال) مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْفَتْح الدباوندي قَالَ الثعالبي فِي التَّتِمَّة رَيْحَانَة الرؤساء وشمامة الوزراء يستوطن الرّيّ وَيرجع إِلَى فضل كثير وَأورد لَهُ من أَبْيَات يهجو فِيهَا قوالا (وداخل ثَوْبه جرب عَتيق ... توارثه على قدم الزَّمَان) (وآباط يفوح لَهَا صنان ... وأبزار الْعَمى شتم الصنان) (فَذا يغمى وَذَا يعدى فَإِنِّي ... تنادم من يكون بذا الْمَكَان) (وَفِيه ابْنة قدمت وشاعت ... مَعَ الشؤم المزنر فِي قرَان)

أبو بكر الأندلسي الأموي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج أبو عبد الله

(وَمَا دَار آلم بهَا فأبقى ... سوى الأطلال فِيهَا مَعَ معَان) (فاشأم حِين يضحى من قذار ... وأطفل حِين يمسى من بنان) ) (واثقل من قَضَاء السوء وَجها ... واوسخ من قدور الباقلاني) (وَأَن أبصرته يَوْمًا يغنى ... فَإِن الْفقر فِي تِلْكَ الأغاني) (وَأَن أَخذ الْقَضِيب يروم صَوتا ... بَكَى مِنْهُ قضيب الخيزران) (إِذا غنى وَوَقع مستطيلاً ... علاهُ قبل أصوات الأغاني) (دوار الرَّأْس حشرجة التراقي ... سعال الْحلق تفقيع البنان) 3 - (أَبُو بكر الأندلسي الْأمَوِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مفرج أَبُو عبد الله) وَقيل أَبُو بكر الأندلسي الْقُرْطُبِيّ مولى بني أُميَّة اتَّصل بِصَاحِب الأندلس وَكَانَ ذَا مكانة عِنْده وصنف لَهُ عدَّة كتب فولاه الْقَضَاء وَكَانَ حَافِظًا بَصيرًا بِالرِّجَالِ أَكثر النَّاس عَنهُ من السماع صنف فِي فقه التَّابِعين وَتُوفِّي فِي شهر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَثلث ماية 3 - (أَبُو الطّيب الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن أبي بردة البغداذي) الْفَقِيه أَبُو الطّيب الشَّافِعِي سمع أَبَا الْقسم الْبَغَوِيّ وَقدم قرطبة فَأكْرمه الْمُسْتَنْصر ورزقه وَكَانَ من أعلم النَّاس بِمذهب الشَّافِعِي وينسب إِلَى الاعتزال قَالَ ابْن الفرضي بلغ ذَلِك السُّلْطَان عَنهُ فَأخْرجهُ من الْبَلَد وَتُوفِّي بتاهرت فِي عشر الثَّمَانِينَ وَالثلث ماية تَقْرِيبًا مُحَمَّد بن حَمَّاد مُحدث الْكُوفَة مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمَّاد بن سُفْيَان أَبُو الْحسن الْكُوفِي مُحدث الْكُوفَة توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثلث ماية 3 - (ابْن سمعون الْوَاعِظ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أسمعيل بن عُبَيْس) بِالْعينِ الْمُهْملَة المضمومة وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَالسِّين الْمُهْملَة على وزن فَلَيْسَ هَكَذَا قَيده الشَّيْخ شمس الدّين وَقَيده ابْن خلكان بالنُّون وَالْبَاء الْمُوَحدَة وعنبس اسْم الْأسد الْأَمَام أَبُو الْحُسَيْن البغداذي الْوَاعِظ الْخَطِيب كَانَ أوحد دهره وفرد عصره فِي الْكَلَام على علم الخواطر والأشارات ولسان الْوَعْظ دون النَّاس حكمه وجمعوا كَلَامه من كَلَامه رَأَيْت الْمعاصِي نذالة فتركتها مُرُوءَة فاستحالت ديانَة واياه عني الحريري فِي المقامة الْحَادِيَة وَالْعِشْرين بقوله متواصفون فَتى يقصدونه وَيحلونَ ابْن سمعون دونه وَلم يَأْتِ فِي الْوَعْظ مثله توفّي فِي ذِي

الحافظ البحيري محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن بحير

الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثلث ماية قَالَ سبط الْجَوْزِيّ كَانَ القَاضِي أَبُو بكر الباقلاني وَأَبُو حَامِد إِذا رأياه قتلا يَده وَكَانَ أَبُو بكر يَقُول رُبمَا خَفِي عَليّ كَلَامه لدقته ابْن خويز منداذ الْمَالِكِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن خويز منداذ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْيَاء) للتصغير وَالزَّاي على وزن فَلَيْسَ الْمَالِكِي صَاحب أبي بكر الْأَبْهَرِيّ من كبار الْمَالِكِيَّة الْعِرَاقِيّين صنف كتابا كَبِيرا فِي الْخلاف وَآخر فِي أصُول الْفِقْه وَله اختيارات فِي الْفِقْه خَالف فِيهَا الْمذَاهب كَقَوْلِه أَن العبيد لَا يدْخلُونَ فِي خطاب الْأَحْرَار وَأَن خبر الْوَاحِد يُوجب الْعلم قَالَ القَاضِي عِيَاض وَقد تكلم فِيهِ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَقَالَ لم أسمع لَهُ فِي عُلَمَاء الْعِرَاقِيّين ذكرا وَكَانَ يجانب الْكَلَام وينافر أَهله توفّي سنة تسعين وَثلث ماية تَقْرِيبًا 3 - (الْحَافِظ الْبُحَيْرِي محمّد بن أَحْمد بن محمّد بن جَعْفَر بن بحير) بِالْبَاء الْمُوَحدَة والحاء الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَالرَّاء على وزن جرير ابْن نوح أَبُو عَمْرو الْبُحَيْرِي النَّيْسَابُورِي الْمُزَكي قَالَ الْحَاكِم كَانَ من حفاظ الحَدِيث توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَثلث ماية 3 - (أَبُو مُسلم البغداذي الْكَاتِب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن) أَبُو مُسلم البغداذي الْكَاتِب نزيل مصر سمع وروى وَتفرد فِي الدُّنْيَا بالرواية عَن الْبَغَوِيّ وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَأَبُو عَمْرو الداني وَغَيرهمَا توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَثلث ماية 3 - (الْعَطَّار الْمَالِكِي الأديب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله بن سعيد أَبُو عبد الله الْأمَوِي الْقُرْطُبِيّ) الْعَطَّار الْمَالِكِي المتبحر فِي الْفِقْه سمع وروى وَكَانَ حَافِظًا متيقظاً أديباً شَاعِرًا ذكياً نحوياً بَصيرًا بالفتوى والفرايض والحساب واللغة رَأْسا فِي الشُّرُوط وعللها مدققا فِي مَعَانِيهَا لَا يجاريه فِيهَا أحد صنف فِيهَا كتابا حسنا وَجرى لَهُ مَعَ فُقَهَاء قرطبة خطوب طَوِيلَة انتاب طلاب الْعلم قَبره وقرأوا عَلَيْهِ ختمات توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَثلث ماية 3 - (الوأواء الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن أَحْمد وَقيل مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْفرج الوأواء الغساني الدِّمَشْقِي) شَاعِر مطبوع منسجم الْأَلْفَاظ عذب الْعبارَة حسن الأستعارة جيد التَّشْبِيه بني الحريري مقامة على قَوْله (وأمطرت لؤلؤاً من نرجس فسقت ... وردا وعضت على الْعنَّاب بالبرد)

وَأرى أَن قَوْله وعضت أحسن من قَول الحريري وضرست البلور بالدرر لِأَنَّهُ أتم وتتمة هَذَا الْبَيْت مَشْهُورَة وَمن شعره (وليل كفكري فِي صدود معذبي ... وَإِلَّا كأنفاسي عَلَيْهِ من الوجد) ) (وَإِلَّا كعمر الهجر فِيهِ فَإِنَّهُ ... إِذا قسته بالوصل كَانَ بلاحد) وَمِنْه (سقياني ذَبِيحَة المَاء فِي الكا ... س وكفا عَن شرب مَا تسقياني) (أنني قد آمَنت بالْأَمْس إِذْ م ... ت بهَا أَن أَمُوت موتا ثَانِي) (قهوة تطرد الهموم إِذا مَا ... سكنت فِي مَوَاطِن الأحزان) (نثرت رَاحَة المزاج عَلَيْهَا ... حدقاً مَا تَدور فِي أجفان) (فَهِيَ تجْرِي من اللطافة فِي الأر ... واح مجْرى الْأَرْوَاح فِي الْأَبدَان) (يتهادى بكأسها من هَدَايَا ... هـ إِلَيْنَا طرايف الأشجان) (مَا رَأينَا وردا كورد بخدي ... هـ بدا طالعاً على غُصْن بَان) (زارني والصباح فِي ساعد الأف ... ق كنحر فِي نصفه نصف جَان) (وَغدا والهلال فِي شرك الْفَج ... ر شَرِيكي فِي قَبْضَة الأرتهان) (وَيَمِين الجوزاء تبسط باعاً ... لعناق الدجى بِغَيْر بنان) (وَكَأن الأكليل فِي كلة اللي ... ل ثلث من فَوق عقد ثَمَان) (وَكَأن الذِّرَاع فَوق الثريا ... راية ركبت بِغَيْر سِنَان) (وَكَأن المريخ إِذْ رمى الغر ... ب بِهِ حَرْبَة من النيرَان) (وَكَأن النُّجُوم أحداق روم ... ركبت فِي محاجر السودَان) (رشأ تشره النُّفُوس إِلَى مَا ... فِي ثناياه من رحيق اللِّسَان) (لَا وَمَا أَحْمَر من تورد خدي ... هـ وَمَا أصفر من شموس الدنان) (لأطلت السُّجُود فِي قبْلَة الكأ ... س بتسبيح ألسن العيدان) (كم صلوة على فَتى مَاتَ سكرا ... قد أُقِيمَت فِينَا بِغَيْر أَذَان) (أَيهَا الرايح الَّذِي راحتاه ... بخضاب الكؤس مخضوبتان) (عج بضحك الأقداح فِي رهج القص ... ف إِذا مَا بَكت عَلَيْهَا القناني) (وأسقني القهوة الَّتِي تنْبت الور ... د إِذا شِئْت فِي خدود الغواني) (لَا تدغدغ صدر المدام بأيدي ال ... مزج مَا دغدغت صُدُور المثاني) (فِي رياض تريك بِاللَّيْلِ مِنْهَا ... سرجاً من شقايق النُّعْمَان)

) (كتبتها أَيدي السَّحَاب باقلا ... م دموع على طروس المغاني) (الفات مؤلفات ولاما ... ت تكون من ضمير الْمعَانِي) أنظر إِلَى مَا فِي هَذِه القصيدة من جودة التَّشْبِيه وَصِحَّته ولطف الاستعارات ورشاقة ألفاظها وَمن شعره (وجلا الثريا فِي ملا ... ءة نوره الْبَدْر التَّمام) (فَكَأَنَّهَا كأس ليش ... رَبهَا الدجى والبدر جَام) (وَكَأن زرق نجومها ... حدق مفتحة نيام) وَمن شعره وَهُوَ مَشْهُور (سقيا ليَوْم غَدا قَوس الْغَمَام بِهِ ... وَالشَّمْس مشرقة والبرق خلاس) (كَأَنَّهُ قَوس رام والبروق لَهُ ... رشق السِّهَام وَعين الشَّمْس برجاس) وَمِنْه أَيْضا (والبدر أول مَا بدا متلثماً ... يُبْدِي الضياء لنا بخد مُسْفِر) (وكأنما هُوَ خوذة من فضَّة ... قد ركبت فِي هَامة من عنبر) وَمِنْه أَيْضا (لست أنسى قلبِي وَقد رَاح نهباً ... بَين بَين مبرح وصدود) (وسماء الْعُيُون إِذا ذَاك تسقى ... بسحاب الدُّمُوع روض الخدود) وَمِنْه وَهُوَ لطيف عذب (بِاللَّه رَبكُمَا عوجا على سكني ... وعاتباه لَعَلَّ العتب يعطفه) (وعرضا بِي وقولا فِي حديثكما ... مَا بَال عَبدك بالهجران تتلفه) (فَإِن تَبَسم قولا فِي ملاطفة ... مَا ضرّ لَو بوصال مِنْك تسعفه) (وَأَن بدا لَكمَا فِي وَجهه غضب ... فغالطاه وقولا لَيْسَ نعرفه) أَخذه القايل فنظمه دوبيت (باللطف إِذا لقِيت من اهواه ... عاتبه وَقل لَهُ الَّذِي القاه) (أَن أغضبهُ الْوِصَال غالطه بِهِ ... أَو رق فَقل عَبدك لَا تنساه) وَقَالَ الآخر) (أَلا يَا نسيم الرّيح بلغ رسالتي ... سليمي وَعرض بِي كَأَنَّك مازح) (فَإِن اعرضت عني فموه مغالطاً ... بغيري وَقل ناحت بِذَاكَ النوايح) وَقَالَ الآخر حلاوى

(بِحرْمَة الْعَهْد أَن جزت النقايا سعد ... وابصرت ذَات الْمحيا والأثيث الْجَعْد) (عرض بذكرى وغالطها وَقل يَا دعد ... إِذْ لم تجودي بوصلك فأسمحي بالوعد) وَقلت أَنا من أَبْيَات (وَيَا رَسُولي إِلَيْهِم صف لَهُم أرقي ... وَأَن طرفِي لضيف الطيف مرتقب) (وأسأل مواهبهم للعين بعض كرى ... عساي أَن يهبوا لي بعض مَا نهبوا) (ولطف القَوْل لَا تسأم مُرَاجعَة ... وأشك الْهوى والنوى قد ينجح الطّلب) (عرض بذكرى فَإِن قَالُوا أتعرفه ... فأسأل لي الْوَصْل وأنكرني إِذا غضبوا) وَالْأَصْل فِي هَذَا كُله قَول عمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي (فأتتها طبة عَالِمَة ... تمزج الْجد مرَارًا باللعب) (تغلظ القَوْل إِذا لانت لَهَا ... وتراخي عِنْد سورات الْغَضَب) والوأواء الدِّمَشْقِي من شعراء سيف الدولة ابْن حمدَان وَمن مديحه فِيهِ من جملَة قصيدة (من قَاس جدواك بالغمام فَمَا ... أنصف فِي الحكم بَين إثنين) (أَنْت إِذا جدت ضاحكٌ أبدا ... وَهُوَ إِذا جاد دامع الْعين) وَمن شعره أَيْضا (أيا ملزمي ذَنْب الدُّمُوع وَقد جرت ... فأبدت من الْأَسْرَار كل مصون) (أَعنِي على تَأْدِيب دمعي فَإِنَّهُ ... يَتُوب إِذا مَا كنت أَنْت معيني) وَمِنْه أَيْضا وَهُوَ لطيف جدا (إِذا أَشْتَدّ مَا ألقِي جَلَست حذاءه ... ونار الْهوى قد أضرمت بَين أوصالي) (أقبل من فِيهِ نسيم كَلَامه ... إِذا مر بِي صفحاً بأفواه آمالي) وَمِنْه أَيْضا (يَا من بزرقة سيف اللحظ طل دمي ... وَالسيف مَا فخره إِلَّا بزرقته) (علمت أنسان عَيْني أَن يجود فقد ... جَادَتْ سباحته فِي مَاء عبرته) ) وَمِنْه أَيْضا (وَلما وقفنا ساحة الْحَيّ لم نطق ... كلَاما تناجينا بِكَسْر الحواجب) (نناجي بأضمار الْهوى ظَاهر الْهوى ... بأطيب من نجوى الْأَمَانِي الكواذب) توفّي الوأواء الدِّمَشْقِي فِي عشر التسعين وَالثَّلَاث ماية تَقْرِيبًا

الخباز الْبَلَدِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان الْمَعْرُوف بالخباز الْبَلَدِي نِسْبَة إِلَى بلد وَهِي مَدِينَة بالجزيرة الَّتِي مِنْهَا الْموصل قَالَ صَاحب الْيَتِيمَة كَانَ أُمِّيا وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ يقتبس مِنْهُ وَكَانَ يتشيع قَالَ (كَأَن يَمِيني حِين حاولت بسطها ... لتوديع الفي والهوى يذرف الدمعا) (يَمِين ابْن عمرَان وَقد حاول الْعَصَا ... وَقد جعلت تِلْكَ الْعَصَا حَيَّة تسْعَى) وَقَالَ (أَتَرَى الجيرة الَّذين تداعوا ... بكرَة للزيال قبل الزَّوَال) (علمُوا أنني مُقيم وقلبي ... راحل فيهم أَمَام الْجمال) (مثل صَاع الْعَزِيز فِي أرحل القو ... م وَلَا تعلمُونَ مَا فِي الرّحال) وَقَالَ (سَار الحبيب وَخلف القلبا ... يُبْدِي العزاء ويضمر الكربا) (قد قلت إِذْ سَار السفين بهم ... والبين ينهب مهجتي نهبا) (لَو أَن لي عزا أصُول بِهِ ... لأخذت كل سفينة غصبا) وَقَالَ (أَلا آن أخواني الَّذين عهدتهم ... أفاعي رمل لَا تقصر عَن لسعي) (ظَنَنْت بهم خيرا فَلَمَّا بلوتهم ... نزلت بواد مِنْهُم غير ذِي زرع) وَقَالَ (أَنا فِي قَبْضَة الغرام رهين ... بَين سيف مجاذب ورديني) (وَكَأن الْهوى أمره علوي ... ظن أَنِّي وليت قتل الْحُسَيْن) (وَكَأَنِّي يزِيد بَين يَدَيْهِ ... فَهُوَ يخْتَار أوجع القتلتين) وَقَالَ) (وحمايم نبهنني ... وَاللَّيْل داجي المشرقين) (شبهتهن وَقد بكي ... ن وَمَا ذرفن دِمَاء عَيْني) (بنساء آل مُحَمَّد ... لما بكين على الْحُسَيْن) وَقَالَ (ليل المحبين مطوي جوانبه ... مشمر الذيل مَنْسُوب إِلَى الْقصر)

ابن السكري محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السكري أبو الحسن الخازن

(مَا ذَاك إِلَّا لِأَن الصُّبْح نم بِنَا ... فَأطلع الشَّمْس من غيظ على الْقَمَر) 3 - (ابْن السكرِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عمر السكرِي أَبُو الْحسن الخازن) الشَّاعِر من أَوْلَاد الْمُحدثين كَانَ جد أَبِيه على بن عمر مُحدثا مَشْهُورا روى عَنهُ الْكِبَار ووالده أَبُو مَنْصُور روى عَنهُ الْخَطِيب وَأَبُو الْحسن هَذَا روى عَنهُ أَبُو الْفضل أَحْمد بن خيرون وشجاع بن فَارس الذهلي وَأَبُو طَاهِر أَحْمد بن عَليّ بن الْأُخوة توفّي سنة خمسين وَأَرْبع ماية وَمن شعره (يَا دهر مَا آن أَن نلقى أحبتنا ... يدنو الغرام وتنأى مِنْهُم الدَّار) (مَا غيب الْبَين من أقمارهم قمراً ... إِلَّا وأطلعه شوق وتذكار) (تسرى اللَّيَالِي وأشواقي مخيمة ... وَمَا أنقضت لي من الأحباب أوطار) (أستودع الله من فَازَ الْفِرَاق بهم ... وخلفوني ودمع الْعين مدرار) قلت شعر جيد فِي التَّوَسُّط 3 - (الْهَادِي الدقوقي مُحَمَّد بن أَحْمد بن صنعون بن يحيى بن عبد السَّيِّد ابْن الْفضل بن عَليّ) الْمَعْرُوف بالهادي أَبُو عبد الله الدقوقي كَانَ جوالا حدث فِي الغربة بهمذان وتبريز وخوى وبر وجرد وآمل طبرستان عَن أبي طَالب مُحَمَّد بن عليّ بن يُوسُف الْقرشِي الهكاري وَعَن القَاضِي أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْمُهْتَدي وَأبي نصر ابْن ودعان الْموصِلِي وَأبي مُحَمَّد الصريفيني روى عَنهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن بديل بن الْمجمع الصُّوفِي وَأَبُو بكر يحيى بن ابرهيم السلماسي وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن البروجردي وَعبد الْملك بن عَليّ الهمذاني قَالَ ابْن النجار وَذكر أَنه سمع فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي سنة ثلث وثلثين وَأَرْبع ماية) 3 - (أَبُو بكر التَّمِيمِي الْمَالِكِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن بكير أَبُو بكر التَّمِيمِي) الْفَقِيه الْمَالِكِي كَانَ أحذق النَّاس بِمذهب مَالك توفّي فجاءة سنة خمس وَثلث ماية 3 - (ابْن جَمِيع الصَّيْدَاوِيُّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى ابْن جَمِيع أَبُو الْحسن) الصَّيْدَاوِيُّ الغساني رَحل وطوف وَسمع وروى وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَغَيره توفّي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن أبي الْحَدِيد الْمُحدث مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن الْوَلِيد ابْن الحكم أَبُو بكر بن أبي الْحَدِيد) السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْعدْل سمع وروى قَالَ أَبُو الْفرج ابْن عَمْرو رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم فَقَالَ لي أَبُو بكر ابْن أبي الْحَدِيد قَوَّال بِالْحَقِّ وَقَالَ الكتاني كَانَ ثِقَة مَأْمُونا توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبع ماية

ابن الجبني المقرىء محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الدمشقي

3 - (ابْن الجبني المقرىء مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الدِّمَشْقِي) الْمَعْرُوف بِابْن الجبني الأطروش المقرىء توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية 3 - (الْحَافِظ غُنْجَار مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليمن البُخَارِيّ الْحَافِظ أَبُو عبد الله) غُنْجَار بالغين الْمُعْجَمَة وَالنُّون الساكنة وَالْجِيم وَبعد الْألف رَاء مُصَنف تَارِيخ بخارا كَانَ من بقايا الْحفاظ بِتِلْكَ الديار توفّي سنة أثنتي عشرَة وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن رزقويه الْمُحدث مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن رزقويه) بالزاي بعد الرَّاء البغداذي الْبَزَّاز الْمُحدث قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة صَدُوقًا كثير السماع توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع ماية 3 - (الْحَافِظ ابْن أبي الفوارس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فَارس ابْن سهل الْحَافِظ أَبُو الْفَتْح) ابْن أبي الفوارس وَهِي كنية سهل كَانَ ذَا حفظ وَمَعْرِفَة وَأَمَانَة مَشْهُورا بالصلاح انتخب على الْمَشَايِخ وَأول سَمَاعه من أبي بكر النجاد توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع ماية الْحَافِظ الْهَرَوِيّ الجارودي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل الجارودي الْهَرَوِيّ الْحَافِظ قَالَ بَعضهم هُوَ أول من سنّ بهراة تَخْرِيج الفوايد وَشرح الرِّجَال والتصحيح توفّي سنة ثلث عشرَة وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو نصر الجندي مُحَمَّد بن أَحْمد بن هرون بن مُوسَى بن عَبْدَانِ أَبُو نصر الجندي الغساني) ) الدِّمَشْقِي أَمَام الْجَامِع ونايب القَاضِي بِدِمَشْق ومحدث الْبَلَد كَانَ ثِقَة مَأْمُونا توفّي سنة سبع عشرَة وَأَرْبع ماية 3 - (الصرايري الشَّاعِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَليفَة أَبُو الْحسن التّونسِيّ) الشَّاعِر الشهير الملقب بالصرايري بالصَّاد الْمُهْملَة لَهُ شعر كثير على طَرِيق ابْن حجاج فِي هجو وقبايح دخل مصر وَمَات بالريف فِي سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبع ماية قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ يصحب القَاضِي حُسَيْن بن مهنا الفاسي وَأخذ بزيه فِي ترك شَاربه لَا يحفيه تَشْبِيها بِرِجَال الدولة من صنهاجة فَشَكَاهُ إِلَيْهِ بعض أَصْحَابه فأسمعه وَقَالَ لَهُ فِي بعض كَلَامه أَنا ظلمتك لِأَنِّي جعلتك تنفح شاربك على النَّاس كبرا وطغيانا وَسكت الصرايري فأنصرف وقص شَاربه وأودعه رقْعَة كتب فِيهَا

(الله يَا قَاضِي على مَا أرى ... أراحني مِنْك وَمن كاتبك) (كسبت فِي أيامكم شاربا ... فَخذه والسلح على شاربك) وسافر من الْبَلَد وَقَالَ حدثت عَمَّن رَآهُ فِي سوق ابْن هِشَام مَاشِيا فِي فرو أَحْمَر قديم مَا يواري رُكْبَتَيْهِ وقلنسوة مثله وَهُوَ يشترى لَحْمًا فتواريت عَنهُ أكباراً لَهُ وحياء لَهُ من رُؤْيَته على تِلْكَ الْحَال وأتبعته إِلَى بَيته فَلَمَّا عَرفته ذهبت فَأَتَيْته بعيبة كَانَت لي فِيهَا ثِيَاب لأجعلها عَلَيْهِ وَنَفَقَة ليغير بهَا حَاله فَإِذا هُوَ يصلح الْقدر وَعَلِيهِ ثِيَاب نفيسة وعمة شريفة وَفِي وَسطه أحرام دبيقي مُرْتَفع فَسلمت عَلَيْهِ مُتَعَجِّبا مِنْهُ فانكر حَالي فَقَالَ مَا لَك فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة من أَولهَا إِلَى آخرهَا فَأثْنى بِخَير وَقَالَ قابلت الْعَامَّة العمياء بِمَا يشبهها وَأنْشد بعد أطراق سَاعَة (هَانَتْ على النَّفس وَهِي كَرِيمَة ... من أجل قوم بَينهم أتصرف) (فلقيتهم فِيمَا يَلِيق بمثلهم ... ورجوت أَنِّي بَينهم لَا أعرف) (وَإِذا خلوت بهمتي لم يرضني ... إِلَّا الْأَجَل من الْأُمُور وأشرف) وَمن أعابيثه قَوْله فِي بعض أَحْدَاث بني زرت (يَا سيد النَّاس من بني زرت ... أحب لَو نمت سَاعَة تحتي) (وَلَا تحفني فَإِن عَيْني مَا ... تراك إِلَّا كَمَا ترى أُخْتِي) ) (أَولا فجرب فَإِن كذبت فَلَا ... ترحم خضوعي وَلَا أباتي) (وَأَجْعَل سبالي على شفا جرف ... فَإِن ثَنَا قلت دسها فِي أسى) وَقَوله من أَبْيَات (أحبب بِهِ لَيْلَة عانقته ... مرتشفاً مِنْهُ ثنايا عَذَاب) (لله مَا أحْسنهَا لَيْلَة ... ألزمني تذكارها الأكتياب) (وسدت من اهوى يَمِيني بهَا ... من غير أَمر بَيْننَا يستراب) (ثمَّ أعتنقنا فترانا مَعًا ... فِي ظلمَة العتب وَنور العتاب) (روحين فِي جسم لَهُ مشْهد ... لَا تنثني عدته فِي الْحساب) (جسمان صَارا فِي الْهوى وَاحِدًا ... كشكلتين أختلطا فِي كتاب) قلت أَنا أَخذ هَذَا معنى من أبي الطّيب حَيْثُ يَقُول (دون التعانق ناحلين كشكلتي ... نصب أدقهما وَضم الشاكل) لَكِن فِي قَول أبي الطّيب زيادات فَاتَت الصرايري لِأَنَّهُ قَالَ شكلتا نصب فَهُوَ أخص من قَول كشكلتين اختلطا لِأَن الشكلتين قد يَكُونَا ضمتين أَو غير ذَلِك وَالْأَشْبَه بالمتعانقين إِنَّمَا هُوَ النصبتان لِأَنَّهُمَا شكلان ممتدان على الأستواء وَقَالَ نصب وَلم يقل جر طلبا للمحل الأرفع وَقَالَ

أبو علي الهاشمي الحنبلي محمد بن أحمد بن أبي موسى الشريف أبو علي الهاشمي البغداذي

أدقهما وَضم الشاكل مُبَالغَة فِي مقاربة الأتحاد وَهُوَ أحسن من قَول الصرايري أختلطا لِأَن قَول أبي الطّيب أقرب إِلَى الْحق وَفِي معنى قَول الصرايري مَا قَالَه ابْن سناء الْملك (وَلَيْلَة بتنا بعد سكري وسكره ... نبذت وِسَادِي ثمَّ وسَّدته يَدي) (وبتنا كجسم وَاحِد من عناقنا ... وَإِلَّا كحرف فِي الْكَلَام مشدد) وَمَا أظرف قَول سيف الدّين المشد (وَلما زار من أهواه لَيْلًا ... وخفنا أَن يلم بِنَا مراقب) (تعانقنا لأخفيه فصرنا ... كأنا وَاحِد فِي عقد حاسب) سمع هَذَا بعض الظرفاء فَقَالَ لَعَلَّه كَانَ قواقياً فَإِن الصَّغِير كَانَ فَوق يُرِيد أَن الْخِنْصر فَوق البنصر فِي عدد الْحساب 3 - (أَبُو عَليّ الْهَاشِمِي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي مُوسَى الشريف أَبُو عَليّ الْهَاشِمِي البغداذي) شيخ الْحَنَابِلَة وعالمهم صَاحب التصانيف الْمَذْكُورَة قَالَ الْخَطِيب توفّي فِي ربيع الآخر سنة) ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع ماية وَكَانَ ثِقَة وَله التصانيف فِي مَذْهَب أَحْمد 3 - (أَبُو الريحان البيروني مُحَمَّد بن أَحْمد) وَقيل أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الريحان البيروني يَأْتِي ذكره فِي حرف الْهمزَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي أَحْمد ابْن مُحَمَّد 3 - (عَبْدَانِ الجواليقي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْحسن الجواليقي التَّيْمِيّ) مَوْلَاهُم الْكُوفِي الملقب بعبدان قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة أحدى وثلثين وَأَرْبع ماية النذير الشِّيرَازِيّ الْوَاعِظ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى أَبُو عبد الله الشِّيرَازِيّ الْوَاعِظ يُقَال لَهُ النذير سَافر إِلَى الشَّام وَغَيره قَالَ الْخَطِيب حَدثنِي النذير أَنه دخل على أَحْمد بن فَارس اللّغَوِيّ وَكَانَ قد وصف لَهُ فَقَالَ لَهُ هَات يابا عبد الله قَالَ النذير فَسكت فَقَالَ ابْن فَارس مَا لَك فَقَالَ استولت عَليّ صفاتك فأنسيتني كل شَيْء فَقَالَ أشهد أَنَّك من فَارس أَرَادَ قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو كَانَ الْعلم بِالثُّرَيَّا لنا لَهُ رجال من فَارس توفّي سنة تسع وثلثين وَأَرْبع ماية

أبو حسان المزكي محمد بن أحمد بن جعفر أبو حسان المزكي المولقاباذي

3 - (أَبُو حسان الْمُزَكي مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو حسان الْمُزَكي المولقاباذي) الْفَقِيه الشَّيْخ الثِّقَة كَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح وَالْعلم وَإِلَيْهِ كَانَت التَّزْكِيَة بنيسابور توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو عبد الله اللَّخْمِيّ الأشبيلي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شَرِيعَة اللَّخْمِيّ) الْبَاجِيّ أَبُو عبد الله الأشبيلي كَانَ بَصيرًا بِالْعُقُودِ وعللها صنف فِيهَا كتابا حسنا وكتابا مستوعبا فِي سجلات الْقُضَاة إِلَى مَا جمع من أَقْوَال الشُّيُوخ الْمُتَأَخِّرين مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الطَّرِيقَة المثلى توفّي سنة ثلث وثلثين وَأَرْبع ماية 3 - (رَاوِي مُعْجم الصَّحَابَة لِلْبَغوِيِّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الله القَاضِي أَبُو عبد الله) السَّعْدِيّ البغداذي الْفَقِيه الشَّافِعِي رَاوِي مُعْجم الصَّحَابَة لِلْبَغوِيِّ كَانَ من تلامذة أبي حَامِد الأسفراييني توفّي سنة أحدى وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية 3 - (القَاضِي السمناني مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو جَعْفَر السمناني) ) قَاضِي الْموصل وَشَيخ الْحَنَفِيَّة سكن بغداذ وَحدث عَن المرجي وَالدَّارَقُطْنِيّ قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا حنفيا فَاضلا يعْتَقد مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَله تصانيف ذكره ابْن حزم فَقَالَ السمناني المكفوف قَاضِي الْموصل أكبر أَصْحَاب الباقلاني مقدم الأشعرية فِي وقتنا ثمَّ أَخذ فِي الشناع عَلَيْهِ توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو الْمَنْصُور ابْن النقور مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن النقور) أَبُو الْمَنْصُور بن أبي الْحُسَيْن الْبَزَّاز من أَوْلَاد الْمُحدثين سمع ابرهيم بن عمر بن أَحْمد الْبَرْمَكِي وَأَبا الْقسم على بن المحسن التنوخي وَأَبا مُحَمَّد الْحسن ابْن عَليّ الْجَوْهَرِي وَأَبا الْحسن عَليّ بن عمر الْقزْوِينِي الزَّاهِد وَأَبا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن حبيب الْمَاوَرْدِيّ وَأَبا الْفَتْح عبد الْملك بن عمر بن خلف الرزاز وأباه أَبَا الْحُسَيْن أَحْمد وَأَبا الْقسم عبيد الله بن مُحَمَّد بن لُؤْلُؤ وَغَيرهم وروى عَنهُ وَلَده أَبُو بكر عبد الله والشريف أَبُو المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن قيداس الْحطاب مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن قيداس الْحطاب أَبُو طَاهِر البغداذي) من أهل التوثة سمع أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الله ابْن عَليّ بن أبي زيد الْأنمَاطِي وَأَبا الْحسن أَحْمد بن شَاذان وَعبد الله بن عبيد الله الْحرفِي وَهبة الله بن الْحسن اللالكائي وَمُحَمّد بن الْحسن الْخلال وَكَانَت لَهُ أجازة من عَليّ بن مُحَمَّد بن بَشرَان وَغَيره روى عَنهُ الشريف أَبُو

أبو الحافظ أبي طاهر السلفي محمد بن أحمد بن محمد بن ابرهيم ابن سلفة

المعمر الْأنْصَارِيّ وَأحمد ابْن المقرب الصُّوفِي توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو الْحَافِظ أبي طَاهِر السلَفِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابرهيم ابْن سلفة) أَبُو أَحْمد الصُّوفِي من أهل أَصْبَهَان هُوَ وَالِد الْحَافِظ أبي طَاهِر السلَفِي كَانَ شَيخا صَالحا متصونا خدم الشَّيْخ معمر بن أَحْمد اللنباني وَصَحبه وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْفَتْح الْحداد وَحج وَدخل بغداذ وَسمع ابْن البطر أَبَا الْخطاب وَغَيره وَخرج لَهُ وَلَده أَبُو طَاهِر عَن شُيُوخه سمع مِنْهُ عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَالْحُسَيْن ابْن مُحَمَّد بن خسرو الْبَلْخِي وَعمر بن ظفر المغازلي وَغَيرهم توفّي سنة أحدى وَخمْس ماية 3 - (ابْن أبي نصر الصاعدي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن صاعد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله) أَبُو سعيد ابْن أبي نصر الصاعدي قَاضِي نيسابور سمع أَبَاهُ أَبَا نصر وَعَمه أَبَا سعد يحيى وَأَبا حَفْص عمر بن أَحْمد بن مسرور) وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن الجنزروذي وَجَمَاعَة وَقدم بغداذ وَحدث بهَا وروى عَنهُ عبد الْوَهَّاب ابْن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَأَبُو الْفضل عبد الْملك بن عَليّ بن يُوسُف وَأَبُو الْعِزّ ثَابت بن مَنْصُور الكيلي والحافظ مُحَمَّد بن نَاصِر توفّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس ماية 3 - (ابْن صرما مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الصايغ الْمَعْرُوف بِابْن صرما البغداذي) من أهل بَاب الأزج سمع بأفادة خَاله نَاصِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْكثير من أبي الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور وَأبي مُحَمَّد عبد الله ابْن الصريفيني وَأبي الْقسم عبد الله بن الْحسن بن مُحَمَّد الْخلال وَأبي مَنْصُور مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العكبري وَغَيرهم وَعمر حَتَّى حدث بالكثير وَكَانَ صَحِيح السماع روى عَنهُ عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين وَعبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي ويوسف بن الْمُبَارك بن كَامِل وَيحيى بن محَاسِن الْفَقِيه والأنجب بن الدجاجي توفّي سنة ثَمَان وثلثين وَخمْس ماية 3 - (الْوَاعِظ كلي الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم أَبُو بكر الْوَاعِظ الْمَعْرُوف) بكلي الْأَصْبَهَانِيّ سمع الْكثير من مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْمصْرِيّ وَأبي الْفَتْح أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْحداد وَأبي الْقسم غَانِم بن مُحَمَّد الْبُرْجِي وَغَيرهم وَقدم بغداذ حَاجا سنّ سِتّ وَخمْس ماية وَسمع بهَا أَبَا الْقسم عليّ بن أَحْمد بن بَيَان وعليّ بن مُحَمَّد نَبهَان وَأَبا الغنايم مُحَمَّد بن عَليّ النَّرْسِي وَأَبا غَالب شُجَاع الذهلي وَسمع بِالْكُوفَةِ عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى الشغلي الْهَمدَانِي وبمكة مُوسَى بن الْعَبَّاس الْجَزرِي وَغَيره وبالمدينة مُحَمَّد بن الطَّاهِر الْمَقْدِسِي ثمَّ قدم بغداذ سنة سِتّ وثلثين وَخمْس ماية وَحدث باليسير وَكَانَ فَاضلا متورعا توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس ماية لَيْلَة عيد الْفطر 3 - (أَبُو المظفر الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَعْدَان أَبُو المظفر الْحَنْبَلِيّ) قَرَأَ على القَاضِي أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْفراء وَغَيره وَسمع الحَدِيث وروى توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية

ابن الحداد الشافعي محمد بن أحمد بن جعفر

راوية المتنبي أحد الأيمة الأدباء والأعيان الشُّعَرَاء خدم سيف الدولة وصنف أَشْيَاء حَسَنَة وَله ذكر فِي مصر وَالْعراق وَمَا وَرَاء النَّهر والشاش وجالس الصاحب بن عباد وَلَقي أَبَا الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَرُوِيَ عَنهُ وَله مَعَه أَخْبَار وَمن تصانيفه الأنتصار الْمَنِيّ عَن فضل المتنبي كتاب) التَّنْبِيه عَن رذايل المتنبي تحفة الْكتاب فِي الرسايل مبوبا كتاب تذكرة النديم وَهُوَ ممتع الرسَالَة الممتعة كتاب بَقِيَّة الأنتصار المكثر للأختصار قَالَ أخذت قَول المتنبي (كفي بجسمي نحولاً أنني رجل ... لَوْلَا مخاطبتي أياك لم ترني) فَلم أدع لغيري فِيهِ زِيَادَة وَقلت من قصيدة (عدمت من النحول فَلَا بلمس ... يكيفني الْوُجُود وَلَا العيان) (وَلَوْلَا أنني أذكي البرايا ... لَكُنْت خفيت عني لَا أَرَانِي) قَالَ واختفائي عني أبدع من أختفائي عَن غَيْرِي وأبلغ فِي الْمَعْنى واقترح عَلَيْهِ الصاحب ابْن عباد وصف رغيف فَقَالَ ارتجالا (ورغيف كَأَنَّهُ الترس يحْكى ... حمرَة الشَّمْس بِالْغُدُوِّ أحمراره) (جمعته أناملي ثمَّ حلت ... هـ فسيان طيه وانتشاره) (ناعم لين كمبسم من قا ... م بعذري عِنْد البرايا عذاره) وَهِي أَكثر من هَذَا فأعجب الصاحب وَقَالَ خُذْهُ صلَة فَوَضعه على رَأسه وَخرج بِهِ ماراً فِي الطَّرِيق فَعرف الصاحب الْخَبَر فَقَالَ ردُّوهُ اتتمر بِهِ فِي الْأَسْوَاق هَكَذَا فَقَالَ نعم ليقال مَا هَذَا فَأَقُول صلَة مَوْلَانَا الصاحب فَقَالَ بعنا أَيَّاهُ فَقَالَ بِخمْس ماية دِينَار قَالَ لَهُ آنقصنا وأجعلها دَرَاهِم فَقَالَ نعم فَأمر لَهُ بِخمْس ماية دِرْهَم وخلعه المادرائي الأطروش مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبيد الله المادرائي الأطروش سكن مصر وَحدث بهَا عَن الزبير بن بكار وَعبيد الله بن سعد الزُّهْرِيّ وَعمر بن شبة وَأبي الْعَبَّاس الْمبرد وروى عَنهُ وَلَده عُثْمَان وَأَبُو أَحْمد ابْن أبي الطّيب المادرائي وَأَبُو الطّيب أَحْمد بن سليمن الحريري توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثلث ماية 3 - (ابْن الْحداد الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر) الْفَقِيه أَبُو بكر الْمصْرِيّ

الْكِنَانِي الشَّافِعِي شيخ المصريين الْمَعْرُوف بِابْن الْحداد ولد يَوْم وَفَاة الْمُزنِيّ قَالَ ابْن خلكان قَالَ صاحبنا عماد الدّين ابْن باطيش فِي كِتَابه الَّذِي وَضعه على الْمُهَذّب فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء أَنه كَانَ من أَعْيَان أَصْحَاب الْمُزنِيّ وَقَالَ الْقُضَاعِي فِي كتاب خطط مصر أَنه ولد فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ الْمُزنِيّ فَكيف يُمكن أَن يكون من أَصْحَابه انْتهى سمع من النَّسَائِيّ وَغَيره وجالس الْأَمَام أَبَا أسحق الْمروزِي لما قدم عَلَيْهِم وصنف كتاب الْفُرُوع فِي الْمَذْهَب وَهُوَ صَغِير دَقِيق الْمسَائِل شَرحه الْقفال الْمروزِي وَأَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ وَأَبُو عَليّ) السنجي وَكَانَ ابْن الْحداد غواصا على الْمعَانِي محققاً كَبِير الْقدر لَهُ وَجه فِي الْمَذْهَب ولي الْقَضَاء والتدريس بِمصْر والملوك تعظمه وتحترمه وَكَانَ يتَصَرَّف فِي عُلُوم كَثِيرَة حج وَمرض فِي الرُّجُوع وَتُوفِّي يَوْم الثلثاء لأَرْبَع بَقينَ من الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثلث ماية عَاشَ تسعا وَسبعين سنة وَكَانَ كثير الصَّلَاة يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْأَرْبَعَاء أَبُو الْقسم ابْن الأخشيذ وكافور حضرا جنَازَته وَدفن بسفح المقطم وَكتابه الْمَعْرُوف بِفُرُوع ابْن الْحداد من أجل الْكتب وَلم يتَّفق للرافعي أَن ينْقل من كِتَابه شَيْئا كَأَنَّهُ لم يظفر بِهِ التِّرْمِذِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر الشَّافِعِي التِّرْمِذِيّ لم يكن فِي وقته للشَّافِعِيَّة مثله ورعاً وتقللا ورياسة سكن بغداذ وَحدث بهَا عَن يحيى الْمصْرِيّ ويوسف بن عدي وَكثير بن يحيى وَغَيرهم وروى عَنهُ أَحْمد بن كَامِل الشَّافِعِي وَعبد الْبَاقِي ابْن قَانِع وَغَيرهمَا وَكَانَ ثِقَة من أهل الْعلم وَالْفضل سُئِلَ عِنْد مَوته عَن حَدِيث النُّزُول فَأجَاب بِجَوَاب مَالك رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ مُحَمَّد بن مُوسَى بن حَمَّاد أَنه تقوت فِي سَبْعَة عشر يَوْمًا بِخمْس حبات أَو ثلث حبات فَقيل لَهُ كَيفَ عملت قَالَ لم يكن عِنْدِي غَيرهَا فأشتريت بهَا لفتا فَكنت آكل كل يَوْم وَاحِدَة وَقَالَ أَبُو أسحق الزّجاج النَّحْوِيّ أَنه كَانَ مجْرى عَلَيْهِ فِي كل شهر أَرْبَعَة دَرَاهِم وَكَانَ يَقُول تفقهت على مَذْهَب الْأَمَام أبي حنيفَة فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَسْجِد الْمَدِينَة عَام حججْت فَقلت يرسول الله قد تفقهت بقول أبي حنيفَة افآخذ بِهِ قَالَ لَا قلت بقول مَالك بن أنس فَقَالَ خُذ مِنْهُ مَا وَافق سنتي قلت فآخذ بقول الشَّافِعِي فَقَالَ مَا بقوله إِلَّا أَنه أَخذ بِسنتي ورد عَليّ من خالفها قَالَ فَخرجت فِي أثر هَذِه الرُّؤْيَا إِلَى مصر وكتبت كتب الشَّافِعِي وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة مَأْمُون ناسك وَكَانَ يَقُول كتبت الحَدِيث تسعا وَعشْرين سنة ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ماتين وَقيل سنة عشر وماتين وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين وماتين وَاخْتَلَطَ آخر عمره اختلاطا عَظِيما وَمَات وام يُغير شَيْبه وَهُوَ صَاحب وَجه فِي الْمَذْهَب قَالَ محيي الدّين النَّوَوِيّ أَن أَبَا جَعْفَر جزم بِطَهَارَة شعر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد خَالف فِي هَذِه الْمَسْأَلَة جُمْهُور الْأَصْحَاب

ابن الحرون محمد بن أحمد بن الحسن بن الأصبغ بن الحرون بالحاء المهملة والراء وبعد

3 - (ابْن الحرون مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن الْأَصْبَغ بن الحرون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء وَبعد) الْوَاو نون قَالَ ابْن النجار أَبُو عبد الله أديب فَاضل من أَوْلَاد الْكتاب لَهُ مصنفات حَسَنَة فِي الْأَدَب وَشعر) جيد روى عَنهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن جَعْفَر بن درسْتوَيْه لَهُ كتاب المطابق والجناس والحقايق وَالشعر وَالشعرَاء والآداب والرياض وَالْكتاب والمحاسن عمي لَهُ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد بَيْتا فأستخرجه وَقَالَ (قل لمن زانه عفاف وَدين ... وسماح ونجدة وحياء) (وَالَّذِي سما فِي الْعُلُوم فَمَا يب ... لغه ذُو الكساء وَالْفراء) (قد أَتَانَا الْبَيْت المترجم بالطي ... ر وَفِيه النسور والعنقاء) (فخلونا بِهِ وَقد دارت الأص ... وات فِي مجْلِس وطاب الطلاء) (فظفرنا بِهِ ووفقنا الل ... هـ الَّذِي باسمه تقوم السَّمَاء) (وَهُوَ بَيت لشاعر من بني مخ ... زوم أضنت فُؤَاده أَسمَاء) (حبذا أَنْت يَا بغوم وأسما ... ء وعيش يكفنا وخلاء) 3 - (أَبُو زيد الفاشاني الشافعيّ محمّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد) أَبُو زيد الْفَقِيه الفاشاني الشَّافِعِي كَانَ من الأيمة الأجلاء حسن النّظر مَشْهُورا بِالْعلمِ حَافِظًا للْمَذْهَب وَله فِيهِ وُجُوه غَرِيبَة أَخذ الْفِقْه عَن أبي اسحق الْمروزِي وَأخذ عَنهُ أَبُو بكر الْقفال الْمروزِي وَدخل بغداذ وَحدث بهَا وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ الدَّارَقُطْنِيّ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْقسم الْمحَامِلِي ثمَّ خرج إِلَى مَكَّة وجاور بهَا سبع سِنِين وَحدث هُنَاكَ بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن يُوسُف الْفربرِي وَأَبُو زيد أجل من روى هَذَا الْكتاب وَقَالَ أَبُو بكر الخباز عادلت الْفَقِيه أَبَا زيد من نيسابور إِلَى مَكَّة فَمَا أعلم أَن الملايكة كتبت عَلَيْهِ خَطِيئَة وَقَالَ أَبُو الْحسن أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْحَاتِمِي الْفَقِيه سَمِعت أَبَا زيد يَقُول رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَأَنا بِمَكَّة كَأَنَّهُ يَقُول لجبريل يَا روح الله أَصْحَبهُ إِلَى وَطنه وَكَانَ فِي أول أمره فَقِيرا لَا يقدر على شَيْء ويكتم بَاطِن حَاله ثمَّ أَقبلت الدُّنْيَا عَلَيْهِ فِي آخر عمره وَقد اسن وتساقطت أَسْنَانه وَبَطلَت آلَته وَكَانَ يَقُول للنعمة لَا بَارك الله فِيك أَقبلت حَيْثُ لَا نَاب وَلَا نِصَاب قَالَ الْحَاكِم كَانَ من أيمة الْمُسلمين وَمن أحفظ النَّاس لمَذْهَب الشَّافِعِي توفّي بمرو سنة أحدى وَسبعين وَثلث ماية ومولده سنة أحدى وَثلث ماية

الخضري الشافعي محمد بن أحمد أبو عبد الله المروزي

3 - (الخضري الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عبد الله الْمروزِي) الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالخضري كَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي قُوَّة الْحِفْظ وَقلة النسْيَان كَانَ من) كبار أَصْحَاب الْقفال وَله فِي الْمَذْهَب وُجُوه غَرِيبَة نقلهَا الخراسانيون وَقد روى أَن الشَّافِعِي صحّح دلَالَة الصَّبِي على الْقبْلَة وَكَانَ ثِقَة فِي نَقله وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ ونسبته إِلَى الْخضر بعض أجداده توفّي فِي عشر السِّتين والأربع ماية وَقَالَ الخضري معنى قَول الشَّافِعِي أَن يدل الصَّبِي على قبْلَة تشاهد فِي الْجَامِع فَأَما فِي مَوضِع الأجتهاد فَلَا تقبل وَسُئِلَ عَن قلامة ظفر الْمَرْأَة هَل يجوز للْأَجْنَبِيّ النّظر إِلَيْهَا فَأَطْرَقَ الشَّيْخ طَويلا ساكتا وَكَانَت ابْنة الشَّيْخ أبي عَليّ التسترِي تَحْتَهُ فَقَالَت لَهُ لم تتفكر وَقد سَمِعت أبي يَقُول فِي جَوَاب هَذِه الْمَسْأَلَة أَن كَانَت من قلامة أظفار الْيَدَيْنِ جَازَ وَأَن كَانَت من الرجلَيْن لم يجز وأنما كَانَ كَذَلِك لِأَن يَدهَا لَيست بِعَوْرَة ففرح الخضري وَقَالَ لَو لم آستفد من اتصالي بِأَهْل الْعلم إِلَّا هَذِه الْمَسْأَلَة لكَانَتْ كَافِيَة قَالَ ابْن خلكان هَذَا التَّفْصِيل بَين الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِيهِ نظر فَإِن أَصْحَابنَا قَالُوا اليدان فِي الصَّلَاة ليستا بِعَوْرَة فَأَما بِالنِّسْبَةِ إِلَى نظر الْأَجْنَبِيّ فَمَا نَعْرِف فرقا بَينهمَا فَلْينْظر الشَّاشِي المستظهري الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عمر الْأَمَام أَبُو بكر الشَّاشِي الْفَقِيه الشَّافِعِي المستظهري لقبه فَخر الأسلام ولد بميافارقين سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبع ماية وتفقه على الْأَمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن بيانٍ الكازروني وتفقه على قَاضِي ميافارقين أبي مَنْصُور الطوسي تلميذ الْأُسْتَاذ أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ ثمَّ رَحل إِلَى الْعرَاق ولازم الشَّيْخ أَبَا أسحق وَكَانَ معيد دروسه وَتردد إِلَى ابْن الصّباغ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّامِل وَسمع الحَدِيث من الكازروني شَيْخه وَمن ثَابت بن أبي الْقسم الْخياط وبمكة من أبي مُحَمَّد هياج الحطيني وَسمع ببغداذ الْخَطِيب أَبَا بكر وَجَمَاعَة روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأَزجيّ وَأَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد اليزدي وَأَبُو بكر بن النقور وشهدة والسلفي وَغَيرهم وَله كتاب حلية الْعلمَاء ذكر فِيهِ اخْتِلَاف الأيمة صنفه للأمام المستظهر بِاللَّه وَكتاب التَّرْغِيب فِي الْمَذْهَب وَكتاب الشافي شرح فِيهِ مُخْتَصر الْمُزنِيّ استوفي فِيهِ أَقْوَال الشَّافِعِي ووجوه أَصْحَابه وأقاويل الْفُقَهَاء ذكر لكل مقَالَة حجَّة وَكَانَ أشعري الأعتقاد وَإِلَيْهِ انْتَهَت رياسة الشَّافِعِيَّة ببغداذ وَلما القي الدَّرْس وضع منديله على عَيْنَيْهِ وَبكى كثيرا وَهُوَ جَالس على السدة وَأنْشد (خلت الديار فَسدتْ غير مسود ... وَمن العناء تفردي بالسودد) وَقد قيل أَن الَّذِي فعل ذَلِك إِنَّمَا هُوَ الْغَزالِيّ ومدحه تِلْمِيذه أَبُو الْمجد معدان بن كثير البالسي بقصيدة قَالَ فِيهَا)

أبو جعفر النسفي الحنفي محمد بن أحمد بن محمود

(يَا كعبة الْفضل أَفْتِنَا لم لم يجب ... شرعا على قصادك الأحرام) (وَلما تضمخ زايريك بِطيب مَا ... نلقيه وَهُوَ على الحجيج حرَام) وَتُوفِّي سنة سبع وَخمْس ماية وَدفن فِي تربة الشَّيْخ أبي أسحق الشِّيرَازِيّ أنْشد محب الدّين ابْن النجار فِي ذيل تَارِيخ بغداذ بِسَنَد أتصل بفخر الأسلام مُحَمَّد بن أَحْمد المستظهري الشَّاشِي قَوْله (مدحتكم أَرْجُو فواضل بركم ... فَمَا نالني مِنْكُم نوال وَلَا بر) (وَكنت أرجي كشف ضري عنْدكُمْ ... فقد زَاد عِنْدِي مذ عرفتكم الضّر) (سأرحل لم أظفر لديكم بطايل ... وكفاي مِمَّا كنت آمله صفر) (لحا الله دهراً سدتم فِيهِ أَهله ... وأفضي إِلَيْكُم فيهم النَّهْي وَالْأَمر) (فَلم تسعدوا إِلَّا وَقد نحس الورى ... وَلم ترأسوا إِلَّا وَقد خرف الدَّهْر) (إِذا لم يكن نفع وضر لديكم ... فَأنْتم سَوَاء وَالَّذِي ضمه الْقَبْر) 3 - (أَبُو جَعْفَر النَّسَفِيّ الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود) أَبُو جَعْفَر النَّسَفِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ من سَاكِني نهر البزازين بالجانب الغربي من بغداذ كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء وَله تعليقة فِي الْخلاف مَشْهُورَة حَسَنَة وَكَانَ زاهدا ورعا متعففا فَقِيرا قنوعا يَحْكِي أَنه بَات لَيْلَة مهموما من الأضافة وَسُوء الْحَال فَوَقع فِي خاطره فرع من فروع مذْهبه فأعجب بِهِ فَقَامَ يرقص فِي دَاره وَيَقُول أَيْن الْمُلُوك وَأَبْنَاء الْمُلُوك فَسَأَلته زَوجته عَن ذَلِك فَأَخْبرهَا فتعجبت حدث بِيَسِير عَن أبي بكر أَحْمد بن عَليّ الحصاص الرَّازِيّ وَأبي الْقسم عبيد الله الْبَزَّاز البغداذي وروى عَنهُ أَبُو حَاجِب الأستراباذي وَأَبُو نصر الشِّيرَازِيّ توفّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو نصر المضري مُحَمَّد بن أَحْمد) أَبُو نصر المضري بِضَم الْمِيم وَفتح الضَّاد الْمُعْجَمَة الْموصِلِي رُوِيَ عَنهُ ابْن وشاح قَوْله (آنست بوحدتي حَتَّى لَو أنيّ ... رَأَيْت الْإِنْس لاستوحشت مِنْهُ) (وَلم تدع التجارب لي صديقا ... أميل إِلَيْهِ إِلَّا ملت عَنهُ) 3 - (ابْن البواب مُحَمَّد بن أَحْمد بن البواب أَبُو نصر) قَالَ ابْن النجار كَانَ متأدبا يَقُول الشّعْر وَأورد لَهُ قَوْله) (بنهر معلي والْحَدِيث شجون ... غزال رماني والسهام عُيُون) (تعرض لي وَالدَّال يجذب عطفه ... كَمَا أهتز فِي مر النسيم غصون) المعموري الْبَيْهَقِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد المعموري الْبَيْهَقِيّ الأديب الفيلسوف كَانَ

أبو سعد العميدي الكاتب محمد بن أحمد بن محمد

من علية الْحُكَمَاء وَالْأَيمَة أتفق أَنه أنتقل إِلَى أَصْبَهَان فِي خدمَة تَاج الْملك الَّذِي وزر بعد نظام الْملك وَكَانَ قد نظر فِي زايجة طالعه فَرَأى من التسييرات إِلَى القواطع وشعاع النحوس مَا يدل على الْخَوْف والوجل فأغلق بَاب دَاره عَلَيْهِ فَأخْرج وَقتل وأحرق على سَبِيل الْغَلَط سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَله كتاب فِي التصريف مجدول كتاب فِي النَّحْو كتاب فِي المخروطات والهندسة وَغير ذَلِك وَمن شعره (دعَاك الرّبيع وأيامه ... أَلا فأستمع قَول دَاع نصوخ) (يَقُول أشْرب الراخ ودرديه ... فَفِي الراح يَا صَاح روح وروح) (وغني البلابل عِنْد الصَّباح ... لأهل الشَّرَاب الصبوح الصبوح) 3 - (أَبُو سعد العميدي الْكَاتِب مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد) أَبُو سعد العميدي أديب لغَوِيّ نحوي مُصَنف سكن مصر وَتُوفِّي سنة ثلث وثلثين وَأَرْبع ماية وَكَانَ يتَوَلَّى ديوَان التَّرْتِيب وعزل عَنهُ ثمَّ تولى ديوَان الأنشاء أَيَّام الْمُسْتَنْصر عوضا من ولي الدولة ابْن خيران وَتَوَلَّى الدِّيوَان بعده أَبُو الْفرج الذهلي وَله تَنْقِيح الْعبارَة فِي عشر مجلدات الأرشاد إِلَى حل المنظوم وَالْهِدَايَة إِلَى نظم المنثور انتزاعات الْقُرْآن كتاب الْعرُوض القوافي كَبِير وَمن نظمه (إِذا مَا ضَاقَ صَدْرِي لم أجد لي ... مقرّ عبَادَة إِلَّا القرافه) (لَئِن لم يرحم الْمولي أجتهادي ... وَقلة ناصري لم ألق رأفه) 3 - (المتوثي الْقطَّان مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن زِيَاد) الْقطَّان المتوثي بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف مَضْمُومَة وَبعد الْوَاو ثاء مُثَلّثَة سمع الحَدِيث وَرَوَاهُ قَالَ ياقوت وَكَانَ ثِقَة جيد الْمعرفَة وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَثلث ماية سمع كثيرا من كتب الْأَدَب عَن بشر بن مُوسَى الْأَسدي وَمُحَمّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي وَأبي العيناء وثعلب والمبرد وَغَيرهم وَلَقي السكرِي وَسمع عَلَيْهِ أشعار اللُّصُوص وَسمع مِنْهُ الخالع أَبُو عبد الله الشَّاعِر وفلج آخر عمره وَكَانَ يتشيع ويتظاهر بِهِ إِلَّا أَنه كَانَ فِي الْأُصُول على رأى) الْمُجبرَة وَله شعر مِنْهُ (غضب الصولي لما ... كسر الضَّيْف وسمى) (ثمَّ عِنْد المضغ مِنْهُ ... كَاد أَن يتْلف غما) (قَالَ للضيف ترفق ... شم ريح الْخبز شما) (وأغتنم شكري فَقَالَ ... الضَّيْف بل اكلاً وذما)

قلت شعر نَازل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بدر الدّين الْحلَبِي أَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين قَالَ رفيقنا عِنْد الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس كَاتب مترسل شَاعِر مجيد حسن الْخط كَانَ خاملا فَتعلق ببني الْأَثِير فأعلقوه بالتوقيع السلطاني وَكَانَ عَاقِلا فَاضلا أنشدنا لنَفسِهِ من لَفظه فِي الْقبَّة المنصورية الَّتِي عمرها الشجاعي (ومذ دَعَوْت لَهَا شم الْجبَال أَتَت ... طَوْعًا على عجل تسْعَى بهَا قدم) (مثل الكتايب أشطاراً إِذا أعتدلت ... أَو السطور على القرطاس ترتسم) (فَهِيَ العوامل جرت لأرتفاع بِنَا ... مَا دون مجرورة الأطماع تنجزم) وأنشدني أَيْضا لبدر الدّين (وَلَقَد ذكرتك والصوارم تلمع ... وَالْمَوْت دَان والردى متوقع) (وَقد أستثار من الْغُبَار غمامة ... مِنْهَا المنايا تسهل وتهمع) (وَالْخَيْل من تَحت الكماة صهيلها ... يَعْلُو وأطراف الأسنة شرع) (وَالنَّاس بَين مقنع ومدرع ... مُسْتَقْبلين منية لَا تدفع) (وَأَنا وذكرك فِي أجتناء لطايف ... لَا من يروعنا وَلَا من يمْنَع) قلت أحسن شبكاً من هَذَا مَا أنشدنيه لنَفسِهِ شهَاب الدّين مَحْمُود رَحمَه الله تَعَالَى (وَلَقَد ذكرتك وَالسُّيُوف لوامع ... وَالْمَوْت يرقب تَحت حصن المرقب) (والحصن من شفق الدروع تخاله ... حسناء ترفل فِي رِدَاء مَذْهَب) (سامي السَّمَاء فَمن تطاول نَحوه ... للسمع مسترقاً رَمَاه بكوكب) (وَالْمَوْت يلْعَب بالنفوس وخاطري ... يلهو بِطيب ذكرك المستعذب) وَقد أوردت فِي هَذِه الْمَادَّة ولغيري من الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين عدَّة مقاطيع فِي شرح لامية) الْعَجم وسوف أوردهَا أَن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الْحسن بن رَشِيق القيرواني أَو فِي تَرْجَمَة الصاحب جمال الدّين يحيى بن عِيسَى بن مطروح وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين لبدر الدّين الْمَذْكُور مَا كتبه رِسَالَة فِي ورق أصفر بمداد أَحْمَر (هذي رِسَالَة صب نحوكم صدرت ... فِيهَا أشارات مَا يخفي من الحرق) (فدمعه قد حَكَاهُ الْخط بعدكم ... ولونه قد حكته صفرَة الْوَرق)

القرشي المغربي الصالح محمد بن أحمد بن ابرهيم أبو عبد الله القرشي الهاشمي

3 - (الْقرشِي المغربي الصَّالح مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم أَبُو عبد الله الْقرشِي الْهَاشِمِي) العَبْد الصَّالح الزَّاهِد من أهل جَزِيرَة الخضراء قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان كَانَت لَهُ كرامات ظَاهِرَة وَرَأَيْت أهل مصر يحكون عَنهُ أَشْيَاء خارقة وَلَقِيت جمَاعَة مِمَّن صَحبه وَقد نمى عَلَيْهِم من بركته وَذكروا أَنه وعد الْجَمَاعَة الَّذين صحبوه مواعيد من الولايات والمناصب الْعلية وَأَنَّهَا صحت كلهَا قدم مصر ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام لزيارة الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية وَمن وَصَايَاهُ لأَصْحَابه سِيرُوا إِلَى الله عرجاً ومكاسير فَإِن أنتظار الصِّحَّة بطالة 3 - (أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ المقرىء مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله ابْن تغلب الْفَزارِيّ أَبُو عبد الله) الضَّرِير النَّحْوِيّ كَانَ يعرف بالبهجة من أَعمال نهر الْملك قدم بغداذ فِي صباه وَقَرَأَ الْقُرْآن والنحو وَسمع الْكثير وَقَرَأَ الْأَدَب عَليّ أبي عبد الله أَحْمد بن الخشاب وَصَحبه مُدَّة وَسمع من ابْن الشَّهْر زورى وَابْن الْحصين وَأبي الْفضل ابْن نَاصِر وَجَمَاعَة وَكَانَ عَالما بالنحو والقراآت انْقَطع فِي بَيته وقصده النَّاس للْقِرَاءَة وَكَانَ كيسا نظيف الْهَيْئَة وقورا توفّي سنة ثلث وست ماية ابْن أَرقم الْوَادي آشي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أراقم الْوَادي آشي أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ قَرَأَ الْمَذْكُور كتاب سِيبَوَيْهٍ على ابْن أبي الرّبيع وَحضر فِي كثير مِنْهُ عِنْد شَيخنَا أبي جَعْفَر ابْن الزبير 3 - (أَبُو الْحسن ابْن طَبَاطَبَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم طَبَاطَبَا بن اسمعيل بن) ابرهيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ شَاعِر مفلق وعالم مُحَقّق مولده بأصبهان وَبهَا مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثلث ماية وَله عقب كثير بإصبهان فيهم عُلَمَاء وأدباء ومشاهير كَانَ مَذْكُورا بالفطنة والذكاء وصفاء القريحة) وَصِحَّة الذِّهْن وجودة الْمَقَاصِد وَله من المصنفات كتاب عيار الشّعْر كتاب تَهْذِيب الطَّبْع كتاب الْعرُوض لم يسْبق إِلَى مثله كتاب فِي الْمدْخل إِلَى معرفَة المعمى كتاب تقريظ الدفاتر وَمن شعره قصيدة تِسْعَة وثلثون بَيْتا لَيْسَ فِيهَا رَاء وَلَا كَاف وأولها (يَا سيداً دَانَتْ لَهُ السادات ... وَتَتَابَعَتْ فِي فعله الْحَسَنَات) مِنْهَا يصف القصيدة (ميزانها عِنْد الْخَلِيل معدل ... متفاعلن متفاعلن فعلات) (لَو وَاصل بن عَطاء الْبَانِي لَهَا ... تليت توهم أَنَّهَا آيَات)

الجيهاني محمد بن أحمد بن نصر الجيهاني أبو عبد الله

وَمِنْه (لَا تنكراً أهداءنا لَك منطقاً ... مِنْك أستفدنا حسنه ونظامه) (فَالله عز وَجل يشْكر فعل من ... يَتْلُو عَلَيْهِ وحيه وَكَلَامه) وَقَالَ فِي أبي عَليّ الرستمي يهجوه بالدعوة والبرص (أَنْت أَعْطَيْت من دلايل رسل ال ... لَهُ آيا بهَا عَلَوْت الرءوسا) (جِئْت فَردا بِلَا أَب وبيمنا ... ك بَيَاض فَأَنت عِيسَى ومُوسَى) وَمِنْه قَوْله وأجاد فِي ضروب التَّشْبِيه (لنا صديق نفسنا ... فِي مقته منهمكه) (أبرد من سكونه ... وسط الندى الحركه) (وجدري وَجهه ... يحكيه جلد السمكه) (أَو جلد أَفْعَى سلخت ... أَو قِطْعَة من شبكه) (أَو حلق الدرْع إِذا ... أبصرتها مشبكه) (أَو كدر المَاء إِذا ... مَا الرّيح أبدت حبكه) (أَو سفن محبب ... أَو كرش منفركه) (أَو منخل أَو عرض ... رقيقَة منهتكه) (أَو حجر الْحمام كم ... من وسخ قد دلكه) (أَو كور زنبور إِذا ... أفرخ فِيهِ تَركه) (أَو سلحة يابسة ... قد نقرتها الديكه) ) وَمِنْه (مَا آنس لَا أنس حَتَّى الْحَشْر مايدة ... ظلنا لديك بهَا فِي اشغل الشّغل) (إِذا أقبل الجدي مكشوفاً ترايبه ... كَأَنَّهُ متمط دايم الكسل) (قد مد كلتي يَدَيْهِ لي فذكرني ... بَيْتا تمثلته من أحسن الْمثل) (كَأَنَّهُ عاشق قد مد صفحته ... يَوْم الْفِرَاق إِلَى توديع مرتحل) (وَقد تردى باطمار الرقَاق لنا ... مثل الْفَقِير إِذا مَا رَاح فِي سمل) 3 - (الجيهاني مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر الجيهاني أَبُو عبد الله) لما ولي أَبُو الْحسن نصر بن أَحْمد بن اسمعيل سنة أحدى وَثلث ماية وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين تولى التَّدْبِير الجيهاني فاجري

التميمي الطبيب محمد بن أحمد بن سعيد أبو عبد الله التميمي الطبيب

الْأَسْبَاب على وجوهها وَكَانَ حسن النّظر لمن أمله وقصده معينا لمن أمه وَاعْتَمدهُ وَكَانَ مبتلى بِالْمذهبِ وَلم يكن يُصَافح أحدا دون كاغذ أَو ثوب وَمر يَوْمًا بنخاس يعالج دَابَّة فتأفف وأبرز يَده من كمه وعلقها إِلَى أَن نزل وصب عَلَيْهَا قماقم من المَاء تقذراً مِمَّا فعله النخاس كَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي تولى ذَلِك وَلم يكن يَأْذَن فِي أمساك السنانير فِي دوره فَكَانَ الفأر يتعابث فِيهَا وَفِيه يَقُول أَبُو الطّيب الطاهري (رَأَيْت الْوَزير على بَابه ... من الْمَذْهَب الشايع الْمُنْتَشِر) (يرى الفأر أنظف شَيْء يدب ... على ثَوْبه ويعاف الْبشر) (يبيت حفياً بهَا معجباً ... ويضحي عَلَيْهَا شَدِيد الحذر) (فَإِن سعبت فَهُوَ فِي حجرها ... يفت لَهَا يابسات الْكسر) (فَلم صَار يستقذر الْمُسلمين ... ويألف مَا هُوَ عين القذر) قلت هَكَذَا أثْبته ياقوت وَجَاء فِي الأحمدين فَقَالَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر الجيهاني وَأَظنهُ هَذَا وَالله أعلم وَلَكِن هَكَذَا أثْبته فِي المحمدين وَفِي الأحمدين 3 - (التَّمِيمِي الطَّبِيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد أَبُو عبد الله التَّمِيمِي الطَّبِيب) كَانَ بالقدس أَولا ونواحيه وَله معرفَة جَيِّدَة بالنبات وماهيته وَكَانَ متميزاً فِي الطِّبّ والإطلاع على دقايقها وَله خبْرَة فاضلة فِي تركيب المعاجين والأدوية المفردة واستقصى معرفَة الدرياق الْكَبِير الْفَارُوق وَركب مِنْهُ شَيْئا كثيرا على أتم مَا يكون وانتقل إِلَى مصر وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي وَكَانَ قد أجتمع بالقدس براهب يُقَال لَهُ أنباز خرما بن ثوابة كَانَ يتَكَلَّم فِي أَجزَاء الْعُلُوم) الْحكمِيَّة والطب وَكَانَ فِي الماية الرَّابِعَة فلازمه وَأخذ عَنهُ فوايد واختص التَّمِيمِي بالْحسنِ بن عبد الله بن طعج المستولي على الرملة ثمَّ أدْرك الدولة العلوية بِمصْر وَصَحب الْوَزير يَعْقُوب بن كلس وصنف لَهُ كتابا كَبِيرا عدَّة مجلدات سَمَّاهُ مَادَّة الْبَقَاء بإصلاح فَسَاد الْهَوَاء والتحرز من ضَرَر الوباء وصنف كتابا فِي مَاهِيَّة الرمد وأنواعه وأسبابه وعلاجه وَكتاب الفحص وَالْأَخْبَار وَكَانَ التَّمِيمِي مَوْجُودا بِمصْر سنة سبعين وَثلث ماية مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن 3 - (ابْن الْمسند الْمَشْهُور) توفّي سنة خمسين وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن

أبو عاصم العبادي الهروي الفقيه الشافعي كان أمام دقيق النظر صنف كتاب المبسوط وكتاب الهادي وأدب القاضي وطبقات الفقهاء توفي سنة ثمان وخمسين وأربع ماية

عبد الله بن عباد) أَبُو عَاصِم الْعَبَّادِيّ الْهَرَوِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ أَمَام دَقِيق النّظر صنف كتاب الْمَبْسُوط وَكتاب الْهَادِي وأدب القَاضِي وطبقات الْفُقَهَاء توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن بَشرَان اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل أَبُو غَالب الوَاسِطِيّ) الْمَعْرُوف بِابْن بَشرَان وبابن الْخَالَة الْمعدل الْحَنَفِيّ اللّغَوِيّ شيخ الْعرَاق فِي اللُّغَة أَكثر من رِوَايَة كتب الْأَدَب توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية بواسط يَوْم الْخَمِيس نصف شهر رَجَب وَمن شعره (يَا شايداً للقصور مهلا ... أقصر فقصر الْفَتى الْمَمَات) (لم يجْتَمع شَمل أهل قصر ... إِلَّا وقصراهم الشتات) (وَإِنَّمَا الْعَيْش مثل ظلّ ... منتقل مَا لَهُ ثبات) وَمِنْه (وَلما رأى عشاقه ووشاته ... وَقد حاولوه من جَمِيع جهاته) (رمى كل قلب من هَوَاهُ بلوعة ... فغودر مطوياً على زفراته) وَمِنْه (لما رَأَيْت سلوى غير مُتَّجه ... وَأَن عزم أصطباري عَاد مفلولا) (دخلت بالرغم مني تَحت طاعتكم ... ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا) ) وَمِنْه (لَا تغترر بهوى الملاح فَرُبمَا ... ظَهرت خلايق للملاح قباح) (وَكَذَا السيوف يروق حسن صقالها ... وبحدها يتخطف الْأَرْوَاح) وَمِنْه (أَن قدم الْحَظ قوما مَا لَهُم قدم ... فِي فضل علم وَلَا حزم وَلَا جلد) (فَهَكَذَا الْفلك الْعلوِي أنجمه ... تقدم الثور فِيهَا أنجم الْأسد) قلت شعر جيد وشعره كثير جيد 3 - (ابْن الْمسلمَة البغداذي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو جَعْفَر بن الْمسلمَة

البغداذي أسلم الرفيل بعض أجداده على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أبو جعفر ثقة نبيلا كثير السماع حسن الطريقة توفي سنة خمس وستين وأربع ماية

المسلمى) البغداذي أسلم الرفيل بعض أجداده على يَد عمر بن الْخطاب رَضِيَ الله عَنهُ كَانَ أَبُو جَعْفَر ثِقَة نبيلا كثير السماع حسن الطَّرِيقَة توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية 3 - (لُؤْلُؤ الْوراق مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصير بن عَرَفَة الثَّقَفِيّ البغداذي أَبُو الْحسن) لُؤْلُؤ الْوراق سمع وروى وَهُوَ صَدُوق غير أَنه ردىء الْكتاب توفّي سنة سبع وَسبعين وَثلث ماية 3 - (ابْن الغطريف مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْجِرْجَانِيّ الرياطي الغطريفي) كَانَت الرحلة إِلَيْهِ فِي آخر زَمَانه وجزؤه الَّذِي رَوَاهُ ابْن طبرزذ من أَعلَى الْأَجْزَاء توفّي سنة سبع وَسبعين وَثلث ماية 3 - (ابْن الْوَلِيد المعتزلي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْوَلِيد أَبُو عَليّ المعتزلي) شيخ الْمُعْتَزلَة الداعية إِلَى مَذْهَبهم كَانَ يدرس الأعتزال وَالْحكمَة فأضطره أهل السّنة إِلَى أَن لزم بَيته قَالَ صَاحب الْمرْآة خمسين سنة لَا يتجاسر على الظُّهُور وَلم يكن عِنْده من الحَدِيث سوى حَدِيث وَاحِد رَوَاهُ عَن شَيْخه أبي الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ المعتزلي وَلم يرو غَيره وَهُوَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا لم تَسْتَحي فأصنع مَا شِئْت فكأنهما خوطبا بِهَذَا الحَدِيث لِأَنَّهُمَا مَا استحيا من بدعتهما كَانَ القعْنبِي لم يسمع من شُعْبَة غير هَذَا الحَدِيث لِأَنَّهُ قدم الْبَصْرَة فصادف مجْلِس شُعْبَة قد أنقضى وَمضى إِلَى منزله فَوجدَ الْبَاب مَفْتُوحًا وَشعْبَة على البالوعة فهجم عَلَيْهِ من غير أذن وَقَالَ أَنا غَرِيب وَقد قصدتك من بلد بعيد لتحدثني فأستعظم ذَلِك شُعْبَة وَقَالَ) دخلت منزلي بِغَيْر أُذُنِي وتكلمني وَأَنا على مثل هَذِه الْحَال حَدثنَا مَنْصُور عَن ربعي بن حِرَاش عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِذا لم تَسْتَحي فأصنع مَا شِئْت وَالله لَا حدثتك غَيره وَلَا حدثت قوما أَنْت مِنْهُم وَحكي فِي هَذِه الْوَاقِعَة غير هَذَا والْحَدِيث صَحِيح اتّفق البُخَارِيّ وَمُسلم على أخراجه وَلَفظ الصَّحِيح أَن مِمَّا أدْرك النَّاس من كَلَام النُّبُوَّة الأولى الحَدِيث قَالَ ابْن عقيل جرت مَسْأَلَة بَين أبي عَليّ ابْن الْوَلِيد وَبَين أبي يُوسُف الْقزْوِينِي فِي أباحة جماع الْولدَان فِي الْجنَّة فَقَالَ ابْن الْوَلِيد لَا يمْتَنع أَن يَجْعَل ذَلِك من جملَة اللَّذَّات فِي الْجنَّة لزوَال الْمفْسدَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا منع مِنْهُ فِي الدُّنْيَا لما فِيهِ من قطع النَّسْل وَكَونه محلا للأذى وَلَيْسَ فِي الْجنَّة ذَلِك وَلِهَذَا أُبِيح شرب الْخمر لما أَمن فِيهِ السكر وغايلة العربدة وَزَوَال الْعقل فَلذَلِك لم يمْنَع من الألتذاذ بهَا فَقَالَ أَبُو يُوسُف الْميل إِلَى الذُّكُور عاهة وَهُوَ قَبِيح فِي نَفسه لِأَنَّهُ مَحل لم يخلق للوطىء وَلِهَذَا لم يبح فِي شَرِيعَة بِخِلَاف الْخمر وَهُوَ مخرج الْحَدث وَالْجنَّة منزهة عَن العاهات فَقَالَ ابْن الْوَلِيد العاهة هِيَ التلويث بالأذى وَإِذا لم يكن أَذَى لم يبْق إِلَّا مُجَرّد الألتذاذ وَسُئِلَ أَبُو الْفضل بن نَاصِر

المحاملي أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القسم

عَن الرِّوَايَة فَقَالَ لَا تحل كَانَ دَاعِيَة إِلَى الأعتزال وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع ماية وَمن شعره (أيا رَئِيسا بالمعالي أرتدي ... وأستخدم العيوق والفرقدا) (مَالِي لَا أجري على مقتضي ... مَوَدَّة طَال عَلَيْهَا المدى) (أَن غبت لم أطلب وَهَذَا سَلِي ... من بن دَاوُد نَبِي الْهدى) (تفقد الطير على ملكه ... فَقَالَ مَالِي لَا أرى الهدهدا) قَالَ ابْن النجار قَرَأت فِي كتاب التَّارِيخ لأبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْملك الهمذاني وَذكر وَفَاة أبي عَليّ قَالَ وَلم نَعْرِف فِي أعمارنا مثل ورعه وقناعته وَلما توفّي أَبوهُ خلف مَالا جما فتورع من أَخذ سَهْمه وَقَالَ لم أتحقق أَنه أَخذ سَهْمه وَقَالَ لم أتحقق أَنه أَخذ حَرَامًا قطّ وَلَكِنِّي أعافه وَلما كبر وافتقر جعل ينْقض دَاره وَيبِيع مِنْهَا خَشَبَة يتقوت بِثمنِهَا وداره هَذِه كَانَت من حسان الدّور حَتَّى أَن الْملك أَبَا طَاهِر صعد فِي بعض الْأَيَّام على السَّطْح لدار المملكة فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ ألْحقُوا نهر الدَّجَاج فقد وَقع بهَا الْحَرِيق فَمَضَوْا وعادوا فأخبروه أَن الَّذِي لَاحَ لَهُ رَأَوْهُ دَار ابْن الْوَلِيد وَبهَا سدلي مَذْهَب وَالشَّمْس تلمع على ذهبه فيظن من شَاهده أَنه نَار وَكَانَ لِبَاسه الخشن من الْقطن صيفا وشتاء) مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن اسمعيل أَبُو طَاهِر ابْن أبي الصَّقْر اللحمي الْأَنْبَارِي الْخَطِيب لَهُ مشيخة توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبع ماية 3 - (الْمحَامِلِي أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقسم) أَبُو الْفضل ابْن الْعَلامَة أبي الْحسن الْمحَامِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي توفّي سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع ماية وسوف يَأْتِي ذكر وَلَده أبي طَاهِر يحيى فِي مَكَانَهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن سلة أَبُو الطّيب الْأَصْبَهَانِيّ توفّي سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن الْحداد الأندلسي الشَّاعِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان أَبُو عبد الله الْقَيْسِي الأندلسي) ابْن الْحداد الشَّاعِر الْمَشْهُور ولقبه مَازِن لَهُ ديوَان كَبِير ومؤلف فِي الْعرُوض اخْتصَّ بالمعتصم ابْن صمادح توفّي فِي عشر الثَّمَانِينَ والأربع ماية تَقْرِيبًا وَمن شعره قَوْله (بعيشكما ذَات الْيَمين فأنني ... أراح لشم الرّوح من عقداتها) (فقد عبقت رمح النعامي كَأَنَّمَا ... سَلام سليمى رَاح من نفحاتها)

الخياط محمد بن أحمد بن منصور أبو بكر الخياط النحوي السمرقندي

(وتيماء للقلب المتيم منزل ... فعوجا بِتَسْلِيم على سلماتها) (مشاعر تهيام وكعبة فتْنَة ... فُؤَادِي من حجاجها ودعاتها) (فكم صافحتني فِي مناها يَد المنى ... وَكم هَب عرف اللَّهْو فِي عرفاتها) (عهِدت بهَا أصنام حسن عهدنني ... هوى عبد عزاها وَعبد مناتها) (أحل بأشواقي إِلَيْهَا وأتقي ... شرايعها فِي الْحبّ حق تقاتها) وَمِنْه أَيْضا (هم فِي ضميرك خيموا أم قوضوا ... ومني جفونك أَقبلُوا أم أَعرضُوا) (وهم رضاك من الزَّمَان وَأَهله ... سخطوا كَمَا زعمت وشاتك أم رَضوا) (أهواهم وَأَن أستمر قلاهم ... وَمن العجايب أَن يحب الْمُبْغض) وَمِنْه أَيْضا (مَا بَال ريقته فِي سلم مبسمه ... وواجب أَن تذيب القهوة البردا) (أعدي جناني فحاكي طرفه مَرضا ... وغره أَن يحاكي خصره جلدا) (كَأَن كفي فِي صَدْرِي يصافحه ... فَمَا رفعت يدا إِلَّا وضعت يدا) وَمِنْه أَيْضا) (وَقد هوت بهوى نَفسِي مها سباء ... فَهَل درت مُضر من تيمت سبأ) (كَأَن قلبِي سليمن وهدهده ... طرفِي وبلقيس ليلى والهوى النبأ) وَمِنْه قَوْله فِي المديح (يدين نداه دين كَعْب وحاتم ... فحتم عَلَيْهِ الدَّهْر وصل صلَاتهَا) (يُجَاهد فِي ذَات الندى بَيت مَاله ... وَلَا جَيش إِلَّا من أكف عفاتها) (إِذا الْبَدْر أنثالت عَلَيْهِم حسبتها ... بأيدي مواليها رُؤْس عداتها) وَمِنْه فِي ذكر المصلوبين (وهامهم فِي الْجُذُوع الشم ضاحية ... كَأَنَّهَا بقع الْغرْبَان والرخم) (مواثلاً فِي سَبِيل الركب تحسبها ... تسايل الركب عَن أجسادها القمم) (وَقد تلم بهَا الْغرْبَان وَاقعَة ... كَأَنَّهَا فَوق محلوقاتها لمَم) (صوامت نطق الهيئات قايلة ... عَقبي عصاة ابْن معن هَذِه النقم) قلت شعر جيد فِي الذرْوَة كثير الغوص 3 - (الْخياط مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور أَبُو بكر الْخياط النَّحْوِيّ السَّمرقَنْدِي) قدم

الحافظ ابن سمكويه محمد بن أحمد بن عبد الله أبو الفتح ابن سمكويه الأصبهاني

بغداذ وَمَات فِي مَا ذكره أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن عمرَان المرزباني سنة عشْرين وَثلث ماية قَالَ كَانَ قد أنحدر مَعَ البريديين لما غلبوا على الْبَصْرَة وَبهَا مَاتَ وَجَرت بَينه وَبَين الزّجاج ببغداذ مناظرة وَكَانَ يخلط المذهبين وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي وَكَانَ جميل الْأَخْلَاق طيب الْعشْرَة مَحْبُوب الْخلقَة وَله من الْكتب مَعَاني الْقُرْآن النَّحْو الْكَبِير الموجز فِي النَّحْو الْمقنع فِي النَّحْو 3 - (الْحَافِظ ابْن سمكويه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْفَتْح ابْن سمكويه الْأَصْبَهَانِيّ) نزيل هراة أحد الْحفاظ سمع الْكثير وَحصل الْأُصُول توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن شكرويه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن شكرويه القَاضِي أَبُو مَنْصُور الْأَصْبَهَانِيّ) خلط فِي كِتَابه سنَن أبي دَاوُد توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (صَاحب بُسْتَان العارفين مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر الطبسي النَّيْسَابُورِي أَبُو الْفضل) زاهد عَالم صنف بُسْتَان العارفين وَسمع من أبي عبد الله الْحَاكِم وَغَيره توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية) 3 - (المقرىء الكركانجي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حَامِد أَبُو نصر) الْمروزِي الْأُسْتَاذ المقرىء صَاحب أبي الْحُسَيْن الدهان كَانَ أماما فِي عُلُوم الْقُرْآن لَهُ فِي ذَلِك مصنفات مِنْهَا كتاب الْمعول والتذكرة طوف الْكثير ورحل إِلَى الْعرَاق وَالشَّام والحجاز والسواحل توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية قَالَ الكركانجي أردْت أَن اقْرَأ الْقُرْآن بِالشَّام على بعض الْقُرَّاء بِرِوَايَة وَقعت لَهُ عالية فَامْتنعَ عَليّ ثمَّ قَالَ لي تقْرَأ عَليّ كل يَوْم عشرا وتدفع لي مِثْقَالا من الْفضة فَقبلت ذَلِك مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا وصلت إِلَى الْمفصل أذن لي كل يَوْم فِي قِرَاءَة سُورَة كَامِلَة وَكنت أرسل غلماني فِي التِّجَارَة إِلَى الْبِلَاد واقمت عِنْده سنة وَخَمْسَة أشهر حَتَّى ختمت وَاتفقَ أَن لم يرد عَليّ فِي هَذِه الرِّوَايَة خلافًا من جودة قراءتي فَلَمَّا قرب أَن أختم الْكتاب جمع أَصْحَابه الَّذين قرأوا عَلَيْهِ فِي الْبِلَاد الْقَرِيبَة مِنْهُ وامرهم أَن يحمل إِلَيّ كل وَاحِد مِنْهُم شستكة قيمتهَا دِينَار أَحْمَر وفيهَا من دينارين إِلَى خَمْسَة وَقَالَ لَهُم أعلمُوا أَن هَذَا الشَّاب قَرَأَ عَليّ الرِّوَايَة الْفُلَانِيَّة

أبو بكر بن الخاضبة محمد بن أحمد بن عبد الباقي ابن منصور الحافظ أبو بكر

وَلم يحْتَج أَن أرد عَلَيْهِ وَوزن لي فِي كل يَوْم مِثْقَالا من الْفضة وَأَرَدْت أَن أعرف حرصه فِي الْقِرَاءَة مَعَ الْجَوْدَة ورد عَليّ مَا كَانَ أَخذ مني وَدفع إِلَيّ كلما حمله أَصْحَابه من الشاتك وَالذَّهَب فامتنعت فأظهر الْكَرَاهَة حَتَّى أخذت مَا أَشَارَ إِلَيْهِ وَخرجت من تِلْكَ الْبَلدة وَسَأَلَ يَوْمًا أَصْحَابه أَيْن فِي الْقُرْآن كلمة مُتَّصِلَة عشرَة أحرف فأفحمهم فَقَالَ ليستخلفنكم فِي الأَرْض ثمَّ قَالَ فاين جَاءَ فِي الْقُرْآن بَين أَربع كَلِمَات ثَمَان نونات فأفحمهم فَقَالَ أَنا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيا لَعَلَّكُمْ تعقلون نَحن نقص عَلَيْك وَذكر السَّمْعَانِيّ بأسناد أَن الكركانجي قَالَ نصف الْقُرْآن لقد جِئْت شَيْئا نكراً النُّون وَالْكَاف من النّصْف الأول 3 - (أَبُو بكر بن الخاضبة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي ابْن مَنْصُور الْحَافِظ أَبُو بكر) ابْن الخاضبة البغداذي الدقاق مُفِيد بغداذ والمشار إِلَيْهِ فِي الْقِرَاءَة الصَّحِيحَة مَعَ الصّلاح حدث عَن الْخَطِيب وَغَيره كَانَ عَلامَة فِي الْأَدَب قدوة فِي الحَدِيث جيد اللِّسَان جَامعا لخلال الْخَيْر كتب صَحِيح مُسلم فِي سنة سبع مَرَّات بعد الْغَرق قَالَ فَنمت فَرَأَيْت كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت قد ومناديا يُنَادي أَيْن ابْن الخاضبة فأحضرت فأدخلت الْجنَّة فَلَمَّا دخلت الْبَاب وصرت من دَاخل استلقيت على قفاي وَقلت استرحت وَالله من النّسخ فَرفعت رَأْسِي فَإِذا بغلة مسرجة ملجمة فِي يَد غُلَام فَقلت لمن هَذِه فَقَالَ للشريف أبي الْحسن ابْن الغريق فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَة تِلْكَ اللَّيْلَة نعي إِلَيْنَا أَنه مَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية) 3 - (النوقاتي مُحَمَّد بن أَحْمد بن سليمن بن أَيُّوب بن غيثة النوقاتي) بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق قبل يَاء النِّسْبَة ونوقات محلّة بسجستان يُقَال لَهَا توهات فعربت يكنى أَبَا عمر السجسْتانِي رَحل إِلَى خُرَاسَان وَكتب بهراة ومرو وبلخ وَمَا وَرَاء النَّهر وَسمع الْكثير من الشُّيُوخ وَأكْثر واشتغل بالتصنيف وَبلغ فِيهَا الْغَايَة وَكَانَ مرزوقا فِيهَا محسناً وَأحسن فِي كل التصنيف وروى عَنهُ أبناه عمر وَعُثْمَان وَمن شُيُوخه الْحَاكِم ابْن البيع والحافظ أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بن حبَان وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ثلث ماية وَله كتاب آدَاب الْمُسَافِرين كتاب العتاب والأعتاب كتاب فضل الرياحين كتاب الْعلم كتاب الشيب محنة الطّرف فِي أَخْبَار العشاق كتاب معاشرة الأهلين وَمن شعره (نمت دموعي على سرى وكتماني ... وشرد النّوم عَن عَيْني أحزاني) (واقلقتني عَمَّا أستعين بِهِ ... على الْهوى حسرات مِنْك تغشاني) (يَا من جفاني وأقصاني وغادرني ... صبا واشمت بِي من كَانَ يلحاني) (لَا تنس أَيَّام أنس قد مننت بهَا ... وداو غلَّة قلب فِيك أعياني) قلت شعر رَقِيق متوسط الرُّتْبَة

الأبيوردي الشاعر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن اسحق الرئيس أبو المظفر الأموي

3 - (الأبيوردي الشَّاعِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسحق الرئيس أَبُو المظفر الْأمَوِي) المعاوي الأبيوردي اللّغَوِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور من أَوْلَاد عَنْبَسَة بن أبي سفين بن حَرْب بن أُميَّة كَانَ وَاحِد عصره فِي معرفَة اللُّغَة والأنساب وَله تَارِيخ ابيورد ونسا قبسة العجلان فِي نسب آل أبي سفين نهزة الْحَافِظ المجتبي من المجتني تعلة المشتاق إِلَى سَاكِني الْعرَاق كَوْكَب المتأمل يصف فِيهِ الْخَيل تعلة المقرور يصف فِيهِ الْبرد والنيران الدرة الثمينة صهلة القارح يرد فِيهِ على المعري فِي سقط الزند وَله فِي اللُّغَة مصنفات مَا سبق إِلَيْهَا وَكَانَ فِيهِ تيه وَكبر ويفتخر بنسبه وَيكْتب العبشمي المعاوي لَا أَنه من ولد معوية بن أبي سفين بل من ولد معوية بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عتبَة ابْن عَنْبَسَة بن أبي سفين اثنى عَلَيْهِ أَبُو زَكَرِيَّاء ابْن مندة فِي تَارِيخه بِحسن العقيدة وَجَمِيل الطَّرِيقَة وَقَالَ السَّمْعَانِيّ صنف كتاب الْمُخْتَلف وَكتاب طَبَقَات الْعلم وَمَا اخْتلف وائتلف من أَنْسَاب الْعَرَب وَله فِي اللُّغَة مصنفات مَا سبق إِلَيْهَا كتب رقْعَة إِلَى المستظهر بِاللَّه الْمَمْلُوك المعاوي فحك الْخَلِيفَة الْمِيم ورد الرقعة إِلَيْهِ وَسمع الحَدِيث) وَرَوَاهُ وَكَانَ من تيهه إِذا صلى يَقُول اللَّهُمَّ ملكني مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمْس ماية وَمن شعره (ملكنا أقاليم الْبِلَاد فأذعنت ... لنا رَغْبَة أَو رهبة عظماؤها) (فَلَمَّا أنتهت أيامنا علقت بِنَا ... شدايد أَيَّام قَلِيل رخؤها) (وَكَانَ الينا فِي السرُور أبتسامها ... فَصَارَ علينا فِي الهموم بكاؤها) (وصرنا نلاقي النايبات باوجه ... رقاق الْحَوَاشِي كَاد يقطر مَاؤُهَا) (إِذا مَا هممنا أَن نبوح بِمَا جنت ... علينا اللَّيَالِي لم يدعنا حياؤها) وَمِنْه (تنكر لي دهري وَلم يدر أنني ... أعز وأحداث الزَّمَان تهون) (فَبَاتَ يريني الْخطب كَيفَ أعتداؤه ... وَبت أريه الصَّبْر كَيفَ يكون) وَمِنْه وَهُوَ بديع فِي الْخمر (وَلها من نَفسهَا طرب ... فَلهَذَا يرقص الحبب)

المسند ابن الحطاب محمد بن أحمد بن ابرهيم بن أحمد أبو عبد الله الرازي

وَمِنْه (صلى يَا أبنة الْأَشْرَاف أروع ماجداً ... بعيد منَاط الْهم جم المسالك) (وَلَا تتركيه بَين شَاك وشاكر ... ومطر ومغتاب وَبَاكٍ وضاحك) (فقد ذل حَتَّى كَاد ترحمه العدى ... وَمَا الْحبّ يَا ظمياء إِلَّا كَذَلِك) وَكَانَ الأبيوردي ملقى من النَّاس فِي شعره فَفِيهِ يَقُول القايل (قعاقع مَا تحتهَا طايل ... كَأَنَّهَا شعر الأبيوردي) وَيَقُول البارع الْخُرَاسَانِي (وَلَيْلَة بت بهَا نافضاً ... أضالعي من شدَّة الْبرد) (كإنما تنفض آفاقها ... على الرِّبَا شعر الأبيوردي) فَقَالَ الأبيوردي (هاتيك نيسابور أشرف خطة ... بنيت بمعتلج الفضاء الْوَاسِع) (لَكِن بهَا بردَان برد شتايها ... أما شتوت وَبرد شعر البارع) وَمَا أحسن قَول سيف الدّين المشد) (كَيفَ خلاص الْقلب من شَاعِر ... دقَّتْ مَعَانِيه عَن النَّقْد) (يصغر نثر الدّرّ عَن نثره ... ونظمه جلّ عَن العقد) (قد أفحم الوأواه صدغ لَهُ ... والخد أودى بالأبيوردي) (وشعره الطايل فِي حسنه ... طَال على النَّابِغَة الْجَعْدِي) توفّي بأصبهان سنة سبع وَخمْس ماية مُحَمَّد بن عمار الْخَطِيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمار أَبُو عبد الله التجِيبِي الأندلسي من أهل الأردة رَحل إِلَى بلنسية وَولي خطابة أوريولة أَخذ عَنهُ زِيَاد بن الصفار وَأَبُو الْقسم ابْن فتحون وَأَبُو عبد الله بن مطع قَالَ ابْن عباد كَانَ مشاركا فِي عدَّة عُلُوم وَله تصنيف فِي الْقُرْآن توفّي سنة تسع عشرَة وَخمْس ماية 3 - (الْمسند ابْن الْحطاب مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن أَحْمد أَبُو عبد الله الرَّازِيّ) ثمَّ الْمصْرِيّ الْمعدل الشَّاهِد وَيعرف بِابْن الْحطاب بِالْحَاء الْمُهْملَة مُسْند مصر والأسكندرية تفرد بالرواية عَن كثير من أشياخه وَانْقطع بِمَوْتِهِ سَنَد عَال وروى عَنهُ السلَفِي وَغَيره توفّي سنة خمس وَعشْرين وَخمْس ماية 3 - (الْخَطِيب شيخ الأسرة مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد المهتدى أَبُو الغنايم الْخَطِيب

كان محترما عند الخلفاء لقبه المستظهر شيخ الأسرة توفي عن بضع وثمانين سنة وهو ممتع بجوارحه وكان ذا هيئة جميلة وصلاح وصدق وعفاف وفاته سنة سبع عشرة وخمس ماية ودفن قريبا من بشر الحافي بباب حرب

الْمعدل) كَانَ مُحْتَرما عِنْد الْخُلَفَاء لقبه المستظهر شيخ الأسرة توفّي عَن بضع وَثَمَانِينَ سنة وَهُوَ ممتع بجوارحه وَكَانَ ذَا هَيْئَة جميلَة وَصَلَاح وَصدق وعفاف وَفَاته سنة سبع عشرَة وَخمْس ماية وَدفن قَرِيبا من بشر الحافي بِبَاب حَرْب 3 - (قَاضِي الْجَمَاعَة ابْن الْحَاج الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف بن ابرهيم أَبُو عبد الله بن الْحَاج) التجِيبِي الْقُرْطُبِيّ قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة قَالَ ابْن بشكوال كَانَ من جلة الْعلمَاء وكبارهم معدودا فِي الأدباء والمحدثين بَصيرًا بالفتوى كَانَ معتنيا بِالْحَدِيثِ والْآثَار جَامعا لَهَا مُقَيّدا لما أشكل ضابطا لأسماء الرِّجَال ذَاكِرًا للغريب والأنساب واللغة والأعراب عَالما بمعاني الشّعْر وَالْأَخْبَار روى عَنهُ خلق كثير توفّي سنة تسع وَعشْرين وَخمْس ماية وَقد يَأْتِي فِي الأبارة ذكر اثْنَيْنِ من بَيته فاضلين) 3 - (البرتاني الشَّاعِر البلنسي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان أَبُو عَامر البلنسي) البرتاني بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالرَّاء وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَالنُّون بعد الْألف الأديب كَانَ من جلة الشُّعَرَاء عَاشَ سِتا وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ من طبقَة ابْن خفاجة فِي الأندلس توفّي سنة ثلث وثلثين وَخمْس ماية 3 - (المقتفي لأمر الله أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد بن أَحْمد) المقتفي لأمر الله أَبُو عبد الله ابْن المستظهر بِاللَّه ابْن الْمُقْتَدِي عبد الله ابْن الْأَمِير مُحَمَّد بن القايم بِأَمْر الله كَانَ من سروات الْخُلَفَاء عَالما دينا شجاعا حَلِيمًا دمث الْأَخْلَاق كَامِل السودد قَلِيل الْمثل فِي الْخُلَفَاء لَا يجْرِي فِي دولته أَمر وَأَن صغر إِلَّا بتوقيعه وَكتب فِي خِلَافَته بِخَطِّهِ ثلث ربعات بُويِعَ فِي الْخلَافَة سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة ثلثين وَخمْس ماية وَقد جَاوز الْأَرْبَعين وَمرض بالمراقيا وَقيل بدمل كَانَ فِي عُنُقه وَمن الْعجب أَنه وَافق أَبَاهُ فِي مرض المراقيا وَمَات مثل أَبِيه فِي شهر ربيع الأول وَتقدم موت شاه مُحَمَّد على موت المقتفي بثلثة أشهر كَمَا مَاتَ السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه قبل المستظهر بثلثة أشهر وَمَات المقتفي بعد الْغَرق بِسنة وَكَذَلِكَ القايم مَاتَ بعد الْغَرق بِسنة وَكَانَ من سلاطين دولته سنجر شاه صَاحب خُرَاسَان وَنور الدّين صَاحب الشَّام واستوزر عون الدّين ابْن هُبَيْرَة وَهُوَ الَّذِي أَقَامَ حشمة الدولة العباسية وَقطع عَنْهَا أطماع السلجوقية وَغَيرهم من المتغلبين وَفِي أَيَّامه عَادَتْ بغداذ وَالْعراق بإيدي الْخُلَفَاء وَكَانَ محباً للْحَدِيث سمع من مؤدبه أبي البركات ابْن أبي الْفرج ابْن السّني قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ أَظُنهُ سمع من ابْن عَرَفَة وَسبب وَفَاته أَنه خرج فِي بعض منتزهاته فِي حر شَدِيد فَأكل رطبا كثيرا أَيَّامًا متواترة فَحم حمي حادة وَعَاد مَرِيضا واتصل مَرضه إِلَى أَن توفّي ثَانِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وخمسماية ومولده سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَكَانَت خِلَافَته أَرْبعا وَعشْرين سنة وثلثة أشهر وَاحِدًا وَعشْرين يَوْمًا وَأمه أم ولد تَدعِي بغية النُّفُوس وَقيل نسيم وَدفن فِي دَاره بعد أَن صلى عَلَيْهِ المستنجد وَكبر أَرْبعا ثمَّ نقل بعد ذَلِك إِلَى الرصافة قَالَ عفيف النَّاسِخ وَكَانَ صَالحا رَأَيْت فِي الْمَنَام قايلا يَقُول إِذا اجْتمعت ثلث خاآت

أمير المؤمنين الظاهر بالله محمد بن أحمد المؤمنين أبو نصر الظاهر بالله ابن الأمام الناصر

كَانَ آخر خلَافَة فَقلت خلَافَة من قَالَ المقتفي نزل المقتفي يَوْمًا بنهر عِيسَى وَالدُّنْيَا صايفة فَدخل إِلَيْهِ المستنجد وَهُوَ إِذا ذَاك أَمِير وَقد أثر الْحر فِي وَجهه والعطش فَقَالَ لَهُ أيش بك قَالَ أَنا عطشان قَالَ وَلم تركت نَفسك إِلَى أَن بلغ بك الْعَطش هَذَا قَالَ يَا مَوْلَانَا كَانَ المَاء فِي) الموكبيات قد حمى فَقَالَ لَهُ أيش فِي فمك قَالَ خَاتم يزدن عَلَيْهِ مَكْتُوب الأثنا عشر أماما وَهُوَ يسكن الْعَطش فَقَالَ لَهُ والك يُرِيد يزدن يجعلك رَافِضِيًّا سيد هَؤُلَاءِ الأيمة الْحُسَيْن وَقد مَاتَ عطشان أرمه من فمك 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الظَّاهِر بِاللَّه مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُؤمنِينَ أَبُو نصر الظَّاهِر بِاللَّه ابْن الْأَمَام النَّاصِر) ابْن الْأَمَام المستضىء ايع لَهُ أَبوهُ ثمَّ خلعه فَلَمَّا توفّي أَخُوهُ بَايع لَهُ ثَانِيًا وأستخلف عِنْد موت وَالِده وَكَانَت وَفَاته سنة ثلث وَعشْرين وست ماية فَكَانَت خِلَافَته تِسْعَة أشهر وَنصفا وروى عَن وَالِده بالأجازة قَالَ ابْن الْأَثِير وَلما ولي الظَّاهِر بِاللَّه أظهر من الأحسان وَالْعدْل مَا أعَاد بِهِ سيرة العمرين فَإِنَّهُ لَو قيل مَا ولي الْخلَافَة بعد عمر بن عبد الْعَزِيز مثله لَكَانَ القايل صَادِقا فَإِنَّهُ أعَاد من الْأَمْوَال الْمَغْصُوبَة والأملاك الْمَأْخُوذَة فِي أَيَّام أَبِيه وَقبلهَا شَيْئا كثيرا وَأطلق المكوس فِي الْبِلَاد جَمِيعهَا وَأمر بأعادة الْخراج الْقَدِيم فِي جَمِيع الْعرَاق وأسقاط جَمِيع مَا جدده أَبوهُ وَأخرج المحبسين وَأرْسل إِلَى القَاضِي عشرَة آلَاف دِينَار ليوفيها عَمَّن أعْسر وَقيل لَهُ هَذَا الَّذِي تخرجه من الْأَمْوَال مَا تسمح نفس بِبَعْضِه فَقَالَ أَنا فتحت الدّكان بعد الْعَصْر فأتركوني أفعل الْخَيْر وَفرق فِي الْعلمَاء والصلحاء ماية ألف دِينَار انْتهى وَعمر رِبَاط الأخلاطية والتربة ورباط الْحَرِيم ومشهد عبد الله وتربة عون ومعين وتربة والدته والمدرسة إِلَى جَانبهَا والرباط الَّذِي يقابلها كَانَ دَار والدته وَمَسْجِد سوق السُّلْطَان ورباط المرزبانية ودور المضيف فِي جَمِيع الْمحَال وَدَار ضِيَافَة الْحَاج وَغرم على هَذِه الْأَمَاكِن أَمْوَالًا جليلة وَنقل إِلَيْهَا الْكتب النفيسة بالخطوط المنسوبة والمصاحف الشَّرِيفَة وزر لَهُ عبد الله بن يُونُس وَابْن حَدِيدَة وَابْن القصاب وَابْن مهْدي وَكتب لَهُ مُحَمَّد ابْن الْأَنْبَارِي وَولده على ثمَّ اسفنديار ثمَّ ابْن القصاب ثمَّ يحيى بن زبادة ثمَّ القمي وَفتح خوزستان وششتر وتشتمل على أَرْبَعِينَ قلعة وهمذان وأصبهان وَحمل إِلَيْهِ خراجها وتكريت ودقوقا والحديثة وَكَانَ جميل الصُّورَة أَبيض مشرباً حمرَة حُلْو الشمايل شَدِيد القوى وَحَدِيثه مَعَ الجاموس بِحَضْرَة وَالِده مَشْهُور ولد فِي الْمحرم سنة سبعين وَخمْس ماية وخطب لَهُ وَالِده بِولَايَة الْعَهْد على المنابر سنة خمس وَثَمَانِينَ وعزله فِي سنة أحدى وست ماية وألزمه إِلَى أَن أشهد على نَفسه بخلعه ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ولَايَة الْعَهْد سنة ثَمَان عشرَة وست ماية وَلما توفّي وَالِده النَّاصِر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست ماية بُويِعَ بالخلافة وَله من الْعُمر اثْنَتَانِ) وَخَمْسُونَ سنة إِلَّا شهوراً وَصلى على أَبِيه بالتاج وَعمل العزاء ثلثة أَيَّام وَلما خلعه أَبوهُ النَّاصِر أسقط ذكره من الْخطْبَة على الْمِنْبَر فِي ساير الْآفَاق فَسَقَطت إِلَّا خوارزم شاه قَالَ قد صَحَّ عِنْدِي تَوليته وَلم يثبت عِنْدِي مُوجب عَزله وَجعل ذَلِك حجَّة لطروق الْعرَاق بالعساكر ليرد خطبَته وَحبس النَّاصِر وَلَده الظَّاهِر فِي دَار مبيضة الأرجاء لَيْسَ فِيهَا لون غير الْبيَاض وَكَانَ حراسه يفتشون اللَّحْم خوفًا أَن يكون فِيهِ شَيْء أَخْضَر ينعش بِهِ نور بَصَره فضعف بَصَره حَتَّى كَاد يعمى إِلَى أَن تحيل ابْن النَّاقِد الَّذِي صَار وزيراً بعد ذَلِك فَدخل

عَلَيْهِ وَمَعَهُ سروال أَخْضَر وَأرى أَنه يحْتَاج إِلَى المستراح فَدخل وَترك السروال فِي المستراح وفطن الظَّاهِر لذَلِك فَدخل على أَثَره فَوَجَدَهُ فلبسه وَلم يزل يتعلل بِهِ حَتَّى تراجع بَصَره وَيُقَال أَن الظَّاهِر أَشَارَ إِلَيْهِ أشارة لَطِيفَة وحك عينه ففهم ابْن النَّاقِد ذَلِك واحضر لَهُ ذَلِك السروال شمس الدّين الْكُوفِي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن أبي عَليّ عبيد الله بن دَاوُد الزَّاهِد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَبْزَارِيِّ شمس الدّين الْكُوفِي الْوَاعِظ الْهَاشِمِي خطيب جَامع السُّلْطَان ببغداذ توفّي فِي الكهولة سنة سِتّ وَسبعين وست ماية وشعره متوسط وَله موشحات نازلة وَمن شعره (حنت النَّفس إِلَى أوطانها ... وَإِلَى من بَان من خلانها) (بديار حيها من منزل ... سلم الله على سكانها) (تِلْكَ دَار كَانَ فِيهَا منشإي ... من غرييها إِلَى كوفانها) (وَبهَا نُوق الصَّبِي أرسلتها ... هملاً تمرح فِي أرسانها) (فلكم حاورت فِيهَا أحوراً ... وَلكم غازلت من غزلانها) (لَا يلام الصب فِي ذكر رَبًّا ... بَان من غير رَضِي عَن بانها) (وَلكم قضيت فِيهَا أرباً ... آه وأشوقا إِلَى كثبانها) (اكتست أفناؤها سندسية ... تدهش الْأَلْبَاب من افنانها) (فغدت مثل عروس تجتلى ... وسحيق الْمسك فِي أردانها) (لَيْسَ بِي شوق إِلَى أطلالها ... إِنَّمَا شوقي إِلَى جِيرَانهَا) (كلما رمت سلوا عَنْهُم ... لَا تريم النَّفس عَن أشجانها) (شقيت نَفسِي بالحزن فَمن ... يسْعد النَّفس على أحزانها) وَمن شعره موشح) ادهش لبيهذا الجوذرحاوي الْملح شوش قلبيحالي غيرلما سنح نقش ربيورداً أحمربمثل الشبح (من نملحير عَقْلِي ... فِي خدود ذَا الْبَدْر) قُم استجليذا واستمليمن عذاره عُذْري بِلَا مينمشروحيوما أُجِيب بِلَا مينسبا روحيهذا الحبيب من الحينبما يُوحى هُوَ الطَّبِيب

ابن الصابوني الأشبيلي الشاعر محمد بن أحمد ابن الصابوني الصدفي

(دع عذليما يسلي ... بل رُبمَا يغري) (كم مثليمن قبلي ... من كَانَ أمره امري) تفدي نفسيوقلت فدالذا الْقد فيا شمسيقل لي غداوما وعدي كمل أنسى برغم العدى آجب قصدي (دع قتليصل حبلي ... وأغتنم بِهِ اجري) (وأسمح ليبالوصل ... حَبِيبِي فني صبري) 3 - (ابْن الصَّابُونِي الأشبيلي الشَّاعِر مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الصَّابُونِي الصَّدَفِي) من أهل اشبيلية الشَّاعِر قَالَ ابْن الْأَبَّار شَاعِر عصره الْمجِيد والمبدىء فِي محَاسِن القريض المعيد الَّذِي ذهبت البدايع بذهابه وختمت الأندلس شعراءها بِهِ توجه إِلَى الْمشرق فَتوفي فِي طَرِيقه من الأسكندرية إِلَى مصر سنة أَربع وست ماية من شعره من جملَة قصيدة (وَالْبيض تسكن أوصال الكماة وَقد ... شحا لَهَا الضَّرْب كالأفواه للجدل) (إِذا الْمقَاتل عَن قصد الردى كمهت ... سوى لَهَا الطعْن مثل الْأَعْين النجل) (وللشفار شُرُوع فِي الدروع كَمَا ... تَوَاتر الطير فِي الغدران للنهل) وَمِنْه من قصيدة (أقسم فرق اللَّيْل عَن سنة الضُّحَى ... وأهبط خصر القاع من كفل الدعص) (إِلَى أَن أرى وَجها إِذا شمت برقه ... رَأَيْت جبين الْبَدْر مكتمل القرص) ) قَالَ ابْن الْأَبَّار وَقد عورضت هَذِه القصيدة بقصايد يَأْتِي ذكرهَا مُسْتَوْفِي فِي كتاب إيماض الْبَرْق من جمعي وَأنْشد ابْن الْأَبَّار هُنَا لنَفسِهِ (أتجحد قَتْلِي ربة الشنف والخرص ... وَذَاكَ نجيعي فِي مخضبها الرُّخص) (وفيت لحرصي فِي هَواهَا فخانني ... وقدماً أُصِيب النَّاس من قبل فِي الْحِرْص) (تلوث على بدر التَّمام لثامها ... إِذا الوشى زرته على الْغُصْن والدعص) وَمن شعر ابْن الصَّابُونِي (القت إِلَى الْهَرَب الْأَعْدَاء أَنْفسهَا ... وَمَا عبيت لَهَا جَيْشًا سوى الرهب) (خير الكتايب مَا لم يغن غايبه ... وَأفضل الْفَتْح مَا وافي بِلَا تَعب) وَمن شعره (لقد حجبت زج الحواجب سلوتي ... فَهَل لحظ وصف سميت بالحواجب) (وواوت أصداغ أقَارِب نِسْبَة ... لنوناتها تدعى بِوَصْف عقارب) (وَمِيم فَم من تَحت صَاد لشارب ... سلافاً حواها حتم صَاد لشارب)

ابن حاضر المقرىء الضرير محمد بن أحمد بن محمد بن حاضر أبو عبد الله الضرير

وَمن شعره يرثى (قد كنت آمل أَن يقدر قبله ... يومي فيختم بالجهاز حباءي) (أعزز بِأَن عكس الردى أمنيتي ... فختمت فِيهِ مدايحي برثاءي) وَمن شعره (أما وعذار فَوق خدك أَنه ... لانكا فعلى مقلتيك لفاعل) (وَمَا خليت نَفسِي إِلَيّ بِأَنَّهُ ... ستفعل أَفعَال السيوف الحمايل) وَمن شعره (رَأَيْت فِي خَدّه عذرا ... خلعت فِي حبه عِذَارَيْ) (قد كتب الْحسن فِيهِ سطراً ... ويولج اللَّيْل فِي النَّهَار) وَمِنْه (يسقى الرَّحِيق الْمَخْتُوم من فَمه ... ختامه من عذاره مسك) (أسبل دمعي لصدره درراً ... جسمي لفرط الضني لَهَا سلك) 3 - (ابْن حَاضر المقرىء الضَّرِير مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَاضر أَبُو عبد الله الضَّرِير) ) المقرىء الشَّاعِر الْأَنْبَارِي قدم بغداذ وَسكن بَاب الْبَصْرَة وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح والديانة قَالَ ابْن النجار وَله قصيدة فِي السّنة سَمَّاهَا الْمُوَضّحَة سَمعهَا مِنْهُ مُحَمَّد بن عَليّ بن اللتي المقرىء وَرَوَاهَا عَنهُ أَبُو عَليّ الْحسن بن اسحق ابْن موهوب الجواليقي ومدح الْوَزير ابْن هُبَيْرَة بقصيدة أَولهَا (لَك الْجُود وَالْعدْل الَّذِي طبق الأرضا ... وبلج أياد بَعْضهَا يشبه البعضا) (وَرَأى لَهُ الحاظ بَأْس كَأَنَّهَا ... سيوف على الْأَعْدَاء لَكِنَّهَا أقضا) (فَمن مَاتَ مِنْهُم مَاتَ بالذل خاملاً ... وأحياؤهم مِنْهَا قُلُوبهم مرضى) (لَك الْحسب الزاكي الخطير الَّذِي لَهُ ... عوارف أضحى الْعرض مِنْك بهَا رحضا) (فَكل لِسَان شَاكر لَك ناشر ... ثَنَاء على طول المدى نضراً غضا) قلت شعر يُقَارب التَّوَسُّط توفّي سنة أَربع وَسبعين وَخمْس ماية 3 - (أَبُو الْفرج ابْن نَبهَان مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن ابرهيم بن نَبهَان الْكَاتِب أَبُو) الْفرج ابْن أبي المظفر ابْن أبي عَليّ الشَّاعِر من أهل الكرخ من أَوْلَاد الرؤساء الْمُحدثين قَالَ ابْن النجار كَانَ أحد الشُّعَرَاء بديوان الْخلَافَة ينشد فِي التهاني والتعازي وَسمع من جده أبي عَليّ وَمن أبي الْقسم ابْن بَيَان وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَمن شعره (تركت القريض لمن قَالَه ... وجود فلَان وأفضاله)

المقرىء الوكيل محمد بن أحمد بن محمد المقرىء الوكيل

(وتبت من الشّعْر لما رَأَيْت ... كساد القريض وأهماله) (وعدت إِلَى منزلي واثقاً ... بِرَبّ يرى الْخلق سُؤَاله) (فنجل ابْن نَبهَان يَرْجُو الأله ... يمحص عَنهُ الَّذِي قَالَه) (من الْكَذِب فِي نظمه للقريض ... فربي كريم لمن ساله) قلت شعر متوسط 3 - (المقرىء الْوَكِيل مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد المقرىء الْوَكِيل) كَانَ وَكيلا بَين يَدي الْقُضَاة ووالده أعمى يقْرَأ بَين يَدي الوعاظ توفّي سنة أحدى وَتِسْعين وَخمْس ماية وَمن شعره (يَا زَمنا قد مضى لنا بمنى ... هَل لَك من عودة فتجمعنا) ) (وياليالي بطن العقيق أَلا ... عودي على مدنف حَلِيف ضني) (يحن شوقاً إِلَى الْحجاز وَقد ... كَانَت مغاني اللوى لَهُ وطنا) (يَا سايق العيس نَحْو كاظمة ... رفقا بصب فُؤَاده ظعنا) (يبكي على طيب عيشة سلفت ... برامة والرقيب مَا فطنا) قلت شعر عذب منسجم لكنه بِلَا غوص 3 - (علم الدّين المغربي شَارِح الشاطبية والمفصل مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُوفق بن جَعْفَر أَبُو الْقسم) علم الدّين الأندلسي المرسي اللورقي مولده سنة خمس وَسبعين وَخمْس ماية سمع من عبد الْعَزِيز بن الْأَخْضَر وَأبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَغَيرهمَا وأشتغل بِالْقُرْآنِ والعربية وبرع فِي ذَلِك وَشرح الْمفصل ومقدمة الْجُزُولِيّ والشاطبية وَكَانَ أماما عَالما أحد الْمَشَايِخ الْفُضَلَاء الصلحاء يجمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ يُسمى الْقسم أَيْضا توفّي فِي شهر رَجَب سنة أحدى وَسِتِّينَ وست ماية وَدفن بمقابر بَاب توما بِدِمَشْق قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقَرَأَ بِمصْر على أبي الْجُود وبالغرب على الْحصار والمرادي المرسي وأجتمع بالجزولي وَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة فِي مقدمته وَسمع بحلب من الأفتخار الْهَاشِمِي وَقَرَأَ سِيبَوَيْهٍ على الْكِنْدِيّ وكمله وَقَرَأَ ببغداذ على أبي الْبَقَاء وَقَرَأَ الْأَصْلَيْنِ وَالْحكمَة وَكَانَ خَبِيرا بِهَذِهِ الْعُلُوم مَقْصُودا بهَا ولي مشيخة التربة العادلية وَكَانَ مليح الشكل حسن البزة عزم على الرحلة إِلَى الْأَمَام فَخر الدّين فَبَلغهُ مَوته وَكَأن لَهُ خلقَة اشغال وَهُوَ كَانَ الحكم بَين أبي شامة وَالشَّمْس أبي الْفَتْح فِي أَيهمَا أولى بمشيخة التربة الصالحية والقصة مَعْرُوفَة فرجح أَبَا الْفَتْح وَقَالَ عَن أبي الْفَتْح هَذَا يدْرِي القراآت وَعَن أبي شامة هَذَا أَمَام فَوَقَعت الْعِنَايَة بِأبي الْفَتْح

عز الدين ابن العجمي محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم عز الدين

3 - (عز الدّين ابْن العجمي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم عز الدّين) أَبُو عبد الله الْحلَبِي الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن العجمي ابْن كَمَال الدّين لما توفّي وَالِده رتب وَلَده عز الدّين الْمَذْكُور مَكَانَهُ فِي كِتَابَة الأنشاء وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة ومثابرة على قَضَاء حوايج النَّاس وَكَانَ عَارِفًا بالفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي مشاركا فِي الْعُلُوم درس بعدة مدارس بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وصنف وَله نظم كثير فَمِنْهُ (حكم الغرام وَحكمه مَقْبُول ... أَنِّي بِسيف لحاظه مقتول) ) (فعلام يُنكر مَا جنت الحاظه ... وَدمِي على وجناته مطلول) (غُصْن وَبدر قده ورضا بِهِ ... ذَا عاسل يثنى وَذَا معسول) (لَا غرو أَن أضحى القوام مثقفاً ... فسنانه من جفْنه مسلول) (حل أصطباري عقد مبسمه وَمَا ... عقد الوداد لوده محلول) وَمِنْه لغز فِي عقرب (وَمَا أسم رباعي إِذا مَا عددته ... ترَاهُ بِلَا شكّ يزِيد على عشر) (لَهُ منزل أَن شِئْت فِي أبرج السما ... ومنزله فِي الأَرْض باد لذِي حجر) (ومعكوسه ستر إِذا مَا رفعته ... رَأَيْت جمالاً جلّ باريه كالبدر) (وَتَصْحِيفه أرجوه من خَالق الورى ... يمن بِهِ قولا إِذا خفت من وزري) وَمِنْه (اتراه يدْرِي فِي الْهوى ولهي بِهِ ... أم عِنْده خبر الجوى ولهيبه) (أم هَل ترى النَّوَى لمقاطع ... مَا زَالَ يُوصل دمعه نجيبه) (عجبا لَهُ عذبت بِفِيهِ مشارب ... وَغدا بهَا سَببا إِلَى تعذيبه) (فنحيبه لحبيبه وسراره ... لرقيبه وسقامه لطبيبه) قلت هُوَ نظم منحط توفّي سنة ثلث وَسبعين وست ماية 3 - (أَبُو زيد الْكشِّي مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو زيد الْكشِّي) من بِلَاد التّرْك قدم بغداذ طَالب الْحَج بعد الْخمسين وَخمْس ماية وروى بهَا شَيْئا من شعره وَذكره الخطيري فِي زِينَة الدَّهْر وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (دنياك يَا صَاح دَار دَاره ... توقها فَهِيَ عَار عاره) (لعادميها عناء عدم ... وللمصيبين غَار غاره) وَقَالَ أَنْشدني لَهُ (لَا يخدعنك يَوْمًا مادح بعلي ... وَحسن سمت وَأَنت النَّازِل النازي)

ابن منظور الزاهد المصري محمد بن أحمد بن منظور الأمام الزاهد أبو عبد الله الكناني

(فقابل الْمَدْح زوراً عرضه عرض ... لنا فذات سِهَام الهازل الهاري) وَقَالَ أَنْشدني لَهُ (تلاقي إِذا مَا تلاقي عيَانًا ... مَعَاني الْمعَانِي وظرف الظرافه) ) (فمرآه فِي الْجد والهزل غنم ... وملقاه أَن لِأَن أَو فظ رافه) 3 - (ابْن مَنْظُور الزَّاهِد الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْظُور الْأَمَام الزَّاهِد أَبُو عبد الله الْكِنَانِي) الْمصْرِيّ الْعَسْقَلَانِي شيخ صَالح عَارِف لَهُ مريدون وَأَتْبَاع وزاوية بالمقس حدث عَن أبي الْفتُوح الجلاجلي وروى عَنهُ الدمياطي والدواداري وَكَانَ فَقِيها فَاضلا وَله جدة وَصدقَة توفّي سنة سِتّ وَسبعين وست ماية 3 - (أَبُو عبد الله الزُّهْرِيّ شَارِح المقامات مُحَمَّد بن أَحْمد بن سليمن ابْن أَحْمد بن ابرهيم أَبُو عبد) الله الزُّهْرِيّ ولد بمالقة من الأندلس وَطَاف الأندلس وَحصل طرفا صَالحا من الْأَدَب ثمَّ أَتَى مصر وَسمع بهَا الحَدِيث من جمَاعَة وَدخل الشَّام وبلاد الجزيرة وَسمع بهَا وَلَقي الْفُضَلَاء ثمَّ أَتَى بغداذ وَسمع من أبي الْفرج ابْن كُلَيْب وذاكر الْخفاف وَابْن بوش وَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار وَنسخ بِخَطِّهِ وَتوجه إِلَى أَصْبَهَان وَسمع بهَا من أبي جَعْفَر الصيدلاني وَغَيره ثمَّ خرج إِلَى بِلَاد الْجَبَل وَسكن الكرج ثمَّ أنتقل إِلَى بروجرد وَأقَام بهَا يقرىء الْأَدَب إِلَى حِين وَفَاته قَتِيلا بيد التتار سنة سبع عشرَة وست ماية أجتمع بِهِ ابْن النجار فِي أَصْبَهَان وصادقه وَكتب عَنهُ أَحَادِيث وأناشيد صنف كتاب الْبَيَان والتبيين فِي أَنْسَاب الْمُحدثين سِتَّة أَجزَاء وَالْبَيَان فِيمَا أبهم من الْأَسْمَاء فِي الْقُرْآن مجلدة وأقسام البلاغة وَأَحْكَام الفصاحة جزآن وَشرح الأيضاح فِي النَّحْو فِي خَمْسَة عشر جُزْءا وَشرح المقامات الحريرية وَشرح اليميني للغتبي فِي مجلدة وَله لغز فِي اسْم صارم (اسْم من رِيقه مذوف براح ... وصف ألحاظه المراض الصِّحَاح) (بعد قلب لَهُ وتصحيف حرف ... مِنْهُ فأكشفه يَا أَخا الألتماح) (وأطلب الشّعْر فَهُوَ فِيهِ مُسَمّى ... غير أَن البليد لَيْسَ بصاح) ابْن رَافع الشافعيّ محمّد بن أَحْمد بن عبد الله بن رَافع أَبُو عبد الله الْفَقِيه الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي قَالَ ابْن النجار قدم بغداذ وَأقَام بهَا ودرس الْفِقْه وَكَانَ أديباً شَاعِرًا مدح ببغداذ أَبَا الْمَعَالِي ابْن الدوامي وَكَانَ حِينَئِذٍ حَاجِب الْحجاب بعدة قصايد وَكَانَ شَابًّا حسن الطَّرِيقَة متدينا وَمن شعره (ألف الصدود فَمَا يرق لما بِي ... رشأ نعيمي فِي هَوَاهُ عَذَابي)

أبو الفضايل ابن طوق الموصلي محمد بن أحمد بن عبد الباقي ابن الحسن بن محمد بن

) (ساجي اللحاظ كَأَنَّمَا وجناته ... ورد إِذا أستخجلته بعتاب) (متأود الأعطاف يسفر عَن سنا ... صبح ويبسم عَن نظيم حباب) (يرنو فيختطف النُّفُوس كَأَنَّمَا ... فِي جفن مقلته لُيُوث الغاب) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو الفضايل ابْن طوق الْموصِلِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي ابْن الْحسن بن مُحَمَّد بن) عبيد الله بن طوق بن سَلام بن مُخْتَار بن سليمن الخيراني أَبُو الفضايل الربعِي من أهل الْموصل من أَوْلَاد الْمُحدثين قَالَ ابْن النجار قدم بغداذ واستوطنها إِلَى أَن توفّي تفقه على أبي اسحق الشِّيرَازِيّ وَسمع أَبَا طَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غيلَان وَأَبا مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَأَبا اسحق ابرهيم الْبَرْمَكِي والقاضيين أَبَا الطّيب طَاهِر الطَّبَرِيّ وَأَبا الْقسم عَليّ بن المحسن التنوخي وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ يكْتب خطا عجيباً روى عَنهُ أَبُو المظفر ابْن الصّباغ وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن الزَّاغُونِيّ وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي وَأَبُو عبد الله كثير بن الْحُسَيْن شماليق الْوَكِيل وَأَبُو نصر أَحْمد بت مُحَمَّد الحديثي وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو مَنْصُور النَّرْسِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن ابرهيم بن عَليّ بن أبي سعد) النَّرْسِي أَبُو مَنْصُور من بَيت الْقَضَاء وَالْعَدَالَة وَالرِّوَايَة سمع جده أَبَا البركات عبد الْبَاقِي وأبوى الْقسم هبة الله بن أَحْمد الحريري واسمعيل ابْن أَحْمد الفارقي وَأَبا البركات يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن حُبَيْش الفارقي وَغَيرهم قَالَ ابْن النجار سمع مِنْهُ رفقاؤنا توفّي سنة ثلث وَتِسْعين وَخمْس ماية المشطب الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْجَبَّار أَبُو المظفر الْحَنَفِيّ من أهل سمنان وَيعرف بالمشطب رَحل إِلَى مرو وتفقه على أبي الْفضل الْكرْمَانِي وجال فِي بِلَاد خُرَاسَان وَدخل بغداذ وأستوطنها وَولي تدريس مدرسة زيرك بسوق العميد وَحدث عَن أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الفرخان السمناني وَأبي الْمَعَالِي جَعْفَر بن حيدر الْعلوِي وَأبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن حَفْص الْحلْوانِي وَأبي طَاهِر مُحَمَّد بن أبي بكر السبخي وَأبي نصر أَحْمد بن الْحُسَيْن بن رَجَب السَّمرقَنْدِي وَأبي حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشجاعي وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ عمر بن عَليّ الْقرشِي وَأَبُو الْقسم ابْن الْحداد بإصبهان ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي سنة) ثلث وَسبعين وَخمْس ماية 3 - (ابْن طومار مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الصَّمد بن صَالح بن عَليّ ابْن الْمهْدي بِاللَّه أَبُو

الهاشمي المعروف بابن طومار ولي نقابة العباسيين والطالبيين جميعا أيام المقتدر وكان يعرف الأنساب معرفة حسنة ذكر ذلك أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني توفي سنة عشرين وثلث ماية وله سبعون سنة

عبد الله) الْهَاشِمِي الْمَعْرُوف بِابْن طومار ولي نقابة العباسيين والطالبيين جَمِيعًا أَيَّام المقتدر وَكَانَ يعرف الْأَنْسَاب معرفَة حَسَنَة ذكر ذَلِك أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْملك الهمذاني توفّي سنة عشْرين وَثلث ماية وَله سَبْعُونَ سنة 3 - (ابْن صداع المقرىء مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك بن الْحسن ابْن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ) بن يزِيد بن هرون الأشكري أَبُو بكر البواري المقرىء الْمَعْرُوف بِابْن صداع سمع أَبَا الْحُسَيْن بن بَشرَان وَأَبا الْحسن على الحمامي المقرىء وَقَرَأَ عَلَيْهِ بالروايات ودرس الْفِقْه على مَذْهَب ابْن حَنْبَل وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن عَطِيَّة الشَّاعِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة الشَّاعِر) قَالَ ابْن النجار قَرَأت بِخَطِّهِ قصيدة مدح بهَا الْأَمَام المقتفي لأمر الله أَولهَا (طرف الْكَرِيم عَن الغلياء لم ينم ... حَتَّى ينَال مراما قطّ لم يرم) (ويقتفي بالندى أثر الْعلي طلبا ... وعزمه مثل غرب الصارم الخدم) (علما بِأَن الْمَعَالِي من يفوز بهَا ... فِي الْخلق لَا تعتليه سُورَة النَّدَم) (نيل السِّيَادَة أَقسَام فَمن ظَفرت ... يَدَاهُ مِنْهَا بِحَبل غير منفصم) (فَهُوَ الَّذِي قدحه الْأَعْلَى وهمته ... تسمو إِذا صدرت عَن جد معتصم) (عَليّ أَدْرَاك مَا حاولته فَإِذا ... حرمت مَا رمت بعد السَّعْي لم ألم) (مَا ذَنْب من تعكس الأقدار مقْصده ... وَعكس مقْصده من أعظم النقم) قلت شعر متوسط وفوله عَليّ أَدْرَاك مَا حاولته غير مُسْتَقِيم فَإِن الأنسان مَا عَلَيْهِ إِلَّا الطّلب وَالسَّعْي لَا غير والأدراك على مَقْدُور الله تَعَالَى لَهُ كَمَا قَالَ القايل (وَعلي أَن أسعى ولي ... س عَليّ أَدْرَاك النجاح) وَقَول الآخر (وَمَا عَليّ إِذا مَا لم أنل غرضي ... إِذا رميت وسهمي فِيهِ تسديد) وَقَول الآخر (وَعلي أَن أَشْكُو الْهوى ... وَعَلَيْك أَن لَا تسمعي) ) 3 - (وَهَذَا مَشْهُور متداول وَعَلِيهِ الْعَمَل فِي الْبَحْث والشاعر نَفسه نَاقض كَلَامه بِآخِرهِ فِي الْبَيْت) ابْن الْأُخوة مُحَمَّد بن احْمَد بن عَليّ بن عبد الْغفار أَبُو الغنايم البيع الْمَعْرُوف بِابْن الْأُخوة سبط أبي عَليّ بن الشبل الشَّاعِر من أهل الْحَرِيم الطاهري كَانَ أديبا حدث عَن أبي الْقسم ابْن البسري بِيَسِير وروى عَن جده شَيْئا من شعره 3 - (الحمامي الجورتاني مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن عبد الْملك

الجورتاني أبو عبد الله الحنبلي الأديب من أهل أصبهان وجورتان قرية من قراها يعرف بالمصلح كان فاضلا كامل المعرفة بالأدب وأكثر أدباء أصبهان تلامذته قدم بغداذ وكان متدينا حسن الطريقة قال ابن النجار حدث باليسير عن أبي علي الحسن بن أحمد الحداد وروى لنا عنه

الحمامي) الجورتاني أَبُو عبد الله الْحَنْبَلِيّ الأديب من أهل أَصْبَهَان وجورتان قَرْيَة من قراها يعرف بالمصلح كَانَ فَاضلا كَامِل الْمعرفَة بالأدب وَأكْثر أدباء أَصْبَهَان تلامذته قدم بغداذ وَكَانَ متدينا حسن الطَّرِيقَة قَالَ ابْن النجار حدث باليسير عَن أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد الْحداد وروى لنا عَنهُ أَحْمد بن الْبَنْدَنِيجِيّ وَأَبُو الْبَدْر سعيد بن الْمُبَارك بن الْحمال ويوسف بن سعيد المقريء توفّي سنة تسعين وَخمْس ماية 3 - (ابْن أمسينا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْبَدْر ابْن أبي الْعَبَّاس) الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن أمسينا من وَاسِط خدم مَعَ الْأُمَرَاء وأختص بِخِدْمَة الْأَمِير طغرل صَاحب الْبَصْرَة وترقت بِهِ الْحَال إِلَى أَن ولي النّظر فِي ديوَان الزِّمَام وَبَقِي مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن عزل الْوَزير نَاصِر ابْن مهْدي الْعلوِي عَن الوزارة سنة أَربع وست ماية فَركب إِلَى الدِّيوَان وناب فِي الوزارة وَجلسَ مجْلِس الوزارة وأسكن دَار الوزارة مُقَابل بَاب الشريف النوبي وَكَانَ كَاتبا سديدا مليح الْخط حسن السِّيرَة مَحْمُود الطَّرِيقَة الْغَالِب عَلَيْهِ السّكُون وَكَانَ يتشيع وعزل عَن ولَايَته سنة سِتّ وست ماية وأعتقل بدار الْخلَافَة ومولده سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس ماية 3 - (أَبُو عبد الله النابلسي مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي من ولد مُحَمَّد الديباج) وَهُوَ من أهل نابلس وَأَصله من مَكَّة ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية ببيروت وَسمع الحَدِيث وجاور بِمَكَّة وَتَوَلَّى عمَارَة الْحرم وَقدم بغداذ وَجلسَ للوعظ بِجَامِع الْخَلِيفَة ودرس بالنظامية وَكَانَ لَهُ عِنْد الْخَلِيفَة وَالنَّاس حُرْمَة وجاه لصيانته وعفته ولزومه مَسْجده توفّي بِبَغْدَاد فِي صفر سنة سِتّ وَعشْرين وَخمْس ماية وَقيل تسع وَعشْرين 3 - (القَاضِي أَبُو طَاهِر الْكَرْخِي مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو طَاهِر الْكَرْخِي) ولي قَضَاء وَاسِط وَبَاب الأزج وحريم دَار الْخلَافَة وَولي لخمسة من الْخُلَفَاء المستظهر) والمسترشد والراشد والمقتفي والمستنجد وَهُوَ الَّذِي حكم بِفَسْخ ولَايَة الراشد توفّي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس ماية 3 - (أَبُو نصر الْأَوَانِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود) الفروخي أَبُو نصر الْكَاتِب الْأَوَانِي كَانَ كَاتبا على أَعمال السوَاد من قبل الْوَزير ابْن هُبَيْرَة وَكَانَ شَيخا فَاضلا نبيلاً أديباً نبيها حاذقاً صنف عدَّة رسايل مِنْهَا رِسَالَة فِي الرّبيع وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَخمْس ماية من شعره (مَا لعين جنت على الْقلب ذَنْب ... إِنَّمَا يُرْسل اللحاظ الْقلب) (والهوى قايد الْقُلُوب فَإِن س ... لط جَيش الغرام فالقلب نهب)

ابن الفضل البغداذي محمد بن أحمد بن سعيد بن الفضل أبو بكر الكاتب

(أحيوة بعد التَّفَرُّق يَا قل ... ب فَأَيْنَ الْهوى وَأَيْنَ الْحبّ) (كَانَ دَعْوَى ذَاك التأوه للبي ... ن وَلم ينصدع لشملك شعب) (أَن موت العشاق من ألم الفر ... قة فِي الْحبّ سنة تسْتَحب) (وعلاج الْهوى عَذَاب المحبي ... ن وَلكنه عَذَاب عذب) وَمِنْه (يَا رب عفوك أنني فِي معشر ... لَا أَبْتَغِي مِنْهُم سواك ملاذا) (هَذَا ينافق ذَا وَذَا يغتاب ذَا ... ويسب ذَا هَذَا ويشتم ذَا ذَا) وَمِنْه قَوْله (قَالَت وَقد عَايَنت حمرَة كفها ... لَا تعتباً فالعهد غير مضيع) (مَا أَن تَعَمّدت الخضاب وَإِنَّمَا ... زفرات حبك أوقدت فِي أضلعي) (فَبَكَيْت من شوقي دَمًا فمسحته ... بأناملي فتخضبت من أدمعي) قلت شعر جيد 3 - (ابْن الْفضل البغداذي مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد بن الْفضل أَبُو بكر الْكَاتِب) أديب شَاعِر بغداذي قدم دمشق ومدح بهَا الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش بقصيدة أَولهَا (أَعلَى الْكَثِيب عرفت رسم الْمنزل ... وملاعب الظبي الغرير الأكحل) (يَا حبذا طلل الْجَمِيع وحبذا ... دَار لعمرة باللوى لم تشكل) ) (أَن الأولى رحلوا شموس محَاسِن ... وخدت بهم خوض الركاب الذلل) (فسقي دِيَارهمْ سَحَاب صيب ... تهتز فِي ريح الصِّبَا والشمأل) (يَا صَاحِبي تبصرا من وايل ... هَل بعد رامة واللوى من منزل) (فَلَقَد عهِدت بجوة من عَامر ... هيفاء تهزأ بالغصون الْميل) قلت شعر جيد 3 - (المفجع النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الْكَاتِب المفجع الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ) تقدم فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله فليطلب هُنَاكَ 3 - (الْوَزير ابْن صَدَقَة مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَدَقَة الْوَزير جلال الدّين أَبُو الرِّضَا) وزر للراشد بِاللَّه وَكَانَ هُوَ الْمُدبر لأموره وَلما بُويِعَ المقتفي استخدمه فِي غير الوزارة وَكَانَ يرجع إِلَى خير وَدين سمع وروى وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس ماية

أبو عامر البلوي السالمي محمد بن أحمد بن عامر أبو عامر البلوى الطرطوشي السالمي

الْمسند أَبُو الْخَيْر الباغبان مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْأَصْبَهَانِيّ الْمُقدر أَبُو الْخَيْر الباغبان شيخ مُسْند عالي الأسناد مَشْهُور قَالَ ابْن نقطة كَانَ ثِقَة صَحِيح السماع حدث بِحَضْرَة أبي الْعَلَاء الْحَافِظ وَسمع مِنْهُ مُسْند الشَّافِعِي أشياخنا توفّي سنة تسع وَخمسين وَخمْس ماية 3 - (أَبُو عَامر البلوي السالمي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَامر أَبُو عَامر الْبلوى الطرطوشي السالمي) من مَدِينَة سَالم سكن مرسية وَكَانَ عَالما أديبا مؤرخاً لغوياً صنف فِي اللُّغَة كتابا مُفِيدا وَله كتاب فِي الطِّبّ سَمَّاهُ الشِّفَاء وَكتاب فِي التشبيهات توفّي سنة تسع وَخمسين وَخمْس ماية ابْن جياء الْكَاتِب مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة بن حَيَاء بِكَسْر الْجِيم أَبُو الْفرج الْكَاتِب الْحلِيّ لم يكن مثله فِي الْعرَاق فِي الترسل وَالْأَدب وَالنّظم الْحسن وَلكنه نَاقص الْحَظ لَهُ ملك يتبلغ مِنْهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَخمْس ماية من شعره (حتام أجري فِي ميادين الْهوى ... لَا سَابِقًا أبدا وَلَا مَسْبُوق) (مَا هزني طرب إِلَى رمل الْحمى ... إِلَّا تعرض أجرع وعقيق) (شوق بأطراف الْبِلَاد مفرق ... يحوى شتيت الشمل مِنْهُ فريق) (ومدامع كفلت بِعَارِض مزنة ... لمعت لَهَا بَين الضلوع بروق) (وَكَأن جفني بالدموع مُوكل ... وَكَأن قلبِي للجوى مَخْلُوق) ) (أَن عَادَتْ الْأَيَّام لي بطويلع ... أَو ضمنا والظاعنين طَرِيق) (لأنبهن على الغرام بزفرتي ... ولتطربن إِمَّا أبث النوق) وَمن شعر ابْن جياء الْكَاتِب قَوْله (أما والعيون النجل تصمي نبالها ... ولمع الثنايا كالبروق تخالها) (ومنعطف الْوَادي تأرج نشره ... وَقد زار فِي جنح الظلام خيالها) (وَقد كَانَ فِي الهجران مَا يربح الْهوى ... وَلَكِن شَدِيد فِي الطباع أنتقالها) مِنْهَا فِي الْمَدْح (أيا ابْن الألى جادوا وَقد بخل الحيا ... وقادوا المذاكي والدماء نعالها) (ذد الدَّهْر عني من رضاك بعزمة ... معودة أَن لَا يفك رعالها) وَمِنْه قَوْله (قل لحادي عشر البروج أبي العا ... شَرّ مِنْهَا رب الْقرَان الثَّانِي)

ابن صابر السلمي الكاتب محمد بن أحمد بن عبد الله بن صابر السلمي الكاتب

(يَا ابْن شكر أَن ضلة لزمان ... صرت فِيهِ تَدعِي من الْأَعْيَان) (لَيْسَ طبعي ذمّ الزَّمَان وَلَكِن ... أَنْت أغريتني بذم الزَّمَان) قلت شعر جيد وَبَينه وَبَين الحريري مراسلات 3 - (ابْن صابر السّلمِيّ الْكَاتِب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن صابر السّلمِيّ الْكَاتِب) كتب الْمَنْسُوب وتصويره أحسن وَأَعْلَى طبقَة من خطه كَانَ مُغْرِي بِأَن ينْسَخ الْكتاب ويصوره مثل ديوَان أبي نواس رِوَايَة حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ وَمثل فلك الْمعَانِي لِابْنِ الهبارية وَغير ذَلِك ملكت بِخَطِّهِ وتصويره كتاب فلك الْمعَانِي وَذكر فِي آخِره أَنه كتبه وصوره فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وست ماية 3 - (مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان أَبُو الْفرج البغداذي الْكَرْخِي) توفّي وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة وَله شعر مدح بِهِ الرؤساء وَله سَماع 3 - (الخدب النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَاهِر أَبُو بكر الْأنْصَارِيّ الأشبيلي النَّحْوِيّ) يعرف بالخدب بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْقسم ابْن الرماك وَغَيره وساد أهل زَمَانه فِي الْعَرَبيَّة ودرس فِي بِلَاد مُخْتَلفَة وَكَانَ قايما على كتاب سِيبَوَيْهٍ وَله عَلَيْهِ تعليقة سَمَّاهَا الطرر لم يسْبق إِلَى مثلهَا وَكَانَ يعاني) التِّجَارَة أَخذ عَنهُ أَبُو ذَر الخشنى وَأَبُو الْحسن ابْن خروف واقرأ بِمصْر وَحج وَورد حلب وَالْبَصْرَة ثمَّ رَجَعَ وَاخْتَلَطَ عقله فَأَقَامَ ببجاية وَرُبمَا ثاب إِلَيْهِ عقله فَتكلم فِي مسايل أحسن مَا يكون وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس ماية 3 - (الْمُفِيد الحيسوب البغداذي مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد الشَّيْخ أَبُو الرِّضَا الْمُؤَدب الحيسوب) الْمَعْرُوف بالمفيد بغداذي بارع فِي الْحساب لَهُ تصانيف تخرج بِهِ خلق وَسمع من ابْن البطي قَلِيلا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية 3 - (أَبُو الْوَلِيد ابْن رشد الْقُرْطُبِيّ صَاحب الْمَعْقُول مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رشد) أَبُو الْوَلِيد الْقُرْطُبِيّ حفيد الْعَلامَة ابْن رشد الْفَقِيه عرض الْمُوَطَّأ على وَالِده وَأخذ الطِّبّ

مؤيد الدين التكريتي محمد بن أحمد بن سعيد الأديب مؤيد الدين التكريتي أبو البركات

عَن أبي مرون بن حزبول ودرس الْفِقْه حَتَّى برع وَأَقْبل على علم الْكَلَام والفلسفة وعلوم الأوايل حَتَّى صَار يضْرب بِهِ الْمثل وَمن تصانيفه كتاب التَّحْصِيل جمع فِيهِ أختلاف الْعلمَاء شرح كتاب الْمُقدمَات فِي الْفِقْه لجده نِهَايَة الْمُجْتَهد كتاب الْحَيَوَان الكليات فِي الطِّبّ شرح أرجوزة ابْن سينا فِي الطِّبّ جَوَامِع كتب أرسطو فِي الطبيعيات والألهيات كتاب فِي الْمنطق تَلْخِيص الألهيات لنيقولاوس تَلْخِيص مَا بعد الطبيعة لأرسطو شرح السَّمَاء والعالم لأرسطو تَلْخِيص كتاب الأسطقسات لِجَالِينُوسَ تَلْخِيص كتاب المزاج وَكتاب القوى وَكتاب الْعِلَل وَكتاب التعرف وَكتاب الحميات وَكتاب حِيلَة الْبُرْء وتلخيص كتاب السماع الطبيعي لأرسطو وَله تهافت التهافت رد فِيهِ على الْغَزالِيّ وَكتاب منهاج الْأَدِلَّة فِي الْأُصُول كتاب فصل الْمقَال فِيمَا بَين الشَّرِيعَة وَالْحكمَة من الأتصال شرح كتاب الْقيَاس لأرسطو مقَالَة فِي الْعقل مقَالَة فِي الْقيَاس كتاب الفحص فِي أَمر الْعقل كتاب الفحص عَن مسايل وَقعت فِي الألهيات من الشِّفَاء لِابْنِ سينا مَسْأَلَة فِي الزَّمَان مقَالَة فِيمَا يَعْتَقِدهُ المشاؤون والمتكلمون من أهل ملتنا كتاب فِي كَيْفيَّة وجود الْعَالم مُتَقَارب الْمَعْنى مقَالَة فِي نظر أبي نصر الفارابي فِي الْمنطق وَنظر أرسطو مقَالَة فِي أتصال الْعقل المفارق للأنسان مقَالَة فِي ذَلِك أَيْضا مباحثات بَينه وَبَين أبي بكر ابْن الطُّفَيْل فِي رسمه للدواء مقَالَة فِي وجود الْمَادَّة الأولى مقَالَة فِي الرَّد عَليّ ابْن سينا فِي تقسيمه الموجودات إِلَى مُمكن على الأطلاق وممكن بِذَاتِهِ مقَالَة فِي المزاج مَسْأَلَة فِي نوايب الحمي مسايل فِي الْحِكْمَة مقَالَة فِي حَرَكَة الْفلك مقَالَة فِيمَا خَالف فِيهِ أَبُو نصر لأرسطو فِي كتاب) الْبُرْهَان مقَالَة فِي الدرياق تَلْخِيص كتاب الْأَخْلَاق لأرسطو تَلْخِيص كتاب الْبُرْهَان ومختصر المستصفي وَكتاب فِي الْعَرَبيَّة وبداية الْمُجْتَهد وَنِهَايَة المقتصد فِي الْفِقْه علل فِيهِ وَوجه لَا يعلم فِي فنه أَنْفَع مِنْهُ وَلَا أحسن مساقا وَقيل أَنه حفظ ديوَان أبي تَمام والمتنبي وَكَانَ يفزع إِلَى فتياه فِي الطِّبّ كَمَا يفزع إِلَى فتياه فِي الْفِقْه مَعَ الْحَظ الوافر من الْعَرَبيَّة وعَلى الْجُمْلَة فَمَا أعلم فِي تَلْخِيص كتب الأقدمين مثله وَولي قَضَاء قرطبة بعد أبي مُحَمَّد ابْن مغيث وحمدت سيرته وَعظم قدره وأمتحن آخر عمره أمتحنه السُّلْطَان يَعْقُوب وأهانه ثمَّ أكْرمه ثمَّ أَنه مَاتَ فِي حبس دَاره لما شنع عَلَيْهِ من سوء الْمقَالة والميل إِلَى عُلُوم الأوايل توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس ماية 3 - (مؤيد الدّين التكريتي مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد الأديب مؤيد الدّين التكريتي أَبُو البركات) الشَّاعِر توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية لما انْتقل وجيه الدّين الْأَعْمَى ابْن الدهان من مَذْهَب الْحَنَفِيّ إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ قبل أَن يتحنف حنبليا نظم فِيهِ مؤيد الدّين الْمَذْكُور (تمذهبت للنعمان بعد ابْن حَنْبَل ... وَذَلِكَ لما أعوزتك المآكل)

المسند المنداءي محمد بن أحمد بن بختيار بن علي بن محمد القاضي أبو الفتح ابن القاضي

(وَمَا أخترت رأى الشَّافِعِي تديناً ... ولكنما تهوى الَّذِي هُوَ حَاصِل) (وَعَما قَلِيل أَنْت لَا شكّ صاير ... إِلَى مَالك فأفطن لما أَنْت قايل) 3 - (الْمسند المنداءي مُحَمَّد بن أَحْمد بن بختيار بن عَليّ بن مُحَمَّد القَاضِي أَبُو الْفَتْح ابْن القَاضِي) أبي الْعَبَّاس المنداءي الوَاسِطِيّ مُسْند الْعرَاق سمع الْكثير وروى وَكَانَ جيد السماع صَحِيح الْأُصُول وَهُوَ آخر من حدث بِمُسْنَد أَحْمد كَامِلا توفّي سنة خمس وست ماية 3 - (أَبُو عمر الْمَقْدِسِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام ابْن نصر الْأَمَام الزَّاهِد أَبُو) عمر الْمَقْدِسِي الجماعيلي سمع الْكثير وروى وَكَانَ يحفظ الْخرقِيّ ويكتبه من حفظه وَيعرف الفرايض والنحو مَعَ الزّهْد الْعَظِيم وَالْعِبَادَة وَالصِّيَام وَالصَّدَََقَة بِبَعْض ثِيَابه كتب الْكثير بِخَطِّهِ الْمليح من الْمَصَاحِف والحلية لأبي نعيم والأبانة لِابْنِ بطة وَتَفْسِير الْبَغَوِيّ وَالْمُغني لِأَخِيهِ كتب رقْعَة إِلَى الْمُعظم عِيسَى فَقيل لَهُ تكْتب هَذَا والمعظم على الْحَقِيقَة إِنَّمَا هُوَ الله تَعَالَى فَرمى الورقة من يَده وَقَالَ) تأملوها فَإِذا هِيَ بِكَسْر الظَّاء وَهُوَ جد شيخ الْجَبَل وَله شعر توفّي سنة سبع وست ماية ابْن الْيَتِيم المغربي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الأندلسي الْمَعْرُوف بِابْن الْيَتِيم وبابن البلنسي وبالأندرشي من أهل المرية رَحل وَسمع بالأسكندرية والقاهرة وبغداذ والموصل ودمشق قَالَ ابْن مسدي لم يكن سليما من التَّرْكِيب حَتَّى كثرت سقطاته وتتبع عثراته أَبُو الرّبيع ابْن سَالم توفّي سنة أحدى وَعشْرين وست ماية 3 - (ابْن صَاحب الصَّلَاة المقرىء مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عبد الله) الْأَزْدِيّ الشاطبي المقرىء الْمَعْرُوف بِابْن صَاحب الصَّلَاة كتب بِخَطِّهِ علما كثيرا قَرَأَ بِرِوَايَة نَافِع عَليّ أبي الْحسن بن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ كثيرا من تصانيف أبي عَمْرو الداني توفّي سنة خمس وَعشْرين وست ماية 3 - (ابْن حبون الشَّاعِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن حبون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة أَبُو بكر) الْمعَافِرِي المرسي الشَّاعِر اقْرَأ الْعَرَبيَّة وَكَانَ لَهُ حَظّ من الشّعْر توفّي سنة سبع وَعشْرين وست ماية 3 - (القادسي الكتبي المورخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو عبد الله القادسي الكتبي) صَاحب التَّارِيخ كَانَ فَاضلا لَهُ اعتناء بالتواريخ والحوادث توفّي ببغداذ سنة أثنتين وثلثين وست ماية

أبو الفتح ابن أشرس النحوي محمد بن أحمد بن محمد بن أشرس

3 - (أَبُو الْفَتْح ابْن أَشْرَس النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَشْرَس) أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ من أهل نيسابور كَانَ من تلاميذ أبي بكر مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الْخَوَارِزْمِيّ قدم بغداذ وَقَرَأَ بهَا الْأَدَب على جمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي كعلي بن عِيسَى الربعِي وَأبي الْحسن السمسمي وسكنها إِلَى حِين وَفَاته سنة أحدى وَعشْرين وَأَرْبع ماية وَقَرَأَ النَّاس عَلَيْهِ الْأَدَب وَأخذُوا عَنهُ وروى شيءا من شعره الصاحب ابْن عباد عَنهُ وَكتب عَنهُ عَليّ بن الْحسن بن الصَّقْر الذهلي وَذكره فِي مُعْجم شُيُوخه وَأورد لَهُ ابْن النجار قَوْله (كَأَنَّمَا الأغصان لما علا ... فروعها قطر الندى ثرا) (ولاحت الشَّمْس عَلَيْهَا ضحى ... زبرجد قد أثمر الدرا) قَالَ الباخرزي نقد الْحَاكِم أَبُو سعد على بَيته قَوْله قد أثمر الدرا لَا يَسْتَقِيم فِي النَّحْو لِأَنَّهُ لَا) يُقَال قد أثمرت النَّخْلَة الثَّمر إِنَّمَا يُقَال قد أثمرت ثمرا بِغَيْر الْألف وَاللَّام بِمَعْنى أثمرت بالثمر وَمن شعره أَيْضا مَا ذكره ياقوت فِي مُعْجم الأدباء (رب غُلَام صَار فِي ... بَغْدَاد أحدى الْفِتَن) (رقعت خرق ظَهره ... برقعة من بدني) قَالَ الْحَاكِم فِي هذبن الْبَيْتَيْنِ خلل لِأَنَّهُ يُمكن أَن يُفَسر على وَجه قَبِيح لِأَن لحيته أَيْضا من بدنه قَالَ القَاضِي البحاثي فَقلت لَهُ وَهَذَا التَّفْسِير أشبه لِأَن اللِّحْيَة أشبه بالرقعة من الْفِعْل قَالَ نعم لِأَن اللِّحْيَة ترفع وَذَاكَ يمزق قلت أحسن من هَذَا قَول ابْن رَشِيق (وَلَو تراني فَوْقه ألوطه ... أفتقه كأنني أخيطه) 3 - (أَبُو مَرْوَان قَاضِي الْجَمَاعَة بأشبيلية مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك ابْن أَحْمد بن عبد الله) الْبَاجِيّ القَاضِي أَبُو مرون اللَّخْمِيّ الأشبيلي الأندلسي قَاضِي الْجَمَاعَة بإشبيلية رَحل لِلْحَجِّ وَدخل دمشق من مرسى عكاً وَسمع وَحج وَعَاد إِلَى مصر وَتُوفِّي بهَا سنة خمس وثلثين وست ماية تَاج الدّين أَمَام الكلاسة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْأَمَام الْمُحدث تَاج الدّين أَبُو الْحسن ابْن أبي جَعْفَر الْقُرْطُبِيّ أَمَام الكلاسة وَابْن أمامها روى الْكثير وسافر فِي شبيبته إِلَى الْهِنْد واليمن توفّي سنة ثلث وَأَرْبَعين وست ماية 3 - (شمس الدّين أَمَام الكلاسة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن سياوش) الشَّيْخ الْأَمَام المقرىء الْفَقِيه الصَّالح بَقِيَّة السّلف شمس الدّين أَبُو عبد الله الخلاطي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الصُّوفِي

أبو شجاع الواسطي ابن دواس القنا محمد بن أحمد بن علي ابن محمد بن علي العنبري

أَمَام الكلاسة وَابْن أمامها كَانَ دينا خيرا وقوراً حسن الشكل طيب الصَّوْت إِلَى الْغَايَة جيد الْمُشَاركَة فِي القراآت وَالْفِقْه مليح الْكِتَابَة خطب بِجَامِع دمشق ولي بعد الشَّيْخ شرف الدّين وَتُوفِّي رَحمَه الله فَجْأَة بعد سنة سنة سِتّ وَسبع ماية عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَولي بعده الخطابة جلال الدّين الْقزْوِينِي 3 - (أَبُو شُجَاع الوَاسِطِيّ ابْن دواس القنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ ابْن مُحَمَّد بن عَليّ الْعَنْبَري) الْمَعْرُوف بِابْن دواس القنا أَبُو شُجَاع ابْن أبي الْعَبَّاس الشَّاعِر من وَاسِط كَانَ أُسَمِّهِ مُقَاتِلًا فَعَيَّرَهُ بِمُحَمد قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْأَدَب على كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن الْأَنْبَارِي وَعلي أبي الْفرج ابْن الدّباغ وَقَرَأَ اللُّغَة على أبي الْحسن ابْن العصار ولازم مُصدق بن شبيب النَّحْوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ) كثيرا من دواوين الشُّعَرَاء ومدح الْأَمَام النَّاصِر وأرباب دولته وَأثبت أُسَمِّهِ فِي جملَة الشُّعَرَاء الَّذين ينشدون فِي التهاني والتعازي قَالَ ابْن النجار كنت أجتمع بِهِ كثيرا فِي سوق الْكتب بِبَاب بدر وعلقت عَنهُ من شعره وَشعر غَيره وَكَانَ أديبا فَاضلا حسن الْمعرفَة بالأدب يَقُول الشّعْر الْجيد مليح المحاضرة طيب النشوار حفظَة للحكايات والأشعار جميل الْأَخْلَاق أورد لَهُ من شعره (لاموا على ترك مديحي لَهُ ... فَلم أكن مُسْتَدْرك الفارط) (وَقلت خلوني على مَا أرى ... فَمَا يَلِيق الْمَدْح بالحايط) ولد سنة أَربع وَخمسين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست ماية 3 - (أَبُو الطّيب الْأَسدي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن بَحر) أَبُو الطّيب الْأَسدي أورد لَهُ ابْن النجار قَوْله (لَا وشوقي إِلَيْكُم وأنعطافي ... وأحتشامي من غَيْركُمْ وأنصرافي) (مَا تبينت للحياة وجودا ... ونعيماً مذ غَابَ وَجه التصافي) (ولعمري أَن الْمَمَات ملح ... بِي فِي هِجْرَة الملاح الظراف) (أَن قلباً يبْقى ثلثة أيا ... م على هجر من يحب لجاف) 3 - (اللبلى الْفَقِيه مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل بن أسمعيل أَبُو عَمْرو السكونِي) اللبلي بلام بعد أَدَاة التَّعْرِيف مَفْتُوحَة وباء مُوَحدَة سَاكِنة وَلَام قبل يَاء النّسَب من بَيت علم وجلالة روى عَن أَبِيه وأعمامه وَأبي بكر ابْن الْجد وَكَانَ من جلة الْعلمَاء لَهُ تصانيف فِي الْفِقْه ولي الْقَضَاء بمواضع توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست ماية 3 - (معِين الدّين ابْن القيسراني مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر ابْن صَغِير)

ابن القاضي الأشرف ابن الفاضل محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الرئيس عز الدين أبو عبد

معِين الدّين أَبُو بكر ابْن القيسراني قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَالِد شَيخنَا الصاحب فتح الدّين عبد الله روى عَن أبي مُحَمَّد ابْن علوان الْأَسدي وَغَيره توفّي هُوَ وَابْن عَمه عز الدّين بِدِمَشْق فِي سنة سِتّ وَخمسين وست ماية روى عَنهُ الدمياطي 3 - (ابْن القَاضِي الْأَشْرَف ابْن الْفَاضِل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم الرئيس عز الدّين أَبُو عبد) الله ابْن القَاضِي الْأَشْرَاف ابْن القَاضِي الْفَاضِل سمع بإفادة أَبِيه وبنفسه الْكثير وَخرج على الشُّيُوخ وَكتب الْكثير توفّي بِدِمَشْق سنّ سبع) وَخمسين وست ماية 3 - (وَالِد قطب الدّين اليونيني مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عِيسَى بن أبي الرِّجَال أَحْمد بن) عَليّ الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو عبد الله اليونيني الْحَافِظ الْحَنْبَلِيّ ذكره وَلَده الشَّيْخ قطب الدّين فِي تَارِيخه وَرفع نسبه إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بيونين وَلبس الْخِرْقَة من الشَّيْخ عبد الله البطايحي صَاحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَلزِمَ الشَّيْخ الْمُوفق وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمَذْهَب وعَلى الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الحَدِيث وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي طَاهِر الخشوعي وحنبل الْكِنْدِيّ وَأبي التَّمام القلانسي وَجَمَاعَة وروى الْكثير بِدِمَشْق وبعلبك وَكَانَ وَالِده مرخما ببعلبك وروى عَنهُ أَوْلَاده أَبُو الْحُسَيْن وَأَبُو الْخَيْر وَفَاطِمَة وآمنة وَأمة الرَّحِيم وَأَبُو عبد الله ابْن أبي الْفَتْح ومُوسَى بن عبد الْعَزِيز وَجَمَاعَة وَكَانَ يُكَرر على الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَذكر الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته فِي ثلث قوايم وَأما وَلَده قطب الدّين فَإِنَّهُ ذكرهَا مُطَوَّلَة فِي كراسين قطع الْبَلَدِي كَامِلا توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وست ماية وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده شرف الدّين عَليّ ابْن سيد النَّاس جد فتح الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن يحيى بن سيد النَّاس الْحَافِظ الْخَطِيب أَبُو بكر الْيَعْمرِي الأندلسي الأشبيلي جد الشَّيْخ فتح الدّين الْمُقدم ذكره ولد فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس ماية وَسمع الحَدِيث وعني بِهَذَا الشَّأْن وَأكْثر مِنْهُ وَحصل الْأُصُول والكتب النفيسة وَحدث وصنف وَجمع ذكره عز الدّين الشريف فِي الوفيات قَالَ وَبِه ختم هَذَا الشَّأْن بالمغرب ولي مِنْهُ أجازة كتبهَا إِلَى من تونس وَبهَا توفّي فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من شهر رَجَب سنة تسع وَخمسين وست ماية انْتهى وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين توفّي أَبوهُ سنة ثَمَان عشرَة رَأَيْت لَهُ كتاب جَوَاز بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد دلَّنِي على سَعَة علمه وسيلان ذهنه وَأَعْلَى مَا عِنْده سَماع البُخَارِيّ من أبي مُحَمَّد الزُّهْرِيّ صَاحب شُرَيْح وَكَانَ خطيب تونس شعلة المقرىء الْموصِلِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْحُسَيْن الْأَمَام

القرطبي صاحب التفسير محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأمام العلامة أبو عبد الله

أَبُو عبد الله الْموصِلِي المقرىء الْحَنْبَلِيّ الملقب بشعلة ناظم الشمعة فِي القراآت السَّبْعَة كَانَ شَابًّا فَاضلا مقرئاً مجوداً محققاً يتوقد ذكاء صنف فِي القراآت وَالْفِقْه والتاريخ عَاشَ ثلثا وثلثين سنة وَمَات بالموصل سنة سِتّ وَخمسين وست ماية) 3 - (الْقُرْطُبِيّ صَاحب التَّفْسِير محمّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن فَرح الْأَمَام الْعَلامَة أَبُو عبد الله) الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْقُرْطُبِيّ أَمَام متفنن متبحر فِي الْعلم لَهُ تصانيف مفيدة تدل على كَثْرَة أطلاعه ووفور فَضله توفّي أوايل سنة أحدى وَسبعين وست ماية بمنية بني خصيب من الصَّعِيد الْأَدْنَى بِمصْر وَقد سَارَتْ بتفسيره الركْبَان وَهُوَ تَفْسِير عَظِيم فِي بَابه وَله كتاب الْأَسْنَى فِي أَسمَاء الله الْحسنى وَكتاب التَّذْكِرَة وَأَشْيَاء تدل على أمامته وَكَثْرَة أطلاعه أَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي قَالَ ترافق الْقُرْطُبِيّ الْمُفَسّر وَالشَّيْخ شهَاب الدّين الْقَرَافِيّ فِي السّفر إِلَى الفيوم وكل مِنْهُمَا شيخ فنه فِي عصره الْقُرْطُبِيّ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والقرافي فِي المعقولات فَلَمَّا دخلاها أرتادا مَكَانا ينزلان فِيهِ فدلا على مَكَان فَلَمَّا أَتَيَاهُ قَالَ لَهما أنسان يَا مَوْلَانَا بِاللَّه لَا تدخلاه فَإِنَّهُ معمور بالجان فَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين للغلمان أدخلُوا ودعونا من هَذَا الهذيان ثمَّ أَنَّهُمَا توجها إِلَى جَامع الْبَلَد إِلَى أَن يفرش الغلمان الْمَكَان ثمَّ عادا فَلَمَّا استقرا بِالْمَكَانِ سمعا صَوت تَيْس من الْمعز يَصِيح من دَاخل الخرستان وَكرر ذَلِك الصياح فأمتقع لون الْقَرَافِيّ وخارت قواه وبهت ثمَّ أَن الْبَاب فتح وَخرج مِنْهُ رَأس تَيْس وَجعل يَصِيح فذاب الْقَرَافِيّ خوفًا وَأما الْقُرْطُبِيّ فَإِنَّهُ قَامَ إِلَى الرَّأْس وَأمْسك بقرنيه وَجعل يتَعَوَّذ ويبسمل وَيقْرَأ آالله أذن لكم أم على الله تفترون وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى دخل الْغُلَام وَمَعَهُ حَبل وسكين وَقَالَ يَا سَيِّدي تَنَح عَنهُ وَجَاء إِلَيْهِ أخرجه وانكاه وذبحه فَقَالَا لَهُ مَا هَذَا فَقَالَ لما توجهتما رَأَيْته مَعَ وَاحِد فاسترخصته واشتريته لنذبحه ونأكله وأودعته فِي هَذَا الخرستان فأفاق الْقَرَافِيّ من حَاله وَقَالَ يَا أخي لَا جَزَاك الله خيرا مَا كنت قلت لنا وَإِلَّا طارت عقولنا أَو كَمَا قَالَ 3 - (الشَّيْخ مجد الدّين ابْن الظهير الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر ابْن أَحْمد بن أبي شَاكر الشَّيْخ) مجد الدّين أَبُو عبد الله ابْن الظهير الأربلي الْحَنَفِيّ الأديب ولد باربل فِي ثَانِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وست ماية وَسمع ببغداذ فِي الكهولة من أبي بكر ابْن الخازن والكاشغري وبدمشق من السخاوي وكريمة وتاج الدّين ابْن حمويه وتاج الدّين ابْن أبي جَعْفَر وَقيل أَنه سمع من ابْن اللتي روى عَنهُ أَبُو شامة والقوصي والدمياطي وَأَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَشَيخنَا شهَاب الدّين مَحْمُود وَعَلِيهِ تدرب وَبِه تخرج وَابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز وَالشَّيْخ جمال الدّين الْمزي وَجَمَاعَة وَكَانَ من كبار

الْحَنَفِيَّة وفضلايهم درس بالقايمازية بِدِمَشْق مُدَّة) وَكَانَ ذَا دين وَهُوَ من أَعْيَان شُيُوخ الْأَدَب وفحول الْمُتَأَخِّرين فِي الشّعْر لَهُ ديوَان مَوْجُود وَلما توفّي سنة سبع وَسبعين وست ماية دفن بمقابر الصُّوفِيَّة ورثاه شَيخنَا الْأَمَام شهَاب الدّين مَحْمُود رَحمَه الله بقصيدة أَولهَا (تمكن ليلى وأطمأنت كواكبه ... وسدت على صبحي الْغَدَاة مذاهبه) مِنْهَا (بكته معاليه وَلم ير قبله ... كريم مضى والمكرمات نواد بِهِ) (وَلَا غرو أَن تبْكي الْمَعَالِي بشجوها ... على الْمجد إِذا أودى وَهن صواحبه) (فإي أَمَام فِي الْهدى والندى غَدَتْ ... لآمله آدابه ومآدبه) (أَظن الردى نسر السَّمَاء وَأَنه ... علا فَوْقه فأستنزلته مخالبه) وَهِي قصيدة طَوِيلَة مليحة وأنشدني شهَاب الدّين مَحْمُود قِرَاءَة منى عَلَيْهِ قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ مجد الدّين ابْن الظهير لنَفسِهِ مَا كتبه فِي أجازة (أجَاز مَا قد سَأَلُوا ... بِشَرْط أهل السَّنَد) (مُحَمَّد بن أَحْمد ... بن عمر بن أَحْمد) قلت وَهَذَا النَّوْع الَّذِي يُسَمِّيه أَصْحَاب البديع الأطراد وَهُوَ أَن يذكر الأسم وأباه وأجداده من غير حَشْو وَهُوَ كثير وأنشدني أجازة قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ (حَيْثُ الأراكة والكثيب الأوعس ... وَاد يهيم بِهِ الْفُؤَاد مقدس) (يحمى بأطراف الرماح طرافه ... عزا وبالبيض المواضي يحرس) (وتكاد أنفاس النسيم إِذا سرت ... من خيفة الغيران لَا تتنفس) (وبجو ذَاك الشّعب أنفس مطلب ... أمست تذوب اسى عَلَيْهِ الْأَنْفس) (وَبِكُل خدر مِنْهُ لَيْث محدر ... أفغابة ذَاك الحمي أم مكنس) (يَا جيرة الْحَيّ المظلل بالقنا ... هَل نَاركُمْ بسوى الأضالع تقبس) (أضرمتموها للنزيل ودونها ... غير أَن فتاك الحفيظة أشوس) وأنشدني الْمَذْكُور بالسند لَهُ (غش المفند كامن فِي نصحه ... فأطل وقوفك بالغوير وسفحه) (وأخلع عذارك فِي مَحل ريه ... برذاذ دمع العاشقين وسفحه) ) (وَإِذا سرى سحرًا طليح نسيمه ... مَالَتْ بِهِ سكرا ذوايب طلحه) (جهل الْهوى قوم فراموا شَرحه ... جلّ الْهوى وجنابه عَن شَرحه) (وَبِي الَّذِي يُغْنِيه فاتر طرفه ... عَن سَيْفه وقوامه عَن رمحه)

(ذُو وجنة شَرقَتْ بِمَاء نعيمها ... كالورد أشرقه نداه برشحه) (وَكَأن طرته وَنور جَبينه ... ليل تألق فِيهِ بارق صبحه) مِنْهَا وأنشدنيها الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَنْشدني بدر الدّين المنيحي (قلبِي وطرفي ذَا يسيل دَمًا وَذَا ... دون الورى أَنْت الْعَلِيم بقرحه) (وهما بحبك شَاهِدَانِ وَإِنَّمَا ... تَعْدِيل كل مِنْهُمَا فِي جرحه) (وَالْقلب مَنْزِلك الْقَدِيم فَإِن تَجِد ... فِيهِ سواك من الْأَنَام فنحه) قلت البيتان من هَذِه الثلثة قد أَكثر الشُّعَرَاء من النّظم فِي مَعْنَاهُمَا وَمن أحسن مَا حضرني الْآن قَول شرف الدّين شيخ الشُّيُوخ الْحَمَوِيّ (بقيت مَسْرُورا فَلم يبْق لي ... بعْدك لَا جسم وَلَا روح) (دلّ على صدقي من مقلتي ... شَاهد عدل وَهُوَ مَجْرُوح) وَقد عقدت لهَذَا الْمَعْنى بَابا فِي كتابي الَّذِي سميته لَذَّة السّمع فِي صفة الدمع وأنشدني الْأَمَام شهَاب الدّين مَحْمُود بالسند الْمَذْكُور للشَّيْخ مجد الدّين أَيْضا (أواصل فِيهِ لوعتي وَهُوَ هَاجر ... ويؤنسني تذكاره وَهُوَ نافر) (ويغرى هَوَاهُ ناظري بادمع ... يوردها ورد بخديه ناضر) (ويفتن فِي تيه الملاحة خاطراً ... فَكل خلي فِي هَوَاهُ مخاطر) (ويزور سخطاً ثَانِي الْعَطف معرضًا ... فَلَا عطفه يُرْجَى وَلَا الطيف زاير) (محياه زاه بالملاحة زَاهِر ... فقلبي وطرفي فِيهِ ساه وساهر) (يجيل على الْقد المهفهف معجباً ... حبالة شعر كم بهَا صيد شَاعِر) (جلا طلعة كالروض دبجه الحيا ... ترف بِمَاء الْحسن فِيهِ أزاهر) (وَشهر خداً بالعذار مطرزاً ... فَمَا لفؤاد لم يهم فِيهِ عاذر) (فَإِن صَاد قلبِي طرفه فَهُوَ جارح ... وَأَن فتنت آيَاته فَهُوَ سَاحر) (إِذا كَانَ صبري فِي الصبابة خاذلاً ... فَمَا لي سوى دمعي على الشوق نَاصِر) ) (على ان فيض الدمع لم يرو غلَّة ... من الوجد إِذْ كتها الْعُيُون الفواتر) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا (أذابل أم قدك الناضر ... وباتر أم جفنك الفاتر)

(ووردة هاتيك أم وجنة ... وروضة أم وَجهك الباهر) (يَا رَاقِد الجفن أما رَحْمَة ... مِنْك لصب جفْنه ساهر) (يَا كَامِلا فِي حسنه صل أَخا ... شوق مديد حزنه وافر) (تخذت من شعرك أحبولة ... لَا غرو أَن صيد بهَا شَاعِر) (حاجبك المفرط فِي ظلمه ... أَعَانَهُ ناظرك الجاير) (وعامل الْقد على قتلتي ... من مرشف الصدغ لَهُ نَاظر) (يَا رشأ آنسني بالآسى ... لم أَنْت عني أبدا نافر) (لَا حكم للنادر لكنما ... حسنك وَالْحكم لَهُ النَّادِر) أَخْبرنِي الْعَلامَة نجم الدّين القحفازي النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ قَالَ أَخْبرنِي قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين على الْحَنَفِيّ قَالَ أنشدت الشَّيْخ مجد الدّين ابْن الظهير قَول الشَّاعِر (وَمَا فزت إِلَّا من بعيد بنظرة ... وَهل تنظر الأقمار إِلَّا على بعد) فَأَطْرَقَ قَلِيلا وَرفع رَأسه وَأنْشد لنَفسِهِ موطياً لذَلِك (قضيت وَمَا قضيت مِنْكُم لبانتي ... وَلَا ظَفرت نَفسِي بوصل وَلَا وعد) وَمن شعر الشَّيْخ مجد الدّين قَوْله ملغزاً فِي بلبل (وَمَا اسْم ثنائي ... رباعي بلامين) (كلا شطريه أَن ضوع ... ف فعلان بلامين) (وان خاطبت مَأْمُورا ... بِهِ عَاد كلامين) (وَأَن حرفت حرفين ... غَدا فعلا وحرفين) وَمن شعره أَيْضا (أَكثر اللوم فِي الحبيب أنَاس ... عيروني ببذله بعد منع) (قلت شمس الضُّحَى أَشد أبتذالاً ... وَهِي محبوية إِلَى كل طبع) أنْشد الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود وَقَالَ أَنْشدني الشَّيْخ مجد الدّين لنَفسِهِ فِي قراقوش ملغزاً) (أسم من قد هويته ... ظَاهر غير ظَاهر) (قسم الْبعد قلبه ... بَين قلبِي وناظري) وأنشدني لنَفسِهِ الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس فِي ذَلِك (ظَبْي من التّرْك هضيم الحشا ... مهفهف الْقد رَشِيق القوام)

قاضي القضاة ابن سنى الدولة محمد بن أحمد بن يحيى بن هبة الله ابن الحسن بن سنى

(للطرف من تذكاره عِبْرَة ... وَالْقلب شوق أرق المستهام) وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن قُرَيْش لغز فِيهِ أَيْضا وَقَول مجد الدّين أحسن الثَّلَاثَة وأرشقها وأمكنها 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن سنى الدولة مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى بن هبة الله ابْن الْحسن بن سنى) الدولة قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين أَبُو بكر ابْن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين أبي الْعَبَّاس ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أبي البركات الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نَاب عَن وَالِده فِي قَضَاء دمشق وَولي قَضَاء الْقُضَاة عِنْد كسرة التتار على عين جالوت فَبَقيَ سنة وعزل بِابْن خلكان وصودر وأسكن مصر وتعب وَولي الْقَضَاء بحلب ودرس بالأمينية وعدة مدارس وَكَانَ مَوْصُوفا بجودة النَّقْل وَصِحَّته وكثرته وَحدث عَن أبي الْقسم ابْن صصري وَابْن باسويه وَغَيرهمَا وَكَانَ مَشْهُورا بالصرامة والهمة الْعَالِيَة والتحري فِي الْأَحْكَام ومولده سنة سِتّ عشرَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وست ماية وَدفن بسفح قاسيون فِي تربة جده جوَار الْمدرسَة الصاحبية وَقد أَسَاءَ الثَّنَاء عَلَيْهِ شهَاب الدّين أَبُو شامة فِي ذيل الروضتين قَالَ وأنشدني الْعِمَاد دَاوُد لنَفسِهِ (نجم أَتَاهُ ضِيَاء الشَّمْس فأحترقا ... وَرَاح فِي لجج الأدبار قد غرقا) (ناحت عَلَيْهِ اللَّيَالِي وَهِي شامتة ... وعرفته صروف الدَّهْر مَا أختلقا) (وحدثته الْأَمَانِي وَهِي كَاذِبَة ... بِأَنَّهُ لَا يرى بعد النَّعيم شقا) (وجاد بِالْمَالِ كي تبقي رياسته ... وفتق الشَّرْع وَالتَّقوى وَمَا رتقا) (فَجَاءَهُ سهم غرب حل مرسله ... فَمَاتَ معنى وَمَا أخطاه من رشقا) (وألقيت فِي قُلُوب النَّاس بغضته ... لكِنهمْ قد غدوا فِي ذمه فرقا) (ففرقة بقبيح الظُّلم تذكره ... وَفرْقَة حَلَفت بِاللَّه قد فسقا) ) (وَفرْقَة سلبته ثوب عصمته ... بِأَنَّهُ من رِبَاط الدّين قد مرقا) (وَرَاح قسراً إِلَى مصر على عجل ... مُوَافقا للَّذي من قبله سبقا) (مفارقاً لنعيم كَانَ منغمساً ... فِيهِ وَلَذَّة نوم بدلت أرقا) قَالَ وزدت أَنا (وَفرْقَة وَصفته بالخلاعة مَعَ ... خبث وَكبر وكل مِنْهُم صدقا) 3 - (شمس الدّين ابْن أبي الْحُسَيْن البعلبكي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَكْتُوم أَبُو عبد الله شمس الدّين) البعلبكي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الْحُسَيْن كَانَ فَاضلا مشاركاً مُسْتقِلّا بِعلم الْأَدَب وَله

أبو الحسن القطيعي محمد بن أحمد بن عمر بن الحسين ابن خلف القطيعي أبو الحسن ابن

النّظم الْحسن حفظ الْقُرْآن الْعَزِيز واتقنه وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ أَولا حنبلياً وَحفظ التَّنْبِيه وَكَانَ معيدا بمدرسة أَمِين الدولة عَليّ بن العقيب بِجَامِع بعلبك وَحفظ المقامات الحريرية واتقنها وَكَانَ على ذهنه شعر كثير وَقطعَة من التَّارِيخ حسن المحاضرة دمث الْأَخْلَاق شرِيف النَّفس عِنْده قناعة قَالَ قطب الدّين اليونيني وَكَانَ يلازمني كثيرا وَإِذا سَافَرت صحبني فَلَمَّا كَانَت وقْعَة حمص توجه معي وَاسْتشْهدَ يَوْم الْخَمِيس رَابِع الْعشْر شهر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وست ماية وَلم يستكمل الْأَرْبَعين وَكتب إِلَيّ وَأَنا بِدِمَشْق فِي صدر كتاب (رام أَن يتْرك الْهوى فَبَدَا لَهُ ... فَرَأى حسن وَجهه فَبَدَا لَهُ) (كلما لمته على الْجَهْل يزدا ... د ضلالا فخله والجهاله) (كَيفَ يَرْجُو الشِّفَاء مِنْهُ لصب ... لم نخل السقام إِلَّا خياله) (نَاقص صبره كثير بكاه ... لَو رَآهُ عدوه لرثى لَهُ) (دنف ظلّ مستهاماً ببدر ... عَمه الوجد حِين عاين خَاله) (فاتر الطّرف فاتن الْوَصْف ألمى ... يفضح الْبَدْر حسنه والغزاله) (يخجل الأسمر المثقف لينًا ... أَن رأى حسن قده وأعتداله) (ويغير الْغُصْن المهفهف لينًا ... كلما رَاح ينثني فِي الغلاله) (قلت لما عاينته يَا منى النف ... س إِلَى كم هَذَا الجفا والملاله) (أَي يَوْم أنال مِنْهُ بك الوص ... ل فولي وَقَالَ لي لن تناله) وَمن شعره) (فديتك لَا تعجب لطرفك أَن كبا ... وخامره ضعف فَلَيْسَ لَهُ ذَنْب) (وَمن فَوْقه طود وبحر سماحة ... عَن شامخ كَيفَ لَا يكبو) 3 - (أَبُو الْحسن الْقطيعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الْحُسَيْن ابْن خلف الْقطيعِي أَبُو الْحسن ابْن) أبي الْعَبَّاس من أهل القطيعة بِبَاب الأزج بكر بِهِ وَالِده وأسمعه من صغر من أبي الْحسن مُحَمَّد بن الْخلّ الْفَقِيه وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد العباسي الْمَكِّيّ وَأبي بكر مُحَمَّد بن الزَّاغُونِيّ وَأبي الْقسم نصر بن نصر العكبري وَأبي الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وسلمان الشحام وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وسافر إِلَى الشَّام وَسمع من أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أبي الصَّقْر وَغَيره وَأقَام بالموصل وَسمع بهَا من أبي الْفضل عبد الله ابْن أَحْمد الطوسي وَصَحب أَبَا الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ الْوَاعِظ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من مصنفاته ومروياته وَكَانَ قد ذيل على كتاب التَّارِيخ الَّذِي عمله أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وأذهب عمره فِيهِ قَالَ ابْن النجار وطالعته فَرَأَيْت فِيهِ من الْغَلَط وَالوهم

مؤدب سيف الدولة محمد بن أحمد بن أبي الغريب الصيني مؤدب سيف الدولة ابن حمدان

والتصحيف والتحريف كثيرا أوقفته على وَجه الصَّوَاب فِيهِ فَلم يفهمهُ وَقد نقلت عَنهُ أَشْيَاء ونسبتها إِلَيْهِ وَلَا يطمئن قلبِي إِلَيْهَا والعهدة عَلَيْهِ فِيمَا قَالَه فَإِنَّهُ لم يكن محققاً فِيمَا يَنْقُلهُ ويقوله عَفا الله عَنَّا وَعنهُ وَهُوَ آخر من حدث ببغداذ بِصَحِيح البُخَارِيّ كَامِلا عَن أبي الْوَقْت وَانْفَرَدَ فِي وقته بالرواية عَن ابْن الزَّاغُونِيّ والعباسي وَابْن الْخلّ والعكبري والشحام توفّي سنة أَربع وثلثين وست ماية وَدفن بِبَاب حَرْب 3 - (مؤدب سيف الدولة مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْغَرِيب الصيني مؤدب سيف الدولة ابْن حمدَان) قَالَ ابْن النجار ذكر أَبُو مُحَمَّد هرون بن مُوسَى العكبوي أَنه سمع مِنْهُ ببغداذ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث ماية وروى عَنهُ حَدِيثا فِي مشيخته 3 - (الشريف النَّاسِخ الكتبي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن عِيسَى الْمُحدث شرف الدّين أَبُو عبد) الله الْقرشِي الدِّمَشْقِي الكتبي النَّاسِخ ولد سنة عشر وست ماية وَسمع من أبي الْقسم ابْن صصري وَابْن الزبيدِيّ وَجَمَاعَة ببغداذ وبمصر وَكتب الْأَجْزَاء والطباق وَقَرَأَ الْكثير وَكَانَ ضَعِيفا بَين الْمُحدثين يَتَّهِمُونَهُ سمع مِنْهُ ابْن الخباز وَعلم الدّين البرزالي وَجَمَاعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم يكن عَلَيْهِ أنس الْمُحدثين وخطه كثير السقم مَعَ حسنه قَالَ الْحَافِظ سعد الدّين الْحَارِثِيّ كَانَ مزوراً كذابا سمع لنَفسِهِ) وزور توفّي سنة ثَمَانِينَ وست ماية 3 - (اللَّخْمِيّ شَارِح الدريدية مُحَمَّد بن أَحْمد بن هِشَام بن ابرهيم أَبُو عَليّ) اللَّخْمِيّ السبتي شَارِح الدريدية وَهُوَ من أحسن الشُّرُوح كتبته بخطي فِي زمن الصَّبِي توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي حُدُود السّبْعين وَخمْس ماية 3 - (شمس الدّين الْمَقْدِسِي أَخُو شرف الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد الْمَقْدِسِي) شمس الدّين الْمُفْتِي أَخُو الْمُفْتِي شرف الدّين تفقه وبرع فِي الْمَذْهَب وناب فِي تدريس الشامية البرانية بِدِمَشْق عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رزين ثمَّ اشْترك هُوَ وَالْقَاضِي عز الدّين فِي تدريسها ثمَّ اسْتَقل بهَا إِلَى أَن مَاتَ وناب فِي الحكم عَن القَاضِي عز الدّين وَكَانَ فَقِيها صَالحا ورعاً مشكور السِّيرَة جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَحدث عَن السخاوي وَغَيره وروى عَنهُ ابْن الْعَطَّار والبرز إِلَى وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست ماية 3 - (جمال الدّين ابْن الشريشي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سجمان) جمال الدّين أَبُو بكر الْبكْرِيّ الأندلسي الشريشي الْمَالِكِي ولد بشريش سنة أحدى وست ماية وَسمع بالأسكندرية من مُحَمَّد بن عمار وببغداذ من أبي الْحسن الْقطيعِي وَابْن روزبه وَأبي بكر بن بهروز

وَابْن اللتي وياسمين بنت البيطار وَأبي صَالح الجيلي والأنجب بن أبي السعادات وَمُحَمّد بن السباك وَعبد اللَّطِيف بن القبيطي وطايفة وبدمشق من مكرم وَابْن الشِّيرَازِيّ وَجَمَاعَة وباربل من الْفَخر الأربلي وبحلب من الْمُوفق بن يعِيش وَجَمَاعَة وتفقه حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب واتقن الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير وتفنن ودرس وافتى واقرأ الحَدِيث وعني بِهِ وَقَالَ الشّعْر ودرس بالرباط الناصري بِحُضُور السُّلْطَان واقفه وَدخل الديار المصرية ودرس بالفاضلية وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم وَلَده الشَّيْخ كَمَال الدّين ثمَّ قدم إِلَى الْقُدس وَأقَام بِهِ مُدَّة ثمَّ أَتَى دمشق وَأخذ النَّاس عَنهُ وَكَانَ من وَاعِيَة الْعلم صنف لالفية ابْن معطي شرحا مليحا وَقد مدحه علم الدّين السخاوي بقصيدة مَشْهُورَة وَطلب لقَضَاء دمشق فأمتنع وَبَقِي المنصب لأَجله شاغرا إِلَى أَن مَاتَ ودرس بالنورية وبالحلقة الَّتِي بالجامع مَعَ مشيخة الرِّبَاط ومشيخة أم الصَّالح روى عَنهُ ابْنه ابْن تَيْمِية والمزي وَابْن الْعَطَّار والبرزالي والصيرفي وَابْن الخباز وَخلق سواهُم وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ مروياته توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست ماية الشَّيْخ قطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن أَحْمد) بن مَيْمُون الْأَمَام الزَّاهِد قطب الدّين أَبُو بكر أَخُو الْأَمَام تَاج الدّين على بن الْقُسْطَلَانِيّ التوزري الأَصْل الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ ابْن الشَّيْخ الزَّاهِد أبي الْعَبَّاس ولد بِمصْر سنة أَربع عشرَة وَنَشَأ بِمَكَّة وَسمع بهَا جَامع التِّرْمِذِيّ من أبي الْحسن ابْن الْبناء وَسمع من أبي الْقسم ابْن السهروردي كتاب عوارف المعارف وَسمع من ابْن الزبيدِيّ وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْعلم ودرس وافتى ورحل فِي طلب الحَدِيث وَسمع من مُحَمَّد بن نصر بن الحصري وَيحيى بن القميرة وابرهيم بن أبي بكر الزعبي وَطَائِفَة كَثِيرَة ببغداذ وَالشَّام ومصر والموصل واستجاز لأولاده السَّبْعَة مُحَمَّد وَالْحسن وَأحمد وَمَرْيَم ورقية وَفَاطِمَة وعايشة وأسمع بَعضهم وَكَانَ شَيخا عَالما عَاملا زاهداً عابداً جَامعا للفضايل كريم النَّفس كثير الإيثار حسن الْأَخْلَاق قَلِيل الْمثل طلب من مَكَّة إِلَى الْقَاهِرَة وَولي مشيخة الكاملية إِلَى أَن مَاتَ وَله شعر مليح وَرُوِيَ عَنهُ الدمياطي والمزي والبرزالي وَخلق أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس أَن الشَّيْخ قطب الدّين كَانَ يتَوَجَّه إِلَى أبي الهول الَّذِي عِنْد أهرام مصر وَهُوَ رَأس الصَّنَم الَّذِي هُنَاكَ ويعلو رَأسه باللالكة وَيَقُول يَا أَبَا الهول أفعل كَذَا افْعَل كَذَا قلت رَأَيْت جمَاعَة من أهل مصر يَعْتَقِدُونَ أَن الشَّمْس إِذا كَانَت فِي الْحمل وَتوجه أحدهم إِلَى أبي الهول وبخر أَمَامه بشكاعا وباذ أورد ووقف أَمَامه وَقَالَ ثلثا وَسِتِّينَ مرّة كَلِمَات يحفظونها وَيَقُول مَعهَا يَا أَبَا الهول أفعل كَذَا فزعموا أَن ذَلِك يتَّفق وُقُوعه وَكَانَ الشَّيْخ قطب الدّين رَحمَه الله كَانَ يفعل ذَلِك أهانة لأبي الهول وعكساً لذَلِك الْمَقْصد الْفَاسِد لِأَن تِلْكَ لَعَلَّهَا تكون تَعْظِيمًا لَهُ ضَرُورَة توفّي الشَّيْخ قطب الدّين سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست ماية وَمن نظمه (إِذا كَانَ أنسى فِي ألتزامي لخلوتي ... وقلبي عَن كل الْبَريَّة خَال)

(فَمَا ضرني من كَانَ لي الدَّهْر قالياً ... وَلَا سرني من كَانَ فِي موَالِي) وَمِنْه (أَلا هَل لهجر العامرية أقصار ... فَيَقْضِي من الوجد المبرح أوطار) (عَسى مَا مضى من خفض عيشى على الْحمى ... يعود فلي فِيهِ نُجُوم وأقمار) (عدمت فُؤَادِي أَن تعلّقت غَيرهَا ... وَأَن زين السلوان لي فَهُوَ غدار) (ولي من دواعي الشوق فِي السخط والرضى ... على الْوَصْل والهجران ناه وأمار) (آآسلو وَفِي الأحشاء من لاعج الجوى ... لهيب أسأَل الرّوح فالصبر منهار) ) أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين شفاها قَالَ سَمِعت عَلَيْهِ الحَدِيث وَله تواليف لَطِيفَة وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن سبعين عَدَاوَة إِذْ كَانَ يُنكر عَلَيْهِ بِمَكَّة كثيرا من أَحْوَاله وَقد صنف فِي الطايفة الَّتِي يسْلك طريقهم ابْن سبعين وَبَدَأَ بالحلاج وَختم بالعفيف التلمساني وَكَانَ مأماً للْمَسَاكِين والفقراء الواردين إِلَى الْقَاهِرَة يعْمل لَهُم سماطا يَأْكُلُون عِنْده ويبرهم ويعين كثيرا مِنْهُم على الْحَج وأنشدني الشَّيْخ قطب الدّين لنَفسِهِ (لما رَأَيْتُك مشرقاً فِي ذاتي ... بدلت من حَالي ذميم صفاتي) (وتوجهت أسرار فكري سجدا ... لجميل مَا واجهت من لحظاتي) (وتلوت من آيَات حسنك سُورَة ... سَارَتْ محاسنها بِجَمِيعِ شتاتي) (وبلوت أحوالي فخلت معبراً ... فِي الصحو عَن سكري بِصدق ثباتي) (وتحولت أَحْوَال سرى فِي العلى ... فعلت على محو وَعَن أثبات) (وتوحدت صِفَتي فرحت مروحاً ... نظرا لما أشهدت من آيَات) (لَا آشتهي أَن اشتهي متنزهاً ... بل أنْتَهى عَن غَفلَة الشَّهَوَات) (لَا أَدعِي عزا لذل قَامَ فِي ... الأشباح من تَأْثِير نعت سماتي) (أَنا أَن ظَهرت فَعَن ظُهُور بواطن ... شهِدت بنطق كَانَ من سكناتي) (من كَانَ يجهل مَا أَقُول عذرته ... فالشمس تخفي فِي دجا الظُّلُمَات) (فدع المعنف والعدول وَقل لَهُ ... الْحق أَبْلَج فأستمع كلماتي) (لَا تأنسن بذاهب من حَاضر ... أَو غايب يَدْعُو إِلَى الغفلات) (لَا تنظرن لغير ذاتك وأسترح ... عَن كل مَا فِي الْكَوْن من طلبات) (نزه مصَادر وردهَا عَن كل مَا ... يلقى بهَا فِي ظلمَة الشُّبُهَات) قلت مَا قَالَ عفيف الدّين التلمساني فِي شعره إِلَّا هَذَا أَو مَا هَذَا يُقَارِبه وَهَذَا هُوَ طَرِيق الْقَوْم الَّذين أنكر عَلَيْهِم وَالله مطلع على النيات وعالم بالخفيات

الصدفي الأشبيلي محمد بن أحمد بن ابرهيم الصدفي الأشبيلي الأديب البارع أبو بكر

3 - (الصَّدَفِي الأشبيلي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم الصَّدَفِي الأشبيلي الأديب البارع أَبُو بكر) أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين شفاها قَالَ الْمَذْكُور لَهُ أشعار كَثِيرَة حَسَنَة وتواشيح وَله قِرَاءَة على الْأُسْتَاذ أبي على الشلوبين بأشبيلية وعَلى غَيره وَله مَعَه حِكَايَة مضحكة مدح الْمُلُوك ورحل عَن الأندلس فَقدم الديار المصرية ومدح بهَا بعض من كَانَ يُوصف بِالْكَرمِ فوصله بنزر يسير) فكر رَاجعا إِلَى الغرب فَتوفي ببرقة وَكَانَ مِمَّن بحث فِي النَّحْو على الْأُسْتَاذ أبي عَليّ أنشدنا لَهُ ابْن عَم أَبِيه الْمجد عِيسَى بن مُحَمَّد بثغر دمياط (مَا بِي موارد حبي بل مصادره ... اللحظ أَوله واللحد آخِره) (أرْسلت طرفِي مرتاداً فطل دمي ... روض من الْحسن مطلول أزاهره) مِنْهَا (يُبَاشر الوشي من أعطافه بشرا ... يكَاد يجرحه قولي يباشره) (هُوَ الرياض وَلَكِن رُبمَا كمنت ... مَكَان حَيَاته مِنْهُ غدايره) قلت هُوَ شعر جيد 3 - (عماد الدّين ابْن الشيرجي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد عماد الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ) عرف بِابْن الشيرجي كَانَ من أَعْيَان الدماشقة وأكابرهم وعدولهم من ذَوي الثروة والوجاهة والرياسة وَهُوَ نَاظر أوقاف سِتّ الشَّام بِدِمَشْق المدرستين والخانقاه سمع الْكثير وَحدث وبيته مَشْهُور بالرياسة والتقدم وَكَانَ عماد الدّين فِيهِ خير وديانة وكرم أَخْلَاق وتواضع وَحسن عشرَة ولي عدَّة ولايات جليلة آخرهَا نظر الخزانة بِدِمَشْق مولده سنة ثلث عشرَة وست ماية وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة ثلث وَثَمَانِينَ وست ماية 3 - (ابْن يمن العرضي مُحَمَّد بِمَ أَحْمد جمال الدّين أَبُو عبد الله) الْمَعْرُوف بِابْن يمن العرضي كَانَ من أكَابِر دمشق من أهل الثروة الطايلة وَلم يكن فِي زَمَانه من يضاهيه فِي كَثْرَة المَال وَله مُرُوءَة وَفِيه تواضع وصدقات فِي السِّرّ أرصد عشْرين ألف دِرْهَم يقرضها درهما بدرهم من غير ربح لمن يقْصد ذَلِك ووقف على غلمانه وَغَيرهم أوقافا حَسَنَة وَجرى فِي تركته خبط كثير من وَلَده شمس الدّين خطيب المزة لِأَنَّهُ أثبت أَشْيَاء تخصه فصودر وأنعكس مقْصده وَذهب لوالده من الدفاين شَيْء كثير وَلم ينْتَفع بِشَيْء مِمَّا خَلفه أَبوهُ وَهلك بعده بِمدَّة يسيرَة وَتُوفِّي وَالِده الْمَذْكُور سلخ جمدى الْآخِرَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وست ماية 3 - (شرف الدّين القناوي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن عَرَفَات القَاضِي شرف الدّين ابْن) أبي المنى القناوي كَانَ شافعياً أديباً كَرِيمًا حسن الصُّورَة والشكل قَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد) الدشناوي وَأَجَازَهُ بالفتوى وَتَوَلَّى الحكم بقنا والخطابة بهَا وَله خطب ونظم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست ماية قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ سريع الْكِتَابَة ثَبت عِنْد القَاضِي بقنا أَنه كتب بِمدَّة وَاحِدَة ماية وَعشْرين سطراً فِي الْبَيْت الأول من قصيدة

النجيب الهمذاني المحدث محمد بن أحمد بن محمد بن المؤيد ابن علي

الحصري الَّتِي أَولهَا (يَا ليل الصب مَتى غده ... أقيام السَّاعَة موعده) قَالَ وَبَلغنِي من جمَاعَة أَنه أنْتَهى فِي الْكِتَابَة بِمدَّة وَاحِدَة إِلَى ثلث ماية سطر أَو مَا يقرب مِنْهَا قلت هَذَا مَا يجىء بِسُرْعَة الْكِتَابَة نعم سرعَة الْكِتَابَة فِي مثل هَذَا جُزْء عِلّة من علل كَثِيرَة وَأورد لَهُ كَمَال الدّين الأدفوي من شعره قَوْله (إِذا عرض الْحَادِي بِطيبَة أَو غَنِي ... أحن إِلَى الْوَادي وأصبو إِلَى المغنى) (أهيم فَمَا أَدْرِي أسجع حمايم ... أم الغيد بالألحان شنفن لي أذنا) مِنْهَا (على نايبات الدَّهْر أَرْجُو مُحَمَّدًا ... يساري فِي الْيُسْرَى يمناي فِي الْيُمْنَى) (مناي من الدُّنْيَا زِيَارَة أَحْمد ... وقصدي فِي الْأُخْرَى شَفَاعَته الْحسنى) 3 - (النجيب الهمذاني الْمُحدث مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد ابْن عَليّ) الْمُحدث نجيب الدّين أَبُو عبد الله الهمذاني الأَصْل الْمصْرِيّ شيخ عَالم فَاضل قَرَأَ بالسبع على ابْن الرماح والْحَدِيث على ابْن باقا وَسمع من أبي البركات ابْن الْجبَاب ومكرم وعَلى بن اسمعيل بن جبارَة وَله أجازة من عفيفة الفارفانية بفائين وَابْن طبرزذ وَصَارَ كَاتبا آخر عمره أَخذ عَنهُ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَالشَّيْخ جمال الدّين الْمزي والبرزالي وَأَبُو عَمْرو بن الظَّاهِرِيّ وَأَبُو مُحَمَّد الْحلَبِي توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست ماية 3 - (بدر الدّين سبط أَمَام الكلاسة مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النجيب الْمُحدث الْمُفِيد بدر الدّين) سبط إِمَام الكلاسة كَانَ شَابًّا فَاضلا ذكياً مليح الْكِتَابَة كثير الفوايد شَدِيد الطّلب سمع بِدِمَشْق وبعلبك وَخرج وَأفَاد وَنسخ الْكثير وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وست ماية 3 - (قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين الخويي مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل ابْن سَعَادَة بن جَعْفَر) قَاضِي الْقُضَاة ذُو الْفُنُون شهَاب الدّين أَبُو عبد الله ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الخويي) الشَّافِعِي قَاضِي دمشق وَابْن قاضيها ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وست ماية وَنَشَأ بهَا واشتغل فِي صغره وَمَات وَالِده وَله أحدى عشرَة سنة فَبَقيَ مُنْقَطِعًا بالعادلية ثمَّ أدمن الدَّرْس والسهر والتكرار مُدَّة بِالْمَدْرَسَةِ وَحفظ عدَّة كتب وعرضها وتنبه وتميز على أقرانه وَسمع فِي صغره من

ابْن اللتي وَابْن المقير والسخاوي وَابْن الصّلاح وَأَجَازَ لَهُ خلق من أَصْبَهَان وبغداذ ومصر الشَّام وَخرج لَهُ تَقِيّ الدّين عبيد الْحَافِظ معجما حافلا وَخرج لَهُ أَبُو الْحجَّاج الْحَافِظ أَرْبَعِينَ متباينة الأسناد وَحدث بِمصْر ودمشق وَأَجَازَ لَهُ عمر بن كرم وَأَبُو حَفْص السهروردي ومحمود بن هندة وَهَذِه الطَّبَقَة ولازم الأشتغال فِي كبره وصنف كتابا كَبِيرا فِي مُجَلد يحتوي على عشْرين علما وَشرح الْفُصُول لِابْنِ معط ونظم عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح والفصيح لثعلب وكفاية المتحفظ وَشرح من أول الملخص للقابسي خَمْسَة عشر حَدِيثا فِي مُجَلد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فَلَو تمّ هَذَا الْكتاب لَكَانَ أكبر من التَّمْهِيد وَأحسن انْتهى وَله مدايح فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وشعره جيد فصيح وَكَانَ على كَثْرَة علومه من الأذكياء الموصوفين وَمن النظار المنصفين يبْحَث بتؤدة وسكينة وَيُحب الذكي وينوه باسمه أَخْبرنِي تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن الشَّيْخ كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الزملكاني رحمهمَا الله تَعَالَى قَالَ قَالَ لي وَالِدي لَو لم يقدر الله تَعَالَى لقَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين ابْن الخويي أَن يجىء إِلَى دمشق قَاضِيا مَا طلع منا فَاضل انْتهى وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق حُلْو المجالسة دينا متصونا صَحِيح الأعتقاد يحب الحَدِيث وَأَهله وَيَقُول أَنا من الطّلبَة درس وَهُوَ شَاب بالدماغية ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس قبل هولاكو قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ثمَّ أنجفل إِلَى الْقَاهِرَة فولى قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه البحري خَاصَّة أقتطع لَهُ من ولَايَة الْوَجِيه البهنسي وَأقَام البهنسي على قَضَاء مصر وَالْوَجْه القبلي إِلَى أَن توفّي وَأَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين قَالَ تولى الْقَضَاء بالمحلة من الغربية ثمَّ تولى قَضَاء الْقَاهِرَة وَمَا ينْسب إِلَيْهَا انْتهى وَتَوَلَّى مَوْضِعه تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز ثمَّ نقل الخوتي إِلَى الشَّام وَمَات الْخضر السنحاري فَجمع قَضَاء الديار المصرية لِابْنِ بنت الْأَعَز وَلما مَاتَ القَاضِي بهاء الدّين ابْن الزكي بِدِمَشْق نقل ابْن الخوتي إِلَيْهَا سمع مِنْهُ ابْن الفرضي وَالشَّيْخ جمال الدّين الْمزي والبرزالي والختي وعلاء الدّين الْمَقْدِسِي والشهاب ابْن النابلسي وروى صَحِيح البُخَارِيّ بالأجازة نوبَة عكا وَسمع مِنْهُ خلق قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين وَسَمعنَا عَلَيْهِ مُسْند الدَّارمِيّ انْتهى وَتُوفِّي فِي بُسْتَان صيف فِيهِ بِالسَّهْمِ يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشْرين شهر رَمَضَان سنة ثلث) وَتِسْعين وست ماية وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفري بَين الصَّلَاتَيْنِ وَدفن عِنْد وَالِده بتربته بِالْجَبَلِ وَكَانَ يعرف من الْعُلُوم التَّفْسِير والأصولين وَالْفِقْه والنحو وَالْخلاف والمعاني وَالْبَيَان والحساب والفرايض والهندسة وَمن شعره (بخفي لطفك كل سوء أتقي ... فأمنن بأرشادي إِلَيْهِ ووفق) (أَحْسَنت فِي الْمَاضِي وَأَنِّي واثق ... بك أَن تجود عَليّ فِيمَا قد بَقِي) (أَنْت الَّذِي أَرْجُو فَمَا لي والورى ... أَن الَّذِي يَرْجُو سواك هُوَ الشقي) وَمِنْه (أما سواك فبابه لَا أطرق ... حسبي كريم جوده متدفق)

كمال الدين ابن ضياء الدين القرطبي محمد بن أحمد كمال الدين بن ضياء الدين القرطبي

(مَا أَن يخَاف بَطل بابك وَاقِف ... ظمأ وبحر نداك طام مغدق) (بحبال جودك لَا يزَال تعلقي ... مَا خَابَ يَوْمًا من بهَا يتَعَلَّق) (بشرى لمن أضحى رجاؤك كنزه ... وَله الوثوق بِأَنَّهُ لَا يملق) 3 - (كَمَال الدّين ابْن ضِيَاء الدّين الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد كَمَال الدّين بن ضِيَاء الدّين الْقُرْطُبِيّ) نَشأ بقنا وَتُوفِّي بهَا سنة ثلث وَتِسْعين وست ماية وَقد تقدم ذكر وَالِده وَابْنه قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ فَاضلا سمع الحَدِيث من الشَّيْخ شرف الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي الْفضل المرسي وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعَلامَة أثير الدّين وَغَيره وَألف تَارِيخا فِي مجلدات وَكَانَت لَهُ رياسة ووجاهة وَكَانَ مبخلا حُكيَ لنا شَيخنَا أثير الدّين قَالَ وَردت قِنَا وَسمعت عَلَيْهِ من أول مُسلم وأمتدحته بقصيدة مِنْهَا (وبيننا نِسْبَة ترعى وَأَن بَعدت ... لكوننا ننتمى فِيهَا لأندلس) 3 - (سعد الدّين الكاساني مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّيْخ سعد الدّين) الكاساني شيخ خانقاه الطاحون كَانَ فَاضلا فِي فنه على رأى الصُّوفِيَّة بَصيرًا بأقوالهم قَرَأَ هُوَ وَالشَّيْخ شمس الدّين الأيكي على الشَّيْخ صدر الدّين القونوي وَهُوَ قَرَأَ على الشَّيْخ محيي الدّين ابْن عَرَبِيّ وَقد شرح قصيدة ابْن الفارض فِي مجلدتين وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست ماية 3 - (التجِيبِي البلشي مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن عَامر بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن حسن) التجِيبِي من أهل بلش حصن بالأندلس مولده سنة ثلث وَعشْرين وست ماية أَخْبرنِي الشَّيْخ) أثير الدّين من لَفظه قَالَ قَرَأَ الْمَذْكُور على عبد الله ابْن مفرج وَالْقَاضِي على بن أبي الْأَحْوَص رَحل من الأندلس واستوطن الْقَاهِرَة وَكَانَ يحضر دروس الْمَالِكِيَّة وينسخ وَهُوَ شيخ ظَاهر الصّلاح وَله أدب وَشعر أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (أَتَانَا الْعِيد فِي مقلوب شلب ... فأفطرنا التأسي والدموعا) (كَذَا شَأْن الْغَرِيب بِكُل أَرض ... إِذا فقد الْأَحِبَّة والربوعا) وأنشدنا لَهُ فِي مليح لَهُ رَقِيب أَحول (بِأبي رشا يحوى مَعَ الأحسان ... ملكية موضوعها أنساني) (أحوى الجفون لَهُ رَقِيب أَحول ... الشَّيْء فِي أدراكه شَيْئَانِ) (يَا ليته ترك الَّذِي أَنا مبصر ... وَهُوَ الْمُخَير فِي الغزال الثَّانِي)

ابن الدراج قاضي سلا محمد بن أحمد بن عمر الأمام أبو عبد الله ابن الدراج التلمساني

3 - (ابْن الدراج قَاضِي سلا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْأَمَام أَبُو عبد الله ابْن الدراج التلمساني) الْأنْصَارِيّ نَشأ بسبتة فَكَفَلَهُ العزفي صَاحبهَا وَكَانَ أحسن أقرانه فِي زَمَانه ولاه أَبُو يَعْقُوب المريني قَضَاء سلا توفّي سنة ثلث وَتِسْعين وست ماية 3 - (القَاضِي جمال الدّين الطَّبَرِيّ قَاضِي مَكَّة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الْمُفْتِي) جمال الدّين ابْن الشَّيْخ الْأَمَام محب الدّين الطَّبَرِيّ قَاضِي مَكَّة روى عَن ابْن الجميزي وَكَانَ متقنا للعربية أَصَابَهُ فالج وَمَات فِي سنة خمس وَتِسْعين وست ماية روى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَله شعر وَهُوَ وَالِد القَاضِي نجم الدّين الطَّبَرِيّ وَقد تقدم وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي الأحمدين 3 - (شمس الدّين الكيشي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف المُصَنّف ذُو الْفُنُون) شمس الدّين الْقرشِي الكيشي مدرس النظامية ببغداذ ولد بكيش سنة خمس عشرَة وَتُوفِّي بشيراز سنة خمس وَتِسْعين وست ماية 3 - (معِين الدّين ابْن الصَّواف الأسكندراني مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عَليّ) بن عبد الْبَاقِي الْعدْل الْخَطِيب معِين الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن الصَّواف الأسكندراني الْمَالِكِي الشُّرُوطِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسمع أَرْبَعِينَ السلَفِي من جده قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قرأتها عَلَيْهِ وَهُوَ أَخُو شَيخنَا شرف) الدّين يحيى وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا يَنُوب فِي خطابة الثغر ويعقد الوثائق توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وست ماية 3 - (زين الدّين ابْن القلانسي أَبُو جلال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد) الرئيس الْفَاضِل زين الدّين أَبُو عبد الله الْعقيلِيّ القلانسي الدِّمَشْقِي الْكَاتِب قَرَأَ الْقُرْآن على السخاوي وَعرض عَلَيْهِ القصيد وَسمع مِنْهُ وَمن عَتيق السَّلمَانِي ومكي بن عَلان وَكَانَ كَاتبا متصرفا فِيهِ دين وَخير وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ جلال الدّين نزيل الْقَاهِرَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأَ لنا ابْن أُخْت ابْن عُصْفُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن نوح بن أَحْمد بن زيد بن مُحَمَّد بن عُصْفُور الأديب الْفَاضِل أَبُو عبد الله الأشبيلي شيخ مطبوع حُلْو المجالسة دمث الْأَخْلَاق متفنن فِي الْآدَاب واللغة وَله نصيب من علم الْقُرْآن والأثر والبلاغة والحساب وَله الْيَد الْبَيْضَاء فِي الشّعْر وَفِيه ديانَة وعفاف أَخذ عَن عُلَمَاء الْمغرب قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين جالسته مَرَّات ولد

شمس الدين الشرواني الصوفي محمد بن أحمد بن صلاح شمس الدين الشرواني الصوفي

بأشبيلية سنة أحدى وثلثين وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست ماية وَهُوَ ابْن أُخْت الْأَمَام ابْن عُصْفُور صَاحب المقرب 3 - (شمس الدّين الشرواني الصُّوفِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَلَاح شمس الدّين الشرواني الصُّوفِي) شيخ الخانقاه الشهابية كَانَ عَارِفًا بالنجوم والأرصاد وَالْأَحْكَام ويقرىء الفلسفة ويشارك فِي بَقِيَّة العقليات أَخْبرنِي الشَّيْخ الْأَمَام شمس الدّين مُحَمَّد بن ابرهيم الْمَعْرُوف بِابْن الْأَكْفَانِيِّ وَقد تقدم قَالَ قَرَأت أشارات الرئيس أبي عَليّ بن سيدنَا على الشَّيْخ شمس الدّين الشرواني الصُّوفِي بخانقاه سعيد السُّعَدَاء دَاخل الْقَاهِرَة أَوَاخِر سنة ثَمَان وَتِسْعين واوايل سنة تسع وَقَالَ لي قرأتها بشرحها على شارحها خواجا نصير الدّين مُحَمَّد الطوسي قَالَ قرأتها على الْأَمَام أثير الدّين الْمفضل الْأَبْهَرِيّ قَالَ قرأتها على الشَّيْخ قطب الدّين ابرهيم الْمصْرِيّ قَالَ قرأتها على الْأَمَام الْمُعظم فَخر الدّين مُحَمَّد الرَّازِيّ قَالَ قرأتها على الشَّيْخ شرف الدّين مُحَمَّد المَسْعُودِيّ قَالَ قرأتها على الشَّيْخ أبي الْفَتْح مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْخيام قَالَ قرأتها على بهمنيار تلميذ الرئيس قَالَ قرأتها على مصنفها الرئيس أبي عَليّ ابْن سينا وَتُوفِّي الشرواني بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء سنة تسع وَتِسْعين وست ماية) 3 - (الْمسند ابْن الْقَزاز مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشَّيْخ المقرىء العابد) الْمسند أَبُو عبد الله الْحَرَّانِي الْقَزاز أَبوهُ الْحَنْبَلِيّ ابْن أُخْت الْمُحدث سراج الدّين ابْن شحانة ولد سنة ثَمَان عشرَة بحران فِيمَا زعم سمع صَحِيح البُخَارِيّ من ابْن روزبه أَو بعضه وَسمع من ابرهيم بن الْخَيْر والمؤتمن بن قميرة وَأبي الْوَقْت الركبدار وَمُحَمّد بن أبي الْبَدْر بن المنى وَعلي بن بكروس وَمُحَمّد ابْن اسمعيل بن الطبال وَتفرد بإشياء وَسمع بِمصْر من ابْن الجميزي وَسمع الصَّحِيح من صَالح المدلجى صَاحب الماموني وَسمع من الضياء ابْن النِّعَال والشرف المرسي وَابْن بَنِينَ وَمُحَمّد بن عبد الله بن ابرهيم المَخْزُومِي وبحلب من ابْن خَلِيل وَكَانَ زاهدا تاليا لكتاب الله صَاحب نَوَادِر ودعابة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنِي أَنه تَلا بِمَكَّة أَزِيد من ألف ختمة وَأَنه اتكأ فِي ميزاب الرَّحْمَة فَتلا فِيهِ ختمة فَلَعَلَّهُ قَرَأَ سُورَة الأخلاص ثلثا وَحدث بِدِمَشْق والحجاز توفّي سنة خمس وَسبع ماية 3 - (ابْن الدباهي مُحَمَّد بن أَحْمد الْقدْوَة الزَّاهِد شمس الدّين مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن أبي نصر الدباهي) البغداذي الْحَنْبَلِيّ كَانَ من أكَابِر التُّجَّار كأبيه ثمَّ تزهد وَلبس عباءة وجاور مُدَّة وتصوف وَلَقي الْمَشَايِخ وَكَانَ ذَا صدق وتأله وأنابة وَله مواعظ نافعة قدم دمشق وَصَحب الشَّيْخ

أبو الوليد أمام محراب المالكية محمد بن أحمد بن قاضي الجماعة أبو الوليد ابن أبي عمر

تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَكَانَ قوالا بِالْحَقِّ وَفِيه صِفَات حميدة يغبط عَلَيْهَا توفّي سنة أحدى عشرَة وَسبع ماية 3 - (أَبُو الْوَلِيد أَمَام محراب الْمَالِكِيَّة مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاضِي الْجَمَاعَة أَبُو الْوَلِيد ابْن أبي عمر) بن مُحَمَّد بن عبد الله بن القَاضِي أبي جَعْفَر بن الْحَاج التجِيبِي الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الأشبيلي الْمَالِكِي نزيل دمشق أَمَام محراب الْمَالِكِيَّة بِجَامِع بني أُميَّة ولد سنة ثَمَان وثلثين وَمَات أَبوهُ وجده كِلَاهُمَا عَام أحد وَأَرْبَعين وَورث مَالا جزيلا فتمحق بمصادرة السُّلْطَان ابْن الْأَحْمَر لَهُ أَخذ لَهُ فِي وَقت عشْرين ألف دِينَار وعدمت لَهُ كتب جليلة وَنَشَأ يَتِيما فِي حجر أمه وتحولوا إِلَى شريش ثمَّ غرناطة ثمَّ شب وَقدم تونس وسكنها خمس سِنِين ثمَّ رَحل بولديه أَمَامِي الْمَالِكِيَّة إِلَى دمشق فسكنوها وسمعوا من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَذكر لنيابة الْقَضَاء فأمتنع نسخ عدَّة كتب وَكَانَ وقوراً منور الشيبة حسن الْفَضِيلَة متين الدّيانَة منقبضا عَن النَّاس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سَمِعت عَلَيْهِ حَدِيثا وَاحِدًا وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَسبع ماية وَكَانَت لَهُ جَنَازَة مَشْهُودَة) عز الدّين قَاضِي الكرك مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم القَاضِي عز الدّين الأميوطي الشَّافِعِي حكم بالكرك ثلثين سنة تفقه على ضِيَاء الدّين ابْن عبد الرَّحِيم والنصر ابْن الطباخ وَأخذ أَيْضا مَذْهَب مَالك عَن ابْن الأبياري قَاضِي الثغر وَبحث عَلَيْهِ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَقَرَأَ بالسبع على النُّور الكفتي والمكين الأسمر وَجَمَاعَة وتصدر للأقراء وَتخرج بِهِ فُقَهَاء وَكَانَ من جلة الْعلمَاء وَفِيه ورع كمل خَمْسَة وَسبعين عَاما وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَسبع ماية 3 - (بدر الدّين ابْن الْعَطَّار مُحَمَّد بن أَحْمد) القَاضِي بدر الدّين ابْن الْعَطَّار توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع ماية وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده كَمَال الدّين أَن شَاءَ الله تَعَالَى فِي الأحمدين 3 - (مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان الْعَسْقَلَانِي القَاضِي فتح الدّين) ولي الْقَضَاء بصفد ورأيته مَرَّات وَلم أجتمع بِهِ غزل بِهِ القَاضِي شرف الدّين النهاوندي وَعَاد فتح الدّين إِلَى الْقَاهِرَة فِيمَا بعد وَهُوَ من بَيت علم أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ ثمَّ ولي الْقَضَاء باشموم وَله نظم ونثر ومولده فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست ماية أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ (تظافر الْمَوْت والغلاء ... هَذَا لعمري هُوَ الْبلَاء) (وَالنَّاس فِي غَفلَة وَجَهل ... لَو فطن النَّاس مَا أساءوا)

البجدي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي الشيخ الصالح الخير المقرىء

وأنشدني لنَفسِهِ وَقد أهدي إِلَيْهِ بسر غليظ النَّوَى رَقِيق الْجلد (أرْسلت لي بسراً حَقِيقَته نوى ... عَار فَلَيْسَ لجسمه جِلْبَاب) (وَإِذا تَبَاعَدت الجسوم فودنا ... بَاقٍ وَنحن على النَّوَى أحباب) وأنشدني لنَفسِهِ (أَنِّي لأوثر أَن أرا ... ك وَلست أوثر أَن تراني) (علما بِأَنِّي فِي السما ... ع أجل مني فِي العيان) وأنشدني لنَفسِهِ فِي مليح مُحدث (علقته مُحدثا ... شرد عَن عَيْني الوسن) (حَدِيثه وَوَجهه ... كِلَاهُمَا عِنْدِي حسن) وأنشدني لنَفسِهِ) (يَا أَيهَا الْمولى الْوَزير الذ ... ي أفضاله أوجب تفضيله) (أَحْسَنت إِجْمَالا وَلم ترض ... بالإجمال إِذْ أرْسلت تَفْصِيله) قلت شعر جيد فِيهِ قُوَّة ولطف 3 - (البجدي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الشَّيْخ الصَّالح الْخَيْر المقرىء) أَبُو عبد الله البجدي بتَشْديد الْجِيم الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ سمعُوا مِنْهُ قَدِيما فِي حَيَاة ابْن عبد الدايم ثلاثيات البُخَارِيّ مَرَّات عَن ابْن الزبيدِيّ ثمَّ ترددوا فِيهِ فَسَأَلَهُ شمس الدّين سنة ثلث وَسبع ماية بِكفْر بَطنا عَن جلية الْأَمر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فَذكر مَا يَقْتَضِي أَن مولده سنة سِتّ وثلثين وَأَنه من أَقْرَان عبد الله بن الشَّيْخ وَقَالَ كَانَ لي أَخ أُسَمِّهِ اسمى ذَاك من أَقْرَان القَاضِي تَقِيّ الدّين سليمن مَاتَ صَبيا وَسمع من المرسي وخطيب مردا وابرهيم ابْن خَلِيل وَأَجَازَ لَهُ الْكثير مِنْهُم عبد اللَّطِيف بن القبيطي وَعلي بن أبي الفخار وكريمة القرشية وَطَالَ عمره وروى الْكثير وَكَانَ ذَا نصيب من صَلَاة وتأله وتواضع وقناعة وبجد قَرْيَة من الزبداني وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية 3 - (الْمسند الصايغ المقرىء مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عَليّ ابْن سَالم بن مكي الْخَطِيب) شيخ الْقُرَّاء ومسندهم تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَشْهُور بالصايغ ولد سنة سِتّ وثلثين وتلا بعدة كتب على الْكَمَال الضَّرِير والكمال ابْن فَارس والتقي النَّاشِرِيّ وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وَجَمَاعَة وَأعَاد بالطيبرسية وَغَيرهَا وَكَانَ شَاهدا عاقداً خيرا صَالحا

المسند شمس الدين ابن الزراد محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء الشيخ المسند الرحلة الصدوق

متواضعاً صَاحب فنون صحب الرضى الشاطبي مُدَّة وتضلع من اللُّغَة وَسمع صَحِيح مُسلم من ابْن الْبُرْهَان وَكَانَ يدْرِي القراآت ويعلل ويناظر صنف خطبا للْجمع وابتدأ كل خطْبَة بعلامة قَاض وجودهَا وَكتب الختمة فِي سَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا وتلا عَلَيْهِ أيمة مثل الْبُرْهَان الحكري وأسمعيل العجمي وَابْن غَدِير وَأبي اسحق الرَّشِيدِيّ وَالْجمال ابْن عَوْسَجَة وتاج الدّين ابْن مَكْتُوم وعَلى الْحلَبِي الضَّرِير وَعوض السَّعْدِيّ وَمُحَمّد ابْن الزمرذي وَأبي الْعَبَّاس العكبري النَّحْوِيّ وَالْقَاضِي بهاء الدّين ابْن عقيل وَالشَّمْس العزب وَخلق سواهُم توفّي سنة خمس وَعشْرين وَسبع ماية 3 - (الْمسند شمس الدّين ابْن الزراد مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الهيجاء الشَّيْخ الْمسند الرحلة الصدوق) شمس الدّين أَبُو عبد الله الصَّالِحِي ابْن الزراد الحريري) ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسمع بعد الْخَمِيس من الْبَلْخِي وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي وأخيه والعماد بن النّحاس واليلداني والصدر الْبكْرِيّ وخطيب مردا وابرهيم بن خَلِيل والفقيه اليونيني وعدة وَسمع الْكتب الْكِبَار وَتفرد وَرُوِيَ الْكثير خرج لَهُ الشَّيْخ الدّين مشيخة وَكَانَ دينا متواضعا يتجبر ويرتفق ثمَّ ضعف حَاله وافتقر وساء ذهنه قبل مَوته وتبلغم وَكَانَ لَهُ نظم 3 - (تَاج الدّين ابْن قدس مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن قدس تَاج الدّين الأرمنتي) كَانَ مقرئاً فَاضلا وَكَانَ أَمَام الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة بِالْقَاهِرَةِ توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود السَّبع ماية من شعره (قد قلت أذ لج فِي معاتبتي ... وَظن أَن الملال من قبلي) (خدك ذَا الْأَشْعَرِيّ حنفني ... وَكَانَ من أَحْمد الْمذَاهب لي) (حسنك مَا زَالَ شَافِعِيّ أبدا ... يَا مالكي كَيفَ صرت معتزلي) وَمِنْه (احفظ لسَانك لَا أَقُول فَإِن أقل ... فنصيحة تخفي على الْجلاس) (وأعيذ نَفسِي من هجايك فَالَّذِي ... يهجي يكون مُعظما فِي النَّاس) 3 - (المصغوني مُحَمَّد بن أَحْمد بن فتوح الْمُحدث الْعَالم أَبُو الْفضل) المصغوني بِالْمِيم وَالصَّاد الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة وواو بعْدهَا نون وياء النِّسْبَة الأسكندراني قدم دمشق وَطلب الحَدِيث سنة ثلث عشرَة وَسبع ماية وَقَرَأَ الصَّحِيح على بنت المنجا وَسمع من القَاضِي تَقِيّ الدّين وطايفة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ذاكرته وعلقت عَنهُ شَيْئا وَكَانَ دينا عَاقِلا فَاضلا ولد قبل الثَّمَانِينَ وست ماية وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وَسبع ماية وَحدث عَن التَّاج الغرافي

كمال الدين الجعفري محمد بن أحمد بن يعقوب الأمام الفقيه

3 - (كَمَال الدّين الْجَعْفَرِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب الْأَمَام الْفَقِيه) كَمَال الدّين أَبُو عبد الله الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي الدِّمَشْقِي الْكَاتِب ولد سنة نَيف وَسبع ماية وَطلب الحَدِيث فِي وَقت وَدَار على الشُّيُوخ وَكتب الطباق سمع من الحجار والعفيف الْآمِدِيّ وَله محفوظات وَكَانَ توجه لكتابة الدرج بالرحبة ووكالة بَيت المَال بهَا بعدِي فِي سنة أحدى وثلثين وَسبع ماية وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ حضر إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى ثغر جعبر كَاتب درج أَيْضا وَأقَام مديدة ثمَّ حضر إِلَى دمشق وباشر فِي ديوَان الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى ثمَّ) توجه إِلَى مصر وباشر فِي ديوَان الأسرى بِدِمَشْق وَبِيَدِهِ فقاهات فِي الْمدَارِس وَلما كَانَ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي أواخرها دخل ديوَان الأنشاء بِدِمَشْق فِي آخر أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (المعمر ابْن مَنْعَة مُحَمَّد بن مَنْعَة بالنُّون الساكنة وَالْعين الْمُهْملَة ابْن مطرف بن طريف) القنوى ثمَّ الصَّالِحِي الشَّيْخ الصَّالح المعمر شمس الدّين أَبُو يُوسُف مولده سنة خمس وثلثين وَسمع من عبد الْحق بن خلف جُزْء ابْن عَرَفَة حضورا وَسمع من ابْن قميرة أَن شَاءَ الله والمرسي واليلداني وَأَجَازَ لَهُ ابْن يعِيش النَّحْوِيّ والحافظ الضياء وابرهيم ابْن الخشوعي وَحدث بالكثير قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ خيرا أَمينا مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَسبع ماية وَله اثْنَتَانِ وَتسْعُونَ سنة وَكَانَ يعرف مضيه للسماع من ابْن قميرة بدرب السوسى وَإِنَّمَا لم يجْزم لِأَن لَهُ أَخَوَيْنِ بإسمه 3 - (عز الدّين ابْن القلانسي الْمُحْتَسب مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن مَحْمُود) القَاضِي عز الدّين ابْن القلانسي الْعقيلِيّ نَاظر الخزانة ومحتسب دمشق توفّي سنة سِتّ وثلثين وَسبع ماية وَكَانَ يرجع إِلَى سُكُون وَدين وخمد فِي مباشراته وَلما شهد الْجَمَاعَة بِأَن الصاحب شمس الدّين غبريال إِنَّمَا عمر أملاكه من بَيت المَال لِأَنَّهُ كَانَ فَقِيرا طلب ليشهد بذلك فأمتنع وَقَالَ كَيفَ أشهد بذلك وَهُوَ فِي كل شهر يصرف لَهُ جامكية وَغَيرهَا من بَيت المَال بمبلغ عشرَة آلَاف دِرْهَم وَله هَذِه الْمدَّة الطَّوِيلَة الزمانية يتَنَاوَل ذَلِك وَمن كَانَ كَذَلِك مَا يكون فَقِيرا وَلم يشْهد فَقيل لَهُ أَنَّك تعزل من وظايفك فَلم يُوَافق وعزل وَلم يشْهد وَلما بلغ السُّلْطَان ذَلِك أعجبه دينه وَلم يحل وقف أَمْلَاك الصاحب 3 - (القَاضِي شمس الدّين ابْن القماح مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم ابْن حيدرة بن عَليّ الْقرشِي) الْمصْرِيّ هُوَ القَاضِي الْأَمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن القماح الشَّافِعِي سمع من أبي أسحق ابرهيم بن عمر بن مُضر صَحِيح مُسلم إِلَّا قَلِيلا وَمن النجيب عبد اللَّطِيف والعز عبد الْعَزِيز ابْني عبد الْمُنعم بن عَليّ بن الصيقل الْحَرَّانِي وَعبد الرَّحِيم بن يُوسُف ابْن خطيب

تاج الدين الدشناوي الشافعي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ابن محمد

المزة وقاضي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين الشَّافِعِي فِي آخَرين وَحدث وتفقه وبرع) وَأعَاد وَأفْتى وناب فِي الحكم على بَاب الْجَامِع الصَّالِحِي بِظَاهِر الْقَاهِرَة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الْمُجَاورَة لقبر الْأَمَام الشَّافِعِي بالقرافة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ آيَة فِي حفظ الْقُرْآن الْكَرِيم وَفِي الذكاء مشطوراً فِي الْفَتَاوَى وناب عَن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة فِي تدريس الكاملية مُدَّة غيبته فِي الْحجاز وَجمع مجاميع مفيدة وعَلى ذهنه وفيات وتواريخ وحكايات ونوادر مولده سنة سِتّ وَخمسين وست ماية قلت أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية 3 - (تَاج الدّين الدشناوي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد) تَاج الدّين ابْن الشَّيْخ جلال الدّين الدشناوي محتداً القوصي مولداً وداراً ووفاة عَالم فَاضل مُحدث أديب شَاعِر كريم الْأَخْلَاق طيب الْعشْرَة قوي الْجنان فصيح اللِّسَان قَرَأَ القراآت على الشَّيْخ نجم الدّين عبد السَّلَام بن حفاظ وَسمع على الْمُنْذِرِيّ وعَلى الرشيد الْعَطَّار وتقي الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد والحافظ الدمياطي وَغَيرهم وَحدث بقوص ومصر والقاهرة والأسكندرية وَسمع مِنْهُ ابْن سيد النَّاس فتح الدّين وَالشَّيْخ عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور وفخر الدّين عُثْمَان النويري الْمَالِكِي وسراج الدّين عبد اللَّطِيف بن الكويك وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ مجد الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَعَن وَالِده جلال الدّين الدشناوي وَالشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي ودرس بالفاضلية بِالْقَاهِرَةِ نِيَابَة عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ودرس بالعزية بِظَاهِر قوص والمدرسة النجمية والمدرسة السِّرَاجِيَّة وَأفْتى وَحدث مولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَنْشدني شَيخنَا تَاج الدّين قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين التّونسِيّ (أَصْبِر على حَادِثَة أَقبلت ... فَهِيَ سَوَاء وَالَّتِي ولت) (وأرهف الْعَزْم فَلَيْسَ الظبي ... تفري وتبري كَالَّتِي كلت) قَالَ فنظمت هَذِه الأبيات وأنشدتها للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فاستحسنها وَهِي (لَيْت يدا صدت حبيباً أَتَى ... للوصل يشفي غلتي غلت) (قضيت قدماً مَعَه عيشة ... يَا لَيْت فِيهَا مدتي مدت) (لَو لم أَرض نَفسِي بصبر غَدا ... سَاعَة صد جنتي جنت) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ) (الشين فِي الشَّيْخ من شرب غَدا كدرا ... فَلم تعفه نفوس الغانيات سدى) (وَالْيَاء من يأس أَن تصبوا إِلَيْهِ وَقد ... بَدَت لَهَا لحْمَة من شَيْبه وسدى) (وَالْخَاء من خوف أَن تقضي لَهُ فترى ... مَا أَبيض من شعره فِي جيدها مسدا)

الشيخ محمد ابن تمام محمد بن أحمد بن تمام بن كيسان أبو عبد الله الصالحي الحنبلي

قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين وَمِمَّا نظمته أَنا فِي ذَلِك قولي (الشين فِي الشَّيْخ من شين الم بِهِ ... وَالْيَاء يأس من اللَّذَّات والهمم) (وَالْخَاء من خامر الْجِسْم الصَّحِيح أَذَى ... يقصي قواه ويدنيه من الْعَدَم) وَمن شعر الشَّيْخ تَاج الدّين (وَلَوْلَا رجاي أَن شملي بعد مَا ... تشَتت بالبين المشت سيجمع) (لما بقيت مني بقايا حشاشة ... تحال على طيف الخيال فتقنع) وَمِنْه (عجزت عَن قصَّة الطَّبِيب وَعَن ... قصَّة أَخذ الشَّرَاب أَن وَصفه) (وَالْحَال أبدت لمن تميزها ... تَعَجبا سَاءَ مصدرا وَصفه) 3 - (الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن تَمام مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن كيسَان أَبُو عبد الله الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ) الْخياط هُوَ الشَّيْخ الْبركَة أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام ولد بطرِيق الْحَج سنة أحدى وَخمسين وست ماية وَسمع سنة سِتّ وَخمسين من عمر بن عوة التَّاجِر وَتَمام السروري وَمن ابْن عبد الدايم وَعبد الْوَهَّاب ابْن مُحَمَّد وَمن وَالِده عَن الْقزْوِينِي خرج لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين مشيخة فِي جُزْء ضخم وَسمع مِنْهُ خلق كثير واشتهر بالصلاح والتواضع وَطَالَ عمره وَحدث أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ يرتزق من خياطَة الخام وَمِمَّا يفتح عَلَيْهِ وَيطْعم ويؤثر وَكَانَ مليح الْوَجْه بساما لين الْكَلِمَة أمارا بِالْمَعْرُوفِ لَهُ وَقع فِي لقلوب ومحبة فِي الصُّدُور نَشأ فِي تصون وعفاف وتفقه قَلِيلا وَصَحب الأخيار كالشيخ شمس الدّين ابْن الْكَمَال ورافق الْأَمَام شمس الدّين ابْن مُسلم وَالشَّيْخ عَليّ بن نَفِيس وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يُكرمهُ ويزوره وَيذْهب هُوَ إِلَيْهِ ويشفع عِنْده ومتع بحواسه وابطأ شَيْبه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين روى لنا عَن المؤتمن بن قميرة وَتُوفِّي فِي ثَالِث عشر ربيع الأول سنة أحدى وَأَرْبَعين وَسبع ماية بِمَنْزِلَة وشيعه خلق عَظِيم وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عبد الله بن تَمام الأديب الْفَاضِل وَسَيَأْتِي ذكره أَن شَاءَ الله تَعَالَى قلت وَقد أجَاز لي أَيْضا بِخَطِّهِ فِي سنة تسع) وَعشْرين وَسبع ماية بِدِمَشْق 3 - (مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الفارقي الشَّيْخ بدر الدّين ابْن الصَّدْر شمس) الدّين أجَاز لي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم بن حيدرة

ابْن المنجا نَاظر الْجَامِع مُحَمَّد بن أَحْمد بن المنجا الشَّيْخ عز الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين التنوخي الْحَنْبَلِيّ نَاظر الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق وَابْن عَم قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين الْحَنْبَلِيّ حسن الشكل والعمة تَامّ الْقَامَة ريض الْأَخْلَاق بسام الثغر فِيهِ رياسة وَسُكُون وَكَانَ جمَاعَة للكتب اقتني مِنْهَا شَيْئا كثيرا وَكَانَ يمِيل إِلَى الشَّافِعِيَّة ويؤثرهم ويحبهم عزل من الْجَامِع بعد مَا كمل عِمَارَته وَعمارَة المأذنة الشرقية وَغَيرهَا من أوقاف الْجَامِع من أحسن مَا يكون وَبَقِي بطالا مُدَّة ثمَّ أَنه تولى الْحِسْبَة بِدِمَشْق فباشرها قَلِيلا قَرِيبا من خَمْسَة أشهر وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي عشْرين جمدى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَخلف عَلَيْهِ ديوناً كَثِيرَة لم تف بهَا التَّرِكَة ابْن الفوية مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الأسكندراني الصُّوفِي شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الفوية أجتمعت بِهِ غير مرّة بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي طاعون مصر وَكَانَ قد نسك آخر عمره وأنشدني كثيرا من شعره فَمن ذَلِك قَوْله (لي أم من أصلح النَّاس تَدْعُو ... لي رب السَّمَاء سرا وجهرا) (جعل الله كل يابسة يَا ... نور عَيْني بَين كفيك خضرًا) (فأستجيب الدُّعَاء فِي وَمَا ر ... دت يداها من الْمَوَاهِب صفرا) (فَلِذَا لَا أفِيق ظهرا وعصراً ... سكرة لَا وَلَا عشَاء وفجرا) وأنشدني أَيْضا لَهُ (أعجامنا قد أَصبَحت قُلُوبهم ... وجدا يحب الخانقات خافقه) (لَا تعجبوا فَكل كلب نابح ... وَلَا يحب الْكَلْب إِلَّا خائفه) وأنشدني لَهُ أَيْضا وَقَالُوا الشَّيْخ مجد الدّين شيخ الْجَهَالَة والبلاده فَقلت واوحد فِي اللياط وَفِي القياده وزيدوا أَن أردتم وَشَيخ النحس زَاده) كتب الْمولى جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة إِلَى شمس الدّين ابْن الفوية (واحربا من سوالف الخشف ... والنواعس الوطف) كم لَك يَا خشف من فَتى وامق لنون صدغيك يعبد الْخَالِق

يَا لَكمَا من رشا وَمن عاشق (من ذَا وَمن نون صدغ ذَا قل فِي ... عَابِد على حرف) سكنت عِنْدِي بَيْتا هُوَ الْقلب وغبت عَن ناظري فَلَا عتب يفديك يَا بدر هايم صب (بمنزل الْقلب مِنْهُ تستكفي ... لَا بمنزل الطّرف) جَادَتْ جفوني بالأدمع الْحمر جود ابْن فضل الأله بالتبر لله مِنْهُ جواد ذَا الدَّهْر (يمسك جود الحيا عَن الوكف ... وَهُوَ جايد الْكَفّ) أنظر لآثار مجده العالي وصنعه بالعدى وبالمال صَنْعَة نَحْو بديعة الْحَال (فَالْمَال نَحْو العفاة للصرف ... والعداة للحذف) ختام ذكر الْعلي بِهِ مسك وان لَفْظِي لفضله سلك وصفي وجدواه لَيْسَ يَنْفَكّ فَلَيْسَ يخلى يدايمن عرفأو علاهُ من وصف وأغيد زَارَهُ مخالفه وَعَاد بعد الجفا يساعفه وَقَالَ لما مَشى يكاثفه) (أصبح بعد الْجفَاء وَالْخلف ... كالطراز على كَتِفي) فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك (زهر أم الزهر يَانِع القطف ... من كمايم السجف) رياض حسن قد راضها الدل من ورد خد فِيهِ الحيا طل وآس صدغ فِيهِ الحيا ظلّ (كَفَفْت عَن هصر زهرها كفي ... إِذْ رعيت بالطرف)

ابن جابر محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الضرير أبو عبد الله الهواري المريي

من لي ببدر حشاشتي أفقه يزِيدهُ حسن وَجهه طلقه لَو جال فِي سمع عاذلي نطقه (لقَالَ فِيهِ بالصوت والحرف ... عاذلي بِلَا خلف) قلت وصدغ فِي الخد قد عقرب ونمل ذَاك العذار فِيهِ دب وَحسنه فِي طرازه الْمَذْهَب (يَا وَاو صدغ من لين الْعَطف ... هَل أتيت للْعَطْف) قَالَ وأبدي ابتسامه درا أَعْطَيْت نظم الْجمال والنثرا ونطقه فأتخذتهم ثغرا (وصنتهم فِي مَوَاضِع الرشف ... لَا مَوَاضِع الشنف) أشرف يَا بني نباتة الْأَدَب وَقد نشا فِي القريض والخطب فهم وَلَو لم يضمهم نسب (بَينهم نِسْبَة من الظّرْف ... وَالْبَيَان واللطف) وغادة دون حسنها الْوَصْف يثقلها عِنْد خطوها الردف) قَالَت وأمواج ردفها تطفو (هَذَا الثقيل ردفي يعْتَمد خَلْفي ... أَمْشِي يَنْقَطِع خَلْفي) 3 - (ابْن جَابر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَابر الأندلسي الضَّرِير أَبُو عبد الله الهواري المريي) عرف بِابْن جَابر قدم إِلَى دمشق وَسمع بهَا على أَشْيَاخ عصره وَتوجه من دمشق إِلَى حلب فِي أخريات سنة ثلث وَأَرْبَعين وَسبع ماية أجتمعت بِهِ وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة ثمانٍ وَتِسْعين وست ماية بالمرية وَقَرَأَ الْقُرْآن والنحو على أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْعَيْش وَالْفِقْه لمَالِك رَضِي الله عَنهُ عَليّ أبي عبد الله مُحَمَّد بن سعيد الرندي وَسمع عَليّ أبي عبد الله مُحَمَّد الزواوي صَحِيح البُخَارِيّ غير كَامِل وينظم الشّعْر جيدا وأنشدني شَيْئا من شعره وَكتب إِلَيّ يستجيزني

(أَن البراعة لفظ أَنْت مَعْنَاهُ ... وكل شَيْء بديع أَنْت مَعْنَاهُ) (أنشاد نظمك أشهى عِنْد سامعه ... من نظم غَيْرك لَو أسحق غناهُ) (تحجب الشّعْر عَن قوم وَقد جهدوا ... وَعِنْدنَا جِئْته أبدي محياه) (أتيت مِنْهُ بِمثل الرَّوْض مُبْتَسِمًا ... فَلَو تكلم زهر الرَّوْض حَيَّاهُ) (حجرت بعد ابْن حجر أَن يحوز فَتى ... محَاسِن الشّعْر إِلَّا كنت أَيَّاهُ) (وَهل خَلِيل إِذا عدت محاسنه ... إِلَّا حبيب إِذا عدت مزاياه) (إِذا المعري رامت ذكره بلد ... قُلْنَا لَهَا الصَّفَدِي الْيَوْم أنساه) (أَعْلَام كل بديع راق سامعه ... أَعْلَام فجر تلقهن كَفاهُ) (مَا لَذَّة السّمع إِلَّا من فوايده ... وَلَا لفض ختام الْعلم إِلَّا هُوَ) (يَا مشبه الْبَحْر فِيمَا حَاز من دُرَر ... لَكِن وردك عذب أَن وردناه) (حليت أسماعنا بالدر مِنْك وَمَا ... كَمَال ذَلِك إِلَّا أَن روينَاهُ) (تِلْكَ الذخاير أولى مَا نسير بهَا ... للغرب مغربة فِيمَا سمعناه) (كَذَا الْكَوَاكِب شَرق الأَرْض مطْلعهَا ... وَكلهَا أبدا للغرب مسراه) (أَن ابْن جَابر أَن تسأله معرفَة ... مُحَمَّد عِنْد من نَادَى فَسَماهُ) (لما عمرت مجَال السّمع مِنْهُ بِمَا ... لَو جال فِي سمع ملحود لأحياه) (وأفاكم مستجيزاً والأجازة من ... أمثالك الْيَوْم أحدى مَا سألناه) ) (فألفظ مجيزاً لنا مَا صغت من كلم ... يُنَازع الرَّوْض مرآه ورياه) (نظم ونثر يهز السامعين لَهُ ... لَو صِيغ للدر حلى كَانَ أَيَّاهُ) (أجازة شملت مَا قد رويت وَمَا ... الفت يَا نخبة فِيمَن رَأَيْنَاهُ) (فعش لنظم الْمعَانِي فِي مواقعها ... وَدم لوارف عز طَابَ مجناه) فَكتبت لَهُ أجازة صدرتها بِقَوْلِي (يَا فَاضلا كرمت فِينَا سجاياه ... وخصنا باللآلى من هداياه) (خصصتني بقريض شف جوهره ... لما تألق مِنْهُ نور مَعْنَاهُ) (من كل بَيت مبانيه مشيدة ... كم من خبايا معَان فِي زواياه) (إِذا أديرت قوافيه وَقد ثمل ال ... نديم أغنته عَن رَاح تعاطاه) (وَغير مستنكر من أهل أندلس ... لطف إِذا هَب من روض عَرفْنَاهُ) (هم فوارس ميدان البلاغة فِي ... يَوْم الفصاحة أَن خطوا وَأَن فاهو) (إيه تفضلت بالنظم البديع فَمَا ... أَعْلَاهُ عِنْدِي من عقد وأغلاه)

بدر الدين ابن بصخان محمد بن أحمد بن بصخان بفتح الباء الموحدة وسكون الصاد المهملة

(أَقْسَمت لَو سمعته أذن ذِي حزن ... فِي الدَّهْر الهمه البشري والهاه) (أَشرت فِيهِ بِأَمْر مَا أقابله ... إِلَّا بِطَاعَة عبد خَافَ مَوْلَاهُ) (وَلست أَهلا لِأَن تروى فضايح مَا ... عِنْدِي لِأَنِّي من التَّقْصِير أخشاه) (وَلَيْسَ إِلَّا الَّذِي ترضاه فأرو عَن ال ... مَمْلُوك مَا رحت تهواه وترضاه) 3 - (بدر الدّين ابْن بصخان مُحَمَّد بن أَحْمد بن بصخان بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الصَّاد الْمُهْملَة) وَبعد الْخَاء الْمُعْجَمَة ألف وَنون ابْن عيد الدولة الْأَمَام شيخ الْقُرَّاء بدر الدّين أَبُو عبد الله ابْن السراج الدِّمَشْقِي المقرىء النَّحْوِيّ ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست ماية وَسمع الْكثير بعد الثَّمَانِينَ من أبي أسحق اللمتوني والعز ابْن الْفراء والأمام عز الدّين الفاروثي وطايفة وعني بالقراآت سنة تسعين وَبعدهَا فَقَرَأَ للحرميين وَأبي عمر عَليّ رَضِي الدّين ابْن دبوقا وَلابْن عَامر على جمال الدّين الفاضلي وَلم يكمل عَلَيْهِ ختمة الْجمع ثمَّ كمل على الدمياطي وبرهان الدّين الأسكندراني وتلا لعاصم ختمة على الْخَطِيب شرف الدّين الْفَزارِيّ ولازمه مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح القصيد لأبي شامة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وترددنا جَمِيعًا إِلَى الشَّيْخ الْمجد عَلَيْهِ فِي القصيد ثمَّ حج غير مرّة وانجفل عَام سبع ماية إِلَى مصر) وَجلسَ فِي حَانُوت تَاجِرًا قبل على الْعَرَبيَّة فأحكم كثيرا مِنْهَا وَقدم دمشق بعد سنة أَعْوَام وتصدي لأقراء القراآت والنحو وقصده الطّلبَة وَظَهَرت فضايله وبهرت معارفه وَبعد صيته ثمَّ أَنه اقْرَأ لأبي عَمْرو بأدغام الْحمير لتركبوها وبابه وَرَآهُ سايغاً فِي الْعَرَبيَّة وَالْتزم أخراجه من القصيد وصمم على ذَلِك مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لم يقل بِهِ أحد وَقَالَ أَنا قد أذن لي فِي الْأَقْرَاء بِمَا فِي القصيدة وَهَذَا يخرج مِنْهَا فَقَامَ عَلَيْهِ شَيخنَا الْمجد وَابْن الزملكاني وَغَيرهمَا فَطَلَبه قَاضِي الْقُضَاة ابْن صصري بحضورهم وراجعوه وباحثوه فَلم ينْتَه فَمَنعه الْحَاكِم من الْأَقْرَاء بذلك وَأمره بموافقة الْجُمْهُور فتألم وأمتنع من الْأَقْرَاء جملَة ثمَّ أَنه أستخار الله تَعَالَى فِي الْأَقْرَاء بالجامع وَجلسَ للأفادة فأزدحم عَلَيْهِ المقرئون وَأخذُوا عَنهُ واقرأ الْعَرَبيَّة وَله ملك يقوم بمصالحه وَلم يتَنَاوَل من الْجِهَات درهما وَلَا طلب جِهَة مَعَ كَمَال أَهْلِيَّته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وذهنه متوسط لَا بَأْس بِهِ ثمَّ ولي بِلَا طلب مشيخة التربة الصالحية بعد مجد الدّين التّونسِيّ بِحكم أَنه اقْرَأ من بِدِمَشْق فِي زَمَانه قلت وَأشهر عَنهُ أَنه لَا يَأْكُل إِلَّا اللَّحْم مصلوقة والحلاوة السكرية لَا غير وَلم يَأْكُل المشمش عمره وَمن شعره فِي المشمش (قد كسر المشمش قلبِي وَلم ... أكسر لَهُ مُنْذُ أَتَى قلبا) (لسعره الغالي وعسري مَعًا ... وأستحي أَن القط الحبا)

ابن عبد الهادي الحنبلي محمد بن أحمد بن عبد الهادي ابن عبد الحميد بن عبد الهادي بن

وَكَانَ يدْخل الْحمام وعَلى رَأسه قبع لباد غليظ فَإِذا تغسل رَفعه وَإِذا بَطل قلب المَاء أَعَادَهُ فأورثه ذَلِك ضعفا فِي الْبَصَر وَكَانَ لَهُ قعدد فِي جُلُوسه ومشيته لَا يتنخم وَلَا يبصق إِذا كَانَ جَالِسا للأقراء وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى خَامِس ذِي الْحجَّة سنة ثلث وَأَرْبَعين وَسبع ماية بِدِمَشْق وَكَانَ حسن البزة والعمة منور الشيبة طيب النغمة جيد الْأَدَاء أَنْشدني شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْخياط قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (كلما أخترت أَن ترى يُوسُف الْحس ... ن فَخذ فِي يَمِينك الْمرْآة) (وأنظرا فِي صفايها تبصرته ... وأعذراً من لأجل ذَا الْحسن باتا) (لَا يَذُوق الرقاد شوقاً إِلَيْهِ ... قلق الْقلب لَا يُطيق ثباتا) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور لَهُ فِي مليح دخل الْحمام مَعَ عَمه فَلَمَّا جعل السدر على وَجهه قلب المَاء عَلَيْهِ أسود كَانَ هُنَاكَ) (وبروحي ظَبْي على وَجهه السد ... ر وَقد أغمض الجفون لذَلِك) (قايلاً عِنْد ذَاك حِين أَتَاهُ ... يسْكب المَاء عَلَيْهِ أسود حالك) (من ترى الَّذِي يصب أعمى ... قلت بل ذَا الَّذِي يصب كخالك) قلت قد حقق الشَّيْخ بدر الدّين رَحمَه الله مَا قيل عَن شعر النُّحَاة من الثقالة على أنني مَا أعتقد أَن أحدا رَضِي لنَفسِهِ أَن ينظم هَكَذَا وَالَّذِي أَظُنهُ أَنه تعمد هَذَا التراكيب القلقة وَإِلَّا فَمَا فِي طباع أحد يعاني النّظم هَذَا التعسف وَلَا هَذِه الركاكة وَلَكِن الْمعَانِي جَيِّدَة وَدخل يَوْمًا هُوَ وَالشَّيْخ نجم الدّين القحفازي فِي درب الْعَجم وَبِه ظروف زَيْت فعثر فِي أَحدهَا فَقَالَ الشَّيْخ نجم الدّين تعسنا فِي ظرف الْمَكَان فَقَالَ الشَّيْخ بدر الدّين لِأَنَّك تمشي بِلَا تَمْيِيز فَقَالَ أَن ذَا حَال نحس أجَاز لي رَحمَه الله جَمِيع مَا صنفه ونظمه وسَمعه وَكتب لي بِخَطِّهِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية 3 - (ابْن عبد الْهَادِي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي ابْن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن) يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ مولده سنة خمس وَسبع ماية وَتُوفِّي فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع ماية سمع القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأَبا بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وَأحمد بن أبي طَالب الحجار وَأكْثر عَن مُحَمَّد الزراد وَسعد الدّين ابْن سعد وعدة وتفقه بِالْقَاضِي شمس الدّين ابْن مُسلم وَتردد كثيرا إِلَى الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ابْن تميية وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْعَبَّاس الأندرشي وعلق على التسهيل مجلدتين وتأذى بذلك أَبُو الْعَبَّاس الأندرشي وَأخذ بعض القراآت تفقها عَن ابْن بصخان وَحفظ كتبا مِنْهَا أرجوزة الحويي فِي علم الحَدِيث والشاطبية والرائية وَالْمقنع ومختصر ابْن الْحَاجِب وعلق على أَحَادِيثه وَعمل تراجم الْحفاظ وَعمل كتاب الْأَحْكَام وَلم يكمل قيل لي أَنه فِي ثَمَان مجلدات وَله غير

الشيخ شمس الدين الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشيخ الأمام العلامة الحافظ

ذَلِك وَكَانَ أخيراً قد نزل عَن وظايفه بالمدارس ليلازم الأشتغال وَالْعَمَل وَلَو عمر لَكَانَ يكون من أَفْرَاد الزَّمَان رَأَيْته يواقف الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي وَيرد عَلَيْهِ فِي أَسمَاء الرِّجَال وأجتمعت بِهِ غير مرّة وَكنت اسأله اسولة أدبية واسولة نحوية فأجده كَأَنَّهُ كَانَ البارحة يُرَاجِعهَا لأستحضاره مَا يتَعَلَّق بذلك وَكَانَ صافي الذِّهْن جيد الْبَحْث صَحِيح النّظر موقع الجزيرة مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد السَّيِّد هُوَ شرف الدّين ابْن عماد الدّين ابْن شرف الدّين الْعَوْفِيّ الجزيري موقع الجزيرة شيخ حسن حُلْو الْعبارَة فصيحها لَهُ نظم ونثر وَكِتَابَة حَسَنَة) وَله على الدولة خدم ومناصحات رتب لَهُ السُّلْطَان على ذَلِك راتباً أنحنى كبرا وَمَشى على عكازة سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي تَاسِع شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وست ماية أَنْشدني لنَفسِهِ كثيرا فَمِنْهُ قَوْله (بَكت درراً بَكَيْت لَهَا عقيقاً ... فَصَارَ قلايداً فَوق الصُّدُور) (فَلم أر مثل أدمعنا عقوداً ... نقلن من البحور إِلَى النحور) وَمِنْه وَقد سكن بَين السورين بِدِمَشْق (تَبًّا لساكن جَانب النَّهر الَّذِي ... فِي جلق فمقام ساكنه عَنَّا) (أَن بلت يغْتَسل الَّذِي تحتي بِهِ ... أَو بَال من فَوقِي أغتسلت بِهِ أَنا) قلت من قَول القايل فِي شيزر (النَّهر أضحى كالطبيعة لَونه ... من غير مَا سقم عراه وَلَا ضنى) (أُخْرَى فيشربه الَّذِي تحتي كَمَا ... يخرى الَّذِي فَوقِي فأشربه أَنا) وَمِنْه فِي غلاية (مَا قبَّة حَمْرَاء أَن شِئْت أَن ... تحملهَا يَا سَيِّدي تحمل) (المَاء فِي ظَاهرهَا سَاكن ... وَالنَّار فِي بَاطِنهَا تشعل) 3 - (الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن قايماز الشَّيْخ الْأَمَام الْعَلامَة الْحَافِظ) شمس الدّين أَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ حَافظ لَا يجاري وَلَا فظ لَا يباري اتقن الحَدِيث وَرِجَاله وَنظر علله وأحواله وَعرف تراجم النَّاس وأزال الأبهام فِي تواريخهم

والألباس من ذهن يتوقد ذكاؤه وَيصِح إِلَى الذَّهَب نسبته وانتماؤه جمع الْكثير ونفع الجم الْغَفِير وَأكْثر من التصنيف ووفر بالأختصار مُؤنَة التَّطْوِيل فِي التَّأْلِيف وقف الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني رَحمَه الله على تَارِيخه الْكَبِير الْمُسَمّى بتاريخ الأسلام جُزْءا بعد جُزْء إِلَى ان أنهاه مطالعة وَقَالَ هَذَا كتاب علم أجتمعت بِهِ واخذت عَنهُ وقرأت عَلَيْهِ كثيرا من تصانيفه وَلم أجد عِنْده جمود الْمُحدثين وَلَا كودنة النقلَة بل هُوَ فَقِيه النّظر لَهُ دربة بأقوال النَّاس ومذاهب الأيمة من السّلف وأرباب المقالات وأعجبني مِنْهُ مَا يعانيه فِي تصانيفه من أَنه لَا يتَعَدَّى حَدِيثا يُورِدهُ حَتَّى يبين مَا فِيهِ من ضعف متن أَو ظلام أسناد أَو طعن فِي رُوَاته وَهَذَا لم أر غَيره يُرَاعى هَذِه الفايدة فِيمَا يُورِدهُ وَمن تصانيفه تَارِيخ) الأسلام وَقد قَرَأت عَلَيْهِ مِنْهُ الْمَغَازِي والسيرة النَّبَوِيَّة إِلَى آخر أَيَّام الْحسن وَجَمِيع الْحَوَادِث إِلَى آخر سنة سبع ماية وتاريخ النبلاء والدول الأسلامية وطبقات الْقُرَّاء وَسَماهُ معرفَة الْقُرَّاء الْكِبَار على الطَّبَقَات والأعصار تناولته مِنْهُ وأجازني رِوَايَته وكتبت عَلَيْهِ (عَلَيْك بِهَذِهِ الطَّبَقَات فأصعد ... إِلَيْهَا بالثنا أَن كنت راقي) (تجدها سَبْعَة من بعد عشر ... كنظم الدّرّ فِي حسن أتساق) (تجلى عَنْك ظلمَة كل جهل ... بِهِ أضحى مقالك فِي وثاق) (فنور الشَّمْس أحسن مَا ترَاهُ ... إِذا مَا لَاحَ فِي السَّبع الطباق) وطبقات الخفاظ مجلدين ميزَان الأعتدال ف الرِّجَال فِي ثلثة أسفار كتاب المشتبه فِي الْأَسْمَاء والأنساب مُجَلد نبأ الدَّجَّال مُجَلد تذهيب التَّهْذِيب أختصار تَهْذِيب الْكَمَال للشَّيْخ الْحَافِظ جمال الدّين الْمزي أختصار كتاب الْأَطْرَاف للمزي أَيْضا الكاشف أختصار التذهيب أختصار السّنَن الْكَبِير للبيهقي تَنْقِيح أَحَادِيث التَّعْلِيق لِابْنِ الْجَوْزِيّ المستحلي أختصار الْمحلي المقتني من الكني المغنى فِي الضُّعَفَاء العبر فِي خبر من غبر مجلدان أختصار الْمُسْتَدْرك للْحَاكِم أختصار تَارِيخ ابْن عَسَاكِر فِي عشرَة أسفار أختصار تَارِيخ الْخَطِيب مجلدان أختصار تَارِيخ نيسابور مُجَلد الكباير جزآن تَحْرِيم الأدبار جزآن أَخْبَار السد أَحَادِيث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب تَوْقِيف أهل التَّوْفِيق على مَنَاقِب الصّديق نعم السمر فِي سيرة عمر التِّبْيَان فِي مَنَاقِب عُثْمَان فتح المطالب فِي أَخْبَار عَليّ بن أبي طَالب وقرأته عَلَيْهِ مُعْجم أشياخه وهم ألف وَثلث ماية شيخ أختصار كتاب الْجِهَاد

لبهاء الدّين ابْن عَسَاكِر مَا بعد الْمَوْت مُجَلد أختصار كتاب الْقدر للبيهقي ثلثة أَجزَاء هَالة الْبَدْر فِي عدد أهل بدر أختصار تَقْوِيم الْبلدَانِ لصَاحب حماة نغض الجعبة فِي أَخْبَار شُعْبَة قض نهارك بأخبار ابْن الْمُبَارك أَخْبَار أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي وَله فِي تراجم الْأَعْيَان لكل وَاحِد مُصَنف قايم الذَّات مثل الأيمة الْأَرْبَع وَمن جرى مجراهم لكنه أَدخل الْكل فِي تَارِيخ النبلاء أَخْبرنِي من لَفظه بمولده قَالَ فِي ربيع الآخر سنة ثلث وَسبعين وست ماية وأرتحل وَسمع بِدِمَشْق وبعلبك وحمص وحماة وحلب وطرابلس ونابلس والرملة وبلبيس والقاهرة والأسكندرية والحجاز والقدس وَغَيرهَا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى لَيْلَة الأثنين ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَدفن فِي مَقَابِر بَاب الصَّغِير أَخْبرنِي العلاَّمة قَاضِي الْقُضَاة تقيُّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي قَالَ عدته لَيْلَة مَاتَ فَقلت لَهُ كَيفَ) تجدك قَالَ فِي السِّيَاق وَكَانَ قد أضرّ رَحمَه الله تَعَالَى قبل مَوته بِأَرْبَع سِنِين أَو أَكثر بِمَاء نزل فِي عَيْنَيْهِ فَكَانَ يتَأَذَّى ويغضب إِذا قيل لَهُ لَو قدحت هَذَا لرجع إِلَيْك بَصرك وَيَقُول لَيْسَ هَذَا بِمَاء وَإِنَّمَا أعرف بنفسي لأنني مَا زَالَ بَصرِي ينقص قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن تَكَامل عَدمه وَقلت أَنا أرثيه (لما قضى شَيخنَا وعالمنا ... وَمَات فِي التَّارِيخ وَالنّسب) (قلت عَجِيب وَحقّ ذَا عجبا ... كَيفَ تحظى البلى إِلَى الذَّهَب) وَقلت أَيْضا (أشمس الدّين غبت وكل شمس ... يغيب وَزَالَ عَنَّا ظلّ فضلك) (وَكم ورخت أَنْت وَفَاة شخص ... وَمَا ورخت قطّ وَفَاة مثلك) أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ مضمنا وَهُوَ تخيل جيد إِلَى الْغَايَة (إِذا قَرَأَ الحَدِيث على شخص ... وأخلى موضعا لوفاة مثلى) (فَمَا جازي بأحسان لِأَنِّي ... أُرِيد حَيَاته وَيُرِيد قَتْلِي) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (لَو أَن سفين على حفظه ... فِي بعض همي نسى الْمَاضِي) (نَفسِي وعرسي ثمَّ ضرسي سعوا ... فِي غربتي وَالشَّيْخ وَالْقَاضِي) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (الْعلم قَالَ الله قَالَ رَسُوله ... أَن صَحَّ والأجماع فأجهد فِيهِ) (وحذار من نصب الْخلاف جَهَالَة ... بَين الرَّسُول وَبَين رأى فَقِيه) وأنشدني أَيْضا من لَفظه لنَفسِهِ

(أفق مَا معنى بِجمع الحطام ... ودرس الْكَلَام ومين يصاغ) (ولازم تِلَاوَة خير الْكَلَام ... وجانب أُنَاسًا عَن الْحق زاغوا) (وَلَا تخدعاً عَن صَحِيح الحَدِيث ... فَمَا فِي محق لرأي مساغ) (وَمَا للتقي وللبحث فِي ... عُلُوم الأوايل يَوْمًا فرَاغ) (بلاغاً من الله فَأَسْمع وعش ... قنوعاً فَمَا الْعَيْش إِلَّا بَلَاغ) وَلما توفّي الشَّيْخ علم الدّين البرزالي تولى الشَّيْخ شمس الدّين تدريس الحَدِيث بِالْمَدْرَسَةِ) النفيسية وأمامتها عوضا عَنهُ وكتبتُ لَهُ توقيعاً بذلك وَهُوَ رُسِمَ بِالْأَمر العالي لَا زَالَت أوامره المطاعة تطلع فِي آفَاق الْمدَارِس شمسا وتزيل بِمن توليه عَن المشكلات لبسا أَن يرتب الْمجْلس السَّامِي الشيخي الشمسي فِي كَذَا وَكَذَا علما بِأَنَّهُ عَلامَة وحافظ مَتى أطلق هَذَا الْوَصْف كَانَ علما عَلَيْهِ وعلامة ومتبحر أشبه الْبَحْر أطلاعه والدر كَلَامه ومترجم رفع لمن ذكره فِي تَارِيخ الأسلام أَعْلَامه فَالْبُخَارِي طَابَ أرج ثنايه عَلَيْهِ وَمُسلم أول مُؤمن بِأَن هَذَا الْفَنّ انْتهى إِلَيْهِ وَأَبُو دَاوُد يحمد آثاره فِي سلوك سنَن السّنَن وَالتِّرْمِذِيّ يخال أَنه فدَاه بِنور ناظره من آفَات دَار الْفِتَن وَالنَّسَائِيّ لَو نسأ الله فِي أَجله لرأي مِنْهُ عجبا وَابْن ماجة لَو عاين مَا جَاءَ بِهِ ماج لَهُ طَربا فليباشر مَا فوض إِلَيْهِ مُبَاشرَة تلِيق بمحاسنه وتدل طالبي الصَّوَاب على مظانه وأماكنه وَيبين لَهُم طرق الرِّوَايَة فالفقه حلَّة وَعلم الحَدِيث علمهَا وطرازها وَالرِّوَايَة حَقِيقَة وَمَعْرِفَة الرِّجَال مجازها وَيتَكَلَّم على الْأَسَانِيد فَفِي بعض الطّرق ظلم وظلام ويورد مَا عِنْده من الْجرْح وَالتَّعْدِيل أَن بعض الْكَلَام فِيهِ كَلَام ويوضح أَحْوَال الروَاة الَّذين سلفوا فَلَيْسَ ذَاك بِعَيْب وَمَا لجرح بميت أيلام ونيم بِمَا أطلع عَلَيْهِ من تدليسهم فَمَا أحسن رَوْضَة هُوَ فِيهَا نمام ويسرد تراجم من مضى من الْقُرُون الَّتِي أنقضت فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُم أَحْلَام ويحرض على أتصال السَّنَد بِالسَّمَاعِ ليَكُون لَهُ من الْوَرق والمداد رصدان ضوء الصُّبْح والأظلام وَلَا يدع لَفْظَة توهم أشكالاً فالشمس تمحو حندس الأوهام حَتَّى يَقُول النَّاس أَن شُعْبَة مِنْك شُعْبَة وَأَبا زرْعَة لم تتْرك عِنْده من الْفضل حَبَّة وَابْن حزم ترك الحزم وَمَا تنبه وَابْن عَسَاكِر توجس مِنْك رعبه وَابْن الْجَوْزِيّ عدم لبه وَأكل الْحَسَد قلبه وَلَا تغفل عَن الزام الطّلبَة بالتكرار على الْمُتُون الصَّحِيحَة دون السقيمة فَمَا يستوى الطّيب والخبيث وَذكرهمْ بقوله عَلَيْهِ السَّلَام من حفظ على أمتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَأَن كَانَ الْحِفْظ

ابن اللبان الشافعي محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الأسعردي الدمشقي

بِمَعْنى الْجمع فَالْعَمَل بِظَاهِر الحَدِيث فَأَنت ذُو الصِّفَات الَّتِي أشتهرت والفضايل الَّتِي بهرت والدربة الَّتِي أقتدرت على هَذَا الْفَنّ ومهرت والفوايد الَّتِي مَلَأت الْأَمْصَار وَظَهَرت والحجج الَّتِي غلبت الْخُصُوم وقهرت لم تضع وقتا من زَمَانك أما أَن تسمع أَو تلقي أَو تنتقي وَأما أَن تجتهد فِي نصْرَة مَذْهَب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ حَتَّى كَأَنَّك الْبَيْهَقِيّ وَأما أَن تصنف مَا يتَمَنَّى بَقِي ابْن مخلد لَو عَاشَ لَهُ وَبَقِي وَأَنت أَدْرِي بِشُرُوط الْوَاقِف رَحمَه الله فأرعها وأتبع أَصْلهَا وفرعها وأهد الدُّعَاء لَهُ عقيب كل ميعاد وأشركه مَعَ الْمُسلمين فِي ذَلِك فأنوار الرَّحْمَة تلمع على هَذَا) السوَاد وأذكر من تقدمك فِيهَا بِخَير ففضله كَانَ مَشْهُورا وأسأل لَهُ الْجنَّة من الله ليسرك يَوْم الْقِيَامَة إِذا أصبح علما منشوراً والوصايا كَثِيرَة وَمثلك لَا يُنَبه وَلَا يُقَاس بِغَيْرِهِ وَلَا يشبه وملاك الْأُمُور تقوى الله تَعَالَى وَقد سلكت مِنْهَا المحجة وملكت بهَا الْحجَّة فَلَا تعطل مِنْهَا جيدك الحالي وأرو مَا عنْدك فِيهَا فسندك فِيهَا عالي وَالله يمدك بالأعانة ويوفقك للأنابة والأبانة بمنه وَكَرمه 3 - (ابْن اللبان الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُؤمن الأسعردي الدِّمَشْقِي) الشَّيْخ الْأَمَام أَبُو عبد الله الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن اللبان سمع بِدِمَشْق من أبي حَفْص عمر بن عبد الْمُنعم ابْن القواس وانجفل إِلَى مصر وَسمع بهَا من الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وَمن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقوي بن عبد الْكَرِيم الْخَثْعَمِي بطهرمس من الجيزية وَحدث بالديار المصرية وَسمع مِنْهُ الطّلبَة وَخرج لَهُ شهَاب الدّين أَحْمد بن أيبك الدمياطي جُزْءا من حَدِيثه وتفقه وبرع ودرس بزاوية فِي جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ ثمَّ بالشافعي وَعقد مجَالِس الْوَعْظ فِي وَقت مولده تَقْرِيبًا فِي حُدُود خمس وَثَمَانِينَ وست ماية ووفاته رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي طاعون مصر 3 - (ابْن عَدْلَانِ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن ابرهيم بن عَدْلَانِ بن مَحْمُود بن لَاحق بن) دَاوُد الْكِنَانِي أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ سمع من الْعِزّ ابْن الصيقل الْحَرَّانِي وَمن النظام مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الخليلي مشيخة عمر بن طبرزذ تَخْرِيج ابْن الدبيثي بإجازتهما مِنْهُ وَمن مُحَمَّد بن ابرهيم بن ترْجم وَسمع من الدمياطي أخيراً وَأَجَازَ لَهُ عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن علاق وَعبد الرحين بن خطيب المزة وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وَحدث وَقَرَأَ الْقُرْآن على الصفي خَلِيل ابْن أبي بكر المراغي وَقَرَأَ الْمفصل على الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس

شرف الدين المزي محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف الفقيه المقرىء المحدث شرف

وَقَرَأَ الْأُصُول على الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَقَرَأَ الْفِقْه على الْوَجِيه البهنسي وبرع فِي الْفِقْه وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَلم يتم وَتوجه رَسُولا إِلَى صَاحب الْيمن فِي أَيَّام سلار والجاشنكير وباشر الْوكَالَة لأمير مُوسَى ابْن الصَّالح على ابْن الْملك الْمَنْصُور ودرس بعدة مدارس وافتى وَولي نِيَابَة الْقَضَاء للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ومولده بعد السِّتين وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بَين الْعِيدَيْنِ سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي طاعون مصر وَكَانَ مِمَّن أفتى فِي أَمر السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد بن) قلاون فِي نوبَة الجاشنكير فَلَمَّا عَاد النَّاصِر من الكرك نقم عَلَيْهِ هَذَا الْحَال وَبَقِي مُدَّة أَيَّام النَّاصِر وَهُوَ عِنْده ممقوت وَقَرَأَ لَهُ فِي وَقت القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله قصَّة عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ قل لَهُ الَّذين كَانُوا يعرفونك مَاتُوا ثمَّ أَنه ولي قَضَاء الْعَسْكَر أَيَّام النَّاصِر أَحْمد بن مُحَمَّد وَلم يزل عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ 3 - (شرف الدّين الْمزي محمّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف الْفَقِيه المقرىء الْمُحدث شرف) الدّين الْمزي الصُّوفِي حصل وَقَرَأَ وَنسخ وَعمل ثمَّ أَنه ترك وظايفه بِالشَّام وتحول إِلَى مصر وتنزل بخانقاه سري أقوس فِي سنة سبع وَعشْرين وَسبع ماية وَسمع على أَشْيَاخ الْعَصْر بِمصْر وَسمع بِقِرَاءَتِي كتاب بشرى اللبيب بذكرى الحبيب بِخَطِّهِ على مُصَنفه الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس الْيَعْمرِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية وَيكْتب خطا جيدا وَيذْهب على الكاغذ وَأخذ عَن الشَّيْخ شمس الدّين طَبَقَات الْقُرَّاء ومولده سنة أحدى وَسبع ماية 3 - (الْخَطِيب الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن سياوش) الْأَمَام الْعَالم شمس الدّين أَبُو عبد الله الخلاطي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي المقرىء الصُّوفِي خطيب الشَّام ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وست ماية وَتُوفِّي فجاءة رَحمَه الله فِي ثامن شَوَّال سنة سِتّ وَسبع ماية قَرَأَ على وَالِده وَقَرَأَ الْفِقْه والنحو وَطلب الحَدِيث قَلِيلا وَكتب الطباق روى عَن ابْن الْبُرْهَان وَابْن عبد الدايم والكرماني وطايفة وَأم بالكلاسة بعد وَالِده زَمَانا ثمَّ ولي خطابة الْبَلَد أشهراً الرقي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْأَمَام الْمُفْتِي شيخ الْقُرَّاء شمس الدّين الرقي سمع الحَدِيث ورافق الطّلبَة وَدَار على الْمَشَايِخ وتميز فِي الْفِقْه والقراآت وَغير ذَلِك وتلا بالسبع على الفاروثي وَابْن مزهر وَغَيرهمَا واقرأ ودرس وروى الْكثير عَن ابْن البُخَارِيّ وطبقته مولده تَقْرِيبًا سنة سبع وَسِتِّينَ وست ماية وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي غرَّة شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع ماية 3 - (مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّيْخ بدر الدّين ابْن الحبال الْحَنْبَلِيّ) فَاضل الْحَنَابِلَة فِي عصره

محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الموقت هو الأمام شمس الدين أبو عبد الله المزي

توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بالديار المصرية فِي سلخ شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية سَأَلت الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبَا الْحسن عليا السُّبْكِيّ) الشَّافِعِي فَقَالَ فَاضل فَقِيه كَانَ يَنُوب للْقَاضِي تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ 3 - (مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم الموقت هُوَ الْأَمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمزي) موقت الْجَامِع الْأمَوِي قَرَأَ على الْأَمَام شمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ وَكَانَ شمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ يثني على ذهنه وَكَانَ يحفظ الشاطبية وينقل القراآت وعَلى ذهنه عَرَبِيَّة وبرع فِي وضع الأسطرلات والأرباع لم نر أحسن من أوضاعه وَلَا أظرف يُبَاع أسطرلابه فِي حَيَاته بمبلغ مايتي دِرْهَم وَأكْثر وأرباعه تبَاع بمبلغ خمسين وَأكْثر ولعلها بعد مَوته تبلغ ضعف ذَلِك وبرع فِي دهن القسي وَقَول النَّاس قَوس عمل الْمزي يُرِيدُونَ أَنه دهنه وَيُبَاع قَوس الْمزي زايدا عَن غَيره وَمن مُلَازمَة الشَّمْس للدهن نزل فِي عينه مَاء ثمَّ أَنه قدح عَيْنَيْهِ وَرَأى بالواحدة وَكَانَ أَولا يُوَقت بالربوة ثمَّ انْتقل إِلَى الْجَامِع وَكَانَ يعرف أَشْيَاء من حيل بني مُوسَى ويضعها وَله نظم وَله رسايل فِي الأسطرلاب ورسالة سَمَّاهَا كشف الريب فِي الْعَمَل بالحبيب وَكَانَ من أَبنَاء السِّتين فَمَا فَوْقهَا رَحمَه الله فِي أوايل سنة خمسين وَسبع ماية 3 - (ولي الدّين المنفلوطي مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابرهيم) هُوَ الْأَمَام الْعَالم الْعَلامَة الْوَرع الزَّاهِد العابد ولي الدّين ابْن جمال الدّين ابْن زين الدّين العثماني الديباجي المنفلوطي الشَّافِعِي

الأمام الشافعي رضي الله عنه محمد بن أدريس بن العباس ابن عثمان بن شافع بن السايب

3 - (الْأَمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ مُحَمَّد بن أدريس بن الْعَبَّاس ابْن عُثْمَان بن شَافِع بن السايب) بن عبيد بن عبد يزِيد بن هَاشم بن الْمطلب بن عبد منَاف بن قصي الْأَمَام أَبُو عبد الله الشَّافِعِي الْمَكِّيّ الْفَقِيه المطلبي نسيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولد سنة خمسين وماية بغزة وَقيل بِالْيمن وَقيل بعسقلان وغزة أصح وَحمل إِلَى مَكَّة وَهُوَ ابْن سنتَيْن فَنَشَأَ بهَا وَأَقْبل على الْأَدَب والعربية وَالشعر فبرع فِي ذَلِك وحبب إِلَيْهِ الرَّمْي حَتَّى فاق الأقران وَصَارَ يُصِيب من الْعشْرَة تِسْعَة ثمَّ كتب الْعلم لَقِي جده شَافِع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مترعرع وَكَانَ أَبوهُ السايب صَاحب راية بني هَاشم يَوْم بدر فَأسر وفدى نَفسه ثمَّ أسلم فَقيل لَهُ لم لم تسلم قبل أَن تفدي نَفسك قَالَ مَا كنت لَا حرم الْمُؤمنِينَ طَمَعا لَهُم فِي وروى عَن مُسلم بن خَالِد الزنْجِي فَقِيه مَكَّة وَدَاوُد بن عبد الرَّحْمَن الْعَطَّار وَعبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة الْمَاجشون وَعَمه مُحَمَّد بن عَليّ بن شَافِع وَمَالك ابْن أنس وَعرض عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ حفظا وعطاف بن خَالِد وسفين بن عُيَيْنَة وابرهيم ابْن سعد وابرهيم بن أبي يحيى) الْأَسْلَمِيّ الْفَقِيه وأسمعيل بن جَعْفَر وَعبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكر الْمليكِي وَعبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي وَمُحَمّد بن عَليّ الجندي وَمُحَمّد بن الْحسن الْفَقِيه واسمعيل بن علية ومطرف بن مَازِن قَاضِي صنعاء وَخلق سواهُم وَكَانَت أمه أزدية قَالَ ابْن عبد الحكم لما حملت بِهِ أمه رَأَتْ كَانَ المُشْتَرِي خرج من فرجهَا حَتَّى انقض بِمصْر ثمَّ وَقع فِي كل بلد مِنْهُ شطية فتأول المعتبرون أَنه يخرج مِنْهَا عَالم يخص علمه أهل مصر ثمَّ يتفرق فِي ساير الْبلدَانِ وَقَالَ الشَّافِعِي حفظت الْقُرْآن وَأَنا ابْن سبع سِنِين وقرأت الْمُوَطَّأ وَأَنا ابْن عشر سِنِين وأقمت فِي بطُون الْعَرَب عشْرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها وحفظت الْقُرْآن فَمَا علمت أَنه مر بِي حرف إِلَّا وَقد علمت الْمَعْنى فِيهِ وَالْمرَاد مَا خلا حرفين أَحدهمَا دساها وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي رَمَضَان سِتِّينَ مرّة وَكَانَ من

أحسن النَّاس قِرَاءَة روى الزبير بن عبد الْوَاحِد الأستراباذي قَالَ سَمِعت عَبَّاس بن الْحُسَيْن يَقُول سَمِعت بَحر بن نصر يَقُول كُنَّا إِذا أردنَا أَن نبكي قَالَ بَعْضنَا لبَعض قومُوا بِنَا إِلَى هَذَا الْفَتى المطلبي يقْرَأ الْقُرْآن فَإِذا أتيناه أستفتح الْقُرْآن حَتَّى يتساقط النَّاس وَيكثر عجيبهم بالبكاء من حسن صَوته فَإِذا رأى ذَلِك أمسك عَن الْقِرَاءَة وَلما حج بشر المريسى رَجَعَ قَالَ لأَصْحَابه رَأَيْت شَابًّا من قُرَيْش بِمَكَّة مَا أَخَاف على مَذْهَبنَا إِلَّا مِنْهُ يعْنى الشَّافِعِي وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قلت لأبي يَا أبه أَي رجل كَانَ الشَّافِعِي فَإِنِّي سَمِعتك تكْثر الدُّعَاء لَهُ فَقَالَ يَا بني كَانَ الشَّافِعِي للدنيا كَالشَّمْسِ وكالعافية للنَّاس فَهَل رَأَيْت لهذين من خلف أَو مِنْهُمَا عوض وَقَالَ حَرْمَلَة سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول سميت ببغداذ نَاصِر الحَدِيث حُكيَ الْبَيْهَقِيّ عَن عبد الله بن أَحْمد قَالَ قَالَ لي الشَّافِعِي أَنْتُم أعلم بالأخبار منا فَإِذا كَانَ خبر صَحِيح فَأَخْبرنِي بِهِ حَتَّى أذهب إِلَيْهِ قَالَ الْبَيْهَقِيّ إِنَّمَا أَرَادَ أَحَادِيث الْعرَاق أما أَحَادِيث الْحجاز فالشافعي أعلم بهَا من غَيره وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا أحد مس محبرة وَلَا قَلما إِلَّا وَللشَّافِعِيّ فِي عُنُقه مِنْهُ قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو زرْعَة مَا عِنْد الشَّافِعِي حَدِيث فِيهِ غلط وَقَالَ أَحْمد كَانَ الشَّافِعِي إِذا تكلم كَأَن صَوته صنج أَو جرس من حسن صَوته وَقَالَ الشَّافِعِي تعبد من قبل أَن ترأس فَإنَّك أَن رأست لم تقدر أَن تتعبد وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم مَا رَأَيْت الشَّافِعِي نَاظرا أحدا إِلَّا رَحمته وَلَو رَأَيْت الشَّافِعِي يناظرك لظَنَنْت أَنه سبع يَأْكُلك وَهُوَ الَّذِي علم النَّاس الْحجَج وَقَالَ الشَّافِعِي إِذا صَحَّ الحَدِيث فَهُوَ مذهبي وَقَالَ إِذا صَحَّ الحَدِيث فَأَضْرَبُوا بِقَوْلِي الحايط وَقَالَ الرّبيع سمعته يَقُول أَي سَمَاء تُظِلنِي وَأي أَرض تُقِلني إِذا رويت) عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا فَلم أقل بِهِ وَقَالَ أَبُو ثَوْر سمعته يَقُول كل حَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ قولي وَقَالَ الرّبيع كَانَ الشَّافِعِي عِنْد مَالك وَعِنْده سفين بن عُيَيْنَة والزنجي فَأقبل رجلَانِ فَقَالَ أَحدهمَا أَنا رجل أبيع القماري وَقد أبعت هَذَا قمرياً وَحلفت لَهُ بِالطَّلَاق أَنه لَا يهدأ من الصياح فَلَمَّا كَانَ بعد سَاعَة أَتَانِي وَقَالَ قد سكت فَرد عَليّ وَقد حنثت فَقَالَ مَالك بَانَتْ مِنْك امْرَأَتك فمرا بالشافعي وقصا عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ للبايع أردْت أَن لَا يهدأ أبدا أَو أَن كَلَامه أَكثر من سُكُوته فَقَالَ بل أردْت أَن كَلَامه أَكثر من سُكُوته لِأَنِّي أعلم أَنه يَأْكُل وَيشْرب وينام فَقَالَ الشَّافِعِي رد عَلَيْك امْرَأَتك فَإِنَّهَا حَلَال وَبلغ ذَلِك مَالِكًا فَقَالَ للشَّافِعِيّ من أَيْن لَك هَذَا قَالَ من حَدِيث فَاطِمَة بنت قيس فَإِنَّهَا قَالَت يرسول الله أَن معوية وَأَبا جهم خطباني فَقَالَ لَهَا أَن معوية رجل صعلوك وَأَن أَبَا جهم لَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه وَقد كَانَ أَبُو جهم ينَام ويستريح وَإِنَّمَا خرج كَلَامه على الْغَالِب فَعجب مَالك وَقَالَ الزنْجِي أفت فقد آن لَك أَن تفتى وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة وَقَالَ الشَّافِعِي الْعلم علمَان علم الْأَدْيَان وَعلم الْأَبدَان يَعْنِي الْفِقْه والطب وَكَانَ يتطير من الْأَعْوَر والأحول والأعرج والأحدب والأشقر جدا وَقَالَ أياكم وَأَصْحَاب العاهات

وَقَالَ كلما طَالَتْ اللِّحْيَة تكوسج الْعقل وَقَالَ من تعلم الْقُرْآن عظمت قِيمَته وَمن نظر فِي الْفِقْه نبل قدره وَمن تعلم اللُّغَة والنحو رق طبعه وَمن كتب الحَدِيث قويت حجَّته وَمن تعلم الْحساب جزل رَأْيه وَمن لم يصن نَفسه لم يَنْفَعهُ علمه وَكَانَ يَقُول عَلَيْك بالزهد فَإِن الزّهْد على الزَّاهِد أحسن من الحلى على الناهد وَقَالَ مَا حَلَفت بِاللَّه لَا صَادِقا وَلَا كَاذِبًا وَقَالَ الْحميدِي قدم الشَّافِعِي صنعاء فَضربت لَهُ خيمة وَمَعَهُ عشرَة آلَاف دِينَار فجَاء قوم فَسَأَلُوهُ فَمَا قلعت الْخَيْمَة وَمَعَهُ مِنْهَا شَيْء وَقَالَ ابْن عبد الحكم كَانَ الشَّافِعِي أسخى النَّاس بِمَا يجد وَقَالَ الشَّافِعِي خرجت إِلَى الْيمن وَكَانَ بهَا وَال غشوم من قبل الرشيد فَكنت أمْنَعهُ من الظُّلم وآخذ على يَده وَكَانَ بِالْيمن سَبْعَة من العلوية وَلَا امْر لي مَعَه وَلَا نهى فَكتب إِلَيْهِ بحملنا جَمِيعًا فحملنا فَضربت رِقَاب العلوية وَنظر إِلَيّ فوعظته فَبكى وَقَالَ من أَنْت فَقلت المطلبي فأعجبه كَلَامي وَأَعْطَانِي خمسين ألفا ففرقتها فِي حجابه وَأَصْحَابه وَمن على بَابه وَقَالَ لي ألزم بَابي ومجلسي وَكَانَ مُحَمَّد بن الْحسن صَاحب أبي حنيفَة جيد الْمنزلَة عِنْده فجالسته وَعرفت قَوْله وَوَقعت مِنْهُ موقعاً فَكَانَ إِذا قَامَ ناظرت أَصْحَابه فَقَالَ لي يَوْمًا ناظرني قلت أَجلك عَن المناظرة قَالَ لَا قل قلت مَا تَقول فِي رجل غصب ساحة فَبنى عَلَيْهَا دَارا قيمتهَا ألف دِينَار) فجَاء صَاحبهَا فَأَقَامَ الْبَيِّنَة أَنَّهَا ساحته قَالَ لَهُ قيمتهَا وَلَا تقلع قلت وَلم قَالَ لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَا ضَرَر وَلَا اضرار فِي الدّين قلت الْغَاصِب أَدخل الضَّرَر على نَفسه ثمَّ قَالَ مُحَمَّد مَا تَقول فِي من غصب خيط ابريسم فخاط بِهِ بطن نَفسه فجَاء أنسان أَقَامَ الْبَيِّنَة أَن هَذَا الْخَيط لَهُ أينزع من بَطْنه قلت لَا قَالَ ناقضت قَوْلك قلت لَا تعجل هَذَا الضَّرَر أعظم وأوردت عَلَيْهِ لوح السَّفِينَة ومسايل من هَذَا الْجِنْس وَكَانَ وُرُوده إِلَى بغداذ سنة خمس وَتِسْعين وماية فَأَقَامَ بهَا شهرا وَخرج إِلَى مصر وَكَانَ وُصُوله إِلَيْهَا سنة تسع وَتِسْعين وَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ الرّبيع كنت أَنا والمزني والبويطي عِنْد الشَّافِعِي فَقَالَ لي أَنْت تَمُوت فِي الْحَدِيد وَقَالَ للمزني لَو نَاظر الشَّيْطَان قطعه وجدله وَقَالَ للبويطي أَنْت تَمُوت فِي الْحَدِيد فَدخلت على الْبُوَيْطِيّ أَيَّام المحنة فرأيته مُقَيّدا مغلولاً وَقَالَ الشَّافِعِي خرجت إِلَى الْيمن فِي طلب كتب الفراسة حَتَّى متبتها جَمِيعهَا وَقيل أَنه نظر فِي التنجيم فَجَلَسَ يَوْمًا وأمرأته فِي الطلق فَقَالَ تَلد جَارِيَة عوراء على فرجهَا خَال أسود تَمُوت إِلَى كَذَا وَكَذَا فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ فَجعل على نَفسه أَن لَا ينظر فِي التنجيم أبدا وَدفن تِلْكَ الْكتب وَقَالَ الْمُزنِيّ قدم علينا الشَّافِعِي فَأَتَاهُ ابْن هِشَام صَاحب الْمَغَازِي فذاكره أَنْسَاب الرِّجَال فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِي بعد أَن تذاكرا دع عَنْك أَنْسَاب الرِّجَال فَإِنَّهَا لَا

تذْهب عَنَّا وعنا وَخذ بِنَا فِي أَنْسَاب النِّسَاء فَلَمَّا أخذا فِيهَا بَقِي ابْن هِشَام ساكتاً وَقَالَ مَا ناظرت أحدا على الْغَلَبَة وبودي أَن جَمِيع الْخلق تعلمُوا هَذَا الْكتاب يعْنى كتبه على أَن لَا ينْسب إِلَى مِنْهَا شَيْء قَالَ هَذَا يَوْم الْأَحَد وَمَات يَوْم الْخَمِيس وَقيل يَوْم الْجُمُعَة وأنصرف النَّاس من جنَازَته لَيْلَة الْجُمُعَة فَرَأَوْا هِلَال شعْبَان سنة أَربع وماتين رَحمَه الله وَرَضي عَنهُ وَله ثَمَان وَخَمْسُونَ سنة وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم ثَنَا الرّبيع حَدثنِي أَبُو اللَّيْث الْخفاف وَكَانَ معدلا حَدثنِي العزيزي وَكَانَ متعبداً قَالَ رَأَيْت لَيْلَة مَاتَ الشَّافِعِي كَأَنَّهُ يُقَال لي مَاتَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذِه اللَّيْلَة فَأَصْبَحت فَقيل مَاتَ الشَّافِعِي رَحمَه الله قَالَ سفين بن وَكِيع رَأَيْت فِيمَا يرى النايم كَانَ الْقِيَامَة قد قَامَت وَالنَّاس فِي أَمر عَظِيم إِذا بدر لي أخي فَقلت مَا حالكم قَالَ عرضنَا على رَبنَا قلت فَمَا حَال أبي قَالَ غفر لَهُ وَأمر بِهِ إِلَى الْجنَّة قلت فمحمد بن أدريس قَالَ حشر إِلَى الرَّحْمَن وَفْدًا وألبس حلل الْكَرَامَة وتوج بتاج الْبَهَاء وَقَالَ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر التِّرْمِذِيّ رَأَيْت فِي الْمَنَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَسْجده بِالْمَدِينَةِ كَأَنِّي جِئْت إِلَيْهِ وَقلت يرسول الله أكتب رأى أبي حنيفَة قَالَ لَا قلت أكتب رأى مَالك قَالَ لَا تكْتب مِنْهُ إِلَّا مَا وَافق حَدِيثي قلت) أكتب رأى الشَّافِعِي فَقَالَ بِيَدِهِ هكذى كَأَنَّهُ أنتهرني وَقَالَ تَقول رأى الشَّافِعِي أَنه لَيْسَ برأى وَلكنه رد على من خَالف سنتي وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد روى عَن جمَاعَة عديدة نَحْو هَذِه الْقِصَّة وَالَّتِي قبلهَا فِي أَنه غفر لَهُ وسَاق مِنْهَا الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر جملَة وَقَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت يابا عبد الله مَا فعل الله بك قَالَ أجلسني على كرْسِي من ذهب ونثر عَليّ اللُّؤْلُؤ الرطب وَكَانَ الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ نحيفا خَفِيف العارضين يخضب بِالْحِنَّاءِ قَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان كَانَ الشَّافِعِي بِهِ عِلّة البواسير وَلَا يبرح الطست تَحْتَهُ وَفِيه لبدة محشوة وَمَا لَقِي أحد من السقم مَا لَقِي وَقَالَ ابْن عبد الحكم كَانَ لَا يَسْتَطِيع أَن يقرب النِّسَاء للبواسير الَّتِي بِهِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَصَابَهُ هَذَا بآخرة وَإِلَّا فقد تزوج وجاءته الْأَوْلَاد ومصنفاته كَثِيرَة مِنْهَا الْأُم وَكتابه فِي الْفُرُوع رَوَاهُ عَنهُ الزَّعْفَرَانِي فِي نَيف وَعشْرين جُزْءا قَالَ ابْن زولاق صنف بِمصْر نَحْو مايتي جُزْء مِنْهَا الأمالي الْكَبِير ثلثون جُزْءا والأمالي الصَّغِير اثْنَا عشر جُزْءا وَكتاب السّنَن ثلثون جُزْءا قَالَ ابْن خلكان وَغَيره الشَّافِعِي أول من تكلم فِي أصُول الْفِقْه وَقَالَ أَبُو ثَوْر من قَالَ أَنه رأى مثل الشَّافِعِي فِي علمه وفصاحته ومعرفته وَبَيَانه وتمكنه فقد كذب وَقَالَ الرّبيع كُنَّا جُلُوسًا فِي حَلقَة الشَّافِعِي بعد مَوته بِيَسِير فَوقف علينا أَعْرَابِي وَقَالَ أَيْن قمر هَذِه الْحلقَة وشمسها قُلْنَا توفّي فَبكى بكاء شَدِيدا وَقَالَ رَحمَه الله وَغفر لَهُ فَلَقَد كَانَ يفتح ببيانه مغلق الْحجَّة ويسد على خَصمه وَاضح المحجة وَيغسل من الْعَار وُجُوهًا مسودة ويوسع بالرأى أبواباً منسدة ثمَّ أنصرف وَالشَّافِعِيّ ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَن الْمطلب عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَابْن عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَن الشِّفَاء بنت هَاشم بن عبد منَاف

وَهِي أم عبد يزِيد وَقَالَ الْأَمَام أَحْمد قد روى أَبُو هُرَيْرَة عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يبْعَث الله لهَذِهِ الْأمة على رَأس كل ماية سنة من يجدد لَهَا دينهَا قَالَ أَحْمد فَنَظَرْنَا فِي رَأس الماية الأولى فَإِذا هُوَ عمر بن عبد الْعَزِيز ونظرنا فِي الثَّانِيَة فَإِذا هُوَ الشَّافِعِي وأقوال الشَّافِعِي الْقَدِيمَة كلهَا مَذْهَب مَالك رَضِي الله عَنهُ وَقيل أَنه قَالَ إِنَّمَا رجعت إِلَى أقوالي الجديدة لِأَنِّي لما دخلت مصر بَلغنِي أَن بالمغرب قلنسوة من قلانس مَالك يَسْتَسْقِي بهَا الْغَيْث فَخفت أَن يتمادى الزَّمَان ويعتقد فِيهِ مَا أعتقد فِي الْمَسِيح فأظهرت خِلَافه ليعلم النَّاس أَنه أَمَام مُجْتَهد يخطىء ويصيب وَهَذَا مقصد صَالح رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ الشَّافِعِي مَا رَأَيْت مثل أهل مصر أتخذوا الْجَهْل علما يَقُولُونَ فِي مسايل) هَذِه مَا قَالَ مَالك فِيهَا شَيْئا أَو كَمَا قَالَ وَإِنَّمَا لم يخرج البُخَارِيّ وَلَا مُسلم وَلَا أَبُو دَاوُد وَلَا التِّرْمِذِيّ وَلَا أَرْبَاب السّنَن الْمَشْهُورَة لأَنهم وَقع لَهُم أرفع رِوَايَة مِنْهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فِي كتاب من تكلم فِيهِ وَهُوَ موثق الْأَمَام الشَّافِعِي ثِقَة لَا عِبْرَة بقول من لينه فَإِنَّهُ تكلم فِيهِ بهوى وَقَالَ الْخَطِيب الْأَمَام الشَّافِعِي رب الْفُقَهَاء وتاج الْعلمَاء قدم بغداذ مرَّتَيْنِ وَحدث بهَا وسموه نَاصِر الحَدِيث وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا عرفت نَاسخ الحَدِيث ومنسوخه حَتَّى جالست الشَّافِعِي وَقَرَأَ الْأَصْمَعِي على الشَّافِعِي شعر الهذيليين وحسبك بِمن يقْرَأ الْأَصْمَعِي عَلَيْهِ وَقَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان خرجنَا مَعَ الشَّافِعِي من مَكَّة نُرِيد منى فَلم ننزل وَاديا وَلم نصعد شعبًا إِلَّا وسمعته يَقُول (يَا رَاكِبًا قف بالمحصب من منى ... وأهتف بقاعد خيفها والناهض) (سحرًا إِذا سَار الحجيج إِلَى منى ... فيضاً كملتطم الْفُرَات الفايض) (إِن كَانَ رفضاً حب آل مُحَمَّد ... فليشهد الثَّقَلَان أَنِّي رافضى) وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان نقلت من خطّ الْحَافِظ السلَفِي للشَّافِعِيّ (أَن الَّذِي رزق الْيَسَار وَلم يصب ... حمداً وَلَا خيرا لغير موفق) (الْجد يدني كل أَمر شاسع ... وَالْجد يفتح كل بَاب مغلق) (فَإِذا سَمِعت بِأَن محروماً أَتَى ... مَاء ليشربه فغاض فَصدق) (وَإِذا سَمِعت بِأَن مجدوداً حوى ... عوداً فأثمر فِي يَدَيْهِ فحقق) (لَو كَانَ بالحيل الْغَنِيّ لَوَجَدْتنِي ... بنجوم أقطار السَّمَاء تعلقي) (لَكِن من رزق الحجي حرم الْغَنِيّ ... ضدان مفترقان أَي تفرق) (وَمن الدَّلِيل على الْقَضَاء وَكَونه ... بؤس اللبيب وَطيب عَيْش الأحمق)

وَقَالَ الشَّافِعِي تزوجت امْرَأَة بِمَكَّة من قُرَيْش وَكنت أمازحها فَأَقُول وَمن البلية أَن تحب وَلَا يحبك من تحبه فَتَقول هِيَ (ويصد عَنْك بِوَجْهِهِ ... وتلح أَنْت فَلَا تَعبه) وَمن الْمَنْسُوب إِلَيْهِ (رام نفعا فضر من غير قصد ... وَمن الْبر مَا يكون عقوقا) ) وَمن الْمَنْسُوب إِلَيْهِ أَيْضا (كلما أدبني الده ... ر أَرَانِي نقص عَقْلِي) (وَإِذا مَا أزددت علما ... زادني علما بجهلي) وَقَالَ الْمُزنِيّ دخلت على الشَّافِعِي فِي علته الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَقلت لَهُ كَيفَ أَصبَحت فَقَالَ أَصبَحت من الدُّنْيَا راحلاً ولأخواني مفارقاً ولكأس الْمنية شارباً ولسوء أعمالي ملاقياً وعَلى الله وارداً فَلَا أَدْرِي روحي تصير إِلَى الْجنَّة فأهنيها أم إِلَى النَّار فأعزيها ثمَّ أنْشد (وَلما قسى قلبِي وَضَاقَتْ مذاهبي ... جعلت رجائي نَحْو عفوك سلما) (تعاظمني ذَنبي فَلَمَّا قرنته ... بعفوك رَبِّي كَانَ عفوك أعظما) (وَمَا زلت ذَا عَفْو عَن الذَّنب لم تزل ... تجود وَتَعْفُو منَّة وتكرما) وَقَالَ الْمُزنِيّ أَيْضا سمعته ينشد (وَمَا شِئْت كَانَ وَإِن لم أشا ... وَمَا شِئْت أَن لم تشا لم يكن) (خلقت الْعباد على مَا أردْت ... فَفِي الْعلم يجْرِي الْفَتى والمسن) (على ذَا مننت وَهَذَا خذلت ... وَهَذَا أعنت وَذَا لم تعن) (فَمنهمْ شقي وَمِنْهُم سعيد ... وَمِنْهُم قَبِيح وَمِنْهُم حسن) يُقَال أَن الْأَمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ شرح هَذِه الأبيات فِي مجلدة وَلما مَاتَ الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى رثاه خلق كثير وَأورد الْخَطِيب قَول ابْن دُرَيْد اللّغَوِيّ قصيدة يرثيه بهَا مِنْهَا (ألم تَرَ آثَار ابْن أدريس بعده ... دلايله فِي المشكلات لوامع) (معالم يفنى الدَّهْر وَهِي خوالد ... وتنخفض الْأَعْلَام وَهِي روافع) (مناهج فِيهَا للورى متصرف ... موارد فِيهَا للرشاد مشارع) مِنْهَا (أبي الله إِلَّا رَفعه وعلوه ... وَلَيْسَ لما يعليه ذُو الْعَرْش وَاضع) (توخي النَّهْدِيّ وأستنفذته يَد التقي ... من الزيغ أَن الزيغ للمرء صارع)

محمد بن أدريس السامري محمد بن أدريس بن أياس أبو الوليد السامري السرخسي

(ولاذ بآثار الرَّسُول فَحكمه ... لحكم رَسُول الله فِي النَّاس تَابع) (وعول فِي أَحْكَامه وقضايه ... على مَا قضى فِي الوحى وَالْحق ناصع) (فَمن يَك علم الشَّافِعِي أَمَامه ... فمرابعه فِي ساحة الْعلم وَاسع) ) قَالَ أَبُو المظفر ابْن الْجَوْزِيّ سَمِعت جدي ينشد فِي مجَالِس وعظه (من أَرَادَ الْهدى بقول ابْن أَدْرِي ... س هداه وَأَيْنَ كالشافعي) (وشفاء العي السُّؤَال وَأَنِّي ... بِإِمَام سواهُ كشاف عي) وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان أَخْبرنِي أحد الْمَشَايِخ الْفُضَلَاء أَنه عمل فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ ثلثة عشر تصنيفاً انْتهى قلت وللأمام فَخر الدّين الرَّازِيّ مُجَلد فِي تَرْجِيح مَذْهَب الشَّافِعِي على غَيره فِيهِ لَهُ مَنَاقِب كَثِيرَة وَلِصَاحِب الْكَشَّاف مُصَنف سَمَّاهُ شافي العي من كَلَام الشَّافِعِي 3 - (مُحَمَّد بن أدريس السامري مُحَمَّد بن أدريس بن أياس أَبُو الْوَلِيد السامري السَّرخسِيّ) رَحل وَسمع وَتُوفِّي سنة عشرَة وَثلث ماية 3 - (الْحَافِظ الجرجرائي مُحَمَّد بن أدريس بن مُحَمَّد بن أدريس بن سُلَيْمَان الْحَافِظ أَبُو بكر) الشَّافِعِي الجرجرائي بجيمين ورائين تلميذ مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُفِيد رحال جوال كَانَ مَوْصُوفا بالمعرفة وَالْحِفْظ توفّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع ماية 3 - (مرج الْكحل مُحَمَّد بن أدريس بن عَليّ أَبُو عبد الله الأندلسي) الشَّاعِر الْمَعْرُوف بمرح الْكحل قَالَ ابْن الْأَبَّار شَاعِر مفلق بديع التوليد توفّي سنة أَربع وثلثين وست ماية من نظمه (مثل الرزق الَّذِي تطلبه ... مثل الظل الَّذِي يمشى مَعَك) (أَنْت لَا تُدْرِكهُ مُتبعا ... وَإِذا وليت عَنهُ تبعك) وَمن نظمه (لَك الْخَيْر يَا مولَايَ مَا العَبْد بأَمْره ... لَدَيْهِ حسام بل لَدَيْهِ يراع) (وَهل أَنا أَلا مثل حسان شِيمَة ... جبان وَفِي النّظم النفيس شُجَاع)

ابن أبي حفصة محمد بن أدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة

ابْن أدريس الطَّائِي مُحَمَّد بن أدريس الطَّائِي شَاعِر مجيد من شعره (لَيْث إِذا أبْكِي شبا أسيافه ... أضحكن مفرق رَأس كل عنيد) (وكأنما آراؤه تَحت الوغى ... وشبا القنا أشتقت من التأييد) (وَإِذا دجت حَرْب أَضَاء بِوَجْهِهِ ... صبحاً من التَّوْفِيق والتسديد) ) وَقَالَ فِي الْحُسَيْن بن طَاهِر بن الْحُسَيْن وَقد بلغه أَنه أعتل (مَا برد جسمك إِلَّا عِلّة الْعَدَم ... وَلَا أعتلالك إِلَّا عِلّة الْكَرم) (بِنَا وَلَا بك خطب الدَّهْر أَن ندى ... بنان كفك فِينَا عصمَة الهمم) أحسن من هَذَا قَول أبي تَمام الطَّائِي (أَنا جهلنا فخلناك أعتللت وَلَا ... وَالله مَا أعتل إِلَّا الْملك وَالْأَدب) توفّي الْمَذْكُور 3 - (ابْن أبي حَفْصَة مُحَمَّد بن أدريس بن سُلَيْمَان بن يحيى بن أبي حَفْصَة) يكنى أَبَا جَعْفَر قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان بَارِد الشّعْر ضَعِيف القَوْل أَنْشدني لَهُ على بن هرون عَن مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ قصيدة طَوِيلَة مدح بهَا المتَوَكل لم أجد فِيهَا بَيْتا وَاحِدًا مِمَّا سَبيله أَن يدون 3 - (ابْن الْمَسِيح مُحَمَّد بن أدريس بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الطّيب ابْن طَاهِر بن مسبح الجازري) أَبُو الْحسن ابْن أبي الْبَقَاء من أهل الْبَصْرَة قدم بغداذ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبع ماية وَحدث بهَا عَن أبي عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشاموخي الْبَصْرِيّ وَأبي الْحسن ابرهيم بن طَلْحَة بن غَسَّان وروى عَنهُ مُحَمَّد بن عبيد الله الزَّاغُونِيّ مولده سنة تسع وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن الْمُنْذر بن دَاوُد ابْن مهْرَان الْحَافِظ) أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ أحد الأيمة الْأَعْلَام ولد سنة خمس وَتِسْعين وماية سمع الْكثير أول سَمَاعه سنة تسع وماتين سمع عبيد الله ابْن مُوسَى وَأَبا نعيم وطبقتهما بِالْكُوفَةِ وَمُحَمّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ والأصمعي وطبقتهما بِالْبَصْرَةِ وَعَفَّان وهوذة بن خَليفَة وطبقتهما ببغداذ وَأَبا مسْهر وَأَبا الْجمَاهِر مُحَمَّد بن عُثْمَان وطبقتهما بِدِمَشْق وَأَبا الْيَمَان وَيحيى الوحاظي وطبقتهما بحمص وَسَعِيد بن أبي مَرْيَم وطبقته بِمصْر وخلقاً بالنواحي والثغور وَتردد فِي الرحلة زَمَانا وَحدث عَنهُ من شُيُوخه الصغار جمَاعَة وَمن أقرانه أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَأَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَمن أَصْحَاب السّنَن أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقيل البُخَارِيّ وَمُسلم وَلم يَصح وَابْن أبي الدُّنْيَا وَابْن صاعد وَأَبُو عوَانَة وَغَيرهم قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وَتُوفِّي فِي شعْبَان وَله اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سنة وَكَانَت وَفَاته

فقيه الشيعة محمد بن أدريس بن أحمد بن أدريس الشيخ أبو عبد الله العجلي الحلي

سنّ سبع وَسبعين وماتين) 3 - (فَقِيه الشِّيعَة مُحَمَّد بن أدريس بن أَحْمد بن أدريس الشَّيْخ أَبُو عبد الله الْعجلِيّ الْحلِيّ) فَقِيه الشِّيعَة وعالم الرافضة فِي عصره كَانَ عديم النظير فِي الْفِقْه صنف كتاب الْحَاوِي لتحرير الْفَتَاوَى ولقبه كتاب السراير وَهُوَ كتاب مشكور بَين الشِّيعَة وَله كتاب خُلَاصَة الأستدلال وَمُنْتَخب كتاب الْبَيَان فقه والمناسك وَغير ذَلِك فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَله تلامذة وَأَصْحَاب وَلم يكن فِي وقته مثله ومدحه بعض الشُّعَرَاء بقصيدة فَضله فِيهَا على الشَّافِعِي توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس ماية 3 - (القللوسي مُحَمَّد بن أدريس أَبُو بكر) القللوسي بِالْقَافِ الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا لامان مفتوحتان وواو سَاكِنة وَبعدهَا سين مُهْملَة أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور أديباً من أهل الْمغرب بسبتة جَازَ إِلَى الأندلس أنشدنا لَهُ الْخَطِيب أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن رشيد السبتي بِالْقَاهِرَةِ قَالَ أنشدنا لنَفسِهِ فِي مَشْرُوط (لَا تنكرن تشاريطاً بوجنته ... فَإِنَّهَا أثر الألحاظ والفكر) (فطالما جرحت باللحظ وجنته ... وَالْجرْح لَيْسَ لَهُ بُد من الْأَثر) 3 - (نجم الدّين الْقَمُولِيّ مُحَمَّد بن أدريس بن مُحَمَّد) نجم الدّين الْقَمُولِيّ بِالْقَافِ وَالْمِيم وَالْوَاو وَاللَّام كَانَ من الْفُقَهَاء الصلحاء توفّي بقوص فِي جمدى الأولى سنة تسع وَسبع ماية قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي نبل فِي الْفِقْه حَتَّى كَاد يستحضر الرَّوْضَة وينقل من شرح مُسلم للنووي كثيرا ويكاد يستحضر الْوَجِيز لِلْوَاحِدِيِّ فِي التَّفْسِير وتنبه فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول والفرايض والجبر والمقابلة وَكَانَ لَا يستغيب أصلا وَلَا يستغاب بِحَضْرَتِهِ قايماً بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر ملازماً لِلْعِبَادَةِ والأشتغال بالعلوم متقللاً من الدُّنْيَا قَلِيل النظير وَأَظنهُ لَو عَاشَ مَلأ الأَرْض علما حج وزار وَعَاد فتوفى فِي قوص 3 - (الغزنوي الْفَقِيه مُحَمَّد بن آدم بن عبد الْكَرِيم) الغزنوي أَبُو عبد الله الْفَقِيه من أهل دمشق قدم بغداذ وروى بهَا أناشيد عَن أبي أسحق ابرهيم بن مُحَمَّد بن عقيل الشهرزوري الْوَاعِظ نزيل دمشق وَعَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن الْقسم بن الشهرزوري الْموصِلِي وَغَيرهمَا 3 - (السُّلْطَان خربندا مُحَمَّد بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ابْن جنكز خَان المغلي القان غياث) ) الدّين خدابندا مَعْنَاهُ عبد الله وَإِنَّمَا النَّاس غيروه وَقَالُوا خربندا صَاحب الْعرَاق وأذربيجان وخراسان ملك بعد أَخِيه غازان وَكَانَت دولته ثلث عشرَة سنة وَكَانَ شَابًّا مليحاً لكنه كَانَ أَعور جواداً لعاباً محباً للعمارة أنشأ مَدِينَة جَدِيدَة بِأَذربِيجَان وَهِي مَدِينَة سلطانية وحاصر الرحبة سنة اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَأَخذهَا بالأمان فِي رَمَضَان وَعَفا عَن أَهلهَا وَلم يسفك فِيهَا دَمًا وَبَات بهَا لَيْلَة الْأَرْبَعَاء

الْخَامِس وَالْعِشْرين من رَمَضَان سنة أثنتي عشرَة وَسبع مائَة فَمَا أصبح وَترك لأهل الرحبة أَشْيَاء كَثِيرَة من أثقال مناجيق وَغَيرهَا وَكَانَ مَعَه يَوْمئِذٍ قراً سنقر والأفرم وَسليمَان بن مهنا وَكَانَ أَهلهَا قد حلفوا لخربندا فَلَمَّا أرتحل عَنْهَا وأستقر الْأَمر التمس قاضيها ونايبتها وطايفة حَلَفت لَهُ عزلهم من السُّلْطَان لمَكَان الْيَمين لخربندا فعزلهم وَكَانَ مُسلما فَمَا زَالَ بِهِ الأمامية إِلَى أَن رفضوه وَغير شعار الْخطْبَة وَأسْقط ذكر الْخُلَفَاء من الْخطْبَة سوى عَليّ رَضِي الله عَنهُ وصمم أهل بَاب الأزج على مُخَالفَته فَمَا أعجبه ذَلِك وتنمر ورسم بأباحة مَالهم ودمهم فعوجل بعد يَوْمَيْنِ بهيضة مزعجة داواه الرشيد فِيهَا بمسهل منظف فخارت قواه وَتُوفِّي فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وَسبع ماية وَدفن بسلطانية فِي تربته وَهُوَ فِي عشر الْأَرْبَعين وَفِي رحيله عَن الرحبة قَالَ عَلَاء الدّين الوداعي (مَا فر خربندا عَن الرحبة ال ... عظمى إِلَى أوطانه شوقاً) (بل خَافَ من مَالِكهَا أَنه ... يلْبسهُ من سَيْفه طوقا) وَلما تشيع السُّلْطَان خدابندا الْمَذْكُور قَالَ جمال الدّين ابرهيم ابْن الحسام الْمُقِيم بقرية مجدل سلم من بِلَاد صفد يمدحه وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى (أهْدى إِلَى ملك الْمُلُوك دعائي ... وأخصه بمدايحي وثنائي) (وَإِذا الورى والوا ملوكاً غَيره ... جهلا فَفِيهِ عقيدتي وولائي) (هَذَا خدابندا مُحَمَّد الَّذِي ... سَاد الْمُلُوك بدولة غراء) (ملك الْبَسِيط وَالَّذِي دَانَتْ لَهُ ... أكنافها طَوْعًا بِغَيْر عناء) (أغنتك هيبتك الَّتِي أعطيتهَا ... عَن صارم أَو صعدة سمراء) (وَلَقَد لبست من الشجَاعَة حلَّة ... تغنيك عَن جَيش وَرفع لِوَاء) (مَلأ البسيطة رَغْبَة ومهابة ... فَالنَّاس بَين مَخَافَة ورجاء) ) (من حوله عصب كآساد الشرى ... لَا يرهبون الْمَوْت يَوْم لِقَاء) (وَإِذا ركبت سرى أمامك للعدى ... رعب يقلقل أنفس الْأَعْدَاء) (وَلَقَد نشرت الْعدْل حَتَّى أَنه ... قد عَم فِي الْأَمْوَات والأحياء) (فليهن دينا أَنْت تنصر ملكه ... وطبيبه الدَّارِيّ بجسم الدَّاء) (نبهته بعد الخمول فَأَصْبَحت ... تعلو بهمته على الجوزاء) (وَبسطت فِيهِ بِذكر آل مُحَمَّد ... فَوق المنابر السن الخطباء) (وغدت دراهمك الشَّرِيفَة نقشها ... بأسم النَّبِي وَسيد الْخُلَفَاء) (ونقشت أَسمَاء الأيمة بعده ... أحسن بِذَاكَ النقش والأشماء) (وَلَقَد حفظت عَن النَّبِي وَصِيَّة ... وَرفعت قرباه على الْقُرَبَاء)

الأخباري محمد بن أزهر بن عيسى

(فأبشر بهَا يَوْم الْمعَاد ذخيرة ... يجزيكها الرَّحْمَن خير جَزَاء) (يَا ابْن الأكاسرة الْمُلُوك تقدمُوا ... وورثت ملكهم وكل عَلَاء) 3 - (الأخباري مُحَمَّد بن أَزْهَر بن عِيسَى) أحد الأخباريين الْمَشْهُورين قَالَ مُحَمَّد بن اسحق النديم مَاتَ سنة تسع وَسبعين وماتين وَكَانَ قد سمع من ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره وَله من الْكتب كتاب التَّارِيخ من خِيَار الْكتب 3 - (مُحَمَّد بن أُسَامَة بن زيد مُحَمَّد بن أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة ابْن حِبّ رَسُول الله صلى الله) عَلَيْهِ وَسلم مدنِي قَلِيل الرِّوَايَة روى عَن أَبِيه وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ توفّي فِي عشر التسعين لِلْهِجْرَةِ

القاضي أبو الحسن الملحي محمد بن اسحق بن ابرهيم بن محمد بن سلم الخزاعي أبو

ابْن اسحق 3 - (القَاضِي أَبُو الْحسن الملحي مُحَمَّد بن اسحق بن ابرهيم بن مُحَمَّد بن سلم الْخُزَاعِيّ أَبُو) الْحسن القَاضِي الْمَعْرُوف بالملحي أَخُو أبي بكر أَحْمد حدث عَن عبد الْكَبِير بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حَفْص بن هِشَام بن زيد بن أنس ابْن مَالك الْأنْصَارِيّ وَالْحُسَيْن بن عبد الله بن يزِيد الرقي وَسَهل بن عَليّ بن سهل الذوري وَأحمد بن يحيى بن خَالِد الْكِنْدِيّ وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَأحمد ابْن مَسْرُوق الطوسي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ أَبُو زرْعَة أَحْمد بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ وَأَبُو عَليّ مُحَمَّد بن عَليّ الأسفراييني وَغَيرهمَا) 3 - (السراج النَّيْسَابُورِي مُحَمَّد بن اسحق بن ابرهيم بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس) السراج النَّيْسَابُورِي مولى ثَقِيف ولد سنة ثَمَان عشرَة وماتين ورحل فِي طلب الْعلم إِلَى الْأَمْصَار بغداذ والكوفة وَالْبَصْرَة والحجاز وعني بِالْحَدِيثِ وَكَانَ من المكثرين صنف كتبا كَثِيرَة وَكَانَ مجاب الدعْوَة قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أرقا فِي سلم طَوِيل إِلَى السَّمَاء فَصَعدت تسعا وَتِسْعين دَرَجَة فَعَاشَ تسعا وَتِسْعين سنّ وَمَات سنة ثلث عشرَة وَثلث ماية سمع اسحق بن رَاهَوَيْه وخلقا كثيرا وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا وَاتَّفَقُوا على صدقه وفضله وثقته وورعه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ مُحدث خُرَاسَان وأسم أبي جده مهْرَان قَالَ ختمت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اثْنَتَيْ عشرَة ألف ختمة وضحيت عَنهُ اثْنَتَيْ عشرَة ألف أضْحِية قَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد الدقاق رَأَيْت السراج يُضحي فِي كل أُسْبُوع أَو أسبوعين أضْحِية عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو سهل الصعلوكي كُنَّا نقُول السراج كالسراج الْهَاشِمِي مُحَمَّد بن إِسْحَق بن الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس بن ربيعَة بن الْحَرْث بن عبد الْمطلب بن هَاشم هُوَ شَاعِر وَأَبوهُ شَاعِر وجده شَاعِر وجد أَبِيه شَاعِر وَأَخُوهُ عبد الله بن اسحق شَاعِر وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ فِي زمن الْمهْدي وَبعده وَمُحَمّد القايل (أعاذل مَا على مثلي عتاب ... وَبِي عَن نصح عاذلتي أجنتاب) (فكفي بعض لومك لي فعندي ... وَإِن أَمْسَكت عَن رد جَوَاب) 3 - (صَاحب الْمَغَازِي مُحَمَّد بن اسحق بن يسَار المطلبي المَخْزُومِي) مَوْلَاهُم الْمدنِي

المسيبي محمد بن اسحق المسيبي

يُقَال أَبُو بكر وَيُقَال أَبُو عبد الله الْأَحْوَال أحد الْأَعْلَام وَصَاحب الْمَغَازِي رأى أنس بن مَالك وَسَعِيد بن الْمسيب وَحدث عَن أَبِيه وَعَمه مُوسَى ابْن يسَار وَعَطَاء والأعرج وَسَعِيد بن أبي الْهِنْد وَالْقسم بن مُحَمَّد وَفَاطِمَة بنت الْمُنْذر والمقبري وَمُحَمّد بن ابرهيم التَّيْمِيّ وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَابْن شهَاب وَعبيد الله بن عبد الله بن عمر وَمَكْحُول وَيزِيد بن أبي حبيب وسليمن بن سحيم وَعَمْرو بن شُعَيْب وَنَافِع وَأبي جَعْفَر الباقر وَخلق سواهُم قَالَ الْعجلِيّ ابْن اسحق ثِقَة وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة لَكِن لَيْسَ بِحجَّة رَوَاهُ عَبَّاس عَن ابْن معِين وَمرَّة قَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَمرَّة قَالَ ذَاك ضَعِيف وروى عَنهُ أَنه قَالَ هُوَ صَدُوق وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل حسن الحَدِيث وَقَالَ شُعْبَة هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الَّذِي اسْتَقر عَلَيْهِ الْأَمر أَنه صَالح الحَدِيث وَأَنه فِي الْمَغَازِي أقوى مِنْهُ فِي الْأَحْكَام توفّي سنة اثْنَتَيْنِ) وَخمسين وماية روى عَنهُ الْأَرْبَعَة وَمُسلم مُتَابعَة قَالَ ابْن خلكان لم يخرج مُسلم عَنهُ إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا فِي الرَّجْم لِأَن مَالك بن أنس قَالَ لما بلغه عَنهُ أَنه قَالَ هاتوا حَدِيث مَالك فَأَنا طَبِيب بعلله فَقَالَ مَالك وَمَا ابْن اسحق إِنَّمَا هُوَ دجال من الدجاجلة نَحن أخرجناه من الْمَدِينَة يُشِير وَالله أعلم أَن الدَّجَّال لَا يدْخل الْمَدِينَة حدث هرون ابْن عبد الله الزُّهْرِيّ قَالَ سَمِعت ابْن أبي خازم قَالَ كَانَ ابْن اسحق فِي حلقته فأغفى ثمَّ انتبه فَقَالَ رَأَيْت حمارا أقتيد بِحَبل حَتَّى أخرج من الْمَسْجِد فَلم يبرح حَتَّى أَتَتْهُ رسل الْوَالِي فأقتادوه بِحَبل فأخرجوه من الْمَسْجِد وَكَانَ يرْوى عَن فَاطِمَة بنت الْمُنْذر بن الزبير وَهِي امْرَأَة هِشَام بن عُرْوَة بن الزبير فَبلغ ذَلِك هشاماً فَأنكرهُ وَقَالَ أهوَ كَانَ يدْخل على أمرأتي وَمن كتب مُحَمَّد بن اسحق أَخذ عبد الْملك بن هِشَام سيرة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب المبدأ كتاب الْخُلَفَاء 3 - (الْمسَيبِي مُحَمَّد بن اسحق الْمسَيبِي) روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهم توفّي سنة وثلثين وماتين 3 - (ابْن أبي يَعْقُوب اللؤْلُؤِي مُحَمَّد بن اسحق بن حَرْب أَبُو عبد الله اللؤْلُؤِي السَّهْمِي) مَوْلَاهُم من أهل بَلخ يعرف بِابْن أبي يَعْقُوب كَانَ حَافِظًا لعلوم الحَدِيث وَالْأَدب عَارِفًا بأيام

ابن غرس النعمة محمد ابن اسحق بن محمد بن هلال الصائي

النَّاس قدم بغداذ وجالس الْحفاظ من أَهلهَا وذاكرهم وَحدث عَن مَالك بن أنس وخارجة بن مُصعب وَبشر بن السّري وَيحيى بن الْيَمَان وخَالِد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا وَالْفضل بن مُحَمَّد اليزيدي وَأَبُو عبد الله بن أبي الْأَحْوَص الثففي وَعبيد الله ابْن أَحْمد بن مَنْصُور الْكسَائي الرَّازِيّ قَالَ الْخَطِيب وَلم يكن يوثق فِي علمه ابْن رِفَاعَة نقيب الْأَنْصَار مُحَمَّد بن اسحق بن ابرهيم ابْن أَفْلح بن رَافع ينتهى إِلَى رِفَاعَة الَّذِي شهد الْعقبَة وأحدا أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الزرقي كَانَ نقيب الْأَنْصَار ببغداذ عَارِفًا بأمورهم ومناقبهم وَكَانَ ثِقَة حسن السِّيرَة توفّي فِي بغداذ فِي جمدى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثلث ماية أَبُو عبد الله ابْن مندة مُحَمَّد بن اسحق بن مُحَمَّد بن مندة أَبُو عبد الله الْأَصْفَهَانِي أحد الْحفاظ المكثرين والمحدثين الجوالين من بَيت الحَدِيث وَالْفضل صنف التَّارِيخ والشيوخ قَالَ كتبت عَن ألف شيخ قَالَ الْحَافِظ جَعْفَر بن مُحَمَّد مَا رَأَيْت أحفظ من أبي عبد الله بن مندة سَأَلته كم يكون سَماع الشَّيْخ فَقَالَ يكون خَمْسَة آلَاف صن والصن بِكَسْر الصَّاد السلَّة المطبقة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بَقِي ابْن مندة فِي الرحلة نيفا وثلثين سنة وَأقَام بِمَا وَرَاء النَّهر زَمَانا وَسمع) بإصبهان وخراسان وَالْعراق والحجاز ومصر وَالشَّام وبخارا قَالَ أَبُو عبد الله ابْن أبي ذهل سمعته يَقُول لَا يخرج الصَّحِيح إِلَّا من يتْرك أَو يكذب وَكتب عَن ابْن الْأَعرَابِي بِمَكَّة ألف جُزْء وَعَن خَيْثَمَة بطرابلس ألف جُزْء وَعَن الْعَبَّاس بن الْأَصَم بنيسابور ألف جُزْء وَعَن الْهَيْثَم بن كُلَيْب ببخارا ألف جُزْء قَالَه عبد الرَّحْمَن وَلَده وَقَالَ سَمِعت أبي يَقُول كتبت عَن ألف وَسبع ماية شيخ وَكَانَ الْحَافِظ أَبُو نعيم كثير الْحَط على ابْن مندة لمكا المعتقد وأختلافهما فِي الْمَذْهَب قَالَ فِي تَارِيخه أَنه أختلط فِي آخر عمره فَحدث عَن أبي أسيد وَعبد الله ابْن أخي أبي زرْعَة وَابْن الْجَارُود بعد أَن سمع مِنْهُ أَن لَهُ عَنْهُم أجازة وتخبط فِي اماليه وَنسب إِلَى جمَاعَة أقوالاً فِي المعتقدات لم يعرفوا بهَا نسْأَل الله السّتْر والسلامة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَو سمعنَا كَلَام الأقران بَعضهم فِي بعض لأتسع الْخرق قلت هَذَا هُوَ الأنصاف فقد سَمِعت أَنا وَغير وَاحِد غير مرّة من الشَّيْخ أثير الدّين الطعْن الْبَالِغ والأزراء التَّام على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَهُوَ شَيْء خلاف الأجماع لصورة كَانَت بَينهمَا توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَثلث ماية وَسَيَأْتِي ذكر 3 - (ابْن غرس النِّعْمَة مُحَمَّد ابْن اسحق بن مُحَمَّد بن هِلَال الصائي) من ولد غرس

أبو العنبس محمد بن اسحق بن ابرهيم ابن أبي العنبس أبو العنبس الصيمري

النِّعْمَة صَاحب التَّارِيخ ولد سنة أحدى وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَولي ديوَان الزِّمَام للمقتدى وَله ترسل وَكَلَام فصيح وَهُوَ من بَيت الرياسة وَالْفضل وَالْكِتَابَة كَانَ ثِقَة وَتُوفِّي ببغداذ فِي شَوَّال سنة ثلث وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَسَيَأْتِي ذكر حفيده مُحَمَّد بن اسحق أَيْضا 3 - (أَبُو العنبس مُحَمَّد بن اسحق بن ابرهيم ابْن أبي العنبس أَبُو العنبس الصَّيْمَرِيّ) أحد الأدباء الظرفاء كَانَ خَبِيث اللِّسَان هاجي أَكثر شعراء زَمَانه وَله كتب ملاح نادم المتَوَكل وَله مَعَ البحتري خبر مَشْهُور وَقَالَ يهجو ابرهيم بن الْمُدبر (أسل الَّذِي عطف الموا ... كب بالأعنة نَحْو بابك) (وأذل موقفي الْعزي ... ز على وقُوف فِي رحابك) (وأراك نَفسك مَالِكًا ... مَا لم يكن لَك فِي حِسَابك) (أَن لَا يُطِيل تجرعي ... غصص الْمنية من حجابك) وَقَالَ (كم مَرِيض قد عَاشَ من بعد يأس ... بعد موت الطَّبِيب والعواد) ) (قد يصاد القطا فينجو سليما ... وَيحل الْبلَاء بالصياد) قَالَ الْخَطِيب مَاتَ سنة خمس وَسبعين وماتين وَحمل إِلَى الْكُوفَة فَدفن بهَا قَالَ مُحَمَّد بن اسحق النديم فِي الفهرست كَانَ الصَّيْمَرِيّ من أهل الفكاهات أَصله من الْكُوفَة وَكَانَ قَاضِي الصيمرة وَكَانَ مَعَ اسْتِعْمَاله للهزل شريفاً عَارِفًا بالنجوم وَله فِيهِ كتاب يمدحه المنجمون وَأدْخلهُ المتَوَكل فِي ندمايه وَخص بِهِ وَكَانَ يَقُول قوام الأنسان بتسع دالات دَار ودينار وَدِرْهَم ودقيق ودابة ودبس وَدَن ودسم ودعوة وَله من الْكتب تَأْخِير الْمعرفَة العاشق والمعشوق الرَّد على المنجمين الطبلبنب كرزابلا طوال اللحى الرَّد على المتطببين عنقاء مغرب الرَّاحَة وَمَنَافع القيادة فضايل حلق الرَّأْس هندسة الْعقل الْأَحَادِيث الشاذة فضايل الرّقّ الرَّد على ميخائيل الصيدناني فِي الكيمياء عجايب الْبَحْر مساوى الْعَوام وأخبار السفلة الأغتام فضل السّلم على الدرجَة الفاس بن الحايك الدولتين فِي تَفْضِيل الخلافتين تذكية الْعقل السحاقات والبغائين الخضخضة فِي جلد عميرَة أَخْبَار أبي

القمع محمد بن اسحق بن ابرهيم ابو بكر الوراق

فِرْعَوْن كندر بن جحدر تَفْسِير الرُّؤْيَا الثُّقَلَاء نَوَادِر القواد دَعْوَة الْعَامَّة الأخوان والأصدقاء كني الدَّوَابّ أَحْكَام النُّجُوم الْمدْخل إِلَى صناعَة التنجيم صَاحب الزَّمَان الحلقتين استغاثة الْجمل على ربه فضل السرم على الْفَهم وَلما أنْشد البحتري قصيدته للمتوكل وَهِي (عَن أيِّ ثَغرٍ تبتسِم ... وبأيّ طَرفٍ تحتكِم) وَكَانَ من أبْغض النَّاس إنشاداً يتشدّق ويتزاور فِي مَشْيه مرّة جائياً وَمرَّة الْقَهْقَرِي ويهز رَأسه ومنكبيه وَيَقُول أَحْسَنت وَالله وَيقبل على السامعين وَيَقُول مَا لكم لَا تَقولُونَ أَحْسَنت هَذَا وَالله لَا يحسن أحد يَقُوله فضجر المتَوَكل وَأَقْبل على الصَّيْمَرِيّ وَقَالَ أما تسمع مَا يَقُول قَالَ مرني فِيهِ بِمَا تحب فَقَالَ أهجه على هَذِه القصيدة فَقَالَ (فِي أَي سلح ترتطم ... ولأي كف تلتقم) (أدخلت رَأسك فِي الْحرم ... وَعلمت أَنَّك تنهزم) (فَلَقَد أسلت لوالدي ... ك من الهجا سيل العرم) وَهِي طَوِيلَة فَلم يزل المتَوَكل يضْحك ويصفق فَغَضب البحتري وَخرج فَأمر المتَوَكل للصيمري بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم 3 - (القمع مُحَمَّد بن اسحق بن ابرهيم ابو بكر الْوراق) ) يعرف بالقمع بغداذي روى عَنهُ أَبُو الْحسن أَحْمد بن محمّد بن مقسم الْعَطَّار 3 - (ابْن المنجم العواد مُحَمَّد بن اسحق ابْن المنجم أَبُو عبد الله) الْمُغنِي العواد من بَيت مَشْهُور بِالْفَضْلِ والآداب ومنادمة الْخُلَفَاء كَانَ من ندماء عضد الدولة ببغداذ وَغَيرهَا توفّي بشيراز سنة أحدى وَأَرْبَعين وَثلث ماية وَلم يخلف بعد مَوته من يُقَارِبه فضلا عَمَّن يشاكله 3 - (ابْن الْهَيْثَم الأسكافي مُحَمَّد بن اسحق بن الْهَيْثَم الأسكافي أَبُو بكر الأديب) روى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْقسم الْأَنْبَارِي كتاب الألفات من جمعه 3 - (الطرسوسي مُحَمَّد بن اسحق الطرسوسي) قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان متوكلي ماجن خَبِيث يكثر القَوْل فِي مدح شَوَّال وذم شهر رَمَضَان من قَوْله فِي ذَلِك (نَهَار الصّيام حُلُول الشقا ... وليل التَّرَاوِيح ليل البلى) (تمارض تحل لَك الطَّيِّبَات ... وَبَعض التمارض كل الشفا) (وَأَن كَانَ لَا بُد من صَوْمه ... فَأكْثر من الصَّوْم بعد العشا)

الشابشتي محمد بن اسحق أبو عبد الله الشابشتي

(وَأَن كنت لَا تستحل المدام ... فَعَاد الصّيام بِخبْز وَمَا) (وَلَا بَأْس بالشرب نصف النَّهَار ... إِذا كنت فِي ثِقَة بالخفا) (يظنّ بِي الصَّوْم أهل الشقا ... وَمن دون صومي بُلُوغ السهى) 3 - (الشابشتي مُحَمَّد بن اسحق أَبُو عبد الله الشابشتي) صَاحب خزانَة كتب الْعَزِيز بِمصْر كَانَ من أهل الْفضل وَالْأَدب توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَثلث ماية أَيَّام الْحَاكِم وَقيل أَن أُسَمِّهِ أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد وَقيل ابْن مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالله أعلم وَمن تصانيفه كتاب الديارات الْيُسْر بعد الْعسر مَرَاتِب الْفُقَهَاء التَّوْقِيف والتخويف مراسلات ديوَان شعره كتاب فِي الزّهْد والوعز وَمن شعره 3 - (أَبُو النَّضر مُحَمَّد بن اسحق بن أَسْبَاط الْكِنْدِيّ أَبُو النَّضر الْمصْرِيّ) أَخذ النَّحْو عَن الزّجاج وَله كتاب الْعُيُون والنكت فِي النَّحْو وَكتاب التَّلْقِين وَكتاب الموقظ وَالْمُغني وَقَالَ التنوخي فِي كتاب النشوار أَنه كَانَ قيمًا بالهندسة وعلوم الأوايل وَمن شعره) (وكأس من الشَّمْس مخلوقة ... تضمنها قدح من نَهَار) (هَوَاء وَلكنه سَاكن ... وَمَاء وَلكنه غير جَار) (فَهَذَا النِّهَايَة فِي الابيضاض ... وَهَذَا النِّهَايَة فِي الاحمرار) (وَمَا كَانَ فِي الحكم أَن يوجدا ... لفرط التَّنَافِي وفرط النفار) (وَلَكِن تجاور سطحا هما ال ... بسيطان فأجتمعا بالحوار) (كَأَن المدير لَهَا بِالْيَمِينِ ... إِذا طَاف للسقْيِ أَو باليَسارِ) (تدرع ثوبا من الياسمين ... لَهُ فَرد كم من الجلنار) وَمِنْه (هَات اسْقِنِي بالكبير وأنتخب ... نَافِيَة للهموم وَالْكرب) (فَلَو تراني إِذا أنتشيت وَقد ... حركت كفي بهَا من الطَّرب) (لخلتني لابساً مشهرة ... من لازورد يشف من ذهب)

محمد بن اسحق الصاغاني محمد بن اسحق بن جعفر

قلت شعر جيد 3 - (مُحَمَّد بن اسحق الصَّاغَانِي مُحَمَّد بن اسحق بن جَعْفَر) وَقيل ابْن اسحق بن مُحَمَّد أَبُو بكر الصَّاغَانِي الْحَافِظ نزيل بغداذ طوف وجال وَأكْثر الترحال وبرع فِي الْعِلَل وَالرِّجَال روى عَنهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة قَالَ ابْن خرَاش ثِقَة مَأْمُون توفّي سنة سبعين وماتين 3 - (الْفَقِيه ابْن رَاهَوَيْه مُحَمَّد بن اسحق بن رَاهَوَيْه) الْفَقِيه أَبُو الْحسن سمع أَبَاهُ وعَلى بن حجر وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن الْمَدِينِيّ وروى عَنهُ جمَاعَة قَتله القرامطة بطرِيق مَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين وماتين 3 - (إِمَام الأيمة ابْن خُزَيْمَة مُحَمَّد بن اسحق بن خُزَيْمَة بن الْمُغيرَة بن صَالح بن بكر إِمَام الأيمة) الْحَافِظ أَبُو بكر النيسابور سمع اسحق ابْن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن حميد الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن أبان المستملى وخلقا كثيرا روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي غير الصَّحِيح وَجَمَاعَة سُئِلَ من ايْنَ أُوتيت الْعلم فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ وَأَنِّي لما شربت مَاء زَمْزَم سَأَلت الله علما نَافِعًا وَقيل لَهُ لَو حلقت شعرك فَقَالَ لم يثبت عِنْدِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل حَماما) وَلَا حلق شعره وَإِنَّمَا يَأْخُذ شعرى جَارِيَة لي بالمقراض قَالَ ابْن سُرَيج وَذكر ابْن خُزَيْمَة يسْتَخْرج النكت من حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالمنقاش ومصنافه تزيد على ماية وَأَرْبَعين كتابا سوى المسايل المصنفة أَكثر من ماية جُزْء وَله فقه حَدِيث بَرِيرَة فِي ثلثة أَجزَاء استوعب الْحَاكِم أخباره فِي تَارِيخ نيسابور توفى سنة إِحْدَى عشرَة وَثلث ماية 3 - (حامض رَأسه مُحَمَّد بن اسحق بن يزِيد أَبُو الْقسم الْمروزِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف) بحامض رَأسه كَانَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَثلث ماية 3 - (الأستجى الشَّاعِر مُحَمَّد بن اسحق بن مطرف أَبُو عبد الله الاستحى) سمع الحَدِيث وَكَانَ شَاعِرًا عَالما باللغة والنحو توفّي سنة ثلث وَسِتِّينَ وَثلث ماية

محمد بن اسحق النديم محمد بن اسحق بن محمد بن اسحق النديم الأخباري البغدادي أبو

3 - (مُحَمَّد بن اسحق النديم مُحَمَّد بن اسحق بن مُحَمَّد بن اسحق النديم الأخباري الْبَغْدَادِيّ أَبُو) الْفرج كَانَ شِيعِيًّا معتزليا وَله تصانيف مِنْهَا الفهرست فِي أَخْبَار الأدباء والتشبيهات توفّي سنة ثَمَانِينَ وَثلث ماية 3 - (الزوزني البحاثي مُحَمَّد بن اسحق بن عَليّ بن دَاوُد) القَاضِي أَبُو جَعْفَر الزوزني بزائين وواو سَاكِنة البحاثي شَاعِر مفلق لَهُ تصانيف عَجِيبَة مفيدة جدا وهزلا رزق من الهجاء نظما ونثرا طَريقَة لم يسْبق إِلَيْهَا مَا ترك أحدا من الْكِبَار إِلَّا هجاه قَالَ مَا وَقع بصرى على شخص قطّ إِلَّا تصور فِي قلبِي هجاؤه وَله ديوَان مَوْجُود وَتُوفِّي سنة ثلث وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية وَمن تصانيفه شرح ديوَان البحتري وَهُوَ جيد قَالَ يهجو (أَبُو طَاهِر فِي اللؤم والشؤم غَايَة ... بعيد عَن الْإِسْلَام وَالْعقل وَالدّين) (على وَجهه خأل قريب من آنفه ... كَمثل ذُبَاب وَاقع فَوق سرقين) وَقَالَ (ينيكون غزلان الحسان وَلَا أرى ... غزالاً من الغزلان حل بساحتي) (فَمن يَك قد لَاقَى من إِلَيْك رَاحَة ... فَفِي راحتي والريق انسى وراحتي) وَقَالَ فِي الْبِطِّيخ (وزايرة تاهت على بسبردها ... ويعجبني مِنْهَا خشونة جلدهَا) (ثَقيلَة مَا بَين الإهاب قَصِيرَة ... وصفرتها تبدو بِظَاهِر خدها) ) (وفاح لَهَا طيب يسير أمامها ... فيحي لنَفس الصب مست وجدهَا) (فَقُمْت إِلَيْهَا مسرعاً فافترعتها ... وذقت لذيذاً من غسيلة شَهِدَهَا) وَمن شعر الزوزني (يَا لحية قد علقت من عارضي ... لَا استطيع لقبحها تَشْبِيها) (طَالَتْ فَلم تفلح وَلم تَكُ لحية ... لتطول إِلَّا والحماقة فِيهَا) وَقَالَ (سألونا عَن قراه ... فاختصرنا فِي الْجَواب)

ابن الصابي محمد بن اسحق بن أبي الحسن محمد بن أبي نصر اسحق بن

(كَانَ فِيهِ كل شىء ... بادراً غير الشَّرَاب) وَقَالَ (الْحَمد لله وشكراً على ... إنعامه الشَّامِل فِي كل شىء) (أَن الَّذِي لاعبني فِي الصَّبِي ... مَاتَ وَمن قد نكته بعد حَيّ) وَقَالَ (لَيْت شعري إِذا خرجت من الدن ... يَا واصبحت سَاكن الأجداث) (هَل يَقُولَن اخوتي بعد موتِي ... رَحمَه الله ذَلِك البحاثي) فَلَمَّا مَاتَ قَالَ فِيهِ أَبُو سعد ابْن دوست (يَا أَبَا جَعْفَر ابْن اسحق أَنِّي ... خانني فِيك نَازل الْأَحْدَاث) (من هوى من منَازِل الْعِزّ قسراً ... يَك تَحت الرجام فِي الْأَحْدَاث) (فلك الْيَوْم من قوافٍ حسانٍ ... سرن فِي الْمَدْح سَيرهَا فِي المراثي) (مَعَ كتبٍ جمعت فِي كل فن ... حِين يروين كل باك وراث) (قايل كلهَا بِغَيْر لِسَان ... رَحمَه الله ذَلِك البحائي) وسوف يَأْتِي فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن عُثْمَان الخشنائي أَبْيَات على هَذَا الروى مرثية فِي البحاثي وَهِي ليعقوب بن أَحْمد وَقَالَ مُحَمَّد بن مَحْمُود النَّيْسَابُورِي فِي سر السرُور أَن شعر البحاثي نَيف على عشْرين ألف بَيت وَمن شعره (بليت بطفل قل طايل نَفعه ... سوى قبل يزرى بهَا طول مَنعه) (ويمسحها من عارضيه بكمه ... ويغسلها عَن وجنته بدمعه) ) (يكا شفتى أَن لَاحَ شخصى بِعَيْنِه ... ويغتابني أَن مر ذكرى بسمعه) وَمِنْه (من كَانَ يرغب فِي البدا ... ل من الورى فَأَنا شَرِيكه) (مَا الْعَيْش إِلَّا أَن تني ... ك وَأَن ينيك من تنيكه) وَمِنْه (يَتُوب عَن الذُّنُوب أَخُو الْخَطَايَا ... وَأَن لذت لَهُ تِلْكَ الذُّنُوب) (وذايق ففحة التركي نيكا ... يصر على الذُّنُوب فَلَا يَتُوب) 3 - (ابْن الصابي مُحَمَّد بن اسحق بن أبي الْحسن مُحَمَّد بن أبي نصر اسحق بن

أبي الحين محمد بن هلال بن المحسن الصابي الشيخ الصالح سمع من عبد الله بن منصور الموصلي ولغرس النعمة تاريخ تمم به تاريخ والده أبي الحسين وكان صاحب ديوان الإنشاء في أيام القايم بأمر الله وأبوه أبو الحسين كان أخباريا أديبا علامة صابئا فاسلم وحسن أسلامه

غرس النِّعْمَة) أبي الْحِين مُحَمَّد بن هِلَال بن المحسن الصابي الشَّيْخ الصَّالح سمع من عبد الله بن مَنْصُور الْموصِلِي ولغرس النِّعْمَة تَارِيخ تمم بِهِ تَارِيخ وَالِده أبي الْحُسَيْن وَكَانَ صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء فِي أَيَّام القايم بِأَمْر الله وَأَبوهُ أَبُو الْحُسَيْن كَانَ أخبارياً أديباً عَلامَة صابئاً فَاسْلَمْ وَحسن أسلامه وَهُوَ حفيدج إِبْرَاهِيم بن هِلَال الصابي صَاحب الترسل توفّي صَاحب التَّرْجَمَة سنة تسع عشرَة وست ماية 3 - (الابرقوهي مُحَمَّد بن اسحق بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الْمُحدث قطب الدّين أَبُو الْفضل) واسْمه ذَاكر أَيْضا الهمذاني الابراقوهي ثمَّ الْمصْرِيّ سمع الْكثير وَكتب وَخرج لنَفسِهِ ثمانيات وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وست ماية 3 - (الشَّيْخ صدر الدّين القونوي مُحَمَّد بن اسحق بن مُحَمَّد بن يُوسُف) الشَّيْخ الْكَبِير الشهير صدر الدّين أَبُو عبد الله القونوى شيخ الأعارية بقونية صحب الشَّيْخ مُحي الدّين ابْن عَرَبِيّ وَقَرَأَ كتاب جَامع الْأُصُول على الْأَمِير الْعَالم شرف الدّين يَعْقُوب الهذباني وَرَوَاهُ عَنهُ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ قطب الدّين الشيزاري وَله تصانيف فِي السلوك فَمن ذَلِك النفحات وتحفة الشكُور وتجليات وَتَفْسِير الْفَاتِحَة فِي مجلدة توفّي بقونية سنة اثتين وَسبعين وست ماية واوصى أَن يحمب تابوته إِلَى دمشق ويدفن مَعَ شَيْخه ابْن عَرَبِيّ فَلم يتهيأ لَهُ ذَلِك وَمَات وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وثلثين سنة تَقْرِيبًا 3 - (اليغموري مُحَمَّد بن اسحق اليغموري) صَاحب كتاب الإطلاع على منادمة الصناع ملكته بِخَطِّهِ وَقد قَالَ فِي آخِره كتبه مُصَنفه فِي) الْعشْر الآخر من ربيع الأول سنة تسع وَسبعين وست ماية وَهُوَ كتاب حسن كثير التورية يشبه كتاب ابْن مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ فِي الصنايع ووقفت عَلَيْهِ وَرَأَيْت فِيهِ لحينات ظَاهِرَة لكنه ظرف فِيهِ 3 - (ابْن صقر مُحَمَّد بن اسحق بن صقر الْحلَبِي شمس الدّين) نَاظر أوقاف حلب توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع ماية كَانَ ممدحاً رَئِيسا أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة من جملَة امداحه فِيهِ (يَا سايلي عَن حلب لَا تطل ... وَالله لَوْلَا شمسها المجتبي)

(لم يلق راجى حلب زبدة ... وَلم يُصَادف لَبَنًا طيبا) وأنشدني لَهُ فِيهِ وَقد اسن (حمى الله شمس المكرمات من الْأَذَى ... وَلَا نظرت عَيْنَايَ يَوْم مغيبه) (لقد أبقت الْأَيَّام مَه لأَهْلهَا ... بَقِيَّة صافي المزن غير مشوبه) (كَأَن شجاياه اللطيفة قهوة ... حباب حمياها بَيَاض مشيبه)

المديني الزاهد محمد بن أسد المديني

3 - (الْمَدِينِيّ الزَّاهِد مُحَمَّد بن أَسد الْمَدِينِيّ) الزَّاهِد المعمر كَانَ مجاب الدعْوَة وَهُوَ مِمَّن عَاشَ بعد سَمَّاعَة تسعين سنة توفّي ثلث وَتِسْعين وماتين 3 - (الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن أَسد بن عَليّ أَبُو الْحسن) الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَهُوَ صَاحب الْخط توفّي سنة تسع وأربعماية وَهُوَ شيخ ابْن لبواب الْكَاتِب الْمَشْهُور وَقد سمع ابْن أَسد أَبَا بكر أَحْمد بن سلمَان النجاد وعَلى بن مُحَمَّد بن الزبير الْكُوفِي وجعفر الخالدي وَعبد الْملك بن الْحسن السَّقطِي وَجَمَاعَة من هَذِه الطَّبَقَة

الهمذاني الصالح محمد بن أسعد بن عبد الرحمن أبو عبد الله

3 - (الهمذاني الصَّالح مُحَمَّد بن أسعد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عبد الله) الهمذاني الشَّيْخ الصَّالح الزَّاهِد كَانَ من الْأَوْلِيَاء الْأَفْرَاد أَقَامَ بمشهد عُرْوَة فِي جَامع دمشق منعكفا على الْعِبَادَة سِنِين إِلَى أَن توفى سادس صفر سنة تسع وَسِتِّينَ وست ماية وَدفن بسفح قاسيون 3 - (كَمَال الدّين القاياتي مُحَمَّد بن أسعد بن عبد الْكَرِيم ابْن سُلَيْمَان القاياتي) ) الشَّيْخ الإِمَام كَمَال الدّين الْمصْرِيّ مَعَ من النجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي وأخيه الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَابْن الحامض وَغَيرهم توفّي ثامن عشر جُمَادَى الآهرة سنة ثلثين وَسبع ماية وَدفن بالقرافة أجَاز لي رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الشريف الجواني مُحَمَّد بن أسعد بن عَليّ بن معمر بن عمر بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد) بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الجواني الشريف النسابة أَبُو عَليّ الشريف ابْن أبي البركات الْعلوِي الْحُسَيْنِي العبيدلي الْمصْرِيّ ولي نقابة الشراف مُدَّة بمصروله كتاب طَبَقَات الطالبين وتاج الْأَنْسَاب ومنهاج الصَّوَاب وَكَانَ شِيعِيًّا توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية لقبه رشيد الدّين والجواني بِالْجِيم وَالْوَاو الْمُشَدّدَة وَالنُّون بعد الْألف وَيعرف بالمازندراني 3 - (مجد الدّين حفدة الْوَاعِظ مُحَمَّد بن أسعد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن الْقسم) الْفَقِيه مجد الدّين الْعَطَّار الطوسي الشَّافِعِي أَبُو مَنْصُور الْمَعْرُوف بحفدة بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَالْفَاء الْمَفْتُوحَة وَالدَّال الْمَفْتُوحَة كَانَ فَقِيها فَاضلا أصوليا فصيحا واعظا تفقه بمرو على أبي بكر مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ وَالِد الْحَافِظ الْمَشْهُور ثمَّ انْتقل إِلَى مرو الروذ واشتغل على القَاضِي حُسَيْن البغوى وانتقل إِلَى بخارا واشتغل على الْبُرْهَان عبد الْعَزِيز ابْن مازة الْحَنَفِيّ ثمَّ عَاد إِلَى مرو وَعقد لَهُ مجْلِس التَّذْكِير ثمَّ خرج إِلَى الْعرَاق والجزيرة وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ للوعظ وسمعوا مِنْهُ الحَدِيث وَكَانَت مجَالِس وعظه من أحسن الْمجَالِس وَتُوفِّي سنة

شارح المقامات محمد بن أسعد بن محمد بن نصر

أحدى وَسبعين بتبريز 3 - (شَارِح المقامات مُحَمَّد بن أسعد بن مُحَمَّد بن نصر) الْفَقِيه أَبُو النظفر ابْن الْحَكِيم الْبَغْدَادِيّ الْعِرَاقِيّ الْحَنَفِيّ الْوَاعِظ نزيل دمشق كَانَ يعظ بهَا ودرس بالطرخانية وبالصادرية بني لَهُ الْأَمِير معِين الدّين انزر مدرسته وَشرح المقامات وَذكر انه سَمعهَا من الحريري توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَدفن بِبَاب الصَّغِير بِدِمَشْق وَمن شعره (أَلا هَل اصب بالديار متيم ... بحبكم بَين الْأَنَام بَلَاغ) (لَهُ شغل بالحب عَن كل شاغل ... وَلَيْسَ لَهُ عَمَّا عراه فرَاغ) (تجرع يَوْم الْبَين كأس فراقكم ... فَلَيْسَ لكأس الصَّبْر فِيهِ مساغ) ) وَمِنْه أَيْضا (الدَّهْر يوضع عَامِدًا ... فيلاً وَيرْفَع قدر نمله) (فَإِذا تنبه لليا ... م وَقَامَ للنوام نم لَهُ) 3 - (مُحَمَّد بن اسفهسلار بن مُحَمَّد أَبُو على الجرباذقاني) قَالَ ابْن النجار ذكر أَبُو سعد ابْن سعد ابْن السَّمْعَانِيّ أَنه كَانَ شَابًّا فَاضلا لطيف الطَّبْع حسن الشّعْر لَهُ معرفَة تَامَّة بالأدب قَالَ قدم علينا بَغْدَاد مَعَ الْعَسْكَر ورأيته فِي الْمدرسَة النظامية وعلقت عَنهُ من شعره وَكَانَ ينظم على طَريقَة الابيوردى وَكَانَ تِلْمِيذه وَمن شعره (الا يَا صبا نجد على تنسمي ... وَيَا عبرتي لَا يحبسنك مَانع) (فَإِن الصِّبَا تنفى هموم أخي الأسى ... وتشفى صبابات الْفُؤَاد المدامغ)

ابن أسلم الطوسى محمد بن اسلم الأمام أبو الحسن الطوسى الكندي

3 - (ابْن أسلم الطوسى مُحَمَّد بن اسْلَمْ الْأَمَام أَبُو الْحسن الطوسى الْكِنْدِيّ) أحد الأبدال الْحفاظ صنف الْمسند وَالْأَرْبَعِينَ وَغير ذَلِك قَالَ أَبُو النَّضر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْفَقِيه سَمِعت إِبْرَاهِيم بن اسمعيل الْعَنْبَري يَقُول كنت بِمصْر وَأَنا أكتب بِاللَّيْلِ كتب ابْن وهب وَذَلِكَ لخمس بَقينَ من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وماتين فَهَتَفَ بِي هَاتِف يَا إِبْرَاهِيم مَاتَ العَبْد الصَّالح مُحَمَّد ابْن اسْلَمْ قَالَ فتعجبت من ذَلِك وكتبته على ظهر كتابي فَإِذا بِهِ قد مَاتَ فِي تِلْكَ السَّاعَة وَدفن بِجَانِب اسحق بن رَاهَوَيْه كَانَ يكتم تبعداته فِي التَّطَوُّع وَيَقُول لَو امكنني أَن اتطوع حَيْثُ لَا يراني ملكاي لفَعَلت ومناقبه كَثِيرَة الْأنْصَارِيّ مُحَمَّد ابْن اسْلَمْ الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ قَالَ يَوْم الْحرَّة (وَأَن تقتلونا يَوْم حرَّة واقم ... فَنحْن على الْإِسْلَام أول من قتلن) (وَنحن تركناكم ببدر اذلة ... وابنا بأسلاب لنا مِنْكُم نفل) (فَإِن ينج مِنْهَا عايذ الْبَيْت سالما ... فَمَا نالنا مِنْكُم وَأَن شفنا جلل)

ابن أبي فديك محمد بن اسمعيل بن مسلم بن أبي فديك الديلي

الْكُوفِي السلمى مُحَمَّد بن اسمعيل الْكُوفِي السلمى وَثَّقَهُ ابْن معِين روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد توفّي 3 - (ابْن أبي فديك مُحَمَّد بن اسمعيل بن مُسلم بن أبي فديك الديلِي) مَوْلَاهُم الْمدنِي الْحَافِظ قَالَ ابْن سعد وَحده لَيْسَ بِحجَّة روى لَهُ الْجَمَاعَة أَصْحَاب الحَدِيث الصَّحِيح توفّي سنة ماتين) 3 - (الْمدنِي مُحَمَّد بن اسمعيل الْمدنِي) قَالَ ابْن المرزباني معتصمي كَانَ يصحب غُلَاما يُقَال لَهُ باذنجانه فَقَالَ نصيب بن وهيب الْمدنِي يمازحه (كلف مغرم بباذنجانه ... قد ثنى صبوة إِلَيْهِ عنانه) (كل يَوْم لَهُ هوى مُسْتَفَاد ... هُوَ مِنْهُ فِي ذلة واستكانه) (أَو مَا فِي المشيب والصلع الْفَا ... حش شغل عَن الصَّبِي لمجانه) فَأَجَابَهُ مُحَمَّد بن اسمعيل (لَا تلمني فَإِن باذنجانه ... بُد بالْحسنِ عندنَا اقرانه) (حسن الشكل ناعم الْقد حُلْو ... يتثنى تثني الخيزرانه) (أَن يكن اصلع علاهُ مشيب ... فاراه الرشاد حَتَّى استبانه) (أَن تَحت الكسى لطرف فَتى ... ذُو اخْتِيَار وجمة فينانه) (قد سقَاهُ الْهوى بكأس التصابي ... فَجرى جامحاً يجر عنانه) 3 - (التبوذكى مُحَمَّد بن اسمعيل التَّبُوذَكِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ مولى بني منقر) روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن رجل عَنهُ وروى عَنهُ يحيى بن معِين والذهلي وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَخلق كثير وَتُوفِّي بِالْبَصْرَةِ سنة ثلث وَعشْرين وماتين

ابن أبي سمينة محمد بن اسمعيل بن أبي سمينة أبو عبد الله الهاشمي

3 - (ابْن أبي سَمِينَة مُحَمَّد بن اسمعيل بن أبي سَمِينَة أَبُو عبد الله الْهَاشِمِي) مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ الْمُحدث الْغَازِي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالْبُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم كَانَ من شجعان النَّاس توفّي سنة ثلثين وماتين 3 - (البُخَارِيّ مُحَمَّد بن اسمعيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة بن بردزبه) بِالْبَاء الْمُوَحدَة الْمَفْتُوحَة وَالرَّاء الساكنة وَالدَّال الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة وَالزَّاي الساكة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمَفْتُوحَة وَالْهَاء الإِمَام الْعلم أَبُو عبد الله الْجعْفِيّ مَوْلَاهُم البُخَارِيّ صَاحب صَحِيح البُخَارِيّ والتصانيف ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وماية وَأول سَمَّاعَة سنة خمس وماتين وَحفظ تصانيف ابْن الْمُبَارك وحبب إِلَيْهِ الْعلم فِي الصغر وإعانه عَلَيْهِ الذكاء المفرط رَحل سنة عشر وماتين بعد أَن سمع الْكثير بِبَلَدِهِ من سادة وقته مُحَمَّد بن سَلام البيكندي وَمُحَمّد بن يُوسُف) البيكندي وَعبد الله بن مُحَمَّد المسندي وَمُحَمّد بن غرير وهرون بن الْأَشْعَث وطايفة وَسمع ببلخ مكي بن إِبْرَاهِيم وَيحيى بن بشر الزَّاهِد وقتيبة وَجَمَاعَة وَكَانَ مكي أحد من حَدثهُ عَن ثِقَات التَّابِعين وَسمع بمرو من عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق وعبدان ومعاذ بن أَسد وَصدقَة بن الْفضل وَجَمَاعَة وَسمع بنيسابور من يحية ابْن يحيى وَبشر بن الحكم واسحق وعدة وبالري من إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الْحَافِظ وَغَيره وببغداد من مُحَمَّد بن عِيسَى الطباع وسريج بن النُّعْمَان وَعَفَّان ومعوية بن عَمْرو الازدي وطايفة وبالبصرة من أبي عَاصِم النَّبِيل وَبدل بن المحبر وَمُحَمّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن حَمَّاد الشعيثي وَعَمْرو ابْن عَاصِم الْكلابِي وَعبد الله بن رَجَاء الغداني وطبقتهم وبالكوفة من عبد الله بن مُوسَى وَأبي نعيم وطلق بن غَنَّام وَالْحسن بن عَطِيَّة وهما أقدم شُيُوخه موتا وخلاد بن يحيى وخَالِد بن مخلد وفروة بن أبي المغراء وَقبيصَة وطبقتهم وبمكة من أبي عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ والْحميدِي وَأحمد بن مُحَمَّد الْأَزْرَق وَجَمَاعَة بِالْمَدِينَةِ من عبد الْعَزِيز الأويسى ومطرف بن عبد الله وَأبي ثَابت مُحَمَّد بن عبيد الله وطايفة وبواسط من عرمو بن عون وَغَيره وبمصر من سعيد بن أبي مَرْيَم وَعبد الله ابْن صَالح الْكَاتِب وَسَعِيد بن تليد وَعَمْرو بن الرّبيع بن طَارق وطبقتهم وبدمشق

من أبي مسْهر شَيْئا يَسِيرا وَمن أبي نضر الفراديسي وَجَمَاعَة وبقيسارية من مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ وبعسقلان من آدم بن أبي إِيَاس وبحمص من أبي الْمُغيرَة وَأبي الْيَمَان وعَلى بن عَيَّاش وَأحمد بن خَالِد الْوَهْبِي وَيحيى الوحاظي وَذكر أَنه سمع من ألف نفس وَقد خرج عَنْهُم مشيخة وَحدث بهَا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلم نرها وَحدث بالحجاز وَالْعراق وخراسان وَمن وَرَاء النَّهر وَكَتَبُوا عَنهُ وَمَا فِي وَجهه شَعْرَة وروى عَنهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم قَدِيما وروى عَنهُ م أَصْحَاب الْكتب التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ على نزاع فِي النَّسَائِيّ وَالأَصَح انه لم يرو عَنهُ شَيْئا وروى عَنهُ مُسلم فِي غير الصَّحِيح وَجَمَاعَة كبار وَآخر من روى عَنهُ الْجَامِع الصَّحِيح مَنْصُور بن مُحَمَّد البزدوى وجامعه أجل كتب الْإِسْلَام فِي الحَدِيث وأفضلها بعد كتاب الله تَعَالَى وَهُوَ أَعلَى شىء فِي وقتنا اسنادا للنَّاس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمن ثلثين سنة يفرحون النَّاس بعلو سَنَده فَكيف الْيَوْم وَلَو رَحل الْإِنْسَان لسماعه من ألف فَرسَخ لما ضَاعَت رحلته وَقَالَ أَحْمد ابْن الْفضل الْبَلْخِي ذهبت عينا مُحَمَّد فِي صغره فرأت أمه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهَا يَا هَذِه قد رد الله على ابْنك بَصَره بِكَثْرَة بكايك أَو دعايك فَأصْبح وَقد رد الله) عَلَيْهِ بَصَره وَعَن جِبْرِيل بن مِيكَائِيل سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول لما بلغت خُرَاسَان أصبت ببصرى فعلمني رجل أَن احْلق رَأْسِي واغلفه بالخطمى فَفعلت فَرد الله بصرى وَقَالَ مَا وضعت فِي الصَّحِيح حَدِيثا إِلَّا اغْتَسَلت قبل ذَلِك وَصليت رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ أخرجت فِي هَذَا الْكتاب من نَحْو سِتّ ماية ألف حَدِيث وصنفته فِي سِتّ عشرَة سنة وَجَعَلته حجَّة فِيمَا بيني وَبَين الله تَعَالَى وَقَالَ الفربرى سمعته يَقُول مَا ساتصغرت نَفسِي عِنْد أحد إِلَّا عِنْد ابْن الْمَدِينِيّ وَرُبمَا كنت اغرب عَلَيْهِ وَقَالَ أَرْجُو أَنِّي القى الله تَعَالَى وَلَا يحاسبني أَنِّي اغتبت أحدا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين يشْهد لهَذَا كَلَامه رَحمَه الله تَعَالَى فِي التجريح والتضعيف فَإِنَّهُ ابلغ مَا يَقُول فِي الرجل الْمَتْرُوك أَو السَّاقِط فِيهِ نظر أَو سكتوا عَنهُ وَلَا يكَاد يَقُول فلَان كَذَّاب وَلَا فلَان يضع الحَدِيث وَهَذَا من شدَّة ورعه وَكَانَ يركب إِلَى الرمى فَكَانَ لَا يسْبق وَلَا يكَاد سَهْمه يُخطئ الهدف وَكَانَ كَرِيمًا جوادا وَحَدِيثه فِي امتحان أهل بَغْدَاد لَهُ فِي قلب الْمُتُون والأسانيد مَشْهُور وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي حَاتِم سَمِعت أَبَا ذَر يَقُول رَأَيْت فِي الْمَنَام مُحَمَّد بن حَاتِم الحلقاني فَسَأَلته وَأَنا أعرف أَنه ميت عَن شَيْخي هَل رَأَيْته قَالَ نعم رَأَيْته ثمَّ سَأَلته عَن مُحَمَّد بن اسمعيل البُخَارِيّ فَقَالَ رَأَيْته أَشَارَ إِلَى السَّمَاء إِشَارَة كَاد يسْقط مِنْهَا لعلو مَا يُشِير واستسقى النَّاس بقبره فِي سَمَرْقَنْد وَسقوا قَالَ لشيخ شمس الدّين وَقد افردت فِي مناقبه مصنفا وَمَات لَيْلَة عيد الْفطر سنة سِتّ وَخمسين وماتين فِي بَيت وَحده وفاح من تُرَاب قَبره مثل رايحة الْمسك ثمَّ علت سوارى بيض فِي السَّمَاء مستطيلة بحذاء قَبره فَجعل النَّاس يَخْتَلِفُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ

ابن أبي العتاهية محمد بن اسمعيل أبو عبد الله

وَأما تُرَاب قَبره فَإِنَّهُ كَانَ يرفعون عَنهُ حَتَّى ظهر الْقَبْر وَلم يقدر على حفظه بالحرس وَقَالَ الْفضل بن اسمعيل الْجِرْجَانِيّ (صَحِيح البُخَارِيّ لَو انصفوه ... لما خطّ إِلَّا بِمَاء الذَّهَب) (اسنايد مثل نُجُوم السَّمَاء ... أَمَام متون كَمثل الشهب) (فيا عَالما اجْمَعْ الْعَالمُونَ ... على فضل رتبته فِي الرتب) (نفيت السقيم من الناقلين ... وَمن كَانَ مُتَّهمًا بِالْكَذِبِ) (واثبت من عدلته الروَاة ... وَصحت رِوَايَته فِي الْكتب) (وابرزت من حسن ترتيبه ... وتبويبه عجبا للعجب) 3 - (ابْن أبي الْعَتَاهِيَة مُحَمَّد بن اسمعيل أَبُو عبد الله) ) ويلقب بعتاهية هُوَ ابْن أبي الْعَتَاهِيَة كَانَ زاهداً عفيفا طَاهِر اللِّسَان حذا حَذْو أَبِيه فِي القَوْل فِي الزّهْد من شعره (لربما غوفض ذُو شرة ... اصح مَا كَانَ وَلم يسقم) (يَا وَاضع الْمَيِّت فِي قَبره ... خاطبك اللَّحْد فَلم تفهم) وَقَالَ (قد أَفْلح السَّاكِت الصموت ... كَلَام رَاعى الْكَلَام قوت) (مَا كل نطق لَهُ جَوَاب ... جَوَاب من يكره السُّكُوت) (يَا عجبا لأمرء ضَعِيف ... مستيقن أَنه يَمُوت) شعر منحط توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد الماتين 3 - (ابْن يسَار مُحَمَّد بن اسمعيل بن يسَار) قَالَ أَبُو هفان مُحَمَّد بن اسمعيل بن يسَار شَاعِر وَأَبوهُ اسمعيل شَاعِر وجده يسَار شَاعِر وَابْنه عبيد الله بن مُحَمَّد شَاعِر وَهُوَ القايل (رَاح الشقي على ربع يسايله ... ورحت اسْأَل عَن خمارة الْبَلَد) (يبكي على طلل الماضين من اسد ... فتكت أمك قل لي من بَنو أَسد) (وَمن تَمِيم وَمن عقل وَمن يتمن ... لَيْسَ الأعاريب عِنْد الله من أحد) 3 - (الْحَكِيم الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن اسمعيل أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ) يعرف بالحكيم من أهل قرطبة سمع مُحَمَّد بن وضاح وَمُحَمّد بن وَمُحَمّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي ومطرف بن قيس وَعبد الله

ابن زنجي الكاتب محمد بن اسمعيل بن زنجي أبو عبد الله الكاتب

بن مَسَرَّة وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْغَاز وَكَانَ عَالما بالنحو والحساب دَقِيق النّظر مثير اللمعاني الغامضة لَا يتقدمه أحد فِي ذَلِك وَعمر إِلَى أَن بلغ ثَمَانِينَ عَاما وأدب الحكم المتنصر وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وثلثين وَثلث ماية 3 - (ابْن زنجي الْكَاتِب مُحَمَّد بن اسمعيل بن زنجي أَبُو عبد الله الْكَاتِب) لَهُ نباهة وَذكر فِي أَيَّام المعتضد وَإِلَى آخر أَيَّام الراضي وَكَانَ من جلة الْكتاب ومشايخهم مَعْرُوف بجودة الْخط وَله تصانيف مِنْهَا كتاب الْكتاب والصناعة وَكتاب رسايله وَله أَخْبَار حَسَنَة كَثِيرَة توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَثلث ماية وَكَانَ من الانبار أَبُو عبد الله المغربي الزَّاهِد مُحَمَّد بن اسمعيل أَبُو عبد الله المغربي الزَّاهِد أستاذ إِبْرَاهِيم) الْخَواص وَإِبْرَاهِيم بن شَيبَان وَغَيرهمَا كَانَ كَبِير الشَّأْن فِي علم الْمُعَامَلَات والمكاشفات حج على قَدَمَيْهِ قَالَ ابْن الجوزى فِي الْمرْآة سبعا وَسبعين حجَّة وَمَا كَانَ يَأْكُل مِمَّا تصل إِلَيْهِ يَد ابْن آدم وَلم يتسخ لَهُ ثوب وَلَا طَال لَهُ ظفر وَلَا شعر وَمن كَلَامه من ادّعى الْعُبُودِيَّة وَله مُرَاد بَاقٍ فَهُوَ كَذَّاب وَلَا تصح الْعُبُودِيَّة إِلَّا لمن افنى مراداته بِالْكُلِّيَّةِ وَقَامَ بِمُرَاد سَيّده وَأنْشد (لَا تدعني إلاّ بيا عَبدهَا ... لِأَنَّهُ أشرف اسمائي) توفّي سنة تسع وَتِسْعين وماتين 3 - (ابْن طَبَاطَبَا مُحَمَّد بن اسمعيل بن إِبْرَاهِيم طَبَاطَبَا بن اسمعيل ابْن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن) الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الْعلوِي قَالَ ابْن الجوزى فِي الْمرْآة إِنَّمَا سمى جده طَبَاطَبَا لِأَنَّهُ أمه كَانَت ترفضه وَتقول كباكبا يعْنى نَام قلت وَذكر ابْن خلكان وَغَيره مَا مَعْنَاهُ أَن الْمَذْكُور كَانَ يلثغ فِي الْقَاف فيجعلها طاء فَطلب يَوْمًا من غُلَامه قبَاء يلْبسهُ فاتاه بفرجية فَقَالَ لَا إِنَّمَا أردْت طَبَاطَبَا أَي قباقبا سكن الْمَذْكُور مصر وَكَانَ سيدا فَاضلا جوادا ممدحا لَهُ الْمنزلَة والجاه عِنْد السُّلْطَان والعامة وَبهَا توفّي سنة خمس عشرَة وَثلث ماية وقبره بالقرافة يزار حدث عَن أَبِيه وَغَيره وروى عَنهُ المصريون قدم الشَّام صُحْبَة خمارويه ابْن طولون 3 - (الصايغ مُحَمَّد بن اسمعيل الصايغ) الْقرشِي بغدادي نزل مَكَّة روى عَنهُ أَبُو دَاوُد قَالَ ابْن أبي حَاتِم صَدُوق توفّي سنة سِتّ وَسبعين وماتين 3 - (الحساني الضَّرِير مُحَمَّد بن اسمعيل الحساني بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالسِّين الْمُشَدّدَة

الواسطى الضرير روى عنه الترمذي وابن ماجة قال الدارقطني ثقة توفي سنة ثمان وخمسين مايتن

الْمُهْملَة) الواسطى الضَّرِير روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة توفّي سنة ثَمَان وَخمسين مايتن 3 - (ابْن ابْن علية الأسدى مُحَمَّد بن اسمعيل بن إِبْرَاهِيم بن مقسم الْأَسدي) الإِمَام ولد الإِمَام ابْن علية روى عَنهُ النَّسَائِيّ توفّي سنة سبعين وماتين 3 - (أَبُو اسمعيل التِّرْمِذِيّ مُحَمَّد بن اسمعيل بن يُوسُف أَبُو اسمعيل السلمى التِّرْمِذِيّ الْبَغْدَادِيّ) الْحَافِظ رَحل وَجمع وصنف روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ الْخَطِيب كَانَ فهما متقنا مَشْهُورا) بذاهب السّنة توفّي فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وماتين 3 - (خير النساج مُحَمَّد بن اسمعيل) هُوَ خير النساج يَأْتِي فِي حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة أَن شَاءَ الله توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثلث ماية 3 - (المستملى على ابْن خُزَيْمَة مُحَمَّد بن اسمعيل بن عِيسَى أَبُو عبد الله الْجِرْجَانِيّ) المستملى على ابْن خُزَيْمَة وعَلى ابْن الشَّرْقِي توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَثلث ماية ابْن عباد وَالِد المعتضد وجد الْمُعْتَمد المغربي مُحَمَّد بن اسمعيل ابْن عباد بن قُرَيْش اللَّخْمِيّ الإشبيلي من ذُرِّيَّة النُّعْمَان بن الْمُنْذر ملك الْحيرَة اصله من الْعَريش أول رمل مصر دخل اسمعيل الأندلس وَنَشَأ لَهُ وَلَده أَبُو الْقسم فاعتني بِالْعلمِ وبرع فِي الْفِقْه وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن وصل إِلَى قَضَاء اشبيلية فِي أَيَّام بني حمود الأدريسي فَأحْسن السياسة مَعَ الرّعية وَجَرت لَهُ أُمُور إِلَى أَن تملك فَبَلغهُ أَن هِشَام بن الحكم أَمِير الْمُؤمنِينَ بقلعة رَبَاح فِي مَسْجِد فاحضره وَبَايَعَهُ بالخلافة وفوض إِلَيْهِ وَجعل ابْن عباد نَفسه كالوزير بَين يَدَيْهِ قَالَ ابْن حزم فِي نقط الْعَرُوس اخلوقة لم يسمع بِمِثْلِهَا فَإِنَّهُ ظهر رجل يُقَال لَهُ خلف الخضري بعد اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة من موت الْمُؤَيد بِاللَّه هِشَام بن الحكم فَادّعى أَنه هِشَام فبويع وخطب لَهُ على المنابر بالأندلس وسكفت الدِّمَاء وتصادمت الجيوش وَأقَام نيفا وَعشْرين سنة وَقَالَ أَيْضا فضجيهة لم يَقع فِي الْعَالم مثلهَا أَرْبَعَة رجال فِي مَسَافَة ثلثة أَيَّام فِي مثلهَا كلهم تسمى بأمير الْمُؤمنِينَ وهم خلف الخضري بإشبيلية على أَنه هِشَام بن الحكم وَمُحَمّد بن الْقسم بن حمود بالجزيرة وَمُحَمّد بن إِدْرِيس بن حمود بمالقة وَإِدْرِيس بن عَليّ بن حمود ببشتر وَقَالَ أَيْضا فِي كِتَابه الْملَل والنحل

أبو الحسين الكاتب المغربي محمد بن اسمعيل بن اسحق أبو الحسين الكاتب

أنذرنا الجفلى لحضور دفن الْمُؤَيد هِشَام ابْن الحكم الْمُسْتَنْصر فرأيتُ أَنا وغيري نعشا وَفِيه شخصٌ مكفّنٌ وَقد شَاهد غسلَه رجلَانِ شَيْخَانِ جليلان حكمان من حكّام الْمُسلمين من عدُول الْقُضَاة فِي بَيت وخارج الْبَيْت أبي رَحمَه الله وَجَمَاعَة عُظَمَاء الْبَلَد ثمَّ صلّينا عَلَيْهِ فِي الوف من النَّاس ثمَّ لم يلبث إِلَّا شهورا نَحْو التِّسْعَة حَتَّى ظهر حَيا وبويع بالخلافة ودخلتُ إِلَيْهِ أَنا وغيري وجلستُ بَين يَدَيْهِ وبقى كَذَلِك ثلثة أَعْوَام غير شَهْرَيْن وأيّام حَتَّى لقد أدّى ذَلِك إِلَى توسوس جمَاعَة لَهُم عقول فِي ظَاهر الْأَمر إِلَى أَن ادعوا حَيَاته حَتَّى الْآن وَزَاد الْأَمر حَتَّى اظهروا بعد ثلث وَعشْرين سنة من مَوته على الْحَقِيقَة إنْسَانا قَالُوا هُوَ هَذَا وسُفِكت بذلك الدِّمَاء) وهُتِكت الأستار واخليت الديار واثيرت الْفِتَن انْتهى قلت وَقد جرى مثل ذَلِك فِي سنة ثَمَان وثلثين وتسع وثلثين وَسبع ماية وَمَا قبلهَا وَبعدهَا وَهُوَ ظُهُور الَّذِي ادّعى أَنه دمرتاش ابْن جوبان وَجَاء إِلَى أَوْلَاد دمتاش ونسايه وَأَهله ووافقوه على ذَلِك والتف عَلَيْهِ جمَاعَة وَصَارَت لَهُ شَوْكَة وحيف على الشَّام ومصر مِنْهُ إِلَى أَن كفى الله أمره وَقتل وَكَانَ ظُهُوره بعد موت دمرتاش بتسع سِنِين أَو مَا حولهَا والتبس الْحَال فِي أمره على السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حَتَّى نبش قَبره وأخرجت عِظَامه من مَكَانهَا برا بَاب القرافة بقلعة الْجَبَل وَكَانَ الْمَذْكُور قد قطع رَأسه وجهز إِلَى الْملك بو سعيد وَكَانَ يدعى أَنه حصل الِاتِّفَاق فِي أمره وهرب من الاعتقال فِي سجن القلعة وَوصل إِلَى الْبَحْر وَركب فِيهِ مركبا وتغيب إِلَى أَن ظهر وَأَن الَّذِي قتل كَانَ غَيره وَلَيْسَ لذَلِك صِحَة أصلا بل الَّذِي قتل وَقطع رَأسه بِحُضُور امناء السُّلْطَان ومماليكه الْخَواص الَّذين لَا يتجاسرون على وُقُوع شىء من ذَلِك ثمَّ أَن ابْن عباد بَقِي كالوزير واستبد بِالْأَمر وَلم يزل لمكاً مُسْتقِلّا إِلَى أَن توفى فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة ثلث وثلثين وَأَرْبع ماية وَدفن بقصر اشبيلية وَقَامَ بِالْأَمر بعده وَلَده المعتضد بِاللَّه أَبُو عَمْرو عباد وَقيل إِنَّمَا كَانَ إِقَامَة الَّذِي زعم أَنه هِشَام فِي أَيَّام المعتضد وَمن شعره (وَيَا سمين حسن المنظر ... يفوق فِي المرأى وَفِي الْمخبر) (كَأَنَّهُ من فَوق اغصانه ... دَرَاهِم فِي مطرف اخضر) وَمِنْه (يَا حبذا الياسمين إِذْ يزهر ... فَوق غصون رطيبة نضر) (قد امتطى للجلال ذروتها ... فَوق بِسَاط من سندس اخضر) (كَأَنَّهُ والعيون ترمقه ... زبرجد فِي خلاله جَوْهَر) 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب المغربي مُحَمَّد بن اسمعيل بن اسحق أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب) قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج من بَيت شعر وَكِتَابَة وَكَانَ أَبوهُ من جلة أهل زَمَانه فِي الرياسة وَالْكِتَابَة وَعلم الدَّوَاوِين وأسرار الشّعْر وَكَذَلِكَ وَلَده مُحَمَّد الْمَذْكُور كَانَ شَاعِرًا حَدِيد الخاطر ذلق اللِّسَان مبرزا حسن الْبَصَر بصناعة الشّعْر واورد لَهُ قِطْعَة مِنْهَا فِي فرس أشقر

(اشقر كالتبر جلا لَونه ... عَن محضه بالسبك صقاله) (كَسَاه بارى الْخلق ديباجة ... قصر فِيهَا عَنهُ أَمْثَاله) ) (كَأَنَّمَا الْبَدْر إِذا مَا بدا ... غرته وَالشَّمْس سرباله) (كَأَن فِي حلقومه جلجلاً ... حركه للسمع تصهاله) (جَانِبه بَاء وَمن خَلفه ... جِيم وَمن قدامه داله) قلت يُرِيد أَنه جيد وَذكرت بالثالث قَول ابْن خفاجة وَهُوَ أحسن تخيلا (وأشقر تضرم مِنْهُ الوغى ... بشعلة من شعل الباس) (وتطلع العرة من وَجهه ... حبابة تضحك فِي الكاس) وَقَول ابْن سعيد المغربي (وعسجديِّ اللَّوْن أعددتُهُ ... لساعةٍ تُظْلِمُ أنوارُها) (كأَنَّهُ فِي رهج شمعة ... مصفرة غرته نارها) واورد لَهُ ابْن رَشِيق قِطْعَة قَالَهَا فِي مُحَمَّد بن أبي الْعَرَب مِنْهَا (واثنى بِمَا أوليتني من صَنِيعَة ... وَمن مِنْهُ تَغْدُو على وتطرق) (فَكل أمره يَرْجُو نداك موفق ... وكل امرء يثنى عَلَيْك مُصدق) وَأورد لَهُ أَيْضا (ابرق سرى أم وَجه ليلى تبلجا ... فشق بايدي النُّور اقمصة الدجا) (لَئِن بيّنت بالبين وجدا لِقَلْبِهِ ... أثار جوى هجرانها متأججا) (فَمَا صدعت إِلَّا حَشا متصدعا ... وَلَا هيجت إِلَّا فؤاداً مهيجا) مِنْهَا (تريك الشَّقِيق الغض مِنْهَا محاجراً ... مكحلة مِنْهَا وخداً مضرجا) (وتحسب نور الأقحوان إِذا بدا ... وكف الحيا يجلوه ثغرا مفلجا) (كَأَن دنانيراً بِهِ ودرهما ... نثرن عَلَيْهَا مُفردا ومزوجا) واورد لَهُ فِي الموج (انْظُر إِلَى الْبَحْر وأمواجه ... فقد علاها زبد متسق) (تخالها الْعين إِذا اقبلت ... خيلاً بَدَت فِي حلبة تستبق) (خمر ودهماً فَإِذا مَا دنت ... من شاطئ الْبَحْر علاها بلق)

أبو جعفر الميكالي محمد بن اسمعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال أبو جعفر الميكالي

قلت هَذَا الثَّالِث تخيل لطيف ولى فِي مثل هَذَا من جملَة أَبْيَات) (وَلَقَد نزلنَا الْبَحْر من طبرية ... وقلوبنا من شوقها تتضرم) (وكما علمت لكل بَحر سَاحل ... والموج ينزل فِي قَفاهُ ويلطم) (واللج عبس وَجهه من موجه ... غيظا وَفِي حَافَّاته يتبسم) توفّي أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية وَقد بلغ السّبْعين 3 - (أَبُو جَعْفَر الميكالي مُحَمَّد بن اسمعيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال أَبُو جَعْفَر الميكالي) كَانَ أديباً شَاعِرًا لغوياً فَقِيها توفّي فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثلث ماية وَكَانَ قد تفقه عل قَاضِي الْحَرَمَيْنِ أبي الْحُسَيْن وَعقد لَهُ مجْلِس املاء سمع مِنْهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله ابْن البيع الْحَافِظ وَمن شعره 3 - (الشريف الزيدي الوصى مُحَمَّد بن اسمعيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن الْحسن بن الْقسم بن) مُحَمَّد الشريف الزيدي الهمذاني الْمَعْرُوف بالوصى سمع وروى قَالَ أَبُو سعيد الدريسي يحْكى عَنهُ أَنه كَانَ يجازف فِي الرِّوَايَة توفّي سنة ثلث وَتِسْعين وَثلث ماية ابْن ودعة الْبَقَّال الشَّافِعِي مُحَمَّد بن اسمعيل بن عبيد الله ابْن ودعة الْبَقَّال أَبُو عبد الله الْفَقِيه الشَّافِعِي قَالَ ابْن النجار كَانَ خَازِنًا بالمظفرية وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْمعرفَة بِالْمذهبِ وَالْخلاف مليح الْكَلَام فِي النّظر والجدل ورتب معيداً بالنظامية فِي أَيَّام شَيخنَا على بن على الفارقي ثمَّ خرج من بَغْدَاد وَتوجه إِلَى الشَّام وناظر الْفُقَهَاء فِي الْبِلَاد الَّتِي دَخلهَا وَظهر كَلَامه عَلَيْهِم واستحسنوا كَلَامه وَكَانَ ذكيا المعيا صنف كتابا مليحا فِي اللّعب بالبندذ وقسمه على تَقْسِيم كتب الْفِقْه على السّنة الَّتِي يعرفهَا الرُّمَاة فجَاء حسنا فِي فنه واظنه قصد بِهِ الإِمَام النَّاصِر توفّي بِدِمَشْق وَدفن بهَا سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَمَات شَابًّا وبقى وَالِده بعده مُدَّة طَوِيلَة حَيا وَكَانَ شَيخا صَالحا حَافِظًا لكتاب الله 3 - (الحيزاني مُحَمَّد بن اسمعيل بن حمدَان أَبُو بكر) الحيزاني بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف الساكنة وَالزَّاي وَالنُّون بعد الْألف نزيل بلد الجزيرة كَانَ فَقِيها شافعيا أديباً شَاعِرًا مدح السُّلْطَان صَلَاح الدّين فَأَجَازَهُ بِثلث ماية دِينَار وَفرس وخلعة وَولى قَضَاء الْقُدس ثمَّ عَاد إِلَى الجزيرة وَصَارَ محتسبها توفّي سنة خمس عشرَة وست ماية) 3 - (ابْن أبي صَادِق الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن اسمعيل القَاضِي أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ) الْكَاتِب عرف بِابْن أبي صَادِق ولى ديوَان قوص وَتُوفِّي بالعسكر ظَاهر دمياط 3 - (المتيجي الْخَطِيب مُحَمَّد بن اسمعيل بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْحَضْرَمِيّ المغربي الممتيجي) ومتيشة بِنَاحِيَة بجاية وَهِي بِفَتْح الْمِيم وتاء ثَالِث الْحُرُوف مُشَدّدَة وَسُكُون الْيَاء آخر

الحافظ ابن خلفون محمد بن اسمعيل بن محمد بن خلفون الحافظ أبو بكر الأزدي الأندلسي

الْحُرُوف وشين بَين الْجِيم والشين الْمُعْجَمَة دخل الأندلس وَسكن مرسية وَولى خاطبتها كَانَ مكثرا عَن ابْن بشكوال وَأبي بكر ابْن خيرة وَكَانَ مليح الْخط والضبط مشاركا فِي علم الحَدِيث فَاضلا زاهدا شَاعِرًا كتب علما كثيرا وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وست ماية 3 - (الْحَافِظ ابْن خلفون مُحَمَّد بن اسمعيل بن مُحَمَّد بن خلفون الْحَافِظ أَبُو بكر الْأَزْدِيّ الأندلسي) نزيل اشبيلية كَانَ بَصيرًا بصناعة الحَدِيث حَافِظًا للرِّجَال متقنا وَله كتاب سَمَّاهُ الْمُنْتَقى فِي رجال لحَدِيث وَغَيره ذَلِك ولى قَضَاء بعض النواحي وَكَانَ مشكوراً توفّي سنة سِتّ وثلثين وست ماية ضِيَاء الدّين الصويتي كَاتب الْجَيْش مُحَمَّد بن اسمعيل بن عبد الْجَبَّار ابْن أبي الْحجَّاج شبْل بن عَليّ القَاضِي الرئيس ضِيَاء الدّين أَبُو الْحُسَيْن ابْن القَاضِي أبي الطَّاهِر الجذامي الصويتي بالصَّاد الْمُهْملَة تَصْغِير صَوت الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ كَانَ أديباً كَاتبا ولد سنة أَربع وَسبعين وعنى بِالْحَدِيثِ وَخرج لجَماعَة وَكتب وَهُوَ من بَيت رياسة حدث عَنهُ الدمياطي والعماد البالسي فِي جمَاعَة طعنه الفرنج بالمنصورة وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة وَتُوفِّي بسمنود سنة سبع وَأَرْبَعين وست ماية وَكَانَ صَاحب ديوَان الْجَيْش للْملك الصَّالح 3 - (خطيب مردا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن اسمعيل بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح الْفَقِيه أَبُو عبد الله) الْمَقْدِسِي النابلسي خطيب مردا ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَكَانَ اسن من الشَّيْخ الضياء قدم دمشق فِي صباه وتفقه على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل وَحفظ الْقُرْآن وَسمع من يحيى الثَّقَفِيّ وَرجل إِلَى مصر وَسمع من البوصيري وَحدث بكتب كبار كمسلم والسيرة لِابْنِ اسحق والمسند لأبي يعلى والأجزاء الَّتِي لم يحدث بهَا أحد بعده بِدِمَشْق روى عَنهُ ماعة قَالَ الدمياطي كَانَ صَالحا صَحِيح السماع 3 - (مجد الدّين ابْن عَسَاكِر مُحَمَّد بن اسمعيل بن عُثْمَان بن المظفر ابْن هبة الله بن عبد الله بن) الْحُسَيْن الشَّيْخ مجد الدّين أَبُو عبد الله ابْن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي) ولد فِي حُدُود سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسمع من الخشوعي وَالْقسم ابْن عَسَاكِر وَعبد اللَّطِيف بن أبي سعد وحنبل وَابْن طبرزد والكندي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْن الخباز وَالشَّيْخ عبد الرَّحِيم القرامزي وَابْن الْعَطَّار ونعمون الْحَرَّانِي وَهُوَ آخر من روى كتاب التَّجْرِيد لِابْنِ الفحام عَالِيا توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وست ماية 3 - (ابْن الْأنمَاطِي مُحَمَّد بن اسمعيل بن عبد الله بن عبد المحسن أَبُو بكر ابْن الْحَافِظ أبي الطَّاهِر) ابْن الْأنمَاطِي الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي نزيل الْقَاهِرَة سمع الْكِنْدِيّ وَابْن الْبناء وَابْن ملاعب وَابْن الحرستاني وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْأَخْضَر والمؤيد الطوسى وَخلق يطول ذكرهم وَحدث بِكَثِير

الصفى الأسود محمد بن اسمعيل بن محمود بن أحمد بن حسن بن اسمعيل الحميري اليمنى

من مروياته وَكَانَ سهلا فِي الرِّوَايَة وَانْفَرَدَ بأَشْيَاء كَثِيرَة لم يحدث بهَا لكَون الْأُصُول بِدِمَشْق قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَسمعت عَلَيْهِ كثيرا بِالْقَاهِرَةِ التَّارِيخ مُحَمَّد بن اسمعيل الْمَعْرُوف بالتاريخ قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب قريب الْعَصْر من أهل مصر وَأورد لَهُ من شعره (لاه بغانية وَرَاح ... ناه لعاذلة ولاح) (مَا زَالَ يشرب كأسه ... صرفا على ضرب الملاح) (مَا بَين زمزمة البنو ... د وَبَين وسواس الوشاح) (حَتَّى مضا مسك الدجا ... وأثار كافور الصَّباح) وَقَالَ يمدح ابْن التبَّان (لما توجه نَحْو مصر قادما ... والدهر بَين يَدَيْهِ من أعوانه) (نشر السفين جنَاحه فِي رَاحَة ... كجناح رَحمته وفيض بنانه) (فَتَبَارَكَ الرَّحْمَن أَيَّة آيَة ... بحريكون الْبَحْر من ركبانه) (يَا جنَّة للقاصدين تزخرفت ... لَهُم وطاب الْخلد فِي رضوانه) 3 - (الصفى الْأسود مُحَمَّد بن اسمعيل بن مَحْمُود بن أَحْمد بن حسن بن اسمعيل الْحِمْيَرِي الْيُمْنَى) أَبُو عبد الله الصفى الْأسود الْكَاتِب الأشرقي ولد بالمحلة وَتُوفِّي بالرقة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست ماية من شعره (فديته لَيْسَ عَلَيْهِ جنَاح ... وَأَن تعدى طور كل الملاخ) (دمى لَهُ حل وعرضي لمن ... يلوم أَو يعذل فِيهِ مباخ) ) (مفقه الالحاظ لَكِنَّهَا ... لم تقر إِلَّا فِي كتاب الجراخ) أورد لَهُ القَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر قَوْله (كرم شمولي تضوع نشره ... وندى طفيلي أجَاب وَمَا دعى) قلت أورد الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني فِي ذيله على الْمرْآة فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ شرف الدّين عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بشيخ الشُّيُوخ عَن وَالِده زين الدّين ملخصه كنت جَالِسا بسوق الخواصين فَوقف على شَاب رث الثِّيَاب ظَاهر الاكتياب عَلَيْهِ أثر الْفَاقَة وَالْمَرَض مَا يل السمرَة إِلَى السوَاد فناولني ورقة فِيهَا أَبْيَات شعر يشكو فِيهَا رقة حَاله فَقلت لَهُ هَذَا شعرك فَقَالَ نعم فرحمته وَقلت لَهُ انظم أبياتاً فِي ضِيَاء الدّين الشهرزوري لأحملها إِلَيْهِ وَخذ هَذَا الدِّينَار فَمضى وأتاني فِي الْيَوْم الثَّانِي بالأبيات فأوصلتها إِلَيْهِ فَسلم عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ خَمْسَة دَنَانِير ثمَّ لم أره ثمَّ انْتَقَلت إِلَى حماة وَوليت بهَا نظر الْأَوْقَاف بعد مجدة وَقدم الرشيد الْمَعْرُوف بالصفوى بعد انْصِرَافه عَن خدمَة الْملك

الْأَشْرَف فتعصب لَهُ جمَاعَة من الدولة المنصورية فولى وزارة الْملك الْمَنْصُور ورام مي الْحُضُور فامتنعت فَشَكَانِي للسُّلْطَان فَقَالَ هَذَا لَيْسَ لَك عَلَيْهِ اعْتِرَاض فتركني الرشيد وَأخذ يستميل مودتي فَلم انبسط لَهُ وَفَاء للزين ابْن فريح لِأَن أُمُور الدِّيوَان كانتإليه قبل ذَلِك فَمَا كَانَ إِلَّا أَن تغير الْمَنْصُور على الرشيد فَعَزله واعتقله بِجَامِع القلعة فجهزت إِلَيْهِ ولدى عبد الْعَزِيز وَعرض عَلَيْهِ المعونة والمساعدة بِكُل مَا يَلِيق فَشكر واثنى وَالْتمس التلطف فِي خلاصه فسعيت فِي امْرَهْ ورد مَا كَانَ أَخذه من الْمَعْلُوم على الْمُبَاشرَة ثمَّ حبس نوابه وَطلب مِنْهُم ارتجاع معاليمهم فَقَالَ الرشيد أَن هولاء حبسوا بسببي وَأَنا الَّذِي عوقتهم من مكاسبهم وَأَنا أقوم بِمَا يطْلب مِنْهُم فوزن مَا طلب مِنْهُم وزرته وخاديته وصادقته وباسطته فَقَالَ لي يَوْمًا خلْوَة وَالله يَا مَوْلَانَا مَا كَانَ طلبي لَك للْحكم عَلَيْك فِي عَمَلك بل لَا تعرف إِلَيْك أما ترعف ذَلِك الْفَقِير الْأسود الأصفير الرث الْحَال والهيئة الَّذِي وقف عَلَيْك بسوق الخواصين وأعطاك ورقة فِيهَا (يَا أجمل النَّاس فِي خلق وأخلاق ... عَلَيْك معتمدي من بعد خلاقي) (اِسْعَدْ مَرِيضا غَرِيب الدَّار مُنْفَردا ... ابكى أعاديه من ضرّ واملاق) فأحسنت إِلَيْهِ وأمرته بمدح ابْن الشهرزوري فنظم لَك أبياتاً مِنْهَا (غرَّة الظبي الغرير ... من هَواهَا من مجيرى) ) (فلئن صد حَبِيبِي ... وَنفى عني سرورى) (وأماتتني اللَّيَالِي ... موت ذى سقم فَقير) (فحياتي بأخي الجو ... د ابْن يحيى الشهرزوري) فأوصلته إِلَيْهِ وَأخذت لَهُ الجايزة أَنا وَالله ذَلِك الشَّخْص فَاسْتَحْيَيْت مِنْهُ وأطرقت فَقَالَ يَا مَوْلَانَا من كَانَت حَاجته إِلَيْك وَإِلَى مثلك مَا عَلَيْهِ عَار قلت أَظن هَذَا الرشيد وَصَاحب هَذِه التَّرْجَمَة وَالله اعْلَم وَإِلَّا فَهُوَ الرشيد عبد الله بن المظفر الصفوى وَهُوَ الصَّحِيح وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين مَكَانَهُ وَمن شعر صفى الدّين مُحَمَّد بن اسمعيل الْمَذْكُور يمدح الْأَشْرَف مُوسَى (مَا طبعوا سيوفهم من الحدق ... إِلَّا لِأَنَّهَا أحد وادق) (فواتر بواتر مَا رمقت ... قطّ فابقت للمحبين رَمق) (كم أودعت يَوْم الغرام لوعة ... لهيبها لَو لمس النَّار احْتَرَقَ) (تراهم رقوا لما لَقيته ... بعدهمْ من الْفِرَاق وَالْفرق) (يكذبُون مَا ادعيت من هوى ... وَشَاهد الْحَال لدعواى صدق) (انفقت عمرى فِي تقضى وصلهم ... فَضَاعَ مَا انفقته وَمَا اتّفق) (واببأبي من جمعت وجنته ... مَاء وَنَارًا أَو صباحاً وغسق)

(كَأَنَّمَا فِي قسمات وَجهه ... بَين مسائين ابتسامات فلق) (ريم لَهُ قُلُوبنَا مراتع ... غُصْن لَهُ ملابس الْحسن ورق) (ذُو هيف كَيفَ اطاق خصره ... حمل الَّذِي رصع فِيهِ من حدق) (اسهرني ونام ملْء جفْنه ... موسداً من الْفُؤَاد مَا خَفق) (قد فتحت لي فِيهِ أَبْوَاب عَنَّا ... لأيها شَاءَ الغرام بِي طرق) (ألف مَا بَين الجفون والحشا ... فليته بَين الجفون مَا فرق) (صَاحب ديوَان الغرام خَاله ... لَهُ على النَّاس دُيُون وعلق) (مذ سلمت خزاين الْحسن لَهُ ... فك جَمِيع مَا عَلَيْهَا من غلق) وحازها فَلم يجد أحسن من صِفَات مَوْلَانَا فخان وسرق (مظفر الدّين المليك الْأَشْرَف ال ... كريم حَقًا وسواه مختلق) (اللابس الْمجد جَدِيدا والورى ... عَلَيْهِم مِنْهُ الفتيق والخلق) ) (حم السَّحَاب خجلاً من جوده ... فرعده الرعدة والغيث الْعرق) قلت قَوْله ذُو هيف الْبَيْت أَخذ مَعْنَاهُ من المتنبي حَيْثُ قَالَ (وخصر تثبت الْأَبْصَار فِيهِ ... كَأَن عَلَيْهِ من حدق نطاقا) وَقَوله أَيْضا حم السَّحَاب خجلاً الْبَيْت أَخذه من أبي الطّيب المتنبي أَيْضا قَالَ (لم تحك نايلك السَّحَاب وَإِنَّمَا ... جمت بِهِ فصبيبها الرخصاء) لَكِن صفى الدّين أبرزه فِي قالب أحسن وأوضح وَزَاد فِيهِ رعدة الرَّعْد والجناس فضلَة وَمن شعر صفى الدّين أَيْضا (عَنَّا بعد لَك فالزمان مواتي ... والخد نقلي والعيون سقاني) (وَالرَّوْض قد حمل النسيم تَحِيَّة ... عَن زهره مسكية النفحات) (ركعت أَبَارِيق المدام وَصَاح ح ... تى على الصبوح مُؤذن الصَّلَوَات) (وتجاوبت أوتارنا بلغاتها ... فَالْتَفت النغمات بالنغمات) (فاستجل بكرا توجب بحبابها ... لما عقدت لَهَا على ابْن فرات) وَكتب إِلَيْهِ ابْن الكعكي صَاحب ديوَان الْجَيْش يطْلب مِنْهُ وَرقا (يَا من نداه قد فهق ... وجوده مثل الوهق) (اُمْنُنْ على بالورق ... كَمَا مننت بالورق) فَأَنت بِالْفَضْلِ احق فَأجَاب ارتجالا

الأفضل صاحب حماة

(يَا من إِلَى الْفضل سبق ... بشكرك الدَّهْر نطق) (من درة خلقت والن ... اس جَمِيعًا من علق) (أَنْت بِمَا وَصفته ... من ساير النَّاس أَحَق) (قد سير الْخَادِم مَا ... امكنه من الْوَرق) (وَلَو أطَاق كسر ال ... رَاء وَلَكِن مَا اتّفق) 3 - (الْأَفْضَل صَاحب حماة) مُحَمَّد بن اسمعيل السُّلْطَان الْملك الْأَفْضَل نَاصِر الدّين ابْن السُّلْطَان الْعَالم الْملك الْمُؤَيد عماد الدّين بن الْأَفْضَل على ابْن الْملك المظفر بن الْمَنْصُور ابْن صَاحب حماة تَقِيّ الدّين عمر بن) شاهنشاه ابْن أَيُّوب بن شادي حضر إِلَى دمشق فِي أوايل شهر ربيع الآخر من سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَقد رسم السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف عَلَاء الدّين كجك ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بِحُضُورِهِ إِلَى دمشق ليَكُون بهَا مُقيما أَمِير ماية رَأس الميسرة وَيُطلق لَهُ من دخل حماة ألف ألف دِرْهَم ومايتا ألف دِرْهَم فِي كل سنة فَركب بهَا موكبين وَحصل لَهُ قولنج اعقب بصرع فتوفى لَيْلَة الثلثاء حادى عشر الشَّهْر الْمَذْكُور وَمن الْغَرِيب أَن زَوجته كَانَت قد مَرضت وأشرفت على الْمَوْت فجزع عَلَيْهَا وصنع لَهَا تابوتاً ليضعها فِيهِ إِذا توفيت ويحملها إِلَى حماة فَلَمَّا توفّي هُوَ وَضعته والدته فِي ذَلِك التاوت وَحَمَلته إِلَى حماة من ليلته ثمَّ أَن الزَّوْجَة الْمَذْكُورَة توفيت عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم ثمَّ أَن أبنيه توجها إِلَى مصر صُحْبَة جدتهم فأكرموا نزلها اكراماً لابنها الْملك الْأَفْضَل أعْطوا لِابْنِهِ الْكَبِير إمرة سبعين فَارِسًا فَمَاتَ فِي مصر قبل خُرُوجهمْ مِنْهَا فسبحان من يقرب الآدال وَيقطع الآمال وَكَانَ وَالِده الْملك الْمُؤَيد قد سَمَّاهُ فِي حَيَاته بِالْملكِ الْمَنْصُور فَلَمَّا توفّي وَالِده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وَسبع ماية ورسم لَهُ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بمَكَان أَبِيه سَمَّاهُ الْملك الْأَفْضَل باسم جده وَكَانَ إنْسَانا حسنا يعْطى الْعَطاء الوافي الوافر وَهُوَ مَذْمُوم غير مَحْمُود وَكَانَ أَبوهُ أسعد مِنْهُ وَمَا زَالَ مروعا مُدَّة حَيَاته تَارَة من جِهَة السُّلْطَان وَتارَة من جِهَة الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَتارَة من جِهَة أَقَاربه وشكواهم عَلَيْهِ وَتارَة من جِهَة العربان وَكَانَ قد نسك فِي وَقت وَجلسَ على الصُّوف وَالْتزم بِأَن لَا يسمع الشّعْر ثمَّ ترك ذَلِك وَجلسَ على الْحَرِير وَسمع الشّعْر وولاني نظر الْمدرس التقوية بِدِمَشْق نِيَابَة عَنهُ وَسمعت كَلَامه غير مرّة فَمَا كَانَ يَخْلُو من استشهاد بِشعر مطبوع أَو مثل مَشْهُور وَأما وَالِده فَكَانَ فَاضلا صَاحب مصنفات وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف اسمعيل أَن شَاءَ الله وَترك الْملك الْأَفْضَل عَلَيْهِ من الدّين فِيمَا بَلغنِي مِمَّن لَهُ اطلَاع على حَاله جملَة فَوق الألفي ألف دِرْهَم وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز قد حنا عَلَيْهِ آخر وشذ مِنْهُ وَلما أمسك تَعب بعده وَلَزِمتهُ مغارم وَكَثُرت الشكاوى عَلَيْهِ وَقل ناصره فتضعضعت أَحْوَاله واختلت

أُمُوره وَكَانَ الْمَوْت فجاءة آخر خموله نَعُوذ بِاللَّه مِنْهُ وَقَالَ شاعره وشاعر أَبِيه من قبل جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة يرثيه (تغرب عَن مُغنِي حماة مليكها ... ماودى بهَا من بعد ذَلِك مماته) (وَمَا مَاتَ حَتَّى مَاتَ بعض نسايه ... بهم وكادت أَن توت حماته) ) وَقَالَ أَيْضا قصيدة أَولهَا (بَكَى الشّعْر أَيَّام المنى والمنايح ... فَفِي كل بت للثنا صَوت نايح) (وَلما ادلهمت صفحة الألفق بالاسى ... علمنَا بِأَن الشهب تَحت الصفايح) (حَيا المزن اسعدني على فقد سادتي ... بدمع كجدواهم على الْخلق سافح) (ابعد بني شاد وَقد سكنوا الثرى ... قريض لشاد أَو سرُور لفارح) (أبعد مُلُوك الْعلم والبأس والندى ... تشب الْعلَا نَار الْقرى والقرايح) (لَئِن أوحشوا مِنْهُم بيُوت مقامهم ... لقد اوحشوا منا بيُوت المدايح) مِنْهَا (تَلا فقد اسمعيل فقد مُحَمَّد ... فيا للأسى من فادح بعد فادح) (وزالا فَمَا إِنْسَان عَيْني بممسك ... بكاه وَلَا إِنْسَان قولى بكادح) (كَأَن لم يجد بعد الْمُؤَيد افضل ... فَمن جذع بذ الْجِيَاد وقارح) (كَأَن زناد الْفضل لم يور مِنْهَا ... سنا شيم مَا فِيهِ قَول لقادح) مِنْهَا (وَوَاللَّه مَا نوفى صِفَات مُحَمَّد ... إِذا نَحن اثنينا عَلَيْهِ بِصَالح) (صلام على جنَّات اجداثهم وَلَا ... سَلام لنار الْحزن بَين الجوانح) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الأديب على بن مقَاتل الحوي بحماة يرثى الْملك الْأَفْضَل (صَاحب حماة مَا عطى فِي الدست الهامات ... يبذق تفرزن عقد بندو على الهامات) (دارات عَلَيْهِ رخاخ فيال وَهَا مَا مَاتَ ... لعب بِنَفس على خيل ركب هامات) وأنشدني لَهُ أَيْضا (يَا أَوْلَاد الْأَفْضَل كسرتم كسر مَا لَو حيّز ... فقدتم ابْن الْمُؤَيد نجل ذَاك الحبر) (تصبر واندبوا من قد حواه الْقَبْر ... فآل أَيُّوب هم أهل البلا وَالصَّبْر) وأنشدني لَهُ أَيْضا (بالْأَمْس يَا أَوْلَاد الْأَفْضَل صَاح صايحكم ... على الملا بَين غاديكم ووايحكم)

ابن التيتي محمد بن اسمعيل بن أسعد الأمير شمس الدين ابن الصاحب شرف الدين الآمدي

(وَالْيَوْم صَارَت مغانيكم نوايحكم ... واتبدلت بمراثيكم مدايحكم) وأنشدني لَهُ أَيْضا) (مُحَمَّد الْمُصْطَفى الْمُخْتَار من منشاه ... من شرف الْكَوْن فِي سَابِع سما ممشاه) (أذاقه الْمَوْت من كل الورى تخشاه ... من هُوَ ملك مصر أَو من ابْن شاهنشاه) 3 - (ابْن التيتي مُحَمَّد بن اسمعيل بن أسعد الْأَمِير شمس الدّين ابْن الصاحب شرف الدّين الْآمِدِيّ) الْمَعْرُوف بِابْن التيتي بتائين ثَالِثَة الْحُرُوف بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف كَانَ وزيرا بماردين وحضرا أخيراً فِي الرسلية من الْملك أَحْمد صُحْبَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الكواشي لآتي ذكره فِي مَكَانَهُ فَمَاتَ مرسلهم على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وحبسوا وَمَات الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَطلب شمس الدّين إِلَى مصر وَأعْطى خبْزًا فِي الْحلقَة وترقا إِلَى أَن صَار نايب دَار الْعدْل وجفل بِهِ فرس فَمَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَسبع ماية بِمصْر 3 - (أَبُو دهمان مُحَمَّد بن أبي الْأسود) أَبُو دهمان بصرى عَرَبِيّ تقلد سَابُور من من كور فَارس وَلما ضرب الْمهْدي أَبَا الْعَتَاهِيَة بِسَبَب تشبيبه بعتية قَالَ أَبُو دهمان (لَوْلَا الَّذِي أحدث الْخَلِيفَة فِي ال ... عشاق من ضَربهمْ إِذا عشقوا) (لبخت باسم الَّتِي أحب ول ... كني امْرُؤ قد نبابي الْفرق) (أَخَاف أَن بحت أَن أعاقب فال ... قلب بطول الكتمان يَحْتَرِق) (من أجل حبيك قد أَحْبَبْت حماكا ... أظنها دون خلق الله تهواكا) (حماك حماشة حماك عاشقه ... لَو لم تكن هَكَذَا مَا قبلت فاكا) أَخذ بعض الْمُتَأَخِّرين فزاده وَقَالَ (لَو لم تكن حماه مشغوفة ... تعشقه مثلي وتهواه) (مَا عانقت إِذا أَقبلت صَدره ... وَقبلت إِذا فَارَقت فَاه) 3 - (الْحَرْبِيّ مُحَمَّد بن اشرس الْحَرْبِيّ) حدث عَن أبي زيد العكلي وَأبي عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل وروى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد ابْن عقدَة الْحَافِظ الْكُوفِي وَأَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن هرون الْخلال وعباس بن مُحَمَّد الدورى

محمد بن الأشعث بن قيس الكندي الكوفي ابن أم فروة وأخت أبي بكر الصديق رضى الله

3 - (مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن قيس الْكِنْدِيّ الْكُوفِي ابْن أم فَرْوَة وَأُخْت أبي بكر الصّديق رضى الله) عَنهُ) حدث عَن عمر وَعُثْمَان وعايشة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي عشر السّبْعين من الْهِجْرَة وَولد أَكثر من ثلثين ولدا ذكرا وَابْنه عبد الرَّحْمَن الَّذِي خرج على الْحجَّاج الْأَمِير مُحَمَّد بن الْأَشْعَث مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن يحيى الْخُزَاعِيّ الْخُرَاسَانِي الْأَمِير أحد قواد بني الْعَبَّاس ولى دمشق للمنصور ثمَّ ولى مصر وَدخل القيروان لِحَرْب الإباضية كَانَ شجاعا مهيبا توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وماية 3 - (الْمروزِي مُحَمَّد بن الْأَشْعَث أَبُو الْأَشْعَث الْمروزِي) كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى آل طَاهِر قَالَ يمدح مُحَمَّد بن اسحق بن إِبْرَاهِيم المصعبي بقصيدة أَولهَا (نوم العذال عَن سهره ... وغنوا بالنفع عَن ضَرَره) (وَرمى الهجران مقلته ... بسهام الْحبّ عَن وتره) (فحشاه يلتظى لهباً ... لَيْسَ يطفى لهف مستعره) (تيمته مقلتا رشإ ... حل عقد السحر فِي نظره) (لَو رَآهُ عاذلي سفها ... فر من عذل إِلَى عذره) 3 - (الزُّهْرِيّ الْكَاتِب الْكُوفِي مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن فحرة) الْكَاتِب الْكُوفِي أحد بني زهرَة من قُرَيْش كَانَ شَاعِرًا مغنيا وَكَانَ يلقى الْغناء على جوارى ابْن رامين وَغَيره 3 - (الْحَافِظ ابْن اشكاب مُحَمَّد بن اشكاب) الْحَافِظ أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ أَخُو على بن اشكاب روى عَنهُ البخارى وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وماتين 3 - (ابْن أُميَّة الشَّاعِر مُحَمَّد بن أُميَّة) قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان هُوَ ابْن أبي أُميَّة وَاسم أبي أُميَّة عَمْرو قَالَ صَاحب الإغاني كَانَ مُحَمَّد كَاتبا شَاعِرًا ظريفا وَكَانَ حسن الْخط وَالْبَيَان كَانَ يهوى

جَارِيَة اسْمهَا خداع لبَعض جوارى خل المعتصم وَكَانَ يدعوها ويعاشره أخوانه إِذا دَعوه بهَا اتبَاعا لمسرته وَأَرَادَ المعتصم الْغَزْو وَأمر النَّاس بِالْخرُوجِ جَمِيعًا فَدَعَاهُ بعض أخوانه قبل خُرُوجهمْ فَلَمَّا اصبحوا جَاءَهُم من الْمَطَر أَمر عَظِيم لم يقدر أحد أَن يطلع رَأسه من الْمَطَر وَكَاد مُحَمَّد يَمُوت غماً فَكتب إِلَى الَّذِي دَعَاهُ (تَمَادى الْقطر وَانْقطع السَّبِيل ... من الْأَلفَيْنِ إِذْ جرت السُّيُول) ) (على أَنِّي ركبت إِلَيْك شوقاً ... وَوجه الأَرْض واديه يجول) (وَكَانَ الشوق يقتلني دَلِيلا ... وللمشتاق معترما دَلِيل) (فَلم أجد السَّبِيل إِلَى حبيب ... اودعه وَقد أفد الرحيل) (فارسلت الرَّسُول فَغَاب عني ... فيا لله مَا فعل الرَّسُول) وَمن شعره (رب وعد مِنْك لَا أنساه لي ... وَاجِب الشُّكْر وَإِن لم تفعل) (اقْطَعْ الدَّهْر بوعد حسن ... واجلى كربَة مَا تنجلى) (كلما املت يَوْمًا صَالحا ... عرض الْمَكْرُوه دون الأمل) (وارى الْأَيَّام لَا تدنى الَّذِي ... ارتجى مِنْك وتدنى اجلى) قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان كَانَ عَمْرو ينشد هِشَام بن عبد الْملك الشعار بالتطريب يتشاغل بهَا عَن الْغنى وَهُوَ مَوْلَاهُ وَمُحَمّد من أهل بَيت شعر وطرفة وَكتبه وأدب وَهُوَ أشعرهم وَكَانَ يكْتب للْعَبَّاس بن الْفضل بن الرّبيع توفّي قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان شَاعِر غزل مأموني من شعره (هويت فَلم يبل الْهوى وبليت ... وقاسيت كل الذل حِين هويت) (كتمت الْهوى حَتَّى تشكت نحولها ... عِظَامِي بإفصاح وَهن سكُوت) (يذب المنى عني المنايا وَلَو خلا ... مقيل المنى من مهجتي لطفيت) (واضمر فِي قلبِي العتاب فَإِن بَدَت ... وساعفني قرب المزار نسيت) وَمِنْه (لله ذُو كبد يكابد فِي الْهوى ... طمع الْحَرِيص وعفة المتحرج) (يَأْبَى الْحيَاء إِذا التقيتك خَالِيا ... من أَن ابْنك مَا أَخَاف وارتجي) وَمِنْه (وَإِنِّي لأرجو مِنْك يَوْمًا يسرني ... كماساءني يَوْم وَأَنِّي لآمن) (أُؤَمِّل عطف الدنر بعد انْصِرَافه ... فيا أملي فِي الدَّهْر هَل أَنْت كاين)

النعال الصوفي محمد بن الأنجب بن أبي عبد الله بن عبد الرحمن الشيخ صاين الدين أبو

توفّي الْمَذْكُور 3 - (النِّعَال الصُّوفِي مُحَمَّد بن الأنجب بن أبي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ صاين الدّين أَبُو) الْحسن الْبَغْدَادِيّ الصُّوفِي الْمَعْرُوف بالنعال) كَانَ مَشْهُورا بالصلاح والهير روى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَكَانَ أَعلَى اسناداً مِمَّن بقى بِالْقَاهِرَةِ توفّي سنة تسع وَخمسين وست ماية 3 - (المرواني الْكُوفِي مُحَمَّد بن أنس وَقيل ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله الْكُوفِي المرواني يكنى) أَبَا جَعْفَر وَقيل أَبَا اسحق شَاعِر مطبوع لَهُ مَعَ أبي نواس خبر قَالَ فِي غُلَام مجدور (ومجدور سأسرف فِي ... هَوَاهُ أَيّمَا سرف) (حكى الجدرى فِي خدي ... هـ نقط الحبر فِي الصُّحُف) (كَأَن نعطف الزِّنَا ... ر فِي لين وَفِي لطف) (على حقْوَيْهِ فَوق لخص ... ر مَعْقُود على ألف) وَقَالَ وَقد روى لغيره (كلّ عروسٍ حسنٍ وَجههَا ... زهت فبالخمر أباهيها) (الحلى مها مستعار لَهَا ... وخمر كأسى حليها فِيهَا)

البكيري محمد بن إياس بن البكيري عبد يا ليل بيائين آخر الحروف ولامين الليثي المدني

3 - (البكيري مُحَمَّد بن إِيَاس بن البكيري عبد يَا ليل بيائين آخر الْحُرُوف ولامين اللَّيْثِيّ الْمدنِي) من أَوْلَاد الْبَدْرِيِّينَ روى عَن عايشة وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وروى لَهُ أَبُو دَاوُد توفّي فِي عشر التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (مُحَمَّد بن إِيَاس بن أبي البكير اللَّيْثِيّ) حَلِيف بني عذرة بن كَعْب قَالَ فِي حَرْب بني عدي بن كَعْب بِالْمَدِينَةِ ويرثى بن الْخَيْر (أَلا لَيْت أُمِّي لم تلدني ... وَلم أك فِي الغواة لَدَى البقيع) (وَلم أر مصرع ابْن الْخَيْر زيد ... هُنَالك من صريع) (هُوَ الرزء الَّذِي عظمت وجلت ... مصيبته على الْحَيّ الْجَمِيع) 3 - (ابْن الْحَرَّانِي وَالِي دمشق مُحَمَّد بن أياز الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْأَمِير افتخار الدّين) الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ ولى ولَايَة دمشق بعد موت وَالِده وأضيف إِلَيْهِ شدّ الْأَوْقَاف وَالنَّظَر فِيهَا اسْتِقْلَالا وَكَانَ نايب دمشق حسام الدّين لاجين لَا يُخَالِفهُ وَلَا يخرج عَن رَأْيه رَأَيْت بِخَط القَاضِي مُحي الدّين ابْن فضل الله كتبا ومراسيم مَكْتُوبًا فِيهَا برسالة الْأَمِير نَاصِر الدّين وَكَانَ ذَا عقل وَرَأى وَله المكانة) الْعَالِيَة عِنْد الْملك الظَّاهِر وَكَانَ مليج الْخط جيد الْفَضِيلَة كثير المكارم قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين عبد الْكَرِيم رَأَيْته يكْتب وَهُوَ ينظر إِلَى حهة اخر قَالَ بعض الْأُمَرَاء وَالله يصلح لوزارة بَغْدَاد زمن الْخُلَفَاء وَلَا يقوم غَيره مقَامه واستعفى من ولَايَة الْبَلَد وَأجِيب ثمَّ ولاه الْمَنْصُور نِيَابَة حمص فَتوجه إِلَيْهَا على كره وَلم تطل مدَّته بهَا وَتُوفِّي بحمص سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست ماية وَنقل إِلَى دمشق وَدفن بتربة الشَّيْخ أبي عمر وَلم يبلغ السِّتين

ابن الاسكندراني محمد بن أيبك بن عبد الله ناصر الدين ابن عز الدين

3 - (ابْن الاسكندراني مُحَمَّد بن أيبك بن عبد الله نَاصِر الدّين ابْن عز الدّين) الاسكندراني كَانَ وَالِده نايب لرحبة أَيَّام الظَّاهِر وَلما كنت بالرحبة رَأَيْت كتب السُّلْطَان إِلَى وَالِده كَانَ نَاصِر الدّين هَذَا مِمَّن جمع بَين حسن الصُّورَة وَحسن الْأَوْصَاف ووفور الْعقل والرياسة والحشمة تأبى لما مَاتَ وَالِده تأبيا كَبِيرا وَمنع مماليكه وغلمانه من جر شُعُورهمْ وهلب أَذْنَاب خيله وَتقدم إِلَى الطباخ وَعمل الطَّعَام وَمد السماط للنَّاس وسقاهم السكر والليمون وَكَانَ فِي شهر رَمَضَان وأباع التَّرِكَة وَجَمعهَا وأوفى دين وَالِده وَحلف من لم يكن لَهُ بَينه وَأَعْطَاهُ وَوصل إِلَى دمشق وَخرج عَن أُمُور كَانَ يعانيها وَتَابَ ولازم الصَّلَاة وَالصِّيَام وَركب وَخرج إِلَى أَرض الخرجلة وَهُوَ صايم فَمر بِهِ الحصان على نهر فَرَمَاهُ وطلبوه فِي النَّهر فَلم يجدوه إِلَّا بعد يَوْمَيْنِ قد تعلق فِي سياج بمهمازه وَحصل الأسف عَلَيْهِ وحزن النَّاس عَلَيْهِ حزنا عَظِيما لمحاسن حواها وَكَانَ غرقه سنة خمس وَسبعين وست ماية وَله دون الْعشْر سنة وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده 3 - (ابْن أَبِيك الطَّوِيل مُحَمَّد بن أَبِيك الْأَمِير صَلَاح الدّين) الْمَعْرُوف بِابْن أيبك الطَّوِيل تنقل فِي المباشرات فباشر شدّ السَّاحِل وَولَايَة الْولَايَة بالصفقة الْقبلية ثمَّ تنقل فِي نِيَابَة الرحبة وجعبر مَرَّات وَكَاد فِي وَاقعَة الْأَمِير سيف الدّين تنكز أَن ينعطب لِأَنَّهُ كَانَ فِي جعبر نايبا وَكَانَ قد أودع عِنْده زرد خاناه وَطلب إِلَى مصر عقيب إمْسَاك تنكز فَأصْلح أمره وَعَاد وَلما كَانَ فِي آخر الْأَمر جهز إِلَى صفد صُحْبَة الامراء الَّذين رسم بتجهيزهم إِلَى مَحل اقطاعهم فَأَقَامَ قَرِيبا من نصف سنة وَتُوفِّي بهَا رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر ربيع الآخر تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي طاعون صفد الرهاوى مُحَمَّد بن أَيمن الرهاوى قَالَ فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة كَانَ يُعَارض أَبَا الْعَتَاهِيَة ويجرى فِي طَرِيقه من شعره) (أَن المكارم كلهَا لَو حصلت ... رجعت بجملتها إِلَى شَيْئَيْنِ) (تَعْظِيم أَمر الله جلّ جَلَاله ... والسعى فِي إصْلَاح ذَات الْبَين) وَقَالَ (أَنا ننافس فِي دنيا مُفَارقَة ... وَنحن قد نكتفي مِنْهَا بادناها) (حذرتك الْكبر لَا يعلقك ميسمه ... فَإِنَّهُ ملبس نازعته الله)

المسند ابن ضريس محمد بن أيوب

3 - (الْمسند ابْن ضريس مُحَمَّد بن أَيُّوب) بن ضريس تَصْغِير ضرس أَبُو عبد الله البَجلِيّ الرَّازِيّ شيخ الرّيّ ومسندها روى عَنهُ ابْن أبي حَاتِم وَثَّقَهُ وَكَانَ ذَا معرفَة وَحفظ وعلو رِوَايَة توفّي يَوْم عَاشُورَاء سنة أَربع وَتِسْعين وماتين 3 - (عميد الرؤساء الْكَاتِب مُحَمَّد بن أَيُّوب أَبُو طَالب) عميد الرؤساء ولد سنة سبعين وَثلث ماية وَكتب للقايم سِتَّة عشر سنة وَتُوفِّي عَن ثَمَان وَسبعين سنة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية وَكَانَ فَاضلا شجاعاً وصنف كتابا فِي الْخراج وروى شعر البحتري عَن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الخالع عَن أبي سهل بن زِيَاد الْقطَّان عَن أبي الْغَوْث ابْن البحتري عَن أَبِيه وديوان أبي نصر ابْن نباتة الشَّاعِر وَهُوَ القايل الْكتاب سَبْعَة فأولهم الْكَامِل وَهُوَ الَّذِي ينشئ وينملي وَيكْتب وَالثَّانِي الأعزل وَهُوَ الَّذِي ينشئ ويملى وَلَا يكْتب خطا رايقا وَالثَّالِث الْمُبْهم وَهُوَ الَّذِي يكْتب خطا مليحا وَلَا يَد لَهُ فِي إنْشَاء وَلَا إملاء وَالرَّابِع الرقاعي وَهُوَ الَّذِي يبلغ حَاجته فِي رقْعَة يَكْتُبهَا ولاحظ لَهُ فِي طول نفس وتنوع فِي معَان ولخامس المخبل وَهُوَ الَّذِي لَهُ حفظ وَرِوَايَة ولاحظ لَهُ فِي إنْشَاء كتاب فَإِذا كَانَ عَاقِلا صلح أَن يكون نديما للملوك وَالسَّادِس المخلط وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي فِيمَا ينشئه بدرة وبعرة يقرن بَينهمَا فَيذْهب رونق مَا ينشئه وَالسَّابِع السّكيت يشبه بالمتأخر فِي الحلبة وَرُبمَا جهد نَفسه فَأتى بعد اللتيا وَالَّتِي بِمَعْنى يفهم 3 - (الْعَادِل الْكَبِير مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شادى بن مرون السُّلْطَان الْملك الْعَادِل سيف الدّين أَبُو بكر) ابْن أبي الشُّكْر الدويني ثمَّ التكريتي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد ببعلبك سنة أَربع وثلثين غذ أَبوهُ ناي بعليها لزنكي وَالِد نور الدّين وَهُوَ اصغر من صَلَاح الدّين بِسنتَيْنِ وَقيل ولد سنة ثَمَان وثلثين وَقيل ولد سنة أَرْبَعِينَ اشْتهر بكنيته نَشأ فِي خدمَة) نور الدّين مَعَ أَبِيه وَحضر مَعَ أَخِيه جَمِيع فتوحاته وَملك من الكرج إِلَى قريب همذان وَالشَّام ومصر والجزيرة واليمن وَكَانَ خليقا بِالْملكِ حسن التَّدْبِير حَلِيمًا صفوحا مُجَاهدًا عفيفا متصدقاً آمرا بِالْمَعْرُوفِ ناهيا عَن الْمُنكر طهر جَمِيع ولَايَته من الْخمر والخواطئ والمكوس والمظالم كَذَا قَالَ أَبُو المظفر سبط الجوزى والعهدة عَلَيْهِ فِي هَذِه المجازفة قَالَ وَكَانَ الْحَاصِل من ذَلِك بِجِهَة دمشق خَاصَّة ماية ألف دِينَار وكفن فِي غلاء مصر من الغرباء ثلث ماية ألف نفر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا من مجازفات الْمَذْكُور وَكَانَ يمِيل إِلَى الْعلمَاء وصنف لَهُ الْأَمَام فَخر الدّين كتاب تأسيس التَّقْدِيس وجهزه إِلَيْهِ

من خُرَاسَان قيل أَنه ستر إِلَيْهِ ألف دِينَار وَلما قسم ملكه بَين أَوْلَاده كَانَ يصيف بِالشَّام وشتى بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ فِيهِ أَنَاة وصبر على الشدايد وَيَأْكُل عِنْد مَا ينَام رضيعا ورطل خبيص سكر بالدمشقى وَكَانَ قَلِيل الْأَمْرَاض قَالَ طبيبه خَبره على حرَام فَإِنِّي لم أداوه إِلَّا مرّة وَاحِدَة فِي يَوْم وَكَانَ نِكَاحا غيورا لَا يدْخل إِلَى دوره طواش إِلَّا قبل الْبلُوغ وَكَانَ عفيف الْفرج لَا يعرف غير حلايله انجب لَهُ أَوْلَاده وسلطان الذُّكُور وَزوج الْبَنَات بملوك الْأَطْرَاف وَسعد فِي أَوْلَاده وَسمع من السلفى وَحدث وَكَانَ لَهُ سَبْعَة عشر واداً وهم شمس الدّين مودود وَالِد الْملك الْجواد وَالْملك الْكَامِل مُحَمَّد والمعظم عِيسَى والأشرف مُوسَى والأوحد أَيُّوب والفايز إِبْرَاهِيم وشهاب الدّين غازى والعزيز عُثْمَان والأمجد حسن والحافظ رسْلَان والصالح اسمعيل والمغيث عمر والقاهر اسحق ومجير الدّين يَعْقُوب وتقى الدّين عَبَّاس وقطب الدّين أَحْمد وخليل وَكَانَ لَهُ عدَّة بَنَات وَمَات فِي أَيَّامه شمس الدّين مودود والمغيث عمر وَالْملك الأمجد وَآخر أَوْلَاده وَفَاة عَبَّاس وَهُوَ أَصْغَر الْأَوْلَاد بَقِي إِلَى سنة تسع وَسِتِّينَ وست ماية وَكَانَ الْعَادِل من أَفْرَاد الْعَالم توفّي فِي سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس عشرَة وست ماية بعالقين بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْقَاف قَرِيبا من دمشق فَكَتَبُوا إِلَى الْمُعظم وَلَده وَكَانَ بنابلس فساق فِي لَيْلَة واتى فصبره وَجعله فِي محفة وَنَقله إِلَى قلعة دمشق فَلَمَّا صَار بهَا اظهروا مَوته ثمَّ نقل إِلَى تربته ومدرسته الْمَعْرُوفَة بِهِ بِدِمَشْق وَلما تولى الْمُعظم رد المكوس وَالْخمر وَاعْتذر بالفرنج وَقلة المَال ومدحه ابْن عنين الآتى ذكره بقصيدة طنانة رائية وَكَانَ أَخُوهُ صَلَاح الدّين قد نَفَاهُ إِلَى الْيمن يسْأَله الْعود إِلَى دمشق وَأذن لَهُ فِي ذَلِك وأولها (مَاذَا على طيف الْأَحِبَّة لَو سرى ... وَعَلَيْهِم لَو سامحوني بالكرى) (جنحوا إِلَى قلو الوشاة اعرضوا ... وَالله يعلم أَن ذَلِك مفترى) ) مِنْهَا فِي المديح (وَله البنون بِكُل أَرض مِنْهُم ... ملك يَقُود إِلَى الأعادي عسكرا) (من كل وضاح الجبين تخاله ... بَدْرًا وَأَن شهد الوغى فغضنفرا) (مُتَقَدم حَتَّى إِذا النَّقْع انجلى ... بالبيض عَن سبى الْحَرِيم تأخرا) (قوم زكوا اصلاً وطابوا محتداً ... وتدفقوا جوداً وراقوا منْظرًا) (وتعاف خيلهم الْوُرُود بمنهل ... مَا لم يكن بِدَم الوقايع احمرا) (يعشوا إِلَى نَار الوغى شغفاً بهَا ... ويجل أَن يعشوا إِلَى نَار الْقرى) مِنْهَا (الْعَادِل الْملك الَّذِي اسماؤه ... فِي كل نَاحيَة تشرف منبرا) (وَبِكُل أَرض جنَّة من عدله ... الصافي نداه أسَال فِيهَا كوثرا)

(مَا فِي أبي بكر لمعتقد الْهدى ... شكّ يريب بِأَنَّهُ خير الورى) (سيف صقال الْمجد اخلص مَتنه ... ابان طيب الأَصْل مِنْهُ الجوهرا) (بَين الْمُلُوك الغابرين وَبَينه ... فِي الْفضل مَا بَين الثريا وَالثَّرَى) (نسخت خلايقه الحميدة مَا أَتَى ... فِي الْكتب عَن كسْرَى الْمُلُوك وقيصرا) (ملك إِذا خفت حلوم ذوى النهى ... فِي الروع زَاد صِيَانة وتوقرا) (ثَبت الْجنان تراع من وثباته ... وثباته يَوْم الوغى أَسد الشرى) (يقظ يكَاد يَقُول عَمَّا فِي غَد ... ببديهة اغنته أَن يتكفرا) (حلم تخف لَهُ الحلوم وَرَاءه ... عزم وَرَأى يحقر الاسكندرا) (يعْفُو عَن الذَّنب الْعَظِيم تكرماً ... ويصد عَن قَول الْخَنَا متكبرا) (لَا تسمعن حَدِيث ملك غَيره ... يرْوى فَكل الصَّيْد فِي جَوف الفرا) وَهِي قصيدة هايلة طايلة جَارِيَة فِي البلاغة جايلة قَوْله وتعاف خيلهم الْوُرُود الْبَيْت أَخذه وَقصر فِيهِ عَن قَول أبي الطّيب (تعود أَن لَا تقضم الْحبّ خيله ... إِذا الْهَام لم ترفع جنوب العلايق) (وَلَا ترد الغدران إِلَّا وماؤها ... من الدَّم كالريحان تَحت الشقايق) وَجمع فِي قَوْله يعشوا إِلَى نَار الوغى بَين نَار الوغى ونار الْقرى تشبها بقول ابْن عمار فقصر) عَنهُ حَيْثُ قَالَ (قداح زند الْمجد لَا يَنْفَكّ من ... نَار الوغى إِلَّا إِلَى نَار الْقرى) وَمِمَّنْ مدح الْعَادِل ابْن سناء الْملك بقصيدة أَولهَا (رَجَعَ الغرام إِلَى الحبيب الأول ... فَرَجَعت بعد تعزلي لتعزلي) (ولبست أَثوَاب الصَّبِي مصقولة ... وصقال ثوب هواي شيب تكهلي) مِنْهَا (وتناولت كفا أبي بكر بهَا ... لما علا زهر الْكَوَاكِب من على) (وَلَقَد تطأطأ للنجوم لِأَنَّهُ ... من فَوْقهَا ولانها من أَسْفَل) مِنْهَا يذكر قدوم أَوْلَاده من الشَّام (وتمل يَا ملك الورى بالسادة ... إِلَّا ملاك يَا لَيْث الشرى بالاشبل) (غَابُوا الَّذِي غَابُوا وهم كاهلة ... واتوك لَكِن كالبدر الكمل) (فجنيت مِنْهُم واجتليت وُجُوههم ... زهراً فَأَنت المجتنى والمجتلى)

محمد بن أيوب بن محمد بن وهب بن نوح

3 - (مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن وهب بن نوح) الإِمَام الْعَلامَة أَبُو عبد الله ابْن الشَّيْخ الْجَلِيل أبي مُحَمَّد الغافقي الأندلسي السَّرقسْطِي الأَصْل ولد ببلنسية سمع وروى كَانَ من الراسخين فِي الْعلم بارعا فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والأفتاء اطنب ابْن الْأَبَّار فِي وَصفه كثيرا 3 - (نقيب السَّبع ابْن الطَّحَّان مُحَمَّد بن أَيُّوب بن عَليّ بن حَازِم الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي) ابْن الطَّحَّان نقيب السَّبع والشامية ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست ماية فِي شهر ربيع الأول وتفقه وَقَرَأَ بروايات وَأذن مُدَّة بتربة أم الصَّالح وَكَانَ فَاضلا مناظراص حسن الْخلق فِيهِ وَسْوَسَة فِي أَمر الْمِيَاه سمع مَعَ زوج خَالَته النَّجْم ابْن الشاطبي من عُثْمَان خطيب القرافة جُزْءا وَمن الزين خَالِد والكرماني ويوسف بن يَعْقُوب الأربلي شاخ وَعجز وَانْقطع بالشامية سمع مِنْهُ جمَاعَة الطّلبَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَرويت عَنهُ فِي المعجم قلت ومعت أَنا عَلَيْهِ بِقِرَاءَة ابْن طغريل الْجُزْء الثَّانِي من الأول من فوايد القَاضِي أبي الْحُسَيْن عبد الْبَاقِي بن قَانِع بن مَرْزُوق الْحَافِظ بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية بِدِمَشْق وَتُوفِّي فِيمَا أَظن فِي سنة خمس وثلثين وَسبع ماية) 3 - (الْأَشْقَر الزرعي مُحَمَّد بن أَيُّوب الْفَقِيه الْعَالم شمس الدّين) الْأَشْقَر الزرعي سمع الْكثير وَدَار على الشُّيُوخ فِي أَيَّام البُخَارِيّ ونظم الشّعْر مولده قبل السِّتين وست ماية وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع ماية وَحدث 3 - (التاذفي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن أَيُّوب بن عبد القاهر الإِمَام بدر الدّين شيخ الْقُرَّاء بحماة الْحَنَفِيّ) الْحلَبِي ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وست ماية وتلا على الفاسي وَسمع ابْن علاق وَابْن العديم وَجَمَاعَة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتميز وصنف قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أخذت عَنهُ مبَاحث وَسَمعنَا مِنْهُ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمس وَسبع ماية

ابن الصايغ الأندلسي محمد بن باجة

3 - (ابْن الصايغ الأندلسي مُحَمَّد بن باجة) وَقيل ابْن يحيى بن باجة أَبُو بكر التجِيبِي الأندلسي السَّرقسْطِي الْمَعْرُوف بِابْن الصايغ الفيلسوف الشَّاعِر الْمَشْهُور ذكره صَاحب القلايد فِي كِتَابه وَقَالَ فِي حَقه رمد جفن الدّين وكمد قلب الْيَقِين نظر فِي تِلْكَ التعاليم وفكر فِي إجرام الأفلاك وحدود الأقاليم ورفض كتاب الله الْحَكِيم ونبذه وَرَاء ظَهره ثايناً من عطفه وَأَرَادَ أبطال مَا لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه وَاقْتصر على الْهَيْئَة وانكر أَن يكون لنا إِلَى الله معاد وفية ولعمري مَا خلا كَلَامه فِي حَقه من حَظّ نفس فقد بَالغ وَقد ذكرت سَبَب هَذَا فِي تَرْجَمَة الْفَتْح بن خاقَان فليوخذ من هُنَاكَ وَأورد لَهُ من شعره (اسكان نعْمَان الْأَرَاك تيقنوا ... بأنكم فِي ربع قلبِي سكان) (ودوموا على حفظ الوداد فطالما ... بلينا بِأَقْوَام إِذا استؤمنوا خانوا) (سلوا اللَّيْل عني مذ تناءت دِيَاركُمْ ... هَل اكتحلت بالغمض لي فِيهِ أجفان) وَهَذِه الأبيات مَوْجُودَة فِي ديوَان ابْن حيوس وَمن شعره (ضربوا القباب على إقاحة رَوْضَة ... خطر النسيم بهَا ففاح عبيرا) (لَا وَالَّذِي صاغ الغصون معاطفاً ... لَهُم وصاغ الأقحوان ثغورا) (مَا مر بِي ريح الصِّبَا من بعدهمْ ... إِلَّا شهقت لَهُ فَعَاد سعيرا) وَلما حَضرته الْوَفَاة فِي شهر رَمَضَان سنة ثلث وثلثين وَقيل خمس وَعشْرين وَخمْس ماية وَكَانَ قد ستم فِي باذنجان بفاس كَانَ ينشد) (أَقُول لنَفْسي حِين قابلها الردى ... فراغت فِرَارًا مِنْهُ يسرى إِلَى يمنى) (قفي تحملي بعض الَّذِي تكرهينه ... فقد طالما اعْتدت الْفِرَار إِلَى هُنَا) وَقد نَاقض ابْن خافان فِي ترجمى ابْن باجة مَا قَالَه الْكَاتِب أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن عَليّ ابْن عُثْمَان الْأنْصَارِيّ فِي كتاب سمط الجمان وَسقط الأذهان حَيْثُ ذكر ابْن باجة فَقَالَ فِي حَقه الْوَزير الأديب الْكَاتِب الماهر الطَّبِيب الفيلسوف الجهبذ الأريب أَبُو بكر ابْن الصايغ سر

ابن باخل محمد بن باخل الأمير شمس الدين الهكارى

الجزيرة إِذا تهندست وجهبذها إِذا تنطست ومنير محاسنها إِذا ادلهمت وعسعست لولاه مَا سفرت عَن شريق وَلَا اهتدت إِلَى الرياضيات سمت طَرِيق وَلَا ضربت بعرق فِي البرهانيات عريق بِهِ شاركت فِي الدقايق الرقَاق وَعَلِيهِ فِيهَا وَقع الآصفاق وَعنهُ عرف ثقيل الْحجاز وخفيف الْعرَاق وَأما آدابه فالرياض العرايس والاعلاق النفايس وَأما أقلامه فالرماح الخطية والغصون الموايس اطَّلَعت لهاذمها كل عريب واسمعت اغصانها شجو الورقاء وطرب العندليب وَمَا عَسى أَن يُقَال فِي الْفَتْح وسيره تصغر عَن الثلب والقدح غير أَنه لما ارهف شباته واحضر أقلامه ودواته جعل نَفسه الخبيثة مرآته فأردته معايبه ونثلت بَين يَدَيْهِ مثالبة فسطرها فِي كتاب ونسقها نسق حِسَاب وَمَا شعر أَنه أخر وَقدم وَكم غادر من متردم ولمز بِمَا لم يتستر عَن اتيان نكره وَعرض بِمَا صرح هُوَ فِي صحو الْقَبِيح وسكره وَاعْتمد الْقَمَر بنباحه ورجم الْمَعَالِي بسلاحه ولكنهما قد صَارا أثرا بعد عين وللحاكم بَين الرجلَيْن بَيت أبي الطّيب أَحْمد بن الْحُسَيْن وسأثبت من كَلَامه الرَّقِيق ونظامه الرايع الأنيق مَا ترتدي بِهِ ذكاء وَيَوَد لَو يجتذبه فِي روضته المكاء وَيُقِيم بِهِ سوقه الطَّرب المستقر والبكاء فَمن ذَلِك (خليلي لَا وَالله مَا الْقلب سَالم ... وَأَن ظَهرت مني شمايل صَاح) (وَإِلَّا فَمَا بالي وَلم أشهد الوغى ... أَبيت كَأَنِّي مثخن بجراح) وَله (ترَاءى أَمَام الركب ركب محصب ... وَمن دونه أعداؤه ووشاته) (فَأرْسلت فِيهَا نظرة مَا تخلصت ... من الجفن حَتَّى بلها عبراته) (ونازعني فضل التفاتي مشمر ... يسايب أَيْن الْخيف أَو عرفاته) وَلما مَاتَ ابْن باجة رَحمَه الله تَعَالَى وقف على قَبره أَبُو بكر ابْن الحمارة وَأنْشد) (يَا صَاحب الْقَبْر الْقَرِيب ودونه ... هم تبيت لَهُ الْكَوَاكِب تسهر) (قُم أَن أطقت وهات عَن صور الردى ... خَبرا فقد عَايَنت كَيفَ تصور) (وَأخْبر عَن الملكوت كَيفَ رَأَيْته ... أَن الْغَرِيب عَن الغرايب يخبر) 3 - (ابْن باخل مُحَمَّد بن باخل الْأَمِير شمس الدّين الهكارى) متولى اسكندرية توفّي بهَا سنة ثلث وَثَمَانِينَ وست ماية كَانَ صَارِمًا عادلا وَله ميل إِلَى الْأَدَب سمع جَمِيع سنَن ابْن ماجة من الْمُوفق عبد اللَّطِيف بن يُوسُف ومقامات الحريري بحران وَخرج لَهُ الْحَافِظ مَنْصُور بن سليم وَأَجَازَ لقطب الدّين عبد الْكَرِيم وَسمع عَلَيْهِ الشَّيْخ اثير الدّين أَبُو حَيَّان وَعنهُ روى كتاب

المقامات للحريري وَله نظم أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين من لظفه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ (انْظُر إِلَى الدُّنْيَا بِعَين بَصِيرَة ... ودع التشاغل بِالَّذِي لَا ينفع) (كم رامها فِيمَا مضى من جَاهِل ... ليفوز مِنْهَا بِالَّذِي هُوَ يطْمع) (وَيكون فِيهَا آمنا فِي سربه ... لَا يختشى ريباً وَلَا يتَوَقَّع) (قلبت لَهُ ظهر الْمِجَن فَمَا درى ... إِلَّا وأسياف الْمنية تلمع) قلت هُوَ شعر متوسط رثاه السراج الْوراق بقصيدة أَولهَا (أخفاك يَا شمس النَّهَار كسوف ... للشمس مِنْهُ نَاظر مكفوف) (تبكى لفقد سميها والدمع من ... وسميها لوَلِيّهَا مذروف) (والبدر يعول فِي احتراق وَهُوَ فِي ... عمر التَّمام وطرفه مطروف) (والشهب فِي ثوب الْحداد من الدجا ... وَالصُّبْح عَن طرق الْهدى مَصْرُوف) (والثغر بعد الانتظام مبدد ... وشذاه ذَاك الْعَنْبَري خلوف) (وَسوَاك لم يحسن سواك نظامه ... وَمن الْأَرَاك أسنة وسيوف) (فَهُوَ الملوكي الَّذِي أَفعاله ... أبدا إِلَيْهَا ينْسب التصريف) (ومقدم عِنْد الْمُلُوك كرتبة ... الْأَسْمَاء وَالنَّاس الْجَمِيع حُرُوف)

أبو الحسين الرهني محمد بن بحر

3 - (أَبُو الْحُسَيْن الرهني مُحَمَّد بن بَحر) أَبُو الْحُسَيْن الرهني بالراء وَالنُّون نِسْبَة إِلَى رهنة قَرْيَة من قرى الزَّمَان وَهُوَ شيباني مَعْرُوف بِالْفَضْلِ وَالْفِقْه قَالَ ابْن النّحاس فِي كِتَابه قَالَ بعض أَصْحَابنَا أَنه كَانَ فِي مذْهبه ارْتِفَاع) وَحَدِيثه قريب من السَّلامَة وَقَالَ غَيره كَانَ يذاكر بِثمَانِيَة آلَاف حَدِيث غير أَنه كثر حفظه وتتبع الغرايب وَمن طلب الغرايب كذب وَله كتاب الْبدع وَكتاب نحل الْعَرَب ذكر فِيهِ فرق الْعَرَب وَله كتاب الدلايل على نحل القبايل 3 - (أَبُو مُسلم الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن بَحر الْأَصْبَهَانِيّ) أَبُو مُسلم الْكَاتِب المترسل البليغ الْمُتَكَلّم الجدلي مولده سنة أَربع وَخمسين وماتين ووفاته سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثلث ماية كَانَ الْوَزير أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن دَاوُد بن الْجراح يشتاقه ويصفه قَالَ مُحَمَّد بن اسحق لَهُ من الْكتب جَامع التَّأْوِيل لمحكم التَّنْزِيل على مَذْهَب الاعتزال أَربع عشرَة مجلدة كتاب جَامع رسايله النَّاسِخ والمنسوخ وَكَانَ معتزليا وَمن شعره (وَقد كنت أَرْجُو أَنه حِين يلتحى ... يفرج عني أَو يجدد لي صبرا) (فَلَمَّا التحى واسود عَارض وَجهه ... تحول إِلَى الْبلوى بِوَاحِدَة عشرا) وَمِنْه (هَل أَنْت مبلغ هَذَا القايد البطل ... عني مقَالَة طب غير ذِي خطل) (أَن كنت أَخْطَأت قرطاساً عَمَدت لَهُ ... فَأَنت فِي رمي قلبِي من بني ثعل)

الأبله العراقي محمد بن بختيار بن عبد الله المولد

3 - (الأبله الْعِرَاقِيّ مُحَمَّد بن بختيار بن عبد الله المولد) الْمَعْرُوف بالأبله الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور ديوانه مَوْجُود بأيدي النَّاس ذكره الْعِمَاد فِي الخريدة فَقَالَ هُوَ شَاب ظريف يتزيا بزِي الْجند رَقِيق أسلوب الشّعْر حُلْو الصِّنَاعَة رايق البراعة قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ سنة خمس وَخمسين وَخمْس ماية بِبَغْدَاد (زار من أَحَي بزورته ... والدجا فِي لون طرته) (قمر يثنى معاطفه ... بانة فِي ثنى بردته) (بت استجلى المدام على ... غرَّة الواشي وغرته) وَمن شعره (مَا يعرف الشوق إِلَّا من يكابده ... وَلَا الصبابة إِلَّا من يعاينها) وَمن شعره وَهُوَ فِي غَايَة الرقة (دَعْنِي أكابد لوعتي وأعاني ... أَيْن الطليق من السّير العاني) (آلَيْت لَا ادْع السلو يغرني ... من بعد مَا أَخذ الغرام عناني) ) (أولى تروض العاذلات وَقد أرى ... روضات حسن فِي خدود حسان) (يَا برق أَن تجر العقيق فطالما ... أغنته عَنْك سحايب الأجفان) (هَيْهَات أَن أنسى رباك ووقفة ... فِيهَا اغير بهَا على الغيران) (هَيْهَات أَن أنسى رباك ووقفة ... فِيهَا أغير بهَا على الغيران) (ومهفهف ساجي اللحاظ حفظته ... فأضاعني وأطعته فعصاني) يصمى قُلُوب العاشقين بمقلة طرف السنان وطرفها سيان (خنث الدَّلال بِشعرِهِ وبثغره ... يَوْم الْوَدَاع أضلني وهداني) (مَا قَامَ معتدلاً يهز قوامه ... أَلا وَبَانَتْ خجلة فِي البان) (يَا أهل نعْمَان إِلَى وجناتكم ... تغزى الشقايق لَا إِلَى النُّعْمَان) (مَا يفعل المران من يَد قلب ... فِي الْقلب فعل مرَارَة الهجران) وَإِنَّمَا قيل لَهُ الأبله لِأَنَّهُ كَانَ فِي غَايَة الذكاء فَسمى الأبله من بَاب تَسْمِيَة الشىء بضه كَمَا

ابن بدر الطولوني محمد بن بدر الأمير أبو بكر الحمامي بالتخفيف

قيل للأسود كافور وَكَانَ لَهُ ميل إِلَى بعض أَبنَاء البغاددة فَعبر على بَاب دَاره فَوَجَدَهُ خلْوَة فَكتب على الْبَاب (دَارك يَا بدر الدجى جنَّة ... بغَيْرهَا نَفسِي مَا تلهو) (وَقد روى فِي خبر أَنه ... أَكثر أهل الْجنَّة البله) وَلابْن التعاويذى فِيهِ هجو افحش فِيهِ قَالَ ابْن الجوزى توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسبعين وَقَالَ غَيره ثَمَانِينَ وَخمْس ماية بِبَغْدَاد وَدفن بِبَاب ابرز قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين خلف ثَمَانِيَة آلَاف دِينَار وشاع عَنهُ أَنه كَانَ يُعَامل بالربا وَمن شعره (يَا ذَا الَّذِي كفل اليتي ... م وقصده كفل الْيَتِيم) (أَن كنت ترغب فِي النعي ... م فقد حصلت على الْجَحِيم) وَحكى عَنهُ أَنه كَانَ لَهُ قرين ينظم لَهُ الشّعْر وَذكر ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة حِكَايَة تؤيد هَذِه الدَّعْوَى وَقَالَ ياقوت الرَّمْي الشَّاعِر دخلت عَلَيْهِ أعوده وَقد مرض فَقَالَ مَا بقيت اقدر انظم شَيْئا قلت فَمَا سَببه قَالَ أَن تَابِعِيّ قد مَاتَ وَتُوفِّي بعد ذَلِك أَخُو الْأُسْتَاذ دَار مُحَمَّد بن بختيار بن عبد الله أَخُو استاذ دَار الْخَلِيفَة كَانَ فَاضلا أنْشد يَوْمًا وَهُوَ حَاضر) (قسما بِمن سكن الْفُؤَاد وَأَنه ... قسم بِهِ لَو تعلمُونَ عَظِيم) فَأجَاب بديها (أَنِّي بِهِ صب كئيب مدنف ... قلق الْفُؤَاد موله مهموم) (لَا استطيع مَعَ التناوئ سلوة ... حَتَّى الْمَمَات وأنني لسليم) (فتعطفوا بالوصل بعد تهَاجر ... فالصبر ينْفد والرجاء مُقيم) قلت لَا تصلح هَذِه الأبيات أَن تنخرط فِي سلك الْبَيْت الأول لتَفَاوت بَينهمَا توفّي سنة خمس وست ماية 3 - (ابْن بدر الطولوني مُحَمَّد بن بدر الْأَمِير أَبُو بكر الحمامي بِالتَّخْفِيفِ) الطولوني أَمِير بِلَاد فَارس وَابْن أميرها حدث بِبَغْدَاد عَن بكر بن سهل الدمياطي وَالنَّسَائِيّ وروى عَنهُ

النحوي محمد بن بركات بن هلال أبو عبد الله النحوي

الدَّار قطنى وَجَمَاعَة وَكَانَ ثِقَة قَالَه أَبُو نعيم وَقَالَ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن الْفُرَات كَانَ لَهُ مَذْهَب فِي الرَّفْض توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثلث ماية 3 - (النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن بَرَكَات بن هِلَال أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ) نقلت من خطّ الأديب نور الدّين على بن سعيد المغربي قَالَ عالى الْمحل فِي النَّحْو وَالْأَدب وساير فنون الْأَدَب منحط الشّعْر توفّي سنة عشْرين وَخمْس ماية ومولده سنة عشْرين وَأَرْبع ماية وَمن شعره (يَا عنق الإبريق من فضَّة ... وَيَا قوام الْغُصْن الرطب) (هبك تجافيت فابعدتني ... تقدر أَن تخرج من قلبِي) وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَله من الْكتب كتاب خطط مصر أَجَاد فِيهِ وَله عدَّة تصانيف فِي النَّحْو وَله النَّاسِخ والمنسوخ

ابن بركة

3 - (ابْن بركَة) الْحَافِظ برداعس مُحَمَّد بن بركَة بن الحكم بن إِبْرَاهِيم اليخصبي القنسريني الْمَعْرُوف ببرداعس قَالَ ابْن مَأْكُولا كَانَ حَافِظًا وَعَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه ضَعِيف توفّي سنة سبع وَعشْرين وَثلث ماية ابْن كرما مُحَمَّد بن بركَة بن خلف بن الْحسن بن كرما أَبُو بكر الصُّوفِي ولد بِفَم الصُّلْح وَقدم بَغْدَاد وَصَحب الشَّيْخ حَمَّاد الدباس وتأدب وَسمع الحَدِيث الْكثير من الشريفين أبي على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمهْدي وَأبي الغنايم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر ثمَّ انْتقل إِلَى الْموصل ثمَّ إِلَى دمشق وَتُوفِّي بهَا سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَدفن بجبل قاسيون السراخلي مُحَمَّد بن بركَة بن عبد الله السراخلي أَبُو بكر من أهل الْموصل شيخ كيس فطن متأدب قدم بَغْدَاد صُحْبَة ابْن الشهرزورى قَاضِي الْموصل قَالَ ابْن النجار كتبنَا عَنهُ وَكتب عني ابْن الكسا مُحَمَّد بن بركَة بن عبد الْبَاقِي بن بسينة السقلاطوني أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن الكسا قَالَ ابْن النجار كَانَ شَيخا صَالحا فِي السّنة شَدِيدا سمع أَبَا مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُقْرِئ الْخياط وَأَبا سعد مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأَسدي وَأَبا غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الباقلاني وَغَيرهم وروى عَنهُ عبد الْعَزِيز ابْن الْأَخْضَر واثنى عَلَيْهِ توفّي سنة خمس وَخمسين وَخمْس ماية ابْن بركَة خَان مُحَمَّد بن بركَة خَان بن دولة خَان الْأَمِير بدر الدّين هُوَ خَال الْملك السعيد ابْن الْملك الظَّاهِر أحد أَعْيَان الْأُمَرَاء بالديار المصرية وَحصل لَهُ عِنْدَمَا صَار الْملك السعيد ابْن أُخْته سُلْطَانا تقدم كثير فِي الدولة ومكانة عَظِيمَة وَقدم مَعَه إِلَى دمشق وَنزل بدار صَاحب حماة دَاخل بَاب الفراديس فتمرض بهَا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وست ماية عمره تَقْدِير خمسين سنة وَدفن بسفح قاسيون بالتربة الْمُجَاورَة لرباط الْملك النَّاصِر وَعمل لَهُ عدَّة حتم واعزية وَحضر الْملك السعيد بَعْضهَا وَمد سماط عَظِيم من فاخر الْأَطْعِمَة والحلوى وخلع السُّلْطَان على والدته ومماليكه وَهُوَ فِي العزاء فلبسوا ثمَّ أَنه نقل تابوته إِلَى الْقُدس سنة تسع وَسبعين وَدفن عِنْد قبر وَالِده الْحَافِظ بنْدَار مُحَمَّد بن بشار بن عُثْمَان بن دَاوُد بن كيسَان الحايك الْحَافِظ أَبُو بكر

الْعَبْدي) الْبَصْرِيّ بنْدَار والبندار فِي الِاصْطِلَاح هُوَ الْحَافِظ كَانَ عَارِفًا متقنا بَصيرًا بِحَدِيث الْبَصْرَة روى عَنهُ الْجَمَاعَة وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة كثير الحَدِيث حايك قَالَ ولدت فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا حَمَّاد بن سَلمَة وَمَات هُوَ فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وماتين وَقَالَ القواريري كَانَ صَاحب حمام يلْعَب بالطيور ابْن بشاير القوصي مُحَمَّد بن بشاير القوصي الأخميمي اشْتغل بِالْحَدِيثِ وصنف فِيهِ وَبنى مَكَانا للْحَدِيث ووقف عَلَيْهِ وَقفا وَكَانَ فَاضلا أديباً شَارِعا وباشر شَاهدا عِنْد بعض الْأُمَرَاء وَلما تغلب الشريف ابْن تغلب على الصَّعِيد الْأَعْلَى ولاه الوزارة عَنهُ وَلما طلع الْفَارِس اقطاى وهرب الشريف أمسك ابْن بشاير ورسم بشنقه فَدخلت أمه على الْوَزير فَقَالَ لَهُم نَحن نطلب أَمْوَالًا وَمَتى شنق ضَاعَت فاخر وتناساه وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست ماية وَمن شعره (حدث فقد طَابَ مَا تملى من السّير ... عَنْهُم وَقد صَحَّ مَا تروى من الْخَبَر) (وانظم يلخ كل عقد مثمن بهج ... وانثر بفح كل زهر طيب عطر) (عَن جيرة نزلُوا بطحاء كاظمة ... حسا وَمعنى سَواد الْقلب وَالنَّظَر) (بوأنهم مهجتي دَارا لحبهم ... فَغير ذكرهم فِي النَّفس لم يدر)

ابن بشر

3 - (ابْن بشر) الْعَبْدي مُحَمَّد بن بشر الْعَبْدي وَبشر ابْن الفرافصة ابْن الْمُخْتَار بن رديح روى لَهُ الْجَمَاعَة ووثفة ابْن معِين وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثلث وماتين ابْن بشر بن معوية مُحَمَّد بن بشر بن معوبة بن عبد الله بن ثَوْر بن معوية بن عبَادَة بن الْبكاء بن عَامر العامري وَفد جده معوية على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَعَا لَهُ وَمسح رَأسه وَأَعْطَاهُ اعنزا فَقَالَ مُحَمَّد (وَأَنا الَّذِي مسح النَّبِي بِرَأْسِهِ ... ودعا لَهُ بِالْخَيرِ والبركات) توفّي مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي مُحَمَّد بن بشر الَّذِي انتدبه عَمْرو بن اللَّيْث الصفار لمحاربة اسمعيل ابْن أَحْمد أَمِير مَا وَرَاء النَّهر على مَا يَأْتِي ذَلِك مفصلان أَن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن اللَّيْث فَلَمَّا عبر اسمعيل نهر جيحون دخل مُوسَى السجزى على مُحَمَّد بن بشر وَهُوَ يحلق رَأسه فَقَالَ لَهُ هَل اسْتَأْذَنت اسمعيل فِي حلق رَأسك يَعْنِي أَن رَأسه يكون بَين يَدي اسمعيل لِأَنَّهُ انتصب لمحاربته فَقَالَ مُحَمَّد بن بشر اغرب عني لعنك الله ثمَّ تَحَارَبُوا من الْغَد فانكسر أَصْحَاب مُحَمَّد بن بشر وقبضوا عَلَيْهِ وحزوا رَأسه وَحَمَلُوهُ إِلَى اسمعيل فِي جملَة الرؤس وَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ السجزى وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وماتين ابْن بشير الْخَارِجِي مُحَمَّد بن أبي بشر الْخَارِجِي أحد بني يشْكر قَالَه ابْن الْمَرْزُبَان وَقَالَ صَاحب الأغاني ابْن بشير من شعره (بَيْضَاء خَالِصَة الْجمال كَأَنَّهَا ... قمر توَسط ليل صيف مبرد) (موسومة بالْحسنِ ذَات محاسد ... أَن الْجمال مَظَنَّة للحسد) (خودا ذَا كثر الْكَلَام تعوذت ... بحمى الْحيَاء وَأَن تكلم تقصد) توفّي الْمَذْكُور

ابْن بشير الْحِمْيَرِي بن بشير الْحِمْيَرِي الْبَصْرِيّ أَبُو جَعْفَر مولى بني سدوس وَقيل مولى بني هَاشم وَقيل هُوَ من جذام قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان وَهُوَ حَكِيم الشّعْر فصيح الْمعَانِي قد سير أَمْثَالًا فِي شعره وَكَانَ أَزْرَق ابرش وَله مَعَ أبي نواس أَخْبَار من شعره (لَا تيأسن وَإِن طَالَتْ مُطَالبَة ... إِذا استعنت بصبر أَن ترى فرجا) ) (أخلق بِذِي الصَّبْر أَن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أَن يلجا) (أبْصر لرجلك قبل الخطو موقعها ... فَمن علا زلقا عَن غرَّة زلجا) (وَلَا يغرنك صفو أَنْت شَاربه ... فَرُبمَا صَار بالتكدير ممتزجا) وَمن شعره (ويل لمن لم يرحم الله ... وَمن تكون النَّار مثواه) (كَأَنَّهُ قد قيل فِي مجْلِس ... قد كنت آتيه واغشاه) (من طَال فِي الدُّنْيَا بِهِ عمره ... وعاش فالموت قصاراه) (صَار البشيري إِلَى ربه ... يَرْحَمنَا الله وإياه) توفّي الْمَذْكُور مُحَمَّد بن بشير قَالَ صَاحب الأغاني هُوَ من بني رياش من خثعم شَاعِر ظريف متقلل لم يُفَارق الْبَصْرَة وَلَا وَفد إِلَى خَليفَة وَلَا شرِيف منتجعا بِشعرِهِ وَكَانَ مَاجِنًا خبيثا هجاء كَانَ من بخلاء النَّاس لَهُ فِي دَاره بُسْتَان قدره أَربع طوابيق فغرس فِيهِ أصل رمان وفسيلة لَطِيفَة وَزرع حواليه بقلا فَأَقْبَلت شَاة لجاره منيع فَأكلت البقل ومضغت الخوص وَدخلت إِلَى بَيته فَأكلت قَرَاطِيس فِيهَا شعره وَأَشْيَاء من سماعاته فَقَالَ (لي بُسْتَان أنيق زَاهِر ... ناضر الحضرة رَيَّان يرف) (راسخ الأعراق رَيَّان الثرى ... غدق تربته لَيست تَجف) (لمجاري المَاء فِيهِ سنَن ... كَيفَ مَا صرفته فِيهِ انْصَرف) (صابر لَيْسَ يُبَالِي كَثْرَة ... جز بالمنجل أَو مِنْهُ نتف) (لَا ترى للكف فِيهِ أثرا ... فِيهِ بل ينمى على لمس الأكف) (فترى الأطباق لَا تمهله ... صادرات واردات تخْتَلف) (أقحوان وبهار مؤنق ... وسو ذَلِك من لَك الطّرف) (اعفه يَا رب من وَاحِدَة ... ثمَّ لَا احفل أَنْوَاع التّلف)

(اكفه شَاة منيع وَحدهَا ... يَوْم لَا يصبح فِي الْبَيْت علف) (ترهج الطّرق على مجتازها ... بتدانى الْمَشْي والخطو القطف) (فِي يَديهَا طرف من مشيها ... خلقَة الْقوس وَفِي الرجل حنف) ) (فَإِذا مَا سعلت وَاحِدَة ... جاوب المبعر مِنْهَا فعصف) (ذَات قرن وَهِي حماء الا ... ان ذَا الْوَصْف لوصف مُخْتَلف) (لَا ترى تَيْسًا عَلَيْهَا مقدما ... رميت من كل تَيْس بالصلف) (ليتها قد اقلبت فِي جَفْنَة ... من دَقِيق وعجين مخترف) (وتلقت شفرة من أَهله ... قدر الْأصْبع شَيْئا أَو اشف) (فتناهت بَين أَضْعَاف المعا ... وتبوت بَين أثْنَاء الشغف) (اورمتها قرحَة زَادَت لَهَا ... ذوباناً كل يَوْم ونحف) (كل يَوْم فِيهِ يدنو يَوْمهَا ... أَو ترى وَارِدَة حَوْض الدنف) (فغدت ميتَة قد اعقبت ... بطنة من بعد ادمان الهتف) (فتراها بَينهم مسحوبة ... تخرق الترب بِجنب منحرف) (فَإِذا صَارُوا إِلَى المأوى بهَا ... اعْمَلُوا الْآجر فِيهَا والخزف) (ثمَّ قَالُوا ذَا جَزَاء للَّتِي ... تَأْكُل الْبُسْتَان منا والصحف) (لَا تلوموني فَلَو أَبْصرت ذَا ... كُله فِيهَا إِذا لم انتصف) وَهَذِه القصيدة طَوِيلَة اختصرتها وَجرى يَوْمًا بَينه وَبَين يُوسُف بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان على النَّبِيذ كَلَام فعربد يُوسُف عَلَيْهِ وَشَجه فَقَالَ ابْن بشير (لَا تجلساً مَعَ يُوسُف فِي مجْلِس ... ابداً وَلم تحمل دم الْأَخَوَيْنِ) (ريحانه بِدَم الشجاج ملطخ ... وتحية الندمان لطم الْعين) وَمن شعره (تخطى النُّفُوس مَعَ العيا ... ن وَقد تصيب مَعَ المظنة) (كم من مضيق فِي الفضا ... ء ومخرج بَين الأسنة) وَكَانَ يصف نَفسه بِالْحِفْظِ والذكاء والاستغناء عَن تدوين شىء يسمعهُ حَتَّى قَالَ (إِذا مَا غَدا الطلاب للْعلم مَا لَهُم ... من الْحَظ إِلَّا مَا يدون فِي الْكتب) (غَدَوْت بتشميرٍ وجد عَلَيْهِم ... ومحبرتي أُذُنِي ودفترها قلبِي)

بدر الدّين ابْن بصخان مُحَمَّد بن بصخان الشَّيْخ الإِمَام الْمُقْرِئ المجود النَّحْوِيّ بدر الدّين اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد تقدم فِي مَكَانَهُ فليطلب هُنَاكَ) ابْن البعيث مُحَمَّد بن البعيث بن حَلبس الربعِي خرج على المتَوَكل فِي أول أَيَّامه بنواحي أذربيجان فَأَخذه وحبسه فهرب من الْحَبْس وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَجمع جمعا وَقَالَ (كم قد قضيت أموراً كَانَ أهملها ... غيرى وَقد أَخذ الأفلاس بالكظم) (لَا تعذليني فِيمَا لَيْسَ يَنْفَعنِي ... إِلَيْك عني جرى الْمِقْدَار بالقلم) (سأتلف المَال فِي عسر وَفِي يسر ... أَن الْجواد الَّذِي يعْطى على الْعَدَم) فانفذ إِلَيْهِ بغا الشرابي فَقبض جمعه وَأَخذه واتى بِهِ ففرش لَهُ نطعاً وَجَاء السياف ولوح لَهُ فَقَالَ المتَوَكل مَا دعَاك إِلَى مَا صنعت قَالَ الشقوة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَنت الْحَبل الْمَمْدُود بَين الله وَبَين النَّاس وَأَن لي بك لظنين اسبقهما إِلَى قلبِي أولاهما بك وَهُوَ الْعَفو ثمَّ قَالَ (أَبى النَّاس إِلَّا أَنَّك الْيَوْم قاتلي ... أَمَام الْهدى والصفح أولى واجمل) (تساءل ذَنبي عِنْد عفوك قلَّة ... فَمن بِعَفْو مِنْك فالعفو أفضل) (فأنك خير السَّابِقين إِلَى الغلى ... وَأَنَّك بِي خير الفعالين تفعل) فَعَفَا عَنهُ وحبسه فَمَاتَ فِي محبسه وَقيل أَنه جعل فِي عُنُقه ماية رَطْل من الْحَدِيد فَلم يزل مكبوباً على وَجهه حَتَّى مَاتَ

ابن بكار

3 - (ابْن بكار) ابْن بكار قَاضِي دمشق مُحَمَّد بن بكار بن بِلَال العاملي الدِّمَشْقِي قَاضِي دمشق ذكره أَبُو زرْعَة فِي أهل الْفَتْوَى وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم كتب عَنهُ أبي بِمَكَّة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وماتين ابْن بكار الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن بكار بن الريان الْهَاشِمِي مَوْلَاهُم الرصافي الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ الدَّار قطنى ثِقَة توفّي سنة ثَمَان وثلثين وماتين ابْن داسة مُحَمَّد بن بكير بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق أَبُو بكر ابْن داسة الْبَصْرِيّ التمار راوى السّنَن سمع أَبَا دَاوُد السجسْتانِي توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثلث ماية والى دمشق مُحَمَّد بن بكتاش الْأَمِير نَاصِر الدّين متولى مَدِينَة دمشق كَانَ أَولا مشد غَزَّة والساحل فِي أَوَاخِر أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى وسرقت لَهُ عملة من بَيته بِدِمَشْق وَلم يَقع لَهَا على خبر إِلَى آخر وَقت قيل أَنَّهَا كَانَت بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم ثمَّ أَنه تولى مَدِينَة دمشق بعد ذَلِك فَعمل الْولَايَة على أتم مَا يكون من الْعِفَّة وَالْأَمَانَة والصلف الزايد ثمَّ أَن حريق دمشق وَقع فِي أَيَّامه وامسك النَّصَارَى وَجرى لَهُم مَا جرى وَورد كتاب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد إِلَى تنكز يَقُول فِيهِ أَن هَذَا فعل أهل دمشق كَرَاهِيَة فِي ابْن بكتاش وَلما امسك تنكز رسم بعزله وَقطع خبزه فبقى بطالا مُدَّة فاحتيج إِلَيْهِ من أجل الْولَايَة فأعيد إِلَيْهَا بِلَا إقطاع ثمَّ عزل عَنْهَا ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا ثمَّ عزل عَنْهَا وَبَقِي بطالا ثمَّ جهز إِلَى حماة مشد الدَّوَاوِين بهَا فَأَقَامَ بهَا سنة وَنصفا تَقْرِيبًا ثمَّ طلب هُوَ وناظرها القَاضِي شرف الدّين حُسَيْن ابْن رَيَّان إِلَى مصر فتوجها وَعَاد القَاضِي شرف الدّين الْمَذْكُور إِلَى حماة وَحضر الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن بكتاش إِلَى نِيَابَة المرقب وَأعْطِي طبلخاناة ثمَّ خرجت الطبلخاناة عَنهُ وَبَقِي فِي طرابلس أَمِيرا فَلَمَّا كَانَ طاعون طرابلس توفّي ابْنه الْأَصْغَر وَجَمَاعَة من أهل بَيته فنزح عَن طرابلس فَاتَت ابْنَته فِي الطَّرِيق فجَاء إِلَى بعلبك ليدفها وَنزل على رَأس الْعين فَحَضَرَ إِلَيْهِ نايب بعلبك بِطَعَام واقسم عَلَيْهِ أَن يَأْكُل فَأكل بعض شىء وَتُوفِّي عقيب ذَلِك رَحمَه الله فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية فَدفن إِلَى جَانب ابْنَته وَكَانَ قد ولى شدّ الْخَاص دومة وداريا فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَكَانَ يهز رَأسه دايما وَإِذا انشد الشّعْر لَا يُقيم وَزنه نَاصِر الدّين القرندلي الْكَاتِب مُحَمَّد بن بكتوت الظَّاهِرِيّ الْكَاتِب المجود الْمَعْرُوف

بالقرندلي) لِأَنَّهُ لبس زيهم فِي حلب حكى لي أَنه لبس زيتهم وَأقَام بَينهم ينْسَخ فَقَالُوا لَهُ هَذَا مَا هُوَ طريقنا أَن تتكسب قَالَ فَقلت لَهُم فَأنْتم تعلمُونَ هَذِه القلايد الصُّوف فَقَالَ لَهُ من بَينهم وَاحِد أُرِيد أَن أنزل أَنا وَأَنت فِي هَذَا الْبركَة بالبلاس قَالَ فَنزلت مَعَه فِي يَوْم بَارِد فِي مثل حلب فبقينا نغطس إِلَى أَن عجز هُوَ وطلع فَلَمَّا أعياهم قَالُوا لَهُ فِينَا وَاحِد يكاثرك فِي أكل الْحَشِيش فَقلت احضروه وَجعلُوا يلقموننا وَأَنا وإياه نَأْكُل إِلَى أَن نزل الدَّم م مَنْخرَيْهِ وَأَظنهُ قَالَ مَاتَ فَعِنْدَ ذَلِك أَخْرجُوهُ من بَينهم وَكَانَ الَّذِي أغواه بِالْكِتَابَةِ القَاضِي جمال الدّين أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن رَيَّان فَإِنَّهُ رأى خطه وَيَده الْقَابِلَة فلازمه وَجعل ينْسَخ لَهُ المجلدات فنسخ لَهُ الْكَشَّاف وَغَيره ورتب لَهُ الدَّرَاهِم وَالطَّعَام والزمه بِالْكِتَابَةِ فأجاد وَكتب الْمَنْسُوب فِي الأقلام السَّبع وَكتب أَوْلَاده وأقاربه وَحكى لي الْجَمَاعَة عَنهُ أَنه كَانَ يضع المبحرة فِي يَده الشمَال والمجلد من الْكَشَّاف على زنده وَيكْتب مِنْهُ وَهُوَ يغنى وَيكْتب مَا شَاءَ الله وَلَا يغلط وَكَانَ قد أَقَامَ بحماة مُدَّة عِنْد الْملك الْمُؤَيد ينْسَخ لَهُ فَأحب امْرَأَة تعرف ببنت النَّصْرَانِيَّة وَكَانَ كل مَا يحصله يُنْفِقهُ عَلَيْهَا ويشتغل بهَا عَن الْكِتَابَة فشق هَذَا الْحَال على الْملك الْمُؤَيد فنفاها إِلَى شيزر فَحكى لي أَنه كَانَ يكْتب فِي حماة إِلَى الْمغرب ويجرى من حماة إِلَى شيزر فَحكى لي أَنه كَانَ يكْتب فِي حماة إِلَى الْمغرب ويجرى من حماة إِلَى شيزر ويبيت عِنْدهَا وَيقوم من الْأذن فِي الصُّبْح ويجرى إِلَى حماة وَيقْعد يكْتب فَأَقَامَ على ذَلِك سنة وَكَانَت قد تعنتت يَوْمًا عَلَيْهِ وَقَالَت لَهُ أَن كنت تحبني فاكوفي رَأسك صليبا وَرَأَيْت كي الصَّلِيب فِي يَا فوخة وَكَانَ كَاتبا مطيقا كتب الْكثير من المجدات والربعات الفصاح والختم بالمحقق الْكَبِير فِي قطع الْبَغْدَادِيّ كلَاما وكتبت عَلَيْهِ أَرْبَعَة عشر سطرا قلم الرّقاع وَتُوفِّي بطرابلس وَهُوَ فِي خدمَة القَاضِي جمال الدّين ابْن رَيَّان فِي يَوْم الأثنين خَامِس عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وثلثين وَسبع ماية عَفا الله عَنهُ وسامحه وَكَانَ يدعى أَنه كتب على شرف الدّين ابْن الوحيد وَلم يكن لذَلِك صِحَة لكنه كتب صَغِيرا على خطيب بعلبك أبي بهاء الدّين مَحْمُود الْكَاتِب ثمَّ قويت يَده على مَا ذكرت أَولا فقارب النِّهَايَة فِي الْحسن

ابن أبي بكر

3 - (ابْن أبي بكر) ابْن أبي بكر الصّديق مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا جرت الْعَادة عِنْد جمَاعَة من الْمُحَقِّقين أَن يُورد مثل هَذَا الأسم هُنَا والغوا ذكر الْأَب من الْكِنَايَة ونظروا مَا هُوَ مُضَاف إِلَيْهِ وَلدته أَسمَاء بنت عُمَيْس فِي حجَّة الْوَدَاع روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة سبع وثلثين مقتولا وَكَانَ فِي حجر عَليّ بن أبي طَالب لما تزوج أمه وَتَوَلَّى تَرْبِيَته وَلما سَار عل بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ إِلَى الْجمل سَار مَعَه مُحَمَّد وَكَانَ على الرجالة وَشهد مَعَه صفّين وولاه مصر بعد عزل قيس بن سعد بن عبَادَة عَنْهَا لآن عليا اتهمَ قيسا بمعوية ثمَّ بَان لَهُ أَنه نَاصح لَهُ فَلَمَّا قدم مُحَمَّد على قيس خلابه وَقَالَ لَهُ يابا الْقسم أَنَّك قد جِئْت من عِنْد امرء لَا رَأْي لَهُ وَلَيْسَ عَزله إيَّايَ بمانعي أَن انصح لَهُ وَلَك وَأَنا من أَمركُم هَذَا على بَصِيرَة وَأَنِّي ادلك على الَّذِي كنت أكيد بِهِ معوية وعمرا وَأهل خربتا فكايدهم بِهِ فأنك أَن كايدتهم بِغَيْرِهِ تهْلك وَوصف لَهُ قيس بن سعد المكايدة فاستغشه مُحَمَّد وَخَالفهُ فِي كل شىء امْرَهْ بِهِ فَجهز معوية إِلَيْهِ عمرا ابْن الْعَاصِ فِي سِتَّة آلَاف فَلَمَّا دانى مصر خرجت العثمانية إِلَيْهِ فَكتب إِلَيْهِ عَمْرو بن الْعَاصِ أما بعد فتنح عني بدمك فَإِنِّي أحب أَن لَا يصيبك مني قلامة ظفر وَالنَّاس بِهَذِهِ الْبِلَاد قد اجْتَمعُوا على خِلافك فَاخْرُج أَنِّي لَك من الناصحين وجاءه كتاب معوية يَقُول يَا مُحَمَّد أَن الْبَغي وَالظُّلم عَظِيم الوبال وَسَفك الدَّم الْحَرَام من النقمَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَأَنا لَا نعلم أَن أحدا كَانَ على عُثْمَان أَشد مِنْك سعيت عَلَيْهِ مَعَ الساعين وسفكت دَمه مَعَ السافكين ثمَّ أَنْت تظن أَنِّي نايم عَنْك أَو نَاس لَك فعلك حَتَّى تَأتي فتتأمر على بِلَاد أَنْت فِيهَا جارى وَجل أَهلهَا انصارى يرَوْنَ رَأْيِي ويرقبون قولى ويستصرخون عَلَيْك وَقد بعثت إِلَيْك قوما حناقا يستشفون بدمك ويتقربون إِلَى الله بجهادك وَقد اعطوا الله عهدا ليقاتلونك وَذكر فعله بعثمان وضربه بالمشاقص ثمَّ قَالَ وَلنْ يسلمك الْقصاص أَيْنَمَا كنت وَالسَّلَام وَلما ظفر بِهِ معوية امسكه معوية بن حديج وَقَتله ثمَّ جعله فِي جَوف حمَار وَحَرقه بالنَّار وَبلغ عايشة ذَلِك فساءها وقنتت دبر كل صَلَاة تَدْعُو على معوية بن حديج وَعَمْرو وَهَذَا مَا روى أَبُو مخنف وَأما الْوَاقِدِيّ فَقَالَ قَاتل حَتَّى قتل وَقَالَ ابْن عبد ربه أَن معوية بن حديج بعث بِرَأْس مُحَمَّد إِلَى معوية وَكَانَ أول رَأس طيف بِهِ فِي الْإِسْلَام قَاضِي الْمَدِينَة مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْمَدِينَة كَانَ) أكبر من أَخِيه عبد الله بن أبي بكر روى عَن أَبِيه وَعمرَة وَعباد بن تَمِيم وَعبد الْملك

بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن رأى بعض الصَّحَابَة وَكَانَ من الثِّقَات وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وماية المقدمى مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن عَطاء بن مقدم الْمُحدث أَبُو عبد الله الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ المقدمى وَالِد أَحْمد بن مُحَمَّد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو زرْعَة توفّي سنة أَربع وثلثين وماتين البرْسَانِي مُحَمَّد بن بكر بن عُثْمَان البرْسَانِي بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا سين مُهْملَة وَبعد الْألف نون الْبَصْرِيّ وبرسان من الأزد روى لَهُ الْجَمَاعَة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَابْن سعد وَتُوفِّي سنة ثلث وماتين أَبُو جَعْفَر الْخَوَارِزْمِيّ الْحَافِظ مُحَمَّد بن بكر بن الياس بن بَيَان أَبُو جَعْفَر الْخَوَارِزْمِيّ الْحَافِظ يعرف بِابْن أبي على ختن أبي الآذان عمر بن إِبْرَاهِيم النصيبي قَالَ ابْن النجار هَكَذَا سَمَّاهُ وَنسبه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه وَكَذَا نسبه أَبُو نعيم الْحَافِظ فِي تَارِيخ اصبهان وَخَالَفَهُمَا فِي نسبه أَبُو عبد الله بن مندة وَأَبُو الشَّيْخ الْأَصْبَهَانِيّ فسمياه مُحَمَّد بن الياس بن بكر وَخَالفهُم كلهم أَبُو أَحْمد بن عدي الْجِرْجَانِيّ فَسَماهُ مُحَمَّد بن بكيل بن أَحْمد بن الياس بن بَيَان وَذكره الْخَطِيب فِي تَارِيخه فَسَماهُ مُحَمَّد بن عبيد الله وَالصَّحِيح مَا تقدم النوقاني الشَّافِعِي مُحَمَّد بن بكر النوقاني الطوسى الْفَقِيه شيخ الشَّافِعِيَّة ومدرسهم بنيسابور توفّي سنة عشْرين وَأَرْبع ماية الجلالي الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الجلالي بِالْجِيم الْبَغْدَادِيّ ذكر أَنه سمع المقامات من المُصَنّف وَكَانَ جَلِيلًا نبيلا سمع وروى وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس ماية ابْن ننة مُحَمَّد بن أبي بكر بن فَرح بن سُلَيْمَان من أهل جيان يعرف بِابْن ننة بنونين الأولى مَكْسُورَة وَالثَّانيَِة مَفْتُوحَة مُشَدّدَة من شعره فِي ديك (وَله إِذا ولى الظلام تطرب ... تلتذه اسماع كل طروب) (ليبثه فِي يَوْمه مستعليا ... حَتَّى تميل ذكاؤه لغروب) ) (وَلَقَد يُرِيك بصفحتيه سوسنا ... مَا بَين ورد بِالْحَيَاءِ مشوب)

(ويريك من مثل الدمشق ملاءة ... لم ترمها عين رنت بعيوب) (ترنو إِلَى عَيْنَيْهِ إِذْ يذكيهما ... فَتَقول مَاء جال فِي الهوب) قَالَ ابْن الْأَبَّار مَعَاني هَذِه الأبيات من قَول أبي الْعَلَاء المعري (أيا ديك عدت من اياديك صَيْحَة ... بعثت بهَا ميت الْكرَى وَهُوَ نايم) (عَلَيْك ثِيَاب خاطها الله قَادِرًا ... بهَا ريمتك العاطفات الروايم) (وتاجك مَعْقُود كَأَنَّك هُرْمُز ... تباهي بِهِ أملاكه وتوايم) (وعيناك سقط مَا خبا عِنْد قُرَّة ... كلمعة برق مَا لَهَا الدَّهْر شايم) (ورثت هدى التذْكَار من قبل جرهم ... أَوَان ترقت فِي السَّمَاء النعايم) (وَمَا زلت للدّين القويم دعامة ... إِذا قلقت من حامليه الدعايم) واورد ابْن الْأَبَّار لِابْنِ معمعة قصيدة فِي ديك مِنْهَا (لي ديك حضنته وَهُوَ فِي البي ... ضة من منصب كريم الحيم) (يَأْكُل الْعَفو كَيفَ مَا شَاءَ من مَا ... لي كَأَكْل الْوَصِيّ مَال الْيَتِيم) (أَبيض اللَّوْن افرق الْعرف نظا ... ئر بِعَين كَأَنَّهَا عين ريم) (وعَلى نَحره وشاحان من شَذَّ ... ر نثير ولؤلؤ منظوم) (رَافع راية من الذَّنب المش ... رف يسْعَى بهَا كسعى الظليم) (وَإِذا مَا مَشى التبهنس مَشى ... الطَّرب المنتشى فِي الخرطوم) (وسم الأَرْض وسم طين كتاب ... بحواتيم كَاتب مختوم) (وَله خنجران فِي قصب السا ... قين قد ركبا لحفظ الْحَرِيم) (وَعَلِيهِ من ريشه طيلسان ... صِيغ من صَنْعَة اللَّطِيف الْحَكِيم) (وَإِذا مَا رَأَيْته بَين خمس ... من دجاجاته كبار الجسوم) (قلت ملك يخدمنه فتيات ... يتهادين بِي زنج وروم) (وَترى عرفه فتحسبه التا ... ج على رَأس كسروى كريم) (ثاقب الْعلم بالمواقيت لَيْلًا ... وَنَهَارًا وحاذق بالنجوم) (ويحث الْجِيرَان حَولي على الب ... ر كحث المدير كأس النديم) ) قلت وقصيدة ابْن زُرَيْق الْكَاتِب الَّتِي يرثى بهَا ديكه من أجل القصايد فِي هَذَا الْمَعْنى وستأتى فِي تَرْجَمته وَمَا أحسن قَول القايل (يَا رَافعا قَوس السَّمَاء وَلَا بساً ... لِلْحسنِ روض الْحزن غب سَمَاء)

(ايقنت أَنَّك فِي الطُّيُور مملك ... لما رَأَيْتُك سرت تَحت لِوَاء) البسطامي اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن بكر البسطامي قَالَ ياقوت لَا أعرف من حَاله إِلَّا مَا ذكره حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ وَقد ذكر الْخَلِيل وَغَيره ثمَّ قَالَ وصنف بالْأَمْس مُحَمَّد بن بكر البسطامي كتابا على كتاب مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد الْمُسَمّى الجمهرة وَقَالَ كَانَ السَّبَب لوضعي هَذَا الْكتاب نَظَرِي فِي الْكتاب الْمُسَمّى كتاب الياقوتة أَن منصفه حَشا أَكثر الْكتاب بِمَا لم تنطق بِهِ الْعَرَب وَعَزاهُ إِلَى ثَعْلَب وَقد طلبنا مَا ادّعى من ذَلِك على الْعَرَب فِي المصنفات فَلم نجده ثمَّ سَأَلنَا عَنهُ أَصْحَاب ثَعْلَب فَلم يعرفوه وَالَّذِي صنف هَذِه الْكتب لم يقم على مَا اودعه شَاهدا وَلَا دَلِيلا من الْقُرْآن وَلَا من الحَدِيث وَلَا من الْمثل وَلَا نحا قيمًا رَوَاهُ إِلَّا إِلَى أخبرنَا ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي فتمت لَهُ رِوَايَة تِلْكَ الأباطيل بَين قوم لم يطالبوه بِدَلِيل ثمَّ ذكر كتاب الْعين وَأَنه من نصنيف تلاميذ الْخَلِيل الوتّار مُحَمَّد بن أبي بكر بن سيفٍ شمس الدّين أَبُو عبد الله التنوحي الْموصِلِي الوتار ولد بالموصل سنة تسع وَسبعين وَخمْس ماية واشتغل بهَا فِي الْأَدَب وَسكن دمشق مُدَّة وَتَوَلَّى خطابة المزة وخطب بهَا إِلَى أَن توفى فِي ذى الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست ماية وَمن شعره (وَكنت وَإِيَّاهَا مذ اختط عارضي ... كروحين فِي جسم وَمَا نقصت عهدا) (فَلَمَّا أَتَانِي الشيب يقطع بَيْننَا ... توهمته سَيْفا فالبسته غمدا) قلت جلا هَذَا الْمَعْنى عروسا فِي ثِيَاب حداد لِأَن الْمَعْنى جيد والألفاظ مرذولة التَّرْكِيب وَكَانَت لَهُ نَوَادِر مَعَ الْحُكَّام وَحصل بَينه وَبَين صفى الدّين ابْن مَرْزُوق كَلَام بِسَبَب جَارِيَة بعد عَزله من الوزارة فَكَانَ يعامله على عَادَة مُعَامَلَته لَهُ فِي الوزارة فَقَالَ الوتار (مَا أبْصر النَّاس وَلم يبصروا ... فِي عصرهم مثل ابْن مَرْزُوق) (من جَهله يحكم فِي عَزله ... كهارب يضْرب بالبوق) وَمن شعره الوتار) (من لي بصاح والمدامة رِيقه ... ثمل القوام لحاظه أبريقه) (ثمَّ العواذل حِين نم عذاره ... والغصن أحسن مَا يكون وريقه) (وقف العذار بحده فَكَأَنَّهُ ... لما تَكَامل آسه وشقيقه) (صبح أحَاط بِهِ الظلام وَقد غَدا ... متحيرا لم يدر أَيْن طَرِيقه) ابْن مدودا الجزرى مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَبَّاس الْأَمِير وَكَانَ أَولا محتسب الجزيرة

العمرية وانتقل إِلَى ماردين فولى حسبتها زَمَانا ثمَّ انْتقل مِنْهَا وتعانى التِّجَارَة مُسَافِرًا فَلَمَّا وصل العباسة وجد علم الدّين تعاسيف المشد بهَا فَسخرَ جماله بِسَبَب أثقال الْملك الصَّالح فَتوجه إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ تطلق جمالى فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مرّة ثَانِيَة القها والجيد لَك فَقَالَ لَهُ علم الدّين ايش يتعانى الْمولى فَقَالَ لَهُ الْأَدَب فَقَالَ ايش عملت فِي تسخير جمالك وأنشده بديها (اسكان مصر لَا اسْتَقَرَّتْ نفوسكم ... بأمن وطالت فِي الزَّمَان الأراجيف) (وَلَا بَرحت عمالكم تعسف الورى ... بظُلْم تولاه المشد تعاسيف) وَشرع يتمم فَقَالَ إِلَيْهِ وَقبل يَده وعانقه وَقَالَ لَهُ بس واطلق جماله وجمال القفل لأَجله وَكتب إِلَى نواب بلبيس ونواب الزَّكَاة بِالْقَاهِرَةِ بَان يعتدوا بِمَا وَجب عَلَيْهِ من جامكية المشد وَتُوفِّي فَخر الدّين سنة تسع وَسِتِّينَ وست ماية شرف الدّين الاردويلي الصُّوفِي مُحَمَّد بن أبي بكر شرف الدّين أَبُو عبد الله الاردويلي الصُّوفِي الشَّيْخ الصَّالح كَانَ من الْعلمَاء كثير الزّهْد وَالْعِبَادَة وَالذكر لَازمه جمَاعَة من النَّاس وانتفعوا بِهِ وَكَانَ مُقيما بالسميساطية وَله خلوات ومجاهدات ورياضات توفّي سنة خمس وَسبعين وست ماية بكرَة نَهَار الْخَمِيس رَابِع الْمحرم وأخرجت جنَازَته إِلَى ميدان الْحَصَا وَدفن إِلَى جَانب شَيْخه برهَان الدّين الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن الحلوانية مجاورا لقبر صُهَيْب الرُّومِي رضى الله عَنهُ على مَا يُقَال وَقد نَيف على السّبْعين ابْن خَلِيل الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن يحيى ابْن فَارس الإِمَام رضى الدّين الْمَعْرُوف بِابْن خَلِيل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شيخ الْحرم ولد سنة ثلث وثلثين وروى عَن ابْن الجميزى وَغَيره وَكَانَ فَقِيها عَالما متفننا ذَا فضايل ومعارف وَعبادَة وَصَلَاح وَحسن أَخْلَاق سمع مِنْهُ ابْن الْعَطَّار البرزالي وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وست ماية) الحفَّار مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد السَّلَام بن إِبْرَاهِيم الصَّالِحِي الْمُقْرِئ الحفار يعرف بِابْن الطبيل شيخ معمر ذُو جلادة وهمة وملازمة للْجَمَاعَة سمع الصَّحِيح من ابْن الزبيدِيّ وَحدث عَنهُ ابْن الخباز فِي مُعْجَمه فِي حَيَاة ابْن عبد الدايم وَسمع مِنْهُ ابْن البرزالي وَأخذ الشَّيْخ شمس الدّين عَنهُ الثلاثيات وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبع ماية ابْن النُّور الْبَلْخِي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن خلف أَبُو عبد الله ابْن النُّور الْبَلْخِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ بالألحان ولد بِدِمَشْق سنة تسع وَخمسين وَسمع فِي الْقَاهِرَة والاسكندرية روى عَنهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ وَتُوفِّي سنة ثلث وَخمسين وست ماية

أَمِين الدّين ابْن النّحاس مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن طَارق الْأَسدي الْحلَبِي الصفار الشَّيْخ الصَّالح المعمر الْمسند أَمِين الدّين نزيل دمشق ولد سنة خمس وَعشْرين وَسمع لما حج مَعَ أخوته من صَفِيَّة القرشية وَمن شُعَيْب الزَّعْفَرَانِي بِمَكَّة وَمن يُوسُف الساوى وَابْن الجمزيى بِمصْر وَمن ابْن خَلِيل بحلب وَأَجَازَ لَهُ أَبُو اسحق الكاشغري وطايفة وَتفرد وضر وَعجز وانحطم وابطل الْحَانُوت وَكَانَ سَاكِنا خيرا عاميا وَله دنيا وَفِيه بر وَمَا تزوج قطّ وَلَا احْتَلَمَ ثمَّ أَنه قدح بعد مَا أضرّ فأبصر وَتُوفِّي سنة عشْرين وَسبع ماية شمس الدّين السكاكيني الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْقسم شيخ الأمامية وعالمهم شمس الدّين الهمذاني الدِّمَشْقِي السكاكيني الشيعي مولده بسفح قاسيون سنة خمس وثلثين حفظ الْقُرْآن بالسبع وتفقه وتأدب وَسمع فِي حداثته من الرشيد بن مسلمة والرشيد الْعِرَاقِيّ ومكي بن عَلان وَجَمَاعَة وَخرج لَهُ ابْن الْفَخر عَنْهُم ربى يَتِيما فَاقْعُدْ فِي صناعَة السكاكين عِنْد شيخين رافضيين فافسداه وَأخذ عَن أبي صَالح الْحلَبِي وَصَاحب الشريف محيي الدّين ابْن عدنان وَله نظم وفضايل ورد على التلمساني فِي الِاتِّحَاد أم بقرية جسرين مُدَّة ثمَّ أخرج مِنْهَا وام بالسامرية ثمَّ أَخذه مَنْصُور بن جماز الْحُسَيْنِي مَعَه إِلَى الْمَدِينَة لِأَنَّهُ صَاحبهَا واحترمه وَأقَام بالحجاز سَبْعَة أَعْوَام ثمَّ رَجَعَ وَهُوَ شيعي عَاقل لم يحفظ عَنهُ سبّ بل نظم فِي فضل الصَّحَابَة وَكَانَ حُلْو المجالسة ذكيا عَالما فِيهِ اعتزال وينطوى على دين وَإِسْلَام وَتعبد على بدعته وترفض بِهِ إناس من أهل الْقرى قَالَ الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية هُوَ مِمَّن يتشيع بِهِ السنى ويتسنن بِهِ الرافضي وَكَانَ يجْتَمع بِهِ كثيرا وَقيل أَنه رَجَعَ آخر عمره عَن أَشْيَاء نسخ صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ يُنكر الْجَبْر ويناظر على الْقدر وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع ماية احضر) صَلَاح الدّين ابْن شَاكر الكتبي بِدِمَشْق إِلَى الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ كتابا فِي عشْرين كراسا قطع الْبَلَدِي فِي ورق جيد وَخط مليح سَمَّاهُ مُصَنفه الطرايف فِي معرفَة الطوايف افتتحه بِالْحَمْد لله وَشَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَط وَقَالَ بعد ذَلِك أما بعد فَإِنِّي رجل من أهل الذِّمَّة ولي على الْإِسْلَام حُرْمَة فَلَا تعجلوا بسفك دمي قبل سَماع مَا عِنْدِي ثمَّ أَخذ فِي نقض عري الدّين عُرْوَة عُرْوَة أورد أَحَادِيث وَتكلم على متونها وإسنادها وَتكلم فِي جرح الرِّجَال وَطعن عَلَيْهِم كَلَام مُحدث عَارِف بِمَا يَقُول وَذكر أموراً دلّت على زندقته وتشيعه وَختم ذَلِك بَان قَالَ وَللَّه القايل (وَإِن كنت ارضى مِلَّة غير ملتي ... فَمَا أَنا إِلَّا مُسلم اتشيع) وَشهد صَلَاح الدّين الْمَذْكُور وَآخر أهل الحَدِيث المعروفين بَان هَذَا خطّ شمس الين السكاكيني فَظهر من ذَلِك أَنه تصنيفه لِأَنَّهُ قَالَ فِي فهرسة الْكتاب الْمَذْكُور تصنيف عبد الْمَحْمُود

بن دَاوُد الْمصْرِيّ لم يعرف هَذَا الرجل وَقَالَ لشيخ عماد الدّين بن كثير أَن الأبيات الَّتِي كتبت للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وأولها أيا معشر الْإِسْلَام ذمِّي دينكُمْ وَقد ذكرتها فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوى هِيَ لهَذَا السكاكيني فَقطع قَاضِي الْقُضَاة هَذَا الْكتاب الملعون وغسله وخرقه وَالله اعْلَم بِحَقِيقَة الْحَال فِي ذلكن وَقَالُوا أَن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن مُسلم رَجَعَ من جنَازَته وعَلى الْجُمْلَة فَالظَّاهِر من امْرَهْ أَنه كَانَ مَرِيض العقيدة غير صحيحها ونقلت من خطّ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (أجزت لَهُم مَا يسْأَلُون بِشَرْطِهِ ... أثابهم رَبِّي ثَوَاب أولى الْعلم) (ووفقهم أَن يعلمُوا بِالَّذِي رووا ... فعال أولى الأخلاص وَالْجد والعزم) (وكاتبها العَبْد الْفَقِير مُحَمَّد ... هُوَ ابْن أبي بكر بن قَاسم الْعَجم) (ومولده فِي عَام خمس وَبعدهَا ... ثلثون والست المئين لَدَى النَّجْم) ونقلت مِنْهُ أَيْضا مِمَّا خَاطب بِهِ صَاحب الْمَدِينَة منصوراً وَصَاحب مَكَّة رميثة (أَلا يَا ذوى الْأَلْبَاب اصغوا لناطق ... بِحَق وباغى الْحق من ذَا يدافعه) (إِذا لم يكن نسل النَّبِي مُحَمَّد ... يُتَابِعه فِي الدّين من ذَا يُتَابِعه) (فَإِن كَانَ مَسْبُوقا وَذُو الْبعد سَابق ... إِلَى الْمُصْطَفى وَالدّين من ذَا يمانعه) ) (فكم من بعيد للشريف معلم ... طرايق آبَاء لَهُ وَهُوَ سامعه) (وَهَذَا بديع فِي الزَّمَان وَأَهله ... وَمَا زَالَ هَذَا الدَّهْر جم بدايعه) نقلت من خطّ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن غَانِم قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين السكاكيني لنَفسِهِ (هِيَ النَّفس بَين الْعقل الطَّبْع والهوى ... وماالعقل إِلَّا كالعقال يصونها) (فداعى الْهوى يَدْعُو إِلَى مَا يشينها ... وداعي النهى يَدْعُو إِلَى مَا يزينها) (فَإِن اطلقت من غير قيد توثبت ... على حظها الْأَدْنَى وَزَاد جنونها) (وَأَن نظرت بِالْعقلِ ينبوع نوره ... اضاءت لَهَا الظُّلُمَات طَابَ معينها) (وحنت إِلَى الذّكر الْحَكِيم تدبراً ... رياص مَعَانِيه وَذَاكَ يعينها) (وفزت بِهِ مِنْهُ إِلَيْهِ تحققا ... وعادت إِلَى الأكوان تزكو فنونها) (فاكرم بهَا نفسا زكتْ مطمئنة ... بمحبوبها قرت لَدَيْهِ عيونها) (فيا ذَا الَّذِي ضيعت نَفسك فِي الْهوى ... تروم لَهَا عزا وَأَنت تهينها) (اجب إِذْ دعَاك الْحق طَوْعًا لأَمره ... بِطيب رضى نفس قوى يقينها)

(وَلَا تبخلن وبالنفس إِذْ هِيَ ملكة ... إِلَيْهِ بهَا فَارْجِع فَأَنت أمينها) قلت شعر غير وَاضح التَّرْكِيب وَلَا مُحكم الصوغ قَاضِي الْمغل برهَان الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن مُحَمَّد قَاضِي الممالك القانية برهَان الدّين أَبُو عبد الله السَّمرقَنْدِي النوجاباذي الْحَنَفِيّ البُخَارِيّ قَاضِي الْمغل صدر مُعظم وعالم مفخم فِيهِ كيس ولطف وَحسن مذاكرة كَانَ يلازم السُّلْطَان والوزارء قدم بَغْدَاد مرَارًا وروى بالاجازة عَن سيف الدّين الباخرزى يُقَال سمع مِنْهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلم يَصح مولده سنة ثلث وَأَرْبَعين وَيَوْم كمل من عمره ثَمَانِينَ سنة عمل وَلِيمَة عَظِيمَة وَاتفقَ مَوته بعْدهَا بجمعة سنة ثلث وَعشْرين وَسبع ماية بقريب تبريز أَخذ عَنهُ السراج الْقزْوِينِي وَمُحَمّد بن يُوسُف الزرندي وَأَجَازَ لأَوْلَاد الشَّيْخ شمس الدّين قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين الأخنائي مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران الإِمَام قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين الأخنائي السَّعْدِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَحدث عَن أبي بكر ابْن الْأنمَاطِي والإبرقوهي وَابْن دَقِيق الْعِيد وتفقه وشارك وَكَانَ من عدُول الخزانة بالديار) المصرية ثمَّ ندب لقَضَاء الاسكندرية ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الشَّام بعد الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي وَحضر صُحْبَة تنكز نايب الشَّام من بَاب السُّلْطَان وَكَانَ عَالما دينا نزها وافر الْجَلالَة حميد السِّيرَة متوسطا فِي الْعلم لَازم الدمياطي مُدَّة وَكَانَ محبا للرواية سلفى الطَّرِيقَة وَلما قدم القَاضِي علم الدّين إِلَى دمشق امتدحه جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة بقصيدةٍ أَولهَا (قاضى الْقُضَاة بيمنى كَفه الْقَلَم ... يَا سارى الْقَصْد هَذَا البان وَالْعلم) (هَذَا اليراع الَّذِي تجنى الفخار بِهِ ... يَد الإِمَام الَّذِي معروفه أُمَم) (معيي الأماثل فِي علم وفيض ندى ... فالسحب باكية وَالْبَحْر يلتطم) (وافى الشآم وَمَا خلنا الْغَمَام إِذا ... بِالشَّام ينشأ من مصر وينسجم) (آها لمصر وَقد شابت لفرقته ... فَلَيْسَ يُنكر إِذْ يعزى لَهَا هرم) (واوحش الثغر من رُؤْيا محاسنه ... فَمَا يكَاد بِوَجْه الدَّهْر يبتسم) (ينشى وينشد فِيهِ الثغر من آسَف ... بَيْتا تكَاد بِهِ الأحشاء تضطرم) (يَا من يعز علينا أَن نفارقهم ... وجداننا كل شىء بعدكم عدم) (يزهى الشآم بِمن فَارَقت طلعته ... واحر قلباه مِمَّن قلبه شبم)

قَاضِي الْقُضَاة الْمَالِكِي مُحَمَّد بن أبي بكر بن ظافر بن عبد الْوَهَّاب قَاضِي الْقُضَاة بِالشَّام وَشَيخ الشُّيُوخ شرف الدّين الْهَمدَانِي بِسُكُون الْمِيم وَالدَّال الْمُهْملَة ابْن قَاضِي الْقُضَاة معِين الدّين أبي بكر ابْن الشَّيْخ زكي الدّين أبي الْمَنْصُور حضر من الديار المصرية فِي سنة تسع عشرَة وَسبع ماية فِيمَا أَظن وَتُوفِّي بكرَة الْأَحَد ثَالِث الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع ماية كَانَ سَاكِنا وقورا محتشما يتجمل فِي ملبسه ومأكله لَا يرى أحسن من قماشه وَلَا انضف وَكَانَ فِيهِ كرم وَحسن بشر فِي ملتقاه رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ النواب يعظمونه ويحترمونه وَصلى عَلَيْهِ نايب دمشق يلبغا اليحيوى والقضاة والحجاب ولأعيان فِي سوق الْخَيل وَدفن فِي تربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بميدان الْحَصَا وَفِي يَوْم مَوته حررت قبْلَة الْجَامِع الَّذِي عمره نايب دمشق الْمَذْكُور مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن طرخان بن أبي الْحسن الْعَالم الْفَاضِل الأديب شمس الدّين كتب الْمَنْسُوب وَله نظم ونثر ومولده سنة وَخمْس وَخمسين وست ماية وَسمع حضورا من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل والنجيب عبد اللَّطِيف وَسمع الْكثير من ابْن عبد الدايم وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية بِدِمَشْق وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة خمس وثلثين وَسبع ماية وَدفن) بقاسيون وَله نظم الشَّيْخ شمس الدّين ابْن قيم الجوزية مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد بن حريز الزرعي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن قيم الجورية مولده سَابِع صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست ماية سمع على الشهَاب العابر وَجَمَاعَة كَثِيرَة مِنْهُم سُلَيْمَان بن حَمْزَة الْحَاكِم وَأبي بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وَأبي نصر مُحَمَّد ابْن عماد الدّين الشِّيرَازِيّ وَابْن مَكْتُوم والبهاء ابْن عَسَاكِر وعلاء الدّين الْكِنْدِيّ الوداعي وَمُحَمّد بن أبي الْفَتْح البعلبكي أَيُّوب ابْن نعْمَة الكحال وَالْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَجَمَاعَة سواهُم وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي الْفَتْح البعلي قَرَأَ عَلَيْهِ الملخص لأبي الْبَقَاء ثمَّ قَرَأَ الجرجانية ثمَّ قَرَأَ ألفية ابْن مَالك وَأكْثر الكافية الشافية وَبَعض التسهيل ثمَّ قَرَأَ على الشَّيْخ مجد الدّين التونس قِطْعَة من المقرب وَأما الْفِقْه فَأَخذه عَن جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَرَّانِي قَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصر أبي الْقسم الْخرقِيّ وَالْمقنع لِابْنِ قدامَة وَمِنْهُم ابْن أبي الْفَتْح البعلي وَمِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمُحَرر تأليف جده وَأَخُوهُ الشَّيْخ شرف الدّين وَأخذ الفرايض أَولا عَن وَالِده وَكَانَ لَهُ فِيهَا يَد ثمَّ

على اسمعيل بن مُحَمَّد ثمَّ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَأما الْأُصُول فَأَخذهَا عَن جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ صفى الدّين الْهِنْدِيّ واسعميل بن مُحَمَّد قَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر الرَّوْضَة لِابْنِ قدامَة وَمِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من الْمَحْصُول وَمن كتاب الْأَحْكَام للسيف الْآمِدِيّ وَقَرَأَ فِي أصُول الدّين على الشَّيْخ صفى الدّين الْهِنْدِيّ أَكثر الْأَرْبَعين والمحصل وَقَرَأَ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية قِطْعَة من الْكِتَابَيْنِ وَكَثِيرًا من تصانيفه واشتغل كثيرا نَاظر واجتهدوا واكب على الطّلب وصنف وَصَارَ من الأيمة الْكِبَار فِي علم التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول فقها وكلاما وَالْفُرُوع والعربية وَلم يخلف الشَّيْخ الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية مثله وَمن تصانيفه زَاد الْمعَاد فِي هدى دين الْعباد أَرْبَعَة أسفار مِفْتَاح دَار السَّعَادَة مُجَلد كَبِير تَهْذِيب سنَن أبي دَاوُد وإيضاح علله ومشكلاته نَحْو ثلثة أسفار سفر الهجرتين وَطَرِيق السعادتين سفر كَبِير كتاب رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة سفر متوسط معالم الموقعين عَن رب الْعَالمين سفر كَبِير كتاب الكافية الشافية لانتصار الْفرْقَة النَّاجِية وَهُوَ نظم نَحْو ثلثة آلَاف بَيت الرسَالَة الحلبية فِي الطَّرِيقَة المحمدية بَيَان الِاسْتِدْلَال على بطلَان مُحَلل السباق والنضال التحبير بِمَا يحل وَيحرم لبسه من الْحَرِير الفروسية المحمدية حلى الإفهام) فِي أَحْكَام الصَّلَاة وَالسَّلَام على خير الْأَنَام تَفْسِير أَسمَاء الْقُرْآن تَفْسِير الْفَاتِحَة مُجَلد كَبِير اقْتِضَاء الذّكر بِحُصُول الْخَيْر وَدفع الشَّرّ كشف الغطاء عَن حكم سَماع الْغناء الرسَالَة الشافية فِي أسرار المعوذتين مَعَاني الأدوات والحروف بدايع الفوايد مُجَلد كَبِير أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (بني أبي بكر كثير ذنُوبه ... فَلَيْسَ على من نَالَ من عرضه أَثم) (بني أبي بكر جهول بِنَفسِهِ ... جهول بِأَمْر الله أَنِّي لَهُ الْعلم) (بني أبي بكر غَدا متصدراً ... يعلم علما وَهُوَ لَيْسَ لَهُ علم) (بني أبي بكر غَدا متمنياً ... وصال الْمَعَالِي والذنُوب لَهُ همم) (بني أبي بكر يروم ترقيا ... إِلَى جنَّة المأوى وَلَيْسَ لَهُ عزم) (بني أبي بكر يرى الْغرم فِي الَّذِي ... يَزُول ويفنى وَالَّذِي تَركه الْغنم) (بني أبي بكر لقد خَابَ سَعْيه ... إِذا لم يكن فِي الصَّالِحَات لَهُ سهم) (بني أبي بكر كَمَا قَالَ ربه ... هلوع كنُود وَصفه الْجَهْل وَالظُّلم) (بني أبي بكر وَأَمْثَاله غدوا ... بفتواهم هذي الخليقة تأتم) (وَلَيْسَ لَهُم فِي الْعلم بَاعَ وَلَا التقى ... وَلَا الزّهْد وَالدُّنْيَا لديهم هِيَ الْهم) (فو الله لَو أَن الصَّحَابَة شاهدوا ... أفاضلهم قَالُوا هم الصم والبكم)

وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي ثَالِث عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع ماية قاضى الْقُضَاة الْمَالِكِيَّة بِمصْر مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين الأخنائي الْحَاكِم بالديار المصرية الْمَالِكِي أجَاز لي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدايم الْمَقْدِسِي سمع الْكثير من جده وَمن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية بِدِمَشْق وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي رَابِع شهر ربيع الأول سنة سِتّ وثلثين وَسبع ماية وَسَيَأْتِي ذكر جده فِي الأحمدين مَكَانَهُ بدر الدّين القلانسي الطَّبِيب مُحَمَّد بن بهْرَام بن مُحَمَّد القلانسي هُوَ بدر الدّين مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي قَالَ ابْن أبي أصيبعة مجيد فِي صناعَة الطِّبّ وَله عناية بِالنّظرِ فِي معالجات الْأَمْرَاض ومداواتها وَله من الْكتب كتاب الانقرا باذين وَهُوَ تِسْعَة وَأَرْبَعُونَ بَابا قد استوعب) فِيهِ ذكر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْأَدْوِيَة المركبة وَجمع أَكثر ذَلِك من الْكتب الْمُعْتَمد عَلَيْهَا مثل القانون والحاوى والكامل والمنصورى والذخيرة والكافية انْتهى كَلَامه وَلم يذكر وَفَاته الْملك جمال الدّين ابْن تَاج الْمُلُوك مُحَمَّد بن بورى بن طغتكين الْملك جمال الدّين أَبُو المظفر تَاج الْمُلُوك صَاحب دمشق ولاه أَبوهُ بعلبك وتسلم دمشق لما قتل أَخُوهُ وَكَانَ سيئ السِّيرَة مَاتَ سنة أَربع وثلثين وَخمْس ماية فِي شعْبَان وَلم تطل مدَّته السعيد بن الظَّاهِر مُحَمَّد بن بيبرس السُّلْطَان الْملك السعيد نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي بركَة خَان ابْن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ولد سنة ثَمَان وَخمسين فِي صفر بالعش من ضواحي الْقَاهِرَة سلطنه أَبوهُ وَهُوَ ابْن خمس سِنِين أَو نَحْوهَا وبويع بِالْملكِ بعد وَالِده وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة وَكَانَ شَابًّا مليحا كَرِيمًا فِيهِ عدل ولين وإحسان إِلَى الرّعية لَيْسَ فِي طبعه ظلم وَلَا عسف يحب الْخَيْر ويفعله قدم بالجيوش دمشق فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وعملت لمجيئه القباب ولكونه شَابًّا عجز عَن ضبط الْأُمُور فَخلع من السلطنة وَعمل بذلك محْضر واطلقوا لَهُ سلطنة الكرك فَسَار إِلَيْهَا بأَهْله ومماليكه فَلَمَّا اسْتَقر بهَا قَصده جمَاعَة من النَّاس فَكَانَ ينعم عَلَيْهِم ويصلهم وكثروا عَلَيْهِ فانفد كثيرا من حواصله فَبلغ ذَلِك السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور فتأثر مِنْهُ وَلعب بالكرة فتقطر وَحصل لَهُ بذلك حمى شَدِيدَة توفّي مِنْهَا بعد أَيَّام سنة ثَمَان وَسبعين وست ماية وَله عشرُون سنة وَأشهر وَيُقَال أَنه سم وَدفن عِنْد جَعْفَر الطيار ثمَّ نقل إِلَى تربته بِدِمَشْق وَدفن عِنْد وَالِده بعد سنة وَخَمْسَة أشهر وَوجدت عَلَيْهِ امْرَأَته بنت السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور قلاوون وجدا شَدِيدا وَلم تزل باكية عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَت بعده بِمدَّة قريبَة وترتب بعده فِي مملكة الكرك أَخُوهُ الْملك المسعود خضر مديدة وَحبس

ابن التابلان

3 - (ابْن التابلان) الزَّاهِد المنبجي مُحَمَّد بن التابلان المنبجي الزَّاهِد قَالَ الْحَافِظ عبد الْقَادِر كَانَ رَفِيق الشَّيْخ عدى وَالشَّيْخ سَلامَة من تلاميذ الشَّيْخ عقيل توفّي سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا

الْحَاجِب مُحَمَّد بن تركانشاه بن مُحَمَّد بن الْفَرح أَبُو الْوَفَاء الْأَبْهَرِيّ اللوجردى سمع بأصبهان عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد وَأَبا بكر مُحَمَّد بن أَحْمد السمسار والرئيس أَبَا عبد الله الْقسم وَقدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا وَسمع أَبَا نصر الزَّيْنَبِي وَكَانَ حاجبا للوزير أبي شُجَاع الروذراورى وَحدث فَسمع مِنْهُ أَبُو الْفضل ابْن نَاصِر والحافظ السلَفِي وَتُوفِّي سنة ثلث عشرَة وَخمْس ماية ومولده سنة سبع وثلثين وَأَرْبع ماية مُحَمَّد بن تركاتشاه بن مُحَمَّد بن تركانشاه أَبُو عبد الله حفيد الْمَذْكُور آنِفا قَالَ ابْن النجار كَانَ أديباً يَقُول الشّعْر واورد قَوْله يمدح الْوَزير ابْن شرْوَان (لقد كنت أَرْجُو فِي ضميري بِأَن أرى ... أُمُور البرايا فِي يَديك زمامها) (فَلَمَّا أَتَانِي مَا أردْت تحققت ... عداتي وَقلت الْعَام لَا شكّ عامها) (وَقد كنت أعْطى النَّاس مِنْك ابْن خَالِد ... أماني أَرْجُو أَن يتم تَمامهَا)

عَلَاء الدّين خوارزم شَاءَ مُحَمَّد بن تكش بن أيل أرسلان بن التسر بن مُحَمَّد بن انوشتكين السُّلْطَان عَلَاء الدّين خوارزم شاه أباد مُلُوك الْعَالم ودانت لَهُ الممالك وَاسْتولى على الأقاليم وَكَانَ صبورا على التَّعَب وادمان السّير غير متنعم وَلَا مقبل على لَذَّة إِنَّمَا نهمته فِي الْملك وتدبيره وَحفظه وَحفظ رَعيته وَكَانَ فَاضلا عَالما بالفقه وَالْأُصُول وَغَيرهمَا وَكَانَ يكرم الْعلمَاء وَيُحب مناظرتهم بَين يَدَيْهِ ويعظم أهل الدّين أفنى مُلُوك خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر وَقتل صَاحب سَمَرْقَنْد كَانَ فِي خزانته عشرَة آلَاف ألف دِينَار وألفا حمل قماش اطلس وَغَيره وخيله عشرُون ألف فرس وبغل وَله عشرَة آلَاف مَمْلُوك هرب من الخطا وَركب فِي مركب صَغِير إِلَى جَزِيرَة فِيهَا قلعة ليتحصن بهَا فادرك الْأَجَل وَدفن على سَاحل الْبَحْر سنة سبع عشرَة وست ماية وهرب ولداه وَتَفَرَّقَتْ المماليك بعده وَأخذت التتار الْبِلَاد لِأَن مؤيد الدن ابْن القمي وَزِير النَّاصِر اتّفق مَعَ الخطا على قَتله وَبعث لَهُم الْأَمْوَال سرا والخيول وصادف رسله إِلَى الخطا وَمَعَهُ من الخطا فِي عسكره سَبْعُونَ ألفا فَلم يُمكنهُ الرُّجُوع وَكَانَ خَاله من امراء جلال فحلفوه أَن لَا يطلع خوارزم شاه على مَا دبروا فجَاء إِلَيْهِ فِي اللَّيْل وَكتب فِي يَده صُورَة الْحَال فَنظر) إِلَى السطور وَخرج من تَحت الْخَيْمَة وَمَعَهُ ولداه جلال الدّين وَالْآخر وَجرى مَا جرى وَكَانَ السُّلْطَان عَلَاء الدّين قد خطب لَهُ عل مَنَابِر فَارس واران وأذربيجان إِلَى مَا يَلِي دربند اشروسنة وَملك مَا يُقَارب أَربع ماية مَدِينَة وَكَانَ عسكره أَربع ماية ألف وَلما دَانَتْ لَهُ الممالك سمت همته إِلَى طلب مَا كَانَ لنَبِيّ سلجوق من الحكم وَالْملك بِبَغْدَاد فَجهز رِسَالَة فِيهَا خشونة فجَاء الْجَواب من الدِّيوَان أَن ذَلِك الحكم إِنَّمَا كَانَ لتغلب الْخَارِجِي ابْن مِيكَائِيل والقضية مَشْهُورَة فَاقْتضى ذَلِك حكم بني سلجوق فِي الْبِلَاد وَمَا يلْزم أَن يكون لَك تحكم مثل أوليك وَمَتى احتجنا إِلَيْك فِي مثل ذَلِك وَالْعِيَاذ بِاللَّه اجبنا سؤالك وَأَنت فممالكك متسعة فَلم تضايق فِي دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ وأعيد رَسُوله وَمَعَهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين عمر السهروردي فَتَلقاهُ السُّلْطَان وعظمه لشهرة اسْمه ووقف قايما حَتَّى دخل فَلَمَّا اسْتَقر جَالِسا فَقَالَ من سنة الدَّاعِي للدولة الْقَاهِرَة أَن يقدم على أَدَاء رسَالَته حَدِيثا من أَحَادِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تيمناً وتبركاً فَإِذن لَهُ السُّلْطَان وبرك على رُكْبَتَيْهِ تأدبا فِي الْجُلُوس عِنْد سَماع حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر الشَّيْخ حَدِيثا مَعْنَاهُ التحذير من اذية آل عَبَّاس فَلَمَّا فرغ من رِوَايَة الحَدِيث قَالَ السُّلْطَان أَنا وَأَن كنت تركيا قَلِيل الْمعرفَة باللغة الْعَرَبيَّة فهمت مَا ذكرته من الحَدِيث غير أنني مَا آذيت أحدا من أَوْلَاد الْعَبَّاس وَلَا قصدتهم بِسوء وَبَلغنِي أَن فِي محابس أَمِير الْمُؤمنِينَ مِنْهُم خلقا كثيرا مخلدون يتوالدون ويتناسلون

فَلَو أعَاد الشَّيْخ هَذَا الحَدِيث عل مسامع أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ أولى واجدى فَقَالَ الشَّيْخ أَن الْخَلِيفَة إِذا بُويِعَ على كتاب الله وَسنة رَسُوله واجتهاد أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِن اقْتضى اجْتِهَاده حبس شرذمة لأصلاح الْأمة لَا يقْدَح ذَلِك فِي طَرِيقَته المثلى وَطَالَ الْكَلَام فِي ذَلِك وَعَاد الشَّيْخ والوحشة قايمة ثمَّ أَن السُّلْطَان عزم على قصد بَغْدَاد وسير أَمَامه العساكر وَسَار وَرَاءَهُمْ إِلَى أَن وصل عقبَة استراباذ وَكَانَ قد قسم نواحي بَغْدَاد بهمذان اقطاعا واعمالا وَكتب بهَا تواقيع ثمَّ اتّفق أَنه رَجَعَ عَن بَغْدَاد بخيبة وبأس وَلم يبلغ غَرضا وَنَدم على مَا توعد بِهِ على لِسَان الشَّيْخ شهَاب الدّين فنفذ الْوَزير مؤيد الدّين ابْن القمى على مَا قيل فِي السِّرّ من حسن لجنكزخان التَّعَرُّض للسُّلْطَان عَلَاء الدّين فتم مَا كَانَ وَآل الْأَمر إِلَى مَا آل

وَالِد طراد الزَّيْنَبِي مُحَمَّد بن أبي تَمام على بن الْحسن نقيب النُّقَبَاء نور الْهدى الْعَبَّاس الزَّيْنَبِي وَالِد طراد الزَّيْنَبِي وأخواته توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبع ماية فَخر الدّين مُحَمَّد بن تَمام بن يحيى بن عَبَّاس بن يحيى بن أبي الْفتُوح بن تَمِيم فَخر الدّين أَبُو) بكر الْحِمْيَرِي الدِّمَشْقِي كَانَ من صُدُور دمشق وأعيانها وعدولها سمع من موفق الدّين ابْن قدامَة الْمَقْدِسِي وَغَيره وَحدث بِدِمَشْق والقاهرة وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي شهر رَجَب وَدفن من يَوْمه بمقابر بَاب الصَّغِير سنة تسع وَسِتِّينَ وست ماية ومولده سنة ثلث وست ماية

الطَّبِيب المغربي مُحَمَّد بنت تمليج كَانَ رجلا ذَا وقار وسكينة وَمَعْرِفَة بالطب والنحو واللغة وَالشعر وَالرِّوَايَة وخدم النَّاصِر بصناعة الطِّبّ وَكَانَ الْمُقِيم برياسته أَحْمد بن الياس وولاه النَّاصِر خطْبَة الرَّد وَقَضَاء شرونة وَله فِي الطِّبّ تأليف حسن الأشكال وادرك صَدرا من دولة الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَكَانَ حظيا عِنْده وخدمه بصناعة الطِّبّ وولاه النّظر فِي بُنيان الزِّيَادَة من قبلي الْجَامِع بقرطبة فكملت بحث أشرافه وأمانته قَالَ القَاضِي صاعد وَرَأَيْت اسْمه مَكْتُوبًا بِالذَّهَب وَقطع الفسيفساء على حايط الْمِحْرَاب بهَا وَأَن ذَلِك كمل على يَدَيْهِ عَن أَمر الْخَلِيفَة الحكم سنة ثَمَان وَخمسين وَثلث ماية

ابن تميم

3 - (ابْن تَمِيم) مُحَمَّد بن تَمِيم المغربي مُحَمَّد بن تَمِيم أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور بتونس لما دَخَلتهَا أنشدنا لَهُ أَبُو الزهر قَالَ أنشدنا لَهُ أَبُو الزهر قَالَ أنشدنا يرثي الأديب أَبَا الطّيب مُحَمَّد بن أبي الطّيب الأريولي (مَاتَ أَبُو الطّيب وَا ويلتاه ... مَاتَ الندى والجود والمكرمات) (وَلَو نعوا قايله قيل قد ... مَاتَ الْخَنَا وَالْفِسْق والمكرمات) وأنشدنا لَهُ وَذكر أَنه لَا يُزَاد عَلَيْهَا (يَا رب ارْض أَصبَحت رَوْضَة ... فجَاء ذِئْب فخرا فِيهَا) (وأصبحت ميتَة بعده ... سَبْعُونَ شَاة وخرافيها) قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين فَزَاد ابْن زنون (وَصَاحب قطع لي جُبَّة ... فَلم أجد فِي بَلخ رافيها) قَالَ أثير الدّين قَوْله وخرافيها لَا يَصح أَن يكون الخراف بِفَتْح الْخَاء جمعا لخروف فَإِنَّهُ بِكَسْر الْخَاء كقلوص وقلاص وأنشدني قَالَ أنشدنا أَبُو يحيى ابْن هريمة لمُحَمد بن تَمِيم وَقد قرب رَمَضَان وَالنَّاس يشْتَرونَ الصبحيات بسوق الزّجاج (بسوق الزّجاج جرت عبرتي ... فوليت عَنهُ بقلب قريح) ) (لتبديل كأس بصبحية ... وابريق رَاح بقنديل ريح) كَاتب الدرج بِالْيمن مُحَمَّد بن تَمِيم شرف الدّين أَبُو عبد الله الاسكندري نزيل الْيمن أحد كتاب درج الْملك الْمُؤَيد نقلت من خطّ الشَّيْخ تَاج الدّين اليمني نَشأ الْمَذْكُور فِي بِلَاد الْمعبر من بِلَاد الْهِنْد وَكَانَ كَاتب درج الْملك الرَّحِيم تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد السواملي الطَّيِّبِيّ ثمَّ لما مَاتَ مخدومه وَفد إِلَى الْملك الْمُؤَيد واستكتبه وَكَانَ ذَا نظم بديع وَلَفظ صَنِيع وَله أنشاء حسن وَعمل مقامات وَكَانَ يعرف بالمقاماتي وحاولته عَن أَن أرى تِلْكَ المقامات وَكَانَ يُجيب مَا هِيَ مقامات بل قمامات اجْتمعت بِهِ فِي عدن سنة ثلث وَسبع ماية وأنشدني قصيدة يمدح بهَا عز الدّين عبد الْعَزِيز بن مَنْصُور الْحلَبِي عرف بالكويكي وَقد جَاءَ إِلَى عدن بِمَال عَظِيم لم ير مثله وَأول القصيدة

(اتذكر ليلى عهدنا المتقدما ... أم الْبَين انساها عهوداً على الْحمى) (وأيامنا اللَّاتِي على الْخيف قد مَضَت ... بِمَجْلِس أنس بالمسرة تمما) وَكنت وإياه يَوْمًا على بَاب الْبَحْر بثغر عدن فَمر خَادِم هندي بديع الصُّورَة فَقَالَ لي انظم فِي هَذَا بَيْتَيْنِ فنظمت بديها (بِأبي ظَبْي من الْهِنْد حكى ... لحظه الْهِنْدِيّ فِي أَفعاله) (جوهري الثغر يدعى جوهرا ... واراه الْفَرد فِي أَمْثَاله) فَعجب من سرعَة البديهة فَقَالَ لكنني احكي لَك حِكَايَة اتّفقت لي فِي بِلَاد الْهِنْد اقترح على بعض التُّجَّار الرعنى اقتراحاً فِيهِ قبح وَذَلِكَ أَنه كَانَ لَهُ خَادِم هندي يُسمى جوهرا وَكَانَ مغرما بِهِ فَقَالَ لي تَسْتَطِيع أَن تنظم أبياتا مضمونها أَن فعلى لذَلِك الْحَال مُوجب لنفاسة هَذَا العلق وَمَتى فعلت اعطيتك عشْرين عينا فأنشدت أبياتاً من غير روية وَهِي (أَقُول للخل عداك الردى ... أَنِّي أَنا الماس فَلَا تعتجب) (فِي أصلى الحدة اسطو بهَا ... على أَصمّ الْجَوْهَر المنتسب) (والجوهر الشفاف مَا لم يكن ... يثقبه الثاقب لم ينتسب) (فلى على الْجَوْهَر فضل إِذا ... صيرته بَين الورى منثقب) وَكَانَ مُولَعا بِأَكْل البرشعثا أَكثر أوقاته غايب الذِّهْن مِنْهَا وَكَرِهَهُ السُّلْطَان لذَلِك مَاتَ سنة خمس عشرَة وَسبع ماية وَله موشحات بديعة) أَبُو الْمَعَالِي الْبَرْمَكِي اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن تَمِيم أَبُو الْمَعَالِي الْبَرْمَكِي اللّغَوِيّ لَهُ كتاب الْمُنْتَهى فِي اللُّغَة مَنْقُول من كتاب صِحَاح الْجَوْهَرِي وَزَاد فِيهِ أَشْيَاء قَليلَة واغرب فِي ترتيبه وَكَانَ هُوَ والجوهري متعاصرين لِأَن صَاحب الصِّحَاح فرغ مِنْهُ سنة سِتّ وَتِسْعين وَثلث ماية وَذكر الْبَرْمَكِي أَنه صنفه سنة سبع وَتِسْعين وَثلث ماية

ابن ثابت

3 - (ابْن ثَابت) مُحَمَّد بن ثَابت بن قيس بن شماس توفّي سنة ثلث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ حنكه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بريقه لِأَنَّهُ ولد فِي حَيَاته روى لَهُ النَّسَائِيّ الْبنانِيّ مُحَمَّد بن ثَابت بن أسلم الْبنانِيّ روى عَن أَبِيه وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وجعفر بن مُحَمَّد وروى عَنهُ جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَبكر بن بكار وَعبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث وَجَمَاعَة قَالَ البُخَارِيّ فِيهِ نظر وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف توفّي فِي عشر السِّتين لِلْهِجْرَةِ تَقْرِيبًا الخجندي الْمُتَكَلّم الشَّافِعِي مُحَمَّد بن ثَابت بن حسن بن إِبْرَاهِيم ابْن الزبير بن مخلد بن معوية بن يزِيد بن الْمُهلب بن أبي صفرَة جمال الْإِسْلَام أَبُو بكر الجندي أحد فحول الْمُتَكَلِّمين كَانَ يعظ وَيتَكَلَّم فِي كل فن وَيَقَع كَلَامه فِي الْقُلُوب تفقه بِهِ جمَاعَة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَأَوْلَاده ملكوا رياسة الْعلمَاء شرقا وغربا وَيَأْتِي ذكر كل وَاحِد مِنْهُم مَكَانَهُ أَبُو بكر النميري الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن ثَابت بن مُحَمَّد بن سوار ابْن علوان النميري الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو بكر أَمَام جَامع اصبهان قَالَ يحيى بن مندة كَانَ سنياً فَاضلا بارعا فِي الْأَدَب شَاعِرًا فصيحا كثير السماع قَلِيل الرِّوَايَة روى عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فورك وَأبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُقْرِئ وَأحمد بن عبد الله النهرديرى كتب عَنهُ عمى الْأَمَام وَغَيره مُحَمَّد بن ثَابت بن ثَابت الْفَقِيه شمس الدّين الخبي الْحَنْبَلِيّ الصَّالِحِي رَفِيق ابْن سعد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين عَاقل سمع وَدَار على الشُّيُوخ وتنبه قَلِيلا ثمَّ أم بقرية بالمرج سمع مني وَتُوفِّي رَحمَه الله شَابًّا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وَسبع ماية

الْكَاتِب الغرناطي مُحَمَّد بن ثَعْلَبَة أَبُو بكر الْكَاتِب من أهل غرناطة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار من أَبْيَات) (وَفِي حماهم شادن ... لم يكتنفه الربب) (تترع لي الحاظه ... كأس الْهوى فأشرب) (اهيف إِلَّا فضلَة ... لَا تدعيها الْكتب) (عذبني حاملها ... وَهُوَ بهَا معذب) قلت فِي الْبَيْت الثَّالِث كِنَايَة مليحة عَن الردف خرج يَوْمًا صُحْبَة أبي بَحر صَفْوَان بن إِدْرِيس وَجَمَاعَة فِي مرسية فقعدوا على صهريج مَاء يحف بِهِ ادواح مزهرة وسقيط نورها على المَاء وَاقع فَقَالَ ابْن ثَعْلَبَة (خليلي أَبَا بَحر وَمَا قرقف اللمى ... بأعذب من قولي خليلي أَبَا بَحر) (اجز غير مَأْمُور قسيماً نظمته ... تَأمل على مجْرى الْمِيَاه حلى الزهر) فَقَالَ أَبُو بَحر (تَأمل على مجْرى الْمِيَاه حلى الزهر ... كعهدك بالخضراء والأنجم الزهر) (وَقد ضحِكت للياسمين مباسم ... سُرُورًا بآداب الْفَقِيه أبي بكر) (واصغت من الآس النَّضِير مسامع ... لتسمع مَا تتلوه من سور الشّعْر)

مُحَمَّد بن أبي الثَّلج الرَّازِيّ الْبَغْدَادِيّ حدث عَنهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ توفّي سنة سِتِّينَ وماتين تَقْرِيبًا

ابن جابر

3 - (ابْن جَابر) السحيمي مُحَمَّد بن جَابر اليمامي الضَّرِير الْحَنَفِيّ السحيمي روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَضَعفه ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهمَا توفّي سنة سبع وَسبعين وماية ابْن جَابر الْحَرَّانِي المنجم مُحَمَّد بن جَابر بن سِنَان الْحَرَّانِي البتاني بِالْيَاءِ الْمُوَحدَة الْمَفْتُوحَة وَالتَّاء ثَالِث الْحُرُوف وَبعد الْألف نون الحاسب الْمَشْهُور الصَّابِئ لَهُ الْأَعْمَال العجيبة والأرصاد المتقنة وَأول مَا ابْتَدَأَ بالارصاد فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وماتين إِلَى سنة سِتّ وَثلث ماية واثبت الْكَوَاكِب الثَّابِتَة فِي زيجه لسنة تسع وَتِسْعين وماتين وَكَانَ أوحد عصره فِي فنه وأعماله تدل على غزارة علمه لَهُ من التصانيف الزيج وَهِي نسختان أولى وثانية وَهِي أَجود وَكتاب معرفَة مطالع البروج فِيمَا بَين أَربَاع الْفلك ورسالة فِي مِقْدَار الاتصالات وَكتاب شرح فِيهِ أَرْبَعَة أَربَاع الْفلك ورسالة فِي تَحْقِيق أقدار الاتصالات وَشرح أَربع مقالات لبطلميوس وَغير ذَلِك توفّي سنة سبع عشرَة وَثلث ماية عِنْد رُجُوعه من بَغْدَاد بقصر الْحَضَر الْوَادي آشى مُحَمَّد بن جَابر الْعَالم الْمُقْرِئ الْمُحدث الْجَلِيل أَبُو عبد الله الأندلسي الْوَادي آشي ثمَّ التّونسِيّ الْمَالِكِي ولد سنة ثلث سبعين وست ماية وَقَرَأَ على وَالِده وبالسبع على طايفة وَسمع من ابْن هرون الطَّائِي وَأبي الْعَبَّاس ابْن الغماز وطايفة بتونس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقَرَأَ عندنَا صَحِيح البُخَارِيّ وَسمع من الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر وبمكة من الرضى الإِمَام انتقى عَلَيْهِ العلائي جُزْءا وَكَانَ حسن الْمُشَاركَة فِي الفضايل خرج الْأَرْبَعين البلدانية كتبهَا عَنهُ الْحَافِظ البرزالي

ابْن مطعم مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم الْمدنِي أَخُو نَافِع روى عَن أَبِيه وَعمر بن الْخطاب ومعوية رضى الله عَنْهُم وروى لَهُ الْجَمَاعَة توفّي فِي عشر الماية لِلْهِجْرَةِ

الْكُوفِي مُحَمَّد بن جحادة الْكُوفِي أحد الأيمة روى عَن أنس وَأبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ وَأبي صَالح السمان وَأبي صَالح باذام ورجاء بن حَيْوَة وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَأَبُو حَاتِم وَكَانَ من فضلاء الْكُوفَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وثلثين وماية

ابْن جرير الطَّبَرِيّ مُحَمَّد بن جرير بن يزِيد بن خَالِد الطَّبَرِيّ وَقيل يزِيد بن كثير بن غَالب صَاحب التَّفْسِير الْكَبِير والتاريخ والشهير كَانَ أماما فِي فنون كَثِيرَة مِنْهَا التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والتاريخ وَغير ذَلِك وَله مصنفات مليحة فِي فنون عديدة وَكَانَ من الأيمة الْمُجْتَهدين لم) يُقَلّد أحدا وَكَانَ أَبُو الْفرج الْمعَافي بن زَكَرِيَّاء النهرواني الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى على مذْهبه وَكَانَ ابْن جرير ثِقَة فِي نَقله وتاريخ اصح التواريخ وَمن الْمَنْسُوب إِلَيْهِ (إِذا عسرت لم يعلم صديقي ... وأستغنى فيستغنى صديقي) (حيائي حَافظ لي مَاء وَجْهي ... ورفقي فِي مطالبتي رفيقي) (وَلَو أَنِّي سمحت ببذل وَجْهي ... لَكُنْت إِلَى الْغنى سهل الطَّرِيق) وَأَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ الشَّاعِر ابْن أُخْته وَكَانَت ولادَة ابْن جرير سنة أَربع وَعشْرين وماتين بآمل طبرستان ووفاته يَوْم السبت سادس عشْرين شَوَّال سنة عشر وَثلث ماية وَدفن يَوْم الْأَحَد فِي دَاره بِبَغْدَاد وَزعم قوم أَنه بالقرافة مدفون وَالصَّحِيح الأول وَقد طوف الأقاليم وَسمع مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب واسحق بن أبي اسرايل واسماعيل بن مُوسَى الْفَزارِيّ وَأَبا كري وهناد بن السرى والوليد بن شُجَاع وَأحمد بن منيع وَمُحَمّد بن حميد الرَّازِيّ وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى وخلقا سواهُم وَقَرَأَ الْقُرْآن على سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الطلحي صَاحب خَلاد وصنف كتابا حسنا فِي القراآت وروى عَنهُ جمَاعَة قَالَ الْخَطِيب كَانَ أحد الأيمة يحكم بقوله وَيرجع إِلَى رَأْيه لمعرفته وفضله جمع من الْعُلُوم مَا لم يُشَارِكهُ فِيهِ أحد من أهل عصره فَكَانَ حَافِظًا لكتاب الله بَصيرًا بالمعاني فَقِيها فِي أَحْكَام الْقُرْآن عَالما بالسنن وطريقها صحيحها وسقيمها ناسخها

ومنسوخها عَارِفًا بأقوال الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ بَصيرًا بأيام النَّاس وأخبارهم لَهُ الْكتاب الْمَشْهُور فِي تَارِيخ الْأُمَم وَكتاب التَّفْسِير الَّذِي لم ير مثله وتهذيب الْآثَار لم أر مثله فِي مَعْنَاهُ وَلم يتم وَله فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع كتب كَثِيرَة وَاخْتَارَ من أقاويل الْفُقَهَاء وَتفرد بمسايل حفظت عَنهُ وَمكث أَرْبَعِينَ سنة يكْتب كل يَوْم أَرْبَعِينَ ورقة وَقَالَ الفرغاني حسب تلامذته آنه مذ بلغ الْحلم إِلَى أَن مَاتَ فَصَارَ لَهُ لكل يَوْم سَبْعَة عشر ورقة وَقَالَ وَأَبُو حَامِد الاسفراييني لَو سَافر رجل إِلَى الصين حَتَّى يحصل تَفْسِير ابْن جرير لم يكن كثيرا وَقَالَ الإِمَام ابْن خُزَيْمَة مَا اعْلَم على أَدِيم الأَرْض اعْلَم من ابْن جرير قَالُوا كم قدره فَذكر نَحْو ثلثين ألف ورقة فَقَالُوا هَذَا شىء مِمَّا تفنى الْأَعْمَار دونه فَقَالَ أَنا لله مَاتَت الهمم فأملاه فِي نَحْو ثلثة آلَاف ورقة وَمن كتبه القراآت وَالْعدَد والتنزيل وَاخْتِلَاف الْعلمَاء تَارِيخ الرِّجَال من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ إِلَى شُيُوخه لطف القَوْل فِي أَحْكَام شرايع الْإِسْلَام وَهُوَ مذْهبه الَّذِي اخْتَارَهُ وجوده وَاحْتج وَهُوَ ثلثة وَثَمَانُونَ كتابا ولطايف القَوْل وخفيفه فِي شرايع الْإِسْلَام ومسند ابْن عَبَّاس) وَاخْتِلَاف عُلَمَاء الْأَمْصَار كتاب اللبَاس كتاب الشّرْب كتاب أُمَّهَات الْأَوْلَاد أَمْثِلَة الْعُدُول فِي الشُّرُوط تَهْذِيب الْآثَار بسيط القَوْل آدَاب النفوسن الرَّد على ذِي الْأَسْفَار يرد فِيهِ على دَاوُد رِسَالَة النصير فِي معالم الدّين صَرِيح السّنة فضايل أبي بكر مُخْتَصر الفرايض الموجز فِي الْأُصُول مَنَاسِك الْحَج والتبصير فِي أصُول الدّين وابتدأ بِكِتَاب الْبَسِيط فَخرج كتاب الطَّهَارَة نَحْو ألف وَخمْس ماية ورقة وَقَالَ الْخَطِيب عَاشَ خمْسا وَثَمَانِينَ سنة ورثاه أَبُو بكر بن دُرَيْد بقصيدة أَولهَا (لن تَسْتَطِيع لأمر الله تعقيبا ... فاستنجد الصَّبْر أَو فَاتبع الخوبا) ورثاه أَبُو سعيد ابْن الْأَعرَابِي بِأَبْيَات مِنْهَا (قَامَ ناعي الْعُلُوم اجْمَعْ لما ... قَامَ ناعي مُحَمَّد بن جرير) وَلما قدم من طبرستان إِلَى بَغْدَاد تعصب عَلَيْهِ أَبُو عبد الله ابْن الْجَصَّاص وجعفر ابْن عَرَفَة والبياضى وقصده الْحَنَابِلَة فَسَأَلُوهُ عَن أَحْمد بن حَنْبَل يَوْم الْجُمُعَة فِي الْجَامِع وَعَن حَدِيث الْجُلُوس على الْعَرْش فَقَالَ أَبُو جَعْفَر أما أَحْمد بن حَنْبَل فَلَا يعد خلَافَة فَقَالُوا لَهُ فقد ذكره الْعلمَاء فِي الِاخْتِلَاف فَقَالَ مَا رَأَيْته روى عَنهُ وَلَا رَأَيْت لَهُ أصحابا يعول عَلَيْهِم وَأما حَدِيث الْجُلُوس على الْعَرْش فمحال ثمَّ أنْشد (سُبْحَانَ من لَيْسَ لَهُ أنيس ... وَلَا لَهُ فِي عَرْشه جليس)

فَلَمَّا سمعُوا ذَلِك وَثبُوا ورموه بمحابرم وَقد كَانَت الوفا فَقَامَ بِنَفسِهِ وَدخل دَاره فردموا دَاره بِالْحِجَارَةِ حَتَّى صَار على بَابه كَالتَّلِّ الْعَظِيم وَركب نازوك صَاحب الشرطة فِي عشرات أُلُوف من الْجند يمْنَع عَنهُ الْعَامَّة ووقف على بَابه إِلَى اللَّيْل وَأمر بِرَفْع الْحِجَارَة عَنهُ وَكَانَ قد كتب على بَابه الْبَيْت الْمُتَقَدّم فَأمر نازوك بمحو ذَلِك وَكتب مَكَانَهُ بعض أَصْحَاب الحَدِيث (لِأَحْمَد منزل لَا شكّ عَال ... إِذا وافى إِلَى الرَّحْمَن وَافد) (فيدنيه ويقعده كَرِيمًا ... على رغم لَهُم فِي أنف حَاسِد) (على عرش يغلفه بِطيب ... على الأكبار يَا بَاغ وعاند) (إِلَّا هَذَا الْمقَام يكون حَقًا ... كَذَاك رَوَاهُ لَيْث عَن مُجَاهِد) فَخَلا فِي دَاره وَعمل كتاب الْمَشْهُور فِي الِاعْتِذَار إِلَيْهِم وَذكر مذْهبه واعتقاده وجرح من ظن فِيهِ غير ذَلِك وَقَرَأَ الْكتاب عَلَيْهِم وَفضل أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر مذْهبه وتصويب اعْتِقَاده وَلم) يخرج كِتَابه فِي الِاخْتِلَاف حَتَّى مَاتَ فوجدوه مَدْفُونا فِي التُّرَاب فأخرجوه ونسخوه

ابن جعفر

3 - (ابْن جَعْفَر) مُحَمَّد بن جَعْفَر بن آبي طَالب بن عبد الْمطلب بن هَاشم كَانَ مَعَ أَخِيه مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق فَلَمَّا هزم ابْن أبي بكر اختفى فَدلَّ عَلَيْهِ رجل من عك ثمَّ من غافق فلحق بفلسطين فلجأ إِلَى رجل من أَخْوَاله خثعم فَأرْسل معوية إِلَيْهِ أَن يُوَجه بِهِ إِلَيْهِ فَمَنعه فَقَالَ مُحَمَّد (لَو لم تلدني الخثعمية لم يكن ... لصهري جد فِي قُرَيْش وَلَا ذكر) (لعمري للحيان عك وغافق ... أذلّ لوطئ النَّاس من خشب الجسر) (أجرتم فَلَمَّا أَن أجرتم غدرتم ... وَلنْ تَجِد العكى إِلَّا على غدر) مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبيد الله بن الْعَبَّاس كَانَ صَاحب مُرُوءَة وَفضل متصديا لقَضَاء حوايج النَّاس جوادا عَاقِلا سَمحا وَكَانَت لَهُ من الْمَنْصُور منزلَة ويعجب بِهِ ويلتذ بمحادثته وَكَانَ مكانته من الْمَنْصُور يفزع النَّاس إِلَيْهِ بحوايجهم فَلَمَّا افرط فِي ذَلِك حجبه الْمَنْصُور عَنهُ أَيَّامًا ثمَّ اشتاق إِلَى محادثته فَقَالَ يَا ربيع أَن جَمِيع اللَّذَّات عِنْدِي قد اخلقن إِلَّا محادثة مُحَمَّد ومؤانسته وَقد كدرها عَليّ بِمَا يحملني من حوايج النَّاس فاحتل عَلَيْهِ لَعَلَّه يقصر من ذَلِك فجَاء الرّبيع إِلَى مُحَمَّد وعاتبه واتفقا على أَنه لَا يحمل لأحد قصَّته فَلَمَّا غَدا إِلَى الْمَنْصُور بلغ النَّاس خَبره فَوقف لَهُ أَرْبَاب الحوايج على الطّرق وبايديهم الرّقاع فَاعْتَذر إِلَيْهِم فالحوا عَلَيْهِ فَقَالَ لست اكلم أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي حَاجَة فَإِن أَحْبَبْتُم أَن تودعوا رقاعكم كمى فافعلوا فقذفوا بالرقاع فِي كمه وَدخل على الْمَنْصُور وَهُوَ فِي الْقبَّة فَعَاتَبَهُ وتحادثا سَاعَة وَكَانَ الْمَنْصُور يشرف على دجلة والفرات والبساتين والمزارع فَقَالَ لَهُ مَا ترى مَا أحسن مشترفنا فَقَالَ مُحَمَّد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا بنت الْعَرَب والعجم فِي الْإِسْلَام وَالْكفْر مَدِينَة احسن مِنْهَا وَلَا أحصن وَلَا اجْمَعْ لخصال الْخَيْر لَكِن لَيْسَ لي فِيهَا ضَيْعَة فَقَالَ اقطعتك ثلث ضيَاع فِي اكنافها فاغد على أَمِير الْمُؤمنِينَ ليسجل لَك بهَا فَبينا هُوَ يحادثه إِذْ بَدَت الرّقاع من كمه فَضَحِك الْمَنْصُور فَقَالَ لَهُ مَا هَذِه فاخبره الْخَبَر فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور أَبيت يَا ابْن معلم الْخَيْر إِلَّا كرماً ثمَّ أمره فنثرها بَين يَدَيْهِ فَوَقع عَلَيْهَا وَقضى حوايج أَرْبَابهَا وتمثل بقول الشَّاعِر

(لسنا وَإِن احسابنا كرمت ... يَوْمًا على الإحساب نَتَّكِل) (نبنى كَمَا كَانَت أوايلنا ... تبنى وَتفعل مثل مَا فعلوا) ) توفّي مُحَمَّد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وماية الْمُنْتَصر بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد بن جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُنْتَصر بِاللَّه أَبُو جَعْفَر وَقيل أَبُو الْعَبَّاس وَغير ذَلِك ابْن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أمه أم ولد رُومِية اسْمهَا حبشية كَانَ أعين أقنى اسمر مليح الْوَجْه مضبرا جسيما كَبِير الْبَطن مليحا مهيبا لما قتل أَبوهُ المتَوَكل دخل عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي فَقيل لَهُ بَايع أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ وَأَيْنَ المتَوَكل أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ قَتله الْفَتْح بن خاقَان فَقَالَ وَمَا فعل بِالْفَتْح قَالَ قَتله بغا قَالَ فَأَنت ولى الدَّم وَصَاحب الثار بَايعه فَبَايعهُ وَبَايَعَهُ الْوَزير والكبار ثمَّ أَنه نفى عَمه عليا من سر من رأى إِلَى بَغْدَاد ووكل بِهِ وَكَانَ الْمُنْتَصر قد عمل على قتل أَبِيه مَعَ مماليكه بغا وباغر وَكَانَ الْمُنْتَصر وافر الْعقل رَاغِبًا فِي الْخَيْر قَلِيل الظُّلم محسنا إِلَى العلوينن وَكَانَ يَقُول يابغا أَيْن أبي من قتل أبي ويسب الأتراك وَيَقُول هَؤُلَاءِ قتلة الْخُلَفَاء فتحيلوا إِلَى أَن دسوا لطبيبه ابْن طيفور ثلثين ألف دِينَار عِنْد مَرضه فَأَشَارَ بفصده وصده بريشه مَسْمُومَة فَمَاتَ وَقيل أَن ابْن طيفور نسى وَقَالَ لغلامه ففصده بِتِلْكَ الريشة فَمَاتَ أَيْضا وَقيل مَاتَ بالخوانيق وَقيل سم فِي كمثراة بابرة وَقَالَ عِنْد فِرَاقه يَا أُمَّاهُ ذهبت مني الدُّنْيَا وَالْآخِرَة عاجلت أبي فعوجلت فَلم يمتع بالخلافة لِأَنَّهُ ولى بعد عيد الْفطر وَمَات فِي خَامِس شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وماتين وعاش سِتا وَعشْرين سنة أَوْلَاده عبد الْوَهَّاب وَعبد الله وَأحمد لأمهات أَوْلَاد وزيره أَحْمد بن الخصيب من أهل جرجرايا وَكَانَ كَاتبه أَيَّام إمارته وَكَانَ جَاهِلا أَحمَق قاضيه جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد اجبه وصيف وبغا دفع إِلَى أَحْمد بن الخصيب مَالا جزيلا وَقَالَ فرقه فِي العلويين فقد نالهم جفوة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سَوف افْعَل فَقَالَ إِذا تسعد عِنْد الله وَعِنْدِي فَإِنِّي مَا وليتك الوزارة إِلَّا لتخلفني فيهم وتتفقد أَحْوَالهم وتقضى حوايجهم فَقَالَ يزِيد بن المهلبي (وَلَقَد بررت الطالبية بَعْدَمَا ... ذموا زَمَانا بعدهمْ وزمانا) (ووردت الفة هَاشم فرأيتهم ... بعد الْعَدَاوَة بَينهم أخوانا) (لويعلم الإسلاف كَيفَ بررتهم ... لرأوك اثقل مُهِمّ ميزانا) وَلما قَالَ لامه عِنْد فِرَاق الدُّنْيَا يَا أُمَّاهُ عاجلت أبي فعوجلت أنْشد (فَمَا متعت نَفسِي بدنيا اصبتها ... وَلَكِن إِلَى الرب الْكَرِيم اصير) ) (وَمَا كَانَ مَا قَدمته أى فلتة ... وَلَكِن بفتياها أَشَارَ مشير) وَمن شعر الْمُنْتَصر أوردهُ المرزباني

(من ترفع الْأَيَّام من قد وَضعته ... وينقاد لي دهر على جموح) (اعلل نَفسِي بالرجاء وانثى ... لاغدو على مَا سَاءَنِي واروح) وَله أَظُنهُ فِيمَا نسب إِلَيْهِ من قتل أَبِيه (لم يعلم النَّاس الَّذِي نالني ... فَلَيْسَ لي عِنْدهم عذر) (كَانَ إِلَى الْأَمر فِي ظَاهر ... وَلَيْسَ لي فِي بَاطِن أَمر) قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة أَرَادَ المتَوَكل أَن ينْقل الْعَهْد من ابْنه الْمُنْتَصر لِابْنِهِ المعتز لمحبته لامه وسام الْمُنْتَصر أَن ينزل عَن ولَايَة الْعَهْد فَأبى وَكَانَ يحضرهُ مجالسه الْعَامَّة ويتهدده بِالْقَتْلِ فاحضره لَيْلَة وَشَتمه شتما قبيحا وَقَالَ أَنْت المنتظر لموتس وَشتم أمه فَقَامَ الْمُنْتَصر وَقَالَ وَالله لَو أَنَّهَا أمة لبَعض سواسك لمنعت من ذكرهَا ولوجب عَلَيْك صيانتها فَغَضب المتَوَكل وَقَالَ لِلْفَتْحِ بن خاقَان بَرِئت من قَرَابَتي من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَئِن لم تلطمه لاقتلنك فَقَامَ الْفَتْح ولطمه وَقَالَ المتَوَكل اشْهَدُوا على أَنِّي قد خلعته من الْخلَافَة فَبَقيت هَذِه الْأَشْيَاء فِي قلبه وَمن كَلَام الْمُنْتَصر بِاللَّه وَالله مَا عز ذُو بَاطِل وَلَو طلع من جَبينه الْقَمَر ولاذل ذُو حق وَلَو اصفق الْعَالم عَلَيْهِ والمنتصر هَذَا اعرق النَّاس فِي الْخلَافَة لِأَنَّهُ ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور وَمن العجايب شيرويه وَهُوَ اعرق الْمُلُوك قتل أَبَاهُ فَلم يَعش بعده إِلَّا سِتَّة أشهر والمنتصر كَذَلِك ابْن جَعْفَر الصَّادِق مُحَمَّد بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر لقب الديباج لقب بذلك لحسن وَجهه خرج بِمَكَّة أوايل دولة الْمَأْمُون ودعا لنَفسِهِ فبايلعوه فندب عسكرا لقتاله فَأَخَذُوهُ وَقدم صُحْبَة المعتصم إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ بطلا شجاعا عَاقِلا يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا قيل أَنه دخل الْحمام بعد مَا جَامع وافصد فِي يَوْم وَاحِد فَمَاتَ فجاءة بجرجان فصلى عَلَيْهِ الْمَأْمُون وَنزل فِي لحده وَكَانَت الْوَفَاة سنة أَربع وماتين وَقيل سنة ثلث وَهُوَ الصَّحِيح وَلما رأى الْمَأْمُون جنَازَته ترجل وَحمل نعشه الْقَارئ الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن فضَالة الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر الأدمِيّ الْقَارئ الشَّاهِد صَاحب الألحان وَالصَّوْت الطّيب خلط قبل مَوته فِيمَا قيل توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثلث) ماية المعتز بِاللَّه مُحَمَّد بن جَعْفَر وَيُقَال الزبير وَيُقَال أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتز بِاللَّه ابْن

أَمِير الْمُؤمنِينَ جَعْفَر المتَوَكل ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتصم ولد سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وماتين وَلم يل الْخلَافَة قبله أحد أَصْغَر مِنْهُ بُويِعَ عِنْد عزل المستعين بِاللَّه سنة اثْنَتَيْنِ وَهُوَ ابْن تسع عشرَة سنة فِي أول السّنة وَكتب بذلك إِلَى الْآفَاق فَلم يلبث الْمُؤَيد أَن مَاتَ وخشى المعتز أَن يتحدث أَنه الَّذِي اختال عَلَيْهِ وَقَتله فَاحْضُرْ الْقُضَاة حَتَّى شاهدوه وَلَيْسَ بِهِ أثر وَكَانَت خِلَافَته ثلث سِنِين وَسِتَّة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَمَات عَن أَربع وَعشْرين سنة وَكَانَ مستضعفاً مَعَ الاتراك اجْتمع إِلَيْهِ الأتراك وَقَالُوا لَهُ اعطنا أرزاقنا لنقتل صَالح بن وصيف وَكَانَ يخافه فَطلب من أمه مَالا لنفقة الأتراك فابت وَلم يكن فِي بيُوت الْأَمْوَال شىء فَاجْتمعُوا هم وَصَالح وَاتَّفَقُوا على خلعه وجروه بِرجلِهِ وضربوه بالدبابيس وأقاموه فِي الشَّمْس فِي يَوْم صايف فبقى يرفع قدماً وَيَضَع أُخْرَى وهم يلطمون وَجهه وَيَقُولُونَ اخلع نَفسك ثمَّ احضروا القَاضِي ابْن أبي الشَّوَارِب وَالشُّهُود وخلعوه ثمَّ احضروا مُحَمَّد بن الواثق من سر من رأى فَسلم عَلَيْهِ المعتز بالخلافة وَبَايَعَهُ ولقبوه الْمُهْتَدي ثمَّ أَنهم اخذوا المعتز بعد خَمْسَة أَيَّام وادخلوه الْحمام فَلَمَّا تغسل عَطش وَطلب مَاء فمنعوه من ذَلِك حَتَّى هلك عطشا فَلَمَّا اغمى عَلَيْهِ أَخْرجُوهُ وسقوه مَاء بثلج فشربه وَسقط مَيتا وَقَالَ ابْن الجوزى فِي الْمرْآة لما واقفه الأتراك فِي الشَّمْس طلب نعلا فَلم يعطوه فاسبل سراويله على رجلَيْهِ وَقيل أَنهم نزعوا أَصَابِع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ ثمَّ خنقوه قيل ادخُلُوا سردابا مُخَصّصا بجص جَدِيد فاختنق وَلم يعذب خَليفَة مَا عذب على صغر سنه وَتُوفِّي يَوْم السبت لست خلون من شعْبَان وَقيل لليلتين وَقيل فِي الْيَوْم الثَّانِي من رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وماتين وَدفن إِلَى جَانب أَخِيه فِي نَاحيَة قصر الصوامع وَكَانَ أَبيض جميل الْوَجْه على خَدّه الْأَيْسَر خَال أسود وَصلى عَلَيْهِ الْمُهْتَدي وَأمه رُومِية أم ولد وَنقش خَاتمه المعتز بِاللَّه وَهُوَ ثَالِث خَليفَة خلع من بني الْعَبَّاس ورابع خَليفَة قتل مِنْهُم وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد جمَاعَة لم يشْتَهر مِنْهُم إِلَّا عبد الله ووزر لَهُ جَعْفَر بن مُحَمَّد الإسكافي ثمَّ عَزله وَولى عِيسَى بن فرخان شاه ثمَّ أَحْمد بن إِسْرَائِيل وقاضيه الْحسن بن أبي الشَّوَارِب وَقَالَ البحتري كنت صاحبا لأبي معشر المنجم فاضقنا أضاقة شَدِيدَة فَدَخَلْنَا على المعتز وَهُوَ مَحْبُوس قبل أَن يَلِي الْخلَافَة فَأَنْشَدته أبياتا كنت قلتهَا) (جعلت فدَاك الدَّهْر لَيْسَ بمنفك ... من الْحَادِث المشكو أَو النَّازِل المشكي) (وَمَا هَذِه الْأَيَّام إِلَّا منَازِل ... فَمن منزل رحب إِلَى منزل ضنك) (وَقد هذبتك الحادثات وَإِنَّمَا ... صفا الذَّهَب إِلَّا بريز قبلك بالسبك) (أما فِي رَسُول الله يُوسُف أُسْوَة ... لمثلك مَحْبُوسًا على الظُّلم والإفك) (أَقَامَ جميل الصَّبْر فِي الْحَبْس بُرْهَة ... فآل بِهِ الصَّبْر الْجَمِيل إِلَى الْملك)

فَدفع الورقة إِلَى خَادِم على رَأسه وَقَالَ احتفظ بهَا فَإِن فرج الله ذَكرنِي لاقضى حق هَذَا الرجل وَكَانَ أَبُو معشر قد أَخذ مولده فَحكم لَهُ بالخلافة بِمُقْتَضى طالع الْوَقْت فَنَاوَلَهُ رقْعَة فِيهَا ذَلِك فَلَمَّا ولى الْخلَافَة اعطى كل وَاحِد منا ألف دِينَار أجْرى لَهُ فِي كل شهر ماية دِينَار وَقَالَ الزبير بن بكار دخلت على المعتز فَقَالَ لي يأبا عبد الله قد قلت أبياتا فِي مرضى هَذَا وَقد اعي على إجَازَة بَعْضهَا وأنشدني (أَنِّي عرفت علاج الْقلب من وجعي ... وَمَا عرفت علاج الْحبّ والهلع) (جزعت للحب والخمى صبرت لَهَا ... فَلَيْسَ يشغلني عَن حبكم وجعي) قَالَ الزبير فَقلت (وَمَا أمل مبيتي لَيْلَتي أبدا ... مَعَ الحبيب وَيَا لَيْت الحبيب معي) وَمن شعره فِي يُونُس بن بغا (شَوَّال شهر السرُور وَالسكر ... وَالصَّوْم شهر العناق وَالنَّظَر) (قد كنت للشُّرْب عَاشِقًا سحرًا ... فاليوم يَا ويلنا من السحر) (من كَانَ فِيمَا يحب معتذرا ... فلست فِي يُونُس بمعتذر) وَمن شعره فِيهِ أَيْضا (تعيب فَلَا افرح ... فليتك لَا تَبْرَح) (وَأَن جِئْت عذبتني ... لِأَنَّك لَا تسمح) (على ذَاك يَا سَيِّدي ... دنوك لي اصلح) وَكَانَ المعتز من أجمل النَّاس صُورَة وَكَذَلِكَ نديمه يُونُس بن بغا وللمعتز ذكر فِي تَرْجَمَة يَعْقُوب بن اسحق ابْن السّكيت وَقَالَ لما بُويِعَ لَهُ بالخلافة (تفرد لي الرَّحْمَن بالعز والتقى ... فَأَصْبَحت فَوق الْعَالمين أَمِيرا) ) وَمن شعره أَيْضا (الله يعلم يَا حَبِيبِي أنني ... مذ غبت عَنْك مدله مكروب) (يدنو السرُور إِذا دنا بك منزل ... ويغيب صفو الْعَيْش حِين تغيب) الْأَمِير الْمُوفق مُحَمَّد بن جَعْفَر قيل طَلْحَة الْأَمِير الْمُوفق أَبُو أَحْمد ابْن المتَوَكل قيل اسْمه طَلْحَة كَانَ ولي عهد الْمُؤمنِينَ وَهُوَ الد المعتضد بِاللَّه وَأمه أم ولد ولد سنة تسع وَعشْرين وماتين وَكَانَ من أجل الْمُلُوك رَأيا أشجعهم قلباً واسمحهم نفسا واغزرهم عقلا وأجودهم رَأيا وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس قد استولى على الْأُمُور وانقادت لَهُ الجيوش وَحَارب صَاحب

الزنج وظفر بِهِ وَقَتله وَكَانَ يلقب النَّاصِر لدين الله وَلما غلب على الْأَمر حظر على الْمُعْتَمد أَخِيه واحتاط عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وجمعهم فِي مَوضِع وَاحِد ووكل بهم أجْرى عَلَيْهِم وعَلى النَّاس الْأُمُور على مجاريها إِلَى أَن توفّي لثمان بَقينَ من صفر سنة ثَمَان وَسبعين وماتين وَله تسع وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانُوا ينظرونه بالمنصور فِي حزمه ودهايه ورأيه وَكَانَ قد غضب على وَلَده المعتضد وحبسه ووكل بِهِ اسمعيل ابْن بلبل فضيق عَلَيْهِ وَلما احْتضرَ رضى عَنهُ وولاه الْمُعْتَمد ولَايَة الْعَهْد وَلما ضيق الْمُوفق على أَخِيه الْمُعْتَمد وَلم يكن لَهُ مَعَه كَلَام قَالَ الْمُعْتَمد (أَلَيْسَ من العجايب أَن مثلي ... يرى ماهان مُمْتَنعا عَلَيْهِ) (وتؤكل باسمه الدُّنْيَا جَمِيعًا ... وَمَا من ذَاك شىء فِي يَدَيْهِ) ابْن المتَوَكل مُحَمَّد بن جَعْفَر كَانَ فَاضلا شَاعِرًا وَهُوَ القايل لما أَرَادَ أَخُوهُ الْمُعْتَمد الْخُرُوج إِلَى الشَّام وَالدُّنْيَا مضطربة (أَقُول لَهُ عِنْد توديعه ... وكل بعبرته مبلس) (لَئِن قعدت عَنْك أجسامنا ... لقد سَافَرت مَعَك الْأَنْفس) بلغ المعتضد أَنه كَاتب خمارويه فاهلكه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وماتين وَقيل إِنَّمَا أهلكه لما ولى الْخلَافَة سنة تسع وَسبعين وماتين الْعلوِي الشَّاعِر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا يكنى أَبَا اسمعيل اشعر يكثر الافتخار بآياته كَانَ فِي أَيَّام المتَوَكل وبقى بعد دهرا طَويلا وَهُوَ القايل (أَنِّي كريم من أكارم سادة ... اكفهم تندى بجزل الْمَوَاهِب) ) (هم خير من يخفى وافضل ناعل ... وذروة هضب الغر من آل غَالب) (هم الْمَنّ والسلوى لدان يودهم ... وكالسهم فِي حلق الْعَدو المجانب) (بعثت إِلَيْهَا ناظري بِتَحِيَّة ... فابدت لي الْأَعْرَاض بِالنّظرِ الشرر) (فَلَمَّا رَأَيْت النَّفس أوفت على الردى ... فزعت إِلَى صبري فاسلمني صبري) أَبُو جَعْفَر الخازمي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن خازم أَبُو جَعْفَر

الخازمي الاستراباذي كَانَ أحد أيمة الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة قَالَ ابْن النجار ذكره أَبُو سعد الأدريسي حكى أَنه أملي شرح كتاب الْمُزنِيّ باستراباذ عَن ظهر قلب يرْوى عَن أبي عبد الله بن أبي بكر بن أبي خَيْثَمَة وَأبي الْعَبَّاس بن سُرَيج وَأبي عمرَان بن هَانِئ الْجِرْجَانِيّ وَغَيرهم وَحدث عَنهُ على بن مُحَمَّد بن مُوسَى الاستراباذي وَعقد لَهُ بِبَغْدَاد الْمجْلس قبل أَن يعْقد لأبي اسحق المروزى توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَثلث ماية الخرايطي مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أبي سهل أَبُو بكر الخرايطي السامري كَانَ حسن الِاخْتِيَار مليح التصانيف كَانَ من الْأَعْيَان اجْمَعُوا على ثقته وفضله صنف مَكَارِم الْأَخْلَاق وَغَيره قدم دمشق سنة خمس وَعشْرين وَثلث ماية دخل يَوْمًا دَاره فَسمع بكاء ولد لَهُ رَضِيع فَقَالَ مَا لَهُ فَقَالُوا فطمناه فَكتب على مهده (منعُوهُ أحب شىء إِلَيْهِ ... من جَمِيع الورى وَمن وَالِديهِ) (منعُوهُ غذاءه وَلَقَد كَا ... ن مُبَاحا لَهُ وَبَين يَدَيْهِ) (عجبا مِنْهُ ذَا على صغر الس ... ن هوى فاهتدى الْفِرَاق إِلَيْهِ) وَكتب على قبر أَبِيه (آنس الله وحشتك ... رحم الله وحدتك) (أَنْت فِي صُحْبَة البلى ... أحسن الله صحبتك) وَمن تصانيفه اعتلال الْقُلُوب فِي أَخْبَار العشاق وَمَكَارِم الْأَخْلَاق ومساوى الْأَخْلَاق وقمع الْحِرْص بالقناعة هواتف الْجنان وَعَجِيب مَا يحْكى عَن الْكُهَّان كتاب الْقُبُور الهروى اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْأُسْتَاذ أَبُو الْفضل الْمُنْذِرِيّ الهروى اللّغَوِيّ الأديب أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ثَعْلَب والمبرد وَله عدَّة مصنفات مِنْهَا كتاب نظم الجمان والملتقط والفاخر والشامل روى عَنهُ أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي فَأكْثر مَلأ التَّهْذِيب بالرواية عَنهُ وَتُوفِّي سنة تسع) وَعشْرين وَثلث ماية الراضي بِاللَّه مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد الراضي بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ ابْن المقتدر بن المعتضد كَذَا قَالَه صَاحب الْمرْآة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَحْمد بن جَعْفَر وَالظَّاهِر أَن الأول

أصح كَانَ سَمحا وَاسع النَّفس أديبا شَاعِرًا حسن الْبَيَان كريم الْأَخْلَاق محبا للْعُلَمَاء مجالسا لَهُم سمع من الْبَغَوِيّ قبل الْخلَافَة وَوَصله بِمَال قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره ختم الْخُلَفَاء فِي أُمُور عدَّة مِنْهَا أَنه آخر خَليفَة لَهُ شعر مدون وَآخر خَليفَة انْفَرد بتدبير الجيوش وَالْأَمْوَال وَآخر خَليفَة جَالس الندماء وأوصلهم إِلَيْهِ وَآخر خَليفَة كَانَت عطاياه ونفقاته وجوايزه وخزاينه ومجالسه تجْرِي على تَرْتِيب الْخُلَفَاء الأول وَقع حريق بالكرخ فاطلق خمسين ألف دِينَار لعمارة مَا احْتَرَقَ قَالَ الصولي دخلت عَلَيْهِ وَهُوَ يبْنى شَيْئا وَقد جَالس عل آجرة حِيَال الصناع وَكنت أَنا وَجَمَاعَة من الجلساء فَنَامَ فَأمرنَا بِالْجُلُوسِ فَأخذ كل وَاحِد منا آجرة فَجَلَسَ عَلَيْهَا وَاتفقَ أَن أخذت أَنا آجرتين ملتصقتين فَلَمَّا قمنا أَمر أَن توزن كل آجرة وَيدْفَع إِلَى صَاحبهَا دَرَاهِم أَو دَنَانِير الشَّك من الراوى قَالَ الصولي فتضاعفت جايزتي عَلَيْهِم وَقد حكى لَهُ أَنْوَاع من الْكَرم وَكَانَ مغرى بِنَقْض قُصُور دور الْخلَافَة وَجعلهَا بساتين وَقَالَ وَقد تكلم النَّاس فِي أنفاقه الْأَمْوَال (لَا تعذلي كرمي على الأسراف ... ربح المحامد متجر الْأَشْرَاف) (أجْرى كآبائي الخلايف سَابِقًا ... واشيد مَا قد اسست أسلافي) (أَنِّي من الْقَوْم الَّذين اكفهم ... مُعْتَادَة الاتلاف والأخلاف) وَقَالَ (يصفر وَجْهي إِذا تَأمله ... طرفى ويحمر خَدّه خجلا) (حَتَّى كَأَن الَّذِي بوجنته ... من دم جسمي إِلَيْهِ قد نقلا) وَقَالَ يُخَاطب ابْن رايق (ايطلب كيدي من يهون كياده ... ويوقد نَارا مثل نَار الحباحب) (لقد رام صبغا لم يرمه شبيهه ... وراض شموساً لَا يذل لراكب) (واظهر لي حبا يطِيف بِهِ قلى ... كخلب برق فِي عراص سحايب) (أيقعد لي كيد النِّسَاء بِمَرْصَد ... وَأَنِّي فَتى السن شيخ التجارب) ) (أَلا رُبمَا عزت على الحازم الَّذِي ... يَرَاهَا بكفيه فريسة طَالب) وَقَالَ أَيْضا (قد افصحت بالوتر الْأَعْجَم ... وافهمت من كَانَ لم يفهم) (جَارِيَة تحصن من لطفها ... مُخَاطبا ينْطق لَا من فَم) (جست من الْعود مجارى الْهوى ... جس الْأَطِبَّاء مجارى الدَّم) وَقَالَ عِنْد مَوته (كل صفو إِلَى كدر ... كل أَمر إِلَى حذر)

(ومصير الشَّبَاب لل ... موت فِيهِ أَو الْكبر) (أَيهَا الآمل الَّذِي ... تاه فِي لجة الْغرَر) (أَيْن من كل قبلنَا ... درس الشَّخْص والأثر) (رب أَنِّي ذخرت عَن ... دك أرجوه مدخر) (أنني مُؤمن بِمَا ... بَين الوحى فِي السّير) مرض وقاء فِي يَوْمَيْنِ أَرْبَعَة عشر رَطْل دم وَقيل أَنه استسقى وأصابه ذرب عَظِيم وَكَانَ اعظم آفاته كَثْرَة الْجِمَاع توفّي بِبَغْدَاد منتصف شهر ربيع الآخر سنة تسع وَعشْرين وَثلث ماية وَهُوَ ابْن أحدى وثلثين سنة وَسِتَّة أشهر وَكَانَت خِلَافَته سِتّ سِنِين وَعشرَة أَيَّام وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي يُوسُف بن عَمْرو وغسله أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله الْهَاشِمِي القَاضِي وَلم يُوجد لَهُ حنوط لِأَن الخزاين اغلقت عِنْد مَوته فاشتروا لَهُ حنوطا من بعض الدكاكين وَحمل إِلَى الرصافة فِي طيار وَدفن فِي تربة عَظِيمَة لَهُ أنْفق عَلَيْهَا أَمْوَالًا كَثِيرَة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ درست الْآن وَلم يبْق لَهَا عين وَلَا أثر ولد سنة سبع وَتِسْعين وماتين وَأمه أمة رُومِية وَكَانَ قَصِيرا اسمر نحيفا فِي وَجهه طول بُويِعَ بِالْأَمر بعد عَمه القاهر لما سملوا القاهر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثلث ماية وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد أَحْمد وَعبد الله ووزر لَهُ أَبُو على ابْن مقلة وعَلى بن عِيسَى وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن وَأَبُو جَعْفَر الكرخى وَسليمَان بن مخلد وَالْفضل بن الْفُرَات وَأَبُو عبد الله البريدي الْوَركَانِي مُحَمَّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وعباس الدورى وَكتب عَنهُ أَحْمد وَابْن معِين ووثقاه توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وماتين) ابْن ثوابة الْكَاتِب مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن ثوابة بن خَالِد أَبُو الْحسن ابْن أبي الْحُسَيْن الْكَاتِب صَاحب ديوَان الرسايل كَانَ من البلغاء الْفُضَلَاء وَالْكتاب الأجلاء توفّي سنة سِتّ عشرَة وَثلث ماية وَمن شعره (نور تجسم من شمس وَمن قمر ... يكَاد من هيف ينْقد كالغصن) (زهى على النَّاس لما لم يجد شبها ... لنَفسِهِ فِي كَمَال الظّرْف وَالْحسن) (مددت طرفِي إِلَيْهِ كي ينزهني ... فَعَاد طرفِي بداء متْلف بدني)

وَمِنْه أَيْضا (أفر من الْأَهْوَاء جهدي وطاقتي ... فانجو وَمَا لي عَن هَوَاك محيص) (واهجر أبياتاً تحب زيارتي ... وَأَنِّي على أبياتكم لحريص) أَبُو الْخطاب الربعِي النيلي مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْخطاب الربعِي النيلي أحد الشُّعَرَاء قَالَ ابْن النجار قدم علينا بَغْدَاد شَابًّا ومدح الْأَمَام النَّاصِر وأكابر دولته وَاجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت مِنْهُ وَكَانَ أديباً فَاضلا حسن الْأَخْلَاق متودداً وسافر إِلَى بِلَاد الجزيرة وَأقَام بآمد ومدح السلاطين وأثرت حَاله وشعره جيد وغزله رَقِيق وأسلوبه حسن وَمن شعره (تعلم رمى النبل من سحر طرفه ... فَصَاحب يَوْم الرمى قوساً واسهما) (وصير قلبِي فِي الْهوى غَرضا لَهُ ... واجرى على سهميه من كَبِدِي دَمًا) (أصَاب بِسَهْم اللحظ والكف مقتلي ... وجرحني هجرانه بعد مَا رمى) (إِذا الشّفة الْحَمْرَاء عض لرميه ... يرصع فِي الْيَاقُوت درا منظما) قَالَ وأنشدني أَبُو الْخطاب لنَفسِهِ (شَكَوْت الَّذِي بِي من حبه ... وقلبي من هَيْبَة قد خَفق) (فَقلت أمولاي عطفا فقد ... ارقت دموعي بطول الارق) (فاعرض فِي اللاذ لَا مُشفق ... على كشمس علاها شفق) (وحبة قلبِي تنادي الْحَرِيق ... وإنسان عَيْني يَصِيح الْغَرق) قلت هُوَ شعر متوسط الجربي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو عبد الله الجربي بِالْجِيم وَبعدهَا رَاء وباء مُوَحدَة الْمُقْرِئ ذكره أَبُو بكر أَحْمد بن الْفضل الْبَاطِرْقَانِيُّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء قَالَ هُوَ بغدادي قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو) حَفْص الكتاني وَقَرَأَ على أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ الْبَزَّاز صَاحب ابْن عون الوَاسِطِيّ وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَر على أبي عون عَن شُعَيْب بن أَيُّوب عَن يحيى عَن أبي بكر وَمُحَمّد بن عَليّ مَجْهُول قَالَ ابْن النجار لَا أعرف لَهُ ذكرا برمه الصيدلاني مُحَمَّد بن جَعْفَر الصيدلاني كَانَ صهر أبي الْعَبَّاس الْمبرد على ابْنَته ويلقبه برمه وَكَانَ أديباً شَاعِرًا روى عَن أبي هفان الشَّاعِر أَخْبَارًا وَحدث عَنهُ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَأنْشد الْخَطِيب لَهُ (أما ترى الرَّوْض قد لاحت زخارفه ... ونشرت فِي رباه الريط وَالْحلَل)

(واعتم بالارجوان النبت مِنْهُ فَمَا ... يَبْدُو لنا مِنْهُ إِلَّا مونق خصل) (والنرجس الغض ترنو من محاجره ... إِلَى الورى مقل تحيى بهَا الْمقل) (تبر جواه لجين فَوق أعمدة ... من الزمرد فِيهَا الزهر مكتهل) (فعج بِنَا نصطبح يَا صَاح صَافِيَة ... صهباء فِي كأسها من لمعها شعل) (فقد تجلت لنا عَن حسن بهجتها ... رياض قطربل وَاللَّهْو مُشْتَمل) الْكَامِل الْآمِدِيّ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن بكرون الْآمِدِيّ الْمَعْرُوف بالكامل أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة (يستعذب الْقلب مِنْهُ مَا يعذبه ... ويستلذ هَوَاهُ وَهُوَ يعطبه) (مثل الفراشة تدنى جسمها أبدا ... إِلَى ذبالة مِصْبَاح فتلهبه) أَبُو عمر الزَّاهِد مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد أَبُو عمر الزَّاهِد الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ حفاظ نيسابور وَغَيرهم وَكَانَ صايما قايما قنوعا يضْرب اللَّبن لقبور الْفُقَرَاء وَيفْطر على رغيف وجزرة وَنَحْوهَا اجْمَعُوا عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَثلث ماية بنيسابور عَن خمس وَتِسْعين سنة الْحَافِظ غنْدر مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء أَبُو بكر الْوراق غنْدر كَانَ حَافِظًا متقنا سمع بنيسابور ومرو وبغداد والجزيرة وَالشَّام ومصر وَالْعراق وَمَا وَرَاء النَّهر وَكتب من الحَدِيث مَا لم يَكْتُبهُ أحد وَسمع مَا لم يسمعهُ استدعى إِلَى بُخَارى لينزل إِلَى الحضرة فَمَاتَ فِي الْمَفَازَة سنة سبعين وَثلث ماية قَالَ الْخَطِيب كَانَ حَافِظًا ثِقَة زوج الْحرَّة مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ الحريري الْمعدل الْمَعْرُوف بِزَوْج الْحرَّة سمع مُحَمَّد بن جرير وَأَبا الْقسم الْبَغَوِيّ قَالَ البرقاني ثِقَة جليل كَانَ يحضر) مَجْلِسه الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مظفر وَكَانَت زَوْجَة المقتدر بنت بدر المعتضدي لما قتل زَوجهَا افلتت هِيَ من النكبة وسلمت أموالها وَخرجت من الدَّار وَكَانَ يدْخل إِلَى مبطخها حَدثا وَكَانَ حركاً فَصَارَ وَكيل المطبخ فرأته فاستكاسته فَردَّتْ إِلَيْهِ وكالتها وترقى أمره وَصَارَ ينظر فِي ضياعها وَصَارَت تكَلمه من وَرَاء ستر وَزَاد اخْتِصَاصه حَتَّى علق بقلبها فجسرته على تَزْوِيجهَا وبذلت الْأَمْوَال حَتَّى تمّ ذَلِك واعطته نعْمَة ظَاهِرَة وأموالاً لِئَلَّا يمْنَعهَا أَهلهَا مِنْهُ فَاعْترضَ بعض الْأَوْلِيَاء فغالبتهم بِالْمَالِ وَتَزَوجهَا

وَأقَام مَعهَا سِنِين وَحصل لَهُ مِنْهَا محو ثلث ماية ألف دِينَار وَلذَلِك قيل زوج الْحرَّة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثلث ماية صَاحب الْمصلى مُحَمَّد بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْفرج صَاحب الْمصلى سمع من الْهَيْثَم بن خلف وَغَيره ضعفه حَمْزَة السهمى توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَثلث ماية مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ كَانَ يجيد الْغَزل ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثلث ماية وَسكن دَار الْقطن توفّي سنة ثلث وثلثين وَأَرْبع ماية من شعره (يَا وَيْح قلبِي من تقلبه ... أبدا يحن إِلَى معذبه) (قَالُوا كتمت هَوَاهُ عَن جلد ... لَو كَانَ لي جلد لبحت بِهِ) (بِأبي حبيب غير مكترث ... يجنى وَيكثر من تعتبه) (حسبي رِضَاهُ من الْحَيَاة وَيَا ... قلقي وموتي من تغضبه) الْوَزير ابْن فسانجس مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن فسانجس الْوَزير الْكَبِير أَبُو الْفرج ذُو السعادات وزر لأبي كاليجار وعزل سنة خمس وثلثين وَأَرْبع ماية وَحكم على الْعرَاق وَكَانَ ذَا أدب غزير وَمَعْرِفَة باللغات وَكَانَ يحسن إِلَى الْجند عَاشَ سِتِّينَ سنة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبع ماية وَقَالَ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الهمذاني فِي كتاب الوزراء لَهُ نسب صَحِيح بِفَارِس مَعْرُوف بِأَنَّهُ من ولد بهْرَام جور من ولد سَابُور ذِي الاكتاف وَهُوَ من بَيت جليل كتب إِلَيْهِ أحد شُهُود الأهواز قد مَاتَ فلَان وَخلف خمسين ألف دِينَار عينا وَلم يخلف غير طفلة من جَارِيَة فَإِن رأى استقراض المَال إِلَى أَن تبلغ الطفلة فَفِي عقارها وأملاكها كِفَايَة فَوَقع عل ظهر كِتَابه الطفلة جبرها الله وَالْمَال ثتمره الله والساعي لَعنه الله لَا حَاجَة بالسلطان إِلَى المَال الْقَزاز اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو عبد الله التَّمِيمِي القيرواني الْمَعْرُوف بالقزاز شيخ اللُّغَة) بالمغرب كَانَ لغوياً نحوياً بارعاً مهيبا عِنْد الْمُلُوك صنف كتاب الْجَامِع فِي اللُّغَة وَهُوَ كتاب كَبِير يُقَال أَنه مَا صنف مثله وَفِي وقف الْفَاضِل بِالْقَاهِرَةِ نُسْخَة بِهِ والتعريض وَالتَّصْرِيح مُجَلد واعتاب الدريدية مُجَلد مَا أَخذ على المتنبي الضَّاد والظاء وَله أدب السُّلْطَان والتأدب لَهُ عشر مجلدات شرح رِسَالَة البلاغة عدَّة مجدلات أَبْيَات معَان من شعر المتنبي وصنف كتاب العشرات فِي اللُّغَة ذكر اللَّفْظَة ومعانيها المترادفة وَيزِيد فِي بَعْضهَا

على الشعرة وَقَالَ فِي آخِره وعقبيها اجهز كتاب المئات كَانَ فِي خدمَة الْعَزِيز بن الْمعز العبيدي توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع ماية وَمن شعره (أحين علمت أَنَّك نور عَيْني ... وَأَنِّي لَا أرى حَتَّى اراكا) (جعلت مغيب شخصك عَن عياني ... يغيب كل مَخْلُوق سواكا) وَمِنْه (أما وَمحل حبك فِي فُؤَادِي ... وَقدر مَكَانَهُ فِيهِ المكين) (لَو انبسطت لي الآمال حَتَّى ... يصير من عنانك فِي يمينى) (لصنتك فِي مَكَان سَواد عَيْني ... وخطت عَلَيْك من حذر جفوني) (فابلغ مِنْك غايات الْأَمَانِي ... وآمن فِيك آفَات الظنون) ابْن النجار الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هرون ابْن فَرْوَة أَبُو الْحُسَيْن التَّمِيمِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ ابْن النجار توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع ماية أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الْكَرِيم بن بديل أَبُو الْفضل الْخُزَاعِيّ الْجِرْجَانِيّ الْمُقْرِئ مُصَنف الْوَاضِح فِي القراآت وضع كتابا فِي الْحُرُوف نسبه إِلَى أبي حنيفَة كَانَ ضَعِيفا غير موثوق بِهِ توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية الجهرمي الشَّاعِر مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْحسن الجهرمي الشَّاعِر وجهرم قَرْيَة توفّي سنة ثلث وثلثين وَأَرْبع ماية وَمن شعره لغز فِي الْعين (أَن الَّتِي أردْت فُؤَادِي بَكت ... حزنا عَلَيْهِ وَهُوَ مكسوعها) (جُمْلَتهَا وَاحِد اجزايها ... طبيعة يعجب مطبوعها) (فَالْكل إِذْ يقْرَأ بعض لَهَا ... والبغض إِذْ يذكر مجموعها) (عميتها فِي لحن قولي فَمن ... يُخرجهَا أَن كَانَ يسطيعها) ) وَمِنْه لغز فِي الزر والعروة (وناكحة بِلَا منهر حليلاً ... بِهِ يغدى إِلَيْهَا أَو يراح) (أحل الْمُسلمُونَ لَهَا أخاها ... بِعقد حلّه طلق مُبَاح)

(فَإِن سموهُ بَينهم نِكَاحا ... فَفِي أَعْنَاقهم ذَاك النِّكَاح) قَالَ ابْن عَدْلَانِ وَقد أجَاب عَنهُ أَبُو المحاسن رَحمَه الله تَعَالَى فَقَالَ (تحاجيني ولفظك مثل در ... لَهُ من فكرك الوارى نصاح) (وقدحك فِي الْعُلُوم هُوَ الْمُعَلَّى ... غَدَاة تجال فِي النادي القداح) (بِفعل كُله ذكر صَحِيح ... وانثى كلهَا فرج مُبَاح) (وتفضى هَذِه وَيجب هَذَا ... وَلَا يوذيهما ذَاك الْجراح) وَمِنْه لغز فِي حجر القطايف (ومجلو على الكرس ... ي جلل وَجهه نقطا) (دَرَاهِم عَاد طابعها ... عَلَيْهِ لَهُنَّ ملتقطا) (وَهن بِغَيْر أَجْنِحَة ... طواير بَعضهنَّ قطا) الشريف تَقِيّ الدّين القنائي مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ابْن أَحْمد بن حجون الشَّيْخ الشريف تَقِيّ الدّين ابْن الشَّيْخ ضِيَاء الدّين القنائي بِالْقَافِ وَالنُّون كَانَ فَقِيها شَاعِرًا صَالحا سمع من أبي مُحَمَّد عبد الْغنى بن سُلَيْمَان وَأبي اسحق إِبْرَاهِيم بن عمر بن نصر بن فَارس وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور وَجَمَاعَة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ المسرورية وَتَوَلَّى مشيخة خانقاه أرسلان الدوادار وَانْقطع بهَا وَتزَوج بعلما أُخْت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ورزق مِنْهَا ابْنَيْنِ فقيهين قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الادفوى كَانَ خَفِيفا لطيفا وَله شعر أَنْشدني لَهُ بعض أَصْحَابنَا بقوص مِمَّا نظمه سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع ماية عِنْد مَا حصلت الزلزلة (مجَاز حَقِيقَتهَا فاعبروا ... لَا تعمروا هُوَ نوها تهن) (وَمَا حسن بَيت لَهُ زخرف ... ترَاهُ إِذا زلزلت لم يكن) وَمن شعره (من بعد فراقكم جرت لي أشيا ... لَا يُمكن شرحها ليَوْم اللقيا) ) (كم قلت لقلبي بَدَلا قَالَ بِمن ... وَالله وَلَا بِكُل من فِي الدُّنْيَا) مولده بقوص ظنا سنة خمس وَأَرْبَعين وست ماية ووفاته بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية أَخْبرنِي من لَفظه القَاضِي تَاج الدّين مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن البارنبارى قَالَ قَالَ لي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْمَذْكُور لما نظمت مجَاز حَقِيقَتهَا فاعبروا الْبَيْتَيْنِ بَقِي نَفسِي شىء من كوني ذكرت فِي الشّعْر أَسمَاء سور من الْقُرْآن الْعَظِيم فَأتيت إِلَى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق العَبْد رَحمَه الله فأنشدتهما لَهُ فَقَالَ لي لَو قلت وَمَا حسن كَهْف لَهُ زخرف لَكُنْت قد زِدْت ذَلِك

سُورَة رَابِعَة قَالَ فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي افدتني وأفتيتني أَو كَمَا قَالَ وأنشدني قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ لغزاً فِي الْعين الباصرة (ومحبوبة عِنْد الْمَنَام ضممتها ... احس بهَا لكنني مَا نظرتها) (لذيذة ضم لَا أُطِيق فراقها ... وَرب لَيَال فِي هَواهَا سهرتها) قلت مَا أحسن قَوْله فِي هَواهَا سهرتها وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (حَيَاة الْمنَازل سكانها ... همم روحها وَهِي جثمانها) (اضاءت بِمن حلهَا بهجة ... كَمَا حل بِالْعينِ أنسانها) (وللظاعنين تحن الديار ... كَأَن الْأَحِبَّة أوطانها) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي الباذهنج (كَأَنَّمَا الباذهنج قلع ... علا على الْفلك حِين تسرى) (لَكِن ذَاك الرِّيَاح اجرت ... وَذَا غَدا للرياح يجرى) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي شيخ منحن مطيلس وَهُوَ تَشْبِيه غَرِيب (كَالْعَيْنِ شيخ منحن ... مطيلس اعرفه) (تقويسها كظهره ... ورأسها رفرفه) وأنشدني قَالَ أَنْشدني من جهز إِلَيْهِ بورية فايتة (دع الِاضْطِرَاب عَن الحيا ... ة وخل نَفسك ثابته) (وازرع فحبات القلو ... ب بهَا الْمحبَّة نابته) (وَذكرت فايتة وقم ... للفور واقض الفايته) ألب رسْلَان السلجوقي مُحَمَّد بن جغريبك بن سلجوق بن دقاق السُّلْطَان عضد الدولة أَبُو شُجَاع) الب رسْلَان الملقب بالعادل أول من ذكر بالسلطنة على مَنَابِر بَغْدَاد قدم حلب وحاصرها سنة ثلث وَسِتِّينَ فَخرج إِلَيْهِ مَحْمُود بن نصر بن صَالح بن مرداسٍ صَاحبهَا مَعَ أمه فانعم عَلَيْهِ بحلب وَسَار إِلَى الْملك ديوجانس وَقد خرج من الْقُسْطَنْطِينِيَّة فالتقاه وأسره ثمَّ من عَلَيْهِ بالأطلاق وَكَانَ ملكا عادلا مهيبا مُعظما ولى السلطنة بعد وَفَاة عَمه طغرلبك اتوه بوالي قلعة اسْمه يُوسُف الْخَوَارِزْمِيّ فَأمر بَان يضْرب لَهُ أَرْبَعَة أوتار وتشد أَطْرَافه إِلَيْهَا فَقَالَ يُوسُف يَا مخنث مثلي يقتل هَذِه القتلة فَقَالَ السُّلْطَان خلوه وَأخذ الْقوس ورماه ثلث فردات سَاب فاخطأه فِيهَا وَلم يكن يُخطئ لَهُ سهم فأسرع يُوسُف إِلَيْهِ فَقَامَ السُّلْطَان عَن السرير وَنزل فعثر على وَجهه وبرك عَلَيْهِ يُوسُف وضربه بسكين كَانَت مَعَه فِي خاصرته وَلحق بعض الخدم يُوسُف فَقتله ارمني فَقتله وَحمل السُّلْطَان

وَهُوَ مثقل فَقضى محبه ووثب على يُوسُف فرَاش ارمني فَضَربهُ فِي رَأسه بمرزبة فَقتله وَمَات السُّلْطَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية وَنقل إِلَى مرو وَدفن بهَا فِي مدرسته وَجعل وَلَده ملكشاه ولى عَهده وَقَالَ المأموني فِي تَارِيخه أَنه لم يعبر الْفُرَات فِي قديم الزَّمَان وَلَا حَدِيثه فِي الْإِسْلَام ملك تركي قبل ألب رسْلَان فَإِنَّهُ أول من عبر الْفُرَات مُفِيد الدّين الأحواضي الشيعي مُحَمَّد بن الْجمال بن أبي صَالح عبد الله بن أبي أُسَامَة مُفِيد الدّين الأحواضي رَأس الشِّيعَة الغلاة وقدوتهم مَاتَ بقرية حراجل من جبل الجرد وَقد قَارب الْأَرْبَعين سنة أَربع وَسبعين وست ماية وَكَانَ كثير الْفُنُون لكنه احكم الْمنطق والفلسفة أَبُو قُرَيْش الْأَصَم مُحَمَّد بن جُمُعَة بن خلف الْقُهسْتَانِيّ الْأَصَم أَبُو قُرَيْش الْحَافِظ صنف المسندين على البواب وعَلى الرِّجَال وصنف حَدِيث مَالك وَشعْبَة وَالثَّوْري وَكَانَ متقنا يذاكر بِحَدِيث هولاء وروى عَنهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي وَغَيره وَاتَّفَقُوا على صدقه وفضله الْكَاتِب التَّمِيمِي مُحَمَّد بن جميل الْكَاتِب التَّمِيمِي الْكُوفِي مولى بني تَمِيم يَقُول لحميد بن عبد الحميد الطوسي (لَئِن أَنا لم أبلغ بجاهك حَاجَة ... وَلم يَك لي فِيمَا وليت نصيب) (أَنْت أَمِير الأَرْض من حَيْثُ اطَّلَعت ... لَك الشَّمْس قرينها وَحين تغيب) الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن البابا مُحَمَّد بن جنكلي بن البابا بن مُحَمَّد بن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْأَمِير بدر الدّين أحد أُمَرَاء الدولة الناصرية بِالْقَاهِرَةِ ووالده أكبر أَمِير فِي الدولة يجلس رَأس) الميمنة بعد الْأَمِير جمال الدّين آقوش نايب الكرك وَلم يزل مُعظما عِنْد السُّلْطَان موقرا مكرما وَكَانَ نَاصِر الدّين صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة جمال مواكب الديار المصرية وَجها وصباحة وَقدرا وشكلاً محبباً تَامّ الْخلق حسن الْخلق لم يكن فِي زَمَانه أحسن وَجها مِنْهُ وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَقد تجَاوز الْأَرْبَعين كتب طبقَة واشتغل فِي غَالب الْعُلُوم وَلم يزل مواظبا عل سَماع الحَدِيث وَاخْتَلَطَ بالشيخ فتح الدّين كثيرا وَعنهُ أَخذ معرفَة النَّاس وأيامهم وطبقاتهم وَأَسْمَاء الرِّجَال وَكَانَ آيَة فِي معرفَة فقه السّلف وَنقل مذاهبهم وأقوال الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَهَذَا أَجود مَا عرفه مَعَ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعَرَبيَّة والطب والموسيقى وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت وَلم يكن فِي النّظم طبقَة بل هُوَ متوسط وَرُبمَا تعذر عَلَيْهِ حينا لَكِن لَهُ ذوق فِي الْأَدَب يفهم لطف الْمعَانِي ويدركها ويهتز للفظ السهل ويطرب لنكت الشُّعَرَاء الْمُتَأَخِّرين كالجزار والوراق وَابْن النَّقِيب وَابْن دانيال وَابْن الْعَفِيف وَمن أشبههم ويستحضر من مجون ابْن الْحجَّاج جملَة اجْتمعت بِهِ رَحمَه الله غير مرّة رَأَيْت مَه أنسا كثيرا ووداً أثيرا وَكَانَ يتمذهب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل

رضى الله عَنهُ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ غير مرّة (بك استجار الْحَنْبَلِيّ ... مُحَمَّد بن جنكلي) (فَاغْفِر لَهُ ذنُوبه ... فَأَنت ذُو التفضل) وَفِي آخر الْأَمر مَال إِلَى الظَّاهِر وَرَأى رأى ابْن حزم لِأَنَّهُ كَانَ كثير المطالعة لكَلَامه وَكَانَ فِيهِ إِيثَار وبر لأهل الْعلم وَلَا يزَال يُجَالس الْفُضَلَاء والفقراء وَيُخَير محادثتهم على مجالسة الْأُمَرَاء والأتراك كثير الْميل إِلَى من يهواه لَا يزَال متيما هايما يذوب صبَابَة ووجداً يستحضر فِي هَذِه الْحَالة لما ناسبها من شعر الشريف الرضى ومهيار ومتيمي الْعَرَب جملَة يترنم بهَا ويراسل بهَا ويعاتب خرج لَهُ شهَاب الدّين أَحْمد بن أَبِيك الدمياطي أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَحدث بهَا قبل مَوته وَقد شاركته فِي بعض سماعاته وَسمع بِقِرَاءَتِي بعض تصانيف الشَّيْخ فتح الدّين وَلما بلغتني وَفَاته قلت ارثيه رَحمَه الله وضمنت القصيدة أعجاز أَبْيَات قصيدة أبي الطّيب المتنبي وَهِي (هِيَ الْأَيَّام لَيْسَ لَهَا ذمام ... وَلَيْسَ لَهَا على عهد دوَام) (نصبنا للردى غَرضا فاصمت ... حشانا من رزاياه السِّهَام) (وَمَا بعد الرَّضَاع وَذَاكَ حق ... تبين عندنَا إِلَّا الْفِطَام) ) (نسير على مطايا للمنايا ... وَفِي كف الزَّمَان لَهَا زِمَام) (إِذا متْنا تنبهنا لهول ... ترى أَن الْحَيَاة هِيَ الْمَنَام) (ألم تَرَ كَيفَ عاث الدَّهْر فِينَا ... واودى نَاصِر الدّين الْهمام) (فشق الرَّعْد جيب السحب لما ... تلهب برقها وَبكى الْغَمَام) (فيا أسفا لوجه كَانَ يَبْدُو ... فيستحي لَهُ الْقَمَر التَّمام) (وَيَا لشمايل كم هام فِيهَا ... فؤاد مَا يسليه المدام) (وَيَا لخلايق كالروض لما ... تفتح عَن ازاهره الكمام) (وَيَا لفضايل قُلْنَا لَدَيْهَا ... افدنا أَيهَا الحبر الْأَمَام) (وَيَا لكتابة كالدر لما ... يؤلفها على النَّحْر انتظام) (وَكَانَ يرام فِي بذل العطايا ... وَأما فِي الْجِدَال فَمَا يرام) (وَلم نر فِي الزَّمَان لَهُ شَبِيها ... وَأَن كثر التجمل وَالْكَلَام) (أيا من فِي الرّقاب لَهُ أياد ... هِيَ الأطواق وَالنَّاس الْحمام) (لَئِن عَمت مصيبتك البرايا ... وَصَارَ بهَا على الدُّنْيَا ظلام) (فكم حسنت بك الْأَوْقَات حَتَّى ... كَأَنَّك فِي فَم الدُّنْيَا ابتسام) (ستندبك المواكب كل يَوْم ... ويبكيك المثقف والحسام)

(لِأَنَّك مَا شهِدت الْحَرْب إِلَّا ... تَعَالَى الْجَيْش وانحط القتام) (فَلَو تفدى بذلنا كل نفس ... لِأَن حَلَال بقايانا حرَام) (وَلَو رد الرَّحَى حَرْب لشبت ... وَكَانَ وقودها جثث وهام) (وكف الْخطب عَنْك كفاة أهل ... هم فِي الروع أمجاد كرام) (أَب وَأَخ هما ليثا عرين ... إِذا مَا كَانَ للحرب اصطلام) (يعز عَلَيْهِمَا أَن بت فَردا ... وجالت فِي محاسنك الْهَوَام) (وَمَا تركاك رهن الترب عمدا ... وَلَكِن مَعْدن الذَّهَب الرغام) (فنم فَلَو افْتَرَقت لفعل بر ... لاعطوك الَّذِي صلوا وصاموا) (وَمَا تحْتَاج عِنْد الله قربى ... مواهبه لنا ابداً جسام) (فللرحمن لطف واعتناء ... بِمن بِالْعلمِ كَانَ لَهُ اعتصام) ) (فكم اذريت خوف الله دمعاً ... غمايمه إِذا انهلت سجام) (قضيتك بالرثا حَقًا أكيداً ... لِأَن بِصُحْبَة يجب الذمام) (ساجعل طيب ذكرك لي سميراً ... وَمن يعشق يلذ لَهُ الغرام) (وَأَرْجُو الله أَن يوليك رحمى ... وَمن إِحْدَى عطاياه الدَّوَام) (فَلَا تبعد فَنحْن عَلَيْك وَفد ... وغايتنا لهَذَا وَالسَّلَام) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ لما اخْرُج السُّلْطَان خَلِيل ابْن بلغدار إِلَى الشَّام بِسَبَبِهِ وَكَانَ لَهُ إِلَيْهِ ميل عَظِيم (وَمن حَيْثُمَا غيبت عَنى ظَاهرا ... وسرت عل رغمى وفار قتنى قسرا) (أَقمت وَلَكِنِّي وعيشك آيس ... من الرّوح بعد الْخلّ أَن تسكن الصدرا) (فكم عِبْرَة للعين أجريتها دَمًا ... وَكم حرق فِي الصَّدْر أذكيتها جمرا) (لَعَلَّ الَّذِي أضحى لَهُ الْأَمر كُله ... على طول مَا القاه يحدث لي أمرا) أَبُو عبد الله السمري الْكَاتِب مُحَمَّد بن الجهم بن هرون السمري بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمِيم الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا رَاء أَبُو عبد الله الْكَاتِب مَاتَ سنة سبع وَسبعين وماتين عَن تسع وَثَمَانِينَ سنة سمع يعلى بن عبيد الطنافسي وَعبد الْوَهَّاب بن عَطاء وَيزِيد بن هرون وآدَم بن أبي أياس وروى عَن الْفراء تصانيفه وروى عَنهُ الْحَافِظ مُوسَى بن هرون وَالْقسم بن مُحَمَّد

الْأَنْبَارِي وَأَبُو بكر بن مُجَاهِد الْمُقْرِئ ونفطويه واسمعيل بن مُحَمَّد الصفار وَغَيرهم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ ثِقَة صَدُوق وَهُوَ القايل يمدح الْفراء قصيدة مِنْهَا (نَحْو أحسن النَّحْو فَمَا فِي ... هـ معيب وَلَا بِهِ ازراء) (لَيْسَ من صَنْعَة الضعايف لَكِن ... فِيهِ فقه وَحِكْمَة وضياء) (حجَّة توضح الصَّوَاب وَمَا قا ... ل سواهُ فَبَاطِل وخطاء) (لَيْسَ من قَالَ بِالصَّوَابِ كمن قا ... ل بِجَهْل وَالْجهل دَاء عياء) (وَكَأَنِّي أرَاهُ يملى علينا ... وَله وَاجِبا علينا الدُّعَاء) (كَيفَ نومي على الْفراش وَلما ... تَشْمَل الشَّام غَارة شعواء) (تذهل الْمَرْء عَن بنيه وتبدي ... عَن خدام العقيلة الْعَذْرَاء) قلت هَذَانِ البيتان الأخيران لعبد الله بن قيس الرقيات وإعرابهما مُشكل وَأما شعر هَذَا السمري) فبئس الشّعْر مَعَ مَا فِيهِ من مد الْمَقْصُور وَهُوَ عيب مُحَمَّد بن أبي الجهم بن حُذَيْفَة كَانَ هُوَ وَمُحَمّد بن أبي حُذَيْفَة فِي قصر الْعَرَصَة فأنزلهما مُسلم بالأمان وقتلهما سنة ثلث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ الْأَمِير ابْن جهور مُحَمَّد بن جهور بن مُحَمَّد بن جهور الْأَمِير أَبُو الْوَلِيد ابْن أبي الحزم رَئِيس قرطبة ومدبر أمرهَا كوالده قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث واعتني بالرواية توفّي معتقلا فِي سجن ابْن عباد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية التلعفرى الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن جَوْهَر بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله التعفرى الْمُقْرِئ المجود الصُّوفِي ولد بتلعفر سنة خمس عشرَة وَقَرَأَ على أبي اسحق بن وثيق التَّيْسِير لأبي عَمْرو وَأخذ عَنهُ التجويد ومخارج الْحُرُوف وَسمع بحلب من ابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَالصَّلَاح مُوسَى بن رَاجِح وَغَيرهم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قدم علينا دمشق وقرأت عَلَيْهِ مقدمته فِي التجويد وجزءاً من الحَدِيث كَانَ شَيخا ظريفا فِيهِ دعابة وَحسن محاضرة توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وست ماية أَبُو عبد الله السمين مُحَمَّد بن حَاتِم بن مَيْمُون أَبُو عبد الله السمين الْبَغْدَادِيّ كَانَ صَاحب غَزْو قَالَ الْتَقَيْنَا الرّوم فأخذني روع فَقلت لنَفْسي أَي كذابة أَيْن مَا كنت تدعين ثمَّ نزلت النَّهر وَاغْتَسَلت وَأخذت سلاحي وأتيت من وَرَاء الرّوم وَكَبرت تَكْبِيرَة عَظِيمَة وَكَانَ النَّصْر للروم فَلَمَّا سمعُوا التَّكْبِيرَة ظنُّوا أَن كميناً وَرَاءَهُمْ فَانْهَزَمُوا ومنح الله الْمُسلمين أكتافهم قتلا وأسراً روى

عَن سفين بن عُيَيْنَة وَغَيره وَاخْتلفُوا فِيهِ توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وماتين روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَوَثَّقَهُ ابْن حبَان مُحَمَّد بن حَاتِم بن خُزَيْمَة أَبُو جَعْفَر الْأَسَامِي بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَبعد الْألف مِيم من ولد أُسَامَة بن زيد الْحبّ الكشى المعمر توفّي سنة تسع وثلثين وَثلث ماية مُحَمَّد بن الْحَرْث بن أَسد أَبُو عبد الله الحشنى القيرواني الْحَافِظ دخل الأندلس وَتمكن من صَاحبهَا الحكم بن النَّاصِر وصنف لَهُ كتبا مِنْهَا كتاب الإتفاق وَالِاخْتِلَاف فِي مَذْهَب مَالك وَكتاب الْفتيا وتاريخ الأفريقيين وَالنّسب قَالَ ابْن الفرضى بَلغنِي أَن صنف ماية ديوَان وَكَانَ شَاعِرًا بليغا لكنه يلحن وَكَانَ يعاني الكيمياء وَاحْتَاجَ بعد موت الحكم إِلَى أَن جلس فِي حَانُوت ييع الأدهان وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثلث ماية مُحَمَّد بن الْحَرْث بن بسخنر أَبُو جَعْفَر يَزْعمُونَ أَنه مولى الْمَنْصُور قَالَ صَاحب الأغاني) احسبه وَلَاء خدمَة لَا وَلَاء عتق أَصله من الرّيّ وَكَانَ يزْعم أَنه من ولد بهْرَام جُوَيْن وَولد بِالْحيرَةِ وَكَانَ يغنى مرتجلا لِأَن أصل مَا غنى عَلَيْهِ المعزفة وَكَانَت تحمل مَعَه إِلَى دَار الْخَلِيفَة فَمر بهَا غُلَامه يَوْمًا فَقَالَ قوم كَانُوا جُلُوسًا على الطَّرِيق مَعَ هَذَا الْغُلَام مصيدة الفار فَقَالَ بَعضهم لَا هَذِه معزفة مُحَمَّد بن الْحَرْث فَحلف مُحَمَّد بن الْحَرْث بِالطَّلَاق وَالْعتاق أَنه لَا يغنى بهَا أبدا وَكَانَ أحسن خلق الله أَدَاء وَسُرْعَة أَخذ للغناء وَكَانَ لِأَبِيهِ الْحَرْث جوَار محسنات وَكَانَ الْموصِلِي يرضاهن ويأمرهن أَن يطرحن على جواريه أَبُو معوية الضَّرِير مُحَمَّد بن حَازِم أَبُو معوية الضَّرِير مولى بني عَمْرو بن سعد بن زيد مَنَاة التَّيْمِيّ من الطَّبَقَة السَّابِعَة من أهل الْكُوفَة ولد سنة ثلث عشرَة وماية ذهب بَصَره وَله أَربع سِنِين جرى لَهُ مَعَ هرون الرشيد حَدِيث مِنْهُ قَالَ هرون لَا يثيب أحد خلَافَة عَليّ بن أبي طَالب إِلَّا قتلته فَقَالَ وَلم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَت تيم منا خَليفَة وَقَالَت عدى منا

خَليفَة وَقَالَت بَنو أُميَّة منا خَليفَة فَأَيْنَ حظكم يَا بني هَاشم من الْخلَافَة لَوْلَا على فَقَالَ صدقت لَا ينفى أحد عليا من الْخلَافَة إِلَّا قتلته توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وماية بِخِلَاف فِي ذَلِك قدم بَغْدَاد وَحدث عَن الْأَعْمَش وَكَانَ اثْبتْ أَصْحَابه لِأَنَّهُ لَازمه عشْرين سنة وروى عَن هِشَام بن عُرْوَة وَلَيْث بن أبي سليم وروى عَنهُ أَحْمد وَابْن معِين وَالْحسن بن عَرَفَة وَآخَرُونَ وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ثِقَة قَالَ ابْن سعد كَانَ يُدَلس وَكَانَ مرجئاً وَلم يشْهد وَكِيع جنَازَته وَهَذَا أَبُو معوية غير أبي معوية الْأسود لِأَن ذَلِك اسْمه الْيَمَان نزل طرسوس وَصَحب سفين الثَّوْريّ وَابْن أدهم والفضيل وَكَانَ عَظِيم الزّهْد ولورع أسود اللَّوْن من موالى نَبِي أُميَّة كَانَ ابْن معِين يَقُول أَن كَانَ بقى أحد من البدال فَأَبُو معوية الْأسود ذهب بَصَره آخر عمره فَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يقْرَأ فِي الْمُصحف رد الله عَلَيْهِ بَصَره فَإِذا ترك الْقِرَاءَة ذهب بَصَره الْبَاهِلِيّ مُحَمَّد بن حَازِم الْبَاهِلِيّ أَبُو جَعْفَر هُوَ مولى باهلة كَانَ يهجو مُحَمَّد بن حميد الطوسي عَتبه يحيى بن أَكْثَم على اختصاره الشّعْر فَقَالَ (أبي لي أَن أطيل الشّعْر قصدي ... إِلَى الْمَعْنى وَعلمِي بِالصَّوَابِ) (وإيجازي بمختصر قريب ... حذفت بِهِ الفضول من الْجَواب) (فابعثهن بمختصر قريب ... حذفت بِهِ الفضول من الْجَواب) (فابعثهن أَرْبَعَة وستاً ... مثقفة بِأَلْفَاظ عَذَاب) ) (وَهن إِذا وسمت بِهن قوما ... كاطواق الحمايم فِي الرّقاب) (وَهن وَإِن أَقمت مَا فرات ... تهاداها الروَاة مَعَ الركاب) ابْن حَاطِب الجُمَحِي مُحَمَّد بن خَاطب الجُمَحِي أَخُو الْحَرْث بن حَاطِب لَهُ صُحْبَة وَحَدِيث وَاحِد فِي الضَّرْب بالدف فِي النِّكَاح روى عَنهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة أَربع وَسبعين لِلْهِجْرَةِ مُحَمَّد بن حَامِد بن الْحَرْث أَبُو رَجَاء الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالسراج نزيل مَكَّة توفّي سنة ثلث وَأَرْبَعين وَثلث ماية

ابْن حبَان مُحَمَّد بن حبَان بن أَحْمد بن حبَان بن معَاذ ابْن معبد بن سهيد بن هدبة بن مرّة أَبُو حَاتِم التَّمِيمِي البستي الْحَافِظ الْعَلامَة صَاحب التصانيف مَعَ بالعراق وَالشَّام ومصر الجزيرة وخراسان والحجاز من الْكِبَار وروى عَنْهُم وروى عَنهُ الْحَاكِم وَغَيره ولى قَضَاء سَمَرْقَنْد زَمَانا وَكَانَ من فُقَهَاء الدّين وحفاظ الْآثَار عَالما بالطب والنجوم وفنون الْعلم ألف الْمسند الصَّحِيح والتاريخ والضعفاء وَفقه النَّاس بسمرقند وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة نبيلا ذكره ابْن الصّلاح فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة فَقَالَ غلط الْغَلَط الْفَاحِش فِي تصرفه قَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الْأَنْوَاع والتقاسيم ولعلنا قد كتبنَا عَن أَكثر من ألف شيخ قَالَ أَبُو اسمعيل الْأنْصَارِيّ سَمِعت عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت أبي يَقُول انكروا عل ابْن حبَان قَوْله النُّبُوَّة الْعلم وَالْعَمَل فحكموا عَلَيْهِ بالزندقة وهجر وَكتب فِيهِ إِلَى الْخَلِيفَة فَكتب بقتْله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَول ابْن حبَان كَقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَج عَرَفَة وَفِي ذَلِك أَحَادِيث وَمَعْلُوم أَن الرجل لَو وقف بِعَرَفَة فَقَط مَا صَار بذلك حَاجا وَإِنَّمَا ذكر أشهر أَرْكَان الْحَج وَكَذَلِكَ ابْن حبَان ذكر اكمل نعوت النَّبِي فَلَا يكون العَبْد نَبيا إِلَّا أَن يكون عَالما عَاملا وَلَو كَانَ عَالما عَاملا فَقَط لما عد نَبيا إِذْ حِيلَة للبشر فِي اكْتِسَاب النُّبُوَّة توفّي ابْن حبَان سنة أَربع وَخمسين وَثلث ماية السهر وردى الْمَقْتُول الشَّافِعِي مُحَمَّد بن حبش بن أميرك شهَاب الدّين أَبُو الْفتُوح السهروردى الْحَكِيم الْمَقْتُول بحلب اخْتلف فِي اسْمه فَقَالَ صَاحب الْمرْآة مُحَمَّد السهروردي وَلم يذكر أَبَاهُ وَقَالَ ابْن أبي اصبيعة فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء عمر وَلم يذكر أَبَاهُ وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان يحيى بن حبش بن أميرك بالجاء الْمُهْملَة وَالْبَاء ثَانِي الْحُرُوف والشين والمعجمة فِي) أَبِيه وجده أميرك أَمِير فِي آخِره كَاف وَلَعَلَّ هَذِه التَّسْمِيَة هِيَ الصَّحِيح قَرَأَ الْحِكْمَة وأصول الْفِقْه على الشَّيْخ مجد الدّين الجيلي بمراغة وَهَذَا الجيلي على مَا ذكره ابْن خلكان شيخ الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وَكَانَ السهروردي مفرط الذكاء فصيح الْعبارَة حكى عَنهُ بعض فُقَهَاء الْعَجم قَالَ خرجنَا مَعَه من دمشق فَلَمَّا كُنَّا بالقابون على بَاب دمشق لَقينَا قطيع غنم مَعَ تركمان فَقُلْنَا يَا مَوْلَانَا نُرِيد من هَذَا القطيع رَأس غنم فَقَالَ معي عشرَة دَرَاهِم خذوها واشتروا بهَا رَأْسا

فاشترينا رَأْسا ومشينا بِهِ قَلِيلا فلحقنا رَفِيق التركماني وَقَالَ ردوا الرَّأْس وخذوا أَصْغَر مِنْهُ فَإِن هَذَا مَا عرف يبيعكم لِأَن هَذَا الرَّأْس وامضوا بِهِ وَأَنا أَقف مَعَه وأرضيه فَلَمَّا ابعدنا قَلِيلا تَركه الشَّيْخ ولحقنا وَبَقِي التركماني يمشى ويصيح بِهِ وَهُوَ لَا يلْتَفت عَلَيْهِ فَلَمَّا لم يكلمهُ لحقه وجذب يَده الْيُسْرَى بغيظ وَقَالَ ابْن تروح وتخليني فَإِذا بيد الشَّيْخ قد انخلعت من كتفه وَبقيت فِي يَد التركماني وَالدَّم يجرى فبهت التركماني وَرمى الْيَد وَخَافَ فَرجع الشَّيْخ وَأخذ تِلْكَ الْيَد بِيَدِهِ الْيُمْنَى ولحقنا وبقى التركماني رَاجعا وَهُوَ يلْتَفت إِلَيْهِ حَتَّى غَابَ عَنهُ فَلَمَّا وصل إِلَيْنَا رَأينَا فِي يَده منديلا لَا غير قَالَ شمس الدّين ابْن خلكان ويحكى عَنهُ من هَذَا كثير وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وتلقب بالمؤيد بالملوكت وَكَانَ يتهم بانحلال العقيدة وَرَأى الحكاء قَالَ سيف الدّين الْآمِدِيّ اجْتمعت بِهِ فِي حلب فَقَالَ لي لَا بُد أَن اتملك فَقلت من أَيْن لَك هَذَا قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي شربت الْبَحْر وَلَا بُد أَن أملك الأَرْض فَقلت لَهُ لَعَلَّ هَذَا يكون اشتهار الْعلم وَمَا يُنَاسب هَذَا فرأيته لَا يرجع عَمَّا فِي نَفسه ورأيته كثير الْعلم قَلِيل الْعقل وَدخل إِلَى حلب وَاجْتمعَ بِالظَّاهِرِ غازى ابْن صَلَاح الدّين واستماله واراه أَشْيَاء فَارْتَبَطَ عَلَيْهِ فَبلغ الْخَبَر صَلَاح الدّين فَكتب إِلَيْهِ يَأْمُرهُ بقتْله وصمم عَلَيْهِ فاعتقله فِي قلعة حلب فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة سلخ ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية أَخْرجُوهُ مَيتا من الْحَبْس فَتفرق عَنهُ أَصْحَابه وَقيل صلب أَيَّامًا وَلما تحقق الْقَتْل كَانَ كثيرا مَا ينشد (أرى قدمى أراق دمي ... وَهَان دمي فها ندمي) وَهَذَا من قَول أبي الْفَتْح البستي (إِلَى حتفي سعى قدمي ... أرى قدمي أراق دمي) (فَلم أَنْفك من نَدم ... وَلَيْسَ بنافعي ندمي) وَمن نظمه فِي مَادَّة قَول ابْن سينا فِي النَّفس) (خلعت هياكلها بجرعاء الْحمى ... وصبت لمغناها الْقَدِيم تشوقا) (وتلفتت نَحْو الديار فشاقها ... ربع عفت اطلاله فتمزقا) (وقفت تسايله فَرد جوابها ... رَجَعَ الصدى أَن لَا سَبِيل إِلَى البقا) (فَكَأَنَّهَا برقٌ تألق بالحمى ... ثمَّ انطوى فَكَأَنَّهُ مَا ابرقا) قلت وَبَينهمَا فرق بعيد وبون لَان أَبْيَات الرئيس امتن أعذب وافصح وأطول وَمن تصانيفه التنقيحات فِي أصُول الْفِقْه والتلويحات وَهُوَ أَكثر مسايل من إشارات الرئيس والهياكل وَحِكْمَة الْإِشْرَاق وَالْحكمَة الغريبة فِي نمط رِسَالَة حَيّ بن يقظان ورسايل كَثِيرَة وادعية فِيهَا تمجيد وتقديس لله تَعَالَى وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي صَلَاحه وزندقته وَالَّذِي افتى بقتْله الشَّيْخَانِ زين الدّين ومجد الدّين ابْنا جهبل وَمن دعايه اللَّهُمَّ خلص لطيفي من هَذَا الْعَالم الكثيف قَالَ سبط ابْن الجوزى فِي الْمرْآة فَجَمعهُمْ لمناظرته يعْنى الظَّاهِر غازى جمع الْفُقَهَاء

لمناظرة السهروردي فناظروه وَظهر عَلَيْهِم بعبارته فَقَالُوا أَنَّك قلت فِي بعض مصنفاتك أَن الله قَادر على أَن يخلق نَبيا وَهَذَا مُسْتَحِيل فَقَالَ لَهُم وَمَا وَجه استحالته فَإِن الْقَادِر هُوَ الَّذِي لَا يمْتَنع عَلَيْهِ شىء فتعصبوا عَلَيْهِ فحبسه الظَّاهِر وَجَرت بِسَبَبِهِ خطوب وشناعات وَكَانَ دنى الهمة زرى الْخلقَة دنس الثِّيَاب وسخ الْبدن لَا يغسل لَهُ ثوبا وَلَا جسما وَلَا يدا من زهومة وَلَا يقص ظفرا وَلَا شعرًا وَكَانَ الْقمل يَتَنَاثَر على وَجهه وَيسْعَى على ثِيَابه وكل من رَآهُ يهرب مِنْهُ وَهَذِه الْأَشْيَاء تنافى الْحِكْمَة وَالْعقل وَالشَّرْع انْتهى وَأورد لَهُ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان قصيدة حائية أَولهَا (أبدا تحن إِلَيْكُم الْأَرْوَاح ... ووصالكم ريحانها والراح) (وَقُلُوب أهل ودادكم تشتاقكم ... والى لذيذ لقايكم ترتاح) (وَا رحمتا للعاشقين تحملوا ... ستر الْمحبَّة والهوى فضاح) (بالسر إِن باحوا تُبَاح دِمَاؤُهُمْ ... وَكَذَا دِمَاء البايحين تُبَاح) (وَإِذا هم كتموا تحدث عَنْهُم ... عِنْد الوشاة المدمع السفاح) (وبدت شَوَاهِد للسقام عَلَيْهِم ... فِيهَا لمشكل أَمرهم أيضاح) (خفض الْجنَاح لكم وَلَيْسَ عَلَيْكُم ... للصب فِي خفض الْجنَاح جنَاح) (فَإلَى لقاكم نَفسه مرتاحة ... والى رضاكم طرفه طماح) ) (عودوا بِنور الْوَصْل من غسق الجفا ... فالهجر ليل والوصال صباح) (صافاهم فصفوا لَهُ فقلوبهم ... فِي نورها الْمشكاة والمصباح) (وتمتعوا فالوقت طَابَ بقربهم ... راق الشَّرَاب ورقت الأقداح) (يَا صَاح لَيْسَ على الْمُحب ملامة ... أَن لَاحَ ف أفق الْوِصَال صباح) (لَا ذَنْب للعشاق أَن غلب الْهوى ... كتمانهم فنمى الغرام وباحوا) (سمحوا بِأَنْفسِهِم وَمَا بخلوا بهَا ... لما دروا أَن السماح رَبَاح) (ودعاهم داعى الحقايق دَعْوَة ... فَغَدوْا بهَا متأنسين وراحوا) (ركبُوا على سفن الوفا فدموعهم ... بَحر وَشدَّة شوقهم ملاح) (وَالله مَا طلبُوا الْوُقُوف بِبَابِهِ ... حَتَّى دعوا واتاهم الْمِفْتَاح) (لَا يطربون لغير ذكر حبيبهم ... أبدا فَكل زمانهم افراح) (حَضَرُوا وَقد غَابَتْ شَوَاهِد ذاتهم ... فتهتكوا لما رَأَوْهُ وصاحوا) (أفناهم عَنْهُم وَقد كشفت لَهُم ... حجب البقا فتلاشت الْأَرْوَاح) (فتشبهوا أَن لم تَكُونُوا مثلهم ... أَن التَّشَبُّه بالكرام فلاح) (قُم يَا نديم إِلَى المدام فهاتها ... فِي كأسها قد دارت الأقداح)

(من كرم إكرام بدن ديانَة ... لَا خمرة قد داسها الْفَلاح) وَمن كَلَامه وَقد سَمَّاهُ وَارِد التَّقْدِيس الْأَعْلَى لكل يَوْم تعاليت مَوْلَانَا مِنْك السَّلَام وَإِلَيْك السَّلَام أَنْت وَاجِب الْوُجُود الْوَاحِد من جَمِيع الْوُجُوه لَا وَاجِب فِي الْوُجُود غَيْرك أَنْت إِلَه الْآلهَة لَا إِلَه للْعَالمين سواك توحدت بالمجد الأرفع والسناء الْأَعْظَم واللاهوت الْأَكْبَر والنور الأقهر والجلال الْأَعْلَى والكمال الأتم والجود الْأَعَمّ وَالْخَيْر الأبسط والبهاء الْأَشْرَف والضياء الْأَظْهر والكبرياء الْأَقْوَى والطول الْأَفْضَل وَالْملك الأوسع وَالْجمال الأبهى واللقاء الأكرام والجبروت الْمُقَدّس والملكوت الطَّاهِر سُبْحَانَكَ مبدع الْكل أول الأوايل مبدأ المبادئ موجد جَمِيع الماهيات مظهر كل الهويات مسبب الْأَسْبَاب رب الأرباب فعال العجايب وَمَا هُوَ اعْجَبْ من العجايب متقن اللطايف وَمَا هُوَ الطف من اللطايف آلَة الْعُقُول الفعالة والذوات الْمُجَرَّدَة عَن الْموَاد والأمكنة والجهات الَّتِي هِيَ الْأَنْوَار الْقَاهِرَة الْمُفَارقَة من جَمِيع الْوُجُوه وهم الكاملون الأقربون وَآلَة النُّفُوس الناطقة الْبَريَّة عَن حُلُول الْمَكَان والانطباع فِي الْأَجْسَام الْمُدبرَة للإجرام لَا) بالاتصال والمماسة المستفيدة من الْعَالم العقلى مِنْك مبدأها وَإِلَيْك مُنْتَهَاهَا وَآلَة المحدد الْأَعْلَى سَمَاء السَّمَوَات مُنْتَهى الإشارات وَجَمِيع الْأَشْيَاء الشَّرِيفَة الْكَرِيمَة الفلكية ممتنعة الْخرق وَالْفساد واضوايها النيرة الرفيعة وَآلَة جَمِيع العنصريات بسايطها ومركباتها تَبَارَكت اللَّهُمَّ يَا حَيّ يَا قيوم يَا سبوح يَا قدوس يَا رب الْمَلأ الْأَعْلَى يَا نور النُّور يَا صانع السرمد مِنْك الْأَزَل وَبِك الْأَبَد أَنْت موجد كل مَا اتّصف بعرضية أَو جوهرية أَو كَثْرَة أَو وحدة أَو علية أَو معلولية وَإِلَيْك نِهَايَة الرغبات غرقت ذَوَات القديسين فِي أبحر انوارك رَأْيك عيونهم بشعاع ذاتك الغاشي المغرق وَمَا رأتك بإحاطة أَنَّك أَنْت المتعالي القاهر لجَمِيع الآنيات بنورك الَّذِي لَا يتناهى وَلَا يقهرك شىء من الْأَشْيَاء لَا يتَّصل بك شىء احْتَجَبت بِشدَّة ظهورك وَكَمَال نورك لَيْسَ لعبيدك الْأَنْوَار القاهرين الْأَقْرَبين اللاهوتين المجردين عَن الْعُيُون والمواد ضد وَلَا ممانع وَلَا زَوَال وَلَا فنَاء وَلَا يقدر الْبشر أَن يحْمَدُوا أَو يمدحوا أقلهم مرتبَة على مَا يَلِيق بِكَمَالِهِ فَكيف نحمد ونحصى ثَنَاء على من غرق فِي نور قهره وانطمس فِي بِنَاء مجده اعظم طبقَة عجز الواصفون عَن وصف أصغرها مرتبَة كفرت بِمن زعم أَن لَك كيقية أَو كمية أَو أَيّنَا أَو وضعا أَو حجما أَو عرضا من الْأَعْرَاض أَو وَصفا من الْأَوْصَاف إِلَّا لضَرُورَة الْعبارَة والتفهيم أَنْت الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ نور الْأَنْوَار الْمَحْمُود بالسلب لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك اشتاقت الذوات الطاهات إِلَيْك وخضعت رِقَاب الموجودات بَين يَديك وتوكلت النُّفُوس الزاكيات عَلَيْك أَنْت فَوق مَا لَا يتناهى أَسأَلك أَن تفيض على أنوارك وتكلمني بِمَعْرِِفَة أسرارك الشَّرِيفَة وَأَن تودني بِالنورِ وتعصمني بِالنورِ وتحشرني إِلَى النُّور واسألك الشوق إِلَى لقايك والانغماس فِي تَأمل كبريايك انصر اللَّهُمَّ أهل النُّور والاشراق وَبَارك فيهم وقدسهم وإيانا إِلَى أَبَد الآبدين ودهر الداهرين تمت ابْن حبيب التنوخي مُحَمَّد بن حبيب التنوخي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شاع حاذق فِي المقطعات عَاجز عَن التَّطْوِيل قطعه كالنار فِي أَي معنى قصد على لوثة فِيهِ قَالَ ابْن رَشِيق سُئِلت فِي خَاتم فبعثته وكتبت مَعَه

(لَا بَأْس فِيمَا رأى السماح ... أَن يُوهب الْخَاتم السِّلَاح) (لم يلا يُبِيح الْأَنَام شَيْئا ... تَصْحِيف معكوسه مُبَاح) فَقَالَ ابْن حبيب بئس وَجه الطَّيرَة بالخاتم وصنع) (من عَادَة الْخَاتم اعطاؤه ... للمرسل الذَّاهِب والذاهيه) (فَمن هُنَا خيفت مهاداته ... لفرقة الصاحب والصاحبه) واستدعى المناقضة ثِقَة بقوله فصنعت (يَا ابْن حبيب أَنْت فِي غَفلَة ... وَلم تجئ بِالْحجَّةِ الغالبه) (لَا يدْفع الْإِنْسَان خيتامه ... إِلَّا ليقضي حَاجَة غايبه) (فاغطه من شِئْت تظفر بِهِ ... فَإِن فِيهِ حسن العاقبه) قَالَ وَكَانَ قد علق غُلَاما فَكلما زَارَهُ لم يُوَافقهُ وَإِذا حضر لم يزره وَكثر ذَلِك مِنْهُمَا فَقَالَ بِاللَّه تَعَالَى نصْنَع فِي هَذَا الْفَصْل بديهة فصنعت أَنا (مَا بالنا نجفى فَلَا نوصل ... إِلَّا خلافًا مثل مَا نَفْعل) (تَأتي إِذا غبنا فَإِن لم نغب ... جعلت لَا تأي وَلَا تسْأَل) (كهاجر أحبابه زاير ... اطلالهم من بعد أَن يرحلوا) وصنع ابْن حبيب (يَا تَارِكًا أَن لم اعب زورتي ... وزايري رَأيا إِذا غبت) (وددت أَن ودك لاينثنى ... يزور فقداني لَو مت) فحاكمني إِلَى بعض علما ينا فَقضى لَهُ وَأَنا أرى أَنِّي قد ظلمت فَلَمَّا رجعت إِلَى النّظر وجدت كَلَام صاحبنا أوجز قلت احسن من قوليهما قَول الآخر (كأننا فِي فلك داير ... فَأَنت تخفى وَأَنا اظهر) قَالَ وَكَانَ كثيرا مَا يجالسنا غُلَام مليح ذُو خَال تَحت لحيه فَنظر مُحَمَّد يَوْمًا وَأَشَارَ إِلَى الْخَال ثمَّ اطرق سَاعَة ففهمت عَنهُ أَنه يصنع شَيْئا فصنعت بَيْتَيْنِ وَأَمْسَكت عَنْهُمَا خوف الْوُقُوع دونه فَلَمَّا رفع رَأسه قَالَ اسْمَع وَأنْشد (يَقُولُونَ لم من تَحت صفحة خَدّه ... تنزل خَال كَانَ منزله الخد) (فَقلت رأى بهو الْجمال فهابه ... فحط خضوعا مِثْلَمَا خضع العَبْد) فَقلت أَحْسَنت أحسن الله إِلَيْك وَلَكِن اسْمَع قَالَ وصنعت شَيْئا قلت نعم وأنشدته (حبذا الْخَال كاينا مِنْهُ بَين ال ... جيد والخد رَقَبَة وحذارا) (رام تقبيله اختلاسا وَلَكِن ... خَافَ من لحظ طرفه فتوارى)

) فَقَالَ فضحتنى قطع الله لسَانك وَاشْتَدَّ ضجره وادرد لَهُ (ملكت لضيق معرفتي زَمَانا ... إِلَى أَن كَانَ لي فِي الدَّهْر سر) (فصرت مكَاتبا بالحجب عَنهُ ... إِذا احكمت فضلا مر شهر) (فَلم اعجز فصرت مليك امرى ... وَمن وفى الْكِتَابَة فَهُوَ حر) وَأورد لَهُ وقايع جرت مِنْهُ تدل على مَا كَانَ فِيهِ من اللوثة ابْن حبيب الأخباري مُحَمَّد بن حبيب أَبُو جَعْفَر صَاحب كتاب المحبر اخباري صَدُوق وَاسع الرِّوَايَة عَارِف بأيام النَّاس وَهُوَ ابْن ملاعنة نسب إِلَى أمه توفّي سنة خمسين وماتين وَكتبه صَحِيحَة وروى كتب قطرب وَابْن الْكَلْبِيّ وَابْن الْأَعرَابِي وَله كتاب الْمُوشى وَغير ذَلِك قَالَ أَبُو الْحسن ابْن أبي رُؤْيَة عبرت إِلَى ابْن حبيب فِي مكتبه وَكَانَ يعلم ولد الْعَبَّاس بن مُحَمَّد فِي شكوك شَككت فِيهَا وروى مُحَمَّد بن مُوسَى الْبَرْبَرِي عَن ابْن حبيب قَالَ إِذا قلت للرجل مَا صناعتك فَقَالَ معلم فاصفع وَأنْشد ابْن حبيب (أَن الْمعلم لَا يزَال معدما ... لَو كَانَ علم آدم الْأَسْمَاء) (من علم الصّبيان صبوا عقله ... حَتَّى بنى الْخُلَفَاء وَالْخُلَفَاء) قَالَ المرزباني وَكَانَ مُحَمَّد بن حبيب يُغير على كتب النَّاس فيدعيها وَيسْقط أَسْمَاءَهُم فَمن ذَلِك الْكتاب الَّذِي أَلفه اسمعيل بن أبي عبيد الله وَاسم أبي عبيد الله معوية وكنيته هِيَ الْغَالِبَة على اسْمه فَلم يذكرهَا لِئَلَّا يعرف وابتدأ فساق كتاب الرجل من أَوله إِلَى آخِره وَلم يُغير فِيهِ حرفا وَلَا زَاد فِيهِ وَقَالَ مُحَمَّد ابْن اسحق وَلابْن حبيب من الْكتب كتاب النّسَب المنمق وَهُوَ الْأَمْثَال على افْعَل السُّعُود والعمود العماير والرباع الموشح الْمُخْتَلف والمؤتلف فِي أَسمَاء القبايل غَرِيب الحَدِيث والأنواء المشجر من استجيبت دَعوته الْمُهَذّب فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وطبقاتهم نقايض جرير وَعمر بن لَجأ نقايض جرير والفرزدق المفوف تَارِيخ الْخُلَفَاء من سمى بِبَيْت قَالَه مقَاتل الفرسان الشُّعَرَاء وأنسابهم كتاب الْعقل كنى الشُّعَرَاء السمات أَيَّام جرير الَّتِي ذكرهَا فِي شعره أُمَّهَات أَعْيَان بني عبد الْمطلب أُمَّهَات السَّبْعَة من قُرَيْش الْخَيل النَّبَات القاب القبايل المقتبس الْأَرْحَام الَّتِي بَين النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه سوى الْعصبَة ألقاب الْيمن ومصر وَرَبِيعَة القبايل الْكَبِيرَة وَالْأَيَّام جمعه لِلْفَتْحِ بن خاقَان وَجمع للْعَرَب عدَّة دواوين)

الأبرش الْحِمصِي مُحَمَّد بن حَرْب الْخَولَانِيّ الأبرش الْحِمصِي كَاتب الزبيدِيّ أَبُو عبد الله قيل أَنه ولى قَضَاء دمشق وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وروى عَنهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وماية مُحَمَّد بن حَرْب بن عبد الله النَّحْوِيّ الْحلَبِي أَبُو المرجا أحد أَعْيَان حلب الْمَشْهُورين بِعلم الْأَدَب توفّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس ماية أَو مَا يُقَارب ذَلِك قَالَ رَأَيْت فِي النّوم إنْسَانا ينشدني هَذَا الْبَيْت (اروم عطا الْأَيَّام والدهر مهلكي ... ممر لَهَا والدهر وَهِي عطاها) فأجزته بِأَبْيَات (أيا طَالب الدُّنْيَا الدنية أَنَّهَا ... سترديك يَوْمًا أَن عَلَوْت مطاها) (صن النَّفس لَا تركن إِلَيْهَا فَإِن ابت ... فردد عَلَيْهَا آي آخر طه) (ودع رَوْضَة الآمال والحرص أَنه ... إِذا ردع النَّفس الْهدى بسطاها) (فَلَا بُد يَوْمًا أَن تلم ملمة ... فتنشط منا عقدَة نشطاها) وَقَالَ فِي الزَّمَان (وَلما فضضت الْخَتْم عَنْهُن لَاحَ لي ... فصوص عقيق فِي بيُوت من التبر) (وذر وَلَكِن لم يدنسه غايص ... وَمَاء وَلَكِن فِي محازن من حمر) وَقَالَ أَيْضا (لما بدا ليل عارضيه لنا ... يحْكى سطوراً كتبن بالمسك) (تلى علينا العذار سُورَة وَال ... ليل وغنى لنا قفا نبك)

وَله أَيْضا (تجلى لنا شمعة تشابهني ... وقداً ولوناً وادمعاً وفنا) قلت شعر جيد وَله أرجوزة فِي مخارج الْحُرُوف مُحَمَّد بن حَرْب بن خربَان أَبُو عبد الله الوَاسِطِيّ النشائي وَقيل النشاستجى روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة خمس وَخمسين وماتين التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ مُحَمَّد بن الْحَرْث التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ من عبد شمس بن زيد مَنَاة بن تَمِيم قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان مأموني يَقُول) (كَأَن طرف الْمُحب حِين يرى ... حَبِيبه خنجر على كبده) (قد يكره الشىء وَهُوَ مَنْفَعَة ... ويطرف الْمَرْء عينه بِيَدِهِ) العبشمي والى مصر مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة بن عتبَة بن ربيعَة العبشمى أَبُو الْقسم قَتله شيعَة عُثْمَان بفلسطين سنة ثَمَان وثلثين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ أَبوهُ أَبُو حُذَيْفَة قد اسْتشْهد يَوْم الْيَمَامَة وَكَانَ ابْنه مُحَمَّد صَغِيرا فَكَفَلَهُ عُثْمَان بن عَفَّان رضى الله عَنهُ واحسن كفَالَته ورباه واجمل تَرْبِيَته فَلَمَّا ترعرع سَأَلَ عُثْمَان أَن يوليه ولَايَة فَأبى فتنسك وَتعبد وَقيل أَنه خرج إِلَى مصر وَبهَا عبد الله بن سعد بن أبي سرح عَامل عُثْمَان فوفد عبد الله بن سعد على عُثْمَان فانتزى مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة على مصر وَأَخذهَا فَلَمَّا عَاد ابْن سعد إِلَيْهَا مَنعه من دُخُولهَا فَرجع ابْن سعد إِلَى عسقلان وَأقَام بهَا وَأقَام ابْن أبي حُذَيْفَة على مصر حَتَّى ولى على عَلَيْهِ السَّلَام على مصر قيس بن سعد وعزل عَنْهَا ابْن أبي حُذَيْفَة فَخرج إِلَى الشَّام فَقتله مولى لعُثْمَان وَقَالَ هِشَام بن الْكَلْبِيّ اسْتَأْذن مُحَمَّد عُثْمَان فِي غَزْو الْبَحْر فَأذن لَهُ وَخرج إِلَى مصر فَلَمَّا رأى النَّاس وزهده وعبادته اعظموه واطاعوه وَكَانَ جهورى الصَّوْت فَكبر يَوْمًا خلف ابْن سعد تَكْبِيرَة أفزعته فشتمه ابْن سعد وَقَالَ أَنْت حدث أَحمَق وَلَوْلَا ذَلِك قاربت بَين خطاك وَكَانَ ابْن أبي حُذَيْفَة وَابْن أبي بكر يعيبان على عُثْمَان تَوليته ابْن سعد ويؤلبان عَلَيْهِ فَكتب ابْن سعد إِلَى عُثْمَان أخبرهُ فَكتب إِلَيْهِ عُثْمَان أما ابْن أبي بكر فيوهب لِأَبِيهِ ولعايشة وَأما ابْن أبي حُذَيْفَة فابنى وتربيتي وَهُوَ فرخ قُرَيْش فَكتب ابْن سعد أَن هَذَا الفرخ قد نبت ريشه وَمَا بقى إِلَّا أَن يطير فَبعث عُثْمَان إِلَى ابْن أبي حُذَيْفَة بثلثين ألفا وَكِسْوَة فَجمع مُحَمَّد المصريين ووصع المَال فِي الْمَسْجِد وَقَالَ أَن عُثْمَان يُرِيد أَن يخدعني ويرشوني عل ديني وفرقه فِيهِ فازداد فِي عُيُون الْقَوْم وازدادوا طغيانا على عُثْمَان فَاجْتمعُوا وَبَايَعُوا مُحَمَّدًا على رياستهم فَلم

يزل يؤلبهم على عُثْمَان حَتَّى سَارُوا إِلَيْهِ وقتلوه وَقَالَ غَيره قدم معوية مصر سنة ثلثين وَنزل عل عين شمس وَكتب إِلَى مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة يخدعه وَيَقُول أَنا لَا نُرِيد قتال أحد من الْمُسلمين وَأَنا جِئْنَا نطلب الْقود لعثمن فادفعوا إِلَيْنَا قاتليه ابْن عديس وكنانة بن بشر فهما رَأْسا الْقَوْم فَقَالَ ابْن أبي حُذَيْفَة أَنِّي لم أكن لاقيد بعثمان حَدثا فَقَالَ معوية اجعلوا بَيْننَا وَبَيْنكُم اجلا حَتَّى يجْتَمع النَّاس على أَمَام وارهنوا عندنَا رهنا فَأَجَابَهُ مُحَمَّد إِلَى ذَلِك واستخلف على مصر وَخرج مَعَ الرَّهْن فِي هَذَا الْعَهْد إِلَى الشَّام فَلَمَّا نزلُوا بلد سجنهم معوية وَقيل سجن ابْن أبي حُذَيْفَة بِدِمَشْق وَابْن عديس ببعلبك فهرب ابْن) أبي حُذَيْفَة وَمَا كَانَ معوية يخْتَار قَتله وَكَانَ يود هروبه أرسل خَلفه عبد الله بن عَمْرو الْخَثْعَمِي وَكَانَ عثمانيا فَوَجَدَهُ قد دخل غارا فَدخل خَلفه وَقَتله مَخَافَة أَن يُطلقهُ معوية وعَلى الْجُمْلَة فَاخْتَلَفُوا فِي كَيْفيَّة قَتله السَّمْتِي مُحَمَّد بن حسان السَّمْتِي البغداني روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَأَبُو بكر ابْن أبي الدُّنْيَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة يحدث عَن الضُّعَفَاء توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وماتين الْأَزْرَق مُحَمَّد بن حسان الْأَزْرَق الشَّيْبَانِيّ الوَاسِطِيّ وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وماتين الْمُهَذّب الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن حسان بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْخضر الْمُهَذّب أَبُو طَالب الدِّمَشْقِي المولد الْيُمْنَى الأَصْل قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب زارني فِي الْمدرسَة الَّتِي ادرس بهَا فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس ماية وأنشدني لنَفسِهِ (اظبى تجرد من عُيُون ظباء ... يَوْم الأبيزق تَحت ظلّ خباء) (أم أَسد خيس أبرزت لطعاننا ... ورماحهن لواحظ الاطلاء) (علقت اسنتهن فِي علق النهى ... منا فَلم تخرج بِغَيْر دِمَاء) (وهززن اعطاف الغصون يشقنتا ... بل سقننا بازمة البرحاء) (والركب بَين أثيل منعرج اللوى ... والجزع مزور إِلَى الزَّوْرَاء) (تخفى هوادجه البدور وقلما ... تخفى بدور التم فِي الظلماء) (ويلحن من خلل البراقع مثل مَا ... فِي الدجى لاحت غرَّة ابْن ذكاء) (بَين الحواجب والعيون مصَارِع ال ... عشاق لَا فِي ملتقى الْأَعْدَاء) (وقدود أَغْصَان الحدوج كَأَنَّهَا ... الالفات فَوق صحايف الْبَيْدَاء)

(من كل هيفاء القوام مزيلة ... باللحظ مِنْهَا عقل قلب الراءى) (تملى أَحَادِيث الجوى بجفونها ... سرا وتشكو الشوق بالايحاء) (وَحَدِيث ابناء الغرام بحاجب ... أَو نَاظر من خشيَة الرقباء) (واها لقتلي عشق كل مذيبة ... بالصد قلب الصَّخْرَة الصماء) (قتلوا بأسياف الْعُيُون وضايع ... دم من يُطَالب مقلة الْحِنَّاء) (وَإِذا الْهوى سلت صوارمه على ... قلب فصاحبه من الشُّهَدَاء) ) (ومهفهف نضر الصَّبِي ثنت الصِّبَا ... مِنْهُ كقد الصعدة السمراء) (متلثم بالْحسنِ خشيَة نَاظر ... يدميه مِنْهُ بصارم الأنحاء) (قمر مَنَازِله الْقُلُوب وشرقه ... فلك الْجُيُوب وغربه احشاءى) (سقت الملاحة ورد رَوْضَة خَدّه ... طل الحيا وسلافة الصَّهْبَاء) قلت شعر متوسط مُحَمَّد بن حسان النملي يكنى أَبَا حسان أحد الْكتاب ولأدباء وَكَانَ فِي أَيَّام المتَوَكل وَله مَعَه حَدِيث وَله كتاب برمان وحباحب وَهُوَ كَبِير فِي أَخْبَار النِّسَاء وَالْبَاء كتاب آخر صَغِير فِي هَذَا الْمَعْنى كتاب الْبغاء كتاب السحق كتاب خطاب المكارى لجارية الْبَقَّال مُحَمَّد بن حسان الضَّبِّيّ أَبُو عبد الله كَانَ نحويا فَاضلا وأديبا شَاعِرًا وَكَانَ يودب الْعَبَّاس بن الْمَأْمُون وَغَيره من وَلَده فماتوا فَقَالَ يرثيهم (خل دمع الْعين ينهمل ... بَان من اهواه فاحتملوا) (كل دمع صانه كلف ... فَهُوَ يَوْم الْبَين مبتذل) (يَا إخلائي الَّذين نات ... بهم الطيات وانتقلوا) (قد أَبى أَن ينثنى بكم ... أوبة يحيى بهَا الأمل) وولاه الْمَأْمُون مظالم الجزيرة وقنسرين والعواصم والثغور سنة خمس عشرَة وماتين ثمَّ زَاده بعد ذَلِك مظالم الْموصل وأرمينية وولاه المعتصم مظالم الرقة واقره الواثق عَلَيْهَا واورد لَهُ المرزباني

(فَفِيمَ اجن الصَّبْر والبين حَاضر ... وامنع تذراف الدُّمُوع السواكب) (وَقد فرقت جمع الْهوى طبية النَّوَى ... وغودرت فَردا شَاهدا مثل غايب) قلت شعر جيد

ابن الحسن

3 - (ابْن الْحسن) مُحَمَّد بن الْحسن الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن الْحسن بن فرقد الشَّيْبَانِيّ بِالْوَلَاءِ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ أَصله من قَرْيَة حرستا فِي غوطة دمشق قدم أَبوهُ إِلَى وَاسِط وَأقَام بهَا فَجَاءَهُ مُحَمَّد وَنَشَأ بِالْكُوفَةِ وَطلب الحَدِيث ولقى جمَاعَة من الأيمة سمع أَبَا حنيفَة وَأخذ عَنهُ بعض كتب الْفِقْه وَسمع مسعرا وَمَالك بن مغول وَالْأَوْزَاعِيّ وَمَالك بن أنس وَلزِمَ القَاضِي أَبَا يُوسُف وتفقه بِهِ أَخذ عَنهُ أَبُو عبيد وَهِشَام بن عبيد الله وعَلى بن مُسلم الطوسى وَعمر بن أبي عمر الْحَرَّانِي وَأحمد بن حَفْص البُخَارِيّ وَخلق سواهُم وَقد افرد لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمَة فِي جُزْء نظر فِي الرأى وَغلب عَلَيْهِ وَسكن بَغْدَاد وَاخْتلف النَّاس إِلَيْهِ ولاه الرشيد الْقَضَاء بعد أبي يُوسُف وَكَانَ إِمَامًا مُجْتَهدا من الأذكياء الفصحاء قَالَ الشَّافِعِي لَو أَشَاء أَن أَقُول نزل الْقُرْآن بلغَة مُحَمَّد بن الْحسن لَقلت لفصاحته وَقد حملت عَنهُ وقر بخْتِي كتبا وَقَالَ مَا نظرت سمينا أذكى من مُحَمَّد وناظرته مرّة فاشتدت مناظرتي لَهُ فَجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطع زراً زراً احْتج بِهِ الشَّافِعِي وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يسْتَحق عِنْدِي التّرْك وَقَالَ النَّسَائِيّ حَدِيثه ضَعِيف يعْنى من قبل حفظه قَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن أبي رَجَاء سَمِعت أبي يَقُول رَأَيْت مُحَمَّدًا فِي النّوم فَقلت إلام صرت فَقَالَ غفر لي قلت بِمَ قَالَ قيل لي لم نجْعَل هَذَا الْعلم فِيك إِلَّا وَنحن نغفر لَك وصنف الْكتب الْكَثِيرَة النادرة مها الْجَامِع الْكَبِير وَالْجَامِع الصَّغِير وَله فِي مصنفاته المسايل المشكلة خُصُوصا مَا يتَعَلَّق بِالْعَرَبِيَّةِ من ذَلِك قَالَ فِي الْجَامِع الْكَبِير إِذا قَالَ أَي عَبِيدِي ضربك فَهُوَ حر واي عَبِيدِي ضربت فَهُوَ حر من ضربه من العببيد تحرر وَإِذا ضرب العبيد كلهَا تحرر الأول مِنْهُم انْتهى قلت بِضَم الْيَاء فِي أَي الأولى وَفتحهَا فِي الثَّانِيَة وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك لِأَن الْفِعْل فِي الْمَسْأَلَة الأولى شايع وَالْفَاعِل مُتَّصِل بِهِ فشاع لذَلِك الْفَاعِل فَاقْتضى أَن من ضرب تحرر وَالْفِعْل فِي الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة وَاقع على الْمَفْعُول وَالْمَفْعُول غير مُتَّصِل بِالْفِعْلِ اتِّصَال الْفَاعِل بِهِ فَاقْتضى ذَلِك التحصيص فَإِذا ضرب الْبعيد أَجْمَعِينَ تحرر الأول فَقَط وَقَالَ الشَّافِعِي مَا رَأَيْت أحدا يسْأَل عَن مَسْأَلَة فِيهَا نظر إِلَّا تبينت الْكَرَاهَة فِي وَجهه إِلَّا مُحَمَّد بن الْحسن وَذكر الشَّيْخ أَبُو اسحق فِي كتاب طَبَقَات الْفُقَهَاء أَن الشَّافِعِي كتب إِلَى مُحَمَّد بن الْحسن وَقد طلب مِنْهُ كتبا لينسخها فتأخرت عَنهُ

(قل لمن لم تَرَ عين ... نَا من رَآهُ مثله) ) (وَمن كَأَن من رآ ... هـ قد رأى من قبله) (الْعلم ينْهَى أَهله ... أَن يمنعوه أَهله) (لَعَلَّه يبذله ... لأَهله لَعَلَّه) وَتُوفِّي مُحَمَّد بن الْحسن هُوَ وَالْكسَائِيّ فِي يَوْم وَاحِد سنة تسع وَثَمَانِينَ وماية ومولده سنة خمس وثلثين وَقيل اثْنَتَيْنِ وثلثين وماية وَهُوَ ابْن خَالَة الْفراء النَّحْوِيّ وَكَانَ أَبوهُ جنديا مُوسِرًا قَالَ ترك أبي ثلثين ألف دِرْهَم فأنفقت خَمْسَة عشر ألفا على النَّحْو وَالشعر وَخَمْسَة عشر ألفا على الْفِقْه والْحَدِيث كَانَ أَبُو حنيفَة يتَكَلَّم فِي مَسْأَلَة الصَّبِي إِذا صلى الْعشَاء الْآخِرَة ثمَّ بلغ قبل طُلُوع الْفجْر وَمُحَمّد قايم فِي الْحلقَة وَهُوَ صبي فَقَالَ أَبُو حنيفَة تجب عَلَيْهِ الْإِعَادَة لبَقَاء الْوَقْت فِي حَقه فَمضى مُحَمَّد واغتسل وَعَاد فَوقف مَكَانَهُ فادناه أَبُو حنيفَة وَقَالَ الزمنا فيوشك أَن يكون لَك شَأْن فَلَزِمَهُ وَأول قدومه الْعرَاق اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ يسمعُونَ كَلَامه ويستفتونه فَرفع خَبره إِلَى الرشيد وَقيل لَهُ أَن مَعَه كتاب الزندقة فَبعث بِمن كبسه وَحمل مَعَه كتبه فَأمر بتفتيشها قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن فَخَشِيت على نَفسِي من كتاب الْحِيَل فَقَالَ لي الْكَاتِب مَا تَرْجَمَة هَذَا الْكتاب قلت كتاب الْخَيل فَرمى بِهِ وَلم يحملهُ قلت صحفه لِأَن كتاب الْحِيَل بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف جمع حِيلَة فصحفه بِالْخَيْلِ بِفَتْح الْهَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف فخلص مِمَّا أَرَادَ بِنُقْطَة وَاحِدَة الرُّؤَاسِي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي سارة الرُّؤَاسِي أَبُو جَعْفَر سمى بذلك لِأَنَّهُ كَانَ كَبِير الرَّأْس وَكَانَ ينزل النّيل فَقيل لَهُ النيلي وَهُوَ ابْن أخي معَاذ الهراء وَهُوَ أول من وضع من الْكُوفِيّين كتابا فِي النَّحْو وَمَات فِي أَيَّام الرشيد وَهُوَ أستاذ الْكسَائي وَالْفراء وَكَانَ رجلا صَالحا وَقَالَ بعض الْخَلِيل إِلَى يطْلب كتاب فَبعثت بِهِ إِلَيْهِ فقرأه فَكل مَا فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ الْكُوفِي كَذَا فَإِنَّمَا عني بِهِ الرُّؤَاسِي هَذَا وَكتابه يُقَال لَهُ الفيصل وَقَالَ الْمبرد مَا عرف الرُّؤَاسِي بِالْبَصْرَةِ وَقد زعم بعض النَّاس أَنه صنف كتابا فِي النَّحْو فَدخل الْبَصْرَة ليعرضه على أَصْحَابنَا فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ أَو لم يَجْسُر على إِظْهَاره لما سمع كَلَامهم وَقَالَ ابْن درسْتوَيْه زعم جمَاعَة من الْبَصرِيين أَن الْكُوفِي الَّذِي يذكرهُ الْأَخْفَش فِي آخر كتاب المسايل وَيرد عَلَيْهِ هُوَ الرُّؤَاسِي وَله كتاب مَعَاني الْقُرْآن كتاب التصغير كتاب الْوَقْف والابتداء الْكَبِير الْوَقْف والابتداء الصَّغِير وَكَانَت لَهُ امْرَأَة تزَوجهَا بِالْكُوفَةِ فِي أهل النّيل وشرطت عَلَيْهِ أَنَّهَا تلم بِأَهْلِهَا فِي كل مُدَّة فَكَانَت) لَا تقيم عِنْده إِلَّا الْقَلِيل ثمَّ يحْتَاج إِلَى إخْرَاجهَا وردهَا فمل ذَلِك مِنْهَا وفارقها وَقَالَ

(بَانَتْ لمن تهوى حمول ... فاسقت فِي أثر الحمول) (ابتعتهم عينا عَليّ ... هم مَا تفيق من الهمول) (ثمَّ ارعويت كَمَا ارعوى ... عَنْهَا المسايل للطلول) (لاحت محايل خلفهَا ... وخلافها دون الْقبُول) (ملت وأبدت جفوة ... لَا تركنن إِلَى ملول) قلت شعر مَقْبُول أَبُو بكر الْأَعْين مُحَمَّد بن الْحسن بن طريف أَبُو بكر الْأَعْين الْبَغْدَادِيّ كَانَ الإِمَام أَحْمد يثنى عَلَيْهِ وَيَقُول إِنِّي لأغبطه لقد مَاتَ وَلَا يعرف إِلَّا الحَدِيث وَلم يكن صَاحب كَلَام سمع سعيد بن أبي مَرْيَم وَغَيره روى عَنهُ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَغَيره وَكَانَ ثِقَة توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وماتين المصعبي مُحَمَّد بن الْحسن بن مُصعب نسيب اسحق بن إِبْرَاهِيم المصعبي أحد الأدباء الْعلمَاء بالألحان نَشأ بخراسان وَقدم الْعرَاق وَكَانَ اسحق بن إِبْرَاهِيم يُكرمهُ من بَين أَهله ويعظمه ولاسحق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي مَعَه أَخْبَار فِي أَمر الْغناء وَهُوَ القايل (اعرضت عِنْد وداعنا لفراقكم ... وصددت سَاعَة لَا يكون صدود) (يَا لَيْت شعرى هَل حفظت على النَّوَى ... عهدى وعهد أخي الْحفاظ شَدِيد) الْحجَّة المنتظر مُحَمَّد بن الْحسن العسكري بن على الْهَادِي ابْن مُحَمَّد الْجواد بن عَليّ الرِّضَا بن مُوسَى الكاظم بن مُحَمَّد الباقر بن زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم الْحجَّة المنتظر ثَانِي شعر الأيمة الأثني عشر هُوَ الَّذِي تزْعم الشِّيعَة انه المنتظر القايم الْمهْدي وَهُوَ صَاحب السرداب عِنْدهم وأقاويلهم فِيهِ كَثِيرَة ينتظرون ظُهُوره آخر الزَّمَان من السرداب بسر من رأى وَلَهُم إِلَى حِين تَعْلِيق هَذَا التَّارِيخ أَربع ماية وَسَبْعَة وَسبعين سنة ينتظرونه وَلم يخرج ولد نصف شعْبَان سنة خمس وَخمسين

وماتين والشيعة يَقُولُونَ أَنه دخل السرداب فِي دَار أَبِيه وَأمه تنظر إِلَيْهِ وَلم يخرج إِلَيْهَا وَذَلِكَ سنة خمس وَسِتِّينَ وماتين وعمره يَوْمئِذٍ تسع سِنِين وَذكر ابْن الْأَزْرَق فِي تَارِيخ ميافارقين انه ولد تَاسِع شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين وماتين وَقيل فِي ثامن شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَهُوَ الْأَصَح وَأَنه) لما دخل السرداب كَانَ عمره أَربع سِنِين وَقيل خمس سِنِين وَقيل أَنه دخل السرداب سنة خمس وَسبعين وماتين وعمره سَبْعَة عشر سنة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ فِي ذَلِك ابْن سَمَّاعَة مُحَمَّد بن الْحسن سَمَّاعَة الْحَضْرَمِيّ الْكُوفِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بالقوى توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثلث ماية لِلْهِجْرَةِ البرجلاني الزَّاهِد مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو جَعْفَر البرجلاني بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الرَّاء الساكنة جِيم مَضْمُومَة نِسْبَة إِلَى محلّة البرجلانية كَانَ فَاضلا زاهدا لَهُ مصنفات كَثِيرَة فِي الزّهْد والرقايق مَعَ خلقا كثيرا مِنْهُم زيد بن الْحباب وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا اثْنَي عَلَيْهِ الإِمَام أَحْمد وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن أَحَادِيث الزّهْد يَقُول عَلَيْك بالبرجلاني توفّي سنة ثَمَان وثلثين وماتين ابْن مقسم الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن الْحسن بن يَعْقُوب بن الْحسن ابْن الْحُسَيْن بن مقسم أَبُو بكر الْعَطَّار الْمُقْرِئ ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وماتين بِبَغْدَاد سمع الْكثير وَلم يكن لَهُ مَا يعاب بِهِ إِلَّا أَنه قَرَأَ بحروف خَالف فِيهَا الْإِجْمَاع وارتفع أمره إِلَى السُّلْطَان فَاحْضُرْ واستتابه بِحُضُور الْفُقَهَاء فَتَابَ وَلم يرجع قَالَ أَبُو أَحْمد الفرضي رَأَيْت فِي الْمَنَام غير مرّة كَأَنِّي فِي الْمَسْجِد الْجَامِع أصلى مَعَ النَّاس وَرَأَيْت ابْن مقسم يستدبر الْقبْلَة وظهره إِلَيْهَا فتأولت ذَلِك مُخَالفَته الْإِجْمَاع وَكَانَ ثِقَة فِي الحَدِيث توفّي سنة أَربع وَخمسين وَثلث ماية وَكَانَ ابْن مقسم زعم أَن كل مَا صَحَّ فِيهِ عِنْده وَجه من الْعَرَبيَّة وَوَافَقَ خطه الْمُصحف فقراءته جايزة فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا وَمن تصانيفه الْأَنْوَار فِي تَفْسِير الْقُرْآن كتاب الْمدْخل إِلَى علم الشّعْر كتاب الِاحْتِجَاج فِي القراآت كتاب فِي النَّحْو كَبِير كتاب الْمَقْصُور والممدود الْمُذكر والمؤنث مجالسات تعلب كتاب مفرداته الْوَقْف والابتداء كتاب الْمَصَاحِف كتاب عدد التَّمام كتاب أَخْبَار نَفسه الِانْتِصَار لقراء الْأَمْصَار الموضح شِفَاء الصُّدُور كتاب

الْأَوْسَط كتاب اللطايف فِي جمع هجاء الْمَصَاحِف كتاب فِي قَوْله تَعَالَى وَمن يقتل وَالرَّدّ على الْمُعْتَزلَة وَكَانَ لَهُ ابْن يكنى أَبَا الْحسن وَكَانَ حفظَة عَالما لَهُ كتاب عقلاء المجانين أَبُو بَحر ابْن كوثر مُحَمَّد بن الْحسن بن كوثر أَبُو بَحر الْبر بهارى بغداذي معمر كَانَ الدَّارَقُطْنِيّ يَقُول اقتصورا من حَدِيث أبي بَحر على مَا انتخبته وَقَالَ ابْن أبي الفوارس فِيهِ نظر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وَثلث ماية مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب الْفَقِيه أَبُو) الْحسن القَاضِي بِبَغْدَاد توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثلث ماية الختن الشَّافِعِي مُحَمَّد بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الاستراباذي وَقيل الْجِرْجَانِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالختن كَانَ فَقِيها فَاضلا ورعا مَشْهُورا فِي عصره وَله وُجُوه حَسَنَة فِي الْمَذْهَب وَكَانَ مقدما فِي الْأَدَب ومعاني الْقُرْآن والقراآت وَهُوَ من الْعلمَاء المبرزين فِي النّظر والجدل سمع أَبَا نعيم عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عدي واقرانه بِبَلَدِهِ وَدخل نيسابور وَأقَام بهَا ثمَّ دخل اصبهان وَسمع بهَا مُسْند أبي دَاوُد من عبد الله بن جَعْفَر وَدخل الْعرَاق وَكتب بعد الْأَرْبَعين وَكَانَ كثير السماح والرحلة وَشرح كتاب التَّلْخِيص لأبي الْعَبَّاس ابْن الْقَاص وَإِنَّمَا قيل لَهُ الختن لِأَنَّهُ كَانَ ختن الْفِقْه أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وختن الرجل زوج ابْنَته هَذَا فِي عرف الْعَوام وَأما عِنْد أهل اللُّغَة فالختن كل من كَانَ من قبل الْمرْآة مثل الْأَب وَالْأَخ وهم الْأخْتَان توفّي بجرجان يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثلث ماية وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة فتح الدّين القمني مُحَمَّد بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم فتح الدّين الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بالقمنى سَمِعت عَلَيْهِ بثغر الاسكندرية فِي صفر سنة ثَمَان وثلثين وَسبع ماية جَمِيع الحَدِيث المسلسل بروايته عَن النجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لي جَمِيع مَا يجوز لَهُ رِوَايَته وَكتب لي بِخَطِّهِ ابْن دُرَيْد مُحَمَّد بن الْحسن بن دُرَيْد بن عتاهية بلغ بِهِ ابْن خلكان إِلَى قحطان أَبُو بكر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ نزيل بَغْدَاد تنقل فِي جزاير الْبَحْر وَفَارِس وَطلب الْأَدَب واللغة وَكَانَ أَبوهُ من رُؤَسَاء زَمَانه وَكَانَ أَبُو بكر رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة وأشعار الْعَرَب وَله شعر كثير ورثى جمَاعَة من أهل الْعلم رثى الشَّافِعِي وَغَيره حدث عَن أبي حَاتِم السجسْتانِي وَأبي الْفضل الْعَبَّاس الرياشي

وَابْن أخي الْأَصْمَعِي وروى عَنهُ السيرافي وَابْن شَاذان وأبوالفرج صَاحب الأغاني وَأَبُو عبيد الله المرزباني عَاشَ بضعا وَتِسْعين سنة مولده سنة ثلث وَعشْرين وماتين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثلث ماية قَالَ يُوسُف بن الْأَزْرَق مَا رَأَيْت احفظ من ابْن دُرَيْد مَا رَأَيْته قرئَ عَلَيْهِ ديوَان قطّ إِلَّا وَهُوَ يسابق إِلَى رِوَايَته لحفظه لَهُ وَقَالَ أَبُو حَفْص ابْن شاهين كُنَّا ندخل على ابْن دُرَيْد فنستحي مِمَّا نرى من العيدان الْمُعَلقَة وَالشرَاب وَقد جَاوز التسعين وَله كتاب الجمهرة فِي اللُّغَة كتاب جيد والأمالي واشتقاق الْأَسْمَاء للقبايل والمجتبي وَهُوَ صَغِير قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعناه بعلو وَالْخَيْل وَالسِّلَاح وغرايب الْقُرْآن وَلم يتم وأدب الْكَاتِب وَفعلت وافعلت والمطر والرواد والاشتقاق والسرج واللجام وَالْخَيْل الْكَبِير وَالصَّغِير) والأنواء والملاحن وزوار الْعَرَب والوشاح وَهُوَ صَغِير قَالَ الْخَطِيب عَن أبي بكر الْأَسدي كَانَ يقاهو اعْلَم الشُّعَرَاء واشعر الْعلمَاء قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تكلمُوا فِيهِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقع لنا من عواليه فِي أمالي الْوَزير ومقصورته مَشْهُورَة وعارضها جمَاعَة واعتنى بشرحها جمَاعَة من الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين وَآخر من عَلمته شرحها الشَّيْخ شمس الدّين الضايع شرحها فِي مِقْدَار يدْخل فِي ثلثة أسفار كبار وَهِي عِنْدِي ومدح بالمقصورة الشاه بن ميكال الْأَمِير يُقَال أَنه أَتَى فِيهَا بِأَكْثَرَ اللُّغَة وَكَانَ ابْنا ميكال على عمالة فَارس وصنف لَهما الجمهرة وقلداه ديوَان فَارس فتصدر كتب فَارس عَنهُ وَلَا ينفذ أَمر إِلَّا بعد توقيعه فَأفَاد مَعَهُمَا أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ مُفِيد مبيدا لَا يمسك درهما سخاء وكرماً وَلما مدحهما بالمقصورة وصلاه بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَلَمَّا عزلا وصل إِلَى بَغْدَاد وَنزل على على بن مُحَمَّد الخواري فأفضل عَلَيْهِ وَعرف بِهِ المقتدر فَأجرى عَلَيْهِ فِي الشَّهْر خمسين دِينَارا إِلَى أَن مَاتَ وَعرض لَهُ آخر عمره فالج سقى الديارق فبرئ وَرجع إِلَى أفضل أَحْوَاله وأملايه على تلامذته ثمَّ عاوده الفالج وَبَطل من محزمه إِلَى قَدَمَيْهِ وَكَانَ إِذا دخل أحد عَلَيْهِ ضج وتألم لدُخُوله وَلم يصل إِلَيْهِ قَالَ تِلْمِيذه أَبُو عَليّ القالي فَكنت أَقُول فِي نَفسِي أَن الله عز وَجل عاقبه بقوله فِي الْمَقْصُورَة (مارست من لَو هوت الأفلاك من ... جَوَانِب الجو عَلَيْهِ مَا شكا) وعاش بعد ذَلِك عَاميْنِ وَقَالَ لي مرّة وَقد سَأَلته عَن بَيت شعر لَئِن طفئت شحمتا عَيْني لم تَجِد من يشفيك من الْعلم وَكَذَلِكَ قَالَ لي أَبُو حَاتِم السجسْتانِي وَقد سالته عَن شىء فَقَالَ لي قَالَ كَذَلِك الْأَصْمَعِي وَقد سَأَلته عَن شىء قَالَ أَبُو عَليّ وَآخر شىء سَأَلته عَنهُ جاونبي بَان قَالَ يَا بني حَال الجريص دون القريض قلت الجريض غصص الْمَوْت وَهُوَ مثل مَشْهُور وَله حِكَايَة وَكَانَ كثيرا مَا ينشد فِي ضعفه (فوا حزنا أَن لَا حَيَاة لذيذة ... وَلَا عمل يرضى بِهِ الله صَالح) وَحكى عَنهُ المرزباني قَالَ قَالَ لي ابْن دُرَيْد سَقَطت من منزلي بِفَارِس فَانْكَسَرت ترقوتي

فسهرت لَيْلَتي فَلَمَّا كَانَ آخر اللَّيْل اغمضت عَيْني فَرَأَيْت رجلا طَويلا أَصْغَر الْوَجْه كوسجا دخل على وَأخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب وَقَالَ أندشني أحسن مَا قلت فِي الْخمر فَقلت مَا ترك أَبُو نواس لأحد شَيْئا فَقَالَ أَنا أشعر مِنْهُ فَقلت وَمن أَنْت قَالَ أَنا أَبُو نَاجِية من أهل الشَّام وأنشدني (وحمراء قبل المزج صفراء بعده ... أَتَت بَين ثوبي نرجس وشقايق) ) (حكت وجنة المعشوق صرفا فسلّطوا ... عَلَيْهَا مزاجاً فاكتسب ثوب عاشق) فَقلت لَهُ اسأت فَقَالَ وَلم قلت لِأَنَّك قلت وحمراء فَقدمت الْحمرَة ثمَّ قلت بَين ثوبي نرجس وشقايق فَقدمت الصُّفْرَة فَهَلا قدمتها على الْأُخْرَى فَقَالَ وَمَا هَذَا الِاسْتِقْصَاء فِي هَذَا الْوَقْت يَا بغيض وحكاها أَبُو عَليّ الْفَارِسِي على غير هَذَا الْوَجْه قلت لَيْسَ مَا انتقده ابْن دُرَيْد بوارد فقد جَاءَ النشر على غير تَرْتِيب اللف كثيرا قَالَ ابْن حيوس (كَيفَ أسلو وَأَنت حقف وغصن ... وغزال قدا ولحظاً وردفا) وَمن شعر ابْن دُرَيْد (غراء لَو جلت الْخُدُور شعاعها ... للشمس عِنْد طُلُوعهَا لم تشرق) (غُصْن على دعص تأود فَوْقه ... قمر تألق تَحت ليل مطبق) (لَو قيل لِلْحسنِ احتكم لم يعدها ... اَوْ قيل خَاطب غَيرهَا لم ينْطق) (فكأننا من فرعها فِي مُعرب ... وكأننا من وَجههَا فِي مشرق) (تبدو فيهتف بالعيون ضياؤها ... الويل حل بمقلة لم تطبق) وَلما مَاتَ ابْن دُرَيْد رثاه جحظة الْبَرْمَكِي بقوله (فقدت بِابْن دُرَيْد كل فايدة ... لما غَدا ثَالِث الْأَحْجَار والترب) (وَكنت أبْكِي لفقد الْجُود مُنْفَردا ... فصرت أبْكِي لفقد الْجُود وَالْأَدب) قَرَأت جَمِيع مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد فِي مجْلِس وَاحِد على الْعَلامَة أثير الدّين أبي حَيَّان وَأَخْبرنِي بهَا قَالَ قرأتها على الشَّيْخ بهاء الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن النّحاس قَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّد الْقسم بن أَحْمد اللورقي وَأَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الأربلي قَالَا أَنا أبواليمن زيد الْكِنْدِيّ ح قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين وأنبا بهَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن اسمعيل الْأنْصَارِيّ عَن أبي الْيمن الْكِنْدِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور موهوب ابْن الجواليقي أَنا أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن عَليّ التبريزي أَنا أَبُو غَالب مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل عرف بِابْن يشران النَّحْوِيّ أَنا أَبُو الْحُسَيْن على بن مُحَمَّد بن دِينَار الْكَاتِب أَنا أَبُو الْفَتْح عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ عرف بجخجخ ح قَالَ الجواليقي وَأَنا التبريزي وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار الْبَغْدَادِيّ عرف بِابْن الطيوري قَالَا أَنا أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي قَالَ اللورقي وَأَنا عبد الْمُجيب ابْن أبي الْقسم بن زُهَيْر ابْن زُهَيْر الْبَغْدَادِيّ أَنا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ أجازة قَالَ أَنا الْجَوْهَرِي أجازة قَالَ الأربلي وَأَنا أَبُو حَفْص) عمر بن طبرزذ أَنا أَبُو الْقسم اسمعيل ابْن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي أَنا أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور قَالَا أَعنِي

الْجَوْهَرِي وَابْن النقور أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل بن الْجراح الْكَاتِب قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين وَأَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ العثماني قِرَاءَة مني عَلَيْهِ أَنا الْأَمِير المكرم بن الْأَمِير أَحْمد اسمعيل عرف بِابْن اللمفى أَنا أَبُو العباسي أَحْمد بن الحطئة أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَنْصُور الْحَضْرَمِيّ أَنا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن سعيد بن نَفِيس الطرابلسي أَنا أَبُو أُسَامَة جُنَادَة بن مُحَمَّد بن جُنَادَة اللّغَوِيّ قَالُوا أعنى جخجها وَابْن الْجراح وجنادة أَنا أَبُو بكر بن دُرَيْد بهَا الْحَاتِمِي مُحَمَّد بن الْحسن بن المظفر الْكَاتِب اللّغَوِيّ أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالحاتمي أحد الْأَعْلَام الْمَشَاهِير المبطقين المكثرين أَخذ الْأَدَب عَن أبي عمر الزَّاهِد غُلَام ثَعْلَب وروى عَنهُ أَخْبَارًا وأملاها فِي مجَالِس الْأَدَب وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من النبلاء مِنْهُم القَاضِي أَبُو الْقسم التنوخي وَغَيره وَله الرسَالَة الحاتمية الَّتِي شرح فِيهَا مَا دَار بَينه وَبَين المتنبي لما قدم إِلَى بَغْدَاد وَهِي مُجَلد دلّ فِيهَا على وفور فَضله واطلاعه واظهر فِيهَا سرقات المتنبي وَله رِسَالَة الآدهم أَتَى فِيهَا بأدب جم وَله الحاتمية الَّتِي طابق فِيهَا كَلَام ارسطو وَكَلَام المتنبي وَله رِسَالَة سَمَّاهَا تقريع الهلباجة فِي معرفَة الشّعْر وَالشعرَاء أَتَى فِيهَا بِعلم جم فِي الْأَدَب وَمَعْرِفَة الشّعْر والنقد وَله حلية المحاضرة يدْخل فِي مجلدين تَأَخّر عَن مجْلِس أبي عمر الزَّاهِد شَيْخه فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ مَرِيض فَجَاءَهُ يعودهُ فَوَجَدَهُ قد خرج إِلَى الْحمام فَكتب على بَابه باسفيذاج (واعجب شىء سمعنَا بِهِ ... مَرِيض يُعَاد فَلَا يُوجد) وَنسب بالحاتمي إِلَى بعض أجداده وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثلث ماية ابْن فورك مُحَمَّد بن الْحسن بن فورك بِالْفَاءِ المضمومة وَالْوَاو الساكنة وَالرَّاء الْمَفْتُوحَة وَالْكَاف أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ الْمُتَكَلّم سمع مُسْند الطَّيَالِسِيّ من عبد الله بن جَعْفَر لأصبهاني وَله تصانيف جمة فِي الْكَلَام كَانَ رجلا صَالحا بلغت مصنفاته قَرِيبا من ماية ودعى إِلَى غرنة وَجَرت لَهُ مناظرات وَكَانَ شَدِيد الرَّد على ابْن كرام ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور فَسَموهُ فِي الطَّرِيق ومشهده بِالْحيرَةِ ظَاهر يزار ويستجاب الدُّعَاء عِنْده قَالَ أَبُو الْقسم الْقشيرِي سَمِعت أَبَا على الدقاق يَقُول دخلت على أبي بكر ابْن فورك رَحمَه الله عايدا فَلَمَّا رَآنِي دَمَعَتْ عَيناهُ فَقلت لَهُ أَن الله تَعَالَى يعافيك ويشفيك فَقَالَ لي أَترَانِي خايفا من الْمَوْت أَنما أَخَاف مِمَّا وَرَاء الْمَوْت وَلما) استوطن نيسابور بنى بهَا لَهُ مدرسة وَدَار واحيي الله تَعَالَى بِهِ أنواعا من الْعُلُوم وَظَهَرت بركاته على الْفُقَهَاء بهَا وَكَانَت وَفَاته سنة سِتّ وَأَرْبع ماية

الْأَحول النَّاسِخ مُحَمَّد بن الْحسن بن دِينَار الْأَحول أَبُو الْعَبَّاس كَانَ نَاسِخا غزير الْعلم وَاسع الْفَهم جيد الرِّوَايَة حسن الدِّرَايَة روى عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي وَقَرَأَ عَلَيْهِ ديوَان عَمْرو بن الْأَهْتَم سنة خمسين وماتين قَالَ نفطويه جمع أَبُو الْعَبَّاس الْأَحول أشعار ماية وَعشْرين شَاعِرًا وعملت أَنا خمسين شَاعِرًا وَذكره أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ وَجعله فِي طبقَة الْمبرد وثعلب وَكَانَ يورق لحنين بن اسحق المتطبب فِي منقولاته لعلوم الأوايل وَكَانَ محدودا أَي قَلِيل الْحَظ من النَّاس وَقَالَ اجْتَمَعنَا مَعَ أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب فِي بَيته فَقَالَ بعض أَصْحَابنَا عرفوني القابكم فَقَالَ ثَعْلَب أَنا ثَعْلَب وَقَالَ الآخر أَنا كَذَا فَلَمَّا بلغُوا إِلَى قَامُوا وَأَنت مَا لقبك فَقلت منعت العاهة من اللقب وَكَانَ يكْتب كل ماية ورقة بِعشْرين درهما وَله كتاب الدَّوَاهِي كتاب السِّلَاح كتاب مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ وَكتاب فعل وَافْعل كتاب لأشباه النقاش الْمُفَسّر مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن هرون بن جَعْفَر بن سَنَد الْمُقْرِئ أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالنقاش الْموصِلِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ عَالم بِالْقُرْآنِ وَالتَّفْسِير صنف تَفْسِيرا سَمَّاهُ شِفَاء الصُّدُور وَالْإِشَارَة فِي غَرِيب الْقُرْآن والموضح فِي الْقُرْآن ومعانيه وَصد الْعقل والمناسك وَفهم الْمَنَاسِك وأخبار الْقصاص وذم الْحَسَد ودلايل النُّبُوَّة والأبواب فِي الْقُرْآن وارم ذَات العما والمعجم الْأَصْغَر والأوسط والأكبر فِي أَسمَاء الْقُرَّاء وقراآتهم وَكتاب السَّبْعَة بعللها الْكَبِير والسبعة الْأَوْسَط والسبعة الْأَصْغَر وسافر الشَّام ومصر والجزيرة والموصل وَالْجِبَال وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر والكوفة وَالْبَصْرَة وَمَكَّة وَسمع بِهن ذكر عِنْد طَلْحَة بن مُحَمَّد بن جَعْفَر قَالَ كَانَ يكذب فِي الحَدِيث وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْقَصَص وَقَالَ البرقاني كل حَدِيث النقاش مَنَاكِير لَيْسَ فِي تَفْسِير حَدِيث صَحِيح وَقَالَ هبة الله اللالكائي الْحَافِظ تَفْسِير مَنَاكِير النقاش اشفاء الصُّدُور لَيْسَ شِفَاء الصُّدُور قَالَ الْخَطِيب فِي حَدِيثه مَنَاكِير باسانيد مَشْهُورَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب المصحفين قَالَ النقاش مرّة أَبُو شرْوَان جعلهَا كنية وَكَانَ يَدْعُو فَيَقُول لَا رجعت يَد قصدتك صفراء من عطايك وَمد وَالصَّوَاب صفرا بِالْكَسْرِ وَقد اعْتمد صَاحب التَّيْسِير على رواياته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الَّذِي وضح أَن هَذَا

الرجل مَعَ جلالته ونبله مَتْرُوك لَيْسَ بِثِقَة وأجود مَا قيل فِيهِ قَول أبي عَمْرو الداني النقاش مَقْبُول الشَّهَادَة توفّي سنة) إِحْدَى وَخمسين وَثلث ماية وَولد سنة سِتّ وَقيل سنة خمس وَسِتِّينَ وماتين مُحَمَّد بن الْحسن بن يُونُس أَبُو الْعَبَّاس الْهُذلِيّ النَّحْوِيّ الْكُوفِي توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وَثلث ماية الحنيني مُحَمَّد بن الْحسن بن مُوسَى الحنيني بِالْحَاء الْمُهْملَة ونونين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف الْكُوفِي الْمُحدث صَاحب الْمسند وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وماتين الزاذاني مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو عبد الله الزاذاني نزل أوانا من قرى بَغْدَاد كَانَ زاهداً مُنْقَطِعًا ورعا قنوعا من الدُّنْيَا صَاحب كرامات قَالَ فِي الْمرْآة طلب مِنْهُ ولد لَهُ صَغِير غزالا فَقَالَ يَا بني وَمن أَيْن لي غزال فالح عَلَيْهِ فَقَالَ السَّاعَة يَأْتِيك فجَاء غزال فَجعل يضْرب الْبَاب بقرنيه فَقَالَ يَا بني قُم فَخذ الغزال توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع ماية باوانا الْوَركَانِي مُحَمَّد بن الْحسن هُوَ الأديب أَبُو الْحُسَيْن الْوَركَانِي وَالِد فَخر الدّين الْحسن أبي الْمَعَالِي مفتى الْفَرِيقَيْنِ ووالد أبي المحاسن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مكانهما من حرف الْحَاء كَانَ أديب اصبهان ولقى نظام الْملك ومدحه وصنف لَهُ كتبا فِي الْأَدَب وَغَيره وَمن شعره (مر الثَّمَانِينَ واطوارها ... غير من حظى مَا استحسنا) (كَذَاك عمر الْمَرْء كالكأس فِي ... آخرهَا يرسب مَا استحشنا) وَمِنْه (مدحتك للحماقة لَا لأنى ... وَجَدْتُك مُسْتَحقّا للمديح) (فاورثني غموضا وانحطاطا ... كَذَاك جَزَاء ذِي الأفك الصَّرِيح) أَبُو يعلى الْبَصْرِيّ الصُّوفِي مُحَمَّد بن الْحسن وَقيل الْحُسَيْن أَبُو على الْبَصْرِيّ قَالَ الثعالبي فِي التَّتِمَّة هُوَ من شُيُوخ الصُّوفِيَّة وظراف الشُّعَرَاء وفضلاء الْغُرَاب وخلفاء الْخضر والاقذاء فِي عين الأَرْض قد نقب فِي الْبِلَاد ولقى أفاضلها وَحفظ الْغرَر من ظرايفهم ولطايفهم وطرأ على نيسابور سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع ماية فافدنا مِمَّا لم تَجدهُ عِنْد غَيره أورد لَهُ (يَا أَبَا الْقسم الَّذِي قسم الرح ... من من راحتيه رزق الْأَنَام)

(أَنا فِي الشّعْر مثل مولاى فِي الجو ... د حليفا مَكَارِم ونظام) (وَإِذا مَا وصلتني فأمير ال ... جود اعطى المنى أَمِير الْكَلَام) ) قلت أَخذه من قَول أبي الطّيب وَقصر عَنهُ (شَاعِر الْمجد خدنه شَاعِر اللف ... ظ كِلَانَا رب الْمعَانِي الدقاق) وَأورد لَهُ الثعالبي فِي عَجُوز اكول (لي عَجُوز كَأَنَّهَا ال ... بدر فِي لَيْلَة الْمَطَر) (نَاطِق عَن جَمِيع اع ... ضايها شَاهد الْكبر) (غير اضارسها فَفِي ... هَا لذِي اللب مُعْتَبر) (اعظم غير أَنَّهَا ... اعظم تطحن الْحجر) أَبُو الْحسن الْبَرْمَكِي مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو الْحسن الْبَرْمَكِي أورد لَهُ الثعالبي فِي التَّتِمَّة (أَنا شَاب رَأْسِي فالمشيب موقر ... وذوو الْعُلُوم بشيبهم يتبرك) (والشيب تغتفر الغواني ذَنبه ... مَا دَامَ ذَاك الشىء فِيهِ تحرّك) وَأورد لَهُ أَيْضا (وَذي عينين كحلاوين يرْمى ... بسهمهما سويداء الْفُؤَاد) (الم بعارضيه نصف لَام ... وهمم بشاربيه نصف صَاد) العميد أَبُو سهل مُحَمَّد بن الْحسن الشيه العميد أَبُو سهل أورد لَهُ الثعالبي فِي التَّتِمَّة (عجبت من الأقلام لم تند خضرَة ... وباشرن مِنْهُ كَفه والأناملا) (لَو أَن الورى كَانُوا كلَاما واحرفاً ... لَكَانَ نعم مِنْهَا وَكَانَ الْأَنَام لَا) الباذنجاني مُحَمَّد بن الْحسن بن زَكَرِيَّاء بن أَسد الْمَعْرُوف بالباذنجاني صَاحب ابْن دُرَيْد قَالَ يرثى الأخشيد مُحَمَّد بن طغج بقصيدة مِنْهَا (لَيْسَ منعى الأخشيد منعي مليك ... مَاتَ لَكِن موت النهى والمعالي) (كَانَ غيث الْأَنَام أَن أخلف الغي ... ث اطلت سحابه بانهمال)

ابْن الكتاني المغربي مُحَمَّد بن الْحسن الْمذْحِجِي أَبُو عبد الله يعرف بِابْن الكتاني ذكره الْحميدِي فِي تَارِيخ الأندلس وَقَالَ لَهُ مُشَاركَة قَوِيَّة فِي علم الْأَدَب وَالشعر وَله تقدم فِي عُلُوم الْمنطق والطب وَالْكَلَام فِي الحكم مَاتَ بعد الْأَرْبَع ماية وَله كتاب مُحَمَّد وسعدى مليح فِي بَابه وَمن شعره (نأيت عَنْكُم فَلَا صَبر وَلَا جلد ... وَصحت واكبدي حَتَّى مَضَت كَبِدِي) ) (اضحى الْفِرَاق رَفِيقًا لي يواصلني ... بالبعد والشجو وَالْأَحْزَان والكمد) (وبالوجوه الَّتِي تبدو فانشدها ... وَقد وضعت على قلبِي يَدي بيَدي) (إِذا رَأَيْت وُجُوه الطير قلت لَهَا ... لَا بَارك الله فِي الْغرْبَان والصرد) قلت شعر نَازل الْجبلي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْحسن الْجبلي النَّحْوِيّ ذكره الْحميدِي فِي تَارِيخه أَيْضا وَقَالَ هُوَ أديب شَاعِر كثير القَوْل كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ الْأَدَب توفّي سنة خمس وَأَرْبع ماية وَمن شعره (وَمَا الْأنس الَّذين عهدتهم ... بأنسى وَلَكِن فقد أنسهم أنسى) (إِذا سلمت نَفسِي وديني مِنْهُم ... فحسبي أَن الْعرض مني لَهُم ترسي) الطوسى الشيعي مُحَمَّد بن الْحسن بن حُسَيْن بن عَليّ أَبُو جَعْفَر الطوسي شيخ الشِّيعَة وعالمهم لَهُ تَفْسِير كَبِير عشرُون مجلداً وعدة تصانيف مَشْهُورَة قدم بَغْدَاد وَتعين وتفقه للشَّافِعِيّ وَلزِمَ الشَّيْخ الْمُفِيد فتحول رَافِضِيًّا توفّي بالمشهد سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع ماية المرادى القيرواني مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو بكر الْحَضْرَمِيّ الْمَعْرُوف بالمرادي القيرواني دخل الأندلس وَأخذ عَنهُ أَهلهَا وَكَانَ نبيلا عَالما بالفقه أماما فِي أصُول الدّين لَهُ فِي ذَلِك تصانيف حسان مفيدة وَله حَظّ وافر من البلاغة والفصاحة توفّي أَبُو طَالب الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي أَبُو طَالب الثَّقَفِيّ أَخُو

جلال الدّين أبي الْعَلَاء على بن الْحسن من أهل أَصْبَهَان قَالَ ابْن السَّاعِي مولده فِي سَابِع عشر صفر سنة خمس وَسبعين وَخمْس ماية أورد لَهُ (بؤسي لدُنْيَا أَصبَحت غدارة ... من صَار مغروراً بزينتها هلك) (من رام فِيهَا الْعَيْش غير مكدر ... فليطلباً سقفاً سوى هَذَا الْفلك) وَأورد لَهُ (أخدوده شربت كؤوس عقار ... ولحاظه فترت لفرط خمار) (وَكَأَنَّهَا والخط يسرى فَوْقهَا ... ليل يدب على أَدِيم نَهَار) الشيلمة الْكَاتِب مُحَمَّد بن الْحسن بن سهل الْمَعْرُوف بشيلمة بالشين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَبعد اللَّام مِيم وهاء وَأَبوهُ الْحسن ابْن سهل هُوَ الْوَزير الْمَعْرُوف أَخُو الْفضل كَانَ رجل من أَوْلَاد الواثق يسكن مَدِينَة الْمَنْصُور فسعى فِي طلب الْخلَافَة وشيلمة مَعَه ليَكُون) هُوَ وزيره فَأخذ لَهُ الْبيعَة على أَكثر أهل الدولة والحضرة من الهاشميين والقضاة والقواد والجيش وَأهل بَغْدَاد والأحداث وَقَوي أمره وانتشر خَبره وهم بالظهور فِي الْمَدِينَة والاعتصام بهَا فَبلغ المعتضد الْخَبَر على شَرحه إِلَّا اسْم الْمُسْتَخْلف فكبس شيلمة وَأخذ فَوجدَ فِي دَاره جرايد بأسماء من بَايع وَبلغ الْخَبَر الْهَاشِمِي فهرب وَأمر المعتضد بالجرايد فاحرقت وَلم يقف عَلَيْهَا لِئَلَّا يفْسد قُلُوب الْجَيْش بوقوفه عَلَيْهَا وَأخذ يسايل شيلمة عَن الْخَبَر فَصدقهُ عَن جَمِيع مَا جرى إِلَّا اسْم الرجل المستحلف فرفق بِهِ ليصدقه عَنهُ فَلم يفعل وَطَالَ الْكَلَام بَينهمَا فَقَالَ لَهُ شيلمة وَالله لَو جَعَلتني كردناكا مَا أَخْبَرتك باسمه قطّ فَقَالَ المعتضد للفراشين هاتم اعمدة الخيم الْكِبَار الثقال وشده عَلَيْهَا شداً وثيقا واحضروا فحماً عَظِيما وفرش على الطوابيق بِحَضْرَتِهِ واحجوا نَارا وَجعل الفراشون يقلبون تِلْكَ النَّار وَهُوَ مشدود على الأعمدة إِلَى أَن مَاتَ بَين يَدَيْهِ الزبيدِيّ المغربي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن مذْحج أَبُو بكر الزبيدِيّ الأندلسي النحوين كَانَ شيخ الْعَرَبيَّة بالأندلس اختصر كتاب الْعين اختصارا جيدا وَله كتاب فِي أبنية سِيبَوَيْهٍ وَكتاب فِيمَا تلحن فِيهِ عوام الأندلس وطبقات النَّحْوِيين وَكتاب

الموضح وَكَانَ الْمُسْتَنْصر بِاللَّه قد طلبه من أشبيلية إِلَى قرطبة لتعليم وَلَده وتأديبه وَهُوَ الْمُؤَيد بِاللَّه ثمَّ تولى قَضَاء قرطبة واصله من حمص الشَّام أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي عبد الله الريَاحي وَأبي على القالي وَاسْتَأْذَنَ الْمُسْتَنْصر فِي الرُّجُوع إِلَى أشبيلة فَلم يَأْذَن لَهُ فَكتب إِلَى جَارِيَة لَهُ تدعى سلمى (وَيحك يَا سلم لَا تراعى ... لَا بُد للبين من زماع) (لَا تحسبيني صبرت إِلَّا ... كصبر ميت على النزاع) (مَا خلق الله من عَذَاب ... أَشد من وَقْفَة الْوَدَاع) (مَا بَينهَا وَالْحمام فرق ... لَوْلَا الْمُنَاجَاة والنواعي) (أَن يفْتَرق شملنا وشيكاً ... من بعد مَا كَانَ ذَا اجْتِمَاع) (فَكل شَمل إِلَى افْتِرَاق ... وكل شعب إِلَى انصداع) (وكل قرب إِلَى بعاد ... وكل وصل إِلَى انْقِطَاع) قلت شعر جيد وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَثلث ماية أَبُو على القمى الْكَاتِب مُحَمَّد بن الْحسن بن جُمْهُور القمى الْكَاتِب أَبُو عَليّ قَالَ أَبُو عل) التنوخي كَانَ من شُيُوخ الْأَدَب بِالْبَصْرَةِ وَكثير الْمُلَازمَة لأبي وحرر لي خطي لما قويت على الْكِتَابَة وَكَانَ جيد الْخط حسن الترسل كثير المصنفات لكتب الْأَدَب وَأورد لَهُ (إِذا تمنع صبري ... وضاق بالهجر صَدْرِي) (ناديت وَاللَّيْل داج ... وَقد خلوت بفكري) (يَا رب هَب لي مِنْهُ ... وصال يَوْم بعمري) ابْن امْرَأَة الشَّيْخ على الفريثي مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن المراة الشَّيْخ على الفريثي كَانَ شَيخا صَالحا حسن الشكل حُلْو المحادثة سليم الصَّدْر عَلَيْهِ آثَار الْخَيْر وَالصَّلَاح وَله زَاوِيَة بسفح قاسيون على نهر يزِيد من أحسن الزوايا وأقدمها وَفِي جَانبهَا قبَّة فِيهَا ضريح الشَّيْخ على الفريثي وَحضر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين إِلَى زيارته توفّي فِي سنة ثلث وَسِتِّينَ وست ماية وَخلف أَوْلَادًا ابْن المقدسية الْمَالِكِي مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد السَّلَام بن عَتيق بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو بكر التَّمِيمِي السفاقسي الأسكندري المولد وَالدَّار الْمَالِكِي الْعدْل الْمَعْرُوف بِابْن المقدسية ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس ماية وَحضر الْحَافِظ أَبَا طَاهِر السلَفِي وَسمع من

أبي الْقسم هبة الله ابْن البوصيري وَغَيره وَهُوَ آخر من كَانَ بَاقِيا من أَصْحَاب السلفى وناب فِي الحكم بالاسكندرية مُدَّة وَتُوفِّي بهَا سنة أَربع وَخمسين وست ماية شرف الدّين ابْن دحْيَة الْمُحدث مُحَمَّد بن حسن بن عمر بن عَليّ ابْن مُحَمَّد الْجَمِيل بن فَرح بن خلف بن قَوس بن ملاك بن أَحْمد بن بدر بن دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ أَبُو الطَّاهِر شرف الدّين مولده فِي شهر رَمَضَان سنة عشر وست ماية بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من أَبِيه الْحَافِظ ابْن دحْيَة وَغَيره وَتَوَلَّى مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة وَحدث وَكَانَ فَاضلا توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَسِتِّينَ وست ماية تَاج الدّين الأرموي مُحَمَّد بن حسن تَاج الدّين الأرموي الشَّافِعِي مدرس الشرفية بِبَغْدَاد صحب الْأَمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وبرع فِي العقليات وَكَانَ لَهُ جاه وحشمة بِوُجُود أقبال الشرابي وَكَانَ لَهُ عدَّة مماليك ترك ملاح وسراري وَفِيه تواضع ورياسة توفّي عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة فِي سنة ثلث وَخمسين وست ماية وَقيل مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَقيل توفّي فِي سنة خمس وَخمسين وَهُوَ صَاحب كتاب التَّحْصِيل كَانَ سُلْطَان المناظرين) الشَّيْخ شرف الدّين الأخميمي مُحَمَّد بن الْحسن بن اسمعيل بن مُحَمَّد الشَّيْخ شرف الدّين الأخميمي الزَّاهِد روى جُزْء ابْن يحيى عَن ابْن طَلْحَة النصيبيني وسَمعه مِنْهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تميية وَعلم الدّين البرزالي وَكَانَ كثير التَّعَبُّد وَلِلنَّاسِ فِيهِ حسن اعْتِقَاد وَهُوَ الَّذِي ذكره كَمَال الدّين ابْن طَلْحَة فِي تصنيفه فِي علم الْحُرُوف وَقَالَ أَن الشَّيْخ مُحَمَّدًا رأى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي الْمَنَام فَأرَاهُ دايرة الْحُرُوف يَأْتِي الْأَمر مفصلا فِي تَرْجَمَة ابْن طَلْحَة أَن شَاءَ الله تَعَالَى توفّي بزاويته بسفح قاسيون سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست ماية وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وغسله الشَّيْخ فَخر الدّين ابْن عز الْقُضَاة وَالشَّيْخ شرف الدّين أَحْمد الْفَزارِيّ وَالشَّيْخ برهَان الدّين الاسكندري وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الشريشي وَحضر جنَازَته خلق وَكَانَ عَلَيْهَا روح وَكَانَ يتَحَصَّل لَهُ من الْأُمَرَاء وَالنَّاس جمل كَثِيرَة وَإِذا قوبل بِقدر يسير لَا يقبله أَبُو عبد الله الفاسي الْمُقْرِئ الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو عبد الله الفاسي المغربي الْمُقْرِئ الْعَلامَة جمال الدّين نزيل حلب ولد بفاس بعد الثَّمَانِينَ وَقدم مصر فَقَرَأَ بهَا على أبي مُوسَى عِيسَى بن يُوسُف بن اسمعيل الدِّمَشْقِي وَأبي الْقسم عبد الْوَاحِد بن سعيد الشَّافِعِي وَعرض عَلَيْهِمَا الشاطبية عَن أخذهما عَن أبي الْقسم الشاطبي وَعرض الرائية على الْجمال على ابْن أبي بكر الشاطبي بروايته عَن المُصَنّف وَقدم حلب واستوطنها وروى بهَا القراآت والعربية والْحَدِيث وتفقه بحلب على مَذْهَب أبي حنيفَة وَكَانَ مليح الْخط إِلَى

الْغَايَة على طَرِيق المغاربة وَكَانَ يتَكَلَّم على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَشرح الشاطبية شرحا فِي غَايَة الْجَوْدَة أبان فِيهِ عَن تضلع من الْعُلُوم وتبحر فِي القراآت وَإِسْنَاده فِي القراآت نَازل مر بِبَلَد من أَعمال الديار المصرية وَبهَا طايفة يمْتَحنُونَ النَّاس فَكل من لم يقل أَن الله تكلم بِحرف وَصَوت آذوه وضربوه فَأتوهُ جمَاعَة فَقَالُوا لَهُ يَا فَقِيه ايش تَقول فِي الْحَرْف وَالصَّوْت فالهمت أَن قلت كلم الله مُوسَى بِحرف وَصَوت على طور سيناء فاكرموه واحضروا لَهُ قصب سكر وَنَحْوه وَبكر بِالْغَدَاةِ خوفًا أَن يشعروا بِهِ أَنه جعل مُوسَى الْفَاعِل وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست ماية القَاضِي الْمحلى مُحَمَّد بن الْحسن بن عمر القَاضِي أَبُو عبد الله الْمحلى الأديب عَاشَ ثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وست ماية وَله شعر) الديباجي مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد شرف الدّين أَبُو عبد الله ابْن الْوَزير ابْن الديباجي كَانَ أَبوهُ فِي مَحل الوزارة عِنْد الْكَامِل بن الْعَادِل بن أَيُّوب وساد هُوَ عِنْد الْعَادِل بن الْكَامِل ووزر بعد ذَلِك للْملك الصَّالح اسمعيل ابْن الْعَادِل صَاحب دمشق أورد لَهُ نور الدّين على بن سعيد المغربي فِي كِتَابه الْمغرب فِي أَخْبَار الْمغرب وَمن خطه نقلت (شهر الحسام وكالاقاحي خَدّه ... ثمَّ انثنى كشقايق النُّعْمَان) (لَو لم يكن طَربا براحته لما ... غنى بِضَرْب مثالث ومثان) (بَطل يثير من الْعَجَاجَة غيهباً ... يجلو دجاه بانجم الخرصان) (وصبا إِلَى عطف الوشيج يهزه ... فحلا لَهُ المران بالعسلان) قلت شعر جيد ابْن رَمَضَان النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْحسن بن رَمَضَان النَّحْوِيّ لَهُ فِيمَا ذكر مُحَمَّد بن اسحق كتاب أَسمَاء الْخمر وعصيرها وَكتاب الديرة أَبُو على الْهَيْثَم الرياضي مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو عَليّ ابْن الْهَيْثَم يَأْتِي ذكره فِي الْحسن بن الْحسن فِي حرف الْحَاء أَن شَاءَ الله تَعَالَى فليطلب هُنَاكَ الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن الْحسن بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي أورد لَهُ صَاحب الْمرْآة (فَإِن عزم اللعذال يَوْم لقاينا ... وَمَا لَهُم عِنْدِي وعندك من ثأر) (وشنوا على اسماعنا كل غَارة ... وَقل جنودي عِنْد ذَاك وانصارى) (لَقِينَاهُمْ من ناظريك ومهجتي ... وَمن ادمعي بِالسَّيْفِ والسيل وَالنَّار)

قلت وَقد ادعيت هَذِه الأبيا لجَماعَة عديدة توفّي الْمَذْكُور سنة تسع وَثَمَانِينَ وماية مُحَمَّد بن الْحسن بن شُعْبَة الْحسنى شَاعِر سكن طرابلس الشَّام ارتجل فِي صديق لَهُ ركب الْبَحْر إِلَى الاسكندرية من طرابلس (قربوا للنوى القوارب كَيْمَا ... يقتلوني ببينهم والفراق) (شرعوا فِي دمي بتشريع شرع ... تركوني من شدها فِي وثاق) (قلعوا حِين اقلعوا بفؤادي ... ثمَّ لم يَلْبَثُوا كَقدْر الفواق) (ليتهم حِين ودعوني وَسَارُوا ... رحموا عبرتي وَطول اشتياقي) (هَذِه وَقْفَة الْفِرَاق فَهَل اح ... يي ليَوْم يكون فِيهِ التلاقي) ) توفّي الْمَذْكُور فِي السّنة الْمَذْكُورَة الْكفْر طابى مُحَمَّد بن الْحسن بن الْكفْر طابى الأديب خلف لَهُ أَبوهُ عشرَة آلَاف دِينَار فانفقها فِي الأصدقاء والصلات وَكَانَ من أَوْلَاد الشُّهُود وَقيل الْقُضَاة وَمن شعره (قد عبرت عبرتي عَن سر أجفاني ... وحاورت حيرتي من قبل إعلاني) (لَا تسألوا كَيفَ حَالي بعد بعدكم ... قد خبرتكم شؤون الْعين عَن شأني) وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع ماية ابْن كَامِل مُحَمَّد بن الْحسن بن كَامِل القَاضِي الأندلسي كَانَ فَقِيها شَاعِرًا فَمن نظمه فِي مراكش (وَأَرْض سكناهَا فيا شَرّ مسكن ... بهَا الْعَيْش نكد والجناح مهيض) (نروح ونغدو لَيْسَ إِلَّا مروع ... عقارب سود أَو أراقم بيض) توفّي سنة تسع وثلثين وَخمْس ماية بالمغرب ابْن حمدون صَاحب التَّذْكِرَة مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حمدون أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي سعد الْكَاتِب الْمعدل كَافِي الكفاة بهاء الدّين الْبَغْدَادِيّ من بَيت فضل ورياسة وَكَانَ ذَا معرفَة بالأدب وَالْكِتَابَة لَهُ أَخَوان أَبُو نصر أَبُو المظفر سمع وروى صنف كتاب التَّذْكِرَة فِي لأدب والنوادر والتواريخ وَهُوَ كَبِير يدْخل فِي اثْنَي عشر مجلداً مَشْهُور اخْتصَّ

بالمستنجد يجْتَمع بِهِ ويذاكره وولاه ديوَان الزِّمَام وَكَانَ أَولا عَارض جَيش المقتفى وَكَانَ كريم الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة وقف المستنجد على حكايات رَوَاهَا فِي التَّذْكِرَة توهم غَضَاضَة على الدولة فَأخذ من دست منصبه وَحبس وَلم يزل فِي نَصبه إِلَى أَن رمس توفّي مَحْبُوسًا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَمن شعره (يَا خَفِيف الرَّأْس وَالْعقل مَعًا ... وثقيل الرّوح أَيْضا وَالْبدن) (تدعى أَنَّك مثلي طيب ... طيب ات وَلَكِن بِاللَّبنِ) قلت يُرِيد أَنه قرع وَمن شعره (وحاشى معاليك أَن تستزاد ... وحاشى نوالك أَن يقتضى) (ولكنما استزيد الحظوظ ... وَأَن أَمرتنِي النهى بالرضى) ابْن حمدون المنشئ مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حمدون من كتاب الْإِنْشَاء بِبَغْدَاد) لَهُ ترسل وَشعر توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس ماية وَهُوَ أَخُو مُحَمَّد بن الْحسن صَاحب التَّذْكِرَة وَذَاكَ لقبه أَبُو الْمَعَالِي وَهَذَا لقبه أَبُو نصر وَكتب فِي الدِّيوَان من أوايل سنة ثلث عشرَة وَخمْس ماية إِلَى أَن توفّي وَكَانَ مُنْفَردا بالمهمات وَلم يثبت رسايله لِأَنَّهَا كَانَت تنثال عَلَيْهِ انثيالا ويكتبها ارتجالا وَله كتاب رسايل وتاريخ الْحَوَادِث ابْن الأردخل الشَّاعِر مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن يمن مهذب الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن الاردخل الشَّاعِر نديم صَاحب ميافارقين كَانَ من الشُّعَرَاء المجيدين مدح الْأَشْرَاف مُوسَى وَغَيره والاردخل هُوَ الْمجِيد فِي الْبناء توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وست ماية من شعره (أير ينَام اللَّيْل وَهُوَ يقوم ... حامى الأهاب كَأَنَّهُ يحموم) (مغرى بطول الْجَرّ إِلَّا أَنه ... مَا زَالَ مَفْتُوحًا بِهِ المضموم) وَمِنْه أَيْضا (وَلَقَد رَأَيْت على الْإِدْرَاك حمامة ... تبكى فتسعدني على الأحزان) (تبكى على غُصْن واندب قامة ... فجميعنا يبكى على الأغصان) (صرع الزَّمَان وحيدها فتعللت ... من بعده بالنوح وَالْأَحْزَان)

(تخشى من الأوتار وَهِي مروعة ... مِنْهَا فكم غنت على العيدان) مِمَّا اخترته من شعر الْمُهَذّب بن الأردخل رَحمَه الله (أَفِي كل يَوْم لي من الدَّهْر صَاحب ... جَدِيد ولي حاد إِلَى بلد يَحْدُو) (اروح واغدو للغنى غير مدرك ... ويدركه من لَا يروح وَلَا يَغْدُو) وَمِنْه (وَذكرهَا مَاء بدجلة لايم ... فَلم تتمالك أَن جرت عبراتها) (فَللَّه عين مَا عتبت دموعها ... صمتن واقرار الجوارى صماتها) وَمِنْه (مَا على من وصاله الصُّبْح لَو ق ... صر من ليل هجره مَا أطاله) (ألفى القوام عني أمالو ... هـ فقلبي مكسور تِلْكَ الاماله) وَمِنْه) (واهاً عل عَيْش مَضَت سنواته ... وكأنما كَانَت هِيَ السَّاعَات) (والراح ترحم كل هم طالع ... بكواكب أفلاكها الراحات) (قابلت بالساقي السَّمَاء فاطلعت ... بَدْرًا على كَأَنَّهَا مرآت) (الْخضر عَارضه وواضح ثغره ... عين الْحَيَاة وصدغه الظُّلُمَات) وَمِنْه (يَا قَرِيبا عصيت فِيهِ التنائي ... وعزيزاً اطعت فِيهِ الهوانا) (أخذت وصف قدك الْوَرق عني ... فأحبت لحبه الأغصانا) وَمِنْه (الشوق يهواني واهوى طرفه ... حَتَّى كِلَانَا واله بسقيم) (وَكفى بأنواء الجفون اشارة ... فِي عارضى إِلَى طُلُوع نُجُوم) وَمِنْه يصف سيوفا (بيض تخير مَا تشَاء مدلة ... وَالْبيض تَأتي الِاخْتِيَار دلالا) (فَمن الْكَوَاكِب يتخذن قبايعاً ... وَمن الْأَهِلّة يتخذن نعالا) وَمِنْه

(لي حشى مَا بليت شب سعيره ... فَعَسَى غَيره حشى استعيره) (وعزيز على فقد غرير ... اضلعي روضه ودمعي غديره) (مر يحمى بصارم اللحظ ثغراً ... كلما شم نوره زَاد نوره) (عجبي للمدام فِي الجفن مِنْهُ ... كَيفَ يبْقى ودايماً تكسيره) (ولخط بخده غير مقرو ... ء وبالخال مُعْجم مسطوره) (بت اخشى بعاده ناحل الخص ... ر وَقد يبعد الْجواد ضموره) (وَيْح مستقسم لَهُ مُضْمر هِيَ ... كي لقد فَازَ قدحه وضميره) (مثل مَا فَازَ من عدا ومجير الد ... ين من حَادث الزَّمَان مجيره) وَمِنْه (فَخذ بسنان الرمْح عَن اكبد العدى ... فَلم يبْق فِيهِ من صداهن رونق) (وَشبه بالمريخ لما خضبته ... وَمَا ذَاك إِلَّا وَهُوَ اشقر أَزْرَق) ) وَمِنْه من قصيدة (ستسبح دهراً فِي النجيع رؤوسهم ... مقنعة سبح القوابع فِي الْخمر) وَمن أُخْرَى (لكنني الْمَرْء من قوم إِذا امتهنوا ... طاروا إِلَى الْعِزّ من عدن إِلَى سقر) مِنْهَا (لَو لم يكن خارقاً للعاد مَا قربت ... تَوْطِئَة الْأُم فِيهِ حَيْضَة الذّكر) (وَلَا يحلل مَاء من صوارمه ... جمر يطير عَلَيْهِ الْهَام كالشرر) ابْن حُبَيْش مُحَمَّد بن الْحسن بن حُبَيْش بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء ثَانِي الْحُرُوف وَالْيَاء آخر الْحُرُوف والشين الْمُعْجَمَة هُوَ أَبُو بكر نزيل تونس أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ هُوَ أحد الأدباء المكثرين لَهُ تصانيف فِي الْآدَاب دخلت تونس وَلم يقْض لي بِهِ اجْتِمَاع واستجازه لي صاحبنا أَبُو الْعَبَّاس الْأَشْعَرِيّ وَله سَماع وَرِوَايَة أَنْشدني أثير الدّين لِابْنِ حُبَيْش قَالَ أَنْشدني اجازة (قدم الرّبيع يحف بالأزهار ... مثل المليك بعسكر جرار) (وَجُنُوده مَا قاد من زهر الرِّبَا ... وبنوده عذبات برق سَار) (وقبابه الدوحات تجرى حولهَا ... خيل النسيم بملعب التيار) (ولجينه من ياسمين ناصع ... ونضاره مطلول كل عرار)

مِنْهَا (فنهز للأغصان سمر ذوابل ... وتمد للأنهار بيض شفار) (وبهارها يزهى بباهر شكله ... كأنامل مدت بكأس عقار) (والورد يسفر عَن مورد صفحه ... والآس دَار بهَا كبدء عذار) (والسوسن الأبهى يزان بصفرة ... زين العبير ترايب الْأَبْكَار) (شقَّتْ كمايمه كَمَا حللت عَن ... صدر الفتاة معاقد الأزرار) (وشقايق النُّعْمَان يخجل خدها ... إِذْ حدقت فِيهِ عُيُون بهار) وَهِي طَوِيلَة جَيِّدَة شمس الدّين الصايغ مُحَمَّد بن الْحسن بن سِبَاع شمس الدسن الصايغ الْعَرُوضِي أَقَامَ بالصاغة) زَمَانا يقرئ النَّاس الْعرُوض ويشتغل عَلَيْهِ أهل الْأَدَب وَكَانَ يألف يقطب الدّين ابْن شيخ السلامية وبيته ورأيته غير مرّة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية تَقْرِيبًا وَكَانَ لَهُ نظم ونثر شرح ملحة الْأَعْرَاب وَشرح الدريدية فِي مجلدين يقربان من أَرْبَعَة وهما عِنْدِي بِخَطِّهِ ووقفت فِيهِ على أَشْيَاء فِي الشواهد ضَبطهَا بِخَطِّهِ على غير الصَّوَاب وَاخْتصرَ صِحَاح الْجَوْهَرِي وجرده من الشواهد وَله غير ذَلِك ونظم قصيدة تائية فِي مقصد الهيتية الَّتِي لشيطان الْعرَاق تزيد عل الْألف بَيت بِكَثِير وَله الْمقَالة الشهابية وشرفها عَملهَا للْقَاضِي شهَاب الدّين الخوبي وَهِي عِنْدِي بِخَطِّهِ أَيْضا وَمن شعره (أَن جزت بالموكب يَوْمًا فَلَا ... تسْأَل عَن السيارة الكنس) (فثم آرام على ضمر ... لله مَا تفعل بالأنفس) (بأحمر هَذَا وَذَا أصفر ... وأخضر هَذَا وَذَا سندسي) (فَقل لذِي الْهَيْئَة يَا ذَا الَّذِي ... ينْقل مَا ينْقل عَن هرمس) (قَوْلك هَذَا خطل بَاطِل ... أما ترى الأقمار فِي الأطلس) أَخذه من سيف الدّين ابْن قزل المشد ونقصه فَإِنَّهُ قَالَ

(زعم الأوايل إِنَّمَا ... تبدو الذوايب للكواكب) (وتوهموا الْفلك المع ... ظم اطلساً مَا فِيهِ ثاقب) (أَترَاهُم لم ينْظرُوا ... مَا فِي الزَّمَان من العجايب) (كم من هِلَال قد بدا ... فِي اطلس وَله ذوايب) وَقَالَ فِي رنك الأفرم وَكَانَ سَيْفا أَحْمَر على مسن فِي بَيَاض (ملك لَهُ فِي الله وَجه أَبيض ... وبعدله فِي النَّاس عَيْش أَخْضَر) (وبرنكه اللونان مد عَلَيْهِمَا ... لعداته فِي الْحَرْب سيف أَحْمَر) وَقَالَ بِمصْر يتشوق إِلَى دمشق (لي نَحْو ربعك دايماً يَا حلق ... شوق أكاد بِهِ جوى أتمزق) (وهمول دمع من جوى بأضالعي ... ذَا مغرق طرفِي وَهَذَا محرق) (اشتاق مِنْك منازلاً لم أُنْسُهَا ... أَنِّي وقلبي فِي ربوعك موثق) (طلل بِهِ خلقي تكون أَولا ... وَبِه عرفت بك لما اتخلق) ) (وقف عَلَيْك لذا التأسف والبكى ... قلبِي الْأَسير ودمع عَيْني الْمُطلق) (ادمشق لَا بَعدت دِيَارك عَن فَتى ... أبدا إِلَيْك بكله يتشوق) (أنفقت فِي ناديك أَيَّام الصَّبِي ... حبا وَذَاكَ أعز شىء ينْفق) (ورحلت عَنْك ولى إِلَيْك تلفت ... وَلكُل جمع صدعه وتفرق) (فاعتضت عَن أنسي بظلك وَحْشَة ... مِنْهَا وَهِي جلدي وشاب المفرق) (فَلبِست ثوب الشيب وَهُوَ مشهر ... ونزعت ثوب الشرخ وَهُوَ مُعتق) (وَلكم اسكن عَنْك قلباً طامعاً ... بوعود قربك وَهُوَ شوقاً يخْفق) مِنْهَا (وَالرِّيح تكْتب فِي الجداول اسطراً ... خطّ لَهُ نسخ النسيم مُحَقّق) (وَالطير يقْرَأ والنسيم مردد ... والغصن يرقص والغدير يصفق) (ومعاطف الأغصان غنتها الصِّبَا ... طَربا فَذا عَار وَهَذَا مُورق) (وَكَأن زهر اللوز أحداق إِلَى ال ... زوار من حلل الغصون تحدق) (وَكَأن أَشجَار الغياض سرادق ... فِي ظلها من كل لون نمرق) (والورد بالألوان يجلو منْظرًا ... ونسيمه عطر كمسك يعبق) (فبلابل مِنْهَا تتهيج بلابل ... ولذاك أَثوَاب الشَّقِيق تشقق) (وهزاره يصبو إِلَى شحروره ... ويجاوب الْقمرِي فِيهِ مطوق)

(وكأنما فِي كل عود صارخ ... عود حلا مزمومه وَالْمُطلق) (وَالْوَرق فِي الأوراق يشبه شجوها ... شجوى وَأَيْنَ من الطيق الموثق) مجد الدّين ابْن عَسَاكِر مُحَمَّد بن حسن بن عبد الْوَاحِد بن عَسَاكِر يجْتَمع فِي هبة الله بِالْحَافِظِ أبي الْقسم بن عَسَاكِر هُوَ الشَّيْخ الْأَمَام مجد الدّين ابْن بدر الدّين ابْن نجم الدّين كتب الْمَنْسُوب الفايق وبرع فِي الْكِتَابَة وَكتب على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ بهاء الدّين مَحْمُود ابْن الْخَطِيب وَسمع السِّيرَة قَدِيما والبخارى على الحجار وَسمع على المزى مشيخة ونظم جيدا وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي شهر رَجَب سنة سبع وَسبع ماية كتب على كتابي لَذَّة السّمع فِي صفة الدمع (وَلما وقفت على رَوْضَة ... دموع المحبين أزهارها) (ثملت باكؤس أحسان من ... بِهِ لمعت لي أنوارها) ) (فيا حسنها جنَّة قد جرت ... بنظمك والنثر وأنهارها) (واضحت وادمع حسادها ... مضاعفة بالأسى نارها) وَكتب عَلَيْهِ أَيْضا (يَا لَذَّة السّمع والقلوب ... بمطرب مرقص غَرِيب) (من نظم در لبحر علم ... أبي الصَّفَا الأوحد الأريب) (وَالْبَحْر لَا شكّ كل وَقت ... يظْهر للنَّاس بالعجيب) وَكتب عَلَيْهِ أَيْضا (صنف فِي الدمع أما ... م أوحد فِي فنه) (مصنفا بنظمه ... زهت رياض حسنه) (فظل من يحسده ... تنهل سحب جفْنه) وَكتب على كتابي كشف الْحَال فِي وصف الْخَال (كل مَا صنف الْأَمَام صَلَاح ... الدّين يَنْتَهِي لَهُ فِي مجَال) (أدب رايق وَنَحْو وطب ... وَحَدِيث فقه واسما رجال) (ولغات كَثِيرَة واصول ... وتواريخ سالفات اللَّيَالِي) (سِيمَا كشف حَال وصف لخال ... فَهُوَ للفضل خير عَم وخال) وَكتب على كشف الْحَال أَيْضا (اسعفتني بكتابك الْخَال الَّذِي ... قد عَم خد الطرس بالاحسان) (يَا من غَدا فِي حسن وَجه زَمَاننَا ... خالاً تيَمّم بهجة الْإِنْسَان)

(وغدوت للآداب من دون الورى ... خالاً وَعَما يَا اباً للسان) (فلتبق مَا ضاءت سَمَاء محَاسِن ... بكواكب من عنبر الخيلان) (يَا جَامعا للنَّاس شَمل فضايل ... كَانَ الْخَطِيب بهَا لِسَان بنان) (نظمتها كعقود دتر بعد مَا ... كَانَت شروداً من قديم زمَان) (فاستأنست بتلطف من فضلك ال ... وافي ووافت ساير الْبلدَانِ) وَكتب أَيْضا على كتابي المثاني والمثالث (أيا من لأهل الْمعَانِي يروض ... خُيُول القريض بمهمازه) ) (لقد فقت فِي الْأَدَب المجتلى ... بِإِحْسَان أَنْوَاع اعجازه) (ورقت الْأَنَام بِشعر حلا ... سحرت الْعُقُول بالغازه) (يُطِيل التَّعَجُّب أطنابه ... ويلطف موقع إيجازه) وَكتب عَلَيْهِ أَيْضا (لقد كملت محَاسِن نظم حبر ... حوى فِي الْفضل اشتات الْكَمَال) (صَلَاح للتأدب فِي البرايا ... خَلِيل للمفاخر والمعالي) وَكتب عَلَيْهِ أَيْضا (تفرد بالمثاني والمثالث ... أَمَام جد لَيْسَ ترَاهُ عابث) (لَهُ فِي كل يَوْم بكر معنى ... إِلَى الْقلب السرُور الجم باعث) (نسيم فِي رياض بل رحيق ... نشاط الْمَرْء عَنْهَا الْمَرْء وَارِث) (عُيُون فِي الْأَذَان تلذ سمعا ... غَدا خمارها بِالسحرِ نافث) (فيا لله من أدب قديم ... وفخر كل يَوْم فِيهِ حَادث) (وَكم جليت لَهُ بمصنفات ... عقايل مَا سواهُ لَهَا بطامث) (كَأَن السامعين لَهَا نشاوى ... غصون قد تثنت بالمثالث) (تقاد لَهُ الْمعَانِي الغر عفوا ... فدع تَكْلِيف همام وحارث) (فَعَنْهُ أَن رويت حَدِيث نظم ... أمنت بِهِ على الْأَدَب الْحَوَادِث) كَمَا الدّين خطيب صفد مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْخَطِيب كَمَا الدّين أَبُو عبد الله ابْن الْخَطِيب الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الْكَمَال العثماني الْقُرْطُبِيّ الأَصْل الصَّفَدِي النشأة الدِّمَشْقِي المولد ولد فِي قَرَأَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ واشتغل مَعنا على وَالِده رَحمَه الله

تَعَالَى فحفظ جانبا جيدا من الْخُلَاصَة لِابْنِ مَالك ثمَّ كَانَ يحل فِي التسهيل على وَالِده واعرفه يقْرَأ فِي الحاوى وَكَانَ وَالِده قد جعله يَنُوب فِي الخطابة عَنهُ وَهُوَ امرد فِي سنّ سبع عشرَة سنة أَو مَا حولهَا فجود الخطابة واداها بفصاحة مَعْرُوفَة من أَصله وَكَانَ وَالِده كَانَ تفرس ذَلِك فَلَمَّا توفّي فجاءة على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته قدم فصلى على أَبِيه ورسم لَهُ الْأَمِير سيف الدّين ارقطاى بالخطابة وتنجز لَهُ توقيعا من السُّلْطَان فمهر وَجَاء خَطِيبًا عديم الْمثل وَتُوفِّي وَالِده وَهُوَ عَار من الْكِتَابَة وَالْعلم إِلَّا أَنه عِنْده خماير كَانَت تمر على سَمعه فانتخى لنَفسِهِ وجود فَكتب جيدا ونظم ونثر واكب على) المطالعة والاشتغال فجَاء كَاتبا ماهراً وَسمع على الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن الصياد الفاسي الْآتِي ذكره فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَسمع من لَفْظِي بعض مصنفاتي وَكتب بعض مجاميعي وَحضر إِلَى دمشق أَيَّام الفخرى وولاه كِتَابَة الدرج بصفد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي رَمَضَان فَكتبت لَهُ توقيعاً بذلك ونسخته رسم بِالْأَمر العالي لَا زَالَ يزِيد بدور أوليايه كمالا ويفيد سفور نعمايه جمالا وَيُعِيد وفور الْآيَة على من بهر بفوايده الَّتِي غَدا سحر بَيَانهَا حَلَالا أَن يرتب الْمجْلس السَّامِي الكمالي فِي كَذَا لِأَنَّهُ الْأَصِيل الَّذِي ثَبت فِي النّسَب الْأمَوِي رُكْنه وتفرع فِي الدوحة العثمانية غصنه وكمل قبل بُلُوغ الْحلم حلمه فَلم يكن فِي هضبات الأبرقين وَزنه وَألف حِين أشبل غَابَ الْمجد حَتَّى كَأَنَّهُ كنه والبليغ الَّذِي تساوى فِي البديع نظمه ونثره وخلب الْعُقُول من كَلَامه سحره وفَاق زهر اللَّيَالِي لآلئه ودرارئها دره والفاضل الَّذِي القى إِلَيْهِ الْعلم فضل الرسن وَمَج السهاد فَم جفْنه وَغَيره قد ذَر الكسل فِيهَا فَتْرَة الوسن وبرع فِي مذْهبه للشَّافِعِيَّة بِهِ كَمَا للحنفية مُحَمَّد بن الْحسن والخطيب الَّذِي يلعو صهوة الْمِنْبَر فيعرفه وَأَن لم يضع الْعِمَامَة ويطمئن لَهُ مطاه حَتَّى كَانَ بَينه وَبَين علميه عَلامَة ويبرز فِي سَواد شعاره بِوَجْه يخجل الْبَدْر إِذا بدا فِي الغمامة وَيَوَد السّمع إِذا أطاب لَو اطال فَإِنَّهُ مَا سامه سآمة وَيغسل درن الذُّنُوب إِذا أَيَّة بِالنَّاسِ وَذكر أهوال الْقِيَامَة ويتحقق النَّاس أَن كَلَامه روض ومنبره غُصْن وَهُوَ فِي اعلاه حمامة فليباشر ذَلِك مُبَاشرَة هِيَ فِي كَفَالَة مخايله وملام شمايله ومطامح الآمال فِي نتيجة الْمُقدمَات من أوايله وليدبج المهارق بإقلامه الَّتِي تنفث السحر فِي العقد وتشب برق الأسراع حَتَّى يُقَال هَذَا الْجَمْر وَقد وَقد وتنبه على قدر هَذَا الْفَنّ فَإِنَّهُ من عهد وَالِده خمل وخمد وتنبيه فَإِنَّهُ مَا رقا لما رقد ليسر ذَلِك اللَّيْث الَّذِي شب لَهُ مِنْهُ شبله وَذَلِكَ الْغَيْث الَّذِي فض لَهُ فَضله والوصايا كَثِيرَة وَهُوَ غنى عَن شرحها ملى بحراسة سرحها فَلَا يهدى إِلَى هجره مِنْهَا تَمْرَة وَلَا يلقى إِلَى بحره مِنْهَا درة وَلَكِن تقوى الله تَعَالَى أهم الْوَصَايَا واعمم نفعا مِمَّا فِي حنايا الزوايا من الخبايا وَهُوَ بهَا يَأْمر النَّاس على المنابر والآن تنطق بهَا السّنة اقلامه من أَفْوَاه المحابر فَلْيَكُن بهَا أول مَأْمُور وَأولى متصف اسفر لَهُ صبحها من سَواد الديجور وَالله يزِيدهُ فضلا ويفيده من القَوْل الْمُحكم فصلا والخط الْكَرِيم اعلاه حجَّة بِمُقْتَضَاهُ وَكتب إِلَى الْخَطِيب كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الْحسن مَعَ ياسمين اهداه

(مولاى صبحك السرُور ودمت فِي ... حفظ الأله من النوايب) ) (مَالِي منعت من اللقا والود مَا ... لَك مهجتي والشوق غَالب) (يَا شمس أنسى مَا ظهر ... ت وَمَا لعَيْنِي عَنْك حَاجِب) (لما احْتَجَبت وَلم أجد ... بدر السما عَنْك بنايب) (حملت بعض تحيتي الياسمي ... ن وسقته يحْكى الْكَوَاكِب) فَكتبت أَنا الْجَواب إِلَيْهِ (بالرغم مني أَن يكو ... ن لنُور عَيْني عَنْك حَاجِب) (لَكِن خشيت من المها ... لَك أَن تعَارض فِي المطالب) (من قبل تحجبني النَّوَى ... والآن تمنعني النوايب) (أَتَرَى سواي ترى لَهُ ... صبرا على هذى المصايب) (يَا ابْن الْكِرَام السالفي ... ن سقاهم صوب السحايب) (يَا من غَدا كالبحر عَن ... هـ تحدث النَّاس العجايب) (ونظامه وهباته ... ملْء الحقايق والحقايب) (ارسلت شعرًا قدره ... ارخى على الشعرى الذوايب) (وشفعته بهدية ... هِيَ مثل أنفاس الحبايب) (مثل النُّجُوم الزهر ل ... كن لَيْسَ تطلع فِي الغياهب) (فنظام ذَا ونثار تل ... ك لمن تحَققه مُنَاسِب) (لَكِن ذَاك من الترا ... ب وَذَا تزان بِهِ الترايب) (وعَلى الصَّحِيح فَأَنت قد ... مغلطت فِي تِلْكَ الْمَوَاهِب) (إِذا أَنْت يَا مولَايَ تع ... لم والورى يدريه غايب) (أَن الَّذِي يهوى كَمَا ... ل الْبَدْر لَا يرضى الْكَوَاكِب) فَكتب الْجَواب هُوَ إِلَى بعد ذَلِك (يَا من مَحل مقَامه ... حَيْثُ العلى اعلا الذوايب) (يَا بَحر علم فِي الورى ... عَنهُ الْمُحدث لَيْسَ كَاذِب) (يَا سيداً فِيهِ وَعَن ... هـ لنا الرغايب والغرايب) (وَمن انتقى حُلْو الكلا ... م فصاغه حلى الترايب) ) (وَمن ارْتقى اوج الفخا ... ر وَغَيره حل المغارب) (وَمن اقتنى غرر المحا ... مد واحتذى هام الْكَوَاكِب)

(ولذيل برد بَيَانه ... ابداً على سحبان ساحب) (يَا من لِسَان يراعه ... امضى من الْبيض القواضب) (يَا اوحداً فِي عصره ... يَا بدر ديجور الغياهب) (قلدتني بجواهر ... من در لفظك بل مواهب) (رقت أوراق جمَالهَا ... فَهِيَ الْحباب أَو الحبايب) (وافت فاحرزت السن ... ى من المرجى فِي المطالب) (وَأَتَتْ كروض ضَاحِك ... لبكاء أجفان السحايب) (حيت تَحِيَّة عاطف ... أَو دمية لمياء كاعب) (أوليتني مننا بهَا ... ولأنت فِي الأفضال دايب) (لم يقْض شكرى حَقّهَا ... وَأَنا لَهُ أبدا ملازب) (فَأَنا المقصر دايماً ... وعَلى الدعا فَأَنا المواضب) (فِيك التَّشَيُّع مذهبي ... وَسوَاك فِي علياك ناصب) (فَأسلم وَدم مترقياً ... لذرى الرفيع من الْمَرَاتِب) وَقَالَ فِي غير هَذَا النَّحْو (كم ذَا الجفا وفؤاد الصب يهواكي ... وَكم تشحى على المضنى بلقياكي) (وَكم تصدى دلالاً فِي هَوَاك وَقد ... علمت بالهجر مَا يلقى مَعنا كي) (يمسى وَيُصْبِح فِي نيران حبك لَا ... ينَال مِنْك سوى لذات ذكراكي) (ويضمر الوجد والأشواق تظهر ... ويشتكي الْبعد والأحشاء مثواكي) (ويدعى حب أُخْرَى كي يغالط يَا ... دنيا اللواحي وَمَا يُصِيبهُ الاك) (ويرتجى خلو وصل مِنْك يَطْلُبهُ ... فَمَا تنيليه إِلَّا مر بلواكي) (يهدي إِلَيْك مواثيقاً موكدة ... فِي كل حَال وتبدي عهد أفاك) (مَا كَانَ ضرك لَو دمتي مُحَافظَة ... على المواثيق يَا دنيا لمضناك) (وَكم تعاطيت بالنطق الْوَفَاء لنا ... ونفهم الْغدر من لحظات عَيْنَيْك) ) (كردت صفو حيوتي بالمطال إِلَى ... أَن كَانَ يَوْم الردى فِيهَا قصاراك) وَقَالَ

(صب نأوا عَن قربه خلانه ... فَأرْسلت طوفانها أجفانه) (لذ لَهُ ذل الغرام فيهم ... وَمَا حلا قطّ لَهُ سلوانه) (وَلَا اعتراه ملل فِي حبهم ... حينا وَلَا لَازمه هجرانه) (بحقكم يَا نازلين مهجتي ... رفقا بقلب أَنْتُم سكانه) (وَالله مَا لذ لطرفي وَسن ... مذ بنتم لأنكم إنسانه) (لَو لم يكن ظلّ الْحمى مقيلكم ... مَا شاقه البان وَلَا كثبانه) (أَن ادّعى النَّاظر بعدا عَنْكُم ... فَفِي حشاى أَنْتُم جِيرَانه) (أَو قَالَ بالطيف اكْتفى عَن وصلكم ... وَالله مَا ذاقت كرى أجفانه) وَقَالَ (خليلي بَاقٍ معهد الود أم عَفا ... فمورد طيب الْعَيْش بعْدك مَا صفا) (وَيَا لَيْت شعري دوحة الْأنس بَعدنَا ... تقلص مِنْهَا الظل فِي الرّبع أم ضفا) (وَيَا جيرة لذت حَياتِي بقربهم ... ومذ هجروا عَاد السرُور تكلفا) (تواليت فِي حبي لكم فنصبتم ... لقلبي إشراك القطيعة والجفا) (وَمَا رفضت نَفسِي قديم حقوقكم ... وَلَا دنت إِلَّا بالتشيع والوفا) (وَلم يسلني حاشاكم الْبَين عَنْكُم ... وَلَو أَن قلبِي عَن غرام على شفا) الشريف القنائي الْمَالِكِي مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن حجون الشَّيْخ الشريف القنائي قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي جمع بَين الْعلم وَالْعِبَادَة والورع الزهادة وَحسن الفاظ تفعل فِي الْعُقُول مَا لَا تَفْعَلهُ الْعقار مَعَ سُكُون ووقار سمع من الْعَلامَة أبي الْحسن على بن هبة الله ابْن سَلامَة والحافظ عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ وَالشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام بقرَاءَته عَلَيْهِم وَكَانَ فَقِيها ماليكاً ويقرئ مَذْهَب الشَّافِعِي نحويا فرضيا حاسبا مَحْمُود الطرايق انْتفع بِعِلْمِهِ وبركته طوايف من الخلايق تنقل عَنهُ كرامات وتؤثر عَنهُ مكاشفات وَكَانَ سَاقِط الدَّعْوَى كثير الْخلْوَة والانعزال عَن الْخلق صايم الدَّهْر قايم اللَّيْل قَالَ قَالَ لي الْخَطِيب حسن بن منتصر خطيب ادفو سمعته يَقُول كنت فِي بعض السياحات فَكنت أَمر بالحشايش فتخبرني عَمَّا) فِيهَا من الْمَنَافِع وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست ماية بقنا صدر الدّين الشَّافِعِي مُحَمَّد بن الْحسن بن يُوسُف الأرموي الْفَقِيه الْمُحدث الصَّالح صدر الدّين الشَّافِعِي نزيل دمشق ولد سنة عشر وست ماية وتو فِي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع ماية قدم دمشق وَلزِمَ ابْن الصّلاح وَحدث عَنهُ وَعَن كَرِيمَة والتاج ابْن حمويه وَابْن قميرة وعدة تفقه وَحصل وَتعبد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كتبت عَنهُ أَنا وساير الرفاق

ابن الحسن

3 - (ابْن الْحسن) القَاضِي الوادعي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حبيب القَاضِي أَبُو حُصَيْن يفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة الوادعي الْكُوفِي طَال عمره وصنف الْمسند وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وماتين مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن الْخَلِيل أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْقطَّان الشَّيْخ الصَّالح مُسْند نيسابور توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وَثلث ماية الأبدى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن عَاصِم أَبُو الْحسن الآبري بِهَمْزَة ممدودة بَاء ثَانِي الْحُرُوف مَضْمُومَة وَرَاء مُهْملَة قبل يَاء النّسَب وآبر من قرى سجستان رَحل وطوف وصنف كتابا كَبِيرا فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي توفّي سنة ثلث وَسِتِّينَ وَثلث ماية سيف الدّين الغوري مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْملك سيف الدّين ابْن الْملك عَلَاء الدّين الغوري بالغين الْمُعْجَمَة المضمومة وَالرَّاء ملك بعد أَبِيه فَلم تطل مدَّته قَتله الغز كَانَ عادلا حسن السِّيرَة منع جنده من إذية الْمُسلمين وَكَانَت قتلته سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس ماية المحمد اباذي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر النَّيْسَابُورِي المحمد أباذي وَمُحَمّد أباذ محلّة بِظَاهِر نيسابور كَانَ من الثِّقَات الْعَالمين بمعاني الْقُرْآن وَالْأَدب توفّي سنة سِتّ وثلثين وَثلث ماية شيخ الْأَشْرَاف مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن دَاوُد بن عَليّ السَّيِّد أبوالحسن الْعلوِي الحسني النَّيْسَابُورِي شيخ الْأَشْرَاف فِي عصره سمع وروى وَكَانَ يعد فِي مَجْلِسه ألف محبرة وأملى ثلث سِنِين ثمَّ توفّي فجاءة سنة إِحْدَى وَأَرْبع ماية صَاحب قيد الأوابد مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن ابراهيم بن عبد الله بن) يَعْقُوب الْحَافِظ الْعَلامَة أَبُو عبد الله البنجديهي الزاغولي الأرزي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين واربح ماية كَانَ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وطرقه واشتغل بِهِ طول عمره وَجمع كتابا مطولا أَكثر من أَربع ماية مجلدة يشْتَمل على التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه سَمَّاهُ قيد الأوابد توفّي سنة تسع وَخمسين وَخمْس ماية

الْآجُرِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْآجُرِيّ وآجر بِالْجِيم قَرْيَة من قرى بَغْدَاد الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمُحدث صَاحب الْأَرْبَعين الْمَشْهُور كَانَ صَالحا عابدا دخل مَكَّة فَأَعْجَبتهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ ارزقني الْإِقَامَة بهَا سنة فَسمع هاتفا يَقُول بل ثلثين سنة فَعَاشَ بعد ذَلِك ثلثين سنة وَمَات سنة سِتِّينَ وَثلث ماية بِمَكَّة روى عَن أبي مُسلم الْبَلْخِي وَأبي شُعَيْب الْحَرَّانِي وَأحمد بن يحيى الْحلْوانِي والمفضل بن مُحَمَّد الجندي وَخلق كثير وصنف فِي الحَدِيث وَالْفِقْه كثيرا وروى عَنهُ جمَاعَة من الْحفاظ مِنْهُم الْحَافِظ أَبُو نعيم وَغَيره قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَدُوقًا دينا الشريف الرضى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن عَليّ زين العابدين بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رضى الله عَنْهُم الْمَعْرُوف بالشريف الرضى بن الطَّاهِر ذى المناقب أبي أَحْمد الْحُسَيْن صَاحب الدِّيوَان الْمَشْهُور يُسَمِّيه الأدباء النايحة الثكلى لرقة شعره قَالَ الشّعْر بعد أَن جَاوز عشر سِنِين بِقَلِيل وَهُوَ أشعر الطالبين وَيُقَال أشعر قُرَيْش قلت مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ لقرشي كَثْرَة جيده كَانَ أَبوهُ قَدِيما يتَوَلَّى نقابة الطالبين وَالنَّظَر فِي الْمَظَالِم وَالْحج بِالنَّاسِ فَلَمَّا توفّي أَبوهُ رثاه أَبُو الْعَلَاء المعرى بقصيدته الفائية الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا أودى فليت الحادثات كفاف مِنْهَا يذكر الْغُرَاب (لَا خَابَ سعيك من خفافٍ أسحمٍ ... كسحيمٍ الأسديِّ أَو كخفاف) (من شَاعِر للبين قَالَ قصيدةً ... يرثي الشَّريف على رويِّ الْقَاف) مِنْهَا (فَارَقت دهرك ساخطاً أَفعاله ... وَهُوَ الجدير بقلَّة الْإِنْصَاف) (وَلَقِيت ربَّك فاستردَّ لَك الْهدى ... مَا نَالَتْ الأقوام بِالْإِتْلَافِ) (أبقيت فِينَا كوكبين سناهما ... فِي الصُّبح والظَّلماء لَيْسَ بخاف) ) (قدرين فِي الإرداء بل مطرين فِي ... الأجداء بل قمرين فِي الأسداف) (والراح أَن قيل ابْنة الْعِنَب اكتفت ... بأبٍ من الْأَسْمَاء والأوصاف)

(مَا زاغ بَيتكُمْ الرَّفيع وإنَّما ... بالوهم أدْركهُ خفى زحاف) قلت مَا غزى كَبِير بذاهب سلف بِمثل هَذَا الْبَيْت وَقَوله فِيمَا مر يرثى الشريف على روى الْقَاف يُرِيد قَول الْغُرَاب غاق كلما كررها وَهُوَ من أحسن تخيل وَردت الْأَعْمَال الَّتِي كَانَت بيد أَبِيه إِلَيْهِ فِي حَيَاته قَالَ ابْن جنى احضر الشريف وَهُوَ صَغِير لم يبلغ الْعشْر من السنين إِلَى ابْن السيرافي فلقنه النَّحْو فَلَمَّا كَانَ بعد مديدة وَهُوَ قَاعد فِي الْحلقَة ذاكره بشىء من الْأَعْرَاب على عَادَة التَّعْلِيم فَقَالَ لَهُ إِذا قُلْنَا رَأَيْت عمر مَا علاقَة النصب فِيهِ فَقَالَ الرضى بغض على فَعجب السيرافي والحاضرون من حِدة ذهنه قلت ذكرت هَا هُنَا قَول الْوراق الحظيري فِيمَن اسْمه فتح وَهُوَ مليح إِلَى الْغَايَة (يَا فَتْحُ يَا أشْهَرَ كلِّ الورى ... باللوم والخِسَّةِ والكِذْبِ) (كم تدّعي شيعَة آل العبا ... اسْمك ينبيني عَن النصب) وَله كتاب فِي مجَاز الْقُرْآن نَادِر وَكتاب فِي مَعَاني الْقُرْآن والمتشابه فِي الْقُرْآن مجازات الْآثَار النَّبَوِيَّة مُشْتَمل على أَحَادِيث تَلْخِيص الْبَيَان عَن مجازات الْقُرْآن سيرة وَالِده الطَّاهِر شعر ابْن الْحجَّاج أَخْبَار قُضَاة بَغْدَاد رسايله ثلث مجدلات ديوَان شعره ثلث مجلدات وَالنَّاس يَزْعمُونَ أَن نهج البلاغة من انشايه سَمِعت الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة تَقِيّ الدّين احْمَد بن تيممية رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول لَيْسَ كَذَلِك بل الَّذِي فِيهِ من كَلَام على بن أبي طَالب مَعْرُوف وَالَّذِي فِيهِ للشريف الرضى مَعْرُوف أَو كَمَا قَالَ يُقَال أَنه اجتاز بعض الأدباء بدار الشريف الرضى وَقد هدمت واخنى عَلَيْهَا الزَّمَان واذهب ديباجتها وبقايا رسومها فتعجب من صروف الزَّمَان وَأنْشد قَول الرضى (وَلَقَد وقفت على ربوعهم ... وطلولها بيد البلى نهب) (فَبَكَيْت حَتَّى ضج من لغب ... نضوى ولج بعذلى الركب) (وتلفتت عَيْني فمذ خفيت ... عني الطلول تلفت الْقلب) فَمر بِهِ آخر وَهُوَ ينشدها فَقَالَ اتعرف هَذِه الدَّار لمن فَقَالَ لَا قَالَ هِيَ لقايل هَذِه الأبيات الشريف الرضى وَمن نظم الشريف الرضى يُخَاطب الإِمَام الْقَادِر) (عطفا أَمِير الْمُؤمنِينَ فاتنا ... فِي دوحة العلياء لَا نتفرق)

(مَا بَيْننَا يَوْم الفخار تفَاوت ... أبدا كِلَانَا فِي السِّيَادَة معرق) (إِلَّا الْخلَافَة ميزتك فأنني ... أَنا عاطل مِنْهَا وَأَنت مطوق) فَيُقَال أَن الْخَلِيفَة لما بلغته الأبيات قَالَ على رغم أنف الرضى وَيُقَال أَنه كَانَ يَوْمًا جَالِسا بَين يَدَيْهِ فَأخذ يعبث بذقنه ويرفعها إِلَى أَنفه فَقَالَ لَهُ الْخَلِيفَة كَأَنَّك تشم فِيهَا رايحة الْخلَافَة فَقَالَ لَا وَالله رايحة النُّبُوَّة وَهَذَا أَنا استبعد وُقُوع مثله بَين يَدي الْخَلِيفَة وَمن شعره قَوْله (يَا لَيْلَة السفح إِلَّا عدت ثَانِيَة ... سقى زَمَانك هطال من الديم) (مَاض من الْعَيْش لَو يفدى بذلت لَهُ ... كرايم المَال من خيل وَمن نعم) (بتنا ضجيعين فِي ثوبي تقى ونقا ... فضمنا الشوق من قرع إِلَى قدم) (وَبَات بارق ذَاك الثغر يُوضح لي ... مواقع اللثم فِي داج من الظُّلم) (وامست الرّيح كالغيري تجاذبنا ... على الْكَثِيب فضول اريط واللمم) (واكتم الصُّبْح عَنْهَا وَهِي نايمة ... حَتَّى تكلم عُصْفُور على علم) (فَقُمْت انفض بردا مَا تعلقه ... غير العفاف وَغير الرعى للذمم) وَمِنْه قَوْله أَيْضا (يَا صَاحب الْقلب الصَّحِيح أما اشتفى ... يَوْم النَّوَى من قلبِي المصدوع) (أأسأت بالمشتاق حِين ملكته ... وجزيت فرط نزاعه بنزوع) (هَيْهَات لَا تتكلفن لي الْهوى ... فَضَح التطبع شِيمَة المطبوع) (وتركتني طمآن اشرب ادمعي ... اسفاً على ذَاك اللمى الْمَمْنُوع) (قلبِي وطرفي مِنْك هَذَا فِي حمى ... قيظ وَهَذَا فِي رياض ربيع) (ابكى ويبسم والدجى وَمَا بَيْننَا ... حَتَّى استضاء بثغره ودموعي) (قمر إِذا استجليته بعتابه ... لبس الْغُرُوب فَلم يعد لطلوع) (ابغى الْوِصَال بشافع من غَيره ... شَرّ الْهوى مَا رمته بشفيع) (مَا كَانَ إِلَّا قبْلَة التَّسْلِيم ار ... دفها الْفِرَاق بضمة التوديع) (وتبيت رَيَّان الجفون من الْكرَى ... وابيت مِنْك بليلة الملسوع) (قد كنت اجزيك الصدود بِمثلِهِ ... لَو أَن قَلْبك كَانَ بَين ضلوعي) ) وَمِنْه قَوْله أَيْضا (عارضاً بِي ركب الْحجاز اسايل ... هـ مَتى عَهده بأيام جمع)

(واستملا حَدِيث من سكن الخي ... ف وَلَا تكتباه إِلَّا بدمعي) وَمِنْه قَوْله (أَيهَا الرايح الْمجد تحمل ... حَاجَة للمتيم المشتاق) (اقرعني السَّلَام أهل الْمصلى ... فبلاغ السَّلَام بعض التلاقي) (وَإِذا مَا وصلت للخيف فاشهد ... أَن قلبِي إِلَيْهِ بالأشواق) (ضَاعَ قلبِي فأنشده لي بَين جمع ... ومني عِنْد بعض تِلْكَ الحداق) (وابك عني فطالما كنت من قب ... ل اعير الدُّمُوع للعشاق) وَقَوله أَيْضا (يَا خليلي من ذؤابة قيس ... فِي التصابي مَكَارِم الْأَخْلَاق) (عللاني بذكرهم واسقياني ... وامزجالي دمعي بكأس دهاق) (وحذا النّوم من جفوني فَإِنِّي ... قد خلعت الْكرَى على العشاق) قيل أَن الْمُطَرز لما وقف عَلَيْهَا قَالَ رحم الله الشريف الرضى وهب مَا لَا يملك على من لَا يقبل فبلغني أَن الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل رَحمَه الله لما سمع ذَلِك قَالَ وَالله قَول الْمُطَرز عِنْدِي احسن من قَول الشريف الرضى وَقَوله فِي القصيدة الكافية أَولهَا (يَا ظَبْيَة البان ترعى فِي خمايله ... لِيَهنك الْيَوْم أَن الْقلب مرعاك) سَمِعت القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُودًا رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول الله يرْزق المليحة بخت الوحشة مَا من شَاعِر إِلَّا وَقد عَارض هَذِه القصيدة وَلَيْسَ لَهُ ديباجتها أَو كَمَا قَالَ ومحاسن شعره كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَت وِلَادَته سنة تسع وَخمسين وَتُوفِّي بكرَة الْخَمِيس سادس الْمحرم وَقيل صفر سنة سِتّ وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي وَالِده سنة أَربع ماية وَقيل سنة ثلث وَأَرْبع ماية وَلما توفّي الشريف الرضى حضر الْوَزير فَخر الْملك وَجَمِيع الْأَشْرَاف والقضاة وَالشُّهُود والأعيان وَدفن فِي دَاره بالكرخ وَمضى أَخُوهُ الشريف المرتضى إِلَى مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر لِأَنَّهُ لم يسْتَطع أَن ينظرإلى تابوته وَصلى عَلَيْهِ الْوَزير مَعَ جمَاعَة امهم أَبُو عبد الله ابْن المهلوس الْعلوِي ثمَّ دخل النَّاس أَفْوَاجًا فصلوا عَلَيْهِ وَركب الْوَزير آخر النَّهَار إِلَى المشهد بمقابر قُرَيْش فعزى) المرتضى والزمه الْعود إِلَى دَاره ورثاه المرتضى بمراث كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله (يَا للرِّجَال لفجعة خدمت يَدي ... ووددتها ذهبت على برأسي) (مَا زلت آبي وردهَا حَتَّى أَتَت ... فحسوتها فِي بعض مَا أَنا حاس) (ومطلتها زَمنا فَلَمَّا صممت ... لم يثنها مطلى وَطول مكاسي)

(لَا تنكرا من فيض دمعي عِبْرَة ... فالدمع خير مساعد ومواسى) وَمن ورع الرضى أَنه اشْترى جزازا من امْرَأَة بِخَمْسَة دَرَاهِم فَوجدَ فِيهِ جُزْءا بِخَط ابْن مقلة فَأرْسل إِلَيْهَا وَقَالَ وجدت فِي جزازك هَذَا وَقِيمَته خَمْسَة دَنَانِير فَإِن شِئْت الْجُزْء وَأَن شِئْت خَمْسَة دَنَانِير فابت وَقَالَت ابعتك مَا فِي الجزاز فَلم يزل بهَا حَتَّى أخذت الذَّهَب وَقَالَ الخالع مدحت الرضى بقصيدة فَبعث إِلَى بِتِسْعَة وَأَرْبَعين ردهما فَقلت لَا شكّ أَن الأديب خانني ثمَّ أَنِّي اجتزت بسوق الْعَرُوس فَرَأَيْت رجلا يَقُول لآخر اتشتري هَذَا الصحن فَإِنَّهُ أخرج من دَار الرضى أبيع بِتِسْعَة وَأَرْبَعين درهما وَهُوَ يُسَاوِي خَمْسَة دَنَانِير فَعلمت أَنه كَانَ وقته مضيقاً فاباع الصحن وأنفذ ثمنه إِلَى ومحاسنه كَثِيرَة وَلما توفّي الشريف الرضى قَالَ الْوَزير المغربي يرثيه بقصيدة أَولهَا رزء اغار بِهِ النعى وأنجدا مِنْهَا (اذكرتنا يَا ابْن النَّبِي مُحَمَّد ... يَوْمًا طوى عني أَبَاك مُحَمَّدًا) (وَلَقَد عرفت الدَّهْر قبلك سالياً ... إِلَّا عَلَيْك فَمَا أطَاق تجلدا) (مَا زلت نصل الدَّهْر يَأْكُل غمده ... حَتَّى رَأَيْتُك فِي حشاه مغمدا) ابْن نجدة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ النَّحْوِيّ يعرف بِابْن نجدة مَشْهُور فِي أهل الْأَدَب لَهُ خطّ مَرْغُوب فِيهِ الْيُمْنَى المغربي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر الْيُمْنَى أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الأديب كَانَ مُقيما بِمصْر وَتُوفِّي فِيمَا ذكره أَبُو اسحق الحبال فِي سنة أَربع ماية وَله تصانيف مِنْهَا أَخْبَار النَّحْوِيين مضاهاة أَمْثَال كليلة ودمنة من أشعار الْعَرَب وَكتب إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي الْجُوع عِنْد قدومه من الْمغرب قصيدة طَوِيلَة أَولهَا (خففت إِلَى عتابي بالهجاء ... وحلت عَن الْمَوَدَّة والصفاء) ) (وَكم لَك من طريقي حدت عَنهُ ... وقارعة الطَّرِيق على اسْتِوَاء) (وَلَو أَنا تناصفنا لَكنا ... نجومك حِين تطلع من سماءي) (لِأَنِّي استشفك عَن ضمير ... كَمثل النَّار ملتهب الذكاء) فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب (هديت وَمَا عرفتك بالهذاء ... واعلنت العويل مَعَ العواء)

(وصرفت العتاب إِلَى هجاء ... وَلَيْسَ بسالك وَجه الهجاء) (واكثرت الدَّعَاوَى فِي عتابي ... على أَنِّي دعوتك للوفاء) (وَكنت ككامن فِي سر زند ... وقدح الزند يذكى بالضياء) وَمن شعره مَا زعم أَنه لَيْسَ لقافيها خَامِس (اسقمني حب من هويت فقد ... صرت بحبيه فِي الْهوى آيه) (يَا غَايَة فِي الْجمال صوره ... أما لهَذَا الصدود من غايه) (تَرَكتنِي بالسقام مشتهرا ... اشهر للْعَالمين من رايه) (أحب جِيرَانكُمْ من أجلكم ... بِحجَّة الطِّفْل تشبع الدايه) الصُّوفِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُوسَى أَبُو عبد الله الْأَزْدِيّ أَبَا السلمى جدا لِأَنَّهُ سبط أبي عَمْرو اسمعيل بن بَحر كَانَ شيخ الصُّوفِيَّة وعالمهم بخراسان وَسمع وَحدث وانتخب عَلَيْهِ الْكِبَار توفّي سنة أثنتي عشرَة وَأَرْبع ماية ابْن طَلْحَة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن طَلْحَة هُوَ أَبُو الْحسن ابْن الشَّيْخ أبي عَليّ أورد لَهُ الثعالبي فِي التَّتِمَّة وَقَالَ سنة دون الْعشْرين (رعى الله دَارا بالحمى هِيَ دَارنَا ... وقوماً هم أحبابنا والحبايب) (فكم بالحمى من مرهف الْقد ناعم ... قد اخْتلفت للشعر فِيهِ الْمُنَاسب) (محياه للورد الجنى ملابس ... ورياه للمسك الذكى مسالب) (فيا دَار بل يَا دارة الْبَدْر فِي الدجى ... سقتك دموع لاسقتك سحايب) مِنْهَا (ودوية لَا مَاء إِلَّا سرابها ... وَلَا ركب إِلَّا آلها المتراكب) (كَأَن مطايانا مخاريق لاعب ... تألق فَوق الأكم والأكم لاعب) ) أَبُو عبد الله الْخَولَانِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن المضرس الْخَولَانِيّ أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ وَكَانَ مقدما فِي النَّحْو وَله شعر ومناقضات مَعَ أبي يعلى حَمْزَة بن مُحَمَّد المهلبي وَمَات بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وَعشْرين وَثلث ماية ابْن العميد الْكَاتِب مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل بن أبي عبد الله

الْكَاتِب المعوف بِابْن المعميد لقب وَالِده بذلك على عَادَة أهل خُرَاسَان فِي التَّعْظِيم وَكَانَ وَالِده يلقب بكله بِضَم الْكَاف وَفتح اللَّام مُخَفّفَة وَبعدهَا هَاء وَسَيَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة على بن مُحَمَّد الأسكافي الْكَاتِب وَكَانَ ابْن العميد وَزِير ركن الدولة أبي على الْحسن بن بويه وَالِد عضد الدولة تولى وزارته عقيب موت وزيره أبي على القمى سنة ثَمَان وَعشْرين وَثلث ماية وَكَانَ متوسعاً فِي عُلُوم الفلسة والنجوم وَأما الْأَدَب والترسل فَلم يُقَارِبه فِي ذَلِك أحد فِي زَمَانه كَانَ يُسمى الْحَافِظ الثَّانِي قَالَ الثعالبي كَانَ يُقَال بدئت الْكِتَابَة بِعَبْد الحميد وختمت بِابْن العميد وَكَانَ كَامِل الرياسة جليل الْمِقْدَار من بعض اتِّبَاعه الصاحب ابْن عباد وَلأَجل صحبته لَهُ قيل لَهُ الصاحب وَكَانَ يُقَال لَهُ الْأُسْتَاذ توجه الصاحب إِلَى بَغْدَاد وَعَاد فَقَالَ لَهُ كَيفَ وَجدتهَا فَقَالَ لَهُ بغدادي فِي الْبِلَاد كالاستاذ فِي الْعباد وَكَانَ سايسا مُدبرا للْملك قَصده جمَاعَة من الشُّعَرَاء من الْبِلَاد الشاسعة مِنْهُم أَبُو الطّيب المتنبي مدحه بقصيدته الَّتِي أَولهَا (باد هَوَاك صبرت أم لم تصبرا ... وبكاك أَن لم يجر دمعك أَو جرى) فوصله بثلثة آلَاف دينارن ومدحه ابْن نباتة السَّعْدِيّ بقصيدة أَولهَا (برح اشتياق وادكار ... ولهيب أنفاس حرار) فتأخرت صلَة ابْن العميد عَنهُ وطالت الْمدَّة فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسه الحفل وَجرى بَينهمَا محاورة ومجاوبة طَوِيلَة إِلَى أَن قَامَ ابْن العميد من مَجْلِسه مغضبا وَلما كَانَ ثَانِي يَوْم طلبه ليصله فَلم يَقع لَهُ عل خبر وَكَانَ حسرة فِي قلب ابْن العميد إِلَى أَن مَاتَ وَقد ذكر هَذِه الْوَاقِعَة بِطُولِهَا ابْن خلكان ثمَّ لم يثبتها لِابْنِ العميد إِلَى أَن مَاتَ وَقد ذكر هَذِه الْوَاقِعَة بِطُولِهَا ابْن خلكان ثمَّ لم يثبتها لِابْنِ نباتة وَلابْن عباد فِيهِ مدايح كَثِيرَة وَمن شعر ابْن العميد (رَأَيْت فِي الْوَجْه طَاقَة بقيت ... سَوْدَاء عَيْني تحب رؤيتها) (فَقلت للبيض إِذْ تروّعها ... بِاللَّه إلاّ رحمت وحدتها) (فَقل لبث السَّوْدَاء فِي بلد ... تكون فِيهِ الْبَيْضَاء ضَرَّتهَا) ) توفّي ابْن العميد فِي صفر وَقيل فِي الْمحرم بالرى وَقيل بِبَغْدَاد سنة سِتِّينَ وَثلث ماية لما مَاتَ رتب مخدومه ركن الدولة وَلَده ذَا الكفايتين أَبَا الْفَتْح عليا مَكَانَهُ وَسَيَأْتِي ذكر أبي الْفَتْح على فِي مَكَانَهُ أَن شَاءَ الله تَعَالَى آخر الْجُزْء الثَّانِي من الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله وَالْحَمْد لله وَحده

الجزء 3

(الْجُزْء الثَّالِث) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) الْوَزير أَبُو شُجَاع مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الملقب ظهير الدّين أَبُو شُجَاع الروذاروري الأَصْل الهوازي المولد قَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَقَرَأَ الْأَدَب وَولي الوزارة للْإِمَام المقتدى بعد عزل عميد الدولة أبي مَنْصُور بن جهير ثمَّ أُعِيد عميد الدولة وَلما قَرَأَ شُجَاع التوقيع بعزله أنْشد (تولاها وَلَيْسَ لَهُ عَدو ... وفارقها وَلَيْسَ لَهُ صديق) وَخرج بعد عَزله مَاشِيا يَوْم الْجُمُعَة إِلَى الْجَامِع من دَاره وانثالت عَلَيْهِ الْعَامَّة تصافحه وَتَدْعُو لَهُ فألزم لذَلِك بِالْجُلُوسِ فِي بَيته ثمَّ أخرج إِلَى روذراور فَأَقَامَ هُنَاكَ مُدَّة ثمَّ خرج إِلَى الْحَج وَخرجت الْعَرَب على الْحَج فَلم يسلم غَيره وجاور بعد الْحَج إِلَى أَن توفّي بِمَدِينَة النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَدفن بِالبَقِيعِ عِنْد قبَّة إِبْرَاهِيم بن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد اثنى الْعِمَاد الْكَاتِب على أَيَّام وزارته وَكَذَلِكَ ابْن الهمذاني فِي الذيل رَحمَه الله تَعَالَى لما قرب أمره وحان ارتحاله حمل إِلَى مَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوقف عِنْد الحظيرة وَبكى وَقَالَ يَا رَسُول الله قَالَ الله تَعَالَى وَلَو أَنهم إِذْ ظلمُوا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لَهُم الرَّسُول لوجدوا الله تَوَّابًا رحِيما وَلَقَد جئْتُك معترفا بذنوبي وجرايمي أَرْجُو شفاعتك وَبكى وَرجع فَتوفي من يَوْمه وَكَانَ أَيَّام وزارته لَا يخرج من بَيته حَتَّى يكْتب شَيْئا من الْقُرْآن وَيقْرَأ فِي الْمُصحف ويزكى أَمْوَاله الظَّاهِرَة والباطنة فِي ضيَاعه وأملاكه وَيتَصَدَّق سرا وَاذْكُر النَّاس بأيامه عدل العادلين وَعمل ذيلاً على تجارب الْأُمَم وَله شعر حسن مدون مِنْهُ) (أيذهب جلّ الْعُمر بيني وَبَيْنكُم ... بِغَيْر لِقَاء إِن ذَا لشديد) (فَإِن يسمح الدَّهْر الخؤون بوصلكم ... على فَاقَتِي إِنِّي إِذا لسَعِيد) وَمِنْه وَهُوَ لطيف (لأعذبن الْعين غير مفكر ... فِيهَا بَكت بالدمع أَو فاضت دَمًا) (وَلَا هجرن من الرقاد لذيذه ... حَتَّى يعود على الجفون محرما)

(هِيَ أوقعتني فِي حَبَايِلُ فتْنَة ... لَو لم تكن نظرت لَكُنْت مُسلما) (سفكت دمي فَلَا سفحن دموعها ... وَهِي الَّتِي ابتدأت فَكَانَت أظلما) وَهَذَا مثل قَول الآخر (يَا عين مَا ظلم الفؤا ... د وَلَا تعدى فِي الصَّنِيع) (جرعته مر الْهوى ... فمحا سوادك بالدموع) ابْن بنْدَار مقرئ الْعرَاق مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بنْدَار أَبُو الْعِزّ الوَاسِطِيّ القلانسي مقرئ الْعرَاق وَصَاحب التصانيف فِي القرآات توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس ماية الْأَعرَابِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْمُبَارك أَبُو جَعْفَر يعرف بالأعرابي كَانَ عابداً ناسكاً سمع أسود بن عَامر وطبقته روى عَنهُ ابْن صاعد وَغَيره وَكَانَ ثِقَة مَاتَ لَهُ ولد نَفِيس كَانَ يحفظ الحَدِيث فَتغير حَاله وحزن عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ سنة سبعين وماتين ابْن الوضاح الْأَنْبَارِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن عَليّ بن الْحسن بن يحيى بن حسان بن الوضاح الْأَنْبَارِي الشَّاعِر انْتقل إِلَى نيسابور وسكنها توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَثلث ماية من شعره (سقى الله بَاب الكرخ ربعا ومنزلاً ... وَمن حلّه صوب السَّحَاب المجلجل) (فَلَو أَن باكي دمنة الدَّار باللوى ... وجارتها أم الربَاب بمأسل) (رأى عرصات الكرخ أوحل أرْضهَا ... لأمسك عَن ذكرى الدُّخُول فحومل) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن وَحشِي ذكره السَّمْعَانِيّ وَقَالَ كَانَ إِمَامًا فِي الْقُرْآن والنحو وَالْعرُوض مبرزا فِي الْأَدَب وَأنْشد لَهُ (وَركب تنادوا للصَّلَاة وَقد جرى ... مَعَ النّيل من دمعي لبينهم دم) (فَلم يَجدوا مَاء طهُورا فيمموا ... لَدَيْهِ صَعِيدا طيبا فَتَيَمَّمُوا) ) قلت كَانَ مقَامه بميا فارقين

مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الجفنى يعرف بِابْن الدّباغ أَبُو الْفرج اللّغَوِيّ كَانَ يزْعم أَنه من غَسَّان من بني جَفْنَة الْبَغْدَادِيّ كَانَ أديباً فَاضلا قَرَأَ على الشريف ابْن الشجري وموهوب الجواليقي وتصدر لاقراء النَّحْو واللغة مُدَّة وَله رسايل وَشعر مدون وَخرج إِلَى الْموصل وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَمَات بهَا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَمن شعره (خيال سرى فازداد مني لَدَى الدجى ... خيالاً بَعيدا عَهده بالمراقد) (عجبت لَهُ أَنى وآني وإنني ... من السقم خَافَ عَن عُيُون العوايد) (وَلَوْلَا أنيني مَا اهْتَدَى لمضاجعي ... وَلم يدر ملقى رحلنا بالفراقد) ابْن ميخاييل مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أبي الْفَتْح الْقرشِي من أَبنَاء سوسة اشْتهر بِابْن ميخاييل وَقد أوطن مَدِينَة القيروان وتأدب بهَا قَالَ ابْن رَشِيق وَهُوَ صَعب الْمَكَان فِي الشّعْر شَدِيد الانتقاد على مَذْهَب قدامَة بن جَعْفَر الْكَاتِب وَأورد لَهُ (صَوت عبد الله من مسكة ... وصور النَّاس من الطين) (أبدعه الرَّحْمَن سُبْحَانَهُ ... كَمثل حور الْجنَّة الْعين) (مهفهف الْقد هضيم الحشا ... يكَاد ينْقد من اللين) (كَأَن فِي أجفانه منتضى ... سيف عَليّ يَوْم صفّين) وَمن شعره (أَحْبَبْت مِنْهُ شمايلاً فَوَجَدتهَا ... فِي الطَّبْع مثل خلايقي وشمايلي) (فكأنني أَحْبَبْت من قد شقَّه ... حبي ورحت مشاكلاً لمشاكلي) (كم لَيْلَة مزقت ثوب ظلامها ... بضيايه وَقبلت فِيهِ وسايلي) (فكأنني من وَجهه فِي صبحها ... وَكَأَنَّهُ منى منَاط حمايلي) (والعيش لَيْسَ يلذ طعم مذاقه ... حَتَّى يشاب بمأثم أَو بَاطِل) البسطامي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم أَبُو عمر البسطامي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْوَاعِظ قَاضِي نيسابور توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية الشريف قَاضِي دمشق مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله النصيبي الْعلوِي الشريف قَاضِي دمشق وخطيبها ونقيب الْأَشْرَاف وكبير الشَّام كَانَ عفيفاً نزهاً أديباً

بليغاً لَهُ) ديوَان شعر توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية ابْن الْفراء الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن أَحْمد أَبُو خازم ابْن الْفراء أَخُو القَاضِي أبي يعلى الْحَنْبَلِيّ سمع الحَدِيث بِبَغْدَاد وسافر إِلَى مصر فَنزل تنيس وَتُوفِّي بهَا سَابِع عشر الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية وَحمل إِلَى دمياط فَدفن سمع الدَّار قطنى وَغَيره حدث بِدِمَشْق عَن عِيسَى بن عَليّ الْوَزير قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَلَا بَأْس بِهِ القَاضِي أَبُو يعلى ابْن الْفراء الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن أَحْمد القَاضِي أَبُو يعلى الْحَنْبَلِيّ أَخُو أبي خازم الْحَنْبَلِيّ الْمُقدم ذكره ولد فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وَثَلَاث ماية وَسمع الحَدِيث الْكثير انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَابِلَة وصنف الْكتب وَتَوَلَّى الحكم بحريم الْخلَافَة وَتُوفِّي عشْرين شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع ماية وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة وغسله الشريف أَبُو جَعْفَر بِوَصِيَّة مِنْهُ وَأوصى أَن لَا يدْخل مَعَه الْقَبْر غير مَا غزله من الأكفان لنَفسِهِ وعطلت الْأَسْوَاق لجنازته وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو الْقسم وعمره خمس عشرَة سنة وَكَانَ قد جمع بَين الزّهْد والتقشف والصمت عَمَّا لَا يعنيه قَالَ أَبُو عَليّ البرداني رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ وَهُوَ يعد بأصابعه غفر لي ورحمني وَرفع منزلتي فَقلت بِالْعلمِ فَقَالَ لي بِالصّدقِ قَالَ ابْن عَسَاكِر رَحمَه الله تَعَالَى سَمِعت أَبَا غَالب ابْن أبي عَليّ بن الْبناء الْحَنْبَلِيّ يَقُول لما مَاتَ أَبُو يعلى ذهبت مَعَ أبي إِلَى دَاره بِبَاب الْمَرَاتِب فلقينا أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي الْحَنْبَلِيّ فَقَالَ لي إِلَى أَيْن فَقَالَ أبي مَاتَ القَاضِي أَبُو يعلى فَقَالَ أَبُو مُحَمَّد لَا رَحمَه الله فقد بَال فِي الْحَنَابِلَة البولة الْكَبِيرَة الَّتِي لَا تغسل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة يَعْنِي الْمقَالة فِي التَّشْبِيه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم يكن لَهُ خبْرَة بعلل الحَدِيث وَلَا بِرِجَالِهِ وَاحْتج بِأَحَادِيث كَثِيرَة واهية فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَأما فِي الْفِقْه ومذاهب النَّاس ونصوص أَحْمد واختلافها فإمام لَا يجارى الْوَزير أَبُو سعد عميد الدولة محمّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم أَبُو سعد وَزِير جلال الدولة وزر لَهُ سِتّ سِنِين ولاقى من المصادرات شدايد وَمن التّرْك فَخرج من بَغْدَاد مستتراً فَأَقَامَ بِجَزِيرَة ابْن عمر حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية عَن سِتّ

وَخمسين سنة وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بِأُمُور الوزارة وَهُوَ وَزِير ابْن وَزِير أَخُو ثَلَاثَة وزراء وَهُوَ درة تاجهم ولي أَبوهُ أَبُو الْقسم الوزارة وأخو كَمَال الْملك أَبُو الْمَعَالِي هبة الله ولي الوزارة) وَأَخُوهُ زعيم الْملك أَبُو الْحسن عَليّ ولي الوزارة وَأَخُوهُ شرف الْأمة أَبُو عبد الله عبد الرَّحِيم ولي الوزارة كلهم لبني بويه فَأَما عميد الْملك فَهُوَ أول وَزِير لقب بألقاب كَثِيرَة بالدولة وَالدّين وَكَانَ يلقب شرف الدّين وَله كتاب فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء أبان فِيهِ عَن فضل جسيم وَمحل كريم وَمن شعره (تزاحمت عبراتي يَوْم بَينهم ... تزاحم الدمع فِي أجفان مُتَّهم) (ثمَّ انصرفت وَفِي قلبِي لفرقتهم ... وَقع الأسنة فِي أعقاب مُنْهَزِم) قلت شعر جيد ابْن عبد الْوَارِث مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الْوَارِث أَبُو الْحُسَيْن هُوَ ابْن أُخْت أبي عَليّ الْفَارِسِي وَعَن خَاله أَخذ علم الْعَرَبيَّة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع ماية وطوف الْآفَاق وَرجع إِلَى وَطنه وَآل أمره إِلَى أَن وزر للأمير شَاذ غرسيستان ثمَّ اخْتصَّ بالأمير إِسْمَاعِيل بن سبكتيكن وَصَارَ لَهُ وزيراً بغزنة وَأقَام بجرجان إِلَى أَن مَاتَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَهلهَا مِنْهُم عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وَلَيْسَ لَهُ أستاذ سواهُ وَله كتاب فِي الهجاء وللصاحب ابْن عباد إِلَيْهِ رسايل مدونة وَسَأَلَهُ رَئِيس مرو أَن يُجِيز قَول الشَّاعِر (سرى يخبط الظلماء وَاللَّيْل عاكف ... حبيب بأقوات الزِّيَارَة عَارِف) فَقَالَ (وَمَا خلت أَن الشَّمْس تطلع فِي الدجا ... وَلَا خلت أَن الْوَحْش للأنس آلف) (وَقمت أفديه وقلبي كَأَنَّهُ ... من الرعب مقصوص من الطير صَارف) (وَلما سرى عَنهُ اللثام بَدَت لَهُ ... محَاسِن وَجه حسنه متناصف) (وَطَالَ بِنَا حينا ورق حديثنا ... ودارت علينا بالرحيق المراشف) وَمن شعره فِي قرس (ومطهم مَا كنت أَحسب قبله ... أَن السُّرُوج على البوارق تُوضَع) (وكأنما الجوزاء حِين تصوبت ... لبب عَلَيْهِ والثريا برقع) قلت شعر جيد حجَّة الدّين الْمُتَكَلّم مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أبي أَيُّوب الْأُسْتَاذ حجَّة الدّين أَبُو

مَنْصُور الْمُتَكَلّم تلميذ ابْن فورك وخنته لَهُ مصنفات مَشْهُورَة مِنْهَا تَلْخِيص الدلايل توفّي سنة عشْرين وَأَرْبع ماية) وَقيل قبلهَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن آذار بهْرَام أَبُو عبد الله الكارزيني الْفَارِس الْمُقْرِئ تزيل مَكَّة كَانَ أَعلَى أهل الْعَصْر إِسْنَادًا فِي القراآت توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبع ماية الْغَزِّي الصُّوفِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الترجمان أَبُو الْحُسَيْن الصُّوفِي الْغَزِّي شيخ الصُّوفِيَّة بديار مصر فِي وقته حدث بِمصْر وَالشَّام وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو بكر المزرفي ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية وَسمع الْكثير وَانْفَرَدَ بِعلم الفرايض وَتُوفِّي فِي سُجُوده فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَخمْس ماية وَدفن بِبَاب حَرْب وَكَانَ ثبتاً صَالحا صَدُوقًا ثِقَة أَبُو مَنْصُور الْكُوفِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد أَبُو مَنْصُور الْحِمْيَرِي القَاضِي الْكُوفِي ولي الْقَضَاء بِدِمَشْق والخطابة نِيَابَة عَن الشريف أَحْمد الزيدي ثمَّ خرج إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بهَا حَتَّى توفّي سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية وَكَانَ يصحب الْوَزير ابْن الماسكي قبل وزارته فَلَمَّا ولى الوزارة قصر فِي حَقه فَكتب إِلَيْهِ (أسيدنا الْوَزير نسيت عهدي ... وَقد شبكت خمسك بَين خمسي) (وقولك إِن وليت الْأَمر يَوْمًا ... لَا تخذن نَفسك قبل نَفسِي) (فَلَمَّا أَن وليت جعلت حظي ... من الأنصاف بيعك لي ببخس) الأسفراييني مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن طَلْحَة أَبُو الْحسن الاسفراييني الأديب الرئيس لَهُ ديوَان شعر وَسمع الحَدِيث توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية ابْن الشبل مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن الشبل أَبُو عَليّ الشَّاعِر الْحَكِيم الْبَغْدَادِيّ توفّي فِي الْمحرم سنه ثلث وَسبعين وَأَرْبع ماية وَدفن بِبَاب حَرْب كَانَ شَاعِرًا مجيدا لَهُ ديوَان سمع غَرِيب الحَدِيث من أَحْمد بن عَليّ الباذي وَكَانَ ظريفاً نديماً مطبوعاً وَزعم بَعضهم أَنه الْحُسَيْن بن عبد الله من شعره (لَا تظهرن لعاذل أَو عاذر ... حاليك فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء) (فلرحمة المتوجعين حزازة ... فِي الْقلب مثل شماتة الْأَعْدَاء)

وَقَوله (يفني الْبَخِيل بِجمع المَال مدَّته ... وللحوادث وَالْأَيَّام مَا يدع) ) (كدودة القز مَا تبنيه يَهْدِمهَا ... وَغَيرهَا بِالَّذِي تبنيه ينْتَفع) وَقَوله (بِرَبِّك أَيهَا الْفلك الْمدَار ... أقصد ذَا الْمسير أم اضطرار) (مدارك قل لنا فِي أَي شَيْء ... فَفِي افهامنا عَنْك انبهار) (فطوق فِي المجرة أم لآل ... هلالك أم يَد فِيهَا سوار) (وفيك الشَّمْس رَافِعَة شعاعاً ... بأجنحة قوادمها قصار) (وَدُنْيا كلما وضعت جَنِينا ... عراه من نوابيها طوار) (هِيَ العشواء مَا خبطت هشيم ... هِيَ العجماء مَا جرحت جَبَّار) (فَإِن يَك آدم اشقى بنيه ... بذنب مَاله مِنْهُ اعتذار) (فكم من بعده غفر وعفو ... تغبر ماتلا لَيْلًا نَهَار) (لقد بلغ الْعَدو بِنَا مناه ... وَحل بِآدَم وبنا الصغار) (وتهنا ضايعين كقوم مُوسَى ... وَلَا عجل اضل وَلَا خوار) (فيالك أَكلَة مَا زَالَ فِيهَا ... علينا نقمة وَعَلِيهِ غَار) (نعاقب فِي الظُّهُور وَمَا ولدنَا ... ويذبح فِي حَشا الْأُم الحوار) (وَنخرج كارهين كَمَا دَخَلنَا ... خُرُوج الضَّب أخرجه الوجار) (وَكَانَت انعماً لَو أَن كوناً ... نشاور قبله أَو نستشار) (وَمَا أَرض عصته وَلَا سَمَاء ... فَفِيمَ يغول انجمها انكدار) وَقَالَ يرثي أَخَاهُ بقصيدة مِنْهَا (غَايَة الْحزن وَالسُّرُور انْقِضَاء ... مَا لحي من بعد ميت بَقَاء)

(لَا لبيد بأربد مَاتَ حزنا ... وسلت عَن شقيقها الخنساء) (مثل مَا فِي التُّرَاب يبْلى الْفَتى فالح ... زن يبْلى من بعده والبكاء) (عَن أَن الْأَمْوَات مروا وبقوا ... غصصاً لَا تسيغها الْأَحْيَاء) (إِنَّمَا نَحن بَين ظفر وناب ... من خطوب أسودهن ضراء) (نتمنى وَفِي المنى قصر الْعم ... ر فنغدو كَمَا نسر نسَاء) (صِحَة الْمَرْء للسقام طَرِيق ... وَطَرِيق الفناء هَذَا الْبَقَاء) ) (بِالَّذِي نغتدي نموت ونحيي ... اقْتُل الدَّاء للنفوس الدَّوَاء) (مَا لَقينَا من غدر دينا فلاكا ... نت وَلَا كَانَ أَخذهَا وَالعطَاء) (صلف تَحت راعد وسراب ... كرعت فِيهِ مومس خرقاء) (رَاجع جودها عَلَيْهَا فمهما ... يهب الصُّبْح يسْتَردّ الْمسَاء) (لَيْت شعري حلماً تمر بِهِ الأي ... ام أم لَيْسَ تعقل الْأَشْيَاء) (من فَسَاد يكون فِي عَالم الكو ... ن فَمَا للنفوس مِنْهُ اتقاء) (وقليلاً مَا يصحب المهجة الجس ... م فَفِيمَ الشقا وفيم العناء) (قبح الله لَذَّة لشقانا ... نالها الْأُمَّهَات والآباء) (نَحن لَوْلَا الْوُجُود لم نألم الفق ... د فإيجادنا علينا بلَاء) (وَلَقَد أيد الاله عقولاً ... حجَّة الْعود عِنْدهَا الابداء) (غير دَعْوَى قوم على الْمَيِّت شَيْء ... انكرته الْجُلُود والأعضاء) (وَإِذا كَانَ بالعيان خَفَاء ... كَيفَ بِالْغَيْبِ يستبين الخفاء) كثير من النَّاس ينْسب هَذِه القصيدة لأبي الْعَلَاء المعري وَهُوَ مَعْذُور لِأَنَّهَا من نَفسه وَإِنَّمَا هَذِه لِابْنِ الشبل يرثي بهَا أَخَاهُ أَحْمد وَأما القصيدة الأولى قمثلها للبحتري وَهِي (أَنَاة أَيهَا الْفلك الْمدَار ... أنهب مَا تطرف أم جَبَّار)

(ستفنى مثل مَا تفني وتبلى ... كَمَا تبلي فيدرك مِنْك ثار) (وَمَا أهل الْمنَازل غير ركب ... مطاياهم رواح وابتكار) (لنا فِي الدَّهْر آمال طوال ... نرجيها وأعمار قصار) (واهون بالخطوب على خليع ... إِلَى اللَّذَّات لَيْسَ لَهُ عذار) (فآخر يَوْمه سكر تجلى ... غوايته وأوله خمار) وَمن شعر أبي عَليّ بن الشبل (وكأنما الْإِنْسَان فِيهِ غَيره ... متكوناً وَالْحسن فِيهِ معار) (متصرف وَله الْقَضَاء مصرف ... ومكلف وَكَأَنَّهُ مُخْتَار) (طوراً تصوبه الحظوظ وَتارَة ... حَظّ تحيل صَوَابه الأقدار) (تعمى بصيرته ويبصر بَعْدَمَا ... لَا يسْتَردّ الفايت استبصار) ) (فتراه يُؤْخَذ قلبه من صَدره ... وَيرد فِيهِ وَقد جرى الْمِقْدَار) (فيظل يضْرب بالملامة نَفسه ... ندماً إِذا لعبت بِهِ الأفكار) (لَا يعرف التَّفْرِيط فِي إِيرَاده ... حَتَّى يُبينهُ لَهُ الأصدار) وَمِنْه (إِذا جَار الزَّمَان على كريم ... أعَار صديقه قلب الْعَدو) وَمِنْه (إِن تكن تجزع من دم ... عي إِذا فاض فصنه) (أَو تكن أَبْصرت يَوْمًا ... سيداً يعْفُو فكنه) (أَنا لَا أَصْبِر عَمَّن ... لَا يحل الصَّبْر عَنهُ) (كل ذَنْب فِي الْهوى يغ ... فر لي مَا لم أخنه) وَمِنْه (قَالُوا القناعة عز والكفاف غنى ... والذل والعار حرص النَّفس والطمع) (صَدقْتُمْ من رِضَاهُ سد جوعته ... إِن لم يصبهُ بِمَاذَا عَنهُ يقتنع) وَمِنْه (قَالُوا وَقد مَاتَ مَحْبُوب فجعت بِهِ ... وبالصبى وَأَرَادُوا عَنهُ سواني) (ثَانِيَة فِي الْحسن مَوْجُود فَقلت لَهُم ... من أَيْن للهوى الثَّانِي صبى ثَان)

وَمِنْه (بِنَا إِلَى الدَّيْر من درتا صبابات ... فَلَا تلمني فَمَا تغني الملامات) (لَا يبعدن وَإِن طَال الزَّمَان بِهِ ... أَيَّام لَهو عهدناه وليلات) (فكم قضيت لبانات الشَّبَاب بهَا ... غنما وَكم بقيت عِنْدِي لبانات) (مَا أمكنت دولة الأفراح مقبلة ... فانعم ولذ فَإِن الْعَيْش تارات) (قبل ارتجاع اللَّيَالِي وَهِي عَارِية ... وَإِنَّمَا لَذَّة الدُّنْيَا إعارات) (قُم فاجل فِي فلك الظلماء شمس ضحى ... بروجها الدَّهْر طاسات وكاسات) (لَعَلَّه إِن دَعَا دَاعِي الْحمام بِنَا ... نقضي وأنفسنا منا رويات) (بِمَ التعلل لَوْلَا ذَاك من زمن ... أحياؤه باعتياد الْهم أموات) ) (دارت تحيي فقابلنا تحيتها ... وَفِي حشاها لقرع المزج روعات) (عذراء أخْفى مزاج المَاء سورتها ... لم يبْق من روحها إِلَّا حشاشات) (مدت سرادق برق من أبارقها ... على مقابلها مِنْهَا ملالات) (فلاح فِي أَذْرع السَّاقَيْن أسورة ... تبراً وَفَوق نحور الشّرْب جامات) (قد وَقع الدَّهْر سطراً فِي صَحِيفَته ... لَا فَارَقت شَارِب الْخمر المسرات) (خُذ مَا تعجل واترك مَا وعدت بِهِ ... فعل اللبيب فللتأخير آفَات) (وللسعادة أَوْقَات ميسرَة ... تُعْطِي السرُور وللأحزان أَوْقَات) قلت شعر جيد فِي الذرْوَة وشعره جيد كثير وَقد عده ابْن أبي أصبيعة فِي جملَة الْأَطِبَّاء ابْن الكتاني الطَّبِيب مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الكتاني قَالَ ابْن أبي أصيبعة أَخذ الطِّبّ عَن عَمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وطبقته وخدم بِهِ الْمَنْصُور مُحَمَّد بن أبي عَامر وَابْنه المظفر ثمَّ انْتقل فِي صدر الْفِتْنَة إِلَى مَدِينَة سرقطة وَأقَام بهَا وَكَانَ بَصيرًا بالطب مُتَقَدما فِيهِ ذَا حَظّ من الْمنطق والنجوم وَكثير من عُلُوم الفلسفة قَالَ القَاضِي صاعد أَخْبرنِي عَنهُ الْوَزير أَبُو الْمطرف أَنه كَانَ دَقِيق الذِّهْن ذكي الخاطر جيد الْفَهم حسن التوليد وَكَانَ ذَا ثروة وغنى وَاسع وَتُوفِّي قَرِيبا من سنة عشْرين وَأَرْبع ماية وَقد قَارب الثَّمَانِينَ قَالَ وقرأت فِي بعض تواليفه أَنه أَخذ الْمنطق عَن مُحَمَّد بن عبدون الجيلي وَعمر بن يُونُس بن أَحْمد الْحَرَّانِي وَأحمد بن خفصون الفيلسوف وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم القَاضِي النَّحْوِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مَسْعُود البجائي وَمُحَمّد بن مَيْمُون الْمَعْرُوف بمركوس وَأبي الْقسم فيد بن نجم وَسَعِيد بن فتحون السَّرقسْطِي الْمَعْرُوف بالحمار وَأبي الْحَرْث الأسقف تلميذ ربيع بن زيد الفيلسوف وَأبي مَدين البجائي ومسملة بن أَحْمد المجريطي

ابْن حبوس الفاسي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن حبوس أَبُو عبد الله الفاسي الشَّاعِر مفلق بديع النّظم ساير القَوْل لَهُ ديوَان شعر روى شعره عبد الْعَزِيز بن زَيْدَانَ توفّي سنة سبعين وَخمْس ماية أَو فِيمَا قيل قبل ذَلِك أَبُو المكارم الْآمِدِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأديب الْكَامِل أَبُو المكارم الْآمِدِيّ من فحول الشُّعَرَاء تَأَخّر حَتَّى مدح ابْن هُبَيْرَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية وَمن شعره (أَبَا حسن كَفَفْت عَن التقاضي ... بوعدك لاعتصابك بالمطال) ) (وَمن ذمّ السُّؤَال فلي لِسَان ... فصيح دأبه حمد السُّؤَال) (جزى الله السُّؤَال الْخَيْر أَنِّي ... عرفت بِهِ مقادير الرِّجَال) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد البُخَارِيّ تفقه وبرع فِي النّظر وَولي الْقَضَاء وَكَانَ متواضعاً جواداً حسن الْأَخْلَاق توفّي ببخارا وَكتب على قَبره (من كَانَ مُعْتَبرا ففينا مُعْتَبر ... أَو شامتاً فالشامتون على الْأَثر) وَكَانَ فِيهِ تساهل يَقُول من صنف شَيْئا جَازَ لكل من يروي عَنهُ ذَلِك ووفاته فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس ماية قَاضِي الْعَسْكَر الأرموي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن ظفر القَاضِي شمس الدّين أَبُو عبد الله الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأرموي الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بقاضي الْعَسْكَر ولد سنة ثَمَان وَسبعين وتفقه على شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين وَصَحبه مُدَّة وَولي نقابة الْأَشْرَاف وَقَضَاء الْعَسْكَر وَترسل إِلَى الْعرَاق وَكَانَ من كبار الأيمة وصدور المصريين وَله يَد طولي فِي الْأُصُول وَالنَّظَر توفّي سنة خمسين وست ماية ابْن المقدسية الْمَالِكِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام بن عَتيق بن مُحَمَّد الْعدْل شرف الدّين أَبُو بكر التَّمِيمِي السفاقسي ثمَّ الاسكندري الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن المقدسية لِأَنَّهُ ابْن أُخْت الْحَافِظ أبي الْحسن ابْن الْمفضل الْمَقْدِسِي ولد سنة ثلث وَسبعين وَحضر سَماع المسلسل بالأولية عِنْد السلَفِي وناب فِي الْقَضَاء بالاسكندرية وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وست ماية قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن رزين الْحَمَوِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى بن عِيسَى بن مُوسَى بن نصر الله قَاضِي الْقُضَاة مفتي الْإِسْلَام أَبُو عبد الله تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي الْحَمَوِيّ العامري كَانَ فَقِيها عَارِفًا بِمذهب الشَّافِعِي اشْتغل عَليّ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح

وتميز فِي حَيَاته وَأفْتى ودرس وَتَوَلَّى وكَالَة بَيت المَال بِالشَّام فِي أَيَّام النَّاصِر صَلَاح الدّين وتدريس الشامية البرانية ظَاهر دمشق وَغير ذَلِك وسافر إِلَى مصر فِي جفل التتار سنة ثَمَان وَخمسين وست ماية واستطونها وتولي بهَا جِهَات جليلة دينية من تدريس وَمَا يجْرِي مجْرَاه وَتَوَلَّى الحكم بِالْقَاهِرَةِ وأعمالها ثمَّ أضيف إِلَيْهِ مصر وأعمالها فكمل لَهُ ولَايَة الأقليم ودرس بقبة الشَّافِعِي والمدرسة الصالحية والظاهرية بَين القصرين روى عَن السخاوي وكريمة وَابْن الصّلاح والصريفيني وَغَيرهم وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَانِينَ وست ماية كَانَ قد حفظ التَّنْبِيه فِي) صغره ثمَّ انْتقل عَنهُ وَحفظ الْوَسِيط والمفصل ورحل إِلَى حلب وقرأه على موفق الدّين يعِيش النَّحْوِيّ وَرجع إِلَى حماة وتصدر للإفتاء والإقراء وعمره ثَمَانِي عشرَة سنة وَحفظ المتصفى للغزالي وكتابي ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول والنحو وَنظر فِي التَّفْسِير وبرع فِيهِ وشارك فِي الْخلاف والمنطق وَالْبَيَان والْحَدِيث وَقَرَأَ القراآت على السخاوي وَامْتنع من أَخذ الجامكية على الْقَضَاء تديناً وورعاً وَكَانَ يقْصد بالفتاوى من النواحي وَتخرج بِهِ أيمة مِنْهُم قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَحدث عَنهُ الدمياطي وَابْن جمَاعَة والمصريون وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة وَالْأَحْكَام وَولى بعده وجيه الدّين البهنسي أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَنْشدني الْبُرْهَان المالقي قَالَ أَنْشدني قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن رزين لنَفسِهِ (شَيْء زري شيزر ولعلها ... لَا شَيْء بل تزري بِمن يَأْتِيهَا) (سكانها أهل الْقُبُور كَأَنَّمَا ... قد بعثرت وهم وقُوف فِيهَا) (لَا فَخر أَن ملك تملك ثغرها ... وَلَقَد تولى الْخَيْر عَن واليها) (وَلَئِن قضى قَاضِي بهَا فَلَقَد قضى ... حَقًا وَلَكِن نحبه قاضيها) الْأَمِير مجد الدّين ابْن ودَاعَة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن ودَاعَة الْأَمِير مجد الدّين حدث بِالْبَعْثِ عَن ابْن اللتي توفّي سنة ثَمَانِينَ وست ماية علم الدّين ابْن رَشِيق الْمَالِكِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَتيق بن الْحُسَيْن بن رَشِيق الْأَمَام الْمُفْتِي علم الدّين أَبُو عبد الله الربعِي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد القَاضِي زين الدّين مُحَمَّد سمع من عَليّ بن الْمفضل وَابْن جُبَير البلنسي وَعبد الله بن مجلي روى عَنهُ الدواداري والمصريون توفّي سنة ثَمَانِينَ وست ماية أَبُو الْفرج مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْحسن أَبُو الْفرج ولد بهيت سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَسكن بَغْدَاد وَكَانَ فَاضلا لَهُ شعر مِنْهُ قَوْله (يَا رَاقِدًا اسهر لي مقلة ... عزيزرة عِنْدِي وأبكاها)

(مَا آن للهجران أَن يَنْقَضِي ... عَن مهجة هجرك أضناها) (إِن كنت مَا ترحمني فَارْتَقِبْ ... يَا قاتلي فِي قَتْلِي الله) توفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس ماية مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ أَبُو الْفضل الْكَاتِب كَانَ كَاتب الْإِنْشَاء فِي دولة السُّلْطَان مَحْمُود بن) سبكتكين نِيَابَة عَن أبي نصر بن مشكان وتولي الْإِنْشَاء لمُحَمد بن مَحْمُود ثمَّ لمسعود بن مَحْمُود ثمَّ لمودود ثمَّ للسُّلْطَان فرخزاد وَلما انْقَطَعت دولته لزم بَيته إِلَى أَن مَاتَ سنة سبعين وَأَرْبع ماية وَله كتاب زِينَة الْكتاب وتاريخ نَاصِر الدّين مَحْمُود بن سبكتكين وَسَماهُ الناصري ذكر فِيهِ من أول دولة مَحْمُود يَوْمًا يَوْمًا إِلَى آخر أَيَّامه وَهُوَ فِي عدَّة مجلدات وَمن شعره (جُرْمِي قد أربى على الْعذر ... فَلَيْسَ لي شَيْء سوى الصَّبْر) (فاشتر مني خاطري كُله ... لأنفق الْأَيَّام فِي الشُّكْر) وَقَالَ وَهُوَ مَحْبُوس (كلما مر سرورك يَوْم ... مر فِي الْحَبْس من بلاءي يَوْم) (مَا لبؤسي وَلَا لنعمى دوَام ... لم يدم فِي النَّعيم والبؤس قوم) جمال الدّين الأرمنتي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن يحيى الأرمنتي جمال الدّين كَانَ من الروساء الْأَعْيَان لطيف الذَّات كَامِل الصِّفَات نِهَايَة فِي الْكَرم حَتَّى أفْضى بِهِ ذَلِك إِلَى الْعَدَم فَقِيها فَاضلا أديباً ناظماً ناثراً أَخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي وَالشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدشنائي وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ شهَاب الدّين الْقَرَافِيّ وَالشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْخَطِيب الْجَزرِي وأصول الدّين والمنطق عَن بعض الْعَجم وَذكر للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ الْفَقِيه ابْن يحيى ذكي جدا كريم جدا فَاضل جدا وَتَوَلَّى الحكم بادفو وقمولاً وناب فِي الحكم بقوص وَبنى بأرمنت مدرسة ودرس بهَا وَتُوفِّي بأرمنت رَحمَه الله سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع ماية وَمن شعره (عريب النقى قلبِي بِنَار الجوى يكوى ... وجيدي عَنْكُم دايم الدَّهْر لَا يلوى) (ولي مقلة تبْكي اشتياقاً إِلَيْكُم ... ولي مهجة لَيست على هجركم تقوى) (نشرتم بِسَاط الْبعد بيني وببنكم ... أَلا يَا بِسَاط الْبعد قل لي مَتى تطوى)

(بعادكم وَالله مر مذاقه ... وقربكم أحلى من الْمَنّ والسلوى) الْمُوفق خطيب أدفو مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن تغلب موفق الدّين الأدفوي خطيب أدفو كَانَ لَهُ كرم وفتوة وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي الطِّبّ وَله شعر ونثر وخطي وَيعرف التوثيق وَيكْتب خطا حسنا قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي رَأَيْته مَرَّات وَكَانَ يَأْتِي إِلَى الْجَمَاعَة أَصْحَابنَا أقرابه فَيسْمعهُمْ يشتمونه فَيرجع وَيَأْتِي من طَرِيق أُخْرَى حَتَّى لَا يتوهموا أَنه سمعهم ووقفت لَهُ على كتاب) لطيف تكلم فِيهِ على تصوف وفلسفة وَكَانَ وَصِيّا على ابْن عَمه وَعَلِيهِ ثَمَر للديوان وقف عَلَيْهِ مِنْهُ للديوان خَمْسَة وَعِشْرُونَ إردبا فَشدد الطّلب عَلَيْهِ فَتقدم الْخَطِيب إِلَى الْأَمِير وَأنْشد (وقفت عَليّ من الْمُقَرّر خَمْسَة ... مَضْرُوبَة فِي خَمْسَة لَا تحقر) (من ثَمَر ساقية الْيَتِيم حَقِيقَة ... لَيْت السواقي بعْدهَا لَا تثمر) (حمت النَّصَارَى بَينهم رهبانهم ... وَأَنا الْخَطِيب وذمتي لَا تخفر) وَاجْتمعَ يَوْمًا جمَاعَة بالجامع وعموا طَعَاما وطلبوا الْمُؤَذّن جعفرا وَلم يطلبوا الْخَطِيب فَبَلغهُ ذَلِك فَكتب إِلَيْهِم أبياتاً مِنْهَا (وَكَيف ارتضيتم بِمَا قد جرى ... صحبتوا الْمُؤَذّن دون الْخَطِيب) (أمنتم من الْأكل أَن تمرضوا ... وَيحْتَاج مرضاكم للطبيب) وَكَانَ يمشى إِلَى الضُّعَفَاء والرؤساء ويطبهم بِغَيْرِهِ أُجْرَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة سبع وَتِسْعين وست ماية شمس الدّين الغوري مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشَّيْخ شمس الدّين الغوري الْحَنَفِيّ الْمدرس وَقع فِي لِسَان الْفَخر عُثْمَان النصيبي وَجعل يمسخر بحكاياته ووقايعه يزِيد فِي بَعْضهَا من مضحكاته وَلَقَد حكى مرّة عَنهُ وَاقعَة تنمر لَهَا تنكز نايب الشَّام ورسم بقتْله بالمقارع وَمَا خلص من ذَلِك إِلَّا بالجهد والدماشقة يحكون عَنهُ وقايع مَشْهُورَة التداول بَينهم توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع ماية ابْن الحشيشي مُحَمَّد بن الحشيشي شمس الدّين الْموصِلِي الرافضي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَمن خطه نقلت حَدثنِي الإِمَام مُحَمَّد بن منتاب أَن عز الدّين يُوسُف الْموصِلِي كتب إِلَيْهِ وَأرَانِي كِتَابه قَالَ كَانَ لنا رَفِيق يشْهد مَعنا فِي سوق الطَّعَام يُقَال لَهُ الشَّمْس بن الحشيشي كَانَ يسب أَبَا بكر وَعمر رضى الله عَنْهُمَا ويبالغ فَلَمَّا ورد شَأْن تَغْيِير الْخطْبَة إِذْ ترفض

القان خربندا افترى وَسَب فَقلت يَا شمس قَبِيح عَلَيْك أَن تسب وَقد شبت مَالك وَلَهُم وَقد درجوا من سبع ماية سنة وَالله يَقُول تِلْكَ أمة قد خلت فَكَانَ جَوَابه وَالله إِن أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان فِي النَّار قَالَ ذَلِك فِي مَلأ من النَّاس فَقَامَ شعر جَسَدِي فَرفعت يَدي إِلَى السَّمَاء وَقلت اللَّهُمَّ يَا قاهر فَوق عباده يَا من لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء أَسأَلك بنبيك إِن كَانَ هَذَا الْكَلْب على الْحق فَأنْزل بِي آيَة وَإِن كَانَ ظَالِما فَأنْزل بِهِ مَا يعلم هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَة أَنه على الْبَاطِل فِي الْحَال فورمت) عَيناهُ حَتَّى كَادَت تخرج من وَجهه واسود جِسْمه حَتَّى بَقِي كالقبر وانتفخ وَخرج من حلقه شَيْء يصرع الطُّيُور فَحمل إِلَى بَيته فَمَا جَاوز ثلثة أَيَّام حَتَّى مَاتَ وَلم يتَمَكَّن أحد من غسله مِمَّا يجْرِي من جِسْمه وَعَيْنَيْهِ وَدفن وَقَالَ ابْن منتاب جَاءَ إِلَى بَغْدَاد أَصْحَابنَا وَحَدثُوا بِهَذِهِ الْوَاقِعَة وَهِي صَحِيحَة وَتُوفِّي سنة عشر وَسبع ماية

ابن حماد

3 - (ابْن حَمَّاد) مُحَمَّد بن حَمَّاد بن شَبابَة بغدادي يَقُول لسهل بن صاعد (أجارتنا بَان الْفَرِيق فابشري ... فَمَا الْعَيْش إِلَّا أَن يبين خليط) (أعاتبه فِي عرضه ليصونه ... وَلَا علم لي أَن الْأَمِير لَقِيط) مُحَمَّد بن حَمَّاد كَاتب رَاشد أَبُو عِيسَى قَالَ لِلْحسنِ بن وهب وَكَانَ الْحسن يهوى جَارِيَته بَنَات الْمُغنيَة (أَبَا عَليّ أضعت الرَّأْي فِي رجل ... بَدأته منعماً بالطول والمنن) (حَتَّى إِذا مَا اقْتضى بالشكر عَادَته ... أسلمته لعوادي الدَّهْر والمحن) (وَدِيعَة لي عِنْد الدهرخاس بهَا ... وَلست منتصفاً فِيهَا من الزَّمن) مُحَمَّد بن حَمَّاد أَبُو أَحْمد الْبَصْرِيّ أورد لَهُ الثعالبي فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة (إِن كَانَ لَا بُد من أهل وَمن وَطن ... فَحَيْثُ آمن من أَهْوى ويأمنني) (يَا لَيْتَني مُنكر من كنت أعرفهُ ... فلست أخْشَى أَذَى من لَيْسَ يعرفنِي) (لَا أشكتي زمني هَذَا فأظلمه ... وَإِنَّمَا أشتكي من أهل ذَا الزَّمن) (وَقد سَمِعت أفانين الحَدِيث فَهَل ... سَمِعت قطّ بَحر غير ممتحن) مُحَمَّد بن حَمَّاد الطهراني الرَّازِيّ الْمُحدث نزيل عصقلان رحال جوال سمع عبد الرَّزَّاق وروى عَنهُ ابْن ماجة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وماتين مُحَمَّد بن حَمَّاد بن بكر الْمُقْرِئ صَاحب خلف بن هِشَام كَانَ أحد الْقُرَّاء المجودين وَعباد الله الصَّالِحين كَانَ الإِمَام أَحْمد يجله ويكرمه وَيُصلي خَلفه فِي شهر رَمَضَان وَغَيره توفّي

بِبَغْدَاد سنة سبع وَسِتِّينَ وماتين سمع يزِيد بن لهرون وَغَيره وروى عَنهُ القراآت خلق كثير وَكَانَ ثِقَة ابْن فورجة مُحَمَّد بن حمد بن فورجة بِالْفَاءِ المضمومة وَبعد الْوَاو وَالرَّاء جِيم مُشَدّدَة) البروجردي أورد الثعالبي فِي التَّتِمَّة (كَأَن الأيك توسعنا نثاراً ... من الْوَرق المكسر والصحاح) (تميد كَأَنَّمَا علت براح ... وَمَا شربت سوى المَاء القراح) (كَأَن غصونها شرب نشاوى ... يصفق كلهَا رَاحا براح) وَقَوله فِي فستق مملوح (فَلَو ترى نقلي وَمَا أبدعت ... فِيهِ بِمَاء الْملح كف الصنع) (قلت حمامات على منهل ... شحت مناقير تسيغ الجرع) وَقَوله فِيهِ أَيْضا (اعْجَبْ إِلَيّ بفستق أعددته ... عوناً على العادية الخرطوم) (مثل الزبرجد فِي حَرِير أَخْضَر ... فِي حق عاج فِي غلاف أَدِيم) أكمل من الأول قَول الشمتهي أبي الْفضل جَعْفَر بن المحسن الدِّمَشْقِي (انْظُر إِلَيّ الفستق المملوح حِين أَتَى ... مشققاً فِي لطيفات الطيافير) (وَالْقلب مَا بَين قشريه يلوح لنا ... كألسن الطير مَا بَين المناقير) وَأورد لَهُ أَعنِي لِابْنِ فورجة (أما ترَوْنَ إِلَى الأصداغ كَيفَ جرى ... لَهَا نسيم فوافت خَدّه قدرا) (كَأَنَّمَا مد زنجي أنامله ... يُرِيد قبضا على جمر فَمَا قدرا) قَالَ ياقوت مولده بنهاوند فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ وَثلث ماية وَله التجني على ابْن جنى وَالْفَتْح على أبي الْفَتْح والكتابان يرد فيهمَا على أبي الْفَتْح ابْن جنى فِي شعر المتنبي

ابن حمزة

3 - (ابْن حَمْزَة) مُحَمَّد بن حَمْزَة بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن عَليّ أَبُو المناقب الْحُسَيْنِي الهمذاني رَحل إِلَى الْبِلَاد وَكتب الحَدِيث الْكثير وَكَانَ يروي عَن جده عَليّ بن الْحُسَيْن اشعارا توفّي سنة ثلث وثلثين وَخمْس ماية مُحَمَّد بن حَمْزَة بن عمَارَة بن حَمْزَة بن يسَار الْأَصْبَهَانِيّ الْفَقِيه أَبُو عبد الله وَالِد الْحَافِظ أبي اسحق توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثلث ماية شمس الدّين ابْن أبي عمر الْمَقْدِسِي مُحَمَّد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر الْقدْوَة الشَّيْخ الصَّالح شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة إِحْدَى وثلثين وَسمع حضوراً من ابْن اللتي وجعفر الهمذاني وَسمع من كَرِيمَة والضياء وَجَمَاعَة وتفقه ودرس وَأفْتى واتقن الْمَذْهَب قَرَأَ الحَدِيث بالأشرفية الَّتِي بالسفح وَكتب الْخط الْمليح وَكَانَ صَالحا خيرا إِمَامًا إماراً بِالْمَعْرُوفِ دَاعِيَة إِلَى السّنة يحط على من يُخَالِفهُ نَاب فِي الْقَضَاء عَن أَخِيه مديدة قبل مَوته وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست ماية أَبُو عَاصِم الْأَسْلَمِيّ مُحَمَّد بن حَمْزَة أَبُو عَاصِم الْأَسْلَمِيّ وَقيل اسْمه عبد الله مديني منصوري قَالَ فِي الْحسن بن زيد الْعلوِي (لَهُ حق وَلَيْسَ عَلَيْهِ حق ... وَمهما قَالَ فالحسن الْجَمِيل) (وَقد كَانَ الرَّسُول يرى حقوقاً ... عَلَيْهِ لغيره وَهُوَ الرَّسُول) وَكَانَ قد هجا الْحسن بن زيد قبل ولَايَته الْمَدِينَة للمنصور فَلَمَّا تقلدها طلبه فاتاه فِي يَوْم قد قعد للإعراب فَأَنْشد (ستأتي مدحتي الْحسن بن زيد ... وَتشهد لي بصفين الْقُبُور) (قُبُور لَو بِأَحْمَد أَو عَليّ ... يلوذ مجيرها حفظ المجير) (قُبُور لم تزل مذ غَابَ عَنْهَا ... أَبُو حسن تعاديها الدهور) (هما أَبَوَاك من وضعا فضعه ... وَأَنت بِرَفْع من رفعا جدير) يُرِيد أَن جده كَانَ مَعَ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ من أَنْت قَالَ الْأَسْلَمِيّ قَالَ ادن حياك الله وَبسط رِدَاءَهُ فأجلسه عَلَيْهِ وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم

أَمِين الدّين الأصفوني الشَّافِعِي مُحَمَّد بن حَمْزَة بن عبد الْمُؤمن أَمِين الدّين الأصفهوني) الشَّافِعِي ولد بسيوط وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية كَانَ فَقِيها فَاضلا متديناً تولى الحكم بأبوتيج وَتَوَلَّى إسنا وإعاد بمدرسة سيوط مجد الدّين الفرجوطي مُحَمَّد بن حَمْزَة بن معد الفرجوطي مجد الدّين توفّي بفرجوط سنة ثلث عشرَة وَسبع ماية كَانَ لَهُ أدب ونظم قَالَ كَمَا الدّين جَعْفَر الأدفوي أَنْشدني ابْن أَخِيه أَبُو عبد الله مُحَمَّد قَالَ أَنْشدني عمي لنَفسِهِ (يَا سيداً اسند فِي جاهه ... بِجَانِب عز بِهِ جَانِبي) (عساك أَن تنظر فِي قصَّة ... وَاجِبَة تطلق لي واجبي) (أوصلك الله إِلَى مطلب ... مؤيد بالطالب الْغَالِب) وَجه الْقرعَة الْمُغنِي مُحَمَّد بن حَمْزَة بن نصر الوصيف أَبُو جَعْفَر الملقب بِوَجْه الْقرعَة من موَالِي الْمَنْصُور كَانَ أحد الحذاق فِي الْغناء الضراب والرواة وَقد أَخذ عَن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وطبقته وَكَانَ حسن الاداء طيب الصَّوْت لَا عِلّة فِيهِ إِلَّا أَنه إِذا غنى الهزج خَاصَّة خرج بِسَبَب لَا يعرف إِلَّا أَنه أَن تعرض لِلْحسنِ فِي جنس من الْأَجْنَاس فَلَا يَصح لَهُ بتة وَكَانَ شرس الْأَخْلَاق أبي النَّفس وَإِذا سُئِلَ الْغناء أَبَاهُ وَإِذا أمسك عَنهُ كَانَ هُوَ الْمُبْتَدِئ بِهِ الصُّوفِي مُحَمَّد بن حمويه بن مُحَمَّد بن حمويه الْجُوَيْنِيّ أحد الْمَشْهُورين بالزهد وَالصَّلَاح وَالْعلم صَاحب كرامات لَهُ مريدون بالعراق وخراسان قَرَأَ الْفِقْه والأصولين على إِمَام الْحَرَمَيْنِ ثمَّ انجذب إِلَى الزّهْد وَالْعِبَادَة وَحج مَرَّات وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَكَانَ سنجر شاه والملوك يزورونه وَلَا يغشى أَبْوَابهم وَلَا يقبل صلَاتهم وَلَا يَأْكُل من الْأَوْقَاف لَهُ قِطْعَة أَرض يَزْرَعهَا خَادِم لَهو وَبني خانقاه ببحير أباد إِلَى جَانب دَاره وأوقف عَلَيْهَا أوقافا وصنف كتاب لطايف الأذهان فِي تَفْسِير الْقُرْآن وسلوة الطالبين فِي سير سيد الْمُرْسلين وَأَرْبَعين حَدِيثا وَطَرِيقَة فِي الْفِقْه فِي تَرْتِيب الْأَحَادِيث وكتابا فِي علم الصُّوفِيَّة وَغير ذَلِك ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مايه وَأخذ التصوف عَن أبي الْفضل بن مُحَمَّد الفارمذي عَن أبي الْقسم الطوسي عَن أبي عُثْمَان سعيد بن سَلام المغربي عَن أبي عَمْرو الزجاجي عَن الْجُنَيْد عَن خَاله سري عَن مَعْرُوف الْكَرْخِي عَن دَاوُد الطَّائِي عَن حبيب العجمي عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واللبس من الفارمذي إِلَى الزجاجي وَمن الْجُنَيْد صُحْبَة لَا خرقَة توفّي سنة ثلثين وَخمْس ماية)

ابن حميد

3 - (ابْن حميد) مُحَمَّد بن حميد بن حَيَّان أَبُو عبد الله الرَّازِيّ رَحل وَسمع الحَدِيث وروى عَنهُ ابْن الْمُبَارك وَالْإِمَام أَحْمد وَقد تكلمُوا فِيهِ توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وماتين وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة مُحَمَّد بن حميد الطوسي الْأَمِير كَانَ مقدم الْجَيْش الَّذين حَاربُوا بابك الخرمي فَقتل رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع عشرَة وماتين وَأَظنهُ الَّذِي عناه أَبُو تَمام بقوله (مُحَمَّد بن حميد أخلقت رممه ... أريق مَاء الْمَعَالِي إِذْ أريق دَمه) (رَأَيْته بنجاد السَّيْف مُحْتَبِيًا ... كالبدر لما انجلت عَن وَجهه ظلمه) (فِي رَوْضَة حفها من حوله زهر ... علمت عِنْد انتباهي أَنَّهَا شيمه) (فَقلت والدمع من جَار ومنسكب ... يجْرِي وَقد خدد الْخَدين منسجمه) (ألم تمت يَا شَقِيق النَّفس مذ زمن ... فَقَالَ لي لم يمت من لم يمت كرمه) وَهَذِه الأبيات من أحسن الرثاء وألطفه وأبدعه مُحَمَّد بن حمير السليحي وسليح بطن من قضاعة روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة ماتين لِلْهِجْرَةِ الشَّيْخ أَبُو الْبَيَان مُحَمَّد بن الحوراني أَبُو الْبَيَان الشَّيْخ الزَّاهِد تشاغل بالزهد وَالْعلم وَصَحبه الصَّالِحين وَحسن الطَّرِيقَة والعفاف والصيانة دخل يَوْمًا إِلَى الْجَامِع فَنظر جمَاعَة فِي الحايط الشمالي يثلبون أَعْرَاض النَّاس فَقَالَ اللَّهُمَّ كَمَا نسيتهم ذكرك فأنسهم ذكري توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس ماية وَدفن بِالْبَابِ الصغيرعند قُبُور الصَّحَابَة

القَاضِي تَقِيّ الدّين الرقي مُحَمَّد بن حَيَاة بن يحيى بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله الرقي الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ فَاضلا كثير الدّيانَة تولى الحكم بعدة جِهَات مِنْهَا حمص والقدس وناب بِدِمَشْق ثمَّ تولى قَضَاء الْقُضَاة بحلب وأعمالها ودرس فِي مدارس عدَّة ثمَّ استعفى من ذَلِك كُله وَحضر إِلَى دمشق وقنع بإمامة الْمدرسَة العادلية الْكَبِيرَة مَعَ حُضُور دروس يسيرَة ولازم الأشغال وَأفَاد الطّلبَة وَتوجه إِلَى الْحَج وَعَاد فَتوفي بتبوك وَدفن بجوار مَسْجِد هُنَاكَ فِي سنة سِتّ وَسبعين وست ماية كَانَ الْملك الظَّاهِر يعرفهُ ويثق بديانته وزاره فِي بَيته بحمص وَقَالَ أطعمنَا شَيْئا فَاحْضُرْ لَهُ مَأْكُولا فَتَبَسَّمَ وَأكل وَفرق مِنْهُ)

ابن حيان

3 - (ابْن حَيَّان) ابْن قايد مُحَمَّد بن حَيَّان بن مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن قايد أَبُو البركات قَالَ ابْن النجار أديب فَاضل شَاعِر كثير الْفُنُون من أَوْلَاد التناء الأجلاء كَانَ لَهُ اطلَاع على عُلُوم كَثِيرَة من الْأَدَب وعلوم الأوايل من الْمنطق والهندسة والنجوم والطب قَرَأَ كثيرا من الْأَدَب على أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن رزمة وَغَيره وَسمع من أبي الْقسم عبيد الله بن أَحْمد بن عَليّ الصَّيْرَفِي غَيره وَدخل الشَّام وَحدث بِدِمَشْق بالحماسة لأبي تَمام عَن ابْن رزمة عَن السيرافي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية وسافر إِلَى مصر وَصَارَ وزيراً هُنَاكَ وَزَاد بِهِ الْأُم فِي تصرفه إِلَى أَن قتل هُنَاكَ وَأورد لَهُ (قل بِحَق الله عني ... للأجل ابْن الْأَجَل) (كم تمنيني بالوع ... د وتعطيني مَطْلِي) (قل إِلَى المطبق حَتَّى ... اطلب السَّاعَة عزلي) (أَنْت عَن إعطائي الج ... بة مَشْغُول بشغل) (قد ضني بالشعر قلبِي ... وحفي بِالْمَشْيِ نَعْلي) (لهَذَا يرجع عَن مث ... لَك بالمدجة مثلي) (مَا لخلق فِيهِ ذَنْب ... كل هَذَا هُوَ فعلي) (كَيفَ أرجوك وَقد أَب ... صرت من يرجوك قبلي) قلت شعر جيد منسجم أَبُو الْأَحْوَص مُحَمَّد بن حَيَّان أَبُو الْأَحْوَص الْبَغَوِيّ نزيل بَغْدَاد روى عَنهُ مُسلم وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَغَيرهمَا توفّي سنة سبع وَعشْرين وماتين

ابن حيدرة

3 - (ابْن حيدرة) أَبُو فراس الْكَاتِب مُحَمَّد بن حيدرة بن مُحَمَّد بن نصر بن جَامع بن المظفر بن نَاصِر الدولة أبي مُحَمَّد الْحسن بن عبد الله بن حمدَان أَبُو فراس الْكَاتِب من أهل الكرخ قَالَ ابْن النجار ذكر لي أَنه من أَوْلَاد أبي فراس بن حمدَان وَذكر لي نسبه مُتَّصِلا إِلَيْهِ وَلم أكتبه سَافر إِلَى بِلَاد الجزيرة وَأقَام بنصيبين مُدَّة وَتزَوج بهَا وَولد لَهُ بهَا ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ يتَوَلَّى الإشارف بمنابر الْخَلِيفَة وَكَانَ شَيخا حسنا أديباً فَاضلا مليح الْأَخْلَاق حُلْو المعاشرة كريم النَّفس معطاء وَيكْتب الْخط الْحسن وَذكر أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ (أأحبابنا إِن كُنْتُم قد سمحتم ... ببعدي فَإِنِّي بالبعاد شحيح) (تغيرتم عَمَّا عهِدت من الوفا ... وودي على مر الزَّمَان صَحِيح) توفّي بنصيبين سنة اثْنَتَيْنِ وست ماية وَقد جَاوز السِّتين أَبُو المعمر الْعلوِي مُحَمَّد بن حيدرة بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن حَمْزَة بن يحيى بن الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو المعمر ابْن أبي المناقب ابْن أبي البركات الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْكُوفِي من بَيت الْعلم وَالْفضل وَهُوَ أكبر إخْوَته أبي الْمَعَالِي أَحْمد وَأبي تَمِيم معد وَأبي عَليّ مُحَمَّد وَكلهمْ سمع الحَدِيث وَحدث سمع أَبُو المعمر من جده أبي البركات وَمن أبي الغنايم مُحَمَّد بن عَليّ بن مَيْمُون النَّرْسِي وَأبي غَالب سعيد بن مُحَمَّد الثَّقَفِيّ وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد غير مرّة وَحدث بهَا سمع مِنْهُ الشريف أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الزيدي وَأَخُوهُ عمر وَأحمد بن طَارق وَأَبُو الْقسم تَمِيم بن احْمَد بن أَحْمد الْبَنْدَنِيجِيّ وَذكر أَنه كَانَ رَافِضِيًّا خَبِيث المعتقد توفّي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثلث وَتِسْعين وَخمْس ماية أَبُو عَليّ الْوَاعِظ الْعلوِي مُحَمَّد بن حيدة بن عمر أَخُو الْمُتَقَدّم ذكره أَبُو عَليّ كَانَ يعظ وَيَطوف الْبِلَاد منتجعاً من شعره (أَمر سُؤال الرّبع عنْدك أم عذب ... أمامك فَسَأَلَهُ مَتى نزل الركب) (على أَن وجدي والأسى غير نازح ... قصرن اللَّيَالِي أم تطاولت الحقب) (نشدت الحيا لَا يحدث الدمع أَنه ... يُغَادر قلبِي مثل مَا تفعل السحب) (فَفِي الدمع إطفاء لنار صبَابَة ... وزفرة شوق فِي الضلوع لَهَا لَهب) ) توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس ماية

أَبُو طَاهِر الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن حيدر أَبُو طَاهِر الشَّاعِر الْمَشْهُور توفّي سنة سبع عشرَة وَخَمْسَة ماية وَمن شعره (مرْحَبًا بِالَّتِي بهَا قتل اله ... م وَعَاشَتْ مَكَارِم الْأَخْلَاق) (هِيَ فِي رقة الصبابة والشو ... ق وَفِي قسوة النَّوَى والفراق) (لست أَدْرِي أَمن خدود الغواني ... سفكوها أم أدمع العشاق) وَمِنْه (لَيْلَة تحسب الْكَوَاكِب فِيهَا ... حدق الرّوم فِي وُجُوه الزنوج) (فِي كؤوس كَأَنَّهَا مهج الني ... ران تستل من جسوم الثلوج) الأول أَخذه من قَول الأبيوردي وَقد تقدم وَذَلِكَ فِي تَرْجَمته وَهُوَ أحسن من هَذَا وَمِنْه أَيْضا وَهُوَ مليح إِلَى الْغَايَة (خطرت فكاد الْوَرق تسجع فَوْقهَا ... إِن الْحمام لمغرم بالبان) (من معشر نشرُوا على هام الرِّبَا ... للطارقين ذوايب النيرَان) وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار فِي تَارِيخه قصيدة مِنْهَا (من كَانَ ذَات روادف ... كالرمل رجرجة ولينا) (منطقن بالنحف الخو ... ر وصن بالترف البطونا) (وأقمن من تِلْكَ العيو ... ن على خواطرنا عيُونا) مِنْهَا (يَا من يلوم على البكا ... كلفاً يزِيد بِهِ جنونا) (مني تعلمت الحما ... م النوح وَالْإِبِل الحنينا) (والسحب من عَيْني تع ... لم كَيفَ يحتلب الشؤونا) مِنْهَا (قد كَانَ مَا قد كنت خف ... ت من التجنب أَن يَكُونَا) (وَرَأَيْت مِنْك قَبِيح مَا ... ظن الوشاة بِنَا يَقِينا) (حَتَّى كَأَنَّك كنت باله ... جران للواشي ضمينا) ) (طولت أنفاسي فَلم ... قصرت عَن وسني الجفونا)

ابْن حيويه النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن حيويه بن المؤمل بن أبي رَوْضَة أَبُو بكر الكرجي بالراء وَالْجِيم النَّحْوِيّ تزيل همذان سمع من كبار وَرُوِيَ عَنهُ توفّي سنة أَربع وَسبعين وَثلث ماية أَبُو معوية مُحَمَّد بن خازم أَبُو معوية الضَّرِير الْحَافِظ أحد الأيمة فِي معرفَة الْأَثر كَانَ كوفياً لَازم الْأَعْمَش عشْرين سنة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمس وَتِسْعين وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة

ابن خالد

3 - (ابْن خَالِد) مُحَمَّد بن خَالِد بن يزِيد بن غَزوَان أَبُو عبد الله البراثي كَانَ فَاضلا دينا ورعاً وَكَانَ بشر الحافي يأنس إِلَيْهِ وَيقبل صلته لورعه وَحسن مُعَامَلَته وَكَانَ ذَا مَال يتَصَدَّق مِنْهُ ويجهز الْمُجَاهدين إِلَى الثغور أنسد عَن سفين بن عُيَيْنَة وَغَيره توفّي بِبَغْدَاد سنة ثَمَان وثلثين وماتين الْآجُرِيّ مُحَمَّد بن خَالِد الْآجُرِيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ صَالحا قَالَ هيأت اللَّبن لأطبخه فِي الْغَد آجراً فَسمِعت لبنة تَقول لأختها السَّلَام عَلَيْك غَدا ندخل النَّار فانظري كَيفَ تكونين فهام الْآجُرِيّ على وَجهه والآجري أَرْبَعَة هَذَا أحدهم وَالثَّانِي أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم وَهُوَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ليهودي دين فَجَاءَهُ يتقاضاه وَهُوَ يُوقد أتون الْآجر فَقَالَ لَهُ وَيحك أسلم لِئَلَّا تدخل النَّار فَقَالَ الْيَهُودِيّ أَنا وَأَنت لَا بُد لنا من دُخُولهَا قَالَ وَلم قَالَ لأنكم تقرؤون فِي كتابكُمْ وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها فَإِن أَحْبَبْت أَن أسلم فأرني شَيْئا أعرف بِهِ شرف الْإِسْلَام فَقَالَ هَات رداءك فلفه فِي رِدَاء نَفسه وألقاهما فِي النَّار احْتَرَقَ رِدَاء الْيَهُودِيّ وَلم يَحْتَرِق رِدَاؤُهُ فَقَالَ هَكَذَا يكون الدُّخُول أسلم أَنا وتحترق أَنْت فَأسلم الْيَهُودِيّ وَالثَّالِث الْآجُرِيّ الْكَبِير واسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وكنيته أَبُو بكر مَاتَ سنة سِتِّينَ وَثلث ماية وَكَانَ من كبار الْقَوْم وَالرَّابِع مُحدث مَشْهُور توفّي صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة سنة ثلث وَثلث ماية مُحَمَّد بن خَالِد الضَّبِّيّ الملقب سُؤْر الْأسد كَانَ قد صرعه الْأسد ثمَّ نجا وعاش بعد ذَلِك قيل إِنَّه مُنكر الحَدِيث توفّي سنة خمسين وماية مُحَمَّد بن خَالِد بن الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط الْأمَوِي كَانَ يتهم فِي دينه وَهُوَ القايل يرثي عمر بن عبد الْعَزِيز (هَل فِي الخلود إِلَى الْقِيَامَة مطمع ... أم للمنون عَن ابْن آدم مدفع) ) (هَيْهَات مَا للنَّفس من مُتَأَخّر ... عَن وَقتهَا لَو أَن علما ينفع)

(أَيْن الْمُلُوك وعيشهم فِيمَا مضى ... وزمانهم فِيهِ وَمَا قد جمعُوا) (ذَهَبُوا وَنحن على طَريقَة من مضى ... مِنْهُم فمفجوع بِهِ ومفجع) (عثر الزَّمَان بِنَا فأوهى عظمنا ... أَن الزَّمَان بِمَا كرهنا مولع) مُحَمَّد بن خَالِد بن الزبير بن الْعَوام مدنِي يرثي قوما من أَهله قتلوا بِقديد (وَلَقَد ابقت الْحَوَادِث فِي قل ... بك شغلاً على عقابيل شغل) (ببني خَالِد توالوا كراماً ... من فَتى نَاشِئ أديب وكهل) (كافحوا الْمَوْت فِي اللقاؤ وَكَانُوا ... أهل بَأْس وسابقات وَوصل) مُحَمَّد بن خَالِد بن يزِيد بن مزِيد بن زايدة الشَّيْبَانِيّ القايد قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان متوكلي يَقُول (ألم ترني وَالسيف خدنين مالنا ... رضَاع سوى در الْمنية بالثكل) (فَإِنِّي واياه شقيقان لم تزل ... لنا وقْعَة فِي غير عكل وَفِي عكل) مجد الدّين الهذباني الْمُحدث الكتبي مُحَمَّد بن خَالِد بن حمدون الزَّاهِد العابد الْقدْوَة الْمُحدث مجد الدّين الهذباني الْحَمَوِيّ الكتبي الصُّوفِي سمع بِبَغْدَاد من ابْن بهروز الطَّبِيب وبمصر من ابْن الجميزي وبحلب من ابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وبدمشق من الرشيد بن مُسلم وَحدث بالبلاد وجاور بِمَكَّة وَأقَام بِدِمَشْق بِالْمَدْرَسَةِ البلخية وَكَانَ شَيخا مهيباً كَبِير الْقدر كَانَ محيى الدّين ابْن النّحاس يعظمه ويزوره وَسمع مِنْهُ الْبُرْزُليّ وَجَمَاعَة وَمَات بحلب وَدفن عِنْد الْحَافِظ ابْن خَلِيل سنة سبع وَثَمَانِينَ وست ماية ابْن خذاداذ مُحَمَّد بن خذاداذ بن سَلامَة بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعِرَاقِيّ أَبُو بكر الْحداد نقاش المبارد قَالَ ابْن النجار كَانَ فَقِيها مناظراص أصولياً تفقه على أبي الْخطاب الكولذاني وعلق عَنهُ مسايل الْخلاف وَقَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ خطه رديا سمع الحَدِيث من أبي عبد الله الْحُسَيْن النعالي وَأبي نصر ابْن البطر وَأبي طَاهِر ابْن قيداش الْحطاب وَغَيرهم وروى لنا عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وثابت بن مشرف الْأَزجيّ وَكَانَ صَدُوقًا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية ابْن خزرج الْكَاتِب مُحَمَّد بن خزرج بن ضحاك بن خزرج أَبُو السَّرَايَا الْأنْصَارِيّ الخزرجي الدِّمَشْقِي الْكَاتِب سمع من الْكِنْدِيّ وَأبي الْقسم عبد الصَّمد بن مُحَمَّد الحرستاني وَحدث وَتُوفِّي بتل بَاشر فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وست ماية وَيُسمى سَرَايَا أَيْضا كتب بِخَطِّهِ) الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر نُسْخَة عَظِيمَة وَهِي وقف بتربة الْأَشْرَف بِدِمَشْق

ابن الخضر

3 - (ابْن الْخضر) فَخر الدّين ابْن تَيْمِية مُحَمَّد بن الْخضر بن مُحَمَّد بن الْخضر بن عَليّ بن عبد الله الإِمَام فَخر الدّين أَبُو عبد الله ابْن أبي الْقسم بن تَيْمِية الْحَرَّانِي الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْوَاعِظ الْمُفَسّر صاحبالخطب شيخ حران وعالمها ولد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس ماية قَرَأَ الْعَرَبيَّة على ابْن الخشاب وتفقه بحران على الْفَقِيه أبي الْفَتْح احْمَد بن أبي الْوَفَاء وَأبي الْفضل حَامِد بن أبي الْحجر وتفقه بِبَغْدَاد على الإِمَام أبي الْفَتْح نصر بن المنى وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن بكروسن وَله مُخْتَصر فِي الْمَذْهَب حج جده وَله امْرَأَة حَامِل فَلَمَّا كَانَ بتيماء رأى طفلة قد خرجت من خباء فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى حران وجد أمْرَأَته قد ولدت بِنْتا فَلَمَّا رَآهَا قَالَ يَا تَيْمِية يَا تَيْمِية فلقب بِهِ وَقَالَ ابْن النجار ذكر لنا أَن جده مُحَمَّدًا كَانَت أمه تسمى تَيْمِية وَكَانَت واعظة فنسب إِلَيْهَا وَعرف بهَا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه إِمَامًا فِي التَّفْسِير إِمَامًا فِي اللُّغَة ولي خطابة بَلَده ودرس وَوعظ وَأفْتى قَرَأَ الشهَاب القوصي خطْبَة عَلَيْهِ بحران وَسمع وروى وَله شعر مِنْهُ (سَلام عَلَيْكُم مضى مَا مضى ... فراقي لكم لم يكن عَن رضى) (سلوا اللَّيْل عني مذ غبتم ... اجفني بِالنَّوْمِ هَل غمضا) (أأحباب قلبِي وَحقّ الَّذِي ... بمر الْفِرَاق علينا قضى) وَهُوَ شعر نَازل توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست ماية ابْن الزين خضر مُحَمَّد بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عَليّ القَاضِي تَاج الدّين ابْن زين الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الزين خضر كَانَ من جملَة كتاب الدرج بِبَاب السُّلْطَان ثمَّ أَنه كتب قُدَّام الجمالي الْوَزير وَكَانَ حظياً عِنْده وَكَانَ يجلس فِي دَار الْعدْل هُوَ وشمس الدّين ابْن اللبان خلف موقعي الدست على عَادَة كتاب درج الوزارة ثمَّ أَن السُّلْطَان الْملك الناصرة جهزه إِلَى حلب كَاتب السِّرّ بهَا لما عزل القَاضِي جمال الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود فَتوجه إِلَيْهَا فِي سنة ثلث وثلثين وَسبع ماية فباشرها إِلَى سنة تسع وثلثين وَسبع ماية فَحَضَرَ فِي أوايلها صُحْبَة الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا نايت حلب إِلَى بَاب السُّلْطَان فعزلهما مَعًا وجهز بدلهما الْأَمِير سيف الدّين طرغاي

الجاشنكير نايباً وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين طاجار الدوادار يعتني بِهِ كثيرا فسعى) لَهُ ورتب من جملَة موقعي الدست بَين يَدي السُّلْطَان فَأَقَامَ على ذَلِك مُدَّة فَلَمَّا توفّي بدر الدّين مُحَمَّد بن فضل الله كَاتب سر دمشق رسم السُّلْطَان الْملك الْكَامِل للْقَاضِي تَاج الدّين بِكِتَابَة سر دمشق عوضا عَنهُ فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَأقَام بهَا إِلَى ثامن شهر ربيع الآخر فَتوفي لَيْلَة الجمعشة من الشَّهْر الْمَذْكُور سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَدفن بسفح فاسيون وَصلى النايب عَلَيْهِ والقضاة والأعيان وَكَانَ مَرضه بذو سنطاريا انْقَطع بِهِ ثَمَانِيَة أَيَّام السَّابِق ابْن أبي المهزول المعري مُحَمَّد بن الْخضر بن الْحسن بن الْقسم أَبُو الْيمن بن أبي المهزول التنوخي الْمَعْرُوف بالسابق من أهل المعرة قَالَ ابْن النجار كَانَ شَاعِرًا مجوداً مليح القَوْل حسن الْمعَانِي رَشِيق الْأَلْفَاظ دخل بَغْدَاد وجالس ابْن بَاقِيا والابيوردي وَأَبا زَكَرِيَّاء التبريزي وأنشدهم من شعره وَدخل الرّيّ واصبهان ولقى ابْن الهابرية الشَّاعِر وَعمل رِسَالَة لقبها تَحِيَّة الندمان أَتَى فِيهَا بِكُل معنى غَرِيب تشْتَمل على عشرَة كراريس وَأورد لَهُ فِي مليح حلق شعره (وَجهك المشتنير قد كَانَ بَدْرًا ... فَهُوَ شمس لنفي صدغك عَنهُ) (ثبتَتْ آيَة النَّهَار عَلَيْهِ ... إِذْ محا الْقَوْم آيَة اللَّيْل مِنْهُ) قلت ارشق مِنْهُ قَول القايل (حَلقُوا شعره ليكسوه قبحاً ... غيرَة مِنْهُم عَلَيْهِ وشحا) (كَانَ صبحاً وَقد تغشاه ليل ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا) واغرب مِنْهُ قَول بلول الْكَاتِب (حلقوك تقبيحاً لحسنك رَغْبَة ... فزداد وَجهك بهجةً وضياء) (كَالْخمرِ فك ختامها فتشعشعت ... كالشمع قطّ ذباله فأضاء) وَمن شعر السَّابِق المعري (وأغيد واجه الْمرْآة زهواً ... فَحرق بالصبابة كل نفس) (وَلَيْسَ من العجايب أَن تَأتي ... حريق بَين مرْآة وشمس) وَمن شعره أيضاص (وَلَقَد عصيت عواذلي واطعته ... رشأ يقتل عاشقيه وَلَا يَدي) ) (إِن تلق شوك اللوم فِيهِ مسامعي ... فبمَا جنت من ورد وجنته يَدي) وَمن شعره أَيْضا

(وَرَاح أراحت ظلام الدجى ... فأبدى الْفراش إِلَيْهَا فطَارَا) (رَآهَا توقد فِي كأسها ... فيممها يحْسب النُّور نَارا) (وَمَا زلت أشربها قهوة ... تميت الظلام وتحيي النهارا) وَمِنْه (حلمت عَن السَّفِيه فَزَاد بغياً ... وَعَاد فكفه سفهي عَلَيْهِ) وَفعل الْخَيْر من شيمي وَلَكِن أتيت الشَّرّ مدفوعاً إِلَيْهِ قَالَ محب الدّين ابْن النجار قَالَ لنا أَبُو عبد الله بن الملحي كنت عِنْد السَّابِق قبل مَوته فَقَالَ لي قد وصف لي صديقنا أَبُو نصر بن حَلِيم سماقية فَتقدم إِلَى من يطبخها وأنفذها إِلَيّ فَقلت نعم وانصرفت فتقدمت إِلَى غُلَام لي بتعجيل مَا اقترحه وعدت إِلَى منزلي عَاجلا فَقدم من السَّابِق رقْعَة بِخَطِّهِ الْمليح يَا سيدنَا كَانَت السماقية ممسكة فَصَارَت ممسكة وأظن سماقها مَا نبت والسكين عَن ذبح شَاتِهَا نبت (فَلَا شفى الله من يَرْجُو الشِّفَاء لَهَا ... وَلَا علت كف ملق كَفه فِيهَا) فَكتبت فِي ظهر الرقعة وأنفذتها وَمَا اقترحه (بل كل فَلَا حرج مِنْهُ عَلَيْك ودع ... عَنْك التمثل بالأشعار تهديها) (وَلَا تعن لتشقيق الْكَلَام وَلَا ... قصد الْمعَانِي تنقاها وتبنيها) قلت هَذَا الْبَيْت الَّذِي كتبه السَّابِق من جملَة أَبْيَات كتبهَا البحتري الشَّاعِر إِلَى من وعده بمزورة وسوف تَأتي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله فِي مَكَانهَا من حرف الْوَاو

ابن خطاب

3 - (ابْن خطاب) ابْن الْحَافِظ ابْن دحْيَة مُحَمَّد بن الْخطاب بن دحْيَة أَبُو الطَّاهِر الْكَلْبِيّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قد تكلم غير وَاحِد من الْعلمَاء فِي صِحَة نسبهم إِلَى دحْيَة ولد مُحَمَّد بِالْقَاهِرَةِ سنة عشر وست ماية سمع من أَبِيه وَتَوَلَّى مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية ي مديدة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يحفظ جملَة من كَلَام وَالِده ويورده إيراداً جيدا توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وست ماية مُحَمَّد بن الْخطاب الأندلسي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ كَانَ يخْتَلف إِلَيْهِ فِي علم الْعَرَبيَّة أَوْلَاد الأكابر وَذَوي الْجَلالَة مَاتَ قبل الْأَرْبَع ماية ذكره الْحميدِي فِي جذوة المقتبس وَهَذَا هُوَ أستاذ أسلم الَّذِي يَأْتِي حَدِيثه التَّرْجَمَة أَحْمد بن كُلَيْب الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن خطلبا بن عبد الله الْأَمِير نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله ابْن الْأَمِير صارم الدّين كَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَبِير الْمِقْدَار عالي الهمة وَاسع الصَّدْر بالتصرفات قد حنكته التجارب وَكَانَ منتزهاً عَن أَمْوَال السُّلْطَان والرعية وَله إِلْمَام بالأدب وَصله من الْأَمْوَال شَيْء كثير وَأنْفق الْجَمِيع وَقل مَا بِيَدِهِ آخر عمره وَتُوفِّي مُجَردا على حصن الأكراد سنة تسع وَسِتِّينَ وست ماية وَقد نَيف على السّبْعين ابْن خَفِيف مُحَمَّد بن خَفِيف بن اسكفشار أَبُو عبد الله الضَّبِّيّ الشِّيرَازِيّ الصُّوفِي شيخ إقليم فَارس حدث عَن حَمَّاد بن مدرك وَغَيره وَهُوَ شَافِعِيّ قَالَ مَا سَمِعت شَيْئا من سنَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا واستعملته حَتَّى الصَّلَاة على أَطْرَاف الْأَصَابِع بَقِي أَرْبَعِينَ سنة يفْطر كل لَيْلَة على كف باقلاء قَالَ فافتصدت فَخرج من عرقي شَبيه مَاء اللَّحْم فَغشيَ عَليّ وتحير الطَّبِيب وَقَالَ مَا رَأَيْت جسداً بِلَا دم إِلَّا هَذَا وَله مَنَاقِب توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثلث ماية ابْن خلصة النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن خلصة أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الشذوني نزيل دانية كَانَ كفيفاً من كبار النُّحَاة وَالشعرَاء أَخذ عَن ابْن سَيّده وبرع فِي اللُّغَة والنحو وشعره مدون توفّي سنة سبعين وَأَرْبع ماية أَو مَا قبلهَا وَرَأَيْت ابْن الْأَبَّار قد ذكر فِي تحفة القادم ابْن خلصة

النَّحْوِيّ الشَّاعِر فِي أول لكتابه لكنه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن فتح بن قَاسم بن سُلَيْمَان سُوَيْد وَقَالَ هُوَ من أهل بلنسية وأقرأ وقتا بدانية وَذكر وَفَاته فِي سِنِين مُخْتَلفَة وَصحح سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس ماية وَلَعَلَّه غير هَذَا لبعد مَا بَين الوفاتين وَقد ذكرت هَذَا الثَّانِي مَكَانَهُ وَهَذَا الأول نقلته من خطّ الشَّيْخ شمس الدّين فِي مَكَانَهُ وَالله أعلم وَمن شعره) (تغرهم بك والآمال كَاذِبَة ... مَا جمعُوا لَك من خيل وَمن خول) (وَمَا يصمم عظما كل ذِي شطب ... وَلَا يقوم بخصل كل ذِي خصل) (مكنت حزمك من حيزوم مَكْرهمْ ... وَقد تصاد أسود الغيل بالغيل) وَمِنْه (ملك إِذا استبقت الْأَيَّام بَاقِيَة ... مِمَّن أبادته أَو جَادَتْ بمعتقب) (طوى الْجنَاح على كسر بِهِ حسداً ... كسْرَى وَعَاد أَبَا كرب أَبُو كرب) وَمِنْه (بنفسي وَقلت ظعنهم مُسْتَقلَّة ... وللقلب أثر الواحدات بهم وخد) (يحف سنا الأقمار فيهم سنا الظبا ... وَشهد اللمى الماذي ماذية حصد) (فَمن غرب ثغر دونه غرب مرهف ... وَمن ورد خد دونه أَسد ورد) قلت شعر جيد طبقَة وَقد طول يَا قوت فِي إِيرَاد مَا أوردهُ من ترسله وشعره فِي مُعْجم الأدباء وَأورد لَهُ مراسلات كتبهَا إِلَى وزراء الْموصل ونقبيها والْحميدِي قَالَ آخر عهدي بِهِ بدانية وَيحْتَمل أَن يكون ورد إِلَى الشَّام

ابن خلف

3 - (ابْن خلف) القَاضِي وَكِيع مُحَمَّد بن خلف بن حَيَّان بن صَدَقَة أَبُو بكر الضَّبِّيّ القَاضِي الْمَعْرُوف بوكيع كَانَ عرافاً بالسير وَأَيَّام النَّاس صنف عدَّة كتب وَولي قَضَاء كور الأهواز وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثلث ماية وَمن شعر القَاضِي وَكِيع (إِذا مَا غَدَتْ طلابة الْعلم تبتغي ... من الْعلم يَوْمًا مَا يخلد فِي الْكتب) (غَدَوْت بتشميرٍ وجد عَلَيْهِم ... ومحبرتي أُذُنِي ودفترها قلبِي) وَله تصانيف مِنْهَا عدد آي الْقُرْآن قَالَ الْخَطِيب وَبَلغنِي أَن أَبَا بكر ابْن مُجَاهِد سُئِلَ أَن يصنف كتابا فِي الْعدَد فَقَالَ كفانا ذَاك وَكِيع وَله أَخْبَار الْقُضَاة وتواريخهم كتاب الأنواء كتاب الشريف يجْرِي مجْرى المعارف لِابْنِ قُتَيْبَة كتاب الْغرَر فِيهِ أَخْبَار كتاب الطريف وَيعرف بالنواحي يشْتَمل على أَخْبَار الْبلدَانِ ومسالك الطَّرِيق كتاب الصّرْف والنقد وَالسِّكَّة كتاب الْبَحْث ابْن الْمَرْزُبَان مُحَمَّد بن خلف بن الْمَرْزُبَان بن بسام أَبُو بكر الْآجُرِيّ المحولي والمحول بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْوَاو الْمُشَدّدَة وَاللَّام قَرْيَة غربي بَغْدَاد كَانَ يسكن بهَا لَهُ التصانيف الحسان قيل هُوَ مُصَنف كتاب تَفْضِيل الْكلاب على كثير مِمَّن لبس الثَّبَات حدث عَن الزبير بن بكار وَغَيره وروى عَنهُ ابْن الْأَنْبَارِي وَغَيره كَانَ صَدُوقًا ثِقَة كتب إِلَى صديق لَهُ (أجميل بِالْمَرْءِ يخلف وَعدا ... ويجازي الْمُحب بِالْقربِ بعدا) (مَا مللناك إِذْ مللت وَلم نن ... فك نزداد مذ عرفناك ودا) (أدْرك الْحَاسِد الشمات وَقد كَا ... ن قَدِيما لهجرنا يتَصَدَّى)

توفّي سنة تسع وَثلث ماية وَكَانَ اخبارياً صَدُوقًا لَهُ الْحَاوِي فِي عُلُوم الْقُرْآن وَكتاب الحماسة وَكتاب المتيمين وَكتاب الشُّعَرَاء وأخبار عبد الله بن جَعْفَر وأخبار عبد الله بن قيس الرقيات كتاب الشَّرَاب المتيمين المعصومين المتباعدين الرَّوْض الجلساء والندماء الْهَدَايَا السودَان وفضلهم على البيضان ألقاب الشُّعَرَاء الشتَاء والصيف النِّسَاء والغزل ذمّ الْحجاب ذمّ الثُّقَلَاء أَخْبَار العرجي من غدر وخان تَفْضِيل الْكلاب على من لبس الثِّيَاب مُحَمَّد بن الْخلف بن إِسْمَعِيل أَبُو عبد الله الصَّدَفِي البلنسي الْمَعْرُوف بِابْن عَلْقَمَة الْكَاتِب صنف تَارِيخ بلنسية وَتُوفِّي سنة تسع وَخمْس ماية) شهَاب الدّين ابْن زُرَيْق الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح بن بِلَال بن هِلَال بن عِيسَى بن مُوسَى بن الْفَتْح بن زُرَيْق الإِمَام شهَاب الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة خمسين وَخمْس ماية ظنا بجماعيل ورحل مَعَ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ سنة سِتّ وَسِتِّينَ إِلَى الْحَافِظ السلَفِي فَأكْثر عَنهُ وَرجع فَرَحل إِلَى بَغْدَاد وَلما عَاد إِلَى دمشق كَانَ يمْضِي ويناظر الْحَنَفِيَّة ويتأذون مِنْهُ وَألبسهُ شَيْخه ابْن الْمَنِيّ طرحة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وست ماية مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بن جيان بِالْجِيم الْفَقِيه أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ الْخلال الْمُقْرِئ توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثلث ماية ابْن فتحون الأوريولي مُحَمَّد بن خلف بن سليمن بن فتحون أَبُو بكر الأندلسي الأوريولي الْحَافِظ كَانَ معتنياً بِالْحَدِيثِ عَارِفًا بِالرِّجَالِ لَهُ اسْتِدْرَاك عل ابْن عبد الْبر فِي كتاب الصَّحَابَة فِي سفرين وَكتاب آخر فِي أَوْهَام الصَّحَابَة الْمَذْكُور وَأصْلح أَيْضا أَو أَوْهَام مُعْجم ابْن قَانِع فِي جُزْء وَأَجَازَ ابْن بشكوال من مرسية توفّي سنة عشْرين وَخمْس ماية الألبيري الْمُتَكَلّم مُحَمَّد بن خلف بن مُوسَى أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الأندلسي الألبيري الْمُتَكَلّم نزيل قرطبة كَانَ حَافِظًا لكتب الْأُصُول وَاقِفًا على مَذْهَب الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَأَصْحَابه مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْأَدَب وَله كتاب النكت والأمالي فِي النَّقْض على الْغَزالِيّ ورسالة الِانْتِصَار فِي الرَّد على مَذَاهِب أيمة الْأَخْبَار كتاب شرح مُشكل مَا فِي الْمُوَطَّأ وصحيح البُخَارِيّ توفّي سنة سبع وثلثين وَخمْس ماية

ابْن صافي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَاف أَبُو بكر الأشبيبلي الْمُقْرِئ كَانَ عَارِفًا بالقرآت والعربية مقدما فيهمَا من كبار أَصْحَاب شُرَيْح وَشرح الْأَشْعَار السِّتَّة وفصيح ثَعْلَب وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية بدر الدّين المنبجي التَّاجِر مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بن عقيل الشَّيْخ بدر الدّين المنبجي التَّاجِر السفار رَئِيس مُتَمَوّل مَعْرُوف بِالدّينِ وَالْعقل والثقة يحضر مجَالِس الحَدِيث وَسمع لأَوْلَاد ابْنه توفّي سنة سبع وَتِسْعين وست ماية ابْن المرابط القَاضِي مُحَمَّد بن خلف بن سعيد بن وهب الأندلسي المربي القَاضِي أَبُو عبد الله ابْن المرابط قَاضِي المرية ومفتيها وعالمها صنف كتابا كَبِيرا فِي شرح البُخَارِيّ ورحل إِلَيْهِ النَّاس توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية) ابْن مشرق مُحَمَّد بن خلوف بن مشرق السّلمِيّ قَالَ ابْن رَشِيق الأنموذج من أشرف أهل نَاحيَة الْقَمْح ورؤسايها تأدب وَهُوَ شَاعِر مطبوع درب عذب الْأَلْفَاظ وَاضح الْمعَانِي سهل الطَّرِيق حسن التَّلْوِيح أورد لَهُ فِي الْغَزل (لي حبيب لم أصغ فِيهِ للوم ... غَابَ عني فَمَا انتفعت بنوم) (لم أخن عَهده وخان عهودي ... يَا لقومي لقاتلي يَا لقومي) (كل يَوْم وداده فِي انتقاص ... وودادي يزِيد فِي كل يَوْم) (كدت وَالله أَن أكون غريقاً ... فِي دموعي لَوْلَا اختيالي وعومي) وَأورد لَهُ (قلت لما أَن رمى كَبِدِي ... بسهام الغنج والحور) (أَنْت فِي حل وَفِي سَعَة ... من دمي يَا طلعة الْقَمَر) (لَيْتَني إِذْ رحت تظلمني ... أتملي مِنْك بِالنّظرِ) قَالَ ابْن رَشِيق أما الْبَيْت الْأَوْسَط فقد ظَلَمَنِي فِيهِ ظلما ظَاهرا لِأَنِّي أنشدته لنَفْسي غير مرّة (أَنْت فِي حل وَفِي سَعَة ... من دمي يَا من تقلده) قلت وَابْن رَشِيق ظلم البستي ظلما ظَاهرا لِأَنَّهُ قَالَ (إِن أمت وجدا فلي قدم ... بِي إِلَى حتف الْهوى سعت)

(أَو ترق تِلْكَ اللحاظ دمي ... فَهِيَ فِي حل وَفِي سَعَة) قَالَ ابْن رَشِيق وَأَبوهُ أَيْضا شَاعِر مجود غير أَنه لَا ينْسب إِلَى ذَلِك السنبسي مُحَمَّد بن خَليفَة بن حُسَيْن أَبُو عبد الله النميري الْعِرَاقِيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالسنبسي اسمم أمه سنبسة أَصله من هيت أَقَامَ بالمحلة عِنْد سيف الدولة صَدَقَة بن مزِيد وَكَانَ شاعره وشاعر وَلَده دبيس روى عَنهُ السلَفِي وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس ماية أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار قَوْله (قُم فاسقنيها على صَوت النواعير ... حَمْرَاء تشرق فِي ظلماء ديجور) (كَانَت سراج أنَاس يَهْتَدُونَ بهَا ... فِي أول الدَّهْر قبل النَّار والنور) (فَأَصْبَحت بعد مَا أفنى ذبالتها ... مر السنين وتكرار الأعاصير) (تهتز فِي الكاس من ضعف وَمن كبر ... كَأَنَّهَا قبس فِي كف مقرور) ) (يحكيه لينوفر يَحْكِي كَمَا يمه ... زرق الأسنة فِي لون وَتَقْدِير) (مغرورق كرؤس البط متلعة ... أعناقها وهم ميل المناقير) (ينظرُونَ من خلل الضحضاح فِي غسق ... إِلَى نُجُوم بهار كالدنانير) وَقَوله (نفض ختاماً عَن حَدِيث كَأَنَّهُ ... وَإِن مل من أسماعنا لم يردد) (فإمَّا لأمر عَاجل نسترده ... وَإِمَّا لهجر فَاتَ أَو ذكر موعد) وَقَوله (وخمارة من بَنَات المجو ... س لَا تطعم النّوم إِلَّا غرارا) (طرقت على عجل والنجو ... م فِي الجو معترضات حياري) (وَقد برد اللَّيْل فاستخرجت ... لنا فِي الظلام من الدن نَارا) وَمن شعر السنبسي (فو الله مَا أنسى عَشِيَّة ودعوا ... وَنحن عِجَال بَين غاد وراجع) (وَقد سلمت بالطرف مِنْهَا فَلم يكن ... من النُّطْق إِلَّا رَجعْنَا بالأصابع) (ورحنا وَقد روى السَّلَام قُلُوبنَا ... وَلم يجر منا فِي خروق المسامع)

أنشدت هَذِه الأبيات فِي مجْلِس سيف الدولة صَدَقَة فطرب مِنْهَا وَمَا ارتضاها مِقْدَار بن المطاميري فَقَالَ لَهُ سيف الدولة وَيلك يَا مقيدير مَا تَقول قَالَ أَقُول خيرا مِنْهُ قَالَ إِن خرجت من عُهْدَة دعواك وَإِلَّا ضربت عُنُقك فَقَالَ وَهُوَ سَكرَان ملتج (وَلما تناجوا للفراق غدية ... رموا كل قلب مطمئن برايع) (وقمنا فمبد حنة أثر أنة ... تقوم بالأنفاس عوج الأضالع) (مَوَاقِف تدمى كل عبراء ثرة ... خروق الْكرَى إنسانها غير هاجع) (أمنا بهَا الواشين أَن يلهجوا بِنَا ... فَلم نتهم إِلَّا وشَاة المدامع) فطرب سيف الدولة وَأمره بِالْجُلُوسِ عِنْد قلت لَكِن قَول الأول ضجرة فِي المدامع خير من الأبيات الثَّانِيَة بمجموعها

ابن خليل

3 - (ابْن خَلِيل) الشَّيْخ مُحَمَّد الأكال مُحَمَّد بن خَلِيل بن عبد الْوَهَّاب بن بدر أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بالأكال أَصله من جبل بني هِلَال ومولده بقصر حجاج خَارج دمشق سنة سِتّ ماية وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين ماية فِي شهر رَمَضَان كَانَ رجلا صَالحا كثير الإيثار وحكاياته فِي أَخذ الْأُجْرَة على مَا يَأْكُلهُ وَمَا يقبله من بر الْمُلُوك والأمراء وَغَيرهم مَشْهُورَة لم يسْبقهُ إِلَى ذَلِك أحد وَلَا اقتفى أثر غَيره وَجَمِيع مَا يتَحَصَّل لَهُ يصرف فِي وُجُوه الْبر ويتففد بِهِ المحاييس والمحاويج والأرامل وَكَانَ بعض النَّاس يُنكر على من يعامله بِهَذِهِ الْمُعَامَلَة فَإِذا اتّفق لَهُ ذَلِك مَعَه انفعل لَهُ وَدفع لَهُ مَا يرضاه على الْأكل وَكلما تناهى الْإِنْسَان لَهُ فِي الْمطعم وتأنف زَاد هُوَ فِي الِاشْتِرَاط عَلَيْهِ وَكَانَ مَعَ ذَلِك حُلْو الشكل والْحَدِيث تَامّ الشكل مليح الْعبارَة لَهُ قبُول تَامّ من ساير النَّاس توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وست ماية شمي الدّين الصُّوفِي مُحَمَّد بن خَلِيل الشَّيْخ شمس الدّين الصُّوفِي سمع من الشَّيْخ شمي الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَأبي الهيجاء غَازِي ابْن أبي الْفضل الحلاوي وَغَيرهمَا وَحدث مرَارًا أجَاز لي مُحَمَّد بن خَلِيل أَبُو بكر الْمُقْرِئ الْأَخْفَش الصَّغِير الدِّمَشْقِي قَرَأَ على ابْن الأخرم وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحسن بن الْحسن الْهَاشِمِي وَكَانَ يحفظ ثلثين ألف بَيت شعر شَاهدا فِي الْقُرْآن توفّي سنة سِتّ وَثلث ماية فِيمَا يظنّ الاسكندري مُحَمَّد بن الخمسي الاسكندري قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب شَاعِر قريب الْعَصْر لَهُ فِي رجل ينعَت بِعَين الْملك (أَلا أَن ملكا أَنْت تدعى بِعَيْنِه ... جدير بِأَن يُمْسِي وَيُصْبِح أعورا) (فَإِن كنت عين الْملك حَقًا كَمَا ادعوا ... فَأَنت لَهُ الْعين الَّتِي دمعها جرا) وَقَالَ (قَالَ لي العاذل فِي حبه ... وَقَوله زور وبهتان)

(مَا وَجه من أحببته قبْلَة ... قلت وَلَا قَوْلك قُرْآن) ابْن أبي الْخِيَار مُحَمَّد بن أبي الْخِيَار الْعَلامَة أَبُو عبد الله الْعَبدَرِي الْقُرْطُبِيّ صَاحب التصانيف كَانَ من أهل الْحِفْظ والاستبحار فِي الرَّأْي وَله تنابيه على الْمُدَوَّنَة ورد على أبي عبد الله ابْن) الفخار وَكتاب الشجاج وأدب النِّكَاح وَرَأس قبل مَوته فِي النّظر فَترك التَّقْلِيد وَأخذ بِالْحَدِيثِ وَبِه تفقه أَبُو الْوَلِيد ابْن خيرة وَأَبُو خَالِد ابْن رِفَاعَة توفّي سنة تسع وَعشْرين وَخمْس ماية الاشبيلي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن خير عمر بن خَليفَة الْمُقْرِئ الْأُسْتَاذ الْحَافِظ أَبُو بكر اللمتوني الأشبيلي تصدر للإقراء وَكَانَ مقرئاً مجوداً ومحدثاً متقناً أديباً نحوياً لغوياً وَاسع الْمعرفَة لما مَاتَ سنة خمس وَسبعين وَخمْس ماية بِيعَتْ كتبه بأغلى أثمانها ابْن خيرة تقدم فِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن دانيال مُحَمَّد بن دانيال بن يُوسُف الْخُزَاعِيّ الْموصِلِي الْحَكِيم الْفَاضِل الأديب شمس الدّين صَاحب النّظم الحلو والنشر العذب الطباع الدَّاخِلَة والنكت الغربية والنوادر العجيبة هُوَ ابْن حجاج عصره وَابْن سكرة مصره وضع كتاب طيف الخيال فأبدع طَرِيقه وَأغْرب فِيهِ فَكَانَ هُوَ المطرب والمرقص على الْحَقِيقَة وَله أَيْضا ارجوزة سَمَّاهَا عُقُود النظام فِي من ولي مصر من الْحُكَّام أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ كَانَ الْحَكِيم شمس الدّين الْمَذْكُور لَهُ دكان كحل دَاخل بَاب الْفتُوح فاجتزت بِهِ أَنا وَجَمَاعَة من أَصْحَابه فَرَأَيْنَا عَلَيْهِ زحمة مِمَّن يكحله فَقَالُوا تَعَالَوْا نخايل على الْحَكِيم فَقلت لَهُم لَا تشاكلوه تخسروا مَعَه فَلم يوافقوني وَقَالُوا لَهُ يَا حَكِيم أتحتاج إِلَيّ عصيات يعنون بذلك أَن هَؤُلَاءِ الَّذين يكحلهم يعمون ويحتاجون إِلَى عصي فَقَالَ لَهُم سَرِيعا لَا إِلَّا إِن كَانَ فِيكُم أحد يَقُود لله تَعَالَى فَمروا خجلين وَكَانَ لَهُ راتب على الدِّيوَان السلطاني من لحم وعليق وَغير ذَلِك فَعمل فِي وَقت استيمار وَقطع راتبه من اللَّحْم فَدخل على الْأَمِير سيف الدّين سلار وَهُوَ يعرج فَقَالَ لَهُ مَا بك يَا حَكِيم فَقَالَ بِي قطع لحم فَضَحِك مِنْهُ وَأمر بِإِعَادَة مرتبه وَيُقَال أَن الْملك الْأَشْرَف قبل أَن يَلِي السلطنة أعطَاهُ فرسا وَقَالَ هَذَا اركبه إِذا طلعت القلعة أَو سَافَرت مَعنا لِأَنَّهُ كَانَ فِي خدمته فَأَخذه مِنْهُ فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام رَآهُ وَهُوَ على حمَار مكسح فَقَالَ يَا حَكِيم مَا أعطيناك فرسا لتركبه فَقَالَ نعم

بِعته وزدت عَلَيْهِ واشتريت هَذَا الْحمار فَضَحِك مِنْهُ وَله من هَذَا النَّوْع غرايب ينقلها المصريون عَنهُ وَمن نظمه قَوْله (قد عقلنا وَالْعقل أَي وثاق ... وصبرنا وَالصَّبْر مر المذاق) (كل من كَانَ فَاضلا كَانَ مثلي ... فَاضلا عِنْد قسْمَة الأرزاق) وَقَوله) (بِي من أَمِير شكار ... وجد يذيب الجوانح) لما حكى الظبي جيدا حنت إِلَيْهِ الْجَوَارِح وَقَوله فِي الخور (ومنزل حف بالرياض فَمَا ... نعدم نورا بِهِ وَلَا نورا) (وَكَانَ خوراً تلهو النُّفُوس بِهِ ... وَزيد مَاء فَصَارَ ماخورا) وَقَوله (مَا عَايَنت عَيْنَايَ فِي عطلتي ... أقل من حظي وَلَا بخْتِي) (قد بِعْت عَبدِي وحصاني وَقد ... أَصبَحت لَا فَوقِي وَلَا تحتي) وَقَوله (يَا سايلي عَن حرفتي فِي الورى ... وضيعتي فيهم وإفلاسي) (مَا حَال من دِرْهَم إِنْفَاقه ... يَأْخُذهُ من أعين النَّاس) وَقَوله (يَقُولُونَ الطَّبِيب أَبُو فلَان ... حوى كرماً وجودا فِي الْيَدَيْنِ) (فَقلت علمت ذَلِك وَهُوَ سمح ... يضيع كل يَوْم ألف عين) وَقَوله (قطعت من يَوْمَيْنِ بطيخة ... وجدت فِيهَا جعس مصمودي) (قَالُوا خرى الخولي فِي أَصْلهَا ... أَيَّام جري المَاء فِي الْعود) وَقَوله فِي الشَّمْس الجرواني (رَأَيْت سراج الدّين للصفع صَالحا ... وَلكنه فِي علمه فَاسد الذِّهْن)

(أستره بالكف خوف انطفايه ... وآفته من طفئه كَثْرَة الدّهن) وَقَوله فِي النَّبِيذ الشمسي (نديمي عد بِالْمِصْبَاحِ عني ... وَلَا تحفل بِهِ فِي ليل أنسي) (فَلَيْسَ أَخَاف أَن يدجو ظلام ... عَليّ وقهوتي فِي اللَّيْل شمسي) وَقَوله فِي الزئبق الأقطع (واقطع قلت لَهُ ... أَأَنْت لص أوحد) ) (فَقَالَ هذي صَنْعَة ... لم يبْق لي فِيهَا يَد) وَقَوله وَقد صلبوا ابْن الكازروني وَفِي حلقه جرة خم فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة (لقد كَانَ حد الْخمر من قبل صلبه ... خَفِيف الْأَذَى إِذْ كَانَ فِي شرعنا جلدا) (فَلَمَّا بدا المصلوب قلت لصاحبي ... أَلا تب فَإِن الْحَد قد جَاوز الحدا) وَقَوله أَيْضا (لقد منع الإِمَام الْخمر فِينَا ... وصير حَدهَا حد الْيَمَانِيّ) (فَمَا جسرت مُلُوك الْجِنّ خوفًا ... لأجل السَّيْف تدخل فِي القناني) وَقَول ابْن دانيال موشحة يُعَارض بهَا أَحْمد بن حسن الْموصِلِي (غُصْن من البان مثمر قمرا ... يكَاد من لينه إِذا خطرا يعْقد) أسمر مثل الْقَنَاة معتدل ولحظه كالسنان منصقل نشوان من خمرة الصَّبِي ثمل (عربد سكرا عَليّ إِذْ خطرا ... كَذَاك فِي النَّاس فِي كل من سكرا عربد) يَا بِأبي شادن فتنت بِهِ يهواه قلبِي على تقلبه مذ زَاد فِي التيه من تجنبه (أحرمني النُّون عِنْدَمَا نَفرا ... حَتَّى لطيف الخيال حِين سرى شرد) عَيناهُ مثوى الفتور والسقم قد زلزلا من سطاهما قدمى سيفان قد جردا لسفك دمى (إِن كَانَ فِي الْحبّ قتلتي نكرا ... فها دمي فَوق هده طهرا يشْهد) لَا تلحني بالملام يَا عذلي

فأنني من هَوَاهُ فِي شغل وَانْظُر لماذا بِهِ الْمُحب بلَى (لَو عبد النَّاس قبله بشرا ... لَكَانَ من حسنه بِغَيْر مرى يعبد) ) حملت وجدا كردفه عظما وصرت نضواً كخصرة سقما لَو أَن مَا بِي بالصخر لانهدما (وَالْحب دَاء لَو حمل الحجرا ... لذاب من هول ذَاك وانفطرا) جوى أذاب الحشا فحرقني ونيل دمع جرى فغرقني لكنه بالدموع خلقني (فرحت أجري فِي الدمع منحدرا ... ذَاك لِأَنِّي غَدَوْت منكسرا مُفْرد) بديع حسن سُبْحَانَ خالقه أَحْمَر خد يُبْدِي لعاشقه مسكاً ذكي الشذا لناشقه (نمل عذار يحير الشعرا ... وُفُود شعر يستوقف الزمرا أسود) فَأَما موشحة الْموصِلِي فَإِنَّهَا قَوْله وَهُوَ أصنع وَقَول الأول أسرى (بِي رشأ عِنْدَمَا رنا وسرا ... باللحظ للعاشقين إِذْ أسرا قيد) السحر من لحظه ومقلته والرشد من فرقه وغرته والغي من صُدْغه طرته (بدر لصبح الجبين قد سترا ... بلَيْل شعر فَانْظُر لَهُ سترى أسود) إِن قلت بدر فالبدر ينخسف أَو قلت شمس فالشمس تنكسف أَو قلت غُصْن فالغصن ينقصف (وَسنَان جفن سما عَن النظرا ... وكل طرف إِلَيْهِ قد نظرا) يزهو بثغر كالدر والشهب والطلع والأقحوان والحبب رصع شبه اللجين فِي الذَّهَب) (حوى الثريا من ثغره أثرا ... لَهُ الَّذِي أدمعي بِهِ نثرا نضد)

حَاجِبه مشرف على شغفي عَارضه شَاهد على أسفي ناظره عَامل على تلفي (بِهِ غرامي قد شاع واشتهرا ... وسيفه فِي الحشا إِذا شهرا يغمد) بِمَا باجفانه من الوطف وَمَا بأعطافه من الهيف وَمَا بأردافه من الترف (ذَا الأسمر اللَّوْن ردني سمرا ... وَفِي فُؤَادِي من قده سمرا أملد) عذاره النَّمْل فِي الْفُؤَاد سعى والنحل من ثغره الأقاح رعى ويوسف أَيدي النسا قطعا (بِالنورِ من وَجهه سبا الشعرا ... وردني بالجفا وَمَا شعرًا مكمد) وَقَوله ابْن دانيال أَيْضا على شير (إِذا مَا كنت مَخْتُومًا ... فَكُن ضيف على شير) (فَمَا يخرج مِنْهُ الخب ... ر إِلَّا بالمناشير) وَقَوله أَيْضا (كم قيل لي إِذْ دعيت شمساً ... لَا بُد للشمس من طُلُوع) (فَكَانَ ذَاك الطُّلُوع دَاء ... يرقى غلى السَّطْح من ضلوعي) وَقَوله أَيْضا (فسر لي عَابِر مناماً ... فصل فِي قَوْله وأجمل) (وَقَالَ لَا بُد من طُلُوع ... فَكَانَ ذَاك الطُّلُوع دمل) وَقَوله أَيْضا (يَا رشا لحظه الصَّحِيح العليل ... كل صب بِسَيْفِهِ مقتول) (لَك ردف غادرته رهن خصر ... وَهُوَ رهن كَمَا علمت ثقيل) ) وَقَوله أَيْضا (تمنيت لما عزني الوفر والمنى ... ضلال بِأَن الوفر خص بِهِ غَيْرِي) (وَلَو كَانَ أيري مثل مَا قلت وافراً ... لأتعبني حملا ولذ بِهِ غَيْرِي)

ابن داود

3 - (ابْن دَاوُد) ابْن دَاوُد الظَّاهِرِيّ مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَليّ الظَّاهِرِيّ الإِمَام ابْن الإِمَام الْأَصْفَهَانِي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الأديب صَاحب كتاب الزهرة من أذكياء الْعَالم جلس للفتيا وناظر ابْن سُرَيج سُئِلَ عَن حد السكر مَتى هُوَ وَمَتى يكون الْإِنْسَان سَكرَان فَقَالَ إِذا عزبت عَنهُ الهموم وباح بسره المكتوم حفظ الْقُرْآن وَله سبع سِنِين وَله كتاب الإندار والإعذار ومختار لأشعار والإيجاز فِي الْفِقْه والبراعة والانتصار لِأَبِيهِ من الناشي الْمُتَكَلّم والانتصار لِأَبِيهِ من مُحَمَّد بن جرير والتقصي فِي الْفِقْه والإيجاز لَا يكمل والانتصار من مُحَمَّد بن جرير والتقصي فِي الْفِقْه والإيجاز لَا يكمل والانتصار من مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ وَعبد الله بن شرشير وَعِيسَى بن إِبْرَاهِيم الضَّرِير والوصول إِلَى معرفَة لأصول وَاخْتِلَاف مسايل الصَّحَابَة والفرايض والمناسك توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وماتين وعمره اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سنة كَانَ يلقب بعصفور الشوك لنحافته وصفرة لَونه وَقَالَ مُحَمَّد مَا انفككت من هوى قطّ مُنْذُ دخلت الْكتاب بدأت بِعَمَل كتاب الزهرة وَأَنا فِي الْكتاب وَنظر أبي فِي أَكثر وَدخل يَوْمًا على ثَعْلَب النَّحْوِيّ فَقَالَ لَهُ ثَعْلَب أذكرك شَيْئا من صبوتك فَقَالَ (سقى الله أَيَّامًا لنا وليالياً ... لَهُنَّ بِأَكْنَافِ الشَّبَاب ملاعب) (إِذا الْعَيْش غض وَالزَّمَان بعزة ... وَشَاهد أَوْقَات المحبين غايب) فَبكى ثَعْلَب وَقَالَ القَاضِي مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب كنت يَوْمًا أساير أَبَا بكر بن دَاوُد فَسمع جَارِيَة تغني بِشعرِهِ وَتقول (أَشْكُو غليل فؤاد أَنْت متلفه ... شكوى عليل إِلَى إلْف يعلله) (سقمي يزِيد على الْأَيَّام كثرته ... وَأَنت فِي عظم مَا ألْقى تقلله) (الله حرم قَتْلِي فِي الْهوى سفهاً ... وَأَنت يَا قاتلي ظلما تحلله) فَقَالَ يَا أَبَا عمر كَيفَ السَّبِيل إِلَى ارتجاع مثل هَذَا فَقلت هَيْهَات سَارَتْ بِهِ الركْبَان وَمن شعره)

(أكرر فِي روض المحاسن ناظري ... وَأَمْنَع نَفسِي أَن تنَال المحرما) (رَأَيْت الْهوى دَعْوَى من النَّاس كلهم ... فَمَا أَن أرى حبا صَحِيحا مُسلما) وَمِنْه أَيْضا (وَإِنِّي لأدري أَن فِي الصَّبْر رَاحَة ... وَلَكِن إنفاقي على من الصَّبْر) (فَلَا تطف نَار الشوق بالشوق طَالبا ... سلواً فَإِن الْجَمْر يسعر بالجمر) كَانَ مُحَمَّد يهوى فَتى حَدثا من أهل أَصْبَهَان يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن جَامع وَيُقَال ابْن زخرف وَكَانَ طَاهِرا فِي عشقه عفيفاً وَكَانَ ابْن جَامع ينْفق وَلم ير معشوق ينْفق على عاشق غَيره وَلم يزل فِي حبه حَتَّى قَتله دخل ابْن جَامع يَوْمًا غلى الْحمام وَخرج فَنظر فِي الْمرْآة فأعبجه حسنه فَغطّى وَجهه بمنديل وَجَاء إِلَى مُحَمَّد بن دَاوُد وَهُوَ على تِلْكَ الْحَالة فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ نظرت فِي الْمرْآة فَأَعْجَبَنِي حسني فَمَا أَحْبَبْت أَن يرَاهُ أحد قبلك فَغشيَ عَلَيْهِ قلت لَو حضرتهما لأنشدت ابْن جَامع (لَئِن تلف المضنى عَلَيْك صبَابَة ... يحِق لَهُ وَالله ذَاك ويعذر) وَهَذَا الَّذِي كَانَ يُحِبهُ ابْن دَاوُد اسْمه وهب بن جَامع الْعَطَّار الصيدلاني وسوف تَأتي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانهَا من حرف الْوَاو دخل على ابْن دَاوُد إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد نفطويه وَقد ضنى على فرَاشه فَقَالَ لَهُ يَا با بكر مَا هَذَا مَعَ الْقُدْرَة والمحبوب مساعد فَقَالَ أَنا فِي آخر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا لَا أنالني الله شَفَاعَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كنت حللت سراويلي على حرَام قطّ حَدثنِي أبي بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْن الْعَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم من عشق فكتم وعف وصبر ثمَّ مَاتَ شَهِيدا وَأدْخلهُ الله الْجنَّة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة الحَدِيث رَوَاهُ الخرايطي يرفعهُ إِلَى ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم من عشق فعفت فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيد قلت هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الذِّرَاع فِي جزءه وَفِي طَرِيقه سُوَيْد بن سعيد الْحَد ثَانِي وَهُوَ من شُيُوخ مُسلم إِلَّا أَن يحيى بن معِين ضعفه قَالَ فِيهِ كلَاما مَعْنَاهُ لَو ملكت فرسا ورمحاً لقاتلته بِسَبَب هَذَا الحَدِيث وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَن المنجنيفي فتابع سويداً وَلما مَاتَ مُحَمَّد جلس ابْن سُرَيج فِي عزايه وَبكى وَجلسَ عل التُّرَاب وَقَالَ مَا آسى إِلَّا على لِسَان أكله التُّرَاب من أبي بكر ويحكى أَنه لما بلغته وَفَاته كَانَ يكْتب شَيْئا فَألْقى الكراسة من يَده وَقَالَ مَاتَ من كنت أحث نَفسِي وأجهدها على الِاشْتِغَال لمناظرته ومقاومته وروى مُحَمَّد) عَن أَبِيه وَغَيره وَحكى أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا أَنه حضر مجْلِس مُحَمَّد فَجَاءَهُ رجل فَدفع إِلَيْهِ رقْعَة فَأَخذهَا وتأملها طَويلا وَظن تلامذته أَنَّهَا مَسْأَلَة فقلبها وَكتب فِي ظهرهَا وَدفعهَا فَإِذا الرجل عَليّ بن الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الرُّومِي الشَّاعِر وَإِذا فِي الْوَقْعَة مَكْتُوب

(يَا ابْن دَاوُد يَا فَقِيه الْعرَاق ... أَفْتِنَا فِي قواتل الأحداق) (هَل عَلَيْهِنَّ فِي الجروح قصاص ... أم مُبَاح لَهَا دم العشاق) وَإِذا الْجَواب (كَيفَ يفتيكم قَتِيل صريع ... بسهام الْفِرَاق والاشتياق) (وقتيل التلاق أحسن حَالا ... عِنْد دَاوُد من قَتِيل الْفِرَاق) اجْتمع يَوْمًا هُوَ وَابْن سُرَيج فِي مجْلِس الْوَزير ابْن الْجراح فتناظرا فِي الْإِيلَاء فَقَالَ لَهُ ابْن سُرَيج أَنْت بِقَوْلِك من كثرت لحظاته دَامَت حسراته ابصر مِنْك بالْكلَام فِي الْإِيلَاء فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر لَئِن قلت ذَاك فَإِنِّي أَقُول (أنزه فِي روض المحاسن مقلتي ... وَأَمْنَع نَفسِي نَفسِي أَن تنَال محرما) (وأحمل من ثقل الْهوى مَا لَو أَنه ... يصب على الصخر الْأَصَم تهدما) (وينطق طرفِي عَن مترجم خاطري ... فلولا اختلاسي رده لتكلما) فَقَالَ لَهُ ابْن سُرَيج وَبِمَ تفتخر عَليّ وَلَو شِئْت أَنا أَيْضا لَقلت (ومساهر بالغنج من لحظاته ... قد بت أمْنَعهُ لذيذ سناته) (ضنا بِحسن حَدِيثه وعتابه ... وأكرر اللحظات فِي وجناته) (حَتَّى إِذا مَا الصُّبْح لَاحَ عموده ... ولى بِخَاتم ربه وبراته) فَقَالَ أَبُو بكر يحفظ الْوَزير عَلَيْهِ ذَلِك حَتَّى يُقيم عَلَيْهِ شَاهِدي عدل أَنه ولى بِخَاتم ربه وبراته فَقَالَ ابْن سُرَيج يلْزَمنِي فِي ذَلِك مَا يلزمك فِي قَوْلك أنزه فِي روض المحاسن مقلتي الْبَيْت فَضَحِك الْوَزير وَقَالَ لقد جَمعْتُمَا ظرفا ولطفاً وفهماً وعلما ابْن الْجراح الْكَاتِب مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب كَانَ كَاتبا عَارِفًا بارعاً بأيام النَّاس وأخبارهم ودول الْمُلُوك لَهُ فِي ذَلِك مصنفات كَانَ مَعَ ابْن العتز فَلَمَّا انحل أَمر

ابْن المعتز وَقتل اختفى ابْن دَاوُد قَالَ أَبُو عمر مُحَمَّد بن يُوسُف القَاضِي لما جرت وَاقعَة ابْن المعتز حبست أَنا وَالْقَاضِي أَبُو الْمثنى أَحْمد بن يَعْقُوب وَمُحَمّد بن دَاوُد بن الْجراح وَكُنَّا فِي دَار فِي) ثَلَاثَة أَبْيَات متلاصفات وبيتي فِي الْوسط وَإِذا جننا اللَّيْل تحدثنا من وَرَاء الْجدر وَأوصى بَعْضنَا إِلَى بعض فَلَمَّا كَانَ فِي بعض اللَّيَالِي دخل أنَاس بشموع إِلَى بَيت مُحَمَّد بن دَاوُد وأخرجوه وأضجعوه للذبح فَقَالَ يَا قوم ذبحا كالشاة أَيْن المصادرات أَيْن أَنْتُم من الْأَمْوَال أَنا أفدي نَفسِي بِكَذَا وَكَذَا فَلم يسمع مَه وذبحوه وَأخذُوا رَأسه وألقوا جثته فِي الْبِئْر ثمَّ أخرجُوا أَبَا الْمثنى بعد مَا ذَهَبُوا وعادوا وَقَالُوا لَهُ يَا عَدو الله يَقُول لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ بِمَ استحللت نكث بيعتي فَقَالَ لعلمي أَنه لَا يصلح فَقَالُوا أمرنَا أَن نستتيبك من هَذَا الذَّنب فَإِنَّهُ كفر فَقَالَ أعوذ بِاللَّه من الْكفْر فذبحوه وَأخذُوا رَأسه وألقوا جثته فِي الْبِئْر ومضوا وعادوا فأخرجوني وَقَالُوا يَقُول لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ يَا فَاعل مَا الَّذِي حملك على خلع بيعتي قلت الشقاوة وَقد أَخْطَأت وَأَنا تايب إِلَى الله تَعَالَى فحملوني إِلَى دَار الْخلَافَة وَابْن الْفُرَات جَالس فوبخني وتنصلت واعتذرت فَقَالَ وَهِي لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ ذَنْبك واشتريت دمك وحرمك بماية ألف دِينَار فَقلت وَالله مَا رَأَيْت بَعْضهَا مجتمعاً قطّ فغمزني الْوَزير فأديت الْبَعْض وسومحت بِالْبَاقِي وَكَانَت وَفَاة ابْن الْجراح سنة سِتّ وَتِسْعين ماتين وَمن شعر ابْن الْجراح (قد ذهب النَّاس فَلَا نَاس ... وَصَارَ بعد الطمع الياس) (وساد أَمر الْقَوْم أَدْنَاهُم ... وَصَارَ تَحت الذَّنب الرَّأْس) وَمِنْه أَيْضا (أعين أخي أَو صَاحِبي فِي مصابه ... أقوم لَهُ يَوْم الْحفاظ واقعد) (وَمن يفرد الأقوام فِيمَا ينوبهم ... تنبه اللَّيَالِي مرّة وَهُوَ مُفْرد) وَمن تصانيفه كتاب الورقة سَمَّاهُ بذلك لِأَنَّهُ فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَلَا يزِيد فِي خبر الشَّاعِر الْوَاحِد على ورقة وَلِهَذَا سمى الصولي كِتَابه فِي أَخْبَار الوزراء بالأوراق لِأَنَّهُ أَطَالَ فِي أَخْبَار كل وَاحِد بأوراق وَله الشّعْر وَالشعرَاء لطيف من سمى من الشُّعَرَاء عمرا فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام كتاب الوزراء كتاب الْأَرْبَعَة على مِثَال كتاب أبي هفان ألب رسْلَان السلجوقي مُحَمَّد بن دَاوُد السُّلْطَان الب رسْلَان السلجوقي تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن جغربك الدقي الصُّوفِي مُحَمَّد بن دَاوُد أَبُو بكر الدقي بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَالْقَاف الْمُشَدّدَة المسكورة الدينَوَرِي شيخ الصُّوفِيَّة بِالشَّام توفّي سنة سِتِّينَ وَثلث ماية بِالشَّام)

مُحَمَّد بن دَاوُد بن سُلَيْمَان النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد شيخ الصُّوفِيَّة أَبُو بكر أحد الأيمة فِي الحَدِيث والتصوف كَانَ صَدُوقًا مَقْبُولًا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثلث ماية نَاصِر الدّين الصارمي مُحَمَّد بن دَاوُد بن ياقوت الصارمي نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله كَانَ رجلا صَالحا فَاضلا عَالما مُفِيدا لطلبة الحَدِيث باذلاً كتبه وخطه للمشتغلين سمع كثيرا وَكتب مجلدات وأجزاء كَثِيرَة وطبقات السماع الَّتِي بِخَطِّهِ من أحسن الطباق وأنورها وأصحها توفّي بِدِمَشْق وَدفن فِي مَقَابِر الْبَاب الصَّغِير سنة سِتِّينَ وست ماية ابْن الياس البعلبكي مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْيَأْس أَبُو عبد الله البعلبكي مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْيَأْس أَبُو عبد الله البعلبكي الْمَدْعُو شمس الدّين سمع الْكثير من الشَّيْخ الْمُوفق وطبقته وَالشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وَابْن الزبيدِيّ وحنبل وَغَيرهم وَسمع عَلَيْهِم مَا لَا يُحْصى وَكَانَ فِيهِ ديانَة وتحر فِي الشَّهَادَات والأقوال كثير الْأَمَانَة وَالْعَدَالَة وَالْعِبَادَة خدم اليونيني وَالِد الشَّيْخ قطب الدّين فَوق أَرْبَعِينَ سنة وَحفظ الْمقنع وَعرف الفرايض ورحل للْحَدِيث طَالبا وَحدث بِكَثِير من مسموعاته ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وست ماية شمس الدّين ابْن منتاب مُحَمَّد بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن منتاب التقي الْمَأْمُون شمس الدّين أَبُو عبد الله الْموصِلِي السلَامِي الشَّافِعِي التَّاجِر ولد سنة نَيف وَسبعين وسافر للتِّجَارَة وَحضر غَزْوَة عكا وَحفظ التَّنْبِيه والشاطبية وَسمع من أبي جَعْفَر ابْن الموازيني وببغداد من ابْن أبي الْقسم وَغَيره وَغَابَ عَن دمشق زَمَانا ثمَّ سكنها من بعد سنة عشْرين وَكَانَ مليح الشكل جميل اللبَاس مهيبا حسن الْبشر دايم الْبَذْل وَالصَّدَََقَة خَبِيرا بالأمتعة ذَا حَظّ من أوراد وتهجد ومروءة مجوداً لكتاب اله تَعَالَى يخضع لَهُ التُّجَّار ويتحاكمون إِلَيْهِ وثوقاً بِعِلْمِهِ وورعه وشيعه أُمَم وَصلى عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية شمس الدّين ابْن الْحَافِظ مُحَمَّد بن دَاوُد القَاضِي شمس الدّين ابْن الْملك الْحَافِظ كَانَ ذكياً حَنَفِيّ الْمَذْهَب لَهُ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وينظم حسنا وَله نثر لَيْسَ بالطايل يعرف الرياضي جيدا أَعنِي فِي مَا يتَعَلَّق بِالْحِسَابِ ورسايل الأسطرلاب وَيَضَع الْآلَات لكنه وضع لَيْسَ بالظريف وَلَكِن جيد من حَيْثُ الْعلم ويغلب عَلَيْهِ أَعمال الْحِيَل الَّتِي لبني مُوسَى من جر الأثقال وَغير ذَلِك فيفني عمره فِي عمل تِلْكَ الْأَشْيَاء وَكَانَ نَاظر الْجَيْش بصفد ثمَّ نقل إِلَى نظر جَيش طرابلس وَبهَا توفّي سنة أَربع وثلثين وَسبع ماية فِيمَا أَظن وَلما توجه مَعَ عَسْكَر صفد وغزة صُحْبَة

الْأَمِير) سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب نايب صفد عمل رِسَالَة فِي نوبَة سلع وَجَاء فِي أثنايها بنظم أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ من ذَلِك (دعت قلعة السّلع من قد مضى ... بلطف إِلَى حبها الْقَاتِل) (وغرتهم حِين أبدت لَهُم ... محيا كبدر دجى كَامِل) (فَلَمَّا اسْتَجَابُوا لَهَا أَعرَضت ... دلالاً وَقَالَت إِلَى قَابل) (تفانى الرِّجَال على حبها ... وَمَا يحصلون على طايل) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (لله در الخليج أَن لَهُ ... تفضلاً لَا نطيق نشكره) (حَسبك مِنْهُ بِأَن عَادَته ... يجير من لَا يزَال يكسرهُ) هُوَ مَأْخُوذ من قَول الأول وَفِيه زِيَادَة (سد الخليج بكسره جبر الورى ... طراً فَكل قد غَدا مَسْرُورا) (المَاء سُلْطَان فَكيف تَوَاتَرَتْ ... عَنهُ البشاير إِذْ غَدا مكسورا) قَرَأت عَلَيْهِ رِسَالَة الاسطرلاب للْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَهَا عَلَيْهِ وَحكى لي الْمَذْكُور من لَفظه أَن القَاضِي بدر الدّين حكى لَهُ أَن إنْسَانا من المغاربة جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِمَنْزِلَة دَار الخطابة فِي الْجَامِع الْأمَوِي وَكَانَ إِذْ ذَاك قَاضِي الْقُضَاة وخطيباً وَقَالَ يَا سيدنَا رَأَيْت الْيَوْم فِي الْجَامِع إنْسَانا وَفِي كمه آلَة الزندقة فاستفهمت مِنْهُ الْكَلَام واستوضحته غلى أَن ظهر لي أَنه رَآهُ وَفِي كمه اسطرلاب قَالَ فَقَالَ إِذا جِئْت إِلَيّ لتقرأ عَليّ شَيْئا من هَذَا تحيل فِي إخفاء ذَلِك مهما أمكن وَكَانَ شمس الدّين الْمَذْكُور رَحمَه الله يحل المترجم بِلَا فاصلة سَرِيعا وَمن شعره (وَذي شنب مَالَتْ إِلَى فِيهِ شمعة ... فَردَّتْ لاشفاق الْقُلُوب عَلَيْهِ) (فمالت إِلَى أقدامه شغفاً بِهِ ... فَقبلت الْبَطْحَاء بَين يَدَيْهِ) (وَقَالَت بدا من فِيهِ شهد فهزني ... تذكر أوطاني فملت إِلَيْهِ) (فحالت يَد الْأَيَّام بيني وَبَينه ... فعفرت أجفاني على قَدَمَيْهِ) أَخذ قَول القايل وَزَاد عَلَيْهِ وَهُوَ (أَتَدْرُونَ شمعتنا لم هوت ... لتقبيل ذَا الرشأ الأكحل) ) (درت أَن ريقته شهدة ... فحنت إِلَى إلفها الأول)

ابن ذاكر

3 - (ابْن ذَاكر) مُحَمَّد بن ذَاكر بن كَامِل بن أبي غَالب الْخفاف قَالَ ابْن النجار أَبُو عبد الله ابْن شَيخنَا أبي الْقسم جارنا بالظفرية كَانَ شَابًّا صَالحا ورعاً تقياً دينا حسن الطَّرِيقَة تفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات واشتغل بِشَيْء من الْأَدَب وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَغَيره وَمَات قبل أَوَان الرِّوَايَة توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس ماية أَبُو بكر الْخرقِيّ القاساني مُحَمَّد بن ذَاكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر أَبُو بكر ابْن أبي نصر الْخرقِيّ الْمَعْرُوف بالقاساني من أهل اصبهان طلب بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا سمع أَبَا عَليّ الْحسن بن أَحْمد الْحداد وَأَبا الْفضل جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الثَّقَفِيّ وَفَاطِمَة بنت عبد الله الجوزدانية وخلقا كثيرا من أَصْحَابه أبي طَاهِر الثَّقَفِيّ وَجَمَاعَة حَتَّى سمع من أقرانه وَسمع بخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر وَخرج لنَفسِهِ معجما فِي جزئين وَحدث بِأَكْثَرَ مَا سمع وَكَانَ صَدُوقًا وَقدم بَغْدَاد حَاجا وَحدث بهَا سمع مِنْهُ الشريف أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الزيدي وَالْقَاضِي أَبُو المحاسن عمر بن عَليّ الْقرشِي وَتُوفِّي باصبهان سنة ثلث وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية الْعمانِي الراجز مُحَمَّد بن ذُؤَيْب الْعمانِي الراجز النَّهْشَلِي ثمَّ الْفُقيْمِي يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَهُوَ من أهل الجزيرة وَقيل من ديار مصر وَإِنَّمَا خرج إِلَى عمان فَأَقَامَ بهَا مديدة ثمَّ عَاد يُقَال أَنه عَاشَ ماية وثلثين سنة وَهُوَ أحد شعراء الرشيد وأخباره مَعَه كثير وَفِيه يَقُول يَا ناعش الْجد إِذا الْجد عثر وَجَابِر الْعظم إِذا الْعظم انْكَسَرَ أَنْت ربيعي وَالربيع ينْتَظر وَخير أنواء الرّبيع مَا بكر وروى صَاحب الأغاني عَن زيد بن عقال أَنه قَالَ كُنَّا وقوفا وَالْمهْدِي قد أجْرى الْخَيل فسبقها فرس يُقَال لَهُ الغضبان فَطلب الشُّعَرَاء فَلم يجد مُهِمّ أحد إِلَّا أَبُو دلامة فَقَالَ لَهُ قَلّدهُ يَا زند فَلم يفهم مَا أَرَادَ فقلده عمَامَته فَقَالَ لَهُ الْمهْدي يَا ابْن اللخناء أَنا أَكثر عمايم مِنْك إِنَّمَا أردْت أَن تقلده شعرًا ثمَّ قَالَ يَا لهفي على الْعمانِي فَلم يتَكَلَّم حَتَّى أقبل فَقيل لَهُ هَذَا الْعمانِي قد أقبل السَّاعَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ قدموه فَقدم فَقَالَ قلد قرسي هَذَا فَقَالَ غير مُتَوَقف)

قد غضب الغضبان إِذْ جد الْغَضَب وَجَاء يحمي حسباً فَوق الْحسب من إِرْث عَبَّاس بن عبد الْمطلب وَجَاءَت الْخَيل بِهِ تَشْكُو العتب لَهُ عَلَيْهَا مَا لكم على الْعَرَب فَقَالَ لَهُ الْمهْدي أَحْسَنت وَالله وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم المكحول الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن رَاشد المكحول الدِّمَشْقِي روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة سبعين وماية الثَّقَفِيّ مُحَمَّد بن رَاشد بن معدان أَبُو بكر اليقفي مَوْلَاهُم الْحَافِظ مُحدث بن مُحدث طَاف الدُّنْيَا وَلَقي الشُّيُوخ وصنف الْكتب وَتُوفِّي بكرمان سنة تسع وَثلث ماية حدث عَن يُونُس بن حبيب وَغَيره وروى عَنهُ ابْن المنادى وَغَيره وَكَانَ صَالحا ثِقَة الْحَافِظ الْقشيرِي مُحَمَّد بن رَافع بن أبي زيد سَابُور الْقشيرِي مَوْلَاهُم الْحَافِظ إِمَام عصره بخراسان الزَّاهِد أحد الْأَعْلَام بعث إِلَيْهِ عبد الله بن طَاهِر بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم فَدخل إِلَيْهِ الرَّسُول بهَا وَهُوَ يَأْكُل الْخبز مَعَ الفجل بعد صَلَاة الْعَصْر وَقَالَ الْأَمِير بعث إِلَيْك بِهَذِهِ لتنفقها عَلَيْك وعَلى أهلك فَقَالَ خُذْهُ لَا أحتاج إِلَيْهِ فَإِن الشَّمْس قد بلغت رُؤْس الْجبَال وَقد جَاوَزت الثَّمَانِينَ إِلَى متن أعيش ورده قَالَ الْحَاكِم دخلت دَاره وتبركت بِالصَّلَاةِ فِيهِ رُؤِيَ بعد مَوته فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ بشرني بِالروحِ والراحة سمع سفين بن عُيَيْنَة وَغَيره وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ وَمُسلم ثِقَة مَأْمُون توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وماتين تَقِيّ الدّين بن رَافع مُحَمَّد بن رَافع بن هجرس الإِمَام الْحَافِظ الْمُفِيد الرّحال تَقِيّ الدّين أَبُو الْمَعَالِي الصميدي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولد سنة أَربع وَسبع ماية وَسمع من حسن سبط

زِيَادَة وَابْن الْقيم وَجَمَاعَة حضوراً وارتحل بِهِ وَالِده سنة أَربع عشرَة فاسمعه من القَاضِي وَابْن عبد الدايم أبي بكر وطايفة وسَمعه جَمِيع تَهْذِيب الْكَمَال من الْحَافِظ الْمزي وَحج وَقدم إِلَى دمشق سنة ثلث وَعشْرين وَسمع الْكثير ثمَّ رَجَعَ ثمَّ عَاد إِلَيْهَا مَرَّات وارتحل إِلَى حماة وحلب وَسمع بِقِرَاءَتِي أَشْيَاء على الْعَلامَة أثير الدّين أبي حَيَّان وعَلى الشَّيْخ الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس) وَأخذت عَنهُ فرايد ثمَّ أَنه قدم على الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أبي الْحسن السُّبْكِيّ سنة تسع وثلثين وَسبع ماية فأقره فِي وظايف ومدارس وَهُوَ حسن الود جيد الصُّحْبَة مَأْمُون الْغَيْب ثِقَة ضَابِط دين وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الرَّاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْأَمِير ابْن رايق مُحَمَّد بن رايق أَبُو بكر الْأَمِير كَانَ جواداً ممدحاً وَقد مدحه ابْن عمار الْأَسدي صَاحب طرابلس فَقَالَ (حسام لِابْنِ رايق المرجى ... حسام المتقى أَيَّام صالا) توفّي سنة وَثلث ماية قدم دمشق وَأخرج عَنْهَا بَدْرًا الأخشبذي فَأَقَامَ اشهراً وَدخل مصر فَالتقى هُوَ وَمُحَمّد بن طغج الأخشيد صَاحب مصر فَهَزَمَهُ الأخشيد وَرجع فَأَقَامَ بِدِمَشْق ثمَّ توجه إِلَى الْموصل وَقتل بهَا قَتله غلْمَان الْحسن بن حمدَان وَكتب الْحسن إِلَى المتقى إِنَّه أَرَادَ أَن يغتالني فَقتلته فولاه مَكَانَهُ وَلم يتَمَكَّن أحد من الراضي تمكنه وَهُوَ الَّذِي قطع يَد ابْن مقلة وَلسَانه الرُّؤَاسِي مُحَمَّد بن ربيعَة الْكلابِي الرُّؤَاسِي الْكُوفِي روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي بعد التسعين والماية المغربي الشَّاعِر مُحَمَّد بن ربيع من قَرْيَة بتونس بساحل الْبَحْر من كورة رصفة شَاعِر أورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج قَوْله (يَا درة تشرق فِي السلك ... لَوْلَا بعادي مِنْك لم أبك) (كَأَن ذلي بعد عز الرضى ... ذلة مخلوع من الْملك)

كَانَ مَوْجُودا سنة سِتّ وَأَرْبع ماية قَاضِي الْمَأْمُون مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن أبي رَجَاء الْخُرَاسَانِي الْفَقِيه صَاحب أبي يُوسُف ولي الْقَضَاء بِبَغْدَاد لِلْمَأْمُونِ وَتُوفِّي سنة سبع وماتين صَاحب الصَّحِيح على شَرط مُسلم مُحَمَّد بن رَجَاء بن السندي أَبُو بكر الأسفراييني الْحَافِظ مُصَنف الصَّحِيح على شَرط مُسلم توفّي سنة تسعين وماتين ابْن السلعوس الطَّبِيب مُحَمَّد بن أبي الرَّجَاء بن أبي الزهر بن أبي الْقسم أَبُو عبد الله التنوخي الدِّمَشْقِي الطَّبِيب الْمَعْرُوف بِابْن السلعلوس مولده سنة تسع وَتِسْعين خمس ماية بِدِمَشْق سمع عبد الصَّمد ابْن الحرستاني وَحدث عَنهُ بالقاهر وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست ماية وَدفن بمقابر بَاب النَّصْر) خطيب منين مُحَمَّد بن رزق الله بن عبيد الله بن أبي عَمْرو المنيني الْأسود خطيب منين كَانَ من الثِّقَات توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبع ماية الشريف النَّاسِخ مُحَمَّد بن رضوَان السَّيِّد الشريف الْعلوِي الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي النَّاسِخ توفّي فِي ربيع الأول وَقيل الآخر سنة إِحْدَى وَسبعين وست ماية عَن تسع وَسِتِّينَ سنة كَانَ يكْتب خطا متوسط الْحسن فِي المسوب وَله يَد فِي النثر وَالنّظم وَالْأَخْبَار وَعِنْده مُشَاركَة فِي الْعُلُوم وَكتب الْكثير وَجمع وَكَانَ مغرى بتصانيف ابْن الْأَثِير الْجَزرِي مثل الْمثل الساير والوشي المرقوم يكْتب مها كثيرا وَمن شعره مَا ذكر قطب الدّين اليونيني أَنه سمع مِنْهُ (يَا من يعيب تلوني ... مَا فِي التلون مَا يعاب) (إِن السَّمَاء إِذا تلون وَج ... هها يُرْجَى السَّحَاب) وَقَالَ أَيْضا (كرر على الظبي حَدِيث الْهوى ... على سَمَّاهُ بعد صحو تغيم) (وَلَا تخف أَن لَهُ نفرة ... فطالما أونس ظَبْي الصريم) (وَلَا تقل إِن لَهُ صُحْبَة ... مَعَ غَيرنَا دهراً وعهداً قديم) (فالماء رَبِّي الْغُصْن فِي حجره ... وَمَال عَنهُ برَسُول النسيم) وَقَالَ أَيْضا (عقد الرّبيع على الشتَاء مآتماً ... لما تقوض للرحيل خيامه)

(لطم الشَّقِيق خدوده فتضرجت ... حزنا وناح على الْقَضِيب حمامه) (والزهر منفتح الْعُيُون إِلَى خيو ... ط المزن حَيْثُ تفتقت أكمامه) وَقَالَ أَيْضا من أَبْيَات (تجلى لنا لَيْلًا فَلم ندر وَجهه ... أم الْقَمَر الوضاح وَاعْترض الشَّك) (صقعت لَهُ لما استنار جماله ... فطور فُؤَادِي مذ تجلى لَهُ دك) (طما بَحر أجفاني فيا نوح غفلتي أَن ... تبه فَلهَذَا الْبَحْر تصطنع الْفلك) وَقَالَ فِي مليح يلقب الجدي (رَأَيْت فِي جلق أعجوبة ... مَا إِن رَأينَا مثلهَا فِي بلد) (جدي لَهُ من صُدْغه عقرب ... وَفِي مطاوي الجفن مِنْهُ أَسد) ) (وَخَلفه سنبلة تطلب ال ... ميزَان لَا ترْضى بِأخذ الْعدَد) وَقَالَ فِي حُسَيْن الصَّواف (لست أخْشَى حر الهجير إِذا كَا ... ن حُسَيْن الصَّواف فِي النَّاس حَيا) (فببيت من شعره أتفي الح ... ر وظل من أَنفه أتفيا) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا وَقد خلع عَلَيْهِ الشَّمْس العذار فرجية صوف وَكَانَ حُسَيْن يلازم رجلا مقدسياً يهنيكم الصَّواف أصبح عابداً للقرب غير مداهن ومدلسن (خلع العذار عَلَيْهِ خلعة ناسك ... من شعر خشين الملمس) (طويت لَهُ الأَرْض الفسيحة فاغتدي ... يجب المهامة فِي ظلام الحندس) (فَهُوَ الْمُقِيم بجلق وركوعه ... وَسُجُوده أبدا بِبَيْت الْمَقْدِسِي) قد توهم الشريف رَحمَه الله أَن يجب بِمَعْنى يجوب ول وَقَالَ يفري المهامه لاستراح وَقد أصلحت من شعره مَا أمكن وَقَالَ أَيْضا (عانقته عِنْد الْوَدَاع وَقد جرت ... عَيْني دموعاً كالنجيع القاني) (وَرجعت عَنهُ وطرفه فِي فَتْرَة ... يملي على مقَاتل الفرسان) ابْن الرعاد مُحَمَّد بن رضوَان بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن العذري الْمَعْرُوف بِابْن

الرعاد بالراء وَالْعين الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف دَال مُهْملَة يدعى زين الدّين أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين قَالَ كَانَ الْمَذْكُور خياطاً بالمحلة من الغريبة وَله مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وأدب لَا بَأْس بِهِ وَكَانَ فِي غَايَة الصيانة والترفع عَن أهل الدُّنْيَا والتودد إِلَيْهِم واقتنى من صناعَة الْخياطَة من الْكتب وابتنى دَارا حَسَنَة بالمحلو وَتُوفِّي بالمحلة رَأَيْته بهَا مرَارًا وأنشدني لنَفسِهِ قَالَ أنشدها الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس (سلم على الْمولى الْبَهَاء وصف لَهُ ... شوقي إِلَيْهِ وأنني مَمْلُوكه) (أبدا يحركني إِلَيْهِ تشوق ... جسمي بِهِ مشطوره منهوكه) (لَكِن نحلت لبعده فكأنني ... ألفألف وَلَيْسَ بممكن تحريكه) وأنشدني لنَفسِهِ (رَأَيْت حَبِيبِي فِي الْمَنَام معانقي ... وَذَلِكَ للمهجور مرتبَة عليا) (وَقد رق لي من بعد هجر وقسوة ... وماضر إِبْرَاهِيم لَو صدق الرُّؤْيَا) ) وأنشدني لنَفسِهِ (نَار قلبِي لَا تقري لهباً ... وامنعي أجفان عَيْني أَن تناما) (فَإِذا نَحن اعتنقنا فارجعي ... نَار إِبْرَاهِيم بردا وَسلَامًا) وأنشدني لنَفسِهِ (قَالُوا وَقد شاهدوا نحولي ... إِلَى م فِي ذَا الغرام تشقى) (فنيت أَو كدت فِيهِ تفنى ... وَأَنت لَا تستفيق عشقا) (فَقلت لَا تعجبوا لهَذَا ... مَا كَانَ لله فَهُوَ يبْقى) قلت شعر جيد منسجم الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن رمح بن المُهَاجر أَبُو عبد الله التجِيبِي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ روى عَنهُ مُسلم وَابْن مَاجَه قَالَ أَبُو سعيد بن يُونُس ثِقَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وماتين الْمَالِكِي مُحَمَّد بن رَمَضَان بن شَاكر أَبُو بكر الجيشاني الْمصْرِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي أحد الأيمة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثلث ماية مُحَمَّد بن رزوبه بن عبد الله قَالَ ابْن النجار هُوَ أَبُو بكر الْعَطَّار من سَاكِني دَار دِينَار الصَّغِيرَة وَهُوَ وَالِد شَيخنَا أبي الْحسن على القلانسي كَانَ متأدباً يَقُول الشّعْر وَأورد لَهُ

(مَرَرْت على قبر تعفت رسومه ... وَفِيه عِظَام دارسات هوامد) (فاسمع مني ناطقاً وَهُوَ صَامت ... وَأَيْقَظَ مني غافلاً وَهُوَ رَاقِد) وَقَوله أَيْضا (زعمت إِذا جن الظلام تزورني ... كذبت فَهَل للشمس بِاللَّيْلِ مطلع) (فحتام صبري والتعلل بالمنى ... صددت فَمَا لي فِي وصالك مطمع) (ولكنني أَرْجُو من اللطف نفحة ... أفوز بهَا قلبِي لَهَا يتَوَقَّع) مُحَمَّد بن ريَاح بن أبي حَمَّاد الْكَاتِب الْمَعْرُوف بزنبور مولى المهلهل ابْن صَفْوَان مولى بني الْعَبَّاس بغدادي انْقَطع إِلَى آل نوبخت فَلَمَّا هجاهم أَبُو نواس هجاه زنبور وَقَالَ (يعزة قلبه عَن ذكر رَاح ... وَكَيف عزاء قلب مستباح) (شكا مَا باسته حسن إِلَيْنَا ... من الدَّاء المبرح بالفقاح) فَأجَاب أَبُو نواس) (أَرَادَ مُحَمَّد بن ريَاح شتمي ... فَعَاد وبال ذَاك على ريَاح) الأبيات وَقَالَ مُحَمَّد بن زنبور (لعن الله معشراً من ذَوي المل ... ك يضيعون حُرْمَة الأدباء) (زهدوا فِي العلى وَفِي الْمجد حَقًا ... واستخفوا بِحرْمَة الشُّعَرَاء) مُحَمَّد بن زَاهِر أوردهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجم الشُّعَرَاء وَأورد لَهُ قَوْله (يَا من هواي لَهُ هوى مُسْتَقْبل ... أبدا وَآخره بديء أول) (إِن طَال ليل أخي اكتئاب ساهر ... فهواك من سهري وليلي أطول) (وَلَقَد مَلَأت بِحسن طرفك مقلتي ... وتركتني وبصبوتي بتمثل) (وَإِذا قصدت إِلَى سواك بنظرة ... ألفيت شخصك دونه يتخيل) قلت هُوَ مَأْخُوذ من قَول جميل بن معمر العذري (أُرِيد لأنسى ذكرهَا فَكَأَنَّمَا ... تمثل لي ليلى بِكُل سَبِيل) وَقَوله أَيْضا (أفنيت فِيك مَعَاني الْأَقْوَال ... وعصيت فِيك مقَالَة العذال) (حلمي بطيفك حِين يغلبني الْكرَى ... وخيال وَجهك أَيْن سرت خيالي)

إِمَام جَامع حران مُحَمَّد بن الزبير الْقرشِي مَوْلَاهُم إِمَام جَامع حران كَانَ يُؤَدب أَوْلَاد هِشَام بن عبد الْملك قَالَ أَبُو زرْعَة فِي حَدِيثه شَيْء وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بالمتين وَقَالَ ابْن عدي مُنكر الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ لَا يُتَابع توفّي سنة سبعين وماية الْأَهْوَازِي مُحَمَّد بن الزبْرِقَان الْأَهْوَازِي طرف الأقاليم وَلَقي الْكِبَار روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي عشر التسعين والماية

ابن زكرياء

3 - (ابْن زَكَرِيَّاء) الرَّازِيّ الطَّبِيب مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ الطَّبِيب الفيلسوف كَانَ فِي صباه مغنياً بِالْعودِ فَلَمَّا التحى قَالَ كل غناء يخرج بَين شَارِب ولحية مَا يطرب فَأَعْرض عَن ذَلِك وَأَقْبل على دراسة كتب الطِّبّ والفلسفة فقرأها قِرَاءَة معقب على مؤلفيها فَبلغ من مَعْرفَتهَا الْغَايَة واعتقد صحيحها وَعلل سقيمها وصنف فِي الطِّبّ كتبا كَثِيرَة فَمن ذَلِك الْحَاوِي يدْخل فِي مِقْدَار ثلثين مجلدة وَالْجَامِع وَكتاب الأعصاب وَهُوَ أَيْضا كَبِير والمنصوري الْمُخْتَصر جمع فِيهِ بَين الْعلم وَالْعَمَل يحْتَاج إِلَيْهِ كل أحد صنفه لأبي صَالح مَنْصُور ابْن نوح أحد مُلُوك السامانية وَغير ذَلِك وَمن كَلَامه إِذا كَانَ الطَّبِيب عَالما وَالْمَرِيض مُطيعًا فَمَا أقل لبث الْعلَّة وَمِنْه عالج فِي أول الْعلَّة بِمَا لَا يسْقط بِهِ الْقُوَّة وَلم يزل رَئِيس هَذَا الشَّأْن واشتغل بِهِ على كبر قيل أَنه اشْتغل فِيهِ بعد الْأَرْبَعين وَطَالَ عمره وَعمي فِي آخر عمره واشتغل على الْحَكِيم أبي الْحسن عَليّ بن ربن الطَّبَرِيّ صَاحب التصانيف الَّتِي مِنْهَا فردوس الْحِكْمَة وَكَانَ مسيحياً ثمَّ أسلم وَذكر أَن سَبَب عماه أَنه صنف للْملك مَنْصُور الْمَذْكُور كتابا فِي الكيمياء فأعجبه وَوَصله بِأَلف دِينَار وَقَالَ أُرِيد أَن تخرج مَا ذكرت من الْقُوَّة إِلَى الْفِعْل فَقَالَ إِن ذَلِك مِمَّا يحْتَاج إِلَى مُؤَن وآلات وعقاقير صَحِيحَة وَأَحْكَام صَنْعَة فَقَالَ لَهُ الْملك كل مَا تريده أحضرهُ إِلَيْك وأمدك بِهِ فَلَمَّا كع عَن مُبَاشرَة ذَلِك وَعَمله فَقَالَ الْملك مَا اعتقدت أَن حكيماً يرضى بتخليد الْكَذِب فِي كتب ينسبها إِلَى الْحِكْمَة يشغل بهَا قُلُوب النَّاس ويتعبهم فِيمَا لَا فايدة فِيهِ وَالْألف دِينَار لَك صلَة وَلَا بُد من عُقُوبَتك على تخليد الْكَذِب فِي الْكتب وَأمر أَن يضْرب بِالْكتاب الَّذِي عمله على رَأسه إِلَى أَن يقطع فَكَانَ ذَلِك الضَّرْب سَبَب نزُول المَاء فِي عَيْنَيْهِ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَثلث ماية قَالَ ابْن أبي أصبيعة فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء قَالَ عبيد الله بن جِبْرِيل إِن الرَّازِيّ عمر إِلَى أَن عاصر الْوَزير ابْن العميد وَهُوَ الَّذِي كَانَ سَبَب إِظْهَار كِتَابه الْحَلْوَى بعد وَفَاته بِأَن بذل لأخته مَالا حَتَّى أخرجت المسودات لَهُ فَجمع تلاميذه الْأَطِبَّاء بِالريِّ حَتَّى رتبوا الْكتاب فَخرج الْكتاب على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الِاضْطِرَاب انْتهى قلت وَمن شعر الرَّازِيّ

(لعمري مَا أَدْرِي وَقد آذن البلى ... بعاجل ترحالي إِلَى أَيْن ترحالي) (وَأَيْنَ مَحل الرّوح بعد خُرُوجه ... من الهيكل المنحل والجسد الْبَالِي) وَكنت وقفت عَلَيْهِمَا بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وثلثين وَسبع ماية فَقلت راداً عَلَيْهِ) (إِلَى جنَّة المأوى إِذا كنت خيرا ... تخلد فِيهَا ناعم الْجِسْم والبال) (وَإِن كنت شريراً وَلم تلق رَحْمَة ... من الله فالنيران أَنْت لَهَا صالي) الْفَقِيه صَاحب ابْن سُرَيج مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن النُّعْمَان أَبُو بكر الهمذاني الْفَقِيه الشَّافِعِي صَاحب ابْن سُرَيج كَانَ أوحد زَمَانه فِي الْفِقْه لَهُ كتاب السّنَن وَلم يسْبق إِلَى مثله توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثلث ماية الْغلابِي الأخباري مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْغلابِي بالغين الْمُعْجَمَة وَاللَّام المخففة وَالْبَاء الْمُوَحدَة بعد الْألف الْبَصْرِيّ الخباري هُوَ فِي عداد الضُّعَفَاء وَابْن حبَان ذكر فِي الثِّقَات وَقَالَ يعْتَبر حَدِيثه إِذا روى عَن ثِقَة وَقَالَ الدَّار قطنى بَصرِي يضع مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا القلعي أورد لَهُ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي الحديقة قَوْله (مَا لذا الْحسن عَن نهاي نهاني ... وَهُوَ عَن قبح فعلكم مَا نهاكم) (إِن هَذَا الْعقَاب من غير جرم ... غَارة شنها على هواكم) قلت وَيجوز أَن يصحف هَذَا فَيُقَال عَادَة سنّهَا بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالدَّال الْمُهْملَة وَالسِّين الْمُهْملَة والمعنيان صَحِيحَانِ (لم يدع لي فراقكم غير طرف ... لَا يرى م يحب حَتَّى يراكم) وَمِنْه أَيْضا (وقاد الْجِيَاد الأعوجيات دونهَا ... عوابس تطفو فِي العجاج وترسب) (عَسَاكِر ملْء الطّرف أَن خفن ضلة ... أَضَاء لَهَا صبح الْحَدِيد المذرب) (يمر نَهَاهُ بالشكوك فينجلى ... وَيجْرِي نداه فِي الأجاج فيعذب) قلت شعر جيد طبقَة

مُحَمَّد بن زنبور الْمَكِّيّ توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وماتين الفرضي البُخَارِيّ مُحَمَّد بن زَنْجوَيْه أَبُو بكر البُخَارِيّ الْفَقِيه الفرضي حدث بِدِمَشْق وَكَانَ إِمَامًا فِي السّنة توفّي سنة تسع وَخمسين وَثلث ماية الْمَنْصُور صَاحب سنجار مُحَمَّد بن زنكي بن مودور بن زنكي الْملك الْمَنْصُور قطب الدّين ابْن الْملك عماد الدّين هُوَ صَاحب سنجار كَانَ حسن السِّيرَة فِيهِ عدل وإنصاف وعقل وجود خلف من الْوَلَد سُلْطَان شاه وزنكي ومظفر الدّين وعدة بَنَات وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست ماية)

ابن زهير

3 - (ابْن زُهَيْر) أَبُو بكر النَّسَائِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن زُهَيْر بن أخطل أَبُو بكر النَّسَائِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي رَأس الشَّافِعِيَّة بنسا وخطيبها توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبع ماية

ابن زياد

3 - (ابْن زِيَاد) الْحَارِثِيّ مُحَمَّد بن زِيَاد الْحَارِثِيّ أورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان قَوْله (تخالهم للحلم صمًّا عَن الْخَنَا ... وخرساً عَن الْفَحْشَاء عَن التهاجر) (ومرضى إِذا لوقوا حَيَاء وعفة ... وَعند الْحفاظ كالليوث الخوادر) (لَهُم دلّ إنصاف ولين تواصل ... بذلهم ذلت رِقَاب المعاشر) (كَأَن بهم وصماً يخَافُونَ غَارة ... وَمَا وصمهم إِلَّا اتقاء المعاير) ابْن الْأَعرَابِي مُحَمَّد بن زِيَاد ابْن الْأَعرَابِي مولى الْعَبَّاس بن مُحَمَّد كَانَ عجبا فِي معرفَة اللُّغَة والأنساب وَكَانَ أحوى روى عَن أبي معوية الضَّرِير وَالْكسَائِيّ وَالْقسم بن معن المَسْعُودِيّ كَانَ يَقُول فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَبُو حنيفَة ولدت وَلم يكن فِي الْكُوفِيّين أشبه بِرِوَايَة الْبَصرِيين مِنْهُ وَكَانَ يزْعم أَن الْأَصْمَعِي وَأَبا عُبَيْدَة لَا يعرفان شَيْئا قَالَ أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي ابْن الْأَعرَابِي كُوفِي الأَصْل صَالح زاهد ورع صَدُوق وَله كتاب النَّوَادِر وَالْخَيْل والأنواء وتاريخ القبايل ومعاني الشّعْر وَتَفْسِير الْأَمْثَال والألفاظ وَصفَة الزَّرْع وَصفَة النّخل والنبات وَنسب الْخَيل ونوادر الزبيريين ونوادر بني فقعس والذباب وَغير ذَلِك قَالَ ثَعْلَب شاهدت مجْلِس ابْن الْأَعرَابِي كَانَ يحضرهُ زهاء عَن ماية إِنْسَان وَكَانَ يسْأَل وَيقْرَأ عَلَيْهِ فيجيب من غير كتاب وَلَزِمتهُ بضع عشرَة سنة مَا رَأَيْت بِيَدِهِ كتابا قطّ وَلَقَد أمْلى على النَّاس مَا يحمل على أجمال وَلم ير أحد فِي علم الشّعْر أغزر مِنْهُ وَهُوَ ربيب الْمفضل بن مُحَمَّد صَاحب المفضليات كَانَت أمه تَحْتَهُ وَأخذ عَن الْمفضل الضَّبِّيّ وَأخذ عَنهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وثعلب وَابْن السّكيت وَغَيرهم وناقش الْعلمَاء واستدرك عَلَيْهِم وَخطأ كثيرا من نَقله اللُّغَة وَكَانَ يَقُول يجوز فِي كَلَام الْعَرَب أَن يعاقبوا بَين الضَّاد والظاء فَلَا يُخطئ من يَجْعَل هَذِه مَوضِع هَذِه وينشد قَول الشَّاعِر بالضاد (إِلَى الله أَشْكُو من خَلِيل أوده ... يبث خلالاً كلهَا لي غايض)

وَيَقُول هَكَذَا سمعته من الْعَرَب الفصحاء توفّي بسر من رأى سنة إِحْدَى وثلثين وماتين) اليؤيؤ مُحَمَّد بن زِيَاد بن عبيد الله يُقَال لَهُ اليؤيؤ بيائين آخر الْحُرُوف مضمومتين وواوين مهموزتين كَانَ معمراً من أَبنَاء التسعين روى عَنهُ البخارى وَابْن ماجة توفّي سنة سِتِّينَ وماتين أَبُو زِيَاد الْفُقيْمِي مُحَمَّد بن زِيَاد أَبُو زِيَاد الْفُقيْمِي الْكُوفِي قَالَ للمنصور لما قدم الْكُوفَة فَلم يقسم فِيهَا درهما (نزلت بِأَقْوَام خماص بطونهم ... وَأَنت بطين والبرية جوع) (سوى عصبَة كَانُوا من الْفَيْء مرّة ... فَصَارَ لَهُم مَا فِي الْبَريَّة أجمع) (تقوم إِذا مَا قُمْت تشفع خطْبَة ... تشقق فِيهَا والدموع تربع) (كَأَنَّك صياد تسيل دُمُوعه ... من القر والصياد يفرى وَيقطع) (يجذ رِقَاب الطير من غير رَحْمَة ... وَعَيناهُ من برد العشية تَدْمَع) (فَأَنت كَذَاك الْيَوْم يَا شَرّ عَامل ... رَأينَا على أعوادها يتخشع) (تزهد فِي الدُّنْيَا وَأَنت بنهبها ... ملح على الدُّنْيَا تكد وَتجمع) وَقَالَ يهجو شَرِيكا القَاضِي (وليت أَبَا شريك كَانَ حَيا ... فيقصر حِين يبصره شريك) (وَيقصر من تدريه علينا ... إِذا قُلْنَا لَهُ هَذَا أَبوك)

ابن زيد

3 - (ابْن زيد) مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب روى عَن سعيد بن زيد وَابْن عَبَّاس وجده وروى لَهُ الْجَمَاعَة وثقة أَبُو حَاتِم وَغَيره توفّي سنة عشر وماية صَاحب طبرستان مُحَمَّد بن زيد الْعلوِي صَاحب طبرستان لما بلغه أسر عَمْرو بن اللَّيْث الصفار خرج من طبرستان فِي جَيش كثيف نَحْو خُرَاسَان طامعاً فِيهَا ظنا أَن اسمعيل بن أَحْمد لَا يتَجَاوَز عمله بِمَا وَرَاء النَّهر فَلَمَّا وصل إِلَى سجستان كتب إِلَيْهِ اسعميل يَقُول إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ قد ولاني خُرَاسَان فَارْجِع وَلَا تتعرض إِلَى مَا لَيْسَ لَك فَأبى فَدَعَا اسمعيل مُحَمَّد بن هرون وَكَانَ خَليفَة لرافع بن هرثمة فِي أَيَّام ولَايَة رَافع خُرَاسَان فَقَالَ لَهُ سر إِلَى مُحَمَّد بن زيد فَسَار إِلَيْهِ والتقيا على بَاب جرجان فَكَانَت الدبرة أَولا على مُحَمَّد بن هرون ثمَّ رَجَعَ عَلَيْهِم فَهَزَمَهُمْ وَقتل من أَصْحَاب ابْن زيد خلق كثير وباشر مُحَمَّد بن زيد الْقِتَال بِنَفسِهِ وَوَقع فِي وَجهه وَرَأسه ضربات كَثِيرَة واسر ابْنه زيد وحوى ابْن هرون مَا كَانَ فِي عسكره ثمَّ مَاتَ مُحَمَّد بن زيد بعد هَذِه الْوَقْعَة بأيام وَدفن على بَاب جرجان وَحمل ابْنه زيد بن مُحَمَّد إِلَى اسمعيل بن أَحْمد وَسَار مُحَمَّد بن هرون إِلَى طبرستان وَكَانَ مَوته سنة سبع وَثَمَانِينَ وماتين وَكَانَ إِبْرَاهِيم بن الْمُعَلَّى يَقُول كنت أحترس من مُحَمَّد بن زيد إِذا امتدحته لعلمه بالأشعار وَحسن مَعْرفَته بتمييزها وَكَانَ إِذا أنْشدهُ أحد شعرًا معرباً يمدحه يَقُول لي يَا إِبْرَاهِيم أخونا عفتي يُرِيد أَن شعره مثل عفت الديار محلهَا فمقامها وَكَانَ جواداً كَرِيمًا ممدحاً قَالَ الصولي لم نَعْرِف لَهُ شعرًا إِلَّا هَذِه الأبيات (إِن يكن نالك الزَّمَان بِصَرْف ... ضرمت ناره عَلَيْك فَجلت) (وَأَتَتْ بعْدهَا قوارع أُخْرَى ... خضعت أنفس لَهَا حِين حلت) (وتلتها قوارع باقيات ... سئمت بعْدهَا الْحَيَاة وملت) (فاخفض الجأش واصبرن رويداً ... فالرزايا إِذا تجلت تخلت)

وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه الْحسن بن زيد فِي حرف الْحَاء فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَذكر الْمَنْصُور عبد الله بن حمزه فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى الوَاسِطِيّ المعتزلي مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الوَاسِطِيّ الْمُتَكَلّم المعتزلي ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَق النديم فِي كتاب الفهرست كَانَ من كبار الْمُعْتَزلَة أَخذ عَن أبي عَليّ) الجبائي وَكَانَ فِي زَمَانه عالي الصيت كثير الصحاب وَكَانَ من أخف عَالم الله روحاً وَهُوَ الَّذِي هجا نفطوية الشَّاعِر بقوله (من سره أَن لَا يرى فَاسِقًا ... فليجتنب من أَن يرى نفطويه) (أحرقه الله بِنصْف اسْمه ... وصير الْبَاقِي صَارِخًا عَلَيْهِ) وَتُوفِّي بعد أبي عَليّ بِأَرْبَع سِنِين وَقيل سنة سِتّ وَثلث ماية وَله كتاب اعجاز الْقُرْآن فِي نظمه وتأليفه وَكتاب الْإِمَامَة وجود فِيهِ الزِّمَام فِي عُلُوم الْقُرْآن صنفه لأبي الْحسن عَليّ بن عيمي الْوَزير الرَّد على قسطا بن لوقا مُحَمَّد بن زيد بن مُسلم النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن يعرف بِأبي الشملين قَالَ ياقوت فِي كتاب مُعْجم الأدباء قَرَأت بِخَط هِلَال ابْن المحسن وَقد عدد مشايخه الَّذين رَآهُمْ وَقَرَأَ عَلَيْهِم فَقَالَ وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن زيد بن مُسلم الْمَعْرُوف بِأبي الشملين السُّلْطَان مُحَمَّد الغوري مُحَمَّد بن سَام السُّلْطَان شهَاب الدّين أَبُو المظفر الغوري صَاحب غزنة قَتله الباطنية فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وست ماية وَهُوَ أَخُو السُّلْطَان غياث الدّين أبي الْفَتْح كَانَت خزانته على ألفي جمل وَكَانَ ملكا شجاعاً غازياً عادلاً حسن السِّيرَة يحكم بِمُوجب الشَّرْع وينصف الْمَظْلُوم والضعيف ويحضره الْعلمَاء وَقد جَاءَ أَن الإِمَام فَخر الدّين وعظه مرّة فَقَالَ فِي كَلَام خاطبه بِهِ يَا سُلْطَان الْعَالم لَا سلطانك يبْقى وَلَا تلبيس الرَّازِيّ يبْقى وَإِن مردنا إِلَى الله فانتحب السُّلْطَان بالبكار الْكَلْبِيّ الْمُفَسّر مُحَمَّد بن السايب بن بشر بن عَمْرو أَبُو النَّضر الْكَلْبِيّ الْكُوفِي الأخباري الْعَلامَة صَاحب التَّفْسِير روى عَن الشّعبِيّ وَأبي صَالح باذام وَأصبغ بن نباتة وطايفة وَقد

اتهمَ بالأخوين الْكَذِب والرفض وَهُوَ آيَة فِي التَّفْسِير وَاسع الْعلم على ضغفه كَانَ يَقُول حفِظتُ مَا لم يحفظه أحدٌ ونسيتُ مَا لم ينسه أحد حفظت الْقُرْآن فِي سِتَّة أَيَّام أَو سَبْعَة وقبضت على لحيتي لآخذ مِنْهَا دون القبضة فَأخذت مَا فَوق القبضة قَالَ ابْن عدي لَيْسَ لأحد تَفْسِير أطول من تَفْسِير ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين يَعْنِي من الَّذين فسروا الْقُرْآن فِي الماية الثَّانِيَة قَالَ ابْن عدي ولشهرته بَين الضُّعَفَاء يكْتب حَدِيثه قَالَ عبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي سَمِعت أَبَا جُزْء يَقُول قَالَ الْكَلْبِيّ كَانَ جِبْرِيل يوحي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَامَ لحَاجَة وَجلسَ عَليّ فَأوحى جِبْرِيل إِلَى عَليّ وروى نَحْو هَذَا أَبُو عوَانَة عَن الْكَلْبِيّ توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين) وماية

ابن سالم

3 - (ابْن سَالم) نجم الدّين قَاضِي نابلس مُحَمَّد بن سَالم نجم الدّين أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بقاضي نابلس كَانَ صَدرا رَئِيسا نبيلاً حسن التأتي كريم الْأَخْلَاق لَهُ وجاهة عِنْد الْمُلُوك وَتقدم فِي الدول ترسل عَن الْمُلُوك وَعَن الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب إِلَى دَار الْخَلِيفَة سمع الحَدِيث وأسمعه وأقعد فِي آخر عمره وَانْقطع عِنْد وَلَده جمال الدّين مُحَمَّد قَاضِي نابلسي إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وست ماية ومولده سنة تسعين وَخمْس ماية ووالده القَاضِي شمس الدّين كَانَ كَبِير الْقدر لَهُ عِنْد الْملك الْكَامِل مَكَانَهُ وَلما سلم الْقُدس إِلَى الأنبرور سيره مَعَه ليسلم غلى الأفرنج مَا وَقع الِاتِّفَاق عَلَيْهِ وَأَوْلَاد القَاضِي نجم الدّين أَرْبَعَة شهَاب الدّين أَحْمد وجمال الدّين مُحَمَّد وَشرف الدّين مُوسَى ومجد الدّين سَالم أَبُو قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصري مُحَمَّد بن سَالم بن الْحسن ابْن هبة الله بن مَحْفُوظ بن صصرى القَاضِي الْعدْل الْكَبِير عماد الدّين أَبُو عبد الله ابْن أبي الغنايم ابْن الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب الربعِي التغلبي الْبَلَدِي الْبَلَدِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد بعد السِّت ماية وَسمع من أَبِيه وَمن التَّاج الْكِنْدِيّ وَهبة الله بن طَاوس وَابْن أبي لقْمَة وَأبي الْمجد الْقزْوِينِي وروى عَنهُ ابْنه قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين وَابْن الْعَطَّار والدمياطي وزين الدّين الفارقي وَابْن الخباز وَجَمَاعَة صَار صَدرا رَئِيسا محتشماً وافر الْحُرْمَة كَبِير الثروة وَالنعْمَة ولي غير مرّة فِي المناصب الدِّينِيَّة وحمدت سيرته وَكَانَ محباً للْحَدِيث رَحل إِلَى مصر وَسمع من أَصْحَاب السلَفِي وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل واعتنى بولده وأسمعه روى الحَدِيث من بَيته جمَاعَة وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون سنة سبعين وست ماية القَاضِي جمال الدّين الْحَمَوِيّ مُحَمَّد بن سَالم بن نصر الله بن سَالم بن وَاصل القَاضِي جمال الدّين قَاضِي حماة الشَّافِعِي الْحَمَوِيّ أحد الأيمة الْأَعْلَام وَالِد بحماة ثَانِي شَوَّال سنة أَربع وست ماية وَعمر دهراً طَويلا وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست ماية وبرع فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعقلية وَالْأَخْبَار وَأَيَّام النَّاس وصنف ودرس وافتى واشتغل وَبعد صيته واشتهر اسْمه وَكَانَ من أذكياء الْعَالم ولي الْقَضَاء مُدَّة طَوِيلَة وَحدث عَن الْحَافِظ زكي الدّين البرزالي بِدِمَشْق وببلده وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَمَا زَالَ حَرِيصًا على الِاشْتِغَال وَغلب عَلَيْهِ الْفِكر إِلَى أَن صَار) يذهل عَن أَحْوَال نَفسه وَعَمن يجالسه وَلما مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشْرين شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة دفن

بتربته بعقبة بيرين عَن أَربع وَتِسْعين سنة وصنف فِي الْهَيْئَة وَأجَاب الأنبرور عَن مسايل سَأَلَهُ إِيَّاهَا فِي علم المناظر وَله تَارِيخ وَاخْتصرَ الأغاني وَله غير ذَلِك وَقيل أَنه كَانَ يشغل فِي حلقته فِي ثَلَاثِينَ علما وَأكْثر وَحكى الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن الْأَكْفَانِيِّ عَنهُ غرايب من حفظه وذكايه وَكَذَلِكَ الْحَكِيم السديد الدمياطي وَغَيره وَله مفرج الكروب فِي دولة بني أَيُّوب وَحضر حلقته نجم الدّين الكاتبي الْمَعْرُوف بُد بيران المنطقي وَأورد عَلَيْهِ أشكالاً فِي الْمنطق أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ قدم الْمَذْكُور علينا الْقَاهِرَة مَعَ المظفر فَسمِعت مَه وَأَجَازَ لي جَمِيع رواياته ومصنفاته وَذَلِكَ بالكبش من الْقَاهِرَة يَوْم الْخَمِيس التَّاسِع وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة تسعين وست ماية وَله مُخْتَصر الْأَرْبَعين وَشرح الموجز للأفضل وَشرح الْجمل لَهُ وهداية الْأَلْبَاب فِي الْمنطق وَشرح قصيدة ابْن الْحَاجِب فِي الْعرُوض والقوافي والتاريخ الصَّالِحِي ومختصر الأودية المفردة لِابْنِ البيطار وَهُوَ من بقايا من رَأَيْنَاهُ م أهل الْعلم الَّذين ختمت بهم الماية السَّابِعَة وأنشدنا لنَفسِهِ مِمَّا كتب بِهِ لصَاحب حماة الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن المظفر (يَا سيداً مَا زَالَ نجم سعده ... فِي فلك العلياء يَعْلُو الأنجما) (إحسانك الْغمر ربيع دايم ... فَلم ير فِي صفر محرما) الْمَالِكِي مُحَمَّد بن سَحْنُون بن سعيد التنوخي الْفَقِيه الْمَالِكِي القيرواني كَانَ حَافِظًا خَبِيرا بِمذهب مَالك عَالما بالآثار ألف كِتَابه الْمَشْهُور جمع فِيهِ فنون الْعلم وَالْفِقْه وَكتاب السّير وَهُوَ عشرُون كتابا وَكتاب التَّارِيخ وَهُوَ ستى أَجزَاء وَالرَّدّ على الشَّافِعِي وَأهل الْعرَاق وَكتاب الزّهْد وَالْأَمَانَة وتصانيفه كَثِيرَة ورثاه غير وَاحِد من الشُّعَرَاء وَتُوفِّي فِي عشر السّبْعين والماتين المتَوَكل الْمُحدث مُحَمَّد بن أبي السّري المتَوَكل الْعَسْقَلَانِي روى عَنهُ أَبُو الْعَلَاء عَن ابْن معِين أَنه ثِقَة وَقَالَ ابْن عدي كثير الْغَلَط وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات توفّي سنة ثَمَان وثلثين وماتين

ابْن السراج النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن السّري الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ أَبُو بكر ابْن السراج صَاحب الْمبرد لَهُ كتاب الْأُصُول فِي النَّحْو مُصَنف نَفِيس شَرحه الرماني وَشرح ابْن السراج سِيبَوَيْهٍ وَله احتجاج الْقُرَّاء والهواء وَالنَّار والجمل والموجز والاشتقاق وَالشعر وَالشعرَاء كَانَ يلثغ بالراء) غيناً أمْلى يَوْمًا كلَاما فِيهِ لَفْظَة الرَّاء فكتبوها الْغَيْن فَقَالَ لَا بالغين بل بالغاء وَجعل يُكَرر ذَلِك وَكَانَ يهوى جَارِيَة فجفته فاتفق وُصُول الإِمَام المكتفي من الرقة فِي تِلْكَ الْأَيَّام فَاجْتمع النَّاس لرُؤْيَته فَلَمَّا رَآهُ ابْن السراج استحسنه وَأنْشد أَصْحَابه (ميزت بَين جمَالهَا فعالها ... فَإِذا الملاحة بالخيانة لَا تفي) (حَلَفت لنا أَن لَا تخون عُهُودنَا ... فَكَأَنَّمَا حَلَفت لنا أَن لَا تفي) (وَالله لَا كلمتها لَو أَنَّهَا ... كالبدر أَو كَالشَّمْسِ أَو كالمكتفي) فأنشدها أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن اسمعيل بن زنجي الْكَاتِب لأبي الْعَبَّاس ابْن الْفُرَات وَقَالَ هِيَ لِابْنِ المعتز وأنشدها أَبُو الْعَبَّاس للقسم بن علد الله بن طَاهِر فَأمر لَهُ بِأَلف دِينَار فوصلت إِلَيْهِ فَقَالَ ابْن زنجي مَا أعجب هَذِه الْقِصَّة يعْمل أَبُو بكر بن السراج أبياتاً تكون سَببا لوصول الرزق إِلَى عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر قلت هَذِه الأبيات فِي غَايَة الْحسن وَمَعَ لطفها وَحسن مَا فِيهَا من الاستطراد جَاءَ فِيهَا لُزُوم التَّاء قبل الْفَاء وَقد تداولها النَّاس وملأوا بهَا مجاميعهم واشتهرت إِلَى أَن قَالَ ابْن سناء الْملك (وملية بالْحسنِ يسخر وَجههَا ... بالبدر يهزأ رِيقهَا بالقرقف) (لَا أرتضي بالشمس تَشْبِيها لَهَا ... والبدر بل لَا أكتفي بالمكتفي) أَخذ عَنهُ أَبُو الْقسم الزجاجي وَأَبُو سعيد السيرافي والرماني وَغَيرهم وثقة الْخَطِيب وَكَانَ أديباً شَاعِرًا إِمَامًا فِي النَّحْو مُقبلا على الطَّرب والموسيقى عشق ابْن يانس المغنى وَغَيره وَله أَخْبَار وهنات توفّي كهلاً فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَثلث ماية وَلم يخلف فِي النَّحْو مثله قَرَأَ على الْمبرد شَيْخه كتاب الصول الَّذِي صنفه فَاسْتَحْسَنَهُ بعض الْحَاضِرين وَقَالَ هَذَا وَالله أحسن من كتاب المقتضب أَعنِي الَّذِي للمبرد فَأنْكر عَلَيْهِ ابْن السراج وَقَالَ لَا تقل مثل هَذَا وتمثل

(وَلَكِن بَكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها وَكَانَ الْفضل للمتقدم) وَحضر بَين يَدَيْهِ صبي لَهُ صَغِير فَقيل لَهُ أَتُحِبُّهُ فَأَنْشد (أحبه حب الشحيح مَاله ... قد كَانَ ذاق الْفقر ثمَّ ناله) وَقَالَ فِي ابْن يَاسر الْمُغنِي وَكَانَ يهواه وَبِه أثر جدري (يَا قمراً جدر لما ساتوى ... فزاده حسنا وزادت هموم) ) (أَظُنهُ غنى لشمس الضُّحَى ... فنقطته طَربا بالنجوم)

ابن سعد

3 - (ابْن سعد) مُحَمَّد بن سعد بن أبي وَقاص روى عَن أَبِيه وَعُثْمَان وَأبي الدَّرْدَاء وروى لَهُ الْجَمَاعَة غير أبي دَاوُد توفّي سنة تسعين لِلْهِجْرَةِ صَاحب الطَّبَقَات مُحَمَّد بن سعد بن منيع مولى بني هَاشم الْحَافِظ أَبُو عبد الله الْبَصْرِيّ سكن بَغْدَاد وصنف الطَّبَقَات الْكَبِير وَالصَّغِير وَهُوَ كَاتب الْوَاقِدِيّ وَظَهَرت فضايله ومعارفه وَهُوَ كثير الْعلم كثير الحَدِيث كثير الْكتب كتب الحَدِيث والغريب وَالْفِقْه وَتُوفِّي وَتُوفِّي بِبَغْدَاد يَوْم الْأَحَد رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وماتين على خلاف فِي ذَلِك وَهُوَ ابْن اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ عَاما وَسمع سفين ابْن عُيَيْنَة وأنظاره وروى عَنهُ أَبُو بكر ابْن أبي الدُّنْيَا وَأَبُو مُحَمَّد الْحَرْث بن أبي أُسَامَة وَغَيرهمَا وَكَانَ صَدُوقًا ثِقَة قَالَ الْخَطِيب وَمُحَمّد عندنَا من أهل الْعَدَالَة وَحَدِيثه يدل على صدقه فَإِنَّهُ يتحَرَّى فِي كثير من رواياته وَهُوَ مولى الْحُسَيْن وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب الشَّام الْعَوْفِيّ مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ الْبَغْدَادِيّ من بَيت الحَدِيث وَالْعلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة سِتّ وَسبعين وماتين صَاحب مرسية مُحَمَّد بن سعد بن مردنيش الْأَمِير أَبُو عبد الله صَاحب الشجَاعَة والإقدام بمرسية ونواحيها تنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَملك مرسية بلنسية واستعان بالفرنج على حَرْب الْمُوَحِّدين واستفحل شَأْنه بعد موت عبد الْمُؤمن سقته والدته السم لما خافته وَمَات سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَأمر أَهله لما أحس بِالْمَوْتِ أَن يسلمُوا الْبِلَاد إِلَى ابي يَعْقُوب ابْن عبد الْمُؤمن لِأَنَّهُ جَاءَ إِلَيْهِ فِي ماية ألف

مُحَمَّد بن سعد بن أبان الموي مَوْلَاهُم الْكُوفِي وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وماية مُحَمَّد بن سعد الْكَاتِب التَّمِيمِي الْبَغْدَادِيّ أورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان (سأشكر عمرا مَا تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وَأَن هِيَ جلت) (فَتى غير مَحْجُوب الْغنى عَن صديقه ... وَلَا مظهر الشكوى إِذا النَّعْل زلت) (رأى خلتي من حَيْثُ يخفى مَكَانهَا ... فَكَانَت قذى عَيْنَيْهِ حَتَّى تجلت) قلت هِيَ للصولي إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس وَالله أعلم) مُحَمَّد بن سعد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الديباجي الْمروزِي النَّحْوِيّ أَبُو الْفَتْح كَانَ ينظر ي خزانَة الْكتب الَّتِي بِجَامِع مرو وَتُوفِّي سنة تسع وست ماية بِعتبَة بَابه فَسقط على وَجهه أَخذ النَّحْو عَن أَبِيه وَأَبوهُ كَانَ فَاضلا وَله كتاب المحصل فِي شرح الْمفصل شرج انموذج الزَّمَخْشَرِيّ تَهْذِيب مُقَدّمَة الْأَدَب للزمخشري أَيْضا عدَّة نسخ القانون الصلاحي فِي أدوية النواحي مَنَافِع أَعْضَاء الْحَيَوَان فلك الْأَدَب مُحَمَّد بن سعد الرَّازِيّ الْكَاتِب الأوحد لم يكن بعد ابْن البواب من كتب الثُّلُث والمحقق مثله قَالَ ياقوت وَرَأَيْت جمَاعَة يفضلونه على جمَاعَة من الْكتاب حَتَّى قيل أَنه كتب ذَلِك أصفى من ابْن البواب مُحَمَّد بن سعد الرباجي اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ ورباح بِالْبَاء الْمُوَحدَة من أَعمال طليطلة بالأندلس الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن الْحسن أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ توفّي بحلب سنة سِتِّينَ وَخمْس ماية من شعره (أفدى الَّذِي وكلني حبه ... بطول اعلالي وأمراضي) (وَلست أَدْرِي بعد ذَا كُله ... اساخط مولَايَ أم رَاض) وَمِنْه (يَا ذَا الَّذِي وكل فِي حبه ... على مدى الْأَيَّام أَو جاعا) (وَمَا يُبَالِي لقساواته ... أَن ظمي المشتاق أوجاعا) وَمِنْه

(سيطوى على ذِي الْبَهْجَة الْجِسْم حسنه ... هوَام ترى الرمس الْبعيد ودوده) (ويضجعه سهم الْمنية مُفردا ... ويجفون من بعد الْوِصَال ودوده) قلت نظم منحط وجناس غير طايل وَأخذ هَذَا من قَول الحريري يخلى أحدكُم بَين ودوده ودوده ثمَّ يَخْلُو بمزماره وَعوده البديهي الْموصِلِي مُحَمَّد بن سعد البديهي الْموصِلِي أَبُو الْفضل الشَّاعِر روى عَنهُ أَبُو نصر عبيد الله بن عبد الْعَزِيز الرسولي وَمن شعره (إِذا ارتضت فِي علم فصنه عَن الورى ... لِأَنَّك قبل الحذق فِي النَّاس نابغا) (دم لبن الطِّفْل الرصيع فَعِنْدَ مَا ... تَكَامل نضجاً صَار فِي فِيهِ سايغا) ) (ويرويك مَاء الْقطر عِنْد اجتماعه ... ويحلو جنى غُصْن إِذا كَانَ بَالغا) ابْن الدجاجي مُحَمَّد بن سعد الله بن نصر أَبُو نصر ابْن الدجاجي الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس ماية وَتُوفِّي فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وست ماية وَدفن بِبَاب حَرْب قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ أَنْشدني فِي رِبَاط الأخلاطية لنَفسِهِ (نفس الْفَتى أَن أصلحت أحوالها ... كَانَ إِلَى نيل التقى احوى لَهَا) (وَأَن ترَاهَا سددت أقوالها ... كَانَ على حمل العلى أقوى لَهَا) (فَلَو تبدت حَال من لَهَا لَهَا ... فِي قَبره عِنْد البلى لَهَا لَهَا) قلت اشْتغل بالجناس عَن الإيطاء الَّذِي وَقع لَهُ وَلم يجْزم ترَاهَا الْوَاقِعَة بعد أَن الشّرطِيَّة شمس الدّين الْمَقْدِسِي مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح بن هبة الله بن نمير شمس الدّين الْكَاتِب الْأنْصَارِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمَقْدِسِي نَشأ بقاسيون على الْخَيْر وَالصَّلَاح وَقَرَأَ الْقُرْآن والعربية وَسمع الْكثير وَكَانَ دينا وبرع فِي الْأَدَب وَحسن الْخط وَكتب للصالح اسمعيل وللناصر دَاوُد وَتُوفِّي سنة خمسين وست ماية وَمن شعره وَكتب بِهِ إِلَى اسمعيل الصَّالح (يَا مَالِكًا لم أجد لي من نصحيته ... بدا وفيهَا دمى اخشاه منسفكا) (اسْمَع نصيحة من أوليته نعما ... يجاف كفرانها أَن كف أَو تركا) (وَالله لَا امْتَدَّ ملك مد مَالِكه ... على رَعيته فِي طله شبكا)

(ترى الحسود بِهِ مُسْتَبْشِرًا فَرحا ... مستغرباً من بوادي أمره ضحكا) (وزيره ابْن غزال والرفيع لَهُ ... قَاضِي الْقُضَاة ووالي حربه ابْن بكا) (وثعلب وفضيل من هما وهما ... أهل المشورة فِيمَا ضَاقَ أَو ضنكا) (جمَاعَة بهم الْآفَات قد نشرت ... وَالشَّرْع قد مَاتَ وَالْإِسْلَام قد هلكا) (مَا راقبوا الله فِي سر وَفِي علن ... وَإِنَّمَا يرقبون النَّجْم والفلكا) (إِن كَانَ خيرا وَرِزْقًا وَاسِعًا فَلهم ... أَو كَانَ شرا وأمراً سَيِّئًا فلكا) وَطَالَ عمره وروى عَنهُ القدماء وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وروى الْكثير تَاج الدّين الْوزان مُحَمَّد بن سعد الله بن رَمَضَان بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه تَاج الدّين أَبُو عبد الله الْوزان الْحلَبِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ولد بحلب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ ودرس بالآسدية بِظَاهِر دمشق وَولى نظر البيمارستان مرّة وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة خمسين وست ماية) أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن سَعْدَان الضَّرِير النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ توفّي سنة إِحْدَى وثلثين وماتين كَانَ يكنى أَبَا جَعْفَر وَكَانَ أحد الْقُرَّاء لَهُ كتاب فِي النَّحْو وَكتاب كَبِير فِي القراآت وروى عَن عبد الله بن ادريس وَأبي معوية الضَّرِير وَجَمَاعَة وروى عَنهُ مُحَمَّد بن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيرهمَا ابْن سعدون لمغربي الظَّاهِرِيّ مُحَمَّد بن سعدون بن مرجى بن سعدون الإِمَام أَبُو عَامر لقرشي العبدرى الميورقى نزيل بَغْدَاد أحد الْحفاظ وَالْعُلَمَاء المبرزين كَانَ من كبار أهل الظَّاهِر قَالَ ابْن عَسَاكِر كَانَ أحفظ شيخ لَقيته قَالَ لي فِي سوق بَاب الأزج يَوْم يكْشف عَن سَاق فَضرب على سَاقه وَقَالَ سَاق كساقي هَذِه وَقَالَ أهل الْبدع يحتجون بقوله تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء أَي فِي الألهية فَأَما فِي الصُّورَة فَهُوَ مثلي وَمثلك فقد قَالَ تَعَالَى يَا نسَاء النَّبِي لستن كَأحد من النِّسَاء أَي فِي الْحُرْمَة لَا فِي الْحُرْمَة لَا فِي الصُّورَة وَسُئِلَ عَن وجوب الْغسْل على من جَامع وَلم ينزل فَقَالَ لَا غسل عَلَيْهِ الْآن فعلت ذَلِك بِأم أبي بكر وَكَانَ بشع الصُّورَة زرى اللبَاس وخمل ذكره لبدعته وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس ماية قلت مَا أحسن قَول القايل فِي أحدب (لَو كَانَ إنْسَانا كَمَا يَنْبَغِي ... لَكَانَ فِي أحسن تَقْوِيم)

وَأما قِيَاسه آيَة نسَاء النَّبِي على قَوْله تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء فَلَيْسَ بِقِيَاس صَحِيح لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء وَشَيْء للْعُمُوم وَشَيْء يسْتَغْرق الألهية وَالصُّورَة وَالصّفة وكل مَا سوى الله تَعَالَى وَأما الْآيَة الْأُخْرَى فَيَقْتَضِي التَّخْصِيص كَمَا قَالَ وَقَالَ ابْن النجار قَرَأت عَلَيْهِ كتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد فَقَالَ لي وَقد مر بعض أَقْوَال أبي عبيد مَا كَانَ إِلَّا حمارا مغفلاً لَا يعرف الْفِقْه وَحكى لي عَنهُ أَنه قَالَ فِي إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ أَعور سوء فاجتعمنا يَوْمًا عِنْد أبي الْقسم ابْن السَّمرقَنْدِي فِي قِرَاءَة الْكَامِل لِابْنِ عدي فَحكى ابْن عدي حِكَايَة عَن السَّعْدِيّ فَقَالَ يكذب ابْن عدي إِنَّمَا هَذَا قَول إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الْجوزجَاني فَقلت لَهُ السَّعْدِيّ هُوَ الْجوزجَاني ثمَّ قلت إِلَى كم نَحْتَمِلُ مِنْك سوء الْأَدَب تَقول فِي إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ كَذَا وَفِي مَالك كَذَا وَفِي أبي عبيد كَذَا وَفِي ابْن عدي كَذَا فَغضِبت وأخذته الرعدة وَقَالَ كَانَ البرداني وَابْن الخاضبة وَغَيرهمَا يخافوني وَآل الْأَمر إِلَى أَن تَقول لي هَذَا فَقَالَ لَهُ ابْن السَّمرقَنْدِي هَذَا بِذَاكَ وَقلت لَهُ إِنَّمَا نحترمك مَا احترمت الأيمة فَإِذا أطلقت القَوْل فيهم لم نحترمك فَقَالَ وَالله لقد علمت) من علم الحَدِيث مَا ليم يُعلمهُ غَيْرِي مِمَّن تقدمني وَأَنِّي لأعْلم من صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم مَا لم يغلما من صَحِيحهمَا فَقلت لَهُ على وَجه الِاسْتِهْزَاء فعلمك إِذا إلهام فَقَالَ إِي وَالله الْهَام وتفرقنا وهاجرته وَلم أتمم عَلَيْهِ كتاب الْأَمْوَال وَكَانَ سيئ الِاعْتِقَاد يعْتَقد من أَحَادِيث الصِّفَات ظَاهرهَا ثمَّ حكى عَنهُ مَا حَكَاهُ ابْن عَسَاكِر فِي آيَة السَّاق وَفِي الْغسْل على من جَامع وَلم ينزل

ابن سعيد

3 - (ابْن سعيد) السلمى الصَّيْرَفِي مُحَمَّد بن سعيد السّلمِيّ الصَّيْرَفِي أَبُو بكر من شعراء مصر من شعره (أما آن أَن نغدو ... إِلَى الراح وَأَن نصبو) (وَأَن نجلو صدى السّمع ... بِمَا يستعذب الْقلب) الناجم الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن سعيد الْمصْرِيّ يعرف بالناجم كَانَ فِي نَاحيَة وهب بن اسمعيل بن عَبَّاس الْكَاتِب وَأكْثر مدحه فِيهِ وَفِي أَهله وَقَالَ يهنئ بَعضهم بالنوروز (أسلم على الدَّهْر ماضيه وغابره ... فقد جرى لَك فِيهِ يمن طايره) (يَوْم جَدِيد يظل الدَّهْر يدخره ... لمن يرى الْجُود من أبقى ذخايره) (أما ترى الْفضل يَسْتَدْعِي برقته ... حث الكؤس وينعي عهد ناجره) (فصل تسر بَنو الدُّنْيَا بطلعته ... وتضحك الأَرْض حسنا عَن أزاهره) وَقَالَ (تراوحنا وتغدو لِابْنِ وهب ... مواهب من نداه كالغوادي) (ويشرق حِين يدجو وَجه خطب ... كَأَن الأَرْض مِنْهُ فِي حداد) (خلايق لَو حَكَاهَا الْغَيْث يَوْمًا ... لعم بقطره قطر الْبِلَاد) المصلوب مُحَمَّد بن سعيد بن حسان المصلوب قد دنسوه ألواناً كَثِيرَة كَيْلا يعرف وَهُوَ مُحَمَّد بن أبي قيس وَهُوَ مُحَمَّد الطَّبَرِيّ وَهُوَ الْقرشِي وَهُوَ الْأَزْدِيّ هُوَ الدِّمَشْقِي وَهُوَ ابْن الطَّبَرِيّ قَتله أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور فِي الزندقة مصلوباً سنة خمسين وماية الرَّازِيّ محمدبن سعيد بن سَابق الرَّازِيّ نزيل قزوين روى لَهُ أَبُو دَاوُد وثقة يَعْقُوب بن شيبَة وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وماتين

الضَّرِير مُحَمَّد بن سعيد بن غَالب الْعَطَّار الضَّرِير بغدادي ثِقَة قَالَ ابْن أبي حَاتِم صَدُوق) روى عَنهُ ابْن ماجة فِي تَفْسِيره توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وماتين الحيرى مُحَمَّد بن سعيد بن إِسْمَعِيل الحيرى الْحَافِظ ابْن الزَّاهِد بِي عُثْمَان النَّيْسَابُورِي الأديب الْفَقِيه توفّي خمس وَعشْرين وَثلث ماية الْقشيرِي المؤرخ مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن الْقشيرِي الْحَافِظ أَبُو عَليّ الحارني نزيل الرقة ومؤرخها توفّي سنة أَربع وثلثين وَثلث ماية ابْن ضَمْضَم الْكلابِي مُحَمَّد بن سعيد بن ضَمْضَم بن الصَّلْت بن الْمثنى بن المحلق الْكلابِي هُوَ شَاعِر وَأَبوهُ شَاعِر وَهُوَ أَعْرَابِي فصيح مدح مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر ورثاه بعد وَفَاته وَبَقِي إِلَى قبيل الثَّمَانِينَ وماتين وَهُوَ القايل (إِن القطوف إِذا مَا مد غَايَته ... يَوْم الرِّهَان الْجِيَاد الْقرح انبهرا) (لَيْسَ الَّذِي حلب الْأَيَّام أشطرها ... كَمثل من كَانَ من تجريبها غمرا) البورقي مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله البورقي قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا وروى عَنهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي وَغَيره وَقد تكلمُوا فِيهِ قَالَ الْخَطِيب هُوَ الَّذِي وضع على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَيكون فِي أمتِي رجل يُقَال لَهُ أَبُو حنيفَة هُوَ سراج أمتِي وَيكون فيهم رجل يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن إِدْرِيس فتنته على أمتِي أضرّ من إِبْلِيس قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم حدث بِنصْف الحَدِيث الَّذِي يتَعَلَّق بِأبي حنيفَة بخراسان ثمَّ زَاد فِيهِ بالعراق ذكر الشَّافِعِي وَقَالَ الْحَاكِم أَيْضا وضع البورقي على الثِّقَات من الْمَنَاكِير مَالا يُحْصى وَكَانَت وَفَاته بمرو سنة ثَمَانِي عشرَة وَثلث ماية وروى الحَدِيث الْمَذْكُور عَن شيخ عَن الْفضل بن مُوسَى عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أسلم عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه يكون فِي أمتِي الحَدِيث

الْحَرْبِيّ مُحَمَّد بن سعيد أَبُو بكر الْحَرْبِيّ الزَّاهِد كَانَ صَالحا عابداً ثِقَة قَالَ دفعت الشَّهَوَات حَتَّى صَارَت شهوتي فِي المدافعة توفّي بِبَغْدَاد سنة إِحْدَى وَخمسين وَثلث ماية النوقاني مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن فروخ أَبُو سعيد النوقاني الطوسي فَاضل عَالم مكثر من الحَدِيث توفّي سنة سبع وَسبعين أَربع ماية الْبَلْخِي الضَّرِير مُحَمَّد بن سعيد الْبَلْخِي أَبُو بكر الضَّرِير قَالَ (نأى عني لنأيكم الرقاد ... وحالفني التَّذَكُّر والسهاد) (علام صددت يَا تفديك نَفسِي ... ولج بك التجنب والبعاد) ) (وَلَو لم أَحَي نَفسِي بالأماني ... وبالتعليل لَا نصدع الْفُؤَاد) ابْن شرف القيرواني مُحَمَّد بن أبي سعيد بن أَحْمد بن شرف القيرواني أَبُو عبد الله الجذامي أحد فحول شعراء الغرب كَانَ أَعور وَله تصانيف مِنْهَا أبكار الأفكار وَهُوَ كتاب حسن فِي الْأَدَب يشْتَمل على نظم ونثر من كَلَامه قيل أَن شرف اسْم أم أَحْمد فعلى هَذَا لَا ينْصَرف وَقيل اسْم أَبِيه فَيَنْصَرِف وروى ابْن شرف عَن أبي الْحسن الْقَابِسِيّ وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبع ماية أَو فِيمَا قبلهَا وَكَانَت بَينه وَبَين ابْن رَشِيق مهاجاة وعداوة جرى الزَّمَان بعادتها بَين المتعاصرين وَلابْن رَشِيق فِيهِ عدَّة رسايل يهجوه فِيهَا وَيذكر أغلاطه وقبايجه مِنْهَا رِسَالَة ساجور الْكَلْب ورسالة قطع الأنفاس ورسالة نجح الطّلب ورسالة رفع الأشكال وَدفع الْمحَال وَكتاب نسخ الْملح وَفسخ اللمح وَأنْشد فِي بَعْضهَا (بَنو شرف شرف أمكُم ... لَيست أَبَاكُم فَلَا تكذب) (وَلكنهَا التقطت شيخكم ... فَأثْبت فِي ذَلِك المنصب) (أبينوا لنا أمكُم أَولا ... وَنحن نسامحكم بِالْأَبِ) قَالَ ابْن شرف الْمَذْكُور وَهُوَ تَشْبِيه مُتَمَكن (كَأَنَّمَا حمامنا فقحة ... النتن والظلمة والضيق) (كأنني فِي وَسطهَا فيشة ... ألوطها والعرق الرِّيق)

فَبلغ ذَلِك ابْن رَشِيق فَقَالَ مجيزا (وَأَنت أَيْضا أَعور أصلع ... فصادف التَّشْبِيه تَحْقِيق) وَهَذَا فِي غَايَة الْحسن من عَجِيب الِاتِّفَاق وَقَالَ ابْن رَشِيق فِي حَقه فِي الأنموذج لقد شهدته مَرَّات يكْتب القصيدة فِي غر مسودة كَأَنَّهُ يحفظها ثمَّ يقوم فينشدها وَأما المقطعات فَمَا أحصى مَا يصنع مِنْهَا كل يَوْم بحضرتي صَاحِيًا كَانَ أَو سَكرَان ثمَّ يَأْتِي بعد ذَلِك أَكْثَرهَا مخترعاً بديعاً انْتهى كَلَام ابْن رَشِيق وَمن شعر ابْن شرف قَوْله من أَبْيَات (وَلَقَد نعمت بليلة جمد الحيا ... بِالْأَرْضِ فِيهَا وَالسَّمَاء تذوب) (جمع العشائين الْمُصَلِّي وانزوى ... فِيهَا الرَّقِيب كَأَنَّهُ مرقوب) (والكأس كاسية الْقَمِيص كَأَنَّهَا ... لوناً وَقدرا معصم مخضوب) (هِيَ وردة فِي خَدّه وبكأسها ... تَحت القناني عسجد مصبوب) ) (مني إِلَيْهِ وَمن يَدَيْهِ إِلَى يَدي ... فالشمس تطلع بَيْننَا وتغيب) مَا وقفت على أتم من هَذَا الْمَعْنى وَلَا أرشق من هَذَا اللَّفْظ وَهُوَ عِنْدِي أحسن وأكمل من قَول أبي نواس حَيْثُ قَالَ (طالعات من السقاة علينا ... فَإِذا مَا غربن يغربن فِينَا) وَمن قَول مُسلم بن الْوَلِيد (ينحسر اللَّيْل عَن دجاه ... وتطلع الشَّمْس فِي الصواني) وَمِمَّا سَار لَهُ وطار وملأ الأقطار قَوْله (جاور عليا لَا تحفل بحادثة ... إِذا ادرعت فَلَا تسْأَل فَلَا تسْأَل عَن الأسل) (فالماجد السَّيِّد الْحر الْكَرِيم لَهُ ... كالنعت والعطف والتوكيد وَالْبدل) (سل عَنهُ وانطق بِهِ وَانْظُر إِلَيْهِ تَجِد ... ملْء المسامع والأفواه والمقل) وَأخذ خمسين بَيْتا مفاريد من قَول المتنبي وَخمسين بَيْتا من أشعار الْعَرَب وَغَيرهم ونظم فِي معنى الماية بَيت الْمَذْكُورَة قصيدة من رُوِيَ اللَّام ألف وأتى بِمَا فِي بَيت من معنى الْحِكْمَة فِي بَيته هُوَ كَقَوْل زُهَيْر ستبدي لَك الْأَيَّام مَا كنت جَاهِلا

الْبَيْت وَقَول النَّابِغَة (وَلست بمستبق أَخا لَا تلمه ... على شعث أَي الرِّجَال الْمُهَذّب) فَقَالَ ابْن شرف (لَا تسْأَل النَّاس وَالْأَيَّام عَن خبر ... هما يبثانك الْأَخْبَار تطفيلا) (وَلَا تعاتب على نقص الطباع أَخا ... فَإِن بدر السما لم يُعْط تكميلا) هَكَذَا إِلَى آخر الماية فأجاد وَمَا أحسن قَوْله من أَبْيَات (لَو كَانَ خلقك لليالي لم يزل ... جسم الثرى وَعَلِيهِ ثوب ربيع) (سلك الورى آثَار فضلك فانثنى ... متكلف عَن مَسْلَك مطبوع) (أَبنَاء جنسك فِي الحلى لَا فِي العلى ... واقول قولا لَيْسَ بالمدفوع) (أبدا ترى الْبَيْتَيْنِ يَخْتَلِفَانِ فِي ال ... معنى ويتفقان فِي التقطيع) تسلق على معنى المتنبي فِي قَوْله) (فَإِن تفق الْأَنَام وَأَنت مِنْهُم ... فَإِن الْمسك بعض دم الغزال) واختلسه اختلاساً خفِيا وأتى بِهِ قمراً بهيا وَسَيَأْتِي فِي ترجمتة المتنبي إِن شَاءَ الله تَعَالَى مَا عِنْدِي من أَقْوَال الشُّعَرَاء فِي هَذِه الْمَادَّة وَقَالَ ابْن شرف أَيْضا (احذر محَاسِن أوجه فقدت محا ... سنّ أنفس وَلَو أَنَّهَا أقمار) (سرج تلوح إِذا نظرت فَإِنَّهَا ... نور يضئ وَإِن مسست فَنَار) وَقَالَ أَيْضا (قَالُوا تصاهلت الحمي ... ر فَقلت إِذْ عدم السوابق) (خلت الدسوت من الرخا ... خَ ففرزنت فِيهَا البيادق) وَقَالَ فِي عود وَالْمعْنَى مَشْهُور (سقى الله أَرضًا أنبتت عودك الَّذِي ... زكتْ مِنْهُ أَغْصَان وَطَابَتْ مغارس) (تغنى عَلَيْهَا الطير وَهِي رطيبة ... وغنى عَلَيْهَا النَّاس وَالْعود يَابِس) وَقَالَ مضمناً فِي الْخِيَار

(خِيَار يحيينا خِيَار الورى بِهِ ... بأيدي المهى فِي أَخْضَر الحبرات) (لفقن على ألأيدي الأكمة ستْرَة ... فأذكرننا مَا قيل فِي الخفرات) (يخبين أَطْرَاف البنان من التقى ... ويطلعن شطر اللَّيْل مُعْتَجِرَات) وَقَالَ أَيْضا (إِذا صحب الْفَتى جد وَسعد ... تحامته المكاره والخطوب) (ووافاه الحبيب بِغَيْر وعد ... طفيلياً وقاد لَهُ الرَّقِيب) (وعد النَّاس ضرطته غناء ... وَقَالُوا إِن فسا قد فاح طيب) وَقَالَ فيمليح اسْمه عمر (يَا أعدل الْأمة اسْما كم تجور على ... فؤاد مضناك بالهجران والبين) (أظنهم سرقوك الْقَاف من قمر ... وأبدلوها بِعَين خيفة الْعين) وَمن كَلَامه أَذَى البراغيث إِذا البرى غيث وَقَالَ أَيْضا (يَا ثاوياً فِي معشر ... قد اصطلى بنارهم) (إِن تبك من شرارهم ... على يَدي شرارهم) ) (أَو ترم من أحجارهم ... وَأَنت فِي أحجارهم) (فَمَا غنيت جارهم ... فَفِي هواهم جراهم) (وأرضهم فِي أَرضهم ... ودارهم فِي دَارهم) ابْن الرزاز مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد أَبُو سعيد ابْن الرزاز الْعدْل ولد سنة إِحْدَى وَخمْس ماية بِبَغْدَاد وَسمع الحَدِيث وَكَانَ أديباً فَاضلا توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين خمس ماية كتب غليه بعض أَصْحَابه أبياتاً فَأجَاب عَنْهَا بقوله (يَا من أياديه تغني عَن تعددها ... وَلَيْسَ يحصي مداها من لَهُ يصف) (عجزت عَن شكّ رما أوليت من كرم ... وصرت عبدا ولي فِي ذَلِك الشّرف) (أهديت منظوم شعر كُله دُرَر ... وكل ناظم عقد دونه يقف) (إِذا أتيت بِبَيْت مِنْهُ كَانَ لَهُ ... قصراً ودر الْمعَانِي فَوْقه شرف) (وَإِن أتيت أَنا بَيْتا يناقضه ... أتيت لَكِن بِبَيْت سقفه يكف) (مَا كنت مِنْهُ وَلَا من أَهله أبدا ... وَإِنَّمَا حِين أدنو مِنْهُ أقتطف) قلت نظم منحط فِي الطَّبَقَة الْوُسْطَى توفّي الْمَذْكُور فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين

وَخمْس ماية ورتب نَاظرا ي ديوَان التركات الحشرية فَلم تحمد طَرِيقَته وَصَارَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الظُّلم والجور ابْن ابْن الرزاز مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد بن الرزاز أَبُو سعيد حفيد الْمَذْكُور آنِفا حضر عِنْد أبي الْفَتْح عبيد الله بن شاتيل فِي الرَّابِعَة ورتب فِيمَا بعد وَكيلا فِي بَاب أَوْلَاد الْخُلَفَاء بدار الشَّجَرَة وَحدث باليسير وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة طيب الْأَخْلَاق متواضعاً وَتُوفِّي سنة ثَمَان وثلثين وست ماية وَدفن عِنْد الشَّيْخ أبي اسحق الشِّيرَازِيّ الْمسند ابْن زرقون مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد بن سعيد بن عبد الْبر بن مُجَاهِد الْفَقِيه أَبُو عبد الله ابْن أبي الطّيب بن زرقون سمع وروى وَأَجَازَ لَهُ الْخَولَانِيّ وَانْفَرَدَ فِي الدُّنْيَا بالرواية عَنهُ وَكَانَ مُسْند الأندلس فِي وقته توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية ابْن الدييثي مُحَمَّد بن سعيد بن يحيى بن عَليّ بن الْحجَّاج بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج الْحَافِظ الْكَبِير المؤرخ أَبُو عبد الله ابْن أبي الْمَعَالِي الدييثي بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة والثاء الْمُثَلَّثَة ثمَّ الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي الْعدْل ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين) وَخمْس ماية وَسمع بواسط وَقَرَأَ الْفِقْه والعربية ورحل إِلَى بَغْدَاد فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسمع من أبي شاتيل والقزاز وَأبي الْعَلَاء ابْن عقيل وَخلق كَبِير بِبَغْدَاد فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسمع من أبي شاتيل والقزاز وَأبي الْعَلَاء ابْن عقيل وَخلق كَبِير بِبَغْدَاد والحجاز والموصل وعلق الْأُصُول وَالْخلاف وعني بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله وصنف تَارِيخا كَبِيرا لواسط وذيل على الذيل للسمعاني وَله نظم وَكَانَ لَهُ من أَعْيَان المعدلين وَالْعَدَالَة بِبَغْدَاد منصب كالقضاء قَالَ ابْن نقطة لَهُ معرفَة وَحفظ وَقَالَ الضياء الْحَافِظ هُوَ حَافظ وَحدث بتاريخ وَاسِط وبالذيل لَهُ وبمعجمه وَقل أَن يجمع شَيْئا إِلَّا وَأَكْثَره على ذهنه وَله معرفَة تَامَّة بالأدب توفّي سنة سبع وثلثين وست ماية وَمن شعره (خبرت بني الْأَيَّام طراً فَلم أجد ... صديقا صَدُوقًا مسعداً فِي النوايب) (وأصفيتهم مني الوداد فقابلوا ... صفاء ودادي بالقذى والشوايب) (وَمَا اخْتَرْت مِنْهُم صاحباً وارتضيته ... فأحمدته فِي فعله والعواقب) وَمن شعره (إِذا اخْتَار كل النَّاس فِي الدّين مذهبا ... وَصَوَّبَهُ رَأيا وحققه فعلا) (فَأنى أرى علم الحَدِيث وَأَهله ... أَحَق اتبَاعا بل أسدهم سبلا) (لتركهم فِيهِ الْقيَاس وكونهم ... يؤمُّونَ مَا قَالَ الرَّسُول وَمَا أمْلى)

وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء شَيخنَا الَّذِي استفدنا مِنْهُ وَعنهُ أَخذنَا قلت لَهُ هَل ينسبون إِلَى قَبيلَة من قبائل الْعَرَب فَقَالَ النَّاس يَقُولُونَ إننا من ولد الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ وَمَا عرفت أحدا من أهلنا يعرف ذَلِك وَتَوَلَّى وقُوف الْمدرسَة النظامية سنة سِتّ ماية وَأورد لَهُ من شعره (تمكن مني فِي الْفُؤَاد وحله ... وأضعف وجدا عقد صبري وحله) (وأيقن أَنِّي فِي هَوَاهُ مدله ... فَعَاد وَأبْدى بالغرام ودله) (بديع جمال فاق فِي الْحسن أَهله ... وسلط اعناتاً على الْقلب دله) (وأسلمني للوجد حسن قوامه ... وطلى دمي فِي حبه وأحله) (وَكنت طليقاً لَا أَخَاف من الْهوى ... فأسكن قلبِي شوقه وأحله) (إِذا رمت عه الصَّبْر عَن تصبري ... وأنهل قلبِي من هَوَاهُ وعله) ) (إِن قلت كم ذَا الوجد يَا قلب فاتئد ... يَقُول مجيباً لي عساه وعله) (فشكواي من وجدي بِهِ وبعاده ... وبلواي من صبري إِذا مَا استقله) (وَإِنِّي على الْحَالَات مَه لذُو غنى ... وشوق عَظِيم الْقدر قلبِي استقله) (فَمن مسعدي فِي الْحبّ وَالْحب ظَالِم ... وَمن مرشد لي فِيهِ قلباً أضلّهُ) (كَأَنِّي إِذا مَا غَابَ عني شخصه ... من الوجد ذُو حزن بِشَيْء أضلّهُ) أَبُو عَليّ ابْن نَبهَان مُحَمَّد بن سعيد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن نَبهَان أَبُو عَليّ ابْن أبي الغنايم الْكَاتِب من أهل الكرخ بِبَغْدَاد اسْمَعْهُ جده لأمه أَبُو الْحُسَيْن هِلَال بن المحسن الصَّابِئ من الْحسن بن شَاذان وَغَيره وَسمع من جده هِلَال وَأبي الْحسن بشرى بن عبد الله الفاتني وَأبي على الْحسن بن الْحُسَيْن بن دوماء النعالي قَالَ ابْن النجار وَلم يبْق على وَجه لأرض من يروي عَن هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة غَيره فألحه الصغار بالكبار وقصده الطلاب م الأقطار وَحدث كثيرا وَكَانَ صَحِيح السماع وَأورد قَوْله (أسعدنا من وفْق الله ... لكل فعل مِنْهُ يرضاه) (وَمن رَضِي من رزقه بِالَّذِي ... قدره الله وَأَعْطَاهُ) (واطرح الْحِرْص وأطماعه ... فِي نيل مَا لم يُعْط مَوْلَاهُ) (طُوبَى لمن فكر فِي بَعثه ... من قبل أَن يَدْعُو بِهِ الله) (واستدرك الفارط فِيمَا مضى ... وَمَا نسي وَالله أَحْصَاهُ)

وَمن طَوِيلَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس ماية الْبَصِير الْموصِلِي الْعَرُوضِي مُحَمَّد بن سعيد الْبَصِير الْموصِلِي الْعَرُوضِي ذكره عبيد الله بن جرو لأسدي فِي كِتَابه الموضح فِي الْعرُوض وَقَالَ وَلم أسمع كلَاما فِي الْعرُوض أقوى من كَلَام شيخ شَيخنَا أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن سعيد الْبَصِير الْموصِلِي فَإِنَّهُ قد برع فِي كثير من الْعُلُوم وَكَانَ أَبُو إِسْحَق الزّجاج بِهِ معجباً وَكَانَ إِمَامًا فِي اسْتِخْرَاج المعمى وَله فِي الشّعْر رُتْبَة عالية ابْن سمقة الْخَوَارِزْمِيّ مُحَمَّد بن سعيد بن سمقة الْخَوَارِزْمِيّ بَعضهم يَقُول سمقة بتَشْديد الْمِيم وَبعدهَا قَاف وَبَعْضهمْ يَقُوله بِالتَّخْفِيفِ كَانَ من أَفْرَاد عُلَمَاء خوارزم وفضلايها وعقلايها صَاحب كتاب أَخْبَار خوارزم وَكتابه يدل على كَمَال فَضله حدث فِي كِتَابه عَن إِبْرَاهِيم بن حديج وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس وَأبي عَمْرو عَامر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشاه بن إِسْحَاق) وَغَيرهم وَمَات سنة تسع وَسِتِّينَ وَثلث ماية الصاحب شمس الدّين ابْن الجرزي مُحَمَّد بن سعيد بن ندى الصاحب الْوَزير شمس الدّين الْجَزرِي وَالِد محيي الدّين مُحَمَّد الْمُقدم ذكره نَشأ نشأة طَاهِرَة واجتهد فِي تَحْصِيل الْعُلُوم فأحظاه ذَلِك بِأَن كَانَ من أيمة عصره الْمشَار إِلَيْهِم يعْتَمد فِي الْمذَاهب الشَّرْعِيَّة على نَهْيه وَأمره وفوض إِلَيْهِ السُّلْطَان معز الدّين سنجر شاه ملك الجزيرة العمرية النّظر فِي أُمُور دولته وَسلم إِلَيْهِ أَعِنَّة مَمْلَكَته فَقَامَ باعبايها وَلم يشذ عَن ضَبطه شَيْء من أمورها واشتهر بسداد الرَّأْي وَصَارَ لَهُ فِي الدِّيوَان الْعَزِيز وَعند الْمُلُوك قبُول تَامّ وَكَانَ يتوالى الدولة الأيوبية وَرجح جَانب الْعَادِل أخي صَلَاح الدّين على الْأَفْضَل ابْن أَخِيه وَكَانَت بَينه وَبَين القَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد صُحْبَة قديمَة من الْمكتب وَأَرَادَ صَلَاح الدّين أَن يستميله عَن خدمَة مخدومه وبذل لَهُ الْأَمْوَال الْكَثِيرَة فَلم يُوَافق وَتُوفِّي ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وست ماية واستقل بِالْأَمر بعده وَلَده الصاحب محيي الدّين الْمُقدم ذكره فِي مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن سعيد البوصيري مُحَمَّد بن سعيد بن حَمَّاد بن محسن بن عبد الله ابْن حياني بن صنهاج بن ملال الصنهاجي شرف الدّين أَبُو عبد الله كَانَ أحد أَبَوَيْهِ من بوصير وَالْآخر من دلاص فَركب لَهُ نِسْبَة مِنْهُمَا وَقَالَ الدلاصيري وَلَكِن اشْتهر بالبوصيري وَكَانَت لَهُ أَشْيَاء مثل هَذَا يركبهَا من لفظتين مثل قَوْله فِي كسَاء لَهُ كساط فَقيل لَهُ لم ذَا سميته بذلك قلل لِأَنِّي تَارَة أَجْلِس عَلَيْهِ فَهُوَ بِسَاط وَتارَة أرتدي بِهِ فَهُوَ كسَاء وَأهل الْعلم تسمى مثل هَذَا منحوتاً كَقَوْلِهِم عبشمي نِسْبَة إِلَى عبد

شمس وَأَظنهُ كَانَ يعاني صناعَة الْكِتَابَة فِي التَّصَرُّف وباشر ذَلِك فِي الشرقية ببلبيس وَله تِلْكَ القصيدة الَّتِي نظمها فِي مباشري الشرقية الَّتِي أَولهَا (فقدت طوايف المستخدمينا ... فَلم أر فيهم رجلا أَمينا) (فقد عاشرتهم وَلَبِثت فيهم ... مَعَ التجريب من عمري سنينا) مِنْهَا (فكتاب الشمَال هم جَمِيعًا ... فَلَا صَحِبت شمالهم اليمينا) (فكم سرقوا الغلال وَمَا عرفنَا ... بهم فَكَأَنَّمَا سرقوا العيونا) (وَلَوْلَا ذَاك مَا لبسوا حَرِيرًا ... وَلَا شربوا خمور الأندرينا) (وَلَا ربوا من المردان مردا ... كأغصان يقمن وينحنينا) ) (وَقد طلعت لبَعْضهِم ذقون ... وَلَكِن بَعْدَمَا نتفوا ذقونا) (وَأَقْلَام الْجَمَاعَة جايلات ... كأسياف بأيدي لاعبينا) (وَقد ساوقتهم حرفا بِحرف ... فَكل اسْم يخطوا مِنْهُ سينا) (أمولاي الْوَزير غفلت عَمَّا ... يتم من اللئام الكاتبينا) (تنسك معشر مِنْهُم وعدوا ... من الزهاد والمتورعينا) (وَقيل لَهُم دُعَاء مستجاب ... وَقد ملأوا من السُّحت البطونا) (تفقهت الْقُضَاة فخان كل ... أَمَانَته وسموه الأمينا) (وَمَا أخْشَى على أَمْوَال مصر ... سوى من معشر يتأولونا) (يَقُول الْمُسلمُونَ لنا حُقُوق ... بهَا ولنحن أولى الآخذينا) (وَقَالَ القبط نَحن مُلُوك مصر ... وَإِن سواهُم هم غاصبونا) (وحللت الْيَهُود بِحِفْظ سبت ... لَهُم مَال الطوايف أجمعينا) (وَمَا ابْن قطيبة إِلَّا شريك ... لَهُم فِي كل مَا يتخطفونا) (أغار عل قرى فاقوس مِنْهُ ... بجور يمْنَع النّوم الجفونا)

(وصير عينهَا حملا وَلَكِن ... لمنزله وغلتها خزينا) (وَأصْبح شغلة تَحْصِيل تبر ... وَكَانَت راؤه من قبل نونا) (وَقدمه الَّذين لَهُم وُصُول ... فتمم نَقصه صلَة الذينا) (وَفِي دَار الْوكَالَة أَي نهب ... فليتك لَو نهبت الناهبينا) (فثم بهَا يَهُودِيّ خَبِيث ... يسوم الْمُسلمين أَذَى وهونا) (إِذا ألْقى بهَا مُوسَى عَصَاهُ ... تلفقت القوافل والسفينا) وَهِي طَوِيلَة إِلَى الْغَايَة وَقد اختصرت من أبياتها كثيرا وَله فيهم غير ذَلِك وشعره فِي غَايَة الْحسن واللطافة عذب الْأَلْفَاظ منسجم التَّرْكِيب كَانَ الشَّيْخ فتح الدّين يَقُول هُوَ أحسن من شعر الجزار والوراق وَقَالَ فِيمَن اسْمه عمر على عينه بَيَاض (سموهُ غمراً فصحفن اسْمه عمرا ... فَبين الدَّهْر منا مَوضِع الْغَلَط) (فَأَصْبَحت عينه غيناً بنقطتها ... وطالما ارْتَفع التَّصْحِيف بالنقط) وَقَالَ من قصيدة أَولهَا) (أَهْوى والمشيب قد حَال دونه ... والتصابي بعد المشيب رعونه) (أَبَت النَّفس أَن تطيع وَقَالَت ... أَن جني لَا يدْخل القنينه) (كَيفَ أعصي الْهوى وطينة قلبِي ... بالهوى قبل آدم معجونه) (سلبته الْوَقار بَيْضَة خدر ... ذَات حسم كالدرة المكنونه) (سمتها قبْلَة نسر بهَا النف ... س فَقَالَت كَذَا أكون حزينه) (قلت لَا بُد أَن تسيري إِلَى الدا ... ر فَقَالَت عَسى أَنا مجنونه) (قلت سيري فإنني لَك خير ... من أَب رَاحِم وَأم حنونه) (أَنا نعم القرين إِن كنت تبغي ... ن حَلَالا وَأَنت نعم القرينه) (قَالَت اضْرِب عَن ذكر وَصلي صفحاً ... وَاضْرِبْ الْخلّ أَو تصير طحينه) (لَا أرى أَن تمسني يَد شخ ... كَيفَ أرْضى بِهِ لطستي مسينه) (قلت إِنِّي كثير مَال فَقَالَت ... هبك أَنْت المبارز القارونه) مِنْهَا (سَيِّدي لَا تخف عَليّ خُرُوجًا ... فِي عرُوض ففطنتي موزونه) (كل بَحر إِن شِئْت فِيهِ اختبرني ... لَا تكذب فإنني يقطينه)

وَقَالَ من قصيدة أُخْرَى أَولهَا (يَا أَيهَا الملوى الْوَزير الَّذِي ... أَيَّامه طايعة أمره) (وَمن لَهُ منزلَة فِي العلى ... تكل عَن أوصافها الفكره) (إِلَيْك نشكو حَالنَا إننا ... حاشاك من قوم أولي عسره) (فِي قلَّة نَحن وَلَكِن لنا ... عايلة فِي غَايَة الْكَثْرَة) (أحدث الْمولى الحَدِيث الَّذِي ... جرى لَهُم بالخيط والإبرة) (صَامُوا مَعَ النَّاس وَلَكنهُمْ ... كَانُوا لمن أبصرهم عبره) (إِن شربوا فالبئر زير لَهُم ... مَا بَرحت والشربة الجره) (لَهُم من الخبيز مصلوقة ... فِي كل يَوْم تشبه النشره) (أَقُول مهما اجْتَمعُوا حولهَا ... تنزهوا فِي المَاء والخضره) (وَأَقْبل الْعِيد وَمَا عِنْدهم ... قَمح وَلَا خبز وَلَا فطره) ) (فارحمهم أَن عاينوا كعكة ... فِي يَد طِفْل أَو رَأَوْا تمره) (تشخص أَبْصَارهم نَحْوهَا ... بشهقة تتبعها زفرَة) (كم قايل يَا أَبَا مِنْهُم ... قطعت عَنَّا الْخَيْر فِي كره) (مَا صرت تَأْتِينَا بفلس وَلَا ... بدرهم ورق وَلَا نقره) (وَأَنت فِي خدمَة قوم فَهَل ... تخدمهم يَا أبتا سَخَّرَهُ) (وَيَوْم زارت أمّهم أُخْتهَا ... وَالْأُخْت فِي الْغيرَة كالضره) (وَأَقْبَلت تَشْكُو لَهَا حَالهَا ... وصبرها مني على العشره) (قَالَت لَهَا كَيفَ تكون النسا ... كَذَا مَعَ الْأزْوَاج يَا عره) (قومِي اطلبي حَقك مِنْهُ بِلَا ... تخلف مِنْك وَلَا فتره) (وَأَن تأبى فَخذي ذقنه ... وخلصيها شَعْرَة شعره) (قَالَت لَهَا مَا هكذاى عادتي ... فَإِن زَوجي عِنْده ضجره) (أَخَاف إِن كَلمته كلمة ... طَلقنِي قَالَت لَهَا بعره) (وهونت قدري فِي نَفسهَا ... فَجَاءَت الزَّوْجَة محتره) (فقابلتني فتهددتها ... فاستقبلت رَأْسِي بآجره) (ودامت الْفِتْنَة مَا بَيْننَا ... من أول اللَّيْل إِلَى بكره) (وَحقّ من حَالَته هَذِه ... أَن ينظر الْمولى لَهُ نظره) وَكتب غلى بعض الْأَصْحَاب

(قل لعَلي الَّذِي صداقته ... على حُقُوق الأخوان مؤتمنه) (أَخُوك قد عودت طَبِيعَته ... بِشَربَة فِي الرّبيع كل سنه) (والآن قد عفت عَلَيْهِ وَقد ... هدت قواه وخففت بدنه) (وعادوت يَوْمهَا زيارته ... وَمَا اعتراها من قبل ذَاك سنه) (وَصَارَ عِنْد الْقيام يحملهَا ... براحتيه كَأَنَّهَا زَمَنه) (جِئْت بهَا للطبيب مشتكياً ... ودمعتي كالعوارض الهتنه) (فَقَالَ عد لي إِذا احتميت وَلَك ... فِي كل يَوْم دجَاجَة دهنه) (كَيفَ وصولي إِلَى الدَّجَاجَة وَال ... بَيْضَة عِنْدِي كَأَنَّهَا بدنه) ) (فَإِن تَجِد لي بِمَا أؤمله ... بِشَربَة بالطيور مقترنه) (جَزَاك رَبِّي إِذا انسهلت بِمَا ... شربت عَن كل خرية حسنه) أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس رَحمَه الله قَالَ كَانَت لَهُ حمارة استعارها مِنْهُ نَاظر الشرقية فَأَعْجَبتهُ فَأَخذهَا وجهز لَهُ ثمنهَا مايتي دِرْهَم فَكتب على لسانها إِلَى النَّاظر الْمَمْلُوكَة حمارة البصيري تنشد (يَا أَيهَا السَّيِّد الَّذِي شهِدت ... أَلْفَاظه لي بِأَنَّهُ فَاضل) (أقْصَى مرادي لَو كنت فِي بلدي ... أرعى بهَا فِي جَوَانِب السَّاحِل) (مَا كَانَ ظَنِّي يبيعني أحد ... قطّ وَلَكِن سَيِّدي جَاهِل) (لَو جرسوه عَليّ من سفه ... لَقلت غيظاً عَلَيْهِ يستاهل) (وَبعد هَذَا فَمَا يحل لكم ... بيعي فَإِنِّي من سَيِّدي حَامِل) فَردهَا النَّاظر عَلَيْهِ وَلم يَأْخُذ الدَّرَاهِم مِنْهُ أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه بعد مَا أملي عَليّ نسبه كَمَا سردته أَولا قَالَ أَصله من الْمغرب من قلعة حَمَّاد من قبيل يعْرفُونَ ببني حبنون قلت بحاء مُهْملَة وباء مُوَحدَة ونونين بَينهمَا وَاو على وزن زيدون قَالَ ولد ببهشيم من أَعمال البهساوية يَوْم الثلثاء مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وست ماية وَنَشَأ بَدَلا وأنشدني لنَفسِهِ (إِذا خَان من أَهْوى طوى سَبَب الْهوى ... وغطت يَد التقبيح عني جماله) (وَصَارَ كَمثل الْمَيِّت يأسى لفقده ... فُؤَادِي ويأبى قربه ووصاله) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا فِي من على عينه نُكْتَة بَيَاض (أنجد تَجِد الله فِي ... عَيْنَيْهِ سرا أَي سر) (طمس الْيَمين بكوكب ... وسيطمس الْيُسْرَى بفجر)

وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه أَيْضا قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ الْبَيْتَيْنِ الطائيين اللَّذين ذكرتهما أَنا فِي هَذَا الْمَعْنى وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين لَهُ أَيْضا مَا قَالَه فِي الشَّيْخ زين الدّين ابْن الرعاد (لقد عَابَ شعري فِي الْبَريَّة شَاعِر ... وَمن عَابَ أشعاري فَلَا بُد أَن يهجا) (وشعري بَحر لَا يوافيه ضفدع ... وَلَا يقطع الرعاد يَوْمًا لَهُ لجا) ) وأنشدني لَهُ أَيْضا (وَإِنِّي اختبرت النَّاس فِي حالتي غنى ... وفقر فَمَا أحمدت من أحد خَبرا) (وَقد هذب التجريب كل مُغفل ... فَمَا أبقت الْأَيَّام من أحد غرا) وروى عَنهُ الشَّيْخ أثير الدّين فَحِينَئِذٍ لي رِوَايَة جَمِيع شعره عَن أثير الدّين عَنهُ وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين كَانَ البوصيري شَيخا مُخْتَصر الجرم وَكَانَ فِيهِ كرم قلت وأظن وَفَاته كَانَت فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو سبع وَتِسْعين وست ماية أَو مَا حولهما وللبوصيري فِي مديح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قصايد طنانة مِنْهَا قصيدة مَهْمُوزَة أَولهَا لَيْسَ ترقا رقيك الْأَنْبِيَاء وقصيدة على وزن بَانَتْ سعاد أَولهَا (إِلَى مَتى أَنْت باللذات مَشْغُول ... وَأَنت عَن كل مَا قدمت مسؤل) مِنْهَا فِي ذكر كفار قُرَيْش (وأصبحت آيمات محصناتهم ... وأيماتهم وَهِي المثاكل) (لَا تمسك الدمع من حزن عيونهم ... إِلَّا كَمَا تمسك المَاء الغرابيل) وقصيدته الْمَشْهُورَة بالبردة الَّتِي أَولهَا (أَمن تذكر جيران بِذِي سلم ... مزجت دمعاً جرى من مقلة بِدَم) قَالَ البصيري كنت قد نظمت قصايد فِي مدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا مَا كَانَ اقترحه عَليّ الصاحب زين الدّين يَعْقُوب بن الزبير ثمَّ اتّفق بعد ذَلِك أَنه أصابني فالج أبطل نصفي ففكرت فِي عمل قصيدتي هَذِه الْبردَة فعملتها واستشفعت بِهِ إِلَى الله عز وَجل فِي أَن يعافيني وكررت انشادها وبكيت ودعوت وتوسلت بِهِ ونمت فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح على وَجْهي بِيَدِهِ الركيمة وَألقى عَليّ بردة

فانتبهت وَوجدت فِي نهضة فَخرجت من بَيْتِي وَلم أكن أعملت بذلك أحدا فلقيني بعض الْفُقَرَاء فَقَالَ أُرِيد أَن تُعْطِينِي القصيدة الَّتِي مدحت بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت أَيهَا فَقَالَ الَّتِي أنشأتها فِي مرضك وَذكر أَولهَا وَقَالَ وَالله لقد سمعنَا البارحة وَهِي تنشد بَين يدَي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ورأيته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتمايل وأعجبته وَألقى على من أنشدها بردة فأعطيته إِيَّاهَا وَذكر الْفَقِير ذَلِك فشاع الْمَنَام إِلَى أناتصل بالصاحب بهاء الدّين وَزِير الظَّاهِر فَبعث إِلَيّ واستنسخها وَنذر أَن لَا) يسْمعهَا إِلَّا قايماً حافياً مَكْشُوف الرَّأْس وَكَانَ يحب سماعهَا هُوَ وَأهل بَيته ثمَّ أَنه بعد ذَلِك أدْرك سعد الدّين الفارقي الْموقع رمد أشرف مِنْهُ على الْعَمى فَرَأى فِي الْمَنَام قايلاً يَقُول لَهُ اذْهَبْ إِلَى الصاحب وَخذ الْبردَة وَاجْعَلْهَا على عَيْنَيْك تعافى بِإِذن الله تَعَالَى فَأتى الصاحب وَذكر مَنَامه فَقَالَ مَا أعرف عِنْدِي من أثر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بردة ثمَّ فكر سَاعَة وَقَالَ لَعَلَّ المُرَاد قصيدة الْبردَة يَا ياقوت قل للخادم يفتح صندوق الْآثَار وَيخرج القصيدة من حق العنبر وَيَأْتِ بهَا فَأتى بهَا فَأَخذهَا سعد الدّين ووضعها على عَيْنَيْهِ فعوفيتا وَمن ثمَّ سميت الْبردَة القايد ابْن حريبة لمقرئ مُحَمَّد بن سعيد القايد أَبُو الْمجد المعري الْمَعْرُوف بِابْن حريبة كَانَ يعاني الْكِتَابَة وَله رياسة يتَوَلَّى الْأَعْمَال للسُّلْطَان قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب لما وصلنا إِلَى حمص متوجهين فِي خدمَة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى حَرْب الحلبيين والمواصلة فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس ماية تلقانا القايد أَبُو الْمجد فَأَنْشد الْملك النَّاصِر (إِذا خَفَقت بنودك فِي مقَام ... رَأَيْت الأَرْض خاشعة تميد) (وَإِن طرقت جيادك دَار قوم ... فشم الشامخات لَهَا وَهود) (وَإِن برقتْ سيوفك فِي عَدو ... فَمَا من قايم إِلَّا حصيد) وَأنْشد أَيْضا (سيوفك أَعْنَاق العداة تميل ... وخوفك آفَاق الْبِلَاد تجول) (وكفك فَوق النّيل نيل لِأَنَّهُ ... إِذا سَالَ مَاء فالنضار تسيل) (وكل كثير من عَدو ونايل ... إِذا صلت فِيهِ أَو وصلت قَلِيل) وَقَالَ من قصيدة فِي السُّلْطَان عِنْد نصرته على المواصلة (وَكَانَ قد عمهم عفوا لَو اعْتَرَفُوا ... لعمهم فَضله لكِنهمْ جَحَدُوا) (وَالْعَفو عِنْد لئيم الطَّبْع مفْسدَة ... تطغي وَلكنه عِنْد الْكَرِيم يَد) الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن سعيد بن أبي المنى الإِمَام الْفَقِيه بدر الدّين الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة سمع من التقي ابْن مُؤمن والعز ابْن الْفراء والأبرقوهي وَنسخ كثيرا وَحصل

وَأفَاد وَفِيه صِفَات حميدة ولد سنة أَربع وَسبعين وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شعْبَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع ماية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين انتقيت لَهُ جُزْءا حدث بِهِ) المغري مُحَمَّد بن سفر أَبُو عبد الله الأديب مَنْسُوب إِلَى جده قَالَ ابْن الْأَبَّار وأصحابنا يكتبونه بالصَّاد وَكَانَ بإشبيلية وَهُوَ من نَاحيَة المرية قَالَ فِي الْمَدّ والجزر بوادي اشبيلية وأبدع فِيهِ (شقّ النسيم عَلَيْهِ جيب قَمِيصه ... فانساب من شطيه يطْلب ثاره) (وتضاحكت ورق الْحمام بأيكها ... هزءاً فضم من الْحيَاء إزَاره) وَقَالَ أَيْضا (لَو شاهدت عَيْنَاك زورق فتية ... أبدى بهم نهج السرُور مراحه) (وَقد استداروا تَحت ظلّ شراعه ... كل يمد لكأس رَاح راحه) (لحسبته خوف العواصف طايراً ... مد الْجنان على بنيه جنَاحه) صَاحب الْهَادِي فِي القراآت مُحَمَّد بن سفاين أَبُو عبد الله القيرواني الْمُقْرِئ مُصَنف كتاب الْهَادِي فِي القراآت قَرَأَ على أبي الطّيب عبد الْمُنعم بن غلبون توفّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع ماية

ابن سلام

3 - (ابْن سَلام) الْبَصْرِيّ الأخباري مُحَمَّد بن سَلام بن عبد الله بن سَالم الجُمَحِي أَبُو عبد الله الْبَصْرِيّ مولى قدامَة بن مطعون صنف كتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء وَهُوَ أَخُو عبد الرَّحْمَن بن سَلام وَكَانَ من أهل الْفضل وَالْأَدب قدم بَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين واعتل فأهدى إِلَيْهِ الأكابر أطباءهم وَكَانَ فِيمَن أهدي إِلَيْهِ ابْن ماسويه فَلَمَّا جس نبضه قَالَ مَا أرى بك من الْعلَّة مثل مَا أرى بك من الْجزع فَقَالَ وَالله مَا ذَاك لحرص على الدُّنْيَا مَعَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَلَكِن الْإِنْسَان فِي غَفلَة حَتَّى يوقظ بعلة وَلَو وقفت وَقْفَة بِعَرَفَات وزرت قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زورة وقضيت أَشْيَاء فِي نَفسِي لسهل عَليّ مَا اشْتَدَّ من هَذَا فَقَالَ ابْن ماسويه لَا تجزع فقد رَأَيْت فِي عروقك من الْحَرَارَة الغزيزية قُوَّة مَا إِن سلمك الله من الْعَوَارِض بلغك عشر سِنِين أُخْرَى فَوَافَقَ كَلَامه قدرا فَعَاشَ بعد ذَلِك عشر سِنِين وَمَات فِي سنة إِحْدَى وثلثين أَو اثْنَتَيْنِ وثلثين وماتين وابيضت لحيته وَرَأسه وَله سبع وَعِشْرُونَ سنة أسْند عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَغَيره وروى عَنهُ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَغَيره وَهُوَ الَّذِي روى أَن إِسْلَام جرير كَانَ بعد نزُول المايدة وَعَامة الْمُحدثين على صدقه وثقته إِلَّا أَن أَبَا خَيْثَمَة قَالَ كَانَ يرْمى بِالْقدرِ وَله كتاب الْفَاضِل فِي الْأَخْبَار ومحاسن الشُّعَرَاء كتاب نسب قُرَيْش وبيوتات الْعَرَب طَبَقَات شعراء) الْجَاهِلِيَّة طَبَقَات شعراء الْإِسْلَام والجلايب وإجراء الْخَيل البيكندي مُحَمَّد بن سَلام البيكندي بِالْبَاء الْمُوَحدَة الْمَفْتُوحَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَالْكَاف بعْدهَا نون قبل الدَّال البُخَارِيّ الْحَافِظ أَبُو عبد الله مولى بني سليم طوف وَكتب الْكثير روى عَن أبي الْأَحْوَص سَلام بن سليم وروى عَنهُ البُخَارِيّ والدارمي قَالَ أنفقت فِي طلب الْعلم أَرْبَعِينَ ألفا وَفِي نشره أَرْبَعِينَ ألفا وليت مَا أنفقت فِي طلبه كَانَ فِي نشره توفّي سنة خمس وَعشْرين وماتين

ابن سلامة

3 - (ابْن سَلامَة) ابْن أبي زرْعَة الشَّاعِر مُحَمَّد بن سَلامَة بن أبي زرْعَة الدِّمَشْقِي الْكِنَانِي شَاعِر محسن قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان هُوَ وديك الْجِنّ شَاعِرًا الشَّام وَقَالَ ابْن أبي طَاهِر اسْمه الْمُعَلَّى وَالْأول أثبت قَالَ (إِن القوافي عَنْك أخر إِذْنهَا ... وأظنها ستعود لَا تستأذن) (واخالها تأبى وتأنف أَن ترى ... مستنفراً جأشك سَاكن) (لَا يؤنسنك أَن تراني ضَاحِكا ... كم ضحكة فِيهَا عبوس كامن) وَقَالَ (أدنيت من قبل السُّؤَال وَبعده ... أقصيت هَل يرضى بذا من يفهم) (وَإِذا رَأَيْت من الْكَرِيم غَضَاضَة ... فإليه من أخلاقه أتظلم) القَاضِي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن سَلامَة بن جَعْفَر بن عَليّ بن حكمون بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُسلم الْقُضَاعِي الْفَقِيه صَاحب كتاب الشهَاب روى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِمصْر نِيَابَة من جِهَة المصريين وَتوجه مِنْهُم رَسُولا إِلَى بلد الرّوم وَله عدَّة مصنفات مِنْهَا مَنَاقِب الشَّافِعِي والأنباء عَن الْأَنْبِيَاء وتواريخ الْخُلَفَاء وخطط مصر قَالَ ابْن مَاكُولَا كَانَ مففناً فِي الْعُلُوم وَكتب عَنهُ ابْن مَاكُولَا والخطيب قَالَ السلَفِي كَانَ من الْإِثْبَات شَافِعِيّ الْمَذْهَب والاعتقاد توفّي بِمصْر فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع ماية وَله تَارِيخ مصر من مبدأ الْخلق إِلَى زَمَانه فِي خَمْسَة كراريس وَله مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ فَارس بن الْحُسَيْن الذهلي يمدح كتاب الشهَاب (إِن الشهَاب كتاب يستضاء بِهِ ... فِي الْعلم الْحلم والآداب وَالْحكم) (سقى الْقُضَاعِي غيث كلما لمعت ... هذي المصابيح فِي الأوراق والكلم)

) لما سَافَرت من الديار المصرية إِلَى رحبة مَالك بن طوق بَعدت عَليّ أَخْبَار أَصْحَابِي الأعزة الَّذين تَركتهم بِمصْر فَكتبت إِلَى الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن النَّقِيب أسأله إعلامي بِمَا يبلغهُ من أخبارهم وكتبت بعد هَذَا فِي الْكتاب (رحلت وَفِي مصر لي سادة ... يطول غرامي بهم واكتئابي) (جفوني وضنوا بأخبارهم ... فَأَصْبَحت أطلبها من صَحَابِيّ) (عَسى خبر عَنْهُم صَادِق ... أطالعه من كتاب الشهَاب)

ابن سلطان

3 - (ابْن سُلْطَان) الأندلسي مُحَمَّد بن سُلْطَان من جبل ببادية فاس يعرف بالأقلام وَهُوَ إِلَى مَدِينَة سبتة أقرب وبادية بالأندلس أورد لَهُ ابْن رَشِيق قَوْله ملغزاً فِي مباضع الفصد (وصغار كَأَنَّهَا ألسن الطي ... ر تميت المقدامة الضرغاما) (تذْهب الدَّاء باللثام وتشفي ... وَهِي إِن شِئْت تورث الأسقاما) (وَلها أرجل ثَلَاث إِذا مَا ... عدمتهن لَا تطِيق قيَاما) الأرجل الثُّلُث هِيَ أَصَابِع الْإِنْسَان السنبسي الْحلِيّ مُحَمَّد بن سُلْطَان بن خَليفَة أَبُو عبد الله السنبسي من أهل الْحلَّة السيفية طوف الْبِلَاد وَدخل الْيمن وَالشَّام ومدح الْمُلُوك ثمَّ عَاد إِلَى تكريت وسكنها ثمَّ سَافر إِلَى هيت وَأقَام بهَا وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى بَغْدَاد وَيبِيع بهَا الْخشب إِلَى شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب أَنْشدني لنَفسِهِ يمدح صَلَاح الدّين (أجدب الرّبع فأجريت دموعا ... ابنتت فِي ساحة الرّبع ربيعا) (وتنفست فغادرت هشيماً ... روضه الأحوى وَقد كَانَ مريعا) أَو غَالب الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن سُلْطَان بن أبي غَالب بن الْخطاب أَبُو غَالب الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ من أهل النّيل قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْأَدَب على ابْن الخشاب وَأبي البركات الْأَنْبَارِي وَابْن العصار وَأبي مُحَمَّد الجواليقي وَسمع الحَدِيث من أبي بكر بن النقور وَأبي الْوَقْت الصُّوفِي والحيص بيص وَسكن الشَّام واقرأ الْأَدَب وَمن شعره (لَا يلهينك عَن الحبيب مهامه ... تتوي النُّفُوس وَلَا الجفا أَن تعشقا) (أَن النَّعيم إِذا نظرت رَأَيْته ... لم يَأْتِ إِلَّا بالضراعة والشقا) ) (والدر لَوْلَا أَن يخاطر غايص ... فِي لجة الْبَحْر الخضم ملا ارْتقى) ابْن حيوس مُحَمَّد بن سُلْطَان بن نحمد بن حيوس الْأَمِير مصطفى الدولة أَبُو

الفتيان الغنوي الدِّمَشْقِي أحد الشُّعَرَاء الفحول روى عَنهُ أَبُو بكر الْخَطِيب كَانَ أَبوهُ من أُمَرَاء الْعَرَب ولقى مُحَمَّد جمَاعَة من الْمُلُوك والامراء ومدحهم وَأخذ جوايزهم وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى بني مرداس بحلب وَلما مَاتَ مَحْمُود بن نصر نصر بن صَالح بن مرداس الْكلابِي صَاحب حلب وَقَامَ وَلَده نصر بن مَحْمُود مقَامه قَصده ابْن حيوس ومدحه بقصيدة عزاهُ فِيهَا بِأَبِيهِ أَولهَا (كفى الدّين عزا مَا قَضَاهُ كل الدهرُ ... فَمن كَانَ ذَا نَذرٍ فقد وَجب النّذر) مِنْهَا (ثَمَانِيَة لم تفترق مذ جمعتها ... فَلَا افْتَرَقت ماذب عَن نَاظر شفر) (يقينك وَالتَّقوى وَجُودك والغِنى ... ولَفظك والمَعنى وسيفك والنصر) مِنْهَا (وطاب مقَامي فِي إسار جميلكم ... فدامت معاليكم ودام لي الْأسر) (وانجز لي رب السَّمَوَات وعده ال ... كريم بِأَن الْعسر يتبعهُ الْيُسْر) (فجاد ابْن نصر لي بِأَلف تصرمت ... وَإِنِّي عليم أَن سيخلفها نصر) (وَقد كنت مأمولاً ترجى لمثلهَا ... فَكيف وطوعا أَمرك النَّهْي وَالْأَمر) (وَمَا بِي إِلَى الإلحاح والحرص حَاجَة ... وَقد عرف الْمُبْتَاع وَانْقطع السّعر) فَلَمَّا فرغ من إنشادها قَالَ الْأَمِير نصر وَالله لَو قَالَ عوض سيخلفها نصر سيضعفها نصر لأعطيته الفي دِينَار فَأمر لَهُ بِأَلف دِينَار فِي طبق فضَّة وَكَانَ قد اجْتمع على بَابه جمَاعَة من الشُّعَرَاء قد مدحوه وتأخرت صلَاتهم وَفِيهِمْ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن الدويدة المعري الشَّاعِر فَكتب إِلَى الْأَمِير نصر ورقة فِيهَا (على بابك المحروس منا جمَاعَة ... مَفاليسُ فانظُر فِي أُمور المفاليس) (وَقد قنِعَت مِنْك الْجَمَاعَة كلهم ... بعُشرِ الَّذِي أَعْطيته لِابْنِ حَيوس) (وَمَا بَيْننَا هَذَا التَّفَاوُت كُله ... وَلَكِن سعيدٌ لَا يُقَاس بمنحوس) فَأمر لَهُم بماية دِينَار وَقَالَ وَالله لَو قَالُوا بِمثل الَّذِي أَعْطيته لِابْنِ حيوس لأعطيتهم مثله وَكَانَ ابْن الْخياط الشَّاعِر قد وصل إِلَى حلب فَوجدَ ابْن حيوس قد أثرى وَصَارَت لَهُ ثروة جمة من) عطايا بني مرداس فَكتب إِلَيْهِ (لم يبْق عِنْدِي مَا يُبَاع بدرهم ... وَكَفاك مني منظري عَن مخبري) (إلاّ بقيّة مَاء وجهٍ صنتها ... عَن أَن تبَاع وَأَيْنَ أَيْن المُشْتَرِي) فَقَالَ لَو قَالَ وَأَنت نعم المُشْتَرِي لَكَانَ أحسن وَابْن حيوس شيخ ابْن الْخياط وَمن شعر ابْن حيوس

(إِن ترد علم حَالهم عَن يَقِين ... فالقهم فِي مَكَارِم أَو نزال) (تلق بيض الْوُجُوه سود مثار الن ... قع خضر الأكناف حمر النصال) وَمِنْه (إِنِّي دَعَوْت ندى الْكِرَام فَلم يجب ... فلأشكرن ندى أجَاب وَمَا دعِي) (وَمن العجايب والعجايب جمة ... شكر بطي عَن ندى متسرع) وَمن شعر ابْن حيوس (رأى الله عدلك فِي خلقه ... فَأجرى على مَا تشَاء الْقدر) (وَأَنَّك من معشر جَاوَزت ... مدى الْحسن أفعالهم والصور) (وُجُوه تلوح فتخفى البدور ... وأيد تسح فتبدي الْبَدْر) (مساع لقَوْمك مَا غادرت ... لمفتخر بعدهمْ مفتخر) (تغض ربيعَة مِنْهَا الجفون ... وَلَوْلَا النَّبِي لغضت مُضر) قلت أحسن ابْن حيوس فِي هَذَا كَمَا أَسَاءَ المعري فِي قَوْله (باهت بمهرة عدناناً فَقلت لَهَا ... لَوْلَا الفصيصي كَانَ الْمجد فِي مُضر) وَسبق أَبُو نواس إِلَى هَذِه الْإِسَاءَة فِي قَوْله (كَيفَ لَا أَعْتَد من نفري ... من رَسُول الله من نفره) وَلابْن حيوس أَبْيَات جمع فِيهَا فِي كل بَيت بِي الرثاء والمديح وَهِي (فَللَّه ملك زين الدست ملكه ... وجاد الحيا ملكا تضمنه الْقَبْر) (وَكُنَّا نظن الأَرْض تظلم بعده ... فَقُمْت مقَام الشَّمْس إِذْ أفل الْبَدْر) (صَبرنَا على حكم الزَّمَان الَّذِي سَطَا ... على أَنه لولاك لم يكن الصَّبْر) (غزانا ببؤسي لَا يفارقها الأسى ... تقارف نعمى لَا يقوم بهَا الشُّكْر) ) (وَكَاد شعار الْخَوْف يثبت فِي العدى ... فَنَادَى شعار إِلَّا من يَا نصر يَا نصر) مولد ابْن حيوس سنة أَربع وَتِسْعين وَثلث ماية بِدِمَشْق وَتُوفِّي بحلب فِي شعْبَان سنة ثلث وَسبعين وَأَرْبع ماية وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَكَانَ أوحد زَمَانه فِي الفرايض واستخلف من قبيل الْحُكَّام على الفرايض والتزويجات

الْحَرَّانِي مُحَمَّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي أَبُو عبد الله مُحدث جران قَالَ ابْن سعد كَانَ فَاضلا ثِقَة روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وماية وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ الْمرَادِي مُحَمَّد بن سَلمَة الْمرَادِي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ الْفَقِيه روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة خمسين ومايتن أَبُو هِلَال الرَّاسِبِي مُحَمَّد بن سليم أَبُو هِلَال الرَّاسِبِي الْبَصْرِيّ روى لَهُ الْأَرْبَعَة توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وماية

ابن سليمان

3 - (ابْن سُلَيْمَان) ابْن عَبَّاس مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس أَبُو عبد الله الْهَاشِمِي وَأمه أم حسن بنت جَعْفَر بن حسن بن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ من وُجُوه بني الْعَبَّاس وأشرافهم ولد بالحميمة من أَرض البلقاء سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وماية وَكَانَ جواداً ممدحاً ولاه أَبُو جَعْفَر الْكُوفَة وَالْبَصْرَة مرَّتَيْنِ ووليها للهادي والرشيد قدم على الرشيد معزيا فِي أَخِيه ومهيناً لَهُ بالخلافة فَأكْرمه وعظمه وزاده على ولَايَته كور فَارس والبحرين وعمان واليمامة والأهواز وكور دجلة وَلم يجْتَمع هَذَا لغيره وشيعه الرشيد إِلَى لكواذا وزوجه الْمهْدي ابْنَته وَكَانَ لَهُ خَاتم من يقاوت أَحْمَر لم ير مثله فَسقط من يَده فطلبوه فَلم يجده فَقَالَ اطفئوا الشمع فَفَعَلُوا فرأوه وَكَانَ لَهُ خَمْسُونَ ألف عبد مِنْهُم عسرون ألفا عتاقة وَكَانَت بِهِ رُطُوبَة وَكَانَ يتداوى بالمسك فيستعمل مِنْهُ كل يَوْم عشْرين مِثْقَالا ويتركه فِي عُكَن بَطْنه وَكَانَت غَلَّته فِي كل يَوْم ماية ألف دِرْهَم وَكَانَ لَهُ لِسَان فيصعد الْمِنْبَر بِالْبَصْرَةِ فيأمر بِالْعَدْلِ الْإِحْسَان وَينْهى عَن الْمُنكر مَعَ ظلمَة فَيَقُول أهل الْبَصْرَة أَلا ترَوْنَ مَا نَحن فِيهِ من هَذَا الظَّالِم الجابر فَاجْتمعُوا إِلَى أبي سعيد الضبعِي وَقَالُوا كَلمه فَلَمَّا صعد الْمِنْبَر قَالَ لَهُ يَا ابْن سُلَيْمَان لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ يَا ابْن سُلَيْمَان لَيْسَ بَيْنك وَبَين أَن تتمنى أَنَّك لم تخلق إِلَّا أَن يدْخل ملك الْمَوْت من بَاب بَيْتك فخنقته الْعبْرَة فَلم يتَكَلَّم فَقَامَ أَخُوهُ جَعْفَر إِلَى جَانب الْمِنْبَر وَتكلم عَنهُ فَأَحبهُ النساك حِين خنقته الْعبْرَة) وَقَالُوا مُؤمن مَذْهَب وَهُوَ القايل للمهدي (بقيت أَمِير الْمُؤمنِينَ على الدَّهْر ... وَلَقِيت خيرا من إِمَام وَمن صهر) (لقد زيدت اليام حسنا لِأَنَّهَا ... مَعَ اسْمك تجْرِي فِي النوازع وَالذكر) (مُحَمَّد الْمهْدي أَمن وَرَحْمَة ... وَيسر أَتَى بعد المخافة والعسر) (لبدر بني الْعَبَّاس مهْدي هَاشم ... أجل من الشَّمْس المضيئة والبدر) وَأقَام بِبَابِهِ جمَاعَة من الشُّعَرَاء وَلم يصلهم فَكتب إِلَيْهِ أحدهم (لَا تقبلن الشّعْر ثمَّ تعيقه ... وتنام وَالشعرَاء غير نيام) (وَاعْلَم بِأَنَّهُم إِذا لم ينصوفا ... حكمُوا لأَنْفُسِهِمْ على الْحُكَّام) (وَجِنَايَة الْجَانِي عَلَيْهِم تَنْقَضِي ... وهجاؤهم يبْقى على الْأَيَّام) فأجازهم وَأحسن إِلَيْهِم وَتُوفِّي هُوَ الخيزران فِي يَوْم وَاحِد سنة ثلث وَسبعين وماية

أَصَابُوا لَهُ من المَال سِتِّينَ ألف ألف دِرْهَم وَقَالَ الصولي أَن الرشيد فض مَا خَلفه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان وَكَانَ ثلثه آلَاف ألف دِينَار وَكَانَ ماية ألف دَابَّة مَا بَين فرس وبغل وحمار وجمل وَذَلِكَ خَارِجا عَن الْجَوَاهِر والضياع وَلما جَاءَ الْمبلغ الْمَذْكُور فِي السفن أَمر بِهِ الرشيد فَفرق على الندماء والمغنين وَلم يدْخل مِنْهُ إِلَى بَيت مَاله شَيْئا وَخرج لَهُ الْخَطِيب حَدِيثا قَالَ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان حَدثنِي أبي عَن جده الْأَكْبَر يَعْنِي عبد الله بن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ امسح على رَأس الْيَتِيم هَكَذَا إِلَى قدم رَأسه وَمن لَهُ أَب هَكَذَا إِلَى مُؤخر رَأسه ووقفت جَارِيَة من جواريه على قَبره وَقَالَت (أَمْسَى التُّرَاب لمن هويت مبيتاً ... إلق التُّرَاب وَقل لَهُ حييتا) (أَنا نحبك يَا تُرَاب وَمَا بِنَا ... إِلَّا كَرَامَة من عَلَيْهِ حثيتا) المعمر لوين مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حبيب بن جُبَير أَبُو جَعْفَر الْأَسدي الْكُوفِي وَيعرف بلوين خرج من الْكُوفَة طَالب الثغر فسكن المصيصة مرابطا بهَا سمع مَالِكًا وَغَيره وروى عَنهُ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَغَيره وَكَانَ ثِقَة وعاش ماية وَثلث عشرَة سنة وَتُوفِّي بِالْمصِّيصَةِ وَقيل بأذنه سنة سبع وَأَرْبَعين وماتين وَقيل سنة خمس وَأَرْبَعين مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْأَصْبَهَانِيّ روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ابْن ماجة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن عدي هُوَ قَلِيل الحَدِيث اخطأ فِي غير شَيْء توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وماية) الحناط مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو عبد الله ابْن الحناظ الرعيني الأديب شَاعِر الأندلسي كَانَ يُنَادي أَبَا عَامر بن شَهِيد توفّي بعد الْعشْرين والأربع ماية وَمن شعره مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مَحْمُود أَبُو سَالم الْحَرَّانِي الظَّاهِرِيّ دخل الأندلس فِي تِجَارَة وَكَانَ ذكياً عَالما شَاعِرًا متفنناً قَرَأَ الْقُرْآن على أبي أَحْمد السامري وَكَانَ يعْتَقد مَذْهَب دَاوُد الظَّاهِرِيّ توفّي سنة ثلث وَعشْرين وَأَرْبع ماية

الصعلوكي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن هرون الإِمَام أَبُو سهل الشَّافِعِي العلجلي الصعلوكي النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه الأديب اللّغَوِيّ الْمُتَكَلّم الْمُفَسّر النَّحْوِيّ الشَّاعِر الْمُفْتِي الصُّوفِي حبر زَمَانه وَبَقِيَّة أقرانه قَالَه الْحَاكِم ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وماتين سمع الحَدِيث وَاخْتلف إِلَى أبي بكر بن خُزَيْمَة وَغَيره وناظر وبرع قَالَ الصاحب مَا رَأينَا مثل أبي سهل وَلَا رأى مثل نَفسه وَعنهُ أَخذ أَبُو الطّيب وفقهاء نيسابور وَهُوَ صَاحب وَجه وَمن غرايبه إِذا نوى غسل الْجَنَابَة وَالْجُمُعَة لَا يُجزئهُ لأَحَدهمَا وَقَالَ بِوُجُوب النِّيَّة لازالة النَّجَاسَة وَنقل الْمَاوَرْدِيّ الْإِجْمَاع هُوَ وَالْبَغوِيّ أَنَّهَا لَا تشْتَرط وَصَحب الشبلي وَأَبا عَليّ الثَّقَفِيّ والمرتعش وَله كَلَام حسن فِي التصوف سُئِلَ عَن التصوف فَقَالَ الْأَعْرَاض عَن الِاعْتِرَاض وَمن شعره (أَنَام على سَهْو وتبكي الحمايم ... وَلَيْسَ لَهَا جرم ومني الجرايم) (كذبت وَبَيت الله لَو كنت عَاقِلا ... لما سبقتني بالبكاء الحمايم) توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَثلث ماية البعلبكي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد أَبُو طَاهِر البعلبكي الْمُؤَدب سكن صيدا وَقَرَأَ الْقُرْآن على هرون الْأَخْفَش وروى عَنهُ أَبُو عبد الله ابْن مندة وَغَيره وَكَانَ ثِقَة توفّي سنة سِتِّينَ وَثلث ماية ابْن قنلمش الْحَاجِب مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن قتلمش بن تركانشاه أَبُو مَنْصُور السَّمرقَنْدِي ولد سنة ثلث وَأَرْبَعين وَخمْس ماية وبرع فِي الْأَدَب وَولى حجب الْبَاب للخليفة وَتُوفِّي سنة عشْرين وست ماية وَدفن فِي الشونيزية وَمن شعره (سئمت تكاليف هذى الْحَيَاة ... وكر الصَّباح بهَا والمساء) (وَقد صرت كالطفل فِي عقله ... قَلِيل الصَّوَاب كثير الهراء) (أَنَام إِذا كنت فِي مجْلِس ... واسهر عِنْد دُخُول الْغناء) (وَقصر خطوي قيد المشيب ... وَطَالَ على مَا عناني عنائي) ) (وَمَا جر ذَلِك غير الْبَقَاء ... فَكيف ترى سوء فعل الْبَقَاء) وَمِنْه قَوْله (تَقول خليلتي لما رأتني ... وَقد ازمعت عَن وطني غدوا) (أقِم واطلب مرامك من صديق ... فَقلت لَهَا يصير إِذا عدوا)

وَمن شعر أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن سُلَيْمَان قَوْله (لَا وَالَّذِي سخر قلبِي لَهَا ... عبدا كَمَا سخر لي قَلبهَا) (مَا فرحي فِي حبها غير أَن ... تبيح لي عَن هجرها قَلبهَا) وَمِنْه (ومهفهف غض الشَّبَاب انيقه ... كالبدر غصنى الشَّبَاب وريقه) (نازعته مشمولة فأدارها ... من وجنتيه ومقلتيه وريقه) وَمِنْه (يَا قوم مَا بِي مرض وَاحِد ... لَكِن بِي عدَّة أمراض) (وَلست أَدْرِي بعد ذَا كُله ... اساخط مولَايَ أم رَاض) وَمِنْه لغز فِي مُوسَى وهرون (ووزير إِن قَامَ يَوْمًا على الرأ ... س فقد حل فِي مَحل الْأَمِير) (غير أَن الْأَمِير فِي جنَّة الْخلّ ... د وَذَاكَ المنكوس وسط السعير) وَمِنْه (وخدمت من لَو أَنه ... لي خَادِم لأنفت مِنْهُ) (وَسَأَلت من لَو غَابَ عز ع ... ني الدَّهْر مَا أنشدت عَنهُ) وصنف كتابا سماهه التبر المسبوك والوشي المحبوك وَأورد لَهُ فِيهِ من شعره (ومقرطف وجدي عَلَيْهِ كردفه ... وتجلدي وَالصَّبْر عَنهُ كخصره) (نادمته فِي لَيْلَة من شعره ... اجلو محاسنه بشمعة ثغر) وَأورد لَهُ أَيْضا (لي فِي هَوَاك وَإِن عذبتني أرب ... يَنْفِي السلو وَلَو قطعت آرابا) (لَا اطلب الرّوح من كرب الغرام وَلَو ... صابت عَليّ سَمَاء الْحبّ أوصابا) ) (وَلست أبغي ثَوَاب الصَّبْر عَنْك وَلَو ... ألبستني من سقام الْجِسْم أثوابا) (وشقوتي بك لَا أرْضى النَّعيم بهَا ... وَسَاعَة مِنْك تسوى النَّار أحقابا) قلت شعر جيد وَكَانَ مغرى بالقمار والنرد لَا يكَاد يُفَارق ذَلِك إِلَّا إِذا لم يجد من يساعده على ذَلِك الدَّلال مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ابْن أبي الْفضل ابْن أبي الْفتُوح بن يُوسُف بن يُونُس

الْأنْصَارِيّ الصّقليّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الدَّلال كَانَ شَيخا صَالحا رَاوِيا للْحَدِيث عِنْده رِوَايَة عالية روى عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الْحَرَّانِي وَغَيره ولد سنة ثلث وَسبعين وَخمْس ماية لَيْلَة عيد الْفطر وَتُوفِّي فِي صفر بِدِمَشْق سنة سِتِّينَ وست ماية ابْن أبي الرّبيع الهواري مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن يُوسُف جمال الدّين أَبُو عبد الله الهواري بتَشْديد الْوَاو وَبعد الْألف رَاء الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الرّبيع كَانَ فَاضلا أديباً قَالَ قطب الدّين اليونيني قَالَ ابْن خلكان شمس الدّين أَنْشدني جمال الدّين لنَفسِهِ (لَوْلَا التطير بِالْخِلَافِ وَأَنَّهُمْ ... قَالُوا مَرِيض لَا يعود مَرِيضا) (لقضيت نحبي خدمَة بفنايكم ... لأَكُون مَنْدُوبًا قضى مَفْرُوضًا) وَمن شعره (أحباب قلبِي أَن تحكمت النَّوَى ... فِي بَيْننَا وَجرى الْقَضَاء بِمَا جرى) (فَلَقَد غضضت عَن الورى من بعدكم ... طرفا يرى من بعدكم أَن لَا يرى) وَمِنْه (سريت من السوَاد إِلَى السويدا ... مسير الْبَدْر فِي طرف وقلب) (قضيت من النَّوَى وطراً وَهَا قد ... قضيت لَك البقا فِي الْبعد نحبي) وَله فِي مُوسَى بن يغمور (لَك الله يَا مُوسَى فَأَنت مُحَمَّد ال ... صِفَات وفكري فِيك حسان مدحه) (إِذا مَا دجا ليل من الْخطب مظلم ... فَمن يدك الْبَيْضَاء إسفار صبحه) وَكتب إِلَى صديق لَهُ يدعى الصَّدْر (مَا زلت من بعد وَقرب ... صبا إِلَيْك وَأي صب) (حزت الْقُلُوب بأسرها ... والصدر مَوضِع كل قلب) ) وَقَالَ فِيهِ (توسوست باشتياق إِلَى الصد ... ر وَمَا زَالَ مَوضِع الوسواس) ولد جمال الدّين بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ ماية وَتُوفِّي بهَا فِي شهر رَمَضَان سنة ثلث وَسبعين وست ماية وَكَانَ صَالحا وَحدث بِشَيْء يسير من الحَدِيث

الشاطبي الصَّالح مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو عبد الله الْمعَافِرِي الشاطبي شهر رَمَضَان سنة ثلث وَسبعين وست ماية وَدفن بمرج سوار كَانَ أحد مَشَايِخ الثغر المعروفين بالصلاح والانقطاع مَشْهُورا فِي ناحيته بتبرك بِهِ ويزار ابْن القصيرة الْكَاتِب مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو بكر الكلَاعِي الأشبيلي الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن القصيرة رَأس أهل البلاغة توفّي عَن سنّ عالية سنة ثَمَان وَخمْس ماية وَقد خرف كَانَ من أهل التفنن فِي الْعُلُوم وسافر رَسُولا عَن الْمُعْتَمد بن عباد إِلَى الْمُلُوك غير مرّة وَأورد لَهُ صَاحب الذَّخِيرَة فِي كِتَابه رسايل وشعراً من ذَلِك مَا كتبه إِلَى الْمُعْتَمد هُنَا بِولد جَاءَ لوَلَده سراج الدولة عباد (لم يستهل بكاً وَلَكِن مُنْكرا ... أَن لم تعد لم تعد لَهُ الدروع لفايفا) (أَو لم يكن بَين المذاكي مهده ... بدءاً ومشتجر الرماح مآلفا) (شيم الليوث تبين فِي أشبالها ... من قبل أَن تلغ الدِّمَاء رواشفا) وَقَوله من أُخْرَى فِي التهنئة بِهِ (ابصره مرتقياً على درجاته ... مثل الْهلَال إِذا جرى بمنازله) (والغصن فِي طبع الأرومة مَا زكتْ ... إِلَّا وطابقها زكاء شمايله) الغاني المغربي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الغاني ذكره حرقوص فِي كِتَابه وَأَطْنَبَ فيوصفه وَأورد لَهُ (كم عادني بَين أنس الغيد من عيد ... لَو يعمد الشوق مِنْهُ قلب معمود) (وَكم يكيد لَهُ الذكرى هوى نفيت ... مِنْهُ صبَابَة عهد غير مَعْهُود) (بِمَا ارتمته وَمَا زَالَت تميد بِهِ ... إِلَى التصابي عُيُون الخرد الغيد) (حَتَّى إِذا كَاد أَن يُوفى على شجن ... سَاوَى لَهَا بَين سلوان ومجلود) (كَأَنَّهَا أَن بَدَت بدر يميس بهَا ... على نقا غُصْن بَان غير مخضود) (أَيَّام ساعف أَيَّام الصَّبِي ورعت ... عَيناهُ مِنْهَا خدوداً ذَات توريد) ) مِنْهَا (وجادلت ألسن اللَّذَّات سلوته ... بِحجَّة ثقفتها نَغمَة الْعود)

(وَمَج مَاء الْهوى فِي فِيهِ مغتبقاً ... ريق الحبيب على ريق العناقيد) قلت شعر جيد شمس الدّين ابْن الْعَفِيف التلمساني مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ شمس الدّين ابْن عفيف الدّين التلمساني شَاعِر مجيد ابْن شَاعِر مجيد تعانى الْكِتَابَة وَولى عمالة الخزانى بِدِمَشْق وَمَات شَابًّا سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست ماية وَكَانَ فِيهِ لعب وَعشرَة وانخلاع ومجون ولد بِالْقَاهِرَةِ فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ ولد فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست ماية لما كَانَ وَالِده صوفيا يخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَأَخْبرنِي أَن وَالِده كَانَ مَعَه على حَال نسْأَل الله السَّلامَة مِنْهَا وَمن كل شَرّ وَلم يتَعَرَّض شمس الدّين الْمَذْكُور إِلَى مَا تعرض وَالِده فِي شعره من الِاتِّحَاد المشئوم وَكتب شمس الدّين الْمَذْكُور طبقَة رَأَيْت ديوانه بِخَطِّهِ وَهُوَ فِي غَايَة الْقُوَّة والقلم الْجَارِي واخترت ديوانه وَرَأَيْت خطّ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى على كتاب الْمِنْهَاج لَهُ وَقد قَرَأَهُ عفيف الدّين التلمساني وَولده شمس الدّين مُحَمَّد الْمَذْكُور وَقد أجازهما رِوَايَته عَنهُ سنة سبعين وست ماية وَفِي أول هَذِه النُّسْخَة بِخَط شمس الدّين الْمَذْكُور ملكه فلَان وَحفظه أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين قَالَ أَنْشدني شمس الدّين الْمَذْكُور لنَفسِهِ (أعز الله أنصار الْعُيُون ... وخلد ملك هاتيك الجفون) (وضاعف بالفتور لَهَا اقتداراً ... وَأَن تَكُ أَضْعَف عَقْلِي وديني) (وَأبقى دولة الأعطاف فِينَا ... وَأَن جارت على الْقلب الطعين) (واسبغ ظلّ ذَاك الشّعْر يَوْمًا ... على قد بِهِ هيف الغصون) (وصان حجاب هاتيك الثنايا ... وَأَن ثنت الْفُؤَاد إِلَى الشجون) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (رب طباخ مليح ... فاتن الطّرف غرير) (مالكي أصبح لَكِن ... شغلوه بالقدور) وأنشدني قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ أَسِير اجفان بخد أسيل كليم أحشاء لطرف كليل) (فِي حب من حظي كشعر لَهُ ... لَكِن قصير ذَا وَهَذَا طَوِيل) (لَيْسَ خَلِيلًا لي وَلكنه ... يضرم فِي الأحشاء نَار الْخَلِيل) (يَا ردفه جرت على خصره ... رفقا بِهِ مَا أَنْت إِلَّا ثقيل)

وأنشدني قَالَ أندشني لنَفسِهِ من قصيدة (وَقد سود حظي من ... ك يَا أبهى الورى غره) (سَواد الْخَال والعار ... ض والمقلة والطره) (قديم الهجر من لفتى ... قديم فِي الْهوى هجره) (فكم يلقاه بالابعا ... د والآيعاد والنفره) (وَلَا يشكو وَلَا تطر ... ح فِي قفته كَسره) (رَأينَا من حَنى وجفا ... وَلَكِن زِدْت فِي كره) (فقد أَصبَحت لَا أم ... لَك من صبري وَلَا ذره) (وَقد صيرني هجر ... ك فِي كس أُخْت مَا أكره) (عذيري فِيهِ من قمر ... يُرِيك بخده الزهره) (إِذا قَارن بالأكؤ ... س إِذْ يشْربهَا ثغره) (أَرَاك الذَّهَب الْمصر ... ى فَوق الْفضة النقره) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (للمنطقيين أشتكي أبدا ... عَيْني رقيبي فليته هجعا) (حاذرها منأحبه فَأبى ... أَن تختلي سَاعَة ونجتمعا) (كَيفَ عدت دايماً وَمَا انفصلت ... مَانِعَة الْجمع والخلو مَعًا) قلت فِيهِ فَسَاد فِي الْمَعْنى وَقد ذكرته وأوضحته فِي كتابي الْمُسَمّى بفض الختام عَن التورية والاستخدام ونقلت من خطه لَهُ (حل ثَلَاثًا يَوْم حمامه ... ذوابياً تعبق مِنْهَا الغوال) (فَقلت وَالْقَصْد ذؤاباته ... واسهري فِي ذِي اللَّيَالِي الطوَال) ونقلت مِنْهُ لَهُ (لم أنس لما زارني مُقبلا ... اولاني الْوَصْل وَمَا ألوى) ) (وَقعت بالرشف على ثغره ... وَقع المساطيل على حلوى) ونقلت مِنْهُ لَهُ (يَا ذَا الَّذِي صد عَن محب ... أذاب فِيهِ الغرام قلبخ) (مَالك فِي الهجر من دَلِيل ... لَكِن هَذَا علو قبَّة)

ونقلت مِنْهُ لَهُ (رأى رضاباً عَن تس ... ليه أولو الْعِشْق سلوا) (مَا ذاقه وشاقه ... هَذَا وَمَا كَيفَ وَلَو) ونقلت مِنْهُ لَهُ (يَا ذَا الَّذِي نَام عَن جفني ... وَنبهَ الوجد والجوى لي) (جفني خراجيه دموع ... شوقاً إِلَى وَجهك الْهِلَالِي) ونقلت مِنْهُ لَهُ (وَحقّ هذي الْأَعْين الساحره ... وَحسن هذي الوجنة الزاهره) (لَو أَنَّهَا واصلتي لم يبت ... قلبِي مِنْهَا وَهُوَ بالهاجره) (بِاللَّه خف اثمي يَا قاتلي ... فاليوم دنيا وَغدا آخِره) (قلبِي مصر لَك مَا باله ... قد ذاب من أخلاقك القاهره) ونقلت مِنْهُ لَهُ (يَا من أَطَالَ التجني ... وَقد أسا فِي التوخي) (أسرفت تيهاً وعجباً ... وَكَثْرَة الشد يُرْخِي) ونقلت مِنْهُ لَهُ (يَا رب أحوى أحور لم يزل ... يعطفني الْحبّ على عطفه) (كَأَن روض النيربين انْثَنَتْ ... تروى كَمَال الْحسن عَن وَصفه) (من عاين الدهشة فِي وَجهه ... درى بِأَن السهْم من طرفه) وَمن شعره وَمن خطه نقلت (أحلى من الشهد من هويت وَكم ... فتث بِهِ فِي الْهوى مرارات) (وَكَيف تستطاب ريقته ... وثغره سكر سنينات) ) ونقلت مِنْهُ لَهُ (يَا خَاله خضرَة بعارضه ... حبستها عَن متيم مغرى) (كف عَن العاشقين مُقْتَصرا ... هَل أَنْت إِلَّا حويرس الخضرا) ونقلت مِنْهُ لَهُ (قَامَت حروب الزهر مَا ... بَين الرياض السندسيه)

(وَأَتَتْ يوش الآس تغ ... زو رَوْضَة الْورْد الجنيه) (لَكِنَّهَا كسرت لأ ... ن الْورْد شوكته قويه) ونقلت مِنْهُ لَهُ (بمهجتي سُلْطَان حسن غَدا ... يجور فِي الْحبّ وَلَا يعدل) (يَا عاشقيه حاذروا صُدْغه ... فَهُوَ الحشيشي الَّذِي يقتل) ونقلت مِنْهُ لَهُ (هَذَا الْفَقِير الذيي ترَاهُ ... كالفرخ ملقى بِغَيْر ريش) (قد قتلته الْحَشِيش سكرا ... وَالْقَتْل من عَادَة الْحَشِيش) ونقلت مِنْهُ لَهُ من المقامة الاقطاعية (مثل الغزال نظرة ولفتة ... من ذَا رَآهُ مُقبلا وَلَا افْتتن) (أعذب خلق الله ثغراً فَمَا ... إِن لم يكن أَحَق بالْحسنِ فَمن) (فِي ثغره وخده وصدغه ... المَاء والخضرة وَالْوَجْه الْحسن) وَمن شعره (عذار فِيهِ قد عبثوا ... محبوه وَقد عنتوا) (يخَاف عُيُون واشيه ... قفيمشي ثمَّ يلْتَفت) ونقلت مِنْهُ لَهُ (بِلَا غيبَة للبدر وَجهك أجمل ... وَمَا أَنا فِيمَا قلته متجمل) (لحاظك أسياف ذُكُور فَمَا لَهَا ... كَمَا زَعَمُوا مثل الأرامل تغزل) (وعهدي أَن الشَّمْس بالصحو آذَنت ... وسكري أرَاهُ فِي محياك يقبل) ونقلت مِنْهُ لَهُ) (حللت بأحشاء لَهَا مِنْك قَاتل ... فَهَل أَنْت فِيهَا نَازل أم منَازِل) (أرى اللَّيْل مذ حجبت مَا حَال لَونه ... على أَنه بيني وَبَيْنك حايل) (أيسعدني يَا طلعة البد طالع ... وَمن شقوتي خطّ بخديك نَازل) (وَلَو أَن قسا واصف مِنْك وجنة ... لأعجزه نبت بهَا وَهُوَ بَاقِل) ونقلت مِنْهُ لَهُ (وَلَقَد أتيت إِلَى جنابك قَاضِيا ... باللثم للعتبات بعض الْوَاجِب)

(وأتيت أقصد زورة أحيى بهَا ... فَرددت يَا عَيْني هُنَاكَ بحاجب) ونقلت مِنْهُ لَهُ (إِذا مَا رمت حل البند قَالَت ... معاطفه حمانا لَا يحل) (وَإِن جليت بوجنته مدام ... يرى لعذاره دور وَنزل) وَمن شعره (رأى المسيحيون مِنْهُ دمية ... تعطو كبدر فَوق غُصْن مَا يَد) (فبرهنوا تثليثهم بكشله ... لما رَأَوْا ثَلَاثَة فِي وَاحِد) وملا توفّي شمس الدّين مُحَمَّد الْمَذْكُور قَالَ وَالِده عفيف الدّين يرثيه وَيذكر أَخَاهُ مُحَمَّدًا أَيْضا (مَا لي بفقد المحمدين يَد ... مضى أخي ثمَّ بعده الْوَلَد) (يَا نَار قلبِي وَأَيْنَ قلبِي أَو ... يَا كَبِدِي لَو تكون لي كبد) (يَا بَايع الْمَوْت مُشْتَرِيه أَنا ... فالصبر مَالا يصاب وَالْجَلد) (أَيْن البنان الَّتِي إِذا كتبت ... وعاين النَّاس خطها سجدوا) (أَيْن الثنايا الَّتِي إِذا ابتسمت ... أَو نطقت لَاحَ لُؤْلُؤ نضد) (مَا فقدتك الأقران يَا وَلَدي ... وَإِنَّمَا شمس أفقهم فقدوا) (مُحَمَّد يَا مُحَمَّد عددا ... وَمَا لما لَيْسَ يَنْتَهِي عدد) مِنْهَا (مَاذَا على الغاسلين إِذْ قرب ال ... أَمْلَاك مِنْهُ لَو أَنهم بعدوا) (قد حملت نَفسه الْعُلُوم إِلَى ال ... فردوس والنعش فَوْقه الْجَسَد) (أبكيت خَالَاتك الضواحك من ... قبل وَمَا من صفاتك النكد) ) (أبكيت خَالَاتك الضواحك من ... قبل وَمَا من صفاتك النكد) (بِي كبر مسني وأمك قد ... شاخت فَمن أَيْن لي ترى ولد) (وهبه قد كَانَ لي فمثلك لَا ... يُرْجَى وَأَيْنَ الزَّمَان والأمد) وَمِنْهَا

(يَا لَيْتَني لم أكن أَبَا لَك أَو ... يَا لَيْت مَا كنت أَنْت لي ولد) (لَو أَن عَيْني مِنْك مَا رأتا ... مَا رأتا مَا دهاهما الرمد) (لَو أَن أُذُنِي مِنْك مَا سمعا ... نطقاً لما صمتا لما أجد) (لَو احتماليك باليدين إِلَى ... صَدْرِي لم ترتعش عَلَيْك يَد) قيل أَنه عمل مرّة جمَاعَة سَمَاعا حسنا وَكَانَ فِيهِ ملاح فبعثوا مِنْهُم مليحاً إِلَى شمس الدّين مُحَمَّد يطلبونه من وَالِده فَلَمَّا جَاءَ الرَّسُول كتب وَالِده على يَده (أرسلتما لي رَسُولا فِي رسَالَته ... حُلْو المراشف والأعطاف واليهف) (وقدتما ويسيراً ذَاك أنكما ... وَقد تما النَّار فِي ابدي الضنى دنف) فَلَمَّا حضر وَلَده وبلغته الْوَاقِعَة واطلعل على مَجِيء الرَّسُول كتب إِلَى وَالِده (مولَايَ كَيفَ انثني عَنْك الرَّسُول وَلم ... تكن لوردة خديه بمقتطف) (جاءتك من بَحر ذَاك الْحسن لؤلؤة ... فَكيف عَادَتْ بِلَا ثقب إِلَى الصدف) الْعلم الْحَمَوِيّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِالْعلمِ الْحَمَوِيّ كَانَ شَيخا صَالحا زاهداً عابداً ورعاً فَاضلا أديباً حسن الْعشْرَة قَالَ أَخُو الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ (يمشي ويعثر بالعيون أَمَامه ... وَإِذا اسْتَدَارَ تعثرت من خَلفه) (وحلا مَكَان نطاقه فَكَأَنَّهُ ... شعْبَان كل حلاوة فِي نصفه) توفّي بِدِمَشْق بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية سنة إحد وَثَمَانِينَ وست ماية وَقد تجَاوز التسعين وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير ابْن النفيس الْمُفَسّر مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن الْحسن بن الْحُسَيْن الْعَلامَة الزَّاهِد جمال الدّين أَبُو عبد الله الْبَلْخِي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْمُفَسّر الْمَعْرُوف بِابْن النَّقِيب أحد الأيمة ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَدخل عشرَة وَدخل الْقَاهِرَة ودرس بالعاشورية ثمَّ تَركهَا وَأقَام بالجامع الْأَزْهَر مُدَّة) وَكَانَ صَالحا زاهداً متواضعاً عديم التَّكَلُّف أنكر على الشاجعي مرّة انكاراً تَاما بِحَيْثُ إِن هابه وَطلب رِضَاهُ وَكَانَ الأكابر يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ زايرين ويلتمسون دعاءه وَصرف عمته أَكثر دهره إِلَى التَّفْسِير وصنف تَفْسِيرا حافلاً جمع فِيهِ خمسين مصنفاً وَذكر فِيهِ أَسبَاب النُّزُول والقراآت وَالْإِعْرَاب واللغة والحقايق وَعلم الْبَاطِن قيل إِنَّه فِي خمسين مجلدة سمع الشَّيْخ شمس الدّين مِنْهُ

حَدِيث عَليّ بن حَرْب وبالتفسير نُسْخَة بِجَامِع الْحَاكِم بِالْقَاهِرَةِ أظنها فِي ثَمَانِينَ مجلدة توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وست ماية شمس الدّين ابْن أبي الْعِزّ الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي الْعِزّ بن وهيب الإِمَام الْمُفْتِي شمس الدّين ابْن الْعَلامَة الأوجد شيخ الطايفة قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الْحَنَفِيّ مدرس النورية والعذراوية كَانَ من كبار الْحَنَفِيَّة مَقْصُودا بالفتوى أفتى نيفاً وثلثين سنة وناب فِي الْقَضَاء عَن وَالِده بِدِمَشْق وَكَانَ منقبضاً عَن النَّاس وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست ماية وجيه الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الإِمَام الْمُفْتِي وجيه الدّين الرُّومِي القونوي الْحَنَفِيّ إِمَام الربوة شيخ فَاضل متواضع ولي تدريس العزية الَّتِي بالميادين وَأعَاد وَأفْتى وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست ماية قَاضِي الْقُضَاة الزواوي الْمَالِكِي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سرُور الْبَرْبَرِي الزواوي لقَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين أَبُو عبد الله المغربي الْمَالِكِي ولد فِي حُدُود سنة ثلثين وَقدم الْإسْكَنْدَريَّة حَدثا فتفقهن بهَا وبرع فِي الْمَذْهَب وفرط فِي السماع من ابْن رواج والسبط ثمَّ سمع من أبي عبد الله المرسي وَابْن الْعَبَّاس الْقُرْطُبِيّ وَالشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وَالشَّيْخ أبي مُحَمَّد ابْن برطلة وعالج الشُّرُوط وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَحكم بالشرقية وَغير مَكَان ثمَّ قدم على قَضَاء دمشق سنة سبع وَثَمَانِينَ فَحكم بهَا ثلثين سنة وَكَانَ ذَا قُوَّة وصرامة بتؤده وَكَانَ ماضي الْأَحْكَام بتاتاً دينا ورعاً عَارِفًا بمذهبه حصل لَهُ فِي آخر عمره فالج ورعشة وَبَقِي ينْطق بِمَشَقَّة وَعجز عَن الْعَلامَة واستناب من يكْتب عَنهُ ثمَّ عزل قبيل وَفَاته بِابْن سَلامَة بِنَحْوِ من عشْرين يَوْمًا توفّي سنة سبع عشرَة وَسبع ماية وَلم يسْرع إِلَيْهِ الشيب إِمَام مَسْجِد قداح مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشَّيْخ الصَّالح الْمُقْرِئ أَبُو عبد الله بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن يُوسُف الصنهاجي المراكشي الإسكندري إِمَام مَسْجِد قداح سمع عبد الوهاي بن رواج ومظفر ابْن الفوى أَخذ عَنهُ الرحالون وَكتب فِي الإجازات وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَسبع ماية) ابْن الْمُنِير المراوحي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن فَرح بن الْمُنِير الْكِنْدِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي سمع من أبي الْحسن عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة الشَّافِعِي وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ مجد الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَكَانَ دينا صَالحا ورعاً تولى الحكم بأرمنت وأدفو وبأسوان وبقفط وَفِي كل ولَايَة تولاها كَانَ على خير من الْوَرع والتقشف وزرق عشرَة أَوْلَاد مِنْهُم ذُكُور سَبْعَة وَثلث أناث وَكَانَ لَهُ ثلث نسْوَة وَكَانَ يضيق رزقه عَلَيْهِ فَيعْمل المرواح بِيَدِهِ وَيَأْكُل من ثمنهَا فَعرف بالمراوحي وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وست ماية وَمن شعره

الرزق مقسوم فقصر فِي الأمل واستقبل الْأُخْرَى بإصلاح الْعَمَل وجانب النّوم وإخوان الكسل واهجل بني الدُّنْيَا رَجَاء ووجل فقد جرى الرزق بِتَقْدِير الْأَجَل فالذل من أَي الْوُجُوه يحْتَمل ابْن الْفَخر الشَّافِعِي مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد تَاج الدّين ابْن الْفَخر سمع من أبي عبد الله مُحَمَّد بن غَالب الجياني بِمَكَّة وَمن تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد بِالْقَاهِرَةِ من غَيرهمَا وَحدث بقوص وَغَيرهَا واشتغل بِالْعلمِ وَكَانَ متعبداً مُمْتَنعا من الْغَيْبَة وسماعها وَله فِي السماع حَال حسن وَكتب الْخط الْجيد وَكتب كثيرا من الحَدِيث وَالْفِقْه وَغير ذَلِك قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَلما عدل بعض الْجَمَاعَة بقوص فِي أَيَّام ابْن السديد قَامَ فِي ذَلِك وَقصد أَن لَا يَقع وَتوجه إِلَى مصر وَقَالَ قصيدة سَمعتهَا مِنْهُ أَولهَا (شريعتنا قد انْحَلَّت عراها ... فحي على الْبكاء لما عراها) وَأقَام بِمصْر فَتوفي بهَا فِي سنة إِحْدَى وثلثين وَسبع ماية تَقِيّ الدّين الجعبري مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْمُحدث الْفَقِيه الْفَاضِل تَقِيّ الدّين الجعبري الشَّافِعِي الشَّاهِد ولد سنة سِتّ وَسبع ماية سمع من الحجار وطبقته وقرأن كثيرا وَتخرج بو الدحميه شَيخنَا الْحَافِظ جمال الدّين الْمزي وَقَرَأَ على الْعَامَّة وَهِي رفيقي فِي أَكثر مسموعاتي بِالشَّام وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَسبع ماية وأجزت لَهُ ولأولاده) القَاضِي ابْن سَمَّاعَة مُحَمَّد بن سَمَّاعَة بن عبد الله بن هِلَال بن وَكِيع بن بشر أَبُو عبد الله القَاضِي الْحَنَفِيّ التَّمِيمِي ولد سنة ثلثين وماية وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا صَاحب اختيارات فِي الْمَذْهَب وَرِوَايَات وَله المصنفات الحسان وَهُوَ من الْحفاظ الثِّقَات قَالَ ابْن معِين لَو كَانَ أهل الحَدِيث يصدقون كَمَا يصدق ابْن سَمَّاعَة فِي الرَّأْي لكانوا فِيهِ على نِهَايَة كَانَ يُصَلِّي كل يَوْم مايتي رَكْعَة وَقَالَ مكثت أَرْبَعِينَ سنة لم تفتني التَّكْبِيرَة الأولى إِلَّا يَوْمًا وَاحِدًا مَاتَت فِيهِ أُمِّي فاتتني صَلَاة الْجَمَاعَة فَقُمْت فَصليت خمْسا وَعشْرين صَلَاة أُرِيد بذلك الضعْف فَنمت فَقيل لي قد صليت وَلَكِن كَيفَ لَك بتأمين الملايكة ولي الْقَضَاء لهرون الرشيد بعد يُوسُف بن أبي يُوسُف إِلَى أَن ضعف بَصَره فَعَزله المعتصم توفّي سنة ثلث وثلثين وماتين

العوقي مُحَمَّد بن سِنَان العوقي بِفَتْح الْوَاو والعوقة حَيّ من الأزد بِالْبَصْرَةِ نزل فيهم روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه عَن رجل عَنهُ وروى عَنهُ جمَاعَة وثقة ابْن معِين وَتُوفِّي سنة ثلث وَعشْرين وماتين الْقَزاز مُحَمَّد بن سِنَان بن يزِيد أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ الْقَزاز صَاحب الْجُزْء الْمَعْرُوف بِهِ رَمَاه أَبُو دَاوُد بِالْكَذِبِ وَأما الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وماتين الْمُعظم صَاحب الجزيرة مُحَمَّد بن سنجر شاه بن غَازِي بن مودود الْملك الْمُعظم صَاحب الجزيرة العمرية وَابْن صَاحبهَا بَقِي فِي الْملك ثلثا واربعين سنة لقبه معز الدّين تزوج ابْنه ببنت بدر الدّين صَاحب الْموصل وَكَانَ دينا قبل السلطنة فَلَمَّا طَالَتْ أَيَّامه تجبر وتفرعن وظلم وَكَانَ الْكَامِل صَاحب مصر يهاديه ويراسله وَكَذَلِكَ الْخَلِيفَة وَصَاحب الْموصل ويحترمونه لكَونه بَقِيَّة الْبَيْت الأتابكي تملك الجزيرة بعد أَبِيه المسعود زوج بنت صَاحب الْموصل فبغى عَلَيْهِ صَاحب الْموصل وغرقه وَتُوفِّي الْمُعظم نسة ثَمَان وَأَرْبَعين وست ماية

ابن سهيل

3 - (ابْن سُهَيْل) ابْن دويد مُحَمَّد بن سهل بن عَسْكَر بن عمَارَة أَبُو بكر البُخَارِيّ وَيعرف بِابْن دويد سكن بَغْدَاد وَحج مرَارًا حدث عَن عبد الرَّزَّاق وَغَيره وروى عَنهُ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد وَغَيره وَكَانَ صَالحا ثِقَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وماتين أَبُو الفضايل الحاجي مُحَمَّد بن سهل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن طَاهِر بن بكران أَبُو الفضايل ابْن أبي عَليّ الحاجي الْمُقْرِئ من أهل اصبهان قدمن بَغْدَاد وأقرأ بهَا الْقُرْآن بِحرف الْكسَائي عَن أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن مُوسَى المزين عَن الْبَاطِرْقَانِيُّ وَحدث عَن الشريف أبي عبد الله اسمعيل بن الْحسن الحسني قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَسمع مِنْهُ الحَدِيث الْمُبَارك بن كَامِل بن أبي غَالب الْخفاف توفّي سنة سبعين وَخمْس ماية مُحَمَّد بن سهل الْمَرْزُبَان الكرجي الأشل الجهارعتي أَبُو مَنْصُور ويلقب بالباحث عَم معتاص الْعلم هُوَ من أهل الكرج وَهُوَ أحد البلغاء الفصحاء قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء لم تقع إِلَيّ وَفَاته وَلَا شَيْء من شَأْنه غير أَنِّي وجدت فِي كِتَابه الْمُنْتَهى فِي الْكَمَال أَنْشدني ابْن طَبَاطَبَا الْعلوِي وَابْن طَبَاطَبَا مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثلث ماية قَالَ مُحَمَّد بن اسحق قَالَ لي من رَآهُ أَنه أشل الْيَد وَله من الْكتب المتهى فِي الْكَمَال يحتوي على اثْنَي عشر كتابا وَهِي كتاب مدح الْأَدَب كتاب صفة البلاغة كتاب الدُّعَاء والتحاميد كتاب الشوق والفراق كتاب الحنيني إِلَى الأوطان كتاب التهاني والتعازي كتاب لأمل والمأمول كتاب التَّنْبِيهَات والطلب كتاب الْحَمد والذم كتاب الاعتذارات كتاب الْأَلْفَاظ كتاب نفايس الحكم الْبَصْرِيّ المكفوف مُحَمَّد بن سَوَاء بن عنبر السدُوسِي أَبُو الْخطاب الْبَصْرِيّ المكفوف كَانَ ثِقَة نبيلاً روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وماية

ابن سوار

3 - (ابْن سوار) ابْن سوار الأشبوني مُحَمَّد بن سوار أَبُو بكر الْكَاتِب الأشبوني من شعراء الذَّخِيرَة من شعره (خالستها وتبسمت فظننتها ... عَن مثل مَا فِي نحرها تتبسم) (فتشابهت مِنْهَا الثلثة أضْرب ... عقد وثغر وَاضح وَتكلم) (لَو كَانَ مرئياً جمان حَدِيثهَا ... للرأيت مِنْهُ أجل شَيْء ينظم) (وَمَضَت تجر وَرَاءَهَا شعرًا كَمَا ... أَعْطَاك جَانِبه الْغُرَاب الأسحم) (يمحو مواقع أَثَرهَا فَكَأَنَّهُ ... يخفيه عَن عين الرَّقِيب ويكتم) مِنْهَا (هلا الْتَقَيْنَا حَيْثُ تنكسر الظبي ... والهام تسْقط والقنا تتحطم) (والجود أدكم بالغبار قَمِيصه ... والجيش أرعن وَالْخَمِيس عَرَمْرَم) (وَكَأن يَوْم الْحَشْر فِيهِ جموعنا ... وَكَأن غلي الْحَرْب فِيهِ جَهَنَّم) (وَكَأن كل كمي حَرْب مارد ... تهوي إِلَيْهِ من الأسنة أنجم) (حَتَّى علوناهم بِكُل مهند ... يبكي فتحسبه لَهُم يترحم) وَمن شعره (وَفِي الخدر مَكْحُول الجفون صِفَاته ... من السحر معسول الرضاب شنيب) (إِذا مَا أدَار الكأس من مثل رِيقه ... تمايل غُصْن وارجحن كثيب) (فأجفانه سكارى وَنحن وقده ... وكل بِمَا استولى عَلَيْهِ مريب) (ويهتز نوار الملاحة حوله ... فيعبق من أنفاسه ويطيب) (على مثل أَيَّام الزَّمَان الَّذِي مضى ... تشق قُلُوب لَا تشق جُيُوب) وَمن شعره أَيْضا (فِي لَيْلَة عَبث المحاق ببدرها ... غَضبا فقصر عمره وأطالها)

(سَوْدَاء أشرق نجمها فَلَو أنني ... أجري على فلك لَكُنْت هلالها) (وَلَقَد فتكت بِقُرْطِهَا وبمرطها ... حَتَّى هتكت حجولها وحجالها) ابْن اسرائيل مُحَمَّد بن سوار بن إِسْرَائِيل بن الْخضر بن إِسْرَائِيل بن الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن نجم الدّين أَبُو الْمَعَالِي الشَّيْبَانِيّ ولد بِدِمَشْق سنة ثلث وست ماية وَتُوفِّي بهَا فِي شهر) ربيع الآخر سنة سبع وَسبعين وست ماية صحب الشَّيْخ عَليّ الحريري من سنة ثَمَانِي عشرَة وَلبس الْخِرْقَة من الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي وَسمع عَلَيْهِ وَأَجْلسهُ فِي ثلث خلوات وَكَانَ قَادِرًا على النّظم مكثراً مِنْهُ مدح الْأُمَرَاء والكبار سَأَلت عَنهُ الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين أَبَا الثَّنَاء مَحْمُودًا وطبقته فِي النّظم فَقَالَ كَانَ شعره فِي الأول جيدا فَلَمَّا سلك طَرِيق ابْن الفارض وَقَالَ فِي الْمظَاهر أَن تحس نظمه ولعمري هُوَ كَمَا قَالَ تجرد نجم الدّين وسافر إِلَى الْبِلَاد على قدم الْفُقَرَاء وَقضى الْأَوْقَات الطّيبَة وَجَاء إِلَى صفد مَعَ ابْن الفصيح المغنى وَكَانَ رَيْحَانَة الْمشَاهد وديباجة السماعات وَلم يكن لَهُ طبع فِي الرقص يخرج فِيهِ عَن الضَّرْب ويلتفت إِلَى المغاني وَيَقُول خَرجْتُمْ عَن الضَّرْب فَيَقُولُونَ لَهُ الله يعلم من هُوَ الَّذِي خرج حضر فِي بعض اللَّيَالِي وقتا وَفِيه نجم الدّين بن الْحَكِيم الْحَمَوِيّ فغنى الْمُغنِي بقوله (وَمَا أَنْت غير الْكَوْن بل أَنْت عينه ... وَيفهم هَذَا السِّرّ من هُوَ ذايق) فَقَالَ ابْن الْحَكِيم كفرت وتشوش الْوَقْت فَقَالَ ابْن إِسْرَائِيل لَا مَا كفرت وَلَكِن انت مَا تفهم هَذِه الْأَشْيَاء ودفنن عَن الشَّيْخ رسْلَان بِدِمَشْق وشيع جنَازَته قَاضِي الْقُضَاة ابْن خلطان والأعيان والفقراء واللخق وروى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن اليونيني والدمياطي والبرزالي وَغَيرهم من شعره أَنْشدني الشَّيْخ الْحَافِظ علم الدّين البرزالي رَحمَه الله تَعَالَى قِرَاءَة مني عَلَيْهِ قلت لَهُ أخْبركُم الشَّيْخ نجم الدّين بن إِسْرَائِيل من لَفظه سَمَاعا لنَفسِهِ فَأقر بِهِ إِنَّهَا باسم من إِلَيْهِ سراها وَهِي قصيدة مَشْهُورَة مدح بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن شعره (يَا هاجري وَله خيال وَاصل ... أتراك تسمع بعض مَا أَنا قايل) (مَا كَانَ ذَنبي حِين خُنْت مودتي ... وهجرتني ظلما وهجرك قَاتل) (أَصبَحت تظلمني وظلمك بَارِد ... وتميل عَن وَصلي وقدك مايل) (وأراك مقترب الزَّمَان وبيننا ... بجفاك يَا أمل النُّفُوس مراحل) (أَصبَحت من ذهبي خدك فِي غنى ... عَمَّا سواهُ فَلم عذارك سايل)

(ديوَان حبك فِيهِ طرفك نَاظر ... وَالصَّبْر مصرف وسقمي حَاصِل) (وعذار خدك بالغرام موقع ... وهواك مستوف وقدك عَامل) (أذكى الصَّبِي نَار الْجمال بخده ... فلذاك نرجس ناظريه ذابل) ) وَمِنْه (يَا سيد الْحُكَمَاء هذي سنة ... فتنية فِي الطِّبّ أَنْت سننتها) (أَو كلما كلت سيوف جفون من ... سفكت لواحظه الدِّمَاء سننتها) وَمِنْه (خلا مِنْهُ طرفِي وامتلا مِنْهُ خاطري ... فطرفي لَهُ شَاك وقلبي شَاكر) (وَلَو أنني أنصفت لم تشك مقلتي ... بعاداً وذرات الْوُجُود مظَاهر) هَذَا قَول بالاتحاد وَأكْثر شعره الشمؤم مَمْلُوء من هَذِه الْمَقَاصِد وَله وَاقعَة غَرِيبَة مَعَ شهَاب الدّين ابْن الخيمي ترد إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته وَحكى لي من أَثِق بِهِ قَالَ أَخْبرنِي عَن الدّين الدربندي الْمُؤَذّن قَالَ أَخْبرنِي نجم الدّين ابْن إِسْرَائِيل قَالَ أضقت فِي بعض الْأَوْقَات إضاقة عَظِيمَة فَقلت فِي نَفسِي وَالله لَا مدحت أحدا غير الله تَعَالَى ونظمت القصيدة السينية الَّتِي أَولهَا (يَا ناق مَا دون الأثيل معرس ... جدي فصبحك قد بدا يتنفس) (واستصبحي عزماً يبلغط الْحمى ... لتظل تغبطك الْجَوَارِي الكنس) قَالَ وَجَاءَت وَهِي اثْنَان وَسِتُّونَ بَيْتا وَكَانَ لي عَادَة أَن أنظم القصيدة وأنقحها فِيمَا بعد فعرضت هَذِه القصيدة فَلم أر فِيهَا مَا يحذف ونمت لَيْلَتي فَلَمَّا كَانَ من الْغَد وَإِذا أَنا بِالْبَابِ يدق فَقُمْت فَوجدت قَاصِدا من مصر وَمَعَهُ كتاب الْأَمِير جمال الدّين بن يغمور وصحبته صرة ذهب وَقَالَ الْأَمِير يسلم عَلَيْك وَهَذِه برسم النَّفَقَة قَالَ فعددت الذَّهَب فَكَانَ اثْنَيْنِ وستيم دِينَارا أَو كَمَا قَالَ الْكُوفِي مُحَمَّد بن سوقة الغنوي الْكُوفِي قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة مرضِي وَقد روى لَهُ الْجَمَاعَة توفّي سنة خمسين وماية

العابر مُحَمَّد بن سِيرِين الْبَصْرِيّ أَبُو بكر الْأنْصَارِيّ الرباني صَاحب التَّعْبِير مولى أنس بن مَالك كَانَ سِيرِين من سبي جرجرايا فكاتب أنسا على مَال جليل فوفاه ولد مُحَمَّد لِسنتَيْنِ بَقِيَتَا من خلَافَة عمر أَو عُثْمَان سمع أَبَا هُرَيْرَة وَعمْرَان بن حُصَيْن وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وعدي بن حَاتِم وأنساً وَعبيدَة السَّلمَانِي وشريحاً وطايفة وَكَانَ قَصِيرا عَظِيم الْبَطن لَهُ وفرة يفرق شعره كثير المزح والضحك يخضب بِالْحِنَّاءِ وَكَانَ إِذا ذكر الْمَوْت مَاتَ كل عُضْو مِنْهُ يَصُوم) يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَمَا كَانَ عِنْد سُلْطَان أَصْلَب مِنْهُ قَالَ معمر جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت حمامة التقمت لؤلؤة فَخرجت مِنْهَا أعظم مِمَّا كَانَت وَرَأَيْت حمامة أُخْرَى التقمت أُخْرَى فَخرجت أَصْغَر أَصْغَر مِمَّا دخلت وَرَأَيْت أُخْرَى التقمت أُخْرَى فَخرجت كَمَا دخلت سَوَاء فَقَالَ ابْن سِيرِين أما الَّتِي خرجت أكبر فَذَلِك الْحسن سمع الحَدِيث فيجوده بمنطقه ويصل فِيهِ من مواعظه وَأما الَّتِي خرجت أَصْغَر فَهُوَ مُحَمَّد بن سِيرِين يسمع الحَدِيث فينقص مِنْهُ وَأما الَّتِي خرجت كَمَا دخلت فَهُوَ قَتَادَة قهو أحفظ النَّاس وَقيل لَهُ رَأَيْت كأ الجوزاء تقدّمت الثريا فَقَالَ هَذَا الْحسن يَمُوت قبلي ثمَّ أتبعه وَهُوَ أرفع مني وَقد جَاءَ عَنهُ فِي التَّعْبِير عجايب وَكَانَ لَهُ فِي ذَلِك تأييد إلهي روى عَنهُ الْجَمَاعَة توفّي سنة عشر وماية وَكَانَت أمه صَفِيَّة مولاة أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول الْحسن الْبَصْرِيّ سيد سمح وَإِذا حدث الْأَصَم بِشَيْء يَعْنِي ابْن سِيرِين فاشدد يَديك وَقَتَادَة حَاطِب ليل اليونيني الصَّالح مُحَمَّد بن سيف بن مهْدي أَبُو عبد الله اليونيني الشَّيْخ الصَّالح صحب الشَّيْخ عبد الْكَرِيم وَأخذ عَنهُ وانتفع بِهِ ثمَّ انْقَطع فِي زَاوِيَة الشَّيْخ الصَّالح صحب الشَّيْخ عبد الركيم وَأخذ عَنهُ وانتفع بِهِ ثمَّ انْقَطع فِي زَاوِيَة اتخذها فِي كرم لَهُ قبلي يونين وَانْقطع بهَا وَكَانَ حُلْو الْعبارَة حسن الحَدِيث والمذاكرة بأخبار الصَّالِحين عِنْده كرم وسعة صدر وَتُوفِّي وَقد جَاوز السّبْعين سنة خمس وَخمسين وست ماية الْملك الْحَافِظ غياث الدّين مُحَمَّد بن شاهنشاه ابْن الْملك الأمجد بهْرَام شاه ابْن فروخشاه بن شاهنشاه بن أَيُّوب الْملك الْحَافِظ غياث الدّين ولد بِدِمَشْق أَو ببعلبك سنة سِتّ عشرَة وَسمع البُخَارِيّ من الزبيدِيّ وَحدث بِهِ وَأَجَازَ مروياته للشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا متميزاً نسخ الْكثير بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب وَخلف عدَّة أَوْلَاد وَتُوفِّي سنة ثلث وَثَمَانِينَ وست ماية الْعَقْرَب الغرناطي مُحَمَّد بن شبية الإقليمي الْكَاتِب من إقليم غرناطة يلقب بالعقرب أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي التُّحْفَة (لله حَيّ يَا أميم حواك ... وحمايم فَوق الغصون حواك) (غنين حَتَّى خلتهن عنينني ... بغنايهن فنحت فِي مغناك) (أذكرتني مَا كنت قد أنسيته ... لقديم هَذَا الدَّهْر من شكواك) (أَشْكُو الزَّمَان إِلَى الزَّمَان وَمن شكا ... نكد الزَّمَان إِلَى الزَّمَان فشاك) )

ابن شجاع

3 - (ابْن شُجَاع) أَبُو الْحسن الْمُتَكَلّم مُحَمَّد بن شُجَاع أَبُو الْحسن الْمُتَكَلّم المعتزلي حضر مجْلِس عضد الدولة وكلم أَبَا بكر الباقلاني الْأَشْعَرِيّ فِي مَسْأَلَة كلامية فطول فِي بعض نوبه فَلَمَّا أَخذ أَبُو حسن الْكَلَام فِي نوبَته قَالَ لَهُ القَاضِي أَبُو بكر قد أخللت بِالْجَوَابِ عَن فصل يَا شيخ وَأخذ الباقلاني الْكَلَام على نوبَته فَزَاد فِي الطول فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحسن علاوتك أثقل من حملك فَضَحِك عضد الدولة من ذَلِك أَبُو بكر اللفتواني مُحَمَّد بن شُجَاع بن أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن شيزاد عَليّ بن خرزاذ اللفتواني أَبُو بكر بن أبي نصر الْأَصْبَهَانِيّ سمع أَبَا عَمْرو عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن اسحق بن مندة وَأَبا مَسْعُود سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وَأَبا الْحسن سهل بن عبد الله الْغَازِي وَأَبا بكر بن أَحْمد بن الْحسن بن ماجة الْأَبْهَرِيّ وَأَبا الفوارس طراد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي لما قدم اصبهان وخلقا من أهل اصبهان وَلم يزل يسمع وَيقْرَأ إِلَى أَن توفّي حَتَّى سمع من أقرانه وَمِمَّنْ هُوَ دونه قَالَ ابْن النجار وَكَانَ حَافِظًا لحديثه ومشايخه صَدُوقًا متديناً صنف وَخرج التخاريج وروى الحَدِيث وَقدم بَغْدَاد فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس ماية وَسمع مِنْهُ أَبُو الْفضل بن ناصرٍ وابو المعمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْفَتْح عبد الْوَهَّاب الصَّابُونِي وَابْنه عبد الْخَالِق وَتُوفِّي سنة ثلث وثلثين وَخمْس ماية الْحَافِظ الْحَنَفِيّ الْبَلْخِي مُحَمَّد بن شُجَاع أَبُو عبد الله الْبَلْخِي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْحَافِظ الْحَنَفِيّ أحد الْأَعْلَام الْكِبَار تفقه على الْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي قَالَ ابْن عدي كَانَ يضع أَحَادِيث فِي التَّشْبِيه وينسبها إِلَى أَصْحَاب الحَدِيث يثلبهم بذلك وَكَانَ يَقُول بِالْوَقْفِ وَكَانَ متعبداً كثير التِّلَاوَة وَكَانَ يَقُول من كن الشَّافِعِي إِنَّمَا كَانَ يصحب بربراً الْمُغنِي وَلم يزل يَقُول هَذَا إِلَى أَن حَضرته الْوَفَاة فَقَالَ رحم الله أَبَا عبد الله الشَّافِعِي وَذكر علمه وَقَالَ رجعت عَمَّا كنت أَقُول فِيهِ وَمَات فِي ذِي الْحجَّة فِي صَلَاة الْعَصْر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وماتين

زرقان المعتزلي مُحَمَّد بن شَدَّاد المسمعي المعتزلي الْمَعْرُوف بزرقان كَانَ آخر من حدث عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان قَالَ البرقاين ضَعِيف جدا توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وماتين شمس الدّين الحيالي مُحَمَّد بن شرشيق بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا رَاء سَاكِنة وشين ثَانِيَة مُعْجمَة وَبعدهَا يَا آخر الْحُرُوف سَاكِنة وقاف ابْن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن) صَالح جنكي دوست بن يحيى الزَّاهِد بن مُحَمَّد ابْن دَاوُد بن مُوسَى بن عبد الله بن مُوسَى الجون بن عبد الله الْمَحْض بن الْحسن المثني بن الْحسن السبط بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الشَّيْخ الإِمَام الْعَارِف الْكَامِل شمس الدّين أَبُو الْكَرم ابْن الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة حسام الدّين أبي الْفضل ابْن الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة جمال الدّين أبي عبد الله ابْن الشَّيْخ الإِمَام علم الزهاد شمس الدّين أبي الْمَعَالِي ابْن الشَّيْخ الإِمَام قطب العارفين محيي الدّين أبي مُحَمَّد الجيلي الحسني الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بالحيالي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَألف بعْدهَا لَام وَهِي بَلْدَة من أَعمال سنجار ولد لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وست ماية بالحيال وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وثلثين وَسبع ماية وَدفن بالحيال فِي ترتيبهم عِنْد قبر أَبِيه وجده وأضر قبل مَوته بِنَحْوِ من سِتّ سِنِين وَلم يخلف بعده مثله حفظ الْقُرْآن الْعَظِيم فِي صباه وتفقه للْإِمَام أَحْمد وَسمع الحَدِيث وَهُوَ كَبِير من جمَاعَة مِنْهُم الإِمَام فَخر الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن البُخَارِيّ الْمَقْدِسِي بِدِمَشْق وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن مُحَمَّد ابْن لنصيبي بحلب وَالْإِمَام عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن الزّجاج بِمَكَّة وَالْإِمَام عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مزروع الْمصْرِيّ الْبَصْرِيّ بِالْمَدِينَةِ الشريف ورحل وَحدث بِبَغْدَاد ودمشق والحيال وَغَيرهَا من الْبِلَاد وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَوْلَاده الْمَشَايِخ حسام الدّين عبد الْعَزِيز وَبدر الدّين الْحسن وَعز الدّين الْحُسَيْن وظهير الدّين أَحْمد ومحدث الْعرَاق الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود الدقوقي الْحَنْبَلِيّ وَالشَّيْخ الإِمَام زين الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن شيخ العوينة الْموصِلِي الشَّافِعِي وَالْإِمَام بدر الدّين مُحَمَّد بن الْخَطِيب الإربلي الشَّافِعِي وَخلق وبيته بَيت رياسة وحشمة وسودد ومروءة وَالْخَيْر وَالْإِحْسَان مَعْرُوف بهم لم تمس يَده مُنْذُ نَشأ إِلَى أَن توفّي ذَهَبا وَلَا فضَّة وجوده مَشْهُور مَعْرُوف وَكَانَت لَهُ هَيْبَة فِي النُّفُوس وَعَلِيهِ وقار وَحُرْمَة فِي النُّفُوس وَله كشف وأحوال وَقيام بِعلم وَعمل وزهد وتقوى حسن الشكل مليح الْخلق والخلق وَله وجهة عِنْد الْمُلُوك وَهُوَ لَا يكترث بهم وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد ومحبة شَدِيدَة لمكارمه واصالته وديانته وَلم يزل بَيته إِلَى آخر وَقت يناصحون الْإِسْلَام ويكاتبون صَاحب مصر ونوابه بِالشَّام وَلما كُنَّا بالرحبة سنة تسع وثلثين وَسبع ماية أهديت إِلَيْهِ قماشاً إسكندرياً فأهدى إِلَيّ أَشْيَاء من طرايف سنجار وَلم تزل رسله تَتَرَدَّد إِلَيّ وأخدمهم رَحمَه الله تَعَالَى)

ابن شريف

3 - (ابْن شرِيف) ابْن الوحيد الْكَاتِب مُحَمَّد بن شرِيف بن يُوسُف الْكَاتِب شرف الدّين ابْن الوحيد صَاحب الْخط الفايق وَالنّظم والنثر كَانَ تَامّ الشكل حسن البزة مَوْصُوفا بالشجاعة متكلماً بعدة ألسن يضْرب الْمثل بِحسن كِتَابَته توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع ماية وَقد شاخ فِي شهر شعْبَان سَافر إِلَى الْعرَاق وَاجْتمعَ بياقوت المجود واتهم فِي دينه قيل أَنه وضع الْخمر فِي الدواة وَكتب بهَا الْمُصحف وَأَخُوهُ مدرس الباذرائية مِمَّن يحط عَلَيْهِ ويذكره بالسوء وَكَانَ قد اتَّصل بِخِدْمَة بيبرس الجاشنكير وَأَعْجَبهُ خطه فَكتب لَهُ ختمة فِي سَبْعَة أَجزَاء بلقية ذهبية قلم الْأَشْعَار ثلث كَبِير قطع الْبَغْدَادِيّ دخل فِيهَا جملَة من الذَّهَب أعطَاهُ لَهَا الجاشنكير برسم الليقة لَا غير ألفا وست ماية دِينَار أَو ألفا وَأَرْبع ماية دِينَار فَدخل الختمى سِتّ ماية دِينَار وَأخذ الْبَاقِي فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ مَتى يعود آخر مثل هَذَا يكْتب مثل هَذِه الختمة وزمكها صندل الْمَذْهَب رَأَيْتهَا فِي جَامع الْحَاكِم وَفِي ديوَان الْإِنْشَاء بقلعة الْجَبَل غير مرّة وَهِي وقف بحامع الْحَاكِم وَمَا أعتقد أَن أحدا يكْتب مثلهَا وَلَا مثل وَلَا مثل تزميكها فَإِنَّهُمَا كَانَا فردي زمانهما وَأخذ من الجاشنكير عَلَيْهَا جملَة من الْأُجْرَة وَدخل بِهِ ديوَان الْإِنْشَاء فَمَا أَنْجَب فِي الدِّيوَان وَكَانَت الْكتب الَّتِي تدفع إِلَيْهِ ليكتبها فِي أشغال النَّاس تبيت عِنْده وَمَا تتنجز وَهَذَا تعجيز من الله لمثل هَذَا الْكَاتِب الْعَظِيم فَإِنَّهُ كتب الأقلام السَّبْعَة طبقَة وَأما فصاح النّسخ والمحقق وَالريحَان فَمَا كتبه أحد أحسن مِنْهُ وَهُوَ شيخ خطيب بعلبك وَغَيره وَله رسايل كَثِيرَة وقصيدة سَمَّاهَا سرد اللَّام فِي معنى لامية الْعَجم ونظمه فِيهِ يبس قَلِيل وَأحسن مَا لَهُ نَا نظمه فِي تَفْضِيل الحشيشة على الْخمر (وخضراء لَا الْحَمْرَاء تفعل فعلهَا ... لَهَا وثبات فِي الحشا وثبات) (تؤجج نَارا فِي الحشا وَهِي جنَّة ... وتبدي مرير الطّعْم وَهِي نَبَات) وَمَا قَالَه أَيْضا (جهد الْمُغَفَّل فِي الزَّمَان مضيع ... وَإِن ارتضى أستاذه وزمانه) (كالثور فِي الدولاب يسْعَى وَهُوَ لَا ... يدْرِي الطَّرِيق فَلَا يزَال مَكَانَهُ) وَكَانَ نَاصِر الدّين شَافِع قد وقف على شَيْء من نظم شرف الدّين ابْن الوحيد فَقَالَ (أرانا يراع ابْن الوحيد بدايغاً ... تشوق بِمَا قد أنهجته من الطّرق) (بهَا فَاتَ كل النَّاس سبقاً فحبذا ... يَمِين لَهُ قد أحرزت قصب السَّبق)

) فَقَالَ ابْن الوحيد (يَا شافعاً شفع الْعليا بِحِكْمَتِهِ ... فَسَاد من رَاح ذَا علم وَذَا حسب) (بَانَتْ زِيَادَة خطي بِالسَّمَاعِ لَهُ ... وَكَانَ يحكيه فِي الأوضاع وَالنّسب) (فَجَاءَنِي مِنْهُ مدح صِيغ من ذهب ... مرصعاً بل أَتَى أبهى من الذَّهَب) (فكدت أنْشد لَوْلَا نور بَاطِنه ... أَنا الَّذِي نظر الْأَعْمَى إِلَى أدبي) فَلَمَّا بلغت نَاصِر الدّين شافعاً هَذِه الأبيات قَالَ (نعم نظرت وَلَكِن لم أجد أدباً ... يَا من غَدا وَاحِدًا فِي قلَّة الْأَدَب) (جازيت مدحي وتقريظي بمعيرة ... وَالْعَيْب فِي الراس دون لعيب فِي الذَّنب) (وزدت فِي الْفَخر حَتَّى قلت منتسباً ... بخطك الْيَابِس المرئي كالحطب) (بَانَتْ زِيَادَة خطي بِالسَّمَاعِ لَهُ ... وَكَانَ يحكيه فِي الأوضاع وَالنّسب) (كذبت وَالله لن أرضاه فِي عمري ... يَا ابْن الوحيد وَكم صنفت من كذب) (جازيت دري وَقد نضدته كلما ... يروق سمع الورى درا بمتحلب) (وَمَا فهمت مرادي فِي المديح وَلَو ... فهمته لم توجهه إِلَى الْأَدَب) (سأتبع الْقَاف إِذْ جاوبت مفتخراً ... بالزاي يَا غافلاً عَن سُورَة الْغَضَب) (خَالَفت وزني عَجزا والروي مَعًا ... وَذَاكَ أقبح مَا يرْوى عَن الْعَرَب) قلت ابْن الوحيد مَعْذُور فِي الْعُدُول عَن الْوَزْن والقافية فَإِنَّهُ مَا كَانَ يجد فِي ذَلِك الْوَزْن والقافية مثل قَول أبي الطّيب أَنا الَّذِي نظر الْأَعْمَى إِلَى أدبي لِأَن نَاصِر الدّين شافعاً كَانَ قد عمي بِآخِرهِ رَحمَه الله كلا وَأرْسل ابْن الوحيد إِلَى السراج الْوراق وَقد مرض رقْعَة بِخَطِّهِ وَمَعَهَا أبلوجه سكر فَقَالَ السراج (أرسل لي ابْن الوحيد لما ... مَرضت بالْأَمْس جَام سكر) (ومدحة لي بِخَطِّهِ لي ... فَقلت ذَا سكر مُكَرر) (حلى وحلى فمي وجيدي ... عقد شراب وَعقد جَوْهَر) وَكَانَ الْوَاقِع عَظِيما بَينه وَبَين محيي الدّين ابْن الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْبَغْدَادِيّ لَهُ عمل ذَلِك المنشور الَّذِي أقطعه فِيهِ قايم الهرمل وَأَبُو عروق وَمَا أشبه هَذِه الْأَمَاكِن وَلَقَد وقفت على كتاب خَواص) الْحَيَوَان وَفِي بعضه ذكر الضبع من خَواص شعرهَا أَنه من تحمل بِشَيْء مِنْهُ حدث لَهُ الْبغاء

وَقد كتب ابْن الْبَغْدَادِيّ على الْهَامِش أَخْبرنِي الثِّقَة شرف الدّين ابْن الوحيد الْكَاتِب أَنه جرب ذَلِك فصح مَعَه أَو كَمَا قَالَ الإيلاقي الطَّبِيب مُحَمَّد بن شرِيف هُوَ السَّيِّد أَبُو عبد الله قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تأريخ الْأَطِبَّاء فَاضل فِي نَفسه خَبِير بصناعة الطِّبّ والعلوم الْحكمِيَّة وَهُوَ من تلامذة الرئيس ابْن سينا والآخذين عَنهُ وَقد اختصر كتاب القانون وأجاد فِي تأليفه وَله كتاب الْأَسْبَاب والعلامات انْتهى كَلَام ابْن أبي أصبيعة الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن شُعَيْب بن شَابُور الدِّمَشْقِي أحد عُلَمَاء الحَدِيث من وَالِي بني أُميَّة وروى عَنهُ الْأَرْبَعَة وثقة دُحَيْم وَقَالَ أَحْمد مَا أرى بِهِ بَأْسا وَكَانَ يُفْتِي فِي مجْلِس الْأَوْزَاعِيّ توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وماية وَقيل سنة مَا تبن ببيروت وَالِد أبي بكر نحمد بن أبي شيبَة الْعَبْسِي وَالِد أبي بكر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وماية القاهر صَاحب حمص مُحَمَّد بن شيركوه بن شادي بن مَرْوَان الْملك القاهر نَاصِر الدّين ابْن الْملك أَسد الدّين صَاحب حمص وَابْن عَم صَلَاح الدّين توفّي بحمص سوم عَرَفَة فِي الوقفة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وخمسماسة بِمَرَض حاد مزعج وَملك حمص بعده وَلَده أَسد الدّين شيركوه فطالت أَيَّامه ونقلت القاهر زَوجته بنت عَمه سِتّ الشَّام بنت أَيُّوب إِلَى تربَتهَا بمدرستها الشامية ظَاهر دمشق ودفنته عِنْد أَخِيهَا شمس الدولة توران شاه وَكَانَ القاهر مَوْصُوفا بالشجاعة الْإِقْدَام لَهُ نفس أبيَّة قَالَ ابْن وَاصل شرب خمرًا كثيرا فَأصْبح مَيتا

ابن صالح

3 - (ابْن صَالح) مُحَمَّد بن صَالح التمار وثقة أَبُو دَاوُد وَغَيره وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وماية وروى هُوَ عَن الْقسم بن مُحَمَّد وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَابْن شهَاب وَرَأى سعيد بن الْمسيب وروى عَنهُ الْوَاقِدِيّ وَعبد الله بن نَافِع الصايغ وخَالِد بن مخلد والقعنبي وَغَيرهم الْعلوِي مُحَمَّد بن صَالح بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ يكنى أَبَا عبد الله حمله المتَوَكل من الْبَادِيَة فِي الْحجاز سنة أَرْبَعِينَ وماتين فِيمَن طلب من آل أبي طَالب فحبس ثلث سِنِين ثمَّ أطلق فَأَقَامَ بسر من رأى ثمَّ عَاد إِلَى الْحجاز وَكَانَ راوية أديباً شَاعِرًا وَسَيَأْتِي ذكر جمَاعَة من بَيته كل مِنْهُم فِي مَكَانَهُ وَهُوَ القايل (رموني وغياها بشنعاء هم بهَا ... أَحَق أدال الله مِنْهُم فعجلا) (لأمر تَرَكْنَاهُ وَحقّ مُحَمَّد ... عناناً فإمَّا عفة أَو تجملا) والقايل (أما وَأبي الدَّهْر الَّذِي جَار إِنَّنِي ... على مَا بدا من مثله لصليب) (معي حسبي لم أرز مِنْهُ رزية ... وَلم تبد لي يَوْم الْحفاظ عُيُوب) وَهُوَ القايل فِي امْرَأَته (لَو أَن المنايا تشتري لاشتريتها ... لأم الحميد بالغلاء على عمد) (وَمَا ذَاك عَن بغض وَلَا عَن ملالة ... وَلَا أَن يكون مثلهَا أحد عِنْدِي) (وَلَكِن أَخَاف أَن تعيش بغبطة ... وَقد مت أَن يحظى بهَا أحد بعدِي) وَمن قَوْله وَقد أَرَادَ سفرا (لقد جعلُوا السِّيَاط لَهَا شعاراً ... وداعوا بالأزمة والبرين)

(فَقلت وَمَا ملكت مفيض دمعي ... على خدي كالوشل الْمعِين) (أأضربهن كي يبعدن عَنْهَا ... أشل الله يَوْمئِذٍ يَمِيني) والقايل فِي الْحَبْس من أَبْيَات (وبدا لَهُم من بعد اندمل الْهوى ... برق تألق موهناً لمعانه) ) (يَبْدُو كحاشية الرِّدَاء ودونه ... صَعب الذرى متمنع أَرْكَانه) (فَدَنَا لينْظر أَيْن لَاحَ فَلم يطق ... نظرا إِلَيْهِ وصده سجانه) (فَالنَّار مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ ضلوعه ... وَالْمَاء مَا سمحت بِهِ أجفانه) (وبدا لَهُ االذي قد ناله ... مَا كَانَ قدره لَهُ ديانه) (حَتَّى اكمأن ضَمِيره وكأنما ... هتك العلايق عَامل وسنانه) توفّي سنة خمس وَخمسين وماتين أَو سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ابْن بيهس الْقَيْسِي مُحَمَّد بن صَالح بن بيهس بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعد الْهَاء سين مُهْملَة الْقَيْسِي الْكلابِي أَمِير عرب الشَّام وَفَارِس قيس وزعيمها وشاعرها والمقاوم للسفياني أبي العميطر الَّذِي خرج بِدِمَشْق ولاه الْمَأْمُون إمرة دمشق توفّي سنة عشر وماتين أَو مَا قبلهَا وَمن شعره (منعت بني أُميَّة مَا أَرَادَت ... وَقد كَانَت تسمت بالخلافة) (أبدتهم من الشامات قتلا ... وَلم يَك لي بهم فِي ذَاك رافه) (أناضلهم عَن الْمَأْمُون إِنِّي ... على من خَالف الْمَأْمُون آفه) قَاضِي بَغْدَاد الْمَالِكِي ابْن أم شَيبَان مُحَمَّد بن صَالح بن عَليّ ابْن يحيى بن عبد الله بن عِيسَى يَنْتَهِي إِلَى الْعَبَّاس الْهَاشِمِي الْكُوفِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن أم شَيبَان قَاضِي بَغْدَاد سمع وروى وَهُوَ رجل عَظِيم الْقدر وَاسع الْعلم كثير الطّلب حسن التصنيف ينظر فِي فنون متوسط فِي مَذْهَب مَالك وَهُوَ صَدُوق توفّي فجاءة لليلة من جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسِتِّينَ وَثلث ماية وَكَانَ من خِيَار الْقُضَاة قَالَ الْخَطِيب لَا أعلم قَاضِيا تقلد الْقَضَاء بِمَدِينَة السَّلَام من بني هَاشم غَيره تَاج الدّين التنوخي مُحَمَّد بن صَالح بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن عَليّ تَاج الدّين أَبُو عبد الله التنوخي الْفَقِيه الشَّافِعِي سمع بِدِمَشْق ابْن طبرزد والكندي وَابْن الحرستاني وَولي

نظر الاسكندرية وَجَمِيع أمورها من الأحباس والمساجد والجوامع والمدارس وَحدث بالثغر وَكَانَ ذَا سيرة مرضية وَولد بالمحلة من الديار المصرية سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي بالثغر سنة تسع وَخمسين وست ماية من شعره (سَلام على ذَاك الْمقر فَإِنَّهُ ... مقرّ نعيمي وَهُوَ روحي وراحتي) ) (فَإِن تسمح الْأَيَّام مني بنظرة ... إِلَيْهِ فقد أُوتيت سؤلي ومنيتي) وَمِنْه (أَقُول لمن يلوم على انقطاعي ... وإيثاري مُلَازمَة الزوايا) (أأطمع أَن تجدّد لي حَيَاة ... وَقد جَاوَزت معترك المنايا) وَمِنْه (أَصبَحت من أسعد البرايا ... فِي نعْمَة الله بالقناعه) (مَعَ بلغَة من كفاف عَيْش ... وخدمة الْعلم كل ساعه) (طلقت دنياكم ثَلَاثًا ... بِلَا رُجُوع وَلَا شناعه) (وأرتجي من ثَوَاب رَبِّي ... حشري مَعَ صَاحب الشفاعه) ابْن الْبناء القفطي مُحَمَّد بن صَالح بن حسن شمس الدّين ابْن الْبناء القفطي الشَّافِعِي كَانَ فَقِيها أديباً شَاعِرًا أَخذ الْفِقْه وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ مجد الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وتلميذه بهاء الدّين القفطي وَتَوَلَّى الحكم بسمهود والبلينا وجرجا وطوخ وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد يُكرمهُ وَتوجه صحبته إِلَى دمشق وَسمع مِنْهُ قَالَ ابْن الواني وَقد سمع مَه بقوص وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وست ماية القفطي العامري مُحَمَّد بن صَالح بن عمرَان القفطي العامري لَهُ أدب ونظم كتب عَنهُ أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان الريحاني فِي سنة تسع وَسِتِّينَ ماية وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (لي صَاحب صاحبته ... أخْشَى مرَارَة كَيده) (أنسي بِهِ مهما بدا ... أنس الْأَسير بقيده) الدولابي الْبَزَّاز مُحَمَّد بن الصَّباح أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ الدولابي الْبَزَّاز وَهُوَ

صَاحب كتاب السّنَن روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَنهُ بِوَاسِطَة وَجَمَاعَة وَحدث عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَ يعظمه مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة خلت من الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وماتين الجرجائي مُحَمَّد بن الصَّباح الجرجرائي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَوَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة توفّي سنة أَرْبَعِينَ وماتين مُحَمَّد بن صبيح أَبُو الْعَبَّاس ابْن السماك الْعجلِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي الْوَاعِظ الواهد أحد الْأَعْيَان) سمع هِشَام بن عُرْوَة وَسليمَان الْأَعْمَش وَيزِيد بن أبي زِيَاد وَنَحْوهم كَانَ صَدُوقًا لَهُ مقَام وعظ بَين يَدي هرون الرشيد توفّي سنة ثلث وَثَمَانِينَ وماية يُقَال إِنَّه كَانَ لَا يعرف الفرايض فَألْقى إِلَيْهِ رقْعَة وَهُوَ على الْمِنْبَر فِيهَا مَسْأَلَة فرايض فَلَمَّا فضها وَرَأى مَا فِيهَا رَمَاهَا من يَده وَقَالَ نَحن نتكلم عَن مَذْهَب أَقوام إِذا مَاتُوا لم يخلفوا ميراثاُ وَلَا مَوْجُودا مُحَمَّد بن صبيح بدر الدّين رَئِيس المؤذنين بِجَامِع بني أُميَّة توفّي سنة خمس وَعشْرين وَسبع ماية

ابن صدقة

3 - (ابْن صَدَقَة) البو شنجي الْكَاتِب الشَّاعِر مُحَمَّد بن صَدَقَة بن مُحَمَّد أَبُو المحاسن البوشنجي الْكَاتِب الأديب لَهُ شعر بِالْعَرَبِيَّةِ والعجمية وزر لأمير وَاسِط وَلغيره وَكَانَ وَالِده من كبار الْكتاب وَكَانَ هُوَ يلبس القميس والشربوش على قَاعِدَة الْعَجم توفّي سنة ثلث وَتِسْعين وَخمْس ماية قَالَ يرثي أزدق بن قماح (سقى الله أَرضًا ضم أزدق عارضاً ... شآبيه منهلة كنواله) (فوَاللَّه لَا جاد الزَّمَان بِمثلِهِ ... وَلَا بَرحت عين العلى عَن خياله) وَقَالَ (بتنا وشعارنا التقى وَالْكَرم ... والشمل بِسَاحَة اللقا ملتئم) (نشكو ونبث مَا جناه الْأَلَم ... حَتَّى يسم الصُّبْح ولاح الْعلم) وَقَالَ (وَلما دَعَاني نحوكم حافز الْهوى ... ونازعني وجد وغالبني ذكر) (وجدد يأسي حِين صبري عدمته ... وطوح بِي التذْكَار والشوق والفكر) (تطفلت والتطفيل عذر ذَوي النهى ... على مثلكُمْ مِمَّا يَقُول بِهِ الْعذر) وَقَالَ (أَبَا حسن هَل جَازَ فِي الْحبّ قبلهَا ... لمستسلم من أَن يطاح لَهُ دم) (يُقَاد على غير الرِّضَا وَهُوَ مُسلم ... فَيلقى إِلَى كف العدى وَهُوَ مُسلم) قلت شعر متوسط الخافجي الشَّاعِر مُحَمَّد بن صَدَقَة بن السبتي أَبُو عَليّ الخطاط الْمَعْرُوف بالخفاجي الشَّاعِر) مدح النَّاصِر لدين الله وَغَيره وعاش إِحْدَى وَخمسين سنة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست ماية وَمن شعره (ضعف الشقي بكم لقُوَّة دايه ... وأذله فِي الْحبّ عز دوايه)

(أضحى يعالج دون رملي عالج ... حرقاً من الأحشاء حَشْو حشايه) (لم يقْض من دُنْيَاهُ بعض دُيُونه ... وغرامه فِي العذل من غرمايه) (لم أنسه إِذْ زار زوراً والدجى ... متلفت وَالصُّبْح من رقبايه) (رشأ إِذا حاولت مِنْهُ نظرة ... ودع فُؤَادك قبل يَوْم لقايه) (قسم الزَّمَان على الْبَريَّة حبه ... شطرين بَين رِجَاله ونسايه) (لما أماط الْحسن عَنهُ لثامه ... ألْقى عَلَيْهِ الصون فضل ردايه) وَمِنْه أَيْضا (أتحسب أَيهَا الْحبّ الملول ... بِأَن هَوَاك غَيره العذول) (وتزعم أَن قلبِي عَنْك يسلو ... وحقك إِن ذَلِك مُسْتَحِيل) (وَكَيف يرى سلواً عَنْك صب ... قبيحك عِنْده حسن جميل) (رويدك إِن حبك فِي فُؤَادِي ... تَزُول الراسيات وَلَا يَزُول) (أَلا من مبلغ عني سليمي ... سَلاما خانني فِيهِ الرَّسُول) (وَمَا أدّى أَمَانَته لعمري ... وَقَالَ لِسَانه مَالا أَقُول) قلت هُوَ شعر مَقْبُول متوسط عز الدولة أَبُو المكارم مُحَمَّد بن صَدَقَة بن دبيس أَبُو المكارم عز الدولة كَانَ شجاعاً ذكياً جواداً لما خرض كَانَ أَبوهُ سيف الدولة جَالِسا عِنْده فَأتى بديوان ابْن نباتة السَّعْدِيّ فَأخذ مُحَمَّد الدِّيوَان وفتحه فطلع مَا صورته وَقَالَ يعزي سيف الدولة فِي ابْنه أبي المكارم مُحَمَّد فَأخذ بعض الْجَمَاعَة الدِّيوَان من يَده وفتحه ثَانِيًا فَخرج ذَلِك الشّعْر الَّذِي قَالَه ابْن نباتة من قصيدة (فَإِن بميا فرقين حفيرة ... تركنَا عَلَيْهَا نَاظر الْجُود داميا) (وحاشاك سيف الدولة الْيَوْم أَن ترى ... من الصَّبْر خلوا أَو إِلَى الْحزن طاميا) (وَلما أعدنا الصَّبْر بعد مُحَمَّد ... أَتَيْنَا أَبَاهُ نستفيد التعازيا) فَمَاتَ بعد يَوْمَيْنِ وَجلسَ الْوَزير عميد الدولة فِي دَاره للعزاء ثَلَاثَة أَيَّام وَخرج لَهُ قايماً وبعص) الْخَلِيفَة قَاضِي الْقُضَاة أَبَا الْحسن ابْن الدَّامغَانِي إِلَى حلَّة سيف الدولة رِسَالَة من الْخَلِيفَة يعزيه وَكَانَت وَفَاة مُحَمَّد الْمَذْكُور سنة ثلث وَتِسْعين وَأَرْبع ماية

مُحَمَّد بن صَدَقَة الْمرَادِي الاطرابلسي من اطرابلس الغرب قَالَ الزبيدِيّ كَانَ عَالما باللغة شَاعِرًا متقعراً فِي كَلَامه جدا دخل يَوْمًا على أبي الْأَغْلَب ابْن أبي الْعَبَّاس بن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب فَتكلم وَأغْرب حَتَّى جَاوز الْحَد فَقَالَ لَهُ أَبُو الْأَغْلَب أَكَانَ أَبوك يتَكَلَّم بِمثل هَذَا الْكَلَام فَقَالَ نعم أعز الله الْأَمِير وأميه يُرِيد وَأمي أَيْضا فَقَالَ الْأَمِير وَمَا يُنكر أَن الله يخرج بغيضاً من بغيضين قَاضِي بلش مُحَمَّد بن الصَّقْر أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور قَاضِيا بحصن بلش رَأَيْته بهَا وَقد أجازني بِخَطِّهِ كَانَ لَهُ نظم وَكَانَ شَيخا سَاكِنا عَاقِلا لم يزل قَاضِيا ببلش السنين الطَّوِيلَة إِلَى أَن توفّي بهَا أَنْشدني أَبُو الْقسم لنَفسِهِ (إِذا وصفوا حسن اللمى واختطاطه ... وَقَالُوا كَمثل الصَّاد من خطّ كَاتب) (أَقُول لَهُم ضاد لَهَا الْخَال نقطة ... فَأَصدق تَشْبِيها وَلست بكاذب) التوزي مُحَمَّد بن الصَّلْت أَبُو سعلي التوزي بِالتَّاءِ المثناه من تَحت وَبعد الْوَاو الْمُشَدّدَة زَاي وَهِي مَدِينَة توج من فَارس روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى النَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ كَانَ يملي من حفظه التَّفْسِير وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وماتين الْأَسدي مُحَمَّد بن الصَّلْت بن الْحجَّاج الْأَسدي روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن رجل عَنهُ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وماتين مُحَمَّد بن الضَّحَّاك بن عُثْمَان الحرامي الْمدنِي هُوَ القايل (قل للَّذين تباشروا بنعيه ... صَبر على الرجل المحق قَلِيل) (مَا مَاتَ حَتَّى لم يدع ذحلاً لَهُ ... وَعَلِيهِ من ترة الرِّجَال ذحول)

الْمَكِّيّ العابد مُحَمَّد بن طَارق الْمَكِّيّ من الطَّبَقَة الثَّالِثَة كَانَ زاهداً عابداً ورعاً قَالَ مُحَمَّد بن فضل رَأَيْته فِي الطّواف وَقد انفرج لَهُ الطّواف فحزر طَوَافه فِي اللَّيْلَة وَالْيَوْم فَكَانَ عشرَة فراسخ وَبِه ضرب الْمثل ابْن شبْرمَة فَقَالَ (لَو شِئْت كنت ككرز فِي تعبده ... أَو كَابْن طَارق حول الْبَيْت فِي الْحرم) (قد حَال دون لذيذ الْعَيْش خوفهما ... وسارعا فِي طلاب الْفَوْز وَالْكَرم) ) كَانَ ابْن طَارق يطوف فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ثلث مَرَّات وَقَالَ ابْن شبْرمَة لَو اكْتفى أحد بسف التُّرَاب كفى ابْن طَارق كف من تُرَاب

ابن طالب

3 - (ابْن طَالب) الملقي الْكَاتِب مُحَمَّد بن طَالب الْكَاتِب من أهل مالقة كتب لواليها أبي عَامر بن حسون صَادف جمعا من الْعَرَب فِي بعض متوجهاته فَقَتَلُوهُ أورد لَهُ ابْن الْآبَاء يرثي أَبَا الْقسم بن نصير (أنصبر أم عَن سماح وجود ... نصير إِلَى عدم من وجود) (لقد عدل الْمَوْت بَين الورى ... فأودى بسيدهم والمسود) (فَفِيمَ العويل وَعم السلو ... وَمَا للهديل وَمَا للنشيد) (وَأَيْنَ الغواني وَأَيْنَ الصريع ... وَمَا شَأْن صَخْر وَبنت الشريد) (وَكَيف يسيغ لذيذ الْورْد ... من الْمَوْت مِنْهُ كحبل الوريد) مِنْهَا (لبيت العلى كَانَ حرف الروي ... وَمن كلم الْفَخر بَيت القصيد) (دَعَا نعيه بشتات النظام ... وشوب الصفاء وشيب الْوَلِيد) (فيا أَرض صونيه شحا بِهِ ... فَمَا الْقَصْد افراد ذَاك الفريد) (وَلَوْلَا الْأَمَانَة مَا أودعت ... سريرة معنى العلى فِي الصَّعِيد) (طواه الضَّمِير كطي السّجل ... ونشره الدمع نشر البرود) (عَشِيَّة طفنا بِهِ راكعين ... نقبل مِنْهُ مَكَان السُّجُود) شيخ الربوة مُحَمَّد ابْن أبي طَالب الْأنْصَارِيّ الصُّوفِي شمس الدّين الْمَعْرُوف بشيخ حطين أَولا ثمَّ بشيخ الربوة آخرا رَأَيْته بصفد مَرَّات وَاجْتمعت بِهِ مُدَّة مديدة وَكَانَ من أذكياء الْعَالم لَهُ قدرَة على الدُّخُول فِي كل علم وجرأة على التصنيف فِي كل فن رَأَيْت لَهُ عدَّة تصانيف حَتَّى فِي الْأَطْعِمَة وَفِي أصُول الدّين على غير طَرِيق اعتزال وَلَا أشاعرة وَلَا حشوية لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ علم وَإِنَّمَا كَانَ ذكياً فيوماً أَجِدهُ وَهُوَ يرى رَأْي الْحُكَمَاء وَيَوْما أرَاهُ يرى رَأْي الأشاعرة يَوْمًا أرَاهُ يرى رَأْي الاعتزال وَيَوْما أرَاهُ يرى الحشوية وَيَوْما أرَاهُ يرى رَأْي ابْن سبعين وينحو طَرِيقه

وَكَانَ يتَكَلَّم عَن الأوفاق ويضعها وَيتَكَلَّم على أسرار الْحُرُوف وَيعرف الرمل جيدا وَله) فِي كل شَيْء يتَكَلَّم فِيهِ تصنيف وَكَانَ لَهُ نظم لَيْسَ بطايل وَكَانَ رُبمَا عرض عَليّ القصيدة وَطلب مني تنقيحها فأغير مِنْهَا كثيرا وَكَانَ يتلكم فِي علم الكيمياء وَيَدعِي فِيهَا أَشْيَاء وَالظَّاهِر أَنه كَانَ يعرف مَا يخدع بِهِ الْعُقُول ويلعب بألباب الأغمار وَلَقَد توصل إِلَى أَن طلبه الأفرم نايب دمشق ونفق عَلَيْهِ وَدخل مَعَه فِي أَشْيَاء وأوهمه مِنْهَا أموراً فولاه مشيخه الربوة وَهُوَ شيخ النَّجْم الحطيني الَّذِي سمره السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أوايل قدومه من الكرك فِي الْمرة الثَّالِثَة بِالْقَاهِرَةِ وجهزه مسمراً على جمل إِلَى دمشق لِأَن النَّجْم هَذَا كَانَ شَيْطَانا جرئاً قَاتل النَّفس لعب بعقل جولجين جمدار السُّلْطَان واتصل بِهِ بِدِمَشْق لما كَانَ السُّلْطَان بهَا وَأرَاهُ ملحمة عتقهَا وَذكر فِيهَا اسْمه وَاسم أَبِيه وَأمه وَذكر شامات فِي جِسْمه وآثاراً توصل إِلَى مَعْرفَتهَا من غَيره وَقَالَ لَهُ أَنْت تملك فَاطلع السُّلْطَان بعد مُدَّة فَقتل جولجين وَمن كَانَ يحادثه فِي ذَلِك وجهز أَخذ النَّجْم من قَرْيَة حطين وسمره وَكَانَ هَذَا النَّجْم يخْدم لشيخ شمس الدّين الْمَذْكُور لما كَانَ شيخ خانقاه حطين بِبِلَاد صفد فورد عَلَيْهِم إِنْسَان أضافوه وَأَرَادَ السّفر فِي الليلي وَعلم النَّجْم أَن مَعَه ذَهَبا فَاتبعهُ وَقَتله فبلغت الْقَضِيَّة الْأَمِير سيف الدّين كراي نايت صفد إِذْ ذَاك وأحضر الشَّيْخ وَقَتله فبلغت الْقَضِيَّة الْأَمِير سيف الدّين كراي نايب صفد إِذْ ذَاك وأحضر الشَّيْخ شمس الدّين الْمَذْكُور وضربه على مَا قيل لي ألف مقرعة وعوقب ثمَّ أفرج عَنهُ وَلِهَذَا شمس الدّين الْمَذْكُور وضربه على مَا قيل لي ألف مقرعة وعوقب ثمَّ أفرج عَنهُ وَلِهَذَا شمس الدّين الْمَذْكُور كتاب حسن فِي الفراسة جمع فِيهِ كَلَام الشَّافِعِي ابْن عَرَبِيّ وَكَلَام صَاحب المنصوري وَكَلَام أفلاطون وَكَلَام أرسطو فجَاء حسنا رَآهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء فَأَعْجَبَهُمْ وكتبوه مِنْهُم الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ وَغَيره وتناولته مِنْهُ سنة أَربع وَعشْرين وَسبع ماية بعد مَا كتبته بخطي وَكَانَ فكه المحاضرة حُلْو المنادرة يتوقد ذكاء ولحقه صمم قوي قبل مَوته بِعشر سِنِين وَأكْثر من ذَلِك وأضر بِآخِرهِ من عينه الْوَاحِدَة وَتُوفِّي فِي بيمارستان الْأَمِير سيف الدّين تنكز بصفد فِي سنة خمس وَعشْرين فِيمَا أَظن

ابن طاهر

3 - (ابْن طَاهِر) أَمِير خُرَاسَان مُحَمَّد بن طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر الخواعي ولى أمرة خُرَاسَان بعد وَالِده إِلَى أَن خرج عَلَيْهِ يَعْقُوب بن اللَّيْث الصفار فحار بِهِ وظفر بِهِ يَعْقُوب وَبَقِي عِنْده فِي الْأسر ثمَّ نجا مُحَمَّد بن طَاهِر وَلم يزل خاملاً بِبَغْدَاد إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وماتين وَهُوَ أَمِير ابْن أَمِير ابْن أَمِير ابْن أَمِير سمع من اسحق بن رَاهَوَيْه وَغَيره وروى عَنهُ أَحْمد بن حَاتِم الْمروزِي أَبُو سُلَيْمَان المنطقي مُحَمَّد بن طَاهِر بن بهْرَام السجسْتانِي أَبُو سُلَيْمَان المنطقي كَانَ فَاضلا فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة متقناً لَهَا مطلعاً على دقايقها وَاجْتمعَ بِيَحْيَى بن عدي وَأخذ عَنهُ وَله شعر مِنْهُ (لَا تحسدن على تظاهر نعْمَة ... شخصا تبيت لَهُ الْمنون بِمَرْصَد) (أَو لَيْسَ بعد بُلُوغه آماله ... يُفْضِي إِلَى عدم كَأَن لم يُوجد) (لَو كنت أحسد مَا تجَاوز خاطري ... حسد النُّجُوم على بَقَاء السرمد) وَمِنْه (الْجُوع يدْفع بالرغيف الْيَابِس ... فعلام أَكثر حسرتي ووساوسي) (وَالْمَوْت أنصف حِين سَاوَى حكمه ... بَين الْخَلِيفَة وَالْفَقِير البايس) وَمِنْه (لَذَّة الْعَيْش فِي بهيمية الل ... ذة لَا مَا يَقُوله الفلسفي) (حكم كأس الْمنون أَن يتساوى ... فِي حساها الغبي والألمعي) (وَيحل البليد تَحت ثرى الأر ... ض كَمَا حل تحتهَا اللوذعي) (أصبحا رمى تزايل عَنْهَا ... فصلها الْجَوْهَرِي والعرضي) الأبيات الْمَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة الفارابي مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَله مقَالَة فِي مَرَاتِب قوى الْإِنْسَان وَكَلَام فِي الْمنطق مسايل عدَّة سُئِلَ عَنْهَا تعاليق حكمِيَّة وملح ونوادر مقَالَة فِي الإجرام العلوية أَن طبيعتها طبيعة خَامِسَة وَأَنَّهَا ذَوَات أنفس وَأَن النَّفس الَّتِي لَهَا هِيَ النَّفس الناطقة

ابْن القيسراني الْحَافِظ مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ بن أَحْمد الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي وَيعرف فِي وقته بِابْن القيسراني الشَّيْبَانِيّ لَهُ الرحلة لواسعة سمع بِبَلَدِهِ من نصر الْمَقْدِسِي وَابْن وَرْقَاء وَجَمَاعَة وَدخل بَغْدَاد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسمع من ابْن الصريفيني وَابْن النقور وطبتقهما) وَحج وجاور وَسمع من أبي عَليّ الشَّافِعِي وَسعد الزنجاني وَهياج الحطيني وَسمع بِمصْر من أبي إِسْحَق الحبال وبالاسكندرية من الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الصفراوي وبتنيس من عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحداد وَحَدِيثه من أَعلَى مَا وَقع لَهُ فِي الرحلة وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْقسم ابْن أبي الْعَلَاء الْفَقِيه وبحلب من الْحسن بن مكي الشيزري وبالجزيرة العمرية من أبي أَحْمد عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد اليمني وبالرحبة من الْحُسَيْن بن سعدون وبصور من القَاضِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْهَاشِمِي وباصبهان من عبد الْوَهَّاب بن مندة وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْقفال وباجلمة فروى عَن كبار فِي ساير الْبِلَاد توفّي سنة سبع وَخمْس ماية قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة سنف كتابا سَمَّاهُ صفوة التصوف يضْحك مِنْهُ من رَآهُ ويعجب من استشهاداته بالأحاديث الَّتِي لَا تناسب وَكَانَ داودي فَمن أثنى عَلَيْهِ فلحفظه الحَدِيث وَإِلَّا باحة وَذكره الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الدقاق فأساء الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا وَنسبه إِلَى أَشْيَاء وَكَذَلِكَ الْحَافِظ اسماعيل بن أَحْمد الطلحين كَانَ سيء الرَّأْي فِيهِ وَقَالَ أَبُو المعمر ابْن أَحْمد الْأنْصَارِيّ أَنْشدني لنَفسِهِ (دع التصوف والزهد الَّذِي اشتغلت ... بِهِ جوارح أَقوام من النَّاس) (وعج على دير دارياً فَإِن بِهِ الر ... هبان مَا بَين قسيس وشمال) (واشرب مُعتقة من كف كَافِرَة ... تسقيك خمرين من لحظ وَمن كاس) (ثمَّ اسْتمع رنة الأوتار من رشا ... مهفهف طرفه أمضى من الماس) (غنى بِشعر امرء فِي النَّاس مشتهر ... مدون عِنْدهم فِي صدر قرطاس) (لَوْلَا نسيم بذكراكم يروحني ... لَكُنْت محترقاً من حر أنفاسي) وَقَالَ أَيْضا (خلعت العذار بِلَا منَّة ... على من خلعت عَلَيْهِ العذار)

(وأصبحت حيران لَا أرتجي ... جنَانًا وَلَا أتقي فِيهِ نَارا) وَقَالَ ابْن عَسَاكِر سَمِعت أَبَا الْعَلَاء الْحسن بن أَحْمد الهمذاني يَقُول ابتلى مُحَمَّد بن طَاهِر بهوى امْرَأَة من أهل الرسداق وَكَانَت تسكن قَرْيَة على سِتَّة فراسخ من خمذان وَكَانَ كل يَوْم يذهب إِلَى قريتها فيراها تغزل فِي ضوء السراج ثمَّ يرجع إِلَى همذان فَكَانَ يمشي كل يَوْم اثْنَي عشر فرسخاً وَلما احْتضرَ كَانَ يردد هَذَا الْبَيْت) (وَمَا كُنْتُم تعرفُون الجفا ... فَمِمَّنْ ترى قد تعلمتم) أَبُو عَليّ الْحَنَفِيّ القَاضِي مُحَمَّد بن طَاهِر بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ أَبُو عَليّ من أهل بَاب الطاق الْبَغْدَادِيّ أحد أَصْحَاب أبي حنيفَة ولي الْقَضَاء بِبَاب الطاق وَولي قَضَاء وَاسِط وَعَاد إِلَى بَغْدَاد سمع من أبي الْقسم عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الرزاز وَالْقَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي وهب مُنَبّه بن مُحَمَّد الْوَاعِظ وَغَيرهم وَحدث بواسط قَالَ ابْن النجار سمع مِنْهُ شُيُوخنَا القاضيان أَبُو الْفَتْح ابْن الماندائي وَأَبُو عَليّ يحيى بن الرّبيع بن سُلَيْمَان وَأَبُو المظفر وَأَبُو الْمَعَالِي ابْنا نغوبا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية ابْن طَاهِر الْأنمَاطِي مُحَمَّد بن طَاهِر الْأنمَاطِي أَبُو الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن القياء قَالَ ابْن النجار سمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على أبي الْحُسَيْن بن بَشرَان وَغَيره وَحدث عَن أَحْمد بن جَعْفَر بن مُسلم الْخُتلِي وَالْقَاضِي أبي الْفرج الْمعَافي بن زَكَرِيَّاء النهرواني وروى عَنهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمهْدي الْخَطِيب فِي مشيخته وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع ماية مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ بن عِيسَى أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الداني الأندلسي النَّحْوِيّ ذكره الْحَافِظ أَبُو الْقسم وَقَالَ قدم دمشق سنة أَربع وخسم ماية وَأقَام بهَا مُدَّة وَكَانَ يقرئ النَّحْو وَكَانَ شَدِيد الوسواس فِي الْوضُوء بَلغنِي أَنه كَانَ لَا يسْتَعْمل من مَاء نهر ثوراء مَا يخرج من تَحت الربوة لأجل السِّقَايَة الَّتِي تَحت الربوة وَبَلغنِي أَنه كَانَ يبْقى أَيَّامًا لَا يُصَلِّي لِأَنَّهُ لم يتهيأ لَهُ الْوضُوء على الْوَجْه الَّذِي يريدهن ورأيته صَغِيرا وَلم أسمع مِنْهُ شَيْئا وَخرج إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة تسع عشرَة وَخمْس ماية نقيب النُّقَبَاء ابْن طراد مُحَمَّد بن طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَبُو الْحسن ابْن أبي الفوارس ولي النقابة على الهاشميين

وَسمع الحَدِيث من أَبِيه وَعَمه أبي نصر مُحَمَّد بن عَليّ وأبوي الْقسم عَليّ بن أَحْمد بن البسري واسمعيل بن مسْعدَة الأسمعيلي الْجِرْجَانِيّ توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس ماية ابْن بجكم التركي مُحَمَّد بن طرخان بن يلتكين بن بجكم التركي أَبُو بكر قَرَأَ الْفِقْه على أبي اسحق الشِّيرَازِيّ والفرايض على أبي حَكِيم الخبري وَالْكَلَام على أبي عبد الله القيرواني) وَسمع الحَدِيث من أبي جَعْفَر ابْن الْمسلمَة وَالْقَاضِي أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن المُهتدي بِاللَّه وَأبي الغنايم عبد الصَّمد بن عَليّ المأموني وَأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن النقور وَأبي مُحَمَّد عبد الله الصريفيني وَأبي الْقسم عبد الْعَزِيز الْأنمَاطِي وَخلق كثير وَقَرَأَ على أبي عبد الله الْحميدِي كثيراُ وعَلى جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَسمع من أبي نصر عَليّ بن هبة الله بن مَاكُولَا كِتَابه فِي المؤتلف والمختلف وَرَوَاهُ عَنهُ وَحدث باليسير لِأَنَّهُ مَاتَ كهلاً وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْأَدب وَغير ذَلِك لنَفسِهِ وَلِلنَّاسِ وَكَانَ خطه مليحاً وَنَقله صَحِيحا وَكَانَ صَالحا زاهداً عابداً أَمينا صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة ثلث عشرَة وَخمْس ماية مُحَمَّد بن طريف البَجلِيّ الْكُوفِي روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَكَانَ ثِقَة صَاحب حَدِيث توفّي سنة خمسين وماتين أَو مَا دونهمَا ابْن حمص أَخْضَر مُحَمَّد بن طشت مر الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْأَمِير سيف الدّين حمص أَخْضَر يَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الطَّاء مَكَانَهُ كَانَ الْأَمِير نَاصِر الدّين الْمَذْكُور أَمِير طبلخاناه فِي حَيَاة أستاذهم الْملك النَّاصِر وَخرج مَعَ وَالِده إِلَى صفد وَهُوَ أَمِير قبل ذَلِك وَكَانَ وَالِده زايد الْحجر عَلَيْهِ لَا يسوع لَهُ فِي رزقه لما يتخيله من كرمه حُكيَ أَنه وَهُوَ صَغِير كَانَ فِي الصَّيْد بالصعيد وَقد انْفَرد فَقدم لَهُ إِنْسَان شَيْئا حَقِيرًا وَلم يكن مَا يُعْطِيهِ فَحل بربند مركوبه وَدفعه وَهُوَ شَدِيد القوى يمْلَأ سطل الْخَيل مَاء ويشيله من الأَرْض وَيَرْفَعهُ بِيَدِهِ إِلَى أَن يشرب مِنْهُ وَهُوَ وَاقِف وَلم يحن قامته وَقد ظَهرت شجاعته فِي نوبَة وَالِده لما دخر الْبِلَاد الرومية من حلب فَإِنَّهُ كَانَ يكر على عَسْكَر حلب الَّذين ساقوا خَلفهم فيطرح مِنْهُم جمَاعَة فعل ذَلِك غير مرّة وَأعْطِي تقدمة الْألف بعد وَفَاة أَبِيه وَلم يزل بِالْقَاهِرَةِ مُقيما على ذَلِك إِلَى أَن أخرج إِلَى صفد فِي الْأَيَّام الكاملية فورد إِلَيْهَا أَمِير طبلخاناه وَأقَام بهَا فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه نايباً رمي بِأَنَّهُ كَاتب ابْن دلغادر فطالع بأَمْره فرسم لَهُ باعتقاله فِي قلعة صفد وَطلب الْأَمِير سيف الدّين النايب إِلَى مصر وجهز إِلَى حلب نايباً وَجَاء مِنْهَا إِلَى دمشق نايباً فِي الْأَيَّام المظفرية على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته وبقى الْأَمِير نَاصِر الدّين فِي قلعة صفد تَقْدِير خَمْسَة أشهر ثمَّ

أفرج عَنهُ وجهز إِلَى دمشق أَمِيرا على اقطاع الطرخاني فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي نصف شعْبَان سنة ثَمَان واربعين وَسبع ماية وَلم يزل على حَاله بِدِمَشْق إِلَى أَن حضر دوادار وَالِده وَهُوَ سيف الدّين قطلو بوغا فِي الْبَرِيد من مصر) بِطَلَبِهِ إِلَى الديار المصرية وَذَلِكَ فِي سَابِع شهر ربيع الأول سنة خمسين وَسبع ماية الأخشيد صَاحب مصر مُحَمَّد بن طغج بن جف بن يلتكين ابْن فوران الأخشيد أَبُو بكر التركي الفرغاني صَاحب مصر روى عَن عَمه ولي ديار مصر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثلث ماية ولقب الأخشيد ثمَّ ولي دمشق الْحَرَمَيْنِ والجزيرة وَغير ذَلِك من قبل الراضي سنة ثلث وَعشْرين وَذَلِكَ مُضَافا إِلَى مصر والأخشيد بِلِسَان الفرغانيين ملك الْمُلُوك وطغج يَعْنِي عبد الرَّحْمَن وَأَصله من أَوْلَاد مُلُوك فرغانة وجف من التّرْك الَّذين حملُوا للمعتصم فَبَالغ فِي إكرامه وَتُوفِّي جف سنة سبع وَأَرْبَعين وماتين واتصل ابْنه طغج بِابْن طولون وَصَارَ من أكبر القواد وَلما قتل خمارويه سَار طغج إِلَى المكتفي فَأكْرم مورده ثمَّ بدا مِنْهُ تكبر على الْوَزير فحبس هُوَ وَابْنه فَمَاتَ طغج فِي الْحَبْس وَأخرج مُحَمَّد بعد مُدَّة وَجَرت لَهُ أُمُور يطول شرحها وَكَانَ ملكا مُطَاعًا شجاعاً لَا يقدر أحد يجر قوسه حازماً حسن التَّدْبِير مكرماً للجند وَهُوَ أستاذ كافور توفّي بِدِمَشْق سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقيل خمس وَثلث ماية وَحمل إِلَى الْقُدس وَقد مدح أَبُو الطّيب أَبَا مُحَمَّد الْحسن بن عبيد الله بن طغج ابْن جف وَهُوَ ابْن عَم الأخشيد بقصيدته الَّتِي أَولهَا (أَنا لَا يمي إِن كنت وَقت اللوايم ... علمت بِمَا بِي بَين تِلْكَ المعالم) مِنْهَا (حمته على الْأَعْدَاء من كل جَانب ... سيوف بني طغج بن جف القماقم) (وَلَوْلَا احتقار الْأسد شبهتها بهم ... وَلكنهَا مَعْدُودَة فِي البهايم) (كريم نفضت النَّاس لما بلغته ... كَأَنَّهُمْ مَا جف من زَاد قادم) (وَكَانَ سروري لَا يَفِي بندامتي ... على تَركه فِي عمري المتقادم) كَانَ جَيْشه قد احتوى على احتوى أَربع ماية ألف رجل وَكَانَ لَهُ ثَمَانِيَة آلَاف مَمْلُوك يحرسومه بالنوبة كل يَوْم ألف ويوكل الخدم بجوانب خيمته ثمَّ لَا يَثِق بِأحد حَتَّى يمضى إِلَى خيم الفراشين فينام فِيهَا الْمُحدث الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن طغريل الصَّيْرَفِي فِي الْمُحدث الْفَاضِل الْمخْرج مُفِيد

الطّلبَة نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي روى عَن أبي بكر بن عبد الدايم والمطعم وَقَرَأَ الْكثير سَمِعت بقرَاءَته صَحِيح مُسلم عل الْبَنْدَنِيجِيّ الصُّوفِي وَغير ذَلِك وَكَانَ سريع الْقِرَاءَة فصيحها توفّي غَرِيبا فِي حماة) وَلم يتكهل أَو بلغ الْأَرْبَعين سنة سبع وثلثين وَسبع ماية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين جيد التَّحْصِيل مليح التَّخْرِيج كثير الشُّيُوخ حسن الْقِرَاءَة ضَعَّفُوهُ من قبل الْعَدَالَة ثمَّ ترددنا فِي ذَلِك وتوقفنا فَالله يصلحه فَلَو قبل النصح فلح قلت لم يطعنوا عَلَيْهِ إِلَّا انه كَانَ إِذا قَرَأَ قلب الورقتين وَالثلث وَالله أعلم الْأَعْظَم صَاحب الْهِنْد مُحَمَّد بن طغلق شاه السُّلْطَان الْأَعْظَم أَبُو الْمُجَاهِد صَاحب دهلي وساير مملكة الْهِنْد والسند ومكران والمعبر ويخطب لَهُ بمقدشوه وسرنديب وَكثير من الجزر البحرية ورث الْملك عَن أَبِيه طغاق شاه قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله وَكَانَ طغلق شاه تركياً من مماليك سلاطين الْهِنْد وَيُقَال إِنَّه عمل على أَبِيه حَتَّى قَتله قَالُوا وَصُورَة قَتله أَنه تَركه فِي خركاة وَقد بَدَت بِهِ عِلّة ثمَّ أَنه هاج عَلَيْهِ الفيلة حَتَّى أَتَى فيل مها على الخركاة فَحكمهَا وَأَلْقَاهَا عَلَيْهِ وَتَمَادَى فِي إِخْرَاجه حَتَّى أخرجه مَيتا لَا روح فِيهِ قَالَ وَمُحَمّد عنين لكَي كوي على صلبه أَوَان الحداثة لعِلَّة حصلت لَهُ وَهُوَ متمذهب للْإِمَام أبي حنيفَة يحفظ فِي الْمَذْهَب كتاب الْهِدَايَة وَقد شدا طرفا جيدا من الْحِكْمَة ويحضر مَجْلِسه الْفُقَهَاء للمناظرة بَين يَدَيْهِ ويجيز الجوايز السّنيَّة وَملكه ملك متسع جدا وَعَسْكَره كثير قَالَ ذكر الافتخار عبد الله دفتر خوان الْوَاصِل فِي الرسلية أَيَّام النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون أَن عسكره مبلغ تسع ماية ألف فَارس قَالَ وَفِي ذَلِك نظر إِنَّمَا الشايع أَنه يُقَارب الستماية ألف يجْرِي على كلهم ديوانه مِنْهُم الْفَارِس وَمِنْهُم الراجل والراجل أَكثر لقلَّة الْخَيل لِأَن بِلَادهمْ لَا تنْتج الْخَيل وتفسد مَا يجلب إِلَيْهَا من الْخَيل وَذكر أَن عِنْده ألفا وَسبع ماية فيل وَعِنْده عدد كثير من الْأَطِبَّاء والندماء وَالشعرَاء بِالْعَرَبِيَّةِ والفارسية الْهِنْدِيَّة وَعدد كثير من المغاني رجال وجواري ونعته فِي بِلَاده سُلْطَان الْعَالم اسكندر الثَّانِي خَليفَة الله فِي أرضه وَبِهَذَا يَدْعُو لَهُ الخطباء فِي ممالكه على المنابر والدعاة وَفِي بِلَاده معادن كَثِيرَة ويجاوره وه قراجل بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْألف وَالْجِيم وَاللَّام وَهُوَ جبل يُقَارب الْبَحْر الْمُحِيط الشَّرْقِي وَهِي بِلَاد كفار فِيهَا معادن الذَّهَب وَله عَلَيْهَا اتارة جزيلة إِلَى غير ذَلِك وَمِمَّا يُوجد فِي بعض بِلَاده من نفايس الْيَاقُوت والماس وَعين الهر والمسمى بالماذنبي قَالَ وَذكر لي الشَّيْخ مبارك نفايس الْيَاقُوت والماس وَعين الهر والمسمى بالماذنبي قَالَ وَذكر لي الشَّيْخ مبارك الأنبايتي وَكَانَ من كبار دولته ثمَّ تزهد أَن ابْن قَاضِي شيراز أَتَاهُ بكتب حكمِيَّة مِنْهَا كتاب الشِّفَاء لِابْنِ سيناء بِخَط ياقوت فِي مجلدة فَأَجَازَهُ عَنْهَا جايزة عَظِيمَة) ثمَّ أَمر بإدخاله إِلَى خزاينه ليَأْخُذ مِنْهَا مَا يُرِيد فَأخذ مِنْهَا دِينَارا وَاحِدًا وَضعه فِي فَمه فَلَمَّا خرج ليقبل يَده قيل لَهُ مَا فعل وَأَنه لم يتَعَرَّض إِلَّا إِلَى دِينَار وَاحِد فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ أخذت حَتَّى امْتَلَأت وطلع هَذَا الدِّينَار من فمي فَضَحِك وَأَعْجَبهُ ذَلِك وَأَجَازَهُ بلك من الذَّهَب وَالْملك عبارَة عَمَّا يُقَارب المايتي ألف مِثْقَال وَسبعين ألف مِثْقَال بالمصري قَالَ ولحقه يبس مزاج من قبل السواداء انْتهى قلت وَمِمَّا يحْكى عَن كرمه

إِعْطَاؤُهُ الشريف عضد ابْن قَاضِي يزدْ وَقد ذكرت ذَلِك فِي تَرْجَمَة عضد فِي حرف الْعين وَبَلغنِي عَنهُ أَنه إِذا سمع الْمُؤَذّن وقف مَكْشُوف الرَّأْس وَلَا يزَال وَاقِفًا إِلَى أَن يفرغ الْمُؤَذّن ثمَّ أَنه لَا يشْتَغل بِشَيْء بعد ذَلِك غير الصَّلَاة النَّوَافِل وَالْفَرِيضَة وَأعرف أَنِّي كنت يَوْمًا عِنْد الْأَمِير عز الدّين أيدمر الخطيري وَقد حضر إِنْسَان هندي وَقَالَ إِن السُّلْطَان مُحَمَّد بن طغلق فتح تِسْعَة آلَاف مَدِينَة وقرية وَأخذ مِنْهَا ذَهَبا كثيرا وَأَنه انْتقل من دهلي إِلَى وسط الْبِلَاد الَّتِي فتحهَا ليَكُون قَرِيبا من الْأَطْرَاف وَأَنه أجري عِنْده ذكر مَكَّة وَالْمَدينَة فَقَالَ أُرِيد أَن يتَوَجَّه من عندنَا ركب حَاج فَقيل لَهُ إِن ذَلِك فِي ملك الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فَقَالَ نجهز إِلَيْهِ هَدِيَّة ونطلب مِنْهُ ذَلِك وَأَنه جهز إِلَيْهِ مركبا قد مَلِيء تفاصيل هندية رفاع من يخار مَا يكون وَعشرَة بزاة بيض وخدم وجواري وَأَرْبَعَة عشر حَقًا قد ملئت ماساً وَأَنا كنت مَعَ المسفرين وإننا لما وصلنا إِلَى الْيمن أحضر صَاحب الْيمن المماليك الَّذين فِي خدمَة الرَّسُول وَقَالَ لَهُم أَي شَيْء يعكيكم صَاحب مصر أقتلوا أستاذكم وَأَنا أجعلكم أُمَرَاء عِنْدِي فَلَمَّا قَتَلُوهُ شنق الْجَمِيع وَأخذ الْمركب بِمَا فِيهَا وَأُرِيد أَن تحضرني عِنْد السُّلْطَان فَأحْضرهُ وَكتب القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله فِي ذَلِك الْوَقْت كتابا إِلَى صَاحب الْيمن جَاءَ مِنْهُ عِنْد ذكر ذَلِك وَبعد أَن كَانَ فِي عداد الْمُلُوك أصبح وَهُوَ من قطاع الطَّرِيق

ابن طلحة

3 - (ابْن طَلْحَة) السَّجَّاد مُحَمَّد بن طَلْحَة بن عبيد الله الْأَسدي ولد فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يلقب السَّجَّاد وَأمه حمْنَة بنت جحش الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث غلإفك توفّي سنة سِتّ وثلثين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ يسْجد كل يَوْم ألف سَجْدَة وَلما أَتَت بِهِ أمه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله سمه فَقَالَ قد سميته مُحَمَّدًا وكنيته أَبَا سُلَيْمَان لَا أجمع لَهُ اسْمِي وكنيتي وَلما أَرَادَ عمر بن الْخطاب أَن يُغير الْأَسَامِي قَالَ لَهُ مُحَمَّد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نشدتك الله أَن تغير اسْمِي فوَاللَّه مَا سماني مُحَمَّدًا إِلَّا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا سَبِيل إِلَى تَغْيِير شىء سَمَّاهُ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحضر يَوْم الْجمل مَعَ أَبِيه وَكَانَت رايته مَعَه وَكَانَ فِيمَا ذكر مكْرها أكرهه أَبوهُ على الْخُرُوج وَكَانَ عَليّ نهى عَن قَتله وَقَالَ إيَّاكُمْ وَصَاحب الْبُرْنُس فَإِنَّهُ خرج مكْرها وَتقدم ونثل درعه بَين رجلَيْهِ وَقَامَ عَلَيْهَا وَجعل كلما حمل عَلَيْهِ رجل يَقُول نشدتك نحم فَيَنْصَرِف عَنهُ حَتَّى جَاءَ المعكبر الْأَسدي فطعنه وَلم يكن عَلَيْهِ درع فَقتله وَقَالَ (وَأَشْعَث قوام بآيَات ربه ... قَلِيل الأذي فِيمَا ترى الْعين مُسلم) (هتكت لَهُ بِالرُّمْحِ جيب قَمِيصه ... فَخر صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ) (على غير شَيْء غير أَن لَيْسَ تَابعا ... عليا وَمن لم يتبع الْحق ينْدَم) (يذكرنِي حم وَالرمْح شَاجر ... فَهَلا تَلا حَامِيم قبل التَّقَدُّم) وَقد ادّعى قَتله جمَاعَة المعكبر الْأَسدي وَالْأَشْتَر النَّخعِيّ وَشُرَيْح بن أوفى وَابْن مكيس الْأَزْدِيّ وَمُعَاوِيَة بن شَدَّاد الْعَبْسِي وَمر عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام وَمَعَهُ الْحسن ابْنه وعمار وصعصعة بن صوحان وَالْأَشْتَر وَمُحَمّد بن أبي بكر وبأيديهم النيرَان يطوفون على الْقَتْلَى فَمر عَليّ بِمُحَمد بن طَلْحَة وَهُوَ قَتِيل فَقَالَ السَّجَّاد وَرب الْكَعْبَة ورد رَأسه إِلَى جسده وَبكى واسترجع وَقَالَ وَالله هَذَا قريع قُرَيْش فوَاللَّه مَا عَلمته إِلَّا صَالحا عابداً زاهداً وَوَاللَّه مَا صرعه هَذَا المصرع إلابره بِأَبِيهِ

فَإِنَّهُ كَانَ مُطيعًا لَهُ ثمَّ جعل يبكي ويحزن فَقَالَ الْحسن يَا أبه قد كنت أَنهَاك عَن هَذَا الْمسير فغلبك على رَأْيك فلَان وَفُلَان فَقَالَ قد كَانَ ذَلِك يَا بني ولوددت أَنِّي مت قبل هَا الْيَوْم بِعشْرين سنة مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مصرف الْكُوفِي روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وماية) كَمَا الدّين بن طَلْحَة الشَّافِعِي مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْخ كَمَال الدّين أَبُو سَالم الْقرشِي الْعَدوي النصيبي الشَّافِعِي الْمُفْتِي لد بالعمرية من قرى نَصِيبين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب وَسمع بنيسابور من الْمُؤَيد الطوسي وَزَيْنَب الشعرية وَحدث بحلب ودمشق وَكَانَ صَدرا مُعظما محتشماً وَترسل عَن الْمُلُوك ولي الوزارة بِدِمَشْق ثمَّ تَركهَا وتزهد وَخرج عَن ملبوسه وانكمش عَن النَّاس وَترك مماليكه ودوابه وَلبس ثوب قطن وتخفيفة وَكَانَ يسكن الأمينية فَخرج مِنْهَا واختفى وَلم يعلم بمكانه وَسبب ذَلِك أَن النَّاصِر عينه للوزارة وَكتب تَقْلِيده فَكتب إِلَى النَّاصِر يعْتَذر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَدخل فِي شَيْء من الهذيان والضلال وَعمل دايرة للحروف وَادّعى أَنه استخرج علم الْغَيْب وَعلم السَّاعَة توفّي بحلب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست ماية وَقد جَاوز السّبْعين القصري مُحَمَّد بن طوس القصري يكنى أَبَا الطّيب صَاحب المسايل القصريات املاها أَبُو عَليّ عَلَيْهِ قَالَ ياقوت أَظُنهُ مَنْسُوبا إِلَى قصر أبن هُبَيْرَة بنواحي الْكُوفَة وَيُقَال إِن أَبَا عَليّ كَانَ يتعشقه لما كَانَ حَدثا ويخصه بالطرف ويحرص على الْإِمْلَاء عَلَيْهِ والالفتفاتات إِلَيْهِ وَإنَّهُ مَاتَ شَابًّا مُحَمَّد بن طولوبغا الْمُحدث نَاصِر الدّين أَبُو نصر التركي السيفي شَاب سَاكن دين كتب الْأَجْزَاء وَدَار على الشُّيُوخ وَحصل أجزت لَهُ ولد سنة ثلث عشرَة وَسبع ماية وَسمع من الحجار بعض الصَّحِيح وَسمع من ابْن أبي التايب وَبنت صصرى وَخلق بِنَفسِهِ وَكتب وَتخرج أَبُو نصر الْكشِّي الْفَقِيه مُحَمَّد بن الطّيب أَبُو نصر الْكشِّي الزَّاهِد أحد الْفُقَهَاء الْعباد الرالين فِي طلب الحَدِيث توفّي صمان عشرَة وَثلث ماية

القَاضِي أَبُو بكر الباقلاني مُحَمَّد بن الطّيب بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الْقسم القَاضِي أَبُو بكر الباقلاني الْبَصْرِيّ صَاحب التصاهيف فِي علم الكلان سكن بَغْدَاد وَكَانَ فِي فنه أوحد زَمَانه سمع أَبَا بكر الْقطيعِي وَغَيره وَكَانَ ثِقَة عرافاً بالْكلَام صنف الرَّد عل الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية ذكره القَاضِي عِيَاض فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء الْمَالِكِيَّة قَالَ وَهُوَ الملقب بِسيف السّنة ولسان الْأمة الْمُتَكَلّم على لِسَان أهل الحَدِيث وَطَرِيق الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ كَانَ ورده فِي اللَّيْل عشْرين ترويحة ثمَّ يكْتب خمْسا وَثَلَاثِينَ ورقة من تصنيفه توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثلث وَأَرْبع ماية وَصلى عَلَيْهِ ابْنه الْحسن وَدفن بداره ثمَّ حول إِلَى مقبره بَاب حَرْب) ورثاه بعض أهل الْعَصْر بقوله (انْظُر إِلَى جبل تمشي الرِّجَال بِهِ ... وَانْظُر إِلَى الْقَبْر مَا يحوي من الصلف) (وَانْظُر إِلَى صارم الْإِسْلَام منغمداً ... وَانْظُر إِلَى درة الْإِسْلَام فِي الصدف) جرى بَينه وَبَين أبي سعيد الهاروني مناظرة فَأكْثر القَاضِي أَبُو بكر الْكَلَام فِيهَا ووسع الْعبارَة وَزَاد فِي الإسهاب والتفت إِلَى الْحَاضِرين وَقَالَ اشْهَدُوا عَليّ إِن أعَاد مَا قلت لَا غير لم أطالبه بالجوابن فَقَالَ الهاروني إشهدوا عَليّ إِن أعَاد كَلَام نَفسه سلمت مَا قَالَ الْمُقْرِئ أَبُو الغنايم مُحَمَّد بن طيبان بن الْخضر بن طيبان بن الْحسن ابْن سهل بن سُهَيْل بن سعد بن سعيد الهماني أَبُو الغنايم المقريء صَاحب أبي عَليّ ابْن الْبناء أورد لَهُ ابْن النجار (من أَنا عِنْد الله حَتَّى إِذا ... أذنبت لَا يغْفر لي ذَنبي) (الْعَفو يُرْجَى من بني آدم ... فَكيف لَا أرجوه من رَبِّي) السجاوندي الْمُفَسّر مُحَمَّد بن طيفور الغزنوي السجاونيد المقريء الْمُفَسّر النَّحْوِيّ لَهُ تَفْسِير حسن لِلْقُرْآنِ وَكتاب علل القراآت فِي مجلدات وَالْوَقْف والابتداء فِي مُجَلد كَبِير يدل على تبحره توفّي سنة سِتِّينَ وَخمْس ماية ابْن ظافر الْحداد الشَّاعِر مُحَمَّد بن ظافر بن الْقسم بن مَنْصُور أَبُو البركات الأديب بن أبي الْمَنْصُور الجذامي الإسكندري الْخياط الرجل الصَّالح وَأَبُو ظافر الْحداد الشَّاعِر الْمَشْهُور اخْتصَّ بِصُحْبَة الزَّاهِد أبي الْحسن ابْن بنت أبي سعد توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وست ماية

ابن ظفر

3 - (ابْن ظفر) مُحَمَّد بن ظفر بن أَحْمد بن ثَابت بن مُحَمَّد بن عَليّ الطرقي أَبُو عبد الله ابْن أبي الغنايم من أهل يزدْ من أَوْلَاد الأيمة والمحدثين سمع أَبَا الْوَقْت عبد الأول لما قدم عَلَيْهِم يزدْ وَحدث بِبَغْدَاد قَالَ ابْن النجار وَقد أجَاز لي بيزد رِوَايَة جَمِيع مسموعاته على يَدي بعض الطّلبَة فِي أول سنة عشر وست ماية مُحَمَّد بن ظفر بن الْحُسَيْن بن يزْدَاد المناطقي أَبُو طَالب من أهل الكرخ أَخُو الْحُسَيْن بن ظفر سمع الْكثير من أَبَوي الْحُسَيْن أَحْمد بن النقور وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي قَالَ ابْن النجار وَمَا أَظُنهُ روى شَيْئا الْمقنع الْكِنْدِيّ مُحَمَّد بن ظفر بن عُمَيْر وَقيل عُمَيْر بن أبي شمر ابْن فرعان بن قيس بن الْأسود بن عبد الله بن الْحَرْث الْولادَة سمي بذلك لِكَثْرَة وَلَده ابْن عَمْرو بن مُعَاوِيَة بن الْحَرْث الْأَكْبَر بن مُعَاوِيَة بن ثَوْر بن مرتع بن كِنْدَة يَنْتَهِي إِلَى قحطان وَكَانَ مُحَمَّد الْمَذْكُور يعرف بالمقنع لِأَنَّهُ كَانَ أجمل النَّاس وَجها وَكَانَ إِذا سفر اللثام عَن وَجهه أَصَابَته الْعين وَكَانَ أمد النَّاس قامة وأجملهم خلقا وَكَانَ إِذا عين يمرض ويلحقه عنت فَكَانَ لَا يمشي إِلَّا متقنعا وَكَانَ متخرقاً فِي الْعَطاء سَمحا بِالْمَالِ لَا يرد سايلاً عَن شَيْء حَتَّى أتلف كل مَا خَلفه أَبوهُ من مَال فاستعلاه بَنو عَمه عَمْرو ابْن أبي شمر بِأَمْوَالِهِمْ وجاههم وهوي بنت عَمه عَمْرو فَخَطَبَهَا إِلَى إخواتها فَردُّوهُ وعيروه بتخرقه وَفَقره وَمَا عَلَيْهِ من الدّين فَقَالَ (وَإِن الَّذِي بيني وَبَين بني أبي ... وَبَين بني عمي لمختلف جدا) (فَمَا أحمل الحقد الْقَدِيم عَلَيْهِم ... وَلَيْسَ رَئِيس الْقَوْم من يحمل الحقدا) (وَلَيْسوا إِلَى نصري سراغاً وَإِن هم ... دَعونِي إِلَى نصر أتيتهم شدا) (وَإِن أكلُوا لحمي وفرت لحومهم ... وَإِن هدموا مجدي بنيت لَهُم مجدا) (يعاتبني فِي الدّين قومِي وَإِنَّمَا ... ديوني فِي أَشْيَاء تكسبهم حمدا) وَقَالَ عبد الْملك بن مَرْوَان وَهُوَ أول خَليفَة ظهر مِنْهُ الْبُخْل أَي الشُّعَرَاء أفضل فَقَالَ لَهُ كثير بن هراشة يعرض ببخل عبد الْملك أفضلهم الْمقنع الْكِنْدِيّ حَيْثُ يَقُول

(إِنِّي أحرض أهل الْبُخْل كلهم ... لَو كَانَ ينفع أهل الْبُخْل تحريضي) (مَا قل مَا لي إِلَّا زادني كرماً ... حَتَّى يكون برزق الله تعويضي) ) (وَالْمَال يرفع من لَوْلَا دَرَاهِمه ... أَمْسَى يقلب فِينَا طرف مخفوض) (لَو تخرج الْبيض عفوا من أكفهم ... إِلَّا على وجع مِنْهُم وتمريض) (كَأَنَّهَا من جُلُود الباخلين بهَا ... عِنْد النوايب تحذى بِالْمَقَارِيضِ) فَقَالَ عبد الْملك وَعرف مَا أَرَادَهُ الله أصدق من الْمقنع حَيْثُ قَالَ وَالَّذين إِذا أَنْفقُوا لم يُسْرِفُوا وَلم يقترُوا وَهُوَ القايل لأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ (أَن ليا سَاد بالتكرم ... والحلم عِنْد غَايَة التحلم) (هداه رَبِّي للصراط الأقوم ... بِأَخْذِهِ الْحل وَترك الْمحرم) (كالليث بِي اللبوات الضيغم ... يرضعن أشبالاً وَلما تفطم) مُحَمَّد بن عَاصِم الثَّقَفِيّ أَبُو جَعْفَر الْأَصْبَهَانِيّ العابد وَهُوَ صَدُوق توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وماتين الْمُقْرِئ الإشبيلي مُحَمَّد بن أبي الْعَافِيَة أَبُو عبد الله الإشبيلي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ إِمَام جَامع بلنسية كَانَ بارعاً فِي النَّحْو واللغة أَخذ عَن أبي الْحجَّاج الأعلم الشنتمري توفّي سنة تسع وَخمْس ماية شمس الدّين الدمياطي مُحَمَّد بن عالي بن نجم الدمياطي الشَّيْخ شمس الدّين سمع من النجيب والمعين الدِّمَشْقِي مولده سنة خمسين وست ماية أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية ابْن عايذ صَاحب الْمَغَازِي مُحَمَّد بن عايذ بن عبد الرَّحْمَن صَاحب الْمَغَازِي والفتوح أَبُو عبد الله الْكَاتِب صنف الصوايف وَالسير وَغَيرهَا ولد سنة خمسين وماية وَولي خراج غوطة دمشق لِلْمَأْمُونِ وَكَانَ ثِقَة توفّي بِدِمَشْق سنة ثلث أَو أَربع وثلثين وماتين قَالَ

صَالح جزرة ثِقَة إِلَّا أَنه قدري وثقة ابْن معِين وَأسْندَ عَن الْوَلِيد بن مُسلم وَخلق كثير وروى عَنهُ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَذكره فِي أهل التَّقْوَى وَأحمد بن أبي الْحوَاري وَغَيرهمَا وَأَجْمعُوا على عَدَالَته وديانته الْمُغنِي مُحَمَّد بن عايشة أَبُو جَعْفَر لم يكن يعرف لَهُ أَب فَكَانَ ينْسب إِلَى أمه ويلقبه من يسبه ابْن عاهة الدَّار وعايشة أمه مولاة لكثير بن الصَّلْت الْكِنْدِيّ حَلِيف قُرَيْش وَقيل مولاة لآل الْمطلب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي وَأَنه كَانَ لغير رشدة وَقَالَ مُحَمَّد كَانَت أُمِّي ماشطة وَكنت إِذا) دخلت إِلَى مَوضِع قَالُوا ارْفَعُوا هَذَا لِابْنِ عايشة فَغلبَتْ على نسبي قَالَ اسحق كَانَ ابْن عايشة يفتن كل من سَمعه وَكَانَ فتيَان الْمَدِينَة قد فسدوا فِي زَمَانه بمحادثته ومجالسته وَقد أَخذ الْغناء عَن معبد وَمَالك وَمَا مَاتَا حَتَّى ساواهما على تَقْدِيمه لَهما واعترافه لَهما بفضلهما وَقيل إِنَّه كَانَ ضَارِبًا وَلم يكن يجيد الضَّرْب وابتداؤه يضْرب بِهِ الْمثل فَيُقَال للمجيد من الْقُرَّاء والمغنين إِذا أَجَاد الِابْتِدَاء كَأَنَّهُ ابْن عايشة وَكَانَ ابْن عايشة سيء الْخلق إِذا قَالَ لَهُ إِنْسَان تغن قَالَ ألمثلي يُقَال هَذَا فَإِن قَالَ لَهُ وَقد ابْتَدَأَ أَحْسَنت قَالَ ألمثلي يُقَال أَحْسَنت ثمَّ يسكت وَكَانَ قَلِيلا مَا ينْتَفع بِهِ فَسَالَ العقيق مرّة فَدخل عَرصَة سعيد بن الْعَاصِ المَاء حَتَّى ملأها فَخرج النَّاس إِلَيْهَا وخراج ابْن عايشة فَجَلَسَ على قرن الْبِئْر فبيناهم كَذَلِك إِذْ طلع الْحسن بنالحسن ابْن عَليّ رَضِي الله عَنْهُم على بغلة وَخَلفه علامان أسودان كَأَنَّهُمَا من الشَّيَاطِين فَقَالَ لَهما إمضيا رويداً حَتَّى تفقا بِأَصْل الْقرن الَّذِي عَلَيْهِ ابْن عايشة ففعلا ذَلِك ثمَّ ناداه الْحسن يَا ابْن عايشة كَيفَ أَصبَحت قَالَ بِخَير فدَاك بِي وَأمي قَالَ انْظُر من تَحْتك فَإِذا العبدان فَقَالَ لَهُ أتعرفهما قَالَ نعم قَالَ فهما حران لَئِن لم تغنني ماية صَوت لأمرتهما بطرحك فِي الْبِئْر وهما حران لَئِن لم يفعلا لأقطعن أَيْدِيهِمَا فَانْدفع ابْن عايشة فغنى ماية صَوت فَيُقَال إِن ابْن عايشة لم يسمع النَّاس مِنْهُ أَكثر مِمَّا سمعُوا فِي ذَلِك الْيَوْم وَمَا رئي يَوْم أحسن مَه وسمعوا مِنْهُ مَا لم يسمعوه وتبادر النَّاس إِلَيْهِ من الْمَدِينَة وَمَا حولهَا لما بَلغهُمْ الْخَبَر وَتُوفِّي ابْن عايشة فِيمَا قيل فِي أَيَّام هِشَام بن عبد الْملك وَقيل فِي أَيَّام الْوَلِيد وَقيل أَن الْغمر بن يزِيد خرج إِلَى الشَّام فَلَمَّا نزل قصر ذِي خشب شربوا عل سطحه فغنى ابْن عايشة صَوتا طرب لَهُ الْغمر فَقَالَ أردده فَأبى وَكَانَ لَا يرد صَوتا لسوء خلقه فَأمر بِهِ فَطرح من أَعلَى السَّطْح فَمَاتَ وَقيل بل قَامَ وَهُوَ سَكرَان فِي اللَّيْل ليبول فَسقط فَمَاتَ

ابن عباد

3 - (ابْن عباد) الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عباد المكين روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى عِنْد التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَعُثْمَان بن خرزاذ وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَمُحَمّد بن يحيى بن مندة قَالَ أَحْمد حَدِيثه حَدِيث أهل الصدْق توفّي سنة خمس وثلثين وماتين المهلبي أَمِير مُحَمَّد بن عباد بن عباد بن حبيب بن الْمُهلب بن أبي صفرَة المهلبي أَمِير الْبَصْرَة كتب إِلَيْهِ مَنْصُور بن الْمهْدي أَخُو الرشيد يشكو إِلَيْهِ ضايقة فَأرْسل فَأرْسل إِلَيْهِ عشرَة آلَاف دِينَار وَمَات عَلَيْهِ خَمْسُونَ ألف دِينَار دينا وَأَعْطَاهُ الْمَأْمُون مَا مبلغه سِتَّة آلآف دِرْهَم توفّي سنة سِتّ عشرَة وماتين الْمُغنِي الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عباد الْكَاتِب مولى بني جمح ذكره إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي فِي كتاب أَخْبَار المغنين وَذكر أَنه كَانَ من الحذاق من أهل مَكَّة وَأَنه توفّي فِي زمن الرشيد بِبَغْدَاد وَلم يكن يضْرب بِالْعودِ يُقَال أَن ابْن عايشة غنى صَوتا فأجاده فَقيل لَهُ أَصبَحت من أحسن النَّاس غناء فَقَالَ وَمَا يَمْنعنِي من ذَلِك وَقد أخذت م ابْن عباد أحد عشر صَوتا الْمُعْتَمد بن عباد مُحَمَّد بن عباد بن إِسْمَعِيل أَبُو الْقسم الْمُعْتَمد ابْن المعتضد ملكا الأندلس ولد مُحَمَّد بِمَدِينَة باجة سنة إِحْدَى وثلثين أَربع ماية وَولى الْملك سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بإشبيلية فَقَامَ بِهِ أحسن قيام واهتم بِهِ أتم اهتمام عدل فِي الرّعية وأنصفهم وانتجعه الْفُضَلَاء ومدحه الشُّعَرَاء أَوْلَاده يزِيد يلقب الراضي وَهُوَ فَاضل لَهُ شعر وَعبد الله وَالْفَتْح وَكلهمْ فضلاء شعراء قتل يزِيد بَين يَدَيْهِ يَوْم الْوَقْعَة وَمن زرايه ابْن زيدون وَابْن عمار وللمعتمد شعر جيد فِي الذرْوَة مِنْهُ (أَكثر هجرك غير أَنَّك رُبمَا ... عطفتك أَحْيَانًا عَليّ أُمُور) (فَكَأَنَّمَا زمن التهاجر بَيْننَا ... ليل وساعات الْوِصَال بدور) وَهُوَ يشبه قَول الآخر (أَسْفر ضوء الصُّبْح عَن وَجهه ... فَقَامَ خَال الخد فِيهِ بِلَال)

(كَأَنَّمَا الْخَال على خَدّه ... سَاعَة هجر فِي زمَان الْوِصَال) وَقَالَ يودع حظاياه (وَلما وقفنا للوداع غدية ... وَقد خَفَقت فِي ساحة الْقصر رايات) (بكينا دَمًا حَتَّى كَأَن عيوننا ... بجري الدُّمُوع الْحمر مِنْهَا جراحات) ) وَقَالَت يَوْمًا إِحْدَى جواريه وَهُوَ فِي سجن أغمات لقد هُنَا هُنَا فأعجبه مِنْهَا ذَلِك وَقَالَ (قَالَت لقد هُنَا هُنَا ... مولَايَ أَيْن جاهنا) (قلت لَهَا إِلَى هُنَا ... صيرنا إِلَّا هُنَا) كَانَ الْمُعْتَمد بن عباد من أكبر مُلُوك الطوايف وَأَكْثَرهم بلاداً وَيُؤَدِّي الضريبة للاذفونش فَلَمَّا ملك طليطلة لم يقبل الضريبة طَمَعا فِي أَخذ بِلَاده وَأرْسل إِلَيْهِ بتهدده ويأمره بالنزول عَن الْحُصُون الَّتِي مَعَه فَضرب الْمُعْتَمد الرَّسُول وَقتل من كَانَ مَعَه من الفرنج وَكَانَ الأذفونش مُتَوَجها لحصار قرطبة فَرجع إِلَى طليطلة فَكتب الْمُعْتَمد إِلَى ابْن تاشفين صَاحب مراكش يستنجده فَحَضَرَ إِلَى سبتة وَعبر بالعساكر إِلَى الجزيرة الخضراء وَعبر آخِرهم وهم عشرَة آلَاف فَارس وَاجْتمعَ بالمعتمد وتسامع بِهِ مُلُوك الأندلس فَجَاءُوا إِلَيْهِ من كل جَانب فَكتب الأذفونش إِلَى ابْن تاشفين كتابا يتهدده فِيهِ وَطوله فَكتب يُوسُف بن تاشفين الْجَواب فِي ظَهره الَّذِي يكون ستراه فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ ارتاع ثمَّ إِنَّه جَاءَ والتقى الجيشان فِي مَكَان يُقَال لَهُ الزلاقة من بِلَاد بطليوس وتصافاً وَنصر الله الْإِسْلَام وَثَبت الْمُعْتَمد فِي ذَلِك الْيَوْم وأصابه عدَّة جراحات فِي وَجهه وبدنه وغنم الْمُسلمُونَ بِلَاد الفرنج وسلاحهم وَرجع ابْن تاشفين إِلَى بِلَاده ثمَّ أَنه عَاد فِي الْعَام الثَّانِي وحاصر بعض الْحُصُون وَخرج إِلَيْهِ الْمُعْتَمد وَعَاد ابْن تاشفين إِلَى مراكش وَقد أعجبه حسن بِلَاد الأندبس وبهجتها وَمَا بهَا من المباني والبساتين والمياه والمطاعم وَغَيرهَا مِمَّا لَا يُوجد بِبِلَاد مراكش وَلم يزل خواصه يغرونه على الْمُعْتَمد ويوحشون مَا بَينهمَا بِمَا ينقلونه عِنْد ليَأْخُذ هَلُمَّ بِلَاد الأندلس فَتغير عَلَيْهِ وقصده فَلَمَّا انْتهى إِلَى سبتة جهز إِلَيْهِ العساكر فحاصروه بإشبيلية حصاراً شَدِيدا وَقَاتلهمْ الْمُعْتَمد قتالاً عَظِيما فاستولى على النَّاس بِالْبَلَدِ الْجزع فَهَرَبُوا مها وألقوا نُفُوسهم فِي لنهر من شرفات السُّور ثمَّ إِن العسك هجم الْبَلَد وقبضوا على الْمُتَعَمد وَأَهله وقيدوه من وقته وَجعل مَعَ أَهله فِي مركب وحملوا إِلَى الْأَمِير يُوسُف بن تاشفين فَأرْسلهُ إِلَى حصن اغمات واعتقله بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَمن الْغَرِيب

أَنه نُودي على جنَازَته الصَّلَاة على الْغَرِيب وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة يُوسُف بن تاشفين طرف جيد من سَبَب محاصرة بن عباد وَكَيف تغير عَلَيْهِ ابْن تاشفين فليطلب هُنَاكَ فَإِنَّهُ أبسط من هَذَا وَمَا جرى على أحد من الْمُلُوك مَا جرى عَلَيْهِ وعَلى أَوْلَاده لِأَنَّهُ بَنَاته صرن يغزلن للنَّاس بالكرى وَبَعض أَوْلَاد أَوْلَاده وَهُوَ فَخر الدولة يعْمل أَجِيرا فِي دكان صايغ حَتَّى قَالَ أَبُو) بكر ابْن اللبانة الداني فِي ذَلِك من جملَة قصيدة (وَعَاد كونك فِي دكان قَارِعَة ... من بعد مَا كنت فِي قصر حكى إرما) (صرفت فِي آلَة الصياغ أُنْمُلَة ... لم تدر إِلَّا الندى وَالسيف والقلما) (يَد عهدتك للتقبيل تبسطها ... فأسقل الثريا أَن تكون فَمَا) (يَا صايغاً كَانَت الْعليا تصاغ لَهُ ... حليا وَكَانَ عَلَيْهِ الْحلِيّ منتظما) (للنفخ فِي الصُّور هول مَا حَكَاهُ سوى ... هول رَأَيْتُك فِيهِ تنفخ الفحما) (وددت إِذْ نظرت عَيْني إِلَيْك بِهِ ... لَو أَن عَيْني تَشْكُو قبل ذَاك عمى) (لح فِي العلى كوكباً إِن لم تلح قمراً ... وقم بهاربوة إِن لم تقم علما) (وَالله لَو أنصفتك الشهب لَا نكسفت ... وَلَو وَفِي ذَلِك دمع الْغَيْث لانسجما) وَتُوفِّي الْمُعْتَمد بسجن اغمات وَهِي خلف مراكش وَبَينهَا وَبَين الظُّلُمَات ثلث لَيَال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَمن شعر الْمُعْتَمد وَهُوَ فِي سجن أغمات وَعَسَى اللَّيَالِي أَن تمن بنظمنا عقدا كَمَا كُنَّا عَلَيْهِ وأجملا (ولربما نثر الجمان تعمداً ... ليعود أحسن فِي النظام وأكملا) وَمن شعره وَقد تألم يَوْمًا من الْقَيْد وضيقه (تبدلت من ظلّ عز البنود ... بذل الْحَدِيد وَثقل الْقُيُود) (وَكَانَ حديدي سِنَانًا زليقاً ... وعضباً رَقِيقا صقيل الْحَدِيد) (وَقد صَار ذَاك وَذَا أدهماً ... يعَض بساقي عض الْأسود) وَدخل عَلَيْهِ بناتهن فِي يَوْم عيد وَقد غزلت إِحْدَاهُنَّ غزلاً بِالْأُجْرَةِ لصَاحب الشّركَة الَّذِي كَانَ فِي خدمَة أَبِيهَا لما كَانَ فِي سُلْطَانه فرآهن فِي أطمارهن الرثة وحالهن السَّيئَة فَقَالَ (فِيمَا مضى كنت بالأعياد مَسْرُورا ... فساءك الْعِيد فِي أغمات مأسورا) (ترى بناتك فِي الأطمار جايعة ... يغزلن للنَّاس مَا يملكن قطميرا) (يطأن فِي الطين والأقدام حافية ... كَأَنَّهَا لم تطَأ مسكاً وكافورا)

ورأي الْقَيْد يَوْمًا فِي رجل وَلَده أبي هَاشم وَقد عض بساقيه فَبكى وَقَالَ (قيدي أما تعلمني مُسلما ... أَبيت أَن تشفث أَو ترحما) (دمي شراب لَك وَاللَّحم قد ... أَكلته لَا تهشم الأعظما) ) (إرحم طفيلاً طايشاً لبه ... لم يخْش أَن يَأْتِيك مسترحما) (وَارْحَمْ أخيات لَهُ مثله ... جرعتهن السم والعلقما) وَلابْن اللبانة مُصَنف جمعه سَمَّاهُ نظم السلوك فِي وعظ الْمُلُوك قصره على أشعاره وأشعار أَوْلَاده والمراثي الَّتِي نظمها فيهم وَمِنْهَا قصيدة أَولهَا (لكل شَيْء من الْأَشْيَاء مِيقَات ... وللمنى من مناياهن غايات) مِنْهَا (أنفض يَديك من الدُّنْيَا وزخرفها ... فالأرض قد أقفرت وَالنَّاس قد مَاتُوا) (وَقل لعالمها الْعلوِي قد كتمت ... سريرة الْعلم الأرضي أغمات) وَقَالَ أَيْضا وَهُوَ فِي السجْن ينديه (تَنْشَق رياحين السَّلَام فَإِنَّمَا ... أفض بهَا مسكاً عَلَيْك مختما) (أفكر فِي عصر مضى الك مشرقاً ... فَيرجع ضوء الصُّبْح عِنْدِي مظلما) (وأعجب من أفق المجرة إِذْ رأى ... كسوفك شمساً كَيفَ أطلع أنجما) (قناة سعت لِلطَّعْنِ حَتَّى تقصدت ... وَسيف أَطَالَ الضَّرْب حَتَّى تثلما) (حبيب إِلَى قلبِي حبيب وَقَوله ... عَسى وَطن يدنو بهم ولعلما) مِنْهَا (حكيت وَقد فَارَقت ملكك مَالِكًا ... وَمن ولهي أحكي عَلَيْك متمما) (تضيق عَليّ الأَرْض حَتَّى كَأَنَّمَا ... خلقت وَإِيَّاهَا سواراً ومعصما) (ندبتك حَتَّى لم يخل لي الأسى ... دموعاً بهَا أبْكِي عَلَيْك وَلَا دَمًا) (بكاك الحيا وَالرِّيح شقَّتْ جيوبها ... عَلَيْك وناح الرَّعْد بِاسْمِك معلما) (ومزق ثوب الْبَرْق واكتسب الدجى ... حداداً وَقَامَت انجم الجو مأتما) (قضى الله أَن خطوك عَن ظهر أشقر ... أَشمّ وَأَن أمطوك أشأم أدهما) وَكَانَ قد انفكت عَنهُ الْقُيُود فَأَشَارَ إِلَى ذَلِك يَقُول فِيهَا (قيودك ذَابَتْ فَانْطَلَقت لقد غَدَتْ ... قيودك مِنْهُم بالمكارم أرحما) (عجبت لِأَن لَان الْحَدِيد وَقد قسوا ... لقد كَانَ مِنْهُم بالسريرة أعلما) (ينجيك من نجى من الْجب يوسفاً ... ويؤومك من آوى الْمَسِيح بن مريما)

) وَقَالَ ابْن اللبانى أَيْضا (تبْكي السَّمَاء بمزن رَايِح غادي ... على البهاليل من أَبنَاء عباد) مِنْهَا (عربسة دَخَلتهَا النابيات على ... أساود مِنْهُم فِيهَا وآساد) (وكعبة كَانَت الآمال تخدمها ... فاليوم لَا عاكف فِيهَا وَلَا باد) (يَا ضيف أقفر بَيت الكرمات فَخذ ... فِي ضم رحلك واجمع فضلَة الزَّاد) (وَيَا مُؤَمل وَادِيهمْ ليسكنه ... خف القطين وجف الزَّرْع بالوادي) وَاجْتمعَ من شعرايه عِنْد قَبره جمَاعَة وبكره وأنشدوا قصادي فِي رثايه مِنْهُم أَبُو بَحر عبد الصَّمد قَالَ قصيدة أَولهَا (ملك الْمُلُوك أسامع فأنادي ... أم قد عدتك عَن السماع عوادي) (لما نقلت عَن الْقُصُور وَلم تكن ... فِيهَا كَمَا قد كنت فِي الأعياد) (قبلت فِي هَذَا الثرى لَك خاضعاً ... وَجعلت قبرك مَوضِع الإنشاد) وَلما تولى الْمُعْتَمد على الله الْملك بعد أَبِيه المعتضد قَالَ عَليّ بن عبد الْغَنِيّ الحصري الضَّرِير (مَاتَ عباد وَلَكِن ... بَقِي النجل الْكَرِيم) (فَكَأَن الْحَيّ ميت ... غير أَن الضَّاد مِيم) ابْن الْقَزاز مُحَمَّد بن عبَادَة أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْقَزاز من شعراء الذَّخِيرَة لَهُ الْيَد الطولي فِي الموشحات من شعره قَوْله (ثناؤك لَيْسَ تسبقه الرِّيَاح ... يطير وَمن نداك لَهُ جنَاح) (لقد حسنت بك الدُّنْيَا وشبت ... فأضحت وَهِي ناعمة رداح) (ثناؤك فِي طلاها حلي در ... وَفِي أعطافها مِنْهُ وشاح) (تطيب بذكرك الأفواه حَتَّى ... كَأَن رضابها مسك وَرَاح) وَمِنْه (يَا دوحة بظلالها أتفيأ ... بِلَا معقلاً آوي إِلَيْهِ وَأَلْجَأَ) (رمدت جفوني مذ حللت هُنَا وَلَو ... كحلت برؤيتكم لكَانَتْ تَبرأ) (فخبئت عَنْك وَغنما أَنا جَوْهَر ... فِي طي أصداف الْحَوَادِث أخبأ) ) (لم أخترع فِيك المديح وَإِنَّمَا ... من بحرك الْفَيَّاض هَذَا اللُّؤْلُؤ)

(أما بَنو عبد الحميد فَإِنَّهُم ... زهر وَأَنت هلالها المتلأليء) (فَخر الزَّمَان بِنَا لِأَنَّك حَاتِم ... فِي جوده ولأنني المتنبيء) وَمن موشحاته المطبوعة قَوْله (من ولي فِي أمة أمرا وَلم يعدل ... يعْزل إِلَّا لحاظ الرشإ الأكحل) (جرت ي حكمك ... فِي قَتْلِي يَا مُسْرِف) (فانصف فَوَاجِب ... أَن ينصف الْمنصف) (وارأف فَإِن هَذَا ... الشوق لَا يرأف) (علل قلبِي بِذَاكَ الْبَارِد السلسل ... ينجلي مَا بفؤادي من جوى مشعل) (غنما يبرد كي ... يُوقد نَار الْفِتَن) صمًّا مصوراً من كل شَيْء حسن إِن رمى لم يخط من دون الْقُلُوب الجنن (كَيفَ لي تخلص من سهمك الْمُرْسل ... فصل واستبقني حَيا وَلَا تقتل) يَا سنا الشَّمْس وَيَا أَسْنَى من الْكَوْكَب (يَا منى النَّفس ... وَيَا رَسُولي وَيَا مطلبي) (هأنا حل ... بأعدايك مَا حل بِي) (عذلي من ألم الهجران فِي معزل ... والخلي فِي الْحبّ لَا يسال عَمَّن بلي) (أَنْت قد صبرت ... بالْحسنِ من الرشد غي) (لم أجد فِي طرفِي ... حبيك دينا عَليّ) (فاتئد وَإِن تشأ ... قَتْلِي شَيْئا فشي) (أجمل ووالني مِنْك ندى الْمفضل فَهِيَ لي ... من حَسَنَات الزَّمن الْمقبل) مَا اغتدى طرفِي إِلَّا بسنا ناظريك وَكَذَا فِي الْحبّ مَا بِي لَيْسَ يخفى عَلَيْك وَلذَا أنْشد وَالْقلب رهين لديك (يَا عَليّ سلطت جفنيك على مقتلي ... فابق لي قلبِي وجد بِالْفَضْلِ يَا موئلي)

ابن عباس

) 3 - (ابْن عَبَّاس) ابْن الأخرم الْحَافِظ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن أَيُّوب بن الأخرم الْحَافِظ الصبهانين توفّي سنة إِحْدَى وَثلث ماية وَاخْتَلَطَ قبل مَوته بِسنة وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء بأصبهان سمع بعد الْأَرْبَعين وماتين أَبَا كريب زِيَاد بن يحيى وعمار بن خَالِد وَعلي بن حَرْب والمفضل بن غَسَّان الْغلابِي وروى عَنهُ أَبُو أَحْمد الْعَسَّال وَأَبُو الشَّيْخ وَالطَّبَرَانِيّ وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عمر وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف وَجَمَاعَة ابْن كوذك مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن كوذك بكافين بَينهمَا وَاو وذال مُعْجمَة أَبُو عمر مولى الْقَعْقَاع بن خُلَيْد الْعَنسِي الدِّمَشْقِي توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَثلث ماية سمع ابْن الدرفس وَأحمد بن بشر الصُّورِي وَعبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم الرواس وجعفر بن أَحْمد بن الرواس وَإِبْرَاهِيم بن دُحَيْم والمفضل بن مُحَمَّد الجندي وروى عَنهُ تَمام وَأَبُو نصر بن هرون وَعبد الْوَهَّاب الميداني والخصيب بن عبد الله بن مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن ابْن السمسار الرئيس أَبُو عبد الله الْهَرَوِيّ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عصم الرئيس أَبُو عبد الله بن أبي ذهل الضَّبِّيّ الْهَرَوِيّ روى عَنهُ الأيمة الْكِبَار الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو الْحُسَيْن الْحَجَّاجِي وَعَامة الخرويين كَانَ يعاشر الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَله إفضال كثير عَلَيْهِم وَكَانَ يضْرب لَهُ الدِّينَار دِينَارا وَنصفا فَيتَصَدَّق بِهِ وَيَقُول إِنِّي لأفرح إِذا ناولت فَقِيرا كاغداً فيتوهم أَنه فضَّة فيفرح بِهِ فيفتحه فيفرح بِهِ ثمَّ يزنه فيفرح بِهِ ثَالِثا دخل الْحمام وَخرج فألبس قَمِيصًا مُلَطَّخًا فانتفخ وَمَات شَهِيدا قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة نبيلاً من ذَوي الأفدار الْعَالِيَة وَكَانَت وَفَاته فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَثلث ماية أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور يُقَال لَهُ الطرخزي لِأَنَّهُ كَانَت أمه من خوارزم وَأَبوهُ من طبرستان وَكَانَ ابْن أُخْت مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ قَالَ الْحَاكِم فِي تَارِيخه كَانَ أوحد عصره فِي حفظ اللُّغَة وَالشعر وَكَانَ يذاكرني

بالأسماء والكنى حَتَّى يحيرني من حفظه انْتهى قلت يُقَال إِنَّه لما قصد الصاحب ابْن عباد فَطلب الْإِذْن من حَاجِبه فَدخل وقالك بِالْبَابِ شَاعِر فَقَالَ لَهُ الصاحب قل لَهُ لَا تدخل إِلَّا إِن كنت تحفظ للْعَرَب عشْرين ألف بَيت شعر فَلَمَّا قَالَ لَهُ ذَلِك قَالَ قل لَهُ للنِّسَاء أَو للرِّجَال فَلَمَّا قَالَ ذَلِك للصاحب قَالَ لَهُ هَذَا أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ فَتَلقاهُ الصاحب وأكرمه وَأقَام فِي نعْمَته مُدَّة ثمَّ إِنَّه كتب يَوْمًا) هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وجعلهما فِي مَكَان يجلس فِيهِ الصاحب وهما (لَا تحمدن ابْن عباد وَإِن هطلت ... كَفاهُ بالجود حَتَّى أخجل الديما) (فَإِنَّهَا خطرات من وساوسه ... يُعْطي وَيمْنَع لَا بخلا وَلَا كرما) ثمَّ إِن الْخَوَارِزْمِيّ فَارق ابْن عباد فَلَمَّا وقف عَلَيْهِمَا قَالَ بعد أَن بلغ الصاحب مَوته (أَقُول لركب من خُرَاسَان أَقبلُوا ... أمات خوارزميكم قيل لي نعم) (فَقلت اكتبوا بالجص من فَوق قَبره ... أَلا لعن الرَّحْمَن من يكفر النعم) قَالَ ابْن خلطان ووقفت فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لِابْنِ الْمَرْزُبَان وَوجدت فِي تَرْجَمَة أبي الْقسم الْأَعْمَى واسْمه مُعَاوِيَة بن سفين يهجو الْحسن بن سهل وَكَانَ يُؤَدب أَوْلَاده (لَا تحمدن حسنا فِي الْجُود إِن مطرَت ... كَفاهُ غزراً وَلَا تذممه إِن زرما) (فَلَيْسَ يمْنَع إبْقَاء على نشب ... وَلَا يجود لفضل الْحَمد مغتنما) (لَكِنَّهَا خطرات من وساوسه ... يُعْطي وَيمْنَع لَا بخلا وَلَا كرما) وَالله أعلم بذلك انْتهى قلت هَذَانِ البيتان أَشد تعلقاً بِالْبَيْتِ الثَّالِث فِي التوطية لَهُ فمعوية بن سفين الْمَذْكُور أَحَق بالشعر من الْخَوَارِزْمِيّ وَقد اشْتهر بِالْبَيْتِ الثَّالِث بَين الأدباء واستعملوه مقلوباً فَقَالَ القايل من أَبْيَات سينية (يُعْطي وَيمْنَع لَا بخلا لَا كرماً ... لَكِنَّهَا خطرات من وساوسه) وَهَذَا النَّوْع من أحسن الشّعْر وأدله عل جودة قريحه النَّاظِم وَقد سمى مثل هَذَا أَرْبَاب البلاغة التصريع الموجه أَي فِي أول القصيدة كَقَوْل ابْن حجاج (من شُرُوط الصبوح والمهرجان ... خفَّة الشّرْب مَعَ خلو الْمَكَان) فَإِنَّهُ يُمكن قلب الصَّدْر عَجزا وقلب الْعَجز صَدرا وَقد ذكرت من هَذَا النَّوْع جملَة فِي كتابي الَّذِي سميته نصْرَة الثاير على الْفلك الداير وَالظَّاهِر أَن الهوارزمي الْمَذْكُور كَانَ فِيهِ ملل واستحالة لِأَن أَبَا سعيد أَحْمد بن شهيب الْخَوَارِزْمِيّ قَالَ فِيهِ (أَبُو بكر لَهُ أدب وَفضل ... وَلَكِن لَا يَدُوم على الْوَفَاء) (مودته إِذا دَامَت لخل ... فَمن وَقت الصَّباح إِلَى الْمسَاء)

وَقد أَقَامَ الْخَوَارِزْمِيّ بِالشَّام مُدَّة وَسكن حلب وَتُوفِّي بنيسابور سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثلث ماية وَقَالَ الْخَوَارِزْمِيّ) (رَأَيْتُك إِن أَيسَرت خيمت عندنَا ... مُقيما وَإِن أعسرت زرت لمالما) (فَمَا أَنْت إِلَّا الْبَدْر إِن قل ضوءه ... أغب وَإِن زَاد الضياء أَقَامَا) أَخذه مؤيد الدّين الطغرائي فَقَالَ (سأحجب عني أسرتي عِنْد عسرتي ... وأبرز فيهم إِن أصبت ثراء) (ولي أسوةٌ بالبدر ينْفق نوره ... فيخفى إِلَى أَن يستجد ضِيَاء) وَقَالَ الْخَوَارِزْمِيّ (يَا من يحاول صرف الراح يشْربهَا ... وَلَا يفك لما يلقاه قرطاسا) الكأس والكيس لم يقْض امتلاؤهما ففرغ الْكيس حَتَّى تملأ الكأسا وَقَالَ وَلَقَد ذكرتك والنجوم كَأَنَّهَا در على أَرض من الفيروزج (يلمعن من خلل السَّحَاب كَأَنَّهَا ... شرر تطاير من دُخان العرفج) (والأفق أحلك من خواطر كاسب ... بالشعر يستجدي اللئام ويرتجي) وَقَالَ فِي السلحفاة (بنت قفر بَدَت لنا من بعيد ... مِثْلَمَا قد كوى البُخَارِيّ سَفَره) (رَأسهَا رَأس حَيَّة وقراها ... ظهر ترس وجلدها جلد صخره) (مثل فهر الْعَطَّار دق بِهِ العط ... ر فَحلت طرايف الطّيب ظَهره) (أَو كَمَا قد قلبت جَفْنَة شرب ... نقشوها بحمرة وبصفره) (يقطع الْخَوْف رَأسهَا فَإِذا مَا ... أمنت قر رَأسهَا مستقره) وَقَالَ (ولي قَمِيص رَقِيق ... يقده الأوهام) (وجبة لَا تَسَاوِي ... تصحيفها وَالسَّلَام) أَخذه ابْن الْخياط الدِّمَشْقِي فَقَالَ (أسوم الْجبَاب فَلَا خزها ... أُطِيق ابتياعاً وَلَا صوفها) (وَكَيف السَّبِيل إِلَى جُبَّة ... لمن لَيْسَ يملك تصحيفها)

وَذكر أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن عَليّ الحصري فِي كتاب النورين قَالَ كَانَ أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ) رَافِضِيًّا غاليا وَفِي مرتبَة الْكفْر عَالِيا أَخْبرنِي من رَآهُ بنيسابور وَقد كظه الشَّاب فَطلب فقاعا فَلم يجده فَقَالَ لعن بِمَا قَالَ (إِذا اعوز الفقاع لما طلبته ... هجوت عتيقاً والدلام ونعثلا) فَإِذا كَانَ يهتتف بِهَذِهِ الْجُمْلَة بِغَيْر عِلّة فَكيف بِهِ مَعَ تَفْرِيغ الْعِلَل وتوسيع الأمل مِمَّن يطابقه على كفره وَيُوَافِقهُ على شَره وَقَالَ ياقوت قَرَأت فِي آخر ديوانه لَهُ (بآمل مولدِي وَبني جرير ... فأخوالي ويحكي الْمَرْء خَاله) (فها أَنا رَافِضِي عَن تراث ... وغيري رَافِضِي عَن كلاله) وَقَالَ يهجو شريفاً (عوار فِي شريعتنا وقبح ... علينا لِلنَّصَارَى وَالْيَهُود) (كَأَن الله لم يخلقه إِلَّا ... لتنعطف الْقُلُوب على يزِيد) وَقَالَ (وَمَا خلقت كَفاك إِلَّا ربع ... وعوايد لم يخلق لَهُنَّ يدان) (لتقبيلي أَفْوَاه وتبديد نايل ... وتقليب هندي وجر عنان) وَقَالَ (عَلَيْك بِإِظْهَار التجلد للعدى ... وَلَا تظهره مِنْك الذبول فتحقرا) (أَلَسْت ترى الريحان يشْتم ناضراً ... ويطرح فِي الْمِيضَاة أَنى تغيرا) وَكَانَ الْخَوَارِزْمِيّ يتعصب لآل بويه ويذم آل سامان وَكَانَ فِي أَيَّام يَاسر الْحَاجِب وانهزامه إِلَى جرجان فَبسط لِسَانه فِيهِ وَفِي الْوَزير الْعُتْبِي وَبلغ الْعُتْبِي عَنهُ أَنه قَالَ فِيهِ (قل للوزير أَزَال الله دولته ... جزيت صرفا على نوح بن مَنْصُور) وَلم يكن قَالَ ذَلِك وَإِنَّمَا قيل على لِسَانه فَكتب الْوَزير إِلَى يَاسر الْحَاجِب وَأمره بمصادرته وَقطع لِسَانه وَكتب إِلَى المظفر البرغشي بذلك وَكَانَ يَلِي النبدرة بنسابور فَأَخذه البرغشي وَقبض مِنْهُ مَا يتي ألف دِرْهَم ووكل بِهِ وَأمره بِالرُّجُوعِ إِلَى منزله فهرب من الموكلين وَرجع إِلَى حَضْرَة

الصاحب فحسنت حَاله عِنْده وَكتب برد مَا أَخذ مِنْهُ وَجَرت بَينه وَبَين البديع الهمذاني مناقضات ذكرهَا ياقوت فِي كتاب مُعْجم الأدباء فِي ترجمتهما الْحَافِظ ابْن الْفُرَات مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفُرَات أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ) توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثلث ماية وَولد سنة تسع عشرَة كتب الْكثير وَجمع مَا لم يجمعه أحد فِي زَمَانه وَكَانَ عِنْده عَن عَليّ بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ وَحده ألف جُزْء وَكتب ماية تَفْسِير وماية تَارِيخ وَخلف ثَمَانِيَة عشر صندوقاً مَمْلُوءَة كتبا غير مَا سرق لَهُ وَأكْثر ذَلِك بِخَطِّهِ وَكَانَت لَهُ جَارِيَة تعَارض مَعَه مَا يَكْتُبهُ وَكَانَ مَأْمُونا ثِقَة مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن الْحسن أَبُو جَعْفَر كَانَ وَالِده وزيراً للمكتفي وَدخل أَبُو جَعْفَر بِلَاد خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ أديباً فَاضلا وَله القصيدة السايرة وَهِي (لقد أَصبَحت مَنْبُوذًا ... بأطراف خُرَاسَان) (ومجفواً نبت عَن ل ... ذة التغميض اجفاني) (ومخصوصاً بحرمان ... من الْأَعْيَان أعياني) وَصرف عِنْد شكواي من الآذان آذَانِي (كَأَن الْقَصْد من إحدا ... ث أزماني أزماني) (فكم ماسرت فِي إصلا ... ح شأني مَا مرى شاني) (وعاينت خطوباً ج ... رعتني مَاء خطبان) (أشابت شيب فودي ... وأفنت نور أفناني) (أغصتني بأرياقي ... لدن إيراق أغصاني) (وَمَا ذَنبي إِلَى هُوَ هـ ... وعني عطفه ثَانِي) (سوى أَنِّي أرى فِي الف ... ضل فَردا لَيْسَ لي ثَانِي) (كَأَن الْبَحْث إِذْ كش ... ف عني كَانَ عطاني) (وَمَا حلأني إِلَّا ... زَمَانا فِيهِ حلاني) (سأسترفد صبري إِن ... هـ من خير أعواني) (وأستتجد عزمي إِن ... هـ والحجزم سيان) (وأنضو الْهم عَن قلبِي ... وَإِن أنضيت جثماني) (وأنجو بنجاء إِن ... قَضَاء الله نجاني)

(إِلَى أرضي الَّتِي أرْضى ... وترضيني وترضاني) (إِلَى أَرض جناها من ... جنى جنَّة رضوَان) ) (هَوَاء كهوى النَّفس ... تصافاه صفيان) (وَمَاء مثل قلب الص ... ب قد ريع بهجران) (رَقِيق الأل كالآل ... وَفِيه أَمن إِيمَان) (وترب هُوَ والمسك ... لَدَى التَّشْبِيه تربان) (فَإِن سلمني الله ... وبالصنع تولاني) (وأولاني خلاصاً جا ... مَعًا شملي بخلصاني) (وأداني لوداني ... وآواني وإخواني) (وأوطاني وأوطاني ... وَأَعْطَانِي أَعْطَانِي) (وأخلى ذرعى الدَّهْر ... وخلاني وخلاني) (فَإِنِّي لَا أجد العو ... د مَا دَامَ الجديدان) (إى ل الغربة حَتَّى تغ ... رب الشَّمْس بشروان) (وَإِن عدت لَهَا يَوْمًا ... فسجاني سجاني) (وللموت الوحى الأح ... مر القاني ألقاني) ابْن فسانجس الْوَزير مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن مُوسَى بن فسانجس أَبُو الْفرج بن أبي الْفضل من أهل شيراز كَانَ كَاتبا لمعز الدولة أبي الْحُسَيْن احْمَد ابْن بويه قَلّدهُ الدِّيوَان ورد إِلَيْهِ اسْتِيفَاء الْأَمْوَال وحفظها على وزيره أبي مُحَمَّد المهلبي فَلَمَّا مَاتَ المهلبي أشرك بَينه وَبَين الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن فِي نِيَابَة الوزارة إِلَى أَن مَاتَ معز الدولة ودبر أُمُور الوزارة لعز الدولة بختيار بن معز الدولة مُدَّة ثلثة عشر شهرا وَعشرَة أَيَّام واعتقل بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ موقر الْمجْلس رَاجِح الْحلم حسن الدّيانَة وافر الْأَمَانَة توفّي سنة سبعين وَثلث ماية ابْن الجعفرية مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو عَليّ الْهَاشِمِي الْمَعْرُوف بِابْن الجعفرية الْبَغْدَادِيّ أحد خلفاء الْقُضَاة على النواحي والخطباء على المنابر شيخ من شُيُوخ أَهله روى عَن رضوَان بن جالينوس الصيدلاني وَأبي بكر الْحسن بن مُحَمَّد العلاف الشَّاعِر وروى عَنهُ القَاضِي أَبُو عَليّ التنوخي فِي نشوار المحاضرة وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الفحام السامري توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثلث ماية

ابْن الهمذاني مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو الْوَفَاء الأديب الْمَعْرُوف بِابْن الهمذاني من أهل البندنيجين) من شعره (أأيامي بِذِي الأثلاث عودى ... ليورق فِي رَبًّا الأثلاث عودي) (فَإِن شميم هَذَا الشَّيْخ أذكى ... لدي من انتشاقي نشر عود) (وَإِن تجاوب اليرماق أحلى ... لسمعي فِيهِ من نغمات عود) اليزيدي مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن يحيى أبي مُحَمَّد اليزيدي أَبُو عبد الله كَانَ اخبراياً نحوياً لغوياً من يبت علم مَاتَ سنة عشر وَثلث ماية وَقيل سنة ثلث عشرَة وَقد بلغ اثْنَتَيْنِ ومثانين سنة وثلثة أشهر حدث عَن عَمه عبد الله وَعَن أبي الْفضل الرياشي وَأبي الْعَبَّاس ثَعْلَب وَغَيرهم قَالَ الْخَطِيب وَكَانَ راوية للْأَخْبَار والآداب مُصدقا فِي حَدِيثه وروى عَنهُ أَبُو بكر الصولي فِي آخَرين واستعدي فِي آخر عمره لتعليم أَوْلَاد المقتدر وَله نصانيف مِنْهَا مُخْتَصر فِي النَّحْو كتاب الْخَيل مَنَاقِب بني الْعَبَّاس أَخْبَار اليزيديين ابْن حيويه مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء بن يحيى بن معَاذ أَبُو عمر الخزاز الْمَعْرُوف بِابْن حيويه مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثلث ماية ومولده سنة خمس وَتِسْعين وماتين سمع عبد الله بن إِسْحَق المدايني وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان الباغندي وَمُحَمّد بن خلف بن الْمَرْزُبَان وخلقاً كثيرين وَكَانَ ثِقَة سمع الْكثير وَكتب طول عمره وروى المصنفات الْكِبَار مثل طَبَقَات ابْن سعد وَمَغَازِي الْوَاقِدِيّ ومصنفات ابْن الْأَنْبَارِي وَمَغَازِي سعيد بن يحيى الْأمَوِي وتاريخ ابْن أبي خَيْثَمَة وَغير ذَلِك وَحدث عَنهُ أَبُو بكر البراقني وَالْقَاضِي التنوخي وَغَيرهمَا عماد الدّين الدنيسري الطَّبِيب الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عَبَّاس بن أَحْمد ابْن صَالح الْحَكِيم البارع عماد الدّين أَبُو عبد الله الربعِي الدنيسري ولد بدنيسر سنة خمس أَو سِتّ وَقَرَأَ الطِّبّ حَتَّى برع فِيهِ وساد وَسمع الحَدِيث بالديار المصرية من عَليّ بن مُخْتَار العامري وَعبد الْعَزِيز بن باقا وَالْحسن بن دِينَار وَابْن المقير وَصَحب الْبَهَاء زهيراً مُدَّة وَتخرج بِهِ فِي الْأَدَب وَالشعر

وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وصنف فِي الطِّبّ الْمقَالة المرشدة فِي درج الْأَدْوِيَة المفردة وأرجوزة فِي الديارق الْفَارُوق وأرجوزة نظم تقدمة الْمعرفَة لَا بقراط كتاب المثرد يطوس وَغير ذَلِك ثمَّ سَافر من دنيسر وَدخل مصر وَرجع إِلَى الشَّام وخدم بالقعلة فِي الدولة الناصرية ثمَّ خدم بالبيمارستان الْكَبِير وَكَانَ أَبوهُ خَطِيبًا بدنيسر سمع مِنْهُ قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصري والموفق أَحْمد بن أبي أصبيعة والبرزالي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست ماية وَمن شعره) (وَقلت شهودي فِي هَوَاك كَثِيرَة ... وَأصْدقهَا قلبِي ودمعي مسفوح) (فَقَالَ شُهُود لَيْسَ يقبل قَوْلهم ... فدمعك مقذوف قَلْبك مَجْرُوح) وَأحسن مِنْهُ قَول الْقَائِل (ودمعي الَّذِي يجْرِي الغرام مسلسلاً ... رمى جَسَدِي بالضعف والجفن بِالْجرْحِ) وَمِنْه أَيْضا (عشقت بَدْرًا ملحياً ... عَلَيْهِ بالْحسنِ هاله) (مثل الغزال وَلَكِن ... تغار مِنْهُ الغزاله) (فَقلت أَنْت حَبِيبِي ... ومالكي لَا محاله) (جسمي يذوب وجفني ... دُمُوعه هطاله) (بعثت من نَار وجدي ... مني إِلَيْهِ رساله) (ولي عَلَيْك شُهُود ... مَعْرُوفَة بالعداله) وَمن شعر الدنيسري أَيْضا (أما الحَدِيث فعنهم مَا أجمله ... واللموت من جور الْهوى مَا أعدله) (قل للعذول أطلت لست بسامع ... بَين السلو وَبَين قلبِي مرحله) (لَا أَنْتَهِي عَن حب من أحببته ... مَا دَامَ قلبِي والهوى فِي منزله) (ظَبْي تنبأ بالجمال على الورى ... يَا لَيْت شعري صُدْغه من أرْسلهُ) (قد حل فِي قلبِي وكل جوانحي ... فدمي لَهُ فِي حبه من حلله) (وحياة ناظره وعامل قده ... روحي بِعَارِض خَدّه متململه) (هَب أنني متجنن فِي حبه ... فعذاره فِي خَدّه من سلسله) وَمِنْه أَيْضا (إِذا رفع الْعود تَكْبِيرَة ... ونادى على الراح دَاعِي الْفَرح) (رَأَيْت سجودي لَهَا دايماً ... وَلَكِن عقيب رُكُوع الْقدح)

قلت تجَاوز هُنَا فِي اسْتِعَارَة الرُّكُوع للقدح لِأَن الرُّكُوع إِنَّمَا يَلِيق استعارته بالإبريق كَمَا قَالَ ابْن مكنسة الاسكندرية (إبريقنا عاكف على قدح ... كَأَنَّهُ الْأُم ترْضع الولدا) ) (أَو عَابِد من بني الْمَجُوس إِذا ... توهم الكأس شعلة سجدا) وَمن شعر الدنيسري (كلفت بالمعسول من رِيقه ... وهمت بالعسال من قده) (بدر إِذا أبصرته مُقبلا ... أَبْصرت بدر التم فِي سعده) (يجرح قلبِي لحظه مثل مَا ... يجرحه لحظي فِي خَدّه) (قلت لعذالي على حبه ... وَالْقلب موثوق على وجده) (من يَده فِي الما إِلَى زنده ... يعرف حر لماء من برده) وَمِنْه أَيْضا (وَلَقَد سَأَلت وصاله فَأَجَابَنِي ... عَنهُ الْجمال إِشَارَة عَن قايل) (فِي نون حَاجِبه وَعين جفونه ... مَعَ مِيم مبسمه جَوَاب السايل) قلت شعر جيد لحية الليف مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الْمُؤَدب سمع وروى وثقة الْخَطِيب وَكَانَ يلقب بلحية الليف توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة تسعين وماتين قَاضِي دمشق الجُمَحِي مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَمْرو الجُمَحِي القَاضِي أَصله من الْبَصْرَة وَسكن دمشق بعد التسعين وماتين وَكَانَ ورعاً صَالحا فَاضلا عفيفاً جَاءَهُ ابْن زنبور الْوَزير وَمَعَهُ كيغلغ فَجَلَسَا فَقَالَ لَهُ الْوَزير الْأَمِير كيغلغ جَاءَ فِي حكونة يَشْتَهِي أَن تقضى على اخْتِلَاف الْعلمَاء فغمض عَيْنَيْهِ وَقَالَ وَالله لَا أفتحهما وأنتما جالسان فَمَا فتحهما حَتَّى قاما من مَجْلِسه توفّي بِدِمَشْق سنة سبع وَتِسْعين ماتين وَبَقِي الْبَلَد يَعْنِي دمشق شاغراً من قَاض أَيَّامًا حَتَّى وليه أَبُو زرعه مُحَمَّد بن عُثْمَان شمس الدّين بن اللبودي الطَّبِيب مُحَمَّد بن عَبْدَانِ بن عبد الْوَاحِد الطَّبِيب الْعَلامَة البارع شمس الدّين ابْن اللبودي الدِّمَشْقِي قَالَ فِيهِ ابْن أبي أصبيعة أفضل أهل زَمَانه فِي

الْعُلُوم الْحكمِيَّة والطب سَافر إِلَى الْعَجم واشتغل على النجيب أسعد الهمذاني وَكَانَ لَهُ ذكاء مفرط وحرص بَالغ وَله مجْلِس الأشغال خدم الظَّاهِر غَازِي بحلب ثمَّ قدم بعد مَوته إِلَى دمشق توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست ماية وَله من الْعُمر إِحْدَى وَخَمْسُونَ سنة وَله من التصانيف الرَّأْي الْمُعْتَبر فِي معرفَة القاضاء وَالْقدر شرح الملخص للْإِمَام فَخر الدّين رِسَالَة فِي وجع) المفاصل شرح فُصُول بقراط شرح مسايل حنين بن إِسْحَق وَهُوَ وَالِد الصاحب نجم الدّين ابْن اللبودي ابْن عَبدك الْحَنَفِيّ أَبُو مُحَمَّد بن عَبدك لبصري الْحَنَفِيّ إِمَام كَبِير صنف شرح الجامعين وَغير ذَلِك وأقرأ الْمَذْهَب ودرس وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثلث ماية قَاضِي مصر الْعَبادَانِي مُحَمَّد بن عَبدة بن حَرْب أَبُو عبد الله الْبَصْرِيّ الْعَبادَانِي قَاضِي مصر قَالَ البرقاني هُوَ من المتروكين ورماه ابْن عدي بِالْكَذِبِ توفّي سنة ثلث عشرَة وَثلث ماية الْعَبْدي النسابة مُحَمَّد بن عَبدة بن سُلَيْمَان بن حَاجِب الْعَبْدي يَأْتِي فِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْكَاتِب المغربي مُحَمَّد بن عبد ربه أَبُو عَمْرو الْكَاتِب سكن مالقة وَكتب لواليها الْمَعْرُوف بالمنتظر ثمَّ ولي عمالة حَيَّان سنة أَربع وست ماية من شعره ويروي لبَعض الْأُمَرَاء (بَين الرياض وَبَين الجو معترك ... بيض من الْبَرْق أَو سمر من السمر) (إِن أوترت قوسها كف السَّمَاء رمت ... نبْلًا من المزن فِي صَاف من الْغدر) (فاعجب لِحَرْب سِجَال لم تثر ضَرَرا ... نفع الْمُحَارب فِيهَا غَايَة الظفر) (فتح الشقايق جرحاها ومغنمها ... وشي الرّبيع وقتلاها من الثَّمر) (لأجل هَذَا إِذا هبت طلايعها ... تدرع النَّهر واهتزت قِنَا الشّجر) هَذَا يشبه قَول ابْن عبَادَة الْقَزاز الأندلسي وَقيل لغيره (ألؤلؤ دمع هَذَا الْغَيْث أَن نقط ... مَا كَانَ أحْسنه لَو كَانَ يلتقط) (بَين السَّحَاب وَبَين الْبَرْق ملحمة ... قعاقع وظبى فِي الجو تخترط) (وَالرِّيح تحمل أنفاساً مصعدة ... مثل العبير بِمَاء الْورْد يخْتَلط) (وَالرَّوْض ينشر من ألوانه زهراً ... كَمَا تنشر بعد الطية الْبسط)

كتب إِلَيْهِ ابْن صقْلَابٍ مَعَ نثر أما والهوى العذري وَهُوَ يَمِين عَلَيْهِ من الطّرف الكحيل أَمِين (لقد خضت مقداماً شاكل فيلق ... وَلما ترعني الْحَرْب وَهِي زبون) (وَقد حاد عَن لقيا كتابك خاطري ... كَمَا حاد منخوب الْفُؤَاد طيعن) (أَفِي كل صدر مِنْك صدر كَتِيبَة ... وَفِي كل حرف غَارة وكمين) ) (عجبت للفظ مِنْك ذاب نحافة ... وَمَعْنَاهُ ضخم مَا أردْت سمين) (وأعجب من هذَيْن أَن بَيَانه ... حَيَاة لأرباب الْهوى ومنون) (زحمت بِهِ فِي غنجها مقل الدمى ... وَعلمت سحر النفث كَيفَ يكون) فَأجَاب ابْن عبد ربه (أيا رَاكِبًا إِن الطَّرِيق يَمِين ... وَحَيْثُ ترى حَيا فَفِيهِ كمين) (وَإِنِّي وَإِن أفلت مِنْهُم فَإِنَّمَا ... نجوت وقلبي باللحاظ طعين) (عُيُون حَيَاة النَّفس بَين لحاظها ... وَإِن كَانَ فِي تِلْكَ اللحاظ منون) (وأعلق مِنْهَا بالنفوس وَقد جرى ... حَدِيثك يَوْمًا والْحَدِيث شجون) (سطور كهاتيك اللحاظ بِعَينهَا ... تَقول لنَفس السحر كن فَيكون) (وَمَا كنت أَدْرِي قبل فن نهجته ... بِأَن بلاغات الرِّجَال فنون) الجهشياري مُحَمَّد بن عَبدُوس بن عبد الله الجهشياري بِالْجِيم والشين الْمُعْجَمَة بعد الْهَاء مُصَنف كتاب الوزراء كَانَ فَاضلا مداخلاً للدول مَاتَ فِي بَغْدَاد سنة إِحْدَى وثلثين وَثلث ماية مستتراً واستتر أَوْلَاده وحاشيته وَكَانَ حاجباً بَين يَدي الْوَزير أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن دَاوُد بن الْجراح وَقَالَ مُحَمَّد بن إسحب ابْتَدَأَ الجهشياري بتأليف كتاب اخْتَار فِيهِ ألف سمر من أسمار الْعَرَب والعجم وَالروم وَغَيرهم كل خبر قديم بِذَاتِهِ لَا تعلق لَهُ بِغَيْرِهِ وأحضر المسامرين وَأخذ عَنْهُم أحسن مَا يعْرفُونَ وَاخْتَارَ من الْكتب المصنفة فِي الأسمار والخرافات مَا يحلو بِنَفسِهِ من تَتِمَّة ألف سمر وَقَالَ وَرَأَيْت من ذَلِك عدَّة أَجزَاء بِخَط أبي الطّيب أخي الشَّافِعِي وصنف كتاب الوزارء وَكتاب ميزَان الشّعْر والاشتمال على أَنْوَاع الْعرُوض وَأما نسبته إِلَى جهشيار فَإِن أَبَاهُ كَانَ يخْدم أَبَا الْحسن عَليّ بن جهشيار القايد حَاجِب الْمُوفق وَكَانَ هصيصاً بِهِ فنسب إِلَيْهِ

ابن عبدون

3 - (ابْن عبدون) الْوراق السُّوسِي مُحَمَّد بن عبدون الْوراق السُّوسِي بل هُوَ من أكَابِر القيروان لَكِن أَبوهُ سكن سوسة قَالَ ابْن رَشِيق هُوَ شَاعِر وطي الْكَلَام كلف بعذوبة اللَّفْظ وَالْمعْنَى الْبعيد يتسلك إِلَيْهِ بلطافة ارتحل سنة ثلث وَتِسْعين وَثلث ماية إِلَى ثِقَة الدولة يُوسُف وامتدحه وَأحسن إِلَيْهِ وأضافه إِلَى وَلَده جَعْفَر وأكرمه قَالَ يتشوق إِلَى وَطنه (يَا قصر طارف همي فِيك مَقْصُور ... شوقي طليق وخطوي عَنْك مَقْصُور) (إِن نَام جَارك إِنِّي سَاكن أبدا ... أبْكِي عَلَيْك وباكي الْعين مَعْذُور) (عِنْدِي من الوجد مَا لَو فاض عَن كَبِدِي ... إِلَيْك لاحترقت من حولك الدّور) (لَا هم إِن الْهوى والوجد قد غلبا ... صبري فَكل اصْطِبَارِي فيهمَا زور) وَقَالَ أَيْضا (وَلما رَأَيْت الْبَدْر قُمْت مُسلما ... عَلَيْهِ وأظهرت الخضوع لَدَيْهِ) (وَقلت لَهُ إِن الْأَمِير ابْن يُوسُف ... شبيهك قد عز الْوُصُول إِلَيْهِ) (فَكُن لي شَفِيعًا عِنْده ومذكراً ... إِذا جِئْته تبغي السلان عَلَيْهِ) تسلط على هَذَا الْمَعْنى من قَول ابْن الرُّومِي (بِاللَّه يَا قمر الدجا ... كن لي إِلَى قمري شَفِيعًا) وَقَالَ يرثي جَارِيَته وَابْنه (قبر بسوسة قد قبرت بِهِ النهى ... أدرجت لحدي فِي مدارج لحده) (أسكنته سكني ورحت كأنني ... فِي الأَرْض لَا بشرا أرى من بعده) (عجبا لمن ألْقى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ ... أَو مد كفا فِي الصَّعِيد لرده) (صمت عَليّ مسامعي فِي رقّه ... وضعفت من صعق الصُّرَاخ ورعده) (وجهدت أَن أبْكِي فَلم أجد البكي ... مَاء بخدي وَالتُّرَاب بخده) (مَا الشَّأْن فِي جزعي عَلَيْهِ وحسرتي ... الشَّأْن فِي قرب الخيال وَبعده) (طَال انتظاري للهدو وَلَيْسَ لي ... جفن يُطَابق جفْنه فِي ترده) (هَيْهَات قد منع الهدو لناظري ... قبران ذَا ولد وَذَاكَ لوده)

الجيلي الطَّبِيب مُحَمَّد بن عبون الجيلي العدوين رَحل إِلَى الْمشرق سنة تسع وَأَرْبَعين وَثلث) ماية وَدخل الْبَصْرَة وَلم يدْخل بَغْدَاد وَدخل مصر ودبر مارستانها وَمهر بالطب ونبل فِيهِ وَأحكم كثيرا من أُصُوله وعانى الْمنطق عناية صَحِيحَة وكل شَيْخه فِيهَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بن طَاهِر بن بهران السجسْتانِي الْبَغْدَادِيّ وَرجع إِلَى الأندلس سنة سِتِّينَ وَثلث ماية وَكَانَ قبل أَن يتطبب مؤدباً بِالْحِسَابِ والهندسة وَله فِي التكسير كتاب حسن قَالَ القَاضِي صاعد وَأَخْبرنِي أَبُو عُثْمَان سعيد بن نحمد بن البغونش الطيطلي أَنه لم يبْق فِي قرطبة أَيَّام طلبه فِيهَا من يلْحق بِمُحَمد بن عبون الجيلي فِي صناعته وَلَا يجاريه فِي الطِّبّ وَضَبطه وَحسن دربته وإحكامه لغامض ذَلِك الطنافسي مُحَمَّد بن عبيد بن أبي أُميَّة الطنافسي الْكُوفِي الأحدب أَخُو الْأُخوة روى عَنهُ الْجَمَاعَة قَالَ أَحْمد وَابْن معِين عمر وَمُحَمّد وَيعْلي بَنو عبيد ثِقَات وَكَانَ كثير الحَدِيث صَاحب سنة وَجَمَاعَة قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة كَانَ مِمَّن يقدم عثمن على عَليّ وَقل من يذهب إِلَى هَذَا الْمَذْهَب من أهل الْكُوفَة توفّي سنة خمس وماتين المَسْعُودِيّ مُحَمَّد بن أبي عُبَيْدَة بن معن المَسْعُودِيّ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة رُوِيَ عَن ابْن معِين أَنه قَالَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة خمسين وماتين الْمحَاربي مُحَمَّد بن عبيد بن مُحَمَّد بن وَاقد أَبُو جَعْفَر الْمحَاربي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي سنة خمسين وماتين أَو مَا دونهمَا الْأَزْدِيّ مُحَمَّد بن عبيد بن عَوْف الْأَزْدِيّ قَالَ ابْن المزربان أدْرك الدولة العباسية وَكَانَ شَاعِرًا فصيحاً يَقُول (وَإِنِّي لأستبقي إِذا الْعسر مسني ... بشاشة وَجْهي حِين تبلى الْمَنَافِع)

(مَخَافَة أَن أقلى إِذا جِئْت سايلاً ... وترجعني نَحْو الرَّجَاء المطامع) وَيَقُول (يَقُولُونَ ثَمَر مَا اسْتَطَعْت وَإِنَّمَا ... لوَارِثه مَا ثَمَر المَال كاسبه) (فكله وأطعمه وخالسه وَارِثا ... شحيحاً ودهراً تعتريك نوابيه)

ابن عبد الأعلى

3 - (ابْن عبد الْأَعْلَى) الصَّنْعَانِيّ مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيّ الْقَيْسِي روى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وثقة أَبُو حَاتِم وَغَيره توفّي سنة خمسين وماتين أَو مَا ودنها ابْن عليل مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى أَبُو هَاشم الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي يعرف بِابْن عليل توفّي سنة ثلث وَعشْرين وَثلث ماية

ابن عبد الأول

3 - (ابْن عبد الأول) شُجَاع الدّين الركبدار مُحَمَّد بن عبد الأول بن عَليّ بن هبة الله أَبُو الْوَقْت الوَاسِطِيّ ركبدار الْمُسْتَنْصر شيخ صَالح خير أديب شَاعِر يلقب شُجَاع الدّين الْمُقْرِئ كَانَت لَهُ حُرْمَة وافرة سمع وروى وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وست ماية

ابن عبد الباقي

3 - (ابْن عبد الْبَاقِي) ابْن البطي مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن سلمَان أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الْقَاسِم الْحَاجِب الْمَعْرُوف بِابْن البطي من سَاكِني الصاغة من دَار الْخلَافَة قَالَ ابْن النجار مُحدث بَغْدَاد فِي وقته بِهِ ختم الْإِسْنَاد عني بِهِ أَبُو بكر بن الخاضبة فَسَمعهُ الحَدِيث الْكثير وَأثبت لَهُ مسموعاته وَأخذ لَهُ الإجازات من الْمَشَايِخ وبورك لَهُ فِي عمره حَتَّى انتشرت عَنهُ الرِّوَايَة واتصل فِي شبابه بالأمير يمن أَمِير الجيوش وَغلب عَلَيْهِ وعَلى جَمِيع أُمُوره وفوض إِلَيْهِ أَكثر أُمُور النَّاس فقصده النَّاس وَظهر مِنْهُ كل خير مَعَ نزاهة عَمَّا يحمل إِلَيْهِ من حطام الدُّنْيَا فَلَمَّا توفّي يمن امْتنع من خدمَة غَيره وَجلسَ فِي بَيته مشتغلاً بِنَفسِهِ فقصده النَّاس وسمعوا عَلَيْهِ وَكَانَ شَيخا صَالحا حسن الطَّرِيقَة محبا للْحَدِيث صَدُوقًا أَمينا وَكَانَت لَهُ إجَازَة من الشريف أبي نصر نحمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَسمع مِنْهُ الشُّيُوخ الْكِبَار كَأبي الْفضل بن نَاصِر الْحَافِظ وَعبد الْخَالِق بن أَحْمد بن يُوسُف وَسعد الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَغَيرهم وروى عَنهُ جمَاعَة توفيوا قبله مولده سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع ماية ووفاته سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس ماية ابْن الضبياني مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي أَبُو نصر الْكَاتِب سمع أَبَا طَالب بن غيلَان وَأَبا عَليّ بن وشاح وَأَبا بكر الْخَطِيب وَأَبا الْفضل بن خيرون وَغَيرهم وَكَانَ أحد ظرفاء بَغْدَاد وأدبايها من شعره (كَيفَ السَّبِيل إِلَى سلوك محجة ... فِي الْوَصْل تستبقي الصّديق صديقا) ) (إِن زرته مدَدا يمل وَإِن أزر ... غبا يرَاهُ قطيعة وعقوقا) ابْن الرسولي الخباز مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن المؤمل ابْن الرسولي الخباز أَبُو نصر الأديب الشَّاعِر قَالَ ابْن النجار كَانَ حسن الشّعْر مليح الْخط سمع مِنْهُ أَبُو الْعِزّ ابْن كادش اقطاعاً وقصيدة من شعره وَمن قَوْله فِي الشمعة (وضئيلة نطقت بِالسِّنِّ عِبْرَة ... تَشْكُو وَمَا ملكت لِسَان النَّاطِق) (فِي ضرّ مشتاق ولون متيم ... وخيال مهجور وعبرة عاشق) (قَامَت على قدم تناصب لَيْلهَا ... حَتَّى لقد فنيا بصبح طَارق) القَاضِي بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء محمّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ ابْن تَمام أقضى الْقُضَاة بهَا الدّين أَبُو الْبَقَاء ابْن القَاضِي سديد الدّين الْأنْصَارِيّ السُّبْكِيّ الشَّافِعِي مولده سنة

سبع وَسبع ماية فِي ذِي الْحجَّة قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج للبيضاوي وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان وَهُوَ من أجل تلامضته فِي الْعَرَبيَّة وكمل اشْتِغَاله على ابْن عَمه قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ سمع على الواني وعَلى أَشْيَاخ عصره وَسمع بِقِرَاءَتِي على أثير الدّين قِطْعَة من شعره وجود الْعَرَبيَّة وَأكْثر من نقلهَا وجود الْفِقْه والأصلين وَشرع فِي تعليقة على الْحَاوِي وَلما خرج القَاضِي تَقِيّ الدّين إِلَى قَضَاء بِالشَّام لم يخرج مَعَه غَيره من أَقَاربه وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة لَا يُبَاشر شَيْئا وَسَأَلَهُ ابْن عَمه فِي نيابته فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق فَامْتنعَ فَدخل عَلَيْهِ برفاقه الْقُضَاة الثَّلَاثَة فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وكلفوه إِلَى أَن وَافق على ذَلِك وَعمل النِّيَابَة على أحسن طَرِيق وساس النَّاس سياسة حَسَنَة ورتبه الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى مصدرا بالجامع الْأمَوِي يشغل النَّاس بِالْعلمِ ويفتي فِي مَذْهَب الشَّافِعِي فَكتبت لَهُ توقيعاً بذلك ونسخته رسم بِالْأَمر العالي لَا زَالَت أوامره المطاعة تزيد الْعلم بهاءاً وترفع لَهُ بِمن توليه إِذْ توليه النعم لواءاً وتفيده على مر الْأَيَّام من وسمه واسْمه بقاءاً أَن يرتب فِي كَذَا ركوناً إِلَى فَضله الَّذِي أظهره الأختيار وأبانه وساعده الِاجْتِهَاد على مَا حصله وأعانه وَتحقّق الْعلم أَنه بهاؤه فَلهَذَا جمله بِمَا حمله مِنْهُ وزاده وزانه وَشهِدت مصر لفنونه المتعددة أَنه سهم خرج من كنانه أما القراآت فَمَا يبخل السخاوي أَن يكون من حزبه وَمَا يبتعد الداني أَن يتَمَنَّى تيسير قربه وَأما الْفِقْه فالقفال لَا يدْخل مَعَه فِي بَابه وَابْن الصباع تتلون عَلَيْهِ الْوُجُوه فَمَا ترْضى فِيمَا أَتَى بِهِ وَأما النَّحْو فالفارسي لم يبْق لَهُ فِي الْعَرَبيَّة إِيضَاح وَلَا تَكْمِلَة وَابْن جنى غَابَ من أول مَا) ذكر الْبَسْمَلَة وَأما الْفَتَاوَى فَإِنَّهَا تفيأت ظلّ قلمه وطوى ابْن الصّلاح لَهَا نشر علمه وَأما الْأَحْكَام فَمَا أسْرع سهم إِصَابَته فِيهَا نفاذا وَأطيب ثناءه حَتَّى قَالَ الْمَاوَرْدِيّ من قَالَ أقضى الْقُضَاة عني فَإِنَّمَا عني هَذَا فليباشر مَا فوض إِلَيْهِ ناشراً علم علمه الباهر مظْهرا نكت فَضله الَّتِي مَا علم ابْن حزم بَاطِن حسنها فِي الظَّاهِر باحثاً عَن الخبايا لِأَنَّهُ شافي العي فِي مَذْهَب الشَّافِعِي ماكثاً على إِفَادَة الطّلبَة مَا ضمه الرَّافِعِيّ باذلاً مَا عِنْده من الْعلم الَّذِي هُوَ أخبر بِمَا جَاءَ فِي حق من كتمه عَاملا على إِظْهَار الغوامض لمن حصل مَحْفُوظًا وَمَا فهمه مهدياً من نفايس مَا ادخر من الْجَوَاهِر الَّتِي يتحلى بهَا لانحر مبدياً فوايده الَّتِي اكتسبها من ابْن عَمه حَتَّى يُقَال ابْن عبد الْبر يحدث عَن الْبَحْر مُقَيّدا بطريقه فَعم الرجل صنو أَبِيه مهتدياً بِهِ فِيمَا يَأْتِيهِ عِنْد انقياده وتأبيه وعَلى كل حَال فَهُوَ أَبوهُ شَاءَ الْعرف أَو أَبى لِأَن بعض الْمُفَسّرين ذهب إِلَى أَن آزر عَم إِبْرَاهِيم وَقد سَمَّاهُ الله أَبَا فقد طلعتما بأفق الشَّام نيرين وأحيى الله بكما سيرة العمرين مَا ذكر فضلطما فِي الأوراق إِلَّا وراق لَا طلع بدر علمكما فِي الْآفَاق إِلَّا فاق قد انْكَشَفَ بكما من الْبَاطِل زيفه وبهرجه ونصرتما الشَّرْع لأنكما من قوم هم أوسه وخزرجه طالما كثر الْأَنْصَار يَوْم الْيَأْس إِذا قل النَّاس وقلوا يَوْم الطمع وَلَو خر سيف من العيوق منصلتاً مَا كَانَ إِلَّا على هاماتهم يَقع وحقيق بِمن كَانَ من هَؤُلَاءِ وَهُوَ فرعهم

الزاكي ونجلهم الَّذِي يعجز عَن وَصفه الحاكي أتجري على أعراقهم جياده وَأَن يكون بِإِزَاءِ دم الشَّهِيد مداده والوصايا كَثِيرَة وَالتَّقوى زمامها وإمامها إِذا تقدم كل جمَاعَة أمامها إمامها فَلَا تعطل من حليها عُنُقك وَلَا تخل من بدورها أفقك وَالله يجمل بك الْأَيَّام والأنام ويديم لَهُم فضلك الَّذِي أراح جفنهم من الأرق وأنام والخط الْكَرِيم أَعْلَاهُ حجَّة بِمُقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وكتبت لَهُ توقيعاً آخر وَهُوَ أَجود من هَذَا وأكبر وَلم يكن حَاضرا عِنْد تعليقي هَذِه التَّرْجَمَة وَطلبت مِنْهُ شَيْئا من نظمه لأثبته فوعد بِهِ فَلَمَّا عاودته فِي ذَلِك أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (أأعرض أشعاري عَلَيْك وَإِنَّهَا ... لمختلة الأوزان نَاقِصَة الْمَعْنى) (وَأَنت خَلِيل الْوَقْت وَارِث علمه ... إِلَيْك يُشِير الْفضل إِن مُشكل عَنَّا) (وَإِن قريضي بَين أزهار روضكم ... أَخُو البقلة الحمقاء فِي الرَّوْضَة الْغِنَا) (فعفواً وتنزيهاً لجمع كَأَنَّهُ ... عُقُود اللآلي فَوق نَاصِيَة الحسنا) ) (فَلَا زلت للآداب تعمر ربعهَا ... إِذا مَا وَهِي ركن أَقمت لَهُ ركنا) وكتبت إِلَيْهِ (يَا قَاضِيا أَحْكَامه لم تزل ... وَقفا على مَا جرت القاعده) (ومنن فَتَاوِيهِ كشمس الضُّحَى ... إِن أظلمت مَسْأَلَة وارده) (وَمن إِذا حئنا بِمَعْنى أَتَت ... لَهُ معَان بعد ذَا زايده) (وَمن معاليه تحلت بِمَا ... بهجته بَين الورى خالده) (صليت خمْسا عِنْد أَوْقَاتهَا ... ناسي غسل الْوَجْه فِي الواحده) (فَقَالَ لي مفت تَوَضَّأ وص ... ل الْخمس طراً تصلح الفاسده) (فَقلت فعلت الْأَمر لَكِن وَج ... هِيَ غسله رحت إِذا فاقده) (قَالَ تَوَضَّأ ثمَّ صل العشا ... لَا غير واغنم هَذِه الفايده) (فأوضح الْعلَّة فِي حكم مَا ... قلت وَنبهَ فكرتي الراقده) (وَدم قرير الْعين فِي نعْمَة ... صلَاتهَا طول المدى عايده) فَكتب الْجَواب عَن ذَلِك (يَا فَاضلا فاق جَمِيع الورى ... وَمن غَدا فِي عصره واحده) (وَمن غَدَتْ ألسن أهل النهى ... جَمِيعهَا لفضله حامده) (وَمن إِذا مَا رام نظماً أَتَت ... لَهُ القوافي كلهَا ساجده) (سَأَلتنِي عَن وَاضح عنْدكُمْ ... وَقلت نبه فكرتي الراقده) (حاشاك يَا من لم يزل سامياً ... إِلَى العلى بهمة صاعده)

(إِن الَّذِي لخمسة قد أَتَى ... ناسي غسل الْوَجْه فِي الواحده) (وَقَالَ مفتيه تَوَضَّأ وص ... ل الْخمس طراً واسلك القاعده) (وَحين صلاهَا بِهِ نَاقِصا ... قَالَ العشا تَكْفِي بِلَا زايده) (من شَرطه أَن وضوء العشا ... لم ينْتَقض وَمن هُنَا الفايده) (وَإِن يكن نقص بِهِ حَاصِل ... كَانَت صلَاته بِهِ الفاسده) (وَهِي العشا فقد بدا أَنَّهَا ... تكفيه يَا ذَا الْفطْرَة الواقده) (وعندك الْعلم بذا متقناً ... فعنك مَا مَسْأَلَة شارده) ) (لكنني أجبتكم طايعاً ... أَمركُم وستركم قاصده) (فابسط لي الْعذر فلي فطْرَة ... مَا بَرحت طول المدى جامده) (وَالله يبقي للعلى فَضلكُمْ ... فَهُوَ بكم فِي بهجة زايده)

ابن عبد الجبار

3 - (ابْن عبد الْجَبَّار) الكريزي الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الكريزي الْمَكِّيّ يكنى أَبَا بكر قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان كَانَ شَاعِر مَكَّة فِي زمن المتَوَكل وَكَانَ يتعصب على أبي تَمام الطَّائِي السَّمْعَانِيّ الْمروزِي الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد القَاضِي أَبُو مَنْصُور السَّمْعَانِيّ الْمروزِي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ وسمعان بطن من تَمِيم كَانَ إِمَامًا ورعاً نحوياً لغوياً لَهُ مصنفات وَهُوَ وَالِد الْعَلامَة أبي المظفر مَنْصُور السَّمْعَانِيّ مُصَنف الاصطلام ومصنف الْخلاف الَّذِي انْتقل من مَذْهَب أَبِيه إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي توفّي سنة خمسين وَأَرْبع ماية أَو فِيمَا دونهَا وَقد ذكره الباخرزي فِي الدمية وَقَالَ أنشدت بِحَضْرَتِهِ قصيدة فِي مدح السَّيِّد ذِي المجدين أبي الْقسم عَليّ بن مُوسَى الموسوي وَذكر الباخرزي جانباً جيدا من القصيدة وَقَالَ فَقَالَ أَبُو مَنْصُور السَّمْعَانِيّ فِي بديهة (حسن شعر وَعلا قد جمعا ... لَك جمعا يَا عَليّ بن الْحسن) (أَنْت فِي عين العلى كحل وَمن ... رد قولي فَهُوَ فِي عين الوسن) قَالَ الباخرزي وَقلت أَنا فِيهِ (شغلت بسمعاني مرو مسامعي ... فحزت المنى من أوحد الْعَصْر فَرده) (وألبست زيا من نسايج وشيه ... وقلدت سمطاً من جَوَاهِر عقده) (وسرحت مِنْهُ الطّرف فِي متواضع ... أبي نخوة الْجَبَّار وَهُوَ ابْن عَبده) (فَبَاتَ غرير الْعَيْش فِي بَيت عزه ... وظل قرير الْعين فِي ظلّ مجده) قَالَ وأنشدني لَهُ (الْحَمد لله على أَنه ... لم يبلني بِالْمَاءِ والضيعة) (فالماء يغنى مَاء وَجه الْفَتى ... وَصَاحب الضَّيْعَة فِي ضَيْعَة) الجويمي المقرى الْفَارِسِي مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد الْحسن

الجويمي الْفَارِسِي أَبُو سعد الْمُقْرِئ من أهل شيراز أحد الْقُرَّاء الْمَشْهُورين قَرَأَ على الْمَشَايِخ واشتغل بِجمع القراآت) وطلبها ورحل فِي طلبَهَا حَتَّى صَار فِيهَا ماهراً وصنف فِي ذَلِك مُفْرَدَات وَجمع جموعاً وَسكن بَغْدَاد وَحدث بهَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو بكر الْمُبَارك بن كَامِل بن أبي غلب الْخفاف وَذكره فِي مُعْجم شُيُوخه توفّي سنة عشر وَخمْس ماية حفيد الْعُتْبِي مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الْعُتْبِي من عتبَة بن غَزوَان وَهُوَ حفيد الْعُتْبِي كَاتب السُّلْطَان مَحْمُود مولده ومنشأه بِالريِّ وَتُوفِّي سنة ثلث عشرَة وَأَرْبع ماية الأسفرايبني الْمُتَكَلّم مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن عَليّ الأسفراييني أَبُو بكر بن أبي الْقسم الْمُتَكَلّم الاسكاف إِمَام جَامع المنيعي توفّي سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية ابْن الدويك الفلكي الأرمنتي مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار معِين الدّين الأرمنتي الفلكي الْمَعْرُوف بِابْن الدويك قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ ينظم وأنشدني من نظمه وَكَانَ يعْمل التقاويم وَأَخْبرنِي فِي بعض السنين أَن النّيل مقصر فجَاء نيلاً جيدا فَعمل فِيهِ بَعضهم أبياتاً مِنْهَا قَوْله (أخرم تقويمك يَا ابْن الدويك ... من أَيْن علم الْغَيْب يُوحى إِلَيْك) ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وست ماية وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَسبع ماية

ابن عبد الجليل

3 - (ابْن عبد الْجَلِيل) مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل بن عبد الْكَرِيم جمال الدّين أَبُو عبد الله الموقاني الأَصْل الْمَقْدِسِي المولد الدِّمَشْقِي الدَّار والوفاة مولده مستهل سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس ماية مَعَ الْكثير وَكتب وَحدث وَكَانَ يَشْتَرِي الْكتب النفيسة للإنتفاع والمتجر وَكَانَ لَهُ معرفَة ويقظة وَيَشْتَرِي الْأَشْيَاء الظريفة من كل صنف ظريف توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وست ماية وَدفن بسفح قاسيون أهْدى للأمير جمال الدّين مُوسَى ين يغمور كتبا نفسية ومُوسَى وَكتب مَعَ ذَلِك (بعثت بكتب نَحْو مولى قد اغتدت ... كِتَابَته يزهى بهَا الْغَوْر والنجد) وَأهْديت مُوسَى نَحْو مُوسَى وَلم يكن بتشريكه فِي اللَّفْظ قد أَخطَأ العَبْد (فَهَذَا لَهُ حد وَلَا فضل عِنْده ... وَذَاكَ لَهُ فضل وَلَيْسَ لَهُ حد) قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني وَظَاهر الْحَال أَن هَذِه الأبيات لسعد الدّين مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ فَإِن الْجمال لم يكن لَهُ يَد فِي النّظم وَكَانَ صَاحبه وَيعْمل لَهُ الشّعْر فَلَمَّا مَاتَ ادّعى جمال الدّين أَنه تَابَ من عمل الشّعْر فنظم بهاء الدّين المغربي فِي ذَلِك (مت الْجمال بأشعار سِرين لَهُ ... فَقلت لَيْسَ عجيباً من فَتى الْعَرَب) ) (وَتَابَ عَنْهَا وَكَانَ السعد يَخْدمه ... فِيهَا وَلَوْلَا زَوَال السعد لم يتب) وَلما قدم الشَّيْخ نجم الدّين الباذرائي من بَغْدَاد وَمَعَهُ تَقْلِيد الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين الصَّغِير عَن الْخَلِيفَة كتب إِلَيْهِ الْجمال على مَا ادّعى (وافى بِسَعْد للأنام جليل ... مجم تطلع من بروج سعود) (يَا أَيهَا الْمولى الَّذِي أضحى الورى ... من فَضله فِي نعْمَة ومزيد) (إِنِّي عهدتك فِي الْعُلُوم مُقَلدًا ... فعجبت كَيفَ أتيت بالتقليد) وَمن الْمَنْسُوب إِلَيْهِ (لذيذ الْكرَى مذ فارقوا فَارق الجفنا ... وواصل قلبِي بعد بعدهمْ الحزنا)

(فَمَا رحلوا حَتَّى استباحوا نفوسنا ... كَأَنَّهُمْ كَانُوا أَحَق بهَا منا) (وَلَوْلَا الْهوى العذري مَا انْقَادَ للهوى ... نفوس رَأَتْ فِي طَاعَة الْحبّ أَن تفنى) الْحَافِظ كوتاه الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد أَبُو حَامِد ابْن أبي مَسْعُود الْمَعْرُوف بكوتاه من أهل اصبهان كَانَ من حفاظ الحَدِيث الْمشَار إِلَيْهِم فِي الْمعرفَة والاتقان لَهُ كتاب أَسبَاب الحَدِيث على مِثَال أَسبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ لم يسْبق إِلَيْهِ وَجمع كَبِيرا لأصبهان لم يبيضه سمع الْكثير فِي صباه وبنفسه وَكتب بِخَطِّهِ قَالَ ابْن النجار وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا توفّي سنة ثلث وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية

ابن عبد الحق

3 - (ابْن عبد الْحق) جمال الدّين الْمُحْتَسب الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عبد الْحق بن خلف جمال الدّين أَبُو عبد الله الْحَنْبَلِيّ كَانَ فَاضلا ظريفاً حسن الْأَخْلَاق يؤرخ الوقايع والمتجددات والوفيات تولى حسبَة جبل الصالحية وَتُوفِّي بِهِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ وست ماية

ابن عبد الحميد

3 - (ابْن عبد الحميد) الْعَلَاء السَّمرقَنْدِي نحمد بن عبد الحميد بن الْحُسَيْن بن الْحسن أَبُو الْفَتْح الأسمندي السَّمرقَنْدِي الْمَعْرُوف بِالْعَلَاءِ كَانَ فَقِيها مناظراً بارعاً صنف فِي الْخلاف وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية كَانَ من فحول الْحَنَفِيَّة ورد بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن ابْن مازة البُخَارِيّ وروى عَنهُ أَبُو البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ قَاضِي أسيوط فِي مشيخته أَبُو طَالب الْعلوِي مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الله بن أُسَامَة بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عمر بن يحيى بن الحسينن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو طَالب الْعلوِي من أهل الْكُوفَة أديب فَاضل لَهُ معرفَة بالأنساب قَالَ ابْن النجار قدم بَغْدَاد وروى بهَا شَيْئا من شعره وَأورد لَهُ (وصادحة باتت ترجع شجوها ... وَتظهر مَا ضمت عَلَيْهِ ضلوعي) (تنوح إِذا مَا اللَّيْل أرْخى سدوله ... فَتذكر أشجاني بكم وولوعي) (فياليت شعري والأماني ضلة ... هَل الله يقْضِي بَيْننَا بِرُجُوع) (فنبلغ أوطاراً ونقضي مآرباً ... ويلتذ طرفِي من كرى بهجوع) (وَمَا ذَاك من فعل الْإِلَه وصنعه ... غَرِيبا وَمَا من حوله ببديع) قلت شعر مَقْبُول ومولده فِي رَجَب سنة تسع وَخمسين وَخمْس ماية

ابن عبد الخالق

3 - (ابْن عبد الْخَالِق) الْمسند شرف الدّين الاسكندراني مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن طرخان الْمسند شرف الدّين أَو عبد الله الإسْكَنْدراني قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي عَنهُ شيخ حسن سمع الْكثير من الْحَافِظ أبي الْحسن الْمَقْدِسِي وَعبد الله بن عبد الْجَبَّار العثماني وَمُحَمّد بن عماد وَأَجَازَ لَهُ أسعد بن سعيد بن روح وَجَمَاعَة كَثِيرُونَ وَكَانَ عسرا فِي الرِّوَايَة تفرد بعلو رِوَايَة الشفاه لعياض من ابْن جُبَير الْكِنَانِي وأجازت لَهُ عفيفة الفارقانية توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست ماية أَبُو عبد الله الصُّوفِي مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن أَحْمد بن عبد القارد بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو عبد الله أَخُو أبي الْحُسَيْن عبد الْحق وَأبي نصر عبد الرَّحِيم وَكَانَ الْأَصْغَر مِنْهُمَا ولد بيزد وَنَشَأ بهَا مَعَ أَبِيه وَسمع بهَا من أبي سعد اسماعيل بن أبي صَالح الْمُؤَذّن وَورد مَعَ وَالِده إِلَى بَغْدَاد فاسمعه من القَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن خيرون وَأحمد ابْن مُحَمَّد الزوزني وَسمع من جمَاعَة وَبَالغ فِي الطّلب وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ روى عَنهُ حَمْزَة السلمى ابْن المزازيني وَأَبُو الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة الله ابْن مَحْفُوظ بن صصري وَكَانَ صوفياً استوطن الْموصل إِلَى حِين وَفَاته قَالَ ابْن النجار خَالف طَريقَة آبايه وَأهل بَيته فِي الثِّقَة وادخل على أبي الفضلبن الطوسي خطيب الْموصل مَا لَيْسَ مسموعاً لَهُ وأفسد عَلَيْهِ رواياته وزور لَهُ سماعات بَاطِلَة وأقدم على أُمُور عِظَام وقلده النَّاس فِي ذَلِك وقبلوا قَوْله حَتَّى فضحه الله وأوضح كذبه فَترك النَّاس الِاحْتِجَاج بنقله واطرحوا مَا كَانُوا سمعُوا بقوله وَلم تطل أَيَّامه بعد ذَلِك حَتَّى أَخذه الله وَأورد لَهُ (يَا رب قد جئْتُك مستأمناً ... فَارْحَمْ بِفضل مِنْك افلاسي) (وَلَا تؤاخذي بجرمي فقد ... سودت بالتسويف قرطاسي) وَقَوله (قد ورد الْمُفلس يَا ربه ... لَيْسَ لَهُ شَيْء سوى رحمتك) (فَإِن تَجِد أَنْت جدير بِهِ ... وَأَن تعاقب فَهُوَ فِي قبضتك) وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس ماية

ابن عبد الرحمن

3 - (ابْن عبد الرَّحْمَن) ابْن أبي عَتيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أبي قُحَافَة هُوَ أعرق النَّاس فِي صُحْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ هُوَ وأوبه وجده وجد أَبِيه كل مِنْهُم رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ وَالِد عبد الله بن أبي عَتيق صَاحب النَّوَادِر الْمَشْهُورَة الَّتِي مِنْهَا أَنه لما سمع قَول عمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي (فأتتها طبة عَالِمَة ... تمزج الْجد مرَارًا باللعب) (تغلظ القَوْل إِذا لانت لَهَا ... وتراخي عِنْد سورات الْغَضَب) قَالَ لعمر مَا أحْوج الْمُسلمين إِلَى خَليفَة يسوسهم مثل قوادتك هَذِه وَطلبت مِنْهَا عايشة رَضِي الله عَنْهَا بغلاً لتركبه إِلَى قوم اخْتلفُوا فَقَالَ يَا أمه أَنا بعد مَا رحضنا عَار يَوْم الْجمل عَن أَنْفُسنَا أَتُرِيدِينَ أَن تجعلي لنا يَوْم الْبَغْل ومرضت فعادها فَقَالَ لَهَا كَيفَ تجدين نَفسك جعلني الله فدَاك فَقَالَت هُوَ الْمَوْت يَا ابْن أخي فَقَالَ إِذا لاجعلني الله فدَاك فَإِنِّي ظَنَنْت أَن فِي الْأَمر سَعَة وَلما سمع قَول نصيب الشَّاعِر (وددت وَلم أخلق من الطير إِن بدا ... سنا بارق نَحْو الْحجاز أطير) جَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ يَا عافاك الله مَا يمنعك أَن تَقول غاق فتطير يَعْنِي بذلك أَنه أسود كالغراب ابْن ثَوْبَان مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان العامري مَوْلَاهُم الْمدنِي روى عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَفَاطِمَة بنت قيس وَجَابِر وَأبي سعيد روى عَنهُ الْجَمَاعَة فِي عشر الماية الأولى وَفَاته ابْن أبي ليلى مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى الْأنْصَارِيّ الْكُوفِي قَاضِي

الْكُوفَة وفقيهها وعالمها ومقرئها فِي زَمَانه روى عَن الشّعبِيّ وَعَطَاء ابْن أبي رَبَاح وَالْحكم وَنَافِع وعطية الْعَوْفِيّ وَعَمْرو بن مرّة وَغَيرهم وَلم يدْرك السماع عَن أَبِيه وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَة الزيات قَالَ أَحْمد بن يُونُس كَانَ أفقه أهل الدُّنْيَا وَقَالَ الْعجلِيّ كَانَ فَقِيها صَدُوقًا صَاحب سنة جايز الحَدِيث قَارِئًا عَالما بالقراآت وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَيْسَ هُوَ بأقوى مَا يكون وَقَالَ أَحْمد مُضْطَرب الحَدِيث وَقَالَ حَفْص ابْن غياث من جلالته قَرَأَ الْقُرْآن على عشرَة شُيُوخ وَكَانَ من أَحسب النَّاس وَأَحْسَنهمْ خطا ونقطاً للمحصف وأجملهم وأنبلهم قَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ رَدِيء الْحِفْظ كثير الْوَهم وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم عَامَّة أَحَادِيثه) مَقْلُوبَة وَقَالَ ابْن حنيل لَا يحْتَج بِهِ سيء الْحِفْظ وروى معوية ابْن صَالح عَن ابْن معِين ضَعِيف وَكَانَ رزقة على الْقَضَاء مايتي دِرْهَم وروى عَنهُ الْأَرْبَعَة توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وماية وَكَانَ بَينه وَبَين أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وَحْشَة يسيرَة وَكَانَ يجلس للْحكم فِي مَسْجِد الْكُوفَة فَانْصَرف يَوْمًا من مَجْلِسه وَأمر بهَا فَضربت حَدَّيْنِ وَهِي قايمة فَبلغ أَبَا حنيفَة فَقَالَ أَخطَأ القَاضِي فِي هَذِه الْوَاقِعَة فِي سنة أَشْيَاء فِي رُجُوعه إِلَى مَجْلِسه بعد قِيَامه وَلَا ينغبي أيرجع وَفِي ضربه الْحَد فِي الْمَسْجِد وقدنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن إِقَامَة الْحُدُود فِي الْمَسَاجِد وَفِي ضربه الْمَرْأَة قايمة وَإِنَّمَا تضرب النِّسَاء قاعدات كاسيات وَفِي ضربه إِيَّاهَا حيدن وَإِنَّمَا يجب على الْقَاف إِذا قذف جمَاعَة بِكَلِمَة وَاحِدَة حد وَاحِد وَلَو وَجب أَيْضا حدان لَا يوالي بَينهمَا يضْرب أَولا ثمَّ يتْرك حَتَّى يبرأ من الأول وَفِي إِقَامَة الْحَد عَلَيْهَا بِغَيْر طَالب فَبلغ ذَلِك مُحَمَّدًا فسير إِلَيّ وَالِي الْكُوفَة وَقَالَ هَهُنَا شَاب يُقَال لَهُ أَبُو حنيفَة يعارضني فِي أحكامي ويفتي بِخِلَاف حكمي ويشنع عَليّ بالخطاء فازجره فَبعث إِلَيْهِ الْوَالِي وَمنعه من الْفتيا ابْن مَحِيض الْمُقْرِئ واسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَحِيض السَّهْمِي مقرئ مَكَّة من ابْن كثير وَلَكِن قِرَاءَته شَاذَّة فِيهَا مَا يُنكر وسندها غَرِيب وَقد اخْتلف فِي اسْمه على عدَّة أَقْوَال قَرَأَ على مُجَاهِد وَسَعِيد بن جُبَير ودرباس مولى ابْن عَبَّاس وَحدث عَن أَبِيه وَصفِيَّة بنت شيبَة وَمُحَمّد بن قيس بن مخرمَة وَعَطَاء وَغَيرهم قَالَ ابْن مُجَاهِد كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ وَله اخْتِيَار لم يُتَابع فِيهِ أَصْحَابه روى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ توفّي سنة ثلث عشرَة وماية ابْن أبي ذِئْب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمُغيرَة بن الْحَرْث بن أبي ذِئْب أَبُو

الْحَارِث الْمدنِي الإِمَام أحد الْأَعْلَام ورى عَن عِكْرِمَة وَشعْبَة ولى ابْن عَبَّاس وشرحبيل بن سعد وَنَافِع وَأسيد بن أبي أسيد وَسَعِيد المَقْبُري وَصَالح مولى التؤمة وَالزهْرِيّ وخاله الْحَارِث بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي وَمُسلم بن جُنْدُب وَالْقسم ابْن الْعَبَّاس وَمُحَمّد بن قيس وَخلق سواهُم قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ يشبه بِسَعِيد بن الْمسيب فَقيل لَهُ خلف مثله قَالَ لَا وَكَانَ أفضل من مَالك إِلَّا أَن مَالِكًا أَشد تنقية للرِّجَال قَالَ الْوَاقِدِيّ مولده سنة ثَمَانِينَ وَرمي بِالْقدرِ وَكَانَ يحفظ حَدِيثه وَلم يكن لَهُ كتاب وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل بلغ ابْن أبي ذِئْب أَن مَالِكًا لم يَأْخُذ بِحَدِيث البيعان بِالْخِيَارِ فَقَالَ يُسْتَتَاب مَالك فَإِن تَابَ وَإِلَّا ضربت عُنُقه ثمَّ قَالَ أَحْمد وَهُوَ أورع وَأَقُول للحق من مَالك مَاتَ بِالْكُوفَةِ بعد مُنْصَرفه من بَغْدَاد وأجزل لَهُ الْمهْدي الصِّلَة وروى عَنهُ الْجَمَاعَة) وَكَانَت وَفَاته سنة تسع وَخمسين وماية قَاضِي مَكَّة الأوقص مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن هِشَام أَبُو خَالِد القَاضِي الْمَكِّيّ الأوقص ولي قَضَاء مَكَّة وَكَانَ قَصِيرا دميما جدا وعنقه دَاخِلا فِي بدنه ومنكباه خارجان كَأَنَّهُمَا رحيان وَكَانَ الْخصم إِذا جلس بَين يَدَيْهِ لَا يزَال يرعد إِلَى أَن يقوم سمعته امْرَأَة يَوْمًا وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ أعتق رقبتي من النَّار فَقَالَت وَأي رَقَبَة لَك قَالَت لَهُ أمه إِنَّك خلقت خلقَة لَا تصلح مَعهَا لمعاشرة الفتيان فَعَلَيْك بِالدّينِ وَالْعلم فَإِنَّهُمَا يتممان النقايص ويرفعان الخسايس قَالَ فنفعني الله بِمَا قَالَت وتعلمت الْعلم حَتَّى وليت الْقَضَاء أسْند عَن خَالِد بن سَلمَة المَخْزُومِي وَغَيره وروى عَنهُ معن بن عَليّ وَغَيره توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وماية الطفَاوِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الطفَاوِي وثقة غير وَاحِد وَقَالَ أَبُو زرْعَة مُنكر الحَدِيث روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وماية الْأمَوِي ملك الأندلس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام الْأمَوِي وَالِي الأندلس كَانَ عَالما فَاضلا عَاقِلا فصيحاً يخرج إِلَى الْجِهَاد ويوغل فِي بِلَاد الْكفَّار السّنة والسنتين وَأكْثر فَيقْتل وَسبي وَهُوَ صَاحب وقْعَة وَادي سليط وَهِي من الوقايع الْمَشْهُورَة لم

يعرف قبلهَا مثلهَا فِي الأندلس وللشعراء فِيهَا أشعار كَثِيرَة يُقَال إِنَّه قتل فِيهَا ثلث ماية ألف كَافِر وَقَالَ بَقِي بن مخلد مَا رَأَيْت وَلَا علمت أحدا من الْمُلُوك أبلغ لفظا مِنْهُ وَلَا أفْصح وَلَا أَعقل ذكر يَوْمًا الخلايف وصفتهم وسيرتهم ومآثرهم بأفصح لِسَان فَلَمَّا وصل إِلَى نَفسه سكت وَكَانَ خَيرهمْ بُويِعَ يَوْم مَاتَ وَالِده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وماتين فِي أَيَّام المتَوَكل فَأَقَامَ والياً خمْسا وثلثين سنة وَأمه أم ولد وَكَانَ محباً للْعُلَمَاء وَهُوَ الَّذِي نصر بَقِي بن مخلد وَولى بعده وَلَده الْمُنْذر بن مُحَمَّد يُقَال إِنَّه توفّي سنة خمس وَسبعين وماتين وَقيل سنة ثلث وَسبعين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمَارَة بن الْقَعْقَاع بن شبْرمَة أَبُو قبيصَة الضَّبِّيّ كَانَ صَالحا عابداً مُجْتَهدا قَالَ تزوجت بِأم أَوْلَادِي هولاء فَلَمَّا كَانَ بعد الإملاك قصدتهم للسلام فاطلعت من شقّ الْبَاب فرأيتها فأبغضتها وَهِي معي من سِتِّينَ سنة وَقَالَ اسمعيل بن عَليّ سَأَلته عَن أَكثر مَا قَرَأَ فِي يَوْم وَكَانَ يُوصف بِكَثْرَة الدَّرْس وسرعته فَامْتنعَ أَن يُخْبِرنِي فَلم أزل بِهِ حَتَّى قَالَ قَرَأت فِي يَوْم من أَيَّام الصَّيف الطوَال أَربع ختمات وَبَلغت فِي الْخَامِسَة إِلَى بَرَاءَة وَأذن الْعَصْر وَكَانَ من أهل الصدْق سمع سعيد بن سُلَيْمَان وَغَيره وروى عَنهُ الخطبي) وَغَيره وَكَانَ ثِقَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وماتين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَرْث بن هِشَام المَخْزُومِي قَالَ قبحه الله يُخَاطب الْحُسَيْن الأشرم بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم فِي خبر لَهُ مَعَ عبد الْملك بن مرون (وجدنَا بني مَرْوَان أمكر غَايَة ... وَآل أبي سفين أكْرم أَولا) (فسايل على صفّين من ثل عَرْشه ... وسايل حُسَيْنًا يَوْم مَاتَ بكربلا) مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عَطِيَّة مولى كنَانَة بَصرِي شَاعِر وَهُوَ أحد الْمُتَكَلِّمين الحذاق يذهب إِلَى مَذْهَب حُسَيْن النجار وَهُوَ معتزلي كَانَ زمن المتَوَكل قَالَ (فَمن حكت كأسك فِيهِ فاحكم ... لَهُ بإقالة عِنْد العثار) وَقَالَ (فوحق الْبَيَان يعضده الْبر ... هان فِي مأقط أَلد الْخِصَام) (مَا رَأينَا سوى الحبيبة شَيْئا ... جمع الْحسن كُله فِي نظام) (هِيَ تجْرِي مجْرى الْأَصَالَة فِي الرأ ... ي ومجرى الْأَرْوَاح فِي الْأَجْسَام)

وَقَالَ (لم أحاكم صورف دهري إِلَى الأقد ... اح حَتَّى فقدت أهل السماح) (أَحْمد الله صَارَت الْخمر تأسو ... دون إخْوَانِي الثِّقَات جراحي) السَّامِي الْهَرَوِيّ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السَّامِي الْهَرَوِيّ كَانَ من كبار الأيمة وثقات الْمُحدثين توفّي سنة إِحْدَى وَثلث ماية الْحَافِظ الدغولي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس الدغولي بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَبعدهَا غين مُعْجمَة مَضْمُومَة السَّرخسِيّ إِمَام وقته بخراسان توفّي سنة خمس وَعشْرين وَثلث ماية قنبل الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خَالِد بن سعيد ابْن جرجة الْمَكِّيّ قَرَأَ على أبي الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد النبال القواس أبي الأخريط وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن شنبوذ وَخلق كثير وَهُوَ الْمَعْرُوف بِأبي عَمْرو قنبل توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وماتين وَإِنَّمَا قنبلاً لِأَنَّهُ أكل دَوَاء يعرف بالقنبيل يسقى للبقر فَلَمَّا أَكثر من اسْتِعْمَاله عرف بِهِ وَقيل هُوَ مَنْسُوب إِلَى القنبلة وَكَانَ قد ولي الشرطة وَأقَام الْحُدُود بِمَكَّة وَطَالَ عمره) ابْن قريعة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القَاضِي أَبُو بكر بن قريعة الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَا بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَلَا يعرف لَهُ رِوَايَة حَدِيث مُسْند توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَثلث ماية وَكَانَ مُخْتَصًّا بالوزير أبي مُحَمَّد المهلبي كَانَ الْفُضَلَاء يداعبونه برسايل ومسايل هزلية فَيجب عَنْهَا بأسرع جَوَاب وَأَعْجَبهُ فِي وقته من غير توقف ونفق على عز الدولة فقر بِهِ وَأَدْنَاهُ ونادمه وَكَانَ لَا يُفَارِقهُ ويحمله الرسايل زحمه رجل رَاكِبًا على حمَار فَقَالَ (يَا خَالق اللَّيْل وَالنَّهَار ... صبرا على الذل وَالصغَار) (كم من جواد بِلَا جواد ... وَمن حمَار على حمَار) وَكَانَ القَاضِي أَبُو بكر بن قريعة يتشيع وَمن شعره أَبْيَات مِنْهَا

(لَوْلَا اعتذار رعية ... ألغى سياستها الخليفه) (وسيوف أَعدَاء بهَا ... هاماتنا أبدا نقيفه) (لكشفت من أسرار آ ... ل مُحَمَّد جملا ظريفه) (تغنى بهَا عَمَّا روا ... هـ مَالك وَأَبُو حنيفه) (ونشرت طي صحيفَة ... فِيهَا أَحَادِيث الصحيفه) (وأريتكم أَن الْحسي ... ن أُصِيب فِي يَوْم السقيفه) (ولأي حَال ألحدت ... بِاللَّيْلِ فَاطِمَة الشريفه) (وَلما ختت شيخيكم ... عَن وطئ حُجْرَتهَا المنيفه) (آه لبِنْت مُحَمَّد ... مَاتَت بغصتها أسفه) وَمِنْه أَيْضا (إِن كَانَ عِنْدِي دِرْهَم ... أَو كَانَ فِي بَيْتِي دَقِيق) (فبرئت من أهل الكسا ... وكفرت بِالْبَيْتِ الْعَتِيق) (وظلمت فَاطِمَة البتو ... ل كَمَا تحيفها عَتيق) وَقيل إِنَّه لما كَانَ ينظر فِي الْحِسْبَة أحضر أَصْحَابه أَمْرَد وهم يعتلونه وَهُوَ يَصِيح ويستغيث فَقَالَ لأَصْحَابه خلوا عَنهُ واذْكُرُوا قصَّته وَصورته حَتَّى نسْمع فَقَالُوا هُوَ مؤاجر فَقَالَ وَمَا عَلَيْكُم أَن يكون مؤاجراً عِنْد عمله فَقَالُوا لَا وأعادوا اللَّفْظ فَقَالَ لَعَلَّكُمْ أردتم مؤاجراً بِكَسْر الْجِيم وَمَا عَلَيْكُم أَن آجر بهيمته لعمل أَو ضيعته لزراعة فَقَالُوا لَا هُوَ مؤاجر يَأْخُذ الْأُجْرَة) وينام ليفجع قَالَ فصرف وَجهه عَن نَاحيَة القايل وَقَالَ يخاطبه لَعنه الله إِن كَانَ فَاعِلا وقبحك إِن كنت كَاذِبًا وَيحكم دَعوه لَا تبدوا عَوْرَته وَلَا تكشفوا سوءته فحسبه مَا يقاسيه حِين يواري سوءة أَخِيه وَكتب إِلَيْهِ الْعَبَّاس بن الْمُعَلَّى الْكَاتِب مَا يَقُول القَاضِي فِي يَهُودِيّ زنا بنصرانية فَولدت لَهُ ولدا جِسْمه للبشر وَوَجهه للبقر وَقد قبض عَلَيْهِمَا فَمَا ترى فيهمَا فَكتب الْجَواب بديهاً هَذَا من أعدل الشُّهُود على الملاعين الْيَهُود بِأَنَّهُم أشربوا حب الْعجل فِي صُدُورهمْ حَتَّى خرج من أيورهم وَأرى أَن يناط براس الْيَهُودِيّ رَأس الْعجل ويصلب على عنق النصرانيه السَّاق مَعَ الرجل ويسحبا على الأَرْض وينادي عَلَيْهِمَا ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض وَالسَّلَام وَسَأَلَهُ رجل يتطايب بِحَضْرَة الْوَزير أبي مُحَمَّد عَن حد القفاء فَقَالَ مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ جربانك وأدبك فِيهِ سلطانك وباسطك فِيهِ غلمانك ومازحك فِيهِ إخوانك فَهَذِهِ حُدُود اربعة وجربان بِضَم الْجِيم

وَالرَّاء وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف نون هُوَ الْخِرْقَة العريضة الَّتِي فَوق القب وَله عدَّة من هَذِه الْأَجْوِبَة مدونة فِي كتاب وَعمل على انموذجها شَيْئا كثيرا ابْن شرف القيرواني وأودعها كِتَابه أبكار الأفكار وَكَانَ ابْن قريعة قَاضِي السندية وَغَيرهَا من الْأَعْمَال ولاه أَبُو السايب عتبَة بن عبيد الله القَاضِي توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَثلث ماية مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن حَاجِب الْعَبْدي وَاسم عبد الرَّحْمَن عَبدة لقب لَهُ يكنى أَبَا بكر مَاتَ قبل الثُّلُث ماية وَهُوَ أحد النصابين الثِّقَات حسن الْمعرفَة بالمآثر والمثالب وَالْأَخْبَار وَأَيَّام الْعَرَب اتَّصل بِخِدْمَة السُّلْطَان ثمَّ تَركهَا خرج إِلَى الثغر وَأقَام إِلَى أَن مَاتَ لَهُ كتبا النّسَب الْكَبِير يشْتَمل على نسب عدنان وقحطان ومختصر أَسمَاء القبايل الْكَافِي فِي النّسَب مناكح آل مهلب نسب ولد أبي صفرَة والمهلب وَولده مَنَاقِب قُرَيْش نسب ابْن فقعس بن طريف ابْن أَسد بن خُزَيْمَة كتاب الْأُمَّهَات الْأَخْنَس بن شريق الثقفني نسب كنَانَة كتاب أبي جَعْفَر الْمَنْصُور أشرف بكر وتغلب وأيامهم أَسمَاء فحول الشُّعَرَاء كتاب الشجعان كتاب الأولية مشجر أَنْسَاب قُرَيْش تَسْمِيَة القبايل الدراجات مُبْتَدأ سباق الْعَرَب ألقاب الْعَرَب النَّوَافِل تَفْضِيل الْعَرَب بيوتات الْعَرَب أَنْسَاب ثَقِيف أَنْسَاب ولد عِيسَى بن مُوسَى الْهَاشِمِي نسب خُزَاعَة المبايعات من نسَاء الْأَنْصَار ابْن النَّاصِر الْأمَوِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن معوية الْأمَوِي المرواني هُوَ ابْن النَّاصِر عبد الرَّحْمَن) صَاحب الأندلس وسوف يَأْتِي ذكر أَبِيه وَذكر أَخَوَيْهِ عبد الله وَعبد الْعَزِيز وَلَدي عبد الرَّحْمَن فِي مكانهما كَانَ شَاعِرًا اديباً حسن الْأَخْلَاق وَمن شعره وقله وَقد قدم أَخُوهُ المشتنصر من بعض غَزَوَاته (قدمت بِحَمْد الله أسعد مقدم ... وضدك أضحى لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ) (لقد حزت فِينَا السَّبق إِذْ كنت أَهله ... كَمَا حَاز بِسم الله فضل التَّقَدُّم) وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه الْمُسْتَنْصر وَهُوَ الحكم بن عبد الرَّحْمَن فِي حرف الْحَاء فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْمُحدث أَبُو طَاهِر المخلص مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس بن عبد الرَّحْمَن

بن زَكَرِيَّاء مُحدث الْعرَاق أَبُو طَاهِر الْبَغْدَادِيّ الذَّهَبِيّ المخلص سمع وروى قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة والمخلص الَّذِي يخلص الذَّهَب من الْغِشّ بِالتَّعْلِيقِ فِي الناء توفّي سنة ثلث وَتِسْعين وَثلث ماية والمستكفي بِاللَّه الْأمَوِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عُبيد الله بن النَّاصِر لدين الله الْأمَوِي الملقب بالمستكفي توثب على ابْن عَمه المستظهر عبد الرَّحْمَن فِي السّنة الْمَاضِيَة فَقتله وَبَايَعَهُ أهل قرطبة وَكَانَ أَحمَق مُتَخَلِّفًا لَا يصلح لشَيْء فطردوه وأنفوا مِنْهُ ثمَّ أطعموه حشيشة قتالة فَمَاتَ فِي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع ماية مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن يحيى بن يُونُس الطَّائِي الدَّارَانِي الْقطَّان الْمَعْرُوف بِابْن الْخلال الدِّمَشْقِي حدث عَن خَيْثَمَة كَانَ ثِقَة نبيلاً مضى على سداد وَأمر جميل وَقد كف بَصَره سنة خمس عشرو وَقتل سِتّ عشرَة وَأَرْبع ماية أَبُو حَامِد الأشتري الْأَشْعَرِيّ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو حَامِد الأشتري أحد الْمُتَكَلِّمين على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ صنف ارجوزة سَمَّاهَا الْعُمْدَة المنبهة عَن رقدة المشبهة للْإِمَام المسترشد بِاللَّه وَهُوَ إِذْ ذَاك ولي الْعَهْد وَحدث بِهَذِهِ الأرجوزة فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمْس ماية سَمعهَا مِنْهُ بِبَغْدَاد أَبُو الْقسم هبة الله بن بدر بن أبي الْفرج الْمُقْرِئ قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَقد رَأَيْتهَا بِمصْر وَهِي جُزْء لطيف وَرَأَيْت فِيهَا عجبا وَذَلِكَ أَنه أنكر الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة وَطعن على نَاقِلِيهَا مثل حَدِيث النُّزُول وَحَدِيث يضع فِيهَا قدمه وَقَالَ هَذِه الْأَحَادِيث بَاطِلَة وروايتها كذبة وَلَا أَدْرِي إِلَى مَا ذهب فِي ذَلِك فَإِن الأعشري يقبل هَذِه الْأَحَادِيث وَلَا يردهَا وَله فِيهَا مذهبان أَحدهمَا كمذهب أَصْحَاب الحَدِيث يمرها كَمَا جائت وَالْآخر يتأولها كنفي التَّشْبِيه وَهَذَا المُصَنّف) قد أَتَى بِمذهب غَرِيب خَارج عَن مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ انْتهى الكنجروذي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن جَعْفَر أَبُو سعيد النَّيْسَابُورِي الكنجروذي الْفَقِيه الأديب النَّحْوِيّ الطَّبِيب الْفَارِسِي شيخ مَشْهُور أدْرك الْأَسَانِيد الْعَالِيَة فِي الحَدِيث وَالْأَدب وَله شعر توفّي فِي صفر سنة ثلث وَخمسين وَأَرْبع ماية وَكَانَت لَهُ

يَد فِي الطِّبّ والفروسية وأدب السِّلَاح وَحدث سِنِين وَسمع مِنْهُ خلق كثير وَجَرت بَينه وَبَين أبي جَعْفَر الزوزني البحاثي محاورات أدَّت إِلَى وَحْشَة فَرَمَاهُ بأَشْيَاء القَاضِي ابْن الْعَجُوز الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم ابْن أَحْمد بن الْعَجُوز الْفَقِيه أَبُو عبد الله الكتامي السبتي من كبار فُقَهَاء الماليكة ولاه ابْن تاشفين قَضَاء فاس توفّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع ماية ابْن خلصة النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن خلصة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَاللَّام وَالصَّاد أَبُو عبد الله اللَّخْمِيّ البلنسي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ أستاذاً فِي علم اللِّسَان وَالْأَدب فصيحاً مفوهاً حَافِظًا للغات قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ بدانية وبلنسية وَله يدفي النثر توفّي بالمرية سنة تسع عشرَة وَخمْس ماية وَقيل إِحْدَى وَعشْرين وَقَالَ فِي أبي الْعَلَاء ابْن زهر (غَدَتْ عَنْك أَفْوَاه الغيوم الدوافق ... تفيض بِمَا توري زناد البوارق) أنارت جِهَات الشرق لما احتللته فكاد الدجى يجلو لنا وَجه شارق (وَكم زفت يَوْمًا بلنسية المنى ... إِلَيْك وَلَكِن رب حسناء طَالِق) (تقلد مِنْك الدَّهْر عقدا وصارماً ... بهاء لجيد أَو سناء لعاتق) (وَلَو قسمت أخلاقك الغر فِي الدنا ... لما صوحت خضر الرِّبَا والحدايق) البُخَارِيّ الْمُفَسّر الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْعَلامَة أَبُو عبد الله البُخَارِيّ الْوَاعِظ الْمُفَسّر قَالَ السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَامًا متقناً مفتياً قيل أَنه صنف تَفْسِيرا أَكثر من ألف جُزْء وأملى فِي آخر عمره وَلكنه كَانَ مجازفاً متساهلاً توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس ماية الكتندي الشَّاعِر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن خَليفَة بن أبي الْعَافِيَة الْأَزْدِيّ الغرناطي أَبُو بكر الكتندي بِضَم الْكَاف وَالتَّاء ثَالِث الْحُرُوف وَسُكُون النُّون وَكسر الدَّال الْمُهْملَة لَقِي ابْن خفاجة الشَّاعِر وَكَانَ أديباً شَاعِرًا لغوياً توفّي سنة ثلث وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية المَسْعُودِيّ شَارِح المقامات مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أَحْمد

بن الْحُسَيْن) الإِمَام أَبُو سعيد وَأَبُو عبد الله بن أبي السعادات المَسْعُودِيّ الْخُرَاسَانِي البنجديهي الْفَقِيه الصُّوفِي الْمُحدث مؤدب الْملك الْأَفْضَل ابْن صَلَاح الدّين صنف لَهُ شرح المقامات الحريرية واتقنى كتبا نفيسة بجاه الْملك ووقفها بخانقاه السميساطي توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية حكى أَبُو البركات الْهَاشِمِي الْحلَبِي قيل لما دخل السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِلَى حلب سنة تسع وَسبعين وَخمْس ماية وَنزل المَسْعُودِيّ الْمَذْكُور جَامع حلب قعد فِي خزانَة كتب الْوَقْف وَاخْتَارَ مِنْهَا جملَة أَخذهَا وحشاها فِي عدل وَلم يمنعهُ فِي ذَلِك مَانع قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلطان رَحمَه الله تَعَالَى لقِيت جمَاعَة من أَصْحَابه وأجازوني ومولده سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس ماية وَمن شعره (قَالَت عهدتك تبْكي ... دَمًا حذار التنائي) (فَمَا لعينك جَادَتْ ... بعد الدِّمَاء بِمَاء) (فَقلت مَا ذَاك مني ... لسلوة وعزاء) (لَكِن دموعي شابت ... من طول عمر الْبكاء) قلت يشبه قَول القايل (قَالُوا ودمعي قد صفا لفراقهم ... إِنَّا عهدنا مِنْك دمعاً أحمرا) (فأجبتهم إِن الصبابة عمرت ... فِيكُم وشاب الدمع لما عمرا) ابْن عَيَّاش الْكَاتِب المغربي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَيَّاش التجِيبِي كَاتب الْإِنْشَاء للدولة المؤمنية بالغرب كَانَ رَئِيسا فِي الْكِتَابَة خَطِيبًا مصقعاً بليغاً مفوهاً كتب للسُّلْطَان ونال دنيا عريضة وَله فِي الْمُصحف العثماني وَقد أَمر الْمَنْصُور بتحليته (ونفلته من كل قوم ذخيرة ... كَأَنَّهُمْ كَانُوا برسم مكاسبه) (فَإِن ورث الْأَمْلَاك شرقاً ومغرباً ... فكم قد أخلوا جاهلين بواجبه) (وألبسته الْيَاقُوت والدر حلية ... وَغَيْرك قد حلاه من دم كَاتبه) وَقيل مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن توفّي سنة ثَمَان عشرَة وست ماية وَقيل سنة تسع عشرَة الْحَافِظ المرسي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْحَافِظ أَبُو عبد الله التجِيبِي المرسي نزيل تلمسان سمع من نَحْو ماية وثلثين شَيخا مِنْهُم السلَفِي وَطول

الْغَيْبَة دَعَا) لَهُ السلَفِي وَقَالَ تكون مُحدث الْمغرب إِن شَاءَ تَعَالَى وَحدث بسبتة فِي حَيَاة شُيُوخه ثمَّ سكن تلمسان ورحل النَّاس إِلَيْهِ ألف أَرْبَعِينَ حَدِيثا فِي المواعظ وَأَرْبَعين حَدِيثا فِي الْفقر وفضله وَأَرْبَعين فِي الْحبّ فِي الله تَعَالَى وَأَرْبَعين فِي الصَّلَاة على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تصانيف أخر ومعجم شُيُوخه فِي مُجَلد كَبِير توفّي سنة عشر وست ماية ابْن الْأُسْتَاذ الْحلَبِي مُحَمَّد بن عبد لرحمن بن عبد الله بن علوان بن رَافع قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين أَبُو عبد الله ابْن الْأُسْتَاذ الْأَسدي الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد بحلب وَسمع وَحدث وناب عَن أَخِيه القَاضِي زين الدّين عبد الله وَتُوفِّي بحلب سنة ثَمَان وثلثين وست ماية القَاضِي محيي الدّين ابْن الْأُسْتَاذ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله ابْن علوان القَاضِي الْجَلِيل محيي الدّين أَبُو المكارم ابْن الشَّيْخ الزَّاهِد أبي مُحَمَّد ابْن القَاضِي الأوحد جمال الدّين ابْن الْأُسْتَاذ الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وروى عَن جده وَعَن بهاء الدّين ابْن شَدَّاد ودرس بِالْقَاهِرَةِ بالمسرورية ثمَّ ولي قَضَاء حلب إِلَى حِين وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست ماية الشريف الْحلَبِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْقسم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ يَنْتَهِي إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الشريف أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي الْكُوفِي الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار الْمَعْرُوف وَالِده بالحلبي ولد سنة ثلث وَسبعين وَقَرَأَ الْقُرْآن وبرع فِي الْأُصُول والعربية وَسمع السِّيرَة من أبي طَاهِر مُحَمَّد بن محمدب ن بَيَان الْأَنْبَارِي عَن أَبِيه عَن الحبال وَمن الْأَمِير مرهف ابْن أُسَامَة بن منقذ وَحدث وَقَرَأَ النَّحْو مُدَّة وَكَانَ جيد الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم يُؤثر الِانْقِطَاع وَالْعُزْلَة وَكَانَ أَبوهُ من الْفُضَلَاء رَئِيسا يصلح للنقابة روى عَنهُ الدمياطي والأمير الدواداري وَعلي بن قُرَيْش والمصريون توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست ماية بدر الدّين ابْن الفويرة الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن بن حفاظ بدر الدّين السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الفويرة تفقه على الصَّدْر سُلَيْمَان وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وَنظر فِي الْأُصُول وَقَالَ الشّعْر الفايق وَكَانَ ذَا مرؤة وَدين ومعروف هُوَ وَالِد جمال الدّين وَأَخْبرنِي وَلَده أَنه تأدب على تَاج الدّين الصرخذي وَمن شعره) (وشاعر يسحرني طرفه ... ورقة الْأَلْفَاظ من شعره) (أَنْشدني نظماً بديعاً لَهُ ... أحبب بِذَاكَ النّظم من ثغره) حدث عَن السخاوي وَغَيره وروى عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه توفّي سنة خمس وَسبعين وست ماية وَمن شعره مَا أنشدنيه من لَفظه وَلَده جمال الدّين يحيى قَالَ أَنْشدني وَالِدي لنَفسِهِ

(عَايَنت حَبَّة خَاله ... فِي رَوْضَة من جلنار) (فغدا فُؤَادِي طايراً ... فاصطاده شرك العذار) وَمِنْه بالسند الْمَذْكُور (كَانَت دموعي حمراً قبل بَينهم ... فمذ نأوا قصرتها لوعة الحرق) (قطفت باللحظ وردا من خدودهم ... فاستقطر الْبعد مَاء الْورْد من حدقي) وَمِنْه بالسند الْمَذْكُور (ورياض كلما انقطفت ... نثرت أوراقها ذَهَبا) (تحسب الأغصان حِين شدا ... فَوْقهَا الْقمرِي منتحبا) (ذكرت عصر الشَّبَاب وَقد ... لبست أبراده القشبا) (فانثنت فِي الدوح راقصة ... ورمت أثوابها طَربا) نَاصِر الدّين ابْن الْمَقْدِسِي المشنوق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نوح بن مُحَمَّد الْفَقِيه الرئيس نَاصِر الدّين ابْن الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي تففه على وَالِده الْعَلامَة شمس الدّين وَسمع من ابْن اللتي حضوراً وتاج الدّين بن حمويه وتميز فِي الْفِقْه قَلِيلا ودرس بالرواحية وتربة م الصَّالح ثمَّ دَاخل الدولة وتوصل إِلَى أَن ولي سنة سبع وَثَمَانِينَ وكَالَة بَيت المَال وَنظر جَمِيع الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَفتح أَبْوَاب الظُّلم وخلع عَلَيْهِ بطرحة غير مرّة وخافه النَّاس وظلم وعسف وعدى طوره وتحامق حَتَّى تبرم بِهِ النايب وَمن دونه وكاتبوا فِيهِ فجَاء الْجَواب بالكشف عَمَّا أكل من الْأَوْقَاف وَمن أَمْوَال السُّلْطَان وابرطيل فرسموا عَلَيْهِ بالعذراوية وضربوه بالمقاريع فَبَاعَ مَا يقدر عَلَيْهِ وَحمل جملَة وذاق الهوان واشتفى مِنْهُ الأعادي وَكَانَ قد أَخذ من السامري الزنبقية فَمضى إِلَيْهِ وتغمم لَهُ متشفياً فَقَالَ سَأَلتك الله أَن لَا تعود تَجِيء إِلَيّ فَقَالَ مو ينصبر لي وصنع الأبيات الَّتِي أَولهَا (ورد البشير بِمَا أقرّ الأعينا ... فشفى الصُّدُور وَبلغ النَّاس المنى) ) (إِن أنكر اللص القطيم فعاله ... بِالْمُسْلِمين فَأول الْقَتْلَى أَنا) وَلما ولاه السُّلْطَان الْوكَالَة قَالَ عَلَاء الدّين عَليّ بن مظفر الوداعي نقلت ذَلِك من خطه

(قل للمليك أمده ... رب العلى مِنْهُ بِروح) (إِن الَّذِي وكلته ... لَا بالنصيح وَلَا الفصيح) (وَهُوَ ابْن نوح فاسئل ال ... قُرْآن عَن عمل ابْن نوح) وَكَانَ يُبَاشر شَهَادَة جَامع العقيبة فَحصل بَينه وَبَين قَاضِي الْقُضَاة بهَا الدّين ابْن الظكي تغير فَتوجه إِلَى مصر وَدخل على الشجاعي فَأدْخلهُ على السُّلْطَان وَأخْبرهُ بأَشْيَاء مِنْهَا أَمر بنت الْملك الْأَشْرَف مُوسَى بن الْعَادِل وَأَنَّهَا أباعت أملاكها وَهِي سَفِيهَة تَسَاوِي أَضْعَاف مَا أباعته فوكله السُّلْطَان وكَالَة خَاصَّة وَعَامة فَرجع إِلَى دمشق وَطلب مُشْتَرِي أملاكها بعد أَن أثبت سفهها فَأبْطل بيعهَا واسترجع الْأَمْلَاك من السَّيْف السامري وَغَيره وَأخذ مِنْهُم تفَاوت الْمغل وَأخذ الخان الَّذِي بناه الْملك النَّاصِر قريب الزنجيلية وبستانين بالنيرب وَنصف حزرما وَدَار السَّعَادَة وَغير ذَلِك ورده إِلَى بنت الشّرف ثمَّ إِنَّه عوضهَا عَن هَذِه الْأَمْلَاك شَيْئا يَسِيرا وَأثبت رشدها وَاشْترى ذَلِك مِنْهَا وَكَانَ من أمره مَا كَانَ ثمَّ إِنَّه طلب إِلَى مصر فَوجدَ مشنوفاً بعمامته سنة تسع وَثَمَانِينَ وست ماية ثمَّ جَاءَ المرسوم بِحمْلِهِ إِلَى الديار المصرية فخافوا من غَايَته وَلما كَانَ ثَالِث شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وست ماية أصبح مشنوقاً بعمامته فِي العذراوية وَحضر جمَاعَة ذَوُو عدل وشاهدوا الْحَال وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة شمس الدّين ابْن البعلبكي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف ابْن مُحَمَّد الإِمَام الْمُفْتِي البارع شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن الشَّيْخ الْمُفْتِي الزَّاهِد فَخر الدّين البعلبكي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسمع من خطيب مردا وَشَيخ الشُّيُوخ شرف الدّين الْأنْصَارِيّ والفقيه مُحَمَّد اليونيني والزين ابْن عبد الدايم والرضي بن الْبُرْهَان والنجم الباذرائي وَجَمَاعَة ونتفقه على وَالِده وعَلى الشَّيْخ شمس الدّين بن قدامَة وجمال الدّين ابْن البغيدادي وَنجم الدّين ابْن حمدَان وَقَرَأَ الْأُصُول على مجد الدّين الروذراوري وبرهان الدّين المراغي وَالْأَدب على الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وَالشَّيْخ أَحْمد الْمصْرِيّ وَقَرَأَ الْمعَانِي وَالْبَيَان على بدر الدّين ابْن مَالك وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِالنَّاسِ وَهُوَ ابْن تسع وَحفظ الْمقنع ومنتهى السول للآمدي ومقدمتي أبي الْبَقَاء وَقَرَأَ مُعظم الشافية الَّتِي لِابْنِ مَالك وَكَانَ أحد الأذكياء المناظرين العارفين بِالْمذهبِ وأصوله) والنحو وشواهده وَله معرفَة حَسَنَة بِالْحَدِيثِ وَالسَّمَاء وَغير ذَلِك وعناية بالرواية وأسمع أَوْلَاده الحَدِيث توفّي سنة تسع وَتِسْعين وست ماية شمس الدّين بن سامة الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سامة بن كَوْكَب بن عز بن حميد الطَّائِي السوادي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْحَافِظ المتقن الْمُحدث الصَّالح شمس الدّين أَبُو عبد الله نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسمعوه من ابْن عبد الدايم وَطلب

بِنَفسِهِ وَسمع من ابْن أبي عمر وَابْن الدرجي والكمال عبد الرَّحِيم وَأَصْحَاب حَنْبَل والكندي وارتحل فَسمع بِمصْر من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي وببغداد من الْكَمَال ابْن الفويرة وعدة وبواسط وحلب والثغر وانْتهى إِلَى أَصْبَهَان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا أَحْسبهُ ظفر بهَا بِرِوَايَة وَقَرَأَ الْكثير من الْأُمَّهَات وانتفع بِهِ الطّلبَة وَكَانَ فصيحاً سريع الْقِرَاءَة حسن الْخط لَهُ مُشَاركَة فِي أَشْيَاء وَفِيه كيس وتواضع وعفة وَدين وتلاوة وَله أوراد وَتزَوج بِآخِرهِ وَكَانَ عَمه شهَاب الدّين ابْن سامة مُحدثا عدلا شروطياً نسخ الْأَجْزَاء وَحمل عَن ابْن عبد الدايم وعدة وَتُوفِّي صَاحب التَّرْجَمَة سنة ثَمَان وَسبع ماية الشَّيْخ صفي الدّين الْهِنْدِيّ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الأرموي الْعَلامَة الأوحد الشَّيْخ صفي الدّين الْهِنْدِيّ الشَّافِعِي الأصولي نزيل دمشق ومدرس الظَّاهِرِيَّة وَشَيخ الشُّيُوخ ولد بِالْهِنْدِ سنة أَربع وَأَرْبَعين وتفقه هُنَاكَ بجده لأمه ثمَّ رَحل من دلهي سنة سبع وَسِتِّينَ إِلَى الْيمن فَأعْطَاهُ صَاحبهَا أَربع ماية دِينَار فحج وخاطب ابْن سبعين وَقدم صمر ثمَّ سَار إِلَى لاروم فَأَقَامَ بقونية وسيواس مُدَّة وَأخذ عَن سراج الدّين الأرموي الْمَعْقُول وَقدم دمشق سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسمع من الْفَخر عَليّ وأقرأ الْأُصُول والمعقول وصنف الفايق فِي أصُول الدّين وَأفْتى وَكَانَ يحفظ ربع الْقُرْآن وَفِيه دين وَتعبد وَله أوراد درس بالواحية وأشغل بالجامع وَكَانَ حسن العقيدة وَيكْتب خطا ردئاً إِلَى الْغَايَة توفّي سنة خمس عشرَة وَسبع ماية العتقي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْقسم بن خَالِد بن جُنَادَة أَبُو عبد الرَّحْمَن العتقي الْمصْرِيّ مَاتَ بِمصْر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثلث ماية فِي أَيَّام الْعَزِيز لَهُ التَّارِيخ الْكَبِير الْمَشْهُور كتاب الْوَسِيلَة إِلَى دَرك الْفَضِيلَة سيرة العزيزة كتاب أدب الشَّهَادَة وَكَانَ خصيصاً بالعزيز وَله عَلَيْهِ رزق وإقطاعات إِلَى أَن عمل التَّارِيخ فأحضر الْوَزير ابْن كلس وأخرق بِهِ إِلَى أَن شفع فَأمر بِأخذ إقطاعه وَأمره بِلُزُوم دَاره إِلَى أَن مَاتَ والعتقي نِسْبَة إِلَى الله تَعَالَى كَانُوا جمَاعَة) من أفناء اقبايل مِنْهُم من حجر حمير وَمن مذْحج وَمن كنَانَة وَغَيرهم تجمعُوا وَأَقَامُوا بِنَاحِيَة السَّاحِل من أَرض تهَامَة يقطعون على من أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت لَهُم نَاقَة حزماء فَكَانَ يُقَال لَهُم بَنو الحزماء فَبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من جَاءَ بهم أسرى وَعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام فأسلموا فَقَالَ لَهُم أَنْتُم عُتَقَاء الله فَسَأَلُوهُ أَن يكْتب لَهُم بعتقهم كتابا فَفعل فَقَالُوا لَهُ وبعتقنا من الناؤ فَقَالَ وَمن الناؤ وَكَانَ ذَلِك الْكتاب عِنْد رئيسهم حسان بن أسعد بن حجر حمير فَلَمَّا انقرض وَلَده وصل الْكتاب إِلَى حجر بن الْحَرْث بن هدرة بن سُبْرَة أحد بن مَالك بن كنَانَة فَلَمَّا هَلَكت ابْنَته عتاهية بنت حجر

دَفعته إِلَى ابْنة سليم امْرَأَة مِنْهُم وَقَالَ سعيد بن عفير وَهُوَ الْيَوْم عِنْدهم بأهناس من نواحي مصر قطب الدّين خطيب قوص مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن قطب الدّين ابْن عماد الدّين النَّخعِيّ القوصي خطيب قوص سمع من أبي الْحسن عَليّ ابْن بنت الجميزي بقوص سنة خمس وَأَرْبَعين وست ماية وَتَوَلَّى الحكم والخطابة وَتُوفِّي بقوص سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست ماية قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي من مَشْهُور حكاياته أَنه لما توفّي أَخُوهُ رثاه بقصيدة جَيِّدَة مِنْهَا (فَلَا وَالله لَا أَنْفك أبْكِي ... إِلَى أَن نَلْتَقِي شعثاً عراتا) (فأبكى إِن رَأَيْت سواهُ حَيا ... وأبكي إِن رَأَيْت سواهُ مَاتَا) وأنشدها بِحَضْرَة جمَاعَة فيهم الأديب الْفَاضِل شرف الدّين النصيبي وَكَانَ قَادِرًا على الارتجال للشعر والحكاية فَلَمَّا وصل إِلَى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ قَالَ هَذَانِ البيتان لغيرك وهما لفُلَان من الْعَرَب لما قتل أَخُوهُ فلَان وقبلهما (لَئِن قتل العداة أخي عديا ... فَقدما طالما قتل العداة) (أألحى إِن نزفت أجاج عَيْني ... على قبر حزى العذب الفراتا) فَحلف قطب الدّين بِالطَّلَاق أَنه لم يسمع هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وانكمش فَقَالَ لَهُ النصيبي تشكرن قَالَ نعم قَالَ أَنا ارتجلتهما وَأخذت الخطابة مِنْهُ وَأعْطيت للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد سعى فِي ذَلِك الصاحب بهاء الدّين بن حنا فجَاء إِلَى الصاحب وَقَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا هَذَا منصبي فَقَالَ كَيفَ نعمل هَذَا تَقِيّ الدّين وَالِده رجل صَالح فَقَالَ يَا مَوْلَانَا فَأَنا أبي نَصْرَانِيّ ثمَّ أَنه استدرك وَعلم أَن سَعْيه لَا يُفِيد وحقد على الصاحب وَمن شعر قطب الدّين) (وَلما رَأَيْت الجلنار بخده ... تيقنت أَن الصَّدْر أنبت رمانا) بهاء الدّين الأسنائي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بهاء الدّين الأسنائي فَقِيه فَاضل فَرضِي تفقه على الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأُصُول والفرايض والجبر والمقابلة وَكَانَ يَقُول لَهُ إِن اشتغلت مَا يُقَال لَك إِلَّا الإِمَام وَكَانَ حسن الْعبارَة ثاقب الذِّهْن ذكياً فِيهِ مرؤة بِسَبَبِهَا يقتحم الْأَهْوَال ويسافر فِي حَاجَة صَاحبه اللَّيْل وَالنَّهَار قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي ثمَّ ترك الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَتوجه لتَحْصِيل المَال فَمَا حصل عَلَيْهِ وَلَا وصل إِلَيْهِ وَتُوفِّي بقوص لَيْلَة الْأَضْحَى سنة تسع وثلثين وَسبع ماية مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن زيد البقراط الدندري قَرَأَ القراآت على أبي الرّبيع سُلَيْمَان الضَّرِير البوتيجي وَقَرَأَ أَبُو الرّبيع على الْكَمَال الضَّرِير وتصدر للإقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ

جمَاعَة بدندرا واستوطن مصر مُدَّة واشتغل بالنحو وَاخْتصرَ الملحة نظما وَقَالَ فِي أول اختصاره (وَهَا أَنا اخْتَرْت اخْتِصَار الملحه ... أمنحه الطلاب فَهُوَ منحه) (وَفِي الَّذِي اختصرته الحشو سقط ... ليقرب الْحِفْظ وَيبعد الْغَلَط) (وَفِيه أَيْضا رُبمَا أزبد ... فايدة يحتاجها المريد) قَالَ الْفَاضِل كَمَا الدّين جَعْفَر الأدفوي وَهُوَ الْآن حَيّ قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر قَاضِي الْقُضَاة الْعَلامَة ذُو الْفُنُون جلال الدّين أَو عبد الله الْقزْوِينِي الشَّافِعِي مولده بالموصل سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسكن الرّوم مَعَ وَالِده وأخيه وَولي بهَا قَضَاء نَاحيَة وَله نَحْو من عشْرين سنة وتفقه وناظر وأشغل بِدِمَشْق وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وناب فِي قَضَاء دمشق لِأَخِيهِ إِمَام الدّين سنة سِتّ وَتِسْعين وَأخذ الْمَعْقُول عَن شمس الدّين الأيكي وَغَيره وَسمع من الشَّيْخ عز الدّين الفاروثي وطايفة وَولى خطابة الْجَامِع الْأمَوِي مُدَّة وَطَلَبه السُّلْطَان وشافهه بِقَضَاء دمشق وَوَصله بِذَهَب كثيؤ فَحكم بِدِمَشْق مَعَ الْخطاب ثمَّ طلب إِلَى مصر وولاه السُّلْطَان قَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية سنة سبع وَعشْرين وَسبع ماية وَعظم شَأْنه وَبلغ من الْعِزّ والوجاهة مَا لَا يُوصف وَحج مَعَ السُّلْطَان ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وَسبع ماية وَوَصله بجملة وَكَانَ إِذا جلس فِي دَار الْعدْل لم يكن لأحد مَعَه كَلَام ويرمل على يَد السُّلْطَان فِي دَار الْعدْل وَيخرج الْقَصَص الْكَثِيرَة من يَده وَيَقْضِي اشغال النَّاس فِيهَا وَوجد أهل الشَّام بِهِ رفقا كثيرا وتيسرت لَهُم الأرزاق) والرواتب والمناصب بإشارته وَكَانَ حسن التقاضي لطيف السفارة لَا يكَاد يمْنَع من شَيْء يسْأَل فِيهِ وَكَانَ فصيحاً حُلْو الْعبارَة مليح الصُّورَة موطأ الأكناف سَمحا جواداً حَلِيمًا جم الفضايل حاد الذِّهْن يُرَاعِي قَوَاعِد الْبَحْث يتوقد ذهنه ذكاء وَكَانَ يخْطب بِجَامِع القلعة شَرِيكا لِابْنِ الْقُسْطَلَانِيّ ثمَّ إِنَّه نقل إِلَى قَضَاء الشَّام عايداً سنة ثَمَان وثلثين فتعلل وَحصل لَهُ طرف فالج ثمَّ أَنه توفّي فِي منتصف جُمَادَى الأولى وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة فِي سنة تسع وثلثين وَسبع ماية وشيع جنَازَته خلق عَظِيم إِلَى الْغَايَة وَكثر التأسف عَلَيْهِ لما كَانَ فِيهِ من الْحلم والمكارم وَعدم الشَّرّ وَعدم مجازاة الْمُسِيء إِلَّا بِالْإِحْسَانِ وَهُوَ ينْسب إِلَى أبي دلف الْعجلِيّ وَكَانَ يحب الْأَدَب ويحاضر بِهِ وَله فِيهِ ذوق كثير ويستحضر نكته وَألف فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان مصنفاً قَرَأَهُ عَلَيْهِ جمَاعَة بِمصْر وَهُوَ تصنيف حسن سَمَّاهُ تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَشَرحه وَسَماهُ الْإِيضَاح وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ من كملة الزَّمَان وأفراد الْعَصْر فِي مَجْمُوعه

وَكَانَ يعظم الأرجاني الشَّاعِر وَيرى أَنه من مفاخر الْعَجم وَاخْتَارَ شعره وَسَماهُ الشذر الْمرْجَانِي من شعر الأرجاني وَأَجَازَ لي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية ابْن فَخر الدّين البعلبكي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الْعَلامَة الْمُفْتى الْمُحدث شمس الدّين أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ فَخر الدّين البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وست ماية وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَتِسْعين وست ماية وَسمع من شيخ الشُّيُوخ الْحَمَوِيّ وخطيب مردا وَابْن عبد الدايم وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ وعلق وَلم يتفرغ لذَلِك وَكَانَ مَشْغُولًا بأصول الْمَذْهَب وفروعه أفتى ودرس وناظر وَكَانَ يبْحَث مَعَ الْعَلامَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَسمع بِقِرَاءَتِي مُعْجم الشَّيْخ عَليّ بن الْعَطَّار ولي مِنْهُ إجَازَة ابْن الْعَطَّار الْحَمَوِيّ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أيدمر الْفَقِيه البارع الْمُحدث المناظر المفنن شمس الدّين أَبُو الفضايل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ابْن الْعَطَّار ولد سنة عشر وَسبع ماية وتفقه بِابْن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ من بعده بالشيخ برهَان الدّين وَسمع من الحجار وَمن جمَاعَة وبحماة من قاضيها شرف الدّين وعني بِالْحَدِيثِ وَمَعْرِفَة رِجَاله وباختلاف الْعلمَاء شمس الدّين ابْن الصايغ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن الصايغ الْحَنَفِيّ اجْتمعت بِهِ غير مرّة بالديار المصرية بعد حُضُوره من دمشق وصحبته من حَلقَة الشَّيْخ أثير الدّين قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة وعَلى الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن المرحل وَقَرَأَ بالروايات وجود) الْعَرَبيَّة وَلم يكن لَهُ إِلْمَام بالأدب وَلَا لَهُ نظم فَلَمَّا اجْتمعت بِهِ كنت السَّبَب فِي ميله إِلَى الْأَدَب وَأخذ ينظم قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن مهر وَصَارَ فِي عداد الأدباء وَالشعرَاء وَمَال إِلَى الْأَدَب ميلًا كلياً وَأَقْبل على النّظم وغاص على الْمعَانِي وراعى التورية والاستخدام فِي شعره وَفِيه عشرَة وظرف وعلق عني كثيرا وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وثلثين وَسبع ماية (قَاس الورى وَجه حَبِيبِي بالقمر ... لجامع بَينهمَا وَهُوَ الخفر) (قلت الْقيَاس بَاطِل بفرقه ... وَبعد ذَا عِنْدِي فِي الْوَجْه نظر) وأنشدني لنَفسِهِ من لَفظه (عارضني العذال فِي عَارض ... قَالُوا بلطف بعد مَا أطنبوا) (مَا آن بالعارض أَن تَنْتَهِي ... قلت وَلَا بالشيب لَا تتعبوا) وأنشدني لنَفسِهِ من لَفظه (راحت مني روحي فهذي مهجتي ... من بعد ذَاك وَجدتهَا قد طاحت)

(فاترك ملامك يَا عذول فَإِنَّمَا ... هِيَ مهجة راحت على من راحت) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (قد زَاد فِي التفنيد لي عاذلي ... على هوى من لم اطق بَينهَا) (حَتَّى بدا من لحظها صارم ... ففر لما أَن رأى عينهَا) ونقلت من خطه لَهُ (أَلا قَاتل الله الْهوى كم لدايه ... طريحاً من الأسقام لَيْسَ لَهُ دوا) (إِذا مَا رمى سَهْما لقلب متيم ... يعِيش وَمَعَ هَذَا يُقَال لَهُ هوا) ونقلت مِنْهُ لَهُ (أمولاي شمس الدّين لاذقت بعض مَا ... فُؤَادِي الْمَعْنى بعد بعْدك ذاقه) (فَمَا فارقتك الْعين حَتَّى ترافقت ... بدمع رَأَيْت الْبَحْر دمعي فاقه)

ابن عبد الرحيم

3 - (ابْن عبد الرَّحِيم) الْحَافِظ صَاعِقَة مُحَمَّد بن عبد لرحيم بن أبي زُهَيْر الْحَافِظ أَبُو يحيى الْعَدوي مولى آل عمر رَضِي الله عَنهُ الْفَارِسِي الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بصاعقة روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَغَيره توفّي سنة خمس وَخمسين ومايتن ابْن الْفرس الْحَافِظ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن الْفرج بن خلف الإِمَام أَبُو عبد الله ابْن الْفرس الْأنْصَارِيّ الخزرجي الغرناطي ولي قَضَاء بلنيسة وَكَانَ فِي وقته أحد حفاظ الأندلس وَكَانَ أُصُوله أعلاقاً نيسة أَكْثَرهَا بِخَطِّهِ توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس ماية أَبُو حَامِد الغرناطي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان بن الرّبيع بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الصَّمد أَبُو حَامِد وَأَبُو عبد الله ابْن أبي الرّبيع الْقَيْسِي من أهل غرناطة قدم بَغْدَاد وَسمع بهَا أَبَا الْعِزّ أَحْمد بن عبيد الله بن كادش وَغَيره وَحدث بهَا عَن أبي صَادِق مرشد بن يحيى الْمَدِينِيّ وَأبي عبد الله نحمد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الرَّازِيّ وَكَانَ شَيخا فَاضلا أديباً صنف كتابا فِي العجايب الَّتِي شَاهدهَا بالمغرب أورد لَهُ ابْن النجار (تكْتب الْعلم وتلقي فِي سفط ... ثمَّ لَا تحفظ لَا تفلح قطّ) (إِنَّمَا يفلح من يحفظه ... بعد فهم وتوق من غلط) وَأورد لَهُ (الْعلم فِي الْقلب لَيْسَ الْعلم فِي الْكتب ... فَلَا تكن مغرماً باللهو واللعب) (فاحفظه وافهمه وَاعْلَم كي تفوز بِهِ ... فالعلم لَا يجتنى إِلَّا مَعَ التَّعَب) ولد سنة ثلث وَسبعين وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس ماية تكلم فِيهِ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر قلت أَظن كَلَامه من قبيل الحكايات الَّتِي كَانَ يوردها عَن عجايب رَآهَا أُجِيز الْبَهَاء الشُّرُوطِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الدِّمَشْقِي الشوطي الْعدْل شهَاب الدّين ابْن الضياء الْمَعْرُوف بأجير الْبَهَاء الشريف كَانَ بارعاً فِي الشُّرُوط انْتَهَت إِلَيْهِ معرفَة ذَلِك وحظي بِهِ فِي دمشق توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست ماية ابْن الْحلَبِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن

مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو عبد الله الحسني الْكُوفِي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد وَالدَّار والوفاة الْمَعْرُوف) وَالِده بالحلبي ولد سنة ثلث وَسبعين وَخمْس ماية بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من أبي طَاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَنْبَارِي والشريف أبي مُحَمَّد عبد الله ابْن عبد الْجَبَّار الْعدْل وَأبي مُحَمَّد ابْن القيسراني وَأبي الفوارس مرهف بن أُسَامَة وَقَرَأَ الْقُرْآن الْكَرِيم واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأُصُول وبرع فيهمَا وَحدث وأقرأ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا مُدَّة وَكَانَ صَدرا محتشماً حسن الطَّرِيقَة كريم الْأَخْلَاق يُؤثر الِانْفِرَاد وَالْخلْوَة وَله عبَادَة توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست ماية وَدفن بسفح المقطم الْمُحدث شمس الدّين ابْن الْكَمَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الإِمَام الْمُحدث الْقدْوَة الصَّالح شمس الدّين بن الْكَمَال الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ابْن أخي الْحَافِظ ضِيَاء الدّين ولد سنة سبع وماية وَسمع من الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني حضوراً وَمن ابْن ملاحب والبكري أبي الْفتُوح ومُوسَى بن عبد الْقَادِر وَالشَّمْس أَحْمد الْعَطَّار وَالشَّيْخ الْعِمَاد إِبْرَاهِيم وَالشَّيْخ الْمُوفق وَابْن أبي لقْمَة وَابْن البن وَابْن صصارى وزين الْأُمَنَاء وَابْن رَاجِح وَأحمد بن طَاوُوس وَابْن الزبيدِيّ وَخلق كثير وَحدث بالكثير نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَتمّ نصنيف الْأَحْكَام الَّذِي جمعه عَمه الْحَافِظ الضياء وَكَانَ مُحدثا فَاضلا نبيها حسن التَّحْصِيل وافر الدّيانَة كثير الْعِبَادَة نزهاً عفيفاً مخلصاً روى عَنهُ القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن سُلَيْمَان وَابْن تَيْمِية وَابْن الْعَطَّار والمزي وَابْن مُسلم وَابْن الخباز والبرزالي وَولي مشيخة الأشرفية الَّتِي بِالْجَبَلِ وغزا غير مرّة ودرس بالضيائية وَحج مرَّتَيْنِ حفر مَكَانا بالصالحية لبَعض شَأْنه فَوجدَ جرة مَمْلُوءَة ذَهَبا وَكَانَ مَعَه زَوجته تعينه فطمه وَقَالَ لزوجته هَذَا فتْنَة وَلِهَذَا مستحقون لَعَلَّنَا لَا نعرفهم فوافقته وطماه وتركاه توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست ماية كَمَال الدّين ابْن الْبَارِزِيّ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله القَاضِي كَمَال الدّين ابْن قَاضِي حماة نجم الدّين ابْن الْبَازِي الْحَمَوِيّ فَقِيه إِمَام مدرس ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست ماية ابْن الطّيب الأندلسي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن الطّيب الْقَيْسِي الأندلسي الضَّرِير الْعَلامَة الْمُقْرِئ أَبُو الْقسم ولد سنة ثلثين أَو نَحْوهَا وتلا بالسبع على جمَاعَة وَسكن سبتة أَرَادَهُ الْأَمِير العزفي أَن يقْرَأ فِي رَمَضَان السِّيرَة فَبَقيَ يدرس كل يَوْم ميعاداً ويورده فحفظها فِي الشَّهْر وَكَانَ طيب الصَّوْت صَاحب فنون يروي عَن أبي عبد الله الْأَزْدِيّ أَخذ عَنهُ أيمة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبع ماية) ابْن مُسلم الطَّبِيب مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُسلم كَمَال الدّين الطَّبِيب شيخ قديم عَارِف بالطب بَصِير بأصوله ومفرداته درس بالدخوارية وَطَالَ عمره وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست ماية

الْمسند شرف الدّين الحريري مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَبَّاس ابْن أبي الْفَتْح بن النشو الْقرشِي الدِّمَشْقِي شرف الدّين التَّاجِر الحريري ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من ابْن رواج ويوسف الساوي وفخر الْقُضَاة ابْن الْجبَاب وَابْن الجميزي وَجَمَاعَة وَتفرد مُدَّة بعدة أَجزَاء روى الْكثير وَكَانَ تَامّ الشكل حسن الْهَيْئَة سَافر فِي التِّجَارَة وَسمع مِنْهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار والقطب الْحلَبِي الْمزي والبرزالي والواني وَولده الْمُحب وَابْنه وَأَوْلَاد الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَابْن خَلِيل توفّي سنة عشْرين وَسبع ماية شهَاب الدّين الباجربقي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عمر الباجر بَقِي الْجَزرِي الشَّيْخ الزَّاهِد مُحَمَّد بن الْمُفْتِي الْكَبِير جمال الدّين الشَّافِعِي تحول جمال الدّين بولديه بعد الثَّمَانِينَ إِلَى دمشق فسمعا من ابْن البُخَارِيّ وَجلسَ للإفادة والإفتاء ودرس وَمَات وَقد شاخ بعد السَّبع ماية فتزهد مُحَمَّد وَلَده الْمَذْكُور وَحصل لَهُ حَال وكشف وَانْقطع فصحبه جمَاعَة من الرذالة وهون لَهُم أَمر الشرايع وَأرَاهُ مبوارق شيطانية وَكَانَ لَهُ قُوَّة تَأْثِير فقصده جمَاعَة من الْفُضَلَاء وقلدوا الشَّيْخ نصر الدّين ابْن الْوَكِيل فِي تَعْظِيمه وَكَانَ مِمَّن قَصده الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ النَّحْوِيّ شيخ الْعَرَبيَّة فسلكه على عَادَته فجَاء إِلَيْهِ فِي الْيَوْم الَّذِي قَالَ لَهُ تعود إِلَيّ فِيهِ وَقَالَ لَهُ مَا رَأَيْت قَالَ وصلت فِي سلوكي إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَقَالَ لَهُ هَذَا مقَام مُوسَى بن عمرَان بلغته فِي أَرْبَعَة أَيَّام فَرجع الشَّيْخ مجد الدّين إِلَى نَفسه وَتوجه إِلَى القَاضِي وَحكى مَا جرى وَتَابَ إِلَى الله وجدد إِسْلَامه فَطلب الباجربقي وَحكم بإراقة دَمه فاختفى وَتوجه إِلَى مصر وَانْقطع بالجامع الْأَزْهَر وَتردد إِلَيْهِ جمَاعَة وَحكى لي عَنهُ الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين مُحَمَّد بن الْأَكْفَانِيِّ حكايات عَجِيبَة وأموراً غَرِيبَة وَغَيره حُكيَ لي من مادتها أَشْيَاء كَثِيرَة لَيْسَ لِلْعَقْلِ فِيهَا مجَال وَكَانَ الشَّيْخ صدر الدّين يتَرَدَّد إلهي وَهُوَ بِدِمَشْق وَيجْلس بَين يَدَيْهِ وَيحصل لَهُ بهت فِي وَجهه وَيَضَع يَده تَحت ذقنه ويخلل ذقنه بإصابعه وينشد (عجب من عجايب الْبر والبح ... ر وشكل فَرد وَنَوع غَرِيب) وَشهد عَلَيْهِ مجد الدّين التّونسِيّ وخطيب الزنجيلية ومحيي الدّين ابْن الفارغي وَالشَّيْخ أَبُو بكر ابْن مشرف بِمَا أُبِيح بِهِ دمع وجن هَذَا أَبُو بكر أَيَّامًا ثمَّ عقل وَحكي عَنهُ التهاون بِالصَّلَاةِ) وَذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم باسمه من غير تَعْظِيم وَلَا صَلَاة عَلَيْهِ حَتَّى يَقُول وَمن مُحَمَّد هَذَا فَحكم القَاضِي جمال الدّين الزواوي الْمَالِكِي بإراقة دَمه فاختفى وسافر إِلَى الْعرَاق وسعى أَخُوهُ بجاه بيبرس

العلائي إِلَى القَاضِي الْحَنْبَلِيّ فَشهد نَحْو الْعشْرين بِأَن السِّتَّة بَينهم وَبَينه عَدَاوَة فعصم الْحَنْبَلِيّ دَمه فَغَضب الْمَالِكِي وجدد الحكم بقتْله وَجَاء بعد مُدَّة وَنزل بالقابون على بَاب دمشق وَلم يزل مختفياً إِلَى أَن مَاتَ وَله سِتُّونَ سنة قيل إِنَّه قَالَ إِن الرُّسُل طولت على الْأُمَم الطّرق إِلَى الله وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَسبع ماية شرف الدّين الأرمنتي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ القَاضِي شرف الدّين الأرمنتي قَالَ القَاضِي كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ فَقِيها ذَا ورع ونزاهة وَمَكَارِم تولى الحكم بقنائم ارتحل إِلَى مصر وَتَوَلَّى الحكم بإطفيح ثمَّ بمنية بني خصيب وأبيار وفوة ودمياط والفيوم وسيوط قَالَ وَكَانَ شَيخنَا قَاضِي القاضة بدر الدّين ابْن جماعى يرعاه ويكرمه لما اتّصف بِهِ من النزاهة وَلَا يَأْكُل لأحد شَيْئا مُطلقًا سَوَاء كَانَ من أهل ولَايَته أَو غَيرهم غير أَنه كَانَ يقف مَعَ هز نَفسه وَيُحب التَّعْظِيم وَأَن يُقَال عَنهُ رجل صَالح وَإِذا فهم من أحد أَنه لَا يَعْتَقِدهُ يحقد عَلَيْهِ ويقصد ضَرَره وَيرى أَنه إِذا عزل عَن ولَايَة لَا يتَوَلَّى أَصْغَر مِنْهَا ويعالج الْفقر الشَّديد وعزله قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي من سيوط ثمَّ عرض عَلَيْهِ دونهَا فَلم يُوَافق مَعَ شدَّة ضَرُورَته وَاسْتمرّ بطالاً يعالج الضَّرُورَة إِلَى أَن توفّي بِمصْر سنة ثلث وثلثين وَسبع ماية فِيمَا يغلب على الظَّن وَكَانَ يحفظ التَّنْبِيه حفظا متقناً معرباً وَكَانَ قَلِيل النَّقْل والفهم وَله فِي الحكم حُرْمَة وَقُوَّة جنان

ابن عبد الرزاق

3 - (ابْن عبد الرَّزَّاق) الْوَاعِظ الساوي مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله بن اسحق أَبُو لمناقب الْوَاعِظ الْأَعْرَج الساوي كَانَ بهَا قَاضِيا شَافِعِيّ الْمَذْهَب فَطلب الجاه عِنْد خَواص السُّلْطَان مَسْعُود والخدم فتمذهب لأبي حميفة وَكَانَ واعظاً مليح الْوَعْظ فصيح الْعبارَة وَكَانَ يضاهي الْعَبَّادِيّ فِي بعض أساليبه عقد فِي بَغْدَاد بِجَامِع الْقصر مجْلِس الْوَعْظ وَظهر لَهُ الْقبُول التَّام ومدح المستنجد بقصيدة أَولهَا (من الله مَا يسْقِي الرياض غمام ... عَلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ سَلام) وَمن شعره قَوْله (تنبه لنوم الدَّهْر قبل انتباهه ... فقد نَام عَنَّا الْبرد وانتبه الْورْد) وَلَا تدعن الْأنس يَوْمًا إِلَى غَد فَإنَّك لَا تَدْرِي بِمَاذَا غَدا يَغْدُو وَمِنْه أَيْضا (أَلا خلياً خلا شهِدت وغابا ... ونافست فِي رعي الذمام وحابى) (وواربني حَتَّى تحقق أنني ... سكنت إِلَيْهِ خانني وأرابا) (وماحض نصحي محين راقت مشاربي ... فَلَمَّا بدا شوب الْحَوَادِث شَابًّا) (أنقب ظهر الأَرْض نَاشد صَادِق ... صديق فَهَل من منشد فيشابا) (فماء إخاء الْأَكْثَرين وجدته ... بقيعة تطلاب الْوَفَاء سرابا) قلت شعر متوسط وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس ماية بالموصل شمس الدّين الرَّسْعَنِي مُحَمَّد بن عبد لرزاق بن رزق الله ابْن أبي بكر الْعدْل الْعَالم شمس الدّين الرَّسْعَنِي الْمُحدث الْحَنْبَلِيّ نزيل دمشق كَانَ شَيخا أَبيض مليح الشكل ولد فِي بضع عشرَة وَسمع من ابْن روزبه وبن بهروز وَابْن القبيطي وَجَمَاعَة بِبَغْدَاد وَمن كَرِيمَة وَغَيرهَا بِدِمَشْق وَأم بِالْمَسْجِدِ الْكَبِير بالرماحين وَكَانَ لَهُ شعر وسافر إِلَى مصر فِي شَهَادَة وَلما عَاد دخل الشَّرِيعَة يسْقِي فرسه فغرق وَلم يظْهر لَهُ خبر وَذَلِكَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وست ماية وَكَانَ يمدح الصاحب شمس الدّين ابْن السلعوس قبل وزارته كتب إِلَيْهِ بهاء الدّين ابْن الأرزني (أحن إِلَى تِلْكَ السجايا وَإِن نأت ... حنين أخي ذكرى حبيب ومنزل)

(وأهدي إِلَيْهَا من سلامي مشاكلاً ... نسيم الصِّبَا جَاءَت بريا القرنفل) ) فَأَجَابَهُ شمس الدّين الْمَذْكُور (على فَتْرَة جَاءَ الْكتاب معطراً ... بمسك سحيق لَا بريا القرنفل) (وأذكرني ليلات وصل تصرمت ... بدار حبيب لَا بدارة جلجل) (شَكَوْت إِلَى صبري اشتياقاً فَقَالَ لي ... ترفق وَلَا تهْلك أسى وتجمل) (فَقلت لَهُ إِنِّي عَلَيْك معول ... وَهل عِنْد رسم دارس من معول) وَمن شعره (وَلَو أَن إنْسَانا يبلغ لوعتي ... ووجدي وأشجاني إِلَى ذَلِك الرشا) (لأسكنته عَيْني وَلم أرْضهَا لَهُ ... وَلَوْلَا لهيب الْقلب أسكنته الحشا) أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من أَبْيَات (أأحبابنا إِن جَادَتْ المزن أَرْضكُم ... فَمَا هِيَ إِلَى من دموعي تمطر) (وَإِن لَاحَ برق فَهُوَ برق أضالعي ... وَإِن ناح ورق عَن أنيني يخبر) (وَإِن نسمت ريح الصِّبَا وتأرجت ... فَمن طيب أنفاسي بكم تتعطر) (وَإِن رنحت أَغْصَان دجلة فانثنيت ... فعني بإبلاغ النسيم تخبر) (وَمن عجب أُتِي أكتم لوعة ... وأودعها طي الصِّبَا وَهِي تنشر) وَمِنْهَا فِي المديح (على أدهم كالليل يَسْطُو على العدى ... بأبيض هندي بِهِ الْمَوْت أَحْمَر) (إِذا ركعت أسيافه فِي عداته ... تَخِر سجوداً والرماح تكبر) قلت هُوَ نظم متوسط واستعارة التَّكْبِير للرماح اسْتِعَارَة فَاسِدَة

ابن عبد الرشيد

3 - (ابْن عبد الرشيد) الرجائي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد الرشيد بن نَاصِر الرجائي أَبُو الْفضل الْوَاعِظ الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ ابْن النجار قدم غير مرّة بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن أبي الْفضل جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الثَّقَفِيّ وَسمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو المحاسن عمر بن عَليّ الْقرشِي وَتوجه إِلَى الْحَد فأدركه أَجله بالحلة السيفية سنة ثلث وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَكَانَ فَقِيها فَاضلا واعظاً مجوداً صَالحا دينا ورعاً تقياً زاهداً عابداً وَكَانَ لَهُ قبُول عَظِيم من أهل بدله وَله أَصْحَاب ومريدين حضر وَلِيمَة بأصبهان كَانَ فِيهَا الشَّيْخ أَبُو مَسْعُود كوتاه وَجَمَاعَة من الْأَعْيَان فَلَمَّا حضر الطَّعَام تنَاول مِنْهُ أَبُو مَسْعُود وَالْجَمَاعَة وَلم يمد مُحَمَّد بن عبد الرشيد يَده وَلم يَأْكُل فَقيل لَهُ إِن الشَّيْخ أيا مَسْعُود قد أكل وَأَنت لم تَأْكُل فَقَالَ إِن الْبَحْر لَا يُنجسهُ شَيْء وَالنّهر الصَّغِير إِذا كَانَ دون الْقلَّتَيْنِ نجسه أدنى النَّجَاسَات وَهُوَ الْبَحْر وَنحن دون الْقلَّتَيْنِ وَلم يَأْكُل حفيد الرجائي مُحَمَّد بن عبد الرشيد بن مُحَمَّد بن عبد الرشيد بن نَاصِر الرجائي حفيد الْمَذْكُور آناً من بَيت مَشْهُور بِالْفَضْلِ والزهد وَالْعِبَادَة وَالْعلم وَالرِّوَايَة سمع الحَدِيث من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن ينَال التركي وَغَيره وَصَحب الصُّوفِيَّة وَكَانَ يعظفي الرساتيق وَقدم بَغْدَاد غير مرّة حَاجا وَحدث بهَا بِيَسِير وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق والتودد إِلَى النَّاس وَفِيه سخاء ومروءة وبذل لما فِي يَدَيْهِ قتل شَهِيدا على أَيدي التتار بأصبخان سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وست ماية الْقُرْطُبِيّ الْأَزْدِيّ مُحَمَّد بن عبد الرؤف بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الزدي أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ سمع من أَحْمد بن بشر بن الأغبس وقاسم بن أصْبع ونظرايهما وَكَانَ كَاتبا بليغاً عَالما باللغة والغريب والتواريخ ألف فِي شعراء الأندلس كتابا بلغ فِيهِ الْغَايَة وَتُوفِّي سنة ثلث وَأَرْبَعين وَثلث ماية

البراتقيني مُحَمَّد بن عبد الستار بن مُحَمَّد الْعِمَادِيّ الكردري البراتقيني بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الرَّاء ألف بعْدهَا تَاء مثناة ثَالِثَة الْحُرُوف وقاف بعْدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وَنون وبراتقين قَصَبَة من قصبات كردر من أَعمال ججانية خوارزم الإِمَام الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو الْوحدَة كَانَ أستاذ الأيمة على الأطلاق برع فِي الْمَذْهَب وأصوله توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست ماية

ابن عبد السلام

3 - (ابْن عبد السَّلَام) الشريف الْبَزَّاز مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن يَعْقُوب بن بعد الْوَاحِد بن سعيد بن زيد بن وَدِيعَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو الْفضل الْبَزَّاز سمع أَبَا عبد الله أَحْمد بن عبد الله الْمحَامِلِي وَالْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَعبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَعبد الرَّحْمَن بن عبيد الله الْحرفِي ومكى بن عَليّ الحريري وَأحمد بن مُحَمَّد بن غَالب البرقاني وَأَبا الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَأَبا عبد الله نحمد بن عَليّ الصُّورِي وَغَيرهم وَحدث بالكثير روى عَنهُ أَبُو الْقسم ابْن السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَعبد الْخَالِق بن أَحْمد بن يُوسُف وَمُحَمّد وَأحمد ابْنا عبد الْبَاقِي وَعبد الله بن النَّرْسِي وشهدة الْكِتَابَة توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع ماية ابْن عَفَّان الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن عَليّ بن عمر بن عَفَّان الدقاق أَبُو الْوَفَاء الْوَاعِظ سمع أَبَاهُ وَأَبا عَليّ بن شَاذان وَابْن بَشرَان وَعبد الرَّحْمَن الْحرفِي وروى عَنهُ أَبُو الْقسم السَّمرقَنْدِي وَكَانَ واعظاً مليح الْوَعْظ لَهُ قبُول وصيت وَكَانَ صَالحا دينا توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ أَربع ماية الجبيري مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي نزار مُحَمَّد ابْن أبي نصر الحصري الجبيري الشَّاعِر الوَاسِطِيّ كن يذكر أَنه من ولد سعيد بن جُبَير حفظ الْقُرْآن فِي صباه وَسمع الحَدِيث وسافر إِلَى خُرَاسَان وَقدم بَغْدَاد بعد الثَّمَانِينَ وَخمْس ماية ومدح الإِمَام النَّاصِر وَمن شعره (كئيب مدنف صب ... أضرّ بِقَلْبِه السرب) (وَذَات الشّرْب أردى الش ... ب من ريقتها الشّرْب) (فدمعي فِيك مَا يرقا ... ونار الْقلب مَا تخبو) وسافر إِلَى الشَّام واتصل بِبَعْض أَوْلَاد السُّلْطَان صَلَاح الدّين ومدحه وَتُوفِّي بِالشَّام فَخر الدّين المارديني الطَّبِيب مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن عبد السَّاتِر الْأنْصَارِيّ فَخر الدّين المارديني الطَّبِيب أَمَام أهل الطِّبّ فِي وقته أَخذ الطِّبّ عَن أَمِين الدولة ابْن التلميذ والفلسفة عَن النَّجْم أَحْمد بن الصّلاح قدم دمشق وأقرأ بهَا الطِّبّ وسافر إِلَى حلب فحظى عِنْد الظَّاهِر وسافر إِلَى ماردين ووقف كتبه بهَا وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس ماية وَله اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ

سنة وَقَرَأَ عَلَيْهِ مهذب الدّين عبد الرَّحِيم بعض القانون لِابْنِ سينا وَصَححهُ مَعَه وَلما عزم على) السّفر من دمشق أُتِي إِلَيْهِ مهذب الدّين وَعرض عَلَيْهِ الْمقَام بِدِمَشْق وَأَن يُوصل لوَكِيله فِي كل شهر ثلث ماية دِرْهَم ناصرية فَأبى ذَلِك وَقَالَ الْعلم لَا يُبَاع أصلا وَشرح قصيدة ابْن سينا هَبَطت إِلَيْك من الْمحل الأرفع رِسَالَة فَضَح فِيهَا بعض من اتهمه بالميل إِلَى مَذْهَب يعِيبهُ الخازن المغربي مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الخازن المغربي ذكره حرقوص فِي كِتَابه وَقَالَ هُوَ شَاعِر مفلق ومطبوع مجيد وأديب أرِي ومصقع خطيب كَامِل الْخِصَال بارع الْخلال خص بِمَا لم يخص بِهِ أحد من أهل بلدنا اجْتمعت لَهُ بلاغة اللِّسَان وَحسن الْبَيَان عِنْد المخاطبة والتحرير الفايت عِنْد الترسل وَالشعر البارع وَحسن الْخط وَمن شعره (فؤاد غل باللوعات غلا ... وَعين دأبها ان تستهلا) (عميد كَانَ ذَا جلد وعزم ... فأذعن للهوى قسراً وذلا) (فَمن لمتيم لم تبْق مِنْهُ ... صبابات الْهوى إِلَّا الأقلا) (شغفت بوصل مشغوف بهجري ... تولى الصَّبْر عني إِذْ تولى) (بدا كالبدر حِين بدا تَمامًا ... فجرعني الْهوى نهلاً وَعلا) (فيا لهفا على الْأَيَّام كُنَّا ... تفيأنا بهَا للوصل ظلا) (لَعَلَّ صروف هَذَا الدَّهْر تجْرِي ... بأوبة من كلفت بِهِ لعلا) وَمِنْه (وَلما أَن أجد بِنَا افْتِرَاق ... ووقفنا الرَّقِيب على امتحان) (تشاكينا فَلَا توديع إِلَّا ... بلحظ الطّرف أَو وَحي البنان) تَاج الدّين ابْن أبي عصرون مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن المطهر الْعَلامَة شرف الدّين أبي سعد ابْن أبي عصرون الشَّيْخ الإِمَام الْمسند تَاج الدّين أَبُو عبد الله ابْن القَاضِي شهَاب الدّين التَّمِيمِي الشَّافِعِي ولد سنة عشر وست ماية بحلب وَنَشَأ واشتغل وَقَرَأَ الْفِقْه وَسمع من أبي الْحسن بن روزبة ومكرم بن أبي الصَّقْر وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي ووالده شهَاب الدّين والز ابْن رَوَاحَة وَعبد الرَّحْمَن ابْن أبي الْقسم الصُّورِي وَأَجَازَ لَهُ الْمُؤَيد الطوسي وَعبد الْمعز الْهَرَوِيّ وَزَيْنَب الشعرية وَسَعِيد بن الرزاز وَأحمد بن سُلَيْمَان بن الْأَصْفَر وطايفة ودرس بالشامية الجوانية بِدِمَشْق وَكَانَ يُورد الدَّرْس مليحاً وَهُوَ من كبار شُيُوخ الشَّيْخ شمس الدّين توفّي سنة خمس) وَثَمَانِينَ وست ماية

ابْن الواثق الْخَطِيب مُحَمَّد بن عبد السَّمِيع بن مُحَمَّد بن الواثق بِاللَّه أَبُو نصر ابْن أبي تَمام الْخَطِيب بِجَامِع شَارِع الدَّقِيق ولي مرّة خطابة الحربية وجامع العتابيين كَانَ لَهُ أدب وَمن شعره (سَلام كَمَا دارت على الشّرْب قرقف ... يطوف بهَا حُلْو الشمايل أهيف) (وكالروض مخضل الجوانب مونق ... عَلَيْهِ من الأزهار برد مفوف) (تنم على نمامه نفحاته ... وَتظهر أسرار الخزامى وَتكشف) (تبلغه عني الْجنُوب إِذا سرت ... ركايبها وَهنا تخب وتوجف) (إِلَى قمر يجلو بغرته الدجا ... إِلَى غُصْن بَان مايس يتعطف) قلت شعر جيد توفّي سنة تسع وَعشْرين وست ماية

ابن عبد الصمد

3 - (ابْن عبد الصَّمد) فتح الدّين السّلمِيّ الْمُحْتَسب مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الله ابْن عبد الله بن حيدرة فتح الدّين أَبُو عبد الله السّلمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْعدْل كَانَ من الصُّدُور الْكِبَار ولي حسبَة دمشق مُدَّة زمانية إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَخمسين وست ماية كَانَ مشكور السِّيرَة مَحْمُود الطَّرِيقَة مَوْصُوفا بالعفاف والنزاهة كثير المهابة وجده الْعدْل نجيب الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الله هُوَ باني مدرسة الزبداني ووافقها فِي سنة ثلث وَتِسْعين وَخمْس ماية كَانَ لَهُ مكانة مكينة عِنْد السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْكَبِير وَعند أَوْلَاده لمعْرِفَة قديمَة كَانَت بَينهمَا وَكَانَ عِنْده بِمَنْزِلَة الصاحب وَالْأَخ حَتَّى أَنه كَانَ يدْخل على حريمه ويحدثهن من وَرَاء حجاب اسْتَفَادَ مِنْهُ أمولاً جمة وَكَانَ كثير الْبر وَالصَّدَََقَة وَله الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة بِتِلْكَ الأَرْض وَمن نَسْله جمَاعَة أَعْيَان مِنْهُم فتح الدّين الْمَذْكُور وَتُوفِّي بمنزله بِحَبل قاسيون وَدفن بسفحه وَقد نَيف على السّبْعين أَبُو عبد الله الْجَوْهَرِي مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله الْجَوْهَرِي سمع الْكثير من الشريف أبي الْحسن الزيدي وَإِبْرَاهِيم الشعار وَكَانَ فَاضلا فهما أورد لَهُ ابْن النجار (لم أودعك سَيِّدي خوف أَنِّي ... كمداً سَاعَة الْفِرَاق أَمُوت) (ثمَّ لم أبق بعد إِلَّا لِأَنِّي ... أترجي لقاءكم إِن حييت) وَله أَيْضا) (قَالُوا تودع من تهوى فَقلت لَهُم ... وَهل يودع جسم روحه أبدا) (أما الْفِرَاق فدَاء لَا دَوَاء لَهُ ... من لم يودع حبيباً لم يمت كمدا) قلت شعر متوسط ابْن بشير المغربي مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن بشير أورد لَهُ أُميَّة ابْن أبي الصَّلْت فِي الحديقة (وَلَقَد نظمت من القريض لآلئاً غراً ... جعلن سلوكهن طروسا) (ورميت علوي الْكَلَام بمنطقي ... حَتَّى انتظمت بليله البرجيسا) (وجلوت لِلْحسنِ الْهمام قلايدي ... فحبوت مِنْهَا بالنفيس نفيسا) (ملك يود الْبَدْر لَو يلقى لَهُ ... فِي مبتدى شرف الْجلَال جَلِيسا)

ابن عبد العزيز

3 - (ابْن عبد الْعَزِيز) ابْن حَاجِب النُّعْمَان مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن إِبْرَاهِيم بن بَيَان بن دَاوُد أَبُو عَليّ ابْن أبي الْحُسَيْن الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن حَاجِب النُّعْمَان كَانَ وَالِده من أَعْيَان الْكتاب وَله مصنفات فِي الْهزْل مِنْهَا كتاب النِّسَاء وأخبارهن فِي عشر مجلدات توفّي مُحَمَّد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع ماية البندكاني مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سهل الْعجلِيّ أَبُو طَاهِر البند كاني والبند كَانَ قَرْيَة من قرى مرو كَانَ من الأيمة الْفُضَلَاء النبلاء قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن أبي عبد الله الْقفال وروى عَنهُ أَبُو الْحسن الغزنوي الْوَاعِظ وتفقه على الإِمَام أبي الْقسم سهل بن عبد الله السَّرخسِيّ الكموني وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا مفتياً مناظراً بهي المنظر مليح الشيبة كثير الْمَحْفُوظ عَزِيز النَّفس توفّي سنة ثلث وَعشْرين وَخمْس ماية أَبُو عبد الله الإربلي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أَبُو عبد الله الإربلي الْفَقِيه الشَّافِعِي قدم بَغْدَاد وَأقَام بِالْمَدْرَسَةِ النظامية يدرس الْفِقْه حَتَّى برع وَصَارَ معيداً بهَا وَكَانَ أديباً وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس ماية تَقْرِيبًا وَله شعر من ذَلِك قَوْله (رويدك فالدنيا الدنية كمن دنت ... بمكروهها من أَهلهَا وصحابها) (لقد فاق فِي الْآفَاق كل موفق ... أَفَاق بهَا من سكره وصحا بهَا) (فسل جَامع الْأَمْوَال فِيهَا بحرصه ... اخلفها من بعده أم سرى بهَا) (هِيَ الْآل فاحذرها وذرها لأَهْلهَا ... وَمَا الْآل إِلَّا لمْعَة من سرابها) (وَكم أَسد سَاد البرايا ببره ... وَلَو نابها خطب إِذا مَا ونى بهَا) ) (فَأصْبح فِيهَا عِبْرَة لأولي النهى ... بمخلبها قد مزقته ونابها) قَالَ محب الدّين ابْن النجار توفّي بِالشَّام ثَمَانِينَ وَخمْس ماية الْيَشْكُرِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رزمة غَزوَان الْيَشْكُرِي مَوْلَاهُم روى عَنهُ الْأَرْبَعَة وروى البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ كَانَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة خمسين وماتين أَو مَا دونهَا

أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز يكنى أَبَا جَعْفَر هجا الْعَبَّاس ابْن مُحَمَّد الْهَاشِمِي وَكَانَ سميناً ضخماً وَمَعَهُ أَخ لَهُ مثل البندقة فَشَكَاهُ الْعَبَّاس إِلَى الْمَأْمُون فَأمر بصلبه على خَشَبَة عِنْد الْحَبْس يَوْمًا إِلَى اللَّيْل فصلب فَلَمَّا أنزل عَنْهَا دَعَا بحمال ليحملها فَقيل لَهُ مَا هَذَا فَقَالَ أول حملان حَملَنِي عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا أضعيه وَحملهَا فَبَاعَهَا بثلثة دَرَاهِم فَاشْترى مِنْهَا تيناً وَعِنَبًا لصبيانه فَرفع خَبره إِلَى الْمَأْمُون فَضَحِك وَأمر لَهُ بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم ثمَّ اتخذ اسحق ابْن إِبْرَاهِيم بعد ذَلِك مؤدباً لوَلَده وَالشعر الَّذِي هجا بِهِ الْعَبَّاس بن مُحَمَّد هُوَ قَوْله (كتب عِنْد الجسر مختبياً ... حِين ولى اللَّيْل والغلس) (إِذا أَتَانِي رَاكب عجل ... قد علاهُ البهر وَالنَّفس) (قَالَ هَل جازتك قنبلة ... حولهَا الأجناد والحرس) (قلت مرت بِي قلنسوة ... فَوق سرج تحتهَا فرس) (حشوها شونيز مَعهَا ... دنفخ فِي ظَهره قعس) ابْن حسون الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن حسون أَبُو طَاهِر الاسكندري الْفَقِيه الشَّافِعِي شيخ جليل معمر توفّي سنة تسع وَخمسين وَثلث ماية السُّوسِي الشَّاعِر مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أَبُو عبد الله السُّوسِي ثمَّ الْبَصْرِيّ الشَّاعِر كَانَ ظريفاً مَاجِنًا ذكر أَنه ورث مَالا جزيلاً من أَبِيه فأنفقه فِي اللَّهْو واللعب وَالْعشرَة وافتقر وَله القصيدة السايرة الَّتِي أَولهَا (الْحَمد لله لَيْسَ لي بخت ... وَلَا ثِيَاب يضمها تخت) كَانَ فِي الْموصل سنة ثلث وَخمسين وَبعدهَا مَوْجُودا وَهُوَ حَيّ يرْزق قَالَ ابْن الزمكدم كَانَ لَهُ منظر حسن فلمته على مَا خرق بِنَفسِهِ فِي قصيدته فَقَالَ اسْمَع عُذْري فِي ذَلِك وَمَا كَانَ من خبري حَتَّى عملت هَذِه القصيدة فَإِنِّي ورثت من أبي مَالا جزيلً فَلم أدع فنوناً من اللّعب والولع بِبَغْدَاد إِلَّا دخلت فِيهَا قبيحاً وجميلاً وعاشرت الْمُلُوك والرؤساء والخاصة والعامة حَتَّى لم يبْق) لي دِرْهَم وَلَا دِينَار وَلم يبْق لي أثاث وَلَا عقار فخلوت بنفسي وَقلت أَنا شَاعِر وَإِن لم أعمل شعرًا اختلب بِهِ قُلُوب الْخَاصَّة والعامة لم يكن لي ذكر فَعمِلت هَذِه القصيدة فنفقت على النَّاس وَطلبت وَكَانَ سَبَب ذكري فِي كل محفل وانتشار اسْمِي فِي كل نَاد ومجلس وَله فِي صفة الجسر (شبهت دجلة وَاسِط ... والجسر فِيهَا ذُو امتداد)

(بطراز ثوب أسود ... أَو مثل سطر من مداد) ابْن الصَّباح الصُّوفِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الصَّباح أَبُو مَنْصُور الهمذاني الصُّوفِي أحد مَشَايِخ وقته كَانَ صَدُوقًا ثِقَة أنْفق أَمْوَالًا لَا تحصى على وجوده الْبر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلثين وَأَرْبع ماية النيلي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو عبد الرَّحْمَن النيلي الشَّافِعِي من كبار أيمة خُرَاسَان كَانَ إِمَامًا فَقِيها زاهداً عابداً كَبِير الْقدر لَهُ شعر عمر ثَمَانِينَ وَحدث عَن أبي أَحْمد الْحَاكِم وَغَيره وأملي مُدَّة وَله ديوَان شعر توفّي سنة سِتّ وثلثين وَأَرْبع ماية وَمن شعره الْعجلِيّ الْمروزِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي سهل أَبُو طَاهِر الْعجلِيّ الْمروزِي البند كاني وبندكاني من قرى مرو كَانَ إِمَامًا مفتياً مناظراً بهي المنظر كثير الْمَحْفُوظ تفقه على سهل بن عبد الله السَّرخسِيّ وَتُوفِّي سنة ثلث وَعشْرين وَخمْس ماية ابْن الْمعلم مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز ابْن الْمعلم أوحد وزراء المعتضد وَمن شعره مَا أوردهُ صَاحب الذَّخِيرَة (لَو كنت صَادِقَة رحلت إِلَى الصَّبِي ... وخضبت شيبي بالشباب كحيلا) (سقيا لعهدك والشباب ملاءة ... تثني عُيُون الْحور عني حولا) (أَيَّام أمرح فِي الصبابة خالعاً ... رسني وأسحب فِي المجون ذيولا) (وأصيد بَين حمايلي وحبايلي ... صيدا وغيداً مَا يدين قَتِيلا) مِنْهَا (فارح جيادك فَهِيَ اطلاح السرى ... وَقد الجيوش إِلَى العدى أسطولا) (دهماً تخال الْبيض فِي أوساطها ... بلقاً وَفِي أطرافها تحجيلا) ) (فرعت باسياط الرِّيَاح فأسرعت ... فِي المَاء تعْمل كلكلاً وتليلا) وَمن شعره (نُجُوم الراح فِي أفلاك رَاح ... مشارفها المطرفة الدقاق) (وشذر تسمع الْأَلْفَاظ مِنْهُ ... كَمَا نفضت من الدّرّ الحقاق) (وأفصح من أبان السحر عَنهُ ... يَد نيطت بهَا قدم وسَاق)

مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَيَّاش أَبُو عبد الله التجِيبِي الأندلسي صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بالمغرب تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الدمياطي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي عبد الله بن صَدَقَة أَبُو عبد الله الدمياطي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ ولد فِي حُدُود الْعشْرين وست ماية قَرَأَ القراآت على السخاوي ولازمه وَسمع مِنْهُ وَمن التَّاج ابْن أبي جَعْفَر وَأبي الْوَفَاء عبد الْملك ابْن الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم وَحفظ الرائية والشاطبية وَكَانَ ذَاكِرًا للقراآت حسنا طَوِيل الرّوح خلف ولدا من أبرع النَّاس وَأَقلهمْ فِي الدّيانَة حظاً وأقرأ الْجَمَاعَة احتساباً بِلَا مَعْلُوم وَلَا عوض وَحصل لَهُ عسر بَوْل وَمَات شَهِيدا سنة ثلث وَثَمَانِينَ وست ماية شرف الدّين ابْن عبد السَّلَام مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام ابْن أبي الْحسن بن مُحَمَّد بن الْمُهَذّب شرف الدّين أَبُو عبد الله السّلمِيّ الشَّافِعِي ابْن شيخ الْإِسْلَام عز الدّين ابْن عبد السَّلَام كَانَ شرف الدّين أكبر أَوْلَاده وأوجههم وَكَانَ إِمَام الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة بِالْقَاهِرَةِ فِي محراب الشَّافِعِيَّة وَغير ذَلِك من الْجِهَات توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست ماية عقيب عوده من الشَّام وَكَانَت جنَازَته حفلة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى بتربة وَالِده وَقد نَيف على التسعين أَبُو الزهر التونس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن النَّاصِر أَبُو الزهر الْحِمْيَرِي التّونسِيّ أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وست ماية وَكَانَ يشْتَغل أَولا بالخدم السُّلْطَانِيَّة ثمَّ قدم علينا وَحج وَحضر فِي الْمِدْرَاس ثمَّ تنسك وَكَانَ لَهُ معرفَة بالعروض ونظم فِيهِ فمما أنشدناه قَوْله (يَا من لَهُ بالعذار عز ... أورثني فِي هَوَاهُ ذله) (ولَايَة الْعِزّ فِي انصراف ... وكل طاغ يُصِيب فعله) (لكاتب الشّعْر قبح وسم ... لَو كَانَ فِي الْخط كَابْن مقله) ) (وَشبه ذَاك العذار عِنْدِي ... بَسْمَلَة فِي كتاب عَزله) وأنشدني لنَفسِهِ (ينظر فِي النَّحْو وَهُوَ مُجْتَهد ... لكنه لَا يَقُول بالْعَطْف) (قد علم الْعين فِي محاسنه ... تقارن الِابْتِدَاء بِالْوَقْفِ) أَبُو نصر سِيبَوَيْهٍ مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سهل ابْن مندة يعرف بسيبويه أَبُو نصر لأصبهاني النَّحْوِيّ القَاضِي ذكره يحيى بن مندة فِي تَارِيخ اصبهان

وَكَانَ أحد وُجُوه الْعلم عَالما باللغة والنحو حدث عَن زيد بن عبد الله بن رِفَاعَة الْهَاشِمِي وَأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن زَكَرِيَّاء الْفَارِسِي الأديب ابْن الزكي المندري مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم بن عبد الْقوي الْحَافِظ المتقن رشيد الدّين أَبُو بكر ابْن الْحَافِظ الْكَبِير زكى الدّين المنذرى ولد سنة ثلث عشرَة وست ماية وسَمعه أَبوهُ من عبد القوى وَأَصْحَاب السلفى ثمَّ أكب على الطّلب بِنَفسِهِ بعد الثُّلثَيْنِ ورحل وَسمع بِدِمَشْق وحلب وَكَانَ ذكياً فطناً حَافِظًا روى عَنهُ رَفِيقه الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الدمياطي وَتُوفِّي شَابًّا واحتسب أَبوهُ وصبر وَكَانَت وَفَاته سنة أَربع وَأَرْبَعين وست ماية مُحَمَّد بن عبد الْغفار الْخُزَاعِيّ ذكره أَبُو الطّيب عبد الْوَاحِد بن عَليّ اللّغَوِيّ أَنه عمل كتاب الْخَيل فَعَزاهُ النَّاس إِلَى أبي عُبَيْدَة فَهُوَ الْيَوْم بِأَيْدِيهِم قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء الصَّوَاب أَن مؤلف كتاب الْخَيل عبد الْغفار أَبوهُ مُحَمَّد بن عبد الغفور قَالَ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة ذُو الوزارتين الْكَاتِب أَبُو الْقَاسِم صَاحب الْمُعْتَمد كَانَا قبل تمكن السُّلْطَان رضيعي لبان أمهما الكأس وفرسي رهان ميدانهما الْأنس فَلَمَّا أفْضى الْأَمر إِلَيْهِ وأديرت رحى التَّدْبِير عَلَيْهِ أرعاه تلاعه وَعصب بِهِ خِلَافه واجماعه وَتُوفِّي فِي عنفوان شباب ذَلِك الْملك وَهُوَ مِنْهُ بمَكَان الْوَاسِطَة من السلك فَقَالَ الْمُعْتَمد يرثيه من جملَة أَبْيَات (أَبَا قَاسم قد كنت دنيا صحبتهَا ... قَلِيلا كَذَا الدُّنْيَا قَلِيل متاعها) وَمن شعر أبي الْقسم ابْن عبد الغفور (رويدك يَا بدر التَّمام فإنني ... أرى العيس حسارى وَالْكَوَاكِب طلعا) (كَأَن أَدِيم الصَّباح قد قد أنجما ... وغودر درع اللَّيْل مِنْهُ مرقعا) ) وَهَذَا معكوس قَول ابْن رَشِيق يصف لَيْلًا (كَأَنَّمَا ضم النُّجُوم الزهرا ... فاجتمعت فِيهِ فَصَارَت فجرا) وَالْأول هُوَ قَول الأول يستطيل اللَّيْل (أرى الشمي قد مسخت كوكباً ... وَقد طلعت فِي عداد النُّجُوم) وَمن شعر أبي الْقَاسِم (تركت التصابي للصَّوَاب وَأَهله ... وبيض الطلى للبيض والسمر للسمر) (مدادي مدامي والكؤوس محابري ... وندماي أقلامي ومنقلتي سَفَرِي) (ومسمعتي وَرْقَاء ضنت بحسنها ... فأسدلت الأستار من ورق خضر)

ابن عبد الغنى

3 - (ابْن عبد الْغنى) مُحَمَّد بن عبد الْغنى الفِهري الْمَعْرُوف بِابْن الجبان من أهل جيان سكن مَدِينَة فاس أورد لَهُ ابْن الْآبَار (قَالُوا المشيب نُجُوم والشباب دجى ... لَو يحسن الْقبْح أَو لَو يقبح الْحسن) (مَا كَانَ أَغْنَاك يَا ليل الذواي عَن ... نُجُوم شيبك ذِي لَو أنصف الزَّمن) وَله أَيْضا (لمن كلم كالسحر من غنج أحداق ... سقاك بكأس لم تدرها يَد الساقي) (وَلم أر شعرًا فصل السحر لؤلؤاً ... على غير لبات وَمن غير أَعْنَاق) (سوى نفثات للرصافي رصفت ... شرابًا لظمآن وكنزاً لإملاق) الْحَافِظ ابْن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد ابْن عَليّ بن سرُور الْحَافِظ الْمُفِيد عز الدّين أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي الجماعيلي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس ماية فِي أحد الربيعين ارتحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع من ابْن شاتيل وَأبي السعادات الْقَزاز ويوسف العاقولي وطبقتهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحصل كثيرا من الْأُصُول واستنسخ كثيرا وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث اسناداً ومتناًعارفاً بمعانيه وغريبه متقناً لأسامي الْمُحدثين وتراجمهم مَعَ ثِقَة وعدالة وديانة وتودد وكيس ومروءة ظَاهِرَة ومساعدة للغرباء قَرَأَ الْمسند للمعظم وسَمعه بقرَاءَته وَتُوفِّي سنة ثلث عشرَة وست ماية ورثاه الشَّيْخ الْمُوفق ابْن نقطة مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن أبي بكر بن شُجَاع بن أبي نصر ابْن عبد الله الْحَافِظ معِين) الدّين أَبُو بكر بن نقطة الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ أحد أيمة الحَدِيث بِبَغْدَاد ولد فِي نَيف وَسبعين وَخمْس ماية كَانَ أَبوهُ من مَشَايِخ بَغْدَاد وصلحايها فعنى أَبُو بكر بِالْحَدِيثِ وَسمع من يحيى بن بوش وَهُوَ أكبر شيخ لَهُ وَفَاته ابْن كُلَيْب وإضرابه ورحل إِلَى اصبهان ونيسابور وحران ودمشق وحلب ومصر والإسكندرية ودمنهور ودنيسة وَغير ذَلِك وَنسخ وَحصل الْأُصُول وصنف وَخرج وَكَانَ إِمَامًا ضابطاً متقناً صَدُوقًا حسن الْقِرَاءَة مليح الْكِتَابَة متثبتاً فِيمَا يَنْقُلهُ لَهُ سمت ووقار

وورع وَصَلَاح كَانَ قانعاً باليسير وَأَجَازَ لجَماعَة وَهُوَ مؤلف كتاب التَّقْيِيد فِي معرفَة رُوَاة الْكتب والأسانيد وَهُوَ مُجَلد مُفِيد وصنف الْمُسْتَدْرك على إِكْمَال ابْن مَاكُولَا فِي مجلدين على براعته وَحفظه قَالَ فِي المباركى هُوَ سُلَيْمَان بن مُحَمَّد سمع أَبَا شهَاب الحناط قَالَ وَقَالَ الْأَمِير فِي الْإِكْمَال هُوَ سُلَيْمَان بن دَاوُد فَأَخْطَأَ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأَظنهُ نَقله من تَارِيخ الْخَطِيب فَإِن الْخَطِيب ذكره فِي تَارِيخه على الْوَهم أَيْضا وَقد ذكره على الصَّوَاب فِي تَرْجَمَة أبي شهَاب عبد ربه الحناط وَقَالَ أَبُو أَحْمد فِي الكنى أَبُو دَاوُد المباركى هُوَ سُلَيْمَان بن مُحَمَّد كناه وَسَماهُ لنا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد الاسفراييني سمع أَبَا شهَاب عبد ربه ابْن نَافِع ثمَّ قَالَ ابْن نقطة روى عَن المباركى جمَاعَة فسموا أَيَّاهُ مُحَمَّدًا مِنْهُم خلف الْبَزَّاز وَهُوَ من أقرانه وَعبد الله بن أَحْمد ومُوسَى بن هَارُون وَالْحسن بن عَليّ المعمري واسحاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ وَأَبُو يعلى الْموصِلِي وَأحمد بن الْحسن بن عبد الْجَبَّار وَقد أوردنا لكل وَاحِد مِنْهُم حَدِيثا فِي كتَابنَا الْمُلْتَقط مِمَّا فِي كتب الْخَطِيب وَغَيره من الْوَهم والغلط قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَسُئِلَ عَن نقطة فَقَالَ هِيَ جَارِيَة عرفنَا بهَا ربت جد أبي توفّي فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من صفر وَهُوَ فِي سنّ الكهولة بِبَغْدَاد سنة تسع وَعشْرين وست ماية زين الدّين ابْن الحرستاني الذَّهَبِيّ مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْكَافِي بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن أبي الفضايل الشَّيْخ زين الدّين الْأنْصَارِيّ ابْن الحرستاني وَعبد الْوَهَّاب هُوَ أَخُو القَاضِي أبي الْقَاسِم ابْن الحرستاني ولد سنة خمس وَعشْرين وَسمع من ابْن صباح وَابْن اللتي وَغَيرهمَا وَحدث بالدارمي قَرَأَهُ عَلَيْهِ ابْن حبيب وَكَانَ ذهبياً بقيسارية الْمَدّ لَهُ حُرْمَة ووجاهة بِبَلَدِهِ لدينِهِ ومكارمه وَكَانَ حَافِظًا للحكايات والأشعار يوردها إيراداً جيدا وَكَانَ يلقب بالنحوي توفّي سنة تسع وَتِسْعين وست ماية ابْن حنيفَة مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن حنيفَة الباجسرائي أَبُو عبد) الله ابْن أبي الْقَاسِم من أهل بايعقوبا واسمعه وَالِده الحَدِيث الْكثير فِي صباه مَعَ أَخِيه من أبي بكر الطريثيثي وَأبي الْحسن ابْن العلاف وَأبي الْقَاسِم ابْن بَيَان وَأبي عَليّ ابْن نَبهَان وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن عبد الْملك بن يوسق وَأبي الْحُسَيْن ابْن الطيوري وأمثالهم وَحدث باليسير سمع مِنْهُ أَبُو بكر بن كَامِل توفّي سنة إِحْدَى وثلثين وَخمْس ماية

ابن عبد القادر

3 - (ابْن عبد الْقَادِر) مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير وَكَانَ صَالحا ورعاً لَا يخرج من بَيته إِلَّا فِي أَوْقَات الصَّلَوَات حضر أَخُوهُ مجْلِس الْقشيرِي فهجره وَكَانَ متشدداً فِي حَاله توفّي تسع وَسبعين وَأَرْبع ماية شرف الدّين ابْن عطايا مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْكَرِيم بن عطايا شرف الدّين أَبُو عبد الله الْقرشِي الزُّهْرِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْفَقِيه الْعدْل كَانَ من أَعْيَان المصريين ولي نظر الخزانة وَكَانَ عِنْده ديانَة ويعاني الرياضات والمجاهدات وَالذكر ومحبة الْفُقَرَاء توفّي سنة سبع وَسبعين وست ماية وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ ابْن العالمة قَاضِي الْخَلِيل مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن نَاصِر بن الْخضر بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي شهَاب الدّين قَاضِي الْخَلِيل وَيعرف بِابْن العالمة ولد سنة سِتّ ماية بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست ماية كَانَ من الْفُضَلَاء الأدباء سَافر فِي طلب الْعلم وَكَانَت أمه عَالِمَة تحفظ الْقُرْآن وشيئاً من الْفِقْه والخطب ولمواعظ وتكلمت فِي عزاء السُّلْطَان الْملك الْعَادِل وتعرف بدهن اللوز وروى عَن شهَاب الدّين الْمَذْكُور وَلَده زين الدّين عبد الله قَاضِي حلب شَيْئا من نظمه فَمِنْهُ قَوْله (أَتَرَى أعيش أرى الْعَريش وشامه ... فبمصر قد سئم الْمُحب مقَامه) (أم هَل تبلغ عَنهُ أنفاس الصِّبَا ... يَوْمًا إِلَى دَار الحبيب سَلَامه) عَلَاء الدّين ابْن الصايع مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق بن خَلِيل بن مقلد الْعدْل الرئيس عَلَاء الدّين أَبُو الْمَعَالِي أَخُو قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين ابْن الصايغ ولي نظر الأسرى وَكَانَ أَمينا كَافِيا وافر الدّيانَة حصل لَهُ مرض طَال بِهِ ثمَّ مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست ماية روى عَن ابْن اللتي والسخاوي وروى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَغَيره قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين ابْن الصايغ مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق قَاضِي الْقُضَاة عز) الدّين أَبُو المفاخر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن الصايع ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَسمع من أبي المنجا وَابْن الجميزي وَابْن خَلِيل وتفقه فِي صباه على جمَاعَة ولازم القَاضِي كَمَال الدّين التفليسي وَصَارَ من أَعْيَان أَصْحَابه ولي تدريس الشامية مشاركاً للْقَاضِي شمس الدّين ابْن الْمَقْدِسِي بعد فُصُول جرت فَلَمَّا حضر الصاهب بهاء الدّين ابْن حنا اسْتَقل شمس الدّين بالشامية وَولي عز الدّين وكَالَة بَيت المَال وَرفع الصاحب من قدره ونوه بِذكرِهِ ثمَّ عمد إِلَى القَاضِي شمس

الدّين ابْن خلكان فَعَزله بِالْقَاضِي عز الدّين فباشر الْقَضَاء سنة تسع وَسِتِّينَ فظهرت مِنْهُ نهضة وشهامة وَقيام فِي الْحق وردء الْبَاطِل حفظ الْأَوْقَات وأموال الْأَيْتَام والشراف وأحبه النَّاس وأبغضه كل مريب وَكَانَ ينطوي على ديانَة وورع وَخَوف من الله تَعَالَى وَمَعْرِفَة بِالْأَحْكَامِ وَلكنه لَهُ بادرة من التوبيخ والمحاققة واطراح الروساء الَّذين يدْخلُونَ فِي الْعَدَالَة بالجاه فتعصبوا عَلَيْهِ وتتبعوا غلطاته وَتغَير الصاحب عَلَيْهِ وَلم يُمكنهُ عَزله لِأَنَّهُ شكرمنه وَبَالغ فِي وَصفه عِنْد السُّلْطَان ودام فِي الْقَضَاء إِلَى أولى سنة سبع وَسبعين فعزل وأعيد ابْن خلطان وَفَرح بعزله خلق وَبَقِي على تدريس العذراوية فَلَمَّا قدم السُّلْطَان لغزوة حمص سنة ثَمَانِينَ أَعَادَهُ إِلَى الْقَضَاء فَعَاد إِلَى عَادَته من إِقَامَة الشَّرْع وَإِسْقَاط الشُّهُود المطعون فيهم والغض من الْأَعْيَان فسعوا فِيهِ وأتقنوا قَضيته فَلَمَّا قدم السُّلْطَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سعوا فِيهَا وجاءه رَسُول إِلَى الْجَامِع وَقد جَاءَ لصَلَاة الْجُمُعَة فَأَخذه الأفرعي فَقَالَ لَهُ المشد بدر الدّين الأقرعي أَمر السُّلْطَان أَن تجْلِس فِي مَسْجِد الخيالة فَفعل وَلم يُمكن من صَلَاة الْجُمُعَة وَأثبت عَلَيْهِ محْضر عِنْد تَاج الدّين عبد الْقَادِر السنجاري بحلب بمبلغ ماية ألف دِينَار من جِهَة الشّرف ابْن الاسكاف كَاتب الْخَادِم ريحَان الخليفتي ثمَّ نبغ آخر وَزعم أَن عِنْده حياصة مجوهرة وعصابة بِقِيمَة خَمْسَة وَعشْرين ألف دِينَار كَانَت عِنْد الْعِمَاد ابْن محيي الدّين بن الْعَرَبِيّ للْملك الصَّالح اسمعيل صَاحب حمص ثمَّ قَالُوا إِن نَاصِر الدّين ابْن ملك الْأُمَرَاء عز الدّين أيدمر أودع عِنْده مبلغا كثيرا وَجَرت لَهُ أُمُور وَعقد لَهُ مجْلِس وَنكل بعض الْغُرَمَاء وَرجع بعض الشُّهُود وَعلم بطلَان ذَلِك وَأَن ابْن السنجاري عدوه وَلم يثبت عَلَيْهِ شَيْء فَأمر السُّلْطَان بِإِطْلَاقِهِ مكرماً وَنزل من القلعة إِلَى شيخ دَار الحَدِيث وَعطف إِلَى ملك الْأُمَرَاء حسام الدّين لاجين وَسلم عَلَيْهِ بدار السَّعَادَة ثمَّ مضى إِلَى دَار القَاضِي بهاء الدّين ابْن الزكي الَّذِي ولي مَكَانَهُ بعده وَسلم عَلَيْهِ وَأقَام بمنزله بدرب النقاضة وطلع بعد أَيَّام إِلَى بستانه بحميص وَبِه مَاتَ سنة ثلث وَثَمَانِينَ) وست ماية وَكَانَ لَا يفصح بالراء

ابن عبد القاهر

3 - (ابْن عبد القاهر) نَاصِر الدّين ابْن النشابي مُحَمَّد بن عبد القاهر بن أبي بكر ابْن عبد الله القَاضِي نَاصِر الدّين ابْن القَاضِي تَقِيّ الدّين الْمَعْرُوف بالنشابي هُوَ أحد كتاب الْإِنْشَاء السلطاني يكْتب جيدا وينظم وينثر وَهُوَ أحد أَعْيَان كتاب الْإِنْشَاء الْمُتَقَدِّمين عِنْد صَاحب الدِّيوَان سَاكن محتشم مهذب الْأَخْلَاق مفرط الْحيَاء حسن التودد والصحبة سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع ي الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وَسبع ماية قَرَأَ الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض والمعاني وَالْبَيَان رتب كَاتبا بَين يَدي الْوَزير نجم الدّين مَحْمُود بن شروين هُوَ وناصر الدّين ابْن الْبُرُلُّسِيّ مُدَّة وزارته الأولى وَالثَّانيَِة وجهز صُحْبَة الْأَمِير بدر الدّين جنكلي بن البابا لما توجه لحصار الكرك فأعجبه تَأتيه وشكره وَأثْنى عَلَيْهِ وَهُوَ مِمَّن يكْتب الْمُهِمَّات فِي الدِّيوَان من أجوبة الْبَرِيد والإنشاء وعَلى الْجُمْلَة فأعجبتني حركاته وسكناته وَمَا يَأْتِيهِ وَمَا يذره ثمَّ إِنَّه فِي دولة الْملك النَّاصِر حسن رتب فِي جملَة موقعي الدست الشريف واختص بِخِدْمَة الْأَمِير سيف الدّين شيخو إِلَى أَن أمسك وَأول مَا رَآنِي فِي الدِّيوَان بِالْقَاهِرَةِ كتب إِلَيّ وَأَنا بَين الْجَمَاعَة قد حضرت مَطْلُوبا من الشَّام إِلَى مصر فِي الْأَيَّام الصالحية ورتبت من جملَة كتاب الْإِنْشَاء (بِشِرَاك يَا مصر بمولى زكى ... فقد تشرفت بِهِ من نزيل) (وصرت قدساً بخليل أَتَى ... فحبذا الْقُدس إِذا والخليل) فَكتبت جَوَابه ارتجالاً وَأَنا بَينهم (مولَايَ قد شرفت قدري بِمَا ... نظمته من حسن لفظ جميل) (ونقطة الْخَاء غَدَتْ تحتهَا ... فها أَنا بعد خَلِيل جليل) وكتبت إِلَيْهِ ملغزاً فِي عيد (يَا كَاتبا بفضله ... كل أديب يشْهد) (مَا اسْم عليل قلبه ... وفضله لَا يجْحَد) (لَيْسَ بِذِي جسم يرى ... وَفِيه عين وَيَد) فَكتب هوالجواب (يَا عَالما لنحوه ... حسن الْمعَانِي يسند) ) (وَمن لَهُ فضايل بَين ... الورى لَا تجحد)

(أهديت لغزاً لَفظه ... كالدر إِذْ ينضد) (عجل بشرى موسم ... وَكَانَ عيداً يُوجد) (فابق إِلَى أَمْثَاله ... عَلَيْك ألفا يرد) وَكتب هُوَ إِلَيّ ملغزاً فِي سالف (مَا اسْم رباعي غَدا ... من حبه الصب دنف) (تحذف مِنْهُ أَولا ... فَمَا ترى غير ألف) فَكتبت أَنا الْجَواب إِلَيْهِ (اسْم الَّذِي ألغزته ... عَن حبه لَا أنصرف) (سالف صبري خانني ... فِي سالف الخد الترف) وبيني وَبَينه مجاراة فِي كثير من الألغاز وَغَيرهَا وَرُبمَا أثبتها فِي كتابي ألحان السواجع بَين البادي والمراجع إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكتب إِلَيّ هَذِه القصيدة وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ المحروسة وَهِي (هَل اللثام فريد الْحسن قد حسره ... عَن وَجهه ولعقلي فِي الْهوى سحره) (أم الْخمار أماطته محجبة ... أم النسيم سرى مستصحباً سحره) (أم السَّمَاء أتاجتنا زواهرها ... أم محدق الرَّوْض قد أهْدى لنا زهره) (أم الحميا تبدت فِي الكؤس لنا ... تجلى فتغدو بهَا الْأَلْبَاب مستتره) (أم المليحة زارتنا على مهل ... لَا تختشي غيرَة الواشي وَلَا غَيره) (أم الحمايم فِي سجع ترجعه ... أبدت فنوناً بأفنان لَهَا نضره) (أم الأغاني إِذا أطربن منشدة ... بعودها وتري قد حركت وتره) (أم طيب الْعَيْش باللذات متعنَا ... صفواً وآلى بِأَن لَا نَلْتَقِي كدره) (أم الْأَحَادِيث ناجانا بهَا كلف ... عَن الْأَحِبَّة فارتحنا بِمَا ذكره) (أم شنف السّمع أَلْفَاظ لمية أم ... سمير ذَاك الْحمى أبدا لنا سمره) (أم الْجَوَاهِر أم شعر جوى درراً ... لَو نالها الْبَحْر أَمْسَى قاذقاً درره) (تالله شَيْء مِمَّا فهت قايله ... إِلَّا ونظم كَمَال الدّين قد فخره) (من كَانَ ذَا مبتداه فِي الشبيبة لَا ... شكّ بِأَن تحمد العقبى لنا خَبره) ) (أصل كريم وَفرع زَان دوحته ... قد جَاءَ ينْقل عَن جد العلى أَثَره) (وَمن يكن نجل قوم فِي الورى شرفوا ... لَا غرو يحوي لَدَى تحجيله غرره) (يَا ابْن الَّذين لَهُم فِي الْمجد منقبة ... آلت معارفها أَن لَا ترى نكره)

(سادو وشادو بآراء مسددة ... مباني الْملك حَتَّى جملوا سيره) (مَا النّظم إِلَّا ختام فض عِنْدهم ... لما أَتَتْهُم مَعَاني القَوْل مبتكره) (وَإِن دعوا غرر الْأَلْفَاظ نحوهم ... جَاءَت إِلَيْهِم سرَاعًا وَهِي مبتدره) (جمَالهمْ جمل الدست الشريف كَمَا ... أضحى من الْكَاتِبين الْخَيْر والبرره) (تمت فضايله عَمت فواضله ... قَامَت دلايله بِالدّينِ مشتهره) (قدر عَليّ تداني من تواضعه ... كالبدر يدنو لى بعد لمن نظره) (فليهنك الْيَوْم هَذَا الخيم إِن لَهُ ... خيرا ووصفاً ذكا طِبًّا لمن ذكره) (وليهننا مِنْك مولى زَان منشأه ... إنْشَاء نظم بِهِ الْأَلْفَاظ مفتخره) (قصيدة قصدت قلبِي لتملكه ... وَكم شبيهي هوى الْحَسْنَاء قد أسره) (راقت باحرفها طرفِي وأعينها ... أَظن مِنْهَا عُيُون الغيد منكسره) (تَضَمَّنت وصف من أَعْلَامه خَفَقت ... فِي الْخَافِقين ببث الْعلم منتشره) (نعم الْخَلِيل تشرفنا بِصُحْبَتِهِ ... أَقَامَ فِي الْفضل يبتاً بالعلى عمره) (قد راق نظماً فنظم العقد فِي خجل ... وفَاق نثر نُجُوم الْأُفق مَا نثره) (وَكم لَهُ من تصانيف سرت وَله ... محاضرات أفادت كل من حَضَره) (لَكِن لحصري ثناه لست مقتدراً ... وَالنَّفس مِنْهُ على الْإِكْثَار مقتدره) (فازدد فديتك من علم تحصله ... فَلَيْسَ يَخْلُو اشْتِغَال الْمَرْء من ثمره) (واجهد لترضي فِي الْأَفْعَال خير أَب ... رِضَاهُ يكسوك من نيل المنى حبره) وَلما أحضرها أقسم عَليّ أَن لَا أكتب جوابها غير ثَلَاثَة أَبْيَات فَكتبت حَسْبَمَا قَصده مني (من طَاعَة العَبْد للْمولى إِذا أمره ... أَن لَا يكون لَهُ عِنْد الْجَواب شَره) (فَمَا أَقُول بعثث الرَّوْض فِي ورق ... إِذْ كل حرف مَتى حققته زهره) (بل أَنْت بَحر بموج الْجُود مُضْطَرب ... طمى فأهدى إِلَى وراده درره) ابْن الشهرزوري الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن عبد القاهر بن) حسن بن عَليّ بن قَاسم بن المظفر بن عَليّ بن قَاسم بن عبد الله هُوَ محيي الدّين الشَّيْبَانِيّ الشهرزوري الْموصِلِي مولده سنة ثَمَان وَتِسْعين وست ماية وَأمه من بَيت ابْن كسيرات سَأَلته أَن يكْتب لَهُ اسْمه ومولده وَنسبه وشيئاً أستعين بِهِ على تَرْجَمته فَكتب إِلَيّ بِهَذِهِ الأبيات

الْآتِي ذكرهَا اشْتغل على السَّيِّد ركن الدّين وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن خروف وَسمع الْكثير من زَيْنَب وَابْن تَمام والمزي والذهبي وَنسخ الْأَجْزَاء وَعِنْده مُشَاركَة جَيِّدَة وَفِيه سُكُون كثير (يَا مَالِكًا لقياد الْعلم وَالْأَدب ... وَمن أَتَى فِي فنون النّظم بالعجب) (وَمن بدا فِي تصانيف الْعُلُوم بِمَا ... يزري على الرَّوْض بل يربى على الذَّهَب) (سَأَلت مني حبرًا مِنْك عَن بلدي ... ومولدي وَعَن اسْمِي ثمَّ عَن نسبي) (وَمَا اسْم بَيْتِي الَّذِي أعزى إِلَيْهِ وَمَا ... شَيْء أعانيه من حَال وَمن سَبَب) (أسمى مُحَمَّد أَن تسْأَل وشهرتنا ... بالشهرزوري وَعبد القاهر اسْم أبي) (وَالْجد قل عَابِد الرَّحْمَن لَا ألف ... من قبل بَاء وَسكن بَابه تصب) (وَبعده مثل وصفي فِيكُم حسن ... وَبعد ذَلِك عبد القاهر احتسب) (وَبعده حسن أَيْضا ويتبعه ... مِنْهُم عَليّ لَك الْعليا من الرتب) (وَبعده قَاسم ثمَّ المظفر يَا ... من لم يزل ظافراً فِي الْمجد بالأرب) (وَبعد ذَاك عَليّ يَا عَليّ ففز ... برتبة قد سمت عزا على الشهب) (وقاسم ثمَّ عبد الله آخر مَا ... عَلمته وَإِلَى شَيبَان منتسبي) (وَالْكل قَاضِي قُضَاة غير ثالثنا ... فَإِنَّهُ إِذْ دعِي للْحكم لم يجب) (ومذهبي شَافِعِيّ يَا مالكي وَكَذَا ... من مر من سلفي الْمَاضِي وَآل أبي) (وبيتنا فِيهِ من قد جاوزوا عددا ... سبعين كَانُوا قُضَاة النَّاس فِي الحقب) (وَكم لنا غَيرهم من كل مشتهر ... بِالدّينِ وَالْعلم وَالْإِحْسَان وَالْأَدب) (ودارنا الْموصل المحروس جَانبهَا ... كُنَّا أولى عزها قدماً أَبَا عَن أَب) (وَقد ولدت بهَا يَوْم الْعرُوبَة فِي ... إهلال ذِي الْقعدَة الْمَشْهُور فِي الْعَرَب) (فِي عَام ثامن تسعين وست مئ ... لهجرة الْمُصْطَفى الْهَادِي النَّبِي الْعَرَبِيّ) (وَترد نسبي للْأُم والدها ... من آل بَيت كسيرات ذَوي الْحسب) (وَكلهمْ من بني شَيبَان فاجتمعت ... فِي خدمَة الْعلمَاء السَّادة النجب) ) (وعدت مِنْهَا إِلَى أرضي فَكنت بهَا ... خطيبها دايماً عشرا من الحقب) (وَبعد ذَاك أتيت الشَّام لَا بَرحت ... محروسة من عوادي الدَّهْر والنوب) (وَجئْت للناصر السَّامِي برتبته ... على جَمِيع مُلُوك الْعَجم وَالْعرب) (عَام الثُّلثَيْنِ قد زَادَت ثَمَانِيَة ... ميمماً ملكا أندى من السحب) (فعمنا مِنْهُ بِالْإِحْسَانِ معتنياً ... بِمَا تقدم من نصح وَمن قرب)

(وسَاق أَهلِي وأطفالي وَتمّ بِهِ ... لي كل مَا كنت أرجوه من الأرب) (وأنفذ الْأَمر أَن تجْرِي كفايتنا ... من بره نتقاضاها بِلَا تَعب) (وَلم تزل تِلْكَ حَتَّى الْآن لَيْسَ لنا ... شَيْء سواهَا من الأتعاب وَالنّصب) (ومذ سكنت دمشق وَاسْتقر بهَا ... حَالي جعلت حَدِيث الْمُصْطَفى طلبي) (أرويه عَن كل من تعلو رِوَايَته ... من الروَاة الثِّقَات السَّادة النجب) (وأخذم الْعلم لَا ألوي على أحد ... وَلست أجعَل غير الْعلم مكتسبي) (وَلَا ألم بِغَيْر الخيرين ذَوي ال ... حَدِيث أهل التقى وَالْفضل وَالْأَدب) (أعلاهم الْحَافِظ الْمزي وقدوتنا ... شيخ الحَدِيث الإِمَام الْحَافِظ الذَّهَبِيّ) (فَالله ينفعنا طراً بهم وبمن ... لقِيت من منتم للْعلم منتسب) (وَقد شرحت ووفيت الحَدِيث بِمَا ... سَأَلته شاكراً تسحين ظَنك بِي) (لَا زَالَ علمك منثوراً وذكرك مش ... هوراً وقدرك مَرْفُوعا على الرتب) وَكتب إِلَيّ يطْلب عَارِية شَيْء من التَّذْكِرَة الَّتِي جمعتها (يَا من إِذا أهديت شكري لَهُ ... لم أخش فِي ذَلِك من عاذل) (أعدت للدنيا فنون العلى ... إِعَادَة الحلى إِلَى العاطل) (ظَهرت فِي الْفضل على أَهله ... كمظهر الْحق على الْبَاطِل) (قد جَاءَك الْمَمْلُوك فِي حَاجَة ... لَيْسَ لَهَا غَيْرك من كافل) (رسايل الْفَاضِل مسؤلة ... فجد بهَا فضلا على السايل) (وَمَا تعدى رجل يَبْتَغِي ... فضايل الْفضل من الْفَاضِل)

ابن عبد القوى

3 - (ابْن عبد القوى) الْمَقْدِسِي النَّحْوِيّ الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن بدران الإِمَام الْمُفْتِي النَّحْوِيّ شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي المرداوي الْحَنْبَلِيّ ولد بمردا سنة ثَلَاثِينَ وَقدم إِلَى الصالحية وتفقه على الشَّيْخ شمس الدّين وَغَيره وبرع فِي الْعَرَبيَّة واللغة واشغل ودرس وَأفْتى وصنف وَكَانَ حسن الدّيانَة دمث الْأَخْلَاق ولي تدريس الصاحبية وَكَانَ يحضر دَار الحَدِيث ويشغل بهَا وبالجبل وَسمع من خطيب مردا وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي وَعُثْمَان ابْن خطيب القرافة ومظفر ابْن الشيرجي وَإِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وَابْن عَسَاكِر تَاج الدّين وَله قصيدة دالية فِي الْفِقْه وحكايات ونوادر قَرَأَ النَّحْو على الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وَغَيره وَأخذ عَنهُ القاضيان شمس الدّين ابْن مُسلم وجمال الدّين ابْن جملَة وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست ماية

ابن عبد الكريم

3 - (ابْن عبد الْكَرِيم) الشهرستاني الْمُتَكَلّم مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الْقَاسِم الشهرستاني الْمُتَكَلّم على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ كَانَ إِمَامًا مبرزاً فَقِيها متكلماً تفقه على أبي نصر الْقشيرِي وَغَيره وبرع فِي الْفِقْه وَقَرَأَ الْكَلَام على أبي الْقسم الْأنْصَارِيّ وَتفرد بِهِ وصنف نِهَايَة الْإِقْدَام فِي علم الْكَلَام والملل والنحل والمناهج وَكتاب المضارعة وتلخيص الْأَقْسَام لمذاهب الْأَنَام وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ حسن المحاورة يعظ النَّاس دخل بَغْدَاد سنة عشر وَخمْس ماية وَأقَام بهَا ثلث سِنِين وَظهر لَهُ قبُول كثير عِنْد الْعَوام وَسمع من عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ بنيسابور وَغَيره وَكتب عَنهُ الْحَافِظ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَكَانَت وِلَادَته بشهرستان سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع ماية ذكره السَّمْعَانِيّ فِي الذيل وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس ماية قَالَ أَبُو مُحَمَّد مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن أرسلان الْخَوَارِزْمِيّ فِي تَارِيخ خوارزم بعد كَلَام طَوِيل فِي الغض مِنْهُ سُئِلَ يَوْمًا فِي محلّة بِبَغْدَاد عَن مُوسَى صلوَات الله عَلَيْهِ فَقَالَ الْتفت مُوسَى يَمِينا ويساراً فَمَا رأى من يأنس بِهِ صاحباً وَلَا جاراً فآنس من جَانب الطّور نَارا خرجنَا نبتغي مَكَّة حجاجاً وَعمَّارًا فَلَمَّا بلغ الْحيرَة حادي جملي حارا فصادفنا بهَا ديراً وَرُهْبَانًا وخماراً قَالَ وَقد حضرت عدَّة مجَالِس من وعظه فَلم يكن فِيهَا قَالَ الله وَلَا قَالَ رَسُول الله وَلَا جَوَاب عَن المسايل الشَّرْعِيَّة وَالله أعلم بِحَالهِ سديد الدولة ابْن الْأَنْبَارِي الْكَاتِب مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن رِفَاعَة) سديد الدولة الشَّيْبَانِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَنْبَارِي كَاتب الْإِنْشَاء بالديوان الْعَزِيز أَقَامَ بديوان الْإِنْشَاء خمسين سنة وناب فِي الوزارة وَنفذ رَسُولا إِلَى مُلُوك الشَّام وَبَينه وَبَين الحريري صَاحب المقامات رسايل مدونة عَاشَ نيفاً وَثَمَانِينَ سنة سمع وروى كَانَ رايق الْخط وَاللَّفْظ مدحه الْعزي والأرجاني والقيسراني وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس ماية وَذكر أَبُو بكر ابْن عبيد الله بن عَليّ المارستاني أَنه سمع من أبي عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد الحناط الدِّمَشْقِي ومؤيد الدّين الطغرائي ديواني شعرهما وَأَنه قرأهما عَلَيْهِ ذكر ذَلِك محب الدّين ابْن النجار فِي ذيله وَقد تقدم ذكر وَلَده مُحَمَّد وَمن شعر سديد الدولة

(يَا قلب إلام لَا يُفِيد النصح ... دع مزحك كم هوى جناه المزح) (مَا جارحة مِنْك خَلاهَا جرح ... مَا تشعر بالخمار حَتَّى تصحو) وَخرج مَعَ المسترشد لما سَافر إِلَى لِقَاء مَسْعُود وَأسر وَترسل عَن الْخَلِيفَة إِلَى الْمُلُوك وَمن شعره أَيْضا (لَا تيأسن إِذا حويت فَضِيلَة ... من الْعلم من نيل المرام الْأَبْعَد) (بَينا ترى الإبريز يلقى فِي الثرى ... إِذْ صَار تاجاً فَوق مفرق أصيد) وَمن شعره أَيْضا (يَا ابْن الْكِرَام نِدَاء من أخي ثِقَة ... تطويه نَحْوك أشواق وتنشره) (مَا اخْتَار بعْدك لَكِن للزمان يَد ... على خلاف الَّذِي يهواه تجبره) وَمن شعره (إِن قدم الصاحب ذَا ثروة ... وعاف ذَا فقر وإفلاس) (فَالله لم يدع إِلَى بَيته ... سوى المياسير من النَّاس) أَبُو الرَّافِعِيّ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن الْفضل أَبُو الْفضل الْقزْوِينِي الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي وَالِد صَاحب الشرحن تفقه بِبَلَدِهِ على ملكداذ بن عَليّ العمركي وَقدم بَغْدَاد وتفقه على الرزاز بالنظامية وبرع فِي الْمَذْهَب وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس ماية مؤيد الدّين المهندس مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم مؤيد الدّين أَبُو الْفضل الْحَارِثِيّ الدِّمَشْقِي المهندس كَانَ ذكياً أستاذاً فِي نجارة الدق ثمَّ برع فِي علم إقليدس ثمَّ ترك نقش الرخام وَضرب الْخَيط وَأَقْبل على الِاشْتِغَال وبرع فِي الطِّبّ والرياضي وَهُوَ الَّذِي صنع السَّاعَات على بَاب الْجَامِع) وَسمع من السلَفِي وصنف كتبا مليحة وَاخْتصرَ الأغاني وَهُوَ بِخَطِّهِ فِي مشْهد عُرْوَة وَكتاب الحروب والسياسات والأدوية المفردة ومقالة فِي رُؤْيَة الْهلَال توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية وَأورد لَهُ ابْن أبي أصبيعة فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء قَالَ نقلت من خطه من رِسَالَة فِي رُؤْيَة الْهلَال ألفها للْقَاضِي محيي الدّين ابْن الزكي وَيَقُول فِيهَا يمدحه (خصصت بِالْأَبِ لما أَن رَأَيْتهمْ ... دعوا بنعتك أشخاصاً من الْبشر) (ضد النعوت تراهم إِن بلوتهم ... وَقد يُسمى بَصيرًا غير ذِي بصر) (والنعت مَا لم تَكُ الْأَفْعَال تعضده ... إسم على صُورَة خطت من الصُّور) (وَمَا الْحقيق بِهِ لفظ يطابقه ال ... معنى كنجل الْقُضَاة الصَّيْد من مُضر) (فالدين وَالْملك وَالْإِسْلَام قاطبة ... بِرَأْيهِ فِي أَمَان من يَد الْغَيْر)

(كم سنّ سنة خير فِي ولَايَته ... وَقَامَ لله فِيهَا غير معتذر) قلت هُوَ شعر مَقْبُول غير مرذول وَمَات بالإسهال بِدِمَشْق وَله سَبْعُونَ سنة ابْن الْهَادِي الْمُحْتَسب مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن يحيى بن شُجَاع ابْن عَيَّاش رشيد الدّين أَبُو الْفضل الْقَيْسِي الدِّمَشْقِي الْمُحْتَسب الْمَعْرُوف بِابْن الْهَادِي ترك الْحِسْبَة مُدَّة ثمَّ وَليهَا فِي دولة النَّاصِر دَاوُد روى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبع وثلثين وست ماية ابْن الشماع الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان عماد الدّين أَبُو عبد الله المارديني الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشماع كَانَ من فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة درس بمدرسة القصاعين بدمشف وبغيرها وَكَانَ عِنْده فطنة ويتقظ وبيته مَشْهُور بماردين بالحشمة والرياسة توفّي سنة سِتّ وَسبعين وست ماية وَهُوَ فِيمَا يُقَارب الْخمسين ابْن أبي سعد الْوزان مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن طَاهِر الْوزان أَبُو عبد الله ابْن أبي سعد من الرّيّ رئيسها وَابْن رئيسها والمقدم على ساير الطوايف كَانَ من كبار الشَّافِعِيَّة نبيلاً فَاضلا لَهُ مكانة على الْمُلُوك والسلاطين ومنزلته عِنْدهم رفيعة توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس ماية الزَّاهِد الْعَطَّار مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عمر الزَّاهِد الْكَبِير أَبُو عبد الله الأندلسي الْحَرَشِي الْمَشْهُور بالعطار حج وَسمع توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وست ماية الْخَطِيب مُحي الدّين ابْن الحرستاني مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن أبي) الْفضل الْخَطِيب مُحي الدّين أَبُو حَامِد ابْن القَاضِي الْخَطِيب عماد الدّين ابْن الحرستاني الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي خطيب دمشق وَابْن خطيبها ولد سنة أَربع عشرَة وست ماية وَأَجَازَ لَهُ جده والمؤيد الطوسي وَأَبُو روح الْهَرَوِيّ وَبنت الشعرى وَسمع من زين الْأُمَنَاء وَابْن الصَّباح وَابْن الزبيدِيّ وَابْن ناسويه وَابْن اللتي وَالْعلم الصَّابُونِي وَالْفَخْر الإربلي وَأبي الْقسم ابْن صصري وَالْفَخْر ابْن الشيرجي وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من عبد الرَّحِيم ابْن الطُّفَيْل وَحدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره أَقَامَ بصهيون مُدَّة حَيَاة أَبِيه وَولي الخطابة بعد موت أَبِيه ودرس بالغزالية والمجاهدية وَأفْتى وَأفَاد وَكَانَ متصوفاً حسن الدّيانَة وَله نظم وَكَانَ طيب الصَّوْت على خطيبته روح روى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَابْن البرزالي وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست ماية نظام الدّين التبريزي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ التبريزي الْمُقْرِئ المعمر

نظام الدّين ولد بتبريز سنة ثلث عشرَة وسافر مَعَ أَبِيه للتِّجَارَة وَأقَام بجلب وَسمع من ابْن رَوَاحَة وَقَالَ سَمِعت بهَا من بهاء الدّين ابْن شَدَّاد وكمل القراآت سنة خمس وثلثين على السخاوي إفراداً وجمعاً وتلا بِحرف أبي عَمْرو بالثغر على أبي الْقسم الصفراوي وبمصر على ابْن الرماح وتلا بِهِ وَبِغَيْرِهِ ختماً على المنتجب الهمذاني ثمَّ استوطن دمشق وَأم بِمَسْجِد وأقرأ بِحَلقَة وَكَانَ سَاكِنا متواضعاً كثير التِّلَاوَة قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين لأبي عَمْرو وَسمع مِنْهُ حرز الْأَمَانِي بقرائة ابْن منتاب وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبع ماية أَبُو الْحسن الْكَاتِب البطيحي مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن بشر أَبُو الْحسن الرئيس من أهل البطيحة حدث بواسط عَن إِبْرَاهِيم بن طَلْحَة بن غَسَّان وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن يحيى البازكلي الْبَصرِيين وروى عَنهُ القَاضِي أَبُو طَالب مُحَمَّد بن عَليّ بن الْكِنَانِي وَأَبُو الْعَبَّاس هبة الله بن نصر الله بن مُحَمَّد بن مخلد الْأَزْدِيّ وَعَاد إِلَى البطيحة فَتوفي هُنَاكَ وَكَانَ أديباً فَاضلا لَهُ شعر مِنْهُ يصف الديك (ومغرد بفصاحة وَبَيَان ... شوقاً إِلَى القرناء والإخوان) (متدرع ديباجة ممزوجة ... بغرايب الأصباغ والألوان) (متشمر لطلوعه وهبوطه ... يرتاح للتصفيق بالأردان) (ذِي لحية كَدم الرعاف وصبغة ... من تَحت أكليل من المرجان) ) (متنبه يدعى لغرة نَومه ... ولفرط يقظته أَبَا الْيَقظَان) (ومبشر بالصبح يَهْتِف مُعْلنا ... حَيّ الْفَلاح لوقت كل أَذَان) (يَدْعُو وكل دعايه لصَاحبه ... مَا دَامَت الدُّنْيَا على إِنْسَان) (هَذَا أَوَان الجاشرية فَاشْرَبُوا ... وتغنموا صَوت الثقيل الثَّانِي) (لَا تأمنوا صرف الزَّمَان فَإِنَّهُ ... لم يُعْط خلقا عَنهُ عقد أَمَان)

ابن عبد اللطيف

3 - (ابْن عبد اللَّطِيف) صدر الدّين الخجندي مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن ثَابت بن الْحسن بن عَليّ المهلبي الخجندي صدر الدّين أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ رَئِيس أَصْبَهَان والمقدم عِنْد السلاطين قدم بَغْدَاد وَولي تدريس النظامية وَجلسَ بهَا للوعظ تَارَة وبجامع الْقصر أُخْرَى يحضر مَجْلِسه الْأَعْيَان وَحدث بِبَغْدَاد ويروي الْأَحَادِيث على منبره مُسندَة وَمن شعره (أنْفق جسوراً واسترق الورى ... وَلَا تخف خشيَة إملاق) (النَّاس أكفاء إِذا قوبلوا ... إِن فاق شخص فبإنفاق) توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية بقرية كرد من همذان وَحمل إِلَى أَصْبَهَان وَكَانَ أشبه بالوزراء من الْعلمَاء والملوك تصدر عَن رَأْيه القَاضِي تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح السُّبْكِيّ مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن تَمام أقضى الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح الْأنْصَارِيّ السُّبْكِيّ الشَّافِعِي الْمصْرِيّ مولده سنة خمس وَسبع ماية فِي شهر ربيع الآخر وَقَرَأَ بالروايات على الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان وَحفظ التَّنْبِيه وَقَرَأَ على جده صدر الدّين يحيى وعَلى جمَاعَة وَقَرَأَ الْمِنْهَاج للبيضاوي وألفية ابْن معط وَبحث فِي التسهيل على أثير الدّين وَسمع من أَشْيَاخ عصره بِمصْر وَتَوَلَّى الْقُرَّاء بِنَفسِهِ وَتَوَلَّى نِيَابَة ابْن عَمه قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وساس الْأَحْكَام وَله النّظم والنثر وَسمع بِقِرَاءَتِي عَليّ أثير الدّين بعض شعره وَقد برع فِي كل فنونه وَعرف دقايقها وَله ذوق فِي الْأَدَب وشعره جيد فِيهِ التورية البديعة المتمكنة الْقَاعِدَة وَغير ذَلِك من فنون البديع وَتُوفِّي رَحمَه الله لَيْلَة السبت ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَكَانَ رَحمَه الله شَدِيد الْوَرع متحرزاً فِي دينه محتاطاً لنَفسِهِ درس بالركنية والسركسية حكى لي بعض فُقَهَاء الْمدرسَة الركنية أَنه كَانَ لَا يتَنَاوَل مِنْهَا مَا للمدرس فِيهَا من الجراية وَيَقُول تركي لهَذَا مُقَابلَة على أَنِّي مَا يتهيأ لي فِيهَا) الصَّلَوَات الْخمس وَكَانَ سديد الْأَحْكَام بَصيرًا بمواقع الصَّوَاب فِيهَا وَكنت فد كتبت إِلَيْهِ رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع ماية (تَقِيّ الدّين يَا أقضى البرايا ... وَيَا رب النهى والألمعية) (وَيَا من رَاح أثنيتي عَلَيْهِ ... تضوع كَمثل فطرته الذكيه)

(أهز إِلَيّ مِنْك بجذع علم ... فوايده تساقط لي جنيه) (لِأَنَّك لَا تسامى فِي عُلُوم ... نزلت بهَا منازلك العليه) (ونظمك نظم مصري طباعاً ... حلاوته لذَلِك قاهريه) (ودأبك فتح بَاب النَّصْر حَقًا ... وَغَيْرك شغله بالباطليه) (أفدنا إننا فُقَرَاء فهم ... لما تملي فضايلك الغنيه) (تقرر أَن فعالاً فعولًا ... مبالغتان فِي اسْم الفاعليه) (فَكيف تَقول فِيمَا صَحَّ مِنْهُ ... وَمَا الله بظلام البريه) (أيعطى القَوْل إِن فَكرت فِيهِ ... سوى نفي الْمُبَالغَة القويه) (وَكَيف إِذا توضأنا بِمَاء ... طهُور وَهُوَ رَأْي الشَّافِعِيَّة) (أزلنا الْوَصْف عَنهُ بفرد فعل ... وَذَاكَ خلاف رَأْي المالكيه) (فأوضح مَا ادلهم عَليّ حَتَّى ... تغادني على بيضًا نقيه) (فَإِن يدجو ظلام الشَّك مني ... فذهنك ذُو قناديل مضيه) (وَدم للمشكلات تميط عَنْهَا ... أَذَى فهم لأذهان صديه) فَكتب إِلَيّ الْجَواب وأجاد (جلوت عَليّ ألفاظاً جليه ... وسقت إِلَيّ أَبْكَارًا سنيه) (ونظمت الْكَوَاكِب فِي عُقُود ... فأزرت بِالْعُقُودِ الجوهريه) (وأبدعت الْمسير من نظام ... فَمَا لمسير عِنْدِي مزيه) (لآل مثل بدر التم نورا ... وَلَكِن فِي النَّهَار لنا مضيه) (حلاوتها تخالط كل قلب ... وَمن حَشْو وحوشي نقيه) (أَتَت من حَافظ الْآدَاب طراً ... وقلبي مغرم بالحافظيه) (وتعزى للخليل فَمَا فُؤَادِي ... يمِيل هوى لغير السكريه) ) (فهمت بِمَا فهمت من الْمعَانِي ... وَلم أظفر بنكتتها الخفيه) (لِأَن الْعَجز مني غير خَافَ ... وَمَا لي فِي الْعُلُوم يَد قويه) (تأفف صاغة الْآدَاب مني ... وَمَا لي للإجابة صالحيه) (وَمن جَاءَ الحروب بِلَا سلَاح ... كمن عقد الصَّلَاة بِغَيْر نيه) (فَخذ مَا قد ظَفرت بِهِ جَوَابا ... فَمَا أَنا قدر فطرتك الذكيه) (فظلام كبزاز وَأَيْضًا ... فقد تَأتي بِمَعْنى الظالميه)

(وَقد ينفى الْقَلِيل لعِلَّة فِي ... فوايده بِنَفْي الأكثريه) (وَقد ينحا بِهِ التكثير قصدا ... لِكَثْرَة من يضام من البريه) (وَأما قَوْله مَاء طهُور ... ونصرته لقَوْل المالكيه) (فجَاء على مُبَالغَة فعول ... وشاع مَجِيئه للفاعليه) (وَقد ينوى بِهِ التكثير قصدا ... لِكَثْرَة من يروم الطاهريه) (وَأَيْضًا فَهُوَ يغسل كل جُزْء ... وَلَاء وَهُوَ رَأْي الشافعيه) (فَخذهَا من محب ذِي دُعَاء ... أَتَى مِنْهُ الروي بِلَا رويه) (لَهُ فِيكُم مُوالَاة حلت إِذْ ... أصُول الود مِنْهُ قاهريه) (فَإِن مرت إِذا مرت فعفواً ... فَإِن السّتْر شمتك العليه) (فمرسل شعره مَا فِيهِ طعم ... تجاب بِهِ القوافي السكريه) سَأَلته أَن يكْتب لي شَيْئا أستعين بِهِ على تَرْجَمته فَكتب إِلَيّ بِخَطِّهِ وَردت الْإِشَارَة الْعَالِيَة المولوية الشيخية الإمامية العالمية العلامية الأوحدية السيدية البليغة الأثيرية المخدومية الصلاحية لَا زَالَ أَمر مرسلها مُطَاعًا وبره مشَاعا وخليله مراعى وعدوه مراعاً وسماحه يعم الْأَنَام صفدا وصلاحه يزِيد على ممر الْأَيَّام مدَدا وَلَا برح راجيه يتفيأ من إحسانه ظلا ظليلا وعافيه يَجْعَل قَصده خَلِيلًا ويتخذ مَعَه سَبِيلا فقابلها الْمَمْلُوك بالاحتفال وعاملها بأتم التَّعْظِيم والإجلال وَلم يتَأَخَّر عَمَّا يجب لَهَا من الِامْتِثَال بعد أَن صادفت تصعباً سهله كريم إِشَارَته وتوفقاً فِيمَا ندبته إِلَيْهِ جسره على الإلإقدام عَلَيْهِ وَاجِب طَاعَته (مَاذَا أَقُول وَلَيْسَ عِنْدِي خصْلَة ... تخْتَار إِلَّا دنست بمعايب) (أَمْسَى لي التَّفْرِيط أمرا لَازِما ... وَغدا لي التَّقْصِير ضَرْبَة لازب) ) (والستر أولى بِي وَلَكِن أَمركُم ... حتم وندبكم معزر عاتبي) (فاعذر كلَاما بادياً من نادب ... يعزى لقلب وَاجِب من وَاجِب) وَمَا قدر امْرِئ إِذا فتش عَن قدره لَا يجد إِلَّا نقصا وَإِذا قصد إِلَى ذكره لم يجد إِلَّا معايب لَا تحصى وَكتب التواريخ يقصر عَنْهَا الأكابر وَلَا يؤهل لَهَا إِلَّا من تعقد عَلَيْهِ الخناصر (وَمَا أَنا وَالسير فِي متْلف ... يبرح بِالذكر الضَّابِط) هَذَا مَعَ غيبَة أوراق الممولك وَكتبه بِالْقَاهِرَةِ وَعجز قريحته الناسية وقوته الذاكرة وَلَكِن هَذِه عجالة من لَيْسَ لَهُ نباله وَدلَالَة لَا تُؤدِّي إِلَى ملالة وعلالة تحْتَمل على البلالة فَأَقُول مُحَمَّد

بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف ابْن مُوسَى بن تَمام بن تَمِيم بن حَامِد أَبُو الْفَتْح ابْن أبي البركات ابْن أبي زَكَرِيَّا السُّبْكِيّ الشَّافِعِي مولده بالمحلة من أَعمال الديار المصرية فِي السَّابِع عشر من ربيع الآخر سنة خمس وَسبع ماية وَأَجَازَ لَهُ فِي ذَلِك الْوَقْت جمَاعَة من المسندين مِنْهُم الْحَافِظ شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأحمد عبد الْمُؤمن بن خلف ابْن أبي الْحسن الدمياطي وَفِي تِلْكَ السّنة توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فَأحْضرهُ أَبوهُ على أبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن هَارُون الثَّعْلَبِيّ وَأبي المحاسن يُوسُف بن المفظر بن كوركيل الكحال وَأبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن سُلَيْمَان بن الْقيم وَغَيرهم واجاز لَهُ فِي سنة سبع وَسبع ماية خلق بِالْقَاهِرَةِ ومصر وأعمالهما وَمَكَّة وَالْمَدينَة ودمشق بِذَاتِهِ وَقِرَاءَة غَيره كَأبي عَليّ الْحسن بن عمر بن عِيسَى بن خَلِيل الْكرْدِي الهكاري وَأبي الْحسن عَليّ بن عمر ابْن أبي بكر الواني وَأبي الْهدى أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شُجَاع العباسي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله الْكِنَانِي الشَّافِعِي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الحميد بن مُحَمَّد الهمذاني وَأبي بكر عبد الله بن عَليّ بن عمر بن شبْل الْحِمْيَرِي وَأبي المحاسن يُوسُف بن عمر بن حُسَيْن الختني وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي طَالب الصَّالِحِي وَأبي زَكَرِيَّاء يحيى بن يُوسُف بن أبي مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَأبي الْمَعَالِي يحيى بن فضل الله الْعمريّ وَأبي الْحسن عَليّ بن اسمعيل المَخْزُومِي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن الصَّواف وَأبي بكر ابْن يُوسُف بن عبد الْعَظِيم الْمصْرِيّ وخلايق يطول ذكرهم وَسمع العالي والنازل وَكتب بِنَفسِهِ وانتقى وَحصل وَقَرَأَ الْقُرْآن الْعَظِيم جلّ منزله بالقراآت السَّبع فِي ختمات على الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة أثير الدّين) أبي حَيَّان مُحَمَّد بن يُوسُف الأندلسي الغرناطي باجازة باقريه حَيْثُ شَاءَ مَتى شَاءَ وَكتب لَهُ خطه بذلك وَقَرَأَ علم الْفِقْه على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَغَيره من الْعُلُوم على شَيخنَا وأستاذنا قَاضِي الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام عَلامَة الزَّمَان تَقِيّ الدّين أبي الْحسن عَليّ السُّبْكِيّ الشَّافِعِي أبقاه الله تَعَالَى طَويلا فَمَا لَهُ من علم إِلَّا وَعَلِيهِ فِيهِ تخرج وَلَا فضل إِلَّا زهى بانتمايه إِلَيْهِ وتبرج وَلَا بحث إِلَّا وطاب عرفه باعتماده فِيهِ عَلَيْهِ وتأرج وَهُوَ الَّذِي حصل لي الإجازات الْعَالِيَة وقلدني فِي كل أَمر ديني ودنيوي منناً مُتَوَالِيَة فَالله تَعَالَى يجْزِيه عني أفضل الْجَزَاء ويعينني على الْقيام بِبَعْض مَا يجب لَهُ من الشُّكْر وَالثنَاء وقرأت أَيْضا علم الْفِقْه على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ على جدي أبي زَكَرِيَّاء يحيى بن عَليّ وَالشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قطب الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الله السنباطي الشَّافِعِي نايب الحكم الْعَزِيز بِالْقَاهِرَةِ ووكيل بَيت المَال الْمَعْمُور رحمهمَا الله تَعَالَى وَكَانَا قرءآ هَذَا الْعلم على الشَّيْخَيْنِ العلامتين سديد الدّين أبي عَمْرو عُثْمَان التزمنتي وظهير الدّين أبي مُحَمَّد جَعْفَر التزمنتي رحمهمَا الله تَعَالَى وَكَانَا أَعنِي السديد والظهير القايمين بوظيفة الاشغال والاشتغال بِمذهب الشَّافِعِي فِي زمانهما وقرأت الْفِقْه أَيْضا على الْعَلامَة ذِي الْفُنُون أبي عَليّ الحجسين بن عَليّ الأسواني الشَّافِعِي ولازمته أَيْضا على الْعَلامَة ذِي الْفُنُون أبي عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الأسواني الشَّافِعِي ولازمته أَيْضا مُدَّة طَوِيلَة وَأما الشَّيْخ قطب الدّين السنباطي الْمَذْكُور فلازمته نَحوا من سِتَّة أَعْوَام إِلَى أَن توفّي إِلَى

رَحْمَة الله تَعَالَى واشتغل بأصول الْفِقْه أَيْضا على جده أبي زَكَرِيَّاء يحيى وَكَانَ قَرَأَ هَذَا الْعلم على العلامتين شمس الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن مَحْمُود الْأَصْبَهَانِيّ وشهاب الدّين أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن إِدْرِيس الْمَالِكِي الشهير بالقارفي رحمهمَا الله تَعَالَى وَغَيرهمَا وَقَرَأَ علم النَّحْو على الْعَلامَة أثير الدّين أبي حَيَّان مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن حَيَّان ولازمه نَحوا من سَبْعَة عشر عَاما وَشرح عَلَيْهِ تقريب المقرب من تصنيفه وَكتاب تسهيل الفوايد وتكميل الْمَقَاصِد تصنيف الْعَلامَة جمال الدّين أبي عبد الله نحمد بن مَالك الجياني وَأَجَازَهُ بأقرايهما وإقراء علم الْعَرَبيَّة وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من شَرحه لكتاب التسهيل وَكَثِيرًا من كتاب سِيبَوَيْهٍ رَحمَه الله تَعَالَى سَمَاعا وشرحاً وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من شعره وَشعر غَيره وَكَثِيرًا من المرويات الأدبية وَقَرَأَ كتاب لباب الْأَرْبَعين للعلامة أبي الثَّنَاء الأرموي وَكَثِيرًا من علم الْخلاف على شخينا قَاضِي الْقُضَاة أَسْبغ الله ظله وَقَرَأَ كتاب مطالع) الْأَنْوَار فِي لمنطق مرنين وسَمعه يقْرَأ أَيْضا على أبي الْحسن عَليّ التبريزي لشافعي قدم علينا مصر وَسمع عِنْده كثيرا من الْكتب المنطقية ولخلافية والأصولية الدِّينِيَّة وجالس فِي علم الْأَدَب نَاصِر الدّين أَبَا مُحَمَّد شَافِع بن عَليّ بن عَبَّاس رَحمَه الله تَعَالَى ابْن أُخْت الْعَلامَة محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر السَّعْدِيّ وَسمع عَلَيْهِ من شعره وتصانيفه ومدحه بِأَبْيَات مِنْهَا (رَأَتْ العدا عَبَّاس جدك طَاهِرا ... فَأتوا إِلَى عليا نداك بشافع) وَقلت الشّعْر صَغِيرا وَلَكِن الْجيد مِنْهُ قَلِيل مَعْدُوم واضعت أَكْثَره لعدم اهتمامي بتعليقهن وَحفظه فَلم أكتب مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ بطرِيق الِاتِّفَاق وَمِنْه مَا كتبته إِلَى الْعَلامَة أبي حَيَّان النَّحْوِيّ صُحْبَة هِلَال خشكنان قبل عيد الْفطر بِيَوْم على عَادَة المصريين (أهنيك بالعيد الَّذِي جلّ عِنْدَمَا ... خلعت عَلَيْهِ من علاك حَلَالا) (وحاولت تَعْجِيل الْبشَارَة والهنا ... فَأرْسلت من قبل الْهلَال هلالا) وَقلت (وَالله لم أذهب لبحر سلوة ... لكم وَلَا تفريج قلب موجع) (لكنه لما تَأَخّر مُدَّة ... أَحْبَبْت تَعْجِيل الْوَفَاء بأدمعي) وَقلت (مُنْذُ بعدتم فسروري بعيد ... وبعدكم لم أتمتع بعيد) (وَكَيف يهوي الْعِيد أَو نزهة ... شَهِيد وجدان ودمع يزِيد) (فالبحر من تيار دمع لَهُ ... يبكي بِهِ والعيد عيد الشَّهِيد) وَقلت من قصيدة طَوِيلَة (وصال وَلَكِن وَاصل الْقلب وجده ... وَجمع وَلَكِن وَافق الجفن سهده) (ودمع إِذا غاض الدِّمَاء تمده ... وَحب إِذا حَال الغرام يجده)

(وقلب إِذا هَب النسيم يمليه اش ... تياقاً إِلَى أوطان من لَا يوده) (غزال غزتني بِالسِّهَامِ لحاظه ... وبالسيف جفناه وبالرمح قده) (يحاكي مَنَامِي فِي التناقص عطفه ... وَيُشبه سقمي فِي التزايد صده) (أثار بقلبي النَّار سحر بطرفه ... وخد بخدي موطن الدمع خَدّه) (يقوى مدى الْأَيَّام مِيثَاق هجره ... وينقض فِي كل الْأَحَايِين عَهده) ) (تبدى وَقد أرْخى ذوايبه على ... قبَاء لَهُ فِي الخصر أحكم شده) (فشدت عهود الوجد مذحل شعره ... وحلت عُقُود الصَّبْر مذ شدّ بنده) (لَئِن شبهوا بالشمس والبدر وَجهه ... فنور حَبِيبِي لَا كسوف يردهُ) (وَإِن شبهوا بالنرجس الغض طرفه ... فَهَذَا قِيَاس لَيْسَ يخفى مرده) (وَإِن شبهوا بالورد حمرَة خَدّه ... فَخدَّ حَبِيبِي لَيْسَ يذبل ورده) (وَإِن شبهوا بالخمرة الصّرْف رِيقه ... فَمَا عقلوا من أَيْن للخمر برده) (يلومونني إِذْ هَمت فِيهِ صبَابَة ... وَمَا حِيلَة الصب الَّذِي غَابَ رشده) وَقلت من قصيدة مودعاً لبَعض الأكابر (وداع دنا للصب مِنْهُ عَذَاب ... وَبَين عَسى يدني نَوَاه إياب) (وقلب على جمر الغضا متقلب ... وطرف يروي الخد مِنْهُ سَحَاب) (وَوجد أناخت بالبواد ركايب ... لَهُ حِين زمت للحبيب ركاب) (رعى الله سَادَات تدانى رحيلهم ... ولاحت لَهُم يَوْم الْفِرَاق قباب) (ففودي ودمعي ذَاك عَاد شبابه ... مشيباً وَهَذَا بالدماء يشاب) (وَكَانَ انقلاب اللَّيْل صبحاً مُوَافقا ... مني كن لي أَن الْبيَاض خضاب) (وليلي ونومي ذَاك طَال لبعدهم ... وَذَا طَار إِذْ بالبين طَار غراب) (وجسمي وعقلي ذَاك يفنى صبَابَة ... عَلَيْهِم وَهَذَا بالخبال يصاب) (وفكري وصبري ذَاك ترداد وَصله ... وَهَذَا لَهُ عني نوى وَذَهَاب) (لَئِن رحلوا بالجسم عَنَّا وقوضوا ... فَإِن لَهُم منا الْقُلُوب صِحَاب) (وَإِن جانبونا واستقلوا فعندنا ... نداهم لنا مِنْهُ جنى وجناب) (وَإِن تقلوا عَن مصر للشام دَارهم ... فَإِن انْتِقَال الْبَدْر لَيْسَ يعاب) (وَإِن أوحشت مصر فأنس جميلهم ... لَهَا من تدانيه قرى وقراب) وَمِنْهَا فِي الْمَدْح (لقد ضم كل الْفضل فِي ضمن فَضله ... كَمَا ضمت العلياء مِنْهُ ثِيَاب)

(وأعجزت الْأَلْبَاب غَايَة وَصفه ... فقصر عَنْهَا كَاتب وَكتاب) (ندون أدناها فَأَما محبَّة ... فنصبو وَإِمَّا ضِدّه فيصاب) ) وَآخِرهَا (فدمت على مر الزَّمَان ممتعاً ... عداك وَمن يشناك مِنْك عصاب) (وَعَاد ظلام الْبَيْت بِالْعودِ زايلاً ... وَعَاد مشيب الْوَصْل وَهُوَ شباب) (وَلَا زَالَ عني من ثنايك طيب ... وَلَا صفرت لي من نداك وطاب) وعلقت تصانيف كَثِيرَة فِي غَالب مَا قرأته واشتغلت بِهِ لَكِن كَمَا قَالَ بَعضهم تعوقت بتسويد الصَّحِيفَة بالاشغال عَن تسويد الصَّحِيفَة بالاشتغال وَأما تنقلاتي الدُّنْيَوِيَّة فإنني تنزلت بالمدارس مشتغلاً وتوليت الْإِعَادَة للفقهاء بالمشهد الْحُسَيْنِي والمدرسة السيفية فِي حُدُود سنة عشْرين وَسبع ماية نِيَابَة عَن الْجد أبي زَكَرِيَّاء يحيى رَحمَه الله تَعَالَى فاستقر التدريس بهَا باسمي وَلم أزل مدرساً بهَا مَعَ مَا أضيف إِلَيْهَا من الوظايف الَّتِي قدرهَا الله تَعَالَى إِلَى أَن باشرت التصدير بالجامع الطولوني وَغَيره مَكَان شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة أَسَبْعٌ الله ظله لما توجه إِلَى الشَّام المحروس وَوليت الْقَضَاء بالمقسم ظَاهر الْقَاهِرَة المحروسة ثمَّ فوض إِلَيّ الحكم بِالْقَاهِرَةِ المحروسة فأقمت على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن قدر الله تَعَالَى لانتقال إِلَى الشَّام المحروس فوليت تدريس الْمدرسَة الركنية الجوانية وَخِلَافَة الحكم الْعَزِيز بِالشَّام المحروس والتصدير بالجامع الْأمَوِي وَالله تَعَالَى أسأَل عَاقِبَة حميدة وَطَرِيقَة بالخيرات سديدة إِنَّه ولي ذَلِك وأختمن كَلَامي ببيتين على سَبِيل الِاعْتِذَار (عَبدك لَا شعر لَهُ طايل ... وَلَا يُسَاوِي نثره سمسمه) (وأعجمي النُّطْق من أجل ذَا ... أرسل يَا مولَايَ بالترجمه) وَالله تَعَالَى يديم على الْعلمَاء مَادَّة فَضله العميم وَلَا يقطع عَنْهُم عَادَة مِنْهُ الجسيم وَبِه يسبغ عَلَيْهِ ظله الظليل ويمتع زوار حرمه من وَصفه واسْمه بالقدس والخليل بمنه وَكَرمه

ابن عبد الله

3 - (ابْن عبد الله) مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن صعصة روى لَهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وتوفّي سنة تسع وثلثين وماية القَاضِي الْأَسدي مُحَمَّد بن عبد الله بن لبيد الْأَسدي وَيُقَال الْأَسْلَمِيّ ولي الْقَضَاء مديدة أَيَّام مَرْوَان ثمَّ ولي فِي دولة السفاح وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وماية الديباج مُحَمَّد بن عبد الله الديباج توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وماية وَقيل غير ذَلِك لقب بالديباج لحسنه وَهُوَ ابْن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان ابْن عَفَّان الْأمَوِي قَتله الْمَنْصُور قَالَ يُخَاطب الْمُغيرَة بن حَاتِم بن عَنْبَسَة بن عَمْرو ابْن عَفَّان الْأمَوِي وَكَانَ يكنى أَبَا مَرْيَم (أَبَا مَرْيَم لَوْلَا حُسَيْن تطالعت ... عَلَيْك سِهَام من أَخ غير قَابل) (فرج ابا عبد المليك فَإِنَّهُ ... أَخُو الْعرف مَا هبت ريَاح الشمايل) (أَبَا ميرم لَوْلَا جوَار أخي الندى ... لأصبحت موتوراً كثير البلابل) ابْن رهيمة مُحَمَّد بن عبد الله مولى عُثْمَان بن عَفَّان يعرف بِابْن رهيمة وَهِي أمه حجازي أدْرك الدولتين الأموية والعباسية وَهُوَ القايل (الْآن أَبْصرت الْهدى ... وَعلا المشيب مفارقي) (أَبْصرت رَأس غوايتي ... ومنحت قصد طرايقي) (يفتر عَن متلألئ ... مصب لقلبك شايق) (كالأقحوان مراءة ... ومذاقة للذايق) ابْن قادم النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عبد الله بن قادم النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر مَاتَ سنة إِحْدَى

وَخمسين وماتين وَكَانَ حسن النّظر فِي علل النَّحْو وَكَانَ يُؤَدب ولد سعيد بن سلم بن قُتَيْبَة الْبَاهِلِيّ وَكَانَ من أَعْيَان أَصْحَاب الْفراء وَعنهُ أَخذ أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب وَكَانَ يعلم المعتز قبل الْخلَافَة فَلَمَّا ولى الْخلَافَة بعث إِلَيْهِ فَجَاءَهُ الرَّسُول وَهُوَ فِي منزله شيخ كَبِير فَقَالَ لَهُ الرَّسُول أجب أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ أَلَيْسَ أَمِير الْمُؤمنِينَ بِبَغْدَاد يَعْنِي المستعين قَالَ لَا قد ولى الْخلَافَة المعتز وَكَانَ المعتز قد حقد عَلَيْهِ بطرِيق تأديبه فخشي من بادرته فَقَالَ لِعِيَالِهِ السَّلَام عَلَيْكُم وَخرج فَلم يرجع إِلَيْهِم وَله كتاب الْكَافِي فِي النَّحْو وَكتاب غَرِيب الحَدِيث وَكتاب مُخْتَصر فِي النَّحْو النميري مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير لقب النميري بكنية أَبِيه كَانَ يكنى أَبَا المير وَيُقَال باسم) جده وَهُوَ ثقفي من أهل الطايف شَاعِر غزل قَالَ فِي زَيْنَب أُخْت الْحجَّاج أبياتاً مِنْهَا (تضوع مسكاً بطن نعْمَان إِذْ مشت ... بِهِ زَيْنَب فِي نسْوَة خفرات) (وَلما رَأَتْ ركب النميري أَعرَضت ... وَكن من أَن يلقينه حذرات) (فادنين حَتَّى جَاوز الركب دونهَا ... حِجَابا من القسي والحبرات) (وكدت اشتياقاً نَحْوهَا وصبابة ... اقْطَعْ نَفسِي دونهَا حسرات) (فراجعت نَفسِي والحفيظة بعْدهَا ... بللت رِدَاء العصب بالعبرات) فَلَمَّا بلغ ذَلِك عبد الْملك كتب إِلَى الْحجَّاج بَلغنِي قَول الْخَبيث فِي زَيْنَب فاله عَنهُ فَإنَّك إِن أدنيته أَو عاتبته أطعمته وَإِن عاقتبه صدقته وهرب النميري فَاسْتَجَارَ بِعَبْد الْملك فَقَالَ لَهُ عبد الْملك أَنْشدني م قَتله فَلَمَّا بلغ قَوْله فَلَمَّا رَأَتْ ركب النميري الْبَيْت قَالَ لَهُ عبد الْملك وَمَا كَانَ ركبك يَا نميري قَالَ أَرْبَعَة أحمرة كنت أجلب عَلَيْهَا القطران وَثَلَاثَة أحمرة صحبتني تحمل البعر فَضَحِك حَتَّى اسْتغْرب ثمَّ قَالَ لقد عظم أَمرك وَكتب إِلَى الْحجَّاج أَن لَا سَبِيل لَك عَلَيْهِ وَقيل بل جد الْحجَّاج فِي طلبه فَركب بَحر عدن وَقَالَ (أَتَتْنِي عَن الْحجَّاج وَالْبَحْر بَيْننَا ... عقارب تسري والعيون هواجع) (فضقت بهَا ذرعاً وأجهشت خيفة ... وَلم آمن الْحجَّاج وَالْأَمر فاظع) (فَبت أدير الْأَمر فِي الرَّأْي لَيْلَتي ... وَقد أخضلت خدي الدُّمُوع التوابع) (فَلم أر خيرا لي من الصَّبْر إِنَّه ... أعف وَخير إِذْ عرتني الفجايع) وَقد استوفى خَبره صَاحب الأغاني ابْن الْمولى مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم مولى عَمْرو بن عَوْف من الْأَنْصَار يكنى أَبَا عبد الله شَاعِر عفيف انشد عبد الْملك بن مَرْوَان لنَفسِهِ وَهُوَ متنكب قوسه

(وأبكي فَلَا ليلى بَكت من صبَابَة ... لذاك وَلَا ليلى لذِي الود تبذل) (واخضع بالعتبى إِذا كنت مذنباً ... وَإِن أذنبت كنت الَّذِي اتنصل) فَقَالَ عبد الْملك من ليلى هَذِه لَئِن كَانَت حرَّة لأزوحنكها وَلَئِن كَانَت مَمْلُوكَة لأشترينها لَك بَالِغَة مَا بلغت فَقَالَ كلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت لأمعر بِوَجْه حر أبدا فِي حرمته وَلَا فِي أمته وَالله مَا ليلى إِلَّا قوسي هَذِه فَأَنا أشبب بهَا وأسن حَتَّى مدح جَعْفَر بن سُلَيْمَان وَقثم بن الْعَبَّاس وَيزِيد بن حَاتِم بن قبيصَة وَقَالَ فِي يزِيد بن حَاتِم) (يَا وَاحِد الْعَرَب الَّذِي ... أَمْسَى وَلَيْسَ لَهُ نَظِير) (لَو كَانَ مثلك آخر ... مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا فَقير) الْمهْدي الْعلوِي مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو عبد الله ظهر بِالْمَدِينَةِ بعد حبس الْمَنْصُور لِأَبِيهِ وَأهل بَيته فَقتله عِيسَى بن مُوسَى سنة خمس وَأَرْبَعين وماية وَله ثلث وَخَمْسُونَ سنة قَالَ يرثي إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد الْجَعْفَرِي (لَا أرى فِي النَّاس شخصا وحداً ... مثل ميت مَاتَ فِي دَار الْحمل) (يَشْتَرِي الْحَمد ويختار العلى ... وَإِذا مَا حمل الثّقل حمل) (موت إِبْرَاهِيم أَمْسَى هدني ... وأشاب الرَّأْس مني فاشتعل) وَحكى من قُوَّة مُحَمَّد هَذَا أَنه شرد لِأَبِيهِ جمل فَعدا جمَاعَة خَلفه فَلم يلْحقهُ أحد سواهُ فَأمْسك ذَنبه وَلم يزَال يجاذبه حَتَّى انقلع ذَنبه فَرجع بالذنب إِلَى أَبِيه وَكَانَ يطْلب الْخلَافَة لنَفسِهِ فِي زمن بني أُميَّة وَزعم أَن الْمهْدي كَانَ نِهَايَة فِي الْعلم والزهد وَقُوَّة الْبدن وشجاعة الْقلب وَلم يزل متستراً سِنِين فِي جبال طَيء مرّة يرْعَى الْغنم وَمرَّة اجيراً وشيعته يدعونَ لَهُ بالخلافة فِي أقطار الأَرْض إِلَى أَن اشْتَدَّ أمره فِي خلَافَة الْمَنْصُور فاهتم بأَمْره وطالب بِهِ أَبَاهُ وَإِخْوَته وأقاربه فأنكروه وَزَعَمُوا أَنهم لَا يعْرفُونَ لَهُ مقَاما فنقلهم من الْحجاز إِلَى الْعرَاق فِي الْقُيُود والأغلال ثمَّ ظهر فِي الْمَدِينَة وَقَامَت لَهُ الدعْوَة بالحجاز واليمن واضطربت لَهُ دولة الْمَنْصُور فَجهز إِلَيْهِ عِيسَى بن مُوسَى وَكَانَ يُقَال لَهُ فَحل بني الْعَبَّاس وَلما حصره وأيقن مُحَمَّد بالخذلان رَجَعَ إِلَى منزله وَأخرج صندوقاً وفتحه بَين خاصته ودعا بِنَار أضرمت فَأخْرج كتبا كَثِيرَة من ذَلِك الصندوق ورماها فِي النَّار وَقَالَ الْآن طبت نفسا بِالْمَوْتِ لِأَن هَذِه كتب قوم من باطنة هَذَا الرجل حلفوا لنا على الصدْق وَالْوَلَاء فَلم آمن أَن تحصل فِي يَده فيهلكهم وَيكون ذَلِك بسببنا ثمَّ اخْتَرَطَ سَيْفه وَجعل يَقُول مرتجزاً (لَا عَار فِي الغلب على الغلاب ... وَاللَّيْث لَا يخْشَى من الذُّبَاب)

وَلم يزل يُقَاتل حَتَّى قتل وحز رَأسه وَحمل إِلَى الْمَنْصُور فَلَمَّا رَآهُ تمثل (طمعت بليلى أَن تريع وَإِنَّمَا ... يقطع أَعْنَاق الرِّجَال المطامع) وأدخلوا رَأسه على أَبِيه فِي السجْن وَهُوَ يُصَلِّي فَألْقوا الرَّأْس بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا فرغ من الصَّلَاة الْتفت فَرَآهُ فَقَالَ رَحِمك الله لقد قتلوك صواماً قواماً ثمَّ قَالَ) (فَتى كَانَ يُدْنِيه من السَّيْف دينه ... ويكفيه سوآت الْأُمُور اجتنابها) ثمَّ قَالَ للرسول يَا هَذَا قل لصاحبك قد مضى شطر من عمرك فِي النَّعيم وَبَقِي شطر الْبُؤْس وَقد مضى لنا شطر الْبُؤْس وَبَقِي شطر النَّعيم وَمن شعر مُحَمَّد الْمهْدي الْمَذْكُور مَا أنْشدهُ الصولي (أَشْكُو إِلَى الله مَا بليت بِهِ ... فَإِن عَالم الخفيات) (من فقدي الْعدْل فِي الْبِلَاد وَمن ... جور مُقيم على البريات) (رَجَوْت كشف الْبلَاء فِي زمن ... فصرت فِيهِ أَخا بليات) وَقَالَ أَخُوهُ إِبْرَاهِيم يرثيه وَبَعْضهمْ رَوَاهَا لأبي الهيذام (سأبكيك بالبيض الرقَاق وبالقنا ... فَإِن بهَا مَا يدْرك الواتر الوترا) (وَإِنَّا أنَاس مَا تفيض دموعنا ... على هَالك منا وَإِن قَصم الظهرا) (ولسنا كمن يبكي أَخَاهُ بعبرة ... يعصرها من جفن مقلته عصرا) (ولكنني أشفي فُؤَادِي بغارة ... ألهب من قطري كتابيها جمرا) وَإِلَى مُحَمَّد هَذَا تنتسب الْفرْقَة الْمَعْرُوفَة بالمحمدية وهم من فرق الشِّيعَة لَا يصدق أَتْبَاعه بِمَوْتِهِ وَلَا بقتْله ويزعمون أَنه فِي جبل حاجر من نَاحيَة نجد مُقيم إِلَى أَن يُؤمر بِالْخرُوجِ وَكَانَ الْمُغيرَة بن سعيد الْعجلِيّ وسوف يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى مَعَ ضلالته يَقُول لأَصْحَابه إِن الْمهْدي المنتظر هُوَ مُحَمَّد بن عبد الله ويستدل على ذَلِك بِأَن اسْمه وَاسم أَبِيه كاسم النبّي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسم أَبِيه وَقَالَ هُوَ المُرَاد بقوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَيَأْتِي رجل بعدِي يُوَافق اسْمه اسْمِي وَاسم أَبِيه اسْم أبي الحَدِيث ولعَبْد الله وَالِدَة عدَّة أَوْلَاد مُحَمَّد هَذَا وَإِبْرَاهِيم وَإِدْرِيس ومُوسَى الجون وَيحيى فأظهر مُحَمَّد دَعوته بِالْمَدِينَةِ وَاسْتولى علهيا وعَلى مَكَّة وَاسْتولى أَخُوهُ إِبْرَاهِيم على الْبَصْرَة وَاسْتولى أخوهما إِدْرِيس على بعض بِلَاد الْمغرب وَكَانَ ذَلِك فِي ولَايَة الْمَنْصُور وَنفذ الْمَنْصُور

عِيسَى بن مُوسَى فِي جَيش كثيف لِحَرْب مُحَمَّد فَقتلُوا مُحَمَّدًا فِي المعركة ثمَّ نفذ الْمَنْصُور أَيْضا عِيسَى الْمَذْكُور لِحَرْب إِبْرَاهِيم فَقتله بباخمرى قَرْيَة من قرى الْكُوفَة على سِتَّة عشر فرسخاً مِنْهَا وَمَات إِدْرِيس بِأَرْض الْمغرب فِي تِلْكَ الْفِتْنَة وَقيل إِنَّه سم بهَا وَأما أبوهم عبد الله فَقبض عَلَيْهِ الْمَنْصُور وَمَات فِي سجنه وقبره بالقادسية وَهُوَ مشْهد مَعْرُوف يزار وَلما قتل مُحَمَّد هَذَا افْتَرَقت المغيرية فرْقَتَيْن فرقة أقرُّوا بقتْله وتبرءوا من) الْمُغيرَة وكذبوه فِي قَوْله وَفرْقَة ثبتَتْ على مُوالَاة الْمُغيرَة وَقَالُوا إِن مُحَمَّدًا لم يقتل وَإِنَّمَا تغيب عَن عُيُون النَّاس وَهُوَ فِي جبل حاجر مُقيم إِلَى أَن يُؤمر بِالْخرُوجِ فَيملك الأَرْض وتعقد لَهُ الْبيعَة بَين الرُّكْن وَالْمقَام وَيحيى لَهُ من الْأَمْوَات سَبْعَة عشر رجلا يعْطى كل وَاحِد مِنْهُم حرفا من حُرُوف الأسم الْأَعْظَم فيهزمون الجيوش وَزعم هَؤُلَاءِ أَن مُحَمَّدًا لم يقتل وَإِنَّمَا شَيْطَان تصور بصورته وَكَانَ جَابر بن يزِيد الْجعْفِيّ على هَذَا الْمَذْهَب وَكَانَ يَقُول برجعة الْأَمْوَات إِلَى الدُّنْيَا قبل الْقِيَامَة وَفِي ذَلِك يَقُول شَاعِر هَذِه الْفرْقَة فِي بعض أشعاره الْمَشْهُورَة (إِلَى يَوْم يؤوب النَّاس فِيهِ ... إِلَى دنياهم قبل الْحساب) وَلما خرج مُحَمَّد بن عبد الله الْمَذْكُور هُوَ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم على الْمَنْصُور قَالَ بعض العلوية بِالْكُوفَةِ (أرى نَارا تشب على يفاع ... لَهَا فِي كل نَاحيَة شُعَاع) (وَقد رقدت بَنو الْعَبَّاس عَنْهَا ... وباتت وَهِي آمِنَة رتاع) (كَمَا رقدت أُميَّة ثمَّ هبت ... تدافع حِين لَا يُغني الدفاع) أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي مُحَمَّد بن عبد الله أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور ثَالِث خلفاء بني الْعَبَّاس مولده بإيذج سنة سبع وَعشْرين وماية وَأمه أم مُوسَى بنت مَنْصُور الحميرية كَانَ جواداً ممدحاً مليح الشكل محبباً إِلَى الرّعية قصاباً للزنادقة روى عَن أَبِيه وَعَن مبارك بن فضَالة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا علمت قيل فِيهِ جرحا وَلَا تعديلاً روى مَنْصُور بن أبي مُزَاحم وَمُحَمّد بن يحيى بن حَمْزَة عَن يحيى بن حَمْزَة قَالَ صلى بِنَا الْمهْدي فجهر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا هَذَا فَقَالَ حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن جده عَن

ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلّى فجهر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فَقلت للمهدي نأثره عَنْك فَقَالَ نعم هَذَا إِسْنَاد مُتَّصِل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَكِن مَا علمت أحدا احْتج بالمهدي وَلَا بِأَبِيهِ فِي الْأَحْكَام كَا نقش خَاتمه الله ثِقَة مُحَمَّد وَبِه يُؤمن قَالَ الفلاس ملك الْمهْدي عشر سِنِين وشهراً وَنصف شهر وَمَات لثمان بَقينَ من الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وماية وَقَالُوا مَاتَ بِمَا سبدان وعاش ثلثا وَأَرْبَعين سنة وَعقد من بعده بِالْأَمر لِابْنِهِ مُوسَى الْهَادِي ثمَّ هرون الرشيد بُويِعَ لَهُ بِمَكَّة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام عِنْد وَفَاة الْمَنْصُور فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وماية وَكَانَت خِلَافَته على أصح الْأَقْوَال عشر سِنِين وشهراً وَيَوْما ثمَّ بُويِعَ لَهُ بِبَغْدَاد على أصح) الْأَقْوَال يَوْم الثلثاء لثلث عشرَة لَيْلَة بقيت من ذِي الْحجَّة وَلما مَاتَ صلى عَلَيْهِ ابْنه الرشيد هرون وكاتبه أَبُو عبيد الله معوية بن عبيد الله بن يسَار مولى عبد الله بن عَصَاهُ الْأَشْعَرِيّ ثمَّ يَعْقُوب بن دَاوُد ثمَّ الْفَيْض بن الرّبيع مَوْلَاهُ وحاجبه الْحسن بن عُثْمَان بن الْفضل بن الرّبيع وَنقش خَاتمه آمنتن بِاللَّه رَبًّا وَيُقَال الله ثِقَة مُحَمَّد بن عبد الله وَمن شعره يُخَاطب جَارِيَته (أرى مَاء وَبِي عَطش شَدِيد ... وَلَكِن لَا سَبِيل إِلَى الْوُرُود) (أما يَكْفِيك أَنَّك تملكيني ... وَأَن النأس كلهم عَبِيدِي) (وَأَنَّك لَو قطعت يَدي ورجلي ... لقلقت من الرِّضَا أَحْسَنت زيدي) وَكتب إِلَى الخيزران وَهِي فِي منتزه لَهُ (نَحن فِي أفضل السرُور وَلَكِن ... لَيْسَ إِلَّا بكم يتم السرُور) (عبت مَا نَحن فِيهِ يَا أهل ودي ... إِنَّكُم غبتم وَنحن حُضُور) (فأغذوا الْمسير بل إِن قدرتم ... أَن تطيروا مَعَ الرِّيَاح فطيروا) دخل ابْن الْخياط الْمَكِّيّ عَلَيْهِ فَقبل يَده ومدكه فَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم فَلَمَّا قبضهَا فرقها على النَّاس وَقَالَ (لمست بكفي كَفه أَبْتَغِي الْغنى ... وَلم أدر أَن الْجُود من كَفه يعدي) (فَلَا أَنا مِنْهُ مَا أَفَادَ ذَوُو الْغنى ... أفدت وأعداني فضيعت مَا عِنْدِي) فَبلغ الْمهْدي ذَلِك فَأعْطَاهُ لكل دِرْهَم دِينَارا أَخذ هَذَا الْمَعْنى فنظمه البحتري وَزَاد عَلَيْهِ فَقَالَ (من شَاكر عني الْخَلِيفَة فِي الَّذِي ... أولاه من طول وَمن إِحْسَان)

(مَلَأت يَدَاهُ يَدي فشرد جوده ... بخلي فأفقرني كَمَا أغناني) (حَتَّى لقد أفضلت من أفضاله ... وَرَأَيْت نهج الْجُود حَيْثُ أَرَانِي) (ووثقت بالخلف الْجَمِيل معجلا ... مِنْهُ فَأعْطيت الَّذِي أَعْطَانِي) وعنفه وَالِده الْمَنْصُور لجزعه على جَارِيَة فقدها فَقَالَ لَهُ كَيفَ أوليك الْأَمر من الْأمة وَأَنت تجزع على أمة فَقَالَ لم أجزع على قيمتهَا وَإِنَّمَا أجزع على شيمتها وَجلسَ الْمهْدي جُلُوسًا عَاما فَدخل عَلَيْهِ رجل وَفِي يَده منديل فِيهِ نعل فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذِه نعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أَهْدَيْتهَا لَك فاخذها مِنْهُ وَقبل بَاطِنهَا ووضعها على عَيْنَيْهِ وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَلَمَّا خرج الرجل قَالَ لجلسايه أتروني أَنِّي أعلم أَن رَسُول الله صلى الله) عَلَيْهِ وَسلم لم يرهَا فضلا عَن أَن يكون لبسهَا وَلَو كذبناه لقَالَ للنَّاس أتيت أَمِير الْمُؤمنِينَ بنعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَردهَا عَليّ وَكَانَ من يصدقهُ أَكثر مِمَّن يكذبهُ غذ كَانَ من شَأْن الْعَامَّة الْميل إِلَى أشكالها والنصرة للضعيف على الْقوي وَإِن كَانَ ظَالِما فاشترينا لِسَانه وَقَبلنَا هديته وصدقنا قَوْله وَكَانَ الَّذِي فَعَلْنَاهُ أرجح وأنجح أَبُو الشيص الْخُزَاعِيّ مُحَمَّد بن عبد الله بن رزين الشَّاعِر الْمَشْهُور الملقلب بِأبي الشيص وَهُوَ ابْن عَم دعبل الْخُزَاعِيّ توفّي سنة ماتين أَو قبلهَا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ سنة سِتّ وَتِسْعين وماية وَقد كف بَصَره قَالَ أَبُو الشيص وَهُوَ مَشْهُور عَنهُ (وَقف الْهوى بِي حَيْثُ أَنْت فَلَيْسَ لي ... مُتَأَخّر عَنهُ وَلَا مُتَقَدم) (أجد الْمَلَامَة فِي هَوَاك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمني اللوم) (أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إِذْ كَانَ حظي مِنْك حظي مِنْهُم) (وأهنتني فأهنت نَفسِي عَامِدًا ... مَا من يهون عَلَيْك مِمَّن يكرم) قَوْله أجد الْمَلَامَة الْبَيْت أَخذه بعض المغاربة فَقَالَ (هددت بالسلطان فِيك وَإِنَّمَا ... أخْشَى صدودك لَا من السُّلْطَان) (أجد اللذاذة فِي الملام فَلَو درى ... أَخذ الرشا مني الدي يلحاني) وَخَالفهُ أَبُو الطّيب فَقَالَ (أأحبه وَأحب فِيهِ ملامة ... إِن الْمَلَامَة فِيهِ من أعدايه) وَلأبي الشيص أَيْضا (لَا تنكري صدي وَلَا إعراضي ... لَيْسَ الْمقل عَن الزَّمَان براض) (شَيْئَانِ لَا تصبو النِّسَاء إِلَيْهِمَا ... حلي المشيب وحلة الانفاض)

(حسر المشيب قناعه عَن رَأسه ... فرمينه بالصد والإعراض) (ولربما جعلت محَاسِن وَجهه ... لجفونها غَرضا من الْأَغْرَاض) ابْن دِرْهَم الْأَسدي مُحَمَّد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن دِرْهَم أَبُو أَحْمد الْأَسدي مَوْلَاهُم الْكُوفِي الْجبَال قَالَ الْعجلِيّ كُوفِي ثِقَة يتشيع وَقَالَ أَبُو حَاتِم حَافظ للْحَدِيث عَابِد مُجْتَهد لَهُ أَوْهَام توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثلث وماتين ورى عَنهُ الْجَمَاعَة الأنسي قَاضِي بَغْدَاد مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمثنى الْأنْصَارِيّ الأنسي لِأَنَّهُ من ولد أنس بن مَالك) قَاضِي الْبَصْرَة زمن الرشيد ثمَّ بَغْدَاد بعد الْعَوْفِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وورى الْجَمَاعَة عَن رجل عَنهُ وروى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره غلب عَلَيْهِ الرَّأْي وَلم يكن عِنْدهم من فرسَان الحَدِيث وَتُوفِّي سنو خمس عشرَة ماتين وَمَات بِالْبَصْرَةِ وَله نَيف وَتسْعُونَ سنة وَجه إِلَيْهِ الْمَأْمُون خمسين ألف دِرْهَم وَقَالَ اقسمها بِالْبَصْرَةِ بَين الْفُقَهَاء وَكَانَ هِلَال بن مُسلم يتَكَلَّم على أَصْحَابه والأنصاري يتَكَلَّم على أَصْحَابه فَقَالَ هِلَال هِيَ لي ولأصحابي وَقَالَ الْأنْصَارِيّ كَذَلِك فَلَمَّا اخْتلفَا قَالَ الْأنْصَارِيّ لهِلَال كَيفَ تتشهد فَقَالَ أَو مثلي يسْأَل عَن التَّشَهُّد فَتشهد على حَدِيث ابْن مَسْعُود فَقَالَ الْأنْصَارِيّ من حَدثَك بِهَذَا وَمن أَيْن ثَبت عنْدك فَسكت فَقَالَ الْأنْصَارِيّ أَنْت تصلي كل يَوْم وَلَيْلَة خمس صلوَات مُنْذُ سِنِين وَلَا تَدْرِي من رَوَاهُ عَن نبيك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد باعد الله بَيْنك وَبَين الْفِقْه وَقسمهَا الْأنْصَارِيّ فِي أَصْحَابه ابْن نمير الخارفي مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير الْهَمدَانِي الخارفي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف رَاء وَبعدهَا فَاء الْكُوفِي الْحَافِظ أحد الْأَعْلَام روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ بِوَاسِطَة وَبَقِي بن مُجَلد وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهم وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هُوَ درة الْعرَاق قَالَ أَبُو حَاتِم ثقو يحْتَج بحَديثه وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة مَأْمُون وَله كَلَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل مَاتَ فِي شعْبَان أَو شهر رَمَضَان سنة أَربع وثلثين وماتين

ابْن عمار الْموصِلِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمَّا رالحافظ الْموصِلِي روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ ثِقَة صَاحب حَدِيث توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وماتين مُحَمَّد بن عبد لله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب الْخُزَاعِيّ الْخُرَاسَانِي الْأَمِير أَبُو الْعَبَّاس كَانَ جواداً ممدحاً أديباً شَاعِرًا مألفاً لأهل الْفضل وَالْأَدب من بَيت الْأَدَب والإمرة والتقدم ولاه المتَوَكل على بَغْدَاد وَعظم سُلْطَانه وَفِي دولة المعتز إِلَى أَن مرض بالخوانيق وَمَات سنة ثلث وَخمسين وماتين وَكَانَ أعرج أسْند الحَدِيث وروى الْأَشْعَار كتب إِلَى جَارِيَة لَهُ (مَاذَا تَقُولِينَ فِيمَن شقَّه سقم ... من شهد حبك حَتَّى صَار حيرانا) فأجابته (إِذا رَأينَا محباً قد أضرّ بِهِ ... جهد الصبابة أوليناه إحسانا) وَمن شعره) (أواصل من هويت على خلال ... أذود بِهن ليات الْمقَال) (وَفَاء لَا يحول بِهِ انتكاث ... وود لَا تخونه اللَّيَالِي) (واحفظ سره والغيب مِنْهُ ... وأرعى عَهده فِي كل حَال) (وأوثره على عسر وَيسر ... وَينفذ حكمه فِي سر مَالِي) (واغفر نبوة الإدلال مِنْهُ ... إِذا مَا لم يكن غير الدَّلال) (وَمَا أَنا بالملول وَلَا التجني ... وَلَا الْغدر المذمم من فعالي) وَقَالَ فِي الأترج (جسم لجين قَمِيصه ذهب ... ركب فِيهِ بديع تركيب) (فِيهِ لمن شمه وأبصره ... لون محب وريح مَحْبُوب) أَبُو الْبَرْق مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْبَرْق المدايني مولى خثعم بلغ سناًعالية يُقَال إِنَّه تجَاوز الماية كَانَ يتشيع قَالَ وَبِه تمثل الْمَأْمُون (بعدا وَسُحْقًا لَك من أمة ... لم تنكر الْمُنكر فِي وقته) (أرجوا عليا وَأتوا غَيره ... وقلدوه الْأَمر عَن بَيته)

مولى بني أُميَّة مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ مولى لبني أُميَّة شَامي قَالَ دعبل لَهُ أشعار كثية جِيَاد وَهُوَ القايل (عَاشر النَّاس بالجمي ... ل وسدد وقارب) (واحترس من أَذَى الكرا ... م وجد بالمواهب) (لَا يسود الْجَمِيع من ... لم يقم بالنوايب) (ويحوط الْأَذَى وير ... عى ذمام الْأَقْرَب) (لَا تواصل إِلَّا الشري ... ف الْكَرِيم المناصب) (من لَهُ خير شَاهد ... وَله خير غايب) (واجتنب وصل كل وغ ... د دنى المكاسب) (أَنا للشر كَارِه ... وَله غير هايب) المخرمي قَاضِي حلوان مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي أَبُو جَعْفَر الْقرشِي مَوْلَاهُم قَاضِي حلوان الْحَافِظ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره ثِقَة توفّي سنة أَربع) وَخمسين وماتين ابْن أخي الزُّهْرِيّ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم ابْن أخي الزُّهْرِيّ روى لَهُ الْجَمَاعَة وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِالْقَوِيّ قَتله غلمانه لأجل الْمِيرَاث ثمَّ قتلوا سنة سبع وَخمسين وماية انْفَرد عَن الزُّهْرِيّ بثلثة أَحَادِيث القَاضِي الْجَزرِي ابْن علاثة مُحَمَّد بن عبد الله بن علاثة القَاضِي الْجَزرِي من كبار الْعلمَاء قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن حَيَّان يروي الموضعات روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وماية قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة كَانَ يُقَال لَهُ قَاضِي الْجِنّ لِأَن بِئْرا كَانَت بَين حران وَقصر مسلمة بن عبد الْملك م ن شرب مِنْهَا خبطته الْجِنّ فجَاء فَوقف عَلَيْهَا وَقَالَ أَيهَا الْجِنّ إِنَّا قد قضينا بَيْنكُم وَبَين الْأنس لَهُم النَّهَار وَلكم اللَّيْل وَكَانَ الرجل إِذا استقى مِنْهَا نَهَارا لم يصبهُ شَيْء أسْند عَن عَبدة بن أبي لبَابَة وَالْأَوْزَاعِيّ وَغَيرهمَا ووى عَنهُ ابْن الْمُبَارك وَغَيره الراقشي العابد مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك أَبُو عبد الله الرقاشِي

العابد كَانَ يُصَلِّي كل يَوْم وَلَيْلَة أَربع ماية رَكْعَة سمع مَالك بن أنس وَغَيره وروى عَنهُ ابْن أَبُو قلَابَة وَغَيره وَهُوَ من شُيُوخ البُخَارِيّ أَعنِي مُحَمَّدًا وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وماتين ابْن قهزاذ مُحَمَّد بن عبد الله بن قهزاذ الْمروزِي بِالْقَافِ المضمومة وَالْهَاء الساكنة وَالزَّاي وَبعد الْألف ذال مُعْجمَة روى عَنهُ مُسلم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وماتين ابْن الْمُسْتَوْرد مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُسْتَوْرد الْحَافِظ الْبَغْدَادِيّ أَبُو بكر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وماتين ابْن مَيْمُون مُحَمَّد بن عبد الله بن مَيْمُون الْبَغْدَادِيّ الاسكندراني روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ قَالَ ابْن أبي حَاتِم ثِقَة صَدُوق توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وماتين الأخيطل الْأَهْوَازِي مُحَمَّد بن عبد الله بن شُعَيْب مولى بني مَخْزُوم يكنى أَبَا بكر من أهل الأهواز قدم بَغْدَاد ومدح مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر وَهُوَ ظريف مليح الشّعْر يسْلك طَرِيق أبي تَمام وَغَيره كَانَ يهاجي الحمدوني وَهُوَ القايل فِي الشَّقِيق (هذي الشقايق قد أَبْصرت حمرتها ... مَعَ السوَاد على أعناقها الذلل) (كَأَنَّهَا دمعة قد غسلت كحلاً ... جَادَتْ بهَا وَقْفَة فِي وجنتي خجل) ) وَله أَيْضا (أسمعت أذن رجائي نَغمَة النعم ... فأرعني أذنا أمرجك فِي كلمي) (رياض شعر إِذا مَا الْفِكر أمطرها ... فهما تروى لَهَا لب الْفَتى الْفَهم) (فَمَا اقْترب الْهوى من عاشق دنف ... ألذ من مَاء شعر جال فِي كرم) وَقَالَ فِي مصلوب وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة ابْن بَقِيَّة الْوَزير (كَأَنَّهُ عاشق قد مد صفحته ... يَوْم الْفِرَاق إِلَى توديع مرتحل) (أَو قايم من نُعَاس فِيهِ لوثته ... مواصل لتمطيه من الكسل) الْأَبْهَرِيّ الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن صَالح أَبُو بك التَّمِيمِي الْأَبْهَرِيّ القَاضِي شيخ الْمَالِكِيَّة الْعِرَاقِيّين فِي عصره سمع وروى وصنف فِي مذْهبه قَالَ القَاضِي

عِيَاض لَهُ فِي شرح الْمَذْهَب تصانيف ورد عل المخالفي توفّي سنة خمس وَسبعين وَثلث ماية ابْن شَاذان الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن شَاذان أَبُو بكر الرَّازِيّ الْوَاعِظ وَالِد الْمُحدث أبي مَسْعُود أَحْمد بن مُحَمَّد الْعجلِيّ تتبع أَلْفَاظ الصُّوفِيَّة وَجمع مِنْهَا كثيرا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَثلث ماية ابْن سكرة الْهَاشِمِي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْهَاشِمِي ابْن سكرة الأديب بغدادي من ذُرِّيَّة الْمَنْصُور كَانَ متسع الباع فِي أَنْوَاع الْأَدَب فايق الشّعْر لَا سِيمَا فِي المجون والسخف كَانَ يُقَال بِبَغْدَاد إِن زَمَانا جاد بِمثل ابْن حجاج وَابْن سكرة لسخي جدا وَقد شبها بالفرزدق وَجَرِير وَقيل إِن ديوانه يربى على خمسين ألف بَيت شعر كتب إِلَى ابْن العصب الْأُشْنَانِي الْبَغْدَادِيّ (يَا صديقا أفادنيه زمانٌ ... فِيهِ ضيقٌ بالأصدقاء وشُحُّ) (بَين شخصي وَبَين شخصك بُعْدٌ ... غيرَ أنَّ الخيالَ بالوصلِ سمحُ) (إِنَّمَا أوجب التباعد منّا ... أنني سُكَّرٌ وَأَنَّك ملح) فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ (هَل يَقُول الإخوان يَوْمًا لخلٍّ ... شابَ منهُ مَحْض الْمَوَدَّة قدح) (بَيْننَا سكر فَلَا تفسدنه ... أم يَقُولُونَ بَيْننَا ويك ملح) وَقَالَ ابْن سكرة) (تهت علينا وَلست فِينَا ... ولي عهد وَلَا خليفه) (فَلَا تقل لَيْسَ فِي عيب ... قد تقذف الْحرَّة العفيفه) (وَالشعر نَار بِلَا دُخان ... وللقوافي رقى لطيفه) (كم من ثقيل الْمحل سَام ... هوت بِهِ أحرف خفيفه) (لَو هجي الْمسك وَهُوَ أهل ... لكل مدح لصار جيفه) (فته وزد مَا عَليّ جَار ... يقطع عني وَلَا وظيفه) وَقَالَ (قيل مَا أَعدَدْت للبر ... د فقد جَاءَ بشده) (قلت دراهة عري ... تحتهَا جُبَّة رعده) وينسب إِلَيْهِ وَهُوَ لطيف جدا

(نزلتي بِاللَّه زولي ... وانزلي غير لهاتي) (واتركي حلقي بحقي ... فَهُوَ دهليز حَياتِي) وَله البيتان المشهوران اللَّذَان بنى الحريري عَلَيْهِمَا المقامات الكرجية وهما (جَاءَ الشتَاء وَعِنْدِي من حوايجه ... سبع إِذا الْقطر عَن حاجاتنا حبسا) (كن وكيس وكانون وكأس طلا ... بعد الكباب وكس ناعم وكسا) وَقد اشْتهر كثيرا ونظم النَّاس على هَذَا الأسلوب كثيرا لما قَرَأت المقامات الحريرية على الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين أبي الثَّنَاء مَحْمُود الْكَاتِب الْحلَبِي رَحمَه الله ووصلت إِلَى بَيْتِي ابْن سكرة أَنْشدني لبَعْضهِم مواليا (لقيتها قلت وقيتي من الْآفَات ... بِاللَّه ارحمي صبك المضنى والامات) (قَالَت تُرِيدُ بحدوثه وخرافات ... تنصب علينا وَتَأْخُذ سادس الكافات) ثمَّ إِنَّه التفتف إل الْحَاضِرين وَقَالَ هَل فِيكُم من يحفظ من نوع بَيْتِي ابْن سكرة شَيْئا فَأَنْشد بعد الْحَاضِرين قَول ابْن التعاويذي (إِذا اجْتمعت فِي مجْلِس الشّرْب سَبْعَة ... فبادر فَمَا التَّأْخِير عَنهُ صَوَاب) (شواء وشمام وَشهد وشادن ... وشمع وشاد مطرب وشراب) وَسكت الْجَمَاعَة فَأَنْشَدته لِابْنِ قزل) (عجل إِلَيّ فعندي سَبْعَة كملت ... وَلَيْسَ فِيهَا من اللَّذَّات إعواز) (طَال وطبل وطنبور وطاس طلا ... وطفلة وطباهيج وطناز) وأنشدته لَهُ أَيْضا (جَاءَ الخريف وَعِنْدِي من حوايجه ... سبع بِهن قوام السّمع وَالْبَصَر) (موز ومز ومحبوب ومايدة ... ومسمع ومدام طيب ومري) وأنشدته أَيْضا قَول الآخر (رمتنا يَد الْأَيَّام عَن قَوس خطبهَا ... بِسبع وَهل نَاجٍ من السَّبع سَالم) (غلاء وغازان وغزو وغربة ... وغم وغدر ثمَّ غين ملازم)

فأعجبه ذَلِك علقه ثمَّ إِنَّه قَالَ إِلَّا أَن من خَاصَّة هَذَا النوعأنه لَا بُد أَن يكون بعض السَّبْعَة مَوْصُوفا ليقوم الْوَزْن بذلك فاستقريت مَا أحفظه فَكَانَ كَذَلِك وَالْعلَّة فِي هَذَا أَنَّهَا سَبْعَة أَلْفَاظ وَيُرِيد النَّاظِم أَن يَأْتِي بهَا فِي بَيت وَاحِد فيضطره الْوَزْن إِلَى زِيَادَة لَفْظَة ليَكُون كل أَرْبَعَة فِي نصف وَبَقِي هَذَا الْكَلَام فِي ذهني وَلم أكن إِذْ ذَاك مشتغلاً بِغَيْر التَّحْصِيل وَالْقِرَاءَة والمطالعة إِلَى أَن اشتغلت بِبَعْض الْعلم فَأَرَدْت امتحان الخاطر المخاطر بنظم شَيْء فِي هَذِه الْمَادَّة بِحَيْثُ أَن يكون سَبْعَة أَلْفَاظ بِغَيْر زِيَادَة وصف فاتفق لي أَن قلت (إِذا تيَسّر لي فِي مصر وَاجْتمعت ... سبع فَإِنِّي فِي اللَّذَّات سُلْطَان) (خود وخمر وخاتون وخادمها ... وخلسة وخلاعات وخلان) وَقلت أَيْضا (إِن قدر الله لي فِي الْعُمر وَاجْتمعت ... سبع فَمَا أنافي أَنا فِي اللَّذَّات مغبون) (قصر وَقدر وقواد وقحبته ... وقهوة وقناديل وقانون) وَقلت أَيْضا فِي الْجمع بَين ثَمَانِيَة (ثَمَانِيَة إِن يمسح الدَّهْر لي بهَا ... فَمَالِي عَلَيْهِ بعد ذَلِك مَطْلُوب) (مقَام ومشروب ومزح ومأكل ... ومله ومشموم وَمَال ومحبوب) وَقلت أَيْضا (إِلَى مَتى أَنا لَا أَنْفك فِي بلد ... رهين جيمات جور كلهَا عطب) (الْجُوع والجري وَالْجِيرَان والجدري ... وَالْجهل والجبن والجرذان والجرب) ) وَلِلنَّاسِ فِي هَذَا النَّوْع كثير وَلَكِن خفت تَطْوِيل هَذِه التَّرْجَمَة بايراد مَا يحضرني فِي ذَلِك فأخرت كل شَيْء أعرفهُ ليرد فِي تَرْجَمَة قايله توفّي ابْن سكرة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثلث ماية الْحَاجِب الْملك الْمَنْصُور الأندلسي مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عَامر مُحَمَّد بن الْوَلِيد القحطاني الْمعَافِرِي الأندلسي الْحَاجِب الْملك الْمَنْصُور أَبُو مَنْصُور كَانَ مُدبر دولة الْمُؤَيد بِاللَّه هِشَام بن الْمُسْتَنْصر الْأمَوِي عمد أول تغلبه إِلَى خزاين كتب الْمُسْتَنْصر فأبرز مَا فِيهَا من صنوف التواليف بِمحضر خواصه الْعلمَاء وأمرا بإفراد مَا فِيهَا من كتب الأوايل حاشى كتب الطِّبّ والحساب وَأمر باحراقها وأحرقت وطم بَعْضهَا وَكنت كَثِيرَة جدا فعل ذَلِك تحبباً إِلَى الْعَوام وتقبيحاً لرأي الْمُسْتَنْصر غزا مَا لم يغزه أحد الْمُلُوك وَفتح كثيرا وَكَانَ الْمُؤَيد مَعَه صُورَة ودانت لَهُ الأندلس وَكَانَ إِذا حضر من غَزْوَة نفض غباره وَجمعه وَأمر عِنْد مَوته أَن يذر مَا جمع على كَفنه وَتُوفِّي مبطوناً بِمَدِينَة سَالم سنة ثلث وَتِسْعين وَثلث ماية وللشعراء فِيهِ أمداح

كَثِيرَة وَكَانَ رُبمَا صلى الْعِيد فَحدثت لَهُ نِيَّة فِي الْغَزْو فَلم يرجع إِلَى الْقصر وَسَار لوجهته على الْفَوْر وأصابه النقرس فَكَانَ يَغْزُو فِي محفة وَكَانَ مجدوداً فِي الحروب غزا إِحْدَى وَخمسين غَزْوَة قَالَ صَاحب الريعان وَالريحَان وَالروم تعظم قَبره إِلَى الْيَوْم وَكَانَت مدَّته سِتا وَعشْرين سنة وَولى بعده ابْنه عبد الْملك بن مُحَمَّد والحاجب مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عَامر الْمَذْكُور هُوَ الَّذِي فرق شَمل القبايل بالأندلس وَدون الدَّوَاوِين للمرتزقة من الْجنُود وألزم النَّاس المعاون دون الحركات على قدر غلاتهم فَصَارَ الْعَرَب وأصناف النَّاس رعية وَإِنَّمَا كَانَ النَّاس من قبل هَذَا يجاهدون فِي قبايلهم وعَلى أَمْوَالهم وحرك الأنفة بينالمضرية واليمانية وَاسْتظْهر بالبربر والموالي وَكَانَ مبلغ المرتزقين فِي ديوانه اثنى عشر ألف فَارس وَأَرْبع ماية ثلث من الْعَرَب وَثلث من البربر وَثلث من الموَالِي لكَي لَا يتألف على خِلَافه صنف فيستظهر بالصنفين على مخالفيه وَكَانَ حزر الْمُطوِّعين مَعَه من أهل الأندلس اثْنَيْنِ وَعشْرين ألف فَارس وَملك من العدوة إِلَى سجلماسة وَبني مَدِينَة الزاهرة بشرقي قرطبة على النَّهر الْأَعْظَم محاكياً للزهراء وَبني قنطرة رشنشاقة على النَّهر الْأَعْظَم محاكياً للجسر الْأَكْبَر بقرطبة وَزَاد فِي الْجَامِع مثلَيْهِ ابْن المستكفي بِاللَّه مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو الْحسن ابْن) المستكفي بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ ابْن المكتفي ابْن المعتضد ابْن الْأَمِير الْمُوفق ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور فَارق أَبُو الْحسن هَذَا بَغْدَاد لما خلع وَالِده وسملت عَيناهُ وهرب فَدخل الشَّام ومصر وَأقَام هُنَاكَ ذكر ثَابت بن سِنَان الصَّابِئ أَن مُحَمَّد بن المستكفي كَانَ عِنْد كافور الأخشيذي فلاذ بِهِ جمَاعَة وأطمعوه فِي الْخلَافَة وَقَالُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْمهْدي من بعدِي اسْمه أسمى وَاسم أَبِيه اسْم أبي وَأَنت إِن عدت إِلَى بَغْدَاد بَايع لَك الديلم بالخلافة فَدَخلَهَا سرا وَبَايَعَهُ جمَاعَة من الديلم سنة سبع وَخمسين وَثلث ماية فَاطلع الْملك عز الدولة بختيار ابْن معز الدولة على ذَلِك وَكَانَ قد قَالَ إِن وَالِدي كَانَ نصبني فِي الْخلَافَة بعده وَكتب اسْمِي على الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَصَحبه خلق من أهل بَغْدَاد مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم اسماعيل بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بزنجي وترتب لَهُ وزيراً فَأمر عز الدولة بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وَنفذ إِلَى دَار الْخلَافَة فجدع أَنفه وَقطعت شفته الْعليا وشحمتا أُذُنَيْهِ وَحبس فِي دَار الْخلَافَة وَكَانَ مَعَه أَخُوهُ عَليّ وأنهما هربا من دَار الْخلَافَة فِي يَوْم عيد واختلطا بِالنَّاسِ مضيا فَلم يعلم لَهما خبر إِلَى هَذِه الْغَايَة قَالَ ابْن النجار وَلما هرب قصد خُرَاسَان وَدخل مَا وَرَاء النَّهر وَسمع الحَدِيث ببخارا من أبي حَاتِم البستي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثلث ماية وَكَانَ قد اجْتمع بالمتنبي فِي مصر وروى عَنهُ شَيْئا من شعره قَالَ أَنْشدني المتنبئ لنَفسِهِ

(لاعبت بالخاتم إنسانة ... كَمثل بدر فِي الدجا الفاحم) (فَكلما حاولت أخذي لَهُ ... من البنان المترف الناعم) (ألقته فِي فِيهَا فَقلت انْظُرُوا ... قد خبت الْخَاتم فِي الْخَاتم) أَبُو الدبس ابْن السفاح مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو عبد الله بن أبي الْعَبَّاس السفاح ذكر الصولي أَن أمه أم سَلمَة بنت يَعْقُوب بن سَلمَة بن عبد الله بنالمغيرة المَخْزُومِي ولد بِأَرْض البلقاء من أَعمال دمشق وَخرج مَعَ أَبِيه السفاح إِلَى الْكُوفَة وولاه عَمه الْمَنْصُور الْبَصْرَة وَكَانَ كثير الطّيب يمْلَأ لحيته بالغالية إِذا ركب فلقبوه أَبَا الدبس لِأَنَّهُ لما قدم الْبَصْرَة كَانَ فِي يَوْم صايف فَصَعدَ الْمِنْبَر وخطب ولحيته تقطر على قبايه كَأَنَّهُ دوشاب توفّي بِبَغْدَاد سنة تسع وَأَرْبَعين وماية وَمن شعره (أيا وقْعَة الْبَين مَاذَا شببت ... من النَّار فِي كبد المغرم) (رميت جوانحه إِذْ رميت ... بقوس مسددة الأسهم) ) (وقفنا لِزَيْنَب يَوْم الْوَدَاع ... على مثل جمر الغضا المضرم) (فَمن صرف دمع جرى للفراق ... وممتزج بعده بِالدَّمِ) أَبُو الْحسن ابْن الْمُهْتَدي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي بِاللَّه أَبُو الْحسن ابْن أبي جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ من بَيت مَشْهُور بِالْعَدَالَةِ وَالرِّوَايَة والخطابة والتقدم سمع الحَدِيث قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ وَهُوَ متأدب من أهل الْفضل لَهُ شعر مطبوع وأخلاقه حَسَنَة وَفِيه كيس وتودد وتواضع توفّي سنة أَرْبَعِينَ وست ماية وَمن شعره (لن لأعاديك إِذا مَا بغوا ... ودارهم مَا اسطعت أوداجهم) (فَإِن تمكنت فرويهم ... يَا ذَا النهى من دم أَو داجهم) ابْن عبد كَانَ الْكَاتِب مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مودود الْمَعْرُوف بِابْن عبد كَانَ أَبُو جَعْفَر الْكَاتِب المنشئ صَاحب الرسايل الْمُدَوَّنَة فِي عشر مجلدات توفّي سنة سبعين وماتين وَكَانَ على المكاتبات والترسل مُنْذُ أَيَّام أَحْمد بن طولون ومكاتباته وأجوبته مَوْجُودَة إِلَى آخر أَيَّام أبي الْجَيْش خمارويه بن أَحْمد وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقسم كَانَ أول أَمر ابْن عبد كَانَ أَنه ولى الْبَرِيد بِدِمَشْق وحمص ثمَّ صَار كَاتب أبي الْجَيْش خمارويه بن أَحْمد وَمن رِسَالَة كتبهَا إِلَى أَحْمد بن الْمُدبر (لم يبْق غَيْرك من يخْشَى ويرتقب ... وَلَا يُرْجَى إِذا مَا نابت النوب) (لَوْلَا قيامك بالدنيا تدبرها ... يَا ابْن الْمُدبر لاستهوى بهَا العطب)

(دَانَتْ لَك الأَرْض أولاها وَآخِرهَا ... فالقرب متسق والبعد مقترب) (إِن الْخلَافَة إِن أثبت عَلَيْك فَمَا ... أوليتها فلهَا تنأى وتقترب) (تذود عَنْهَا وتحمي مَا حمته وَلَا ... يشوب جدك فِي توقيرها لعب) (مَا إِن تَدور رحى للحرب تعرفها ... إِلَّا وَأَنت لَهَا فِي دورها القطب) وَهِي أَكثر من هَذَا وَمِمَّا كتبه إِلَى أبي بكر بن أَيمن (إِذا كنت عِنْد الْجد فِي الْجد عُمْدَة ... وَلَا أَنْت عِنْد الْهزْل تصلح للهزل) (فَمَاذَا علينا أَن تكون حِجَارَة ... من الأَرْض لَا تندى بوبل وَلَا هطل) الأودني الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن نصير بن وَرْقَاء أَو ورقة الأودني بِضَم الْهمزَة وَقيل بِفَتْحِهَا وأودن قَرْيَة من بخارا كَانَ إِمَام الشَّافِعِيَّة بِمَا وَرَاء النَّهر فِي زَمَانه وَكَانَ) من أزهد الْفُقَهَاء يبكي على تَقْصِيره وَمن أعبدهم وأورعهم وَله وَجه فيالمذهب وَمن غرايب وجوهه أَن الرِّبَا حرَام فِي كل شَيْء فَلَا يجوز بيع مَال بِجِنْسِهِ مُطلقًا وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثلث ماية وَدفن بكلاباذ وَذكره صَاحب الْوَسِيط فِي مَوَاضِع عديدة الْحَافِظ الجوزقي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الْحَافِظ أَبُو بكر الشَّيْبَانِيّ الجوزقي بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة وَالْوَاو الساكنة وَالزَّاي الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا قَاف شيخ نيسابور وَابْن محدثها صنف الْمسند الصَّحِيح على كتاب مُسلم قَالَ الْحَاكِم وانتقيت لَهُ فوايد فِي عشْرين جُزْءا ثمَّ بعْدهَا ظهر سَمَاعه من السراح توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثلث ماية وجوزق قَرْيَة من قرى نيسابور ابْن دِينَار الْفَقِيه الزَّاهِد مُحَمَّد بن عبد الله بن دِينَار أَبُو عبد الله الْفَقِيه الزَّاهِد النَّيْسَابُورِي رغب عَن الْفَتْوَى لاشتغاله بِالْعبَادَة كَانَ يحجّ دايماً وَيعود وَتُوفِّي عِنْد مُنْصَرفه من الْحَج سنة ثمن وثلثين وَثلث ماية وَدفن عِنْد قبر أبي حنيفَة رحمهمَا الله تَعَالَى الصفار الْخُرَاسَانِي الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو عبد الله الصفار مُحدث عصره بخراسان أَقَامَ أَرْبَعِينَ سنة لم يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء حَيَاء من الله وَكَانَ يَقُول

اسْمِي اسْم رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسم أبي اسْم أَبِيه وَاسم أُمِّي آمِنَة توفّي سنة تسع وثلثين وَثلث ماية فِي ذِي الْقعدَة ابْن حمشاذ الزَّاهِد مُحَمَّد بن عبد الله بن حمشاذ أَبُو مَنْصُور النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد أحد الْأَعْلَام تخرج بِهِ جمَاعَة وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثلث ماية السلَامِي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْقرشِي المَخْزُومِي السلَامِي بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَاللَّام المخففة نِسْبَة إِلَى دَار السَّلَام نَشأ بِبَغْدَاد وَلَقي جمَاعَة بالموصل من الأدباء مِنْهُم الببغا وَأَبُو عُثْمَان الخالدي وَأَبُو الْحسن التلعفري وأعجبهتهم براعته على حَدَاثَة سنة وَبَالغ الصاحب فِي إكرامه لما قَصده وَكَانَ يَقُول إِذا رَأَيْته فِي مجلسي ظننته عُطَارِد نزل من الْفلك ووقف بَين يَدي توفّي السلَامِي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثلث وَتِسْعين وَثلث ماية وَولد فِي كرخ بَغْدَاد سنة سِتّ وثلثين وَهُوَ من ولد الْوَلِيد بن الْمُغيرَة أخي خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ الثعالبي هُوَ من أشعر أهل الْعرَاق قولا بالاطلاق وَأول شعر قَالَه فِي الْمكتب (بدايع الْحسن فِيهِ مفترقه ... وأعين النَّاس فِيهِ متفقه) ) (سِهَام ألحاظه مفوقة ... فَكل من رام لَحْظَة رشقه) (قد كت بالْحسنِ فَوق وجنته ... هَذَا مليح وَحقّ من خلقه) اتهمه الْجَمَاعَة المذكورون أَولا فِي تَرْجَمته لحداثة سنه فِيمَا ينشدهم فَصنعَ الخالدي دَعْوَة للشعراء وَفِيهِمْ السلَامِي فَلم يَلْبَثُوا أَن جَاءَ مطر شَدِيد وَبرد حَتَّى غطى وَجه الأَرْض فَألْقى الخالدي نارنجاً كَانَ هُنَاكَ وَقَالَ صفوا هَذَا فَقَالَ السلَامِي ارتجالاً (لله در الخالدي ... الأوحد النّدب الخطير) (أهْدى لماء المزن عَنَّا ... د جموده نَار السعير) (لَا تعذلوه فَإِنَّمَا ... بعث الخدود إِلَى الثغور) فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك مِنْهُ أَمْسكُوا عَنهُ إِلَّا التلعفوي فَإِنَّهُ أَقَامَ على قَوْله فِيهِ حَتَّى قَالَ السلَامِي فِيهِ (سما التلعفري إِلَى وصالي ... وَنَفس الْكَلْب تكبر عَن وصاله) (يُنَافِي خلقه خلقي وتأبى ... فعالي أَن تُضَاف إِلَى فعاله) (فصنعتي النفسية فِي لساني ... وصنعته الخسيسة فِي قذاله)

(فَإِن أشعر فَمَا هُوَ من رجالي ... وَإِن يصفع فَمَا أَنا من رِجَاله) وَله فِيهِ أهاجي كَثِيرَة ومدح الصاحب ابْن عباد وَهُوَ بأصبهان بقصيدته البائية الَّتِي مِنْهَا (تبسطنا على الآثام لما ... رَأينَا الْعَفو من ثَمَر الذُّنُوب) ومدح عضد الدولة ابْن بويه بقصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا (إِلَيْك طوى عرض البسيطة عَاجل ... قصارى المطايا أَن يلوح لَهَا الْقصر) (فَكنت وعزمي فِي الظلام وصارمي ... ثلثة أَشْيَاء كَمَا اجْتمع النسْر) (وبشرت آمالي بِملك هُوَ الوارى ... وَدَار فِي الدُّنْيَا وَيَوْم هُوَ الدَّهْر) وَمثله قَول أبي الطّيب (هِيَ الْغَرَض الْأَقْصَى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدُّنْيَا وَأَنت الخلايق) وَقَول الأرجاني (يَا سايلي عَنهُ لما جِئْت أمدحه ... هَذَا هُوَ الرجل العاري من الْعَار) (لَقيته فَرَأَيْت النَّاس فِي رجلٍ ... والدهر فِي سَاعَة وَالْأَرْض فِي دَار) والسلامي فِي هَذَا الْمَعْنى فِي الطَّبَقَة الأولى حسنا والأرجاني فِي الْوُسْطَى وأبى الطّيب فِي) السافلة مَعَ نقص الْمَعْنى وَرَأَيْت جمَاعَة من الأفاضل ينشدون قَول السلَامِي فَكنت وعزمي والظلام وصارمي الْبَيْت فَأَقُول لَهُ فِي الظلام فَيَقُول والظلام فَأَقُول فَيكون الْمَعْدُود أَرْبَعَة وَقد قَالَ ثلثة أَشْيَاء فَمنهمْ من يَهْتَدِي إِلَى الصَّوَاب وَمِنْهُم من لم يهتد ويصر على الْخَطَأ وَمن غرر شعره قَوْله (نبهت نَدْمَانِي وَقد ... عبرت بِنَا الشعرى العبور) (والبدر فِي أفق السما ... ء كروضة فِيهَا غَدِير) (هبوا فقد عيي الرقي ... ب ونام وانتبه السرُور) (وَأَشَارَ إِبْلِيس فَقل ... نَا كلنا نعم المشير) (صرعى بمعركة يع ... فى الْوَحْش عَنْهَا والنسور) (نوار روضتنا خدو ... د والغصون بهَا خصور) (طَاف السقاة بهَا كَمَا ... أَهْدَت لَك الصَّيْد الصقور) (عذراء يكتمها المزا ... ج كَأَنَّهَا فِيهِ ضمير) (ويظن تَحت حبابها ... خد تقبله ثغور)

(حَتَّى سجدنا والإما ... م أمامنا بِمَ وَزِير) ابْن اللبان الفرضي مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن أَبُو الْحُسَيْن ابْن اللبان الْبَصْرِيّ الفرضي الْعَلامَة حدث بسنن أبي دَاوُد وسمعها من الْمَذْكُور أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَقَالَ انْتهى إِلَيْهِ علم الفرايض وصنف فِيهِ كتبا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع ماية الهرواني الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن يحيى بن حَاتِم الْجعْفِيّ القَاضِي أَبُو عبد الله الْكُوفِي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالهرواني أحد الأيمة الْأَعْلَام يفنى بِمذهب أبي حنيفَة حدث بِبَغْدَاد ووثقة الْخَطِيب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع ماية الْحَاكِم ابْن البيع مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن حَمْدَوَيْه بن نعيم بن الحكم الضَّبِّيّ الطهماني النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ أَبُو عبد الله الْحَاكِم الْمَعْرُوف بِابْن البيع صَاحب التصانيف فِي عُلُوم الحَدِيث ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى عشْرين وَثلث ماية وَطلب الْعلم من الصغر باعتناء أَبِيه وَأول سَمَاعه سنة ثلثين واستملى على أبي حَاتِم ابْن حبَان سنة أَربع وثلثين وَوصل الْعرَاق سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وانتخب على خلق كثير وجرح وَعدل وَقبل قَوْله فِي ذَلِك) لسعة علمه ومعرفته بالعلل وَالصَّحِيح والسقيم وتفقه على أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وَأبي سهل الصعلوكي وَغَيرهمَا ورحل إِلَيْهِ من الْبِلَاد وَاتفقَ لَهُ من التصانيف مَا لَعَلَّه يبلغ ألف جُزْء من تَخْرِيج الصَّحِيحَيْنِ والعلل والتراجم والأبواب والشيوخ والمجموعات مثل معرفَة عُلُوم الحَدِيث ومستدرك الصَّحِيحَيْنِ وتاريخ النيسابوريين وَكتاب مزكى الْأَخْبَار والمدخل إِلَى علم الصَّحِيح وَكتاب الأكليل وفضايل الشَّافِعِي إِلَى غير ذَلِك وَتُوفِّي ثامن صفر سنة خمس وَأَرْبع ماية قَالَ يَا قوت قَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي سَأَلت الإِمَام أَبَا إسمعاعيل عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ بهراة عَن أبي عبد الله الْحَاكِم النَّيْسَابُورِي فَقَالَ ثِقَة فِي الحَدِيث رَافِضِي خَبِيث قَالَ وَكَانَ الْحَاكِم رَحمَه الله شَدِيد التعصب للشيعة فِي الْبَاطِن وَكَانَ يظْهر التسنن فِي التَّقْدِيم

والخلافة وَكَانَ منحرفاً عَن مُعَاوِيه غالياً فِيهِ وَفِي أهل بَيته يتظاهر بِهِ وَلَا يعْتَذر مِنْهُ قَالَ وَسمعت أَبَا الْفَتْح سمكويه الْأَصْبَهَانِيّ بهراة يَقُول سَمِعت عبد الْوَاحِد المليحي يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الرَّحْمَن السلمى يَقُول دخلت على الْحَاكِم أبي عبد الله وَهُوَ فِي دَاره لَا يُمكنهُ الْخُرُوج إِلَى الْمَسْجِد من جِهَة أَصْحَاب أبي عبد الله بن كرام وَذَلِكَ أَنهم كسروا منبره ومنعوه من الْخُرُوج فَقلت لَهُ لَو خرجت وأمليت فِي فضايل هَذَا الرجل حَدِيثا لاسترحت من هَذِه المحنة فَقَالَ لَا يجيئ من قلبِي لَا يَجِيء من قلبِي لَا يجِئ منقلبي قَالَ ابْن طَاهِر وَمن بحث عَن تصانيفه رأى فِيهَا العجايب من هَذَا الْمَعْنى خَاصَّة الْكتاب الَّذِي صنفه وَسَماهُ فِيمَا زعم الْمُسْتَدْرك على الصَّحِيحَيْنِ لَعَلَّ أَكْثَره إِنَّمَا قصد بِهِ ثلب أَقوام ومدح أَقوام وَقَالَ أَبُو سعدالماليني طالعت كتاب الْمُسْتَدْرك على الشَّيْخَيْنِ الَّذِي صنفه الْحَاكِم من أَوله إِلَى آخِره فَلم أر فِيهِ حَدِيثا على شَرطهمَا ابْن أبي زمنين مُحَمَّد بن عبد الله بن عِيسَى بن مُحَمَّد المري الإِمَام أَبُو عبد الله الإلبيري الْمَعْرُوف بِابْن أبي زمنين بِفَتْح الزَّاي وَالْمِيم وَكسر النُّون نزيل قرطبة سمع وروى كَانَ عَارِفًا بِمذهب مَالك متفنناً فِي الْأَدَب وَالشعر مقتفياً لآثار السّلف لَهُ المقرب فِي اخْتِصَار الْمُدَوَّنَة لَيْسَ فِي مختصراتها مثله وَمُنْتَخب الْأَحْكَام الَّذِي سَار فِي الْآفَاق والوثايق وَالْمذهب فِي الْفِقْه ومختصر تَفْسِير ابْن سَلام وحياة الْقُلُوب فِي الزّهْد وَأنس المريدين والنصايح الْمَنْظُومَة شعره وأدب الْإِسْلَام وأصول السّنة توفّي سنة أَربع ماية أَو مَا قبلهَا المَسْعُودِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الله بن مَسْعُود بن أَحْمد المَسْعُودِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي إِمَام فَاضل مبرز من أهل مرو تفقه على أبي بكر الْقفال الْمروزِي وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَأحسن) فِيهِ وروى قَلِيلا من الحَدِيث عَن أستاذه الْقفال وَحكى الْغَزالِيّ عَنهُ فِي كتاب الْوَسِيط فِي الْإِيمَان فِي الْبَاب الثُّلُث فِيمَا يَقع بِهِ الْحِنْث مَسْأَلَة لَطِيفَة فَقَالَ فرع لَو حلف لَا يَأْكُل بيضًا ثمَّ انْتهى إِلَى رجل فَقَالَ وَالله لآكلن مَا فِي كمك فَإِذا هُوَ بيض فقد سُئِلَ الْقفال عَن هَذِه الْمَسْأَلَة وَهُوَ على الْكُرْسِيّ فَلم يحضر الْجَواب فَقَالَ المَسْعُودِيّ تِلْمِيذه يتَّخذ مِنْهُ الناطف ويأكله فَيكون قد أكل مَا فِي كمه وَلم يَأْكُل الْبيض فَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ توفّي فِي سنة نَيف وَعشْرين وَأَرْبع ماية ونسبته إِلَى جده ابْن أبي عَبَايَة مُحَمَّد بن عبد الله بن أبان بن قُرَيْش أَبُو بكر الهيتي الْمَعْرُوف بِابْن أبي عَبَايَة كَانَت أُصُوله كَثِيرَة الْخَطَأ إِلَّا أَنه كَانَ صَالحا مغفلاً مَعْرُوفا بِالْخَيرِ توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع ماية

ابْن الْمعلم العابد مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو الْفرج الدِّمَشْقِي الدِّمَشْقِي العابد الْمَعْرُوف بِابْن الْمعلم الَّذِي بنى كَهْف جِبْرِيل بجبل قاسيون كَانَ مجاب الدعْوَة قَالَ ابْن عَسَاكِر كَانَ قرَابَة لنا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ عشرَة وَأَرْبع ماية ابْن الدوري مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن أَبُو بكر وَيُقَال أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي النَّحْوِيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن الدوري روى الحَدِيث وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانُوا يَتَّهِمُونَهُ فِي دينه توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع ماية وَمن شعره ابْن باكويه الصُّوفِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبيد بن باكويه أَبُو عبد الله الشِّيرَازِيّ أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة الْكِبَار سمع وَحدث وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع ماية ابْن ريذه مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن زِيَاد أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ التَّاجِر الْمَعْرُوف بِابْن ريذه روى عَن الطَّبَرَانِيّ مُعْجَمه الْكَبِير وَالصَّغِير والفتن لنعيم بن حَمَّاد وَطَالَ عمره وَتفرد فِي وقته قَالَ ابْن مندة فِيهِ الثِّقَة الْأمين كَانَ أحد وُجُوه النَّاس حسن الْخط يعرف طرفا من النَّحْو واللغة روى عَنهُ خلق آخِرهم موتا فَاطِمَة الجوزدانية توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبع ماية وريذة بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح الذَّال الْمُعْجَمَة وَبعدهَا هَاء المظفر بَان الافطس مُحَمَّد بن عبد الله بن مسلمة أَبُو رك التجِيبِي الملقب بالمظفر صَاحب بطليوس يعرف بِابْن الْأَفْطَس كَانَ أديباً جم الْمعرفَة جمَاعَة للكتب لم يكن فِي مُلُوك الأندلس) من يفوقه فِي ذَلِك وَله التَّذْكِرَة فِي عدَّة فنون تكون فِي خمسين مجلداً توفّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبع ماية ابْن تومرت مُحَمَّد بن عبد الله بن تومرت أَبُو عبد الله الملقب بالمهدي المصمودي الهرغي بالراء الساكنة والغين الْمُعْجَمَة صَاحب دَعْوَة السُّلْطَان عبد الْمُؤمن ملك الغرب لَقِي الْغَزالِيّ والكياء الهراسي وَأَبا بكر الطرطوشي وجاور بِمَكَّة وَحصل طرفا جيدا من الْعلم وَكَانَ ورعاً ناسكاً مهيباً متقشفاً مخشوشناً أماراً بالمعرف كثير الإطراق متعبداً يبتسم إِلَى من لقِيه وَلَا يصحب من الدُّنْيَا إِلَّا عَصا وركوة وَكَانَ شجاعاً جرئاً فصيحاً عَاقِلا بعيد الْغَوْر وَإِذا خَافَ من الْبَطْش بِهِ خلط فِي كَلَامه ليظن أَنه مَجْنُون كَانَ قد رأى فِي مَنَامه أَنه شرب الْبَحْر جَمِيعه كرتين وَمن شعره (أخذت بأعضادهم إِذْ نأوا ... وخلفك الْقَوْم إِذْ ودعوا) (فكم أَنْت تنْهى وَلَا تَنْتَهِي ... وَتسمع وعظاً وَلَا تسمع) (فيا حجر الشحذ حَتَّى مَتى ... تسن الْحَدِيد وَلَا تقطع)

قيل إِنَّه رأى فِي الصَّعِيد أَو بِمصْر أَو الْقَاهِرَة سبّ الصَّحَابَة على بعض الْمَسَاجِد مَكْتُوبًا فَقَالَ مَا هَذِه دَار سَلام وَأنْشد (ذَرْنِي وَأَشْيَاء فِي نَفسِي مخبأة ... لألبسن لَهَا درعاً وجلبابا) (وَالله لَو ظَفرت كفي ببغيتها ... مَا كنت عَن ضرب أَعْنَاق الورى آبى) (حَتَّى أطهر هَذَا الدّين من نجس ... وَأوجب الْحق للسادات إِيجَابا) (وَأَمْلَأُ الأَرْض عدلا بعد مَا ملئت ... جوراً وأفتح لِلْخَيْرَاتِ أبوابا) وَلما ركب من اسكندرية فِي الْبَحْر مُتَوَجها إِلَى بِلَاد أَخذ يُنكر على أهل السَّفِينَة ويلزمهم بِالصَّلَاةِ والتلاوة وَوصل إِلَى المهدية وصاحبها يحيى بن تَمِيم الصهناجي وقرأوا عَلَيْهِ كتبا فِي الْأُصُول وَكسر أواني الْخُمُور ثمَّ نزح إِلَى بجاية فَأخْرج مِنْهَا إِلَى قَرْيَة يُقَال لَهَا ملالة فَوجدَ بهَا عبد الْمُؤمن بن عَليّ الْقَيْسِي يُقَال إِن ابْن تومرت كَانَ قد وَقع بِكِتَاب فِيهِ صفة عبد الْمُؤمن وَهُوَ رجل يظْهر بالمغرب الْأَقْصَى من ذُرِّيَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو إِلَى الله يكون مقَامه ومدفنه بِموضع من الغرب يُسمى ت ى ن م ل ويجاوز وقته الماية الْخَامِسَة فألقي فِي ذهنه أَنه هُوَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لَهُ مَا اسْمك قَالَ عبد الْمُؤمن فَقَالَ الله أكبر أَنْت بغيتي فَأَيْنَ) مقصدك قَالَ الشرق لطلب الْعلم قَالَ قد وجدت علما وشرفاً اصحبني تنله فوافقه فَألْقى إِلَيْهِ مُحَمَّد أمره وأودعه سره وَكَانَ مُحَمَّد صحب عبد الله الونشريشي بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون النُّون وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا رَاء مَكْسُورَة وياء آخر الْحُرُوف ساكة وشين أُخْرَى وَهِي من أَعمال إفريقية ففاضوه فِيمَا عزم عَلَيْهِ فوافقه أتم مُوَافقَة وَكَانَ الونشريشي فَاضلا أَيْضا فصحياً وتفاوضا فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد أرى أَن تكْتم مَا أَنْت عَلَيْهِ من الْعلم والفصاحة وَتظهر العي وَالْعجز واللكن فَفعل ذَلِك ثمَّ إِن مُحَمَّدًا استدنى من المغاربة أشخاصاً أَغْمَارًا أجلاداً وَكَانُوا ستى وَسَار بهم لى أقْصَى الْمغرب ثمَّ بعد ذَلِك اجْتمع بِعَبْد الْمُؤمن وتوجهوا إِلَى مراكش وصاحبها عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين وبحضرته رجل يُقَال لَهُ مَالك بن وهيب الأندلسي وَكَانَ عَالما صَالحا فشرع فِي الْإِنْكَار ابْن تومرت على عَادَته وَأنكر على ابْنة الْملك وقصته مَعهَا يطول شرحها فَبلغ خَبره الْملك وَأَنه يتحدث تَغْيِير الدولة فَتحدث مَعَ ابْن وهيب فَقَالَ أرى أَن تحضره وَأَصْحَابه ونسمع كَلَامه بِحُضُور الْعلمَاء وَكَانُوا مقيمين فِي مَسْجِد خراب خَارج الْبَلَد فَلَمَّا حَضَرُوا سَأَلَهُ مُحَمَّد بن أسود قَاضِي المرية وَقَالَ مَا الَّذِي يذكر عَنْك فِي حق هَذَا الْملك الْعَادِل المنقاد إل الْحق فَقَالَ مُحَمَّد الَّذِي نقل عني قلته ولي من رُوَائِهِ أَقْوَال فَهَل بلغك يَا قَاضِي أَن الْخمر تبَاع جَهرا والخنازير تمشي بَين الْمُسلمين وأموال الْيَتَامَى تُؤْخَذ وعد من ذَلِك شَيْئا كثيرا فَلَمَّا سَمعه الْملك ذرفت عَيناهُ فَلم يكلمهُ أحد مِنْهُم فَقَالَ لَهُ ابْن وهيب أَخَاف عَلَيْك من هَذَا وَأرى اعتقاله مَعَ أَصْحَابه وَينْفق كل يَوْم عَلَيْهِم دِينَار لتكفي شَره وَإِن لم تفعل هَذَا أنفقت خزاينك عَلَيْهِ فَقَالَ وزيره يقبح عَلَيْك أَن تبْكي من موعظته وتسيء إِلَيْهِ فِي مجْلِس وَاحِد ويهظر مِنْك الْخَوْف وَهُوَ فَقير فَصَرفهُ وَسَأَلَهُ الدُّعَاء وَلما خَرجُوا قَالَ

مُحَمَّد لجماعته لَا مقَام لنا بمراكش مَعَ ابْن وهيب فتوجهوا إِلَى اغمات واجتمعوا بِعَبْد الْحق بن إِبْرَاهِيم من فُقَهَاء المصامدة وحكوا لَهُ مَا جرى فَقَالَ هَذَا الْموضع لَا يحميكم وَإِن أحصن هَذِه الْمَوَاضِع تين مل فانقطعوا فِيهِ بُرْهَة فَلَمَّا سمع مُحَمَّد هَذَا الِاسْم تجدّد لَهُ ذكره فِيمَا كَانَ اطلع عَلَيْهِ فقصدوا الْمَكَان وَأكْرمهمْ أَهله وأنزلوهم أكْرم نزل وَسَأَلَ الْملك عَنْهُم بعد ذَلِك فَقيل لَهُ سافروا فسر بذلك وتسامع أهل الْجَبَل بهم وقصدوهم من كل فج عميق يلتموسن بكرَة مُحَمَّد دعاءه فَكَانَ كل من استدناه عرض عَلَيْهِ مَا فِي نَفسه فَإِن أَجَابَهُ أَضَافَهُ إِلَى خواصه وَإِن أبي أعرض عَنهُ وَكَانَ أَصْحَاب الْعُقُول ينهون من يمِيل إِلَيْهِ خوفًا من السُّلْطَان فطال الْأَمر على) مُحَمَّد وَخَافَ من حُلُول الْمنية وَرَأى بعض أَوْلَاد الْقَوْم شقراً زرقاً وألوان آبايهم إِلَى السمرَة والكحل فَسَأَلَهُمْ عَن ذَلِك فَأَجَابُوهُ بعد جهد إِنَّه علينا خراج للْملك فَإِذا جَاءَ مماليكه نزلُوا بُيُوتنَا وأخرجونا عَنْهَا ويخلون بِمن فِيهَا من السناء فَقَالَ لَهُم وَالله إِن الْمَوْت خير من هَذِه الْحَيَاة كَيفَ حالكم مَعَ نَاصِر يقوم بِدفع هَذَا عَنْكُم قَالُوا نقدم نفوسنا لَهُ من الْمَوْت وَمن هُوَ قَالَ ضيفكم يَعْنِي نَفسه وَكَانُوا يغالون فِي تَعْظِيمه فَأخذ عَلَيْهِم العهود والمواثيق وَقَالَ ضيفكم يَعْنِي نَفسه وَكَانُوا يغالون فِي تَعْظِيمه فَأخذ عَلَيْهِم العهود والمواثيق وَقَالَ اسْتَعدوا لحضورهم بِالسِّلَاحِ وغذا جَاءُوا أجروهم عل عَادَتهم وميلوا عَلَيْهِم بِالْخمرِ فَإِذا سَكِرُوا ادنوني مِنْهُم فَلَمَّا حَضَرُوا فعل بهم ذَلِك وأعلموه بأمرهم لَيْلًا فَأمر بِقَتْلِهِم فَأتوا على آخِرهم وَنَجَا مِنْهُم وَاحِد وَكَانَ خَارج الدَّار فهرب وَلحق بمراكش وَأخْبر الْملك فندم على فَوَات مُحَمَّد وَعلم أَن الحزم كَانَ مَا رَآهُ ابْن وهيب فَجهز عسكراً إِلَى وَادي تين مل وَعلم مُحَمَّد أَن الْعَسْكَر يحضر إِلَيْهِم فَأَمرهمْ بالقعود عل نقاب الْوَادي ومراصده واستنجد لَهُم المجاورين فَلَمَّا وصل الْعَسْكَر أَقبلت الْحِجَارَة عَلَيْهِم مثل الْمَطَر من جَانِبي الْوَادي وَلم يزَالُوا كَذَلِك إِلَى أَن حَان اللَّيْل بَينهم فَرجع الْعَسْكَر إِلَى الْملك فَعلم أَنه لَا طَاقَة لَهُ بِأَهْل الْجَبَل فَأَعْرض عَنْهُم وَتحقّق ذَلِك مُحَمَّد وصفت لَهُ مَوَدَّة أهل الْجَبَل فَأمر الونشريشي وَقَالَ أظهر فضايلك وفصاحتك دفْعَة وَاحِدَة فَلَمَّا صلوا الصُّبْح قَالَ رَأَيْت البارحة فِي نومي ملكَيْنِ قد نزلا من السَّمَاء وشقا بَطْني وغسلاه وحشياه علما وَحكمه وقرآناً فانقاد لَهُ كل صَعب القياد وعجبوا من حَاله وَحفظه الْقُرْآن فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد عجل لنا الْبُشْرَى فِي أَنْفُسنَا وعرفنا أسعداء نَحن أم أشقياء فَقَالَ أما أَنْت فَإنَّك الْمهْدي القايم بِأَمْر الله وَمن تعبك سعد وَمن خالفك شقي ثمَّ قَالَ أعرض أَصْحَابك حَتَّى أميز أهل الْجنَّة من أهل النَّار فَقتل من خَالف أَمر مُحَمَّد وأبقي من أطاعه وَعلم أَن الَّذين قتلوا لَا يطيب قُلُوب أهلهم فبشرهم بِقِتَال الْملك وغنيمة أَمْوَاله فسروا بذلك وَلم يزل مُحَمَّد يسْعَى وَيُدبر الْأَمر إِلَى أَن جهز عشرَة آلَاف فَارس وراجل وَفِيهِمْ عبد الْمُؤمن والونشريشي واقام هوبالجبل وَأَقَامُوا على حِصَار مراكش شهرا ثمَّ أَنهم كسروا كسرة شنيعة وهرب من سلم من الْقَتْل وَكَانَ فِيمَن سلم عبد الْمُؤمن وَقتل الونشريشي فَبلغ الْخَبَر مُحَمَّدًا وَهُوَ بِالْجَبَلِ وحضرته الْوَفَاة فأوصى من حضر أَن يبلغ الغايبين أَن الْعَاقِبَة لَهُم حميدة والنصر لَهُم فَلَا يضجروا وليعاودوا الْقِتَال وَأَنْتُم فِي مبدأ أَمر وهم فِي أواخره وَأَطْنَبَ فِي الْوَصِيَّة من هَذِه الْمَادَّة ثمَّ إِنَّه توفّي سنة أَربع) وَعشْرين

وَخمْس ماية وَدفن فِي الْجَبَل وقبره هُنَاكَ يزار وولادته يَوْم عَاشُورَاء سنة خمس وَثَمَانِينَ وأربعماية وَأول ظُهُوره ودعايه إِلَى هَذَا الْأَمر سنة أَربع عشر وَخمْس ماية وَكَانَ ربعَة قضيف الْبدن أسمرعظيم الهامة حَدِيد النّظر قَالَ صَاحب الْمغرب فِي أَخْبَار أهل الْمغرب فِي حَقه (آثاره تنبك عَن أخباره ... حَتَّى كَأَنَّك بالعيون ترَاهُ) وَكَانَ قوته من غزل اخته رغيفاً فِي كل يَوْم بِقَلِيل سمن أَو زَيْت وَلم ينْتَقل عَن هَذَا حِين كثرت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَرَأى أَصْحَابه يَوْمًا وَقد مَالَتْ نُفُوسهم إِلَى مَا غنموه فَأمر بِضَم ذَلِك جَمِيعه وَأحرقهُ بالنَّار وَقَالَ من كَانَ يَتبعني للدنيا فَمَا لَهُ عِنْدِي إِلَّا مَا رأى وَمن كَانَ يَتبعني للآخرة فَجَزَاؤُهُ عِنْد الله وَكَانَ كثيرا مَا ينشد (تجرد من الدُّنْيَا فَإنَّك إِنَّمَا ... خرجت إِلَى الدُّنْيَا وَأَنت مُجَرّد) وَكَانَ يتَمَثَّل بقول أبي الطّيب (إِذا غامرت فِي شرف مروم ... فَلَا تقنع بِمَا دون النُّجُوم) (فَطَعِمَ الْمَوْت فِي أَمر حقير ... كطعم الْمَوْت فِي أَمر عَظِيم) وَبِمَا ناسبه من شعره فِي هَذِه الْمَادَّة وَمَات لم يفتح شَيْئا من الْبِلَاد وَإِنَّمَا قرر الْقَوَاعِد ورتب الْأَحْوَال ووطدها وَكَانَت الفتوحات على يَد عبد الْمُؤمن كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين الحزنبل مُحَمَّد بن عبد الله بن عَاصِم التَّمِيمِي الملقب بالحزنبل أَبُو عبد أحد رُوَاة الْأَخْبَار والنسابين والثقات روى عَن ابْن السّكيت كتاب سرقات الشّعْر وَهُوَ كثير الرِّوَايَة عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَق وَله كتاب الْخمر واسمايها وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِي أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أبي دلف وَقد مدحه فتواني عَن صلته (لَا تقبلن الْمَدْح ثمَّ تعوقه ... فتنام وَالشعرَاء غير نيام) (وَاعْلَم بِأَنَّهُم إِذا لم ينعفوا ... حكمُوا لأَنْفُسِهِمْ على الْحُكَّام) ومدح الْمُعْتَمد وأخاه الْمُوفق أَبُو الْخَيْر الْمروزِي مُحَمَّد بن عبد الله الضَّرِير الْمروزِي أَبُو الْخَيْر كَانَ فَقِيها فَاضلا أديباً لغويا تفقه على الْقفال وبرع فِي الْفِقْه واشتهر بالأدب والنحو واللغة وصنف فِيهَا وَتُوفِّي سنة) ثلث وَعشْرين واربع ماية قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي كتاب مرو كَانَ من أَصْحَاب الرَّأْي

فَصَارَ من أَصْحَاب الحَدِيث بِصُحْبَة افمام أبي بكر الْقفال سمع الحَدِيث مِنْهُ وَمن أبي نصر إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المحمودي وروى عَنهُ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار السَّمْعَانِيّ وَمن شعره (تنَافِي الْعقل وَالْمَال ... فَمَا بَينهمَا شكل) (هما كالورد والنرج ... س لَا يحويهما فصل) (فعقل حَيْثُ لَا مَال ... وَمَال حَيْثُ لَا عقل) الْوراق الْكرْمَانِي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْكرْمَانِي الْوراق أَبُو عبد الله مَاتَ بعد سنة ثلث ماية وَكَانَ عَالما فَاضلا عَارِفًا بالنحو واللغة من أَصْحَاب ثَعْلَب ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَق وَكَانَ مليح الْخط صَحِيح النَّقْل يرغب النَّاس فِي خطه وَكَانَ يورق بِالْأُجْرَةِ وَله كتاب مَا أغفله الْخَلِيل فِي الْعين وَمَا ذكر أَنه مهمل وَهُوَ مُسْتَعْمل وَالْجَامِع فِي اللُّغَة كتاب فِي النَّحْو لم يتم والموجز فِي النَّحْو وَكَانَ يخلط المذهبين أَبُو الْحسن الْوراق مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْحسن الْوراق النَّحْوِيّ مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثلث ماية كَانَ فِي طبقَة أبي طَالب الْعَبْدي وَكَانَ زوج بنت أبي سعيد السيرافي وَله شرح مُخْتَصر الْجرْمِي الْأَكْبَر سَمَّاهُ الْفُصُول فِي نكت الْأُصُول شرح مُخْتَصر الْجرْمِي الْأَصْغَر الْهِدَايَة وَكتاب الْعِلَل فِي النَّحْو قَالَ ياقوت بَلغنِي أَن كتاب الْفُصُول أملاه عَلَيْهِ السيرافي فنسبه هُوَ إِلَى نَفسه أَبُو الْحسن الْعجلِيّ مُحَمَّد بن عبد الله بن حمدَان الدلفي الْعجلِيّ أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ من أَصْحَاب عَليّ بن عِيسَى الربعِي كَانَ فَاضلا بارعاً شرح ديوَان المتنبئ فِي عشر مجلدات قَالَ السلَفِي وقفت على نُسْخَة مقروءة عَلَيْهِ فِي سنة سِتِّينَ وَأَرْبع ماية بِمصْر وَعَلَيْهَا خطه وَأَظنهُ كَانَ مُقيما بِمصْر كَذَا ذكر السلَفِي قَالَ ياقوت وَوجدت فِي مَوضِع آخر أَبُو الْحسن عَليّ بن حمدَان الدلفي وَالله أعلم أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد

الإِمَام أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ الْمعَافِرِي الأندلسي الاشبيلي الْحَافِظ أحد الْأَعْلَام ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحل مَعَ وَالِده إِلَى الشرق وَصَحب الشَّاشِي وَالْغَزالِيّ وَرَأى غَيرهمَا من الْعلمَاء والأدباء وَكَذَلِكَ لَقِي بِمصْر) والإسكندرية جمَاعَة من الْأَشْيَاخ وَكَانَ من أهل التفنن فِي الْعُلُوم والاستبحار فِيهَا وَالْجمع ثاقب الذِّهْن فِي تَمْيِيز الصَّوَاب نَافِذا فِي جَمِيعهَا وَدخل إِلَى الغرب بِعلم جم لم يدْخل بِهِ غَيره واستقضي بِبَلَدِهِ وانتفع بِهِ أَهلهَا لِأَنَّهُ كَانَت لَهُ رهبة على الْخُصُوم وَسورَة على الظلمَة وَمن تصانيفه كتاب عارضة الأحوذي فِي شرح التِّرْمِذِيّ وَالتَّفْسِير فِي خمس مجلدات وَغير ذَلِك فِي الحَدِيث وَالْأُصُول وَالْفِقْه وَكَانَ أَبوهُ من وزراء الغرب وَكَانَ فصيحاً شَاعِرًا وَتوفى وَالِده بِمصْر منصرفاً عَن الشرق سنة ثلث وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي أَبُو بكر صَاحب التَّرْجَمَة بِمَدِينَة فاس سنة ثلث وَأَرْبَعين وَخمْس ماية الْحَرَّانِي الْمعدل مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الحميد الْمعدل أَبُو عبد الله الْحَرَّانِي ثمَّ البغداذي سمع جمَاعَة وروى عَنهُ ابْن الْجَوْزِيّ جمع كتابا سَمَّاهُ رَوْضَة الأدباء وَله شعر وَهُوَ آخر من مَاتَ من عدُول القَاضِي أبي الْحسن ابْن الدَّامغَانِي توفى سنة سِتِّينَ وَخمْس ماية أفضل الدولة طَبِيب نور الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن مظفر الْبَاهِلِيّ الأندلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَبُو الْمجد بن أبي الحكم رَئِيس الْأَطِبَّاء بِدِمَشْق الملقب أفضل الدولة طَبِيب نور الدّين الشَّهِيد كَانَ يقدمهُ وَيرى لَهُ ورد إِلَيْهِ أَمر الطِّبّ بمارستانه بِدِمَشْق وَلم يذكرهُ ابْن أبي أصيبعة وَكَانَ بارعاً فِي الطِّبّ يعرف الهندسة ويجيد اللّعب بِالْعودِ وصنع لَهُ أرغناً وَبَالغ فِي تحريره وَكَانَ يعرف الموسيقى توفى سنة سبعين وَخمْس ماية أَو مَا قبلهَا القَاضِي كَمَال الدّين الشهرزوري مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقسم بن المظفر بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدّين أَبُو الْفضل ابْن أبي مُحَمَّد الشهرزوري ثمَّ الْموصِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي ويعرفون قَدِيما ببني الْخُرَاسَانِي تفقه بِبَغْدَاد على أسعد الميهني وَسمع الحَدِيث من نور الْهدى أبي طَالب الزَّيْنَبِي وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى بَغْدَاد وخراسان رَسُولا من أتابك زنجي ثمَّ إِنَّه وَفد على نور الدّين فَبَالغ فِي إكرامه وجهزه رَسُولا من حلب إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَبنى بالموصل مدرسة وبمدينة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رِبَاطًا وولاه نور الدّين قَضَاء دمشق وَنظر الْأَوْقَاف وَنظر أَمْوَال السُّلْطَان وَغير ذَلِك فاستناب ابْنه أَبَا حَامِد بحلب وَابْن أَخِيه الْقسم بحماة وَابْن أَخِيه الآخر فِي قَضَاء حمص وَحدث بِالشَّام وبغداد وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْأُصُول كلَاما حسنا وَكَانَ أديباً شَاعِرًا طريفاً فكه الْمجْلس أقره صَلَاح الدّين على مَا كَانَ عَلَيْهِ وَتوفى سنة اثْنَتَيْنِ) وَسبعين وَخمْس ماية وَدفن بجبل قاسيون ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَمن شعره قَوْله

(وَلَقَد أَتَيْتُك والنجوم رواصد ... وَالْفَجْر وهم فِي ضمير الْمشرق) (وَركبت للأهوال كل عَظِيمَة ... شوقاً إِلَيْك لَعَلَّنَا أَن نَلْتَقِي) قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب قَوْله وَالْفَجْر وهم فِي ضمير الْمشرق فِي غَايَة الْحسن مِمَّا سمح بِهِ الخاطر اتِّفَاقًا سَابق الْكَمَال إسرافاً وإشراقاً وتذكرت قَول أبي يعلى ابْن الهبرية الشريف فِي معنى الصُّبْح وإبطايه (كم لَيْلَة بت مطوياً على حرق ... أَشْكُو إِلَى النَّجْم حَتَّى كَاد يشكوني) (وَالصُّبْح قد مطل الشرق الْعُيُون بِهِ ... كَأَنَّهُ حَاجَة فِي نفس مِسْكين) وَأورد الْعِمَاد للْقَاضِي كَمَال الدّين أَيْضا (أنيخا جمالي بأبوابها ... وحطا بهَا بَين خطابها) (وقولا لخمارها لَا تبع ... سواي فَإِنِّي أولى بهَا) (فَإنَّا أنَاس نسوم المدام ... بأموالها وبألبابها) وَأورد لَهُ أَيْضا قواه (سبينَا الجاشرية للبرايا ... وعلمناهم الرطل الكبيرا) (وأكببنا نعب على البواطي ... وعطلنا الأداوة والمديرا) وَأورد لَهُ أَيْضا (قلت لَهُ إِذْ رَآهُ حَيا ... ولامه واعتدى جدالا) (خَفِي نحولاً عَن المنايا ... أعرض عَن حجتي وَقَالا) (الطيف كَيفَ اهْتَدَى إِلَيْهِ ... قلت خيالاً لَقِي خيالا) وَكتب إِلَى وَلَده محيي الدّين وَهُوَ بحلب (عِنْدِي كتايب أشواق أجهزها ... إِلَى جنابك إِلَّا أَنَّهَا كتب) (ولي أَحَادِيث من نَفسِي أسر بهَا ... إِذا ذكرتك إِلَّا أَنَّهَا كذب) وَلما كبر وَضعف كَانَ ينشد فِي كل وَقت قَول ابْن أبي الصَّقْر الوَاسِطِيّ (يَا رب لَا تحيني إِلَى زمن ... أكون فِيهِ كلا على أحد) ) (خُذ بيَدي قبل أَن أَقُول لمن ... أَلْقَاهُ عِنْد الْقيام خُذ بيَدي) وَقد تقدم ذكر وَلَده محيي الدّين مُحَمَّد

ابْن أبي العجايز مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْحُسَيْن الدِّمَشْقِي يعرف بِابْن أبي العجايز الْأَزْدِيّ سمع الحَدِيث وَتوفى بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية وَكَانَ ثِقَة الْفَقِيه أَبُو عَليّ البغداذي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن صَالح أَبُو عَليّ الْفَقِيه البغداذي أَصله من بسطَام توفى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس ماية فِي شهر رَجَب من شعره (على تِلْكَ العراص بجرجرايا ... من الأنواء أَنْوَاع التحايا) (ديار كنت آلفها وأغشى ... بهَا هيفاء وَاضِحَة الثنايا) (فَغير آيها صرف اللَّيَالِي ... وَبدل أَهلهَا بِالْقربِ نايا) (غَدَتْ أَيَّامهَا سُودًا وَكَانَت ... ليالينا بهَا بيضًا وضايا) أَخذه من قَول ابْن زيدون (حَالَتْ لفقدكم أيامنا فغدت ... سُودًا وَكَانَت بكم بيضًا ليالينا) وَمن شعره (مَا محنة إِلَّا لَهَا غَايَة ... وَفِي تناهيها تقضيها) (فاصبر فَإِن السَّعْي فِي دَفنهَا ... قبل التناهي زايد فِيهَا) لَو قَالَ فَإِن السَّعْي فِي نَقصهَا كَانَ أحسن أَخُو أبي الْعَلَاء المعري مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان هُوَ أَبُو الْمجد التنوخي المعري وَهُوَ أَخُو أبي الْعَلَاء أَحْمد المعري الْمَشْهُور وسوف يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي الأحمدين فِي مَكَانَهُ وَأَبُو الْمجد هَذَا هُوَ الْأَكْبَر من أَخِيه أبي الْعَلَاء وَله أَخ آخر اسْمه عبد الْوَاحِد يَأْتِي ذكره وَمن شعر مُحَمَّد أبي الْمجد الْمَذْكُور (كرم الْمُهَيْمِن مُنْتَهى أملي ... لَا نيتي أَرْجُو وَلَا عَمَلي) (يَا مفضلاً جلت فواضله ... عَن بغيتي حَتَّى انْقَضى أَجلي) (كم قد أفضت عَليّ من نعم ... كم قد سترت عَليّ من زلل) (إِن لم يكن لي مَا ألوذ بِهِ ... يَوْم الْحساب فَإِن عفوك لي) قَاضِي المعرة مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان القَاضِي أَبُو الْمجد التنوخي) المعري حفيد أبي الْمجد أخي أبي الْعَلَاء المعري الْمُقدم ذكره كَانَ أَبُو الْمجد هَذَا فَاضلا أريباً مفتياً على مَذْهَب الشَّافِعِي قَاضِيا بالمعرة إِلَى أَن دَخلهَا الفرنج فانتقل إِلَى شيزر وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي محرم سنة ثلث وَعشْرين وَخمْس ماية وَله ديوَان شعر ورسايل وَمن شعره وَقد فَارق المعرة وَغُلَامًا اسْمه شعيا (زمَان غاض أهل الْفضل فِيهِ ... فسقيا للحمام بِهِ ورعيا)

(أساوي بَين أتراك وروم ... وفقد أحبة ورفاق شعيا) قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَقد سبقه الْوَزير المغربي إِلَى هَذَا الْمَعْنى لما تَغَيَّرت عَلَيْهِ الوزارة وتغرب وَكَانَ مَعَه غُلَام يُقَال لَهُ داهر فَقَالَ (كفى حزنا أَنِّي مُقيم ببلدة ... يعللني بعد الْأَحِبَّة داهر) (يحدثني مِمَّا يجمع عقله ... أَحَادِيث مِنْهَا مُسْتَقِيم وَجَابِر) وَقَالَ أُسَامَة بن منقذ لما بليت بفرقة الْأَهْل كتبت إِلَى أخي استطرد بغلامي أبي الْمجد والوزير المغربي اللَّذين ذكراهما (أَصبَحت بعْدك يَا شَقِيق النَّفس فِي ... بَحر من الْهم المبرح زاخر) (متفرداً بالهم من لي سَاعَة ... برفاق شعيا أَو علالة داهر) وَمن شعر القَاضِي أبي الْمجد (مَا زَالَ يخدع قلبِي سحر مقلته ... ويستقيد لَهُ حَتَّى تملكه) (وَإِن يَوْمًا أرَاهُ فِيهِ أَحْسبهُ ... أسر يَوْمًا من الدُّنْيَا وأبركه) وَمِنْه (وَيَوْم دجن خانته أنجمه ... فِي الصحو والغيم فَهُوَ مُشْتَرك) (كَأَنَّمَا الشَّمْس والرذاذ مَعًا ... فِيهِ بكاء يشوبه ضحك) وَمِنْه (إِذا جانبت مقتدراً عَلَيْهَا ... كباير مَا جنت كف الأثيم) (فَلَا تستكثري لممي فَإِنِّي ... سأقدم فِي الْحساب على كريم) أَبُو الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء مُحَمَّد بن عبد الله بن هبة بن المظفر بن رَئِيس الرؤساء أبي الْقسم عَليّ بن الْمسلمَة أَبُو الْفرج وَزِير الْعرَاق سمع وروى كَانَ أَولا أستاذ دَار المقتفى) والمستنجد ووزر للمستضيء وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وإكرام للْعُلَمَاء عزل من الوزارة ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وَخرج من بَيته حَاجا فَضَربهُ أحد الباطنية على بَاب قطفتا أَربع ضربات فَحمل إِلَى دَاره وَلم يسمع مِنْهُ إِلَّا الله وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس ماية ابْن الْجد مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن فرج بن الْجد أَبُو بكر الفِهري الاشبيلي الْحَافِظ الْفَقِيه أَصله من لبلة بِالْبَاء الْمُوَحدَة سمع أَبَا الْحسن ابْن الْأَخْضَر وَبحث عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ وَأخذ عَنهُ اللُّغَات توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية أورد لَهُ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة قطعا من رسايله ونظمه فَمن شعره مَا كتبه إِلَى الْوَزير ابْن القصيرة (سألقى بِحَدّ الصَّبْر صم خطوبه ... وَإِن صِيغ فِيهَا الشيب من حدق النبل) مِنْهَا

(روى لي أَحَادِيث المنى فِيهِ غضة ... وَلكنهَا لم تخل من غلط النَّقْل) (وجاد بِقرب الدَّار غير متمم ... وَيَا رب جود قد من شيم الْبُخْل) مِنْهَا (سأبعث طيفي كل حِين لَعَلَّه ... يُصَادف خيالك مَا يسلي) (ودونك من روض السَّلَام تَحِيَّة ... تنسيك غض الْورْد فِي رَاحَة الطل) قَالَ ابْن بسام قَوْله وَيَا رب جود الْبَيْت يشبه قَول الآخر (الدَّهْر لَيْسَ لَهُ صَنِيع يشْكر ... شرب لَهُ يصفو وَشرب يكدر) (يهب الْقَلِيل وَقد نوى استرجاعه ... هبة الْبَخِيل أقل مِنْهُ وأنزر) وَكَأن هَذَا من قَول بشار (أما الْبَخِيل فلست أعذله ... كل امريء أعْطى على قدره) ذخيرة الدّين ابْن القايم مُحَمَّد بن عبد الله ذخيرة الدّين ولي الْعَهْد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ القايم خطب لَهُ بِولَايَة الْعَهْد سنة أَرْبَعِينَ ولقب ذخيرة الدّين فأدركه أَجله فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية كَانَ قد ختم الْقُرْآن وَحفظ الْفِقْه والعربية والفرايض قَالَ ابْن النجار وَخلف جَارِيَة حَامِلا فَولدت لَهُ ابْنا وَهُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الْقسم عبد الله الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله أَبُو جَعْفَر سالإسكافي مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو جَعْفَر الإسكافي وإسكاف نَاحيَة أديب شَاعِر أورد) لَهُ الثعالبي فِي التَّتِمَّة (ونرجس قد لَهُ الْقد من ... زبرجد فِي قدر شربن) (فالورق الغض مصوغ لَهُ ... من ورق وَالْعين من عين) قلت وَمَا أحسن قَول التلعفري (قد أَكثر النَّاس فِي تشبيههم أبدا ... للنرجس الغض بالأجفان والحذق) (وَمَا أشبهه بِالْعينِ إِن نظرت ... لَكِن أشبهه بِالْعينِ وَالْوَرق) وَأورد للاسكافي (فرشت لشيبي أجل الْبسَاط ... فَلم يستطب مَجْلِسا غير رَأْسِي) (فَقلت لنَفْسي لَا تنكريه ... فكم للمشيب كرأسي كراس)

وَأورد لَهُ أَيْضا (الله أشهد والملايك أنني ... لعَظيم مَا أوليت غير كفور) (نَفسِي فداؤك لَا لقدري بل أرى ... أَن الشّعير وقاية الكافور) وَأورد لَهُ أَيْضا (نَفسِي فداؤك وَهِي غير عزيزة ... فِي جنب نَفسك وَهِي جد عَزِيز) (وَلَقَد يقي الْخَزّ الثمين أذاته ... فِي وقته كف من الشونيز) مُحَمَّد بن عبد الله الْخَطِيب الإسكافي أَبُو عبد الله اللّغَوِيّ صَاحب التصانيف أحد أَصْحَاب الصاحب ابْن عباد وَكَانَ من أهل أَصْبَهَان وخطيباً بِالريِّ قَالَ الصاحب ابْن عبّاد فَازَ بِالْعلمِ من أَصْبَهَان ثلثة حايك وحلاج وإسكاف فالحايك أَبُو عَليّ المرزوقى والحلاج أَبُو مَنْصُور ابْن ماشدة والإسكاف أَبُو عبد الله الْخَطِيب وَمن تصانيفه كتاب الْغرَّة يتَضَمَّن شَيْئا من غلط أهل الْأَدَب كتاب غلط كتاب الْعين كتاب مبادىء اللُّغَة وَهُوَ أشهلا كتبه وَكتاب شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ وَكتاب نقد الشّعْر وَكتاب درة التَّنْزِيل وغرة التَّأْوِيل كتاب لطف التَّدْبِير فِي سياسات الْمُلُوك قَاضِي الْقُضَاة الناصحي مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن قَاضِي الْقُضَاة أَبُو بكر الناصحي النَّيْسَابُورِي أفضل أهل عصره فِي أَصْحَاب أبي حنيفَة وأوجههم مَعَ حَظّ وافر من الْأَدَب وَحفظ الْأَشْعَار والطب توفى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية قَالَ ابْن النجار كَانَ مناظراً جدلاً عَالما لَهُ يَد فِي الْكَلَام وَله حَظّ وافر من الْأَدَب يحفظ أشعاراً كَثِيرَة وَكَانَ يذهب إِلَى) الاعتزال سمع أَبَا سعيد مُحَمَّد بن مُوسَى بن شَاذان الصَّيْرَفِي وَأَبا بكر أَحْمد بن الْحسن الْحِيرِي وَأَبا ابرهيم اسمعيل بن ابرهيم النَّصْر باذي وَغَيرهم قدم بغداذ وَحدث بهَا وروى عَنهُ عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَأَبُو الْقسم ابْن السَّمرقَنْدِي وَأَبُو بكر ابْن الزَّاغُونِيّ ابْن عبد الحكم الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن لَيْث الإِمَام أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الْفَقِيه أَخُو عبد الرَّحْمَن وَسعد لزم الشَّافِعِي مُدَّة وتفقه بِهِ وبأبيه عبد الله وَغَيرهمَا روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ مرّة لَا بَأْس بِهِ وَكَانَ الشَّافِعِي

معجباً بِهِ لذكايه وحرضه على الْفِقْه وَحمل فِي محنة الْقُرْآن إِلَى بغداذ وَلم يجب ورد إِلَى مصر وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْعلم فِي مصر لَهُ تصانيف مِنْهَا أَحْكَام الْقُرْآن وَالرَّدّ على الشَّافِعِي فِيمَا خَالف فِيهِ الْكتاب وَالسّنة وَالرَّدّ على أهل الْعرَاق وأدب الْقُضَاة توفى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وماتين وَقَالَ ابْن خلكان سنة ثَمَانِينَ وماتين وَقَالَ ابْن قَانِع سنة تسع وَسِتِّينَ قَالَ الْمُزنِيّ كُنَّا نأتي الشَّافِعِي فنسمع مِنْهُ فنجلس على بَاب دَاره وَيَأْتِي مُحَمَّد عبد الحكم فيصعد بِهِ ويطيل الْمكْث وَرُبمَا تغذى مَعَه ثمَّ نزل فَيقْرَأ علينا الشَّافِعِي فَإِذا فرغ من قِرَاءَته قرب إِلَى مُحَمَّد دَابَّته فركبها وَاتبعهُ الشَّافِعِي بَصَره فَإِذا غَابَ شخصه قَالَ وددت لَو ان لي ولدا مثله وَعلي ألف دِينَار لَا أجد لَهَا قَضَاء وَقَالَ الْقُضَاعِي فِي كتاب الخطط مُحَمَّد هَذَا هُوَ الَّذِي أحضرهُ ابْن طولون فِي اللَّيْل إِلَى جب سقايته بالمعافر لما توقف النَّاس عَن شرب مايها وَالْوُضُوء بِهِ فَشرب مِنْهُ وَتَوَضَّأ فأعجب ذَلِك ابْن طولون وَصَرفه لوقته وَوجه إِلَيْهِ بصلَة وَالنَّاس يَقُولُونَ إِنَّه الْمُزنِيّ وَلَيْسَ بِصَحِيح وراق الرّبيع مُحَمَّد بن عبد الله بن مخلد الاصبهاني رَحل وَسمع وَيعرف بوراق الرّبيع توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وماتين اليوسفي الْكَاتِب مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْقسم بن صبيح أَبُو الطّيب اليوسفي الْكَاتِب من بَيت معرق فِي الْكِتَابَة والبلاغة والترسل وَالنّظم والنثر وجده أَحْمد بن يُوسُف كَانَ وَزِير الْمَأْمُون وَأَبُو الطّيب هَذَا سمع من عُلَمَاء الْبَصْرَة دماذ والمازني واشباههما وَكَانَ يكْتب ليحيى بن عِيسَى بن مَنَارَة وَأَظنهُ القايل فِي ابْن ميادة يهجوه (تكسبت بعد الْفقر مَا لم تمنه ... وَلَا دونه فِيمَا مضى كنت تَأمل) (ونفسك تِلْكَ النَّفس أَيَّام فقرها ... وَأَنت بهَا مَا عِشْت فِي النَّاس خامل) ) المهلبي البحراني مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس المهلبي أَبُو عبد الله البحراني شَاعِر مجيد قَالَ ابْن النجار كتب عَنهُ شُجَاع الذهلي وَأَبُو نصر ابْن المجلى وَأَبُو البركات ابْن السَّقطِي وَأورد لَهُ قَوْله من قصيدة (هواكم بِأَعْلَى الشَّام يَا ركب فانزلوا ... فَإِن هوى قلبِي برحبة مَالك) (ذروني أفض من مقلتي كل عِبْرَة ... عَسى الْبَين يرضى بالدموع السوافك) (أَلا زودينا نظرة من جمالك ... فقد آن أَن تحدو النَّوَى بجمالك) (وعودي علينا مِنْك بالوصل وصلَة ... وَلَا تحرمينا من لذيذ وصالك) (فَإِن غراب الْبَين ينعب جهده ... يخبرنا مِمَّا بِنَا بارتحالك) (فَمَا منجد إِلَّا بكاني لأنني ... شجاني لوشك الْبَين حاد حدا بك)

قلت شعر متوسط أَبُو بكر الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو بكر الشَّافِعِي الْفَقِيه لَهُ تصانيف فِي أصُول الْفِقْه روى عَن وهب بن مُنَبّه أَنه قَالَ الدَّرَاهِم خَوَاتِيم الله فِي الأَرْض فَمن ذهب بِخَاتم الله قضيت حَاجته توفى سنة إِحْدَى وثلثين وَثلث ماية الْحَرَّانِي البغداذي مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الحميد بن نصر بن عمر الْحَرَّانِي أَبُو عبد الله البغداذي أَصله من حران وَكَانَ من عدُول بغداذ فَاضلا لطيف الطَّبْع ظريفاً صَاحب نشوار ومحاضرة لَهُ مجموعات حَسَنَة وَشعر سمع نقيب النُّقَبَاء أَبَا القوارس طراد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَأَبا الْحسن هبة الله بن عبد الرَّزَّاق الْأنْصَارِيّ وَغَيرهمَا ببغداذ وَسمع باصبهان وروى عَنهُ ابْنَته خَدِيجَة وَعبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحَرَّانِي وَمن شعره (إِن زار ربعك زاير ... يَوْمًا فَذَاك لفضلكا) (أَو زرته متطولاً ... ومجملاً فبفضلكا) (فالفضل كَيفَ تصرم ال ... حالان مَحْبُوس لكا) قلت تكَرر مَعَه لفظ فضل وَهُوَ ايطاء وَذَلِكَ عيب وَمِنْه (أَلَيْسَ عجيباً بِأَنِّي أذوب اش ... تياقاً إِلَيْهِم وهم فِي فُؤَادِي) (وتطلبهم مقلتي دايماً ... وهم من محاجرها فِي السوَاد) وَمِنْه) (لابد للأحباب من فرقة ... وكل مصحوب وَأَصْحَابه) (فَمن يمت يفقده أحبابه ... وَمن يَعش يرز بأحبابه) توفى سنة سِتِّينَ وَخمْس ماية ابْن بلبل الزَّعْفَرَانِي مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن يزِيد بن هَارُون أَبُو عبد الله الزَّعْفَرَانِي وَيعرف بِابْن بلبل كَانَ صَالحا ثِقَة قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فِي سنة نَيف وَتِسْعين وماتين وَفِي رَأسه ولحيته بَيَاض كثير فَقلت يَا رَسُول الله بلغنَا أَنه لم يكن فِي رَأسك ولحيتك بَيَاض إِلَّا شَعرَات بيض فَقَالَ ذَلِك لدُخُول سنة ثلث ماية حدث عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَكَانَ صَدُوقًا توفى سنة ثلث وَعشْرين وَثلث ماية

الْعلوِي مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ من قصيدة (وَلَقَد توَسط فِي الأرومة منزل ... وسطا فَصَارَ موازياً للكواكب) (ثكلتك أمك هَل رَأَيْت لمعشري ... فِي الْحَرْب عِنْد وقودها المتلهب) (فلنا المكارم مَا بَقينَ وَمَا لَهَا ... عَنَّا إِذا ذكر الندى من مَذْهَب) أَبُو طَالب الْجَعْفَرِي مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب شَاعِر مقل نزل الْكُوفَة فَلَمَّا جرى بَين الطالبيين والعباسيين مَا جرى قَالَ أَبُو طَالب هَذَا (بني عمنَا لَا تذمرونا سفاهة ... فينهض فِي عصيانكم من تأخرا) (وَإِن تَرفعُوا عَنَّا يَد الظُّلم تخبنوا ... لطاعتكم منا نَصِيبا مُؤَخرا) (وَإِن تركبونا بالمذلة تبعثوا ... ليوثاً ترى ورد الْمنية أعذرا) الناجحون الْأَعْمَى مُحَمَّد بن عبد الله الناجحون الضَّرِير قَالَ ابْن رَشِيق هُوَ من أَبنَاء قفصة خرج مِنْهَا صَغِيرا كَانَ يسْرد جَمِيع ديوَان أبي نواس وَيقْرَأ الْقُرْآن بروايات وَلم يكن لَهُ صَبر على النَّبِيذ وَكَانَ يعلم الصّبيان رَأَيْته فِي الْمكتب يَوْمًا طافحاً وَهُوَ يَقُول للصبيان (يَا فراخ الْمَزَابِل ... ونتاج الأراذل) (إقرءوا لَا قَرَأْتُمْ ... غير سحر وباطل) (روح الله مِنْكُم ... عَاجلا غير آجل) ) أطْعم طَعَاما فَمَاتَ مِنْهُ مبطوناً بالحضرة سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع ماية مشرفاً على السِّتين واتهم بِهِ جمَاعَة مِمَّن كَانَ هجاه أَبُو طَالب المستوفي مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو طَالب الْمَعْرُوف بالبغداذي المستوفي أورد لَهُ الثعالبي فِي التَّتِمَّة بعد مَا قَالَ كَانَ أديباً كَاتبا حاسباً قَوْله فِي قايد اسْمه فولاذ (قَالُوا امتدح فولاذ تسعد بِهِ ... فالحر بالأحرار يعتاذ) (فَقلت لَا يغرركم بره ... فَإِنَّهُ فِي اللؤم أستاذ)

(لَو أَنه الزيبق لم يجر لي ... فَكيف يجْرِي وَهُوَ فولاذ) مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو بكر الدينَوَرِي الزَّاهِد كَانَ جلال الدولة يزوره سَأَلَهُ يَوْمًا فِي مكس كَانَ يُؤْخَذ فِي الْملح مِقْدَاره فِي كل سنة ألفا دِينَار فسامح بِهِ قَالَ أَبُو الْوَفَاء الْوَاعِظ حملت إِلَى الدينَوَرِي وَقد رمدت عَيْني وَكَانَ الرمد يعتريها كثيرا فَأدْخل خِنْصره فِيهَا وَمسح عَلَيْهَا فأقمت سِتِّينَ سنة لم أرمد وَلما توفّي سنة ثلثين وَأَرْبع ماية احتفل النَّاس بجنازته الشاه بوري الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الظريف ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر أَحْمد بن الْحسن بن سهل بن عبد الله الْفَارِسِي أَبُو الْحَيَاة ابْن أبي الْقسم بن أبي الْفَتْح بن أبي بكر الشاه بوري الْوَاعِظ من أهل بَلخ قَالَ ابْن النجار هَكَذَا رَأَيْت نسبه بِخَط يَده وَرَأَيْت بِمصْر جُزْءا فِيهِ من أمالي الْبَلْخِي هَذَا وَقد نسب نَفسه إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَلم يظْهر ذَلِك فِي الْعرَاق سَافر فِي طلب الْعلم وجال فِي خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر وخوارزم وَالْعراق وبغداذ وَالشَّام ومصر وَسمع من جمَاعَة وروى عَنهُ شَيْخه السلَفِي وَكَانَ يعظمه ويجله ويعجب بِكَلَامِهِ وَكَانَ مليح الشكل مليح الْوَعْظ حسن الْإِيرَاد رَشِيق الْمعَانِي لطيف الْأَلْفَاظ فصيح اللهجة لَهُ يَد باسطة فِي تنميق الْكَلَام وتزويقه وَله قبُول تَامّ من الأعوام ثمَّ قطع الْكَلَام وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية قَالَ ابْن النجار وَكَانَ يرْمى بأَشْيَاء مِنْهَا شرب الْخمر وشرى الْجَوَارِي الْمُغَنِّيَات وَسَمَاع الملاهي الْمُحرمَات وَأخرج عَن بغداذ مرَارًا لأجل ذَلِك وَكَانَ يمِيل إِلَى الرَّفْض ويظهره وَالله يعْفُو عَنَّا وَعنهُ وَمن شعره (دع عَنْك حَدِيث من يمنيك غَدا ... واقطع زمن الْحَيَاة عَيْشًا رغدا) (لَا ترج هوى وَلَا تعجل كمدا ... يَوْمًا تمضيه لَا ترَاهُ أبدا) ) وَكتب يَوْمًا رقْعَة إِلَى الْحَافِظ السلَفِي وَكتب على رَأسهَا فرَاش لمْعَة وفراش شمعة فأعجب السلَفِي بهَا وَكَانَ يكررها وَكَانَ يدس سبّ الصَّحَابَة فِي كَلَامه مثل قَوْله قَالَ عَليّ يَوْمًا لفاطمة وَهِي تبْكي لم تبكين أأخذت مِنْك قدك أغصبتك حَقك أفعلت كَذَا أفعلت كَذَا الْكَاتِب باح مُحَمَّد بن عبد الله بن غَالب أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ الْكَاتِب الملقب بباح بباء مُوَحدَة بعْدهَا ألف ثمَّ حاء مُهْملَة لقب بذلك لقَوْله من أَبْيَات باح بِمَا فِي الْفُؤَاد باحا من أَصْبَهَان قدم بغداذ وَكَانَ كَاتبا لأبي ليلى أحد كبراء الديلم وَهُوَ صَاحب الرسايل ذكره عبيد الله بن أَحْمد بن أبي طَاهِر فِي كتاب بغداذ وَقَالَ مترسل شَاعِر مجيد وَله مدايح فِي الْمُعْتَمد والموفق واسمعيل بن بلبل الْوَزير لَهُ من قصيدة (وَفِي المشيب لَو أَنِّي كنت منزجراً ... عَن الصَّبِي والتصابي كل منزجر) (لَا عذر للمرء فِي حَال المشيب إِذا ... لم يثن ناظره عَن فتْنَة النّظر) وَله من التصانيف كتاب جَامع الرسايل جزأه ثَمَانِيَة أَجزَاء وأضاف إِلَيْهِ بعد ذَلِك تاسعاً

وَسَماهُ الْكتاب الْمَوْصُول نثره بالنظم وَكتاب التوشيح والترشيح فِي نقض التَّسْوِيَة بَين الشُّعَرَاء كتاب الْخطب والبلاغة كتاب الْفقر وَقَالَ فِي ابْن الخاقاني (لَا تمنعن حمى إزارك سَيِّدي ... خلقا من البيضان والسودان) (وأبح فراشك من أَرَادَ طروقه ... واحكم عَلَيْهِ النيك بالمجان) (فليبلغنك من جميل تغافلي ... مَا لم تبلغ قطّ من إِنْسَان) (مَالِي أروع بالقرون كأنني ... فِي النَّاس أول عاشق قرنان) وَقَالَ أَيْضا (أبدى الصدود وَأظْهر الهجرانا ... ظَبْي أَبَاحَ فُؤَادِي الأحزانا) (أعلمته أَنِّي علمت بجرمه ... فغدا عَليّ لظلمه غضبانا) (يَا سَيِّدي إِن كَانَ وصلك قد ثنى ... عني رضاك وسامني الهجرانا) (فقد أرتضيت بِأَن تراجع وصلتي ... وأكون فِيك مكشخناً قرنانا) الْحَافِظ مطين مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْحَافِظ أَبُو جَعْفَر الْحَضْرَمِيّ الْكُوفِي مطين مفعل من الطين كَانَ أوحد أوعية الْعلم سُئِلَ عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ ثِقَة جبل صنف الْمسند والتاريخ قَالَ أَبُو بكر ابْن أبي دارم الْحَافِظ كتبت عَن مطين ماية ألف حَدِيث قَالَ كنت) صَبيا أَلعَب مَعَ الصّبيان وَكنت أطولهم فندخل المَاء ونخوض فيطينون ظَهْري فَبَصر بِي يَوْمًا أَبُو نعيم فَلَمَّا رَآنِي قَالَ يَا مطين لَا تحضر مجْلِس الْعلم فاشتهر بذلك توفى سنة سبع وَتِسْعين وماتين ابْن أبي الشَّوَارِب مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك ابْن أبي الشَّوَارِب القَاضِي الْأمَوِي وَيعرف بالأحنف كَانَ يخلف أَبَاهُ على الْقَضَاء ببغداذ وَكَانَ سرياً جميلاً وَاسع الْأَخْلَاق كثير الْإِحْسَان قَرِيبا من النَّاس توفى يَوْم السبت بعد أَبِيه بِثَلَاثَة وَسبعين يَوْمًا سنة إِحْدَى وَثلث ماية وَدفن بِبَاب الشَّام اليعقوبي مُحَمَّد بن عبد الله بن يَعْقُوب بن دَاوُد بن طهْمَان مولى بني سليم هُوَ أَبُو عبد الله وجده يَعْقُوب وزر للمهدي وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ اليعقوبي صديق سعيد بن حميد فوصله بالْحسنِ بن مخلد وَهُوَ خليع ماجن وَكَانَ يصف نَفسه بالتطفيل والجوع والفقر والأبنة وَهُوَ القايل (ودع المشيب شراستي وعرامي ... ومرى الجفون بمسبل سجام)

(وصبغت مَا صبغ الزَّمَان فَلم يدم ... صبغي ودامت صبغة الْأَيَّام) وَقَالَ (مَتى بقيت نعْمَة ... لذِي نعْمَة لم تزل) (وَهل بقيت حَالَة ... على أحد لم تحل) (أرانا لأيدي الردى ... وأيدي المنايا نفل) وَقَالَ (أَمن بعد أَن أفنيت سبعين حجَّة ... وَلم تؤنسوا رشدي أنهنه بالزجر) (وَمن لم ترعه الحادثات بصرفها ... فَلَا ترج مِنْهُ رشدة آخر الدَّهْر) وَقَالَ (إِلَى كم لَا تتوب من الْخَطَايَا ... وَقد ناجاك بِالصَّمْتِ المشيب) مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْأَعْلَى الشَّيْبَانِيّ مَوْلَاهُم وَهُوَ شَاعِر وَأَبوهُ شَاعِر وجده شَاعِر وَابْنه عبد الله بن مُحَمَّد شَاعِر قَالَه أَبُو هفان مَكْحُول البيروني مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد السَّلَام بن أبي أَيُّوب البيروني الْحَافِظ مَكْحُول كَانَ) من الثِّقَات الْمَشْهُورين توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثلث ماية الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو بكر الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي البغداذي أَخذ الْفِقْه عَن أبي سُرَيج واشتهر بالحذق فِي النّظر وَفِي الْقيَاس وَعلم الْأُصُول وَله مصنفات فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَفِي الْأُصُول فِي الْفِقْه كتاب لم يسْبق إِلَى مثله قَالَ الْقفال فِي كِتَابه الَّذِي صنفه فِي أصُول الْفِقْه إِن أَبَا بكر الصَّيْرَفِي كَانَ أعلم النَّاس بالأصول بعد الشَّافِعِي وَهُوَ أول من انتدب من أَصْحَابنَا للشروع فِي علم الشُّرُوط وصنف فِيهِ كتابا أحسن فِيهِ كل الْإِحْسَان انْتهى وَله وَجه فِي الْمَذْهَب وَمن غرايبه إِيجَاب الْحَد على من وطىء فِي النِّكَاح بِلَا ولي إِذْ كَانَ يعْتَقد تَحْرِيم ذَلِك توفّي سنة ثلثين وَثلث ماية الصفار مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو عبد الله الْأَصْفَهَانِي الصفار قَالَ الْحَاكِم مُحدث عصره مجاب الدعْوَة توفى سنة تسع وثلثين وَثلث ماية الْبَزَّاز الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد بن ابراهيم بن عبدويه أَبُو بكر الشَّافِعِي الْبَزَّاز

الْمُحدث قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة حسن التصنيف جمع أبواباً وشيوخاً وَلما منع بَنو بويه من ذكر فضايل الصَّحَابَة وَكَتَبُوا بسب السّلف على أَبْوَاب الْمَسَاجِد كَانَ أَبُو بكر يحدث بفضايل الصَّحَابَة فِي الْجَامِع قربَة إِلَى الله تَعَالَى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ الثِّقَة الْمَأْمُون الَّذِي لم يغمز بِحَال توفى سنة خمس وَخمسين وَثلث ماية مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أشتة أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ أحد الْأَعْلَام قَرَأَ الْقُرْآن على ابْن مُجَاهِد وَمُحَمّد بن يَعْقُوب وأبى بكر النقاش وَتوفى سنة سِتِّينَ وَثلث ماية أَو فِيمَا قبلهَا أَبُو حنيفَة الصَّغِير مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر الْبَلْخِي كَانَ يُقَال لَهُ من كَمَاله فِي الْفِقْه أَبُو حنيفَة الصَّغِير كَانَ من أَعْلَام الأيمة فِي مذْهبه وَيعرف بالهندواني توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثلث ماية أَبُو النَّصْر الأرغياني الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الأرغياني بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف بعْدهَا ألف وَنون الإِمَام الْفَقِيه الشَّافِعِي قدم من بَلْدَة نيسابور واشتغل على إِمَام الْحَرَمَيْنِ وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَ ورعاً كثير الْعِبَادَة سمع من أبي الْحسن عَليّ الواحدي صَاحب التَّفْسِير وروى عَنهُ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى إِنِّي لأجد ريح يُوسُف أَن ريح الصِّبَا اسْتَأْذَنت رَبهَا أَن تَأتي يَعْقُوب برِيح يُوسُف عَلَيْهِمَا السَّلَام) قبل أَن يَأْتِيهِ البشير بالقميص فَأذن لَهَا فَأَتَتْهُ بذلك فَلذَلِك يتروح كل محزون برِيح الصِّبَا وَهِي من نَاحيَة الْمشرق إِذا هبت على الْأَبدَان نعمتها ولينتها وهيجت الأشواق إِلَى الأوطان والأحباب وَأنْشد (أيا جَبَليَ نُعمانَ بِاللَّه خَلِّيا ... نسيم الصِّبَا يخلص إِلَيّ نسيمها) (فَإِن الصِّبَا ريح مَتى مَا تنفست ... على نفس مهموم تجلت همومها) قلت الظَّاهِر إِن نسيم الصِّبَا يخْتَلف مزاجه وتأثيره باخْتلَاف الأَرْض وَالْبِقَاع الَّتِي يمر عَلَيْهَا والفصول أَيْضا فَهِيَ فِي الرّبيع تكون ألطف مِنْهَا فِي غَيره لأَنا نشاهد فِي الْحسن أَن الرّيح الَّتِي تهب

بِدِمَشْق وَغَيرهَا مِمَّا يقاربها ريح يابسة المزاج تجفف الرطوبات وتقحل الْأَجْسَام وَتحرق الثِّمَار والزروع وَهِي فِي الديار المصرية أَشد مِنْهَا فِي الشَّام وَهِي الَّتِي يسمونها المريسية وَقَالَ الْجَوْهَرِي الصِّبَا ريح ومهبها المستوى ان تهب من مَوضِع مطلع الشَّمْس إِذا اسْتَوَى اللَّيْل وَالنَّهَار على أَن أشعار الْعَرَب ملأى من الاسترواح بهَا ووصفها باللطف وتنفيس الكرب ولعلها فِي بِلَاد الْحجاز وَمَا أشبههَا تكون بِهَذِهِ الصّفة قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان والفتاوى المستخرجة من كتاب نِهَايَة الْمطلب المنسوبة إِلَى الأرغياني أَشك فِيهَا هَل هِيَ لَهُ أَو لأبي الْفَتْح سهل الأرغياني وَتوفى سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس ماية انْتهى ابْن الخبازة مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن حبيب أَبُو بكر العاري وَيعرف بِابْن الخبازة ولد سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية سَافر إِلَى الْبِلَاد وَشرح كتاب الشهَاب كَانَ لَهُ معرفَة بالفقه والْحَدِيث وَكَانَ يعظ على طَرِيق الصُّوفِيَّة قَلِيل التَّكَلُّف وَكَانَ كثيرا مَا ينشد إِذا صعد الْمِنْبَر (كَيفَ احتيالي وَهَذَا فِي الْهوى حَالي ... والشوق أملك لي من عذل عذالي) (وَكَيف أسلو وَفِي حبي لَهُ شغل ... يحول بَين مهماتي وأشغالي) بنى رِبَاطًا وَاجْتمعَ إِلَيْهِ جمَاعَة من الزهاد فَلَمَّا احْتضرَ قَالُوا وصنا فَقَالَ راقبوا الله فِي الخلوات واحذروا مثل مصرعي هَذَا وَقد عِشْت إِحْدَى وَسِتِّينَ سنة وَمَا كَأَنِّي رَأَيْت الدُّنْيَا وَأنْشد (هَا قد مددت يَدي إِلَيْك فَردهَا ... بِالْعَفو لَا بشماتة الْأَعْدَاء) توفى سنة ثلثين وَخمْس ماية الْجُنَيْد ابْن الخبازة مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هِلَال أَبُو الْحسن الْمُسْتَعْمل الْمَعْرُوف بِابْن) الخبازة ويلقب بالجنيد البغداذي سمع ابْن رزقويه وروى عَنهُ أَبُو الْقسم ابْن السمر قندي وَيحيى بن عَليّ ابْن الطراح والشريف واثق بن تَمام وَأَبُو الغنايم مُحَمَّد بن مَسْعُود بن السدنك توفى سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع ماية القَاضِي محيي الدّين ابْن أبي عصرون مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن أبي عصرون القَاضِي محيي الدّين ابْن القَاضِي الْعَلامَة شرف الدّين أبي سعد التَّمِيمِي الشَّافِعِي قَاضِي دمشق وَابْن قاضيها توفى سنة إِحْدَى وست ماية وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى الجزيري مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو عبد الله الجزيري بِالْجِيم وَالزَّاي وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء برع فِي الْعلم وَطَاف وسمت همته إِلَى أَن يحيي سنة مهْدي الْمغرب وَزعم

أَن عبد الْمُؤمن وبنيه غيروا سيرته فَقَامَ فِي قوم من البربر يعْرفُونَ بمزالة فخطبوا لَهُ واتبعوه ثمَّ خَافُوا عَاقِبَة ذَلِك لما طلب مِنْهُم فأشاروا عَلَيْهِ أَن يختفي حَتَّى يجد موضعا يحميه فَرجع إِلَى بِلَاد الجزيرة بالأندلس وَأَرَادَ أَن يظْهر دَعوته فِي جبال جَزِيرَة الخضراء وخاطبهم فِي ذَلِك وانتسب إِلَى سعد بن عبَادَة رَضِي الله عَنهُ فَقَالُوا هَذَا يريدنا لأمر تذْهب فِيهِ أَمْوَالنَا وأرواحنا وَلَو كلفنا سعد بن عبَادَة هَذَا لم نلتفت إِلَيْهِ فأيس مِنْهُم وَصَارَ إِلَى جِهَة بسطة فَقعدَ فِي مَسْجِد وَأَتَاهُ أَصْحَابه ببطيخ فَجعلُوا يَأْكُلُونَهُ ويرمون قشوره فِي الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُم رجل كَانَ هُنَالك مَا رَأَيْت أبعد مِنْكُم عَن مُرُوءَة الدُّنْيَا وَالدّين قَالُوا وَكَيف ذَلِك قَالَ أكلْتُم الْبِطِّيخ وَلَيْسَ فِي الْمَسْجِد غَيْرِي فَلم تعرضوا عَليّ فَعلمت أَنكُمْ لؤماء ورأيتكم ترمون قشور الْبِطِّيخ فِي بَيت الله فَعلمت أَنكُمْ مستخفون بحرمته فتردد فكري فِي أَن تَكُونُوا جُهَّالًا أَو زنادقة فَقَالُوا لَهُ لم يكن لَك فِي الطَّعَام نصيب فيلزمنا دعاؤك فَأَنت إِذا طفيلي وَبَيت الله لِعِبَادِهِ كلهم وقشور الْبِطِّيخ طَاهِرَة فَأَنت إِذا فُضُولِيّ فعلا الْكَلَام بَينهم وَكثر الصخب وأنكرتهم الْعَامَّة فرفعوهم إِلَى الْوَالِي فَبينا الْوَالِي يكْشف أَحْوَالهم إِذْ وَصله كتاب بِأَن الجزيري وأصحاباً لَهُ قد صَارُوا إِلَى جهتك فَبَثَّ الْعُيُون عَلَيْهِم وَاسْتقر مظان اختفايهم فَلَعَلَّ الله يظفرك بهم ويطهر مِنْهُم الْبِلَاد والعباد فَقَالَ الْوَالِي الله أكبر هَذِه حَاجَة أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ قَرَأَ إِن ينصركم الله فَلَا غَالب لكم الْآيَة وَقَالَ لَهُم كَيفَ رَأَيْتُمْ استخفافكم بِبَيْت الله وَسُوء أدبكم مَعَه وأنفذ بهم فَضربت أَعْنَاقهم بعد مَا كَانَ الجزيري قد اشْتهر أمره وَعظم فِي النُّفُوس قدره فاهتم بأَمْره بَنو عبد الْمُؤمن وَجعلُوا عَلَيْهِ الْعُيُون فِي جَمِيع بِلَادهمْ وَحصل فِي الْأَنْفس مِنْهُ أَنه يتَصَوَّر بصور الْحَيَوَانَات الْمُخْتَلفَة) فَكَانَت الْعَوام يرجمون الْكلاب والسنانير توهماً أَنه تصور بِصُورَة وَاحِدَة من تِلْكَ الْحَيَوَانَات وَمن شعره (فِي أم رَأْسِي سر ... يَبْدُو لكم بعد حِين) (لأطلبن مرادي ... إِن كَانَ سعدي معيني) (أَو لَا فأكتب مِمَّن ... سعى لإِظْهَار دين) ابْن غطوس النَّاسِخ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مفرج أَبُو عبد الله ابْن غطوس بالغين الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَالْوَاو الساكنة وَالسِّين الْمُهْملَة على وزن سفود الْأنْصَارِيّ الأندلسي البلنسي النَّاسِخ قَالَ ابْن الْأَبَّار انْفَرد فِي وقته بالبراعة فِي كِتَابَة الْمَصَاحِف ونقطها يُقَال إِنَّه كتب ألف مصحف وَلم يزل الْمُلُوك والكبار ينافسون فِيهَا إِلَى الْيَوْم وَقد كَانَ آلى على نَفسه أَلا يكْتب حرفا إِلَّا من الْقُرْآن وَخلف أَبَاهُ وأخاه فِي هَذِه الصِّنَاعَة قلت أَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْحسن عَليّ بن الصياد الفاسي بصفد سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع ماية أَنه كَانَ لَهُ بَيت فِيهِ آلَة النّسخ والرقوق وَغير ذَلِك لَا يدْخلهُ أحد من أَهله يدْخلهُ ويخلو بِنَفسِهِ وَرُبمَا قَالَ لي إِنَّه كَانَ يضع الْمسك فِي الدواة وَكَانَ مصحفه لَا يهديه إِلَّا بمايتي دِينَار وَإِن إنْسَانا جَاءَ إِلَيْهِ من بلد بعيد مَسَافَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَو قَالَ أَكثر من ذَلِك وَأخذ مِنْهُ مُصحفا وَلما كَانَ بعد مُدَّة فكر فِي أَنه وضع نقطاً أَو ضبطاً على بعض الْحُرُوف فِي غير مَوْضِعه وَأَنه سَافر إِلَى تِلْكَ

الْبَلَد وأتى إِلَى ذَلِك الرجل وَطلب الْمُصحف مِنْهُ فَتوهم أَنه رَجَعَ فِي البيع فَقَالَ قبضت الثّمن مني وتفاصلنا فَقَالَ لابد أَن أرَاهُ فَلَمَّا أَتَى بِهِ إِلَيْهِ حك ذَلِك الْغَلَط وَأَصْلحهُ وَأَعَادَهُ إِلَى صَاحبه وَرجع إِلَى بَلَده أَو كَمَا قَالَ وَقد رَأَيْت أَنا بِخَطِّهِ مُصحفا أَو أَكثر وَهُوَ شَيْء غَرِيب من حسن الْوَضع ورعاية المرسوم وَلكُل ضبط لون من الألوان لَا يخل بِهِ فاللازورد للشدات والجزمات واللك للضمات وللفتحات والكسرات والأخضر للهمزات الْمَكْسُورَة والأصفر للهمزات الْمَفْتُوحَة لَا يخل بِشَيْء من ذَلِك وَلَيْسَ فِيهِ وَاو وَلَا ألف وَلَا حرف وَلَا كلمة فِي الْحَاشِيَة وَلَا تخريجة وَكَأَنَّهُ مَتى فسد مَعَه شَيْء أبطل تِلْكَ القايمة توفى الْمَذْكُور سنة عشر وست ماية وَمِمَّنْ سلك هَذِه الطَّرِيق فِي الْمَصَاحِف ابْن خلدون البلنسي ابْن سيدة الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن صابر السّلمِيّ أَبُو طَالب ابْن أبي الْمَعَالِي الْمَعْرُوف بِابْن سيدة من أهل دمشق من أَوْلَاد الْمُحدثين) سمع أَبَاهُ وَأَبا طَاهِر الخشوعي وَأَبا مُحَمَّد بن عَسَاكِر وَغَيرهم وسافر إِلَى مصر وَسمع بهَا البوصيري واسمعيل بن صَالح بن ياسين المقرىء وَكَانَت لَهُ دنيا وَاسِعَة وَحَال حَسَنَة يتقلب فِيهَا على مُرَاد قلبه فزهد فِيهَا فِي عنفوان شبابه وطرحها وَصَحب الصَّالِحين وَجَاوَزَ بِمَكَّة سِنِين عديدة وَحضر مَعَ الشَّيْخ عمر السهر وردي إِلَى بغداذ لما حضر من الشَّام وَسمع بهَا أثنى عَلَيْهِ ابْن النجار وَقَالَ سَمِعت مِنْهُ عَن وَالِده وَغَيره وَلم أر إنْسَانا كَامِلا غَيره فَإِنَّهُ زاهد عَابِد ورع تَقِيّ كثير الصّيام وَالصَّلَاة محافظ على الأوراد يكثر تِلَاوَة الْقُرْآن ومطالعة كتب الْعلم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْأَحَادِيث وَكَلَام الْمَشَايِخ وَتوفى بِدِمَشْق سنة سبع وثلثين وست ماية القَاضِي شرف الدّين ابْن عين الدولة مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن بن عَليّ بن أبي الْقسم بن صَدَقَة بن حَفْص قَاضِي الْقُضَاة أَبُو المكارم شرف الدّين ابْن القَاضِي الرشيد ابْن القَاضِي أبي الْمجد الصفراوي الاسكندري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن عين الدولة ولد بالاسكندرية سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس ماية وَقدم الْقَاهِرَة سنة ثلث وَسبعين وَكتب لقَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين ابْن درباس ثمَّ نَاب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَحكم بالاسكندرية من أَعْمَامه وأخواله ثَمَانِيَة وناب فِي الْقَضَاء أَيْضا عَن قَاضِي الْقُضَاة ابْن أبي عصرون وَعَن زين الدّين عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وَعَن عماد الدّين ابْن السكر ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بِالْقَاهِرَةِ وَولي الْقَضَاء بالديار المصرية وَبَعض الشامية سنة سبع عشرَة وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ مطلعاً على غوامضها وَكتب الْخط الْجيد وَله نظم ونثر وَكَانَ يحفظ من شعر الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين جملَة وعزل عَن قَضَاء مصر ببدر الدّين السنجاري وَبَقِي قَاضِيا بِالْقَاهِرَةِ وبالوجه البحري وَنقل المصريون عَنهُ كثيرا من النَّوَادِر والزوايد كَانَ يَقُولهَا بِسُكُون وناموس وَمن شعره (وليت الْقَضَاء وليت القضا ... ء لم يَك شَيْئا تَوليته) (فأوقعني فِي الْقَضَاء القضا ... وَمَا كنت قدما تمنيته)

وَتُوفِّي سنة تسع وثلثين وست وماية وَسَأَلَهُ الْكَامِل عَن سنه فَقَالَ ارتجالاً (يَا سايلي عَن قوى جسمي وَمَا فعلت ... فِيهِ السنون أَلا فاعلمه تبيينا) (ثاء الثَّلَاثِينَ أحسست الفتور بهَا ... فَكيف حَالي فِي ثاء الثمانينا) تقدم إِلَى القَاضِي شرف الدّين ابْن عين الدولة رجلَانِ من أهل الْفسْطَاط فَقَالَ أَحدهمَا لي عِنْد) هَذَا كَذَا وَكَذَا زبدية من ألوان الطَّعَام قدمتها إِلَيْهِ وَقد ورد من السّفر ووصلت أَنا من سفرتي هَذِه وَلم يقدم لي مثلهَا فَقَالَ يَا وَفِي الدولة اسْمَع مَا يَقُول كريم الدولة فَانْقَلَبَ الْمجْلس ضحكا أَبُو عبد الله الصُّوفِي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله بن أبي الْقسم الصُّوفِي شيخ رِبَاط المأمونية ولي مشيخة الرِّبَاط بعد وَالِده وعمره اثْنَتَا عشرَة سنة فَأَقَامَ بِهِ شَيخا عشْرين سنة ثمَّ غزل اسْمَعْهُ وَالِده من أبي الْفرج ابْن كُلَيْب وَأبي الْقسم ابْن بوش وذاكر بن كَامِل وَعبد الْحق ابْن الصَّابُونِي وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ وَسمع من أَصْحَاب أبي الْقسم ابْن الْحصين وَأبي بكر ابْن الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن النجار وَقد سَمِعت مِنْهُ كثيرا برباطه لَهُ معرفَة بالفقه وَالْخلاف وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَحصل من اللُّغَة والنحو طرفا صَالحا وَكتب خطا جيدا وَله نظم مليح وَكَانَ أظرف أهل زَمَانه وألطفهم أَخْلَاقًا وأوسعهم صَدرا وأتمهم مُرُوءَة وأنشدنى لنَفسِهِ (أَيهَا المعرض عني ... صل ودع عَنْك التجني) (قد رمت عَيْنَاك سَهْما ... فَأصَاب الْقلب مني) وَقَالَ ابْن النجار وَقَالَ لي أنشدتهما لأبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ ابْن جميل فأنشدنى لنَفسِهِ (يَا مليح الْوَجْه صلني ... أَخذ الهجران مني) (فالضنى ترويه أجفا ... نك عَن خصرك عني) وَتُوفِّي سنة تسع وثلثين وست ماية شرف الدّين المرسي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن أبي الْفضل الإِمَام الأوحد شرف الدّين أَبُو عبد الله السّلمِيّ الأندلسي المرسي الْمُحدث الْمُفَسّر النَّحْوِيّ ولد بمرسية سنة تسع وَسِتِّينَ وَقيل سنة سبعين وعني بِالْعلمِ وَسمع الْمُوَطَّأ بعلو بالمغرب من الْحَافِظ الحجري وَحج وَدخل الْعرَاق وخراسان وَالشَّام ومصر وَسمع جمَاعَة كَثِيرَة وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْأُصُول وَحدث

بالسنن الْكَبِير للبيهقي وبغريب الحَدِيث للخطابى عَن مَنْصُور الفراوي وَله مصنفات عديدة وَله نظم ونثر حسن وَكَانَ زاهداً متورعاً كثير الْعِبَادَة فَقِيرا مُجَردا توفى بعريش مصر فِيمَا بَينه وَبَين الزعقة وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى دمشق وَدفن بتل الزعفة وَخلف كتبا عَظِيمَة كَانَت مودعة) بِدِمَشْق فرسم السُّلْطَان بِبَيْعِهَا فَكَانُوا يحملون مِنْهَا كل يَوْم ثَلَاثًا إِلَى دَار السَّعَادَة لأجل الباذرائى فَاشْترى مِنْهَا جملَة كَثِيرَة وأبيعت فِي سنة وصنف تَفْسِيرا كَبِيرا لم يتمه وَكَانَت وَفَاته سنة خمس وَخمسين وست ماية وواخذ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل وَأخذ عَلَيْهِ فِي سبعين موضعا وَبرهن سقم ذَلِك قَالَ ياقوت وَكَانَ عُذْري الْهوى عامري الجوى لَهُ كل يَوْم حبيب وَطول تَرْجَمته ياقوت واستوفاها وَله كَلَام على شعر أَبى الطّيب أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ هُوَ صَاحب الضوابط الْكُلية فِي النَّحْو وَذكر لنا أَنه كَانَ لَهُ فِي الْبِلَاد الَّتِي يتنقل إِلَيْهَا من الْكتب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بِحَيْثُ أَنه لَا يستصحب كتبا اكْتِفَاء بِمَالِه فِي الْبَلَد الَّذِي يُسَافر إِلَيْهِ من الْكتب وأنشدني من لَفظه قَالَ أنشدنا أَبُو الْهدى عِيسَى قَالَ أنشدنا شرف الدّين لنَفسِهِ لما دخل عَلَيْهِ الصَّالح أَبُو الْعَبَّاس المريني وَهُوَ مَرِيض فَقَالَ لَهُ مَا هيأت من الزَّاد مَا بَقِي إِلَّا الرحيل فَقَالَ ارتجالاً (قَالُوا مُحَمَّد قد كَبرت وَقد أَتَى ... داعى الْحمام وَمَا اهتممت بزاد) (قلت الْقَبِيح من الْكَرِيم لضيفه ... عِنْد الْقدوم مَجِيئه بالزاد) ابْن الْأَبَّار مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أبي بكر الْحَافِظ الْعَلامَة أَبُو عبد الله الْقُضَاعِي البلنسي الْكَاتِب الأديب الْمَعْرُوف بِابْن الْأَبَّار وبالأبار ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسمع من أَبِيه الْأَبَّار وأبى عبد الله مُحَمَّد بن نوح الغافقي وأبى الرّبيع سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سَالم الكلاعى الْحَافِظ وَبِه تخرج وعني بِالْحَدِيثِ وجال فِي الأندلس وَكتب العالي والنازل وَكَانَ بَصيرًا بِالرِّجَالِ عَارِفًا بالتاريخ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة فَقِيها مقرئاً اخبارياً فصيحاً لَهُ يَد فِي البلاغة والإنشاء فِي النّظم والنثر كَامِل الرياسة ذَا جلالة وأبهة وتجمل وافر وَله من المصنفات فِي الحَدِيث والتاريخ وَالْأَدب كمل الصِّلَة لِابْنِ بشكوال بِكِتَاب فِي ثلثة أسفار قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين اختصرته فِي مُجَلد وَاحِد وَمن رأى كَلَام الرجل علم مَحَله من الحَدِيث وَكَانَ لَهُ إجَازَة من أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي جَمْرَة روى عَنهُ بهَا وَقتل مَظْلُوما بتونس على يَد صَاحبهَا لِأَنَّهُ تخيل مِنْهُ الْخُرُوج وشق الْعَصَا وَقيل إِن بعض أعدايه ذكر عِنْد صَاحب تونس أَنه ألف تَارِيخا وَأَنه تكلم فِيهِ فِي جمَاعَة فَلَمَّا طلب أحسن بِالْهَلَاكِ فَقَالَ للغلام خُذ البغلة وآمض بهَا إِلَى حَيْثُ شِئْت فَهِيَ لَك وَله جُزْء سَمَّاهُ دُرَر السمط فِي خبر السبط ينَال فِيهِ من بني أُميَّة ويصف عليا عَلَيْهِ السَّلَام بِالْوَحْي وَهَذَا تشيع) ظَاهر وَلكنه إنْشَاء بديع قلت وَله كتاب تحفة

القادم تراجم شعراء وَكتاب إيماض الْبَرْق والحلة السيراء فِي أشعار الْأُمَرَاء وإعتاب الْكتاب أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس أَنه أملاه فِي ثَلَاثَة أَيَّام توفى سنة ثَمَان وَخمسين وست ماية وَمن شعره يصف الْمركب (يَا حبذا من بَنَات المَاء سابحة ... تطفو لما شب أهل النَّار تطفئه) (تطيرها الرّيح غرباناً بأجنحة ال ... حمايم الْبيض للاشراك ترزؤه) (من كل أدهم لَا يلفى بِهِ جرب ... فَمَا لراكبه بالقار يهنؤه) (يدعى غراباً وللفتخاء سرعته ... وَهُوَ ابْن مَاء وللشاهين جؤجؤه) وَمِنْه (مرقوم الخد مورده ... يكسوني السقم مجرده) (شفاف الدّرّ لَهُ جَسَد ... بِأبي مَا أودع مجسده) (فِي وجنته من نعْمَته ... جمر بفؤادي موقده) (نظرت عَيْنَايَ لَهُ خطأ ... فَأبى الأنظار تَعَمّده) (ريم يَرْمِي عَن أكحله ... زرقاً تصمي من يصمده) (متداني الخطوة من ترف ... أَتَرَى الأحجال تقيده) (ولاه الْحسن وَأمره ... وَأَتَاهُ السحر يُؤَيّدهُ) وَمِنْه (ونهر كَمَا ذَابَتْ سبايك فضَّة ... حكى بمحانيه آنعطاف الأراقم) (إِذا الشَّفق آستولى عَلَيْهِ آحمراره ... تبدى خضيبا مثل دامي الصوارم) (وتحسبه سنت عَلَيْهِ مفاضة ... لِأَن هاب هبات الرِّيَاح النواسم) (وتطلعه من دكنة بعد زرقة ... ظلال لأدواح عَلَيْهِ نواعم) (كَمَا آنفجر الْفجْر المطل على الدجى ... وَمن دونه فِي الْأُفق سحم الغمايم) وَمِنْه أَيْضا (لله نهر كالحباب ... ترقيشه سامي الْحباب) (يصف السَّمَاء صفاؤه ... فخصاه لَيْسَ بِذِي اصطخاب) (وكأنما هُوَ رقة ... من خَالص الذَّهَب الْمُذَاب) ) (غارت على شطيه أَب ... كار المنى عصر الشَّبَاب) (والظل يَبْدُو فَوْقه ... كالخال فِي خد الكعاب) (لَا بل أدَار عَلَيْهِ خو ... ف الشَّمْس مِنْهُ كالنقاب)

(مثل المجرة جر فِي ... هَا ذيله جون السَّحَاب) وَمِنْه أَبْيَات (شَتَّى محاسنه فَمن زهر على ... نهر تسلسل كالحباب تسلسلا) (عريت بِهِ شمس الظهيرة لاتني ... إحراق صفحته لهيباً مشعلا) (حَتَّى كَسَاه الدوح من أفنانه ... بردا يمزق فِي الأصايل سلسلا) (وكأنما لمع الظلال بمتنه ... قطع الدِّمَاء جمدن حِين تحللا) قلت شعر جيد لمعانيه غوص أَبُو عبد الله المتيجي مُحَمَّد بن عبد الله بن ابراهيم بن عِيسَى بن معنين بن عَليّ بن يُوسُف أَبُو عبد الله الاسكندراني الْفَقِيه المالكى الْعدْل من أهل الْعلم والْحَدِيث كَانَ صَالحا ثِقَة ثبتاً وَكَانَ لَهُ نظم توفى سنة تسع وَخمسين وست ماية وَمن شعره فِيمَا يكْتب بِهِ على الإجازات (أجزت لَهُم أَعلَى الْمُهَيْمِن قدرهم ... وحلاهم ذكرا جميلاً معطراً) (رِوَايَة مَا أرويه شرقاً ومغرباً ... وَمَا قلته نظماً ونثراً محبرا) (على شَرط أهل الْعلم والصيغة الَّتِي ... يكون بهَا معنى الْإِجَازَة مظْهرا) (وَهَذَا جوابي ثمَّ وآسمي مُحَمَّد ... عَفا الله عَنهُ مَا مضى وتأخرا) (أَقُول وَعبد الله اسْم لوالدي ... وإبرهيم جدي قد نصصت مخبرا) (وَيعرف بالمتي نِسْبَة بَلْدَة ... وسطرت خطي بالقريض معبرا) قلت طول وَجَاء بِشعر غث رَكِيك وَأَيْنَ هَذَا مِمَّا كَانَ يَكْتُبهُ ابْن الظهير الإربلي وَقد تقدم شرف الدّين المتانى مُحَمَّد بن عبد الله بن مُوسَى شرف الدّين أَبُو عبد الله الحورانى المتانى الشَّيْخ الْعَارِف الزَّاهِد كَانَ لَهُ رياضات وخلوات وَانْقِطَاع وَمَعْرِفَة جَيِّدَة بعلوم مُتعَدِّدَة توفى بحماة فِي سنة تسع وَخمسين وست وماية ومتان بِضَم الْمِيم وَتَشْديد التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق قَرْيَة من قرى حوران الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك الإِمَام

الْعَلامَة الأوحد جمال) الدّين أَبُو عبد الله الطَّائِي الجياني الشَّافِعِي النَّحْوِيّ نزيل دمشق ولد سنة إِحْدَى وَسمع بِدِمَشْق من مكرم وَأبي صَادِق الْحسن بن صباح وَأبي الْحسن السخاوي وَغَيرهم وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن غير وَاحِد وجالس ابْن عمرون وَغَيره بحلب وتصدر بحلب لإقراء الْعَرَبيَّة وَصرف همته إِلَى إتقان لِسَان الْعَرَب حَتَّى بلغ فِيهِ الْغَايَة وأربى على الْمُتَقَدِّمين وَكَانَ إِمَامًا فِي القراآت وعللها صنف فِيهَا قصيدة دالية مرموزة فِي قدر الشاطبية وَأما اللُّغَة فَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِيهَا أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود رَحمَه الله من لَفظه قَالَ جلس يَوْمًا وَذكر مَا انْفَرد بِهِ صَاحب الْمُحكم عَن الْأَزْهَرِي فِي اللُّغَة قلت وَهَذَا أَمر معجز لِأَنَّهُ يُرِيد ينْقل الْكِتَابَيْنِ وَأَخْبرنِي عَنهُ أَنه كَانَ إِذا صلى فِي العادلية لِأَنَّهُ كَانَ إِمَام الْمدرسَة يشيعه قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان إِلَى بَيته تَعْظِيمًا لَهُ وَقد قَرَأت ألفية الشَّيْخ الْمُسَمَّاة بالخلاصة من لَفْظِي على الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمشَار إِلَيْهِ وَرَوَاهَا لي عَنهُ ورويتها بِالْإِجَازَةِ عَن نَاصِر الدّين شَافِع بن عبد الظَّاهِر وَعَن شهَاب الدّين ابْن غَانِم بِالْإِجَازَةِ عَنْهُمَا عَنهُ وَأما النَّحْو والتصريف فَكَانَ فيهمَا بحراً لَا يشق لجه وَأما اطِّلَاعه على أشعار الْعَرَب الَّتِي يستشهد بهَا على النَّحْو واللغة فَكَانَ أمرا عجيباً وَكَانَ الأيمة الْأَعْلَام يتحيرون فِي أمره وَأما الِاطِّلَاع على الحَدِيث فَكَانَ فِيهِ آيَة لِأَنَّهُ أَكثر مَا يستشهد بِالْقُرْآنِ فَإِن لم يكن فِيهِ عدل شَاهد إِلَى الحَدِيث وَإِن لم يكن فِيهِ شَيْء عدل إِلَى أشعار الْعَرَب هَذَا مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من الدّين وَالْعِبَادَة وَصدق اللهجة وَكَثْرَة النَّوَافِل وَحسن السمت وَكَمَال الْعقل وَانْفَرَدَ عَن المغاربة بشيئين الْكَرم وَمذهب الشَّافِعِي أَقَامَ بِدِمَشْق مُدَّة يصنف ويشغل بالجامع والتربة العادلية وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ نظم الشّعْر عَلَيْهِ سهلاً رجوه وطويله وبسيطه وصنف كتاب تسهيل الفوايد مدحه سعد الدّين مُحَمَّد بن عَرَبِيّ بِأَبْيَات مليحة إِلَى الْغَايَة وَهِي (إِن الإِمَام جمال الدّين جمله ... رب العلى ولنشر الْعلم أَهله) (أمْلى كتابا لَهُ يُسمى الفوايد لم ... يزل مُفِيدا لذى لب تَأمله) (فَكل مَسْأَلَة فِي النَّحْو يجمعها ... إِن الفوايد جمع لَا نَظِير لَهُ) وَفِي هَذِه الأبيات مَعَ حسن التورية فِيهَا مَا لَا يَخْلُو من ايراد ذكرته فِي كتابي فض الختام عَن التورية والاستخدام وَمن تصانيفه سبك المنظوم وَفك الْمَخْتُوم وَكتاب الكافية الشافية ثلثة آلَاف بَيت وَشَرحهَا وَالْخُلَاصَة وَهِي مُخْتَصر الشافية وإكمال الْإِعْلَام بمثلث الْكَلَام وَهُوَ) مُجَلد كَبِير كثير الفوايد يدل على اطلَاع عَظِيم ولامية الْأَفْعَال وَشَرحهَا وَفعل وأفعل والمقدمة الأَسدِية وَضعهَا باسم وَلَده الْأسد وعدة اللافظ وعمدة الْحَافِظ وَالنّظم الأوجز فِيمَا يهمز والاعتضاد فِي الظَّاء وَالضَّاد مُجَلد وَغير ذَلِك وإعراب مُشكل البُخَارِيّ أَنْشدني

العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ أَنْشدني عَليّ بن مَنْصُور بن زيد بن أبي الْقسم الهمذاني التَّمِيمِي قَالَ أنشدنا الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك لنَفسِهِ (إل ابْن الْخَيْر عَن ضَرَرا خشيتا ... فَحسن الحزم رَأيا إِن دهيتا) (وَهَذَا مَذْهَب وعر مداه ... مواصل غرَّة قد حَان صيتًا) (إِذا الملهوف ذَا صدق عَطاء ... تنَلْ حسن المحامد مَا حييتا) قلت كَذَا أنشدنيه الْعَلامَة أثير الدّين بِفَتْح اللَّام من ال وَفتح النُّون من ابْن وبنصب ضرروفتح النُّون من حسن وَضم الْمِيم من الحزم وَكسر الْبَاء من مَذْهَب وَفتح الْفَاء من الملهوف وَنصب الْهمزَة من عَطاء وَضم النُّون من حسن وَفتح الدَّال من المحامد وَتَفْسِيره أَن ال امْر وَابْن مفعول وَعَن بِمَعْنى أَن أبدلت الْهمزَة عينا وَحسن فعل مَاض وَذَا مَذْهَب حَال ومواصل فَاعل وإامر وَذَا الملهوف مفعول وَعَطَاء مفعول ثَان وَحسن منادى والمحامد مفعول تنَلْ وَمن نظم الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن مَالك رَحمَه الله تَعَالَى (تثليث باإصبع مَعَ شكل همزته ... بِغَيْر قيد مَعَ الاصبوع قد نقلا) (وَأعْطِ أُنْمُلَة مَا نَالَ الاصبع إِ ... لَا الْمَدّ فالمد للبا وَحدهَا بذلا) (أرز أرز أرز صَحَّ مَعَ أرز ... والرز والرنز قل ماشئت لاعذلا) (لدن بِتَثْلِيث دَال لدن لدن لدن ... ولد ولد لد لدن أوليت فعلا) (فاأف ثلث وَنون إِن أردْت وأف ... أفى ورفعاً ونصباً إِنَّه قبلا) (حيهل حيهل آحفظ ثمَّ حيهلاً ... أَو نون اَوْ حيهل قل ثمَّ حَيّ علا) (هيا وهيك هيا هيك هيت وَهِي ... ت كلهَا اسْم لأمر يَقْتَضِي عجلا) (أيهات بِالْهَمْز أَو بالها وَآخره ... ثلث وإيهات والتنوين مَا حظلا) (أيهان إيهاك إيهاً قطّ قطّ وقط ... وقط مَعَ قطّ وقتا مَاضِيا شملا) (هَا هَاء جردهما أَو أولينهما ... كَاف الْخطاب على الْأَحْوَال مُشْتَمِلًا) (أَو مَا لذِي الْكَاف نول همز هَاء كها ... ء هاؤما هاؤم هاؤن فآمتثلا) ) (وآحكم بفعلية لَهَا وهاء وصل ... هما بِمَا حف وناد آمراً وصلا) (وَرب ربت ربت رب رب رب مَعَ ... تَخْفيف الاربع تقليل بهَا حصلا) (همز ايم وايمن فأفتح واكسر أَو أم قل ... أَو قل م أَو من بالتثليث قد شكلا) (وأيمن اختم بِهِ وَالله كلا اضف ... إِلَيْهِ فِي قسم تبلغ بِهِ الأملا) وروى عَنهُ وَلَده بدر الدّين مُحَمَّد وَقد مر ذكره وشمس الدّين بن جعوان وَقد مر وشمس الدّين ابْن أبي الْفَتْح وَابْن الْعَطَّار وزين الدّين أَبُو بكر الْمزي وَالشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَأَبُو عبد الله الصَّيْرَفِي وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وشهاب الدّين مَحْمُود وشهاب الدّين ابْن غَانِم

وناصر الدّين شَافِع وَخلق سواهُم أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعيد الْحَنْبَلِيّ عرف بِابْن قيم الجوزية قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل البعلي قَالَ أنشدنا شَيخنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَالك لنَفسِهِ فِي لُغَات الْأرز بَيْتا مُفردا وَهُوَ (أرز أرز أرز صَحَّ مَعَ أرز ... والرز والرنز قل مَا شِئْت لَا عذلا) وأنشدني الْمَذْكُور وَالشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ بالسند الْمَذْكُور فِي أَسمَاء الذَّهَب لَهُ (نضر نضير نضار زبرج سير ... وزخرف عسجد عقيان الذَّهَب) (والتبر مَا لم يذب وأشركوا ذَهَبا ... وَفِضة فِي نسيك هَذَا الغرب) وأنشدني الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ بالسند الْمَذْكُور لَهُ فِي أَسمَاء خيل السباق الْعشْرَة على الْوَلَاء (خيل السباق المجلي يقتفيه مص ... ل والمسلي وتال قبل مرتاح) (وعاطف وحظي والمؤمل وَال ... لطيم والفسكل السّكيت يَا صَاح) وَله من هَذِه الضوابط شَيْء كثير وَكَانَ يَقُول عَن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الْحَاجِب إِنَّه أَخذ نَحوه من صَاحب الْمفصل وَصَاحب الْمفصل نَحوه صغيرات وناهيك بِمن يَقُول هَذَا فِي حق الزَّمَخْشَرِيّ وَكَانَ الشَّيْخ ركن الدّين ابْن القوبع يَقُول إِن ابْن مَالك مَا خلى للنحو حُرْمَة وَحكي عَنهُ أَنه كَانَ يَوْمًا فِي الْحمام قد اعتزل فِي مَكَان يسْتَعْمل فِيهِ الموسى فهجم عَلَيْهِ أَمْرَد وَقَالَ لَهُ مَا تصنع فَقَالَ لَهُ أكنس لَك الْموضع الَّذِي تقعد عَلَيْهِ وَهَذَا أستبعده من الشَّيْخ جمال الدّين رَحمَه الله والعهدة على من حَكَاهُ لي وَلَا أستبعد ذَلِك من لطف النُّحَاة وطباع أهل) الأندلس توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست ماية بِدِمَشْق رَحمَه الله تَعَالَى وَقَالَ شرف الدّين الحصني يرثيه (يَا شتات الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال ... بعد موت ابْن مَالك المفضال) (وانحراف الْحُرُوف من بعد ضبط ... مِنْهُ فِي الِانْفِصَال والاتصال) (مصدرا كَانَ للعلوم بِإِذن ... الله من غير شُبْهَة ومحال) (عدم النَّعْت والتعطف والتو ... كيد مستبدلاً من الْإِبْدَال) (ألم اعتراه أسكن مِنْهُ ... حركات كَانَت بِغَيْر اعتلال) (يَا لَهَا سكتة لهمز قَضَاء ... أورثت طول مُدَّة الِانْفِصَال) (رَفَعُوهُ فِي نعشه فانتصبنا ... نصب تَمْيِيز كَيفَ سير الْجبَال) (فخموه عِنْد الصَّلَاة بدل ... فأمليت أسراره للدلال) (صرفوه يَا عظم مَا فَعَلُوهُ ... وَهُوَ عدل معرف بالجمال)

(أدغموه فِي الترب من غير مثل ... سالما من تغير الِانْتِقَال) (وقفُوا عِنْد قَبره سَاعَة الدُّف ... ن وقوفاً ضَرُورَة الِامْتِثَال) (وَمَدَدْنَا الأكف نطلب قصراً ... مسكنا للنزيل من ذِي الْجلَال) (آخر الْآي من سبا حظنا مِنْهُ ... حَظه جَاءَ أول الْأَنْفَال) (يَا لِسَان الْأَعْرَاب يَا جَامع الإع ... راب يَا مفهماً لكل مقَال) (يَا فريد الزَّمَان فِي النّظم والنث ... ر وَفِي نقل مسندات العوالي) (كم عُلُوم بثنتها فِي أنَاس ... علمُوا مَا ثنيت عِنْد الزَّوَال) قلت هَذَا مَا اخترته من هَذِه القصيدة وَمَا رَأَيْت مرثية فِي نحوي أحسن مِنْهَا على طولهَا ولي فِي شَيخنَا الْعَلامَة أثير الدّين مرثية تقَارب هَذِه جندي رخيص مُحَمَّد بن عبد الله نَاصِر الدّين الأتابكي الجندي عرف بجندي رخيص قتل مَعَ سنقر الْأَشْقَر فِي صفر سنة تسع وَسبعين وست ماية وَدفن بقباب التركمان ابْن النن الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن مَسْعُود الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن النن بالنونين المشددتين وَفتح الأولى الْعَنسِي البغداذي الْفَقِيه ولد سنة تسع وَتِسْعين ببغداذ وَسمع من ابْن منينا وَيحيى بن ياقوت وَسليمَان الْموصِلِي وثابت بن مشرف وَكَانَ ثِقَة) متيقظاً ورى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَغَيره وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَتوفى بالاسكندرية سنة تسع وَسبعين وست ماية حافي رَأسه النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عمر الْعَلامَة جمال الدّين التلمساني الزناتي الكملاني المازوني قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين لقبه محيي الدّين انْتهى النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بحامي رَأسه كَانَ من أيمة الْعَرَبيَّة بالثغر وَكَانَ يحفظ الْإِيضَاح لأبي عَليّ ويقرىء بداره وَحدث عَن ابْن رواج وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الْمُنِير شَيْئا من النَّحْو ولد بتلمسان سنة سِتّ وست ماية بِظَاهِر سمع من أبي الْقسم الصفراوي وَابْن رواج وَجَمَاعَة وتصدر للعربية زَمَانا أَخذ عَنهُ تَاج الدّين الْفَاكِهَانِيّ وطايفة وَتخرج بِهِ خلق وَأخذ هُوَ النَّحْو عَن أبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن صَالح التَّيْمِيّ تلميذ ابْن بري وَعَن أبي زيد عبد الرَّحْمَن بن الزيات تلميذ مُحَمَّد بن قَاسم بن قنداس وَابْن قنداس من أَصْحَاب الْجُزُولِيّ وابي ذَر الْخُشَنِي وَأخذ أَيْضا عَن نحوي الثغر عبد الْعَزِيز بن مخلوف الاسكندري الْجَرَاد ولقب بحافي رَأسه لحفرة كَانَت فِي دماغه وَقيل كَانَ فِي رَأسه شَيْء يشبه ح وَقيل لِأَنَّهُ كَانَ فِي أول أمره مَكْشُوف الرَّأْس وَقيل رَآهُ رَئِيس فِي الثغر فَأعْطَاهُ

ثيابًا جدداً لبدنه فَقَالَ هَذَا لبدني ورأسي حافي فَأمر لَهُ بعمامة فَلَزِمَهُ ذَلِك وَمن شعره أنشدنيه من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين (ومعتقد أَن الرياسة فِي الْكبر ... فَأصْبح ممقوتاً بهَا وَهُوَ لَا يدْرِي) (يجر ذيول الْكبر طَالب رفْعَة ... أَلا فاعجبوا من طَالب الرّفْع بِالْجَرِّ) وأنشدني لَهُ أَيْضا (يَا مُنْكرا من بخل أهل الثغر مَا ... عرف الورى أنْكرت مَالا يُنكر) (أقصر فقد صحت نتانة أَهله ... وَمن الثغور كَمَا علمت الأبخر) قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين وَلَا أعلمهُ صنف شَيْئا قلت وَهُوَ أحد النُّحَاة الثَّلَاثَة المحمدين فِي عصر وَاحِد هُوَ فِي الاسكندرية وَابْن النّحاس فِي مصر وَابْن مَالك فِي دمشق وَقد مر ذكرهمَا وَمن شعر الشَّيْخ محيي الدّين حافي رَأسه (ومعلمي الصَّبْر الْجَمِيل بهجره ... فَثنى فؤاداً عَنهُ لم يَك ينثني) (لَا بُد من أجر لكل معلم ... وَإِلَى السلو ثَوَاب مَا علمتني) وَكتب إِلَى الْأَمِير نور الدّين على بن مَسْعُود الصوابى) (شَكَوْت إِلَيْك نور الدّين حَالي ... وحسبي أَن أرى وَجه الصَّوَاب) (وكتبي بعتها ورهنت حَتَّى ... بقيت من الْمَجُوس بِلَا كتاب) فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الظَّاهِر ابْن نشوان بن عبد الظَّاهِر القَاضِي فتح الدّين ابْن القَاضِي محيي الدّين الجذامي الروحي الْمصْرِيّ صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء ومؤتمن المملكة بالديار المصرية مولده بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وثلثين وست ماية سمع من ابْن الجميزي وَغَيره وَحدث وساد فِي الدولة المنصورية بعقله ورأيه وهمته وَتقدم على وَالِده القَاضِي محيي الدّين وَهُوَ مَا هُوَ فِي فن الْإِنْشَاء وَكِتَابَة الترسل فَكَانَ وَالِده من جملَة الْجَمَاعَة الَّذين يصرفهم أمره وَنَهْيه وَكَانَ السُّلْطَان يعْتَمد عَلَيْهِ ويثق بِهِ وَتُوفِّي فِي حَيَاة وَالِده وفجع بِهِ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست ماية بقلعة دمشق وَدفن بسفح قاسيون وَلم يكن وفجع بِهِ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست ماية بقلعة دمشق وَدفن بسفح قاسيون وَلم يكن فِي صناعَة الانشاء مجيداً وَلَا مكثراً وَلم أسمع لَهُ غير بَيْتَيْنِ رثى بهما حسام الدّين طرنطاي وضمنهما بَيْتا وَنصفا وهما (أَلا رحم الله الحسام فَإِنَّهُ ... أَصمّ بِهِ الناعي وَإِن كَانَ أسمعا) (وَمَا كَانَ إِلَّا السَّيْف لَاقَى ضريبة ... وقطعها ثمَّ انثنى فتقطعا) وَلكنه يدل على ذوق وذكاء ودبر الدِّيوَان وَنفذ مهماته وباشره أحسن مُبَاشرَة لما توزر فَخر الدّين ابْن لُقْمَان قَالَ لَهُ الْملك الْمَنْصُور من يكون عوضك فَقَالَ فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر فَتمكن فتح الدّين من السُّلْطَان وحظي عِنْده إِلَى أَن دخل فَخر الدّين يَوْمًا على السُّلْطَان فَأعْطَاهُ كتابا يقرأه فَلَمَّا دخل فتح الدّين أَخذ الْكتاب مِنْهُ وَأَعْطَاهُ لفتح الدّين وَقَالَ لفخر الدّين تَأَخّر وَلما بَطل فَخر الدّين من الوزارة وَعَاد إِلَى ديوَان الْإِنْشَاء تأدب مَعَه وَلما ولي الوزارة

للأشرف شمس الدّين ابْن السلعوس قَالَ لفتح الدّين اعْرِض عَليّ كل مَا تكتبه فَقَالَ لَا سَبِيل إِلَى ذَلِك وَلَا يطلع على أسرار السُّلْطَان إِلَّا هُوَ فَإِن اخترتم وَإِلَّا عينوا عوضي فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان ذَلِك قَالَ صدق قَالَ قطب الدّين اليونيني لما توفى فتح الدّين وجد فِي أوراقه قصيدة عَملهَا مرثية فِي رَفِيقه تَاج الدّين ابْن الْأَثِير وَكَانَ قد مرض وَطول فِي مَرضه فَعُوفِيَ تَاج الدّين قبل وَفَاة فتح الدّين بأيام قلايل وَولي مَكَانَهُ فَعَاد تَاج الدّين رثاه وَقَالَ السراج الْوراق يرثيه وَكَانَ مَوته مُوَافقا لمَوْت سعد الدّين الْموقع (رزية فتح الدّين سد بهَا الفضا ... علينا وَمَاتَتْ حِين مَاتَ الفضايل) ) (وَقد قيل سعد الدّين وَافق مَوته ... فَقلت وَسعد كلهَا والقبايل) وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا (إِذا جدد الله سُبْحَانَهُ ... لكم نعما عَمت المسلمينا) (فَلَا عدم الْملك نصرا عَزِيزًا ... وَلَا عدم الدّين فتحا مُبينًا) ونقلت من خطّ وَالِده محيي الدّين رحمهمَا الله تَعَالَى (أَيهَا الْفَتْح أَنْت عوني وسكنا ... ك بقلبي فَلَيْسَ عَنهُ تغيب) (فَلهَذَا أمسيت نصري من الل ... هـ تَعَالَى رَبِّي وَفتح قريب) ونقلت مِنْهُ أَيْضا (لي فتح نصري بِهِ وبقلبي ... سَاكن فِيهِ لَيْسَ عَنهُ يغيب) (وَأَنا مُؤمن فبشراي إِذْ لي ... من إلهي نصر وَفتح قريب) ووقفت للْقَاضِي فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر فِيمَا بعد على قصيدة مدح بهَا السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون عِنْدَمَا هزم التتار نوبَة حمص وَهِي (الله أَعْطَاك لَا زيد وَلَا عَمْرو ... هَذَا الْعَطاء وَهَذَا الْفَتْح والنصر) (هَذَا الْمقَام الَّذِي لَو لم تحل بِهِ ... لم يبْق وَالله لَا شام وَلَا مصر) (من ذَا الَّذِي كَانَ يلقى ذَا الْعَدو كَذَا ... أَو يدرع لأمة مَا لامها الصَّبْر) (يَا أَيهَا الْملك الْمَنْصُور قد كسرت ... جنودك الْمغل كسر مَا لَهُ جبر) (واستأصلوا شأفة الْأَعْدَاء وانتصروا ... لما ثَبت وَزَالَ الْخَوْف والذعر) (لما بغا جَيش أبغا فِي تجاسره ... وَلم يمد لَهُ إِلَّا القنا جسر) (وَأجْمع الْمغل والتكفور وَاتَّفَقُوا ... مَعَ الفرنج وَمن أردى بِهِ الْكفْر) (جَاءَت ثَمَانُون ألفا من بعوثهم ... لأرض حمص وَكَانَ الْبَعْث والنشر)

(جَاءَ الخميسان فِي يَوْم الْخَمِيس ضحى ... وامتدت الْحَرْب حَتَّى أذن الْعَصْر) (وَالسيف يرْكَع والأعلام رَافِعَة ... والروس تسْجد لَا عجب وَلَا كبر) (وَالْخَيْل لَا تغتدي إِلَّا على جثث ... والسهل من أروس الْقَتْلَى بِهِ وعر) (وَالْبيض تغمد فِي الأجفان من مهج ... والسمر ناهيك يَا مَا تفعل السمر) (فجَاء فِي رَجَب عيدَان من عجب ... للسيف وَالرمْح هَذَا الْفطر والنحر) ) (فَكَانَ أسلمهم من أسلموه لِأَن ... يَقُودهُ الْقَيْد أَو يسري بِهِ الْأسر) (وَرَاح فارسهم فِي إِثْر راجلهم ... ينتابه الْوَحْش أَو ينبو بِهِ القفر) (فَمَا رعى مِنْهُم رَاع مطيته ... وَلَا ارعوى لَهُم من روعة فكر) (وَكَانَ يَوْم الْخَمِيس النّصْف من رَجَب ... عَام الثَّمَانِينَ هَذَا الْفَتْح والنصر) (وَعَاد سلطاننا الْمَنْصُور منتصراً ... فَالْحَمْد للله ثمَّ الْحَمد وَالشُّكْر) قلت شعر يُقَارب الْجَوْدَة إِلَّا أَنه حِكَايَة وَاقعَة الْحَال إِلَّا أَن هَذِه القافية فاترة إِلَى الْغَايَة وَكتب أَيْضا على دَوَاة نُحَاس استعملها بِدِمَشْق لوالده (إفتح دَوَاة سَعَادَة أقلامها ... تجْرِي بواف من عَطاء وافر) (عملت لعبد الله راجي عَفوه ... والمستجير بِهِ ابْن عبد الظَّاهِر) السبتي مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن سعيد الْعَنسِي بالنُّون أَبُو عبد الله السبتي ولد سنة أَربع وست ماية قَالَ الْحَافِظ ابْن رشيد لَا يوثق لقَوْله إِلَّا إِن وجد شَيْء من رِوَايَته بِخَط غَيره توفى سنة ثلث وَتِسْعين وست ماية الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن غَانِم مُحَمَّد بن عبد الله بن غَانِم بن عَليّ النابلسي الشَّيْخ الزَّاهِد أَبُو عبد الله ابْن الشيح الْقدْوَة الْعَارِف ابْن الشَّيْخ الْكَبِير غَانِم النابلسي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي قدم دمشق وتفقه على الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَأفْتى بِبَلَدِهِ مُدَّة إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ صَالحا زاهداً لَهُ فُقَرَاء مريدون توفى سنة ثلث وَتِسْعين وست ماية التجِيبِي الْخَطِيب مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي نصر التجِيبِي الغرناطي أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين قَالَ هُوَ الأديب الصَّالح لَهُ خطب سهلة المساق عذبة الْأَلْفَاظ كَانَ يخْطب بِجَامِع مطخشارش من غرناطة سَمِعت مِنْهُ خطباً جملَة وأجازني ونقلت من خطه (وَمَا الْعِيد بِاسْتِعْمَال طيب وزينة ... وَلَا أَن يرى فِيهِ عَلَيْك جَدِيد) (وَلَكِن رضى الرَّحْمَن عَنْك هُوَ الَّذِي ... يَصح عَلَيْهِ فِي الْحَقِيقَة عيد) جمال الدّين الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي مُحَمَّد بن عبد الله بن ماجد

الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِمصْر بمكتب ابْن عبد الحميد (قف الركب يَا صَاح بالأجرع ... قَلِيلا لتندب قلبِي معي) (فقد كَانَ يسكن بَين الضلوع ... وَقد صَار يربع بالأربع) ) (دَعَاهُ الغرام إِلَى حتفه ... فلبى الْمنية لما دعِي) (فآه لَهُ من قطيع اللحاظ ... وَمن بالنواظر لم يقطع) (وَمن ذَا الَّذِي قَادَهُ طرفه ... فَلَا يستقاد وَلم يتبع) (فَمن ينس لَا أنس يَوْم الْوَدَاع ... غَدَاة الثَّنية من لعلع) (وَقَوْلِي لَهَا بِلِسَان الخضوع ... وَقد كدت أغرق فِي الأدمع) (قفي سَاعَة نشتكيك الغرام ... وَمَا شِئْت من بعْدهَا فاصنعي) (فَلم يبْق لي الدَّهْر أُمْنِية ... سوى أَن أَقُول وَأَن تسمعي) (وَفِي سَاعَة الْبَين يَا هَذِه ... يبين المحق من الْمُدَّعِي) (وَصَحَّ الْفِرَاق وَسَار الرفاق ... وَلم يبْق فِي الْوَصْل من مطمع) (وَبَيت القصيدة أَتَى رجعت ... سليباً وَمَا عَاد قلبِي معي) (فيا جنب إياك أَن تَسْتَقِر ... وَيَا عين إياك أَن تهجعي) كَانَ مولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس ماية القَاضِي شرف الدّين ابْن القيسراني مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد القَاضِي شرف الدّين ابْن الصاحب فتح الدّين ابْن القيسراني المَخْزُومِي كَانَ رَئِيسا دينا متواضعاً كثير المحاسن توفّي سنة سبع وَسبع ماية وَله فِي فن الْإِنْشَاء الْيَد الطُّولى أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ كَانَ قد توجه صُحْبَة السُّلْطَان إِلَى غَزْوَة قازان أَو غَيرهَا الشَّك مني فرأيته فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ منصرف عَن الْوَقْعَة وَقد نصر الله الْمُسلمين فِيهَا على التتار فَأَخْبرنِي بِمَا فتح اله بِهِ فنظمت فِي الْمَنَام بَيْتَيْنِ واستيقظت ذَاكِرًا للْأولِ مِنْهُمَا وَهُوَ (الْحَمد لله جَاءَ النَّصْر وَالظفر ... واستبشر النيرَان الشَّمْس وَالْقَمَر) فَكتبت إِلَيْهِ أعلمهُ بذلك فَكتب إِلَيّ الْجَواب عَن ذَلِك (أيا فَاضلا تلهي مَعَاني صِفَاته ... وكل بليغ فَاضل من رُوَاته) (وَمن يستبين الْفَهم من لحظاته ... لَهُ آمُر بِالرشد فِي يقظاته) وَفِي النّوم يهديه لخير الطرايق

(وَمن قربه غايات كل وَسِيلَة ... وأسطره تزهى بزهر خميلة) (وَجُمْلَته فِي النَّاس أَي جميلَة ... فَإِن قَامَ لم يدأب لغير فَضِيلَة) ) وَإِن نَام لم يحلم بِغَيْر الحقايق يقبل الْيَد الْعَالِيَة الفتحية فتح الله أَبْوَاب الْجنَّة بهَا وَلها وأسعد خاطره الَّذِي مَا اشْتغل عَن صوب الصَّوَاب ولالهى ومشتهى خلقه الَّذِي لَا أعرف لحسنه مشبهاً تَقْبِيل مشتاق إِلَى رِوَايَته ورؤيته ونتايج بديهته ورويته متعطش إِلَى روايه وإروايه والتيمن بعالي آرايه والتملي بِهِ فِي هَذِه السفرة المسفرة بمشية الله تَعَالَى عَن النجاح والفلاح والغزوة الَّتِي لَهَا الملايكة الْكِرَام النجدة والرايات النَّبَوِيَّة السِّلَاح وَالْحَرَكَة الَّتِي أخْلص فِيهَا الْمُسلمُونَ لله تَعَالَى رَوَاحهمْ وغدوهم وتعلقت آماله بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ تَعَالَى يهْلك عدوهم فَإِنَّهُم قد بغوا وَالْبَغي وخيم المصرع وابتغوا الْفِتْنَة والفتنة لمثيرها تصرع وَقد تكفل الله للملة المحمدية أيديل دولتها وَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله لَا يُسَلط عل هَذِه الْأمة من يستبيح بيضتها وَلِهَذَا مَا أمضينا فِي السهر لَيْلًا وَلَا أنضينا فِي السّفر خيلا وَلَا رجونا إِلَّا أَن نحمد السرى عِنْد الصَّباح وكدنا نطير إِلَى الهيجاء زرافات ووحداناً بِغَيْر جنَاح وَلَا جنَاح وسمحنا بنفوس النفايس فِي طلب الْجنَّة والسماح رَبَاح وَيُنْهِي أَن المشرف العالي ورد إِلَيْهِ فتنسم أَرْوَاح قربه وأوجد مسرات قلبه وأعدم مضرات كربه وأبهجه الْكتاب بعبير رياه وألهجه الْخطاب بتعبير رُؤْيَاهُ فَرَأى خطه وشياً مرقوماً وَلَفظه رحيقاً مَخْتُومًا ووجده محتوياً على دُرَر كلامية وَبشر منامية وَحَدِيث نفس عصامية نرجو من الله أَن نشاهد ذَلِك أيقاظاً ونكون لأبيايه حفاظا وَهُوَ كتاب طَوِيل أجَاب عَنهُ الشَّيْخ فتح الدّين وَقد أثبتهما فِي الْجُزْء الأول من التَّذْكِرَة الشَّيْخ مُحَمَّد المرشدي مُحَمَّد بن عبد الله الْمجد بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الْكَبِير الشهير الصَّالح المرشدي صَاحب الْأَحْوَال وَكَثْرَة الْإِطْعَام ولخلق كثير فِيهِ اعْتِقَاد ويحكى عَنهُ عجايب تحير السَّامع من إِحْضَاره الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة وَكَانَ مُقيما بقرية منية مرشد بِقرب بلد فوة وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن وَقطعَة من مَذْهَب الشَّافِعِي ويخدم الواردين بِنَفسِهِ وَلَا يقبل من أحد شَيْئا وتحيل السُّلْطَان عَلَيْهِ وَبعث لَهُ مَعَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي جملَة من الذَّهَب فغالطه فِي قبُولهَا ودسها مَعَه فِي مَأْكُول جهزه مَعَه إِلَى السُّلْطَان وَحج فِي هَيْئَة وتلامذه أنْفق فِي لَيْلَة مَا قِيمَته أَلفَانِ وَخمْس ماية دِرْهَم وَقيل إِنَّه أنْفق فِي ثلث لَيَال مَا يُسَاوِي الْألف دِينَار وَكَانَ يَأْتِيهِ الْأُمَرَاء الْكِبَار وَمن دونهم إِلَى الفقؤاء فَيَأْتِي لكل وَاحِد بِمَا حَدثهُ بِهِ ضَمِيره على مفرده هَذَا ذكره

لي غير وَاحِد وَكَاد يبلغ عَنهُ مبلغ التَّوَاتُر بل بلغه وَقل من أنكر عَلَيْهِ حَاله وَاجْتمعَ بِهِ إِلَّا) وَزَالَ ذَلِك من خاطره كَانَ الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس مِمَّن يُنكر حَاله ويشنع عَلَيْهِ فَمَا كَانَ إِلَّا أَن اجْتمع بِهِ فَسَأَلته عَنهُ فَقَالَ هُوَ إِنْسَان حسن ثمَّ اجْتمع بِهِ مرّة وَمرَّة وَكَذَلِكَ الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جنكلي بن البابا كَانَ يُنكر عَلَيْهِ وَاجْتمعَ بِهِ وَجرى بَينهمَا تنافس فِي الْكَلَام وَلم يجِئ من عِنْده إِلَّا وَقد رَضِي بِهِ وَلَكِن أَخْبرنِي جمَاعَة عَنهُ مِمَّن توجه إِلَيْهِ وَأقَام عِنْده أَن فِي مَكَانَهُ مَسْجِدا ومنبراً للخطيب يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ يَأْمر النَّاس بِالصَّلَاةِ وَلم يصل مَعَ أحد وَصَلَاة الْجَمَاعَة لَا يعدلها شَيْء وَأمره غَرِيب وَالسَّلَام يتَوَلَّى الله سَرِيرَته وَكَانَ قد عظم شَأْنه وَيكْتب الأوراق إِلَى دوادار السُّلْطَان وَالِي كَاتب السِّرّ وَإِلَى من يتحدث فِي الدولة بِقَضَاء أشغال النَّاس بِعِبَارَة ملخصة موجزة على يَد من يتقاضاه ذَلِك وَيقْضى مَا يُشِير بِهِ وَمَا عظم واشتهر إِلَّا بتردد القَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش إِلَيْهِ فَإِنَّهُ كَانَ يزوره كثيرا فَعظم مَحَله فِي النُّفُوس وَقَرَأَ على ضِيَاء الدّين ابْن عبد الرَّحِيم وتلا على الصايغ بَات فِي عَافِيَة وَأرْسل إِلَى الْقرى الَّتِي حوله ليحضروا إِلَيْهِ فقد عرض أَمر مُهِمّ فَأتوهُ فَدخل خلْوَة زاويته وَأَبْطَأ فطلبوه فوجدوه مَيتا والحكايات فِي شَأْنه كَثِيرَة تزيد وتنقص إِلَّا أَنه كَانَ لَا يَدعِي شَيْئا وَلم بِحِفْظ عَنهُ شطح حسن العقيدة شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَكَانَ يخرج إِلَى الواردين أطمعة كَثِيرَة من دَاخل مَكَانَهُ وَلَا يدْخل إِلَى ذَلِك الْمَكَان أحد سواهُ وَله همة عَظِيمَة وجلادة عل خدمَة النَّاس توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية وَلَعَلَّه قد قَارب السِّتين رَحمَه الله تَعَالَى قَاضِي الْقُضَاة ابْن الْمجد مُحَمَّد بن عبد الله بن حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله الزدزاري الإربلي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي قَاضِي الْقُضَاة الْعَلامَة شهَاب الدّين أَبُو الْفرج وَأَبُو عبد الله ابْن الإِمَام مجد الدّين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسمع من أبي الْيُسْر ومظفر بن عبد الصَّمد بن الصايغ وَالْفَخْر عَليّ وَابْن أبي عمر وَأبي بكر ابْن الْأنمَاطِي وَابْن الصَّابُونِي وَعبد الْوَاسِع الْأَبْهَرِيّ والنجم بن المجاور وَابْن الوَاسِطِيّ وَابْن الزين وَابْن بلبان وَغَيرهم وَكتب الطباق وَسمع كثيرا وَأفْتى ودرس وجود الْعَرَبيَّة وَغير ذَلِك وَكَانَ أَولا يَنُوب فِي وكَالَة بَيت المَال عَن القَاضِي جمال الدّين وَالْقَاضِي عَلَاء الدّين ابْني القلانسي ثمَّ انْفَرد بِالْوكَالَةِ ثمَّ ولي قَضَاء الْقَضَاء بعد القَاضِي جمال الدّين ابْن جملَة وَلم يحمد فِي الحكم على أَنه حكى لي عَنهُ شرف الدّين الخليلي الْعدْل حِكَايَة تدل على مُرُوءَة جمة وَمَكَارِم عَظِيمَة وَكَانَ وَاسع النَّفس كثير الْبَذْل وَلما عزل من بَاب السُّلْطَان بقاضي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي وَلم يعلم توجه لهناء القَاضِي شهَاب الدّين) ابْن القيسراني بِولَايَة كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فنفرت بِهِ الْبلْغَة عِنْد حمام الخضراء فرض دماغه فَحمل فِي محفة إِلَى العادلية وَمَات بعد أُسْبُوع فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وثلثين وَسبع ماية وَلم يعْمل لَهُ عزءا وأوذي أصهاره وَكَانَ مجموعاً عَظِيما فِي الْفَضِيلَة أما الْفُرُوع والشروط فَكَانَ إِمَامًا لَا يجارى فِي ذَلِك وَفِيه مَكَارِم وَله محَاسِن وَفِيه خدم للنَّاس كتب إِلَيْهِ جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة

(قَاضِي الْقُضَاة ابق فِي سَمَاء علا ... مقتبل السعد نَافِذ الحكم) (كم من صديق قد جَاءَ يسألني ... فِي الْبر والمكرمات والحلم) (عَن ابْن صصرى وعنك قلت لَهُ ... لَا فرق بَين الشهَاب والنجم) أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ الْمولى شمس الدّين مُحَمَّد الْخياط فِي وقْعَة القَاضِي شهَاب الدّين الْمَذْكُور لما توفّي (بلغَة قاضينا إِذا زلزلت ... كَانَت لَهُ من فَوْقهَا الْوَاقِعَة) (تكاثر ألهاه من عجبه ... حَتَّى غَدا ملقى على القارعة) (فأظهرت زَوجته عِنْدهَا ... تضايقاً بِالرَّحْمَةِ الواسعة) زين الدّين بن المرحل مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْوَرع الْخَيْر زين الدّين ابْن علم الدّين ابْن الشَّيْخ زين الدّين ابْن المرحل الشَّافِعِي هُوَ ابْن أخي الشَّيْخ صدر الدّين كَانَ من أحسن النَّاس شكلا وربي على طَرِيق خيرة فِي عفاف وملازمة اشْتِغَال وانجماع عَن النَّاس وَكَانَ عَمه يحسده وَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله ابْن الْجَاهِل طلع فَاضلا وَابْن الْفَاضِل طلع جَاهِلا يَعْنِي الشَّيْخ صدر الدّين بذلك انه عينه قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن الحريري للْقَضَاء وَأَشَارَ بِهِ على السُّلْطَان إِمَّا لقَضَاء مصر أَو لقَضَاء الشَّام فَلم يكن فِيهِ مَا مَنعه من ذَلِك غير صغر سنه وَحضر عل الْبَرِيد من مصر وَتَوَلَّى تدريس الشامية البرانية عوضا عَن الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني لما توجه قَاضِيا بحلب وَأَخْبرنِي جمَاعَة أَن دروسه لم تكن بعيدَة من دورس الشَّيْخ كَمَال الدّين لفصاحته وعذوبة لَفظه وَكَانَ الْفِقْه وأصوله قد جودهما وَأما الْعَرَبيَّة فَكَانَ فِيهَا ضَعِيفا وناب لقَاضِي الْقُضَاة علم الدّين الأخنائي بِدِمَشْق فِي الحكم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وثلثين وَسبع ماية أَبُو عبد الله ابْن الصايغ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْأمَوِي الْمَرْوِيّ الشَّيْخ الأديب محب الدّين) أَبُو الْبَقَاء الْمَعْرُوف بِابْن الصايغ المغربي حضر إِلَى الديار المصرية رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ مَرَّات وَاجْتمعت بِهِ فِي حَلقَة الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان وَغَيرهَا وَسمعت أَنا وَهُوَ صَحِيح البُخَارِيّ بِقِرَاءَة الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن المرحل النَّحْوِيّ على الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وأخيه أبي الْقسم بالظاهرية بَين القصرين وأتى بفوايد تتَعَلَّق بِالْعَرَبِيَّةِ غَرِيبَة وَقت السماع فَوَجَدته يستحضر من اللُّغَة شَيْئا كثيرا وَيعرف النَّحْو وَالْعرُوض معرفَة جَيِّدَة إِلَى الْغَايَة وينظم الشّعْر الفايق أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ مَا امتدح بِهِ القَاضِي نجم الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ قَاضِي مَكَّة لما أنْشدهُ لمذكور لنَفسِهِ مَا تقدم ذكره فِي تَرْجَمته وكتبها لي بِخَطِّهِ وَالْتزم الْهَاء قبل الْكَاف وَهُوَ

(شرع الْهوى هوني لعزة جاهك ... فارثي لذلة موقفي بتجاهك) (رقي لجسم رق من دنف الْهوى ... وشفاه مَا تحويه حو شفاهك) (لَا تعجبي إِن ذبت سقماً واعجبي ... أَن لَيْسَ إِلَّا سقم طرفك ناهكي) (وَسن نفى وسني فَنمت وَلم أنم ... مَا لَيْلَة الساهي كليل الساهك) (بطحاء وَادي الأثل لَوْلَا تيهها ... وتفارها مَا حمت فِي أتياهك) (وَلما وخدت بهَا شوازب ضمراً ... أوردتها عشرا ثغاب مياهك) (بدلت سدرك بالسدير وَمَا حوى ... وبفايح النسرين فيح عضاهك) (وهجرت طيب كرى وواصلت السرى ... بِمَشَقَّة التهجير فِي ادماهك) (ادعوا بسعدى أَيْن يمن سراي إِذْ ... أكرهتم وعففت عَن إكراهك) (نصبوا عَليّ رخاخهم لكِنهمْ ... شَاهَت وُجُوههم لصولة شاهك) (جبت الشعاب وَآل شُعْبَة عِنْدَمَا ... سدل الظلام رِدَاءَهُ برداهك) (اعشوا إِلَى حلى الترايب خُفْيَة ... إِذْ غمض الأتراب عَن أفكاهك) (أدني اللجين لعسجدي شاحب ... صدئ الإهاب بِمَا اكتساه ساهك) (أَتَى شممت الزهر بل عيونه ... طل فأنبهه لَدَى انباهك) (اسقي عهاد الدمع عهدا باللوى ... أنسيته لشفاي لَا لشفاهك) (زَمنا أردد أهة المشغوف من ... حرقي فتحكيني ترجع آهك) (أنضارتي اشْتغل المشيب فأنضبت ... شعل الحشا مَا راق من أمواهك) ) (ينْهَى وينهكني مشيب صنته ... وَلما عرفت بصون ناه نَاهِك) (حلك المفارق قد تنفس صبحه ... يَا نفس خبي من كرى استعماهك) (يستبدهونك للنسيب فشرفي ... بشريف مَكَّة منتج استبداهك) (قَاضِي الشَّرِيعَة والمقيم منارها ... حَيْثُ الْمقَام وَحَيْثُ بَيت إلاهك) (بلدت فِي جوب الْبِلَاد ومدحه ... يشفي فينفي تُهْمَة استبلاهك) (لولاه أوشكت الخمول فلازمي ... شكر الَّذِي سنى لقاه لقاهك) (يَا خير أَرض الله قد رَضِي النَّوَى ... رجل ثوى فأوى إِلَى أواهك) (القطب نجم الدّين إشراق الدنى ... معنى العلى أَسْنَى وُجُوه وجاهك) (من إِن تشابهت الرموز أقل لَهَا ... من بعد هَذَا الذِّهْن لاستشباهك)

(إِن يخف معناك السقيم فعامل ... بِصَحِيح حكمته على افقاهك) (روى الحَدِيث فرويت ساحاتنا ... يَا سحب إِذْ حلت عرى أفواهك) (غيثاً أغاثك يَا حجاز بدره ... وجلا هوامد أغبرت بجلاهك) (فاخضر مرعاك الْمُبَارك ممرعاً ... والتفت البهمى بغض شباهك) (جودي سَمَاء ليمن دَعْوَة من سما ... رتباً يقل لَهَا انتعال جباهك) (يَا نفس إِنَّك قد نقهت من الْغنى ... وَلَقَد غنيت الْيَوْم باستنقاهك) (هَذَا الْجواد بِمَا حوى أمناه فِي ... إفقار كيس المَال أم إرفاهك) (يسخو بِمَا يوعي ويظنى مَا يعي ... كم بَين كنز نفيسة ونفاهك) (دارت رحى الأزمات تبغي جَاره ... فأجاره من كل دَاء داهك) (أم الْقرى قد جَار من أم الْقرى ... بِفنَاء بدنك كلهَا وبشاهك) (ناسبت غرته وَبَيت نسيبه ... فَأَعَدْت لَيْسَ الْبَدْر من أشباهك) (يَا همة من كل هم نزهت ... إِلَّا العلى دومي على استنزاهك) (لسموت حِين سهمت فِي شأو العلى ... أفردت فالأسماء فِي أسماهك) (يَا فكرة بدهت بأبدع ملحة ... مَا أقرب الإبداع من إبداهك) (عرضتها لمعارض لم يحكها ... أَنى وَقد لَزِمت قوافيها هك) قلت مَا أثبت هَذِه القصيدة بِطُولِهَا إِلَّا طلبا للدلالة على قدرَة هَذَا النَّاظِم على الْإِتْيَان بِهَذِهِ القوافي المزلقة المرقى القلقة الْملقى وَكَانَ رَحمَه الله يلْعَب بِالْعودِ وَكَانَ فَقِيرا إِلَى الْغَايَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية فِي طاعون مصر بدر الدّين الشبلي الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عبد الله الْفَقِيه الْعَالم الْمُحدث بدر الدّين أَبُو الْبَقَاء الشبلي السابقي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ قَالَ شمس الدّين من نبهاء الطّلبَة وفضلاء الشَّبَاب سمع الْكثير وعني بالرواية على الشُّيُوخ وَسمع فِي صغره من أبي بكر ابْن عبد الدايم وَعِيسَى الْمطعم وَألف كتابا فِي الأوايل ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع ماية قلت وَيكْتب خطا وحسناً ولازم القَاضِي شهَاب الدّين أَبَا الْعَبَّاس ابْن فضل الله وَكتب كثيرا من إنشايه وَقد أجزت لَهُ آخر الْجُزْء الثَّالِث من كتاب الوافي بالوفيات

الجزء 4

(الْجُزْء الرَّابِع) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (ربِّ أَعِنْ) 3 - (ابْن عبيد الله) أَبُو بكر الْعَرْزَمِي مُحَمَّد بن عبيد الله من الْيمن من حَضرمَوْت كُوفِي أدْرك الدولة العباسية ويكنى أَبَا بكر وَيعرف بالعرزمي جلّ شعره آدَاب وَحكم من شعره (إِن يحسدوني فَإِنِّي غير لائمهم ... قبلي من النَّاس أهل الْفضل قد حسدوا) (فدام لي وَلَهُم مَا بِي وَمَا بهم ... وَمَات أكثرنا غيظاً بِمَا يجد) (أَنا الَّذِي وَجَدُونِي فِي حُلُوقهمْ ... لَا أرتقي صادراً مِنْهَا وَلَا أرد) وَقَالَ (أرى عَاجِزا يدعى جليداً لغشمه ... وَلَو كلف التَّقْوَى لكلت مضاربه) (وَعَفا يُسمى عَاجِزا لعفافه ... وَلَوْلَا التقى مَا أَعْجَزته مذاهبه) (وَلَيْسَ بعجز الْمَرْء أخطأه الْغنى ... وَلَا باحتيالٍ أدْرك المَال كاسبه) ابْن الْمهْدي مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْمهْدي بِاللَّه مُحَمَّد بن الْمَنْصُور أبي جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قَالَ ابْن النجار ذكره الصولي وَغَيره توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين ومأتين قَالَ لَهُ يَوْمًا إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي يَا ابْن أخي بكم اشْترى أَبوك أمك قَالَ بخراج الدُّنْيَا ثَلَاثِينَ ألف ألف دِينَار فَضَحِك إِبْرَاهِيم وَقَالَ يَا ابْن أخي هَذَا خراج الدُّنْيَا) وَالْآخِرَة الْعُتْبِي الأخباري مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَمْرو بن معوية بن عَمْرو بن عتبَة بن أبي سُفْيَان الْأمَوِي الْمَشْهُور بالعتبي الْبَصْرِيّ الأخباري أحد الأدباء الفصحاء مَاتَ لَهُ بنُون فَكَانَ يرثيهم وقصيدته فِي وَلَده مَشْهُورَة مِنْهَا

(الصَّبْر يحمد فِي المواطن كلهَا ... إِلَّا عَلَيْك فَإِنَّهُ مَذْمُوم) روى عَن أَبِيه وَعَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَلُوط ابْن مخنف وروى عَنهُ أَبُو حَاتِم السجساتي وَأَبُو الْفضل الرياشي وَإِسْحَاق بن مُحَمَّد النَّخعِيّ وَقدم بَغْدَاد وَحدث بهَا وَكَانَ مشتهراً بِالشرابِ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ سيدين أديبين فصيحين وَمن تصانيفه كتاب الْخَيل كتاب أشعار الأعاريب وأشعار النِّسَاء اللَّاتِي أحببن ثمَّ أبغضن وَكتاب الذَّبِيح وَكتاب الْأَخْلَاق وَغير ذَلِك وَمن شعره القصيدة الَّتِي مِنْهَا (رأين الغواني الشيب لَاحَ بعارضي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر) (وَكن مَتى أبصرنني أَو سمعن بِي ... سعين فرقّعن الكوى بالمحاجر) توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ أول شعر قلته (بنفسي شيءٌ لست أعرف قدره ... على أَنه مَا كَانَ فَهُوَ شَدِيد) (تمر بِهِ الْأَيَّام تسحب ذيلها ... فتبلى وَلَا تبليه وَهُوَ جَدِيد) الْقَائِم بِأَمْر الله الفاطمي مُحَمَّد بن عبيد الله ويدعى مُحَمَّد نزاراً ابْن الْمهْدي الْقَائِم بالمغرب بَايع لمُحَمد وَالِده الْمَذْكُور بِولَايَة الْعَهْد بإفريقية وَمَا مَعهَا وَكَانَت الْكتب تكْتب باسمه والمظلة تحمل على راسه وجهزه أَبوهُ إِلَى مصر مرَّتَيْنِ ليأخذها الأولى فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة فوصل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وملكها وَملك الفيوم وَصَارَ فِي يَده أَكثر خراج مصر وضيق على أَهلهَا والمرة الثَّانِيَة وصل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فِي سنة سبع وَثَلَاث مائَة فِي عَسْكَر عَظِيم فَخرج عَامل الإِمَام المقتدر عَنْهَا فَدَخلَهَا ثمَّ خرج إِلَى الجيزة فِي خلق عَظِيم ووردت الْأَخْبَار إِلَى بَغْدَاد فَجهز مؤنس الْخَادِم بِالرِّجَالِ وَالْأَمْوَال فَلَمَّا وصل إِلَى مصر كَانَ الْقَائِم قد ملك الجيزة والأشمونين وَأكْثر بِلَاد الصَّعِيد فتلاقيا وَجرى بَينهمَا حروب عَظِيمَة وَوَقع فِي عَسْكَر الْقَائِم الوباء والغلاء فَمَاتَ النَّاس وَالْخَيْل فَرجع إِلَى إفريقية وَتَبعهُ عَسْكَر مصر إِلَى أَن تبَاعد عَنْهُم وَفِي أَيَّامه خرج أَبُو يزِيد مخلد الْخَارِجِي وَكَانَت المطوعة قد تَبعته وقاسى مِنْهُم شَدَائِد فَأحْسن) السِّيرَة بَنو

عبيد فِي النَّاس وهذبوا وطووا مَا يرومونه من إِظْهَار مَذْهَبهم الْخَبيث وساسوا ملكهم وقنعوا بِإِظْهَار الرَّفْض والتشيع وَكَانَت ولادَة الْقَائِم بِمَدِينَة سلمية بِالشَّام سنة ثَمَانِينَ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ واستصحبه وَالِده مَعَه إِلَى الْمغرب على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَتُوفِّي الْقَائِم الْمَذْكُور بالمهدية سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَأَبُو يزِيد الْخَارِجِي محاصر لَهُ فَقَامَ بِالْأَمر وَلَده الْمَنْصُور إِسْمَاعِيل وكتم خبر مَوته خوفًا من الْخَارِجِي وَكَانَ على سوسة وَأكْثر العطايا والصلات وَلم يتسم بالخليفة وَكتبه تنفذ من الْأَمِير إِسْمَاعِيل ولي عهد الْمُسلمين الْوَزير البلعمي مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن رَجَاء الْوَزير أَبُو الْفضل البلعمي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَاللَّام الساكنة وَالْعين الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا مِيم أوحد عصره فِي الْعقل والرأي لَهُ كتاب تلقيح البلاغة وَكتاب المقالات وَغير ذَلِك وَهُوَ وَزِير صَاحب مَا وَرَاء النَّهر توفّي سنة تسع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة الْوَزير أَبُو عَليّ الخاقاني مُحَمَّد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقَان أَبُو عَليّ الْوَزير كَانَ أكبر ولد أَبِيه أحضرهُ الْمُعْتَمد بعد وَفَاة أَبِيه وقلده مَكَانَهُ وَأَرَادَ أَن يخلع عَلَيْهِ فَأمر أَن يُؤَخر ذَلِك فَلم يضطلع بِالْأَمر فَترك أسبوعاً وعزل بالْحسنِ بن مخلد ووزر للمقتدر وصدرت مِنْهُ أَشْيَاء مضحكة وعزل بعلي بن عِيسَى وَقبض عَلَيْهِ على أَنه صدرت مِنْهُ وَاحِدَة حَسَنَة يُقَال أَنه لما عزل أَكثر النَّاس التزوير عَلَيْهِ وَعرضت تواقيع كَثِيرَة على أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى فأنكرها وجهزها إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ عرفني الصَّحِيح فِي هَذِه حَتَّى أمضيه وأبطل الزُّور مِنْهَا فَحَضَرَ الرَّسُول وَهُوَ يُصَلِّي فَأخذ ابْنه أَبُو الْقَاسِم يُمَيّز الْبَاطِل من الصَّحِيح مِنْهَا فَأَوْمأ إِلَيْهِ أَبوهُ أَن يتَوَقَّف فَلَمَّا فرغ من صلَاته أَخذهَا وتصفحها وخلطها وَقَالَ كل هَذِه التوقيعات صَحِيحَة وَأَنا أمرت بهَا فَمَا رَأَيْت إِبْطَاله فأبطله وَلما انْصَرف الرَّسُول قَالَ لِابْنِهِ أردْت أَن تبغضنا إِلَى النَّاس بِلَا معنى وَيكون الْوَزير قد الْتقط الشوك على أَيْدِينَا نَحن قد صرفنَا فَلم لَا نحبب إِلَى النَّاس بإمضاء كل مَا زوروه فَإِن أَمْضَاهُ كَانَ الْحَمد لنا وَالضَّرَر عَلَيْهِ وَإِن أبْطلهُ كَانَ الْحَمد لنا والذم لَهُ توفّي وَقد تغير ذهنه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَلَاث مائَة ابْن الْبَلَدِي مُحَمَّد بن عبيد الله الْبَلَدِي قَالَ الثعالبي فِي التَّتِمَّة هُوَ أشعر من أَبِيه وَكَانَ قد حلف أَن لَا يشرب حولا فبرت يَمِينه فِي غرَّة شَوَّال فَقَالَ) (برت على هجر الكؤوس يَمِيني ... شهر الصّيام فَمَا امتطين يَمِيني)

(قُم هَاتِهَا حَمْرَاء فِي مبيضةٍ ... كالجلنارة فِي جنى نسرين) (أوما رَأَيْت هِلَال فطرٍ قد بدا ... فِي الْأُفق مثل شعيرَة السكين) (قسما بحبك لَا مزجت كؤوسها ... إِلَّا ببريقك أَو بماءٍ جفوني) وَقَالَ (وبيتٍ خلا من كل خيرٍ فناؤه ... فَضَاقَ علينا وَهُوَ رحب الْأَمَاكِن) (كأنا مَعَ الجدران فِي جنباته ... دمىً فِي انْقِطَاع الرزق لَا فِي المحاسن) القَاضِي ابْن مَعْرُوف مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مَعْرُوف أَبُو الْحُسَيْن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي مُحَمَّد ولي الْقَضَاء نِيَابَة عَن وَالِده بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد بعد وَفَاة القَاضِي أبي بكر بن صَبر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَمَات وَالِده فِي سَابِع صفر من السّنة لِأَن الأول توفّي خَامِس الْمحرم فَوَقع لأبي الْحُسَيْن بِالْقضَاءِ على حَاله فَلَمَّا مَاتَ القَاضِي أَبُو عَليّ المحسن بن عَليّ التنوخي فِي محرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ردَّتْ أَعماله إِلَى أبي الْحُسَيْن فَتَوَلّى الْقَضَاء بهَا كلهَا كَانَ فَقِيها فَاضلا متكلماً حسن الْعبارَة أديباً بليغ الْأَلْفَاظ مليح الْكِتَابَة وَكَانَ من محَاسِن النَّاس صُورَة وَمعنى ذكر ذَلِك ابْن النجار وَأورد لَهُ من شعره (فَإِن كَانَ مَا بلغت حَقًا فلامني ... صديقي وشلت من يَدي الأنامل) (ودام بِي الْإِعْرَاض مِنْك فَإِنَّهُ ... حمامٌ إِذا واصلته لي قَاتل) وَله أَيْضا (أَنْتُم وَإِن بَعدت عَنَّا مَنَازِلكُمْ ... نوازلٌ بَين أخطاري وأفكاري) (وَإِن تحدثت لم ألفظ بغيركم ... وَإِن سكت فَأنْتم عقد إضماري) وَكتب إِلَى صديق لَهُ لم يعده فِي مَرضه (وأصلحت جسمي بِشرب الدَّوَاء ... وقلبي على حَاله فِي الْأَلَم) (فَإِن جدت بالوصل عافيته ... وَإِن زَاد هجرك زَاد السقم) (وَمثلك فِي الْبُرْء لَا يستزار ... ومثلي فِي الود لَا يتهم) وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا (أصلح شرب الدَّوَاء جسمي ... وَالْقلب مِنْهُ السقام بَاقٍ) ) (أظلهُ الْبَين فَهُوَ شاكٍ ... من ألم الهجر والفراق) (وَلست أَرْجُو لَهُ فراقاً ... إِلَّا بِأَن يقرب التلاقي) توفّي رَابِع شعْبَان سنة تسعين وَثَلَاث مائَة قلت شعر متوسط

أَبُو بكر الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد أَبُو بكر ابْن أبي الْقَاسِم الْحَنْبَلِيّ من أهل دير العاقول روى عَن وَالِده أبي الْقَاسِم وَعَن الإِمَام أبي حَامِد الاسفراييني والوزير أبي الْقَاسِم الْحُسَيْن المغربي وَأبي الْحُسَيْن الْحَاجِب وروى عَنهُ مَسْعُود بن نَاصِر السجْزِي الْأَمِير المسبحي مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد المسبحي بِالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة الْمَكْسُورَة والحاء الْمُهْملَة الْحَرَّانِي الْأَمِير الْمُخْتَار عز الْملك أحد الْأُمَرَاء المصريين وكتابهم وفضلائهم صَاحب التَّارِيخ الْمَشْهُور كَانَ على زِيّ الأجناد واتصل بِخِدْمَة الْحَاكِم ونال مِنْهُ سَعَادَة وَله تصانيف عديدة فِي الْأَخْبَار والمحاضرة وَالشعرَاء من ذَلِك كتاب التَّلْوِيح وَالتَّصْرِيح فِي الشّعْر وَهُوَ مائَة كراسة ودرك البغية فِي وصف الْأَدْيَان والعبادات فِي ثَلَاثَة آلَاف وَخمْس مائَة ورقة وأصناف الْجِمَاع ألف وَمِائَتَا ورقة والقضايا الصائبة فِي مَعَاني أَحْكَام النُّجُوم ثَلَاثَة آلَاف ورقة وَكتاب الراح والإرتياح ألف وَخمْس مائَة ورقة وَكتاب الْغَرق والشرق فِي ذكر من مَاتَ غرقاً أَو شرقاً مِائَتَا ورقة وَكتاب الطَّعَام والإدام ألف ورقة وقصص الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام ألف وَخمْس مائَة ورقة وجونة الماشطة يتَضَمَّن غرائب الْأَخْبَار والأشعار والنوادر الَّتِي لم يتَكَرَّر مرورها على الأسماع ألف وَخمْس مائَة ورقة ومختار الأغاني ومعانيها وَغير ذَلِك وَمن شعره (أَلا فِي سَبِيل الله قلبٌ تقطعا ... وفادحةٌ لم تبْق للعين مدمعا) (أصبراً وَقد حل الثرى من أوده ... فَللَّه همٌ مَا أَشد وأوجعا) (فيا لَيْتَني للْمَوْت قدمت قبلهَا ... وَإِلَّا فليت الْمَوْت أذهبنا مَعًا) وَتَوَلَّى المقياس والبهنسا من الصَّعِيد ثمَّ تولى ديوَان التَّرْتِيب وَله مَعَ الْحَاكِم مجَالِس ومحاضرات يشْهد بهَا تَارِيخه الْكَبِير ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة ابْن عمروس الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمروس أَبُو الْفضل الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي قَالَ الْخَطِيب انْتَهَت إِلَيْهِ الْفَتْوَى بِبَغْدَاد وَحدث روى عَنهُ الْخَطِيب وَغَيره وَكَانَ من الْقُرَّاء المجودين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة) قَاضِي عكبرا مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَحْمد بن أبي الرَّعْد الْحَنَفِيّ قَاضِي عكبرا كَانَ ثِقَة توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ثَالِث شهر ربيع الآخر سمع أَبَا عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن دوست وَأَبا أَحْمد عبيد الله بن مُحَمَّد بن أبي مُسلم الفرضي وَأَبا عمر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي وَأَبا الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وَغَيرهم قدم

بَغْدَاد بعد علو سنه وَحدث بهَا وأملى بِجَامِع الْمَنْصُور روى عَنهُ وَلَده أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد وَأَبُو البركات ابْن السَّقطِي وَأَبُو الْقَاسِم هبة الله ابْن عبد الْوَارِث الشِّيرَازِيّ ومكي بن عبد السَّلَام الرميلي ابْن أبي الْبَقَاء قَاضِي الْبَصْرَة مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْحسن بن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ أَبُو الْفرج ابْن أبي الْبَقَاء قَاضِي الْبَصْرَة كَانَ شَيخا مهيباً صبيح الْوَجْه عَالما بِالْمذهبِ لَهُ يَد باسطة فِي اللُّغَة وَالْأَدب وَله تصانيف فِي اللُّغَة حسان سمع الحَدِيث بِالْبَصْرَةِ من أبي الْقَاسِم الْفضل بن مُحَمَّد بن الْفضل القصباني وَأبي مُوسَى عِيسَى بن مُوسَى بن خلف الأندلسي وبواسط من القَاضِي أبي تَمام عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن وَأبي غَالب مُحَمَّد بن أَحْمد بن بَشرَان وبالأهواز من أبي الْغَنَائِم الْحسن بن عَليّ بن حَمَّاد الْحَوْزِيِّ وبالكوفة من الشريف أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الحسني ودرس الْفِقْه بِبَغْدَاد على أقضى الْقُضَاة الْمَاوَرْدِيّ وَالْقَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَأبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة بِالْبَصْرَةِ وَله مُقَدّمَة فِي النَّحْو وَكتاب المتقعرين ابْن الْأَصْبَغ الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْأَصْبَغ الْقرشِي المرواني من أهل قرطبة وَسكن شاطبة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم (تثنت فاستراب الخيزران ... وفاهت فاستذل الأقحوان) (وأبدت من تثنيها فنوناً ... قُلُوب العاشقين لَهَا مَكَان) (وَقَالَت لَا يباه بِنَا قتيلٌ ... وَلَيْسَ لخائفٍ عِنْدِي أَمَان) (أرى رضوَان ملتمساً محلي ... كَأَن الأَرْض عَاد بهَا الْجنان) (وَقَالَت للغزالة حسن وَجْهي ... وثغري يجتنى مِنْهُ الجمان) مُحَمَّد بن عبيد الله بن غياث بالغين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف ثاء مُثَلّثَة أَبُو عَمْرو من أهل شريش كَانَ شَاعِرًا مطبوعاً توفّي سنة تسع عشرَة وست مائَة قَالَ من أَبْيَات) (وكوثري الرِّيق إِلَّا أَنه ... فَوق العقيق دره قد نظما) (أسكرني وَلم أذق رحيقه ... إِلَّا بثغر خاطري توهما) مِنْهَا (إِن لم تكن معرفةٌ تقدّمت ... فودنا بِالْغَيْبِ قد تقدما) (يَا وَقْفَة بالشوق فِيمَا بَيْننَا ... أتعب مِنْهُ الْبَين شخصا كرما)

(أَهْدَت لنا مِنْهُ الرِّبَا مَعَ الصِّبَا ... عرفا تذكرت بِهِ عهد الْحمى) وَقَالَ فِي الشيب وأجاد (صبوت وَهل عارٌ على الْحر إِن صبا ... وَقيد بِعشر الْأَرْبَعين إِلَى الصبى) (يرى أَن حب الْحسن فِي الله قربةٌ ... لمن شَاءَ بِالْأَعْمَالِ أَن يتقربا) (وَقَالُوا مشيبٌ قلت وَاعجَبا لكم ... أينكر بدرٌ قد تخَلّل غيهبا) (وَلَيْسَ بشيبٍ مَا ترَوْنَ وَإِنَّمَا ... كميت الصبى مِمَّا جرى عَاد أشهبا) أَبُو حنيفَة الخطيبي الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَليّ بن عبيد الله بن عَليّ بن عبيد الله بن عَليّ الخطيبي أَبُو حنيفَة ابْن أبي إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ من أهل أَصْبَهَان قَالَ ابْن النجار كَانَ شَيخا فَاضلا من بَيت مَشْهُور بالرواية والخطابة وَالْقَضَاء وَالْفضل وَالْعلم قدم بَغْدَاد حَاجا وَحدث بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة عَن أَبِيه وَعَن جده لأمه حمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَدَقَة وَعَن أبي مُطِيع مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ وَأبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مرْدَوَيْه وَأبي الْفَتْح أَحْمد بن مُحَمَّد الْحداد وَعبد الرَّحْمَن ابْن حمد الدوني وَجَمَاعَة غَيرهم وأملى عدَّة مجَالِس بِجَامِع الْقصر وورى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَعبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي وَأَبُو الْقَاسِم الْمُبَارك بن أنوشتكين الْعدْل وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أبي الْحسن الضَّرِير الْمُقْرِئ وَغَيرهم ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة ابْن التعاويذي مُحَمَّد بن عبيد الله بن عبد الله ابو الْفَتْح سبط الْمُبَارك التعاويذي الْبَغْدَادِيّ الْمَشْهُور صَاحب الدِّيوَان أضرّ آخر عمره روى عَنهُ عَليّ بن الْمُبَارك ابْن الْوَارِث توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة إِنَّمَا نسب إِلَى التعاويذي لِأَنَّهُ نَشأ فِي حجره وكفله صَغِيرا فنسب إِلَيْهِ وَهُوَ جده قَالَ ابْن خلكان زلم يكن فِي وقته مثله وَفِيمَا أعتقد لم يكن قبله بِمِائَتي سنة من) يضاهيه وَلَا يؤاخذني من يقف على هَذَا الْفَصْل فَإِن ذَلِك يخْتَلف بميل الطباع قلت كَانَ شَاعِرًا مطيقاً سهل الْأَلْفَاظ عذب الْكَلَام منسجم التَّرْكِيب وَلم يكن لَهُ غوص على الْمعَانِي وَلم يُورد لَهُ ابْن خلكان رَحمَه الله على إطنابه فِي وَصفه شَيْئا من قصائده الطنانة وَكَانَ الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين مَحْمُود رَحمَه الله لَا يُفَارِقهُ ديوانه وَيُعْجِبهُ طَرِيقه وَكَانَ ابْن التعاويذي

كَاتبا بديوان المقاطعات وَعمي فِي آخر عمره سنة تسع وَسبعين وَله فِي عماه أشعار كَثِيرَة يرثي عَيْنَيْهِ وَينْدب زمَان شبابه وَجمع ديوانه بِنَفسِهِ ورتبه أَرْبَعَة فُصُول ثمَّ ألحقهُ بعد ذَلِك بِزِيَادَات وصنف كتابا سَمَّاهُ الحجبة والحجاب يدْخل فِي مِقْدَار خمس عشرَة كراسة وَهُوَ قَلِيل الْوُجُود وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب إِنَّه كَانَ فِي الْعرَاق صَاحبه فَلَمَّا انْتقل الْعِمَاد إِلَى الشَّام وخدم نور الدّين وَصَلَاح الدّين كتب إِلَيْهِ يطْلب مِنْهُ فَرْوَة برساله ذكرهَا ابْن خلكان فِي تَارِيخه وَكَانَ مولده سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره (سقاك سارٍ من الوسمي هتان ... وَلَا رقت للغوادي فِيك أجفان) (يَا دَار لهوي وإطرابي وملعب أت ... رابي وللهو أوطارٌ وأوطان) (أعائدٌ لي ماضٍ من جَدِيد هوى ... أبليته وشبابٌ فِيك فينان) (إِذْ الرَّقِيب لنا عينٌ مساعدة ... والكاشحون لنا فِي الْحبّ أعوان) (وَإِذ جميلَة توليني الْجَمِيل وَعَن ... د الغانيات وَرَاء الْحسن إِحْسَان) (ولي إِلَى البان من رمل الْحمى طربٌ ... فاليوم لَا الرمل يُصِيبنِي وَلَا البان) (وَمَا عَسى يدْرك المشتاق من وطرٍ ... إِذا بَكَى الرّبع والأحباب قد بانوا) (كَانُوا مَعَاني المغاني والمنازل أم ... واتٌ إِذا لم يكن فِيهِنَّ سكان) (لله كم قمرت لبي بجوك أقِم ... ارٌ وَكم غازلتني فِيك غزلان) (وليلةٍ بَات يجلو الراح من يَده ... فِيهَا أغن خَفِيف الروج جذلان) (خالٍ من الْهم فِي خلخاله حرج ... فقلبه فارغ وَالْقلب ملآن) (يذكي الجوى باردٌُ من يقه شمٌ ... ويوقظ الوجد طرفٌ مِنْهُ وَسنَان) (إِن يمس رَيَّان من مَاء الشَّبَاب فلي ... قلبٌ إِلَى رِيقه المعسول ظمآن) (بَين السيوف وَعَيْنَيْهِ مشاركةٌ ... من أجلهَا قيل للأغماد أجفان) (فَكيف أصحو غراماً أَو أفِيق جوىً ... وقده ثمل الأعطاف نشوان) ) (أفديه من غادرٍ للْعهد غادرني ... صدوده ودموعي فِيهِ غُدْرَان) (فِي خَدّه وثناياه مقلته ... وَفِي عذاريه للعشاق بُسْتَان) (شقائقٌ وأقاحٌ نبته خضلٌ ... ونرجسٌ أَنا مِنْهُ الدَّهْر سَكرَان) وَمِنْه قصيدة مدح بهَا القَاضِي الْفَاضِل أَولهَا (مرت بِنَا فِي لَيْلَة النَّفر ... تجمع بَين الْإِثْم وَالْأَجْر) (أدماء غراء هضيم الحشا ... وَاضِحَة اللبات والنحر) (مرت تهادى بَين أترابها ... كالبدر بَين الأنجم الزهر)

(مَال بهَا سكر الْهوى والصبى ... ميل الصِّبَا بالغصن النَّضر) مِنْهَا (ذَنبي إِلَى الْأَيَّام حريتي ... وَلم تزل إلباً على الْحر) (مَا لي أرى النَّاس وحالي على ... خلاف أَحْوَالهم تجْرِي) (وَمَا أرى لي بَينهم دولةً ... ترفع من شأني وَلَا قدري) (كأنني لست من النَّاس فِي ... شَيْء وَلَا دهرهم دهري) (وَمَا لإنسانيتي شاهدٌ ... شَيْء سوى أَنِّي فِي خسر) مِنْهَا يذكر مَا حصل لَهُ من الْعَمى (حَتَّى رمتني رميت بالأذى ... بنكبةٍ قاصمة الظّهْر) (وأوترت فِي مقلةٍ قَلما ... علمتها باتت على وتر) (أصبتني فِيهَا على غرَّة ... بغابرٍ من حَيْثُ لَا أَدْرِي) (جوهرةٌ كنت ضنيناً بهَا ... نفيسة الْقيمَة وَالْقدر) (إِن أَنا لم أبك عَلَيْهَا دَمًا ... فضلا عَن الدمع فَمَا عُذْري) (مَا لي لَا أبْكِي على فقدها ... بكاء خنساء على صَخْر) يُقَال أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد قَالَ لَو مدحت بِهَذِهِ القصيدة أجزت عَلَيْهَا بِأَلف دِينَار وَقَالَ ابْن التعاويذي (يَا واثقاً من عمره بشبيبةٍ ... علقت يداك بأضعف الْأَسْبَاب) (ضيعت مَا يجدي عَلَيْك بَقَاؤُهُ ... وحفظت مَا هُوَ مؤذنٌ بذهاب) ) (المَال يضْبط فِي يَديك حسابه ... والعمر تنفقه بِغَيْر حِسَاب) وَقَالَ وعلو السن قد كسر بالشيب نشاطي (كَيفَ سموهُ علوا ... وَهُوَ أخذٌ فِي انحطاط) وَقَالَ (أأحرم دولتكم بَعْدَمَا ... ركبت الْأَمَانِي وأنضيتها)

(وَمَا لي ذنبٌ سوى أنني ... رجوتكم فتمنيتها) وَقَالَ (جبةٌ طَال عمرها فغدت تصل ... ح أَن يسمع الحَدِيث عَلَيْهَا) (كلما قلت فرج الله مِنْهَا ... أحوجت خسة الزَّمَان إِلَيْهَا) وَقَالَ وَقد سمع قَول الصابي فالعمر مثل الكأس يرم وَسَب فِي أواخره القذى (فَمَنْ شَبّه العُمرَ كأساً يَقِرُّ ... قَذَاهُ ويَرْسُبُ فِي أَسْفَله) (فَإِنِّي رَأَيْت القذى طافياً ... على صفحة الكأس فِي أَوله) وَقَالَ يهجو الْوَزير ابْن الْبَلَدِي (يَا رب أَشْكُو إِلَيْك ضراً ... أَنْت على كشفه قدير) (أَلَيْسَ صرنا إِلَى زمَان ... فِيهِ أَبُو جعفرٍ وَزِير) وَقَالَ (مُجَاهِد الدّين عِشْت ذخْرا ... لكل ذِي حاجةٍ وكنزا) (بعثت لي بغلة وَلَكِن ... قد مسخت فِي الطَّرِيق عَنْزًا) وَقَالَ (قضيت شطر الْعُمر فِي مدحكم ... ظنا بكم أَنكُمْ أَهله) (وعدت أفنيه هجاء لكم ... فَضَاعَ عمري فِيكُم كُله) وَقَالَ أَيْضا (وَلَقَد مدحتكم على جهلٍ بكم ... وظننت فِيكُم للصنيعة موضعا) ) (وَرجعت بعد الاختبار أذمكم ... فأضعت فِي الْحَالين عمري أجمعا) وَقَالَ يهجو (قَالَ أطباؤه لعوده ... قولا عَن الْحق غير مَدْفُوع) (شَقوا رغيفاً فِي وَجه صَاحبكُم ... فَمَا بِهِ علةٌ سوى الْجُوع) وَقَالَ (وباخلٍ قدم لي شمعةٌ ... وحاله من حرقٍ حَالهَا)

(فَمَا جرت من عينهَا دمعةٌ ... إِلَّا وَمن عَيْنَيْهِ أَمْثَالهَا) ابْن عَلان الوَاسِطِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَلان بن زَاهِر بن عمر بن رزين الْخُزَاعِيّ أَبُو عبد الله الشَّاعِر من أهل وَاسِط قَالَ ابْن النجار شَاب فَاضل حسن الشّعْر دخل الشَّام ومدح مُلُوكهَا ثمَّ قدم بَغْدَاد سنة تسع عشرَة وست مائَة ومدح الإِمَام النَّاصِر وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن الدبيثي ثمَّ إِنَّه سَافر إِلَى الجزيرة فَيُقَال أَنه هجا الْملك الْأَشْرَف والحاجب عليا وَهُوَ النَّاظر بحران فحبسه وخلد فِي السجْن بحران مُدَّة وَكَانَ يلقب بالراوية قَالَ أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (أنظر إِلَى الْخمر وتكوينها ... تَجِد عجيباً مِنْهُمَا أَو عُجاب) (رقت هَوَاء وصفت مزنةً ... وأضرمت نَارا وَكَانَت تُرَابا) وَأنْشد لَهُ من أَبْيَات (وَلكم هَمَمْت بِنصب أشراك الْكرَى ... لخياله وَالنَّوْم مِنْهُ شرود) (أَو رمت أفلت من هَوَاهُ فشدني ... وسط الحبائل بنده المشدود) (وَمَتى عزمت على السلو يَقُول لي ... حل الْعَزِيمَة خصره الْمَعْقُود) (وَإِذا جحدت هَوَاهُ خوف وشاته ... فعلى الغرام دلائلٌ وشهود) توفّي آخر يَوْم من سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَلم يبلغ الْأَرْبَعين قلت شعره متوسط زين الدّين ابْن عبيد الله مُحَمَّد بن عبيد الله بن جِبْرِيل الصَّدْر زين الدّين ابو عبد الله الْكَاتِب الْمصْرِيّ توفّي سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة كَانَ فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِالْقَاهِرَةِ وتاج الدّين ابْن الأطرباني كَاتب الْإِنْشَاء هُوَ ابْن أُخْته وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده القَاضِي صَلَاح الدّين يُوسُف بن مُحَمَّد فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى لَهُ شعر لطيف عذب يَأْخُذ بِمَجَامِع الْقلب مِنْهُ قَوْله) (إِنَّمَا الشكوى إِلَى الْخلّ ... ق هوانٌ ومذله) (فأترك الْخلق وَأنزل ... كل مَا نابك بِاللَّه) وَقَالَ جَوَابا (أَهلا وسهلاً بكتابٍ غَدا ... كالروض جادته سَمَاء السماح) (وافى فَمن فرط سروري بِهِ ... بَات نديماً لي حَتَّى الصَّباح) (تمزج فِيهِ بالعتاب الرِّضَا ... وَإِنَّمَا تمزج رَاحا براح) وَكتب إِلَى بعض أَصْحَابه بالحجاز

(يَا راحلاً قد كدت أَقْْضِي بعده ... أسفا وأحشائي عَلَيْهِ تقطع) (شط المزار فَمَا الْقُلُوب سواكنٌ ... لَكِن دمع الْعين بعْدك يَنْبع) وَقَالَ وَقد اشْتَدَّ بِهِ الْمَرَض (لم تَجِد همي وَلَا حزني ... أم مفقودٍ لَهَا وَله) (مَا بَقَاء الرّوح فِي جَسَدِي ... غير تعذيبٍ لَهَا وَله) وَقَالَ أَيْضا (أيا بديع الْجمال رق لمن ... ستر هَوَاهُ عَلَيْك مهتوك) (دُمُوعه فِي هَوَاك جاريةٌ ... وَقَلبه فِي يَديك مَمْلُوك) لما فتح حصن عكار نظم القَاضِي محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر وَمن خطه نقلت يَا مليك الأَرْض بِشِرَاك فقد نلْت الإراده (إِن عكار يَقِينا ... هِيَ عكا وزياده) ونظم زين الدّين ابْن عبيد الله (إِن سُلْطَان البرايا ... زَاده الله سعاده) (قتل الْأَعْدَاء رعْبًا ... وَله بالنصر عَاده) (حصن عكار فتوحٌ ... هُوَ عكا وزياده) كِلَاهُمَا من قَول الْقَائِل (لَك يَا بدرون وجهٌ ... هُوَ عنوان السعاده) (لَا تخف محقاً ونقصاً ... أَنْت بدرٌ وزياده) ) وَقَالَ (وَلَقَد شَكَوْت لمتلفي ... حَالي ولطفت العباره) (فكأنني أَشْكُو إِلَى ... حجرٍ وَإِن من الحجاره) وَقَالَ فِي شَبابَة فَأحْسن التَّضْمِين (وناحلةٍ صفراء تنطق عَن هوى ... فتعرب عَمَّا فِي الضَّمِير وتخبر) (براها الْهوى والوجد حَتَّى أَعَادَهَا ... أنابيب فِي أجوافها الرّيح تصفر)

وَقَالَ مَا يكْتب على حياصة (لقد غَار مني العاشقون وأظهروا ... قلائي فَلَا نَالَ الْوِصَال غيور) (وَمن ذَا الَّذِي أضحى لَهُ كعلائقي ... لَدَيْهِ وَلَكِن للنفوس غرور) (وَقد ضَاعَ مني خصره فَوق ردفه ... فَلَا عجبٌ أَنِّي عَلَيْهِ أدور) وَمَا أحسن قَول محيي الدّين ابْن قرناص (منْطقَة المحبوب قَالَت لنا ... مقَالَة توجب أَن نعشقه) (علائقي يطرب تغريدها ... لَا يُنكر التغريد من مَنْطِقه) وَقَول محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر (أَنا فِي خصرٍ أهيفٍ لَيْت أَنِّي ... كنت أرقى لجيده فأعانق) (وَلكم رمت ذَاك مِنْهُ وَلَكِن ... أثقلتني كَمَا رَأَيْت العلائق) وَهُوَ مَأْخُوذ برمتِهِ من قَول الْقَائِل (لقد فزت من خصر الحبيب بموضعٍ ... تود بِأَن تسمو إِلَيْهِ المناطق) (وددت بِأَن أرقى لتقبيل ثغره ... غراماً وَلَكِن أثقلتني العلائق) وَقَالَ فِي ذَلِك صدر الدّين ابْن الْوَكِيل (بلغت مقَاما مَا تأتى لعاشقٍ ... حسدت لَهُ من بَين كل الْخَلَائق) (فَلَا يَدعِي العشاق حَالي فإنني ... نحيلٌ معنى مثقل بالعلائق) وَقَالَ شهَاب الدّين العزازي فِي ذَلِك مَا عَلَوْت الخصور حَتَّى تبوأت من السقم مقعدي ومكاني وَصَبَرت الصَّبْر الشَّديد على الْبرد وذقت الْعَذَاب بالنيران) (وَكَأَنِّي أعلنت أَو بحت بالس ... ر فكفوا كَمَا رَأَيْت لساني) وَقَالَ آخر (ألوذ بخصر حَبِيبِي وَمَا ... على من يلوذ بمحبوبه) (كثيبٌ علاهُ قضيبٌ علاهُ ... هلالٌ فيا حسن ترتيبه) (وحسرة عشاقه أنني ... أحطت بِمَا لم يحيطوا بِهِ) وَقَالَ زين الدّين ابْن عبيد الله أَيْضا فِي حياصة ذهب (غَار المحبون مني ... إِذْ درت حول نطاقه)

(ونلت مَا لم ينالوا ... من ضمه وعناقه) (مَا اصفر لوني إِلَّا ... مَخَافَة من فِرَاقه) وَكتب إِلَى نَاصِر الدّين ابْن النَّقِيب (يَا من يشنف مسمعي ... بحَديثه ويروق لحظي) (أنبئت أَنَّك جئتني ... حفظا لعهدي أَي حفظ) ثمَّ انثيت وَلم تصام دفني وَذَلِكَ لسوء حظي فَكتب ابْن النَّقِيب الْجَواب (يَا متحف الأسماع من ... هـ بِكُل لفظٍ غير فظ) (لفظٌ تثنى عطفه ... يختال فِي حكمٍ وَوعظ) (لَوْلَا اعتذارك مَا خبا ... مَا كَانَ عِنْدِي من تلظي) قلت لَيْسَ للْحكم والوعظ فِي هَذَا الْمقَام دُخُول وَلَا مقَام شرف السَّادة مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن عَليّ بن الْحسن ابْن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو الْحسن الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بشرف السَّادة من أهل بَلخ صَاحب النّظم والنثر قدم بَغْدَاد رَسُولا من السُّلْطَان ألب رسْلَان إِلَى الإِمَام الْقَائِم بِأَمْر الله فِي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع مائَة ومدح الْقَائِم وَحدث عَن الْفَقِيه أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد الزَّاهِد روى عَنهُ أَبُو غَالب الذهلي وَأَبُو سعد الزوزني من شعره (يَا نظرةً جلبت حتفي مفاجأة ... مَا خلت أَن حمامي حم فِي النّظر) ) (لله حَاجِبه المفدي كَيفَ رمى ... قلب المتيم عَن قوسٍ بِلَا وتر) وَمِنْه قَوْله (أفدي بروحي من قلبِي كوجنته ... بِالْوَصْفِ لَا الحكم وَالْأَحْكَام تفترق) (أعجب بحرقة قلبٍ مَا لَهُ لهبٌ ... وَمن تلهب خدٍ لَيْسَ يَحْتَرِق) وَقد أثنى الباخرزي فِي الدمية على هَذَا شرف السَّادة ثَنَاء كثيرا وَطول تَرْجَمته وَقَالَ من جملَة وَصفه سيد السادات وشرفهم وبحر الْعلمَاء ومغترفهم وتاج الْأَشْرَاف العلوية المتفرعين من الجرثومة النَّبَوِيَّة تنوس على عَالم الْعلم ذوائبه وتقرطس أهداف الْآدَاب صوائبه وَلم يزل لَهُ أَمَام سَرِير الْملك قدم صدق يطلع فِي سَمَاء الْفجْر بدره ويوطئ أَعْنَاق النُّجُوم قدره وَأَقل مَا يعد من محصوله جمعه من ثمار الْأَدَب وأصوله وَوَصفه بِأَنَّهُ ينثر

فينفث فِي عقد السحر ويحلق إِلَى الشعرى إِذا أَسف إِلَى الشّعْر فَأَما الَّذِي وَرَاءه من الْعُلُوم الإلهية الَّتِي أجال فِيهَا الأفكار واقتض مِنْهَا الْأَبْكَار فمما لَا يحصر وَلَا يحزر وَلَا يعد وَلَا يحد وَأورد لَهُ (شدّ النطاق بخصره ... فغدا فريداً فِي جماله) يجنى اللجين من الحبال فَكيف رد إِلَى حباله وَقَوله (بدا للعيون كبدر الدجى ... أحيط بخطٍ من الغاليه) (فخطٌ تسنن فِي ريه ... وَخط من الشيع الغاليه) وَقَوله (بدا بالعتاب وثنى بصد ... ومل فأزرى بِعقد عقد) وَعلم أصداغه الفاتنات مَا فِي مودته من أود (فطوراً تعطف كالصولجان ... وطوراً تحلق مثل الزرد) (وَإِن ظمئت من طراد النسيم ... وردن ثنايا لَهُ كَالْبردِ) (وَلما الْتَقَيْنَا على غفلةٍ ... وَغَابَ الرَّقِيب وَزَالَ الرصد) (وَقد نظمت فِي أساريره ... لفرط الْحيَاء عُقُود النجد) (أَشَارَ بساحرةٍ للقلوب ... إِلَيّ ونافثةٍ فِي العقد) (وَمَا ضرّ لَو جاد لي بِالسَّلَامِ ... وروح من بعض هَذَا الكمد) ) (فقد كنت أرْضى بنيل الْقَلِيل ... وَرب غليلٍ شفَاه الثمد) وَقَوله (أشبه الْغُصْن إِذْ تأود قدا ... وَحكى الْورْد إِذْ تفتح خدا) (وثنى للوداع فِي حومة البي ... ن بناناً يكَاد يعْقد عقدا) (وَلَقَد حاول الْكَلَام فحاشى ... واشييه فأسبل الدمع سردا) (وَإِذا فاجأ الْمُحب جنود البي ... ن عبى من المدامع جندا) (لست أنسى وَإِن تقادم عهدٌ ... عهد أحبابنا بنجدٍ ونجدا) حِين غُصْن الشَّبَاب عضٌ وَنجم الْوَصْل سعدٌ بِحسن إسعاد سعدى (وغزالاً قد أورث الْبَدْر غيظاً ... وَجهه الطلق والغزالة حقدا) (ألف الصد والتجنب حَتَّى ... علم الطيف فِي الْكرَى أَن يصدا) (فسقى عَهده العهاد وَإِن لم ... يقْض حَقًا لَهُ وَلم يرع عهدا)

أَبُو الْمجد الْبَاهِلِيّ الطَّبِيب مُحَمَّد بن عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الْبَاهِلِيّ هُوَ أفضل الدولة أَبُو الْمجد بن أبي الحكم من الْحُكَمَاء الْمَشْهُورين كَانَ طَبِيبا حاذقاً وَله يَد طولى فِي الهندسة والنجوم وَيعرف الموسيقى ويلعب بِالْعودِ ويزمر وَله فِي سَائِر آلَات الطَّرب يَد عمالة وَعمل أرغناً وَبَالغ فِي إتقانه وَقَرَأَ على وَالِده وَغَيره الطِّبّ وَكَانَ فِي دولة نور الدّين الشَّهِيد وَلما عمر البيمارستان بِدِمَشْق جعل أَمر الطِّبّ فِيهِ إِلَيْهِ فَكَانَ يَدُور على المرضى فِيهِ وَيعْتَبر أَحْوَالهم وَبَين يَدَيْهِ المشارفون والخدام للمرضى وكل مَا يَكْتُبهُ للمرضى لَا يُؤَخر عَنْهُم فَإِذا فرغ من ذَلِك طلع القلعة وافتقد مرضى السُّلْطَان وَغَيرهم وَعَاد إِلَى البيمارستان وَجلسَ فِي الإيوان الْكَبِير وجميعه مفروش ويحضر كتب الِاشْتِغَال وَكَانَ نور الدّين قد أوقف عَلَيْهِ جملَة كَثِيرَة من الْكتب الطبية وَكَانَت فِي الخرستانين اللَّذين فِي صدر الإيوان وَكَانَ جمَاعَة الْأَطِبَّاء والمشتغلين يأْتونَ إِلَيْهِ ويقعدون بَين يَدَيْهِ ثمَّ تجْرِي مبَاحث طبية وَيقْرَأ التلاميذ وَلَا يزَال مَعَهم فِي مبَاحث وأشغال وَنظر فِي الْكتب مِقْدَار ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يركب بعد ذَلِك كُله إِلَى دَاره وَتُوفِّي فِي دمشق سنة وَخمْس مائَة أَبُو بكر ابْن خطاب الغافقي مُحَمَّد بن عبيد الله بن هَارُون بن خطاب الغافقي المرسي أَبُو بكر أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ الْمَذْكُور كَاتب عَالم عالي الهمة قدم غرناطة وَكتب) بهَا عَن ملكهَا الْغَالِب بِاللَّه أبي عبد الله ابْن الْأَحْمَر ثمَّ رغب عَنهُ وَجَاوَزَ الْبَحْر إِلَى تلمسان فَكَانَ فِي كنف مَالِكهَا أبي يحيى يغمور العَبْد الْوَادي الْمَعْرُوف بيغمراسن مُعظما مكرماً إِلَى أَن توفّي بهَا سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وأنشدنا الْخَطِيب الْمُحدث النَّحْوِيّ محب الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن رشيد الشبلي السبتي قدم علينا الْقَاهِرَة حَاجا قَالَ أنشدنا أَبُو بكر ابْن خطاب بتلمسان لنَفسِهِ (رشأٌ فِي الخد مِنْهُ رَوْضَة ... مَا جناها دانياً للمهتصر) (طلع الآس مَعَ الْورْد بهَا ... فهوى يغرب صَبر المصطبر) (جال مَاء الْحسن فِيهَا والصبى ... فَالتقى المَاء على أمرٍ قد قدر) (مرت الموسى على عَارضه ... فَكَأَن الآس بِالْمَاءِ غمر) (مجمع الْبَحْرين أَمْسَى خَدّه ... إِذْ تلاقى فِيهِ مُوسَى وَالْخضر) شمس الدّين الْكُوفِي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبيد الله الْوَاعِظ الأديب الْكُوفِي تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَليّ عبيد الله

ابن عبد المتكبر

3 - (ابْن عبد المتكبر) القَاضِي أَبُو جَعْفَر الْهَاشِمِي مُحَمَّد بن عبد المتكبر بن الْحسن بن عبد الْوَدُود ابْن عبد المتكبر بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُهْتَدي بِاللَّه أَبُو جَعْفَر الْهَاشِمِي الْخَطِيب قَاضِي بَاب الْبَصْرَة بِبَغْدَاد سمع ابْن البزي وَغَيره وَكَانَ صَالحا ثِقَة توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة الْخَطِيب أَبُو يعلى الْهَاشِمِي مُحَمَّد بن عبد المتكبر بن الْحسن بن عبد الْوَدُود أَخُو الْمَذْكُور أَولا هُوَ أَبُو يعلى كَانَ يتَوَلَّى الخطابة بِجَامِع الْمَنْصُور سمع شَيْئا من الحَدِيث بعد علو سنه من أبي السُّعُود أَحْمد بن عَليّ بن المجلي وَحدث عَنهُ بِيَسِير سمع مِنْهُ الشريف أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الزيدي ورفيقه صبيح الحبشي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن عبد الْمجِيد) مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن أبي الْقَاسِم بن زُهَيْر أَبُو عبد الله التَّاجِر من أهل الحربية أسمعهُ وَالِده فِي صباه من أبي الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى السجْزِي وَغَيره وَحدث بديار مصر قَالَ محب الدّين ابْن النجار ذكر لنا عِيسَى بن عبد الْعَزِيز اللَّخْمِيّ بالإسكندرية أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن بالروايات وَذكر لنا أَنه كَانَ يَقُول الشّعْر وَله تواليف ابْن فَخر الدّين ابْن الأقفاصي مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن عبد الله القَاضِي سعد الدّين ابْن فَخر الدّين ابْن صفي الدّين ابْن الأقفاصي ولي نظر الخزانة بِمصْر وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ فِي ثامن عشْرين ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة وَلما توجه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد إِلَى الكرك سنة ثَمَان وَسَبْعمائة توجه صحبته وَأظْهر شرا كثيرا وعسفا

ابن عبد المحسن

3 - (ابْن عبد المحسن) ابْن الرفاء وَالِد شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين مُحَمَّد بن عبد المحسن بن مُحَمَّد ابْن مَنْصُور بن خلف القَاضِي الْفَقِيه زين الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الأوسي الْكفْر طابي الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الرفاء وَهُوَ وَالِد شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين عبد الْعَزِيز ولي الْقَضَاء والأوقاف بحماة وَله شعر حسن توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وست مائَة ببارين وَمن شعره (كَأَن الْهلَال هِلَال السما ... وَقد لَاحَ فِي قمصٍ من سَواد) (حبيبٌ أمات بهجرانه ... محباً ودارى بِلبْس الْحداد) وَقَالَ فِي السِّوَاك (ومصحوبٍ بِهِ أَمر الرَّسُول ... لَهُ لوني المغير والنحول) (تنعم فِي مكانٍ مَا لخلقٍ ... سواهُ إِلَى تقحمه سَبِيل) وَقَالَ ملغزاً فِي الْبَيْضَة (هَا أَنا السَّابِق أَو واضعتي ... خبروا سَابِقنَا بالتبديه) (إِن تكن مني فَمن أَيْن أَنا ... أَو أكن مِنْهَا فَمن أَيْن هيه) وَقَالَ (يَا مُولَعا بالأماني غير مُعْتَبر ... كَيفَ الْإِقَامَة وَالدُّنْيَا على سفر) ) (لَا تركنن إِلَى دَار الْغرُور وَلَا ... تسكن إِلَى وطنٍ فِيهَا وَلَا وطر) (وَسَالم النَّاس تسلم من مكايدهم ... مُسلما لقَضَاء الله وَالْقدر) (كم منحةٍ بدرت مَا كنت تأملها ... ومحنةٍ لم تكن مِنْهَا على حذر) وَمن شعره (لَو نفرنا عَن السّكُون إِلَى الدن ... يَا هدينَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاط) (دَار غدرٍ وحسرةٍ وانقطاعٍ ... وبلاءٍ وقلعةٍ واشتطاط) (أبدا تسترد مَا وهبته ... كخليل ابْن يُونُس الْخياط) مَعْنَاهُ أَن عبد الله بن مُحَمَّد بن سَالم بن يُونُس الْخياط كَانَ لَهُ خَلِيل يَدعُوهُ لمنادمته فَإِذا سكر خلع عَلَيْهِ ثوبا فَإِذا صَحا من الْغَد بعث إِلَيْهِ فاستعاده مِنْهُ وَكَانَ ابْن الْخياط هَذَا مُنْقَطِعًا إِلَى الزبير فَقَالَ فِي ذَلِك

(كساني قَمِيصًا مرَّتَيْنِ إِذا انتشى ... وينزعه عني إِذا كَانَ صَاحِيًا) (فلي فرحةٌ فِي سكره بِقَمِيصِهِ ... وروعاته فِي الصحو حصت جناحيا) (فيا لَيْت حظي فِي سروري ولوعتي ... يكون كفافاً لَا عليّ وَلَا ليا) وَقَالَ الشَّيْخ شرف الدّين عَن وَالِده زين الدّين صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة حفظ وَالِدي الْقُرْآن الْعَظِيم وعمره تسع سِنِين وَصلى التَّرَاوِيح بِجَامِع دمشق برواق الْحَنَابِلَة وتلقنه من صَالح الْمُقْرِئ وتأدب على الشَّيْخ يُوسُف الْبونِي ثمَّ على الشَّيْخ الْعَالم الْحَكِيم أبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن عمر بن حسان الغساني الأندلسي ثمَّ على شَيخنَا تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وتفقه على شرف الدّين عبد الله بن أبي عصرون ثمَّ على الشَّيْخ ضِيَاء الدّين الدولعي ونظم الشّعْر وَأَنْشَأَ الرسائل وعمره عشر سِنِين وَمَا حوله ابْن الدواليبي الْمسند مُحَمَّد بن عبد المحسن بن أبي الْحسن بن عبد الْغفار الشَّيْخ الْفَاضِل الْوَاعِظ المعمر مُسْند الْوَقْت عفيف الدّين أَبُو عبد الله الْأَزجيّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ الْخَرَّاط وَالِده الدواليبي شيخ الحَدِيث بالمستنصرية ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ هَكَذَا أملاه وَكتب مرّة سنة تسع وَسمع سنة أَربع وَأَرْبَعين من ابْن الْخَيْر إِبْرَاهِيم وَابْن العليق وَابْن قميرة وأخيه يحيى وَعبد الْملك بن قينا وَأحمد بن عمر الباذبيني وعجيبة الباقدارية وَطَائِفَة وَكَانَ خَاتِمَة من سمع مِنْهُم وَسمع الْمسند كُله بفوت وصحيح مُسلم وانْتهى إِلَيْهِ علو الأسناد كَانَ يَقُول حفظت) اللمع فِي النَّحْو ومختصر الْخرقِيّ وَحج غير مرّة وَوعظ بالكلاسة وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين بالعلى وَغَيرهَا وَكَانَ حسن المحاضرة طيب الْأَخْلَاق أَخذ عَنهُ الفرضي وَابْن الفوطي والبرزالي وصفي الدّين ابْن الْخَطِيب وسراج الدّين الْقزْوِينِي وشمس الدّين ابْن خلف وَأَخُوهُ مَنْصُور وعفيف الدّين ابْن المطري وَخلق سواهُم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن عبد المحسن أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي قدم بَغْدَاد سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ شَاب مَعَ قَاضِي الْقُضَاة الْقَاسِم ابْن يحيى الشهرزوري وَكَانَ أديباً ولديه علم وَفضل وفوض إِلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة عُقُود الْأَنْكِحَة وولاه بعض الْوُقُوف وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار لغزاً فِي شَجَرَة النارنج (وقائمةٍ على سَاق قويمٍ ... تعاين من تصرفها عجابا) (تجود لنا ببلور فنلهو ... ونعرض عَن تنَاولهَا ونأبى) (فتجعلها زمرذةً لنرضى ... وَلَيْسَ نزيدها إِلَّا اجتنابا) (فتتركنا وتجعله عقيقاً ... فيعجبنا ونأخذها اغتصابا)

وَمِنْه قَوْله (وَكلما طَال عمر الْمَرْء قصر فِي ... أَحْوَاله وبدا فِي فعله الزلل) (كَالشَّمْسِ مهما علت فِي الْأُفق طالعةً ... فَهَكَذَا فِي خضيض الأَرْض تستفل) وَمِنْه مَا يكْتب على المسطرة أَنا لما أمرت بِالْعَدْلِ وانقدت وَلم يثنني الْهوى والمراء (واستقامت طرائقي وتساوت ... فلهَا الِاعْتِدَال والاستواء) (صرت للنَّاس قدوةً فِي طروس الع ... لم تقفو آثاري الْعلمَاء) (فاستقم واعتدل تنَلْ رتب الفض ... ل وتعنو لأمرك الْفُضَلَاء) قلت شعر متوسط وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار ذكر لي الْقطيعِي أَنه خرج من بَغْدَاد مَعَ ابْن الشهرزوري سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة الأرمنتي قَاضِي البهنسا مُحَمَّد بن عبد المحسن بن الْحسن شرف الدّين الأرمنتي قَاضِي البهنسا فَقِيه نحوي شَاعِر كريم لَبِيب كثير الِاحْتِمَال مشكور فِي ولَايَته وَعين لقَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة وَطلب إِلَى الْقَاهِرَة فَحَضَرَ جمع كَبِير من أهل البهنسا وأظهروا الْأَلَم وسألوا) القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي أَن لَا يُغَيِّرهُ فأعفاه وَرجع إِلَيْهِم ثمَّ عين لقوص فَلم يُوَافق وَبني مدرسة بالبهنسا ورباطاً ومسجداً وَكَانَ محبباً إِلَى الْخلق قَرَأَ الْفِقْه بالصعيد على خَاله سراج الدّين يُونُس بن عبد الْمجِيد الأرْمَنْتي وتأدب بِهِ ولازمه وَأقَام بِمصْر سِنِين يشْتَغل بهَا مَعَ خَاله إِلَى أَن ولي خَاله فَسَار مَعَه وَتزَوج ابْنَته وَكَانَ يَنُوب عَنهُ حَيْثُ كَانَ وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بأرمنت تَقْديرا وَلم يعقب قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَنْشدني من شعره كثيرا وَمِنْه (جز بسفح العقيق وَانْشَقَّ خزامه ... وفؤادي سل عَنهُ إِن رمت رامه) (وَإِذا مَا شهِدت أَعْلَام نجدٍ ... وزرودٍ وحاجرٍ وتهامه) (صف لجيرانها الْكِرَام بُيُوتًا ... حَالَة الصب بعدهمْ وغرامه) (وترقق لَهُم وسلهم وصالاً ... وَقل الهجر والصدود على مَه) (عبدكم بعدكم على الود باقٍ ... لم يُغير طول البعاد ذمامه) (يَا كرام النّصاب إِنَّا نَرَاكُمْ ... حَيْثُ كُنْتُم بِكُل حيٍ كرامه) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ يجمع العبادلة (إِن العبادلة الْأَحْبَار أربعةٌ ... مناهج الْعلم فِي الْإِسْلَام للنَّاس)

(ابْن الزبير وَابْن الْعَاصِ وَابْن أبي ... حَفْص الْخَلِيفَة والحبر ابْن عَبَّاس) (وَقد يُضَاف ابْن مَسْعُود لَهُم بَدَلا ... عَن ابْن عَمْرو لوهمٍ أَو لإلباس) وَقَالَ حكى لي أَن بعض عدُول البهنسا حكى لَهُ أَن امْرَأَة حضرت مَعَ زَوجهَا إِلَيْنَا لنوقع بَينهمَا الطَّلَاق فرأيناه لَا يَشْتَهِي ذَلِك فكلمناها فَلم تقبل فأوقعناه فالتفتت إِلَيْنَا وأنشدت (لما غَدا الأكيد عهدي ناقضاً ... وَأَرَادَ ثوب الْوَصْل أَن يتمزقا) (فارقته وخلعت من يَده يَدي ... وتلوت لي وَله وَإِن يَتَفَرَّقَا)

ابن عبد الملك

3 - (ابْن عبد الْملك) الْأمَوِي مُتَوَلِّي مصر مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي ولي الديار المصرية لِأَخِيهِ هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ فِيهِ دين ظفر بِهِ عبد الله بن عَليّ يَوْم نهر أبي فطرس فذبحه صبرا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة أَو مَا دونهَا الْوَزير ابْن الزيات مُحَمَّد بن عبد الْملك بن ابان بن حَمْزَة الْوَزير أَبُو جَعْفَر ابْن الزيات كَانَ أَبوهُ زياتاً فَنَشَأَ هُوَ وَقَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر البديع وتوصل بِالْكِتَابَةِ إِلَى أَن وزر للمعتصم والواثق وَسبب وزارته أَنه ورد على المعتصم كتاب بعض الْعمَّال وَفِيه ذكر الْكلأ فقرأه الْوَزير أَحْمد بن عمار بن شاذي وَزِير المعتصم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا الكلأفقال لَا أعلم فَقَالَ المعتصم خَليفَة أُمِّي ووزير عَامي انْظُرُوا من فِي الْبَاب فوجدوا ابْن الزيات فأدخلوه إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا الكلأفقال العشب على الْإِطْلَاق فَإِن كَانَ رطبا فَهُوَ الخلا فَإِذا يبس فَهُوَ الْحَشِيش وَشرع فِي تَقْسِيم النَّبَات فَعلم المعتصم فَضله فاستوزره وَحكمه وَبسط يَده وَأمر أَن لَا يمر بِأحد إِلَّا يقوم لَهُ فَكَانَ القَاضِي أَحْمد بن أبي دؤاد يرصد لَهُ غُلَاما إِذا رَآهُ مُقبلا أعلمهُ فَيقوم وَيُصلي حَتَّى يعبره ابْن الزيات فَقَالَ ابْن الزيات (صلى الضُّحَى لما اسْتَفَادَ عَدَاوَتِي ... وَأرَاهُ ينْسك بعْدهَا ويصوم) (لَا تعدمن عَدَاوَة مَسْمُومَة ... تركتك تقعد تَارَة وَتقوم) فَبلغ ذَلِك القَاضِي ابْن أبي دؤاد فَقَالَ (أحسن من تسعين بَيْتا هجا ... جمعك معناهن فِي بَيت) (مَا أحْوج الدُّنْيَا إِلَى مطرةٍ ... تغسل عَنْهُم وضر الزَّيْت) وَكَانَ ابْن الزيات قد اتخذ تنوراً من حَدِيد وَفِيه مسامير أطرافها المحددة إِلَى دَاخل التَّنور وَهِي قَائِمَة مثل رُؤْس المسال يعذب فِيهِ المصادرين وأرباب الدَّوَاوِين المطلوبين بالأموال فكيفما انْقَلب أحدهم أَو تحرّك من حرارة الضَّرْب دخلت تِلْكَ المسال فِي جِسْمه فيجد لذَلِك ألماً عَظِيما وَكَانَ إِذا قَالَ أحدهم أَيهَا الْوَزير ارْحَمْنِي فَيَقُول الرَّحْمَة خور فِي الطبيعة فَلَمَّا اعتقله المتَوَكل أدخلهُ ذَلِك التَّنور وَقَيده بِخَمْسَة عشر رطلا من الْحَدِيد فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ارْحَمْنِي فَقَالَ الرَّحْمَة خور فِي الطبيعة فَطلب دَوَاة وقرطاساً فَأخذ ذَلِك وَكتب

(هِيَ السَّبِيل فَمن يومٍ إِلَى يَوْم ... كَأَنَّهُ مَا تريك الْعين فِي النّوم) ) (لَا تجزعن رويداً إِنَّهَا دولٌ ... دنيا تنقل من قوم إِلَى قوم) وسيرها إِلَى المتَوَكل فاشتغل عَنْهَا وَلم يقف عَلَيْهَا إِلَّا فِي الْغَد فَلَمَّا قَرَأَهَا أَمر بِإِخْرَاجِهِ فجاؤوا إِلَيْهِ فوجدوه مَيتا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت إِقَامَته فِي التَّنور أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَوجد قد كتب بالفحم على جَانب التَّنور (من لَهُ عهدٌ بنومٍ ... يرشد الصب إِلَيْهِ) (رحم الله رحِيما ... دلّ عَيْني عَلَيْهِ) (سهرت عَيْني ونامت ... عين من هنت لَدَيْهِ) وَقَالَ فِي التَّنور (سل ديار الْحَيّ من غَيرهَا ... ومحاها وَعَفا منظرها) (وَهل الدُّنْيَا إِذا مَا أَقبلت ... صيرت معروفها منكرها) (إِنَّمَا الدُّنْيَا كظلٍ زائلٍ ... نحمد الله كَذَا قدرهَا) وَلما توفّي المعتصم تولى الْأَمر الواثق وَكَانَ قد حلف إِن صَار الْأَمر إِلَيْهِ لينكبن ابْن الزيات فَلَمَّا كتب الْكتاب مَا يتَعَلَّق بالبيعة لم يرضوه وَكتب ابْن الزيات فأرضاه فَكفر عَن يَمِينه وَقَالَ المَال عَن الْيَمين فديَة وَعوض وَلَيْسَ عَن ابْن الزيات عوض فأقره على الوزارة كَانَ فِي نفس المتَوَكل مِنْهُ شَيْء كثير فَلَمَّا ولي الْخلَافَة خشِي أَن ينكبه عَاجلا فَيسْتر أَمْوَاله فتفوته فأقره على الوزارة وَجعل ابْن أبي دؤاد يغريه ويحثه على الْقَبْض عَلَيْهِ فأمسكه وأودعه التَّنور كَمَا تقدم فَلم يجد من ضيَاعه وأملاكه وذخائره إِلَّا مَا قِيمَته مائَة ألف دِينَار فندم على ذَلِك وَقَالَ لِابْنِ أبي دؤاد أطمعتني فِي الْبَاطِل وحملتني على شخص لم أجد عَنهُ عوضا وَكَانَ ابْن الزيات من أَئِمَّة الْأَدَب المتبحرين الَّذين دققوا النّظر فِيهِ وشعره جيد كثير وَله ديوَان رسائل ومدحه البحتري بقصيدته الدالية الَّتِي مِنْهَا (وَأرى الْخلق مُجْمِعِينَ على فض ... لَك مَا بَين سيد ومسود) (عرف الْعَالمُونَ فضلك بالعل ... م وَقَالَ الجهّال بالتقليد) وَلأبي تَمام الطَّائِي فِيهِ مقطعات كَثِيرَة يعبث بِهِ فِيهَا مِنْهَا (قَالَت فَأَيْنَ السراة قلت لَهَا ... لَا تسألي عَنْهُم فقد مَاتُوا) (قَالَت وَلم كَانَ ذَاك قلت لَهَا ... هَذَا وَزِير الإِمَام زيات) ) وَكَانَ ابْن الزيات يَقُول بِخلق الْقُرْآن الغزال مُحَمَّد بن عبد الْملك بن زَنْجوَيْه الْحَافِظ أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ الغزال

صَاحب الإِمَام أَحْمد وجاره روى عَنهُ الْأَرْبَعَة وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ووثَّقه النَّسَائِيّ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ الدقيقي مُحَمَّد بن عبد الْملك الدقيقي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ راوية بني أَسد مُحَمَّد بن عبد الْملك الفقعسي أَعْرَابِي فصيح أدْرك الْمَنْصُور وَمن بعده من الْخُلَفَاء إِلَى الْمَأْمُون وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ (أَمِير الْمُؤمنِينَ عَفَوْت حَتَّى ... كَأَن النَّاس لَيْسَ لَهُم ذنُوب) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا (إِنِّي وَجَدْتُك فِي جرثومةٍ فرعت ... مرعى قريشٍ إِذا مَا واصفٌ وَصفا) (وَأَنت فِي هَاشم فِي سر نبعتها ... بِحَيْثُ حلت وَسِيطًا لم تكن طرفا) وَله من الْكتب المصنفة كتاب مآثر بني أَسد وَأَشْعَارهَا ابْن صَالح الْهَاشِمِي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله ابْن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب شَاعِر مَشْهُور أديب كَانَ ينزل أَرض قنسرين وَله مَعَ الْمَأْمُون خبر بَقِي إِلَى أَيَّام المتَوَكل وَجَرت بَينه وَبَين أبي تَمام الطَّائِي والبحتري مخاطبات وَهُوَ الْقَائِل يرد على أبي الْأَصْبَغ (أَنا ابْن آل الله فِي هاشمٍ ... حَيْثُ نمى خير وإحسان) (من نبعةٍ مِنْهَا نَبِي الْهدى ... مورقةٍ وَالْفرع فينان) (بِحَيْثُ خَلْفي الرّيح محشورة ... والثقلان الْإِنْس والجان) (أَئِمَّة زهر نُجُوم الدجى ... بيضٌ على الْأَيَّام غران)

وَقَالَ وَهُوَ تَشْبِيه شَيْئَيْنِ بشيئين (ترى الْهَام فِيهَا وَالسُّيُوف كَأَنَّهَا ... فراخ القطا صبَّتْ عَلَيْهَا الأجادل) وَقَالَ يصف الْقَلَم (وأبيض طاوي الكشح أخرس ناطقٍ ... لَهُ ذملان فِي بطُون المهارق) ) (إِذا استمطرته الْكَفّ جاد سحابه ... بِلَا صَوت إرعادٍ وَلَا ضوء بارق) (كَأَن اللآلئ والزبرجد نظمه ... وَنور الأقاحي فِي بطُون الحدائق) (كَأَن عَلَيْهِ من دجى اللَّيْل حلَّة ... إِذا مَا استهلت مزنةٌ بالصواعق) (إِذا مَا امتطي غر القوافي رَأَيْتهَا ... مُجَللَة تمْضِي أَمَام السوابق) الكلثومي مُحَمَّد بن عبد الْملك الكلثومي أَبُو عبد الله كَانَ متفناً عَلامَة فِي اللُّغَة وَعلم الْإِعْرَاب والنجوم والحساب وَمَعْرِفَة الْأَنْسَاب وَالْأَيَّام دخل خوارزم حِين زَالَ ملك الطاهرية وَانْقَضَت دولتهم وَمن شعره (تَقول سعاد مَا يغرد طائرٌ ... على فننٍ إِلَّا وَأَنت كئيب) (أجارتنا إِنَّا غَرِيبَانِ هَاهُنَا ... وكل غريبٍ للغريب نسيب) (أجارتنا إِن الْغَرِيب وَإِن غَدَتْ ... عَلَيْهِ غوادي الصَّالِحَات غَرِيب) (أجارتنا من يغترب يلق للأذى ... نَوَائِب تقذي عينه ويشيب) (يحن إِلَى أوطانه وفؤاده ... لَهُ بَين أحناء الضلوع وجيب) (سقى الله طيفاً بالعراق فَإِنَّهُ ... إِلَيّ وَإِن فارقته لحبيب) (أحن إِلَيْهِ من خُرَاسَان نازعاً ... وهيهات لَو أَن المزار قريب) (وَإِن حنيناً من خوارزم ضلةً ... إِلَى مُنْتَهى أَرض الْعرَاق عَجِيب) ابْن أَيمن الْحَافِظ الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَيمن بن فرج أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ كَانَ فَقِيها مشاوراً مالكياً حَافِظًا ثِقَة صنف كتابا على سنَن أبي دَاوُد كَمَا فعل ابْن أصبغ وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة الْقَيْسِي المغربي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن طفيل الْقَيْسِي من أهل

برشانة من المرية كَانَ طَبِيبا أديباً كتب لوالي غرناطة فِي وَقت وَتُوفِّي فِي مراكش سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَحضر السُّلْطَان جنَازَته وشعره فِي غَايَة الْجَوْدَة وَهُوَ الْقَائِل (أَتَذكر إِذْ مسحت بفيك عَيْني ... وَقد حل البكى فِيهَا عقوده) (ذكرت بِأَن ريقك مَاء وردٍ ... فقابلت الْحَرَارَة بالبروده) وَمن نظمه من قصيدة (جلت عَن ثناياها فأومض بارقٌ ... فأضواء مَا شقّ الدجنة مِنْهُمَا) ) (وساعدني جفن الْغَمَام على البكا ... فَلم أدر وجدا أَيّنَا كَانَ أسجما) (ونظمت سمطي ثغرها ووشاحها ... فَأَبْصَرت در الثغر أجلى وأنظما) الهمذاني الفرضي المؤرخ مُحَمَّد بن عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو الْحسن الهمذاني الفرضي ابْن الشَّيْخ أبي الْفضل جمع تَارِيخا فِي الْمُلُوك والدول توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة وَسمع أَبَا الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور والنقيب أَبَا الفوارس طراداً الزَّيْنَبِي وَغَيرهمَا وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر فِي مُعْجم شُيُوخه وَكَانَ فَاضلا حسن الْمعرفَة بالتواريخ وأخبار الدول والملوك والحوادث قَالَ ابْن النجار وَبِه ختم هَذَا الْفَنّ وَله مصنفات ملاح مِنْهَا الذيل على تَارِيخ الطَّبَرِيّ وذيل آخر على تَارِيخ الْوَزير أبي شُجَاع التَّالِي لكتاب تجارب الْأُمَم لِابْنِ مسكويه وَكتاب عنوان السّير وأخبار الوزراء عمله ذيلاً على كتاب ابْن الصابي وَكتاب طَبَقَات الْفُقَهَاء أَخْبَار دولة السُّلْطَان مُحَمَّد ومحمود أُمَرَاء الْحَج من زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أَيَّامه وَله كتاب فِي الشؤم قَالَ كَانَ أبي إِذا أَرَادَ أَن يؤدبني يَأْخُذ الْعَصَا بِيَدِهِ وَيَقُول نَوَيْت أَن أضْرب اني تأديباً كَمَا أَمرنِي وَإِلَى أَن تتمّ لَهُ النِّيَّة أهرب مِنْهُ وَكَانَ وَالِده رجلا صَالحا ورعاً دعِي إِلَى الْقَضَاء مرَارًا فَلم يفعل القَاضِي ابْن العديم بسعادتك مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَحْمد بن هبة الله ابْن أَحْمد بن يحيى بن زُهَيْر بن أبي جَرَادَة أَبُو المكارم الْعقيلِيّ الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن العديم من بَيت الْعلم وَالْقَضَاء والحشمة كَانَ كَاتبا شَاعِرًا فَاضلا قَالَ الْكِنْدِيّ كَانَ يسمع مَعنا فورد دمشق وَدعَاهُ ابْن القلانسي وَكنت حَاضرا وَكَانَ لَا يسْأَله عَن شَيْء فيخبره عَنهُ إِلَّا قَالَ بسعادتك إِلَى أَن قَالَ مَا فعل فلانقال مَاتَ بسعادتك أَو قَالَ مَا فعلت الدَّار الْفُلَانِيَّة قَالَ خربَتْ بسعادتك فلقبناه القَاضِي بسعادتك توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره (لَئِن تناءيتم عني وَلم يركم ... شخصي فَأنْتم بقلبي بعد سكان)

(لم أخل مِنْكُم وَلم أسعد بقربكم ... فَهَل سَمِعْتُمْ بوصلٍ فِيهِ هجران) وَمِنْه قَوْله (لَئِن بَعدت أجسامنا عَن دِيَارنَا ... فَإِن بهَا الْأَرْوَاح فِي غيشةٍ رغد) (وَلَيْسَ بَقَاء الْمَرْء فِي دَار غربةٍ ... مضراً إِذا مَا كَانَ فِي طلب الْمجد) قلت شعر متوسط) ابْن الْمُقدم مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الْمُقدم الْأَمِير شمس الدّين من كبار أُمَرَاء الدولتين نور الدّين وَصَلَاح الدّين وَهُوَ الَّذِي سلم سنجار إِلَى نور الدّين وَسكن دمشق وَلما توفّي نور الدّين كَانَ أحد من قَامَ بسلطنة وَلَده ثمَّ إِن صَلَاح الدّين أعطَاهُ بعلبك ثمَّ عَصا عَلَيْهِ فجَاء إِلَيْهِ وحاصره ثمَّ أعطَاهُ بعض القلاع عوضا عَنْهَا ثمَّ استنابه على دمشق وَكَانَ بطلاً شجاعاً حضر وقْعَة حطين وعكا والقدس والسواحل وَتوجه إِلَى الْحَج فَلَمَّا بلغ عَرَفَات ضرب الكوسالت وَرفع علم صَلَاح الدّين وَكَانَ أَمِير الركب الْعِرَاقِيّ طاشتكين فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِ واقتتلوا فَجَاءَهُ سهم فِي عينه فَخر صَرِيعًا فَحَمله طاشتكين وخيط جراحه فَتوفي من الْغَد بمنى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَلما بلغ السُّلْطَان بَكَى وتأسف وَله دَار كَبِيرَة بِدِمَشْق إِلَى جَانب الْمدرسَة المقدمية ثمَّ صَارَت لصَاحب حماة ثمَّ صَارَت لقراسنقر المنصوري ثمَّ لسلطان الْملك النَّاصِر وَله تربة وَمَسْجِد وخان كل ذَلِك مَشْهُور جوا بَاب الفراديس بِدِمَشْق ابْن زهر الطَّبِيب مُحَمَّد بن عبد الْملك بن زهر بن عبد الْملك بن مُحَمَّد ابْن مَرْوَان بن زهر أَبُو بكر الْإِيَادِي الإشبيلي أَخذ علم الطِّبّ عَن جده أبي الْعَلَاء وَعَن أَبِيه وَانْفَرَدَ بِالْإِمَامَةِ فِي الطِّبّ فِي زَمَانه مَعَ الْحَظ الوافر من اللُّغَة وَالْأَدب وَالشعر والحظوة عِنْد الْمُلُوك وَكَانَ سَمحا جواداً ممدحاً وَهَاتَانِ أعجوبتان مغربي طَبِيب كريم وَكَانَ جواداً نَفَّاعًا بِمَالِه وجاهه أَخذ عَنهُ الْأُسْتَاذ أَبُو عَليّ الشلوبين وَأَبُو الْخطاب ابْن دحْيَة وَكَانَ يحفظ صَحِيح البُخَارِيّ متْنا وإسناداً ويحفظ شعر ذِي الرمة وَهُوَ ثلث اللُّغَة وَكَانَ يجر قوساً سَبْعَة وَثَلَاثِينَ رطلا وَتُوفِّي فِي مراكش وَقد قَارب السّبْعين سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن دحْيَة كَانَ يحفظ شعر ذِي الرمة وَهُوَ ثلث لُغَة الْعَرَب ومولده سنة سبع وَخمْس مائَة انْتهى وَمن شعره يتشوق ولدا صَغِيرا (ولي واحدٌ مثل فرخ القطا ... صغيرٌ تخلف قلبِي لَدَيْهِ) (تشوقني وتشوقته ... فيبكي عَليّ وأبكي عَلَيْهِ) (نأت عَنهُ دَاري فيا وحشتا ... لذاك القديد وَذَاكَ الْوَجِيه)

(وَقد تَعب الشوق مَا بَيْننَا ... فَمِنْهُ إِلَيّ ومني إِلَيْهِ) أوصى أَن يكْتب على قَبره (تَأمل بحقك يَا وَاقِفًا ... ولاحظ مَكَانا دفعنَا إِلَيْهِ) (تُرَاب الضريح على وجنتي ... كَأَنِّي لم أَمْشِي يَوْمًا عَلَيْهِ) ) (أداوي الْأَنَام حذار الْحمام ... وَهَا أَنا قد صرت رهباً لَدَيْهِ) وَقَالَ فِي كتاب حِيلَة الْبُرْء لِجَالِينُوسَ (حِيلَة الْبُرْء صنفت لعليلٍ ... يترجى الْحَيَاة أَو لعليله) (فَإِذا جَاءَت الْمنية قَالَت ... حِيلَة الْبُرْء لَيْسَ فِي الْبُرْء حيله) وَلابْن زهر من موشحات المغاربة جملَة وَمن موشحات ابْن زهر قَوْله أَيهَا الساقي إِلَيْك المشتكى قد دعوناك وَإِن لم تسمع ونديمٍ هَمت فِي غرته وشربت الراح من رَاحَته كلما اسْتَيْقَظَ من سكرته جذب الزق إِلَيْهِ واتكا وسقاني أَرْبعا فِي أَربع غُصْن بانٍ مَال من حَيْثُ اسْتَوَى بَات من يهواه من فرط الجوى خافق الأحشاء موهون القوى كلما فكر فِي الْبَين بَكَى مَا لَهُ يبكي لما لم يَقع لَيْسَ لي صبرٌ وَلَا لي جلد يَا لقومي عذلوا واجتهدوا أَنْكَرُوا شكواي مِمَّا أجد مثل حَالي حَقه أَن يشتكى كمد الْيَأْس وذل الطمع يَا لعَيْنِي عشيت بِالنّظرِ أنْكرت بعْدك ضوء الْقَمَر وَإِذا مَا شِئْت فاسمع خبري شقيت عَيْنَايَ من طول البكا وَبكى بَعْضِي على بَعْضِي معي وَمِنْهَا قَوْله أَيْضا شمسٌ قارنت بَدْرًا راحٌ ونديم أدر أكؤس الْخمر)

عنبرية النشر إِن الرَّوْض ذُو نشر وَقد درع النهرا هبوب النسيم وسلت عَن الْأُفق يَد الغرب والشرق سيوفاًً من الْبَرْق وَقد أضْحك الزهرا بكاء الغيوم أَلا إِن لي مولى تحكم فاستولى أما إِنَّه لَوْلَا دمعٌ يفضح السرا لَكُنْت كتوم أَنى لي كتمان ودمعي طوفان شبت فِيهِ نيران فَمن أبْصر الجمرا فِي لج يعوم إِذا لامني فِيهِ من رأى تجنيه شدوت أغنيه لَعَلَّ لَهَا عذرا وَأَنت تلوم وَحكي لي أَن القانون الَّذِي لِابْنِ سينا لما دخل الغرب أَخذه أَبُو الْعَلَاء زهر جد ابْن زهر هَذَا وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الزايووقف عَلَيْهِ فَلم يرض بِهِ وَكَانَ يكْتب الوصفات فِي هوامش الْكتاب الْمَذْكُور وَيكْتب فِيهَا مثل الجزاز على عَادَة الْأَطِبَّاء وَهَذَا إفراط فِي التعصب والحسد وَإِلَّا فَمَا كَانَ ابْن زهر مِمَّن يجهل القانون (وهبني قلت هَذَا الصُّبْح ليلٌ ... أيعمى الْعَالمُونَ عَن الضياء) الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عبد الْملك بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك ين عَليّ أَبُو عبد الله الْوَاعِظ) الْحَنْبَلِيّ الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ لَهُ قبُول كثير عِنْد أهل بَلَده سمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن عَليّ الحمامي وَأبي عبد الله الْحسن بن الْعَبَّاس الرستمي وَجَمَاعَة وَقدم بَغْدَاد حَاجا فِي شبابه

وَسمع بهَا من الشريف ابْن الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العباسي وَأبي المظفر هبة الله بن أَحْمد الشبلي وَغَيرهمَا ثمَّ قدمهَا ثَانِيًا وأملى بِجَامِع الْقصر عشر مجَالِس قَالَ ابْن النجار كتبناها عَنهُ وَكَانَ شَيخا فَاضلا صَدُوقًا متديناً توفّي فِي أَصْبَهَان سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة كَمَال الدّين ابْن درباس مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عِيسَى بن درباس القَاضِي كَمَال الدّين أَبُو حَامِد ابْن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الماراني الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الضَّرِير الْعدْل أجَاز لَهُ السلَفِي وروى عَنهُ الدواداري وَابْن الظَّاهِرِيّ وَغَيرهمَا ودرس بِالْمَدْرَسَةِ السيفية مُدَّة وَأفْتى وأشغل وَقَالَ الشّعْر وجالس الْمُلُوك وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وست مائَة وَمن شعره الزَّاهِد الفارقي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد الحميد أَبُو عبد الله الفارقي الزَّاهِد قدم بَغْدَاد فِي صباه واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى الزّهْد وَالْعِبَادَة والتجرد عَن الدُّنْيَا دَعَا الْخلق إِلَى الله تَعَالَى وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس كل جُمُعَة بعد الصَّلَاة بِجَامِع الْقصر يجلس على آجرتين وَيقوم قَائِما إِذا حمي فِي الْكَلَام وَسُئِلَ أَن يعْمل لَهُ كرْسِي خشب فَأبى وَكَانَ يحفظ كتاب نهج البلاغة ويغير عِبَارَته وَكَانَ الْكِبَار يحْضرُون مَجْلِسه والأعيان والفضلاء وَكَانَ يتَكَلَّم على لِسَان أهل الْحَقِيقَة بِلِسَان عذب وَكَلَام لطيف وَعبارَة رشقة ومنطق بليغ فَانْتَفع النَّاس بِهِ وأناب إِلَى الله تَعَالَى جمَاعَة ببركته وطهارة أنفاسه وصفاء بَاطِنه وَظَاهره وَقد دون كَلَامه وَجمعه وبوبه ورتبه ابو الْمَعَالِي الكتبي فِي كتاب مُفْرد وَكتب النَّاس عَنهُ من كَلَامه وشعره وَشعر غَيره وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار (انتقد جوهرية الْإِنْسَان ... وَالَّذِي فِيهِ من فنون الْمعَانِي) (خل عَنْك الْأَسْمَاء واطرح الألق ... اب وَانْظُر إِلَى الْمعَانِي الحسان) وَأورد لَهُ أَيْضا (من عَاشَ عاين من أَيَّامه عجبا ... إِن الزَّمَان كَذَا يُبْدِي لنا العجبا) (بَينا ترى الْمَرْء رَأْسا فِي تصرفه ... حَتَّى يعود على أعقابه ذَنبا) ) (فَلَا تكن آمنا مِنْهُ مواهبه ... فَإِنَّهُ سالبٌ مَا كَانَ قد وهبا) (إِذا تأملته تلقى خلائقه ... مريرةً بعد مَا ألفيتها ضربا) قلت شعر فَوق المنحط وَدون الْمُتَوَسّط وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ الْبَيْتَيْنِ الْأَوليين وَتُوفِّي سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَأورد الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة قِطْعَة وافية من كَلَامه شرف الدّين الأرزوني مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عمر الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد الْقدْوَة

شرف الدّين الأرزوني شيخ مَشْهُور بالصلاح تَامّ الشكل أسمر مهيب جليل قَلِيل الشيب مليح الْعمة وَالْبزَّة صَاحب سمت وَهدى ووقار صحب الْكِبَار وَتعبد وَانْقطع سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة الباقلاني الْمُؤَدب مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن حَمَّاد الأستاني أَبُو بكر الْمُؤَدب الْمَعْرُوف بالباقلاني من أهل الأستان قَرْيَة من بلد الْخَالِص انْتقل عَنْهَا إِلَى بَغْدَاد وَسكن بِبَاب الأزج يعلم الصّبيان وَكَانَ لَهُ شعر روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ ومنوجهر ابْن مُحَمَّد الْكَاتِب وَأَبُو نصر الرسولي وَغَيرهم وَمن شعره (قل للمليحة فِي الْخمار الْمَذْهَب ... ذهب الزَّمَان وحبكم لم يذهب) (وجمعت بَين المذهبين فَلم يكن ... لِلْحسنِ فِي ذهبيهما من مَذْهَب) (نور الْخمار وَنور وَجهك نزهةٌ ... عجبا لخدك كَيفَ لم يتلهب) (وَإِذا بَدَت عينٌ لتسرق نظرةً ... قَالَ الْجمال لَهَا اذهبي لَا تذهبي) وَمِنْه (تبَاعد عَنَّا من نحب دنوه ... وقاطعنا من بعد طيب وصال) (فيا ليته إِذْ شط عَنَّا مزاره ... تعاهدنا مِنْهُ بطيف خيال) قلت شعر فِي الرُّتْبَة الأولى من الْجَوْدَة التاريخي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عبد الْملك بن إِسْمَاعِيل الْأَمِير الْكَامِل نَاصِر الدّين ابْن الْملك الْعِيد بن السُّلْطَان الْملك السراج التاريخي لقب بذلك لاعتنائه بالتواريخ كنيته أَبُو بكر حدث عَن الْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي وَأحمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي وَأبي بكر بن أبي خَيْثَمَة وابي العيناء والمبرد وثعلب وأمثالهم وَكَانَ أديباً فَاضلا متقناً حسن الْأَخْبَار مليح الرِّوَايَات وَألف تَارِيخا) لأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الرُّوذَبَارِي صَاحب الْفضل بن جَعْفَر بن حنزابة وَكَانَ ولي كِتَابَة مصر من قبله وَحدث عَنهُ التنوخي فِي نشواره وَله كتاب تَارِيخ النَّحْوِيين وَذكر فِيهِ لنَفسِهِ شعرًا وَمن شعره (وَإِذا العريب تفرعت أصنافه ... وَتَفَرَّقَتْ فَكَأَنَّهُ بدوي) (وَإِذا عُلُوم النَّحْو قيست فَهُوَ من ... جمعا لَهُ الْكُوفِي والبصري) قلت شعر سَاقِط غث أَبُو بكر الشنتريني مُحَمَّد بن عبد الْملك الشنتريني المغربي أَبُو بكر النَّحْوِيّ هُوَ شيخ ابْن بري النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ حفظ عَلَيْهِ الْإِيضَاح للفارسي وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وللشنتريني كتاب تلقيح الْأَلْبَاب فِي عوامل الْإِعْرَاب وَله كتاب فِي الْعرُوض جيد

الْملك الْكَامِل الْأَمِير مُحَمَّد بن عبد الْملك الصَّالح ابْن الْعَادِل الأيوبي سبط السُّلْطَان الْملك الْكَامِل وَابْن خَالَة صَاحب الشَّام النَّاصِر يُوسُف وَابْن خَالَة صَاحب حماة ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَحدث عَن ابْن عبد الدَّائِم وَكَانَ ذكياً خَبِيرا بالأمور فِيهِ انبساط كثير ولطف وافر وَله النَّوَادِر فِي التنديب الحلو الدَّاخِل وَهِي مَشْهُورَة بَين أهل دمشق نادم الأفرم نَائِب دمشق توجه مَعَه مرّة إِلَى الصَّعِيد فَلَمَّا ضرب الْحلقَة وَفرغ مِنْهَا أحضر الْأُمَرَاء مَا صادوه على الْعَادة فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُ الأفرم وَأَنت يَا ملك مَا رميت شيئاقال نعم الْكَفّ الَّذِي كَانَ مُعَلّق فِي الحياصة وَقيل لَهُ يَوْمًا إِن هِلَال شهر رَمَضَان ثَبت البارحة فَقَالَ من رآهقالوا لَهُ فلَان وَهُوَ من عدُول دمشق يعرف بِالْمَيتِ فَقَالَ هَذَا ميت وفضولي ويخلط شعْبَان برمضان وَحضر عِنْد الصاحب شمس الدّين لَيْلَة مولدٍ فَلَمَّا أحضرت الحلى اشْتغل هُوَ بِالْحَدِيثِ مَعَ الصاحب وَأكل الْحَاضِرُونَ الْحَلْوَى وَحضر بعد ذَلِك البابا بالفوطة والماورد ورش على يَده فَأَخذه وَمسح بِهِ عَيْنَيْهِ وَقَالَ يَا مهتار الْحَلْوَى رَأَيْتهَا بعيني وَأما يَدي فَمَا مستها فَضَحِك الصاحب وأحضر لَهُ حلوى تخصه وَكَانَ من كبار أُمَرَاء دمشق أوصى عِنْدَمَا توفّي أَن يدْفن عِنْد أَبِيه بتربة الْكَامِل فَمَا مكن وَدفن بتربة جدتهم أم الصَّالح وَله أَوْلَاد أُمَرَاء لم يزل هُوَ وهم فِي دُيُون ضخمة من كرمهم وتبذيرهم وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة)

ابن عبد المنعم

3 - (ابْن عبد الْمُنعم) ابْن شقير ابْن حوارِي مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن نصر الله بن جَعْفَر بن أَحْمد بن حوارِي الشَّيْخ تَاج الدّين أَبُو المكارم التنوخي المعري الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ يعرف بِابْن شقير الأديب الشَّاعِر ولد سنة سِتّ وست مائَة روى الْأَرْبَعين الَّتِي لهبة الرَّحْمَن الْقشيرِي عَن أبي الْفتُوح الْبكْرِيّ وَهُوَ أَخُو الْمُحدث الأديب نصر الله سمع الدمياطي مِنْهُمَا وَهُوَ من شعراء الْملك النَّاصِر وَله فِيهِ مدائح جمة وَكَانَ يُحِبهُ ويقدمه على غَيره من الشُّعَرَاء من شعره (مَا ضرّ قَاضِي الْهوى العذري حِين ولي ... لَو كَانَ فِي حكمه يقْضِي عَليّ ولي) (وَمَا عَلَيْهِ وَقد صرنا رَعيته ... لَو أَنه مغمد عَنَّا ظبى الْمقل) (يَا حَاكم الْحبّ لَا تحكم بسفك دمي ... إِلَّا بفتوى فتور الْأَعْين النجل) (وَيَا غَرِيم الأسى الْخصم الألد هوى ... رفقا عَليّ فجسمي فِي هَوَاك بلي) (أخذت قلبِي رهنا يَوْم كاظمةٍ ... على بقايا دعاوٍ للهوى قبلي) (ورمت مني كَفِيلا بالأسى عَبَثا ... وَأَنت تعلم أَنِّي بالغرام ملي) (وَقد قضى حَاكم التبريح مُجْتَهدا ... عَليّ بالوجد حَتَّى يَنْقَضِي أَجلي) (لذا قذفت شُهُود الدمع فِيك عَسى ... أَن الْوِصَال بِجرح الجفن يثبت لي) (لَا تسطون بعسال القوام على ... ضعْفي فَمَا آفتي إِلَّا من الأسل) (هددتني بالقلى حسبي الجوى وَكفى ... أَنا الغريق فَمَا خوفي من البلل) توفّي تَاج الدّين سنة تسع وَسِتِّينَ وست مائَة وَمن شعر تَاج الدّين ابْن شقير (أما الْوَفَاء فشيءٌ لَيْسَ يتَّفق ... من بعد مَا خُنْت يَا قلبِي بِمن أَثِق) (أغراك طرفِي بِمَا أغراك من فتنٍ ... حَتَّى سبتك القدود الهيف والحدق) (وَقد تشاركتما فِي فتح بَاب هوى ... سدت على سلوتي من دونه الطّرق) (سعيتما فِي دمي بغياً فنالكما ... لفرط بغيكما التبريح والأرق) (حتام لَا ترعوي يَا قلب ذب كمداً ... فحسبك المزعجان الشوق والقلق) ) (تبيت صبا كئيباً نهب جند هوى ... لَا قاتلي بك طول الدَّهْر تعتلق) (طوراً بنجدٍ وَأَحْيَانا بكاظمةٍ ... وَتارَة لَك تبدو بالحمى علق)

(وكل يَوْم تعنيني إِلَى أملٍ ... من دونه المرهفات الْبيض تمتشق) (أبْكِي لكَي تنطفي من أدمعي حرقي ... وَكلما فاض دمعي زَادَت الحرق) (وَكنت أَشْكُو ولي صبرٌ ولي رمقٌ ... فَكيف حَالي وَلَا صبرٌ وَلَا رَمق) وَمِنْه أَيْضا (أَقْسَمت برشق المقلة النباله ... قلبِي وبلين الْقَامَة العساله) (مَا ألبسني حلَّة سقمٍ وضنىً ... يَا هِنْد سوى جفونك الغزاله) وَمِنْه (وغزالٍ سبى فُؤَادِي مِنْهُ ... ناظرٌ راشقٌ وقدٌ رَشِيق) (رِيقه رائق السلافة والث ... غر حبابٌ وخده الراووق) (حل صدغيه ثمَّ قَالَ لي افرق ... بَين هذَيْن قلت فرقٌ دَقِيق) وَمِنْه (واحيرة القمرين مِنْهُ إِذا بدا ... وَإِذا انثنى يَا خجلة الأغصان) (كتب الْجمال وَيَا لَهُ مَا كاتبٍ ... سطرين فِي خديه بالريحان) وَكَانَ تَاج الدّين يلقب بالهدهد فَأعْطَاهُ الْملك النَّاصِر ضَيْعَة على نهر ثورا فحسده جمَاعَة وَسعوا على إخْرَاجهَا من يَده فَكتب إِلَى الْملك النَّاصِر (مَا قدر دَاري فِي الْبناء فسعيهم ... فِي هدمها قد زَاد فِي مقدارها) (هَب أَنَّهَا إيوَان كسْرَى رفْعَة ... أوما بجودك كَانَ أصل قَرَارهَا) (فَاكْتُبْ بِأَنِّي لَا أعارض كاتبٌ ... عصبٌ يضن عَليّ فِي إنكارها) فالنص جَاءَ عَن النَّبِي مُحَمَّد الْهَادِي أقرُّوا الطير فِي أوكارها ابْن هامل المحدّث مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن عمار بن هامل شمس الدّين أَبُو عبد الله الْحَرَّانِي سمع الزبيدِيّ وَابْن اللتي والإربلي والهمذاني وَابْن رَوَاحَة والسخاوي والقطيعي وَعمر بن كرم وَابْن رواج وَجَمَاعَة بديار مصر وعني بِالْحَدِيثِ عناية كَثِيرَة وَكتب الْكثير وتعب وَحصل روى عَنهُ ابْن الخباز والدمياطي وَابْن أبي الْفَتْح وَابْن الْعَطَّار) توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة ووقف أجزاءه بالضيائية وَكَانَ شيخ الحَدِيث بالعالمية شهَاب الدّين ابْن الخيمي مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد شهَاب الدّين ابْن الخيمي الْأنْصَارِيّ اليمني الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار الشَّاعِر حدث بِجَامِع التِّرْمِذِيّ عَن عَليّ بن الْبناء الْمَكِّيّ وَأَجَازَ لَهُ ابْن سكينَة وَغَيره وعلت سنه وَحدث بِكَثِير من مروياته روى عَنهُ الدمياطي فِي

مُعْجَمه وَسمع مِنْهُ قطب الدّين ابْن مُنِير وفخر الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ وَكَانَ هُوَ الْمُقدم على شعراء عصره مَعَ الْمُشَاركَة فِي كثير من الْعُلُوم وَكَانَ يعاني الخدم الديوانية وباشر وقف مدرسة الشَّافِعِي ومشهد الْحُسَيْن وَفِيه أَمَانَة وَمَعْرِفَة وَكَانَ مَعْرُوفا بالأجوبة المسكتة وَلم يعرف مِنْهُ غضب عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة أَو أَكثر وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة وروى أَيْضا عَن عَتيق بن باقا وَابْن عبد الله بن الْبناء وَاتفقَ أَن نجم الدّين ابْن اسرائيل الشَّاعِر حج فَرَأى ورقة ملقاة فِيهَا القصيدة الَّتِي لِابْنِ الخيمي الْمَشْهُورَة البائية فادعاها قَالَ قطب الدّين فَحكى لنا صاحبنا الْمُوفق عبد الله بن عمر أَن ابْن اسرائيل وَابْن الخيمي اجْتمعَا بعد ذَلِك بِحَضْرَة جمَاعَة من الأدباء وَجرى الحَدِيث فتحاكما إِلَى شرف الدّين ابْن الفارض فَقَالَ يَنْبَغِي لكل وَاحِد مِنْكُمَا أَن ينظم أبياتاً على هَذَا الْوَزْن والروي فنظم ابْن الخيمي لله قومٌ بجرعاء الْحمى غيب القصيدة ونظم ابْن اسرائيل لم يقْض فِي حبكم بعض الَّذِي يجب القصيدة فَلَمَّا وقف عَلَيْهِمَا ابْن الفارض أنْشد لِابْنِ اسرائيل لقد حكيت وَلَكِن فاتك الشنب وَحكم بالقصيدة لِابْنِ الخيمي واستجاد بعض الْحَاضِرين أَبْيَات ابْن اسرائيل وَقَالَ من ينظم مثل هَذَا مَا الْحَامِل لَهُ على ادِّعَاء مَا لَيْسَ بهفابتدر ابْن الخيمي وَقَالَ هَذِه سَرقَة عَادَة لَا سَرقَة حَاجَة وانفصل الْمجْلس وسافر ابْن اسرائيل لوقته من الديار المصرية وَقد طلب ابْن خلكان وَهُوَ نَائِب الحكم بِالْقَاهِرَةِ الأبيات من ابْن الخيمي فكتبها وذيل لَهُ فِي آخرهَا أبياتاً وَسَأَلَهُ الحكم بَينه وَبَين من ادَّعَاهَا وَالْقَصِيدَة المدعاة أنشدنيها من لَفظه الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد) بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ إجَازَة الشَّيْخ شهَاب الدّين مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم ابْن الخيمي وَفِي غَالب الظَّن أَنه سَماع (يَا مطلباً لَيْسَ لي فِي غَيره أرب ... إِلَيْك آل التَّقَصِّي وانْتهى الطّلب) (وَمَا طمحت لمرأى أَو لمستمعٍ ... إِلَّا لِمَعْنى إِلَى علياك ينتسب) (وَمَا أَرَانِي أَهلا أَن تواصلني ... حسبي علوا بِأَنِّي فِيك مكتئب) (لَكِن يُنَازع شوقي تَارَة أدبي ... فأطلب الْوَصْل لما يضعف الْأَدَب) (وَلست أَبْرَح فِي الْحَالين ذَا قلقٍ ... نامٍ وشوقٍ لَهُ فِي أضلعي لَهب) (ومدمعٍ كلما كفكفت أدمعه ... صونا لذكرك يعصيني وينسكب) (وَيَدعِي فِي الْهوى دمعي مقاسمتي ... وجدي وحزني فَيجْرِي وَهُوَ مختضب) (كالطرف يزْعم تَوْحِيد الحبيب وَلَا ... يزَال فِي ليله للنجم يرتقب) يَا صَاحِبي قد عدمت المسعدين فساعدني على وَصبي لَا مسك الوصب

(بِاللَّه إِن جزت كثباناً بِذِي سلمٍ ... قف لي عَلَيْهَا وَقل لي هَذِه الكثب) (ليقضي الخد من أجراعها وطراً ... فِي تربها يُؤَدِّي بعض مَا يجب) (ومل إِلَى البان من شَرْقي كاظمةٍ ... فلي إِلَى البان من شرقيها طرب) (وَخذ يَمِينا لمغنىً تهتدي بشذا ... نسيمه الرطب إِن ضلت بك النجب) (حَيْثُ الهضاب وبطحاها يروضها ... دمع المحبين لَا الأنواء والسحب) (أكْرم بِهِ منزلا تحميه هيبته ... عني وأنواره لَا السمر والقضب) (دَعْنِي أعلل نفسا عز مطلبها ... فِيهِ وَقَلْبًا لغدرٍ لَيْسَ يَنْقَلِب) (فَفِيهِ عَايَنت قدماً حسن من حسنت ... بِهِ الملاحة واعتزت بِهِ الريب) (دانٍ وَأدنى وَعز الْحسن يَحْجُبهُ ... عني وذلي والإجلال والرهب) (أَحْيَا إِذا مت من شوقٍ لرُؤْيَته ... بأنني لهواه فِيهِ منتسب) (وَلست أعجب من جسمي وَصِحَّته ... فِي حبه إِنَّمَا سقمي هُوَ الْعجب) (والهف نَفسِي لَو أجدى تلهفها ... غوثاً ووا حَربًا لَو ينفع الْحَرْب) (يمْضِي الزَّمَان وأشواقي مضاعفةٌ ... يَا للرِّجَال وَلَا وصلٌ وَلَا سَبَب) (يَا بارقاً بأعالي الرقمتين بدا ... لقد حكيت وَلَكِن فاتك الشنب) ) (وَيَا نسيماً سرى من جو كاظمةٍ ... بِاللَّه قل لي كَيفَ البان والعذب) (وَكَيف جيرة ذَاك الْحَيّ هَل حفظوا ... عهدا أراعيه إِن شطوا وَإِن قربوا) (أم ضيعوا ومرادي مِنْك ذكرهم ... هم الْأَحِبَّة إِن أعْطوا وَإِن سلبوا) (إِن كَانَ يرضيهم إبعاد عبدهم ... فَالْعَبْد مِنْهُم بِذَاكَ الْبعد مقترب) (والهجر إِن كَانَ يرضيهم بِلَا سَبَب ... فَإِنَّهُ من لذيذ الْوَصْل محتسب) (وَإِن هم احتجبوا عني فَإِن لَهُم ... فِي الْقلب مشهود حسنٍ لَيْسَ يحتجب) (قد نزه اللطف وَالْإِشْرَاق بهجته ... عَن أَن تمنعها الأستار والحجب) (مَا يَنْتَهِي نَظَرِي مِنْهُم إِلَى رتبٍ ... فِي الْحسن إِلَّا ولاحت فَوْقهَا رتب) (وَكلما لَاحَ معنى من جمَالهمْ ... لباه شوقٌ إِلَى مَعْنَاهُ منتسب) (أظل دهري ولي من حبهم طربٌ ... وَمن أَلِيم اشتياقي نحوهم حَرْب) وَالَّتِي نظمها ابْن اسرائيل مِنْهَا (لم يقْض فِي حبكم بعض الَّذِي يجب ... قلبٌ مَتى عنّ ذكراكم لَهُ يجب) (ولي وفيٌ لرسم الدَّار بعدكم ... دمعٌ مَتى جاد ضنت بالحيا السحب) (أحبابنا والمنى تدني زيارتكم ... وَرُبمَا حَال من دون المنى الْأَدَب)

(مَا رَأْيكُمْ من حَياتِي بعد بعدكم ... وَلَيْسَ لي فِي حياةٍ بعدكم أرب) (قاطعتموني فأحزاني مُوَاصلَة ... وحلتم فحلالي فِيكُم التَّعَب) (رحتم بقلبي وَمَا كَادَت لتسلبه ... لَوْلَا قدودكم الخطية السَّلب) (يَا بارقاً ببراق الْحزن لَاحَ لنا ... أَأَنْت أم أسلمت أقمارها النقب) (وَيَا نسيماً سرى والعطر يَصْحَبهُ ... أجزت حَيْثُ مشين الخرد الْعَرَب) (أَقْسَمت بالمقسمات الزهر تحجبها ... سمر العوالي والهندية القضب) (لكدت تشبه برقاً من ثغورهم ... يَا در دمعي لَوْلَا الظُّلم والشنب) أخبرنَا الشَّيْخ الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود قَالَ قلت لِابْنِ اسرائيل يَا شيخ نجم الدّين لأي شَيْء قصرت عَن ابْن الخيمي فِي هَذَا الْمَعْنى قَالَ وشاعر فَحل وَأخذ الْمَعْنى بكرا فجوده وَلم يدع فِيهِ فضلَة أَو كَمَا قَالَ وَالْقَصِيدَة الَّتِي نظمها ابْن الخيمي ثَانِيًا مَعَ ابْن اسرائيل هِيَ مَا أنشدنيه الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود قَالَ أَنْشدني شهَاب الدّين مُحَمَّد بن عبد) الْمُنعم ابْن الخيمي لنَفسِهِ (لله قومٌ بجرعاء الْحمى غيب ... جنوا عَليّ وَلما أَن جنوا عتبوا) (يَا رب هم أخذُوا قلبِي فَلم سخطوا ... وَإِنَّهُم غصبوا عيشي فَلم غضبوا) (هم العريب بنجدٍ مذ عرفتهم ... لم يبْق لي مَعَهم مالٌ وَلَا نشب) (شاكون للحرب لَكِن من قدودهم ... وفاترات اللحاظ السمر والقضب) (فَمَا ألموا بحيٍ أَو ألم بهم ... إِلَّا أَغَارُوا على الأبيات وانتهبوا) (عهِدت فِي دمن الْبَطْحَاء عهد هوى ... إِلَيْهِم وتمادت بَيْننَا حقب) (فَمَا أضااعوا قديم الْعَهْد بل حفظوا ... لَكِن لغيري ذَاك الْعَهْد قد نسبوا) (من منصفي من لطيف مِنْهُم غنجٍ ... لدن القوام لاسرائيل ينتسب) مبدل الْقَوْم ظلما لَا يَفِي بمواعيد الْوِصَال وَمِنْه الذَّنب وَالْغَضَب (تبين لثغته بالراء نسبته ... والمين مِنْهُ بزور الْوَعْد وَالْكذب) (موحدٌ فَيرى كل الْوُجُود لَهُ ... ملكا وَيبْطل مَا يَأْتِي بِهِ النّسَب) (فَمن عجائبه حدث وَلَا حرجٌ ... مَا يَنْتَهِي فِي الْمليح الْمُطلق الْعجب) (بدرٌ وَكن هلالاً لَاحَ إِذْ هُوَ بَال ... وردي من شفق الْخَدين منتقب) (فِي كأس مبسمه من حُلْو ريقته ... خمرٌ ودر ثناياه بهَا حبب) (فلفظه أبدا سَكرَان يسمعنا ... من مُعرب اللّحن مَا ينسى بِهِ الْأَدَب) (تجني لواحظه فِينَا ومنطقه ... جِنَايَة يجتنى من مرها الضَّرْب)

(حُلْو الْأَحَادِيث والألحاظ ساحرها ... تلغى إِذا نطق الألواح والكتب) (لم تبْق أَلْفَاظه معنى يروق لنا ... لقد شكت ظلمه الْأَشْعَار والخطب) (فداؤه مَا جرى فِي الدمع من مهجٍ ... وَمَا جرى فِي سَبِيل الْحبّ محتسب) (وَيْح المتيم شام الْبَرْق من إضمٍ ... فهزه كاهتزاز البارق الْحَرْب) (وأسكن الْبَرْق من وجدٍ وَمن كلفٍ ... فِي قلبه فَهُوَ فِي أحشائه لَهب) (وَكلما لَاحَ مِنْهُ بارقٌ بعثت ... مَاء المدامع من أجفانه سحب) (وَمَا أعادت نسيمات الغوير لَهُ ... أَخْبَار ذِي الأثل إِلَّا هزه الطَّرب) (واهاً لَهُ أعرض الأحباب عَنهُ وَمَا ... أَجدت رسائله الْحسنى وَلَا الْقرب) ) وأنشدني الشَّيْخ جمال الدّين مَحْمُود بن طيّ الحافي قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ عفيف الدّين سُلَيْمَان بن عَليّ التلمساني (لَوْلَا الْحمى وظباء بالحمى عرب ... مَا كَانَ فِي البارق النجدي لي أرب) (حلت عُقُود اصْطِبَارِي دونه حللٌ ... خفوقها كارتياحاتي لَهَا تجب) (وَفِي رياض بيُوت الْحَيّ من إضمٍ ... وردٌ جنيٌ وَمن أكمامه النقب) (يسْقِي الأقاحي مِنْهَا قرقفٌ فَإِذا ... لَاحَ الْحباب عَلَيْهَا فاسمه الشهب) (يقْضِي بهَا لعيون الناظرين على ... كل الْقُلُوب قَضَاء مَا لَهُ سَبَب) (إِلَّا تمارض أجفانٍ إِذا سلبت ... فَمُقْتَضى همها المسلوب لَا السَّلب) (وَبِي لَدَى الْحلَّة الفيحاء غُصْن نقاً ... يهفو فيجذبه حقفٌ فينجذب) (لَا تقدر الْحجب أَن تخفي محاسنه ... وَإِنَّمَا فِي سناه الْحجب تحتجب) (أعَاهد الراح أَنِّي لَا أفارقها ... من أجل أَن الثنايا شبهها الحبب) (وأرقب الْبَرْق لَا سقياه من أربي ... لكنه مثل خديه لَهُ لَهب) (يَا سالما فِي الْهوى مِمَّا أكابده ... رفقا بأحشاء صبٍ شفه الوصب) (فالأجر يَا أملي إِن كنت تكسبه ... من كل ذِي كبدٍ حراء يكْتَسب) (يَا بدر تمٍ محاقي فِي زِيَادَته ... مَا آن أَن تنجلي عَن أفقك السحب) (صَحا السكارى وسكري دَامَ فِيك أما ... للسكر لَا سببٌ يرْوى وَلَا نسب) (قد أيأس الصَّبْر والسلوان أيسره ... وعاقه الصب عَن آماله الوصب) (وَكلما لَاحَ يَا عَيْني وميض سنا ... تهمي وَإِن هَب يَا قلبِي صبا تجب) قلت فِيهِ مد حرى وَهِي مَقْصُورَة وَذكر ضمير الصِّبَا وَهِي مُؤَنّثَة وأنشدني جمال الدّين مَحْمُود الْمَذْكُور قَالَ أَنْشدني عفيف الدّين لنَفسِهِ أَيْضا

(أينكر الوجد أَنِّي فِي الْهوى شجب ... وَدون كل دُخان ساطعٌ لَهب) (وَمَا سلوت كَمَا ظن الوشاة وَلَا ... أسلو كَمَا يترجى الواله الوصب) (فَإِن بَكَى لصباباتي عذول هوى ... فلي بِمَا مِنْهُ يبكي عاذلي طرب) (ناشدتك الله يَا روحي اذهبي كلفاً ... بحب قومٍ عَن الجرعاء قد ذَهَبُوا) (لَا تسأليهم ذماماً فِي محبتهم ... فطالما قد وفى بِالذِّمةِ الْعَرَب) ) (هم أهل ودي وَهَذَا واجبٌ لَهُم ... وَإِنَّمَا ودهم لي فَهُوَ لَا يجب) (هم ألبسوني سقاماً من جفونهم ... أَصبَحت أرفل فِيهِ وَهُوَ ينسحب) (وصيرت أدمعي حمراً خدودهم ... فَكيف أجحد مَا منوا وَمَا وهبوا) (هَل السَّلامَة إِلَّا أَن أَمُوت بهم ... وجدا وَإِلَّا فبقياءي هِيَ العطب) (إِن يسلبوا الْبَعْض مني والجميع لَهُم ... فَإِن أشرف جزءي الَّذِي سلبوا) (لَو تعلم العذبات المائسات بِمن ... قد بَان عَنْهَا إِذا مَا اخضرت العذب) (وَلَو درى منهل الْوَادي الَّذِي وردوا ... من واردو مَائه لاهتزه الطَّرب) (إِنِّي لأكظم أنفاسي إِذا ذكرُوا ... كي لَا يحرقهم من زفرتي اللهب) (أسائل البان عَن ميل النسيم بهم ... سُؤال من لَيْسَ يدْرِي فِيهِ مَا السَّبَب) (وَتلك آثَار لينٍ فِي قدودهم ... مرت بهَا الرّيح فاهتزت لَهَا القضب) (يصحو السكارى وَلَا أصحو ظماً بكم ... ويسكر السكر من بعض الَّذِي شربوا) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي هَذِه الْمَادَّة الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد (قضى وَهَذَا الَّذِي فِي حبهم يجب ... فِي ذمَّة الوجد تِلْكَ الرّوح تحتسب) (مَا كَانَ يَوْم رحيل الْحَيّ عَن إضمٍ ... لروحه فِي بَقَاء بعدهمْ أرب) (صبٌ بَكَى أسفا والشمل مجتمعٌ ... كَأَنَّهُ كَانَ للتفريق يرتقب) (نأوا فذابت عَلَيْهِم روحه كمداً ... مَا كَانَ إِلَّا النَّوَى فِي حتفه سَبَب) (لم يدر أَن قدود السمر مشبهةٌ ... للبيض لَو لم يكن أسماءها القضب) (وَظن كأس الْهوى يصحو النزيف بهَا ... إِذْ أوهمته الثنايا أَنَّهَا الحبب) (طُوبَى لمن لم يُبدل دين حبهم ... بل مَاتَ وَهُوَ إِلَى الْإِخْلَاص منتسب) (لَو لم يمت فيهم مَا عَاشَ عِنْدهم ... حَيَاته من وَفَاة الْحبّ تكتسب) (بانوا وفبي الْحَيّ ميتٌ ناح بعدهمْ ... لَهُ الْحمام وسحت دمعها السحب) (وشق غُصْن النقا من أَجله حزنا ... جيوبه وأديرت حوله العذب)

(وَشَاهد الْغَيْث أنفاساً يصعدها ... فَعَاد والبرق فِي أحشائه لَهب) (لَو أنصفوا وقفُوا حفظا لمهجته ... إِن الْوُقُوف على قَتْلَى الْهوى قرب) (يَا بارق الثغر لَو لاحت ثغورهم ... وشمت بارقها مَا فاتك الشنب) ) (وَيَا حَيا جادهم إِن لَك تكن كلفاً ... مَا بَال عَيْنَيْك مِنْهَا المَاء منسبك) (وَيَا قضيب النقا لَو لم تَجِد خَبرا ... عِنْد الصِّبَا مِنْهُم مَا هزك الطَّرب) (بِاللَّه يَا نسمات الرّيح ايْنَ هم ... وَهل نأوا أم دموعي دونهم حجب) (بِاللَّه لما استقلوا عَن دِيَارهمْ ... أحنت الدَّار من شوقٍ أم النجب) (وَهل وجدت فُؤَادِي فِي رحالهم ... فَإِنَّهُ عِنْدهم فِي بعض مَا سلبوا) (نأوا غضاباً وقلبي فِي إسارهم ... يَا ليتهم غصبوا روحي وَلَا غضبوا) (طُوبَى لقلبٍ غَدا فِي الركب عِنْدهم ... فَإِنَّهُ عِنْدهم ضيفٌ وهم عرب) (وَإِن رجعت إِلَيْهِم فاذكري خبري ... إِنِّي شَرقَتْ بدمع الْعين مذ غربوا) (ثمَّ اذكري سفح دمعي فِي معاهدهم ... لَا يذكر السفح إِلَّا حن مغترب) (عساك أَن تعطفي نحوي معاطفهم ... فالغصن بِالرِّيحِ ينأى ثمَّ يقترب) وَقلت أَنا فِي هَذِه الْمَادَّة وَإِن لم أسلك الجادة (يَا جيرةً مذ نأوا قلبِي بهم يجب ... وَلَو قضى مَا قضى بعض الَّذِي يجب) (سِرْتُمْ وقلبي أَسِير فِي حمولكم ... فَكيف يرجع مضناكم وينقلب) (وَأي عَيْش لَهُ يصفو ببعدكم ... وَالْقلب مضطرم الأحشاء مُضْطَرب) (أضرمتم نَار أشواقي ببينكم ... فالجسم منسكبٌ والدمع منسكب) (ناحت عَليّ حمامات اللوى ورثت ... وَلَو رثتني مَا فِي فعلهَا عجب) (تملي عَليّ من الأوراق مَا صنعت ... سجعاً فتهتز من ألحانها القضب) (والغيث لما رأى مَا قد منيت بِهِ ... فكله مقلٌ بالدمع تنسكب) (بِاللَّه يَا صَاح روحني بذكرهم ... وزد عَسى أَن يخف الوجد والوصب) (وَيَا رَسُولي إِلَيْهِم صف لَهُم أرقي ... وَأَن طرفِي لضيف الطيف مرتقب) (وأسأل مواهبهم للعين بعض كرى ... عساي أَن يهبوا لي بعض مَا نهبوا) (ولطف القَوْل لَا تسأم مُرَاجعَة ... وأشك الْهوى والنوى قد ينجح الطّلب) (عرض بذكرى فَإِن قَالُوا أتعرفه ... فأسأل لي الْوَصْل وانكرني إِذا غضبوا) (ذكرهم بليالٍ قد مَضَت بهم ... وهم نجومي بهَا لَا السَّبْعَة الشهب) (هم الرضى والمنى وَالْقَصْد من زمني ... وكل مَا أرتجي والسول والأرب)

ابن عبد الهادي

) (وهم مرادي على حَالي جَفا ووفاً ... وبغيتي إِن نأوا عني أَو اقتربوا) (هم روح جسمي الَّذِي يحيى لشقوته ... بهم فَإِن حَياتِي كلهَا تَعب) (هم نور عَيْني وَإِن كَانَت لبعدهم ... أَيَّام عيشي سُودًا كلهَا عطب) (إِن يحضروا فالبكى غطى على بَصرِي ... فهم حضورٌ وَفِي الْمَعْنى هم غيب) (وَإِن يغيبوا وأهدوا طيفهم كرماً ... فالسهد من دون مَا يهدونه حجب) (وَلَو فرضت انْقِطَاع الدمع لم أرهم ... وصدني عَنْهُم الإجلال وَالْأَدب) (فَمَا تملت بهم عَيْني بل امْتَلَأت ... بأدمعٍ خجلت من سحها السحب) (فَلم تتْرك التّرْك فِي شمسٍ وَلَا قمرٍ ... حسنا لغَيرهم يعزى وينتسب) (لكِنهمْ لم يفوا إِن عاهدوك على ... ودٍ وَمَا هَكَذَا من فعلهَا الْعَرَب) (خلا الغزال الَّذِي نَفسِي بِهِ ألفت ... فكم لَهُ من يدٍ فِي الْفضل تحتسب) (لَهُ لطافة أخلاقٍ تعلم من ... لَا يعرف الوجد كَيفَ الذل وَالْحَرب) (ولحظه الضّيق الأجفان وسع لي ... هموم وجدٍ لَهَا فِي أضلعي لَهب) (سيوف أجفانه المرضى إِذا نظرت ... تفري الجوانح لَا الْهِنْدِيَّة القضب) (إِذا انثنى سلب الْأَلْبَاب معطفه الب ... ادي التأود لَا الخطية السَّلب) (وَإِن بدا فبدور الْأُفق من خجلٍ ... ترخى على وَجههَا من سحبها نقب) (يَا برق لَا تبتسم من ثغره عجبا ... قد فَاتَ معناك مِنْهُ الظُّلم والشنب) (وَيَا قضيب النقا لَو هز قامته ... لَكُنْت تسْجد إجلالاً وتقترب) (شمعي ضيا فرقه والورد وجنته ... والريق خمري لَا مَا يعصر الْعِنَب) (ومذ رشفت لماه وَهُوَ مبتسم ... مَا راق لي بعده خمرٌ وَلَا حبب) 3 - (ابْن عبد الْهَادِي) الْمسند شمس الدّين ابْن قدامَة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمسند شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي أَخُو الْعِمَاد كَانَ شَيخا معمراً أجَاز لَهُ السلَفِي وشهدة الْكِتَابَة وَهُوَ آخر من روى عَنْهَا بِالْإِجَازَةِ روى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة شَهِيدا بيد التتار فِي قَرْيَة ساوية من نابلس وَدفن بهَا وَقد نَيف على الْمِائَة

ابن عبد الواحد

3 - (ابْن عبد الْوَاحِد) صريع الدلاء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد صريع الدلاء وقتيل الغواشي وَالثَّانِي عِنْدِي أحسن لأمرين لِأَنَّهُ فِي الغواشي مَا فِي الدلاء من الْمَعْنى المُرَاد وَلِأَن الغواشي أَكثر شبها فِي اللَّفْظ بالغواني من الدلاء لأَنهم قابلوا بِهِ صريع الغواني وَهُوَ مُسلم بن الْوَلِيد الشَّاعِر الْفَحْل كَمَا قَالُوا صر بعر مُقَابلَة لصر در ذكره ابْن النجار فَقَالَ بصريّ سكن بَغْدَاد وَكَانَ شَاعِرًا مَاجِنًا مطبوعاً يغلب على شعره الْهزْل والمجون عَارض مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد بمقصورةٍ مجن فِيهَا جَاءَ مِنْهَا (من لم يرد أَن تنتقب نعاله ... يحملهَا فِي كمه إِذا مَشى) (من دخلت فِي عينه مسلةٌ ... فاساله من سَاعَته عَن الْعَمى) (من أكل الفحم تسود فَمه ... وَرَاح صحن خَدّه مثل الدجا) (من صفع النَّاس وَلم يدعهم ... أَن يصفعوه فَعَلَيْهِم اعْتدى) (من ناطح الْكَبْش تعجر رَأسه ... وسال من مفرقه شبه الدما) (من طبخ الكرش وَلَا يغسلهُ ... سَالَ على شَاربه مِنْهُ الخرا) (من فَاتَهُ الْعلم وأخطاه الْغنى ... فَذَاك وَالْكَلب على حدٍ سوى) (من طبخ الديك وَلَا يذبحه ... طَار من الْقدر إِلَى حَيْثُ يشا) قَالَ بَعضهم إِن هَذَا الْبَيْت خير من مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد فَإِنَّهُ حِكْمَة بَالِغَة (والدرج يلفى بالغشاء مُلْصقًا ... والسرج لَا يلصق إِلَّا بالغرى) (والذقن شعرٌ فِي الْوُجُوه نابتٌ ... وَإِنَّمَا الاست الَّتِي تَحت الخصى) توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة وَمن شعر صريع الدلاء يمدح فَخر الْملك) (كَيفَ نلقى بؤساً ودولة فَخر ال ... ملك فِينَا تعم بالإنعام) (هَكَذَا مَا بَقِي الجديدان يبْقى ... للتهاني مملكاً ألف عَام) (كل يومٍ لنا بنعماك عيدٌ ... لَا خلت مِنْهُ سَائِر الْأَيَّام) (فَلهُ الأنعم الجسام اللواتي ... هِيَ مثل الْحَيَاة فِي الْأَجْسَام) (لم يزل يطْلب المحامد والعل ... يَاء بَين السيوف والأقلام)

(فَلَقَد نَالَ بالعزائم مجداً ... لم ينل مثله بِحَدّ الحسام) (أدْرك النَّجْم قَاعِدا وسواه ... عاجزٌ أَن يَنَالهُ من قتام) (لم يزل جوده يعطعط بالإف ... ضال مذ كَانَ فِي قفا الإعدام) فَهُوَ فِي حبه المكارم والجود يرى الآملين فِي الأحلام قد كفتنا غيوث كفيه أَن نبسط كفا إِلَى سُؤال الْغَمَام (ورضعنا لَدَيْهِ در الْأَمَانِي ... ونظمنا لَدَيْهِ در الْكَلَام) قلت مديح جيد وَشعر عذب أَبُو صَاحب الشَّامِل مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر البيع الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الصّباغ الْفَقِيه الشَّافِعِي قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة درس الْفِقْه على أبي حَامِد الأسفراييني وَهُوَ وَالِد أبي نصر صَاحب الشَّامِل توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة الدّارميّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عمر بن مَيْمُون أَبُو الْفرج الدَّارمِيّ الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي نزيل دمشق روى عَنهُ أَبُو بكر الْخَطِيب وَله شعر سكن الرحبة مُدَّة ثمَّ دمشق وَكَانَ حاسباً فصيح القَوْل روى عَنهُ من شعره ابْن النقور وَأَبُو عَليّ ابْن الْبناء وَله كتاب الاستذكار فِي الْمَذْهَب توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب الفراديس وَمن شعره قَاضِي بَغْدَاد مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ أَبُو جَعْفَر ابْن الصّباغ الشَّافِعِي ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمْس مائَة وَولي قَضَاء بَغْدَاد وَكَانَ صَالحا نزهاً دخل فِي صَلَاة الْعَصْر فصلى ثَلَاث رَكْعَات وَمَات فِي الرَّابِعَة وَدفن بِبَاب حَرْب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة) القَاضِي اللبني مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْجَلِيل بن عَليّ القَاضِي زكي الدّين ابو بكر المَخْزُومِي اللبنيبعد اللَّام بَاء مُوَحدَة مُشَدّدَة ونونالشافعي ولي قَضَاء بانياس وَبصرى وبعلبك وَله فَضَائِل ومشاركة حُكيَ أَنه من ذُرِّيَّة خَالِد بن الْوَلِيد وَله نظم توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَمن شعره (سل سابل العبرات فِي الأطلال ... كم قد خلوت بهَا بِذَات الْخَال)

(وجنيت باللحظات من وجناتها ... مَا غض مِنْهُ الغض من عذالي) (وهممت أرتشف اللمى فترنحت ... فحمت جنى المعسول بالعسال) (لَو لم تكن مثل الغزالة لم يكن ... بمنى لَهَا عني نفور غزال) (صدت وَلَوْلَا أَن تصدت لي لما ... وصل الغرام حبالها بحبالي) (فاعجب لجذوة خدها ولمائه ... ضدان يَجْتَمِعَانِ من صلصال) (أَنا فِي هجير محرقٍ مكن هجرها ... فَمَتَى أطفيه بِبرد وصال) (إِن كَانَ أعرض أَو تعرض طيفها ... فمدامعي كالعارض الهطال) (وَمن الْمحَال يزور من عبراته ... طوفانها قد طم طيف خيال) (قَالَت وَقد حذت العقيق بِمثلِهِ ... هلا بدمعٍ لَا بدمع لآلي) (فأجبتها ذِي مهجتي فِي مقلتي ... سَالَتْ فَكيف زعمت أَنِّي سَالَ) (فتضاحكت فَبَكَيْت من فرط الجوى ... شوقاً فَمَا رقت لرقة حَالي) مِنْهَا فِي مديح النَّاصِر ابْن الْعَزِيز مُحَمَّد (رفعت عوامله بمجرور الظبى ... قسما بِمَا نصبت بِحكم الْحَال) (ورماحه رقصت فنقطها الظبى ... يَوْم الوغى بجماجم الْأَبْطَال) وَتُوفِّي وَهُوَ ابْن سِتّ وَسِتِّينَ سنة الْحَافِظ ضِيَاء الدّين الْمَقْدِسِي مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل الْحَافِظ الْحجَّة الإِمَام ضِيَاء الدّين ابو عبد الله السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي صَاحب التصانيف ولد بالدير الْمُبَارك سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة لزم الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَتخرج بِهِ وَحفظ) الْقُرْآن وتفقه ورحل أَولا إِلَى مصر سنة خمس وَتِسْعين وَسمع ورحل إِلَى بَغْدَاد بعد موت ابْن كُلَيْب وَمن هُوَ أكبر مِنْهُ وَسمع من ابْن الْجَوْزِيّ الْكثير وبهمذان وَرجع إِلَى دمشق بعد السِّت مائَة ثمَّ رَحل إِلَى أَصْبَهَان فَأكْثر بهَا وتزيد وَحصل شَيْئا كثيرا من المسانيد والأجزاء ورحل إِلَى نيسابور فَدَخلَهَا لَيْلَة وَفَاة الفراوي ورحل إِلَى مرو وَسمع بحلب وحران والموصل وَقدم دمشق بعد خَمْسَة أَعْوَام بِعلم كثير وَحصل أصولاً نفيسة فتح الله بهَا عَلَيْهِ هبة وَشِرَاء ونسخاً وَسمع بِمَكَّة وَلزِمَ الِاشْتِغَال لما رَجَعَ وأكب على التصنيف والنسخ وَأَجَازَ لَهُ

السلَفِي وشهدة وَأحمد بن عَليّ بن الناعم وأسعد بن بلدرك وتجنى الْوَهْبَانِيَّة وَابْن شاتيل وَعبد الْحق اليوسفي وَأَخُوهُ عبد الرَّحِيم وَعِيسَى الدوشابي وَمُحَمّد بن نسيم العيشوني وَمُسلم بن ثَابت النّحاس وَأَبُو شَاكر السقلاطوني وَابْن بري النَّحْوِيّ وَأَبُو الْفَتْح الْخرقِيّ وَخلق كثير قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سَمِعت الْحَافِظ ابا الْحجَّاج الْمزي وَمَا رَأَيْت مثله يَقُول الشَّيْخ الضياء أعلم بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال من الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَلم يكن فِي وقته مثله وَمن تصانيفه كتاب الْأَحْكَام يعوز قَلِيلا ثَلَاث مجلدات فَضَائِل الْأَعْمَال مُجَلد الْأَحَادِيث المختارة خرج مِنْهَا تسعين جُزْءا وَهِي الْأَحَادِيث الَّتِي تصلح أَن يحْتَج بهَا سوى مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ خرجها من مسموعاته فَضَائِل الشَّام ثَلَاثَة أَجزَاء فَضَائِل الْقُرْآن جُزْء كتاب الْجنَّة كتاب النَّار مَنَاقِب أَصْحَاب الحَدِيث النَّهْي عَن سبّ الصحاب سير المقادسة كالحافظ عبد الْغَنِيّ وَالشَّيْخ الْمُوفق وَالشَّيْخ أبي عمر وَغَيرهم فِي عدَّة مجلدات وَله تصانيف كَثِيرَة فِي أَجزَاء عديدة وَبنى مدرسة على بَاب الْجَامِع المظفري وأعانه عَلَيْهَا بعض أهل الْخَيْر وَجعلهَا دَار حَدِيث وَأَن يسمع فِيهَا جمَاعَة من الصّبيان وقف بهَا كتبه وأجزاءه وفيهَا من وقف الشَّيْخ الْمُوفق والبهاء عبد الرَّحْمَن والحافظ عبد الْغَنِيّ وَابْن الْحَاجِب وَابْن سَلام وَابْن هامل وَالشَّيْخ عَليّ الْموصِلِي وَقد نهبت فِي نكبة الصالحية نوبَة غازان وَرَاح مِنْهَا شَيْء كثير ثمَّ تماثلت وتراجعت وَجمع بَين فقه الحَدِيث ومعانيه وشدا طرفا من الْأَدَب وَكَثِيرًا من اللُّغَة وَالتَّفْسِير وَنظر فِي الْفِقْه وناظر فِيهِ توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَله أَربع) وَسَبْعُونَ سنة مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز ابو مُطِيع الْمَدِينِيّ صَاحب الأمالي الْمَشْهُورَة عَاشَ بضعاً وَتِسْعين سنة وَتفرد بالرواية عَن جمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين واربع مائَة التَّمِيمِي الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد التَّمِيمِي الْبَغْدَادِيّ أورد لَهُ الثعالبي فِي التَّتِمَّة قَوْله (إِن زارني لم أنم من طيب زورته ... وَإِن جَفا لم أنم من شدَّة الحرق) (فَفِي الْوِصَال جفوني غير رَاقِدَة ... من السرُور وَفِي الهجران من قلقي) (إِنِّي لأخشى حريقاً إِن علا نَفسِي ... وأتقي إِن جرى دمعي من الْغَرق) وَقَوله (قلت إِذْ قيل لي حَبِيبك يشكو ... رمداً سلط السهاد عَلَيْهِ) لَا يظنّ الحسود ذَاك وَإِن دب دَبِيب التوريد فِي وجنتيه

(إِنَّمَا خَدّه غلالة وردٍ ... نفضت صبغها على مقلتيه) وَقَوله (نظرت تشوقاً يَوْمًا إِلَيْهِ ... فأثر ناظري فِي وجنتيه) (وجرد من لواحظه حساماً ... حمائله بنفسج عارضيه) قلت أَخذه من قَول الأول (سفك الدِّمَاء بصارمٍ من نرجسٍ ... كَانَت حمائل غمده من آس) وَقَوله فِي الْكُسُوف (كَأَنَّمَا الْبَدْر وَقد شانه ... كسوفه فِي لَيْلَة الْبَدْر) (وَجه غلامٍ حسنٍ وَجهه ... جارت عَلَيْهِ ظلمَة الشّعْر) مثله قَول الثعالبي (انْظُر إِلَى الْبَدْر فِي أسر الْكُسُوف بدا ... مستسلماً لقَضَاء الله وَالْقدر) (كَأَنَّهُ وَجه معشوقٍ أدل على ... عشاقه فابتلاه الدَّهْر بالشعر) الملاحي الْحَافِظ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن مفرج الملاحي بتَشْديد اللَّام وَجَاء مُهْملَة الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الغافقي الأندلسي والملاحة من قرى غرناطة من كبار الْحفاظ بَالغ عمره فِي الاستكثار) ألف تَارِيخا فِي عُلَمَاء البيرة وَكتاب أَنْسَاب الْأُمَم الْعَرَب والعجم وَسَماهُ الشَّجَرَة وَالْأَرْبَعِينَ حَدِيثا بلغ فِيهِ الْغَايَة من الاحتفال وَشهد لَهُ بِحِفْظ أَسمَاء الرِّجَال وَله اسْتِدْرَاك على ابْن عبد الْبر فِي الصَّحَابَة توفّي سنة تسع عشرَة وست مائَة ابْن شفنين مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد الشريف الْمسند ابو الْكَرم المتوكلي الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن شفنين بالشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء والنونين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف ولد سنة تسع وَأَرْبَعين حسن الطَّرِيقَة عالي الْإِسْنَاد روى عَنهُ ابْن النجار وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة المستجير بِاللَّه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن جَعْفَر المقتدر بِاللَّه بن أَحْمد المعتضد بِاللَّه بن الْمُوفق بِاللَّه أبي أَحْمد مُحَمَّد بن المتَوَكل جَعْفَر بن المعتصم أَبُو أَحْمد ابْن أبي عَليّ لما خلع الْمُطِيع لله نَفسه فِي فتْنَة الأتراك ادّعى الْخلَافَة وتلقب بالمستجير بِاللَّه فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ

الْخلَافَة للطائع لله طلبه وظفر بِهِ وَقطع أَنفه وَبَقِي إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ لَهُ ولدٌ اسود يضْرب على الْمُغَنِّيَات وَالِد هبة الله الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْعَبَّاس بن الْحصين الشَّيْبَانِيّ أَبُو عبد الله الْكَاتِب وَالِد أبي الْقَاسِم هبة الله الْمُحدث الْمَشْهُور كَانَ من أَعْيَان النَّاس أسمع أَوْلَاده الحَدِيث الْكثير قَالَ ابْن النجار وَلَا أَظُنهُ سمع شَيْئا وَلَا روى توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ابو بكر السمسار مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن مُحَمَّد السمسار أَبُو بكر ابْن أبي الْقَاسِم الْمُسْتَعْمل سمع الْحسن بن شَاذان وَعبد الْملك بن بَشرَان وَأحمد ابْن مُحَمَّد البرقاني وَعبد الْغفار بن مُحَمَّد الْمُؤَدب وَسمع مِنْهُ عبد الله وَإِسْمَاعِيل ابْنا أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي وشجاع بن فَارس الذهلي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع مائَة ابْن زُرَيْق الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْحسن بن منَازِل الشَّيْبَانِيّ ابو غَالب الْقَزاز الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن زُرَيْق من أهل الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ) كَانَ من الْقُرَّاء المجودين وأرباب الصّلاح وَالدّين قَرَأَ بالروايات على أبي الْفَتْح عبد الْوَاحِد بن عَليّ ابْن شيطا وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الْخياط وَأبي عَليّ الشرمقاني وَالْحسن بن عَليّ الْعَطَّار وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ عَن أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم وَأبي الْحسن عَليّ ابْني عمر بن أَحْمد الْبَرْمَكِي وَأبي الْحسن عَليّ بن عمر الْقزْوِينِي وَأبي بكر الْخَطِيب وَأحمد ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن النقور وَغَيرهم وروى عَنهُ الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف وَأَبُو الْحسن سعد الله بن مُحَمَّد بن طَاهِر الدقاق وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمْس مائَة التَّمِيمِي أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث ابْن أَسد بن اللَّيْث بن سُلَيْمَان بن الْأسود بن سُفْيَان أَبُو الْفضل التَّمِيمِي ابْن عَم أبي مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْعَزِيز التَّمِيمِي سَافر إِلَى بِلَاد الْمغرب وَدخل القيروان يَدْعُو إِلَى دَعْوَة بني الْعَبَّاس فاستجيب لَهُ ثمَّ وَقعت الْفِتَن هُنَاكَ فَخرج إِلَى الأندلس وحظي عِنْد مُلُوكهَا واستوطن مَدِينَة طليطلة إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ أديباً فَاضلا وَله شعر من شعره (أينفع قولي أنني لَا أحبه ... ودمعي بِمَا يمليه وجدي يكْتب) (إِذا قلت للواشين لست بعاشقٍ ... يَقُول لَهُم فيض المدامع يكذب) وَقَوله

(هبيني قد أنْكرت حبك جملَة ... وآليت أَنِّي لَا أروم محطها) (فَمن أَيْن لي فِي الْحبّ جرح شهادةٍ ... سقامي أملاها ودمعي خطها) وَقَوله (يَا ذَا الَّذِي خطّ الْجمال بِوَجْهِهِ ... سطرين هاجا لوعةً وبلابلا) (مَا صحّ عِنْدِي أنَّ لحظك صارمٌ ... حَتَّى لبست بعارضيك حمائلا) قَالَ ابْن النجار ذكر ابْن حَيَّان أَنه توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة خلت من شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة بطليطلة فِي كنف الْمَأْمُون يحيى بن ذِي النُّون وَذكر أَنه يتهم بِالْكَذِبِ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن حَرْب الْخَطِيب شهَاب الدّين نقلت من خطّ ابْن الشواء الْكَاتِب) يَقُول أَخْبرنِي فِي مستهل شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة قَالَ أَقمت بالبيرة وَكنت أتشاغل وَأنْفق أَكثر الْأَوْقَات فِي المكاتبات إِلَى الْأَهْل والإخوان بحلب فَبينا أَنا يَوْمًا إِذْ رَأَيْت شَيخا ينشدني فِي النّوم (وَقد كنت فِي قربي أمل من اللقا ... فقد صرت شوقاً لَا أملّ من الْكتب) وَقَالَ لي أجزه فأجزته فِي النّوم بديهاً وَقلت (فَللَّه قلبٌ يظْهر الود فِي النَّوَى ... على ربه فسراً ويخفيه فِي الْقرب) وَأَخْبرنِي قَالَ رَأَيْت مَكْتُوبًا على ظهر كتابٍ قَول بعض الْأَعْرَاب (نزلت على آل الْمُهلب شاتياً ... غَرِيبا عَن الأوطان فِي زمنٍ مَحل) (فَمَا زَالَ بِي إلطافهم وافتقادهم ... وبرهم حَتَّى حسبتهم أَهلِي) وتحتها مَكْتُوب قَول الحريري (جزى الله مولى قد نزلت بداره ... كَمَا ينزل الضَّيْف الموَالِي المواليا) (فأسرف فِي بري وَأكْرم جَانِبي ... وَقرب آمالي وأرضى الأمانيا) (فَلَو زَارَهُ ضيف الْمُهلب لم يقل ... نزلت على آل الْمُهلب شاتيا) فَكتبت تحتهما من شعري بديهاً (سقى الله دَارا ظلت فِيهَا منعماً ... وَلَا جادها فِي الدَّهْر صوب المكاره) (جنيت ثمار اللَّهْو فِيهَا محاوراً ... لمن لَا يُطيق الدَّهْر إيلام جَاره) (مليكاً ترى صيد الْمُلُوك بِبَابِهِ ... وَكلهمْ يعشو إِلَى ضوء ناره) (يؤججها بالعنبر الرطب ليله ... وبالعنبر الْهِنْدِيّ طول نَهَاره) (فَلَو زار مغناه الحريري لم يقل ... جزى الله مولى قد نزلت بداره)

الْمَدِينِيّ الْوَاعِظ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد ابْن أبي سعد الْمَدِينِيّ ابو عبد الله الْوَاعِظ من أهل مَدِينَة جي وَهِي أَصْبَهَان الْقَدِيمَة شيخ واعظ فَقِيه مفتٍ على مَذْهَب الشَّافِعِي وَيعرف الحَدِيث وَكَانَ فِيهِ أدب وَفضل وَله قبُول عِنْد أهل بَلَده قدم بَغْدَاد وروى بهَا شَيْئا من شعره كتبه عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ الْأَصْبَهَانِيّ قتل شَهِيدا بأصبهان على أَيدي التتار سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَمن شعره) أَبُو عمر الزَّاهِد اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أبي هَاشم الْبَغْدَادِيّ أَبُو عمر الزَّاهِد صَاحب ثَعْلَب وتلميذه كَانَ آيَة فِي الْحِفْظ للغة أمْلى فِيهَا ثَلَاثِينَ ألف ورقة من حفظه قَالَ الْخَطِيب سَمِعت غير وَاحِد يحْكى أَن الْأَشْرَاف وَالْكتاب وَأهل الْأَدَب كَانُوا يحْضرُون عِنْد أبي عمر الزَّاهِد ليسمعوا مِنْهُ وَكَانَ لَهُ جُزْء جمع فِيهِ فَضَائِل مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ فَلَا يُقْرِئهُمْ شَيْئا حَتَّى يَبْتَدِئ بِقِرَاءَة ذَلِك الْجُزْء وَكَانَ جَمِيع شُيُوخنَا يوثقونه فِي الحَدِيث وَله غَرِيب الحَدِيث صنفه على مُسْند أَحْمد وَله كتاب الياقوتة وَله فَائت الفصيح وَشرح الفصيح والموضح والساعات وَيَوْم وَلَيْلَة والمستحسن والعشرات والشورى والبيوع وَتَفْسِير أَسمَاء الشُّعَرَاء والقبائل والنوادر وفائت الْعين والمداخل وَكتاب على المداخل والتفاحة والمكنون والملتزم وَمَا أنكرته الْأَعْرَاب على أبي عبيد فِيمَا رَوَاهُ وصنفه وَأكْثر مَا نقل أَبُو مُحَمَّد ابْن السَّيِّد البطليوسي فِي المثلث عَنهُ وروى عَنهُ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن رزقويه وَأَبُو عَليّ ابْن شَاذان وَغَيرهمَا وَكَانَ لسعة علمه وَرِوَايَته يكذبهُ أهل زَمَانه قَالَ ابْن خلكان وَغَيره قَصده جمَاعَة للأخذ عَنهُ فتذاكروا عِنْد قنطرة هُنَاكَ إكثاره وَأَنه يكذب فَقَالَ أحدهم أَنا أصحف لَهُ اسْم هَذِه القنطرة وأسأله عَنْهَا فَقَالَ لَهُ مَا الهرطنق عِنْد العربقال كَذَا وَكَذَا فَتَضَاحَكُوا سرا وتركوه شهرا ثمَّ تركُوا شخصا آخر سَأَلَهُ عَن اللَّفْظَة بِعَينهَا فَقَالَ أَلَيْسَ سُئِلت عَن هَذِه اللَّفْظَة مذ مُدَّة كَذَا وأجبت عَنْهَا كَذَا وكذاوقلد معز الدولة الشرطة لشخص اسْمه خواجا وَكَانَ أَبُو عمر يملي كتاب الياقوتة فَقَالَ اكتبوا ياقوتة خواجا الخواج فِي أصل كَلَام الْعَرَب الْجُوع وَفرع على هَذَا بَابا وأملاه فعجبوا لذَلِك وتتبعوه فوجدوه كَمَا قَالَ توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَقيل سنة خمس وَأَرْبَعين

ابن عبد الولي

3 - (ابْن عبد الْوَلِيّ) أَمِين الدّين الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عبد الْوَلِيّ ابْن أبي مُحَمَّد خولان الإِمَام الْفَقِيه الْمُقْرِئ الْمُحدث أَمِين الدّين أَبُو عبد الله البعلي الْحَنْبَلِيّ التَّاجِر ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبع مائَة سمع من الشَّيْخ الْفَقِيه اليونيني وَابْن عبد الدايم وَجَمَاعَة وَقَرَأَ وَنظر فِي عُلُوم الحَدِيث قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سَمِعت مِنْهُ ببعلبك وبالمدينة وبتبوك وَكَانَ من خِيَار النَّاس وعلمائهم وَألف كتابا سَمَّاهُ الْعُمْدَة القوية فِي اللُّغَة التركية

ابن عبد الوهاب

3 - (ابْن عبد الْوَهَّاب) القناد مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْكُوفِي القناد الرجل الصَّالح روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ حمك مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن حبيب الْفَقِيه ابو أَحْمد الْعَبْدي النَّيْسَابُورِي الْفراء الأديب أَخذ الْأَدَب عَن الْأَصْمَعِي وَابْن الْأَعرَابِي وَأبي عبيد والْحَدِيث عَن أَحْمد وَابْن الْمَدِينِيّ وَالْفِقْه عَن أَبِيه وَعلي بن عثام وَكَانَ فِيمَا قَالَ فِيهِ الْحَاكِم يُفْتِي فِي هَذِه الْعُلُوم روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَمُسلم وَقَالَ ثِقَة وَقَالَ ابْن مَاكُولَا وَغَيره لقبه حمك بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْمِيم وَالْكَاف وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة الجبائي أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سَلام ابو عَليّ الجبائي شيخ الْمُعْتَزلَة كَانَ رَأْسا فِي الْكَلَام أَخذ عَن أبي يَعْقُوب بن عبد الله الْبَصْرِيّ الشحام وَله مقالات مَشْهُورَة وتصانيف أَخذ عَنهُ ابْنه أَبُو هَاشم عبد السَّلَام وَالشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ كَانَ الجبائي زوج أمه ثمَّ أعرض عَنهُ الْأَشْعَرِيّ لما ظهر لَهُ فَسَاد مذْهبه وَتَابَ مِنْهُ على مَا يذكر فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى عَاشَ الجبائي ثمانياً وَسِتِّينَ سنة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة قَالَ الجبائي الحَدِيث لِابْنِ حَنْبَل وَالْفِقْه لأَصْحَاب أبي حنيفَة وَالْكَلَام للمعتزلة وَالْكذب للرافضة والجبائي لَهُ طَائِفَة من الْمُعْتَزلَة يَعْتَقِدُونَ مقالاته يعْرفُونَ بالجبائية وَكَذَلِكَ ابْنه أَبُو هَاشم تعرف طائفته بالبهشمية وهما من معتزلة الْبَصْرَة انفردوا عَن أصحابهما بمسائل وَانْفَرَدَ كل مِنْهُمَا عَن الآخر بمسائل هِيَ مَذْكُورَة فِي كتب الْكَلَام وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده عبد السَّلَام بن مُحَمَّد فِي مَكَانَهُ) من حرف الْعين أَبُو عَليّ الزَّاهِد الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب أَبُو عَليّ الثَّقَفِيّ النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد الْوَاعِظ الْفَقِيه من ولد الْحجَّاج ين يُوسُف كَانَ إِمَامًا فِي أَكثر علم الشَّرْع مقدما فِي كل فن عطل أَكثر علومه واشتغل بالتصوف وَمَعَ علومه خَالف ابْن خُزَيْمَة

فِي مسَائِل مِنْهَا مسأله التَّوْفِيق والخذلان وَمَسْأَلَة الْإِيمَان وَمَسْأَلَة اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ فألزم الْبَيْت وَلم يخرج مِنْهُ حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة كَانَ يَقُول يَا من بَاعَ كل شَيْء بِلَا شَيْء وَاشْترى لَا شَيْء بِكُل شَيْء أُفٍّ من أشغال الدُّنْيَا إِذا أَقبلت وأف من حسراتها إِذا أَدْبَرت الْعَاقِل لَا يركن إِلَى شَيْء إِذا أقبل كَانَ شغلاً وَإِذا أدبر كَانَ حسرة وَقَالَ ترك الرِّيَاء للرياء أقبح من الرِّيَاء شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْصُور الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو عبد الله الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ كَانَ إِمَامًا بارعاً أصولياً من كبار أَئِمَّة الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف تفقه على القَاضِي نجم الدّين رَاجِح الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الشَّافِعِي وَالشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية وناظره مَرَّات وَقدم دمشق فَقَرَأَ الْأُصُول والعربية على الشَّيْخ علم الدّين الْقَاسِم وَدخل مصر ولازم دروس الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وناب فِي الْقَضَاء عَن تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز فَلَمَّا جعلت الْقُضَاة أَرْبَعَة نَاب فِي الْقَضَاء عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْعِمَاد ثمَّ قدم دمشق وانتصب للإفادة وَكَانَ حسن الْعبارَة طَوِيل النَّفس فِي الْبَحْث أعَاد بالجوزية مُدَّة وناب فِي إِمَامَة محراب الْحَنَابِلَة ثمَّ ابْتُلِيَ بالفالج وَبَطل نصفه الْأَيْسَر وَثقل لِسَانه حَتَّى لَا يفهم مِنْهُ إِلَّا الْيَسِير بَقِي كَذَلِك اربعة أشهر وَمَات فِي سنة خمس وَسبعين وست مائَة وَكَانَ من أذكياء النَّاس روى عَن ابْن اللتي والموفق عبد اللَّطِيف بن يُوسُف وَجَمَاعَة وَمَات فِي عشر السّبْعين روى عَنهُ ابْن أبي الْفَتْح وَابْن الْعَطَّار وَكَانَ يقْرَأ تائية ابْن الفارض ويبكي ويشرحها وَدفن بمقابر بَاب الصَّغِير أندشني الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ لغزاً فِي شَبابَة (منقبةٌ مهما خلت مَعَ محبها ... يزودها لثماً ويسعها شزرا) (وتصحيفها فِي كف من شِئْت فَلْتَقُلْ ... إِذا شِئْت فِي الْيُمْنَى وَإِن شِئْت فِي الْيُسْرَى) ) وأنشدني لَهُ أَيْضا مِمَّا قرأته عَلَيْهِ من لَفْظِي (طَار قلبِي يَوْم سَارُوا فرقا ... وَسَوَاء فاض دمعي أَو رقا) (حَار فِي سقمي من بعدهمْ ... كل من فِي الْحَيّ داوى أَو رقى) (بعدهمْ لَا طل وَادي المنحنى ... وَكَذَا بَان الْحمى لَا أورقا) نقلت من خطّ الْحَافِظ اليغموري قَالَ أَنْشدني شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْصُور بن معالي الدهان الْحَرَّانِي لنَفسِهِ وَقد كلفه محبوبه أَن يجمع بَينه وَبَين مَحْبُوب لَهُ فَلم يقدر على ذَلِك فهجره فَكتب إِلَيْهِ (صددت عني صدود قالٍ ... وَجَرت فِي الْغَيْب والشهاده) (جُرْمِي وذنبي إِلَيْك إِنِّي ... قدت فَمَا تمت القياده)

نَاصِر الدّين الإسْكَنْدراني مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَطِيَّة الْفَقِيه الْمُحدث نَاصِر الدّين الإسْكَنْدراني قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين صحبته بالثغر وَسمعت قِرَاءَته على الغرافي وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث عِنْده بالأبزارية ويؤم بمسجدٍ وَكَانَ دينا عَاقِلا مليح الْخط ولد فِي حُدُود السِّتين وست مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة ابْن السديد الإسنائي قَاضِي قوص مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ القَاضِي جمال الدّين ابْن السديد الإسنائي نَشأ فِي رئاسة وسعادة وحشم وخدم واشتغل بِالْعلمِ وَقَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ هبة الله القفطي وَأَجَازَهُ بالفتوى وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَسمع من الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد والحافظ شرف الدّين الدمياطي وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَقَرَأَ على الشَّيْخ أثير الدّين أبي الْحَيَّانِ فِي النَّحْو الْفُصُول وعَلى شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف الْخَطِيب الْجَزرِي الْأُصُول وَأَجَازَهُ بالفتوى وَأَجَازَهُ الشَّيْخ فَخر الدّين عُثْمَان ابْن بنت أبي سعد وتعدل وَجلسَ بِالْقَاهِرَةِ وقوص وَتَوَلَّى الْعُقُود واستنابه زين الدّين إِسْمَاعِيل السفطي فِي الحكم بأرمنت وَتَوَلَّى الخطابة بإسنا وَتَوَلَّى الحكم بقمولا وقنا وقفط واصفون ثمَّ تولى النِّيَابَة بقوص ثمَّ إِن قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين قسم عمل قوص بَينه وَبَين شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن حرمي الْقَمُولِيّ فَتَوَلّى جمال الدّين القوص وَالْبر الشَّرْقِي وَذَاكَ فِي الْبر الغربي وَتزَوج ببنت ابْن حرمي للائتلاف وَأَقْبل جمال الدّين على المتجر بحملته واستمال ابْن حرمي الْوَالِي بالهدايا فاتفق أَن وَقع غلاء) فِي قوص سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ عِنْد جمال الدّين تَقْدِير ألفي إِرْدَب وَخمْس مائَة إِرْدَب فَقَالَ الْوَالِي بِعْ بالسعر الْمَعْرُوف فَأَرَادَ التَّأْخِير فِي غلاء الأسعار فَكتب الْوَالِي إِلَى السُّلْطَان فبرز المرسوم بالحوطة عَلَيْهِ وإحضاره وَصرف عَن الْقَضَاء ثمَّ إِن جمال الدّين تولى النِّيَابَة خَارج بَاب النَّصْر بِالْقَاهِرَةِ بعد سنتَيْن وشهرين مُدَّة لَطِيفَة فَلَمَّا تولى قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين ابْن جمَاعَة لم يوله ومولده بإسنا سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة

ابن عتاب

3 - (ابْن عتاب) الْكَاتِب مُحَمَّد بن عتاب الْكَاتِب لَهُ رسائل حسان كَانَ يألف أَحْمد بن الخصيب قبل وزارته فَلَمَّا وزر أَحْمد أحسن إِلَيْهِ فَقَالَ (هَذَا الْوَزير أَبُو الْعَبَّاس قد نجمت ... بِهِ المكارم واستعلت بِهِ الرتب) (سموهُ أَحْمد فالإسلام يحمده ... والدهر كاسم أَبِيه ممرعٌ خصب) (فَلَا فَضَائِل إِلَّا مِنْهُ أَولهَا ... وَلَا مواهب إِلَّا دون مَا يهب) وَقَالَ فِي جَعْفَر بن مَحْمُود لما صرف عَن وزارة المعتز (فِي غير حفظ الله يَا جَعْفَر ... زلت فَزَالَ الْخَوْف وَالْمُنكر) (بلغت أمرا لست أَهلا لَهُ ... باعك عَمَّا دونه يقصر) (كنت كثوبٍ زانه طيه ... حينا فأبدى عَلَيْهِ المنشر) (مَا ينفع المنظر من جاهلٍ ... بأَمْره لَيْسَ لَهُ مخبر) ابْن عتاب الجذامي المغربي مُحَمَّد بن عتاب بن محسن مولى عبد الْملك ابْن عتاب الجذامي أَبُو عبد الله مفتي قرطبة وعاملها وَكَانَ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ وطرقه عَالما بالوثائق لَا يجارى فِيهَا حَافِظًا للْأَخْبَار والأمثال والأشعار وَهُوَ شيخ أهل الشورى وَله اختيارات من أَقْوَال الْعلمَاء يَأْخُذ بهَا فِي خَاصَّة نَفسه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة

ابن عتيق

3 - (ابْن عَتيق) ابْن أبي كدية الْأَشْعَرِيّ مُحَمَّد بن عَتيق أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي نصر أَبُو عبد الله التَّمِيمِي القيرواني الْأَشْعَرِيّ الْمُتَكَلّم الْمَعْرُوف بِابْن أبي كدية بِالْكَاف المضمومة وَبعد الدَّال الْمُهْملَة يَاء آخر الْحُرُوف مُشَدّدَة درس الْأُصُول بالقيروان على أبي عبد الله الْحُسَيْن بن حَاتِم الْأَزْدِيّ صَاحب ابْن الباقلاني وَسمع بِمصْر من أبي عبد الله الْقُضَاعِي وَقدم الشَّام وَأخذ عَنهُ أَبُو الْفَتْح نصر الله بن مُحَمَّد المصِّيصِي وَدخل الْعرَاق وأقرأ الْكَلَام بالنظامية وَكَانَ صلباً فِي الِاعْتِقَاد وَسمع ابْن عبد الْبر بالأندلس وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة سمع يَوْمًا قَائِلا ينشد أَبْيَات أبي الْعَلَاء المعري (ضحكنا وَكَانَ الضحك منا سفاهةً ... وحقّ لسكان البسيطة أَن يبكوا) (وتحطمنا الْأَيَّام حَتَّى كأننا ... زجاجٌ وَلَكِن لَا يُعَاد لنا سبك) فَقَالَ (كذبت وَبَيت الله حلفة صادقٍ ... سيسبكنا بعد النَّوَى من لَهُ الْملك) (وَنَرْجِع أجسماً صحاحاً سليمَة ... تعارف فِي الفردوس مَا عندنَا شكّ) وَمن شعره (كَلَام إلهي ثابتٌ لَا نفارقه ... وَمَا دون رب الْعَرْش فَالله خالقه) (وَمن لم يقل فقد صَار ملحداً ... وَصَارَ إِلَى قَول النَّصَارَى يُوَافقهُ) وَدفن عِنْد الْأَشْعَرِيّ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة وَكَانَ يحفظ كتاب سِيبَوَيْهٍ اللاردي المغربي مُحَمَّد بن عَتيق بن عبد الله بن حميد الإِمَام ابو عبد الله التجِيبِي الغرناطي الْمَعْرُوف باللاردي صَاحب التصانيف ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ من الأدباء الْعلمَاء وَمن تواليفه أنوار الصَّباح فِي الْجمع بَين الْكتب السِّتَّة الصِّحَاح وَكتاب مطالع الْأَنْوَار ونفحات الأزهار فِي شمائل الْمُخْتَار والنكت الكافية فِي الِاسْتِدْلَال على مسَائِل

الْخلاف بِالْحَدِيثِ ومنهاج الْعَمَل فِي صناعَة الجدل والمسالك النورية إِلَى المقامات الصُّوفِيَّة توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست مائَة) السوارقي مُحَمَّد بن عَتيق بن عمر بن أَحْمد ابو بكر السوارقي وسوارقية قَرْيَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة يعرف بالبكري تفقه على الإِمَام مُحَمَّد بن يحيى بنيسابور وَتُوفِّي بطوس سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة ذكره السَّمْعَانِيّ فِي تَارِيخه وَمن شعره (سوى عبراتي رقرقتها المعالم ... وة غير فُؤَادِي هيجته الحمائم) (أَبَت لي ركُوب الذّكر نفسٌ كريمةٌ ... وأبيض مصقول الغرارين صارم) مِنْهَا (أيطمع فِي العلياء وَالْمجد سَالم ... وعاتقه من عرضة السَّيْف سَالم) (يحاول نيل الْمجد وَالسيف مغمدٌ ... ويأمل إِدْرَاك العلى وَهُوَ نَائِم) وَله بَيت جيد (على يعملاتٍ كالحنايا ضوامرٍ ... إِذا مَا أنيخت فالكلال عقالها)

ابن عثمان

3 - (ابْن عُثْمَان) أَبُو الْجمَاهِر الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن عُثْمَان ابو الْجمَاهِر التنوخي الدِّمَشْقِي الكفرسوسي روى عَنهُ ابو دَاوُد وروى ابْن ماجة عَن رجل عَنهُ وَأَبُو حَاتِم وَخلق قَالَ أَبُو دَاوُد مَا رَأَيْت أفْصح مِنْهُ وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ كَانَ أوثق من أدركنا بِدِمَشْق توفّي سنة ارْبَعْ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ الْأمَوِي مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَنْبَسَة بن أبي سُفْيَان بن حَرْب أم أَبِيه عُثْمَان بنت الزبير بن الْعَوام وَكَانَ هَوَاهُ وَهوى أَبِيه مَعَ ابْن الزبير على بني أُميَّة فَجَاءَهُ ابْن الزبير فَقَالَ ويروى لِأَبِيهِ (بِأَيّ بلاءٍ أَو بأية نعْمَة ... أحب بني الْعَوام دون بني حَرْب) (وَكنت إِذا كالسالك اللَّيْل مظلماً ... وتارك معروفٍ مذاهبه لحب) (كبائع ذودٍ موطناتٍ صحائح ... بعارية الأصلاب مشنية جرب)

(اشرب خمرًا ثمَّ ابكي دَمًا ... كَأَنَّمَا ابكي الَّذِي أشْرب)

وَمِنْه أَيْضا وخمارة زرتها والظلام تفضحه جمرات الكؤس) فزفت عروساً تدير الأكف من كأسها مثل تَاج الْعَرُوس وَأصْبح كانوننا كالجواد أدهم شقّ رواق الْخَمِيس كَأَن بِهِ الفحم سود الزنوج رمد الحماليق شيب الرؤس قلت شعر جيد وتخيل صَحِيح ابْن زيرك مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مردين أَبُو الْفضل القومساني الهمذاني يعرف بِابْن زيرك قَالَ شيرويه هُوَ شيخ عصره فِي فنون الْعلم توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَلَاث مائَة ابْن بلبل النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن بلبل أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ قَالَ ابْن النجار قَرَأَ النَّحْو على ابْن خالويه وروى عَنهُ وَكَانَ يكْتب خطا صَحِيحا مليحاً مدح الإِمَام الْقَادِر بِاللَّه مِنْهُ قَوْله (تزاحم آمال العفاة بِبَابِهِ ... كَمَا ازدحمت هيم الركاب على ورد) (فَلم يخل من أسماعه لفظ مادحٍ ... وَلم يخل من أرفاده كف ذِي رفد) (يرد على الْأَيَّام إِنْفَاذ حكمهَا ... وَلَيْسَ لما يقْضِي عَلَيْهِنَّ من رد) (وَينْزع من كف الزَّمَان غصوبه ... وَلَو كَانَ طيب النّوم فِي الْأَعْين الرمد) (لَهُ فِي شبا الأقلام مَا فِي شبا الظبى ... فيمشق من حدٍ وَيضْرب من حد) (بعيد مدى الخيلين فِي حلبتيهما ... من القصبات الخور والضمر الجرد) (فهذي تمد الطرس من ثَمَر الحجى ... وهاتيك فِي ظلٍ من النَّقْع ممتد) قلت شعر جيد طبقَة وَكَانَ تلميذاً لأبي الْعَبَّاس النامي المصِّيصِي وروى عَنهُ ديوانه توفّي سنة عشر وَأَرْبع مائَة الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْملك المسعود مُحَمَّد بن عُثْمَان الْأَمِير نَاصِر الدّين بن الْملك المسعود ابْن الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة سيره الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وَهُوَ ابْن عَمه وَكَانَت مَنْزِلَته عالية عِنْده رَسُولا إِلَى الْملك الظَّاهِر ركن الدّين بيبرس صَاحب مصر وَالشَّام سنة تسع وَخمسين وست مائَة فأنزله بِبَاب اللوق وأكرمه إِكْرَاما عَظِيما وَأجِيب بِمَا طلب بِهِ قلبه وَرجع مكرماً وَمن شعر الْأَمِير نَاصِر الدّين الْمَذْكُور أوردهُ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني فِي الذيل الَّذِي كمل) بِهِ الْمرْآة

(لله در عِصَابَة تغشى الوغى ... تهوى الْخياطَة لَا اليهم تنتمي) (ذرعوا الفوارس بالوشيج وفصلوا ... بالمرهفات وخيطوا بالأسهم) صَاحب صهيون مُحَمَّد بن عُثْمَان بن منكورس بن خمارتكين الْأَمِير سيف الدّين ابْن الْأَمِير مظفر الدّين صَاحب صهيون ملك صهيون وبرزيه بعد وَالِده سنة تسع وَخمسين وَمَات بصهيون فِي عشر السّبْعين سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة ثمَّ طلب السُّلْطَان وَلَده سَابق الدّين فَأخذ مِنْهُ الحصنين وَأَعْطَاهُ إمرية أَرْبَعِينَ فَارِسًا بِدِمَشْق وأقطع عميه مُجَاهِد الدّين وجلال الدّين وَسَيَأْتِي بَقِيَّة تَرْجَمته فِي تَرْجَمَة أَبِيه عُثْمَان ابْن منكورس الشَّيْخ شرف الدّين ابْن الرُّومِي الصَّالح مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ شرف الدّين ابو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الرُّومِي الشَّيْخ الصَّالح كَانَ من أكْرم النَّاس لَا يدّخر شَيْئا وَكَانَ كَبِير النَّفس عالي الهمة كثير التَّوَاضُع لطيف الْأَوْصَاف مُنْقَطِعًا فِي زاويته بسفح قاسيون لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد إِلَّا فِي النَّادِر يعْمل السَّاعَات ويطلع إِلَيْهِ الْخلق الْكثير من الْفُقَرَاء وَالنَّاس ويرقص من أول السماع إِلَى آخِره ويخلع جَمِيع ثِيَابه على المغاني ويرقص عُريَانا لَيْسَ عَلَيْهِ غير السَّرَاوِيل وَله الْحُرْمَة الوافرة عِنْد الْأُمَرَاء والملوك وَيحمل إِلَيْهِ من الْفتُوح شَيْء كثير فيخرجه من وقته حضر حِصَار المرقب وَعَاد إِلَى دمشق فَتوفي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَدفن بزاويته وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَتُوفِّي وَالِده بحماة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة فَحَمله مريدوه على أكتافهم وَدفن بزاويته فِي سفح قاسيون النوباغي الضَّرِير مُحَمَّد بن عُثْمَان أَبُو الْقَاسِم الإسكافي الْخَوَارِزْمِيّ النوباغي الأديب الضَّرِير توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة كَانَ من أَعْيَان فضلاء خوارزم وَهُوَ فَقِيه أديب شَاعِر مترسل كَانَ آخر عمره مذكراً يعظ النَّاس وَمن شعره (ونار كالعقيقة فِي احمرارٍ ... وَفِي حافاتها مسكٌ وند) (إِمَام الشَّيْخ مَوْلَانَا المرجى ... إمامٌ مَا لَهُ فِي الْفضل ندّ) الصاحب شمس الدّين ابْن السلعوس مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي الرَّجَاء الْوَزير الصاحب شمس) الدّين التنوخي الدِّمَشْقِي التَّاجِر ابْن السلعوس وَزِير السُّلْطَان الْملك الشّرف كَانَ فِي شبيبته يُسَافر فِي التِّجَارَة وَكَانَ أشقر سميناً أَبيض معتدل الْقَامَة فصيح الْعبارَة حُلْو الْمنطق وافر الهيبة كَامِل الأدوات خليقاً بالوزارة تَامّ الْخِبْرَة زَائِد الْإِعْجَاب عَظِيم التيه والبأو كَانَ جاراً للصاحب تَقِيّ الدّين ابْن البيع فصاحبه وَرَأى مِنْهُ الْكَفَاءَة فَأخذ لَهُ حسبَة دمشق ثمَّ إِنَّه ذهب إِلَى مصر وتوكل للْملك الْأَشْرَف فِي دولة أَبِيه فجرت عَلَيْهِ نكبة من السُّلْطَان فشفع فِيهِ مخدومه وَأطْلقهُ من الاعتقال وَحج فتملك الْأَشْرَف فِي غيبته وَكَانَ محباً فِيهِ فَكتب إِلَيْهِ بَين الأسطر يَا شقير يَا

وَجه الْخَيْر قدم السّير فَلَمَّا قدم وزره وَكَانَ إِذا ركب يمشي الْأُمَرَاء والكبار فِي خدمته وَدخل دمشق قدومهم من عكا فِي دست عَظِيم وَكَانَ الشجاعي وَمن دونه يقفون بَين يَدَيْهِ وَجَمِيع أُمُور المملكة بِهِ منوطة فَفَارَقَ السُّلْطَان وَتوجه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَفِي خدمته الْأَمِير علم الدّين الدواداري فصادر مُتَوَلِّي الثغر وعاقبه فَلم ينشب أَن جَاءَهُ الْخَبَر بقتل مخدومه فَركب لليلته مِنْهَا هُوَ وكاتبه شرف الدّين ابْن القيسراني وَقَالَ للوالي افْتَحْ الْبَاب لزيارة القباري وَجَاء إِلَى المقس لَيْلًا وَنزل بزاوية ابْن الظَّاهِرِيّ وَلم يتم مُعظم اللَّيْل وَاسْتَشَارَ الشَّيْخ فِي الاختفاء فَقَالَ أَنا قَلِيل الْخِبْرَة بِهَذِهِ الْأُمُور وأشير عَلَيْهِ بذلك فقوى نَفسه وَقَالَ هَذَا لَا أَفعلهُ وَلَو فعله عَامل من عمالنا كَانَ قبيحاً وَقَالَ هم محتاجون إِلَيْنَا وَمَا أَنا مُحْتَاج إِلَيْهِم ثمَّ ركب بكرَة وَدخل بأبهة الوزارة إِلَى دَاره فاستمر بهَا خَمْسَة أَيَّام ثمَّ طلب فِي السَّادِس إِلَى القلعة فأنزله الشجاعي إِلَى الْبَلَد مَاشِيا وَسلمهُ من الْغَد إِلَى عدوه الْأَمِير بهاء الدّين قراقوش مشد الصُّحْبَة فَقيل أَنه ضربه ألفا وَمِائَة مقرعة ثمَّ سلم إِلَى الْأَمِير بدر الدّين المَسْعُودِيّ مشد مصر حَتَّى يستخلص الْأَمْوَال مِنْهُ فعاقبه وعذبه وَحمل جملَة وَكتب تذكرة إِلَى دمشق بسبعة آلَاف دِينَار مودعة عِنْد أنَاس فَأخذت مِنْهُم وَمَات فِي الْعقُوبَة فِي تَاسِع صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَقد أَنْت جِسْمه وَقطع مِنْهُ اللَّحْم الْمَيِّت وَلما تولي الوزارة كتب إِلَيْهِ بعض أَقَاربه أَو بعض أَصْحَابه من الشَّام يحذرهُ من الشجاعي (تنبه يَا وَزِير الأَرْض وَاعْلَم ... بأنك قد وطِئت على الأفاعي) (وَكن بِاللَّه معتصماً فَإِنِّي ... أَخَاف عَلَيْك من نهش الشجاعي) فبلغا الشجاعي فَلَمَّا جرى مَا جرى طلب أَقَاربه واصحابه وصاردهم وعذبهم فَقيل لَهُ عَن هَذَا النَّاظِم فَقَالَ لَا أؤذيه لِأَنَّهُ نصحه فيّ وَمَا انتصح) لما توفّي القَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر كَاتب الْإِنْشَاء بِمصْر طلب الصاحب شمس الدّين الشَّيْخ الْعَلامَة شهَاب الدّين ابا الثَّنَاء مَحْمُودًا من الشَّام ورتبه عوضه فِي الديار المصرية فامتدحه بقصيدة أَولهَا (أجد لَهَا شوقاً إِلَى سَاكِني مصر ... هوى من بِهِ تاهت على الْبر وَالْبَحْر) (وَمن أَصبَحت بَغْدَاد من بعد تيهها ... وَقد حل عليا مصر من خدم الْقصر) (فشاق هوى التَّقْوَى بهَا الْقلب لَا هوى ... عُيُون المها بَين الرصافة والجسر) مِنْهَا (وَكم رام يَحْكِي النّيل نيل بنانه ... فأغنى وَلَكِن فَرد قطرٍ عَن الْقطر) (وَذَاكَ يعم الأَرْض شرقاً ومغرباً ... سَوَاء لَدَيْهِ سَاكن القفر والمصر) (وَحين رأى تَقْصِيره عَن وفائه ... تجنبه واحمر من خجل يجْرِي)

(فَلَو كَانَ يحيى الْآن يحيى بن خَالِد ... لوافاه يستجدي ندى جوده الْغمر) (وَمن جعفرٌ حَتَّى يضاهي بجوده ... وَهل هُوَ إِلَّا جدول قيس بالبحر) (أمولاي قد لبيت أَمرك طَائِعا ... فأعليت من قدري وأغليت من شعري) (وأدنيتني حَتَّى غَدَوْت موقعاً ... لديك بِمَا يجْرِي مَعَ الأنجم الزهر) بدر الدّين ابْن العزازي مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي الْوَفَاء بدر الدّين ابْن فَخر الدّين العزازي أحد كتاب الدرج بِدِمَشْق كَانَ حسن السمت كثير الْوَقار عديم الشَّرّ يكْتب خطا حسنا وَله عناية باقتناء الْكتب نفيسة كَانَت أَو غير نفيسة يلازم الكتبيين كل جُمُعَة وَخلف مِنْهَا جملَة وَكَانَ رُبمَا أنشأ شَيْئا فَيَأْتِي فِيهِ بِمَا يضْحك وَكَانَ آخر أمره قد حنا عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين ألجاي الدوادار الناصري ووعده بِأَن يكون من جملَة موقعي الدست فعاجلته الْمنية قبل ذَلِك وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة أَو أَوَائِل إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَطلبت أَنا من رحبة مَالك بن طوق وَجئْت إِلَى دمشق عوضه على معلومه رَحمَه الله وَكَانَ عِنْده من وَالِده أَشْيَاء نفيسة نجم الدّين البصروي مُحَمَّد بن عُثْمَان الصاحب الْأَمِير نجم الدّين البصروي ابْن أخي قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الْحَنَفِيّ ولي بِدِمَشْق الوزارة ثمَّ أعطي طبلخاناة وَكَانَ فِيهِ كرم زَائِد غارقاً فِي اللَّهْو درس أَولا ببصرى) ثمَّ ولي حسبَة دمشق ثمَّ نظر الخزانة ثمَّ الوزارة ثمَّ اقْتصر على الإمرة وَلم يلبس زِيّ الْأُمَرَاء توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة بدر الدّين ابْن الْحداد مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف القَاضِي بدر الدّين ابو عبد الله الْآمِدِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ ابْن الْحداد تفقه بِمصْر وَحفظ الْمُحَرر وتميز ثمَّ دخل فِي الْكِتَابَة واتصل بقراسنقر وَسَار مَعَه إِلَى حلب وَنظر فِي ديوانه وَفِي الْأَوْقَاف والخطابة فَلَمَّا ولي دمشق ولى ابْنه خطابة دمشق انتزعها من جلال الدّين الْقزْوِينِي فِيمَا أَظن ثمَّ إِنَّه بعد أَيَّام وصل التوقيع من مصر بإعادته ثمَّ ولي الْحِسْبَة وَنظر البيمارستان النوزي ثمَّ نظر الْجَامِع الْأمَوِي وَله سَماع من القَاضِي شمس الدّين ابْن الْعِمَاد وَذكر لقَضَاء دمشق وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة

قَاضِي الْقُضَاة ابْن الحريري الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي الْحسن اقضي الْقُضَاة شيخ الْمَذْهَب شمس الدّين ابْن صفي الدّين الْأنْصَارِيّ الْحَنَفِيّ ابْن الحريري الدِّمَشْقِي ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وتفقه وبرع وَحفظ الْهِدَايَة وَغَيرهَا وَأفْتى ودرس وتميز مَعَ الْوَقار والسمت والأوراد وَحسن الْهَدْي وَالْبزَّة والهيبة وانطلاق الْعبارَة وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن عَطاء وَالْجمال ابْن الصَّيْرَفِي والقطب ابْن أبي عصرون وَجَمَاعَة ودرس بأماكن ثمَّ ولي الْقَضَاء بِدِمَشْق مُدَّة وَطلب إِلَى الديار المصرية وَولي بهَا الْقَضَاء وَكَانَ صَارِمًا قوالاً بِالْحَقِّ حميد الْأَحْكَام قَلِيل الْمثل متين الدّيانَة انتقدوا عَلَيْهِ أموراً من تَعْظِيم نَفسه توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَطلب القَاضِي برهَان الدّين ابْن قَاضِي الْحصن مَكَانَهُ بإشارته أَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس أَن المصريين لم يعدوا على القَاضِي شمس الدّين ابْن الحريري أَنه ارتشى فِي حُكُومَة وَيُقَال أَنه كَانَ لَهُ قلم للعلامة وقلم للتوقيع وَله أَشْيَاء من مُرَاعَاة الْإِعْرَاب فِي لَفظه حَتَّى مَعَ النِّسَاء فِي بَيته شرف الدّين النهاوندي قَاضِي صفد مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي بكر القَاضِي شرف الدّين ابْن القَاضِي جلال الدّين النهاوندي) تولى الْقَضَاء بصفد مَرَّات عزل أَولا بِفَتْح الدّين القليوبي بَعْدَمَا طلب إِلَى مصر وحنا عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصرى وولاه قَضَاء عجلون ثمَّ قَضَاء نابلس ثمَّ قَضَاء طرابلس ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء صفد بعد القَاضِي حسام الدّين القرمي ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس ثمَّ أُعِيد إِلَى صفد بعد القَاضِي جمال الدّين عبد القاهر التبريزي ثمَّ إِن تنكز نَائِب الشَّام تغير عَلَيْهِ فَعَزله بِالْقَاضِي شمس الدّين الخضري فَأَقَامَ بصفد بطالاً فِي بَيته نَحوا من أَربع سِنِين ثمَّ توجه إِلَى مصر وَنزل عِنْد الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي نَائِب صفد وَتُوفِّي هُنَاكَ فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَولي أَيَّام نِيَابَة كراي بِدِمَشْق نظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَكَانَ عقله المعيشي جيدا يداخل نواب السلطنة ويتحد بهم وَكَانَ فِيهِ كرم وَحسن عشرَة ومفاكهة حَدِيث وجيه الدّين ابْن المنجا مُحَمَّد بن عُثْمَان الإِمَام الرئيس شيخ الأكابر وجيه الدّين ابو الْمَعَالِي شيخ الْحَنَابِلَة ابْن المنجا التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَلَاثِينَ وتووفي سنة إِحْدَى وَسبع مائَة وَسمع من ابْن اللتي حضوراً وَمن جَعْفَر الْهَمدَانِي ومكرم وَسَالم بن صصرى وَحضر ابْن المقير وَحمل عَنهُ جمَاعَة ودرس بالمسمارية وَكَانَ صَدرا مُحْتَرما دينا محباً للْأَخْبَار صَاحب أَمْلَاك ومتاجر وبر وأوقاف أنشأ دَارا لِلْقُرْآنِ بِدِمَشْق ورباطاً بالقدس وَعمل نَاظر الْجَامِع الْأمَوِي تَبَرعا وَكَانَ مَعَ سَعَة ثروته مقتصداً فِي ملبوسه وَتُوفِّي بدار الْقُرْآن فِي شعْبَان فِي التَّارِيخ الْمُقدم

سراج الدّين الدندري مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله سراج الدّين ابو بكر الدندري الْفَقِيه الشَّافِعِي الصَّالح القَاضِي قَرَأَ الْقرَاءَات على نجم الدّين عبد السَّلَام بن حفاظ صهره وتصدر للإقراء بالسابقية بقوص سِنِين كَثِيرَة وانتفع بِهِ جمع كَبِير وكتن متقناً ثِقَة وَسمع من الْحَافِظ ابْن الكومي وتقي الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَمُحَمّد بن أبي بكر النصيبي وَعبد النصير بن عَامر بن مصلح الإسكندري وَغَيرهم وَحدث بقوص وقرأأ الْفِقْه على جلال الدّين أَحْمد الدشناوي وسراج الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ودرس وناب فِي الحكم بقفط وقنا وقوص وَاسْتمرّ فِي النِّيَابَة بقوص وبقفط إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ يستحضر متوناً كَثِيرَة من الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْإِعْرَاب وَاخْتَلَطَ آخر عمره وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة) ابْن دَقِيق الْعِيد مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع جلال الدّين ابْن علم الدّين ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدجين ابْن دَقِيق الْعِيد يَأْتِي ذكر وَالِده وجدّه إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مكانيهما سمع جده والحافظ الدمياطي والفقيه الْمُقْرِئ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق الصَّائِغ وَمن أَحْمد بن إِسْحَق الأبرقوهي وَغَيرهم واشتغل بالمذهبين الشَّافِعِي والمالكي وَقَرَأَ مُخْتَصر الْمَحْصُول لجد وَالِده الشَّيْخ مجد الدّين وَكَانَ يذكر بِخَير وينسب إِلَى دين قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة يؤثره ويبره ودعه مرّة فَأعْطَاهُ ذَهَبا وَفِضة من مَاله وَكتب لَهُ بتدريس دَار الحَدِيث بقوص فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يدرس وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ أَو سبع وَعشْرين وَسبع مائَة الْمُقْرِئ الْمدنِي مُحَمَّد بن عجلَان مولى فَاطِمَة بنت الْوَلِيد بن عتبَة بن ربيعَة الْمُقْرِئ الْمدنِي الفيه أحد الْأَعْلَام وَثَّقَهُ ابْن عُيَيْنَة وَغَيره كَانَ أحد من جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل ولع حَلقَة فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مكث فِي بطن أمه ثَلَاث سِنِين فشق بَطنهَا وَقد نَبتَت أَسْنَانه وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة فِي مُسْند عَليّ ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الْفراء ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ قلت لمَالِك أَنِّي حدثت عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت لَا تحمل الْمَرْأَة فَوق السنتين قدر ظلّ مغزل فَقَالَ من يَقُول هذاهذه امْرَأَة عجلَان جارتنا امْرَأَة صدق ولدت ثَلَاث أَوْلَاد فِي ثِنْتَيْ عشرَة سنة تحمل أَربع سِنِين قبل أَن تَلد قَالَ ابْن الْمُبَارك لم يكن بِالْمَدِينَةِ أحد أشبه بِأَهْل الْعلم من ابْن عجلَان كنت أشبهه بالياقوتة بَين الْعلمَاء وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَتكلم الْمُتَأَخّرُونَ فِي سوء حفظه روى عَنهُ الْأَرْبَعَة وروى عَنهُ مُسلم مُتَابعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة

السّلمِيّ مُحَمَّد بن أبي عدي السّلمِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ الْحَافِظ روى لَهُ الْجَمَاعَة توفّي سنة مِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا الشريف أَبُو البركات مُحَمَّد بن عدنان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله) بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو البركات الْهَاشِمِي الزَّيْنَبِي من أهل الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ من الْبَيْت الْمَشْهُور بالنقابة والرياسة وَالْعلم وَالرِّوَايَة سمع الْكثير من عَم أَبِيه الشريف أبي نصرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَغَيره وَحدث باليسير روى عَنهُ السلَفِي مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة الشريف محيي الدّين ابْن عدنان مُحَمَّد بن عدنان بن حسن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم العابد الشريف السَّيِّد محيي الدّين الْعلوِي الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشيعي شيخ الإمامية ولد سنة تسع وَعشْرين وست مائَة ولي مرّة نظر السَّبع وَولي ابناه زين الدّين حُسَيْن وَأمين الدّين جَعْفَر نقابة الْأَشْرَاف فماتا واحتسبهما عِنْد الله أَخْبرنِي غير وَاحِد أَنَّهُمَا لما مَاتَا كل وَاحِد مِنْهُمَا كَانَ مسجى قدامه وَهُوَ قَاعد يَتْلُو الْقُرْآن لم تنزل لَهُ دمعة عَلَيْهِ وَكَانَ كل مِنْهُمَا رَئِيس دمشق وَولي النقابة فِي حَيَاته ابْن ابْنه شرف الدّين عدنان ابْن جَعْفَر وَكَانَ محيي الدّين ذَا تعبد زَائِد وتلاوة وتأله وَانْقِطَاع بالمزة أضرّ مُدَّة وَكَانَ يترضى على عُثْمَان وَغَيره من الصَّحَابَة وَيَتْلُو الْقُرْآن لَيْلًا وَنَهَارًا ويناظر منتصراً للاعتزال متظاهراً بِهِ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة نَاصِر الدّين الهمذاني مُحَمَّد بن عربشاه بن أبي بكر نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الهمذاني الدِّمَشْقِي كَانَ رجلا فَاضلا لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ سمع الْكثير على مَشَايِخ عصره وأسمع وَكتب من كتب الحَدِيث شَيْئا كثيرا وَكَانَ متقناً محرراً لما يَكْتُبهُ كتب بِخَطِّهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي ثَلَاث مجلدات وحررها وقابلها وسمعها على الْمَشَايِخ وَصَارَت من الْأُصُول الْمُعْتَمد عَلَيْهَا بعد وَفَاته وانتقلت إِلَى عَلَاء الدّين ابْن غَانِم رَحمَه الله تَعَالَى ووقفها بدار الحَدِيث المعيدية ببعلبك وَتُوفِّي نَاصِر الدّين الْمَذْكُور سنة سبع وَسبعين وستّ مائَة وَدفن بسفح قاسيون جمال المواكب مُحَمَّد بن عُرْوَة بن الزبير ضربه فرس فَمَاتَ وَكَانَ بارع

الْجمال يدعى زين الْكَوَاكِب أَو جمال الْكَوَاكِب يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْجمال وَالْحسن وَكَانَت وَفَاته سنة مائَة أَو مَا قبلهَا الْمَنْسُوب إِلَيْهِ المشهد مُحَمَّد بن عُرْوَة شرف الدّين الْموصِلِي الْمَنْسُوب إِلَيْهِ مشْهد عُرْوَة فِي) دمشق بالجامع الْأمَوِي وَإِنَّمَا نسب إِلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ مخزناً فِيهِ آلَات تتَعَلَّق بالجامع فَعَزله وبيضه وَعمل لَهُ الْمِحْرَاب والخزانتين ووقف فِيهَا كتبا وَجعله دَار حَدِيث توفّي سنة عشْرين وست مائَة شهَاب الدّين ابْن مشرف مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن مشرف بن بَيَان الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الْجَلِيل الْمسند المعمر شهَاب الدّين الْبَزَّاز شيخ الراوية بِالدَّار الأشرفية روى الصَّحِيح غير مرّة عَن ابْن الزبيدِيّ وَحدث أَيْضا عَن ابْن صباح والناصح وَابْن المقير ومكرم وَابْن ماسويه وَتفرد فِي وقته وَكَانَ حسن الإصغاء جيد الْخط أخذُوا عَنهُ ببعلببك ودمشق وطرابلس وأماكن وعاش سبعا وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع وَسبع مائَة وَأَظنهُ أَخا نجم الدّين أبي بكر ابْن أبي الْعِزّ بن مشرف الْكَاتِب وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْبَاء الْأَيْلِي مُحَمَّد بن عُزَيْر الْأَيْلِي روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه قَالَ ابْن أبي حَاتِم كَانَ صَدُوقًا قيل أَنه تفرد بِهَذَا الحَدِيث أَكثر أهل الْجنَّة البله عَن سَلامَة عَن عقيل وَله متابع رَوَاهُ أَبُو روح عَن زَاهِر عَن الكنجروذي عَن ابْن حمدَان عَن مُحَمَّد بن الْمسيب الأرغياني ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد بن حَلِيم ثَنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء الْأَيْلِي عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَكثر أهل الْجنَّة البله توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ العزيري مُحَمَّد بن عُزَيْر أَبُو بكر السجسْتانِي مُصَنف غَرِيب الْقُرْآن يُقَال أَنه صنفه فِي خمس عشرَة سنة وَهُوَ ابْن عُزَيْر بزاي أولى وَرَاء ثَانِيَة وَأكْثر النَّاس يَقُولُونَهُ بزايين توفّي

سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة أَو مَا دونهَا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ بالزاي وَكَانَ معصره وأخذا جَمِيعًا عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْأَنْبَارِي وَيُقَال أَنه صنف غَرِيبه فِي خمس عشرَة سنة وَكَانَ يقرأه على ابْن الْأَنْبَارِي وَهُوَ يصلح لَهُ فِيهِ مَوَاضِع نَفِيس الدّين الأسكاف الطَّبِيب مُحَمَّد بن عَسْكَر بن زيد بن مُحَمَّد طَبِيب فَاضل يعرف بنفيس الدّين ابي بكر الدِّمَشْقِي ابْن الأسكاف حدث وروى عَنهُ ابْن الدمياطي توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتِّينَ وست مائَة وَلم يذكرهُ ابْن أبي اصيبعة) ابْن حَيَّان المغربي مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن حَيَّان الْكَاتِب قَالَ ابْن رَشِيق شَاعِر ذكي متوقد سَلس الْكَلَام تُطِيعهُ الْمعَانِي وينساغ لَهُ التَّشْبِيه وتحضره البديهة وَهُوَ صَاحب إِبْرَاهِيم فِي كِتَابَة الحضرة وَمن أَبنَاء الْكتاب وَأهل الْخدمَة قَدِيما قَالَ ابْن حَيَّان (أقلوا عَن مُطَالبَة ازدجاري ... فَمَا أَنا فِي المجانة بالمداري) (إِذا اتَّسع الملام عَليّ فِيمَا ... أحب وأشتهي ضَاقَ اصْطِبَارِي) (وَكَيف الصَّبْر عَن شمسٍ وغصنٍ ... على حقفٍ ترجرج فِي الْإِزَار) (أَقَامَ عذاره للنَّاس عُذْري ... وَقد أَصبَحت مخلوع العذار) (فقلبي من غرامي فِي حريقٍ ... وعيني من دموعي فِي بحار) (أَقُول لَهُم وَقد لاموا دَعونِي ... وَمن أَهْوى وشربي للعقار) (إِذا عجل المشيب عَليّ ظلما ... فَإِنِّي لست أعجل للوقار) وَقَالَ أَيْضا (بتنا ندير الراح فِي شاهقٍ ... لَيْلًا على نَغمَة عودين) (وَالنَّار فِي الأَرْض الَّتِي دُوننَا ... مثل نُجُوم الأَرْض فِي الْعين) (فيا لَهُ من منظرٍ مؤنقٍ ... كأننا بَين سمائين) وَقَالَ أَيْضا (كَأَنَّمَا الفحم والرماد وَمَا ... تَفْعَلهُ النَّار فيهمَا لهبا) (شيخٌ من الزنج شَاب مفرقه ... عَلَيْهِ درعٌ منسوجةٌ ذَهَبا) وَقَالَ أَيْضا (وكأنما الصُّبْح المطل على الدجى ... ونجومه المتأخرات تقوضا) (نهرٌ تعرض فِي السَّمَاء وَحَوله ... أَشجَار وردٍ قد تفتح أبيضا) قلت هَذَا التَّشْبِيه المجرة أولى بِهِ من الصُّبْح أَلا ترى أَن ابْن حجاج قَالَ (هذي المجرة والنجوم كَأَنَّهَا ... نهرٌ تدفق فِي حديقة نرجس)

وَقَالَ الآخر (وَكَأن المجر جدول مَاء ... نور الأقحوان فِي جانبيه) ) وَقَالَ ابْن حَيَّان أَيْضا (إِن وردا ونرجساً فِي أَوَان ... خبراني عَنْك الَّذِي خبراني) (باحمرارٍ فِي صحن خدك بادٍ ... ووميضٍ من طرفك الْوَسْنَان) وَقَالَ أَيْضا (وَكم جزع وادٍ قد جزعنا وصخرةٍ ... بأمثالها من خَيْلنَا فِيهِ ترْجم) (فباتت بِأَعْلَى شاهقٍ متمنعٍ ... ترى الطير فِيهَا دونه وَهِي حوم) (كَأَن الأثافي حول كل معرسٍ ... نزلناه غربانٌ على الأَرْض جثم) مُحَمَّد بن عفيف ابو عبد الله الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ أورد لَهُ ابْن النجار (لَبِثت ببلدتكم بُرْهَة ... أَطُوف فِي الْبَلَد الشاسع) (أروح وأغدو بِلَا طائلٍ ... وَألْفي إِلَى الْمَسْجِد الْجَامِع) (وأمدح بالشعر قوما جياعاً ... وَهل يطْلب الْخبز من جَائِع)

ابن عقيل

3 - (ابْن عقيل) الْحَافِظ الْأَزْهَرِي الْبَلْخِي مُحَمَّد بن عقيل الْأَزْهَرِي أَبُو عبد الله الْبَلْخِي الْحَافِظ مُحدث بَلخ وعالمها صنف الْمسند والتاريخ والأبواب توفّي سنة سِتّ عشرَة وَثَلَاث مائَة الْمُحْتَسب ابْن كروس مُحَمَّد بن عقيل بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن حَمْزَة بن كروس الْمُحْتَسب جمال الدّين ابو المكارم السّلمِيّ الدِّمَشْقِي سمع من بهاء الدّين ابْن عَسَاكِر وَابْن حيوس وَكَانَ رَئِيسا محتشماً قيمًا بالحسبة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة القَاضِي نجم الدّين ابْن عقيل مُحَمَّد بن عقيل بن أبي الْحسن البالسي ثمَّ الْمصْرِيّ الزَّاهِد الْعَالم نجم الدّين الشَّافِعِي ولد سنة سِتِّينَ سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وناب فِي الحكم عَن ابْن دَقِيق الْعِيد وَولي قَضَاء دمياط وَكَانَ من أَئِمَّة الْمَذْهَب شرح التَّنْبِيه وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة توفّي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة ابْن مهَاجر الْفَقِيه الْموصِلِي مُحَمَّد بن علوان بن مهَاجر بن عَليّ بن مهَاجر أَبُو المظفر ابْن أبي) المشرف الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل الْموصل مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة قدم بَغْدَاد حَاجا سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة فحج وَعَاد إِلَيْهَا وَأقَام بِالْمَدْرَسَةِ النظامية يدرس الْخلاف وَالْمذهب على يُوسُف الدِّمَشْقِي حَتَّى برع فيهمَا ثمَّ صَار مكعيداً بِالْمَدْرَسَةِ ثمَّ عَاد إِلَى الْموصل فدرس بِمَسْجِد هُنَاكَ مجاور لبيته وفوض إِلَيْهِ التدريس بعدة مدارس وَبنى وَالِده مدرسة بِقرب بَيته وَجعل عَلَيْهَا وقوفاً وَكَانُوا أهل ثروة ونعمة وعدالة ورياسة ثمَّ عَاد وَقدم إِلَى بَغْدَاد حَاجا ثمَّ قدمهَا وَمضى حَاجا وجاور مَكَّة سنة ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة خمس عشرَة وست مائَة وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْفَضْلِ الوافر والتدين والتعبد وَحسن الطَّرِيقَة والمروءة التَّامَّة

والتفقد لطلاب الْعلم وَحدث باليسير من الحَدِيث عَن الْمُتَأَخِّرين وَله تَعْلِيق فِي الْخلاف أورد لَهُ ابْن النجار قَوْله (كلما قلت للحبيب حَبِيبِي ... صل فجسمي من البعاد سقيم) قَالَ مستهجنا فَأَيْنَ إِذا قَوْلك لي أَنْت فِي الْفُؤَاد مُقيم ابْن كريب الْهَمدَانِي مُحَمَّد بن الْعَلَاء بن كريب الْهَمدَانِي الْحَافِظ مُحدث الْكُوفَة روى عَنهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

ابن علي

3 - (ابْن عَليّ) ابْن الْحَنَفِيَّة مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا أَبُو الْقَاسِم ابْن الْحَنَفِيَّة وَاسْمهَا خَوْلَة بنت جَعْفَر من سبي الْيَمَامَة ولد فِي صدر الْخلَافَة عمر بن الْخطاب وَرَأى عمر وروى عَن أَبِيه وَعُثْمَان وعمار وَأبي هُرَيْرَة وَغَيرهم وروى عه الْجَمَاعَة صرع مَرْوَان يَوْم الْجمل وَجلسَ على صَدره فَلَمَّا وَفد على ابْنه ذكره بذلك فَقَالَ عفوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ وَالله مَا ذكرت ذَلِك وَأَنا أُرِيد أَن أكافيك بِهِ سمته شيعته الْمهْدي وهم يَزْعمُونَ أَنه لم يمت وَمن شيعته كثير عزة وَالسَّيِّد الْحِمْيَرِي وَمن قَول كثير الشَّاعِر فِيهِ (أَلا إِن الْأَئِمَّة من قريشٍ ... وُلَاة الْحق أربعةٌ سَوَاء) (عليٌّ وَالثَّلَاثَة من بنيه ... هم الأسباط لَيْسَ بهم خَفَاء) (فسبطٌ سبط الْإِيمَان وبرٍ ... وسبط غيبته كربلاء) (وسبطٌ لَا يَذُوق الْمَوْت حَتَّى ... يَقُود الْخَيل يقدمهَا اللِّوَاء) (تغيب لَا يرى فيهم زَمَانا ... برضوى عِنْده عسلٌ وَمَاء) قلت هَذَا فِيهِ نظر لِأَن السبط هُوَ ابْن الْبِنْت فَأَما الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا فولدا بنت رَسُول الله وَأما مُحَمَّد هَذَا فَإِنَّهُ من الْحَنَفِيَّة وَلَيْسَ من فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا وَلما تطاول مقَام مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة على زعمهم برضوى قَالَ السَّيِّد الْحِمْيَرِي (أَلا قل للْوَصِيّ فدتك نَفسِي ... أطلت بذلك الْجَبَل المقاما) (أضرّ بمعشرٍ والوك منا ... وسموك الْخَلِيفَة والإماما) (وعادوا فِيك أهل الأَرْض طراً ... مقامك عَنْهُم سِتِّينَ عَاما) (وَمَا ذاق ابْن خَوْلَة طعم موتٍ ... وَلَا وارت لَهُ أرضٌ عظاما)

(لقد أَمْسَى بمورق شعب رضوى ... تراجعه الْمَلَائِكَة الكلاما) (وَإِن لَهُ بِهِ لمقيل صدقٍ ... وأنديةً تحدثه كراما) وَكَانَ السَّيِّد الْحِمْيَرِي يعْتَقد أَنه لم يمت وَأَنه فِي جبل رضوى بَين أَسد ونمر يحفظانه وَعِنْده عينان نضاختان تجريان بِمَاء وَعسل وَيعود بعد الْغَيْبَة فَيمْلَأ الأَرْض عدلا كَمَا ملئت جوراً) وَيُقَال أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَلي رَضِي الله عَنهُ سيولد لَك بعدِي غُلَام وَقد نحلته اسْمِي وكنيتي وَلَا يحل لأحد من أمتِي بعده وَمِمَّنْ تسمى مُحَمَّدًا واكتنى بِأبي الْقَاسِم مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق وَمُحَمّد بن طَلْحَة بن عبيد الله وَمُحَمّد بن سعد بن أبي وَقاص وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن أبي طَالب وَمُحَمّد بن حَاطِب بن أبي بلتعة وَمُحَمّد بن الْأَشْعَث بن قيس وَكَانَ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة شَدِيد القوى وَله فِي ذَلِك أَخْبَار عَجِيبَة حكى الْمبرد فِي الْكَامِل أَن أَبَاهُ عليا استطال درعاً كَانَت لَهُ فَقَالَ لَهُ يقص مِنْهَا كَذَا وَكَذَا حَلقَة فَقبض مُحَمَّد بِإِحْدَى يَدَيْهِ على ذيلها وبالأخرى على فَضلهَا ثمَّ جذبها فقطعها من الْموضع الَّذِي حَده أَبوهُ وَكَانَ عبد الله بن الزبير إِذا حدث بِهَذَا الحَدِيث غضب واعتراه أفكل وَهِي الرعدة لِأَنَّهُ كَانَ يحسده على قوته وَكَانَ عبد الله أَيْضا شَدِيد القوى وَقَالَ ابْن سعد جَاءَ رجل إِلَى ابْن الْحَنَفِيَّة فسل عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ كَيفَ أنتمفقال مُحَمَّد إِنَّمَا مثلنَا فِي هَذِه الْأمة مثل بني إِسْرَائِيل فِي آل فِرْعَوْن كَانَ يذبح أَبْنَاءَهُم ويستحيي نِسَاءَهُمْ وَإِن هَؤُلَاءِ يذبحون أبناءنا وَيَنْكِحُونَ نِسَاءَنَا بِغَيْر أمرنَا وَكَانَ يَقُول لَيْسَ بِحَكِيم من لم يعاشر بِالْمَعْرُوفِ من لم يجد من معاشرته بدا حَتَّى يَجْعَل الله لَهُ فرجاًٍ ومخرجاً وَكتب ملك الرّوم إِلَى عبد الْملك يتهدده ويتوعده وَيحلف أَنه يبْعَث إِلَيْهِ مائَة ألف فِي الْبر وَمِائَة ألف فِي الْبَحْر أَو يُؤَدِّي لَهُ الْجِزْيَة فَكتب إِلَى الْحجَّاج أَن اكْتُبْ إِلَى ابْن الْحَنَفِيَّة وتوعده وتهدده ثمَّ أَخْبرنِي بِمَا يكْتب إِلَيْك فَكتب الْحجَّاج إِلَيْهِ يتوعده بِالْقَتْلِ فَكتب إِلَيْهِ ابْن الْحَنَفِيَّة إِن لله فِي خلقه فِي كل يَوْم ثَلَاث مائَة وَسِتِّينَ نظرة وَأَنا أَرْجُو أَن الله ينظر إِلَيّ نظرة يَمْنعنِي بهَا مِنْك فَكتب الْحجَّاج بكتابه إِلَى عبد الْملك فَكتب عبد الْملك نسخته إِلَى ملك الرّوم فَقَالَ ملك الرّوم مَا خرج هَذَا مِنْك وَلَا من أهل بَيْتك مَا خرج إِلَّا من بَيت النُّبُوَّة وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم فَقيل لَهُ أَكَانَ أَبوك يخضبفقال لَا قيل فَمَا بالكقال أتشبب النِّسَاء وَكَانَ يلبس الْخَزّ ويتعمم عِمَامَة سَوْدَاء ويتختم فِي يسَاره وَكَانَ يطلي رَأس أمه ويمشطها وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده عبد الله أبي هَاشم الْمَنْسُوب إِلَيْهِ الْفرْقَة الهاشمية من الإمامية فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى الباقر رَضِي الله عَنهُ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله

عَنْهُم أَبُو) جَعْفَر الباقر سيد بني هَاشم فِي وقته روى عَن جديه الْحسن وَالْحُسَيْن وَعَائِشَة وَأم سَلمَة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَجَابِر وَسمرَة بن جُنْدُب وَعبد الله بن جَعْفَر وَأَبِيهِ وَسَعِيد بن الْمسيب وَطَائِفَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة مولده سنة سِتّ وَخمسين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فعلى هَذَا لم يسمع من عَائِشَة وَلَا من جديه وَكَانَ أحد من جمع الْعلم وَالْفِقْه والديانة والثقة والسودد وَكَانَ يصلح للخلافة وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة الإثني عشر الَّذين يعْتَقد الرافضة عصمتهم وَسمي بالباقر لِأَنَّهُ بقر الْعلم أَي شقَّه فَعرف أَصله وخفيه قَالَ ابْن فُضَيْل عَن سَالم بن أبي حَفْصَة سَأَلت أَبَا جَعْفَر وَابْنه جعفراً الصَّادِق عَن أبي بكر وَعمر فَقَالَا لي يَا أَبَا سَالم تولهما وابرأ من عدوهما فَإِنَّهُمَا كَانَا أَمَامِي هدى وَابْن فُضَيْل من أَعْيَان الشِّيعَة الصَّادِقين قَالَ اسحق الْأَزْرَق عَن بسام الصَّيْرَفِي سَأَلت أَبَا جَعْفَر عَن أبي بكر وَعمر فَقَالَ وَالله إِنِّي لأتولاهما وَأَسْتَغْفِر لَهما وَمَا أدْركْت أحدا من أهل بَيْتِي إِلَّا وَهُوَ يتولاهما رُوِيَ أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة وَخمسين رَكْعَة توفّي سنة أَربع عشرَة وَمِائَة على الصَّحِيح وَقيل سنة سبع عشرَة وَقيل غير ذَلِك ويعتقد قوم من الرافضة يعْرفُونَ بالباقرية أَنه لم يمت وَسَاقُوا الْإِمَامَة من عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي أَوْلَاده إِلَى مُحَمَّد الباقر وَزَعَمُوا أَنه الْمهْدي المنتظر وَاسْتَدَلُّوا بِمَا روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لجَابِر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ إِنَّك تَلقاهُ فاقرأه مني السَّلَام وَكَانَ جَابِرا آخر من مَاتَ بِالْمَدِينَةِ من الصَّحَابَة وَكَانَ قد عمي آخر عمره فَكَانَ يمشي بِالْمَدِينَةِ وَيَقُول يَا باقر مَتى ألقاكفمر يَوْمًا فِي بعض سِكَك الْمَدِينَة فناولته جَارِيَة صَبيا فِي حجرها فَقَالَ لَهَا من هذافقالت مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ فضمه إِلَى صَدره وَقبل رَأسه وَيَديه وَقَالَ يَا بني جدك رَسُول الله يُقْرِئك السَّلَام ثمَّ قَالَ جَابر نعيت إِلَيّ نَفسِي فَمَاتَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَقَالَت هَذِه الطَّائِفَة مَا أقرأه السَّلَام إِلَّا وَهُوَ الْمهْدي المنتظر يُقَال لَهُم بعد صِحَة الْخَبَر يَنْبَغِي أَن يكون أويس الْقَرنِي مهدياً منتظراً لِأَنَّهُ صَحَّ أَنه قَالَ لعمر وَعلي رَضِي الله عَنْهُمَا إنَّكُمَا تلقيان أويساً الْقَرنِي فأقرئاه مني السَّلَام) وَكَانَت وَفَاته بالحميمة وَنقل إِلَى الْمَدِينَة وَدفن بِالبَقِيعِ فِي الْقَبْر الَّذِي فِيهِ أَبوهُ وَعم أَبِيه الْحسن بن عَليّ فِي الْقبَّة الَّتِي فِيهَا قبر الْعَبَّاس أَبُو السفاح مُحَمَّد الإِمَام مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس أَبُو عبد الله وَالِد

السفاح والمنصور روى عَن أَبِيه وَسَعِيد بن جُبَير وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَأرْسل عَن جده وَبَينه وَبَين أَبِيه فِي المولد أَربع عشرَة سنة وَكَانَ أَبوهُ يخضب فيظن من لَا يدْرِي أَن مُحَمَّدًا هُوَ الْأَب عَاشَ مُحَمَّد سِتِّينَ سنة وَهُوَ الَّذِي أوصى إِلَيْهِ عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَدفع إِلَيْهِ كتبه وَألقى إِلَيْهِ إِن هَذَا الْأَمر فِي ولدك وَكَانَ عبد الله قد قَرَأَ الْكتب وَكَانَ ابْتِدَاء دَعْوَة بني الْعَبَّاس إِلَى مُحَمَّد ولقبوه بِالْإِمَامِ وكاتبوه سرا بعد الْمِائَة وَالْعِشْرين وَلم يزل أمره يقوى ويتزايد فعاجلته الْمنية وَقد انتشرت دَعوته بخراسان وَأوصى بِالْأَمر إِلَى ابْنه إِبْرَاهِيم فَلم تطل مدَّته بعد أَبِيه فعهد إِلَى أَخِيه أبي الْعَبَّاس السفاح وَقيل إِن مُحَمَّدًا كَانَ من أجمل النَّاس وأمدهم قامة وَكَانَ رَأسه مَعَ منْكب أَبِيه وَكَانَ رَأس أَبِيه مَعَ منْكب عبد الله بن الْعَبَّاس وَكَانَ رَأس عبد الله مَعَ منْكب أَخِيه وروى عَن مُحَمَّد الْجَمَاعَة خلا البُخَارِيّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة شَيْطَان الطاق مُحَمَّد بن عَليّ بن النُّعْمَان الْكُوفِي أَبُو جَعْفَر يتشيغ وَله مَعَ أبي حنيفَة خبر توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وَكَانَ معتزلياً وَكَانَ أَحول وَهُوَ الْقَائِل (وَلَا تَكُ فِي حب الأخلاء مفرطاً ... وَإِن أَنْت أبغضت البغيض فأجمل) (فَإنَّك لَا تَدْرِي مَتى أَنْت مبغضٌ ... صديقك أَو تعذر عَدوك فاعقل) والرافضة تنتحله وتسميه مَيْمُون الطاق كَانَ صيرفياً بِالْكُوفَةِ بطاق المحامل اخْتلف هُوَ وصيرفي فِي نقد دِرْهَم فغلبه هَذَا وَقَالَ أَنا شَيْطَان الطاق فغلب عَلَيْهِ هَذَا الِاسْم وَقَالَ بشار بن برد شَيْطَان الطاق أشعر مني وَقيل لَهُ وَيحك أما استحييت أما اتَّقَيْت الله أَن تَقول فِي كتاب الْإِمَامَة أَن الله لم يقل قطّ فِي الْقُرْآن ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الغارفضحك طَويلا وسَاق شَيْطَان الطاق الْإِمَامَة إِلَى مُوسَى بن جَعْفَر وَقطع بِمَوْت مُوسَى وشارك هِشَام بن الحكم) فِي قَوْله إِن الله تَعَالَى يعلم الْأَشْيَاء بعد وُقُوعهَا وَلَا يعلم أَنَّهَا ستقع وَقَالَ إِن الله تَعَالَى على صُورَة إِنْسَان لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام إِن الله خلق آدم على صُورَة الرَّحْمَن لكنه لَيْسَ بجسم وَله طَائِفَة من الرافضة ينسبون إِلَيْهِ يعْرفُونَ بالشيطانية وَسَمَّاهُمْ الشهرستاني فِي كِتَابه النعمانية وَقَالَ إِنَّه صنف للرافضة كتبا جمة مِنْهَا كتاب افْعَل لم فعلت وَكتاب افْعَل لَا تفعل وَيذكر

فِيهَا أَن كبار الْفرق أَرْبَعَة الْقَدَرِيَّة والخوارج والعامة والشيعة ثمَّ عين الشِّيعَة بالنجاة فِي الْآخِرَة من هَذِه الْفرق قَالَ وَذكر عَن هِشَام بن سَالم وَمُحَمّد بن النُّعْمَان أَنَّهُمَا أمسكا عَن الْكَلَام فِي الله تَعَالَى ورويا عَمَّن يوجبان تَصْدِيقه أَنه سُئِلَ عَن قَول الله تَعَالَى وَأَن إِلَى رَبك الْمُنْتَهى قَالَ إِذا بلغ الْكَلَام إِلَى الله تَعَالَى فأمسكوا فأمسكا عَن القَوْل فِي الله والتفكر فِيهِ حَتَّى مَاتَا هَذَا قَول الْوراق مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب كَانَ فصيحاً شَاعِرًا هرب من بني الْعَبَّاس إِلَى أَن ظهر بخراسان فأضرمها نَارا فاعتنى الْمهْدي بأَمْره فَرغب إِلَيْهِ فِي أَن يرجع إِلَى الطَّاعَة فَقَالَ (أبعد أَن قتلوا أَعْلَام سادتنا ... وجرعونا كؤس الحتف والذل) (وَقد شهرت حسام الله مبتغياً ... فِي الأَرْض مَا ضيعوا من سيرة الْعدْل) (أعطي يَدي لِأُنَاس قطعُوا رحمي ... هَذَا لعمرك مني غَايَة الْجَهْل) فبلغت الأبيات الْمهْدي فحمي واغتاظ وَشد فِي طلبه حَتَّى ظفر بِهِ وَقتل وَحمل رَأسه إِلَيْهِ فَقَالَ الْمهْدي لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم لن ينْتَفع بهَا إِلَّا بعد مَا تقطع وَلم يعقب هَذَا مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده عَليّ وَذكر وَالِده المثلث وجده الْمثنى وجد أَبِيه السبط كل مِنْهُم فِي مَكَانَهُ وَله أَخ يُسمى حُسَيْنًا مُحَمَّد الْجواد مُحَمَّد بن عَليّ هُوَ الْجواد بن الرِّضَا بن الكاظم مُوسَى بن الصَّادِق جَعْفَر رَضِي الله عَنْهُم كَانَ يلقب بالجواد وبالقانع وبالمرتضى وَكَانَ من سروات آل بَيت النُّبُوَّة زوجه الْمَأْمُون بابنته وَكَانَ يبْعَث إِلَى الْمَدِينَة فِي كل عَام أَكثر من ألف ألف دِرْهَم توفّي بِبَغْدَاد شَابًّا طرياًً بعد وَفَاة الْمَأْمُون سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقد قدم على المعتصم فَأكْرمه وأجله وقبره عِنْد قبر جده مُوسَى وَكَانَ من الموصوفين بالسخاء وَلذَلِك لقب الْجواد وَهُوَ أحد) الْأَئِمَّة الاثْنَي عشر ومولده سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَة وَلما مَاتَ حملت زَوجته أم الْفضل إِلَى دَار المعتصم قَالَ جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مزِيد كنت بِبَغْدَاد فَقَالَ لي مُحَمَّد بن مَنْدَه هَل لَك أَن أدْخلك على مُحَمَّد بن عَليّ الرضافقلت نعم فأدخلنا عَلَيْهِ فسلمنا وَجَلَسْنَا فَقَالَ لَهُ حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا أحصنت فرجهَا فَحرم الله ذريتها على النارقال خَاص لِلْحسنِ

وَالْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا وَكَانَ يروي مُسْندًا عَن آبَائِهِ إِلَى عَليّ رَضِي عَنهُ أَنه قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْيمن فَقَالَ لي وَهُوَ يوصيني يَا عَليّ مَا خَابَ من استخار وَلَا نَدم من اسْتَشَارَ يَا عَليّ عَلَيْك بالدلجة فَإِن الأَرْض تطى بِاللَّيْلِ مَا لَا تطى بِالنَّهَارِ يَا عَليّ اغْدُ بِسم الله فَإِن الله بَارك لأمتي فِي بكورها ابْن أبي خِدَاش العابد مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي خِدَاش ابو هَاشم الْأَسدي الْموصِلِي العابد راوية الْمعَافى بن عمرَان كَانَ صَالحا زاهداً مُجَاهدًا اسْتشْهد فِي سَبِيل الله بسميساط مُقبلا غير مُدبر سنة اثْنَتَيْ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ الرقي الْعَطَّار مُحَمَّد بن عَليّ بن مَيْمُون الرقي الْعَطَّار روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ الْحَاكِم ثِقَة مَأْمُون كَانَ إِمَام أهل الجزيرة فِي عصره توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ابْن حَمْزَة الْعلوِي مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمْزَة الْعلوِي الأخباري الشَّاعِر روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم وَوَثَّقَهُ وَتُوفِّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا دونهَا وَمن شعره (لَو كنت من أَمْرِي على ثقةٍ ... لصبرت حَتَّى يَنْتَهِي أَمْرِي) (لَكِن نوائبه تحركني ... فاذكر وقيت نَوَائِب الدَّهْر) (وَاجعَل لحاجتنا وَإِن كثرت ... أشغالكم حظاً من الذّكر) والمرء لَا يَخْلُو على عقب الْأَيَّام من ذمٍ وَمن شكر الْحَافِظ فستقة مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفضل الْحَافِظ فستقة الْبَغْدَادِيّ توفّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا) قبلهَا الْحَافِظ قرطمة مُحَمَّد بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ قرطمة توفّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا قبلهَا الصَّائِغ الْمُحدث بِمَكَّة مُحَمَّد بن عَليّ الصَّائِغ كَانَ مُحدث مَكَّة فِي وقته مَعَ الصدْق والمعرفة توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

البيكندي الْبَلْخِي مُحَمَّد بن عَليّ بن طرخان البيكندي الْبَلْخِي أَكثر الترحال وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ الشلمغاني مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو جَعْفَر ابْن أبي العزاقر الشلمغاني الزنديق أحدث مَذْهَب الرَّفْض فِي بَغْدَاد وَقَالَ بالتناسخ وحلول الإلهية فِيهِ ومخرق على النَّاس وضل بِهِ جمَاعَة وَأظْهر أمره أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن روح الَّذِي تسميه الرافضة الْبَاب تَعْنِي أحد الْأَبْوَاب إِلَى صَاحب الزَّمَان فَطلب فاختفى وهرب إِلَى الْموصل وَأقَام سِنِين ثمَّ رد إِلَى بَغْدَاد وَأظْهر عَنهُ أَنه يَدعِي الربوبية وَقبض عَلَيْهِ ابْن مقلة وسجنه وكبس دَاره فَوجدَ فِيهَا رِقَاعًا وكتباً فِيهَا لَهُ مخاطبات من النَّاس بِمَا لَا يُخَاطب بِهِ الْبشر وَجَرت أُمُور وأتفى الْعلمَاء بِإِبَاحَة دَمه فَأحرق وَكَانَ ابْن أبي عون أحد أَتْبَاعه وَهُوَ الْفَاضِل الَّذِي لَهُ التصانيف المليحة مثل مثل الشهَاب والأجوبة المسكنة وَهُوَ من أَعْيَان الْكتاب وَضرب ابْن أبي عون بالسياط ثمَّ ضرب عُنُقه وأحرق وَكَانَ ذَلِك فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وشلمغان بالشين الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وَسُكُون اللَّام وَفتح الْمِيم والغين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا ألف بعْدهَا نون دندن الْكَاتِب مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو عَليّ يعرف بدندن بدالين ونونين كَاتب يهجو الْكتاب قَالَ فِي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الزيات لما أوقع بِهِ المتَوَكل (ألم تَرَ أَن الله أيد دينه ... وأوقع بالزيات لما تجبرا) (وَكم قَائِل والدمع يسْبق قَوْله ... بِهِ لَا بظبيٍ بالصريمة أعفرا) (عَلَيْك سَلام لم توفره نيةٌ ... كَذَلِك شَيْء قد تولى فَأَدْبَرَا) مبرمان النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل أَبُو بكر العسكري مُصَنف شرح سِيبَوَيْهٍ وَلم يتمه لقبه الْمبرد مبرمان لِكَثْرَة سُؤَاله وملازمته لَهُ أَفَادَ بالأهواز مُدَّة وَكَانَ دني النَّفس مهيناً يلح بِالطَّلَبِ من تلامذته كَانَ إِذا أَرَادَ الْحُضُور إِلَى منزله ركب فِي طبلية حمال من غير عجز بِهِ وَرُبمَا بَال على الْحمال فَيَصِيح ذَلِك الْحمال فَيَقُول لَهُ احسب أَنَّك حملت رَأس غنم وَرُبمَا كَانَ) يتنقل بِالتَّمْرِ ويحذف الطّلبَة بالنوى أَخذ عَنهُ الْكِبَار مثل السيرافي وَأبي عَليّ الْفَارِسِي ولع كتاب الْعُيُون وَكتاب علل النَّحْو وَشرح سِيبَوَيْهٍ ول يتم وَكتاب التَّلْقِين وَشرح شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ كتاب المجاري لطيف كتاب صفة شكر الْمُنعم توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

الْوَزير ابْن مقلة مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مقلة الْوَزير ابو عَليّ صَاحب الْخط الْمَنْسُوب ولي بعض أَعمال فَارس وتنقلت بِهِ الْأَعْمَال وَالْأَحْوَال حَتَّى وزر للمقتدر سنة سِتّ عشرَة فَقبض عَلَيْهِ بعد عَاميْنِ وعاقبه وصادره ونفاه إِلَى فَارس ثمَّ استوزره القاهر بِاللَّه ونكبه ثمَّ وزر للراضي قَلِيلا وأمسكه سنة أَربع وَعشْرين وَضرب بالسياط وعلق وصودر وَأخذ خطه بِأَلف ألف دِينَار ثمَّ تخلص ثمَّ إِن ابْن رائق الْمُقدم ذكره لما تمكن احتاط على ضيَاعه وأملاكه فَكتب ابْن مقلة إِلَى الراضي أَنه إِن مكن من ابْن رائق خلص مِنْهُ ثَلَاثَة آلَاف ألف دِينَار فَأَجَابَهُ فَلَمَّا حضر إِلَيْهِ حَبسه واطلع ابْن رائق على الْخَبَر فَقطع يَده وحبسه فندم الراضي وداواه فَكَانَ ينوح ويبكي على يَده وَيَقُول كتبت بهَا الْقُرْآن وخدمت بهَا الْخُلَفَاء تقطع مثل اللُّصُوص وَكَانَ يشد الْقَلَم على يَده وَيكْتب فَأخذ يراسل الراضي ويطمعه فِي الْأَمْوَال فَلَمَّا قرب بِحكم أحد خَواص ابْن رائق من بَغْدَاد أَمر ابْن رائق بِقطع لِسَان ابْن مقلة فَقطع ولحقه ذرب وَمَات فِي السجْن سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ أَبُو الْحسن ثَابت بن قُرَّة الطَّبِيب كنت إدخل إِلَيْهِ السجْن فيشكو إِلَيّ فأعزيه وَأَقُول هَذَا انْتِهَاء الْمَكْرُوه وخاتمة القطوع فينشدني (إِذا مَا مَاتَ بعضك فابك بَعْضًا ... فَإِن الْبَعْض من بعضٍ قريب) وَمن شعره فِي يَده مَا سئمت الْحَيَاة لَكِن توثقت بأيمانهم فَبَانَت يَمِيني (بِعْت ديني لَهُم بدنياي حَتَّى ... حرموني دنياهم بعد ديني) (وَلَقَد حطت مَا اسْتَطَعْت بجهدي ... حفظ أَرْوَاحهم فَمَا حفظوني) (لَيْسَ بعد الْيَمين لَذَّة عيشٍ ... يَا حَياتِي بَانَتْ يَمِيني فبيني) ) وَمن شعره (وَإِذا رَأَيْت فَتى بِأَعْلَى رتبةٍ ... فِي شامخٍ من عزه المتنع) (قَالَت لي النَّفس العروف بِقَدرِهَا ... مَا كَانَ أولاني بِهَذَا الْموضع) وَمن شعره لست ذَا ذلةٍ إِذا عضني الدَّهْر وَلَا شامخاً إِذا واتاني أَنا نارق فِي مرتقى نفس الْحَاسِد ماءٌ جارٍ مَعَ الإخوان وَابْن مقلة هَذَا أول من نقل هَذِه الطَّرِيقَة من خطّ الْكُوفِيّين إِلَى هَذِه الصُّورَة وَمِمَّنْ مدحه من الشُّعَرَاء ابْن الرُّومِي الشَّاعِر وَله فِيهِ قصيدة الَّتِي مِنْهَا

(كَذَا قضى الله للأقلام مذ بريت ... أَن السيوف لَهَا مذ أرهفت خدم) وَفِيه قَالَ الشَّاعِر (وَقَالُوا الْعَزْل للوزراء حيضٌ ... لحاه الله من حيضٍٍ بغيض) (وَلَكِن الْوَزير أَبَا عليٍ ... من اللائي يئسن من الْمَحِيض) وَمن الْعَجَائِب أَن الْوَزير ابْن مقلة تقلد الوزارة ثَلَاث مَرَّات وسافر فِي عمره ثَلَاث مَرَّات وَاحِدَة إِلَى الْموصل واثنتين فِي النَّفْي إِلَى شيراز وَدفن بعد مَوته ثَلَاث مَرَّات فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وَمن شعره (أَحْبَبْت شكوى الْعين من أجلهَا ... لِأَنَّهَا تستر وجدي بهَا) (كنت إِذا أرْسلت لي دمعةٌ ... قَالَ أناسٌ ذَاك من حبها) (فصرت أبْكِي الْآن مسترسلاً ... أُحِيل بالدمع على سكبها) وَقَالَ بَعضهم يرثيه (استشعَرَ الكُتَّابُ فقدَك سالفاً ... وقضتْ بصحَّة ذَلِك الْأَيَّام) (فلذاك سودت الدوي كآبةً ... أسفا عَلَيْك وَشقت الأقلام) وَمَات فِي السجْن وَله سِتُّونَ سنة وباشر الْأَعْمَال وَهُوَ ابْن سِتّ عشرَة سنة وَكَانَ لَا بُد أَن يشرب بعد صَلَاة الْجُمُعَة ويصطبح يَوْم السبت ويشترى لَهُ كل جُمُعَة فَاكِهَة بِخمْس مائَة دِينَار أَبُو بكر الكتاني الصُّوفِي مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر ابو بكر الكتاني) أَصله من بَغْدَاد وجاور بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث مائَة كَانَ من خِيَار مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وَأحد الْأَئِمَّة الْمشَار إِلَيْهِم فِي عُلُوم الْحَقَائِق والزهد وَالْعِبَادَة قَالَ المرتعش الكتاني سراج الْحرم وَقَالَ السّلمِيّ ختم الكتاني فِي الطّواف اثْنَي عشر ألف ختمة اسْتَأْذن أمه فِي الْحَج فَأَذنت لَهُ فَلَمَّا دخل الْبَادِيَة أصَاب ثَوْبه بَوْل فَقَالَ هَذَا خلل فَعَاد إِلَى بَيته وَإِذا أمه جالسة خلف الْبَاب فَقَالَ مَا هذافقالت اعتقدت مَعَ الله تَعَالَى أَن لَا أَبْرَح من هَذَا الْمَكَان حَتَّى تعود وَقَالَ رَأَيْت فِي مَنَامِي حوراء مَا رَأَيْت فِي الدُّنْيَا أحسن مِنْهَا فَقلت زوجيني نَفسك فَقَالَت اخطبني من سَيِّدي فَقلت مَا مهركفقالت حبس النَّفس عَن مأولفاتها توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة أَبُو حشيشة الطنبوري مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي أُميَّة الْكَاتِب وكنيته ابو حشيشة

الطنبوري وَصفه مُخَارق لِلْمَأْمُونِ وَهُوَ بِدِمَشْق فَخرج إِلَيْهِ وَهُوَ حدث وغناه وَلم يزل يُغني للخلفاء وَاحِدًا إِلَى خلَافَة المستعين وَرُبمَا تجَاوز ذَلِك وَقَالَ (إِن الإِمَام المستعين بريه ... غيثٌ يعم الأَرْض بالبركات) وَقَالَ (وأخص مِنْك وَقد عرفت محبتي ... بالصد والإعراض والهجران) (وَإِذا شكوتك لم أجد لي مسعداً ... ورميت فِيمَا قلت بالبهتان) وَله كتاب الْمُغنِي الْمجِيد وأخبار الطنبوريين الْقفال الْكَبِير الشَّاشِي مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْقفال الشَّاشِي الْفَقِيه الشَّافِعِي إِمَام عصره كَانَ فَقِيها مُحدثا أصولياً لغوياً شَاعِرًا لم يكن بِمَا وَرَاء النَّهر مثله فِي وقته للشَّافِعِيَّة رَحل إِلَى خُرَاسَان وَالْعراق والحجاز وَالشَّام والثغور وَسَار فِي ذكره فِي الْبِلَاد وصنف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَسمع ابْن خُزَيْمَة وَمُحَمّد بن جرير وَعبد الله الْمَدَائِنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الباغندي وابا الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأَبا عرُوبَة الْحَرَّانِي وطبقتهم وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ وهم وَلَعَلَّه تصحف عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ بستين فَإِن الصَّحِيح وَفَاته سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة لِأَن الْحَاكِم والسمعاني ورخاه فِي هَذِه) السّنة مولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ أَبُو غسحاق أَنه درس على ابْن سُرَيج فَلم يلْحقهُ لِأَنَّهُ رَحل من الشاش إِلَيْهِ سنة تسع وَثَلَاث مائَة وَابْن سُرَيج مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاث مائَة وَهُوَ أول من صنف الجدل الْحسن من الْفُقَهَاء وَله شرح الرسَالَة وَكتاب فِي أصُول الْفِقْه وَعنهُ انْتَشَر مَذْهَب الشَّافِعِي فِي بِلَاده وَهُوَ صَاحب وَجه فِي الْمَذْهَب وَمن غرائب وجوهه مَا نَقله عَنهُ الشَّيْخ محيي الدّين فِي الرَّوْضَة أَن الْمَرِيض يجوز لَهُ الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ بِعُذْر الْمَرَض وَأَنه اسْتحبَّ أَن الْكَبِير يعق عَن نَفسه وَقد قَالَ الشَّافِعِي لَا يعق عَن كَبِير وروى عَنهُ الْحَاكِم وَابْن مَنْدَه وَغَيرهمَا وَابْنه الْقَاسِم هُوَ مُصَنف التَّقْرِيب الَّذِي نقل عَنهُ صَاحب النِّهَايَة والوسيط والبسيط وَقد ذكره الْغَزالِيّ فِي الْبَاب الثَّانِي من كتاب الرَّهْن لكنه قَالَ أَبُو الْقَاسِم وَهُوَ غلط وَصَوَابه الْقَاسِم وَقَالَ الْعجلِيّ فِي شرح مشكلات الْوَجِيز والوسيط فِي الْبَاب الثَّالِث من كتاب التَّيَمُّم أَن صَاحب التَّقْرِيب هُوَ أَبُو بكر الْقفال وَقيل أَنه ابْنه الْقَاسِم فَلهَذَا يُقَال صَاحب التَّقْرِيب على الْإِبْهَام قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان رَحمَه الله ثمَّ رَأَيْت فِي شَوَّال من سنة خمس وست مائَة فِي خزانَة الْكتب بِالْمَدْرَسَةِ العادلية بِدِمَشْق كتاب

التَّقْرِيب فِي سِتّ مجلدات وَهُوَ من حِسَاب عشر مجلدات وَكتب عَلَيْهِ أَنه من تصنيف ابي الْحسن الْقَاسِم بن أبي بكر الْقفال الشَّاشِي وَهَذَا التَّقْرِيب غير التَّقْرِيب الَّذِي لسليم الرَّازِيّ فَإِنِّي رَأَيْت خلقا كثيرا من الْفُقَهَاء يعتقدونه هُوَ فَلهَذَا نبهت عَلَيْهِ وتقريب ابْن الْقفال قَلِيل الْوُجُود وللقفال أَيْضا دَلَائِل النُّبُوَّة ومحاسن الشَّرِيعَة وَهُوَ الْقفال الْكَبِير وَالصَّغِير هُوَ الْمروزِي الَّذِي توفّي بعد الْأَرْبَع مائَة وَالْأول يتَكَرَّر ذكره فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول وَالْكَلَام وَالثَّانِي فِي الفقهيات وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ الْقفال شَيخنَا أعلم من لَقيته من عُلَمَاء الْعَصْر الحماحمي مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو بكر الحماحمي لقب بذلك لِأَنَّهُ مر بِهِ رجل يَبِيع الحماحم فصاح بِهِ يَا حماحمي فلقب بِهِ وَهُوَ متوكلي نزل حلب وَهُوَ الْقَائِل (كم موقفٍ لي بِبَاب الجسر أذكرهُ ... بل لست أنسى أينسى نَفسه أحد) (نزهت عَيْني فِي حسن الْوُجُوه بِهِ ... حَتَّى أصَاب بعيني عَيْني الْحَسَد) ) وَقَالَ (أَرَاك تقل فِي عَيْني وقلبي ... كَأَنَّك من بني الْحسن بن سهل) وَقَالَ (أَشْكُو هَوَاك وَأَنت تعلم أنني ... من بعد مَا كذبت قولي صَادِق) يَا من تجاهل قدوعلنمك بالهوى أنباك سقمي أنني لَك عاشق الْحَافِظ القصاب مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْحَافِظ أَبُو أحمكد الكرجي القصاب إِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك لِكَثْرَة مَا أهراق من دِمَاء الْكفَّار أحد الْأَئِمَّة لَهُ تصانيف مِنْهَا كتاب ثَوَاب الْأَعْمَال وَكتاب عِقَاب الْأَعْمَال وَشرح السّنة وتأديب الْأَئِمَّة توفّي سنة سِتِّينَ وَثَلَاث مائَة أَو مَا قبلهَا أَبُو بكر النقاش الْمُحدث مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن أَحْمد أَبُو بكر النقاش نزيل تنيس وَهُوَ رَاوِي نُسْخَة فليح كَانَ أحد أَئِمَّة الحَدِيث توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة ابْن رستم وَزِير خمارويه مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن رستم أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ الماذرائي الْكَاتِب وزر لخمارويه صَاحب مصر لَهُ مَنَاقِب وَلم يكن لَهُ بلاغة الْكتاب وَلَا مُبَالغَة فِي النَّحْو لكنه كَانَ ذكياً صَاحب بديهة بلغ أملاكه فِي السّنة أَربع مائَة ألف دِينَار توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة

ابْن رزين الوَاسِطِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن رزين الوَاسِطِيّ قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان معتصمي هُوَ الْقَائِل لِلْحسنِ بن وهب وَقد افتصد (أراق الفصد خير دمٍ ... دم الأذهان والفهم) (دمٌ أهْدى المداد إِلَى ... دَوَاة الْملك والقلم) لقد أضحى الطَّبِيب غَدَاة فصدك طيب النسم (وَرَاح وَفِي حديدته ... دم الْمَعْرُوف وَالْكَرم) ابْن الْمعِين النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو طَاهِر النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْمعِين غُلَام ثَعْلَب حدث عَن أبي العيناء وروى عَنهُ أَبُو بكر مكرم بن أَحْمد فِي كتاب الرغائب من جمعه توفّي) سنة ثَمَان وَثَلَاث مائَة الماسرجسي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عَليّ بن سهل بن مصلح الْفَقِيه أَبُو الْحسن الماسرجسي ابْن بنت الْحسن بن عِيسَى بن ماسرجس النَّيْسَابُورِي شيخ الشَّافِعِيَّة فِي عصره سمع وروى قَالَ الْحَاكِم كَانَ أعرف الْأَصْحَاب بِالْمذهبِ وترتيبه صحب أَبَا إِسْحَاق الْمروزِي إِلَى مصر وَلَزِمَه وَكَانَ معيد أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ صَاحب وَجه فِي الْمَذْهَب وَعَلِيهِ تفقه القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ وَسمع من خَاله المؤمل بن الْحسن بن عِيسَى وَسمع بِمصْر من أَصْحَاب الْمُزنِيّ وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى الصَّدَفِي وَقَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم بن البيع عقد لَهُ مجْلِس الْأُمَرَاء فِي دَار السّنة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وعمره سِتّ وَسَبْعُونَ سنة أَبُو طَالب الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن عَطِيَّة الْحَارِثِيّ أَبُو طَالب مُصَنف قوت الْقُلُوب كَانَ من أهل الْجَبَل وَنَشَأ فِي مَكَّة وتزهد وَله لِسَان حُلْو فِي التصوف قَالَ أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عَليّ ابْن العلاف أَنه وعظ بِبَغْدَاد وخلط فِي كَلَامه وَحفظ عَنهُ أَنه قَالَ لَيْسَ على المخلوقين أضرّ من الْخَالِق فبدعه النَّاس وهجروه قَالَه الْخَطِيب عَن أبي طَاهِر وَكَانَ يسْتَعْمل الرياضة كثيرا

وهجر الطَّعَام زَمَانا وَاقْتصر على أكل الحشائش الْمُبَاحَة فاخضر جلده وَلَقي جمَاعَة من الْمَشَايِخ فِي الحَدِيث وَعلم الطَّرِيقَة وَأخذ عَنْهُم قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة ذكر فِي قوت الْقُلُوب أَحَادِيث لَا أصُول لَهَا قلت وَلَقَد رَأَيْت غير مرّة عِنْد الشَّيْخ مجد الدّين الأقصرائي شيخ الشُّيُوخ بخانقاه سرياقوس نُسْخَة بقوت الْقُلُوب فِي مجلدة وَاحِدَة بِخَط الْوَلِيّ العجمي مَا رَأَيْت مثلهَا وَلَا غَيْرِي وَلَو أمكن بيعهَا لي اشْتَرَيْتهَا بِثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم لَكِنَّهَا كَانَت وَقفا أظنها على خانقاه كريم الدّين توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة بِبَغْدَاد الأدفوي النَّحْوِيّ الْمُفَسّر مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الإِمَام ابو بكر الأدفوي وأدفو قَرْيَة فِي الصَّعِيد قريب أسوان الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْمُفَسّر لَهُ تَفْسِير الْقُرْآن فِي مائَة وَعشْرين مجلدة وَمِنْه نُسْخَة وقف بِمصْر فِي وقف الْفَاضِل توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة) الجواليقي مُحَمَّد بن عَليّ الجواليقي الْكُوفِي يتشيع قَالَ يرثي الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ (ابك حُسَيْنًا ليَوْم مصرعه ... بالطف بَين الْكَتَائِب الخرس) (يعدو عَلَيْهِ بِسيف وَالِده ... أيدٍ طوال لمعشرٍ نكس) (بِاللَّه مَا إِن رَأَيْت مثلهم ... فِي يَوْم ضنكٍ قماطرٍ عبس) (أحسن صبرا على الْبلَاء وَقد ... ضيقت الْحَرْب مخرج النَّفس) (أضحى بَنَات النَّبِي إِذْ قتلوا ... فِي مأتم وَالسِّبَاع فِي عرس) الشطرنجي مُحَمَّد بن عَليّ الشطرنجي قَالَ يهجو ابْن الْمُدبر لانتمائه إِلَى ضبة

(قد أحدث الْقَوْم دينا ... وجدد الْقَوْم نسبه) (وَكَانَ أمرا ضَعِيفا ... فضببوه بضبه) مَا أحسن مَا أَتَى بضبه هُنَا الْوَزير فَخر الْملك مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف الْوَزير فَخر الْملك أَبُو غَالب ابْن الصَّيْرَفِي الَّذِي صنف الفخري فِي الْجَبْر والمقابلة من أَجله وَالْكَافِي فِي الْحساب كَانَ ممدحاً جواداً قَتله السُّلْطَان الدولة ابْن مخدومه بالأهواز سنة سبع وَأَرْبع مائَة كَانَ وَزِير بهاء الدولة ابْن بويه ثمَّ وزر لوَلَده سُلْطَان الدولة وَكَانَ أعظم وزراء آل بويه على الْإِطْلَاق بعد ابْن العميد وَابْن عباد أَصله من وَاسِط وَأَبوهُ صيرفي وَكَانَ وَاسع النِّعْمَة فسيح مجَال الهمة جم الْفَضَائِل والإفضال جزيل العطايا والنوال مدحه الشُّعَرَاء وقصدوه مِنْهُم أَبُو نصر ابْن نباتة السَّعْدِيّ يَقُول فِيهِ من قصيدة نونية (لكل فَتى قرين حِين يسمو ... وفخر الْملك لَيْسَ لَهُ قرين) (أنخ بجنابه واحكم عَلَيْهِ ... بِمَا أملته وَأَنا الضمين) فامتدحه بعض الشُّعَرَاء بعد هَذَا فَلم يرض إِجَازَته فجَاء إِلَى ابْن نباتة فَقَالَ أَنْت أغريتني بِعْهُ وغررتني فَأعْطَاهُ من عِنْده شَيْئا رَضِي بِهِ فَبلغ ذَلِك الْوَزير فسير إِلَى ابْن نباتة جملَة مستكثرة وَمثل هَذَا قَول أبي الطّيب (وثقنا بِأَن تُعْطِي فَلَو لم تَجِد لنا ... لخلناك قد أَعْطَيْت من قُوَّة الْوَهم) ) وَمن هَذِه الْمَادَّة مَا كتب بِهِ بعض الشُّعَرَاء إِلَى ممدوح لَهُ (لم أعاجلك بالرقاع إِلَى أَن ... عاجلتني رقاع أهل الدُّيُون) علمُوا أنني بمدحيك أمسيت مَلِيًّا فَأَصْبحُوا يرفعوني حذف النُّون الْوَاحِدَة وَهِي الَّتِي للرفعة عَلامَة رُبمَا جَازَ ذَلِك فِي الضَّرُورَة وَلم يزل فَخر الْملك فِي عزه إِلَى أَن نقم عَلَيْهِ مخدومه سُلْطَان الدولة فحبسه ثمَّ قَتله وَدفن عِنْد جبل الأهواز وَلم يحكم دَفنه فتبشته الْكلاب وأكلته فشفع فِيهِ بعض اصحابه فنقلت عِظَامه إِلَى مشْهد هُنَاكَ ودفنت سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة وَمن شعرائه مهيار الديلمي وَقد استوفى أخباره هِلَال ابْن الصَّابِئ فِي تَارِيخه مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي حَمْزَة الْعقيلِيّ الْكُوفِي مولى الْأَنْصَار كَانَ هُوَ والدوابي وَبكر بن خَارِجَة يتراسلون الْأَشْعَار وَهُوَ الْقَائِل (قَامَت تشجعني عرسي وَقد علمت ... أَن الشجَاعَة مقرونٌ بهَا العطب) (يَا هِنْد لَا وَالَّذِي حج الحجيج لَهُ ... مَا يَشْتَهِي الْمَوْت عِنْدِي من لَهُ أدب)

(وَلست مِنْهُم وَلَا أَهْوى مقالهم ... لَا الْجد يُعجبنِي مِنْهُم وَلَا اللّعب) وَقَالَ فِي صديق لَهُ صلب على الزندقة (لعمري لَئِن أَصبَحت فَوق مشذبٍ ... طَوِيل يلاقيك السَّحَاب مَعَ الْقطر) (لقد عِشْت مَبْسُوط الْيَدَيْنِ مبرزاً ... وعوفيت عِنْد الْمَوْت من ضغطة الْقَبْر) (وأفلت من ضيق التُّرَاب وغمه ... وَلم تفقد الدُّنْيَا فَهَل لَك من شكر) (فَإِن كنت زنديقاً فقد ذقت غب مَا ... جنيت فَلَا يبعد سواك أَبَا عَمْرو) النقاش الْحَافِظ الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن عَمْرو بن مهْدي أَبُو سعيد النقاش الْأَصْبَهَانِيّ الْحَافِظ الْحَنْبَلِيّ كَانَ من الثِّقَات الْمَشْهُورين توفّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة ابو طَالب مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن عبد الله هُوَ أَبُو طَالب الْبَغْدَادِيّ المستوفي الشَّاعِر الأديب الْكَاتِب أَبُو بكر العبداني مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد العبداني ابو بكر أورد لَهُ الثعالبي فِي التَّتِمَّة (شموسٌ مغاربهن الكلل ... رشقن فُؤَادِي بِسَهْم الْمقل) ) (وحملنني ثقل أردافهن ... فيا وَيْح قلبِي مِمَّا حمل) (ونادين قلبِي فلبى وَقَالَ ... عزاي مَعَ الظاعنين ارتحل) (فيا عين جودي وَلَا تبخلي ... وَإِن كَانَ بِالصبرِ قلبِي بخل) (وأدمعها كاثرت فِي الورى ... أيادي الْوَزير الْكَبِير الْأَجَل) مُحَمَّد بن عَليّ الضَّبِّيّ راوية العتابي شَاعِر طَاهِر بن الْحُسَيْن وَابْنه عبد الله وَهُوَ الْقَائِل فِي طَاهِر (وقوفك تَحت ظلال السيوف ... أقرّ الْخلَافَة فِي دارها) (كَأَنَّك مطلعٌ فِي الْقُلُوب ... إِذا مَا تناجت بأسرارها) (فكرات طرفك مرتدةٌ ... إِلَيْك بغامض أَخْبَارهَا) (وَفِي راحتيك الردى والندى ... وكلتاهما طوع ممتارها) (وأقضية الله محتومةٌ ... وَأَنت منفذ أقدارها)

أَبُو سهل الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو سهل الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ الْمُؤَذّن توفّي بِمصْر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة كَانَ رَئِيس المؤذنين بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر أَخذ عَن أبي عبيد الْهَرَوِيّ الْمُؤَذّن صَاحب كتاب الغريبين وروى عَنهُ الغريبين وَأخذ عَن أبي اسامة جُنَادَة بن مُحَمَّد اللّغَوِيّ وَعَن أبي يَعْقُوب النجيرمي وَله شرح فصيح ثَعْلَب سَمَّاهُ الْإِسْفَار استوفى فِيهِ واستقصى ثمَّ اخْتَصَرَهُ وَسَماهُ التَّلْوِيح فِي شرح الفصيح وَكتاب الْأسد مُجَلد ضخم نَحْو ثَلَاثِينَ كراسة ذكر فِيهِ سِتّ مائَة اسْم وَكتاب السَّيْف ذكر فِيهِ نَحْو ثَمَان مائَة اسْم ابو بكر المراغي مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو بكر المراغي قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَق أَطَالَ الْمقَام بالموصل واتصل بِأبي الْعَبَّاس دنحا صَاحب أبي تغلب بن حمدَان وَكَانَ عَالما أديباً قَرَأَ على الزّجاج وَله كتاب شرح شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ وَكتاب فِي النَّحْو مُخْتَصر الهراسي الْخَوَارِزْمِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الهراسي الكاثي أَبُو عبد الله ابْن أبي الْحسن الأديب الْخَوَارِزْمِيّ توفّي يَوْم عيد الْفطر سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع مائَة كَانَ أحد مفاخر خوارزم فِي الْأَدَب لَهُ كتاب فِي التصريف لم يسْبق إِلَى مثله وَكتاب شرح ديوَان المتنبي وَله كتاب رسائل) وَمن شعره (إِن الزَّمَان زمانة ... الرجل الأديب الْعَاقِل) كم فائقٍ تَحت الحضيض ومائقٍ كالعاقل وَمِنْه (قل للَّذي لَا أرى لَهُ مثلا ... إِلَّا صِفَات غَدَتْ لَهُ مثلا) فِي الدّرّ والبدر والغزال وَفِي الخوط ودعص النقا إِذا مثلا (وَمن بِهِ صرت فِي الْهوى مثلا ... كَمَا غَدا فِي جماله مثلا) (لَا ترسلا ناظريك أَنَّهُمَا ... بأنفس الْعَالمين قد مثلا) قلت شعر نَازل متكلف ابو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن يَعْقُوب القَاضِي ابو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ قَرَأَ الرِّوَايَات على شيوخها قَالَ الْخَطِيب رَأَيْت أُصُوله عتقا سَمَاعه

فِيهَا صَحِيح وَرَأَيْت لَهُ أَشْيَاء فِيهَا مفسود إِمَّا مكشوط أَو مصلوح بالقلم وروى حَدِيثا مسلسلاً بِأخذ الْيَد رِوَايَة أَئِمَّة واتهم بِوَضْعِهِ توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة الْوَزير ابْن حَاجِب النُّعْمَان مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن إِبْرَاهِيم ابو الْفضل الْكَاتِب كَانَ أَبوهُ وَزِير الْقَادِر وَلما مَاتَ أَبوهُ وزر هُوَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وعزل بعد سِتَّة أشهر فَلَمَّا اسْتخْلف الْقَائِم وزر لَهُ وَكَانَ أديباً شَاعِرًا وَيعرف بِابْن حَاجِب النُّعْمَان توفّي سنة ارْبَعْ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة فِي ذِي الْقعدَة أورد ابْن النجار لِابْنِ حَاجِب النُّعْمَان قَوْله (مَا ترى النبق أثقل الأشجارا ... واستتمت أنواره فأنارا) فَكَأَن الرّبيع فصل ديباجا وخاطته كَفه أزرارا وَقَوله فِي الشمعة (وطفلةٍ كالرمح لاحظتها ... سنانها من ذهبٍ قد طبع) (دموعها تنهل فِي نحرها ... ورأسها يحيى إِذا مَا قطع) وَقَوله) (وَكم ليلةٍ مزقت برد ظلامها ... أسامر فِيهَا نجمها وأساهره) (وَقد لَاحَ فِيهَا الْبَدْر لابس تاجه ... بنظم الثريا والنجوم عساكره) (كَأَن أَدِيم الجو جوشن فارسٍ ... وَقد جعلت نثر النُّجُوم مسامره) وَقَوله (وَذكرنَا الْورْد الجني بنشره ... رَوَائِح أحبابٍ ولون خدود) (ونارنج أشجارٍ حكين نواهداً ... وأغصان رندٍ تنتثي كقدود) القَاضِي ابْن حشيشة مُحَمَّد بن عَليّ القَاضِي أَبُو عبد الْمَعْرُوف بِابْن حشيشة بحاء مُهْملَة وشينين معجمتين بَينهمَا يَاء آخر الحرو فالمقدسي من شعره مِمَّا أوردهُ فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة (طول اللحى زين الْقُضَاة وفخرهم ... وتميز عَن غاغةٍ سُفَهَاء) (لَو كَانَ فِي قصرٍ بهَا فخرٌ لَهَا ... لم يرو فِيهَا سنة الإعفاء) الماسح مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان الماسح أحد الْكتاب قَالَ لما مَاتَ إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر عقيب مَا نقص أرزاق النَّاس

(إِن قولي مقَال ذِي إشفاق ... منذرٍ من لِقَاء يَوْم التلاقي) (من يرى نقص كاتبٍ من عطاءٍ ... ذاق مَا ذاقه أَبُو إِسْحَاق) منعُوهُ الْحَيَاة إِذْ منع الرزق كَذَا كل مَانع الأرزاق ابو الْحسن الْكَاتِب مُحَمَّد بن عَليّ بن نصر ابو الْحسن الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ أَخُو الْفَقِيه عبد الْوَهَّاب الْمَالِكِي صَاحب ديوَان الرسائل فِي دولة جلال الدولة ترسل عَن الْمُلُوك وَلَقي جمَاعَة من أهل الْأَدَب وَأخذ عَن الببغاء وَابْن نباتة السَّعْدِيّ وَكَانَ أديباً بليغاً فصيحاً أخبارياً وَله كتاب الْمُفَاوضَة صنفه للْملك الْعَزِيز ابْن جلال الدولة توفّي بواسط سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة أَبُو الْخطاب الْجبلي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْخطاب الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالجبلي بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة المضمومة وَبعدهَا لَام روى عَنهُ الْخَطِيب وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَعْرِِفَة الْعَرَبيَّة وَالشعر وَقد مدحه أَبُو الْعَلَاء المعري بقصيدته الَّتِي أَولهَا) (أشفقت من وعب الزَّمَان وعابه ... ومللت من أرِي الزَّمَان وصابه) وَكَانَ أَبُو الخطايب مفرطاً فِي الْقصر وَهُوَ رَافِضِي جلد توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة من شعر أبي الْخطاب (ورياضٍ مختالة من ثراها ... فِي برودٍ من زهرها وعقود) (وَكَأن الغصون فِيهَا غوانٍ ... تتبارى زهواً بِحسن القدود) (وَكَأن الأطيار فِيهَا قيانٌ ... تتغنى فِي كل عود بِعُود) وَكَأن الْمِيَاه فِي خلل الرَّوْض سيوفٌ تسل تَحت بنود وَكَأن النوار يغمز بالأعين مِنْهُ على ابْنة العنقود وَمِنْه (رويدك قد أَصبَحت جاراً لِأَحْمَد ... وَحسب المرئٍ أَن يستجير بجاره) لأَفْضَل من يغشى على بعد دَاره وَأكْرم من يعشى إِلَى ضوء ناره أَبُو الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ المعتزلي مُحَمَّد بن عَليّ بن الطّيب ابو الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ

المعتزلي صَاحب المصنفات كَانَ من فحول الْمُعْتَزلَة فصيحاً متفنناً حُلْو الْعبارَة بليغاً صنف الْمُعْتَمد فِي أصُول الْفِقْه وَهُوَ كَبِير وَكتاب صلح الْأَدِلَّة فِي مجلدين وغرر الْأَدِلَّة فِي مُجَلد وَشرح الْأُصُول الْخَمْسَة وَكتاب الْإِمَامَة وكتاباً فِي أصُول الدّين اعتزالاً وتنبه الْفُضَلَاء بكتبه واعترفوا بحذقه وذكائه قَالَ الْخَطِيب كَانَ يروي حَدِيثا وَاحِدًا حَدَّثَنِيهِ من حفظه أَنا هِلَال بن مُحَمَّد أَنا الْغلابِي وَأَبُو مُسلم الْكَجِّي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن خَالِد الزريقي وَمُحَمّد بن حيانم الْمَازِني وَأَبُو خَليفَة قَالُوا حَدثنَا القعْنبِي حَدِيث إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت قلت وَهَذَا الحَدِيث كَأَنَّهُ من خَواص الْمُعْتَزلَة فَإِن جمَاعَة من كبارهم لم يكن عِنْدهم رِوَايَة حَدِيث غَيره وَقد تقدم مِنْهُم وَقَالَ ابْن خلكان إِن الإِمَام فَخر الدّين أَخذ كِتَابه الْمَحْصُول فِي الْفِقْه من كتاب الْمُعْتَمد لأبي الْحُسَيْن قلت وَقد سَمِعت الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة تَقِيّ الدّين أَحْمد بن تَيْمِية غير مرّة يَقُول أصُول فقه الْمُعْتَزلَة خير من أصُول فقه الأشاعرة وأصول دين الأشاعرة خير من أصُول دين الْمُعْتَزلَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي ابو عبد الله الصيرمي وَدفن فِي) مَقْبرَة الشونيزي مُحَمَّد بن أبي عَليّ أَصله من مَدِينَة صليبة بِأَرْض الْفُرَات وَدخل إفريقية يافعاً وَبهَا تأدب وَهُوَ شَاعِر قَالَ ابْن رَشِيق فِي حَقه لَا يمدح وَلَا يهجو ثِقَة وإكباراً وَأورد لَهُ قَوْله فِي الشمع بِأبي مسعدات ذِي الوجد فِي اللَّيْلَة يَأْبَى الصَّباح فِيهَا الطلوعا أشبهتني لونا وحرقة أحشاء وتسهيد مقلةٍ ودموعا ولحيني بقيت حَيا وأفنين فيا ليتنا فنينا جَمِيعًا وَقَوله (لَا تخدعن عَن الْبيُوت وَأَهْلهَا ... فلهَا من الْحق الحري الأوجب) (فَلَقَد رَأَيْت من الْبيُوت عجائباً ... والدهر يَأْتِي بالعجيب ويغرب) (بيتٌ تسير بِهِ الركاب فيفتدى ... فَرحا يسر السامعين فيطرب) (وَترى سواهُ بالحريق ملظياً ... يسم الْوُجُوه فنورها يتنهب) (كقيامة قَامَت فَهَذَا محسنٌ ... يحيى وَهَذَا فِي الْجَحِيم يعذب) ابْن كَاتب إِبْرَاهِيم مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْأَزْدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب إِبْرَاهِيم ذكره ابْن رَشِيق فِي الأنموذج وَأورد لَهُ (إِنِّي إِذا خَان الْخَلِيل تركته ... وصرمت بالهجران حَبل وصاله)

(لَو كَانَ فِي عز الْمعز وَملكه ... وجلاله ونواله وجماله) هُوَ من قَول ابْن المعتز (وَالله لَا كلمتها لَو أنّها ... كالبدر أَو كَالشَّمْسِ أَو كالمُكْتَفي) وَمن شعر مُحَمَّد بن عَليّ ابْن كَاتب إِبْرَاهِيم (هَل فِي هوى الغيد الحسان الملاح ... من الغواني من حرج أَو جنَاح) مِنْهَا (ترنو بأجفانٍ سكارى بِلَا ... سكرٍ من الغنج مراضٍ صِحَاح) (احمر لما استضحكت خدها ... فلاح مَا بَين الشَّقِيق الأقاح) تأرج السفح عبيرا وكافورا ومسكاً حِين زارت وفاح) (صَاح ذَر اللوم فَإِنِّي امرؤٌ ... من سكرتي فِي حبها غير صَاح) (بمهجتي أفدي الَّتِي صيرت ... جسمي للأسقام مِنْهَا مُبَاح) (وَمن إِذا رمت سلواً دَعَا ... قلبِي ولبى حبها لَا براح) القنبري مُحَمَّد بن عَليّ القنبري الهنمذاني من ولد قنبر مولى عَليّ بن أبي طالبٍ رَضِي الله عَنهُ مدح عبيد الله بن يحيى بن خاقَان أَيَّام المعتنمد وَقدم بَغْدَاد أَيَّام المكتفي وَكَانَ يتشيع قَالَ (إِلَى الْوَزير عبيد الله مقصدها ... أَعنِي ابْن يحيى حَيَاة الدّين وَالْكَرم) (إِذا رميت برحلي فِي ذراه فَلَا ... نلْت المنى مِنْهُ إِن لم تشرقي بِدَم) (وَلَيْسَ ذَاك لجرمٍ مِنْك أعلمهُ ... وَلَا لجهلٍ بِمَا أسديت من نعم) (لكنه فعل شماخٍ بناقته ... لَدَى عرابةً إِذا أدته للأطم) ابْن المكور مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن صَالح ابو طَاهِر الْمُؤَدب الْمَعْرُوف بِابْن العلاف وبابن المكور صَاحب أبي الْخطاب الْجبلي الشَّاعِر قَالَ ابْن النجار كَانَ أديباً مليح الشّعْر يسكن بقطيعة الرّبيع بالجانب الغربي حدث باليسير عَن أبي عَليّ الْحسن ابْن أَحْمد بن

شَاذان وَغَيره وَسمع مِنْهُ ابو الْفضل أَحْمد ابْن الْحسن بن خيرون وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصر الحمديدي وروى عَنهُ أَبُو سعد مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأَسدي وَأَبُو الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَأَبُو غَالب مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْقَزاز زشجاع بن فَارس الذهلي وَأَبُو نصر هبة الله بن عَليّ بن المجلي وَأَبُو الْقَاسِم هبة الله بن عبد الله الوَاسِطِيّ أورد لَهُ من شعره (ستروا الْوُجُوه بأذرعٍ ومعاصم ... ورنوا بنجلٍ للقلوب كوالم) (حسروا الأكمة عَن سواعد فضةٍ ... فَكَأَنَّمَا انتضيت متون صوارم) (أغروا سِهَام عيونهم بقلوبنا ... فلنا حَدِيث وقائع وملاحم) وَقَوله (وسترت وَجههَا عَن النّظر ... بساعدٍ حلّ عقد مصطبري) (كَأَنَّهُ والعيون ترمقه ... عَمُود صبحٍ فِي دازة الْقَمَر) ) قلت شعر متوسط توفّي ابْن المكور سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة الْحَافِظ ابْن رَحِيم الصُّورِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن رَحِيم الْحَافِظ أَبُو عبد الله الصُّورِي أحد أَعْلَام الحَدِيث سمع على كبر وعني بِالْحَدِيثِ أتم عناية إِلَى أَن صَار فِيهِ رَأْسا وَكَانَ يسْرد الصَّوْم قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَدُوقًا كتب عني وكتبت عَنهُ قَالَ السلَفِي كتب الصُّورِي البُخَارِيّ فِي سَبْعَة أطباق ورق بغدادي وَلم يكن لَهُ سوى عين وَاحِدَة وَعنهُ أَخذ الْخَطِيب علم الحَدِيث وَله شعر رائق توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة سمع بِالْكُوفَةِ من أَكثر من أَربع مائَة شيخ وَكَانَ هُنَاكَ يظْهر السّنة ويترحم على الصَّحَابَة فثاروا عَلَيْهِ ليقتلوه فالتجأ إِلَى أبي طَالب ابْن عمر الْعلوِي فأجاره وَقَالَ لَهُ اقْرَأ عَليّ فَضَائِل الصَّحَابَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ فَتَابَ من سبهم وَقَالَ قد عِشْت أَرْبَعِينَ سنة فِي سبهم اترى أعيش مثلهَا حَتَّى أذكرهم بِخَير وَكَانَ قد قسم أوقاته فِي نَيف وَثَلَاثِينَ فَنًّا وَكَانَت لَهُ أُخْت بصور خلف عِنْدهَا اثْنَي عشر عدلا من الْكتب فَأَعْطَاهَا الْخَطِيب شَيْئا وَأخذ بعض الْكتب وَكَانَ حسن المحاضرة وَمن شعره (قل لمن عاند الحَدِيث وأضحى ... عائباً أَهله وَمن يَدعِيهِ) (أبعلمٍ تَقول هَذَا أبن لي ... أم بجهلٍ فالجهل خلق السَّفِيه) أتعيب الَّذين هم حفظوا الدّين من الترهات والتمويه (وَإِلَى قَوْلهم وَمَا رددوه ... راجعٌ كل عَالم وفقيه) وَمن شعره من أَبْيَات (تولى الشَّبَاب بريعانه ... وَجَاء المشيب بأحزانه) (وَإِن كَانَ مَا جَار فِي سيره ... وَلَا جَاءَ فِي غير إبانه)

(وَلَكِن أَتَى موذناً بالرحيل ... فويلي من قرب إيذانه) (وَلَوْلَا ذنوبٌ تحملتها ... لما راعني حَال إِتْيَانه) (وَلَكِن ظَهْري ثقيلٌ بِمَا ... جناه شَبَابِي بطغيانه) القَاضِي الْبَصْرِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن صَخْر ابو الْحسن القَاضِي الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ كَانَ كَبِير الْقدر عالي الْإِسْنَاد بِمصْر والحجاز وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة) الْخَبَّازِي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو عبد الله الْخَبَّازِي الْمُقْرِئ ولد بنيسابور سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَلَاث مائَة وصنف فِي القراآت كتاب الإبصار محتوياً على أصُول الرِّوَايَات وغرائبها وَكَانَ لَهُ صيت لتقدمه فِي علم القراآت توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة الكراجكي الشيعي مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْفَتْح الكراجكي شيخ الشِّيعَة والكراجكي بكافين وجيم هُوَ الخيمي مَاتَ بصور فِي شهر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ من فحول الرافضة بارعاً فِي فقههم لَقِي الْكِبَار مثل المرتضى لَهُ كتاب تلقين أَوْلَاد الْمُؤمنِينَ والأغلاط فِيمَا يرويهِ الْجُمْهُور وموعظة الْعُقَلَاء للنَّفس والمنازل وَكتاب عدد مَا جَاءَ فِي الاثْنَي عشر وَكتاب الْمُؤمن العشاري مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفَتْح أَبُو طَالب الْحَرْبِيّ العشاري بِالْعينِ الْمُهْملَة المضمومة والشين الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف رَاء سمع الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن شاهين وَغَيرهمَا قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ صَالحا توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة الْمُطَرز النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن صَالح أَبُو عبد الله السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْمُطَرز النَّحْوِيّ صَاحب الْمُقدمَة روى عَنهُ الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع مائَة أَبُو مُسلم النَّحْوِيّ المعتزلي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مهربزد أَبُو مُسلم الْأَصْبَهَانِيّ الأديب الْمُفَسّر النَّحْوِيّ المعتزلي لَهُ تَفْسِير فِي عشْرين مجلداً توفّي سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة قَالَ ابْن مَنْدَه كَانَ عِنْده أَحَادِيث حَرْمَلَة

مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نزار ابو عبد الله التنوخي الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن العظيمي كَانَ لَهُ عناية بالتاريخ وتأليفه عدَّة تواليف قَالَ ياقوت لَكِنَّهَا غير محكمَة كَثِيرَة الْخَطَأ وَكَانَ معلم صبيان بحلب وسافر إِلَى دمشق وامتدح بهَا واجتدى بِشعرِهِ) قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ سَأَلت ابْن العظيمي عَن وِلَادَته فَقَالَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة بحلب وَمن شعره (يلقى العدى بجنانٍ لَيْسَ يرعبه ... خوض الْحمام ومتنٍ لَيْسَ ينفصم) (فالبيض تَبَسم والأوداج داميةٌ ... وَالْخَيْل ترقص والأبطال تلتطم) (وَالنَّقْع غيم وَوَقع المرهفات بِهِ ... لمع البوارق والغيث الملث دم) وَمِنْه (أيا بانة الْوَادي الَّذِي بَان عرفه ... أَلا حبذا وادٍ وَأَنت قرين) (هَوَاك قديم لَيْسَ يبْلى جديده ... إِذا مر حينٌ مِنْهُ أقبل حِين) (وحبك حيٌ فِي دوارس أعظمي ... وسرك ميتٌُ فِي الْفُؤَاد دَفِين) (ووجدي بكم عفٌ بِغَيْر خِيَانَة ... ومؤتمنٌ فِي الْحبّ كَيفَ يخون) (حمتني أسود عَن حماك ضراغمٌ ... لَهَا من وشيج السمهري عرين) قلت شعر جيد

مُحَمَّد بن عَليّ الْكَاتِب يعرف بِابْن الصّباغ الصّقليّ ابو عبد الله ذكره ابْن القطاع فَقَالَ حسن الترسل والمذاكره مليح التَّمْثِيل والمحاضرة وَله فِي ذَلِك تصانيف لنَفسِهِ ومقامات شيقة ونظمه رفيع الْبُنيان ثَابت الْأَركان مِنْهُ قَوْله (وليلٍ قطعناه بأخت نَهَاره ... إِلَى أَن أماط الصُّبْح عَنهُ لثامه) (إِذا مَا أردنَا أَن نشب لقاصدٍ ... ضراماً سكبناها فَقَامَتْ مقَامه) (ليَالِي نوفي اللَّهْو مكنا نصِيبه ... ونعطي الصبى مهما أَرَادَ احتكامه) وَمِنْه (ذكراك مَا قد فَاتَ تَعْلِيل ... ابعد شيب الرَّأْس تضليل) (تَشْكُو ملال الْبيض إِن امرءً ... قد زاحم الْخمسين مملول) (واهاً لذِي الشيب لقد راقلت ... بِهِ إِلَى الْمَوْت مَرَاسِيل) (يُرِيد أَن يبقة على حَاله ... هَيْهَات هاتيك أباطيل) قلت شعر جيد) ابْن حسول الهمذاني مُحَمَّد بن عَليّ بن حسول بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالسِّين الْمُهْملَة وَبعد الْوَاو لَام على وزن فروجأبو الْعَلَاء الْكَاتِب الهمذاني صدر نبيل عَالم لَهُ النّظم والنثر سمع من الصاحب ابْن عباد وَمن أَحْمد بن فَارس صَاحب الْمُجْمل فِي اللُّغَة توفّي سنة خمسين وَأَرْبع مائَة أَو مَا دونهَا من شعره فِي أَمْرَد علوي (وأزهر من بني الزهراء يرنو ... غلي كَمَا رنا الظبي الكحيل) (نهاني الدّين وَالْإِسْلَام عَنهُ ... فَلَيْسَ إِلَى مقبله سَبِيل) (إِذا أرْسلت الحاظي إِلَيْهِ ... نهاني الله عَنهُ وَالرَّسُول) ذكرت هُنَا قَول ابْن سناء الْملك (رغِبت فِي الْجنَّة لما بدا ... أنموذجُ الْجنَّة فِي شكله) (فصرت من حرصي على شبهه ... فِي البَعثِ لَا ألوي على وصلِه) (فانظُر لما قد جرّه حُسنُه ... من توبةٍ تَقبحُ عَن مِثله)

وَكنت قد نظمت فِي هَذَا الْمَعْنى (أذكرتني الْولدَان عَيْني لما ... لَاحَ كالبدر حَالَة الْإِشْرَاق) (قلت لي إِن أعف عَنهُ كثيرٌ ... مثله فِي الْجنان يَوْم التلاق) (يَا لَهَا من محاسنٍ أَعرَضت بِي ... عَن نعيمٍ فانٍ لآخر بَاقٍ) وَمن شعر ابْن حسول (تقعد فَوقِي لأي معنى ... للفضل للهمة الرئيسه) (إِن غلط الدَّهْر فِيك يَوْمًا ... فَلَيْسَ فِي الشَّرْط أَن تقيسه) (كنت لنا مَسْجِدا وَلَكِن ... قد صرت من بعد ذَا كنيسه) (كم فارسٍ أفضت اللَّيَالِي ... بِهِ إِلَى أَن غَدا فريسه) (فَلَا تفاخر بِمَا تقضى ... كَانَ الخرا مرّة هريسه) أنْشد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد رَحمَه الله تَعَالَى هَذِه الأبيات يَوْمًا وَالشَّيْخ أثير الدّين ابو حَيَّان حَاضر وَقَالَ كَانَ الكذا مرّة هريسه مَا هُوَ الكذا هُنَا يَا أَبَا حيانفقال لَهُ مَا وصلت فِي الطاهرية إِلَى هَذَا الْحَد أما أعرف أَن الكذا هَهُنَا الخرا) وَمن شعر ابْن حسول (دخلت على الشَّيْخ مستأنساً ... بِهِ وَهُوَ فِي دسته الأرفع) (وَقد دخل النَّاس مثل الْجَرَاد ... فَمن ساجدين وَمن ركع) (فهش وَلَكِن لمردانه ... وَقَامَ وَلَكِن على أَربع) (وَأرْسل فِي كمه مخطة ... بَدَت لي على صُورَة الضفدع) (فهوعني مَا تأملته ... وزعزع روحي من أضلعي) (وَأعْرض إِعْرَاض مستكبرٍ ... تصدر مثلي ومستبدع) (فَأَقْبَلت أضرط من خيفة ... وأفسو على السَّيِّد الأروع) (وَقمت فجددت فرض الْوضُوء ... وَكنت قعدت وطهري معي) (ورام الخضوع الَّذِي رامه ... أبي مَعَ أَبِيه فَلم أخضع) (وَكَيف أقبل كف ارمئٍ ... إِذا صنع الْخَيْر لم يصنع) (فيقبضها عِنْد بذل اللهى ... ويبسطها فِي الجدا الرضع) (وإنيوإن كنت مِمَّن يهون ... عَلَيْهِ تكبر مستوضع) (ليعجبني نتف شيب السبال ... وصفع قمحدوة الأصلع) (خرها وَلَو أَنه ابْن الْفُرَات ... وحزها وَلَو أَنه الْأَصْمَعِي) حسول

الثعالي أَبُو الْمَنْصُور وَأثْنى عَلَيْهِ فِي التَّتِمَّة لليتيمة ثَنَاء كثيرا فيطلب هُنَاكَ وَمن شعر ابْن حسول يهجو بعض المتكبرين عَلَيْهِ (دخلت على الشَّيْخ فِيمَن دخل ... فغربل عصعصه وَانْتَحَلَ) وَأظْهر من نخوة الْكِبْرِيَاء مَا لم أقدر وَمَا لم أخل (فَقلت لَهُ مؤثراً نصحه ... وَقد يقبل النصح مِمَّن بخل) (إِذا كنت سيدنَا سدتنا ... وَإِن كنت للْحَال فَاذْهَبْ فَخَل) (فَقَالَ اغتفر زلتي منعماً ... فَإِنِّي نغلٌ بزيتٍ وخل) وَكم من وزيرٍ كير عراه عِنْد قَضَاء الْحُقُوق الْبُخْل (أخل بِحَق دهاة الرِّجَال ... فَمَا زَالَ يصفع حَتَّى أخل) وَقَالَ يداعب ابْن الحبان وَكَانَ يخضب) سني كسن أديب الْعرَاق زين الظراف (سِتّ وَسِتُّونَ عَاما ... مَا بَيْننَا من خلاف) (لَكِن شيبي بادٍ ... وشيبه فِي غلاف) الصُّورِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حباب أَبُو عبد الله الصُّورِي الشَّاعِر كَانَ فصيحاً توفّي بطرابلس وَقد نَيف على السّبْعين وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَمن شعره (صبٌ جفاه حَبِيبه ... فحلا لَهُ تعذيبه) فَالنَّار تضرم فِي الجوانح والسقام يذيبه حَتَّى بكاه لما دهاه بعيده وقريبه (وَتَآمَرُوا فِي طبه ... كَيْمَا يخف لهيبه) (فَأتى الطَّبِيب وَمَا دروا ... أَن الطَّبِيب حَبِيبه) مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حبيب ابو سعيد الخشاب النَّيْسَابُورِي الصفار كَانَ مُحدثا مُفِيدا توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع مائَة أَبُو بكر الْخياط الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن جَعْفَر أَبُو بكر الْخياط الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ ولد سنة سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان

وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَدفن بمقبرة جَامع الْمَنْصُور كَانَ قد توَحد فِي زَمَانه بِعلم القراآت وَسمع الحَدِيث وَكَانَ فَاضلا ثِقَة ابو عَليّ الْهَاشِمِي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عَليّ الْهَاشِمِي ابْن عَم الشريف ابي جَعْفَر ابْن أبي مُوسَى الْحَنْبَلِيّ سمع الْكثير وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ سيداً ثِقَة ابْن الحندقوقا مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو عبد الله ابْن الْمُهْتَدي الْهَاشِمِي وَيعرف بِابْن الحندقوقا سمع الحَدِيث وَكَانَ يسكن بِبَاب الْبَصْرَة وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَدفن فِي دَاره وَكَانَ صَحِيح السماع ثِقَة ابْن الدجاجي مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن الْحسن ابو الْغَنَائِم ابْن الدجاجي الْبَغْدَادِيّ) ولي مرّة حسبَة بَغْدَاد وَلم يحمد فعزل حدث عَن جمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ابْن الغريق مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُبيد الله بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي بِاللَّه الْخَطِيب ابو الْحُسَيْن الْهَاشِمِي الْمَعْرُوف بِابْن الغريق سيد بني الْعَبَّاس فِي زَمَانه وشيخهم سمع الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن شاهين وَهُوَ آخر من حدث عَنْهُمَا وَهُوَ مِمَّن شاع أمره بِالْعبَادَة وَله مشيخة فِي جزئين وَكَانَ ثِقَة نبيلاً ولي الْقَضَاء بِمَدِينَة الْمَنْصُور قَالَ أَبُو بكر ابْن الخاضبة رَأَيْت كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت الْمَنَام الْمَذْكُور فِي تَرْجَمَة ابْن الخاضبة توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ورحل النَّاس إِلَيْهِ لعلو إِسْنَاده وَكَانَ قد أَصَابَهُ صمم وَذَهَبت إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَكَانَ هُوَ الَّذِي يقْرَأ بِنَفسِهِ أَبُو يَاسر الحمامي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو يَاسر الحمامي الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بِبَاب حَرْب وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة رُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ (دحرجني الدهرُ إِلَى معشرٍ ... مَا فيهِم للخير مستمتعُ) (إِن حدثوا لم يفقهوا لَفْظَة ... أَو حدثوا ضجوا فَلم يسمعوا) الخروري الْخَوَارِزْمِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو طَاهِر الخروري بخاء مُعْجمَة وَرَاء بعْدهَا وَاو سَاكِنة وَرَاء ثَانِيَة الْخَوَارِزْمِيّ مدح فَخر الْملك ابا غَالب وَزِير بني بويه روى عَنهُ عَاصِم بن الْحسن الأديب قَوْله

(هَذَا هِلَال الْفطر حَالي حَاله ... وَالنَّاس فِي ملهىً لَدَيْهِ وملعب) (هُوَ فِي الْهَوَاء شَبيه جسمي فِي الْهوى ... وَلَهُم بِهِ كمسرة الواشين بِي) وَقَوله (كم ليلةٍ أحييتها فِي ضمه ... وَجعلت فِيهَا وَجهه نبراسي) (تالله بت بمعزلٍ عَن شخصه ... حذرا عَلَيْهِ الذوب من أنفاسي) (وجلوت بكرا فِي عقيق زجاجةٍ ... لم ترض مهْرا غير عقل الحاسي) قلت شعر جيد السمسماني النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عَليّ السمسماني ابو الْحُسَيْن النَّحْوِيّ كَانَ أحد النُّحَاة الْمَشْهُورين بِمَعْرِِفَة الْأَدَب واللغة وَكَانَ يكْتب خطا صَحِيحا مليحاً كتب بِخَطِّهِ) كثيرا من كتب الْأَدَب وخطه مَرْغُوب فِيهِ وروى شَيْئا من الْأَخْبَار والأشعار عَن أبي سعيد السيرافي وَأبي الْفَتْح المراغي وَأبي الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مقسم الْمُقْرِئ وروى عَنهُ أَبُو نصر عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ فِي فَوَائده توفّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع مائَة السمسماني الْكَاتِب مُحَمَّد بن عَليّ السمسماني أَبُو نصر صَاحب الْخط الْمليح كَانَ طبقَة البغداديين فِي حسن الْخط بعد ابْن البواب توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة عملاق الشَّاعِر مُحَمَّد بن عَليّ التغلبي الْمَعْرُوف بعملاق سمي بذلك لطوله قَالَ ابْن النجار ذكره شَيخنَا أَبُو سعد الْحسن بن مُحَمَّد بن حمدون وَقَالَ شَاعِر يَأْتِي بالقصائد الجيدة فَإِذا قَرَأَهَا هُوَ صحفها وَغير إعرابها فَيُقَال أَن عِنْده أشعاراً لغيره فَهُوَ ينتحلها فَمن شعره مَا مدح بِهِ أَبَا طَالب ابْن النَّاقِد صَاحب المخزن (دع الْحمام ساجعاً فِي بانه ... وَمَا انثنى ولان من قضبانه) (وعدّ عَن ذكر الصريم والنقا ... والرمل والمنهال من كثبانه) (وَالْخمر والساقي إِذا طَاف بهَا ... حَمْرَاء كالجذوة من بنانه) (والق زعيم الدّين بالمدح الَّذِي ... يزِيد إحساناً على إحسانه) (مولى أَقَامَ الْمجد فِي ربوعه ... وَسَار فِي النَّاس ندا بنانه) قَاضِي الْقُضَاة الدَّامغَانِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن بن عبد الْوَهَّاب بن حسنويه قَاضِي الْقُضَاة ابو عبد الله الدَّامغَانِي الْحَنَفِيّ شيخ زَمَانه حصل الْعلم على الْفقر والقنوع

وَآل بِهِ الْأَمر إِلَى أَن ولي قَضَاء الْقُضَاة للمقتدر بِاللَّه ولأبيه بعد أَن كَانَ يحرس فِي درب الرِّيَاح وانتشر ذكره وَكَانَ مثل القَاضِي أبي يُوسُف فِي أَيَّامه حشمة وسودداً وعقلاً ووجاهة توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة تَاج الْقُضَاة ابْن الدَّامغَانِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ممد بن حسن ابْن الدَّامغَانِي حفيد الْمَذْكُور ابو عبد الله ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله كَانَ يلقب بتاج الْقُضَاة) شهد عِنْد وَالِده سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة واستنابه فِي الحكم بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وَلما توفّي وَالِده رشح للْقَضَاء وَلم يَتَيَسَّر لَهُ ذَلِك ثمَّ نفذ رَسُولا إِلَى الْملك خَان مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد ملك مَا وَرَاء النَّهر صُحْبَة الرَّسُول القادم من هُنَاكَ فأدركه أَجله فَمَاتَ هُنَاكَ سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة أَبُو جَعْفَر اللارزي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شهفيروز بن ماهيار اللارزي الطَّبَرِيّ أَبُو جَعْفَر الْفَقِيه الشَّافِعِي سمع بطبرستان الْفَقِيه ابا المحاسن عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل الرَّوْيَانِيّ وبنيسابور ابا الْحسن عَليّ بن عبد الله بن أبي صَادِق الْحِيرِي وَأَبا بكر عبد الْغفار بن مُحَمَّد الشيروي وبمكة أَبَا نصر عبد الْملك بن أبي مُسلم بن أبي نصر النهاوندي قَاضِي مَكَّة وَغَيره وَدخل بَغْدَاد وَسكن النظامية وَسمع الْكثير من شُيُوخ الْوَقْت وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحدث بِيَسِير وأدركه الْأَجَل وَكَانَ صَدُوقًا فَاضلا متديناً جميل الطَّرِيقَة ووقف كتبه بالنظامية وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة روى عَنهُ يحيى بن أسعد بن بوش التَّاجِر وَغَيره أَبُو بكر الشَّاشِي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عَليّ بن حَامِد الإِمَام أَبُو بكر الشَّاشِي الْفَقِيه الشَّافِعِي صَاحب الطَّرِيقَة الْمَشْهُورَة تفقه ببلاده على الإِمَام أبي بكر السنجي وَكَانَ من أنظر أهل زَمَانه ثمَّ ارتحل إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان بغزنة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ابو سعد الدقاق مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أبي عُثْمَان الدقاق ابو سعد بن أبي الْقَاسِم سمع الْكثير من أبي عمر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن مهْدي الْفَارِسِي وَأبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان وَأبي بكرٍ أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب البرقاني وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد الْخلال وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ وَطلب بِنَفسِهِ وَكَانَ يكْتب خطا حسنا حدث باليسير سمع مِنْهُ أَبُو البركات ابْن السَّقطِي وَكتب عَنهُ الْخَطِيب وَأَبُو عبد الله الْحميدِي شَيْئا من الأناشيد توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة بِبَغْدَاد

أَبُو تَمام ابْن الدقاق مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أبي عُثْمَان الدقاق ابو تَمام أَخُو أبي) سعد الْمُقدم ذكره حدث عَن أبي عمر ابْن مهْدي وَأبي الْحسن ابْن رزقزيه سمع مِنْهُ وَلَده أَبُو عبد الله أَحْمد وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصرٍ الْحميدِي توفّي سنة سبعين وَأَرْبع مائَة أَبُو الْغَنَائِم ابْن الدقاق مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أبي عُثْمَان الدقاق أَبُو الْغَنَائِم أَخُو أبي سعد وَأبي تَمام الْمُقدم ذكرهمَا كَانَ أَصْغَر الْأُخوة تولى نظر البيمارستان الْعَتِيق بِبَاب المحول سمع الْكثير من أبي مُحَمَّد عبد اللله بن عبيد الله بن يحيى البيع وَأبي عمر عبد الْوَاحِد وَأبي الْحُسَيْن عَليّ بن بَشرَان وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن رزقويه وَأبي بكر عبد القاهر بن مُحَمَّد بن عنترة الْموصِلِي وَغَيرهم روى عَنهُ أَبُو غَالب أَحْمد بن الْحسن ابْن الْبناء وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل ابْن السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَغَيرهم توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُمَيْر الزَّاهِد أَبُو عبد الله العميري الْهَرَوِيّ الرجل الصَّالح سمع من أَبِيه وَمن جمَاعَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ابْن ودعان مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد الله بن ودعان القَاضِي أَبُو نصر الْموصِلِي قَاضِي الْموصل قدم بَغْدَاد سنة ثَلَاث وَتِسْعين قبل مَوته وروى الْأَرْبَعين الودعانية الْمَوْضُوعَة الَّتِي سَرَقهَا عَمه أَبُو الْفَتْح ابْن ودعان من الْكذَّاب زيد بن رِفَاعَة سَمعهَا مِنْهُ هبة الله الشِّيرَازِيّ وَعمر الرواسِي كَانَ زيد كذابا ألف بَين كَلِمَات قَالَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين كَلِمَات من كَلَام لُقْمَان والحكماء وَطول الْأَحَادِيث توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة ابْن أبي البط مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن أَبُو تغلب الْمَعْرُوف بِابْن أبي البط من أهل البردان كَانَ ينظم روى عَنهُ أَبُو عَليّ البرداني وَعلي بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْفَقِيه من شعره (وَلَيْسَ غَرِيب النَّاس من كَانَ نَائِيا ... عَن الدَّار والأوطان وَالْمَال والأهل) (وَلَكِن غَرِيب النَّاس من كَانَ صَحبه ... من الْحَيّ أهل الزيغ وَالشَّر وَالْجهل) ) (يجل الْفَتى فِي النَّاس إِذْ كَانَ قرنه ... مَتى عَاشَ أهل الْعلم وَالدّين وَالْفضل) (يعز عَليّ أَن أرى فِي مواطنٍ ... سوى الْعلم والتذكار يَا صَاح من شغل) (وَلَكِن ضرورات الْأُمُور تلزني ... إِلَى الْكَوْن فِي حالٍس يعِيش بهَا مثلي) (إِذا كَانَت الْآثَار وَالسَّعْي والخطا ... مقدرَة فاصبر وكف عَن العذل) قلت هُوَ شعر منحط

ابْن أبي الصَّقْر الوَاسِطِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن أبي صقر أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْكَاتِب أحد الشُّعَرَاء لَهُ ديوَان فِي مُجَلد حدث عَن عبيد الله بن الْقطَّان توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وتفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَق وَكَانَ شَدِيد التعصب للشَّافِعِيَّة وَله فِي ذَلِك القصائد الْمَعْرُوفَة بالشافعية وَله فِي الشَّيْخ أبي إِسْحَق مراث وَكَانَ كَامِلا فِي البلاغة وجودة الْخط أورد لَهُ الخطيري فِي زِينَة الدَّهْر (كل رزقٍ ترجوه من مَخْلُوق ... يَعْتَرِيه ضربٌ من التعويق) وَأَنا قَائِل وَأَسْتَغْفِر الله مقَال الْمجَاز لَا التَّحْقِيق (لست أرْضى من فعل إِبْلِيس شَيْئا ... غير ترك السُّجُود للمخلوق) وَلما أسن وَضعف قَالَ (كل أَمْرِي إِذا تفكرت فِيهِ ... وتأملته رَأَيْت ظريفا) (كنت أَمْشِي على اثْنَتَيْنِ قَوِيا ... صرت أَمْشِي على ثَلَاث ضَعِيفا) أحسن من هَذَا قَول ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى (قد صرت بعد قوةٍ ... تفض اصلاد الْحَصَى) (أَمْشِي على ثلاثةٍ ... أصح مَا فِيهَا الْعَصَا) وَقَالَ ابْن أبي الصَّقْر (علةٌ سميت ثَمَانِينَ عَاما ... منعتني للأصدقاء القياما) (فَإِذا عمروا تمهد عُذْري ... عِنْدهم بِالَّذِي ذكرت وقاما) وَقَالَ أَيْضا (وَالله لَوْلَا بولةٌ ... تحرقني عِنْد السحر) ) (لما ذكرت أَن لي ... مَا بَين فَخذي ذكر) وَله عدَّة مقاطيع فِي شيخوخته وَكبره وَضَعفه أَبُو الْغَنَائِم الْمُحدث ابْن النَّرْسِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مَيْمُون أَبُو الْغَنَائِم ابْن النَّرْسِي الْكُوفِي مُحدث مَشْهُور يعرف بأبيّ لِأَنَّهُ كَانَ جيد الْقِرَاءَة ولد سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة فِي شَوَّال وَسمع الْكثير وسافر إِلَى الشَّام والساحل وَختم بِهِ علم الحَدِيث بِالْكُوفَةِ وَكَانَ يَقُول توفّي بِالْكُوفَةِ ثَلَاث مائَة وَثَلَاثَة عشر من الصَّحَابَة لَا يعرف قبر أحد مِنْهُم غير قبر عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ مُحَمَّد بن نَاصِر مَا رَأَيْت مثل أبي الْغَنَائِم ابْن النَّرْسِي فِي ثقته وَحفظه مَا كَانَ أحد يقدر أَن

يدْخل فِي حَدِيثه مَا لَيْسَ مِنْهُ وَكَانَ من قيام اللَّيْل مرض بِبَغْدَاد وَانْحَدَرَ إِلَى الْكُوفَة فَمَاتَ بحلة ابْن مزِيد سادس عشر شعْبَان سنة عشر وَخمْس مائَة وَحمل إِلَى الْكُوفَة وَدفن بهَا قَالَ مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْبَزَّاز مَا كَانَ فِي الْكُوفَة من أهل السّنة والْحَدِيث سواهُ وَكَانَ فَاضلا ثِقَة عَاشَ سِتا وَثَمَانِينَ سنة ممتعاً بجوارحه وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن النجار ثَنَاء كثيرا أَبُو الْغمر الإسناوي مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْغمر الْهَاشِمِي الإسناوي قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ أشعر أهل زَمَانه وَأفضل أقرانه وَأورد مَا أنْشدهُ بعض المصريين (لحاظكم تجرحنا فِي الحشا ... ولحظنا يجرحكم فِي الخدود) (جرحٌ بجرحٍ فاحسبوا ذَا بذا ... فَمَا الَّذِي أوجب جرح الصدود) وَقَوله (يَا أهل قوص غزالكم ... قد صَاد قلبِي واقتنص) (نَص الحَدِيث فشفني ... يَا وَيْح قلبِي وَقت نَص) وَله (أيا لَيْلَة زار فِيهَا الحبيب ... وَلم يَك ذَا موعدٍ ينْتَظر) (وخاض إِلَيّ سَواد الدجا ... فيا لَيْت كَانَ سَواد الْبَصَر) (فطابت وَلَكِن ذممنا بهَا ... على طيب رياه نشر السحر) ) (وبتنا من الْوَصْل فِي حلةٍ ... مطرزةٍ بالتقى والخفر) (وعقلي بهَا نهب سكر المدام ... وسكر الرضاب وسكر الْحور) (وَقد أخجل الْبَدْر بدر الجبين ... وتاه على اللَّيْل ليل الشّعْر) (وأعدى نحولي جسم الْهوى ... وأعداه مني نسيمٌ عطر) (فمني مُعْتَبر العاشقين ... وَمن حسن مَعْنَاهُ إِحْدَى العبر) مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن هندي ذكره الرشيد بن الزبير فِي كتاب الْجنان وَقَالَ هُوَ خَاتم أدباء الْعَصْر بِهَذَا الْعَصْر وَقَالَ مِمَّا أَنْشدني لنَفسِهِ (لثمت بفي التفكر وجنتيه ... فسالت وجنتاه دَمًا عبيطاً) (وصافحني خيال مِنْهُ وَهنا ... فخطت فِي يَدي مِنْهُ خُطُوطًا) قلت كَذَا وجدته وَهُوَ مقلوب الْمَعْنى لِأَن ذَلِك يَقْتَضِي لطف بشرة العاشق وَالظَّاهِر أَنه قَالَ فَخط بكفه مني خُطُوطًا وَأورد لَهُ أَيْضا (هَمَمْت أَن أفكر فِي حسنه ... فخرّ مغشياًص لفرط الْأَلَم) (وأشر الْوَهم إِلَى خَدّه ... فانصبغ الخدان مِنْهُ بِدَم) وَأورد لَهُ

توسد الْورْد وَقد مَال بالأجفان من عَيْنَيْهِ إغفاء (فَأشبه الْبَدْر إِلَى جنبه ... سحابةٌ فِي الجو حمارء) أَبُو سعد الْكَاتِب ابْن المعوج مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن المعوج ابو سعد الْكَاتِب أَخُو أبي طَالب مُحَمَّد بن عَليّ وَهُوَ الأسن ولي النّظر بديوان الزِّمَام بعد وَفَاة أَبِيه إِلَى أَن عزل سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة سمع الحَدِيث من الشريف أبي نصرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن المُسلِمة وَأبي مُحَمَّد عبد الله الصريفيني وَأبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن البسري وَكَانَ أديباً فَاضلا روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة أورد بِهِ ابْن النجار قَوْله) (عهدي بهم وَالدَّار غير غربَة ... وَلَا نأى الْحَيّ بهم وَلَا رَحل) (مثل جواري الْعين أَو مثل الدمى ... قد ضمنت أشخاصهم تِلْكَ الكلل) (من كل بَيْضَاء رداحٍ طفلة ... كالبدر حسنا والغزال فِي الْكحل) (ولي بأسماء الَّتِي تيمني ... حبي بهَا شغلٌق عَن الغيد الأول) (من فضحت شمس الضُّحَى بوجهها ... والبدر فِي إشراقه عِنْد الطِّفْل) أَبُو طَالب ابْن المعوج مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو طَالب ابْن المعوج أَخُو أبي سعد الْمُقدم ذكره سمع من أَشْيَاخ أَخِيه توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة ابْن خلف الْكَاتِب مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف أَبُو سعد الهمذاني الْكَاتِب كَانَ كَاتبا لسناً ذَا براعة وعارضة قلت كَذَا ذكره ياقوت فِي مُعْجم الأدلباء وَسَاقه فِي المحمدين وَالصَّحِيح أَنه عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف بن عَليّ كَمَا ذكره ابْن النجار فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد وَغَيره وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي بَاب عَليّ بن مُحَمَّد فِي حرف الْعين ابْن الْعَلامَة ابْن القطاع مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر أَبُو عَليّ ابْن القطاع السَّعْدِيّ الصّقليّ كَانَت لَهُ حَلقَة فِي جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر لإقراء اللُّغَة وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق مالكي الْمَذْهَب مائلاً إِلَى الحَدِيث وَهُوَ ولد الْعَلامَة ابْن القطاع توفّي سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة ابْن هُبَيْرَة النَّسَفِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن هُبَيْرَة أَبُو الرِّضَا النَّسَفِيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ حَافِظًا صَالحا لَهُ معرفَة تَامَّة بالتفسير والنحو وَالْأَدب توفّي سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة ابْن البقراني مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن ابْن أبي الْقَاسِم الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن البقراني قَالَ ابْن النجار من أَوْلَاد الرؤساء وَالْكتاب تولى الْكِتَابَة بأوانا

ومعاملاتها ثمَّ لزم بَيته وَكَانَ أديباً فَاضلا ظريفاً لطيفاً حسن الْأَخْلَاق متواضعاًص طيب المجالسة فكهاً سمع الحَدِيث الْكثير فِي صباه وَحصل أَكثر مسموعاته وكتبها بِخَطِّهِ وَكتب كثيرا من دواوين الْمُحدثين وَكتب الْأَدَب والمجاميع وَلم يزل يكْتب إِلَى أَن مَاتَ وَجمع مجموعاً فِي فنون الْأَخْبَار والحكايات والأشعار سرداً بِغَيْر تَرْتِيب كتبه بِخَطِّهِ فِي عشْرين مجلداًً وصنف كتابا فِي صفة الغلمان) فَأحْسن فِي تأليفه على شكل كتاب الثعالبي كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي يَوْم السبت الثَّالِث من صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَدفن من الْغَد بالشونيزية ابْن البُخَارِيّ النسابة مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أَبُو نصر النسابة الْمَعْرُوف بِابْن البُخَارِيّ قَالَ ابْن النجار قَالَ القَاضِي أَبُو عَليّ المحسن بن عَليّ التنوخي فِي كتاب نشوار المحاضرة أَبُو نصر ابْن البُخَارِيّ النسابة هَذَا كهل من النسابات البغداديين يعرف بِابْن البُخَارِيّ نسابة الطالبيين وَإِلَيْهِ مرجع نقباء الطالبيين فِي معرفَة أنسابهم وصحتها وَنفى الأدعياء عَن هَذَا النّسَب وَهُوَ عَارِف بأنسابهم جدا مبرز فِي هَذَا الْعلم قَالَ ابْن النجار مَاتَ سلخ الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة أَبُو يَاسر ابْن سعدون مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن سعدون الْموصِلِي أَبُو يَاسر من أَوْلَاد الْمُحدثين الْموصِلِي أصلا سمع الشريفين أَبَا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي بِاللَّه وَأَبا الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأَبا جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَأَبا الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الدجاجي وَأَبا الْحُسَيْن ابْن النقور وَأَبا مُحَمَّد عبد الله الصريفيني وَغَيرهم وروى عَنهُ ابو المعمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو بكر الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف وَأَخُوهُ ذَاكر وَكَانَ شَيخا صَالحا قَالَ ابْن النجار أَنا ذَاكر الْخفاف أَنا أَبُو يَاسر مُحَمَّد بن سعدون وَهُوَ متبسم وَأَنا عمر بن مُحَمَّد الْمُؤَدب وَهُوَ متبسم ثَنَا أَبُو مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز وَهُوَ متبسم قَالَا أَنا أَبُو الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن الدجاجي وَهُوَ متبسم ثَنَا مهْدي بن أَحْمد الرَّمْلِيّ وَهُوَ متبسم ثَنَا أَسد بن مُوسَى وَهُوَ متبسم ثَنَا سعيد بن زَرْبِي وَهُوَ متبسم ثَنَا ثَابت الْبنانِيّ وَهُوَ متبسم ثَنَا أنس بن مَالك وَهُوَ متبسم قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ متبسم حَدثنِي جِبْرِيل وَهُوَ متبسم أَن آخر من يدْخل الْجنَّة رجل يُقَال لَهُ مر على الصِّرَاط فَيتَعَلَّق بِهِ توفّي أَبُو يَاسر سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة ابْن المراق الْحلْوانِي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان المراق الْحلْوانِي أَبُو الْفَتْح) الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ تفقه على القَاضِي أبي يعلى ابْن الْفراء مديدة ثمَّ صحب بعد

وَفَاته صَاحِبيهِ الشريف أَبَا جَعْفَر ابْن أبي مُوسَى وَالْقَاضِي يَعْقُوب البرزبيني ودرس عَلَيْهِمَا الْفُرُوع وَالْأُصُول ودرس وَأفْتى وناظر ورتب إِمَامًا بِمَسْجِد شَافِع الجيلي إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ متعبداً دينا سمع الحَدِيث من الشريفين أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن المُهتدي بِاللَّه وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَالْقَاضِي أبي يعلى ابْن الْفراء وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الْمسلمَة وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الصريفيني وَأبي الْقَاسِم يُوسُف بن مُحَمَّد المهرواني وَغَيرهم وصنف فِي الْمَذْهَب كتبا مِنْهَا مُخْتَصر الْعِبَادَات روى عَنهُ السلَفِي فِي مشيخته توفّي سنة خمس مائَة ابو بكر الْقصار الْمُؤَدب مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الدينَوَرِي الْقصار أَبُو بكر الْمُؤَدب سكن درب الدَّوَابّ بِبَغْدَاد قَالَ ابْن النجار لَهُ أشعار فِي الزّهْد والغزل وَلم يكن يعرف النَّحْو وَلَا اللُّغَة روى عَنهُ عمر بن ظفر المغازلي وَالْمبَارك بن الْمُبَارك السراج وَغَيرهمَا أورد لَهُ ابْن النجار كثيرا من ذَلِك (يَا غافلاً يتمادى ... غَدا عَلَيْك يُنَادى) (هَذَا الَّذِي لم يقدم ... قبل الترحل زادا) (هَذَا الَّذِي وعظوه ... وخوفوه المعادا) فَلم يكن لتماديه طَائِعا منقادا وَقَالَ (ومشمر الأذيال فِي ممزوجةٍ ... متتوج تاجاً من العقيان) (بالجاشرية ظلّ يَهْتِف سحرةً ... ويصيح من طربٍ إِلَى الندمان) (يَا طيب لَذَّة هَذِه دنياكم ... لَو أَنَّهَا أبقت على الْإِنْسَان) (هبوا إِلَى شرب الْخُمُور فَإِنَّمَا ... لصبوحكم لَا للصَّلَاة أذاني) (طلعت كؤوس الراح من أَيْديهم ... مثل النُّجُوم وغبن فِي الْأَبدَان) قلت شعر جيد وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة أَبُو سعد الْكَاتِب الْكرْمَانِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْمطلب الْكرْمَانِي أَبُو سعد الْكَاتِب وَالِد) الْوَزير أبي الْمَعَالِي هبة الله كَانَ وَالِده من كرمان وَولد هُوَ بِبَغْدَاد وَقَرَأَ طرفا صَالحا من الْأَدَب وأخبار الْأَوَائِل وَسمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن ابْن بَشرَان وَأبي عَليّ الْحسن بن شَاذان وَحدث باليسير روى عَنهُ أَبُو البركات ابْن السَّقطِي وَيحيى بن الْحسن بن أَحْمد بن الْبناء وَسمع مِنْهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي وَأَبُو غَالب الذهلي وَكَانَ كَاتبا شَدِيدا مليح الشّعْر إِلَّا أَنه كَانَ ثلبه

كثير الهجاء دَقِيق الْفِكر فِيهِ قَالَ ابْن النجار شبه هجوه بهجو ابْن الرُّومِي وجحظة وَمن شعره (عزلت وَمَا خُنْت فِيمَا وليت ... وغيري يخون فَلَا يعْزل) (فَهَذَا يدل على أَن من ... يولي ويعزل لَا يعقل) وَكتب إِلَى الْوَزير أبي نصر ابْن جهير (هبني كَمَا زعم الواشون لَا زَعَمُوا ... أَخْطَأت حاشاي أَو زلت بِي الْقدَم) (وهبك ضَاقَ عَلَيْك الْعذر من حرجٍ ... لم أجنه أيضيق الْعَفو وَالْكَرم) (مَا أنصفتني فِي حكم الْهوى أذنٌ ... تصغي لواشٍ وَعَن عُذْري بهَا صمم) وَمن شعره (يَا حسرتا مَاتَ حظي من قُلُوبكُمْ ... وللحظوظ كَمَا للنَّاس آجال) (تصرم الْعُمر لم أحظى بقربكم ... كم تَحت هذي الْقُبُور الخرس آمال) الْمَازرِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد ابو عبد الله التَّمِيمِي الْمَازرِيّ الزَّاي الْمَفْتُوحَة قبل الراءالفقيه الْمَالِكِي الْمُحدث أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام مُصَنف شرح مُسلم وَهُوَ الْمعلم بفوائد كتاب مُسلم وَله كتاب إِيضَاح الْمَحْصُول فِي الْأُصُول وَله فِي الْأَدَب كتب مُتعَدِّدَة وَكَانَ فَاضلا متقناً أَخْبرنِي من أنسيته عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد رَحمَه الله تَعَالَى أَنه كَانَ يَقُول مَا رَأَيْت أعجب من هذايعني المارزيلأي شَيْء مَا ادّعى الِاجْتِهَاد وعَلى الْمعلم بنى القَاضِي عِيَاض كتاب الْإِكْمَال روى عَنهُ القَاضِي عِيَاض وَأَبُو جَعْفَر ابْن يحيى الْقُرْطُبِيّ وَشرح المارزي التَّلْقِين لعبد الْوَهَّاب فِي عشر مجلدات ومازر قد تكسر زايها وَهِي بليدَة بِجَزِيرَة صقلية توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة) ابْن زبرج النَّحْوِيّ العتابي مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن زبرج العتابي أَبُو مَنْصُور ابْن أبي الْبَقَاء النَّحْوِيّ من أهل العتابيين بالجانب الغربي من بَغْدَاد وَسكن الْجَانِب الشَّرْقِي قَالَ ابْن النجار كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو متصدراً لإقراء النَّاس وَيكْتب خطا مليحاً صَحِيحا قَرَأَ النَّحْو على ابْن الشجري واللغة على أبي مَنْصُور ابْن الجواليقي وَسمع الحَدِيث من جده لأمه أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش وَأبي الْقَاسِم هبة الله ابْن مُحَمَّد بن الْحصين وَأبي الْحسن

عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدينَوَرِي وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وَحدث باليسير سمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو المحاسن عمر بن عليّ بن الْخضر الْقرشِي وَأَبُو المفاخر مُحَمَّد بن مَحْفُوظ الجرباذقاني وَعبد الرَّحْمَن بن يعِيش بن سَعْدَان القواريري وَكَانَ بَينه وَبَين أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب منافرات ومناقرات كَانَ يَقُول ابْن الخشاب النَّاس يتعجبون إِذا رَأَوْا حمارا عتابياً فَكيف لَا أتعجب إِذا رَأَيْت عتابياً حمارا وَيَقُول عِنْدِي ثَلَاث نسخ بالإيضاح والتكملة لَا تطيب نَفسِي أَن أفرط فِي وَاحِدَة مِنْهُنَّ وَاحِدَة بخطي وَأُخْرَى بِخَط شَيْخي ابْن الجواليقي وَأُخْرَى بِخَط العتابي كلما نظرت فِيهَا ضحِكت عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة الشريف أَبُو جَعْفَر النَّيْسَابُورِي مُحَمَّد بن عَليّ بن هرون الشريف أَبُو جَعْفَر الموسوي النَّيْسَابُورِي كَانَ من غلاة الشِّيعَة ثمَّ تحول شافعياً وترضى عَن الصَّحَابَة وتأسف على مَا مضى مِنْهُ وَسمع الْكثير وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة أَبُو البركات الصَّائِغ الْعِرَاقِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن يعلى الصَّائِغ الْعِرَاقِيّ قَالَ عبد السَّلَام بن يُوسُف بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي فِي أنموذج الْأَعْيَان كنت اجْتمع بِهِ وينشدني أَشْيَاء من نظمه وَعرض عَليّ مقامات عَملهَا سلك فِيهَا أسلوب أبي مُحَمَّد الْقَاسِم الحريري وأنشدني من نظمه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة (مَتى مَا تصفحت الزَّمَان وَأَهله ... فرقت وكلٌ بالفراق خليق) (وَيلْحق بالمعدوم مِنْهُم ثلاثةٌ ... كريمٌ وحرٌ صَادِق وصدوق) قَالَ ابْن النجار وَفَاته سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة ابْن الْوَزير السميري مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله السميري أَبُو المحاسن ابْن) الْوَزير أبي طَالب الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ يعرف بالعضد قدم مَعَ وَالِده فِي صباه إِلَى بَغْدَاد وَسمع الحَدِيث من أبي البركات هبة الله ابْن البُخَارِيّ وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَأبي بكر ابْن عبد الْبَاقِي الْبَزَّاز كَانَ وَالِده وَزِير السُّلْطَان مَحْمُود فَقتله الْمَلَاحِدَة سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة ومدح أَبُو المحاسن الْمَذْكُور المقتفي وَابْنه المستنجد وخدم فِي الدِّيوَان فِي زمانهما وَعَاد إِلَى أَصْبَهَان وخدم السُّلْطَان دَاوُد وَتَوَلَّى الطغراء لَهُ ثمَّ تزهد وَكتب مليحاً توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة بأصبهان من شعره (يَا نسيم الصِّبَا تحمل إِلَيْهَا ... قصَّة من أخي جوىً وسهاد) (ناظري كاتبي وهدبي يُرَاعِي ... وجنتي كاغذي ودمعي مدادي) ابْن حميدة شَارِح المقامات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْحلِيّ

يعرف بِابْن حميدة نحوي بارع حاذق فِي الْفَنّ بَصِير بِهِ عَارِف باللغة لَهُ شعر شرح أَبْيَات الْجمل وَشرح اللمع وَكتاب التصريف لِابْنِ جنيّ وَشرح المقامات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ شَاب فِيمَا أَظن توفّي سنة خمسين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن النجار لَهُ كتاب فِي الْفرق بَين الضَّاد والظاء وَكتاب الأدوات أورد لَهُ ابْن النجار فِي تَارِيخه قَول ابْن حميدة الحليّ (سَلام على تِلْكَ المعالم والربا ... وَأهلا بأرباب القباب ومرحبا) (وسقياً لربات الحجال ضارجٍ ... ورعياً لأرباب الخدود بيثربا) (أحنّ لذياك الجناب وَإِن غَدا ... ربيبته عَن روضتي مجنبا) (وأصبو لربع العامرية كلما ... تذكرت من جرعائها لي ملعبا) (فَلَا همّ إِلَّا دون همي غدوه ... إِذا جرت النكباء أَو هبت الصِّبَا) قلت هُوَ شعر متوسط وَقَالَ ياقوت لَهُ كتاب الرَّوْضَة فِيهَا مسَائِل نَحْو منثورة أَبُو نصر الْفَقِيه ابْن نظام الْملك مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَق الطوسي أَبُو نصر ابْن أبي الْحسن ابْن الْوَزير نظام الْملك أبي عَليّ من الْبَيْت الْمَشْهُور بالوزارة) درس الْفِقْه على أسعد الميهني وعَلى غَيره وبرع وَتَوَلَّى مدرسة وَالِده ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وفوض إِلَيْهِ نظر أوقافها وَكَانَت لَهُ الْحُرْمَة التَّامَّة والتاه العريض والقرب من الدِّيوَان إِلَى أَن عزل واعتقل بالديوان مديدة ثمَّ حج وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَتوجه إِلَى دمشق وَولي تدريس الزاوية الغربية من الْجَامِع وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَسمع من أبي الْمَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الْملك بن خيرون وَأبي الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَأبي زرْعَة قَالَ ابْن النجار وَمَا أَظُنهُ روى لِأَنَّهُ مَاتَ شَابًّا الأبري الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن نصر الأبري الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ حسن الْمعرفَة بِالْمذهبِ وَالْخلاف والأصولين وَيعرف الْكَلَام على مَذْهَب الاعتزال واستنابه قَاضِي الْقُضَاة عبد الرَّحْمَن بن مقبل فِي عُقُود الْأَنْكِحَة وَالطَّلَاق والديون وَكَانَ كيساً متودداً طيب الْأَخْلَاق قَالَ ابْن النجار مَا علمت لَهُ رِوَايَة توفّي سنة تسع وَعشْرين وست مائَة الجاواني الحلوي شَارِح المقامات مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد ابْن حمدَان أَبُو سعيد وَأَبُو عبد الله الجاواني الحلوي الْعِرَاقِيّ قدم بَغْدَاد صَبيا وتفقه بهَا على الْغَزالِيّ والكيا وبرع وتميز وَقَرَأَ المقامات على الحريري وَكَانَ إِمَامًا مناظراً وَشرح المقامات وَله كتاب

عُيُون الشّعْر وَالْفرق بَين الرَّاء والغين ولهنظم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة أورد لَهُ ابْن النجار (دَعَاني من ملامكما دَعَاني ... فداعي الْحبّ للبلوى دَعَاني) (أجَاب لَهُ الْفُؤَاد ونوم عَيْني ... وسارا فِي الرفاق وودعاني) وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب أفديك بِالْعينِ الصَّحِيحَة فالمريضة لَا تَسَاوِي أَنِّي أقيكم بالمحاسن لَا أقيكم بالمساوي ابْن الأقساسي مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمْزَة قطب الدّين ابو يعلى الْمَعْرُوف بِابْن الأقساسي ولد بِالْكُوفَةِ سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وتوفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة كَانَ نقيب العلويين بِالْكُوفَةِ قدم بِبَغْدَاد وَسمع الحَدِيث وَلما مَاتَ دفن فِي الشونيزية من شعره) (ربّ قومٍ فِي خلائقهم ... غررٌ قد صيروا غررا) (ستر الإثراء عيبهم ... سترى إِن زَالَ مَا سترا) وَمِنْه أَيْضا (وَكنت إِذا خَاصَمت خصما كببته ... على الْوَجْه حَتَّى خاصمتني الدَّرَاهِم) (فَلَمَّا تنازعنا الْخِصَام تحكمت ... عَليّ وَقَالَت قُم فَإنَّك ظَالِم) ابْن الْبراق المغربي مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الْهَمدَانِي بِالْمِيم الساكنة وَالدَّال الْمُهْملَة الْمَعْرُوف بِابْن الْبراق من أهل وَادي آش سكن مرسية وبلنسية وَكتب بهَا الحَدِيث وَسمع من شيوخها ثمَّ انْصَرف إِلَى بَلَده وَتُوفِّي هُنَاكَ سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي التُّحْفَة (للفجر من خلل السَّحَاب تشوف ... وعَلى المذاكي عزةٌ وتشرف) (فَكَأَن موشيّ الدرانك سندسٌ ... وَكَأن منضود الأرائك رَفْرَف) (ولربما سجعت هُنَاكَ حمائمٌ ... فحسبت أَن بهَا قياناً تعزف) وَقَوله فِي لابس أصفر (برح بِي ذُو محاسنٍ صرفت ... لواحظ الْخلق عَن سنا الفلق) (تشتاقه أضلعي وَإِن رشقت ... أحناءها مِنْهُ أسْهم الحدق) (يعطفه التيه فِي مصبغةٍ ... بثت هُنَاكَ الشعاع فِي الْأُفق)

(كَالشَّمْسِ عِنْد الْأَصِيل قد لبست ... صفرتها تَحت حمرَة الشَّفق) وَقَوله فِي مليح لبس أطماراً قَالَه ارتجالاً (عاينته ثني أطمارٍ يزان بهَا ... مَا بَين مستترٍ مِنْهَا ومنكشف) (كَأَنَّهُ قمرٌ دارت بِهِ سحبٌ ... فالبعض منكشف وَالْبَعْض فِي سدف) ابْن المرخي المغربي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز اللَّخْمِيّ الْكَاتِب من أهل إشبيلية وَيعرف بِابْن المرخي بخاء مُعْجمَة بعد الرَّاء كَانَ أَبوهُ أَبُو الحكم كَاتبا وَأما جده أَبُو بكر فنظير ابْن أبي الْخِصَال فِي بلاغته وَبَيَانه وبيته عريق فِي النباهة وَالْكِتَابَة) توفّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة لَهُ كتاب فِي الْخَيل وَكتاب حلية الأديب فِي اخْتِصَار الْغَرِيب المُصَنّف أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار يُخَاطب أستاذه الْمَعْرُوف باللص (سأهجر الْعلم لَا بغضاً وَلَا كسلا ... حَتَّى يُقَال ارعوى عَن حبه وسلا) (وَلَا أمرّ ببيتٍ فِيهِ مَسْكَنه ... كي لَا يمثل شوقي حَيْثُمَا مثلا) (إِذا ظمئت وَكَانَ العذب مُمْتَنعا ... فلست عَن غير ذَاك العذب مُعْتَزِلا) (إِذا طردت قصياً عَن حياضكم ... فَإِن نَفسِي مِمَّا تكره النهلا) (قد كَانَ عِنْدِي زعيم الْقَوْم عالمهم ... فاليوم عِنْدِي زعيم الْقَوْم من جهلا) (مَا إِن رَأَيْت الَّذِي يزْدَاد معرفَة ... إِلَّا يزِيد انتقاصاً كلما كملا) (وَآيَة الصدْق فِي قولي وتجربتي ... أَن الجوّاد على العلات مَا وَألا) ابْن حمادو الصنهاجي مُحَمَّد بن عَليّ بن حمادوبالحاء الْمُهْملَة وَبعد الدَّال الْمُهْملَة وَاو الصنهاجي من أهل قلعة حَمَّاد ولي قَضَاء الجزيرة الخضراء وَقَضَاء سلا توفّي سنة سبع وَعشْرين وست مائَة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار (أَبَا عبد الْإِلَه إِلَيْك أَشْكُو ... لواعج بَين جانحتي تذكو) (بَعدت عَن الديار وساكنيها ... وَفرق بَيْننَا فلكٌ وفلك) (وَلم يعدل لعمر الله عِنْدِي ... فِرَاق أحبةٍ ملكٌ وَملك) وَقَالَ يهنئ باسترجاع بِلَاد إفريقية والظهور على يحيى بن إِسْحَق (فتوحٌ لَهَا فِي كل يَوْم تلاحق ... كَمَا استبقت يَوْم الرِّهَان السوابق) (تَجِيء وَمَا بَين الزمانين مهلةٌ ... كَمَا نسق الْمَعْطُوف بِالْوَاو ناسق)

(بشائر تعلوها تباشير مِثْلَمَا ... تبلج صبحٌ أَو تألق بارق) (وراقت بِلَاد الله فَهِيَ نضارةً ... خمائل يندى زهرها وَحَدَائِق) (كَذَا فَلْيَكُن فتحٌ وَإِلَّا فإننا ... جَمِيع فتوح الْعَالمين مغالق) (إِذا أَقرَأ الْقُرْآن فِي غسق الدجى ... أبيّ بن كَعْب لم يغن مُخَارق) الطَّبِيب الشريشي مُحَمَّد بن عَليّ بن رِفَاعَة الشريشي الطَّبِيب) قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ أسمر اللَّوْن أبرص وَهُوَ الْقَائِل (شريش مَا هِيَ إِلَّا ... تَصْحِيف شرٍ تبين) (فارحل فديتك عَنْهَا ... إِن كنت مِمَّن تدين) (فَلم يسد قطّ فِيهَا ... حرٌ وَلَا من تعين) ابْن القبيطي مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمْزَة بن فَارس الْحَرَّانِي ابو الْفرج الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن القبيطي قَالَ ابْن النجار أَخُو شَيخنَا حَمْزَة سمع الْكثير فِي صباه مَعَ أَخِيه من أبي عبد الله الْحُسَيْن وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الْخياط وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن السلال الْوراق وَأبي بكر أَحْمد ابْن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدَّلال وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأُرموي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن الطرائفي وَأبي الْحسن أَحْمد بن عبد الله بن عليّ بن الأبنوسي وَأبي الْقَاسِم عَليّ بن عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن الصّباغ وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحُسَيْن بن الحاسب وَأبي سعد أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ وَأبي الْحسن سعد الْخَيْر بن مُحَمَّد بن سهل الْأنْصَارِيّ وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ وَأبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نَبهَان الرقي وَأبي حَفْص عمر بن ظفر المغازلي وَخلق كثير سواهُم وَعمر حَتَّى حدث بالكثير وانتشرت عَنهُ الرِّوَايَة وَانْفَرَدَ بِقِطْعَة من مسموعاته قَالَ ابْن النجار قَرَأت عَلَيْهِ كثيرا وَكَانَ صَدُوقًا مرضِي الْأَخْلَاق مَحْمُود الطَّرِيقَة سليم الْجَانِب طيب الْأَخْلَاق حُلْو المجالسة حفظَة للحكايات والأشعار لَا يمل جليسه مِنْهُ مضى عمره فِي استقامة وَحسن طَريقَة مولده سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة ووفاته سنة تسع وست مائَة ابْن البواب مُحَمَّد بن عَليّ ابْن البواب أَبُو عبيد الله الْموصِلِي ذكره البلطي أَنه كَانَ معلما قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَهُوَ الْآن يعِيش وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة لَهُ مفقطعات حَسَنَة فَمن ذَلِك مَا أنشدنيه فِي وَالِده لي أبٌ كل مَا بِهِ يُوصف الناسفهو مِنْهُ مبرا (فَهُوَ كالصل من بَنَات الأفاعي ... كلما زَاد عمره زَاد شرا) قَالَ وأنشدني لَهُ أَيْضا) (أدرها لقد قَامَ السَّفِيه عَليّ رجل ... وَحكم جَيش الْجَهْل فِي عَالم الْفضل)

الْوَزير الْجواد مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي مَنْصُور الصاحب جمال الدّين أَبُو جَعْفَر الْأَصْبَهَانِيّ الملقب بالجواد وَزِير صَاحب الْموصل أتابك زنكي بن آقسنقر كَانَ نبيلاً رَئِيسا دمث الْأَخْلَاق حسن المحاضرة مَحْبُوب الصُّورَة سَمحا كَرِيمًا مدحه القيسراني بالقصيدة الَّتِي أَولهَا (سقى الله بالزوراء من جَانب الغرب ... مهاً وَردت عين الْحَيَاة من الْقلب) كَانَ جده أَبُو مَنْصُور فهاداً للسُّلْطَان ملكشاه بن الب رسْلَان السلجوقي فتأدب وَلَده وسمت همته وخدم فِي مناصب علية وصاهر الأكابر فَلَمَّا ولد لَهُ جمال الدّين الْمَذْكُور عني بتأديبه وتهذيبه ثمَّ رتب فِي ديوَان الْعرض للسُّلْطَان مَحْمُود بن ملكشاه فظهرت كِفَايَته فَلَمَّا تولى اتابك زنكي الْموصل وَمَا والاها استخدم جمال الدّين الْمَذْكُور وقربه واستصحبه مَعَه إِلَيْهَا وولاه نَصِيبين فظهرت كِفَايَته وأضاف إِلَيْهِ الرحبة فأبان عَن كِفَايَة وعفة فَجعله مشرف مَمْلَكَته وَحكمه تحكيماً لَا مزِيد عَلَيْهِ وَكَانَ الْوَزير يومئذٍ ضِيَاء الدّين الكفرتوثي فَلَمَّا توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة تولى الوزارة بعده أَبُو الرِّضَا ابْن صَدَقَة وجمال الدّين الْمَذْكُور فخف على قلب زنكي وَلم يظْهر جمال الدّين فِي حَيَاة زنكي مَالا وَلَا نعْمَة إِلَى أَن توفّي على قلعة جعبر فرتبه سيف الدّين غَازِي ابْن اتابك فِي وزارته فَظهر جوده حِينَئِذٍ بالعطايا وَبَالغ فِي الْإِنْفَاق حَتَّى عرف بالجواد وَأثر آثاراً جميلَة وأجرى المَاء إِلَى عَرَفَات أَيَّام الْمَوْسِم من مَكَان بعيد وَعمل الدرج من أَسْفَل الْجَبَل إِلَى أَعْلَاهُ وَبنى سور مَدِينَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا كَانَ خرب من الْمَسْجِد وَكَانَ يحمل فِي كل سنة إِلَى مَكَّة وَإِلَى الْمَدِينَة من الْأَمْوَال وَكِسْوَة الْفُقَرَاء والمنقطعين مَا يقوم بهم مُدَّة سنة كَامِلَة وَكَانَ لَهُ ديوَان مُرَتّب باسم أَرْبَاب الرسوم والقصاد وتنوع فِي فعل الْخَيْر وواسى النَّاس زمن الغلاء وَكَانَ إقطاعه عشر مغل الْبِلَاد على جاري عَادَة وزراء السلجوقية وأباع يَوْمًا بقياره وَصَرفه للمحاويج وَله مَكَارِم جمة كَثِيرَة وَأقَام على هَذَا الْحَال إِلَى أَن توفّي مخدومه غَازِي وَقَامَ بعده قطب الدّين مودود فَاسْتَكْثر إقطاعه وَثقل عَلَيْهِ أمره فَقبض عَلَيْهِ وحبسه وَلم يزل مسجوناً حَتَّى توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وَصلي عَلَيْهِ وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً من بكاء الضُّعَفَاء والأرامل) والأيتام وضجيجهم حول جنَازَته وَدفن بالموصل إِلَى بعض سنة سِتِّينَ ثمَّ نقل إِلَى مَكَّة وطيف بِهِ حول الْكَعْبَة وطافوا بِهِ مرَارًا مُدَّة مقامهم وَكَانَ يَوْم دُخُوله يَوْمًا مشهوداً وَكَانَ مَعَه شخص يذكر مآثره ويعدد محاسنه إِذا وصلوا بِهِ إِلَى المزارات فَلَمَّا انْتهى إِلَى الْكَعْبَة وقف وَأنْشد (يَا كعبة الْإِسْلَام هَذَا الَّذِي ... جَاءَك يسْعَى كعبة الْجُود) (قصدت فِي الْعَام وَهَذَا الَّذِي ... لم يخل يَوْمًا غير مَقْصُود) ثمَّ حمل إِلَى الْمَدِينَة صلوَات الله على ساكنها وَسَلَامه وَدفن بِالبَقِيعِ بعد أَن أَدخل الْمَدِينَة وطيف بِهِ حول حجرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأنْشد الشَّخْص الْمَذْكُور

(سرى نعشه فَوق الرّقاب وطالما ... سرى جوده فَوق الركاب ونائله) (يمر على الْوَادي فتثني رماله ... عَلَيْهِ وبالنادي فتثني أرامله) قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين خالفوا بِهِ السّنة انْتهى قلت سَيَأْتِي ذكر وَلَده الْوَزير جلال الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ فِي مَكَانَهُ فِي حرف الْعين أَبُو الْفَتْح النطنزي مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح الْكَاتِب أَبُو الْفَتْح النطنزي كَانَ من البلغاء أهل النّظم والنثر سَافر الْبِلَاد وَلَقي الأكابر وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ يحب الْعلم وَالسّنة وَيكثر الصَّدَقَة وَالصِّيَام ونادم الْمُلُوك والسلاطين وَكَانَت لَهُ وجاهة عَظِيمَة عِنْدهم وَكَانَ تياهاً عَلَيْهِم متواضعاً لأهل الْعلم سمع الْكثير بأصبهان وخراسان وبغداد وَلم يمتع بالرواية توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْخمس مائَة أورد لَهُ ابْن النجار قَوْله (أقدم أستاذي على وَالِدي وَإِن ... تضَاعف لي من وَالِدي الْبر واللطف) (فَهَذَا مربي النَّفس وَالنَّفس جوهرٌ ... وَذَاكَ مربي الْجِسْم وَهُوَ لَهَا صدف) وَقَوله (أَن تراني عريت بعد رياشٍ ... فجمال السيوف حِين تشام) (واختصار الخصور فِي الْبيض تمٌ ... وَكَذَا صِحَة الجفون السقام) وَقَوله (أيا طَالب الْمَذْهَب الْمُجْتَبى ... تعلم من النحلة المذهبا) (إِذا أكلت أكلت طيبا ... وَإِن أطعمت أطعمت طيبا) ) (وَكن فِي دفاع الْأَذَى نَاظرا ... إِلَيْهَا إِذا ركبت مركبا) وَقَوله (يَا طَالبا للْعلم كي يحظى بِهِ ... دنيا وديناً حظوةً تعليه) (اسْمَعْهُ ثمَّ احفظه ثمَّ اعْمَلْ بِهِ ... لله ثمَّ انشره فِي أهليه) وَمن شعره (وَلما تنكبنا الْكَثِيب وأبلغت ... لنا السدة العلياء قلت لصاحبي) (أَلا فانشرح صَدرا فَلم يبْق بَيْننَا ... وَبَين المنى إِلَّا إناخة رَاكب) مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يَاسر ابو بكر الْأنْصَارِيّ الجياني قدم دمشق وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة فَفتح مكتباً عِنْد قنطرة سِنَان وتفقه على أبي الْفَتْح نصر الله

المصِّيصِي ثمَّ زامل الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر إِلَى بَغْدَاد وَسمع وَدخل نيسابور ومرو وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة الجصاني صَاحب الحماسة مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حمدَان بن الْحُسَيْن أَبُو الْغَنَائِم الجصاني بِالْجِيم وَالصَّاد الْمُهْملَة مُشَدّدَة الهيتي الأديب اللّغَوِيّ نزيل الأنبار وينسب إِلَى جصين أحد مُلُوك الْفرس كَانَ صَاحب قلعة عِنْد الأنبار صنف كتاب رَوْضَة الْآدَاب فِي اللُّغَة والمثلث الحمداني والحماسة وَغير ذَلِك توفّي سنة سبعين وَخمْس مائَة أَو قبل ذَلِك أَبُو الْفضل ابْن الطّيب مُحَمَّد بن عَليّ بن الطّيب ابو الْفضل الْوَزير نَاب عَن الْوَزير ابْن عميد الدولة ابي سعد ابْن عبد الرَّحِيم وَأبي عَليّ ابْن مَاكُولَا كَانَ فَاضلا أديباً أورد لَهُ ابْن النجار عكبرا أَرض بهَا اللَّذَّات من عَيْش وَطيب فاسقني من حلب الْكَرم على صَوت العروب (إِنَّمَا الدُّنْيَا حديثٌ ... لصدوقٍ أَو كذوب) فاستلب أَيَّام لذاتك من أَيدي الخطوب ولد سنة سِتّ وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة) أَبُو مَنْصُور القنائي مُحَمَّد بن عَليّ بن الطّيب القنائي من ديرقنابالقاف وَالنُّون الْمُشَدّدَة نَاحيَة بالنهروان أَبُو مَنْصُور الأديب أورد لَهُ ابْن النجار (يَحْكِي البدور وجوههن تبلجاً ... ولهن من هيف الغصون قدود) (وثغورهن إِذا ابتسمن كَأَنَّهَا ... لنحورهن قلائدٌ وعقود) (أشجىً بوجدي والقلوب خليةٌ ... عني وأسهر والعيون رقود) رشيد الدّين المازندراني الشيعي مُحَمَّد بن عَليّ بن شهراسوب الثَّانِيَة سين مُهْملَة أَبُو جَعْفَر السروري المازندراني رشيد الدّين الشيعي أحد شُيُوخ الشِّيعَة حفظ الْقُرْآن وَله ثَمَان سِنِين وَبلغ النِّهَايَة فِي أصُول الشِّيعَة كَانَ يرحل إِلَيْهِ من الْبِلَاد ثمَّ تقدم فِي علم الْقُرْآن والغريب والنحو وَوعظ على الْمِنْبَر أَيَّام المقتفي بِبَغْدَاد فأعجبه وخلع عَلَيْهِ وَكَانَ بهي المنظر حسن الْوَجْه والشيبة صَدُوق اللهجة مليح المحاورة وَاسع الْعلم كثير الْخُشُوع وَالْعِبَادَة والتهجد لَا يكون إِلَّا على وضوء أثنى عَلَيْهِ ابْن أبي طي فِي تَارِيخه ثَنَاء كثير توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن تصانيف المازندراني كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ الْفُصُول جمع فِيهِ أُمَّهَات الْمسَائِل

وَكتاب الْمكنون المحزون فِي عُيُون الْفُنُون كتاب أَسبَاب نزُول الْقُرْآن كتاب متشابه الْقُرْآن كتاب الْأَعْلَام والطرائق فِي الْحُدُود والحقائق كتاب مَنَاقِب آل أبي طَالب كتاب المثالب كتاب الْمَائِدَة والفائدة جمع فِيهِ أَشْيَاء من النَّوَادِر والفوائد عَاشَ تسعا وَتِسْعين سنة وشهرين وَنصفا وَتُوفِّي بحلب فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور ابْن الدهان الحاسب مُحَمَّد بن عَليّ بن شُعَيْب فَخر الدّين أَبُو شُجَاع ابْن الدهان الفرضي الأديب الحاسب وَهُوَ أول من وضع الْفَرَائِض على شكل الْمِنْبَر وَجمع تَارِيخا جيدا وصنف غَرِيب الحَدِيث فِي عدَّة مجلدات وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم النُّجُوم توفّي سنة تسعين وَخمْس مائَة وَمن نظمه فِي ابْن الدهان الْمَعْرُوف بالناصح أبي مُحَمَّد سعيد بن الْمُبَارك النَّحْوِيّ وَكَانَ مخلاً بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ (لَا يبعد الدهان أَن ابْنه ... أدهن مِنْهُ بطريقين) ) (من عَجَبِ الدَّهرِ فحدِّث بِهِ ... بفرْدِ عينٍ وبوجهين) وَكتب إِلَى تَاج الدّين الْكِنْدِيّ (يَا زيد زادك رَبِّي من مواهبه ... نعماء يعجز عَن إِدْرَاكهَا الأملُ) (لَا غيرّ الله حَالا قد حباك بِهِ ... مَا دَار بَين النُّحَاة الْحَال والبدلُ) (النحوُ أَنْت احقّ الْعَالمين بِهِ ... لأنَّ باسمِك فِيهِ يضْرب الْمثل) وَلما جَاءَت دولة بني أَيُّوب تردد بَين أَوْلَاد اتابك وَصَلَاح الدّين عدَّة نوب وسفر بَينهم فِي إصْلَاح الْحَال ابْن الْمعلم مُحَمَّد بن عَليّ بن فَارس نجم الدّين ابو الْغَنَائِم ابْن الْمعلم الوَاسِطِيّ الهرثي والهرث من قرى وَاسِط انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الشّعْر فِي زَمَانه وَطَالَ عمره ولد سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن الدبيثي سَمِعت عَلَيْهِ أَكثر شعره وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن التعاويذي الشَّاعِر تنافس وهجاه ابْن التعاويذي وَكَانَ ابْن الْجَوْزِيّ يَوْمًا على الْمِنْبَر فَقيل لِابْنِ الْمعلم هَذَا ابْن الْجَوْزِيّ على الْمِنْبَر يتَكَلَّم فشق النَّاس وَجلسَ وَلم يعلم بِهِ أحد فَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مستشهداً على بعض إشاراته وَلَقَد أحسن ابْن الْمعلم حَيْثُ يَقُول (يزْدَاد فِي مسمعي تكْرَار ذكركُمْ ... طيبا وَيحسن فِي قلبِي مكرره)

وَكَانَ يستشهد بِشعرِهِ كثيرا فِي تصانيفه وعَلى الْمِنْبَر فِي وعظه وشعره ينفع الوعاظ لِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ ذكر الصبابة والغرام والشوق والارتياح فَلهَذَا خف على الأسماع وراج على الْقُلُوب وطربت لَهُ النُّفُوس ووقف هُوَ والأبله الْعِرَاقِيّ وَابْن التعاويذي على القصيدة الَّتِي نظمها ابْن صردر وأولها (أكذا يجازى ود كل قرين ... أم هَذِه شيم الظباء الْعين) نظم الأبله على وَزنهَا وَابْن التعاويذي أَيْضا وَابْن الْمعلم وَكَانَ الَّذِي قَالَه ابْن الْمعلم (مَا وَقْفَة الْحَادِي على يبرين ... وَهُوَ الخلي من الظباء الْعين) (إِلَّا ليمنحني جوىً ويزيدني ... مَرضا على مرضِي وَلَا يبرين) مِنْهَا) (قسما بِمَا ضمت عَلَيْهِ شفاههم ... من قرقفٍ فِي لُؤْلُؤ مَكْنُون) (أَن شَارف الْحَادِي الغوير لأقضين ... نحبي وَمن لي أَن تبر يَمِيني) (وَلَقَد مَرَرْت على العقيق بزفرةٍ ... أَمْسَى الْأَرَاك بهَا بِغَيْر غصون) (فَبكى الْحمام وَمَا يجن صبابتي ... وشكا الْمطِي وَمَا تحن حنيني) قلت لَو كَانَ لي حكم فِي أول هَذِه القصيدة لَقلت (مَا وَقْفَة الْحَادِي على يبرين ... إِلَّا ليمرضني وَمَا يبريني) ليحصل لَهُ الجناس الَّذِي أَرَادَهُ فِي بَيت وَاحِد وَمن شعر ابْن الْمعلم (أجيراننا أَن الدُّمُوع الَّتِي جرت ... رخاصاً على أَيدي النَّوَى لغوالي) (أقِيمُوا على الْوَادي وَلَو عمر ساعةٍ ... كلوث إزارٍ أَو كحل عقال) (وجودوا على صدق الْفِرَاق بنظرة ... تعلل قلبِي مِنْكُم بمحال) وَمِنْه (تنبهي يَا عذبات الرند ... كم ذَا الْكرَى هَب نسيم نجد) (مر على الرَّوْض وَجَاء سحرًا ... يسحب ثوبي أرجٍ وَبرد) (حَتَّى إِذا عانقت مِنْهَا نفحةً ... عَاد سموماً والغرام يعدي) (وَاعجَبا مني أستشفي الصِّبَا ... وَمَا تزيد النَّار غير وَقد) (أعلل الْقلب ببان رامةٍ ... وَمَا يَنُوب غصنٌ عَن قد) (وأسأل الرّبع وَمن لي لَو وعى ... رَجَعَ الْكَلَام أَو سخا برد) (تعلة وقوفنا بطللٍ ... وضلة سؤالنا لصلد) (وأقتضي النوح حمامات اللوى ... هَيْهَات مَا عِنْد اللوى مَا عِنْدِي)

(قد كنت استبكي الْحمام لَو شفا ... وَكنت أستشفي الصِّبَا لَو تجدي) مِنْهَا (مَا فَصمت أَيدي النَّوَى عرى الْهوى ... عني وَلَا حلت عُقُود الود) (وأنتِ يَا عَيْني وعدت بالبكا ... هَذَا الْفِرَاق فانعمي بالوعد) وَمِنْه قَوْله (دع التجلد وامدد للغرام يدا ... من غَالب الشوق أَمْسَى وَهُوَ مغلوب) ) (مَا خلت أَن الْهوى يقْضى عَليّ بِهِ ... وَالْحب كالحين للْإنْسَان مجلوب) (وَلم أخل أَن سر الوجد يَفْضَحهُ ... من الحمائم تغريدٌ وتطريب) (حَتَّى صدحن وَهل سرٌ يصان ولل ... أنفاس والدمع تصعيدٌ وتصويب) (فَمَا بدا البارق الْعلوِي مُعْتَرضًا ... إِلَّا انثنيت وَعِنْدِي مِنْهُ ألهوب) (كَأَنَّمَا هُوَ من جنبيّ مخترطٌ ... للومض أَو هُوَ فِي جنبيّ مقروب) وَمِنْه قَوْله (كلفي فِيكُم قديمٌ عَهده ... مَا صباباتي بكم مستكسبه) (أَيْن ورق الْجزع من لي أَن أرى ... عجمه إِن لم أشاهد عربه) (وَنعم ذَا بَان حزوى فاسألوا ... إِن شَكَكْتُمْ فِي عَذَابي عذبه) (عَن جفوني النّوم من بعده ... وَإِلَى جسمي الضنا من قربه) (وصلوا طيفاً إِذا لم تصلوا ... مستهاماً قد قطعْتُمْ سَببه) (فَإلَى أَن تحسنوا صنعا بِنَا ... قد أَسَاءَ الْحبّ فِينَا أدبه) (اعشق اللوم لحبي ذكركُمْ ... يَا لمرٍ فِي الْهوى مَا أعذبه) (فاكشفوا لي سر مَا ألْقى بكم ... فَلَقَد أشكل مَا بِي واشتبه) ابْن القصاب الْوَزير مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْمُبَارك الْوَزير مؤيد الدّين أَبُو الْفضل ابْن القصاب الْبَغْدَادِيّ كَانَ ذَا رَأْي وشهامة وحزم وغور بعيد وهمة عالية كَانَ أديباً شَاعِرًا ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء مُدَّة ثمَّ نَاب فِي وزارة الْخلَافَة وَسَار بعسكر الْخَلِيفَة وَفتح همذان وأصبهان وحاصر الرّيّ وَمتْن وَصَارَت لَهُ هَيْبَة فِي النُّفُوس فَلَمَّا عَاد ولي الوزارة ثمَّ خرج بالجيوش إِلَى همذان فَتوفي بظاهرها وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي السعادات ابْن الشجري وَكَانَت وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمن شعره قَوْله فِي ولد يرثيه (وَإِذا ذكرتك وَالَّذِي فعل البلى ... بِجَمَال وَجهك جَاءَ مَا لَا يدْفع)

قَالَ يَوْمًا أحسن مَا قيل فِي الرَّأْي قَول ابْن حيوس (وَلَو شيب مَاء الْبَحْر بِالدَّمِ لاغتدى ... يفصل بَين المَاء بِالرَّأْيِ وَالدَّم) ) فَقَالَ أَبُو بكر الْمُبَارك بن الْمُبَارك بن سعيد الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ قَوْله لَو شيب يَجْعَل نَفسه بالمرصاد لهَذَا وَلَو قَالَ لَو أَرَادَ لفعل كَذَا لَكَانَ أحسن ثمَّ قَوْله بَين المَاء وَالدَّم هما جِنْسَانِ مُخْتَلِفَانِ فَقَالَ شيخ الشُّيُوخ عبد الرَّحِيم صدقت وَإِنَّمَا القَوْل قَول المتنبي (قاضٍ إِذا اشْتبهَ الْأَمْرَانِ عنّ لَهُ ... رأيٌ يفرق بَين المَاء وَاللَّبن) فَقَالَ أَبُو بكر هَذَا أحسن وَلَكِن قَالَ بَين المَاء وَاللَّبن وَأَنا أفصل بَين المَاء وَاللَّبن بِأَن أغمس فِيهِ البردي ثمَّ أعصره فَلَا يشرب إِلَّا المَاء ثمَّ نظمت بَيْتَيْنِ لم يلْحق المتنبي غبارهما وهما (وَلَو وَقعت فِي لجة الْبَحْر قطرةٌ ... من المزن يَوْمًا ثمَّ لَو شَاءَ مازها) (وَلَو ملك الدُّنْيَا فأضحى مُلُوكهَا ... عبيدا لَهُ فِي الشرق والغرب مازها) القَاضِي محيي الدّين ابْن الزكي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ قَاضِي قُضَاة الشَّام محيي الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين أبي الْحسن ابْن قَاضِي الْقُضَاة الْمُنْتَخب أبي الْمَعَالِي ابْن قَاضِي الْقُضَاة الزكي أبي الْمفضل الْقرشِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة خمسين وَخمْس مائَة وَقَرَأَ الْمَذْهَب على جمَاعَة وَسمع وَالِده وَجَمَاعَة وَهُوَ من بَيت الْقَضَاء والحشمة والأصالة وَالْعلم وَكَانَ حسن اللَّفْظ والخط شهد فتح الْقُدس مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَكَانَ لَهُ يَوْمئِذٍ ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة واسْمه على قبَّة النسْر فِي التثمين بِخَط كُوفِي أَبيض وخطب أول جُمُعَة فِي الْقُدس تِلْكَ الْخطْبَة البليغة وَلم يكن استعد لَهَا بل خرج إِلَيْهِ وَقد أذن المؤذنون على السدة رِسَالَة السُّلْطَان أَن يخْطب وَيُصلي بِالنَّاسِ وَهَذَا مقَام صَعب وَقد ذكرهَا ابْن خلكان فِي تَارِيخه وَجَرت لَهُ قَضِيَّة مَعَ الإسماعيلية بِسَبَب قتل شخص مِنْهُم فَلذَلِك فتح لَهُ بَاب سر إِلَى الْجَامِع من دَاره الَّتِي بِبَاب الْبَرِيد لأجل صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ ينْهَى عَن الِاشْتِغَال بكتب الْمنطق والجدل وَقطع مجلدات فِي مَجْلِسه من ذَلِك وَكَانَ قد تظاهر بترك النِّيَابَة عَن القَاضِي ابْن أبي عصرون فَأرْسل إِلَيْهِ السُّلْطَان صَلَاح الدّين مجد الدّين ابْن النّحاس وَالِد الْعِمَاد عبد الله الرَّاوِي وَأمره أَن يضْرب عَليّ علامته فِي مجْلِس حكمه فَلَزِمَ بَيته حَيَاء واستناب ابْن أبي عصرون الْخَطِيب ضيَاع الدّين الدولعي وَأرْسل إِلَيْهِ الْخَلِيفَة بالنيابة مَعَ الْبَدْر يُونُس الفارقي فَرده وَشَتمه فَأرْسل إِلَى جمال الدّين ابْن الحرستاني) فناب عَنهُ ثمَّ توفّي ابْن أبي عصرون وَولي محيي الدّين الْقَضَاء وعظمت رتبته عِنْد صَلَاح الدّين وَسَار إِلَى مصر رَسُولا من الْملك الْعَادِل إِلَى الْعَزِيز ومكاتبات القَاضِي الْفَاضِل إِلَيْهِ مجلدة كَبِيرَة وَلما فتح السُّلْطَان مَدِينَة حلب سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة أنْشدهُ القَاضِي محيي الدّين قصيدة بائيةً أَجَاد فِيهَا وَمِنْهَا

(وفتحك القلعة الشَّهْبَاء فِي صفر ... مبشرٌ بفتوح الْقُدس فِي رَجَب) فَكَانَ فتوح الْقُدس كَمَا قَالَ لثلاث بَقينَ من شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَقيل لمحيي الدّين من أَيْن لَك ذلكفقال أَخَذته من تَفْسِير ابْن برجان فِي قَوْله تَعَالَى ألم غلبت الرّوم فِي أدنى الأَرْض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فِي بضع سِنِين ووفاته فِي سَابِع شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة أَبُو المفاخر النوقاني الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عَليّ بن نصر بن أبي سعيد النوقاني أَبُو المفاخر الْفَقِيه الشَّافِعِي درس الْفِقْه بنيسابور على مُحَمَّد بن يحيى وَأقَام عِنْده حَتَّى حصل قِطْعَة صَالِحَة من الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف وَقدم بَغْدَاد واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ وَحضر عِنْده الْفُقَهَاء وعلقوا عَنهُ طَرِيقَته فِي الْخلاف وجدلاً أَلفه وَولي مدرسة أم الإِمَام النَّاصِر وَكَانَ عَالما كَامِلا نبيلاً لَهُ الْيَد الباسطة فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَله يَد فِي التَّفْسِير والمنطق وَعقد مجَالِس الْوَعْظ قَدِيما قَالَ ابْن النجار وَأكْثر الْفُقَهَاء والمدرسين بِبَغْدَاد من الشَّافِعِيَّة والحنابلة تلاميذه وَكَانَ مَعَ ذَلِك صَالحا دينا حَافِظًا لأوقاته لَا يضيع مِنْهَا سَاعَة فِي غير أشغال أَو اشْتِغَال أَو مطالعة أَو نسخ وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وسخاء وبذل لما فِي يَده حدث بِبَغْدَاد بِكِتَاب الْأَرْبَعين لشيخه مُحَمَّد بن يحيى توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة قَاضِي أسيوط أَبُو البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن القَاضِي أَبُو البركات الْأنْصَارِيّ الْموصِلِي الشَّافِعِي ولي الْقَضَاء بأسيوط زِيَادَة على عشْرين سنة وبحماة مُدَّة ثَمَان سِنِين أَيَّام نور الدّين وَجمع كتابا) سَمَّاهُ عُيُون الْأَخْبَار وغرر الحكايات والأشعار وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا فِي أَرْبَعِينَ مَدِينَة وَخرج مُعْجم النِّسَاء وَفِي سنة سِتّ مائَة كَانَت وَفَاته نظام الدّين ابْن الخروف مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف نظام الدّين ابْن الخروف الْقَيْسِي الْقُرْطُبِيّ الشَّاعِر مَاتَ فِي سنة أَربع وست مائَة متردياً فِي جب بحلب كتب إِلَى القَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد يطْلب مِنْهُ فَرْوَة طلبت مَخَافَة الأنواء من نعماك جلد أبي (حَلَبْتُ الدهرَ أَشطُرَهُ ... وَفِي حلبٍ صفا حَلَبي) وَبَعْضهمْ يَقُول فِيهِ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ قَاضِي أربل الكفرعزي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْجَارُود أَبُو عبد الله الماراني بالنُّون بعد الأل فالكفرعزي قَاضِي أربل كَانَ عَالما متصوناً جَاوز الثَّمَانِينَ ووفاته سنة تسع وَعشْرين وست مائَة من شعره

الصاحب كَمَال الدّين ابْن مهَاجر مُحَمَّد بن عَليّ بن مهَاجر الصاحب كَمَال الدّين أَبُو الْكَرم الْموصِلِي قدم دمشق وسكنها وَسمع وروى قَالَ نجم الدّين ابْن السَّائِق سكن فِي دَار ابْن البانياسي وَشرع فِي الصَّدقَات وَشِرَاء الْأَمْلَاك ليوقفها وَكَانَ اتّفق مَعَ وَالِدي على عمل رصيف عقبَة الْكَتَّان وَقَالَ تَجِيء غَدا وَتَأْخُذ دَرَاهِم لعملها فَلَمَّا أصبح بعث إِلَيْهِ الْأَشْرَف جرزة بنفسج وَقَالَ هَذِه بركَة السّنة فَأَخذهَا وشمها فَكَانَت القاضية وَأصْبح مَيتا فورثه السُّلْطَان وأعطوا من تركته ألف دِرْهَم فاشتروا لَهُ تربة فِي سوق الصالحية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك بنى الصاحب تَقِيّ الدّين تَوْبَة بن عَليّ بن مهَاجر التكريتي فِي حيطان التربة خمس دكاكين وَادّعى أَنه ابْن عَمه قَالَ أَبُو المظفر ابْن الْجَوْزِيّ بلغ قيمَة مَا خلف الصاحب كَمَال الدّين ثَلَاث مائَة ألف دِينَار وَأرَانِي الْملك الْأَشْرَف سبْحَة فِيهَا مائَة حَبَّة مثل بَيَاض الْحمام يَعْنِي من التَّرِكَة وَكَانَت وَفَاته فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة سبط الشاطبي مُحَمَّد بن عَليّ بن شُجَاع محيي الدّين ابو عبد الله الْقرشِي سبط الشَّيْخ الشاطبي) صَاحب القصيدة كَانَ عِنْده أدب وَله فضل ونظم ونثر حسن الْأَخْلَاق طيب الْعشْرَة ووالده الْحَاج كَمَال الدّين الضَّرِير كَانَ من الصلحاء الْفُضَلَاء توة فِي محيي الدّين بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى ومولده سنة أَربع عشرَة وست مائَة الشَّيْخ محيي الدّين ابْن عَرَبِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الشَّيْخ محيي الدّين أَبُو بكر الطَّائِي الْحَاتِمِي الأندلسي الْمَعْرُوف بِابْن عَرَبِيّ صَاحب المصنفات فِي التصوف وَغَيره ولد فِي شهر رَمَضَان سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة بمرسية ذكر أَنه سمع بمرسية من ابْن بشكوال وبإشبيلية وبمكة كتاب التِّرْمِذِيّ وَسمع بِدِمَشْق وبغداد وَسكن الرّوم يُقَال أَنه رَكبه صَاحب الرّوم يَوْمًا فَقَالَ هَذَا بدعوة الْأسود فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ خدمت بِمَكَّة بعض الصلحاء فَقَالَ يَوْمًا الله يذل لَك أعز خلقه أَو كَمَا قَالَ وَقيل إِن صَاحب الرّوم أَمر لَهُ بدار تَسَاوِي مائَة ألف دِرْهَم على مَا قيل فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا قَالَ لَهُ بعض السُّؤَال شَيْء للهفقال مَا لي غير هَذِه الدَّار خُذْهَا لكقال ابْن مسدى فِي جملَة تَرْجَمته كَانَ ظاهري الْمَذْهَب فِي الْعِبَادَات باطني النّظر فِي الاعتقادات وَكتب لبَعض الْوُلَاة ثمَّ حج وَلم يرجع إِلَى بَلَده وروى عَن السلَفِي بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وبرع فِي علم التصوف وَله فِيهِ مصنفات كَثِيرَة وَلَقي جمَاعَة من الْعلمَاء والمتعبدين

وَأخذُوا عَنهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام هَذَا شيخ سوء كَذَّاب يَقُول بقدم الْعَالم وَلَا يحرم فرجا هَكَذَا حَدثنِي شَيخنَا ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي بِهِ عَن جمَاعَة حدثوه عَن شَيخنَا ابْن دَقِيق الْعِيد أَنه سمع الشَّيْخ عز الدّين يَقُول ذَلِك وحَدثني بذلك المقاتلي ونقلته من خطّ أبي الْفَتْح ابْن سيد النَّاس أَنه سَمعه من ابْن دَقِيق الْعِيد انْتهى قلت وقفت على كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ الفتوحات المكية لِأَنَّهُ صنفه بِمَكَّة وَهُوَ فِي عشْرين مجلدة بِخَطِّهِ فَرَأَيْت أثناءه دقائق وغرائب وعجائب لَيست تُوجد فِي كَلَام غَيره وَكَأن الْمَنْقُول والمعقول ممثلان بَين عَيْنَيْهِ فِي صُورَة محصورة يشاهدها مَتى أَرَادَ أَتَى بِالْحَدِيثِ أَو الْأَمر ونزله على مَا يُريدهُ وَهَذِه قدرَة وَنِهَايَة إطلاع وتوقد ذهن وَغَايَة حفظ وَذكر وَمن وقف على) هَذَا الْكتاب علم قدره وَهُوَ من أجلّ مصنفاته وَأَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين إجَازَة وَمن خطه نقل قَالَ سَمِعت شَيخنَا الإِمَام أَبَا الْفَتْح الْقشيرِي يَقُول سَأَلت الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام عَن الشَّيْخ أبي بكر ابْن الْعَرَبِيّ فَقَالَ فَقَالَ شيخ سوء كَذَّاب مقبوح يَقُول بقدم الْعَالم وَلَا يرى تَحْرِيم الْفرج فَسَأَلته عَن كذبه فَقَالَ كَانَ يُنكر تَزْوِيج الْإِنْس بالجن وَيَقُول الْجِنّ روح لطيف وَالْإِنْس جسم كثيف لَا يَجْتَمِعَانِ ثمَّ زعم أَنه تزوج امْرَأَة من الْجِنّ وأقامت مَعَه مُدَّة ثمَّ ضَربته بِعظم جمل فشجته وأرانا شجة بِوَجْهِهِ وبرئت وسمعته يَقُول خرج ابْن الْعَرَبِيّ وَابْن سراقَة من هَذَا الْبَاب على هَذِه الْهَيْئَة انْتهى وَقد ذكر فِيهِ فِي المجلدة الأولى عقيدته فرأيتها من أَولهَا إِلَى آخرهَا عقيدة الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ لَيْسَ فِيهَا يُخَالف رَأْيه وَكَانَ الَّذِي طلبَهَا مني بصفد وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ فنقلتها أَعنِي العقيدة لَا غير فِي كراسة وكتبت عَلَيْهَا (لَيْسَ فِي هَذِه العقيدة شيءٌ ... يَقْتَضِيهِ التَّكْذِيب والبهتان) لَا وَلَا مَا قد خَالف الْعقل وَالنَّقْل الَّذِي قد أَتَى بِهِ الْقُرْآن (وَعَلَيْهَا للأشعري مدارٌ ... وَلها فِي مقاله إِمْكَان) وعَلى مَا ادَّعَاهُ يتَّجه الْبَحْث وَيَأْتِي الدَّلِيل والبرهان (بِخِلَاف الشناع عَنهُ وَلَكِن ... لَيْسَ يَخْلُو من حاسدٍ إِنْسَان) وَلم أكن وقفت على شَيْء من كَلَامه ثمَّ إِنِّي وقفت على فصوص الحكم الَّتِي لَهُ فَرَأَيْت فِيهَا أَشْيَاء مُنكرَة الظَّاهِر لَا توَافق الشَّرْع وَمَا فِيهِ شكّ أَنه يحصل لَهُ ولأمثاله حالات عِنْد معانات الرياضات فِي الخلوات يَحْتَاجُونَ إِلَى الْعبارَة عَنْهَا فَيَأْتُونَ بِمَا تقصر الْأَلْفَاظ عَن تِلْكَ الْمعَانِي الَّتِي لمحوها فِي تِلْكَ الْحَالَات فنسأل الله الْعِصْمَة من الْوُقُوع فِيمَا خَالف الشَّرْع قَالَ الشَّيْخ شمس

الدّين وَله توسع فِي الْكَلَام وذكاء وَقُوَّة خاطر وحافظة وتدقيق فِي التصوف وتواليف جمة فِي الْعرْفَان وَلَوْلَا شطحه فِي كَلَامه وشعرهلعل ذَلِك وَقع مِنْهُ حَال سكره وغيبتهفيرجى لَهُ الْخَيْر انْتهى قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني فِي ذيله على الْمرْآة وَكَانَ يَقُول اعرف الِاسْم الْأَعْظَم واعرف الكيمياء بطرِيق المنازلة لَا بطرِيق الْكسْب وَكَانَت وَفَاته بِدِمَشْق فِي دَار القَاضِي محيي الدّين) وغسله الْجمال ابْن عبد الْخَالِق ومحيي الدّين وَكَانَ الْعِمَاد ابْن النّحاس يصب عَلَيْهِ وَحمل إِلَى قاسيون وَدفن بتربة القَاضِي محيي الدّين فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين من شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائَة انْتهى مولده سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة بمرسية من الأندلس وَمن تصانيفه الفتوحات المكية عشرُون مجلدة والتدبيرات الإلهية وفصوص الحكم وَعمل ابْن سودكين عَلَيْهَا شَيْئا سَمَّاهُ نقش الفصوص وَهُوَ من تِلْكَ الْمَادَّة والإسراء إِلَى الْمقَام الأسرى نظماً ونثراً وخلع النَّعْلَيْنِ والأجوبة المسكتة عَن سُؤَالَات الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ ومنزل الْمنَازل الفهوانية وتاج الرسائل ومنهاج الْوَسَائِل وَكتاب العظمة وَكتاب السَّبْعَة وَهُوَ كتاب الشَّأْن والحروف الثَّلَاثَة الَّتِي انعطفت أواخرها على أوائلها والتجليات ومفاتيح الْغَيْب وَكتاب الْحق ونسخة الْحق ومراتب عُلُوم الوهب والإعلام بإشارات أهل الإلهام والعبادات وَالْخلْوَة والمدخل إِلَى معرفَة الْأَسْمَاء كنه مَا لَا بُد للمريد مِنْهُ والنقباء وَحلية الأبدال والشروط فِيمَا يلْزم أهل طَرِيق الله تَعَالَى من الشُّرُوط وأسرار الْخلْوَة وعقيدة أهل السّنة وَالْمقنع فِي إِيضَاح السهل الْمُمْتَنع وإشارات الْقُرْآن وَكتاب الهو والأحدية والإتحاد العشقي وَالْجَلالَة وَالْأَزَلُ وَالْقسم وعنقاء مغرب فِي ختم الْأَوْلِيَاء وشمس الْمغرب والتنزلات الموصلية والشواهد ومناصحة النَّفس وَالْيَقِين وتاج التراجم والقطب والإمامين رِسَالَة الِانْتِصَار والحجب والأنفاس العلوية فِي الْمُكَاتبَة وترجمان النُّجُوم ومطالع أهلة الْأَسْرَار والعلوم وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة والمبشرات وخطبة تَرْتِيب الْعَالم والجلال وَالْجمال ومشكاة الْأَنْوَار فِيمَا رُوِيَ عَن الله من الْأَخْبَار وَشرح الْأَلْفَاظ الَّتِي اصطلحت عَلَيْهَا الصُّوفِيَّة ومحاضرات الْأَبْرَار ومسامرات الأخيار خمس مجلدات وَحكي لي أَنه ذكر للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية أَن فِي دمشق إنساناأظنه قيل لحاميرد كَلَام ابْن عَرَبِيّ بالتأويل إِلَى ظَاهر الشَّرْع وَيُوجه خطأه فَطَلَبه فَلم يحضر إِلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام قدر الله الْجمع بَينهمَا فَقيل لَهُ هَذَا فلَان فَقَالَ لَهُ بَلغنِي عَنْك كَذَا وكذافقال هُوَ مَا بلغك فَقَالَ كَيفَ نعمل فِي قَوْله خضت لجة بَحر الْأَنْبِيَاء وقُوف على ساحلهفقال مَا فِي ذَا شَيْء يَعْنِي أَنهم واقفون لإنقاذ من يغرق فِيهِ من أممهم فَقَالَ لَهُ هَذَا بعيد فَقَالَ وَإِلَّا الَّذِي تفهمه أَنْت مَا هُوَ الْمَقْصُود أَو كَمَا قيل وَقَالَ الشَّيْخ محيي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم

فِي النّوم فَقلت يَا رَسُول) الله ايما أفضل الْملك أَو النبيفقال الْملك فَقلت يَا رَسُول الله اريد على هَذَا دَلِيلا إِذا ذكرته عَنْك أصدق فِيهِ فَقَالَ مَا جَاءَ عَن الله تَعَالَى أَنه قَالَ من ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ خير مِنْهُ وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ رجلا عَظِيما وَالَّذِي نفهمه من كَلَامه حسن بسن وَالَّذِي يشكل علينا نكل علمه إِلَى الله تَعَالَى وَمَا كلفنا اتِّبَاعه وَلَا الْعَمَل بِكُل مَا قَالَه وَقد عظمه الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني رَحمَه الله تَعَالَى فِي مُصَنفه الَّذِي عمله فِي الْكَلَام على الْملك وَالنَّبِيّ والشهيد وَالصديق وَهُوَ مَشْهُور فَقَالَ فِي الْفَصْل الثَّانِي فِي فضل الصديقية وَقَالَ الشَّيْخ محيي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ الْبَحْر الزاخر فِي المعارف الإلهية وَذكر من كَلَامه جملَة ثمَّ قَالَ آخر الْفَصْل إِنَّمَا نقلت كَلَامه وَكَلَام مَا جرى مجْرَاه من أهل الطَّرِيق لأَنهم أعرف بحقائق هَذِه المقامات وَأبْصر بهَا لدخولهم فِيهَا وتحققهم بهَا ذوقاً والمخبر عَن الشَّيْء ذوقاً مخبر عَن عين الْيَقِين فاسأل بِهِ خَبِيرا انْتهى وَمن شعره (إِذا حلّ ذكركُمْ خاطري ... فرشت خدودي مَكَان التُّرَاب) (وأقعدني الذلّ فِي بَابَكُمْ ... قعُود الْأُسَارَى لضرب الرّقاب) وَمن شعره أوردهُ ابْن أَنْجَب فِي كتاب لطائف الْمعَانِي (نَفسِي الْفِدَاء لبيضٍ خردٍ عربٍ ... لعبن بِي عِنْد لثم الرُّكْن وَالْحجر) (مَا اسْتدلَّ إِذا مَا تهت خَلفهم ... إِلَّا بريحهم من طيب الْأَثر) (غازلت من غزلي مِنْهُنَّ وَاحِدَة ... حسناء لَيْسَ لَهَا أختٌ من الْبشر) (إِن أسفرت عَن محياها أرتك سنا ... مثل الغزالة إشراقاً بِلَا عثر) (للشمس غرتها لِليْل طرتها ... شمسٌ وليلٌ مَعًا من أحسن الصُّور) (فَنحْن فِي اللَّيْل من ضوء النَّهَار بِهِ ... وَنحن فِي الظّهْر فِي ليلٍ من الشّعْر) قَالَ ابْن النجار اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق فِي رحلتي إِلَيْهَا وكتبت عَنهُ من شعره وَنعم الشَّيْخ هُوَ ذكر لي أَنه دخل بَغْدَاد سنة إِحْدَى وست مائَة فَأَقَامَ بهَا اثْنَي عشر يَوْمًا ثمَّ دَخلهَا ثَانِيًا حَاجا من مَكَّة مَعَ الركب سنة ثَمَان وست مائَة وَأورد لَهُ (أَنا حائر مَا بَين علمٍ وشهوةٍ ... ليتصلا مَا بَين ضدين من وصل) ) (وَمن لم يكن يستنشق الرّيح لم يكن ... يرى الْفضل للمسك الفتيق على الزبل) أَبُو العشائر ابْن التلولي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن التلولي اللبان أَبُو العشائر من أهل قطفتا حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ بالروايات وتمهذب لِابْنِ حَنْبَل وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَقَرَأَ

الْأَدَب على العشاب وَصَحب ابْن الْعَطَّار صَاحب المخزن توفّي فِي محبس ابْن عباد نَاظر وَاسِط سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة أَبُو مَنْصُور الْقزْوِينِي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور بن عبد الْملك ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفراء الْقزْوِينِي أَبُو مَنْصُور ابْن أبي الْحسن قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الْخياط وَغَيره وَسمع الحَدِيث من أَبِيه وَمن أبي طَالب مُحَمَّد بن غيلَان وَأبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن عمر بن أَحْمد الْبَرْمَكِي وَأبي مُحَمَّد الْحسن الْجَوْهَرِي وَأبي الطّيب طَاهِر الطَّبَرِيّ وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن حبيب الْمَاوَرْدِيّ وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي وَأَبُو بكر الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف قَالَ ابْن النجار وَشَيخنَا يحيى بن بوش وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة ابو الْحسن الدقيقي مُحَمَّد بن عَليّ ابو الْحسن الدقيقي أَخذ عَن عَليّ ابْن عِيسَى الرماني وَغَيره مولده سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَله من الْكتب المرشد فِي النَّحْو المسموع من كَلَام الْعَرَب فِي الْغَرِيب العمراني الْمَكِّيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن هرون العمراني الْمَكِّيّ أَبُو عَليّ الأديب توفّي سنة نَيف وَعشْرين وَخمْس مائَة قَالَه أَبُو مُحَمَّد مَحْمُود بن أرسلان فِي تَارِيخ خوارزم وَقَالَ هُوَ شيخ لطيف الْعبارَة خَفِيف الْحَرَكَة حَاضر الْجَواب أَخذ الْأَدَب عَن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد الدادي قَالَ وَسمعت ابْنة حجَّة الْإِسْلَام ابا الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد يَقُول هجا شبْل الدولة ابو مقَاتل عَطِيَّة الْبكْرِيّ وَالِدي فَقَالَ (رَأَيْت الْفَتى الْمَكِّيّ أسود حالكاً ... طَويلا نحيفاً يَابِس الْكَفّ وَالْبدن) (فشبهته وَالثَّوْب يَغْشَاهُ أبيضاً ... بمحراك تنورٍ تلطخ بِاللَّبنِ) فَأَجَابَهُ وَالِدي) (أيا شبْل لَا تهج السوَاد فإنني ... رَأَيْت سَواد الْعين أكْرم فِي الْبدن) (وَلَا تهجوني بالنحول فإنني ... كبازٍ وَإِن الدب يُوصف بالسمن) ابْن الجبان اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن الجبان ابو مَنْصُور اللّغَوِيّ من أهل الرّيّ سكن بأصبهان وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَله مصنفات حَسَنَة فِي الْأَدَب وَهُوَ من أَصْحَاب أبي عَليّ يالفارسي النَّحْوِيّ قدم بَغْدَاد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وروى بهَا كتاب انتهاز

الفرص فِي تَبْيِين المقلوب من كَلَام الْعَرَب من تصنيفه قَرَأَهُ عَلَيْهِ عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن برهَان الْأَسدي وَرَوَاهُ عَنهُ وَقُرِئَ عَلَيْهِ مُسْند الرَّوْيَانِيّ وَتَكَلَّمُوا فِيهِ من قبل مذْهبه كَذَا قَالَه ابْن النجار قلت لَعَلَّه كَانَ معتزلياً قَالَ ياقوت لَهُ كتاب أبنية الْأَفْعَال وَكتاب الشَّامِل فِي اللُّغَة كَبِير كتاب شرح الفصيح حسن وَكَانَ ينخرط فِي سلك ندماء الصاحب ابْن عباد ثمَّ استوحش من خدمته وتمادت بِهِ أَحْوَال شَتَّى حَتَّى علق غُلَاما من الديلم يُقَال لَهُ البركاني وَاتفقَ للغلام أَنه أحرم بِالْحَجِّ وَلم يجد هُوَ بدا من مُوَافَقَته ومرافقته حَتَّى بلغا الْمِيقَات فَلَمَّا أَخذ فِي التَّلْبِيَة قَالَ لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك والبركاني ساقني إِلَيْك وَكَانَ يواصل إنشاد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ (مليح الدلّ والغنج ... لَك سلطانٌ على المهج) (إِن بَيْتا أَنْت ساكنه ... غير مُحْتَاج إِلَى سرج) ثمَّ ابْتُلِيَ بِفِرَاقِهِ فَقَالَ (يَا وحشتي لفراقكم ... أَتَرَى يَدُوم عَليّ هَذَا) الْمَوْت وَالْأَجَل المتاح وكل معضلةٍ وَلَا ذَا الدوري الْوَاعِظ مُحَمَّد بن عَليّ بن نصر بن البل الدوري ابو المظفر الْوَاعِظ ولد بالدور من نواحي دجيل وَدخل بَغْدَاد فِي صباه واستوطنها وَسمع الحَدِيث الْكثير وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْأَدب وسلك طَرِيق الْوَعْظ وَحفظ الْمجَالِس وَتكلم على رُؤُوس النَّاس وَلم يزل إِلَى أَن علت سنه وتعصب لَهُ النَّاس وَصَارَ يتَكَلَّم فِي التعازي الْمُتَعَلّقَة بدار الْخلَافَة والأكابر وَأذن لَهُ فِي الْجُلُوس بِبَاب التربة الجهنية عِنْد قبر مَعْرُوف كل سبت وَكَانَت بَينه وَبَين أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ منافرات ومناقرات وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن جرت لوَلَده مخاصمة مَعَ غلْمَان أم النَّاصِر فَمنع من الْجُلُوس وَأمر) بِلُزُوم بَيته وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة ومولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَأورد لَهُ ابْن النجار (يَتُوب على يَدي قومٌ عصاة ... أخافتهم من الْبَارِي ذنُوب) (وقلبي مظلم من طول مَا قد ... جنى فَأَنا على يَد من أَتُوب) (كَأَنِّي شمعةٌ مَا بَين قومٍ ... تضيء لَهُم ويحرقها اللهيب) (كَأَنِّي مخيط يكسو أُنَاسًا ... وجسمي من ملابسهم سليب) مهذب الدّين ابْن الخيمي مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن عليثلاثة ابْن الْمفضل بن القامغار بِالْقَافِ وَبعد الْألف مِيم بعْدهَا غين مُعْجمَة بعْدهَا ألف بعْدهَا راءالأديب الْكَامِل مهذب الدّين ابْن الخيمي الْحلِيّ الْعِرَاقِيّ الشَّاعِر شيخ معمر فَاضل قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ وَله مصنفات كَثِيرَة سمع وروى وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة من شعره

(أأصنام هَذَا الجيل طراً أكلكم ... يعوق أما فِيكُم يَغُوث وَلَا ود) (لقد طَال تردادي إِلَيْكُم فَلم أجد ... سوى رب شَأْن فِي الْغنى شَأْنه الرَّد) (وَدَعوى كرامٍ يَسْتَحِيل قبُولهَا ... وَيقبل إِذْ حد الحسام لَهَا حد) وَمِنْه (جننت فعوذني بكتبك أَن لي ... شياطين شوقٍ لَا تفارق مضجعي) (إِذا استرقت أسرار وجدي تمرداً ... بعثت عَلَيْهَا فِي الدجى شهب أدمعي) وَمِنْه (قَالَت وَقد رَأَتْ المشيب تجاف عَن ... مسي بشيبك فالمشيب أَخُو البرص) (إِنِّي لأكرهه إِذا عاينته ... يقظى وَألقى دون رُؤْيَته الْغصَص) (وَأَظنهُ كفني وقطن لفائفي ... حَملته غاسلتي وَجَاءَت فِي قفص) وَمن تصانيفه كتاب حرف فِي علم الْقُرْآن أَمْثَال الْقُرْآن كتاب الْكلاب اسْتِوَاء الْحَاكِم وَالْقَاضِي رد على الْوَزير المغربي المقايسة لُزُوم الْخمس الملخص الديواني فِي الْأَدَب والحساب) الْمَقْصُورَة المطاول فِي الرَّد على المعري فِي مَوَاضِع سَهَا فِيهَا سِتَّة اسطرلاب الشّعْر شرح التَّحِيَّات الْأَرْبَعين والأساميات الدِّيوَان الْمَعْمُور فِي مدح الصاحب الْجمع بَين الْأَخَوَات والمحافظة عَلَيْهِنَّ وَهن مسيئات صِفَات الْقبْلَة مجملة مفصلة رِسَالَة من أهل الْإِخْلَاص والمودة إِلَى النَّاكِثِينَ من أهل الْغدر وَالرِّدَّة ولد فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة بالحلة المزيدية وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد بالقرافة الصُّغْرَى قَالَ ابْن خلكان وَحَضَرت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وراوية للشعر وَالْأَدب وَكَانَ اجتماعنا بِالْقَاهِرَةِ فِي مجَالِس عديدة وأنشدني كثيرا من شعره وَشعر غَيره انْتهى قلت وَمن شعره الأبيات الْمَشْهُورَة وَهُوَ مَا كتبه لوَلَده وَقد عصر (عصروك أَمْثَال اللصو ... ص ومكنوا مِنْك الإهانه) (فَإِذا رجعت فخنهم ... إِن السَّلامَة فِي الخيانه) وَافْعل كَفعل بني سناء الْملك فِي مَال الخزانه يُقَال أَن هَذِه الأبيات لما شاعت أمسك بَنو سناء الْملك وصودروا بِسَبَب هَذِه الأبيات وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى أَنْشدني مهذب الدّين ابو طَالب ابْن الخيمي وَأَخْبرنِي أَنه كَانَ بِدِمَشْق وَقد رسم السُّلْطَان بحلق لحية شخص لَهُ وجاهة بَين النَّاس فحلق بَعْضهَا وحصلت فِيهِ شَفَاعَة فعفي عَنهُ فِي الْبَاقِي فَعمل فِيهِ وَلم يُصَرح باسمه بل رمزه وستره وَهُوَ

(زرت ابْن آدم لما قيل قد حَلقُوا ... جَمِيع لحيته من بعد مَا ضربا) (فَلم أر النّصْف محلوقاً فعدت لَهُ ... مهنئاً بِالَّذِي مِنْهَا لَهُ وهبا) (فَقَامَ ينشدني والدمع يخنقه ... بَيْتَيْنِ مَا نظما ميناً وَلَا كذبا) (إِذا أتتك لحلق الذقن طائفةٌ ... فاخلع ثِيَابك مِنْهَا ممعناً هربا) (وَإِن أتوك وَقَالُوا أَنَّهَا نصف ... فَإِن أطيب نصفيها الَّذِي ذَهَبا) ابْن الشَّيْخ عَليّ الحريري مُحَمَّد بن عَليّ هُوَ ابْن الشَّيْخ عَليّ الحريري رجل صَالح دين خير وَمن محاسنه أَنه كَانَ يُنكر على أَصْحَاب وَالِده وَيَأْمُرهُمْ بِاتِّبَاع الشَّرِيعَة وَلما مَاتَ أَبوهُ) طلبُوا مِنْهُ الْجُلُوس فِي المشيخة فَشرط عَلَيْهِم شُرُوطًا لم يقدر أَصْحَابه على اشْتِرَاطهَا فتركهم وانعزل عَنْهُم وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وست مائَة وَدفن عِنْد الشَّيْخ رسْلَان عَاشَ سبعا وَأَرْبَعين سنة أَبُو الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى شمس الدّين ابو الْفَتْح الْأنْصَارِيّ لم يشْتَهر إِلَّا بكنيته كَانَ فَاضلا عَارِفًا بِالْقُرْآنِ تفرد بذلك فِي وقته وَكَانَ يقرئ بتربة أم الصَّالح بِدِمَشْق توفّي سَابِع عشر صفر سنة سبع وَخمسين وست مائَة وانتفع النَّاس بِهِ نجيب الدّين السَّمرقَنْدِي الطَّبِيب مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر السَّمرقَنْدِي نجيب الدّين قَالَ ابْن أبي أصيبعة طَبِيب فَاضل بارع لَهُ كتب جليلة وتصانيف مَشْهُورَة قتل مَعَ جملَة من النَّاس الَّذين قتلوا بهراة لما دَخلهَا التتار وَكَانَ معاصراً لفخر الدّين الرَّازِيّ ولنجيب الدّين السَّمرقَنْدِي من الْكتب كتاب أغذية المرضى قسمه على حسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي التغذية لكل وَاحِد من سَائِر الْأَمْرَاض كتاب الْأَسْبَاب والعلامات جمع لنَفسِهِ وَنَقله من القانون لأبي عَليّ ابْن سينا وَمن المعالجات البقراطية وكامل الصِّنَاعَة كتاب الأقراباذين الْكَبِير وَكتاب الأقراباذين الصَّغِير انْتهى كَلَامه وَلم يذكر وَفَاته الحاكمي الْخَوَارِزْمِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الحاكمي الْخَوَارِزْمِيّ ابو عبد الله مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة فَقِيه خطيب واعظ شَاعِر كَاتب أديب أريب صنف كتاب فتح منقشلاغ ومدح فِيهِ الْملك المظفر أتسز خوارزمشاه وَوصف أخلاقه ومحاسنه وَمن شعره (أيحسب النَّاس أَن الْمجد مجان ... وَهل يملك بالمجان مرجان) (مَا أعوز الْمجد مجَّانا بِلَا ثمنٍ ... الْمجد علقٌ وللأعلاق أَثمَان) (الْمجد أبعد شأواً أَن يفوز بِهِ ... بِغَيْر وكدٍ وكد النَّفس إِنْسَان)

(بأين عَدوك تسلم من غوائله ... بالبعد لَا تحرق الْأَشْيَاء نيران) (وَلَا يغرنك إطراقٌ يُرِيك بِهِ ... تناوماً فضجيج الحقد يقظان) ) (وَلَا تفه بِكَلَام لست تأمنه ... فَرُبمَا كَانَ للحيطان آذان) (واجز الْكَرِيم إِذا أسدى إِلَيْك يدا ... وَإِن الْجَزَاء على الْإِحْسَان إِحْسَان) الصاحب فَخر الدّين ابْن حنا مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم الْمصْرِيّ الشَّافِعِي هُوَ الْوَزير فَخر الدّين ابو عبد الله ابْن الصاحب بهاء الدّين ابْن القَاضِي السديد ابْن حنا سمع من أبي الْحسن ابْن المقير وَحدث ودرس بمدرسة وَالِده وَعمر رِبَاطًا كَبِيرا بالقرافة ووقف عَلَيْهِ مَا لم يقم بالفقراء وَكَانَ دينا فَاضلا محباً للخير وَهُوَ وَالِد الصاحب تَاج الدّين وَقد مر ذكره وشيعه خلق كثير روى عَنهُ الدمياطي وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَان وست مائَة وَله نظم من خطّ شمس الدّين الْجَزرِي وَمن نظم الصاحب فَخر الدّين مَا أنشدنا شَيخنَا شرف الدّين الدمياطي قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (من يسمع العذل فِي من وَجههَا قمرٌ ... فَذَاك عِنْدِي مِمَّن لبه فقدا) (لَو شاهدت عذلي مَا تَحت برقعها ... من الْجمال لماتوا كلهم شَهدا) (روحي الْفِدَاء لمن عشاقها قتلت ... فكم أسيرٍ لَهَا مَا يفتدى أبدا) (من علم الْغُصْن لَوْلَا قدها ميساً ... وَعلم الظبي لَوْلَا جيدها غيدا) وأنشدنا لَهُ (أَنا مرسلٌ للعاشقين جَمِيعهم ... من مَاتَ مِنْهُم وافياً من أمتِي) (فَلهُ الشَّهَادَة كلهَا ولي الهنا ... إِذْ كَانَ مِمَّن قد غَدا فِي زمرتي) قلت وَلما مَاتَ رثاه البوصيري قيل أَنه كتبهَا على قَبره هِيَ (نم هَنِيئًا مُحَمَّد بن عليٍ ... لجميلٍ قدمت بَين يديكا) (كنت عوناً لنا على الدَّهْر حَتَّى ... حسدتنا يَد الْمنون عليكا) (أَنْت أَحْسَنت فِي الْحَيَاة إِلَيْنَا ... أحسن الله فِي الْمَمَات إليكا) وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن الجزار يعزي الصاحب بهاء الدّين فِيهِ لما مَاتَ (بَكت الصَّحَابَة عِنْد فقد محمدٍ ... أسفا فَكَانَ أَشَّدهم حزنا عَليّ) (ولحسرة المتألمين حَقِيقَة ... فِي الرزء غير تجمل المتجمل) ابْن الْمصْرِيّ تَاج الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن شاهنشاه تَاج الدّين ابْن

الْمصْرِيّ كَانَ فَاضلا صنف تَارِيخا للقضاة وَتُوفِّي بِمصْر فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين وستّ مائَة وَدفن) بسفح المقطم وجيه الدّين ابْن سُوَيْد مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب بن سُوَيْد الرئيس وجيه الدّين التكريتي التَّاجِر كَانَ نَافِذ الْكَلِمَة وافر الْحُرْمَة كثير الْأَمْوَال والتجارات وَاسع الجاه كَانَ من خَواص الْملك النَّاصِر يَده مبسوطة فِي دولته لما توجه فِي الجفل إِلَى مصر من التتار غرم ألف ألف دِرْهَم وَلما تملك الْملك الظَّاهِر قربه وَأَدْنَاهُ وَأوصى إِلَيْهِ وَجعله نَاظر أوقافه لَا يتَعَرَّض أحد إِلَى متاجره وَكتبه عِنْد الْمُلُوك حَتَّى مُلُوك الفرنج نَافِذَة وكل من ينْسب إِلَيْهِ مرعي الْجَانِب وَلما مَاتَ وَلَده التَّاج مُحَمَّد سنة سِتّ وَخمسين مَشى الْملك النَّاصِر فِي جنَازَته ثمَّ ركب إِلَى الْجَبَل وَحج وَلَده نصير الدّين عبد الله عَام حج الْملك الظَّاهِر فَحَضَرَ عِنْده يَوْم عَرَفَة مُسلما فحين وطئ الْبسَاط قَالَ لَهُ السُّلْطَان وَبَالغ فِي إكرامه وَسَأَلَهُ عَن حَوَائِجه فَقَالَ لَهُ يكون مَعنا أَمِير يُعينهُ السُّلْطَان فَقَالَ من اخْتَرْت أَرْسلتهُ فِي خدمتك فَطلب مِنْهُ جمال الدّين ابْن نَهَار فَقَالَ لَهُ هَذَا الْمولى نصير الدّين قد اختارك على جَمِيع من معي فتخدمه مِثْلَمَا تخدمني وَتَروح مَعَه إِلَى الشَّام وَكَانَ وجيه الدّين فِيهِ بر وَمَكَارِم ورقة حَاشِيَة ولد سنة تسع وست مائَة وَتُوفِّي سنة سبعين وست مائَة وَدفن بتربته بقاسيون وَسمع من المؤتمن ابْن قميرة وَلم يرو بل روى عَنهُ الدمياطي من شعره فِي مليح عروس كردِي (لما جلوا ذَا الصَّبِي كالبدر فِي هالو ... سبى المواشط وَقَالُوا فِيهِ مَا قَالُوا) (صبي وكردي وكرديه من أشكالوا ... لَوْلَا نَبَات عذارو لالتبس حالو) وَكَانَ أقَارِب ذَلِك الصَّبِي أُمَرَاء القميرية وَكَانَ ابْن سُوَيْد قد أنْشد الْبَيْتَيْنِ للْملك النَّاصِر وَكَانَ إِذا حَضَرُوا يَقُول لَهُ على سَبِيل الْبسط يَا وجيه لَوْلَا يُوهِمهُ أَنه ينشد الْبَيْتَيْنِ فَيَضَع الْوَجِيه إصبعه على فَمه يَعْنِي اسْكُتْ عني خوفًا من الأكراد أَمِين الدّين الْمحلي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ أَمِين الدّين ابو بكر الْأنْصَارِيّ الْمحلي النَّحْوِيّ أحد أَئِمَّة الْعَرَبيَّة بِالْقَاهِرَةِ تصدر لإقراء النَّحْو وانتفع بِهِ النَّاس لَهُ تصانيف حَسَنَة مِنْهَا أرجوزة فِي الْعرُوض وَغير ذَلِك) وَله شعر حسن توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة عَن ثَلَاث وَسبعين سنة وَمن نظمه مَا كتبه فِي مَرضه لبَعض الأكابر (يَا ذَا الَّذِي عَم الورى نَفعه ... وَمن لَهُ الْإِحْسَان وَالْفضل) (العَبْد فِي منزله مدنفاً ... وَقد جفاه الصحب والأهل)

(فروجه البقل وَيَا وَيْح من ... فروجه فِي الْمَرَض البقل) وَمن نظمه أَيْضا مَا كتبه إِلَى مَرِيض (إِن جِئْت نلْت ببابك التشريفا ... وَإِن انْقَطَعت فأوثر التخفيفا) ووحق حبي فِيك قدماً أننيعوفيتأكره أَن أَرَاك ضَعِيفا وَمن نظمه مَا أنشدنيه الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق الصَّائِغ الْمُقْرِئ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ أَمِين الدّين الْمحلي (عَلَيْك بأرباب الصُّدُور فَإِن من ... يُجَالس أَرْبَاب الصُّدُور تصدرا) (وَإِيَّاك أَن ترْضى صحابة ساقطٍ ... فتنحط قدرا من علاك وتحقرا) (فَرفع ابو من ثمَّ خفض مزملٍ ... يُحَقّق قولي مغرياً ومحذرا) ابْن ميسر الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن ميسّر تَاج الدّين ابو عبد الله الْمصْرِيّ المؤرخ صنف تَارِيخ الْقُضَاة وَله تَارِيخ كَبِير ذيل بِهِ على تَارِيخ المسبحي توفّي سنة سبع وَسبعين وست مائَة الْمُحدث جمال الدّين ابْن الصَّابُونِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد الْحَافِظ الْمُحدث ابو حَامِد ابْن الشَّيْخ علم الدّين ابْن الصَّابُونِي المحمودي شيخ دَار الحَدِيث النورية ولد سنة أَربع وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وست مائَة سمع من الحرستاني وَابْن ملاعب وَابْن الْبناء وَأبي الْقَاسِم الْعَطَّار وَابْن أبي لقْمَة وعني بِالْحَدِيثِ وَكتب وَقَرَأَ وَصَارَ لَهُ فهم وَمَعْرِفَة وَسمع من ابْن البن وَابْن صصرى وَهَذِه الطَّبَقَة بِدِمَشْق وَكَانَ صَحِيح النَّقْل مليح الْخط حسن الْأَخْلَاق صنف مجلداً سَمَّاهُ تَكْمِلَة إِكْمَال الْإِكْمَال ذيل بِهِ على إِكْمَال ابْن نقطة فأجاد وَأفَاد) وَهُوَ من رفاق ابْن الْحَاجِب وَالسيف بن الْمجد وَابْن الدخميسي وَابْن الْجَوْهَرِي وَطَالَ عمره وعلت رِوَايَته وروى الْكثير بِمصْر ودمشق روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الْعَطَّار والدواداري والبرزالي والبرهان الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع جمال الدّين وقاضي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصرى وَكَانَ لَهُ إجَازَة من الْمُؤَيد الطوسي وَابْن طبرزد وَحصل لَهُ تغير قبل مَوته بِسنة أَو أَكثر واعتراه غَفلَة وساء حفظه وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَدفن بسفح قاسيون شمس الدّين الْمزي العابر مُحَمَّد بن عَليّ بن علوان الشَّيْخ شمس الدّين الْمزي مُفَسّر الرُّؤْيَا كَانَ ضريراً كثير التِّلَاوَة وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا يضْرب بِهِ الْمثل فِي وقته توفّي سنة ثَمَانِينَ وست مائَة

صدر الدّين ابْن القباقبي مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الصَّدْر شمس الدّين ابْن القباقبي كَانَ من شُيُوخ الْكتاب وَهُوَ وَالِد مجد الدّين يُوسُف أَظُنهُ كتب الدرج بصفد وَالله أعلم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة ابْن شَدَّاد الْحلَبِي الْكَاتِب مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن شَدَّاد الصَّدْر المنشئ عز الدّين ابو عبد الله الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الْكَاتِب ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَكَانَ أديباً فَاضلا وصنف تَارِيخا لحلب وسيره إِلَى الْملك الظَّاهِر وَكَانَ من خَواص النَّاصِر ذهب فِي الرسلية إِلَى هولاكو وَإِلَى غَيره وَسكن الديار المصرية بعد أَخذ حلب وَكَانَ ذَا مكانة عِنْد الظَّاهِر والمنصور وَله توصل ومداخلة وَفِيه مُرُوءَة ومسارعة لقَضَاء الْحَوَائِج وروى شَيْئا وَسمع مِنْهُ المصريون وَتُوفِّي سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وست مائَة صَلَاح الدّين مدرس القيمرية مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود صَلَاح الدّين أَبُو عبد الله الشهرزوري الشَّافِعِي مدرس القيمرية بِدِمَشْق وناظرها الشَّرْعِيّ كَانَ شَابًّا نبيها حسن الشكل كريم الْأَخْلَاق لين الْكَلَام ولي تدريسها بعد وَالِده القَاضِي شمس الدّين عَليّ توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة وَدفن إِلَى جَانب وَالِده بتربة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الضلاح وَلم يكمل لَهُ أَرْبَعُونَ سنة رَضِي الدّين الشاطبي اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْعَلامَة رَضِي) الدّين ابو عبد الله الْأنْصَارِيّ الشاطبي اللّغَوِيّ ولد ببلنسية سنة إِحْدَى وست مائَة وروى عَن ابْن المقير وَابْن الجميزي وَكَانَ عالي الْإِسْنَاد فِي الْقُرْآن لِأَنَّهُ قَرَأَ لورش على المعمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود الشاطبي الْأَزْدِيّ صَاحب ابْن هُذَيْل وَكَانَ رَضِي الدّين إِمَام عصره فِي اللُّغَة تصدر بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ النَّاس عَنهُ روى عَنهُ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَسعد الدّين الْحَارِثِيّ وجمال الدّين الْمزي وَابْن مُنِير والظاهري ابو عَمْرو توفّي سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَكَانَ يجْتَمع بالصاحب زين الدّين ابْن الزبير ويجتمع بالصاحب الْمَذْكُور جمَاعَة الشُّعَرَاء من عصره مثل أبي الْحُسَيْن والوراق وَابْن النَّقِيب وَتلك الحلبة أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ فَكَانَ الصاحب يرجحه عَلَيْهِم وَيَرْفَعهُ فَوْقهم فِي الْمجْلس وَيَقُول أَنْت عَالم وَهَؤُلَاء شعراء انْتهى وَلما مَاتَ الشَّيْخ رَضِي الدّين رثاه السراج الْوراق بقصيدة أَولهَا (سقى أَرضًا بهَا قبر الرضي ... حَيا الوسمي يردف بالولي)

مِنْهَا (فقد ترك الْغَرِيب غَرِيب دارٍ ... وأذكره بفقد الأضمعي) (وَأحكم محكمٌ بلجام حزنٍ ... لفقد الْفَارِس البطل الكمي) (وَلما اعتل قَالُوا اعتل أَيْضا ... لشكواه صِحَاح الْجَوْهَرِي) (وجازى كل عينٍ قد بكته ... كتاب الْعين بالدمع الروي) (لشيخ السَّبع أبين مَا رَوَاهُ ... وصال كصولة السَّبع الجري) (فَحزن الشاطبية لَيْسَ يخفى ... من العنوان عَن فهم الغبي) (وَفِي علم الحَدِيث لَهُ اجتهادٌ ... بِهِ يَتْلُو اجْتِهَاد الْبَيْهَقِيّ) (وَفِي الْأَنْسَاب لَا يخفى عَلَيْهِ ... دعاوي من صَحِيح أَو دعِي) (لَو أدْرك عصره الْكَلْبِيّ ولى ... وهرول خوف ليثٍ هبرزي) وَكَانَ الشاطبي أَزْرَق الْعَينَيْنِ فَقَالَ نَاصِر الدّين ابْن النَّقِيب فِيهِ (يَقُولُونَ قد حرف الشاطبي ... فَقلت وَتَصْحِيفه أكتر) ) (وَمن لم يُقيد رواياته ... بِخَط الشُّيُوخ فَمَا يذكر) (وَمن أَخذ الْعلم عَن نَفسه ... فَإِن سواهُ بِهِ أخبر) (وَقَالُوا دعاويه لَا تَنْقَضِي ... وجد مساويه لَا يحصر) (فَقلت اصفعوا الْأَزْرَق الْمُدَّعِي ... وَلَو أَنه خلف الْأَحْمَر) ابْن العابد الْكَاتِب مُحَمَّد بن عَليّ بن العابد الْكَاتِب قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين مشافهة هَذَا من غرناطة وَهُوَ وَالِد الْكَاتِب أبي الْقَاسِم ابْن العابد لَهُ يلغز فِي سَاحر من إنشاد أثير الدّين (مَا اسمٌ لحسناء تسمت بِهِ ... مِمَّا بعينيها لقتل الْعباد) (وَنصفه الثَّانِي مرادي الَّذِي ... أختاره مِنْهَا وَنعم المُرَاد) الرندي مُحَمَّد بن عَليّ الرندي بالراء المضمومة وَالنُّون أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ قدم علينا الْقَاهِرَة ومدح بهَا بعض قضاتها وَتشفع عِنْده بِبَعْض اصحابه وَكَانَ قد نظم فِيهِ أشعاراً وموشحات فَردهَا عَلَيْهِ وَكتب لَهُ بعد الشَّفَاعَة بأرطال من الْخبز قَليلَة فِي ورقة فَلم يقبلهَا وَكَانَ قد شكا إِلَيْهِ عائلة كَبِيرَة فَقَالَ إِذا كَانَ هَذَا رئيسهم فَفَارَقَ الْقَاهِرَة وَلَا أَدْرِي أَيْن ذهب وأنشدني أثير الدّين للمذكور (شكري لعليائكم كالروض للسحب ... وَقد غذتها بدر غيث منسكب) (إِذْ لحت فِي آل شكرٍ بدر هالتها ... تمد بَحر الندى بِالْعلمِ وَالْأَدب) (بِبَيْت عزٍ شهيرٍ لَا يلم بِهِ ... خرمٌ وَلَا وتدٌ يَنْفَكّ عَن سَبَب)

(مديد سبقٍ طويلٍ فِي دوائره ... وكاملٍ وافرٍس يُغني عَن الخبب) قلت شعر منحط ابْن الملاق الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الملاق بِالتَّخْفِيفِ فِي اللامالقاضي بدر الدّين الرقي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ سمع من بكبرس الخليفتي الْأَرْبَعين الودعانية وَسمع مِنْهُ الدواداري وَأَجَازَ للدماشقة مولده سنة تسع عشرَة توفّي سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة نَائِب الدواداري فِي الشد مُحَمَّد بن عَليّ الْأَمِير شهَاب الدّين الْعقيلِيّ نَائِب الدواداري فِي شدّ) الشَّام قتل فِي أَوَاخِر سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة وَكَانَ قد شاخ وأسن وَسمر قَاتله الْمسند شمس الدّين ابْن الوَاسِطِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن فضل الْمسند الْمُبَارك شمس الدّين ابو عبد الله أَخُو الإِمَام الْقدْوَة تَقِيّ الدّين ابْن الوَاسِطِيّ ولد سنة خمس عشرَة وست مائَة تَقْرِيبًا وَحضر عَليّ الشَّيْخ الْمُوفق ومُوسَى بن عبد الْقَادِر وَابْن رَاجِح وَسمع من ابْن أبي لقْمَة والقزويني وَابْن البن وَابْن صصرى والبهاء وَابْن صباح والكاشغري وَابْن غَسَّان والزبيدي وَعمر بن شَافِع وَطَائِفَة خرج لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين عوالي فِي جُزْء ضخم وَخرج لَهُ النابلسي مشيخة فِي جزئين وَسمع مِنْهُ الْمزي والبرزالي وَابْن سيد النَّاس والمقاتلي وَابْن المهندس وَنجم الدّين القحفازي وشمس الدّين ابْن المهيني وَتُوفِّي سنة سبع مائَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع الإِمَام الْعَلامَة شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد الْقشيرِي المنفلوطي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي

الشَّافِعِي أحد الْأَعْلَام وقاضي الْقُضَاة ولد سنة خمس وَعشْرين بِنَاحِيَة يَنْبع وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة سمع من ابْن المقير وَابْن الجميزي وَابْن رواج والسبط وعدة وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم والزين خَالِد بِدِمَشْق وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ تساعية وَلم يحدث عَن ابْن المقير وَابْن رواج لِأَنَّهُ دَاخله شكّ فِي كَيْفيَّة التَّحَمُّل عَنْهُمَا وَله التصانيف البديعة كالإلمام وَالْإِمَام شَرحه وَلم يكمل وَلَو كمل لم يكن لِلْإِسْلَامِ مثله وَكَانَ يَجِيء فِي خَمْسَة وَعشْرين مجلداً وَله عُلُوم الحَدِيث وَالَّذِي أملاه على ابْن الثير فِي شرح عُمْدَة الْأَحْكَام فَاضل الْعَصْر الَّذِي يعرفهُ وَهُوَ إملاء وَشرح مُقَدّمَة الْمُطَرز فِي أصُول الْفِقْه وَألف الْأَرْبَعين فِي الرِّوَايَة عَن رب الْعَالمين وَشرح بعض مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَكَانَ إِمَامًا متفنناً مُحدثا مجوداً فَقِيها مدققاً أصولياً أديباً نحوياً شَاعِرًا ناثراً ذكياً غواصاً على الْمعَانِي مُجْتَهدا وافر الْعقل كثير السكينَة بَخِيلًا بالْكلَام تَامّ الْوَرع شَدِيد التدين مديم السهر مكباً على المطالعة وَالْجمع قل أَن ترى الْعُيُون مثله وَكَانَ سَمحا جواداً عديم الدعاوي لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْفُرُوع) وَالْأُصُول وبصر بعلل الْمَنْقُول والمعقول قد قهره الوسواس فِي أَمر الْمِيَاه والنجاسات وَله فِي ذَلِك حكايات ووقائع عَجِيبَة وَكَانَ كثير التَّسَرِّي والتمتع وَله عدَّة أَوْلَاد ذُكُور بأسماء الصَّحَابَة الْعشْرَة تفقه بِأَبِيهِ وبالشيخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وبطائفة واشتهر اسْمه فِي حَيَاته وحياة مشايخه وَتخرج بِهِ أَئِمَّة وَكَانَ لَا يسْلك المراء فِي بَحثه بل يتَكَلَّم بسكينة كَلِمَات يسيرَة فَلَا يُرَاد وَلَا يُرَاجع وَكَانَ عَارِفًا بمذهبي مَالك وَالشَّافِعِيّ كَانَ مالكياً أَولا ثمَّ صَار شافعياً قَالَ وَافق اجتهادي اجْتِهَاد الشَّافِعِي إِلَّا فِي مَسْأَلَتَيْنِ أحديهما أَن الابْن لَا يُزَوّج أمه وَالْأُخْرَى وحسبك بِمن يتنزل ذهنه على ذهن الشَّافِعِي وَكَانَ لَا ينَام اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا يقطعهُ بمطالعة وَذكر وتهجد أوقاته كلهَا معمورة وَلما طلع إِلَى السُّلْطَان حسام الدّين لاجين قَامَ لَهُ وخطا عَن مرتبته وعزل نَفسه عَن الْقَضَاء مَرَّات ثمَّ يسْأَل ويعاد إِلَيْهِ وَكَانَ شفوقاً على المشتغلين كثير الْبر لَهُم وَقَالَ قطب الدّين أَتَيْته بِجُزْء سَمعه من ابْن رواج والطبقة بِخَطِّهِ فَقَالَ حَتَّى أنظر ثمَّ عَاد إِلَيْهِ فَقَالَ هُوَ خطي وَلَكِن مَا أحقق سَمَاعي لَهُ وَلَا أذكرهُ وَحكى قطب الدّين السنباطي قَالَ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين لكاتب الشمَال سِنِين لم يكْتب عَليّ شَيْئا قلت أَخْبرنِي ذَلِك الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن السُّبْكِيّ قَالَ حكى لي ذَلِك السنباطي فاجتمعت بِهِ وَقلت لَهُ قَالَ فلَان عَن فلَان عَن مَوْلَانَا كَذَا وكذافقال أَظن ذَلِك أَو كَذَلِك يكون الْمُسلم أَو كَمَا قَالَ روى عَنهُ الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وقطب الدّين ابْن مُنِير وقاضي الْقُضَاة عَلَاء الدّين القونوي وقاضي الْقُضَاة علم الدّين الإخنائي وَآخَرُونَ وَحدث للشَّيْخ شمس الدّين إملاء وشعره فِي غَايَة الْحسن فِي الانسجام والعذوبة وَصِحَّة الْمَقَاصِد وغوص الْمعَانِي وجزالة الْأَلْفَاظ ولطف التَّرْكِيب أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين

أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود فَقَالَ مَا رَأَيْت فِي أهل الْأَدَب مثله وناهيك بِمن يَقُول شهَاب الدّين مَحْمُود فِي حَقه هَذَا وَقَالَ لي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وَكَانَ بِهِ خصيصاً كَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ممتعاً إِذا فتح) لَهُ بَاب انْقَضتْ تِلْكَ اللَّيْلَة فِي تِلْكَ الْمَادَّة حَتَّى فِي شعر الْمُتَأَخِّرين والعصريين انْتهى قلت (فَهُوَ الَّذِي بجح الزَّمَان بِذكرِهِ ... وتزينت بحَديثه الْأَخْبَار) قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود قَالَ لي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد يَوْمًا قَول أبي الطّيب (لَو كَانَ صَادف رَأس عازر سَيْفه ... فِي يَوْم معركةٍ لأعيى عِيسَى) فِي هَذَا شَيْء غير إساءة الْأَدَب فأفكرت سَاعَة ثمَّ قلت نعم كَون الْمَوْت مَا يتَفَاوَت إِن كَانَ بِالسَّيْفِ أَو غَيره فالإحياء من الْمَوْت سَبِيل وَاحِدَة فَقَالَ أَحْسَنت يَا فَقِيه أَو كَمَا قَالَ وَهَذِه الْمُؤَاخَذَة لَا تصدر إِلَّا من أديب كَبِير كالجاحظ أَو غَيره وَأما مَا كَانَ يَقع من الشَّيْخ أثير الدّين فِي حَقه فَلهُ سَبَب أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ فتح الدّين قَالَ كَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين قد نزل عَن تدريس مدرسة لولدهنسيت أَنا الْمدرسَة وَاسم ابنهفلما حضر الشَّيْخ أثير الدّين درس قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز قَرَأَ آيَة يُفَسِّرهَا درس ذَلِك الْيَوْم وَهِي قَوْله تَعَالَى قد خسر الَّذين قتلوا أولادهمفبرز أَبُو حَيَّان من الْحلقَة وَقَالَ يَا مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة قدمُوا أَوْلَادهم قدمُوا أَوْلَادهم يُكَرر ذَلِك فَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة مَا معنى هذاقال ابْن دَقِيق الْعِيد نزل لوَلَده فلَان عَن تدريس الْمدرسَة الْفُلَانِيَّة فَنقل الْمجْلس إِلَى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ أما أَبُو حَيَّان فَفِيهِ دعابة أهل الأندلس ومجونهم وَأما أَنْت يَا قَاضِي الْقُضَاة فيبدل الْقُرْآن فِي حضرتك وَمَا تنكر هَذَا الْأَمر فَمَا كَانَ إِلَّا عَن قَلِيل حَتَّى عزل ابْن بنت الْأَعَز من الْقَضَاء بِابْن دَقِيق الْعِيد فَكَانَ إِذا خلا شَيْء من الْوَظَائِف الَّتِي تلِيق بالشيخ أثير الدّين ابي حَيَّان يَقُول النَّاس هَذِه لأبي حَيَّان يُخرجهَا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين لغيره فَهَذَا هُوَ السَّبَب الْمُوجب لحط أبي حَيَّان وشناعه عَلَيْهِ وَأهل الْعَصْر لَا يرجع إِلَى جرحهم بَعضهم بَعْضًا لمثل هَذِه الْوَاقِعَة وأمثالها (إِن العرانين تلقاها محسدةً ... وَلَا ترى للئام النَّاس حسادا) وَمَا خلص ابْن بنت الْأَعَز من ضرب الْعُنُق إِلَّا ابْن دَقِيق الْعِيد لِأَن الْوَزير شمس الدّين ابْن السلعوس لما عمل على ابْن بنت الْأَعَز وعزله وسعى فِي عمل محَاضِر بِكُفْرِهِ وَأخذ خطّ الْجَمَاعَة على المحاضر وَلم يبْق إِلَّا خطّ ابْن دَقِيق الْعِيد أرسل إِلَيْهِ المحاضر مَعَ نقباء وَقَالَ يَا مَوْلَانَا

السَّاعَة تضع خطك على هَذِه المحاضر فَأَخذهَا وَشرع يَتَأَمَّلهَا وَاحِدًا بعد وَاحِد والنقباء) يتواتر ورودهم بالحث والطلب والإزعاج وَأَن الْوَزير فِي انْتِظَار ذَلِك وَالسُّلْطَان قد حث فِي الطّلب وَهُوَ لَا ينزعج وَكلما فرغ محضراً دَفعه إِلَى الآخر فَقَالَ مَا أكتب فِيهَا شَيْئا قَالَ الشَّيْخ فتح الدّين فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي لأجل السُّلْطَان والوزير فَقَالَ أَنا مَا أَدخل فِي إِرَاقَة دم مُسلم قَالَ فَقلت لَهُ كنت تكْتب خطك بذلك وَبِمَا يخلص فِيهِ فَقَالَ يَا فَقِيه مَا عَقْلِي عقلك هم مَا يدْخلُونَ إِلَى السُّلْطَان وَيَقُولُونَ قد كتب فلَان بِمَا يُخَالف خطوط البَاقِينَ وَإِنَّمَا يَقُولُونَ قد كتب الْجَمَاعَة وَهَذَا خطّ ابْن دَقِيق الْعِيد فَأَكُون أَنا السَّبَب الأفوى فِي قَتله قَالَ فَأبْطل إِبْطَاله وأطفأ من شواظ نارهم وَمَا أرَاهُ إِلَّا أَنه مِمَّن بَعثه الله تَعَالَى على رَأس كل مائَة ليجدد لهَذِهِ الْأمة دينهم فَإِن الله بعث على رَأس الْمِائَة الأولى عمر بن عبد الْعَزِيز وعَلى رَأس الثَّانِيَة الشَّافِعِي وعَلى رَأس الْمِائَة الثَّالِثَة ابْن سُرَيج وعَلى راس الْمِائَة الرَّابِعَة أَبَا حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وعَلى رَأس الْمِائَة الْخَامِسَة ابا حَامِد الْغَزالِيّ وعَلى رَأس الْمِائَة السَّادِسَة الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وعَلى رَأس الْمِائَة السَّابِعَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَأَخْبرنِي فتح الدّين أَنه مَا كَانَ يُعجبهُ قَول من يقولقاضي الْقُضَاة الشافعيفإذا قُلْنَا قَاضِي الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة قَالَ إِنَّه هَذَا وَكتب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين إِلَى قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين أَحْمد بن الْخَلِيل الخويي شافعاً ومتشوقاً يخْدم الْمجْلس لَا زَالَ حَافِظًا لأحكام الْجُود مَحْفُوظًا بِضَمَان الله فِي ضمن السُّعُود محروس الْعَزْم من دواعي الْهوى والعز من دواعي الحسود مُقَابل وَجه الرَّأْي بِمِرْآة الْحق مولي جناب الْبَاطِل جَانب الصدود وَلَا برح يمطر على العفاة سحائب كرمه ويروي الروَاة من بحار عُلُوم بِمد من قلمه ويجلو ابكار الأفكار مقلدة بِمَا نظم السحر من حلي كَلمه ويبرز خفيات الْمعَانِي منقادة بأيد ذهنه وأيدي حكمه ويسمو إِلَى غايات الْمَعَالِي حَتَّى يُقَال ايْنَ سمو النَّجْم من هممه ويسبغ من جمال فَضله وجميله مَا يبصره الْجَاهِل على عماه ويسمعه الْحَاسِد على صممه وَينْهى من ولائه مَا يشْهد بِهِ ضَمِيره الْكَرِيم وَمن ثنائه مَا هُوَ أطيب من ودائع الرَّوْض فِي طي النسيم وَمن دُعَائِهِ مَا يقوم مِنْهُ بوظيفة لَا تهمل وبشيعه برجاء يطْمع مَعَه بكرم الله أَن يقبل

وَيقبل وَيجْرِي مِنْهُ على عَادَة إِذا انْقَضى مِنْهَا مَاض تبعه الْفِعْل فِي الْحَال والعزم فِي الْمُسْتَقْبل غير خَافَ أَنه لكل أجل كتاب وَلكُل مَقْصُود أَسبَاب وَلم يزل يهم بِالْكِتَابَةِ وَالْأَيَّام تدافع ويعزم على المخاطبة فتدفع فِي صدر عزمه الْمَوَانِع حَتَّى طلع الْوَقْت) فجر حَظه واستناب منافثة قلمه عَن مشافهة لَفظه وَقَالَ لخدمته هَذِه ردي مورداً غير آسن وتهنى محَاسِن لَا تشبهها المحاسن وتوطني الْمحلة المسعودة فَكَمَا يسْعد النَّاس كَذَلِك تسعد الْأَمَاكِن وشاهدي من ذَلِك السَّيِّد صَدرا بشره بالنجح ضَامِن وشهاباً مَا زلنا نعد السيارة سبعا حَتَّى عززت لنا مِنْهُ بثامن وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن القَاضِي نجم الدّين بمحلة منف لما قدم الْقَاهِرَة أَقَامَ بِحَيْثُ تقيم وحاضرنا محاضرة الرجل الْكَرِيم ونافث منافثة لَا لَغْو فِيهَا وَلَا تأثيم ولازم الدُّرُوس مُلَازمَة لَوْلَا أَنَّهَا محبوبة لقلنا مُلَازمَة غَرِيم وَتلك حُقُوق لَهُ مرعية وَمَعْرِفَة أنسابها مراضعة الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَقصد هَذِه الْخدمَة إِلَى الْمجْلس فَكَانَ ذَلِك من وَاجِب حَقه وَذكر ثَنَاء عَلَيْهِ فَقُلْنَا رَأَيْت الْحق لمستحقه وَسَيِّدنَا حرسه الله تَعَالَى أهل لتقليد المنن وَمحل لِأَن يظنّ بِهِ كل حسن وَالْعلم بمروءته لَا يقبل تشكيك المشكك وابوته تَقْتَضِي أَن يرتقي من بِعُرْوَة وده يسْتَمْسك وَالله تَعَالَى يرفع شَأْنه ويعلى برهانه وَيكْتب لَهُ يَوْم إحسانه إحسانه ويطوي على المعارف اليقينية جنانه وَيُطلق بِكُل صَالِحَة يَده وَلسَانه بمنه وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى قلت مَا أعرف بعد القَاضِي افاضل من كتب الْإِنْشَاء مثل القَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر وَمَا لَهُ مثل هَذِه الْمُكَاتبَة علم ذَلِك من علمه أَو جَهله من جَهله أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس قَالَ أَنْشدني شَيخنَا تَقِيّ الدّين ابْن دقي قالعيد لنَفسِهِ (الْحَمد لله كم أسعى بعزمي فِي ... نيل العلى وَقَضَاء الله ينكسه) (كأنني الْبَدْر أبغي الشرق والفلك ال ... أَعلَى يُعَارض مسعاه فيعكسه) قلت هُوَ مثل قَول الأرجاني (سعيي إِلَيْكُم فِي الْحَقِيقَة وَالَّذِي ... تَجِدُونَ عَنْكُم فَهُوَ سعي الدَّهْر بِي) (أنحوكم وَيرد وَجْهي الْقَهْقَرَى ... دهري فسيري مثل سير الْكَوْكَب) (فالقصد نَحْو الْمشرق الْأَقْصَى لَهُ ... وَالسير رَأْي الْعين نَحْو الْمغرب) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا (أأحباب قلبِي وَالَّذين بذكرهم ... وترداده طول الزَّمَان تعلقي) (لَئِن غَابَ عَن عَيْني بديع جمالكم ... وجار على الْأَبدَان حكم التَّفَرُّق) ) (فَمَا ضرنا بعد الْمسَافَة بَيْننَا ... سرائرنا تسري إِلَيْكُم فنلتقي)

وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا (قَالُوا فلَان عَالم فَاضل ... فأكرموه مثل مَا يرتضي) (فَقلت لما لم يكن ذَا تقى ... تعَارض الْمَانِع والمقتضي) وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور إجَازَة لَهُ يمدح رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم (يَا سائراً نَحْو الْحجاز مشمراً ... اجهد فديتك فِي الْمسير وَفِي السرى) (وَإِذا سهرت اللَّيْل فِي طلب العلى ... فحذار ثمَّ حذار من خدع الْكرَى) (فالقصد حَيْثُ النُّور يشرق ساطعاً ... والطرف حَيْثُ ترى الثرى متعطرا) (قف بالمنازل والمناهل من لدن ... وَادي قبَاء إِلَى حمى أم الْقرى) (وتوخ آثَار النَّبِي فضع بهَا ... متشرفاً خديك فِي عفر البرى) (وَإِذا رَأَيْت مهابط الْوَحْي الَّتِي ... نشرت على الْآفَاق نورا أنورا) (فَاعْلَم بأنك مَا رَأَيْت شبيهها ... مذ كنت فِي ماضي الزَّمَان وَلَا ترى) (فتردد الْمُخْتَار بَين بعيدها ... وقريبها متبدياً متحضرا) (واستودعت من سره مَا كَاد أَن ... يُبْدِي لنا معنى الْكَمَال مصورا) (سرٌ فهمنا كنهه لم يشْتَبه ... فنشك فِيهِ وَلم نهم فيفسرا) (وَلَقَد أَقُول إِذا الْكَوَاكِب اشرقت ... وترفعت فِي منهتى شرف الذرى) (لَا تفخرا زهر فَإِن مُحَمَّدًا ... أَعلَى على ص مِنْهَا وأشرف جوهرا) (نلنا بِهِ مَا قد رَأينَا من على ... مَعَ مَا نؤمل فِي الْقِيَامَة أَن نرى) (فسعادة أزلية سبقت وَمَا ... هُوَ ثابتٌ أزلاً فَلَنْ يتغيرا) (وسيادة بارى الْأَنَام بهَا وَلَا ... سِيمَا إِذا قدمُوا عَلَيْهِ المحشرا) (ومواهبٌ يَأْتِي لَهَا التأميل مس ... تقصىً فَيرجع عِنْدهَا مستقصرا) (ومهابة مَلأ الْقُلُوب بهاؤها ... واستنزلت كبر الْمُلُوك مُصَغرًا) (ولربما كفت الْقِتَال فَلَو غَدَتْ ... لليث نَالَ بهَا الفريسة مخدرا) (وبديع لطف شمائلٍ من دونهَا ... مَاء الغمامة والنسيم إِذا سرى) (مَعَ سطوة لله فِي يَوْم الوغى ... تعنو لشدَّة بأسها أَسد الشرى) ) (لَا يُنكر الْمَعْرُوف من أخلاقه ... وَإِذا استبيح حمى الْإِلَه تنكرا) (شوقي لقرب جنابه وصحابه ... شوقٌ يجل يسيره أَن يذكرَا)

(أفنى كنوز الصَّبْر من إشرافه ... وَجرى على الأحشاء مِنْهُ مَا جرى) (أَن لَاحَ صبحٌ كَانَ وجدا مقلقاً ... أَو جن ليلٌ كَانَ هما مسهرا) (أَرْجُو وصال أحبتي فَكَأَنَّمَا ... أَرْجُو الْمحَال وجوده المتعذرا) (وأسير نَحْو مقامهم حَتَّى إِذا ... شارفت رُؤْيَته رجعت الْقَهْقَرَى) حذفت مِمَّن أَثْنَائِهَا وَمن آخرهَا ابياتاً خوف الإطالة وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور لَهُ إجَازَة (تهيم نَفسِي طَربا كلما ... أستلمح الْبَرْق الحجازيا) (ويستخف الوجد عَقْلِي وَقد ... لبست أَثوَاب الحجى زيا) (يَا هَل أقضى حَاجَتي من منى ... وأنحر البزل المهاريا) (وأرتوي من زَمْزَم فَهِيَ لي ... الذ من ريق المهى ريا) وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا (تمنيت أَن الشيب عَاجل لمتي ... وَقرب مني صباي مزاره) (لآخذ من عصر الشَّبَاب نشاطه ... وآخذ من عصر المشيب وقاره) وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا (عطيته إِذا أعْطى سرورٌ ... فَإِن سلب الَّذِي أعْطى أثابا) (فَأَي النعمتين أعد فضلا ... وَأحمد عِنْد عقباها إيابا) (أنعمته الَّتِي كَانَت سُرُورًا ... أم الْأُخْرَى الَّتِي جلت ثَوابًا) وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور من أَبْيَات (لم يبْق لي أملٌ سواك فَإِن يفت ... ودعت أَيَّام الْحَيَاة وداعا) (لَا أستلذ لغير وَجهك منْظرًا ... وَسوى حَدِيثك لَا اريد سَمَاعا) وأنشدني الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نباتة قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ تَقِيّ الدّين لنَفسِهِ (أَتعبت نَفسك بَين ذلة كادحٍ ... طلب الْحَيَاة وَبَين حرص مُؤَمل) (وأضعت نَفسك لَا خلاعة ماجنٍ ... حصلت فِيهِ وَلَا وقار مبجل) (وَتركت حَظّ النَّفس فِي الدُّنْيَا وَفِي ال ... أُخْرَى ورحت عَن الْجَمِيع بمعزل) ) وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا (لعمري لقد قاسيت بالفقر شدَّة ... وَقعت بهَا فِي حيرةٍ وشتات) (فَإِن بحت بالشكوى هتكت مروءتي ... وَإِن لم ابح بِالصبرِ خفت مماتي) (فأعظم بِهِ من نازلٍ بملمةٍ ... يزِيل حيائي أَو يزِيل حَياتِي)

وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا دوبيت (الْجِسْم تذيبه حُقُوق الخدمه ... وَالنَّفس هلاكها علو الهمه) (والعمر بِذَاكَ يَنْقَضِي فِي تعبٍ ... والراحة مَاتَت فعلَيْهَا الرحمه) وَمن العجيب أَن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ الدوبيت حفظهما تَاج الدّين أَحْمد أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَكَانَ فارضاً وعاقداً بالحسينية فاتفق أَنه قَالَ فِي وَقت الهاجرة بسمجد الْجَوَارِي بالحسينية فَرَأى والدهما الشَّيْخ مجد الدّين رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ نَائِم فَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ يَا سَيِّدي بِخَير فَقَالَ كَيفَ مُحَمَّد أخوكقال بِخَير السَّاعَة كنت عِنْده وأنشدني دوبيت وأنشده للشَّيْخ فَقَالَ سلم عَلَيْهِ وَقل لَهُ (الرّوح إِلَى محلهَا قد تاقت ... وَالنَّفس لَهَا مَعَ جسمها قد عاقت) (وَالْقلب معذبٌ على جمعهم ... وَالصَّبْر قضى وحيلتي قد ضَاقَتْ) فانتبه تَاج الدّين وَقد حفظ الدوبيت الْمَذْكُور ونقلت من خطّ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مَا أثْبته لنَفسِهِ (أفكر فِي حَالي وَقرب منيتي ... وسيري حثيثاً فِي مصيري إِلَى الْقَبْر) (فينشئ لي فكري سحائب للأسى ... تسح هموماً دونهَا وابل الْقطر) (إِلَى الله أَشْكُو من وجودي فإنني ... تعبت بِهِ مذ كنت فِي مبدأ الْعُمر) (تروح وتغدو للمنايا فجائعٌ ... تكدره وَالْمَوْت خَاتِمَة الْأَمر) ونقلت مِنْهُ لَهُ أَيْضا (سَحَاب فكري لَا يزَال هامياً ... وليل همي لَا أرَاهُ راحلا) (قد أتعبتني همتي وفطنتي ... فليتني كنت مهيناً جَاهِلا) وأنشدني الشَّيْخ فتح الدّين إجَازَة قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (كم ليلةٍ فِيك وصلنا السرى ... لَا نَعْرِف الغمض وَلَا نستريح) (قد كلت العيس فجد الْهوى ... واتسع الكرب فَضَاقَ الفسيح) ) (وكادت الْأَنْفس مِمَّا بهَا ... تزهق والأرواح مِنْهَا تطيح) (وَاخْتلف الْأَصْحَاب مَاذَا الَّذِي ... يزِيل من شكواهم أَو يزيح) (فَقيل تعريسهم سَاعَة ... وَقلت بل ذكراك وَهُوَ الصَّحِيح) قلت مَا أعرف لأحد من الْمُتَقَدِّمين وَلَا من الْمُتَأَخِّرين حسن هَذَا المخلص وَأَخْبرنِي الشَّيْخ فتح الدّين أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين كَانَ مغرىً بالكيمياء مُعْتَقدًا صِحَّتهَا قَالَ لِأَنَّهُ أتفق لَهُ فِي مَدِينَة قوص لما كَانُوا بهَا من صنعها بِحُضُورِهِ وَحكى لي الْوَاقِعَة بِطُولِهِ وَمن شعر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين قدس الله روحه

(يَا معرضًا عني وَلست بمعرضٍ ... بل ناقضاً عهدي وَلست بناقض) (أتعبتني فخلائقٌ لَك لم يفد ... فِيهَا وَقد جمحت رياضة رائض) (أرضيت أَن تخْتَار رفضي مذهبا ... فيشنع الْأَعْدَاء أَنَّك رَافِضِي) وَمِنْه (قد جرحتنا يَد أيامنا ... وَلَيْسَ غير الله من آس) (فَلَا ترج الْخلق فِي حاجةٍ ... لَيْسُوا بأهلٍ لسوى الياس) (وَلَا تزد شكوى إِلَيْهِم فَلَا ... معنى لشكواك إِلَى قَاس) (وَأَن تخالط مِنْهُم معشراً ... هويت فِي الدّين على الراس) (يَأْكُل بعضٌ لحم بعضٍ وَلَا ... يحْسب فِي الْغَيْبَة من بَأْس) (لَا ورعٌ فِي الدّين يحميهم ... عَنْهَا وَلَا حشمة جلاس) (لَا يعْدم الْآتِي إِلَى بابهم ... من ذلة الْكَلْب سوى الخاسي) (فاهرب من النَّاس إِلَى رَبهم ... لَا خير فِي الْخلطَة بِالنَّاسِ) وَمن شعره أَيْضا (وقائلةٍ مَاتَ الْكِرَام فَمن لنا ... إِذا عضنا الدَّهْر الشَّديد بنابه) (فَقلت لَهَا من كَانَ غَايَة قَصده ... سؤالاً لمخلوقٍ فَلَيْسَ بنابه) (لَئِن مَاتَ من يُرْجَى فمعطيهم الَّذِي ... يرجونه باقٍ فلوذي بنابه) وَمِنْه (ومستبعد قلب الْمُحب وطرفه ... بسُلْطَان حسنٍ لَا يُنَازع فِي الحكم) ) (متين التقى عف الضَّمِير عَن الْخَنَا ... رَقِيق حَوَاشِي الظّرْف وَالْحسن والفهم) (يناولني مسواكه فأظنه ... تحيل فِي رشفي الرضاب بِلَا إِثْم) وَمِنْه (إِذا كنت فِي نجدٍ وَطيب نسيمها ... تذكرت أَهلِي باللوى فمحجر) (وَإِن كنت فيهم ذبت شوقاً ولوعةً ... إِلَى سَاكِني نجدٍ وَعيلَ تصبري) (وَقد طَال مَا بَين الْفَرِيقَيْنِ قصتي ... فَمن لي بنجدٍ بَين أَهلِي ومعشري) وَمِنْه مَا نظمه فِي بعض الوزراء (مقبلٌ مدبرٌ بعيد قريب ... محسن مذنب عَدو حبيب) (عجبٌ من عجائب الْبر والبح ... ر وَنَوع فَرد وشكل غَرِيب) وَمِنْه وَقيل أَنه نظمه فِي ابْن الْجَوْزِيّ

(دققت فِي الفطنة حَتَّى لقد ... أبديت مَا يسحر أَو يسبي) (وصرت فِي أَعلَى مقاماتها ... حَيْثُ يراك النَّاس كالشهب) (وَسَار مَا سيرت من جَوْهَر ال ... حِكْمَة فِي الشرق وَفِي الغرب) (ثمَّ تنازلت إِلَى حَيْثُ لَا ... ينزل ذُو فهم وَلَا لب) (تثبت مَا تجحده فطْرَة ال ... عقل وَلَا تشعر بالخطب) (أَنْت دلَالَة على أَنه ... يُحَال بَين الْمَرْء وَالْقلب) قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي حكى القَاضِي شهَاب الدّين ابْن الكويك التَّاجِر الكارمي رَحمَه الله قَالَ اجْتمعت بِهِ مرّة فرأيته فِي ضَرُورَة فَقلت يَا سيدنَا مَا تكْتب ورقة لصَاحب الْيمن أَكتبهَا وَأَنا أَقْْضِي فِيهَا الشّغل فَكتب ورقة لَطِيفَة فِيهَا (تجَادل أَرْبَاب الْفَضَائِل إِذْ رَأَوْا ... بضاعتهم موكوسة الْحَظ فِي الثّمن) (وَقَالُوا عرضناها فَلم نلف طَالبا ... وَلَا من لَهُ فِي مثلهَا نظرٌ حسن) (وَلم يبْق إِلَّا رفضها واطراحها ... فَقلت لَهُم لَا تعجلوا السُّوق بِالْيمن) وأرسلها إِلَيْهِ فَأرْسل لَهُ مِائَتي دِينَار وَاسْتمرّ يرسلها إِلَى أَن مَاتَ صَاحب الْيمن وَقَالَ كَمَال الدّين ايضاً قَالَ لي عبد اللَّطِيف ابْن القفصي هجوته مرّة فَبَلغهُ فَلَقِيته فِي الكاملية فَقَالَ بَلغنِي أَنَّك هجوتني أَنْشدني فَأَنْشَدته بليقة أَولهَا) (قَاضِي الْقُضَاة أعزل نَفسه ... لما ظهر للنَّاس نحسه) إِلَى آخرهَا فَقَالَ هجوت جيدا وَقَالَ قَالَ لي صاحبنا الْفَقِيه الْفَاضِل الأديب الثِّقَة مجير الدّين عمر اللمطي قَالَ كنت مرّة بِمصْر وطلعت إِلَى الْقَاهِرَة فَقَالُوا لي الشَّيْخ طَلَبك مَرَّات فَجئْت إِلَيْهِ فَقَالَ أَيْن كنتقلت بِمصْر فِي حَاجَة قَالَ طلبتك سَمِعت إنْسَانا ينشد خَارج الكاملية (بَكَيْت قَالُوا عاشق ... سكت قَالُوا قد سلا) (صليت قَالُوا زوكر ... مَا أَكثر فضول النَّاس) وَقَالَ حكى لي صاحبنا فتح الدّين مُحَمَّد بن كَمَال الدّين أَحْمد بن عِيسَى القيوبي قَالَ دخلت مرّة عَلَيْهِ وَفِي يَده ورقة ينظر فِيهَا زَمَانا ثمَّ ناولني ورقة وَقَالَ اكْتُبْ من هَذِه نُسْخَة فأخذتها فَوجدت فِيهَا بليقة أَولهَا (كَيفَ أقدر أَتُوب ... وَرَأس ايري مثقوب) وَقَالَ قَالَ لي شَيخنَا تَاج الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الدشناوي سمعته ينشد هَذِه البليقة الَّتِي أَولهَا جلد العميرة بالزجاج وَلَا الزواج

وَيَقُول بالزجاج يَا فَقِيه وَقَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي حكى لي القَاضِي سراج الدّين يُونُس بن عبد الْمجِيد الأرمنتي قَاضِي قوص قَالَ جِئْت إِلَيْهِ مرّة وَأَرَدْت الدُّخُول فَمَنَعَنِي الْحَاجِب وَجَاء الْجلَال العسلوجي فَأدْخلهُ وَغَيره فتألمت وَأخذت ورقة وكتبت فِيهَا (قل للتقي الَّذِي رَعيته ... راضون عَن علمه وَعَن عمله) (انْظُر إِلَى بابك ... يلوح من خلله) (بَاطِنه رحمةٌ وَظَاهره ... يَأْتِي إِلَيْك الْعَذَاب من قبله) ثمَّ دخلت وَجعلت الورقة فِي الدواة وظننت أَنه مَا رأى وَقمت فَقَالَ اجْلِسْ مَا فِي هَذِه الورقة قلت يَقْرَأها سيدنَا قَالَ اقرأها أَنْت وكررت عَلَيْهِ وَهُوَ يرد عَليّ فقرأتها فَقَالَ مَا حملك على هذافحكيت لَهُ فَقَالَ وقف عَلَيْهَا أحدفقلت لَا قَالَ قطعهَا قَالَ وَأَخْبرنِي برهَان الدّين إِبْرَاهِيم الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ الطَّبِيب وَكَانَ قد استوطن قوص سِنِين قَالَ كنت أباشر وَقفا فَأَخذه مني شمس الدّين مُحَمَّد بن أخي الشَّيْخ ولاه لآخر فعز عَليّ ونظمت أبياتاً فِي الشَّيْخ فبلغته فَأَنا أَمْشِي مرّة خَلفه وَإِذا بِهِ قد الْتفت إِلَيّ وَقَالَ يَا فَقِيه بَلغنِي أَنَّك هجوتني فَسكت فَقَالَ أَنْشدني وألح عَليّ فَأَنْشَدته الأبيات وَهِي) (وليت فولى الزّهْد عَنْك بأسره ... وَبَان لنا غير الَّذِي كنت تظهر) (ركنت إِلَى الدُّنْيَا وعاشرت أَهلهَا ... وَلَو كَانَ عَن جبرٍ لقد كنت تعذر) فَسكت زَمَانا وَقَالَ مَا حملك على هذافقلت أَنا رجل فَقير وَأَنا أباشر وَقفا أَخذه مني فلَان فَقَالَ مَا علمت هَذَا أَنْت على حالك فباشرت الْوَقْف مُدَّة وخطر لي الْحَج فَجئْت إِلَيْهِ استأذنه فَدخلت خَلفه فَالْتَفت إِلَيّ فَقَالَ أَمَعَك هجو آخرفقلت لَا ولكنني قصدت الْحَج وَجئْت أَسْتَأْذن سَيِّدي فَقَالَ مَعَ السَّلامَة مَا يُغير عَلَيْك وأنشدني إجَازَة الشَّيْخ نَاصِر الدّين شَافِع قَالَ من نظم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين قَوْله (تجاوزت حد الْأَكْثَرين إِلَى العلى ... وسافرت واستبقيتهم فِي المفاوز) (وخضت بحاراًص لَيْسَ يعرف قدرهَا ... وألقيت نَفسِي فِي فسيح المفاوز) ولججت فِي الأفكار ثمَّ تراجع اخْتِيَاري إِلَى اسْتِحْسَان دين الْعَجَائِز قلت وَلَقَد وقفت لَهُ على جَوَاب طَوِيل كتبه فِي درج إِلَى الْأَمِير سيف الدّين منكوتمر نَائِب السلطنة لحسام الدّين لاجين وَكَانَ عِنْد استاذه الْجُزْء الَّذِي لَا يتَجَزَّأ وَقد كتب فِيهِ بعد الْبَسْمَلَة ورد على العَبْد الْفَقِير مُحَمَّد بن عَليّ مُخَاطبَة الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين ووقف عَلَيْهَا وَعجب مِنْهَا

الْأَمريْنِ ثمَّ أَنه يذكر كل فصل ويجيبه عَنهُ إِلَى أَن قَالَ فِي آخر ذَلِك فَكتب الْأَمِير إِلَيّ كتابا يكْتب إِلَى من لَيْسَ عِنْده من الدّين شَيْء وَلَو كَانَ الْأَمِير عرف مني ارْتِكَاب الْكَبَائِر الموبقات مَا زَاد على مافعل وعَلى الْجُمْلَة فَإِن الله تَعَالَى أَمر نبيه بالمباهلة والملاعنة فِي الدّين فَقَالَ لأهل الكتابفقل تَعَالَوْا نَدع أبناءنا وأبناءكم وَنِسَاءَنَا ونساءكم ثمَّ نبتهل فَنَجْعَل لعنة الله على الكاذبينفنتمثل أَمر الله لرَسُوله ونقول اللَّهُمَّ يَا شَدِيد الْبَطْش يَا جَبَّار يَا قهار يَا حَكِيم يَا قوي يَا عَزِيز يَا قوي يَا عَزِيز يَا قوي يَا عَزِيز قد نسبت إِلَى أكل الْحَرَام من مَال الْمدَارِس الغائبة وَإِلَى أُمُور أَنْت عَالم بسرها فَإِن كَانَ ذَلِك فِي علمك صَحِيحا فَاجْعَلْ لعنتك ولعنة ملائكتك وَالنَّاس أَجْمَعِينَ عَليّ وَإِن لم يكن صَحِيحا فاجعلها على من افترى عَليّ بهَا وَإِن كَانَ الْوَلَد قد فعل مَا قيل من أَخذ البراطيل فاجعلها عَلَيْهِ وَإِن لم يكن فاجعلها على من افترى عَلَيْهِ فَهَذَا إنصاف وامتثال لما أَمر الله بِهِ وَرَسُوله وَرَبك بالمرصاد والشكوى إِلَى الله الحكم الْعدْل قيل أَنه لم يلبث بعد ذَلِك إِلَّا أسبوعاً أَو قَرِيبا مِنْهُ حَتَّى قتل السُّلْطَان أستاذه وَقتل هُوَ أَيْضا) الْوَزير سعد الدّين الساوجي مُحَمَّد بن عَليّ الْوَزير الْكَبِير سعد الدّين الساوجي العجمي قَتله خربندا وَقتل مَعَه الْوَزير مبارك شاه وَالْملك نَاصِر الدّين يحيى بن إِبْرَاهِيم صَاحب سنجار وَصَاحب الدِّيوَان المانشتري كَانَت قَتلتهمْ بِبَغْدَاد وَمِمَّنْ قتل أَيْضا تَاج الدّين الآوي الشيعي كَبِير الْأَشْرَاف وَذبح ابناه قبله وَكَانَ جباراً ظَالِما فرافعوه وَأخذ للساوجي أَمْوَال عَظِيمَة وَيُقَال أَنه غرم على الْجَامِع الَّذِي عمره بِبَغْدَاد ألف ألف دِرْهَم قيل أَنه صلى رَكْعَتَيْنِ وودع أَهله وَثَبت للْقَتْل وخلع فرجية على قَاتله فباس يَده واستجعل مِنْهُ فِي حل ثمَّ طير رَأسه سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة مُحَمَّد بن عَليّ الْعَلامَة الغرناطي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ بِالْمَدِينَةِ توفّي سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة شمس الدّين الدهان مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الْمَازِني الدهان الشَّيْخ شمس الدّين الدِّمَشْقِي الشَّاعِر كَانَ يعْمل صناعَة الدهان وَيعرف مقامات الحريري وينظم الشّعْر الرَّقِيق ويدري الموسيقى فَيعْمل الشّعْر ويلحنه فيغني بِهِ المغنون وَكَانَ يلْعَب بالقانون توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة أَنْشدني من لَفظه الْمولى القَاضِي شهَاب الدّين كَاتب السِّرّ ابْن القَاضِي محيي الدّين ابْن فضل الله إِلَى الشَّمْس الْمَذْكُور يضمن بَيت أبي تَمام (رَأَيْتُك أَيهَا الدهان تبغي ... مزيداً فِي التودد بالمساعي) (فَلَو صورت نَفسك لم تزدها ... على مَا فِيك كرم الطباع) وَكَانَ قد ربى مَمْلُوكا اشْتَرَاهُ وأحبه وهذبه ورخجه فَمَاتَ فأسف عَلَيْهِ أسفا كثيرا ورثاه بِشعر

كثير غنى بِهِ وَنَقله المغنون وتداوله النَّاس من ذَلِك أَنْشدني من لَفظه جمال الدّين الْخَطِيب الصُّوفِي يُوسُف لنَفسِهِ مَا نظمه فِي موت مَمْلُوك الدهان (لَئِن مَاتَ يَا دهان مملوكك الَّذِي ... بلغت بِهِ فِي الْفسق مَا كنت ترتجي) (فَمثله بالأصباغ وَجها وقامةً ... وخصراً وردفاً ثمَّ عاينه واصلج) وَقَالَ شمس الدّين الدهان موشحة يَا بِأبي غُصْن بانةٍ حملا بدر دجى بالجمال قد كملا أهيف فريد حسنٍ مَا مَاس أَو سفرا) إِلَّا أغار الْقَضِيب والقمرا يُبْدِي لنا بابتسامه دررا فِي شهدٍ لذّ طعمه وحلا كَأَن أنفاسه نسيم طلا قرقف مورد الخد فاتر الْمقل يفوق ظَبْي الكناس بِالْحملِ وينثني كالقضيب فِي الْميل من حمل ردفٍ مثل الْكَثِيب علا نيط بخصرٍ كأضلعي نحلا مخطف ظبيٌ من التّرْك يقنص الأسدا مقرطقٌ قد أذابني كمدا حَاز بديع الْجمال فانفردا واهاً لَهُ لَو أَجَارَ أَو عدلا لمستهامٍ بهجره نحلا مدنف غزال سربٍ جماله شرك ستر اصْطِبَارِي عَلَيْهِ منهتك لكل قلبٍ هَوَاهُ منتهك علم قلبِي الولع والغزلا طرف لَهُ بالفتور قد كحلا أَوْطَفُ لله يومٌ بِهِ الزَّمَان وفى إِذْ من بالوصل بعد طول جَفا حَتَّى إِذا مَا اطْمَأَن وانعطفا أَسْفر عَنهُ اللثام ثمَّ جلا وردا بِغَيْر اللحاظ مِنْهُ فَلَا يقطف فظلت من فرط شدَّة التَّرَحِ إِذْ زارني والرقيب لم يلح ألثم أقدامه من الْفَرح

وَقلت إِذْ عَن صدوده عدلا أَهلا بِمن زار بعد جفوةٍ وقلا أسعف وَمن شعر شمس الدّين الدهان وَهُوَ مِمَّا غَنِي بِهِ (مَا يج الْورْد فِي خديك ريحَان ... إِلَّا ووجهك فِي التَّحْقِيق بُسْتَان) ) (وَلَا تعطف مِنْك الْعَطف من صلفٍ ... إِلَّا وَرِيقك خمرٌ وَهُوَ نشوان) (لله فتْنَة ذَاك الطّرف مِنْك لقد ... سبى المحبين لحظٌ مِنْهُ فتان) (لَو لم يكن سلب العشاق نومهم ... مَا رَاح من غير سهدٍٍ وَهُوَ وَسنَان) وَمِنْه أَيْضا وَهُوَ مِمَّا غَنِي بِهِ (عِنْد قلبِي مِنْك وجدٌ لَا يحد ... وغرامٌُ هزله فِي القَوْل جد) (واشتياقٌ ناره لَا تنطفي ... وَله بَين شغَاف الْقلب وَقد) (أَيهَا الْبَدْر الَّذِي تيمني ... مِنْهُ وجهٌ يخجل الْبَدْر وخد) (وسباني جَوْهَر من ثغره ... فَوْقه من رِيقه خمرٌ وَشهد) وَمِنْه أَيْضا وَهُوَ مِمَّا غَنِي بِهِ (دَلَائِل الوجد لَا تخفى على الفطن ... وَالْحب أقصاه مَا أفْضى إِلَى الْفِتَن) (كم ذَا التستر والأشواق تعرب عَن ... سر الْهوى بِلِسَان المدمع الهتن) (دع التكتم فالكتمان نَار جوىً ... بَين الجوانح تذكيها يَد المحن) (ونح فَلَيْسَ بعارٍ أَن تنوح فَمَا ... فِي ساحة الْحَيّ إِلَّا كل ذِي شجن) وَمِنْه أَيْضا وَهُوَ مِمَّا غَنِي بِهِ (أَلا حبذا الْوَادي وَروض البنفسج ... وَطيب شذاً من عرفه المتأرج) (وأغصان بانٍ فِي نواحيه ميدٌ ... وكل قويم الْقد غير معوج) (وأنهار ماءٍ فِي صفاءٍ ورقةٍ ... تسيل بهَا مَا بَين روض مدبج) (فَإِن جعدته خطرة من نسيمه ... فيا حسن مرأى مَتنه المتموج) قلت شعر مَقْبُول بل هُوَ متوسط لَا ينحط وَلَا يرْتَفع محيي الدّين ابْن المارستاني مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْقوي بن عبد الْبَاقِي محيي الدّين التنوخي المعري ثمَّ الدِّمَشْقِي بن المارستاني الْحَنَفِيّ نزيل بِالْقَاهِرَةِ ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَسمع من عُثْمَان بن عَليّ وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَفرج الْخَادِم وَعبد الله بن الخشوعي وعدة وَخرج لَهُ الدمياطي مشيخة وسمعها مِنْهُ قَدِيما وَكَانَ مديماً للاشتغال ورعاًً زهداًً مُفَسرًا متواضعاً من كبار

الْحَنَفِيَّة أعَاد بالمنصورية والناصرية والظاهرية والصالحية حمل عَنهُ الطّلبَة من سماعاته جُزْء الذهلي عَليّ ابْن خطيب القرافة سنة اثْنَتَيْنِ) وَخمسين وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة ابْن الموازيني مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن سَالم الشَّيْخ الْمُقْرِئ الصَّالح الْحَاج بَقِيَّة المسندين شمس الدّين ابو جَعْفَر السّلمِيّ المرداسي الدِّمَشْقِي ابْن الموازيني ولد سنة خمس عشرَة تقريباًص وسماعه سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَبعدهَا غذ كَانَ عِنْد الملقن سمع أَبَا الْقَاسِم ابْن صصرى والبهاء عبد الرَّحْمَن وَتفرد بالرواية عَنْهُمَا وَسمع من إِسْمَاعِيل بن ظفر وَأبي سُلَيْمَان بن الْحَافِظ وَالشَّيْخ ضِيَاء وَورث من أَبِيه ثروة وعقاراً وجاور مُدَّة وَأنْفق فِي الْبر والقرب ثمَّ أعْطى ملكه لابنته وبقى لنَفسِهِ كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ وَلبس العسلي وتزهد وَحدث بِالْحرم وانحطم بالهرم وَثقل سَمعه وَضعف بَصَره وَحدث عَنهُ ابْن الخباز وَبَاقِي الطّلبَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبع مائَة الشَّمْس كَمَال الدّين الزملكاني مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُفْتِي قَاضِي الْقُضَاة ذُو الْفُنُون جمال الْإِسْلَام كَمَال الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن الزملكاني الْأنْصَارِيّ السماكي الدِّمَشْقِي كَبِير الشَّافِعِيَّة فِي عصرة والفضلاء فِي دهره كَأَنَّمَا عناه الْغَزِّي بقوله (لم يبرح الْفِقْه روضاً فاق فِيك لَهُ ... سحابةٌ ورده مِنْهَا وعبهره) (ذُو الدَّرْس سهل الْمعَانِي فِي جزالته ... يكَاد يحفظه من لَا يكرره) (أما الْجِدَال فميدانٌ فوارسه ... تقر أَنَّك دون النَّاس عنتره) ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَسمع من أبي الْغَنَائِم ابْن عَلان وَالْفَخْر عَليّ وَابْن الوَاسِطِيّ وَابْن القواس ويوسف بن المجاور وعدة وَطلب الحَدِيث فِي وَقت وَقَرَأَ الحَدِيث وَكَانَ فصيحاً متسرعاً قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَهُ خبْرَة بالمتون وَكَانَ بَصيرًا بِالْمذهبِ وأصوله قوي الْعَرَبيَّة قد أتقنها ذكاء ودربها ذكياً صَحِيح الذِّهْن صائب الْفِكر فَقِيه النَّفس تفقه على الشَّيْخ تَاج الدّين وَأفْتى وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ يضْرب بذكائه الْمثل وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة فِيمَا أَظن على الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مَالك وَقَرَأَ على قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين الخويي وشمس الدّين الأيكي وصفي الدّين

الْهِنْدِيّ أول قدومه الْبِلَاد أما لما عَاد الشَّيْخ صفي الدّين وَأقَام بِدِمَشْق لم يقْرَأ عَلَيْهِ وَقَرَأَ على) قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين ابْن الزكي حكى لي الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ قلت لَهُ فرطت فِي الْمنطق فَقَالَ كَانَ بِدِمَشْق أَيَّام طلبي لَهُ شخص يعرف بالأفشنجي وكت قد تميزت ودرستأو قَالَ وأفتيت فَكنت أتردد إِلَيْهِ على كره مني وَالْعلم فِي نَفسه صَعب وَعبارَة الأفشنجي فِيهَا عجمة فَإِذا أردْت مِنْهُ زِيَادَة بَيَان أَو قلت لَهُ مَا ظهر قَالَ جَاءَ وأدار وَجهه عني فأنفت من تِلْكَ الْحَالة وَبَطلَت الِاشْتِغَال أَو كَمَا قَالَ قلت أغناه ذهنه الثاقب وفكره الصائب على أَنه كَانَ يعرف مِنْهُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي أصُول الْفِقْه من معرفَة التَّصَوُّر والتصديق وَدلَالَة الْمُطَابقَة وَدلَالَة التضمن وَدلَالَة الِالْتِزَام وَالضَّرْب من الشكل المنتج والكاذب ومواد الْبُرْهَان والمقدم والتالي وَقِيَاس الْخلف وَغير ذَلِك مِمَّا يدْخل فِي الأصولين معرفَة جَيِّدَة يتسلط بهَا على بَاقِي الْفَنّ أما أَنه كَانَ يطْلب مِنْهُ أَن يشغل فِي مختلطات كشف الْأَسْرَار للخونجي فَلَا وَحفظ التَّنْبِيه فِيمَا أَظن والمنتخب فِي أصُول الْفِقْه والمحصل فِي أصُول الدّين وَغير ذَلِك وَأما الْخط وَحسن وَضعه (فَلَا تسْأَل عَن الرَّوْض النَّضِير ... وَلَا عَن طلعة الْقَمَر الْمُنِير) فَإِنَّهُ كتب على الشَّيْخ نجم الدّين ابْن البصيص أحسن مِنْهُ وَمن بدر الدّين حسن ابْن الْمُحدث وخطه وَهُوَ أحسن وَقيل لي أَنه كَانَ يكْتب الْكُوفِي طبقَة وَكَانَ شكله حسنا ومنظره رائعاً وتجمله فِي بزته وهيئته غَايَة وشيبته منورة بِنور الْإِسْلَام يكَاد الْورْد يلقط من وجنتيه وعقيدته صَحِيحَة متمكنة أشعرية وفضائله عديدة وفواضله ربوعها مشيدة فَإِنَّهُ كَانَ كريم النَّفس عالي الهمة حشمته وافرة وَعبارَته حلوة فصيحة ممتعة من رَآهُ أحبه قريب من الْقلب خَفِيف على النَّفس صنف أَشْيَاء مِنْهَا ورساله فِي الرَّد عَلَيْهِ فِي مَسْأَلَة الزِّيَارَة ورسالة سَمَّاهَا رَابِع أَرْبَعَة نظماً ونثراً وَشرح قِطْعَة جَيِّدَة من الْمِنْهَاج وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وانتفع بِهِ الطّلبَة ودرس بالشامية البرانية والظاهرية والرواحية وَولي نظر ديوَان الأفرم وَنظر الخزانة ووكالة بَيت المَال وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة وَوَقع فِي الدست فِيمَا أَظن وَله الْإِنْشَاء الْجيد ونثره خير من نظمه وَله التواقيع المليحة والإنشاءات الجيدة) وَنقل إِلَى قَضَاء الْقُضَاة بحلب ومدارسها فَأَقَامَ بهَا مُدَّة أَكثر من سنتَيْن وَاشْتَغلُوا عَلَيْهِ بهَا وَمَا رأى النَّاس بعد دروسه فِي دمشق مثلهَا ثمَّ إِن السُّلْطَان طلبه من حلب ليوليه قَضَاء دمشق لما نقل قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي إِلَى قَضَاء الديار المصرية ففرح النَّاس بذلك فَمَرض فِي الطَّرِيق وأدركه الْأَجَل فِي بلبيس فِي سادس عشر شهر رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة فَحَمله وَلَده تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن إِلَى الْقَاهِرَة وَدَفنه بالقرافة عِنْد الشَّافِعِي وَله سِتُّونَ سنة قيل أَنه سمّ فِي الطَّرِيق وَعند الله تَجْتَمِع الْخُصُوم

وَحكى لي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله عَن وَلَده تَقِيّ الدّين أَن وَالِده الشَّيْخ كَمَال الدّين قَالَ لَهُ يَا وَلَدي وَالله أَنا ميت وَمَا أتولى لَا مصر وَلَا دمشق وَمَا بقى بعد حلب ولَايَة أُخْرَى لِأَنَّهُ فِي الْوَقْت الْفُلَانِيّ حضر إِلَى الْجَامِع فلَان الصَّالح فترددت إِلَيْهِ وخدمته وَطلبت مِنْهُ التسليك فَأمرنِي بِالصَّوْمِ مُدَّة ثمَّ أَمرنِي بصيام ثَلَاثَة أيامأظنه قالافطر فِيهَا على المَاء واللبان الذّكر وَكَانَ آخر لَيْلَة من الثَّلَاث لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فَقَالَ لي اللَّيْلَة تَجِيء إِلَى الْجَامِع تتفرج أَو تَخْلُو بِنَفْسِك فَقلت أَخْلو بنفسي فَقَالَ جيد وَلَا تزَال تصلي إِلَى أَن أجيء إِلَيْك قَالَ فخلوت بنفسي أُصَلِّي كَمَا وقفني سَاعَة جَيِّدَة فَلَمَّا كنت فِي الصَّلَاة إِذا بِهِ قد أقبل فَلم أبطل الصَّلَاة ثمَّ أنني خيل لي قبَّة عَظِيمَة بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وظاهرها معارج ومراقي وَالنَّاس يصعدون فِيهَا من الأَرْض إِلَى السَّمَاء فَصَعدت مَعَهم فَكنت أرى على كل مرقاة مَكْتُوبًا نظرالخزانة وعَلى أُخْرَى وَأُخْرَى وَأُخْرَى وكَالَة بَيت المَال التوقيع الْمدرسَة الْفُلَانِيَّة قَضَاء حلب فَلَمَّا وصلت إِلَى هَذِه الْمرقاة استفقت من تِلْكَ الْحَالة وَرجعت إِلَى حسي وَبت لَيْلَتي فَلَمَّا اجْتمعت بالشيخ قَالَ كَيفَ كَانَت ليلتكجئت إِلَيْك وَمَا قصرت لِأَنَّك مَا اشتغلت بِي والقبة الَّتِي رايتها هِيَ الدُّنْيَا والمراقي هِيَ الْمَرَاتِب والوظائف والأرزاق وَهَذَا الَّذِي رَأَيْتهَا كُله تناله وَالله يَا عبد الرَّحْمَن وكل شَيْء رَأَيْته قد نلته وَكَانَ آخر الْكل قَضَاء حلب وَقد قرب الْأَجَل أَو كَمَا قَالَ وَكَانَ الشَّيْخ كَمَال الدّين رَحمَه الله تَعَالَى كثير التخيل شَدِيد الِاحْتِرَاز يتَوَهَّم أَشْيَاء بعيدَة وَيَبْنِي عَلَيْهَا وتعب بذلك وعودي وحسد وَعمل عَلَيْهِ ولطف الله بِهِ وَلَقَد رَأَيْته فِي الظَّاهِرِيَّة وَفِي يَده الْقَائِمَة من الْحساب وَهُوَ يساوق المباشرين على المصروف فيسبقهم إِلَى الْجمع وَعقد الْجُمْلَة وَيبقى سَاعَة ينتظرهم إِلَى أَن يفرغوا فَيَقُول كم جَاءَ) معكمفيقولون كَذَا وَكَذَا فَيَقُول لَا فيعيدون الْجمع إِلَى أَن يَصح وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ غَرِيب الْمَجْمُوع خرج لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين ابْن العلائي عوالي وَأَرْبَعين وَقرأَهَا الشَّيْخ شمس الدّين عَلَيْهِ وَمن نظمه قصيدة نظمها يذكر فِيهَا الْكَعْبَة المعظمة ويمدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَولهَا (أهواك يَا ربة الأستار أهواك ... وَإِن تبَاعد عَن مغناي مغناك) (وأعمل العيس والأشواق ترشدني ... عَسى يُشَاهد معناكي معناك) (تهوى بهَا البيد لَا تخشى الضلال وَقد ... هدت ببرق الثنايا الغر مضناك) (تشوقها نسمات الصُّبْح سَارِيَة ... تسوقها نَحْو رؤياكي برياك) (يَا ربة الْحرم العالي الْأمين لمن ... وافاه من أَيْن هَذَا الْأَمْن لولاك) أَن شبهوا الْخَال بالمسك الذكي فَهَذَا الْخَال من دونه المحكي والحاكي (أفدي بأسود قلبِي نور أسوده ... من لي بتقبيله من بعد يمناك) (إِنِّي قصدتك لَا ألوي على بشرٍ ... ترمي النَّوَى بِي سرَاعًا نَحْو مرماك) (وَقد حططت رحالي فِي حماك عَسى ... تحط أثقال أوزاري بلقياك) (كَمَا حططت بِبَاب الْمُصْطَفى أملي ... وَقلت للنَّفس بالمأمول بِشِرَاك)

(محمدٌ خير خلق الله كلهم ... وفاتح الْخَيْر ماحي كل إشراك) (سما بأخمصه فَوق السَّمَاء فكم ... أوطا أسافلها من علو أفلاك) (ونال مرتبَة مَا نالها أحدٌ ... من أَنْبيَاء ذَوي فضلٍ وأملاك) (يَا صَاحب الجاه عِنْد الله خالقه ... مَا رد جاهك إِلَّا كل أفاك) (أَنْت الْوَجِيه على رغم العدى أبدا ... أَنْت الشَّفِيع لفتاكٍ ونساك) (يَا فرقة الزيغ لَا لقِيت صَالِحَة ... وَلَا شفى الله يَوْمًا قلب مرضاك) (وَلَا حظيت بجاه الْمُصْطَفى أبدا ... وَمن أعانك فِي الدُّنْيَا ووالاك) (يَا أفضل الرُّسُل يَا مولى الْأَنَام وَيَا ... خير الْخَلَائق من إنسٍ وأملاك) (هَا قد قصدتك اشكو بعض مَا صنعت ... بِي الذُّنُوب وَهَذَا ملْجأ الشاكي) (قد قيدتني ذنوبٌ عَن بُلُوغ مدىً ... قصدي إِلَى الْفَوْز مِنْهَا من غير إمْسَاك) (عَلَيْك من رَبك الله الصَّلَاة كَمَا ... منا عَلَيْك السَّلَام الطّيب الزاكي) ) تمت وَلم أَقف لَهُ على نظم هُوَ خير من هَذِه القصيدة لمقصدها الصَّالح وَقد أشْبع فِيهَا حَرَكَة الْكَاف فِي خطاب الْمُؤَنَّث حَتَّى نشأت يَاء فِي موضِعين وَهُوَ جَائِز وَعمل على هَذِه القصيدة فِيمَا أَظن أَو على قصيدة ميمية مدح بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو عَلَيْهِمَا كراريس وسماها عجالة الرَّاكِب وَمن شعر كَمَال الدّين الزملكاني (يَا سائق الظعن قف بِي هَذِه الكثب ... عساي أَقْْضِي بهَا مَا للهوى يجب) (وارفق قَلِيلا لكَي تروي الثرى سحبٌ ... من ناظري بمزنٍ مِنْهُ تنسكب) (فثم حيٌ حَياتِي فِي خيامهم ... فالموت أَن بعدوا والعيش أَن قربوا) (لي فيهم قمرٌ الْقلب منزله ... لَكِن طرفِي لَهُ بالبعد يرتقب) (لدن القوام رَشِيق الْقد ذُو هيفٍ ... تغار من لينه الأغصان والقضب) (حُلْو الْمقبل معسولٌ مراشفه ... يجول فِيهَا رضاب طعمه الضَّرْب) (لَا غروان رَاح نشواناًً فَفِي فَمه ... خمرٌٌ ودرٌ ثناياه لَهَا حبب) (زلائمٍ لامني فِي الْبعد عَنهُ وَفِي ... قلبِي من الشوق نيران لَهَا لَهب) (فَقلت أَن صروف الدَّهْر تصرفني ... عَمَّا أروم فَمَا لي فِي النَّوَى سَبَب) (ومذ رماني زماني بالبعاد وَلم ... يرحم خضوعي وَلما يبْق لي نشب) وَلما توجه إِلَى قَضَاء حلب نزل فِي مَكَان يعرف بالفردوس وَكَانَ مَعَه شمس الدّين الْخياط الشَّاعِر الدِّمَشْقِي فأنشده لنَفسِهِ وأنشدني من لَفظه غير مرّة

(يَا حَاكم الْحُكَّام يَا من بِهِ ... قد شَرقَتْ رتبته الفاخره) (وَمن سقى الشَّهْبَاء مذ حلهَا ... بحار علمٍ وندىً زاخره) (نزلت فِي الفردوس فأبشر بِهِ ... دَارك فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَه) ونظم فِيهِ جمال الدّين أَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نباتة لما توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى قصيدة طنانة يرثيه بهَا أنشدنيها من لَفظه أَولهَا (بلغا القاصدين أَن اللَّيَالِي ... قبضت جملَة العلى بالكمال) وَقفا فِي مدارس الْعقل وَالنَّقْل ونوحا معي على الأطلال (سائلاها عَسى يُجيب صداها ... أَيْن ولى مُجيب أهل السُّؤَال) ) (أَيْن ولى بَحر الْعُلُوم وَأبقى ... بَين أجفاننا الدُّمُوع لآلي) (أَيْن ذَاك الذِّهْن الَّذِي قد ورثنا ... عَنهُ مَا فِي الحشا من الِاشْتِغَال) (أَيْن تِلْكَ الأقلام يَوْم انتصارٍ ... كعوالي الرماح يَوْم النزال) (ينْقل النَّاس عَن حَدِيث هداها ... طرق الْعلم عَن متون العوالي) (وتفيد الجنا من اللَّفْظ حلواً ... حِين كَانَت نوعا من الْعَسَّال) قلت هِيَ من قصائده الغر وَكلهَا نتقى وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع إِثْبَاتهَا كنت قد اخْتلفت أَنا وَالْمولى شرف الدّين حُسَيْن ابْن رَيَّان الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي قَول الحريري (فَلم يزل يبتزه دهره ... مَا فِيهِ من بطشٍ وعود صَلِيب) فَذهب هُوَ فِي إِعْرَاب قَوْله مَا فِيهِ إِلَى أَنه فِي مَوضِع نصب على أَنه مفعول ثَان وَذَهَبت أَنا إِلَى أَنه بدل اشْتِمَال من الْهَاء الَّتِي فِي قولهيبتزه فَكتب شرف الدّين فتيا من صفد وجهزها إِلَى الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني رَحمَه الله تَعَالَى ونقلتها من خطه وَهِي مَا تَقول السَّادة عُلَمَاء الدَّهْر وفضلاء هَذَا الْعَصْر لَا برحوا لطَالب الْعلم الشريف قبله وموطن السُّؤَال وَمحله فِي رجلَيْنِ تجادلا فِي مسأله نحوية وَهِي فِي بَيت من المقامات الحريرية وَهُوَ (فَلم يزل يبتزه دهره ... مَا فِيهِ من بَطش وعود صَلِيب) ذَهَبا إِلَى معنى يبتزه يسلبه وكل مِنْهُمَا وَافق فِي هَذَا مَذْهَب خَصمه مذْهبه وموطن سؤالهما الْغَرِيب إِعْرَاب قَوْلهمَا فِيهِ من بَطش وعود صَلِيب لم يختلفا فِي نَصبه بل خلفهمَا فِيمَا انتصب بِهِ فَذهب أَحدهمَا إِلَى أَنه بدل اشْتِمَال من الْهَاء المنصوبة فِي يبتزه وَله على ذَلِك اسْتِدْلَال وَذهب الآخر إِلَى أَنه مفعول ثَان ليبتزه وَجعل الْمَفْعُول الْهَاء وَاخْتلفَا فِي ذَلِك وقاصديكم جَاءَا وَقد سَأَلَا الْإِجَابَة عَن هَذِه الْمَسْأَلَة فقد اضطرا فِي ذَلِك إِلَى الْمَسْأَلَة فَكتب الشَّيْخ كَمَال الدّين رَحمَه الله الْجَواب ونقلته من خطه وَهُوَ الله يهدي إِلَى الْحق كل من الْمُخْتَلِفين الْمَذْكُورين قد نهج نهج صَوَاب وأتى بحكمة وَفصل خطاب وَلكُل من الْقَوْلَيْنِ مساغ فِي النّظر

الصَّحِيح وَلَكِن النّظر إِنَّمَا هُوَ فِي التَّرْجِيح وَجعل ذَلِك مَفْعُولا أقوى توجيهاً فِي الْإِعْرَاب وأدق بحثا عِنْد ذَوي الْأَلْبَاب أما من جِهَة الصِّنَاعَة الْعَرَبيَّة فَلِأَن الْمَفْعُول مُتَعَلق بِالْفِعْلِ بِذَاتِهِ الَّتِي بِوُقُوع الْفِعْل عَلَيْهِ معنية وَالْبدل مُبين بِكَوْن الأول مَعَه مطرحاً فِي النِّيَّة وَهَذَا الْفِعْل بِهَذَا) الْمَعْنى مُتَعَدٍّ إِلَى مفعولين وَمَا فِيهِ من بَطش هُوَ أحد ذَيْنك الِاثْنَيْنِ لِئَلَّا يفوت مُتَعَلق الْفِعْل المستقل وَالْبدل بَيَان يرجع إِلَى توكيد بتأسيس الْمَعْنى مخل وَأما من جِهَة الْمَعْنى فَلِأَن الْمقَام مقَام تشك وَأخذ بالقلوب وتمكين هَذَا الْمَعْنى أقوى إِذا ذكر مَا سلب مِنْهُ مَعَ بَيَان أَنه المسلوب فَذكر المسلوب مِنْهُ مَقْصُود كذكر مَا سلب وَفِي ذَلِك من تَمْكِين الْمَعْنى مَا لَا يخفى على ذَوي الأرب ووراء هَذَا بسط لَا تحتمله هَذِه العجالة وَالله تَعَالَى أعلم كتبه مُحَمَّد بن عَليّ قلت لَا أعلم أحدا يَأْتِي بِهَذَا الْجَواب غَيره لمعرفته بدقائق النَّحْو وبغوامض علمي الْمَعْنى وَالْبَيَان ودربته بصناعة الْإِنْشَاء وَأما صُورَة الْخط الَّذِي نقلت مِنْهُ هَذِه الْفتيا فَمَا كَانَت إِلَّا قِطْعَة روض تدبجت أَو هوامش عذار على طرس الخد تخرجت رَحمَه الله تَعَالَى وَأكْرم مثواه وَجعل الْجنَّة منقلبه وعقباه ابْن العديسة الْمُحدث مُحَمَّد بن عَليّ بن العديسة الشَّيْخ شهَاب الدّين قَارِئ الحَدِيث توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وأظن مجير الدّين الْخياط فِيهِ يَقُول (فِي الدَّهْر شَيْء عَجِيب ... مرآه يقذي اللواحظ) (ابْن الرزيز خطيب ... وَابْن العديسة واعظ) علم الدّين الدَّمِيرِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن هُوَ علم الدّين ابْن بهاء الدّين ابْن الإِمَام محيي الدّين عرف بِابْن الدَّمِيرِيّ مولده سنة خمس وَسبعين وست مائَة بدار الزَّعْفَرَان بزقاق الْقَنَادِيل بِمصْر توفّي أجَاز لي رَحمَه الله تَاج الدّين طوير اللَّيْل البارنباري الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عَليّ الإِمَام الْفَاضِل الْفَقِيه النَّحْوِيّ الأصولي تَاج الدّين البارنباري الشَّافِعِي أَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قَالَ قَرَأَ الْمَذْكُور على الشَّيْخ حسن الرَّاشِدِي القراآت السَّبع بالفاضلية وَقَرَأَ الْمَعْقُول على الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَحفظ التَّعْجِيز وَكَانَ يستحضره إِلَى آخر وَقت ويعرفه جيدا وَحفظ الجزولية وَاسْتمرّ على حفظ الْقُرْآن إِلَى أَن مَاتَ سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة وَكَانَ جيد المناظرة متوقد الذِّهْن فِي الْفِقْه والأصولين والعربية والمنطق وَكَانَ عديم التَّكَلُّف فِي) ملبسه وَلم يكن بِيَدِهِ غير فقاهات الْمدَارِس وَكَانَ يلقب بطوير اللَّيْل بدر الدّين ابْن غَانِم مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن غَانِم الشَّيْخ بدر الدّين ابْن

الشَّيْخ عَلَاء الدّين كَانَ من جملَة كتاب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَكَانَ متشدداً لَا يكْتب إِلَّا شَيْئا يُوَافق الشَّرْع وَإِن كَانَ غير ذَلِك لم يَكْتُبهُ طلب الاعفاء من كِتَابَة الْإِنْشَاء وَسَأَلَ أَن يكون نَظِير معلومه على الْجَامِع الْأمَوِي للأشغال فَأُجِيب إِلَى ذَلِك كَانَ يدرس بالقليجية الشَّافِعِيَّة وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام ملازم الصمت منجمعاً عَن النَّاس منقبضاً لَا يتَكَلَّم فِيمَا لَا يعنيه مكباً على الِاشْتِغَال يُكَرر على محفوظاته اللَّيْل وَالنَّهَار يحب الْكتب ويجمعها خلف لما مَاتَ ألفي مجلدة وَكَانَ مَعَه عدَّة وظائف يُبَاشِرهَا بِمَا يُقَارب الْألف دِرْهَم فِي كل شهر توفّي فِي شهر جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة بهاء الدّين ابْن إِمَام الشمهد مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد الْمَعْرُوف بِابْن إِمَام المشهد مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة قَرَأَ الْقُرْآن الْكَرِيم وأتقنه بالروايات السَّبع واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ على الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ وَالشَّيْخ نجم الدّين القحفازي وَقَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الشَّيْخ تَاج الدّين وَكتب الْخط الْمليح الظريف وَتوجه إِلَى حلب ثمَّ إِلَى طرابلس وَأقَام بهَا مُدَّة وَثمّ عَاد إِلَى دمشق وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى مصر وَحضر بَين يَدي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر على الأهرام وولاه تدريس الْمدرسَة الأمينية بِدِمَشْق وَحضر إِلَيْهَا على الْبَرِيد وَهُوَ مَجْمُوع متناسب الْحسن أخلاقه حَسَنَة وشكالته تَامَّة مليحة ووجاهته رائعة المنظر جمع كتاب الْأَحْكَام وجوده فِي سِتّ مجلدات وتناولته مِنْهُ وأجازني رِوَايَة مَا لَهُ تسميعه بديوان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وتلا بالسبع على الكفري وَسمع بِمصْر والإسكندرية وحلب وأمّ بدار الحَدِيث ثمَّ بِمَسْجِد الْكَنِيسَة ودرس بالقوصية الشَّيْخ مُحَمَّد الْغَزِّي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد شمس الدّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ مولداً الْغَزِّي منشأ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة اقام بغزة مُدَّة وبدمشق مُدَّة وبمصر وبصفد وحماة وحلب وخالط النَّاس وعاشر فِيهِ خفَّة روح وكيس وظرف وينظم الشّعْر الْجيد) وَيكْتب الْخط الْمَنْسُوب وَيعرف النجامة والأسطرلاب والرمل أَنْشدني غير مرّة بِدِمَشْق وصفد وبالقاهرة وحماة جملَة كَثِيرَة من شعره ونادم الْملك الْأَفْضَل صَاحب حماة فِيمَا أَظن وقربه وَأَدْنَاهُ وحنا عَلَيْهِ ورتب لَهُ الدَّرَاهِم وَالْخبْز وَاللَّحم وَمن شعره نقلته من خطه وأنشدنيه من لَفظه (بِأبي غزالٌٌ غزل هدب جفونه ... يكسو الضنى صبا أذيب بصده) (يروي حَدِيث السقم جسم محبه ... عَن جفْنه عَن خصره عَن عَهده) وأنشدني مَا نقلته من خطه لَهُ (مَا رأى النَّاس قبل قامة حبي ... وعذاريه حول محمر خد)

غصنا أنبت البنفسج والآس سياجاً على حديقة ورد وأنشدني لَهُ من لَفظه ونقلته من خطه (ونيلٍ كم أنال منى وَأمنا ... وَكم أهْدى إِلَى سرٍ مسره) (تخال مراكباً تختال فِيهِ ... نجوماً سائراتٍ فِي مجره) وأنشدني من لَفظه وَمن خطه نقلت موالياً (عَايَنت من ذَنْب هجرو بالوفا مغْفُور ... فِي النَّهر يسبح وحظو بالبها موفور) (شبهت من فَوق جسمو شعرو المضفور ... ألف من الْمسك فِي صفحه من الكافور) وأنشدني من لَفظه وَمن خطه نقلت (باكر إِلَى رشف خمره تنعش المحرور ... مَعَ من تحب وقلبك منشرح مسرور) (أما ترى اللَّيْل شمر ذيلو الْمَجْرُور ... والورد بالطل فتح جيبو المزرور) وأنشدني أَيْضا وَمن خطه نقلت (حبي الَّذِي خالقو بالْحسنِ قد مدوا ... حَتَّى سما وَتجَاوز فِي الصفه حدو) (رمان نهدو عقد فِي غُصْن من قدو ... وَمَا انطفا جلنارو الغض فِي خدو) وأنشدني أَيْضا وَمن خطه نقلت (وهيفاء وطفاء فتانةٍ ... يلذ التهتك والوجد فِيهَا) (إِذا سكر النَّاس من خمرةٍ ... فسكري مَا زَالَ من خمر فِيهَا) وأنشدني أَيْضا وَمن خطه نقلت) (انْظُر إِلَى تخييل أخياطها ... فِي كاسها يَا أحسن النَّاس) (لَو لم تكن شمساً لما أظهرت ... أشعةً فِي أفق الكاس) وأنشدني أَيْضا وَمن خطه نقلت (أتشكى مَعَ البعاد إِلَيْكُم ... برقيق العتاب فرط اشتياقي) فَكَأَنِّي الورقاء من فرقة الإلف تلهث بالسجع فِي الأوراق شمس الدّين السرُوجِي مُحَمَّد بن عَليّ بن ايبك السرُوجِي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة بالديار المصرية عرض الْقُرْآن وَهُوَ ابْن تسع سِنِين وارتحل إِلَى دمشق وحلب وَغَيرهَا من بِلَاد الشَّام مَرَّات وَأخذ عَن الشَّيْخ فتح الدّين وَالشَّيْخ أثير الدّين وَمن عاصره من أَشْيَاخ الْعلم وَصَارَ من الْحفاظ أتقن

الْمُتُون وَأَسْمَاء الرِّجَال وطبقات النَّاس والوقائع والحوادث وَضبط الوفيات والمواليد وَمَال إِلَى الْأَدَب وَحفظ من الشّعْر الْقَدِيم والمحدث جملَة وَكتب الْأَجْزَاء والطباق وَحصل مَا يرويهِ عَن أهل عصره فِي الْبِلَاد الَّتِي ارتحل إِلَيْهَا وَلم أر بعد الشَّيْخ فتح الدّين رَحمَه الله تَعَالَى من يقْرَأ أسْرع مِنْهُ وَلَا أفْصح وَسَأَلته عَن أَشْيَاء من تراجم النَّاس ووفياتهم وأعصارهم وتصانيفهم فَوَجَدته حفظَة مستحضراً لَا يغيب عَنهُ مَا حصله وَهَذَا الَّذِي رَأَيْته مِنْهُ فِي هَذِه السن الْقَرِيبَة كثير على من علت سنه من كبار الْعلمَاء وَمَعَ ذَلِك فَلهُ ذوق الأدباء وَفهم الشُّعَرَاء وخفة روح الظرفاء توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بحلب لَيْلَة ثامن من شهر ربيع الأوّل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن ثَانِي يَوْم بكرَة الْجُمُعَة وَكَانَ قد خرج لنَفسِهِ تسعين حديثاًص متباينة الأسناد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعناها مِنْهُ ثمَّ كملها مائَة أَمِين الدّين الأنفي مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن الْمُحدث الْفَاضِل أَمِين الدّين الأنفي الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة فِي شَوَّال وَحفظ الْقُرْآن وَالْفِقْه وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ وَنسخ كثيرا من الْأَجْزَاء والكتب سمع الْبَنْدَنِيجِيّ وَالشَّمْس نقيب السَّبع وَبنت صصرى وَنسخ جملَة من تواليفي وَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء من شعري وَمن مصنفاتي وَهُوَ حسن الشكل جميل الود حُلْو) الْعبارَة القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْفَضَائِل الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الْعَلامَة ذُو الْفُنُون أعجوبة الزَّمَان القَاضِي فَخر الدّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي الحبانية ووفاته بِدِمَشْق فِي دَاره بالعادلية الصَّغِيرَة بعد مرضة طَوِيلَة عوفي فِي أَثْنَائِهَا ثمَّ انتكس توفّي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة وَصلي عَلَيْهِ الظّهْر بالجامع الْأمَوِي وَدفن فِي مَقَابِر الْبَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حفلة خرج من الديار المصرية أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة وَأقَام بِدِمَشْق وَقَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ مُوسَى العجمي وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه أَولا على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ قَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الشَّيْخ تَاج الدّين وَقَرَأَ بَقِيَّة الْعُلُوم على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَهُوَ أَكْثَرهم إِفَادَة لَهُ وَكَانَ معجباً بِهِ وبذهنه الْوَقَّاد وَحفظه المنقاد يُشِير إِلَيْهِ فِي المحافل والدروس وينوه بِقَدرِهِ ويثني عَلَيْهِ وَقَرَأَ على الشَّيْخ صدر الدّين وَبحث على الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ وعَلى الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي كتاب المقرب فِي النَّحْو وَحفظ الجزولية وَبحث مِنْهَا جانباً على الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي وَقَرَأَ الجست على النُّعْمَان والمنطق على جمَاعَة أشهرهم الشَّيْخ رَضِي الدّين المنطقي وعَلى الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي بِمصْر وَحفظ التَّنْبِيه والمنتخب فِي أصُول الْفِقْه وَحفظ مُخْتَصر

ابْن الْحَاجِب فِي مُدَّة تِسْعَة عشر يوماًص وَهَذَا أَمر عَجِيب إِلَى الْغَايَة فَإِن أَلْفَاظ الْمُخْتَصر غلقة عقدَة مَا يرتسم مَعْنَاهَا فِي الذِّهْن ليساعد على الْحِفْظ وَحفظ المحصل فِي أصُول الدّين وَهُوَ قريب من أَلْفَاظ الْمُخْتَصر وَحفظ الْمُنْتَقى فِي الْأَحْكَام وَشرع فِي حفظ أَشْيَاء لم تكمل مثل مطلع النيرين والمنهاج للشَّيْخ محيي الدّين وتصريف ابْن الْحَاجِب وَكَانَ يحفظ من الْمُنْتَقى فِي أَيَّام عديدة كراسة فِي كل يَوْم والكراسة قطع الْبَلَدِي تضمن خمس مائَة سطر وَفِي سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة ولي تدريس العادلية الصَّغِيرَة وفيهَا أذن لَهُ بالإفتاء وَكَانَ لَهُ من الْعُمر ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة وَلما توفّي شَيْخه الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الشَّيْخ تَاج الدّين جلس بعده بالجامع الْأمَوِي فِي حَلقَة) الأشغال فِي الْمَذْهَب وتأدب مَعَ شَيْخه فأخلى مَكَانَهُ وَجلسَ دونه وعلق دروساًص من التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه مفيدة وأقدم من سمع عَلَيْهِ الحَدِيث هَدِيَّة بنت عَسْكَر وَأحمد ابْن مشرف وَحج إِلَى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة سبع مَرَّات جاور فِي الأولى بِمَكَّة بعض سنة عشْرين وجاور فِي الثَّانِيَة سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَلما حضر من الْحجاز كتبت لَهُ توقيعاً بِإِعَادَة تدريس الدولعية ونظرها إِلَيْهِ وَهَذِه نسخته رسم بِالْأَمر العالي لَا زَالَ يرْتَفع بِهِ الْعلم الشريف إِلَى فخره ويعيده إِلَى خير حبر تقتبس الْفَوَائِد من نوره وتغترف من بحره ويجمل الزَّمَان بولائه من هُوَ علم عصره وفخر مصره أَن يُعَاد الْمجْلس العالي الفخري إِلَى كَذَا وَكَذَا وضعا للشَّيْء فِي مَحَله ورفعاً للوبل على طله ودفعاً لسيف النّظر إِلَى يدٍ هِيَ مألف هزه وسله ومنعاً لشعب مَكَّة أَن ينزل غير أَهله إِذْ هُوَ لأَصْحَاب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ حجَّة ولبحر مذْهبه الزاخر لجة وَلأَهل فَضله الَّذين يقطعون مفاوزه بالسرى صبح وبالمسير محجة طالما نَاظر الأقران فعدلهم وجادل الْخُصُوم فِي حومة الْبَحْث فجد لَهُم وجد لَهُم كم قطع الشُّبُهَات بحجج لَا يعرفهَا وأتى بِوَجْه مَا رأى الرؤياني أحلى مِنْهُ فِي أَحْلَام الطيف وَدخل بَاب علم فَتحه الْقفال لطَالب نِهَايَة الْمطلب التبري وارتوى من معِين ورد عين حَيَاته الخضري وَتمسك بِفُرُوع صَحَّ سبكها فَقَالَ ابْن الْحداد هَذَا هُوَ الذَّهَب الْمصْرِيّ وأوضح المغالط بِمَا نسف بِهِ جبال النَّسَفِيّ وروى أَقْوَال اصحاب الْمَذْهَب بحافظة يتمناها الْحَافِظ السلَفِي كم جاور بَين زَمْزَم وَالْمقَام وَألقى عَصا سَفَره لما رَحل عَنْهَا الحجيج وَأقَام وَكم طَابَ لَهُ الْقَرار بطيبه وعطر بالأذخر والجليل ردنه وجيبه وَكم استروح بِظِل نخلها والسمرات وتملى بمشاهدة الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَغَيره يسفح على قرب تربها العبرات وَكم كتب لَهُ بالوصال وُصُول وَبث شكواه فَلم يكن بَينه وَبَين الرَّسُول رَسُول لَا جرم أَنه عَاد وَقد زَاد وقارا وآب بَعْدَمَا غَابَ لَيْلًا فتوضح شَيْبه نَهَارا فليباشر مَا فوض إِلَيْهِ جَريا على مَا عهد مَا افادته وَألف من رياسته لهَذِهِ الْعِصَابَة وسيادته وَعرف من زِيَادَة يَوْمه على أمسه فَكَانَ كنيل بِلَاده وَلَا يتعجب من زِيَادَته حَتَّى يحيى بدرسه مَا درس ويثمر عود الْفُرُوع فَهُوَ الَّذِي أَنْبَتَهُ بِهَذِهِ الْمدرسَة وغرس مجتهداًص فِي نظر وَقفهَا مُعْتَمدًا على تتبع وَرَقَات حِسَابهَا وصفحها عَاملا بِشُرُوط الْوَاقِف فِيمَا شَرط قَابِضا مَا قَبضه وباسطاً مَا بسط وتقوى الله تَعَالَى جنَّة يرتع فِيهَا خاطره ويسرح فِي رياضها الناضرة ناظره وَمثله لَا يُنَبه عَلَيْهَا وَلَا يومأ لَهُ) بالإشارات إِلَيْهَا فَلَا ينْزع مالبسه من

حلاها وَلَا يسر فِي مهمة مُهِمّ إِلَّا بسناها وَالله يديم فَوَائده لأهل الْعلم الشريف ويجدد لَهُ سَعْدا يشْكر التالد مِنْهُ والطريف والخط الْكَرِيم أَعْلَاهُ حجَّة بِمُقْتَضَاهُ عماد الدّين الدمياطي مُحَمَّد بن عَليّ بن حرمي الشَّيْخ الفرضي الإِمَام الْمُحدث عماد الدّين ابو عبد الله الدمياطي نزيل بِالْقَاهِرَةِ ولد سنة خمس وَسبعين وست مائَة وَسمع من الدمياطي والأبرقوهي وَبنت الأسعردي وَطَائِفَة وبدمشق من الموازيني وَابْن مشرف وَسمع بِقِرَاءَتِي كثيرا على الشَّيْخ أثير الدّين من ذَلِك المقامات الحريرية وَهُوَ حُلْو المحادثة كثير المحاسن لَهُ خُصُوصِيَّة زَائِدَة عَن الْحَد بقاضي الْقُضَاة عز الدّين ابْن جمَاعَة ولي مشيخة الكاملية وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون مصر فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ابْن خروف الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْمُقْرِئ الْكَبِير بَقِيَّة السّلف ابو عبد الله الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ ابْن خروف وَيعرف بِابْن الْوراق مولده سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بالموصل فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة ارتحل إِلَى بَغْدَاد فِي طلب الْعلم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَتلا بعدة كتب على الشَّيْخ عبد الصَّمد وَسمع من جمَاعَة وَقَرَأَ كتبا كبارًا وَقَرَأَ تَفْسِير الكواشي على المُصَنّف وجامع أبي عِيسَى ابْن العجمي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قدم علينا وَسَمعنَا مِنْهُ الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن عماد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن أبي يعلى ابو عبد الله الْجَزرِي الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ التَّاجِر سمع وروى عَالم فَقِيه كثير الْمَحْفُوظ حسن الْإِنْصَات صَالح طَال عمره وَسكن بالإسكندرية ورحل النَّاس إِلَيْهِ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة ابْن عمار الأندلسي مُحَمَّد بن عمار الْمهرِي بالراء الأندلسي الشَّاعِر الْمَشْهُور هُوَ ذُو) الوزارتين كَانَ هُوَ وَابْن زيدون فرسي رهان فِي الْأَدَب اشْتَمَل عَلَيْهِ الْمُعْتَمد ووزره ثمَّ جعله نائباًص على مرسية فعصى عَلَيْهِ بهَا فَلم يزل يحتال عَلَيْهِ إِلَى أَن وَقع فِي يَده فذبحه صبرا بِيَدِهِ سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَلما قَتله الْمُعْتَمد رثاه عبد الْجَلِيل بن وهبون المرسي بِأَبْيَات مِنْهَا (عجبا لَهُ أبكيه ملْء مدامعي ... وَأَقُول لَا شلت يَمِين الْقَاتِل) قَالَ صَاحب القلائد الْفَتْح بن خاقَان لقد رَأَيْت عظمي ساقي ابْن عمار وَقد أخرجَا بعد سِنِين من حفر يحْفر بِجَانِب الْقصر وأساودهما بهما ملتفة ولباتهما مشتفة مَا فغرت أفواههما وَلَا حل التواؤهما فرمق النَّاس العبر وَصدق المكذب الْخَبَر يَعْنِي بالأساود الْقُيُود وَسبب

تغير الْمُعْتَمد على ابْن عمار أَنه هجا الرميكية وَهِي اعْتِمَاد حظية الْمُعْتَمد اخْتَارَهَا لنَفسِهِ وَاخْتَارَ لَهَا اللقب ليناسب لقبه وَقَالَ ابْن عمار من أَبْيَات (تخيرتها من بَنَات الهجان ... رميكيةً لَا تَسَاوِي عقَالًا) (فَجَاءَت بِكُل قصير الذِّرَاع ... لئيم النجارين عَمَّا وخالا) وَقيل أَن هَذَا الهجو وضع على لِسَانه لإغراء الْمُعْتَمد بِهِ وَمن شعر ابْن عمار القصيدة الْمَشْهُورَة الطنانة الَّتِي أَولهَا (أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى ... والنجم قد صرف الْعَنَان عَن السرى) (وَالصُّبْح قد أهْدى لنا كافوره ... لما اسْتردَّ اللَّيْل منا العنبرا) وَمن مدحها فِي الْمُعْتَمد (ملكٌ إِذا ازْدحم الْمُلُوك بموردٍ ... ونحاه لَا يردون حَتَّى يصدرا) (أندى على الأكباد من قطر الندى ... وألذ فِي الأجفان من سنة الْكرَى) (قداح زند الْمجد لَا يَنْفَكّ من ... نَار الوغى إِلَّا إِلَى نَار الْقرى) (يخْتَار أَن يهب الخريدة كاعباً ... والطرف أجرد والحسام مجوهرا) (لَا خلق أَقرَأ من شفار سيوفه ... إِن أَنْت شبهت المواكب أسطرا) (ماضٍ وَصدر الرمْح يكهم والظبى ... تنبو وأيدي الْخَيل تعثر بالبرى) (أيقنت أَنِّي من ذراه بجنة ... لما سقاني من نداه الكوثرا) (وَعلمت حَقًا أَن ربعي مخصبٌ ... لما سَأَلت بِهِ الْغَمَام الممطرا) ) (أثمرت رمحك من رُؤُوس كماتهم ... لما رَأَيْت الْغُصْن يعشق مثمرا) مِنْهَا (نمقتها وشياً بذكرك مذهبا ... وفتقتها مسكاً بحَمْدك أذفرا) (فلئن وجدت نسيم حمدي عاطراً ... فَلَقَد وجدت نسيم برك أعطرا) وَقَالَ أَيْضا يمدح الْمُعْتَمد وَيذكر فتح ابْنه قرمونة (نوالٌ كَمَا اخضر العذار وفتكةٌ ... كَمَا خجلت من دونه صفحة الخد) (جنيت ثمار الصَّبْر طيبَة الجنى ... وَلَا شجرٌ غير المثقفة الملد)

(وقلدت أجياد الشرى رائق الحلى ... وَلَا دررٌ غير المطهمة الجرد) (بِكُل فَتى عاري الأشاجع لابسٍ ... إِلَى غَمَرَات الْمَوْت محكمَة السرد) مِنْهَا فِي ذكر ابْنه (ببدرٍ وَلَكِن من مطالعه الوغى ... وليثٍ وَلَكِن من براثنه الْهِنْدِيّ) (وربّ ظلامٍ سَار فِيهِ إِلَى العدى ... وَلَا نجم إِلَّا مَا تطلع من غمد) (أطل على قرمونةٍ متبلجاً ... مَعَ الصُّبْح حَتَّى قلت كَانَا على وعد) (فأرملها بِالسَّيْفِ ثمَّ أرعاها ... من النَّار أَثوَاب الْحداد على الْفَقْد) (فيا حسن ذَاك السَّيْف فِي رَاحَة الْهدى ... وَيَا برد تِلْكَ النَّار فِي كبد الْمجد) (هَنِيئًا ببكرٍ فِي الْفتُوح افترعتها ... وَمَا قبضت غير الْمنية فِي النَّقْد) وَقَالَ من قِطْعَة وعاطلةٍ من ليَالِي الحروب اطَّلَعت رَأْيك فِيهَا قمر (فَإِن يجنك الْفَتْح ذَاك الْأَصِيل ... فَمن غرس تَدْبِير ذَاك السحر) مِنْهَا (فعاقر سَيْفك حَتَّى انحنى ... وعربد رمحك حَتَّى انْكَسَرَ) (وَكم نبت فِي حربهم عَن على ... وناب عَن النهروان النَّهر) وَقَالَ فِي فارسين تطاعنا فَسبق أَحدهمَا الآخر (روى ليضْرب فابتدهت بطعنةٍ ... أَن الرماح بديهة الفرسان) وَمن شعره) (عليّ وَإِلَّا مَا بكاء الغمائم ... وفيّ وَإِلَّا فيمَ نوح الحمائم) مِنْهَا يصف وَطنه (كساها الحيا برد الشَّبَاب فَإِنَّهَا ... بلادٌ بهَا عق الشَّبَاب تمائمي) (ذكرت بهَا عهد الصبى فَكَأَنَّمَا ... قدحت بِنَار الشوق بَين الحيازم) (ليَالِي لَا ألوي على رشد لائمٍ ... عناني وَلَا أثنيه عَن غيّ هائم) (أنال سهادي من عُيُون نواعسٍ ... وأجني عَذَابي من غصون نواعم) (وليلٍ لنا بالسد بَين معاطفٍ ... من النَّهر تنساب اسياب الأراقم) (بِحَيْثُ اتخذنا الرَّوْض جاراً تَزُورنَا ... هداباه فِي أَيدي الرِّيَاح النواسم) (تبلغنَا أنفاسه فتردها ... بأعطر أنفاساً وأذكى لناسم) (تسير إِلَيْنَا ثمَّ عَنَّا كَأَنَّهَا ... حواسد تمشي بَيْننَا بالنمائم)

(وبتنا وَلَا واشٍ يحس كأننا ... حللنا مَكَان السِّرّ من صدر كاتم) وَقيل أَن سَبَب اشتهار ابْن حَاج هُوَ أَن الْوَزير ابا بكر ابْن عمار كَانَ كثير الْوِفَادَة على مُلُوك الأندلس لَا يسْتَقرّ بِبَلَد وَكَانَ كثير التطلب لما يصدر عَن أَرْبَاب المهن من الْأَدَب الْحسن فَبَلغهُ خبر ابْن حَاج قبل اشتهاره فَمر على حانوته وَهُوَ آخذ فِي صناعَة صباغه والنيل على يَده وَقد غشاها فَأخْرج زنده وَيَده بَيْضَاء من غير سوء وَأَرَادَ أَن يعلم سرعَة خاطره فَأَشَارَ إِلَى يَده وَقَالَ كم بَين زندٍ وزند فَقَالَ ابْن حَاج مَا بَين وصلٍ وَصد فَعجب من بادرته وجذب بصبغه وَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَدخل ابْن عمار إِلَى سرقسطة فَبَلغهُ خبر يحيى القصاب السَّرقسْطِي فَمر عَلَيْهِ وَبَين يَدَيْهِ لحم جزور فَأَشَارَ ابْن عمار إِلَى اللَّحْم وَقَالَ لحم سباط الخرفان مهزول فَقَالَ يَقُول يَا مشترين مَه زولوا) فأعجبه ذَلِك وَأحسن إِلَيْهِ وينسب إِلَى ابْن عمار وَقيل لغيره (غنى أَبُو الْفضل فَقُلْنَا لَهُ ... سُبْحَانَ مخليك من الْفضل) (غناؤه حدٌ على شربهَا ... فَاشْرَبْ فَأَنت الْيَوْم فِي حلّ) وَمن شعر ابْن عمار رَحمَه الله تَعَالَى (سل الركب إِن أَعْطَاك حَاجَتك الركب ... من الكاعب الْحَسْنَاء تمنعها كَعْب) (أحبك ودا من يخافك طَاعَة ... وأعجب شيءٍ خيفةٌ مَعهَا حب) وَمِنْه (إِنِّي لممن إِن دعَاك لنصرتي ... يَوْمًا بساطاً حجةٍ وجلاد) (أذكيت دُونك للعدى حدق القنا ... وخصمت عَنْك بألسن الأغماد)

ابن عمران

3 - (ابْن عمرَان) قَاضِي الْمَدِينَة مُحَمَّد بن عمرَان بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة بن عيد الله التَّيْمِيّ ابو سُلَيْمَان قَاضِي الْمَدِينَة الَّذِي حكم بَين الْمَنْصُور والجمالين من الطَّبَقَة الْخَامِسَة من أهل الْمَدِينَة أمه أَسمَاء بنت سَلمَة بن عمر بن أبي سَلمَة وَأمّهَا حَفْصَة بنت عبد الله بن عمر بن الْخطاب وَأمّهَا أَسمَاء بنت بن زيد بن الْخطاب قضى لبني أُميَّة ثمَّ للمنصور على الْمَدِينَة كَانَ مهيباً صليباً قَلِيل الحَدِيث اتَّفقُوا على صدقه وثقته وديانته وورعه ونزاهته كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الله وَعبد الْعَزِيز لما بلغ مَوته سنة أَربع وَخمسين بعد الْمِائَة ابا جَعْفَر قَالَ الْيَوْم اسْتَوَت قُرَيْش الْأنْصَارِيّ الْكُوفِي مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي ليلى الإِمَام الْأنْصَارِيّ الْكُوفِي روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب وَابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيره وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ الْأَصْبَهَانِيّ الشَّاعِر مُحَمَّد بن عمرَان الْأَصْبَهَانِيّ الشَّاعِر هُوَ الْقَائِل (سأترك هَذَا الْبَاب مَا دَامَ إِذْنه ... على مَا أرى حَتَّى يلين قَلِيلا) (إِذا لم أجد يَوْمًا إِلَى الْإِذْن سلما ... وجدت إِلَى ترك المزار سَبِيلا) ) أوردهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لَهُ أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ الْمُؤَدب مُحَمَّد بن عمرَان بن زِيَاد الضَّبِّيّ ابو جَعْفَر النَّحْوِيّ الْكُوفِي كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْأَخْبَار وَالْأَدب وَكَانَ ثِقَة فِيمَا ينْقل شَيخا حلواً وَكَانَ قبل أَن يُؤَدب المعتز يعلم الصّبيان فَلَمَّا اتَّصل بالمعتز جعله على الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ يَوْمًا فنعس ثمَّ لما فتح عَيْنَيْهِ قَالَ تهجوافضحكوا وَحفظ عبد الله بن المعتز سُورَة النازعات وَقَالَ لَهُ إِذا سَأَلَك أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي أَي سُورَة أَنْت فَقل لَهُ فِي السُّورَة الَّتِي تلِي عبس فَسَأَلَهُ ابوه ذَلِك فَقَالَ من علمك هذاقال معلمي فَأمر لع بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم توفّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ الْمَرْزُبَان الْكَاتِب مُحَمَّد بن عمرَان بن مُوسَى بن عبيد ابو عبيد الله الْمَرْزُبَان

الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ الْعَلامَة حدث عَن أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَابْن دُرَيْد ونفطويه وَغَيرهم وَكَانَ أخبارياً راوية للآداب صنف فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَفِي الْغَزل غير أَن كتبه أَكْثَرهَا لم تكن مَعَه مِمَّا سَمعه بل بِالْإِجَازَةِ فَيَقُول أخبرنَا وَلَا يبين وَكَانَ يضع المحبرة وقنينة النَّبِيذ فَلَا يزَال يكْتب وَيشْرب وَكَانَ معتزلياً صنف فِي أَخْبَار الْمُعْتَزلَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ ثِقَة قَالَ ابْن الْخَطِيب وَلَيْسَ حَاله عندنَا الْكَذِب وَأكْثر مَا عيب عَلَيْهِ الْمَذْهَب وَرِوَايَته بِالْإِجَازَةِ وَلم يبينها وَقَالَ العتيقي كَانَ معتزلياً ثِقَة قَالَ القفطي نِسْبَة تصانيفه تصانيف الجاحظ كَانَ عضد الدولة مَعَ عَظمته يجتاز بِبَابِهِ وَيقف حَتَّى يخرج إِلَيْهِ وَكَانَت دَاره مجمع الْفُضَلَاء وَله كتاب أَخْبَار الشُّعَرَاء الْمُحدثين خَاصَّة كَبِير إِلَى الْغَايَة يكون فِي عشرَة آلَاف ورقة وأخبار النُّحَاة ثَلَاثَة آلَاف ورقة وأخبار الْمُتَكَلِّمين ألف ورقة وأخبار المتيمين ثَلَاثَة آلَاف ورقة وأخبار الْغناء والأصوات ثَلَاثَة آلَاف ورقة كتاب الْمُفِيد وَهُوَ عدَّة فُصُول وَكتاب الشُّعَرَاء الجاهليين وَكتاب مُعْجم الشُّعَرَاء وَكتاب الموشح وصف فِيهِ مَا أنكرهُ الْعلمَاء على بعض الشُّعَرَاء من الْعُيُوب كتاب الشّعْر وَهُوَ جَامع لفضائله كتاب أشعار النِّسَاء المقتبس فِي أَخْبَار النُّحَاة الْبَصرِيين المرشد فِي أَخْبَار الْمُتَكَلِّمين أهل الْعدْل والتوحيد كتاب أشعار الْجِنّ الرياض أَخْبَار) المتيمين كتاب الرَّائِق أَخْبَار المغنين كتاب الْأَزْمِنَة كتاب الْأَنْوَار وَالثِّمَار كتاب أَخْبَار البرامكة كتاب الْمفضل فِي الْبَيَان والعربية وَالْكِتَابَة كتاب التهاني كتاب التَّسْلِيم والزيارة كتاب التعازي كتاب المراثي كتاب الْمُعَلَّى فِي فَضَائِل الْقُرْآن كتاب تلقيح الْعُقُول كتاب المشرف فِي حكم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وآدابه كتاب أَخْبَار من تمثل بالأشعار كتاب الشبَّان والشيب كتاب المتوج فِي الْعُدُول وَحسن السِّيرَة كتاب المدبج فِي الولائم والدعوات وَالشرَاب كتاب الْفرج الْقَرِيب كتاب الْهَدَايَا كتاب المزخرف فِي الإخوان وَالْأَصْحَاب كتاب أَخْبَار أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي كتاب الدُّعَاء كتاب الْأَوَائِل كتاب المستظرف فِي الحمقى كتاب أَخْبَار الْأَوْلَاد والزوجات والأهل كتاب أَخْبَار الزهاد كتاب ذمّ الدُّنْيَا كتاب الْمُنِير فِي التَّوْبَة وَالْعَمَل الصَّالح كتاب المواعظ وَذكر الْمَوْت كتاب أَخْبَار المحتضرين كتاب الْحجاب كتاب الْخَاتم كتاب أَخْبَار أبي حنيفَة وَأَصْحَابه كتاب شعراء الشِّيعَة أَخْبَار شُعْبَة بن الْحجَّاج كتاب شعر حَاتِم وأخباره أَخْبَار عبد

الصَّمد بن المعذل أَخْبَار مُلُوك كِنْدَة أَخْبَار ابي تَمام أَخْبَار مُحَمَّد بن حَمْزَة الْعلوِي كتاب أَعْيَان الشّعْر فِي المديح وَالْفَخْر والهجو أَخْبَار الأجواد وَله كتب غير ذَلِك بدأها وَلم يُتمهَا قَالَ ابو حَيَّان التوحيدي حَضَرنَا مَعَ أبي عبيد الله المرزباني عزاء وَجلسَ إِلَى جَانِبه رجل خراساني يرجع إِلَى مَال كثير عَلَيْهِ قبَاء مبطن لَهُ رايحة مُنكرَة فَقَامَ المرزباني من جنبه وَجلسَ نَاحيَة وَقَامَ بقيامه من ذَلِك الْجَانِب خلق كثير فَقيل لَهُ أَيهَا الشَّيْخ مَا حملك على ذلكفذكر قصَّته وَشرح حَاله وَأَنْشَأَ يَقُول (هَل لَك فِي مَالِي وَأَهلي مَعًا ... وجلّ مَا يملك جيرانيه) (تَأْخُذهُ نَافِلَة جملَة ... أحسبك المحسن فِي شأنيه) (فَاذْهَبْ إِلَى أبعد مَا ينتوى ... لَا ردك الله وَلَا ماليه)

ابن عمر

3 - (ابْن عمر) ابْن عَليّ بن أبي طَالب مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ من سَادَات بني هَاشم روى عَنهُ الْأَرْبَعَة توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة أَو مَا دونهَا الْوَاقِدِيّ مُحَمَّد بن عمر بن وَاقد السّلمِيّ مَوْلَاهُم الْمَعْرُوف بالواقدي الإِمَام أَبُو عبد الله الْمدنِي روى عَن مُحَمَّد بن عجلَان وَابْن جريج وثور بن يزِيد وَأُسَامَة ابْن زيد وَمعمر بن رَاشد وَابْن أبي ذِئْب وَهِشَام بن الْغَاز وَأبي بكر ابْن أبي سُبْرَة وسُفْيَان الثَّوْريّ وَمَالك وَأبي معشر وخلائق وَكتب مَا لَا يُوصف كَثْرَة ولد سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ مَعَ عَظمته فِي الْعلم ضَعِيف قَالَ ابْن حَنْبَل لم ندفع أَمر الْوَاقِدِيّ حَتَّى روى عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن نَبهَان عَن أم سَلمَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفعمياوان أَنْتُمَا فجَاء بِشَيْء لَا حِيلَة فِيهِ وَهَذَا لم يروه غير يُونُس ولي الْقَضَاء أَربع سِنِين بِبَغْدَاد لِلْمَأْمُونِ وَكَانَ عَالما بالمغازي والسيرة والفتوح وَالْأَحْكَام وَاخْتِلَاف النَّاس توفّي بِبَغْدَاد لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ ابْن مَاجَه وَكَانَ يقلب الْأَسَانِيد وَيَأْتِي بمتن وَاحِد وَله تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر وَحَاصِل الْأَمر أَنه مجمع على ضعفه وأجود الرِّوَايَات عَنهُ رِوَايَة ابْن سعد فِي الطَّبَقَات كَانَ

يَقُول مَا من أحد إِلَّا وَكتبه أَكثر من حفظه وحفظي أَكثر من كتبي وَيُقَال أَنه حمل كتبه على مائَة وَعشْرين وقرا وَيُقَال أَن الْمَأْمُون قَالَ لَهُ لَا بُد أَن تصلي غَدا بِالنَّاسِ الْجُمُعَة فَقَالَ وَالله مَا أحفظ سُورَة الْجُمُعَة قَالَ أَنا أحفظك فَجعل يلقنه السُّورَة حَتَّى يبلغ النّصْف مِنْهَا فَإِذا حفظه ابْتَدَأَ بِالنِّصْفِ الثَّانِي فَإِذا حفظ النّصْف الثَّانِي نسي الأول فأتعب الْمَأْمُون ونعس فَقَالَ لعَلي بن صَالح حفظه أَنْت قَالَ عَليّ فَلم يحفظ واستيقظ الْمَأْمُون وَلم يحفظ فَقَالَ الْمَأْمُون هَذَا رجل يحفظ التَّأْوِيل وَلَا يحفظ التَّنْزِيل اذْهَبْ فصل بهم واقرأ أَي سُورَة أردْت قَالَ الْوَاقِدِيّ صَار إِلَيّ من السُّلْطَان سِتّ مائَة ألف دِرْهَم مَا وَجَبت عَليّ فِيهَا زَكَاة وَمَات وَهُوَ على الْقَضَاء وَلَيْسَ لَهُ كفن فَبعث الْمَأْمُون بأكفانه روى عَنهُ بشر الحافي أَنه سَمعه يَقُول مَا يكْتب للحمى يُؤْخَذ ثَلَاث وَرَقَات زيتون تكْتب يَوْم) السبت وَأَنت طَاهِر على وَاحِدَة مِنْهُنَّ جَهَنَّم غرثى وعَلى الْأُخْرَى جَهَنَّم عطشى وعَلى الْأُخْرَى جَهَنَّم مقرورة ثمَّ تجْعَل فِي خرقَة وتشد على عضد المحموم الْأَيْسَر قَالَ الْوَاقِدِيّ الْمَذْكُور جربته فَوَجَدته نَافِعًا قَالَ ابْن خلكان نقل هَذِه الْحِكَايَة أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الَّذِي وَضعه فِي أَخْبَار بشر الحافي وَله كتاب التَّارِيخ والمغازي والمبعث كتاب أَخْبَار مَكَّة كتاب الطَّبَقَات كتاب فتوح الشَّام كتاب فتوح الْعرَاق كتاب الْجمل كتاب مقتل الْحُسَيْن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرِّدَّة وَالدَّار حروب الْأَوْس والخزرج أُمَرَاء الْحَبَشَة والفيل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب المناكح السَّقِيفَة وبيعة أبي بكر ذكر الْأَذَان سيرة أبي بكر ووفاته التَّرْغِيب فِي علم الْمَغَازِي وَغلط الرِّجَال تداعي قُرَيْش وَالْأَنْصَار فِي القطائع وَوضع عمر الدَّوَاوِين مولد الْحسن وَالْحُسَيْن ومقتله ضرب الدَّنَانِير تَارِيخ الْفُقَهَاء التَّارِيخ الْكَبِير الْآدَاب غلط الحَدِيث السّنة وَالْجَمَاعَة وذم الْهوى وَترك الْخُرُوج فِي الْفِتَن اخْتِلَاف أهل الْمَدِينَة والكوفة فِي أَبْوَاب الْفِقْه قَالَ الْمفضل بن غَسَّان عَن أَبِيه قَالَ صليت خلق الْوَاقِدِيّ صَلَاة الْجُمُعَة فَقَرَأَ إِن هَذَا لفي الصُّحُف الأولى صحف عِيسَى ومُوسَى الْمقدمِي الْبَصْرِيّ مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن عَطاء الْمقدمِي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ الْأَرْبَعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة خمين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا قبلهَا الْحَافِظ الجعابي مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن سلم ابو بكر الجعابي بِالْجِيم وَالْعين الْمُهْملَة وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة التَّمِيمِي الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ قَاضِي الْموصل صحب ابْن

عقدَة وَسمع كثيرا وصنف الْأَبْوَاب والشيوخ والتاريخ وتشيعه مَشْهُور روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وَكَانَ يفضل الْحفاظ بِأَنَّهُ كَانَ يَسُوق الْأَلْفَاظ من الْمُتُون على مَا هِيَ عَلَيْهِ وَأكْثر الْحفاظ يتسمحون فِي ذَلِك وَكَانَ إِمَامًا فِي الْمعرفَة بعلل الحَدِيث وثقات الرِّجَال ومواليدهم ووفياتهم وَمَا يطعن بِهِ على كل وَاحِد مِنْهُم وَلم يبْق فِي زَمَانه من يتقدمه فِي الدُّنْيَا قَالَ السّلمِيّ سَأَلت عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ خلط وَذكر مذْهبه فِي التَّشَيُّع وَكَذَا ذكر الْحَاكِم عَن الدَّارَقُطْنِيّ وَذكر عَنهُ قَالَ قَالَ لي الثِّقَة من أَصْحَابنَا مِمَّن كَانَ يعاشر الجعابي أَنه كَانَ نَائِما فَكتب على رجله فَكنت أرَاهُ ثَلَاثَة أَيَّام لم يمسهُ بِالْمَاءِ وَلما مَاتَ أوصى أَن تحرق كتبه فأحرقت) وفيهَا كتب النَّاس وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَأورد لَهُ الْخَطِيب من شعره قَوْله (يَا خليليّّ جنباني الرحيقا ... إِنَّنِي لست للرحيق مطيقا) (غير أَنِّي وجدت للكأس نَارا ... تلهب الْجِسْم والمزاج الرقيقا) وَقَوله (وَإِذا جدت للصديق بوعدٍ ... فصل الْوَعْد بالفعال الْجَمِيل) (لَيْسَ فِي وعد ذِي السماحة مطلٌ ... إِنَّمَا المطل فِي وعود الْبَخِيل) ابْن دوست اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن دوست العلاف ابو بكر اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ من أَوْلَاد الْمُحدثين كَانَ أحد النُّحَاة الأدباء يحفظ اللُّغَة ويتقن الْعَرَبيَّة قَرَأَ عَلَيْهِ الْخَطِيب ابو زَكَرِيَّاء التبريزي الْأَدَب وَكَانَ مَشْهُورا بالصلاح والديانة والعفة سمع الحَدِيث من أبي عَليّ الْحسن بن شَاذان وَأبي الْقَاسِم عَليّ السمسار وروى عَنهُ ابو عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد البرداني توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره (إِذا شِئْت أَن تبلو مَوَدَّة صاحبٍ ... بواطنه مطويةٌ عَن ظواهره) (فقس مَا بِعَيْنيهِ إِلَى مَا بِقَلْبِه ... تَجِد خطراتٍٍ من خَفِي سرائره) (فَكل خَلِيل ماذقٍ فِي مناظره ... إِلَيْك دَلِيل مخبرٌ عَن ضمائره) ابْن اميرك الْحَازِمِي مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد ابْن اميرك أَبُو بكر الْأنْصَارِيّ الْحَازِمِي من أهل هراة كَانَ فَقِيها فَاضلا مناظراً أديباً بارعاً متديناً سمع بهراة أَبَا الْفَتْح نصر بن أَحْمد الْحَنَفِيّ وَعبد الرَّزَّاق الْمَالِينِي وَأَبا الْفضل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الفضيلي وَأَبا الْفَتْح الْمُخْتَار بن عبد الحميد البوشنجي وَجَمَاعَة وبنيسابور أَبَا عبد الله مُحَمَّدًا الفراوي وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْقَارئ وَغَيرهمَا وبسرخس أَبَا الْمَعَالِي خلف بن الْحسن الْحداد وَأَبا النَّصْر مُحَمَّد بن الشرهمرد وَغَيرهمَا وببلخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله البسطامي وَقدم بَغْدَاد حَاجا وَسمع بهَا من جمَاعَة ثمَّ قدمهَا وَحج وَعَاد وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو الْفضل أَحْمد) بن صَالح بن شَافِع وَعمر بن أَحْمد بن بكرون وَنصر الله بن سَلامَة الهيتي توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة

ابْن الْقُوطِيَّة اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز ابو بكر ابْن الْقُوطِيَّة هِيَ جدة أبي جده وَهِي سارة بنت الْمُنْذر من بَنَات الْمُلُوك الْقُوطِيَّة الَّذين بإقليم الأندلس من ذُرِّيَّة قوم بن حامبالقاف والطاء الْمُهْملَة الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ سمع بقرطبة من طَاهِر بن عبد الْعَزِيز وَأبي الْوَلِيد الْأَعْرَج وَمُحَمّد بن عبد الْوَهَّاب بن مغيث وَغَيرهم وَسمع بإشبيلية من مُحَمَّد بن عبد الله الزبيدِيّ وَسَعِيد بن جَابر وَغَيرهمَا وَكَانَ عَلامَة زَمَانه فِي اللُّغَة والعربية حَافِظًا للْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأَخْبَار لَا يلْحق شأوه وَلَا يشق غباره وَكَانَ مضطلعاً بأخبار الأندلس مَلِيًّا بِرِوَايَة سير أمرائها وأحوال فقهائها وأدبائها وشعرائها يملي ذَلِك عَن ظهر قلب وَكَانَت كتب اللُّغَة أَكثر مَا تملى عَلَيْهِ وَلم يكن بالضابط لرِوَايَة الحَدِيث وَلَا الْفِقْه وَلَا كَانَت لَهُ أصُول يرجع إِلَيْهَا وَكَانَ الَّذِي يسمع عَلَيْهِ من ذَلِك إِنَّمَا يحمل على الْمَعْنى لَا على اللَّفْظ وَكَثِيرًا مَا يقْرَأ عَلَيْهِ من ذَلِك للتصحيح لَا للرواية وصنف كتبا مفيدة مِنْهَا كتاب تصاريف الْأَفْعَال وَهُوَ الَّذِي فتح الْبَاب فجَاء من بعده ابْن طريف وَابْن القطاع وأفعال الْحمار هِيَ أَجود مَا فِي هَذَا الْبَاب وصنف تَارِيخا للأندلس وَله الْمَقْصُور والممدود جمع فِيهِ فأوعى حَتَّى أعجز من يَأْتِي بعده وفَاق فِيهِ على من تقدمه وَكَانَ ابو عَليّ القالي يعظمه كثيرا وَكَانَ ناسكاً عابداً تزهد أخيراًص عَن نظم الشّعْر قَالَ أَبُو يحيى بن هُذَيْل التَّمِيمِي تَوَجَّهت إِلَى ضيعتي يَوْمًا بسفح جبل قرطبة فصادفت ابْن الْقُوطِيَّة صادراً عَنْهَا وَكَانَت لَهُ هُنَاكَ ضَيْعَة فَقلت لَهُ (من أَيْن أَقبلت يَا من لَا شَبيه لَهُ ... وَمن هُوَ الشَّمْس وَالدُّنْيَا لَهُ فلك) فَقَالَ (من منزلٍ يعجب النساك خلوته ... وَفِيه سترٌ عَن الفتاك إِن فتكوا) وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَمن شعر ابْن الْقُوطِيَّة (ضحك الثرى وبدا لَك استبشاره ... واخضر شَاربه وطر عذاره) (ورنت حدائقه وآزر نبته ... وتعطرت أنواره وثماره) ) (واهتز ذابل كل مَاء قرارة ... لما أَتَى متطلعاً آذاره) (وتعممت صلع الرِّبَا بنباتها ... وترنمت من عجمةٍ أطياره) كاك الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن طَاهِر أَبُو بكر الْمُقْرِئ

الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بكاك بكافين بَينهمَا ألف من أهل بخارا نزل بِبَغْدَاد مُدَّة وَسمع بهَا الحَدِيث من جمَاعَة وجاور بِمَكَّة سِنِين وَكَانَ إِمَامًا لأَصْحَاب أبي حنيفَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَانَ شَيخا أديباً فَاضلا متديناً صَالحا مكثراً من الحَدِيث سمع ببخارا أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن جذام وَأَبا نصر أَحْمد الريغذموني وبنسف ابا بكر مُحَمَّدًا الْبَلَدِي وبسمرقند أَبَا لقاسم عليا الصَّيْرَفِي الكشاني وبنيسابور أَبَا نصر الْوراق وَأَبا عَليّ نصر الله الخشنامي وَغَيرهمَا وبهمذان أَبَا مَنْصُور الْعجلِيّ وببغداد أَبَا عَليّ مُحَمَّد بن نَبهَان وَأَبا الْغَنَائِم النَّرْسِي وَغَيرهمَا وَحدث بِبَغْدَاد وَكتب عَنهُ أَبُو البركات ابْن السَّقطِي وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود بن ماشاذه توفّي فِي طَرِيق الْحجاز سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة الْفَقِيه ابْن مازة الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مازة أَبُو جَعْفَر الْفَقِيه الْحَنَفِيّ من أهل بخارا رئيسها وَابْن رئيسها كَانَ من فحول فقهائها الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ والنبل وَله التَّقَدُّم عِنْد الْمُلُوك والسلاطين قدم بَغْدَاد وَحدث عَن وَالِده روى عَنهُ أَبُو البركات مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ قَاضِي سيوط من أهل مصر فِي مشيخته مولده سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مائَة وَقتل سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة الْحَافِظ ابو مَنْصُور الدينَوَرِي مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد أَبُو مَنْصُور الدينَوَرِي الْحَافِظ حدث بِبَغْدَاد عَن أبي الْحسن مُحَمَّد بن زَنْجوَيْه الْقزْوِينِي الْمُقْرِئ وَمُحَمّد بن عبد الله بن بزرج وروى عَنهُ عبد الرَّزَّاق الْأَصْبَهَانِيّ أَخُو أبي نعيم أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ فِي مُعْجم شُيُوخه رَئِيس الطالبيين مُحَمَّد بن عمر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن يحيى بن الْحُسَيْن بن الشَّهِيد زيد بن عَليّ الزيدي الْعلوِي ابو الْحسن الْكُوفِي نزيل بَغْدَاد كَانَ رَئِيس الطالبيين مَعَ كَثْرَة الضّيَاع وَالْمَال قبض عَلَيْهِ عضد الدولة وسجنه وَأخذ أَمْوَاله وَبَقِي إِلَى أَن أطلقهُ شرف الدولة وَلَده يُقَال أَنه لما صادره أَخذ مِنْهُ ألف ألف دِينَار عينا توفّي) سنة تسعين وَثَلَاث مائَة سمع أَبَا الْعَبَّاس ابْن عقدَة وطبقته وروى عَنهُ أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ وشيوخ الْخَطِيب رفع ابو الْحسن عَليّ بن طَاهِر عَامل سقِِي الْفُرَات إِلَى شرف الدولة أَن الشريف زرع فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مائَة ثَمَان مائَة ألف جريب وَأَنه يستغل ضيَاعه الفي ألف دِينَار وَبلغ الشريف ذَلِك فَدخل على شرف الدولة وَقَالَ يَا مَوْلَانَا وَالله مَا خاطبت بمولانا ملكا سواك وَلَا قبلت الأَرْض لملك سواك لِأَنَّك أخرجتني من محبسي وحفظت روحي ورددت عَليّ ضياعي وَقد أَحْبَبْت أَن أجعَل لَك النّصْف مِمَّا أملك وأطتبه باسم ولدك وَجَمِيع مَا بلغك عني صَحِيح فَقَالَ لَهُ شرف الدولة لَو كَانَ ارْتِفَاع ملكك أضعافه كَانَ قَلِيلا وَقد وفر الله مَالك عَلَيْك وأغنى وَلَدي عَنْك فَكُن على حالك وهرب ابْن طَاهِر إِلَى مصر فَلم يعد حَتَّى مَاتَ الشريف وَلما بنى دَاره بِالْكُوفَةِ كَانَ فِيهَا حَائِط عَال فَسقط من الْحَائِط بِنَاء وَقَامَ سالما فَعجب النَّاس وَعَاد بِالْبِنَاءِ ليصلح الْحَائِط فَقَالَ لَهُ الشريف

قد بلغ أهلك سقوطك وهم لَا يصدقون بسلامتك وَكَأَنِّي بالنوائح وَقد أتين إِلَى بَابي فَاذْهَبْ إِلَيْهِم ليطمئنوا ويصدقوا أَنَّك فِي عَافِيَة وارجع إِلَى عَمَلك فَخرج الْبناء إِلَى أَهله مسرعاً فَلَمَّا بلغ عتبَة الْبَاب عثر فَوَقع مَيتا خَال الشرفي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْوَارِث أَبُو عبد الله الْقَيْسِي الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ وَيعرف بخال الشرفي توفّي سنة تسع وَأَرْبع مائَة الْحَافِظ ابْن الفخار المغربي مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف أَبُو عبد الله ابْن الفخار القطربي الْمَالِكِي الْحَافِظ عَالم الأندلس فِي زَمَانه كَانَ إِمَامًا زاهداً من أهل الْعلم والورع ذكياًص عارفاًص بِمذهب الْأَئِمَّة وأقوال الْعلمَاء يحفظ الْمُدَوَّنَة جيدا والنوادر لِابْنِ أبي زيد كَانَ يُقَال أَنه مجاب الدعْوَة وفر عَن قرطبة لما نذرت البرابر دَمه وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَأَرْبع مائَة أَبُو الْفضل الأرموي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف بن مُحَمَّد القَاضِي ابو الْفضل الأرموي الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل ارمية قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ هُوَ فَقِيه إِمَام متدين ثِقَة صَالح الْكَلَام فِي الْمسَائِل كثير التِّلَاوَة حدث عَنهُ) السلَفِي وَابْن عَسَاكِر وَابْن السَّمْعَانِيّ وَعبد الْخَالِق بن أَسد وَابْن طبرزد وتاج الدّين الْكِنْدِيّ وَجَمَاعَة كَثِيرَة كَانَ أسْند من بقى بِبَغْدَاد وَآخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ الْفَتْح بن عبد السَّلَام توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة أَبُو جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ مُحَمَّد بن عمر أَبُو جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ أحد رُوَاة الْأَخْبَار وَأَيَّام النَّاس ذكره أَبُو عبيد الله المرزباني فِي كتاب المقتبس فِي من كَانَ بِبَغْدَاد من الأدباء من شعره (إِنِّي لأعرض عَن أَشْيَاء تؤلمني ... حَتَّى يظنّ رجالٌ أَن بِي حمقا) (أخْشَى جَوَاب سفيهٍ لَا حَيَاء لَهُ ... فسلٍ يظنّ رجالٌ أَنه صدقا) الْمُقْرِئ الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن عمر الْمُقْرِئ الْكَاتِب من أهل الْجَانِب الشَّرْقِي بِبَغْدَاد قَالَ ابْن النجار رَأَيْت لَهُ كتابا سَمَّاهُ تَفْضِيل أَخْلَاق الْكلاب على من أحْوج إِلَى العتاب من أهل الزيغ والارتياب روى فِيهِ عَن جمَاعَة سردهم ابْن النجار مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم عبد الله الْبَغَوِيّ أَبُو جَعْفَر الْحَرْبِيّ مُحَمَّد بن عمر بن سعيد أَبُو جَعْفَر الْحَرْبِيّ ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَقَالَ بغدادي راوية صَالح من شعره (أنيتك كشتاقاً وَجئْت مُسلما ... عَلَيْك وَإِنِّي باحتجابك عَالم)

(فَأَخْبرنِي البواب أَنَّك نَائِم ... وَأَنت إِذا استيقظت أَيْضا فنائم) توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ الأشتيخني النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن عَليّ الأديب ابو الْفضل الْقرشِي المَخْزُومِي الخالدي الإشتيخني السغدي السَّمرقَنْدِي كَانَ أديباً نحوياً بارعاً صَالحا خيرا سريع الدمعة كتب بِنَفسِهِ أمالي أَئِمَّة سَمَرْقَنْد توفّي سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة أَو مَا دونهَا الْحَافِظ ابو مُوسَى الْمَدِينِيّ مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْحَافِظ الْكَبِير ابو مُوسَى بن أبي بكر ابْن أبي عِيسَى الْمَدِينِيّ الْأَصْبَهَانِيّ صَاحب التصانيف وَبَقِيَّة الْأَعْلَام كَانَ وَاسع الدائرة فِي معرفَة الحَدِيث وَعلله وأبوابه وَرِجَاله وفنونه لم يكن فِي وقته أعلم مِنْهُ) وَلَا أحفظ مِنْهُ وَلَا أَعلَى سنداً وروى عَنهُ جمَاعَة من الْحفاظ لَهُ من التصانيف الْكتاب الْمَشْهُور فِي تَتِمَّة معرفَة الصَّحَابَة الَّذِي ذيل بِهِ على أبي نعيم يدل على تبحره والطوالات مجلدان وتتمة الغريبين والوظائف واللطائف وعوالي التَّابِعين وَعرض من حفظه كتاب عُلُوم الحَدِيث للْحَاكِم على إِسْمَاعِيل الْحَافِظ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة والمديني بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف نِسْبَة إِلَى مَدِينَة أَصْبَهَان أَبُو نصر الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد الرئيس أَبُو نصر الْأَصْبَهَانِيّ كَاتب الْوَزير نظام الْملك قَالَ الباخرزي ورد علينا نيسابور وَكَانَ وُرُوده كورود الْورْد بعد انحسار برد الْبرد وَأورد لَهُ من شعره (طويت رِدَاء ودي لَا كطيّ ... يُرَاد بِهِ الْبَقَاء على النَّقَاء) (وَمَا ظَنِّي بأعدائي إِذا مَا ... يكون كَذَاك حَال الأصدقاء) وَمِنْه (شَرق وَغرب واغترب تلق الَّذِي ... تهوى وتعزز أَي وجهٍ تشخص) (وَأرى المهانة فِي اللُّزُوم فخله ... إِن الْمَتَاع بأرضه يسترخص) وَمِنْه

(بليت بمملوكٍ إِذا مَا بعثته ... لأمرٍ أُعِيرَت رجله مشْيَة النَّمْل) (بليد كَأَن الله خالقنا عَنَّا ... بِهِ الْمثل الْمَضْرُوب فِي سُورَة النَّحْل) وَمِنْه (النَّاس أعداءٌ إِذا جربتهم ... لمقلهم وأصادق المتمول) (كَالرِّيحِ قد تطفي السراج لضَعْفه ... وتزيد فِي ضوء الْحَرِيق المشعل) الإِمَام حسام الدّين ابْن أُخْت صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن عمر بن لاجين ابْن أُخْت السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْأَمِير حسام الدّين توفّي فِي اللَّيْلَة الَّتِي توفّي فِيهَا صَاحب حماة تَقِيّ الدّين المظفر فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وحزن السُّلْطَان عَلَيْهِمَا وَدفن حسام الدّين فِي التربة الحسامية المنسوبة إِلَيْهِ من بِنَاء والدته) سِتّ الشَّام وَهِي فِي الشامية الْكُبْرَى بِظَاهِر دمشق وَقيل اسْمه عمر بن لاجين الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ مُحَمَّد بن عمر بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة فريد دهره ونسيج وَحده فَخر الدّين أَبُو عبد الله الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الطبرستاني الأَصْل الرَّازِيّ المولد ابْن خطيب الرّيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ (عَلامَة الْعلمَاء وَالْبَحْر الَّذِي ... لَا يَنْتَهِي وَلكُل بحرٍ سَاحل) (مَا دَار فِي الحنك اللِّسَان وقلبت ... قَلما بِأَحْسَن من ثناه أنامل) ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة واشتغل على وَالِده الإِمَام ضِيَاء الدّين وَكَانَ من تلامذة محيي السّنة أبي مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وَكَانَ إِذا ركب يمشي حوله نَحْو ثَلَاث مائَة تلميذ فُقَهَاء وَغَيرهم وَكَانَ خوارزم شاه يَأْتِي إِلَيْهِ وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص جدا فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَالْحكمَة اجْتمع لَهُ

خَمْسَة أَشْيَاء مَا جمعهَا الله لغيره فِيمَا عَلمته من أَمْثَاله وَهِي سَعَة الْعبارَة فِي الْقُدْرَة على الْكَلَام وَصِحَّة الذِّهْن والاطلاع الَّذِي مَا عَلَيْهِ مزِيد والحافظة المستوعبة والذاكرة الَّتِي تعينه على مَا يُريدهُ فِي تَقْرِير الْأَدِلَّة والبراهين وَكَانَ فِيهِ قُوَّة جدلية وَنَظره دَقِيق وَكَانَ عَارِفًا بالأدب لَهُ شعر بالعربي لَيْسَ فِي الطَّبَقَة الْعليا وَلَا السُّفْلى وَشعر بالفارسي لَعَلَّه يكون فِيهِ مجيداً وَكَانَ عبل الْبدن ربع اقامة كَبِير اللِّحْيَة فِي صورته فخامة كَانُوا يقصدونه من أَطْرَاف الْبِلَاد على اخْتِلَاف مقاصدهم فِي الْعُلُوم وتفننهم فَكَانَ كل مِنْهُم يجد عِنْده النِّهَايَة فِيمَا يرومه مِنْهُ قَرَأَ الْحِكْمَة على الْمجد الْجبلي والجيلي من كبار الْحُكَمَاء وَقَرَأَ بعد وَالِده على الْكَمَال السمناني وَقيل على الطبسي صَاحب الْحَائِز فِي علم الروحاني وَالله أعلم وَله تصانيف ورزق الإِمَام فَخر الدّين السَّعَادَة الْعُظْمَى فِي تصانيفه وانتشرت فِي الْآفَاق وَأَقْبل النَّاس على الِاشْتِغَال بهَا ورفضوا كتب الأقدمين وَكَانَ فِي الْوَعْظ باللسانين مرتبَة عليا وَكَانَ يلْحقهُ الوجد حَال وعظه ويحضر مَجْلِسه أَرْبَاب المقالات والمذاهب ويسألونه وَرجع بِسَبَبِهِ خلق كثير من الكرامية وَغَيرهم إِلَى مَذْهَب السّنة وَكَانَ يلقب بهراة شيخ الْإِسْلَام يُقَال أَنه حفظ الشَّامِل فِي أصُول الدّين لإِمَام الْحَرَمَيْنِ قصد خوارزم وَقد تمهر فَجرى بَينه وَبَين أَهلهَا كَلَام فِيمَا يرجع إِلَى العقيدة فَأخْرج من الْبَلَد وَقصد مَا وَرَاء النَّهر فَجرى لَهُ أَيْضا مَا جرى بخوارزم فَعَاد إِلَى الرّيّ وَكَانَ بهَا طَبِيب) حاذق لَهُ ثروة وَله بنتان فزوجهما بِابْني فَخر الدّين وَمَات الطَّبِيب فاستولى على جَمِيع نعْمَته وَمن ثمَّ كَانَت لَهُ النِّعْمَة وَلما وصل السُّلْطَان شهَاب الدّين الغوري صَاحب غزنة بَالغ فِي إكرامه وحصلت لَهُ أَمْوَال عَظِيمَة مِنْهُ وَعَاد إِلَى خُرَاسَان واتصل بالسلطان خوارزم شاه مُحَمَّد بن تكش وحظي عِنْده وَأَظنهُ توجه رَسُولا مِنْهُ إِلَى الْهِنْد وَهُوَ أول من اخترع هَذَا التَّرْتِيب فِي كتبه وأتى فِيهَا بِمَا لم يسْبق إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يذكر الْمَسْأَلَة وَيفتح بَاب تقسيمها وَقِسْمَة فروع ذَلِك التَّقْسِيم ويستدل بأدلة السبر والتقسيم فَلَا يشذ مِنْهُ عَن تِلْكَ الْمَسْأَلَة فرع لَهَا بهَا علاقَة فانضبطت لَهُ الْقَوَاعِد وانحصرت لَهُ الْمسَائِل وَكَانَ ينَال من الكرامية وينالون مِنْهُ نقلت من خطّ الْفَاضِل عَلَاء الدّين الوداعي من تَذكرته أَن الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ رَحمَه الله كَانَ يعظ النَّاس على عَادَة مَشَايِخ الْعَجم وَأَن الْحَنَابِلَة كَانُوا يَكْتُبُونَ لَهُ قصصاً تَتَضَمَّن شَتمه ولعنه وَغير ذَلِك من الْقَبِيح فاتفق أَنهم رفعوا إِلَيْهِ يَوْمًا قصَّة يَقُولُونَ فِيهَا أَن ابْنه يفسق ويزني وَأَن امْرَأَته كَذَلِك فَلَمَّا قَرَأَهَا قَالَ هَذِه الْقِصَّة تَتَضَمَّن أَن ابْني يفسق ويزني وَذَلِكَ مَظَنَّة الشَّبَاب فَإِنَّهُ شُعْبَة من الْجُنُون وَنَرْجُو الله تَعَالَى إِصْلَاحه وَالتَّوْبَة وَأما امْرَأَتي فَهَذَا شَأْن النِّسَاء إِلَّا من عصمه الله تَعَالَى وَأَنا شيخ مَا فيّ للنِّسَاء مستمتع هَذَا كلهَا يُمكن وُقُوعه وَأما أَنا فوَاللَّه لَا قلت أَن البارئ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جسم وَلَا شبهته بخلقه وَلَا حيزته انْتهى ذكرت هُنَا مَا يحْكى من أَنه رفع لبَعض الوعاظ مِمَّن يحسده ورقة فِيهَا إِن زَوجتك تَزني هِيَ وبناتك وأولادك يفسقون ويفعلون ويصنعون وَأَشْيَاء من هَذِه الْمَادَّة فقرأها فِي نَفسه وَقَالَ يَا جمَاعَة هَذِه الورقة فِيهَا سبّ أهل الْبَيْت وذمهم العنوا من كتبهافقال النَّاس كلهم لَعنه الله وَلما توفّي الإِمَام فَخر الدّين بهراة فِي

دَار السلطنة يَوْم عيد الْفطر سنة سِتّ وست مائَة كَانَ قد أمْلى رِسَالَة على تِلْمِيذه ومصاحبه إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ تدل على حسن عقيدته وظنه بكرم الله تَعَالَى ومقصده بتصانيفه والرسالة مَشْهُورَة وَلَوْلَا خوف الإطالة لذكرتها وَلَكِن مِنْهَا وَأَقُول ديني مُتَابعَة سيد الْمُرْسلين وقائد الْأَوَّلين والآخرين إِلَى حظائر قدس رب الْعَالمين وكتابي هُوَ الْقُرْآن الْعَظِيم وتعويلي فِي طلب الدّين عَلَيْهِمَا اللَّهُمَّ يَا سامع الْأَصْوَات وَيَا مُجيب الدَّعْوَات وَيَا مقيل العثرات وَيَا رَاحِم العبرات وَيَا قيام المحدثات والممكنات أَنا كنت) حسن الظَّن بك عَظِيم الرَّجَاء فِي رحمتك وَأَنت قلتأنا عِنْد ظن عَبدِي بِي فليظن بِي خيرا وَأَنت قلتأمن يُجيب الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ وَأَنت قلتوغذا سالك عبَادي عني فَإِنِّي قريب فَهَب أَنِّي جِئْت بِشَيْء فَأَنت الْغَنِيّ الْكَرِيم وَأَنا الْمُحْتَاج اللَّئِيم وَأعلم أَنه لَيْسَ لي أحد سواك وَلَا أحد كريم سواك وَلَا أحد محسن سواك وَأَنا معترف بالزلة والقصور وَالْعَيْب والفتور فَلَا تخيب رجائي وَلَا ترد دعائي واجعلني آمنا من عذابك قبل الْمَوْت وَعند الْمَوْت وَبعد الْمَوْت وَسَهل عَليّ سَكَرَات الْمَوْت وخفض عني نزُول الْمَوْت وَلَا تضيق عَليّ سَبَب الآلام والسقام فَإنَّك أرْحم الرَّاحِمِينَ ثمَّ قَالَ فِي آخرهَا واحملوني إِلَى الْجَبَل المصاقب لقرية مزداخان وادفنوني هُنَاكَ وَإِذا وضعتموني فِي اللَّحْد فاقرؤوا عَليّ مَا تقدرون عَلَيْهِ من آيَات الْقُرْآن الْعَظِيم ثمَّ ردوا عَليّ التُّرَاب بِالْمَسَاحِي وَبعد إتْمَام ذَلِك قُولُوا مبتهلين إِلَى الله مُسْتَقْبلين الْقبْلَة على هَيْئَة الْمَسَاكِين المحتاجين يَا كريم يَا كريم يَا عَالما بِحَال هَذَا الْفَقِير الْمُحْتَاج احسن إِلَيْهِ واعطف عَلَيْهِ فَأَنت أكْرم الأكرمين وَأَنت أرْحم الرَّاحِمِينَ وَأَنت الفعال بِهِ وَبِغَيْرِهِ مَا تشَاء فافعل بِهِ مَا أَنْت أَهله فَأَنت أهل التَّقْوَى وَأهل الْمَغْفِرَة انْتهى قلت وَمن وقف على هَذِه الْأَلْفَاظ علم مَا كَانَ عَلَيْهِ هَذَا الإِمَام من صِحَة الِاعْتِقَاد ويقين الدّين وَاتِّبَاع الشَّرِيعَة المطهرة (صلوةٌ وَتَسْلِيم وروح وراحة ... عَلَيْهِ وممدود من الظل سَجْسَج) وَأكْثر شناع عَلَيْهِ لخصومه أَنه أَكثر من إِيرَاد الشّبَه والأدلة للخصوم وَلم يجب عَنْهَا بطائل حضرت أَنا وَالشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس رَحمَه الله عِنْد الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان فجَاء ذكر الإِمَام فَخر الدّين فَذكر ابْن سيد النَّاس أَن ابْن جُبَير ذكر عَنهُ فِي رحلته قَالَ ثمَّ دخلت الرّيّ فَوجدت ابْن خطيبها قد الْتفت عَن السّنة وشغلهم بكتب ابْن سينا وأرسطو فَقَالَ لي الشَّيْخ أثير الدّين وَأَظنهُ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق العيديقول فَخر الدّين وَإِن كَانَ قد أَكثر من إِيرَاد شبه الفلاسفة وملأ بهَا كتبه فَإِنَّهُ قد زلزل قواعدهم قلت الْأَمر كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ إِذا ذكر للفلاسفة أَو غَيرهم من خصومه شُبْهَة ثمَّ أَخذ فِي نقضهَا فإمَّا أَن يَهْدِمهَا ويمحوها ويمحقها وَإِمَّا أَن يزلزل أَرْكَانهَا من ذَلِك أَنه أَتَى إِلَى شُبْهَة الفلاسفة فِي أَن وجود الله تَعَالَى عين ذَاته وَلَهُم فِي) ذَلِك شبه وحجج قَوِيَّة مَبْنِيَّة على أصولهم الَّتِي قرؤها فَقَالَ هَذَا كُله مَا نعرفه وَلَكِن نَحن نعلم قطعا أَن الله تَعَالَى مَوْجُود ونشك فِي ذَاته مَا هِيَ فَلَو كَانَ وجوده عين ذَاته لما كُنَّا نعلم وجوده من وَجه ونجهله من وَجه إِذْ الشَّيْء

لَا يكون فِي نَفسه مَعْلُوما مَجْهُولا هَذَا أَمر قَطْعِيّ فَانْظُر إِلَى هَذِه الْحجَّة مَا أقواها وأوضحها وأجلاها كَيفَ تهدم مَا بنوه وتدكدك مَا شيدوه وعلوه وَمَا رَأَيْت أحدا يَقُول إِذا عابه غير ذَلِك وَلم يَأْتِ بِشَيْء من عِنْده حَتَّى يَقُول كَانَ يَنْبَغِي أَن نجيب عَن كَذَا وَكَذَا فَيكون قد استدرك مَا أهمله وأغفله والأعمال بِالنِّيَّاتِ وَلما مَاتَ الإِمَام فَخر الدّين خلف ثَمَانِينَ ألف دِينَار سوى الدَّوَابّ وَالْعَقار وَغير ذَلِك وَخلف وَلدين الْأَكْبَر مِنْهُمَا تجند فِي حَيَاة أَبِيه وخدم خوارزم شاه وَالْآخر اشْتغل وَلم نعلم لَهُ تَرْجَمَة وَأَظنهُ الَّذِي صنف لَهُ الْأَرْبَعين فِي أصُول الدّين لكنه قَالَ لأكبر أَوْلَادِي مُحَمَّد وَالله أعلم وَكَانَ الإِمَام فِي أَيَّامه لَهُ صُورَة كَبِيرَة وجلالة وافرة وعظمة زَائِدَة ذكر ابْن مسدي فِي مُعْجَمه عَن ابْن عنين رَحمَه الله يَقُول سَمِعت أَبَا المحاسن مُحَمَّد بن نصر الله ابْن عنين رَحمَه الله يَقُول كنت بخراسان فِي مجْلِس الْفَخر الرَّازِيّ إِذْ أَقبلت حمامة يتبعهَا جارح فَسَقَطت فِي حجر الرَّازِيّ وعاذت بِهِ وَهُوَ على منبره فَقُمْت وأنشدت بديهاً (يَا ابْن الْكِرَام المطعمين إِذا شتوا ... فِي كل مسغبةٍ وثلجٍ خاشف) (والعاصمين إِذا النُّفُوس تطايرت ... بَين الصوارم والوشيج الراعف) (من نبأ الورقاء أَن محلكم ... حرمٌ وَأَنَّك ملْجأ للخائف) (وافت إِلَيْك وَقد تدانى حتفها ... فحبوتها ببقائها المستأنف) (وَلَو أَنَّهَا تحبى بمالٍ لانثنت ... من راحتيك بنائلٍ متضاعف) (جَاءَت سُلَيْمَان الزَّمَان حمامةٌ ... وَالْمَوْت يلمع من جناحي خاطف) فَخلع عَلَيْهِ جُبَّة كَانَت عَلَيْهِ قَالَ فَكَانَ هَذَا سَببا لإقبال السُّعُود عَليّ وتسني الآمال لدي انْتهى واقترح الإِمَام عَلَيْهِ قصيدة فِي كل كلمة مِنْهَا سين فنظمها ابْن عنين وأولها (مرسى السِّيَادَة سنة سيفية ... محروسة مسعودة التأسيس) واقترح عَلَيْهِ قصدة أُخْرَى فِي كل كلمة مِنْهَا حاء فنظمها أَيْضا وأولها (حيى مَحل الحاجبية بالحمى ... والسفح سيح مدلح سحاح) والقصيدتان مثبتتان فِي ديوانه ومدحه بقصيدة سَيرهَا إِلَيْهِ من نيسابور مِنْهَا) (من دوحةٍ فخريةٍ عمريةٍ ... طابت مغارس مجدها المتأثل) (مَكِّيَّة الْأَنْسَاب زاكٍ أَصْلهَا ... وفروعها فَوق السماك الأعزل) (بحراً تصدر للعلوم وَمن رأى ... بحراً تصدر قبله فِي محفل)

(ومشمراً بِهِ بدعٌ تَمَادى عمرها ... قهرا وَكَاد ظلامها لَا ينجلي) (فعلا بِهِ الْإِسْلَام أرفع هضبةٍ ... ورسا سواهُ فِي الحضيض الْأَسْفَل) (غلط امرؤٌ بِأبي عليّ قاسه ... هَيْهَات قصر عَن مداه أَبُو عَليّ) (لَو أَن رسطاليس يسمع لَفْظَة ... من لَفظه لعرته هزة أفكل) (ولحار بطليموس لَو لاقاه من ... برهانه فِي كل شكل مُشكل) (فَلَو أَنهم جمعُوا لَدَيْهِ تيقنوا ... أَن الْفَضِيلَة لم تكن للْأولِ) وَقَالَ ابْن عنين حصلت بِلَاد الْعَجم من جِهَة فَخر الدّين وبجاهه نَحوا من ثَلَاثِينَ ألف دِينَار ذكر ذَلِك ابْن أبي أصيبعة فِي تَارِيخه وَحكى لي بعض الأفاضل أَن بعض الملوكأنسيتهسأله أَن يضع لَهُ شَيْئا فِي الْأُصُول يقرأه فَقَالَ لَهُ بِشَرْط أَنَّك تحضر إِلَى درسي وتقرأه عَليّ فَقَالَ نعم وَأَزِيدك على هَذَا فَوضع لَهُ المحصل قَالَ الحاكي والعهدة عَلَيْهِ فِي ذَلِك أَن السُّلْطَان كَانَ يَجِيء وَيقف وَيَأْخُذ مداسه يَعْنِي مداس الإِمَام ويحمله فِي كمه وَيسمع الدَّرْس فِي الْكتاب قلت إِذا كَانَ السُّلْطَان كَذَلِك كَيفَ لَا يرغب أهل الْعلم ويزادون نشاطاً ويجتهدون فِي طلب الغايات وَقَالَ لي يَوْمًا الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس مَا أعجب إِلَّا من فَخر الدّين كَونه وضع تَفْسِيرا أَنْت من أَيْن وَالتَّفْسِير من أَيْن كَمَا أعجب من تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية كَونه يرد على فَخر الدّين وَابْن سينا فَقلت لَهُ مَا الْقيَاس صَحِيحا وَلَا المسألتان متقابلتين لِأَن الإِمَام إِذا عمل تَفْسِيرا يحسن أَن يَقُول قَالَ فلَان كَذَا وَقَالَ فلَان كَذَا فينقل أَقْوَال الْمُفَسّرين وَلَكِن إِذا أَخذ الْآيَة وَذكر أَدِلَّة الشَّافِعِيَّة مِنْهَا وأدلة الْحَنَفِيَّة مِنْهَا وَبحث بَين الْفَرِيقَيْنِ من هُوَ الَّذِي يجْرِي مَعَه فِي ذَلِك الميدان وَإِن كَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أقعد بِعلم الرِّوَايَة وَقلت يوماًص للشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ السُّبْكِيّ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَقد ذكر تَفْسِير الإِمَام فِيهِ كل شَيْء إِلَّا التَّفْسِير فَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة مَا الْأَمر كَذَا إِنَّمَا فِيهِ مَعَ التَّفْسِير كل شَيْء انْتهى) وَمن تصانيف الإِمَام رَحمَه الله تَعَالَى التَّفْسِير الَّذِي لَهُ وَهُوَ فِي سِتَّة وَعشْرين مجلداً ذكر تَفْسِير الْفَاتِحَة مِنْهُ فِي مجلدة وَهُوَ على تجزئة الْفَاتِحَة فِي أَكثر من ثَلَاثِينَ مجلداً وأكمل التَّفْسِير على الْمِنْبَر إملاءً تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة على الْوَجْه الْعقلِيّ لَا النقلي أسرار التَّنْزِيل وأخبار التَّأْوِيل نِهَايَة الْعُقُول فِي أصُول الدّين يكون فِي أَربع مجلدات المطالب الْعَالِيَة فِي الْأُصُول أَيْضا فِي أَرْبَعَة كبار كتاب الْأَرْبَعين فِي مجلدة كَبِيرَة المحصل مجلدة كتاب الْخمسين صَغِير المعالم فِي أصُول الدّين وَالْفِقْه الْخلق والبعث مجلدة تأسيس التَّقْدِيس مجلدة الْبَيَان والبرهان فِي الرَّد على أهل الزيغ والطغيان الْمَحْصُول فِي أصُول الْفِقْه فِي مجلدين الْمُنْتَخب فِي أصُول الْفِقْه مجلدة النِّهَايَة البهائية فِي المباحث القياسية أجوبة الْمسَائِل النجارية الطَّرِيقَة

العلائية فِي الْخلاف أَربع مجلدات شرح أَسمَاء الله الْحسنى إبِْطَال الْقيَاس الْملَل والنحل المباحث الْعمادِيَّة فِي المطالب المعادية تَحْصِيل الْحق عُيُون الْمسَائِل إرشاد النظار إِلَى لطائف الْأَسْرَار فَضَائِل الصَّحَابَة الْقَضَاء وَالْقدر ذمّ الدُّنْيَا نفثة المصدور إحكام الْأَحْكَام الرياض المؤنقة عصمَة الْأَنْبِيَاء تعجيز الفلاسفة بالفارسي الْأَخْلَاق اللطائف الغياثية الرسَالَة الكمالية فِي الْحَقَائِق الإلهية بالفارسي عربها تَاج الدّين الأرموي رِسَالَة الْجَوْهَر الْفَرد الْآيَات الْبَينَات فِي الْمنطق تَرْجِيح مَذْهَب الشَّافِعِي وأخباره شرح أَبْيَات الشَّافِعِي الْأَرْبَعَة الَّتِي أَولهَا وَمَا شِئْت كَانَ وَإِن لم أشأ أَظُنهُ كتاب الْقَضَاء وَالْقدر الزبدة نِهَايَة الإيجاز اخْتِصَار دَلَائِل الإعجاز الْمُحَرر فِي النَّحْو قِطْعَة من شرح الْوَجِيز شرح الْمفصل لم يتمه شرح ديوَان المتنبي شرح سقط الزند لباب الإشارات شرح الإشارات الإشارات لَهُ أَيْضا شرح نهج البلاغة وَلم يتم الْحِكْمَة المشرقية تكون فِي ثَلَاثَة الْمُخْتَص تكون فِي مجلدين شرح كليات القانون الطِّبّ الْكَبِير وَلم يتم عُيُون الْحِكْمَة مصادرات إقليدس التشريح وَلم يتم النبض الاختيارات السماوية السِّرّ المكتوم فِي علم الطلاسم والنجوم منتخب درج تنكلوشا وَقيل أَنه شرحها رِسَالَة فِي النبوات رِسَالَة فِي النَّفس مبَاحث الْوُجُود مبَاحث الْحُدُود رِسَالَة فِي التَّنْبِيه على الْأَسْرَار المودعة فِي بعض سور الْقُرْآن وَكَانَ الشَّيْخ ركن الدّين ابْن القوبع يَقُول أَنه شرح الشِّفَاء وَإِن كَانَ هَذَا صَحِيحا فَأَقل مَا يكون فِي خمس وَعشْرين مجلدة رَأَيْت بَعضهم قد كتب على كتاب المحصل الَّذِي للْإِمَام فَخر الدّين بَيْتَيْنِ وهما (محصلٌ فِي أصُول الدّين حَاصله ... من بعد تَحْصِيله أصلٌ بِلَا دين) ) (بَحر الضلالات وَالشَّكّ الْمُبين وَمَا ... فِيهِ فأكثره وَحي الشَّيَاطِين) فَكتبت تحتهما من نظمي (عميت عَن فهم مَا ضمت مسَائِله ... ونورها قد تجلى بالبراهين) (فملت عَجزا إِلَى التَّقْلِيد وَهُوَ مَتى ... حققت لم تلق أمرا غير مظنون) (وَالنَّاس أَعدَاء مَا لم يعرفوه فَلَا ... بدعٌ إِذا قلت ذَا وَحي الشَّيَاطِين) وكتبت على كتاب لَهُ فِي أصُول الدّين (علم الْأُصُول بفخر الدّين منتصرٌ ... بِهِ نصول بإعجابٍ وإعجاز) (أضحت بِهِ السّنة الغراء وَاضِحَة ... قد استقامت لمختارٍ ومجتاز) (لَهُ مبَاحث كم قد أحرقت شبها ... بشهبها فَمن الرَّازِيّ على الرَّازِيّ) وكتبت على كتاب الطِّبّ الْكَبِير الَّذِي لَهُ (قد كنت يَا ابْن خطيب الرّيّ معْجزَة ... بذهنك الْمشرق الْخَالِي من الكدر) (دخلت فِي كل علمٍ للأنام وَقد ... حررته بدقيق الْفِكر وَالنَّظَر)

(إِذا انتصرت لرأيٍ أَو لمسألةٍ ... ترجحت لأولي الْأَلْبَاب والفكر) (وكل علمٍس لَك الْفَصْل الْمُبين بِهِ ... فَأَنت حَقًا جمال الْكتب وَالسير) قَالَ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن الوَاسِطِيّ سَمِعت فَخر الدّين بهراة ينشد على الْمِنْبَر عقيب كلامٍ عَاتب أهل الْبَلَد فِيهِ (الْمَرْء مَا دَامَ حياًص يستهان بِهِ ... ويعظم الرزء فِيهِ حِين يفتقد) وَمن شعر الإِمَام فَخر الدّين مَا أنْشدهُ ابْن أبي أصيبعة قَالَ أَنْشدني بديع الزَّمَان البندهي قَالَ أَنْشدني الإِمَام فَخر الدّين لنَفسِهِ (فَلَو قنعت نَفسِي بميسور بلغةٍ ... لما سبقت فِي المكرمات رجالها) (وَلَو كَانَت الدُّنْيَا مُنَاسبَة لَهَا ... لما استحقرت نقصانها وكمالها) (وَلَا أرمق الدُّنْيَا بِعَين كرامةٍ ... وَلَا أتوقى سوءها واختلالها) (وَذَاكَ لِأَنِّي عارفٌ بفنائها ... ومستيقنٌ ترحالها وانحلالها) (أروم أموراً يصغر الدَّهْر عِنْدهَا ... وتستعظم الأفلاك طراً وصالها) وَمِنْه) (أَرْوَاحنَا لَيْسَ نَدْرِي أَيْن مذهبها ... وَفِي التُّرَاب توارى هَذِه الجثث) (كونٌٌ يرى وفسادٌ جَاءَ يتبعهُ ... وَالله يعلم مَا فِي خلقه عَبث) وَمِنْه (نِهَايَة إقدام الْعُقُول عقال ... وَأكْثر سعي الْعَالمين ضلال) (وأرواحنا فِي وَحْشَة من جسومنا ... وَحَاصِل دُنْيَانَا ردىًً ووبال) (وَلم نستفد من بحثنا طول دَهْرنَا ... سوى أَن جَمعنَا فِيهِ قلت وَقَالُوا) (وَكم قد رَأينَا من رجالٍ ودولةٍ ... فبادوا جَمِيعًا مُسْرِعين وزالوا) (وَكم من جبالٍ قد علت شرفاتها ... وعالً فَزَالَتْ وَالْجِبَال جبال) وَله قصيدة نونية طَوِيلَة سَمَّاهَا الهادية للتقليد المؤدية إِلَى التَّوْحِيد أَولهَا (يَا طَالب التَّوْحِيد وَالْإِيمَان ... أبشر بِكُل كرامةٍ وأمان) (وَاعْلَم بِأَن أجلّ أَبْوَاب الْهدى ... تَقْرِير دين الله بالبرهان) ورجمه الكرامية يَوْمًا على الْمِنْبَر وزرقوا عَلَيْهِ من سقَاهُ السم وَالله أعلم فَمَاتَ من ذَلِك قَالَ ياقوت وجدت على ظهر كتابٍ من تصانيف فَخر الدّين الرَّازِيّ مَا صورته قَالَ الأديب الأخسيكتي (إِن بالمشرق فِينَا ... جبل الْعلم ابْن سينا)

(فدع الْمغرب يذكر ... ذرة ص من طور سينا) فَقَالَ السراج (اعلماً علما يَقِينا ... أَن رب العالمينا) (لَو قضى فِي عالميهم ... خدمَة للعالمينا) (خدم الرَّازِيّ فخراً ... خدمَة العَبْد ابْن سينا) وَقيل أَيْضا (قد تركنَا قد نَسِينَا ... حِكْمَة الشَّيْخ ابْن سينا) (حِين شاهدنا عيَانًا ... حِكْمَة الرَّازِيّ فِينَا) (نَحن قد بعنا حَصَاة ... واشترينا طور سينا) وَقيل أَيْضا) (نَحن بِالْجَهْلِ ابتلينا ... نَحن بالحمق رمينَا) (نَحن قضينا زَمَانا ... فِي تصانيف ابْن سينا) (ثمَّ صرنا آمنينا ... عَن مقَال الطاعنينا) (حِين طالعنا كلَاما ... يشبه الدّرّ الثمينا) (صاغه ارازي فِينَا ... كَامِلا فخماً مُبينًا) (ربّ فاجعله بحالٍ ... يشبه الرّوح الآمنينا) الْجمال الْكَاتِب الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن عمر الْمصْرِيّ الْكَاتِب المجود المنعوت بالجمال كَانَ بارع الْخط حسن التَّوْقِيف انْتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرَة وَله شعر وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ ابْن حمويه مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمويه صدر الدّين ابو الْحسن شيخ الشُّيُوخ ابْن شيخ الشُّيُوخ عماد الدّين أبي الْفَتْح الْجُوَيْنِيّ البحيراباذي الصُّوفِي ولي تدريس الشَّافِعِي ومشهد الْحُسَيْن وسيره الْكَامِل رَسُولا إِلَى الْخَلِيفَة وَكَانَت دَاره مجمع الْفُضَلَاء توفّي سنة سبع عشرَة وست مائَة الْمَنْصُور صَاحب حماة مُحَمَّد بن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب السُّلْطَان الْملك

الْمَنْصُور ابْن الْملك المظفر تَقِيّ الدّين ابْن الْأَمِير نور الدولة صَاحب حماة وَابْن صَاحبهَا سمع الحَدِيث بالإسكندرية من السلَفِي وَكَانَ شجاعاً يحب الْعلمَاء وَجمع تَارِيخا على السنين فِي عدَّة مجلدات فِيهِ فَوَائِد قَالَ شهَاب الدّين القوصي قَرَأت عَلَيْهِ قِطْعَة من كِتَابه مضمار الْحَقَائِق وسر الْخَلَائق وَهُوَ كَبِير نَفِيس يدل على فَضله وَلم يسْبق إِلَى مثله وَله كتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء يكون فِي عشرَة وَجمع من الْكتب مَا لَا مزِيد لَهُ وَكَانَ فِي خدمته مَا يناهز مِائَتي متعمم من الْفُقَهَاء والأدباء والنحاة والمشتغلين بالحكمة والمنجمين وَالْكتاب وأقامت دولته ثَلَاثِينَ سنة وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وست مائَة وَمن شعره (زاغ وَلَو شَاءَ زار ... مهفهفٌ ذُو احورار) (مرنح يسقيني ... من مقلتيه الْعقار) ) وَمِنْه (ادعني باسمها فَإِنِّي مُجيب ... وادر أَنِّي مِمَّا تحب قريب) (حكم الْحبّ أَن أذلّ لَدَيْهَا ... نخوة الْملك والغرام عَجِيب) وَمِنْه أربي رَاح وَرَيْحَان ومحبوب وشادي وَالَّذِي سَاق لي الْملك لَهُ دفع الأعادي وَمن شعر الْمَنْصُور صَاحب حماة (سَحا الدُّمُوع فَإِن الْقَوْم قد بانوا ... وأقفر الصَّبْر لما أقفر البان) (وأسعداني بدمعٍ بعد بَينهم ... فالشأن لما نأوا عني لَهُ شَأْن) (لَا تبعثوا فِي نسيم الرّيح نشركم ... فإنني من نسيم الرّيح غيران) (سقاهم الْغَيْث من قبلي كاظمةٍ ... سَحا وروى ثراهم أَيْنَمَا كَانُوا) ابْن اللهيب الْمَالِكِي مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن جَعْفَر الإِمَام شرف الدّين ابو عبد الله الْأَزْدِيّ الغساني الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن اللهيب أَخذ الْمَذْهَب عَن الإِمَام ظافر بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ وَغَيره وناظر وَسمع وتصدر بالجامع الْعَتِيق وَكَانَ بَصيرًا بِالْمذهبِ ولي الْوكَالَة السُّلْطَانِيَّة وَنظر دمياط ودرس بالصالحبية باقاهرة وَكَانَ من الأذكياء الموصوفين وَله شعر وفضائل وَهُوَ من بَيت فِيهِ جمَاعَة فضلاء توفّي سنة سبع وَعشْرين وست مائَة ابْن مغايظ مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الإِمَام أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن مغايظ بالغين الْمُعْجَمَة والظاء الْمُعْجَمَة انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى فاس فَنَشَأَ بهَا وَحج وَسمع بِمَكَّة والإسكندرية وَكَانَ إِمَامًا صَالحا مجوداً للقراآت عَارِفًا بوجوهها بَصيرًا

بِمذهب مَالك حاذقاً بفنون الْعَرَبيَّة وَله يَد طولى فِي التَّفْسِير وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَجلسَ بعد موت الشاطبي فِي مَكَانَهُ للإقراء ونوظر عَلَيْهِ فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وجاور بِالْمَدِينَةِ وَعرف بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح وأمّ بِمَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ ابْن الطيلسان توفّي بِمصْر وَدفن بقرافتها سنة إِحْدَى وثلاثيت وست مائَة الْفَخر ابْن الْمَالِكِي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْكَرِيم الإِمَام فَخر الدّين الْحِمْيَرِي الدِّمَشْقِي) الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالفخر ابْن الْمَالِكِي ولد ظنا سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَسمع من الخشوعي وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وحنبل وَابْن طبرزذ وَأكْثر عَن الْمُتَأَخِّرين كَأبي مُحَمَّد ابْن البن وزين الْأُمَنَاء وَكتب الْأَجْزَاء والطباق وخطه مليح دَقِيق مُعَلّق وَكَانَ لَهُ بَيت بالمنارة الشرقية وخزانة كتب تجاه محراب الصَّحَابَة وَكَانَ قد ولي إِمَامَة الكلاسة بعد الشَّيْخ تَاج الدّين فِي السنه وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن أَحْمد ابو عبد الله الْقُسْطَلَانِيّ التوريزي المولد الْمَكِّيّ الدَّار والوفاة الْمَالِكِي أَمَام حطيم الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة مولده سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة سمع من أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد السهروردي وَغَيره وَحدث بِمَكَّة وَكَانَ شَيخا عَالما صَالحا وَله نظم وَدفن لما توفّي بالمعلى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة ابْن الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله ابو جَعْفَر التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ السهروردي المولد الْبَغْدَادِيّ الدَّار الصُّوفِي ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة سمع من أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره وَكَانَ وَالِده شهَاب الدّين شيخ وقته فِي الطَّرِيقَة وتربية المريدين وَتُوفِّي ابو جَعْفَر فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وست مائَة ابْن الزقزوق مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ زين الدّين الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الصُّوفِي الأديب الْمَعْرُوف بِابْن الزقزوق مولده سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبعين وست مائَة وَمن نظمه مَا رَوَاهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه نقلته من خطّ الْجَزرِي المؤرخ (مر فَقُلْنَا من فتونٍ بِهِ ... لله هَذَا من فَتى نابه) (فَقَالَ بعض الْقَوْم لما رنا ... للْبَعْض يَا قوم فتنا بِهِ) وَقَوله فِي مليح يَرْمِي (وساهم فِي فُؤَادِي بدر تمٍّ ... فحاز فؤاد عاشقه بسهمه) (وناضل من كِنَانَته فأصمى ... بِسَهْم جفونه من قبل سَهْمه) خطيب كفربطنا مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْملك الْخَطِيب جمال الدّين أَبُو البركات الدينَوَرِي) الصُّوفِي الشَّافِعِي خطيب كفربطنا ولد سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة بالدينور وَقدم مَعَ وَالِده وَسكن سفح قاسيون وَنسخ الْأَجْزَاء وروى وَكَانَ لَهُ أَصْحَاب يَعْتَقِدُونَ فِيهِ وروى عَنهُ البرزالي وَابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة

الشريف الدَّاعِي الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عمر بن أبي الْقَاسِم الشريف أَبُو عبد الله الدَّاعِي الرَّشِيدِيّ الْهَاشِمِي الْمُقْرِئ شيخ الْقُرَّاء بالعراق ومسند الْآفَاق كَانَ أحد من عني بِهَذَا الشَّأْن قَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي بكر ابْن الباقلاني وَأبي يَعْقُوب الْمُبَارك بن الْمُبَارك الْحداد وَعمر دهراً وَجلسَ للإقراء بِبَغْدَاد وَقَرَأَ عَلَيْهِ القراآت الْمُوفق عبد الله بن مظفر بن عَلان البعقوبي وَأَجَازَ لِابْنِ خروف بِخَط شَدِيد الِاضْطِرَاب وروى عَنهُ إِذْنا برهَان الدّين الجعبري شيخ الْحرم بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وست مائَة ابْن شرف الدّين ابْن الفارض مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن مرشد كَمَال الدّين ابو حَامِد ابْن الشَّيْخ شرف الدّين ابْن الفارض سمع من أَبِيه وَمن ابْن رواج وَأَجَازَ لَهُ الْمُؤَيد الطوسي وابو روح وَجَمَاعَة وَكتب عَنهُ المصريون والبرزالي وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وست مائَة الصاحب جمال الدّين ابْن العديم مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى بن أبي جَرَادَة الصاحب الْعَالم البارع جمال الدّين ابو غَانِم ابْن الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم العقبلي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْكَاتِب حضر على الْحَافِظ أبي عبد الله البرزالي وَسمع من أبي رَوَاحَة وَابْن قميرة وَابْن خَلِيل وَجَمَاعَة بحلب ورحل بِهِ وَالِده قبل الْخمسين مَعَ الدمياطي إِلَى بَغْدَاد وأسمعه من شيوخها وطلع من أذكياء الْعلم وتأدب وشارك فِي الْفَضَائِل وبرع فِي كِتَابَة الْمَنْسُوب وَسكن حماة وَحدث بهَا وَمَشى السُّلْطَان الْملك المظفر وَمن دونه فِي جنَازَته وَهُوَ وَالِد القَاضِي نجم الدّين عمر وَدفن بتربته بعقبة نقيرين سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة ابْن العقادة الْحَنَفِيّ مُحَمَّد بن عمر بن حَافظ بن خَليفَة بن حفاظ أَبُو عبد الله ابْن أبي الْخطاب السَّعْدِيّ الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن العقادة) درس بمدرسة طمان بحلب وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة قَالَ الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم كتب إِلَيّ يعْتَذر من انْقِطَاعه عني من أَبْيَات (عِنْدِي مريضٌق قد تَمَادى ضعفه ... متضاعفاً وتورمت أقدامه) (طَال الْقيام بِهِ فيا عجبا لمن ... ورمت قوائمه وَطَالَ قِيَامه) (غصنٌ ذَوي غض الشَّبَاب كَأَنَّمَا ... مر النسيم بِهِ فَمَال قوامه) (فلأجل ذَلِك مَا انْقَطَعت وَقد بدا ... عُذْري وأمري فِي يَديك زمامه)

ووالده الإِمَام الْمَشْهُور توفّي بحماة سنة عشر وست مائَة ونظم مُخْتَصر القذوري أرجوزة فِي مجلدة الشَّيْخ صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة ذُو الْفُنُون البارع ابْن المرحل وَيعرف فِي الشَّام بِابْن وَكيل بَيت المَال الْمصْرِيّ الأَصْل العثماني الشَّافِعِي أحد الْأَعْلَام وفريد أَعَاجِيب الزَّمَان فِي الذكاء والحافظة والذاكرة (كم مقفلٍ ضلّ فِيهِ الْعقل فانفرجت ... أرجاؤه لحجاه عَن مَعَانِيه) (يُفْتِي فيروى غليل الدّين من حصرٍ ... أدناه نقلاًص وَقد شطت مراميه) (ومؤنق قد سقَاهُ غيث فطنته ... مزناً أيادي ريَاح الْفِكر تمريه) ولد فِي شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ بدمياط وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ وَدفن عِنْد الشَّافِعِي سنة سِتّ عشرَة وَسبع مائَة رثاه جمَاعَة فِي الشَّام ومصر وَحصل التأسف عَلَيْهِ وَقَالَ الشَّيْخ الإِمَام تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية لما بلغته وَفَاته أحسن الله عزاء الْمُسلمين فِيك يَا صدر الدّين أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن الْحَافِظ نَاظر جَيش صفد (مَا مَاتَ صدر الدّين لكنه ... لما عدا جَوْهَرَة فاخره) (لم تعرف الدُّنْيَا لَهُ قيمَة ... فَعجل السّير إِلَى الْآخِرَه) وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول الْقَائِل (قد كَانَ صَاحب هَذَا الْقَبْر جَوْهَرَة ... غراء قد صاغها الْبَارِي من النطف) (عزت فَلم تعرف الْأَيَّام قيمتهَا ... فَردهَا غيرَة مِنْهُ إِلَى الصدف) نَشأ بِدِمَشْق وتفقه بوالده وبالشيخ شرف الدّين الْمَقْدِسِي وَأخذ الْأُصُول عَن صفي الدّين الْهِنْدِيّ) وَسمع من الْقَاسِم الإربلي وَالْمُسلم بن عَلان وَجَمَاعَة وَكَانَ لَهُ عدَّة محفوظات قيل أَنه حفظ الْمفصل فِي مائَة يَوْم وَيَوْم والمقامات الحريرية فِي خمسين يَوْمًا وديوان المتنبي على مَا قيل فِي جُمُعَة وَاحِدَة وَكَانَ من أذكياء زَمَانه فصيحاً مناظراً لم يكن أحد من الشَّافِعِيَّة يقوم بمناظرة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية غَيره ناظره يَوْمًا فِي الكلاسة فاضطر الْكَلَام الشَّيْخ تَقِيّ الدّين إِلَى أحد الْحَاضِرين وَقَالَ لَهُ هَذَا الَّذِي أقوله مَا هُوَ الصوابفأنشده صدر الدّين (إِن انتصارك بالأجفان من عجبٍ ... وَهل رأى النَّاس منصوراً بمنكسر)

وَجَرت بَينهمَا مناظرات عديدة فِي غير مَوضِع وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب والطلبة وَكَانَ بارعاً فِي العقليات وَأما الْفِقْه وأصول الْفِقْه فَكَانَا قد بقيا لَهُ طباعاًص لَا يتكلفهما أفتى ودرس وَبعد صيته ولي مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية سبع سِنِين وَجَرت لَهُ أُمُور وتنقلات وَكَانَ مَعَ اشْتِغَاله يتنزه ويعاشر ونادم الأفرم نَائِب دمشق ثمَّ توجه إِلَى مصر وَقَامَ بهَا إِلَى أَن عَاد السُّلْطَان من الكرك فِي سنة تسع وَسبع مائَة فجَاء بَعْدَمَا خلص من وَاقعَة الجاشنكيرفإنه نسب إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاء وعزم الصاحب فَخر الدّين ابْن الخليلي على الْقَبْض عَلَيْهِ تقرباًً إِلَى خاطر السُّلْطَان وَهُوَ بالرمل فَعَفَا عَنهُ السلطانوجاء إِلَى دمشق فَعمل عَلَيْهِ زمَان قراسنقر وَتوجه إِلَى حلب وأقرأ بهَا ودرس وَأَقْبل عَلَيْهِ الحلبيون إقبالاً زَائِدا وعاشرهم وخالطهم قَالَ وصلني من مكارمات الحلبيين فِي مُدَّة عشر أشهر فَوق الْأَرْبَعين ألف دِرْهَم وَأَقْبل عَلَيْهِ نائبها أسندمر وَكَانَ مَحْفُوظًا لم يَقع بَينه وَبَين أحد من الْكِبَار إِلَّا وَعَاد من أحب النَّاس فِيهِ وَكَانَ حسن الشكل تَامّ الْخلق حسن البزة حُلْو المجالسة طيب المفاكهة وَعِنْده كرم مفرط كل مَا يحصل لَهُ يُنْفِقهُ على خلطائه وخلصائه بِنَفس متسعة ملوكية وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الصلحاء ويلتمس دعاءهم وَيطْلب بركتهم أَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن العسجدي الشَّافِعِي قَالَ كنت مَعَه وَكَانَت لَيْلَة عيد فَوقف لَهُ فَقير وَقَالَ شَيْء لله فَالْتَفت إِلَيّ وَقَالَ ايش معكفقلت مِائَتَا دِرْهَم فَقَالَ ادفعها إِلَى هَذَا الْفَقِير فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي اللَّيْلَة الْعِيد وَمَا مَعنا نَفَقَة غَد فَقَالَ امْضِ إِلَى القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير وَقل لَهُ الشَّيْخ يهنيك بِهَذَا الْعِيد فَلَمَّا رَآنِي كريم الدّين قَالَ كَأَن الشَّيْخ يعوز نَفَقَة فِي هَذَا الْعِيد وَدفع إِلَيّ ألفي دِرْهَم للشَّيْخ وَثَلَاث مائَة دِرْهَم لي فَلَمَّا حضرت إِلَى) الشَّيْخ وعرفته ذَلِك قَالَ صدق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمالحسنة بعشرةٍ مِائَتَان بِأَلفَيْنِ وَحكى لي عِنْد غير وَاحِد مِمَّن كَانَ يخْتَص بِهِ مَكَارِم كَثِيرَة ولطفاً زَائِدا وَحسن عشرَة وَأما أَوَائِل عشرته فَمَا كَانَ لَهَا نَظِير لكنه رُبمَا يحصل عِنْده ملل فِي آخر الْحَال حَتَّى قَالَ فِيهِ الْقَائِل (وداد ابْن الْوَكِيل لَهُ شبيهٌ ... بلبادين جلق فِي المسالك) (فأوله حليٌ ثمَّ طيبٌ ... وَآخره زجاجٌ مَعَ لوالك) وشعره الْجيد مِنْهُ مليح إِلَى الْغَايَة وَرُبمَا يَقع فِيهِ اللّحن الْخَفي وَكَانَ ينظم الشّعْر والمخمس والدوبيت والموشح والزجل وَغير ذَلِك من أَنْوَاع النّظم وَيَأْتِي فِيهِ على اخْتِلَاف الْأَنْوَاع بالمحاسن وَمن تصانيفه مَا جمعه فِي سفينة سَمَّاهُ الْأَشْبَاه والنظائر فِي الْفِقْه يُقَال أَنه شَيْء غَرِيب وَعمل مجلدة فِي السُّؤَال الَّذِي حضر من عِنْد أسندمر نَائِب طرابلس فِي الْفرق بَين الْملك وَالنَّبِيّ والشهيد وَالْوَلِيّ والعالم وَلما كَانَ بحلب حضر الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار نَائِب السُّلْطَان أَظُنهُ متوجهاًص إِلَى مهنا بن عِيسَى فَاجْتمع بِهِ هُنَاكَ وَقدم لَهُ ربعَة عَظِيمَة كَانَ قد وَهبهَا لَهُ أسندمر نَائِب حلب فَقَالَ هَذِه مَا تصلح إِلَّا لمولانا السُّلْطَان ووعده بِطَلَبِهِ إِلَى الديار المصرية

ووفى لَهُ بوعده وَطلب إِلَى مصر وَلم يزل بهَا فِي وجاهة وَحُرْمَة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله وجهزه السُّلْطَان رَسُولا إِلَى مهنا مَعَ الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا الْحَاجِب فَقَالَ الشَّيْخ إِنَّه حصل لي تِلْكَ السفرة ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم وَمن شعره قصيدة بائية أَولهَا (ليذهبوا فِي ملامي أَيَّة ذَهَبُوا ... فِي الْخمر لَا فضةٌ تبقى وَلَا ذهب) (لَا تأسفن على مالٍ تمزقه ... أَيدي سقاة الطلا والخرد الْعَرَب) (فَمَا كسوا راحتي من راحها حللاً ... إِلَّا وعروا فُؤَادِي الهمّ واستلبوا) (راحٌ بهَا راحتي فِي راحتي حصلت ... فتمّ عجبي بهَا وازداد لي الْعجب) (أَن يَنْبع الدّرّ من حلوٍ مذاقته ... والتبر منسبكٌ فِي الكأس منسكب) (وَلَيْسَت الكيميا فِي غَيرهَا وجدت ... وكل مَا قيل فِي أَبْوَابهَا كذب) ) (قِيرَاط خمرٍ على القنطار من حزنٍ ... يُعِيد ذَلِك أفراحاً وينقلب) (عناصرٌ أربعٌ فِي الكأس قد جمعت ... وفوقها الْفلك السيار والشهب) (ماءٌ ونارٌ هواءٌ أرْضهَا قدحٌ ... وطوفها فلكٌ والأنجم الحبب) (مَا الكأس عِنْدِي بأطراف الأنامل بل ... بالخمس تقبض لَا يحلو لَهَا الْهَرَب) (شججت بِالْمَاءِ مِنْهَا الرَّأْس مُوضحَة ... فحين أعقلها بالخمس لَا عجب) قلت لَو لم يقل الشَّيْخ صدر الدّين من الشّعْر إِلَّا هَذَا الْبَيْت لَكَانَ قد أَتَى بِشَيْء غَرِيب نِهَايَة فِي البديع لقد غاص فِيهِ على الْمَعْنى ودق تخيله فِيهِ (وَمَا تركت بهَا الْخمس الَّتِي وَجَبت ... وَإِن رَأَوْا تَركهَا من بعض مَا يجب) (وَإِن أقطب وَجْهي حِين تَبَسم لي ... فَعِنْدَ بسط الموَالِي يحفظ الْأَدَب) هَذَا الْبَيْت أَيْضا بديع الْمَعْنى دقيقه وَقد اعتذر عَن تقطيبه بِأَحْسَن عذر وأوضحه عَمَّا أَشَارَ إِلَيْهِ الشُّعَرَاء فِي ذَلِك وقبحوا فعله مثل قَول ابْن أبي الْحداد (بِالرَّاحِ رح فَهِيَ المنى ... وعَلى جماع الكأس كس) لَا تلقها إِلَّا ببشرك فالقطوب من الدنس (مَا أنصف الصَّهْبَاء من ... ضحِكت إِلَيْهِ وَقد عبس) (وَإِذا سكرت فغن لي ... ذهب الرقاد فَمَا يحس) وَمَا أحسن قَول ابْن رَشِيق القيرواني (أحب أخي وَإِن أَعرَضت عَنهُ ... وَقل على مسامعه كَلَامي) (ولي فِي وَجهه تقطيب راضٍ ... كَمَا قطبت فِي وَجه المدام) وتتمة أَبْيَات صدر الدّين

(عاطيتها من بَنَات التّرْك عاطيةً ... لحاظها للأسود الغلب قد غلبوا) (هيفاء جاريةٌ للراح ساقيةٌ ... من فَوق ساقيةٍ تجْرِي وتنسكب) (من وَجههَا وتثنيها وقامتها ... تخشى الْأَهِلّة والقضبان والكتب) (يَا قلب أردافها مهما مَرَرْت بهَا ... قف لي عَلَيْهَا وَقل لي هَذِه الكثب) (وَإِن مَرَرْت بِشعر فَوق قامتها ... بِاللَّه قل لي كَيفَ البان والعذب) (تريك وجنتها مَا فِي زجاجتها ... لَكِن مذاقته للريق تنتسب) ) (تحكي الثنايا الَّذِي أبدته من حببٍ ... لقد حكيت وَلَكِن فاتك الشنب) فِي هَذِه الأبيات تضمين إعجاز أَبْيَات من قصيدة ابْن الخيمي الْآتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ أَيْضا (سرى وستور الْهم بالكأس تهتك ... وَسَاكن وجدي بِالْغنَاءِ يُحَرك) (فعاطيته كأساً فحيى بفضلها ... ومازج ذَاك الْفضل ريقٌ مُمْسك) (أرقت دم الراووق حلا لأنني ... رَأَيْت صليباً فَوْقه فَهُوَ مُشْرك) (وسالت دموع الْعين مِنْهُ وَكلما ... بَكَى بالدما مِمَّا جرى مِنْهُ أضْحك) (وزوجت بنت الْكَرم بِابْن غمامةٍ ... فصح على التَّعْلِيق وَالشّرط أملك) وَهَذِه القصيدة وَالَّتِي قبلهَا حذفت مِنْهُمَا جملَة لِأَن هَذَا خُلَاصَة مَا فيهمَا وَقَالَ (وعارضٍ قد لَام فِي عارضٍ ... وطاعنٍ يطعن فِي سنه) (وَقَالَ لي قد طلعت ذقنه ... فَقلت لَا أفكر فِي ذقنه) وَقَالَ وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن (شبّ وجدي بشائبٍ ... من سنا الْبَدْر أوجه) (كلما شَاب ينحني ... بيض الله وَجهه) وَقَالَ (وَلما جلا فصل الرّبيع محاسناً ... وصفق مَاء النَّهر إِذْ غرد الْقمرِي) (أَتَاهُ النسيم الرطب رقص دوحه ... فنقط وَجه المَاء بِالذَّهَب الْمصْرِيّ) وَقَالَ (عيرتني بِالسقمِ طرفك مشبهي ... وكذاك خصرك مثل جسمي ناحلا) (وأراك تشمت إِذْ أَتَيْتُك سَائِلًا ... لَا بُد أَن يَأْتِي عذارك سَائِلًا) وَقَالَ فِي مليح بِهِ يرقان (رَأَيْت فِي طرفه اصفراراً ... سبا فُؤَادِي فَقلت مهلا)

(أيا مليك الْأَنَام حسنا ... الْعَفو من سَيْفك الْمحلى) قلت وَهَذَا مثل قَول الوداعي (قَالَ قومٌ قد شانه يرقانٌ ... قلت أخطأتم وحاشى وكلا) ) (إِنَّمَا الخد واللواحظ مِنْهُ ... مصحفٌ مذهبٌ وَسيف محلى) وَقَالَ (أقْصَى مناي أَن أَمر على الْحمى ... ويلوح نور رياضه فيفوح) (حَتَّى أرِي سحب الْحمى كَيفَ البكا ... وَأعلم الورقاء كَيفَ تنوح) وَقَالَ أَيْضا (بعيشك خلّ عاذلتي تلمني ... وَمِنْهَا فِي ملامتها ومني) (فَإِن نجحت فَلَا نجحت طريقي ... وَأدْركت الْمنية لَا التَّمَنِّي) (وَإِن خابت فَلَا خابت طريقي ... وَإِن كَانَ الْهوى ثَانِيه عني) (فيا غُصْن النقا وَيحل قدرا ... قوامك أَن أشبهه بِغُصْن) (لحاظك بالمها فتكت عناداً ... وَلَا تسْأَل عَن الظبي الأغن) (وعطفك قد كسا الأغصان وجدا ... فمالت بالهوى لَا بالتثني) (ورقت روقها فَبَكَتْ عَلَيْهَا ... وَفِي الأفنان أبدت كل فن) (وَقد طارحتها شجناً فَلَمَّا ... بَكَيْت صبَابَة أخذت تغني) وَقَالَ أَيْضا (يَا لَيْلَة فِيهَا الْأمان والمنى ... وكل مَا أطلبه تهيا) (لَا تقصري فالصبح قد شربته ... مدامةً عنقودها الثريا) وَقَالَ أَيْضا (تِلْكَ المعاطف أم غصون البان ... لعبت ذؤابتها على الكثبان) (وتضرجت تِلْكَ الخدود فوردها ... قد شقّ قلب شقائق النُّعْمَان) (مَا يفعل الْمَوْت المبرح فِي الورى ... مَا تفعل الأحداق فِي الْأَبدَان) (أخليل قلبِي وَهُوَ يُوسُف عصره ... قلبِي الكليم رميت فِي النيرَان) (قطعته مذ كَانَ قلباً طائراً ... ودعوته فَأتى بِغَيْر توان) (يَا نور عَيْني لَا أَرَاك وَهَكَذَا ... إِنْسَان عَيْني لَا يرَاهُ عياني) وَقَالَ أَيْضا (أخفيت حبك عَن جَمِيع جوانحي ... فوشت عيوني والوشاة عُيُون)

) (ووددت أَن جوانحي وجوارحي ... مقلٌ تراك وَمَا لَهُنَّ جفون) (ووددت دمع الخافقينا لمقلتي ... حَتَّى عَزِيز الدمع فِيك يهون) (يَا لَيْت قيسا فِي زمَان صبابتي ... حَتَّى أريه الْعِشْق كَيفَ يكون) وَقَالَ أَيْضا (يَا وجنةً هِيَ جنَّة قد زخرفت ... وردا وَمن آس العذار تحصرت) (عينٌ بِنور جمال وَجهك متعت ... وَسوى جمالك أَبْصرت لَا أَبْصرت) وَقَالَ فِي مليح يلقب بالحامض وبديع الْجمال معتدل الْقَامَة كالغصن والقنا الأملود (لقَّبُوه بحامضٍ وَهُوَ حلوٌ ... قولَ مَن لم يصل إِلَى العنقود) وَقَالَ أَيْضا (راحٌ بهَا الْأَعْمَى يرى مَعَ الْعَمى ... وهاك برهاناً على هذي الْمَدْح) (الْخمر للأقداح قلبٌ دَائِما ... والحدق انظرها تَجِد قلب الْقدح) وَقَالَ أَيْضا (قَالَ لي من أحب والبدر يَبْدُو ... من خلال السَّحَاب ثمَّ يغيب) (مَا حكى البدرقلت وَجهك لما ... يختفي عِنْدَمَا يلوح الرَّقِيب) وَقَالَ أَيْضا (كَأَنَّمَا الْبَرْق خلال السما ... من فَوق غيمٍ لَيْسَ بالكابي) (طراز تبرٍ فِي قبا أزرقٍ ... من تَحْتَهُ فَرْوَة سنجاب) وَقَالَ أَيْضا (يَا غَايَة منيتي وَيَا معشوقي ... من بعْدك لم أمل إِلَى مَخْلُوق) (يَا خير نديمٍ كَانَ لي يؤنسني ... من بعْدك قد صلبت على الراووق) وَقَالَ أَيْضا (فِي خدك خطّ مشرف الصدغ ستور ... وَالشَّاهِد ناظرٌ على الفتك يَدُور) (يَا عَارضه بِالشَّرْعِ لَا تقتلي ... الشَّاهِد فاتكٌ وَذَا خطك زور) وَقَالَ أَيْضا) (تعطف على مهجةٍ ظاميه ... وتقذفها عبرةٌ هاميه) (فقد طَال سقمي فَقل لي مَتى ... تَجِيء إِلَى عَبدك العافيه) (وأرخصت دمعي يَوْم النَّوَى ... لأجل سوالفك الغاليه)

(فصبراً على مَا قضى لم أقل ... فيا ليتها كَانَت القاضيه) (وَنحن عبيدك ذبنا أساً ... فرفقاً على رقة الحاشيه) (فَقَالَ بعيني أقيك الردى ... فَقلت على عَيْنك الواقيه) (فشنف سَمْعِي بِهَذَا الحَدِيث ... فَمَا ذكرت قُرْطهَا ماريه) (فيا عاذلي لَو دعَاك الْهوى ... لقد كنت تسمع يَا ساريه) وَقَالَ أَيْضا من دمي أنتِ كنتِ فِي أوسع الْحل ومني خذي ثَوَاب الشهاده (واحمليني على الترائب مهلا ... واحسبي أنني خييط القلاده) وَقَالَ أَيْضا (تغنت فِي ذرى الأوراق ورقٌ ... فَفِي الأفنان من طربٍ فنون) (وَكم بسمت ثغور الزهر عجبا ... وبالأكمام كم رقصت غصون) وَقَالَ أَيْضا رَحمَه الله تَعَالَى (وَبِي من قسا قلبا وَلِأَن معاطفا ... إِذا قلت أدناني يُضَاعف تبعيدي) (أقرّ برقٍ إِذْ أَقُول أَنا لَهُ ... وَكم قلها أَيْضا وَلَكِن لتهديدي) قلت من العجيب أَن الباخرزي ذكر فِي الدمية تَرْجَمَة الْفَقِيه أبي نصر عبد الْوَهَّاب الْمَالِكِي أورد فِيهَا قَول الشَّيْخ أبي عَامر الْجِرْجَانِيّ (عذيري من شادنٍ أغضبوه ... فَجرد لي مرهفا باتكا) (وَقَالَ أَنا لَك يَا ابْن الْوَكِيل ... وَهل لي رجاءٌ سوى ذالكا) أَيهَا الْوَاقِف أنعم النّظر فِي مَا أوردته وتعجب من هَذَا الِاتِّفَاق وَكَون صدر الدّين ابْن الْوَكِيل أَخذ هَذَا الْمَعْنى الَّذِي لَهُ فِي الْبَيْتَيْنِ الْأَوَّلين من قَول الْجِرْجَانِيّ والجرجاني أَتَى بالْقَوْل بِالْمُوجبِ فِي بيتيه خفِيا لِأَنَّهُ قَالَ غضب وجر المرهف وَقَالَ أَنا ابْن الْوَكِيل وَهَذَا بِقَرِينَة تَجْرِيد المرهف لفظ تهديد فقلبه الْجِرْجَانِيّ وَقَالَ بِمُوجبِه وَنَقله إِلَى التَّمْلِيك فَأتى بِهِ الشَّيْخ صدر الدّين وَاضحا) جلياً صَرِيحًا ظَاهرا وَمحل التَّعَجُّب قَوْله أَنا لم يَا ابْن الْوَكِيل كَأَن هَذَا الْمَعْنى قَالَ

أَنا لَك يَا ابْن الْوَكِيل تنظمني فَيَجِيء أحسن وَأبين وَتَكون أَنْت أَحَق بِي من الْجِرْجَانِيّ وَهَذَا اتِّفَاق عَجِيب إِلَى الْغَايَة مَا مر بِي مثله وَالظَّاهِر أَن الشَّيْخ صدر الدّين لما وقف على هَذَا الْمَعْنى تنبه لَهُ وَأَخذه فَكَانَ لَهُ وَهُوَ بِهِ أَحَق وَهَذَا الْمَعْنى قد ابتكره الْجِرْجَانِيّ أَبُو عَامر وَترك فِيهِ فضلَة فجَاء الشَّيْخ صدر الدّين رَحمَه الله تَعَالَى وجوده وَلم يبْق لأحد بعده مطمح إِلَى زِيَادَة وَلَا مطمع فِي إِفَادَة وَمَا بَقِي إِلَّا اخْتِصَار أَلْفَاظه فَقَط فَقلت (قَالَ حبي أَنا لَهُ ... وَلكم قلت سرمدا) (أَنا للْملك قلتهَا ... وَهُوَ للغيظ هددا) وَقَالَ الشَّيْخ صدر الدّين (غازل وَخذ من نرجسٍ من لحظه ... منثور دمعٍ كُلهنَّ نظام) (وَاحْذَرْ إِذا بعث السَّلَام إِلَيْك من ... نبت العذار فَإِنَّهُ نمام) وَقَالَ أَيْضا دوبيت (كم قَالَ معاطفي حكتها الأسل ... وَالْبيض سرقن مَا حوته الْمقل) (الْآن أوامري عَلَيْهِم حكمت ... الْبيض تحدّ والقنا تعتقل) وَقَالَ أَيْضا (عانقت وبالعناق يشفى الوجد ... حَتَّى شفي الصب وَمَات الصد) (من أَخْمُصُهُ لثماً إِلَى وجنته ... حَتَّى اشتكت القضب وضج الْورْد) وَقَالَ (بكف الثريا وَهِي جذما تقاس لي ... شقَاق دجىً مدت من الشرق للغرب) (وَلَو ذرعوها بالذراع لما انْقَضتْ ... فَمَا تَنْقَضِي يَا ليل أَو يَنْقَضِي نحبي) وَأَنا شَدِيد التَّعَجُّب مِنْهُ رَحمَه الله تَعَالَى فَإِنَّهُ لم يكن عَاجِزا عَن النّظم الْجيد وَبعد هَذَا كَانَ يَأْخُذ أَشْيَاء من قصائد ومقاطيع ويدعيها من ذَلِك أَنه امتدح السُّلْطَان بقصيدة عِنْدَمَا فرغ الْقصر الأبلق من الْعِمَارَة بقلعة الْجَبَل وَهِي بمجموعها لِابْنِ التعاويذي أَولهَا (لولاك يَا خير من يمشي على قدم ... خَابَ الرَّجَاء وَمَاتَتْ سنة الْكَرم) مِنْهَا) (بنيت دَارا قضى بالسعد طالعها ... قَامَت لهيبتها الدُّنْيَا على قدم) فَغَيره وَقَالَ بنيت قصراً وَكَانَ ينظم الشَّاهِد شعرًا على الْفَوْر إِذا احْتَاجَ إِلَيْهِ وينشده تأييداً لما قَالَه وادعاه من ذَلِك مَا أَخْبرنِي بِهِ قَاضِي الْقُضَاة الْعَلامَة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن السُّبْكِيّ عَمَّن أخبرهُ قَالَ ادّعى يَوْمًا فِي الطَّائِفَة المنسوبة إِلَى ابْن كرام أَنهم الكرامية بتَخْفِيف الرَّاء فَقَالَ الْحَاضِرُونَ الْمَعْرُوف فيهم تَشْدِيد الرَّاء فَقَالَ لَا التَّخْفِيف وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَول الشَّاعِر

(الْفِقْه فقه أبي حنيفَة وَحدَه ... وَالدّين دينُ مُحَمَّد بن كرام) انْتهى قلت وَهَذَا فِي البديهة مخرع لَا يتَّفق ذَلِك لأحد غَيره من حسن هَذَا النّظم وإبرازه فِي هَذَا القالب هَكَذَا شاعت هَذِه الْوَاقِعَة عَن الشَّيْخ صدر الدّين فِي الديار المصرية وَكُنَّا نعتقد صِحَّتهَا دهراً حَتَّى ظفرنا بِالْبَيْتِ الْمَذْكُور وَهُوَ من جملَة بَيْتَيْنِ من شعر الْمُتَقَدِّمين وَالْأول مِنْهُمَا (إِن الَّذين لجهلهم لَا يقتدوا ... فِي الدّين بِابْن كَرام غير كِرام) وَكَانَ الظفر بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَجمع موشحاته وسمى الْكتاب طراز الدَّار وَهَذَا فِي غَايَة الْحسن لِأَنَّهُ أَخذ اسْم كتاب ابْن سناء الْملك وَهُوَ دَار الطّراز فقلبه وَقَالَ طراز الدَّار لِأَن طراز الدَّار أحسن مَا فِيهَا وَكَانَ الْأَدَب قد امتزج بِلَحْمِهِ وَدَمه حكى لي قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن عَليّ السُّبْكِيّ الشَّافِعِي قَالَ دخلت عَلَيْهِ فِي مَرضه الَّذِي توفّي فِيهِ فَقلت كَيفَ تجدكأو كَيفَ حالكفأنشدني (وَرجعت لَا أَدْرِي الطَّرِيق من البكا ... رجعت عداك المبغضون كمرجعي) فَكَانَ ذَلِك آخر عهدي بِهِ أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ وَكَانَ عَارِفًا بالطب والأدوية علما لَا علاجاً فاتفق أَن شكا إِلَيْهِ الأفرم سوء هضم فَركب لَهُ سفوفاً وأحضره فَلَمَّا اسْتعْمل مِنْهُ أفرط بِهِ الإسهال جدا فأمسكه مماليك الأفرم ليقتلوه وأحضر امين الدّين سُلَيْمَان الْحَكِيم لمعالجة الأفرم فعالجه باستفراغ بَقِيَّة الْموَاد الَّتِي اندفعت وَأَعْطَاهُ أمراق الفراريج ثمَّ أعطَاهُ الممسكات حَتَّى صلح حَاله فَلَمَّا صلحت حَاله سَأَلَ الأفرم عَن الشَّيْخ صدر الدّين فَأخْبرهُ المماليك مَا فَعَلُوهُ بِهِ فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِم ثمَّ أحضرهُ وَقَالَ لَهُ يَا صدر الدّين جِئْت تروحني غَلطا وَهُوَ يضْحك فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان الْحَكِيم يَا صدر الدّين اشْتغل بفقهك ودع الطِّبّ فغلط الْمُفْتِي) يسْتَدرك وَغلط الطَّبِيب مَا يسْتَدرك فَقَالَ لَهُ الأفرم صدق لَك لَا تخاطر ثمَّ قَالَ لمماليكه مثل صدر الدّين مَا يتهم وَالله الَّذِي جرى عَلَيْهِ مِنْكُم أصعب مِمَّا جرى عَليّ وَمَا أَرَادَ وَالله إِلَّا الْخَيْر فَقبل يَده وَبعث إِلَيْهِ الأفرم لما انْصَرف جملَة من الدَّرَاهِم والقماش وَأَخْبرنِي أَيْضا أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية كَانَ يَقُول عَنهُ ابْن الْوَكِيل مَا كَانَ يرضى لنَفسِهِ بِأَن يكون فِي شَيْء إِلَّا غَايَة ثمَّ يعدد أنواعاً من الْخَيْر وَالشَّر فَيَقُول فِي كَذَا كَانَ غَايَة وَفِي كَذَا كَانَ غَايَة قَالَ وَلما أنكر الْبكْرِيّ اسْتِعَارَة الْبسط والقناديل من الْجَامِع الْعمريّ بِمصْر لبَعض كنائس القبط فِي يَوْم من أَيَّام مهماتهم ونسبت هَذِه الفعلة إِلَى كريم الدّين وَفعل مَا فعل ثمَّ طلع إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان وَكَلمه فِي هَذَا وَأَغْلظ فِي القَوْل لَهُ وَكَاد يجوز ذَلِك على السُّلْطَان لَو لم يحلَّ بعض الْقُضَاة الْحَاضِرين على الْبكْرِيّ وَقَالَ مَا قصر الشَّيْخ كالمستزري بِهِ والمستهزئ بنكيره فحينئذٍ أغْلظ السُّلْطَان فِي القَوْل للبكري فخارت قواه وَضعف ووهن فازداد تأليبُ بعض الْحَاضِرين عَلَيْهِ فَأمر السُّلْطَان بِقطع لِسَانه فَأتى الْخَبَر إِلَى الشَّيْخ صدر الدّين وَهُوَ فِي زَاوِيَة السعودي فطلع إِلَى القلعة على حمَار فاره اكتراه قصدا للسرعة فَرَأى الْبكْرِيّ وَقد أُخذ ليُمضى فِيهِ مَا أُمر بِهِ فَلم يملك دُمُوعه

أَن تساقطت وفاضت على خدِّه وبلَّت لحيته فاستمهل الشرطة عَلَيْهِ ثمَّ أَنه صعد الإيوان وَالسُّلْطَان جَالس بِهِ وَتقدم إِلَى السُّلْطَان بِغَيْر اسْتِئْذَان وَهُوَ باكٍ فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان خيرٌ يَا صدر الدّين فَزَاد بكاؤه ونحيبه وَلم يقدر على مجاوبة السُّلْطَان فَلم يزل السُّلْطَان يرفق بِهِ وَيَقُول لَهُ خيرٌ مَا بك إِلَى أَن قدر على الْكَلَام فَقَالَ لَهُ هَذَا البكريُّ من الْعلمَاء الصلحاء وَمَا أنكر إلاَّ فِي مَوضِع الْإِنْكَار وَلكنه لم يحسن التلطف فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان إِي وَالله أَنا أعرف هَذَا مَا هَذَا إِلَّا حطبة ثمَّ انْفَتح الْكَلَام وَلم يزل الشَّيْخ صدر الدّين يرفق السُّلْطَان ويلاطفه حَتَّى قَالَ لَهُ خُذْهُ وروح فَأَخذه وَانْصَرف هَذَا كلُّه والقضاةُ حضورٌ وأمراء الدولة ملْء الإيوان مَا فيهم مَن ساعده وملا أَعَانَهُ إِلَّا أَمِير وَاحِد شَذَّ عني اسْمه وَحدث عَنهُ من كَانَ يَصْحَبهُ فِي خلواته أَنه كَانَ إِذا فرغ مِمَّا هُوَ فِيهِ قَامَ فَتَوَضَّأ ومرغ وَجهه على التُّرَاب وَبكى حَتَّى يبل ذقنه بالدموع ويستغفر الله ويسأله التَّوْبَة حَتَّى قَالَ بَعضهم لقد رَأَيْته وَقد قَامَ من سُجُوده ولصق بجدار الدَّار كَأَنَّهُ اسطوانة ملصقة وللشيخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل رَحمَه الله تَعَالَى ديوَان موشحات مِنْهَا قَوْله يُعَارض السراج المحار) مَا أخجل قده غصون البان بَين الْوَرق إِلَّا سلب المها مَعَ الغزلان حسن الحدق قاسوا غَلطا من حَاز حسن الْبشر بالبدر يلوح فِي دياجي الشّعْر لَا كيد وَلَا كرامةٌ للقمر الْحبّ جماله مدى الْأَزْمَان مَعْنَاهُ بَقِي وازداد سنا وَخص بِالنُّقْصَانِ بدر الْأُفق الصِّحَّة والسقام فِي مقلته وَالْجنَّة والجحيم فِي وجنته من شَاهده يَقُول من دهشته هَذَا وَأَبِيك فر من رضوَان تَحت الغسق للْأَرْض يعيذه من الشَّيْطَان رب الفلق قد أَنْبَتَهُ الله نباتاً حسنا وازداد على المدى سناءً وسنا من جاد لَهُ بِرُوحِهِ مَا غبنا قد زين حسنه مَعَ الْإِحْسَان حسن الْخلق لَو رمت لحسنه شَبِيها ثَان لم يتَّفق فِي نرجس لحظه وزهر الثغر روضٌ نضرٌ قطافه بِالنّظرِ قد دبج خَدّه بنبت الشّعْر فالورد حواه ناعم الريحان بالظل سقِِي وَالْقد يمِيل مَيْلَة الأغصان للمعتنق أحيى وأموت فِي هَوَاهُ كمدا

من مَاتَ جوىً فِي حبه قد سَعْدا يَا عاذل لَا أترك وجدي أبدا لَا تعذلني فَكلما تلحاني زَادَت حرقي يستأهل من يهم بالسلوان ضرب الْعُنُق الْقد وطرفه قناةٌ وحسام والحاجب واللحاظ قوسٌ وسهام والثغر مَعَ الرضاب كأسٌ ومدام والدر منظمٌ مَعَ المرجان فِي فِيهِ نقي قد رصع فَوْقه عقيقٌ قان نظم النسق) وَأما الموشحة الَّتِي للسراج المحار فَهِيَ مذ شمت سنا البروق من نعْمَان باتت حدقي تذكي بمسيل دمعها الهتان نَار الحرق مَا أومض بارق الْحمى أَو خفقا إِلَّا وَأَجد لي الأسى والحرقا هَذَا سببٌ لمحنتي قد خلقا أمسي لوميضه بقلبٍ عان بَادِي القلق لَا أعلم فِي الظلام مَا يَغْشَانِي غير الأرق أضنى جَسَدِي فِرَاق إلفٍ نزحا أفنى جلدي ودمع عَيْني نزحا كم صحت وزند لوعتي قد قدحا لم تبد يَد السقام من جثماني غير الرمق مَا أصنع والسلو مني فان والوجد بَقِي أَهْوى قمراً حُلْو مذاق الْقبل لم يكحل طرفه بِغَيْر الْكحل تركي اللحظات بابلي الْمقل زاهي الوجنات زَائِد الْإِحْسَان حُلْو الْخلق عذب الرشفات سَاحر الأجفان ساجي الحدق مَا حط لثامه وأرخى شعره أَو هز معاطفاً رشاقاً نضره إِلَّا وَيَقُول كل راءٍ نظره هَذَا قمرٌ بدا بِلَا نُقْصَان تَحت الغسق أَو شمس ضحى فِي غُصْن فينان غض الْوَرق مَا أبدع معنى لَاحَ فِي صورته أيناع عذاره على وجنته لما سقِِي الْحَيَاة من ريقته فاعجب لنبات خَدّه الريحان من حَيْثُ سقِِي يُضحي ويبيت وَهُوَ فِي النيرَان لم يَحْتَرِق

والمحار عَارض بِهَذَا قَول أَحْمد بن حسن الْموصِلِي وَهُوَ مذ غردت الْوَرق على الأغصان بَين الْوَرق أجرت دمعي وَفِي فُؤَادِي العاني أذكت حرقي لما برزت فِي الدوح تشدو وتنوح) أضحى دمعي بِسَاحَة السفح سفوح والفكر نديمي فِي غبوق وصبوح قد هيجت الَّذِي بِهِ أضناني مِنْهُ قلقي وَالْقلب لَهُ من بعد صبري الفاني والوجد بَقِي مَا لَاحَ بريق رامةٍ أَو لمعا إِلَّا وسحاب عبرتي قد همعا والجسم على المزمع هجري زمعا بالنازح والنازح عَن أوطاني ضَاقَتْ طرقي مَا أصنع قد حملت من أحزاني مَا لم أطق قلبِي لهوى ساكنه قد خفقا والوجد حبيس واصطباري طلقا والصامت من سري بدمعي نطقا فِي عشق منعمٍ من الْولدَان أَصبَحت شقي من جفوته وَلم يزر أجفاني غير الأرق فالورد مَعَ الشَّقِيق من خديه قد صانهما النرجس من عَيْنَيْهِ والآس هُوَ السياج من صدغيه وَاللَّفْظ وريق الأغيد الروحاني عِنْد الحذق حلوان على غصنٍ من المران غض رشق الصَّاد من المقلة من حَقَّقَهُ وَالنُّون من الْحَاجِب من عرقه وَاللَّام من الْعَارِض من علقه قد سطره بالقلم الريحاني رب الفلق بالمسك على الكافور كالعنوان فَوق الْوَرق الملحة لمع الصَّلْت بالإيضاح والغرة بالتبيان كالمصباح والمنطق نثر الدّرّ بالإصلاح والثغر هُوَ الصِّحَاح كالعقيان كالعقد نقي وَالرَّدّ مَعَ الْخلاف للسلوان عَنهُ خلقي مَا أبدع وضع الْخَال فِي وجنته خطّ الشكل الرفيع من نقطته) قد حير إقليدس فِي هَيئته

كالعنبر فِي نَار الأسيل القاني للمنتشق فاعجب لعبير وَهُوَ فِي النيرَان لم يَحْتَرِق وَقلت أَنا مُعَارضا لذَلِك وزدته توشيح الحشوات مَا هز قضيب قده الريان للمعتنق إِلَّا استترت معاطف الأغصان تَحت الْوَرق أفدي قمراً لم يبْق عِنْدِي رمقا لما رمقا قد زَاد صبابتي بِهِ والحرقا شوقاً وشقا لَو فَوق سهم جفْنه أَو رشقا فِي يَوْم لقا أبطال وغىً تميس فِي غُدْرَان نسج الْخلق أبصرتهم فِي معرك الفرسان صرعى الحدق بدرٌ منعته قسوة الأتراك رحمى الشاكي من ناظره حبائل الشرَاك والإشراك كم ضل بهَا قلبِي من النساك والفتاك قاني الوجنات ينتمي للقان صَعب الْخلق إِن قلت أَمُوت فِي الْهوى ناداني هَذَا يسْقِي كم جَاءَ جَبينه الدجا واقترضا صبحاً فأضا كم جرد جفْنه حساماً ونضا والصب قضى كم أودع رِيقه فؤاداً مَرضا من جمر غضا فاعجب لرضابه شفا الظمآن يذكي حرقي والخد بِهِ الْخَال على النيرَان لم يَحْتَرِق يَا خجلة خد الْورْد فِي جنته من وجنته يَا كسرة غُصْن البان فِي حَضرته من خطرته يَا حسرة بدر الْأُفق من غرته فِي طرته لَا تعتقد الأقمار بالبهتان وسط الْأُفق أَن تشبهه فَلَيْسَ فِي الْإِمْكَان مَا لم تطق مَا أسعد من أَصَابَهُ بالحور سهم النّظر مَا أنعم من يصليه نَار الْفِكر طول الْعُمر أَو قَيده الْحبّ بِقَيْد الشّعْر عِنْد السحر أَو طوقه بذلك الثعبان فَوق الْعُنُق أَو بَات بقفل صُدْغه الريحاني تَحت الغلق ابْن قوام مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن قوام الشَّيْخ الزَّاهِد الْعَالم الْقدْوَة البالسي) روى للْجَمَاعَة عَن أَصْحَاب ابْن طبرزذ وَكَانَ يحب الحَدِيث وَيسمع أَوْلَاده وَفِيه تواضع

ومروءة وَعَلِيهِ سكينَة وهيبة وَفِيه صدق وإخلاص وَتمسك بالسنن وَله قبُول عَظِيم ومحبة فِي الْقُلُوب عرض الدولة عَلَيْهِ راتباً على زاويته فَامْتنعَ ووقف عَلَيْهَا بعض التُّجَّار بعض قَرْيَة وَجمع سيرة لجده وَكَانَ لَهُ حَظّ من تعبد وتجهد وكرم وَانْقِطَاع عَن النَّاس قل أَن ترى الْعُيُون مثله توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة وَدفن بزاويته بسفح قاسيون وَله ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة البانياسي مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر البانياسي شَاب ذكي متيقظ قَرَأَ القرآات وبرع فِيهَا وَقَرَأَ الْفِقْه والعربية وَله شعر أَفَادَ فِي القرآات وَمَات صَغِيرا وَلم تطلع لَهُ لحية وَلَا بلغ الْعشْرين ووفاته سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة وَمن شعره ابْن رشيد السبتي مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن إِدْرِيس بن سعيد بن مَسْعُود بن حسن بن عمر بن مُحَمَّد بن رشيد أَبُو عبد الله الفِهري السبتي أَخذ الْعَرَبيَّة عنابن أبي الرّبيع ونظرائه واحتفل فِي صغره بالأدبيات وبرع فِيهَا وروى البُخَارِيّ عَن عبد الْعَزِيز الغافقي قِرَاءَة من لَفظه وارتحل إِلَى فاس واشتغل بِالْمذهبِ وَرجع إِلَى سبته وتصدر لإقراء الْفِقْه خَاصَّة وتأدب مَعَ أشياخه أَن يقرئ غَيره ثمَّ ارتحل إِلَى تونس واشتغل بالأصلين على ابْن زيتون ثمَّ رَحل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَحج سنة خمس وَثَمَانِينَ وجاور بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَنزل مصر وَله مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا الرحلة الشرقية أَربع مجلدات وفهرست مشايخه والمقدمة الْمعرفَة فِي علو الْمسَافَة وَالصّفة والصراط السوي فِي اتِّصَال سَماع جَامع التِّرْمِذِيّ وإفادة النصيح فِي مَشْهُور رُوَاة الصَّحِيح وجزء فِيهِ مسأله العنعنة والمحاكمة بَين الْإِمَامَيْنِ وإيضاح الْمذَاهب فِي تعْيين من ينْطَلق عَلَيْهِ اسْم الصاحب وجزء فِيهِ حكم رُؤْيَة هِلَال شَوَّال ورمضان وتلخيص كتاب القوانين فِي النَّحْو وَشرح جُزْء التَّجْنِيس لحلزم بن حَازِم الإشبيلي وَحكم الِاسْتِعَارَة وَغير ذَلِك من الْخطب والقصائد النَّبَوِيَّة والمقطعات البديعة وَكَانَ ارتحاله إِلَى سبته فِي حُدُود سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ قدم الْمَذْكُور علينا بِالْقَاهِرَةِ حَاجا وَسمع مَعنا) الحَدِيث وعني بِهِ وَكَانَ قد بحث سِيبَوَيْهٍ على الْأُسْتَاذ أبي الْحُسَيْن ابْن أبي الرّبيع وَلما توجه إِلَى الْحَج صُحْبَة أبي عبد الله ابْن الْحَكِيم اتّفق أَن السُّلْطَان أَبَا عبد الله ابْن السُّلْطَان أبي عبد الله بن الْأَحْمَر استوزر ابْن الْحَكِيم فولى ابْن رشيد الْإِمَامَة وَالْخطْبَة بِجَامِع غرناطة وَلما قتل الْوَزير أخرج أهل غرناطة ابْن رشيد إِلَى العدوة فَأحْسن إِلَيْهِ العدوة ابو سعيد عُثْمَان بن السُّلْطَان أبي يُوسُف يَعْقُوب بن عبد الْحق وَبَقِي فِي إيالته إِلَى أَن توفّي ابْن رشيد وَكَانَ فَاضلا سرياً حسن الْأَخْلَاق سَأَلته أَن يكْتب لي من شعره وَكَانَ مِمَّن

ينظم بالعروض إِذْ لم يكن الْوَزْن فِي طبعه فَكتب لي بِخَطِّهِ (يَا من يفوق النَّجْم موطنه ... كلفتني مَا لَيْسَ أحْسنه) (ولتغض عَمَّا فِيهِ من خللٍ ... خلدت فِي عزٍ تزينه) وَله أَبْيَات كتبهَا على حَذْو نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بدار الحَدِيث الأشرفية (هَنِيئًا لعَيْنِي إِن رَأَتْ نعل أَحْمد ... فيا سعد جدي قد ظَفرت بمقصدي) (وقبلتها أشفي الغليل فزادني ... فيا عجبا زَاد الظما عِنْد موردي) (وَللَّه ذَاك الْيَوْم عيداً ومعلماً ... بمطلعه أرخت مولد أسعدي) (عَلَيْهِ صلاةٌ نشرها طيبٌ كَمَا ... يحب ويرضى رَبنَا لمُحَمد) الْبَدْر المنبجي مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن الْمثنى الشَّافِعِي الشَّاعِر ولد بمنبج قبل الْخمسين وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم بِدِمَشْق وَمن النجيب بِمصْر وَتخرج فِي الْأَدَب بمجد الدّين ابْن الظهير الإربلي وَتُوفِّي بِمصْر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة أَنْشدني الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان إجَازَة قَالَ أَنْشدني المنبجي لنَفسِهِ (ومهفهف ناديته ومحاجري ... تذري دموعاً كالجمان مبددا) (يَا من أرَاهُ على الملاح مؤمراً ... بِاللَّه قل لي هَل أَرَاك مُجَردا) قَالَ وأنشدني أَيْضا (وَبدر دجىً وافى إِلَيّ بوردةٍ ... وَمَا حَان من ورد الرّبيع أَوَانه) (فَقَالَ وَقد أبديت مِنْهُ تَعَجبا ... رويدك لَا تعجب فعندي بَيَانه) (هُوَ الْورْد من روضٍ بخدي دنيته ... وَورد خدودي كل وَقت زَمَانه) قَالَ وأنشدني أَيْضا) (وَكَأن زهر اللوز صبٌ عاشقٌ ... قد هزه شوقٌ إِلَى أحبابه) (وَأَظنهُ من هول يَوْم فراقهم ... وبعادهم قد شَاب قبل شبابه) قَالَ وأنشدني أَيْضا (وَمن عجبٍ سيفٌ بجفنك ينتضى ... فيفتك فِي العشاق وَهُوَ كليل) (وأعجب من ذَا لحظ طرفك فِي الْهوى ... يداوي من السقام وَهُوَ عليل) القَاضِي أَخَوَيْنِ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عمر بن الْفضل قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين التبريزي الشَّافِعِي الملقب بأخوين ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ ككان صَاحب مُشَاركَة وفنون وتؤدة ومروءة وحلم أتقن علم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَنسخ كتبا كَثِيرَة وَلم يكن من قُضَاة الْعدْل توفّي بِبَغْدَاد

سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ قَاضِي بَغْدَاد نجم الدّين وَكيل بَيت المَال مُحَمَّد بن عمر الشَّيْخ نجم الدّين ابْن أبي الطّيب وَكيل بَيت المَال بِدِمَشْق كَانَ قد تزوج بنت القَاضِي محيي الدّين ابْن فضل الله فَحصل لَهُ لما توجه القَاضِي محيي الدّين إِلَى كِتَابَة السِّرّ بالديار المصرية كل خير وَولي الْوَظَائِف لكبار مثل نظر الخزانة بقلعة دمشق ووكالة بَيت المَال وَكَانَ بِيَدِهِ نظر الرباع السُّلْطَانِيَّة وتدريس الْمدرسَة الكروسية والمدرسة الصلاحية وسوف يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة وَالِده عمر بن أبي الْقَاسِم فِي حرف الْعين التَّنْبِيه على تَسْمِيَة بَيتهمْ ببني أبي الطّيب وَأم نجم الدّين هَذَا بنت شمس الدّين ابْن القَاضِي نجم الدّين أبي بكر مُحَمَّد ابْن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين ابْن سني الدولة وَولي هُوَ الْوكَالَة بعد عزل ابْن الْمجد عبد الله لما ولي قَضَاء الْقُضَاة بِدِمَشْق وَكَانَ وَليهَا بعد عزل القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن القلانسي لما غضب عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين تنكز وعزله عَن وظائفه وَكَانَ قد وَليهَا بعد وَفَاة أَخِيه القَاضِي جمال الدّين أَحْمد ابْن القلانسي لما توفّي عَنْهَا وَكَانَ قد وَليهَا بعد الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الشريشي وَكَانَ قد وَليهَا بعد الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني ووليها بعد ابْن الشريشي الْمَذْكُور ووليها بعد نجم الدّين عمر وَالِد نجم الدّين الْمَذْكُور وَكَانَ نجم الدّين الْمَذْكُور شَافِعِيّ الْمَذْهَب حسن الشكل تَامّ الْخلق لَهُ تودد وملقى وملق) توفّي فِي حمرَة ظَهرت بِوَجْهِهِ فِي يَوْمَيْنِ وَكَانَت وَفَاته فِي رَابِع شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ حفظَة لأخبار أهل عصره وتواريخهم ووقائعهم لَا يدانيه أحد فِي ذَلِك واعترف لَهُ بذلك شهَاب الدّين ابْن فضل الله شمس الدّين ابْن الرهاوي مُحَمَّد بن عمر بن إلْيَاس شمس الدّين أَبُو الْعِزّ الرهاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب سمع بِمصْر صَحِيح مُسلم بفوتٍ من ابْن الْبُرْهَان وَسمع من النجيب وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن الأوحد وَطَائِفَة وَدَار على الشُّيُوخ وَكتب الطباق وَسمع الْكتب وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة روى عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين فِي المعجم ابْن المشهدي مُحَمَّد بن عمر بن سَالم الْعدْل الْفَاضِل نَاصِر الدّين المشهدي الْمصْرِيّ سمع من غَازِي الحلاوي وَخلق وعني بذلك وَكتب الطباق وبرع فِي كِتَابَة السجلات وَحصل مِنْهَا وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد تكلمُوا فِي عَدَالَته توفّي رَحمَه الله تَعَالَى كهلاً سنة بضع وَعشْرين وَسبع مائَة

ابن عمرو

3 - (ابْن عَمْرو) ابْن حزم الْأنْصَارِيّ مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وَولد بِنَجْرَان سنة عشر وَأَبوهُ عَامل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكنية مُحَمَّد أَبُو سُلَيْمَان وَقيل أَبُو عبد الْملك روى عَنهُ جمَاعَة من أهل الْمَدِينَة ويروي هُوَ عَن أَبِيه وَغَيره من الصَّحَابَة قَالَ كنت أكنى أَبَا الْقَاسِم عِنْد أخوالي بني سَاعِدَة فنهوني فحولت كنيتي إِلَى أبي عبد الْملك وَقتل يَوْم الْحرَّة وَمَعَهُ جمَاعَة من أهل بَيته وَيُقَال أَنه كَانَ أَشد النَّاس على عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ اللَّيْثِيّ الْمدنِي ابْن وَقاص مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ الْمدنِي أحد عُلَمَاء الحَدِيث أَكثر عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَيحيى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَعَمْرو وَالِده قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لَيْسَ بِهِ بَأْس روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَالْبُخَارِيّ مَقْرُونا) توفّي فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة السويقي مُحَمَّد بن عَمْرو الْبَلْخِي السواق وَيُقَال لَهُ السويقي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَآخَرُونَ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ابْن حنان مُحَمَّد بن عَمْرو بن حنان الْكَلْبِيّ روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَوَثَّقَهُ الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ السُّوسِي الزَّاهِد مُحَمَّد بن عَمْرو بن يُونُس أَبُو جَعْفَر الثَّعْلَبِيّ يعرف بالسوسي

الزَّاهِد حج سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَعَاد سنة تسع فَدخل فِي الصَّلَاة وَتُوفِّي وَهُوَ ساجد سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقد بلغ مائَة سنة حدث عَن أبي معوية الضَّرِير وَغَيره وروى عَنهُ صَالح بن عَليّ الدِّمَشْقِي وَغَيره وَكَانَ ثِقَة ابْن الموجه اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن عَمْرو ابْن الموجه الْفَزارِيّ الْمروزِي اللّغَوِيّ الْحَافِظ توفّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا دونهَا ذُو الشامة مُحَمَّد بن عَمْرو بن الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط وَيعرف بِذِي الشامة ابْن أبي قطيفة ولاه يزِيد بن عبد الْملك الْكُوفَة وَهُوَ الْقَائِل يرثي مسلمة بن عبد الْملك (ضَاقَ صَدْرِي فَمَا يحنّ حراكا ... عيّ عَن أَن يَجِيئهُ مَا دهاكا) كل ميتٍ قد اضطلعت عَلَيْهِ الْحزن ثمَّ اغتفرت فِيهِ الهلاكا قبل ميتٍ أَو قبل قبر على الجالوت لم أستطع عَلَيْهِ أتراكا زائنٌ للقبور فِيهَا كَمَا كنت تزين السُّلْطَان والأملاكا الْحَرْبِيّ الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن عَمْرو بن سعيد الْحَرْبِيّ أَبُو جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ قَالَ المرذباني ضَعِيف الشّعْر كَانَ يهاجي التمار والمسلمي وَغَيرهمَا وَهُوَ الْقَائِل فِي جَرَادَة الْكَاتِب (أَتَيْتُك مشتاقاً وَجئْت مُسلما ... عَلَيْك وَإِنِّي باحتجابك عَالم) (فَأَخْبرنِي البواب أَنَّك نَائِم ... وَأَنت إِذا استيقظت أَيْضا فنائم) وَمِنْهُم من رَوَاهُمَا لإسماعيل بلبل وَالصَّحِيح أَنَّهُمَا للحربي توفّي الزف الْمُغنِي مُحَمَّد بن عَمْرو مولى تَمِيم يعرف بالزف بالزاي وَالْفَاء الْمُشَدّدَة) كَانَ مغنياً ضَارِبًا طيب المسموع صَالح الصَّنْعَة مليح النادرة أسْرع خلق الله أخذا للغناء وأصحه أَدَاء لَهُ وأذكاه إِذا سمع الصَّوْت مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَدَّاهُ حَتَّى لَا يكون بَينه وَبَين من أَخذه عَنهُ فرقئٌ وَكَانَ يتعصب على ابْن جَامع ويميل إِلَى إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَابْنه إِسْحَاق وَكَانَا يرفعانه على غَيره ويجتلبان لَهُ الرفد والصلات من الْخُلَفَاء وَكَانَت فِيهِ عربدة إِذا سكر فعربد بِحَضْرَة الرشيد مرّة

فَأمر بِإِخْرَاجِهِ وَمنعه الْوُصُول إِلَيْهِ وجفاه وتناساه وَمَات الزف فِي خلَافَة الرشيد أَو فِي خلَافَة الْأمين الْحَافِظ الْعقيلِيّ مُحَمَّد بن عَمْرو بن مُوسَى بن حَمَّاد أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ الْحَافِظ لَهُ مُصَنف جليل فِي الضُّعَفَاء وعداده فِي الْحِجَازِيِّينَ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة أَبُو جَعْفَر الرزاز مُحَمَّد بن عَمْرو بن البخْترِي بن مدرك الْبَغْدَادِيّ أَبُو جَعْفَر الرزاز قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة الجماز مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء بن يسَار الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالجماز الْبَصْرِيّ النديم لَهُ أَخْبَار مَعَ أبي نواس وَغَيره توفّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين مر مَعَ رَفِيق لَهُ فرآهما الإِمَام فَأَقَامَ الصَّلَاة فَقَالَ لَهُ الجماز اصبر أما نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن تلقي الجلبومن شعره لما تولى حَيَّان بن بشر قَضَاء الشرقية بِبَغْدَاد وَولي سوار بن عبد الله الْعَنْبَري قَضَاء الغربية فِي زمَان يحيى بن أَكْثَم وَكِلَاهُمَا كَانَ أَعور (رَأَيْت من الْكَبَائِر قاضيين ... هما أحدوثة فِي الْخَافِقين) الأبيات وَقد مرت فِي تَرْجَمَة أبي العبر مُحَمَّد بن أَحْمد وأوردها صَاحب الأغاني لَهُ قَالَ رجل للجماز ولد لي البارحة ولد كَأَنَّهُ الدِّينَار المنقوش فَقَالَ لَهُ الجماز لَاعن أمه وَصلى رجل صَلَاة خَفِيفَة فَقَالَ لَهُ الجماز لَو رآك العجاج لسر بك قَالَ ولمقال لِأَن صَلَاتك رجز وَسمع مَحْبُوسًا يَقُول اللَّهُمَّ احفظني فَقَالَ لَهُ قل اللَّهُمَّ ضيعني حَتَّى تَنْفَلِت وَأدْخل يَوْمًا غُلَاما إِلَى منزله فَلَمَّا خرج ادّعى أَنه هُوَ الَّذِي فعل بالجماز فَبلغ ذَلِك الجماز فَقَالَ حرم اللواط إِلَّا بوليّ وشاهدي عدل وَقيل لَهُ يَوْمًا مَا بَقِي من شهوتك للنساءقال القيادة عَلَيْهِنَّ قَالَ الجماز قلت لرجل قد زَاد سعر) الدَّقِيق فَقَالَ لَا أُبَالِي أَنا لَا أَشْتَرِي إِلَّا الْخبز وطالب امْرَأَته بِالْجِمَاعِ فَقَالَت أَنا حَائِض وتحركت فضرطت فَقَالَ لَهَا قد حرمتنا خير حرك فاكفينا شَرّ استك وَقيل لَهُ لأي شَيْء تقصر شعركفقال الَّذِي أجيء بِهِ أَكثر مِمَّا تعطونني وَقَالَ الجماز حرم النَّبِيذ على ثَلَاثَة عشر نفسا على من غنى الْخَطَأ واتكأ على الْيَمين وَأكْثر أكل

النَّقْل وَكسر الزّجاج وسرق الريحان وبلّ مَا بَين يَدَيْهِ وَطلب الْعشَاء وَطلب البم وَحبس أول قدح وَأكْثر الحَدِيث وامتخط فِي منديل الشَّرَاب وَبَات فِي مَوضِع لَا يحْتَمل الْمَيِّت ولحن الْمُغنِي وَكَانَ يَأْكُل عِنْد سعيد بن سَالم على مائدة دون مائدته فَإِذا رفع من مائدة سعيد شَيْء وضع على الْمَائِدَة الَّتِي عَلَيْهَا الجماز فَالْتَفت الجماز فَقَالَ يَا عَمْرو هَذِه الْمَائِدَة عصبَة لتِلْك كَمَا يُقَال وَمَا بَقِي فللعصبة وشهى جَعْفَر بن سُلَيْمَان أَصْحَابه فتشهى كل إِنْسَان مِنْهُم شَيْئا من الطَّعَام فَقَالَ للجماز وَأَنت مَا تشتهيقال أَن يَصح مَا اشتهوا وَأدْخل يَوْمًا غُلَاما إِلَى الْمَسْجِد فَلَمَّا فرغ مِنْهُ أقبل الْمُؤَذّن فَقَامَ الجماز إِلَى الْمِحْرَاب وخرئ فِيهِ فَقَالَ الْمُؤَذّن يَا عَدو الله فجرت بالغلام فِي الْمَسْجِد لِأَنَّهُ لَيْسَ لَك بَيت مَا حجتك إِن خرئت فِي المحرابقال علمت أَنه يشْهد عَليّ يَوْم الْقِيَامَة فَأَحْبَبْت أَن أجعله خصما لِئَلَّا تقبل شَهَادَته عَليّ وَدفع إِلَى غسال قَمِيصه ليغسله فضيعه ورد عَلَيْهِ قَمِيصًا صَغِيرا فَقَالَ لَيْسَ هَذَا قَمِيصِي قَالَ بل هُوَ قَمِيصك وَلكنه توزيٌ وَفِي كل غسلة يَتَقَلَّص وَيقصر فَقَالَ لَهُ الجماز أحب أَن تعرفنِي فِي كم غسلة يصير الْقَمِيص زراً وَقَالَ لَهُ الْفَتْح بن خاقَان قد كلمت لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ حَتَّى ولاك جَزِيرَة القرود فَقَالَ الجماز أَلَسْت فِي السّمع وَالطَّاعَة أصلحك اللهفحصر الْفَتْح وَسكت وَقَالَ لَهُ بعض من حضر إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ يُرِيد أَن يهب لَك جَارِيَة فَقَالَ لَيْسَ مثلي من عز نَفسه وَلَا كذب عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن أرادني على أَن أَقُود عَلَيْهَا وَإِلَّا فَمَا لَهَا عِنْدِي شَيْء فَأمر لَهُ المتَوَكل بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَأَخذهَا وَانْحَدَرَ فَمَاتَ فَرحا سُلْطَان الْمغل مُحَمَّد بن عنبرجي النوين بنالمغلي ابْن النوين عنبرجي صبي من أَبنَاء الْعشْرين من أهل توريز لما قتل القان أَبُو سعيد زعمت سَرِيَّة أَنَّهَا حُبْلَى مِنْهُ فَولدت مُحَمَّدًا فَلَمَّا أقبل النوين الشَّيْخ حسن وَهزمَ جمع الْملك مُوسَى وَقتل مُوسَى عمد إِلَى هَذَا) الصَّبِي وأقامه فِي السلطنة وناب لَهُ هُوَ وَابْن جوبان وَزَوْجَة جوبان ساطي بك وَهِي بنت القان خربندا وتماسك الْأَمر أشهراً ثمَّ أقبل من الرّوم ولدا تمرتاش وأهما إِن أباهما حَيّ مَعَهُمَا وجعلوه فِي خركاه فهرب الشَّيْخ حسن إِلَى خُرَاسَان ثمَّ أهلك الصَّبِي مُحَمَّد هَذَا وماج النَّاس وَاشْتَدَّ الْبلَاء وَالظُّلم والنهب بآذربيجان وافتقر من الْجور جمَاعَة وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة

ابن عوف

3 - (ابْن عَوْف) الْحَافِظ الطَّائِي مُحَمَّد بن عَوْف الْحِمصِي الْحَافِظ أَبُو جَعْفَر الطَّائِي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ عَلَيْهِ اعْتِمَاد ابْن جوصاء وَأثْنى عَلَيْهِ غير وَاحِد توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا كَانَ بِالشَّام مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة مثله حدث عَن هِشَام بن عمار وطبقته وَاتَّفَقُوا على فَضله وَصدقه وثقته الْمُزنِيّ مُحَمَّد بن عَوْف بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْحسن الْمُزنِيّ الدِّمَشْقِي كَانَ يكنى قَدِيما بِأبي بكر فَلَمَّا منعت الدولة التكني بِأبي بكر تكنى بِأبي الْحسن قَالَ الْكِنَانِي كَانَ ثِقَة نبيلاً توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة نَافِلَة القَاضِي عِيَاض مُحَمَّد بن عِيَاض بن مُحَمَّد بن عِيَاض بن مُوسَى بن عِيَاض القَاضِي أَبُو عبد الله الْيحصبِي السبتي وَهُوَ نَافِلَة القَاضِي عِيَاض صَاحب التصانيف توفّي سنة خمس وَخمسين وست مائَة

ابن عيسى

3 - (ابْن عِيسَى) الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عِيسَى بن رزين التَّيْمِيّ الرَّازِيّ الْأَصْبَهَانِيّ الْمُقْرِئ أحد الْأَعْلَام قَرَأَ الْقُرْآن الْكَرِيم على نصير وخلاد بن خَالِد وَجَمَاعَة وروى الحَدِيث وَكَانَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة صنف فِي الْعدَد والرسم وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن عِيسَى بن حبَان أَبُو عبد الله الْمَدَائِنِي الْمُقْرِئ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَقَالَ البرقاني لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ التِّرْمِذِيّ الْكَبِير مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة بن مُوسَى السّلمِيّ الْحَافِظ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ الضَّرِير مُصَنف الْكتاب الْجَامِع ولد سنة بضع وَمِائَتَيْنِ وَسمع قُتَيْبَة بن سعيد وَأَبا مُصعب الزُّهْرِيّ وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله الْهَرَوِيّ وَإِسْمَاعِيل بن مُوسَى السّديّ وَصَالح بن عبد الله التِّرْمِذِيّ وَعبد الله بن معوية وَحميد بن مسْعدَة وسُويد بن نصر الْمروزِي وَعلي بن حجر السعدى وَمُحَمّد بن حميد الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رزمة وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب وَأَبا كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَمُحَمّد بن أبي معشر السندي ومحمود بن غيلَان وهناد بن السّري وخلقاً كثيرا وَأخذ علم الحَدِيث عَن أبي عبد الله البُخَارِيّ وروى عَنهُ حَمَّاد بن شَاكر وَمَكْحُول بن الْفضل وَآخَرُونَ وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ كَانَ مِمَّن جمع وصنف وَحفظ وذاكر توفّي ثَالِث عشر رَجَب بترمذ سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَرَأت كتاب شمائل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِلْحَافِظِ أبي عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى التِّرْمِذِيّ رَحمَه الله تَعَالَى على الْحَافِظ الْعَلامَة جمال الدّين يُوسُف بن الزكي عبد الرَّحْمَن الْمزي رَحمَه الله من أَوله إِلَى آخِره قَالَ عِنْد الْقِرَاءَة أَنا بِجَمِيعِ الْكتاب الْمَشَايِخ الثَّلَاثَة فَخر الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد البُخَارِيّ وَكَمَال الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحِيم بن عبد الْملك بن يُوسُف المقدسيان بسفح جبل قاسيون ظَاهر دمشق وَكَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله النصيبي بحلب قَالَ المقدسيان أَنا الشَّيْخ الْعَلامَة تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وَقَالَ ابْن النصيبي أَنا الشريف افتخار الدّين أَبُو هَاشم بن عبد الْمطلب

بن الْفضل بن) عبد الْمطلب الْهَاشِمِي قَالَ أَنا الْمَشَايِخ الْأَرْبَعَة أَبُو شُجَاع عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله البسطامي وَأَبُو الْفَتْح عبد الرشيد بن النُّعْمَان بن عبد الرَّزَّاق الْوَلْوَالجيّ وَأَبُو حَفْص عمر بن عَليّ بن أبي الْحُسَيْن الكربيسي الأديب وَأَبُو عَليّ الْحسن بن بشير بن عبد الله الْبَلْخِي النقاش قَالُوا أَنا أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الزيَادي الخليلي أَنا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الْخُزَاعِيّ البُخَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المراغي قِرَاءَة عَلَيْهِ سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة قَالَ أَنا أَبُو سعيد الْهَيْثَم بن كُلَيْب بن سُرَيج بن معقل الشَّاشِي الأديب قِرَاءَة عَلَيْهِ ببخارى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة قَالَ ثَنَا أَبُو عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة التِّرْمِذِيّ الطرطوسي مُحَمَّد بن عِيسَى الطرطوسي التَّمِيمِي قَالَ ابْن عدي هُوَ فِي عداد من يسرق الحَدِيث توفّي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ الْقرشِي مُحَمَّد بن عِيسَى بن طَلْحَة التَّيْمِيّ الْقرشِي روى عَنهُ الزبير بن بكار قَوْله (وَلَا تعجل على أحدٍ بظلمٍ ... فَإِن الظُّلم مرتعه وخيم) (وَلَا تفحش وَإِن ملئت غيظاً ... على أحد فَإِن الْفُحْش لوم) (وَلَا تقطع أَخا لَك عِنْد ذنبٍ ... فَإِن الذَّنب يغفره الْكَرِيم) (وَلَكِن داو عودته برقعٍ ... كَمَا قد يرقع الْخلق الْقَدِيم) (وَلَا تجزع لريب الدَّهْر واصبر ... فَإِن الصَّبْر فِي العقبى سليم) (فَمَا جزعٌ بمغنٍ عَنْك شَيْئا ... وَلَا مَا فَاتَ ترجعه الهموم) وَقَالَ (لَا تلم الْمَرْء على فعله ... وَأَنت منسوبٌ إِلَى مثله) (من ذمّ شَيْئا وأتى مثله ... فَإِنَّمَا أزرى على عقله) الْحَنَفِيّ قَاضِي بَغْدَاد مُحَمَّد بن عِيسَى الْفَقِيه الْحَنَفِيّ ابو عبد الله ابْن أبي مُوسَى الضَّرِير ولي قَضَاء بَغْدَاد زمن المتقي والمستكفي وَكَانَ ثِقَة مَشْهُورا بالفقه والتصون لَا مطْعن عَلَيْهِ قَتله اللُّصُوص فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة الجلودي رَاوِي مُسلم مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمرويه أَبُو أَحْمد النَّيْسَابُورِي الجلودي الزَّاهِد رَاوِي) صَحِيح مُسلم سمع وروى وَكَانَ ينتحل مَذْهَب سُفْيَان الثَّوْريّ وبوفاته

ختم سَماع كتاب مُسلم فَإِن كل من حدث بعده عَن إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان فَإِنَّهُ غير ثِقَة قَالَه الْحَاكِم توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة ابْن يَقْطِين الشيعي مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبيد بن يَقْطِين قَالَ ابْن النجار من فُقَهَاء الشِّيعَة لَهُ كتاب الأمل والرجاء ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب الفهرست الْقُرْطُبِيّ الْمُؤَدب المعمر مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْأمَوِي الْقُرْطُبِيّ الْمُؤَدب المعمر هُوَ ثِقَة آخر من قَرَأَ على الْأَنْطَاكِي توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة المغامي الطليطلي مُحَمَّد بن عِيسَى بن فَرح أَبُو عبد الله التجِيبِي المغامي بالغين الْمُعْجَمَة الطليلطلي الْمُقْرِئ صَاحب أبي عَمْرو الداني توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ابْن اللبانة مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد أَبُو بكر اللَّخْمِيّ الأندلسي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن اللبانة لَهُ كتاب مناقل الْفِتْنَة ونظم السلوك فِي وعظ الْمُلُوك وسقيط الدُّرَر ولقيط الزهر فِي شعر ابْن عباد توفّي بميورقة سنة سبع وَخمْس مائَة قَالَ قصيدة يمدح فِيهَا الْمُعْتَمد ابْن عباد (بَكت عِنْد توديعي فَمَا علم الركب ... أذاك سقيط الطلّ أم لُؤْلُؤ رطب) (وتابعها سربٌ وَإِنِّي لمخطئ ... نُجُوم الدياجي لَا يُقَال لَهَا سرب) (لَئِن وقفت شمس النَّهَار ليوشعٍ ... لقد وقفت شمس الْهوى لي والشهب) مِنْهَا فِي ذكر الْمركب (هفا بَين عصف الرّيح والموج مثل مَا ... هفا بَين أضلاعي يكوى بِهِ الْقلب) (كَأَنِّي قذىً فِي مقلةٍ وَهُوَ ناظرٌ ... بهَا والمجاذيف الَّتِي حولهَا هدب) مِنْهَا فِي المديح (حوى قصبات السَّعْي عفوا وَلَو سعى ... لَهَا الْبَرْق خطفاً جَاءَ من دونهَا بكبو) ) (ويرتاح عِنْد الْحَمد حَتَّى كَأَنَّهُ ... وحاشاه نشوانٌ يلذ لَهُ شرب) (سَأَلت أَخَاهُ الْبَحْر عَنهُ فَقَالَ لي ... شقيقي إِلَّا أَنه الْبَارِد العذب) (لنا ديمتا ماءٍ ومالٍ فديمتي ... تماسك أَحْيَانًا وديمته سكب)

(إِذا نشأت تبريةً فَلهُ الندى ... وَإِن نشأت بحريّة فَلهُ السحب) قلت قَوْله ويرتاح عِنْد الْحَمد الْبَيْت أَخذه أَبُو الْحُسَيْن الجزار فَقَالَ (ويهتز عِنْد الْجُود أَن جَاءَ طالبٌ ... كَمَا اهتز حاشى وَصفه شَارِب الْخمر) وَأحسن حشوٍ وَقع فِي هَذَا قَول أبي الطّيب (ويحتقر الدُّنْيَا احتقار مجربٍ ... يرى كل مَا فِيهَا وحاشاه فانيا) وَمن موشحات ابْن اللبانة شقّ النسيم كمامه عَن زاهرٍ يتبسم فَلَا تُطِع لملامه واشرب على الزير والبم حيى النسيم بمندل عَن طيب زهرٍ أنيق ونرجس الرَّوْض تخجل مِنْهُ خدود الشَّقِيق فانهض إِلَى الدن وَأَقْبل مِنْهُ سوار الرَّحِيق وفض عَنهُ ختامه عَن مثل مسكٍ مختم تكَاد مِنْهُ المدامه للشُّرْب أَن تَتَكَلَّم حاكت على النَّهر درعاً ريح الصِّبَا فِي الأصائل وأسبل الْقطر دمعا على جُيُوب الخمائل فاسمع من الْعود سجعاً تشق مِنْهُ الغلائل مَا رنمته حمامه من فَوق غصنٍ منعم وَلَا ادَّعَتْهُ كرامه بنت الْحُسَيْن بن مخدم أما عليٌ فَإِنِّي مِمَّن سَمِعت بِذكرِهِ والود يشْهد عني بِمَا أبوح بفخره وَقد رَأَيْت التَّمَنِّي يختال فِي ثوب بشره فِي حلةٍ من أسَامَه بِظَاهِر الْحسن معلم متوج بالكرامه وبالسماح مختم حيى النسيم تلمسان بواكف الْقطر هطال وَقد قَضَت كل إِحْسَان بجودها يَا ابْن شملال وَقصرت كل إِنْسَان عَمَّا حواه من إجلال) ندبٌ يذل همامه ربيعَة بن مكدم وَمَا حواه أسَامَه فِي عصره الْمُتَقَدّم قد جَاءَك المتنبي يَا سيف هَذَا الزَّمَان يختال فِي ثوب عجب بِمَا حوى من معَان يشدو ارتجالاً فيسبي كل الْوُجُوه الحسان

ابْن قزمان الزجال مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الْملك بن قزمان الْقُرْطُبِيّ المتفرد بإبداع الزجل توفّي سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة والأمير أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعد إِذْ ذَاك محاصر قرطبة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم (يَا ربّ يومٍ زارني فِيهِ من ... اطلع من غرته كوكبا) (ذُو شفةٍ لمياء معسولةٍ ... ينشع من خديه مَاء الصبى) (قلت لَهُ هَب لي بهَا قبْلَة ... فَقَالَ لي مُبْتَسِمًا مرْحَبًا) (فذقت شَيْئا لم أذق مثله ... لله مَا أحلى وَمَا أعذبا) (أسعدني الله بإسعاده ... يَا شقوتي يَا شقوتي لَو أَبى) وَمن شعره (كثير المَال يبذله فيفنى ... وَقد يبْقى من الذّكر الْقَلِيل) (وَمن غرست يَدَاهُ ثمار جودٍ ... فَفِي ظلّ الثَّنَاء لَهُ مقيل) وَمِنْه (يمسك الْفَارِس رمحاً بيدٍ ... وَأَنا أمسك فِيهَا قصبه) (فكلانا بطلٌ فِي حربه ... إِن الأقلام رماح الكتبه) وَمِنْه (وعهدي بالشباب وَحسن قدي ... حكى ألف ابْن مقلة فِي الْكتاب) (وَقد أَصبَحت منحنياً كَأَنِّي ... أفتش فِي التُّرَاب على شَبَابِي) وَقَالَ يعْتَذر ارتجالاً (يَا أهل الْمجْلس السَّامِي سرادقه ... مَا ملت لكنني مَالَتْ بِي الراح) (فَإِن أكن مطفئاً مِصْبَاح بَيتكُمْ ... فَكل من فِيكُم فِي الْبَيْت مِصْبَاح) ) وَمن أزجال ابْن قزمان (أفني زماني على اخْتِيَاري ... ونقطع الْعُمر بِاجْتِهَاد) (لم يخل حس الطَّرب بداري ... حَتَّى يمِيل راس للوساد) (وَاحِد مُؤذن سكن جواري ... شيخ مليح أزهد الْعباد) (إِذا طلع فِي السحر يعظني ... يَقُول حَيا على الْفَلاح)

(يُبدل الْعود سَماع أُذُنِي ... حَيا على الْعِشْق للملاح) (نَهَار أم ليل كَانَ مودي ... لم نخل من شرب أَو مجون) (لما يكون الحبيب عِنْدِي ... لَيْسَ نَعْرِف النّوم أيش يكون) (وَأَنا هُوَ شيخ الخلاعه وحدي ... نسهر إِذا نَامَتْ الْعُيُون) (وَلَيْلَة الهجر تفتقدني ... إِذا طلع كَوْكَب الصَّباح) (لَا شكّ بَين الغصون تجدني ... نعلم الْقمرِي النواح) (لأي سببٍ قلي أَنْت غَضْبَان ... ايش أخبروك عني من قَبِيح) (أَكثر نحبك من كل إِنْسَان ... ونكتم السِّرّ مَا نُبيح) (إياك أَن تبتلي بهجران ... تذوق مَا ذقت يَا مليح) (من الجفا والصدود أجرني ... فَقَالَ من يعشق الملاح) يكون أَخا ذلةٍ وحزن فَقلت زِدْنِي فَلَا براح مُحَمَّد بن عِيسَى الشَّيْخ أَبُو الْحسن الكرجي أورد لَهُ الثعالبي فِي التَّتِمَّة (كَأَن الْهلَال المستنير وَقد بدا ... وَنجم الثريا واقفٌ فَوق هالته) (مليكٌ على أَعْلَاهُ تاجٌ مرصع ... ويزهى على من دونه بجلالته) هَذَا النّصْف الثَّانِي من الثَّانِي أَتَى بِهِ سداداً من عوز وَأورد لَهُ فِي حمام مُصَور (أعجب ببيتٍ يُرِيك بَاطِنه ... جوارحاً أرْسلت على الْوَحْش) (تَغْدُو لصيد الظباء مسرعةً ... كَأَنَّهَا فِي غياضها تمشي) (طيوره قد تقابلت نسقاً ... كَأَنَّهَا وقعٌ على العش) (فضاؤه طَابَ فسحةً وَهوى ... مصقل الأَرْض مؤنق الْفرش) ) (وَأَنت فِي خلوةٍ مساعدةٍ ... تولع بالدلك ثمَّ بالرش) شعر كُله جسم خَال من روح الْمَعْنى لَيْسَ بطائل

ابْن بقا الْأَوَانِي مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن بقا أَبُو عِيسَى الْأَوَانِي أديب كتب عَنهُ عمر بن مُحَمَّد العليمي شَيْئا من شعره بنيسابور سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَمن شعره (مَاذَا على من فِي يَدَيْهِ وثاقي ... لَو جاد لي بِالْعِتْقِ وَالْإِطْلَاق) (وأدال أَيَّام الْوِصَال من النَّوَى ... وَأقر مَاء الجفن فِي الآماق) (لله أَيَّام الْوِصَال فَإِنَّهَا ... كَانَت لنا من أطيب الأرزاق) (كم ليلةٍ فِيهَا شربت مدامةً ... من كف أحور طيب الْأَخْلَاق) (لَا يرعوي إِلَّا إِلَى مشمولةٍ ... حَمْرَاء تزهر فِي يَمِين الساقي) (قَامَ الْمُؤَذّن للصَّلَاة فَخفت أَن ... اقضي لفرط صبابتي وفراقي) (وَحلفت أَنِّي لَو وليت ولَايَة ... لم أبق مأذنةً على الْإِطْلَاق) الْيَمَانِيّ مُحَمَّد بن عِيسَى الْيَمَانِيّ شَاعِر ورد بَغْدَاد وروى بهَا شَيْئا من شعره وَشعر غَيره كتب عَنهُ الْعِمَاد الْكَاتِب وَمن شعره (أَقُول لنَفْسي وَقد أشفقت ... لكَون الهموم إِلَيْهَا قواصد) (إِذا كنت تبغين كسب العلى ... فَلَا تحفلي بلقاء الشدائد) وَقَالَ الْعِمَاد رَأَيْته يَدعِي لنَفسِهِ علوماً وَيَدْعُو لنَفسِهِ أمرا عَظِيما من علم المجسطي وهيئات الْفلك والمنطق الَّذِي من شم سمه هلك وَكنت حِينَئِذٍ مُولَعا بإقليدس وَحل أشكاله وَحل مَا يعرض من شكوكه وأشكاله فوصلت إِلَى أَن بلغت إِلَيْهِ وحللت مقالات عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَيْته نافر الطَّبْع بِالْكُلِّيَّةِ أكدت مُفَارقَته بالألية وَأورد لَهُ الْعِمَاد (إِلَى الله أَن الدَّهْر أَنْيَاب صرفه ... عَليّ من الغيظ المبرح يصرف) (وذنبي إِلَيْهِ أَن نَفسِي إِلَى العلى ... تتوق وَعَن طرق المذلة تعسف) ) مُحَمَّد بن عِيسَى الملقب برغوثا وَإِلَيْهِ تنْسب الْفرْقَة البرغوثية وهم الْقَائِلُونَ بِخلق الْقُرْآن أَبُو عَليّ الدَّامغَانِي الْوَزير مُحَمَّد بن عِيسَى الدَّامغَانِي أَبُو عَليّ ذكره الثعالبي فِي أهل بخارا فَقَالَ تثنى بِهِ الخناصر وتضرب بِهِ الْمِثَال فِي حسن الْخط والبلاغة وأدب الْكِتَابَة والوزارة كَانَ فِي حَدَاثَة سنه يكْتب لأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق ثمَّ تمكن من خدمَة السامانية خمسين سنة يتَصَرَّف وَلَا يتعطل حَتَّى قيل فِيهِ (وَقَالُوا الْعَزْل للعمال حيضٌ ... لحاه الله من حيضٍ بغيض)

(فَإِن يَك هَكَذَا فَأَبُو عَليّ ... من اللائي يئسن من الْمَحِيض) ولي ديوَان الرسائل دفعات والوزارة مَرَّات وَكَانَ يَقُول الشّعْر وَيُحب الْأَدَب وَأَهله ويكرمهم وأنشدني بعض كِتَابه لَهُ وكاتبٍ كتبه تذكرني الْقُرْآن حَتَّى أظل فِي عجب (فاللفظ قَالُوا قُلُوبنَا غلفٌ ... والخط تبت يدا أبي لَهب) وَفِيه يَقُول أَبُو الْقَاسِم الْيَمَانِيّ (إِلَى الشَّيْخ الْجَلِيل أبي عليٍ ... مُحَمَّد بن عِيسَى الدَّامغَانِي) (وَلم أنسبه للتعريف جهلا ... لرتبته إِلَى الْبَلَد الْفُلَانِيّ) (وَلَكِن القوافي لَا تحابي ... إِذا ابْتَدَرْت بديعات الْمعَانِي) القَاضِي شمس الدّين ابْن الْمجد مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الْمطلب الْعَلامَة المناظر القَاضِي شمس الدّين ابْن الْمجد البعلبكي الشَّافِعِي ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ ببعلببك وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة تفقه وبرع بحلب وَكَانَ صَاحب فنون ولي قَضَاء بعلبك مُدَّة ثمَّ ترك ذَلِك وَسكن دمشق وأمّ بتربة أم الصَّالح ودرس بالقوصية ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء طرابلس فَمَاتَ بعد أشهر وَسمع الْكثير ورقأ على ابْن مشرف والموازيني وأسمع وَلَده وَكَانَ قد سمع سنَن ابْن مَاجَه من القَاضِي تَاج الدّين عبد الْخَالِق بن عبد السَّلَام بن سعيد ابْن علوان وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة جمال الدّين الأرمنتي مُحَمَّد بن عِيسَى بن جَعْفَر الْهَاشِمِي الأرمنتي جمال الدّين هُوَ أَخُو شرف الدّين يُونُس) قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ من الْفُقَهَاء الأخيار والقضاة الْحُكَّام تولى الحكم بدشنا وَاتفقَ أَن قَاضِي قوص شرف الدّين ابْن عَتيق قَالَ مرّة كل نَائِب لي عدل فاتفق أَن جمال الدّين هَذَا اجتاز بسوق الوراقين فَقَالَ لَهُ بعض الشُّهُود اشْهَدْ معي فِي هَذِه الورقة فَشهد مَعَه وَلم يكن جلس قبل ذَلِك فبلغت ابْن عَتيق فنهره بِحَضْرَة الْجَمَاعَة فَقَالَ سيدنَا قَالَ كل نَائِب لي عدل فَقَالَ قلت ذَلِك تَعْظِيمًا لكم مَا أَذِنت فِي الْجُلُوس فَقَامَ من الْمجْلس ومخط دَمًا وَتُوفِّي ن وقته قَالَ حكى لي ذَلِك جمَاعَة وَكَانَت وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة الشَّيْخ شمس الدّين ابْن كرّ مُحَمَّد بن عِيسَى بن حسن بن كرّ يتَّصل بِمَرْوَان

الْحمار هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن حسام الدّين أبي الرّوح ابْن فتح الدّين الْحَنْبَلِيّ إِمَام أهل عصره فِي علم الموسيقى شغل جمَاعَة من أكَابِر علم النغم وقرأوا عَلَيْهِ وَهُوَ صوفي الْخِرْقَة لَهُ زَاوِيَة عِنْد مشْهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي رَابِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ قَرَأَ الْقُرْآن على الشَّيْخ عَليّ الشطنوفي وَحفظ الْأَحْكَام لعبد الْغَنِيّ والعمدة فِي الْفِقْه للشَّيْخ موفق الدّين والملحة للحريري وَعرض ذَلِك على القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن التراكيشي الْحَنْبَلِيّ وَسمع على أَشْيَاخ عصره مثل الدمياطي والأبرقوهي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فن الموسيقى على القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن التراكيشي الْحَنْبَلِيّ وَوضع كتابا فِي فن الموسيقى سَمَّاهُ غَايَة الْمَطْلُوب فِي علم الْأَنْغَام والضروب سَمِعت مقدمته مِنْهُ بمنزله الزاوية الْمَذْكُورَة فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَقَالَ لي ظهر لي جمَاعَة من الْمُتَقَدِّمين فِي هَذَا الْفَنّ مثل الفارابي وَغَيره وَقد برهنت ذَلِك

ابن غازي

3 - (ابْن غَازِي) الفقاعي مُحَمَّد بن غَازِي الْموصِلِي يعرف بالفقاعي شربدار السِّت ربيعَة خاتون أُخْت الْعَادِل لَهُ شعر توفّي سنة تسع وَعشْرين وست مائَة الْعَزِيز الظَّاهِر غَازِي مُحَمَّد بن غَازِي بن يُوسُف السُّلْطَان الْملك الْعَزِيز غياث الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين صَاحب حلب ولي بعد وَالِده وَله أَربع سِنِين أنحوها وَجعل اتابكه الطواشي طغريل وَأقر الْعَادِل الْكَبِير ذَلِك وأمضاه لأجل الصاحبة وَالِدَة الْعَزِيز لِأَنَّهَا هِيَ بنت الْعَادِل وَكَانَت هِيَ الْكل وَكَانَ فِيهِ عدل وشفقة وتودد وميل إِلَى الدّين توفّي شَابًّا طرياً وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة وَخلف وَلَده الْملك النَّاصِر يُوسُف صَغِيرا فأقاموه بعده فِي الْملك وَكَانَت وَفَاة الْعَزِيز سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة الْكَامِل صَاحب ميافارقين مُحَمَّد بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شادي السُّلْطَان الْملك الْكَامِل نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن المظفر بن الْعَادِل صَاحب ميافارقين تملك الْبَلَد بعد وَفَاة أَبِيه سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة كَانَ ملكا جَلِيلًا دينا خيرا عَالما مهيباً شجاعاً محسناً إِلَى الرّعية كثير التَّعَبُّد والخشوع لم يكن فِي بَيته من يضاهيه اسْتشْهد بأيدي التتار بعد أَخذ ميافارقين وَقطع رَأسه وطيف بِهِ فِي الْبِلَاد بالمغاني والطبول ثمَّ علق بسور بَاب الفراديس سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء فِي ذَلِك وَقد دفنُوا رَأسه فِي مَسْجِد الرَّأْس دَاخل بَاب الفراديس (أَيْن غازٍ غزا وجاهد قوما ... أثخنوا فِي الْعرَاق والمشرقين) (ظَاهرا غَالِبا وَمَات شَهِيدا ... بعد صبرٍ عَلَيْهِم عَاميْنِ) (لم يشنه أَن طيف بِالرَّأْسِ مِنْهُ ... فَلهُ أُسْوَة بِرَأْس الْحُسَيْن) وَافق السبط فِي الشَّهَادَة وَالْحمل لقد حَاز أجره مرَّتَيْنِ (ثمَّ واروا فِي مشْهد الرَّأْس ذَاك ... الرَّأْس فاستعجبوا من الْحَالين) وارتجوا انه يَجِيء لَدَى الْبَعْث رَفِيق الْحُسَيْن فِي الجنتين

ابن غالب

3 - (ابْن غَالب) التمتام الْبَصْرِيّ مُحَمَّد بن غَالب بن حَرْب أَبُو حَفْص الضَّبِّيّ الْبَصْرِيّ التمتام نزيل بَغْدَاد كَانَ حَافِظًا مكثراً ثِقَة روى عَنهُ جَعْفَر بن البحتري وَإِسْمَاعِيل الصفار وَخلق قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة مَأْمُون إِلَّا انه كَانَ يُخطئ مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ المعداني الْكَاتِب مُحَمَّد بن غَالب الْأَصْبَهَانِيّ الْكَاتِب يكنى أَبَا عبد الله مترسل بليغ اتَّصل بعبيد الله بن سُلَيْمَان وتقرب إِلَى ابْنه الْقَاسِم بِالنّصب وَله فِي ذَلِك أشعار وَهُوَ الْقَائِل (ثمن الْمَعْرُوف شكر ... وَيَد الإنعام ذخر) وَبَقَاء الذّكر فِي الْأَحْيَاء للأموات عمر وَله فِي عبيد الله بن يحيى (أَبَا حسنٍ شكر الرِّجَال هُوَ الذخر ... إِذا أنفد المَال الْحَوَادِث والدهر) (فسل بِأُمُور الدَّهْر مني ابْن حنكةٍ ... تعاقبه من دهره الحلو والمر) بَاشر بالحضرة ديوَان الرسائل ثَلَاثِينَ سنة إِلَى أَيَّام المكتفي لِأَنَّهُ ورد على المعتز كتاب من ملك الرّوم عجز كتاب الحضرة عَن جَوَابه فَأجَاب عَنهُ فقدمه وترشح للوزارة فاحتال عَلَيْهِ الْقَاسِم بن عبيد الله حَتَّى أخرجه إِلَى أَصْبَهَان وَكتب إِلَى المسمعي بإهلاكه فَأحْضرهُ مائدته واكل عِنْده كوامخ وسمكاً مالحاً ثمَّ أدخلهُ بَيْتا وأغلقه فَمَاتَ عطشاً فَقَالَ يُخَاطب المسمعي (أَبَا صالحٍ أَنْت من صَالح ... بِحَيْثُ السويداء والناظران) (فَلَا تستهن بكفاة الرِّجَال ... فَإِن الرِّجَال كنوز الزَّمَان) (ملكت فَأَسْجِحْ وزع بالزمام ... وخف مَا يَدُور بِهِ الدائران)

(لِأَنَّك فِي زمنٍ دهره ... كيومٍ ودولته ساعتان) الرصافي الشَّاعِر مُحَمَّد بن غَالب أَبُو عبد الله الأندلسي الرصافي رصافة بلنسية نزيل مالقة كَانَ يعِيش بالرفو وَكَانَ شَاعِر زَمَانه شعره مدون ينافس فِيهِ لم يتَزَوَّج وَهُوَ متعفف روى عَنهُ أَبُو عَليّ ابْن كسْرَى المالقي وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن جُبَير توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة) من شعره من جملَة قصيدة (لَو جِئْت نَار الْهدى جَانب الطّور ... قبست مَا شِئْت من علمٍ وَمن نور) (من كل زهراء لم ترفع ذوائبها ... لَيْلًا لسارٍ وَلم تشبب لمقزور) (نور طوى الله زند الْكَوْن مِنْهُ على ... سقطٍ إِلَى زمن الْمهْدي مدخور) وَمِنْه أَيْضا (مرأى عَلَيْهِ اجْتِمَاع للنفوس كَمَا ... تشبثت بلذيذ الْعَيْش أجفان) (للعين وَالْقلب فِي إقباله أمل ... كَأَنَّهُ للشباب الغض ريعان) وَمِنْه وَقد قتل إِنْسَان يدعى يُوسُف (يَا وردةً جَادَتْ بهَا يَد متحفي ... فهمى لَهَا دمعي وهاج تأسفي) (حَمْرَاء عاطرة النسيم كَأَنَّهَا ... من خد مقتبل الشبيبة مترف) (عرضت تذكرني دَمًا من صَاحب ... شربت بِهِ الدُّنْيَا سلافة قرقف) (فلثمتها شغفاً وَقلت لعبرتي ... هِيَ مَا تمج الأَرْض من دم يُوسُف) وَمِنْه قَوْله مِمَّن البيات الَّتِي قَالَهَا فِي الحائك وأولها (غزيلٌ لم تزل فِي الْغَزل جائلة ... بنانه جولان الْفِكر فِي الْغَزل) (جذلان تلعب بالمحواك أنمله ... على السدى لعب الْأَيَّام بالدول) (مَا عَن تَعب الْأَطْرَاف مشتغلاً ... أقديه من تَعب الْأَطْرَاف مشتغل) (جَريا بكفيه أَو فحصاً بأرجله ... تخبط الظبي فِي أشراك محتبل) وَمِنْه وَهُوَ بديع فِي نهر عَلَيْهِ ظلّ (ومهدل الشطين تحسب أَنه ... متسيلٌ من درةٍ لصفائه) (فاءت عَلَيْهِ مَعَ العشية سرحةٌ ... صدئت لفيئتها صحيفَة مَائه)

(فتراه أَزْرَق فِي غلالة حمرةٍ ... كالدارع اسْتلْقى لظل لوائه) وَأورد ابْن الْأَبَّار فِي هَذَا الْمَعْنى للخطيب أبي الْقَاسِم ابْن معوية (وبحرٍ طافح الشطين صافٍ ... نأى عرضاه فِي عرض وَطول) (توافيه الجداول وَهِي حسرى ... فشكوا تيهاً شكوى العليل) (كَأَن الموج فِي عيريه ترسٌ ... تذْهب مَتنه كف الْأَصِيل) ) (تفيء عَلَيْهِ رائحةٌ حسانٌ ... فتؤويه إِلَى ظلٍ ظَلِيل) (كَأَن مَكَان فَيْء الظل مِنْهُ ... مَكَان اللَّمْس من سيفٍ صقيل) وَأورد للخطيب الْمَذْكُور من أَبْيَات (فجدوله فِي سرحة المَاء منصلٌ ... وَلكنه فِي الْجزع عطف سوار) (وأمواجه أرداف غيدٍ نواعم ... يلفعن بالآصال ربط نضار) (إِذا قابلته الشَّمْس أذكاه نورها ... فبدل مِنْهُ المَاء جذوة نَار) (يفِيء عَلَيْهِ الدوح مضاعفاً ... فَيرجع مِنْهُ بدره لسرار) (كَأَن مَكَان الظل صفحة وجنةٍ ... أظلت عَلَيْهَا خضرةٌ لعذار) (أَو الْبكر حاذت بالسجنجل خدها ... وَقد سترت من بعضه بخمار) وَأورد ابْن الْأَبَّار لنَفسِهِ (ونهرٍ من ذَابَتْ سبائك فضَّة ... حكى بمجانيه انعطاف الأراقم) (إِذا الشَّفق استولى عَلَيْهِ آحمراره ... تبدى خضيبا مثل دامي الصوارم) (وتحسبه سنت عَلَيْهِ مفاضة ... لِأَن هاب هبات الرِّيَاح النواسم) (وتطلعه من دكنة بعد زرقة ... ظلال لأدواح عَلَيْهِ نواعم) (كَمَا آنفجر الْفجْر المطل على الدجى ... وَمن دونه فِي الْأُفق سحم الغمائم) وَأورد لنَفسِهِ أَيْضا (غربت بِهِ شمس الظهيرة لاتني ... إحراق صفحته لهيباً مشعلا) (حَتَّى كَسَاه الدوح من أفنائه ... بردا يمزق فِي الأصائل هلهلا) (فَكَأَنَّمَا لمع الظلال بمتنه ... قطع الدِّمَاء جمدن حِين تخللا) وَأورد لنَفسِهِ أَيْضا غارت على شطيه أبكار المنى عصر الشَّبَاب (فالظل يَبْدُو فَوْقه ... كالخال فِي خد الكعاب) لَا بل أدَار عَلَيْهِ خوف الشَّمْس مِنْهُ كالنقاب

مثل المجرة جر فِيهَا ذيله جون السَّحَاب قلت هَذِه المقاطيع وَإِن كَانَت فِي غَايَة الْحسن فَإِنَّهَا لَا تداني قَول الرصافي فَإِنَّهُ تخيل لطيف) إِلَى الْغَايَة والتخيل الَّذِي فِي الْمَقْطُوع الأول للخطيب ثَانِيه فِي الْحسن ونائبه نصير الدّين كَاتب الحكم مُحَمَّد بن غَالب بن مُحَمَّد بن مري نصير الدّين أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ كَاتب الحكم بِدِمَشْق كَانَ مليح الشكل حسن الْخط خَبِيرا بِالشُّرُوطِ ووالده كَمَال الدّين قَاضِي بعلبك فِي الْأَيَّام الأمجدية توفّي نصير الدّين بالديار المصرية وَقد كَانَ انجفل إِلَيْهَا من التتار سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة ومولده سنة تسعين وَخمْس مائَة وَمن شعره (حيّ الملاعب من سلعٍ وواديه ... وحيّ سكانه واحلل بناديه) (وَأنْشد فُؤَادِي إِذا عَايَنت جمعهم ... بَين الْخيام فقد خلفته فِيهِ) (واشرح هُنَالك أشواقي وصف شجني ... وَقل سليم هواكم من يداويه) (وَمن لمهجة صبٍ مَسّه وصبٌ ... من الغرام بكم قد عز راقيه) (يَا جيرة الْحَيّ قد جرتم ببعدكم ... على فَتى قربكم أقْصَى أمانيه) (قد كَاد من بعدكم تقضى منيته ... لَوْلَا تدارك طيف الْحلم يَأْتِيهِ) (قد ملّ عواده مِنْهُ زيارته ... ومله أَهله يأساً وآسيه) (أحن شوقاً إِلَى الْوَادي ويطربني ... نوح الْحمام سحيراً فِي نواحيه) (ربعٌ يلذ لقلبي لثم تربته ... إِذا حلّ يَوْمًا بواديه بواديه) (فَهَل تعيد لنا أَيَّام قربهم ... وَطيب عيشي تقضى فِي مغانيه) الجياني مُحَمَّد بن غَالب بن شُعْبَة الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح الزَّاهِد الْبركَة الْمُحدث شمس الدّين أَبُو عبد الله الجياني الأندلسي ولد بعد الْعشْرين وست مائَة وارتحل فِي طلب الحَدِيث وَسمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان وَابْن عبد الدَّائِم وطبقتهما ثمَّ جاور بِمَكَّة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة

ابن غسان

3 - (ابْن غَسَّان) سيف الدولة الْحِمصِي مُحَمَّد بن غَسَّان بن غافل بن نجاد بن ثامر الْحَنَفِيّ الْأَمِير الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحِمصِي سيف الدولة أَبُو عبد الله ولد بحمص وَقدم دمشق وَهُوَ صبي وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة

ابن فارس

3 - (ابْن فَارس) رَضِي الدّين الْمحلي مُحَمَّد بن فَارس بن حَمْزَة المغربي الأَصْل الْمحلي أَبُو عبد الله خدم فِي الدَّوَاوِين ولقبه رَضِي الدّين وروى عَنهُ الشهَاب القوصي وَله شعر توفّي سنة عشر وست مائَة وَمن شعره ملغزاً فِي الشطرنج (وَمَا اسمٌ ثَلَاثَة أخماسه ... هِيَ النّصْف مِنْهُ وَمن غَيره) (وَبَاقِيه أَن رمت معكوسه ... قطعت رجاءك من خَيره) الْمَأْمُون وَزِير الْآمِر مُحَمَّد بن فاتك هُوَ الْوَزير الْمَأْمُون أَبُو عبد الله ابْن أبي شُجَاع البطائحي وَزِير الْآمِر العبيدي صَاحب الْقَاهِرَة استولى عَلَيْهِ لما وزره بعد الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش وقبح سيرة الْآمِر وأساءها وَلما كثر ذَلِك مِنْهُ قبض عَلَيْهِ الْآمِر فِي شهر رَمَضَان سنة تسع عشر وَخمْس مائَة واستصفى جَمِيع أَمْوَاله ثمَّ قَتله فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وصلبه بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَقتل مَعَه خَمْسَة من اخوته أحدهم يُقَال لَهُ المؤتمن وَكَانَ جباراً متكبراً خَارِجا عَن طوره وَله فِي ذَلِك أَخْبَار مَشْهُورَة وَكَانَ أَبوهُ من جواسيس أَمِير الجيوش بالعراق رَبِّي يَتِيما وَصَارَ حمالاً بالأسواق وَدخل مَعَ الحمالين إِلَى دَار الْأَفْضَل مرّة بعد مرّة فَرَآهُ الْأَفْضَل شَابًّا حلواً فأعجبه فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل ابْن فلَان فاستخدمه فراشا وترقت حَاله عِنْده وَفِي آخر الْأَمر عمل على الْأَفْضَل وَتَوَلَّى مَكَانَهُ وَكَانَ كَرِيمًا شهماً مقداماً سفاكاً للدماء وَفِي آخر الْأَمر والى أَخا الْآمِر ومالأه على قَتله فَلَمَّا أحس الْآمِر بِهِ قبض عَلَيْهِ وَفعل بِهِ مَا ذكر)

ابن فتح

3 - (ابْن فتح) زين الدّين الدمياطي الْكَاتِب مُحَمَّد بن فتح بن خلف الْفَقِيه زين الدّين أَبُو عبد الله ابْن أبي مَنْصُور الدمياطي الشَّافِعِي الْكَاتِب سَمعه وَالِده وَكتب على فَخر الْكتاب وفَاق الأقران فِي حسن الْخط حَتَّى فضلوه على أستاذه وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة وَترسل عَن الْكَامِل وَحدث بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة ابْن عرق الْمَوْت مُحَمَّد بن فتوح بن خلوف بن يخلف بن مصال الشَّيْخ المعمر الْمسند أَبُو بكر الهمذاني الإسْكَنْدراني عرف بِابْن عرق الْمَوْت سمع من التَّاج مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن موقا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَخرج لَهُ الْمُحدث أَبُو المظفر مَنْصُور بن سليم مشيخة وَقد تفرد بالرواية عَن غير وَاحِد توفّي سنة سِتِّينَ وست مائَة الإصبهاني الْكَاتِب مُحَمَّد بن فتح بن مُحَمَّد بن أَحْمد الثَّقَفِيّ الْقزْوِينِي أَبُو عبد الله ابْن أبي الهيجاء من أَصْبَهَان يعرف بالمؤيد كَانَ رَئِيسا نبيلاً فَاضلا يعرف الْأَدَب وينظم ويترسل وَله معارف قدم بَغْدَاد واستوطنها وَتَوَلَّى ديوَان الْعرض للْإِمَام المقتفي إِلَى حِين وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَمن شعره (لِسَان الْحَال أنطق من لساني ... نعم وسكوته عين الْبَيَان) (وَلَكِن لَيْسَ يعرف ذَاك إِلَّا ... بصيرٌ بالحقائق والمعاني) قَالَ ابْن النجار فِي تَرْجَمَة هَذَا سَأَلت صديقنا أَبَا الْعَلَاء عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن فتح بإصبهان عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت وَالِدي أَبَا عَليّ الْحسن عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت وَالِدي أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن فتح بِمَدِينَة السَّلَام عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت أَبَا عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن الموسياباذي عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت وَالِدي أَبَا الْعَبَّاس احْمَد بن مُحَمَّد عَن عرش رب الْعِزَّة قَالَ سَأَلت أَبَا مَنْصُور عبد الله بن عِيسَى الْمَالِكِي وَأَبا عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن مموش الْوراق عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ كل وَاحِد مهما سَأَلت أَبَا الْحسن عَليّ بن الْحسن الصيقلي الْقزْوِينِي بهمذان عَن عرش رب الْعِزَّة) قَالَ سَأَلت أَبَا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن النَّضر الْموصِلِي بهَا عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت عبد الله بن أبي سُفْيَان الْموصِلِي عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت يحيى بن أبي طَالب عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت عبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت سعيد بن أبي عرُوبَة عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت قَتَادَة عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت أنس بن مَالك عَن عرش رب الْعِزَّة

فَقَالَ سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَالَتْ جِبْرِيل عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت مِيكَائِيل عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت إسْرَافيل عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت الرفيع عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت اللَّوْح عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ سَأَلت الْقَلَم عَن عرش رب الْعِزَّة فَقَالَ إِن للعرش ثَلَاث مائَة ألف وَسِتُّونَ ألف قَائِمَة كل قَائِمَة من قوائمه كأطباق الدُّنْيَا سِتُّونَ ألف مرّة تَحت كل قَائِمَة سِتُّونَ ألف مَدِينَة فِي كل مَدِينَة سِتُّونَ ألف صحراء فِي كل صحراء سِتُّونَ ألف عَالم من الثقلَيْن الْإِنْس وَالْجِنّ سِتُّونَ ألف مرّة لَا يعلمُونَ أَن الله عز وَجل خلق آدم وَلَا إِبْلِيس ألهمهم الله عز وَجل أَن يَسْتَغْفِرُوا لأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي رَضِي الله عَنْهُم انْتهى قَول ابْن النجار قلت أَنا وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ هَذَا الحَدِيث كذب صراح وبهت غير مُبَاح لَا سامح الله من وَضعه الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح ابْن أبي الْفضل ابْن بَرَكَات الإِمَام الْعَلامَة الْمُفْتِي الْمُحدث المتقن النَّحْوِيّ البارع شمس الدّين أَبُو عبد الله شيخ الْعَرَبيَّة البعلي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة وَسمع من الْفَقِيه مُحَمَّد اليونيني وَابْن عبد الدَّائِم والعز حسن بن المهير وَابْن أبي الْيُسْر وَمن بعدهمْ وعني بالرواية وَحصل الْأُصُول وَجمع وَخرج وأتقن الْفِقْه وبرع فِي النَّحْو وصنف شرحاً كَبِيرا للجرجانية وَأخذ عَن ابْن مَالك ولازمه وَحدث بِمصْر ودمشق وطرابلس وبعلبك وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا متعبداً من يَوْمه متواضعاً ريض الْأَخْلَاق وَكَانَ جيد الْخِبْرَة بِأَلْفَاظ الحَدِيث مشاركاً فِي رِجَاله توفّي بِمصْر بالمنصورية وَدفن بمقبرة الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ سنة تسع وَسبع مائَة الطَّبِيب مُحَمَّد بن فتح طملون كَانَ مولى لعمران بن أبي عَمْرو قَالَ ابْن أبي أصيبعة برع فِي الطِّبّ براعة علا بهَا من كَانَ فِي زَمَانه وَلم يخْدم بالطب وَطلب) فاستعفى من ذَلِك وَلم يكن أحد من الْأَشْرَاف فِي ذَلِك الْوَقْت إِلَّا وَهُوَ يحْتَاج إِلَيْهِ الْحَافِظ الْحميدِي مُحَمَّد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصلبالياء

آخر الْحُرُوف وَالصَّاد الْمُهْملَة الْحَافِظ أَبُو عبد الله الْحميدِي الأندلسي الميورقي سمع بالأندلس ومصر وَالشَّام والحجاز وبغداد واستوطنها وَكَانَ من كبار أَصْحَاب ابْن حزم الْفَقِيه وَقَالَ ولدت قبل الْعشْرين وَأَرْبع مائَة سمع ابْن حزم وَأخذ أَكثر كتبه وَجَمَاعَة مِنْهُم ابْن عبد الْبر وروى عَنهُ شَيْخه الْخَطِيب فِي مصنفاته وَابْن مَاكُولَا وَجَمَاعَة آخِرهم أَبُو الْفَتْح ابْن البطي وَكَانَ من كبار الْحفاظ ثِقَة متديناً بَصيرًا بِالْحَدِيثِ عَارِفًا بفنونه حسن النغمة بِالْقِرَاءَةِ مليح النّظم ظاهري الْمَذْهَب لَهُ شعر فِي المواعظ توفّي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَدفن بمقبرة بَاب ابرز بِالْقربِ من الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ثمَّ نقل إِلَى بَاب حَرْب وَدفن عِنْد بشر الحافي نقل ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه أَن الْحميدِي أوصى إِلَى الْأَجَل مظفر بن رَئِيس الرؤساء أَن يدْفن عِنْد بشر الحافي فَخَالف وَصيته فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة رأى فِي مَنَامه الْحميدِي وَهُوَ يعاتبه على ذَلِك فنقله فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ كَفنه جَدِيدا وبدنه طرياً يفوح مِنْهُ رَائِحَة الْمسك ووقف كتبه وَله الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ تَارِيخ الأندلس جمل تَارِيخ الْإِسْلَام الذَّهَب المسبوك فِي وعظ الْمُلُوك كتاب ترسل مخاطبات الأصدقاء مَا جَاءَ من الْآثَار فِي حفظ الْجَار ذمّ النميمة كتاب الْأَمَانِي الصادقة كتاب أدب الأصدقاء كتاب تَحِيَّة المشتاق فِي ذكر صوفية الْعرَاق كتاب المؤتلف والمختلف كتاب وفيات الشُّيُوخ ديوَان شعوه وَمن شعره (لِقَاء النَّاس لَيْسَ يُفِيد شَيْئا ... سوى الهذيان من قيل وَقَالَ) (فأقلل من لِقَاء النَّاس إِلَّا ... لأخذ الْعلم أَو لصلاح حَال) وَقَالَ (كل من قَالَ فِي الصَّحَابَة سوءا ... فاتهمه فِي نَفسه وَأَبِيهِ) (وأحق الْأَنَام بِالْعَدْلِ من لم ... ينتقصهم بمنطق منن فِيهِ) (وَإِذا الْقلب كَانَ بالود فيهم ... دلّ أَن الْهدى تَكَامل فِيهِ) ) وَقَالَ (من لم يكن للْعلم عِنْد فنائه ... أرجٌ فَإِن بَقَاءَهُ كفنائه) (بِالْعلمِ يحيى الْمَرْء طول حَيَاته ... وَإِذا انْقَضى أَحْيَاهُ حسن ثنائه)

ابن الفرج

3 - (ابْن الْفرج) الْأَزْرَق مُحَمَّد بن الْفرج الْأَزْرَق قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ابْن الطلاع الْمَالِكِي مُحَمَّد بن فرج أَبُو عبد الله مولى مُحَمَّد بن يحيى الْمَعْرُوف بِابْن الطلاع الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي مفتي الأندلس ومسندها فِي الحَدِيث توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن معالي بن بركَة بن الْحُسَيْن أَبُو الْمَعَالِي الْموصِلِي الْمُقْرِئ الْفَقِيه الشَّافِعِي صحب أَبَا بكر يحيى بن سعدون الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن بالروايات وَقدم بَغْدَاد وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي البركات ابْن الْأَنْبَارِي وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وبرع فِي الْفِقْه وَالْخلاف وَالْأُصُول وَصَارَ معيداً بهَا سمع بالموصل من خطيبها شَيْئا يَسِيرا وَله فِي القراآت مصنفات وخضب بِالسَّوَادِ مُدَّة ثمَّ تَركه توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره (وَقد أُوتيت أَخْلَاقًا ... تحير ضَارب الْمثل) فَأَنت الْكَامِل المتفرد الْخَالِي من الْخلَل لقد أَصبَحت للوفاد من حافٍ ومنتعل (مسيح مروءةٍ يحيي ... لدينا ميت الأمل) أَبُو تُرَاب الشعراني اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن الْفرج بن الْوَلِيد الشعراني أَبُو تُرَاب اللّغَوِيّ ذكره أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي فِي مُقَدّمَة كِتَابه فَقَالَ أَبُو تُرَاب مُحَمَّد بن الْفرج صَاحب كتاب الاعتقاب قدم هراة مستفيداً من شمر فَكتب عَنهُ شَيْئا كثيرا وأملى بهراة من كتاب الاعتقاب أَجزَاء ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور وأملى بهَا بَاقِي الْكتاب) قَالَ وَقد نظرت فِي كِتَابه فاستحسنته وَلم أر

فِيهَا تصحيفاً قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء كنت رَأَيْت نُسْخَة بِكِتَاب الْأَزْهَرِي بِبَغْدَاد وَقد ذكر الْأَزْهَرِي أَبَا تُرَاب فِيهَا وَسَماهُ مُحَمَّد بن الْفرج فَلَمَّا وَردت إِلَى مرو وقفت على النُّسْخَة الَّتِي بِخَط الْأَزْهَرِي وَلم أجد ذكر اسْم أبي تُرَاب فِي الْمُقدمَة إِنَّمَا ذكر كنيته فَقَالَ أَبُو تُرَاب صَاحب كتاب الاعتقاب ورأيته يَقُول فِي ضمن كِتَابه قَالَ إِسْحَاق بن الْفرج وَكَانَ هُنَاكَ نُسْخَة أُخْرَى بِكِتَاب الْأَزْهَرِي لَا توَافق الَّتِي بِخَطِّهِ وفيهَا زيادات ونقصان وَكنت أتأمل ذَلِك القَوْل الَّذِي عزاهُ فِي كِتَابه الَّذِي بِخَطِّهِ إِلَى إِسْحَاق ابْن الْفرج وَهُوَ مَذْكُور فِي النُّسْخَة الْأُخْرَى لأبي تُرَاب وَكَذَا إِذا وجدت فِي خطه شَيْئا قد عزاهُ إِلَى أبي تُرَاب أرَاهُ فِي تِلْكَ النُّسْخَة قد عزاهُ إِلَى إِسْحَاق بن الْفرج وَطلبت نُسْخَة بِكِتَاب الاعتقاب لأصحح اسْمه مِنْهَا فَوَجَدتهَا مترجمة لمُحَمد بن الْفرج بن الْوَلِيد الشعراني وَأَنا فِي حيرة من هَذَا إِلَى أَن يَصح إِن شَاءَ الله تَعَالَى انْتهى كَلَام ياقوت الذكي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْفرج أَبُو عبد الله الْمَالِكِي الكتاني الْمَعْرُوف بالذكي النَّحْوِيّ مَاتَ فِيمَا ذكره ابْن الْجَوْزِيّ سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة وَهُوَ من صقلية كَانَ عَالما بالنحو واللغة وَسَائِر فنون الْأَدَب ورد إِلَى بَغْدَاد وَخرج إِلَى خُرَاسَان وَمضى إِلَى غزنة وَدخل الْهِنْد وَخَاصم هُنَاكَ أَئِمَّة مخاصمات آلت إِلَى طعنهم فِيهِ ثمَّ عَاد إِلَى أَصْبَهَان وَمَات بهَا كَانَ يَقُول الْغَزالِيّ ملحد وَإِذا ذكره يَقُول الْغَزالِيّ الْمَجُوسِيّ البقرطوسي كتب إِلَيْهِ الزَّمَخْشَرِيّ مَحْمُود (فديت الإِمَام المغربي الَّذِي لَهُ ... فَضَائِل شَتَّى مَا تفرقن فِي خلق) (لَهُ أدب جزلٌ وَعلم مرققٌ ... وشعلة فهمٍ دونهَا خطْفَة الْبَرْق) (لقد رزقت مِنْهُ المغاربة الْهوى ... مَوَدَّة شيخٍ وَاحِد الغرب والشرق) فَأجَاب الذكي (حثثت من أقْصَى المغربين ركائبي ... لَأبْصر من فِي كَفه شعلة الْحق) (فَمَا زلت فِي عشواء أخبط لَا أرى ... يَقِينا وَلَا دينا يزين بِالصّدقِ) (إِلَى أَن بدا عَلامَة الدَّهْر مشرقاً ... فَلَا غرو أَن الشَّمْس تطلع من شَرق) وَلم يخرج من الغرب إِلَّا وَهُوَ إِمَام لِأَنَّهُ قَرَأَ على مُحَمَّد بن يُونُس كتاب الْجَامِع فِي مَذْهَب) مَالك وعَلى عبد الْخَالِق السوري وَغَيرهمَا بالقيروان وَقَرَأَ الْأَدَب على الحيولي كتاب سِيبَوَيْهٍ والإيضاح للفارسي غير أَنه كَانَ يتبع عثرات الشُّيُوخ فَدَعَا عَلَيْهِ السيوري فَلم يفلح

ابن الفضل

3 - (ابْن الْفضل) مُحَمَّد بن الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس بن ربيعةَ بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بن هَاشم حَبسه الْمَنْصُور مَعَ اخوته عِنْد خُرُوج أخيهم يَعْقُوب بن الْفضل مَعَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حسن وَهُوَ الْقَائِل (فَإِن ترجع الْأَيَّام بيني وَبَينهَا ... بِذِي الأثل صيفاً مثل صَيْفِي ومربعي) (أَشد بأعناق الْهوى بعد هَذِه ... مرائر أَن جاذبتها لم تقطع) الْخَطِيب السكونِي مُحَمَّد بن الْفضل السكونِي الْخَطِيب قَالَ يعْتَذر لحماد عجرد (أَبَا عَمْرو اغْفِر لي هديت فإنني ... قد أذنبت ذَنبا مخطئاً غير حَامِد) (فَلَا تجداً فِيهِ عَليّ فإنني ... أرى نعْمَة إِن كنت لَيْسَ بواجد) (وهبه لما تفديك نَفسِي فإنني ... أقرّ بإجرامي وَلست بعائد) (وعد مِنْك بِالْفَضْلِ الَّذِي أَنْت أَهله ... فَإنَّك ذُو فضل طريف وتالد) فَأَجَابَهُ حَمَّاد (مُحَمَّد يَا ابْن الْفضل يَا ذَا المحامد ... وَيَا بهجة النادي وزين الْمشَاهد) (وَلَو كَانَ ذُو فضلٍ يُسمى لفضله ... بِغَيْر اسْمه سميت أم القلائد) ابْن غَزوَان الضَّبِّيّ مُحَمَّد بن فُضَيْل بن غَزوَان الضَّبِّيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي روى عَنهُ الْجَمَاعَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل حسن الحَدِيث شيعي منحرف قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين إِنَّمَا كَانَ متوالياً مبجلاً لِلشَّيْخَيْنِ قَالَ يحيى الْحمانِي سَمِعت فضيلاً أَو حدثت عَنهُ قَالَ ضربت أبي البارحة إِلَى الصَّباح أَن يترحم على عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فَأبى عَليّ وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَة وَقيل سنة سبع

الْحَافِظ عَارِم مُحَمَّد بن الْفضل أَبُو النُّعْمَان السدُوسِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ لقبه عَارِم روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى الْجَمَاعَة عَن رجل عَنهُ وروى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره قَالَ ابو) حَاتِم اخْتَلَط عَارِم فِي آخر عمره وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ الْبَلْخِي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن الْفضل بن الْعَبَّاس أَبُو عبد الله الْبَلْخِي الزَّاهِد الحبر الْوَاعِظ كَانَ سيداً عَارِفًا نزل سَمَرْقَنْد وَتلك الديار وَوعظ مرّة فَمَاتَ أَربع أنفس وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مائَة وَقَالَ مَا خطوت أَرْبَعِينَ سنة لغير الله وَمَا نظرت أَرْبَعِينَ سنة فِي شَيْء فاستحسنته حَيَاء من الله وَمَا أمليت على ملكي مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة خَطِيئَة وَلَو فعلت ذَلِك لاستحيين مِنْهُمَا الرواس الْمُفَسّر مُحَمَّد بن الْفضل بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن صَالح أَبُو بكر الْبَلْخِي الْمُفَسّر الْمَعْرُوف بالرواس صنف التَّفْسِير الْكَبِير توفّي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة الْمسند الْفراء الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن الْفضل بن نظيف أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الْفراء مُسْند ديار مصر فِي زَمَانه وَحَدِيثه فِي الثقفيات توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة الفراوي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَبُو عبد الله الصاعدي الفراوي النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه أَبوهُ من ثغر فراوة تفقه على إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَصَارَ من جملَة الْمَذْكُورين من أَصْحَابه حدث بالصحيحين وغريب الْخطابِيّ وَغير ذَلِك قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ سَمِعت عبد الرشيد بن عَليّ الطَّبَرِيّ يَقُول الفراوي ألف رَاوِي توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة أَبُو الْفتُوح الْأَشْعَرِيّ مُحَمَّد بن الْفضل بن مُحَمَّد أَبُو الْفتُوح الأسفراييني ولد سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَقدم بَغْدَاد وَتكلم بِمذهب الْأَشْعَرِيّ وَبَالغ فِي التعصب فَقَامَتْ الْفِتَن فِي الْأَسْوَاق وأفضى الْحَال إِلَى النهب وَالضَّرْب وَاسْتِحْلَال الْأَمْوَال والدماء وَدخل النَّيْسَابُورِي على مَسْعُود وقدح فِيهِ فَقَالَ تقلد دَمه حَتَّى أَقتلهُ فَقَالَ لَا أتقلده فَوكل السُّلْطَان بَابي الْفتُوح وَحمل إِلَى أسفرايين فَمَاتَ ببسطام فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَوصل الْخَبَر

إِلَى بَغْدَاد بِمَوْتِهِ فقعدوا لعزائه فَحَضَرَ الغزنوي فَقَالَ لَهُ بعض الْعَامَّة مَا حضرت إِلَّا شماتة بِهِ فَقَامَ بعض الْفُقَهَاء وَأنْشد) (خلا لَك يَا عَدو الجو فاصفر ... ونجس فِي صعودك كل عود) (كَذَاك الثعلبان يجول كبرا ... وَلَكِن عِنْد فقدان الْأسود) ورثاه الْمَعْنى ابْن الباطوح الْبَغْدَادِيّ (أَيهَا الركب ابلغوا بَلغْتُمْ ... إِن سقمي صدني عَن سَفَرِي) (وَإِذا جئْتُمْ ثنيات اللوى ... فلجوا ربع الْحمى فِي خطري) (وصفوا شوقي إِلَى سكانه ... واذْكُرُوا مَا عنْدكُمْ من خبري) (وحنيني نَحْو أيامٍ مَضَت ... بالحمى لم أقض مِنْهَا وطري) (فَاتَنِي فِيهَا مرادي وحلا ... لتمني الْقرب فِيهَا سهري) (كنت أخْشَى فَوتهَا قبل النَّوَى ... فَرَمَانِي حذري فِي حذري) (آه واشوقي إِلَى من بدلُوا ... صفو عيشي بعدهمْ بالكدر) (كلما اشْتقت تمنيتهم ... ضَاعَ عمري بالمنى واعمري) الجرجرائي الْكَاتِب مُحَمَّد بن الْفضل الجرجرائي الْكَاتِب كَانَ يكْتب للفضل بن مَرْوَان ثمَّ وزر للمتوكل وَكَانَ شَيخا ظريفاً حسن الْأَدَب عَالما بِالْغنَاءِ توفّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ وَله مَعَ إِسْحَاق الْموصِلِي أَخْبَار كتب إِلَى إِسْحَاق الْمَذْكُور (خلٌ أَتَى ذَنبا إِلَيّ وإنني ... لشَرِيكه فِي الذَّنب إِن لم أَغفر) (فمحا بإحسانٍ إساءةٍ فعله ... وأزال بِالْمَعْرُوفِ قبح الْمُنكر) وَقَالَ لبَعض كِتَابه (تعجل إِذا مَا كَانَ أمنٌ وغبطةٌ ... وأبط إِذا مَا استعرض الْخَوْف والهرج) (وَلَا تيأساً من فرجةٍ أَن تنالها ... لَعَلَّ الَّذِي ترجوه من حَيْثُ لَا ترجو) الْبَصْرَة الْكَاتِب مُحَمَّد بن الْفضل الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِالْبَصْرَةِ كَانَ يعاشر أَبَا هفان وَمُحَمّد بن مكرم واليعقوبي وَأَبا عَليّ الْبَصِير وَأَبا العيناء قَالَ فِي سديف غُلَام ابْن مكرم (أحبك مَا حييت وَمَا حييتا ... برغمك إِن كرهت وَإِن هويتا) (وأصبر إِن جفوت وَلَا أُبَالِي ... غضِبت من الْمحبَّة أَو رضيتا) ) (وأسعى فِي الَّذِي تهواه جهدي ... فَكُن لي مت قبلك كَيفَ شيتا)

أَبُو عدنان الْعَنْبَري مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبان بن الحكم الْعَنْبَري أَبُو عدنان الْأَصْبَهَانِيّ الْكَاتِب الأديب قَالَ يحيى بن مَنْدَه هُوَ صَاحب صَلَاة واجتهاد يرجع فِي معرفَة اللُّغَة والنحو إِلَى معرفَة تَامَّة مَا رَأَيْت رجلا أحسن صَلَاة مِنْهُ حسن الْوَجْه جميل الطَّرِيقَة مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة فَجْأَة حدث عَن أَحْمد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه وَأبي بكر بن أبي عَليّ وَمن بعدهمَا من الشُّيُوخ الزنجاني الشَّاعِر مُحَمَّد بن الْفضل أَبُو عبد الرَّحْمَن الزنجاني الشَّاعِر توفّي سنة عشْرين وست مائَة تَقْرِيبًا وَمن شعره (قسما بأيام الصَّفَا ووصالكم ... وَالْجمع فِي جمعٍ وَذَاكَ الْمُلْتَزم) (مَا اخْتَرْت بعدكم بديلاً لَا وَلَا ... نادمت بعد فراقكم إِلَّا النَّدَم) وَقَالَ (الْعين تشتاق أَن تراكم ... فاغتنموا الْأجر فِي الْوِصَال) (منوا على عبدكم بوصلٍ ... أَو ابْعَثُوا طَارق الخيال) (جودوا على فَاقَتِي وفقري ... كفيتم حَادث اللَّيَالِي) (نأيتم عَن سَواد عَيْني ... وَأَنْتُم فِي سَواد بالي) (سركم فِي صميم قلبِي ... بضَاعَة الْقَوْم فِي الرّحال) أَبُو الْفَضَائِل الْعلوِي مُحَمَّد بن الْفضل بن يحيى بن عبد الله بن جَعْفَر ابْن زيد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم أَبُو الْفَضَائِل بن أبي الْقَاسِم الْعلوِي الْحُسَيْنِي قَالَ ابْن النجار شَاب فَاضل يَقُول الشّعْر الْجيد مدح الإِمَام النَّاصِر بعدة قصائد وأنشدها بِمَجْلِس الوزارة وَكَانَ كيساً لطيف الطَّبْع متواضعاً حسن الْأَخْلَاق وَمن شعره (يومٌ أعَاد لنا الزَّمَان المذهبا ... فانقاد فِي رسن السرُور وأصحبا) (ومحا إساءات اللَّيَالِي شافعٌ ... مِنْهُ وكل عِقَاب دهرٍ إِذْ نبا) ) (وأضاءت الدُّنْيَا الفضاء وأشرقت ... نورا وَكَانَت قبل ذَلِك غيهبا) (وشدت بِهِ الْوَرق الحمائم هتفاً ... بذرى الْأَرَاك ترنماً وتطربا) (وَكَأَنَّهُ نشر الرّبيع وشت بِهِ ... فِي أخريات اللَّيْل أنفاس الصِّبَا) قلت شعر متوسط توفّي سنة خمس عشرَة وست مائَة أَبُو ذَر الشَّافِعِي مُحَمَّد بن الْفضل بن عبد الله أَبُو ذَر التَّمِيمِي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْجِرْجَانِيّ كَانَ رَئِيس جرجان وَكَانَ جواداً ممدحاً وداره مجمع الْفُضَلَاء وَالْعُلَمَاء رَحل إِلَى

الْبِلَاد وَسمع خلقا كثيرا مِنْهُم الْحسن بن عَليّ بن خلف وَغَيره روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وأقرانه وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة الدولعي الْخَطِيب مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن زيد بن ياسين الإِمَام جمال الدّين أَبُو عبد الله التغلبي الأرقمي الدولعي ولد بالدولعية من قرى الْموصل سنة خمس وَخمسين ظنا وَقدم دمشق وتفقه على عَمه خطيب دمشق ضِيَاء الدّين وَسمع وَولي الخطابة بعد عَمه وطالت مدَّته مَنعه الْمُعظم من الْفَتْوَى مُدَّة وَلم يحجّ حرصاً على المنصب وَولي بعده أَخُوهُ وَكَانَ جَاهِلا وَكَانَ جمال الدّين شَدِيدا على الرافضة توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَفِيه يَقُول شرف الدّين ابْن عنين (طولت يَا دولعي فقصر ... فَأَنت فِي غير ذَا مقصر) (خطابة كلهَا خطوبٌ ... وَبَعضهَا للورى منفر) (تظل تهذي وَلست تَدْرِي ... كَأَنَّك المغربي الْمُفَسّر) وَقَالَ ابْن عنين أَيْضا وَقد أَمر الْعَادِل بنزح المَاء من الخَنْدَق لينهي أساس بعض أبرجة القلعة فأعجر الْعمَّال (أرح من نزح مَاء البرج قوما ... فقد أفْضى إِلَى تعبٍ وعيّ) (مر القَاضِي بِوَضْع يَدَيْهِ فِيهِ ... فقد أضحى كرأس الدولعي) جمال الدّين ابْن الإِمَام مُحَمَّد الْفضل بن الْحسن بن موهوب جمال الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الإِمَام كَانَ فَاضلا فِي الْأَدَب لَهُ نظم ونثر وَله ديوَان خطب خدم الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وَالْملك الْمُجَاهِد صَاحب حمص وَصَحب أَوْلَاد شيخ الشُّيُوخ بِمصْر) مولده سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي فِي شهر رَجَب سنة سبع وَخمسين وست مائَة بحماة العقري النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن فضلون بن أبي بكر بن الْحسن بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْعَدوي العقريبالعين الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَسُكُون الْقَاف وَلَام بعْدهَا وَاو ونونالنحوي اللّغَوِيّ الْمُتَكَلّم الْحَكِيم سمع الحَدِيث وَالْأَدب على جمَاعَة من أهل الْعلم قَالَ ياقوت فِي مُعْجم االبلدان كنت مرّة مَعَه أَعْرَاض إِعْرَاب شَيخنَا أبي القباء لقصيدة الشنفري اللامية إِلَى أَن بلغنَا إِلَى قَوْله (وأستف ترب الأَرْض كي لَا يرى لَهُ ... عَليّ من الطول امرءٌ متطول) فأنشدني لنَفسِهِ فِي مَعْنَاهُ (مِمَّا يؤجج كربي أنني رجلٌ ... سبقت فضلا وَلم أحصل على السَّبق)

(يَمُوت بِي حسداً مِمَّا خصصت بِهِ ... من لَا يَمُوت بداء الْجَهْل والحمق) (إِذا سغبت سففت الترب فِي سغبي ... وَلم أقل للئيمٍ سد لي رمقي) (وَإِن صديت وَكَانَ الصفو مُمْتَنعا ... فالموت أَنْفَع لي من مشرب رنق) (وَكم غرائب مالٍ دونهَا رمقٌ ... زهدت فِيهَا وَلم أقدر على الملق) (وَقد أَلين وأجفو فِي مَحلهمَا ... فالحزن والسهل مخلوقان فِي خلقي) قَالَ ياقوت فَقلت لَهُ قَول الشنفري أبلغ لِأَن نزه نَفسه عَن ذِي الطول وَأَنت نزهتها عَن اللَّئِيم قَالَ صدقت لِأَن الشنفري كَانَ يرى متطولاً فينزه نَفسه عَنهُ وَأَنا لَا أرى إِلَّا اللئام فَكيف أكذب فَخرج من اعتراضي إِلَى أحسن مخرج

ابن فضل الله

3 - (ابْن فضل الله) بدر الدّين ابْن فضل الله مُحَمَّد بن فضل الله القَاضِي بدر الدّين الْموقع أحد الْأُخوة توفّي سنة سِتّ وَسبع مائَة زهو عَم القَاضِي بدر الدّين مُحَمَّد ابْن القَاضِي محيي الدّين يحيى كَاتب السِّرّ بِالشَّام وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه وَزِير بوسعيد بالمماليك القانية غياث الدّين مُحَمَّد بن فضل الله بن أبي الْخَيْر ابْن عَليّ الْوَزير الْكَبِير غياث الدّين خواجا ابْن الْوَزير رشيد الدولة الهمذاني ولد هَذَا فِي الْإِسْلَام وَلما نكب وَالِده وَقتل سلم واشتغل مُدَّة وَصَحب أهل الْخَيْر فَلَمَّا توفّي عَليّ شاه الْوَزير طلب السُّلْطَان بوسعيد غياث الدّين الْمَذْكُور وفوض إِلَيْهِ الوزارة ومكنه ورد إِلَيْهِ الْأَمر وَألقى إِلَيْهِ مقاليد الممالك وَحصل لَهُ من الارتقاء وَالْملك مَا لم يبلغهُ وَزِير غَيره فِي هَذِه الْأَزْمَان وَكَانَت رتبته من نوع رُتْبَة نظام الْملك وَكَانَ من أجمل النَّاس فِي الصُّورَة وَأمه تركية وَله عقل ودهاء وغور مَعَ ديانَة وَحسن إِسْلَام وكرم وسؤدد وخبرة بالأمور كَانَ خيرا من وَالِده بِكَثِير لَهُ آثَار جميلَة خرب كنائس بَغْدَاد ورد أَمر الْمَوَارِيث إِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة فورث ذَوي الْأَرْحَام وَكَانَ إِلَيْهِ تَوْلِيَة نواب الممالك وعزلهم لَا يُخَالِفهُ القان فِي شَيْء وخدم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَاحب مصر كثيرا وراعى مَصَالِحه وحقن دِمَاء الْإِسْلَام وَقرر الصُّلْح وَمَشى الْأُمُور على أجمل مَا يكون وَلما توفّي السُّلْطَان بو سعيد نَهَضَ الْوَزير إِلَى شَاب من بقايا النَّسْل يُقَال لَهُ ارباكوون فسلطنه وَأخذ لَهُ الْبيعَة على الْأُمَرَاء واستوسق لَهُ الْأَمر فَخرج عَلَيْهِمَا عَليّ باشا خَال بو سعيد وَابْن بيدو فانفل الْجمع وَقتل ارباكوون والوزير فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة ابْن كَاتب المرج مُحَمَّد بن فضل الله ابْن أبي نصر بن أبي الرضى السديد ابْن كَاتب المرج القوصي قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي فِي تَارِيخ الصَّعِيد أديب كَامِل شَاعِر فَاضل كَأَنَّمَا خلق حلقه من نسمات السحر وصور وَجهه من محَاسِن الْقَمَر مَعَ فصاحة لِسَان وقلم وحياء وكرم وَصدق لهجة يسير بهَا على أوضح محجة وَكَانَ وَالِده قد أعْطى فِي سَعَة الْعَطاء مَا يعز الْآن وجوده فجازاه الله بِمَا أسلف من خير إِسْلَام أبنائه أَجْمَعِينَ وهداهم إِلَى اتِّبَاع

سيد الْمُرْسلين وانتقلوا من) شَرِيعَة عِيسَى إِلَى شَرِيعَة مُحَمَّد الْمُخْتَار وَرَبك يخلق مَا يَشَاء ويختار وَله مُشَاركَة فِي النَّحْو وَالْأُصُول وَالْحكمَة والطب وَغَيرهَا قَرَأَ النَّحْو وَالْأُصُول وَالْأَدب على نجم الدّين الطوفي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ بقوص ثمَّ قَرَأَ التَّقْرِيب على مُؤَلفه الْعَلامَة أثير الدّين أبي حَيَّان وتأدب على تَاج الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد ابْن الدشناوي ومجير الدّين عمر ابْن اللمطي وَشرف الدّين مُحَمَّد النصيبي بقوص وَغَيرهم ونظم ونثر وَجرى على مَذْهَب أهل الْآدَاب فِي أَنهم يسْتَحلُّونَ محَاسِن الشَّبَاب ويستحلون التشبيب فِي الشَّرَاب وَوصف الْحباب وتقلب فِي الولايات السُّلْطَانِيَّة وَهُوَ فِي كلهَا مَحْمُود وَجلسَ بالوراقين بقوص وَولي وكَالَة بَيت المَال بقوص قَالَ وَهُوَ الْآن مُقيم بِمَدِينَة هُوَ وَأورد لَهُ من شعره (إِذا حملت طيب الشذا نسمَة الصِّبَا ... فَذَاك سلامي والنسيم فَمن رُسُلِي) (وَإِن طلعت شمس النَّهَار ذكرتكم ... بصالحةٍ وَالشَّيْء يذكر بِالْمثلِ) وَمِنْه (أَقُول لجنح اللَّيْل لَا تحك شعر من ... هويت وَهَذَا القَوْل من جهتي نصح) (فقد رام ضوء الصُّبْح يَحْكِي جَبينه ... مرَارًا فَمَا حاكاه وانفضح الصُّبْح) وَمِنْه (لمن أشتكي البرغوث يَا قوم أَنه ... أراق دمي ظلما وأرق أجفاني) (وَمَا زَالَ بِي كالليث فِي وثباته ... إِلَى أَن رماني كالقتيل وعراني) (إِذا هُوَ آذَانِي صبرت تجلداً ... وَيخرج عَقْلِي حِين يدْخل آذَانِي) وَمِنْه من قصيدة ورد الكأس فَهِيَ نَار إِذا كَانَ وَلَا بُد من وُرُود النَّار (وتحدى الَّذين لمَم يردوها ... بضروب من معجزات الْكِبَار) (فاجل فِي اللَّيْل من سناها شموساً ... وادر فِي النَّهَار مِنْهَا الدراري) (وار الدّرّ من يغوص عَلَيْهِ ... عائماً من حبابها فِي النضار) (إِنَّمَا لَذَّة المدامة ملكٌ ... لَك فَاشْرَبْ وَمَا سواهَا عوار) ) وَمِنْه (برقٌ بدا من دَار علوه ... أَو قلب صبٍ صَار جذوه) فِيهَا قُلُوب العاشقين تضرمت صداً وجفوه إِنِّي اجتهدت فصرت فِي العشاق قدوة كل قدوة

(لَو أَن قيسا مدركي ... لمشى على نهجي وعروه) (لَا عَيْش من بعد الصبى ... يحلو سوى بجنون صبوه) بمهفهف يسبي الْعُقُول كَانَ فِي جفنيه قهوه أبدا قضيب الْقد مِنْهُ يمِيل من لينٍ ونشوه (قد أسكرت رشفاته ... لَكِنَّهَا كالشهد حلوه) وَمِنْه (أما وَطيب عشياتٍ وأسحارٍ ... من بعْدهَا أفلت شمسي وأقماري) (بهَا أذكر دهري كي يجود بهَا ... وَلَا يجود وَلَا يَأْتِي بإعذار) (لَو أَن تِلْكَ من الْأَيَّام عدن بهَا ... أَو اللَّيَالِي وَلم تحتج لتذكار) (لله ليلانها الْبيض الْقصار فكم ... سطوت مِنْهَا على دهري ببتار) (أنْكرت إفشاء سرٍ كنت أكتمه ... فِيهَا ولكنني أنْكرت إنكاري) (يَا للعجائب ليلٌ مَا هجعت بِهِ ... لنوره كَيفَ تخفى فِيهِ أسراري) (إِن الضنى عَن جَمِيع النَّاس ميزني ... فَكَانَ على إخفائي وإظهاري) (فَلَا تَقولُوا إِذا استبطأتم خبري ... أما النسيم عَلَيْهِ سائرٌ سَار) (فَلَو يمر نسيم بِي لسار إِلَى ... مغناكم بِي كَمَا يسري بإخباري) وَمِنْه موشح كتبه إِلَى كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي بِي مربعٌ قد خلا من أَهله فِي السبسب عمرَان فَإِن يكن أمحلا فمدمعي كالسحب هتان سروا فؤاد الشميم وكل وادٍ عاطر ولي فؤاد يهيم بالعشق وَهُوَ شَاعِر حكوا ظباء الصريم لَو صيد مِنْهُم نافر) حذرت أَن لَا يريم فرام مَا أحاذر فَإِن سري فِي بهيم ليلٍ فبدرٌ سَافر وَإِن يسر عجلا فالظبي عِنْد الْهَرَب عجلَان أَو حلّ وسط الفلا فقومه من عرب غزلان يَقُول خل انطلاق الدمع قصد السمعة فَمَا لأهل النِّفَاق ووجنة كالجنة فَقلت دمعٌ يراق هَل رده فِي الْحِيلَة

كلفت مَا لَا يُطَاق فِي شرعة الْمحبَّة وَلَا وعدت العناق وقهوة الرِّيق الَّتِي من حاسديها الطلا وَحسن نظم الحبب خجلان لَا لَغْو فِيهَا وَلَا يحرسها من شنب رضوَان لَيست كراحٍ يُطَاف بهَا حَرَامًا لإحلال تدق عِنْد اختطاف عقول قوم كالجبال كم أمنت من يخَاف إِمَّا بِحَق أَو محَال وهونت من تلاف عرضٍ ودينٍ بعد مَال فدع كؤوس السلاف واستجل أَوْصَاف الْكَمَال فَإِنَّمَا يجتلى على الْكِرَام النجب إِحْسَان من عِنْده بالغلا يستعبد الْحر الأبي أَثمَان أثنت عَلَيْهِ العدا وعددت مآثره مَرْكَز بذل الجدا وَمن سواهُ الدائره بِلَا حُرُوف الندا لبت لهاة الغامره اسلف كلا يدا حَتَّى السَّحَاب الهامره وَقد ملا بالندى كل بقاع القاهره حَتَّى رَأينَا الملا لفضله وَالْأَدب قد دانوا إِذْ هم رعايا الْعلَا وجعفر بن تغلب سُلْطَان) مِنْهُ يفاد الْكَلَام فَمَا يَقُول النَّاظِم فِي الْعلم حبرٌ أَمَام وَفِي السخاء حَاتِم فيا أَبَا الْفضل دَامَ لي ببقاك الْعَالم فَأَنت عين الْأَنَام يقظى وكلٌ نَائِم بك الجدود الْكِرَام تسر حَتَّى آدم أَنْت لمن قد تَلا على صميم النّسَب عنوان يَا آخرا أَولا كَأَنَّك فِي الْكتب قُرْآن وغادةٌ تنجلي فينجلي الْقلب الحزين بهَا يحلى الحليّ ويسحر السحر الْمُبين قلت لَهَا والخلي لم يدر مَا الدَّاء الدفين

بِاللَّه من ينطلي عَلَيْك أَو تألفين ابْن عليٍ بعلي قَالَت نعم يَا مُسلمين لَوْلَا عَليّ انطلا تركت أُمِّي وَأبي من شانو كِفَايَة الله البلى يبيت سواي وَذَا الصَّبِي فِي أحضانو وَمن موشحاه أَيْضا افتك بِنَا فِي السقم والهم كل فتك بخمرةٍ كالعندم أَو مرشف ابْن تركي فلونها لون الدَّم وَالرِّيح ريح الْمسك كم صبرت ذَا ألم من كدرٍ وضنك والعيش مِنْهُ يصفو والطيش يستخف وللسرور زحف مِنْهُ الهموم تهرب وَلَو أَتَت فِي ألف مِنْهُ فِي الخرجة يَا مرْحَبًا بالغائب إِذْ جَاءَ فِي العذار يزري بِكُل كاعب تزور فِي الْإِزَار فَلم أكن بخائب عَلَيْهِ فِي انْتِظَار) وَلم أقل كالعاتب أَبْطَأت فِي مزاري إِلَّا الْتفت لخلفو وَقَالَ يُشِير بكفو وحاجبو لردفو هَذَا الثقيل حَقًا اعتبوا على انقطاعو خَلْفي نَاظر الْجَيْش مُحَمَّد بن فضل الله القَاضِي الْكَبِير الرئيس فَخر الدّين نَاظر الجيوش بالديار المصرية كَانَ متألهاً عمره لما كَانَ نَصْرَانِيّا وَلما أسلم حُكيَ لي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس عَن خَاله القَاضِي شرف الدّين ابْن زنبور قَالَ هَذَا ابْن أُخْتِي متعبد لأننا لما كُنَّا نَجْتَمِع على الشَّرَاب فِي ذَلِك الدّين يتركنا وينصرف ونفتقده إِذا طَالَتْ غيبته فنجده وَاقِفًا يُصَلِّي وَلما ألزموه بِالْإِسْلَامِ امْتنع وهم بقتل نَفسه بِالسَّيْفِ وتغيب أَيَّامًا ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه إِلَى الْغَايَة وَلم يقرب نَصْرَانِيّا وَلَا آواه وَلَا اجْتمع بِهِ وَحج غير مرّة وزار الْقُدس غير مرّة وَقيل أَنه فِي آخر أمره كَانَ يتَصَدَّق كل شهر بِثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَبنى مَسَاجِد كَثِيرَة فِي الديار المصرية وَعمر أحواضاً كَثِيرَة فِي الطرقات وَبنى بنابلس مدرسة وَبنى بالرملة بيمارستاناً وَكثر من أَعمال الْبر وَأَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله أَنه كَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب انْتهى وزار الْقُدس

غير مرّة وَفِي بعض المرات أحرم من الْقُدس وَتوجه إِلَى الْحجاز وَكَانَ إِذا خدمه الْإِنْسَان مرّة فِي عمره بَقِي صَاحبه إِلَى آخر وَقت وَقضى أشغاله وَكَانَت فِيهِ عصبية لأَصْحَابه وانتفع بِهِ خلق كثير فِي الدولة الناصرية من الْأُمَرَاء والنواب والقضاة وَالْفُقَهَاء والأجناد وَغَيرهم من أهل الشَّام ومصر لوجاهته عِنْد أستاذه وإقدامه عَلَيْهِ لم يكن لأحد من التّرْك وَلَا من المتعممين إقدامه عَلَيْهِ أما أَنا فَسمِعت السُّلْطَان الْملك النَّاصِر يَقُول يَوْمًا فِي خانقاه سرياقوس لجندي وَاقِف بَين يَدَيْهِ يطْلب إقطاعاً لَا تطول وَالله لَو أَنَّك ابْن قلاون مَا أَعْطَاك القَاضِي فَخر الدّين خبْزًا يعْمل أَكثر من ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَحكى القَاضِي عماد الدّين ابْن القيسراني أَنه قَالَ لَهُ فِي يَوْم خدمَة وَنحن فِي دَار الْعدْل يَا فَخر الدّين تِلْكَ الْقَضِيَّة طلعت فاشوش فَقَالَ لَهُ مَا قلت لَك أَنَّهَا عَجُوز نحسيريد بذلك بنت كوكاي امْرَأَة السُّلْطَان لِأَنَّهَا ادَّعَت أَنَّهَا حُبْلَى وأخباره مَعَه من هَذِه النِّسْبَة كَثِيرَة وَكَانَ أَولا كَاتب) المماليك ثمَّ انْتقل إِلَى نظر الْجَيْش ونال من الوجاهة مَا لم ينله غَيره وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب على عَظمته يكرههُ وَإِذا قعد للْحكم أعرض عَنهُ وأدار كتفه إِلَيْهِ وَلم يزل فَخر الدّين يعْمل عَلَيْهِ إِلَى أَن توجه أرغون إِلَى الْحجاز فَقيل أَنه أَتَى بِذكرِهِ يَوْمًا وَقَالَ لَهُ يَا خوند مَا يقتل الْمُلُوك إِلَّا نوابهم هَذَا بيدراً قتل أَخَاك الْأَشْرَف وحسام الدّين لاجين الْمَنْصُور قتل بِسَبَب نَائِبه منكوتمر فتخيل السُّلْطَان مِنْهُ وَلما جَاءَ من الْحجاز لم يره وجهزه إِلَى حلب نَائِبا وَهُوَ الَّذِي حسن لَهُ أَن لَا يكون لَهُ وَزِير بعد الجمالي وَلذَلِك بقيت جَمِيع أُمُور المملكة مُتَعَلقَة بِهِ فِي الجيوش وَالْأَمْوَال وَغَيرهَا وَلما غضب عَلَيْهِ وَولى القَاضِي قطب الدّين ابْن شيخ السلامية صادره وَأخذ مِنْهُ أَربع مائَة ألف دِرْهَم فَلَمَّا رَضِي عَلَيْهِ أَمر بإعادتها إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَا خوند أَنا خرجت عَنْهَا لَك فَابْن بهَا لَك جَامعا فَبنى بهَا الْجَامِع الَّذِي فِي موردة الحلفاء وَسمعت من قزمان شخص كَانَ كَاتبا يحدث أَنه جَاءَ مرّة إِلَى الْقُدس وَكنت هُنَاكَ فَتوجه إِلَى قمامة وَكنت من خَلفه وَهُوَ لَا يراني وَهُوَ يمشي فِيهَا وَينظر إِلَى تِلْكَ المعابد وَيَقُول رَبنَا لَا تزغ قُلُوبنَا بعد إِذْ هديتنا وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ للْملك وَالزَّمَان بِهِ جمال وَكَانَ فِي آخر أمره يُبَاشر بِلَا مَعْلُوم وَترك الْجَمِيع إِلَّا كماجة تحضر لَهُ كل يَوْم من المخابز السُّلْطَانِيَّة وَيَقُول أتبرك بهَا وَلما قيل للسُّلْطَان أَنه مَاتَ لَعنه وَقَالَ لَهُ خمس عشرَة سنة مَا يدعني أعمل مَا أُرِيد وَمن بعده تسلط السُّلْطَان على النَّاس وصادر وعاقب وتجرأ على كل شَيْء وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة ووصى من مَاله للسُّلْطَان بِأَرْبَع مائَة ألف دِرْهَم فَأخذ مِنْهُ أَكثر من ألف ألف دِرْهَم الْمسند الْمُحدث الأندلسي مُحَمَّد بن فطيس بن وَاصل أَبُو عبد الله الغافقي الأندلسي الإلبيري مُحدث مُسْند بِتِلْكَ الديار قَالَ ابْن الفرضي كَانَ ضابطاً نبيلاً صَدُوقًا توفّي سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مائَة

مُحَمَّد بن فليح بن سُلَيْمَان قَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع على بعض حَدِيثه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كثير من الثِّقَات قد تفردوا وَيصِح أَن يُقَال فيهم لَا يتابعون على بعض) حَدِيثهمْ انْتهى وَقد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة المازيار صَاحب طبرستان مُحَمَّد بن قَارن المازيار صَاحب طبرستان كَانَ مبايناً لعبد الله بن طَاهِر وَكَانَ الأفشين يدس إِلَيْهِ ويشجعه ويحمله على خلاف المعتصم فَخَالف وصادر النَّاس وأذلهم بطبرستان وَجعل السلَاسِل فِي أَعْنَاقهم وَهدم المدن فهرب النَّاس مِنْهُ إِلَى خُرَاسَان وَكتب المعتصم إِلَى عبد الله بن طَاهِر يَأْمُرهُ بقتاله فَبعث إِلَيْهِ عَمه الْحسن بن الْحُسَيْن بن مُصعب فحاربه وأحاط بِهِ وَأَخذه أَسِيرًا وَقتل أَخَاهُ شهريار وَجَاء بِهِ إِلَى عبد الله بن طَاهِر فوعده إِن هُوَ أظهره على كتب الأفشين إِلَيْهِ أَن يشفع لَهُ عِنْد المعتصم فَأقر لَهُ المازيار بالكتب فَأَخذهَا ابْن طَاهِر وَبعث بهَا وبالمازيار إِلَى المعتصم فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَلم يقر بهَا فَأمر بضربه حَتَّى مَاتَ وصلبه إِلَى جَانب بابك بَعْدَمَا ضرب المازيار أَربع مائَة وَخمسين سَوْطًا وَطلب المَاء فَلم يسق فَمَاتَ من وقته عطشاً وَكَانَ الْمَأْمُون يعظمه وَيكْتب إِلَيْهِ من عبد الله الْمَأْمُون إِلَى أصبهبذ أصبهبذان وَصَاحب مُحَمَّد بن قَارن مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَفِيه يَقُول أَبُو تَمام الطَّائِي من قصيدة (وَلَقَد شفيت الْقلب من برحائها ... أَن صَار بابك جَار مازيار) (ثَانِيه فِي كبد السَّمَاء وَلم يكن ... كاثنين ثانٍ إِذْ هما فِي الْغَار) قلت وَقد غلط ابو تَمام فِي هَذَا التَّرْكِيب لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال ثَانِي اثْنَيْنِ وثالث ثَلَاثَة ورابع أَرْبَعَة وَلَا يُقَال اثْنَيْنِ ثَان وَلَا ثَلَاثَة ثَالِث وَلَا أَرْبَعَة رَابِع

ابن القاسم

3 - (ابْن الْقَاسِم) أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم الدِّمَشْقِي أَبُو الْعَبَّاس لما قدم أَبُو دلف بَغْدَاد فِي أَيَّام المعتصم أنْشدهُ مُحَمَّد بن الْقَاسِم (تحدر مَاء الْجُود من صلب آدم ... فأثبته الرَّحْمَن فِي صلب قَاسم) (أميرٌ ترى صولاته فِي بدوره ... معادلةً صولاته فِي الْمَلَاحِم) وَقَالَ (يَا بَيَاض المشيب سودت وَجْهي ... عِنْد بيض الْوُجُوه سود الْقُرُون) (فلعمري لأحجبنك جهدي ... عَن عياني وَعَن عيان الْعُيُون) (بخضابٍ فِيهِ ابيضاضٌ لوجهي ... وسوادٌ لوجهك الملعون) أَبُو جَعْفَر بن الْقَاسِم بن عبيد الله مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب بن سعيد أَبُو جَعْفَر الْوَزير كَانَ معرقاً فِي الوزارة فَهُوَ وَأَبوهُ وجده وَأَبُو جده وزراء وَأَبُو جَعْفَر هَذَا وزر للقاهر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة مُدَّة ثَلَاثَة أشهر واثني عشر يَوْمًا وَكَانَ سيء السِّيرَة غير مرضِي الْأَفْعَال وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَكَانَت ولَايَته وعزله وَمَوته فِي سنة وَاحِدَة وَمن شعره (ألم تَرَ أَن ثِقَات الرِّجَال ... إِذا الدَّهْر ساعده ساعدوا) (وَإِن خانه دهره أسلموه ... وَلم يبْق مِنْهُم لَهُ وَاحِد) (وَلَو علم النَّاس أَن الْمَرِيض ... يَمُوت لما عَاده عَائِد) القلوسي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْأُسْتَاذ أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي الْمَاوَرْدِيّ الْمَعْرُوف بالقلوسي مُصَنف كتاب الْمِفْتَاح وَغَيره كَانَ فَقِيها متكلماً واعظاً توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة الشهرزوري القَاضِي قَاضِي الْخَافِقين مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مظفر بن عَليّ أَبُو بكر الشهرزوري القَاضِي الْموصِلِي ولد سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة ولي الْقَضَاء بعدة بلدان من الشَّام والجزيرة وَنزل إِلَى بَغْدَاد) فَتوفي بهَا وَمن شعره

(همتي دونهَا السهى والثريا ... قد علت جهدها فَمَا تتدانى) (فَأَنا متعبٌ معنى إِلَى أَن ... تتفانى الْأَنَام أَو أتفانى) توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ تفقه على الشَّيْخ أبي اسحاق الشِّيرَازِيّ وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن الْأنمَاطِي وَأبي نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَأبي الْفضل عمر بن الْبَقَّال وَغَيرهم ورحل إِلَى خُرَاسَان وطوف الْبِلَاد وَلَقي أئمتها وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه القَاضِي المرتضى عبد الله بن الْقَاسِم فِي مَكَانَهُ الْفَقِيه أَبُو عبد الله التكريتي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن هبة الله أَبُو عبد الله الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل تكريت تفقه بهَا فِي صباه على قاضيها يحيى بن الْقَاسِم ثمَّ قدم بَغْدَاد ودرس الْفِقْه وَالْخلاف على أبي الْقَاسِم بن فضلان وسافر إِلَى الْموصل وَقَرَأَ على فضلائها وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَصَارَ معيداً بالنظامية واستنابه أقضى الْقُضَاة أَحْمد بن عَليّ بن البُخَارِيّ على الحكم بدار الْخلَافَة مُدَّة ولَايَته وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حَافِظًا للْمَذْهَب سديد الفتاوي حَافِظًا لكتاب الله إِلَّا أَنه كَانَ شَدِيد الْحمق فَاسد الفكرة قَلِيل الْعقل سيء التَّصَرُّف وَكَانَ يَدعِي النّظم والنثر وَيكْتب مِنْهُ مَا يضْحك مِنْهُ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة ابْن بابجوك مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن بابجوك ببائين موحدتين بَينهمَا ألف بعدهمَا جِيم وَبعد الْوَاو كافالأستاذ أَبُو الْفضل الْخَوَارِزْمِيّ النَّحْوِيّ صَاحب التصانيف يعرف بالآدمي لحفظه مُقَدّمَة فِي النَّحْو للآدمي تتلمذ للزمخشري وَجلسَ بعده فِي حلقته وَشهر اسْمه وَبعد صيته من تصانيفه شرح السَّمَاء الْحسنى وأسرار الْأَدَب وافتخار الْعَرَب ومفتاح التَّنْزِيل وَالتَّرْغِيب فِي الْعلم وكافي التراجم بِلِسَان الْأَعَاجِم والأسمى فِي سرد الأسما وإذكار الصَّلَاة وَالْهِدَايَة فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وإعجاز الْقُرْآن ومياه الْعَرَب وَتَفْسِير الْقُرْآن وَغير ذَلِك توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة) ابْن الشاطبي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن فيره بن خلف بن أَحْمد أَبُو عبد الله الشاطبي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد وَالدَّار الْمُقْرِئ الْعدْل مولده سنة سِتّ أَو سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَخمسين وست مائَة وَدفن بسفح المقطم سمع من أَبِيه وَغَيره وَحدث وَأَبوهُ هُوَ الإِمَام الشاطبي الْمُقْرِئ صَاحب القصيدة الْمَشْهُورَة فِي القرآات أَبُو العيناء مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن خَلاد بن يَاسر اليمامي الْهَاشِمِي مولى الْمَنْصُور

الْبَصْرِيّ الأخباري أَبُو العيناء مولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قبل الْعَمى أَحول قَالَ ياقوت قَرَأت فِي تَارِيخ دمشق قَرَأت على زَاهِر بن طَاهِر عَن أبي بكر الْبَيْهَقِيّ حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ سَمِعت عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك الْأمَوِي يَقُول سَمِعت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا العيناء يَقُول أَنا والجاحظ وَضعنَا حَدِيث فدك وَأَدْخَلْنَاهُ على الشُّيُوخ بِبَغْدَاد فقبلوه إِلَّا ابْن شيبَة الْعلوِي قَالَ لَا يشبه آخر هَذَا الحَدِيث أَوله فَأبى أَن يقبله وَكَانَ أَبُو العيناء يحدث بِهَذَا بَعْدَمَا كَانَ وَكَانَ جد أبي العيناء الْأَكْبَر لَقِي عَليّ بن أبي طَالب فأساء المخاطبة بَينه وَبَينه فَدَعَا عَلَيْهِ عَليّ بالعمى لَهُ ولولده من بعده فَكل من عمي من ولد أبي العيناء فَهُوَ صَحِيح النّسَب فيهم وَقَالَ الْمبرد إِنَّمَا صَار أَبُو العيناء أعمى بعد أَن نَيف على الْأَرْبَعين وَخرج من الْبَصْرَة واعتلت عَيناهُ فَرمي فيهمَا بِمَا رمي وَالدَّلِيل على ذَلِك قَول أبي عَليّ الْبَصِير فِيهِ قد كنت خفت يَد الزَّمَان عَلَيْك إِذْ ذهب الْبَصَر (لم أدر أَنَّك بالعمى ... تغنى ويفتقر الْبشر) وَقَالَ أَحْمد بن أبي دؤاد مَا أَشد مَا أَصَابَك من ذهَاب بصركقال أبدأ بِالسَّلَامِ وَكنت أحب أَن أكون أَنا الْمُبْتَدِئ وأحدث من لَا يقبل على حَدِيثي وَلَو رَأَيْته لم أقبل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ابْن أبي دؤاد أما من بدأك بِالسَّلَامِ فقد كافأته بجميل نيتك لَهُ وَمن أعرض عَن حَدِيثك فَمَا أكسب نَفسه من سوء الْأَدَب أَكثر مِمَّا نالك من سوء الاستمالة فَأَنْشد أَبُو العيناء (إِن يَأْخُذ الله من عَيْني نورهما ... فَفِي لساني وسمعي مِنْهُمَا نور) ) (قلبٌ ذكيٌ وعقلٌ غير ذِي دخلٍ ... وَفِي فمي صارمٌ كالسيف مأثور) قَالَ المتَوَكل أشتهي أَن أنادم أَبَا العيناء إِلَّا أَنه ضَرِير فَقَالَ أَبُو العيناء أَن أعفاني أَمِير الْمُؤمنِينَ من رُؤْيَة الْأَهِلّة وَنقش الخواتيم فَإِنِّي أصلح وَخَاصم يَوْمًا علوياً فَقَالَ لَهُ الْعلوِي أتخاصمني وَأَنت تَقول فِي صَلَاتك اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ لكني أَقُول الطيبين الطاهرين فَتخرج أَنْت مِنْهُم وَصَارَ يَوْمًا إِلَى بَاب صاعد بن مخلد فَاسْتَأْذن عَلَيْهِ فَقيل هُوَ مَشْغُول بِالصَّلَاةِ ثمَّ اسْتَأْذن بعد سَاعَة فَقيل لَهُ كَذَلِك فَقَالَ لكل جَدِيد لَذَّة وَقد كَانَ قبل الوزارة نَصْرَانِيّا وَمر بِبَاب عبد الله بن مَنْصُور وَكَانَ مَرِيضا وَقد صلح فَقَالَ لغلامه كَيفَ خبر مولاكفقال كَمَا تحب فَقَالَ مَا لي لَا أسمع الصُّرَاخ عَلَيْهِ ولقيه بعض أَصْحَابه فِي السحر فَجعل صَاحبه يعجب من بكوره فَقَالَ أَبُو العيناء أَرَاك تشركني فِي الْفِعْل وتفردني بالعجب وَقَالَ لَهُ المتَوَكل أَرَأَيْت طالبياً ضريراً فِيمَا تقدم وَإِنَّمَا سَأَلتك عَمَّا سلف فَقَالَ نعم رَأَيْت مِنْهُم وَاحِدًا بِبَغْدَاد مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة فَقَالَ نجده كَانَ مؤاجراً ونجدك كنت قواداً عَلَيْهِ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا بلغ هَذَا من فراغي أدع موَالِي مَعَ كثرتهم وأقود على الغرباءفقال المتَوَكل أردْت أَن أشتفي مِنْهُم فاشتفى لَهُم مني وَاجْتمعَ أَبُو هفان وَأَبُو العيناء على مائدة فَقَالَ أَبُو هفان هَذِه أَشد حرا من مَكَانك فِي لظى فَقَالَ

أَبُو العيناء بردهَا بِشَيْء من شعرك وَقَالَ لَهُ الْمُنْتَصر بن المتَوَكل يَا أَبَا العيناء مَا أحسن الجوابفقال مَا أسكت الْمُبْطل وحير المحق فَقَالَ أَحْسَنت وَالله وَدخل على ابْن منازة الْكَاتِب وَعِنْده ابْن الْمَرْزُبَان فَأَرَادَ الْعَبَث بِهِ ابْن الْمَرْزُبَان فَقَالَ لَهُ ابْن منازة لَا تفعلفلم يقبل فَلَمَّا جلس قَالَ لَهُ يَا أَبَا العيناء لم لبست جباعة فَقَالَ وَمَا الجباعة قَالَ الَّتِي لَيست بجبة وَلَا دراعة فَقَالَ أَبُو العيناء وَلم أَنْت صفدثم قَالَ وَمَا الصفدثم قَالَ الَّذِي لَيْسَ بصفعان وَلَا نديم فَوَجَمَ لذَلِك وَضحك أهل الْمجْلس وَقَالَ عشقتني امْرَأَة بِالْبَصْرَةِ من غير أَن تراني وَإِنَّمَا كَانَت تسمع كَلَامي وعذوبته فَلَمَّا رأتني استقبحتني وَقَالَت قبحه اللههذا هوفكتبت إِلَيْهَا) (ونبئتها لما رأتني تنكرت ... وَقَالَت ذميمٌ أحولٌ مَا لَهُ جسم) (فَإِن تنكري مني احولالاً فَإِنِّي ... أديبٌ أريبٌ لاعييّ وَلَا فدم) فَوَقَعت فِي الرقعة يَا عاض بظر أمه ألديوان الرسائل أريدك أم لنفسيوقال جحظة أنشدنا أَبُو العيناء لنَفسِهِ (حمدت إلهي غذ منيت بحبها ... على حولٍ يُغني عَن النّظر الشزر) (نظرت إِلَيْهَا والرقيب يظنني ... نظرت إِلَيْهِ فاسترحت من الْعذر) وَقَالَ مُحَمَّد بن خلف بن الْمَرْزُبَان قَالَ لي أَبُو العيناء أتعرف فِي شعراء الْمُحدثين رشيدا الرياحيقال قلت لَا قَالَ بلَى هُوَ الْقَائِل فيّ (لنسبٌ لِابْنِ قاسمٍ مأثراتٌ ... فَهُوَ للخير صاحبٌ وقرين) (أَحول الْعين وَالْخَلَائِق زينٌ ... لَا احولالٌ بهَا وَلَا تلوين) لَيْسَ للمرء شائناً حول الْعين إِذا كَانَ فعله لَا يشين فَقلت لَهُ وَكنت قبل الْعَمى أحولمن السقم إِلَى البلى فَقَالَ هَذَا أطرف خبر تعرج بِهِ الْمَلَائِكَة إِلَى السَّمَاء الْيَوْم وَقَالَ أَيّمَا اصلح من السقم إِلَى البلى أَو حَال الْعَجُوز لَا وَأَخذهَا الله من القيادة إِلَى الزناء وَقَالَ الْخَطِيب مولد أبي العيناء بالأهواز ومنشأه بِالْبَصْرَةِ وَبهَا كتب الحَدِيث وَطلب الْأَدَب وَسمع من أبي عُبَيْدَة والأصمعي وَأبي عَاصِم النَّبِيل وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وَكَانَ من أحفظ النَّاس وأفصحهم لِسَانا وأسرعهم جَوَابا وأحضرهم نادرة وانتقل من الْبَصْرَة إِلَى بَغْدَاد وَكتب عَنهُ أَهلهَا وَلم يسند من الحَدِيث إِلَّا الْقَلِيل وَالْغَالِب على رواياته الْأَخْبَار والحكايات وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ فِي الحَدِيث الْحَافِظ الْبَيَانِي الْقُرْطُبِيّ مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن سيار الْأمَوِي مَوْلَاهُم الْقُرْطُبِيّ الْبَيَانِي أَو عبد الله الْحَافِظ كَانَ عَالما بارعاً فِي علم الوثائق توفّي سنة سبع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

الإِمَام أَبُو بكر ابْن الْأَنْبَارِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار أَبُو بكر ابْن الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْعَلامَة ولد سنة إِحْدَى وَسبعين قَالَ أَبُو عَليّ القالي تِلْمِيذه كَانَ يحفظ فِيمَا قيل ثَلَاث مائَة ألف بَيت) شعر شَاهد فِي الْقُرْآن وَكَانَ يملي من حفظه وَمَا أمْلى من دفتر وَكَانَ زاهداً متواضعاً حكى الدَّارَقُطْنِيّ أَنه حَضَره فِي مجْلِس يَوْم الْجُمُعَة فصحف اسْما فأعظمت أَن أحمل عَنهُ وهما وهبته وَعرفت مستمليه فَلَمَّا حضرت الْجُمُعَة الثَّانِيَة قَالَ لمستمليه عرف الْجَمَاعَة أَنا صحفنا الِاسْم الْفُلَانِيّ وَنَبَّهنَا ذَلِك الشَّاب على الصَّوَاب وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ احفظ ثَلَاثَة عشر صندوقاً قَالَ التَّمِيمِي حدث أَنه كَانَ يحفظ عشْرين وَمِائَة تَفْسِير بأسانيدها كَانَ يتَرَدَّد إِلَى أَوْلَاد الراضي بِاللَّه فَسَأَلته جَارِيَة عَن تَعْبِير رُؤْيا فَقَالَ أَنا حاقن وَمضى فَلَمَّا عَاد من الْغَد عَاد وَقد صَار عابراً مضى من يَوْمه فدرس كتاب الْكرْمَانِي كَانَ إِمَامًا فِي نَحْو الْكُوفِيّين وأملى كتاب غَرِيب الحَدِيث فِي خمس وَأَرْبَعين ألف ورقة وَله شرح الْكَافِي فِي ألف ورقة وَكتاب الأضداد مَا رَأَيْت أكبر مِنْهُ فِي بَابه والجاهليات فِي سبع مائَة ورقة والمذكر والمؤنث وَخلق الْإِنْسَان وَخلق الْفرس والأماثل والمقصور والممدود والهاءات فِي ألف ورقة الْمُشكل رِسَالَة رد فِيهَا على ابْن قُتَيْبَة وَالْوَقْف والابتداء وَكَانَ يملي هُوَ فِي نَاحيَة فِي الْمَسْجِد وَأَبوهُ فِي نَاحيَة أُخْرَى الزَّاهِر أدب الْكَاتِب لم يتم الْوَاضِح فِي النَّحْو وَنقض مسَائِل ابْن شنبوذ الرَّد على من خَالف مصحف عُثْمَان كتاب اللامات وَكتاب الآلفات شرح شعر زُهَيْر شرح شعر النَّابِغَة الْجَعْدِي وَشرح شعر الْأَعْشَى وَكتاب الأمالي توفّي لَيْلَة النَّحْر سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة الْأَمِير الثَّقَفِيّ مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الحكم بن أبي عقيل الثَّقَفِيّ كَانَ عَاملا للحجاج على السَّنَد وَفتحهَا فَلَمَّا وَليهَا حبيب بن الْمُهلب قدم على مقدمته عَاملا من السكاسك ورجلاً من عك فأخذا مُحَمَّدًا فحبساه فَقَالَ (أينسى بَنو مَرْوَان سَمْعِي وطاعتي ... وَإِنِّي على منا فَاتَنِي لصبور) (فتحت لَهُم مَا بَين سَابُور بالقنا ... إِلَى الْهِنْد مِنْهُم زاحفٌ ومغير) (وَمَا وطِئت خيل السكاسك عسكري ... وَلَا كَانَ من عكٍ عَليّ أَمِير) (وَمَا كنت للْعَبد المزوني تَابعا ... فيالك جدا بالكرام عثور)

(وَلَو كنت أزمعت الْفِرَاق لقربت ... إِلَى إناثٌ للوغى وذكور) فَبلغ سُلَيْمَان بن عبد الْملك شعره فَأَطْلقهُ بعد أَن حبس بواسط) وَفِيه يَقُول زِيَاد الْأَعْجَم (قاد الجيوش لخمس عشرَة حجَّة ... ولداته عَن ذَاك فِي أشغال) (قعدت بهم أهواؤهم وسمت بِهِ ... همم الْمُلُوك وَسورَة الْأَبْطَال) وَيَقُول آخر (إِن المنابر أَصبَحت مختالةً ... بِمُحَمد بن الْقَاسِم بنت مُحَمَّد) (قاد الجيوش لسبع عشرَة حجَّة ... يَا قرب سُورَة سوددٍ من مولد) وَكَانَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم من رجالات الدَّهْر ضرب عُنُقه معوية بن يزِيد بن الْمُهلب وَقيل أَن صَالح بن عبد الرَّحْمَن عذبه فَمَاتَ ابْن مموله النسابة مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن ممولهبتشديد الْمِيم الثَّانِيَة وَبعد الْوَاو لَام وهاءأبو الْحُسَيْن من أهل الْبَصْرَة وَاحِد عصره علما بِالنّسَبِ وأخبار الْعَرَب أدْرك دولة بني بويه وروى عَنهُ أَبُو أَحْمد العسكري قَالَ حَمْزَة وَمِمَّنْ تفرد بِعلم الْأَنْسَاب وَالسير وَالْأَيَّام من أهل أَصْبَهَان رجلَانِ لم يتقدمهما فِي الزَّمَان أحد أَبُو بكر وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن مموله النسابتان فَأَما أَبُو بكر فَلم يبرح بأصبهان وَأما أَبُو الْحُسَيْن فَإِنَّهُ صحب إِبْرَاهِيم بن عبد الله المسمعي وَكَانَ يتنقل مَعَه فِي الْبلدَانِ الَّتِي يتولاها ثمَّ أَقَامَ أخيراً بِفَارِس وَبهَا مَاتَ وَكَانَ يصنف فِي كل سنة لإِبْرَاهِيم المسمعي كتابا قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق لَهُ من الْكتب كتاب الْفرس وأخبارها وأنسابها كتاب الْأَنْسَاب وَالْأَخْبَار كتاب المنافرات بَين الْقَبَائِل وأشراف العشائر وأقضية الْحُكَّام بَينهم قَالَ ياقوت وَله كتاب الْفَرْع وَالشَّجر فِي أَنْسَاب الْعَرَب والعجم وَهُوَ كتاب جليل يكون نَحْو الْعشْرين مجلدة ماني الموسوس مُحَمَّد بن الْقَاسِم أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بماني الموسوس من أهل مصر قدم بَغْدَاد أَيَّام المتَوَكل وَكَانَ من أظرف النَّاس وألطفهم توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ من شعره زَعَمُوا أَن من تشاغل باللذات عَمَّن يُحِبهُ يتسلى كذبُوا وَالَّذِي تقاد لَهُ الْبدن وَمن عاذ بِالطّوافِ وَصلى إِن نَار الْهوى أحر من الْجَمْر على قلب عاشقٍ يتقلى)

وَمِنْه (دَعَا طرفه طرفِي فَأقبل مسرعاً ... وَأثر فِي خديه فاقتص من قلبِي) (شَكَوْت إِلَيْهِ مَا لقِيت من الْهوى ... فَقَالَ على رسلٍ فمت فَمَا ذَنبي) وَمِنْه (ذَنبي إِلَيْهِ خضوعي حِين أبصره ... وَطول شوقي إِلَيْهِ حِين أذكرهُ) (وَمَا جرحت بلحظ الْعين وجنته ... إِلَّا وَمن كَبِدِي يقْتَصّ محجره) (نَفسِي على بخله تفديه من قمرٍ ... وَإِن رماني بذنبٍ لَيْسَ يغفره) (وعاذلٍ باصطبار الْقلب يَأْمُرنِي ... فَقلت من أَيْن لي قلبٌ فأهجره) وَقد أورد لَهُ صَاحب الأغاني فِي كِتَابه أَخْبَارًا ظريفة مِنْهَا مَا رَوَاهُ بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن الْبَراء قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ عزم مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر على الصبوح وَعِنْده الْحسن بن مُحَمَّد بن طالوت فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد كُنَّا نحتاج إِلَى أَن يكون مَعنا ثَالِث نأنس بِهِ ونلتذ بمنادمته فَمن ترى أَن يكونقال ابْن طالوت قد خطر ببالي رجل لَيْسَ علينا فِي منادمته ثقل قد خلا من إبرام المجالسين وَبرئ من ثقل المؤانسين خَفِيف الْوَطْأَة إِذا أدنيته سريع الوثبة إِذا أَمرته قَالَ من هوقال مَا ني الموسوس فَقَالَ مُحَمَّد مَا أَسَأْت الِاخْتِيَار ثمَّ تقدم إِلَى صَاحب الشرطة بِطَلَبِهِ وإحضاره فَمَا كَانَ بأسرع من أَن قبض عَلَيْهِ صَاحب الكرخ فَوَافى بِهِ بَاب مُحَمَّد فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ وَسلم رد عَلَيْهِ وَقَالَ مَا حَان لَك أَن تَزُورنَا مَعَ شوقنا إليكفقال لَهُ ماني أعز الله الْأَمِير الشوق شَدِيد والود عتيد والحجاب صَعب والبواب فظ وَلَو سهل لي الْإِذْن لسهلت عَليّ الزِّيَارَة فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد لقد لطفت فِي الاسْتِئْذَان وَأمره بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ وَكَانَ قد أطْعم قبل أَن يدْخل وَأدْخل الْحمام وَأخذ من شعره وألبس ثيابًا نظافاً وَأتي مُحَمَّد بن عبد الله بِجَارِيَة لإحدى بَنَات الْمهْدي كَانَ يحب السماع مِنْهَا وَكَانَت تكْثر عِنْده وَكَانَ أول مَا غنته (وَلست بناسٍ إِذْ غدوا وتحملوا ... دموعي على الْخَدين من شدَّة الوجد) (وَقَوْلِي وَقد زَالَت بعيني حمولهم ... بواكر تحدى لَا يكن آخر الْعَهْد) فَقَالَ ماني أيأذن لي الْأَمِير قَالَ فِي ماذاقال فِي اسْتِحْسَان مَا أسمع قَالَ نعم قَالَ أَحْسَنت وَالله فَإِن رَأَيْت أَن تزيدي مَعَ هَذَا الشّعْر هذَيْن الْبَيْتَيْنِ (وَقمت أُنَاجِي الدمع والدمع حائرٌ ... بمقلة موقوفٍ على الضّر والجهد) ) (وَلم يعدني هَذَا الْأَمِير بعدله ... على ظالمٍ قد لج فِي الهجر والصد) فَقَالَ مُحَمَّد وَمن أَي شَيْء استعديت يَا مانيفاستحيى وَقَالَ لَا من ظلم أَيهَا الْأَمِير وَلَكِن الطَّرب حرك شوقنا وَكَانَ كامناً وأظهره ثمَّ غنت (حجبوها عَن الرِّيَاح لِأَنِّي ... قلت يَا ريح بلغيها السلاما)

(لَو رَضوا بالحجاب هان وَلَكِن ... منعوها يَوْم الرِّيَاح الكلاما) قَالَ فطرب مُحَمَّد ودعا برطل وَشرب فَقَالَ ماني مَا كَانَ على قَائِل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لَو أضَاف غليهما هذَيْن (فتنفست ثمَّ قلت لطيفي ... ويك لَو زرت طيفها إلماما) (حيها بِالسَّلَامِ سرا وَإِلَّا ... منعوها لشقوتي أَن تناما) فَقَالَ مُحَمَّد أَحْسَنت يَا ماني ثمَّ غنت (يَا خليليّ سَاعَة لَا تريما ... وعَلى ذِي صبَابَة فأقيما) (مَا مَرَرْنَا بقصر زَيْنَب إِلَّا ... فَضَح الدمع سرنا المكتوما) فَقَالَ ماني لَوْلَا رَقَبَة الْأَمِير لأضفت إِلَى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ بَيْتَيْنِ لَا يردان على سمع ذِي لب فيصدران إِلَّا على اسْتِحْسَان لَهما فَقَالَ مُحَمَّد الرَّغْبَة فِي حسن مَا تَأتي بِهِ جائلة على كل رهبة فهات مَا عنْدك فَقَالَ ظبيةٌ كالهلال لَو تلحظ الصخر بطرفٍ لغادرته هشيما وَإِذا مَا تبسمت خلت مَا يَبْدُو من الثغر لؤلؤاً منظوما وَفِي الْخَبَر طول وَهَذَا يَكْفِي مِنْهُ الْوَزير أَبُو جَعْفَر الْكَرْخِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الْفضل أَبُو جَعْفَر الْكَرْخِي ولي وزارة الراضي بِاللَّه سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة بعد عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن الْجراح فَأَقَامَ ثَلَاثَة أشهر وَنصفا فَلَمَّا فسد أَمر الراضي بِاللَّه استتر ووكل بداره وفتش منزله ومنزل أَخِيه جَعْفَر وَحمل مَا وجد فيهمَا ثمَّ أَنه ولي الوزارة ثَانِيًا فَكَانَت وزارته الثَّانِيَة ثَلَاثَة وَخمسين يَوْمًا وَكَانَ بطيء الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة فِيهِ كرم واحترام لقاصديه وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة ومولده سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ابْن الزبيدية الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله الزبيدِيّ أَبُو الْعِزّ الْمُقْرِئ وَيعرف) بِابْن الزبيدية قَالَ ابْن النجار كَانَ شَابًّا فهما قَارِئًا مجوداً قَرَأَ بالروايات وَسمع الحَدِيث الْكثير من أبي بكر وَأبي الْقَاسِم بن الْحصين وزاهر بن طَاهِر الشحامي وأمثالهم وَكتب الْكثير وتفقه لِابْنِ حَنْبَل ثمَّ انْتقل لمَذْهَب أبي حنيفَة وتأدب وَقَالَ الشّعْر وَمَات قبل أَوَان الرِّوَايَة سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره كل متني من الْوُقُوف على الأطلال يَوْم النَّوَى فَمَا كَلَّمتنِي (ودعتني آثَار من كَانَ فِيهَا ... مستهاماً وللضنى أودعتني) لم يكن ثمّ من يخبر بالأحباب إِلَّا حمامةٌ فَوق غُصْن (فبكتني وأبكأتني وَقَالَت ... هَا أَنا للنوى أُغني فغني)

(ثمَّ راحت وراحتي فَوق صَدْرِي ... راحتي حِين ولولت ودعتني) وَقَالَ يمدح المسترشد حِين رَجَعَ من قتال دبيس بن مزِيد سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة أَولهَا (أهلاك الرّبع ومشهده ... وجفاك الغمض ومورده) مِنْهَا رشأٌ كالبدر دَقِيق الخصر يضل الْقلب ويرشده (تسبي العشاق لواحظه ... ويفوق الْورْد تورده) (عجبا من منصل ناظره ... فِي قلب العاشق يغمده) غنج الأجفان كغصن البان من اللحظات مهنده ممشوق الْقد مليح الخد كَانَ الْحسن يساعده أَبُو البهار مُحَمَّد بن الْقَاسِم هُوَ أَبُو البهاربالباء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف رَاء الثَّقَفِيّ الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان إسلامي كَانَ يشرب على البهار ويعجب بِهِ حَتَّى أَنه قَالَ فِيهِ (اسقياني على البهار فَإِنِّي ... لأرى كل مَا اشْتهيت البهارا) ولقب أَبَا البهار الْأَمِير بدر الدّين الهكاري مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْأَمِير بدر الدّين أَبُو عبد الله الهكاري) اسْتشْهد على الطّور وأبلى ذَلِك الْيَوْم بلَاء حسنا وَكَانَت لَهُ المواقف الْمَشْهُورَة فِي قتال الفرنج وَكَانَ من أكَابِر أُمَرَاء الْمُعظم يصدر عَن رَأْيه ويثق بِهِ لصلاحه وَكَانَ سَمحا لطيفاً دينا ورعاً باراً بأَهْله والفقراء وَالْمَسَاكِين كثير الصَّدقَات بنى بالقدس مدرسة للشَّافِعِيَّة ووقف عَلَيْهَا الْأَوْقَاف وَبنى مَسْجِدا قَرِيبا من الخيلي عَلَيْهِ السَّلَام عِنْد يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام على قَارِعَة الطَّرِيق وَكَانَ يتَمَنَّى الشَّهَادَة دَائِما وَيَقُول مَا أحسن وَقع سيوف الْكفَّار على أنفي ووجهيودفن لما مَاتَ شَهِيدا فِي الْقُدس سنة أَربع عشرَة وست مائَة صناجة الدوح مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن عَاصِم الْمَعْرُوف بصناجة الدوح شَاعِر الْحَاكِم صَاحب مصر هُوَ الْقَائِل لما زلزلت مصر (بالحاكم الْعدْل أضحى الدّين معتلياً ... نجل العلى وسليل السَّادة الصلحا) (مَا زلزلت مصر من كيدٍ يُرَاد بهَا ... وَإِنَّمَا رقصت من عدله فَرحا)

ابن قائد

الشَّمْس مجد الدّين التّونسِيّ مُحَمَّد بن الِاسْم الْعَلامَة ذُو الْفُنُون الشَّيْخ مجد الدّين أَبُو بكر المرسي ثمَّ التّونسِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي الأصولي نزيل دمشق ولد سنة سِتّ وَخمسين قدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فَأخذ النَّحْو والقراآت عَن الشَّيْخ حسن الرَّاشِدِي وَحضر حَلقَة الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس وَسمع من الْفَخر عَليّ والشهاب ابْن مزهر وتصدر بِدِمَشْق للقراآت وَهُوَ فِي غُضُون ذَلِك يتزيد من الْعُلُوم ويناظر فِي المحافل وَكَانَ فيعه دين وسكينة ووقار وَخير ولي الإقراء بتربة أم الصَّالح وبالتربة الأشرفية وَتخرج بِهِ أَئِمَّة وتلا الشَّيْخ شمس الدّين عَلَيْهِ بالسبع وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة وتأسف الطّلبَة عَلَيْهِ وَكَانَ آيَة فِي الذكاء حَدثنِي غير وَاحِد أَثِق بِهِ أَنه لم ير مثله وَقيل أَن النَّاس سَأَلُوا الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي عَن الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَعَن الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل أَيهمَا أذكى فَقَالَ ابْن الزملكاني وَلَكِن هُنَا مغربي أذكى مِنْهُمَا يَعْنِي بِهِ الشَّيْخ مجد الدّين وَكَانَ نحوي عصره بِدِمَشْق وامتحن على يَد الْأَمِير سيف الدّين كراي النَّائِب بِدِمَشْق فَقتله) بِبَاب الْقصر الأبلق بِالْعِصِيِّ ضربا كثيرا لما ألقِي الْمُصحف وَسَب الْأَمِير الْخَطِيب جلال الدّين فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ مجد الدّين اسْكُتْ اسْكُتْ وقوى نَفسه وَنَفسه عَلَيْهِ فَرَمَاهُ وَقَتله وَكَانَ فِي وَقت قد انفعل لِلشِّهَابِ الباجربقي وَدخل عَلَيْهِ أمره ثمَّ أَنه أناب وَتَابَ وَجَاء إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي واعترف عِنْده وَتَابَ وَهُوَ الَّذِي كشف أمره بهاء الدّين البرزالي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بهاء الدّين ابْن الشَّيْخ زكي الدّين البرزالي الْفَقِيه الْمُقْرِئ حفظ التَّنْبِيه وتفنن وَسمع الْكثير من خلق كَابْن الْفراء والغسولي وَحدث وَكتب الطباق وَمَات سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (ابْن قَائِد) مُحَمَّد بن قَائِد الشَّيْخ الزَّاهِد من أهل اوانا كَانَ صَاحب كرامات وإشارات ومجاهدات ورياضات وَكَلَام عَمَّا فِي الخواطر وَبَيَان عَمَّا فِي الضمائر أقعد زَمَانا فَكَانَ يحمل فِي محفة إِلَى الْجَامِع قدم اوانا واعظ يعرف بالزرزور فَجَلَسَ بالجامع وَذكر الصَّحَابَة بِسوء فَلم يُنكر عَلَيْهِ فحملوا الشَّيْخ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ انْزِلْ يَا كلب أَنْت وَمن تعتز بِهِ وَكَانَ يَدعِي إِلَى سِنَان مقدم الإسماعيلية فثار الْعَوام ورجم الزرزور وهر بِمن الْقَتْل فَيُقَال أَن سِنَانًا بعث إِلَيْهِ رجلَيْنِ فِي زِيّ الصُّوفِيَّة فأقاما عِنْده فِي الرِّبَاط تِسْعَة أشهر لَا يعرفهما فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء قَالَ لأَصْحَابه يحدث هَهُنَا حَادِثَة عَظِيمَة وَكَانَ عِنْده للنَّاس ودائع فَردهَا وَقَالَ لِخَادِمِهِ يَا عبد الحميد لَك فِيمَا يجْرِي نصيب بِعني إِيَّاه بالدولة والدولة بُسْتَان إِلَى جَانب الرباطفقال مَا أبيعك نَصِيبي بِالْجنَّةِ فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة وثب الصوفيان على الشَّيْخ فقتلاه وقتلا خادمه عبد الحميد وهربا فلقيهما فلاح

ابن قرطاي

فِي يَده مر فَقَتَلَهُمَا وَكَانَ ذَلِك سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة ابْن قَرَار صَاحب آمد نور الدّين مُحَمَّد بن قَرَار سلان بن دَاوُد نور الدّين صَاحب آمد وحصن كيفا توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَولي بعده ابْنه قطب الدّين سكمان ووزر لَهُ القوام بن سماقا) 3 - (ابْن قرطاي) الإربلي الْأَمِير مُحَمَّد بن قرطاي الإربلي أَبُو الْعَبَّاس الْأَمِير كَانَ مليح الصُّورَة مهيباً من أُمَرَاء إربل فَلَمَّا مَاتَ صَاحب إربل قدم هَذَا إِلَى حلب فَأكْرمه الْعَزِيز وأقطعه خبْزًا وَله شعر حسن كأخيه توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَمن شعره (أما واشتياقي عِنْد خطرة ذكركُمْ ... إِلَّا قسمٌ لَو تعلمُونَ عَظِيم) (لَأَنْتُم وَإِن عذبتموني بهجركم ... على كل حالٍ جنةٌ ونعيم) (سلمتم من الوجد الَّذِي بِي عَلَيْكُم ... وَمن مهجةٍ فِيهَا أسى وكلوم) (فَلَا ذقتم مَا ذقت مِنْكُم فلي بكم ... رسيس غرامٍ مقعدٌ ومقيم) قلت هُوَ شعر جيد ومولده سنة سِتّ وست مائَة 3 - (ابْن قلاوون) السُّلْطَان الْأَعْظَم الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون السُّلْطَان الْأَعْظَم الْملك النَّاصِر نَاصِر الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بَان السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون الصَّالِحِي ولد الْملك النَّاصِر سنة أَربع وَثَمَانِينَ ووالده الْمَنْصُور على حصن المرقب محاصراً وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن لَيْلَة الْخَمِيس بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية بَين القصرين وَأنزل على وَالِده كَانَ ملكا عَظِيما دَانَتْ لَهُ الْعباد وملوك الْأَطْرَاف بِالطَّاعَةِ وَلما قتل أَخُوهُ الْملك الْأَشْرَف خَلِيل على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته فِي عَاشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَقتل من قتل من قاتليه وَقع الِاتِّفَاق بعد قتلة بيدرا أَن يكون السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَخُوهُ هُوَ السُّلْطَان وزين الدّين كتبغا هُوَ النَّائِب والأمير علم الدّين الشجاعي هُوَ الْوَزير وأستاذ الدَّار وَاسْتقر ذَلِك وَوصل إِلَى دمشق الْأَمِير سيف الدّين ساطلمش والأمير سيف الدّين بهادر التتري على الْبَرِيد فِي رَابِع عشْرين الْمحرم ومعهما كتاب من الْأَشْرَف مضمونه أننا استنبنا أخانا الْملك النَّاصِر نَاصِر الدّين مُحَمَّدًا وجعلناه ولي عهدنا حَتَّى إِذا توجهنا إِلَى لِقَاء الْعَدو يكون لنا من) يخلفنا فَحلف النَّاس على ذَلِك وخطب الْخَطِيب ودعا للسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف ثمَّ دَعَا لوَلِيّ عَهده الْملك النَّاصِر أَخِيه وَكَانَ ذَلِك تدبيراً من الشجاعي وَفِي ثَانِي يَوْم ورد مرسوم من مصر بالحوطة على مَوْجُود بيدرا ولاجين وقراسنقر وطرنطاي الساقي وسنقرشاه وبهادر رَأس نوبَة وَظهر الْخَبَر بقتل السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف واتفاق الْكَلِمَة على سلطنة الْملك النَّاصِر أَخِيه واستقل زين الدّين كتبغا نَائِبا والشجاعي مُدبر الدولة وَقبض على جمَاعَة من

الْأُمَرَاء الَّذين اتَّفقُوا على قتلة الشّرف وهم الْأَمِير سيف الدّين نوغاي وَسيف الدّين الناق وعلاء الدّين الطنبغا الجمدار وشمس الدّين آقسنقر مَمْلُوك لاجين وحسام الدّين طرنطاي الساقي وَمُحَمّد خواجا وَسيف الدّين اروس وَكَانَ ذَلِك فِي خَامِس صفر فَأمر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بِقطع أَيْديهم وتسميرهم أَجْمَعِينَ وطيف بهم مَعَ رَأس بيدرا ثمَّ مَاتُوا إِلَى الْعشْرين من صفر فَبلغ كتبغا أَن الشجاعي قد عَامل النَّاس فِي الْبَاطِن على قَتله فَلَمَّا كَانَ خَامِس عشْرين صفر ركب كتبغا فِي سوق الْخَيل وَقتل بسوق الْخَيل أَمِير يُقَال لَهُ البندقداري لِأَن جَاءَ إِلَى كتبغا وَقَالَ لَهُ ايْنَ حسام الدينأحضرهفق ال مَا هُوَ عِنْدِي فَقَالَ بل هُوَ عنْدك وَمد يَده إِلَى سَيْفه ليسله فَضَربهُ بلبان الْأَزْرَق مَمْلُوك كتبغا بِالسَّيْفِ وَحل كتفه وَنزل مماليك كتبغا فأنزلوه وذبحوه فِي سوق الْخَيل وَمَال الْعَسْكَر من الْأُمَرَاء والمقدمين والتتار والأكراد إِلَى كتبغا وَمَال البرجية وَبَعض الخاصكية إِلَى الشجاعي لِأَنَّهُ أنْفق فيهم فِي يَوْم ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَقرر أَن كل من أحضر راس أَمِير كَانَ اقطاعه لَهُ وحاصر كتبغا القلعة وَقطع المَاء عَنْهَا فَنزل البرجية ثَانِي يَوْم من القلعة على حمية وقاتلوا كتبغا وهزموه إِلَى بِئْر الْبَيْضَاء فَركب الْأَمِير بدر الدّين البيسري وَبدر الدّين بكتاش أَمِير سلَاح وَبَقِيَّة الْعَسْكَر نصْرَة لكتبغا وردوهم وكسروهم إِلَى أَن أدخلوهم القلعة وجدوا فِي حصارها فطلعت السِّت وَالِدَة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى أَعلَى السُّور وَقَالَت ايش المرادفقالوا مَا لنا غَرَض غير إمْسَاك الشجاعي فاتفقت مَعَ الْأَمِير حسام الدّين لاجين الْأُسْتَاذ دَار وَأَغْلقُوا بَاب الْقلَّة وَبَقِي الشجاعي فِي دَاره محصوراً وتسرب الْأُمَرَاء الَّذين مَعَه وَاحِدًا بعد وَاحِد ونزلوا إِلَى كتبغا فَطلب الشجاعي الْأمان فطلبوه إِلَى السِّت وَإِلَى حسام الدّين لاجين أستاذ الدَّار ليستشيروه) فِيمَا يَفْعَلُونَهُ فَلَمَّا توجه إِلَيْهِم ضربه ألاقوش المنصوري بِالسَّيْفِ قطع يَده ثمَّ ضربه أُخْرَى برا رَأسه ونزلوا بِرَأْسِهِ إِلَى كتبغا وَجَرت أُمُور وأغلقت أَبْوَاب الْقَاهِرَة خَمْسَة أَيَّام ثمَّ طلع كتبغا إِلَى القلعة سَابِع عشْرين صفر ودقت البشائر وَفتحت الْأَبْوَاب وجددت الْأَيْمَان والعهود للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَأمْسك جمَاعَة من البرجية كَانُوا مَعَ الشجاعي وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق ثَالِث شهر ربيع الأول بقتل الشجاعي والحوطة على مَا يتَعَلَّق بِهِ وخطب الْخَطِيب يَوْم الْجُمُعَة حادي عشْرين ربيع الأول للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر اسْتِقْلَالا بِالْملكِ وترحم على أَبِيه الْمَنْصُور وأخيه الْأَشْرَف وَفِي عشْرين شهر رَجَب ورد الْبَرِيد من مصر بِالْحلف للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَأَن يقرن مَعَه فِي الْأَيْمَان كتبغا وخطب الْخَطِيب بِالدُّعَاءِ للسُّلْطَان ولولي عَهده الْأَمِير زين الدّين كتبغا وَفِي سلخ رَجَب ورد الْبَرِيد بِأَن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ركب فِي أبهة الْملك وشعار السلطنة ركب وشق الْقَاهِرَة دخل من بَاب النَّصْر وَخرج من بَاب زويلة عَائِدًا إِلَى القلعة وزين الدّين كتبغا والأمراء يَمْشُونَ فِي ركابه وَفَرح النَّاس بذلك ودقت البشائر وَلم يزل مستمراً فِي الْملك إِلَى حادي عشر الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين فتسلطن زين الدّين كتبغا وَتسَمى الْملك الْعَادِل وَحلف لَهُ الْأُمَرَاء بِمصْر وَالشَّام وزينت لَهُ الْبِلَاد ودقت البشائر وَجعل أتابكه الْأَمِير حسام الدّين لاجين وَتَوَلَّى الوزارة الصاحب فَخر الدّين عمر بن الخليلي وَصرف تَاج الدّين ابْن حَنى وَحصل الغلاء الزَّائِد المفرط فِي أَيَّامه حَتَّى بلغ الإردب بِمصْر إِلَى مائَة وَعشْرين درهما

والرطل اللَّحْم بالدمشقي بسبعة دَرَاهِم والرطل اللَّبن بِدِرْهَمَيْنِ وَالْبيض سِتّ بيضات بدرهم ورطل بِثمَانِيَة دَرَاهِم وَلم يكن الشَّام مرخصاً وتوقفت الأمطار وفزع النَّاس وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة وَتبع ذَلِك وباء عَظِيم وفناء كَبِير ثمَّ أَن الغلاء وَقع بِالشَّام وَبَلغت الغرارة مائَة وَثَمَانِينَ درهما ثمَّ قدم الْملك الْعَادِل كتبغا إِلَى دمشق بالعساكر فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَتِسْعين وَلما عَاد الْعَادِل إِلَى مصر من نوبَة حمص وَكَانَ فِي سلخ الْمحرم سنة سِتّ وتعسين فَلَمَّا كَانَ بوادي فَحْمَة قتل حسام الدّين لاجين الْأَمِير سيف الدّين بتخاص وبكتوت الْأَزْرَق العادليين وَكَانَا عزيزان على الْعَادِل فَلَمَّا رأى الْعَادِل الهوشة خَافَ على نَفسه فَركب فرس النّوبَة وسَاق وَمَعَهُ) خَمْسَة مماليك وَوصل إِلَى دمشق الْعَصْر وَنزل بالقلعة وسَاق حسام الدّين لاجين بالخزائن وَركب فِي دست الْملك وَبَايَعَهُ الْجَيْش وَلم يخْتَلف عَلَيْهِ اثْنَان وَتسَمى بالمنصور وخطب لَهُ بالقدس وغزة وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بِأَن صفد زينت وَضربت البشائر بهَا وبالكرك ونابلس وَوصل كجكن والأمراء من الرحبة فَلم يدخلُوا دمشق ونزلوا بِالْقربِ من مَسْجِد الْقدَم وَأظْهر كجكن سلطنة الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين فتحقق الْعَادِل زَوَال ملكه وأذعن لَهُ بِالطَّاعَةِ وَاجْتمعَ الْأُمَرَاء وحلفوا للمنصور وَفِي مستهل ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين خطب للمنصور بِدِمَشْق واستناب بِمصْر الْأَمِير شمس الدّين قراسنقر ثمَّ قبض عَلَيْهِ واستناب مَمْلُوكه منكوتمر وَجعل الْأَمِير سيف الدّين قبجق نَائِبا بِدِمَشْق وجهز السُّلْطَان النَّاصِر إِلَى الكرك وَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور لَو علمت أَنهم يخلون الْملك لَك وَالله لتركته وَلَكنهُمْ لَا يخلونه لَك وَأَنا مملوكك ومملوك والدك أحفظ لَك الْملك وَأَنت الْآن تروح إِلَى الكرك إِلَى أَن تترعرع وترتجل وتتخرج وتجرب الْأُمُور وتعود إِلَى ملكك بِشَرْط أَنَّك تُعْطِينِي دمشق وأكون بهَا مثل صَاحب حماة فِيهَا فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فاحلف لي أَن تبقي عَليّ نَفسِي وَأَنا أروح وَحلف كل مِنْهُمَا على مَا أَرَادَهُ الآخر وَلما توجه إِلَى الكرك أَقَامَ بهَا إِلَى أَن قتل الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وتعسين وست مائَة على مَا يذكر فِي تَرْجَمته وَحلف الْأُمَرَاء للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر وأحضروه من الكرك وملكوه وَهَذِه سلطنته الثَّانِيَة وَاسْتقر فِي النِّيَابَة بِمصْر الْأَمِير سيف الدّين سلار وَفِي الأتابكية حسام الدّين لاجين استاد دَار وَفِي جُمَادَى الأولى من السّنة ركب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بِالْقَاهِرَةِ فِي دست الْملك والتقليد الحاكمي وعمره يَوْمئِذٍ خمس عشرَة سنة ورتب الْأَمِير جمال الدّين آقوش الأفرم نَائِبا بِدِمَشْق وَفِي عود السُّلْطَان إِلَى الْملك ثَانِيًا قَالَ عَلَاء الدّين الوداعي وَمن خطه نقلت (الْملك النَّاصِر قد أَقبلت ... دولته مشرقة الشَّمْس) (عَاد إِلَى كرسيه مثل مَا ... عَاد سُلَيْمَان إِلَى الْكُرْسِيّ) ) وَلما حضر التتار إِلَى الشَّام خرج السُّلْطَان بالعساكر إِلَى الشَّام للقاء الْعَدو فِي أَوَائِل سنة تسع

وَتِسْعين وست مائَة فَدخل دمشق فِي ثامن شهر ربيع الأول بَعْدَمَا طول الْإِقَامَة على غَزَّة وَأقَام فِي قلعة دمشق تِسْعَة أَيَّام وعدى قازان والتتار الْفُرَات وَخرج السُّلْطَان لملتقى الْعَدو وسَاق إِلَى حمص وَركب بكرَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشْرين الشَّهْر الْمَذْكُور وسَاق إِلَى وَادي الخزندار فَكَانَت الْوَقْعَة والتحم الْحَرْب واستحر الْقَتْل ولاحت إمارات النَّصْر للْمُسلمين وثبتوا إِلَى الْعَصْر وَثَبت السُّلْطَان والخاصكية ثباتاً كلياً فَانْكَسَرت ميمنة الْمُسلمين وجاءهم مَا لَا قبل لَهُم بِهِ لِأَن الْجَيْش لم يتكامل يَوْمئِذٍ وَكَانَ الْجَيْش بضعَة وَعشْرين ألفا والتتار قَرِيبا من مائَة ألف فِيمَا قيل وشرعوا فِي الْهَزِيمَة واخذ الْأُمَرَاء السُّلْطَان وتحيزوا بِهِ وحموا ظُهُورهمْ وَسَارُوا على درب بعلبك وَالْبِقَاع وَبَعض الْعَسْكَر المكسور عبروا دمشق وَاسْتشْهدَ بالمصاف جمَاعَة من الْأُمَرَاء وخطب بِدِمَشْق للْملك مظفر الدّين مَحْمُود قازان وَرفع فِي ألقابه وَتَوَلَّى الْأَمِير سيف الدّين قبجق النِّيَابَة عَن التتار بِدِمَشْق وَملك قازان دمشق خلا القلعة فَإِن ارجواش قَامَ بحفظها وَأَبَان عَن حزم عَظِيم وعزم قويم وجبى التتار الْأَمْوَال من دمشق وقاسى النَّاس مِنْهُم شَدَائِد وأهوالاً عَظِيمَة وَكَانَ إِذا قرروا على الْإِنْسَان عشرَة آلَاف دِرْهَم ينوبه ترسيم الْمغل القان وَقرر على كل سوق شَيْء من المَال واستخرجوه بِالضَّرْبِ والإحراق وَكَانَ مَا حمله وجيه الدّين ابْن المنجا إِلَى خزانَة قازان ثَلَاثَة آلَاف ألف وست مائَة ألف دِرْهَم خلاف مَا نَاب النَّاس من البرطيل والترسيم وَلم يزل قازان بالغوطة نازلاً إِلَى ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى فَرَحل طَالبا بِلَاده وتخلف بِالْقصرِ نَائِبه خطلوشاه فِي فرقة من الْجَيْش وَفِي رَجَب جمع قبجق العيان والقضاة إِلَى دَاره وحلفهم للدولة القازانية بالنصح وَعدم المداجاة ثمَّ إِن قبجق توجه هُوَ والصاحب عز الدّين ابْن القلانسي إِلَى مصر فِي نصف رَجَب وَقَامَ بِحِفْظ الْمَدِينَة وَأمر النَّاس ارجواش وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر شهر رَجَب أُعِيدَت الْخطْبَة للْملك النَّاصِر وَكَانَ مُدَّة إِسْقَاط ذَلِك مائَة يَوْم وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ دخل بعد الكسرة إِلَى مصر وتلاحق بِهِ الْجَيْش ونفق فِي العساكر واشتريت الْخَيل وآلات السِّلَاح بِالثّمن الغالي) وَفِي يَوْم عَاشر شعْبَان قدم الأفرم نَائِب دمشق بعسكر دمشق وَقدم أَمِير سلَاح والميسرة المصرية ثمَّ دخلت الميمنة ثمَّ دخل الْقلب وَفِيهِمْ سلار وَتوجه سلار بالجيوش إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ كثرت الأراجيف بمجيء التتار وانجفل النَّاس إِلَى مصر وَإِلَى الْحُصُون وَبلغ كِرَاء المحارة إِلَى مصر خمس مائَة دِرْهَم ثمَّ فترت أَخْبَار التتار فِي شهر ربيع الأول سنة سبع مائَة ثمَّ دخل التتار إِلَى حلب وَشرع النَّاس فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ وَقَالَ الوداعي فِي ذَلِك وَمن خطه نقلت (بعثنَا على جَيش الْعَدو كتائباً ... بخاريةً فِيهَا النَّبِي مقدم) (فَردُّوا إِلَى الاردو بغيظٍ وخيبةٍ ... واردوا وجيش الْمُسلمين مُسلم) (فقوا لَهُم عودوا نعد ووراءكم ... إِذا مَا أتيتم أَو أَبَيْتُم جَهَنَّم) وَوصل السُّلْطَان إِلَى الْعَريش وَوصل غازان إِلَى حلب وَدخل جُمَادَى الأولى وَالنَّاس فِي أَمر مريج وَوصل بكتمر السلاحدار بِأَلف فَارس وَعَاد السُّلْطَان إِلَى مصر وانجفل النَّاس غنيهم

وفقيرهم وَنُودِيَ بالرحيل إِلَى مصر فِي الْأَسْوَاق وضج النِّسَاء والأطفال وغلقت أَبْوَاب دمشق واقتسم النَّاس قلعة دمشق بالشبر وَوَقع على غيارة التتار يزك حمص فكسروهم وَقتلُوا مِنْهُم نَحْو مائَة وَصحت الْأَخْبَار بِرُجُوع غازان من حلب فَبَلع النَّاس ريقهم وَهلك كثير من التتار بحلب من الثَّلج والغلاء وَعز اللَّحْم بِدِمَشْق فأبيع الرطل بِتِسْعَة دَرَاهِم ثمَّ دخل الأفرم والأمراء من المرج بعد مَا أَقَامُوا بِهِ أَرْبَعَة أشهر وَاسْتقر حَال النَّاس بعد ذَلِك وَفِي شهر شعْبَان ألبس النَّصَارَى الْأَزْرَق وَالْيَهُود الْأَصْفَر والسامرة الْأَحْمَر وَسبب ذَلِك ان مغربياً كَانَ جَالِسا بِبَاب الْقلَّة عِنْد الجاشنكير وسلار فَحَضَرَ بعض الْكتاب النَّصَارَى بعمامة بَيْضَاء فَقَامَ لَهُ المغربي يتَوَهَّم أَنه مُسلم ثمَّ ظهر لَهُ أَنه نَصْرَانِيّ فَدخل إِلَى السُّلْطَان وفاوضه فِي تَغْيِير زِيّ أهل الذِّمَّة ليمتاز الْمُسلمُونَ عَنْهُم وَفِي ذَلِك يَقُول عَلَاء الدّين عَليّ بن مظفر الْكِنْدِيّ الوداعي وَمن خطه نقلت (لقد ألزم الْكفَّار شاشات ذلةٍ ... تزيدهم من لعنة الله تشويشا) (فَقلت لَهُم مَا ألبسوكم عمائماً ... وَلَكنهُمْ قد ألزموكم براطيشا) وَقَالَ أَيْضا (غيروا زيهم بِمَا غيروه ... من صِفَات النَّبِي رب المكارم) ) فَعَلَيْهِم كَمَا ترَوْنَ براطيش وَلكنهَا تسمى عمائم وَقَالَ أَيْضا (لقد البسوا أهل الْكِتَابَيْنِ ذلةً ... ليظْهر مِنْهُم كل من كَانَ كامنا) (قلت لَهُم مَا ألبسوكم عمائماً ... وَلَكنهُمْ قد ألبسوكم لعائنا) وَفِي ذَلِك يَقُول شمس الدّين الطَّيِّبِيّ وَهُوَ أحسن من الأول (تعجبوا لِلنَّصَارَى وَالْيَهُود مَعًا ... والسامريين لما عمموا الخرقا) (كَأَنَّمَا بالأصباغ منسهلاً ... نسر السَّمَاء فأضحى فَوْقهم ذرقا) وَفِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبع مائَة توفّي أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم بِأَمْر الله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد العباسي وَدفن عِنْد السِّت نفيسة وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي الأحمدين وَتَوَلَّى الْخلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بِولَايَة الْعَهْد إِلَيْهِ من وَالِده الْحَاكِم وَقُرِئَ تَقْلِيده بعد عزاء وَالِده وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين فِي مَكَانَهُ وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة فتحت جَزِيرَة أرواد وَهِي بِقرب انطرسوس وَقتل بهَا عدَّة من الفرنج ودخلوا بالأسرى وهم مَا يُقَارب الْخمسين أَسِيرًا إِلَى دمشق وَفِي شعْبَان من السّنة عدت التتار الْفُرَات وانجفل النَّاس وَخرج السُّلْطَان بجيوشه مكن مصر وَفِي عَاشر شعْبَان كَانَ المصاف بَين التتار وَالْمُسْلِمين بِعرْض ان الْمُسلمُونَ ألفا وَخمْس مائَة وَعَلَيْهِم أسندمر واغرلوا العادلي وبهادرآص وَكَانَ التتار نَحوا من أَرْبَعَة آلَاف فانكسروا وَقتل مِنْهُم خلق كثير وَأسر مقدمهم ثمَّ دخل من المصريين خمس تقادم وَعَلَيْهِم الجاشنكير والحسام أستاذ الدَّار ثمَّ دخل بعدهمْ ثَلَاثَة آلَاف

عَلَيْهِم أَمِير سلَاح ويعقوبا وأيبك الخازندار ثمَّ أَتَى عَسْكَر حلب وحماه متقهقراً من التتار وتجمعت العساكر إِلَى الجسورة بِدِمَشْق واختبط النَّاس واختنق فِي أَبْوَاب دمشق غير وَاحِد وهرب النَّاس وَبَلغت الْقُلُوب الْحَنَاجِر وَوصل السُّلْطَان إِلَى الْغَوْر وغلقت أَبْوَاب دمشق وضج الْخلق إِلَى الله ويئس النَّاس من الْحَيَاة وَدخل شهر رَمَضَان وتعلقت الآمال ببركاته وَوصل التتار إِلَى المرج وَسَارُوا إِلَى جِهَة الْكسْوَة وبعدوا عَن دمشق بكرَة السبت ثَانِي شهر) رَمَضَان وَصعد النِّسَاء والأطفال إِلَى السطوح وكشفوا الرؤوس وضجوا وجأروا إِلَى الله وَوَقع مطر عَظِيم وَوَقعت الظّهْر بطاقة بوصول السُّلْطَان واجتماع العساكر المحمدية بمرج الصفر ثمَّ وَقعت بعْدهَا بطاقة تَتَضَمَّن طلب الدُّعَاء وَحفظ أسوار الْبَلَد وَبعد الظّهْر وَقع المصاف والتحم الْحَرْب فَحمل التتار على الميمنة فكسروها وَقتل مقدمها الحسام أستاذ الدَّار وَثَبت السُّلْطَان ذَلِك الْيَوْم ثباتاً زَائِدا عَن الْحَد وَاسْتمرّ الْقِتَال من الْعَصْر إِلَى اللَّيْل ورد التتار من حملتهم على الميمنة بِغَلَس وَقد كل حَدهمْ فتعلقوا بِالْجَبَلِ الْمَانِع وطلع الضَّوْء يَوْم الْأَحَد والمسلمون محدقون بالتتار فَلم يكن ضحوة إِلَّا وَقد ركن التتار إِلَى الْفِرَار وولوا الأدبار وَنزل النَّصْر ودقت البشائر وزين الْبَلَد وَكَانَ التتار نَحوا من خمسين ألفا عَلَيْهِم خطلوشاه نَائِب غازان وَرجع قاوان من حلب فِي ضيق صدر من كسرة أَصْحَابه يَوْم عرض وبهذه الكسرة سَقَطت قواه لِأَنَّهُ لم يعد إِلَيْهِ من أَصْحَابه غير الثُّلُث وتخطفتهم أهل الْحُصُون وسَاق سلار وقبجق وَرَاء المنهزمين إِلَى القريتين وَلم ينكسر التتار مثل هَذِه الْمرة وَحكى لي جمَاعَة من أهل دير يسير انهم كَانُوا يأْتونَ إِلَيْنَا عشْرين عشْرين وَأكْثر أَو أقل وَيطْلبُونَ منا أَن نعدي بهم الْفُرَات فِي الزواريق إِلَى ذَلِك الْبر فَمَا نعدي بمركب إِلَّا ونقتل كل من فِيهِ حَتَّى ان النِّسَاء كن يضربنهم بالفؤوس ونذبحهم فِي ذَلِك فَمَا تركنَا أحدا مِنْهُم يعِيش وَهَذِه الْوَاقِعَة إِلَى الْآن فِي قُلُوبهم وَكَانَ قد جَاءَ كتاب غازان يَقُول فِيهِ مَا جِئْنَا هَذِه الْمرة إِلَّا للفرجة فِي الشَّام فَقَالَ عَلَاء الدّين الوداعي وَمن خطه نقلت (قُولُوا لقازانٍ بِأَن جيوشه ... جَاءُوا ففرجناهم بِالشَّام) (فِي سرحة المرج الَّتِي هاماتهم ... منثورها وشقائق الْأَجْسَام) (مَا كَانَ أشأمها عَلَيْهِم فُرْجَة ... غمت وأبركها على الْإِسْلَام) وَقَالَ لما انهزم (أَتَى قازان عدوا فِي جنودٍ ... على أَخذ الْبِلَاد غدوا حراصا) (فَمَا كسبوا سوى قتلٍ وأسرٍ ... وَأَعْطوهُ بحصاته حصاصا) وأنشدني لنَفسِهِ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة نجم الدّين عَليّ بن دَاوُد القحفازي النَّحْوِيّ فِي ذَلِك) (لما غَدا غازان فخاراً بِمَا ... قد نَالَ بالْأَمْس وأغراه البطر) (جَاءَ يرجي مثلهَا ثَانِيَة ... فَانْقَلَبَ الدست عَلَيْهِ وانكسر)

وَقد نظم النَّاس فِي هَذِه الْوَاقِعَة وَمن أحسن مَا وقفت عَلَيْهِ فِي ذَلِك قَول شمس الدّين الطَّيِّبِيّ وَهِي تقَارب الْمِائَة بَيت وَلَكِن هَذَا الَّذِي وجدت مِنْهَا وَهُوَ (برق الصوارم للأبصار يختطف ... وَالنَّقْع يَحْكِي سحاباً بالدما يكف) (أحلى وأغلى قيمَة وسناً ... من ريق ثغر الغواني حِين يرتشف) (وَفِي قدود القنا معنى شغفت بِهِ ... لَا بالقدود الَّتِي قد زانها الهيف) (وَمن غَدا بالخدود الْحمر ذَا كلفٍ ... فإنني بحدود الْبيض لي كلف) (وَلأمة الْحَرْب فِي عَيْني أحسن من ... لَام العذار الَّذِي فِي الخد يَنْعَطِف) (كِلَاهُمَا زردٌ هَذَا يُفِيد وَذَا ... يردي فشانهما فِي الْفِعْل يخْتَلف) (وَالْخَيْل فِي طلب الأوتار صاهلةٌ ... ألذ لحناً من الأوتار تأتلف) (مَا مجْلِس الشّرْب والأرطال دائرةٌ ... كموقف الْحَرْب والأبطال تزدلف) (والرزق من تَحت ظلا لرمح مقترنٌ ... بالعز والذل يأباه الْفَتى الصلف) (لَا عَيْش إِلَّا لفتيان إِذا انتدبوا ... ثَارُوا وَإِن نهضوا فِي غمَّة كشفوا) (بَقِي بهم مِلَّة الْإِسْلَام ناصرها ... كَمَا يقي الدرة المكنونة الصدف) (قَامُوا لقُوَّة دين الله مَا وهنوا ... لما أَصَابَهُم فِيهِ وَلَا ضعفوا) (وَجَاهدُوا فِي سَبِيل الله فانتصروا ... من بعد ظلمٍ وَمِمَّا ساءهم أنفوا) (لما أَتَتْهُم جموع الْكفْر يقدمهم ... رَأس الضلال الَّذِي فِي عقله حنف) (جَاءُوا وكل مقَام ظلّ مضطرباً ... مِنْهُم وكل مقَام بَات يرتجف) (فشاهدوا علم الْإِسْلَام مرتفعاً ... بِالْعَدْلِ فاستيقنوا ان لَيْسَ ينْصَرف) (لاقاهم الفيلق الجرار فانكسروا ... خوف العوامل بالتأنيث فانصرفوا) (يَا مرج صفر بيضت الْوُجُوه كَمَا ... فعلت من قبل الْإِسْلَام يؤتنف) (أَزْهَر روضك أزهى عِنْد نفحته ... أم يانعات رؤسٍ فِيك تقتطف) (غُدْرَان أَرْضك قد أضحت لواردها ... ممزوجةً بدماء الْمغل تغترف) (زلت على كتف الْمصْرِيّ أَرجُلهم ... فَلَيْسَ يَدْرُونَ أَنى تُؤْكَل الْكَتف) ) (آووا إِلَى جبل لَو كَانَ يعصهم ... من موج فرج المنايا حِين يختطف) (دارت عَلَيْهِم من الشجعان دائرةٌ ... فَمَا نجا سالمٌ مِنْهُم وَقد زحفوا) (ونكسوا مِنْهُم الْأَعْلَام فَانْهَزَمُوا ... ونكصوهم على الأعقاب فانقصفوا) (فَفِي جماجمهم بيض الظبى زبرٌ ... وَفِي كلاكلهم سمر القنا قصف) (فروا من السَّيْف ملعونين حَيْثُ سروا ... وَقتلُوا فِي البراري حَيْثُمَا ثقفوا)

(فَمَا استقام لَهُم فِي أَعْوَج نهجٍ ... وَلَا أجارهم من مانعٍ كنف) (وملت الأَرْض قتلاهم بِمَا قذفت ... مِنْهُم وضاق مِنْهَا المهمه الْقَذْف) (وَالطير والوحش قد عافت لحومهم ... فَفِي مزاج الضواري مِنْهُم قرف) (ردوا فَكل طريقٍ نَحْو أَرضهم ... تدل جاهلها الأشلاء والجيف) (وأدبروا فَتَوَلّى قطع دابرهم ... وَالْحَمْد لله قومٌ للوغى ألفوا) (ساقوهم فسقوا شط الْفُرَات دَمًا ... وطمهم بعباب السَّيْل فانحرفوا) (وَأَصْبحُوا بعد لَا عينٌ وَلَا أثرٌ ... عَن القلاع عَلَيْهَا مِنْهُم شعف) (يَا برق بلغ إِلَى غازان قصتهم ... وصف فقصتهم من فَوق مَا تصف) (بشر بهلكهم ملك الْعرَاق لكَي ... يعطيك حلوانها حلوان والنجف) (وَإِن يسل عَنْهُم قل قد تَركتهم ... كالنخل صرعى فَلَا تمرٌ وَلَا سعف) (مَا أَنْت كفو عروس الشَّام تخطبها ... جهلا وَأَنت إِلَيْهَا الهائم الدنف) (قد مَاتَ قبلك آباءٌ بحسرتها ... وَكلهمْ مغرمٌ مغرىً بهَا كلف) (إِن الَّذِي فِي جحيم النَّار مَسْكَنه ... لَا تستباح لَهُ الجنات والغرف) (وَإِن تعودوا تعد أسيافنا لكم ... ضربا إِذا قابلتها رضت الحجف) (ذوقوا وبال تعديكم وبغيتكم ... فِي أَمركُم ولكأس الخزي فارتشفوا) (فَالْحَمْد لله معطي النَّصْر ناصره ... وَكَاشف الضّر حَيْثُ الْحَال تنكشف) وَفِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة كَانَت الزلزلة الْعَظِيمَة بِمصْر وَالشَّام وَكَانَ تأثيرها بالإسكندرية أعظم ذهب تَحت الرَّدْم بهَا عدد كَبِير وطلع الْبَحْر إِلَى نصف الْبَلَد واخذ الْجمال وَالرِّجَال وغرقت المراكب وَسَقَطت بِمصْر دور لَا تحصى وهدمت جَوَامِع ومآذن فَانْتدبَ الجاشنكير وسلار وَغَيرهمَا من الْأُمَرَاء والكبار وَأخذ كل وَاحِد مِنْهُم جَامعا وعمره وجدد لَهُ) وقوفاً وَفِي سنة ثَلَاث وَسبع مائَة توجه أَمِير سلَاح وعسكر من دمشق وقبجق فِي عَسْكَر حماه واسندمر فِي عَسْكَر السَّاحِل وقراسنقر فِي عَسْكَر حلب ونازلوا تل حمدون وأخذوها وَدخل بعض الْعَسْكَر الدربند وانحازوا ونهبوا وأسروا خلقا ودقت البشائر وَفِي شَوَّال من خدابنده هَذِه السّنة توفّي غازان ملك التتار وَملك بعده أَخُوهُ مُحَمَّد الملقب وَفِي سنة خمس وَسبع مائَة نَازل الأفرم بعساكره من دمشق جبل الجرد وَكسر الكسروانيين وَسَيَأْتِي ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي ترجمتهلأنهم كَانُوا وافض روكانوا قد آذوا الْمُسلمين وَقتلُوا المنهزمين من العساكر المصرية فِي نوبَة قازان الأولى الكائنة فِي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَفِي سنة ثَمَان وَسبع مائَة ذهب السُّلْطَان فِي شهر رَمَضَان إِلَى الْحجاز وَأقَام بالكرك متبرماً من سلار الجاشنكير وحجرهم عَلَيْهِ ومنعهم لَهُ من التَّصَرُّف قيل أَنه طلب يَوْمًا خروفاً رميساً فَمنع

مِنْهُ أَو قيل لَهُ حَتَّى يَجِيء كريم الدّين الْكَبِير لِأَنَّهُ كَانَ كَاتب الجاشنكير وَأمر نَائِب الكرك بالتحول إِلَى مصر وَعند دُخُوله القلعة انْكَسَرَ بِهِ الجسر فَوَقع نَحْو خمسين مَمْلُوكا إِلَى الْوَادي وَمَات مِنْهُم أَرْبَعَة وتهشم جمَاعَة وَأعْرض السُّلْطَان عَن أَمر مصر فَوَثَبَ لَهَا بعد أَيَّام الجاشنكير وتسلطن وخطب لَهُ وَركب بخلعة الْخلَافَة وَذَلِكَ عِنْدَمَا جَاءَتْهُم كتب السُّلْطَان باجتماع الْكَلِمَة فَإِنَّهُ ترك لَهُم الْملك وَفِي سنة تسع وَسبع مائَة فِي شهر رَجَب خرج السُّلْطَان من الكرك قَاصِدا دمشق وَكَانَ قد سَاق إِلَيْهِ من مصر مائَة وَسَبْعُونَ فَارِسًا فيهم أُمَرَاء وأبطال وَجَاء مَمْلُوك السُّلْطَان إِلَى الأفرم يُخبرهُ بَان السُّلْطَان وصل إِلَى الخمان فَتوجه إِلَى السُّلْطَان بيبرس الْمَجْنُون وبيبرس العلائي ثمَّ ذهب بهادر آص لكشف الْقَضِيَّة فَوجدَ السُّلْطَان قد رد إِلَى الكرك ثمَّ بعد أَيَّام ركب السُّلْطَان وَقصد دمشق بَعْدَمَا ذهب إِلَيْهِ قطلبك الْكَبِير والحاج بهادر وقفز سَائِر المراء إِلَى السُّلْطَان فقلق الأفرم ونزح بخواصه مَعَ عَلَاء الدّين ابْن صبح إِلَى شقيف ارنون فبادر بيبرس العلائي وآقجبا المشد وأمير علم فِي إصْلَاح الجتر والعصائب وأبهة الْملك فَدخل السُّلْطَان قبل الظّهْر إِلَى دمشق وَفتح لَهُ بَاب سر القلعة وَنزل النَّائِب وَقبل لَهُ الأَرْض) فَلوى عنان فرسه إِلَى جِهَة الْقصر الأبلق وَنزل بِهِ ثمَّ عَن الأفرم حضر إِلَيْهِ بعد أَرْبَعَة أَيَّام فَأكْرمه وَاسْتمرّ بِهِ فِي نِيَابَة دمشق وَبعد يَوْمَيْنِ وصل نَائِب حماة قبجق واسندمر نَائِب طرابلس وتلقاهما السُّلْطَان وَفِي ثامن عشْرين الشَّهْر وصل قراسنقر نَائِب حلب ثمَّ خرج لقصد مصر فِي تَاسِع رَمَضَان وَمَعَهُ الْأُمَرَاء ونواب الشَّام والأكابر والقضاة وَوصل غَزَّة وَجَاء الْخَبَر بنزول الجاشنكير عَن الْملك وانه طلب مَكَانا يأوي إِلَيْهِ وهرب من مصر مغرباً وهرب سلار مشرقاً فَلَمَّا كَانَ بالريدانية لَيْلَة الْعِيد اتّفق الْأُمَرَاء عَلَيْهِ وهموا بقتْله فجَاء إِلَيْهِ بهاء الدّين ارسلان دوادار سلار وَقَالَ قُم الْآن اخْرُج من جَانب الدهليز واطلع إِلَى القلعة فرعاها لَهُ فَلم يشْعر النَّاس إِلَّا بالسلطان وَقد خرج رَاكِبًا فتلاحقوا بِهِ وركبوا فِي خدمته وَصعد إِلَى القلعة وَكَانَ الِاتِّفَاق قد حصل أَن قراسنقر يكون نَائِبا بِمصْر وقطلوبك الْكَبِير نَائِب دمشق فَلَمَّا اسْتَقر الْحَال قبض السُّلْطَان فِي يَوْم وَاحِد على اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَمِيرا من السماط وَلم ينتطح فِيهَا عنزان وَأمر للافرم بصرخد ولقراسنقر بِدِمَشْق وَجعل بكتمر الجوكندار الْكَبِير نَائِبا بِمصْر وَجعل قبجق نَائِب حلب والحاج بهادر نَائِب طرابلس وقطلوبك الْكَبِير نَائِب صفد وَفِي سنة عشر وَسبع مائَة وصل فِي الْمحرم اسندمر نَائِبا على حماة وفيهَا صرف القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة عَن الْقَضَاء وَتَوَلَّى القَاضِي جمال الدّين الزرعي وَصرف السرُوجِي وَتَوَلَّى القَاضِي شمس الدّين الحريري قَضَاء الْحَنَفِيَّة طلب من دمشق وَبعد أَيَّام قَلَائِل توفّي الْحَاج بهادر نَائِب طرابلس وَمَات بحلب نائبها قبجق فرسم لاسندمر بحلب وطرابلس لأفرم وَأمره السُّلْطَان بَان لَا يدْخل دمشق على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي هَذِه الْأَيَّام أعْطى السُّلْطَان حماة لعماد الدّين إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل وَجعله بهَا وَفِي سنة إِحْدَى عشرَة فِي أَولهَا نقل قراسنقر من نِيَابَة دمشق إِلَى نِيَابَة حلب بَعْدَمَا امسك

اسندمر نَائِب حلب وَتَوَلَّى كراي المنصوري نِيَابَة دمشق وَفِي شهر ربيع الآخر أيعد القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة إِلَى منصبه بِالْقَاهِرَةِ وتقرر القَاضِي جمال الدّين الزرعي قَاضِي الْعَسْكَر ومدرس مدارس وَفِي جُمَادَى الأولى أمسك كراي المنصوري نَائِب دمشق وَقيد وجهز إِلَى الْبَاب بَعْدَمَا امسك) الْأَمِير سيف الدّين بكتمر والجوكندار النَّائِب بِمصْر وَأمْسك قطلوبك الْكَبِير نَائِب صفد وَحبس هُوَ وكراي بالكرك ثمَّ جَاءَ الْأَمِير جمال الدّين آقوش الأشرفي نَائِب الكرك إِلَى دمشق نَائِبا وَفِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة تسحب الْأَمِير عز الدّين الزردكاش وبلبان الدِّمَشْقِي وأمير ثَالِث إِلَى الأفرم وسَاق الْجَمِيع إِلَى عِنْد قراسنقر وَتوجه الْجَمِيع إِلَى عِنْد مهنا فأجارهم وعدوا الْفُرَات طَالِبين خدابنده ملك التتار على مَا سَيَأْتِي عَن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الأفرم وَغَيره وَفِي ربيع الأول طلب نَائِب دمشق الْأَمِير جمال الدّين الأشرفي إِلَى مصر وفيهَا أمسك بيبرس العلائي نَائِب حمص وبيبرس الْمَجْنُون وطوغان وبيبرس التاجي وكجلي والبرواني وحبسوا فِي الكرك وامسك بِمصْر جمَاعَة وَفِي ربيع الآخر قدم الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى دمشق نَائِبا وسودي إِلَى حلب نَائِبا وَفِي أَوَائِل رَمَضَان قويت الأراجيف بمجيء التتار ونازل خدابنده الرحبة على مَا تقدم فِي تَرْجَمته وانجفل النَّاس ثمَّ أَنه رَحل عَنْهَا وَأما السُّلْطَان فَإِن عيّد بِمصْر وَخرج إِلَى الشَّام فوصل إِلَيْهَا فِي ثَالِث عشْرين شَوَّال وَصلى بالجامع الْأمَوِي وَعمل دَار عدل وَتوجه من دمشق إِلَى الْحجاز وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة وصل السُّلْطَان من الْحَج إِلَى دمشق ثمَّ توجه عَائِدًا إِلَى مصر وَفِي سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة توفّي سودي نَائِب حلب وَحضر عوضه الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا وَفِي سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة توجه الْأَمِير سيف الدّين تنكز بعساكر الشَّام وَسِتَّة آلَاف من مصر إِلَى غَزْو ملطية وَفتحهَا وَسبوا ونهبوا وألقوا النَّار فِي جوانبها وَقتل جمَاعَة من النَّصَارَى وَفِي سنة سِتّ عشرَة توفّي خدابنده ملك التتار وَملك بعده وَلَده بوسعيد على مَا سَيَأْتِي ذكره عَن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة وَقع الْحَرِيق بِمصْر وَاحْتَرَقَ دور كَثِيرَة لِلْأُمَرَاءِ وَغَيرهم ثمَّ ظهر أَن ذَلِك من كيد النَّصَارَى لنه وجد مَعَ بَعضهم آلَة الإحراق من النفط وَغَيره فَقتل مِنْهُم وَأسلم عدَّة ورجم الْعَامَّة والحرافيش كريم الدّين الْكَبِير فَأنْكر السُّلْطَان ذَلِك وَقطع أَيدي أَرْبَعَة وَقيد جمَاعَة) وفيهَا جرى الصُّلْح بَين السُّلْطَان وَبَين بوسعيد ملك التتار سعى فِي ذَلِك مجد الدّين السلَامِي مَعَ النوين جوبان والوزير عَليّ شاه وَفِي سنة خمس وَعشْرين جهز السُّلْطَان من مصر نَحْو ألفي فَارس نجدةً لصَاحب الْيمن عَلَيْهِم الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الْحَاجِب والأمير سيف الدّين طينال فَدَخَلُوا زبيد وألبسوا الْملك الْمُجَاهِد خلع السلطنة ثمَّ عَاد الْعَسْكَر فَبلغ السُّلْطَان أُمُور نقمها على الأميرين الْمَذْكُورين فاعتقلهما وَفِي سنة سِتّ وَعشْرين حج الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب وَلما حضر أمْسكهُ السُّلْطَان ثمَّ جهزه إِلَى حلب نَائِبا على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته

وَفِي سنة سبع وَعشْرين طلب الْأَمِير شَرق فالدين حُسَيْن بن حندر من دمشق إِلَى مصر ليقيم بهَا أَمِيرا وَطلب قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي إِلَى مصر ليَكُون بهَا حَاكما وفيهَا كَانَ عرس ابْنة السُّلْطَان على الْأَمِير سيف الدّين قوصون على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وفيهَا كَانَت الكائنة بالإسكندرية وَتوجه الجمالي إِلَيْهَا وصادر الكارم والحاكة وَغَيرهم وَضرب القَاضِي وَوضع الزنجير فِي رقبته وَكَانَ ذَلِك أمرا فضيحاً وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة دخل ابْن السُّلْطَان آنوك بن الخوندة طغاي على بنت الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَكَانَ عرساً عَظِيما حَضَره تنكز نَائِب الشَّام وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمَة آنوك عَن شَاءَ الله تَعَالَى وَتوجه السُّلْطَان فِيهَا إِلَى الْحَج واحتفل المراء بِالْحَجِّ وَفِي الْعود توفّي الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَولده أَمِير أَحْمد وفيهَا أمسك الصاحب شمس الدّين نَاظر دمشق وَأخذ خطه فِي مصر بألفي دِرْهَم على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عمر نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز قلعة جعبر وَصَارَت ثغراً للْمُسلمين وَفِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة حضر مهنا أَمِير الْعَرَب إِلَى السُّلْطَان وداس بساطه بعد عناء عَظِيم وتسويف كثير فَأقبل عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ شَيْئا كثيرا وَعَاد إِلَى بِلَاده) وَبهَا أخرج السُّلْطَان من السجْن ثَلَاثَة عشر أَمِيرا مِنْهُم بيبرس الْحَاجِب وتمر الساقي وَفِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ توفّي بو سعيد رَحمَه الله تَعَالَى على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة أمسك السُّلْطَان الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى فِي ثَالِث عشْرين ذِي الْحجَّة على ماسيأتي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين توفّي آنوك رَحمَه الله تَعَالَى ولد السُّلْطَان وفيهَا توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر رَحمَه الله تَعَالَى وَعَفا عَنهُ بعد وَلَده بأشهر قَليلَة فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَقَامَ فِي الْملك بعده وَلَده الْملك الْمَنْصُور أَبُو بكر بِوَصِيَّة أَبِيه على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ملكا عَظِيما محظوظاً مُطَاعًا مهيباً ذَا بَطش ودهاء وحزم شَدِيد وَكيد مديد فَلَمَّا حاول أمرا فانجزم عَلَيْهِ فِيهِ شَيْء يحاوله لِأَنَّهُ كَانَ يَأْخُذ نَفسه فِيهِ بالحزم الْبعيد وَالِاحْتِيَاط أمسك إِلَى أَن مَاتَ مائَة وَخمسين أَمِيرا وَكَانَ يلبس النَّاس على علاتهم ويصبر الدَّهْر الطَّوِيل على الْإِنْسَان وَهُوَ يكرههُ تحدث مَعَ أرغون الدوادار فِي إمْسَاك كريم الدّين الْكَبِير قبل الْقَبْض عَلَيْهِ بِأَرْبَع سِنِين وهمّ بإمساكك تنكز لما ورد من الْحجاز سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد بكتمر ثمَّ أَنه أمهله ثَمَانِي سِنِين بعد ذَلِك وَكَانَ مُلُوك الْبِلَاد الْكِبَار يهادونه ويراسلونه وَكَانَت ترد إِلَيْهِ رسل صَاحب الْهِنْد وبلاد أزبك وملوك الْحَبَشَة وملوك الغرب والفرنج وبلاد الأشكري وَصَاح بِالْيمن وَأما بوسعيد ملك التتار فَكَانَت الرُّسُل لَا تَنْقَطِع بَينهمَا ويسمي كل مِنْهُمَا الآخر أَخا وَصَارَت الكلمتان وَاحِدَة والمملكتان وَاحِدَة ومراسيم السُّلْطَان تنفذ فِي بِلَاد بوسعيد وَرُسُله يتوجهون بأطلابهم وطبلخاناتهم بأعلامهم المنشورة ولكما بعد الْإِنْسَان عَن بِلَاده وجد مهابته أعظم ومكانته

فِي الْقُلُوب أعظم وَكَانَ سَمحا جواداً على من يقربهُ ويؤثره لَا يبخل عَلَيْهِ بِشَيْء كَائِنا مَا كَانَ سَأَلت القَاضِي شرف الدّين النشو قلت أطلق يَوْمًا ألف ألف درهمقال نعم كثير وَفِي يَوْم وَاحِد أنعم على الْأَمِير سيف الدّين بشتاك بِأَلف ألف دِرْهَم فِي ثمن قَرْيَة يبْنى الَّتِي بهَا قبر أبي هُرَيْرَة على سَاحل الرملة وأنعم على مُوسَى ابْن مهنا بِأَلف ألف دِرْهَم) وَقَالَ لي هَذِه ورقة فِيهَا مَا أبتاعه من الرَّقِيق أَيَّام مباشرتي وَكَانَ ذَلِك من شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ إِلَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فَكَانَ جملَته أَربع مائَة ألف وَسبعين ألف دِينَار مصرية كَذَا قَالَ وَكَانَ ينعم على الْأَمِير سيف الدّين تنكز كل سنة يتَوَجَّه إِلَيْهِ إِلَى مصر وَهُوَ بِالْبَابِ بِمَا يزِيد على ألف ألف دِرْهَم وَلما تزوج سيف الدّين قوصون بابنة السُّلْطَان وَعمل عرسه حمل الْأُمَرَاء إِلَيْهِ شَيْئا كثيرا فَلَمَّا تزوج الْأَمِير سيف الدّين طغاي تمر بابنة السُّلْطَان الْأُخْرَى قَالَ السُّلْطَان مَا نعمل لَهُ عرساً لِأَن الْأُمَرَاء يَقُولُونَ هَذِه مصادرة وَنظر إِلَى طغاي تمر فَرَآهُ قد تغير فَقَالَ للْقَاضِي تَاج الدّين إِسْحَاق يَا قَاضِي اعْمَلْ لي ورقة بمكارمة الْأُمَرَاء لقوصون فَعمل ورقة وأحضرها فَقَالَ كم الْجُمْلَة قَالَ لَهُ خمسين ألف دِينَار فَقَالَ أعطيها من الخزانة لطغاي تمر وَذَلِكَ خَارِجا عَمَّا دخل مَعَ الزَّوْجَة من الجهاز وَأما عطاؤه للْعَرَب فَأمر مَشْهُور زَائِد عَن الْحَد وَكَانَ راتبه من اللَّحْم لمطبخه ولرواتب الْأُمَرَاء وَالْكتاب وَغَيرهم فِي كل يَوْم سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف رَطْل لحم بالمصري وَأما نفقات العمائر إِلَى أَن مَاتَ فَكَانَ شَيْئا عَظِيما وَبَالغ فِي مشترى الْخُيُول فَاشْترى بنت الكردا بِمِائَتي ألف دِرْهَم وَبِمَا دونهَا إِلَى الْعشْرَة وَأما الْعشْرُونَ وَالثَّلَاثُونَ ألفا فكثير جدا وغلا الْجَوْهَر فِي أَيَّامه واللؤلؤ وَمَا رأى النَّاس سَعَادَة ملكه ومسالمة الْأَيَّام لَهُ وَعدم حَرَكَة العادي فِي الْبر وَالْبَحْر هَذِه الْمدَّة الطَّوِيلَة من بعد شقحب إِلَى أَن مَاتَ وَخلف من الْأَوْلَاد جمَاعَة مِنْهُم البنون وَالْبَنَات فَأَما البنون فَمَاتَ لَهُ عقيب حُضُوره من الكرك فِي الْمرة الْأَخِيرَة عَليّ وَمِنْهُم النَّاصِر أَحْمد وَقتل بالكرك ولإبراهيم وَتُوفِّي فِي حَيَاة وَالِده أَمِيرا والمنصور أَبُو بكر وَقتل بعد خلعه فِي قوص والأشرف كجك وَقَتله أَخُوهُ الْكَامِل شعْبَان وآنوك وَهُوَ ابْن الخوندة طغاي لم أر فِي الأتراك أحسن شكلاً مِنْهُ وَتُوفِّي قبل وَالِده بِنصْف سنة والصالح إِسْمَاعِيل وَتُوفِّي بعد ملكه مصر وَالشَّام ثَلَاثَة أَعْوَام ويوسف وَتُوفِّي فِي أَيَّام أَخِيه الصَّالح ورمضان وَتُوفِّي فِي أَيَّام أَخِيه الصَّالح والكامل شعْبَان وخلع ثمَّ قتل والمظفر حاجي وخلع ثمَّ قتل وحسين والناصر حسن وَالْملك الصَّالح صَالح نوابه زين الدّين كتبغا الْعَادِل سيف الدّين سلار الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الدوادار سيف الدّين بكتمر الجوكندار الْكَبِير سيف الدّين أرغون الدوادار مَمْلُوكه وَبعده لم يكن لَهُ نَائِب) نوابه بِدِمَشْق الْأَمِير عز الدّين أيبك الْحَمَوِيّ جمال الدّين آقوش الأفرم شمس الدّين

قراسنقر سيف الدّين كراي جمال الدّين آقوش نَائِب الكرك سيف الدّين تنكز عَلَاء الدّين الطنبغا وزراؤه علم الدّين الشجاعي تَاج الدّين ابْن حنا فَخر الدّين ابْن الخليلي مرَّتَيْنِ الْأَمِير شمس الدّين سنقر الأعسر سيف الدّين الْبَغْدَادِيّ نَاصِر الدّين الشيخي أيبك الْأَشْقَر وَسمي الْمُدبر ابْن عطايا ابْن النشائي ابْن التركماني وَسمي مُدبرا الصاحب أَمِين الدّين مَرَّات الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي وَلم يكن لَهُ بعده وَزِير قُضَاته الشَّافِعِيَّة بِمصْر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة مرَّتَيْنِ القَاضِي جمال الدّين الزرعي القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة قُضَاته الشَّافِعِيَّة بِالشَّام القَاضِي إِمَام الدّين الْقزْوِينِي القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة القَاضِي نجم الدّين ابْن صصرى القَاضِي جمال الدّين الزرعي القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي مرَّتَيْنِ الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي القَاضِي علم الدّين الخنائي القَاضِي جمال الدّين ابْن جملَة القَاضِي شهَاب الدبن ابْن الْمجد عبد الله القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ كتاب سره بِمصْر القَاضِي شرف الدّين ابْن فضل الله القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير القَاضِي مُحي الدّين ابْن فضل الله وَولده القَاضِي شهَاب الدّين القَاضِي شرف الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن فضل الله كتاب سره بِالشَّام القَاضِي محيي الدّين ابْن فضل الله القَاضِي شرف الدّين ابْن فضل الله القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود وَولده القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد القَاضِي محيي الدّين ابْن فضل الله وَولده القَاضِي شهَاب الدّين القَاضِي شرف الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود القَاضِي جمال الدّين ابْن الْأَثِير القَاضِي علم الدّين ابْن القطب القَاضِي شهَاب الدّين ابْن القيسراني القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله دواداريته الْأَمِير عز الدّين أيدمر مَمْلُوكه الْأَمِير بهاء الدّين أرسلان الْأَمِير سيف الدّين اُلجاي الْأَمِير صَلَاح الدّين يُوسُف الْأَمِير سيف الدّين بغا وَلم يُؤمر طبلخاناه الْأَمِير سيف الدّين طاجار) نظار الْجَيْش بِمصْر ابْن الْحلِيّ القَاضِي فَخر الدّين مرَّتَيْنِ القَاضِي قطب الدّين ابْن شيخ السلامية القَاضِي شمس الدّين مُوسَى ابْن تَاج الدّين إِسْحَاق القَاضِي مكين الدّين ابْن قروينة القَاضِي جمال الدّين جمال الكفاة الَّذين درجوا فِي أَيَّامه من الْخُلَفَاء الْحَاكِم بِأَمْر الله أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد المستكفي بِاللَّه أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان وَمن الْمُلُوك كيختوا ابْن هولاكو الْمُسْتَنْصر بِاللَّه يحيى بن عبد الْوَاحِد صَاحب إفريقية

ابن قنان

الْملك المظفر يُوسُف صَاحب الْيمن السعيد ايلغازي صَاحب ماردين المظفر تَقِيّ الدّين مَحْمُود صَاحب حماة الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين المنصوري أَبُو عبد الله ابْن الْأَحْمَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف صَاحب الأندلس أَبُو نمي صَاحب مَكَّة الْعَادِل زين الدّين كتبغا المنصوري غازان بن أرغون ملك التتار أَبُو يَعْقُوب المريني صَاحب الغرب المظفر ركن الدّين بيبرس الجاشنكير ابْن الْأَحْمَر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد صَاحب الأندلس أَبُو عصيدة صَاحب تونس الْمَنْصُور غَازِي صَاحب ماردين طقطاي سُلْطَان القبجاق دوباج صَاحب جيلان عَلَاء الدّين مَحْمُود صَاحب الْهِنْد خدابنده ابْن أرغون ملك التتار دون بطرو الفرنجي حميضة صَاحب مَكَّة الْمُؤَيد دَاوُد صَاحب الْيمن ابْن الْأَحْمَر أَبُو الجيوش نصر بن مُحَمَّد اللحياني صَاحب تونس زَكَرِيَّاء مَنْصُور بن جماز صَاحب الْمَدِينَة الْغَالِب بِاللَّه إِسْمَاعِيل صَاحب الأندلس أَبُو سعيد عُثْمَان صَاحب فاس وَغَيرهَا الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل صَاحب حماة ابْن الْأَحْمَر مُحَمَّد بن أبي الْوَلِيد صَاحب الأندلس ترمشين بن دوا سُلْطَان بَلخ وسمرقند وبخارا ومرو بوسعيد ملك التتار اربكوون ملك التتار صَاحب تلمسان أَبُو تاشفين عبد الرَّحْمَن مُوسَى ملك التتار مهنا بن عِيسَى 3 - (ابْن قنان) أَبُو الْفضل قَاضِي الْبَصْرَة مُحَمَّد بن قنان بن حَامِد بن الطّيب أَبُو الْفضل الْأَنْبَارِي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بِبَغْدَاد تفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَصَارَ من أَعْيَان تلامذته وَكَانَ صهراً لأبي بكر الشَّاشِي وخالاً لأولاده ولي قَضَاء الْبَصْرَة وتدريس النظامية فِيهَا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمْس مائَة 3 - (ابْن كثير) المصِّيصِي مُحَمَّد بن كثير بن أبي عَطاء المصِّيصِي الصَّنْعَانِيّ الأَصْل روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ضعفه الإِمَام أَحْمد وَقَالَ ابْن معِين صَدُوق توفّي سنة سِتّ عشرَة وَمِائَتَيْنِ الْعَبْدي الْبَصْرِيّ مُحَمَّد بن كثير الْعَبْدي الْبَصْرِيّ أَخُو سُلَيْمَان روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه عَن رجل عَنهُ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

ابن كرام

3 - (ابْن كرام) المجسم مُحَمَّد بن كرام بن عراف بن خُرايه الشَّيْخ أَبُو عبد الله السجسْتانِي الضال المجسم شيخ الكرامية سمع الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكَانَ ملبوسه مسك ضان مدبوغ غير مخيط وعَلى رَأسه قلنسوة بَيْضَاء وَقد نصب لَهُ دكان لبن ويطرح لَهُ قِطْعَة فرو فيجلس عَلَيْهَا ويعظ وَيذكر وَيحدث وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن خُزَيْمَة وَاجْتمعَ بِهِ غير مرّة وَأَبُو سعيد الْحَاكِم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وهما إِمَامًا الفرقين مَاتَ بِالشَّام فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَمكث فِي سجن نيسابور ثَمَان سِنِين وَلما مَاتَ لم يعلم بِمَوْتِهِ إِلَّا خاصته وَدفن بمقابر الْأَنْبِيَاء عِنْد يحيى وزَكَرِيا بالقدس وَمَات فِي زغر فَحَمله أَصْحَابه إِلَى الْقُدس وَلما توفّي كَانَ أَصْحَابه فِي الْقُدس أَكثر من عشْرين ألفا على التشقف والتعبد وَكَانَ نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي يُنكر عَلَيْهِم وَيَقُول ظَاهر حسن وباطن قَبِيح وَكَانَ قد جاور بِمَكَّة خمس سِنِين ثمَّ دخل نيسابور فحبسه مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر وطالت محنته وَكَانَ يغْتَسل كل يَوْم جُمُعَة ويتأهب لِلْخُرُوجِ إِلَى الْجَامِع وَيَقُول للسجان أتأذن لي فِي الخروجفيقول لَا فَيَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي بذلت مجهودي وَالْمَنْع من غَيْرِي وَكَانَ مَعَه جمَاعَة من الْفُقَرَاء وَلما أخرج من السجْن وَعقد لَهُ مجْلِس علم قَالَ لَهُ الْأَمِير من أَيْن لَك هَذَا الْعلم الَّذِي جِئْت بهفقال إلحامٌ ألحمينه الله تَعَالَى بِالْحَاء الْمُهْملَة بَدَلا من الهاءفقال لَهُ أتحسن التشهدفقال الطحيات للهبالطاء الْمُهْملَة حَتَّى بلغ قَوْله السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله فَأَشَارَ إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْحصين فَقَالَ لَهُ قطع الله يدك وَأمر بِهِ فصفع وَأخرج وَقَالَ ان حبَان كَانَ قد خذل حَتَّى الْتقط من الْمذَاهب أَرْدَاهَا وَمن الْأَحَادِيث أوهاها ثمَّ جَالس الجويباري وَمُحَمّد بن تَمِيم السَّعْدِيّ وَلَعَلَّهُمَا قد وضعا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائَة ألف حَدِيث ثمَّ جَالس أَحْمد بن حَرْب فَأخذ التقشف عَنهُ وَلم يحسن الْعلم وَلَا الْأَدَب وَأكْثر كتبه صنفها لَهُ مَأْمُون بن أَحْمد السّلمِيّ وَمن مذْهبه الْإِيمَان قَول بِلَا معرفَة وَيَزْعُم أَن النَّبِي صلى) اله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن حجَّة على خلقه لن الْحجَّة لَا تندرس وَلَا تَمُوت وَيَزْعُم أَن الِاسْتِطَاعَة قبل الْفِعْل ويجسم الرب جلّ وَعلا وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى الْبدع يجب ترك حَدِيثه وَقَالَ صَاحب كتاب الْفرق الإسلامية كَانَ مُحَمَّد بن ركام من الصفاتية المثبتين لصفات الرب تَعَالَى لكنه انْتهى فِيهَا إِلَى الجسيم والتشبيه والكرامية فرق يبلغون اثْنَتَيْ عشرَة فرقة لَكِن أُصُولهَا سِتَّة العائذية والنونية والإسحاقية ووالزرينية والهيصمية وأقربهم الهيصمية وَلكُل فرقة رَأْي فِي التجسيم والتكييف إِلَّا

ابن كشتغدي

أَنهم لما كَانُوا أغبياء جهلاء ذَهَبُوا فِي التجسيم إِلَى اعتقادات خسيسة تنَافِي الْعقل وَالشَّرْع وتخالفهما وَلم يكن فيهم عَالم مُعْتَبر وَلَا لَهُم قَاعِدَة دينية يُمكن القَوْل بهَا فِي الْجُمْلَة أعرضنا عَن ذكر كل فرقة واكتفينا بِنَقْل مَذْهَب زعيمهم مُحَمَّد بن كرام إِذْ كَانَ صَاحب مقالاتهم فَنَقُول نَص مُحَمَّد بن كرام على أَن معبوده على الْعَرْش مُسْتَقر وعَلى انه بِجِهَة فَوق ذاناً وَأطلق عَلَيْهِ اسْم الْجَوْهَر وَأَنه مماس للعرش من الصفحة الْعليا وَجوز الِانْتِقَال والتحول وَالنُّزُول وَمن أَصْحَابه من قَالَ هُوَ على بعض أَجزَاء الْعَرْش وَمِنْهُم من قَالَ امْتَلَأَ بِهِ الْعَرْش قلت تَعَالَى الله الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير وَقَالَ الشهرستاني كَانَ مُحَمَّد بن كرام قَلِيل الْعلم قد قمش من كل مَذْهَب ضعفا وأثبته فِي كِتَابه وروجه على أغتام فانتظم ناموسه بسواد خُرَاسَان وَصَارَ ذَلِك مذهبا نَصره السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين وصب الْبلَاء على أَصْحَاب الحَدِيث من جهتهم انْتهى وَكَانَ قد نَفَاهُ الْأَمِير يأنس وَكَانَ على الرملة والقدس قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة كَانَ بالقدس رجل يُقَال لَهُ هجام يحب الكرامية وَيحسن الظَّن بهم فَنَهَاهُ الْفَقِيه نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي عَنْهُم فَقَالَ إِن مَالِي مَا ظهر مِنْهُم فَقَالَ لَهُ ظَاهر حسن وباطن قَبِيح فَلَمَّا كَانَ بعد لَيَال رأى هجام فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ اجتاز برباطهم وَقد نبت النرجس فِي حيطانه فَمد يَده ليَأْخُذ طَاقَة مِنْهُ فَوجدَ أُصُوله فِي الْعذرَة فَقص رُؤْيَاهُ على الْفَقِيه نصر فَقَالَ لَهُ هَذَا تَصْدِيق مَا قلت لَك ظَاهِرهمْ حسن وَبَاطِنهمْ خَبِيث وَأَصْحَاب ابْن كرام الْيَوْم بسجستان وخراسان مِنْهُم خلق كثير وَلَهُم معبد زَائِد وَلَهُم مقالات فِي التَّشْبِيه والحلول انْتهى 3 - (ابْن كشتغدي) نَاصِر الدّين الْغَزِّي مُحَمَّد بن كشتغدي الْأَمِير نَاصِر الدّين الْغَزِّي الْمصْرِيّ الصَّيْرَفِي ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة سمع من النجيب والمعين الدِّمَشْقِي أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْن كناسَة) ابْن كناسَة مُحَمَّد بن كناسَة وَاسم كناسَة عبد الله قيل هُوَ ابْن أُخْت إِبْرَاهِيم ابْن أدهم العابد روى عَنهُ النَّسَائِيّ قَالَ ابْن معِين وَأَبُو دَاوُد وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَالْعجلِي وَغَيرهم ثِقَة لَهُ علم بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشعر وَأَيَّام النَّاس مَاتَ بِالْكُوفَةِ سنة سبع وَمِائَتَيْنِ وَله كتاب الأنواء ومعاني الشّعْر وَكتاب سرقات الْكُمَيْت من الْقُرْآن وَغَيره وَكَانَ راوية للكميت وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي أتيت مُحَمَّد بن كناسَة لأكتب عَنهُ ثر عَلَيْهِ أَصْحَاب الحَدِيث فتضجر مِنْهُم وتجهمهم

ابن لوي

فَلَمَّا انصرفوا عَنهُ دَنَوْت مِنْهُ فنهش إِلَيّ واستبشر بِي وَبسط وَجهه فَقلت لَهُ لقد تعجبت من تفَاوت حالتيك فَقَالَ لي أضجرني هَؤُلَاءِ بِسوء أدبهم فَلَمَّا جئتني أَنْت انبسطت إِلَيْك وأنشدتك وَقد حضرني فِي هَذَا الْمَعْنى بيتان وهما (فيّ انقباضٌ وحشمة فَإِذا ... رَأَيْت أهل الْوَفَاء وَالْكَرم) (أرْسلت نَفسِي على سجيتها ... وَقلت مَا شِئْت غير محتشم) فَقَالَ لَهُ إِسْحَاق وددت أَنِّي قلتهَا بِمَا أملك فَقَالَ ابْن كناسَة مَا ظهر عَلَيْهِمَا أحد فخذهما وانحلهما نَفسك وَقد وفر الله عَلَيْك مَالك وَالله مَا قلتهما إِلَّا السَّاعَة فَقَالَ استحي من نَفسِي أَن أَدعِي مَا لم أقل أَو قَالَ فَكيف لي بِعلم نَفسِي أَنَّهُمَا ليسَا ليوقال إِسْحَاق فذاكرت ابْن كناسَة هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي مجْلِس يحيى بن معِين بعد فَقَالَ لكني أنْشدك الْيَوْم (ضعفت عَن الإخوان حَتَّى جفوتهم ... على غير زهدٍ فِي الإخاء وَفِي الود) (وَلَكِن أيامي تخرّمن مدتي ... فَمَا أبلغ الْحَاجَات إِلَّا على جهد) وَقَالَ ابْن كناسَة بَعْدَمَا أسنّ (كَانَ سبعا مَضَت لي فِي تصعدها ... إِلَى الثَّمَانِينَ كَانَت غدْوَة الغادي) (لم يبْق من رمها إِلَّا تذكرها ... كَالْحلمِ فِي طول إفراعي وإصعادي) ) وَقَالَ لما توفّي إِبْرَاهِيم بن أدهم (رَأَيْتُك لَا يَكْفِيك كَمَا دونه الْغنى ... وَقد كَانَ يَكْفِي دون ذَاك ابْن أدهما) (أخالك يحمي سَيْفه وَلسَانه ... حمال وَلَا يفنى لَك الدَّهْر مجرما) (وَكَانَ يرى الدُّنْيَا صَغِيرا كبيرها ... وَكَانَ لحق الله فِيهَا مُعظما) (يشيع الْغنى أَن ناله وكأنما ... يلاقي بِهِ البأساء عِيسَى بن مريما) (وللحلم سلطانٌ على الْجَهْل عِنْده ... فَمَا يَسْتَطِيع الْجَهْل أَن يترمرما) (وَأكْثر مَا يلقى من الْقَوْم صامتاً ... فَإِن قَالَ بذّ الْقَائِلين وأحكما) (يرى مستكيناً خَاشِعًا متواضعاً ... وليثاً إِذا لَاقَى الكريهة ضيغما) وَقَالَ (إِذا الْمَرْء يَوْمًا أغلق الْبَاب مرتجاً ... ليستر أمرا كنت كالمتغافل) (وَأعْرض حَتَّى يحْسب الْمَرْء أنني ... جهلت الَّذِي يَأْتِي وَلست بجاهل) (وَإِنِّي لأغضي عَن أمورٍ كثيرةٍ ... وَفِي دونهَا قطع الحبيب المواصل) (حفاظاً وضناً بالإخاء وعقدةً ... إِذا ضيع الإخوان عقد الحبائل) 3 - (ابْن لوي) ابو مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن لويّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْقرشِي أَبُو مَنْصُور

ابن الليث

الْبَغْدَادِيّ الأديب من شعراء الدِّيوَان الْعَزِيز كَانَ مسناً عَاشَ تسعين سنة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائَة من شعره (تاه بالْحسنِ شادنٌ عربيٌ ... إِن فِي الْقُلُوب مِنْهُ داءٌ دويّ) (بدر تمٍ يسبي بغنج لحاظٍ ... ساحراتٍ وسحرها بابليّ) (يخجل الشَّمْس حسنه حِين يَبْدُو ... وَجهه الْمشرق الْبَهِي الوضيّ) بعذارٍ كالنمل دب على العاج وَلَكِن لَهُ دَبِيب خفيّ رشأ جِسْمه أرق من المَاء وأندى وَقَلبه جلمديّ (قد رماني بأسهمٍ من جفونٍ ... وحواجيبه الحسان القسيّ) (أَنا من عظم هجره مستجيرٌ ... بجوادٍ لَهُ النَّبِي سميّ) قلت شعر متوسط وَلَكِن الأول ملحون بالقافية 3 - (ابْن اللَّيْث) أَبُو الرّبيع القيه الْكَاتِب مُحَمَّد بن اللَّيْث بن اذرباذ بن فَيْرُوز بن شاهين يتَّصل نسبه بدارا بن دَارا يعرف بالخطيب وبالفقيه ويكنى أَبَا الرّبيع كتب ليحيى بن خَالِد وَله وَلَاء فِي بني أُميَّة وَكَانَ بلغياً مترسلاً كَاتبا فَقِيها متكلماً سَمحا وَكَانَت البرامكة تقدمه وتحسن إِلَيْهِ وَكَانَ يرْمى بالزندقة وَله كتاب رسائله كتاب الهليلجة فِي الِاعْتِبَار كتاب الرَّد على الزَّنَادِقَة كتاب جَوَاب قسطنطين عَن الرشيد كتاب الْخط والقلم كتاب عظة هَارُون كتاب إِلَى يحيى بن خَالِد فِي الْأَدَب التَّاجِر مُحَمَّد بن لَيْث العدى الْحَاج شمس الدّين ابْن الْحَاج الْفَقِيه زين الدّين التَّاجِر بِمَدِينَة سيدنَا الْخَلِيل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي فِي طاعون سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله وَأوصى أَن يصرف من تركته لعمارة حرم مَكَّة وَحرم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحرم بالقدس الشريف وَحرم سيدنَا الْخَيل لكل مَكَان مِنْهَا مبلغ ثَمَان مائَة دِينَار مصرية فَقَالَ لَهُ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد خطيب الْحرم إِن هَذِه الْوَصِيَّة إِنَّمَا تنفذ من الثُّلُث فَقَالَ أعرف ذَلِك وَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لسعدالثلث وَالثلث كثير وَثلث مَالِي يزِيد على ذَلِك وَكتب بذلك محْضر وجهز إِلَى دمشق والنائب يَوْمئِذٍ الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه 3 - (ابْن ماهان) زنبقة السمسار مُحَمَّد بن ماهان السمسار ونبقة بغدادي صَدُوق وَثَّقَهُ البرقاني وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ

ابن المبارك

3 - (ابْن الْمُبَارك) القلانسي الصُّورِي مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن يعلى الْقرشِي الصُّورِي القلانسي روى عَنهُ الْجَمَاعَة وَيحيى بن معِين وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي قَالَ ابْن معِين كَانَ شيخ الْبَلَد يَعْنِي دمشق بعد أبي مسْهر توفّي بِدِمَشْق سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن عَليّ أَبُو عبد الله توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة من شعره فِي مغنٍ اسْمه مَحْمُود يهجوه (لَو أَرَادَ الْإِلَه بِالْأَرْضِ خصباً ... مَا تغنى من فَوْقهَا مَحْمُود) كلما أنبتت يَسِيرا من العشب وغنى غطى عَلَيْهِ الجليد ابْن الحصري مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن الْحِين بن إِسْمَاعِيل بن الْخضر أَبُو بكر ابْن أبي البركات قَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل على عبد الْقَادِر الجيلي ثمَّ انْتقل عَنهُ إِلَى القَاضِي أبي يعلى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْفراء وَصَارَ بِهِ خصيصاً فَلَمَّا وزلي أَبُو يعلى قَضَاء وَاسِط انحدر ابْن الحصري مَعَه وَشهد عِنْده وولاه قَضَاء قَرْيَة وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن عزل وَعَاد مَعَه إِلَى بَغْدَاد وَكَانَت أوقاته مَحْفُوظَة بإقراء الْقُرْآن وَالْفِقْه وَسَمَاع الحَدِيث وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة ابْن الْخلّ الْفَقِيه مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو الْحسن ابْن أبي الْبَقَاء الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْخلّ الشَّافِعِي كَانَ خَبِيرا بِالْمذهبِ إِمَامًا تفقه على أبي بكر الشَّاشِي المستظهري درس وَأفْتى وصنف وَتفرد بالفتيا فِي بَغْدَاد فِي الْمَسْأَلَة السريجية صنف شرحاً للتّنْبِيه سَمَّاهُ تَوْجِيه التَّنْبِيه وَهُوَ مُخْتَصر وَهُوَ أول شرح وضع للتّنْبِيه وكتاباً فِي أصُول الْفِقْه وَسمع الحَدِيث من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة

وَأبي الْحُسَيْن عبد الله البسري وَغَيرهمَا وروى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَغَيره) وَقيل أَنهم كَانُوا يتحيلون على أَخذ خطه بالفتاوي لِأَنَّهُ كتب الْمَنْسُوب إِلَى الْغَايَة فضاقت أوقاته بالفتاوي وشغلته الْكِتَابَة عَلَيْهَا فَلَمَّا فهم ذَلِك كَانَ يكسر الْقَلَم وَيكْتب على الفتاوي فقصروا عَنهُ وَقيل أَن الَّذِي كتب مليحاً أَخُوهُ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة أَبُو غَالب مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون أَبُو غَالب أورد لَهُ ابْن السَّاعِي فِي كتاب لطائف الْمعَانِي قَوْله مَا يكْتب على مرْآة (فيّ يَا قوم خصلتان أَرَانِي ... بهما الدَّهْر ذَات كبرٍ وتيه) جلبي الشُّكْر والمحامد لله وصدقي فِي كل مَا أحكيه سُئِلَ عَن مولده فَقَالَ فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَدفن بمقابر قُرَيْش ابْن مشق الْبَغْدَادِيّ مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْمُحدث الْمُفِيد أَبُو بكر ابْن مشق الْبَغْدَادِيّ البيع بلغت مجلدات مسموعاته سِتّ مجلدات توفّي سنة خمس وست مائَة حدث باليسير الباخرزي مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن صَدَقَة بن يُوسُف الباخرزي أَبُو الْحُسَيْن قَرَأَ الْأَدَب بِبَغْدَاد وَصَحب الْعلمَاء وَكتب بِخَطِّهِ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن الْمُبَارك بن هبة الله بن مُحَمَّد بن بكري أَبُو الْبَقَاء ابْن أبي الْمَعَالِي من أهل الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ من أَوْلَاد الْمُحدثين وَكَانَ شَيخا صَالحا حسن الطَّرِيقَة توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة أَبُو الْمَعَالِي الْمَدَائِنِي مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي الْمَنْصُور من أهل الْمَدَائِن كَانَ بهَا قَاضِيا وَكَانَ فَاضلا متأدباً شَاعِرًا سمع الحَدِيث بِبَغْدَاد من مُحَمَّد ابْن الزَّاغُونِيّ وَأبي الْقُوت السجْزِي وَغَيرهمَا وَلم يبلغ سنّ الراوية توفّي بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَحمل إِلَى الْمَدَائِن وَمن شعره) (إِذا لم يكن خير الْقَرِيب مقرباً ... إِلَيْك وَلم تعطف عَلَيْك أواصره) (فأجود من ذِي المَال من كَانَ معدماً ... وخيرٌ ن الْحيَاء من أَنْت قابره) وَمِنْه (لَا تغترر بقبيلٍ صرت سيدهم ... لما وليت فَفِي التَّغْرِير مَا فِيهِ) (وَلَا تقل أَنهم أَهلِي فَإِنَّهُم ... أَفْعَى يمج لعاب السم من فِيهِ) (كدودة الْمَيِّت إِن فَكرت مِنْهُ بدا ... وجودهَا وَهِي يَا ذَا اللب تفنيه) ابْن مقبل الْحِمصِي مُحَمَّد بن مبارك بن مقبل بن الْحسن الأديب الرئيس جمال

ابن المتوكل

الدّين الغساني الْحِمصِي الشَّاعِر الناثر كَانَ أَبوهُ وزيراً من أجلاد الشِّيعَة وغلاتهم ولد مُحَمَّد يَوْم عيد الْفطر سنة سبع وست مائَة وَتُوفِّي سنة سبعين وست مائَة تَقْرِيبًا وَمن شعره ابْن جَارِيَة الْقصار مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن أَحْمد بن عَليّ بن الْقصار الْوَكِيل أَبُو عبد الله ابْن أبي الْقَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن جَارِيَة الْقصار كَانَ وَكيلا على أَبْوَاب الْقُضَاة كَانَت أمه من جواري المقينات الموصوفات بِالْإِحْسَانِ فِي الْغناء وَكَانَ مُحَمَّد هَذَا شَاعِرًا ظريفاً كَاتبا مطبوعاً سمع الحَدِيث وَمَات سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَلم يبلغ أَوَان الرِّوَايَة وَمن شعره (وأدهم اللَّوْن ذِي حجولٍ ... قد عقدت صبحه بليله) (كَأَنَّمَا الْبَرْق خَافَ مِنْهُ ... فجَاء مستمسكاً بذيله) وَقَالَ يستهدي مداداً إِلَيْك اشتكائي يَا ابْن الْكِرَام شيب دواتي قبل الْهَرم وشيب الدويّ كَمَا قد علمت يعدل فِي الْقبْح شيب اللمم (فَمر بخضابٍ كفيلٍ برد ... شباب ذوائبها المنعدم) الْيَمَانِيّ مُحَمَّد بن الْمُبَارك الْيَمَانِيّ قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب من فضلاء الْيمن ونبلاء الزَّمن سَافر إِلَى بَغْدَاد بِالْبركَةِ واليمن وَكَانَ من الفصحاء اللسن وَأورد لَهُ قَوْله) (فانشر مطارف من هَوَاك فطالما ... أولعت خوف العاذلين بطيها) (ودع التَّأَمُّل فِي العواقب إِنَّهَا ... لَا تستبين رشادها من غيها) 3 - (ابْن المتَوَكل) الْمُقْرِئ مُحَمَّد بن المتَوَكل بن عبد الرَّحْمَن مولى بني هَاشم اللؤْلُؤِي الْمُقْرِئ صَاحب يَعْقُوب توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ أسْند عَن الفضيل بن عِيَاض وَغَيره وَأخرج عَنهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه وَغَيره اتَّفقُوا على صدقه وثقته قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله اسْتغْفر لي فقد حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزهر عَن جَابر أَنَّك مَا سُئِلت شَيْئا فَقلت لَا فَتَبَسَّمَ وَقَالَ غفر الله لَك 3 - (ابْن الْمثنى) الْحَافِظ الْعَنزي مُحَمَّد بن الْمثنى بن عبيد بن قيس الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْعَنزي

ابن المجلي

الْبَصْرِيّ الزَّمن روى عَنهُ الْجَمَاعَة وَالنَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَجَمَاعَة كبار كَانَ أرجح من بنْدَار وأحفظ لِأَنَّهُ رَحل وَبُنْدَار لم يرحل واتفقا فِي المولد والوفاة توفّي بعد بنْدَار بِثَلَاثَة اشهر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَا نظيرين فِي الإتقان وَالْحِفْظ وَاتفقَ الْأَئِمَّة على الرِّوَايَة عَنْهُمَا 3 - (ابْن المجلي) العنتري الطَّبِيب مُحَمَّد بن المجلي بن الصَّائِغ أَبُو الْمُؤَيد الْجَزرِي الطَّبِيب الْمَعْرُوف بالعنتري لِأَنَّهُ كَانَ فِي أول الْأَمر يكْتب سيرة عنتر كَانَ طَبِيبا مَشْهُورا عَالما مَذْكُورا حسن المعالجة فيلسوفاً متميزاً فِي الْأَدَب لَهُ شعر حسن مِنْهُ قَوْله الأبيات السائرة الَّتِي مِنْهَا (أقلل نكاحك مَا اسْتَطَعْت فَإِنَّهُ ... مَاء الْحَيَاة يراق فِي الْأَرْحَام) لَهُ كتاب الجمانة فِي الطبيعي والإلهي والأقراباذين وَهُوَ كَبِير مُفِيد ورسالة الشعرى اليمانية إِلَى الشعرى الشمالية كتبهَا إِلَى عَرَفَة النَّحْوِيّ بِدِمَشْق ورسالة الْفرق مَا بَين الدَّهْر وَالزَّمَان وَالْكفْر وَالْإِيمَان رِسَالَة الْعِشْق الإلهي والطبيعي والنور المجتنى فِي المحاضرة توفّي سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة تَقْرِيبًا وَمن شعره (ابلغ الْعَالمين عني أَنِّي ... كل علمي تصورٌ وَقِيَاس) (قد كشفت الْأَشْيَاء بِالْفِعْلِ حَتَّى ... ظَهرت لي وَلَيْسَ فِيهَا التباس) (وَعرفت الرِّجَال بِالْعلمِ لما ... عرف الْعلم بِالرِّجَالِ النَّاس) وَمِنْه (قَالُوا رضيت وَأَنت أعلم ذَا الورى ... بحقائق الْأَشْيَاء عَن باريها) (تجتاب أَبْوَاب الخمول فَقلت عَن ... كرهٍ وَلست كجاهلٍ راضيها) (لي همةٌ مأسورةٌ لَو صادفت ... سَعْدا بِغَيْر عوائق تثنيها) (ضَاقَ الفضاء بهَا فَلَا تسطيعها ... لعلوها الأفلاك أَن تحويها) (مَا للمقاصد جمةٌ ومقاصدي ... ناط الْقَضَاء بهَا الفضا والتيها) (أطوي اللَّيَالِي بالمنى وصروفها ... تنشرنني أَضْعَاف مَا أطويها) (أَنِّي على نوب الزَّمَان لصابرٌ ... إِمَّا ستفني الْعُمر أَو يفنيها) (أما الَّذِي يبْقى فقد أحرزته ... والفانيات فَمَا أفكر فِيهَا) وَمِنْه (بنيّ كن حَافِظًا للْعلم مطرحاً ... جَمِيع مَا النَّاس فِيهِ تكتسب نسبا) ) (فقد يسود الْفَتى من غير سابقةٍ ... للْأَصْل بِالْعلمِ حَتَّى يبلغ الشهبا)

ابن محبب

(غذّ الْعُلُوم بتذكارٍ تعش أبدا ... فَالنَّار تخمد مهما لم تَجِد حطبا) (إِنِّي أرى عدم الْإِنْسَان أصلح من ... عمرٍ بِهِ لم ينل علما وَلَا نشبا) (قضى الْحَيَاة فَلَمَّا مَاتَ شيعه ... جهلٌ وفقرٌ لقد قضاهما نصبا) وَمِنْه (من لزم الصمت اكتسى هَيْبَة ... تخفي عَن النَّاس مساويه) (لِسَان من يعقل فِي قلبه ... وقلب من يجهل فِي فِيهِ) وَمِنْه (قد أَقبلت غولة الصبايا ... تنظر عَن معلم النقاب) (فَقلت من أعظم الرزايا ... قفلٌ على منزلٍ خراب) (أحسن مَا كنت فِي عباةٍ ... ملفوفة الرَّأْس فِي جراب) قلت شعر جيد 3 - (ابْن محبب) مُحَمَّد بن محبب أَبُو همام الدَّلال الْقرشِي الْبَصْرِيّ صَاحب الدَّقِيق روى عَنهُ أَبُو دَاوُد عَن رجل وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن مَحْبُوب) الْبنانِيّ مُحَمَّد بن مَحْبُوب أَبُو عبد الله الْبنانِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ أثنى عَلَيْهِ ابْن معِين وَقَالَ كيس صَادِق توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن مُحرز) ركن الدّين الوهراني مُحَمَّد بن مُحرز أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِرُكْن الدّين الوهراني وَقيل جمال الدّين أحد ظرفاء الْعَالم وأدبائهم قدم من الْمغرب إِلَى مصر وَهُوَ يَدعِي الْإِنْشَاء فَرَأى الْفَاضِل والعماد وَتلك الحلبة فَعلم أَنه لَيْسَ من طبقتهم فسلك ذَاك الْمنْهَج الحلو والأنموذج الظريف وَعمل الْمَنَام الْمَشْهُور وَله ديوَان ترسل قدم دمشق وَأقَام بهَا مُدَّة وَبهَا توفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة ووهران مَدِينَة كَبِيرَة وَبَينهَا وَبَين تلمسان يَوْمَانِ بنيت سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ والمنام الَّذِي عمله سلك فِيهِ مَسْلَك أبي الْعَلَاء المعري فِي رِسَالَة الغفران لكنه ألطف

مقصداً وأعذب عبارَة وَكَانَ قد سلطه الله تَعَالَى على الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وعَلى الْمُهَذّب ابْن النقاش الطَّبِيب وعَلى القَاضِي الْفَاضِل أما القَاضِي الْفَاضِل فَإِنَّهُ مَا كَانَ يَجْسُر على التَّصْرِيح بِذكرِهِ بل يعرض بِهِ كَقَوْلِه فِي رِسَالَة كتبهَا إِلَى مجد الدّين ابْن الْمطلب وَقد ذكر الْحمام الفيوم فلمز أشعر إِلَّا والحائط الشمالي قد انْشَقَّ وَخرج مِنْهُ شخص عَجِيب الصُّورَة لَيْسَ لَهُ رَأس وَلَا رَقَبَة الْبَتَّةَ وَإِنَّمَا وَجهه فِي صَدره ولحيته فِي بَطْنه مثل بعض النَّاس فَهَذَا تَعْرِيض بالفاضل رَحمَه الله وَأما الْمُهَذّب فَذكره صَرِيحًا كَقَوْلِه فِي جملَة الْمَنَام الَّذِي رَآهُ وَإِن الْقِيَامَة قد قَامَت والخلق فِي الْموقف وغذا بِحَلقَة عَظِيمَة بعيدَة الأقطار فِيهَا من الْأُمَم مَا لَا يُحْصى كلهم يصفقون ويلعبون وَثَلَاثَة فِي وَسطهمْ يرقصون إِلَى أَن تعبوا ووقعوا إِلَى الأَرْض فسألنا بعض الْحَاضِرين عَن ذَلِك الْفَرح وَعَن الثَّلَاثَة الَّذين يرقصون فَقَالَ أما الثَّلَاثَة فعبد الرَّحْمَن بن ملجم الْمرَادِي والشمر بن ذِي الجوشن وَالْحجاج بن يُوسُف مجرمو هَذِه الْأمة وَأما الْفَرح الَّذِي ألهاهم عَن توقع) الْعقَاب حَتَّى رقصوا من الطَّرب مَعَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ من رجاحة الْعقل ونزاهة النَّفس فَهُوَ الطمع فِي رَحْمَة الله تَعَالَى بعد الْيَأْس مِنْهَا وَالسَّبَب فِيهِ كَون البارئ عز وَجل غفر الْيَوْم للفقيه المجير والمهذب ابْن النقاش فَخُذُوا أَنْتُم بحظكم رحمكم الله من الْفَرح وَالسُّرُور فَقلت وَأي شَيْء ينالنا نَحن من نجاة هذَيْن الرجلَيْن وَمن فوزهما بِالرَّحْمَةِ والرضوان وَنحن إِلَى الْحزن أقرب منا للسرورفقال قد أجمع النَّاس على أَنه لم يُولد مَوْلُود فِي الْإِسْلَام ارق دينا من هذَيْن الرجلَيْن وَلَا أقل خيرا مهما فَإِذا غفر لَهما فَمَا عَسى أَن يكون ذنُوب الْحجَّاج وَأَصْحَابه وَمَا ذنوبهم فِي جنب ذنُوب هذَيْن إِلَّا كالشعرة الْبَيْضَاء فِي الثور الْأسود ثمَّ أَن الوهراني استطرد بعد هَذَا فِي ذكره من شَيْء إِلَى شَيْء فِي ذكر معائب وقبائح بمقاصد غَرِيبَة خُفْيَة الكيد وَكرر ذكره فِي ترسله رَمَاه بِكُل عَظِيمَة وَأما تَاج الدّين الْكِنْدِيّ فَذكره أَيْضا فِي غير مَوضِع من ذَلِك فِي رِسَالَة مِنْهَا وَقد ذكر قصيدة للكندي أَولهَا (قدمت فَلم أترك لذِي قدمٍ حكما ... كَذَلِك عادي فِي العدى والندى قدما) وَمَعَ هَذَا فَمَا يَنْبَغِي أَن يَبْتَدِئ مثل هَذِه الْبدَاءَة إِلَّا مُصعب بن الزبير أَو يزِيد بن الْمُهلب أَو مُسلم بن قُتَيْبَة الَّذين جمعُوا الشجَاعَة وَالْكَرم وَأما الرجل السوقة إِذا قَالَ هَذَا الْكَلَام فَمَا يُجَاوب إِلَّا بمكاوي البيطار فِي اليأفوخ والأصداغ وَأما قَوْله (إِذا وطئ الضرغام أَرضًا تضايقت ... خطا وحشها عَنهُ فيوسعها هزما) فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ من الشّعْر الَّذِي تمجه الأسماع وتأباه النُّفُوس فَمَا لَهُ عمدي جَوَاب إِلَّا الضراط المغربي الصلب يصفى فِي جَوف لحية قَائِله من مَكَان قريب وَأما قَوْله (وَإِن أك فِي صدرٍ من الْعُمر شارخاً ... فكم يفنٍ عَن همتي بفتىً هما) فَلَو أَن لي بِهِ قُوَّة أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد لكتبت هَذَا الْبَيْت بالخرا على روق القنبيط ثمَّ ألزمته أَن يَأْكُلهُ فَيكون الخرا قد أكل الخرا من خرا على خرا فِي خرا وَأما قَوْله (سبقت إِلَى غايات كل فضيلةٍ ... تعز على طلابها الْعَرَب والعجما)

) فَهَذَا الْبَيْت الْمُصِيبَة الْعُظْمَى والطامة الْكُبْرَى وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يُجَاوب فِي هَذَا بِجَوَاب إِلَّا أَن يحضرهُ بعض السلاطين وَيَقُول لَهُ أَنْت قلتسبقت إِلَى غايات كل فَضِيلَة فَيَقُول نعم فَيَرْمِي قوساً وَيَقُول جر هَذَا الْقوس فَيَقُول مَا أقدر فَيَقُول اصفعوه فيصفع ثمَّ يقدم لَهُ فرسا ورمحاً وَدِرْعًا وَيَقُول لَهُ قَاتل هَذَا الْغُلَام بِهَذَا السِّلَاح فَيَقُول مَا أقدر فَيَقُول اصفعوه فيصفع فَيَقُول لَهُ فَحل لنا شكلاً من إقليدس فَيَقُول لَا أعلم فَيَقُول اصفعوه فيصفع فَيَقُول مسالة من المجسطي فَيَقُول لَا أعلم فَيَقُول اصفعوه فيصفع فَيَقُول لَهُ مَسْأَلَة من النُّجُوم فَيَقُول لَا أعلم فَيَقُول اصفعوه فيصفع فَيَقُول لَهُ يَا ابْن عشرَة آلَاف قحبة فَأَي شَيْء تعلمفيقول أعلم شَيْئا فِي النَّحْو والتصريف لَا غير فَيَقُول لَهُ وَلأَجل النَّحْو والتصريف تقولسبقت إِلَى غايات كل فَضِيلَة رحم امْرَأَة سِيبَوَيْهٍ وَالْكَلب على عِيَال الْأَخْفَش واصفع الْفَارِسِي عشرَة آلَاف فلعة قَفاهُ فيصفع حَتَّى يعمى وَمن كَلَامه عشرَة أَشْيَاء من أَبْوَاب الْبر تسخط الله وترضي الشَّيْطَان وَهِي انْقِطَاع ابْن الصَّابُونِي إِلَى الله عز وَجل فِي القرافة وتعصب الخبوشاني لقبر الشَّافِعِي رَحمَه الله وتنفل القَاضِي الْأَثِير قبل صَلَاة الْجُمُعَة وَبعدهَا وَظُهُور سجادة فِي هَذِه الْأَيَّام على وَجهه وَصَلَاة السديد الطَّبِيب التَّرَاوِيح فِي شهر رَمَضَان وبكاء الْفَقِيه الْبَهَاء على الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة وَقِرَاءَة الوهراني السَّبع فِي صباح كل يَوْم وَسَمَاع ابْن عُثْمَان الحَدِيث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جُمُعَة وَاحِدَة وَرِوَايَة ذَلِك على رُؤُوس الأشهاد وَحُضُور ابْن مماتي مجَالِس الْوَعْظ فِي القرافة وبكاؤه عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن وإنكار أبي عبد الله الْبَغْدَادِيّ على المزارين خَاصَّة وَلَا يلْتَفت إِلَى غَيره من الذُّنُوب وبنيان ابْن أبي الْحجَّاج لقبر آسِيَة رَضِي الله عَنْهَا وترتيب الْقُرَّاء فِيهِ فِي كل جُمُعَة ذكر أَن هَذِه الْأَعْمَال الصَّالِحَة لَا يعبأ بهَا وَهِي أحب إِلَى إِبْلِيس من كَبَائِر الذُّنُوب قلت وعَلى أجملة فَمَا كَاد يسلم من شَرّ لِسَانه أحد مِمَّن عاصره وَمن طالع ترسله وقف على الْعَجَائِب والغرائب وَمَا كَانَ يَخْلُو سامحه الله من تجرٍ

ابن المحسن

3 - (ابْن المحسن) خطيب مصر البعلبكي مُحَمَّد بن المحسن بن الْحُسَيْن بن أبي المضاء الْخَطِيب شمس الدّين أَبُو عبد الله البعلبكي ثمَّ الْمصْرِيّ نَشأ بِمصْر وَقَرَأَ الْأَدَب وَسمع بِدِمَشْق من ابْن عَسَاكِر وَغَيره ورحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا وَقَرَأَ بهَا الْفِقْه واتصل بصلاح الدّين وَهُوَ أول من خطب بِمصْر لبني الْعَبَّاس ثمَّ نفذه صَلَاح الدّين رَسُولا إِلَى بَغْدَاد وَمَات بِدِمَشْق وَلم يكمل لَهُ أَرْبَعُونَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة مُحَمَّد بن المحسن بن أَحْمد أَبُو عبد الله السّلمِيّ اصله من ملح قَرْيَة بحوران ولي أَبوهُ على حلب زَمَانا وَكَانَ فَاضلا وَله نظم ونثر قَالَ يمدح القَاضِي ابْن أبي عقيل وَهُوَ شعر منحط (يَا هِنْد هَل وصلٌ فيرتقب ... إِن كَانَ يحفظ فِي الْهوى نسب) (أنسيت موقفنا بِذِي سلمٍ ... أَيَّام أَثوَاب الصبى قشب) (قد زرت بغداذاً وَطَالَ بهَا ... عهدي وحرك نَحْوهَا سَبَب) (دَار الْمُلُوك وكل من ضربت ... فَوق السماك لمجده طُنب) توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة تسع وَأَرْبَعين أَبُو الْحسن الكارزيني مُحَمَّد بن المحسن بن سهل الكارزيني أَبُو الْحسن الأديب ذكره السَّمْعَانِيّ فِي كتاب النّسَب فَقَالَ حدث بِبَغْدَاد بِشَيْء من الشّعْر عَن أَبِيه روى عَنهُ أَبُو شُجَاع كيخسرو بن يحيى بن باكير هَذِه الأبيات قَالَ أَنْشدني أَبُو سعد بن خلف النيرماني لنَفسِهِ (مولَايَ عَبدك من جفاك بِحَال ... فارحمه قبل شماتة العذال) (أحبابنا فِي النَّاس مثل حبابنا ... فِي الكأس أسماءٌ بِلَا أَفعَال) (يُلْهِيك أول نظرة ترمي بهَا ... مِنْهَا إِلَيّ كَاللُّؤْلُؤِ المتلالي) (فَإِذا طردت الطّرف فيهم ثَانِيًا ... حَالَتْ عهود وُجُوههم فِي الْحَال)

ابن محمود

3 - (ابْن مَحْمُود) الحمامي الهمذاني مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن الْفَرح بن إِبْرَاهِيم الحمامي الهمذاني تَقِيّ الدّين أَبُو جَعْفَر طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ فَسمع الْكثير بِبَلَدِهِ من أبي الْفضل مُحَمَّد بن نبيهان الْمُؤَدب وَاللَّيْث بن سعد بن بوغة والحافظ أبي الْعَلَاء الْحسن بن أَحْمد الهمذاني وَخلق كثير ثمَّ رَحل إِلَى أَصْبَهَان بعد السّبْعين وَالْخمس مائَة وَسمع بهَا من عبد الله بن عمر الْمعدل وَكَانَ من أَصْحَاب أبي عبد الله الثَّقَفِيّ وَمن جمَاعَة وَقدم بَغْدَاد سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وَسمع من الأسعد بن بلدرك ابْن أبي اللِّقَاء الجبريلي وَغَيره ثمَّ عَاد إِلَى أَصْبَهَان الرشتياني وأمثالهم ثمَّ قدم بَغْدَاد سنة إِحْدَى وست مائَة وَحج وَعَاد وَسمع من أَصْحَاب ابْن الْحصين وَأبي غَالب ابْن الْبناء وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وسَمعه محب الدّين ابْن النجار قَالَ وَكَانَ يملي بِمَعْرِِفَة الصَّحَابَة ثمَّ غَرِيب الحَدِيث وَيتَكَلَّم على النَّاس على طَرِيق الوعاظ وَكَانَت أوقاته مستغرقة فِي عقد الْمجَالِس فِي كل يَوْم فِي مَوضِع معِين وَكَانَ لَهُ الْقبُول التَّام بَين الْخَاص وَالْعَام بِفقه الحَدِيث وغريبه ومعانيه وَأَسْمَاء رِجَاله وتواريخ أعمارهم وَمَعْرِفَة أَحْوَالهم وَكَانَ فصيحاً ذَا عبارَة منقحة كثير الْكتب والفوائد وَله الْأُصُول الحسان والكتب الْكَثِيرَة وَله المصفنات المليحة وَيكْتب خطا صَحِيحا وَهُوَ نبيل ورع متدين زاهد عَابِد عفيف أمار بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر نَاصِر السّنة قامع الْبدع طيب الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة متودد متواضع محب للغرباء وطلاع الْعلم كريم النَّفس جواد بِمَا فِي يَدَيْهِ ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَلما استولى التتار على همذان خرج إِلَى الْجِهَاد وَولده بَين يَدَيْهِ وَهُوَ يحثه على الْقِتَال حَتَّى استشهدا سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ تكلم فِيهِ الرفيع الأبرقوهي وَقَالَ لَا يَصح سَمَاعه الْخَطِيب القرقوبي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن حَامِد بن الْحسن بن يُوسُف القرقوبي أَبُو عبد الله الْخَطِيب وقرقوب بليدَة قريبَة من الطّيب شَاعِر حسن الشّعْر مدح النَّاس واجتداهم ومدح الإِمَام المستظهر بِاللَّه وَسمع مِنْهُ ابو الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الخشاب النَّحْوِيّ شَيْئا من شعره قَالَ سَأَلَني بعض الْمَشَايِخ إجَازَة بيتٍ للشبلي وَهُوَ (بأيّ نواحي الأَرْض أبغي وصالكم ... وَأَنْتُم ملوكٌ مَا لقصدكم سبل)

) فَقلت مجيزاً لَهُ (إِذا لم يكن وصلٌ يقرب مِنْكُم ... وَلَا مِنْكُم تَأتي إِلَى عندنَا رسل) (فنصبر حَتَّى نستلين حجابكم ... ويدرأ عَنهُ جور هجركم الْوَصْل) (فَمَا قرع الصبار بَاب لبانةٍ ... إِلَيْكُم وَإِلَّا دونه انْفَتح القفل) (وَإِلَّا علاهُ من سوابغ طولكم ... نسيمٌ لَهُ فِي كل مكرمةٍ فعل) (أيقنط من إحسانكم عبد مثلكُمْ ... وَأَنْتُم ملوكٌ فِي الورى دأبها الْفضل) (أَلا حققوا المظنون فِيكُم وَصَدقُوا ... فأكبر ظَنِّي أَن سيتصل الْحَبل) قلت شعر متوسط وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة خمس مائَة بِبَغْدَاد وَدفن بِبَاب أبرز أَبُو عبد الله الْوَاعِظ مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن حيوية أَبُو عبد الله الْوَاعِظ الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ ختن الْحَافِظ أبي مُوسَى على ابْنَته وَكَانَ أديباً فَاضلا واعظاً من وُجُوه الْحَنَابِلَة سمع الحَدِيث الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع معجماً لمشايخه وَكَانَ متديناً حسن الطَّرِيقَة صَدُوقًا سمع أَبَا سعد أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي سعد الْبَغْدَادِيّ وَأَبا الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن الحمامي وَأَبا رشيد أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْخرقِيّ وَأَبا الْقَاسِم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم الدواتي وخلقاً كثيرا وَقدم بَغْدَاد وَحدث باليسير سمع مكنه بلديه مُحَمَّد بن حَامِد بن عبد الْوَاحِد الْبَقَّال توفّي سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة ابْن الْقزْوِينِي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحسن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عِكْرِمَة بن أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ أَبُو الْفرج ابْن أبي حَاتِم الْمَعْرُوف بِابْن الْقزْوِينِي من أهل آمل طبرستان سمع أَبَاهُ وَأَبا سعد مَنْصُور بن إِسْحَاق الخزرجي الْحَافِظ وَأَبا عَليّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْحُسَيْنِي وَأَبا مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الفلاس وَأَبا الْعَبَّاس أَحْمد بن بنْدَار الدَّامغَانِي وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد وَحدث بهَا وروى عَنهُ من أَهلهَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عَليّ بن هبة الله بن عبد السَّلَام وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن الْخلّ الْفَقِيه والحافظ مُحَمَّد بن نَاصِر وَأَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ بن عبد الْملك الْكَاتِب وَأَبُو الْفضل عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الطوسي نزيل الْموصل) قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ فَاضلا صَدُوقًا حسن السِّيرَة بكاء صَاحب مُعَاملَة توفّي سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة ابْن خمارتاش الْوَاعِظ مُحَمَّد بن مَحْمُود بن خمارتاش التَّاجِر أَبُو عبد الله الْوَاعِظ الْأَصْبَهَانِيّ طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْكتب والأجزاء وَقَرَأَ على

الْمَشَايِخ والحفاظ وَكَانَ يعْقد مجْلِس الْوَعْظ وَله معرفَة بالتفسير والْحَدِيث وَالْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَله حَظّ من الْأَدَب وَيكْتب الْخط الْحسن سمع أَبَا الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن الحمامي وَأَبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الباغبان وَأَبا عبد الله الْحسن بن الْعَبَّاس الرستمي وَأَبا الْفرج مَسْعُود بن الْحسن بن الْقَاسِم الثَّقَفِيّ وَجَمَاعَة قَالَ محب الدّين ابْن النجار سَمِعت مِنْهُ بأصبهان وَكَانَ صَدُوقًا متديناً حسن الطَّرِيقَة مَحْمُود الْأَفْعَال طيب الْأَخْلَاق متواضعاً ولد سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة الطرازي البُخَارِيّ مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي عَليّ الْحُسَيْن بن يُوسُف الْأَسدي أَبُو الرِّضَا البُخَارِيّ الْمَعْرُوف بالطرازي كَانَ من أَئِمَّة الْفُقَهَاء على مَذْهَب الشَّافِعِي جال فِي خُرَاسَان فِي طلب الْعلم وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة من الشُّيُوخ وَحدث روى عَنهُ أَبُو المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ أورد لَهُ مُحي الدّين ابْن النجار (قَالُوا تهنّ بِيَوْم الْعِيد قلت لَهُم ... قُولُوا لمن رحلوا عَن ربعنا عودوا) (فَإِن أجابوا فهنوني بعيدكم ... أَو لَا فَعَن سقم فقداني لَهُم عودوا) تفقه ببخارا على وَالِده وعَلى عبد الْعَزِيز بن عمر الْمَعْرُوف بالبرهان قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ ببخارا وَمَات بعد السِّتين وَخمْس مائَة آخر الْجُزْء الرَّابِع من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عون بن فريج أَبُو عبد الله وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله

الجزء 5

(الْجُزْء الْخَامِس) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (ربِّ أَعِنْ) ) ابْن جري الرقي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عون بن فريج أَبُو عبد الله التَّاجِر الْمَعْرُوف بِابْن جري بجيم مَضْمُومَة وَرَاء مُشَدّدَة مَفْتُوحَة من أهل الرقة قدم بغداذ مَرَّات وَقَرَأَ بهَا الْأَدَب على أبي البركات ابْن الْأَنْبَارِي وَسمع المقامات الحريرية من منوجهر وَقَرَأَ بواسط الْقُرْآن على أبي بكر بن الباقلاني وعَلى ابْن خطيب شافيا وَكَانَا من أَصْحَاب القلانسي وَقَرَأَ الْفِقْه ببغداذ على ابْن فضلان وَسمع الحَدِيث من ابْن شاتيل وَابْن زُرَيْق وَابْن الطراح وَغَيرهم وَسمع بِالشَّام من يحيى بن أَحْمد بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ الْأَصْبَهَانِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن النجار كتاب الشُّكْر لِابْنِ أبي الدُّنْيَا قَالَ ابْن النجار كَانَ بَخِيلًا شَدِيد الْإِمْسَاك على نَفسه ظَاهره ظَاهر الْفُقَرَاء ويعيش عيشهم وَطول فِي وَصفه بالبخل وَسُوء الْحَال وَكَثْرَة المَال وَقَالَ قَصده أَصْحَاب الحَدِيث فَلم يسمعهم شَيْئا إِلَّا بِأَجْر يَأْخُذهُ من حطام الدُّنْيَا وَقتل وَأخذ مَاله فِي سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (ابْن العلويه الصُّوفِي) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خسر فَيْرُوز بن بهمنيار الشِّيرَازِيّ الأَصْل البغداذي المولد أَبُو طَالب الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِابْن العلوية تولى قَضَاء النّيل ثمَّ عزل وَكَانَ أديباً كيساً ظريفاً حدث عَن أبي غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الباقلاني وَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب وَمن شعره (أَلا إِن قلبِي هائم ومروع ... لأجلكم يَا سادتي كَيفَ أصنع) (وَمن أجلكم فَارَقت إلفي وملني ... سروري ودمعي بعدكم أتجرع) (وحقكم إِنِّي مشوق إِلَيْكُم ... وكبدي عَلَيْكُم كل يَوْم تقطع)

السناباذي الواعظ

قلت شعر مرذول ولد سنة تسعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (السناباذي الْوَاعِظ) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد السناباذي الطوسي أَبُو الْفَتْح سمع أَبَا سعد مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْخَلِيل النوقاني وَقَرَأَ الْفِقْه على مُحَمَّد بن يحيى وَكَانَ من أَئِمَّة الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة مليح الْوَعْظ حسن الْعبارَة فصيحاً قدم بغداذ سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بعد موت البروي وَجلسَ للوعظ وَلم يُصَادف قبولاً فَتوجه إِلَى الشَّام وَدخل مصر واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته وصادف بهَا الْقبُول التَّام من الْمُلُوك والعوام وَلما مَاتَ سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة دفن بالقرافة وَحمله أَوْلَاد السُّلْطَان على رقابهم) 3 - (ابْن الْمروزِي) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمروزِي من بَيت مَشْهُور بِالْعلمِ وَالدّين وَالرِّوَايَة وَالْفضل حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وعلق التعليقة فِي الْخلاف عَن مُحَمَّد بن أبي عَليّ النوقاني وصحبة إِلَى حِين وَفَاته وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَقَرَأَ الأصولين والجدل والمنطق وَقَرَأَ النَّحْو واللغة حَتَّى برع فيهمَا وَكَانَ يكْتب خطا مليحاً وَولي الإشراف على ديوَان التركات الحشرية وَكَانَ كيساً ظريفاً لطيفاً متودداً أوصى أَن يكْتب على كَفنه (يكون أجاجاً دونكم فَإِذا انْتهى ... إِلَيْكُم تلقى طيبكم فيطيب) توفّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة 3 - (أَبُو الْعَلَاء الغزنوي) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي الْحسن النَّيْسَابُورِي الغزنوي أَبُو الْعَلَاء ذكره تَاج الْإِسْلَام فِي تَارِيخ مرو وَقَالَ لَقيته ببلخ فِي شهر رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَقَالَ هُوَ من أهل غزنة وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا وَاسع الْعلم متفنناً عَارِفًا بالأدب مليح المحاورة كثير الْمَحْفُوظ جمع كتابا مليحاً فِي شعراء عصره سَمَّاهُ سر السرُور وَكَانَ وَالِده من مشاهير الْعلمَاء صَاحب الْكتب الحسان مثل التَّفْسِير وَخلق الْإِنْسَان وَقدم وَلَده مُحَمَّد خُرَاسَان رَسُولا مرَّتَيْنِ من صَاحب غزنة إِلَى السُّلْطَان سنجر بن ملكشاه وَكَانَ ولي الْقَضَاء بغزنة

ابن محمود بن سبكتكين

3 - (ابْن مَحْمُود بن سبكتكين) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سبكتكين تولى الْملك بعد أَبِيه بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكَانَ أَخُوهُ مَسْعُود غَائِبا فجَاء وَأظْهر خِلَافه وَجرى لَهما مَا سَيَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة أَخِيه مَسْعُود بن مَحْمُود فِي حرف الْمِيم مَكَانَهُ وَآخر أمره خلعه الْجند واعتقلوه ووكلوا بِهِ وَتَوَلَّى أَخُوهُ مَسْعُود الْأَمر بميل الْجند إِلَيْهِ وَذَلِكَ بعد الِاثْنَيْنِ وَالْعِشْرين وَأَرْبع مائَة كَانَ كَرِيمًا إِلَّا أَنه انهمك على لذاته ففاته الْمَطْلُوب وَلما سجنه أَخُوهُ مَسْعُود سمل عَيْنَيْهِ ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك أطاعه الْجند فولوه عَلَيْهِم وَقتل أَخَاهُ مسعوداً سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَالله أعلم 3 - (السُّلْطَان السلجوقي) مُحَمَّد شاه بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه أَخُو ملكشاه السُّلْطَان السلجوقي طلب أَن يخْطب أَن لَهُ ببغداذ فَلم يجب إِلَى ذَلِك فَسَار إِلَيْهَا وحاصرها ثمَّ رَحل عَنْهَا وَتُوفِّي بِالْقربِ من همذان) بعلة السل سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَله ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ وَالْكَرم والتأني فِي أُمُوره وَاخْتلف الْأُمَرَاء بعده فقوم طلبُوا أَخَاهُ ملكشاه وَقوم طلبُوا أَخَاهُ سُلَيْمَان شاه وهم الْأَكْثَر وَقوم طلبُوا أرسلان شاه وَكَانَ سُلَيْمَان شاه مَحْبُوسًا بالموصل فجهزه زين الدّين بِإِشَارَة نور الدّين الشَّهِيد فَأَجْلَسُوهُ على سَرِير الْملك بهمذان وَكَانَ قصدهم أَن يَأْكُلُوا بِهِ الْبِلَاد لِأَنَّهُ كَانَ مَشْغُولًا باللعب وَاللَّهْو 3 - (الطوسي الْأَشْعَرِيّ) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الشهَاب الطوسي أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الشَّافِعِي نزيل مصر إِمَام مفت عَلامَة مَشْهُور سمع وروى كَانَ جَامعا للفنون درس بمنازل الْعِزّ وانتفع بِهِ جمَاعَة قدم بغداذ وَركب بالسنجق وَالسُّيُوف المسللة والغاشية والطوق فِي عنق البغلة فَمنع من ذَلِك فسافر إِلَى مصر وَوعظ وَأظْهر مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وثارت عَلَيْهِ الْحَنَابِلَة وَكَانَ يجْرِي بَينه وَبَين زين الدّين ابْن نجية الْعَجَائِب من السباب وَسُئِلَ أَيّمَا أفضل دم الحلاج أَو دم الْحُسَيْن فَغَضب من ذَلِك فَقيل لَهُ إِن دم الحلاج كتب على الأَرْض الله الله وَلَا كَذَلِك دم الْحُسَيْن فَقَالَ الْمُتَّهم يحْتَاج إِلَى تَزْكِيَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن النجار) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحسن بن هبة الله بن محَاسِن الْحَافِظ الْكَبِير

محب الدّين أَبُو عبد الله ابْن النجار البغداذي صَاحب التَّارِيخ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة وَسمع من عبد الْمُنعم بن كُلَيْب وَيحيى بن بوش وذاكر بن كَامِل وَأبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَأَصْحَاب ابْن الْحصين وَالْقَاضِي أبي بكر فَأكْثر وَأول سَمَاعه وَله عشر سِنِين وَله الرحلة الواسعة إِلَى الشَّام ومصر والحجاز وأصبهان وخراسان ومرو وهراة ونيسابور وَسمع الْكثير وَحصل الْأُصُول وَالْمَسَانِيد وَخرج لنَفسِهِ ولجماعة وَجمع التَّارِيخ الَّذِي ذيل بِهِ على تَارِيخ الْخَطِيب لبغداذ واستدرك فِيهِ على الْخَطِيب فجَاء فِي ثَلَاثِينَ مجلداً دلّ على تبحره فِي هَذَا الشَّأْن وَسعه حفظه وَقد نقلت مِنْهُ تراجم عديدة فِي هَذَا الْكتاب رحم الله مُصَنفه وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة حجَّة مقرئاً مجوداً حُلْو المحاضرة كيساً متواضعاً اشْتَمَلت مشيخته على ثَلَاثَة آلَاف شيخ ورحل سبعا وَعشْرين سنة يُقَال إِنَّه حضر مَعَ الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ لَيْلَة فِي مجْلِس الْمُعظم عِيسَى أَو الْأَشْرَف مُوسَى لِأَنَّهُ كَانَ ذكره وَأثْنى عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أحضرهُ فَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَن وَفَاة الشَّافِعِي مَتى) كَانَت فبهت وَهَذَا من التَّعْجِيز لمثل هَذَا الْحَافِظ الْكَبِير الْقدر فسبحان من لَهُ الْكَمَال وَله كتاب الْقَمَر الْمُنِير فِي الْمسند الْكَبِير ذكر كل صَحَابِيّ وَمَا لَهُ من الحَدِيث وَله كتاب كنز الإِمَام فِي معرفَة السّنَن وَالْأَحْكَام والمختلف والمؤتلف ذيل بِهِ على ابْن مَاكُولَا والمتفق والمفترق على منهاج كتاب الْخَطِيب نسب الْمُحدثين إِلَى الْآبَاء والبلدان كتاب عواليه كتاب مُعْجمَة جنَّة الناظرين فِي معرفَة التَّابِعين الْكَمَال فِي معرفَة الرِّجَال العقد الْفَائِق فِي عُيُون أَخْبَار الدُّنْيَا ومحاسن تواريخ الْخَلَائق الدرة الثمينة فِي أَخْبَار الْمَدِينَة نزهة الورى فِي أَخْبَار أم الْقرى رَوْضَة الأوليا فِي مَسْجِد إيليا الأزهار فِي أَنْوَاع الْأَشْعَار سلوة الوحيد غرر الْفَوَائِد سِتّ مجلدات مَنَاقِب الشَّافِعِي وأنوار الزهر فِي محَاسِن شعر شعراء الْعَصْر كتاب نحا فِيهِ نَحْو نشوار المحاضرة مِمَّا التقطه من أَفْوَاه الرِّجَال مَجْمُوع غرر الْفَوَائِد ومنثور دُرَر القلائد نزهة الطّرف فِي أَخْبَار أهل الظّرْف إِخْبَار المشتاق إِلَى أَخْبَار العشاق الْكَافِي فِي الصّلاح الشافي فِي الطِّبّ ووقف كتبه بالنظامية وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وأنشدني لنَفسِهِ (وَقَائِل قَالَ يَوْم الْعِيد لي وَرَأى ... تململي ودموع الْعين تنهمر) (مَالِي أَرَاك حَزينًا باكياً أسفا ... كَأَن قَلْبك فِيهِ النَّار تستعر) (فَقلت إِنِّي بعيد الدَّار عَن وطني ... ومملق الْكَفّ والأحباب قد هجروا) وَنظر إِلَى غُلَام تركي حسن الصُّورَة فرمد بَاقِي يَوْمه فَقَالَ (وَقَائِل قَالَ قد نظرت إِلَى ... وَجه مليح فاعتادك الرمد)

المراتبي الحنبلي

(فَقلت إِن الشَّمْس المنيرة قد ... يعشى بهَا النَّاظر الَّذِي يقد) قلت شعر مَقْبُول 3 - (المراتبي الْحَنْبَلِيّ) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الْمُنعم الإِمَام تَقِيّ الدّين المراتبي الْحَنْبَلِيّ كَانَ فَقِيها ورعاً فِي مذْهبه ذَا فنون توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (الرصاصي الطَّبِيب) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي زيد الْحَكِيم الطَّبِيب أَبُو عبد الله الرَّازِيّ الرصاصي شيخ فَاضل مسن لَهُ أَربع وَثَمَانُونَ سنة توفّي سنة سِتِّينَ وست مائَة وَلم يذكرهُ ابْن أبي أصيبعة) 3 - (الْمَنْصُور صَاحب حماة) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب صَاحب حماة وَابْن مُلُوكهَا الْملك الْمَنْصُور أَبُو الْمَعَالِي نَاصِر الدّين ابْن الْملك المظفر تَقِيّ الدّين ابْن الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة المعرة بعد وَالِده وليهما وعمره عشر سِنِين وَأَيَّام سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين رِعَايَة لأمه الصاحبة غَازِيَة بنت الْملك الْكَامِل وَقَامَ بتدبير دولته أمه وَسيف الدّين طغريل أستاذ الدَّار وَشَيخ الشُّيُوخ شرف الدّين عبد الْعَزِيز وَكَانَ فِيهِ كرم وَحسن عشرَة وَلكنه كَانَ يلْعَب وينهمك على اللَّهْو وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عباد الْكَافِي الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ الأصولي قدم الشَّام بعد الْخمسين وست مائَة وناظر الْفُقَهَاء واشتهرت فضائله وَسمع بحلب من طغريل المحسني وَغَيره وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي معرفَة الْأُصُول فِي الْفِقْه وَشرح الْمَحْصُول للْإِمَام فَخر الدّين شرحاً كَبِيرا حافلاً وصنف كتاب الْقَوَاعِد مُشْتَمِلًا على أصُول الدّين وأصول الْفِقْه والمنطق وَالْخلاف وَهُوَ حسن تصانيفه وَله غَايَة الطّلب فِي الْمنطق وَله معرفَة جَيِّدَة بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَدب وَالشعر لكنه قَلِيل البضاعة فِي الْفِقْه وَالسّنة ولي قَضَاء منبج فِي أَيَّام النَّاصِر ثمَّ دخل مصر وَولي قَضَاء قوص ثمَّ قَضَاء الكرك وَرجع إِلَى مصر وَولي تدريس الصاحبية وَأعَاد وَأفَاد وَولي تدريس مشْهد الْحُسَيْن وتدريس الشَّافِعِي وَتخرج بِهِ خلق ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة وَكتب عَنهُ الحَدِيث علم الدّين البرزالي وَغَيره مولده بأصبهان سنة سِتّ عشرَة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست مائَة

ابن شهاب الدين محمود

3 - (ابْن شهَاب الدّين مَحْمُود) مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد القَاضِي شمس الدّين صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَابْن صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بهَا جَاءَ وَالِده إِلَى دمشق من مصر وَكَانَ حول وَالِده يكْتب المطالعة هُوَ وَولده القَاضِي شرف الدّين أَبُو بكر وَكَانَ القَاضِي شمس الدّين إِذا سَافر الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى الصيود يُسَافر هُوَ مَعَه ويتخلف وَالِده بِالْمَدِينَةِ لضَعْفه عَن الْحَرَكَة وَكبر سنه فَلَمَّا توفّي وَالِده فِي شعْبَان سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة تولى هُوَ صحابة ديوَان الْإِنْشَاء مَكَان وَالِده اسْتِقْلَالا فَلم تطل مدَّته بعد ذَلِك وَتُوفِّي فِي عَاشر شَوَّال سنة سبع وَعشْرين وَسبع) مائَة وَكَانَ رَحمَه الله خطا مَنْسُوبا نقشاً نغشاً مليحاً إِلَى الْغَايَة وَكتب مجاميع أدبية كَثِيرَة وَلم يكن فِيهِ شَرّ من خِيَار عباد الله طباعاً كثير التَّوَاضُع لم يُغَيِّرهُ المنصب وَلم يكن لَهُ فِيمَا علمت نظم وَلَا نثر وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تُنْكُز يحبّه كثيرا ويميل إِلَيْهِ وَلما توفّي رثاه جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة بقصيدةٍ أَولهَا (أطلق دموعك إِن الْقلب مَعْذُور ... وَإنَّهُ بيد الأحزان مأسور) (وخل عَيْنَيْك يهمي من مدامعها ... در على كَاتب الْإِنْشَاء منثور) (يسوءني ويسوء النَّاس أجمع يَا ... بَيت البلاغة أَن الْبَيْت مكسور) (فِي كل يَوْم برغمي من مَنَازِلكُمْ ... ينأى وَيذْهب مَحْمُود ومشكور) (خبا الشهَاب فَقُلْنَا الشَّمْس فاعترضت ... أَيدي الردى فزمان الْأنس ديجور) (آهاً لمنظر شمس لَا يذم لَهَا ... بالسعي فِي فلك العلياء تسيير) مِنْهَا (لهفي عَلَيْهِ لأخلاق مهذبة ... سعي الثَّنَاء بهَا وَالْأَجْر مبرور) (تواضع لاسمه مِنْهُ أزدياد عُلى ... وَفِي التكبر للأسماء تَصْغِير) (وهمة بَين خدام العلى نشأت ... فاللفظ وَالْعرض ريحَان وكافور) (لَا عيب فِيهِ سوى فكر عوائده ... للحمد رق وللألفاظ تَحْرِير) (حَتَّى إِذا لَاحَ مَرْفُوعا مدائده ... وَرَاح ذيل علاهُ وَهُوَ مجرور) (تخيرته أكف الْمَوْت عارفة ... بنقده وتنقته الْمَقَادِير) مِنْهَا (والمرء فِي الأَصْل فخار فَلَا عجب ... إِن رَاح وَهُوَ بكف الدَّهْر مكسور) (جَادَتْ ضريحك شمس الدّين سَارِيَة ... يُمْسِي صداك لَدَيْهَا وَهُوَ مسرور)

الكاتب

3 - (الْكَاتِب) مُحَمَّد بن مخلد الْكَاتِب أورد لَهُ صَاحب كتاب البارع (تخطي النُّفُوس على العيا ... ن وَقد تصيب على المظنه) (كم من مضيق فِي الفضا ... ء ومخرج بَين الأسنة) 3 - (شرف الدّين ابْن مُخْتَار) ) مُحَمَّد بن مُخْتَار شرف الدّين الْحَنَفِيّ اجْتمعت بِهِ غير مرّة بقلعة الْجَبَل جرت بيني وَبَينه مبَاحث أصولية فَكَانَ يمِيل إِلَى اعْتِقَاد الفلاسفة وَكَانَ جيد الذِّهْن يعرف الهندسة جيدا وَله يَد طولى فِي الْهَيْئَة والحساب وَكَانَ فِي الأَصْل صائغاً وتسلط بالصياغة على معرفَة كتاب الْحِيَل لبني مُوسَى فَكَانَ يصنع مِنْهَا بِيَدِهِ أَشْيَاء غَرِيبَة ويقدمها للأمير سيف الدّين قجليس الناصري فراج عِنْده وَأخذ فقاهات فِي مدارس الْحَنَفِيَّة ورواتب وَكَانَت لَهُ يَد فِي الْمنطق وَكَانَ يحب الْأَدَب وَلم يكن لَهُ فِيهِ يَد بل وَلَا ذوق ولشهاب الدّين العسجدي فِيهِ أَبْيَات أنشدنيها مِنْهَا أَولهَا (لَيْسَ ابْن مُخْتَار فِي كفر بمختار ... وَإِنَّمَا كفره تَقْلِيد كفار) توفّي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ 3 - (الدَّمِيرِيّ) مُحَمَّد بن الْمَرْزُبَان الدَّمِيرِيّ قَالَ حَمْزَة كَانَ بليغاً عَالما بمجاري اللُّغَة تصدر عَنهُ الْكتب الطوَال وَكَانَ يتعاطى الْأَوْصَاف ويركب مركب عَليّ بن عُبَيْدَة الريحاني وَكَانَ أحد التراجمة وَمن ينْقل الْكتب من الفارسية إِلَى الْعَرَبيَّة وَله أَكثر من خمسين نقلا من كتب الْفرس وَله بضعَة عشر كتابا فِي الْأَوْصَاف مِنْهَا كتاب فِي وصف الْفرس والفارس وَكتاب فِي وصف السَّيْف وَكتاب فِي وصف الْقَلَم وَمن الكرج آخر يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن سهل ابْن الْمَرْزُبَان لَهُ كتاب الْمُنْتَهى لَيْسَ هُوَ هَذَا وَتقدم ذكره فِي مَوْضِعه 3 - (الْبَاهِلِيّ) مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَاهِلِيّ روى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا دونهَا

الزعفراني الفقيه

3 - (الزَّعْفَرَانِي الْفَقِيه) مُحَمَّد بن مَرْزُوق بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد الْجلاب الزَّعْفَرَانِي أَبُو الْحسن الْفَقِيه الشَّافِعِي درس الْفِقْه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ولازمه حَتَّى برع فِيهِ وَألف فِي الْمَذْهَب عدَّة كتب مِنْهَا تَحْرِير أَحْكَام الصّيام ومناسك الْحَج وَسمع الحَدِيث الْكثير ببغداذ ورحل فِي طلبه إِلَى الْبَصْرَة وخوزستان والأهواز وأصبهان وَالشَّام وديار مصر وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَجمع وَحصل وَكَانَ شَيخا فَاضلا ورعاً دينا على طَرِيق السّلف وَكتب خطا حسنا مضبوطاً محققاً توفّي سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة وَدفن ببغداذ فِي الْجَانِب الشَّرْقِي فِي) الوردية 3 - (الْمَالِكِي وَالِد ابْن زهر) مُحَمَّد بن مَرْوَان بن زهر أَبُو بكر الْإِيَادِي الإشبيلي كَانَ فَقِيها حَافِظًا لمَذْهَب مَالك حاذفاً فِي الْفَتْوَى عُمّر وَكَانَ وَاسع الرِّوَايَة وَهُوَ وَالِد الطَّبِيب الماهر ابْن زهر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (مُحَمَّد بن مَرْوَان بن أبي حَفْصَة) مُحَمَّد بن مَرْوَان بن أبي الْجنُوب بن مَرْوَان بن أبي حَفْصَة شَاعِر ابْن شَاعِر ذكره الطَّبَرِيّ وَأورد مدائحه فِي المعتز وَذكره ابْن الْجراح فِي كتاب الورقة وَقَالَ وَكَانَ مطرحاً فِي أَيَّام المستعين فَلَمَّا وَقعت الْفِتْنَة لزم المعتز ومدحه مدحاً كثيرا وَخص بِهِ فقلده الْيَمَامَة والبحرين فتعدى على أَهلهَا وأوقع العصبية وَقتل خلقا فتظلموا مِنْهُ فَصَرفهُ وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده وجده فِي مكانيهما وَمن قَوْله يمدح المعتز فِي الْفِتْنَة (أعَاد لنا المعتز أَيَّام جَعْفَر ... وَأَحْيَا لنا بِالْعَدْلِ والجود جعفرا) (إِمَام لَهُ فِي كل قلب محبَّة ... كوالده قولا وفعلاً ومنظرا) (ظَفرت بِحَق طالما قد ظلمته ... وَمن كَانَ يَبْغِي الْحق أَمْسَى مظفرا) 3 - (أَبُو بكر البغداذي) مُحَمَّد بن مَرْوَان بن عبد الله أَبُو بكر أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار قَوْله (وَعَدتنِي زِيَارَة ذَات يَوْم ... حِين طالبتها نَهَارا جهارا) (قلت يَا منيتي فَهَلا بلَيْل ... فَهُوَ أخْفى لمن أَرَادَ استتارا)

أبو عبد الله الأزدي

(فاستشاطت تجبراً ثمَّ قَالَت ... لَو رأى وَجْهي الظلام أنارا) (أَي شمس رَأَيْت تطلع لَيْلًا ... إِنَّمَا تطلع الشموس نَهَارا) 3 - (أَبُو عبد الله الْأَزْدِيّ) مُحَمَّد بن مزاح الْأَزْدِيّ يَقُول فِي ثقيل (لنا صديق زَائِد ثقله ... فظفره كالجبل الراسي) (تحمل مِنْهُ الأَرْض أَضْعَاف مَا ... تحمله من سَائِر النَّاس) وَقد ألم فِي ذَلِك بقول بعض الأندلسيين) (لَيْسَ بِإِنْسَان وَلكنه ... يحسبه النَّاس من النَّاس) (أثقل فِي أنفس إخوانه ... من جبل راس على راس) 3 - (ابْن أبي الْأَزْهَر النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن مزِيد بن مَحْمُود بن مَنْصُور بن رَاشد أَبُو بكر ابْن أبي الْأَزْهَر الْخُزَاعِيّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن أبي الْأَزْهَر هَكَذَا ذكره الْخَطِيب وَذكره مُحَمَّد بن إِسْحَق فَقَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مزِيد النَّحْوِيّ الاخباري البوسنجي وَتُوفِّي عَن سنّ عالية وَقَالَ الْوَزير عبد الرَّحْمَن فِي كِتَابه فِي أَخْبَار أَخِيه حَدثنِي مُحَمَّد بن مزِيد أبي الْأَزْهَر مَاتَ فِيمَا ذكره الْخَطِيب سنة خمس وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَحدث عَن إِسْحَق بن أبي إِسْرَائِيل وَمُحَمّد ابْن سُلَيْمَان لوين وَأبي كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَالزُّبَيْر بن بكار والمبرد وَكَانَ مستمليه وَحَمَّاد بن إِسْحَق الْموصِلِي روى عَنهُ كتاب الأغاني لِأَبِيهِ روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو بكر ابْن شَاذان والمعافى بن زَكَرِيَّاء وَأَبُو الْفرج عَليّ بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ الْخَطِيب وَكَانَ كذابا يضع الْأَحَادِيث على الثِّقَات وَله شعر كثير زَاد فِي حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام أما ترْضى أَن تكون مني بِمَنْزِلَة هرون من مُوسَى إِلَّا أَنه لَا نَبِي بعدِي زَاد فِيهِ وَلَو كَانَ لكنته لم يرو هَذِه الزِّيَادَة غَيره وَله من هَذِه الْأَخْبَار مَا لست بصدد ذكره وَله تصانيف مِنْهَا أَخْبَار عقلاء المجانين وَكتاب الْهَرج والمرج فِي أَخْبَار المستعين والمعتز وَمن شعره (لَا تبع لَذَّة يَوْم لغد ... وبع الغي بتعجيل الرشد) (إِنَّهَا إِن أخرت عَن وَقتهَا ... باختداع النَّفس فِيهَا لم تعد) (فاشغل النَّفس بهَا عَن شغلها ... لَا تفكر فِي حميم وَولد)

قطرب اللغوي

(أَو مَا خبرت عَمَّا قيل فِي ... مثلٍ باقٍ على مر الْأَبَد) (إِنَّمَا دنياي نَفسِي فَإِذا ... تلفت نَفسِي فَلَا عَاشَ أحد) وَمِنْه (إِذا كنت أحتاج فِي حَاجَتي ... وَأَنت صديقي أَن أذكرك) (فحقك عِنْدِي إِذا مَا قضي ... ت بعد اقتضائي أَن أهجرك) (فَلَا حَظّ فِيك لذِي حَاجَة ... إِذا كَانَ حظك أَن يعذرك) قلت شعر جيد) 3 - (قطرب اللّغَوِيّ) مُحَمَّد بن مستنير النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْبَصْرِيّ مولى سلم بن زِيَاد الْمَعْرُوف بقطرب أَخذ الْأَدَب عَن سِيبَوَيْهٍ وَعَن جمَاعَة من الْعلمَاء الْبَصرِيين وَكَانَ حَرِيصًا على الِاشْتِغَال كَانَ يبكر إِلَى سِيبَوَيْهٍ قبل حُضُور التلاميذ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا أَنْت إِلَّا قطرب ليل فَبَقيَ علما عَلَيْهِ والقطرب دويبة لَا تزَال تدب وَلَا تفتر وَكَانَ من أَئِمَّة عصره وَله من التصانيف مَعَاني الْقُرْآن والاشتقاق والقوافي والنوادر والأزمنة وَالْفرق والأصوات وَالصِّفَات والعلل فِي النَّحْو والأضداد وَخلق الْفرس وَخلق الْإِنْسَان وغريب الحَدِيث والهمز وَالْمجَاز فِي الْقُرْآن والمثلث وَله تصانيف لطاف فِي النَّحْو وَفعل وَافْعل وَالرَّدّ على الْمُلْحِدِينَ فِي تشابه الْقُرْآن وَهُوَ أول من وضع المثلث فِي اللُّغَة وَكَانَ قطرب يعلم أَوْلَاد أبي دلف الْعجلِيّ أورد لَهُ صَاحب البارع قَوْله (إِن كنت لست معي فالذكر مِنْك معي ... يراك قلبِي وَإِن غيبت عَن بَصرِي) (وَالْعين تبصر من تهوى وتفقده ... وناظر الْقلب لَا يَخْلُو من النّظر) توفّي سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ يُقَال اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد وَيُقَال الْحسن بن مُحَمَّد وَالْأول أصح حدث المرزباني قَالَ صَار قطرب إِلَى أبي دلف يُؤَدب وَلَده فَلَمَّا مَاتَ كَانَ الْحسن بن قطرب يؤدبه عوضا عَن أَبِيه فَحَضَرَ مَعَه يَوْمًا بعض الحروب فَوَقع فِي رَأسه سهم فَسقط فحامى عَنهُ أَبُو دلف وَحَارب أَشد حَرْب حَتَّى استنفذه وَحمله إِلَى مأمنه وَهُوَ مغشي عَلَيْهِ وَجمع الْأَطِبَّاء وَأمرهمْ باستخراج السهْم فَقَالُوا إِن خرج السهْم وَلم يخالط الدِّمَاغ عَاشَ وَإِن خالطه لم يَعش

القاضي الكوفي

فَفتح عَيْنَيْهِ الْحسن بن قطرب وَرفع رَأسه وَقَالَ انزعوه فَلَو كَانَ لَهُ دماغ مَا حضر هَذَا الْموضع فَقَالَ أَبُو دلف فِي ذَلِك (وليشركن أَبُو عَليّ قطرب ... مني يدا بَيْضَاء غير عقام) (ردي عَلَيْهِ فتاه بعد ثوائه ... رهنا لكل مهندٍ قضام) (فِي حَيْثُ لَا تجدي عَلَيْهِ دفاتر ... مرسومة برواقش الأقلام) (لَا النَّحْو يَنْفَعهُ وَلَا إتقانه ... علم الْعرُوض وَمذهب النظام) وَكَانَ قطرب يرى رَأْي الْمُعْتَزلَة النظامية وَعَن النظام أَخذ مذْهبه وَكَانَ يغِيظ الْأَصْمَعِي لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا غُلَاما خلف الْأَحْمَر قَالَ المرزباني وَلم يكن ثِقَة قَالَ ابْن السّكيت كتب عَن) قطرب قمطراً ثمَّ تبينت أَنه يكذب فِي اللُّغَة فَلَيْسَ أذكر عَنهُ شَيْئا وَقَالَ أَبُو زيد قطرب وَأَبوهُ معتزليان وهما متهمان فِي عظم الدّين وَفِيه يَقُول أَبُو ربيعَة ممويه (مَا زلت بالكرخ الدنية سَاكِنا ... أَرْجُو الْغنى وأؤمل الآمالا) (حَتَّى رَأَيْت أَبَا خراشة رَاكِبًا ... وَرَأَيْت رز يقلب الأموالا) (وَرَأَيْت مثل أبي عَليّ قطربٍ ... فِيهَا ومثلي معدماً عيالا) (فَعلمت أَن الدَّار دَار مذلة ... تضع الْكِرَام وترفع الأنذالا) 3 - (القَاضِي الْكُوفِي) مُحَمَّد بن مَسْرُوق بن معدان الْكِنْدِيّ الْكُوفِي الْفَقِيه من أَصْحَاب الرَّأْي كَانَ عجبا فِي التيه والصلف ولي قَضَاء مصر فَأوقف الشُّهُود أجمع فَوَثَبُوا بِهِ وشتموه لِأَنَّهُ كَانَ فِي غَايَة الْكبر توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (ابْن الشدنك) مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أَحْمد بن الشدنك أَبُو الْغَنَائِم سمع أَبَا الْحسن عَليّ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَأَبا الْحُسَيْن عَاصِم بن الْحسن العاصمي وَأَبا مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَأَبا الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار ابْن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَغَيرهم روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد ابْن الْأَخْضَر وَأَبُو البركات ابْن السَّقطِي وَكَانَ شَيخا صَالحا مَسْتُورا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو يعلى الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ) مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أبي يعلى الْمَالِينِي الْهَرَوِيّ

الخطيب الشاعر القرطبي

أَبُو يعلى الأديب اللّغَوِيّ قَالَ ابْن النجار شيخ فَاضل حسن الْمعرفَة باللغة وَالْأَدب وَهُوَ كرامي الْمَذْهَب لَقيته بقرية غروان من مالين وكتبت عَنهُ من شعره وَأورد لَهُ (دع الْحِرْص وَانْظُر فِي تمتّع قَانِع ... لتفريق إِرْث كَانَ ذُو الْحِرْص جَامِعَة) (وَشَاهد ذباباً قَادَهُ الْحِرْص طعمة ... إِلَى عنكبوت يلْزم الْبَيْت قانعه) وَأورد لَهُ أَيْضا (مَاذَا نؤمل من زمَان لم يزل ... هُوَ رَاغِب فِي خامل عَن نابه) (نَلْقَاهُ ضاحكة إِلَيْهِ وُجُوهنَا ... وتراه جهماً كاشراً عَن نابه) ) (فَكَأَنَّمَا مَكْرُوه مَا هُوَ نَازل ... عَنهُ بِنَا هُوَ نَازل عَنَّا بِهِ) قلت هُوَ شعر مَقْبُول 3 - (الْخَطِيب الشَّاعِر الْقُرْطُبِيّ) مُحَمَّد بن مَسْعُود أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ الْخَطِيب سمع من قَاسم بن أصبغ وَجَمَاعَة وَكَانَ خَطِيبًا مفوهاً بليغاً شَاعِرًا توفّي يَوْم الْفطر سنة تسع وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يتقعر فِي كَلَامه وأسجاعه ويؤدب بِالْعَرَبِيَّةِ ثمَّ صَار يخْطب بَين يَدي الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فِي الْعِيد وَفِي قدوم الْوُفُود ثمَّ ولي قَضَاء يابرة قَالَ ابْن الفرضي سمعته مرَارًا يخْطب مرَارًا فِي جَامع الزهراء وَلم يحدث 3 - (ابْن أبي الركب النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن مَسْعُود أَبُو بكر الخشبي من أهل جيان الأندلسي يعرف بِابْن أبي الركب نحوي عَظِيم من مفاخر الأندلس لَهُ كتاب فِي شرح سِيبَوَيْهٍ وَابْنه أَبُو ذَر مُصعب إِمَام فِي النَّحْو أَيْضا يذكر فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ السلَفِي أَنْشدني لَهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يُوسُف بن بسام الْيَعْمرِي البياسي (بِسَاط ذِي الأَرْض سندسي ... وماؤها العذب لؤلؤي) (كَأَنَّهَا الْبكر حِين تجلى ... والزهر من فَوْقهَا الْحلِيّ) 3 - (القسام النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن مَسْعُود القسام الْأَصْبَهَانِيّ الْمَعْرُوف بالفخر النَّحْوِيّ لَهُ تصانيف فِي الْأَدَب مَرْغُوب فِيهَا وَشعر متداول بَين أهل بَلَده ورسائل مدونة وَكَانَت وَفَاته بعد

البجاني القرطبي

السِّتين وَخمْس مائَة وَكَانَ قد فاق فِي الْفِقْه والمساحة والفرائض والحساب وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة شعرًا كثيرا وَكتب إِلَى جمَاعَة من أهل عصره فتاوي شعرًا وأجابوه عَنْهَا وَمن شعره (وَلما أَن توليت القضايا ... وفاض الْجور من كفيك فيضا) (ذبحت بِغَيْر سكين وَإِنَّا ... لنَرْجُو الذّبْح بالسكين أَيْضا) وَمِنْه فِي نقرة الذقن (أيا قمراً جَار فِي حسنه ... على عاشقيه وَلم ينصف) (سمعنَا بِيُوسُف فِي جبه ... وَلم نسْمع الْجب فِي يُوسُف) ) وَمِنْه (مَاذَا العذار على أكناف عَارضه ... كَأَنَّهُ من سَواد الْقلب وَالْبَصَر) (إِن كَانَ فرْصَة مسك فَهِيَ فِي رشإ ... أَو كَانَ كلفة بدر فَهِيَ فِي قمر) 3 - (البجاني الْقُرْطُبِيّ) مُحَمَّد بن مَسْعُود البجاني الْقُرْطُبِيّ شَاعِر مفلق توفّي سنة أَربع مائَة أَو مَا دونهَا تَقْرِيبًا 3 - (المعمر ابْن بهروز) مُحَمَّد بن مَسْعُود بن بهروز الطّيب المعمر أَبُو بكر البغداذي سمع وروى وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (ابْن التوزي الْمُحدث) مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أَيُّوب ابْن التوزي بالزاي الْحلَبِي القَاضِي بدر الدّين مُحدث حمص توفّي سنة خمس وَسبع مائَة مُحَمَّد بن مَسْعُود صَلَاح الدّين اجْتمعت بِهِ غير مرّة وأنشدني لنَفسِهِ فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ (صرف الزبيبي لصرف همي ... نَص على نَفعه طبيبي) (آه على سكرة لعَلي ... أَن أخلط الْهم بالزبيبي) 3 - (الزُّهْرِيّ) مُحَمَّد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهَاب بن الْحَارِث بن زهرَة

الْقرشِي الزُّهْرِيّ أحد الْفُقَهَاء الْمُحدثين بِالْمَدِينَةِ حَافظ زَمَانه ولد سنة خمسين وَطلب الْعلم فِي أَوَاخِر عصر الصَّحَابَة وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة فروى عَن ابْن عمر حديثين فِيمَا بلغنَا قَالَه الشَّيْخ شمس الدّين وَعَن سهل بن سعد وَأنس بن مَالك ومحمود بن الرّبيع وَعبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر وسنين أبي جميلَة وَأبي الطُّفَيْل وَرَبِيعَة بن عباد وَعبد الله بن ثَعْلَبَة وَكثير بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وعلقمة بن وَقاص والسائب بن يزِيد وَسَعِيد بن الْمسيب وَأبي أُمَامَة بن سهل وَعُرْوَة وَسَالم وَعبيد الله بن عبد الله وَخلق كثير قَالَ أَبُو دَاوُد حَدِيثه أَلفَانِ وَمِائَتَا حَدِيث النّصْف مِنْهَا مُسْند وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَهُ نَحْو ألفي حَدِيث وَقَالَ مَكْحُول وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَهَذَا لَفظه لم يبْق أحد أعلم بِسنة مَاضِيَة من الزُّهْرِيّ قَالَ ابْن عُيَيْنَة رَأَيْت الزُّهْرِيّ أعيمش أَحْمَر الرَّأْس) واللحية وَفِي حمرتها انكفاء كَانَ يَجْعَل فِيهِ كتماً وجالس الزُّهْرِيّ سعيد بن الْمسيب ثَمَانِي سِنِين وَقَالَ الزُّهْرِيّ من سنة الصَّلَاة أَن يقْرَأ فِيهَا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ثمَّ فَاتِحَة الْكتاب ثمَّ تقْرَأ سُورَة وَكَانَ يَقُول أول من قَرَأَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم سرا بِالْمَدِينَةِ عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ الْحَافِظ لَا يُولد فِي كل أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَقَالَ يُونُس بن مُحَمَّد الْمُؤَدب حَدثنَا أَبُو أويس سَأَلت الزُّهْرِيّ عَن التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فِي الحَدِيث فَقَالَ هَذَا لَا يجوز فِي الْقُرْآن فَكيف فِي الحَدِيث إِذا أصبت معنى الحَدِيث فَلَا بَأْس وَكَانَ الزُّهْرِيّ قَصِيرا قَلِيل اللَّحْم لَهُ شَعرَات طوال خَفِيف العارضين قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل الزُّهْرِيّ أحسن النَّاس حَدِيثا وأجود النَّاس إِسْنَادًا وَقَالَ أَبُو حَاتِم أثبت أَصْحَاب أنس الزُّهْرِيّ وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة ثَنَا الْحسن الْحلْوانِي ثَنَا الشَّافِعِي قَالَ حَدثنَا عمي قَالَ دخل سُلَيْمَان بن يسَار على هِشَام فَقَالَ لَهُ يَا سُلَيْمَان من الَّذِي تولى كبره مِنْهُم فَقَالَ ابْن سلول قَالَ كذبت بل هُوَ عَليّ فَدخل ابْن شهَاب فَقَالَ يَا ابْن شهَاب من الَّذِي تولى كبره مِنْهُم فَقَالَ ابْن أبي فَقَالَ لَهُ كذبت بل هُوَ عَليّ فَقَالَ أَنا أكذب لَا أَبَا لَك فو الله لَو نَادَى مُنَاد من السَّمَاء أَن الله قد أحل الْكَذِب مَا كذبت حَدثنِي سعيد وَعُرْوَة وَعبيد الله وعلقمة ابْن وَقاص عَن عَائِشَة أَن الَّذِي تولى كبره مِنْهُم عبد الله بن أبي يُقَال إِن قبر الزُّهْرِيّ بأدما وَهِي خلف شغب وبدا وَهِي أول عمل فلسطين وَآخر عمل الْحجاز وَبهَا ضَيْعَة لِلزهْرِيِّ وَهُوَ مسنم مجصص قَالَ الْوَاقِدِيّ عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَقَالَ غَيره أَرْبعا وَسبعين وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ الْقَائِل لعبد الله بن عبد الْملك بن مَرْوَان

أبو عبد الله الطائفي

(أَقُول لعبد الله لما لَقيته ... يسير بِأَعْلَى الرقتين مشرقا) (ترج خبايا الأَرْض وارج مليكها ... لَعَلَّك يَوْمًا أَن تجاب فترزقا) (لَعَلَّ الَّذِي أعْطى الْعَزِيز بقدرة ... وَذَا خشب أعْطى وَقد كَانَ دودقا) (سيؤتيك مَالا وَاسِعًا ذَا مثابة ... إِذا مَا مياه النَّاس غارت تدفقا) 3 - (أَبُو عبد الله الطَّائِفِي) مُحَمَّد بن مُسلم الطَّائِفِي أَبُو عبد الله الْمَكِّيّ قَالَ ابْن مهْدي كتبه صِحَاح وَقَالَ أَحْمد مَا أَضْعَف حَدِيثه وَقَالَ ابْن عدي لَهُ غرائب روى عَنهُ الْجَمَاعَة خلا البُخَارِيّ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَة وَالصَّحِيح سنة سبع وَسبعين وَمِائَة) 3 - (الْحَافِظ ابْن واره) مُحَمَّد بن مُسلم بن واره بواو بعْدهَا ألف وَرَاء وهاء الرَّازِيّ طوف وَسمع الْكثير روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي مَعَ تقدمه كَانَ أَبُو زرْعَة لَا يقوم لأحد ويجلسه مَكَانَهُ إِلَّا لَهُ توفّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الصَّالِحِي الْمُتَكَلّم) مُحَمَّد بن مُسلم أَبُو الْحُسَيْن الصَّالِحِي من أهل الْبَصْرَة أحد الْمُتَكَلِّمين على مَذْهَب الإرجاء ورد بغداذ حَاجا واجتمعه إِلَيْهِ المتكلمون وَأخذُوا عَنهُ وَله من المصنفات كتاب الْإِدْرَاك الأول وَكتاب الْإِدْرَاك الثَّانِي ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَق النديم فِي كتاب الفهرست 3 - (أَبُو غَالب الْفَزارِيّ) مُحَمَّد بن المسلك بن مَيْمُون أَبُو غَالب الْفَزارِيّ أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار قَوْله (يهوى هوا نجد وَأَيْنَ لَهُ ... من أَن يرى من سَاكِني نجد) (فَعَسَى صروف الدَّهْر تسعده ... فَيحل نجداً وَهُوَ ذُو سعد) كَانَ مَوْجُودا بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة بحلة ابْن مزِيد 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن مُسلم) مُحَمَّد بن مُسلم بتَشْديد اللَّام بن مَالك بن مزروع الزيني ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الزَّاهِد الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه النَّحْوِيّ بركَة

الأنصاري الأشهلي

الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو عبد الله ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فِي صفر وَمَات أَبوهُ وَله سِتّ سِنِين وَكَانَ ملاحاً فِي سوق الْجَبَل وَحفظ الْقُرْآن وَتعلم الْخياطَة واشتغل وتفقه وَسمع الْكثير لَهُ حُضُور على ابْن عبد الدَّائِم وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين وطبقته وَخرج لَهُ ابْن الْفَخر مشيخة فِي مُجَلد سَمعهَا مِنْهُ خلق وبرع فِي الْفِقْه والعربية وتصدر لإقرائهما وَتخرج بِهِ فضلاء لم يطْلب تدريساً وَلَا فتيا وَلَا زاحم على الدُّنْيَا سمع الشَّيْخ شمس الدّين بقرَاءَته الْأَجْزَاء وَكَانَ رُبمَا يكْتب الْأَسْمَاء والطباق ويذاكر بَقِي مُدَّة على الخزانة الضيائية فَلَمَّا توفّي القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان عين للْقَضَاء وأثني عَلَيْهِ عِنْد السُّلْطَان بِالْعلمِ والنسك والسكينة فولاه الْقَضَاء فتوقف وطلع إِلَيْهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية إِلَى بَيته وقوى عزمه ولامه فَأجَاب بِشَرْط أَن لَا يركب بغله وَلَا يَأْتِي موكباً فَأُجِيب وَكَانَ ينزل إِلَى الجوزية مَاشِيا وَرُبمَا ركب حمَار المكاري وَكَانَ مِئْزَره سجادته) ودواة الحكم زجاجة وَاتخذ فرجية مقتصدة من صوف وَكبر الْعِمَامَة قَلِيلا فَنَهَضَ بأعباء الحكم بِعلم وحلم وَقُوَّة ورزانة وَعمر الْأَوْقَاف وحاسب الْعمَّال وحرر الإسجالات وحمدت قضاياه ولازم الْوَرع والتحري ولاطف العتاه وَحكم إِحْدَى عشرَة سنة وَشهد لَهُ أهل الْعلم وَالدّين أَنه من قُضَاة الْعدْل وَحج مَرَّات وَخرج لَهُ ابْن سعد الْأَرْبَعين المتباينة المسانيد وَخرج لَهُ الْمزي تساعيات وَخرج لَهُ شمس الدّين جُزْءا وَأَجَازَ لَهُ من مصر جمَاعَة من أَصْحَاب البوصيري وأوذي بالْكلَام لما انتصر لِابْنِ تَيْمِية فتألم وكظم وَسَار لِلْحَجِّ والمجاورة فَمَرض من العلى فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة تحامل حَتَّى وقف مُسلما على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أَدخل إِلَى منزل فَلَمَّا كَانَ السحر توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة وَدفن بِالبَقِيعِ وَله أَربع وَسِتُّونَ سنة وَأشهر 3 - (الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي) مُحَمَّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي حليفهم وَمن الطَّبَقَة الأولى من الْأَنْصَار وَأمه وَأم سهم واسْمه خليدة من الْخَزْرَج أسلم مُحَمَّد بِالْمَدِينَةِ على يَدي مُصعب بن عُمَيْر وَذَلِكَ قبل الْإِسْلَام أسيد بن الْحضير وَسعد بن معَاذ وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين أبي عُبَيْدَة بن الْجراح وَشهد بَدْرًا وأُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خلا تَبُوك لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتَخْلَفَهُ على الْمَدِينَة وَثَبت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما انهزم النَّاس وَكَانَ فِيمَن قتل كَعْب بن الْأَشْرَف قَالَ ابْن يُونُس شهد فتح مصر وَكَانَ فِيمَن طلع الْحصن مَعَ الزبير بن الْعَوام واختط بِمصْر ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة وَقدم مرّة أُخْرَى مصر فِي مقاسمة عَمْرو بن الْعَاصِ لما قَاسم عمر الْعمَّال ورشاه عَمْرو بن الْعَاصِ فَلم يقبل وَحكى أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر عَن خَليفَة عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ لمُحَمد بن مسلمة كَيفَ تراني يَا مُحَمَّد فَقَالَ قَوِيا على جمع المَال عفيفاً عَنهُ عادلاً فِي الْقِسْمَة وَلَو ملت عدلناك كَمَا نعدل السهْم فِي الثقاف فَقَالَ عمر الْحَمد لله الَّذِي جعلني فِي قوم

أبو جعفر الطيالسي

إِذا ملت عدلوني وَقَالَ الْوَاقِدِيّ بلغ عمر بن الْخطاب أَن سعد بن أبي وَقاص بني قصراً بِالْكُوفَةِ فَأرْسل مُحَمَّد بن مسلمة فَحرق بَاب الْقصر بالنَّار وَكَانَ عمر إِذا أَرَادَ شَيْئا من هَذِه الْأَشْيَاء بعث مُحَمَّد بن مسلمة فِيهِ وَقَالَ هِشَام كَانَ مُحَمَّد من فضلاء الصَّحَابَة وَاعْتَزل الْفِتَن وَلم يشْهد صفّين وَلَا الْجمل وَأقَام بالربذة وَاتخذ سَيْفا من خشب وعلقه فِي الجفن فِي بَيته وَقَالَ أهيب بِهِ ذاعراً وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أعْطى مُحَمَّد بن مسلمة سَيْفا وَقَالَ قَاتل بِهِ الْمُشْركين مَا قَاتلُوا فَإِذا رَأَيْت الْمُسلمين قد أقبل بَعضهم على بعض فَائت أحدا فَاضْرِبْهُ بِهِ حَتَّى تقطعه ثمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتك حَتَّى تَأْتِيك يَد خاطئة أَو منية قاضية وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه توفّي سنة ثَلَاث أَو اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بالربذة وَقيل بِالْمَدِينَةِ وَدفن إِلَى جَانب أبي ذَر بالربذة 3 - (أَبُو جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ) مُحَمَّد بن مسلمة بن الْوَلِيد الوَاسِطِيّ أَبُو جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ حدث ببغداذ عَن يزِيد بن هَارُون وَغَيره قَالَ الْخَطِيب لَهُ مَنَاكِير وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ الأرغياني الاسنفنجي) مُحَمَّد بن الْمسيب بن إِسْحَق بن عبد الله النَّيْسَابُورِي الأرغياني الإسفنجي الْحَافِظ الجوال الزَّاهِد روى عَنهُ ابْن خُزَيْمَة مَعَ جلالة قدره قيل إِنَّه بَكَى حَتَّى عمي كَانَ من الْعباد الْمُجْتَهدين وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (الْأَمِير أَبُو الذواد صَاحب الْموصل) مُحَمَّد بن الْمسيب الْأَمِير أَبُو الذواد تغلب على الْموصل وَأَخذهَا وصاهر لولد عضد الدولة توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَقَامَ بعده أَخُوهُ حسام الدولة مقلد بن الْمسيب 3 - (الدوركي الْحَنَفِيّ) مُحَمَّد بن مصطفى بن زَكَرِيَّاء بن خواجا بن حسن فَخر الدّين التركي الصلغري الدوركي الْحَنَفِيّ أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ صلغر فَخذ من التّرْك ودورك بلد بالروم مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة بدورك كَانَ شَيخا فَاضلا عِنْده أدب وَله نظم ونثر وَقد نظم الْقَدُورِيّ فِي الْفِقْه نظماً فصيحاً سهلاً جَامعا ونظم قصيدة فِي النَّحْو تَضَمَّنت أَكثر الحاجبية وفخر الدّين هَذَا كتبنَا عَنهُ لِسَان التّرْك ولسان الْفرس وَكَانَ عَالما

القرقساني

باللسانين يعرفهما إفراداً وتركيباً أَعَانَهُ على ذَلِك مشاركته فِي علم الْعَرَبيَّة وَله قصائد كَثِيرَة مِنْهَا قصيدة فِي قَوَاعِد لِسَان التّرْك ونظم كثير فِي غير فن وأنشدني كثيرا مِنْهُ درس بالحسامية الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَكَانَ قَدِيما قد تولى الْحِسْبَة بغزة وَكَانَ الْخط جميل الْعشْرَة متواضعاً منصفاً تالياً لِلْقُرْآنِ حسن النغمة بِهِ وَقد أدب بقلعة الْجَبَل بعض أَوْلَاد الْمُلُوك قلت هُوَ السُّلْطَان الْملك) النَّاصِر قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين وَعمي فِي آخر عمره وأنشدني من قصيدة مدح بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (قيل اتخذ مدح النَّبِي مُحَمَّد ... فِينَا شعارك إِن شعرك ريق) (وعَلى بنانك لليراعة بهجة ... وعَلى بيانك للبراعة رونق) (يَا قطب دَائِرَة الْوُجُود بأسره ... لولاك لم يكن الْوُجُود الْمُطلق) (مذ كنت أَوله وَكنت أخيره ... فِي الْخَافِقين لِوَاء مجدك يخْفق) (كل الْوُجُود إِلَى جمالك شاخص ... فَإِذا اجتلاك فَعَن جلال يطْرق) (كنت النَّبِي وآدَم فِي طينه ... مَا كَانَ يعلم أَي خلق يخلق) (فَأتيت وَاسِطَة لعقد نبوة ... مِنْهَا أنار عقيقها والأبرق) قلت شعر جيد فصيح 3 - (القرقساني) مُحَمَّد بن مُصعب القرقساني روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه رَحل إِلَى الْأَوْزَاعِيّ قَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ) مُحَمَّد بن مُصعب أَبُو عبد الْمُقْرِئ أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار قَوْله (أَيهَا الْعَالم الَّذِي لَيْسَ فِي الأر ... ض لَهُ مشبه يضاهيه علما) (أَي شَيْء من الْكَلَام ترَاهُ ... عَاملا فِي الْأَسْمَاء لفظا وَحكما) (خَافِضًا ثمَّ رَافعا إِن تفهم ... ت يزدْ فهمك التفهم فهما) (يشبه الْحَرْف تَارَة فَإِذا مَا ... ضارع الْحَرْف نَفسه صَار إسما) (هُوَ مَرْفُوع رَافع وَهُوَ أَيْضا ... رَافع غَيره وَلَيْسَ معمى) (وَهُوَ من بعد ذَاك للجر حرف ... فأجبنا إِن كنت فِي النَّحْو شهما) وَقدم بغداذ فِي زمن الْوَزير ابْن هُبَيْرَة واللغز فِي مذ ومنذ

البغداذي العابد

3 - (البغداذي العابد) مُحَمَّد بن مُصعب أَبُو جَعْفَر البغداذي كَانَ أحد الْعباد الْمَذْكُورين والقراء المعروفين أثنى عَلَيْهِ الإِمَام أَحْمد وَوَصفه بِالسنةِ وَقَالَ كَانَ رجلا صَالحا يقص فِي الْمَسْجِد وَيَدْعُو وَرُبمَا كَانَ) ابْن علية يجلس إِلَيْهِ فَيسمع دعاءه جَاءَنِي وَكتب عني الحَدِيث كَانَ يَقُول يَا رب اخبأني تَحت عرشك وَكَانَ يَقُول يَا نفس ابْن مُصعب من أَيْن لَك فِي النَّار برادة ثمَّ رفع صَوته وَقَرَأَ وَإِن يستغيثوا يغاثوا بِمَاء كَالْمهْلِ يشوي الْوُجُوه الْآيَة كَانَ مجاب الدعْوَة بلغ الْمَأْمُون عَنهُ شَيْء فَأمر بِحَسبِهِ فَلَمَّا دخله رفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ أَقْسَمت عَلَيْك أَن حبستني عِنْدهم اللَّيْلَة فَأخْرج فِي جَوف اللَّيْل وَصلى الْغَدَاة فِي منزله أسْند عَن ابْن الْمُبَارك وَغَيره وروى عَنهُ ابْن سَام وَغَيره اتَّفقُوا على صدقه وثقته وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن بهْلُول الْحِمصِي) مُحَمَّد بن مصفى بن بهْلُول الْقرشِي الْحِمصِي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة اعتل بِالْجُحْفَةِ وَمَات بمنى قَالَ مُحَمَّد بن عَوْف رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت يَا أَبَا عبد الله أَلَيْسَ قدمت إِلَى مَا صرت قَالَ إِلَى خير وَمَعَ ذَلِك فَنحْن نرى رَبنَا كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَقلت يَا أَبَا عبد الله صَاحب سنة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ فَتَبَسَّمَ إِلَيّ توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو غَسَّان الْمدنِي) مُحَمَّد بن مطرف بن دَاوُد أَبُو غَسَّان الْمدنِي أحد الْعلمَاء الْأَثْبَات روى عَنهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَة أَو مَا دونهَا 3 - (الْحَافِظ الْبَزَّاز) مُحَمَّد بن المظفر بن مُوسَى بن عِيسَى أَبُو الْحُسَيْن الْبَزَّاز الْحَافِظ البغداذي رَحل إِلَى الْأَمْصَار وبرع فِي علم الحَدِيث وَمَعْرِفَة الرِّجَال وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَثَلَاث مائَة سمع الطَّبَرِيّ وَغَيره وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وَاتَّفَقُوا على فَضله وَصدقه وثقته

البغداذي المعدل

3 - (البغداذي الْمعدل) مُحَمَّد بن المظفر بن عبد الله أَبُو الْحسن البغداذي الْمعدل روى عَنهُ الْخَطِيب توفّي سنة عشر وَأَرْبع وَقد بلغ أَرْبعا وَسبعين سنة 3 - (قَاضِي بغداذ أَبُو بكر الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن المظفر بن بكر قَالَ ابْن النجار ابْن بكران بن عبد الصَّمد الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة أَبُو بكر الشَّامي الْحَمَوِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بحماة سنة أَربع مائَة ورحل إِلَى بغداذ شَابًّا فسكنها وتفقه بهَا إِلَى أَن ولي قَضَاء الْقُضَاة بعد موت الدَّامغَانِي تفقه على أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَكَانَ) يحفظ تعليقته صنف كتاب الْبَيَان عَن أصُول الدّين توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة طول ابْن النجار تَرْجَمته وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا 3 - (أَبُو الْحسن ابْن رَئِيس الرؤساء) مُحَمَّد بن المظفر بن عَليّ بن الْمسلمَة ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة سمع الحَدِيث وَتفرد وَتعبد وَجعل دَاره الَّتِي فِي دَار الْخَلِيفَة رِبَاطًا للصوفية توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَحمل إِلَى جَامع الْقصر وأزيلت شقة من شباك الْمَقْصُورَة الَّتِي فِيهَا الْمِحْرَاب ليحصل التابوت فِي الْمِحْرَاب فَيصَلي عَلَيْهِ الْخَلِيفَة وَتقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ وَزِير الْخَلِيفَة ابْن صَدَقَة وَدفن عِنْد جَامع الْمَنْصُور قَرِيبا من رِبَاط الزوزني وَكَانَ من بني رَئِيس الرؤساء وَترك الدُّنْيَا عَن قدرَة وزهد وَانْقطع إِلَى الْعِبَادَة وَكَانَ يتَكَلَّم بِكَلَام شَدِيد على طَريقَة أهل الْحَقِيقَة 3 - (صفي الدّين الزرزاري) مُحَمَّد بن المظفر بن يحيى بن المظفر الزرزاري صفي الدّين أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور عدلا بِالْقَاهِرَةِ يُفْتِي فِي مَذْهَب مَالك وَكَانَ خَفِيف الرّوح فِيهِ طرف مزاح وَكَانَ لَهُ نظم فَمن ذَلِك قَوْله (دَلِيل وجدي مَعْقُول ومنقول ... وَمَا غرامي عَن المحبوب مَنْقُول) (يميس غُصْن نقاً من تَحت بدر دجى ... من فَوْقه جنح ليل الشّعْر مسدول) (مَا بَين برق ثناياه ولؤلؤه ... صوب من المزن بالصهباء مَعْلُول) (كَيفَ السَّبِيل إِلَى سلسال مبسمه ... وسلسبيل اللمى مَا فِيهِ تسبيل) (خلعت ثوب اصْطِبَارِي حِين طرزه ... بالمسك ديباج خد مِنْهُ مصقول) (شهِدت أَنِّي مشوق فِيهِ مكتئب ... وأنني عِنْد قَاضِي الْحسن مَقْبُول) قلت شعر متوسط

أبو يعلي المنجم

3 - (أَبُو يعلي المنجم) مُحَمَّد بن المظفر بن إِسْمَاعِيل بن بشر أَبُو يعلي المنجم الشَّاعِر روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن ناقيا الشَّاعِر وَأَبُو الْقَاسِم عبد الْوَاحِد ابْن مُحَمَّد الحمامي شَيْئا من شعره من شعره فِي الشمعة) (وهيفاء قامتها كالقضيب ... إِلَى الشَّمْس فِي نورها تنتسب) (بَدَت فِي قَمِيص من الياسمين ... لنا وقلنسوة من ذهب) (وباتت كفاقدة إلفها ... إِلَى الصُّبْح أدمعها تنسكب) وَمِنْه قَوْله (يَا من على ضعف صبري ... بهجره قد تقوى) (قلبِي لديك رهين ... مَا يَسْتَطِيع سلوا) (مولَايَ كل صديق ... قد صَار فِيك عدوا) وَمِنْه قَوْله (لقد أرضيت مَشْغُولًا ... عَن اللوام بالفكر) (وَعلم مقلتي سهراً ... خلي نَام عَن سهري) (يعذب غير مصطبر ... وَيظْلم غير منتصر) (تملك مهجتي قمر ... فَمن يعدي على الْقَمَر) قلت شعر جيد منسجم 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْخرقِيّ ابْن نحرير) مُحَمَّد بن المظفر بن عبد الله بن مظفر بن نحرير الْخرقِيّ أَبُو الْحُسَيْن الشَّاعِر مولى بني فَهد وَأمه تميمية من بني الْحَارِث بن كَعْب روى عَنهُ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز العكبري والخطيب التبريزي وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَأَبُو غَالب شُجَاع بن فَارس الذهلي وَأَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن النقور وَغَيرهم من شعره (إرم بهَا فِي لَهَوَات الوهاد ... وخض بهَا لجة وَاد فواد) (إِن دسوت الْمجد مَضْرُوبَة ... فِي صهوات الصافنات الْجِيَاد) (أقبح بِذِي اللب إِذا لم ينل ... بِأول الرَّأْي أخير المُرَاد) (مَا الْعَزْم إِلَّا نشطة هَكَذَا ... إِمَّا إِلَى الغي وَإِمَّا الرشاد) (الْمَرْء مَرْهُون على نهضة ... تقعده فِي نطع أَو وساد)

(وَصَاحب نبهني غالطاً ... وَالْفَجْر لم يبد وَلَا قيل كَاد) (وجلدة اللَّيْل على صبغها ... تماطل النُّقْصَان بالإزدياد) ) (غم عَلَيْهِ الجو حَتَّى رأى ... نجومه كالجمر تَحت الرماد) وَمِنْه قَوْله (أَلَيْسَ وَعَدتنِي يَا قلب أَنِّي ... إِذا مَا تبت من لبني تتوب) (فها أَنا تائب من حب لبني ... فَمَا بالي أَرَاك بهَا تذوب) (أما نظرت إِلَيْك بِفعل غدر ... وَبَين فعلهَا النّظر الْمُرِيب) (فَقَالَ بلَى وَلَكِنِّي لأمرٍ ... رجعت فتبت عَن قولي أَتُوب) (إِذا جَازَيْتهَا غدراً بغدرٍ ... فَمن منا يكون هُوَ الحبيب) وَمِنْه (يَا نسَاء الْحَيّ من مُضر ... إِن سلمى ضرَّة الْقَمَر) (إِن سلمى لَا فجعت بهَا ... أسلمت طرفِي إِلَى السهر) (وَهِي إِن صدت وَإِن وصلت ... مهجتي مِنْهَا على خطر) (وَبَيَاض الشّعْر أسكنها ... فِي سَواد الْقلب وَالْبَصَر) وَمن شعره أَيْضا (لساني كتوم لأسراركم ... وَلَكِن دمعي لسري يذيع) (وَلَوْلَا دموعي كتمت الْهوى ... وَلَوْلَا الْهوى لم يكن لي دموع) وَمِنْه أَيْضا (قُم فاسقني خمرة مُعتقة ... تفوح مِنْهَا رَوَائِح العنبر) (حَمْرَاء قد شجها المزاج وَقد ... صَار من الضعْف لَوْنهَا أصفر) (تحير النَّاس فِي الصِّفَات لَهَا ... لَا عرضا أثبتوا وَلَا جَوْهَر) قلت شعر جيد وَكَانَ رَافِضِيًّا توفّي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَدفن بالشونيزية مولده سنة سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَمن شعره مَا رَوَاهُ التبريزي الْخَطِيب عَنهُ (خليلي مَا أحلى صبوحي بدجلة ... وَأطيب مِنْهَا بالصراة غبوقي) (شربنا على الماءين من مَاء كرمةٍ ... فَكَانَا كدر ذائب وعقيق) (على قمري أرضٍ وأفق تقابلا ... فَمن شائق حُلْو الْهوى ومشوق)

العنبري

(فَمَا زلت أسقيه وأشرب رِيقه ... وَمَا زَالَ يسقيني وَيشْرب ريقي) ) (وَقلت لبدر التم تعرف ذَا الْفَتى ... فَقَالَ نعم هَذَا أخي وشقيقي) 3 - (الْعَنْبَري) مُحَمَّد بن معَاذ بن عباد بن معَاذ الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم قَالَ ابو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْمسند دران) مُحَمَّد بن معَاذ بن سُفْيَان الْبَصْرِيّ الْحلَبِي أَبُو بكر دران تَثْنِيَة در سمع وَحدث كَانَ أسْند من بَقِي بحلب عمر دهراً وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (التَّيْمِيّ الْمدنِي) مُحَمَّد بن معَاذ بن عبد الله بن معمر التَّيْمِيّ الْمدنِي قَالَ يرثي من أُصِيب من أَهله بِقديد (وَكَأن الْمنون تطلب مني ... ذحل وترٍ فَمَا تُرِيدُ براحي) (بعد رزء أصبته بِقديد ... هد ركني وهاض مني جناحي) (لخيار الْجَمِيع قومِي بَنو عث ... مان كَانُوا ذخيرتي وسلاحي) (ولخصم أَلد يشغب بالظل ... م إِذا كثر الْخُصُوم التلاحي) وَقَالَ يرثيهم (وَإِنِّي وَإِن كَانَت قديد بغيضة ... بهَا صادفت تِلْكَ النُّفُوس حمامها) (لداع بسقياها على بعد دارها ... وَمَا ذَاك بِي إِلَّا بسقياي هامها) 3 - (ابْن الْمعَافى الْجريرِي) مُحَمَّد بن الْمعَافى بن زَكَرِيَّاء بن يحيى بن حميد بن طرار أَبُو الْحُسَيْن ابْن أبي عَليّ من أهل النهروان كَانَ وَالِده الْجريرِي بِالْجِيم على مَذْهَب ابْن جرير من المفننين فِي الْعُلُوم وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى حدث عَن جده لأمه مُحَمَّد بن يحيى بن حميد النهرواني وَأبي بكر أَحْمد ابْن يُوسُف بن خَلاد الْعَطَّار وروى عَنهُ أَبُو سعد إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن السمان الرَّازِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه وَغَيره 3 - (ابْن غنيمَة الحلاوي الْحَنْبَلِيّ) مُحَمَّد بن معالي بن غنيمَة الحلاوي أَبُو بكر الْفَقِيه

أبو جعفر المقرئ

الْحَنْبَلِيّ قَرَأَ الْفِقْه على أبي الْفَتْح ابْن الْمَنِيّ حَتَّى برع وَكَانَ مُنْقَطِعًا فِي مَسْجده منعكفاً على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ والفتيا والإمامة بِالنَّاسِ لَا) يخرج إِلَّا لصَلَاة الْجُمُعَة أَو حُضُور جَنَازَة سمع الْكثير فِي صباه من أبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله الزَّاغُونِيّ وَأبي الْفَتْح عبد الْملك بن أبي الْقَاسِم الكروخي وَأبي الْقَاسِم سعيد بن أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة 3 - (أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ) مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي ابْن مُحَمَّد بن غَرِيب أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ ولد بدار الْخلَافَة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وانتقل إِلَى الرصافة بِبَاب الطاق وَكَانَ يقْرَأ فِي ترب الْخُلَفَاء هُنَاكَ سمع أَبَا الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن سلمَان قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَهُوَ صَدُوق توفّي سنة عشْرين وست مائَة 3 - (ابْن قشندة) مُحَمَّد بن معالي بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن قشندة بقاف مَكْسُورَة بعْدهَا شين مُعْجمَة مَكْسُورَة وَنون سَاكِنة ودال مُهْملَة مَفْتُوحَة وَبعدهَا هَاء من أهل بَاب الْبَصْرَة حدث باليسيرعن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن سلمَان قَالَ ابْن النجار لم يتَّفق لنا لقاؤه توفّي بواقصة رَاجعا من الْحَج سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة 3 - (ابْن شدقيني العابر) مُحَمَّد بن معالي بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد البغداذي ابْن شدقيني كَانَ عَارِفًا بتعبير الرُّؤْيَا سمع وروى وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن النجار سَمَّاهُ بعض أهل الحَدِيث بِالْفَضْلِ وَهَذَا الِاسْم أظهر وَأشهر وَهُوَ أَخُو شَيخنَا أبي الْقَاسِم فَرح وَكَانَ الْأَكْبَر سمع أَبَا الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد ابْن عبد الْوَاحِد بن الْحصين وَأَبا الْحسن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدينَوَرِي وَأَبا بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأَبا نصر مُحَمَّد بن سعد بن الْفَرح الْمُؤَدب وَغَيرهم 3 - (النَّيْسَابُورِي) مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة النَّيْسَابُورِي نزيل مَكَّة طوف وصنف كَانَ ضَعِيفا قَالَ ابْن معِين كَذَّاب توفّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْفتُوح الْكَاتِب) مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة بن الْفضل بن عبيد الله أَبُو الْفتُوح الْكَاتِب الْأَصْبَهَانِيّ قدم بغداذ واستوطنها وَحدث بهَا عَن أَبِيه وَعَن أبي عبد الله الْقَاسِم بن الْفضل ابْن أَحْمد الثَّقَفِيّ وَأبي الْفَتْح أَحْمد بن) مُحَمَّد الْحداد سمع مِنْهُ أَبُو بكر ابْن كَامِل وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الخشاب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن الخشاب شيخ لَا بَأْس بِهِ مولده سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة ووفاته

أبو بكر ابن الأحمر القرطبي

3 - (أَبُو بكر ابْن الْأَحْمَر الْقُرْطُبِيّ) مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن إِسْحَق بن عبد الله بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو بكر الْأمَوِي الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَحْمَر رَحل إِلَى الْمشرق سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَسمع النَّسَائِيّ وَغَيره وَدخل إِلَى أَرض الْهِنْد تَاجِرًا وَكَانَ شَيخا جميلاً صَدُوقًا حمل النَّاس عَنهُ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (بدر الدّين ابْن معبد) مُحَمَّد بن معبد الْأَمِير بدر الدّين أَخُو الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ بن معبد وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَان من حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَصلهمَا من بعلبك أَخذ الْعشْرَة للطبلخاناه وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى قد تغير عَلَيْهِ لما غضب على نَاصِر الدّين الدوادار ثمَّ إِنَّه رَضِي عَنهُ بعد ذَلِك وَكَانَت لَهُ نعْمَة طائلة وأملاك كَثِيرَة وَيُحب الْفُضَلَاء وعَلى ذهنه أَيَّام النَّاس ووقائعهم وَعِنْده مجلدات وَولي الصَّفْقَة الْقبلية فِي أَوَاخِر أَيَّام تنكز وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ شكلاً طوَالًا بطيناً وَأَبوهُ اسْمه مَحْمُود بن معبد ومعبد جده 3 - (أَبُو جَعْفَر الْعلوِي الشيعي) مُحَمَّد بن معد بن عَليّ بن رَافع بن فَضَائِل بن عَليّ بن حَمْزَة بن أَحْمد بن حَمْزَة أَبُو جَعْفَر الْعلوِي الموسوي الْحلِيّ من حلَّة سيف الدّين صَدَقَة قدم بغداذ واستوطنها وصاهر مؤيد الدّين القمي كَاتب الْإِنْشَاء على أُخْته وَكَانَ عَلَيْهِ وقار وسكينة فَقِيها فَاضلا على مَذْهَب الشِّيعَة عَالما بالْكلَام على مَذْهَب الإمامية وَله تعبد وَفِيه تدين أجَاز لَهُ الإِمَام النَّاصِر فقرىء عَلَيْهِ كتاب روح العارفين فِي دَاره وَحضر عِنْده ابْن الْأَخْضَر وَولده عَليّ وَعبد الْعَزِيز ابْن دلف الخازن وَجَمَاعَة كَثِيرَة من أهل الْعلم وأعيان النَّاس مولده فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مائَة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة عشْرين وست مائَة وَحمل إِلَى مشْهد الْحُسَيْن وَدفن هُنَاكَ 3 - (الْأَسدي اللّغَوِيّ) ) مُحَمَّد بن الْمُعَلَّى بن عبد الله الْأَسدي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ روى عَن أبي الْعَبَّاس الْفضل بن مُحَمَّد بن سهل عَن الحزنبل وَعَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن حمادة البلعي وَشرح ديوَان تَمِيم بن أبي بن مقبل 3 - (اللبناني) مُحَمَّد بن معمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبان اللبناني أَبُو روح الْأَصْبَهَانِيّ من أَوْلَاد الْمَشَايِخ والمحدثين قدم بغداذ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة

ابن معمر الأصبهاني الشافعي

حَاجا وَحدث عَن وَالِده أبي مَنْصُور وَعَن أبي عبد الله الْقَاسِم بن الْفضل بن أَحْمد الثَّقَفِيّ وَأبي مُطِيع مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْمصْرِيّ وَأبي بكر أَحْمد بن زَاهِر الطوسي وَأبي مَسْعُود سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وَجَمَاعَة وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْفضل أَحْمد بن صَالح بن شَافِع وَأَبُو بكر الْمُبَارك بن كَامِل بن أبي غَالب الْخفاف وَعلي بن يعِيش القواريري وَأحمد بن عمر بن لبيدة المقرىء وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن سكينَة الْأنمَاطِي شيخ ابْن النجار توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن معمر الْأَصْبَهَانِيّ الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن معمر بن عبد الْوَاحِد بن الفاخر أَبُو عبد الله ابْن أبي أَحْمد الْقرشِي الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْمعرفَة بِمذهب الشَّافِعِي وَله معرفَة حَسَنَة بِالْحَدِيثِ وَيَد باسطة فِي الْأَدَب وتفنن فِي الْعُلُوم وَيكْتب خطا حسنا وَكَانَ من ظرفاء النَّاس سَمعه وَالِده فِي صباه الْكثير حضوراً وسماعاً من أبي الْفضل الثَّقَفِيّ وَأبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي ذَر الصالحاني وَأبي الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل بن الإخشيذ وَفَاطِمَة الجوزدانية وخجسته بنت عَليّ الصالحانية وَخلق كثير وَقدم بغداذ مَعَ وَالِده فِي صباه وَسمع من جمَاعَة فِي مَرَّات من قدومه ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وَحدث بهَا وَحج وَعَاد وأملى بِالْقصرِ وَكَانَ ثِقَة متديناً لَهُ مكانة عِنْد الْمُلُوك والسلاطين توفّي سنة ثَلَاث وست مائَة وَولد سنة عشْرين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن النجار لم يتَّفق لي لقاؤه وَكتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ وَمن شعره (تبدت مِثْلَمَا برزت براح ... وآذنت الْكَوَاكِب بالبراح) (فَقلت فضحت حِين وضحت لَيْلًا ... وَطَالَ لِسَان واش فِي لَاحَ) (فَقَالَت بَعْدَمَا جَادَتْ وَنَادَتْ ... وأبدت عَن ثغور كالأقاح) ) (وَهل تستنجح الْحَاجَات إِلَّا ... بِوَجْه فِي مساعيه وقاح) 3 - (الْحَافِظ البحراني) مُحَمَّد بن معمر بن ربعي أَبُو عبد الله الْقَيْسِي الْبَصْرِيّ البحراني بِالْحَاء الْمُهْملَة الْحَافِظ روى عَنهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا 3 - (المعتصم ابْن صمادح) مُحَمَّد بن معن بن مُحَمَّد بن صمادح الملقب بالمعتصم التجِيبِي صَاحب المرية وبجانة بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْجِيم الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف نون والصمادحية من بِلَاد الأندلس كَانَ جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن صمادح صَاحب مَدِينَة وشقة وأعمالها فِي أَيَّام

الْمُؤَيد هِشَام بن الحكم الْأمَوِي فحاربه ابْن عَمه مُنْذر ابْن يحيى التجِيبِي وَاسْتظْهر عَلَيْهِ وَعجز عَن دَفعه وَكَانَ داهية لم يعدله أحد من أَصْحَاب السيوف فِي الدهاء وَكَانَ وَلَده معن مصاهراً لعبد الْعَزِيز بن أبي عَامر صَاحب بلنسية فَوَثَبَ عبد الْعَزِيز على المرية لما قتل زُهَيْر لِأَنَّهُ مَوْلَاهُم فحسده صَاحب دانية مُجَاهِد بن عبد الله العامري فقصد بِلَاد عبد الْعَزِيز وَهُوَ مشتغل فِي تَرِكَة زُهَيْر فَلَمَّا أحس بِهِ خرج إِلَيْهِ من المرية وَخلف بهَا صهره ووزيره معن بن صمادح فخانه فِي الْأَمَانَة وغدر بِهِ وطرده عَن الْإِمَارَة وَلم يبْق من مُلُوك الطوائف أحد إِلَّا ذمه إِلَّا أَنه تمّ لَهُ الْأَمر واستتب فَلَمَّا مَاتَ انْتقل الْملك إِلَى وَلَده مُحَمَّد المعتصم تسمى بأسماء الْخُلَفَاء وَكَانَ رحب الفناء جزل الْعَطاء حَلِيمًا عَن الدِّمَاء فطافت بِهِ الآمال واتسع فِي مدحه الْمقَال وَلَزِمَه جمَاعَة من الشُّعَرَاء كَابْن الْحداد وَغَيره وَكَانَ يُوسُف بن تاشفين قد أقبل على المعتصم بِخِلَاف مُلُوك الطوائف فَلَمَّا خرج عَن طَاعَته الْمُعْتَمد شَاركهُ فِي ذَلِك المعتصم فعزم ابْن تاشفين على خلعهما فَلَمَّا كَانَ إِلَّا أَن قصدهما وخيم بِفنَاء المعتصم فَمَاتَ المعتصم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة بالمرية قَالَت أروى بعض حظاياه إِنِّي لعِنْد المعتصم وَهُوَ يُوصي بِشَأْنِهِ وَنحن بِحَيْثُ نعد خيمات ابْن تاشفين ونسمع صوتهم إِذْ سمع وجبة من وجباتهم فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله نغص علينا كل شَيْء حَتَّى الْمَوْت فَدَمَعَتْ عَيْني فَلَا أنسى طرفا يرفعهُ إِلَيّ وإنشاده لي بِصَوْت لَا أكاد أسمعهُ (ترفق بدمعك لَا تفنه ... فَبين يَدي بكاء طَوِيل) كتب المعتصم إِلَى ابْن عمار يعاتبه (وزهدني فِي النَّاس معرفتي بهم ... وَطول اختباري صاحباً بعد صَاحب) ) (فَلم ترني الْأَيَّام خلا تسرني ... مباديه إِلَّا سَاءَنِي فِي العواقب) (وَلَا صرت أرجوه لدفع ملمةٍ ... من الدَّهْر إِلَّا كَانَ إِحْدَى النوائب) فَأجَاب ابْن عمار بقوله (سواك يعي قَول الوشاة من العدى ... وَغَيْرك يقْضِي بالظنون الكواذب) (وَلَو أَن دهري ساعدتني صروفه ... ركبت إِلَى مغناك هوج الركائب) (وَقبلت من يمناك أعذب موردٍ ... وَأديت من رُؤْيَاك آكِد وَاجِب) وَمن شعر المعتصم أَيْضا (يَا من بجسمي لبعده سقم ... مَا مِنْهُ غير الدنو يبريني) (بَين جفوني وَالنَّوْم معترك ... تصغر عَنهُ حروب صفّين) (إِن كَانَ صرف الزَّمَان أبعدني ... عَنْك فطيف الخيال يدنيني) وامتدحه ابْن الْحداد بقصيدة أَولهَا (لَعَلَّك بالوادي الْمُقَدّس شاطئ ... فكالعنبر الْهِنْدِيّ مَا أَنا واطئ)

ابن المغلس البغداذي

وامتدحه الأسعد ابْن بليطة بقصيدة أَولهَا (برامة ريم زارني بَعْدَمَا شطا ... تقنصته فِي الْحلم بالشط فاشتطا) 3 - (ابْن الْمُغلس البغداذي) مُحَمَّد بن الْمُغلس بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْمُغلس أَبُو الْحسن البغداذي سكن مصر وَسمع بهَا أَبَا مُحَمَّد الْحسن بن رَشِيق العسكري وَأَبا الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِدْرِيس الشَّافِعِي الرَّازِيّ وروى عَنهُ أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الصَّقْر الْأَنْبَارِي فِي مشيخته وجده ابْن الْمُغلس الدَّاودِيّ صَاحب كتاب الموضح وَتُوفِّي أَبُو الْحسن سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (المغربي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن أبي مغنوج من أهل باجة الزَّيْت بالسَّاحل من كورة رصفة بهَا نَشأ وتأدب وَكَانَ من تلاميذ مُحَمَّد بن سعيد الأبروطي وَكَانَ هجاء بديهاً وَهُوَ الْقَائِل من أَبْيَات (وَإِذا مَرَرْت بِبَاب شيخ زبنة ... فَاكْتُبْ عَلَيْهِ قوارع الْأَشْعَار) (يُؤْتِي ويؤتي شَيْخه وعجوزه ... وَبنَاته وَجَمِيع من فِي الدَّار) وَكَانَ من خَاصَّة ابْن أبي الكتامي ينادمه ويؤدب بنيه فَقَالَ لَهُ يَوْمًا صف لنا لحية هَذَا وَأَشَارَ) إِلَى سناط بِحَضْرَتِهِ يُسمى ميموناً قَالَ على أَن آخذ كَذَا وَكَذَا قَالَ نعم فَقَالَ ارتجالاً (لحية مَيْمُون إِذا حصلت ... لم تبلغ المعشار من ذره) وَسكت فَقَالَ ابْن أبي الكتامي إِنَّمَا أَمرتك أَن تقرن ذَلِك بالهجاء فَقَالَ لَا أفعل إِلَّا بِزِيَادَة فِي شرطي فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فَقَالَ من سَاعَته (تطلعت فاستقبحت وَجهه ... فأقسمت لَا أنبتت شعره) قتل سنة سبع وَأَرْبع مائَة بِسَبَب الروافض 3 - (المغربي) مُحَمَّد بن مغيث قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَاعِرًا مطبوعاً مُرْسل الْكَلَام مليح الطَّرِيقَة يَقع على النكت ويصيب الْأَغْرَاض وَيُقِيم حَرْب الشُّعَرَاء وَكَانَ مفتوناً بِالْخمرِ متبذلاً فِيهَا مدمناً عَلَيْهَا لَا يفِيق مِنْهَا سَأَلَهُ بعض إخوانه فِي مَرضه ليخبر قواه الْمَرَض

الَّذِي مَاتَ فِيهِ هَل تقدر على النهوض لَو رمته فَقَالَ لَو شِئْت مشيت من هَهُنَا إِلَى حَانُوت أبي زَكَرِيَّاء النباذ فَقَالَ فألا قلت إِلَى الْجَامِع فَقَالَ لكل امْرِئ من دهره مَا تعودا وَلم تجر الْعَادة بذلك وَلَقي صَاحب الْمَظَالِم المرناقي وَهُوَ مخمور فَسلم عَلَيْهِ وَقَالَ كَيفَ تجدك فَقَالَ بِخَير مَا لم أرك يَا مولَايَ وَأَرَادَ أَن يَقُول بِخَير مَا رَأَيْتُك فَأَطْرَقَ المرناقي وَمضى مُحَمَّد وجماً فَعمل قصيدة يعْتَذر إِلَيْهِ فِيهَا أَولهَا (فرط الْحيَاء وهيبة السُّلْطَان ... جبرا على ضد الصَّوَاب لساني) وَكتب إِلَى بعض الرؤساء وَقد جَاءَتْهُ بنت لَهُ فَوَجَمَ لَهَا وحزن حزنا شَدِيدا (لَا تأس إِن رحت أَبَا لابنةٍ ... تكظم أشجاناً إِلَى كاظمه) (فَإِن أَبنَاء نَبِي الْهدى ... كلهم من وَلَدي فاطمه) فَحسن موقع ذَلِك مِنْهُ وَوَصله وأتى عبد الْمجِيد بن مهذب زَائِرًا فحجبه فَقَالَ (زرت عبد الْمجِيد زورة مشتا ... ق إِلَيْهِ فصد عني صدودا) (فَكَأَنِّي أَتَيْته أنزع الع ... مة عَن رَأسه وأخصي سعيدا) وَكَانَ فِي رَأس الْمَذْكُور قُرُوح وَله عبد يؤثره قلت تشبه تَعْرِيض ولادَة بنت المستكفي فِي قَوْلهَا) (إِن ابْن زيدون على فَضله ... يغتابني ظلما وَلَا ذَنْب لي) (يلحظني شَزراً إِذا جِئْته ... كأننّي جئتُ لأخصِي عَليّ) وَقَالَ مُحَمَّد بن مغيث (لَا عد منا عميرَة ابْنة كف ... إِنَّهَا تسعد الْمُحب الشجيا) (نقدها الرِّيق ثمَّ لَا مهر إِلَّا ... دلو مَاء إِن لم تكن دهريا) وشاجر شيلون المصاحفي يَوْمًا وعيره فَقَالَ أبياتاً شافهه بِبَعْضِهَا وَهِي من أفسد الْقصر من أفنى خزائنه فَقَالَ شيلون أَنا فَقَالَ من صير الْعود قِنْطَارًا بِدِينَار فَقَالَ أَنا فَقَالَ من لَا يُصَلِّي وَإِن صلى فَمن نجس فَقَالَ لَهُ أَنْت فَقَالَ من يستخف بِحَق الْخَالِق الْبَارِي

السكري الهمذاني

فَقَالَ لَهُ أَبوك فَسكت عَن بَاقِي الأبيات مُنْقَطِعًا وَمن قَوْله فِي قرهب يهجوه وَقيل إِنَّهَا لغيره (سلوا الَّذِي سمى الْفَتى قرهباً ... أَكَانَ عمدا أم كَمَا نجما) (عمري لقد أغربت فِي شَتمه ... إِن كنت حاولت لَهُ شتما) (هَل هُوَ إِلَّا النّصْف من شَتمه ... ونبحة الْكَلْب فقد تما) توفّي ابْن مغيث آخر سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة وَقد بلغ الْخمسين وَالسّن ظَاهِرَة عَلَيْهِ 3 - (السكرِي الهمذاني) مُحَمَّد بن الْمُغيرَة بن سِنَان الضَّبِّيّ الهمذاني السكرِي الْحَنَفِيّ مُحدث همذان ومسندها وَشَيخ فقهائها الْحَنَفِيَّة توفّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا دونهَا 3 - (الْقَائِد أَبُو الشوائل) مُحَمَّد بن مفرج بن وليد الْأَمِير الْقَائِد الْمُجَاهِد أَبُو الشوائل السياري الغرناطي كَانَ كثير الْأَمْوَال وأكثرها من الْغَنَائِم لَهُ بر ومعروف وصدقات وافرة جدا وَأما جهاده فَقل من يصل إِلَى رتبته لم يكن فِيهِ عُضْو إِلَّا وَفِيه طعنة رمح فِيمَا أقبل من جسده وَلم يُولد لَهُ ولد أوصى) بِثلث مَاله للْمَسَاكِين وَأعْتق عبيده وَأعْطى لكل وَاحِد خمسين دِينَارا وَبلغ تسعين سنة توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (أَبُو الطّيب الضَّبِّيّ الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن الْمفضل بن سَلمَة بن عَاصِم أَبُو الطّيب الضَّبِّيّ البغداذي الْفَقِيه الشَّافِعِي صَاحب ابْن سُرَيج كَانَ مَوْصُوفا بفرط الذكاء صنف كتبا عدَّة وَهُوَ صَاحب وَجه وَهُوَ وَأَبوهُ وجده من مشاهير أَئِمَّة اللُّغَة والنحو توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاث مائَة وَهُوَ غض شَاب كَانَ ابْن سُرَيج يمِيل إِلَى تَعْلِيمه وَيقبل عَلَيْهِ لفرط ذكائه 3 - (ابْن كاهويه) مُحَمَّد بن الْمفضل بن إِسْمَاعِيل بن الْفضل أَبُو الْفضل ابْن كاهوية الْأَصْبَهَانِيّ الْكَاتِب سمع كثيرا وَخرج لنَفسِهِ معجماً وَكَانَ بليغاً كَاتبا شَاعِرًا مرضِي الْأَخْلَاق توفّي سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وَخَمْسمِائة قَالَ ابْن النجار مولده سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة من شعره (أَقُول للائمي فِي وجنتيه ... ووردهما تبدل بالبهار) (وُجُوه العاشقين بِهِ أطافت ... فأعدي وَجهه أثر اصفرار) وَمِنْه أَيْضا (لَا تركنن إِلَى الْبَريَّة كلهَا ... وَاحْذَرْ تغيرها على أحوالها)

خطيب المرية

(فَمَتَى أحبك وَاحِد لملمةٍ ... زَالَت محبته بِقدر زَوَالهَا) وَمِنْه أَيْضا (بيني وَبَين معاندي ... مَا لَا يَزُول بِغَيْر شكّ) (كعداوةٍ لَا تَنْقَضِي ... بَين البهارج والمحك) وَمِنْه أَيْضا (تناسيتم حق الوداد عَلَيْكُم ... وأظهرتم نقض العهود لديكم) (وَلَو كَانَ قلبِي يَسْتَطِيع فراقكم ... لما كنت من يشكو هواكم إِلَيْكُم) قلت شعر متوسط 3 - (خطيب المرية) مُحَمَّد بن الْمفضل بن الْحسن أَبُو بكر اللَّخْمِيّ الأندلسي خطيب المرية كَانَ فَاضلا شَاعِرًا أديباً) متصوفاً توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (الْمُقْرِئ التكريتي) مُحَمَّد بن مُفْلِح بن عَليّ أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ التكريتي سمع بتكريت أَبَا الْفَرح مَنْصُور بن الْحسن بن عَليّ البَجلِيّ قَاضِي البوازيج وَحدث عَنهُ ببغداذ واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ أحد قراء الدِّيوَان فِي المواكب والمجالس سمع مِنْهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم التكريتي الصُّوفِي توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَدفن بِبَاب أبرز 3 - (رخ الْمروزِي) مُحَمَّد بن مقَاتل أَبُو الْحسن الْمروزِي الْكسَائي ولقبه رخ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَأَبُو زرْعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (سيف الدّين ابْن الْمَنِيّ) مُحَمَّد بن مقبل بن فتيَان بن مطر الْعَلامَة الْمُفْتِي سيف الدّين أَبُو المظفر ابْن أبي الْبَدْر بن الْمَنِيّ النهرواني ثمَّ البغداذي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وتفقه على عَمه نَاصح الْإِسْلَام أبي الْفَتْح بعض التفقه وَسمع من الحيص بيص الشَّاعِر وَكَانَ فَقِيها مفتياً حسن الْكَلَام فِي مسَائِل الْخلاف عدلا متميزاً سمع مِنْهُ أَئِمَّة وفضلاء وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة

الأمير ابن مقن

3 - (الْأَمِير ابْن مقن) مُحَمَّد بن مقن بن الْمُقَلّد بن جَعْفَر بن عَمْرو بن المهيأ أَبُو عبد الله الْأَمِير كَانَت إِلَيْهِ الْإِمَارَة بسامرا وأعمالها وَكَانَ أديباً شَاعِرًا من بَيت إِمَارَة وَتقدم ذكره الْوَزير أَبُو سعد مُحَمَّد بن الْحُسَيْن فِي كتاب أَخْبَار الشُّعَرَاء كَانَ فِيهِ شح وإمساك وَكَانَ إِذا فرغ من طَعَامه نثر الْخبز فِي الجفان وخلطه بِالْمَاءِ الْحَار وصب عَلَيْهِ الأمراق الحامضة والحلوة الْبَارِدَة والحارة ويحضر الضُّعَفَاء للْأَكْل فَقيل لَهُ لَو أفردت كل طَعَام لَكَانَ أحب إِلَيْهِم فَقَالَ هَذَا لَا يَأْكُلهُ إِلَّا مُضْطَر إِلَيْهِ وَإِذا ميزنا الْأَطْعِمَة رغب فِيهَا من لَا حَاجَة لَهُ بهَا وَمن شعره (يهيج عَليّ الشوق بعد اندماله ... حمام على شرف الْقُصُور جنوح) (حمام يُغني بالْعَشي وبالضحى ... ويهتف أَحْيَانًا بِهِ وينوح) (وذكرني مَا قد نسيت وَلم أكن ... أبوح فَأَصْبَحت الْغَدَاة أبوح) ) حدث أَبُو الْحسن ابْن الصناديقي الْبَزَّاز قَالَ قلت لَهُ يَوْمًا أَيهَا الشَّيْخ الْأَمِير بِالَّذِي يغْفر ذَنْبك وَكَانَ يحب أَن يدعى لَهُ بذلك أَنْت فِيمَن قلع الْحجر الْأسود فَأمْسك وكررت عَلَيْهِ القَوْل وَكَانَ فِي الْموضع غليم من صبيان الْبَادِيَة فَقَالَ الْحق بأهلك يَا غليم وَأخذ بكتفي وَجعل يضْرب رَأْسِي بعمود الْبَيْت وَيَقُول كنت فِيمَن رده يَا فُضُولِيّ ويكرر القَوْل وَالْفِعْل 3 - (ابْن مكرم) مُحَمَّد بن مكرم الْكَاتِب لَهُ مَعَ أبي العيناء وَمَعَ أبي عَليّ الْبَصِير أَخْبَار مَشْهُورَة قَالَ لِأَحْمَد بن إِسْرَائِيل عِنْد تقلده وزارة المعتز يشكو لصوصاً دخلُوا عَلَيْهِ (يَا أَبَا جَعْفَر اسْمَع ... قَول محروب حريب) (عجب النَّاس وَمَا جو ... ر زمَان بعجيب) (من لصوص تركوني ... بَين أَهلِي كالغريب) (تركوني بعد خصب ال ... حَال فِي عَيْش جديب) (فأغث لهفان يَا ذَا ال ... جود بالباع الرحيب) (بجميل النّظر المج ... دي على كل أديب) فَلم يحظ مِنْهُ بطائل فَقَالَ يهجوه (إِن زَمَانا أَنْت مستوزر ... فِيهِ زمَان عسر أنكد) (يَا لبد الدَّهْر ويأجوجه ... أَنْت كنوح عمره سرمد)

جمال الدين ابن مكرم

(يذمك النَّاس جَمِيعًا فَمَا ... يلقاك مِنْهُم وَاحِد يحمد) (طرف الَّذِي استرعاك أَمر الورى ... بعد اختبارٍ غائر أرمد) فَلَمَّا قتل أَحْمد قَالَ ابْن مكرم يرثيه (عين بكي على ابْن إِسْرَائِيل ... لَا تملي من البكا والعويل) (واجزعي وارفضي التصبر عَنهُ ... إِنَّه فِي الْوَفَاء غير جميلٍ) 3 - (جمال الدّين ابْن مكرم) مُحَمَّد بن مكرم بتَشْديد الرَّاء بن عَليّ بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الرويفعي الإفْرِيقِي ثمَّ الْمصْرِيّ القَاضِي جمال الدّين أَبُو الْفضل من ولد رويفع بن ثَابت الصَّحَابِيّ ولد أول سنة ثَلَاث وَسمع من يُوسُف بن المخيلي وَعبد الرَّحْمَن بن الطُّفَيْل ومرتضى بن حَاتِم وَابْن المقير وَطَائِفَة) وَتفرد وَعمر وَكبر وَأَكْثرُوا عَنهُ وَكَانَ فَاضلا وَعِنْده تشيع بِلَا رفض مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة خدم فِي الْإِنْشَاء بِمصْر ثمَّ ولي نظر طرابلس كتب عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ ولد الْمَذْكُور يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة وَهُوَ كَاتب الْإِنْشَاء الشريف وَاخْتصرَ كتبا وَكَانَ كثير النّسخ ذَا خطّ حسن وَله أدب ونظم ونثر وأنشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ سادس ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة (ضع كتابي إِذا أَتَاك إِلَى الأر ... ض وَقَلبه فِي يَديك لماما) (فعلى خَتمه وَفِي جانبيه ... قبل قد وضعتهن تؤاما) (كَانَ قصدي بهَا مُبَاشرَة الأر ... ض وكفيك بالتثامي إِذا مَا) وأنشدني الْمَذْكُور لِأَبِيهِ المكرم (النَّاس قد أثموا فِينَا بظنهم ... وَصَدقُوا بِالَّذِي أَدْرِي وتدرينا) (مَاذَا يَضرك فِي تَصْدِيق قَوْلهم ... بِأَن نحقق مَا فِينَا يظنونا) (حملي وحملك ذَنبا وَاحِدًا ثِقَة ... بِالْعَفو أجمل من إِثْم الورى فِينَا) أَنْشدني لَهُ أَيْضا (توهم فِينَا النَّاس أمرا وصممت ... على ذَاك مِنْهُم أنفس وَقُلُوب) (وظنوا وَبَعض الظَّن إِثْم وَكلهمْ ... لأقواله فِينَا عَلَيْهِ ذنُوب)

(تعال نحقق ظنهم لنريحهم ... من الْإِثْم فِينَا مرّة ونتوب) قلت أَخذه من قَول الْقَائِل (قُم بِنَا تفديك نَفسِي ... نجْعَل الشَّك يَقِينا) (فَإلَى كم يَا حَبِيبِي ... يَأْثَم الْقَائِل فِينَا) وَأخذ هَذَا من قَول الأول (مَا أنس لَا أنسَ قَوْلهَا بمنى ... وَيحك إِن الوشاة قد علمُوا) (ونم واشٍ بِنَا فَقلت لَهَا ... هَل لَك يَا هِنْد فِي الَّذِي زَعَمُوا) (قَالَت لماذا ترى فَقلت لَهَا ... كي لَا تضيع الظنون والتهم) قلت أَنا كَأَنِّي حَاضر خطابهما) (هَذَا محب وَمَا يخلصه ... فِي دينه إِن وشاته أثموا) (فواصليه واصغي لمغلطةٍ ... يقبلهَا من طباعه الْكَرم) (يَا وَيْح وصل أَتَى بمغلطة ... إِن كنت لم يرع عنْدك الذمم) وَلَكِن المكرم فِي مَعْنَاهُ زِيَادَة على من تقدمه وَقَوله ثِقَة بِالْعَفو من أحسن متممات البلاغة وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين قَالَ أَنْشدني فتح الدّين أَبُو عبد الله الْبكْرِيّ قَالَ أَنْشدني ابْن المكرم لنَفسِهِ (بِاللَّه إِن جزت بوادي الْأَرَاك ... وَقبلت عيدانه الْخضر فَاك) (ابْعَثْ إِلَى الْمَمْلُوك من بعضه ... فإنني وَالله مَا لي سواك) قلت مَا أعرف فِي كتب الْأَدَب شَيْئا إِلَّا وَقد اخْتَصَرَهُ جمال الدّين بن المكرم فمما اخْتَصَرَهُ كتاب الأغاني ورتبه على الْحُرُوف وزهر الْآدَاب وَكتاب الْحَيَوَان فِيمَا أَظن واليتيمة والذخيرة ونشوار المحاضرة وَغير ذَلِك حَتَّى مُفْرَدَات ابْن البيطار وَكَانَ يختصر وَيكْتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَاخْتصرَ تَارِيخ ابْن عَسَاكِر وتاريخ الْخَطِيب وذيل ابْن النجار وَجمع بَين كتاب الصِّحَاح للجوهري والمحكم لِابْنِ سَيّده وَكتاب الْأَزْهَرِي فجَاء ذَلِك فِي سَبْعَة وَعشْرين مجلداً وَرَأَيْت أَولهَا وَقد كتب عَلَيْهِ أهل ذَلِك الْعَصْر يقرظونه ويصفونه بالْحسنِ كالشيخ بهاء الدّين ابْن النّحاس وشهاب الدّين مَحْمُود وَغَيره ومحيي الدّين بن عبد الظَّاهِر فِيمَا أَظن وَأَخْبرنِي من لَفظه وَلَده قطب الدّين بقلعة الْجَبَل فِي ديوَان الْإِنْشَاء أَن وَالِده مَاتَ وَترك بِخَطِّهِ خمس مائَة مُجَلد

أبو المعالي النجم الرملي

3 - (أَبُو الْمَعَالِي النَّجْم الرَّمْلِيّ) مُحَمَّد بن مكي بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدَّارِيّ الرَّمْلِيّ أَبُو الْمَعَالِي المنجم الشَّاعِر روى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَرَّانِي فِي رَوْضَة الأدباء من جمعه وَكتب عَنهُ أَبُو الْوَفَاء أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحصين الْكَاتِب من شعره (لَيْسَ للعدل رَجْعَة وقفول ... وولاه الْأُمُور عَنهُ عدُول) (من قُضَاة على النُّفُوس قُضَاة ... وعدول عَن كل خير عدُول) وَمِنْه أَيْضا (تعرض لي وَالْقلب صَاح من الْهوى ... غزال سقتني سكرة الوجد عَيناهُ) ) (على مطلع البدرين يطلع وَجهه ... وَفِي حلل النجمين تبدو ثناياه) (إِذا مَا اعتزام التيه هز قوامه ... رَأَيْت قَضِيبًا هزت الرّيح أَعْلَاهُ) (رواء الشموس الباهرات رواؤه ... وريا نسيم المندل الرطب رياه) وَمِنْه قَوْله ملغزاً فِي الدفتر (وأخرس ذِي نطق فصيح لِسَانه ... يحدث بالأشياء وَهُوَ صموت) (إِذا ناله مَاء الْحَيَاة أباده ... وَمَا مثله من قيل عَنهُ يَمُوت) قلت شعر متوسط ومولده سنة سبع عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْهَيْثَم الْكشميهني) مُحَمَّد بن مكي بن مُحَمَّد بن مكي بن زراع بن هرون أَبُو الْهَيْثَم الْكشميهني الْمروزِي حدث بِصَحِيح البُخَارِيّ غير مرّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا أعلمهُ إِلَّا من الثِّقَات وَكَانَ يرويهِ عَن مُحَمَّد بن يُوسُف الْفربرِي وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الدَّجاجية) مُحَمَّد بن مكّي بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله أَبُو عبد الله الْقرشِي الدِّمَشْقِي الْعدْل الأديب الْمَعْرُوف بِابْن الدجاجية ويلقب ببهاء الدّين ابْن الْحِفْظ كَانَ يجيد النّظم كَانَ وَالِده قد درس ببصرى ونظم الْمُهَذّب روى عَنهُ الدمياطي شعره وَمن شعره (إِلَى سلم الجرعاء أهْدى سَلَامه ... فَمَاذَا على من قد لحاه ولامه) (تجلد حَتَّى لم يدع مُعظم الجوى ... لرائيه إِلَّا جلده وعظامه) توفّي سنة سبع وَخمسين وست مائَة وَمن شعر بهاء الدّين ابْن حفظ الدّين (كم تكْتم الوجد يَا معنى ... عَنَّا وَمَا يختفي اللهيب) (فسل غراب الْكَثِيب عَمَّن ... بانوا فَمَا بَيْننَا غَرِيب)

الفقيه الشافعي

وَمِنْه (من أَيْن لقدك ذَا الهيف ... قد حَار الواصف مَا يصف) (الرمْح الأسمر يحسده ... والغصن الْأَخْضَر وَالْألف) (فَتَبَارَكَ من أنشاك لقد ... فِي الْخلق تفاضلت الطّرف) (قسما بهواك وَمَا أحلى ... قسم العشاق إِذا حلفوا) ) (وبمن خَاضُوا غَمَرَات منى ... وحصى الجمرات بهَا حذفوا) (لَا حلت عَن الْمِيثَاق وَلَو ... أودى بحشاشتي التّلف) (يلحاني قوم مَا فَهموا ... مَا شأني فِيك وَمَا عرفُوا) وَمِنْه أَيْضا (غرته غرته لما سرى ... ظن بِأَن الصُّبْح قد أسفرا) (أقبل يسْعَى خفراً خَائفًا ... على ذمام الْوَعْد أَن يخفرا) (يحِق يَا قوم لمن قده ال ... خطار أَن لَا يرهب الأخطرا) (ضممته إِذْ نَام سماره ... كَمَا يضم البطل الأسمرا) (بتنا وَمَا فِي ليلنا من كرى ... كَأَنَّمَا النّوم غَدا مُنْكرا) وَمِنْه دوبيت (بِاللَّه قفوا بعيشكم فِي الرّبع ... كي نسْأَل عَن سكان وَادي الْجزع) (إِن لم أرهم أَو اسْتمع ذكرهم ... لَا حَاجَة لي فِي بَصرِي أَو سَمْعِي) وَمِنْه أَيْضا (مَا عذر فَتى مَا مد للهو يدا ... والدوح قد اكتسى ثيابًا جددا) (مَالَتْ طَربا أغصانه راقصة ... لما صدح الطير عَلَيْهَا وشدا) 3 - (الْفَقِيه الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن مكي بن الْحسن الفامي أَبُو بكر الْفَقِيه الشَّافِعِي سبط أبي عَمْرو عُثْمَان بن احْمَد بن مُحَمَّد بن دوست العلاف البغداذي تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَق الشِّيرَازِيّ وَسمع أَبَا مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَأَبا بكر مُحَمَّد ابْن عبد الْملك بن بَشرَان وَأَبا الطّيب طَاهِر بن عبد الله الطَّبَرِيّ وَأَبا طَالب مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفَتْح العشاري وروى عَنهُ أَبُو المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ وَأَبُو طَالب الْمُبَارك بن عَليّ بن خضير وَأَبُو طَاهِر السلَفِي

بدر الدين ابن مكي

فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ كَانَ يحضر مَعنا الدَّرْس عِنْد الكيا كل يَوْم وروى عَنهُ ابْن الكليب بِالْإِجَازَةِ توفّي سنة سبع وَخمْس مائَة وَولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (بدر الدّين ابْن مكي) مُحَمَّد بن مكي بن أبي الْغَنَائِم القَاضِي بدر الدّين وَكيل بَيت المَال بطرابلس وَكَاتب الْإِنْشَاء بهَا) لَهُ النّظم الْحسن ونثره وسط وَيعرف فقهاً جيدا وَيكْتب خطا مليحاً أَخْبرنِي عَنهُ القَاضِي شرف الدّين مُحَمَّد النهاوندي بصفد قَالَ قَالَ لي بدر الدّين مُحَمَّد بن مكي بطرابلس فتحت بِدِمَشْق دكان كتبي فَكنت أتجر فِيهَا يَعْنِي فِي المجلدات وأتبلغ من المكسب وأدخر من المجلدات مَا أحتاج إِلَيْهِ إِلَى أَن حصلت من ذَلِك مَا أردْت من الْكتب وَفضل لي رَأس المَال والقوت تِلْكَ الْمدَّة أَو كَمَا قَالَ وَأما أَنا فَلم يتَّفق لي لقاؤه وَحضر إِلَى دمشق وَأَنا بهَا وَمَا اجْتمعت بِهِ وكتبت لَهُ استدعاء قرين قصيدة أَولهَا (أنفحة رَوْضَة أم عرف مسك ... يضوع أم الثَّنَاء على ابْن مكي) (إِمَام فِي الْفَتَاوَى لَا يجاري ... وفرد فِي الْبَيَان بِغَيْر شكّ) (إِذا مَا خطّ سطراً خلت روضاً ... تَبَسم من غمام بَات يبكي) (ويحكي نثره درا فَأَما ... إِذا حققت مَا يحْتَاج يَحْكِي) (لَهُ نظم يروق ألذ وَقعا ... على الأسماع من أوتار جنك) (كَأَن كَلَامه نفثات سحر ... يغازلني بهَا ألحاظ تركي) (وآنق فِي النواظر من رياض ... نواضر بل جَوَاهِر ذَات سلك) وَأما الاستدعاء فَكَانَ يشْتَمل على نثر فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ عَاد إِلَيّ جَوَابه بعد مديدة يخبر فِيهِ بوصوله وَأَنه عقيب ذَلِك توجه إِلَى اللاذقية فِيمَا يتَعَلَّق بأشغال الدولة وَأَنه عقيب ذَلِك يُجهز الْجَواب ثمَّ إِنَّه مرض عقيب ذَلِك وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله قَالَ رَحمَه الله كنت أَنا وشمس الدّين الطَّيِّبِيّ نمشي فِي وَحل فَقلت الْمَشْي خلف الدَّوَابّ صَعب فَقَالَ فِي الوحل وَالْمَاء وَالْحِجَارَة فَقلت

السلطان غياث الدين السلجوقي

لِأَن هَذَا لَهُ رشاش فَقَالَ) وَرُبمَا تزلق الحماره وَأَخْبرنِي الْمولى شرف الدّين حُسَيْن بن رَيَّان قَالَ كنت أَنا وَهُوَ جالسين فِي مَكَان فِيهِ شباك بيني وَبَينه فَلَمَّا جَاءَت الشَّمْس رَددته فَقَالَ (لَا تحجب الشَّمْس عَن أَمر تحاوله ... فَإِن مقصودها أَن تبلغ الشرفا) فَقلت (فِي الشَّمْس حر لهَذَا الْأَمر نحجبها ... وحسبنا الْبَدْر فِي أنواره وَكفى) وأنشدني من لَفظه أَيْضا قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (أهواه كالبدر لَكِن فِي تبذله ... والغصن فِي ميله عَن لوم لائمه) (سمح بمهجته مَا رد نائله ... كَأَنَّمَا حَاتِم فِي فص خَاتمه) وَمن شعره ابْن مكي (كَأَن الشَّمْس إِذْ غربت غريق ... هوى فِي الْبَحْر أَو وافى مغاصا) (فأتبعها الْهلَال على غرُوب ... بزورقه يُرِيد لَهَا خلاصا) 3 - (السُّلْطَان غياث الدّين السلجوقي) مُحَمَّد بن ماكشاه بن ألب رسْلَان أبي شُجَاع مُحَمَّد بن دَاوُد بن مِيكَائِيل ابْن سلجوق بن دقاق السُّلْطَان غياث الدّين أَبُو شُجَاع لما توفّي أَبوهُ اقتسم الْأَوْلَاد الثَّلَاثَة المملكة هم غياث الدّين هَذَا وبركياروق وسنجر وَذَلِكَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة فَلم يكن للأخوين مَعَ بركياروق أَمر ووردا بغداذ وسألا المستظهر أَن يجلس لَهما فَجَلَسَ وَحضر الْأَعْيَان ووقف سيف الدولة صَدَقَة من مزِيد صَاحب الْحلَّة عَن يَمِين السدة وعَلى كتف أَمِير الْمُؤمنِينَ الْبردَة النَّبَوِيَّة وعَلى رَأسه الْعِمَامَة وَبَين يَدَيْهِ الْقَضِيب فأفيض على مُحَمَّد سبع خلع وألبس التَّاج والطوق وَعقد الْخَلِيفَة اللِّوَاء بِيَدِهِ وقلده سيفين وَأَعْطَاهُ خَمْسَة أَفْرَاس على خلع على سنجر دونه وخطب للسُّلْطَان مُحَمَّد فِي جَوَامِع بغداذ وَتركت الْخطْبَة لبركياروق سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ مُحَمَّد هَذَا رجل الْمُلُوك السلجوقية وفحلهم وَله سيرة حَسَنَة وبر وافر حَارب الْمَلَاحِدَة واستقل بِالْملكِ بعد أَخِيه بركياروق وصفت لَهُ الدُّنْيَا وَتزَوج المقتفي ابْنَته فَاطِمَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَتوفيت فِي عصمته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَكَانَ عمره سبعا وَثَلَاثِينَ سنة وأشهراً وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مائَة بِمَدِينَة أَصْبَهَان وَدفن بهَا فِي مدرسة عَظِيمَة للحنفية) وَلما أيس من نَفسه أحضر وَلَده مَحْمُودًا وَقَبله وَبكى وَأمره أَن يجلس على تخت السلطنة وَينظر فِي

ابن مملاذ الكاتب

أُمُور النَّاس فَقَالَ لوالده إِنَّه يَوْم غير مبارك يَعْنِي من جِهَة النُّجُوم فَقَالَ صدقت وَلَكِن على أَبِيك وَأما عَلَيْك فمبارك بالسلطنة وَلم يخلف أحد من الْمُلُوك السلجوقية مَا خَلفه من الذَّخَائِر وَالْأَمْوَال وَالدَّوَاب وَغير ذَلِك 3 - (ابْن مملاذ الْكَاتِب) مُحَمَّد بن مملاذ بن بيكامذ بن عَليّ بن منوجهر التبريزي أَبُو الْفضل الْكَاتِب توفّي ببغداذ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَكَانَ سريع الْكِتَابَة والإنشاء ذكر أَنه كتب فِي يَوْم وَاحِد سِتَّة عشر كراساً قطع الثّمن وَكَانَ ينشئ الرسَالَة معكوسة يبْدَأ بالحمدلة وَيخْتم بالبسملة وَمَات فِي عشر السّبْعين قَالَ ابْن النجار قَرَأَ الْأَدَب وجالس الْعلمَاء وَأكْثر مطالعة الْكتب فِي السّير وأخبار الْمُلُوك وعانى الْكِتَابَة والإنشاء وَله فِي ذَلِك كتب مدونة وَهُوَ متدين حسن الطَّرِيقَة أورد لَهُ من شعره (فَلَو كَانَ لي حَظّ من الْحجر والنهى ... كفاني بكف الزّجر أَن أطلب الحدا) (وَلَكِن عَقْلِي فِي اعتقال صبابتي ... سَيجْعَلُ لي فِي كل جارحة وجدا) وَمِنْه يصف مُكَاتبَة (يود أَخُو إياد لَو وعاها ... ويسحب ذيله سحبان ذلا) (وتحسبها شمالاً وَهِي تسري ... لِتجمع من شُمُول الراح شملا) (وَلَو كحلت عُيُون الْعين مِنْهَا ... لأبقت فِي الْعُيُون النجل كحلا) 3 - (الشَّاعِر) مُحَمَّد بن مناذر أَبُو ذريح وَقيل أَبُو عبد الله الشَّاعِر الْبَصْرِيّ مولى عبد الله بن أبي بكرَة مدح الْمهْدي وَغَيره وَكَانَ فصيحاً قدم بغداذ وتنسك ثمَّ عَاد إِلَى الْبَصْرَة فابتلي بمحبة بن عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ فَسقط فَمَاتَ فرثاه ابْن مناذر وَمَات بعده بِيَسِير سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة قَالَ الثَّوْريّ سَأَلت أَبَا عُبَيْدَة عَن الْيَوْم الثَّانِي من أَيَّام النَّحْر مَا كَانَت الْعَرَب تسميه فَقَالَ لَا أعلم فَلَقِيت ابْن مناذر فَأَخْبَرته فَقَالَ أُخْفِي هَذَا على أبي عُبَيْدَة هَذِه أَيَّام مُتَوَالِيَات كلهَا على حرف الرَّاء فَالْأول يَوْم النَّحْر وَالثَّانِي يَوْم القر وَالثَّالِث يَوْم النَّفر وَالرَّابِع يَوْم الصَّدْر قَالَ فَلَقِيت أَبَا عُبَيْدَة فَأَخْبَرته فَكَتبهُ عني عَن مُحَمَّد بن مناذر أسْند ابْن مناذر عَن شُعْبَة وَعَن ابْن عُيَيْنَة) وَغَيرهمَا وَقد أسقط يحيى بن معِين رِوَايَته قَالَ وَكَانَ صَاحب شعر لَا صَاحب حَدِيث كَانَ يتعشق عبد الْمجِيد وَيَقُول فِيهِ الشّعْر ويشبب بنساء ثَقِيف فطردوه من الْبَصْرَة فَخرج إِلَى مَكَّة وَكَانَ يُرْسل العقارب فِي الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى تلسع النَّاس وَيصب المداد فِي اللَّيْل بالأماكن الَّتِي

أبو شجاع الواعظ

يتَوَضَّأ النَّاس مِنْهَا حَتَّى تسود وُجُوههم لَا يرْوى عَن رجل فِيهِ خير وَقَالَ ابْن مناذر يرثي عبد الْمجِيد (كل شَيْء لَاقَى الْحمام فمودي ... مَا لحي مُؤَمل من خُلُود) (لَا تهاب الْمنون شَيْئا وَلَا تب ... قي على وَالِد وَلَا مَوْلُود) (إِن عبد الْمجِيد يَوْم تولى ... هد ركنا مَا كَانَ بالمهدود) (هد ركني عبد الْمجِيد وَقد كن ... بِرُكْن أنوء مِنْهُ شَدِيد) (مَا درى نعشه وَلَا حاملوه ... مَا على النعش من عفاف وجود) (لأقيمن مأتماً كنجوم ال ... ليل زهراً يلطمن حر الخدود) (كنت لي عصمَة وَكنت سَمَاء ... بك تحيا أرضي ويخضر عودي) وَهِي طَوِيلَة ورثاه بغَيْرهَا وَقَالَ يرثي سُفْيَان بن عُيَيْنَة (إِن الَّذِي غودر بالمنحنى ... هد من الْإِسْلَام أركانا) (يَا وَاحِد الْأمة فِي علمه ... لقِيت من ذِي الْعَرْش غفرانا) (لَا يبعدنك الله من ميت ... ورثنا علما وأحزانا) كَانَ ابْن مناذر يجلس إِلَى إسكاف بِالْبَصْرَةِ فَلَا يزَال يهجوه فيضج الإسكاف وَيَقُول لَهُ أَنا صديقك فَاتق الله وابق على الصداقة وَابْن مناذر يلح فَقَالَ الإسكاف فَإِنِّي أستعين بِاللَّه عَلَيْك وأتعاطى الشّعْر فَلَمَّا أصبح غَدا عَلَيْهِ ابْن مناذر كَمَا كَانَ يفعل وَأخذ يهجوه ويعبث بِهِ فَقَالَ الإسكاف (كثرت أبوته وَقل عديده ... وَرمى الْقَضَاء بِهِ فرَاش مناذر) (عبد الصبيريين لم تَكُ شَاعِرًا ... كَيفَ ادعيت الْيَوْم نِسْبَة شَاعِر) فشاع البيتان بِالْبَصْرَةِ ورواهما أعداؤه وتناشدوهما كلما رَأَوْهُ فَخرج من الْبَصْرَة هَارِبا إِلَى مَكَّة وجاور بهَا وَمن شعره فِي البرامكة (أَتَانَا بَنو الْأَمْلَاك من آل برمك ... فيا طيب أَخْبَار وَيَا حسن منظر) ) (إِذا وردوا بطحاء مَكَّة أشرقت ... بِيَحْيَى وبالفضل بن يحيى وجعفر) (وتظلم بغداذ ويجلو لنا الدجى ... بِمَكَّة مَا كَانُوا ثَلَاثَة أقمر) (فَمَا صلحت إِلَّا لجود أكفهم ... وأرجلهم إِلَّا لأعواد مِنْبَر) 3 - (أَبُو شُجَاع الْوَاعِظ) مُحَمَّد بن المنجح بن عبد الله أَبُو شُجَاع الْوَاعِظ تفقه على

الحافظ شكر

أبي مُحَمَّد عبد الله بن أبي بكر الشَّاشِي وسافر إِلَى الشَّام فِي سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة وَوعظ بِدِمَشْق وَأقَام بهَا مُدَّة وَخرج إِلَى بعلبك وَولي الْقَضَاء بهَا وَصرف عَنْهَا بعد مُدَّة وَعَاد إِلَى بِلَاد الجزيرة وَلَقي ابْن البزري الْفَقِيه الشَّافِعِي وَأحكم عَلَيْهِ قِرَاءَة الْمَذْهَب وَكتب بِيَدِهِ الشَّامِل لِابْنِ الصّباغ والبسيط للغزالي وَغير ذَلِك من الْكتب الْكِبَار وَقدم بغداذ وَوعظ بهَا وَعَاد إِلَى بِلَاد الجزيرة ولازم ابْن البزري إِلَى أَن توفّي فِي أَوَائِل سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة ثمَّ عَاد إِلَى بغداذ وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْكَلَام فِي المناظرة أديباً مليح الشّعْر لطيفاً ظريفاً سمع الحَدِيث من أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن طَاهِر بن سعيد الميهني وَغَيرهمَا وَحدث باليسير سمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو المحاسن عمر بن عليّ بن الْخضر الْقرشِي من شعره (عذيري من زمن كلما ... شددت عرى أملي حلهَا) (عرائس فكري قد عنست ... لِأَنِّي عدمت لَهَا أَهلهَا) (وَنَفْسِي تنهل من مورد ... ترى الْمَوْت فِي الْورْد إِن علها) (عَلَيْهَا من الدَّهْر أثقاله ... وَلَا يغلط الدَّهْر يَوْمًا لَهَا) وَمِنْه قَوْله (سَلام من وَادي الغضا مَا تناوحت ... على ضفتيه شمأل وجنوب) (أحمل أنفاس الخزامي تَحِيَّة ... إِذا آن مِنْهَا بالْعَشي هبوب) (لعمري لَئِن شطت بِنَا غربَة النَّوَى ... وحالت صروف دُوننَا وخطوب) (فَمَا كل رمل جِئْته رمل عالج ... وَمَا كل مَاء عَمت فِيهِ سروب) (رعى الله هَذَا الدَّهْر كل محاسني ... لَدَيْهِ وَإِن أكثرتهن ذنُوب) قلت شعر منسجم عذب وَلما كَانَ بواسط طَابَ وعظه لجَماعَة فَسَأَلُوهُ أَن يجلس لَهُم الْأُسْبُوع مرَّتَيْنِ كلما عين لَهُم يَوْمًا يحتجون بِأَن الْقُرَّاء يكونُونَ فِيهِ يَوْمًا فِي ختمة ديوَان الْخلَافَة وَيَوْما) ديوَان الْإِمَارَة وَيَوْما عِنْد ابْن الغزنوي وَيَوْما عِنْد غَيره إِلَى أَن ذكرُوا الْأَيَّام كلهَا فَأَطْرَقَ ثمَّ قَالَ لَو عرفت هَذَا كنت أتيتكم معي بِيَوْم من بغداذ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَدفن بالشونيزية 3 - (الْحَافِظ شكر) مُحَمَّد بن الْمُنْذر بن سعيد بن عُثْمَان السّلمِيّ الْهَرَوِيّ الْحَافِظ

ابن أبي عقيل المراكشي الشافعي

أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بشكر بكاف مُشَدّدَة بعد الشين الْمُعْجَمَة وَفِي الطّرف رَاء أَكثر الترحال وصنف توفّي فِي أحد الربيعين سنة ثَلَاث مائَة صنف كتاب التَّارِيخ لهراة صَغِيرا وَكتاب الْجَوَاهِر 3 - (ابْن أبي عقيل المراكشي الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن الْمُنْذر بن مُحَمَّد بن أبي عقيل عبد الرَّحْمَن بن الْمُنْذر المغربي المراكشي أَبُو مَنْصُور الْفَقِيه الشَّافِعِي نزيل حلب قدم وَالِده إِلَى بغداذ واتصل بِابْن هُبَيْرَة قبل وزارته وَتُوفِّي بالموصل وَولد مُحَمَّد الْمَذْكُور ببغداذ وَسمع بهَا الحَدِيث من أبي عبد الله ابْن خَمِيس وتفقه على أبي البركات الشيرجي وَغَيره وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْقُرْطُبِيّ وَصَحب أَبَا النجيب السهروردي وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن المظفر بن الشبلي وَابْن المادح وَابْن البطي وَغَيرهم وَسمع كتاب اللالكائي من سعد الله بن حمدين فِي دَار ابْن هُبَيْرَة وَلَقي عبد الْقَادِر الجيلي وسافر إِلَى الشَّام وَقَرَأَ قِطْعَة من تأريخ دمشق على مُصَنفه عَليّ أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَكَانَ يمْتَنع من الرِّوَايَة وَيَقُول مَشَايِخنَا سمعُوا وهم صغَار لَا يفهمون وَكَذَلِكَ مشايخهم وَأَنا لَا أرى الرِّوَايَة عَمَّن هَذِه سَبيله وَعمر وعلت سنة وَلم يرو شَيْئا وَكَانَ فَقِيها فَاضلا غزير الْعلم عَالما بالأدب قَالَ ابْن النجار اجْتمعت بِهِ بحلب غير مرّة وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كيساً ممتعاً بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وست مائَة بحلب وَدفن خَارج بَاب النَّصْر وَله شعر 3 - (القرقساني) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن صَدَقَة القرقساني كَانَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح وَإِنَّمَا كَانَ كثير الْغَلَط لِأَنَّهُ كَانَ يحدث من حفظه أسْند عَن الْأَوْزَاعِيّ وَغَيره وروى عَنهُ الإِمَام أَحْمد وَغَيره قَالَ البُخَارِيّ كَانَ ابْن معِين سيء الرَّأْي فِيهِ جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا الْحسن أخرج إِلَيْنَا كتابا من كتبك فَقَالَ لَهُ عَلَيْك بأفلح الصيدلاني كَأَنَّهُ احتقر ابْن معِين فَقَامَ ابْن معِين مغضباً وَهُوَ يَقُول لَا ارْتَفَعت لَك معي راية أبدا توفّي سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَتَيْنِ) 3 - (أَبُو بكر القصري الْمُقْرِئ) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم القصري أَبُو بكر الْمُقْرِئ الْمُفَسّر قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي طَاهِر أَحْمد بن عَليّ بن سوار وَأبي الْمَعَالِي ثَابت ابْن بنْدَار وَسمع الحَدِيث مِنْهُمَا وَمن أبي الْحسن عَليّ بن قُرَيْش قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن جمَاعَة كَانَ حَافِظًا للتفسير عَالما بالقراءات وَله حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور يُورد فِيهَا التَّفْسِير كل جُمُعَة وَكَانَ طَوِيل اللِّحْيَة إِذا جلس تصل إِلَى حجره توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَدفن بِبَاب حَرْب

ابن جميل صاحب المخزن

3 - (ابْن جميل صَاحب المخزن) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن جميل بن مَحْفُوظ أَبُو عبد الله ابْن أبي الْعِزّ الْكَاتِب قدم بغداذ فِي صباه وَقَرَأَ الْأَدَب ولازم مُصدق بن شبيب النَّحْوِيّ حَتَّى برع فِي النَّحْو واللغة وَقَرَأَ الْحساب والفرائض وَقَرَأَ على أبي الْفَرح ابْن كُلَيْب شَيْئا من كتب الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر ومدح الإِمَام النَّاصِر فَعرف واشتهر وَكَانَ مليح الصُّورَة مَقْبُول الشكل طيب الْأَخْلَاق متواضعاً رتب كَاتبا فِي ديوَان التركات مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ ولي نظرة ثمَّ ولي الصدرية بالمخزن ثمَّ عزل واعتقل وَأَفْرج عَنهُ بعد مُدَّة ورتب وَكيلا للأمير عدَّة الدّين ابْن الإِمَام النَّاصِر وَبَقِي على وكَالَته إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ كَاتبا مليح الْخط غزير الْفضل لَهُ النّظم والنثر من شعره قَوْله (إِن حَال دُونك أسمر وسمير ... فدما الظبي لدمى الظباء مُهُور) (يَا هِنْد فِي أجفان لحظك فَتْرَة ... ألجفن هندي يكون فتور) (أبليتني بقنا الأشم وَطوله ... وقنى المشيم أتم وَهُوَ قصير) (أَسد يغار على محَاسِن ظَبْيَة ... فِيهَا نفار وَهُوَ فِيهِ نفور) (بَيْضَاء مذهبَة الشَّبَاب يزينها ... وَجه تحار إِذا رَأَتْهُ الْحور) (ويهز عطفيها الصِّبَا وَيَد الصِّبَا ... فيملها الْمَمْدُود والمقصور) (تفتر ضاحكة وأندب باكياً ... فلهَا بحزني غِبْطَة وسرور) (دران إِلَّا أَن ذَاك منضد ... عذب وَهَذَا مالح منثور) قلت شعر جيد توفّي فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَدفن بمقابر قُرَيْش بعد الصَّلَاة عَلَيْهِ بالنظامية 3 - (الْجَوَاز) ) مُحَمَّد بن مَنْصُور الْجَوَاز توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الطوسي العابد) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم الطوسي العابد نزيل بغداذ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ

ابن القطان البغداذي

3 - (ابْن الْقطَّان البغداذي) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن عَليّ أَبُو طَاهِر البغداذي الشَّاعِر الأديب الْمَعْرُوف بالقطان صَاحب رِسَالَة التَّبْيِين فِي أصُول الدّين توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة وَمن شعره (من منصفي من عاذلي ... ومنقذي من قاتلي) (وَمن مجيري فِي الْهوى ... من أسْهم قواتلي) (لَا تَأْمُرنِي بالعزا ... بعد الحبيب الراحل) (وَلَا تلومني على ... إسبال دمع هاتل) (فإنني فِي حيرة ... عَنْك وشغلٍ شاغل) (سقيا لأيام الصِّبَا ... وللحبيب الزائل) (مَا ضرّ من قاطعني ... لَو أَنه مواصلي) (ظَبْي أصَاب سَهْمه ... لما رمى مقاتلي) وَمن شعره لَا تأمن الْأَيَّام والدهر فللأيام والدهر دوَل كالمرء فِي أَحْوَاله مُقَلِّب بَين الْأَمَانِي والأمل قلت شعر أشبه شَيْء بالجسم الَّذِي لَا روح فِيهِ كَانَ مَوْجُودا فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة قَالَ ابْن النجار وَتُوفِّي بعْدهَا بِقَلِيل وَكَانَ يمدح الصَّحَابَة وَله خطب جِيَاد وَخط حسن 3 - (ابْن زميل الْكَاتِب) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن زميل بالزاي المضمومة وَالْمِيم الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَلَام على وزن قبيل وبعيد أَبُو نصر الْكَاتِب الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ يلقب بالكامل وَولي عمَارَة بغداذ سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا روى عَنهُ أَبُو نصر عَليّ بن هبة الله ابْن مَاكُولَا وَأَبُو الْعِزّ بن كادش شَيْئا من شعره من شعره قَوْله) (لاقيت فِي حبيك مَا لم يلقه ... فِي حب ليلى قيسها الْمَجْنُون) (لكنني لم أتبع وَحش الفلا ... كفعال قيس وَالْجُنُون فنون) 3 - (الْبَيْهَقِيّ الأديب) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حميد الْبَيْهَقِيّ الأديب أَبُو عبد الله قَالَ عبد الغافر فِي كتاب السِّيَاق هُوَ رجل فَاضل كَبِير صنف فَوَائِد مِنْهَا كتاب

الوزير عميد الملك الكندري

زهرَة الْعُلُوم فِي مَعَاني الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث من الْأُسْتَاذ أبي سهل الصعلوكي وَأبي نعيم المهرجاني الْأَزْهَرِي وروى عَنهُ القَاضِي نَاصِر الْمروزِي وأقرانه من الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَله رِوَايَات كَثِيرَة ومسموعات 3 - (الْوَزير عميد الْملك الكندري) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد وَمِنْهُم من قَالَ مَنْصُور بن مُحَمَّد وَالْأول أصح الْوَزير عميد الْملك أَبُو نصر الكندري وَزِير طغرلبك كَانَ من رجال الدَّهْر جوداً وسخاء وَكِتَابَة وشهامة استوزره طغرلبك ونال عِنْده الرُّتْبَة الْعليا وَهُوَ أول وَزِير كَانَ لبني سلجوق وَلَو لم يكن لَهُ منقبة إِلَّا صُحْبَة إِمَام الْحَرَمَيْنِ قَالَ ابْن الْأَثِير كَانَ الْوَزير شَدِيد التعصب على الشَّافِعِيَّة كثير الوقيعة فِي الشَّافِعِي وَبلغ من تعصبه أَنه خَاطب السُّلْطَان ألب أرسلان فِي لعن الرافضة على المنابر بخراسان فَأذن لَهُ فِي ذَلِك فأضاف إِلَيْهِم الأشعرية فَأَنف من ذَلِك أَئِمَّة خُرَاسَان مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهمَا وفارقوا خُرَاسَان وَكَانَ قد تَابَ فِيمَا ذَلِك من الوقيعة فيهم فَلَمَّا جَاءَت الدولة النظامية أحضر من انتزح مِنْهُم وَأحسن إِلَيْهِم وَكَانَ الْوَزير عميد الْملك ممدحاً قَصده الشُّعَرَاء ومدحوه مِنْهُم الْكَاتِب الرئيس الْمَعْرُوف بصردر امتدحه بالقصيدة الَّتِي أَولهَا (أكذا يجازي ود كل قرين ... أم هَذِه شيم الظباء الْعين) (قصوا عَليّ حَدِيث من قتل الْهوى ... إِن التأسي روح كل حَزِين) مِنْهَا فِي المديح (بأغر مَا أَبْصرت نور جَبينه ... إِلَّا اقتضاني بِالسُّجُود جبيني) (تجلو النواظر فِي نواحي دسته ... والسرج بدر دجى وَلَيْث عرين) (عَمت فواضله الْبَريَّة فَالتقى ... شكر الْغَنِيّ ودعوة الْمِسْكِين) (قَالُوا وَقد شنوا عَلَيْهِ غَارة ... أصلات جود أم قَضَاء دُيُون) ) (لَو كَانَ فِي الزَّمن الْقَدِيم تظلمت ... مِنْهُ الْكُنُوز إِلَى يَدي قَارون) (وَشهِدت علاهُ أَن عنصر ذَاته ... مسك وعنصر غَيره من طين) وَهِي من القصائد المليحة وَلم يزل الْوَزير عميد الْملك فِي دولة طغرلبك عَظِيم الجاه وافر الْحُرْمَة إِلَى أَن توفّي طغرلبك وَقَامَ بالمملكة من بعده ابْن أَخِيه ألب رسْلَان فأقره وزاده إِكْرَاما ثمَّ إِنَّه سيره إِلَى خوارزم شاه ليخطب لَهُ ابْنَته فَأَرْجَفَ أعداؤه أَن الْوَزير خطبهَا لنَفسِهِ وشاع ذَلِك فَعمد إِلَى لحيته فحلقها وَإِلَى مذاكيره فجبها وَكَانَ ذَلِك سَببا لسلامته فنظم الباخرزي أَبُو الْحسن عَليّ فِي ذَلِك

(قَالُوا محا السُّلْطَان عَنهُ بعدكم ... سمة الفحول وَكَانَ قرماً صائلا) (قلت اسْكُتُوا فَالْآن زَاد فحولة ... لما اغتدى من أنثييه عاطلا) (فالفحل يأنف أَن يُسمى بعضه ... أُنْثَى لذَلِك جذه مستاصلا) وَهُوَ معنى جيد ثمَّ إِن ألب رسْلَان عَزله لسَبَب يطول شَرحه وَولي نظام الْملك وَحبس عميد الْملك بنيسابور فِي دَار عميد خُرَاسَان ثمَّ نَقله إِلَى مرو الروذ وحبسه فِي دَار فِيهَا عيالة وَلما أحس بِالْقَتْلِ دخل إِلَى حجرَة وَأخرج كَفنه وودع عِيَاله وأغلق بَاب الْحُجْرَة واغتسل وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَأعْطى الَّذِي هم بقتْله مائَة دِينَار وَقَالَ حَقي عَلَيْك أَن تكفنني فِي هَذَا الثَّوْب الَّذِي غسلته بِمَاء زَمْزَم وَقَالَ لجلاده قل للوزير بئس مَا فعلت علمت الأتراك قتل الوزراء وَأَصْحَاب الدِّيوَان وَمن حفر مهواة وَقع فِيهَا وَمن سنّ سنة فَعَلَيهِ وزرها ووزر من عمل بهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ الباخرزي مُخَاطبا للسُّلْطَان (وعمك أدناه وَأَعْلَى مَحَله ... وبوأه من ملكه كنفاً رحبا) (قضى كل مولى مِنْكُمَا حق عَبده ... فخوله الدُّنْيَا وخولته العقبى) وَقتل سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع مائَة أورد لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة قَوْله (الْمَوْت مر وَلَكِنِّي إِذا ظمئت ... نَفسِي إِلَى الْعِزّ تستحلي لمشربه) (رياسة باض فِي رَأْسِي وساوسها ... تَدور فِيهِ وأخشى أَن تَدور بِهِ) وَقَوله عِنْدَمَا قتل (إِن كَانَ بِالنَّاسِ ضيق عَن مزاحمتي ... فالموت قد وسع الدُّنْيَا على النَّاس) (قضيت والشامت الْمَغْرُور يَتبعني ... إِن الْمنية كاس كلنا حاس) ) وَالْعجب أَن ألب رسْلَان ونظام الْملك مَاتَا مقتولين وَمن الْعَجَائِب أَن آلَات التناسل من الكندري مدفونة بخوارزم وَدَمه مصبوب بمرو الروذ وَجَسَده مقبور بقرية كندر من طريثيث وجمجمته ودماغه مدفونان بنيسابور وسوأته محشوة بالتبن نقلت إِلَى كرمان ودفنت هُنَاكَ وَفِي ذَلِك يَقُول الباخرزي (مفرقاً فِي الأَرْض أجزاؤه ... بَين قرى شَتَّى وبلدان) (جب بخوارزم مذاكيره ... طغرل ذَاك الْملك الفاني) (ومص مرو الروذ من جيده ... معصفراً يخضبها قان) (والشخص فِي كندر مستبطن ... وَرَاء أرماس وأكفان) (وَرَأسه طَار فلهفي على ... مجثمه فِي خير جثمان) (فلوا بنيسابور مضمونه ... وقحفه الْخَالِي بكرمان) (وَالْحكم للجبار فِيمَا مضى ... وكل يَوْم هُوَ فِي شان)

ابن منصور النسوي

3 - (ابْن مَنْصُور النسوي) مُحَمَّد بن مَنْصُور النسوي عميد خُرَاسَان ورد بغداذ زمن طغرلبك وَبنى مدرسة ووقفها على أبي بكر ابْن أبي المظفر السَّمْعَانِيّ وَأَوْلَاده قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة فهم فِيهَا إِلَى هَلُمَّ جراً وَبنى مدرسة بنيسابور وفيهَا تربته وَكَانَ كثير الْخيرَات وَالصَّدقَات محسناً إِلَى الرّعية توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو بكر وَالِد الْحَافِظ السَّمْعَانِيّ) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الإِمَام أَبُو بكر ابْن الْعَلامَة أبي المظفر التَّمِيمِي السَّمْعَانِيّ وَالِد الْحَافِظ أبي سعد نَشأ فِي عبَادَة وَتَحْصِيل وحظي فِي الْأَدَب وثمرته نظماً ونثراً وبرع فِي الْفِقْه وَزَاد على أقرانه بِعلم الحَدِيث وَالرِّجَال والأنساب والتواريخ والوعظ توفّي سنة تسع وَخمْس مائَة وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى من شعره قَوْله (فيا لَيْت أَنِّي النُّور من كل نَاظر ... فيبصر بِي من كَانَ وَجهك مبصرا) (وَأَنِّي كنت الذِّهْن من كل خاطر ... فيفكر بِي من كَانَ فِيك مفكرا) وَمِنْه قَوْله) (فلأبعثن على الْعُيُون لغيرتي ... عينا أَرَاك بهَا مَعَ الْأَبْصَار) (ولأنزلن من الْقُلُوب مكامناً ... كَيْمَا أفوز بلذة الأفكار) (ولأسرين مَعَ النسيم إِذا سرى ... حَتَّى أَمر عَلَيْك فِي الأسحار) (ولأفرشن الخد من فَوق الثرى ... فأقي بِهِ نعليك كل غُبَار) (كلا فعلت فَمَا انتفعت بحيلة ... عجزت مجالسنا عَن الأقدار) 3 - (وَالِد ابْن الْمُنِير) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أبي الْقَاسِم بن مُخْتَار القَاضِي الْجَلِيل أَبُو الْمَعَالِي ابْن الْمُنِير الجذامي الجروي الإسْكَنْدراني الْمعدل أجَاز لَهُ الإِمَام النَّاصِر وَكتب عَنهُ الطّلبَة وَهُوَ وَالِد زين الدّين وناصر الدّين توفّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة 3 - (شمس الدّين الحاضري) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُوسَى الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو عبد الله الحاضري الْحلَبِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ قَرَأَ الْقرَاءَات على الْكَمَال الضَّرِير وَالشَّيْخ عَليّ الدهان والعربية على ابْن مَالك جمال الدّين وَله تصدير فِي الْجَامِع وَكَانَ متوسطاً فِي النَّحْو والقراءات توفّي سنة سبع مائَة والحاضري بِالْحَاء الْمُهْملَة وَبَين الْألف وَالرَّاء ضاد مُعْجمَة

بدر الدين ابن الجوهري

3 - (بدر الدّين ابْن الْجَوْهَرِي) مُحَمَّد بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور الإِمَام الْعَالم الصَّدْر الصاحب بدر الدّين الْجَوْهَرِي نزيل مصر ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسمع من إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل بحلب وَمن الْكَمَال العباسي وَابْن عزون وَابْن عبد الْوَارِث والنجيب وعدة بِمصْر وتلا بالروايات على الصفي خَلِيل وتفقه وشارك فِي فَضَائِل وَكَانَ ينطوي على دين وَعبادَة وَخير وَله جلالة وَصُورَة كَبِيرَة ذكر للوزارة وَكَانَ لَهُ خلق حاد حدث بِدِمَشْق ومصر وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة 3 - (القباري) مُحَمَّد بن مَنْصُور الشَّيْخ أَبُو الْقَاسِم القباري يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْقَاف فِي ذكر الْقَاسِم 3 - (ابْن مَنْصُور موقع غَزَّة) مُحَمَّد بن مَنْصُور شمس الدّين موقع غَزَّة أَقَامَ بهَا مُدَّة طَوِيلَة يُبَاشر التوقيع وَكِتَابَة الْجَيْش ثمَّ) إِنَّه نقل إِلَى توقيع صفد عوضا عَن بهاء الدّين أبي بكر بن غَانِم لما نقل إِلَى طرابلس فِي أَوَاخِر سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة تَقْرِيبًا وَتوجه إِلَى غَزَّة مَكَانَهُ جمال الدّين يُوسُف بن رزق الله ثمَّ إِن ابْن مَنْصُور عمل على الْعود إِلَى غَزَّة لِأَن صفد لم توافقه وَكَانَ لَهُ متاجر بغزة فِي الْكَتَّان والصابون وَغير ذَلِك وَحصل نعْمَة وافرة ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين تنكز عَزله من غَزَّة بعلاء الدّين ابْن سَالم وَبَقِي ابْن مَنْصُور بطالاً وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين طينال قد نَاب فِي غَزَّة فِي وَقت وَابْن مَنْصُور موقعها فَعرفهُ ذَلِك الْوَقْت فَلَمَّا بَطل سَأَلَ من طينال أَن يسْأَل الْأَمِير سيف الدّين تنكز فِي أَن يكون من جملَة كتاب الدرج بطرابلس فرسم لَهُ بذلك وَتوجه إِلَى طرابلس وَأقَام بهَا قَلِيلا وَتُوفِّي فِيمَا أَظن فِي سنة وَكَانَ داهية يكْتب خطا حسنا وَله نظم مَا بِهِ بَأْس أَنه لم يكن طبقَة مَعَ مَا فِيهِ من اللّحن أَنْشدني الْمولى زين الدّين عمر بن دَاوُد الصَّفَدِي قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ شمس الدّين الْمَذْكُور وَقد أُعِيد الْوَزير تَقِيّ الدّين تَوْبَة إِلَى الوزارة (عتبت على الزَّمَان وَقلت مهلا ... أَقمت على الْخَنَا ولبست ثَوْبه) (ففاق من التجاهل والتعامي ... وَعَاد إِلَى التقى وأتى بتوبه) قلت صَوَابه أَفَاق 3 - (الْقرشِي الْقزْوِينِي) مُحَمَّد بن مَنْظُور الْقرشِي من أهل قزوين يَقُول فِي آل عبد الْعَزِيز المذحجيين كَانُوا ينزلون الرّيّ وقزوين (بَنو عبد الْعَزِيز إِذا أَرَادوا ... سماحاً لم يلق بهم السماح) (لَهُم عَن كل مكرمَة حجاب ... فقد تركُوا المكارم واستراحوا)

ابن المنكدر

فَقتله مُوسَى بن عبد الْعَزِيز 3 - (ابْن الْمُنْكَدر) مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بن عبد الله بن الهدير التَّيْمِيّ الْمدنِي الزَّاهِد العابد أحد الْأَعْلَام روى عَن عَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَأبي قَتَادَة وَأبي أَيُّوب وَابْن عَبَّاس وَجَابِر بن عبد الله وَأبي رَافع وسفينة وَابْن عمر وَابْن الزبير وَأَسْمَاء بنت أبي بكر وَأُمَيْمَة بنت رقيقَة وَأنس بن مَالك وَعَمه ربيعَة بن عبد الله وَسَعِيد بن الْمسيب وَعُرْوَة وَخلق كَانَ فِي غَايَة الإتقان وَالْحِفْظ والزهد حجَّة قَالَ) أَبُو حَاتِم وَطَائِفَة ثِقَة وروى عَنهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (الْعَطَّار) مُحَمَّد بن الْمنْهَال الْعَطَّار الْبَصْرِيّ أَخُو حجاج بن الْمنْهَال توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَالله أعلم 3 - (الْحَافِظ الضَّرِير) مُحَمَّد بن الْمنْهَال التَّمِيمِي الْمُجَاشِعِي الْبَصْرِيّ الضَّرِير الْحَافِظ أَبُو جَعْفَر روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى عَنهُ النَّسَائِيّ بِوَاسِطَة قَالَ الْعجلِيّ بَصرِي ثِقَة توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (القَاضِي أَبُو حَاتِم الزبني) مُحَمَّد بن أبي الْمنْهَال القَاضِي أَبُو حَاتِم من دارة بن الأزد كَانَ قَاضِيا بمكانه من السَّاحِل فِي كورة تسمى زبنة وإليها ينْسب قَالَ فِيهِ ابْن أبي مغنوج وَقد تقدم ذكره (أَبَا حَاتِم سد من أسفلك ... أَلَيْسَ هُوَ الشّطْر من مَنْزِلك) قَالَ ابْن رَشِيق كَانَ أَبُو حَاتِم شَاعِرًا مَشْهُورا متفنناً فِي كثير من الْعُلُوم توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة وَقد ناهز التسعين وَأورد لَهُ

ابن البطريق

(يَا كَرِيمًا صد عني ... لم يكن ذَا بك ظَنِّي) (بعد أَن كنت سناني ... وحسامي ومجني) (وقذى فِي عين ضدي ... وشجاً فِي حلق قَرْني) (صرت منكوساً ذليلاً ... بعد إعراضك عني) 3 - (ابْن البطريق) مُحَمَّد بن مُنِير بن البطريق نصيح الدّين الْعجلِيّ البغداذي الْجَزرِي الشَّاعِر البغداذي سمع مِنْهُ الزكي الْمُنْذِرِيّ شعره بِالْقَاهِرَةِ وكناه أَبَا بكر وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره (أقصد القلعةَ السَّحوقَ كأنّي ... حَجَرٌ من حجارةِ المنجنيق) (فدوابي تحفى وثوبي يبْلى ... هَذِه قلعة على التَّحْقِيق) وَمِنْه أَيْضا) (ورد ومسك ودر ... خد وخال وثغر) (لحظ وجفن وغنج ... سيف ونبل وسحر) (غُصْن وَبدر وليل ... قد وَوجه وَشعر) وَمِنْه فِي بر أَتَاهُ منغصاً (ألبس قلبِي بركم فكرة ... يكَاد مِنْهَا ناظري يعمى) (أورثني هما وَمن قبله ... لم أر برا يُورث الهما) وَمِنْه (كَيفَ يحمي تدرعي واحترازي ... من شبا أعين الظباء الجوازي) (مقل من أسنة بقدود ... كالعوالي فِي اللين والاهتزاز) (كحلت بالسهاد جفني لما ... غازلتني بالأكحل الغماز) (جزت أَقْْضِي أمرا فَقضيت عمرا ... لَيْت لم يقْض لي على جوازي) (بعثت لي حَقًا بإيماء طرف ... جد فِي أَخذ مهجتي وَهُوَ هاز) وَله مدائح فِي الْملك الْأَشْرَف شاه أرمن وَفِي الظَّاهِر غَازِي الْملك وَمِنْه (اثْنَان قد كسدا والحمق دأبهما ... أَنا بشعري وبالنحو ابْن عَدْلَانِ) (فاصفع أَبَا حسن رَأْسِي وقمته ... فأحمق بكساد جد صفعان)

أبو جعفر العكبري

وَمِنْه (مَا هيجتك معالم ورسوم ... إِلَّا لِأَنَّك للغرام غَرِيم) (للظاعنين عَن الْمنَازل فِي الحشا ... شوق على مر الزَّمَان مُقيم) (لي نحوهم نفس يُقيم زفيره ... عوج الضلوع ومدمع مسجوم) (وأغن أحوى رشفة من ثغره ... برْء لمن هُوَ من هَوَاهُ سليم) (انْظُر إِلَى جَسَدِي وناحل خصره ... تَرَ كَيفَ أودى بِالصَّحِيحِ سقيم) (أحرير خديه كساك عذاره ... حسنا فَأَنت بوشيه مرقوم) (قسما بِمن خلق الْهوى إِن الْهوى ... عذب وَإِن عَذَابه لأليم) (ووحق من سنّ المكارم إِنَّهَا ... مَاتَت فأحياها أغر كريم) 3 - (أَبُو جَعْفَر العكبري) ) مُحَمَّد بن مهْدي العكبري أَبُو جَعْفَر كَانَ خَبِيث اللِّسَان يهجو الْكتاب يَقُول لِلْحسنِ بن وهب (وسائلة عَن الْحسن بن وهب ... وَعَما فِيهِ من حسب وَخير) (فَقلت هُوَ الْمُهَذّب غير أَنِّي ... أرَاهُ كثير إسبال الستور) (وَأكْثر مَا يُغْنِيه فتاه ... رَشِيق حِين يَخْلُو بالسرور) (فلولا الرّيح أسمع من بِحجر ... صليل الْبيض تقرع بالذكور) وَقَالَ (هديتي تقصر عَن همتي ... وهمتي تقصر عَن حَالي) (وخالص الود ومحض الثنا ... أحسن مَا يهديه أمثالي) 3 - (الْحَافِظ الرَّازِيّ) مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ الْجمال أَبُو جَعْفَر الْحَافِظ روى عَن مُعْتَمر ابْن سُلَيْمَان وَغَيره وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن كوشاذ) مُحَمَّد بن مهْرَان بن كوشاذ الْأَصْبَهَانِيّ سكن سامرا وَحدث بهَا عَن

أبو عبد الله البغداذي

إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْهَرَوِيّ روى عَنهُ عبد الْبَاقِي ابْن قَانِع وَذكره الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان 3 - (أَبُو عبد الله البغداذي) مُحَمَّد بن مهْرَان أَبُو عبد الله البغداذي حدث عَن مُحَمَّد بن الْفرج الْأَزْرَق روى عَنهُ إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه 3 - (الْبنانِيّ البغداذي) مُحَمَّد بن المهنا بن مُحَمَّد البناي أَبُو بكر الشَّاعِر من سَاكِني بَاب الأزج أَكثر القَوْل فِي المدائح والغزل قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ شَيْئا من شعره وَكَانَ شَيخا فَاضلا طيب الْأَخْلَاق كيساً قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (أَيَنَامُ عذالي وأسهر ... وألام فِي النادي وأزجر) (ويروم مني عاذلي ... مَا فِي شُرُوط الْحبّ يُنكر) (هَيْهَات أَن يغتالني ... أَو بالملام عَليّ ينصر) (وَأَنا المتيم أشتكي ... ككثير وجدا وَأكْثر) ) (ومسامعي عَن عذله ... موقورة وَالظّهْر موقر) (ومهفهف حُلْو الشما ... ئل أسحم الصدغين أحور) (يشكو إِلَيْهِ نهوضه ... ظلم المؤزر للمزير) (قمر شقائق وجنتي ... هـ تَقول للعذال مجهر) (قسما بلام عذاره ... إِن المتيم فِيهِ يعْذر) وَقَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (حَشْو الحشاشة جمر كلما اتقدا ... أَسهرت ليلِي والمحبوب قد رقدا) (أرعى النُّجُوم وعهداً لَيْسَ يحفظه ... من لَيْسَ يعرف إِلَّا نقض مَا عهدا) (وأطلب الْوَصْل من ريم يماطلني ... وَكلما رمته فِي الْيَوْم قَالَ غَدا) (هويته وهواني فِي محبته ... عذب وعيشي مر كلما بعدا) (يَا ورد خديه لي من آس عَارضه ... آس مَتى جس نبضي لم أمت كمدا) (وَيَا بريق ثناياه بريقته ... أطفي حرارة قلبِي قَلما بردا) (وَيَا حساماً على العشاق يشهره ... من اللحاظ أمتني ميتَة الشهدا) وَقَالَ ذكر لي أَنه تزوج بتسعين امْرَأَة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة سِتّ مائَة قلت شعر عذب منسجم

ابن مهنا

3 - (ابْن مهنا) مُحَمَّد بن مهنا بن عبد الرافع بن زيد بن أبي بكر شمس الدّين القاهري مولده سنة خمسين وست مائَة أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ (وَمَا ذقت طعم الشهد إِلَّا وريقه ... ألذ وَأحلى فِي المساغ وأعذب) (كَذَلِك أصوات المثاني وَلَفظه ... أرق وأشهى للنفوس وأطرب) (وحسبك بدر التم إِن قسته بِهِ ... فطلعته أبهى وأشهى وَأغْرب) (فيا آمري بِالصبرِ عَنهُ وَقد أرى ... عيوني عَلَيْهِ بالمدامع تسكب) (ترفق فقلبي لَا يمِيل لغيره ... أغالب فِيهِ الشوق والشوق أغلب) قلت شعر منحط 3 - (الفطري) ) مُحَمَّد بن مُوسَى الفطري الْمدنِي مولى الفطريين وثقة التِّرْمِذِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق يتشيع روى لَهُ الْجَمَاعَة خلا البُخَارِيّ توفّي سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ أَو مَا دونهَا 3 - (الْقطَّان) مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الوَاسِطِيّ الْقطَّان روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَابْن مَاجَه ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَتُوفِّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا دونهَا 3 - (ابْن مُوسَى صَاحب الْحِيَل) مُحَمَّد بن مُوسَى بن شَاكر أحد الْإِخْوَة الثَّلَاثَة الَّذين تنْسب إِلَيْهِم حيل بني مُوسَى وأخواه أَحْمد وَالْحسن كَانَت لَهُم ههم علية فِي تَحْصِيل الْعُلُوم الْقَدِيمَة أنفذوا إِلَى بِلَاد الرّوم من أحضرها لَهُم وأحضروا النقلَة من أَطْرَاف الْبِلَاد بالبذل السّني وَكَانَت الْغَالِب عَلَيْهِم الهندسة والحيل فِي جر الأثقال والموسيقى والنجوم وَلَهُم فِي الْحِيَل كتاب عَجِيب مَشْهُور كَانَ الْمَأْمُون مغرى بعلوم الْأَوَائِل وتحقيقها وَرَأى فِيهَا أَن دور كرة الأَرْض أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألف ميل كل ثَلَاثَة أَمْيَال فَرسَخ فَيكون الْمَجْمُوع ثَمَانِيَة آلَاف فَرسَخ بِحَيْثُ لَو وضع طرف حَبل على أَي نقطة كَانَت وأدير الْحَبل على كرة الأَرْض حَتَّى انْتهى بالطرف الآخر إِلَى تِلْكَ النقطة وَمسح الْحَبل كَانَ طوله أَرْبَعَة وَعشْرين ألف ميل فَسَأَلَ بني مُوسَى الْمَذْكُورين عَن حَقِيقَة ذَلِك فَقَالُوا لَهُ نعم هَذَا قَطْعِيّ فَقَالَ اعْمَلُوا الطَّرِيق الَّتِي ذكرهَا المتقدمون حَتَّى يتحرر لنا ذَلِك فسألوا عَن الأَرْض المتساوية فدلوا على صحراء بسنجار أَو وَطْأَة الْكُوفَة فَأخذُوا مَعَهم جمَاعَة يَثِق بهم الْمَأْمُون وبمعرفتهم وتوجهوا إِلَى صحراء سنجار فوقفوا فِي مَوضِع مِنْهَا وَأخذُوا

الواسطي الصوفي

ارْتِفَاع القطب الشمالي وَجعلُوا فِي ذَلِك الْموضع وتداً وربطوا فِيهِ حبلاً طَويلا ثمَّ توجهوا إِلَى الْجِهَة الشمالية على الاسْتوَاء من غير انحراف حسب الْإِمْكَان فَلَمَّا فرغ الْحَبل نصبوا وتداً آخر وربطوا فِيهِ حبلاً آخر وفعلهم فعلهم الأول وَلم يزَالُوا كَذَلِك إِلَى مَوضِع أخذُوا فِيهِ ارْتِفَاع القطب الْمَذْكُور فوجدوه قد زَاد دَرَجَة فمسحوا ذَلِك الْقدر الَّذِي قدروه من الأَرْض بالحبال فَبلغ سِتَّة وَسِتِّينَ ميلًا وثلثي ميل فعملوا أَن كل دَرَجَة من الْفلك يقابلها من الأَرْض سنة وَسِتُّونَ ميلًا وَثلثا ميل ثمَّ عَادوا إِلَى الْموضع الأول وفعلوا فِي جِهَة الْجنُوب كَمَا فَعَلُوهُ فِي جِهَة الشمَال وَأخذُوا الِارْتفَاع فِي مَوضِع فوجدوا القطب فِيهِ قد نقص دَرَجَة ومسحوا الحبال فوجدوا الْقدر الثَّانِي من الْجنُوب كالقدر الأول من الشمَال فَعَلمُوا أَن حسابهم صَحَّ وَأَن الَّذِي ذكره أَرْبَاب الْهَيْئَة فِي ذَلِك مُحَقّق) فَحَضَرُوا إِلَى الْمَأْمُون وعرفوه مَا اتّفق فجهزهم إِلَى وَطْأَة الْكُوفَة وَقَالَ افعلوا فِيهَا كَمَا فَعلْتُمْ فِي صحراء سنجار فتوجهوا وفعلوا مَا فَعَلُوهُ هُنَاكَ فطابق فعلهم مَا رَأَوْهُ فِي صحراء سنجار وتوافق الحسابان فعادوا إِلَى الْمَأْمُون وأعلموه مَا صَحَّ مَعَهم فَعلم صِحَة مَا حَرَّره القدماء ولبني مُوسَى الْمَذْكُورين أوضاع غَرِيبَة وَأَشْيَاء عَجِيبَة فِي جر الأثقال وَقَالَ لي بعض الأذكياء إِن الْأَعْمَال الثَّقِيلَة والعمائر الجبارة كلهَا عملت بالطليات وَالْبكْر من جر الأثقال وَتُوفِّي مُحَمَّد بن مُوسَى الْمَذْكُور سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الوَاسِطِيّ الصُّوفِي) مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو بكر الوَاسِطِيّ أَصله من فرغانة واستوطن مرو وَكَانَ من أَصْحَاب الْجُنَيْد والنوري لم يتَكَلَّم أحد فِي أصُول التصوف مثل كَلَامه وَكَانَ عَالما بأصول الدّين والعلوم الظَّاهِرَة قَالَ إِذا ظهر الْحق على السرائر لم يبْق فِيهَا فضلَة لرجاء وَلَا خوف فَسئلَ أَن يَدْعُو فَقَالَ أخْشَى أَن يُقَال لي إِن سألتنا مَا لَيْسَ لَك عندنَا فقد أَسَأْت إِلَيْنَا وَإِن سألتنا مَا لَك عندنَا فقد اتهمتنا وَأنْشد (ذَرِينِي تجئني ميتتي مطمئنة ... وَلم أتجشم هول تِلْكَ الْمَوَارِد) (فَإِن عليات الْأُمُور منوطة ... بمستودعات فِي بطُون الأساود) توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَنَفِيّ قَاضِي مصر) مُحَمَّد بن مُوسَى السَّرخسِيّ الْحَنَفِيّ قَاضِي مصر ولاه الْقَاهِرَة توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة تَقْرِيبًا 3 - (الْحَافِظ السمسار) مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْحُسَيْن أَبُو الْعَبَّاس السمسار الدِّمَشْقِي

الظاهري الأثري

الْحَافِظ أَخُو أبي الْحسن عَليّ قَالَ أَبُو مُحَمَّد الكتاني كَانَ ثِقَة نبيلاً توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الظَّاهِرِيّ الأثري) مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْمثنى الْفَقِيه أَبُو بكر البغداذي الأثري الدَّاودِيّ الظَّاهِرِيّ كَانَ فَقِيها نبيلاً توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن مرْدَوَيْه الْفَقِيه) ) مُحَمَّد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ أَخُو الْحَافِظ أبي بكر كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن شَاذان) مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْفضل بن شَاذان أَبُو سعيد بن عَمْرو النَّيْسَابُورِي الصَّيْرَفِي أحد الثِّقَات الْمَشَاهِير روى عَنهُ الْخَطِيب وَالْبَيْهَقِيّ وَخلق كثير توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن أبي عمرَان) مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله أَبُو الْخَيْر ابْن أبي عمرَان الْمروزِي الصفار آخر من روى صَحِيح البُخَارِيّ بعلو فِي الدُّنْيَا رَوَاهُ عَن الْهَيْثَم الْكشميهني وَقَالَ الْحَافِظ ابْن طَاهِر سَمِعت عبد الله بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي يَقُول لم يَصح لهَذَا الرجل أبي الْخَيْر ابْن أبي عمرَان مُوسَى من الْكشميهني سَماع وَإِنَّمَا وَافق الِاسْم الِاسْم توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (البلاساغوني القَاضِي الْحَنَفِيّ) مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله القَاضِي أَبُو عبد الله التركي البلاساغوني الْحَنَفِيّ سمع من الدَّامغَانِي وَمن أبي الْفضل ابْن خيرون وَنزل دمشق وَولي قَضَاء الْقُدس ودمشق وعزم على نصب إِمَام حَنَفِيّ بِجَامِع دمشق من محبته فِي مذْهبه وَعين إِمَامًا فَامْتنعَ النَّاس من الصَّلَاة خَلفه وصلوا بأجمعهم فِي دَار الْخَيل وَهِي القيسارية الَّتِي قبل الدرسة الأمينية وَهُوَ الَّذِي رتب الْإِقَامَة فِي الْجَامِع مثنى مثنى فَبَقيت إِلَى أَن أزيلت زمن صَلَاح الدّين سنة سبعين قَالَ ابْن عَسَاكِر سَمِعت الْحُسَيْن بن قبيس يذمه وَيذكر أَنه كَانَ يَقُول لَو كَانَ لي أَمر لأخذت من الشَّافِعِيَّة الْجِزْيَة وَكَانَ مبغضاً للمالكية أَيْضا توفّي سنة سِتّ وَخمْس مائَة 3 - (الْحَافِظ الْحَازِمِي) مُحَمَّد بن مُوسَى بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عُثْمَان بن حَازِم

المزالي

الْحَافِظ أَبُو بكر الْحَازِمِي الهمذاني كتب الْكثير وصنف فِي الحَدِيث عدَّة وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ حُلْو المذاكرة يغلب عَلَيْهِ معرفَة أَحَادِيث الْأَحْكَام وأملى من طرق الْأَحَادِيث الَّتِي فِي مَذْهَب لأبي إِسْحَق وأسندها وَلم يتم لَهُ كتاب النَّاسِخ والمنسوخ وعجالة الْمُبْتَدِي فِي الْأَنْسَاب والمؤتلف والمختلف فِي الْبلدَانِ واسناد الْأَحَادِيث الَّتِي فِي الْمُهَذّب وتحفة السَّفِينَة وَكتاب مَا اتّفق فِي إِسْنَاده أَرْبَعَة من الصَّحَابَة أَو التَّابِعين بَعضهم عَن بعض وَكتاب شُرُوط الْأَئِمَّة الْخَمْسَة البُخَارِيّ وَمُسلم وَأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ) وَابْن مَاجَه وَكتاب سلسلة الذَّهَب وَهُوَ مَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل عَن الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنْهُمَا وَكتاب الفيصل فِي مشتبه النِّسْبَة وَلم يتمه قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ ثِقَة حجَّة نبيلاً ورعاً زاهداً عابداً كثير الصَّلَاة وَالصِّيَام والمجاهدة والتقلل نزهاً عفيفاً ملازماً للخلوة والتصنيف وَنشر الْعلم أدْركهُ أَجله شَابًّا وَلم يبلغ الْأَرْبَعين وَقَالَ سَمِعت بعض الْأَئِمَّة من أَصْحَاب الحَدِيث يذكر أَن الْحَازِمِي كَانَ يحفظ كتاب الْإِكْمَال فِي المؤتلف والمختلف وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِ ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (المزالي) مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعْمَان الشَّيْخ أَبُو عبد الله المزالي التلمساني وَقيل الفاسي المغربي ولد سنة سِتّ أَو سبع وست مائَة بتلمسان وَقدم الْإسْكَنْدَريَّة وَسمع بهَا أَبَا عبد الله الْحَرَّانِي وَأَبا الْقَاسِم الصفراوي وَأَبا الْفضل جعفراً الهمذاني وبمصر أَبَا الْحسن ابْن الصَّابُونِي وَأَبا الْقَاسِم ابْن الطُّفَيْل وَابْن المقير وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيها مالكياً زاهداً عابداً عَارِفًا إِلَّا أَنه كَانَ متغالياً فِي أشعريته توفّي بِمصْر وَدفن بالقرافة وشيعه الْخَلَائق وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره (أتطمع أَن ترى ليلى بعينٍ ... وَقد نظرت إِلَى حسن سواهَا) (سواهَا لَا يروق الطّرف حسنا ... وأوصاف الْجمال لَهَا حماها) (حماها منزل الأحباب قدماً ... وَإِن كَانَ الْجلَال لَهَا حماها) (أتنظرها بِعَين بعد عين ... فَتلك الْعين تمنعها قذاها) (قذاها إِن أردْت يَزُول عَنْهَا ... بِعَين الدَّهْر غَيْرك لَا ترَاهَا) وَهِي أَكثر من هَذَا وَله تصانيف مِنْهَا كتاب مِصْبَاح الظلام فِي المستغيثين بِخَير الْأَنَام فِي الْيَقَظَة والمنام

أبو جعفر الزامي النحوي

3 - (أَبُو جَعْفَر الزامي النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الزامي أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ ذكره الثعالبي فِي البخاريين وَقَالَ هُوَ من أَفْرَاد الأدباء وَالشعرَاء بخراسان عَامَّة وحسنات نيسابور خَاصَّة وَكَانَ مَعَ سبقه فِي ميادين الْفضل راجحاً فِي مَوَازِين الْعقل وترقت حَاله من التَّأْدِيب إِلَى التصفح فِي ديوَان الرسائل ببخارا بعد أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْفَارِسِي وَغلب على شعره التَّجْنِيس حَتَّى كَاد) يذهب بهاءه ويكدر مَاءَهُ وكل كثير عَدو الطبيعة وَأورد لَهُ (مضى رَمَضَان المرمض الدّين فَقده ... وَأَقْبل شَوَّال يشول بِهِ قهرا) (فيا لَك شهرا شهر الله قدره ... لقد شهرت فِيهِ سيوف الْهدى شهرا) وَأورد لَهُ أَيْضا (سقى الله أَيَّام اللوى إِن ذكرهَا ... لوى فِي الحشا يلوي ذواب الحشا ليا) (ليَالِي ريعان الشبيبة رائع ... وغصني مياد أسوق بِهِ هيا) (تريع إِلَى شوق الظباء حوانياً ... إِلَيّ كَأَن الظبي يحسبني ظَبْيًا) قلت شعر متكلف 3 - (سِيبَوَيْهٍ المعتزلي) مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الْعَزِيز الْكِنْدِيّ أَبُو بكر الصَّيْرَفِي الْمَعْرُوف بِابْن الجبائي وَيعرف أَيْضا بسيبويه وبالفصيح سمع الْكِبَار وتفقه للشَّافِعِيّ وَكَانَ معتزلياً متظاهراً بذلك فِي الزّهْد والتصوف وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ قد تفقه على أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الْحداد 3 - (الأقشتين الْقُرْطُبِيّ) مُحَمَّد بن مُوسَى بن هَاشم بن يزِيد الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بالأقشتين قَالَ الزبيدِيّ مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة سبع وَثَلَاث مائَة وَهُوَ من أهل الأندلس وَمن موَالِي الْمُنْذر وَكَانَ متصرفاً فِي عُلُوم الْأَدَب ورحل إِلَى الْمشرق وَلَقي أَبَا جَعْفَر الدينَوَرِي بِمصْر وانتسخ كتاب سِيبَوَيْهٍ من نسخته وَأَخذه عَنهُ رِوَايَة وروى كتب ابْن قُتَيْبَة عَن إِبْرَاهِيم بن جميل الأندلسي أَخذهَا عَنهُ بِمصْر وَسمع بقيسارية من عَمْرو بن ثَوْر صَاحب الْفرْيَابِيّ وَله كتاب شَوَاهِد الحكم وَكتاب طَبَقَات الْكتاب بالأندلس وَكتاب الْمُوفق وَكتاب الرَّائِق وَكتاب فَضَائِل المستبصرة 3 - (أَبُو عبد الله السبتي) مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَفَّان السبتي أَبُو عبد الله كَانَ من أعرف النَّاس بالتواريخ وَجمع من كتب التَّارِيخ مَا لم يجمعه أحد وَكَانَ لَا يعبر كتابا وَيكْتب على كتبه

السلوي النحوي

(إِنِّي حَلَفت يَمِينا غير كَاذِبَة ... أَن لَا أعبر كتابي الدَّهْر إنْسَانا) (إِلَّا برهن وإيمان مغلطة ... كَيْلا يضيع كتابي أَيْنَمَا كَانَا) ) توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (السلوي النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن مُوسَى السلوي النَّحْوِيّ الأديب اخبرني الشَّيْخ أثير الدّين شفاهاً قَالَ قَرَأَ الْمَذْكُور كتاب سِيبَوَيْهٍ على الْأُسْتَاذ أبي الْحُسَيْن ابْن أبي الرّبيع وبرع فِيهِ ورحل إِلَى مَدِينَة فاس فأقرأ بهَا النَّحْو وَكَانَ وقوراً فَاضلا نزهاً وَتُوفِّي بهَا سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة وسنه نَحْو من خمس وَعشْرين سنة أنشدنا لَهُ أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي يَعْقُوب المحساني مِمَّا أنْشدهُ فِي شَاب جرح فِي جَبينه لنَفسِهِ (دِمَاء جرح بَدَت مَا بَين منبلج ... من الجبين وَشعر صِيغ من غسق) (هُوَ اتضاح نَهَار وانبلاج دجى ... لَا بُد بَينهمَا من حمرَة الشَّفق) قلت الْمَعْنى جيد والألفاظ نازلة التَّرْكِيب وَأحسن مِنْهُ فِي اللَّفْظ قَول ابْن التلمساني أَو ابْن تَمِيم الْحَمَوِيّ الإسعردي وَالْأول أكمل معنى (بكوا لجراحةٍ شقَّتْ جبين ال ... حبيب فَقلت مَا فِي ذَا جنَاح) (أَلَيْسَ جَبينه صبحاً منيراً ... وَلَا عجب إِذا انْشَقَّ الصَّباح) وَمثله مَا نقلته من خطّ محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر (وَلَقَد أَقُول وَقد شجتني شجةٌ ... تبدو بصبح جبينك الوضاح) (الله أكبر قَالَ مَا لَك قلت قد ... نَادَى جمالك فالق الإصباح) 3 - (البريري) مُحَمَّد بن مُوسَى بن حَمَّاد يعرف بالبريري ويكنى أَبَا أَحْمد قَالَ الْخَطِيب مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ كَانَ اخبارياً صَاحب فهم وَمَعْرِفَة بأيام النَّاس حدث عَن عَليّ بن الْجَعْد وَغَيره وروى عَنهُ يحيى ابْن صاعد وَأحمد بن كَامِل القَاضِي وَإِسْمَاعِيل بن عَليّ الخطبي وَغَيرهم وَذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ لَيْسَ بِالْقَوِيّ قَالَ القَاضِي أَحْمد بن كَامِل مَا جمع أحد من الْعلم مَا جمع مُحَمَّد بن مُوسَى البريري وَكَانَ لَا يحفظ إِلَّا حديثين حَدِيث الطَّائِر وَحَدِيث إِن عماراً لتقتله الفئة الباغية

الكوفي النسابة

3 - (الْكُوفِي النسابة) مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْحسن بن جَعْفَر التغلبي الْكُوفِي الشَّاعِر النسابة ذكره الْحَاكِم أَبُو عبد الله) مُحَمَّد بن عبد الله بن البيع فِي تَارِيخ نيسابور وَقَالَ ورد علينا سنة خمسين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يكثر الْكَوْن عِنْد أبي أَحْمد التَّمِيمِي وَكَانَ من أحفظ النَّاس لأيام النَّاس وأخبارهم وأشعارهم الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين ثمَّ إِنَّه خرج إِلَى بخارا وَتُوفِّي بهَا 3 - (أَبُو بكر الْهَاشِمِي) مُحَمَّد بن مُوسَى بن يَعْقُوب بن عبد الله الْمَأْمُون بن هرون الرشيد أَبُو بكر الْهَاشِمِي ولي مَكَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقدم مصر فَحدث بهَا عَن عَليّ ابْن عبد الْعَزِيز بالموطإ عَن القعْنبِي عَن مَالك وَتُوفِّي بِمصْر فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو بكر الْحَنَفِيّ) مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ إِمَام الْحَنَفِيَّة انْتَهَت إِلَيْهِ رياستهم وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخُلَفَاء والملوك وَمن تلامذته الشريف الرضي وَالْقَاضِي الصَّيْمَرِيّ قَالَ أَبُو بكر البرقاني سمعته يَقُول ديننَا دين الْعَجَائِز ولسنا من الْكَلَام فِي شَيْء وَكَانَ لَهُ إِمَام حنبلي وَمَا شهد النَّاس مثله فِي حسن الْفَتْوَى والإصابة فِيهَا دعِي مرَارًا إِلَى الحكم فَامْتنعَ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة 3 - (شرف الدّين الْقُدسِي) مُحَمَّد بن مُوسَى الْكَاتِب شرف الدّين الْقُدسِي كَاتب أَمِير السِّلَاح ثمَّ كتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بقلعة الْجَبَل أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ أثير الدّين أَبُو حيَّان من لَفظه قَالَ هُوَ رجل حسن الْأَخْلَاق كريم الْعشْرَة مُحْتَمل فِيهِ كرم وَله خطّ حسن ونثر كثير ونظم جالسته مرَارًا وكتبت عَنهُ وَقَرَأَ علينا من نظمه ونثره كثيرا وَقد خمس شذوز الذَّهَب فِي

صَنْعَة الكيمياء تخميساً حسنا يقْضِي لَهُ بسبق النّظم وجودة حوك الْكَلَام ومطابقة الْفضل وأنشدني قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور من لَفظه لنَفسِهِ (الْيَوْم يَوْم سرُور لَا شرور بِهِ ... فزوج ابْن سَحَاب بِابْنِهِ الْعِنَب) (مَا أنصف الكاس من أبدى القطوب لَهَا ... وثغرها باسم عَن لُؤْلُؤ الحبب) وأنشدني قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور من لَفظه لنَفسِهِ (صرف بِصَرْف الحميا مَا حمى طَربا ... فَإِن فِيهَا لسم الْهم درياقا) (دنياك معشوقة والراح ريقتها ... فارشف مراشفها ان كنت عشاقا) ) وأنشدني قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ يُخَاطب الشجاعي وَكَانَ كَاتبه (أيا علم الدّين الَّذِي عين علمه ... تريه الْمَعَالِي نثرها ونظامها) (قذفت لنا يَا بَحر أَي جَوَاهِر ... وَهَا هِيَ فالبس فذها وتؤامها) مِنْهَا (رأى الْملك الْمَنْصُور أَنَّك صَالح ... لدولته يلقِي إِلَيْك زمامها) (فولاكها إِذْ كنت فِي الرَّأْي شيخها ... وَكنت إِذا نَادَى الصَّرِيخ غلامها) (فَمَا احتفلت إِلَّا وَكنت خطيبها ... وَلَا استبقت إِلَّا وَكنت إمامها) (فَلَو غَابَ بدر الْأُفق نبت مَنَابه ... بل الشَّمْس لَو غَابَتْ لقمت مقَامهَا) (نهضت بعبء الْملك وَالْأَمر فادح ... وسست الرعايا مصرها وشآمها) قلت وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة وَمن شعره (تَبَسم فاستبكى ببارق ثغره ... سحائب جفن مَا أخلت بِعَارِض) (مليح أصبناه بِعَين ونظرة ... فَمن اجل هَذَا قد أُصِيب بِعَارِض) وَقَالَ (بِي فرط ميل إِلَى الغزلان والغزل ... فَكيف لَا يقصر العذال عَن عذلي) (مالوا عَليّ ولاموا فِي الْهوى عَبَثا ... من لم يمل سَمعه مذ كَانَ للملل) (أضحى الغرام غريمي فِي هوى رشإ ... يُغْنِيه عَن كحله مَا فِيهِ من كحل) (فالبدر من حَسَنَة قد رَاح ذَا كلف ... والورد من خَدّه قد رَاح فِي خجل) (تشاغل النَّاس فِي الأسمار بِي وَبِه ... وانني عَن حَدِيث النَّاس فِي شغل) وَقَالَ فِي مليح اسْمه سَالم

(وأهيف تهفو نَحْو بانة قده ... قُلُوب تثبت الشجو فَهِيَ حمائم) (عجبت لَهُ إِذْ دَامَ توريد خَدّه ... وَمَا الْورْد فِي حَال على الْغُصْن دَائِم) (وأعجب من ذَا أَن حَيَّة شعره ... تجول على أعطافه وَهُوَ سَالم) وَقَالَ فِي كريم الدّين الْكَبِير (إِذا مَا بار فضلك عِنْد قوم ... قصدتهم وَلم تظفر بطائل) (فخلهم خلاك الذَّم وأقصد ... كريم الدّين فَهُوَ أَبُو الْفَضَائِل) ) وَكتب شرف الدّين مُحَمَّد بن الوحيد الْكَاتِب إِلَى الشّرف الْقُدسِي لما أَن خمس شذور الذَّهَب (لقد رق تخميس الشذور وأصبحت ... مداماً وَلَكِن كرمها حَضْرَة الْقُدسِي) (هِيَ الشَّمْس والأشعار فِي جنب حسنها ... نُجُوم وَمَا قدر النُّجُوم مَعَ الشَّمْس) وَكتب إِلَيْهِ الْحَكِيم شمس الدّين مُحَمَّد بن دانيال (إِذا نَاب فِي التَّقْبِيل عَن شفتي طرسي ... وَعَن بَصرِي فِي رؤيتي لكم نَفسِي) (وواصلني مِنْكُم خيال مُخَصص ... بروحي فِي حلم فَمَا لي وللحسن) (وَمن لي بمرآك الْجَمِيل الَّذِي بِهِ ... لعَيْنِي غنى عَن طلعة الْبَدْر وَالشَّمْس) (على أنني مستأنس بعد وحشتي ... بأنس ولي الدولة الأرخن القس) (غَدَوْت بِهِ بعد البطالة عَاملا ... وَلَا مِثْلَمَا أعملت فِي زَاده ضرسي) (وَإِن ابْنه الشَّيْخ الخطير لمسعفي ... بِمَا شِئْت من رفد جزيل وَمن أنس) (وَأقسم مَا للِابْن وَالْأَب عِنْدهم ... حَيَاة بِلَا روح تَجِيء من الْقُدسِي) وَمن شعر شرف الدّين الْقُدسِي (يَا لَيْلَة بت أستجلي محياها ... كَأَنَّمَا بت أستجلي حمياها) (أولت يدا ثن ألوت بِي فَقلت إِذا ... مَا كَانَ أرخصها عِنْدِي وأغلاها) (بِيُوسُف الْحسن جُزْء من محاسنه ... فاعجب لَهَا وَهِي كنز كَيفَ جزاها) (طَال النَّهَار انتصاراً فانطوت قصراً ... كَأَن فِي شفقيها كَانَ فجراها) مِنْهَا (يُدِير من لحظه أَو لَفظه لطفاً ... لَو نستطيع لَهَا شرباً شربناها) (والزير والبم والمثنى ومثلثه ... محركات من الأوتار أشباها)

وَمن شعر شرف الدّين الْقُدسِي رَحمَه الله وَالنَّاس ينسبون ذَلِك إِلَى محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر وَأَخْبرنِي الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي أَنَّهَا للقدسي وَقَالَ أَنْشدني بَعْضهَا من لَفظه (مَا ملت عَنْك لجفوة وملال ... يَوْمًا وَلَا خطر السلو ببالي) (يَا مانحاً جسمي السقام ومانعاً ... جفني الْمَنَام وتاركي كالآل) (عَمَّن أخذت جَوَاز منعي ريقك ال ... معسول يَا ذَا المعطف الْعَسَّال) ) (من شعرك الفحام أم عَن ثغرك ال ... نظام أم عَن طرفك الْغَزالِيّ) (فَأَجَابَنِي أَنا مَالك أهل الْهوى ... وَالْحسن أضحى شَافِعِيّ وجمالي) (وشقائق النُّعْمَان أضحى نابتاً ... فِي وجنتي حماه رشق نبالي) (وَالصَّبْر أَحْمد للمحب إِذا ابتلى ... فِي الْحبّ من محن الْهوى بسؤالي) (وعَلى أُسَارَى الْحبّ فِي سجن الْهوى ... بَين الملاح عرفت بالقفال) (وَقتلت معتزلي فِي شرع الْهوى ... وطرفت بالتنبيه عين السال) (وتفقه العشاق فِي فَكل من ... نقل الصَّحِيح اجزته بوصال) (والجوهري غَدا بثغري سَاكِنا ... يحمي الصِّحَاح بقدي الميال) (وشهود حسني لَو نظرت إِلَيْهِم ... بَين الْأَنَام عجبت من أفعالي) (جرح الْبكاء عيونهم وَقُلُوبهمْ ... وزكوا لقذف الدمع فِي الأطلال) (وَالشَّاهِد الْمَجْرُوح عِنْدِي صَادِق ... هَل فِي قُضَاة العاشقين مثالي) (وعَلى رحيق الثغر صارم مقلتي ... وليته وَلكُل ثغر وَال) (وعَلى مقامات الغرام شَوَاهِد ... جسمي الحريري والبديع مقالي) (ولبست من حلل الْجمال مفصلا ... حسن الملابس مدهش الغزال) (ولحسني الْكَشَّاف فِي جمل الضيا ... لمعاً لإيضاح الفصيح مقالي) (وأتى الْمُطَرز نَحْو خدي راقماً ... طرز العذار وحار فِي أشكالي) (والواقدي بِنَار هجري والجفا ... وكلته فَلِكُل سَالَ صال) (وبلفظي الْفراء يفري قلب من ... وافى يناظر ناظري بنصالي) (ومصارع العشاق بَين خيامنا ... وَمُقَاتِل الفرسان يَوْم نزالي) (ورفضت يَوْم العاشقين فَكل من ... ذكر الْفِرَاق فدمعه متوالي) (وَلَدي سلوان المطاع سفاهة ... لمتيم أوثقته بحبالي) (وخصصت إخْوَان الصَّفَا برسائل ... وَلَهُم صفا ودي وهم آمالي)

وجه الفلس

(وَالْبَيْهَقِيّ بِوَجْه كل معنف ... فِي موقف التوديع والترحال) (وبوجهي النقاش رَاح مُفَسرًا ... سور الملاحة من دَلِيل دلالي) (ورقيبي الْكَلْبِيّ قد اخسأته ... بوقوفه فِي بَاب ذل سُؤَالِي) ) (وَمُجاهد أضحى عَليّ مُقَاتِلًا ... خوفًا من الرقباء والعذال) (وَأَبُو نعيم منعم فِي حليتي ... إِذْ بَات يُمْلِيهَا على النقال) (ومحاسني قوت الْقُلُوب تكرماً ... ومناقب الْأَبْرَار حسن فعالي) (وتطلعي زَاد الْمسير ومبسمي ال ... ضحاك والمنثور حسن لآلي) (وبخدي الزُّهْرِيّ جنَّات المنى ... أضحى بهَا الثَّوْريّ من عمالي) (وبمنطقي قس الفصاحة واعظ ... فِي فَتْرَة الأجفان للضلال) (وقميص حسني قد من قبل الورى ... بيَدي الْيَمين وَتارَة بشمالي) (والثعلبي رأى الْوُجُوه بِجهْدِهِ ... وحلا لَهُ فِي النَّقْل وَجه الْحَال) (ولحسني الْأَنْسَاب يَرْوِيهَا عَن ال ... عدل الزكي بِصِحَّة النقال) (فيراه للتمييز نصبا وَاجِبا ... وَرفعت عَنهُ الهجر من أفعالي) (ولي الْخلَافَة فِي الملاح بلحظي ال ... سفاح والمنصور فِي أقوالي) (وعَلى محلي بالجمال رِوَايَة ... فِي راية نشرت ليَوْم جدالي) (ومدينة الْعلم السخاوي أَصبَحت ... فِي راحتي فَعرفت بالبذال) (قَالَ الْأَوَائِل مَا رَأينَا مثله ... غُصْن رطيب مثمر بِهِلَال) (قد عَمه الْحسن الْغَرِيب وخاله ... مَا فِي الْبَريَّة مِنْهُ قلب خَال) (فوصلت عشاقي فلام معنفي ... فأجبته هَذَا الَّذِي يبْقى لي) (الْقَوْم أَبنَاء السَّبِيل وَعِنْدنَا ... تُعْطى زَكَاة الْحسن كالأموال) (قد طالما نقلوا حَدِيث محاسني ... فهم عدولي صِحَة ورجالي) (هذي القصيدة بالأئمة شرفت ... قدري وفقت بهَا على أمثالي) (فَكَأَنَّهَا العقد الثمين وهم بهَا ال ... در النظيم مكللاً بلآلي) قلت قصيدة فريدة رائقة فائقة إِلَّا أَنَّهَا لَا بُد فِيهَا من أَلْفَاظ غير قَاعِدَة والتسامح يسكن قلقها 3 - (وَجه الْفلس) مُحَمَّد بن موفق الْمَعْرُوف بِوَجْه الْفلس الجياني ذكره حرقوص فِي كِتَابه وَأورد لَهُ (أنف السلو لِقَلْبِهِ الأسف ... وَمضى يَقُود عنانه الكلف)

الخبوشاني

(أَو مَا رَأَيْت نظيم شملهم ... قد بددته النِّيَّة الْقَذْف) ) (رَحل الأحية كَيفَ بعدهمْ ... يلتذ محزون وملتهف) قلت شعر متوسط 3 - (الخبوشاني) مُحَمَّد بن الْمُوفق بن سعيد بن عَليّ بن نجم الدّين أَبُو البركات الخبوشاني بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة والشين الْمُعْجَمَة بعد الْوَاو الصُّوفِي الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ يستحضر كتاب الْمُحِيط وَله كتاب تَحْقِيق الْمُحِيط وَهُوَ فِي سِتَّة عشر مجلداً وَكَانَ يستحضره لِأَنَّهُ أملاه عَن خاطره على مَا قيل فِي سِتَّة عشر مجلداً كَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يقربهُ ويكرمه ويعتقد فِيهِ وَعمر لَهُ الْمدرسَة الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ حضر إِلَيْهِ الْملك الْعَزِيز وَصَافحهُ فاستدعى بِمَاء وَغسل يَده وَقَالَ يَا وَلَدي إِنَّك تمسك الْعَنَان فَقَالَ لَهُ نعم فامسح وَجهك واغسله فَإنَّك مسحت وَجهك فَقَالَ نعم وَغسل وَجهه وَكَانَ إِذا رأى ذِمِّيا رَاكِبًا قصد قَتله وَكَانَ الذِّمَّة يتحامونه وَلم يَأْكُل من وقف مدرسة لقْمَة وَدفن فِي الكساء الَّذِي حضر فِيهِ من خبوشان وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَدفن فِي قبَّة تَحت رجْلي الشَّافِعِي وَبَينهمَا شباك يُقَال إِن العاضد خَليفَة مصر رأى فِي مَنَامه آخر دولته أَنه خرجت إِلَيْهِ عقرب من مَسْجِد فِي مصر مَعْرُوف بهَا فلدغته فَلَمَّا قصه على العابر قَالَ لَهُ ينالك مَكْرُوه من شخص مُقيم فِي ذَلِك الْمَسْجِد فَقَالَ العاضد لوالي مصر أحضر إِلَيّ من هُوَ مُقيم فِي ذَلِك الْمَسْجِد الْفُلَانِيّ فَاحْضُرْ إِلَيْهِ رجلا صوفياً فَلَمَّا رَآهُ من أَيْن حُضُوره وَمَتى قدم فَكلما سَأَلَهُ عَن شَيْء أَجَابَهُ فَلَمَّا ظهر لَهُ حَاله وَضَعفه وعجزه عَن إِيصَال مَكْرُوه مِنْهُ إِلَى العاضد أعطَاهُ شَيْئا وَقَالَ يَا شيخ ادْع لنا وَأطْلقهُ فَلَمَّا استولى السُّلْطَان صَلَاح الدّين وعزم على الْقَبْض على العاضد استفتى الْفُقَهَاء فِي خلعه فَكَانَ أَكْثَرهم مُبَالغَة فِي الْحَط على العاضد وأشدهم قيَاما فِي أمره وحضاً على خلعه ذَلِك الصُّوفِي الَّذِي أحضرهُ العاضد لما رأى الرُّؤْيَا وَكَانَ هُوَ نجم الدّين الخبوشاني الْمَذْكُور 3 - (الشَّيْبَانِيّ) مُحَمَّد بن المؤمل بن نصر بن المؤمل الشَّيْبَانِيّ أَبُو بكر بن أبي طَاهِر من أهل بعقوبا من قَرْيَة تعرف بقباب لَيْث قَالَ ابْن النجار ذكر لنا أَنه من ولد اللَّيْث بن نصر بن سيار الشَّيْبَانِيّ الْأَمِير قدم بغداذ مرَارًا كَثِيرَة وَسمع بهَا من أبي الْوَقْت السجْزِي ثمَّ قدم علينا بعد علو سنه وكتبنا عَنهُ وَهُوَ شيخ صَالح متدين حسن الطَّرِيقَة توفّي سنة سبع عشرَة وست مائَة

أبو نصر الفرضي

) 3 - (أَبُو نصر الفرضي) مُحَمَّد بن موهوب بن الْحسن أَبُو نصر الفرضي الضَّرِير كَانَ أوحد وقته فِي علم الْفَرَائِض والحساب وَله مصنفات حَسَنَة فِي ذَلِك قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وتخرجوا بِهِ وَذكره ابْن كَامِل الْخفاف فِي مُعْجم شُيُوخه الَّذين سمع مِنْهُم وَلم يخرج عَنهُ حَدِيثا وَكَانَ لَا يَأْخُذ أُجْرَة على تَعْلِيمه الْفَرَائِض والحساب وَلَكِن يَأْخُذ الْأُجْرَة على تَعْلِيمه الْجَبْر والمقابلة وَيَقُول الْفَرَائِض مهمة وَهَذَا من الْفضل 3 - (ابْن حوارِي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن الْمُؤَيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حوارِي مهذب الدّين أَبُو جَعْفَر التنوخي المعري الشَّاعِر سمع وروى وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وست مائَة من شعره (توق زَوَال الْحسن عِنْد كَمَاله ... لِأَنَّك من صرف النَّوَى غير خَائِف) (ألأم تَرَ أَن الْورْد لما تكاملت ... محاسنه أوردت بِهِ كف قاطف) وَمِنْه (لاحظته فَبَدَا النجيع بخده ... فاقتص لَا مُتَعَدِّيا من ناظري) (وَكِلَاهُمَا حَتَّى الْمعَاد مضرج ... بدمائه من جَابر أَو ثَائِر) وَمِنْه (خف الزَّمَان وَلَا تأمن غوائله ... فَمَا الزَّمَان على شَيْء بمأمون) (غَدا ترى الشّعْر قد غطت غياهبه ... ضِيَاء خديك فاستسعيت فِي الْهون) 3 - (سعد الدّين الْجُوَيْنِيّ الصّوفي) مُحَمَّد بن الْمُؤَيد بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمويه الشَّيْخ سعد الدّين الْجُوَيْنِيّ الصُّوفِي كَانَ صَاحب رياضات وأحوال وَله كَلَام فِي التصوف على طَرِيق أهل الْوحدَة أَقَامَ بقاسيون يتأله ويتعبد مُدَّة وَلما ضَاقَ بِهِ الْحَال رَجَعَ إِلَى خُرَاسَان وَاجْتمعَ بِهِ جمَاعَة من التتار وأسلك على يَده غير وَاحِد مِنْهُم وَتُوفِّي سنة خمسين وست مائَة 3 - (ابْن الْمُؤَيد الألسي) مُحَمَّد بن الْمُؤَيد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الألسي أَبُو المظفر بن أبي سعد الشَّاعِر ولد ببغداذ وَنَشَأ بهَا وَقَالَ الشّعْر ومدح الْأَعْيَان وروى شَيْئا من شعره وَشعر أَبِيه ذكره الْعِمَاد فِي) الخريدة قَالَ هَاجر إِلَى الْعَادِل نور الدّين بِالشَّام وَأقَام فِي خَيْمَتي بالمعسكر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكُنَّا فِي صرخد فَمَرض فنفذناه إِلَى دمشق فَتوفي فِي الطَّرِيق وَمن شعره

السلطان طغرلبك

(أَيهَا الْعَادِل الَّذِي مَلأ الأر ... ض عَطاء غمراً وَمنا وعدلا) (لم أسر طَالبا سوى ظلك الصا ... فِي وحاشاي لَا أصادف ظلا) (لست أرْضى من بعد ظلّ إِمَام ال ... حق ظلّ الدعي حاشا وكلا) (ظلّ قوم إِذا تشنفت فيهم ... سحبوا لي كَمَا وزيقاً ورجلا) (كل هَذَا إِذا سلمت وَلَا أَو ... ثق أسراً وَلَا أبضع قتلا) (فِي يَدي كَافِر إِذا قلت فِيهِ ال ... شعر سهل الْمَعْنى وأعربت جزلا) (لم يرققه لي وَلم يُعْط إِلَّا ... حمل صَخْر على الْيَدَيْنِ ونقلا) قلت شعر منحط 3 - (السُّلْطَان طغرلبك) مُحَمَّد بن مِيكَائِيل بن سلجوق بن دقاق السُّلْطَان الْكَبِير ركن الدّين أَبُو طَالب طغرلبك أول مُلُوك السلجوقية أصلهم من بر سنجار وهم قوم لَهُم عدد وَقُوَّة كَانُوا لَا يدْخلُونَ تَحت طَاعَة السُّلْطَان وَإِذا قصدهم من لَا طَاقَة لَهُم بِهِ دخلُوا المفاوز فَلَمَّا عبر السُّلْطَان مَحْمُود إِلَى مَا وَرَاء النَّهر استمال زعيمهم حَتَّى قدم عَلَيْهِ وَقبض عَلَيْهِ ثمَّ اتّفق الرَّأْي على تَفْرِيق أَعْيَان قومه فِي النواحي وَوضع الْخراج عَلَيْهِم فَدَخَلُوا فِي الطَّاعَة وتهذبوا وطمع النَّاس فيهم فظلموهم فانفصل مِنْهُم ألفا بَيت ومضوا إِلَى كرمان وملكها يَوْمئِذٍ بهاء الدولة بن بويه فأكرمهم وَتُوفِّي عَن قرب فخافوا من الديلم فقصدوا أَصْبَهَان ونزلوا بظاهرها وصاحبها عَلَاء الدولة ابْن كاكويه فَرغب فيهم واستخدمهم فَكتب إِلَيْهِ السُّلْطَان مَحْمُود يَأْمُرهُ بِحَرْبِهِمْ فَاقْتَتلُوا فَقتل مِنْهُم جمَاعَة وَقصد الْبَاقُونَ أذربيجان ثمَّ قصدهم السُّلْطَان مَحْمُود بِنَفسِهِ وشتتهم وَتُوفِّي فَقَامَ بعده ابْنه مَسْعُود وَاحْتَاجَ إِلَى الْجند فَكتب إِلَى الَّذين مِنْهُم بِأَذربِيجَان فَقدم عَلَيْهِ مِنْهُم ألف فَارس ورتبهم كَمَا فعل أَبوهُ أَولا ثمَّ دخل الْهِنْد فخلت لَهُم الْبِلَاد فعاثوا فِيهَا وَلم يزل أَمرهم يقوى ويشتد حَتَّى ملكوا الرّيّ ثمَّ نيسابور وَضعف عَنْهُم السُّلْطَان مَسْعُود بن مَحْمُود ثمَّ إِن طغرلبك ملك الْعرَاق سنة سبع وَأَرْبَعين وَعدل فِي النَّاس وَكَانَ ملكا حَلِيمًا كَرِيمًا محافظاً على الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة يَصُوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وخطب ابْنه الْخَلِيفَة الْقَائِم بِأَمْر الله فشق ذَلِك عَلَيْهِ وَلم) يجد بدا من زواجها فَقدم بغداذ وَحمل مائَة ألف دِينَار برسم نقل جهازها وَعمل الْعرس وَتُوفِّي بعد أشهر بِالريِّ سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة وعمره سَبْعُونَ سنة وَنقل إِلَى مرو وَدفن عِنْد قبر أَخِيه دَاوُد وَكَانَ السُّلْطَان يكثر الصَّدقَات وَيَقُول أستحيي من الله أَن أبني دَارا وَلَا أبني إِلَى جَانبهَا مَسْجِدا وَكَانَ عقده على ابْنه الْقَائِم بِظَاهِر تبريز سنة ثَلَاث وَخمسين ثمَّ توجه إِلَى بغداذ وَنزل بدار المملكة وحملت إِلَيْهِ وَجَلَست على سَرِير ملبس بِالذَّهَب وَدخل إِلَيْهَا السُّلْطَان وَقبل الأَرْض بَين يَديهَا وَلم يكْشف البرقع عَنْهَا ذَلِك الْوَقْت وَقدم لَهَا تحفاً يقصر الْوَصْف عَنْهَا وَقبل الأَرْض وخدم وَانْصَرف

الخياط المكي

وَحكى وزيره مُحَمَّد بن مَنْصُور الْكِنْدِيّ عَنهُ أَنه قَالَ يَعْنِي السُّلْطَان رَأَيْت وَأَنا بخراسان فِي الْمَنَام كَأَنِّي رفعت إِلَى السَّمَاء وَأَنا فِي ضباب لَا أبْصر مَعَه شَيْئا غير أنني أَشمّ رَائِحَة طيبَة فَإِذا مُنَاد يُنَادي أَنْت قريب من الْبَارِي جلت قدرته فاسأل شَيْئا ليقضى فَقلت فِي نَفسِي أسأَل طول الْعُمر فَقيل لَك سَبْعُونَ سنة فَقلت يَا رب لَا تكفيني فَقيل لَك سَبْعُونَ سنة وَلما حَضرته الْوَفَاة قَالَ إِنَّمَا مثلي مثل شَاة تشد قَوَائِمهَا لجز الصُّوف فتظن أَنَّهَا تذبح فتضطرب حَتَّى إِذا أطلقت تفرح ثمَّ تشد للذبح فتظن أَنَّهَا لجز الصُّوف فتسكن وَهَذَا الْمَرَض الَّذِي أَنا فِيهِ هُوَ شدّ القوائم للذبح فَمَاتَ مِنْهُ وَلم تقم ابْنه الْقَائِم مَعَه إِلَّا سِتَّة أشهر وَمَاتَتْ بعده سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَلم يخلف السُّلْطَان ولدا ذكرا وانتقل الْملك إِلَى ابْن أَخِيه ألب رسْلَان 3 - (الْخياط الْمَكِّيّ) مُحَمَّد بن مَيْمُون الْمَكِّيّ الْخياط روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا 3 - (مركوش النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن مَيْمُون الأندلسي النَّحْوِيّ الأديب الْمَعْرُوف بمركوش كَانَ مَشْهُورا أورد لَهُ الْحميدِي شعرًا قَالَ فِي غُلَام يقص من شعره (تَبَسم عَن مثل نور الأقاحي ... وأقصدنا بمراض صِحَاح) (وَمر يميس كَمَا مَاس غُصْن ... تلاعب عطفيه هوج الرِّيَاح) (وَقصر من ليله سَاعَة ... فأعقب ذَلِك ضوء الصَّباح) (وَإِنِّي وَإِن زعم العاذلو ... ن من خمر أجفانه غير صَاح) ) قلت شعر جيد 3 - (الْحَافِظ ابْن نَاصِر) مُحَمَّد بن نَاصِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الْحَافِظ أَبُو الْفضل السلَامِي تفقه للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ اللُّغَة وَالْأَدب على الْخَطِيب التبريزي قَالَ تِلْمِيذه أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ حَافِظًا متقناً ضابطاً ثِقَة من أهل السّنة لَا مغمز فِيهِ صنف التصانيف وَتُوفِّي سنة خمسين وَخمْس مائَة وخطه فِي غَايَة الإتقان وَالصِّحَّة توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير فكلفه جده لأمه

أَبُو حَكِيم الخبري الفرضي وأسمعه فِي صباه شَيْئا من الحَدِيث وشغله بِحِفْظ الْقُرْآن والتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي ثمَّ إِنَّه صحب الْخَطِيب التبريزي اللّغَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وَمهر وجد فِي طلب الحَدِيث فَسمع من مَشَايِخ وقته وَصَاحب أَبَا مَنْصُور الجواليقي فِي قِرَاءَة الْأَدَب وَسَمَاع الحَدِيث ولازم أَبَا الْحُسَيْن ابْن الطيوري وَسمع مِنْهُ كثيرا ثمَّ إِنَّه خالط الْحَنَابِلَة وَمَال إِلَيْهِم وانتقل عَن مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَى مَذْهَب ابْن حَنْبَل لمنام رَآهُ ذكره محب الدّين ابْن النجار فِي تَارِيخه وَذكر أشياخه الَّذين روى عَنْهُم وَكَانَ من المكثرين حدث بِأَكْثَرَ مسموعاته وَكَانَت لَهُ إجازات قديمَة من جمَاعَة من الشُّيُوخ كَابْن النقور والصريفيني وَابْن مَاكُولَا وَغَيرهم من الغرباء أَخذهَا لَهُ ابْن مَاكُولَا فِي رحلته إِلَى الْبِلَاد وَلابْن نَاصِر كتاب المأخذ على أبي عبيد الْهَرَوِيّ فِي كتاب الغريبين مُجَلد قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَكَانَ مَعَ علمه بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله جيد الْمعرفَة بالأدب صَحِيح الْخط غَايَة فِي إتقان الضَّبْط ثبتاً إِمَامًا إِلَّا أَنه كَانَ وقاعة فِي الْعلمَاء مغرى بالمثالب وَكَانَ هُوَ وَالشَّيْخ أَبُو مَنْصُور موهوب ابْن الجواليقي يقرآن على أبي زَكَرِيَّاء التبريزي وَكَانَ أَبُو مَنْصُور يطْلب الحَدِيث وَابْن نَاصِر يطْلب اللُّغَة فَقَالَ لَهما أَبُو زَكَرِيَّاء سيقع المر بِالْعَكْسِ فَتَصِير أَنْت يَا ابْن نَاصِر مُحدثا وَتصير أَنْت يَا أَبَا مَنْصُور لغوياً فَكَانَ الْأَمر على مَا ذكره وَكَانَ ابْن نَاصِر شافعياً ثمَّ صَار حنبلياً فبلغني أَنه أعَاد صلَاته الَّتِي صلاهَا وَهُوَ شَافِعِيّ مُنْذُ احْتَلَمَ إِلَى أَن تحنبل وَأَنه غسل جَمِيع مَا فِي منزله من آلَة وفرش وَثيَاب حَتَّى جِدَار دَاره فَقلت لبَعض الْحَنَابِلَة ببغداذ لَيْت شعري لم فعل ذَلِك وَأَنْتُم تروون فِي كتبكم بأسانيدكم أَن أَبَا عبد الله بن حَنْبَل إمامكم قَرَأَ على الشَّافِعِي وَأَنه كَانَ يثني عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ وَأَنه كَانَ يسْتَغْفر لَهُ وَيَقُول مَا عرفنَا تَأْوِيل الْأَحَادِيث حَتَّى ورد هَذَا الْحِجَازِي وَأَنه مَشى إِلَى جنب بغلة الشَّافِعِي إِلَى غير ذَلِك فَقَالَ إِنَّمَا فعل ذَلِك لأجل مَا كَانَ يَعْتَقِدهُ من مَذْهَب) الْأَشْعَرِيّ فَقلت وَمَا صنع الْأَشْعَرِيّ حَتَّى يسْتَحق مُعْتَقد مذْهبه أَن يفعل الْمُنْتَقل عَنهُ مثل هَذَا فَقَالَ إِنَّه كَانَ لَا يَقُول بالحرف وَالصَّوْت وَهِي بِدعَة فَقلت لَهُ أوتزعم أَن القَوْل بالحرف وَالصَّوْت لَيْسَ ببدعة قَالَ نعم قلت محَال لِأَنَّهُ لم يرد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا أحد من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ أَنه قَالَ بِهِ وأصل الْبِدْعَة قَول مُحدث لم يقل بِهِ الْحَد الأول فَإِن زعمت أَن الْأَشْعَرِيّ ابتدع هَذَا القَوْل فَهُوَ يزْعم أَنكُمْ ابتدعتم هَذَا القَوْل وَلَيْسَ هَهُنَا تَرْجِيح صرتم إِلَيْهِ أولى بِالْحَقِّ مِنْهُ بل التَّرْجِيح فِي حيزه لمعاضدة الْعقل إِيَّاه بالبديهة إِلَّا أَن تكابروا فَإِن كابرتم وأصدرتم ألزمتم أَن تتبروا من البُخَارِيّ وَمُسلم صَاحِبي الصَّحِيحَيْنِ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ مَعَ كثير من عقلاء أَصْحَاب الحَدِيث لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق وَهَذَا مَشْهُور عَنْهُمَا وخبرهما فِي ذَلِك مُتَعَارَف لَا يجهله إِلَّا من لَا خبْرَة لَهُ بأخبار النَّاس فَلم يكن عِنْده غير السُّكُوت وحكمت على الشَّيْخ ابْن نَاصِر

أبو منصور اليزدي

بِالْجَهْلِ وَقلة الْعقل والتصور وَعظم التهور وَمِمَّا بَلغنِي من جَهله وَقلة عقله أَنه أَرَادَ ذمّ أبي بكر الْخَطِيب صَاحب التَّارِيخ فضاقت مسالك الذَّم عَلَيْهِ فَقَالَ إِنَّه كَانَ فَاسِقًا يعشق وَالِدي وَكَانَ وَالِدي يلازم صحبته لذَلِك وَيكثر فَوَائده فَمن هَهُنَا قيل عَدو عَاقل خير من صديق جَاهِل 3 - (أَبُو مَنْصُور اليزدي) مُحَمَّد بن نَاصِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون الصَّائِغ الصراف أَبُو مَنْصُور من أهل يزدْ قدم بغداذ وَهُوَ فِي سنّ الشبيبة وَأقَام بهَا مُدَّة يسمع وَيكْتب وينتخب ويعلق وَكَانَ خطه حسنا وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ وَالْأَدب وَيَقُول الشّعْر قَرَأَ الْقُرْآن على أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق الْخياط وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية على أبي سعد الْمُتَوَلِي وَسمع الْكثير من أبي الْحسن بن العلاف وَأبي الْقَاسِم بن بَيَان وَأبي عَليّ بن نَبهَان وأمثالهم قَالَ الْحَافِظ ابْن نَاصِر عَنهُ كَانَ فِيهِ تساهل فِي الحَدِيث وَكَانَ يصحف وَمن شعره قَوْله (أرى عمرا فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ... يغيض وعيشاً فيهمَا يتنغص) (زِيَادَة عمر الْمَرْء آفَة نَقصه ... فيا عجبا من زَائِد يتنقص) وَقبض عَلَيْهِ عَلَاء الدولة كرشاسب بن عَليّ بن فرامرز وَحمله إِلَى طبس وَقَتله وَدفن فِي تِلْكَ الْبَريَّة بعد الْعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (الْوَزير علجة) ) مُحَمَّد بن نَاصِر بن مَنْصُور بن أَحْمد بن عبد الله بن عمر أَبُو الْفَضَائِل الْمَعْرُوف بعلجة الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ من الْأَعْيَان قدم بغداذ قَدِيما وَتَوَلَّى بهَا الْعِمَارَة قَدِيما ثمَّ ولي الوزارة للخاتون بنت السُّلْطَان مُحَمَّد زوج الإِمَام المقتفي وَأقَام ببغداذ إِلَى حِين وَفَاته وَحدث بهَا فروى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل الْخفاف توفّي سنة أَربع وَخمْس مائَة ببغداذ 3 - (أَبُو عبد الله الْعلوِي) مُحَمَّد بن نَاصِر بن مهْدي بن حَمْزَة أَبُو عبد الله الْعلوِي الحسني من أهل الرّيّ قدم مَعَ وَالِده إِلَى بغداذ صَغِيرا فَنَشَأَ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْأَدب على أبي الْبَقَاء الْأَعْمَى وتميز وعلت مرتبته وناب عَن وَالِده فِي ديوَان الْمجْلس ثمَّ رتب صَدرا بالمخزن وناظراً وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل وعزل وَالِده من الْغَد ونقلا إِلَى دَار الْخلَافَة وَتُوفِّي هُنَاكَ وَالِده سنة سبع عشرَة وست مائَة وَأذن لوَلَده أَيْن شَاءَ فِي السكن وَغير زيه وهيئته وَطلب الرَّاحَة وَرغب فِي الخمول 3 - (أفضل الدّين الخونجي) مُحَمَّد بن ناماور بن عبد الْملك القَاضِي أفضل الدّين

شيخ حلب

الخونجي الشَّافِعِي ولد سنة تسعين وَخمْس مائَة وَولي قَضَاء مصر وأعمالها ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية وَأفْتى وصنف ودرس قَالَ أَبُو شامة كَانَ حكيماً منطقياً وَكَانَ قَاضِي قُضَاة مصر وَقَالَ ابْن أبي أصيبعة تميز فِي الْعُلُوم الحكميه وأتقن الْأُمُور الشَّرْعِيَّة قوي الِاشْتِغَال كثير التَّحْصِيل اجْتمعت بِهِ وَوَجَدته الْغَايَة القصوى فِي سَائِر الْعُلُوم وقرأت بعض الْكتاب من الكليات عَلَيْهِ وَشرح الكليات إِلَى النبض لَهُ مقَالَة فِي الْحُدُود والرسوم وَكتاب الْجمل فِي الْمنطق والموجز فِي الْمنطق وَكتاب كشف الْأَسْرَار فِي الْمنطق وَكتاب أدوار الحميات توفّي خَامِس شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست مائَة ورثاه الْعِزّ الضَّرِير الإربلي حسن بن مُحَمَّد بقصيدة أَولهَا (قضى أفضل الدُّنْيَا فَلم يبْقى فَاضل ... وَمَاتَتْ بِمَوْت الخونجي الْفَضَائِل) وَكَانَ رَحمَه الله تلْحقهُ غَفلَة فِيمَا يفكر فِيهِ من الْمسَائِل الْعَقْلِيَّة وَله فِي ذَلِك حكايات مأثورة عَنهُ مِنْهَا أَن جلس يَوْمًا عِنْد السُّلْطَان وَأدْخل يَده فِي رزة هُنَاكَ وَنسي روحه فِي الفكرة الَّتِي هُوَ فِيهَا فنشبت أُصْبُعه فِي الرزة وَقَامَ الْجَمَاعَة وَهُوَ جَالس قد عاقته أُصْبُعه عَن الْقيام فَظن السُّلْطَان أَن لَهُ شغلاً أَخّرهُ فَقَالَ لَهُ أللقاضي حَاجَة قَالَ نعم تفك أُصْبُعِي فأحضر حداد وخلصها فَقَالَ إِنَّنِي فَكرت فِي بسط هَذَا الإيوان بِهَذِهِ الْبسط فَوَجَدته يتوفر فِيهِ بِسَاط إِذا بسط) على مَا دَار فِي ذهني فَبسط كَمَا قَالَ لَهُم ففضل من الْبسط بِسَاط وَاحِد 3 - (شيخ حلب) مُحَمَّد بن نَبهَان الشَّيْخ الصَّالح الزَّاهِد كَانَ مُقيما بِبَيْت جبرين من بِلَاد حلب شاع ذكره بالصلاح واشتهر بِالْخَيرِ وإطعام كل وَارِد يرد عَلَيْهِ من الْمَأْمُور والأمير وَالْكَبِير وَالصَّغِير وَلم يقبل لأحد شَيْئا فَلَمَّا كَانَ الْأَمِير سيف الدّين طشتمر بحلب اشْترى للزاوية أَرضًا وألزمه بإيقافها عَلَيْهَا فَبعد جهد شَدِيد حَتَّى وَافق على ذَلِك ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر لما جَاءَ إِلَى حلب اشْترى لَهُ مَكَانا آخر ووفقه على الزاوية فاتسع الزرق عَلَيْهِ وفاض الْخَيْر على أَوْلَاده وجماعته وَلم نسْمع عَنهُ إِلَّا صلاحاً وَخيرا وبركة وانقطاعاً عَن النَّاس وانجماعاً وَهُوَ كَانَ فَقير الْبِلَاد الحلبية وشيخها الْمشَار إِلَيْهِ بالصلاح وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته رَحمَه الله تَعَالَى فِي شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي يَوْم الْجُمُعَة صَلَاة الْغَائِب أَخْبرنِي القَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الصاحب شرف الدّين يَعْقُوب قَالَ كَانَ كثير التِّلَاوَة كَانَ لَهُ كل يَوْم ختمة وَمن لَا يرَاهُ لَا يحسبه يَتْلُو شَيْئا 3 - (شرف الدّين النصيبي) مُحَمَّد بن نجام شرف الدّين الشَّيْبَانِيّ النصيبي أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور مُقيما بقوص وأنشدني مجير الدّين اللمطي قَالَ أنشدنا شرف الدّين النصيبي لنَفسِهِ (جبتي الصُّوف غَدا حَالهَا ... ينشد مَا يطرب ذَا الْكيس)

ابن أبي البئر

(بالْأَمْس قد كنت على نعجة ... وَالْيَوْم أَصبَحت على تَيْس) 3 - (ابْن أبي الْبِئْر) مُحَمَّد بن نزار بن أبي سعد بن الْحسن بن أبي الْبِئْر أَبُو بكر من أهل الْقرْيَة بالجانب الغربي من بغداذ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد بن شنيف وَأبي الْحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي وَأبي السعادات الْمُبَارك بن عَليّ بن مُحَمَّد الخباز وَأبي جَعْفَر أَحْمد بن أَحْمد بن الْقَاص وَسمع الحَدِيث من أبي بكر أَحْمد بن المقرب الْكَرْخِي وَأبي عبد الله مَنْصُور بن الْموصِلِي وَأبي طَالب الْمُبَارك بن عَليّ بن خضير الصَّيْرَفِي وَغَيرهم قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متودداً توفّي سنة خمس عشرَة وست مائَة 3 - (العيشوني) ) مُحَمَّد بن نسيم بن عبد الله العيشوني بالشين الْمُعْجَمَة أَبُو عبد الله الْخياط كَانَ وَالِده مولى لأبي الْفضل بن عيشون المنجم سمع أَبَا الْحسن عَليّ بن العلاف وَأَبا الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن بَيَان وَأَبا الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عيشون مولى أَبِيه وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ شَيخا لَا بَأْس بِهِ سقط من غرفَة فِي دَاره فَمَاتَ فِي سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الإِمَام مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي) مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي الإِمَام أَبُو عبد الله أحد الْأَعْلَام فِي الْعُلُوم والأعمال قَالَ الْحَاكِم فِيهِ إِمَام أهل الحَدِيث فِي عصره بِلَا مدافعة كَانَ أعلم النَّاس باخْتلَاف الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ وَقَالَ أَبُو بكر الصَّيْرَفِي لَو لم يصنف إِلَّا كتاب الْقسَامَة لَكَانَ من أفقه النَّاس قَالَ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبيد الله البلغمي سَمِعت الْأَمِير إِسْمَاعِيل بن أَحْمد يَقُول كنت بسمرقند فَجَلَست يَوْمًا للمظالم وَجلسَ أخي إِسْحَاق إِلَى جَنْبي إِذْ دخل أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن نصر فَقُمْت إجلالاً لَهُ لعلمه فَلَمَّا خرج عَاتَبَنِي أخي وَقَالَ أَنْت وَالِي خُرَاسَان تقوم لرجل من الرّعية هَذَا ذهَاب السياسة فَبت تِلْكَ اللَّيْلَة متقسم الْقلب فَرَأَيْت

القاضي الهروي

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ بعضدي فَقَالَ لي ثَبت ملكك وَملك بنيك بإجلالك مُحَمَّد بن نصر ثمَّ الْتفت إِلَى إِسْحَاق وَقَالَ ذهب ملك إِسْحَاق وَملك بنيه باستخفافه بِمُحَمد بن نصر وَكَانَ زوج خنة بخاء مُعْجمَة وَنون مُشَدّدَة أُخْت القَاضِي يحيى بن أَكْثَم وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَله كتاب رفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة فِي أَرْبَعَة مجلدات وَكَانَ ابْن حزم يعظمه 3 - (القَاضِي الْهَرَوِيّ) مُحَمَّد بن نصر بن مَنْصُور بن سعد القَاضِي الْهَرَوِيّ كَانَ فِي بداية أمره وراقاً فِي بعض الْمدَارِس فَسَار إِلَى بغداذ وتقلب بِهِ الزَّمَان واتصل بالخليفة وَصَارَ سفيراً بَينه وَبَين الْمُلُوك وَكَانَت لَهُ يَد فِي النّظم والنثر مر بقرية فاختفى رئيسها مِنْهُ فَكتب بديهاً (أَقُول لركبٍ عائدين إِلَى الْحمى ... إِذا مَا وقفتم فِي جوَار قبابنا) (فأهدوا لفتيان الندى سلامنا ... وقصوا عَلَيْهِم حَالنَا فِي ذهابنا) (لنا جَارة قَالَت لنا كَيفَ حالكم ... وَقد ساءها مس الضنى من جنابنا) ) (رَأَتْ حولنا غرثى يرومون عِنْدهَا ... فضَالة زَاد من بقايا جرابنا) (فَقلت لَهَا أما الْجَواب فإننا ... أنَاس غلطنا مرّة فِي حسابنا) (فعدنا وَقُلْنَا عل ثمَّ ضَرُورَة ... ولمنا وأمسكنا عنان عتابنا) (شفينا قلوباً صلنا عِنْد ظننا ... بِكُل تداوينا فَلم يشف مَا بِنَا) وَمن شعره (أودعكم وأودعكم جناني ... وأنثر دمعتي نثر الجمان) (وَإِنِّي لَا أُرِيد لكم فراقاً ... وَلَكِن هَكَذَا حكم الزَّمَان) وَتُوفِّي سنة ثَمَانِي عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن القيسراني) مُحَمَّد بن نصر بن صَغِير بن خَالِد أَبُو عبد الله مهذب الدّين أَو عدَّة الدّين الشَّاعِر الْمَشْهُور صَاحب الدِّيوَان الْمَعْرُوف بِابْن القيسراني حَامِل لِوَاء الشّعْر فِي زَمَانه ولد بعكا سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَنَشَأ بقيسرية السَّاحِل فنسب إِلَيْهَا وَسكن دمشق وَتَوَلَّى إدارة السَّاعَات الَّتِي على بَاب الْجَامِع وَسكن فِيهَا فِي دولة تَاج الْمُلُوك وَبعده وَسكن حلب مُدَّة وَولي بهَا خزانَة الْكتب وَتردد إِلَى دمشق وَبهَا مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَقَرَأَ الْأَدَب

على توفيق بن مُحَمَّد وأتقن الهندسة والحساب والنجوم وَصَحب أَبَا عبد الله ابْن الْخياط الشَّاعِر وَبِه تخرج وروى عَنهُ شعره وَكَانَ عِنْدِي ديوَان ابْن الْخياط وَعَلِيهِ خطّ ابْن القيسراني وَقد قرئَ عَلَيْهِ ووقفت على ديوانه بِخَطِّهِ من أَوله إِلَى آخِره وملكت بِهِ نُسْخَة عَلَيْهَا خطه وَدخل بغداذ ومدح صَاحب الْإِنْشَاء سديد الدولة مُحَمَّد بن الْأَنْبَارِي وَسمع بحلب من الْخَطِيب أبي طَاهِر هَاشم بن أَحْمد الْحلَبِي وَغَيره وَسمع مِنْهُ الحافظان أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَأَبُو سعيد سُفْيَان السَّمْعَانِيّ وَهُوَ وَالِد موفق الدّين خَالِد وَزِير نور الدّين الشَّهِيد وَجَاء فِي أَوْلَاده جمَاعَة فضلاء ووزراء وَكتاب وَكَانَ هُوَ وَابْن مُنِير شاعري الشَّام وَجَرت بَينهمَا وقائع ونوادر وملح وَكَانَ ابْن مُنِير يرْمى بالتشيع فَبلغ ابْن القيسراني أَنه هجاه فَقَالَ (يَا ابنَ مُنيرٍ هَجُوتَ منّي ... حَبراً أَفَادَ الورى صَوَابه) (وَلم تضيق بِذَاكَ صَدْرِي ... فَإِن لي أُسْوَة الصَّحَابَة) وَقَالَ فِي خطيب) (شرح الْمِنْبَر صَدرا ... بترقيك خَطِيبًا) (أتُرى ضمَّ خَطِيبًا ... أم تُرى ضُمِّخ طِيبا) قَالَ ابْن خلكان هما لأبي الْقَاسِم زيد بن أبي الْفَتْح أَحْمد بن عبيد بن فضال الموازيني الْمَعْرُوف أَبوهُ بالماهر وَلَكِن ابْن القيسراني أنشدهما لِابْنِ هَاشم الْخَطِيب لما تولى الخطابة وَقَالَ (وَقَالُوا لَاحَ عَارضه ... وَمَا ولت ولَايَته) (فَقلت عذار من أَهْوى ... أمارته إمارته) ونقلت من خطه لَهُ وَهُوَ لطيف (أهيم إِلَى الْعَذَاب من رِيقه ... إِذا تيم العاشقين العذيب) (شهِدت عَلَيْهِ وَمَا ذقته ... يَقِينا وَلَكِن من الْغَيْب غيب) ونقلت مِنْهُ أَيْضا لَهُ (وَلما دنا التوديع قلت لصاحبي ... حنانيك سربي عَن مُلَاحظَة السرب) (إِذا كَانَت الأحداق نوعا من الظبى ... فَلَا شكّ أَن اللحظ ضرب من الضَّرْب) ونقلت مِنْهُ أَيْضا لَهُ (كم لَيْلَة بت من كأسي وريقته ... نشوان أمزج سلسالاً بسلسال) (وَبَات لَا تحتمي مني مراشفه ... كَأَنَّمَا ثغره ثغر بِلَا وَال)

ونقلت مِنْهُ لَهُ أَيْضا (اِسْعَدْ بغراء عروضيةٍ ... ميزانها فِي الشّعْر طيار) (وَإِن تكن جَاءَت بديهية ... فَرُبمَا أسكر مسطار) ونقلت مِنْهُ لَهُ أَيْضا (بدور حجي يرفض سيوف نورها الدجى ... وينجاب مِنْهَا عَن شمائل أنجاب) (تهز الوغى مِنْكُم سيوف صوارم ... وتجلو العلى مِنْكُم شمائل كتاب) ونقلت مِنْهُ لَهُ أَيْضا (استشعر الْيَأْس فِي لَا ثمَّ تطمعني ... إِشَارَة فِي اعتناق اللَّام بِالْألف) وَمن أنشأ مهذب الدّين ابْن القيسراني رِسَالَة صُورَة مَنَام تعرف بظلامة الخالدي صنفها فِي) حق واعظٍ كَانَ يمدح النَّاس بأشعار أبي تَمام الطَّائِي وَهِي إِنِّي مخبركم عَن سرى سريتها ورؤيا رَأَيْتهَا ومنام حَضرته وَكَلَام حفظته فِيهِ فحصرته طَال بِهِ اللَّيْل عَن تجانف قصره وَمَال بِهِ القَوْل عَن مَوَاقِف حصره فَبت فِي غماره عائماً وَقد تعتري الأحلام من كَانَ نَائِما وَمن حق تَأْوِيله أَن يُقَال خيرا رَأَيْت وَخيرا يكون وَهُوَ أَنِّي رَأَيْت فِي مَا يرى الحالم الرَّائِي أَبَا تَمام حبيب بن أَوْس الطَّائِي فِي صُورَة رجل كهل كاس من الْفضل عَار من الْجَهْل الْعَرَبيَّة تعرب عَن شمائله والألمعية تلمع فِي مخايله فَجعل يرمقني فِي اعْتِرَاض ويستنطقني من غير اعْتِرَاض ثمَّ سعى إِلَيّ بإقدام عَليّ فعرفني بِنَفسِهِ بعد أَن عرفني بثاقب حدسيه (فَقُمْت للزور مرتاعاً وأرقني ... حَقًا أرى شخصه أم عادني حلم) فَلَمَّا سلم عَليّ وَحيا حاورت مِنْهُ كريم الْمحيا فَقَالَ أَلَسْت ابْن نصر شَاعِر الْعَصْر فَقلت نعم فغار مَاء وَجهه ونضب وأثار كامن حقده عَليّ الْغَضَب وَقَالَ يَا معشر الأدباء والفضلاء الألباء مَتى أهملت بَيْنكُم الْحُقُوق وَحدث فِيكُم هَذَا العقوق وأضيعت عنْدكُمْ حُرْمَة السّلف وَخلف فِيكُم هَذَا الْخلف أأنهب وتغضون ويغار عَليّ وترتضون أَلَسْت أول من شرع لكم البديع وأنبع لكم عُيُون التَّقْسِيم والترصيع وعلمكم شن الغارات على مَا سنّ من عجائب الاستعارات وأراكم دون النَّاس غرائب أَنْوَاع الجناس فَكل شَاعِر بعدِي وَإِن أغرب وزين أبكار أفكاره فأعرب فَلَا بُد لَهُ من الِاعْتِرَاف بأساليبي والاغتراف من منابع قليبي وَهَذَا حق لي على من بعدِي لَا يسْقطهُ موتِي وَلَا بعدِي (وَمن الحزامة لَو تكون حزامة ... أَن لَا تُؤخر من بِهِ تتقدم) فَلَمَّا ملكتني سُورَة دَعْوَاهُ وحركتني فورة شكواه قلت أَيهَا الشَّيْخ الْأَجَل سلبت الْمهل

وألبست الخجل فَمَا ذَاك وَمن ذَاك قَالَ كنت بِحَضْرَة الْقُدس ومستقر الْأنس إِذْ جَاءَنِي عَبْدَانِ لم يكن لي بهما يدان فأزلفاني إِلَى مقرّ الْخُلَفَاء ووقفاني بَين يَدي الْأَئِمَّة الْأَكفاء وَإِذا لديهم جمَاعَة الوزراء والقضاة وَمن كنت أمتدحهم أَيَّام الْحَيَاة فأومأوا بِالدَّعْوَى عَليّ إِلَى ابْن أبي دَاوُد وَكَانَ عَليّ شَدِيد الاتقاد سديد سِهَام الأحقاد فَحكم عَليّ برد صَلَاتي والفدية بِجَمِيعِ صومي وصلاتي فَقلت قَول المدل الواثق عَائِدًا بالمأمون والمعتصم والواثق يَا أُمَرَاء الْمُؤمنِينَ مَا هَذِه الْمُؤَاخَذَة بعد الرضى وَقد مضى لي من خدمتكم مَا مضى فَقَالَ الْمَأْمُون وَصمت الْبَاقُونَ يَا ابْن أَوْس إِنَّك مدحتنا وَالنَّاس بأشعار منحولة وقصائد مقولة منقولة وَكَلَام) مختلق سَرقته من قَائِله قبل أَن يخلق فَلَمَّا آن أَوَانه واتسق زَمَانه اسْتردَّ ودائعه مِنْك وَهُوَ غير رَاض عَنْك فَقلت وَمن ذَا الَّذِي أعدمني بعد الْوُجُود وأعاضني الْمَعْدُوم بالموجود وَملك عَليّ فني وَأصْبح أَحَق بِهِ مني فَقَالَ كَأَنَّك لَا تعرف الْوَاعِظ الْموصِلِي الولاد الحوصلي الْبِلَاد الْغَرِيب الْعمة الْقَرِيب الهمة البعبعي الْإِيرَاد الودعي الإنشاد (كَأَنَّمَا بَين خياشيمه ... مفكر يضْرب بالطبل) الَّذِي انتزعك مدائحه وارتجعك منائحه واستلبك قلائده واحتلبك قصائده بَعْدَمَا كنت تغير أسماءها وتحلي بِغَيْر نجومها سماءها فَأصْبح يتَقرَّب إِلَى مُلُوك عصره بِمَا كنت تدعيه ويعي مِنْهُ مَا لم تكن تعيه نازعاً عَن وجوهها سواتر النقب وَاضِعا هناءها مَوَاضِع النقب قد جعل إِلَيْهِ عقدهَا وحلها وَكَانَ أَحَق بهَا وَأَهْلهَا فَقلت خَابَ الساعون وَإِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون قد كَانَ عهدي بِهَذَا الرجل فارضاً فَمَتَى صَار قارضاً وأعرفه يتستر بالحشوية فَمَتَى ارتبك بَين البديهة والروية وَكَانَ ذَا طبع جافي عَن التَّعَرُّض لنظم القوافي وَقد كَانَ أخرج من الْموصل وَلَيْسَ مَعَه قرَان يُوصل فاشتغل بترهات الْقصاص نصبا على ذَوَات الْأَعْين من وَرَاء الخصاص (وعاش يظنّ نثر الْإِفْك وعظاً ... وَينصب تَحت مَا نثر الشباكا) وَأَيْنَ منابذة الوعاظ من جهابذة الْأَلْفَاظ بل أَيْن أشعار الكراسي من قولي مَا فِي وقوعك سَاعَة من باس وَالْعَبْد يسْأَل الإقراء عَنهُ ليتلطف فِي ارتجاع مَا انتزع مِنْهُ فَقَالَ اذْهَبْ وأتني بِيَقِين أدفَع بِهِ عَنْك بَوَادِر الظنون وشاور فِي النُّصْرَة وانتصح واستعين بقومك وَصَحَّ (يَا آل جلهمة بدارك إِنَّمَا ... أشفار عَيْنك ذابل ومهند) وَقد بدأت من قومِي ببني جراح فآتيهم شاكين بِالسِّلَاحِ جادين فِي إِلْحَاق الجلنبك بِصَاحِب الشوبك وَقد بدأوا من قَتله بِكَسْر رجله (وَكنت إِذا قومِي غزوني غزوتهم ... فَهَل أَنا فِي ذَا آل هَمدَان ظَالِم)

فَقلت خفض عَلَيْك من الْكَلَام يَرْحَمك الله أَبَا تَمام الْخطب أيسر والخصم أعْسر أما علمت أَن هَذَا الرجل قد أسْند ظَهره إِلَى أمنع معقل وَأحْصن موئل وأرحب دَار وأحوط جِدَار وأثقب نَار وَأَعْلَى منار وأحرز حرم وأعز ذمم وَأَنه قد حط رَحْله من الْمَكَان الأمنع) وَأثبت رجله بالعنان الأرفع من مجْلِس سيدنَا الْوَزير الرئيس ولي الدّين معِين الدولة كريم الْملك ثِقَة الحضرة ذِي الرياستين أبي الْفضل فَقَالَ اسْمَع مَا لَا يدْفع إِذا كَانَ الْأَمر على مَا ذكرت وَوَقع اعترافي بِمَا أنْكرت فَلم وَقع هَذَا الذَّنب على تحتي وَكَيف لم يستلن ملابس تختي وَلم خصني بإذالة مصوني وحصني بتحيف غصوني وهلا تصدى بالنهب لمدائح ابْني وهب وهما غماما الزَّمن الجديب وهماما الْيَوْم العصيب وَمَا هَذَا الِانْفِرَاد ببناتي والحصاد لناضر نباتي والانقضاض على قصائدي والاقتناص من حبائل مصائدي (سرقات مني خُصُوصا فَهَلا ... من عَدو أَو صَاحب أَو جَار) وَلم لَا عدل عَن شومي إِلَى شعر ابْن الرُّومِي وهلا كَانَ يجتري بِمثل هَذَا على البحتري وَكَيف آثر قربي على الْقرب من المتنبي وليته قنع وَرَضي بِشعر الشريف الرضي أَو يسْتَدرك مَا فَاتَهُ من ديوَان ابْن نَبَاته أَو انتحل الِاخْتِيَار من أشعار مهيار إِلَى مثل هَؤُلَاءِ الْفُضَلَاء أيوجب عَليّ الزَّكَاة وَلَيْسَ فِي الشّعْر نِصَاب وَيقرب عَليّ أَمر الزَّكَاة اعتصاب (وَإِن أَتصدق بِهِ حسبَة ... فَإِن الْمَسَاكِين أولى بِهِ) فَقلت إِن هَذَا الرجل لم يكن للقريض بلص وَلكنه قريب عهد بحمص وَكَانَ أَقَامَ بهَا جامح الْعَنَان طامح السنان لَو أضَاف قلادة الجوزاء إِلَيْهِ لم يجد من يُنكر عَلَيْهِ فَهُوَ يَقُول مَا شا من غير أَن يتحاشى (لأَنهم أهل حمص لَا عقول لَهُم ... بهائم أفرغوا فِي قالب النَّاس) وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى انتدب لَهُ من سراة جندها من بحث عَنهُ ونقب فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب فَلَمَّا ورد دمشق رمى فِي أغراضها بذلك الرشق (وَقد يَسْتَوِي المصران حمص وجلق ... وَلَا حصن جيرون بهَا والقنيحك) فَكَانَت عَادَة حمص تخدعه وسَادَة دمشق تردعه حَتَّى كوشف وقوشف وَرجع بِهِ الْقَهْقَرِي وَدفع فِي صَدره من ورا وَقيل لَهُ أَيْن يذهب بك وَمَا هَذِه الشقشقة فِي غببك إِلَى مجْلِس هَذَا الشريف قهره المنيف صَدره العالي ذكره الغالي شكره تشمرج لبائس الْأَيَّام

وتبرز عوانس الْكَلَام وتطري من القوافي مَا خلق ورث وتوري مِنْهَا مَا أنهكه العث وَلم يزل يضطره كَثْرَة التوبيخ وَقلة النَّاصِر والصريخ إِلَى أَن أشهد على نَفسه مُنْذُ لَيَال بِالْبَرَاءَةِ من أناشيده الخوالي والتوالي وأذعن بِالْإِقْرَارِ بِمَا دافعت عَنهُ يَد الْإِنْكَار) (وَمذهب مَا زَالَ مستقبحاً ... فِي الْحَرْب ان يقتل مستسلم) وَأَزِيدك فِيمَا أفيدك أَن هَذَا الرجل من الانحراف عَن شعرك على شفا وكأنك بِهِ عَنْك قد انكفا لعلمه أَن أخلق مِنْهُ مَا جدد وَإِلَى مَتى هَذَا الكعك المردد وَقد كَانَ طالبني مُنْذُ أَيَّام بإعارة شعر ابْن المعتز مُطَالبَة مُضْطَر إِلَيْهِ ملتز وَقد استرحت من شَره وضيره والسعيد من كفي بِغَيْرِهِ (رب أَمر أَتَاك لَا تحمد الفع ... ال فِيهِ وتحمد الأفعالا) فَقَالَ إِن كَانَ الْأَمر على مَا شرحت فقد أَشرت بِالرَّأْيِ وَنَصَحْت وَلَكِن مَتى إنجاز هَذَا الْوَعْد وَالْحلف مَنُوط بِخلق هَذَا الوغد فَإِنَّهُ يَقُول ويحول وَأَنت تعرف مَا يَلِي فَردُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول وَلَو أمكن إِقَامَة هَذَا الْأَمر المنآد بِحَضْرَة ابْن أبي دواد لبرئت عِنْد الْجُمْهُور ساحتي وعدت من رَحْمَة الله إِلَى مُسْتَقر باحتي وَلَكِن دون الْوُصُول إِلَى الْحَاكِم عقبَة كؤود وَلَا حَاجَة لنا إِلَى الِاضْطِرَار بالشهود وَإِذ قد ضمنت عَنهُ مَا ضمنت وَأمنت عَليّ مِنْهُ مَا أمنت فلي حَاجَة إِلَيْك وَمَا أُرِيد أَن أشق عَلَيْك وَهُوَ أَن تعدل بِنَا فِي الْقَضِيَّة إِلَى الْحَال المرضية وتفضل عَليّ وتسديها يدا إِلَيّ وتسفر لي فِي إنشاد أَبْيَات مدحت بهَا هَذَا الرئيس قلتهَا خدمَة لَهُ وقربة إِلَيْهِ لعلمي بِنفَاق الْأَدَب عِنْده وَعَلِيهِ فَإِذا هززته بهَا هز الحسام وانثالت عَلَيْك مواطر أياديه الجسام اقترح عَلَيْهِ أحسن الله إِلَيْهِ أَن تكون الْجَائِزَة خُرُوج الْأَمر العالي بإحضار الْخصم إِلَى مجْلِس الحكم وَأَن يُوكل بِهِ من أجلاد المساخرة من يسيره معي إِلَى الدَّار الْآخِرَة لأبرأ بِإِقْرَارِهِ لي عِنْد قَاضِي الْقُضَاة بِمَا شهِدت بِهِ هَذِه المقاضاة وليسلم عِنْد الْخُلَفَاء الرَّاشِدين عرضي وَيحسن على الله تَعَالَى عرضي وَمن عَاد فينتقم الله مِنْهُ وَالله عَزِيز ذُو انتقام فضمنت لَهُ عَن سيدنَا مَا اشْتهى وانتهيت من اقتراحه إِلَى حَيْثُ انْتهى وَلم يزل يُكَرر عَليّ أبياته حَتَّى وعيتها وَرب سَائل مَا هِيَ وَقَائِل هَا هِيَ (يَا معمل اليعملات فِي طعنه ... سرى وسيراً مخالفي قرنه) (يجوز جوز الفلا بِهِ أملي ... جافي جفون الْوَسْنَان عَن وسنه) (لَا يمتطي سَاكن الْمطِي وَلَا ... يبيت طيف الخيال من سكنه) (إِذا استنان السراب خادعه ... عَاد بفيض الندى على سنَنه) (وَإِن أجن الظلام مقلته ... أَمْسَى صباح النجاح من جننه) ) (يبيت عرف الْكِرَام فِي يَده ... ينشيه عرف الْجنان فِي أُذُنه)

(إِن باعدته الأرزاق قربه ... جود ابْن عبد الرَّزَّاق من مننه) (قف بِمحل الْعلَا وَقل يَا كري ... م الْملك قَول البليغ فِي لسنه) (يَا مُشْتَرِي الفاخر النفيس من ال ... حمد بأغلى الْعَطاء من ثمنه) (عمرت ربع الندى لرائده ... بعد وقُوف الرَّجَاء فِي دمنه) (ثنى لِسَان الثَّنَاء نَحْوك مَا ... أَحييت من فَرْضه وَمن سنَنه) (خلقا وخلقاً تقسما فكري ... مَا بَين إحسانه إِلَى حسنه) (عد معد الندى لوارده ... لَا يحوج المستقي إِلَى شطنه) (فرع سَمَاء تبيت أنجمها ... تلوح لوح الثِّمَار فِي غصنه) (إِذا اجتنته أَيدي العفاة رَأَتْ ... أقرب من ظله إِلَى فننه) (ينافس الوشي فِي جلالته ... مِنْهُ ثِيَاب التقي على بدنه) (يرى بعيني قلب لَهُ يقظ ... مُسْتَقْبل الكائنات من زَمَنه) (أروعه نَدبه مهذبه ... ثاقبه ألمعيه فطنه) (مقتبل الْوَالِدين بورك فِي ... ميلاده والصريح من لبنه) (فاجتلها ذَا الرياستين فقد ... أفْصح فِيهَا القريض عَن لقنه) (واستغن من لبه بغانية ... تميل عَن لهوه وَعَن ددنه) (والبس لِبَاس الثَّنَاء مقتبلاً ... تسحب من ذيله وَمن ردنه) (برد علا لَيْسَ من معادنه ... صناع صنعائه وَلَا عدنه) (يأنف أَن ينتمي إِلَى يمن ال ... أَرض وَإِن كَانَ من ذرى يمنه) وَمن شعره البديع قَوْله (هَذَا الَّذِي سلب العشاق نومهم ... أما ترى عينه ملأى من الوسن) وَكَانَ كثير الْإِعْجَاب بقوله (وأهوى الَّذِي أَهْوى لَهُ الْبَدْر سَاجِدا ... أَلَسْت ترى فِي وَجهه أثر الترب) حضر مرّة سَمَاعا وَكَانَ الْمُغنِي حسن الصَّوْت فَلَمَّا أطرب الْجَمَاعَة قَالَ (وَالله لَو أنصف العشاق أنفسهم ... أعطوك مَا ادخروا مِنْهَا وَمَا صانوا) ) (مَا أَنْت حِين تغني فِي مجَالِسهمْ ... إِلَّا نسيم الصِّبَا وَالْقَوْم أَغْصَان) وَمن شعره (نزلنَا على الْقصب السكرِي ... نزُول رجال يُرِيدُونَ نهبه) (بحز كحز رِقَاب العدى ... ومص كمص شفَاه الْأَحِبَّة)

ابن عنين

3 - (ابْن عنين) مُحَمَّد بن نصر الله بن مَكَارِم بن الْحُسَيْن بن عنين الأديب الرئيس شرف الدّين أَبُو المحاسن الْكُوفِي الأَصْل الزرعي المنشإ الدِّمَشْقِي الشَّاعِر صَاحب الدِّيوَان الْمَشْهُور ولد بِدِمَشْق سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَسمع من الْحَافِظ أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر لم يكن فِي عصره آخر مثله طوف وجال فِي الْعرَاق وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر والهند ومصر فِي التِّجَارَة ومدح الْمُلُوك والوزراء وهجا الصُّدُور والكبراء وَكَانَ غزير الْمَادَّة قيل إِنَّه كَانَ يستحضر غَالب الجمهرة هجا جمَاعَة من رُؤَسَاء دمشق فِي قصيدة سَمَّاهَا مقراض الْأَعْرَاض فنفاه السُّلْطَان صَلَاح الدّين على ذَلِك فَقَالَ (فعلام أبعدتم أَخا ثِقَة ... مَا خانكم يَوْمًا وَلَا سرقا) (انفوا الْمُؤَذّن من بِلَادكُمْ ... إِن كَانَ ينفى كل من صدقا) وَمن شعره مفرق فِي تراجم هَذَا الْكتاب فِي من هجاه أَو مدحه أَو جاراه دخل الْيمن ومدح صَاحبهَا أَخا صَلَاح الدّين سيف الْإِسْلَام طغتكين وَقدم مصر وَقدم إربل رَسُولا من جِهَة الْمُعظم وَولي الوزارة آخر دولة الْمُعظم وَمُدَّة سلطنة وَلَده النَّاصِر بِدِمَشْق وَلما ولي الْعَادِل أَخُو صَلَاح الدّين مدحه واستأذنه فِي الْوُصُول إِلَى دمشق واستعطفه وَهِي مَشْهُورَة ذكرتها فِي تَرْجَمَة الْعَادِل فَأذن لَهُ فجَاء إِلَيْهَا وَقَالَ (هجوت الأكابر فِي جلق ... ورعت الرفيع بسب الوضيع) (وأخرجت مِنْهَا ولكنني ... رجعت على رغم أنف الْجَمِيع) واشتغل بِطرف من الْفِقْه على القطب النَّيْسَابُورِي والكمال الشهرزوري وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي الثَّنَاء مَحْمُود بن رسْلَان وَسمع ببغداذ من منوجهر ابْن تركانشاه رَاوِي المقامات وَلما ولي كَانَ مَحْمُود الْولَايَة كثير النصفة مكفوف الْيَد عَن أَمْوَال النَّاس مَعَ عظم الهيبة إِلَّا أَنه ظهر مِنْهُ فِي الآخر سوء اعْتِقَاد وَطعن على السّلف واستهتار بِالشَّرْعِ وَكثر عسفه وظلمه وَترك الصَّلَاة) وَسَب الْأَنْبِيَاء وَلم يزل يتَنَاوَل الْخمر إِلَى قبل وَفَاته وَله تَرْجَمَة فِي تَارِيخ ابْن النجار توفّي سنة ثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا كتب إِلَى أَخِيه من الْهِنْد مضمناً قَول المعري

(سامحت كتبك فِي القطيعة عَالما ... إِن الصَّحِيفَة اعوزت من حَامِل) (وعذرت طيفك فِي الْجفَاء فَإِنَّهُ ... يسري فَيُصْبِح دُوننَا بمراحل) يُقَال إِن الْمُعظم أحضرهُ وَالشعرَاء يَوْمًا فَقَالَ لَهُم لَا بُد أَن تهجوني قدامي فَقَالُوا الله الله يَا خوند فألح عَلَيْهِم فَتقدم ابْن عنين وَقَالَ (نَحن قوم مَا ذكرنَا لامرئ ... قطّ إِلَّا واشتهى أَن لَا يَرَانَا) فَقَالَ الْمُعظم صدقت فَقَالَ ابْن عنين شعرنَا مثل الخرا فَقَالَ الْمُعظم صدقت فَقَالَ ابْن عنين ذقت الخرا فَقَالَ الْمُعظم قبحك الله فَقَالَ ابْن عنين صفع الله بِهِ أصل لحانا وَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ وَهُوَ بِالْهِنْدِ يذكرهُ أَيَّام الصبى ويصف لَهُ دمشق وطيبها ليستميله إِلَيْهَا فَأجَاب (يَا سَيِّدي وَأخي لقد ذَكرتني ... عهد الصبى ووعظتني وَنَصَحْت لي) (أذكرتني وَادي دمشق وظله ال ... ضافي على الصافي البرود السلسل) (ووصفت لي زمن الرّبيع وَقد بدا ... هرم الزَّمَان إِلَى شباب مقبل) (وتجاوب الأطيار فِيهِ فمطرب ... يلهي الشجي ونائح يشجي الخلي) (يُغني النديم عَن القيان غنَاؤُهَا ... فالعندليب بهَا رسيل البلبل) (وكأنما أخذت عَن ابْن مقلد ... قَول المسرح فِي الثقيل الأول) (ومدامةً من صيدنايا نشرها ... من عنبر وقميصها من صندل) (مسكية النفحات يشرف أَصْلهَا ... عَن بابل ويجل عَن قطربل) (وَتقول أهل دمشق أكْرم معشرٍ ... وأجله ودمشق أفضل منزل) (وصدقت إِن دمشق جنَّة هَذِه ال ... دنيا وَلَكِن الْجَحِيم ألذ لي) (لَا الدائص الْحلَبِي ينفذ حكمه ... فِيهَا عَليّ وَلَا العواني الْموصِلِي) ) وَقَالَ

(لم يبْق لي غير أَن أَمُوت كَمَا ... قد مَاتَ قبلي مني إِلَى آدم) (كل إِلَى الله صائر وعَلى ... مَا قدم الْمَرْء قبله قادم) (يدْرك مَا قدمت يَدَاهُ كَمَا ... قيل فإمَّا جذلان أَو نادم) (فيا لَهَا حسرة مخلدة ... إِذا تساوى المخدوم وَالْخَادِم) وَمَات لِابْنِ عنين حمَار بالموصل فَقَالَ يرثيه (ليل بِأول يَوْم الْحَشْر مُتَّصِل ... ومقلة أبدا إنسانها خضل) (وَهل ألام وَقد لاقيت داهيةً ... ينهد لَو حَملته بَعْضهَا الْجَبَل) (ثوى المتل الَّذِي قد كنت آمله ... عوناً وَخيَّب فِيهِ ذَلِك الأمل) (لَا تبعدن تربة ضمت شمائله ... وَلَا عدا جانبيها الْعَارِض الهطل) (لقد حوت غير مكسال وَلَا رعشٍ ... إِن قيد الْقود من دون السرى الكسل) (قد كَانَ لَو سابقته الرّيح غادرها ... كَأَن اخمصها بالشوك منتعل) (لَا غامزاً عِنْد حمل المثقلات وَلَا ... يمشي الهوينى كَمَا يمشي الوجى الوجل) (مكمل الْخلق رحب الصَّدْر منتفخ ال ... جنبين لَا ضامر طاو وَلَا سغل) (يطوي على ظمإ خمْسا أضالعه ... فِي كَوْكَب القيظ والرمضاء تشتعل) (وَيقطع المقفرات الموحشات إِذا ... عَن قطعهَا كلت المهرية البزل) (فَفِي الأباطح هيق راعه قنص ... وَفِي الْجبَال المنيفات الذرى وعل) (لَو كَانَ يفدى بِمَال مَا ضننت بِهِ ... وَلم تصن دونه خيل وَلَا خول) (لَكِنَّهَا خطة لَا بُد يبلغهَا ... هَذَا الورى كل مَخْلُوق لَهُ أجل) (وَإِن لي بنظام الدّين تَعْزِيَة ... عَنهُ وَفِي النجل عَن آبَائِهِ بدل) وَمن شعر شرف الدّين ابْن عنين يمدح الْعَزِيز سيف الْإِسْلَام صَاحب الْيمن (حنين إِلَى الأوطان لَيْسَ يَزُول ... وقلب عَن الأشواق لَيْسَ يحول) (أَبيت وأسراب النُّجُوم كَأَنَّهَا ... قفول تهادى إثرهن قفول) (أراقبها فِي الْأَثر من كل مطلع ... كَأَنِّي برعي السائرات كَفِيل) (فيا لَك من ليل نأى عَنهُ صبحه ... فَلَيْسَ لَهُ فجر إِلَيْهِ يؤول) ) (أما لعقود النَّجْم فِيهِ تصرم ... أما لخضاب الْفجْر فِيهِ نصول)

(كَأَن الثريا غرَّة وَهُوَ أدهم ... لَهُ من وميض الشعريين حجول) (أَلا لَيْت شعري هَل أبين لَيْلَة ... وظلك يَا مقرى عَليّ ظَلِيل) (وَهل أريني بَعْدَمَا شطت النَّوَى ... ولي فِي رَبِّي روضٍ هُنَاكَ مقيل) (دمشق فَبِي شوق إِلَيْهَا مبرح ... وَإِن لَام واشٍ أَو ألح عذول) (بِلَاد بهَا الْحَصْبَاء در وتربها ... عبير وأنفاس الشُّمُول شُمُول) (تسلسل فِيهَا مَاؤُهَا وَهُوَ مُطلق ... وَصَحَّ نسيم الرَّوْض وَهُوَ عليل) (فيا حبذا الرَّوْض الَّذِي دون عزتا ... سحيراً إِذا هبت عَلَيْهِ قبُول) (وَيَا حبذا الْوَادي إِذا مَا تدفقت ... جداول باناس إِلَيْهِ تسيل) (فِي كَبِدِي من قاسيون حزازة ... تَزُول رواسيه وَلَيْسَ يَزُول) (إِذا لَاحَ برق من سنير تدافقت ... لسحب جفوني فِي الخدود سيول) (فَللَّه أيامي وغصن الصبى بهَا ... وريق وَإِذ وَجه الزَّمَان صقيل) (هِيَ الْغَرَض الْأَقْصَى وَإِن لم يكن بهَا ... صديق وَلم يصف الوداد خَلِيل) (وَكم قَائِل فِي الأَرْض للْحرّ مَذْهَب ... إِذا جَار دهر واستحال ملول) (وَهل نافعي أَن الْمِيَاه سوافح ... عَذَاب وَلم ينقع بِهن غليل) (فقدت الصَّبِي والأهل وَالدَّار والهوى ... فَللَّه صبري إِنَّه لجميل) (وَوَاللَّه مَا فارقتها عَن ملالةٍ ... سواي عَن الْعَهْد الْقَدِيم يحول) (وَلَكِن أَبَت أَن تحمل الضيم همتي ... وَنَفس لَهَا فَوق السماك حُلُول) (فَإِن الْفَتى يلقِي المنايا مكرماً ... وَيكرهُ طول الْعُمر وَهُوَ ذليل) (تعاف الْوُرُود الحائمات مَعَ الْأَذَى ... وللقيظ فِي أكبادهن صليل) (كَذَلِك ألْقى ابْن الْأَشَج بِنَفسِهِ ... وَلم يرض عمرا فِي الإسار يطول) (سألثم إِن وافيتها ذَلِك الثرى ... وهيهات حَالَتْ دون ذَاك حؤول) (وملتطم الأمواج جون كَأَنَّهُ ... دجى اللَّيْل نائي الشاطئين مهول) (يعاندني صرف الزَّمَان كَأَنَّمَا ... عَليّ لأحداث الزَّمَان ذحول) (على أنني وَالْحَمْد لله لم أزل ... أصُول على أحداثه وأطول)

أبو العز التغلبي

) (وَكَيف أخافُ الفَقر أَو أُحرَمُ الغِنى ... ورأيُ ظهير الدّين فِي جميل) (من الْقَوْم أما أحنف فمسفه ... لَدَيْهِ وَأما حَاتِم فبخيل) (فَتى الْجد أما جَاره فممنع ... عَزِيز وَأما ضِدّه فذليل) وَقَالَ فِي نوبَة دمياط (سلوا صهوات الْخَيل يَوْم الوغى عَنَّا ... إِذا جهلت آيَاتنَا والقنا اللدنا) (غَدَاة لَقينَا دون دمياط جحفلاً ... من الرّوم لَا يُحْصى يَقِينا وَلَا ظنا) (قد اتَّفقُوا رَأيا وعزماً وهمةً ... وديناً وَإِن كَانُوا قد اخْتلفُوا لسناً) (تداعوا بأنصار الصَّلِيب فَأَقْبَلت ... جموع كَأَن الموج كَانَ لَهُم سفنا) (عَلَيْهِم من الماذي كل مفاضةٍ ... دلاصٍ كقرن الشَّمْس قد أحكمت وضنا) (وأطمعهم فِينَا غرور فأرقلوا ... إِلَيْنَا سرَاعًا بالجياد وأرقلنا) (فَمَا بَرحت سمر الرماح تنوشهم ... بأطرافها حَتَّى استجاروا بِنَا منا) (سقيناهم كأساً نفت عَنْهُم الْكرَى ... وَكَيف ينَام اللَّيْل من عدم الأمنا) 3 - (أَبُو الْعِزّ التغلبي) مُحَمَّد بن نصر بن جَامع بن المظفر بن نَاصِر الدولة أبي مُحَمَّد الْحسن بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن حمدَان بن حمدون أَبُو الْعِزّ التغلبي من أَوْلَاد الْمُلُوك روى عَن أبي عَليّ بن الْحُسَيْن بن الشبل الشَّاعِر شَيْئا من شعره وروى عَن غَيره أَيْضا وروى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن الْمُبَارك ابْن الطيوري وَأَبُو طَاهِر السلَفِي فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ سمع الحَدِيث ببغداذ وَالْبَصْرَة ولد فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو بكر الصُّوفِي) مُحَمَّد بن نصر بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن الصُّوفِي من أهل روبا قَرْيَة بَين بغداذ ودير العاقول روى عَن أبي بكر الشبلي وَمُحَمّد بن حَامِد العناي وروى عَنهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْهَاشِمِي وَأَبُو سعد أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَالِينِي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الصُّورِي 3 - (ابْن الْبَصْرِيّ) مُحَمَّد بن نصر بن الْحسن أَبُو سعد الْمَعْرُوف بِابْن الْبَصْرِيّ حدث باليسير عَن أبي قَاسم عبد) الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَسمع مِنْهُ شُجَاع ابْن فَارس الذهلي وَأَبُو غَالب بن عبد الْوَاحِد الْقَزاز وروى عَنهُ أَبُو نصر هبة الله وَأَبُو السُّعُود أَحْمد وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ شَيخا كَبِيرا كثير الصَّدَقَة مُحَمَّد بن نصر بن عبد الرَّحْمَن بن مَحْفُوظ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الشّرف أَبُو عبد الله الْقرشِي الدِّمَشْقِي حدث وَكَانَ فَاضلا أديباً شَاعِرًا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس صَالحا توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَمن شعره

تاج الدين بن صلايا

3 - (تَاج الدّين بن صلايا) مُحَمَّد بن نصر بن صلايا بن يحيى الصاحب تَاج الدّين أَبُو المكارم ابْن صلايا الْهَاشِمِي الْعلوِي نَائِب إربل الشيعي كَانَ نَائِب الْخَلِيفَة بإربل وَكَانَ من رجالات الْعَالم رَأيا وعقلاً وحزماً وصرامة وَكَانَ سَمحا جواداً كَانَت صدقاته وهباته تبلغ فِي السّنة ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَكَانَ بَينه وَبَين لولو صَاحب الْموصل مُنَافَسَة فَلَمَّا أحضرهما هولاكو قَالَ لولو هَذَا شرِيف وَنَفسه تحدثه بالخلافة وَلَو قَامَ تبع النَّاس أمره فَقتله هولاكو بِقرب توريز سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَكَانَ عِنْده أدب وَله نظم وَكَانَ يشدد الْعقُوبَة على شَارِب الْخمر بِأَن يقْلع أَضْرَاسه وَكَانَ قد دارى التتار حَتَّى إِنَّهُم إِذا دخلُوا إربل ألقوا الْخُمُور الَّتِي مَعَهم رِعَايَة لَهُ كتب إِلَيْهِ عميد الدّين ابْن عَبَّاس الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ نَاظر الْأَعْمَال الْمُجَاورَة لإربل وَبَينهمَا مَوَدَّة عَظِيمَة (سَلام كأنفاس النسيم إِذا سرى ... سحيراً ورياها لَهُ عطر شمأل) (تزر على الرائين أزرار ضوعه ... فأرج مِنْهُ الْعرف أرجاء إربل) (على الْعلوِي الفاطمي مُحَمَّد ب ... ن نصر بن يحيى الْمُنعم المتفضل) (شأى النَّاس تَاج الدّين حسن مَنَاقِب ... يفوق بهَا فخراً على غَيره عَليّ) (أوالي علاهُ فِي التغالي تشيعاً ... وَإِن كنت عِنْد النَّاس أحسن حنبلي) فَأَجَابَهُ تَاج الدّين بقوله (أَتَانِي كتاب من كريم أوده ... وَكَانَ كنشر الْمسك شيب بمندل) (ووافى مِثَال مِنْهُ خلت كَأَنَّهُ ... كَلَام الأديب الْفَارِسِي أبي عَليّ) (فقابلت مِنْهُ مسك ريا ختامه ... فيا مُرْسلا قد جَاءَ خير مُرْسل) (وَغير بديع أَن بعثتم أمينكم ... إِلَيّ بِوَحْي الْبر ضمن التفضل) ) (لقد زِدْت فِي الْحسنى وطبت منابتاً ... وحزت من العلياء أشرف منزل) (وحقك إِنِّي لست أخْشَى تشيعاً ... عَلَيْك وَلَكِن سَوف أَدعِي بحنبلي) (فَإِن نفترق فِي مذهبين فإننا ... سيجمعنا صدق الْمحبَّة فِي عَليّ) 3 - (ابْن مُبشر الحاسب) مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن مُبشر أَبُو بكر الحاسب كَانَ يتوكل للأمير أبي نصر ابْن الإِمَام قَدِيما وَكَانَ فَاضلا فِي معرفَة الْحساب والهندسة وَله فِي ذَلِك يَد باسطة قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وتخرجوا بِهِ قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ كيساً حسن الْهَيْئَة جميل الْأَخْلَاق حدث بِشَيْء يسير عَن أبي الْعَلَاء بن عقيل الْبَصْرِيّ كتبت عَنهُ توفّي سنة ثَمَانِي عشرَة وست مائَة وَدفن بمقابر قُرَيْش من بغداذ 3 - (الْوَاعِظ الغزنوي) مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد أَبُو بكر بن أبي الْفتُوح الحدادي الْوَاعِظ من أهل غزنة قدم بغداذ مَعَ وَالِده لما قدم رَسُولا من السُّلْطَان شهَاب الدّين مُحَمَّد بن سَام ملك الْهِنْد وغزنة وَأقَام مُدَّة وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَحصل الْأُصُول قَالَ

أبو عبد الله المقرئ الهمذاني

محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ شَابًّا حسنا وفقيهاً متأدباً حسن الْأَخْلَاق متودداً علقت عَنهُ حَدِيثا أَو حديثين فِي المذاكرة وَأَظنهُ كَانَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة أَو نَحْوهَا 3 - (أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ الهمذاني) مُحَمَّد بن أبي نصر بن أبي عَليّ جيل أَمِير بن أبي نصر بن أبي يعلى أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ من أهل همذان قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات الْكَثِيرَة وأفنى عمره فِي ذَلِك وَأقَام بواسط مُدَّة يقْرَأ على أبي بكر بن الباقلاني وَغَيره وَقدم بغداذ واستوطنها وَقَرَأَ بهَا كثيرا من كتب الْقرَاءَات وَحصل نسخهَا وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين كَأبي الْفَتْح بن شاتيل وَأبي السَّعادات بن زُريق وأبوي الْقَاسِم ذَاكر بن كَامِل وَيحيى بن بوش وَأبي الْفرج ابْن كُلَيْب وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَسمع مَعنا وَلم يتَّفق لي أَن أكتب عَنهُ وَقد روى كثيرا من الْقرَاءَات وَمن المصنفات فِيهَا وَحدث باليسير وَكَانَ إِمَامًا بتربة الْجِهَة السلجوقية بالجانب الغربي من بغداذ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة 3 - (الْحَارِثِيّ العابد) ) مُحَمَّد بن النَّضر الْحَارِثِيّ الْكُوفِي العابد كَانَ من الْأَوْلِيَاء توفّي سنة خمسين وَمِائَة أَو دونهَا كَانَ إِذا ذكر الْمَوْت اضْطَرَبَتْ مفاصله وَقيل وَفَاته سنة ثَمَانِينَ أَو مَا دونهَا 3 - (ابْن الأخرم الْمُقْرِئ) مُحَمَّد بن النَّضر بن مر بن الْحر الربعِي الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن الأخرم من أهل دمشق كَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي علم الْقرَاءَات وَالتَّفْسِير والعربية قَرَأَ الْقُرْآن على أبي عبد الله هَارُون بن مُوسَى بن شريك الْأَخْفَش وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْحسن الدَّارَانِي وَأَبُو بكر السّلمِيّ ورويا عَنهُ وَقدم بغداذ أَيَّام أبي بكر ابْن مُجَاهِد وَأمر ابْن مُجَاهِد أَصْحَابه فقرأوا عَلَيْهِ وَكَانَ متواضعاً حسن الْخلق منبسطاً يعين من يقْرَأ عَلَيْهِ بِالْإِشَارَةِ بِيَدِهِ وَفِيه مرّة إِلَى الضَّم وَمرَّة إِلَى الْفَتْح وَمرَّة إِلَى الْكسر وَمرَّة إِلَى الأدغام وَمرَّة إِلَى الْإِظْهَار بإشارات عرفت مِنْهُ وفهمت عَنهُ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يَوْمًا صائفاً فَصَعدت غمامة على جنَازَته من الْمصلى إِلَى قَبره 3 - (قَاضِي مصر) مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور أَبُو عبد الله المعزي قَاضِي مصر وَابْن قاضيها وأخو قاضيها لبني عبيد ارْتَفَعت رتبته حَتَّى أقعده الْعَزِيز مَعَه على الْمِنْبَر يَوْم عيد النَّحْر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَهُوَ الَّذِي غسل الْعَزِيز لما مَاتَ وازدادت عَظمته عِنْد الْحَاكِم ثمَّ إِنَّه تعلل ولازمه النقرس والقولنج وَمَات فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث ماتئة وَولي بعده ابْن أَخِيه الْحُسَيْن بن عَليّ بن النُّعْمَان ثمَّ إِنَّه عزل وَضربت رقبته وأحرق وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْحَاء

ابن حطيط

3 - (ابْن حطيط) مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن عبد السَّلَام بن حبيب بن حطيط بِالْحَاء الْمُهْملَة المضمومة وطائين مهملتين وَبَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة الْأَصْبَهَانِيّ وشيخها وَابْن شيخها توفّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا 3 - (أَبُو نصر الْأَنْبَارِي) مُحَمَّد بن النفيس بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي أَبُو نصر من أهل الأنبار من بَيت الخطابة وَالْعَدَالَة والْحَدِيث وَالرِّوَايَة قَالَ ابْن النجار وَهُوَ عَم شَيخنَا عبد الله وَصَالح) ابْني عَليّ بن النفيس حدث بالأنبار عَن عَمه أبي نصر يحيى بن عَليّ سمع مِنْهُ يُوسُف بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْكَاتِب الشِّيرَازِيّ واسفندار بن الْمُوفق البوشنجي 3 - (أَبُو الْفَتْح الصُّوفِي) مُحَمَّد بن النفيس بن مُحَمَّد بن عَطاء أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الْمَعَالِي الصُّوفِي برباط المأمونية سمع أَبَا الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى بن شُعَيْب الصُّوفِي وَأَبا بكر سَلامَة بن أَحْمد بن الصَّدْر وَغَيرهمَا وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن أبي الْوَقْت وَكَانَ شَيخا صَالحا متديناً حسن الطَّرِيقَة مشتغلاً بِمَا يعنيه توفّي سنة خمس وَعشْرين وست مائَة 3 - (ابْن صعوة الْحَنْبَلِيّ) مُحَمَّد بن النفيس بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ الدقاق أَبُو سعد الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن صعوة من سَاكِني المأمونية قَرَأَ الْقُرْآن وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن الْمَنِيّ وعَلى إِبْرَاهِيم بن الصقال وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَحصل طرفا من الْأَدَب وَسمع الحَدِيث من أبي عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد الرَّحبِي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن مَنْصُور بن هبة الله الْموصِلِي وَأبي الْحسن عَليّ بن عَسَاكِر البطايحي الْمُقْرِئ وَغَيرهم وَحدث باليسير قَالَ محب الدّين ابْن النجار علقت عَنهُ فِي المذاكرة شَيْئا من الْأَسَانِيد وَكَانَ من الْفُضَلَاء طيب الْأَخْلَاق لطيف الْعشْرَة بساماً متحبباً إِلَى النَّاس مَقْبُول الشكل متودداً من شعره (رق يَا من قلبه حجر ... لجفون حشوها سهر) (ولجسم مَا لناظره ... مِنْهُ إِلَّا الرَّسْم والأثر) (فغرامي لَو تحمله ... صَخْر رضوى كَاد ينفطر) (إِن لومي فِي هَوَاك لمن ... شَرّ مَا يجْرِي بِهِ الْقدر) (يَا بديعاً جلّ عَن شبه ... مَا يداني حسنك الْقَمَر) (صل وَوجه الدَّهْر مقتبل ... فزمان الْوَصْل مُخْتَصر) (كم رَأينَا وجنة فتكت ... فمحا آثارها الشّعْر) قلت شعر مَقْبُول منسجم توفّي سنة أَربع وست مائَة وَدفن بمقبرة الزرادين من بَغْدَاد

أبو عبد الله الرزاز

3 - (أَبُو عبد الله الرزاز) مُحَمَّد بن النفيس بن منجب بن الْمُبَارك بن موهوب الرزاز أَبُو عبد الله من أهل بَاب الأزج) من بغداذ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وتفقه على إِبْرَاهِيم بن الصقال وصحبة إِلَى آخر عمره وَكَانَ يتَكَلَّم فِي مسَائِل الْخلاف وَسمع الحَدِيث الْكثير من ابْن كُلَيْب وَابْن الْجَوْزِيّ وذاكر بن كَامِل وَابْن بوش وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحصل الْأُصُول وَقَرَأَ بِنَفسِهِ كثيرا وَكَانَت قِرَاءَته مبينَة مفهومة معربة صَحِيحَة مهذبة وَيكْتب خطا مليحاً ويضبط صَحِيحا وَله معرفَة حَسَنَة بِالْحَدِيثِ وأنسة بِالْعَرَبِيَّةِ قَالَ محب الدّين ابْن النجار سَمِعت مَعَه وبقراءته كثيرا وَسمع أَيْضا بِقِرَاءَتِي كثيرا واصطحبنا فِي الطّلب وَمَا رَأَيْت فِي الطّلب أميز مِنْهُ وَكَانَ ثِقَة ثبتاً صَدُوقًا متثبتاً مَا علمت عَلَيْهِ فِي الحَدِيث طَعنا وَولي النّظر على غلات التمور الْوَاصِلَة من الْبَصْرَة وواسط فَسَاءَتْ سيرته وارتكب أموراً شنيعة فِي ظلم النَّاس وَكَثُرت الشكاوي عَلَيْهِ وَعم جوره فأزيلت يَده عَن ذَلِك وَترك الْقُضَاة قبُول شَهَادَته ثمَّ أُعِيد إِلَى قبُول الشَّهَادَة توفّي سِتَّة سبع وَعشْرين وست مائَة 3 - (الْعجلِيّ صَاحب أَحْمد) مُحَمَّد بن نوح بن مَيْمُون بن عبد الحميد بن أبي الرِّجَال الْعجلِيّ صَاحب الإِمَام أَحْمد يعرف وَالِده بالمضروب كَانَ مُحَمَّد عَالما زاهداً ورعاً مَشْهُورا بِالسنةِ وَالدّين والثقة امتحن بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن فَثَبت على السّنة حمله الْمَأْمُون وَمَعَهُ أَحْمد بن حَنْبَل إِلَى الرقة على بعير متزاملين فَمَرض مُحَمَّد بن نوح فِي الطَّرِيق فَقَالَ لِأَحْمَد أَبَا عبد الله الله الله فَإنَّك لست مثلي إِنَّك رجل يَقْتَدِي بك وَقد مد هَذَا الْخلق أَعْنَاقهم إِلَيْك لما يكون مِنْك فَاتق الله واثبت لأَمره فَمَاتَ بعانة فدفنه الإِمَام أَحْمد بهَا سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (التَّيْمِيّ العامري) مُحَمَّد بن نَوْفَل التَّيْمِيّ العامري الْكُوفِي من ولد الْحَارِث بن تيم لَهُ قصيدة طَوِيلَة يطعن فِيهَا على يحيى بن عمر الْعلوِي عِنْد ظُهُوره بِالْكُوفَةِ مِنْهَا (عجبت ليحيى الطَّالِبِيُّ وخبثه ... وتغريره بِالنَّفسِ عِنْد فَنًّا الْعُمر) (تمنى بَنو بيض الرماد سفاهةً ... أماني كَانَت مِنْهُم مَوضِع السِّرّ) (إِزَالَة ملك قدر الله أَنه ... على ولد الْعَبَّاس وقف مدى الدَّهْر) (وَوَاللَّه مَا تنفك بالرغم مِنْكُم ... حكومتهم فِيمَا يجوز إِلَى الْحَشْر) (رَضِينَا بِملك المستعين وهديه ... على رغم آناف الروافض والصعر) ) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأمين) مُحَمَّد بن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو عبد الله الْأمين ابْن أَمِير

الْمُؤمنِينَ الرشيد ابْن الْمهْدي كَانَ ولي الْعَهْد بعد أَبِيه وَكَانَ من أحسن الشَّبَاب صُورَة أَبيض طَويلا ذَا قُوَّة مفرطة وبطش وشجاعة مَعْرُوفَة وفصاحة وأدب وَفضل وبلاغة لَكِن سيء الرَّأْي كثير التبذير أرعن لَا يصلح للإمارة وَمن قوته يُقَال إِنَّه قتل أسداً بيدَيْهِ قَالَ المَسْعُودِيّ وَلم يل الْخلَافَة إِلَى وقتنا هَذَا هاشمي ابْن هاشمية سوى الْحسن وَأَبِيهِ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ والأمين لِأَنَّهُ ابْن زبيدة وَهِي أم جَعْفَر بنت جَعْفَر بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور عَاشَ سبعا وَعشْرين سنة وَآخر أمره خلع ثمَّ أسر وَقتل صبرا فِي الْمحرم سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وطيف بِرَأْسِهِ لِأَنَّهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين خلع الْمَأْمُون أَخَاهُ وَعقد الْولَايَة لوَلَده مُوسَى وَهُوَ طِفْل وَبلغ ذَلِك الْمَأْمُون فتسمى بِإِمَام الْمُؤمنِينَ وكوتب بذلك وَعقد الْأمين لعَلي بن عِيسَى بن ماهان على بِلَاد الْجبَال وهمذان ونهاوند وقم وأصبهان وَأمر لَهُ فِيمَا قيل بِمِائَتي ألف دِينَار وَأعْطى لجنده مَالا عَظِيما وَفرق الْأمين على أهل بغداذ ثَلَاثَة آلَاف ألف دِرْهَم وشخص عَليّ من بغداذ وَمَعَهُ قيد فضَّة ليقيد بِهِ الْمَأْمُون بِزَعْمِهِ وَسَار مَعَه الْأمين إِلَى النهروان وَعرض الْجند الَّذين جهزهم مَعَ ابْن ماهان فَلَقِيَهُ طَاهِر بن الْحُسَيْن من قبل الْمَأْمُون وَهُوَ فِي أقل من أَرْبَعَة آلَاف فَارس فَقتل ابْن ماهان وَلما وصل رَأسه إِلَى الْمَأْمُون سلم عَلَيْهِ بالخلافة فِي خُرَاسَان وَجَاء خَبره إِلَى الْأمين فَقَالَ للَّذي أخبرهُ ويك دَعْنِي فَإِن كوثراً صَاد سمكتين وَأَنا إِلَى الْآن مَا صدت شَيْئا وَقيل إِن جَيش ابْن ماهان كَانَ أَرْبَعِينَ ألفا وَنَدم الْأمين على خلع الْمَأْمُون وطمع الْأُمَرَاء فِيهِ وشغبوا جندهم بِالطَّلَبِ من الْأمين ثمَّ جهز عبد الرَّحْمَن بن جبلة الْأَنْبَارِي أَمِير الدينور بالعدة وَالْقُوَّة فِي عشْرين ألف فَارس فَسَار إِلَى همذان وَضبط طرقها وحصن سورها واستعد لمحاربة طَاهِر فَقتل عبد الرَّحْمَن وانكسر جَيْشه بعد حروب عَظِيمَة وَسَار طَاهِر وَقد خلت الْبِلَاد فَأَقَامَ بحلوان وَخَنْدَق بهَا على جنده وَلم يزل الْأمين يُجهز عسكراً بعد عَسْكَر إِلَى طَاهِر وَهُوَ ينتصر عَلَيْهِم إِلَى أَن دَعَا الْمَأْمُون الْفضل بن سهل فولاه على جَمِيع الْمشرق من همذان إِلَى جبل سقينان والتبت طولا وَمن بَحر فَارس والهند إِلَى بَحر الديلم وجرجان عرضا وَقرر لَهُ ثَلَاثَة آلَاف ألف دِرْهَم ولقبه ذَا الرياستين وَولى أَخَاهُ الْحسن بن سهل ديوَان الْخراج ثمَّ إِن الْأمين عَفا عَن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عِيسَى بن ماهان بَعْدَمَا جرى مِنْهُ مَا جرى وجهزه إِلَى حلوان) لقِتَال طَاهِر ثمَّ إِنَّه غدر وهرب فَقتل وَأتي بِرَأْسِهِ إِلَى الْأمين وَتقدم طَاهِر إِلَى الأهواز وَولي عماله على الْيَمَامَة والبحرين وَتوجه إِلَى وَاسِط فَدَخلَهَا وَوجه إِلَى الْكُوفَة أَحْمد بن الْمُهلب الْقَائِد وَعَلَيْهَا يَوْمئِذٍ الْعَبَّاس بن مُوسَى الْهَادِي فَبَلغهُ الْخَبَر فَخلع الْأمين وَكتب بِالطَّاعَةِ لطاهر وَكَذَلِكَ عَامل الْبَصْرَة وَغلب طَاهِر على الْمَدَائِن فَجهز الْأمين مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْقَائِد وَمُحَمّد بن حَمَّاد الْبَرْبَرِي فَكَانَت بَينهمَا وَبَين طَاهِر وقْعَة شَدِيدَة وَانْهَزَمَ مُحَمَّد الْقَائِد وَبَقِي أَمر الْأمين كل يَوْم فِي إدبار وَالنَّاس معذورون لكَونه خلع أَخَوَيْهِ الْمَأْمُون والمؤتمن وَأقَام بدلهما ابْنه مُوسَى طفْلا رضيعاً وَأما دَاوُد بن عِيسَى فَإِنَّهُ خلع الْأمين وَبَايع لِلْمَأْمُونِ وُجُوه أهل الْحَرَمَيْنِ وَسَار فِي وُجُوه أَهله إِلَى الْمَأْمُون بمرو وَأقَام طَاهِر لَا

يَأْتِيهِ جَيش من الْأمين إِلَّا قهره وهزمه وَفِي سنة سبع لحق الْقَاسِم الملقب بالمؤتمن وَهُوَ أَخُو الْمَأْمُون وَمَنْصُور بن الْمهْدي بالمأمون وَتقدم طَاهِر فَنزل بِبَاب الأنبار بالبستان فَضَاقَ ذرع الْأمين وتفرق مَا كَانَ فِي يَده من الْأَمْوَال فَأمر بِبيع مَا فِي الخزائن من الْأَمْتِعَة وَضرب أواني الذَّهَب وَالْفِضَّة وَكَثُرت الْحَرْب وَالْهدم حَتَّى درست محَاسِن بغداذ وعملت فِيهَا المراثي وطاهر مصابر الْأمين وجنده حَتَّى مل أهل بغداذ قِتَاله فاستأمن إِلَى طَاهِر المتوكلون للأمين بقصر صَالح وسلموه الْقصر بِمَا فِيهِ ثمَّ استأمن صَاحب الشَّرْط مُحَمَّد بن عِيسَى فضعف ركن الْأمين واستسلم دَاخل قصر صَالح أَبُو الْعَبَّاس يُوسُف ابْن يَعْقُوب الباذغيسي وَجَمَاعَة القواد وَلما كَانَت وقْعَة هَذَا الْقصر وَقع الْأمين على الْأكل وَالشرب وَاللَّهْو ووكل الْأَمر إِلَى مُحَمَّد بن عِيسَى بن نهيك وَبَقِي يُقَاتل عَن الْأمين غوغاء بغداذ والعيارون والحرافشة فأنكوا فِي أَصْحَاب طَاهِر وأيقن مُحَمَّد بِالْهَلَاكِ ودام حِصَار بغداذ هَكَذَا خَمْسَة عشر شهرا وَفِي سنة ثَمَان قفر خُزَيْمَة بن خازم من كبار قواد الْأمين إِلَى طَاهِر بن الْحُسَيْن هُوَ وَمُحَمّد بن عَليّ بن عِيسَى بن ماهان فوثبا على جسر دجلة وقطعاه وركزا أعلامهما وخلعا الْأمين ودعوا لِلْمَأْمُونِ فَأصْبح طَاهِر وَقد ألح بِالْقِتَالِ على أَصْحَاب الْأمين وَقَاتل بِنَفسِهِ وَدخل بِالسَّيْفِ قسراً ونادى من دخل بَيته فَهُوَ آمن ثمَّ أحَاط بِمَدِينَة الْمَنْصُور وبقصر زبيدة وَقصر الْخلد فَخرج مُحَمَّد بأَهْله وَأمه من الْقصر إِلَى مَدِينَة الْمَنْصُور وتفرق عَامَّة جنده وغلمانه وَقل عَلَيْهِم الْقُوت وَالْمَاء ثمَّ إِنَّه خرج لَيْلَة فِي حراقة لما قوي الْحصار يَوْم الْخَمِيس وَالْجُمُعَة والسبت وَطلب هزيمَة فَلَمَّا سمع بذلك طَاهِر خرج إِلَيْهِ ورماه بالنشاب فَانْكَفَأت الحراقة وغرق الْأمين وَمن كَانَ فِيهَا فسبح حَتَّى صَار إِلَى بُسْتَان) مُوسَى فَعرفهُ مُحَمَّد بن حميد الظَّاهِرِيّ فصاح بِأَصْحَابِهِ وَأخذ بِرجلِهِ وَحمل على برذون وَخَلفه من يمسِكهُ كالأسير وَحمل إِلَى طَاهِر فَدَعَا طَاهِر بمولاه قُرَيْش الدنداني فَأمره بقتْله وَنصب رَأسه على حَائِط بُسْتَان وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا رَأس المخلوع مُحَمَّد ثمَّ بعث بِهِ مَعَ الْبرد والقضيب والمصلى وَهُوَ من سعف مبطن مَعَ ابْن عَمه مُحَمَّد بن مُصعب إِلَى الْمَأْمُون وَقَالَ لَهُ قد بعثت لَك بالدنيا وَهُوَ رَأس الْأمين وبالآخرة وَهِي الْبرد والقضيب فَأمر الْمَأْمُون لمُحَمد بن مُصعب بِأَلف ألف دِرْهَم وَلما رأى رَأس الْأمين سجد وَكَانَ قَتله سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وخلافته أَربع سِنِين وأياماً وَكَانَ الْأمين بُويِعَ بالخلافة فِي عَسْكَر أَبِيه بطوس صَبِيحَة اللَّيْلَة الَّتِي توفّي فِيهَا أَبوهُ وَذَلِكَ يَوْم السبت لأَرْبَع خلون من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَعشْرين سنة أَو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَكَانَ الْمَأْمُون يَوْمئِذٍ بمرو واستوزر الْفضل بن الرّبيع وَولى إِسْمَاعِيل بن صبيح الرسائل والتوقيعات وَعِيسَى بن عَليّ بن ماهان الشرطة وَقيل عبد الله بن حَازِم وَأول مَا بَدَأَ بِهِ الْأمين إِطْلَاق عبد الْملك بن صَالح بن عَليّ الْهَاشِمِي من الْحَبْس وَكَانَ قد حَبسه هَارُون وَكَانَ هَارُون الرشيد يعرف بفراسته مَا وَقع بَين الْأمين والمأمون فَكَانَ ينشده (مُحَمَّد لَا تبغض أَخَاك فَإِنَّهُ ... يعود عَلَيْك الْبَغي إِن كنت بَاغِيا) (فَلَا تعجلن فالدهر فِيهِ كِفَايَة ... إِذا مَال بالأقوام لم يبْق بَاقِيا)

أمير المؤمنين المعتصم

وَفِي الْأمين يَقُول أَبُو الهول الْحِمْيَرِي (ملك أَبوهُ وَأمه من نبعة ... مِنْهَا سراج الْأمة الْوَهَّاج) (شربوا بِمَكَّة فِي ذرى بطحائها ... مَاء النُّبُوَّة لَيْسَ فِيهِ مزاج) يُرِيد أَن أَبَاهُ وَأمه من هَاشم وَمن شعر مُحَمَّد الْأمين فِي محبوبه كوثر الْخَادِم (مَا يُرِيد النَّاس من ص ... ب بِمن يهوى كئيب) (كوثر ديني وَدُنْيا ... ي وسقمي وطبيبي) (أعجز النَّاس الَّذِي يل ... حى محباً فِي حبيب) وَمِنْه فِي طَاهِر (زعم العَبْد طَاهِر ... أنني الْيَوْم غادر) (كذب العَبْد وَهُوَ عَن ... سبل الرشد جَائِر) ) (نقض الْعَهْد وَالَّذِي ... ينْقض الْعَهْد كَافِر) (مظهر سوء فعله ... معلن لَا يساتر) (وَعَلِيهِ تَدور بَال ... بغي مِنْهُ الدَّوَائِر) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتصم) مُحَمَّد بن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو إِسْحَاق المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور ولد سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة وَأمه أم ولد اسْمهَا ماردة روى عَن أَبِيه وَعَن أَخِيه الْمَأْمُون وروى عَنهُ إِسْحَاق الْموصِلِي وحمدون بن إِسْمَاعِيل وَآخَرُونَ بُويِعَ بعد الْمَأْمُون بِعَهْد مِنْهُ إِلَيْهِ فِي رَابِع عشر شهر رَجَب سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أَبيض أصهب اللِّحْيَة طويلها ربع الْقَامَة مشرب اللَّوْن ذَا شجاعة وَقُوَّة وهمة عالية وَكَانَ يُقَال لَهُ الْمُثمن لِأَنَّهُ ثامن خلفاء بني الْعَبَّاس وَملك ثَمَانِي سِنِين وَثَمَانِية أشهر وَفتح ثَمَانِيَة فتوح وَقتل ثَمَانِيَة أَعدَاء بابك وباطيش ومازيار والافشين وعجيفاً وَقَارُون وقائد الرافضة وَرَئِيس الزَّنَادِقَة وَخلف من الذَّهَب ثَمَانِيَة آلَاف ألف دِينَار وَمن الدَّرَاهِم مثلهَا وَمن الْخَيل ثَمَانِينَ ألف فرس وَثَمَانِية آلَاف مَمْلُوك وَثَمَانِية آلَاف جَارِيَة وَبنى ثَمَانِيَة قُصُور وَقيل بلغ عدد مماليكه ثَمَانِيَة عشر ألف مَمْلُوك وَكَانَ عرياً من الْعلم وَكَانَ مَعَه صبي يتَعَلَّم فِي الْكتاب فَقَالَ لَهُ أَبوهُ مَاتَ يَا مُحَمَّد غلامك فَقَالَ نعم واستراح من الْكتاب فَقَالَ أَبوهُ وَإِن الْكتاب ليبلغ مِنْك هَذَا دَعوه وَلَا تعلموه وَكَانَ يكْتب

أبو عيسى ابن الرشيد

وَيقْرَأ ضَعِيفا وغزا عمورية وَفتحهَا وَقتل ثَلَاثِينَ ألفا وَسبي مثلهم وَكَانَ من أهيب الْخُلَفَاء وامتحن الْعلمَاء بِخلق الْقُرْآن وَقَالَ أَحْمد بن أبي دؤاد كَانَ المعتصم يخرج يَده إِلَيّ وَيَقُول عض ساعدي بِأَكْثَرَ قوتك فَأَقُول مَا تطيب نَفسِي فَيَقُول إِنَّه لَا يضرني فأروم ذَلِك فَإِذا هُوَ لَا تعْمل فِيهِ الأسنة فضلا عَن الْأَسْنَان وَقبض يَوْمًا على جندي أَخذ ابْنا لامْرَأَة فَأمره برده فَامْتنعَ فَقبض عَلَيْهِ فَسمِعت صَوت عِظَامه ثمَّ أطلقهُ فَسقط كَانَ ذَلِك فِي حَيَاة الْمَأْمُون وَجعل زند رجل بَين اصبعين فَكَسرهُ وَمَات لَيْلَة الْخَمِيس لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَصلى ابْنه الواثق عَلَيْهِ ولكثرة عسكره وضيق بغداذ عَلَيْهِ بنى سر من رأى وانتقل إِلَيْهَا بعسكره وَسميت الْعَسْكَر وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وعلق لَهُ خَمْسُونَ ألف مخلاة وَلما احْتضرَ قَالَ ذهبت الْحِيلَة وَلَيْسَ حِيلَة كررها حَتَّى صمت أَوْلَاده هَارُون الواثق وجعفر المتَوَكل وَأحمد المستعين قيل هُوَ ابْن ابْنه وقضاته أَحْمد) بن أبي دؤاد وَمُحَمّد بن سَمَّاعَة ووزراؤه الْفضل بن مَرْوَان ثمَّ مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات وحاجبه وصيف مَوْلَاهُ وَهُوَ أول من تسمى بخليفة الله وَأول من تزيا بزِي الأتراك وَلبس التَّاج ورفض زِيّ الْعَرَب وَترك سُكْنى بغداذ وَأورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي المعجم (قرب النحام واعجل يَا غُلَام ... واطرح السرج عَلَيْهِ واللجام) (أعلم الأتراك إِنِّي خائض ... لجة الْمَوْت فَمن شَاءَ أَقَامَ) وَقَوله أَيْضا (لم يزل بابك حَتَّى ... صَار للْعَالم عبره) (ركب الْفِيل وَمن ير ... كب فيلاً فَهُوَ شهره) وَقَالَ فِي غُلَامه عَجِيب (إِنِّي هويت عجيبا ... هوى أرَاهُ عجيبا) (طَبِيب مَا بِي من الح ... ب لَا عدمت الطبيبا) (الْوَجْه مِنْهُ كبدرٍ ... وَالْقد يَحْكِي القضيبا) 3 - (أَبُو عِيسَى ابْن الرشيد) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو عِيسَى بن هَارُون الرشيد ولي إمرة الْكُوفَة سنة أَربع كَانَ مَوْصُوفا بِحسن الصُّورَة وَكَمَال الظّرْف وَله أدب وَشعر قَالَ ابْن حَاتِم العكلي لم ير النَّاس أجمل مِنْهُ قطّ إِذا أَرَادَ أَن يركب جلس النَّاس حَتَّى يروه أَكثر مِمَّا يَجْلِسُونَ

أبو أحمد ابن الرشيد

للخلفاء قَالَ لَهُ الرشيد وَهُوَ صَغِير لَيْت جمالك لعبد الله يُرِيد الْمَأْمُون فَقَالَ على أَن حَظه لي فأعجبه جَوَابه على صغره وضمه إِلَيْهِ وَقَبله وَكَانَ يصرع فِي الْيَوْم مَرَّات حَتَّى مَاتَ سنة عشر وَمِائَتَيْنِ أَو مَا قبلهَا وَنزل الْمَأْمُون فِي قَبره وَوجد عَلَيْهِ وَامْتنع من الطَّعَام أَيَّامًا وَكَانَت أمه بربرية وَيُقَال اسْمه أَحْمد وَإِنَّمَا اشْتهر بكنيته وَكَانَت بَينه وَبَين طَاهِر ابْن الْحُسَيْن عَدَاوَة وَكَانَ يهجو طَاهِرا ويرثي الْأمين وَمن شعر أبي عِيسَى (لساني كتوم لأسرارهم ... ودمعي نموم بسري مذيع) (فلولا دموعي كتمت الْهوى ... وَلَوْلَا الْهوى لم تكن لي دموع) وَمِنْه أَيْضا (قَامَ بقلبي وَقعد ... ظَبْي نفي عني الْجلد) ) (أسهرني ثمَّ رقد ... وَمَا رثى لي من كمد) (بدر إِذا ازددت هوى ... وذلة تاه وَصد) (واعطشا إِلَى فَم ... يمج خمرًا من برد) 3 - (أَبُو أَحْمد ابْن الرشيد) مُحَمَّد بن هَارُون الرشيد أَبُو أَحْمد أَخُو أبي الْعَبَّاس الْآتِي ذكره أمه أم ولد يُقَال لَهَا كتمان كَانَ ظريفاً أديباً معاشراً للفضلاء منادماً للخلفاء كَانَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ يُؤَدب أَبَا أَحْمد ابْن الرشيد فَلَمَّا كبر أَبُو أَحْمد لم ير أبوعمر مِنْهُ مَا أمل فَكتب إِلَيْهِ (إِن حق التَّأْدِيب حق الْأُبُوَّة ... عِنْد أهل النهى وَأهل المروه) (وأحق الأقوام أَن يعرفوا الح ... ق ويرعوه أهل بَيت النبوه) توفّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ أَحْمد بن المتَوَكل 3 - (أَبُو سُلَيْمَان ابْن الرشيد) مُحَمَّد بن هَارُون الرشيد أَخُو الْإِخْوَة الْمَذْكُورين ذكره ابْن جرير الطَّبَرِيّ وَقَالَ أمه أم ولد يُقَال لَهَا رواح وكنيته أَبُو سُلَيْمَان 3 - (أَبُو أَيُّوب ابْن الرشيد) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو أَيُّوب أَخُو الْإِخْوَة الْمَذْكُورين أمه مولدة من الْكُوفَة يُقَال لَهَا خلوب كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا ذكره أَبُو بكر الصولي قَالَ وَمن شعره فِي الْمَأْمُون (يَا إِمَام الْعَصْر طَالَتْ غيبتي ... عَنْك فالحاسد مَبْسُوط اللِّسَان) (عاقب المذنب إِن شِئْت وَلَا ... تلقه بالهجر فِي بَحر الهوان) وَمن شعره فِي خَادِم لبَعض إخْوَته

أبو يعقوب ابن الرشيد

(ضَاقَ بِي للصدود وَاسع أرضي ... بَين طول مِنْهَا فسيح وَعرض) (وَمَشى السقم بَين أحشاي حَتَّى ... صَار بَعْضِي للسقم يرحم بَعْضِي) (قلت والغمض قد تمنع واللي ... ل مُقيم مَا إِن يهم بنهض) (أَي ذَنْب أذنبت يَا رب حَتَّى ... حل غمض الورى وَحرم غمضي) 3 - (أَبُو يَعْقُوب ابْن الرشيد) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو يَعْقُوب أَخُو الْإِخْوَة الْمَذْكُورين أمه أم ولد يُقَال لَهَا سررة توفّي سنة) ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقد خرج مَعَ إخْوَته لتلقي الافشين بقناطر خدينة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس ابْن الرشيد) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو الْعَبَّاس ابْن الرشيد وَهُوَ مَعْرُوف بكنيته لِأَنَّهُ لَهُ عدَّة أخوة لَا يعْرفُونَ إِلَّا بكناهم كَانَ مغفلاً توفّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ أَو مَا دونهَا مُحَمَّد بن هَارُون بن مخلد وَهُوَ أَخُو مَيْمُون بن هَارُون الرِّوَايَة وَيعرف مُحَمَّد بكبة الْكَاتِب قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان متوكلي يَقُول فِي رِوَايَة أبي هفان وَقد رُوِيَ لغيره (كَأَنِّي بإخواني على حافتي قَبْرِي ... يهيلونه فَوقِي وأعينهم تجْرِي) (عَفا الله عني حِين أصبح ثاوياً ... أزار فَلَا أَدْرِي وأجفى فَلَا أَدْرِي) وَكتب لبَعض إخوانه وَقد حبس (يعز علينا أَن نزورك فِي الْحَبْس ... وَلم نستطع نفديك بِالْمَالِ وَالنَّفس) (فَقدنَا بك الْأنس الطَّوِيل وعطلت ... مجَالِس كَانَت مِنْك تأوي إِلَى أنس) (لَئِن سترتك الْجدر عَنَّا فَرُبمَا ... رَأينَا جلابيب السَّحَاب على الشَّمْس) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُهْتَدي) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو إِسْحَاق وَقيل أَبُو عبد الله أَمِير الْمُؤمنِينَ الْخَلِيفَة الصَّالح الْمُهْتَدي بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور ولد فِي خلَافَة جده سنة بضع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وبويع بالخلافة لليلة بقيت من رَجَب سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَله بضع وَثَلَاثُونَ سنة وَمَا قبل بيعَة أحد حَتَّى أُتِي بالمعتز فَلَمَّا رَآهُ قَامَ لَهُ وَسلم على المعتز بالخلافة وَجلسَ بَين يَدَيْهِ وَجِيء بالشهود فَشَهِدُوا على المعتز أَنه عَاجز عَن الْخلَافَة فاعترف بذلك وَمد يَده فَبَايع الْمُهْتَدي بِاللَّه وَهُوَ ابْن عَمه فارتفع الْمُهْتَدي حِينَئِذٍ إِلَى صدر الْمجْلس وَقَالَ لَا يجْتَمع سيفان فِي غمد وَكَانَ أسمر رَقِيقا مليح الْوَجْه ورعاً متعبداً عادلاً قَوِيا فِي أَمر الله

بطلاً شجاعاً لكنه لم يجد ناصراً وَلَا معينا على الْخَيْر وَكَانَ يلبس فِي اللَّيْل جُبَّة صوف وَكسَاء وَيُصلي فيهمَا وَيفْطر فِي رَمَضَان على خبز نقي وملح وخل وزيت وَيَقُول فَكرت فِي أَنه كَانَ فِي بني أُميَّة عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ من التقلل والتقشف على مَا بلغنَا فغرت على بني هَاشم وَأخذت نَفسِي بذلك وَكَانَ اطرَح الملاهي وَحرم الْغناء وحسم أَصْحَاب السُّلْطَان عَن الظُّلم وَكَانَ شَدِيد الإشراف على أَمر الدَّوَاوِين ثمَّ إِن الأتراك خَرجُوا عَلَيْهِ وحاربهم بِنَفسِهِ وجرح فأسروه) وخلعوه ثمَّ قَتَلُوهُ سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ قَالَ العمراني إِن الأتراك عصروا خصاه حَتَّى مَاتَ وَبَايَعُوا أَحْمد بن المتَوَكل ولقبوه الْمُعْتَمد على الله فِي سادس عشر رَجَب فَكَانَت خلَافَة الْمُهْتَدي سنة إِلَّا خَمْسَة عشر يَوْمًا جلس يَوْمًا للمظالم فاستعداه رجل على ابْن لَهُ فَأحْضرهُ وَحكم عَلَيْهِ برد الْحق للرجل فَقَالَ الرجل أَنْت وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَمَا قَالَ الْأَعْشَى (حكمتموه فَقضى بَيْنكُم ... أَبيض مثل الْقَمَر الزَّاهِر) (لَا يقبل الرِّشْوَة فِي حكمه ... وَلَا يُبَالِي غبن الخاسر) فَقَالَ الْمُهْتَدي أما أَنا فَمَا جَلَست هَذَا الْمجْلس حَتَّى قَرَأت وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة فَلَا تظلم نفس شَيْئا وَإِن كَانَ مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل أَتَيْنَا بهَا وَكفى بِنَا حاسبين قَالَ الإسكافي فَمَا رَأَيْت باكياً أَكثر من ذَلِك الْيَوْم ومدحه البحتري بقصيدة أَولهَا (إِذا عرضت أحداج ليلى فنادها ... سقتك الغوادي المزن صوب عهادها) وبقصيدة أُخْرَى مِنْهَا (هجرت الملاهي خشيَة وتفردا ... بآيَات ذكر الله يُتْلَى حكيمها) (وَمَا تحسن الدُّنْيَا إِذا هِيَ لم تعن ... بآخرة حسناء يبْقى نعيمها) أَوْلَاده سَبْعَة عشر ذكرا وست بَنَات وَأَوْلَاده أَعْيَان أهل بغداذ وهم الخطباء بالجوامع وَمِنْهُم الْعُدُول وَلم يبْق ببغداذ من الْخُلَفَاء أَكثر من وَلَده وزراؤه أَبُو أَيُّوب بن وهب وجعفر بن مُحَمَّد ثمَّ صرفه وقلدها عبد الله بن مُحَمَّد بن يزْدَاد قُضَاته الْحسن بن أبي الشَّوَارِب فَعَزله وَولي عبد الرَّحْمَن بن نائل الْبَصْرِيّ أسْند الْمُهْتَدي الحَدِيث فَقَالَ حَدثنِي عَليّ ابْن هَاشم ثَنَا مُحَمَّد بن حسن الْفَقِيه عَن ابْن أبي ليلى عَن دَاوُد بن عَليّ عَن أَبِيه عبد الله بن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ للْعَبَّاس وَقد سَأَلَهُ مَا لنا فِي هَذَا الْأَمر فَقَالَ لي النُّبُوَّة وَلكم الْخلَافَة بِي فتح الله هَذَا الْأَمر وبكم يختمه وَأورد الصولي للمهتدي فِي الأوراق (أما وَالَّذِي أَعلَى السَّمَاء بقدرة ... وَمَا زَالَ قدماً فَوق عرش قد اسْتَوَى) (لَئِن تمّ لي التَّدْبِير فِيمَا أريده ... لتفتقدن التّرْك يَوْمًا فَلَا ترى)

ابن المقتدر

3 - (ابْن المقتدر) مُحَمَّد بن هَارُون بن جَعْفَر المقتدر بن أَحْمد المعتضد بن الْمُوفق بن جَعْفَر المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس ذكره) هِلَال بن المحسن الصابي فِي تَارِيخه وَقَالَ إِنَّه توفّي فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الواثق) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو إِسْحَاق ابْن الواثقي بن المعتصم بن الرشيد قَالَ الصولي سَمَّاهُ المعتصم باسمه وكناه بكنيته حمل مَعَ إخْوَته بعد قتل أَخِيه مُحَمَّد الْمُهْتَدي بِاللَّه إِلَى بغداذ من سر من رأى وَهُوَ صبي صَغِير فحبس بهَا 3 - (أَبُو الرؤوس الْمُقْرِئ) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ الملقب أَبَا الرؤوس ذكره أَبُو بكر الْبَاطِرْقَانِيُّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء قَرَأَ على رُوَيْم بن يزِيد وروى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن أبي طَالب كَانَ صَدُوقًا من خِيَار النَّاس وأفضلهم توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ مُحَمَّد بن هَارُون بن شُعَيْب بن عبد الله بن عبد الْوَاحِد من ولد أنس بن مَالك سمع بِالشَّام ومصر وَالْعراق وأصبهان وصنف وَخرج وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَافِظ شيطا) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو جَعْفَر المخرمي البغداذي الفلاس الْحَافِظ شيطا بالشين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف والطاء الْمُهْملَة توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الرؤياني) مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو بكر الرؤياني الْحَافِظ لَهُ مُسْند مَشْهُور وَله تصانيف فِي الْفِقْه توفّي سنة سبع وَثَلَاث مائَة 3 - (إِمَام جَامع الْمَنْصُور) مُحَمَّد بن هَارُون بن الْعَبَّاس بن عِيسَى بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور ولي إِقَامَة الْحَج فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَأقَام خمسين سنة يُصَلِّي بِجَامِع الْمَنْصُور إِمَامًا وَكَانَ من أهل السّتْر والصيانة وَالْفضل توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاث مائَة وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة وَولي ابْنه جَعْفَر مَكَانَهُ فَأَقَامَ بعد أَبِيه تِسْعَة أشهر ثمَّ توفّي سنة تسع وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَضْرَمِيّ البغداذي) مُحَمَّد بن هَارُون بن عبد الله بن حميد أَبُو حَامِد الْحَضْرَمِيّ بغداذي وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره) وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

البعلبكي

3 - (البعلبكي) مُحَمَّد بن الهاشم الْقرشِي البعلبكي روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ صَدُوق يحْتَج بِهِ توفّي فِي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الخالدي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن هَاشم بن وَعلة بن عُثْمَان بن بِلَال الخالدي الْموصِلِي الشَّاعِر الْمَشْهُور أَخُو سعيد بن هَاشم وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف السِّين فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَا شاعرين اشْتَركَا فِي كثير من الشّعْر وَنسب إِلَيْهِمَا مَعًا وَكِلَاهُمَا من خَواص سيف الدولة بن حمدَان وَمُحَمّد الْأَكْبَر والخالدية قَرْيَة من عمل الْموصل توفّي سنة ثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة تَقْرِيبًا وَكَانَا خَزَنَة كتب سيف الدولة وَقد اختارا من الدَّوَاوِين كثيرا وجمعا مجاميع أدبية مليحة وَمن شعر مُحَمَّد الْمَذْكُور (حَيّ الْجِيَاد من العقيق وَإِن عفت ... فِيهِ عهود أحبة ومعاهد) (وبكت بكاي على رباه غمائم ... يحتثهن بوارق ورواعد) (وعَلى الصَّبِي أَيَّام صبري نَاقص ... عَن شمس كلته ووجدي زَائِد) (طلعت لنا فأنار بدر طالع ... وتأودت فاهتز غُصْن مائد) (وبكت أسى فانهل در ذائب ... وتبسمت فأضاء طل جامد) وَقَالَ (وصبغ شقائق النُّعْمَان يَحْكِي ... يواقيتاً نظمن على اقتران) (وَأَحْيَانا نشبهها خدوداً ... كستها الراح ثوبا أرجواني) (شقائق مثل أقداح ملاء ... وخشخاش كفارغة القناني) (وَلما غازلتها الرّيح خلنا ... بهَا جيشي وغى يتقابلان) (تخال بِهِ ثغوراً باسماتٍ ... إِذا مَا افتر نور الأقحوان) (وآذريونه قد شبهوه ... بتشبيه صَحِيح فِي الْمعَانِي) (بكأس من عقيق فِيهِ مسك ... وَهَذَا الْحق أيد بِالْبَيَانِ) 3 - (صَاحب مَكَّة) ) مُحَمَّد بن هَاشم الْعلوِي صَاحب مَكَّة كَانَ يخْطب لبني عبيد مرّة ولبني الْعَبَّاس مرّة بِحَسب من تقوى مِنْهُمَا توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْخَطِيب الْحلَبِي) مُحَمَّد بن هَاشم بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد الْخَطِيب الْعَالم

ابن الوراق النحوي

أَبُو عبد الرَّحْمَن ابْن أبي طَاهِر الْأَسدي نَيف على الثَّمَانِينَ وَحدث عَن أَبِيه ولأبيه ديوَان خطب وَكَانَا شافعيين توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (ابْن الْوراق النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن هبة الله أَبُو الْحسن ابْن الْوراق النَّحْوِيّ شيخ الْعَرَبيَّة ببغداذ قَالَ السَّمْعَانِيّ تفرد بِعلم النَّحْو وَهُوَ سبط أبي سعيد السيرافي توفّي سنة سبعين وَثَلَاث مائَة أَو مَا يقاربها 3 - (أَبُو بكر الْأَوَانِي) مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو بكر الْأَوَانِي ولي قَضَاء دجيل مُدَّة نِيَابَة عَن ابْن المرخم فِي أَيَّام المقتفي ثمَّ تولى النّظر بديوان التركات الحشرية فِي أَيَّام المستضيء وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة توفّي فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو بكر الطَّبَرِيّ) مُحَمَّد بن هبة الله بن الْحسن بن مَنْصُور أَبُو بكر بن أبي الْقَاسِم كَانَ وَالِده من حفاظ الحَدِيث أسمعهُ الْكثير وَحدث بِأَكْثَرَ مسموعاته وَمضى على استقامة سمع أَبَا الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد الحفار وَأَبا عبد الله الْحُسَيْن بن الْحسن المَخْزُومِي وأبوي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان وَعلي بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَأَبا الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلد الْبَزَّاز وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَأَبُو الْحسن ابْن عبد السَّلَام وَأَبُو مَنْصُور الْقَزاز وَعبد الْخَالِق بن عبد الصَّمد بن الْبدن وَأَبُو المفائز أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبزورِي وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الْخياط الْمُقْرِئ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَدفن بمقبرة الشونيزي 3 - (ابْن المندوف) مُحَمَّد بن هبة الله بن الْحسن بن عَليّ بن الجعفروني العكبري أَبُو بكر الْعَطَّار الْمَعْرُوف بِابْن المندوف البغداذي حدث عَن أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن بن السراج سمع مِنْهُ) أَبُو محمدٍ عبد الله بن أَحْمد بن الخشاب وَقَالَ كَانَ شَيخا صَالحا توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن جزنا الْكُوفِي) مُحَمَّد بن هبة الله بن الْحُسَيْن بن جزنا أَبُو مَنْصُور التَّمِيمِي الْكُوفِي قَرَأَ الْأَدَب على أَحْمد بن نَاقَة وَسمع الحَدِيث مِنْهُ وَمن أبي الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن غبرة الْحَارِثِيّ وَكتب بِخَطِّهِ شَيْئا من الحَدِيث والنحو وَغير ذَلِك قَالَ محب الدّين النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ شَيخا حسنا أديباً فَاضلا صَالحا متديناً صَدُوقًا أَمينا زيدي الْمَذْهَب حسن الِاعْتِقَاد جميل الطَّرِيقَة لَازِما لمنزله مشتغلاً بِمَا يعنيه توفّي سنة سبع وست مائَة فِي صفر وَدفن بالوردية 3 - (ابْن كلبون النسابة) مُحَمَّد بن هبة الله بن عبد السَّمِيع بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن

ابن أبي حامد

عَليّ بن الْعَبَّاس ابْن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الصَّمد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَبُو تَمام الْهَاشِمِي الْخَطِيب النسابة الْمَعْرُوف بِابْن كلبون كَانَ يتَوَلَّى الخطابة بِجَامِع القطيعة وَكَانَ قيمًا بِمَعْرِِفَة أَنْسَاب الطالبيين حفظه للحكايات والأشعار كتب عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب النَّحْوِيّ والشريف أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الزيدي شَيْئا من الْأَسَانِيد وروى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد ابْن حَمْزَة الموازيني الدِّمَشْقِي إنشاداً فِي مشيخته توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ 3 - (ابْن أبي حَامِد) مُحَمَّد بن هبة الله بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نجا بن مُوسَى ابْن سعد بن أبي وَقاص الصَّحَابِيّ رَضِي الله عَنهُ الْمَعْرُوف بِابْن أبي حَامِد من بَيت مَشْهُور بالحشمة والثروة والجاه والتقدم وَهُوَ بَقِيَّة بَيته سمع عَمه أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز والنقيب أَبَا الْحسن مُحَمَّد بن طراد الزَّيْنَبِي وَأَبا الْوَقْت عبد الأول السجْزِي قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا متديناً سليم الْجَانِب مَحْمُود الطَّرِيقَة حسن الْأَخْلَاق صَدُوقًا توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وست مائَة عَن ثَلَاث وَتِسْعين سنة 3 - (أَبُو رضوَان الْموصِلِي) ) مُحَمَّد بن هبة الله بن عَليّ أَبُو رضوَان الْموصِلِي سمع ببغداذ أقضى الْقُضَاة أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن حبيب الْمَاوَرْدِيّ وَقدم دمشق وَسمع أَبَا بكر الْخَطِيب وَأَبا الْحسن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أبي الْحَدِيد وَالْقَاضِي أَبَا الْحُسَيْن يحيى بن زيد الزُّبْدِيُّ وَحدث هُنَاكَ روى عَنهُ الْفَقِيه نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَأَبُو الْفرج الإِسْفِرَايِينِيّ 3 - (أَبُو الدلف الْكَاتِب) مُحَمَّد بن هبة الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم بن زهمويه أَبُو الدلف الْكَاتِب من أهل الأزج كَانَ كَاتبا حاذفاً أديباً فَاضلا لَهُ شعر وبلاغة كَانَ كَاتبا للأمير أبي الْحسن ابْن المستظهر بِاللَّه فَلَمَّا خرج على أَخِيه المسترشد وهرب من دَار الْخلَافَة وَنهب الْبِلَاد وآذى الْعباد كَانَ أَبُو الدلف مَعَه فأركب على جمل بسرج وألبس قَمِيصًا أَحْمَر وَجعل فِي عُنُقه مخانق من برم وَعِظَام وبعر وَجعل على رَأسه برنس أَحْمَر بودع وخرز وَشهر من بَاب النوبي الشريف إِلَى بَاب الأزج وَخَلفه غُلَام بِالدرةِ يعلوه بهَا وينادي عَلَيْهِ ثمَّ سجن فِي الْحَبْس من شعره (يَا من يقرب وَصلي مِنْهُ موعده ... لَوْلَا عوائق من خلف تباعده) (لَا تحسبن دموعي الْبيض غير دمي ... وَإِنَّمَا نَفسِي الحامي يَصْعَدهُ) وَمِنْه أَيْضا

أبو الفرج الوكيل

(يَا أَبَا الْفَتْح أَن ودك عِنْدِي ... مثل روض قد جاده الْقطر لَيْلًا) (واشتياقي إِلَيْك افرط حَتَّى ... خفت إِن زَاد صرت مَجْنُون ليلى) وَقَالَ وَقد أَرَادَ العبور إِلَى الْجَانِب الغربي فاشتدت الرّيح فِي دجلة وَامْتنع من العبور (كل أَمْرِي فِي هواكم عجب ... قادني من منعا) (كلما أقدم بِي مقصوره ... زِدْت بالممدود مِنْهُ جزعا) توفّي فِي السجْن سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة وَأخرج قبل الْعشَاء الْآخِرَة فِي تَابُوت وَدفن فِي مَقْبرَة الدِّمَشْقِي فجَاء أَهله وأخرجوه وَحَمَلُوهُ إِلَى قبر أَحْمد ودفنوه قبل نصف اللَّيْل 3 - (أَبُو الْفرج الْوَكِيل) مُحَمَّد بن هبة الله بن كَامِل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْفرج ابْن أبي الْقَاسِم من سَاكِني دَار الْخلَافَة ببغداذ قَرَأَ الْقُرْآن على أبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الْمُقْرِئ وتفقه على أبي الْحسن ابْن الْخلّ وَأبي نصر بن زرما وتأدب وَصَحب الْعلمَاء وَكَانَ وَالِده قد أسمعهُ فِي صباه) من أبي غَالب أَحْمد بن الْبناء وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن عبد الوَاسِطِيّ وَأبي النَّجْم بدر بن عبد الله الشيخي وَجَمَاعَة قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا حسن الْأَخْلَاق لَدَيْهِ فضل وَكَانَ وَكيلا للخليفة ثمَّ عزل وَلزِمَ بَيته وافتقر وَسَاءَتْ حَاله وَلَزِمتهُ الْأَمْرَاض إِلَى حِين وَفَاته توفّي سنة سبع وست مائَة وَدفن بالشونيزية 3 - (أَبُو تَمام الْخَطِيب) مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي مُوسَى الْهَاشِمِي أَبُو تَمام الْخَطِيب كَانَ فَقِيها فَاضلا على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل وَسمع الحَدِيث الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَحدث باليسير عَن أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر وَأبي الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل الْحَافِظ الْأَصْفَهَانِي سمع مِنْهُ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن نَاصِر اليزدي وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الْجَوْهَرِي البروجردي وروى عَنهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن البوقي الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن هبة الله بن يحيى بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي أَبُو الْعَلَاء ابْن أبي جَعْفَر الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن البوقي من أهل وَاسِط كَانَ وَالِده إِمَامًا فِي الْفِقْه والزهد وَأَبُو الْعَلَاء هَذَا كَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بالفقه وَالْخلاف والفرائض والحساب وَله فِيهِ مصنفات قدم بغداذ وسكنها مُدَّة وَتكلم مَعَ الْفُقَهَاء فِي مسَائِل الْخلاف وناب فِي ديوَان الْمجْلس عَن الْوَزير أبي جَعْفَر ابْن الْبَلَدِي ي أَيَّام المستنجد وَسمع الحَدِيث بواسط من القَاضِي

أبو جعفر الصوفي

أبي عَليّ الْحسن بن إِبْرَاهِيم الفارقي وَأبي الْكَرم نصر الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ وَأبي الْحسن عَليّ بن هبة الله وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة تسعين وَخمْس مائَة بقرية من سَواد الْحلَّة وَدفن بعْدهَا حمل فِي مشْهد الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا 3 - (أَبُو جَعْفَر الصُّوفِي) مُحَمَّد بن هبة الله بن المكرم بن عبد الله أَبُو جَعْفَر الصُّوفِي النَّيْسَابُورِي من أَوْلَاد الْمُحدثين سمع أَبَاهُ أَبَا نصر وَالْقَاضِي أَبَا الْفضل مُحَمَّد بن عمر الأرموي وَأَبا الْفضل الْحَافِظ مُحَمَّد بن نَاصِر والمظفر بن أردشير وَأَبا الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَغَيرهم توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة 3 - (الْبَنْدَنِيجِيّ الشَّافِعِي) ) مُحَمَّد بن هبة الله بن ثَابت الإِمَام أَبُو نصر الْبَنْدَنِيجِيّ الشَّافِعِي كَانَ من أكبر أَصْحَاب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ سمع وَحدث كَانَ يقْرَأ فِي كل أُسْبُوع سِتَّة آلَاف مرّة قل هُوَ الله أحد ويعتمر فِي رَمَضَان ثَلَاثِينَ عمْرَة وَهُوَ ضَرِير يُؤْخَذ بِيَدِهِ توفّي بِمَكَّة سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (السلماسي الشَّافِعِي) محمّد بن هبة الله بن عبد الله السديد السلماسي الْفَقِيه الشَّافِعِي هُوَ الَّذِي شهر طَريقَة الشريف بالعراق قَصده النَّاس وَاشْتَغلُوا عَلَيْهِ وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم الْعِمَاد مُحَمَّد والكمال مُوسَى ولدا يُونُس وحسبك بهما وَكَانَ أحد المعيدين بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَسمع من أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن محمويه اليزدي وَغَيره توفّي سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وَدفن بالعطافية وَلم يعقب 3 - (أَبُو نصر ابْن الشِّيرَازِيّ الْكَبِير) مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن مميل الشِّيرَازِيّ أَبُو نصر بن أبي الْعَلَاء الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل شيراز وَمن أهل البيوتات الْكِبَار بهَا قدم بغداذ وَبهَا توفّي قَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ولازمه حَتَّى برع فِي ذَلِك وَصَارَ أحد المعيدين بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَطلب الحَدِيث وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ أَكثر مَا سمع سمع أَبَا مُحَمَّد عبد الله الصريفيني وَأَبا الْحُسَيْن أَحْمد بن النقور وَأَبا مَنْصُور عبد الْبَاقِي الْعَطَّار وَأَبا الْقَاسِم عَليّ بن البسري والشريف أَبَا نصر مُحَمَّدًا الزَّيْنَبِي وَأَبا الْقَاسِم عبد الْعَزِيز الْأنمَاطِي وَأَبا مُحَمَّد أَحْمد الدقاق وأخاه أَبَا الْغَنَائِم مُحَمَّدًا وَأَبا الْخطاب نصر بن البطر وَأَبا الْقَاسِم عبد الله الْحَلَال وَأَبا الْقَاسِم يُوسُف المهرواني وَأَبا الْحُسَيْن عَاصِمًا العاصمي وخلقاً غَيرهم وَحدث

القاضي شمس الدين ابن الشيرازي

بالكثير وروى عَنهُ وَلَده أَبُو مُحَمَّد هبة الله بن المكرم الصُّوفِي وَمُحَمّد بن بركَة بن كرما وَغَيرهم وَابْن بوش التَّاجِر وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْخلاف وَيعرف الحَدِيث ثِقَة صَدُوقًا توفّي سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة ومولده تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَيَأْتِي بعد هَذَا ذكر حفيده القَاضِي شمس الدّين 3 - (القَاضِي شمس الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ) مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن يحيى ابْن بنْدَار بن مميل) القَاضِي شمس الدّين أَبُو نصر ابْن الشِّيرَازِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة أجَاز لَهُ الْوَقْت وَنصر ابْن سيار الْهَرَوِيّ وَجَمَاعَة وَسمع الْكثير وَطَالَ عمره وَتفرد عَن أقرانه اسْتَقل بِالْقضَاءِ بعد نِيَابَة فِي الشَّام ودرس بمدرسة الْعِمَاد الْكَاتِب وَتركهَا ودرس بالشامية الْكُبْرَى وَكَانَ عديم النظير فِي عدم الْمُحَابَاة فِي الحكم يَسْتَوِي عِنْده الخصمان فِي النّظر وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَهُوَ حفيد أبي نصر الْمُقدم ذكره 3 - (عَم الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم) مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد القَاضِي الزَّاهِد أَبُو غَانِم ابْن القَاضِي أبي الْفضل ابْن العديم الْعقيلِيّ الْحلَبِي سمع وروى وتفقه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَتعبد وَانْقطع لِلْعِبَادَةِ وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء حلب فَامْتنعَ وَهُوَ عَم الصاحب كَمَال الدّين عمر توفّي سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَكَانَ يكْتب فِي رَمَضَان إِذا اعْتكف مُصحفا أَو مصحفين وَكتب تصانيف التِّرْمِذِيّ وعني بهَا وَكتب على طَريقَة ابْن البواب مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى بن زُهَيْر بن هَارُون بن مُوسَى ابْن العديم الْعقيلِيّ الْحلَبِي أَبُو غَانِم كَانَ فَقِيها فَاضلا زاهداً عفيفاً سمع أَبَاهُ وَغَيره وَولي قَضَاء حلب وأعمالها وخطابتها فِي أَيَّام تَاج الدولة تتش سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَلم يزل قَاضِيا إِلَى أَن عَزله رضوَان لما خطب للمصريين وَولي الْقَضَاء الزوزني العجمي وَلما أُعِيدَت الْخطْبَة للعباسيين أُعِيد أَبُو غَانِم للْقَضَاء وجاءه التَّقْلِيد من بغداذ بِالْقضَاءِ والحسبة وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب كَانَ يَوْمًا قد صلى بالجامع وخلع نَعْلَيْه قرب الْمِنْبَر وَكَانَا جديدين فَلَمَّا قضى الصَّلَاة وَقَامَ ليلبسهما وجد نَعْلَيْه العتيقين مكانهما فَسَأَلَ غُلَامه عَن ذَلِك فَقَالَ جَاءَ إِلَيْنَا وَاحِد السَّاعَة وطرق الْبَاب

أبو شجاع الواعظ

وَقَالَ يَقُول لكم القَاضِي أنفذوا إِلَيْهِ مداسه الْعَتِيق فقد سرق مداسه الْجَدِيد فَضَحِك وَقَالَ جزاه الله خيرا فَإِنَّهُ لص شفوق وَهُوَ فِي حل مِنْهُ توفّي أَبُو غَانِم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو شُجَاع الْوَاعِظ) مُحَمَّد بن هبة الله أَبُو شُجَاع الْوَاعِظ ذكره أَبُو بكر ابْن كَامِل الْخفاف فِي مُعْجم شُيُوخه وروى عَنهُ شَيْئا من شعره وَمن شعره (إلام الْتفت وفيم افتكرت ... رَأَيْت الْأُمُور عمى كلهَا) ) (عذيري من زمن كلما ... شددت عرى أملي حلهَا) وَمِنْه (يَا نسيم الشمَال من أَرض نجد ... خبر الظاعنين شوقي ووجدي) (لم تزل بِي نَوَائِب الدَّهْر حَتَّى ... تَرَكتنِي نَوَائِب الدَّهْر وحدي) (من معيد أيامي الْبيض فِي نج ... د وهيهات أَيْن أَيَّام نجد) وَمِنْه (قلت للقمري إِذْ نَا ... ح بلَيْل فشجاني) (لَيْت شعري مَا الَّذِي أش ... جاك والمحبوب دَان) قلت شعر مَقْبُول 3 - (الْعِمَاد ابْن الشّرف الاصبهاني) مُحَمَّد بن هبة الله بن عبد الْوَهَّاب أَبُو الْعَلَاء الْأَصْبَهَانِيّ يعرف بالعماد ابْن الشّرف كَانَ جده قَاضِي خوزستان اجْتمع بِهِ الْعِمَاد الْكَاتِب بأصبهان فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَلم يبقل شَاربه وَكَانَ فَقِيها فَاضلا أديباً وَمن شعره (أَضَاء بوادي الأثل وَاللَّيْل مظلم ... بريق كَحَد السَّيْف ضرجه الدَّم) (فشبهته إِذْ لَاحَ فِي غسق الدجى ... بأسنان زنجي غَدَتْ تتبسم) (إِذا الْبَرْق أجْرى طرفه فصهيله ... إِذا مَا تفرى رعده المترنم) (ترى صفحة الخضراء والنجم فَوْقه ... ككف سدوسي بدا فِيهِ دِرْهَم) (سرى وعَلى الْآفَاق أَثوَاب ظلمَة ... وأزرارها مِنْهَا سماك ومرزم) (وذكرني عهد الغواني وَلم تزل ... تفيض دموعي فِي هَواهَا وتسجم) (ومذ غربت بالبعد عني شموسها ... تطلع فِي عَيْني من الدمع أنجم) 3 - (صعوداء النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن هُبَيْرَة الْأَسدي أَبُو سعيد النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بصعوداء

أبو الهذيل العلاف

من أهل الْكُوفَة وَمن أَعْيَان علمائها بالنحو واللغة وفنون الْأَدَب قدم بغداذ وَكَانَ مُخْتَصًّا بِعَبْد الله بن المعتز وَعمل لَهُ رِسَالَة فِيمَا انكرته الْعَرَب على أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام ووافقته فِيهِ وَكَانَ مؤدب أَوْلَاد مُحَمَّد بن يزْدَاد وَزِير الْمَأْمُون وَله كتاب مُصَنف فِيمَا يَسْتَعْمِلهُ الْكتاب) 3 - (أَبُو الْهُذيْل العلاف) مُحَمَّد بن الْهُذيْل بن عبد الله بن مَكْحُول العلاف الْبَصْرِيّ المعتزلي أَبُو الْهُذيْل وَقيل اسْمه أَحْمد وَكَانَ من أجلاد الْقَوْم رَأْسا فِي الاعتزال وَمن الْمُعْتَزلَة فرقة ينسبون إِلَيْهِ يعرفونه بالهذيلية يَقُولُونَ بمقالاته زعم أَن أهل الْجنَّة تَنْقَطِع حركاتهم حَتَّى لَا يتكلموا كلمة وَيَنْقَطِع نعيمهم وَكَذَلِكَ أهل النَّار خمود سكُوت وتجتمع اللَّذَّة لأهل الْجنَّة والآلام لأهل النَّار فِي ذَلِك السّكُون وَهَذَا قريب من مَذْهَب جهم بن صَفْوَان فَإِنَّهُ حكم بِفنَاء الْجنَّة وَالنَّار وَإِنَّمَا الْتزم أَبُو الْهُذيْل هَذَا الْمَذْهَب لِأَنَّهُ لما الْتزم فِي مسئلة حدث الْعَالم أَن الْحَوَادِث الَّتِي لَا أول لَهَا كالحوادث الَّتِي لَا آخر لَهَا إِذْ كل وَاحِد مِنْهُمَا لَا يتناهى قَالَ إِنِّي لَا أَقُول بحركات لَا تتناهى بل يصيرون إِلَى سُكُون دَائِم فَظن أَن مَا الْتزم من الْإِشْكَال فِي الْحَرَكَة لَا يلْزمه فِي السّكُون وَغلط فِي ذَلِك بل هُوَ لَازم فَلَا فرق فِي امْتنَاع عدم التناهي بَين الحركات والسكون وَأثبت إرادات لَا فِي مَحل وَهُوَ أول من أحدث هَذِه الْمقَالة وَتَابعه عَلَيْهَا جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَقَالَ بعض كَلَام البارئ لَا فِي مَحل وَهُوَ قَوْله كن وَبَعضه فِي مَحل كالأمر وَالنَّهْي وَالْخَبَر والاستخبار وابتدع القَوْل بِأَن الْمَقْتُول بِالسَّيْفِ أَو غَيره لم ينْتَه أَجله وَلَا مَاتَ بأجله حَتَّى لَو فَرضنَا أَنه لم يقتل لبقي إِلَى أَجله فَيَمُوت وَكَذَلِكَ من أكل حَرَامًا لم يَأْكُل رزقه وَانْفَرَدَ بأَشْيَاء غير هَذِه يرْوى عَن الْمَأْمُون قَالَ لحاجبه من بِالْبَابِ فَقَالَ أَبُو الْهُذيْل وَعبد الله بن إباض الْخَارِجِي وَهِشَام ابْن الْكَلْبِيّ الرافضي فَقَالَ مَا بَقِي من رُؤُوس جَهَنَّم أحد إِلَّا وَقد حضر شرب مرّة عِنْد أنَاس فراود غُلَاما أَمْرَد فَضَربهُ بتور فَدخل فِي رقبته مثل الطوق فأحضر حداد حَتَّى فكه من عُنُقه وَقَالَ أَبُو الْهُذيْل أول مَا تَكَلَّمت كَانَ عمري خمس عشرَة سنة فبلغني أَن يَهُودِيّا قدم الْبَصْرَة وَقطع كل من فِيهَا فَقلت لِعَمِّي امْضِ بِي إِلَيْهِ حَتَّى أناظره فَقَالَ لَا طَاقَة لَك بِهِ فَقلت بلَى فمضينا إِلَيْهِ فَوَجَدته فِي إِثْبَات نبوة مُوسَى وإنكار نبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَقُول نَحن قد اتفقنا على نبوة مُوسَى فأثبتوا لنا نبوة مُحَمَّد حَتَّى نقر بِهِ فَقلت لَهُ أَسأَلك أَو تَسْأَلنِي فَقَالَ مستصغراً أَو مَا ترى مَا فعلت بمشايخك فَقلت دع هَذَا واسألني أَو أَسأَلك فَقَالَ أَلَيْسَ قد ثبتَتْ نبوة مُوسَى وَصحت دلائله اتقر بِهَذَا أم تجحده فَقلت لَهُ سَأَلتنِي عَن نبوة مُوسَى وَهَذَا على أَمريْن أَحدهمَا مُوسَى الَّذِي أخبر عَن نبوة مُحَمَّد وَبشر بِهِ وَأمر باتباعه فَإِن كنت سَأَلتنِي عَن نبوة هَذَا فَأَنا أقرّ بِهِ وَهُوَ نَبِي وَالثَّانِي مُوسَى الَّذِي لم يخبر) عَن نبوة مُحَمَّد وَلَا بشر بِهِ وَلَا أَمر باتباعه فَلَا أقرّ بِهِ وَلَا أعرفهُ فَإِنَّهُ شَيْطَان فتحير الْيَهُودِيّ ثمَّ قَالَ لي مَا تَقول فِي التَّوْرَاة فَقلت هِيَ أَيْضا منقسمة إِلَى

المهدي الأموي

قسمَيْنِ توراة فِيهَا ذكر النَّبِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والبشارة بِهِ وَالْأَمر باتباعه فَهِيَ التَّوْرَاة الْحق الْمنزلَة وتوراة لَيْسَ فِيهَا ذكر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا الْبشَارَة بِهِ فَهِيَ بَاطِلَة لَا أصدق بهَا فتحير الْيَهُودِيّ وَانْقطع ثمَّ قَالَ لي أُرِيد أسارك فِي شَيْء فتقدمت إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ يَشْتمنِي ويشتم معلمي وأبوي وَظن أَنِّي أرد عَلَيْهِ وأضاربه بِحَضْرَة النَّاس فَيَقُول إِنَّهُم تغلبُوا عَليّ فَقلت للْجَمَاعَة مَا قَالَ وعرفتهم مَا أَرَادَ فَأَخَذته الْأَيْدِي بالنعال فَخرج هَارِبا من الْبَصْرَة ولد أَبُو الْهُذيْل سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَمَات سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فعمر مائَة عَام فَقيل توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ المَسْعُودِيّ فِي مروج الذَّهَب إِنَّه توفّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قد كف بَصَره وخرف آخر عمره إِلَّا أَنه لَا يذهب عَلَيْهِ شَيْء من الْأُصُول لكنه ضعف عَن المناظرة ومحاجة الْمُخَالفين لَهُ حُكيَ عَنهُ أَنه لَقِي صَالح ابْن عبد القدوس وَقد مَاتَ لَهُ ولد وَهُوَ شَدِيد الْجزع عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْهُذيْل لَا أرى لجزعك عَلَيْهِ وَجها إِذْ كَانَ الْإِنْسَان عنْدك كالزرع فَقَالَ صَالح يَا أَبَا الْهُذيْل إِنَّمَا أجزع عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لم يقْرَأ كتاب الشكوك فَقَالَ وَمَا كتاب الشكوك قَالَ كتاب وَضعته من قَرَأَهُ يشك فِيمَا كَانَ حَتَّى يتَوَهَّم أَنه لم يكن ويشك فِيمَا لم يكن حَتَّى يتَوَهَّم أَنه كَانَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْهُذيْل فَشك أَنْت فِي مَوته واعمل على أَنه لم يمت وَشك فِي قِرَاءَته الْكتاب واعمل على أَنه قَرَأَهُ وَإِن لم يكن قَرَأَهُ فأخجله وَقيل إِنَّمَا قَالَ ذَلِك ابْن أُخْته إِبْرَاهِيم النظام وَهُوَ الصَّحِيح وَلأبي الْهُذيْل كتاب يعرف بميلاس وَكَانَ ميلاس هَذَا مجوسياً جمع بَين أبي الْهُذيْل وَبَين جمَاعَة من الثنوية فقطعهم أَبُو الْهُذيْل فَأسلم ميلاس عِنْد ذَلِك 3 - (الْمهْدي الْأمَوِي) مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار ابْن النَّاصِر لدين الله أبي الْمطرف عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد الْأمَوِي هُوَ أول من فتح على بني أُميَّة بالمغرب بَاب الْفِتْنَة قَامَ فِي ثَلَاثَة عشر رجلا توثب على الْأَمر بالأندلس وخلع الْمُؤَيد بِاللَّه هشاماً وَحَارب عبد الرَّحْمَن الْحَاجِب ابْن أبي عَامر القحطاني الَّذِي وثب قبله بِسنة وسمى نَفسه ولي الْعَهْد وَجعل ابْن عَمه مُحَمَّد بن الْمُغيرَة حَاجِبه وَأمر بِإِثْبَات كل من جَاءَهُ فِي الدِّيوَان فَلم يبْق زاهد وَلَا جَاهِل وَلَا حجام حَتَّى جَاءَهُ) فَاجْتمع لَهُ نَحْو من خمسين ألفا وذلت لَهُ الوزراء والصقالبة وَجَاءُوا وَبَايَعُوهُ وَأمر بِنَهْب دور بني عَامر وانتهب جَمِيع مَا فِي الزهراء من الْأَمْوَال وَالسِّلَاح حَتَّى قلعت الْأَبْوَاب فَيُقَال إِن الَّذِي وصل إِلَى خزانَة ابْن عبد الْجَبَّار خَمْسَة آلَاف ألف دِينَار وَخمْس مائَة ألف دِينَار وَمن الْفضة ألف ألف دِرْهَم ثمَّ وجد بعد ذَلِك خوابي فِيهَا ألف ألف وَمِائَة ألف دِينَار وخطب لَهُ بالخلافة بقرطبة وَتسَمى بالمهدي وَقطعت دَعْوَة الْمُؤَيد وَصلى الْمهْدي الْجُمُعَة بِالنَّاسِ وخطب بلعنة عبد الرَّحْمَن بن أبي عَامر الملقب بشنشول ثمَّ سَار إِلَى حربه إِثْر ذَلِك سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ القَاضِي ابْن ذكْوَان يحرض على قِتَاله وَيَقُول هُوَ كَافِر وَكَانَ قد اسْتَعَانَ بعسكر من الفرنج وَقَامَ مَعَه ابْن غومص القومص فَسَار إِلَى قرطبة وَأخذ أَمر ابْن عبد الْجَبَّار يقوى وَأمر شنشول

يضعف وَأَصْحَابه تنسحب عَنهُ فَقَالَ لَهُ القومص ارْجع بِنَا قبل أَن يدهمنا الْعَدو فَأبى وَمَال إِلَى دير شريش جوعان سهران فَنزل لَهُ الراهب بِخبْز ودجاجة فَأكل وَشرب وسكر وَجَاء لحربه حَاجِب الْمهْدي فِي خمس مائَة فَارس فجدوا فِي السّير وقبضوا عَلَيْهِ فَقَالَ أَنا فِي طَاعَة الْمهْدي وَظهر مِنْهُ جزع وذل وَقيل قدم الْحَاجِب ثمَّ ضربت عنق شنشول وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا شنشول المأبون وَلما استوسق الْأَمر لِابْنِ عبد الْجَبَّار أظهر من الخلاعة أَكثر مِمَّا ظهر من شنشول وأربى عَلَيْهِ فِي الْفساد وَأخذ الْحرم وَعمد إِلَى نَصْرَانِيّ يشبه الْمُؤَيد بِاللَّه ففصده حَتَّى مَاتَ وَأخرجه للنَّاس وَقَالَ هَذَا هِشَام وَصلى عَلَيْهِ وَدَفنه وَوصل إِلَى ابْن عبد الْجَبَّار رَسُول صَاحب طرابلس الغرب فلفل بن سعيد الزناتي دَاخِلا فِي الطَّاعَة وَسَأَلَهُ إرْسَال سكَّة يضْرب بهَا الذَّهَب على اسْمه كل ذَلِك ليعينه على باديس بن الْمَنْصُور فَخرج باديس وَأخذ طرابلس وَكتب إِلَى عَمه حَمَّاد فِي إغراء الْقَبَائِل على ابْن عبد الْجَبَّار وَكَانَ ابْن عبد الْجَبَّار لخذلانه قد همّ بالغدر بالبربر الَّذين حوله وَصرح بذلك الجهلة فنم عَلَيْهِ هِشَام بن سُلَيْمَان بن النَّاصِر لدين الله وحرضهم على خلعه فَقتلُوا وزيريه مُحَمَّد بن درى وَخلف بن طريف وثار الهيج وَاجْتمعَ لهشام عَسْكَر وحرقوا السراجين وعبروا القنطرة ثمَّ تخاذلوا عَن هِشَام فاخذ هُوَ وَولده وَأَخُوهُ أَبُو بكر فَقتله ابْن عبد الْجَبَّار صبرا وَقتل خلقا من البربر ثمَّ إِن البربر تحيزوا إِلَى قلعة رَبَاح وهرب مَعَهم سُلَيْمَان بن الحكم فَبَايعُوهُ وسموه المستعين بِاللَّه وجمعوا لَهُ مَالا نَحْو مائَة ألف دِينَار وَتوجه بالبربر إِلَى طليطلة فامتنعوا عَلَيْهِ ثمَّ ملكهَا وَقتل واليها فاعتد ابْن عبد الْجَبَّار للحصار وجزع حَتَّى جرأ عَلَيْهِ الْعَامَّة ثمَّ بعث عسكراً فَهَزَمَهُمْ) سُلَيْمَان فَوَثَبَ النَّاس لِلْقِتَالِ وَكَانَ أَكثر عَسْكَر ابْن عبد الْجَبَّار فحامين وحاكة وقارب سُلَيْمَان قرطبة فبرر إِلَيْهِ عَسْكَر ابْن عبد الْجَبَّار فناجزهم سُلَيْمَان فَكَانَ من غرق مِنْهُم فِي الْوَادي أَكثر مِمَّن قتل وَكَانَت وقْعَة هائلة وَذهب فِيهَا خلق من الأخيار والمؤذنين وَالْأَئِمَّة فَلَمَّا أصبح ابْن عبد الْجَبَّار أخرج الْمُؤَيد بِاللَّه هشاماً الَّذِي كَانَ أظهر مَوته فأجلسه للنَّاس وَأَقْبل القَاضِي يَقُول هَذَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا مُحَمَّد نَائِبه فَقَالَ لَهُ البربر يَا ابْن ذكْوَان بالْأَمْس تصلي عَلَيْهِ وَالْيَوْم تحييه وَخرج أهل قرطبة إِلَى المستعين سُلَيْمَان فَأحْسن ملتقاهم واختفى ابْن عبد الْجَبَّار واستوسق أَمر المستعين وَدخل الْقصر وَأرى النَّاس قتلاهم وَكَانُوا نَحْو اثْنَي عشر ألفا ثمَّ هرب ابْن عبد الْجَبَّار إِلَى طليطلة فَقَامُوا مَعَه وَكتب إِلَى الفرنجية وَوَعدهمْ بالأموال فَاجْتمع إِلَيْهِ خلق عَظِيم وَهُوَ أول مَال انْتقل من بَيت مَال الأندلس إِلَى الفرنج وَكَانَت الثغور كلهَا بَاقِيَة على طَاعَة ابْن عبد الْجَبَّار فقصد قرطبة فِي جَيش كَبِير وَكَانَ الْمُلْتَقى على عقبَة الْبَقر على بريد من قرطبة فَاقْتَتلُوا قتالاً شَدِيدا ثمَّ انهزم ابْن عبد الْجَبَّار أقبح هزيمَة وَقتل من الفرنج ثَلَاثَة آلَاف وغرق مِنْهُم خلق وَأسر ابْن عبد الْجَبَّار ثمَّ ضربت عُنُقه وَقطعت أربعته فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة أَربع مائَة وَله أَربع وَثَلَاثُونَ سنة وَمن شعر الْمهْدي الْمَذْكُور فِي غُلَام حَيَّاهُ بقضيب آس (أهديت مشبه قدك المياس ... غصناً رطيباً نَاعِمًا من آس) (فَكَأَنَّمَا تحكيه فِي حركاته ... وكأنما يحكيك فِي الأنفاس)

أبو بكر الأموي المقرئ

وَمِنْه فِي جَارِيَة اطَّلَعت عَلَيْهِ فِي مجْلِس أنسه ويهواها (إِذا طلعت فَلَا شمس وَلَا قمر ... أَنْت الَّتِي لَيْسَ يهوى غَيْرك الْبَصَر) (وكل يَوْم طواك الدَّهْر عَن نَظَرِي ... فَذَاك ذَنْب لَدَيْهِ لَيْسَ يغْتَفر) (يَا زائري وكؤوس الراح دَائِرَة ... لح بدر تمّ فهذي الأنجم الزهر) مُحَمَّد بن هِشَام بن ملاس أَبُو جَعْفَر النميري لَهُ جُزْء رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة عَالِيا توفّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو بكر الْأمَوِي الْمُقْرِئ) مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن سعيد الْخَيْر ابْن الْأَمِير الحكم ابْن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم أَبُو بكر أديب شَاعِر مَشْهُور) بالتقدم فِي الْأَدَب يَقُول الشّعْر بِفضل أدبه فيكثر وَيحسن وَله كتاب أَلفه فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء بالأندلس من شعره (وروضة من رياض الْحزن حالفها ... طل اطلت بِهِ فِي أفقها الْحلَل) (كَأَنَّمَا الْورْد فِيمَا بَينهَا ملك ... موف ونوارها من حوله خول) 3 - (أَبُو محلم الراوية) مُحَمَّد بن هِشَام أَبُو محلم الراوية التَّمِيمِي ثمَّ السَّعْدِيّ هُوَ أَعْرَابِي بَصرِي كَانَ احفظ النَّاس للْعلم وأذكاهم وَكَانَ يهاجي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الْكَاتِب وأباه وَمن قَوْله فِي إِبْرَاهِيم (تصيخ لكسرى حِين يسمع ذكره ... بصماء عَن ذكر النَّبِي صدوف) (وتعرف فِي إطراء كسْرَى ورهطه ... وَمَا أَنْت فِي أعلاجهم بشريف) وَله وَقيل لمعقل بن عِيسَى أخي أبي دلف (مَا غاض دمعي عِنْد نازلة ... إِلَّا جعلتك للبكا سَببا) (فَإِذا ذكرتك سامحتك بِهِ ... مني الجفون فَفَاضَ وانسكبا) وَتُوفِّي أَبُو محلم سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ ابْن السّكيت كَانَ رَافِضِيًّا 3 - (السدري) مُحَمَّد بن هِشَام بن أبي حميضة مولى لبني عَوَالٍ اشْترى المتَوَكل ولاءه بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم هُوَ أَبُو نبقة السدري كَانَ يصحب الجماز وَعبد الصَّمد ابْن المعذل والجاحظ وأدباء الْبَصْرَة وَهُوَ الْقَائِل

ابن الباقلاني

(سأترك هَذَا الْبَاب مَا دَامَ إِذْنه ... على مَا أرى حَتَّى يلين قَلِيلا) (إِذا لم أجد يَوْمًا إِلَى الْإِذْن سلما ... وجدت إِلَى ترك الْمَجِيء سَبِيلا) 3 - (ابْن الباقلاني) مُحَمَّد بن هِلَال بن أبي الْجَيْش بن عَليّ أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن الباقلاني نزيل مشْهد بَاب ابرز ببغداذ روى عَن أبي بكر بن ثوابة العابر حِكَايَة رَوَاهَا عَنهُ شُجَاع الذهلي وَهِي قَالَ أَبُو بكر العابر سَافَرت إِلَى مَكَّة فِي جمَاعَة من الصُّوفِيَّة فَلَمَّا بلغُوا ذَات عرق لبوا ولبسوا ثِيَاب الْإِحْرَام وَكَانَ فيهم عبد أسود سكيتاً فَلم يلب ذَلِك الْيَوْم مَعَ النَّاس فَقَالَ لَهُ شيخ لنا مُتَقَدم علينا من شَرط الْحَج التَّلْبِيَة وَأَنت مَا لبيت فَقَالَ أَقُول لبيْك وَلم يقل لي يَا مقبل إِذا قَالَ لي يَا) مقبل قلت لبيْك قَالَ فَلَمَّا كَانَ فِي غَد صلى بِنَا الشَّيْخ الْفجْر وَسَمعنَا مُقبلا يَقُول لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك ثمَّ وَقع مَيتا قَالَ فَقُلْنَا قد دَعَاهُ مَوْلَاهُ وواريناه 3 - (ابْن الصابي غرس النِّعْمَة) مُحَمَّد بن هِلَال بن المحسِّن بن إِبْرَاهِيم بن هِلَال بن إِبْرَاهِيم بن زهرون ابْن حيون بن الْوَلِيد بن مَرْوَان بن مَالك بن بروسن أَبُو الْحسن بن أبي الْحُسَيْن ابْن أبي عَليّ بن أبي إِسْحَق الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن الصابي ويلقب بغرس النِّعْمَة من بَيت مَشْهُور بالرياسة وَالْفضل والتقدم والوجاهة وَالْكِتَابَة والبلاغة وَكَانَ جده المحسن فَاضلا كتب الْخط الْمليح وَأَبوهُ إِبْرَاهِيم صَاحب الْفضل الْمَشْهُور والتقدم فِي النّظم والنثر وَكَانَ على دين الصابئة وَأما وَالِده أَبُو الْحُسَيْن هِلَال فَإِنَّهُ أسلم لرؤيا رأى فِيهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحسن إِسْلَامه وَتُوفِّي مُحَمَّد بن هِلَال سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ومولده سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة وَولي ديوَان الْإِنْشَاء أَيَّام الإِمَام الْقَائِم قَالَ ذَلِك ابْن الدبيثي وَله كتاب الهفوات النادرة والذيل على تَارِيخ أَبِيه وَكتاب الرّبيع سلك فِيهِ مَسْلَك نشوار المحاضرة وَخلف سبعين ألف دِينَار مَا كَانَ يظنّ أحد أَنه مَعَه زَكَاتهَا وَقَالَ هبة الله بن الْمُبَارك السَّقطِي أَنه كَانَ يجازف فِي تَارِيخه وَيذكر مَا لَيْسَ بِصَحِيح وابتنى بشارع ابْن أبي عَوْف دَار كتب وقف فِيهَا نَحوا من أَربع مائَة مُجَلد فِي فنون من الْعلم ورتب بهَا خَازِنًا يُقَال لَهُ ابْن الأقساسي الْعلوِي وَتردد الْعلمَاء إِلَيْهَا سِنِين كَثِيرَة ثمَّ صرف الخازن وحك ذكر الْوَقْف من الْكتب وباعها فأنكرت ذَلِك عَلَيْهِ فَقَالَ قد أستغني عَنْهَا بدار الْكتب النظامية قَالَ هبة الله فَقلت بيع الْكتب بعد وقفيتها مَحْظُور فَقَالَ صرفت ثمنهَا فِي الصَّدقَات 3 - (نَاصِر الدّين ابْن الْهمام) مُحَمَّد بن الْهمام بن إِبْرَاهِيم بن الْخضر بن همام بن فَارس نَاصِر الدّين الْقرشِي أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ صاحبنا كَانَ لَهُ سَماع فِي الحَدِيث وَقد حدث عَن النجيب الْحَرَّانِي وَكَانَ ذَا خطّ حسن وَصُورَة حَسَنَة كَرِيمًا محباً فِي الْفُقَرَاء مأمناً

زنبيلويه

للأدباء حسن النغمة بِالْقُرْآنِ وإنشاد الشّعْر باشاً بِأَصْحَابِهِ يحب من يَأْكُل طَعَامه وَمن يجْتَمع بِهِ وَكَانَ يعرف الْحساب واشتغل بالخدم وناب فِي نظر البيمارستان المنصوري وَكَانَ الْفُقَهَاء مَعَهم فِي الجوامك على أحسن حَال وَتُوفِّي سنة سبع وَسبع مائَة) 3 - (زنبيلويه) مُحَمَّد بن هميان بن مُحَمَّد بن عبد الحميد البغداذي الْوَكِيل ولقبه زنبيلويه ويه بعد زنبيل حدث عَن عَليّ بن مُسلم الطوسي توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أفضل الدّين الْأَصْبَهَانِيّ) مُحَمَّد بن الْهَيْثَم بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم أفضل الدّين أَبُو سعد السّلمِيّ الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب لَقيته بأصبهان سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَفِي هَذِه السّنة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى مولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ شَيخا كَبِيرا يحوي علما غزيراً ملازماً لبيته يَقْصِدهُ الْفُضَلَاء والمستفيدون لأخذ الْعلم عَنهُ وَمن نظمه قصيدة يمدح بهَا سيف الدولة صَدَقَة بن مَنْصُور بن دبيس المزيدي بالحلة (ألم بِنَا وَاللَّيْل يعتسف الدجى ... خيال لَهُ اللَّيْل التَّمام تبلجا) (يَخُوض خدارياً من اللَّيْل داجياً ... ويفري غدافياً من الجنح أدعجا) (فَمَا جر ذيلاً فَوق شعب وَلَا أنثنى ... إِلَى جَانب بالقاع إِلَّا تأرجا) مِنْهَا (وَلما تشاكينا النَّوَى بدموعنا ... تحلى وِسَادِي لؤلؤاً مترجرجا) 3 - (عَارض الْعَسْكَر) مُحَمَّد بن أبي الهيجاء الْأَصْبَهَانِيّ قدم بغداذ أَيَّام المقتفي فولاه عرض الْعَسْكَر وَكَانَ ذَا دهاء توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَمن شعره (إِذا لم أنل فِي دولة الْمَرْء غِبْطَة ... وَلم يغشني إحسانه ورعايته) (فسيان عِنْدِي مَوته وحياته ... وسيان عِنْدِي عَزله وولايته) 3 - (ابْن أبي الهيجاء وَالِي دمشق) مُحَمَّد بن أبي الهيجاء بن مُحَمَّد الْأَمِير الْفَاضِل عز الدّين الهذباني الإربلي وَالِي دمشق ولد سنة عشْرين بإربل وَقدم الشَّام شَابًّا واشتغل وجالس الْعِزّ الضَّرِير وَكَانَ جيد الْمُشَاركَة فِي التَّارِيخ وَالْأَدب وَالْكَلَام وَهُوَ مَعْرُوف بالتشيع والرفض وَكَانَ شَيخا كردياً مهيباً يلبس عِمَامَة مُدَوَّرَة وَيُرْسل شعره على كَتفيهِ ولي دمشق فَكَانَ جيد السياسية مَاتَ بالسوادة الَّتِي فِي رمل مصر سنة سبع مائَة) 3 - (ابْن الهيصم الكرامي) مُحَمَّد بن الهيصم أَبُو عبد الله شيخ الكرامية وعالمهم فِي

السلامي

وقته وَهُوَ الَّذِي ناظره ابْن فورك بِحَضْرَة السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين وَلَيْسَ للكرامية مثله فِي الْكَلَام وَالنَّظَر وَكَانَ فِي زَمَانه رَأس طائفته كَمَا كَانَ القَاضِي عبد الْجَبَّار رَأس الْمُعْتَزلَة فِي عصره وَأَبُو إِسْحَق الإِسْفِرَايِينِيّ فِي هَذَا الْعَصْر رَأس الأشاعرة وَالشَّيْخ الْمُفِيد رَأس الرافضة وَأَبُو الْحسن الحمامي رَأس الْقُرَّاء وَأَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ رَأس الصُّوفِيَّة وَأَبُو عمر ابْن دراج القسطلي رَأس الشُّعَرَاء وَالسُّلْطَان مَحْمُود ابْن سبكتكين رَأس الْمُلُوك والحافظ عبد الْغَنِيّ رَأس الْمُحدثين وَابْن هِلَال الْمَعْرُوف بِابْن البواب رَأس الْكتاب المجودين وَعند الْيَهُود شخص كَانَ معاصر ابْن البواب كتب فِي العبراني مثل ابْن البواب فِي الْعَرَبِيّ قَالَ ابْن الهيصم مَا أطلقته المشبهة على الله تَعَالَى من الْهَيْئَة وَالصُّورَة والجوف والاستدارة والوفرة والمصافحة والمعانقة وَنَحْو ذَلِك لَا تطلقه الكرامية عَلَيْهِ بالمعاني الْفَاسِدَة الَّتِي أطلقها المشبهة وَإِنَّمَا أطلقت الكرامية عَلَيْهِ مَا أطلقهُ الْقُرْآن وَالسّنة فَقَط من غير تَشْبِيه وَلَا تكييف وَمَا لم يرد بِهِ قُرْآن وَلَا سنة فَلَا تطلقه عَلَيْهِ بِخِلَاف سَائِر المشبهة وَقَالَ إِن البارئ عَالم بِمَا سَيكون على الْوَجْه الَّذِي يكون فَلَا يَنْقَلِب علمه جهلا ومريد لما يخلق فِي الْوَقْت الَّذِي يخلق بِإِرَادَة حَادِثَة وَقَالَ نَحن نثبت الْقدر خَيره وشره من الله تَعَالَى وَإنَّهُ أَرَادَ الكائنات خَيرهَا وشرها وَخلق الموجودات كلهَا حسنها وقبيحها وَنثْبت للْعَبد فعلا بِلَا قدرَة حَادِثَة فَسمى ذَلِك كسباً 3 - (السلَامِي) مُحَمَّد بن لاجين أَبُو عبد الله السلَامِي قَالَ محب الدّين ابْن النجار ذكره شَيخنَا يحيى بن الْقَاسِم قَاضِي تكريت أَنه قدم عَلَيْهِ وأنشده مادحاً لَهُ قصيدة أَولهَا (كم لي أعنف فِي هَوَاك عذولا ... وأجن مِنْك صبَابَة ونحولا) (وأود مِنْك على التَّقَرُّب والنوى ... طيفاً يبشر باللقاء رَسُولا) (يَا شادناً سمحت بِحِفْظ وداده ... نَفسِي فَأصْبح بالوصال بَخِيلًا) (رفقا جعلت لَك الْفِدَاء فإنني ... رمت السلو فَمَا وجدت سَبِيلا) (أخليت قلبِي من سواك فَلم يزل ... بجفاك من دون الورى مأهولا) (ومنعت فِي حبيك من سنة الْكرَى ... جفني فَأصْبح بالسهاد كحيلا) ) (كن كَيفَ شِئْت فلست أول من غَدا ... دَمه لغير جِنَايَة مطلولا) (لَا تحسبن جفاك يحدث سلوة ... عِنْدِي فأرغب فِي سواك بديلا) (كلا وَمن أَعْطَاك من دون الورى ... وَجها يسر الناظرين جميلا) قلت شعر عذب منسجم 3 - (العابد الْبَصْرِيّ) مُحَمَّد بن وَاسع بن جَابر بن الْأَخْنَس أَبُو بكر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ عَابِد

تاج الدين الحنفي

الْبَصْرَة أحد الْأَئِمَّة الْعباد روى عَن أنس بن مَالك ومطرف بن الشخير وَعبيد بن عُمَيْر الْمَكِّيّ وَعبد الله بن الصَّامِت وَأبي صَالح السمان وَابْن سِيرِين وَغَيرهم روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ الْعجلِيّ ثِقَة صَالح قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ ثِقَة لكنه بلي برواة ضعفاء قَالَ الْأَصْمَعِي لما صَاف قُتَيْبَة التّرْك وهاله أَمرهم سَأَلَ عَن مُحَمَّد بن وَاسع فَقيل هُوَ ذَاك فِي الميمنة جانح على قوسه يبصبص بإصبعه إِلَى السَّمَاء فَقَالَ تِلْكَ الإصبع أحب إِلَيّ من مائَة ألف سيف شهر وشاب طرير وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة 3 - (تَاج الدّين الْحَنَفِيّ) مُحَمَّد بن وثاب بن رَافع أَبُو عبد الله تَاج الدّين الْحَنَفِيّ كَانَ فَقِيها عَالما فَاضلا حسن الشكل درس وَأفْتى وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وَكَانَ سديداً فِي أَحْكَامه مشكور السِّيرَة توفّي بِدِمَشْق سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين 3 - (الوَاسِطِيّ) مُحَمَّد بن وَزِير الوَاسِطِيّ روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو جَعْفَر الْقَائِد) مُحَمَّد بن وَرْقَاء بن نصلة الشَّيْبَانِيّ الْقَائِد قَالَ (شَيبَان قومِي وَلَيْسَ النَّاس مثلهم ... لَو ألقموا مَا تضيء الشَّمْس لالتقموا) (لَو يقسم الْمجد أَربَاعًا لَكَانَ لنا ... ثَلَاثَة وبربع تجتزي الْأُمَم) (ثَلَاثَة صافيات قد جمعن لنا ... وَنحن فِي الرّبع بَين النَّاس نستهم) وَهَذَا الْبَيْت جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد هَذَا وَأَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن وَرْقَاء بن مُحَمَّد ابْن وَرْقَاء وَأَبُو أَحْمد) عبد الله بن وَرْقَاء وَسَيَأْتِي ذكر كل وَاحِد مِنْهُم فِي مَكَانَهُ 3 - (ابْن وشاح) مُحَمَّد بن وشاح بن عبد الله أَبُو عَليّ ولد سنة تسع وَسبعين وَثَلَاث مائَة كَانَ كَاتبا لنقيب النُّقَبَاء الْكَامِل وَكَانَ فَاضلا توفّي عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَمن شعره (حملت الْعَصَا لَا الضَّعِيف أوجب حملهَا ... عَليّ وَلَا أَنِّي تحنيت من كبر) (ولكنني ألزمت نَفسِي بحملها ... لأعلمها أَن الْمُقِيم على سفر)

الحافظ ابن وضاح المغربي

3 - (الْحَافِظ ابْن وضاح المغربي) مُحَمَّد بن وضاح الْقُرْطُبِيّ الْحَافِظ ولد سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة بقرطبة وَسمع يحيى بن يحيى وَمُحَمّد بن خَالِد وَجَمَاعَة بالأندلس قَالَ ابْن الفرضي رَحل إِلَى الْمشرق رحلتين فَسمع فِي الثَّانِيَة خلقا كثيرا من البغداذيين والكوفيين والبصريين والشاميين والمصريين والقزوينيين وعدة شُيُوخه مائَة وَسِتُّونَ رجلا وَبِه وببقي بن مخلد صَارَت الأندلس دَار حَدِيث وَكَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ بَصيرًا بِطرقِهِ متكلماً على علله وَله خطأ كثير مَحْفُوظ عَنهُ وَأَشْيَاء يغلط فِيهَا ويصحفها وَكَانَ لَا علم لَهُ بالفقه وَلَا الْعَرَبيَّة توفّي فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ 3 - (القَاضِي الْحِمصِي) مُحَمَّد بن الْوَلِيد أَبُو الْهُذيْل الزبيدِيّ الْحِمصِي القَاضِي أحد الْأَئِمَّة الثِّقَات قَالَ ابْن سعد كَانَ أعلم أهل الشَّام بالفتوى والْحَدِيث روى لَهُ الْجَمَاعَة سوى التِّرْمِذِيّ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الطرطوشي) مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن خلف بن سُلَيْمَان بن أَيُّوب أَبُو بكر الفِهري الطرطوشي الأندلسي الْفَقِيه الْمَالِكِي نزيل الاسكندرية وطرطوشة بالشين الْمُعْجَمَة آخر بِلَاد الْمُسلمين من الأندلس صحب القَاضِي أَبَا الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأخذ عَنهُ مسَائِل الْخلاف وصنف سراج الْمُلُوك لِلْمَأْمُونِ ابْن البطائحي وَزِير مصر بعد الْأَفْضَل وصنف طَريقَة فِي الْخلاف روى عَنهُ السلَفِي وَغَيره توفّي سنة عشْرين وَخمْس مائَة دخل على الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش فَبسط مئزراً كَانَ مَعَه تَحْتَهُ وَجلسَ عَلَيْهِ وَكَانَ إِلَى جَانب الْأَفْضَل رجل نَصْرَانِيّ فوعظ الْأَفْضَل حَتَّى بَكَى فأنشده) (يَا ذَا الَّذِي طَاعَته قربَة ... وَحقه مفترض وَاجِب) (إِن الَّذِي شرفت من اجله ... يزْعم هَذَا أَنه كَاذِب)

النحوي

وَأَشَارَ إِلَى النَّصْرَانِي فأقامه الْأَفْضَل وَكَانَ الْأَفْضَل قد أنزلهُ فِي مَسْجِد شَقِيق الْملك بِالْقربِ من الرصد وَكَانَ يكرههُ فَلَمَّا طَال مقَامه بِهِ ضجر وَقَالَ لِخَادِمِهِ إِلَى مَتى نصبر اجْمَعْ لي الْمُبَاح فَجَمعه فَأَكله ثَلَاثَة أَيَّام فَلَمَّا كَانَ عِنْد صَلَاة الْمغرب قَالَ لِخَادِمِهِ رميته السَّاعَة فَلَمَّا كَانَ من الْغَد ركب الْأَفْضَل فَقتل وَولي بعده الْمَأْمُون ابْن البطائحي فَأكْرم الشَّيْخ إِكْرَاما كثيرا 3 - (النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن ولاد عرف بذلك وَإِنَّمَا هُوَ ابْن الْوَلِيد التَّمِيمِي النَّحْوِيّ صَاحب التصانيف فِي علم الْعَرَبيَّة أَخذ عَن الْمبرد النَّحْو وَعَن ثَعْلَب وَمَات كهلاً فِي سنة ثَلَاث مائَة أَو مَا دونهَا وَكَانَ بِهِ عرج وَقَرَأَ على الْمبرد كتاب سِيبَوَيْهٍ وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط وَتزَوج أَبُو عَليّ الدينَوَرِي أمه وَله فِي النَّحْو كتاب سَمَّاهُ المنمق 3 - (الأندلسي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن ولاد أَبُو بكر من أهل شلطيش بغرب الأندلس أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي التُّحْفَة (نطوي سبوتاً وآحاداً وننشرها ... وَنحن فِي الطي بَين السبت والأحد) (فعد مَا شِئْت من سبت وَمن أحد ... حَتَّى تصير مَعَ الْمَدْخُول فِي الْعدَد) وَكَانَ لِابْنِ ولاد حفيد صَغِير يتَعَلَّم فِي الْمكتب فتغدى مَعَه يَوْمًا فَقَالَ لَهُ أجز أكلنَا الْخبز مصبوغاً بِزَيْت فَقَالَ الصَّبِي غداء نَافِعًا فِي وسط بَيت فَقَالَ ابْن ولاد فَلَو شَيْء يرد الْمَيِّت حَيا فَقَالَ الصَّبِي لَكَانَ الْخبز يحيي كل ميت وَوجد بِخَطِّهِ بعد مَوته) (أرجوك يَا رب فِي سري وَفِي علني ... إِن الرَّجَاء إِلَيْك الْيَوْم يحملني) (من ذَا يؤنسني فِي الْقَبْر مُنْفَردا ... إِن لم تكن أَنْت مولَايَ تؤنسني) (وسوف يضْحك خل قد بَكَى جزعاً ... بعدِي ويسلو الَّذِي قد كَانَ يندبني) (ذَنبي عَظِيم ومنك الْعَفو ذُو عظم ... فَكيف يَا رب من عَفْو تخيبني) (سميت نَفسك رحماناً فقد وثقت ... نَفسِي بأنك يَا رحمان ترحمني)

ابن الزنف

3 - (ابْن الزنف) مُحَمَّد بن وهب بن سلمَان بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي الْقَاسِم السّلمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الزنف من أهل دمشق سمع فِي صباه من أبي الدّرّ ياقوت بن عبد الله البُخَارِيّ والفقيه أبي الْفَتْح نصر الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي المصِّيصِي وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن الْحُسَيْن بن البن الْأَسدي وَأبي الْقَاسِم نصر بن أَحْمد بن مقَاتل السُّوسِي وَأبي طَالب عَليّ بن حيدرة بن جَعْفَر الْعلوِي وَأبي طَاهِر إِبْرَاهِيم ابْن الْحسن بن الحصني وَغَيرهم وَعمر حَتَّى حدث بالكثير وانتشرت عَنهُ الرِّوَايَة قَالَ محب الدّين ابْن النجار قدم علينا بغداذ سنة خمس وست مائَة مُتَوَجها إِلَى الْحَج وَكَانَت مَعَه شدَّة من عواليه سمعناها مِنْهُ وكتبناها عَنهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا حسن الْهَيْئَة صَدُوقًا ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة بِدِمَشْق وَتُوفِّي بهَا فِي شعْبَان سنة سِتّ وست مائَة 3 - (العابد) مُحَمَّد بن وهب أَبُو جَعْفَر العابد صَاحب الْجُنَيْد قَالَ سَافَرت لألقى أَبَا حَاتِم الْعَطَّار الزَّاهِد الْبَصْرِيّ فطرقت عَلَيْهِ بَابه فَقَالَ من فَقلت رجل يَقُول رَبِّي الله فَفتح الْبَاب وَوضع خَدّه على التُّرَاب وَقَالَ طأ عَلَيْهِ فَهَل بَقِي فِي الدُّنْيَا من يحسن أَن يَقُول رَبِّي الله توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وغسله الْجُنَيْد وَصلى عَلَيْهِ وَدَفنه إِلَى جَانب سري السَّقطِي 3 - (ابْن وهب الشَّاعِر) مُحَمَّد بن وهب من شعراء الْمَأْمُون شَاعِر مليح جيد الْمعَانِي فصيح الْأَلْفَاظ من شعره (وليل فِي جوانبه فُصُول ... من الأظلام أدهم غيهبان) (كَأَن نجومه دمع حبيس ... ترقرق بَين أجفان الغواني) وَقَالَ) (رَأَيْت وضحاً فِي مفرق الرَّأْس راعها ... شريجان مبيض بِهِ وبهيم) (تفاريق شيب فِي السوَاد لوامع ... وَمَا خير ليل لَيْسَ فِيهِ نُجُوم) وَقَالَ فِي مدح الْمَأْمُون وَهُوَ من حسن التَّخَلُّص (وبدا الصَّباح كَأَن غرته ... وَجه الْخَلِيفَة حِين يمتدح) (نشرت بك الدُّنْيَا محاسنها ... وتزينت بصفاتك الْمَدْح) وَقَالَ (أَلا رُبمَا ضَاقَ الفضاء بأَهْله ... وَأمكن من بَين الأسنة مخرج) (وَقد يركب الْخطب وَهُوَ قَاتل ... إِذا لم يكن إِلَّا عَلَيْهِ معرج)

الحميري البصري

وَقَالَ من مديح الْمَأْمُون (فَكَأَنَّهُ روح تدبرنا ... حركاته وكأننا جَسَد) وَقَالَ (نراع لذكر الْمَوْت سَاعَة ذكره ... وتعترض الدُّنْيَا فنلهو وَنَلْعَب) (يَقِين كَأَن الشَّك أغلب أمره ... عَلَيْهِ وعرفان إِلَى الْجَهْل ينْسب) (وَقد نعت الدُّنْيَا إِلَى نعيمها ... وخاطبني إعجامها وَهُوَ مُعرب) (ولكنني مِنْهَا خلقت لغَيْرهَا ... وَمَا كنت مِنْهُ فَهُوَ شَيْء محبب) 3 - (الْحِمْيَرِي الْبَصْرِيّ) مُحَمَّد بن وهيب الْحِمْيَرِي الْبَصْرِيّ شَاعِر مطبوع مكثر يكنى أَبَا جَعْفَر مدح الْمَأْمُون والمعتصم وَهُوَ الْقَائِل (نراع لذكر الْمَوْت سَاعَة ذكره ... وتعترض الدُّنْيَا فنلهو وَنَلْعَب) (يَقِين كَأَن الشَّك أغلب أمره ... عَلَيْهِ وعرفان إِلَى الْجَهْل ينْسب) وَقَالَ (أَلا رُبمَا كَانَ التصبر ذلة ... وَأدنى إِلَى الْحَال الَّتِي هِيَ أسمج) (وَيَا رُبمَا ضَاقَ الفضاء بأَهْله ... وَأمكن من بَين الأسنة مخرج) وَقَالَ (مَا لمن تمت محاسنه ... أَن يعادي طرف من رمقا) ) (لَك أَن تبدي لنا حسنا ... وَلنَا أَن نعمل الحدقا) قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ يتشيع وَله مراث فِي آل الْبَيْت وَقَالَ صَاحب الأغاني كَانَ تياهاً شَدِيد الذّهاب بِنَفسِهِ وَقَالَ دخل على أَحْمد بن هِشَام وَقد مدحه فَرَأى بَين يَدَيْهِ غلماناً روقة مردا وخدماً بيضًا فرهاً فِي نِهَايَة الْحسن والكمال والنظافة فدهش لما رأى وَبَقِي متبلبلاً لَا ينْطق حرفا فَضَحِك أَحْمد مِنْهُ وَقَالَ لَهُ مَا لَك وَيحك تكلم بِمَا تُرِيدُ فَقَالَ (قد كَانَت الْأَصْنَام وَهِي قديمَة ... كسرت وجذعهن إِبْرَهِيمُ) (ولديك أصنام سلمن من الْأَذَى ... وصفت لَهُنَّ نضارة ونعيم) (وبنا إِلَى صنم نلوذ بركنه ... فقر وَأَنت إِذا هززت كريم) فَقَالَ لَهُ اختر من شِئْت مِنْهُم فَاخْتَارَ وَاحِدًا فَأعْطَاهُ إِيَّاه فمدحه بِأَبْيَات 3 - (البديهي) مُحَمَّد بن وهيب البديهي حضر مجْلِس بعض الْفُقَهَاء فِي عقد نِكَاح فَقَالَ لَهُ الْفَقِيه لَو أملكتك عقد هَذَا النِّكَاح لشاركتنا فِي الْحَسَنَة فَقَالَ لَهُ نعم كَيفَ تُرِيدُ

ابن الأسقف

ذَلِك نظماً أَو نثراً فاقترحوا نظماً فَقَالَ هَات كَاتبا فأملى عَلَيْهِ نظماً ذكر الشُّرُوط والتاريخ وكل مَا لَهُ علاقَة بِالصَّدَاقِ لم يتَرَدَّد فِيهِ وَلَا أَبْطَأَ كَأَنَّهُ يتلوه من حفظه فبهت الْقَوْم وَقَالَ لَهُ الْفَقِيه أَمرك وَالله عَجِيب كَاد لَوْلَا الْمُشَاهدَة أَلا أصدقه وَركب إِلَى الْمَنْصُور بن أبي عَامر فَأخْبرهُ بِالْمَجْلِسِ وَأرَاهُ الشّعْر فَعجب من ذَلِك وَأمر لَهُ بصلَة حملت إِلَيْهِ وَكَانَ عدَّة مَا ارتجله ثَلَاثِينَ بَيْتا مِنْهَا (لأصدق عبد الله نجل مُحَمَّد ... فَتى أموي زوجه الْبكر مريما) (وَأَمْهَرهَا عشْرين عجل نصفهَا ... دَنَانِير يحويها أَبوهَا مُسلما) (وأنكحها مِنْهُ أَبوهَا مُحَمَّد ... سلالة إِبْرَاهِيم من حَيّ خثعما) (وَبَاقِي صدَاق الْبكر بَاقٍ إِلَى مدى ... ثَلَاثَة أَعْوَام زَمَانا متمما) (مؤخرة عَنهُ يُؤَدِّي جَمِيعهَا ... إِذا لم يكن عِنْد التطلب معدما) (وَمن شَرطهَا أَن لَا يكون مُؤَجّلا ... لَهَا أبدا عَن دارها أَيْن يمما) (وَألا يرى حتما بِشَيْء يضيرها ... يصرف فِيهِ الدَّهْر كفا وَلَا فَمَا) وَكَانَ ابْن وهيب إِذا جلس ابْن أبي عَامر للشعراء وَأذن لَهُم فِي الإنشاد بَدَأَ ابْن وهيب ينشده بديهة فَلَا تَأتيه نوبَته حَتَّى يفرغ كَمَا أَرَادَهُ وَيقوم فينشده وَإِن مداده مَا جف) 3 - (ابْن الأسقف) مُحَمَّد بن ياسين شرف الدّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الأسقف نقلت من خطّ شرف الدّين مُسْتَوْفِي إربل قَالَ كَانَ نَصْرَانِيّا وَأسلم وَتسَمى بِمُحَمد تصرف فِي الديار المصرية عَاملا فِي أَعمالهَا الحقيرة لَا الخطيرة وَلما أسلم قَرَأَ الْقُرْآن وَعرف شَيْئا من الْعَرَبيَّة وَكَانَ يرْمى بالأبنة ورد إربل وَأقَام بهَا أَيَّامًا فَقيل إِنَّه اتهمَ بِهِ غُلَام لَهُ وَكثر القَوْل عَلَيْهِ فسافر أَنْشدني لنَفسِهِ (دَعْنِي أقبل راحتيك لِأَنَّهَا ... أعنت رجَالًا مسهم إملاق) (لَا زَالَت الْعليا على أعدائها ... أبدا تُشِير لنحوها الأرزاق) قلت شعر رَكِيك مختل الانتظام والارتباط 3 - (أَبُو طَاهِر الْحلَبِي الْبَزَّاز الْمُقْرِئ) مُحَمَّد بن ياسين بن مُحَمَّد الْبَزَّاز أَبُو طَاهِر الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالحلبي هُوَ بغداذي قَرَأَ الْقُرْآن على أبي حَفْص عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الكتاني وَأبي الْفرج مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشنبوذي وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف العلاف وروى عَنْهُم سَمَاعا وتلاوة وصنف فِي الْقرَاءَات عدَّة مُفْرَدَات سمع مِنْهُ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الوني الفرضي وروى عَنهُ عبد السَّيِّد بن عتاب وَعلي ابْن الْحُسَيْن الطريثيثي وَأَبُو الْحسن أَحْمد بن المحسن بن مُحَمَّد المقرئون وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو بكر الْحداد) مُحَمَّد بن يَاسر بن عبد الله بن عبد الْخَالِق أَبُو بكر الْحداد من أهل

الأمير محمد بن ياقوت

بغداذ سكن جبيل وَكَانَ إِمَام جَامعهَا وَنسب إِلَى دمشق سمع بِدِمَشْق هِشَام بن عمار وَعَمْرو بن عُثْمَان بن سعيد الْحِمصِي وَعبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم دحيماً وروى عَنهُ أَبُو نصر قيس بن بشر السندي الجبيلي وَأَبُو الْحسن أَحْمد بن عَامر ابْن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي وَسليمَان الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو عبد الله جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن جَعْفَر ابْن بنت عدبس الْكِنْدِيّ 3 - (الْأَمِير مُحَمَّد بن ياقوت) مُحَمَّد بن ياقوت بن عبد الله أَبُو بكر الْأَمِير كَانَ وَالِده أحد حجاب المقتدر ولي حَجَبته بعد أَحْمد بن نصر القشوري وَكَانَ مُحَمَّد يحجب ابْنه الراضي وَكَانَت هَذِه الْمنزلَة فِي ذَلِك الْوَقْت) تزيد على الوزارة ويخاطب من يتولاها بالإمارة على رسم بدر المعتضدي وَإِلَيْهِ أُمُور الْجند وتدبير الدولة بِيَدِهِ والوزراء كالمنصرفين على أوامره من شعره (لَا وَالَّذِي يبقيك لي ... ويسرني بِالْقربِ مِنْك) (مَا طَابَ عَيْش غبت عَن ... هـ وَلَا سرُور غَابَ عَنْك) وَمِنْه (حَمْرَاء يمزجها ظَبْي بريقته ... كَأَنَّمَا عصرت من مَاء وجنته) (حَيا بمنطقه النَّفس الَّتِي وقفت ... على المتالف من تفتير مقلته) وَمِنْه (أَعرَضت عني وقتك نَفسِي ... كل مخوف من اللَّيَالِي) (لقَوْل واش وشى بِأَنِّي ... أَقُول إِن صد لَا أُبَالِي) (لَا وَالَّذِي ألتجي إِلَيْهِ ... لكشف ضري وَسُوء حَالي) (مَا كَانَ مِمَّا حَكَاهُ حرف ... وَلَا جرى خاطراً ببالي) قلت شعر جيد منسجم عذب ولد ببغداذ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي حبس الراضي فِي قصر الْخلَافَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْفَقِيه الْمَالِكِي الْقُرْطُبِيّ) مُحَمَّد بن يبْقى بن زرب بن يزِيد أَبُو بكر الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي صنف كتاب الْخِصَال فِي مَذْهَب مَالك عَارض بِهِ كتاب الْخِصَال لِابْنِ كاس الْحَنَفِيّ فجَاء فِي غَايَة الإتقان وَله الرَّد على ابْن مَسَرَّة وَكَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ والحساب توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة

البتلهي

3 - (البتلهي) مُحَمَّد بن يحيى بن حَمْزَة البتلهي قَاضِي دمشق وَابْن قاضيها روى عَن أَبِيه وجادةً وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عبد الله اليزيدي) مُحَمَّد بن يحيى بن الْمُبَارك الْعَدوي أَبُو عبد الله اليزيدي كَانَ لاصقاً بالمأمون من أهل أنسه بالحضرة وخراسان قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان كَانَت رتبته أَن يدْخل إِلَيْهِ مَعَ الْفجْر فَيصَلي بِهِ ويدرس عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ آيَة وَكَانَ لَا يزَال يعادله فِي أَسْفَاره ويفضي إِلَيْهِ الْمَأْمُون بأسراره وسنه) وَسن الرشيد وَاحِدَة وَقد مدح الرشيد مدحاً كثيرا وَهُوَ الْقَائِل (أتظعن وَالَّذِي تهوى مُقيم ... لعمرك إِن ذَا خطر عَظِيم) (إِذا مَا كنت للحدثان عوناً ... عَلَيْك وللفراق فَمن تلوم) (شقيت بِهِ فَمَا أَنا عَنهُ سَالَ ... وَلَا هُوَ إِن تلفت بِهِ رَحِيم) وَقَالَ (تقاضاك دهرك مَا أسلفا ... وكدر عيشك بعد الصَّفَا) (فَلَا تنكرن فَإِن الزَّمَان ... رهين بتشتيت مَا ألفا) (يجوز على الْمَرْء فِي حكمه ... وَلكنه رُبمَا أنصفا) وَقَالَ (يَا بَعيدا مزاره ... حل بَين الجوانح) (نازح الدَّار ذكره ... لَيْسَ عني بنازح) وَقَالَ (يَا بعيد الدَّار موصو ... لَا بقلبي ولساني) (رُبمَا باعدك الده ... ر فأدنتك الْأَمَانِي) وَبَقِي أَبُو عبد الله إِلَى أَيَّام المعتصم وَخرج مَعَه إِلَى مصر وَتُوفِّي بهَا 3 - (التمار) مُحَمَّد بن يحيى بن أبي سَمِينَة البغداذي التمار روى عَنهُ أَبُو دَاوُد قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ ابْن حَنْبَل لَوْلَا أَن فِيهِ تِلْكَ الْعلَّة يَعْنِي شرب النَّبِيذ على مَذْهَب الْكُوفِيّين توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

القطعي

3 - (الْقطعِي) مُحَمَّد بن يحيى بن أبي حزم مهْرَان الْقطعِي الْبَصْرِيّ أَبُو عبد الله روى عَنهُ الْجَمَاعَة خلا البُخَارِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (المرتضي الْعلوِي) مُحَمَّد بن يحيى بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الشريف الرسي وسوف يَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الْيَاء) فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى خلف يحيى الْمَذْكُور وَلَده مُحَمَّدًا هَذَا بصعدة وَتسَمى بالمرتضي لدين الله وَكَانَ خَطِيبًا شَاعِرًا فصيحاً وَلما قَامَ بِالْأَمر اضْطربَ النَّاس عَلَيْهِ واتصلت الدعْوَة لنسلهم وَقيل إِن مُحَمَّدًا لما اخْتلفُوا عَلَيْهِ خطب النَّاس خطْبَة يَدْعُو إِلَى نَفسه وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فَأَبَوا إِلَّا قِتَاله فَقَاتلهُمْ وَرفع صَوته فِي حَال الْقِتَال وَقَالَ (كرر الْورْد علينا والصدر ... فعل من بدل حَقًا وَكفر) (أَيهَا الْأمة عودي للهدى ... ودعي عَنْك أَحَادِيث السمر) (وأقبلي مَا قَالَ يحيى لكم ... ابْن بنت الْمُصْطَفى خير الْبشر) (عدمتني الْبيض والسمر مَعًا ... وتبدلت رقادي بسهر) (لأجرن على أَعْدَائِنَا ... نَار حَرْب بضرامٍ مستعر) 3 - (الْأَسدي) مُحَمَّد بن يحيى الْأَسدي قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان متوكلي يَقُول (لَيْت الْكرَى عاود الْعَينَيْنِ ثَانِيَة ... لَعَلَّ طيفاً لَهَا فِي النّوم يلقاني) (أَو لَيْت أَن نسيم الرّيح يبلغهَا ... عني تضَاعف أسقامي وأشجاني) وَقَالَ (وآمن لصروف الدَّهْر قلت لَهُ ... وأجهل النَّاس بِالْأَيَّامِ آمنها) (لَا تفعلن ورحى الْأَيَّام دَائِرَة ... فكم ترى سافلاً دقَّتْ طواحنها) 3 - (الزَّعْفَرَانِي النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن يحيى أَبُو الْحسن الزَّعْفَرَانِي النَّحْوِيّ أحد تلاميذ أبي الْحسن عَليّ ابْن عِيسَى الربعِي وَكَانَ الربعِي يثني عَلَيْهِ ويصفه وَصفا كثيرا وَهُوَ بَصرِي وَلَقي أَبَا عَليّ الْفَارِسِي وَأخذ عَنهُ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن زنجي وَحدث ابْن نصر قَالَ قَالَ لي أَبُو الْحسن الزَّعْفَرَانِي نزل عَليّ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي لما قدم الْبَصْرَة وقرأت عَلَيْهِ الْكتاب فَقَالَ لي أَنْت مستغن عني يَا أَبَا الْحسن قلت إِن اسْتَغْنَيْت عَن الْفَهم لم أغن عَن الْفَخر وَالْجمال قَالَ ابْن نصر فَسَأَلت الربعِي عَن هَذَا فَصدقهُ وَقَالَ لي قدم أَبُو عَليّ الْفَارِسِي الْبَصْرَة وَأَبُو الْحسن

الحافظ الذهلي

الزَّعْفَرَانِي نحوي مُسْتَقل قَالَ ابْن نصر وحَدثني الزَّعْفَرَانِي وَقد سَأَلته فِي بَاب مَا لم يسم فَاعله لِمَ لم يجز تصدير مَا يشْتَغل بِحرف الْجَرّ قَائِما مقَام الْفَاعِل وَلم قصر بِهِ شغله بِحرف الْجَرّ عَن رُتْبَة) الْفَاعِل فَصَارَ مَفْعُولا فَذكر فِي ذَلِك مَا أوضحه وَقَالَ لي مَا نَفَعَنِي شَيْء من النَّحْو قطّ سوى هَذَا الْبَاب فَإِنِّي كتبت رقْعَة إِلَى أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن كَامِل عَامل الْبَصْرَة سَأَلته النّظر لي من جملَة المساحة بجريبين فَوَقع يتْرك لَهُ من عرض الْمَرْفُوع فِي ذكر المساحة ووقف وَقْفَة وَلم يدر كَيفَ الْإِعْرَاب فَكتب ثَلَاثَة أجرية فتبركت بِهَذَا الْبَاب فَقَط 3 - (الْحَافِظ الذهلي) مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن خَالِد بن فَارس الإِمَام الذهلي مَوْلَاهُم النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ سمع من خلق كثير روى عَنهُ الْجَمَاعَة خلا مُسلم قَالَ ارتحلت ثَلَاث رحلات وأنفقت مائَة وَخمسين ألفا قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة مَأْمُون قَالَ أَبُو عَمْرو أَحْمد بن نصر الْخفاف رَأَيْت مُحَمَّد بن يحيى فِي الْمَنَام فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي قلت فَمَا فعل بحديثك قَالَ كتب بِمَاء الذَّهَب وَرفع فِي عليين توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَسَيَأْتِي خَبره مَعَ مُسلم فِي تَرْجَمَة مُسلم وَكَانَ سَبَب الوحشة بَينه وَبَين البُخَارِيّ لما دخل البُخَارِيّ نيسابور شغب عَلَيْهِ مُحَمَّد بن يحيى فِي مَسْأَلَة خلق اللَّفْظ وَكَانَ قد سمع مِنْهُ وَلم يُمكنهُ ترك الرِّوَايَة عَنهُ وروى عَنهُ فِي الصَّوْم والطب والجنائز وَالْعِتْق وَغير ذَلِك مِقْدَار ثَلَاثِينَ موضعا وَلم يُصَرح باسمه فَيَقُول حَدثنَا مُحَمَّد ابْن يحيى الذهلي بل يَقُول حَدثنَا مُحَمَّد وَلَا يزِيد عَلَيْهِ وَيَقُول مُحَمَّد بن عبد الله فينسبه إِلَى جده وينسبه أَيْضا إِلَى جد أَبِيه 3 - (صقْلَابٍ الْمَدِينِيّ) مُحَمَّد بن يحيى بن نَافِع مولى عبد الله بن عمر بن الْخطاب الْمَعْرُوف بصقلاب قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان رَشِيدِيّ هُوَ الْقَائِل (مل فَمَا تعطفه رَحمَه ... وَاتخذ العلات إخْوَانًا) (إِن ساءك الدَّهْر بهجرانه ... فَرُبمَا سرك أَحْيَانًا) (لَا تيأسن من وصل ذِي مِلَّة ... أطرف بعد الْوَصْل هجرانا) (يمل هَذَا مِثْلَمَا مل ذَا ... فَيرجع الْوَصْل كَمَا كَانَا) 3 - (أَبُو غَسَّان الْكَاتِب) مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ أَبُو غَسَّان الْكَاتِب الْمدنِي الراوية قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان مأموني روى عَنهُ عمر بن شبة وَهُوَ الْقَائِل لعبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن حسن)

الحافظ حيويه

(لطيت بأجبال الْحجاز كَأَنَّهَا ... لَك الْيَوْم أم ترْضع الدّرّ أَو أَب) (وَأَنت ترى أَن الأولى لست دونهم ... ببغداذ قد نالوا الثراء وأتربسوا) (وَأَنت امْرُؤ ضخم الْحمالَة ماجد ... عَلَيْك قبُول والمكشف أطيب) فَأَجَابَهُ عبد الله (لحاني أَبُو غَسَّان فِي ضعف همتي ... وَأَنِّي لَا أغشى الْمُلُوك فأترب) (وَأَنِّي بِأَدْنَى الْعَيْش والرزق قَانِع ... وَأَنِّي أَسبَاب الْغنى أتجنب) (فَلم أر هَذَا الرزق عَن حِيلَة الْفَتى ... وَلكنه كَاللَّحْمِ حِين يؤرب) (حظوظ وأقسام تقسم بَينهم ... فكلهم من قسْمَة الله منصب) 3 - (الْحَافِظ حيويه) مُحَمَّد بن يحيى بن مُوسَى الإِسْفِرَايِينِيّ الْحَافِظ حيويه توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ أَو مَا دونهَا 3 - (الْقَزاز) مُحَمَّد بن يحيى الْقَزاز الْبَصْرِيّ سمع وروى وَمَات فِي شهر رَجَب سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ من شُيُوخ الطَّبَرَانِيّ 3 - (حَامِل كَفنه) مُحَمَّد بن يحيى البغداذي حَامِل كَفنه توفّي فِي سنة ثَلَاث مائَة أَو مَا دونهَا قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الألقاب حَامِل كَفنه هُوَ أَبُو سعيد مُحَمَّد بن يحيى الْبَزَّاز الدِّمَشْقِي يروي عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة أَنا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب قَالَ بَلغنِي أَن الْمَعْرُوف بحامل كَفنه توفّي وَغسل وكفن وَصلي عَلَيْهِ وَدفن فَلَمَّا كَانَ أول اللَّيْل جَاءَهُ نباش فنبش عَلَيْهِ فَلَمَّا حل أَكْفَانه ليأخذها اسْتَوَى قَاعِدا فَخرج النباش هَارِبا مِنْهُ فَقَامَ وَحمل كَفنه وَخرج من الْقَبْر وَجَاء إِلَى منزله وَأَهله يَبْكُونَ فدق الْبَاب عَلَيْهِم فَقَالُوا من أَنْت فَقَالَ أَنا فلَان فَقَالُوا لَهُ لَا يحل لَك أَن تزيدنا على مَا بِنَا فَقَالَ يَا قوم افتحوا فَأَنا وَالله فلَان فعرفوا صَوته ففتحوا لَهُ الْبَاب وَعَاد حزنهمْ فَرحا وَسمي من يَوْمه حَامِل كَفنه وحامل كَفنه آخر اسْمه مُحَمَّد بن سعيد ويكنى أَبَا يحيى يروي عَن مُجَاهِد بن مُوسَى لقب بذلك وحامل كَفنه آخر اسْمه عبد الرَّحِيم بن حَاتِم أَبُو سعيد الْعَتكِي يروي عَن إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي انْتهى قلت كَذَا رَأَيْت الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ فِي مُحَمَّد بن يحيى) هَذَا إِنَّه بغداذي وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ إِنَّه دمشقي وَقَالَ إِنَّه يروي عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة وَعُثْمَان ابْن أبي شيبَة توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وحامل كَفنه هَذَا توفّي فِي حُدُود الثَّلَاث مائَة فَيحمل أَن يكون هَذَا الْمَذْكُور هُوَ المُرَاد بحامل كَفنه

الحافظ ابن مندة

3 - (الْحَافِظ ابْن مندة) مُحَمَّد بن يحيى بن مندة الْحَافِظ الْمَشْهُور أَبُو عبد الله صَاحب تَارِيخ أَصْبَهَان كَانَ أحد الْحفاظ الثِّقَات وَهُوَ من أهل بَيت كَبِير خرج مِنْهُم جمَاعَة من الْعلمَاء لم يَكُونُوا عبديين وَإِنَّمَا أم الْحَافِظ أبي عبد الله الْمَذْكُور كَانَت من بني عبد ياليل وَاسْمهَا برة بنت مُحَمَّد فنسب الْحَافِظ إِلَى أَخْوَاله ذكر ذَلِك الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب زيادات الْأَنْسَاب توفّي الْحَافِظ أَبُو عبد الله ابْن مندة سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة 3 - (الْكسَائي الصَّغِير) مُحَمَّد بن يحيى الْكسَائي الصَّغِير الْمُقْرِئ يروي عَنهُ ابْن مُجَاهِد وروى عَن خلف بن هِشَام الْبَزَّاز 3 - (الصولي الشطرنجي) مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن صول أَبُو بكر الصولي البغداذي أحد الأدباء الْمُتَقَدِّمين فِي الْآدَاب وَالْأَخْبَار وَالشعر والتاريخ حدث عَن أبي العيناء والمبرد وثعلب وَأبي دَاوُد السجسْتانِي والحافظ الْكُدَيْمِي نادم عدَّة من الْخُلَفَاء وصنف أَخْبَار الْخُلَفَاء وأخبار الشُّعَرَاء وأخبار الوزراء وأخبار القرامطة وَكتاب الورقة وَكتاب الْغرَر وأخبار أبي عَمْرو ابْن الْعَلَاء وَكتاب الْعِبَادَة وأخبار ابْن هرمة وأخبار السَّيِّد الْحِمْيَرِي وأخبار إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم وَجمع أَخْبَار جمَاعَة من الشُّعَرَاء ورتبه على حُرُوف المعجم كلهم محدثون وَكتاب أدب الْكَاتِب على الْحَقِيقَة وَكتاب الشبَّان عمله لِابْنِ الْفُرَات كتاب الشَّامِل فِي علم الْقُرْآن لم يتم كتاب مَنَاقِب ابْن الْفُرَات كتاب سُؤال وَجَوَاب كتاب رَمَضَان أَخْبَار أبي نواس أَخْبَار أبي تَمام كتاب أَخْبَار أبي سعيد الجنابي كتاب فِي السعاة كتاب الأمالي يُسمى الْغرَر وَجمع شعر ابْن الرُّومِي وَجمع شعر أبي تَمام وَشعر البحتري وَشعر أبي نواس وَشعر الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف وَشعر عَليّ بن الجهم وَشعر ابْن طَبَاطَبَا وَشعر إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولي وَشعر أبي عُيَيْنَة المهلبي وَشعر أبي شراعة وَكتاب شعراء مُضر وَقَالَ أَبُو بكر الصولي أَنْشدني بعض) الوزراء بَيْتا للبحتري وَجعل يردده ويستحسنه وَهُوَ (وَكَأن فِي جسمي الَّذِي ... فِي ناظريك من السقم)

أبو الذكر المالكي

فجذبت الدواة وعملت فِي حَضرته (أَحْبَبْت من أَجله من كَانَ يُشبههُ ... وكل شَيْء من المعشوق معشوق) (حَتَّى حكيت بجسمي مَا بمقلته ... كَأَن سقمي من جفنيه مَسْرُوق) فَاسْتحْسن ذَلِك ووصلني ثمَّ إِن رجلا من الْكتاب يعرف بالرحوفي ادّعى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فعاتبته فَقَالَ هبهما لي فَقلت أَخَاف أَن تمتحن بقول مثلهمَا فَلَا تحسن فَقَالَ اعْمَلْ أَنْت فَعمِلت بِحَضْرَتِهِ (إِذا شَكَوْت هَوَاهُ قَالَ مَا صدقا ... وَشَاهد الدمع فِي خدي قد نطقا) (ونار قلبِي فِي الأحشاء ملهبة ... لَوْلَا تشاغلها بالدمع لاحترقا) (يَا رَاقِد الْعين لَا يدْرِي بِمَا لقِيت ... عين تكابد فِيهِ الدمع والأرقا) (يكَاد جسمي يخفي فِي ضنى جَسَدِي ... كَأَن سقمي من عَيْنَيْك قد سرقا) وَفِيه يَقُول ابْن زُرَيْق الْكُوفِي (دَاري بِلَا خيش ولكنني ... عقدت من خيشين طاقين) (دَار إِذا مَا اشْتَدَّ حر بهَا ... أنشدت للصولي بَيْتَيْنِ) وَكَانَ حسن الِاعْتِقَاد جميل الطَّرِيقَة مَقْبُول القَوْل وَحَدِيثه بعلو عِنْد أَصْحَاب السلَفِي وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة بخلف وَكَانَ أوحد زَمَانه فِي لعب الشطرنج كَانَ الْمَاوَرْدِيّ اللاعب عِنْد المكتفي مُتَقَدما فوصف لَهُ الصولي فَأحْضرهُ وَلَعِبًا بَين يَدَيْهِ فَأخذ المكتفي فِي تشجيع الْمَاوَرْدِيّ والزهزهة لَهُ الْفَا بِهِ وعناية بِهِ إِلَى أَن دهش الْوَلِيّ فَلَمَّا اتَّصل اللّعب بَينهمَا وَتبين حسن لعبه وغلبه غلبا بَينا قَالَ المكتفي للماوردي صَار مَاء وردك بولاً وَقَالَ أَبُو سعيد الْعقيلِيّ يهجو الصولي (إِنَّمَا الصولي شيخ ... أعلم النَّاس خزانه) (إِن سألناه بِعلم ... طلبا مِنْهُ إبانه) (قَالَ يَا غلْمَان هاتوا ... رزمة الْعلم فُلَانُهُ) 3 - (أَبُو الذّكر الْمَالِكِي) ) مُحَمَّد بن يحيى بن مهْدي أَبُو الذّكر الْمصْرِيّ الأسواني كَانَ من كبار الْفُقَهَاء الْمَالِكِيَّة توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث مائَة تَقْرِيبًا 3 - (الرباحي النَّحْوِيّ المغربي) مُحَمَّد بن يحيى بن عبد السَّلَام الْأَزْدِيّ الأندلسي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالرباحي كَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ صَادِقا ذكياً فَقِيها عَالما أدب الْمُغيرَة بن النَّاصِر

أبو عبد الله الجرجاني الحنفي

لدين الله وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يعرف بالقلفاط وَهُوَ شَاعِر مَشْهُور وَمن شعر القلفاط (مزن تغنيه الصِّبَا فَإِذا همى ... لبت حَيَّاهُ رَوْضَة غناء) (فالأرض من ذَاك الحيا موشية ... وَالرَّوْض من تِلْكَ السَّمَاء سَمَاء) (مَا إِن وشت كفا صناع مَا وشى ... ذَاك الْغناء بهَا وَذَاكَ المَاء) (زهر لَهَا مقل جواحظ تَارَة ... ترنو وتارات لَهَا إغضاء) وَمِنْه (طوى عني مودته غزال ... طوى قلبِي على الأحزان طيا) (إِذا مَا قلت يسلوه فُؤَادِي ... تجدّد حبه فازددت غيا) (أحييه وأفديه بنفسي ... وَذَاكَ الْوَجْه أهل أَن يحيا) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو عبد الله الْجِرْجَانِيّ الْحَنَفِيّ) مُحَمَّد بن يحيى أَبُو عبد الله الْجِرْجَانِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ من عُلَمَاء الْعرَاق كَانَ زاهداً عابداً نظيراً لأبي بكر الرَّازِيّ فلج آخر أَيَّامه وَدفن إِلَى جَانب قبر أبي حنيفَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة مُحَمَّد بن يحيى بن يحيى أَبُو الْوَفَاء كتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ الْبَغَوِيّ (رَأَيْت الْفضل يحيى يَابْنَ يحيى ... فجانبه أَبُو يحيى طَويلا) (مودته ممازحة لقلبي ... كَمَا قد مازج المَاء الشمولا) فَأَجَابَهُ أَبُو الْوَفَاء (أَبَا عبد الْإِلَه بقيت جزل ال ... كَلَام تنيلنا برا جزيلاً) (فَمَا ابْن المزن زوج بنت كرم ... ليمهرها أَخُو الْكَرم الغفولا) ) (بأشهى من كلامك فِي فُؤَادِي ... وَقد أسلى الجوى وشفى الغليلا) وَقَالَ أَبُو الْوَفَاء (بقيت بمرو الروذ فِي عدَّة الْمَطَر ... وَطول مقَام الْمَرْء فِي مثلهَا خطر) (إِذا مَا أَذَان الرَّعْد آذاننا وعت ... لَقينَا بهَا الْحِيطَان تسْجد للمطر)

ابن حزم المغربي

أحسن من هَذَا وأكمل قَول بعض شعراء الذَّخِيرَة (بدار سقتها دِيمَة إِثْر دِيمَة ... فمالت بهَا الجدران شطراً على شطر) (فَمن عَارض يسْقِي وَمن سقف مجْلِس ... يُغني وَمن بَيت يمِيل من السكر) 3 - (ابْن حزم المغربي) مُحَمَّد بن يحيى بن حزم من شعراء الذَّخِيرَة قَالَ ابْن بسام أحلى النَّاس شعرًا لَا سِيمَا إِذا عَاتب أَو عتب جعل هَذَا الْغَرَض هجيراه وكنيته أَبُو الْوَلِيد من شعره (أتجزع من دمعي وَأَنت أسلته ... وَمن نَار أحشائي ومنك لهيبها) (وتزعم أَن النَّفس غَيْرك علقت ... وَأَنت وَلَا من عَلَيْك حبيبها) (إِذا طلعت شمس عَلَيْك بسلوةٍ ... أثار الْهوى بَين الضلوع غُرُوبهَا) وَمن شعره من قصيدة (شمس ترمق من محاجر أرمد ... والظل يرْكض فِي النسيم الواني) (والراح تَأْخُذ من معاطف أغيد ... أَخذ الصِّبَا من عطف غُصْن البان) (ملنا نؤمل غير ذَلِك منزلا ... والراح تقصر خطوه فيداني) (ثمَّ اعتنقنا والوشاة بمعزل ... وَقد الْتَقت فِي جفْنه سنتَانِ) (والبدر يرميني بمقلة حَاسِد ... لَو يَسْتَطِيع لَكَانَ حَيْثُ يراني) وَمِنْه أَيْضا (وَكم لَيْلَة بَات الْهوى يستفزني ... وَلَا رَقَبَة دون الْأَمَانِي وَلَا ستر) (وَفِي ساعدي بدر على غُصْن بانة ... يود مَكَاني بَين لباته الْبَدْر) (وَفِي لَحْظَة كالسكر لَا عَن مدامة ... وَلَوْلَا اعْتِرَاض الشَّك قلت هُوَ السكر) (فَلم يَك إِلَّا مَا أَبَاحَ لي التقى ... وَلم يبْق إِلَّا أَن تحل لي الْخمر) وَمِنْه أَيْضا) (وَكم لَيْلَة ظافرت فِي ظلها المنى ... وَقد طرفت من أعين الرقباء) (وَفِي ساعدي حُلْو الشَّمَائِل مترف ... لعوب بيأسي تَارَة ورجائي) (أطارحه حُلْو العتاب وَرُبمَا ... تغاضب فاسترضيته ببكائي) (وَفِي لَفظه من سُورَة الراح فَتْرَة ... تمت إِلَى ألحاظه بولاء) (وَقد عابثته الراح حَتَّى رمت بِهِ ... لقاً بَين ثنيي بردتي وردائي) (على حَاجَة فِي النَّفس لَو شِئْت نلتها ... وَلَكِن حمتني عفتي وحيائي)

ابن سراقة الشافعي

وَمِنْه أَيْضا (كم ليل ضمت عَلَيْهِ ساعدي ... والمسك يَأْخُذ مِنْهُ مَا يُعْطِيهِ) (والبدر من حسد يجمجم قَوْله ... مَا ضرّ مجدك لَو شركتك فِيهِ) 3 - (ابْن سراقَة الشَّافِعِي) مُحَمَّد بن يحيى بن سراقَة أَبُو الْحسن العامري الْبَصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الفرضي الْمُحدث صَاحب التصانيف فِي الْفِقْه والفرائض وَأَسْمَاء الضُّعَفَاء والمجروحين توفّي بعد الْأَرْبَع مائَة 3 - (ابْن الْحذاء الْقُرْطُبِيّ) مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب التَّمِيمِي أَبُو عبد الله ابْن الْحذاء الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي كَانَ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ بارعاً فِي الْأَثر صنف كتاب التَّعْرِيف بِمن ذكر فِي الْمُوَطَّإِ من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَكتاب الإنباه والخطباء والخطب فِي مجلدين والبشرى فِي تاويل الرُّؤْيَا فِي عشرَة أسفار وَولي قَضَاء بجاية ثمَّ قَضَاء إشبيلية وعهد أَن يدْفن بَين أَكْفَانه كِتَابه الْمَعْرُوف بالإنباه على أَسمَاء الله فنثر ورقه وَجعل بَين الْقَمِيص والأكفان ذكر القَاضِي عِيَاض فِي طَبَقَات الْمَالِكِيَّة توفّي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الصَّائِغ) مُحَمَّد بن يحيى بن باجة وَقيل مُحَمَّد بن باجة أَبُو بكر الأندلسي السَّرقسْطِي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ تقدم فِي أول فصل الْبَاء مُسْتَوفى 3 - (ابْن نيق الشاطبي) مُحَمَّد بن يحيى بن خَليفَة بن نيق أَبُو عَامر الشاطبي مهر فِي الْأَدَب والعربية وَبلغ الْغَايَة من البلاغة وَالْكِتَابَة وَالشعر وَلَقي أَبَا الْعَلَاء ابْن زهر وَأخذ عَنهُ الطِّبّ وَبعد صيته فِي ذَلِك مَعَ) الْمُشَاركَة فِي عدَّة عُلُوم كَانَ رَئِيسا مُعظما جميل الرواء لَهُ مُصَنف كَبِير فِي الحماسة وتصنيف آخر فِي ذكر مُلُوك الأندلس والأعيان وَالشعرَاء وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (محيي الدّين النَّيْسَابُورِي) مُحَمَّد بن يحيى بن أبي مَنْصُور الْعَلامَة أَبُو سعد النَّيْسَابُورِي الشَّافِعِي محيي الدّين تلميذ الْغَزالِيّ برع فِي الْفِقْه وصنف فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفُقَهَاء بنيسابور وصنف الْمُحِيط فِي شرح الْوَسِيط والانتصاف فِي مسَائِل

أبو بكر المزكي المحدث

الْخلاف قَتله الغُزّ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة لما دخلُوا نيسابور وَهُوَ الْقَائِل (وَقَالُوا يصير الشّعْر فِي المَاء حَيَّة ... إِذا الشَّمْس لاقته فَمَا خلته صدقا) (فَلَمَّا التوى صدغاه فِي مَاء وَجهه ... وَقد لسعا قلبِي تيقنته حَقًا) حضر بعض فضلاء عصره درسه وَسمع فَوَائده فَأَنْشد (رفات الدّين والاسلام تحيا ... بمحيي الدّين مَوْلَانَا ابْن يحيى) (كَأَن الله رب الْعَرْش يلقِي ... عَلَيْهِ حِين يلقِي الدَّرْس وَحيا) وَكَانَ الغز فِي وقعتهم مَعَ السُّلْطَان سنجر السلجوقي قد أخذُوا محيي الدّين ودسوا فِي فِيهِ التُّرَاب إِلَى أَن مَاتَ فرثاه جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْبَيْهَقِيّ قَالَ (يَا سافكاً دم عَالم متبحر ... قد طَار فِي أقْصَى الممالك صيته) (بِاللَّه قل لي يَا ظلوم وَلَا تخف ... من كَانَ محيي الدّين كَيفَ تميته) 3 - (أَبُو بكر الْمُزَكي الْمُحدث) مُحَمَّد بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يحيى بن سختويه أَبُو بكر الْمُزَكي النَّيْسَابُورِي الْمُحدث ابْن الْمُحدث أبي زَكَرِيَّاء ابْن الْمُزَكي توفّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (اليمني الْوَاعِظ) مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن مُسلم بن مُوسَى بن عمرَان الْقرشِي اليمني الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ الْوَاعِظ قدم دمشق وَكَانَ لَهُ معرفَة بالنحو وَالْأَدب قيل إِنَّه كَانَ يمِيل إِلَى مَذْهَب السالمية وَيَقُول إِن الْأَمْوَات يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ وَيَنْكِحُونَ فِي قُبُورهم والشارب وَالزَّانِي وَالسَّارِق لَا يلام على فعله لِأَن ذَلِك بِقَضَاء الله وَقدره توفّي سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وَله منار) الِاقْتِضَاء ومنهاج الاقتفاء وَالرَّدّ على ابْن الخشاب وَكتاب القوافي تَعْلِيل من قَرَأَ وَنحن عصبَة بِالنّصب والحساب وَغير ذَلِك 3 - (ابْن الْوَزير عون الدّين هُبَيْرَة) مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة ابْن الْوَزير عون الدّين ابْن هُبَيْرَة نَاب فِي الوزارة عَن أَبِيه وَلما توفّي أَبوهُ حبس فهرب من الْحَبْس فَأخذ وَضرب وَدفن بمطمورة حَتَّى مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ يلقب بعز الدّين وَهُوَ

ابن النحاس الواسطي

رفيع الشَّأْن عالي الْمَكَان ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَأورد لَهُ فِي الذيل (كم منحت الْأَحْدَاث صبرا جميلا ... وَلكم خلت صابها سلسبيلا) (وَلكم قلت للَّذي ظلّ يلحا ... ني على الوجد والأذى سل سَبِيلا) وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار (ذاعت لنا فِي هَوَاك أسرار ... يَا ظَبْيَة فِي الحشا لَهَا دَار) (وَاعجَبا للوصال أوثره ... وَهِي ليَوْم الْفِرَاق تخْتَار) (لما اسْتَقَلت بهَا ظعائنها ... وهتكت للفراق أَسْتَار) (ناديت يَا ظَبْيَة بكاظمة ... هَا دمع عَيْني عَلَيْك مدرار) (قلبِي وَفِي على تقلبه ... لَكِن دمعي الْغَدَاة غدار) (المَاء وَالنَّار فِي قد جمعا ... مَا اجْتمع المَاء قطّ وَالنَّار) قلت شعر منحط 3 - (ابْن النّحاس الوَاسِطِيّ) مُحَمَّد بن يحيى بن هبة الله أَبُو نصر ابْن النّحاس الوَاسِطِيّ وَبهَا توفّي سنة ثَلَاث عشر وست مائَة من شعره (وقائلة لما عمرت وَصَارَ لي ... ثَمَانُون عَاما عش كَذَا وابق واسلم) (وَدم وانتشق روح الْحَيَاة فَإِنَّهُ ... لَأَطْيَب من بَيت بصعدة مظلم) (فَقلت لَهَا عُذْري لديك ممهد ... بِبَيْت زُهَيْر فاعلمي وتعلمي) (سئمت تكاليف الْحَيَاة وَمن يَعش ... ثَمَانِينَ عَاما لَا محَالة يسأم) 3 - (البَجلِيّ الوَاسِطِيّ) ) مُحَمَّد بن يحيى بن طَلْحَة أَبُو عبد الله البَجلِيّ الوَاسِطِيّ الشَّاعِر دخل بغداذ وَالشَّام وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة مدح الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين وَغَيره وَمن شعره (لقد أوحشتني الدَّار بعد أنيسها ... وضاق عَليّ الرحب وَهُوَ فسيح) (وَأصْبح مغنى كُنْتُم تسكنونه ... كجسم خلت مِنْهُ العشية روح) (ترى ترجع الْأَيَّام تجمع بَيْننَا ... وَيرجع وَجه الدَّهْر وَهُوَ صبيح) (وَيَأْتِي بشير مِنْكُم فأضمه ... وأشركه فِي مهجتي وأبيح) (فَإِن تسمحوا بالبعد عني فإنني ... بخيل بِهِ لَو تعلمُونَ شحيح) قلت شعر نَازل

القاضي ابن فضلان

مُحَمَّد بن يحيى أَبُو عبد الله ذكره حرقوص فِي كِتَابه وَطول الثَّنَاء عَلَيْهِ وَأورد لَهُ قَوْله يصف غيثاً (يَا بارقاً برقتْ لَهُ الأصواء ... وتكشفت عَن نوره الأضواء) (لَا تبعدن فَإِن بعْدك للورى ... حتف وللترب الرغيب ظماء) (برق براق الأَرْض تضمر عَشِقَهَا ... وتوده الميثاء والمعزاء) (نَار إِذا التهبت وَلم يَك حَدهَا ... هزلا تولد من سناها مَاء) (ضحك إِذا استبكى السَّحَاب فَمَا لَهُ ... إِذْ يلتظي إِلَّا الأياء أياء) (فالروض من ذَاك الحيا موشية ... وَالْأَرْض من تِلْكَ السَّمَاء سَمَاء) (مَا إِن وشت كفا صناع مَا وشى ... ذَاك الضياء بهَا وَذَاكَ المَاء) (لما خبا ذَاك اللهيب ترقرقت ... فِي الأَرْض من ذَاك اللهيب إضاء) (رزق لَهَا مقل جواحظ تَارَة ... ترنو وتارات لَهَا إغضاء) 3 - (القَاضِي ابْن فضلان) مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن الْفضل بن هبة الله قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين أَبُو عبد الله بن فضلان بِالْفَاءِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة على وزن سلمَان البغداذي الشَّافِعِي مدرس المستنصرية ولي الْقَضَاء للْإِمَام النَّاصِر آخر دولته تفقه على وَالِده وبرع فِي الْمَذْهَب ورحل إِلَى خُرَاسَان وناظر علماءها وَكَانَ عَلامَة فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف والمنطق سَمحا جواداً لَا يدّخر شَيْئا وَكَانَ قوالاً ازدحموا على نعشه لما مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة كتب إِلَى) النَّاصِر فِي مضاعفة الْجِزْيَة على أهل الذِّمَّة وَقَالَ يجوز أَخذهَا مِنْهُم فَوق الدِّينَار إِلَى الْمِائَة حسب امتداد الْيَد عَلَيْهِم وعزله الظَّاهِر بعد شَهْرَيْن من ولَايَته ثمَّ ولي النّظر على البيمارستان وعزل بعد سِتَّة أشهر وَولي نظر الجوالي ثمَّ ولي تدريس مدرسة أم النَّاصِر وَتَوَلَّى تدريس المستنصرية وَتوجه رَسُولا إِلَى الرّوم وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الْيَاء 3 - (أَبُو بكر البرذعي) مُحَمَّد بن يحيى بن هِلَال أَبُو بكر البرذعي ذكره أَبُو سعد الإدريسي فِي تَارِيخ سَمَرْقَنْد وَقَالَ سكن بغداذ وَكَانَ فَاضلا أديباً شَاعِرًا قدم علينا سَمَرْقَنْد سنة خمسين وَثَلَاث مائَة وكتبنا عَنهُ بهَا يروي عَن أبي بكر مُحَمَّد ابْن الْفضل بن حَاتِم الطَّبَرِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن شُعَيْب الْغَازِي الطَّبَرِيّ وروى عَنهُ الإدريسي حَدِيثا 3 - (ابْن البرذعي النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن يحيى بن هِشَام الْعَلامَة أَبُو عبد الله النصاري

القاضي أبو الحسين الغرناطي الأشعري

الخزرجي الأندلسي الْمَعْرُوف بِابْن البرذعي من أهل الجزيرة الخضراء كَانَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة عاكفاً على التَّعْلِيم كَانَ أَبُو عَليّ الشلوبين يثني عَلَيْهِ ويعترف لَهُ صنف فصل الْمقَال فِي أبنية الْأَفْعَال وَله كتاب الْمسَائِل النخب فِي عدَّة مجلدات والإفصاح وَغير ذَلِك توفّي بتونس سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست مائَة وَقد نَيف على السّبْعين 3 - (القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن الغرناطي الْأَشْعَرِيّ) مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الرّبيع الْعَلامَة القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْعَلامَة المُصَنّف الْمُتَكَلّم قَاضِي غرناطة أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ الْيَمَانِيّ الْقُرْطُبِيّ أحد فرسَان الْكَلَام روى عَن أَبِيه وَعَمه أبي جَعْفَر أَحْمد وَأبي الْقَاسِم أَحْمد بن بَقِي وَغَيرهم قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان أجَاز لي ونقلت أَسمَاء شُيُوخه وَعمل برنامجاً إِلَى أَن قَالَ وَهُوَ كَانَ الْمشَار إِلَيْهِ بالأندلس فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة من أصُول الدّين وَالْفِقْه والحساب والهندسة وَله معرفَة بالطب ووجاهة عِنْد السُّلْطَان ابْن الْأَحْمَر وَكَانَ أشعري النّسَب وَالْمذهب وَله تصانيف فِي المعقولات قَالَ وَسمعت قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد يَقُول مَا وقفنا على كَلَام أحد من متأخري المغربة مشبه لكَلَام الْعَجم مثل هَذَا توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة) 3 - (صَاحب تونس) مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن عمر الْأَمِير الْمُسْتَنْصر أَبُو عبد الله ابْن الْأَمِير أبي زَكَرِيَّاء الهنتاتي ولي أَبوهُ يحيى مُدَّة وَمَات سنة سبع وَأَرْبَعين وهما بربريان موحدان صاحبا تونس وَأجل مُلُوك الغرب فِي زمانهما كَانَ جده الشَّيْخ الهنتاتي من الْعشْرَة أَصْحَاب ابْن تومرت وَكَانَ مُحَمَّد ملكا عَظِيما شجاعاً سؤوساً متحيلاً على بُلُوغ قَصده يقتحم الأخطار وَهُوَ ذُو غرام بالعمارات وَاللَّذَّات تزف إِلَيْهِ كل لَيْلَة جَارِيَة وَقتل عمية لما تملك وأباد جمَاعَة من الْخَوَارِج وَوضع جمَاعَة مِنْهُم فِي قبَّة أساسها ثمَّ أرسل المَاء عَلَيْهَا وارتدمت عَلَيْهِم وَكَانَت أسلحة الْجَيْش كلهَا فِي خزائنه فَإِذا وَقع أَمر أخرجهَا وَلم يكن لجنده اقطاع بل يجمع ارْتِفَاع الْبِلَاد وَيَأْخُذ لنَفسِهِ الرّبع وَالثمن وَينْفق مَا بَقِي فيهم كل عَام نفقات روى عَنهُ الْخَطِيب أَبُو بكر ابْن سيد النَّاس توفّي سنة خمس وَسبعين وست مائَة أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَخْبرنِي رَئِيس الأدباء أَبُو الْحسن حَازِم أَنه قَالَ كنت أساير الْمُسْتَنْصر وَنحن فِي الْبُسْتَان الَّذِي أنشأه ظَاهر تونس فَكُنَّا نتمالط فِي الشّعْر يبْدَأ هُوَ بِالْبَيْتِ وأتمه أَنا وأبدأ ويتمه هُوَ وَكَانَ مائلاً إِلَى الْفِقْه على طَريقَة أهل الحَدِيث وأنشدني أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَنْشدني صاحبنا أَبُو عَمْرو ابْن الْحَافِظ أبي بكر ابْن سيد النَّاس قَالَ أَنْشدني أبي قَالَ أنشدنا الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو عبد الله ملك أفريقية لنَفسِهِ

أبو عصيدة صاحب تونس

(مَالِي عَلَيْك سوى الدُّمُوع معِين ... إِن كنت تغدر فِي الْهوى وتخون) (من منجدي غير الدُّمُوع وَإِنَّهَا ... لمغيثة مهما اسْتَغَاثَ حَزِين) (الله يعلم أَن مَا حَملتنِي ... صَعب وَلَكِن فِي رضاك يهون) وَقَالَ أَخْبرنِي أَبُو الزهر أَن الْمُسْتَنْصر كَانَ فِي بعض متصيداته فَكتب لأبي عبد الله ابْن أبي الْحُسَيْن يَأْمُرهُ بإحضار الأجناد لأخذ أَرْزَاقهم (ليحضر كل لَيْث ذِي منال ... زكا فرعا لإسداء النوال) (غَدا يَوْم الْخَمِيس فَمَا شغلنا ... بأسد الْوَحْش عَن أَسد الرِّجَال) انْتهى مَا قَالَه أثير الدّين وَكَانَ وَالِده يحيى قد صنع دَارا عَظِيمَة تَحت الأَرْض وأودع فِيهَا من أَنْوَاع الْأَمْوَال وَالسِّلَاح مَا جعله عدَّة وذخيرة لسلطانه وَلم يتْرك على وَجه الأَرْض من لَهُ علم بِهَذَا الْموضع إِلَّا صَاحب وزارة الْفضل وَهُوَ أَبُو عبد الله ابْن الْحُسَيْن بن سعيد فَلَمَّا جرت) الْفِتْنَة واستقرت قدم ابْن يحيى فِي السلطنة وَكَانَ الْوَزير الْمَذْكُور مِمَّن سخط عَلَيْهِ وَقبض على دياره وأمواله وصيره كالمحبوس كتب الْوَزير إِلَيْهِ رقْعَة وَطلب الِاجْتِمَاع بِهِ فِي مصلحَة الدولة فَأحْضرهُ وَسَأَلَهُ فَقَالَ إِن المرحوم صنع تَحت الأَرْض دَارا أودعها نفائس أَمْوَاله وَلَيْسَ يعرفهَا غَيْرِي ووصاني أَنه إِذا انْتقل إِلَى جوَار ربه إِذْ توقع أَن تقع فتْنَة بَين أَقَاربه وَقَالَ إِذا انْقَضتْ سنة وَاسْتقر الْأَمر لأحد من وَلَدي أَو من تتيقن أَنه يصلح لأمر الْمُسلمين فأطلعه على هَذِه الذَّخَائِر فَرُبمَا فنيت الْأَمْوَال بالفتنة فَلَا يجد الْقَائِم بِالْأَمر مَا يصلح بِهِ الدولة إِذا تفرغ للتدبير والسياسة ففرح السُّلْطَان وبادر إِلَى تِلْكَ الدَّار فَرَأى مَا مَلأ عينه وسر قلبه وَخرج الْوَزير وَالْخَيْل تجنب أَمَامه وَبدر الْأَمْوَال بَين يَدَيْهِ وَأعَاد الْوَزير إِلَى أحسن حالاته وَقَالَ السُّلْطَان إِن من أجب شكر الله عَليّ أَن أفْتَتح المَال بِأَن أؤدي مِنْهُ للرعية الَّذين نهبت دُورهمْ واحترقت فِي الْفِتْنَة الَّتِي كَانَت بيني وَبَين أقاربي مَا خسروه وَأمر بالنداء فيهم وأحضرهم وكل من حلف على شَيْء قَبضه وَانْصَرف 3 - (أَبُو عصيدة صَاحب تونس) مُحَمَّد بن يحيى الْمَنْصُور بِاللَّه أَبُو عصيدة ابْن الواثق الهنتاتي تملك تونس بِإِشَارَة الْمرْجَانِي فِي آخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَ دينا صَالحا حميد السِّيرَة منفقاً من جنده وَكَانُوا نَحوا من سَبْعَة آلَاف وَكَانَ مليح الشكل شرِيف النَّفس مهيباً سائساً توفّي سنة تسع وَسبع مائَة وَلم يعْهَد إِلَى أحد فَقَامَ بعده ابْن عَمه فَقتل بعد أَيَّام توثب عَلَيْهِ المتَوَكل خَالِد بن يحيى من بني عَمه وتملك ثمَّ خلع بعد يَوْمَيْنِ وَمَات أَبُو عصيدة شَابًّا لقب بذلك لِأَنَّهُ عمل فِي سماط لَهُ عصيدة عَظِيمَة فِي وعَاء سعته تفوق الْعبارَة فِي وَسطه بركَة وَاسِطَة مَمْلُوءَة من سمن ويليها خَنْدَق من عسل ثمَّ خَنْدَق من دهن ثمَّ خَنْدَق من دبس ثمَّ خَنْدَق من زَيْت ثمَّ خَنْدَق من رب سَبْعَة خنادق وَالله أعلم 3 - (ابْن الصَّيْرَفِي) مُحَمَّد بن يحيى بن أبي مَنْصُور ابْن أبي الْفَتْح محيي الدّين أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الصَّيْرَفِي مولده سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة بِدِمَشْق وَدفن بمقابر بَاب الفراديس كَانَ عِنْده فَضِيلَة وَحسن عشرَة وعَلى ذهنه حكايات

القرطبي المالكي الأشعري

وأشعار وَقطعَة صَالِحَة من التواريخ سمع الْكثير فِي صغره وَكبره وَتَوَلَّى عدَّة جِهَات وَكَانَ لَهُ حُرْمَة) ومكانة وتوكل للأمير علم الدّين سنجر أَمِير جاندار الْملك الظَّاهِر ولازم الْأَمِير افتخار الدّين وَولده نَاصِر الدّين 3 - (الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي الْأَشْعَرِيّ) مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْعَلامَة أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي الْأَشْعَرِيّ نزيل مالقة ولد بقرطبة سنة سِتّ وَعشْرين وَكَانَ شيخ مالقة وعالمها ووزيرها مُحدثا فَقِيها أشعرياً من محفوظاته المقامات كَانَ آخر من حدث عَن وَالِده بِالسَّمَاعِ وَسمع من الدباج والشلوبين وَابْن الطيلسان وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة 3 - (ابْن الغليظ) مُحَمَّد بن يحيى بن الغليظ هُوَ ابْن الأديب أبي زَكَرِيَّاء قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أديب هيجاء أنشدنا أَبُو الزهر قَالَ أنشدنا ابْن الغليظ لنَفسِهِ (وليتم ابْن أبي طاطو بِلَادكُمْ ... وَرُبمَا خفيت عَنْكُم معائبه) (أَلَيْسَ من شؤمه إِن حل فِي بلد ... دارت رحاه وَمَا درت سحائبه) 3 - (الْكرْمَانِي الْمعبر) مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْكرْمَانِي أَبُو عبد الله الْمعبر كَانَ فَقِيها على مَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع الحَدِيث كثيرا من أبي الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصَّلْت الْقرشِي وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزقويه الْبَزَّاز وَأبي الْحُسَيْن عَليّ بن بَشرَان وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ وَأبي عبد الله أَحْمد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي وَأبي عَليّ الْحسن بن شَاذان وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن الْجَوْهَرِي وَغَيرهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الْمَشَايِخ وَسمع أَبُو بكر الْخَطِيب الْحَافِظ بقرَاءَته وروى عَنهُ فِي تَارِيخه فِي مَوَاضِع وَحدث بِكَثِير وَسمع مِنْهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصرٍ الْحميدِي وطاهر بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي وَأَخُوهُ عَليّ بن مُحَمَّد وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن مواهب البرداني) مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مواهب بن إِسْرَائِيل بن عقيل أَبُو الْفَتْح البرداني البغداذي سمع الشريفين أَبَا عَليّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمهْدي وَأَبا الْغَنَائِم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي بِاللَّه وَأَبا عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان الْكَاتِب وَغَيرهم وَحدث بالكثير روى عَنهُ) أَبُو الْفتُوح نصر بن عَليّ بن الْخضر بن الْحَافِظ وَكَانَ شَيخا صَالحا حَافِظًا لكتاب الله كثير الْعِبَادَة يقوم اللَّيْل إِلَّا أَنه لعب بِهِ الصّبيان وَقَالُوا لَهُ لَو ادعيت سَماع المقامات لَكَانَ يحصل لَك بروايتها من المحتشمين شَيْء كثير وحسنوا لَهُ ذَلِك وَادّعى سماعهَا قَالَ أَبُو الْفتُوح فنهيته عَن ذَلِك فَصَارَ يَدْعُو عَليّ فِي الْمجَالِس وَيَقُول فلَان حرمني كَذَا وَكَذَا من المَال فَالله بيني وَبَينه وَلَا أَدْرِي أحدث بهَا أم لَا توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَدفن بِبَاب حَرْب

السلامي ابن الحبير

3 - (السلَامِي ابْن الحبير) مُحَمَّد بن يحيى بن مظفر بن نعيم السلَامِي قَالَ محب الدّين ابْن النجار أَبُو بكر ابْن شَيخنَا أبي زَكَرِيَّاء الْمَعْرُوف بِابْن الحبير تَصْغِير حبر قَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل على أبي الْفَتْح ابْن الْمَنِيّ ثمَّ لَازم النوقاني وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْخلاف وَالْأُصُول حَتَّى برع فِي ذَلِك وناظر الْفُقَهَاء ودرس مُدَّة وانتفع بِهِ الطّلبَة وانتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَولي تدريس الاسبابذية الَّتِي بَين الدربين وَصَارَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر وَيتَكَلَّم عِنْده الْفُقَهَاء فِيهَا وناب فِي الحكم وَالْقَضَاء عَن ابْن فضلان مُدَّة ولَايَته ثمَّ ولي التدريس بمدرسة ابْن الْمطلب ثمَّ ولي تدريس النظامية وَكَانَ يخرج إِلَى مَكَّة فِي كل سنة على كسْوَة الْكَعْبَة وصدقات الْحَرَمَيْنِ وَسمع الحَدِيث من شهدة الكاتبة وَمن أبي الْفرج ابْن كُلَيْب وَمن جمَاعَة من الشُّيُوخ وَصَحب أَبَا الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع مِنْهُ كثيرا من مروياته ومصنفاته وكتبت عَنهُ وَهُوَ فَاضل صَدُوق غزير الْعلم كثير الْمَحْفُوظ حسن الْكَلَام فِي المناظرة مضطلع بفنون الْعلم متدين كثير الْعِبَادَة والتهجد وتلاوة الْقُرْآن حسن الخلاق متواضع جميل السِّيرَة مَحْمُود الطَّرِيقَة سليم الْجَانِب ولد سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (الْجِرْجَانِيّ الْحَنَفِيّ) مُحَمَّد بن يحيى بن مهْدي الْجِرْجَانِيّ أَبُو عبد الله الْفَقِيه الْحَنَفِيّ قَرَأَ الْفِقْه على أبي بكر الرَّازِيّ حَتَّى برع فِيهِ وَعَلِيهِ تفقه أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْقَدُورِيّ وَحدث عَن عبد الله بن إِسْحَاق بن يَعْقُوب النصري وَأبي أَحْمد الغطريفي روى عَنهُ أَبُو سعد إِسْمَاعِيل بن عَليّ السمان الرَّازِيّ وَأَبُو نصر الشِّيرَازِيّ وَذكره الْخَطِيب أَبُو بكر فِي التَّارِيخ وَلم يذكر لَهُ رِوَايَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (المنجم) ) مُحَمَّد بن يحيى بن أبي مَنْصُور المنجم أكبر ولد يحيى كَانَ عَالما فَاضلا أديباً لَهُ تصانيف حسان وبلاغة جَيِّدَة وفصاحة بَالِغَة وَمن تصانيفه كتاب أَخْبَار الشُّعَرَاء وَهُوَ كتاب مَشْهُور مقدم على كتب أَخْبَار الشُّعَرَاء وَكَانَت عنايته بِعلم النُّجُوم تَامَّة وَكَانَ حسن الْعلم بالموسيقى والهندسة والطب وَالْكَلَام وَله مؤلفات فِي الْعَرَبيَّة 3 - (أَبُو عبد الله الأسواني الصَّالح) مُحَمَّد بن يحيى بن أبي بكر ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِدْرِيس صفي الدّين أَبُو عبد الله الأسواني الهرغي نزيل إخميم كَانَ مَشْهُورا بالصلاح يعْتَقد النَّاس بركته وينقلون عَنهُ مكاشفات وكرامات كتب عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَأَبُو بكر ابْن عبد الْبَاقِي الْخَطِيب وَأَبُو عبد الله ابْن النُّعْمَان وَالشَّيْخ قطب الدّين ابْن الْقُسْطَلَانِيّ والكمال ابْن الْبُرْهَان وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّيْخ أبي يحيى ابْن شَافِع قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَكَانَ

يَدعِي أَنه يرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويجتمع بِهِ قَالَ حكى عَنهُ شَيخنَا الْعَالم الْفَقِيه تَاج الدّين مُحَمَّد بن الدشنائي قَالَ كنت أسمع بِهِ فأشتهي رُؤْيَته فَلَمَّا اتّفق سَفَرِي إِلَى إخميم تَوَجَّهت إِلَيْهِ فَتكلم إِلَى أَن قَالَ مَا يبْقى فِي النَّار أحد فَقلت وَلَا الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى فَقَالَ وَلَا الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى قَالَ قلت لَهُ الله تَعَالَى قَالَ كَذَا وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَذَا قَالَ كنت أعتقد مَا تعتقده إِلَى أَن وجدت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو قَالَ جَاءَنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ لي كَذَا فتألمت مِنْهُ وَقمت وَرجعت إِلَى قوص وَاجْتمعت بوالدي فَقَالَ لي وصلت إِلَى أخميم فَقلت نعم فاجتمعت بِأبي عبد الله الأسواني قلت نعم فَقَالَ مَا قَالَ فحكيت لَهُ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ حضرت أَنا وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين عِنْده وَجرى مثل ذَلِك ونازعناه طَويلا فَقَالَ يَا أَصْحَابنَا مَا تبقى فِي النَّار إِلَّا هَذَانِ الرّجلَانِ قَالَ وَحكى لي صاحبنا الشَّيْخ الْفَقِيه شرف الدّين مُحَمَّد بن الفاسح الإخميمي قَالَ جرى شَيْء من ذَلِك عِنْد شَيخنَا ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ كَانَ فِي بلدك من يَقُول هَذِه الْمقَالة فَقلت من سَيِّدي فَقَالَ عَجِيب تعرفنِي أذكر أحدا وَبَلغت مقَالَته بعض قُضَاة الْقُضَاة فَأرْسل إِلَى قَاضِي إخميم أَن يحضرهُ وَيعْمل مَعَه الشَّرْع وَكَانَ الْحَاكِم بهَا ابْن المطوع وَكَانَ عَاقِلا فِيهِ سياسة فَأحْضرهُ والعوام تعتقده فَقَالَ يَا شيخ أَبَا عبد الله مَا نتوب كلنا إِلَى الله تَعَالَى فَقَالَ نعم نقُول كلنا اللَّهُمَّ إِنَّا نتوب إِلَيْك فَقَالَ ذَلِك وَتَركه وَكتب إِلَى قَاضِي الْقُضَاة أَنه أحضرهُ وَأَنه تَابَ وَذكر حَاله وَقيام الْعَوام مَعَه وَمَا ينْقل عَنهُ من خير وَقَالَ) لنا شَيخنَا أثير الدّين أَبُو حَيَّان سَمِعت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الهرغي يَقُول سَمِعت أَبَا زيد التكروري يَقُول سَمِعت الشَّيْخ أَبَا مَدين يَقُول كفى بالحدوث نقصا فِي جَمِيع الْخَلِيفَة وَمن كَانَ معلولاً لم يدْرك الْحَقِيقَة وَتُوفِّي بإخميم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَدفن برباطة بهَا ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَأَبوهُ أَبُو زَكَرِيَّاء من الْمغرب قدم أسوان وَأقَام بهَا وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وست مائَة وَمن شعر أبي عبد الله (من يَوْم أَلَسْت كَانَ مِنْهُم مَا كَانَ ... وَصلي بهم من قبل أَيْن وَمَكَان) (لَا صد وَلَا هجران أخشاه وَلَا ... مَا يحدثه يَا صَاحِبي صرف زمَان) وَمِنْه (يَا ليالينا بِذِي سلم ... وَمنى والخيف وَالْعلم) (هَل ترى من عودة وَعَسَى ... أَقْْضِي حق الْعَهْد والذمم) (لَا وعيش مر لي بهم ... إِنَّه من أعظم الْقسم) (لست أسلو حبهم أبدا ... لَو أرى فِي ذَاك سفك دمي) (يَا عذولي قل عَن عذلي ... وغرامي زد وَدم سقمي) (وَسَقَى تِلْكَ الربوع حَيا ... وبله من وَاسع الْكَرم) قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَوجدت بِخَط الْكَمَال ابْن الْبُرْهَان سَمِعت الشَّيْخ

ابن الفويرة الحنفي

أَبَا عبد الله يَقُول دخلت دمشق فَحَضَرت مجْلِس واعظ كَانَ مُعظما فِيهَا فَقَالَ لَيْسَ أحد يَخْلُو من هوى فَقَالَ لَهُ شخص وَلَا رَسُول الله فَقَالَ وَلَا رَسُول الله فأنكرت عَلَيْهِ فَقَالَ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حبب إِلَيّ من دنياكم ثَلَاث فَقلت هَذَا عَلَيْك لِأَنَّهُ مَا قَالَ أَحْبَبْت ثمَّ فارقته وَرَأَيْت قَائِلا يَقُول لي فِي النّوم أَو قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ضربنا عُنُقه فَخرج من دمشق فَقتل 3 - (ابْن الفويرة الْحَنَفِيّ) مُحَمَّد بن يحيى الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي بدر الدّين ابْن الفويرة الْحَنَفِيّ كَانَ قد اشْتغل اشتغالاً كثيرا وَهُوَ رَفِيق القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ فِي الِاشْتِغَال تفنن فِي الْعُلُوم وشارك فِي الْفُنُون وَتُوفِّي رَحمَه الله كهلاً سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة حضرت حَلقَة أشغاله بالجامع الْأمَوِي عِنْد شباك الكاملية بِالْحَائِطِ الشمالي وأوردت عَلَيْهِ فِي لَفظه طهُور وَأَن هَذِه الصِّيغَة للْمُبَالَغَة) فِي تكْرَار الْفِعْل من الْفَاعِل على مَا تقدم من سُؤَالِي نظماً فِي تَرْجَمَة أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف السُّبْكِيّ فأعجبه ذَلِك إعجاباً كثيرا وزهزه لَهُ وَلم تكن إِقَامَة الْوَزْن فِي طباعه رَحمَه الله تَعَالَى فَإِنَّهُ كَانَ ينشد على ماحكاه لي عَنهُ القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله معاوي إننا بشر فأسجحي بِإِثْبَات الْيَاء بعد الْحَاء 3 - (القَاضِي بدر الدّين ابْن فضل الله) مُحَمَّد بن يحيى بن فضل الله القَاضِي بدر الدّين صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِالشَّام يَأْتِي نسبه مُسْتَوفى فِي تَرْجَمَة أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد توجه إِلَى الديار المصرية صُحْبَة وَالِده وَأقَام بهَا وَأدْخلهُ أَخُوهُ القَاضِي عَلَاء الدّين عَليّ إِلَى دَار الْعدْل بعد وَفَاة أَبِيه وَوَقع فِي الدست وَلما توجه أَخُوهُ القَاضِي عَلَاء الدّين إِلَى الكرك صُحْبَة النَّاصِر أَحْمد وتسلطن الصَّالح إِسْمَاعِيل سد الْوَظِيفَة إِلَى أَن عَاد أَخُوهُ ثمَّ إِنَّه جهز إِلَى الشَّام على صحابة ديوَان الْإِنْشَاء فورد إِلَيْهَا فِي أول شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا وادعاً كثير الإطراق والصمت وأحبه النَّاس وخضع لَهُ الْأُمَرَاء والأكابر وَعمر دوراً متلاصقة عِنْد قناة صَالح جوا بَاب توما وَأَنْشَأَ إِلَى جَانبهَا حَماما يتَّصل بِبَعْض مَا هُوَ ساكنه فَمَا متع بذلك وَلَا دَخلهَا غير مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتُوفِّي بعد مرض حاد سادس عشْرين شهر رَجَب الْفَرد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة وَصلى عَلَيْهِ نَائِب الشَّام والأمراء والقضاة وَالْعُلَمَاء وَغَيرهم وَدفن فِي تربة وَالِده بجبل الصالحية ومولده سنة عشر وَسبع مائَة وَهُوَ شَقِيق أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين وَخلف نعْمَة طائلة وأملاكاً كَثِيرَة وكتبت إِلَى أَخِيه القَاضِي عَلَاء الدّين أعزيه على لِسَان الْأَمِير عز الدّين طقطاي الدوادار كتابا من رَأس الْقَلَم يَوْم وَفَاته والبريد وَاقِف

القاضي ابن يخلفتن

يقبل الأَرْض لَا سَاق إِلَيْهَا الله بعْدهَا وَفد عزاء وَلَا أذاقها فقد أحبة وَلَا فِرَاق أعزاء وَلَا أعدمها جملَة صَبر يفْتَقر مِنْهُ إِلَى أقل الْأَجْزَاء وَينْهى مَا قدره الله تَعَالَى من وَفَاة المخدوم القَاضِي بدر الدّين أخي مَوْلَانَا جعله الله وَارِث الْأَعْمَار وأسكن من مضى جنَّات عدن وَإِن كَانَت الْقُلُوب بعده من الأحزان فِي النَّار فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون قَول من غَابَ بدره وخلا من الدست صَدره وَعمر مصابه فَهُوَ يتأسى بِالنَّاسِ وَعدم جلده فَقَالَ للدمع اجرِ فكم فِي وقوفك الْيَوْم من باس وَهَذَا مصاب لم يكن فِيهِ مَوْلَانَا بأوحد وعزاء لَا يَنْتَهِي النَّاس فِيهِ إِلَى) غَايَة أَو حد (علينا لَك الإسعاد إِن كَانَ نَافِعًا ... بشق قُلُوب لَا بشق جُيُوب) فَمَا كَانَ الدست الشريف إِلَّا صدر نزع مِنْهُ الْقلب أَو نُجُوم بَيْنَمَا بدرها يشرق إِذا بِهِ فِي الغرب وَمَا يَقُول الْمَمْلُوك إِلَّا إِن كَانَ الْبَدْر قد غَابَ فَإِن النير الْأَعْظَم واف وَبَيْنكُم الْكَرِيم سَالم الضَّرْب وَإِنَّمَا أدْركهُ بالوهم خَفِي زحاف وَمَا بَقِي إِلَّا الْأَخْذ بِسنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّبْر والاحتساب وَتَسْلِيم الْأَمر إِلَى صَاحبه الَّذِي كتب هَذَا المصرع على الرّقاب وَفِي بقائك مَا يسلي من الْحزن وظل مَوْلَانَا بِحَمْد الله تَعَالَى بَاقٍ على بَيته وَمَا نقص عدد ترجع جملَته إِلَى مَوْلَانَا وكلنَا ذَلِك الدارج وَالله لَا يذيقه بعْدهَا فقد قرين قريب ويعوض ذَلِك الذَّاهِب عَمَّا تَركه فِي هَذِه الدَّار الفانية من الدَّار الْبَاقِيَة بأوفر نصيب إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقلت أرثيه وَلم أكتب بذلك إِلَى أحد (لفقدك بدر الدّين ق مسنا الضّر ... وأظلم أفق الشَّام وَاسْتَوْحَشْت مصر) (وشقق جيب الْبَرْق واستعبر الحيا ... وَلَطم خد الرَّعْد وانصدع الْفجْر) (وكادت لنوح الْوَرق فِي غسق الدجى ... تَجف على الأغصان أوراقها الْخضر) (لَك الله من غاد إِلَى ساحة البلى ... وَمن بعده تبقى الْأَحَادِيث وَالذكر) (كَأَن بني الْإِنْشَاء يَوْم مصابه ... نُجُوم سَمَاء خر من بَينهَا الْبَدْر) 3 - (القَاضِي ابْن يخلفتن) مُحَمَّد بن يخلفتن بن أَحْمد بن تنفليت أَبُو عبد الله الحبشي الْبَرْبَرِي الفازازي التلمساني الْفَقِيه قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ فَقِيها أديباً مقدما فِي الْكِتَابَة وَالشعر ولي قَضَاء مرسية وقرطبة وَكَانَ حميد السِّيرَة حدث أَنه كَانَ يحفظ صَحِيح البُخَارِيّ توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره 3 - (وَزِير الْمَأْمُون) مُحَمَّد بن يزْدَاد بن سُوَيْد الْكَاتِب الْمروزِي الْوَزير وزر لِلْمَأْمُونِ

المرواني

كَانَ حسن البلاغة كثير الْأَدَب مَشْهُورا بقول الشّعْر لَهُ فِي الْمَأْمُون مرثية مَعْرُوفَة وَكَانَ سُلَيْمَان بن وهب يكْتب بَين يَدَيْهِ وَكَانَ بِهِ خَاصّا ثمَّ اتَّصل بِهِ أَن سُلَيْمَان سعى عَلَيْهِ فَاطْرَحْهُ ولمحمد فِيهِ أشعار مِنْهَا قَوْله) (الْمَرْء مثل هِلَال عِنْد مطلعه ... يَبْدُو ضئيلاً ضَعِيفا ثمَّ يتسق) (يزْدَاد حَتَّى إِذا مَا تمّ أعقبه ... كرّ الجديدين نُقْصَانا فينمحق) وَسمع قَول الشَّاعِر (إِذا كنت ذَا رَأْي فَكُن ذَا عَزِيمَة ... فَإِن فَسَاد الْمَرْء أَن يترددا) فأضاف إِلَيْهِ (وَإِن كنت ذَا عزم فأنفذه عَاجلا ... فَإِن فَسَاد الْعَزْم أَن يتفندا) وَقَالَ فِي جَارِيَة كَانَ يهواها (أيا من بهَا أَرض من النَّاس كلهم ... وَإِن كنت أَشْكُو تيهها وازورارها) (لَو أَن الْأَمَانِي خيرت فتخيرت ... على الْحسن إنْسَانا لَكُنْت اخْتِيَارهَا) وَقَالَ (فَلَا تأمنن الدَّهْر حرا ظلمته ... فَمَا ليل حر إِن ظلمت بنائم) توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ بسر من رأى 3 - (المرواني) مُحَمَّد بن يزِيد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم هُوَ الْقَائِل وَقد جرت بَينه وَبَين عبد الله بن مُصعب الزبيرِي مفاخرة بِحَضْرَة الْمهْدي (إِن النُّبُوَّة والخلافة وَالْهدى ... وَالدّين وَالدُّنْيَا لعبد منَاف) (نزل الْقرَان على أَبِيهِم واحيهم ... بِالْحَقِّ والبرهان والإنصاف) (فِيهِ الْحَلَال وَمَا يحرم كُله ... شاف لمن يَبْغِي الطَّرِيقَة كَاف) 3 - (الخزرجي الشَّاعِر) مُحَمَّد بن يزِيد الخزرجي الشَّاعِر الْأَعْوَر لقِيه عَليّ بن الْمهْدي الكسروي وَأخذ عَنهُ وَهُوَ الْقَائِل (يَا ابْن من يكْتب فِي الأع ... ناق من غير دَوَاة) (لم يكن يكْتب فِيهَا ... غير خطّ الألفات) يُرِيد أَن أَبَاهُ حجام وَالله أعلم 3 - (البشري الشَّاعِر) ) مُحَمَّد بن يزِيد البشري الْأمَوِي أَبُو جَعْفَر من ولد بشر بن مَرْوَان

الرفاعي قاضي بغداذ

ابْن الحكم من أهل ميافارقين قدم إِلَى سر من رأى وَأقَام بهَا دهراً واتصل بِعِيسَى بن فرخانشاه وَله فِي المتَوَكل مراث وَهُوَ الْقَائِل (أترضى لي أَن أرْضى ... بتقصيرك فِي بري) (وَقد أخلقت من ود ... ك مَا أخلقت من عمري) (لَعَلَّ الله أَن يصن ... ع لي من حَيْثُ لَا أَدْرِي) (فألقاك بِلَا شكر ... وتلقاني بِلَا عذر) وَمن شعره (لَهَا وأعارني وَلها ... وَأبْصر حرقتي فزها) (لَهُ وَجه يدل بِهِ ... ولي حرق أذلّ بهَا) 3 - (الرِّفَاعِي قَاضِي بغداذ) مُحَمَّد بن يزِيد بن مُحَمَّد بن كثير بن رِفَاعَة أَبُو هَاشم الْعجلِيّ الرِّفَاعِي الْكُوفِي الْفَقِيه قَاضِي بغداذ روى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه قَالَ البُخَارِيّ رَأَيْتهمْ مُجْمِعِينَ على تَضْعِيفه توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (محمش الْحَنَفِيّ) مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الله السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه محمش بِالْحَاء الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة كَانَ شيخ الْحَنَفِيَّة فِي عصره بنيسابور وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْمبرد النَّحْوِيّ) مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الْأَكْبَر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد إِمَام الْعَرَبيَّة ببغداذ فِي زَمَانه أَخذ عَن الْمَازِني وَأبي حَاتِم السجسْتانِي وَغَيرهمَا وروى عَنهُ إِسْمَاعِيل الصفار وَلَزِمَه مُدَّة وَإِبْرَاهِيم بن نفطويه وَمُحَمّد بن يحيى الصولي وَجَمَاعَة وَكَانَ فصيحاً بليغاً مفوهاً ثِقَة اخبارياً عَلامَة صَاحب نَوَادِر وظرافة وَكَانَ جميلاً وسيماً لَا سِيمَا فِي صباه وَله تصانيف مَشْهُورَة مِنْهَا كتاب الْكَامِل قَالَ القَاضِي الْفَاضِل طالعته سبعين مرّة وكل مرّة أزداد مِنْهُ فَوَائِد والمقتضب وَالرَّوْضَة وَلما صنف الْمَازِني كتاب الْألف وَاللَّام سَأَلَ الْمبرد عَن دقيقه وعويصه فَأَجَابَهُ بِأَحْسَن جَوَاب فَقَالَ لَهُ قُم فَأَنت الْمبرد بِكَسْر الرَّاء أَي الْمُثبت للحق

فَغَيره) الْكُوفِيُّونَ وفتحوا الرَّاء وَتُوفِّي آخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وعاش خمْسا وَسبعين سنة وَلم يخلف مثله ذكر القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان فِي تَرْجَمَة الْمبرد أَنه رأى مناماً لَهُ علاقَة بالمبرد وَهُوَ مَنَام غَرِيب عَجِيب أودعهُ تَارِيخه وَكَانَت الْعَدَاوَة قد اشتهرت بَين الْمبرد وثعلب حَتَّى نظم النَّاس ذَلِك فِي أشعارهم فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء (كفى حزنا أَنا جَمِيعًا ببلدة ... ويجمعنا فِي أَرض برشهر مشْهد) (وكل لكل مخلص الود وامق ... ولكننا فِي جَانب عَنهُ مُفْرد) (نروح ونغدو لَا تزاور بَيْننَا ... وَلَيْسَ بمضروب لنا عَنهُ موعد) (فأبداننا فِي بَلْدَة والتقاؤنا ... عسير كأنا ثَعْلَب والمبرد) وَقَالَ أَحْمد بن أبي طَاهِر يهجوه (يَوْم كحر الشوق فِي الْقلب والحشا ... على أَنه مِنْهُ أحر وأوقد) (ظللت بِهِ عِنْد الْمبرد قَاعِدا ... فَمَا زلت من أَلْفَاظه أتبرد) وَكَانَ الْمبرد حسن الصُّورَة وَلأبي حَاتِم السجسْتانِي فِيهِ أغزال يَأْتِي ذكر شَيْء مِنْهَا فِي تَرْجَمَة أبي حَاتِم وَمن شعر الْمبرد (حبذا مَاء العناقي ... د بريق الغانيات) (بهما ينْبت لحمي ... وَدمِي أَي نَبَات) (أَيهَا الطَّالِب شَيْئا ... من لذيذ الشَّهَوَات) (كل بِمَاء المزن تفا ... ح خدود ناعمات) وللمبرد من المصنفات كتاب الِاشْتِقَاق وَكتاب الأنواء والأزمنة وَكتاب القوافي وَكتاب الْخط والهجاء والمدخل إِلَى كتاب سِيبَوَيْهٍ والمقصور والممدود والمذكر والمؤنث ومعاني الْقُرْآن وَيعرف بِالْكتاب التَّام وَالرَّدّ على سِيبَوَيْهٍ والرسالة الْكَامِلَة وإعراب الْقُرْآن والحث على الْأَدَب والصدق وَنسب عدنان وقحطان وَالزِّيَادَة على المنتزعة من كتاب سِيبَوَيْهٍ وَكتاب التعازي وَشرح شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ وضرورة الشّعْر وأدب الجليس والحروف فِي مَعَاني الْقُرْآن إِلَى طه صِفَات الله عز وَجل والممادح والمقابح الرياض المونقة الدَّوَاهِي الْجَامِع وَلم يتم الوشي معنى كتاب سِيبَوَيْهٍ كتاب النَّاطِق كتاب الْعرُوض كتاب البلاغة معنى كتاب الْأَوْسَط للأخفش شرح كَلَام الْعَرَب وتلخيص ألفاظها ومزاوجة كَلَامهَا وتقريب مَعَانِيهَا واتفقت أَلْفَاظه وَاخْتلفت مَعَانِيه) الْفَاضِل والمفضول طَبَقَات النُّحَاة الْبَصرِيين كتاب الْعبارَة عَن أَسمَاء الله تَعَالَى الْحُرُوف التصريف الْكَافِي فِي الْأَخْبَار مُحَمَّد بن يزِيد الوَاسِطِيّ توفّي سنة تسعين وَمِائَة فِي قَول

المسلمي أبو الاصبع

3 - (المسلمي أَبُو الاصبع) مُحَمَّد بن يزِيد بن مسلمة بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم أَبُو الاصبع الحصني كَانَ ينزل حصن مسلمة بديار مُضر فنسب إِلَيْهِ قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان شَاعِر محسن مدح الْمَأْمُون وهجا عبد الله بن طَاهِر وعارضه فِي قصيدته الَّتِي أَولهَا (مدمن الإغضاء مَوْصُول ... ومديم العتب مملول) وَكَانَ فَخر فِيهَا بأَشْيَاء مثل قتل أَبِيه للأمين فَأَجَابَهُ المسلمي بقصيدة أَولهَا (لَا يرعك القال والقيل ... كل مَا بلغت تجميل) مِنْهَا (أَيهَا البادي ببطنته ... مَا لأغلاطك تَحْصِيل) (قَاتل المخلوع مقتول ... وَدم الْقَاتِل مطلول) (لَا تنجيه مذاهبه ... نهر بوشنج وَلَا النّيل) (يَا أخي المخلوع طلت يدا ... لم يكن فِي بَاعهَا طول) وَكَانَ مُحَمَّد بن عبد الْملك بن صَالح الْهَاشِمِي يُنَاقض أَبَا الاصبع فَقَالَ المسلمي قصيدةً يفخر فِيهَا أَولهَا (أما صفاتي فلهَا شان ... وَقد نماني الشَّيْخ مَرْوَان) فَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك (بانوا فَبَان الْعَيْش إِذا بانوا ... وأبدت الْمكنون أجفان) 3 - (الْكلابِي الأبرص) مُحَمَّد بن يزِيد الْكلابِي الأبرص هُوَ ابْن أبي الْوَلِيد كَانَ يزِيد حجَّة فِي اللُّغَة احْتج بِهِ الْفراء وَابْن الْأَعرَابِي فِي شواهدهما وَهُوَ وَابْنه مُحَمَّد شاعران وَقَالَ مُحَمَّد فِي المتَوَكل (أدوى الشَّبَاب فَلَا عين وَلَا أثر ... وارتد باليأس عَن أهوائه النّظر) (كل مضى فانقضى إِلَّا تذكره ... كَمَا تحمل أهل الدَّار فانشمروا) ) مِنْهَا (هم أنَاس أبوهم كلما نسبوا ... عَم النَّبِي الَّذِي استسقي بِهِ الْمَطَر) (وجعفر لقريش كلهَا غرر ... بأمنا وأبينا تلكم الْغرَر) 3 - (ابْن مَاجَه) مُحَمَّد بن يزِيد مولى ربيعَة الْحَافِظ أَبُو عبد الله ابْن مَاجَه الْقزْوِينِي

أبو الحسن الدمشقي

مُصَنف السّنَن وَالتَّفْسِير والتاريخ كَانَ مُحدث قزوين غير مدافع ولد سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وَسمع على مُحَمَّد الطنافسي وَعبد الله بن مُعَاوِيَة وَهِشَام بن عمار وَمُحَمّد بن رمح وسُويد بن سعيد وَعبد الله بن الْجراح الْقُهسْتَانِيّ وَمصْعَب بن عبد الله بن الزبير وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّافِعِي وَيزِيد بن عبد الله اليمامي وجبارة بن الْمُغلس وَدَاوُد بن رشيد وَإِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي وَأبي بكر ابْن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير وَخلق كثير وروى عَنهُ مُحَمَّد بن عِيسَى الْأَبْهَرِيّ وَأَبُو عَمْرو أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَكِيم الْمَدَائِنِي وَعلي بن إِبْرَاهِيم الْقطَّان وَسليمَان بن يزِيد الفامي وَأَبُو الطّيب أَحْمد بن روح البغداذي كَانَ أَبوهُ يعرف بماجه وَلَاؤُه لِرَبِيعَة قَالَ عرضت هَذِه السّنَن على أبي زرْعَة فَنظر فِيهِ فَقَالَ أَظن إِن وَقع هَذَا فِي أَيدي النَّاس تعطلت هَذِه الْجَوَامِع أَو أَكْثَرهَا ثمَّ قَالَ لَعَلَّ لَا يكون فِيهِ تَمام ثَلَاثِينَ حَدِيثا مِمَّا فِي إِسْنَاده ضعف أَو نَحْو ذَا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين إِنَّمَا نقص رُتْبَة كِتَابه بروايته أَحَادِيث مُنكرَة فِيهِ توفّي لثمان بَقينَ من شهر رَمَضَان يَوْم الِاثْنَيْنِ وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو بكر سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي) مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الصَّمد أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي سمع وَحدث وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو بكر اليزيدي) مُحَمَّد بن يزِيد اليزيدي أَبُو بكر كَانَ قد هاجى نصرا الخبزرزي بِالْبَصْرَةِ فَزَاد عَلَيْهِ نصر فِي الْفُحْش وَوجد فِيهِ مقَالا ومطعناً توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَهُوَ من ولد يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَكَانَ مضطلعاً بعلوم كَثِيرَة مقدما فِي النَّحْو واللغة وَغير ذَلِك وَله شعر) 3 - (الشَّيْبَانِيّ) مُحَمَّد بن يزِيد بن مزِيد بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ كَانَ مَوْصُوفا بِالْكَرمِ لَا يرد سَائِلًا فَإِن لم يحضرهُ مَال لم يقل لَا بل يعده ويعجل الْعدة مدحه أَحْمد ابْن أبي فنن صَالح بن سعيد وَقيل هِيَ لأبي الشيص الْخُزَاعِيّ (عشق المكارم فَهُوَ مشتغل بهَا ... والمكرمات قَليلَة العشاق) (بَث الصَّنَائِع فِي الْبِلَاد فَأَصْبَحت ... تجبى إِلَيْهِ محامد الْآفَاق) (وَأقَام سوقاً للثناء وَلم تكن ... سوق الثَّنَاء تعد فِي الْأَسْوَاق) وَكَانَ لَهُ أَخ اسْمه خَالِد وَسَيَأْتِي ذكره وَذكر وَالِده فِي مكانيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (القَاضِي الْبَصْرِيّ) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن زيد بن دِرْهَم

الصوفي السامري

أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ ولد سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وَولي قُضَاة الْبَصْرَة سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَضم إِلَيْهِ قَضَاء وَاسِط ثمَّ قَضَاء الشرقية ببغداذ وَكَانَ حسن السِّيرَة جميل الْمَذْهَب مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة صَالحا ورعاً عفيفاً حَاكما بِالْحَقِّ مَاتَ مصروفاً عَن الْقَضَاء فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ غير مطعون عَلَيْهِ فِي شَيْء سمع سُلَيْمَان بن حَرْب وَغَيره وروى عَنهُ ابْن قَانِع وَغَيره وَلما احْتضرَ دخل عَلَيْهِ إخوانه يعودونه فَقَالُوا كَيفَ تجدك فَقَالَ (أَرَانِي فِي انتقاص كل يَوْم ... وَلَا يبْقى مَعَ النُّقْصَان شيُّ) (طوى العصران مَا نشراه مني ... فأخلق جدتي نشر وطي) 3 - (الصُّوفِي السامري) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الْفرج أَبُو جَعْفَر الصُّوفِي السامري ورث مَالا كثيرا فأنفقه فِي طلب الْعلم وعَلى الْفُقَرَاء والزهاد والصوفية والمحدثين توفّي بالرملة سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ حدث عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَغَيره وروى عَنهُ بشر بن يُوسُف الْهَرَوِيّ وَغَيره قَالَ بَيَان بن أَحْمد دخلت عَلَيْهِ فِي مصر وَهُوَ فِي بَيت مَمْلُوء كتبا فَقلت لَهُ اختصر لي من هَذِه الْكتب كَلِمَتَيْنِ أنتفع بهما فَقَالَ ليكن همك مجموعاً فِيمَا يُرْضِي الله تَعَالَى فَإِن اعْترض عَلَيْك شَيْء فتب من وقتك 3 - (مِثْقَال الوَاسِطِيّ) ) مُحَمَّد بن يَعْقُوب يعرف بمثقال الوَاسِطِيّ يكنى أَبَا جَعْفَر استفرغ شعره فِي الهجاء وَكَانَ ابْن الرُّومِي أول أَيَّامه ينحله شعره فِي هجاء القحطبي قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان أَخطَأ مُحَمَّد بن دَاوُد فِيمَا رَوَاهُ لمثقال من أشعار ابْن الرُّومِي ولمثقال (يَا ابْن الَّتِي لم تزل تجاري ... فِي الغي شيطانها اللعينا) (حَتَّى إِذا يَوْمهَا أَتَاهَا ... أوصت بنيها خُذُوا بنينَا) (بِأَن إِذا مت فاجعلوني ... ذريرة للمخنثينا) 3 - (الْأَصَم الْمُحدث) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن معقل بن سِنَان أَبُو الْعَبَّاس الْأمَوِي مَوْلَاهُم النَّيْسَابُورِي الْأَصَم كَانَ يكره أَن يُقَال لَهُ الْأَصَم قَالَ الْحَاكِم إِنَّمَا ظهر بِهِ الصمم بعد انْصِرَافه من الرحلة فاستحكم فِيهِ حَتَّى بَقِي لَا يسمع نهيق الْحمار وَكَانَ مُحدث عصره بِلَا مدافعة حدث فِي الْإِسْلَام سِتا وَسبعين سنة وَلم يخْتَلف فِي صدقه وَصِحَّة سماعاته وَضبط وَالِده يَعْقُوب الْوراق لَهَا أذن سبعين سنة فِي مَسْجده وكف بَصَره بِآخِرهِ وانقطعت الرحلة

أبو حاتم الهروي

إِلَيْهِ وَرجع أمره إِلَى أَن كَانَ يناول قَلما فَإِذا أَخذه بِيَدِهِ علم أَنهم يطْلبُونَ الرِّوَايَة فَيَقُول حَدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان ويسرد أَحَادِيث يحفظها وَهِي أَرْبَعَة عشر حَدِيثا وَسبع حكايات وَصَارَ بأسوإ حالٍ وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة قَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس يَقُول رَأَيْت أبي فِي الْمَنَام فَقَالَ لي عَلَيْك بِكِتَاب الْبُوَيْطِيّ فَلَيْسَ فِي كتب الشَّافِعِيَّة مثله 3 - (أَبُو حَاتِم الْهَرَوِيّ) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن مَحْمُود بن إِسْحَاق أَبُو حَاتِم الإِمَام الْهَرَوِيّ روى عَن جمَاعَة وروى عَنهُ جمَاعَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا توفّي فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (محيي الدّين ابْن النّحاس) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن طَارق بن سَالم الإِمَام الْعَلامَة محيي الدّين أَبُو عبد الله ابْن القَاضِي الإِمَام بدر الدّين ابْن النّحاس الْأَسدي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ ولد بحلب سنة أَربع عشرَة وَسمع من ابْن شَدَّاد وجده لأمه موفق الدّين يعِيش شَيْئا يَسِيرا وَكَأَنَّهُ كَانَ مكباً على الْفِقْه والاشتغال قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم أَجِدهُ سمع من ابْن روزبه وَلَا من الْمُوفق عبد اللَّطِيف وَلَا هَذِه الطَّبَقَة واشتغل ببغداذ وجالس بهَا الْعلمَاء وناظر وَبَان فَضله وَسمع من أبي إِسْحَاق) الكاشغري وَأبي بكر ابْن الخازن وَكَانَ صَدرا مُعظما متبحراً فِي الْمَذْهَب وغوامضه مَوْصُوفا بالذكاء وَحسن المناظرة انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب بِدِمَشْق ودرس بالريحانية والظاهرية وَولي نظر الدَّوَاوِين وَولي نظر الْأَوْقَاف وَالْجَامِع وَكَانَ معماراً مهندساً كَافِيا مَوْصُوفا بِحسن الْإِنْصَاف فِي الْبَحْث وَكَانَ يَقُول أَنا على مَذْهَب الإِمَام أبي حنيفَة فِي الْفُرُوع وَمذهب الإِمَام أَحْمد فِي الْأُصُول وَكَانَ يحب الحَدِيث وَالسّنة سمع مِنْهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار والفرضي والمزي والبرزالي وَابْن تَيْمِية وَابْن حبيب والمقاتلي وَأَبُو بكر الرَّحبِي وَابْن النابلسي وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة وَدفن بتربته بالمزة وَحضر جنَازَته نَائِب السلطنة والقضاة والأعيان وَفِيه يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي وَقد قرر قَوَاعِد مَذْهَب أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ ويعرض بِذكر وَلَده شهَاب الدّين يُوسُف وَمن خطه نقلت (وَمن مثل محيي الدّين دَامَت حَيَاته ... إِلَى مَذْهَب الدّين الحنيفي يرشد) (لقد أشبه النُّعْمَان وَهُوَ حَقِيقَة ... أَبُو يُوسُف فِي علمه وَمُحَمّد) 3 - (عماد الدّين الجرائدي) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن بدران الإِمَام الْمسند الْمُقْرِئ عماد الدّين أَبُو عبد الله ابْن الْمُقْرِئ ابْن الجريدي الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري نزيل بَيت الْمُقَدّس ولد بِدِمَشْق سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَجَازَ لَهُ السخاوي وَسمع بِمصْر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَبعدهَا من ابْن

عسقلنج الشاعر

الجميزي وسبط السلَفِي وَالْمُنْذِرِي والرشيد الْعَطَّار وتلا بالسبع مُفْرَدَات على الْكَمَال الضَّرِير وَسمع مِنْهُ الشاطبية وَمن ابْن الشاطبي وحفظها وجود الْخط وَدخل الْيمن وروى بأماكن روى عَنهُ البرزالي والواني والسبكي وَجَمَاعَة واستوطن الْقُدس ثَمَانِي سِنِين وَبِه توفّي سنة عشْرين وَسبع مائَة وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده تَقِيّ الدّين يَعْقُوب إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الْيَاء 3 - (عسقلنج الشَّاعِر) مُحَمَّد بن يَعْقُوب الجرجرائي الْمَعْرُوف بعسقلنج قدم للعسكر سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مائَة وَمن شعره (قف بالملاح فَمَا لي دمعة تقف ... سَارُوا بروحي إِذْ سَارُوا وَلم يقفوا) (مَاتَ العزاء وَأمسى الوجد بعدهمْ ... لَهُ لوجدي وجدا مدمع يكف) (وَكَيف صَبر سليب الصَّبْر ذِي دنف ... بمدنف بعذابي مَا بِهِ دنف) ) قلت مَا هَذَا إِلَّا شعر غث وَبرد رث ومعذور من سَمَّاهُ بِهَذَا الِاسْم وَلَو كَانَ لي فِيهِ حكم لَسَمَّيْته عجقفلج أَعنِي كَلَامه عجق أفلج فَإِن كَانَ نظمه هَذَا طبعا فالطبع خير مِنْهُ وَإِن كَانَ تطبعاً فالعجب مِنْهُ كَونه يرضى بِهَذَا 3 - (الكليني الشيعي) مُحَمَّد بن يَعْقُوب أَبُو جَعْفَر الكليني بِضَم الْكَاف وإمالة اللَّام وَقبل الْيَاء الْأَخِيرَة نون من أهل الرّيّ سكن بغداذ إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ من فُقَهَاء الشِّيعَة والمصنفين على مَذْهَبهم حدث عَن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ الْجَعْفَرِي السَّمرقَنْدِي وَمُحَمّد بن أَحْمد الْخفاف النَّيْسَابُورِي وَعلي بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (الفرغاني) مُحَمَّد بن يَعْقُوب أَبُو عمر الفرغاني حدث بالأنبار بِحَدِيث عَجِيب قَالَ محب الدّين ابْن النجار أخبرناه عبد السَّلَام بن شُعَيْب بن طَاهِر الوطيسي فِي كِتَابه إِلَيّ قَالَ أَنا أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن ينمان بن يُوسُف الْمُؤَدب أَنا جدي أَبُو ثَابت ينجير بن مَنْصُور الصُّوفِي أَنا أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن مُحَمَّد الْأَبْهَرِيّ قَالَ سَأَلت أَبَا عمر مُحَمَّد بن يَعْقُوب الفرغاني بالأنبار مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت الْحُسَيْن بن الْفضل مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت دَاوُد ابْن سُلَيْمَان مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت حجر بن هِشَام مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت عُثْمَان بن عَطاء مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت أبي مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت ابْن عَبَّاس مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت جِبْرِيل مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت مِيكَائِيل مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت

الناصر ابن عبد المؤمن

إسْرَافيل مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت الرفيع مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت اللَّوْح مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ سَأَلت الْقَلَم مَتى ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَ إِن الله تَعَالَى خلق ملكا يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فَأمره أَن يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله فَهُوَ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله مَادًّا بهَا صَوته لَا يقطعهَا وَلَا يتنفس فِيهَا وَلَا يُتمهَا فَإِذا أتمهَا أَمر إسْرَافيل بنفخ الصُّور وَقَامَت الْقِيَامَة قلت هَذَا بهت يشْهد بِهِ الْعقل وَتكَذبه أصُول النَّقْل ثمَّ هَذَا يلْزم مِنْهُ الْكفْر لِأَنَّهُ أَن يَنْتَهِي التَّلَفُّظ بِالشَّهَادَةِ إِلَى قَوْله إِلَه فَيكون قد قَالَ لَا إِلَه وَهَذَا نفي مُطلق للإلهية وَهُوَ قَول المعطلة وَلَا يَصح) الْإِقْرَار بالإلهية لله تَعَالَى حَتَّى يُقَال إِلَّا الله ليَكُون قد اسْتثْنِي الْخَاص من الْعَام ثمَّ إِن الِاسْتِثْنَاء لَا يَأْتِي إِلَّا بعد زمَان لَا يعلم مدَّته إِلَّا الله تَعَالَى وَلَو قَالَ الْقَائِل الْيَوْم لَا إِلَه وَفِي غَد لما عد ذَلِك إِقْرَارا بالربوبية لله تَعَالَى بل لَو قَالَ الْآن لَا إِلَه وَسكت مُدَّة ثمَّ قَالَ فِي يَوْمه إِلَّا الله لم يكن ذَلِك شَهَادَة لله بالربوبية سلمنَا أَن هَذَا غير لَازم فَأَي فَائِدَة فِي ملك يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله فِي مَا شَاءَ الله من أُلُوف السنين مرّة وَاحِدَة فِي عمره وَلَو قَالَ مرَّتَيْنِ كَانَ أفضل وَلَو قَالَ ثَلَاثًا كَانَ أفضل وَهَكَذَا إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ 3 - (النَّاصِر ابْن عبد الْمُؤمن) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَبُو عبد الله الْقَيْسِي المغربي الملقب بأمير الْمُؤمنِينَ وَأمه أمة رُومِية اسْمهَا زهر بُويِعَ بِعَهْد أَبِيه إِلَيْهِ وَكَانَ أَبيض أشقر أشهل أسيل الخد حسن الْقَامَة كثير الإطراق بعيد الْغَوْر بِلِسَانِهِ لثغة شجاعاً حَلِيمًا فِيهِ بخل بِالْمَالِ وعفة عَن الدِّمَاء وَقلة خوض فِيمَا لَا يعنيه وَله من الْأَوْلَاد وَلَده يُوسُف ولي عَهده وَيحيى وَتُوفِّي فِي حَيَاته وَإِسْحَاق واستوزر أَخَاهُ إِبْرَاهِيم ابْن السُّلْطَان يَعْقُوب وَهُوَ أولى مِنْهُ بِالْملكِ أوصى عبيده وحرسه أَنه من ظهر لكم بِاللَّيْلِ فَهُوَ مُبَاح الدَّم ثمَّ أَرَادَ أَن يختبرهم فَسَكِرَ لَيْلَة وَقَامَ يمشي فِي بستانه فجعلوه غَرضا لرماحهم فَجعل يَقُول أَنا الْخَلِيفَة أَنا الْخَلِيفَة فَلم يُمكنهُم اسْتِدْرَاك الْفَائِت فَمَاتَ سنة عشر وست مائَة وَقَامَ بعده بِالْأَمر ابْنه يُوسُف أَبُو يَعْقُوب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وضعفت دولة بني عبد الْمُؤمن فِي أَيَّام وَلَده يُوسُف الْمَذْكُور وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده يَعْقُوب بن يُوسُف وَذكر وَلَده يُوسُف بن مُحَمَّد فِي مكانيهما من هَذَا الْكتاب 3 - (المعمر ابْن الديني) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن أبي الْفَرح بن عمر بن الْخطاب الشَّيْخ المعمر مُسْند الْعرَاق شهَاب الدّين أَبُو سعد ابْن الدينة وَيُقَال ابْن الديني البغداذي ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسمع من أبي الْفَتْح المندائي وَابْن سكينَة وحنبل الرصافي وَابْن الحريف وَابْن الْأَخْضَر وَيُقَال إِنَّه سمع من أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَذَلِكَ مُمكن لِأَنَّهُ سمع فِي صباه من ابْن كُلَيْب وَمن ابْن الْأَخْضَر وَذَلِكَ سنة أَربع وَتِسْعين ولي مشيخة المستنصرية وروى عَنهُ الدمياطي وَأَبُو الْعَلَاء الفرضي وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته وَتُوفِّي سنة سبعين وست مائَة 3 - (مجير الدّين ابْن تَمِيم) ) مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن عَليّ مجير الدّين ابْن تَمِيم الإسعردي

وَهُوَ سبط فَخر الدّين ابْن تَمِيم سكن حماة وخدم الْملك الْمَنْصُور وَكَانَ جندياً محتشماً شجاعاً مطبوعاً كريم الْأَخْلَاق بديع النّظم رَقِيقه لطيف التخيل إِلَّا أَنه لَا يجيد إِلَّا فِي المقاطيع فَأَما إِذا طَال نَفسه ونظم القصائد انحط نظمه وَلم يرْتَفع توفّي بحماة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَهُوَ فِي التضمن الَّذِي عاناه فضلاء الْمُتَأَخِّرين آيَة وَفِي صِحَة الْمعَانِي والذوق اللَّطِيف غَايَة لِأَنَّهُ يَأْخُذ الْمَعْنى الأول وَيحل تركيبه وينقله بألفاظه الأولى إِلَى معنى ثانٍ حَتَّى كَأَن النَّاظِم الأول إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الْمَعْنى الثَّانِي وَقد أَكثر من ذَلِك حَتَّى قَالَ (أطالع كل ديوَان أرَاهُ ... وَلم أزْجر عَن التَّضْمِين طيري) (أضمن كل بَيت فِيهِ معنى ... فشعري نصفه من شعر غَيْرِي) وَمِمَّا نقلته من خطه لَهُ فِي التَّضْمِين الْمَذْكُور (أهديته قدحاً فَإِن أنصفته ... أوسعته بجماله تقبيلا) (نظمت بِهِ الصَّهْبَاء در حبابها ... حَتَّى يصير لرأسه إكليلا) ونقلت مِنْهُ أَيْضا (لَو أَنَّك إِذْ شربناها كؤوساً ... ملئن من المدام الأرجواني) (حسبت سقاتها دارت علينا ... بأشربة وقفن بِلَا أواني) ونقلت مِنْهُ أَيْضا (إِن كَانَ راووق المدامة عِنْدَمَا ... مَاتَ الْأَمِير بَكَى بدمع قان) (فاليوم ينشد وَهُوَ يبكي عِنْدَمَا ... شرب المدامة من يَد السُّلْطَان) (يَا عين صَار الدمع عنْدك عَادَة ... تبكين فِي فَرح وَفِي أحزان) ونقلت مِنْهُ لَهُ (قَالُوا فلَان تولى نتف عَارضه ... ليُصبح الْحسن عَنهُ غير منتقل) (فَقلت سد طَرِيق الشّعْر يعجزه ... وَمن يسد طَرِيق الْعَارِض الهطل) ونقلت مِنْهُ لَهُ (تعيب تحتي جواداً لَا حراك بِهِ ... يكَاد من همزه بالركض ينخذم) (فَلَا يغرك مِنْهُ سنه غَلطا ... إِن الْجواد على علاته هرم) ) ونقلت مِنْهُ لَهُ يهجو كحالاً (دعوا الشَّمْس من كحل الْعُيُون فكفه ... تَسوق إِلَى الطّرف الصَّحِيح الدواهيا) (فكم ذهبت من نَاظر بسواده ... وخلت بَيَاضًا خلفهَا ومآقيا) ونقلت مِنْهُ لَهُ

(لَو كنت فِي الْحمام والحنا على ... أعطافه ولجسمه لألاء) (لرأيت مَا يسبيك مِنْهُ بقامة ... سَالَ النضار بهَا وَقَامَ المَاء) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي بركَة أَلْقَت الشَّمْس عَلَيْهَا الشعاع (لَو كنت إِذْ أبصرتها فوارةً ... للشمس فِي أمواهها لألاء) (لرأيت أعجب مَا يرى فِي بركَة ... سَالَ النضار بهَا وَقَامَ المَاء) ونقلت مِنْهُ لَهُ يرثي قدحاً (أيا قدحاً قد صدع الدَّهْر شَمله ... فَأصْبح بعد الراح قد جاور التربا) (سأبكيك فِي وَقت الصبوح وإنني ... سأكثر فِي وَقت الغبوق لَك الندابا) (وَإِن قطبت شمس المدام فحقها ... لِأَنَّك كنت الشرق للشمس والغربا) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي مليح كَانَ عِنْده خصي انْتقل إِلَى غَيره (يَقُول ويبدي للخصي اعتذاره ... برغبته فِي غَيره واجتنابه) (رَأَيْتُك مخصياً فملت إِلَى الَّذِي ... لَهُ فضلَة عَن جِسْمه فِي إهابه) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي فوازة (لقد نزهت عَيْني أنابيب بركَة ... تقابلني أمواهها بالعجائب) (أنابيب لجت فِي غلو كَأَنَّمَا ... تحاول ثأراً عِنْد بعض الْكَوَاكِب) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي عوادة (جَاءَت بِعُود كلما لعبت بِهِ ... لعبت بِي الأشجان والتبريح) (غنت فجاوبها وَلم يَك قبلهَا ... شجر الْأَرَاك مَعَ الْحمام ينوح) ونقلت مِنْهُ لَهُ (يَا لَيْلَة قصرت بزورة غادة ... سفرت فأغنى وَجههَا عَن بدرها) (حَتَّى إِذا خَافت هجوم صباحها ... نشرت ثَلَاث ذوائب من شعرهَا) ) ونقلت مِنْهُ لَهُ (وأهيف من الْبَدْر غُصْن قوامه ... عَلَيْهِ قُلُوب العاشقين تطير) (يَدُور عذاراه لتقبيل وجنة ... على مثلهَا كَانَ الخصيب يَدُور) ونقلت مِنْهُ لَهُ (وَلم أنس قَول الْورْد وَالنَّار قد سطت ... عَلَيْهِ فأمسى دمعه يتحدر) (وترفق فَمَا هذي دموعي الَّتِي ترى ... وَلكنهَا نفس تذوب فتقطر) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي جَارِيَة تحمل فانوساً

(يَقُول لَهَا الفانوس لما بَدَت لَهُ ... وَفِي قلبه نَار من الوجد تسعر) (خذي بيَدي ثمَّ اكشفي الثَّوْب تنظري ... بِي الضّر إِلَّا أنني أتستر) ونقلت مِنْهُ لَهُ (وطرف تخط الأَرْض رجلاي فَوْقه ... إِذا مَا مَشى ضَاقَتْ عَليّ المنافس) (وَمَا أَنا إِلَّا راجل فَوق ظَهره ... ولكنني فِيمَا ترى الْعين فَارس) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي مليح يشرب من بركَة (أفدي الَّذِي أَهْوى بِفِيهِ شارباً ... من بركَة راقت وَطَابَتْ مشرعا) (أبدت لعَيْنِي وَجهه وخياله ... فأرتني القمرين فِي وَقت مَعًا) ونقلت مِنْهُ (طُوبَى لمرآة الحبيب فَإِنَّهَا ... حملت براحة غُصْن بَان أينعا) (واستقبلت قمر السَّمَاء بوجهها ... فأرتني القمرين فِي وَقت مَعًا) ونقلت مِنْهُ لَهُ (لم أنس قَول الْورْد حِين جنيته ... ودموعي خوف الْحَرِيق تراق) (لَا تعجلوا فِي أَخذ روحي فَاصْبِرُوا ... فإليكم هَذَا الحَدِيث يساق) ونقلت مِنْهُ لَهُ (سقيت إِلَيْك من الحديقة وردة ... وأتتك قبل أوانها تطفيلا) (طمعت بلثمك إِذْ رأتك فَجمعت ... فمها إِلَيْك كطالب تقبيلا) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي غير التَّضْمِين) (وَلَيْلَة بتها من ثغر حبي ... وَمن كأسي إِلَى فلق الصَّباح) (أقبل أقحواناً فِي شَقِيق ... وأشربها شقيقاً فِي أقاحي) ونقلت مِنْهُ لَهُ (وَلَيْلَة بت أسْقى فِي غياهبها ... رَاحا تسل شَبَابِي من يَد الْهَرم) (مَا زلت أشربها حَتَّى نظرت إِلَى ... غزالة الصُّبْح ترعى نرجس الظُّلم) ونقلت مِنْهُ لَهُ (أَلا رب يَوْم قد تقضى ببركةٍ ... غَدَوْت بِهِ فِيمَا جرى متفكرا) (بعيني رَأَيْت المَاء فِيهَا وَقد هوى ... على رَأسه من شَاهِق فتكسرا) ونقلت مِنْهُ لَهُ (تَأمل إِلَى الدولاب وَالنّهر إِذا جرى ... ودمعهما بَين الرياض غزير)

(كَأَن نسيم الرَّوْض قد ضَاعَ مِنْهُمَا ... فَأصْبح ذَا يجْرِي وَذَاكَ يَدُور) ونقلت مِنْهُ لَهُ (ونهر حَالف الْأَهْوَاء حَتَّى ... غَدَتْ طَوْعًا لَهُ فِي كل أَمر) (إِذا سرقت حلى الأغصان أَلْقَت ... إِلَيْهِ بهَا فيأخذها وَيجْرِي) ونقلت مِنْهُ لَهُ (كَيفَ السَّبِيل للثم من أحبيته ... فِي رَوْضَة للزهر فِيهَا معرك) (مَا بَين منثور وناظر نرجس ... مَعَ أقحوان وَصفه لَا يدْرك) (هَذَا يُشِير بإصبع وعيون ذَا ... ترنو إِلَيْهِ وثغر هَذَا يضْحك) ونقلت مِنْهُ لَهُ (أيا حسنها من رَوْضَة ضَاعَ نشرها ... فنادت عَلَيْهِ فِي الرياض طيور) (ودولابها كَادَت تعد ضلوعه ... لِكَثْرَة مَا يبكي بهَا ويدور) ونقلت مِنْهُ لَهُ (لَو كنت إِذْ نادمت من أحببته ... فِي رَوْضَة تسبي الْعُقُول وتفتن) (لرأيتها وعيونها من غيرَة ... مني تفيض ووجهها يَتلون) ونقلت مِنْهُ لَهُ) (لَو كنت تشهدني وَقد حمي الوغى ... فِي موقف مَا الْمَوْت عَنهُ بمعزل) (لترى أنابيب الْقَنَاة على يَدي ... تجْرِي دَمًا من تَحت ظلّ القسطل) ونقلت مِنْهُ لَهُ (راقبت غفوة من أحب وَلم أكن ... أَدْرِي بِأَن الرّيح من رقبائه) (حَتَّى هَمَمْت بِأَن أقبل خَدّه ... هبت وغطت وَجهه بقبائه) ونقلت مِنْهُ لَهُ (لي بُسْتَان كَبِير ... نجده أصبح غورا) (دارت الْأَيَّام حَتَّى ... كبشه قد صَار ثورا) ونقلت مِنْهُ لَهُ (إِنِّي لأعجب فِي الوغى من فَارس ... حارت دقائق فكرتي فِي كنهه) (أدّى الشَّهَادَة لي بِأَنِّي فَارس ال ... هيجاء حِين جرحته فِي وَجهه) ونقلت مِنْهُ لَهُ يصف بحرة (وَلما احتمت منا الغزالة بالسما ... وَعز على قناصها أَن ينالها)

(نصبنا شباك المَاء فِي الأَرْض حِيلَة ... عَلَيْهَا فَلم نقدر فصدنا خيالها) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي حجرَة شهباء أهديت إِلَيْهِ (أَتَتْنِي الْحجر الشَّهْبَاء تزهى ... بِحسن جلّ عَن وصفي ونعتي) (وَأَرْجُو أَن رسم الصرم يَأْتِي ... لسعد مِنْهُمَا حظي وبختي) (فألبسه وأركبها جَمِيعًا ... فَيُصْبِح جودكم فَوقِي وتحتي) ونقلت مِنْهُ لَهُ (للبركة الغراء فِي نقصانها ... عذر فجد بقبوله متصدقا) (لما أَرَادَ المَاء يَعْلُو أنشأت ... كَفاك غيثاً بالعطايا مُغْدِقًا) (لزم الثرى خجلاً وَلم يرفع لَهُ ... رَأْسا فَلَمَّا غبت عَنهُ تدفقا) ونقلت مِنْهُ وَقد أهدي تفاحاً وخشكنانجاً (يَا أَيهَا الْملك الَّذِي أَوْصَافه ... كملت فَلم تحتج إِلَى تتميم) (أفنيت مَا فَوق البسيطة كلهَا ... كرماً يُغطي فعل كل كريم) ) (ثمَّ ارتقيت إِلَى السَّمَاء فجدت لي ... من أفقها بأهلة ونجوم) ونقلت مِنْهُ لَهُ وَقد أذن لَهُ بِالرُّجُوعِ من البيكار مضمناً (أَذِنت لي فِي رحيل لَا أسر بِهِ ... وَلَا تلذ بِهِ روحي وَلَا بدني) (لأنني مِنْك فِي عز وَفِي دعة ... وَهَكَذَا كنت فِي أَهلِي وَفِي وطني) ونقلت مِنْهُ لَهُ (وحمائم قد قصرت عَن سجعها ... فَوق الغصون عبارَة الخطباء) (كررن حرف الرَّاء فِي أسجاعها ... لتغيظ مِنْهَا وَاصل بن عَطاء) (هُوَ لم يطق بالراء نطقاً وَهِي لم ... تنطق إِذا خطبت بِغَيْر الرَّاء) ونقلت مِنْهُ لَهُ (يَا جَاعل المَاء مثل الرّيح فِي عظم ... خفض مقالك إِن القَوْل ينْتَقد) (الْبَحْر وَالْبَحْر لَا تخفي مهابته ... للخوفي من سطوات الرّيح يرتعد) (وَرُبمَا صرعته من مهابتها ... أما ترَاهُ على أشداقه الزّبد) ونقلت مِنْهُ لَهُ (انْظُر إِلَى الرَّوْضَة الْغناء حِين بَدَت ... واعجب إِذا الْغَيْم فِيهَا أسبل المطرا) (بَينا ترَاهُ خيوطاً عِنْد ناظره ... حَتَّى ترَاهُ على غدرانها إبرا) ونقلت مِنْهُ لَهُ

بدر الدين ابن النحوية

(زار الْحمى فتعطرت أنفاسه ... شغفاً بِمن تصبو إِلَيْهِ الْأَنْفس) (وَأحب رُؤْيَته فأنبت نرجساً ... إِن الرياض عيونهن النرجس) ونقلت مِنْهُ لَهُ (يَا حسنه من قدح ثَوْبه ... يروق عَيْني وشيه الْمَذْهَب) (رق إِلَى أَن كَاد من رقة ... يجْرِي مَعَ الْخمْرَة إِذْ يشرب) ونقلت مِنْهُ لَهُ (لما اقتنيت من الصوارم أعوجا ... يجْرِي الفضاء بنهره المتموج) (جِئْت القفار وَمَا حملت إداوةً ... للْمَاء من ثقتي بنهر الأعوج) ونقلت مِنْهُ لَهُ) (وَكَأن أرغفة الخوان وحولها ... بقل يهش إِلَيْهِ نفس الْآكِل) (وجنات غيد صففت وجميعها ... يَبْدُو بِهِ خطّ العذار الباقل) 3 - (بدر الدّين ابْن النحوية) مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشَّيْخ الإِمَام النَّحْوِيّ الأديب بدر الدّين ابْن النحوية كَانَ بحماة وَله يَد طولى فِي الْأَدَب اختصر الْمِصْبَاح لبدر الدّين ابْن مَالك فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وَسَماهُ ضوء الْمِصْبَاح وَهَذِه تَسْمِيَة حَسَنَة كَمَا اختصر ابْن سناء الْملك كتاب الْحَيَوَان للجاحظ وَسَماهُ روح الْحَيَوَان وكما اختصر الْبَرْق الشَّامي وَسمي سنا الْبَرْق وصنف الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن عَليّ السُّبْكِيّ كتابا سَمَّاهُ النُّور فِي مسَائِل الدّور وَاخْتَصَرَهُ فَسَماهُ قطب النُّور واختصرت أَنا ديوَان السراج الْوراق وسميته لمع السراج وَهَذِه مناسبات فِي تَسْمِيَة المختصرات وَشرح بدر الدّين ابْن النحوية ضوء الْمِصْبَاح فِي مجلدين وَسَماهُ إسفار الصَّباح عَن ضوء الْمِصْبَاح وَعِنْدِي فِي هَذِه التَّسْمِيَة شَيْء وَهُوَ أَن الشُّرُوح مَا تُوضَع إِلَّا لبَيَان الْأُصُول وضوء الصَّباح إِذا أَسْفر ذهب نور الْمِصْبَاح وَلم يبن وَشرح أَيْضا ألفية ابْن معطي شرحاً حسنا وَسَماهُ حرز الْفَوَائِد وَقيد الأوابد أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة نجم الدّين عَليّ بن دَاوُد القحفازي الْحَنَفِيّ قَالَ أَنْشدني شَيخنَا بدر الدّين مُحَمَّد ابْن النحوية مَا كتبه ارتجالاً على قصيدة أحضرها بعض شعراء الْعَصْر يمدح صَاحب حماة (لَا ينشداً هَذَا القريض متيم ... خوداً يحاذر من أَلِيم صدودها) (فتمله وتصده وتظنه ... أَن قد أغار على فريد عقودها) قلت لَا يُقَال إِلَّا حاذرت كَذَا وَلَا يُقَال إِلَّا صد عَنهُ إِلَّا أَن يكون حمل ذَلِك على الْمَعْنى وَيكون أَرَادَ حاذرت بِمَعْنى خفت وتصده بِمَعْنى تجفوه وَفِي هَذَا مَا فِيهِ وَقد كتبت إسفار

كاتب سر دمشق

الصَّباح بخطي ووقفت فِيهِ على مَوَاضِع غلط فِي التَّمْثِيل بهَا مِنْهَا مَا قلد غَيره فِيهِ وَمِنْهَا مَا استبد بِهِ وَبَلغنِي عَن قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي رَحمَه الله تَعَالَى أَنه قَالَ اجْتمعت ببدر الدّين ابْن النحوية فِي العادلية بِدِمَشْق وَسَأَلته عَن قَول أبي النَّجْم (قد أَصبَحت أم الْخِيَار تَدعِي ... عَليّ ذَنبا كُله لم أصنع) فِي تَقْدِيم حرف السَّلب وتأخيره فَمَا أجَاب بِشَيْء أَو كَمَا قَالَ وَقد تكلم على هَذَا الْبَيْت كلَاما جيدا فِي إسفار الصَّباح وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن كل من وضع مصنفاً لَا يلْزمه أَن يستحضر الْكَلَام) عَلَيْهِ مَتى طلب مِنْهُ لِأَنَّهُ حَالَة التصنيف يُرَاجع الْكتب الْمُدَوَّنَة فِي ذَلِك الْفَنّ ويطالع الشُّرُوح فيحرر الْكَلَام فِي ذَلِك الْوَقْت ثمَّ يشذ عَنهُ 3 - (كَاتب سر دمشق) مُحَمَّد بن يَعْقُوب هُوَ القَاضِي نَاصِر الدّين ابْن الصاحب شرف الدّين وسوف يَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الْيَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى سَأَلته عَن مولده فَقَالَ تَقْرِيبًا سنة سبع وَسبع مائَة بحلب وَقَالَ لي قَرَأت الْقُرْآن لأبي عَمْرو على الشَّيْخ تَاج الدّين الرُّومِي وعَلى الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الْفَتْح وعَلى القَاضِي فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين قَالَ وقرأت التَّلْقِين لأبي الْبَقَاء والحاجبية وألفية ابْن معطي على الشَّيْخ علم الدّين طَلْحَة ثمَّ القَاضِي فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين قَالَ وحفظت تصريف ابْن الْحَاجِب وقرأت عَلَيْهِ قَالَ وقرأت التَّنْبِيه للشَّيْخ أبي إِسْحَاق حفظا على القَاضِي فَخر الدّين الْمَذْكُور وعَلى الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وقرأت الْمُخْتَصر لِابْنِ الْحَاجِب حفظا وبحثاً على الشَّيْخ كَمَال الدّين إِلَى الْعَام وَالْخَاص وَالْقَاضِي فَخر الدّين كَامِلا وحفظت نصف الْحَاصِل قبل الْمُخْتَصر وبحثت على القَاضِي فَخر الدّين ثَلَاث سور من أول الْكَشَّاف وقرأت عُلُوم الحَدِيث للنووي على القَاضِي شمس الدّين ابْن النَّقِيب وقرأت على أَمِين الدّين الْأَبْهَرِيّ نصف التَّذْكِرَة للنصير الطوسي فِي الْهَيْئَة وقرأت عَلَيْهِ رسائل الاسطرلاب وَسمعت بعض البُخَارِيّ على الْمزي وَسمعت الْمُوَطَّأ على ابْن النَّقِيب وَسنَن أبي دَاوُد وأجزاء حَدِيثِيَّةٌ قَالَ وَسمعت على سنقر مَمْلُوك ابْن الْأُسْتَاذ فِي الرَّابِعَة حضوراً وعَلى الشَّيْخ عز الدّين ابْن العجمي وَأَجَازَ لي الحجار وَحَجَجْت مَعَ وَالِدي سنة عشْرين وَسبع مائَة وَلم أبلغ الْحلم قلت وَأذن لَهُ الشَّيْخ كَمَال الدّين بالإفتاء على مَذْهَب الشَّافِعِي لما كَانَ قَاضِيا بحلب وَكَانَ قد تولى فِي حَيَاة وَالِده نظر الْخَاص المرتجع عَن العربان بحلب مُدَّة تقَارب ثَمَانِيَة أشهر ثمَّ نقل بذلك إِلَى كِتَابَة الْإِنْشَاء بحلب ثمَّ لما كَانَ الْأَمِير سيف الدّين أرغون بحلب نَائِبا جعله من موقعي الدست وَكَانَ يُحِبهُ كثيرا وَيَقُول لَهُ يَا فَقِيه وَيجْلس عِنْده فِي اللَّيْل وَتَوَلَّى تدريس النورية والشعيبية بحلب فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَتَوَلَّى تدريس الأَسدِية سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ورسم لَهُ بِكِتَابَة سر حلب عوضا عَن القَاضِي شهَاب الدّين ابْن القطب سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَتَوَلَّى قَضَاء الْعَسْكَر بحلب تِلْكَ السّنة وَلم يزل بحلب إِلَى أَن توفّي تَاج الدّين ابْن

الزين خضر بِدِمَشْق فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي فسير طلبه) من الْكَامِل أَن يكون عِنْده بِدِمَشْق كَاتب سر فرسم لَهُ بذلك فَحَضَرَ إِلَى دمشق رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وطلع النَّاس وتلقوه من عز الدّين طقطاي الدوادار والأمير سيف الدّين تمر المهمندار والموقعين وَلم أر أحدا دخل دُخُوله من كتاب السِّرّ إِلَى دمشق ورأيته سَاكِنا مُحْتملا مدارياً لَا يرى مشاققة أحد وَلَا منازعته كثير الْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين يبرهم وَيَقْضِي حوائجهم وَيكْتب كِتَابَة حَسَنَة وينظم وينثر سَرِيعا ويستحضر قَوَاعِد الْفِقْه فروعاً وأصولاً وقواعد أصُول الدّين وقواعد الْإِعْرَاب والمعاني وَالْبَيَان والهيئة وقواعد الطبل ويستحضر من كليات الطِّبّ جملَة ولي دمشق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين سمع صَحِيح مُسلم على الشَّيْخ مُحَمَّد السلاوي وَسمع سنَن أبي دَاوُد على الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن نباتة وعَلى بنت الخباز وَسمع عَلَيْهَا جملَة من الْأَجْزَاء ومشيخة ابْن عبد الدَّائِم وَغير ذَلِك وَكتب إِلَيّ وَنحن بمرج الغشولة صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي نَائِب الشَّام وَقد وَقع مطر كثير برعد وبرق (كَأَن الْبَرْق حِين ترَاهُ لَيْلًا ... ظَبْي فِي الجو قد خرطت بعنف) (تخال الضَّوْء مِنْهُ نَار جَيش ... أَضَاءَت والرعود فجيش زحف) فَكتبت الْجَواب (يحاكي الْبَرْق بشرك يَوْم جود ... إِذا أَعْطَيْت ألفا بعد ألف) (وَصَوت الرَّعْد مثل حَشا عَدو ... يخَاف سطاك فِي حيف وحتف) فَكتبت الْجَواب إِلَيّ (لَئِن أوسعت إحساناً وفضلاً ... وجدت بنظم مدح فِيك لَائِق) (فَهَذَا الْفضل أخجل صوب سحب ... وَهَذَا الْبشر أخجل بشر بارق) وَكتب هُوَ إِلَيّ أَيْضا (وَكَأن الْقطر فِي ساجي الدجى ... لُؤْلُؤ رصع ثوبا أسودا) (فَإِذا مَا قَارب الأَرْض غَدا ... فضَّة تشرق مَعَ بعد المدى) فَكتبت أَنا إِلَيْهِ الْجَواب (مَا مُطِرْنَا الْآن فِي المرج سدى ... ورأينا الْعذر فِي هَذَا بدا) (نظر الجو لما تبذله ... فَهُوَ يبكي بالغوادي حسدا) ) وَكتب هُوَ إِلَيّ أَيْضا (طبق الجو بالسحاب صباحاً ... ومطرنا سَحا مغيثاً وبيلا) (نسخ الرّيّ كل قحط ويبس ... بغمام أهْدى لنا سلسبيلا) (ارتشفنا الرضاب مِنْهُ فخلنا ... عَن يَقِين مزاجه زنجبيلا)

فَكتبت أَنا الْجَواب إِلَيْهِ (جلت الأَرْض بعد يبس وقحط ... من بكاء الْغَمَام وَجها جميلا) (وَتثني الْقَضِيب فِيهَا رطيباً ... وتمشي النسيم فِيهَا عليلا) (هَكَذَا كل بَلْدَة أَنْت فِيهَا ... يَجْعَل الْغَيْث فِي حماها مسيلا) فَكتب هُوَ الْجَواب إِلَيّ (أوضح الله للْبَيَان سَبِيلا ... بك يَا أقوم المجيدين قيلا) (إِن تثنى الْقَضِيب فِي الرَّوْض عجبا ... أَو تبدي نضاره مستطيلا) (فبأقلامك المباهاة فخراً ... كل غُصْن رطب وحداً صقيلا) (وَلَئِن زِدْت فِي ثنائي إِنِّي ... شَاكر فضلك الجزيل طَويلا) وَكتب هُوَ إِلَيّ أَيْضا (لَيْلَة المرج خلتها ألف شهر ... زلزلت أَرْضنَا من الرَّعْد عصرا) (خامنا فِيهِ كَاد لَوْلَا رجال ... أمسكوه ينشق شفعاً ووترا) (ويكاد العمود من شدَّة الرّيّ ... ح بِهِ أَن ينحط وَهنا وكسرا) فَكتبت أَنا الْجَواب إِلَيْهِ (لم تزلزل أَرض بهَا أَنْت لَكِن ... رنحت عطفها بِفَضْلِك شكرا) (وكذاك الْأَطْنَاب تثني وَتَدْعُو ... لَك من تحتهَا فتهتز سكرا) (وَعَجِيب من العواميد إِذْ لم ... تمس أوراقها بجودك خضرًا) فَكتب الْجَواب هُوَ إِلَيّ (يَا إِمَامًا لَهُ الْفَضَائِل تعزى ... وبليغاً قولا ونظماً ونثرا) (إِن تفضلت بالثناء فَإِنِّي ... بأياديك مَا بَرحت مقرا) (إِن أمنا الزلزال فَهُوَ يَقِينا ... رَحْمَة تَقْتَضِي قيَاما وشكرا) ) (أَنْت للْأَرْض طود فضل عَظِيم ... منعهَا تهتز طَوْعًا وقسرا) (دمت فِي نعْمَة وَفضل ومجد ... دَائِم ترتقي وهنيت عشرا) وَكنت مرّة فِي خدمته وَنحن على ضمير فَاشْتَدَّ علينا الْحر وَزَاد فَكتبت إِلَيْهِ (رب يَوْم على ضمير تقضى ... فقطعناه فِي عَنَّا وبلاء) (يتَمَنَّى الحرباء من شدَّة الح ... ر لَو انساب ضفدعاً فِي المَاء) فَكتب هُوَ الْجَواب إِلَيّ

ابن أخبار التركي

(يَوْمنَا فِي ضمير يَوْم كريه ... مَا رَأينَا كحره فِي الفلاء) (كَاد حرباؤه يَمُوت حريقا ... من لظى شمسه على الصَّحرَاء) وَكتب هُوَ إِلَيّ أَيْضا فِي الْمَعْنى (يَوْمًا نزلنَا على ضمير ... أوقد حر النَّهَار ناره) (وَصَارَت الشَّمْس ذَا التهاب ... وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة) 3 - (ابْن أَخْبَار التركي) مُحَمَّد بن يلتكين بن أَخْبَار بن عبد الله التركي القائمي أَبُو بكر أسمعهُ والدُهُ الْكثير فِي صِباه من أبي الْقَاسِم ابْن بَيَان وَأبي عَليّ ابْن نَبهَان وَأبي الْغَنَائِم ابْن النَّرْسِي وَأبي عَليّ ابْن الْمهْدي وَأبي الْغَنَائِم ابْن الْمُهْتَدي وَأبي طَالب ابْن يُوسُف وَخلق من هَذِه الطَّبَقَة وَخرج لَهُ الْحَافِظ أَبُو نصر الْحسن بن مُحَمَّد اليونارتي الْأَصْبَهَانِيّ فَوَائِد وَحدث بنسخة الْحسن بن عَرَفَة عَن ابْن بَيَان سَمعهَا مِنْهُ أَبُو المظفر عبد الْملك بن عَليّ الهمذاني وَابْنه ببغداذ ثمَّ تغرب عَن بغداذ وَسكن دهستان وَكَانَ فَقِيها فَاضلا أديباً شاعراًن سمع مِنْهُ الْمُبَارك ابْن كَامِل الْخفاف وَمن شعره (رحلت وقلبي بهم مولع ... فعيني لفرقتهم تَدْمَع) (وحقهم مَا التذذت الْكرَى ... وَلَا طَابَ لي بعدهمْ مَضْجَع) (أَقْْضِي نهاري بذكراهم ... وَأتبعهُ اللَّيْل لَا أهجع) (وَإِنِّي على حفظ ودي لَهُم ... تراهم على الْعَهْد أم ضيعوا) وَمِنْه (أَتَرَى مَا مضى من الْأَزْمَان ... عَائِدًا بعد بعده عَن عياني) ) (أم ترى من عهِدت من أهل بغدا ... ذ على مَا عهِدت أم قد سلاني) قلت شعر متوسط توفّي سنة سِتّ أَو سبع وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَخُو الْحجَّاج) مُحَمَّد بن يُوسُف الثَّقَفِيّ أَخُو الْحجَّاج توفّي سنة مائَة أَو مَا قبلهَا قدم أَمِيرا على الْيمن وَلما قتل ابْن الزبير بعث الْحجَّاج بكفه إِلَيْهِ فعلقها بِصَنْعَاء وَكَانَ طَاوُوس ووهب بن مُنَبّه يصلبان خَلفه وَاسْتعْمل طاووساً الْيَمَانِيّ على الصَّدقَات ثمَّ قَالَ لَهُ ارْفَعْ حِسَابك فَقَالَ لَهُ وَأي حِسَاب لَك عِنْدِي أَخَذتهَا من الْأَغْنِيَاء ودفعتها إِلَى الْفُقَرَاء وَكَانَ مُحَمَّد يسب عليا رضوَان الله عَلَيْهِ على الْمِنْبَر وَيَأْمُر بذلك وَأخذ حجرا الْمدنِي وَكَانَ رجلا صَالحا فأقامه عِنْد الْمِنْبَر وَقَالَ سبّ أَبَا تُرَاب فَقَالَ إِن الْأَمِير مُحَمَّدًا أَمرنِي أَن أسب عليا فالعنوه لَعنه الله فَتفرق النَّاس

عروس الزهاد

على ذَلِك وَلم يفهمها إِلَّا رجل وَاحِد وَكَانَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ لحجر هَذَا كَيفَ بك إِذا قُمْت مقَاما تُؤمر فِيهِ بلعنتي قَالَ أوَيكون ذَلِك قَالَ نعم سبني وَلَا تتبرأ مني وَكَانَ عمر بن عبد الْعَزِيز بن حَيَّان بالحجاز والوليد بِالشَّام وقرة بن شريك بِمصْر امْتَلَأت بِلَاد الله جوراً وَقدم مُحَمَّد من الْيمن بِهَدَايَا عَظِيمَة فَأرْسلت أم الْبَنِينَ إِلَى مُحَمَّد أَن أرسل إِلَيّ بالهدية فَقَالَ لَا حَتَّى يَرَاهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَغضِبت وَرَآهَا الْوَلِيد فَبعث بهَا إِلَيْهَا فَقَالَت لَا حَاجَة لي بهَا فقد غصبهَا من أَمْوَال النَّاس وَأَخذهَا ظلما فَسَأَلَهُ الْوَلِيد فَقَالَ معَاذ الله فأحلفه بَين الرُّكْن وَالْمقَام خمسين يَمِينا أَنه مَا ظلم أحدا وَلَا غصبه فَأَخذهَا الْوَلِيد وَبعث بهَا إِلَى أم الْبَنِينَ وَرجع مُحَمَّد إِلَى الْيمن فَأَصَابَهُ دَاء فتقطعت أمعاؤه وأعضاؤه وَمَات 3 - (عروس الزهاد) مُحَمَّد بن يُوسُف بن معدان الْأَصْبَهَانِيّ الملقب بعروس الزهاد وَهُوَ من أجداد الْحَافِظ أبي نعيم توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الْفرْيَابِيّ) مُحَمَّد بن يُوسُف بن وَاقد أَبُو عبد الله الْفرْيَابِيّ ولد سنة عشْرين وَمِائَة كَانَ عَالما زاهداً ورعاً من الطَّبَقَة السَّادِسَة قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي دخلت كرماً فِيهِ عِنَب فَأكلت من عنبه كُله إِلَّا الْأَبْيَض فقصصت رُؤْيَايَ على سُفْيَان الثَّوْريّ فَقَالَ تصيب من الْعُلُوم كلهَا إِلَّا الْفَرَائِض فَإِنَّهَا جَوْهَر الْعلم كَمَا أَن الْعِنَب الْأَبْيَض جَوْهَر الْعِنَب وَكَانَ كَمَا قَالَ روى عَن الثَّوْريّ وَغَيره) وروى عَنهُ الإِمَام أَحْمد وَغَيره قَالَ البُخَارِيّ كَانَ الْفرْيَابِيّ من أفضل أهل زَمَانه وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا مجاب الدعْوَة توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الطباع الْمُحدث) مُحَمَّد بن يُوسُف بن عِيسَى أَبُو بكر ابْن الطباع قدم سر من رأى فَنزل فِي البغويين فَاجْتمع النَّاس والمحدثون إِلَيْهِ فَسمع مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر الضوضاء فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا كَلَام الْمُحدثين عِنْد ابْن الطباع فَكتب إِلَيْهِ يَطْلُبهُ فَكتب إِلَيْهِ أما بعد فأكرمك الله كَرَامَة تكون لَك فِي الدُّنْيَا عزا وَفِي الْآخِرَة حرْزا لم أَتَخَلَّف عَنْك صِيَانة بل ديانَة لِأَن الْعلم يُؤْتى وَلَا يَأْتِي فَلَمَّا قَرَأَهَا مُحَمَّد قَالَ صدق ثمَّ صَار إِلَيْهِ هُوَ وَبَنوهُ فحدثه عَامَّة اللَّيْل ثمَّ قَامَ مُحَمَّد وَانْصَرف وَقَالَ لحاجبه سَله مَا يُرِيد فَقَالَ ابْن الطباع قل لَهُ يبْعَث لنا مَا نتغطى بِهِ من الْبرد فَأرْسل إِلَيْهِ بمطرف خَز يُسَاوِي خمس مائَة دِينَار توفّي سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ

أبو الحسن الاخباري

مُحَمَّد بن يُوسُف بن معدان الثَّقَفِيّ الْأَصْبَهَانِيّ الْبناء الزَّاهِد المجاب الدعْوَة جد وَالِد أبي نعيم الْحَافِظ لأمه لَهُ مصنفات فِي الزّهْد مِنْهَا كتاب معاملات الْقُلُوب وَكتاب الصَّبْر وَمِمَّنْ روى عَنهُ أَبُو الشَّيْخ توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقد تقدم ذكر جده آنِفا 3 - (أَبُو الْحسن الاخباري) مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن الْحسن الاخباري أديب شَاعِر سمع بأرجان أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن حبيب وبشيراز أَبَا زرْعَة أَحْمد بن الْفضل الطَّبَرِيّ وبمصر أَبَا مُحَمَّد الْحسن بن رَشِيق العسكري وَأَبا مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد ابْن مَحْمُود بن ثرثال وبالبصرة أَبَا الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد الْمَكِّيّ الْبَزَّاز وَسمع من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عقدَة الْكُوفِي وَغَيره وَحدث بِدِمَشْق سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَمن شعره 3 - (الاستراباذي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن حَمَّاد أَبُو بكر الاستراباذي كَانَ عِنْده كتب أبي بكر ابْن أبي شيبَة عَنهُ توفّي سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (الْفربرِي رَاوِي البُخَارِيّ) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر بن صَالح أَبُو عبد الله الْفربرِي بِفَتْح الْفَاء وَكسرهَا وباء مُوَحدَة بَين رائين سمع الصَّحِيح من البُخَارِيّ بفرير كَانَ ثِقَة ورعاً حدث عَنهُ بِالصَّحِيحِ أَبُو عَليّ سعيد) بن السكن الْحَافِظ بِمصْر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَهُوَ أول من حدث عَن الْفربرِي توفّي الْفربرِي سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (القَاضِي أَبُو عمر البغداذي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الْأَزْدِيّ مَوْلَاهُم أَبُو عمر البغداذي القَاضِي توفّي سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة ولد القَاضِي أَبُو عمر الْأَزْدِيّ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَسمع الشُّيُوخ وَلَقي الْعلمَاء لم يكن لَهُ نَظِير فِي الْحُكَّام عقلا وحلماً وذكاء وتمكناً وإيجازاً للمعاني الْكَثِيرَة فِي الْأَلْفَاظ القليلة وَصفه الْخَطِيب بأوصاف جميلَة من الْجُود وَالْفضل وَالْحيَاء وَالْكَرم وَالْإِحْسَان إِلَى القَاضِي والداني واستخلف لِأَبِيهِ يُوسُف على الْقَضَاء بالجانب الشَّرْقِي من بغداذ وَكَانَ يحكم بَين أهل مَدِينَة الْمَنْصُور رياسةً وَبَين أهل الْجَانِب الشَّرْقِي نِيَابَة وَصرف هُوَ ووالده ثمَّ تولى زمن المقتدر قَضَاء الْجَانِب الشَّرْقِي من بغداذ وعدة نواح من السوَاد وَالشَّام والحرمين واليمن وَغير ذَلِك ثمَّ قلد قَضَاء الْقُضَاة سنة سبع عشرَة وَثَلَاث مائَة وَحمل النَّاس عَنهُ علما كثيرا من الحَدِيث وَالْفِقْه وصنف مُسْندًا كَبِيرا وَلم ير النَّاس ببغداذ أحسن من مَجْلِسه كَانَ يجلس للْحَدِيث وَعَن يَمِينه أَبُو الْقَاسِم ابْن منيع وَهُوَ قريب من أَبِيه فِي السن والسند وَعَن

ابن مرداس الشافعي

يسَاره ابْن صاعد وَأَبُو بكر النَّيْسَابُورِي بَين يَدَيْهِ وَسَائِر الْحفاظ حول سَرِيره وَمَا عثروا عَلَيْهِ بخطإ قطّ لَا فِي رِوَايَة الحَدِيث وَلَا فِي أَحْكَامه حضر عِنْده يَوْمًا ثوب يمَان قِيمَته خَمْسُونَ دِينَارا وَعِنْده جمَاعَة من أَصْحَابه وشهوده الَّذين يأنس بهم فاستحسنوه فَقَالَ عَليّ بالقلانسي ففصله قلانس على عَددهمْ وَقَالَ لَو استحسنه وَاحِد مِنْكُم وهبته لَهُ فَلَمَّا اشتركتم فِي استحسانه وَجب قسمته بَيْنكُم وَهُوَ لَا يقوم بملابسكم فَجَعَلته قلانس لكم ورؤي فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ أدركتني دَعْوَة العَبْد الصَّالح إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَكَانَا قد اجْتمعَا فِي مَكَان فَقَالَ القَاضِي لغلامه ارْفَعْ نَعْلي إِبْرَاهِيم فِي منديلك فَفعل فَلَمَّا قَامَ الْحَرْبِيّ قَالَ القَاضِي لغلامه قدم نَعْلي إِبْرَاهِيم فأخرجهما من المنديل فَقَالَ إِبْرَاهِيم للْقَاضِي رفع الله قدرك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أسْند القَاضِي عَن مُحَمَّد بن الْوَلِيد وَمُحَمّد بن إِسْحَاق الصَّاغَانِي وَعُثْمَان بن هِشَام بن دلهم وَغَيرهم وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ ويوسف ابْن عمر القواس وَأَبُو الْقَاسِم ابْن حبابة وَآخَرُونَ 3 - (ابْن مرداس الشَّافِعِي) ) مُحَمَّد بن يُوسُف بن بشر بن النَّضر بن مرداس الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد الرحالين توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة أَو مَا دونهَا 3 - (أَبُو عمر الْكِنْدِيّ) مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن حَفْص بن يُوسُف بن نصير أَبُو عمر الْكِنْدِيّ مُصَنف تَارِيخ مصر توفّي فِي شَوَّال سنة خمسين وَثَلَاث مائَة تَقْرِيبًا 3 - (الْحَافِظ أَبُو زرْعَة الْكشِّي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن جُنَيْد الْحَافِظ أَبُو زرْعَة الْجِرْجَانِيّ الْكشِّي توفّي سنة تسعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الكفرطابي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر أَبُو عبد الله ابْن منيرة الكفرطابي نزيل شيراز توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة من شعره (يَا قوم خَابَ مطلبي ... لَا واخذ الله أبي) (لِأَنَّهُ درسني ... أَصْنَاف علم الْخطب) (وَعِنْده أَنِّي بهَا ... أحوي جزيل النشب) (فَمَا أفادتني سوى ... حِرْفَة أهل الْأَدَب) (وليته عَلمنِي ... صَنعته وَهُوَ صبي) (الحاكة لَا ... مسَائِل المقتضب)

المنجم المغربي

(تَبًّا لدهر أَصبَحت ... صروفه تلعب بِي) (كَأَنَّهُ وليدة ... لاهية باللعب) وَله كتاب فِي نقد الشّعْر وَكتاب غَرِيب الْقُرْآن وَكتاب بَحر النَّحْو فِيهِ نقض مسَائِل كَثِيرَة على أصُول النَّحْوِيين وَمن شعر الكفرطابي بيتان فِي كل كلمة مِنْهُمَا زَاي (تجاوزت أجواز المفاوز جازياً ... بأزرق غزته نزوع النواهز) (وزجيت بزلاً كالجوازي مجهزاً ... وأزجيت عزم الهبرزي المناجز) وَمن شعره فِي السَّيْف (ومهند تقفو الْمنون سَبيله ... أبدا فَكيف يُقَال ريب منون) ) (ترك المنايا فِي النُّفُوس فرحن عَن ... غبن وَرَاح وَلَيْسَ بالمغبون) (لَو أَن سَيْفا ناطقاً لتحدثت ... شفراته بسرائر وشجون) (وكأنما الْقدر المتاح مجسم ... فِي حَده أَو عزم عز الدّين) والكفرطابي هَذَا هُوَ شيخ لأبي الثَّنَاء مَحْمُود بن نعْمَة بن أرسلان الشِّيرَازِيّ الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم مَكَانَهُ وَقيل إِن الكفرطابي قَرَأَ على الطليطلي 3 - (المنجم المغربي) مُحَمَّد بن يُوسُف المنجم قَالَ ابْن رَشِيق غلب عَلَيْهِ التنجيم وَأورد لَهُ قَوْله (لقد طبع الله الْحُسَيْن بن عَسْكَر ... على الْخلق الفضفاض وَالْكَرم الْمَحْض) (فَتى الدَّهْر متلاف لكل ذخيرة ... سماحاً وجودا سَالم الدّين وَالْعرض) وَقَوله (لعمري لَئِن كُنَّا حليفي صناعَة ... لقد سبقت ريش الخوافي القوادم) (فَقل للَّذي استهزا بِنَا فِي فعاله ... مقالي يقظان وعرضك نَائِم) (سيغسل عني المَاء فعلك كُله ... وَقَوْلِي بَاقٍ وَالْعِظَام رمائم) (تدب على الْأَعْضَاء مِنْهُ عقارب ... وتنفث فِي الأحشاء مِنْهُ أراقم) (فَإِن كَانَ ذَا عرض تلوح كلومه ... فعندي ضمادات لَهُ ومراهم) قلت هَذَا يشبه مَا جرى ليزِيد بن مفرغ لما هجا عبيد الله بن زِيَاد وَأمكنهُ الله مِنْهُ وَلم يُمكنهُ يزِيد بن مُعَاوِيَة من قَتله ومكنه من عُقُوبَته فَسَقَاهُ نبيذاً حلواً جعل فِيهِ مسهلاً فأسهل بَطْنه وطيف بِهِ وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال وَقرن مَعَه هرة وخنزير فَجعل يسلح وَالصبيان يتبعونه ويصيحون بِهِ

أبو الفتح الواعظ

وألح عَلَيْهِ مَا يخرج مِنْهُ حَتَّى أضعفه وَسقط فَقيل لِعبيد الله لَا نَأْمَن أَن يَمُوت فَأمر بِهِ أَن يغسل فَلَمَّا اغْتسل قَالَ (يغسل المَاء مَا فعلت وَقَوْلِي ... راسخ مِنْك فِي الْعِظَام البوالي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن أبي مَنْصُور الهمذاني أَبُو شُجَاع الْفَقِيه الشَّافِعِي سكن بغداذ وَأقَام بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَسمع ببغداذ أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأَبا الْقَاسِم زَاهِر بن طَاهِر الشحامي وَغَيرهمَا وَحدث باليسير 3 - (أَبُو الْفَتْح الْوَاعِظ) ) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد المطوعي أَبُو الْفَتْح الْوَاعِظ من أهل بست قدم بغداذ حَاجا وَعقد بهَا مجْلِس الْوَعْظ فِي كل جُمُعَة بِجَامِع السُّلْطَان قَالَ الْحَافِظ السلَفِي كَانَ حسن الْوَعْظ بِالْفَارِسِيَّةِ قَلِيل البضاعة فِي الْعَرَبيَّة يحضر مَجْلِسه الأتراك العسكرية وَفِيه تواضع زَائِد وَكتب عني فَوَائِد ثمَّ رَأَيْته بالأشتر من مدن الْجَبَل مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْقَاسِم أَبُو المحاسن الشَّاشِي قدم بغداذ ومدح بهَا جمَاعَة ذكره الْوراق الحظيري فِي زِينَة الدَّهْر وَمن شعره (لَا تحقرن أديباً راق رونقه ... من الفصاحة إِمَّا رَاح فِي سمل) (فالسكر العسكري الحلو من قصب ... والنرجس البابلي الغض من بصل) وعارض قصيدة الْفَيَّاض الْهَرَوِيّ الَّتِي أَولهَا السَّعْي إِلَى فِي رضاك محَال فَقَالَ يمدح برهَان الدّين عليا الغزنوي الْوَاعِظ (الْمجد مَاء وَهُوَ مِنْك زلال ... وَالْفضل ريح وَهِي مِنْك شمال) (وَالنّظم شهب وَهِي فِيك ثواقب ... وَالشعر حر وَهُوَ فِيك حَلَال) (والشبع إِلَّا من يَديك مجاعَة ... والري إِلَّا من ثراك محَال) (والنجح إِلَّا من نوالك خيبة ... والوعد إِلَّا من لهاك مطال) (والبدر إِلَّا من جبينك كاسف ... وَالْبَحْر إِلَّا من يَمِينك آل) (للمدح فِي أَوْصَاف مجدك فسحة ... لَا بل لَهُ مندوحة ومجال) (عنوان فضلك للمآثر حلَّة ... وطراز عقلك للعلى سربال) (ورواء بشرك للمناقب رونق ... وبهاء وَجهك للعقول صقال) مِنْهَا (خُذْهَا حديقة خاطر هِيَ وردة ... فِي خد مجدك بل عَلَيْهِ خَال) 3 - (المرسي الْخَطِيب) مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَعَادَة أَبُو عبد الله المرسي مولى سعيد بن

موفق الدين البحراني

نصر نزيل شاطبة كَانَ عَارِفًا بالآثار مشاركاً فِي التَّفْسِير حَافِظًا للفروع بَصيرًا باللغة مائلاً إِلَى التصوف ذَا حَظّ من علم الْكَلَام فصيحاً مفوهاً صنف كتاب شَجَرَة الْوَهم المترقية إِلَى ذرْوَة الْفَهم لم يسْبق إِلَى) مثله توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (موفق الدّين البحراني) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قَائِد موفق الدّين الإربلي البحراني الشَّاعِر كَانَ بارع الْأَدَب رائق الشّعْر لطيف الْمعَانِي قدم دمشق ومدح صَلَاح الدّين وَكَانَ يعرف الهندسة وَله اشْتِغَال فِي الفلسفة توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره 3 - (التاريخي الأندلسي) مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو عبد الله التاريخي الْوراق الأندلسي ألف بالأندلس للْحكم الْمُسْتَنْصر كتابا فِي مسالك إفريقية وممالكها وَألف فِي أَخْبَار مُلُوكهَا وحروبهم والقائمين عَلَيْهِم كتبا جمة وَكَذَلِكَ ألف أَخْبَار تيهرت ووهران وسجلماسة وتنس ونكور وَالْبَصْرَة هُنَاكَ وَغَيرهَا تواليف حسانا 3 - (خواجا إِمَام صَلَاح الدّين) مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر الشَّيْخ ضِيَاء الدّين أَبُو بكر الآملي الطَّبَرِيّ الْمُقْرِئ إِمَام السُّلْطَان صَلَاح الدّين يعرف بخواجا إِمَام صَلَاح الدّين توفّي سنة سِتّ مائَة تَقْرِيبًا 3 - (الْملك الْأَشْرَف عز الدّين مُحَمَّد) مُحَمَّد بن يُوسُف الْملك الْأَشْرَف عز الدّين ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين توفّي بحلب سنة خمس وست مائَة 3 - (ابْن المنتجب الْكَاتِب) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِي البغداذي الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن المنتجب قَرَأَ الْأَدَب وَكَانَ أَبوهُ صوفياً فَنَشَأَ لَهُ سعد الدّين أَبُو عبد الله هَذَا وبرع فِي الْخط وَكَانَ جمَاعَة من الْفُضَلَاء يفضلون خطه على خطّ ابْن البواب وَكَانَ ضنيناً بِخَطِّهِ جدا توفّي شَابًّا سنة ثَمَان وست مائَة قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتب إِلَيّ مرّة رقْعَة فِي

الحافظ الزكي البرزالي

حَاجَة سألنيها ثمَّ أعَاد إِلَيّ الرَّسُول الَّذِي أوصلها إِلَيّ يطْلبهَا مني فامتنعت من ردهَا فألح عَليّ كثيرا وردد الرَّسُول مرَارًا حَتَّى أضجرني فرددتها عَلَيْهِ وَكَانَ فِيهِ بِأَو وَكبر 3 - (الْحَافِظ الزكي البرزالي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يداس بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَالدَّال الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَالسِّين الْمُهْملَة بعد الْألف الْحَافِظ الرّحال زكي الدّين أَبُو عبد الله البرزالي ذكر أَن مولده تَقْرِيبًا سنة) سبع وَسبعين وَخمْس مائَة قدم دمشق سنة خمس وست مائَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر ثمَّ رد إِلَى دمشق ورحل إِلَى خُرَاسَان وبلاد الْجَبَل وَسمع بأصبهان ونيسابور ومرو وهراة وهمذان وبغداذ والري والموصل وتكريت وإربل وحلب وحران وَعَاد إِلَى دمشق بعد خمس سِنِين واستوطنها وَكتب بِخَطِّهِ عَمَّن دب ودرج وَأم بِمَسْجِد فلوس طرف ميدان الْحَصَا وَولي مشيخة مشْهد عُرْوَة وَلم يفتر عَن السماح حدث بالكثير وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن همام بن عَليّ أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي من أهل دمشق قدم بغداذ شَابًّا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وسكنها إِلَى حِين وَفَاته وتفقه على أبي الْفَتْح ابْن الْمَنِيّ وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة الشُّيُوخ فِي ذَلِك الْوَقْت ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَصَحب عبد الْعَزِيز بن دلف الخازن وَكَانَ يناول الْكتب بَين يَدَيْهِ فِي خزانَة الشريف الزيدي بتربة الْجِهَة السلجوقية وَيبِيع الْكتب وَترك الِاشْتِغَال ثمَّ ولي آخر عمره خزانَة الْكتب بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَصَارَ لَهُ رسم يَأْخُذهُ كل سنة من صدقَات الْخَلِيفَة وأثرت حَاله وَكَانَ متديناً حسن الطَّرِيقَة متودداً إِلَى النَّاس توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَدفن بِبَاب حَرْب وَقد بلغ السّبْعين 3 - (الرفاء البلنسي) مُحَمَّد بن يُوسُف الرفاء البلنسي أورد لَهُ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي الحديقة قَوْله (وَإِذا تنثني حَولي غصون معاطف ... تأطر من حلي بروق سواجع) (وأرعى ثريا كل قرط خفوقه ... لقلبي وَأما دره لمدامعي) وأنشده بعض الْفُضَلَاء فِي الشمعة (وناحلة صفراء لم تدر مَا الْهوى ... فتبكي لهجر أَو لطول بعاد) (حكتني نحولاً واصفراراً وحرقة ... وفيض دموع واتصال سهاد) فَزَاد ذَلِك وَقَالَ (صفراء لم تدر الْهوى غير أَنَّهَا ... رثت لي فباتت تسعد الوجد أجمعا) (حكتني نحولاً واصفراراً وحرقةً ... وخفقاً وسقما واصطباراً وأدمعا)

الفخر الكنجي

3 - (الْفَخر الكنجي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْفَخر الكنجي نزيل دمشق عني بِالْحَدِيثِ وَسمع ورحل) وَحصل كَانَ إِمَامًا مُحدثا لكنه كَانَ يمِيل إِلَى الرَّفْض جمع كتبا فِي التَّشَيُّع وداخل التتار فَانْتدبَ لَهُ من تأذى مِنْهُ فبقر جنبه بالجامع فِي سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَله شعر يدل على تشيعه وَهُوَ (وَكَانَ عَليّ أرمد الْعين يَبْتَغِي ... دَوَاء فَلَمَّا لم يحس مداويا) (شفَاه رَسُول الله مِنْهُ بتفلة ... فبورك مرقياً وبورك راقيا) (وَقَالَ سأعطي الرَّايَة الْيَوْم فَارِسًا ... كمياً شجاعاً فِي الحروب محاميا) (يحب الْإِلَه والإله يُحِبهُ ... بِهِ يفتح الله الْحُصُون كَمَا هيا) (فَخص بهَا دون الْبَريَّة كلهَا ... عليا وَسَماهُ الْوَصِيّ المؤاخيا) 3 - (ابْن مسدي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف بن مسدي الْحَافِظ أَبُو بكر الغرناطي الْأَزْدِيّ المهلبي سمع الْكثير بالمغرب وديار مصر وصنف وانتقى على الْمَشَايِخ وَظَهَرت فضائله روى عَن أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن ابْن الْأُسْتَاذ الْحلَبِي وَمُحَمّد بن عماد الْحَرَّانِي وَخرج معجماً لنَفسِهِ عمل تراجمه مسجوعة وَهُوَ سجع مُتَمَكن روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وجاور بِمَكَّة وَبهَا مَاتَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة فِي شَوَّال وَلبس الْخِرْقَة من جده أبي مُوسَى سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَمن الْأمين عبد اللَّطِيف النَّرْسِي ولبسهم عَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَسمع سنة ثَمَان وَبعدهَا بالأندلس وَمن الْفَخر الْفَارِسِي بِمصْر وَقد تكلم فِيهِ فَكَانَ يُدَلس الْإِجَازَة وَحكى أَبُو مُحَمَّد الدلاصي عَنهُ أَنه غض من عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَقَالَ الْحَافِظ اليغموري مَا نقمنا عَلَيْهِ إِلَّا أَنه كَانَ يتَكَلَّم فِي عَائِشَة وَقَالَ الْعَفِيف ابْن المطري إِنَّه يصاحب الزيدية ويداخلهم وقدموه لخطابة الْحرم وَأكْثر كتبه بأيدي الزيدية وَكَانَ ينشيء الْخطْبَة ببلاغة وفصاحة وَله مصنفات كَثِيرَة وَله منسك كَبِير ضخم ذكر فِيهِ الْمذَاهب وحججها وأدلتها روى عَنهُ أَمِين الدّين عبد الصَّمد والعفيف ابْن مزروع والرضي مُحَمَّد بن خَلِيل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين رَأَيْت لَهُ قصيدة طَوِيلَة تدل على التَّشَيُّع وَرَأَيْت لَهُ مَنَاقِب الصّديق مُجَلد وطالعت مُعْجمَة بِخَطِّهِ وَفِيه عجائب وتواريخ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (السُّلْطَان ابْن الْأَحْمَر) مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر السُّلْطَان أَبُو عبد الله بن الْأَحْمَر

شهاب الدين التلعفري

الأرجوني صَاحب الأندلس بُويِعَ) سنة تسع وَعشْرين بأرجونة وَهِي بليدَة بِالْقربِ من القرطبة وَكَانَ سعيداً مُدبرا مؤيداً حازماً بطلاً شجاعاً ذَا دين وعفاف هزم ابْن هود ثَلَاث مَرَّات وَلم تكسر لَهُ راية قطّ وَجَاء الأذفونش وحاصر جيان عَاميْنِ وَأَخذهَا بِالصُّلْحِ وعقدت بَينهمَا الْهُدْنَة عَام اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين فدامت عشْرين سنة فعمرت الْبِلَاد حَتَّى توفّي فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة وتملك بعده ابْنه مُحَمَّد 3 - (شهَاب الدّين التلعفري) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مَسْعُود بن بركَة الأديب البارع شهَاب الدّين أَبُو عبد الله الشَّيْبَانِيّ التلعفري الشَّاعِر الْمَشْهُور ولد بالموصل سنة ثَلَاث وَتِسْعين واشتغل بالأدب ومدح الْمُلُوك والأعيان وَكَانَ خليعاً معاشراً امتحن بالقمار وَكلما أعطَاهُ الْملك الْأَشْرَف شَيْئا قامر بِهِ فطرده إِلَى حلب فمدح الْعَزِيز فَأحْسن إِلَيْهِ وَقرر لَهُ رسوماً فسلك مَعَه ذَلِك المسلك فَنُوديَ فِي حلب أَي من قامر مَعَ الشهَاب التلعفري قَطعنَا يَده فضاقت عَلَيْهِ الأَرْض فجَاء إِلَى دمشق وَلم يزل يستجدي ويقامر حَتَّى بَقِي فِي أتون ثمَّ فِي الآخر نادم صَاحب حماة توفّي سنة خمس وَسبعين وست مائَة أَنْشدني من لَفظه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن غَانِم ورشيد الدّين يُوسُف بن أبي الْبَيَان كِلَاهُمَا قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور من لَفظه لنَفسِهِ بحماة وفيهَا توريات حَسَنَة (جريت بِحَمْرَاء الْكُمَيْت إِلَى الشقرا ... مقرّ الْهوى حسنا وأعرضت عَن مقرا) (وَلم أخل بالخلخال أَعمال كاسها ... وَأثبت فِي تَارِيخ مَا سرني سطرا) (وأبصرت مَا بَين الميادين سَائِلًا ... فَلم أر إِلَّا أَن أقابله نَهرا) (وَلَا سِيمَا وَالرَّوْض من حوله لَهُ ... بِسَاط وَقد مد النسيم لَهُ نشرا) (فَللَّه أَيَّام تولت بجانبي ... يزِيد فقد كَانَت ببهجتها العمرا) (وَمَا كَانَ مقصودي يزِيد وبرده ... وَلَكِن قصدي كَانَ أَن أنظر الزهرا) وأنشدني من لَفظه شهَاب الدّين أَحْمد بن غَانِم بالسند الْمَذْكُور لَهُ (وَإِذا الثَّنية أشرقت وشممت من ... نفس الْحمى أرجاً كنشر عبير) (سل هضبها الْمَنْصُوب أَيْن حَدِيثهَا ال ... مَرْفُوع عَن ذيل الصِّبَا الْمَجْرُور)

ونقلت من خطّ الْفَاضِل عَليّ الوداعي (وَلَقَد وقفت على الثَّنية سَائِلًا ... عَمَّا أَشَارَ بِهِ فَتى شَيبَان) ) (فروت أَحَادِيث الْحمى عَن عَامر ... وَحَدِيث روض السفح عَن أبان) وَقَالَ التلعفري أَيْضا (أيطرق فِي الدجى مِنْكُم خيال ... وطرفي ساهر هَذَا محَال) (سقت أيامنا بأراك حزوي ... وهاتيك الربى سحب ثقال) (منَازِل للصبى مَا زَالَ شملي ... لَهُ فِيهَا بِمن أَهْوى اتِّصَال) (دموعي بعْدهَا دَال وَمِيم ... على خدي لَهَا مِيم ودال) وَقَالَ أَيْضا (حتام أرفل فِي هَوَاك وتغفل ... وإلام أهزل من جفاك وتهزل) (يَا مضرماً فِي مهجتي بصدوده ... حرقاً يكَاد لَهُنَّ يذبل يذبل) (الْقلب دلّ عَلَيْك أَنَّك فِي الدجى ... قمر السَّمَاء لِأَنَّهُ لَك منزل) (هَب أَن خدك قد أُصِيب بِعَارِض ... مَا بَال صدغك رَاح وَهُوَ مسلسل) (قسما بحاجبك الَّذِي لم ينْعَقد ... إِلَّا أرانا السَّبي وَهُوَ مُحَلل) (وَبِمَا بثغرك من سلافة رِيقه ... عذبت فَقيل هِيَ الرَّحِيق السلسل) (لَوْلَا مقبلك المنظم عقده ... مَا بَات من يهواك وَهُوَ مقبل) (حزني وحسنك إِن لَغَا من لامني ... ونحوت هجري مُجمل ومفصل) (لَو كنت فِي شرع الْمحبَّة عادلاً ... يَا ظالمي مَا كنت عني تعدل) (وَأما عَجِيب أَن دمعي مُعرب ... عَن سر مَا أخفيه وَهُوَ المهمل) (أضحى وَيَا لَك من عناء هاتكاً ... ستر الْهوى وَعَلِيهِ أصبح يسبل) (يَا آمري بسلوه ليغرني ... إِن السلو كَمَا تَقول لأجمل) (لَكِن يعز خلاص قلب متيم ... تركته أَيدي الهجر وَهُوَ مبلبل) (هَيْهَات كلا لَا نجاة لمن غَدا ... من جِسْمه فِي كل عُضْو مقتل) فَأَنْشد قبيل مَوته وَهُوَ آخر شعره رَحمَه الله تَعَالَى (إِذا مَا بَات من ترب فِرَاشِي ... وَبت مجاور الرب الرَّحِيم)

(فهنوني أصيحابي وَقُولُوا ... لَك الْبُشْرَى قدمت على كريم) وَقَالَ أَيْضا من أَبْيَات) (طيف غنيت بِهِ عَن شيم بارقة ... وَعَن تلقي صبا مسكية النَّفس) (أراحني من مواعيد مزخرفة ... أجريت مِنْهُنَّ آمالي على يبس) (فَبت فِي نعْمَة لِليْل سابغة ... ممتعاً باللمى والثغر واللعس) (أردد الطّرف فِي خد نضارته ... وقف على مستق مِنْهَا ومقتبس) (خد مَتى قلت إِن الْورْد يُشبههُ ... قَالَ الْجمال تَأمل ذَا وَذَا وَقس) وَقَالَ أَيْضا (لم أنس لَيْلَة زرتها فِي غَفلَة ... من كاشح ومراقب وحسود) (فضممت مِنْهَا غُصْن بَان أهيف ... مترنح من بانة مقدود) (ولثمت ثغراً واحياي وخجلتي ... إِن قلت مثل اللُّؤْلُؤ المنضود) (فَشَكَرت صمت خلاخل وأساور ... وشكوت نطق مخانق وعقود) وَقَالَ أَيْضا (فِي ثغره والقوام اللدان ألف غنى ... عَن أبرق الْحزن بل عَن بانة الْوَادي) (سُبْحَانَ مطلع بدر التم مِنْهُ على ... غُصْن رطيب من الأغصان مياد) (سكرت من نشوة فِي مقلتيه صَحا ... مِنْهَا وَزَاد ضلالي وَجهه الْهَادِي) (مَا ضرني مَا اقاسي فِيهِ من سقم ... وَمن ضنى لَو غَدا من بعض عوادي) وَقَالَ أَيْضا (يَا نقي الخد الَّذِي لم يزل فِي ... هـ اجْتِمَاع لحمرة وَبَيَاض) (لَك وعد مُسْتَقْبل حَال قسراً ... دونه سيف مقلتيك الْمَاضِي) وَقَالَ أَيْضا (إِن كَانَ يرضيك بِأَن أبقى كَذَا ... رهن الصبابة والغرام فحبذا) (سهل بكم هَذَا السقام وهين ... فِي حبكم مَا ألتقيه من الْأَذَى) (يَا عاذلي مَا العذل ضَرْبَة لازب ... لفتى عَلَيْهِ غَدا الْهوى مستحوذا) (لي لَا لَك الْقلب المشوق وأدمعي ... لَا دمعك الْجَارِي فَمن يصغي إِذا) (بِي شادن لَا قيض الله الَّذِي ... أبلى بِهِ من أسره لي مأخذا) (ليلِي لون الشّعْر صبحي السنا ... خوطي لين الْقد مسكي الشذا) ) (لَو قَابل الْقَمَر الْمُنِير وَقيل لي ... هذاك أم هَذَا الْهلَال لَقلت ذَا)

(يَا من لَهُ خد غَدا متنزهاً ... ياقوته عَن أَن يكون زمرذا) وَقَالَ أَيْضا (أَي دمع من الجفون أساله ... إِذْ أَتَتْهُ مَعَ النسيم رساله) (حَملته الرِّيَاح أسرار عرف ... أودعتها السحائب الهطاله) (يَا خليلي وللخليل حُقُوق ... وَاجِبَات الْأَحْوَال فِي كل حَاله) (سل عقيق الْحمى وَقل إِذْ ترَاهُ ... خَالِيا من ظبائه المختاله) (أَيْن تِلْكَ المراشف العسليا ... ت وَتلك المعاطف العساله) (وليال قضيتها كلآل ... بغزال تغار مِنْهُ الغزاله) (بابلي الألحاظ والريق والأل ... فاظ كل مدامة سلساله) (من بني التّرْك كلما جذب القو ... س رَأينَا فِي برجه بدر هاله) (يقطع الْوَهم حِين يَرْمِي وَلَا يَد ... رى يَدَاهُ أم عينه النباله) (قلت لما لوى دُيُون وصالي ... وَهُوَ مثر وقادر لَا محاله) (بَيْننَا الشَّرْع قَالَ سربي فعندي ... من صفاتي لكل دَعْوَى دلاله) (وشهودي من خَال خدي وقدي ... فشهود مَعْرُوفَة بالعداله) (أَنا وكلت مقلتي فِي دم الْخلّ ... ق فَقلت قبلت هذي الوكاله) وَفِيه يَقُول شهَاب الدّين ابْن العزازي يهجوه (مَا يَقُول الهاجون فِي شيخ سوء ... رَاجِح الْجَهْل نَاقص الْمِقْدَار) (شان تلعفراً فأضحت بِهِ أل ... أم أَرض نعم وأخبث دَار) (ذُو محيا فِي غَايَة الْقبْح لم ير ... خَ عَلَيْهِ الْحيَاء فضل خمار) (فلكم جَاءَ لابساً ثوب عَابَ ... وَلكم رَاح ساحباً ثوب عَار) (بَين ميمي مهانة ومساو ... ثمَّ قافي قيادة وقمار) هَذَا على أَن العزازي مدحه بموشحة مليحة وَلَكِن هَذِه الْعَادة جَارِيَة بَين أهل كل عصر وَفِي تَرْجَمَة عَليّ بن عُثْمَان السُّلَيْمَانِي لَهُ قصيدة ذكرتها هُنَاكَ وَهِي الَّتِي أَولهَا (هَذَا العذول عَلَيْكُم مَا لي وَله ... أَنا قد رضيت بذا الغرام وَذَا الوله) ) وَأما الموشحة الَّتِي للعزازي يمدح التلعفري فَهِيَ قَوْله (بَات طرفِي يتشكى الأرقا ... وتوالت أدمعي لَا ترتقي) لَيْت أيامي ببانات اللوى غفلت عَنْهَا ليالات النَّوَى

عاذلاتي باعتلاقي بالهوى كَيفَ سلواني وقلبي والجوى (أقسما فِي الْحبّ لن نفترقا ... وجفوني أَقْسَمت لَا تلتقي) وَلَقَد هَمت بِذِي قد نضر قامة البانة مِنْهُ تنهصر ذِي رضاب بَارِد الظُّلم خصر فِي فُؤَادِي مِنْهُ نَار تستعر (رشأ قلبِي بِهِ قد علقا ... جلّ من صوره من علق) سَالَ فِي سالفه الْمسك فنم وشذا الْمسك أَبى أَن يكتتم أحور صَحِيح عَيْنَيْهِ السقم مذ تبدى وتثنى وابتسم (خلته بَدْرًا على غُصْن نقا ... باسماً عَن أنفس الدّرّ نقي) سَاد بالدل وفرط الخفر سانحات الظبيات العفر مِثْلَمَا فاق فَتى التلعفري قالة الشّعْر بوشي الحبر (أريحي خص لما خلقا ... بسخا النَّفس وَحسن الْخلق) شَاعِر فاق فحول الشعرا بقواف مثل إطراق الْكرَى باسمات يجتلي مِنْهَا الورى) ثغراً يبسم أَو زاهراً يرى (كلما لَاحَ سناها مشرقا ... سجد الغرب لفضل الْمشرق) شِيمَة أصفى من الراح الشُّمُول همة أوفت على العلياء طول نبعة جرت على النَّجْم الذيول دوحة طابت فروعاً وأصول (سح جود فِي ذراها وَرقا ... فكساها يانعات الْوَرق) أَيهَا الموفي على عهد الزَّمن

كرماً مَحْضا وفضلاً ومنن حاكه الْخَادِم من غير ثمن جالب الوشي لصنعاء الْيمن (فاستمعها زادك الله بقا ... مِدْحَة لم يحكها إِبْنِ بَقِي) فَأَجَابَهُ شهَاب الدّين التلعفري عَن ذَلِك بقوله وَهُوَ فِي غير الروي لكنه من مادته (كَيفَ يروي مَا بقلبي من ظما ... غير برق لائح من إضم) إِن تبدي لَك بَان الأجرع وأثيلات النقا من لعلع يَا خليلي قف على الدَّار معي وَتَأمل كم بهَا من مصرع (وَاحْترز وَاحْذَرْ فأحداق الدمى ... كم أراقت فِي رباها من دم) حَظّ قلبِي فِي الغرام الوله فعذولي فِيهِ مَا لي وَله حسبي اللَّيْل فَمَا أطوله لم يزل آخِره أَوله (فِي هوى أهيف معسول اللمى ... رِيقه كم قد شفى من ألم) سائلي عَن أَحْمد مِمَّا حوى) من خلال هِيَ للداء دوا مَا سواهُ وَهُوَ يَا صَاح سوا ناشر من كل فن مَا انطوى (بَحر آدَاب وَفضل قد طمى ... فاخش من آذيه الملتطم) العزازي الشهَاب الثاقب شكره فرض علينا وَاجِب فَهُوَ إِذْ تبلوه نعم الصاحب سَهْمه فِي كل فن صائب (جائل فِي حلبة الْفضل كَمَا ... جال فِي يَوْم الوغى شهم كمي) شَاعِر أبدع فِي أشعاره وَمَتى أنْكرت قولي باره لَو جرى مهيار فِي مضماره

شمس الدين الجزري

والخوارزمي فِي آثاره (قلت عودا وارجعا من أَنْتُمَا ... ذَا امْرُؤ الْقَيْس إِلَيْهِ ينتمي) 3 - (شمس الدّين الْجَزرِي) مُحَمَّد بن يُوسُف شمس الدّين الْجَزرِي الْخَطِيب كَانَ عَالما بالأصول وصنف فِيهِ وَله شرح لطيف على ألفية ابْن مَالك واشتغل على شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ شَارِح الْمَحْصُول فِي العقليات ودرس بالشريفية وبالغربة بِمصْر وانتفع النَّاس بِهِ وَكَانَ حسن الصُّورَة كريم الْأَخْلَاق تولى الخطابة بِجَامِع ابْن طولون وبالقلعة أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين لشمس الدّين الْجَزرِي (سل عَن أَحَادِيث أشواقي إِذا خطرت ... رسل النسيم فقد أودعتها لمعا) (واستوضح البارق النجدي عَن نَفسِي ... بعد النَّوَى فسيحكية إِذا لمعا) (واستمل من طير غُصْن البان بَث جوى ... أخفيته فسيمليه إِذا سجعا) (ومذ رمتنا النَّوَى وَالله مَا هدأت ... أشجان قلبِي وطرفي قطّ مَا هجعا) (وَلَيْسَ يمسك من بعد النَّوَى رمقي ... إِلَّا أماني قلبِي أَن نعود مَعًا) ) 3 - (أَمِين الدّين ابْن القباقبي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشَّاب أَمِين الدّين ابْن الرئيس مجد الدّين القباقبي الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب بديوان الْجَيْش كَانَ مليح الصُّورَة لطيف الشَّمَائِل عَاقِلا عَاشَ سِتا وَعشْرين سنة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة رثاه الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي النَّحْوِيّ بقصيدة أَولهَا (أسعدي يَا حمام قلباً عميدا ... لدروس الْفِرَاق أَمْسَى معيدا) 3 - (بهاء الدّين البرزالي) مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن الْحَافِظ زكي الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يداس الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم المرتضى بهاء الدّين أَبُو الْفضل ابْن أبي الْحجَّاج ابْن البرزالي الإشبيلي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وأحضره وَالِده على جمَاعَة مِنْهُم السخاوي وَابْن الصّلاح وكريمة وعتيق السَّلمَانِي والمخلص ابْن هِلَال والتاج ابْن أبي جَعْفَر ومحاسن الْجُورِي والمرجى ابْن شقيرة ثمَّ توفّي وَالِده شَابًّا وَخَلفه وَله خَمْسَة أَعْوَام فربي فِي حجر جده الإِمَام علم الدّين الْقَاسِم بن أَحْمد اللورقي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وشيئاً من النَّحْو وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وبرع فِيهِ وَنسخ جملَة من الْكتب وَأَجَازَ لَهُ طَائِفَة من شُيُوخ بغداذ ومصر وَالشَّام وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَلَده الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم شَيْئا كثيرا مِنْهَا الْكتب السِّتَّة بالإجازات وَحدث بِدِمَشْق

الذهبي الإربلي

ومصر والحجاز وبرع فِي كِتَابَة الشُّرُوط وَكتب الحكم للقضاة ورزق حظوة من التصون والديانة وَالتَّقوى والتعبد وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة مُحَمَّد بن يُوسُف محيي الدّين الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ توفّي سنة ثَلَاث وَسبع مائَة 3 - (الذَّهَبِيّ الإربلي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن أبي طَاهِر الإربلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ ولد سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد ابْن البن وَجَمَاعَة وَسمع من ابْن الْمُسلم الْمَازِني وَأبي نصر ابْن عَسَاكِر وَابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَابْن مكرم والزكي البرزالي وعدة وَخرجت لَهُ مشيخة وذيل عَلَيْهَا الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ مكثراً وَسمع السّنَن الْكَبِير للبيهقي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ على المرسي وَكَانَ شَيخا عامياً سقط من السّلم فَمَاتَ لوقته فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبع مائَة وَتفرد بأَشْيَاء) 3 - (ابْن المهتار) مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن المهتار الْمصْرِيّ الْعدْل الْجَلِيل نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله ابْن الشَّيْخ مجد الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سمع من ابْن الضلاح والمرجى ابْن شقيرة ومكي ابْن عَلان وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ ظافر بن شَحم وَابْن المقير وَتفرد بأجزاء وَكَانَ نقيب قَاضِي الْقُضَاة إِمَام الدّين الْقزْوِينِي مولده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة 3 - (ابْن سعد الْملك جمال الدّين) مُحَمَّد بن يُوسُف بن نحرير جمال الدّين الْمَعْرُوف بِابْن سعد الْملك الأسواني المولد وَالدَّار الطنبذي المحتد قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ فَقِيها حفظ الْوَجِيز فَاضلا أديباً رَئِيسا ورزق عشرَة أَوْلَاد وَسَمَّاهُمْ بأسماء الصَّحَابَة الْعشْرَة رَضِي الله عَنْهُم وَكَانَ شجاعاً مقداماً غيوراً وَله فِي ذَلِك حكايات توفّي بأسوان بعد السِّتين وست مائَة وقفت لَهُ على مقامة كتبهَا لبَعض الْأُمَرَاء يصف فِيهَا الْجَوَارِح وَالْخَيْل مِنْهَا فِي مدح الْأَمِير الممدوح قَوْله من أضحت نعمه سوارح واستعبدت رياسته الْقُلُوب والجوارح وَأصْبح لبها للمجد مقرا ولغرائب الثَّنَاء والسودد مُسْتَقرًّا وَمِنْهَا إِنَّه خرج يَوْمًا مَعَ النَّاس وَقد وصلوا برهم بإيناس كل مِنْهُم يَهْتَز للأكرومه ويأوي إِلَى شرف أرومه على خيل مسومه مثقفة مقومه مَا بَين جون وأدهم أذكى من فارسه وَأفهم إِذا زاغ عَن سِنَان أَو انعطف لعنان ظننته عتد مواصله أَو انفضل عَن مفاصله وأشقر كالطراف عبل الْأَطْرَاف ينهب كريم لَهُ سالفة ريم كَأَنَّمَا خلق من عقيق أَو تردى برداء من شَقِيق إِن أوردته الطراد أوردك المُرَاد وكميت كالطود ذِي وظيف كذراع الْعود يلطم الأَرْض بزبر وَينزل من السَّمَاء بِخَبَر وهملاج أَشهب

العلامة أثير الدين أبو حيان

إِن زجرته ألهب أديمه رَوْضَة بهار ينظر من ليل فِي نَهَار ينساب انسياب الأيم ويمر مُرُور الْغَيْم لَا يُنَبه النَّائِم إِذا عبر بِهِ وَلَا يُحَرك الْهوى فِي مسربه أخْفى وطأ من الطيف وأوطأ ظهرا من مهاد الصَّيف قَالَ فَلم يزل بِنَا الْمسير وكل منا طَاعَة صَاحبه أَسِير إِلَى أَن قصدنا وَاديا كَانَ لعيوننا باديا فَمَا قَطعنَا مِنْهُ عرضا حَتَّى أَتَيْنَا أَرضًا كَأَنَّمَا فرش قَرَارهَا بزبرجد وصيغت أنوارها من لجين وعسجد وَقد وفرت فِيهَا السَّحَاب دموعها وأحسنت فِي قيعانها جمعهَا نسيمها سقيم وماؤها مُقيم فَهِيَ تهدي للناشق أنفاس المعشوق) للعاشق وَمِنْهَا فِي وصف كلب ذُو خطم مخطوف ومخلب كصدغ مَعْطُوف غَائِب الْحصْر حَاضر النَّصْر لَهُ طَاعَة التَّهْذِيب واختلاس ذيب وَتَلفت مريب وحذاقة تدريب لَهُ من الطّرف أوراكه وَمن الطّرف إِدْرَاكه وَمن الْأسد صولته وعراكه إِذا طلب فَهُوَ منون وَإِذا انطوى فَهُوَ نون 3 - (الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان) مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ الْعَلامَة فريد الْعَصْر وَشَيخ الزَّمَان وَإِمَام النُّحَاة أثير الدّين أَبُو حَيَّان الغرناطي قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَسمع الحَدِيث بِجَزِيرَة الأندلس وبلاد إفريقية وثغر الاسكندرية وديار مصر والحجاز وَحصل الإجازات من الشَّام وَالْعراق وغي ذَلِك واجتهد وَطلب وَحصل وَكتب وَقيد وَلم أر فِي أشياخي أَكثر اشتغالاً مِنْهُ لِأَنِّي لم أره إِلَّا يسمع أَو يشْتَغل أَو يكْتب وَلم يكْتب وَلم أره على غير ذَلِك وَله إقبال على الطّلبَة الأذكياء وَعِنْده تَعْظِيم لَهُم نظم ونثر وَله الموشحات البديعة وَهُوَ ثَبت فِيمَا يَنْقُلهُ مُحَرر لما يَقُوله عَارِف باللغة ضَابِط لألفاظها وَأما النَّحْو والتصريف فَهُوَ إِمَام الدُّنْيَا فيهمَا لم يذكر مَعَه فِي أقطار الأَرْض غَيره فِي الْعَرَبيَّة وَله الْيَد الطُّولى فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والشروط وَالْفُرُوع وتراجم النَّاس وطبقاتهم وتواريخهم وحوادثهم خُصُوصا المغاربة وَتَقْيِيد أسمائهم على مَا يتلفظون بِهِ من إمالة وترخيم وترقيق وتفخيم لأَنهم مجاورو بِلَاد الفرنج وأسماؤهم قريبَة وألقابهم كَذَلِك كل ذَلِك قد جوده وَقَيده وحرره وَالشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ لَهُ سُؤَالَات سَأَلَهُ عَنْهَا فِيمَا يتَعَلَّق بالمغاربة وأجابه عَنْهَا وَله التصانيف الَّتِي سَارَتْ وطارت وانتشرت وَمَا انتثرت وقرئت ودريت وَنسخت وَمَا فسخت أخملت كتب الأقدمين وألهت المقيمين بِمصْر والقادمين وَقَرَأَ النَّاس عَلَيْهِ وصاروا أَئِمَّة وأشياخاً فِي حَيَاته وَهُوَ الَّذِي جسر النَّاس على مصنفات الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك رَحمَه الله ورغبهم فِي قرَاءَتهَا وَشرح لَهُم غامضها وخاض بهم لججها وَفتح لَهُم مقفلها وَكَانَ يَقُول عَن مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله تَعَالَى هَذِه نَحْو الْفُقَهَاء وَالْتزم أَن لَا يقرئ أحدا إِلَّا إِن كَانَ فِي سِيبَوَيْهٍ أَو فِي التسهيل لِابْنِ مَالك

أَو فِي تصانيفه وَلما قدم الْبِلَاد لَازم الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس رَحمَه الله كثيرا وَأخذ عَنهُ كتب الْأَدَب وَهُوَ شيخ حسن الْعمة مليح الْوَجْه ظَاهر اللَّوْن مشرباً حمرَة منور الشيبة كَبِير اللِّحْيَة مسترسل الشّعْر فِيهَا لم تكن كثة عِبَارَته فصيحة لُغَة الأندلس يعْقد الْقَاف قَرِيبا من الْكَاف على) أَنه ينْطق بهَا فِي الْقُرْآن فصيحة وسمعته يَقُول مَا فِي هَذِه الْبِلَاد من يعْقد حرف الْقَاف وَكَانَ لَهُ خُصُوصِيَّة بالأمير سيف الدّين أرغون الدوادار الناصري نَائِب السُّلْطَان بالممالك الاسلامية ينبسط مَعَه ويبيت عِنْده وَلما توفيت ابْنَته نضار طلع إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَسَأَلَ مِنْهُ أَن يدفنها فِي بَيتهَا دَاخل الْقَاهِرَة فَأذن لَهُ فِي ذَلِك وَسَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ أَولا يرى رَأْي الظَّاهِرِيَّة ثمَّ إِنَّه تمذهب للشَّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ وَتَوَلَّى تدريس التَّفْسِير بالقبة المنصورية والإقراء بالجامع الْأَقْمَر وقرأت عَلَيْهِ الْأَشْعَار السِّتَّة والمقامات الحريرية وحضرها جمَاعَة من أفاضل الديار المصرية وسمعوها بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَكَانَ بِيَدِهِ نُسْخَة صَحِيحَة يَثِق بهَا وبيد الْجَمَاعَة قريب من اثْنَتَيْ عشرَة نُسْخَة وإحداهن بِخَط الحريري وَوَقع مِنْهُ وَمن الْجَمَاعَة فِي أثْنَاء الْقِرَاءَة فَوَائِد ومباحث عديدة وَقَالَ لم أر بعد ابْن دَقِيق الْعِيد أفْصح من قراءتك وَلما وصلت المقامة الَّتِي أورد الحريري فِيهَا الأحاجي قَالَ مَا أعرف مَفْهُوم الأحجية المصطلح عَلَيْهَا بَين أهل الْأَدَب فَأخذت فِي إِيضَاح ذَلِك وَضرب الْأَمْثِلَة لَهُ فَقَالَ لي لَا تتعب معي فَإِنِّي تعبت مَعَ نَفسِي فِي معرفَة ذَلِك كثيرا وَمَا أَفَادَ وَلَا ظهر لي وَهَذَا فِي غَايَة الْإِنْصَاف مِنْهُ وَالْعَدَالَة لاعْتِرَافه لي فِي ذَلِك الْجمع وهم يسمعُونَ كَلَامه بِمثل ذَلِك وقرأت عَلَيْهِ أَيْضا سقط الزند لأبي الْعَلَاء وقرأت عَلَيْهِ بعض الحماسة لأبي تَمام الطَّائِي ومقصورة ابْن دُرَيْد وَغير ذَلِك وَسمعت من لَفظه كتاب تَلْخِيص الْعبارَات بلطيف الإشارات فِي الْقرَاءَات السَّبع لِابْنِ بليمة وَسمعت عَلَيْهِ كتاب الفصيح لثعلب بِقِرَاءَة القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله بِالْقَاهِرَةِ وَسمعت من لَفظه خطْبَة كِتَابه الْمُسَمّى ب ارتشاف الضَّرْب من لِسَان الْعَرَب وانتقيت ديوانه وكتبته وسمعته مِنْهُ وَسمعت من لَفظه مَا اخترته من كِتَابه مجاني الهصر وَغير ذَلِك أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (سبق الدمع بِالْمَسِيرِ المطايا ... إِذْ نوى من أحب عني نَقله) (وأجاد السطور فِي صفحة الخ ... د وَلم لَا يجيد وَهُوَ ابْن مقله) وأنشدني أَيْضا فِي صِفَات الْحُرُوف (أَنا هاو لمستطيل أغن ... كلما اشْتَدَّ صَارَت النَّفس رخوه) (أهمس القَوْل وَهُوَ يجْهر سبي ... وَإِذا مَا انخفضت أظهر علوه) (فتح الْوَصْل ثمَّ أطبق هجراً ... بصفير وَالْقلب قلقل شجوه) ) (لَان دهراً ثمَّ اغتدى ذَا انحراف ... وَفَشَا السِّرّ مذ تَكَرَّرت نَحوه) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ (يَقُول لي العذول وَلم أطعه ... تل فقد بدا للحب لحيه)

(تخيل أَنَّهَا شانت حَبِيبِي ... وَعِنْدِي أَنَّهَا زين وحليه) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ (شوقي لذاك الْمحيا الزَّاهِر الزاهي ... شوق شَدِيد وجسمي الواهن الواهي) (أَسهرت طرفِي ودلهت الْفُؤَاد هوى ... فالطرف وَالْقلب مني الساهر الساهي) (نهبت قلبِي وتنهى أَن يبوح بِمَا ... يلقاه واشوقه للناهب الناهي) (بهرت كل مليح بالبهاء فَمَا ... فِي النيرين شَبيه الباهر الباهي) (لهجت بالحب لما أَن لهوت بِهِ ... عَن كل شَيْء وويح اللاهج اللاهي) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ (رَاض حَبِيبِي عَارض قد بدا ... يَا حسنه من عَارض رائض) (وَظن قوم أَن قلبِي سلا ... وَالْأَصْل لَا يعْتد بالعارض) أَنْشدني أَيْضا لنَفسِهِ موشحةً (إِن كَانَ ليل داج وخاننا الإصباح ... فنورها الْوَهَّاج يُغني عَن الْمِصْبَاح) (سلافة تبدو ... كالكواكب الْأَزْهَر) (مزاجها شهد ... وَعرفهَا عنبر) (يَا حبذا الْورْد ... مِنْهَا وَإِن أسكر) (قلبِي بهَا قد هاج فَمَا تراني صَاح ... عَن ذَلِك الْمِنْهَاج وَعَن هوى يَا صَاح) (وَبِي رشا أهيف ... قد لج فِي بعدِي) (بدر فَلَا يخسف ... مِنْهُ سنا الخد) (بلحظه المرهف ... يَسْطُو على الْأسد) (كسطوة الْحجَّاج فِي النَّاس والسفاح ... فَمَا ترى من نَاجٍ من لحظه السفاح) (علل بالمسك ... قلبِي رشا أحور) (منعم الْمسك ... ذُو مبسم أعطر) ) (رياه كالمسك ... وريقه كوثر) (غُصْن على رجراج طاعت لَهُ الْأَرْوَاح ... فحبذا الآراج إِن هبت الْأَرْوَاح) (مهلا أَبَا الْقَاسِم ... على أبي حَيَّان) (مَا إِن لَهُ عَاصِم ... من لحظك الفتان) (وهجرك الدَّائِم ... قد طَال بالهيمان) (فدمعه أمواج وسره قد لَاحَ ... لكنه مَا عاج وَلَا أطَاع اللاح)

(يَا رب ذِي بهتان ... يعذل فِي الراح) (وَفِي هوى الغزلان ... دافعت بِالرَّاحِ) (وَقلت لَا سلوان ... عَن ذَاك يَا لاحي) (سبع الْوُجُوه والتاج هِيَ منية الأفراح ... فاخترلي يَا زجاج قمصال وَزوج أقداح) وأنشدني من لَفظه أَيْضا لنَفسِهِ يُعَارض شمس الدّين مُحَمَّد بن الْعَفِيف التلمساني (عاذ لي فِي الأهيف الانس ... لَو رَآهُ كَانَ قد عذرا) (رشا قد زانه الْحور ... غُصْن من فَوْقه قمر) (قمر من سحبه الشّعْر ... ثغر فِي فِيهِ أم دُرَر) (جال بَين الدّرّ واللعس ... خمرة من ذاقها سكرا) (رجة بالردف أم كسل ... ريقة بالثغر أم عسل) (وردة بالخد أم خجل ... كحل بِالْعينِ أم كحل) (يَا لَهَا من أعين نعس ... جلبت لناظري سهرا) (مذ نأى عَن مقلتي سني ... مَا أذيقا لَذَّة الوسن) (طالما أَلْقَاهُ من شجني ... عجبا ضدان فِي بدني) (بفؤادي جذوة القبس ... وبعيني المَاء منفجرا) (قد أَتَانِي الله بالفرج ... إِذْ دنا مني أَبُو الْفرج) (قمر قد حل فِي المهج ... كَيفَ لَا يخْشَى من الوهج) (غَيره لَو صابه نَفسِي ... ظَنّه من حره شررا) (نصب الْعَينَيْنِ لي شركا ... فانثنى وَالْقلب قد ملكا) ) (قمر أضحى لَهُ فلكا ... قَالَ لي يَوْمًا وَقد ضحكا) (أَنْت جِئْت فِي أَرض أندلس ... نَحْو مصر تعشق القمرا) والموشحة الَّتِي لشمس الدّين مُحَمَّد التلمساني فِي هَذَا الْوَزْن هِيَ (قمر يجلو دجى الْغَلَس ... بهر الْأَبْصَار مذ ظهرا) (آمن من شُبْهَة الكلف ... ذبت فِي حبيه بالكلف) (لم يزل يسْعَى إِلَى تلفي ... بركاب الدل والصلف)

(آه لَوْلَا أعين الحرس ... نلْت مِنْهُ الْوَصْل مقتدرا) (يَا أَمِيرا جَار مذ وليا ... كَيفَ لَا ترثي لمن بليا) (فبثغر مِنْك قد جليا ... قد حلا طعماً وَقد حليا) (وَبِمَا أُوتيت من كيس ... جد فَمَا أبقيت مصطبرا) (بدر تمّ فِي الْجمال سني ... وَلِهَذَا لقبوه سني) (قد سباني لَذَّة الوسن ... بمحيا باهر حسن) (هُوَ خشفي وَهُوَ مفترسي ... فارو عَن أعجوبتي خَبرا) (لَك خد يَا أَبَا الْفرج ... زين بالتوريد والضرج) (وَحَدِيث عاطر الأرج ... كم سبى قلباً بِلَا حرج) (لَو رآك الْغُصْن لم يمس ... أَو رآك الْبَدْر لاستترا) (يَا مذيباً مهجتي كمدا ... فت فِي الْحسن البدور مدى) (يَا كحيلاً كحله اعتمدا ... عجبا أَن تبرئ الرمدا) (وبسقم الناظرين كسي ... جفنك السحار فانكسرا) وَتوجه الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان يَوْمًا لزيارة الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل فَلم يجده فِي منزله فَكتب بالجبس على عَادَة المصريين حضر أَبُو حَيَّان وَكَانَت الْكِتَابَة على مصراع الْبَاب فَلَمَّا حضر الشَّيْخ صدر الدّين رأى اسْم الشَّيْخ وَكتب إِلَيْهِ (قَالُوا أَبُو حَيَّان غير مدافع ... ملك النُّحَاة فَقلت بِالْإِجْمَاع) (اسْم الْمُلُوك على النُّقُود وإنني ... شاهدت كنيته على المصراع) وَفِيه يَقُول القَاضِي محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر وَقد سَمعه يتَكَلَّم فِي مَسْأَلَة أصولية) نقلت ذَلِك من خطّ محيي الدّين وأنشدنيه أثير الدّين من لَفظه (قد قيل لما أَن سَمِعت مباحثاً ... فِي الذَّات قررها أجل مُفِيد) (هَذَا أَبُو حَيَّان قلت صَدقْتُمْ ... وبررتم هَذَا هُوَ التوحيدي) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ القصيدة الدالية الَّتِي نظمها فِي مدح النَّحْو والخليل وسيبويه ثمَّ خرج مِنْهَا إِلَى مديح صَاحب غرناطة وَغَيره من أشياخه وأولها (هُوَ الْعلم لَا كَالْعلمِ شَيْء تراوده ... لقد فَازَ باغيه وأنجح قاصده) وَهِي تزيد على الْمِائَة بَيت قصيدة مليحة حُكيَ لي أَن الشَّيْخ أثير الدّين نظمها وَهُوَ ضَعِيف وَتوجه إِلَيْهِ جمَاعَة يعودونه فيهم شمس الدّين ابْن دانيال فأنشدهم الشَّيْخ القصيدة الْمَذْكُورَة فَلَمَّا فرغت قَالَ ابْن دانيال يَا جمَاعَة وأخبركم أَن الشَّيْخ عوفي وَمَا بَقِي بِهِ بَأْس لِأَنَّهُ لم يبْق عِنْده فَضله قومُوا بِنَا بِسم الله وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين لنَفسِهِ قصيدته السينية الَّتِي أَولهَا

(أهاجك ربع حَائِل الرَّسْم دارسه ... كوحي كتاب أَضْعَف الْخط دارسه) وَهِي قصيدة مليحة تلعب فِيهَا بفنون الْكَلَام تقَارب الْمِائَة وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة (تقشقته شَيخا كَأَن مشيبه ... على وجنتيه ياسمين على ورد) (أَخا الْعقل يدْرِي مَا يُرَاد من النهى ... أمنت عَلَيْهِ من رَقِيب وَمن ضد) (وَقَالُوا الورى قِسْمَانِ فِي شرعة الْهوى ... لسود اللحى نَاس وناس إِلَى المرد) (أَلا إِنَّنِي لَو كنت أصبو لأمرد ... صبوت إِلَى هيفاء مائسة الْقد) (وسود اللحى أَبْصرت فيهم مشاركاً ... فَأَحْبَبْت أَن أبقى بأبيضهم وحدي) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي مليح أحدب (تعشقته أحدباً كيساً ... يحاكي نجيباً حنين البغام) (إِذا كدت أسقط من فَوْقه ... تعلّقت من ظَهره بالسنام) أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي مليح أسود (علقته سبجي اللحظ حالكه ... مَا ابيض مِنْهُ سوى ثغر حكى الدررا) (قد صاغه من سَواد الْعين خالقه ... وكل عين إِلَيْهِ تقصد النظرا) وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة وَمن خطه نقلت (أَلا مَا لَهَا لخصاً بقلبي عوابثا ... أَظن بهَا هاروت أصبح نافثا) ) (إِذا رام ذُو وجد سلواً منعنه ... وَكن على دين التصابي بواعثا) (وقيدن من أضحى عَن الْحبّ مُطلقًا ... وأسرعن للبلوى بِمن كَانَ رائثا) (بروحي رشاً من آل خاقَان راحل ... وَإِن كَانَ مَا بَين الجوانح لَا بثا) (غَدا وَاحِدًا فِي الْحسن للفضل ثَانِيًا ... وللبدر وَالشَّمْس المنيرة ثَالِثا) وأنشدني لنَفسِهِ (عداتي لَهُم فضل عَليّ ومنة ... فَلَا أذهب الرَّحْمَن عني الأعاديا) (هم بحثوا عَن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا) وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة وَمن خطه نقلت (أَسحر لتِلْك الْعين فِي الْقلب أم وخز ... ولين لذاك الْجِسْم فِي اللَّمْس أم خَز) (وأملود ذَاك الْقد أم أسمر غَدا ... لَهُ أبدا فِي قلب عاشقه هز) (فتاة كساها الْحسن أَفْخَر ملبس ... فَصَارَ عَلَيْهِ من محاسنها طرز) (وَأهْدى إِلَيْهَا الْغُصْن لين قوامه ... فماس كَأَن الْغُصْن خامره الْعِزّ) (يضوع أَدِيم الأَرْض من نشر طيبها ... ويخضر فِي آثارها تربة الجرز)

(وتختال فِي برد الشَّبَاب إِذا مشت ... فينهضها قد ويقعدها عجز) (أَصَابَت فؤاد الصب مِنْهَا بنظرة ... فَلَا رقية تجدي الْمُصَاب وَلَا حرز) وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة فِي مليح أبرص وَمن خطه نقلت (وَقَالُوا الَّذِي قد صرت طوع جماله ... ونفسك لاقت فِي هَوَاهُ نزاعها) (بِهِ وضح تأباه نفس أخي الحجى ... وأفظع دَاء مَا يُنَافِي طباعها) (فَقلت لَهُم لَا عيب فِيهِ يشينه ... وَلَا عِلّة فِيهِ يروم دفاعها) (ولكنما شمس الضُّحَى حِين قابلت ... محاسنه أَلْقَت عَلَيْهِ شعاعها) وأنشدني لنَفسِهِ وَمن خطه نقلت (رجاؤك فلسًا قد غَدا فِي حبائلي ... قنيصاً رَجَاء للنتاج من العقم) (أأتعب فِي تَحْصِيله وأضيعه ... إِذا كنت معتاضاً من الْبُرْء بِالسقمِ) وأنشدني لنَفسِهِ وَمن خطه نقلت فِي نوتي (كلفت بنوتي كَأَن قوامه ... إِذا ينثني خوط من البان ناعم) ) (مجاذفه فِي كل قلب مجاذب ... وهزاته للعاشقين هزائم) وأنشدني لنَفسِهِ وَمن خطه نقلت فِي فحام (وعلقته مسود عين ووفرة ... وثوب يعاني صَنْعَة الفحم عَن قصد) (كَأَن خطوط الفحم فِي وجناته ... لطاخة مسك فِي جني من الْورْد) وأنشدني لنَفسِهِ وَمن خطه نقلت فِي مليح أعمى (مَا ضرّ حسن الَّذِي أهواه أَن سنا ... كريمتيه بِلَا شين قد احتجبا) (قد كَانَتَا زهرتي روض وَقد ذوتا ... لَكِن حسنهما الفتان مَا ذَهَبا) (كالسيف قد زَالَ عَنهُ صقله فغدا ... أنكى وآلم فِي قلب الَّذِي ضربا) وأنشدني إجَازَة لنَفسِهِ وَمن خطه نقلت (سَأَلَ الْبَدْر هَل تبدى أَخُوهُ ... قلت يَا بدر لن يُطيق طلوعا) (كَيفَ يَبْدُو وَأَنت يَا بدر باد ... أَو بدران يطلعان جَمِيعًا) وكتبت لَهُ أستدعي إِجَازَته بِمَا صورته المسؤول من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الْعَلامَة لِسَان الْعَرَب ترجمان الْأَدَب جَامع الْفَضَائِل عُمْدَة وَسَائِل السَّائِل حجَّة المقلدين زين المقلدين قطب المولين أفضل الآخرين وَارِث عُلُوم الْأَوَّلين صَاحب الْيَد الطُّولى فِي كل مقَام ضيق والتصانيف الَّتِي تَأْخُذ بِمَجَامِع الْقُلُوب فَكل ذِي لب إِلَيْهَا شيق والمباحث الَّتِي أثارت الْأَدِلَّة الراجحة من مكامن

أماكنها وقنصت أوابدها الجامحة من مواطئ مواطنها كشاف معضلات الْأَوَائِل سباق غايات قصر عَن شأوها سحبان وَائِل فارع هضبات البلاغة فِي اجتلاء اجتلابها وَهِي فِي مرقى مرقدها سالب تيجان الفصاحة فِي اقْتِضَاء اقتعابها من فرق فرقدها حَتَّى أبرز كَلَامه جنان فضل جنان من بعده عَن الدُّخُول إِلَيْهَا جبان وأتى ببراهين وُجُوه حورها لم يطمثهن إنس قبله وَلَا جَان وأبدع خمائل نظم ونثر لَا تصل إِلَى أفنان فنونها يَد جَان أثير الدّين أبي حَيَّان مُحَمَّد (لَا زَالَ ميت الْعلم يحييه وَلَا ... عجب لذَلِك من أبي حَيَّان) (حَتَّى ينَال بَنو الْعُلُوم مرامهم ... ويحلهم دَار المنى بِأَمَان) إجَازَة كَاتب هَذِه الأحرف مَا رَوَاهُ فسح الله فِي مدَّته من المسانيد والمصنفات وَالسّنَن) والمجاميع الحديثية والتصانيف الأدبية نظماً ونثراً إِلَى غير ذَلِك من أَصْنَاف الْعُلُوم على اخْتِلَاف أوضاعها وتباين أجناسها وأنواعها مِمَّا تَلقاهُ بِبِلَاد الأندلس وإفريقية والاسكندرية والديار المصرية والبلاد الحجازية وَغَيرهَا من الْبلدَانِ بِقِرَاءَة أَو سَماع أَو منازلة أَو إجَازَة خَاصَّة أَو عَامَّة كَيفَ مَا تأدى ذَلِك إِلَيْهِ وإجازة مَا لَهُ أدام الله إفادته من التصانيف فِي تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم والعلوم الحديثية والأدبية وَغَيرهَا وَمَا لَهُ من نظم ونثر إجَازَة خَاصَّة وَأَن يثبت بِخَطِّهِ تصانيفه إِلَى حِين هَذَا التَّارِيخ وَأَن يُجِيزهُ إجَازَة عَامَّة لما يَتَجَدَّد لَهُ من بعد ذَلِك على رَأْي من يرَاهُ ويجوزه منعماً متفضلاً إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَكتب الْجَواب بِمَا صورته أعزّك الله ظَنَنْت بالإنسان جميلاً فغاليت وأبديت من الْإِحْسَان جزيلاً وَمَا باليت وصفت من هُوَ القتام يَظُنّهُ النَّاظر سَمَاء والسراب يحسبه الظمآن مَاء يَا ابْن الْكِرَام وَأَنت أبْصر من يشيم أمع الرَّوْض النَّضِير يرْعَى الهشيم أما أغنتك فواضلك وفضائلك ومعارفك وعوارفك عَن بغبة من دأماء وتربة من يهماء لقد تبلجت المهارق من نور صفحاتك وتأرجت الأكوان من أريج نفخاتك ولأنت أعرف بِمن تقصد للدراية وأنقذ بِمن تعتمد عَلَيْهِ فِي الرِّوَايَة لكنك أردْت أَن تكسو من مطارفك وتتفضل بتالدك وطارفك وتجلو الخامل فِي منصة النباهة وتنقذه من لَكِن الفهاهه فتشيد لَهُ ذكرا وتعلي لَهُ قدرا وَلم يُمكنهُ إِلَّا إسعافك فِيمَا طلبت وإجابتك فِيمَا إِلَيْهِ ندبت فَإِن الْمَالِك لَا يعْصى والمتفضل المحسن لَا يقصى وَقد أجزت لَك أيدك الله جَمِيع مَا رويته عَن أشياخي بِجَزِيرَة الأندلس وبلاد إفريقية وديار مصر والحجاز وَغير ذَلِك بِقِرَاءَة وَسَمَاع ومناولة وإجازة بمشافهة وَكِتَابَة ووجادة وَجَمِيع مَا أُجِيز لي أَن أرويه بِالشَّام وَالْعراق وَغير ذَلِك وَجَمِيع مَا صنفته واختصرته وَجمعته وأنشأته نثراً ونظماً وَجَمِيع مَا سَأَلت فِي هَذَا الاستدعاء فَمن مروياتي الْكتاب الْعَزِيز قرأته بقراءات السَّبْعَة على جمَاعَة من أعلاهم الشَّيْخ الْمسند المعمر فَخر الدّين أَبُو الظَّاهِر إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن عَليّ بن هبة الله الْمصْرِيّ ابْن المليجي آخر من

روى الْقُرْآن بالتلاوة عَن أبي الْجُود والكتب السِّتَّة والموطأ ومسند عبد ومسند الدَّارمِيّ ومسند الشَّافِعِي ومسند الطَّيَالِسِيّ والمعجم الْكَبِير للطبراني والمعجم الصَّغِير لَهُ وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَغير ذَلِك وَأما الْأَجْزَاء فكثيرة جدا وَمن كتب النَّحْو والآداب فأروي بِالْقِرَاءَةِ كتاب سِيبَوَيْهٍ والإيضاح والتكملة والمفصل وجمل الزجاجي وَغير) ذَلِك والأشعار السِّتَّة والحماسة وديوان حبيب وديوان المتنبي وديوان المعري وَأما شيوخي الَّذين رويت عَنْهُم بِالسَّمَاعِ أَو الْقِرَاءَة فهم كثير وأذكر الْآن جملَة من عواليهم فَمنهمْ القَاضِي أَبُو عَليّ الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْأَحْوَص الْقرشِي والمقرئ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن سعد بن أَحْمد بن بشير الْأنْصَارِيّ وَإِسْحَاق بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن درباس وَأَبُو بكر بن عَبَّاس بن يحيى بن غَرِيب البغداذي القواس وصفي الدّين الْحُسَيْن بن أبي الْمَنْصُور ظافر الخزرجي وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن ربيع الْأَشْعَرِيّ ووجيه الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْأَزْدِيّ ابْن الدهان وقطب الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْقُسْطَلَانِيّ وَرَضي الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الشاطبي اللّغَوِيّ ونجيب الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الهمذاني وَمُحَمّد بن مكي بن أبي الْقَاسِم بن حَامِد الْأَصْبَهَانِيّ الصفار وَمُحَمّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ السَّعْدِيّ الضَّرِير ابْن الفارض وزين الدّين أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن الْأنمَاطِي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن ترْجم بن حَازِم الْمَازِني وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن ابْن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الدَّارِيّ ابْن الخليلي وَمُحَمّد بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ ابْن الخيمي وَمُحَمّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر الْعَنسِي عرف بِابْن النن وَعبد الله بن مُحَمَّد بن هرون بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الطَّائِي الْقُرْطُبِيّ وَعبد الله بن نصر الله بن أَحْمد بن رسْلَان بن فتيَان بن كَامِل الخزمي وَعبد الله بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن فَارس التَّمِيمِي وَعبد الرَّحِيم بن يُوسُف بن يحيى بن يُوسُف ابْن خطيب المزة وَعبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعلي الْمصْرِيّ السكرِي وَعبد الْعَزِيز ابْن عبد الْمُنعم بن عَليّ بن نصر بن الصيقل الْحَرَّانِي وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن إِسْمَاعِيل الفيالي الصَّالِحِي الكتاني وَعبد الْمُعْطِي بن عبد الْكَرِيم ابْن أبي المكارم من منجى الخزرجي وَعلي بن صَالح بن أبي عَليّ بن يحيى بن إِسْمَاعِيل الْحُسَيْنِي البهنسي المجاور وعازي بن أبي الْفضل بن عبد الْوَهَّاب الحلاوي وَالْفضل بن عَليّ بن نضر بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن رَوَاحَة الخزرجي ويوسف بن إِسْحَاق بن أبي بكر الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ واليسر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف بن الْيُسْر الْقشيرِي ومؤنسة بنت السُّلْطَان الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب بن شاذي وشامية بنت الْحَافِظ أبي عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التيمية وَزَيْنَب بنت عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ) البغداذي وَمِمَّنْ كتبت عَنْهُم من مشاهير الأدباء أَبُو الحكم مَالك بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ بن الْفَرح

المالقي ابْن المرحل وَأَبُو الْحسن حَازِم بن مُحَمَّد بن حَازِم الْأنْصَارِيّ القرطاجني وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الله الْهُذلِيّ التطيلي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زنون المالقي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عمر بن جُبَير الجلياني العكي المالقي وَأَبُو الْحُسَيْن يحيى بن عبد الْعَظِيم بن يحيى الْأنْصَارِيّ الجزار وَأَبُو عَمْرو عُثْمَان بن سعيد ابْن عبد الرَّحْمَن بن تولو الْقرشِي وَأَبُو حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن أبي عَليّ الْحسن الْمصْرِيّ الْوراق وَأَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن ياتيبن الكومي التلمساني وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي الْفَتْح نصر الله بن باتكين القاهري وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد بن حَمَّاد بن محسن الصنهاجي البوصيري وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْملك بن عبد الْمُنعم العزازي وَمِمَّنْ أخذت عَنهُ من النُّحَاة أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْخُشَنِي الأبذي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الكتامي ابْن الضائع وَأَبُو جَعْفَر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير بن مُحَمَّد بن الزبير الثَّقَفِيّ وَأَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف الفِهري اللبلي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نصر الْحلَبِي ابْن النّحاس وَمِمَّنْ لقِيت من الظَّاهِرِيَّة أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن خَالص الْأنْصَارِيّ الإشبيلي الزَّاهِد وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعدون الفِهري الشنتمري وَجُمْلَة الَّذين سَمِعت مِنْهُم نَحْو من أَربع مائَة شخص وَخمسين وَأما الَّذين أجازوني فعالم كثير جدا من أهل غرناطة ومالقة وسبتة وديار إفريقية وديار مصر والحجاز وَالْعراق وَالشَّام وَأما مَا صنفت فَمن ذَلِك الْبَحْر الْمُحِيط فِي تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم إتحاف الأريب بِمَا فِي الْقُرْآن من الْغَرِيب كتاب الْأَسْفَار الملخص من كتاب الصفار شرحاً لكتاب سِيبَوَيْهٍ كتاب التَّجْرِيد لأحكام سِيبَوَيْهٍ كتاب التذييل والتكميل فِي شرح التسهيل كتاب التنخيل الملخص من شرح التسهيل كتاب التَّذْكِرَة كتاب الْمُبْدع فِي التصريف كتاب الموفور كتاب التَّقْرِيب كتاب التدريب كتاب غَايَة الْإِحْسَان كتاب النكت الحسان كتاب الشذا فِي مَسْأَلَة كَذَا كتاب الْفَصْل فِي أَحْكَام الْفَصْل كتاب اللمحة كتاب الشذرة كتاب الارتضاء فِي الْفرق بَين الضَّاد والظاء كتاب عقد اللآلي كتاب نكت الأمالي كتاب النافع فِي قِرَاءَة نَافِع الْأَثِير فِي قِرَاءَة) ابْن كثير المورد الْغمر فِي قِرَاءَة أبي عَمْرو الرَّوْض الباسم فِي قِرَاءَة عَاصِم المزن الهامر فِي قِرَاءَة ابْن عَامر الرمزة فِي قِرَاءَة حَمْزَة تقريب النائي فِي قِرَاءَة الْكسَائي غَايَة الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة يَعْقُوب الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة يَعْقُوب قصيدة النير الْجَلِيّ فِي قِرَاءَة زيد بن عَليّ الْوَهَّاج فِي اخْتِصَار الْمِنْهَاج الْأَنْوَار الأجلي فِي اخْتِصَار المجلي الْحلَل الحالية فِي أَسَانِيد الْقُرْآن الْعَالِيَة كتاب الْإِعْلَام بأركان الْإِسْلَام نثر الزهر ونظم الزهر قطر الحبي فِي جَوَاب أسئلة الذَّهَبِيّ فهرست مسموعاتي نوافث السحر فِي دمائث الشّعْر تحفة الندس فِي نحاة الأندلس الأبيات الوافية فِي علم القافية جُزْء فِي الحَدِيث مشيخة ابْن أبي مَنْصُور كتاب الْإِدْرَاك للسان الأتراك زهو الْملك فِي

نَحْو التّرْك نفحة الْمسك فِي سيرة التّرْك كتاب الْأَفْعَال فِي لِسَان التّرْك منطق الخرس فِي لِسَان الْفرس وَمِمَّا لم يكمل تصنيفه كتاب مَسْلَك الرشد فِي تَجْرِيد مسَائِل نِهَايَة ابْن رشد كتاب مَنْهَج السالك فِي الْكَلَام على ألفية ابْن مَالك نِهَايَة الإغراب فِي علمي التصريف وَالْإِعْرَاب رجز مجاني الهصر فِي آدَاب وتواريخ لأهل الْعَصْر خُلَاصَة التِّبْيَان فِي علمي البديع وَالْبَيَان رجز نور الغبش فِي لِسَان الْحَبَش المخبور فِي لِسَان اليخمور قَالَه وَكتبه أَبُو حَيَّان مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان ومولدي بغرناطة فِي أخريات شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وست مائَة تمت وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي ثامن عشري صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق صَلَاة الْغَائِب فِي شهر ربيع الأول وَقلت أَنا فِي رثائه (مَاتَ أثير الدّين شيخ الورى ... فاستعر البارق واستعبرا) (ورق من حزن نسيم الصِّبَا ... واعتل فِي الأسحار لما سرى) (وصادحات الأيك فِي نوحها ... رثته فِي السجع على حرف را) (يَا عين جودي بالدموع الَّتِي ... يروي بِهِ مَا ضمه من ثرى) (واجري دَمًا فالخطب فِي شَأْنه ... قد اقْتضى أَكثر مِمَّا جرى) (مَاتَ إِمَام كَانَ فِي علمه ... يرى إِمَامًا والورى من ورا) (أَمْسَى مُنَادِي للبلى مُفردا ... فضمه الْقَبْر على مَا ترى) (يَا أسفا كَانَ هدى ظَاهرا ... فَعَاد فِي تربته مضمرا) ) (وَكَانَ جمع الْفضل فِي عصره ... صَحَّ فَلَمَّا أَن قضى كسرا) (وَعرف الْفضل بِهِ بُرْهَة ... والآن لما أَن مضى نكرا) (وَكَانَ مَمْنُوعًا من الصّرْف لَا ... يطْرق من وافاه خطب عرا) (لَا أفعل التَّفْضِيل مَا بَينه ... وَبَين من أعرفهُ فِي الورى) (لَا بدل عَن نَعته بالتقى ... فَفعله كَانَ لَهُ مصدرا) (لم يدغم فِي اللَّحْد إِلَّا وَقد ... فك من الصَّبْر وثيق العرى) (بَكَى لَهُ زيد وَعَمْرو فَمن ... أمثله النَّحْو وَمِمَّنْ قرا) (مَا أعقد التسهيل من بعده ... فكم لَهُ من عسرة يسرا) (وجسر النَّاس على خوضه ... إِذا كَانَ فِي النَّحْو قد استبحرا) (من بعده قد حَال تَمْيِيزه ... وحظه قد رَجَعَ الْقَهْقَرَى) (شَارك من قد سَاد فِي فنه ... وَكم لَهُ فن بِهِ استأثرا)

شمس الدين الخياط

(دأب بني الْآدَاب أَن يغسلوا ... بدمعهم فِيهِ بقايا الْكرَى) (والنحو قد سَار الردى نَحوه ... وَالصرْف للتصريف قد غيرا) (واللغة الفصحى غَدَتْ بعده ... يلغى الَّذِي فِي ضَبطهَا قررا) (تَفْسِيره الْبَحْر الْمُحِيط الَّذِي ... يهدي إِلَى وارده الجوهرا) (فَوَائِد من فَضله جمة ... عَلَيْهِ فِيهَا نعقد الخنصرا) (وَكَانَ ثبتاً نَقله حجَّة ... مثل ضِيَاء الصُّبْح إِن أسفرا) (ورحلة فِي سنة الْمُصْطَفى ... أصدق من تسمع إِن خَبرا) (لَهُ الْأَسَانِيد الَّتِي قد علت ... فاستفلت عَنْهَا سوامي الذرى) (سَاوَى بهَا الأحفاد أجدادهم ... فاعجب لماض فَاتَهُ من طرا) (وشاعراً فِي نظمه مفلقاً ... كم حرر اللَّفْظ وَكم حبرًا) (لَهُ معَان كلما خطها ... تستر مَا يرقم فِي تسترا) (أفديه من مَاض لأمر الردى ... مُسْتَقْبلا من ربه بالقرى) (مَا بَات فِي أَبيض أَكْفَانه ... إِلَّا وأضحى سندساً أخضرا) (تصافح الْحور لَهُ رَاحَة ... كم تعبت فِي كل مَا سطرا) ) (إِن مَاتَ فالذكر لَهُ خَالِد ... يحيا بِهِ من قبل أَن ينشرا) (جاد ثرى واراه غيث إِذا ... مساه بالسقيا لَهُ بكرا) (وَخَصه من ربه رَحْمَة ... تورده فِي حشره الكوثرا) مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْغَنِيّ بن ترشك بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالرَّاء وشين مُعْجمَة وَبعدهَا كَاف الشَّيْخ تَاج الدّين الْمُقْرِئ الصُّوفِي البغداذي مولده ثَالِث عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة ببغداذ حفظ الْقُرْآن الْعَظِيم فِي صباه بالروايات وأقرأه وَسمع الْكثير من ابْن حُصَيْن وَمن فِي طبقته وإجازاته عالية وروى وَحدث وَسمع مِنْهُ خلق ببغداذ وبدمشق وبغيرهما من الْبِلَاد وَكَانَ ذَا سمت حسن وَخلق طَاهِر وَنَفس عفيفة رضية وَصَوت مطرب إِلَى الْغَايَة وَقدم الشَّام مرَارًا وَحدث وَحج غير مرّة ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمسين وَسبع مائَة وَقد أضرّ بِأخرَة 3 - (شمس الدّين الْخياط) مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله شمس الدّين الشَّاعِر الْخياط الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ تردد إِلَى شمس الدّين الصَّائِغ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَتردد كثيرا إِلَى شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة

شهَاب الدّين مَحْمُود وَكتب عَنهُ كثيرا وَكَانَ يثني عَلَيْهِ ويميل إِلَيْهِ ونظم قصيدة جيمية مدح بهَا قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصري فَكتب عَلَيْهَا شهَاب الدّين مَحْمُود وقرظها وَأثْنى عَلَيْهَا وَكتب عَلَيْهَا أَيْضا فضلاء الْعَصْر وانصقل نظمه وجاد وَهُوَ طَوِيل النَّفس فِي النّظم قَادر عَلَيْهِ يدْخل ديوانه فِي سِتّ مجلدات وسافر إِلَى الديار المصرية ومدح أعيانها واتصل بالأمير سيف الدّين ألجاي الدوادار وَكَانَ يبيت عِنْده ومدح السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بِأَبْيَات قَرَأَهَا عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي فرسم لَهُ براتب على دمشق فِي كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ وغالب مَا ينظمه يقرأه عَليّ وأسمعه من لَفظه سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة بِدِمَشْق وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي عودة من لحج فِي الْمَفَازَة وَدفن فِي معَان لَيْلَة الرَّابِعَة عشرَة من محرم سنة سِتّ وَخمسين وَسبع مائَة سامحه الله وعامله بِلُطْفِهِ وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (قصدت مصرا من رَبِّي جلق ... بهمة تجْرِي بتجريب) (فَلم أر الطرة حَتَّى جرت ... دموع عَيْني فِي المزيريب) وأنشدني من لَفظه لَهُ) (تركت لقوم طلاب الْغنى ... لحب الْغناء وَلَهو الطَّرب) (وَعِنْدِي من زهر فضَّة ... وَعِنْدِي من خندريس ذهب) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ (خلفت بِالشَّام حَبِيبِي وَقد ... يممت مصرا لعناً طَارق) (وَالْأَرْض قد طَالَتْ فَلَا تبعدي ... بِاللَّه يَا مصر على العاشق) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (يَا أهل مصر أَنْتُم للعلا ... كواكب الْإِحْسَان وَالْفضل) (لَو لم تَكُونُوا لي سعوداً لما ... وافيتكم أضْرب فِي الرمل) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا (كم تظهر الْحسن البديع وتدعي ... وَبَيَاض شكلك فِي النواظر مظلم) (هَل تصدق الدَّعْوَى لمن فِي وَجهه ... بالذقن كذبه السوَاد الْأَعْظَم) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ وَقد أجَازه قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصرى على قصيدة مدحه بهَا (لم يجزني القَاضِي على قدر شعري ... بل حباني مضاعف الأبيات) (فَلهَذَا أعدهَا صدقَات ... من عطاياه لَا من الصَّدقَات) وأنشدني أَيْضا

(حتام شخصي بَين هَذَا الورى ... حَيّ وفضلي عِنْدهم ميت) (أبني بيُوت الشّعْر فِي جلق ... وَلَيْسَ يبْنى لي بهَا بَيت) وأنشدني من لَفظه أَيْضا (ويلاه من ظَبْي لَهُ وجنة ... شاماتها تلعب بالأنفس) (لَو لم يكن فِي خَدّه جنَّة ... لما اكتسى بالعارض السندسي) وأنشدني لنَفسِهِ (يَا كعبة الْحسن الَّتِي رميت لَهَا ... فِي كل قلب بالهوى جمرات) (قد تمّ مِيقَات الصدود وقصدنا ... لَو تمّ مِنْك لوصلنا مِيقَات) وأنشدني أَيْضا) (قد طَال فكري فِي القريض الَّذِي ... نم نَفعه لست على طائل) (أَمرنِي زوراً فصرت امْرَءًا ... صَاحب ديوَان بِلَا حَاصِل) وأنشدني لَهُ فِي الْفُلُوس (يَا لَيْت شعري أَي خير يرتجى ... للمعتفي من هَذِه الْأَزْمَان) (لَو لم يكن عدم الدَّرَاهِم قد بدا ... مَا كَانَ صَار الْفلس بالميزان) وأنشدني لَهُ فِي المشمش (حبذا مشمش يروق لطرفي ... مِنْهُ حسن حَدِيثه مَشْهُور) (قد بلاني بحبه وَهُوَ مثلي ... أصفر الْجِسْم قلبه مكسور) وأنشدني أَيْضا (يَا أَيهَا الْبَحْر الَّذِي فِي ورده ... ري لقلب الحائم المتعطش) (أَشْكُو إِلَيْك هوان شعر لم يقم ... لي رخصه بغلو سعر المشمس) وأنشدني أَيْضا (يَا من بِهِ أدرأ عَن مهجتي ... من حَادث الْأَيَّام مَا أختشي) (قد أقبل الصَّيف وَمَا فِي يَدي ... من دِرْهَم للتوت والمشمش) وأنشدني أَيْضا (لوزي جلق شَيْء ... يذوب قلبِي عَلَيْهِ) (كالسلسبيل وَلَكِن ... كَيفَ السَّبِيل إِلَيْهِ) وأنشدني لَهُ مَا يكْتب على بَاب (نَحن إلفان مَا افترقنا لِبُغْض ... لَا وَلَا فِي اجتماعنا مَا يريب)

(نكتم السِّرّ بَيْننَا فِي زمَان ... كاتم السِّرّ فِي بنيه غَرِيب) وأنشدني إِلَيْهِ أَيْضا مَا يكْتب على بَاب (من ذَا الَّذِي يُنكر فضلي وَقد ... فزت من الْحسن بِمَعْنى غَرِيب) (عِنْدِي لمن يَخْذُلهُ دهره ... نصر من الله وَفتح قريب) وَكَانَ الْمولى جمال الدّين ابْن نباتة إِذا جَاءَ إِلَى دَار السَّعَادَة يُقَال لَهُ ملك الْأُمَرَاء فِي الْقصر فَيحْتَاج أَن يروح إِلَى الْقصر الأبلق مَاشِيا فَقَالَ فِي ذَلِك) (يَا سائلي فِي وظيفتي عَن ... كنه حَدِيثي وَعَن معاش) (مَا حَال من لَا يزَال يَنْوِي ... مَسَافَة الْقصر وَهُوَ ماش) فَقَالَ شمس الدّين جَوَابا لَهُ (يَا شَاعِرًا يُخطئ الْمعَانِي ... فِيمَا يعاني من المعاش) (أَنْت شَبيه الْحمار عِنْدِي ... مركب الْجَهْل وَهُوَ ماش) وأنشدني لنَفسِهِ من لَفظه (أَلا حبذا وَادي دمشق إِذا سرى ... نسيم الصِّبَا فِي رَوْضَة المتأرج) (فَمَا بَان فضل البان حَتَّى رَأَيْته ... مطلاً عَلَيْهِ من جبال البنفسج) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (لربوتنا وَاد حوى كل بهجة ... وعيش الورى يحلو لَدَيْهِ ويعذب) (تروق لنا الْأَنْهَار من تَحت جنكه ... فَلَا عجب أَنا نَخُوض وَنَلْعَب) وأنشدني لنَفسِهِ وَقد خلع على ابْن نباتة فِي صدَاق كتبه وَمَشى بهَا فِي الْبَلَد (مَا خلعة العقد على شَاعِرنَا ... يَوْم الهنا إِلَّا شقاء وعنا) (رَأَيْته فِيهَا وَقد أرْخى لَهُ ... ذؤابة تبدي عَلَيْهِ الحزنا) (فَقلت من هَذَا الَّذِي سوَاده ... بَين الورى سوده قَالَ أَنا) (نباتةً كَانَ أبي فَقلت مَا ... أنبتك الله نباتاً حسنا) وأنشدني من لَفظه فِيهِ أَيْضا أبياتاً مِنْهَا (مَا خلعة ابْن نباتة إِلَّا كمن ... ألْقى الرياض على الكنيف المنتن) مِنْهَا

(واختص عمته بِفضل ذؤابة ... هِيَ فِي الْقُلُوب قبيحة والأعين) (فَكَأَنَّهَا ذَنْب لكَلْب نابح ... تَحت الدجى من فرط دَاء مزمن) (فَالله يَجْعَلهَا لَهُ كفن البلى ... وَيكون غَايَة كل سوء يقتني) (حَتَّى يَقُول مسير فِي هجوه ... هَذَا لعمر أَبِيك شَرّ مكفن) ونظم الْمولى جمال الدّين ابْن نباتة مَا يكْتب على دَوَاة فولاذ وَهُوَ (معنى الْفَضَائِل والندى والبأس لي ... وَالسيف مشتهر بِمَعْنى وَاحِد) ) (بِالنَّفسِ أضْرب من نضار ذائب ... وَالنَّاس تضرب فِي حَدِيد بَارِد) فأنشدني شمس الدّين لنَفسِهِ (قل للَّذي وصف الدواة وحسنها ... مَا جِئْت عَن لَفْظِي بِمَعْنى زَائِد) (أسخنت عَيْنك فِي نضار ذائب ... وذبحت نَفسك بالحديد الْبَارِد) وَلما نظم جمال الدّين ابْن نباتة قصيدته التائية الطنانة فِي الْعَلامَة كَمَال الدّين ابْن الزملكاني رَحمَه الله تَعَالَى جعل غزلها الْمُقدم على المديح فِي وصف الْخمر وأولها (قضى مَا قضيت مِنْكُم لبانات ... متيم عبثت فِيهِ الصبابات) نظم شمس الدّين قصيدة أُخْرَى فِي وَزنهَا ورويها ومدح الشَّيْخ كَمَال الدّين أَيْضا وَجَاء مِنْهَا مَا أَنْشدني من لَفظه (مَا شان مدحي لكم ذكر المدام وَلَا ... أضحت جَوَامِع لَفْظِي وَهِي حانات) (وَلَا طرقت حمى خمارة سحرًا ... وَلَا اكتست لي بكأس الراح كاسات) (عَن منظر الرَّوْض يغنيني القريض وَعَن ... رقص الزجاجات تلهيني الجزازات) (عشوت مِنْهَا إِلَى نور الْكَمَال وَلم ... يدر على خاطري دير ومشكاة) وأنشدني لَهُ فِي يَوْم بَارِد (وَيَوْم شَدِيد الْبرد حجب شمسه ... عَن الْعين نوء لَاحَ فِي الجو أسود) (فَأمْطر أجفاني وميض بروقه ... وصيرني من شدَّة الْبرد أرعد) وأنشدني لَهُ فِي الْمَعْنى (رثاثة حَالي عَن رثاثة منزلي ... تبين وَفِي هذَيْن قد كمل النَّقْص) (وبالدفء قلبِي لَيْسَ بالدف مولع ... ولي أضلع بالبرد شيمتها الرقص) وَكتب على كتابي جنان الجناس لمَّا وقف عَلَيْهِ قصيدة أَولهَا

(سر الفصاحة فِي كتابك ظَاهر ... وَله ضِيَاء الْحسن عَنْك مذيع) (وَكَذَا الثَّنَاء الْمَحْض فِي أَثْنَائِهِ ... بنوافج الذّكر الْجَمِيل تضوع) (فلذاك يحفظ فِي الصُّدُور لفضله ... وسواه ينسى ذكره ويضيع) (لله روض فِي جنان جناسه ... هُوَ للقلوب وللعيون ربيع) (كم أثمرت أغصانه بفوائد ... كم طَابَ فِيهَا للفؤاد ولوع) ) (مَا زَالَ يمطره الْجنان سحائباً ... يُضحي بهَا القرطاس وَهُوَ مريع) (فِي طيه نشر الْعُلُوم تأرجت ... أرجاؤه فتعطر الْمَجْمُوع) (سفر عَن الْفضل الْمُحَقق سَافر ... وَله على الْقَمَر الْمُنِير طُلُوع) (بيّنت فِيهِ لنا الْأُصُول فأينعت ... لجنى الْعُقُول من الْأُصُول فروع) (وشرعت فِي حل الرموز وَقد حلا ... للفهم فِي ذَاك الشُّرُوع شُرُوع) (لم يبْق فِي علم الْمعَانِي نَاطِق ... إِلَّا وَبَان بِهِ لديك خضوع) (فَابْن الْأَثِير وَإِن تأثل مجده ... وَعصى لَكَانَ لما بنيت يُطِيع) (سيرت أَمْثَالًا لَهَا حكم فَمَا ... لنجومها مثل النُّجُوم رُجُوع) (أعليت بُنيان البديع مشيداً ... مَا لم يشيد للزمان بديع) (وأذبت لِابْنِ أبي الْحَدِيد جوانحاً ... لم يطف مِنْهَا للحريق دموع) (وأدرت أفلاكاً على أَمْثَاله ... أضحت تروق بحسنها وتروع) (وطعنت فِي ابْن سِنَان عِنْد خفاجة ... لُغَة فأودت بالصدور صدوع) (وأنرت مَا لَا نور الْمِصْبَاح فِي ... علم الْبَيَان وَفِي سناه لموع) (وتخلف المعتز إِذْ زل ابْنه ... وبدا بمنطقه لديك خشوع) (هَذَا كتاب قد كبت بِهِ العدى ... فجنابه عَن حاسديه منيع) (اتعبت من يسري وَرَاءَك فِي النهى ... وَمَتى تَسَاوِي ظالع وضليع) (وَرفعت قدر الْعلم حِين وَضعته ... فتشرف الْمَوْضُوع وَالْمَرْفُوع) (نثر حكته من الْكَوَاكِب نثرة ... فِيهَا لصفحة أوجه ترصيع) (ونظام شعر دونه الشعرى وَإِن ... أمست ومنزلها عَلَيْهِ رفيع) (شعر يروق طباقه وجناسه ... والسبر والتقسيم والتصريع) (يسمو حبيباً بالمحاسن إِن بدا ... وَيرى الْوَلِيد لَدَيْهِ وَهُوَ رَضِيع) وَهَذَا الْقدر مِنْهَا كَاف وَله قصيدة أُخْرَى نظمها على كتابي نصْرَة الثائر على الْمثل السائر طَوِيلَة أَيْضا

القاضي محب الدين كاتب جنكلي

3 - (القَاضِي محب الدّين كَاتب جنكلي) مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم هُوَ القَاضِي الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل البليغ محب الدّين أَبُو) عبد الله ابْن نجم الدّين التَّيْمِيّ كَاتب الْأَمِير بدر الدّين جنكلي بن البابا ولد سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة فِي جُمَادَى الأولى وَسمع البُخَارِيّ على الشَّيْخ نصر والحجاز وست الوزراء وَمُسلمًا على الشريف أخي عطوف وَسنَن أبي دَاوُد على جمال الدّين ابْن الصَّابُونِي والدارمي ومسند عبد بن حميد على مَشَايِخ وأجزاء أخر على مَشَايِخ عصره وَقَرَأَ السَّبع على تَقِيّ الدّين الصَّائِغ وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية وَحفظ الْمِنْهَاج للنووي وَالْحَاوِي وألفية ابْن مَالك وَبَعض التسهيل وَحج سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَشرح التسهيل لِابْنِ مَالك وَلم يكمل يَوْمئِذٍ وَهُوَ يَجِيء فِي أَربع مجلدات وَسمعت من لَفظه أَوَائِله وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن مبَاحث جَيِّدَة دقيقة مشحونة بالْمَنْطق وَالْأُصُول واعتراضات وأجوبة ومآخذ دقيقة كَلَام من ذاق الْعلم وَعرف لبه وَشرح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان لقَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين وَلم يكمل أَيْضا وَهُوَ شرح جيد مُفِيد وَيكْتب الدرج ويترسل وَله نثر وَمَا أَظن أَن لَهُ نظماً وَفِيه رياسة وحشمة ومروءة كَامِلَة وتعصب مَعَ الْكِبَار وَالصغَار وَفِيه ديانَة وصيانة وَأَمَانَة فِي ديوَان مخدومه وأميره يمِيل إِلَيْهِ ويثق بِهِ ويعتمد عَلَيْهِ وَمَا أرَاهُ إِلَّا من محَاسِن الديار المصرية لكَمَال أدواته وعلومه فقهاً وأصولاً ومنطقاً وعربية وَغير ذَلِك وكرم نَفسه وطباعه ومروءته الزَّائِدَة وتعصبه وديانته وَلما توفّي مخدومه رَحمَه الله تَعَالَى لزم بَيته وَطلب لمناصب كبار فَمَا أجَاب وَطلب لنظر الاسكندرية فاستعفى وَلم يزل إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين منكلي بغا الفخري من طرابلس إِلَى الْقَاهِرَة فباشر عِنْده على عَادَته مَعَ الْأَمِير بدر الدّين جنكلي بن البابا رَحمَه الله تَعَالَى فَكتبت إِلَيْهِ (من جنكلي صرت إِلَى منكلي ... فَكل خير أرتجي مِنْك لي) (وَأَنت لي كَهْف وَمَا مقصدي ... من هَذِه الدُّنْيَا سوى أَن تلِي) (يَا سيداً أضحى ثنائي على ... عليائه يَحْكِي شذا المندل) (لولاك لم أصبح مصرا على ... مصر وَصرف الدَّهْر لم يعدل) (أبعدت عَن قربك كرها وَلَو ... وفقت لم أبعد وَلم أرحل) (فَلَا عطاياك الَّتِي أجتني ... وَلَا محياك الَّذِي أجتلي) (وَرُبمَا يسمح لي باللقا ... رب بِفضل اللطف لم يبخل) (فغمرة الْبعد وَإِن أظلمت ... آفاقها لَا بُد أَن تنجلي) ) 3 - (الْحَافِظ الْكُدَيْمِي) مُحَمَّد بن يُونُس بن مُوسَى الْكُدَيْمِي بِالدَّال الْمُهْملَة الْقرشِي

عماد الدين ابن يونس

السَّامِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ أحد الضُّعَفَاء ولد سنة ثَلَاث وَقيل خمس وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن امْرَأَة روح بن عبَادَة قَالَ كتبت عَن ألف وَسِتَّة وَثَمَانِينَ رجلا من الْبَصرِيين وَحَجَجْت فَرَأَيْت عبد الرَّزَّاق وَلم أسمع مِنْهُ وَكَانَ حسن الحَدِيث حسن الْمعرفَة وَمَا وجد عَلَيْهِ إِلَّا صحبته لِسُلَيْمَان الشَّاذكُونِي قَالَ أَبُو حَاتِم وَابْن حبَان لَعَلَّه قد وضع أَكثر من ألف حَدِيث وَقَالَ ابْن عدي ادّعى رُؤْيَة قوم وَلم يدركهم ترك عَامَّة مَشَايِخنَا الرِّوَايَة عَنهُ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يتهم بِالْوَضْعِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (عماد الدّين ابْن يُونُس) مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة الْعَلامَة عماد الدّين أَبُو حَامِد ابْن يُونُس الإربلي الأَصْل الْموصِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه بالموصل على وَالِده ثمَّ توجه إِلَى بَغْدَاد وتفقه بالنظامية وَسمع الحَدِيث وَعَاد إِلَى الْموصل ودرس عدَّة مدارس وَعلا صيته وشاع ذكره صنف الْمُحِيط جمع فِيهِ بَين الْمُهَذّب والوسيط وَشرح الْوَجِيز وصنف جدلاً وعقيدة وَتوجه رَسُولا إِلَى الْخَلِيفَة غير مرّة وَولي قَضَاء الْموصل خَمْسَة أشهر وعزل وَكَانَ شَدِيد الْوَرع كثير الوسوسة لَا يمس الْقَلَم حَتَّى يغسلهُ وَهُوَ دمث الْأَخْلَاق كثير المباطنة لصَاحب الْموصل نور الدّين وَلم يزل حَتَّى نَقله من مَذْهَب الْحَنَفِيَّة إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِيَّة وَلم يرْزق سَعَادَة فِي تصانيفه وحفيده مُصَنف التَّعْجِيز توفّي عماد الدّين سنة ثَمَان وست مائَة مُحَمَّد بن يُونُس الشَّيْخ جمال الدّين الساوجي الزَّاهِد شيخ الطَّائِفَة القرندلية قدم دمشق وَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْعلم وَسكن قاسيون فِي زَاوِيَة الشَّيْخ عُثْمَان الرُّومِي وَصلى بالشيخ عُثْمَان مُدَّة ثمَّ حصل لَهُ زهد وفراغ عَن الدُّنْيَا فَترك الزاوية وَأقَام بمقبرة بَاب الصَّغِير بِقرب مَوضِع الْقبَّة الَّتِي

بنيت لأَصْحَابه وَبَقِي مديدة فِي قبَّة زَيْنَب بنت زين العابدين فَاجْتمع بالجلال الدركزيني وَالشَّيْخ عُثْمَان كوهي الْفَارِسِي الَّذِي دفن بالقنوات بمَكَان القرندلية ثمَّ إِن الساوجي حلق وَجهه وَرَأسه ولاق حَاله بأولئك فوافقوه وحلقوا مثله ثمَّ إِن أَصْحَاب الشَّيْخ عُثْمَان طلبُوا الساوجي فوجدوه بالقبة فسبوه وقبحوا فعله فَلم ينْطق ثمَّ إِنَّه اشْتهر وَتَبعهُ جمَاعَة وحلقوا وَذَلِكَ فِي حُدُود الْعشْرين وست مائَة ثمَّ إِنَّه لبس دلق شعر وسافر إِلَى دمياط فأنكروا حَاله وزيه فزيق بَينهم) سَاعَة ثمَّ إِنَّه رفع رَأسه فَإِذا هُوَ بِشَيْبَة كَبِيرَة بَيْضَاء على مَا قيل فاعتقدوا فِيهِ وَتُوفِّي بدمياط وقبره هُنَاكَ مَشْهُور وَذكر شمس الدّين الْجَزرِي فِي تَارِيخه أَنه رأى كراريس بِخَطِّهِ من تَفْسِير الْقُرْآن لَهُ وَجلسَ فِي المشيخة بعده بمقبرة بَاب الصَّغِير جلال الدّين الدركزيني وَبعده الشَّيْخ مُحَمَّد الْبَلْخِي وَهُوَ الَّذِي شرع لَهُم الجولق الثقيل وَأقَام الزاوية وأنشأها وَكثر أَصْحَابه وَكَانَ للْملك الظَّاهِر فِيهِ اعْتِقَاد فَلَمَّا تسلطن طلبه فَلم يمض إِلَيْهِ فَبنى لَهُم السُّلْطَان هَذِه الْقبَّة من مَال الْجَامِع وَكَانَ إِذا قدم إِلَى الشَّام يعطيهم ألف دِرْهَم وشقتي بسط ورتب لَهُم ثَلَاثِينَ غرارة قَمح فِي السّنة وَفِي الْيَوْم عشرَة دَرَاهِم وَكَانَ السويداوي مِنْهُم يحضر سماط السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ويمازح السُّلْطَان وَلما أَنْكَرُوا فِي دولة الْأَشْرَف مُوسَى على الشَّيْخ عَليّ الحريري أَنْكَرُوا على القرندلية ونفوهم إِلَى قصر الْجُنَيْد وَذكر نجم الدّين ابْن إِسْرَائِيل الشَّاعِر أَن هَذِه الطَّائِفَة ظَهرت بِدِمَشْق سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَكَانَت وَفَاة الساوجي الْمَذْكُور فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى

حرف الألف

(حرف الْألف) (من اسْمه آدم) 3 - (آدم بن أَحْمد بن أَسد) 3 - (أَبُو سعد النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ) حاذق مناظر ذكره الْحَافِظ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فَقَالَ هُوَ من أهل هراة سكن بَلخ كَانَ أديباً فَاضلا عَالما بأصول اللُّغَة صائباً حسن السِّيرَة قدم بغداذ حَاجا سنة عشْرين وَخمْس مائَة وَمَات فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَلما ورد بغداذ اجْتمع إِلَيْهِ أهل الْعلم وقرأوا عَلَيْهِ الحَدِيث وَالْأَدب وَجرى بَينه وَبَين الشَّيْخ أبي مَنْصُور موهوب بن أَحْمد بن الْخضر الجواليقي ببغداذ مناظرة فِي شَيْء اخْتلفَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ الْهَرَوِيّ أَنْت لَا تحسن أَن تنْسب نَفسك فَإِن الجواليقي نِسْبَة إِلَى الْجمع وَالنِّسْبَة إِلَى الْجمع بِلَفْظِهِ لَا تصح قَالَ وَهَذَا الَّذِي ذكره الْهَرَوِيّ نوع مغالطة فَإِن لفظ الْجمع إِذا سمي بِهِ جَازَ أَن ينْسب إِلَيْهِ بِلَفْظِهِ كمدائني ومعافري وأنماري وَمَا أشبه ذَلِك قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَهَذَا الِاعْتِذَار لَيْسَ بِالْقَوِيّ لِأَن الجواليق لَيْسَ باسم رجل فَيصح مَا ذكره وَإِنَّمَا هُوَ نِسْبَة إِلَى بَائِع ذَلِك فَإِن كَانَ اسْم مَوضِع أَو قَبيلَة أَو اسْم رجل نسب إِلَيْهِ صَحَّ مَا ذكره قلت وَاحِد الجواليق جوالق بِضَم الْجِيم) وَالْجمع جوالق بِفَتْح الْجِيم وجواليق 3 - (ابْن عبد الْعَزِيز الْأمَوِي) 3 - (آدم بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان الْأمَوِي أَبُو عمر) كَانَ من فحول الشُّعَرَاء توفّي فِي عشر السِّتين وَمِائَة كَانَ يشرب الْخمر ويفرط فِي المجون فَأَخذه الْمهْدي وَجلده ثَلَاث مائَة سَوط على أَن يقر بالزندقة فَقَالَ وَالله مَا أشركت بِاللَّه طرفَة عين وَمَتى رَأَيْت قريشياً تزندق قَالَ وَأَيْنَ قَوْلك (اسْقِنِي واسق غصينا ... لَا تبع بِالنَّقْدِ دينا) (اسقنيها مزة الطع ... م تريك الشين زينا) فَقَالَ لَئِن كنت قلت ذَلِك فَمَا هُوَ مِمَّا يشْهد على قَائِله بالزندقة فَقَالَ فَأَيْنَ قَوْلك (اسْقِنِي واسق خليلي ... فِي مدى اللَّيْل الطَّوِيل) مِنْهَا (لَوْنهَا أصفر صَاف ... وَهِي كالمسك الفتيل) (فِي لِسَان الْمَرْء مِنْهَا ... مثل طعم الزنجبيل)

(رِيحهَا ينفح مسكاً ... ساطعاً من رَأس ميل) (من ينل مِنْهَا ثَلَاثًا ... ينس منهاج السَّبِيل) (قل لمن يلحاك فِيهَا ... من فَقِيه أَو نبيل) (أَنْت دعها وارج أُخْرَى ... من رحيق السلسبيل) وَهِي أَبْيَات طَوِيلَة سَاقهَا صَاحب الأغاني فَقَالَ كنت فِي فتيَان قُرَيْش أشْرب النَّبِيذ وَأَقُول مَا قلت على سَبِيل المجون وَالله مَا كفرت بِاللَّه قطّ وَلَا شَككت فِيهِ فخلي سَبيله ورق لَهُ آدم هَذَا أحد مَن منّ عَلَيْهِ السفاح لما قتل من وجد مِنْهُم وَهُوَ الْقَائِل (اسْقِنِي يَا مُعَاوِيَة ... سَبْعَة فِي ثمانيه) (اسقنيها وغنني ... قبل أَخذ الزبانيه) (اسقنيها مدامة ... مزة الطّعْم صافيه) (ثمَّ من لامني عَليّ ... هَا فَذَاك ابْن زانيه) وَهُوَ الْقَائِل من أَبْيَات) (شربت على تذكر عهد كسْرَى ... شرابًا لَونه كالأرجوان) (ورحت كأنني كسْرَى إِذا مَا ... علاهُ التَّاج يَوْم المهرجان) وَهُوَ الْقَائِل (أحبك حبين لي وَاحِد ... وَآخر إِنَّك أهل لذاكا) (فَأَما الَّذِي هُوَ حب الطباع ... فشيء خصصت بِهِ عَن سواكا) (وَأما الَّذِي هُوَ حب الْجمال ... فلست أرى الْحسن حَتَّى أراكا) (وَلست أَمن بِهَذَا عَلَيْك ... لَك الْمَنّ فِي ذَا وَهَذَا وذاكا) وَاسْتَأْذَنَ يَوْمًا على يَعْقُوب بن الرّبيع وَكَانَ يَعْقُوب على شراب وَكَانَ آدم قد تَابَ فَقَالَ يَعْقُوب ارْفَعُوا الشَّرَاب فَإِن هَذَا قد تَابَ وَأَحْسبهُ يكره أَن يرَاهُ فَرفع وَأذن لَهُ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ إِنِّي لأجد ريح يُوسُف لَوْلَا أَن تفندون قَالَ يَعْقُوب هُوَ الَّذِي وجدت ولكننا ظننا أَنه الَّذِي يثقل عَلَيْك لتركك الشَّرَاب قَالَ أَي وَالله إِنَّه ليثقل عَليّ قَالَ فَهَل قلت فِي ذَلِك شَيْئا مُنْذُ تركته قَالَ قلت (أَلا هَل فَتى عَن شربهَا الْيَوْم صابر ... ليجزيه يَوْمًا بذلك قَادر) (شربت فَلَمَّا قيل لَيْسَ بنازع ... نزعت وثوبي من أَذَى اللوم طَاهِر) وَكَانَ مَعَ الْمهْدي رجل من أهل الْموصل يُقَال لَهُ سُلَيْمَان بن الْمُخْتَار وَكَانَت لَهُ لحية طَوِيلَة عَظِيمَة فَذهب يَوْمًا ليركب فَوَقَعت لحيته تَحت قدمه فِي الركاب فَذهب عامتها فَقَالَ آدم بن عبد الْعَزِيز فِي ذَلِك

آدم بن أبي إياس

(قد اسْتوْجبَ فِي الحكم ... سُلَيْمَان بن مُخْتَار) (بِمَا طول من لحي ... ته جزاً بمئشار) (أَو السَّيْف أَو الْحلق ... أَو التحريق بالنَّار) (فقد صَار بهَا أشه ... ر من راية بيطار) فأنشدت للمهدي فَضَحِك وسارت الأبيات فَقَالَ أسيد بن أسيد الْأَزْدِيّ وَكَانَ وافر اللِّحْيَة يَنْبَغِي لأمير الْمُؤمنِينَ أَن يكف هَذَا الماجن عَن النَّاس فَبلغ ذَلِك آدم فَقَالَ (لحية طَالَتْ وتمت ... لأسيد بن أسيد) (كشراع من عباء ... قطعت حَبل الوريد) ) (يعجب النَّاظر مِنْهَا ... من قريب وبعيد) (هِيَ إِن زَادَت قَلِيلا ... قطعت حَبل الْبَرِيد) 3 - (آدم بن أبي إِيَاس) 3 - (عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْعَسْقَلَانِي) مولى بني تيم أَو تَمِيم أَصله من خُرَاسَان وَنَشَأ ببغداذ وَطلب الْعلم ورحل إِلَى الْبِلَاد واستوطن عسقلان وَكَانَ صَالحا من الأبدال لما احْتضرَ ختم الْقُرْآن وَهُوَ مسجى ثمَّ قَالَ بمحبتي لَك إِلَّا رفقت بِي فِي هَذَا المصرع فَلهَذَا الْيَوْم كنت أؤملك ثمَّ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ قضى اسند الحَدِيث عَن شُعْبَة وَخلق كثير وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَغَيره وَاتَّفَقُوا على صدقه وثقته وزهده وورعه وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ (من اسْمه أباجو) 3 - (أباجو الْأَمِير ركن الدّين) كَانَ من أكبر الْأُمَرَاء الْمَشَاهِير وَكَانَ خيرا جيدا وَهُوَ الَّذِي غناهُ نَاصِر الدّين حسن ابْن النَّقِيب فِي قَوْله (الْمجد وَالشَّمْس مكي ... كبكجري وأباجو) (هذاك عذب فرات ... وَذَاكَ ملح أجاج) وَكَانَ الْمجد وَالشَّمْس مكي حاجبين للصاحب بهاء الدّين بن حنا فَلَمَّا بلغه ذَلِك أمسك بكجرى وَقَالَ يَا خوند ابْن النَّقِيب هجاك ومدح الْأَمِير ركن الدّين أباجو أَو شبهكما يَا خوند بالنقيبين اللَّذين قدامي يَا خوند وأنشده الْبَيْتَيْنِ فَطلب بكجرى ابْن النَّقِيب وضربه بالعصا ورماه فِي الْحَبْس فَبَقيَ مُدَّة إِلَى أَن يشفع فِيهِ وَتُوفِّي أباجو بغزة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة

من اسمه آدينة

(من اسْمه آدينة) 3 - (آدينة نَائِب الْعرَاق) ولي بغداذ سنوات وَكَانَ ريض الْأَخْلَاق لَهُ عدَّة حمدت سيرته وخفف ظلما كثيرا وَكَانَ يذهب إِلَى الْجُمُعَة مَاشِيا توفّي بِنَاحِيَة الْكُوفَة سنة تسع وَسبع مائَة (من اسْمه أبان) 3 - (أبان بن سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي) لَهُ صُحْبَة توفّي سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ من الطَّبَقَة الثَّالِثَة من الصَّحَابَة أسلم بَين الْحُدَيْبِيَة وخيبر وَهُوَ الَّذِي حمل عُثْمَان على فرس عَام الْحُدَيْبِيَة وَأَجَارَهُ حَتَّى دخل مَكَّة وَبلغ رِسَالَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ لَهُ (أقبل وَأدبر وَلَا تخف أحدا ... بَنو سعيد أعزة الْحرم) اسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض سراياه وولاه الْبَحْرين بعد الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ وَلما توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم على أبي بكر فَقَالَ لَهُ ارْجع إِلَى عَمَلك فَقَالَ لَا أعمل لأحد بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخرج إِلَى الشَّام غازياً فَتوفي بأجندين وَقيل باليرموك وَقيل بمرج الصفر وَقيل عَاشَ إِلَى سنة تسع وَعشْرين وَالْأول أصح وَكَانَ لِأَبِيهِ سعيد ثَمَانِيَة بَنِينَ ذُكُور مِنْهُم ثَلَاثَة مَاتُوا على الْكفْر أحيحة وَبِه كَانَ يكنى وَقتل يَوْم الْفجار وَالْعَاص وَعبيدَة قتلا جَمِيعًا ببدر كَافِرين وَخَمْسَة أدركوا الْإِسْلَام وصحبوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم خَالِد وَعَمْرو وَسَعِيد وَأَبَان وَالْحكم وَغير رَسُول الله اسْم الحكم وَسَماهُ عبد الله وَلَا عقب لوَاحِد مِنْهُم إِلَّا الْعَاصِ بن سعيد 3 - (أبان الْمحَاربي الصَّحَابِيّ) كَانَ أحد الْوَفْد الَّذين وفدوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَن

أبان بن تغلب بن رياح الجريري

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ مَا من مُسلم يَقُول إِذا أصبح الْحَمد لله رَبِّي لَا أشرك بِهِ شَيْئا وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَّا ظلّ تغْفر لَهُ ذنونه حَتَّى يُمْسِي وَمن قَالَهَا حِين يُمْسِي غفرت لَهُ ذنُوبه حَتَّى يصبح 3 - (أبان بن تغلب بن ريَاح الْجريرِي) 3 - (بِالْجِيم أَبُو سعد الربعِي الْكُوفِي الْبكْرِيّ) ) مولى بني جرير بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن صَعب بن عَليّ بن بكر بن وَائِل قَالَ ياقوت ذكره أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الطوسي فِي مصنفي الإمامية فَقَالَ هُوَ جليل الْقدر ثِقَة عَظِيم الْمنزلَة فِي أَصْحَابنَا لَقِي أَبَا مُحَمَّد عَليّ بن الْحُسَيْن وَأَبا جَعْفَر وَأَبا عبد الله رَضِي عَنْهُم وروى عَنْهُم وَكَانَت لَهُ عِنْدهم حظوة وَقدم قَالَ أَبُو جَعْفَر اجْلِسْ فِي مجْلِس فِي مَسْجِد الْمَدِينَة وأفت النَّاس فَإِنِّي أحب أَن أرى فِي شيعتي مثلك وَكَانَ قَارِئًا فَقِيها لغوياً تبدى وَسمع من الْعَرَب وروى عَنْهُم وصنف الْغَرِيب فِي الْقُرْآن وَذكر شَوَاهِد من الشّعْر فجَاء فِيمَا بعد عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ الْكُوفِي فَجمع من كتاب أبان وَمُحَمّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ وَأبي روق عَطِيَّة بن الْحَارِث فَجعله كتابا وَاحِدًا وَبَين مَا اخْتلفُوا فِيهِ وَمَا اتَّفقُوا عَلَيْهِ فَتَارَة يَجِيء كتاب أبان مُفردا وَتارَة يَجِيء مُشْتَركا على مَا عمله عبد الرَّحْمَن ولأبان أَيْضا كتاب الْفَضَائِل وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَقَالَ شمس الدّين هُوَ صَدُوق موثق 3 - (أبان بن صَدَقَة الْكَاتِب) قَالَ الصاحب ابْن عباد فِي كتاب الوزراء إِن الرّبيع بن يُونُس وزر للمنصور بعد أبي أَيُّوب المورياني وَكَانَ امْرَهْ يَدُور على كَاتبه أبان بن صَدَقَة فَلم يزل وزيره إِلَى أَن توفّي الْمَنْصُور ثمَّ قلد الْمهْدي أبان بن صَدَقَة كِتَابَة وَلَده هَارُون الرشيد سنة سِتِّينَ وَمِائَة ثمَّ عَزله سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وقلده كِتَابَة مُوسَى الْهَادِي فَمَاتَ وَهُوَ يكْتب لمُوسَى الْهَادِي بجرجان سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة 3 - (أبان بن صمعة الْأنْصَارِيّ) وَالِد عتبَة الْغُلَام الزَّاهِد وثقة ابْن معِين وَقَالَ اخْتَلَط

أبان بن يزيد العطار الحافظ

بِأخرَة روى لَهُ ابْن مَاجَه وَمُسلم تبعا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة وَقيل سنة ثَلَاث 3 - (أبان بن يزِيد الْعَطَّار الْحَافِظ) أَبُو يزِيد الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ توفّي فِي عشر السِّتين وَمِائَة 3 - (أبان بن عُثْمَان بن عَفَّان) سمع أَبَاهُ وَزيد بن ثَابت وَكَانَت ولَايَته على الْمَدِينَة سبع سِنِين روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة قَالَ) الْأمَوِي الْمدنِي توفّي سنة خمس وَمِائَة وَقيل مَاتَ قبل عبد الْملك فِي عشر التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (أبان بن عُثْمَان بن زَكَرِيَّاء اللؤْلُؤِي) يعرف بالأحمر الشيعي البَجلِيّ أَبُو عبد الله مَوْلَاهُم ذكره أَبُو جَعْفَر الطوسي فِي أَخْبَار مصنفي الإمامية قَالَ أَصله الْكُوفَة كَانَ يسكنهَا تَارَة وَالْبَصْرَة تَارَة وَقد أَخذ عَنهُ أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي وَأَكْثرُوا الْحِكَايَة عَنهُ فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَالنّسب وَالْأَيَّام روى عَن أبي عبد الله وَأبي الْحسن مُوسَى بن جَعْفَر وَمَا عرف من مصنفاته إِلَّا كتاب جمع فِيهِ الْمُبْتَدَأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة وَالرِّدَّة 3 - (أبان بن عبد الحميد اللاحقي) الشَّاعِر مولى رقاش بن ربيعَة كَانَ بَينه وَبَين ابْن المعذل أهاجي ومناقضات من شعره (لَا تنمن عَن صديق حَدِيثا ... واستعذ إِن نطقت من نمام) (واخفض الصَّوْت إِن نطقت بلَيْل ... والتفت بِالنَّهَارِ قبل الْكَلَام) ورد من الْبَصْرَة إِلَى بغداذ قَاصِدا البرامكة فاختص بِالْفَضْلِ وَقرب من قلب يحيى وَصَارَ صَاحب الْجَمَاعَة وَذَا أَمرهم ونظم كتاب كليلة ودمنة لَهُم ليسهل حفظه عَلَيْهِم أَوله (هَذَا كتاب أدب ومحنة ... فِيهِ الَّذِي يدعى كليل دمنه) قَالَ صَاحب الأغاني فَأعْطَاهُ يحيى عشرَة آلَاف دِينَار وَأَعْطَاهُ الْفضل خَمْسَة آلَاف دِينَار وَلم يُعْطه جَعْفَر شَيْئا وَقَالَ أَلا يَكْفِيك أَن أحفظه وأرويه عَنْك ولأبان اللاحقي القصيدة الْمَعْرُوفَة بِذَات الْحلَل وَهُوَ أحد الشُّعَرَاء الَّذين زعم الجاحظ أَنهم أطبع الْمُحدثين وَله أدب وظرف وَله

من اسمه إبراهيم

القصيدة الَّتِي مدح فِيهَا نَفسه وخاطب الْفضل بن يحيى وأولها (أَنا من حَاجَة الْأَمِير وكنز ... من كنوز الْأَمِير ذُو رَبَاح) فعارضه أَبُو نواس وَكَانَ يهاجيه الأبتر رَأس البترية اسْمه كثير الأبله الْعِرَاقِيّ الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن بختيار (من اسْمه إِبْرَاهِيم) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو إِسْحَاق الطَّبَرِيّ الْمَالِكِي الْمعدل سمع وَحدث وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي الشَّافِعِي إِمَام عصره فِي الْفَتْوَى والتدريس أَخذ الْفِقْه عَن ابْن سُرَيج وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَله تواليف كَثِيرَة وَأقَام ببغداذ دهراً طَويلا يُفْتِي ويدرس وأنجب من أَصْحَابه جمَاعَة وَإِلَيْهِ ينْسب الْمروزِي ببغداذ الَّذِي فِي قطيعة الرّبيع ثمَّ ارتحل إِلَى مصر آخر عمره وأدركه أَجله بهَا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث مائَة وَدفن بِالْقربِ من الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو إِسْحَاق الْخَواص الصُّوفِي الزَّاهِد شيخ الصُّوفِيَّة بِالريِّ وَله تصانيف فِي التصوف توفّي رَحمَه الله تَعَالَى قبل الثَّلَاث مائَة تَقْرِيبًا إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الأغلبي التَّمِيمِي أَمِير القيروان تولى الْأَمر فَكَانَ فِي أول أمره حسن السِّيرَة يقتفي طرائق الْعدْل ثمَّ إِنَّه غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء فَأكْثر من سفك الدِّمَاء وَقتل جمَاعَة من بَنَاته وحظاياه لَا لجناية خرج يَوْمًا للنزهة فاعترضه رجل وَقَالَ إِنِّي رجل عشقت جَارِيَة عشقاً قَلما عشقه أحد فرغبت إِلَى مَوْلَاهَا فِي بيعهَا فَقَالَ لَا أنقصها من خمسين دِينَارا فَنَظَرت فِي جَمِيع مَا أملكهُ فَإِذا هُوَ ثَلَاثُونَ دِينَارا وَبَقِي عَليّ عشرُون دِينَارا فَإِن رأى الْأَمِير أبقاه الله أَن ينظر فِي أَمْرِي ويتفضل عَليّ فَدَعَا إِبْرَاهِيم سيد الْجَارِيَة وَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ دِينَارا وللرجل بِخَمْسِينَ دِينَارا أُخْرَى فَسمع بذلك إِنْسَان آخر فاعترضه وَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِنَّنِي عاشق قَالَ فَمَا الَّذِي تَجِد قَالَ حرارة عَظِيمَة قَالَ خذوه واغمسوه فِي المَاء حَتَّى يبرد مَا بِقَلْبِه فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِك ثمَّ أَتَوْهُ بِهِ قَالَ مَا فعلت تِلْكَ الْحَرَارَة قَالَ وَالله يَا مولَايَ مَكَانهَا برد شَدِيد فَضَحِك مِنْهُ وَأمر لَهُ بِعشْرين دِينَارا وَفِي آخر أمره قدم عَلَيْهِ رَسُول المعتضد يَأْمُرهُ أَن يلْحق بِبَابِهِ ويولي على

أبو إسحاق الكاتب

إفريقية وَلَده أَبَا الْعَبَّاس لما شكا أهل إفريقية مِنْهُ فأظهر التَّوْبَة ورفض الْملك وَلبس الخشن من الثِّيَاب وَأخرج من فِي سجونه وَسلم الْأَمر إِلَى وَلَده الْمَذْكُور وَتوجه إِلَى صقلية مُجَاهدًا فَفتح فِيهَا وَعبر الْمجَاز إِلَى قلورية وسبى وَقتل وهربوا مِنْهُ إِلَى القلاع وَمَات مبطوناً سنة تسع وَثَمَانِينَ بزلق الأمعاء وَدفن فِي قبَّة بصقلية وَكَانَ قد ولي الْأَمر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره) (نَحن النُّجُوم بَنو النُّجُوم وجدنَا ... قمر السَّمَاء أَبُو النُّجُوم تَمِيم) (وَالشَّمْس جدتنا فَمن ذَا مثلنَا ... متواصلان كَرِيمَة وكريم) وَكَانَ التُّجَّار يَسِيرُونَ من مصر إِلَى سبتة لَا يعارضون وَلَا يروعون ابتنى الْحُصُون والمحارس على سواحل الْبَحْر بِحَيْثُ أَن النيرَان كَانَت توقد فِي لَيْلَة وَاحِدَة من سبتة إِلَى الاسكندرية حَتَّى يُقَال إِن بِأَرْض الْمغرب من بنائِهِ وَبِنَاء آبَائِهِ ثَلَاثِينَ ألف حصن وَهَذَا الْأَمر لم يسمع بِمثلِهِ ومصر سوسة وَعمل لَهَا سوراً إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الزبير الشَّاعِر ابْن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن فليتة أَبُو إِسْحَاق ابْن أبي الْحسن الْكَاتِب الأسواني هُوَ ابْن الرشيد بن الزبير وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ روى عَنهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ شَيْئا من شعره وَقَالَ سَأَلته عَن مولده فَذكر مَا يدل على أَنه سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتقلب فِي الخدم الديوانية إِلَى القَاضِي الْفَاضِل ولحقه دين اختفى بِسَبَبِهِ قَالَ (يَا أَيهَا الْمولى الَّذِي لم يزل ... بفضله يذهب عَنَّا الْحزن) (قد أصبح الْمَمْلُوك فِي شدَّة ... يعالج الْمَوْت من المؤتمن) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن طَلْحَة الأسواني الشَّاعِر الْمَشْهُور روى عَنهُ من شعره عبد الْقوي بن وَحشِي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الأسيوطي وَله ديوَان شعر مِنْهُ (أرى كل من أنصفته الود مُقبلا ... عَليّ بِوَجْه وَهُوَ بِالْقَلْبِ معرض) (حذار من الإخوان إِن شِئْت رَاحَة ... فَقرب بني الدُّنْيَا لمن صَحَّ ممرض) (بلوت كثيرا من أنَاس صحبتهم ... فَمَا مِنْهُم إِلَّا حسود ومبغض) (فقلبي على مَا يسخن الطّرف منطو ... وطرفي على مَا يحزن الْقلب مغمض) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المارداني أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب سَافر إِلَى الشَّام ومصر وَولي الْكِتَابَة لأبي الْجَيْش خمارويه بن أَحْمد بن طولون وَكَانَ مَعَه بِدِمَشْق حِين قتل ثمَّ إِنَّه

ابن إبراهيم بن حسان

عَاد إِلَى بغداذ فِي أحد عشر يَوْمًا فَأخْبر المعتضد بقتْله خمارويه وَلحق إِبْرَاهِيم فلج فَمَاتَ مِنْهُ سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث مائَة عَن سِتّ وَسِتِّينَ سنة) 3 - (ابْن إِبْرَاهِيم بن حسان) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حسان أَبُو إِسْحَاق ابْن أبي بكر الْبَزَّاز قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار ووجوه الْمَشَايِخ وَكَانَ حَافِظًا لكتاب الله كثير التِّلَاوَة صَالحا دينا حسن الطَّرِيقَة وَكَانَت لَهُ معرفَة بالكتب وخطوط الْعلمَاء سمع أَبَا الدّرّ ياقوت بن عبد الله وَتِسْعين وَخمْس مائَة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي تَمام التكريتي أَبُو تَمام ذكره أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن سويدة التكريتي فِي تَارِيخ تكريت وبغداذ والموصل إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هِلَال الْأَنْبَارِي أَبُو إِسْحَاق ابْن أبي عون الْكَاتِب ابْن أبي النَّجْم لَهُ تصانيف فِي الْأَدَب حَسَنَة مِنْهَا كتاب النواحي فِي أَخْبَار الْبلدَانِ وَكتاب بَيت مَال السرُور إِلَّا أَنه غلب عَلَيْهِ الْحمق والرقاعة واستحوذ عَلَيْهِ الشَّيْطَان فصحب أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ الشلمغاني الْمَعْرُوف بِابْن أبي العزاقر وَصَارَ من ثقاته الغالين فِي محنته فَكَانَ يَدعِي فِيهِ الإلهية تَعَالَى الله وَلما قبض على أبي جَعْفَر المخذول وتتبع أَصْحَابه أحضر إِبْرَاهِيم هَذَا وَقيل لَهُ سبّ أَبَا جَعْفَر وابصق عَلَيْهِ فأرعد وَأظْهر خوفًا شَدِيدا من ذَلِك فَضربت عُنُقه وصلب ثمَّ أحرقت جثته بعد ذَلِك بالنَّار سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَقد استوعب ياقوت فِي مُعْجم الأدباء عقيدته وَطول تَرْجَمته إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد توزون الطَّبَرِيّ النَّحْوِيّ من أهل الْفضل وَالْأَدب سكن بغداذ وَصَحب أَبَا عمر الزَّاهِد وَكتب عَنهُ كتاب الياقوتة وعَلى النُّسْخَة الَّتِي بِخَطِّهِ الِاعْتِمَاد وَلَقي أكَابِر الْعلمَاء وَكَانَ صَحِيح النَّقْل جيد الْخط والضبط وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى بني حمدَان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأَسدي هُوَ الْقَائِل يرثي المتَوَكل (خلت المنابر واكتست شمس الضُّحَى ... بعد الضياء ملابس الإظلام) (مَا كَادَت الأسماع إكباراً لَهُ ... يصغين للإجلال والإعظام) (مَلأ الْقُلُوب من الغليل فأنزفت ... مَاء الشؤون مدامع الأقوام) (هجمت فجيعته على كبد الورى ... فأذابت الْأَرْوَاح فِي الْأَجْسَام) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا

القاضي برهان الدين الزرعي

(هَكَذَا فلتكن منايا الْكِرَام ... بَين ناي ومزهر ومدام) ) (بَين كاسين أردتاه جَمِيعًا ... كاس لذاته وكاس الْحمام) (يقظ فِي السرُور حَتَّى أَتَاهُ ... قدر الله خُفْيَة فِي الْمَنَام) (لم تذل نَفسه صروف المنايا ... بصنوف الأوجاع والأسقام) (هابه مُعْلنا فدب إِلَيْهِ ... فِي كسور الدجى بِحَدّ الحسام) (والمنايا مَرَاتِب تتفاضل ... موت الْكِرَام) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر العكبري ولد سنة عشر وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة رأى فِي مَنَامه كَأَنَّهُ يقْرَأ سُورَة يس وَهِي اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ آيَة وَيُقَال إِنَّه من قَرَأَهَا فِي مَنَامه عَاشَ بِعَدَد آيها سِنِين فَمَاتَ وَله اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سنة وَكَذَا يُقَال إِنَّه قَرَأَ أول مَا نزل من الْقُرْآن طَال عمره وَمن قَرَأَ آخر مَا نزل من الْقُرْآن قصر عمره 3 - (القَاضِي برهَان الدّين الزرعي) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هِلَال القَاضِي الإِمَام الْفَاضِل المفنن برهَان الدّين الزرعي الْحَنْبَلِيّ كَانَ نَائِب القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن المنجى الْحَنْبَلِيّ ومدرس الحنبلية وناظرها ومدرس وقف سيف الدّين بكتمر وَالِي الْوُلَاة بمدرسة الشَّيْخ أبي عمر وحلقة الْعِمَاد بالجامع الْأمَوِي ومعيد الْمدرسَة الصدرية والمدرسة الجوزية والمسمارية أتقن الْفُرُوع على مَذْهَب ابْن حَنْبَل وأصول الْفِقْه والنحو والفرائض والحساب وَكتب الْخط الْمَنْسُوب الْمليح إِلَى الْغَايَة وَكَانَ لَهُ قدرَة على حكايات الخطوط ومناسباتها وَيحمل النَّاس إِلَيْهِ الْكتب ليكتب أسماءها بِحسن خطه وَقَرَأَ الْأُصُول على ابْن الزملكاني وَالْقَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي وَغَيرهمَا من الشَّافِعِيَّة وَلم يكن فِي أصُول الدّين حنبلياً وَالله أعلم وذهنه يتوقد ذكاء وَندب فِي وَقت إِلَى نظر بَيت المَال أَيَّام الصاحب شمس الدّين فَلم يُوَافق وَكَانَ بَصيرًا بالفتوى جيد الْأَحْكَام وَكَانَ لَهُ ميل كثير إِلَى التَّسَرِّي بالأتراك وَتعلم مِنْهُم لِسَان التّرْك وتحدث بِهِ جيدا وَكَانَ فِي الْغَالِب يكون جُمُعَة فِي دكة الْجَوَارِي وجمعة فِي سوق الْكتب وَكَانَ عذب الْعبارَة فصيحها حسن الْوَجْه مليح الْعمة ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست مائَة وَتُوفِّي فِي نصف شهر رَجَب الْفَرد يَوْم الْجُمُعَة بكرَة النَّهَار وَصلي عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة 3 - (كَمَال الدّين الاسكندري الْكَاتِب الْمُقْرِئ) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن فَارس شيخ الْقُرَّاء ومسندهم كَمَال الدّين أَبُو) إِسْحَاق ابْن الْوَزير الصاحب نجيب الدّين التَّمِيمِي الاسكندري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الْكَاتِب ولد بالإسكندرية سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة حفظ الْقُرْآن صَغِيرا وَقَرَأَ الْقرَاءَات الْعشْر بعدة تصانيف على الْكِنْدِيّ وَكَانَ آخر من قَرَأَ عَلَيْهِ موتا وانْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد فِي الْقرَاءَات إِلَّا أَنه كَانَ يُبَاشر

ابن شاقلاء الحنبلي

نظر بَيت المَال من المكوس فتورع جمَاعَة من الْقُرَّاء عَن الْأَخْذ عَنهُ وَولي نظر الْجَيْش وَكَانَ أَمينا حسن السِّيرَة 3 - (ابْن شاقلاء الْحَنْبَلِيّ) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عمر بن حمدَان ابْن شاقلاء أَبُو إِسْحَاق البغداذي الْبَزَّاز شيخ الْحَنَابِلَة وفقيههم كَانَ إِمَامًا فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الْأَزْدِيّ اللّغَوِيّ) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن اللَّيْث الْأَزْدِيّ الْكَاتِب قَالَ ياقوت لَا أعرف من حَاله إِلَّا مَا قَالَه السلَفِي أَنْشدني أَبُو الْقَاسِم الْحسن بن أبي الْفَتْح الهمذاني قَالَ أَنْشدني أَبُو المظفر إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن اللَّيْث قدم علينا همذان وَقد حضر مَجْلِسه الأدباء والنحاة لمحله من الْأَدَب (وَقد أغدو وصاحبي محوص ... على عذراء ناء بهَا الرهيص) (كَأَن بني النحوص على ذراها ... حوائم مَا لَهَا عَنهُ محيص) 3 - (صدر الدّين ابْن عقبَة) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عقبَة بن هبة الله بن عَطاء القَاضِي صدر الدّين ابْن الشَّيْخ محيي الدّين البصروي الْحَنَفِيّ ولد سنة تسع وست مائَة ببصرى وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة درس وَأعَاد وَأفْتى بمواضع وَولي قَضَاء حلب مديدة ثمَّ عزل وَكَانَ لَهُ كِفَايَة بِدِمَشْق ثمَّ سَافر إِلَى مصر وتوصل وَحصل تقليداً بِقَضَاء حلب وَقدم إِلَى دمشق فأدركه الْمَوْت وتعجب النَّاس من حرصه وَأَظنهُ وَالله أعلم أَنه تولى قَضَاء صفد مرّة وَمَا وصل إِلَيْهَا وَمَا مكن من الْمُبَاشرَة أَخْبرنِي الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الْكَمَال الصَّفَدِي إِنَّه كَانَ يُكَرر عَليّ الْمفصل بصفد وَهُوَ فِي قلب الْمَدِينَة فَيسمع من أقْصَى الْمَدِينَة 3 - (ابْن حَاتِم الْحَنْبَلِيّ شيخ بعلبك) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حَاتِم الْحَنْبَلِيّ ابْن حَاتِم ابْن عَليّ الْفَقِيه أَبُو إِسْحَاق البعلبكي ولد سنة إِحْدَى) وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة أجَاز لَهُ نصر بن عبد الرَّزَّاق وَابْن روزبه وَابْن اللتي وَابْن الْأَوَانِي وَابْن القبيطي وعدة وَسمع من سُلَيْمَان الإسعردي وَأبي سُلَيْمَان الْحَافِظ وخطيب مردا واشتغل على الْفَقِيه اليويني وَصَحبه وَكَانَت لَهُ وظائف نسخ وَطلب الْعلم وَكَانَ خيرا نَاسِخا فَقِيها متواضعاً يبْدَأ من يلقاه الْمُنْتَقى بِالسَّلَامِ سمع الشَّيْخ شمس الدّين مِنْهُ وَمن أُخْته مَرْيَم 3 - (الغافقي النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن يَعْقُوب الْعَلامَة شيخ الْقُرَّاء والنحاة

عز الدين الغرافي

أَبُو إِسْحَاق الإشبيلي الغافقي شيخ سبتة ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ عشرَة وَسبع مائَة حمل صَغِيرا إِلَى سبتة وَسمع التَّيْسِير من مُحَمَّد بن جوبر الداوي عَن ابْن أبي جَمْرَة وَسمع الْمُوَطَّأ وَكتاب الشِّفَاء وَأَشْيَاء وَأكْثر عَن أبي هُرَيْرَة عَن أبي عبد الله الْأَزْدِيّ سنة سِتِّينَ وتلا بالروايات على أبي بكر ابْن مشليون وَقَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ تفهماً على ابْن الْحُسَيْن ابْن أبي الرّبيع وساد أهل الْمغرب فِي الْعَرَبيَّة وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَألف كتابا كَبِيرا فِي شرح الْجمل وكتاباً فِي قِرَاءَة نَافِع 3 - (عز الدّين الغرافي) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد المحسن بن أَحْمد الشَّيْخ الْفَقِيه الإِمَام الصَّالح الْخَيْر المعمر بَقِيَّة الْمَشَايِخ الشَّيْخ عز الدّين الْعلوِي الْحُسَيْنِي من ذُرِّيَّة مُوسَى الكاظم يعرف بالغرافي ثمَّ الاسكندراني الشَّافِعِي النَّاسِخ ولد بالثغر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَهُوَ أَصْغَر من أَخِيه تَاج الدّين الغرافي بِعشر سِنِين سمع بِدِمَشْق سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين من حليمة حفيدة جمال الْإِسْلَام وَمن البادرائي والزين خَالِد وَسمع بحلب من نقيب الشرفاء وَأَجَازَ لَهُ الْمُوفق بن يعِيش النَّحْوِيّ وَابْن رواج والجميزي وَجَمَاعَة وَحدث قَدِيما وَهُوَ ابْن بضع وَعشْرين سنة أَخذ عَنهُ الْوَجِيه السبتي وَسمع الشَّيْخ شمس الدّين مِنْهُ جُزْءا وَخرج لنَفسِهِ شَيْئا وَكَانَ فِيهِ زهد ونزاهة يرتفق من النّسخ ثمَّ إِنَّه عجز وَقَامَ بمصالحه معِين الدّين المصغوني وَصَارَ بعد أَخِيه شيخ دَار الحَدِيث النبيهية يُقَال إِنَّه حفظ الْوَجِيز فِي الْفِقْه والإيضاح فِي النَّحْو 3 - (الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الرقي) ) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن معالي الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة الْمُذكر القانت أَبُو إِسْحَاق الرقي الْحَنْبَلِيّ الزَّاهِد نزيل دمشق ولد سنة نَيف وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَسبع مائَة تَلا بالروايات على الشَّيْخ يُوسُف القفصي وَصَحب عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وعني بالتفسير وَالْفِقْه والتذكير وبرع فِي الطِّبّ وشارك فِي المعارف وَله نظم ونثر ومواعظ محركة وَكَانَ عذب الْعبارَة لطيف الْإِشَارَة على رَأسه طاقية وخرقة صَغِيرَة وَله تواليف ومختصرات وَألف تَفْسِيرا للفاتحة فِي مُجَلد وَرُبمَا حضر السماع منع الْفُقَرَاء بأدب وَحسن قصد توفّي بمنزله الْمَصْنُوع لَهُ تَحت المأذنة الشرقية وَمن نظمه

الرئيس جمال الدين ابن المغربي

(يزور فتنجلي عني همومي ... لِأَن جلاء همي فِي يَدَيْهِ) (ويمضي بالمسرة حِين يمْضِي ... لِأَن حوالتي فِيهَا عَلَيْهِ) (وَلَوْلَا أَنه يعد التلاقي ... لَكُنْت أَمُوت من شوقي إِلَيْهِ) وَمِنْه (لَوْلَا رَجَاء نعيمي فِي دِيَاركُمْ ... بالوصل مَا كنت أَهْوى الدَّار والوطنا) (إِن المساكن لَا تَخْلُو لساكنها ... حَتَّى يُشَاهد فِي أَثْنَائِهَا السكنا) 3 - (الرئيس جمال الدّين ابْن المغربي) إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن المغربي الصَّدْر الرئيس جمال الدّين أَبُو إِسْحَاق رَئِيس الْأَطِبَّاء بالديار المصرية والممالك الشامية ذُو الرُّتْبَة المنيعة والمكانة الْعَالِيَة والوجاهة فِي الدولة وَالْحُرْمَة عِنْد النَّاس خُصُوصا فِي أَيَّام الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون لقُرْبه من السُّلْطَان وخدمة الأكابر الْأُمَرَاء والوزراء فِي مَوَاطِن كَثِيرَة سرا وجهراً وَكَانَ مِمَّن خرج صُحْبَة الركاب الناصري سنة ثَمَان وَسبع مائَة وَأقَام مَعَه بالكرك وَتردد فِي الدُّخُول إِلَيْهِ مَعَ من كَانَ يدْخل إِلَيْهِ من ذَوي الخدم ثمَّ تفرد بذلك مَعَ الخاصكية فَصَارَت لَهُ بِهَذَا خُصُوصِيَّة لَيست لأحد وَكَانَ السُّلْطَان يعرف لَهُ حق ذَلِك ويرعاه ويطمئن إِلَيْهِ ويعول دون كل أحد عَلَيْهِ وَكَانَ أَبوهُ شهَاب الدّين أوحد أهل زَمَانه فِي الطِّبّ وأنواع الْفَضَائِل وَقَرَأَ جمال الدّين على مَشَايِخ الْأَطِبَّاء وَأخذ عَن أَبِيه الطِّبّ والنجامة إِلَى غير ذَلِك وَكَانَ أَبوهُ كثير السرُور بِهِ والرضى عَنهُ وَفرق مَالا على بنيه ثمَّ تَركهم مُدَّة وَطلب مِنْهُم المَال فأحضر إِلَيْهِ جمال الدّين المَال وَقد نماه وثمره وَلم يحضر غَيره المَال لتفريط حصل فِيهِ فازداد جمال الدّين مَكَانَهُ من) خاطره ورد عَلَيْهِ المَال وَمثله مَعَه وَكَانَ إِذا رَآهُ قَالَ هَذَا إِبْرَاهِيم سعيد وَكَانَ الْأَمر على مَا ذكره وصدقت فراسته وخدم السُّلْطَان فِي حَيَاة أَبِيه وَتقدم لَدَيْهِ وباشر المارستان وفوضت إِلَيْهِ الرياسة مُطلقًا ثمَّ أَخذ فِي الترقي إِلَى أَن عد من أَعْيَان الدولة وأكابر أَرْبَاب الْمَرَاتِب والتحق بِدَرَجَة الوزراء وَذَوي التَّصَرُّف بل زَاد عَلَيْهِم لإقبال السُّلْطَان عَلَيْهِ وقربه مِنْهُ وَكَانَ أول دَاخل إِلَيْهِ يدْخل كل يَوْم قبل كل ذِي وَظِيفَة برانية من أَرْبَاب السيوف والأقلام فَيسْأَل السُّلْطَان عَن أَحْوَاله وأحوال مبيته وأعراضه فِي ليلته فيحدثه فِي ذَلِك ثمَّ أُمُور بَقِيَّة المرضى من السُّلْطَان والأمراء ومماليك السُّلْطَان وأرباب وظائف وَسَائِر النَّاس ويسأله السُّلْطَان عَن أَحْوَال الْبَلَد وَمن فِيهِ من الْقُضَاة والمحتسب ووالي الْبَلَد وَعَما يَقُوله الْعَوام ويستفيض فِيهِ الرّعية وَمن لَعَلَّه وَقع فِي تِلْكَ اللَّيْلَة بِخِدْمَة أَو أمسك بِجَزِيرَة أَو أَخذ بِحَق أَو ظلم وَلِهَذَا كَانَ يخْشَى ويرجى وَتقبل شفاعاته وتقضى حاجاته وَكَانَ يجد سَبيله إِذا أَرَادَ لغيبة أَرْبَاب الْوَظَائِف السُّلْطَانِيَّة وَلَا يَجدونَ سَبِيلا لَهُم عَلَيْهِ إِذْ تناط بهم أُمُور من تصرف فِي مَال أَو عزل وَولَايَة يُقَال فِي ذَلِك بسببهم وَلَا يناط بِهِ شَيْء من ذَلِك يُقَال فِيهِ بِسَبَبِهِ فَلهَذَا طَال مكثه ودامت سعادته وَلم يُغير عَلَيْهِ مغير وَلَا اسْتَحَالَ عَلَيْهِ السُّلْطَان وَحصل النعم الْعَظِيمَة وَالْأَمْوَال

الوافرة والسعادة المتكاثرة أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله قَالَ لقد حرص النشو على رميه من عين السُّلْطَان بِكُل طَرِيق فَلم يقدر حَتَّى إِنَّه عمل أوراقاً بِمَا على الْخَاص من المتأخرات من زمَان من تقدمه وَذكر فِيهَا جملَة كَثِيرَة ثمن صنف أَظُنهُ رصاصاً بيع من جمال الدّين ثمَّ قَرَأَ الأوراق على السُّلْطَان ليعلمه أَن لَهُ أَمْوَالًا وَاسِعَة يتكسب فِيهَا ويتاجر على السُّلْطَان قَالَ لي ابْن قروينه وَكَانَ حَاضرا قرأتها وَالله أعلم لقد بَقِي يُعِيد ذكر جمال الدّين مَرَّات وَيرْفَع صَوته ثمَّ يسكت ليفتح السُّلْطَان مَعَه بَابا فِيهِ فَيَقُول فَمَاذَا يُرِيد فَمَا زَاد السُّلْطَان على أَن قَالَ هَذَا لَا تؤخره روح السَّاعَة أعْطه مَاله وَلَا تُؤخر لَهُ شَيْئا وَقَالَ لي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله أَيْضا وَكَانَ السُّلْطَان عَارِفًا بِمَا لجمال الدّين من الْمَنَافِع مِمَّا يحصل لَهُ من الْخلْع الكوامل وَالْبِغَال المسرجة الملجمة والتعابي والقماش والإنعامات من الآدر السُّلْطَانِيَّة والأمراء وآدرهم والأعيان عِنْده عَافِيَة مرضاهم إِلَى غير ذَلِك من الافتقادات هَذَا إِلَى مَا لَهُ من الجوامك والرواتب والإنعامات والتشريف السلطاني وجامكية المارستان والتدريس من رسوم التَّزْكِيَة وخدم النَّاس والمكسب مَعَ الاقتصاد فِي النَّفَقَة والاقتصار على) الضَّرُورِيّ الَّذِي لَا بُد مِنْهُ وَكَانَ يلازم الْخدمَة سفرا وحضراً ويتجمل فِي ملبوسه ومركوبه وحشمه وداره وجواريه وخدمه من غير إِسْرَاف وَلَا تكْثر وَكَانَ السُّلْطَان لَا يَقُول لَهُ إِلَّا يَا إِبْرَاهِيم وَرُبمَا قَالَ يَا حَكِيم إِبْرَاهِيم وَلَقَد قَالَ مرّة بحضوري إِبْرَاهِيم صاحبنا يَعْنِي جمال الدّين الْمَذْكُور وَكَانَ غَايَة مِنْهُ فِي قرب الْمحل والأمن إِلَيْهِ وَله مَعَ هَذَا خُصُوصِيَّة ببكتمر الساقي أَنه إِلَى جَانب السُّلْطَان أميل وعَلى رِضَاهُ أحل وجمال الدّين على إفراط هَذَا الْعُلُوّ وَقرب هَذَا الدنو لَا يتكبر وَلَا يرى نَفسه إِلَّا مثل بعض الْأَطِبَّاء توقراً لجَماعَة رفقته كلهم ويجل اقدار ذَوي السن مِنْهُم وَأهل الْفضل ويخاطبهم بالأدب ويحدثهم بِالْحُسْنَى وَيَأْخُذ بقلب الْكَبِير مِنْهُم وَالصَّغِير وَالْمُسلم وَالذِّمِّيّ وَكَانَ يكره صَلَاح الدّين ابْن الْبُرْهَان ويكرمه وَيبغض ابْن الْأَكْفَانِيِّ ويعظمه ويحفظ بِكُل طَرِيق لِسَانه ويتقصد ذكر المحاسن والتعامي من المعائب وَله الْفَضِيلَة الوافرة فِي الطِّبّ علما وَعَملا والخوض فِي الحكميات والمشاركة فِي الْهَيْئَة والنجامة كل هَذَا إِلَى حسن الْعقل المعيشي ومصاحبة النَّاس على الْجَمِيل وَكَانَ لَا يعود مَرِيضا إِلَّا من ذَوي السُّلْطَان وَلَا يَأْتِيهِ فِي الْغَالِب إِلَّا مرّة وَاحِدَة ثمَّ يُقرر عِنْده طَبِيبا يكون يعودهُ ويأتيه بأخباره ثمَّ إِذا برأَ ذَلِك الْمَرِيض اسْتوْجبَ عَلَيْهِ جمال الدّين مَا يستوجبه مثله فَإِذا خلع عَلَيْهِ أَو أنعم عَلَيْهِ بِشَيْء دخل إِلَى السُّلْطَان وَقبل الأَرْض لَدَيْهِ فيحيط علما بِمَا وصل إِلَيْهِ وَسَأَلته يَوْمًا عَن السُّلْطَان وَكَانَ قد تغير مزاجه فَقَالَ وَالله مَا نقدر نصف لَهُ إِلَّا مَا يبْدَأ هُوَ بِذكرِهِ ونلاطفه ملاطفة وَمَا نقدر نتمكن من مداواته على مَا يجب وَهُوَ وَالله أعرف منا فِيهِ صَلَاح مزاجه وَقَالَ لي أَيْضا وَكَانَ قد عرض لي دوار صفراوي كدت أهلك مِنْهُ فوصف لي السديد الدمياطي وَفرج الله ابْن صَغِير وَابْن الْبُرْهَان أَنْوَاع المعالجات وَلم يفد وَكَانَ أقربها إِلَى النَّفْع مَا وَصفه فرج الله قَالَ أسخن مَاء كاوياً واربط رجليك على الْمفصل ربائط بأنشوطة ثمَّ ضع رجليك فِي المَاء وَحَال مَا تضعهما تحل الأنشوطة بِسُرْعَة وتصبر على المَاء إِلَى أَن يفتر ثمَّ أخرج رجليك ونشفهما وادهنهما بدهن بنفسج فَكنت أفعل ذَلِك فأجد بِهِ خفاً وَلَا

أبو عمرو المرسي القاضي

أخْلص فَسَأَلَنِي الرئيس جمال الدّين يَوْمًا عَمَّا أجد فشكوت إِلَيْهِ دوَام الْحَال وَعدم إجداء العلاج إِلَّا مَا وَصفه ابْن صَغِير لما أجد بِهِ من الْخُف وَإِن كنت لَا أخْلص فَقَالَ فَاتَ الْحَكِيم فرج الله الْملح ثمَّ قَالَ لي أضف إِلَى دهن البنفسج ملحاً نَاعِمًا مرَّتَيْنِ ثَلَاثًا تخلص بِإِذن الله إِن شَاءَ الله فَعمِلت فَكَانَ كَمَا قَالَ قلت وَلما اثقل السُّلْطَان فِي الْمَرَض نوبَة مَوته كَانَ جمال الدّين مَرِيضا وَلم يحضرهُ) وَقيل إِنَّمَا تمارض بعد أَمن التهم وَالله أعلم 3 - (أَبُو عَمْرو المرسي القَاضِي) إِبْرَاهِيم بن إِدْرِيس القَاضِي أَبُو عَمْرو التجِيبِي من أهل مرسية وَهُوَ أَخُو أبي بَحر صَفْوَان الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ ولي قَضَاء بَلَده وَالْخطْبَة بجامعه وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى أول سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة وَأورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم قَوْله (قسما بِحسن الطل فِي الزهر ... يَبْدُو بِهِ شَيْئا على ثغر) (أَو بالنسيم إِذا ثنى غصناً ... فَأرى انثناء الْعَطف كالكسر) (أَو بالغصون تكللت زهراً ... فأتتك بالأجياد والشذر) (لقد استعنت على التألم فِي ... أَمر الْهوى فَقضى الْهوى أَمْرِي) (ومطوق طارحته شجني ... وعَلى الدجى وق من الْفجْر) (يشدو بعطف مائس ثمل ... شرب الندى عوضا عَن الْخمر) (يَهْتَز من طرب لَهُ فَإِذا ... غنى رمى بِدَرَاهِم الزهر) (فحسبت عبد الْحق يطرفه ... فيجود أنشدت من شعري) مِنْهَا (وإليكم راقت محاسنها ... وَالْحسن فِي الأسلاك للنحر) (اعملت فِيهَا خاطري سحرًا ... فاشتق مِنْهُ فجَاء بِالسحرِ) 3 - (ابْن أدهم الزَّاهِد) إِبْرَاهِيم بن أدهم بن مَنْصُور بن يزِيد بن جَابر أَبُو إِسْحَاق الْعجلِيّ وَقيل التَّمِيمِي الْبَلْخِي الزَّاهِد أحد الْأَعْلَام روى عَن أَبِيه وَمَنْصُور وَمُحَمّد ابْن زِيَاد الجُمَحِي وَأبي إِسْحَاق وَأبي جَعْفَر الباقر وَمَالك بن دِينَار وَالْأَعْمَش قَالَ الْفضل بن مُوسَى حج أدهم بِأم إِبْرَاهِيم وَهِي حُبْلَى فَولدت إِبْرَاهِيم بِمَكَّة فَجعلت تَطوف بِهِ على الْخلق فِي الْمَسْجِد تَقول ادعوا

الهديمي

لِابْني أَن يَجعله الله تَعَالَى عبدا صَالحا وأخباره مَشْهُورَة فِي مبدإ تزهده وَطَرِيقه مَذْكُورَة مَعْلُومَة قيل غزا فِي الْبَحْر مَعَ أَصْحَابه فَاخْتلف فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا إِلَى الْخَلَاء خمْسا وَعشْرين مرّة كل مرّة يجدد الْوضُوء فَلَمَّا أحس بِالْمَوْتِ قَالَ أوتروا لي قوسي وَقبض عَلَيْهَا وَتُوفِّي وَهِي فِي كَفه فَدفن فِي جَزِيرَة فِي الْبَحْر فِي بِلَاد الرّوم قَالَ إِبْرَاهِيم بن بشار الصُّوفِي كنت ماراً مَعَ) إِبْرَاهِيم فأتينا على قبر مسنم فترحم عَلَيْهِ وَقَالَ هَذَا قبر حميد بن جَابر أَمِير المدن كلهَا كَانَ غرقاً فِي بحار الدُّنْيَا ثمَّ أخرجه الله مِنْهَا بَلغنِي أَنه سر ذَات يَوْم بِشَيْء ونام فَرَأى رجلا بِيَدِهِ كتاب فَنَاوَلَهُ إِيَّاه وفتحه فَإِذا فِيهِ كتاب بِالذَّهَب مَكْتُوب لَا تؤثرون فانياً على بَاقٍ وَلَا تغترن بملكك فَإِن مَا أَنْت فِيهِ جسيم إِلَّا أَنه عديم وَهُوَ ملك لَوْلَا أَنه هلك وَفَرح وسرور إِلَّا أَنه لَهو وغرور وَهُوَ يَوْم لَو كَانَ يوثق لَهُ بغد فسارع إِلَى أَمر الله فَإِن الله قَالَ وسارعوا إِلَى مغْفرَة من ربكُم وجنة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض أعدت لِلْمُتقين فانتبه فَزعًا وَقَالَ هَذَا تَنْبِيه من الله وموعظة فَخرج من ملكه وَقصد هَذَا الْجَبَل وَعبد الله فِيهِ حَتَّى مَاتَ وَقَالَ رَأَيْت فِي النّوم كَأَن قَائِلا يَقُول لي أيحسن بِالْحرِّ المريد أَن يتذلل للعبيد وَهُوَ يجد عِنْد مَوْلَاهُ كل مَا يُرِيد وَقَالَ النَّسَائِيّ إِبْرَاهِيم أحد الزهاد مَأْمُون ثِقَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة قَالَ البُخَارِيّ مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقَالَ ابْن يُونُس سنة اثْنَتَيْنِ وَسيرَته فِي تَارِيخ دمشق ثَلَاث وَثَلَاثُونَ ورقة وَهِي طَوِيلَة فِي حلية الْأَوْلِيَاء 3 - (الهديمي) إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الهديمي أَكثر شعره فِي اخْتِلَاف حَاله من ذَلِك يرثي قَمِيصه ذكره المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء (قَمِيصِي قد أباد أَبَا وَأما ... وخالاً كَانَ بِي برا وَعَما) (وَأصْبح بَاقِيا جسمي ... أرم الدَّهْر مِنْهُ مَا استرما) (إِذا شبْرًا رممت وهى ذِرَاعا ... فَأعْلم أَن ذَلِك لن يتما) (أَقُول لَهُ ابغ بِي بَدَلا وَدعنِي ... ففعلك قد تنكد واستذما) (فَلم يحفل بِمَا حاولت مِنْهُ ... وغناني كياداً لي وظلما) (سأصبر صاغراً وأموت غماً ... وَإِن جرعت فِيك الْيَوْم سما) قلت إِن كَانَ أَرَادَ بالقافية سم الْخياط وَهُوَ خرت الإبرة فقد جود التَّضْمِين وَالظَّاهِر أَنه مَا أَرَادَهُ وَالله أعلم وَهَذَا اتِّفَاق عَجِيب وَقَوله أَيْضا (أضحى قَمِيصِي طَالبا ... لدي خطباً جللا) (قلت لَهُ حَسبك قد ... قربت مني الأجلا)

الحافظ الحربي

(وَأَنت وقف للبلى ... فَمَا ترى مرتحلا) ) (فَقَالَ لي دع ذَا ألم ... تسمع مقالي أَولا) (يَا من لصب خبل ... يَمُوت موتا عجلا) (قَيده الْحبّ كَمَا ... قيد دَاع جملا) 3 - (الْحَافِظ الْحَرْبِيّ) إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن بشير الْفَقِيه أَبُو إِسْحَاق أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَطلب الْعلم سنة بضع عشرَة وَسمع هَوْذَة بن خَليفَة وَجَمَاعَة وتفقه على أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَ من نجباء أَصْحَابه روى عَنهُ ابْن صاعد وَابْن السماك عُثْمَان والنجاد أَبُو بكر وَآخرهمْ موتا الْقطيعِي قَالَ الْخَطِيب كَانَ إِمَامًا فِي الْعلم رَأْسا فِي الزّهْد عَارِفًا بالفقه بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ حَافِظًا للْحَدِيث مُمَيّزا لعلله قيمًا بالأدب جمَاعَة للغة صنف غَرِيب الحَدِيث وكتباً كَثِيرَة قَالَ ثَعْلَب مرَارًا مَا فقدت إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ من مجْلِس لُغَة أَو نَحْو خمسين سنة وَحدث عبد الله ابْن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ كَانَ أبي يَقُول لي امْضِ إِلَى إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ حَتَّى يلقِي عَلَيْك الْفَرَائِض وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي كتاب غَرِيب الحَدِيث الَّذِي صنفه أَبُو عبيد ثَلَاثَة وَخَمْسُونَ حَدِيثا لَيْسَ لَهَا أصل وَقد أعلمت عَلَيْهَا فِي كتاب السروي مِنْهَا أَتَت امْرَأَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي يَدهَا مناجد وَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن السراويلات المخرفجة وأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل قاهة وَقَالَ عمر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو أمرت بِهَذَا الْبَيْت فسفروا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ للنِّسَاء إِذا جعتن خجلتن وَإِذا شبعتن دقعتن وأنشده رجل (أنْكرت ذلي فَأَي شَيْء ... أحسن من ذلة الْمُحب) (أَلَيْسَ شوقي وفيض دمعي ... وَضعف جسمي شُهُود حبي) فَقَالَ إِبْرَاهِيم هَؤُلَاءِ شُهُود ثِقَات وَقَالَ إِبْرَاهِيم مَا أنشدت شَيْئا من الشّعْر قطّ إِلَّا قَرَأت بعده قل هُوَ الله أحد ثَلَاث مَرَّات وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَبُو الْحسن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ثِقَة كَانَ إِمَامًا يُقَاس بِأَحْمَد بن حَنْبَل فِي زهده وَعلمه وورعه وَهُوَ إِمَام مُصَنف عَالم بِكُل شَيْء بارع فِي كل علم صَدُوق قَالَ ياقوت فِي كتاب مُعْجم الأدباء نقلت من خطّ الإِمَام الْحَافِظ

أبي نصر عبد الرَّحِيم بن وهبان صديقنا ومفيدنا قَالَ نقلت من خطّ أبي بكر مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ سَمِعت أَبَا الْمَعَالِي ثَابت بن بنْدَار الْبَقَّال يَقُول حكى البرقاني رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول كَانَ) إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي يَشْتَهِي رُؤْيَة إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَكَانَ إِبْرَاهِيم لَا يدْخل عَلَيْهِ يَقُول لَا أَدخل دَارا عَلَيْهَا بواب فَأخْبر إِسْمَاعِيل بذلك فَقَالَ أَنا أدع بَابي كباب الْجَامِع فجَاء إِبْرَاهِيم إِلَيْهِ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ خلع نَعْلَيْه فَأخذ أَبُو عمر مُحَمَّد بن يُوسُف القَاضِي نَعْلَيْه ولفهما فِي منديل دمشقي وَجعله فِي كمه وَجرى بَينهمَا علم كثير فَلَمَّا قَامَ إِبْرَاهِيم التمس نَعْلَيْه فَخرج أَبُو عمر النَّعْل من كمه فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم غفر الله لَك كَمَا أكرمت الْعلم فَلَمَّا مَاتَ أَبُو عمر القَاضِي رئي فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ أجيبت فيّ دَعْوَة إِبْرَاهِيم وَدخل عَلَيْهِ قوم يعودونه فَقَالُوا كَيفَ تجدك يَا أَبَا إِسْحَاق قَالَ أجدني كَمَا قَالَ (دب فِي السقام سفلا وعلوا ... وَأرَانِي أذوب عضوا فعضوا) (بليت جدتي بِطَاعَة نَفسِي ... وتذكرت طَاعَة الله نضوا) وَقَالَ ياقوت أَيْضا حَدثنِي صديقنا الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود ابْن النجار حرسه الله قَالَ حَدثنِي أَبُو بكر أَحْمد بن سعيد بن أَحْمد الصّباغ الْأَصْبَهَانِيّ بهَا قَالَ حَدثنِي أَحْمد بن الْفضل الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ وَيعرف بجنك إملاء قَالَ حَدثنِي الْحسن بن أَحْمد الْمُقْرِئ يَعْنِي أَبَا عَليّ الْحداد قَالَ أَظُنهُ عَن أبي نعيم إِنَّه كَانَ يحضر مجْلِس إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ جمَاعَة من الشبَّان للْقِرَاءَة عَلَيْهِ ففقد أحدهم أَيَّامًا فَسَأَلَ عَنهُ من حضر فَقَالُوا هَذَا هُوَ مَشْغُول فَسكت ثمَّ سَأَلَهُمْ مرّة أُخْرَى فِي يَوْم آخر فَأَجَابُوهُ بِمثل ذَلِك وَكَانَ الشَّاب ابْتُلِيَ بمحبة شخص شغله عَن حُضُور مَجْلِسه وعظموا إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَن يخبروه بجلية الْحَال فَلَمَّا تكَرر السُّؤَال عَنهُ وهم لَا يزيدونه على أَنه مَشْغُول قَالَ لَهُم يَا قوم إِن كَانَ مَرِيضا قومُوا بِنَا لنعوده أَو مديوناً اجتهدنا فِي مساعدته أَو مَحْبُوسًا سعينا فِي خلاصه فخبروني عَن جلية حَاله فَقَالُوا نجلك عَن ذَلِك فَقَالَ لابد أَن تخبروني فَقَالُوا إِنَّه قد ابْتُلِيَ بعشق صبي فَوَجَمَ إِبْرَاهِيم سَاعَة ثمَّ قَالَ هَذَا الصَّبِي الَّذِي ابْتُلِيَ بعشقه هُوَ مليح أَو قَبِيح فَعجب الْقَوْم من سُؤَاله عَن مثل هَذَا مَعَ جلالته فِي أنفسهم وَقَالُوا أَيهَا الشَّيْخ مثلك يسْأَل عَن مثل هَذَا فَقَالَ إِنَّه بَلغنِي أَن الْإِنْسَان إِذا ابْتُلِيَ بمحبة صُورَة قبيحة كَانَ بلَاء يجب الِاسْتِعَاذَة مِنْهُ وَإِن كَانَ مليحاً كَانَ ابتلاء يجب الصَّبْر عَلَيْهِ وَاحْتِمَال الْمَشَقَّة فِيهِ قَالَ فعجبنا مِمَّا أَتَى بِهِ قَالَ ياقوت هَذِه الْحِكَايَة مَعَ الْإِسْنَاد حَدَّثَنِيهِ مُفَاوَضَة بحلب وَلم يكن أَصله مَعَه فكتبته بِالْمَعْنَى وَاللَّفْظ يزِيد وَينْقص وَمن مصنفات إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ كتاب سُجُود الْقُرْآن مَنَاسِك الْحَج الْهِدَايَة وَالسّنة فِيهَا وَالْحمام وآدابه وَالَّذِي خرج من) تَفْسِيره لغريب الحَدِيث مُسْند أبي بكر رَضِي الله عَنهُ مُسْند عمر رَضِي الله عَنهُ مُسْند عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ مُسْند عَليّ رَضِي الله عَنهُ مُسْند الزبير رَضِي الله عَنهُ مُسْند طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ مُسْند سعد ابْن

أبو القاسم الديباجي

أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ مُسْند الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ مُسْند شيبَة ابْن عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ مُسْند عبد الله بن جَعْفَر مُسْند الْمسور بن مخرمَة مُسْند الْمطلب بن ربيعَة مُسْند السَّائِب مُسْند خَالِد بن الْوَلِيد مُسْند أبي عُبَيْدَة بن الْجراح مُسْند مَا رُوِيَ عَن مُعَاوِيَة مُسْند مَا رُوِيَ عَن عَاصِم بن عمر مُسْند صَفْوَان بن أُميَّة مُسْند جبلة بن هُبَيْرَة مُسْند عَمْرو بن الْعَاصِ مُسْند عمرَان بن حُصَيْن مُسْند حَكِيم بن حزَام مُسْند عبد الله بن زَمعَة مُسْند عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة مُسْند عبد الله بن عَمْرو مُسْند عبد الله بن عمر وَكَانَ أصل إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ من مرو قَالَ أَبُو بكر الشَّافِعِي سَمِعت إِبْرَاهِيم يَقُول عِنْدِي من عَليّ بن الْمَدِينِيّ قمطر وَلَا أحدث عَنهُ بِشَيْء لِأَنِّي رَأَيْته الْمغرب وَبِيَدِهِ نَعله مبادراً فَقلت إِلَى أَيْن قَالَ ألحق الصلوة مَعَ أبي عبد الله قلت من أَبُو عبد الله قَالَ ابْن أبي داؤد وَتُوفِّي لسبع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْقَاسِم الديباجي) إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن هَاشم أَبُو الْقَاسِم الديباجي روى عَنهُ أَبُو بكر ابْن روزبه الهمذاني فِي كتاب التبصر والتذكر من جمعه أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار (أَنبأَنَا خير بني آدم ... وَمَا على أَحْمد إِلَّا الْبَلَاغ) (النَّاس مغبونون فِي نعْمَة ... منحة أبدانهم والفراغ) 3 - (أَبُو إِسْحَاق البارع) إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الأديب اللّغَوِيّ أَبُو إِسْحَاق الضَّرِير البارع قَالَ ياقوت سمع الحَدِيث بِالْبَصْرَةِ والأهواز وبغداذ بعد الْأَرْبَعين وَالثَّلَاث مائَة وَكَانَ من الشُّعَرَاء المجودين طَاف بعض الدُّنْيَا واستوطن نيسابور إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ من الشُّعَرَاء المجودين وَمِمَّنْ تعلم الْفِقْه وَالْكَلَام قَالَ ذَلِك كُله الْحَاكِم ولقيه وروى عَنهُ 3 - (مجد الدّين ابْن القلانسي) إِبْرَاهِيم بن أسعد بن المظفر بن أسعد بن حَمْزَة بن أسعد الرئيس مجد الدّين ابْن مؤيد الدّين التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي ابْن القلانسي أَخُو الصاحب عز الدّين حَمْزَة وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ) الله تَعَالَى كَانَ مليح الْكِتَابَة حسن الشكل وَالْبزَّة لَهُ الْإِلْمَام بالأدب وَله نظم خدم فِي الْجِهَات وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَلم يعقب 3 - (أَخُو حمدون النديم) إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْكَاتِب أَصله من الْعَجم وَهُوَ وَأَخُوهُ حمدون وَدَاوُد ابْنا إِسْمَاعِيل شعراء وَابْنه حمدون بن إِبْرَاهِيم أشعرهم ونادم أَخُوهُ حمدون بن إِسْمَاعِيل المعتصم وَمن بعده من الْخُلَفَاء إِلَى أَن توفّي فِي خلَافَة المعتز وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى ذكر جمَاعَة من أهل بَيته وَإِبْرَاهِيم الَّذِي يَقُول

الكثيري

(كَأَن الَّذِي ولى من الْعَيْش لم يكن ... وكل جَدِيد سَوف يخلقه الدَّهْر) (مضى سالف من عيشنا غير عَائِد ... فَلم يبْق إِلَّا مَا يمثله الذّكر) قلت من هُنَا اختلس الْمَعْنى الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس فِي قَوْله (عصر مضى وجلابيب الصَّبِي قشب ... لم يبْق من طيبه إِلَّا تمنيه) وَقَالَ إِبْرَاهِيم أَيْضا (إِنِّي ليطمعني وَإِن أسرفت فِي ... حب الصَّبِي وعصيت قَول المرشد) (حبي لآل مُحَمَّد وعداوة ... أضمرتها لعدو آل مُحَمَّد) وَقَالَ فِي أبي مُحكم السَّعْدِيّ (لَو أَن مولى تَمِيم كلهَا نشرُوا ... فأثبتوك لقيل الْأَمر مَصْنُوع) (إِن الْجَدِيد إِذا مَا زيد فِي خلق ... تبين النَّاس أَن الثَّوْب مرقوع) 3 - (الكثيري) إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن الكثيري الْقرشِي الْمدنِي قَالَ المرزباني هُوَ من ولد كثير بن الصلب السَّهْمِي متوكلي يَقُول من قصيدة يرثي فِيهَا عبيد الله بن حَمْزَة الْعلوِي (مَاذَا بِهِ حل بطن الأَرْض من كرم ... وَمن عفاف وَمن فضل وَمن جود) (يُعْطي الجزيل بِلَا من وَلَا كدر ... بَحر يفِيض بِفضل مِنْهُ مَمْدُود) (يُعْطي ثقيل على الْأَعْدَاء يفدحهم ... والحزم وَالْحكم مِنْهُ غير مَفْقُود) (لَو كَانَ عقل وَدين مخلدي أحد ... كَانَ المعمر أحوى الْبيض والسود) وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى) 3 - (ابْن يسَار النَّسَائِيّ) إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن يسَار النَّسَائِيّ الْمدنِي مولى بني كنَانَة كَانَ يسَار النَّسَائِيّ يتبع طوائف النِّسَاء فَسُمي بذلك قَالَ المرزباني إِبْرَاهِيم مُحدث مأموني وَهُوَ الْقَائِل يمدح بكار بن عبد الله بن مُصعب الزبيرِي (إِن الزِّمَام زِمَام الْخَيْر نعرفه ... وَابْن الزِّمَام زِمَام الْخَيْر بكار) (لذاك أَقْسَمت بِالْبَيْتِ الْعَتِيق وَمن ... يطِيف بِالْبَيْتِ وَمن وَفد وزوار) (لَا أخلط الدَّهْر وديكم بغيركم ... من يَجْعَل الْفضة الْبَيْضَاء كالقار)

الدرجي الحنفي المسند

ثمَّ إِنَّه هجاه عِنْدَمَا تقلد الْمَدِينَة فَقَالَ (فَإِن يَك أَمْسَى أَمِيرا ... يطيبنا فقد نكس الزَّمَان) 3 - (الدرجي الْحَنَفِيّ الْمسند) إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن علوي الْمسند برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق الدرجي الْقرشِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ إِمَام الْمدرسَة العزية بالكشك ولد سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد الصيدلاني وَأم هَانِئ عفيفة الفارقانية وَمُحَمّد بن معمر بن الفاخر وَأَبُو المفاخر خلف ابْن أَحْمد الْفراء وَعبيد الله بن مُحَمَّد بن أبي نصر اللفتواني وَأَبُو الْفَخر أسعد ابْن سعيد والمؤيد بن الاخوة وَسمع أَجزَاء من الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَأبي الْفتُوح الْبكْرِيّ وَحدث بالمعجم الْكَبِير للطبراني وَكَانَ ثِقَة فَاضلا خيرا روى عَنهُ الدمياطي وَابْن تَيْمِية وَنجم الدّين القحفازي والمزي والبرزالي وَابْن الْعَطَّار وللشيخ شمس الدّين مِنْهُ إجَازَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (وَالِي الرشيد الأغلبي) إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب التَّمِيمِي السَّعْدِيّ أَبوهُ الْأَغْلَب مِمَّن ولي إِمَارَة إفريقية ثمَّ قتل فِي حَرْب وتوالت عَلَيْهَا وُلَاة إِلَى أَن ولي الرشيد إِبْرَاهِيم فاستقرت فِيهِ وَفِي عقبه وَكَانَ إِبْرَاهِيم هَذَا فَقِيها عَالما أديباً خَطِيبًا ذَا بَأْس وحزم وَعلم بِالْحَرْبِ ومكايدها وَلم يل إفريقية قبله أحد أعدل مِنْهُ سيرة وَلَا أحسن سياسة وَكَانَت ولَايَته أَولا على الزاب فَلَمَّا ظَهرت نجابته خرج فِي سبعين رجلا من الزاب بعد أَن طلب فِي تجارها مَالا يقترضه ليستعين بِهِ فِي طلب الْملك فَقَالُوا نعطيك مَالا وَتخرج فِي هَذَا الْعدَد الْقَلِيل إِلَى الجموع الْعَظِيمَة فَلَا نَأْمَن عَلَيْك وتضيع) أَمْوَالنَا فتحيل على أَهله وَأخذ حليهم وثيابهم واستعان بِهِ وَخرج بِهِ إِلَى القيروان لنصرة العكي حِين ثار عَلَيْهِ الثوار وطردوه إِلَى طرابلس فكسرهم وردهم العكي إِلَى ملكه وَكَانَت الجموع الني اجْتمعت على العكي سبعين ألفا فَمَا زَالَ إِبْرَاهِيم بجودة رَأْيه وَحسن تَدْبيره حَتَّى هَزَمَهُمْ فَكتب صَاحب الْبَرِيد إِلَى الرشيد فولى إِبْرَاهِيم القيروان وَمن شعره (ألم ترني رددت طريد عك ... وَقد بَرحت بِهِ أَيدي الركاب) (أخذت الثغر فِي سبعين منا ... وَقد أشفى على حد الذّهاب) (هزمت لَهُم بِعدَّتِهِمْ ألوفاً ... كَأَن رعيلهم قطع السَّحَاب) وَكَانَ من رَأْيه أَنه لما رأى تحكم الْعَرَب وغلبتهم على وُلَاة إفريقية أَخذ يستخلص لَهُ من يعْتَمد عَلَيْهِ فَاشْترى العبيد وَبنى لَهُ قصراً للفرجة وَنقل إِلَيْهِ سِلَاحا فِي الْخفية ثمَّ جعلهَا مَدِينَة وسورها وحصنها وأسكن بهَا من يَثِق بِهِ من الْمَذْكُورين فَلَمَّا ثار أقرب النَّاس وَهُوَ عمرَان بن مجَالد وَقَامَ مَعَه أهل القيروان خَنْدَق إِبْرَاهِيم على نَفسه وَبَقِي محصوراً سنة والقتال قَائِم بَينهمَا

ابن عبد الله الصوابي

على أَن المدينتين متقاربتان بَينهمَا قدر عشرَة أَمْيَال وجاءه من الرشيد مَال الأرزاق فَركب إِبْرَاهِيم فِي خيله وَرِجَاله وعبي عساكره تعبية الْحَرْب وزحف إِلَى القيروان حَتَّى إِذا قرب مِنْهَا أَمر منادياً يُنَادي أَلا من كَانَ لَهُ اسْم فِي ديوَان أَمِير الْمُؤمنِينَ فليقدم لقبض عَطاء ثمَّ انْصَرف إِلَى قصره وَلم يحدث شَيْئا فَلَمَّا أَيقَن عمرَان بِإِسْلَام الْجند لَهُ هرب تَحت اللَّيْل إِلَى الزاب وَقلع إِبْرَاهِيم أَبْوَاب القيروان وثلم سورها وَقتل عمرَان الْمَذْكُور عبد الله بن إِبْرَاهِيم وَتُوفِّي إِبْرَاهِيم سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن سِتّ وَخمسين سنة وولايته اثْنَتَا عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام 3 - (ابْن عبد الله الصوابي) إِبْرَاهِيم بن أونبا بن عبد الصوابي الْأَمِير مُجَاهِد الدّين وَالِي دمشق وَليهَا بعد الْأَمِير حسام الدّين ابْن أبي عَليّ سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَكَانَ أَولا أَمِير جاندار الْملك الصَّالح نجم الدّين وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا فَاضلا عَاقِلا رَئِيسا كثير الصمت مقتصداً فِي إِنْفَاقه وَكَانَ بَينه وَبَين الْأَمِير حسام الدّين ابْن أبي عَليّ مصافاة كَثِيرَة ومودة أكيدة وَلما مرض مرضَ مَوته أسْند نظر الخانقاة الَّتِي عمرها على شرف الميدان القبلي ظَاهر دمشق إِلَى حسام الدّين فتوقف فِي قبُول ذَلِك ثمَّ قبله مكْرها وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة وَدفن بالخانقاة الْمَذْكُورَة) أورد لَهُ قطب الدّين فِي الذيل على مرْآة الزَّمَان (أشبهك الْغُصْن فِي خِصَال ... الْقد واللين والتثني) (لَكِن تجنيك مَا حَكَاهُ ... الْغُصْن يجني وَأَنت تجني) وَأورد لَهُ أَيْضا (ومليح قلت مَا الاس ... م حَبِيبِي قَالَ مَالك) (قلت صف لي قدك الزا ... هِيَ وصف حسن اعتدالك) (قَالَ كالرمح وكالغص ... ن وَمَا أشبه ذَلِك) قلت الصَّحِيح أَن هَذِه الثَّلَاثَة لِابْنِ قزل المشد وَهِي ديوانه وَالله أعلم 3 - (ابْن أيبك المعظمي) إِبْرَاهِيم بن أيبك بن عبد الله مظفر الدّين كَانَ وَالِده الْأَمِير عز الدّين المعظمي صَاحب صرخد وَكَانَ وَالِده أَمِيرا كَبِيرا وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى مضى إِبْرَاهِيم هَذَا إِلَى الْملك الصَّالح نجم الدّين ووشى بِأَبِيهِ وَأَنه أودع أَمْوَاله للحلبيين فَأمر الصَّالح بِحمْل الْبُرْهَان كَاتب أَبِيه وَابْن الْموصِلِي صَاحب ديوانه والبدر الْخَادِم ومسرور إِلَى مصر فَأَما الْبُرْهَان فَإِنَّهُ مَاتَ خوفًا يَوْم إِخْرَاجه وَحمل الْبَاقُونَ وَلم يظْهر عَلَيْهِم شَيْء فَرَجَعُوا إِلَى دمشق وَقد لاقوا شَدَائِد وَقَالَ شمس الدّين سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي إِبْرَاهِيم هَذَا إِنَّه ولد جَارِيَة تبناه الْأَمِير عز الدّين المعظمي وَلَيْسَ بولده وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وست مائَة 3 - (ابْن أيبك الصَّفَدِي) إِبْرَاهِيم بن أيبك بن عبد الله الصَّفَدِي جمال الدّين أَبُو إِسْحَاق

هَذَا الْمَذْكُور أخي وشقيقي ولد تَقْرِيبًا فِي سنة سبع مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة لَيْلَة الْجُمُعَة من الشَّهْر الْمَذْكُور مَضَت عَلَيْهِ بُرْهَة مَشْغُول باللعب غير مُنْقَلب إِلَى الْعلم وأتقن فِي ذَلِك اللّعب عدَّة صنائع ثمَّ أقبل إقبالاً كلياً على الطّلب سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة وَحفظ ألفية ابْن مَالك وَثلث التَّعْجِيز ثمَّ عدل إِلَى الْحَاوِي وَقَرَأَ على الشَّيْخ عَلَاء الدّين عَليّ وَابْن الرسام بصفد وعَلى الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن الْموصِلِي بِالْقَاهِرَةِ وَسمع بِقِرَاءَتِي على الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان وعَلى الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيّد النَّاس وَغَيرهمَا بِالشَّام) ومصر وَكتب بِخَطِّهِ عدَّة مجلدات وأتقن وضع الأرباع وَكَانَ فِيهَا ظريف الْوَضع والدهان وَقَرَأَ الْحساب ورسائل الاسترلاب وَكَانَ ذهنه فِي الرياضي جيدا قَابلا طَوِيل الرّوح على الإدمان فِيهِ وَعرف الْفَرَائِض وأتقن الشُّرُوط وَكَانَ مَقْبُول القَوْل بِالشَّام ومصر يجلس مَعَ الْعُدُول وباشر الْأَيْتَام بصفد وثمر مَالهم واغتبط بِهِ القَاضِي شمس الدّين الخضري الْحَاكِم بصفد مرض بِدِمَشْق مُدَّة سبعين يَوْمًا وقاسى آلاماً منوعة ثمَّ تحزن بطاعون أَرْبَعَة أَيَّام ودرج إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى لما توفّي رَحمَه الله تَعَالَى كتب إِلَيّ بدر الدّين حسن بن عَليّ الْغَزِّي قصيدة يعزيني فِيهِ وَهِي الله ولي التَّوْفِيق (أشكيه وَهُوَ الْحمام الْمدْرك ... فرطت قَضيته فَمَا تستدرك) (سبق الْقَضَاء بِهِ فَقل فِي جامح ... ملك المدى وعنانه لَا يملك) (عرضت بِهِ الدُّنْيَا أَمَام نعيمها ... وسينقضي ذَاك النَّعيم وَيتْرك) (وَمَضَت على غلوائها أَحْكَامه ... رَاض بهَا الْمُلُوك والمتملك) (فَلِكُل نفس مِنْهُ أدْرك طَالب ... فِيهِ اسْتَوَى المستور والمتهتك) (تثنى صُدُور السمهرية والظبي ... تنفل وَهُوَ بحامليها يفتك) (فلذاك أخلف ظن كل مُؤَمل ... دَرك الخلود ونيله لَا يدْرك) (سل عَن تصاريف الزَّمَان أهيله ... ولسوف تدْرك مِنْهُ مَا قد أدركوا) (ذَهَبُوا وَسكن فِي الثرى نأماتهم ... قدر لآجال النُّفُوس محرك) (قدر تقاضي كل جسم حَاجَة ... فِي نَفسه فَقضى عَلَيْهِ الأملك) (أخليلي الشاكي وَكَانَ المشتكي ... وَبَنُو الزَّمَان قصارهم أَن يشتكوا) (لَا تذهبن لذاهب أسفا وَقد ... مد الْحجاب لَهُ وسد المسلك) (ظَفرت بِهِ أَيدي الْمنون وَإِنَّهَا ... أيد لما ظَفرت بِهِ تستهلك) (لَكِنَّهَا الذكرى تهيج فبح بِمَا ... ضمنت حشاك فكتمه لَك مهلك) (وَإِذا عرَاك لأريحية ذكره ... طيف يدين لحكمه المتنسك) (فأهن عَلَيْهِ غزير دمعك إِنَّه ... ليهون فِيهِ دم ودمع يسفك)

(قل يَا أخي وَكم دعوتك سَامِعًا ... فَالْآن أَنْت أَصمّ لَا تتحرك) (زلت بك النَّعْل الثُّبُوت وَلَا أرى ... أحدا لما أوطئته يسْتَمْسك) ) (ذهبت بإبراهيم كل بشاشة ... للعيش كنت بذيلها أتمسك) (وَمضى كَمَا مَضَت الْقُرُون إِلَى ثرى ... سَاوَى الْغَنِيّ بِقُرْبِهِ المتصعلك) (فسقى ثراه من الْغَمَام مجلجل ... دَان عراه بالنسيم تفكك) (ينهل فِي القاع الَّذِي هُوَ سَاكن ... حَتَّى يروض مِنْهُ مَا يتدكدك) وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين الْمَمْلُوك حسن الْغَزِّي وَقلت أَنا أرثيه أَيْضا بقصيدة أَولهَا (إِذا لم يذب إِنْسَان عَيْني وأجفاني ... عَلَيْك فَمَا أقسى فُؤَادِي وأجفاني) (رحلت برغمي يَا أخي وتركتني ... وحيداً أقاسي فِيك أحزاب أحزاني) (وَحل بك الْأَمر الَّذِي جلّ خطبه ... لقد بل أرداني بدمعي وأرداني) (دنا مِنْك دوني يَا لَهَا فِيك حسرة ... وَلما تناءى مَا أرَاهُ تناساني) مِنْهَا (وَمَا كنت أَدْرِي إِذْ رَأَيْت عذاره ... بِهِ زهرات الشيب أَن الردى جَان) (مضى فَوق أَعْنَاق ورجلي أَمَامه ... تدوس من الْبلوى أسنة مران) (يمثله وهمي إِذا زرت قَبره ... كَمَا اعْتدت مِنْهُ قَائِما يتلقاني) (وَأَحْسبهُ من بره لَو نَسِيته ... لطول المدى فِي قَبره لَيْسَ ينساني) (أَقُول وَقد أنسيت أنسي لفقده ... قفانبك من ذكرى حبيب وعرفان) (ونوحا على ربع الصَّبِي من شبيبتي ... ورسم عفت آيَاته مُنْذُ أزمان) (وكفا عناء الدمع مني فقد حوى ... أفانين جري غير كز وَلَا وان) (وَلَا تحفلا بالسحب من بعده فقد ... تعاون فِيك كل أَوْطَفُ حنان) (أيا نَار إِبْرَاهِيم أحرقت مهجتي ... فَهَل ينطفي جمري بدمع كطوفان) (وَيَا ساجعات الْوَرق هجت صبابتي ... وَقد نحت من شجو على عذب البان) (وَقَالُوا تجلد كي يهابك حزنه ... وَلَو كَانَ يخشاني لما كَانَ يَغْشَانِي) (بَكَيْت شقيقاً بَات فِي التُّرَاب ذاوياً ... فَهَلا أرَاهُ يانعاً وَهُوَ ينعاني) (توهم تقصيري عَن الْبر والتقى ... فراح أَمَامِي كي يثقل ميزاني) ) (وَهُوَ خطبي كَونه رَاح سالما ... وَمَا ناله لَو مت حرقة أشجاني) (أقسامه فِي الْمَوْت إِذْ لست بَاقِيا ... ويفضل لي بالحزن كأس ردى ثَان)

(فيا لأخ قد كَانَ خَلْفي وكلنَا ... إِلَى غَايَة نجري ففات وخلاني) (وَكَانَ ورائي ثمَّ أصبح سابقي ... وَأَحْسبهُ فِي السَّابِقين بِإِحْسَان) (كَأَنِّي بِهِ إِذْ بَات فِي قَعْر لحده ... وحيداً وَلم يأنس بِأَهْل وجيران) (تَدَارُكه لطف الْإِلَه بنسمة ... تهب على أزهار عَفْو وغفران) (وَقد نور التَّوْحِيد ظلمَة قَبره ... وحياه رضوَان بِروح وَرَيْحَان) وَقلت أَيْضا (أَلا يَا شقيقاً قد شققت لَهُ الثرى ... وجرع كأس الْمَوْت لَا عِشْت من قبلي) (أَخَاف لظى من قتل نَفسِي حسرة ... عَلَيْك فتشقي فِي نعيمك من أَجلي) وَقلت أَيْضا (رَأَيْت أخي على فرش المنايا ... عفوا غوثا من الْخطب العنيف) (كِلَانَا كن فِي نزع شَدِيد ... وَلَكِن مَاتَ بِالسَّبَبِ الضَّعِيف) وَقلت أَيْضا مضمناً (أخي وَقد وافيت مستأخراً ... بعدِي إِلَى دَار الفنا وَالْفساد) (وفتني سبقاً لدار البقا ... فَالسَّابِق السَّابِق منا الْجواد) وَقلت أَيْضا (هَل تصدح الْوَرق ولي أنة ... قد مَلَأت جو اللوى بالجوى) (وَهل يزور الْورْد صوب الحيا ... ولي شَقِيق فِي الثرى قد جوى) وَقلت (أخي فدتك النَّفس لما رَأَتْ ... مصرعك المحتوم لَكِن أَبيت) (وَأَنت بعدِي لم تقدمتني ... مَا يقنضي الْإِنْصَاف مَا قد أتيت) وَقلت (لَو جِئْت قبلي هان مَا حل بِي ... لما ترديت الردى واشتملت) (مَا من درى النَّحْو وَأَحْكَامه ... مَا يَقْتَضِي التَّرْتِيب مَا قد فعلت) ) وَقلت (قضى نحباً أعز النَّاس عِنْدِي ... وَمَا أحد على الْأَيَّام بَاقٍ) (فيا عجبا تقدمني لرَبي ... أخي وَأَنا أرَاهُ فِي السِّيَاق) وَقلت (برغمي أَن أودعت شخصك فِي الثرى ... وَلم أَتَّخِذ فِي وسط قلبِي لَهُ قبرا)

(وَأقسم مَا وفيت حَقك فِي الأسى ... وَلَو كنت برا عاينوا أدمعي بحرا) وَقلت (لست أرْضى بلوعتي وبكائي ... وضلوعي حرى وعيني عبري) (مَا بِهَذَا تقضى حُقُوق مصابي ... لَو دخلت الضريح أَصبَحت برا) وَقلت (لما فقدت أخي تضَاعف للأسى ... حزني فنومي لَا يزَال طريدا) (حزني لمصرعه وحزن رزيتي ... فِيهِ وحزني إِذْ بقيت وحيدا) وَقلت (سأشرح قصتي للنَّاس حَتَّى ... يؤديني السُّؤَال إِلَى خَبِير) (أيمضي الْجور حَتَّى فِي المنايا ... بِتَقْدِيم الصَّغِير على الْكَبِير) وَقلت (أَلا يَا دهر قد راءيتنا فِي ... أخي فتركتنا نصلي سعيرا) (أتيت لنا بِهِ نجماً صَغِيرا ... وعدت أَخَذته قمراً كَبِيرا) وَقلت (بَات أخي بالرغم من لحده ... وَمَا شققت الجيب من ويلي) (تبِعت فِيهِ سنة الْمُصْطَفى ... لَكِن شققت الدمع للذيل) وَقلت (وَلما أَن رَأَتْ بالرغم عَيْني ... شقيقي فِي قَرَار اللَّحْد ملقى) (وضعت يَد الأسى فِي جيب جفني ... فشقت أدمعي للذيل شقا) وَقلت) (يَا لَيْت شعري وَعلمِي قد قضى وَمضى ... بِأَن دهري بِمَا أهواه غير سخي) (هَل عَاد ميت على من بَات يندبه ... طول الزَّمَان فأرجو أَن يكون أخي) وَقلت (هذي الحيوة إِذا فَرضنَا أَنَّهَا ... طَالَتْ وَقد سلمت من التنكيد) (وَالله لَيْسَ تفي بِأَن وُجُوهنَا ... فِي الترب تَغْدُو طعمةً للدود) وَقلت مضمناً (قد خَان دهري يَا أخي ... قل لي بِأَيّ يَد يمت) (لم يبْق لي فِيهِ منى ... من شَاءَ بعْدك فليمت)

وَقلت (أخي وَلَا تلمني أَن دفنتك فِي الثرى ... وَأَنَّك فِي الأحشاء لم تتَّخذ دَارا) (وَكَيف يكون الْقَبْر مَا بَين أضلعي ... وَأَنت بِفضل الله لَا تسكن النارا) وَقلت (يَا موت خلفتني كئيباً ... تضرم نَار الجوى ضلوعي) (وَلَو أعَاد الْبكاء مَيتا ... كَانَ أخي عَام فِي دموعي) وَقلت (قضى نحبه من كنت أَرْجُو حَيَاته ... لينفعني إِن عَاشَ فِي المَال والأهل) (فهون خطباً لم يهن كَونه قضى ... وَمَا ذاق مَا قد ذقت من غُصَّة الثكل) وَقلت (رَاح إِلَى الله أخي مسرعاً ... لَا أَصْغَر الرَّحْمَن مسعاه) (والسحب تبكيه بدمع الحيا ... وَالْوَرق فِي الأغصان تنعاه) (يَا لَيْت يرْعَى الْقَبْر لي وَجهه ... كي لَا يبيت الدُّود يرعاه) وَقلت مضمناً (عدمت مَعَ أخي فأذهلني مصابي ... عَلَيْهِ فحرروه وأرخوه) (وَكَيف يلذ للعقلاء عَيْش ... وكل أَخ مفارقه أَخُوهُ) وَقلت) (يَا ذَهَبا ذاب قلبِي بعده لهفاً ... وليت لَو كَانَ يُغْنِيه تلهفه) (وَمن بلائي الَّذِي قد حل بعْدك بِي ... حملت هم الَّذِي بعدِي أخلفه) وَقلت (أخي ذقت كأس الْمَوْت فِي الدَّهْر مرّة ... وجرعت كاسات الردى فِيك ألوانا) (وجار عَلَيْك الدَّهْر دوني ظَالِما ... فغادرني نبعاً وأذواك ريحانا) وَقلت (يَا أخي حينك وافي ... ليته وَافق حيني) (الجوى حرق قلبِي ... والبكا قرح عَيْني) وكتبت على قَبره (يَا سَاكِنا تَحت طباق الثرى ... وَهُوَ مَعَ الْمَعْدُوم مَعْدُود) (بِأَيّ خديك تبدي البلى ... وَأي عَيْنَيْك رعى الدُّود)

ابن القريشة الحنبلي

ونظمت فِيهِ من القصائد والمقاطيع غير هَذَا وَلَكِن هَذَا الْقدر كافٍ 3 - (ابْن القريشة الْحَنْبَلِيّ) إِبْرَاهِيم بن بَرَكَات بن أبي الْفضل الشَّيْخ الصَّالح أَبُو إِسْحَاق الصُّوفِي ابْن القريشة بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْيَاء آخر الْحُرُوف والشين الْمُعْجَمَة وَالْهَاء أحد الْإِخْوَة شيخ الخانقاه الأَسدِية وَإِمَام تربة بني صصري القادري البعلبكي الْحَنْبَلِيّ كَانَ شَيخا منور الشيبة مليح الشكل حُلْو المذاكرة عَلَيْهِ أنس الْمُشَاهدَة صحب الْمَشَايِخ وَسمع من الشَّيْخ الْفَقِيه فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَمن ابْن عبد الدَّائِم وَعلي بن الأوحد وَابْن أبي الْيُسْر وَأبي زَكَرِيَّاء ابْن الصَّيْرَفِي وعدة وروى الْكثير واشتهر وعاش تسعين سنة وَأكْثر لِأَن مولده سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله ثَالِث عشر شهر رَجَب سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة بِالْجَبَلِ وَكَانَ يَقُول مولدِي سنة خمسين وروى عَنهُ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي وَغَيره فِي حَيَاته وَتُوفِّي هُوَ بعد البرزالي الَّذِي روى عَنهُ وَسمع مِنْهُ شمس الدّين السرُوجِي وَأَوْلَاد الْمُحب وَأبي سعيد وَنجم الدّين الذهلي وَولد الشَّيْخ شمس الدّين وسبطاه 3 - (الرَّمَادِي الْبَصْرِيّ) إِبْرَاهِيم بن بشار أَبُو إِسْحَاق الرَّمَادِي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وروى التِّرْمِذِيّ عَنهُ) بِوَاسِطَة وَأحمد بن أبي خَيْثَمَة قَالَ البُخَارِيّ يهم فِي الشَّيْء بعد الشَّيْء وَهُوَ صَدُوق وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ متقناً حَافِظًا صحب سُفْيَان سِنِين كَثِيرَة وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بالشَّيْء قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد الزريقي كَانَ أزهد أهل زَمَانه توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْجَزرِي) إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عمر المرتضى الْعدْل مجد الدّين وَالِد شمس الدّين الْجَزرِي صَاحب التَّارِيخ وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين مَكَانَهُ ولد مجد الدّين سنة تسع وست مائَة بالجزيرة العمرية وَأكْثر الترحال فِي التِّجَارَة إِلَى الْهِنْد واليمن والنواحي وَدخل أَكثر من سبعين مَدِينَة ثمَّ إِنَّه استوطن دمشق وَكَانَ بزاراً بالرماحين وَكَانَ حسن البزة مَقْبُول القَوْل وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَكَانَ كثيرا مَا ينشد لوَلَده شمس الدّين احذر من الواوات

الفاشوشة الكتبي

وَاو الْوَصِيَّة والوديعة وَالْوكَالَة وَالْوُقُوف 3 - (الفاشوشة الكتبي) إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز شمس الدّين الْجَزرِي الكتبي الْمَعْرُوف بالفاشوشة ولد سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة كَانَ يذكر أَنه سمع من فَخر الدّين ابْن تَيْمِية وَتُوفِّي سنة سبع مائَة وَكَانَ تَاجِرًا بسوق الْكتب بِدِمَشْق لَهُ فِيهَا دكان كَبِير وَكتب كَثِيرَة وخبرة تَامَّة بالكتب يُقَال إِنَّه لما احترقت اللبادين احْتَرَقَ لَهُ خَمْسَة آلَاف مُجَلد وَلم يبْق لَهُ غير الْكتب الَّتِي كَانَت عِنْد النَّاس فِي الْعرض أَو فِي الْعَارِية وَكَانَ يترفض قيل إِنَّه جَاءَ إِلَيْهِ إِنْسَان فِي بعض الْأَيَّام وَقَالَ لَهُ هَل عنْدك كتاب فَضَائِل يزِيد عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ نعم وَدخل إِلَى الدّكان وَخرج وَفِي يَده جراب عَتيق وَجعل يضْربهُ على رَأسه وَيَقُول الْعجب كونك مَا قلت صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (الْأَمِير مجير الدّين الْكرْدِي) إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن أبي زكري الْأَمِير مجير الدّين كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء الأكابر الأكراد كَانَ جواداً ممدحاً من بَيت كَبِير خدم الصَّالح أَيُّوب وَهُوَ بالمشرق وَقدم مَعَه الشَّام واعتقله الصَّالح إِسْمَاعِيل لما أمسك الصَّالح أَيُّوب بالكرك وَأَفْرج عَنهُ وَاسْتمرّ فِي خدمَة الصَّالح أَيُّوب بِمصْر إِلَى أَن توفّي الصَّالح وَقتل وَلَده الْمُعظم ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة النَّاصِر) صَاحب الشَّام وَحج بِالنَّاسِ سنة ثَلَاث وَخمسين وَفعل من الْمَعْرُوف مَا اشْتهر ذكره ثمَّ أمسك هُوَ والأمير نور الدّين عَليّ بن الشجاع الأكتع لما ضرب البحرية وعسكر المغيث مصافاً مَعَ عَسْكَر النَّاصِر ثمَّ أفرج عَنْهُمَا لما وَقع الصُّلْح وَجعله النَّاصِر بنابلس مُقيما وَعِنْده عَسْكَر فَقدم عَلَيْهِ جمع عَظِيم من التتار فهاجموا نابلس وتلقاهم بِوَجْهِهِ وَقَاتلهمْ قتالاً شَدِيدا وَقتل مِنْهُم بِيَدِهِ جمَاعَة فاستشهد ذَلِك الْيَوْم سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَكَانَ حَسَنَة من حَسَنَات الدَّهْر يحفظ شعرًا كثيرا كثير المخاطبة كثير المحاضرة كريم الْعشْرَة كثير الْبر للْفُقَرَاء والأغنياء وَمن شعره أوردهُ قطب الدّين اليونيني فِي ذيله على مرْآة الزَّمَان (جعل العتاب إِلَى الصدود سَبِيلا ... لما رأى سقمي عَلَيْهِ دَلِيلا) (وظللت أوردهُ حَدِيث مدامعي ... عَن شرح جفني مُسْندًا مَنْقُولًا) وَمِنْه (قضى البارق النجدي فِي سَاعَة اللمح ... بفيض دموعي إِذْ ترَاءى على السفح) (ذبحت الْكرَى مَا بَين جفني وناظري ... فمحمر دمعي الْآن من ذَلِك الذّبْح) 3 - (ابْن كَاتب قَيْصر النَّصْرَانِي) إِبْرَاهِيم بن أبي الثَّنَاء علم الْملك عرف بِابْن كَاتب قَيْصر

قائد المعز

كَانَ من أَعْيَان النَّصَارَى الْفُضَلَاء هُوَ وَأَخُوهُ تَاج الْملك إِسْحَاق نقلت من خطّ نور الدّين ابْن سعيد المغربي مَا نسبه للمذكور فِي الياسمين المحشو بالأحمر (أرى ياسميناً محشى غَدا ... إِلَى الند فِي نشرة ينتمي) (كَمثل قصاصة تصفية ... تلوث أطرافها بِالدَّمِ) 3 - (قَائِد الْمعز) إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر أَبُو مَحْمُود الكتامي أحد قواد الْمعز صَاحب مصر توفّي سنة سبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ المتقي بِاللَّه) إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو إِسْحَاق المتقي بِاللَّه ابْن المقتدر ابْن المعتضد ولد سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ واستخلف سنة تسع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة بعد أَخِيه الراضي بِاللَّه فوليها إِلَى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ إِنَّهُم خلعوة وسملوا عيينه وَبَقِي فِي قيد الحيوة وَكَانَ حسن الْجِسْم) مشرباً حمرَة أَبيض أشقر الشّعْر بجعودة أشهل الْعَينَيْنِ وَكَانَ فِيهِ دين وَصَلَاح وَكَثْرَة صَلَاة وَصِيَام لَا يشرب الْخمر وَتُوفِّي فِي السجْن سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ قد خلع وكحل يَوْم السبت لعشر بَقينَ من صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَأحد عشر شهرا وَكَانَت وَفَاته بعد خمس وَعشْرين سنة من خلعه وَكَانَت أَيَّامه منغصة عَلَيْهِ لاضطراب الأتراك حَتَّى إِنَّه فر إِلَى الرقة فَلَقِيَهُ الإخشيد صَاحب مصر وَأهْدى لَهُ تحفاً كَثِيرَة وتوجع لما ناله من الأتراك ورغبه فِي أَن يسير مَعَه إِلَى مصر فَقَالَ كَيفَ أقيم فِي زَاوِيَة من الدُّنْيَا وأترك الْعرَاق متوسطة الدُّنْيَا وسرتها ومقر الْخلَافَة وينبوعها وَلما خلا بخواصه قَالُوا لَهُ الرَّأْي أَن تسير مَعَه إِلَى مصر لتستريح من هَؤُلَاءِ الَّذين يحكمون عَلَيْك فَقَالَ كَيفَ يحسن فِي رَأْيكُمْ أَنا نتمكن من حَاشِيَة غَرِيبَة منا عرية عَن إحساسنا الوافر إِلَيْهَا وَقد رَأَيْتُمْ أَن خواصنا الَّذين هم بِرَأْي الْعين منا ومستغرقون فِي إحساننا لما تحكموا فِي دولتنا ووجدوا لَهُم علينا مقدرَة كَيفَ عاملونا فَكيف يكون حَالنَا فِي ديار قوم إِنَّمَا يرَوْنَ أَنهم خلصونا مِمَّا نزل بِنَا ثمَّ سَار حَتَّى قدم بغداذ بعد أَن خاطبه توزون أَمِير الأتراك وَحلف لَهُ أَن لَا يغدر بِهِ وزينت لَهُ بغداذ زِينَة يضْرب بهَا الْمثل وَضربت لَهُ القباب العجيبة فِي طَرِيقه فَلَمَّا وصل إِلَى السندية على نهر عِيسَى قبض عَلَيْهِ توزون وسمله وَبَايع المستكفي من سَاعَته وَدخل بغداذ فِي تِلْكَ الزِّينَة فَكثر تعجب النَّاس من ذَلِك وفال المتقي لله فِي ذَلِك (كحلونا وَمَا شكو ... نَا إِلَيْهِم من الرمد) (ثمَّ عاثوا بِنَا ونح ... ن أسود وهم نقد) (كَيفَ يغتر من أقِم ... نَا وَفِي درستنا قعد)

البغداذي

3 - (البغداذي) إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث البغداذي نزيل نيسابور روى عَنهُ البُخَارِيّ وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (النيلي) إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج النيلي الشَّامي روى عَنهُ النَّسَائِيّ بِوَاسِطَة ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْعلوِي) ) إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ روى عَن أَبِيه وَهُوَ أَخُو عبد الله بن الْحسن خرج من بَيته جمَاعَة وطلبوا الْأَمر وَجَرت لَهُم أُمُور وَسَيَأْتِي ذكرهم كل وَاحِد فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى توفّي بعد الْعشْرين وَالْمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (المخرمي الدِّمَشْقِي الْمسند) إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن بن صَدَقَة بن إِبْرَاهِيم البغداذي الْمسند الْمُقْرِئ المعمر شرف الدّين أَبُو إِسْحَاق المخرمي الدِّمَشْقِي ولد سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَسبع مائَة وَسمع من ابْن اللتي وَأبي نصر ابْن عَسَاكِر وَأبي الْحسن ابْن المقير ومكرم بن أبي الصَّقْر وجعفر الهمذاني وَأَجَازَ لَهُ ابْن الصَّباح والناصح وَأَبُو الْوَفَاء مَحْمُود بن مندة تفرد وروى الْكثير وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق خيرا ويؤم فِي مَسْجِد ويقرئ الصغار وَله حَلقَة سمع عَلَيْهِ شمس الدّين بكفربطنا 3 - (قَاضِي تونس) إِبْرَاهِيم بن حسن بن عَليّ بن عبد الرفيع الربعِي الْمَالِكِي الْحَاكِم بتونس ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وتوفِّي رَحمَه الله سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَألف أَرْبَعِينَ حَدِيثا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين اسْتَفَدْت مِنْهَا وَاخْتصرَ التَّفْرِيع لِابْنِ الْجلاب سَمَّاهُ السهل البديع وَعمر دهراً ذكر أَنه سمع من مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الرعيني سنة خمس وَخمسين كتاب البُخَارِيّ عَن أبي مُحَمَّد ابْن أَسد عَن ابْن السكن وَذكر أَنه سمع الْمُوَطَّأ كُله عَن

الحصني الحموي الشافعي

ابْن حوط الله عَن أبي عبد الله ابْن زرقون قَالَ وَسمعت أَرْبَعِينَ السلَفِي بِقِرَاءَتِي سنة ثَمَان وَخمسين على الْفَقِيه عُثْمَان بن سُفْيَان التَّمِيمِي عَن الْحَافِظ ابْن الْفضل عَنهُ وَسمعت مقامات الحريري عَلَيْهِ وَابْن جُبَير عَن الخشوعي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت وَفَاة ابْن عبد الرفيع بِخَط ابْن المطري سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَذكر أَنه كتب إِلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ وَخَلفه فِي الْعلم وَالْقَضَاء الْعَلامَة أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد السَّلَام صَاحب شرح الْمُخْتَصر فِي الْفِقْه لِابْنِ الْحَاجِب 3 - (الحصني الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن طَاهِر أَبُو طَاهِر الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بالحصني الشَّافِعِي كَانَ فَاضلا دينا خيرا حسن السِّيرَة سكن دمشق وتفقه ببغداذ سمع ببغداذ أَبَا عَليّ ابْن نَبهَان الْكَاتِب وَأَبا طَالب الزَّيْنَبِي وَأَبا عَليّ ابْن الْمهْدي وَكتب عَنهُ أَبُو سعيد السَّمْعَانِيّ وَسمع مِنْهُ بِدِمَشْق وَقَالَ ولد فِي) ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة قلت وَقد روى وَاقعَة جرت لنُور الدّين الشَّهِيد رَحمَه الله يَأْتِي ذكرهَا فِي تَرْجمهُ نور الدّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الرُّؤَاسِي) إِبْرَاهِيم بن حميد الرُّؤَاسِي الْكُوفِي ثِقَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَة 3 - (أَبُو ثَوْر صَاحب الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن خَالِد بن أبي الْيَمَان أَبُو ثَوْر الْكَلْبِيّ الْفَقِيه البغداذي صَاحب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ ناقل الْأَقْوَال الْقَدِيمَة عَنهُ كَانَ أحد الْأَعْلَام الثِّقَات الْمَأْمُون لَهُ فِي الْمَذْهَب الْكتب المصنفة فِي الْأَحْكَام جمع فِيهَا بَين الحَدِيث وَالْفِقْه وَكَانَ مبدأ اشْتِغَاله بِمذهب أهل الرَّأْي حَتَّى قدم الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ إِلَى الْعرَاق فَاخْتلف إِلَيْهِ وَاتبعهُ ورفض مذْهبه الأول وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ ببغداذ وَدفن بمقبرة بَاب الْكَنَائِس رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (بطيطي الْحَافِظ) إِبْرَاهِيم بن خَالِد الْحَافِظ الْمَعْرُوف ببطيطي توفّي رَحمَه الله تَعَالَى قبل الْخمسين والمائتين 3 - (نجيب الدّين الادمي) إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن عبد الله نجيب الدّين الدِّمَشْقِي الادمي أَخُو شمس الدّين يُوسُف بن خَلِيل الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ ولد يَوْم الْفطر

جمال الدين العسقلاني المقرئ

سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة لِأَنَّهُ عدم فِي نوبَة التتار حدث بِدِمَشْق وحلب وَكَانَ صَحِيح السماع 3 - (جمال الدّين الْعَسْقَلَانِي الْمُقْرِئ) إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن ظافر بن ربيعَة الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو إِسْحَاق الْعَسْقَلَانِي الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة وَدفن بتربة شَيْخه السخاوي بقاسيون سمع من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي ومكرم والسخاوي وَابْن الجميزي وَالْفَخْر الإربلي وَطَائِفَة وَقَرَأَ على السخاوي وَانْقطع إِلَيْهِ ولازمه ثَمَانِيَة أَعْوَام وأفرد عَلَيْهِ وَجمع للسبعة وَسبع ختم وَأخذ عَنهُ علما كثيرا من التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأَدب ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَكتب وَقَرَأَ الْكتب الْكَثِيرَة على التقى اليلداني وطبقته وَكَانَ يقْرَأ) الحَدِيث بالفاضلية ثمَّ إِنَّه عَاد شيخها وَولي مشيخة تربة أم الصَّالح بعد الْعِمَاد الْموصِلِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة مِنْهُم الْجمال البدوي وَالشَّيْخ مُحَمَّد الْمصْرِيّ وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَسمع مِنْهُ البرزالي والطلبة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكُنَّا جمَاعَة نجمع عَلَيْهِ فِي بَيته وصلت فِي الْجمع عَلَيْهِ إِلَى آخر الْقَصَص وَأَجَازَ لي جَمِيع مَا يجوز لَهُ رِوَايَته 3 - (الْحَافِظ سيفنة) إِبْرَاهِيم بن ديزيل الْكسَائي الهمذاني الْحَافِظ الملقب بِدَابَّة عَفَّان للزومه إِيَّاه وَيعرف بسيفنة بِالسِّين وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَالْفَاء وَالنُّون الْمُشَدّدَة وَبعدهَا هَاء وَهُوَ اسْم طَائِر بِمصْر لَا يَقع على شَجَرَة إِلَّا أكل وَرقهَا وَلَا يفارقها وَكَذَلِكَ كَانَ إِبْرَاهِيم لَا يقدم على شيخ ويفارقه إِلَّا بعد أَن يكْتب جَمِيع حَدِيثه سمع بالحجاز وَالشَّام ومصر وَالْعراق وَالْجِبَال وروى عَنهُ جمَاعَة من الْكِبَار قَالَ إِذا كَانَ كتابي بيَدي وَأحمد بن حَنْبَل عَن يَمِيني وَابْن معِين عَن يساري لَا أُبَالِي يَعْنِي بضبطه وجودة كتبه وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو حَكِيم الْحَنْبَلِيّ) إِبْرَاهِيم بن دِينَار بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن حَامِد بن إِبْرَاهِيم النهرواني أَبُو حَكِيم الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ قَالَ ابْن النجار أحد أَئِمَّة الدّين الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ والورع والحلم وَالصَّبْر والتواضع قَرَأَ الْفِقْه على أبي سعد ابْن حَمْزَة صَاحب أبي الْخطاب الكلوذاني حَتَّى برع فِيهِ وَصَارَت لَهُ معرفَة تَامَّة بالفقه وَالْخلاف والفرائض وَأَنْشَأَ مدرسة بِبَاب الأزج من مَاله وَانْقطع فِيهَا مستغلاً بنشر الْعلم وَكَانَ يخيط للنَّاس ثِيَاب الخام وَيَأْكُل من كسب يَده وَيَأْخُذ أُجْرَة الْقَمِيص حبتين وَلَا يزِيد على ذَلِك وَلَا يقبل لأحد صلَة وحكاياته مَشْهُورَة فِي عدم غَضَبه وَصَبره على خدمَة الْفُقَرَاء والعجائز والأرامل والزمنى سمع الحَدِيث من أبي الْحسن عليّ بن مُحَمَّد بن العلاف وَأبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان وَأبي عُثْمَان ابْن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ وَأبي طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف

الزجاج النحوي

وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهمَا وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة إِبْرَاهِيم بن رضوَان بن تتش بن ألب رسْلَان شمس الْمُلُوك أَبُو نصر نزل على حلب محاصراً لَهَا وَمَعَهُ الْأَمِير دبيس بن صَدَقَة وبغدوين ملك الفرنج سنة ثَمَانِي عشرَة وَخمْس مائَة وَفِي) سنة إِحْدَى وَعشْرين قدم إِلَى حلب أَيْضا فملكها ودخلها وفرحوا بِهِ وَنَادَوْا بشعاره ثمَّ إِن الأتابك زنكي أعطَاهُ نَصِيبين فملكها إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (الزّجاج النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن السّري بن سهل أَبُو إِسْحَاق الزّجاج النَّحْوِيّ قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أهل الدّين وَالْفضل حسن الِاعْتِقَاد جميل الْمَذْهَب وَله مصنفات حسان فِي الْأَدَب توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَلَاث مائَة وَهُوَ أستاذ أبي عَليّ الْفَارِسِي قَالَ كنت أخرط الزّجاج فاشتهيت النَّحْو فلزمت الْمبرد وَكَانَ لَا يعلم إِلَّا بِأُجْرَة فَقَالَ لي أَي شَيْء صناعتك قلت أخرط الزّجاج وكسبي كل يَوْم دِرْهَم ودانقان أَو دِرْهَم وَنصف وَأُرِيد أَن تبالغ فِي تعليمي وَأَنا أُعْطِيك كل يَوْم درهما وألتزم بذلك أبدا إِلَى أَن يفرق الْمَوْت بَيْننَا اسْتَغْنَيْت عَن التَّعْلِيم أَو احتجت إِلَيْهِ فَكَانَ ينصحني فِي التَّعْلِيم حَتَّى استقللت وَأَنا أعْطِيه الدِّرْهَم كل يَوْم فَجَاءَهُ كتاب من بعض بني مارقة من الصراة يَلْتَمِسُونَ نحوياً لأولادهم فَقلت لَهُ أسمني لَهُم فأسماني فَخرجت فَكنت أعلمهم وأنفذ إِلَيْهِ كل شهر ثَلَاثِينَ درهما وأزيده مَا أقدر عَلَيْهِ وَمَضَت مُدَّة فَطلب مِنْهُ عبيد الله بن سُلَيْمَان مؤدباً لِابْنِهِ الْقَاسِم فَقَالَ لَا أعرف إِلَّا رجلا زجاجاً بالصراة مَعَ بني مارقة فَكتب إِلَيْهِم فأحضرني وَأسلم إِلَيّ الْقَاسِم فَكَانَ ذَلِك سَبَب غنائي فَكنت أعطي الْمبرد ذَلِك الدِّرْهَم إِلَى أَن مَاتَ وَلَا أخليه من التفقد بِحَسب طاقتي فَكنت أَقُول للقاسم بن عبيد الله إِن بلغك الله الوزارة مَاذَا تصنع بِي فَيَقُول مَا أَحْبَبْت فَأَقُول لَهُ تُعْطِينِي عشْرين ألف دِينَار وَكَانَت غَايَة أمنيتين فَلَمَّا ولي الْقَاسِم الوزارة وَأَنا نديمة وملازمة هِبته أَن أذكرهُ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث من وزارته قَالَ لي يَا أَبَا إِسْحَاق لم أرك تذكرني بِالنذرِ فَقلت عولت على رِعَايَة الْوَزير فَقَالَ لي إِنَّه المعتضد ولولاه مَا تعاظمني دفع ذَلِك إِلَيْك فِي مَكَان وَاحِد وَلَكِنِّي أَخَاف أَن يصير لي مَعَه حَدِيث فِي ذَلِك فاسمح بِأَخْذِهِ مُتَفَرقًا فَقلت يَا سَيِّدي أفعل فَقَالَ اجْلِسْ للنَّاس وَخذ رقاعهم فِي الْحَوَائِج الْكِبَار واستعجل عَلَيْهَا وَلَا تمْتَنع من مَسْأَلَتي شَيْئا تخاطب فِيهِ صَحِيحا كَانَ أَو محالاً إِلَى

ابن سعدان المؤدب

أَن تحصل لَك مَال النّذر فَكنت أعرض عَلَيْهِ كل يَوْم رِقَاعًا فيوقع لي فِيهَا وَرُبمَا قَالَ كم ضمن لَك على هَذَا فَأَقُول كَذَا وَكَذَا فَيَقُول غبنت هَذَا يُسَاوِي كَذَا وَكَذَا ارْجع فاستزد فأراجع الْقَوْم وَلَا أَزَال أماكسهم حَتَّى أبلغ الْحَد الَّذِي رسمه فَحصل عِنْدِي عشرُون ألف دِينَار) وَأكْثر فِي مديدة فَقَالَ لي بعد شهور يَا أَبَا إِسْحَاق حصل مَال الذَّر فَقلت لَا فَسكت وَكنت أعرض عَلَيْهِ ويسألني فِي كل شهر وَنَحْوه حصل المَال فَأَقُول لَا خوفًا من انْقِطَاع الْكسْب إِلَى أَن حصل لي ضعف ذَلِك فَسَأَلَنِي يَوْمًا فَاسْتَحْيَيْت من الْكَذِب الْمُتَّصِل فَقلت قد حصل ذَلِك ببركة الْوَزير فَقَالَ فرجت وَالله عني وَقد كنت مَشْغُول الْقلب إِلَى أَن يحصل لَك ثمَّ وَقع لي إِلَى خازنه بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار صلَة فأخذتها وامتنعت عَن أَن أعرض عَلَيْهِ شَيْئا فَلَمَّا كتم من الْغَد جِئْت وَجَلَست على رسمي فَأَوْمأ إِلَيّ أَن هَات مَا مَعَك فَقلت مَا أخذت من أحد شَيْئا لِأَن النّذر حصل فَقَالَ يَا سُبْحَانَ الله أَترَانِي أقطع عَنْك شَيْئا قد صَار لَك عَادَة وَعلمه النَّاس وَصَارَت لَك بِهِ وجاهة ومنزلة وَلِلنَّاسِ غدو ورواح إِلَى بابك وَلَا يعلم السَّبَب فيظن ذَلِك لضعف جاهك عِنْدِي اعْرِض عَليّ على رسمك وَخذ بِلَا حِسَاب فَقبلت يَده وباكرت إِلَيْهِ بالرقاع وَلم أزل كَذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وَمن تصانيف الزّجاج المؤاخذات على الفصيح لثعلب كتاب الِاشْتِقَاق كتاب القوافي كتاب الْعرُوض كتاب الْفرق كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب خلق الْفرس كتاب مُخْتَصر فِي النَّحْو كتاب فعلت وأفعلت كتاب مَا ينْصَرف وَمَا لَا ينْصَرف كتاب شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ كتاب النَّوَادِر كتاب مَعَاني الْقُرْآن وَكتاب مَا فسر من جَامع الْمنطق كتاب الأنواء وَقَالَ ياقوت الْحَمَوِيّ قَالَ ابْن بَشرَان كَانَ أَبُو إِسْحَاق الزّجاج ينزل بالجانب الغربي من بغداذ بالموضع الْمَعْرُوف بالدويرة وأنشدت لَهُ (قعودي لَا يرد الرزق عني ... وَلَا يُدْنِيه إِن لم يقْض شيُّ) (قعدت فقد أَتَانِي فِي قعودي ... وسرت فعافني وَالسير لي) (فَلَمَّا أَن رَأَيْت الْقَصْد أدنى ... إِلَى رشدي وَأَن الْحِرْص غي) (تركت لمدلج دلج اللَّيَالِي ... ولي ظلّ أعيش بِهِ وَفِي) وَقد ذكر ياقوت فِي تَارِيخ الأدباء لَهُ سَبَب اتِّصَال الزّجاج فِيمَا بعد المعتضد 3 - (ابْن سَعْدَان الْمُؤَدب) إِبْرَاهِيم بن سَعْدَان بن حَمْزَة الشَّيْبَانِيّ الْمُؤَدب كَانَ أَبُو الْحسن الْعَنزي كثير الرِّوَايَة عَنهُ يروي الْأَخْبَار عَنهُ ومستحسن الْأَشْعَار وَكَانَ إِبْرَاهِيم يُؤَدب الْمُؤَيد وَكَانَ ذَا منزلَة عِنْده قَالَ ياقوت وَحدث المرزباني فِيمَا رَفعه إِلَى أبي إِسْحَاق الطلحي أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسان فِي حمَار) إِبْرَاهِيم بن سَعْدَان

ابن سعد

(أَلا أَيهَا العير الْمصرف لَونه ... بلونين فِي قر الشتَاء وَفِي الصَّيف) (هَلُمَّ وقاك الله من كل آفَة ... إِلَى مجد مَوْلَاك الشفوق على الضَّيْف) وَقَالَ إِبْرَاهِيم حرفان فيهمَا أَربع وَعِشْرُونَ نقطة لَا يعرف مثلهمَا حَكَاهُمَا أَبُو الْحسن اللحياني تتقتقت أَي صعدت فِي الْجَبَل وتبشبشت من البشاشة وحرف فِي الْقُرْآن هجاؤه عشرَة أحرف مُتَّصِلَة لَيْسَ فِي الْقُرْآن مثله ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض وَحدث المرزباني عَن الصولي عَن أبي العيناء قَالَ قَالَ المتَوَكل بَلغنِي أَنَّك رَافِضِي فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَكَيف أكون رَافِضِيًّا وبلدي الْبَصْرَة ومنشأي مَسْجِد جَامعهَا وأستاذي الْأَصْمَعِي وجيراني باهلة وَلَيْسَ يَخْلُو النَّاس من طلب دين أَو دنيا فَإِن أَرَادوا دينا فقد أجمع الْمُسلمُونَ على تَقْدِيم من أخروا وَتَأْخِير من قدمُوا وَإِن أَرَادوا دينا فَأَنت وآباؤك أُمَرَاء الْمُؤمنِينَ وَلَا دين إِلَّا بك وَلَا دنيا إِلَّا مَعَك أَبوك مستنزل الْغَيْث وَفِي يَديك خَزَائِن الأَرْض وَأَنا مَوْلَاك فَقَالَ ابْن سَعْدَان زعم ذَلِك فِيك قَالَ فَقلت وَمن ابْن سَعْدَان وَالله مَا يفرق ذَلِك بَين الإِمَام وَالْمَأْمُوم وَالتَّابِع والمتبوع إِنَّمَا ذَلِك حَامِل درة ومعلم صبية وآخذ على كتاب الله أُجْرَة فَقَالَ لَا تفعل إِنَّه مؤدب الْمُؤَيد فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّه لم يؤدبه حسبَة وَإِنَّمَا أدبه بِأُجْرَة فَإِذا أَعْطيته حَقه فقد قضيت ذمامه فَقَامَ ابْن سَعْدَان فَقَالَ يَا أَبَا العيناء لَا وَالله مَا صدق يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي شَيْء مِمَّا حَكَاهُ عني ثمَّ أقبل على المتَوَكل فَقَالَ أَي شَيْء أسهل عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من أَن يَنْقَضِي مجلسك على مَا تحب ثمَّ يخرج هَذَا فتقطعني قَالَ فَضَحِك المتَوَكل 3 - (ابْن سعد) إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الْمدنِي كَانَ من الْعلمَاء الثِّقَات ولي قَضَاء الْمَدِينَة وَكَانَ أَبوهُ قاضيها وَكَانَ إِبْرَاهِيم أسود اللَّوْن قدم بغداذ فَأكْرمه الرشيد وَأظْهر بره وَسُئِلَ عَن الْغناء فَأفْتى بتحليله وَأَتَاهُ بعض أَصْحَاب الحَدِيث ليسمع مِنْهُ فَسَمعهُ يتَغَنَّى فَقَالَ لقد كنت حَرِيصًا على أَن أسمع مِنْك فَأَما الْآن فَلَا أسمع مِنْك فَقَالَ إِذا لَا أفقد إِلَّا شخصك وَعلي وَعلي إِن حدثت ببغداذ حَدِيثا حَتَّى أُغني قبله وشاعت عَنهُ هَذِه ببغداذ وَبَلغت الرشيد فَدَعَا بِهِ وَسَأَلَهُ عَن حَدِيث المخزومية الَّتِي قطعهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّرقَة فَدَعَا بِعُود فَقَالَ الرشيد أَعُود البخور فَقَالَ لَا وَلَكِن عود الطَّرب فَتَبَسَّمَ ففهمها) إِبْرَاهِيم بن

ابن جماعة

سعد فَقَالَ لَعَلَّك بلغك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَدِيث السَّفِيه الَّذِي آذَانِي بالْأَمْس وألجأني إِلَى أَن حَلَفت قَالَ نعم ودعا لَهُ بِعُود فغناه (يَا أم طَلْحَة إِن الْبَين قد أزفا ... قل الثواء لَئِن كَانَ الرحيل غَدا) فَقَالَ لَهُ الرشيد من كَانَ من فقهائكم يكره السماع قَالَ من ربطه الله قَالَ فَهَل بلغك عَن مَالك فِي هَذَا شَيْء قَالَ أَخْبرنِي أبي أَنهم اجْتَمعُوا فِي بني يَرْبُوع فِي مدعاة وهم يَوْمئِذٍ جلة وَمَعَهُمْ دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون وَمَعَ مَالك دف مربع وَهُوَ يغنيهم (سليمى أَجمعت بَينا ... فَأَيْنَ لقاؤها أَيّنَا) الأبيات الثَّلَاثَة فَضَحِك الرشيد وَوَصله بِمَال رَوَاهَا غير وَاحِد عَن أبي بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق الصفار وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (ابْن جمَاعَة) إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر الزَّاهِد العابد أَبُو إِسْحَاق الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ شيخ البيانية بحماة كَانَ صَالحا خيرا كثير الذّكر سلفي المعتقد روى عَنهُ وَلَده قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد بن جمَاعَة وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين خرج من حماة وودع أَهله وَقَالَ أذهب فأموت بالقدس فَكَانَ ذَلِك كَمَا قَالَ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم النَّحْر سنة خمس وَسبعين وست مائَة إِبْرَاهِيم بن سعيد بن مُحَمَّد بن الْكُمَيْت أَبُو إِسْحَاق الفارقي روى ببغداذ شَيْئا من شعره وَسمع بهَا صَحِيح البُخَارِيّ من أبي الْوَقْت وتفقه بالنظامية روى عَنهُ القَاضِي أَبُو البركات الْموصِلِي فِي مشيخته وَذكر أَنه سمع مِنْهُ ببغداذ سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة أورد لَهُ ابْن النجار (وأكحل الطّرف ممشوق القوام صبا ... إِلَيْهِ قلبِي وآلى لَا يُفَارِقهُ) (أهابه أَن أمد الطّرف أبصره ... شوقاً إِلَيْهِ وَلَكِنِّي أسارقه) (وَكلما ازددت وجدا صحت لَا عجبا ... إِن مَاتَ من حب هَذَا الظبي عاشقه) قلت أحسن من هَذَا قَول الآخر (لَئِن تلف المضنى عَلَيْك صبَابَة ... بِحَق لَهُ وَالله ذَاك ويعذر) رَجَعَ إِلَى قَول ابْن الْكُمَيْت (تجمع الْحسن وَالْإِحْسَان فِيهِ فَمَا ... لَهُ نَظِير تَعَالَى الله خالقه)

الحافظ الجوهري

) (فالبدر طلعته وَاللَّيْل طرته ... وروضة الْحزن من حزوى خلائقه) وَأورد لَهُ أَيْضا (ظَبْي أغن لَهُ فِي طرفه مرض ... تلوح شمس الضُّحَى من تَحت طرته) (يَهْتَز كالغصن إِلَّا أَنه بشر ... قد صاغه الله فَردا فِي ملاحته) (إِذا تثنى رَأَيْت الْبَدْر فِي فلك ... من جيبه والثريا فَوق جَبهته) (أَهْوى هَوَاهُ ولي نفس معذبة ... تذوب شوقاً إِلَى تَقْبِيل وفرته) قلت شعر منحط 3 - (الْحَافِظ الْجَوْهَرِي) إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي أَبُو إِسْحَاق الْحَافِظ بغداذي حَافظ صَاحب حَدِيث روى عَنهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَكَانَ ثِقَة ثبتاً صنف الْمسند وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الرِّفَاعِي الضَّرِير) إِبْرَاهِيم بن سعيد بن الطّيب أَبُو إِسْحَاق الرِّفَاعِي الضَّرِير قدم وَاسِط صَبيا فَدخل الْجَامِع وَهُوَ ذُو فاقة فَأتى حلقه عبد الْغفار الحصيني فتلقن الْقُرْآن وَكَانَ معاشه من أهل الْحلقَة ثمَّ أصعد إِلَى بغداذ فصحب أَبَا سعيد السيرافي وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَسمع مِنْهُ كتب اللُّغَة والدواوين وَعَاد إِلَى وَاسِط وَقد مَاتَ عبد الْغفار فَجَلَسَ يقرئ النَّاس فِي الْجَامِع وَنزل فِي الزيدية من وَاسِط وَهُنَاكَ يكون الرافضة والعلويين فنسب إِلَى مَذْهَبهم ومقت وجفاه النَّاس وَكَانَ شَاعِرًا أورد لَهُ ياقوت (وأحبه ماكنت أَحسب أنني ... أبلى ببينهم فبنت وبانوا) (نأت الْمسَافَة فالتذكر حظهم ... مني وحظي مِنْهُم النسْيَان) وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبع مائَة وَدفن مَعَ غرُوب الشَّمْس وَلم يكن مَعَه إِلَّا اثْنَان وكادا يقتلان وَكَانَ غَايَة فِي الْعلم وَمن غَد ذَلِك النَّهَار توفّي رجل من حَشْو الْعَامَّة فأغلقت الْبَلدة من أَجله

الحبال الحافظ

3 - (الحبال الْحَافِظ) إِبْرَاهِيم بن سعيد بن عبد الله الْحَافِظ أَبُو إِسْحَاق الحبال النعماني مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ سمع من الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ سنة سبع وَأَرْبع مائَة وروى عَن جمَاعَة وروى عَنهُ ابْن مَاكُولَا والخطيب) وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة إِبْرَاهِيم بن سعيد بن يحيى بن مُحَمَّد بن الخشاب القَاضِي الرئيس أَبُو طَاهِر الْحلَبِي كَانَ من أَعْيَان الحلبيين وكبرائهم وَكَانَ فَاضلا أديباً شَاعِرًا منشئاً لَهُ النثر وَالنّظم وَله نظر فِي الْعُلُوم إِلَّا أَنه كَانَ من أجلاء الشِّيعَة المعروفين وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق ظريفاً مطبوعاً توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (الزيَادي النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان الزيَادي كَانَ نحوياً لغوياً راويةً قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على سِيبَوَيْهٍ رَحمَه الله وَلم يتمه وروى عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عُبَيْدَة ونظرائهم وَكَانَ شَاعِرًا وَكَانَ يشبه بالأصمعي فِي معرفَة الشّعْر ومعانيه وَكَانَ فِيهِ دعابة ومزاح وَمن شعره (قد خرج الهجر على الْوَصْل ... وَانْقطع الْحَبل من الْحَبل) (ودبق الهجر جنَاح الْهوى ... وانفلت الْوَصْل من الْبُخْل) (فليت ذَا الهجر قبيل الْهوى ... ليسلم الْوَصْل من الْقَتْل) وَفِيه يَقُول الجماز يهجوه (لَيْسَ بِكَذَّابٍ وَلَا آثم ... من قَالَ إِبْرَاهِيم مَلْعُون) (حكم رَسُول الله فِي جده ... مَا ناله إِلَّا الملاعين) (وَبعد هَذَا كُله إِنَّه ... يُعجبهُ القثاء والتين) وَقَالَ الزيَادي فِي جَارِيَة سَوْدَاء (أَلا حبذا حبذا حبذا ... حبيب تحملت فِيهِ الْأَذَى) (وَيَا حبذا برد أنيابه ... إِذا اللَّيْل أظلم واجلوذا) وَمن تصانيفه كتاب النقط والشكل كتاب الْأَمْثَال كتاب تنميق الْأَخْبَار كتاب أَسمَاء الرِّيَاح والأمطار شرح نكت كتاب سِيبَوَيْهٍ وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ فِي أَيَّام المستعين 3 - (ابْن النجار الْكَاتِب) إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن خَليفَة جمال الدّين ابْن النجار الْقرشِي الدِّمَشْقِي المجود ولد بِدِمَشْق سنة تسعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين

الورديسي الضرير

وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَحدث وَكتب فِي الإجازات وَكتب عَلَيْهِ أَبنَاء الْبَلَد وَكَانَ الشهَاب غَازِي المجود الْآتِي ذكره) فِي حرف الْغَيْن مَكَانَهُ من أَصْحَابه وَله نظم وأدب وسافر إِلَى حلب وبغداذ وَكتب للأمجد صَاحب بعلبك وسافر إِلَى الاسكندرية وَتَوَلَّى الإشراف بهَا وَسمع بِدِمَشْق من التَّاج الْكِنْدِيّ وَغَيره وَمن شعره مَا قَالَه فِي أسود شائب (يَا رب أسود شائب أبصرته ... وَكَأن عَيْنَيْهِ لظى وقاد) (فحسبته فحماً بَدَت فِي بعضه ... نَار وَبَاقِيه عَلَيْهِ رماد) قَالَت قَالَ وقاد وَالْأَصْل وقادة لِأَنَّهُ صفة للظى وَهِي مُؤَنّثَة قَالَ الله تَعَالَى إِنَّهَا لظى نزاعة للشوى وَلكنه ذكره حملا على الْمَعْنى لِأَنَّهُ الْمَعْنى جمر وقاد كَمَا فِي قَول الشَّاعِر وَلَا أَرض أبقل ابقالها وَهُوَ مَشْهُور وَقَالَ أَيْضا (مَا لهذي الْعُيُون قاتلها الل ... هـ تسمى لواحظاً وَهِي نبل) (وَلِهَذَا الَّذِي يسمونه العش ... ق مجَازًا وَفِي الْحَقِيقَة قتل) (ولقلبي يَقُول أسلو فَإِن قل ... ت نعم قَالَ لست وَالله أسلو) وَقَالَ أَيْضا (ومغرم بالبدال قلت لَهُ ... يَا وَلَدي قد وَقعت فِي التَّعَب) (طوراً على الراحتين منبطحاً ... وَتارَة جاثياً على الركب) (دخل وَخرج وَلَيْسَ بَينهمَا ... فِي الْيَد من فضَّة وَلَا ذهب) (أيسر مَا فِيهِ أَن مسلكه ... تأمن فِيهِ من عين مرتقب) (وَعِنْدنَا قهوة مُعتقة ... كَأَن فِي كأسها سنا لَهب) (وَمن بَنَات القيان مخطفة ... تغار مِنْهَا الأغصان فِي الكثب) (ومطرب يحسن الْغناء لنا ... إِن كنت مِمَّن يَقُول بالطرب) (وَلست تَخْلُو مَعَ كل ذَلِك من ... عَمُود أير كالزند منتصب) (يَنْطَح نطح الكباش مُتَّصِلا ... بطول رهز كالخرز فِي الْقرب) وَقَالَ أَيْضا (لقد نَبتَت فِي صحن خدك لحية ... تأنق فِيهَا صانع الْإِنْس وَالْجِنّ) (وَمَا كنت مُحْتَاجا إِلَى حسن نبتها ... وَلكنهَا زادتك حسنا إِلَى حسن) ) 3 - (الورديسي الضَّرِير) إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن رزق الله بن سُلَيْمَان بن عبد الله الورديسي

مستملي ابن سماعة

أَبُو الْفرج الضَّرِير ولد بورديس قَرْيَة عِنْد إسكاف وَدخل بغداذ فِي صباه وَسمع أَبَا الْخطاب نصر بن البطر ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَأحمد ابْن خيرون وَأحمد بن الْحسن الكرجي وَأحمد بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف وَأَبا الفوارس طراد بن مُحَمَّد بن الزَّيْنَبِي وَغَيرهم قَالَ ابْن النجار كَانَ فهما حَافِظًا لأسماء الرِّجَال روى عَنهُ شَيخنَا ابْن بوش وَقَالَ أَخْبرنِي الْحَاتِمِي قَالَ أَنا السَّمْعَانِيّ قَالَ أَبُو الْفرج الورديسي شيخ ثِقَة حسن السِّيرَة يفهم الحَدِيث سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَله أصُول توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 3 - (مستملي ابْن سَمَّاعَة) إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْجِرْجَانِيّ مستملي ابْن سَمَّاعَة قَالَ ابْن النجار ذكر أَحْمد بن طَاهِر أَنه تقلد الْقَضَاء بسر من رأى للمتوكل على الله وَجلسَ لِلنِّصْفِ من صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وعزله بَاقِي السّنة وقلد قَضَاء الْقُضَاة جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي 3 - (الْمُؤَدب) إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان أَبُو إِسْمَاعِيل الْمُؤَدب البغداذي كَانَ يُؤَدب أَوْلَاد الْوَزير ابْن عبيد الله قَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة رَأَيْت ابْن حَنْبَل يكْتب أَحَادِيثه بنزول قَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وروى لَهُ ابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة آخر الْجُزْء الْخَامِس من كتاب الوافي بالوفيات ويتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى إِبْرَاهِيم بن سهل الإشبيلي الإسرائيلي وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين

الجزء 6

(الْجُزْء السَّادِس) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) 3 - (الإشبيلي الإسرائيلي) إِبْرَاهِيم بن سهل الإسرائيلي قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم كَانَ من الأدباء الأذكياء الشُّعَرَاء مَاتَ غريقاً مَعَ ابْن خلاص وَالِي سبتة فِي الْغُرَاب الَّذِي غرق بهم فِي قدومهم إِلَى إفريقية مَعَ أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن عَليّ الغريغر قبل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست مائَة انْتهى قلت وَقيل إِنَّه توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة وَلما مَاتَ أثكل ابْن خلاص بِهِ واخترم فِي نَحْو الْأَرْبَعين أَو فَوْقهَا بِقَلِيل كَمَا أخبر وَذكر أَنه أسلم وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ كتب الْآدَاب بالمغرب والأندلس ثمَّ إِنَّه كتب لِابْنِ خلاص بسبتة فَكَانَ من أمره مَا كَانَ أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ هُوَ ابْن سهل الإشبيلي الإسلامي أديب ماهر دون شعره فِي مُجَلد وَكَانَ يَهُودِيّا فَأسلم وَله قصيدة يمدح بهَا سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن يسلم وَأكْثر شعره فِي صبي يَهُودِيّ اسْمه مُوسَى كَانَ يهواه وَكَانَ يقْرَأ مَعَ الْمُسلمين قلت وَالْقَصِيدَة النَّبَوِيَّة عَيْنِيَّة ذكرهَا ابْن الْأَبَّار فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور وَمَا زَالَ ابْن سهل هَذَا يخْتَلط مَعَ الْمُسلمين ويخالطهم إِلَى أَن اسْلَمْ توفّي شَهِيدا بِالْغَرَقِ رَحمَه الله أَخْبرنِي قَاضِي الْجَمَاعَة بالأندلس أَبُو بكر مُحَمَّد بن أبي نصر بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الإشبيلي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيم بن سهل يهوى يَهُودِيّا اسْمه مُوسَى فَتَركه وهوي شَابًّا اسْمه مُحَمَّد فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَأَنْشد (تركت هوى مُوسَى لحب مُحَمَّد ... وَلَوْلَا هدى الرَّحْمَن مَا كنت أهتدي) (وَمَا عَن قلى مني تركت وَإِنَّمَا ... شَرِيعَة مُوسَى عطلت بِمُحَمد)

وَأخْبرنَا قَاضِي الْقُضَاة الْمَذْكُور قَالَ نظم الْهَيْثَم قصيدة يمدح بهَا المتَوَكل على الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن هود ملك الأندلس وَكَانَت أَعْلَامه سُودًا لِأَنَّهُ كَانَ بَايع الْخَلِيفَة ببغداذ وَقدم عَلَيْهِ من بغداذ بالتولية وَالْولَايَة والنيابة وَلَا يعلم أَن أحدا قطّ بَايع بالأندلس لعباسي مُنْذُ افتتحت وَإِلَى الْيَوْم فَوقف إِبْرَاهِيم بن سهل على قصيدة الْهَيْثَم وَهُوَ ينشدها لبَعض أَصْحَابه وَكَانَ إِبْرَاهِيم إِذْ ذَاك صَغِيرا فَقَالَ إِبْرَاهِيم للهيثم زد بَين الْبَيْت الْفُلَانِيّ وَالْبَيْت الْفُلَانِيّ (أَعْلَامه السود إعلامٌ بسؤدده ... كأنهن بخد الْملك خيلان) فَقَالَ الْهَيْثَم هَذَا الْبَيْت شَيْء ترويه أم نظمته فَقَالَ بل نظمته السَّاعَة فَقَالَ الْهَيْثَم إِن عَاشَ هَذَا فسيكون أشعر أهل الأندلس أَو كلَاما هَذَا قريب من مَعْنَاهُ انْتهى مَا أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ أثير الدّين قلت وَقد وجدت هذَيْن الْبَيْتَيْنِ الداليين قد ساقهما ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم لأبي زيد عبد الرَّحْمَن السالمي من أهل إستجة وَالَّذِي اسْتَقر بَين الأدباء أَنَّهُمَا لِابْنِ سهل وَمن شعره فِي مُوسَى (أقلد وجدي فليبرهن مفندي ... وَمَا أضيع الْبُرْهَان عِنْد الْمُقَلّد) (هبوا نصحكم شمساً فَمَا عين أرمدٍ ... بأكره فِي مرآه من عين مكمد) ) (غزال براه الله من مسكة سبى ... بهَا الْحسن منا مسكة المتجلد) (وألطف فِيهَا الصنع حَتَّى أعارها ... بَيَاض الضُّحَى فِي نعْمَة الْغُصْن الندي) (وَأبقى لذاك الْمسك فِي الخد نقطةً ... على أَصْلهَا فِي اللَّوْن إِيمَاء مرشد) (تَأمل لظى شوقي ومُوسَى يشبها ... تَجِد خير نارٍ عِنْدهَا خير موقد) (إِذا مَا رنا شزراً فَعَن لحظ أحورٍ ... وَإِن يلوِ إعْرَاضًا فصفحة أغيد)

(وعذب بالي نعم الله باله ... وسهدني لَا ذاق بلوى تسهدي) وَمِنْه أَيْضا (وخاله نقطةٌ من غنج مقلته ... أَتَى بهَا الْحسن من آيَاته الْكبر) (جَاءَت بهَا الْعين نَحْو الخد زائرةً ... فراقها الْورْد فاستغنت عَن الصَّدْر) وَالْقَصِيدَة العينية قَالَهَا يمدح سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَركب دعتهم نَحْو يثرب نيةٌ ... فَمَا وجدت إِلَّا مُطيعًا وسامعا) (يسابق وخد العيس مَاء شؤونهم ... فيقفون بالشوق الملي المدامعا) (إِذا انعطفوا أَو رجعُوا الذّكر خلتهم ... غصوناً لداناً أَو حَماما سواجعا) (تضيء من التَّقْوَى خبايا صُدُورهمْ ... وَقد لبسوا اللَّيْل البهيم مدارعا) (تكَاد مُنَاجَاة النَّبِي محمدٍ ... تنم بهم مسكاً على الشم ذائعا) (تلاقى على ورد الْيَقِين قُلُوبهم ... خوافق يذكرن القطا والمشارعا) (قُلُوب عرفن الْحق فَهِيَ قد انطوت ... عَلَيْهَا جنوبٌ مَا عرفن المضاجعا) (سقى دمعهم غرس الأسى فِي ثرى الجوى ... فأنبت أزهار الشحوب الفواقعا) (تساقوا لبان الصدْق مَحْضا بعزمهم ... وَحرم تفريطي عَليّ المراضعا) وَهِي طَوِيلَة وَله موشحة (يَا لحظات للفتنفي كرها أَو فِي نصيب ... ترمي وكلي مقتلوكلها سهم مُصِيب) (اللوم للاحي مُبَاح ... أم قبُوله فَلَا) (علقته وَجه صباح ... ريق طلا عين طلا) (كالظبي ثغره أقاح ... بِمَا ارتعاه فِي الفلا) (يَا ظَبْي خُذ قلبِي وَطن فَأَنت فِي الْإِنْس غَرِيب ... وارتع فدمعي سلسل ومهجتي مرعى خصيب)

) (بَين اللما والحور ... مِنْهَا الْحَيَاة وَالْأَجَل) (سقت مياه الْحفر ... فِي خدها ورد الخجل) (زرعته بِالنّظرِ ... وأجتنيه بالأمل) (فِي طرفها السَّاجِي وسنسهد أجفان الكئيب ... والردف فِيهِ ثقلخف لَهُ عقل اللبيب) (أَهْدَت إِلَى حر العتاب ... برد اللما وَقد وَقد) (فَلَو لثمته لذاب ... من زفرتي ذَاك الْبرد) (ثمَّ لوت جيد كعاب ... مَا حليه إِلَّا الغيد) (فِي نَزعَة الظبي الأغنوهزة الْغُصْن الرطيب ... يجْرِي لدمعي جدولفينثني مِنْهُ قضيب) (أَأَنْت حورا أرسلك ... رضوَان صدقا للْخَبَر) (قطعت الْقُلُوب لَك ... وَقيل مَا هَذَا بشر) (أم الصَّفَا مضنىً هلك ... من النَّوَى أم الكدر) (حبي تزكيه المحنأمر الْهوى أَمر غَرِيب ... كَأَن عشقي مندلزاد بِنَار الهجر طيب) (أغربت فِي الْحسن البديع ... فَصَارَ دمعي مغربا) (شَمل الْهوى عِنْدِي جَمِيع ... وأدمعي أَيدي سبا) (فاستمعي عبدا مُطِيع ... غنى لبَعض الرقبا) هَذَا الرَّقِيب مَا أسوءه يظنهأيش كَانَ لَو لإِنْسَان مريبمولاي قُم تا نعملوذاك الَّذِي ظن الرَّقِيب

وَمن موشحات ابْن سهل يُعَارض قَوْلهم أما ترى الشَّمْس حلت الحملافطاب وزن الزَّمَان واعتدلافاشرب وَالْأَصْل قصيدة لأبي نواس وَإِنَّمَا وشحوها فَقَالَ ابْن سهل روض نضيرٌ وشادنٌ وطلافاجتن زهر الرّبيع والقبلاواشرب يَا ساقياً مَا وقيت فتنته جلت رحيق الكؤوس صورته فمثلت ثغره ووجنته هَذَا حبابٌ كالسلك معتدلاوذا رحيقٌ لذا الزّجاج علاكوكب) أَقمت حَرْب الْهوى على سَاق وبعت عَقْلِي بِالْخمرِ من سَاق أسهر جفني بنوم أحداق (تمثل السحر وَسطهَا كحلامعتلة ... وَهِي تبرئ العللافاعجب) قَلْبك صخرٌ والجسم من ذهب أيا سمي النَّبِي يَا ذهبي جَاوَرت من مهجتي أَبَا لَهب يَا باخلاً لَا أَذمّ مَا فعلاصيرت عِنْدِي محبَّة البخلامذهب يَا منيتي والمنى من الخدع مَا نلْت سؤلي وَلَا الْفُؤَاد معي هَل عَنْك صبرٌ أَو فِيك من طمع أفنيت فِيك الدُّمُوع والحيلافلا سلوي فِي الْحبّ نلْت ولامأرب أتيت أشكوه لوعتي عجبا فصد عني بِوَجْهِهِ غَضبا فَعِنْدَ هَذَا ناديت يَا حَربًا تصد عني يَا منيتي مللاوأشتكي من صدودك المللاتغضب وَقَالَ ابْن سهل أَيْضا باكر إِلَى اللَّذَّة والاصطباحبشرب راحفما على أهل الْهوى من جنَاح اغنم زمَان الْوَصْل قبل الذّهاب فالروض قد رَوَاهُ دمع السَّحَاب وَقد بدا فِي الرَّوْض سرٌ عُجاب

الزارع

وردٌ ونسرينٌ وزهر الأقاحكالمسك فاحوالطير تشدو باخْتلَاف النواح انهض وباكر للمدام الْعَتِيق فِي كأسها تبدو كلون العقيق بكف ظبيٍ ذِي قوامٍ رَشِيق) مهفهف الْقَامَة طاوي الوشاحكالبدر لاحعصيت من وجدي عَلَيْهِ اللواح لما رَأَيْت اللَّيْل أبدى المشيب والأنجم الزهر هوت للمغيب وَالْوَرق تبدي كل لحن عَجِيب ناديت صحبي حِين لَاحَ الصباحقولاً صراححي على اللَّذَّة والإصطباح سُبْحَانَ من أبدع هَذَا الرشا قلت لَهُ وَالنَّار حَشْو الحشا جد لي بوصلٍ يَا مليحاً نشا فسل من جفنيه بيض الصفاحيبغي كفاحفأثخن الْقلب الْمَعْنى جراح أَصبَحت مضنى وفؤادي عليل فِي حب من أضحى بوصلو بخيل كم قلت دع هَذَا العتاب الطَّوِيل أما تراني قد طرحت السلاحأي اطراحأحلى الْهوى من كَانَ بالإفتضاح 3 - (الزَّارِع) إِبْرَاهِيم بن أبي سُوَيْد الزَّارِع الْحَافِظ قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة رضى وَلَا رِوَايَة لَهُ فِي كتب السّنة توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب) إِبْرَاهِيم بن سيابة أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب مولى ثَقِيف أَصله من الْحجاز وَهُوَ من الْكُوفَة كَانَ شَاعِرًا مليحاً صحب الْمهْدي والرشيد وَذكر الْعَوْفِيّ أَن أَبَاهُ سيابة كَانَ حجاماً وَفِي إِبْرَاهِيم يَقُول عتبَة الْأَعْوَر يهجوه (أَبوك أَو هِيَ النجاد عَاتِقه ... كم من كمي أودى وَمن بَطل)

ابن سيابة

(يَأْخُذ من مَاله وَمن دَمه ... لم يمس من ثَأْره على وَجل) (لَهُ رِقَاب الْمُلُوك خاضعةٌ ... من بَين حافٍ وَبَين منتعل) قلت مَا للْمُتَقَدِّمين فِي التهكم أحسن من هَذِه الأبيات لِأَنَّهُ هجو بَالغ أبرزه فِي صُورَة الْمَدْح وَكَانَ إِبْرَاهِيم يَرْمِي بالزندقة وَكَانَ الْمهْدي أَخذه وأحضر كتبه فَلم يجد فِيهِ شَيْئا من ذَلِك فَأَمنهُ) وَكَانَ يكْتب فِي مَجْلِسه بَين يَدَيْهِ وَكَانَ من بلغ النَّاس وأفصحهم ثمَّ صَحَّ عِنْده إِن فِيهِ شَيْئا مِمَّا كَانَ اتهمَ بِهِ فَاطْرَحْهُ وأقصاه فَسَاءَتْ بعد ذَلِك حَاله وَاحْتَاجَ إِلَى مسالة النَّاس وَكَانَ أحد المطبوعين محجاجاً منطقياً وَمن نظمه لما رمي بالزندقة (قد كنت قبل الْيَوْم أدعى مُؤمنا ... فاليوم صَار الْكفْر من أسمائي) وَمن نظمه لما اختلت حَاله يُخَاطب بعض إخوانه (هَب لي فديتك درهما ... أَو دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثلَاثه) (إِنِّي أحب بني الطفي ... ل وَلَا أحب بني علاثه) وَمِنْه (إِذا مَا منحت الْجَاهِل الْحلم لم تزل ... بِجَهْل مضل مِنْهُ تهدي ركائبه) (وَإِن عِقَاب الْجَاهِلين لذاهبٌ ... بِفَضْلِك فَانْظُر أَيْن إِذْ أَنْت رَاكِبه) قَالَ المرزباني أَحْسبهُ بَقِي إِلَى الْمَأْمُون وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار ذكر أَنه مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة قلت وسيابة بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة وهاء على وزن أراكة وَهِي البلحة وَبهَا سمي الرجل فَإِذا شددته ضممته وَقلت سيابة على وزن جمارة 3 - (ابْن سيابة) إِبْرَاهِيم بن سيابة قَالَ صَاحب الأغاني هُوَ من موَالِي بني هَاشم من موَالِي بني هَاشم وَلَيْسَ لَهُ شعر شرِيف وَلَا نباهة وَإِنَّمَا كَانَ يمِيل بمودته إِلَى إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَابْنه فغنيا فِي شعره وذكراه عِنْد الْخُلَفَاء والوزراء وَكَانَ خليعاً طيب النادرة ويحكى أَنه عشق سَوْدَاء فلامه أَهله فِيهَا فَقَالَ (يكون الْخَال فِي وَجه قبيحٍ ... فيكسوه الملاحة والجمالا) (فَكيف يلام معشوق على من ... يَرَاهَا كلهَا فِي الْعين خالا)

النظام المعتزلي

كتب إِلَى صديق لَهُ يقترض مِنْهُ شَيْئا فَكتب إِلَيْهِ يعْتَذر وَيحلف أَنه لَيْسَ عِنْده مَا سَأَلَهُ فَكتب إِلَيْهِ إِن كنت كَاذِبًا فجعلك الله صَادِقا وَإِن كنت ملوماً فجعلك الله مَعْذُورًا وَكَانَ بَين جمَاعَة ينشدهم من شعره وَيَتَحَدَّثُونَ فَتحَرك فضرط فَضرب بِيَدِهِ على استه غير مكترث ثمَّ قَالَ إِمَّا أَن تسكتي حَتَّى أَتكَلّم وَإِمَّا أَن تتكلمي حَتَّى أسكت وَجَاء إِلَى بشار بن برد فَقَالَ لَهُ مَا رَأَيْت) أعمى قطّ إِلَّا وَقد عوضه الله من بَصَره إِمَّا الْحِفْظ أَو الذكاء أَو حسن الصَّوْت فَأَي شَيْء عوضت قَالَ أَنِّي لَا أرى مثلك ثمَّ قَالَ من أَنْت وَيحك قَالَ ابْن سيابة فَقَالَ لَو نكح الْأسد فِي استه ذل وَكَانَ ابْن سيابة يَرْمِي بذلك ثمَّ قَالَ بشار (لَو نكح اللَّيْث فِي استه خضعا ... وَمَات جوعا وَلم ينل طبعا) (كَذَلِك السَّيْف عِنْد هزته ... لَو بَصق النَّاس فِيهِ مَا قطعا) وَقيل إِنَّه أَتَى إِلَى ابْن سورا بن عبد الله القَاضِي وَهُوَ أَمْرَد فعانقه وَقَبله وَكَانَ إِبْرَاهِيم سَكرَان وَكَانَت مَعَ ابْن القَاضِي داية يُقَال لَهَا رحاص فَقيل لَهَا لم يقبل تَقْبِيل السَّلَام وَإِنَّمَا قبله شَهْوَة فلحقته الداية وشتمته وأسمعته كل مَا يكره وهجره الْغُلَام فَقَالَ (أإن لثمتك سرا ... فأبصرتني رحاص) (وَقَالَ فِي ذَاك قومٌ ... على انتقاصي حراص) (هجرتني وأتتني ... شتيمةٌ وانتقاص) (فهاك فاقتص مني ... إِن الجروح قصاص) 3 - (النظام المعتزلي) إِبْرَاهِيم بن سيار بن هَانِئ الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بالنظام بالظاء الْمُعْجَمَة الْمُشَدّدَة قَالَت الْمُعْتَزلَة إِنَّمَا لقب بذلك لحسن كَلَامه نظماً ونثراً وَقَالَ غَيرهم إِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ ينظم الخرز بسوق الْبَصْرَة ويبيعها وَكَانَ ابْن أُخْت أبي الْهُذيْل العلاف شيخ الْمُعْتَزلَة وَكَانَ إِبْرَاهِيم هَذَا شَدِيد الذكاء حُكيَ أَنه أَتَى أَبُو الْهُذيْل العلاف إِلَى صَالح بن عبد القدوس وَقد مَاتَ لَهُ ولد وَهُوَ شَدِيد التحرق عَلَيْهِ وَمَعَهُ النظام وَهُوَ حدث فَقَالَ لَهُ أَبُو الْهُذيْل لَا أعرف لتحرقك وَجها إِذْ كَانَ النَّاس عنْدك كالزرع فَقَالَ إِنَّا أجزع عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لم يقْرَأ كتاب الشكوك فَقَالَ وَمَا هُوَ قَالَ كتاب وَضعته من قَرَأَهُ شكّ فِيمَا كَانَ حَتَّى يتَوَهَّم فِيمَا كَانَ أَنه لم يكن وَفِيمَا لم يكن حَتَّى يظنّ أَنه كَانَ فَقَالَ النظام فَشك أَنْت فِي موت ابْنك واعمل على أَنه لم يمت أَو أَنه عَاشَ وَقَرَأَ هَذَا الْكتاب وَلم يمت لَا بعد ذَلِك فبهت صَالح وَحصر ويحكى عَنهُ أَيْضا أَنه أُتِي بِهِ إِلَى الْخَلِيل ابْن أَحْمد فِيمَا أَظن ليتعلم البلاغة فَقَالَ لَهُ ذمّ هَذِه النَّخْلَة فذمها

بِأَحْسَن كَلَام فَقَالَ لَهُ امدحها فمدحها بِأَحْسَن كَلَام فَقَالَ اذْهَبْ فَمَا لَك إِلَى التَّعْلِيم من حَاجَة وَقَالَ ابْن أبي الدَّم قَاضِي حماة وَغَيره فِي كتب الْملَل والنحل إِن النظام كَانَ فِي حداثته يصحب الثنوية وَفِي) كهولته يصحب ملاحدة الفلاسفة فطالع كتب الفلاسفة وخلط كَلَامهم بِكَلَام الْمُعْتَزلَة وَصَارَ رَأْسا فِي الْمُعْتَزلَة وَإِلَيْهِ تنْسب الطَّائِفَة النظامية وَوَافَقَ الْمُعْتَزلَة فِي مسائلهم وَانْفَرَدَ عَنْهُم بمسائل أُخْرَى مِنْهَا أَن الله تَعَالَى لَا يُوصف بِالْقُدْرَةِ على الشَّرّ والمعاصي وَقَالَ الْمُعْتَزلَة هُوَ قَادر عَلَيْهَا لكنه لَا يَفْعَلهَا لقبحها وَمِنْهَا أَن الله تَعَالَى إِنَّمَا يقدر على فعل مَا علم أَن فِيهِ صَلَاح الْعباد هَذَا بِالنّظرِ إِلَى أَحْكَام هَذِه الدُّنْيَا وَمَا فِي الْآخِرَة فَلَا يُوصف بِالْقُدْرَةِ على زِيَادَة عَذَاب أهل النَّار وَلَا ينقص مِنْهُ شَيْئا وَلَا يقدر على أَن يخرج أحدا من الْجنَّة وَمِنْهَا أَنه نفى إِرَادَة الله تَعَالَى حَقِيقَة فَإِذا قيل إِنَّه مُرِيد لأفعال الْعباد فَالْمُرَاد أَنه أَمر بهَا وَعنهُ أَخذ هَذَا الْمَذْهَب أَبُو الْقَاسِم الكعبي وَمِنْهَا أَنه وَافق الفلاسفة على أَن الْإِنْسَان حَقِيقَة هُوَ النَّفس وَالْبدن قالبها ثمَّ إِنَّه قصر عَن إِدْرَاك مَذْهَب الفلاسفة فَمَال إِلَى قَول الطبيعيين فَقَالَ الرّوح جسم لطيف مشابك للبدن دَاخل بأجزائه فِيهِ كالدهن فِي السمسم وَالسمن فِي اللَّبن وَمِنْهَا أَنه وَافق الفلاسفة فِي نفي الْجُزْء الَّذِي لَا يتَجَزَّأ وَمَا أسن قَول ابْن سناء الْملك (وَلَو عاين النظام جَوْهَر ثغرها ... لما شكّ فِيهِ أَنه الْجَوْهَر الْفَرد) وَلما ألزم النظام مشي نملةٍ على صَخْرَة من طرف إِلَى طرف أَنَّهَا قطعت مَا لَا يتناهى وَهِي متناهية فَكيف يقطع مَا يتناهى مَا لَا يتناهى أحدث القَوْل بالطفرة وَقَالَ تقطع النملة بعض الصَّخْرَة بِالْمَشْيِ وَبَعضهَا بالطفرة وَاسْتدلَّ على ذَلِك بأدلة كَثِيرَة مَذْكُورَة فِي كتب الْأُصُول مِنْهَا أَنا لَو فَرضنَا بِئْرا طولهَا مائَة ذِرَاع وَفِي وَسطهَا خَشَبَة مُعْتَرضَة ثَابِتَة وَفِي الْخَشَبَة حَبل مشدود من الْخَشَبَة إِلَى المَاء يكون طول الْحَبل خَمْسُونَ ذِرَاعا وَفِي رَأس الْحَبل دلوٌ مربوط فَإِذا ألقِي من رَأس الْبِئْر إِلَى الْخَشَبَة الْمَذْكُورَة حبلٌ طوله خَمْسُونَ ذِرَاعا فِي رَأسه علاقٌ فجر بِهِ الْحَبل المشدود

فِي الْخَشَبَة فَإِن الدَّلْو يصعد إِلَى رَأس الْبِئْر بالحبل الْأَعْلَى الَّذِي فِيهِ العلاق وَطوله خَمْسُونَ ذِرَاعا وَيقطع مائَة ذِرَاع فِي زمَان وَاحِد وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا أَن الْبَعْض انْقَطع بالطفرة فَضرب الْمثل بِهَذِهِ الْمَسْأَلَة فَقيل طفرة النظام فَإِنَّهَا ضحكة وَقد أجَاب الْأَصْحَاب عَن هَذِه الْمَسْأَلَة بِأَن الطفرة قطع مسافةٍ قطعا وَلَكِن الْفرق بَين الْمَشْي والطفرة راجعٌ إِلَى بطءٍ) وَسُرْعَة وَمِنْهَا أَنه قَالَ إِن الْجَوْهَر مؤلف من أَعْرَاض اجْتمعت وَإِن الألوان والطعوم والروائح أجسام وَمِنْهَا أَن الله تَعَالَى خلق جَمِيع الْحَيَوَانَات دفْعَة وَاحِدَة على مَا هِيَ عَلَيْهِ الْآن حيوانات وإنس ونبات ومعادن وَلم يتَقَدَّم خلق آدم على خلق أَوْلَاده وَلَكِن الله أكمن بَعْضهَا فِي بعض فالتقدم والتأخر إِنَّمَا يَقع فِي ظُهُورهَا من مَكَانهَا لَا فِي حدوثها وَهَذِه الْمَسْأَلَة أَخذهَا من أَصْحَاب الكمون والظهور وَأكْثر ميل النظام إِلَى مَذَاهِب الطبيعيين دون الإلهيين وَمِنْهَا أَن الْقُرْآن لَيْسَ إعجازه منم جِهَة فَصَاحَته وَإِنَّمَا إعجازه بِالنّظرِ إِلَى الْأَخْبَار عَن الْأُمُور الْمَاضِيَة والمستقبلة قلت وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْء لِأَن الله تَعَالَى أمره أَن يتحدى الْعَرَب بِسُورَة من مثله وغالب السُّور لَيْسَ فِيهَا أَخْبَار عَن ماضٍ وَلَا مُسْتَقْبل فَدلَّ على أَن الْعَجز كَانَ عَن الفصاحة وَمِنْهَا أَنه قَالَ الْإِجْمَاع لَيْسَ بِحجَّة فِي الشَّرْع وَكَذَلِكَ الْقيَاس لَيْسَ بِحجَّة وَإِنَّمَا الْحجَّة قَول الإِمَام الْمَعْصُوم

وَمِنْهَا ميله إِلَى الرَّفْض ووقوعه فِي أكَابِر الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَقَالَ نَص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَن الإِمَام عَليّ وعينه وَعرفت الصَّحَابَة ذَلِك وَلَكِن كتمه عمر لأجل أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ إِن عمر ضرب بطن فَاطِمَة يَوْم لبيعة حَتَّى أَلْقَت المحسن من بَطنهَا وَوَقع فِي جَمِيع الصَّحَابَة فِيمَا حكمُوا فِيهِ بِالِاجْتِهَادِ فَقَالَ لَا يَخْلُو إِمَّا إِن جهلوا فَلَا يحل لَهُم أَو أَنهم أَرَادوا أَن يَكُونُوا أَرْبَاب مَذَاهِب فَهُوَ نفاق وَعِنْده الْجَاهِل بِأَحْكَام الدّين كَافِر وَالْمُنَافِق فَاسق أَو كَافِر وَكِلَاهُمَا يُوجب الخلود فِي النَّار وَمِنْهَا أَنه قَالَ من سرق مائَة دِرْهَم وَتِسْعَة وَتِسْعين درهما أَو ظلمها لم يفسق حَتَّى يبلغ النّصاب فِي الزَّكَاة وَهُوَ مِائَتَان نَعُوذ بِاللَّه من هوى مضل وعقلٍ يُؤَدِّي إِلَى التدين بِهَذِهِ العقائد الْفَاسِدَة وَقد ذهب جمَاعَة من الْعلمَاء إِلَى أَن النظام كَانَ فِي الْبَاطِن على مَذْهَب البراهمة الَّذين يُنكرُونَ النُّبُوَّة وَأَنه لم يظْهر ذَلِك خوفًا من السَّيْف فكفره مُعظم الْعلمَاء وكفره جمَاعَة من الْمُعْتَزلَة حَتَّى أَبُو الْهُذيْل والإسكافي وجعفر ابْن حَرْب كلٌ مِنْهُم صنف كتابا فِي تكفيره وَكَانَ مَعَ ذَلِك فَاسِقًا مدمناً على الْخُمُور وَكَانَ آخر كَلَامه أَن الْقدح كَانَ فِي يَده وَهُوَ سَكرَان فَقَالَ وَهُوَ فِي) علية لَهُ يشرب فِيهَا (اشرب على طربٍ وَقل لمهددٍ ... هون عَلَيْك يكون مَا هُوَ كَائِن) فَلَمَّا فرغ من كَلَامه سقط من الْعلية فَمَاتَ من سَاعَته فِي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا وشعره فِي غَايَة الْجَوْدَة لكنه يُبَالغ فِي مقاصده حَتَّى يخرج كَلَامه إِلَى الْمحَال من ذَلِك قَوْله (توهمه طرفِي فآلم خَدّه ... فَصَارَ مَكَان الْوَهم من نَظَرِي أثر) (وَصَافحهُ كفي فآلم كَفه ... فَمن صفح قلبِي فِي أنامله عقر) (وَمر بذكري خاطراً فجرحته ... وَلم أر خلقا قطّ يجرحه الْفِكر) يُقَال إِن الجاحظ فِيمَا أَظن لما بلغه ذَلِك قَالَ هَذَا يَنْبَغِي أَن لَا يناك إِلَّا بأير من الْوَهم أَيْضا وَمِنْه قَوْله فِي نَصْرَانِيّ (ومزنرٍ قسم الْإِلَه مِثَاله ... نِصْفَيْنِ من غُصْن وَمن رمل) (فَإِذا تَأمل فِي الزجاجة ظله ... جرحته لَحْظَة مقلة الظل)

بهاء الدين القاضي المعري

وَمِنْه قَوْله أَيْضا (يَا تاركي جسداً بِغَيْر لفؤاد ... أسرفت فِي الهجران والإبعاد) (إِن كَانَ تمنعك الزِّيَارَة أعينٌ ... فَادْخُلْ إِلَيّ بعلة العواد) (كَيْمَا أَرَاك وَتلك أعظم نعْمَة ... وملكت يداك بهَا منيع قيادي) (إِن الْعُيُون على الْقُلُوب إِذا جنت ... كَانَت بليتها على الأجساد) 3 - (بهاء الدّين القَاضِي المعري) إِبْرَاهِيم بن شَاكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن سُلَيْمَان القَاضِي الْجَلِيل بهاء الدّين أَبُو إِسْحَاق بن أبي الْيُسْر التنوخي المعري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْخَطِيب ولد بِدِمَشْق سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة سمع وَحدث ودرس وَكَانَ أديباً مترسلاً شَاعِرًا كثير الْمَحْفُوظ مدَاخِل الدولة ترسل عَن الْعَادِل ولي قَضَاء المعرة وعمره خمس وَعِشْرُونَ سنة فَأَقَامَ فِي الْقَضَاء خمس سِنِين فَقَالَ (وليت الحكم خمْسا هن خمسٌ ... لعمري وَالصبَا فِي العنفوان) (فَلم تضع الأعادي قدر شاني ... وَلَا قَالُوا فلانٌ قد رشاني) قلت كَذَا نقلته من خطّ شمس الدّين وَلَعَلَّه ولي الْقَضَاء وعمره عشرُون سنة حَتَّى يَصح قَوْله) وليت الحكم خمْسا هن خمس لعمري وَكَانَت عِنْده بذاذة وفحش وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة اشْتغل بالولايات وَالتَّصَرُّف 3 - (المراغي) إِبْرَاهِيم بن شمس أَبُو إِسْحَاق المراغي الشَّاعِر ورد بغداذ تَاجِرًا وَأقَام بهَا غير مستميح أورد لَهُ ابْن النجار (إِنِّي لأعجب من حجاب ... ووقوف حجاب ببابك) أَيْن السماحة فِي طباعك والرفاهة فِي جنابك (أم أَيْن صدقي فِي ثَنَا ... ئي أَو غنائي فِي ثوابك) لَا يَأْمَن الضَّيْف الْعَزِيز عَلَيْك غائلة اغتيابك مَا شِئْت من سفه وسخف فِي خطابك أَو جوابك (وتشدقٍ وتمطقٍ ... ونبوح كلبٍ فِي ثِيَابك) 3 - (القرميسيني الصُّوفِي) إِبْرَاهِيم بن شَيبَان أَبُو إِسْحَاق القرميسيني الصُّوفِي شيخ الْجَبَل

المنصور صاحب حمص

فِي زَمَانه صحب إِبْرَاهِيم الْخَواص وَغَيره قَالَ الْخَوْف إِذا سكن الْقلب أحرق مَوَاضِع الشَّهْوَة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الْمَنْصُور صَاحب حمص) إِبْرَاهِيم بن شيركوه السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين صَاحب حمص ابْن الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين بن الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْملك الْمَنْصُور أَسد الدّين شيركوه كَانَت سلطنته سِتّ سِنِين وَنصفا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى عقيب كسرة الخوارزمية سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة فِي صفر بِدِمَشْق فِي الدهشة فِي النيرب وَحمل إِلَى حمص وَملك بعده الْأَشْرَف مُوسَى وَله يَوْمئِذٍ سبع عشرَة سنة وَهُوَ الَّذِي كسر التتار على حمص سنة تسع وَخمسين وَكَانَ الْمَنْصُور بطلاً شجاعاً عالي الهمة وافر الهيبة هزم جلال الدّين خوارزم شاه وَعَسْكَره مَعَ الْأَشْرَف سنة سبع وَعشْرين وست مائَة فَإِن وَالِده سيره نجدةً للأشرف ثمَّ كسر الخوارزمية بالشرق مرَّتَيْنِ وكسرهم الكسرة الْعُظْمَى بعيون الْقصب وَكَانَ محسناً إِلَى رَعيته سَمحا حَلِيمًا مرض بالسل إِلَى أَن خارت قواه وَمَات) 3 - (عز الدّين ابْن العجمي) إِبْرَاهِيم بن صَالح بن هَاشم الشَّيْخ الْجَلِيل المعمر بَقِيَّة الْمَشَايِخ عز الدّين أَبُو إِسْحَاق ابْن العجمي الْحلَبِي الشَّافِعِي من بَيت الْعلم والرياسة كَانَ خَاتِمَة من روى بِالسَّمَاعِ عَن الْحَافِظ ابْن خَلِيل سمع بِدِمَشْق من خطيب مُرَاد وَلم يكن بالمكثر وَحدث بِدِمَشْق وحلب يَأْخُذ عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ من أَبنَاء التسعين توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (الْأَمِير الْعَبَّاس مُتَوَلِّي مصر) إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس العباسي ولي إمرة دمشق للمهدي ثمَّ ولي مصر للرشيد وَتزَوج بأخت الرشيد عباسة توفّي ببغداذ رَحمَه الله تَعَالَى قبل الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة تَقْرِيبًا تفريقاً وَحضر الرشيد لجنازته فَحلف ابْن بهلة الطَّبِيب أَنه لم يمت ونخسه بإبرة تَحت ظفره فحرك يَده ثمَّ أَمر بِنَزْع الْكَفَن عَنهُ ودعا بمنفخة وكندس فَنفخ فِي أَنفه فعطس وَفتح عَيْنَيْهِ فَسَأَلَهُ الرشيد كَيفَ أَنْت فَقَالَ كنت فِي ألذ نومَة فعضني كلب بِشَيْء من إصبعي فانتبهت ثمَّ إِنَّه عوفي وَتزَوج عباسة وَولي إمرة مصر بعد ذَلِك وَبهَا مَاتَ فَكَانُوا يَقُولُونَ مَاتَ ببغداذ وَدفن بِمصْر فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور أَولا وحكايته مَعَ ابْن بهلة الطَّبِيب الْمَذْكُور مبسوطة فِي تَرْجَمَة ابْن بهلة فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء لِابْنِ أبي أصيبعة وساقها محب الدّين ابْن النجار فِي ذيل تَارِيخ بغداذ وَولي إِبْرَاهِيم أَيْضا الجزيرة للهادي

الوراق

3 - (الْوراق) إِبْرَاهِيم بن صَالح الْوراق تلميذ أبي نصر إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي ذكره الباخرزي فِي الدمية فَقَالَ أَنْشدني لَهُ الأديب يَعْقُوب بن أَحْمد وَهُوَ أحسن مَا قيل فِي معنى دود القز (وَبَنَات جيبٍ مَا انتفعت بعيشها ... ووأدتها فنفعنني بقبور) (ثمَّ انبعثن عواطلاً فَإِذا لَهَا ... قرن الكباش إِلَى جنَاح طيور) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق يهجو ابْن زَكَرِيَّاء الْأَصْبَهَانِيّ الْمُتَكَلّم (أَبَا أَحْمد يَا أشبه النَّاس كلهم ... خلاقاً وخلقاً بالرخال النواسج) قلت لَا يجوز هَذَا الْجمع لِأَن فواعل جمع فاعلة وَلم نسْمع قَول أحد يَقُول امْرَأَة ناسجة نعم قد جَاءَ فواعل مثل جَوْهَر وجواهر وكوثر وكواثر 3 - (أَبُو طَاهِر البغداذي) ) إِبْرَاهِيم بن صَالح أَبُو طَاهِر الْمُؤَدب أديب سكن نَصِيبين من أَرض الجزيرة أَصله من بغداذ أورد لَهُ ابْن النجار فِي الدولاب (باكيةٌ مَا تزَال مذ خلقت ... مَا فقدت من أخٍ وَلَا ولد) (تبْكي فتضحي الرياض باسمةً ... بِحسن زهر غض النَّبَات ند) 3 - (ابْن صليبا) إِبْرَاهِيم بن صليبا الطَّبِيب كَانَ أَبوهُ طَبِيبا نَصْرَانِيّا وَإِبْرَاهِيم هَذَا شَاعِر ظريف أديب وَكَانَ مُتَّصِلا بِأبي أَحْمد يحيى بن عَليّ المنجم ذكره عبد الله بن أَحْمد بن أبي طَاهِر فِي من كَانَ بسامراً من الأدباء وَالشعرَاء وَمن شعره 3 - (أَبُو سعيد الْخُرَاسَانِي) إِبْرَاهِيم بن طهْمَان بن شُعْبَة الإِمَام أَبُو سعيد الْخُرَاسَانِي شيخ خُرَاسَان ولد بهراة واستوطن نيسابور وجاور بِمَكَّة مُدَّة قَالَ أَحْمد ابْن حَنْبَل كَانَ مرجئاً شَدِيدا على الْجَهْمِية قَالَ أَبُو زرْعَة كنت عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَذكر إِبْرَاهِيم بن طهْمَان وَكَانَ مُتكئا من عِلّة فَجَلَسَ وَقَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يذكر الصالحون فنتكئ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا يدل على أَن الإرجاء عِنْد أَحْمد بِدعَة خَفِيفَة قَالَ الْخَطِيب وَكَانَ لَهُ رزق على بَيت المَال فَسئلَ يَوْمًا فِي مجْلِس أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَا ادري فَقيل لَهُ أتأخذ فِي الشَّهْر كَذَا وَكَذَا وَلَا تحسن هَذِه

الأنصاري الحارثي

فَقَالَ إِنَّمَا آخذ على مَا أحسن وَلَو أخذت على مَا لَا أحسن لفني بَيت المَال وَهُوَ من ثِقَات الْأَئِمَّة وَقد تفرد عَن الثِّقَات بأَشْيَاء معضلة روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة 3 - (الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ) إِبْرَاهِيم بن عباد بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ شهد أحدا رَضِي الله عَنهُ 3 - (الصولي) إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن صول مولى يزِيد بن الْمُهلب بن أبي صفرَة هُوَ أَبُو إِسْحَاق الصولي البغداذي الأديب أحد الشُّعَرَاء الْمَشْهُورين وَالْكتاب الْمَذْكُورين لَهُ ديوَان شعر مَشْهُور كَانَ جده صول الْمَذْكُور مجوسياً ملك جرجان أسلم على يَد يزِيد وَقتل مَعَ يزِيد بن الْمُهلب هُوَ وَجَمَاعَة من أَصْحَابه وغلمانه قَالَ مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب الورقة) أشعاره قصار ثَلَاثَة أَبْيَات وَنَحْوهَا إِلَى الْعشْرَة وَهُوَ أَنعَت النَّاس للزمان وَأَهله غير مدافع قلت مَا كَانَ المتنبي قد لحق عصراً قيل فِيهِ مثل هَذَا لِأَنِّي أرى المتنبي أحذق مِنْهُ بِوَصْف الزَّمَان وَأَهله وشعره ملآن من ذَلِك وَلَو لم يكن إِلَّا قَوْله (وَمن عرف الْأَيَّام معرفتي بهَا ... وبالناس روى رمحه غير رَاحِم) (فَلَيْسَ بمرحوم إِذا ظفروا بِهِ ... وَلَا فِي الردى الْجَارِي عَلَيْهِم بآثم) وَكَانَ صول وفيروز أَخَوَيْنِ ملكا جرجان وهما تركيان تمجسا وصارا أشباه الْفرس فَلَمَّا حضر يزِيد بن الْمُهلب جرجان أمنهما فَاسْلَمْ صول على يَده وَلم يزل مَعَه إِلَى أَن قتل يَوْم الْعقر واتصل إِبْرَاهِيم وَأَخُوهُ عبد الله بِذِي الرياستين الْفضل بن سهل ثمَّ إِنَّه تنقل فِي أَعمال السُّلْطَان ودواوينه إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بسر من رأى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ دعبل الْخُزَاعِيّ لَو تكسب إِبْرَاهِيم الصولي بالشعر لتركنا فِي غير شَيْء كتب عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى بعض الخارجين أما بعد فَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنَاة فَإِن لم تغن عقب وعيداً فَإِن لم يغن أغنت عَزَائِمه وَالسَّلَام وَهَذَا غَايَة فِي البلاغة ينظم مِنْهُ بَيت شعر وَهُوَ (أَنَاة فَإِن لم تغن عقب بعْدهَا ... وعيداً فَإِن لم يغن أغنت عَزَائِمه)

وَمن شعره (خل النِّفَاق لأَهله ... وَعَلَيْك فالتمس الطريقا) وارغب بِنَفْسِك إِن ترى إِلَّا عدوا أَو صديقا وَكَانَ إِبْرَاهِيم يهوى جَارِيَة لبَعض المغنين بسر من رأى يُقَال لَهَا ساهر شهر بهَا وَكَانَ منزله لَا يَخْلُو مِنْهَا ثمَّ دعيت فِي وَلِيمَة لبَعض أَهلهَا فغابت عَنهُ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ جَاءَتْهُ وَمَعَهَا جاريتان لمولاها وَقَالَت قد أهديت صَاحِبي إِلَيْك عوضا عَن مغيبي عَنْك فَقَالَ (أقبلن يحففن مثل الشَّمْس طالعةً ... قد حسن الله أولاها وأخراها) (مَا كنت فِيهِنَّ إِلَّا كنت وَاسِطَة ... وَكن دُونك يمناها ويسراها) وَجلسَ يَوْمًا مَعَ إخوانه وَبعث خلفهَا فأبطأت فتنغص عَلَيْهِم يومهم وَكَانَ عِنْده عدَّة من القيان ثمَّ وافت فَسرِّي عَنهُ وَشرب وطاب وَقَالَ (ألم ترني يَوْمنَا إِذْ نأت ... وَلم تأت من بَين أترابها) (وَقد غمرتنا دواعي السرُور ... بإشعالها وبإلهابها) ) (وَنحن فتورٌ إِلَى أَن بَدَت ... وَبدر الدجى تَحت أثوابها) (وَلما نأت كَيفَ كُنَّا بهَا ... وَلم دنت كَيفَ صرنا بهَا) فتغضبت فَقَالَت مَا الْقِصَّة كَمَا ذكرت وَقد كُنْتُم فِي قصفكم مَعَ من حضر وَإِنَّمَا تجملتم لما حضرت فَقَالَ (يَا من حنيني إِلَيْهِ ... وَمن فُؤَادِي لَدَيْهِ) وَمن إِذا غَابَ من بَينهم أسفت عَلَيْهِ إِذا حضرت فَمن بَينهم صبوت إِلَيْهِ (من غَابَ غَيْرك مِنْهُم ... فإذنه فِي يَدَيْهِ) فرضيت فأقاموا يومهم على أحسن حَال ثمَّ طَال الْعَهْد بَينهمَا فملها وَكَانَت شاعرةً تهواه فَكتب إِلَيْهِ تعاتبه (بِاللَّه يَا نَاقض العهود بِمن ... بعْدك من أهل ودنا أَثِق) (سوأتا مَا استحيت لي أبدا ... إِن ذكر العاشقون من عشقوا) (لَا غرني كاتبٌ لَهُ أدبٌ ... وَلَا ظريفٌ مهذبٌ لبق) (كنت بِذَاكَ اللِّسَان تختلني ... دهراً وَلم أدر أَنه ملق)

فَاعْتَذر إِلَيْهَا وراجعها فَلم تَرَ مِنْهُ مَا تكره إِلَى أَن فرق الدَّهْر بنيهما بِالْمَوْتِ وَرفع أَحْمد بن الْمُدبر على بعض عُمَّال الصولي فَحَضَرَ الصولي دَار المتَوَكل فَرَأى هِلَال الشَّهْر على وَجهه فَدَعَا لَهُ فَضَحِك المتَوَكل وَقَالَ إِن أَحْمد رفع على عاملك كَذَا وَكَذَا فاصدقني عَنهُ قَالَ إِبْرَاهِيم الصولي فضاقت عَليّ الْحجَّة وَخفت أَن أحقق قَوْله باعترافي فَقلت (رد قولي وَصدق الأقوالا ... وأطاع الوشاة والعذالا) (أتراه يكون شهر صدودٍ ... وعَلى وَجهه رَأَيْت الهلالا) فَقَالَ لَا يكون ذَلِك وَالله لَا يكون أبدا وَله ديوَان رسائل وديوان شعر وَكتاب الدولة كَبِير وَكتاب الطبيخ وَكتاب الْعطر وَمن شعره أَيْضا (دنت بأناسٍ عَن تناءٍ زيارةٌ ... وشط بليلي عَن دنوٍ مزارها) (وَإِن مقيماتٍ بمنعرج اللوى ... لأَقْرَب من ليلِي وهاتيك دارها) وَمِنْه وَقَالَ الْمَرْزُبَان لَا يعلم لقديم وَلَا مُحدث مثله) (وليليةٍ من اللَّيَالِي الزهر ... قابلت فِيهَا بدرها ببدر) (لم تَكُ غير شفقٍ وفجر ... حَتَّى تولت وَهِي بكر الْعُمر) وَمِنْه (ولرب نازلةٍ يضيق بهَا الْفَتى ... ذرعاً وَعند الله مِنْهَا مخرج) (كملت فَلَمَّا استحكمت حلقاتها ... فرجت وَكَانَ يَظُنهَا لَا تفرج) يُقَال إِنَّه مَا رد دهما من نزلت بِهِ نازلة غلا فرجت عَنهُ وَمِنْه (ألوى الْبَريَّة طراً أَن تواسيه ... عِنْد السرُور الَّذِي واساك فِي الْحزن) (إِن الْكِرَام إِذا مَا أسهلوا ذكرونا ... من كَانَ يألفهم فِي الْمنزل الخشن) وَمِنْه وهما فِي الحماسة (ونبئت ليلى أرْسلت بشفاعةٍ ... إِلَيّ فَهَلا نفس ليلى شفيعها) (أأكرم من ليلى عَليّ فتبتغي ... بِهِ الجاه أم كنت امْرأ لَا أطيعها) وَكتب إِلَى مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات (وَكنت أخي بإخاء الزَّمَان ... فَلَمَّا نبا صرت حَربًا عوانا) (وَكنت أَذمّ إِلَيْك الزَّمَان ... فَأَصْبَحت فِيك أَذمّ الزمانا) (وَكنت أعدك للنائبات ... فها أَنا أطلب مِنْك الأمانا) والصولي هُوَ ابْن أُخْت الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف

الحافظ الهروي

3 - (الْحَافِظ الْهَرَوِيّ) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حَاتِم الْهَرَوِيّ أَبُو إِسْحَاق الْحَافِظ نزيل بغداذ روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن أبي الدُّنْيَا وَجَمَاعَة وَكَانَ صَالحا زاهداً متعففاً دَائِم الصّيام إِلَّا أَن يَدعُوهُ أحد فيفطر توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (التَّمِيمِي الأديب) إِبْرَاهِيم بن عبد الله السَّعْدِيّ التَّمِيمِي النَّيْسَابُورِي الْمُحدث الأديب توفّي يَوْم عَاشُورَاء سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الإفْرِيقِي القلانسي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو إِسْحَاق الزبيدِيّ الإفْرِيقِي الْمَعْرُوف بالقلانسي كَانَ فَاضلا صَالحا) عابداً عَارِفًا بِمذهب مَالك صنف تصنيفاً فِي الْإِمَامَة وَالرَّدّ على الرافضة فامتحن على يَد أبي الْقَاسِم الرافضي العبيدي الملقب بالقائم ضربه أَربع مائَة سَوط وحبسه أَرْبَعَة أشهر بِسَبَب هَذَا التصنيف وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو مُسلم الْكَجِّي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُسلم الْكَجِّي بِالْكَاف وَالْجِيم الْمُشَدّدَة أَبُو مُسلم الْبَصْرِيّ ولد سنة مِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ رَحل وَسمع الْكثير وَكَانَ حَافِظًا متقناً قدم بغداذ وَكَانَ يملي برحبة غَسَّان ويملي على سَبْعَة مستملين كل وَاحِد مِنْهُم يبلغ الَّذِي خَلفه وَيكْتب النَّاس عَنهُ قيَاما بِأَيْدِيهِم المحابر فَكَانَ فِي مَجْلِسه نَيف وَأَرْبَعُونَ ألف محبرة سوى النظارة كَذَا قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة وَاتَّفَقُوا على صدقه وثقته وَكَانَ قد نذر إِذا حدث يتَصَدَّق بِأَلف دِينَار فَلَمَّا فرغوا من سَماع السّنَن عَلَيْهِ عمل مأدبة للمحدثين أنْفق فِيهَا ألف دِينَار وَقَالَ شهِدت الْيَوْم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقبل قولي وَلَو شهِدت وحدي على دستجة بقلٍ احتجت إِلَى شَاهد آخر يشْهد معي أَفلا أصنع شكرا لله تَعَالَى وَكَانَ جواداً ممدحاً ومدحه البحتري بقصائد مِنْهَا قَوْله ولعمري لَئِن دعوتك للجود لقدماً لبيتني بالنجاح

إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس

خلق كالغمام لَيْسَ لَهُ برق سوى بشر وَجهك الوضاح (ارتياحاً للسائلين وبذلاً ... والمعالي للباذل المرتاح) 3 - (إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن عَبَّاس) روى عَن أَبِيه عبد الله وَعَن عَم أَبِيه وَعَن مَيْمُونَة أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي رَحمَه الله بعد التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْمدنِي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين أَبُو إِسْحَاق الْمدنِي مولى الْعَبَّاس روى عَن أبي هُرَيْرَة وَأرْسل عَن عَليّ كَانَ ثِقَة روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بعد الْمِائَة فِي الْعشْر الأول من الْمِائَة الثَّانِيَة 3 - (الْعقيلِيّ) إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْعقيلِيّ الشَّامي قَالَ ابْن معِين وَغَيره ثِقَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو) دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى قبل السِّتين وَالْمِائَة 3 - (الْعلوِي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو إِسْحَاق هُوَ أَخُو مُحَمَّد وَإِدْرِيس وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد الْمَذْكُور طرفٌ من حَدِيث خُرُوجه وَخُرُوج أَخَوَيْهِ إِبْرَاهِيم بِالْبَصْرَةِ وَإِدْرِيس بالمغرب على الْمَنْصُور العباسي وَقتل مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم فليكشف من هُنَاكَ وَلَهُم أَخ اسْمه يحيى يَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه وَكَانَ إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور قد خرج على الْمَنْصُور بِالْبَصْرَةِ فَجهز إِلَيْهِ عِيسَى بن مُوسَى فَقتله بباخمرى قَرْيَة من قرى الْكُوفَة على سِتَّة عشر فرسخاً مِنْهَا وَكَانَ قد خرج بعد موت أَخِيه وخطب لنَفسِهِ بأمير الْمُؤمنِينَ وشاعت دَعوته فِي الأهواز وَفَارِس وَعظم أمره على الْمَنْصُور فَجهز إِلَيْهِ عِيسَى الْمَذْكُور فَكَسرهُ وَوصل الْخَبَر إِلَى الْحُضُور فَقدمت لَهُ الهجن ليهرب من الْعرَاق إِلَى حصون تَمنعهُ فَبَيْنَمَا عِيسَى ابْن مُوسَى يفر بَين يَدي عَسْكَر إِبْرَاهِيم إِذا اعْتَرَضَهُمْ نهر لم تطق الْخَيل عبوره فدعتهم الضَّرُورَة إِلَى أَن يرجِعوا لَعَلَّهُم يظفرون بمسلك يكون أمامهم فَلَمَّا رَآهُمْ عَسْكَر إِبْرَاهِيم ظنُّوا أَن مداداً جَاءَهُم أَو كميناً خرج فَسقط فِي أَيْديهم وولوا الأدبار فطمع فيهم عَسْكَر الْمَنْصُور وتبعوهم وَوَقع فِي الْعَسْكَر

الإبراهيمي السَّيْف فَوقف إِبْرَاهِيم وَثَبت ثباتاً تحدث عَنهُ إِلَى أَن قتل كَمَا قتل أَخُوهُ مُحَمَّد وَحمل رَأسه إِلَى الْمَنْصُور فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لقد ثَبت هَذَا الرَّأْس دولتنا بَعْدَمَا ضعضها وَمن كَلَام إِبْرَاهِيم مَا حفظ عَنهُ وَهُوَ يخْطب بِجَامِع الْبَصْرَة كل فكر فِي غير صَلَاح سهوٌ وكل كَلَام فِي غير رضى الله لغون وَمن شعره وَقد مرض أَخُوهُ مُحَمَّد الْمُقدم الذّكر (سقمت فَعم السقم من كَانَ مُؤمنا ... كَمَا عَم خلق الله نائلك الْغمر) (فيا لَيْتَني كنت العليل وَلم تكن ... عليلاً وَكَانَ السقم لي وَلَك الْأجر) وَمن شعره أبياتٌ رثى بهَا أَخَاهُ مُحَمَّدًا وَقد تقدّمت فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد الْمَذْكُور قَالَ الْمفضل بن مُحَمَّد الضَّبِّيّ كنت مَعَ إِبْرَاهِيم بن عبد الله ابْن حسن وَقد وَاقِف أَصْحَاب الْمَنْصُور وَهُوَ ينشد (ألمت سعاد وإلمامها ... أَحَادِيث نفسٍ وأسقامها) (يَمَانِية من بني مَالك ... تطاول فِي الْمجد أعمامها) (وَإِنَّا إِلَى أصل جرثومةٍ ... ترد الْكَتَائِب أَيَّامهَا) ) (ترد الْكَتَائِب مفلولةً ... بهَا أفنها وَبهَا ذامها) ثمَّ حمل فَقتل عدَّة فَوقف فَقلت بِأبي أَنْت وَأمي لمن هَذِه الأبيات فَقَالَ هَذِه للأحوص بن جَعْفَر بن كلاب يَقُولهَا يَوْم شعب جبلة وتمثل بهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب يَوْم الخَنْدَق ثمَّ تمثل (مهلا بني عمنَا ظلامتنا ... إِن بِنَا سُورَة من الغلق) (لمثلكم نحمل السِّلَاح وَلَا ... تغمز أحسابنا من الرقق) (إِنِّي لأنمي انتميت إِلَى ... عزٍ رفيعٍ ومعشر صدق) (بيض جعاد كَأَن أَعينهم ... تكحل يَوْم الْهياج بالذرق) ثمَّ حمل فَقتل نفسا أَو نفسين فَلَمَّا رَجَعَ قلت بِأبي أَنْت وَأمي لمن هَذِه الأبيات قَالَ لِضِرَار بن الْخطاب الْقرشِي أحد بني فهر بن مَالك وتمثل بهَا أَمِير الْمُؤمنِينَ يَوْم صفّين ثمَّ أقبل عَليّ فَقَالَ أَنْشدني أَبْيَات عويف القوافي فَأَنْشَدته (أَلا أَيهَا الناهي فَزَارَة بَعْدَمَا ... أَجدت لغزوٍ إِنَّمَا أَنْت حالم)

ابن أبي الدم القاضي

(أَبى كل ذِي وترٍ ينَام بوتره ... وَيمْنَع مِنْهُ النّوم إِذْ أَنْت نَائِم) (أَقُول لفتيان سروا ثمَّ أَصْبحُوا ... على الجرد فِي أفواههن الشكائم) (قفوا وَقْفَة من ينج لَا يخز بعْدهَا ... وَمن يخترم لَا تتبعه الملاوم) (وَهل أَنْت إِن باعدت نَفسك مِنْهُم ... لتسلم مِمَّا بعد ذَلِك سَالم) فَقَالَ قَاتل الله عويفاً كَأَنَّهُ كَانَ ينظر إِلَيْنَا فِي هَذَا الْيَوْم ثمَّ حمل فَقتل رجلا وَرجع ثمَّ وقف فَجَاءَهُ سهمٌ غربٌ فَقتله وَفِي تَرْجَمَة الْمفضل ابْن مُحَمَّد لهَذَا إِبْرَاهِيم ذكر سَوف يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ 3 - (ابْن أبي الدَّم القَاضِي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم بن عَليّ القَاضِي شهَاب الدّين أَبُو إِسْحَاق الْهَمدَانِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الدَّم قَاضِي حماة ولد بهَا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة رَحل وَسمع ببغداذ وَحدث بحماة والقاهرة وحلب وَله نظم ونثر ومصنفات ترسل عَن صَاحب حماة وَله التَّارِيخ الْكَبِير المظفري وَله الْفرق الإسلامية) 3 - (النجيرمي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله النجيرمي بالنُّون وَالْجِيم وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَالرَّاء وَالْمِيم نِسْبَة إِلَى نجيرم وَهِي محلّة بِالْبَصْرَةِ كَذَا قَالَه السَّمْعَانِيّ وَقَالَ ياقوت لم يصب السَّمْعَانِيّ فِي قَوْله إِلَّا أَن يكون طَائِفَة من أهل هَذَا الْموضع أَقَامُوا بِموضع من محَال الْبَصْرَة فنسب إِلَيْهِم ونجيرم قَرْيَة كَبِيرَة على سَاحل بَحر فَارس والتجار وَأَهْلهَا يَقُولُونَ نيرم فيسقطون الْجِيم تَخْفِيفًا هُوَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ أَخذ عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن المهلبي وجنادة اللّغَوِيّ الْهَرَوِيّ وَكثير من أهل الْعلم وَكَانَ مقَامه بِمصْر يُقَال إِن الْفضل بن الْعَبَّاس دخل على كافور الإخشيذي فَقَالَ لَهُ أدام الله أَيَّام سيدنَا الْأُسْتَاذ فخفض الْأَيَّام فتبس كافور إِلَى أبي إِسْحَاق النجيرمي فَقَالَ أَبُو إِسْحَاق (لَا غرو أَن لحن الدَّاعِي لسيدنا ... وغص من هيبةٍ بالريق والبهر) (فَمثل سيدنَا حَالَتْ مهابته ... بَين البليغ وَبَين القَوْل بالحصر) (وَإِن يكن خفض الْأَيَّام من دهشٍ ... من شدَّة الْخَوْف لَا من قلَّة الْبَصَر) (فقد تفاءلت من هَذَا لسيدنا ... والفأل نأثره عَن سيد الْبشر)

الغزال اللغوي

(بِأَن أَيَّامه خفضٌ بِلَا نصبٍ ... وَأَن دولته صفوٌ بِلَا كدر) فَأمر لَهُ بثلاثمائة دِينَار وللفضل بن الْعَبَّاس بِمِثْلِهَا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الغزال اللّغَوِيّ) إِبْرَاهِيم بن عبد الله الغزال اللّغَوِيّ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء لَا أعرف شَيْئا من حَاله غلا أَن السلَفِي قَالَ أَنْشدني أَبُو الْقَاسِم الْحسن بن الْفَتْح بن حَمْزَة بن الْفَتْح الهمذاني قَالَ أنشدنا إِبْرَاهِيم بن عبد الله الغزال اللّغَوِيّ لنَفسِهِ وَكَانَ يتبجح بهما (والبرق فِي الديجور أهطل مزنةً ... أبدت نباتاً أرضه كالزرنب) (فَوجدت بحراً فِيهِ نارٌ فَوْقه ... غيمٌ يرى فِيهِ بليلٍ غيهب) قلت لَو كَانَ عَاقِلا لتبجس عرقاً وَمَا تبجح وانتحى عَن طَرِيق النّظم وَمَا تنحنح 3 - (عز الدّين ابْن قدامَة) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصرٍ الإِمَام الزَّاهِد الْقدْوَة الْخَطِيب عز الدّين أَبُو إِسْحَاق ابْن الْخَطِيب شرف الدّين أبي مُحَمَّد بن الزَّاهِد أبي عمر الْمَقْدِسِي الجمّاعيلي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وست) مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة وَسمع من عَم أَبِيه الشَّيْخ الْمُوفق الشهَاب ابْن رَاجِح وَالْقَاضِي أبي الْقَاسِم ابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وَابْن عبدون الْبَنَّا والكندي وَأبي مُحَمَّد بن البن وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ وَأبي الْمجد الْقزْوِينِي وَطَائِفَة سواهُم وسماعه من الْكِنْدِيّ حضوراً وروى عَنهُ الدمياطي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَابْن الخباز وَابْن الزراد وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن طبرزد والمؤيد الطوسي وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ صَاحب عبَادَة وتهجد وإخلاص وابتهال قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَله أَحْوَال وكرامات وَقد جمع ابْن الخباز أخباره وفضائله فِي بضعَة عشر كراساً وَكَانَ لَهُ أَوْلَاد فُقَهَاء صلحاء 3 - (الأرموي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يُوسُف بن يُونُس بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن بنكو بِالْبَاء ثَانِي الْحُرُوف وَالنُّون وَالْكَاف وَالْوَاو الشَّيْخ الزَّاهِد العابد أَبُو إِسْحَاق ابْن الشَّيْخ الْقدْوَة ابْن الأرمني وَيُقَال ابْن الأرموي نِسْبَة إِلَى أرمية ولد سنة خمس عشرَة وست مائَة بجبل قاسيون وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة سمع من الشَّيْخ الْمُوفق وَابْن الزبيدِيّ وَغَيرهمَا وَقد

أبو حكيم

روى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار والمزي وَطَائِفَة وَكَانَ صَالحا خيرا كَبِير الْقدر مَقْصُودا للتبرك وَلما قدم الْأَشْرَف دمشق من فتح عكا طلع إِلَيْهِ وزاره وَطلب دعاءه وَطَلَبه وحدثه بِكِتَاب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ لِابْنِ أبي الدُّنْيَا مراتٍ لِأَنَّهُ تفرد بِهِ عَن الشَّيْخ الْمُوفق وَلما مَاتَ طلع إِلَى جنَازَته ملك الْأُمَرَاء والقضاة وَحمل على الرؤوس وَله شعر جيد مِنْهُ (سهري عَلَيْك ألذ من سنة الْكرَى ... ويلذ فِيك تهتكي بَين الورى) (وَسوى جمالك لَا يروق لناظري ... وعَلى لساني يغر ذكرك مَا جرى) (وحياة وَجهك لَو بذلت حشاشتي ... لمبشري برضاك كنت مقصرا) (أَنا عبد حبك لَا أَحول عَن الْهوى ... يَوْمًا وَلَو لَام العذول وأكثرا) 3 - (أَبُو حَكِيم) إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو حَكِيم هُوَ جد أبي الْفضل ابْن النَّاصِر الْحَافِظ لأمه تفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وبرع فِي الْفَرَائِض وَله فِيهَا مُصَنف وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأدب وَقَالَ ابْن نَاصِر كَانَ يكْتب المصاحب فَبينا هُوَ يَوْمًا قَاعِدا مُسْتَندا يكْتب إِذْ وضع الْقَلَم من يَده وَقَالَ) وَالله إِن كَانَ هَذَا موتا فَهُوَ موت طيب ثمَّ توفّي رَحمَه الله سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْمُحْتَسب الغافقي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حصن بن أَحْمد بن حزم أَبُو إِسْحَاق الغافقي من أهل الأندلس لَهُ رحْلَة وَاسِعَة سمع الْكثير بديار مصر وَالشَّام وَالْعراق وَالْجِبَال وطبرستان وَعَاد إِلَى دمشق وَأقَام بهَا إِلَى حِين وَفَاته ولوي بهَا الْحِسْبَة سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة سمع بِمصْر القَاضِي أَبَا طَاهِر الذهلي وبالقلزم الْحسن بن يحيى وبالرملة أَبَا مُحَمَّد عبد الحميد بن يحيى بن دَاوُد وبدمشق عبد الْوَهَّاب بن الْحسن الْكلابِي ويوسف بن الْقَاسِم الميانجي وبطرابلس عمر بن دَاوُد بن سَلمُون وَأَبا عبد الله بن كَامِل وبسروج أَبَا الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر وبجرجان عُثْمَان بن أَحْمد وببغداذ أَبَا بكر أَحْمد بن جَعْفَر الْقطيعِي وَمُحَمّد بن إِسْحَاق الصفار وَعيلَ بن الْحسن الجراحي وَمُحَمّد بن المظفر الْحَافِظ وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الْوراق وبالدينور أَبَا بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم وبهمذان أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله الْوراق وبآمل أَبَا عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد وبإستراباذ أَبَا الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن مُوسَى الطَّيِّبِيّ وَحدث ببغداذ قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ بِدِمَشْق رجلٌ يقلي القطائف وَكَانَ الْمُحْتَسب يُرِيد أَن يؤدبه فَإِذا رَآهُ القطائفي قد اقبل قَالَ بِحَق

الشيخ الهدمة

مَوْلَانَا امْضِ عني فيمضي عَنهُ فغافله يَوْمًا وَأَتَاهُ من خَلفه وَقَالَ وَحقّ مَوْلَانَا لَا بُد أَن تنزل فَلَمَّا ضربه بِالدرةِ قَالَ هَذِه فِي قفا أبي بكر فَلَمَّا ضربه الثَّانِيَة قَالَ هَذِه فِي قفا عمر فَلَمَّا ضربه الثَّالِثَة قَالَ هَذِه فِي قفا عُثْمَان فَقَالَ الْمُحْتَسب أَنْت لَا تعرف عدد الصَّحَابَة وَالله لأصفعنك بِعَدَد أهل بدر ثَلَاث مائَة وَبضْعَة عشر رجلا فصفعه بِعَدَد أهل بدر وَتَركه فَمَاتَ بعد أَيَّام من ألم الصفع وَبلغ الْخَبَر إِلَى مصر فَأَتَاهُ كتاب الْحَاكِم يشكره على مَا صنع وَقَالَ هَذَا جَزَاء من ينتقص السّلف الصَّالح أَو كَمَا قَالَ وَكتب الْكثير وَلم يحدث وَكَانَ مالكياً يذهب إِلَى الاعتزال وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبع مائَة بِدِمَشْق رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الشَّيْخ الهدمة) إِبْرَاهِيم بن عبد الله الشَّيْخ الصَّالح الْفَقِير العابد الْكرْدِي المشرقي الْمَعْرُوف بالهدمة انْقَطع بقرية بَين الْقُدس والخليل فَأصْلح لنَفسِهِ مَكَانا وزرعه وغرس شَجرا أثمر وتأهل بعد ثَمَانِينَ وست مائَة وجاءته الْأَوْلَاد وَقصد بالزيارة وحكيت عَنهُ كرامات واشتهر اسْمه وَتُوفِّي) رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (ابْن مَرْزُوق) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن هبة الله بن مزروق الصاحب صفي الدّين الْعَسْقَلَانِي التَّاجِر سمع من عبد الله بن مجلي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَكَانَ فِيهِ عقل وَدين يركب الْحمار ويتواضع ولد سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَخمسين وست مائَة كَانَ من ذَوي الهمم الْعلية وَله من الْأَمْوَال والمتاجر شَيْء كثير وَلما صَار الْملك الْجواد نَائِب السلطنة بِالشَّام عَن الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة قبض على صفي الدّين وصادره وَأخذ من أملاكه وأمواله قدر خمس مائَة ألف دِينَار وَكَانَ قبل النِّيَابَة صديقه وَله عَلَيْهِ دُيُون وَسلمهُ إِلَى الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين شيركوه صَاحب حمص فَجعله فِي مطمورة لِأَن الْأَشْرَف مُوسَى ابْن الْعَادِل عِنْد مَوته إِذْ أَرَادَ أَن يُعْطي دمشق لأسد الدّين الْمَذْكُور نكاية فِي أَخِيه الْكَامِل قَالَ لَهُ ابْن مَرْزُوق سَأَلتك بِاللَّه لَا تفعل هَذَا مَعَ أهل دمشق وتبليهم بظُلْم أَسد الدّين وعسفه ورده عَن ذَلِك فحقدها شيركوه عَلَيْهِ ثمَّ إِن الله تَعَالَى خلصه وَصَارَ بِمصْر مُشِيرا وصودر فِي مَا كَانَ بَقِي لَهُ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بهَا فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَكَانَ قد وزر بِدِمَشْق للأشرف مُوسَى ابْن الْعَادِل 3 - (النميري الغرناطي) إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق النميري الأندلسي الغرناطي قدم الْقَاهِرَة حَاجا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فاجتمعت بِهِ وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من قصيدة

الأشتري

(هن البدور تَغَيَّرت لما رَأَتْ ... شَعرَات رَأْسِي آذَنت بِتَغَيُّر) (راحت تحب دجى شبابٍ مظلمٍ ... وغدت تعاف ضحى مشيبٍ نير) قلت فِيهِ مُقَابلَة خَمْسَة بِخَمْسَة وَهُوَ فِي غَايَة الصَّنْعَة من البديع وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ مضمناً (لَهُ شفةٌ أضاعوا النشر مِنْهَا ... بلثمٍ حِين سدت ثغر بَدْرِي) (فَمَا أشهى لقلبي مَا أضاعوا ... ليَوْم كريهةٍ وسداد ثغر) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ) (وَقَالَ عذولي حِين لَاحَ عذاره ... بوجنته انهره وَإِنِّي لقَائِل) (أَرَانِي الضُّحَى إِذْ سَالَ فِي صحن خَدّه ... أأنهره من بعد ذَا وَهُوَ سَائل) 3 - (الأشتري) إِبْرَاهِيم بن عبد الْحق بن أَيُّوب بن طغريل كَمَال الدّين الأشتري أَنْشدني لَهُ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان (ومهفهفٍ لما تَبَسم ضَاحِكا ... خلت العقيق بثغره والأبرقا) (ناديت مُرْسل صُدْغه لما بدا ... يَا مرْحَبًا بقدوم جيران النقا) وأنشدني لَهُ أَيْضا (يَا من سبى أنفس البرايا ... بِمَا بِعَيْنيهِ من فتور) (أشبهك الظبي فِي ثلاثٍ ... فِي اللحظ والجيد والنفور) وأنشدني لَهُ أَيْضا فِي مشطوب (بمقلةٍ من أَهْوى كنَانَة نابلٍ ... يُصِيب بهَا فِي الْقرب والبعد من يَرْمِي) (وحاجبه مِنْهَا أُصِيب بنافذٍ ... وَلَا عجب أَن يجرح الْقوس بِالسَّهْمِ) 3 - (الزُّهْرِيّ) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ هُوَ الْقَائِل فِي حلف الفضول (وَنحن تحالفنا على الْحق بَيْننَا ... ودعوتنا الْإِسْلَام ذَلِكُم الْحق) (غَدَاة شددنا العقد بِالْحَقِّ والتقى ... فَمَا مثلنَا حَيّ وَلَا مثلنَا خلق) توفّي رَضِي الله عَنهُ فِي 3 - (الْأمَوِي الدِّمَشْقِي) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو إِسْحَاق

زين الدين ابن الشيرازي

الْقرشِي الدِّمَشْقِي الْحَافِظ توفّي رَحمَه الله سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مَائه 3 - (زين الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن محمّد الْعدْل الْجَلِيل الْمسند زين الدّين أَبُو إِسْحَاق بن نجم الدّين ابْن تَاج الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ الدِّمَشْقِي شيخ بهي كثير التِّلَاوَة يؤم بمسجدٍ وَيشْهد سمع من السخاوي وكريمة وتاج الدّين ابْن حمويه وجده وعدة وَخرج لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين) العلائي مشيخة وَتفرد بعدة أَجزَاء ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة 3 - (الزُّهْرِيّ الْمدنِي) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وأخو حميد الزُّهْرِيّ الْمدنِي روى عَن أَبِيه وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَسعد وعمار وَجبير بن مطعم شهد الدَّار مَعَ عُثْمَان فِيمَا قيل وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم خلا التِّرْمِذِيّ 3 - (الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاني) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الْوَرع شيخ الشَّافِعِيَّة برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ الصعيدي الأَصْل الدِّمَشْقِي مدرس البادرائية وَابْن مدرسها وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده الشَّيْخ تَاج الدّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَوْضِعه كَانَ جده فَقِيها يؤم بالرواحية وَولد الشَّيْخ برهَان الدّين سنة سِتِّينَ وَأمه أم ولد عاشت إِلَى بعد الْعشْرين وَسبع مائَة أسمعهُ أَبوهُ الْكثير فِي الصغر من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي اليُسر والموجودين وبرع فِي الْفِقْه على وَالِده وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على عَمه شرف الدّين وَقَرَأَ الْأُصُول وَبَعض الْمنطق وتفنن وجود الْكِتَابَة وَنَشَأ فِي صون وَخير وإكباب على الْعلم والإفادة عمره كُله درس واشتغل بعد أَبِيه وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَأذن فِي الْفَتْوَى لجَماعَة وانْتهى إِلَه إتقان غوامض الْمَذْهَب وعلق فِي التَّنْبِيه شرحاً حافلاً فِي مجلدات وَكَانَ عذب الْعبارَة صَادِق اللهجة طلق اللِّسَان طَوِيل الدُّرُوس يوردها كالفاتحة يكَاد يَقُول فِي مسَائِل الرَّافِعِيّ هَذِه الْمَسْأَلَة فِي المجلد الْفُلَانِيّ فِي الكراس الْفُلَانِيّ فِي الصفحة الْفُلَانِيَّة لِأَنَّهُ دربه وأدمن مطالعته وَفرع من الْوَسِيط دروساً أَلْقَاهَا وَكَانَ لَهُ حَظّ من صَلَاة وَصِيَام وَذكر ولطف وتواضع وَلُزُوم خيرٍ وكف عَن الْغَيْبَة وَعَن أَذَى النَّاس وتنجز مرسوم السُّلْطَان بِأَنَّهُ لَا يحضر الْمجَالِس الَّتِي تعقدها الدولة وَكَانَ كل شهر أَو أَكثر يعْمل طَعَاما لفقهاء البادرائية ويدعوهم إِلَيْهِ وَيقف فِي خدمتهم وَيقدم أمدستهم وَيَقُول لكل وَاحِد آنستمونا وجبرتمونا وَإِذا أحضرت إِلَيْهِ الجامكية يَقُول أَخذ الْفُقَهَاء فَإِن

النقاش

قَالُوا نعم أَخذهَا وَإِلَّا ردهَا وَكَانَ وَاسع الْبَذْل يعود المرضى وَيشْهد الْجَنَائِز وَفِيه طولة روح على تفهيم الطلاب وثناء على فضائلهم وسعي لَهُم فِي حوائجهم وَحج مَرَّات وَكَانَ لطيف المزاج نحيفاً أَبيض حُلْو الصُّورَة رَقِيق الْبشرَة معتدل الْقَامَة قَلِيل الْغذَاء) جدا يديم التنقل بِالْخِيَارِ شنبر ليذْهب يبسه وَرُبمَا انزعج فِي المناظرة وَله مسَائِل يشذ فِيهَا مغمورة فِي بَحر علمه كنظرائه من الْعلمَاء خرج لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي وَغَيره وَحدث بالصحيحين وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين مشيخة ابْن عبد الدَّائِم ولي الخطابة بالجامع الْأمَوِي بعد عَمه شرف الدّين وعزل نَفسه بُد شهر وَغَضب لما بلغه أَنهم سعوا فِي أَخذ البادرائية عَنهُ وَلما توفّي ابْن صصرى طلب للْقَضَاء فَامْتنعَ وألحوا عَلَيْهِ فصمم وَكَانَ يُخَالف الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي مسَائِل وَمَعَ ذَلِك فَمَا تهاجرا وَلَا تقاطعا بل كَانَ كل مِنْهُمَا يحترم الآخر وَلما توفّي ابْن تَيْمِية اسْترْجع وشيع جنَازَته وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَانَ فِيهِ رفق وَرَحْمَة يكره الْفِتَن وَلَا يدْخل فِيهَا وَله جلالة وَوَقع فِي النُّفُوس وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة توفّي فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وَدفن عِنْد وَالِده بمقابر بَاب الصَّغِير 3 - (النقاش) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى الْوَكِيل أَبُو إِسْحَاق النقاش من بَيت الْقَضَاء وَالْعَدَالَة وَأهل بَيته يعْرفُونَ بِبَيْت الشطوي ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَدخل بغداذ فِي صباه واستوطنها وَله كَلَام على لِسَان أهل الْحَقِيقَة وصنف كتابا كَبِيرا فِيمَا نظمه وَكَانَ ينقش فِي النّحاس قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ شَيْئا من شعره وَكَانَ شَيخا حسن السمت طيب الْأَخْلَاق مَحْمُود الْأَفْعَال يرجع إِلَى صَلَاح وديانة أَنْشدني لنَفسِهِ فِي منزله بدرب شماس (وَكم من هوى ليلى قتيلٍ صبَابَة ... ومجنونها المعري بهَا الْعلم الْفَرد) (وَمَا كل من ذاق الْهوى تاه صبوةً ... وَلَا كل من رام اللقا حثه الوجد) (وللحب فِي الْبلوى شُرُوط عزيزة ... يقوم بهَا فِي حلبة الوله الْأسد) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا (وَمن لم يبت والدمع مسْهر جفْنه ... إِذا ضحك الباكون أصبح باكيا) (وَكَيف ينَام اللَّيْل من طعم الْهوى ... وَمَا انْفَكَّ مَهْجُورًا فَمَا كَانَ ساليا) (وَعَن وجده تروي بلابل قلبه ... أَحَادِيث من أمسي لظى الْحبّ صاليا) توفّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَدفن بالشونيزية 3 - (التنوخي الْحَنَفِيّ) ) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر

جمال الدين ابن صصرى

التنوخي أَبُو الْحسن الْفَقِيه الْحَنَفِيّ من أهل معرة النُّعْمَان كَانَ شَاعِرًا أديباً فَاضلا قدم بغداذ ومدح الإِمَام الْمُقْتَدِي وَغَيره وَله شعار كَثِيرَة سلك فِيهَا مَسْلَك ابْن الرُّومِي فِي الإطالة قَالَ أُسَامَة بن منقذ وَهُوَ مؤدب وَالِدي من شعره (يَا مَاء دجلة مَا أَرَاك تلذ لي ... طيبا كَمَاء معرة النُّعْمَان) (أتراك مملوحاً بِمَاء مدامعي ... لما مرته غمائم الأجفان) (أم هَل ترى ظمئ الْفُؤَاد لمائها ... يَوْمًا يعود وَلَيْسَ بالظمآن) وَمِنْه (فغن تنكروا شَيْئا برأسي كَأَنَّهُ ... شعاعٌ تبدى فِي متون يمَان) (فَإِن شباب الرمْح لَيْسَ بكاملٍ ... إِذا لم يلمع فِيهِ شيب سِنَان) توفّي بشيزر سنة ثَلَاث وَخمْس مائَة وَكَانَ زاهداً ورعاً أديباً 3 - (جمال الدّين ابْن صصرى) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن هُوَ جمال الدّين ابْن شرف الدّين ابْن صصرى الثَّعْلَبِيّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب نظر جهاتٍ كَثِيرَة ولي نظر الْحِسْبَة وَأقَام بِهِ مُدَّة وَكَانَت لَهُ هَيْبَة وَصُورَة وَتَوَلَّى نظر الدَّوَاوِين أَيَّام سلطنة سنقر الْأَشْقَر وَكَانَ الْوَزير محيي الدّين ابْن كشرات وَلما كسر سنقر الْأَشْقَر قبض عَلَيْهِمَا وصودرا فأباع جمال الدّين مُعظم أملاكه فِي الدولة المنصورية ثمَّ بَاشر نظر الدولة فِي وقتٍ مشاركاً وَوقت بمفرده وَله تول إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة 3 - (الْعَرُوضِي) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم الْعَرُوضِي قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء حكى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد النامي فِي كتاب القوافي فَهُوَ من طبقَة ابْن درسْتوَيْه والأخفش عَليّ بن سُلَيْمَان 3 - (كَمَال الدّين ابْن شِيث) إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن شِيث الْأَمِير كَمَال الدّين أَبُو إِسْحَاق الْقرشِي الْكَاتِب خدم النَّاصِر دَاوُد مُدَّة وَترسل عَنهُ ثمَّ خدم النَّاصِر يُوسُف فَأعْطَاهُ خيرا وَاعْتمد عَلَيْهِ وقربه ثمَّ ولي الرحبة للْملك الظَّاهِر ثمَّ ولاه بعلبك وَله أدب وَترسل وَمَعْرِفَة بالتاريخ وَالْأَخْبَار وَكَانَ يحفظ) متون الْمُوَطَّأ وَله اعتناء بِالْحَدِيثِ وروى عَن ابْن الحرستاني وروى عَنهُ اليونيني وَكَانَ أَبوهُ جمال الدّين من كبراء دولة الْمُعظم توفّي رَحمَه الله بالسَّاحل وَقد نَيف عَن السِّتين وَحمل وَدفن ببعلبك فِي مقابرها سنة أَربع وَسبعين وست مائَة وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده جمال

راوي الموطأ

الدّين فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن شعر كَمَال الدّين (لَا تلحه فِي وجده تغريه ... دَعه ففرط ولوعه يَكْفِيهِ) (حكم الغرام عَلَيْهِ فَهُوَ كَمَا ترى ... مغرى بتذكار الْحمى يبكيه) (يشتاق أَيَّام العقيق وحبذا ... وَادي العقيق وحبذا من فِيهِ) (وَإِذا النسيم روى سحيراً عَنْهُم ... خَبرا فيا طيب الَّذِي يمليه) وَمِنْه البيتان (واهاً لأويقات تقضت واها ... لَو ساعدني الزَّمَان فِي بقياها) (يَا عزة أَيَّام زناني بكم ... لَا أذكر غَيرهَا وَلَا أَنْسَاهَا) 3 - (رَاوِي الْمُوَطَّأ) إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد بن مُوسَى الْهَاشِمِي البغداذي رَاوِي الْمُوَطَّأ عَن أبي مُصعب توفّي سنة خمس وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (سعد الدّين السّلمِيّ الطَّبِيب) إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْجَبَّار الْحَكِيم البارع سعد الدّين السّلمِيّ ابْن الْمُوفق الدِّمَشْقِي الطَّبِيب خدم الْأَشْرَف وَكَانَ على خير وَدين وَكَانَ عَالما بالفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَهُوَ الَّذِي تولى عمَارَة الجوزية بِدِمَشْق وعاش إِحْدَى وَسِتِّينَ سنة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَكَانَ أَبوهُ الْمُوفق وللشريف الْبكْرِيّ فِي الْحَكِيم (حَكِيم لطيف من لطافة وَصفه ... يود الْمعَافى السقم حَتَّى يعودهُ) 3 - (ابْن عبد السَّلَام الْخَطِيب) إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام أَبُو إِسْحَاق ابْن الشَّيْخ الإِمَام عز الدّين رَحمَه الله وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين مَكَانَهُ السّلمِيّ الدِّمَشْقِي خطيب جَامع العقيبة كَانَ يتَكَلَّم بِكَلَام مسجوع مثل سجع الْكُهَّان وَيَزْعُم أَنه يلقى إِلَيْهِ من الْجِنّ وتعانى الْوَعْظ فتألم أَبوهُ لذَلِك فَترك الْوَعْظ وَكَانَ يلبس ثيابًا قَصِيرَة ويبكي فِي الْخطْبَة وَفِيه سَلامَة بَاطِن ولد) سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (الْعِمَاد الْمَقْدِسِي) إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن سرُور الشَّيْخ عماد الدّين الْمَقْدِسِي

النفزي الصالح

الْحَنْبَلِيّ الزَّاهِد أَبُو إِسْحَاق رَحمَه الله تَعَالَى أَخُو الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ ولد بجماعيل سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وست مائَة هَاجر إِلَى دمشق وَغَيرهَا وَسمع وارتحل وَصَارَت لَهُ معرفَة حَسَنَة بِالْحَدِيثِ مَعَ كَثْرَة السماع وَالْيَد الباسطة فِي الْفَرَائِض والنحو والخط الْمليح وَطول الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته فَجَاءَت فِي نصف كراس 3 - (النفزي الصَّالح) إِبْرَاهِيم بن عبيديس النفزي أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ كَانَ الْمَذْكُور مَشْهُورا بالصلاح وَكَانَ متصوفاً وَهُوَ تلميذ أبي الْحسن ابْن الصّباغ يذكر أَنه دخل الْخلْوَة عِنْده بقنا من ديار مصر وَله سَماع بِالْحَدِيثِ وَسمع بالأندلس وَكَانَ مأماً للْفُقَرَاء وَله أَتبَاع ذكره شُيُوخنَا وَكَانَ بغرناطة وَذكره أستاذنا أَبُو جَعْفَر ابْن الزبير فِي تَارِيخه فِي عُلَمَاء الأندلس وَذكر من عِبَادَته وعكوفه على بَاب الله والتوكل عَلَيْهِ والانقطاع مَا يعجز عَنهُ كثير من أهل عصره وَكَانَ لَهُ مَعَ ذَلِك آدَاب النثر وَالنّظم أنشدنا أثير الدّين قَالَ أنشدنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبيديس لنَفسِهِ (أَي شراب عِنْد ساقينا ... أسكرنا من قبل يسقينا) (دارت كؤوس الْوَصْل مَا بَيْننَا ... وكل سكرٍ فِي الورى فِينَا) وأنشدني قَالَ أنشدنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزقاق البجائي بثغر دمياط قَالَ أنشدنا الشَّيْخ أَبُو الْحسن عَليّ المالقي الدَّار عرف بالخملا بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَمِيم مَفْتُوحَة وَلَام مُشَدّدَة بعْدهَا ألف قَالَ أنشدنا الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبيديس لنَفسِهِ (عدمت وجودي إِذْ عرفت وجود من ... تَعَالَى فَلم يظفر بِهِ مسرح الْفِكر) (تَعَالَى علوا فِي الْوُجُود وَإنَّهُ ... لأَقْرَب من حَبل الوريد لمن يدْرِي) (لَهُ الْخلق ثمَّ الْأَمر فِي الْخلق كلهم ... يسيرهم بِالْأَمر فِي الْبر وَالْبَحْر) (وتجري القضايا فِي البرايا وَلَا أرى ... لغيره وصلا لَا يحوم على هجر د) قلت شعر نَازل) 3 - (أَبُو شيبَة القَاضِي) إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الْعَبْسِي أَبُو شيبَة قَاضِي وَاسِط روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقيل قبل ذَلِك

الوزان النحوي

3 - (الْوزان النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان القيرواني النَّحْوِيّ أَبُو الْقَاسِم الْوزان شيخ تِلْكَ الديار فِي النَّحْو واللغة كَانَ ذَا صدق وتضلع من الْعُلُوم قَالَ القفطي حفظ كتاب الْعين للخليل بن أَحْمد وَالْمُصَنّف الْغَرِيب لأبي عبيد وَإِصْلَاح الْمنطق لِابْنِ السّكيت وَكتاب سِيبَوَيْهٍ وَأَشْيَاء كَثِيرَة حَتَّى قَالَ فِيهِ بَعضهم لَو قيل إِنَّه أعلم من الْمبرد وثعلب لصدق الْقَائِل وَكَانَ يسْتَخْرج من الْعَرَبيَّة مَا لم يَسْتَخْرِجهُ أحد وَكَانَ عجبا فِي اسْتِخْرَاج المعمى وَله تصانيف كَثِيرَة فِي النَّحْو وَلم يكن مجيداً فِي الشّعْر وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْغَزِّي أَبُو إِسْحَاق الشَّاعِر) إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن مُحَمَّد أَبُو إِسْحَاق وَقيل أَبُو مَدين الْكَلْبِيّ الْغَزِّي الشَّاعِر الْمَشْهُور أحد فضلاء الدَّهْر وَمن سَار ذكره بالشعر الْجيد تنقل فِي الْبلدَانِ ومدح الْأَعْيَان وهجا جمَاعَة ودور فِي الْجبَال وخراسان وَسمع الحَدِيث بِدِمَشْق من الْفَقِيه نصر الْمَقْدِسِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ورحل إِلَى بغداذ وَأقَام بِالْمَدْرَسَةِ النظامية سِنِين كَثِيرَة ومدح ورثى بهَا غير وَاحِد من المدرسين بهَا وَغَيرهم ثمَّ رَحل إِلَى خُرَاسَان وامتدح رؤساءها وانتشر شَرعه هُنَاكَ وَذكره محب الدّين ابْن النجار وَذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة ولد الْغَزِّي بغزة السَّاحِل فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة وَكَانَ قد خرج من مرو إِلَى بَلخ فَمَاتَ فِي الطَّرِيق وَحمل إِلَى بَلخ فَدفن بهَا وَحكي عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول لما حَضرته الْوَفَاة أَرْجُو أَن يغْفر لي رَبِّي لثَلَاثَة أَشْيَاء كوني من بدل الإِمَام الشَّافِعِي وَأَنِّي شيخ كَبِير وَأَنِّي غَرِيب رَحمَه الله وحقق رَجَاءَهُ وَمن شعره (من آلَة الدست لم يُعْط الْوَزير سوى ... تَحْرِيك لحيته فِي حَال إِيمَاء) (فَهُوَ الْوَزير وَلَا زرٌ يشد بِهِ ... مثل الْعرُوض لَهَا بحرٌ بِلَا مَاء) وَمِنْه (قَالُوا هجرت الشّعْر قلت ضَرُورَة ... بَاب الدَّوَاعِي والبواعث مغلق) ) (خلت الديار فَلَا كريم يرتجى ... مِنْهُ النوال وَلَا مليحٌ يعشق) (وَمن الرزية أَنه لَا يشترى ... ويخان فِيهِ مَعَ الكساد وَيسْرق) قلت مَا أحسن قَول شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين عبد الْعَزِيز الْحَمَوِيّ (وأغن أصدق فِي صِفَات جماله ... لَكِن وعد وصاله لَا يصدق)

(راجعت فِيهِ الشّعْر كهلاً بَعْدَمَا ... باينته ولماء وَجْهي رونق) (وَلَئِن فقدت بِهِ كَرِيمًا يرتجى ... فَلَقَد وجدت بِهِ مليحاً يعشق) وَمِنْه (أمط عَن الدُّرَر الزهر اليواقيتا ... وَاجعَل لحج تلاقينا مواقيتا) فثغرك اللُّؤْلُؤ المبيض لَا الْحجر المسود لاثمه يطوي السباريتا (قابلت بالشنب الأجفان مُبْتَسِمًا ... فطاح عَن ناظريك السحر منكوتا) (فَكَانَ فوك الْيَد الْبَيْضَاء جَاءَ بهَا ... مُوسَى وجفناك هاروتا وماروتا) (جمعت ضدين كَانَ الْجمع بَينهمَا ... لكل جمعٍ من الْأَلْبَاب تشتيتا) (جسماً من المَاء مشروباً لأعيننا ... يضم قلباً من الْأَحْجَار منحوتا) (وَنشر ذكراك أذكى الطّيب رَائِحَة ... وَنور وَجهك رد الْبَدْر مبهوتا) (فضحت بالغيد الغزلان ملتفتاً ... وَلم يكن عَن حماك الْأسد ملفوتا) (عذرت طيفك فِي هجري وَقلت لَهُ ... لَو اسْتَطَعْت إِلَيْنَا فِي الْكرَى جينا) وَمِنْه (عجبت لعين أروت السفح بالسفح ... وَقلت لَهَا شحي فَقَالَ الجوى سحي) (وَمن ليلةٍ دهماء فازت بغرةٍ ... من الْبَدْر لم ترزق حجولاً من الصُّبْح) (كَأَن صغَار الشهب فَوق ظلامها ... لآلئ غواصٍ نثرن على مسح) (كَأَن السهى جسمي فَلَيْسَ بشاهدٍ ... وَلَا غائبٍ من شدَّة السقم البرح) (كَأَن سهيلاً رعدةً وتباعداً ... غريقٌ جبانٌ يَدعِي قُوَّة السبح) (كَأَن الدجا يخْشَى فرار نجومه ... فقد سد ألقام الأساليب بالملح) وَمِنْه قَوْله (فِي رَوْضَة قرن النَّهَار نجومها ... بسنا ذكاء فزادهن توقدا) ) (وانجر فَوق غديرها ذيل الصِّبَا ... سحرًا فَأَصْبَحت الصفيحة مبردا) (وكأنما كمد الغيوم يسرها ... وبكاؤهن الْيَوْم يضحكها غَدا) وَمِنْه قَوْله (حل الْهوى بمَكَان الرّوح من جَسَدِي ... فَكيف يُدْرِكهُ مَا جال فِي خلدي) (أم كَيفَ أنعته وَالْحب مختلفٌ ... كالبحر متصفٌ بالدر والزبد)

(مهاك يَا عقد الوعساء أعينها ... مِمَّن تعلمن هَذَا النفث فِي العقد) (رياض حسن إِذا مر النسيم بهَا ... تلبد الْورْد فِي ظلّ من النجد) وَمِنْه (هبت لنا وبرود اللَّيْل أسمال ... صبا لَهَا من جُيُوب الغيد أذيال) (مرت على شيخ نجدٍ وَهُوَ متشحٌ ... بلؤلؤ الطل والجرباء معطال) (حَتَّى أتتنا وَفِي أعطافها بللٌ ... يهدي لكل مَرِيض مِنْهُ إبلال) (وَالنَّفس بَين تباريح الجوى نفس ... والوصل تَحت سيوف الهجر أوصال) وَمِنْه (وَقَالُوا الْكَمَال بِهِ نقرسٌ ... فَقلت العنا على عقله) (تشنج كفيه يَوْم الندى ... تعدى فدب إِلَى رجله) وَمِنْه (بِجمع جفنيك بَين الْبُرْء والسقم ... لَا تسفكي من جفوني بالفراق دمي) (إشارةٌ مِنْك تكفيني وأفصح مَا ... رد السَّلَام غَدَاة الْبَين بالعنم) (قد يركب الْأَمر الْمَاشِي فيحمله ... وَيسمع الأسطر الْقَارِي بِلَا نغم) (تَعْلِيق قلبِي بِذَاكَ القرط يؤلمه ... فليشكر القرط تَعْلِيقا بِلَا ألم) (تضرمت جمرةٌ فِي مَاء وجنتها ... والجمر فِي المَاء خَابَ غير مضطرم) (وَمَا نسيت وَلَا أنسى تبسمها ... وملبس الجو غفلٌ غير ذِي علم) (حَتَّى إِذا طاح عَنْهَا المرط عَن دهشٍ ... وانحل بِالضَّمِّ عقد السلك فِي الظُّلم) (تبسمت فأضاء الجو فالتقطت ... حبات منتثر فِي ضوء مُنْتَظم) وَمِنْه قَوْله) (لَو زارنا طيف ذَات الْخَال أَحْيَانًا ... وَنحن فِي حُفْرَة الأجداث أَحْيَانًا) (سرى بِهِ الشوق من عسفان معتسفاً ... فجَاء من قهوة الإسآد نشوانا) (يَقُول أَنْت امرؤٌ جَاف مغالطةً ... فَقلت لَا هومت أجفان أجفانا) وَلما توفّي الْغَزِّي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ أَبُو عَليّ ابْن طَبَاطَبَا يرثيه (همومي فِي فِرَاق إِمَام غزه ... هموم كثيرٍ لفراق عزه)

الكاشغري مسند العراق

3 - (الكاشغري مُسْند الْعرَاق) إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن يُوسُف بن زُرَيْق مُسْند الْعرَاق أَبُو إِسْحَاق الكاشغري ثمَّ البغداذي الزَّرْكَشِيّ ولد سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة وسَمعه أَبوهُ من ابْن البطي والكاغذي وَابْن النقور وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَهُوَ صَحِيح السماع إِلَّا أَنه عسر جدا يذهب إِلَى الاعتزال وَيُقَال إِنَّه يرى رَأْي الفلاسفة ويتهاون بالأمور الدِّينِيَّة مَعَ حمق ظَاهر وَقلة علم 3 - (زين الدّين القَاضِي) إِبْرَاهِيم بن عَرَفَات بن صَالح القَاضِي زين الدّين ابْن أبي المنى القنائي كَانَ من الْفُقَهَاء الْحُكَّام الأجواد حسن الِاعْتِقَاد فِي أهل الصّلاح يتَصَدَّق فِي كل سنة يَوْم عَاشُورَاء بِأَلف دِينَار قَالَت امْرَأَة جِئْت إِلَيْهِ فِي يَوْم عَاشُورَاء فَأَعْطَانِي ثمَّ جِئْت إِلَيْهِ فِي رِدَاء آخر فَأَعْطَانِي وتكررت فِي أردية مُخْتَلفَة وَهُوَ يعطيني حَتَّى حصل لي من جِهَته سِتّ مائَة دِرْهَم فاشتريت بهَا مسكنا تولى الحكم بقنا وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة 3 - (المكبري النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن عقيل بن جَيش بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو إِسْحَاق الْقرشِي المكبري النَّحْوِيّ الدِّمَشْقِي روى عَنهُ الْخَطِيب وَوَثَّقَهُ وَقَالَ كَانَ صَدُوقًا قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي قَوْله نظر كَانَ يذكر أَن عِنْده تعليقة أبي الْأسود الدؤَلِي الَّتِي أَلْقَاهَا إِلَيْهِ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ يعد بهَا أَصْحَابه لَا سِيمَا أَصْحَاب الحَدِيث وَلَا يَفِي إِلَى أَن كتبهَا عَنهُ بعض تلاميذه وَإِذا بِهِ قد ركب عَلَيْهَا إِسْنَادًا لَا حَقِيقَة لَهُ اعْتبر فَوجدَ مَوْضُوعا مركبا بعض رِجَاله أقدم مِمَّن روى عَنهُ وَلم يكن الْخَطِيب علم بذلك وَلَا وقف عَلَيْهِ فَلذَلِك وَثَّقَهُ قَالَ وَهَذِه التعليقة فَهِيَ من أمالي أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزّجاج النَّحْوِيّ نَحوا من عشرَة أسطر فَجَعلهَا هَذَا الشَّيْخ) إِبْرَاهِيم قَرِيبا من عشرَة أوراق قَالَ ياقوت وَله كتاب فِي النَّحْو رَأَيْته قدر اللمع وَقد أَجَاد فِيهِ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة بِدِمَشْق وَدفن بِبَاب الصَّغِير 3 - (النَّيْسَابُورِي) إِبْرَاهِيم بن عَليّ الذهلي النَّيْسَابُورِي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وثق وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

الهجيمي

3 - (الهُجَيْمِي) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد الْأَعْلَى أَبُو إِسْحَاق الهُجَيْمِي الْبَصْرِيّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَقْبُول الحَدِيث توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن هرودس المغربي) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن هرودس بِفَتْح الْهَاء وَالرَّاء وَسُكُون الْوَاو وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَفِي آخِره سين مُهْملَة المغربي أَبُو الحكم الْأنْصَارِيّ الْكَاتِب من أهل حصن مرشانة من عمل المرية سكن مالقة وَتُوفِّي بمراكش فِي الطَّاعُون الْوَاقِع بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم (أإبراهيم إِن الْمَوْت آتٍ ... ونت من الغواية فِي سنات) (رجاؤك مثل ظلّ الرمْح طولا ... وعمرك مثل إِبْهَام القطاة) 3 - (مجد الدّين ابْن الخيمي) إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْأَجَل أبي هَاشم ابْن الصَّدْر الأديب المعمر أبي طَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن التامغار ابْن الخيمي الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْعدْل مجد الدّين أَبُو الْفَتْح ولد سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة سمع من وَالِده بِسَمَاعِهِ من بنت سعد الْخَيْر وَسمع من الرشيد الْعَطَّار مجْلِس البطاقة وَمن ابْن الْبُرْهَان صَحِيح مُسلم وَأَجَازَ لَهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ ولاحق الأرتاحي والبهاء زُهَيْر وَأَبُو عَليّ الْبكْرِيّ وَخرج لَهُ التقي عبيد مشيخة وَحدث قَدِيما وَطَالَ عمره وَأخذ عَنهُ المصريون وَكَانَ جده من الْفُضَلَاء وَله النّظم والنثر 3 - (أَبُو إِسْحَاق الْفَارِسِي النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن عَليّ أَبُو إِسْحَاق الْفَارِسِي النَّحْوِيّ من تلاميذ أبي عَليّ الْفَارِسِي لَهُ كتاب شرح) الْجرْمِي مَعْرُوف متداول ذكره الثعالبي فِي البخاريين وَقَالَ هُوَ من الْأَعْيَان فِي النَّحْو واللغة ورد بُخَارى فِي أَيَّام السامنية ودرس عَلَيْهِ أَبنَاء الرؤساء وَالْكتاب وَأخذُوا عَنهُ وَولي التصفح فِي ديوَان الرسائل وَلم يزل يَلِيهِ إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي كتاب الوزيرين وَقد ذكر ابْن العميد فَقَالَ وَقد اجتاز بِهِ أَبُو إِسْحَاق الْفَارِسِي وَكَانَ من غلْمَان أبي سعيد السيرافي وَكَانَ قيمًا بِالْكتاب وقرض الشّعْر وصنف وأملى وَشرح وَتكلم فِي الْعرُوض والقوافي والمعمى وناقض المتنبي وَحفظ الطم وَالروم فَمَا زوده درهما وَلَا تفقده برغيف بعد أَن أذن لَهُ حَتَّى حضر وَسمع كَلَامه وَعرف فَضله واستبان سَعْيه انْتهى وَمن شعره يطْلب جُبَّة خَز

ابن هرمة الشاعر

(وأعن على برد الشتَاء بجبةٍ ... تذر الشتَاء مُقَيّدا مسجونا) (سوسية بَيْضَاء يتْرك لَوْنهَا ... ألوان حسادي شواحب جونا) (عذراء لم تلبس فكفك فِي الْعلَا ... تَأتي عذاراها وتأبى العونا) (تسبي ببهجتها عيُونا لم تزل ... تسبي قلوباً فِي الْهوى وعيونا) (مثل الْقُلُوب من العداة حرارة ... مثل الخدود من الكواعب لينًا) توفّي 3 - (ابْن هرمة الشَّاعِر) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن سَلمَة الفِهري الْمدنِي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن هرمة من شعراء الدولتين نديم الْمَنْصُور كَانَ شيخ الشُّعَرَاء فِي زَمَانه وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى الطالبيين قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ مقدم فِي شعراء الْمُحدثين قدمه بَعضهم على بشار بن برد وعَلى أبي نواس قيل إِنَّه كَانَ منهوماً فِي الشَّرَاب لَا يكَاد يصير عَنهُ فَقَالَ للمنصور يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّنِي مغرى بِالشرابِ وَكلما أمسكني وَالِي الْمَدِينَة حدني وَقد طَال هَذَا فَاكْتُبْ لي إِلَيْهِ فَكتب إِلَى عَامله بِالْمَدِينَةِ أما بعد فَمن أَتَاك بِابْن هرمة سَكرَان فحد ابْن هرمة ثَمَانِينَ واجلد الَّذِي يَأْتِي بِهِ مائَة فَكَانَ يمر بِهِ الْعس وَهُوَ ملقى على قَارِعَة الطَّرِيق فَيَقُول من يَشْتَرِي ثَمَانِينَ بِمِائَة قَالَ صَاحب الأغاني عَن عَامر بن صَالح أَنه أنْشد قصيدة لِابْنِ هرمة نَحوا من أَرْبَعِينَ بَيْتا لَيْسَ فِيهَا حرف مُعْجم قَالَ صَاحب الأغاني لم أَجدهَا فِي مَجْمُوع شعره وَلَا كنت أَظن أحدا تقدم رزيناً الْعَرُوضِي إِلَّا هَذَا الْبَاب وَهِي على مَا ذكره يَعْقُوب ابْن السّكيت اثْنَا عشر بَيْتا وَهِي (أرسم سَوْدَة مَحل دارس الطلل ... معطل رده الْأَحْوَال كالحلل) ) (لما رأى أَهلهَا سدوا مطالعها ... رام الصدود وَكَانَ الود كَالْمهْلِ) وَهِي مثبتة فِي الأغاني بكمالها وَكَانَ ابْن هرمة قَصِيرا دميماً وَكَانَ يَقُول أَنا الْأُم الْعَرَب دعِي أدعياء هرمة دعِي فِي الخلج وَنسب الخلج فِي قُرَيْش يشك فِيهِ وَمر يَوْمًا على جِيرَانه وَهُوَ ميت سكرا حَتَّى دخل منزله فَلَمَّا كَانَ من الْغَد دخلُوا عَلَيْهِ فعاتبوه فِي الْحَالة الَّتِي رأوها مِنْهُ فَقَالَ أَنا فِي طلب مثلهَا مُنْذُ دهر أما أسمعتهم قولي (أسَال الله سكرة قبل موتِي ... وصياح الصّبيان يَا سَكرَان) فنهضوا من عِنْده وَنَقَضُوا ثِيَابهمْ وَقَالُوا مَا يفلح هَذَا أبدا وَيُقَال إِنَّه ولد سنة سبعين وَأنْشد الْمَنْصُور سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة وَعمر بعد ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة وَهُوَ الْقَائِل من قصيدة (مَا أَظن الزَّمَان يَا أم عَمْرو ... تَارِكًا إِن هَلَكت من يبكيني)

الحصري

وَكَانَ كَذَلِك لقد مَاتَ وَمَا يحمل جنَازَته إِلَّا أَرْبَعَة نفر لَا يتبعهَا أحدا حَتَّى دفن بِالبَقِيعِ وَكَانَت وَفَاته بعد الْمِائَة وَالْخمسين تَقْرِيبًا وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول ختم الشّعْر بِابْن ميادة وَالْحكم الخضري وَابْن هرمة وطفيل الْكِنَانِي ومكين العذري 3 - (الحصري) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن تَمِيم القيرواني الحصري الشَّاعِر الْمَشْهُور ذكره ابْن رَشِيق فِي كتاب الأنموذج وَحكى شَيْئا من أخباره وأحواله وَقَالَ كَانَ شُبَّان القيروان يَجْتَمعُونَ عِنْده وَيَأْخُذُونَ عَنهُ وَرَأس عِنْدهم وَشرف لديهم وسارت تأليفاته وانثالت عَلَيْهِ الصلات وَمن شعره (أورد قلبِي الردى ... لَام عذار بدا) (أسود كالكفر فِي ... أَبيض مثل الْهدى) وَمن شعره (إِنِّي أحبك حبا لَيْسَ يبلغهُ ... فهم وَلَا يَنْتَهِي وصفي إِلَى صفته) (أقْصَى نِهَايَة علمي فِيهِ معرفتي ... بِالْعَجزِ مني عَن إِدْرَاك مَعْرفَته) وَهُوَ ابْن خَالَة أبي الْحسن عليّ الحصريّ وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَله من المصنفات كتاب زهر الْآدَاب وَهُوَ مَشْهُور من أُمَّهَات الْأَدَب صنفه بالقيروان وجميعه أَخْبَار أهل الْمشرق وَكَلَامهم ودقائقهم أَرَادَ بذلك الإعجاز وَاخْتَصَرَهُ فِي جُزْء لطيف سَمَّاهُ نور الظّرْف وَنور الطّرف وَكتاب المصون فِي سر الْهوى الْمكنون قَالَ بَان رَشِيق وَقد كَانَ أَخذ فِي عمل) طَبَقَات الشُّعَرَاء على رتب الْأَسْنَان وَكنت أَصْغَر الْقَوْم سنا فصنعت (رفقا أَبَا إِسْحَاق بالعالم ... حصلت فِي أضيق من خَاتم) (لَو كَانَ فضل السَّبق مندوحة ... فضل إِبْلِيس على آدم) فَلَمَّا بلغه البيتان أمسك عَنهُ وَاعْتذر مِنْهُ وَمَات وَقد سد عَلَيْهِ بَاب الفكرة فِيهِ وَلم يصنع شَيْئا توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة كَذَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين وَقَالَ ابْن خلكان قَالَ ابْن بسام بَلغنِي أَنه توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَذكر القَاضِي الرشيد ابْن الزبير فِي كتاب الْجنان أَن الحصري ألف كتاب زهر الْآدَاب سنة خمسين وَأَرْبع مائَة وَهَذَا يدل على صِحَة مَا قَالَه ابْن بسام ثمَّ إِن الشَّيْخ شمس الدّين ذكر وَفَاة الْمَذْكُور فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَقَالَ ياقوت قَالَ ابْن رَشِيق مَاتَ بالمنصورة من القيروان سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة وَمن شعره أَيْضا (يَا هَل بَكَيْت كَمَا بَكت ... ورق الحمائم فِي الغصون)

أبو إسحاق الشيرازي الشافعي

(هَتَفت سحيراً والربى ... للقطر رَافِعَة الجفون) (فَكَأَنَّهَا صاغت على ... شجوي شجى تِلْكَ اللحون) (ذَكرنِي عهدا مضى ... للأنس مُنْقَطع القرين) 3 - (أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ الفيروزابادي شيخ الشَّافِعِيَّة فِي زَمَانه لقبه جمال الدّين تفقه بشيراز على أبي عبد الله الْبَيْضَاوِيّ وعَلى أبي أَحْمد عبد الْوَهَّاب بن رامين وَقدم الْبَصْرَة فَأخذ عَن الْجَزرِي وَدخل بغداذ فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وَأَرْبع مائَة فلازم القَاضِي أَبَا الطّيب وَصَحبه وبرع فِي الْفِقْه حَتَّى نَاب عَن ابْن الطّيب ورتبه معيداً فِي حلقته وَصَارَ أنظر أهل زَمَانه وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الفصاحة وَسمع من أبي عَليّ ابْن شَاذان وَأبي الْفرج مُحَمَّد بن عبيد الله الخرجوشي وَأبي بكر اليرقاني وَغَيرهم وَحدث ببغداذ همذان ونيسابور روى عَنهُ أَبُو بكر الْخَطِيب وَأَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ والْحميدِي وَجَمَاعَة حكى عَنهُ أَنه قَالَ كنت نَائِما ببغداذ فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر فَقلت يَا رَسُول الله بَلغنِي عَنْك أَحَادِيث كَثِيرَة عَن ناقلي الْأَخْبَار فَأُرِيد أَن أسمع مِنْك خَبرا أتشرف بِهِ فِي الدُّنْيَا وأجعله ذخيرة للآخرة فَقَالَ يَا شيخ وسماني يَا شيخ) وخاطبني بِهِ وَكَانَ يفرح بِهَذَا ثمَّ قَالَ قل عني من أَرَادَ السَّلامَة فليطلبها فِي سَلامَة غَيره رَوَاهَا السَّمْعَانِيّ عَن أبي الْقَاسِم حيدر بن مَحْمُود الشِّيرَازِيّ بمرو وَأَنه سمع ذَلِك من أبي إِسْحَاق صنف الْمُهَذّب والتنبيه يُقَال إِن فِيهِ اثْنَتَيْ عشرَة ألف مَسْأَلَة مَا وضع فِيهِ مَسْأَلَة حَتَّى تَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَسَأَلَ الله أَن ينفع المشتغل بِهِ وَقيل ذَلِك إِنَّمَا هُوَ فِي الْمُهَذّب وصنف اللمع فِي أصُول الْفِقْه وَشرح اللمع والمعونة فِي الجدل والملخص فِي أصُول الْفِقْه وَكَانَ فِي غَايَة من الدّين والروع والتشدد فِي الدّين وَلما بنى نظام الْملك الْمدرسَة النظامية ببغداذ سَأَلَهُ أَن يتولاها فَلم يفعل فولاها لأبي نصر بن الصّباغ صَاحب الشَّامِل مُدَّة يسيرَة ثمَّ أجَاب إِلَى ذَلِك فتولاها وَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْأَحَد الْحَادِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبع مائَة ببغداذ وَدفن من الْغَد بِبَاب أبرز ومولده بفيروزاباد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة ورثاه أَبُو الْقَاسِم بن ناقيا بقوله (أجْرى المدامع بِالدَّمِ المهراق ... خطب أَقَامَ قِيَامَة الآماق) (مَا لليالي لَا تؤلف شملها ... بعد ابْن بجدتها أبي إِسْحَاق)

وَكَانَ ببغداذ شَاعِر يُقَال لَهُ عَاصِم قَالَ فِيهِ (ترَاهُ من الذكاء نحيف جسم ... عَلَيْهِ من توقده دَلِيل) (إِذا كَانَ الْفَتى ضخم الْمَعَالِي ... فَلَيْسَ يضرّهُ الْجِسْم النحيل) وَكَانَ إِذا أَخطَأ أحد بَين يَدَيْهِ قَالَ أَي سكتة فاتتك وَإِذا تكلم فِي مَسْأَلَة وَسَأَلَ السَّائِل سؤالاً غير مُتَوَجّه قَالَ (سَارَتْ مشرقة وسرت مغرباً ... شتان بَين مشرق ومغرب) وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار قَوْله (إِذا تخلفت عَن صديق ... وَلم يعاتبك فِي التَّخَلُّف) (فَلَا تعد بعْدهَا إِلَيْهِ ... فَإِنَّمَا وده تكلّف) وَأورد لَهُ أَيْضا (قصر النَّهَار وَشدَّة الْبرد ... قد حَال دون لِقَاء ذِي الود) (فاعذر صديقا فِي تَأَخره ... حَتَّى يجيئك أول الْورْد) وَقَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مَحْمُود الشذباني بهراة قَالَ أنشدنا أَبُو سعد عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن) مَنْصُور السَّمْعَانِيّ قَالَ أنشدنا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْإِصْطَخْرِي أنشدنا أَبُو عَليّ الْحسن بن إِبْرَاهِيم الفارقي قَالَ أنشدنا أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ لنَفسِهِ (لقد جَاءَنَا برد وَورد كِلَاهُمَا ... فَيحمل هَذَا الْبرد من جِهَة الْورْد) (كَمَا يحمل المحبوب من حبه الْأَذَى ... لما يجتنيه من جنى الْورْد فِي الخد) وَأورد لَهُ أَيْضا قَوْله (ذهب الشتا وتصرم الْبرد ... وأتى الرّبيع وجاءنا الْورْد) (فَاشْرَبْ على وَجه الحبيب مدامة ... صهباء لَيْسَ لمثلهَا رد) وَأورد لَهُ أَيْضا قَوْله (جَاءَ الرّبيع وَحسن ورده ... وَمضى الشتَاء وقبح برده) فَاشْرَبْ على وَجه الحبيب ووجنتيه وَحسن خَدّه قَالَ ابْن النجار أَنْشدني شهَاب الدّين الْحَاتِمِي قَالَ أنشدنا أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ قَالَ أنشدنا أَبُو المظفر شبيب بن الْحُسَيْن القَاضِي قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق يَعْنِي الشِّيرَازِيّ لنَفسِهِ وَذكر الْبَيْتَيْنِ جَاءَ الرّبيع ثمَّ قَالَ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ قَالَ شبيب ثمَّ بَعْدَمَا أَنْشدني هذَيْن الْبَيْتَيْنِ أنشدا عِنْد القَاضِي عين الدولة حَاكم صور بَلْدَة على سَاحل بَحر الرّوم فَقَالَ أحضر ذَلِك الشَّأْن

تقي الدين الواسطي

يَعْنِي الشَّرَاب فقد أَفتانا بِهِ الإِمَام أَبُو إِسْحَاق فَبكى الإِمَام ودعا على نَفسه وَقَالَ يَا لَيْتَني لم أقل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ قطّ ثمَّ قَالَ كَيفَ لي بردهما من أَفْوَاه النَّاس فَقلت يَا سَيِّدي هَيْهَات قد سَارَتْ بِهِ الركْبَان وَقَالَ ابْن النجار وَسمعت ابْن السَّمْعَانِيّ يَقُول سَمِعت بَعضهم يَقُول دخل الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق بعض الْمَسَاجِد ليَأْكُل الطَّعَام على عَادَته فنسي دِينَارا كَانَ فِي يَده وَخرج وَذكر فِي الطَّرِيق فَرجع فَوجدَ الدِّينَار فِي الْمَسْجِد ثمَّ فكر فِي نَفسه وَقَالَ رُبمَا هَذَا الدِّينَار وَقع من غَيْرِي وَمَا أعرف أَن هَذَا لي أم لغيري فتركته فِي الْمَسْجِد وَخرج وَمَا مَسّه وَسمعت ابْن السَّمْعَانِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الْخَطِيب يَقُول كَانَ يمشي بعض أَصْحَاب أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ مَعَه فِي طَرِيق فَعرض لَهما كلب فَقَالَ ذَلِك الْفَقِيه للكلب اخْسَأْ فهناه الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عَن ذَلِك وَقَالَ لم طردته عَن الطَّرِيق أما عرفت أَن الطَّرِيق بيني وَبَينه مُشْتَرك وَأطَال ابْن النجار تَرْجَمَة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق قلت وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق من الفصحاء البلغاء أَلا ترى عِبَارَته فِي التَّنْبِيه مَا أفصحها وأعذبها زعم بَعضهم أَن بعض أَلْفَاظه) تقع منظوماً كَقَوْلِه فِي كتاب التَّفْلِيس (إِذا اجْتمعت على رجل دُيُون ... فَإِن كَانَت مُعجلَة) زَاد بَعضهم تهون أَو قَضَاهَا وَفِي الأَصْل لم يُطَالب بهَا وَقَوله فِي الْمُهَذّب أَيْضا (لِأَنَّهُ لَا بُد من مخرج ... يخرج مِنْهُ الْبَوْل وَالْغَائِط) وَقَوله فِي التَّنْبِيه فِي بَاب الْحِوَالَة بَرِئت ذمَّة الْمُحِيل وَصَارَ الْحق فِي ذمَّة الْمحَال عَلَيْهِ وَمن شعر الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ (سَأَلت النَّاس عَن خل وَفِي ... فَقَالُوا مَا إِلَيّ هَذَا سَبِيل) (تمسك إِن ظَفرت بود حر ... فَإِن الْحر فِي الدُّنْيَا قَلِيل) 3 - (تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ) إِبْرَاهِيم بن عليّ بن أَحْمد بن فضل الإِمَام الْقدْوَة تَقِيّ الدّين أَبُو إِسْحَاق الوَاسِطِيّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ مُسْند الشَّام ولد سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة وَكَانَ على كرسيه يقْرَأ الختمة فِي رَكْعَة سمع من ابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وَابْن الجلاجلي ومُوسَى بن عبد الْقَادِر وَابْن رَاجِح وَالشَّيْخ الْمُوفق وَابْن نعْمَة وَابْن الْبَنَّا وَطَائِفَة بِدِمَشْق وَأبي مُحَمَّد ابْن الْأُسْتَاذ بحلب وَالْفَتْح بن عبد السَّلَام وَعلي ابْن زيد وَأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن عفيجة وَأبي هُرَيْرَة الوسطاني وَأبي المحاسن ابْن البيع وَأبي عَليّ ابْن الجواليقي والمهذب ابْن قنيدة ومحاسن بن الخزائني وَأبي مَنْصُور أَحْمد بن البراح وَأبي حَفْص

الطوخي

السهروردي وَعمر بن كرم وَمُحَمّد بن أبي الْفَتْح ابْن عصية وياسمين بنت ابْن البيطار وَشرف النِّسَاء بنت الآبنوسي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ زَاهِر الثَّقَفِيّ وَأَبُو الْفَخر أسعد بن روح وَجَمَاعَة من أَصْبَهَان وَابْن سكينَة وَابْن طبرزد وَابْن الْأَخْضَر وَطَائِفَة من بغداذ وَعبد الرَّحْمَن بن المعزم من همذان وانتهت إِلَيْهِ الرحلة فِي علو الْإِسْنَاد وَحدث بالكثير وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ ودرس بمدرسة الصاحبة بِالْجَبَلِ وَولي مشيخة الحَدِيث فِي الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ صَالحا عابداً أماراً بِالْمَعْرُوفِ مهيباً كثيرا لتلاوة الْقُرْآن خشن الْعَيْش سمع مِنْهُ البرزالي علم الدّين وَابْن سيد النَّاس فتح الدّين وقطب الدّين الْحلَبِي والمزي وَابْنه والشهاب ابْن النابلسي وَابْن المهندس وَابْن تَيْمِية وَإِخْوَته وَبدر الدّين ابْن غَانِم وللشيخ شمس الدّين مِنْهُ إجَازَة وَكَانَ الفاورثي يجلس بَين) يَدَيْهِ وَيقْرَأ عَلَيْهِ الحَدِيث 3 - (الطوخي) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي الْفَتْح شاور بن ضرغام الْجَعْفَرِي الطوخي الشارعي الْمُقْرِئ الأديب أَنْشدني لَهُ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان (اسْمَع كلَاما كالدر نظماً ... عَلَيْهِ أهل الصّلاح نصوا) (الْهزْل مثل اسْمه هزال ... والرقص عِنْد السماع نقص) وأنشدني لَهُ أَيْضا (سَلام مثل عرف الرَّوْض طيبا ... إِذا عبثت بِهِ أَيدي الشمَال) (على من حبه فِي الْقلب أحلى ... على ظمإ من المَاء الزلَال) 3 - (ابْن خشنام الْحَنَفِيّ) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن خشنام بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَبعد الْألف مِيم ابْن أَحْمد الْكرْدِي الْحميدِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ القَاضِي شمس الدّين كَانَ أَبوهُ قد روى عَن دَاوُد بن الفاخر وَقتل فِي كائنة حلب روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الظَّاهِرِيّ وَهَذَا إِبْرَاهِيم ولد سنة تسع وَعشْرين وست مائَة وتفقه وَسمع من ابْن يعِيش النَّحْوِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة ومكي بن عَلان وَصَحب ابْن العديم وَولي قَضَاء حمص للحنفية وعزل ثمَّ ولي إِمَامَة جَامعهَا وَكَانَ شهماً شجاعاً جَريا خدم غازان وداخل التتار وَولي قَضَاء حمص من جِهَة غازان وَحكم وظلم ثمَّ خَافَ فسافر مَعَ التتار وَولي عَنْهُم قَضَاء خلاط وَأقَام هُنَاكَ نَحْو سنة أَعْوَام ثمَّ إِنَّه مَاتَ على قَضَائهَا وَسمع مِنْهُ البرزالي وَغَيره

القطب المصري

3 - (القطب الْمصْرِيّ) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد السّلمِيّ المغربي الْمَعْرُوف بالقطب الْمصْرِيّ قدم خُرَاسَان وَقَرَأَ على الإِمَام فَخر الدّين وَكَانَ من كبار تلامذته وصنف فِي الْحِكْمَة وَشرح كليات القانون بكمالها وَقتل فِيمَن قتل بنيسابور عِنْد دُخُول التتار إِلَيْهَا فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وست مائَة قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تأريخ الْأَطِبَّاء وَهُوَ فِي شرح الكليات يفضل المسيحي وَابْن الْخَطِيب على ابْن سينا وَهَذَا نَصه والمسيحي أعلم بصناعة الطِّبّ من الشَّيْخ أبي عَليّ لِأَن مَشَايِخنَا كَانُوا يرجحونه على جمع عَظِيم مِمَّن هُوَ أفضل من أبي عَليّ فِي هَذَا الْفَنّ وَقَالَ أَيْضا وَعبارَة) المسيحي أوضح وَأبين مِمَّا قَالَه الشَّيْخ فَإِن غَرَضه تَقْيِيد الْعبارَة من غير قائدة وَقَالَ فِي تَفْضِيل ابْن الْخَطِيب على الشَّيْخ فَهَذَا مَا ينخل من كَلَام الْإِمَامَيْنِ الْمُتَقَدّم والمتأخر عَنهُ زَمَانا الرَّاجِح عَلَيْهِ علما وَعَملا واعتقاداً ومذهباً انْتهى قلت كن الإِمَام فَخر الدّين رَحمَه الله كَانَ يفهم من أنفاس القطب الحض على الرئيس لِأَنَّهُ حُكيَ أَنَّهُمَا دخلا يَوْم أضحى على خوارزم شاه يهنيانه بالعيد وجلسا نَاحيَة وَتلك الْأَضَاحِي تنحر ففكر الإِمَام ودمعت عينه فَقَالَ لَهُ القطب مِم بكاؤك يَا إِمَام قَالَ فِي هَذِه الْأَنْعَام وَمَا يراق من دمائها فِي هَذَا الْيَوْم فِي أقطار الأَرْض فَقَالَ القطب مَا فِي هَذَا شَيْء حَيَوَان خسيس أُبِيح دَمه لمصْلحَة حَيَوَان شرِيف فَقَالَ لَهُ الإِمَام إِن كَانَ الْأَمر كَمَا قلت فَأَنت يَنْبَغِي أَن تذبح للرئيس أبي عَليّ ابْن سينا أَو كَمَا قيل 3 - (الزَّوَال الأندلسي) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أغلب الْخَولَانِيّ الأديب الأندلسي الْمَعْرُوف بالزوال بالزاي وَالْوَاو وَالْألف وَاللَّام سمع وروى وَقَالَ الشّعْر وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَمن شعره 3 - (عين بصل الحائك) إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن خَلِيل الْحَرَّانِي الْمَعْرُوف بِعَين بصل شيخ حائك كَانَ عامياً أُمِّيا أناف على الثَّمَانِينَ وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَسبع مائَة قَصده قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان رَحمَه الله واسنتشده شَيْئا من شعره فَقَالَ أما الْقَدِيم فَمَا يَلِيق وَأما نظم الْوَقْت الْحَاضِر فَنعم وأنشده (وَمَا كل وقتٍ فِيهِ يسمح خاطري ... بنظم قريض رائق اللَّفْظ وَالْمعْنَى) (وَهل يَقْتَضِي الشَّرْع الشريف تيمماً ... بتربٍ وَهَذَا الْبَحْر يَا صَاحِبي مَعنا)

قلت كَذَا حَدثنِي غير وَاحِد وَهَذَانِ البيتان خبرهما يَأْتِي فِي تَرْجَمَة شميم الْحلِيّ وَهُوَ الْحسن بن عَليّ وَقَالَ وَقد اقترح ذَلِك عَلَيْهِ (غرست فِي الخد نرجسة ... فحكت فِي أحسن الصُّور) (كوكباً فِي الجو متقداً ... قد بدا فِي جَانب الْقَمَر) وَقَالَ (وَقَائِل قَالَ إِبْرَاهِيم عين بصل ... أضحى يَبِيع قبا فِي النَّاس بعد قبا) ) (فَقلت مَه يَا عذولي كم تعنفني ... لَو جعت قدت وَلَو أفلست بِعْت قبا) وينسب إِلَيْهِ مَا قيل فِي الشبكة والسمك كم كبسنا بَيْتا لكَي نمسك السكان مِنْهُ فِي سَائِر الْأَوْقَات فمسكنا السكان وَانْهَزَمَ الْبَيْت لدينا خوفًا من الطاقات وَقَالَ (جسمي بسقم جفونه قد اسقما ... ريم بِسَهْم لحاظه قلبِي رمى) (كالرمح معتدل القوام مهفهف ... مر الجفا لكنه حُلْو اللما) (رشأ أحل دمي الْحَرَام وَقد رأى ... فِي شَرعه وَصلي الْحَلَال محرما) (رب الْجمال بوصله وبهجره ... ألْقى وأصلى جنَّة وجهنما) (عَن ورد وجنته بآس عذاره ... وبسيف نرجس طرفه السَّاجِي حمى) (عاتبته فقسا وفيت فخانني ... قربته فنأى بَكَيْت تبسما) (حكمته فِي مهجتي وحشاشتي ... فجنى وجار عَليّ حِين تحكما) (يَا ذَا الَّذِي فاق الغصون بقده ... وسما بطلعته على قمر السما) (رفقا بِمن لَوْلَا جمالك لم يكن ... حلف الصبابة والغرام متيما) (أنسيت أَيَّامًا مَضَت ولياليا ... سلفت وعيشاً بالصريم تصرما) (إِذْ نَحن لَا نخشى الرَّقِيب وَلم نخف ... صرف الزَّمَان وَلَا نطيع اللوما) (والعيش غض والحواسد نوم ... عَنَّا وَعين الْبَين قد كحلت عمى) (فِي رَوْضَة أبدت ثغور زهورها ... لما بَكَى وَبهَا الْغَمَام تبسما) (مد الرّبيع إِلَى الخمائل نوره ... فِيهَا فَأصْبح كالخيام مخيما)

البرمكي الحنبلي

(تبدو الأقاحي مثل ثغر مهفهف ... أضحى الْمُحب بِهِ كثيباً مغرما) (وعيون نرجسها كأعين غادةٍ ... ترنو فترمي باللواحظ أسهما) (وَكَذَلِكَ المنثور منثور بهَا ... لما رأى ورد الغصون منظما) (وَالطير تصدح فِي فروع غصونها ... سحرًا فتوقظ بالهديل النوما) (والراح فِي رَاح الحبيب يديرها ... فِي فتية نظرُوا المسرة مغنما) (فسقاتنا تحكي البدور وراحنا ... تحكي الشموس وَنحن نحكي الأنجما) ) وَقَالَ (دمع عَيْني يَحْكِي الْفِرَاق غزير ... وَمن الهجر فِي الْفُؤَاد هجير) (لَا تثق فِي الْهوى بِعَهْد غرير ... لَيْسَ وعد الغرير إِلَّا غرور) بِي من الغيد أسمر قد حكى الأسمر فِيهِ لي الغرام سمير (قمر طالع على غُصْن بَان ... فِيهِ عَقْلِي بنوره مقمور) أوحش الطّرف إِذا غَدا مؤنس الْقلب وطرفي شكّ وقلبي شكور لي من حسنه البديع وَمن طول تجنيه جنَّة وسعير (ذُو محيا لناظري وقلبي ... مِنْهُ فِي الْحبّ نظرة وسرور) (لَو بدا طالعاً بجنة عدن ... غَار ولدانها وحار الْحور) (فعسير عَنهُ سلو فُؤَادِي ... إِنَّمَا الْمَوْت فِي رِضَاهُ يسير) (وطليق عَلَيْهِ دمع شؤوني ... إِنَّمَا الْقلب فِي يَده أَسِير) (وَقَلِيل على تماديه صبري ... إِنَّمَا الوجد فِي هَوَاهُ كثير) يَا حَبِيبِي كن عاذر العاشق العذري فالصب فِي الْهوى مَعْذُور (هجر النّوم مذ هجرت فأضحى ... وَهُوَ فِي الْحبّ هَاجر مهجور) (أسرته سوالف ونحور ... وغزته معاطف وخصور) (فَهُوَ صب معذب مستهام ... مَا لَهُ فِي هَوَاك يَوْمًا نصير) قلت إِنَّمَا أثبت هَاتين القطعتين لِأَنَّهُمَا من هَذَا الْعَاميّ طبقَة بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ على مَا فِي شعره من اللّحن وَهُوَ شعر مَقْبُول لَيْسَ هُوَ الذرْوَة وَلَا قَرِيبا مِنْهَا 3 - (الْبَرْمَكِي الْحَنْبَلِيّ) إِبْرَاهِيم بن عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق الْبَرْمَكِي

برهان الدين الجعبري

البغداذي الْحَنْبَلِيّ كَانَ أسلافه يسكنون محلّة تعرف بالبرامكة سمع أَبَا بكر الْقطيعِي وَغَيره توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (برهَان الدّين الجعبري) إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة ذُو الْفُنُون شيخ الْقُرَّاء برهَان الدّين الربعِي الجعبري الشَّافِعِي مُؤذن جعبر ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسمع فِي صباه ابْن خَلِيل وتلا ببغداذ) بالسبع على أبي الْحسن الوجوهي صَاحب الْفَخر الْموصِلِي وتلا بالعشر على المنتجب صَاحب ابْن كدي وَاسْنِدِ الْقرَاءَات بِالْإِجَازَةِ عَن الشريف ابْن الْبَدْر الدَّاعِي وَقَرَأَ التَّعْجِيز حفظا على مُؤَلفه تَاج الدّين ابْن يُونُس وَسمع من جمَاعَة وَقدم دمشق بفضائل فَنزل بالسميساطية وَأعَاد بالغزالية وباحث وناظر ثمَّ ولي مشيخة الْحرم بِبِلَاد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَأَقَامَ بِهِ بضعاً وَأَرْبَعين سنة وصنف التصانيف واشتهر ذكره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت عَلَيْهِ نزهة البررة فِي الْعشْرَة وَألف شرحاً للشاطبية كَبِيرا وشرحاً للرائية ونظم فِي الرَّسْم رَوْضَة الطرائف وَاخْتصرَ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ومقدمته فِي النَّحْو وكمل شرح المُصَنّف للتعجيز وَله ضوابط كَثِيرَة نظمها وَله كتاب الإفهام والإصابة فِي مصطلح الْكِتَابَة نظم ويواقيت الْمَوَاقِيت نظم والسبيل الأحمد إِلَى الْخَلِيل بن أَحْمد وَتَذْكِرَة الْحَافِظ فِي مشتبه الْأَلْفَاظ ورسوم التحديث فِي علم الحَدِيث وموعد الْكِرَام لمولد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَكتاب الْمَنَاسِك ومناقب الشَّافِعِي والشرعة فِي الْقرَاءَات السَّبْعَة وعقود الجمان فِي تجويد الْقُرْآن وَكتاب الاهتداء فِي الْوَقْف والابتداء والإيجاز فِي الألغاز وتصانيفه تقَارب الْمِائَة كلهَا جَيِّدَة محررة رَأَيْته غير مرّة بِبَلَد سيدنَا الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَسمعت كَلَامه وَكَانَ حُلْو الْعبارَة سمعته يَحْكِي قَالَ كَانَ قلبِي لهَذَا الْحرم شيخ جَاءَ السُّلْطَان مرّة إِلَى زِيَارَة الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَانَ الشَّيْخ متخلياً عَن النَّاس فَقَالَ لَهُ المتحدثون فِي الدولة يَا شيخ مَا تعرفنا حَال هَذَا الْحرم ودخله وخرجه فَقَالَ نعم وَأَخذهم وَجَاء بهم إِلَى مَكَان يمدون فِيهِ السماط وَقَالَ الدَّاخِل هُنَا ثمَّ أَخذهم وَجَاء بهم الطَّهَارَة وَقَالَ الخرج هُنَا مَا أعرف هُنَا غير ذَلِك فضحكوا مِنْهُ وَلم يتَّفق لي أَن أروي عَنهُ شَيْئا وأنشدني من أنْشدهُ قَوْله (لما أعَان الله جلّ بِلُطْفِهِ ... لم تسبني بجمالها الْبَيْضَاء) (وَوَقعت فِي شرك الردى متحبلاً ... وتحكمت فِي مهجتي السَّوْدَاء)

ابن المناصف النحوي

وَقَالَ من سمعته يَحْكِي قَالَ كنت فِي أول الْأَمر أَشْتَرِي بفلس جزراً أتقوت بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام أَو قَالَ سَبْعَة أنسيت ذَلِك وَكَانَ سَاكِنا وقوراً ذكياً لَهُ قدرَة تَامَّة على الِاخْتِصَار وحسبك مِمَّن يختصر الْمُخْتَصر والحاجبية وصاحبهما تتأجج نَفسه فِي الْوَاو وَالْفَاء إِذا كَانَ أَحدهمَا زَائِدا لغير معنى وَألف فِي كثير من الْعُلُوم تَلا عَلَيْهِ شمس الدّين الْمُطَرز وَسيف الدّين ابْن أيدغدي وَالشَّيْخ عَليّ الديواني وَجَمَاعَة كَثِيرَة لَا أعرفهم وَتُوفِّي فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع) مائَة عَن تسعين سنة وَمن نظمه رَحمَه الله تَعَالَى (أَضَاء لَهَا دجى اللَّيْل البهيم ... وجدد وجدهَا مر النسيم) (فراحت تقطع الفلوات شوقاً ... مكلفة بِكُل فَتى كريم) (قفار لَا ترى فِيهَا أنيساً ... سوى نجم وغصن نقا وريم) (نياق كالحنايا ضامرات ... يحاكي لَيْلهَا ليل السَّلِيم) (كَأَن لَهَا قَوَائِم من حَدِيد ... وأكباد من الصلد الصميم) (لَهَا بقبا وسفح ممني غرام ... يلازمها مُلَازمَة الْغَرِيم) (وَفِي عَرَفَات اقْتَرَبت وفازت ... وحطمت الْخَطَايَا بِالْحَطِيمِ) (وبالبيت الْعَتِيق سعت وطافت) (ترَاهَا من هوى وجوى وَوجد ... تسير مَعَ الدجى سير النُّجُوم) (لما تَلقاهُ من نصب نَهَارا ... ترى الإدلاج كالطل الْحَمِيم) وَمِنْه أَيْضا (لما بدا يُوسُف الْحسن الَّذِي تلفت ... فِي حبه مهجتي استحييت لواحيه) (فَقلت للنسوة اللَّاتِي شغفن بِهِ ... فذلكن الَّذِي لمتني فِيهِ) 3 - (ابْن المناصف النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن أصبغ الإِمَام أَبُو إِسْحَاق الْأَزْدِيّ الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المناصف من كبار الْمَالِكِيَّة بقرطبة قَالَ ابْن مسدي أملي علينا بدانية على قَول سِيبَوَيْهٍ هَذَا بَاب مَا الْكَلم من الْعَرَبيَّة عشْرين كراساً بسط القَوْل فِيهَا فِي مائَة وَثَلَاثِينَ وَجها وَمَات رَحمَه الله على قَضَاء سجلماسة سنة سبع وَعشْرين وست مائَة قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي التُّحْفَة ولي قَضَاء دانية وَصرف عَنْهَا أول الْفِتْنَة المنبعثة فِي الأندلس صدر سنة إِحْدَى

الزمن المدائني

وَعشْرين وست مائَة سكن بلنسية أشهراً وَبهَا صحبته ثمَّ انْتقل مِنْهَا وَولي بعد ذَلِك قَضَاء سلجماسة وَمن شعره (وزائر زارني وَهنا فَقلت لَهُ ... أَنى اهتديت وسجف اللَّيْل مسدول) (فَقَالَ آنست نَارا من جوانحكم ... أَضَاء مِنْهَا لَدَى السارين قنديل) (فَقلت نَار الْهوى معنى وَلَيْسَ لَهَا ... نور يبين فَمَاذَا مِنْك مَقْبُول) (فَقَالَ نسبتنا من ذَاك وَاحِدَة ... أَنا الخيال ونار الْحبّ تخييل) ) قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلأبي إِسْحَاق مُصَنف يشْهد لَهُ بالبراعة وَقَالَ توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة وَابْن الْأَبَّار قَالَ سنة سبع وَعشْرين وَهُوَ أعرف بأحوال أهل بِلَاده كَيفَ وَقَالَ صحبته بدانية 3 - (الزَّمن الْمَدَائِنِي) إِبْرَاهِيم بن عيس أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب الْمَدَائِنِي الزَّمن من أهل دير قنى شَاعِر أديب ذكره المرزباني وَابْن الْجراح وَمن شعره (يَا موعداً مِنْهَا ترقبته ... وَالصُّبْح فِيمَا بَيْننَا يسفر) (هَمت بِنَا حَتَّى إِذا أَقبلت ... نم عَلَيْهَا الْمسك والعنبر) (مَا أنصف العاذل فِي لومه ... بمثلكم من يبتلى يعْذر) (يَا مزنة يحتثها بارق ... وروضة أنوارها تزهر) قَالَ المرزباني كَانَ يتعشق أَبَا الصَّقْر إِسْمَاعِيل بن بلبل فِي حداثته فَلَمَّا علت حَاله لم يلْتَفت إِلَيْهِ فهجاه بِشعر كثير قَبِيح وَلما تقلد أَبُو الصَّقْر ديوَان الضّيَاع بسر من رأى مَكَان صاعد بن مخلد كتب هَذَا الْمَدَائِنِي إِلَى سُلَيْمَان بن وهب (أَبَا أَيُّوب مَا هذي البلية ... أما للْملك تأنف والرعيه) (أترضى للضياع مضيع دبر ... لواحظه تَسوق إِلَى الْمنية) (تصدر صَاحب الدِّيوَان فِيهِ ... وَكَانَ لأَهله فِيهِ مطيه) وَكتب إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر وَقد انتزع إِسْمَاعِيل بن بلبل من يَده عملا كَانَ مَعَه (لِيهن أَبَا إِسْمَاعِيل أَسبَاب نعْمَة ... مجدده بِالْعَزْلِ والعزل أنبل) (شهِدت لقد منوا عَلَيْك وأحسنوا ... لِأَنَّك فِي ذَا الْعَزْل أَعلَى وَأفضل) (أساسة هَذَا الْملك قد زيد فِيكُم ... فَتى بنوي الْحَرْب أهيف قلقل) (لَهُ خطرة تنبيك عَن رَأْي حَيَّة ... وَوجه من الشَّمْس المنيرة أجمل) (وَلم نر ملكا قبله ورعية ... يدبرها صقر يصاد وبلبل)

إمام البادرائية

3 - (إِمَام البادرائية) إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن يُوسُف بن أبي بكر الإِمَام الْمُحدث أَبُو إِسْحَاق الْمرَادِي الأندلسي سمع الْكثير من أَصْحَاب السلَفِي وطبقتهم بعد الْأَرْبَعين وَكتب الْكثير خبطة المتقن الْمليح وَكَانَ) صَالحا عَاملا ورعاً دينا إِمَامًا بالبادرائية بِدِمَشْق وقف كبته بهَا وفوض نظرها إِلَى الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن الصَّائِغ وَذكره الشَّيْخ محيي الدّين النواوي فِيمَا ألحقهُ فِي طَبَقَات ابْن الصّلاح وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ وَلم تَرَ عَيْني فِي وقته مثله كَانَ بارعاً فِي معرفَة الحَدِيث ونسخه وعلومه وَتَحْقِيق أَلْفَاظه لَا سِيمَا الصَّحِيحَيْنِ ذَا عناية باللغة والنحو وَالْفِقْه ومعارف الصُّوفِيَّة حسن المذاكرة فِيهَا وَكَانَ عِنْدِي من كبار المسلكين فِي طرائق الْحَقَائِق حسن التَّعْلِيم صحبته نَحْو عشر سِنِين لم أر مِنْهُ شَيْئا يكره وَكَانَ من السماحة بِمحل عَال على قدر وجده وَأما الشَّفَقَة على الْمُسلمين ونصيحتهم فَقل نَظِيره فيهمَا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بِمصْر فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (الْكَاتِب المغربي) إِبْرَاهِيم بن غَانِم بن عبدون أَبُو إِسْمَاعِيل الْكَاتِب قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَاعِرًا كتابي الشّعْر لطيف الْأَلْفَاظ نظيفها رَشِيق الْمعَانِي وجيزها صافي مزاج الطَّبْع على أسلوب وَاحِد متفرداً بِعلم المساحات والأشكال غواصاً فِي بَحر الْحِكْمَة على در البديع قَلِيل المديح والهجاء كلفاً بالمواعظ فِي شعره ملغزاً بالتشبيهات مُولَعا بالتلويح والإشارات قَالَ من أَبْيَات لَهُ فِي ذمّ الْبُخْل ومدح الْبَذْل (قل للبخيل وَإِن أَصبَحت ذَا سَعَة ... لأَنْت بالبخل فِي ضيق وإقلال) (لتأسفن على ترك الندا ندماً ... إِذا تخليت من أهل وَمن مَال) (وَمن رأى فِي العلى من مَاله عوضا ... أفْضى إِلَى خير وإبدال) قَالَ ابْن رَشِيق وَقَالَت أَنا (يَا حبذا من بَنَات الشَّمْس سَائِلَة ... على جوانبها تهفو المصابيح) (كَأَنَّهَا ربوة صمعاء كللها ... نور البهار وَقد هبت لَهَا الرّيح) وَكَانَ أَبُو إِسْمَاعِيل قد توجه إِلَى مصر وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ عَاد وَتُوفِّي بالقيروان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَقد نَيف على السِّتين رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (جمال الدّين ابْن الحسام) إِبْرَاهِيم بن أبي الْغَيْث جمال الدّين ابْن الحسام البُخَارِيّ

الْفَقِيه الشيعي الْمُقِيم بمجدل سلم قَرْيَة من بِلَاد صفد من نواحي النباطية والشقيف كَانَ إِمَامًا من أَئِمَّة الشيعية هُوَ ووالده قبله أَخذ) عَن ابْن الْعود وَابْن مقبل الْحِمصِي ورحل إِلَى الْعرَاق وَأخذ عَن ابْن المطهر كَانَ ذَا مجلسين أَحدهمَا معد للوفود وَالْآخر لطلبة الْعلم ونهاره مُقيم تَارَة يجلس إِلَى من زَارَهُ وَتارَة يجلس لطلبة الْعلم وجوده يصل إِلَى المجلسين غداء وعشاء اجْتمعت بِهِ بقرية مجدل سلم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة وَدَار بيني وَبَينه بحث فِي الرُّؤْيَة وَعدمهَا وَطَالَ النزاع وتجاذب الْأَدِلَّة وَكَانَ شكلاً حسنا تَاما لطيف الْأَخْلَاق ريض النَّفس وَأهل تِلْكَ النواحي يعظمونه قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين آخر عهدي بِهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَقَالَ كتبت إِلَيْهِ وَقد طَالَتْ غيبته بعد كَثْرَة اجْتِمَاع بِهِ فِي مجْلِس شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية رَحمَه الله قَالَ ابْن الحسام كَانَ كثيرا مَا يتعهد مَجْلِسه ويستوري سنا الشَّيْخ وقبسه وَكَانَت تجْرِي بَيْننَا وَبَينه بِحُضُور الشَّيْخ مناظرات وتطول أَوْقَات مذاكرات ومحاضرات وَالَّذِي كتبت إِلَيْهِ (حَتَّى خيالك لم يلحم بِهِ حلمي ... لِأَن عَيْني بعد الْبعد لم تنم) (أفنيت صبري بدمع والتهاب حَشا ... مَا بَين منسجم مِنْهُ ومضطرم) (أحن للمجدل الْمَنْسُوب فِي سلم ... فَوق الحنين إِلَى أَيَّام ذِي سلم) (وَمَا ذكرتك إِلَّا كنت من دهشٍ ... أغص فِيك بورد الْبَارِد الشيم) (أَهْوى الْمسير إِلَى لقياك مُجْتَهدا ... لَكِن يقصر بِي التَّقْصِير فِي هممي) (وَلست أخْشَى نَهَارا سل صارمه ... حَتَّى يخلف أذيال الدجى بدمي) (وَلَا أَخَاف ضلالا فِي ظلام سرى ... لأنني أهتدي بِالْعلمِ وَالْعلم) قَالَ فَكتب إِلَيّ (وديمة مطرَت ربعي على ظمإ ... حَتَّى انتعشت بهَا من أفضل الديم) (سَحَابَة لِابْنِ فضل الله جاد بهَا ... من انتداء فَكَانَت غَايَة الْكَرم) (دب السرُور بهَا فِي كل جارحة ... مني كَمثل دَبِيب الْبُرْء فِي السقم) (سَعَادَة قرعت بِأبي وَمَا لغبت ... مطيتي فِي بُلُوغهَا وَلَا قدمي) (لثمتها حِين لاحت فِي محاسنها ... درا نظيماً ودراً غير مُنْتَظم) (كواكب سَبْعَة تهدي لناظرها ... نور الرّبيع وتجلو غيهب الظُّلم) (جَعلتهَا من هموم الصَّدْر واقية ... تَمِيمَة ولدفع الضّر والألم) (كأنني حِين حلتني قلائدها ... نلْت الشبيبة بعد الشيب والهرم) ) (نَفسِي الْفِدَاء لمنشيها ومسبغها ... من فَضله نعْمَة من أَسْبغ النعم) (جاوبته وجوابي دون رتبته ... هَيْهَات أَنى يُقَاس السَّيْف بالجلم) (لست كَقدْر أبي الْعَبَّاس إِن لَهُ ... قدرا تقصر عَن إِدْرَاكه خدمي)

(وليتها عرضة فِي صدر مَجْلِسه ... من راحتي وَعلا إسنادها بفمي) وَمن شعر ابْن الحسام قَوْله (هَل من أحملهُ إِلَيْهِ رِسَالَة ... فيبث من شوقي إِلَيْهِ إِلَيْهِ) (وَيقوم فِي الشكوى مقَامي عِنْده ... ويقص من وجدي عَلَيْهِ عَلَيْهِ) (وَيرى جواي فيتقيه بِمثلِهِ ... فَيكون تبريحي لَدَيْهِ لَدَيْهِ) وَمِنْه (طفْلا حملت هواكم لَا عدمتكم ... فشاب رَأْسِي وَمَا ثَابت غدائره) (والشيب داءٌ إِذا مَا لَاحَ فِي رجل ... يزور عَنهُ من الأحباب زَائِره) وَمن شعره يصف نسماً أفسد خلايا رجل فَعمل لَهُ مصيدة من رحى وَقعت عَلَيْهِ فاختنق (ومقشعر الْجلد مزور الحدق ... لَا يرهب اللَّيْل إِذا اللَّيْل غسق) (مستتر حَتَّى إِذا النَّجْم بسق ... عدا على النَّحْل فآذى وَفسق) (وَفتح الْأَبْوَاب مِنْهَا وخرق ... وَكسر الْأَصْنَام فِيهَا ومحق) (سقطته بمستدير كالطبق ... كضغطة الْقَبْر إِذا انطبق) (فَمَا اسْتَقَرَّتْ فَوْقه حَتَّى اختنق ... من صَخْر حوران شَدِيد المتسق) (من لج فِي الْبَحْر تغشاه الْغَرق ... أَو سارع الدَّهْر إِلَى الحتف اختنق) وَمِنْه (هَل عَايَنت عَيْنَاك أعجوبة ... كَمثل مَا قد عَايَنت عَيْني) (مِصْبَاح ليل مشرق نوره ... وَالشَّمْس مِنْهُ قاب قوسين) وَمِنْه (قَامَت تودعني فَقلت لَهَا امهلي ... حَتَّى أودع قبل ذَاك حَياتِي) (فَإِذا عزمت على الرحيل تَرَكتنِي ... رهن البلى ومجاور الْأَمْوَات) وَمِنْه وَقد كسر ببيته وَأخذت كتبه) (لَئِن كَانَ حمل الْفِقْه ذَنبا فإنني ... سأقلع خوف السجْن عَن ذَلِك الذَّنب) (وَإِلَّا فَمَا ذَنْب القيه إِلَيْكُم ... فَيرمى بأنواع المذمة والسب) (إِذا كنت فِي بَيْتِي فريداً عَن الورى ... فَمَا ضرّ أهل الأَرْض رفضي وَلَا نصبي) (أوالي رَسُول الله حَقًا وصفوة ... وسبطيه والزهراء سيدة الْعَرَب) (على أَنه قد يعلم الله أنني ... على حب أَصْحَاب النَّبِي انطوى قلبِي)

ابن خفاجة الأندلسي الشاعر

(أَلَيْسَ عَتيق مؤنس الطُّهْر إِذْ غَدا ... إِلَى الْغَار لم يصحب سواهُ من الصحب) (وَهَاجَر قبل النَّاس لَا يُنْكِرُونَهَا ... بهَا جَاءَا الْآثَار بِالنَّصِّ فِي الْكتب) (وَبِالثَّانِي الْفَارُوق أظهر دينه ... بِمَكَّة لما قَامَ بالمرهف العضب) (وأجهر من أَمر الصَّلَاة وَلم تكن ... لتجهر فِي فرض هُنَاكَ وَلَا ندب) (وَقد فتح الْأَمْصَار مَا رد جَيْشه ... جالت خُيُول الله فِي الشرق والغرب) (وجهز جَيش الْعسرَة الثَّالِث الَّذِي ... تسمى بِذِي النورين فِي طَاعَة الرب) (وَإِن شِئْت قدم حيدراً وجهاده ... وإطفاه نَار الشّرك بالطعن وَالضَّرْب) (أَخُو الْمُصْطَفى يَوْم المؤاخاة وَالَّذِي ... بصارمه جلى الْعَظِيم من الكرب) (كَذَاك بقايا آله وصحابه ... وَأكْرم بهم من خير آل وَمن صحب) (أولائك ساداتي من النَّاس كلهم ... فسلمهم سلمي وحربهم حَرْبِيّ) (وَفِي بيعَة الرضْوَان عِنْدِي كِفَايَة ... فحسبي بهَا من ربتة لَهُم حسبي) 3 - (ابْن خفاجة الأندلسي الشَّاعِر) إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح بن عبد الله بن خفاجة الأندلسي الشَّاعِر ذكره ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ كَانَ مُقيما بشرق الأندلس وَلم يتَعَرَّض لاستماحة مُلُوكهَا مَعَ تهافتهم على أهل الْأَدَب وَله ديوَان شعر مَوْجُود قد أحسن فِيهِ كل الْإِحْسَان عَاشَ ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَهُوَ من جَزِيرَة شقر وَله فِي تَرْجَمَة عبد الْجَلِيل بن وهبون ذكر فليطلب هُنَاكَ وَكَانَ رَئِيسا مفخماً وَله نثر جيد وفه تأليف فِي اللُّغَة غَرِيب وَهُوَ مِمَّن أَجَاد الِاسْتِعَارَة كَقَوْلِه من أَبْيَات (جاذبته فضل الْعَنَان وَقد طغا ... فانصاع ينساب انسياب الأرقم) (فِي خصر غور بالأراك موشح ... أَو رَأس طود بالغمام معمم) ) (أَو نحر نهر بالحباب مقلد ... أَو وَجه خرق بالضريب ملثم) (حَتَّى تهادى الْغُصْن يأطر مَتنه ... طَربا لشدو الطَّائِر المترنم) وَقَوله (وصقيلة النوار تلوي عطفها ... ريح تلف فروعها معطار)

(والنور عقد والغصون سوالف ... والجزع زند وَالسري سوار) (بحديقة مثل اللمى ظلاً بهَا ... وتطلعت شنباً بهَا الأزهار) (رقص الْقَضِيب بهَا وَقد شرب الثرى ... وشدا الْحمام وصفق التيار) وَقَوله فِي صفة نَار (وموقد نَار طَابَ حَتَّى كَأَنَّمَا ... يشب الندى فِيهِ لساري الدجا ندا) (فَأطلع من داجي دُخان بنفسجاً ... جنياً وَمن قاني شواظ لَهُ وردا) (إِذا الرّيح باست من سَواد دخانها ... عذاراً وَمن محمر جاحمها خدا) (وثارت قتاماً يمْلَأ الْعين أكهباً ... وجالت جواداً فِي عنان الصِّبَا وردا) (رَأَيْت جفون الرّيح وَاللَّيْل إثمد ... يقلب من جمر الجذاء أعيناً رمدا) قَالَ ابْن خفاجة ذهبت يَوْمًا أُرِيد بَاب السمارين بشاطبة ابْتِغَاء للفرجة على جرية ذَلِك المَاء بِتِلْكَ الساقية وَإِذا الْفَقِيه أَبُو عمرَان ابْن أبي تليد رَحمَه الله قد سبقني إِلَى ذَلِك فَأَلْفَيْته جَالِسا على مصطبة كَانَت هُنَاكَ مَبْنِيَّة لهَذَا الشَّأْن فَسلمت عَلَيْهِ فَأَنْشد أثْنَاء مَا تناشدناه قَول ابْن رَشِيق رَحمَه الله تَعَالَى يَا من يمر وَلَا تمربه الْقُلُوب من الحرق (بعمامة من خَدّه ... أَو خَدّه مِنْهَا سرق) (فَكَأَنَّهُ وَكَأَنَّهَا ... قمر تعمم بالشفق) (فَإِذا بدا وَإِذا مَشى ... وَإِذا رنا وَإِذا نطق) شغل الْجَوَارِح ولاجوانح والخواطر والحدق واستحسنها فَقلت أخل لِأَن النُّطْق لَا يشغل الحدق ونظمت قولي (ومهفهف طاوي الحشا ... خنث المعاطف وَالنَّظَر) (مَلأ الْعُيُون بِصُورَة ... تليت محاسنها سور) ) (فَإِذا رنا وَإِذا شدا ... وَإِذا سعى وَإِذا سفر) فَضَح المدامة والحمامة والغمامة وَالْقَمَر وَقَالَ ابْن خفاجة أَيْضا (وعشي أنس أضجعتني نشوة ... فِيهِ تمهد مضجعي وتدمث) (خلعت عَليّ بهَا الأراكة ظلها ... والغصن يصغي وَالْحمام يحدث) (وَالشَّمْس تجنح للغروب مَرِيضَة ... والرعد يرقي والغمامة تنفث) وَقَالَ يهجو سَوْدَاء

(وسويداء قسم الْقبْح فِيهَا ... بَين وَجه جهم وجسم قضيف) (أَقبلت فِي معصفر سحبته ... وَهِي متفال وَهُوَ غير نظيف) (فتأملت مِنْهُ نُطْفَة حيض ... غرقت فِيهِ خنفساء كنيف) وَقَالَ فِي فرس أشقر (وأشقر تضرم مِنْهُ الوغى ... بشعلة من شعل الباس) (من جلنار ناضر لَونه ... وَأذنه من ورق الآس) (يطلع للغرة فِي وَجهه ... حبابةً تضحك فِي الكاس) وَقَالَ فِي أحدب أسود يسْقِي (وكأس أنس قد جلتها المنى ... فباتت النَّفس بهَا معرسه) (طَاف بهَا أسود محدودب ... يطرب من لَهو بِهِ مَجْلِسه) (فخلته من سبج ربوةً ... قد أنبتت من ذهب نرجسه) وَقَالَ فِي غُلَام مليح بَين يَدَيْهِ نارنج (وَيَوْم تقضى بَين كاس ومسمع ... يحض إِلَيْهَا أَو تهز إِلَيْهِ) (تطلع بدر التم فِي وسط دسته ... فخرت نُجُوم الْأُفق بَين يَدَيْهِ) وَقَالَ (لله نورية الْمحيا ... تحمل نارية الحميا) (والدوح لدن المهز رطب ... قد رف ريا وطاب ريا) (تجسم النُّور فِيهِ نورا ... فَكل غُصْن بِهِ ثريا) ) وَقَالَ فِي أسود يسبح (وأسود عَن لنا سابح ... فِي لجة تطفح بَيْضَاء) (وَإِنَّمَا لَاحَ بهَا نَاظر ... فِي مقلة تنظر زرقاء) وَقَالَ (وَاللَّيْل قد ولى يقْرض برده ... كداً ويسحب ذيله فِي الْمغرب) (وكأنما نجم الثريا سحرةً ... كف تمسح عَن معاطف أَشهب) وَقَالَ يصف الْبرد (وَالْأَرْض تضحك عَن قلائد أنجم ... نثرت بهَا والجو جهم قاطب) (وكأنما زنت البسيطة تَحْتَهُ ... وأكب يرجمها الْغَمَام الحاصب) وَقَالَ يصف شَجَرَة متهدلة

(وَلدته المعطفين ناعمةٍ ... تمسح ريح الصِّبَا جوانبها) (كَأَنَّهَا والرياح تعطفها ... راقصة أسلت ذوائبها) وَقَالَ (ومجاجة لزجاجة عاطيتها ... فرميت شَيْطَان الأسى بشهاب) (وكأنما كرة البسيطة بَيْضَة ... وَاللَّيْل يلحفها جنَاح غراب) وَقَالَ يذم خطا ردياً (قواف أَتَتْنِي عَنْك تحكيك خسةً ... فَلَو كن أَعْضَاء لَكِن مخارجا) (معوجة أسطارها وحروفها ... كَأَن بهَا من برد لفظك فالجا) وَكَانَ يَوْمًا فِي مجْلِس عِنْد بعض إخوانه وَفِيه عِنَب ورمان وَبينهمْ فَتى يتهم بِحَالَة ففضل الْعِنَب على الرُّمَّان فَقَالَ ابْن خفاجة (صلني لَك الْخَيْر برمانةٍ ... لم تنْتَقل عَن كرم الْعَهْد) (لَا عِنَب أمتص عنقوده ... ثدياً كَأَنِّي بعد فِي المهد) (وَهل يرى بَينهمَا نِسْبَة ... من عدل الخصية بالنهد) فأخجل الْفَتى وَصحت التُّهْمَة وَقَالَ فِي اقتران الثريا بالهلال (وَلَيْلَة من ليَالِي الْأنس بت بهَا ... وَالرَّوْض مَا بَين منظوم ومنضود) ) (والنَّسر قد حام فِي الظلماء من ظمإ ... وللمجرة نهر غير مورود) (وَابْن الغزالة فَوق النَّجْم منعطفٌ ... كَمَا تأود عرجون بعنقود) وَقَالَ فِي شَجَرَة نارنج (ومائسةٍ تزهو وَقد خلع الحيا ... عَلَيْهَا حلى حمراً وأرديةً خضرًا) (يذوب لهها ريق الغمامة فضَّة ... ويجمد فِي أعطافها ذَهَبا نضرا) وَقَالَ (وَاللَّيْل يقصر خطوه ولربما ... طَالَتْ ليَالِي الركب وَهِي قصار) (قد شَاب من طوق المجرة مفرق ... فِيهَا وَمن خطّ الْهلَال عذار) هَذَا الْوَصْف (وأرعن طماح الذؤابة باذخ ... يطاول أعنان السَّمَاء بغارب) (يسد مهب الرّيح عَن كل وجهة ... ويزحم لَيْلًا شهبه بالمناكب) (وقور على ظهر الفلاة كَأَنَّهُ ... طوال اللَّيَالِي مفكر فِي العواقب) (يلوث عَلَيْهِ الْغَيْم سود عمائم ... لَهَا من وميض الْبَرْق حمر ذوائب)

البندنيجي الكاتب

(أصخت إِلَيْهِ وَهُوَ أخرس صَامت ... فَحَدثني ليل السرى بالعجائب) (وَقَالَ أَلا كم كنت ملْجأ قَاتل ... وموطن أَواه تبتل تائب) (وَكم مر بِي من مُدْلِج ومؤوب ... وَقَالَ بظلي من مطي وراكب) (وَلَا طم من نكب الرِّيَاح معاطفي ... وزاحم من خضر الْبحار جوانبي) (فَمَا كَانَ إِلَّا أَن طوتهم يَد الردى ... وطارت بهم ريح النَّوَى والنوائب) (فَمَا خَفق أيكي غير رَجْفَة أضلع ... وَلَا نوح ورقي غير صرخة نادب) وَقَالَ يصف خيريّةً (وخِيريّةٍ بَين النسيم وَبَينهَا ... حَدِيث إِذا جن الظلام يطيب) (لَهَا نفس يسري مَعَ اللَّيْل عاطر ... كَأَن لَهُ سرا هُنَاكَ يريب) (يهب مَعَ الإمساء حَتَّى كَأَنَّمَا ... لَهُ خلف أَسْتَار الظلام حبيب) وَمِنْه قَوْله يصف لَيْلًا وَمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ (وليل تقلدنا البوارق تَحْتَهُ ... سيوفاً لَهَا بيض النُّجُوم قبائع) ) (وَقد محت الْأَشْخَاص فِيهِ يَد الدجا ... فَمَا تعرف الأقوام إِلَّا اللوامع) (على حِين تسري وَالسُّيُوف كمائن ... وَلَا غير إِذْ إِن الْجِيَاد طلائع) وَمِنْه قَوْله (بهواك أَو بلماك لَيْلَة منعج ... والدهر يهجع والنوى لَا تفجع) (أفهل ترى الْأَيَّام عهدا باللوى ... لَا الْحلم يزجرني وَلَا أَنا أسمع) (أم هَل يغيرك من عناقٍ لَيْلَة ... لَا الْحلم يزجرني وَلَا أَنا أسمع) قلت أَظُنهُ عَارض بِهَذَا قَول أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله الأعيمي التطيلي وَهُوَ (بحياة عصياني عَلَيْك عواذلي ... إِن كَانَت القربات عنْدك تَنْفَع) (هَل تذكرين لياليا بتنا بهَا ... لَا أَنْت باخلة وَلَا أَنا أقنع) 3 - (الْبَنْدَنِيجِيّ الْكَاتِب) إِبْرَاهِيم بن الْفرج الْبَنْدَنِيجِيّ الْكَاتِب كَانَ فِي أَيَّام الواثق وَبَقِي إِلَى أَيَّام الْمُعْتَمد وَهُوَ الْقَائِل فِي غُلَام التحى (مَا زلت تمطلنا بوعدك ... حَتَّى أَتَاك كتاب عزلك) (فَانْظُر إِلَى منشوره ... فِي الخد يخبرنا بذلك)

أبو نصر البأآر

(لَا تظهرن تجلداً ... فالشعر فِيهِ هَلَاك مثلك) وَقَالَ فِي عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر عِنْد توليه الْإِمَارَة وَهُوَ حدث (وافاه عِنْد سَواد الرَّأْس سودده ... كَمَا يوافي مَعَ الْمِيقَات مَقْدُور) (فوفره بَين أَيدي الْعرف منتهبٌ ... وَعرضه عَن لِسَان الذَّم موفور) وَقَالَ يمدح الْوَلِيد بن احْمَد بن أبي دَاوُد (بِأبي الْوَلِيد تولدت بدع الندى ... وورت زناد الْمجد عَن إصلاد) (كهل الْمَرْوَة والتجارب والحجى ... وفتى الندى والباس والميلاد) (فِي سنّ مقتبلٍ ورأي مجربٍ ... وكريم محتنكٍ وبذل جواد) 3 - (أَبُو نصر البأآر) إِبْرَاهِيم بن الْفضل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله البأآر بِالْبَاء الْمُوَحدَة والهمزتين الأولى مُشَدّدَة مَهْمُوزَة وَبعدهَا رَاء نِسْبَة إِلَى عمل الْآبَار أَبُو نصر الْحَافِظ من أهل أَصْبَهَان صَاحب) رحْلَة وَاسِعَة مَا بَين الْعرَاق وبغداذ والحجاز وخراسان قدم بغداذ وَسمع من صِحَاب الْبَغَوِيّ وَابْن صاعد ثمَّ قدمهَا بعد علو سنه وَحدث بهَا قبل الْخمس مائَة سمع مِنْهُ أَبُو بكر بن كَامِل الْخفاف وَأَبُو المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ وروى عَنهُ فِي مُعْجم شُيُوخه قَالَ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ هُوَ إِبْرَاهِيم بن الْفضل بن إِبْرَاهِيم البأآر أَبُو نصر من أهل أَصْبَهَان رَحل فِي طلب الْعلم والْحَدِيث وجال فِي الْآفَاق وَطَاف فِي الأقطار وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع الشُّيُوخ مَا أَظن أحدا بعد مُحَمَّد الْمَقْدِسِي رَحل مثل رحلته وَجمع مثل جمعه إِلَّا أَنه فِي آخر عمره أفسد جَمِيع مَا سَمعه كَانَ يقف فِي أسواق أَصْبَهَان ويروي الْأَحَادِيث وَيتَكَلَّم عَلَيْهَا من حفظه وَسمعت أَنه يضع الْإِسْنَاد فِي الْحَال ويركب الْمُتُون على الْأَسَانِيد وَكَانَ يفهم طرفا من الحَدِيث ويحفظه وَلما دخلت أَصْبَهَان اجْتمعت بِإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل الْحَافِظ فَقَالَ لي اشكر الله كَيفَ خلصت وَمَا لحقت إِبْرَاهِيم البأآر وَلَا سَمِعت مِنْهُ وأساء الثَّنَاء عَلَيْهِ توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (الْهَاشِمِي اللّغَوِيّ) إِبْرَاهِيم بن الْفضل الْهَاشِمِي اللّغَوِيّ قَالَ الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور أَبُو إِسْحَاق الأديب اللّغَوِيّ أَقَامَ بنيسابور سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة وسمعته يذكر سَمَاعه من أبي مُحَمَّد ابْن صاعد وأقرانه وسمعته يَقُول سَمِعت أَبَا بكر ابْن دُرَيْد ينشد لنَفسِهِ وَذكر بَيْتَيْنِ

الرقيق الكاتب القيرواني

3 - (الرَّقِيق الْكَاتِب القيرواني) إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم الْكَاتِب الْمَعْرُوف بالرقيق بقافين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف فعيل من الرقة القيرواني رجل فَاضل لَهُ تصانيف كَثِيرَة مِنْهَا كتاب تَارِيخ إفريقية وَالْمغْرب عدَّة مجلدات كتاب النِّسَاء كَبِير كتاب الراح والارتياح نظم السلوك فِي مسامرة الْمُلُوك أَربع مجلدات الِاخْتِصَار البارع للتاريخ الْجَامِع عدَّة مجلدات كتاب الأغاني مُجَلد كتاب قطب السرُور مجلدان كبيران فَضَح الْعَالمين فِيهِ وَله غير ذَلِك قَالَ ابْن رَشِيق شَاعِر سهل الْكَلَام محكمه لطيف الطَّبْع قويه تلوح الْكِتَابَة على أَلْفَاظه قَلِيل صَنْعَة الشّعْر غلب عَلَيْهِ اسْم الْكِتَابَة وَعلم التَّارِيخ وتأليف الْأَخْبَار وَهُوَ بذلك أحذق النَّاس وَكَاتب الحضرة مذ نَيف وَعشْرين سنة إِلَى الْآن وَكَانَ قدم مصر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة بهدية من نصير الدولة باديس بن زيري إِلَى الْحَاكِم فَقَالَ قصيدة يذكر فِيهَا المناهل ثمَّ قَالَ) (إِذا مَا ابْن شهرٍ قد لبسنا شبابه ... بدا آخر من جَانب الْأُفق يطلع) (إِلَى أَن أقرَّت جيزة النّيل أعيناً ... كَمَا قر عينا ظاعن حِين يرجع) وَمن شعره أَيْضا (رئمٌ إِذا مَا معاريض المنى خطرت ... أَجله المتمني عَن أمانيه) (يَا إخوتي أقاح فِيهِ أقبل لي ... أم خطّ رائين من مسك على فِيهِ) (أم حسن ذَاك التَّرَاخِي فِي تكَلمه ... أم حسن ذَاك التهادي فِي تثنيه) وَمِنْه أَيْضا (إِذا ارجحنت بِمَا تحوي مآزرها ... وخف من فَوْقهَا خصر ومنتطق) (ثنى الصِّبَا غصناً قد غازلته صبا ... على كثيب بِهِ من دِيمَة لثق) (للشمس مَا سترت عَنَّا مآزرها ... وللغزال احورار الْعين والعنق) (مظلومة أَن يُقَال الْبَدْر يشبهها ... والبدر يكسف أَحْيَانًا وينمحق) (يُجَلل المنن وحف من ذوائبها ... جبينها تَحت داجي ليله فلق) (كَأَنَّهَا رَوْضَة زهراء حَالية ... بنورها يرتعي فِي حسنها الْحَدث) 3 - (الْعقيلِيّ) إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش بن بدران بن الْمُقَلّد بن الْمسيب بن رَافع بن الْمُقَلّد ابْن جَعْفَر بن عَمْرو بن المهنا بن عبد الرَّحْمَن بن بريد مُصَغرًا يَنْتَهِي إِلَى هوَازن الْعقيلِيّ

النحوي القيرواني

هُوَ من بَيت كَبِير فِي الإمرة وَالْملك وَسَيَأْتِي ذكر جمَاعَة من أهل بَيته الْمُلُوك كل مِنْهُم فِي مَكَانَهُ لما توفّي شرف الدولة مُسلم بن قُرَيْش رتب السُّلْطَان ملكشاه السلجوقي وَلَده مُحَمَّدًا فِي الرحبة وحران وسروج وبلد الخابور وزجه أُخْته زليخا بنت السُّلْطَان ألب رسْلَان وَكَانَ وَالِده مُسلم بن قُرَيْش اعتقل أَخَاهُ إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة بقلعة سنجار مُدَّة أَربع عشرَة سنة فَلَمَّا هلك مُسلم وتقرر أَمر وَلَده مُحَمَّد اجْتمع أَهله على إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور وأخرجوه من السجْن وقدموه عَلَيْهِم ثمَّ إِن ملكشاه اعتقله واعتقل ابْن أَخِيه فَلَمَّا مَاتَ ملكشاه أطلقا وَجمع إِبْرَاهِيم الْعَرَب وَحَارب تَاج الدولة تتش السلجوقي فَقتله تَاج الدولة صبرا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (النَّحْوِيّ القيرواني) إِبْرَاهِيم بن قطن الْمهرِي القيرواني أَخُو أبي الْوَلِيد عبد الْملك القيرواني ذكره الزبيدِيّ فِي) كِتَابه فَقَالَ قَرَأَ إِبْرَاهِيم النَّحْو قبل أَخِيه أبي الْوَلِيد وَكَانَ سَبَب طلب أبي الْوَلِيد النَّحْو أَن أَخَاهُ إِبْرَاهِيم النَّحْو قبل أَخِيه أبي الْوَلِيد وَكَانَ سَبَب طلب أبي الْوَلِيد النَّحْو أَن أَخَاهُ إِبْرَاهِيم رَآهُ يَوْمًا وَقد مد يَده إِلَى بعض كتبه يقلبه فَأخذ أَبُو الْوَلِيد مِنْهَا كتابا ينظر فِيهِ فَجَذَبَهُ مِنْهُ وَقَالَ لَهُ مَا لَك وَلِهَذَا وأسمعه كلَاما فَغَضب أَبُو الْوَلِيد لما قابله بِهِ أَخُوهُ وَأخذ فِي طلب الْعلم حَتَّى علا عَلَيْهِ وعَلى أهل زَمَانه واشتهر ذكره وسما قدره فَلَيْسَ أحد يجهل أمره وَلَا يعرف إِبْرَاهِيم من النَّاس إِلَّا الْقَلِيل وَكَانَ إِبْرَاهِيم يرى رَأْي الْخَوَارِج الإباضية وَكَانَ فِي حُدُود الْخمسين والمائتين تَقْرِيبًا وسوف يَأْتِي ذكر أَخِيه عبد الْملك مَكَانَهُ فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الصَّنْعَانِيّ) إِبْرَاهِيم بن كنف النبهاني صنعاني وَهُوَ الَّذِي يَقُول (تعز فَإِن الصَّبْر بِالْحرِّ أجمل ... وَلَيْسَ على ريب الزَّمَان معول) (فَلَو كَانَ يُغني أَن يرى الْمَرْء جازعاً ... لنازلة أَو كَانَ يُغني التذلل) (لَكَانَ التعزي عِنْد كل مصيبةٍ ... وَإِن عظمت مِنْهَا أجل وَأفضل) (فَكيف وكل لَيْسَ يعدو حمامه ... وَلَا لامرئ عَمَّا قضى الله مزحل) (وَإِن تكن النعماء فِينَا تبدلت ... بنعماء بؤسي والحوادث تفعل) (فَمَا لينت فِينَا قناةً صليبةً ... وَلَا ذللتنا للَّذي لَيْسَ يجمل) (وَلَكِن رحلناها نفوساً كَرِيمَة ... تحمل مَا لَا نستطيع فَيحمل) 3 - (ابْن كيغلغ) إِبْرَاهِيم بن كيغلغ أَبُو إِسْحَاق الْأَمِير أديب فَاضل قَالَ محب الدّين ابْن

النجار ذكره الْوَزير أَبُو سعد مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحِيم فِي كتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء وَقَالَ أنشدنا لَهُ الخالع (لاعبت بالخاتم إنسانة ... كالبدر فِي تَاج دجى فَاحم) (حَتَّى إِذا واليت أخذي لَهُ ... من البنان الترف الناعم) (خبته فِي فِيهَا فَقلت انْظُرُوا) ذكرت هُنَا مَا أنشدنيه إجَازَة القَاضِي زين الدّين عمر بن مظفر الْمَعْرُوف بِابْن الوردي قَالَ أَنْشدني الأديب يحيى بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْحَمَوِيّ ابْن الخباز (لعبت بالخاتم مَعَ أغيد ... يسحر عَقْلِي ثغره الباسم) ) (وَقَالَ لي اطلب عِنْدَمَا قد خبا ... قلت لَهُ فِي فمك الْخَاتم) وَمن شعر ابْن كيغلغ قَالُوا اعتللت وَقد فصدت فَكيف حالك فِي الفصاد (إِنِّي لأعْلم بِالَّذِي ... تَشْكُو بجسمك من فُؤَادِي) (إِذْ كَانَ شخصك ماثلاً ... فِي الْقلب من دونه السوَاد) وَله أَيْضا (قُم يَا غُلَام أدر مدامك ... واحثث على الندمان جامك) (تدعى غلامي ظَاهرا ... وأظل فِي سر غلامك) (وَالله يعلم أنني ... أَهْوى عناقك والتزامك) وَله فِي الْمَعْنى أَيْضا (لي غُلَام أَنا أَمِير عَلَيْهِ ... وَله إِن خلا عَليّ الإماره) (بهجة الشَّمْس والبدور جَمِيعًا ... من ضِيَاء بِوَجْهِهِ مستعاره) آخذ إِن أَنا جرحت لَهُ الوجنة باللحظ من فُؤَادِي ثاره (يتجنى فأستلذ تجنيه ... هِـ وأهوى صدوده ونفاره) والهوى لَا يطيب مَا لم يكن فيهه لحب حلاوة ومراره كَانَ المقتدر بِاللَّه قد قَلّدهُ مدناً على سَاحل الشَّام السويدية واللاذقية وجبلة وصيدا وَمَا يتَعَلَّق بهَا من أَعمالهَا فورد إِلَى الْموصل فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَلَاث مائَة وَضرب لَهُ خيمة فِي الصَّحرَاء

فخر الدين ابن لقمان

وَسَأَلَ عَن هَل الْأَدَب فَخَرجُوا إِلَيْهِ ورحب بهم وَهُوَ أَخُو احْمَد بن كيغلغ سَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (فَخر الدّين ابْن لُقْمَان) إِبْرَاهِيم بن لُقْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْوَزير الْكَاتِب فَخر الدّين ابْن لُقْمَان الشَّيْبَانِيّ الإسعردي ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة ورزق السَّعَادَة والتقدم وَطَالَ عمره وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين رَأَيْته شَيخا بعمامة صَغِيرَة وَقد حدث عَن ابْن رواح وَكتب عَنهُ البرزالي والطلبة وَتُوفِّي بِمصْر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَصلى عَلَيْهِ بِدِمَشْق ولي وزارة الصُّحْبَة للْملك السعيد ثمَّ وزر مرَّتَيْنِ للْملك الْمَنْصُور واصله من الْمَعْدن من إسعرد وَكَانَ قَلِيل الظُّلم فِيهِ إِحْسَان إِلَى الرّعية) وَكَانَ إِذا عزل من الوزارة يَأْخُذ غُلَامه الحرمدان خَلفه ويبكر من الْغَد إِلَى ديوَان الْإِنْشَاء وَلما فتح الْكَامِل آمد كَانَ ابْن لُقْمَان شَابًّا يكْتب على عَرصَة الْقَمْح وينوب عَن النَّاظر وَكَانَ الْبَهَاء زُهَيْر كثير الْإِنْشَاء للكامل فاستدعى من نَاظر آمد حوائج فَكَانَت الرسَالَة ترد إِلَيْهِ بِخَط ابْن لقمن فأعجب الْبَهَاء زُهَيْر خطه وَعبارَته فَاسْتَحْضرهُ ونوه بِهِ وناب عَنهُ فِي ديوَان الْإِنْشَاء ثمَّ إِنَّه خدم فِي ديوَان الْإِنْشَاء فِي الدولة الصالحية وهلم جرا إِلَى أَوَائِل الدولة الناصرية أَخْبرنِي الشَّيْخ الْحَافِظ فتح الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ تَاج الدّين ابْن الْأَثِير وفخر الدّين ابْن لُقْمَان صُحْبَة السُّلْطَان على تل العجول ولفخر الدّين مَمْلُوك اسْمه ألطنبا فاتفق أَنه دَعَا بمملوكه الْمَذْكُور يَا ألطنبا فَقَالَ نعم وَلم يَأْته فنكر طلبه لَهُ وَهُوَ يَقُول نعم وَلَا يَأْتِيهِ وَكَانَت لَيْلَة مظْلمَة فَأخْرج رَأسه من الْخَيْمَة فَقَالَ لَهُ تَقول نعم وَمَا أَرَاك فَقَالَ تَاج الدّين (فِي لَيْلَة من جُمَادَى ذَات أندية ... لَا يبصر الْكَلْب من ظلمائها الطنبا) قلت وَهَذَا من جملَة أَبْيَات فِي الحماسة لمرة بن محكان وَمَا اسْتشْهد أحد فِي وَاقعَة بِأَحْسَن من هَذَا أبدا وَلكنه يحْتَاج إِلَى إِظْهَار اللَّام فِي الطنبا ليترك على الِاسْم وَهُوَ جَائِز فِي الاهتدام وَحكى لي أَنه خرجت إِلَيْهِ مسودة على الْعَادة بِكِتَابَة كتاب إِلَى بعض مُلُوك الفرنج وَمن جملَة النعوت معز بَابا رُومِية بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالزَّاي وبائين موحدتين فَكتب الْكتاب وَكتب ذَلِك مقرّ بانا بِالْقَافِ بدل الْعين وبالراء وبالنون بدل الْبَاء الثَّانِيَة فَأنْكر عَلَيْهِ ذَلِك وَنبهَ على الصَّوَاب فَقَالَ يَا مولَايَ هَذِه أعرافها من زهر الْآدَاب من قلائد العقيان من دب الْكتاب وَمَا أَنا ترجمان الفرنج فَاسْتحْسن مِنْهُ ذَلِك أَنْشدني نَاصِر الدّين ابْن شَافِع بن عبد الظَّاهِر إجَازَة قَالَ أَنْشدني الصاحب فَخر الدّين ابْن لُقْمَان فِي غُلَامه (لَو وشى فِيهِ من وشى ... مَا تسليت غلمشا) (أَنا قد بحت باسمه ... يفعل الله مَا يشا) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور (كن كَيفَ شِئْت فإنني بك مغرم ... راضٍ بِمَا فعل الْهوى المتحكم)

ابن الأشتر النخعي

(وَلَئِن كتمت عَن الوشاة صبابتي ... بك فالجوانح بالهوى تَتَكَلَّم) (أشتاق من أَهْوى وَأعلم أنني ... أشتاق من هُوَ فِي الْفُؤَاد مخيم) (يَا من يصد عَن الْمُحب تدللاً ... وَإِذا بَكَى وجدا غَدا يتبسم) ) (أسكنتك الْقلب الَّذِي أحرقته ... فحذار من نَار بِهِ تتضرم) 3 - (ابْن الأشتر النَّخعِيّ) إِبْرَاهِيم بن مَالك الأشتر النَّخعِيّ وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم وَإِذا هَذَا هُوَ الَّذِي قتل عبيد الله بن زِيَاد يَوْم الخازر ثمَّ إِنَّه كَانَ مَعَ مُصعب من أكبر أمرائه وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (إِبْرَاهِيم الْموصِلِي الْمُغنِي) إِبْرَاهِيم بن ماهان بن بهمن أَبُو إِسْحَاق الْموصِلِي كَبِير أهل الْغناء فَارسي من أهل أرجان أَقَامَ بالموصل مُدَّة فنسب إِلَيْهَا برع فِي الشّعْر وَالْأَدب وتتبع عَرَبِيّ الْغناء وعجميه وسافر فِيهِ إِلَى الْبِلَاد ثمَّ اتَّصل بالخلفاء والملوك ببغداذ وَأخذ الجوائز الوافرة والصلات السّنيَّة أول خليفةٍ سَمعه الْمهْدي وَلم يكن فِي زَمَانه مثله وَكَانَ إِذا غنى وَضرب لَهُ زلزل اهتز لَهما الْمجْلس وَكَانَ إِبْرَاهِيم زوج أُخْت زلزل وأخباره مَشْهُورَة ذكرهَا صَاحب الأغاني حكى أَن هَارُون الرشيد كَانَ يهوى جَارِيَته ماردة هوى شَدِيدا فتغاضبا مرّة ودام بَينهمَا الْغَضَب فَأمر جَعْفَر الْبَرْمَكِي الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف أَن يعْمل فِي ذَلِك شَيْئا فَعمل (رَاجع أحبتك الَّذين هجرتهم ... إِن المتيم قَلما يتَجَنَّب) (ن التجنب إِن تطاول مِنْكُمَا ... دب السلو لَهُ فعز الْمطلب) وَأمر إِبْرَاهِيم الْموصِلِي فغنى بِهِ الرشيد فَلَمَّا سَمعه بَادر إِلَى ماردة وترضاها فسالت عَن السَّبَب فِي ذَلِك فَقيل لَهَا فَأمرت لكل وَاحِد مِنْهُمَا بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَسَأَلت الرشيد أَن يكافئهما فَأمر لَهما بِأَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم وَله شعر مَذْكُور فِي تَرْجَمَة ذَات الْخَال خنث فِي حرف الْخَاء وَتُوفِّي ببغداذ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَة بعلة القولنج وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَالْأول أصح وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده إِسْحَاق النديم فِي مَكَانَهُ 3 - (الْفَارِسِي) إِبْرَاهِيم بن ماهويه الْفَارِسِي رجل أديب قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء لَا أعرف من حَاله إِلَّا مَا ذكره المَسْعُودِيّ فَقَالَ لَهُ كتاب عَارض فِيهِ الْمبرد فِي كِتَابه الملقب بالكامل

الكاتب

3 - (الْكَاتِب) إِبْرَاهِيم بن مجشر بن معدان البغداذي أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب قَالَ ابْن عدي ضَعِيف يسرق) الحَدِيث توفّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْقُضَاعِي الضَّرِير) إِبْرَاهِيم بن محَاسِن بن حسان الْقُضَاعِي أَبُو إِسْحَاق الضَّرِير من أهل قصر قضاعة من نواحي شهرابان قدم بغداذ فِي صباه وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصَارَ من قراء دَار الْخلَافَة واجتدى النَّاس فِي الشّعْر وَكَانَ أديباً من شعره (غرامي فِي محبتكم غريمي ... كَمَا لفراقكم ندمي نديمي) (صبا هبت فأصبتني إِلَيْكُم ... صبابات نسمن مَعَ النسيم) (فَهَل من كاشفٍ غماء غم ... عراني بعد سكان الغميم) (رسومٌ أقفرت من آل ليلى ... وعفتها الرواسم بالرسيم) (حمامات الْحمى هيجن شوقي ... وَقد حمت مُفَارقَة الْحَمِيم) وَمِنْه (بسمت وَهنا فأومض الْبَرْق ... ومست زهواً فغنت الْوَرق) (قدك والغصن لَيْسَ بَينهمَا ... إِذا تثنيت وانثنى فرق) (وَالْوَجْه وَالْفرع يَا معذبتي ... للنَّاس ذَا مغرب وَذَا شَرق) 3 - (ابْن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلدته لَيْلَة لَهُ سريته مَارِيَة الْقبْطِيَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان من الْهِجْرَة وَذكر الزبير عَن أشياخه أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ إِبْرَاهِيم بن مَارِيَة وَلدته بِالْعَالِيَةِ فِي المَال الَّذِي يُقَال لَهُ الْيَوْم مشربَة أم إِبْرَاهِيم بالقف وَكَانَت قابلتها سلمى مولاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَة أبي رَافع فبشر بِهِ أَبُو رَافع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فوهب لَهُ عبدا فَلَمَّا كَانَ يَوْم سابعه

عق عَنهُ بكبش وَحلق رَأسه حلقه أَبُو هِنْد وَسَماهُ يومئذٍ وَتصدق بِوَزْن شعره وَرقا على الْمَسَاكِين وَأخذُوا شعره فدفنوه فِي الأَرْض ثمَّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَفعه إِلَى أم سيف امْرَأَة قين بِالْمَدِينَةِ وتنافست الْأَنْصَار فِيمَن يرضعه وأحبوا أَن يفرغوا مَارِيَة لَهُ لما يعلمُونَ من هَوَاهُ فِيهَا وَكَانَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قِطْعَة من ضَأْن ترعى بالقف ولقاح بِذِي الْجدر تروح عَلَيْهَا وَكَانَت تُؤْتى بلبنها كل لَيْلَة فَتَشرب مِنْهُ تَسْقِي ابْنهَا فَجَاءَت أم بردة بنت الْمُنْذر بن زيد الْأنْصَارِيّ زَوْجَة الْبَراء بن أَوْس فكلمت) رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَن ترْضِعه بِلَبن ابْنهَا من بني مَازِن بن النجار وَترجع بِهِ إِلَى أمه فَأعْطى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم بردة قِطْعَة من نخل فناقلت بهَا إِلَى مَال عبد الله بن زَمعَة وَتُوفِّي إِبْرَاهِيم فِي بني مَازِن عِنْد أم بردة وَهُوَ ابْن ثَمَانِيَة عشر شهرا فِي ذِي الْحجَّة سنة

ابن الأجدع

ثَمَان وَقيل توفّي سنة عشر وغسلته أم بردة وَحمل من بَيتهَا على سَرِير صَغِير وَصلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالبَقِيعِ وَقَالَ ندفنه عِنْد فرطنا عُثْمَان بن مَظْعُون وَعَن عَطاء بن جَابر قَالَ أَخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَأتى بِهِ النّخل فَإِذا ابْنه إِبْرَاهِيم فِي حجر أمه وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَأَخذه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوَضعه فِي حجره ثمَّ قَالَ يَا إِبْرَاهِيم إِنَّا لَا نغني عَنْك من الله شَيْئا ثمَّ ذرفت عَيناهُ ثمَّ قَالَ يَا إِبْرَاهِيم لَوْلَا أَنه أَمر حق ووعد صدق وَأَن أخرنا سيلحق أولنا لحزنا عَلَيْك حزنا هُوَ أَشد من هَذَا وَإِنَّا بك يَا إِبْرَاهِيم لَمَحْزُونُونَ تبْكي الْعين ويحزن الْقلب وَلَا نقُول مَا يسْخط الرب وَقَالَ غَيره وَافق مَوته كسوف الشَّمْس فَقَالَ قوم انكسفت الشَّمْس لمَوْته فخطبهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله لَا يخسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فافزعوا إِلَى ذكر الله وَالصَّلَاة وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لَهُ مُرْضعًا فِي الْجنَّة تتمّ رضاعه وَقيل إِن الْفضل بن الْعَبَّاس غسل إِبْرَاهِيم وَنزل فِي قَبره أُسَامَة بن زيد وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالس على شَفير الْقَبْر قَالَ الزبير ورش عَلَيْهِ وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لَو عَاشَ إِبْرَاهِيم لأعتقت أَخْوَاله ولوضعت الْجِزْيَة عَن كل قبْطِي وَقَالَ إِذا دَخَلْتُم مصر فَاسْتَوْصُوا بالقبط فَإِن لَهُم ذمَّة ورحماً 3 - (ابْن الأجدع) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر بن الأجدع روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَتُوفِّي رَحمَه الله قبل الْخمسين وَالْمِائَة تَقْرِيبًا

ابن عم الشافعي

3 - (ابْن عَم الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن عَم الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ روى عَنهُ ابْن مَاجَه وروى النَّسَائِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَغَيره وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ شنظير) ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن شنظير بالشين الْمُعْجَمَة الْمَكْسُورَة وَالنُّون الساكنة والظاء الْمُعْجَمَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَالرَّاء على وزن دهليز أَبُو إِسْحَاق الْأمَوِي الطليطلي الْحَافِظ صَاحب أبي جَعْفَر مَيْمُون الطليطلي وَيُقَال لَهما الصاحبان لِأَنَّهُمَا كَانَا فِي الطّلب مَعًا كفرسي رهان سمعا بطليطلة ورحلا إِلَى قرطبة وسمعا بهَا وسمعا بِسَائِر بِلَاد الأندلس ورحلا إِلَى الْمشرق وَكَانَا لَا يفترقان توفّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْفَزارِيّ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحَارِث الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ سكن المصيصة مرابطاً قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة فَاضلا صَاحب سنة وغزو كثير الْخَطَإِ فِي حَدِيثه قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة مَأْمُون قَالَ نصر الْجَهْضَمِي قَالَ الْحَرْبِيّ كَانَ الْأَوْزَاعِيّ أفضل أهل زَمَانه وَبعده أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الأغلبي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْأَغْلَب التَّمِيمِي أَمِير القيروان أمنت الْبِلَاد فِي أَيَّامه وَبنى حصوناً كَثِيرَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى قبل الْخمسين وَمِائَتَيْنِ وكنيته أَبُو أَحْمد وَكَانَ حسن السِّيرَة كثير الْعَطاء مَيْمُون الطلعة وَاشْترى العبيد وَالسِّلَاح وَلما توفّي ولي مَكَانَهُ ابْنه زِيَادَة الله وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الزَّاي أَبُو إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مهْرَان الْأُسْتَاذ

الإمام العباسي

أَبُو إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ الأصولي الْمُتَكَلّم الْأَشْعَرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الإِمَام إِمَام أهل خُرَاسَان ركن الدّين أحد من بلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد لَهُ التصانيف المفيدة روى عَن دعْلج وَجَمَاعَة وروى عَنهُ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ وصنف كتاب جَامع الحلى فِي أصُول الدّين وَالرَّدّ على الْمُلْحِدِينَ فِي خمس مجلدات وتصانيفه كَثِيرَة مفيدة أَخذ عَنهُ أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ أصُول الْفِقْه وَغَيره وبنيت لَهُ بنيسابور مدرسة مَشْهُورَة انتخب عَلَيْهِ أَبُو عبد الله الْحَاكِم عشرَة أَجزَاء وَذكره فِي تَارِيخه لجللته قَالَ الصاحب ابْن عباد الباقلاني بَحر مغرق وَابْن فورك صل مطرق والإسفراييني نَار تحرق وَحكى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي أَنه كَانَ لَا يجوز الكرامات وَكَانَ يَقُول القَوْل بِأَن كل مُجْتَهد مُصِيب أَوله سفسطة وَآخره زندقة وَتُوفِّي يَوْم عَاشُورَاء سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبع مائَة بنيسابور رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يَقُول أشتهي أَن) أَمُوت بنيسابور حَتَّى يُصَلِّي عَليّ جَمِيع أَهلهَا ثمَّ إِنَّه نقل إِلَى إسفريين وَدفن فِي مشهده 3 - (الإِمَام العباسي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب الْمَعْرُوف بإبراهيم الإِمَام أَخُو السفاح كَانَ مَرْوَان الْحمار يحتال على الْوَقْف على حَقِيقَة لأمر وَإِلَى من يَدْعُو أَبُو مُسلم الْخُرَاسَانِي مِنْهُم فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن ظهر لَهُ أَنه يَدْعُو إِلَى الإِمَام إِبْرَاهِيم وَكَانَ مُقيما عِنْد أُخْته وَأَهله بالحميمة تَصْغِير حمامة فَأرْسل إِلَيْهِ وَقبض عَلَيْهِ وأحضره إِلَى حران فأوصى إِبْرَاهِيم بِالْأَمر من بعده لِأَخِيهِ عبد الله السفاح الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي الْعِبَادَة وَلما وصل إِلَى خُرَاسَان حَبسه ثمَّ غمه بِتُرَاب فِي جراب طرح فِيهِ نورة وَجعل رَأسه فِيهِ وسده إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقيل إِنَّه قَتله غير هَذِه القتلة وَلَكِن الْأَكْثَرُونَ على هَذَا وَكَانَ دَفنه هُنَاكَ فِي حران وَكَانَ بَنو أُميَّة يمْنَعُونَ بني هَاشم من نِكَاح الحارثيات للْخَبَر الْمَرْوِيّ فِي ذَلِك أَن هَذَا الْأَمر يتم لِابْنِ الحارثية فَلَمَّا قَامَ عمر بن عبد الْعَزِيز أَتَاهُ مُحَمَّد بن عَليّ وَقَالَ إِنِّي أردْت أَن أَتزوّج ابْنة خَالِي من بني الْحَارِث بن عبد أفتأذن لي قَالَ تزوج من شِئْت فَتزَوج ريطة بنت عبد الله بن عبد المدان فأولدها السفاح 3 - (ابْن عَائِشَة) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن إِبْرَاهِيم الإِمَام الْمَذْكُور وَهُوَ الْمَعْرُوف بِابْن عَائِشَة وَعَائِشَة جدته أم أَبِيه وَهِي عَائِشَة بنت سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس وأممها أم جعدم بنت جَعْفَر بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم فولد عبد الْوَهَّاب بنيسابور إِلَيْهَا بُويِعَ لإِبْرَاهِيم هَذَا ببغداذ سرا سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وَاجْتمعَ عدَّة من وُجُوه

ابن المدبر الكاتب

قواد الْمَأْمُون مِنْهُم مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإفْرِيقِي وَمَالك بن شاهي وَغَيرهمَا فنمي الْخَيْر إِلَى الْمَأْمُون فَقبض على ابْن عَائِشَة وعَلى من بَايعه وحبسهم فِي المطبق مُدَّة ثمَّ إِنَّه حدث حدثٌ من المطبق فَضربت عنق ابْن عَائِشَة وَأخذ وَجَمَاعَة مِمَّن كَانُوا مَعَه وصلبوا فِي صحبته تِلْكَ اللَّيْلَة وَكَانَ ابْن عَائِشَة هَذَا أول عباسي صلب فِي الْإِسْلَام وَقيل إِن إِبْرَاهِيم بن عَائِشَة أَخذ الْبيعَة على من أَخذهَا لإِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي وَهُوَ فِي حبس الْمَأْمُون 3 - (ابْن الْمُدبر الْكَاتِب) ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْمُدبر أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب كَانَ كَاتبا بليغاً شَاعِرًا فَاضلا مترسلاً وَهُوَ أَخُو أَحْمد وَمُحَمّد روى عَنهُ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش وَأَبُو بكر الصولي وَمَيْمُون بن هَارُون وجعفر بن قدامَة الْكَاتِب وَكَانَ يزْعم أَنه من بني ضبة خدم المتَوَكل مُدَّة طَوِيلَة وولاه ديوَان الْأَبْنِيَة وَلم يزل فِي رُتْبَة الوزراء وأحضر فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ للوزارة فاستعفى لعظم الْمُطَالبَة فاستكتبه الْمُعْتَمد لِابْنِهِ الْمُفَوض وَضم إِلَيْهِ دواوين ثمَّ إِن الْمُعْتَمد دفع إِلَى إِبْرَاهِيم ثَلَاث مائَة ألف دِينَار وخلع عَلَيْهِ بتكريت وَقَالَ لقواده مِمَّن مَعَه مَا استوزرت بعد عبيد الله بن يحيى وزيراً أرضاه غير الْحسن ابْن مخلد وَإِبْرَاهِيم فِي هَذَا الْوَقْت وَخرج إِلَى الْموصل ليلتقي جَيش ابْن طولون ثمَّ إِن إِسْحَاق بن كنداج مُتَوَلِّي الْموصل وديار ربيعَة قبض على القواد بحيلة دبرهَا وَأَرَادَ الْقَبْض على إِبْرَاهِيم فحدره إِلَى بغداذ وحبسه إِلَى أَن رَضِي الْمُوفق عَنهُ وَهُوَ بواسط وخلع عَلَيْهِ وَله شركَة فِي تَرْجَمَة عريب الْمُغنيَة لِأَنَّهُ كَانَ يهواها وَله فِيهَا أشعار وكل مِنْهُمَا يهوى صَاحبه قَالَ الصولي وَإِبْرَاهِيم بن الْمُدبر كَاتب جليل شَاعِر أديب كريم لَيْسَ فِي زَمَاننَا شَاعِر إِلَّا وَقد استفرغ بعض مدحه فِيهِ قَالَ أَبُو هفان (يَا ابْن الْمُدبر أَنْت علمت الورى ... بذل النوال وهم بِهِ بخلاء) (لَو كَانَ مثلك فِي الْبَريَّة واحدٌ ... فِي الْجُود لم يَك فيهم فُقَرَاء) وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر وَهُوَ فِي الْحَبْس أشعاراً كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله (أدموعها أم لُؤْلُؤ متناثر ... يدمي بِهِ الْورْد الجني الزَّاهِر) (لَا يؤيسنك من كريم نبوة ... فالسيف ينبو وَهُوَ عضب باتر) (هَذَا الزَّمَان تسومني أَيَّامه ... خسفاُ وهأنذا عَلَيْهِ صابر) (إِن طَال ليلِي فِي الإسار فطالما ... أفنيت دهراً ليله متقاصر) (والسجن يحجبني وَفِي أكنافه ... مني على الضراء لَيْث خادر) (عجبا لَهُ كَيفَ الْتَقت أبوابه ... والجود فِيهِ وَالربيع الباكر) (هلا تقطع أَو تصدع أَو هوى ... فعذرته لكنه بِي فاخر)

وَمِنْهَا قَوْله أَيْضا (أَلا طرقت سلمى لَدَى وقْعَة الساري ... وحيداً فريداً موثقًا نازح الدَّار) (هُوَ الْحَبْس مَا فِيهِ عَليّ غَضَاضَة ... وَهل كَانَ فِي حبس الْخَلِيفَة من عَار) ) (أَلَسْت تَرين الْخمر يظْهر حسنها ... وبهجتها بِالْحَبْسِ فِي الطين والقار) (وَمَا أَنا إِلَّا كالجواد يصونه ... مقومه للسبق فِي طي مضمار) (أَو الدرة الزهراء فِي قَعْر لجةٍ ... فَلَا تجتلي غلا بهول وأخطار) (وَهل هُوَ إِلَّا منزل مثل منزلي ... وَبَيت وَدَار مثل بَيْتِي أَو دَاري) (فَلَا تنكري طول المدى وأذى العدى ... فَإِن نهايات الْأُمُور لإقصار) (لَعَلَّ وَرَاء الْغَيْب أمرا يسرنَا ... يقدره فِي علمه الْخَالِق الْبَارِي) وَلما عزل عَن الأهواز جَاءَ النَّاس يود عونه فجَاء أَبُو شراعة فَأمْسك يَده فِي الحراقة بالزلال وَأنْشد رَافعا صَوته (لَيْت شعري أَي قومٍ أجدبوا ... فأغيثوا بك من بعد العجف) (نزل الْيمن من الله بهم ... وحرمناك لذنبٍ قد سلف) (إِنَّمَا أَنْت ربيع باكر ... حَيْثُمَا صرفه الله انْصَرف) (يَا أَبَا إِسْحَاق سر فِي دعةٍ ... وامض مصحوباً فَمَا عَنْك خلف) فَضَحِك إِلَيْهِ وَوَصله وَسَار وَقَالَ العطوي الشَّاعِر اسْتَأْذَنت على ابْن الْمُدبر فحجبني آذنه فَكتبت إِلَيْهِ (أَتَيْتُك مشتاقاً فَلم أر جَالِسا ... وَلَا نَاظرا إِلَّا بِعَين قطوب) (كَأَنِّي غَرِيم مُقْتَض أَو كأنني ... نهوض حبيب أَو حُضُور رَقِيب) فَأَدْخلنِي وَهُوَ يَقُول هِيَ بِاللَّه نهوض حبيب أَو حُضُور رَقِيب وَفِي بني الْمُدبر يَقُول مُحَمَّد بن عَليّ الشطرنجي (قد أحدث الْقَوْم دينا ... وجدد الْقَوْم نسبه) (وَكَانَ مرا ضَعِيفا ... فضببوه بضبه) وَمن شعر إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر (يَا كاشف الكرب بعد شدته ... ومنزل الْغَيْث بعد مَا قَنطُوا) (لَا تبل قلبِي بشحط بَينهم ... فالموت دَان إِذا هم شحطوا) وَمِنْه قَوْله

ابن المهدي

(قَالُوا أضرّ بِنَا السَّحَاب بوكفه ... لما رَأَوْهُ لمقلتي يَحْكِي) ) (لَا تعجبوا مِمَّا ترَوْنَ فَإِنَّمَا ... هذي السَّمَاء لرحمتي تبْكي) وَمِنْه قَوْله (مَا دميةٌ فِي مرمرٍ صورت ... وظبيةٌ فِي خمر عاطف) (أحسن مِنْهَا يَوْم قَالَت لنا ... والدمع من مقلتها ذارف) (لأَنْت أحلى من لذيذ الْكرَى ... وَمن أمانٍ ناله خَائِف) وَمِنْه قَول (أأخي إِن أَخَاك مذ فارقته ... شوقاً إِلَيْك فُؤَاده يتقطع) (يشكو جفاءك مُعْلنا بِلِسَانِهِ ... وفؤاده من خوف غدرك يوجع) (وَيَقُول معتذراً إِلَى من لامه ... إِن الشَّقِيق بِسوء ظن مولع) (اسْلَمْ وَكن لي كَيفَ شِئْت على النَّوَى ... مهما فعلت فلست مِمَّن يقطع) وَمِنْه قَوْله (يَا قلب أَنْت وطرفي ... شغلي ودائي وحتفي) (موتا فَلَا كَانَ إلفٌ ... يعين فِي قتل إلْف) (هَذَا فعالي بنفسي ... أخذت حتفي بكفي) أَنا الضَّعِيف على الهجر فارحموا ذل ضعْفي (من ضعف ركني أَنِّي ... لَيْث فريسة خشف) توفّي إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر ببغداذ سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَولد سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الْمهْدي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَبُو إِسْحَاق أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُبَارك ابْن الْمهْدي العباسي الْأسود الملقب بالتنين لسمنه وَكَانَ فصيحاً مفوهاً بارع الْأَدَب وَالشعر بارعاً إِلَى الْغَايَة فِي الْغناء وَمَعْرِفَة الموسيقى وَأمه اسْمهَا شكْلَة روى عَن الْمُبَارك بن فضَالة وَحَمَّاد بن يحيى الْأَبَح ولي إمرة دمشق سنتَيْن ثمَّ أَربع سِنِين لم يقطع على أحد فِي عمله طَرِيق وبويع بالخلافة زمن الْمَأْمُون وَقَاتل ابْن سهل وهزمه إِبْرَاهِيم فَتوجه نَحوه حميد الطوسي فقاتله فَهَزَمَهُ حميد واستخفى إِبْرَاهِيم زَمَانا حَتَّى ظفر بِهِ الْمَأْمُون وَحَدِيثه فِي ذَلِك مَشْهُور فَعَفَا عَنهُ وَأورد صَاحب الأغاني وَغَيره من ذَلِك جملَة وَكَانَ أسود حالكاً عَظِيم الجثة لم ير فِي أَوْلَاد الْخُلَفَاء قبله أفْصح مِنْهُ وَلَا) أَجود شعرًا ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شهر رَمَضَان سنة

ربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قد غلب على بغداذ والكوفة والسواد فَلَمَّا قَارب الْمَأْمُون الْعرَاق ضعف أَمر إِبْرَاهِيم وَركب بأبهة الْخلَافَة إِلَى الْمصلى يَوْم النَّحْر وَصلى بِالنَّاسِ وَهُوَ ينظر إِلَى عَسْكَر الْمَأْمُون ثمَّ انْصَرف من الصَّلَاة وَأطْعم النَّاس بقصر الرصافة ثمَّ استتر وانقضى أمره وظفر بِهِ الْمَأْمُون سنة عشر وَعَفا عَنهُ وَبَقِي مكرماً إِلَى أَن مَاتَ وَيُقَال إِنَّه مَا اجْتمع غناء أخٍ وأختٍ أحسن من إِبْرَاهِيم وَأُخْته علية ابْني الْمهْدي وَله تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي تَارِيخ دمشق تكون فِي سبع عشرَة قَائِمَة وَكَانَ سَبَب ولَايَته الْخلَافَة أَن الْمَأْمُون لما كَانَ بخراسان جعل ولي عَهده عَليّ بن مُوسَى بن عَليّ الرضي فشق ذَلِك على العباسيين ببغداذ وَبَايَعُوا إِبْرَاهِيم ولقبوه الْمُبَارك لخمس بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ وَبَايَعَهُ العباسيون فِي الْبَاطِن ثمَّ بَايعه أهل بغداذ فِي أول يَوْم من الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وأظهروا ذَلِك وَصعد الْمِنْبَر ثمَّ إِن إِبْرَاهِيم اختفى لذَلِك لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ ونظم فِيهِ دعبل الْخُزَاعِيّ (نفر ابْن شكْلَة بالعراق واهله ... فهفا إِلَيْهِ كل أطلس مائق) (إِن كَانَ إِبْرَاهِيم مضطلعاً بهَا ... فلتصلحن من بعده لمخارق) (ولتصلحن من بعد ذَاك لزلزلٍ ... ولتصلحن من بعده للمارق) (أَنى يكون وَلَيْسَ ذَاك بكائن ... يَرث الْخلَافَة فاسقٌ عَن فَاسق) وَلما ظفر الْمَأْمُون بِهِ شاور فِيهِ أَحْمد بن أبي خَالِد الْوَزير الْأَحول فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن قتلته فلك نظراء وَإِن عَفَوْت فَمَا لَك نَظِير وَقَالَ إِبْرَاهِيم قَالَ لي الْمَأْمُون وَقد دخلت عَلَيْهِ بعد الْعَفو عني أَنْت الْخَلِيفَة الْأسود فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا الَّذِي مننت عَلَيْهِ بِالْعَفو وَقد قَالَ عبد بني الحسحاس (أشعارُ عبد بني الحسحاس قمن لَهُ ... عِنْد الفخار مقامَ الأَصْل والوَرقِ) (إِن كنتُ عبدا فَنَفَسِي حرّةٌ كرماً ... أَو أسودَ اللَّوْن إنّي أَبيض الْخلق) فَقَالَ لي يَا عَم أخرجك الْهزْل إِلَى الْجد وَأنْشد لَيْسَ يزري السوَاد بِالرجلِ الشهم وَلَا بالفتى الأديب الأريب (إِن يكن للسواد فِيك نصيب ... فبياض الْأَخْلَاق مِنْك نَصِيبي) ) وَمن شعر إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي (لي وَقت أَيَّام سأبلغها ... مَعْلُومَة فَإِذا انْقَضتْ مت) (لَو ساورتني الْأسد ضارية ... لسلمت مَا لم يأتني الْوَقْت) وَله الأبيات الَّتِي نظمها فِي استتاره وَهِي يضْرب بهَا الْمثل للشَّيْء إِذا أخلق فَيُقَال غنى بِصَوْت ابْن شكْلَة والأبيات

ابن لنكك

(ذهبت من الدُّنْيَا وَقد ذهبت مني ... هوى الدَّهْر بِي عَنْهَا وَولى بهَا عني) (فَإِن أبك نَفسِي أبك نفسا نفيسةً ... وَإِن أحتسبها أحتسبها على ضني) قَالَ المرزباني وَله فِيهِ صَنْعَة عَجِيبَة فِي طَريقَة الثقيل الثَّانِي وَجعله نوحيا وغنى بِهِ المعتصم فِي آخر عمره وَهُوَ يبكي وَجعله طَرِيقا إِلَى ترك الْغناء حكى أَن المعتصم جلس يَوْمًا وَهُوَ خَليفَة وَعَن يَمِينه الْعَبَّاس بن الْمَأْمُون وَعَن يسَاره إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي فَجعل إِبْرَاهِيم يقلب خَاتمًا فِي يَده فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاس يَا عَم مَا هَذَا الْخَاتم قَالَ خَاتم رهنته فِي أَيَّام أَبِيك فَمَا فككته إِلَى أَيَّام أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاس وَالله لَئِن لم تشكي أبي على حقن دمك مَعَ عَظِيم جرمك لَا تشكر أَمِير الْمُؤمنِينَ على فك خاتمك وَكَانَ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي قد اختفى عِنْد حجام بَالغ فِي إكرامه وخدمته إِلَى أَن ظن إِبْرَاهِيم أَن الْحجام قد ضجر مِنْهُ لطول مقَامه فَخرج من عِنْده إِلَى دَار بعض من كَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ ويثق بِهِ فَمضى ذَلِك من فوره وَعرف الممون فَأحْضرهُ فِي الْحَال واستثار الْمَأْمُون فِيهِ أَقَاربه وَأَهله وَأهل دولته فِيمَا يفعل بِهِ فكلهم أَشَارَ بقتْله وَقَالَ هَذِه سمة لم تجر عَادَة بابتدالها بإبقاء صَاحبهَا وَرفع مُحَمَّد بن الزيات قصيدة يحرض الْمَأْمُون فِيهَا على قَتله مِنْهَا قَوْله (تذكر أَمِير الْمُؤمنِينَ قِيَامه ... وأيمانه فِي الْهزْل مِنْهُ وبالجد) (وَأي امْرِئ يُسمى بهَا قطّ نَفسه ... ففارقها حَتَّى تغيب فِي اللَّحْد) وَقَالَ الْحسن يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن قتلته فعلت مَا فعل غَيْرك وَإِن عَفَوْت عَنهُ انْفَرَدت بمكرمة لم يفعل مثله سواك فَقَالَ الْمَأْمُون إِن الله يعلم أَن قلبِي لَا يمِيل إِلَّا إِلَى الْعَفو عَنهُ كَمَا أَشرت وَمن شعر إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي (إِذا كَلَّمتنِي بالعيون الفواتر ... رددت عَلَيْهَا بالدموع البوادر) (فَلَو يعلم الواشون مَا دَار بَيْننَا ... وَقد قضيت حاجاتنا فِي الضمائر) ) وَمِنْه قَوْله أَيْضا (لَوْلَا لحيت وإنني مَشْهُور ... وَالْعَيْب يعلق بالكبير كَبِير) (لسكنت مَنْزِلك الَّذِي تحتله ... لَو كَانَ منزلنا هُوَ المهجور) 3 - (ابْن لنكك) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن لنكك أَبُو إِسْحَاق ابْن أبي الْحُسَيْن الشَّاعِر ابْن الشَّاعِر من أهل الْبَصْرَة قدم بغداذ وروى بهَا شَيْئا من شعره وَشعر أَبِيه وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم التنوخي قَالَ جلس أبي أَبُو الْحُسَيْن فِي الْمَسْجِد الْجَامِع بِالْبَصْرَةِ فَجَلَسَ إِلَيْهِ قوم من النَّاس فاعترضوا كَلَامه بِمَا غاظه فَأخذ محبرة بعض الْحَاضِرين وَكتب فهيا من شعره

الإفليلي

(وعصبة لما توسطتهم ... صَارَت عَليّ الأَرْض كالخاتم) (كَأَنَّهُمْ من بعد إفهامهم ... لم يخرجُوا بعد إِلَى الْعَالم) (يضْحك إِبْلِيس سُرُورًا بهم ... لأَنهم عارٌ على آدم) (كأنني بَينهم جَالس ... من سوء مَا شاهدت فِي مأتم) فَلَمَّا عدنا إِلَى الْبَيْت قلت لَهُ يَا أبه أبياتك متناقضة وَلَكِن قد علمت فِي مَعْنَاهَا (لَا تصلح الدُّنْيَا وَلَا تستوي ... غلا بكم يَا بقر الْعَالم) (من قَالَ للحرث خلقْتُمْ فَلم ... يكذب عَلَيْكُم لَا وَلَا يَأْثَم) (مَا أَنْتُم عارٌ على آدمٍ ... لأنكم غير بني آدم) 3 - (الإفليلي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء بن مفرج بن يحيى بن عبد الله بن خَالِد بن سعد بن أبي وَقاص أَبُو الْقَاسِم الزُّهْرِيّ الإفليلي الْقُرْطُبِيّ وإفليل قَرْيَة بِالشَّام كَانَ من أهل النَّحْو واللغة وَله معرفَة تَامَّة بالْكلَام على مَعَاني الشّعْر وَشرح ديوَان أبي الطّيب وَشَرحه مَشْهُور روى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ كتاب الأمالي لأبي عَليّ القالي وَكَانَ متصدراً بالأندلس لإقراء الْأَدَب وَولي الوزارة للمكتفي بِاللَّه بالأندلس وَكَانَ أَشد النَّاس انتقاداً للْكَلَام صَادِق اللهجة حسن الْغَيْب صافي الضَّمِير عني بكتب جمة كالغريب المُصَنّف والألفاظ وَغَيرهمَا وَولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَدفن فِي صحن مَسْجِد خرب عِنْد بَاب عَامر بقرطبة وإفليل بِالْفَاءِ واللامين على وزن إقليد حُكيَ عَنهُ بإسنادٍ أَنه) قَالَ كَانَ شُيُوخنَا من أهل الْأَدَب يتعالمون بالحرف إِذا كتب عَلَيْهِ صَحَّ بصاد وحاء أَن ذَلِك عَلامَة لصِحَّة الْحَرْف لِئَلَّا يتَوَهَّم متوهمٌ عَلَيْهِ خللاً وَلَا نقصا فَوضع حرف كَامِل على حرف صَحِيح وَإِذا كَانَ عَلَيْهِ صَاد ممدودة دون حاء كَانَ عَلامَة أَن الْحَرْف سقيم إِذْ وضع عَلَيْهِ حرف غير تَامّ ليدل نقص الْحَرْف على اختلال الْحَرْف وَيُسمى ذَلِك الْحَرْف أَيْضا ضبة أَي أَن الْحَرْف مقفل بهَا لم يتَّجه لقِرَاءَة كَمَا أَن الضبة مقفل بهَا قَالَ ياقوت وَهَذَا الْكَلَام عَلَيْهِ طلاوة من يغر فَائِدَة تَامَّة وَإِنَّمَا قصدُوا بكتبهم على الْحَرْف صَحَّ أَنه كَانَ شاكاً فِي صِحَة اللَّفْظَة فَلَمَّا صحت لَهُ بالبحث خشِي أَن يعاوده الشَّك فَكتب عَلَيْهَا صَحَّ ليزول شكه فِيمَا بعد وَيعلم هُوَ أَنه لم يكْتب صَحَّ إِلَّا قد انْقَضى اجْتِهَاده فِي تصحيحها وَأما الضبة الَّتِي صورتهَا ص فَإِنَّمَا هُوَ نصف صَحَّ كتبته على شَيْء فِيهِ شكّ ليبحث عَنهُ فِيمَا يستأنفه فَإِذا صحت لَهُ أتمهَا بحاء فَيصير صَحَّ وَلَو علم عَلَيْهَا

السامري

بِغَيْر هَذِه الْعَلامَة لتكلف الكشط وإعادة كتبه صَحَّ مَكَانهَا انْتهى وَلَحِقت الإفليلي تُهْمَة فِي دينه فِي أَيَّام هِشَام المرواني فِي جملَة من تتبع من الْأَطِبَّاء فِي وقته كَابْن عَاصِم وَالْحمار والشبانسي وَغَيرهم وَطلب الإفليلي وسجن فِي المطبق ثمَّ أطلق وَفِيه يَقُول مُوسَى بن الطَّائِف (يَا مبصراً عميت فواطن فهمه ... عَن كنه عرضي فِي البديع وطولي) (لَو كنت تعقل مَا جهلت مقاومي ... من ضَاقَ فرسخه بخطوة قيلي) (وَلَئِن ثلبت الشّعْر وَهُوَ أباطل ... فَلَقَد ثلبت حقائق التَّنْزِيل) (وخلعت ربق الدّين عَنْك منابذاً ... ولبست ثوب الزيغ والتعطيل) (وأقمت للجهال مثلك فِي العنا ... علما مشيت أَمَامه برعيل) (تعتل فِي الْأَمر الصَّحِيح معانداً ... أبدا وفهمك عِلّة الْمَعْلُول) (سيسل روحك من خَبِيث قراره ... تَأْثِير هَذَا الصارم المصقول) (وأريك رَأْي الْعين أَنَّك ذرةٌ ... عبثت بهَا مني قَوَائِم فيل) 3 - (السامري) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي ثَابت أَبُو إِسْحَاق الْعَبْسِي السامري نزيل دمشق ونائب الحكم بهَا وَصَاحب الْجُزْء العالي الَّذِي تفردت بِهِ كَرِيمَة توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (العابد) ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَبُو إِسْحَاق النَّيْسَابُورِي الْحِيرِي العابد قَالَ الْحَاكِم قل من رَأَيْت من الْعباد مثله تولفي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْحَافِظ ابْن حَمْزَة) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن عمَارَة أَبُو إِسْحَاق الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ فِيهِ أَبُو نعيم وَاحِد زَمَانه فِي الْحِفْظ وَلم ير بعد عبد الله بن مظَاهر فِي الْحِفْظ مثله جمع الشُّيُوخ والمسند وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سَابِع شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (النصراباذي الْوَاعِظ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن محمويه أَبُو الْقَاسِم النصراباذي الْوَاعِظ الصُّوفِي الزَّاهِد ونصراباذ محلّة بنيسابور سمع ابْن خُزَيْمَة والسراج وَيحيى ابْن صاعد وَابْن جوصاء وَهَذِه الطَّبَقَة بالعراق وَالشَّام ومصر وروى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم وَجَمَاعَة كَانَ يرجع إِلَى فنون من الْعلم مِنْهَا حفظ الحَدِيث وفهمه والتاريخ وعلوم الْمُعَامَلَات وَالْإِشَارَة لَقِي الشبلي وَضرب وأهين وَحبس مرّة وَقيل لَهُ تَقول الرّوح لَيْسَ مَخْلُوق قَالَ لست أَقُول ذَا وَلَا

الرقي الغنوي الصوفي الشافعي

أٌول إِن الرّوح مَخْلُوق وَلَكِن مَا قَالَ الله الرّوح من أَمر رَبِّي فجهدوا بِهِ فَقَالَ مَا أَقُول إِلَّا مَا قَالَ الله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا الْكَلَام زيف وَمَا يشك مُسلم فِي خلق الله الرّوح وَأما سُؤال الْيَهُود النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الرّوح فَإِنَّمَا كَانَ عَن ماهيته وكيفيته لَا عَن خلقه وَقيل لَهُ إِنَّك طفت بالناووس وَقلت هَذَا وَهَذَا كمن يكرم الْكَلْب لِأَنَّهُ خلق اله تَعَالَى فعوتب على ذَلِك سِنِين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذِه سقطة أُخْرَى أفتكون قبْلَة الْإِسْلَام مثل قبْلَة الْيَهُود الَّتِي لعن من اتخذها مَسْجِدا وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الرقي الغنوي الصُّوفِي الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نَبهَان بن مُحرز أَبُو إِسْحَاق الغنوي الرقي الصُّوفِي الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه على الشَّاشِي وَالْغَزالِيّ وَكتب كثيرا من مصنفات الْغَزالِيّ بِخَطِّهِ حدث بخطب ابْن نباتة وروى عَنهُ الْكِنْدِيّ وَابْن طبرزد وَأَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن النجار روى لنا عَنهُ عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين وَأَبُو الْفرج مُحَمَّد بن القبيطي وَسليمَان ابْن مُحَمَّد بن عَليّ الْموصِلِي وَقَالَ السَّمْعَانِيّ شيخ صَالح ثِقَة شدا طرفا من الْعلم) 3 - (فَخر الدولة الْكَاتِب) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر فَخر الدولة الأسواني ابْن أُخْت القَاضِي الرشيد والمهذب ابْني الزبير وَسَيَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مكانيهما وَهُوَ أول من كتب الْإِنْشَاء للْملك النَّاصِر ثمَّ كتب لِأَخِيهِ الْعَادِل كَذَا قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وروى عَن خَاله الرشيد شَيْئا من شعره وروى عَنهُ أَبُو عبد الله محمّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْأنْصَارِيّ توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بحلب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة يُقَال إِن القَاضِي الْفَاضِل كَانَ إِذا بلغه أَن وَالِد فَخر الدولة بِبَابِهِ وَأحمد بن عرام واستأذنا عَلَيْهِ يَقُول يدْخل رَضِي الدولة لأجل ابْنه يَعْنِي فَخر الدولة وَابْن عرام لأدبه وَمن شعر فَخر الدولة (مَا الشيب إِلَّا نعمةٌ ... مشكورة فاشكر عَلَيْهِ) مَا الْغبن إِلَّا أَن تَمُوت وَأَنت لم تبلغ إِلَيْهِ 3 - (الشريف الْكُوفِي وَالِد أبي البركات) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن حَمْزَة ابْن يحيى بن الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي

ابن الكماد

طَالب كرم الله وَجهه أَبُو عَليّ وَالِد أبي البركات عمر النَّحْوِيّ صَاحب شرح اللمع من أهل الْكُوفَة لَهُ معرفَة حَسَنَة بالنحو واللغة وَالْأَدب وحظ من الشّعْر مَاتَ فِيمَا ذكره السَّمْعَانِيّ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة بِالْكُوفَةِ وَكَانَ قد سَافر إِلَى الشَّام ومصر وَأقَام بهَا مُدَّة ونفق على الْخُلَفَاء بِمصْر ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَة وَقَالَ كنت بِمصْر وضاق بهما صَدْرِي فَقلت (فَإِن تسأليني كَيفَ أَنْت فإنني ... تنكرت دهري والمعاهد والحبا) (وأصبحت فِي مصر كَمَا لَا يسرني ... بَعيدا من الأوطان منتزحاً عزبا) (وَإِنِّي فِيهَا كامرئ الْقَيْس مرّة ... وَصَاحبه لما بَكَى وَرَأى الدربا) (فَإِن أَنْج من بَابي زويلا فتوبةً ... إِلَى الله أَن لَا مس خَفِي لَهَا تربا) قَالَ قلت هَذِه الأبيات وَقد حصل لي من الْمُسْتَنْصر خَمْسَة آلَاف دِينَار مصرية وَقَالَ أَبُو البركات مرض أبي إِمَّا بِدِمَشْق أَو بحلب فرأيته يبكي ويجزع فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي مَا هَذَا الْجزع وَالْمَوْت لَا بُد مِنْهُ فَقَالَ أعرف وَلَكِن أشتهي أَن أَمُوت بِالْكُوفَةِ وأدفن بهَا حَتَّى إِذا نشرت يَوْم الْقِيَامَة أخرج رَأْسِي من التُّرَاب فَأرى بني عمي ووجوهاً أعرفهَا وَسَيَأْتِي ذكر) وَلَده عمر فِي حرف الْعين مَكَانَهُ 3 - (ابْن الكماد) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون الْحجَّة الْحَافِظ أَبُو إِسْحَاق ابْن الكماد السبتي يروي عَن أبي عبد الله التجِيبِي نزيل تلمسان وَأبي الْحجَّاج ابْن الشَّيْخ وَأبي ذَر الْخُشَنِي مولده فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد ذكرت مولده فِي حُدُود الثَّمَانِينَ على مَا حَدثنِي بِهِ ابْن عمرَان السبتي 3 - (الثَّقَفِيّ الرقي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سعيد بن هِلَال بن عَاصِم بن سعد بن مَسْعُود صَاحب يَوْم الجسر فِي أَيَّام عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ مَعَ الْفرس وَسعد هُوَ عَم الْمُخْتَار بن أبي عبيد الثَّقَفِيّ أَبُو إِسْحَاق الثَّقَفِيّ أَصله كُوفِي وَكَانَ خبارياً من مشهوري الإمامية ذكره أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الطوسي فِي مصنفي الإمامية وَذكر أَنه مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وانتقل من الْكُوفَة إِلَى أَصْبَهَان وَكَانَ زيدياً أَولا وانتقل إِلَى القَوْل بِالْإِمَامَةِ وَله مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا الْمَغَازِي السَّقِيفَة الرِّدَّة مقتل عُثْمَان الشورى بيعَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْجمل صفّين الْحكمَيْنِ النَّهر الغارات مقتل أَمِير الْمُؤمنِينَ رسائل أَمِير الْمُؤمنِينَ وأخباره وحروبه غير مَا تقدم قيام الْحسن بن عَليّ مقتل الْحُسَيْن التوابين وَعين الوردة أَخْبَار الْمُخْتَار فدك

المطهري السروي الشافعي

الْحجَّة فِي فعل الْمُكرمين السرائر الْمَوَدَّة فِي ذِي الْقُرْبَى الْمعرفَة الْحَوْض والشفاعة الْجَامِع الْكَبِير فِي الْفِقْه الْجَامِع الصَّغِير الْجَنَائِز الْوَصِيَّة مَا نزل من الْقُرْآن فِي أَمِير الْمُؤمنِينَ فضل الْكُوفَة وَمن نزلها من الصَّحَابَة الْإِمَامَة كَبِير الْإِمَامَة صَغِير الْمُبْتَدَأ أَخْبَار عمر أَخْبَار عُثْمَان الدَّار الْأَحْدَاث الحروري الاستسفار والغارات السّير يزِيد ابْن الزبير التغبير التَّارِيخ الرُّؤْيَا الْأَشْرِبَة الْكَبِير وَالصَّغِير مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم من قتل من آل مُحَمَّد الطِّبّ المتعتين 3 - (المطهري السروي الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن هَارُون بن الْفضل بن هَارُون أَبُو إِسْحَاق المطهري السروري بِالسِّين الْمُهْملَة وَالرَّاء المفتوحتين نِسْبَة إِلَى بَلْدَة من بِلَاد مازندران والمطهري مفعول طهر مشدد الطَّاء نِسْبَة إِلَى قَرْيَة لسارية قَالَ السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا زاهداً وَله تصانيف كَثِيرَة) فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأول والفرائض تفقه بِبَلَدِهِ على أبي مُحَمَّد ابْن أبي يحيى وببغداذ على أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَقَرَأَ الْفَرَائِض على ابْن اللبان وَانْصَرف إِلَى سَارِيَة وفوض إِلَيْهِ التدريس وَالْفَتْوَى وَولي الْقَضَاء بهَا سبع عشرَة سنة إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع مائَة عَن مائَة سنة 3 - (الكلابزي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الكلابزي أدْرك الْمَازِني وَأخذ عَن الْمبرد وَهُوَ لغَوِيّ من أهل الْعرَاق بَصرِي الْمَذْهَب حُكيَ عَن ابْن الْمبرد أَنه قَالَ فِي تلاميذ أبي رجلَانِ أَحدهمَا يَعْلُو وَالْآخر يسفل فَقيل وَمن هما قَالَ المبرمان يقْرَأ على أبي وَيَأْخُذ عَنهُ كتاب سِيبَوَيْهٍ ثمَّ يَقُول قَالَ الزّجاج فَهَذَا يسفل والكلابزي يقْرَأ عَلَيْهِ ثمَّ يَقُول قَالَ الْمَازِني فه يَعْلُو وَكَانَ الكلابزي أدْرك الْمَازِني وَكَانَ الكلابزي مقدما فِي النَّحْو واللغة وَولي الْقَضَاء بِالشَّام وَتُوفِّي رَحمَه الله بِالْبَصْرَةِ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (الْمُزَكي ابْن سختويه) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يحيى بن سختويه النَّيْسَابُورِي الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الْمُزَكي قَالَ الْحَاكِم هُوَ شيخ نيسابور فِي عصره وَكَانَ من الْعباد الْمُجْتَهدين المنفقين على الْفُقَهَاء والفقراء سمع ابْن خُزَيْمَة وَغَيره وروى عَنهُ الْحَاكِم وَغَيره قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثبتاً

ابن السويد الطبيب

ثِقَة مكثراً وَهُوَ وَالِد عَليّ وَيحيى وَمُحَمّد وَعبد الرَّحْمَن وَقد رووا الحَدِيث توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن السويد الطَّبِيب) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طرخان الْحَكِيم عز الدّين أَبُو إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ وَهُوَ من ولد سعد بن معَاذ الأوسي رَضِي الله عَنهُ ولد سنة سِتّ مائَة بِدِمَشْق وَسمع من ابْن ملاعب وَأحمد بن عبد الله السّلمِيّ وَعلي بن عبد الْوَهَّاب أخي كَرِيمَة وَتفرد عَنهُ وَالْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن سَلمَة وزين الْأُمَنَاء ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ لوَلَده الْبَدْر مُحَمَّد على مكي بن عَلان والرشيد الْعِرَاقِيّ واستنسخ لَهُ الْأَجْزَاء وَقَرَأَ المقامات سنة تسع عشرَة على التقي خزعل النَّحْوِيّ وَأخْبرهُ بهَا منوجهر عَن المُصَنّف وَقَرَأَ كتبا فِي الْأَدَب والنحو على ابْن معط وعَلى النجيب يَعْقُوب الْكِنْدِيّ وَأخذ الطِّبّ عَن الدخوار وَغَيره وبرع فِي الطِّبّ وصنف فِيهِ وَنظر فِي علم الطِّبّ وَله شعر) وفضائل وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ مليح الْكِتَابَة كتب القانون لِابْنِ سينا ثَلَاث مَرَّات وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا من السويداء بحران قَالَ ابْن أبي أصيبعة وَهُوَ أسْرع النَّاس بديهةً فِي قَول الشّعْر وَأَحْسَنهمْ إنشاداً وَكنت أَنا وَهُوَ فِي الْمكتب وَله الباهر فِي الْجَوَاهِر والتذكرة الهادية فِي الطِّبّ روى عَنهُ ابْن الخباز والبرزالي وَطَائِفَة وَمَات سنة تسعين وست مائَة وَدفن بتربته إِلَى جَانب الخانقاه الشبلية وَمن شعره (لَو أَن تَغْيِير لون شيبي ... يُعِيد مَا فَاتَ من شَبَابِي) (لما وفى لي بِمَا تلاقي ... روحي من كلفة الخضاب) وَمِنْه (وعدته الْوِصَال يقظى وزارت ... فأرته الْمَعْدُوم بالوجود) فَهُوَ لَا يطعم الرقاد فيستيقظ إِلَّا على فراقٍ جَدِيد وَقَالَ (ومدامٍ حرمتهَا لصيام ... قد توالى عَليّ فِي رَمَضَان) وَأَقَامُوا الْحُدُود فِيهَا بِلَا حد فدامت ندامةُ الندمان (وتغالى العلوج فِيهَا بزعمٍ ... وحموها من كل إنسٍ وجان)

الفائز ابن العادل

ثمَّ قَالُوا الْمَطْبُوخ حل فأفنوها طبيخاً بلاعج النيرَان (طبخوها بِنَار شوقي إِلَيْهَا ... فغدت مهجةً بِلَا جثمان) وَقَالَ موالياً الْبَدْر والسعد ذَا شبهك وَذَا نجمك وَالْقد واللحظ ذَا رمحك وَذَا سهمك وَالْحب والبغض ذَا قسمي وَذَا قسمك والمسك وَالْحسن ذَا خَالك وَذَا عمك وَقَالَ أَيْضا ذِي قَائِله لاختها وَالْقَصْد تسمعنا مَا النَّحْو قَالَت لَهَا نحنا بأجمعنا الرّفْع وَالنّصب نَا وانتي وَمن مَعنا) للجر وَالزَّوْج حرف جَاءَ للمعنى 3 - (الفائز ابْن الْعَادِل) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شادي الْملك الفائز ابْن الْعَادِل بَعثه الْملك الْكَامِل أَخُوهُ إِلَى الشرق يستنجد بأَخيه الْملك الْأَشْرَف مُوسَى فأدركه أَجله بسنجار يُقَال إِنَّه سم وَكَانَت وَفَاته رَحمَه الله سنة سبع عشرَة وست مائَة وَكَانَ قد حَالف ابْن المشطوب على الْكَامِل لما ملك الفرنج دمياط وَلَوْلَا أَن أخاهما الْمُعظم أمسك ابْن المشطوب ونفاه إِلَى الشرق لتم لَهما إِرَادَته وَلما كَانَت وقْعَة البرلس قَالَ الْكَامِل للفائز هَؤُلَاءِ الفرنج قد استولوا على الْبِلَاد وَقد أَبْطَأَ علينا الْمُعظم وَمَا لملوك الشرق غَيْرك فَقُمْ وَتوجه إِلَى الْأَشْرَف وعرفه مَا نَحن فِيهِ من الضائقة فَسَار إِلَى الشرق وَجرى مَا ذكرته من وَفَاته أَولا 3 - (ابْن متويه) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو إِسْحَاق الإِمَام ابْن متويه بِالْمِيم وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف مُشَدّدَة وَبعد الْوَاو وَالْيَاء آخر الْحُرُوف هَاء كَانَ إِمَام الْجَامِع بأصبهان يَصُوم الدَّهْر وَكَانَ حَافِظًا صَدُوقًا توفّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن دنينير) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الإِمَام الْفَاضِل شرف الدّين ابْن دنينير مصغر دِينَار لَهُ كتاب الْكَافِي فِي علم القوافي وجوده وَكتاب الشهَاب الناجم فِي علم وضع التراجم وَكتاب الْفُصُول المترجمة عَن علم حل تَرْجَمَة كَانَ فِي زمَان الْملك الظَّاهِر غَازِي ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب

إمام مقام إبراهيم

3 - (إِمَام مقَام إِبْرَاهِيم) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد الإِمَام الْمُحدث الْمُفْتِي الْقدْوَة رَضِي الدّين أَبُو إِسْحَاق الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي إِمَام مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسمع من ابْن الجميزي كثيرا وَمن شُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَعبد الرَّحْمَن بن أبي حرمي وَفَاطِمَة بنت نعْمَة والشرف المرسي وَجَمَاعَة وَنسخ مسموعاته وَخرج لنَفسِهِ سباعيات وَقَرَأَ كتبا كبارًا وأتقن الْمَذْهَب وَحدث بالبخاري عَن عَم أَبِيه يَعْقُوب بن أبي بكر والعماد وَعبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم العجمي وَمُحَمّد بن أبي البركات بن أبي الْخَيْر الرَّاوِي بالعامة عَن أبي) الْوَقْت وروى صَحِيح مُسلم عَن أبي الْيمن ابْن عَسَاكِر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ صنفا آخر فِي الدّين والتأله وَالْعِبَادَة قل أَن ترى الْعُيُون مثله مَعَ التَّوَاضُع وَالْوَقار كَانَ يَقُول عمري مَا رَأَيْت يَهُودِيّا وَلَا نَصْرَانِيّا لِأَنَّهُ مَا خرج من الْحجاز كتب عَنهُ شمس الدّين وَعلم الدّين البرزالي والواني وَابْن خَلِيل وَصَلَاح الدّين العلائي وعدة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْن سوس) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سوس الْمرَادِي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن سوسه قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج أَخذ بأطراف الْعُلُوم غير أَن الْغَالِب عَلَيْهِ علم الْخط وتزويره كَانَ عِنْده من ذَلِك أَمر معجز وَقد انْفَرد فِي مغربنا بالقلم الرياشي الخافي انفراداً كلياً لَا يداني فِيهِ وَلَا يُنَازع وَله من سرعَة الْحِفْظ مَا لَيْسَ لأحد شهدته يَوْمًا وَقد صنعت أبياتاً أَرْبَعَة فِي شكر سيدنَا أول تقريبه إيَّايَ وصنع مُحَمَّد بن شرف سِتَّة فِي مثل ذَلِك وصنع معد بن جَبَّار اثْنَي عشر بَيْتا وَأنْشد كل واحدٍ منا شعره قَالَ إِبْرَاهِيم لمعد إِن شعرك قديم وَأَنا أحفظه فَضَحِك معد مستهزئاً وَقَالَ لَهُ هَات فأنشده إِلَى آخِره ثمَّ الْتفت إِلَيْنَا وَقَالَ وَكَذَلِكَ أَنْتُمَا وأسمعنا أَبْيَاتنَا فحار معد حَتَّى عَرفته حَاله وَأورد لَهُ ملغزاً فِي الْقَمَر (دع ذَا وَقل للنَّاس مَا طَارق ... يطرقهم وجهراً وَلَا يَتَّقِي) (لَيْسَ لَهُ روح على أَنه ... يركب ظهر الأدهم الأبلق) (شيخ رَأْي آدم فِي عصره ... وَهُوَ إِلَى الْآن بخدٍ نقي) (وَهُوَ بوسط السجْن مَعَ قومه ... لَا ينزوي عَن نهجه الضّيق) (هَذَا وَيَمْشي الأَرْض فِي لَيْلَة ... اعْجَبْ بِهِ من موثق مُطلق) (وَتارَة يُوجد فِي مغرب ... وَتارَة يُوجد فِي مشرق) (وَتارَة تنظره سابحاً ... يطوي بِسَاط الْبَحْر كالزورق) (وَتارَة تَلقاهُ فِي لجةٍ ... من فَوْقه المَاء وَلم يغرق)

المزكي النيسابوري

(وَتارَة تحسبه وَهُوَ فِي ... سترته وَالْبَعْض مِنْهُ بَقِي) (ذُبَابَة فِي صارم مرهف ... وَتارَة من جفْنه المطبق) (يرنو إِلَى عرس لَهُ حسنها ... يختطف الْأَبْصَار بالرونق) ) (حَتَّى إِذا جَامعهَا يرتدي ... بحلة سَوْدَاء كالمحرق) (وَهُوَ على عَادَته إِنَّمَا ... يُجَامع الْأُنْثَى وَلَا تلتقي) (ثمَّ يجوب القفل من أجلهَا ... مُشْتَمِلًا فِي مطرف أَزْرَق) (حَتَّى إِذا قابلها ثَانِيًا ... تشكه بِالرُّمْحِ فِي المفرق) (وَبعد ذَا تلبسه خلعةً ... يَا حسنه من لَوْنهَا المونق) (فجسمه من ذهب جامدٍ ... وَجلده صِيغ من الزئبق) (ثمَّ يرى فِي حِين إِتْمَامه ... مثل مجن الْحَرْب للمتقي) (وَهُوَ إِذا أبصرته هَكَذَا ... ملح من صَاحِبَة القرطق) (كَأَنَّهُ وَجه الْمعز الَّذِي ... تاه بِهِ الغرب على الْمشرق) 3 - (الْمُزَكي النَّيْسَابُورِي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي طَالب بن نوح بن عبد الله بن خَالِد أَبُو إِسْحَاق الْمُزَكي النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد الْحَافِظ إِمَام عصره بنيسابور فِي معرفَة الحَدِيث وَالرِّجَال قَالَه الْحَاكِم توفّي رَحمَه الله سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الزَّاهِد النَّيْسَابُورِي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سُفْيَان أَبُو إِسْحَاق النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه الزَّاهِد أحد أَصْحَاب أَيُّوب بن الْحسن الزَّاهِد كَانَ مجاب الدعْوَة كثير الْمُلَازمَة لمُسلم توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَثَلَاث مائَة 3 - (الْأَكْفَانِيِّ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَكْفَانِيِّ الْمُؤَدب أورد لَهُ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لَهُ (ألذ وَأحلى من جنى النَّحْل والشهد ... إِذا مَا التقى خد الحبيب على خد) (وَأي محب لَا يسر بِقرب من ... يحب ويشجيه الْفِرَاق مَعَ الْبعد) وَأورد لَهُ أَيْضا (يَا غُصْن بانٍ يمِيل معتدلا ... بِأَيّ جرم أهديت لي شغلا) (لأنني هائم بحبك لَا ... أطلب فِي الْحبّ غَيْركُمْ بَدَلا) (حسب فُؤَادِي الَّذِي لقِيت فقد ... صرت بحبيك فِي الورى مثلا)

ابن عرفة المهلبي

3 - (ابْن عَرَفَة المهلبي) ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة المهلبي الوَاسِطِيّ قَالَ المرزباني هُوَ شَيخنَا رَحمَه الله ولد فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة يَقُول المقطعات وَمِمَّا أنشدناه لنَفسِهِ قَوْله (كم قد ظَفرت بِمن أَهْوى فيمنعني ... مِنْهُ الْحيَاء وَخَوف الله والحذر) (كم قد خلوت بِمن أَهْوى فيقنعني ... مِنْهُ الفكاهة والتحديث وَالنَّظَر) (أَهْوى الملاح وأهوى أَن أجالسهم ... وَلَيْسَ لي فِي حرامٍ مِنْهُم وطر) (كَذَلِك الْحبّ لَا إتْيَان مَعْصِيّة ... لَا خير فِي لَذَّة من بعْدهَا سقر) 3 - (الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُنْذر بن احْمَد بن سعيد بن ملكون الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي صنف إِيضَاح الْمنْهَج جمع فِيهِ بَين كتابي ابْن جني على الحماسة التَّنْبِيه والمبهج وَله غير ذَلِك وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (نفطويه النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة بن سُلَيْمَان الْعَتكِي الوَاسِطِيّ أَبُو عبد الله نفطويه قَالَ ابْن خالويه لَيْسَ فِي الْعلمَاء من اسْمه إِبْرَاهِيم وكنيته أَبُو عبد الله سوى نفطويه قيل إِنَّه من ولد الْمُهلب بن أبي صفرَة سكن بغداذ وصنف التصانيف وَكَانَ متفنناً فِي الْعُلُوم يُنكر الِاشْتِقَاق ويحيله وَكَانَ يحفظ نقائض جرير والفرزدق وَشعر ذِي الرمة أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمبرد وثعلب وَمُحَمّد بن الجهم وخلط نَحْو الْكُوفَة بِنَحْوِ الْبَصْرَة وتفقه على مَذْهَب دَاوُد وَرَأس فِيهِ وَكَانَ دينا ذَا سنة ومروة وفتوة وكيس وَحسن خلق وَكَانَت بَينه وَبَين مُحَمَّد بن دَاوُد الظَّاهِرِيّ مَوَدَّة أكيدة وتصافٍ تَامّ وَلما مَاتَ تفجع عَلَيْهِ نفطويه وجزع جزعاً عَظِيما وَلم يجلس للنَّاس سنة كَامِلَة ثمَّ جلس بعد ذَلِك فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إِن أَبَا بكر ابْن دَاوُد قَالَ لي يَوْمًا وَقد تجارينا حفظ عهود الأصدقاء أقل مَا يجب للصديق على صديقه أَن يتسلب سنة كَامِلَة عملا بقول لبيد (إِلى الحولِ ثمَّ اسْم السَّلَام عَلَيْكُمَا ... وَمن يبك حولا كَامِلا فقد اعتذر)

فحزنا عَلَيْهِ سنة كَامِلَة كَمَا شَرط قَالَ ابْن شَاذان بكر يَوْمًا نفطويه إِلَى درب الرواسين فَلم يعرف الْموضع فَقَالَ لرجل يَبِيع البقل أَيهَا الشَّيْخ كَيفَ الطَّرِيق إِلَى درب الرواسين قَالَ فَالْتَفت البقلي إِلَى جَار لَهُ فَقَالَ يَا فلَان أَلا ترى إِلَى هَذَا الْغُلَام فعل الله بِهِ وصنع قد احْتبسَ) عَليّ قَالَ وَمَا الَّذِي تُرِيدُ مِنْهُ فَقَالَ عوق السلق عَليّ فَمَا عِنْدِي مَا أصفع بِهِ هَذَا العاض بظر أمه فانسل نفطويه وَلم يجبهُ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَقد صيره ابْن بسام نفطويه بِضَم الطَّاء وتسكين الْوَاو وَفتح الْيَاء فَقَالَ (رَأَيْت فِي النّوم أبي آدماً ... صلى الله عَلَيْهِ ذُو الْفضل) (فَقَالَ أبلغ وَلَدي كلهم ... من كَانَ فِي حزن وَفِي سهل) (بِأَن حوا أمّهم طالقٌ ... إِن كَانَ نفطويه من نسلي) انْتهى كَلَام ياقوت رَحمَه الله اسْتغْرب مَا وَقع من ابْن بسام وَهَذِه عَادَة الْمُحدثين فَإِنَّهُم لَا ينطقون بِهَذِهِ الْأَسْمَاء الَّتِي أخراها ويه إِلَّا على هَذِه الصِّيغَة مَا خلا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فَإِنَّهُم لَا يَقُولُونَ إِلَّا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْيَاء على أَنه اسْم صَوت فَرَأَوْا التجنب من التَّلَفُّظ بِلَفْظَة ويه فَيَقُولُونَ سِيبَوَيْهٍ وحمويه وزنجويه ودرستويه وَكَانَ نفطويه مَعَ كَونه من أَعْيَان الْعلمَاء غير مكترث بإصلاح نَفسه وَكَانَ يفرط بِهِ الصنان فَلَا يُغَيِّرهُ فَحَضَرَ يَوْمًا مجْلِس حَامِد بن الْعَبَّاس وَزِير المقتدر فتأذى هُوَ وجلساؤه بصنانه فَقَالَ الْوَزير يَا غُلَام أحضرنا مرتكاً فجَاء بِهِ فَبَدَأَ الْوَزير بِنَفسِهِ فتمرتك وأدراه على جُلَسَائِهِ فتمرتكوا وفطنوا مَا أَرَادَ بنفطويه فَقَالَ نفطويه لَا حَاجَة لي بِهِ فَرَاجعه فَأبى فاحتد حَامِد بن الْعَبَّاس وَقَالَ يَا عاض كَذَا من أمه إِنَّمَا تمرتكنا من أَجلك فَإنَّا تأذينا بصنانك قُم لَا أَقَامَ الله لَك وزنا أَخْرجُوهُ عني وأبعدوه حَتَّى لَا أتأذى بِهِ وَكَانَ نفطويه يَقُول بقول الْحَنَابِلَة إِن الِاسْم هُوَ الْمُسَمّى وَجَرت بَينه وَبَين الزّجاج مناظرة أنكر عَلَيْهِ الزّجاج على ذَلِك مُوَافَقَته الْحَنَابِلَة قلت الِاسْم غير الْمُسَمّى وَإِلَّا لَزِمَهُم أَن من يَقُول النَّار أَن يَحْتَرِق فَمه وَالصَّحِيح أَنه قد يَجِيء فِي مَوَاطِن وَيُرَاد بِهِ الْمُسَمّى كَقَوْلِه تَعَالَى سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَمن تصانيفه كتاب التَّارِيخ الاقتصارات البارع غَرِيب الْقُرْآن الْمقنع فِي النَّحْو والمصادر والوزراء وَالْملح والأمثال وأمثال الْقُرْآن وَالرَّدّ على من قَالَ بِخلق الْقُرْآن وَأَن الْعَرَب تَتَكَلَّم طبعا لَا تعلماً وَالرَّدّ على الْمفضل بن سَلمَة فِي نقضه على الْخَلِيل وَالرَّدّ على من يزْعم أَن الْعَرَب يشتق كَلَامهَا بعضه من بعض وَالِاسْتِثْنَاء وَالشّرط فِي الْقُرْآن والشهادات وَله شعر مِنْهُ قَوْله (قلبِي عَلَيْك أرق من خديكا ... وقواي أَوْهَى من قوى جفنيكاً) (لم لَا ترق لمن يعذب نَفسه ... ظلما ويعطفه هَوَاهُ عليكا) ) قَالَ الثعالبي لقب نفطويه لدمامته وأدمته تَشْبِيها لَهُ بالنفط وَفِيه يَقُول مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن الْمُتَكَلّم الوَاسِطِيّ صَاحب الْإِمَامَة وَكتاب إعجاز الْقُرْآن (من سره أَن لَا يرى فَاسِقًا ... فليجتهد أَن لَا يرى نفطويه)

ابن قرناص

(أرقه الله بِنصْف اسْمه ... وصير الْبَاقِي صراخاً عَلَيْهِ) ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ بواسط وَقيل سنة خمس وَتُوفِّي فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَقيل سنة أَربع وَعشْرين ببغداذ هُوَ وَابْن مُجَاهِد الْمُقْرِئ 3 - (ابْن قرناص) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن هبة الله بن قرناص الأديب مخلص الدّين الْحَمَوِيّ الشَّاعِر توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة وَمن شعره (ليلِي وليلك يَا سؤلي وَيَا أملي ... ضدان هَذَا بِهِ طولٌ وَذَا قصر) (وَذَاكَ أَن جفوني لَا يلم بهَا ... نومٌ وجفنك لَا يحظى بِهِ السهر) وَمِنْه أَيْضا (لَك فِي الصدود غنى فدع يَوْم ... النَّوَى لَا تعجلن بِهِ فَذَاك المغرم) (فلتعلمن إِذا افترقنا أَيّنَا ... تبت يَدَاهُ وَمن على من ينْدَم) وَمِنْه (لَيْسَ الظريف الَّذِي تبدو خلائقه ... للنَّاس ألطف من مر النسيم سرى) (لكنه رجل عفت ضمائره ... عَن الْمَحَارِم لما بالمنى ظفرا) وَمِنْه (يَا جنَّة الطّرف نَار الْقلب مأواك ... وَمَا يوقدها من برد ذكراك) (وَيَا مهاه الدمى كل الدِّمَاء لكم ... حل فَمن بِحرَام الْقَتْل أَفْتَاك) (حاشاك يَا ظَبْيَة الْأنس الَّتِي افترست ... أَسد العرين من التأثيم حاشاك) (يثني تثنيك قضب البان مائسةً ... ويبسم الدّرّ عجبا من ثناياك) 3 - (التطيلي الْأَصْغَر) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد التطيلي بِضَم التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر) الْحُرُوف وَبعدهَا لَام وياء النِّسْبَة أَبُو إِسْحَاق الضَّرِير نَشأ بقرطبة وَسكن إشبيلية وَكَانَ يعرف بالتطيلي الْأَصْغَر واشتهر بالشعر بعد أبي الْعَبَّاس التطيلي الْأَعْمَى بِزَمَان يسير أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي التُّحْفَة قصيدة مِنْهَا فِي عماه (شمس الظهيرة أعشت كوكبي بَصرِي ... كَذَا سنا النَّجْم فِي ضوء الضُّحَى خمدا) (إِن نَازع الدَّهْر فِي ثِنْتَيْنِ من عدي ... فواحد فِي ضلوعي يبهر العددا) (يُغني عَن الشهب فِي أجفانه مقلاً ... من كَانَت الشَّمْس فِي أضلاعه خلدا)

جلال الدين ابن القلانسي

(من طَال خلقا نفى فِي خلقه قصراً ... لَا تقدر الْجلد مِنْهُ واقدر الجلدا) (لَا يدْرك الرمْح شأو السهْم فِي غرضٍ ... وَلَو تسلسل فِيهِ لَدنه مدَدا) (لم يكف أَنِّي غَرِيب الشَّخْص فِي نفري ... حَتَّى غَدَوْت غَرِيب الطَّبْع متحدا) وَهُوَ الْقَائِل (أَتَاك العذار على غرةٍ ... وَقد كنت فِي غَفلَة فانتبه) (وَقد كنت تأبى زَكَاة الْجمال ... فَصَارَ شجاعاً وطوقت بِهِ) وَمن شعره (ومعذر رقت لَهُ خمر الصِّبَا ... حَيْثُ العذار حبابها المترقرق) (ديباج حسن كَانَ غفلاً نَاقِصا ... فأتمه علم الشَّبَاب المونق) (وشكا الْجمال مقِيله فِي ورده ... فأظله آس العذار الْمشرق) (عامت بِمَاء الْفضل شامة خَدّه ... فغدا العذار زويرقاً لَا يغرق) 3 - (جلال الدّين ابْن القلانسي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشَّيْخ جلال الدّين ابْن القلانسي قدم الديار المصرية فَقَالَ لَهُ الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود وتقي الدّين ابْن تَمام اقعد أَنْت فِي هَذِه الزاوية وَنحن نذكرك للنا فَاتخذ الزاوية على بركَة الْفِيل وَشرع الِاثْنَان يَجْتَمِعَانِ بِالنَّاسِ ويذكرانه بالصلاح فاشتهر ذكره وَتردد إِلَيْهِ النَّاس ومماليك السُّلْطَان والأمراء وَخرج إِلَى الْقُدس بِسَبَب الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن البابا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة وأنشدت لَهُ قِطْعَة مِنْهَا (قد كنت تبت عَن الْهوى ... وَلَكِن حبك لم يدعني) 3 - (البلفيقي) ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خلف يَنْتَهِي إِلَى الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ الإِمَام الْمُحدث أَبُو إِسْحَاق ابْن الشَّيْخ أبي عبد الله البلفيقي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَاللَّام الْمُشَدّدَة وَالْفَاء وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَالْقَاف نِسْبَة إِلَى حصن عِنْد المرية ذكره الشريف عز الدّين يعرف بِابْن الْحَاج نزيل دمشق ولد بالمرية سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة وَكَانَ مُحدثا فَاضلا عَارِفًا مُفِيدا 3 - (ابْن الْحَاج الْقُرْطُبِيّ) إِبْرَاهِيم بن محمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن خلف بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق ابْن الْحَاج التجِيبِي الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه الحسيب الْمُحدث أَخذ عَن وَالِده وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن قسوم وَأحمد بن مفرج النباتي والدباج والشلوبين وَخلق وَأَجَازَ

جمال الدين ابن السواملي

لَهُ أَبُو الرّبيع ابْن سَالم ولد سنة خمس وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة وَأَظنهُ من بَيت ابْن الْحَاج الْمَعْرُوف بالبلفيقي وَقد تقدم ذكره وَالله أعلم 3 - (جمال الدّين ابْن السواملي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سعيد الطَّيِّبِيّ الصَّدْر رَئِيس الْعرَاق جمال الدّين السفار الْمَعْرُوف بِابْن السواملي بِالسِّين الْمُهْملَة وَبعد الْوَاو ألف وَمِيم وَلَام وياء النّسَب وَهِي وَاعِيَة من خزف سَافر هَذَا وَله مَال يسير وَأبْعد إِلَى الصين فَفتح عَلَيْهِ وتمول إِلَى الْغَايَة ثمَّ قبله حَاكم الْعرَاق بلاداً كبارًا فَكَانَ يُؤَدِّي الْمُقَرّر لَهُم يرفق بالرعية ثمَّ صَار بنوه ملوكاً وَكَانَ ينطوي على دين وكرم وبر واعتقاد فِي أهل الْخَيْر وَكَانَ يحمل إِلَى الشَّيْخ عز الدّين الفاروثي فِي الْعَالم ألف مِثْقَال ثمَّ مَالَتْ عَلَيْهِ التتار بِالْأَخْذِ حَتَّى تضعضع وَقلت أَمْوَاله فانتقل إِلَى وَاسِط جدة لما دثرت الطّيب قَالَ ابْن منتاب قَالَ جمال الدّين مَا بَقِي لي شَيْء سوى هَذَا الْحبّ وَأرَانِي حبا فِيهِ ثَمَانُون ألف دِينَار فَبَعثه إِلَى الصين فكسب الدِّرْهَم تِسْعَة وَقد ولي ابْنه سراج الدّين عمر نِيَابَة الْملك بالمعبر وَصَارَ ابْنه مُحَمَّد ملك شيراز وَابْنه عز الدّين كافل جَمِيع المماليك الَّتِي لفارس وَتُوفِّي جمال الدّين الْمَذْكُور سنة سِتّ وَسبع مائَة 3 - (ابْن الْمُقدم) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأَمِير عز الدّين ابْن شمس الدّين ابْن الْمُقدم الَّذِي قتل أَبوهُ بِعَرَفَات كَانَ من كبار الْأُمَرَاء وَهُوَ صَاحب قلعة بارين ومنبج وَغير ذَلِك وَكَانَ شجاعاً) عَاقِلا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الصقال الْحَنْبَلِيّ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن الصقال الْفَقِيه أَبُو إِسْحَاق الطَّيِّبِيّ البغداذي الْحَنْبَلِيّ كَانَ ثِقَة إِمَامًا فِي الْفَرَائِض والحساب روى عَنهُ الدبيثي وَابْن النجار والضياء مُحَمَّد وَغَيرهم وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف على القَاضِي أبي يعلى مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْفراء وَكَانَ يدرس فِي دَاره وَحضر عِنْده الْفُقَهَاء وَغَيرهم وَله حَلقَة بِجَامِع الْقصر للمناظرة وَكَانَ متديناً نزهاً عفيفاً جميل السِّيرَة متواضعاً حسن الْأَخْلَاق وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمن شعره وَقد عوفي (كم من عَطاء مَا زَالَ يعطيني ... مولى بإحسانه يواليني) (جاد ببرئي من عارضٍ عجزت ... عَنهُ قواي وَكَاد يونيني) (فَالْحَمْد لله كم تجدّد لي ... يميتني تَارَة ويحييني) (مَعَ أنني غير خَالِد أبدا ... لَا بُد من كرة تعفيني) قلت شعر نَازل

ابن الملك الناصر

3 - (ابْن الْملك النَّاصِر) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن قلاوون هُوَ جمال الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر زوجه وَالِده بابنة الْأَمِير بدر الدّين جنكلي بن البابا وَكَانَ خيرا جواداً وَسمعت أَخَاهُ يَدعُوهُ يَا قسيس جدر وَأقَام تَقْدِير عشْرين يَوْمًا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى وَلم يره أَبوهُ وَكَانَ يُنْهِي إخْوَته عَن الدُّخُول إِلَيْهِ لِئَلَّا يعديهم وَمر السُّلْطَان النشو فِي اللَّيْل أَن يدفنه عِنْد أَخِيه الْأَشْرَف فِي تربته وَمَا علم بِهِ أحد وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَقد نبت عارضاه وَكَانَ أكبر من أَخِيه الْمَنْصُور أبي بكر وَكَانَ السُّلْطَان قد جهزه مَعَ أَخِيه النَّاصِر أَحْمد والمنصور أبي بكر إِلَى الكرك فأقاموا هُنَاكَ إِلَى أَن ترعرعوا وأحضر إِبْرَاهِيم وَأَبا بكر إِلَى الْقَاهِرَة وَأَقَامَا مُدَّة ثمَّ إِنَّه أَمرهمَا وأعطاهما كل وَاحِد طبلخانة وَلم يسم أحد مِنْهُمَا بِملك وَلَا لقب بل كَانَ النَّاس كلهم يَقُولُونَ سَيِّدي إِبْرَاهِيم أَو سَيِّدي أَبَا بكر الْأُمَرَاء فَمن دونهم 3 - (برهَان الدّين السفاقسي الْمَالِكِي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الإِمَام برهَان الدّين السفاقسي بسينين مهملتين وَبَينهمَا فَاء وَألف وقاف الْمَالِكِي هُوَ وَأَخُوهُ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَتقدم ذكره من فضلاء الْمَالِكِيَّة أَخْبرنِي) أقضى الْقُضَاة بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ أَن لَهُ إعراباً لِلْقُرْآنِ الْكَرِيم فِي تَقْدِير أَربع مجلدات وَله كتاب شرح فِيهِ كتاب ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْفُرُوع نَاقِصا قَلِيلا وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا قَالَ توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله أَو فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين 3 - (النظام المؤذبي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حيدر بن عَليّ نظام الدّين أَبُو إِسْحَاق المؤذبي الْخَوَارِزْمِيّ قَالَ ياقوت سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وَله تصانيف كتاب ديوَان الْأَنْبِيَاء شرح كليلة بِالْفَارِسِيَّةِ الْوَسَائِل إِلَى الرسائل من نثره ديوَان شعره بِالْفَارِسِيَّةِ الْخطب فِي دعوات ختم الْقُرْآن سَمَّاهُ يتيمة الْيَتِيمَة الطرفة فِي التُّحْفَة بِالْفَارِسِيَّةِ رسائل سَاس نامه فِي المواعظ بِالْفَارِسِيَّةِ تَعْرِيف شَوَاهِد التصريف أنموذار نامه يشْتَمل على أَبْيَات غَرِيبَة من كليلة ودمنة شرحها بِالْفَارِسِيَّةِ كفتار نامه منطق مرتع الْوَسَائِل ومربع الرسائل 3 - (ابْن قُرَيْش) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش أَبُو طَاهِر ابْن أبي غَالب من أَوْلَاد الْمُحدثين نزل الْموصل وتفقه للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر ثمَّ سكن سنجار أورد لَهُ ابْن النجار

أبو منصور الهيتي الحنفي

(ذكر الصِّبَا وزمانه فصبا ... فتمايلت أعطافه طَربا) (شيخ يكَاد يطير من طرب ... بَين الكروم إِذا رأى العنبا) (وَيعود ريعان الشَّبَاب لَهُ ... غضاً إِذا مَا خمرة شربا) (لَا يصطلي فِي القر غير سنا ... لَهب الكؤوس ويربح الحطبا) وَله أَيْضا (يخاطبها الْحَادِي بترجيع صَوته ... فتقرب من إحساسها أَن تجيبه) (تكَاد إِذا سَارَتْ على جلد الصَّفَا ... من الْقدح من أخفافها أَن تذيبه) (وَلم تدر مَا برد النسيم لِأَنَّهَا ... إِذا عنفت فِي السّير فَاتَت هبوبه) توفّي بسنجار سنة تسع وست مائَة 3 - (أَبُو مَنْصُور الهيتي الْحَنَفِيّ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سَالم بن علوي بن جحاف بن ظبْيَان بن الْأَبْرَد بن) قيس بن وَائِل بن امْرِئ الْقَيْس يَنْتَهِي إِلَى النمر بن قاسط بن هنب النمري أَبُو مَنْصُور من أهل هيت قدم بغداذ وَأقَام بهَا قَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة على قَاضِي الْقُضَاة الدَّامغَانِي حَتَّى برع وَصَارَت لَهُ يَد فِي المناظرة وَكَانَ يعرف الْعَرَبيَّة معرفَة حَسَنَة توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَدفن عِنْد مشْهد أبي حنيفَة 3 - (الْحَافِظ الصريفيني) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْأَزْهَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْحَافِظ تَقِيّ الدّين أَبُو إِسْحَاق الصريفيني الْعِرَاقِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد بصريفين سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة وَدفن بقاسيون كَانَ أوحد أوعية الْعلم رَحل إِلَى الشأم والجزيرة وخراسان وأصبهان وَصَحب الْحَافِظ عبد الْقَادِر مُدَّة وَتخرج بِهِ وَسمع وروى عَنهُ الْحَافِظ الضياء وَأكْثر مِنْهُ أَبُو الْمجد ابْن العديم ولي مشيخة دَار الحَدِيث بمنبج ثمَّ إِنَّه تَركهَا وَسكن حلب وَولي مشيخة دَار الحَدِيث الَّتِي لِابْنِ شَدَّاد وَقدم دمشق وروى بهَا وتخاريجه وتواليفه تدل على مَعْرفَته وَحفظه 3 - (إِبْرَاهِيم بن باجوك الْمُقْرِئ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن باجوك البعلي شهَاب الدّين الْمُقْرِئ توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (صدر الدّين الْجُوَيْنِيّ الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الإِمَام الزَّاهِد الْمُحدث شيخ

ابن الخير الحنبلي

خُرَاسَان صدر الدّين أَبُو المجامع ابْن الشَّيْخ سعد الدّين ابْن الْمُؤَيد بن حمويه الْجُوَيْنِيّ الصُّوفِي ولد سنة بضع وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة وَسمع من ابْن الْمُوفق الأذكاني صَاحب الْمُؤَيد الطوسي وَمن جمَاعَة بِالشَّام وَالْعراق والحجاز وعني بِهَذَا الشَّأْن جدا وَكتب وَحصل وَكَانَ مليح الشكل جيد الْقِرَاءَة دينا وقوراً وعَلى يَدَيْهِ أسلم قازان وَقدم الشَّام سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ حج سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة ولقيه الشَّيْخ صَلَاح الدّين خَلِيل ابْن العلائي وَخرج لنَفسِهِ سباعيات بإجازات وَسمع مُسلما من عُثْمَان بن موفق سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسمع ببغداذ من الشَّيْخ عبد الصَّمد وَمن ابْن أبي الدنية وَابْن الساغوجي وَابْن بلدجي ويوسف بن مُحَمَّد بن سرُور الْوَكِيل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أنبأني الظهير ابْن الكازروني قَالَ وَفِي سنة إِحْدَى) وَسبعين اتَّصَلت ابْنة عَلَاء الدّين صَاحب الدِّيوَان بالشيخ صدر الدّين أبي المجامع إِبْرَاهِيم ابْن الْجُوَيْنِيّ وَالصَّدَاق خَمْسَة آلَاف دِينَار ذَهَبا أَحْمَر وَله إجَازَة من نجم الدّين عبد الْغفار صَاحب الْحَاوِي وَله مجاميع وتواليف 3 - (ابْن الْخَيْر الْحَنْبَلِيّ) إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن سَالم بن مهْدي أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو إِسْحَاق الْأَزجيّ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن الْخَيْر الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى سمع الْكثير وروى الْكتب وَطَالَ عمره ورحل إِلَيْهِ النَّاس وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْكتب المطولة ولقن خلقا كثيرا كتاب الله تَعَالَى أسمعهُ وَالِده فِي صباه من أبي الْحُسَيْن عبد الْحق بن عبد الْخَالِق بن يُوسُف والكاتبة شهدة بنت الإبري وَخَدِيجَة بنت أَحْمد بن الْحسن النهرواني وَغَيرهم وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ على جمَاعَة قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ شَيْئا يَسِيرا على ضعف فِيهِ وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْت جُزْءا بِيَدِهِ فِيهِ طرق قراءات ادّعى يحيى الْأَوَانِي الضَّرِير أَنه قَرَأَ بهَا على عمر بن ظفر المغازلي وَأبي الْكَرم ابْن الشهرزوري القرائين وَهِي بخطيهما إِلَّا أَن اسْم الْأَوَانِي فِي جَمِيعهَا مَكْتُوب على كشط خطا ظَاهرا بَينا فأعلمته أَنَّهَا بَاطِلَة مختلقة وَأَنه لَا يجوز للأواني أَن يروي بهَا وَلَا لأحد أَن يقْرَأ بهَا على الْأَوَانِي وعرفه الْحَال وَقَرَأَ بهَا عَلَيْهِ فَذكر لي وَلَده أَنه رَجَعَ عَن ذَلِك ومزق الخطوط وأبطلها فَذكرت ذَلِك الْقُرَّاء فأحضر الْجُزْء بِعَيْنِه ورايته على حَاله الأول فتعجبت من ذَلِك ونسأل الله السَّلامَة مِنْهُ 3 - (جمال الدّين كَاتب سر حلب) إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي القَاضِي جمال الدّين أَبُو إِسْحَاق ابْن شَيخنَا الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَاتب السِّرّ بحلب مرَّتَيْنِ ولد سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة فِي شعْبَان وَهُوَ أَخُو شمس الدّين مُحَمَّد

بن مَحْمُود كَاتب سر دمشق وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين كتب الْمَنْسُوب الأقلام السَّبْعَة طبقَة وَهُوَ من أظرف النَّاس فِيمَا يَكْتُبهُ خُصُوصا من التَّارِيخ والحواشي على الهوامش كتب بِخَطِّهِ الْمليح نُسْخَة بِجَامِع الْأُصُول لم ير أحد أظرف مِنْهَا وَكتب السِّيرَة لِابْنِ هِشَام بِخَطِّهِ أَيْضا من أحسن مَا يكون وَكَانَ وَالِده ينشئ المناشير والتقاليد والتواقيع ويكتبها هُوَ بِخَطِّهِ فتجيء نِهَايَة فِي الْحسن لفظا وخطاً وَكَانَ القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير يألفه ويأنس بِهِ كثيرا وَلما عزل القَاضِي عماد الدّين إِسْمَاعِيل) ابْن القيسراني عَن كِتَابَة سر حلب جهز هَذَا جمال الدّين إلهيا فَأَقَامَ فِي حلب قَرِيبا من سِتّ عشرَة سنة ثمَّ إِن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر عَزله فِي نوبَة الحلبيين ولؤلؤ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فَطلب إِلَى الْقَاهِرَة ورسم عَلَيْهِ فِي دَار الوزارة مديدةً وَفرج عَنهُ وَتوجه الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى مصر طلبه من السُّلْطَان فأنعم لَهُ بِهِ ورتب فِي جملَة كتاب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَصَاحب الدِّيوَان إِذْ ذَاك ابْن أَخِيه القَاضِي شرف الدّين أبي بكر وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْبَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَأَقَامَ بِدِمَشْق قَلِيلا وعزل شرف الدّين من كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته وأبطل جمال الدّين فلازم بَيته يسمع أَوْلَاده الحَدِيث وَعَكَفَ على نسخ السِّيرَة فَلَمَّا كَانَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِي مَا أَظن طلبه السُّلْطَان إِلَى مصر ورتب بعد مديدة فِي جملَة كتاب الْإِنْشَاء وَلما توفّي صَلَاح الدّين ابْن عبيد الله رَحمَه الله أعطي معلومه ثمَّ إِن القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن فضل الله أقبل عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِ الدِّيوَان ورتبه فِي جملَة موقعي الدست يجلس بَين يَدي السُّلْطَان وَيجْلس قُدَّام النَّائِب وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن طلب القَاضِي نَاصِر الدّين من حلب إِلَى كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فرسم للْقَاضِي جمال الدّين بعوده إِلَى كِتَابَة سر حلب فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فَتوجه إِلَيْهَا ثَانِيَة وَلم يزل بهَا كَاتب السِّرّ إِلَى أَن عزل بِالْقَاضِي زين الدّين عمر بن أبي السفاح فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ورتب لَهُ راتب يَكْفِيهِ وَهُوَ شهي الْأَلْفَاظ حسن المحاضرة حفظَة للأشعار والحكايات ممتع المذاكرة لَهُ ذوق فِي الْأَدَب يَذُوق التورية والاستخدام وَيَذُوق البديع ويحفظ من الألغاز كثيرا وَسمع على الأبرقوهي وَغَيره من مَشَايِخ عصره وَأَجَازَ لي مرويات بِخَطِّهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بِدِمَشْق لازمته مُدَّة مقَامي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بديوان الْإِنْشَاء بالقلعة وَمَا كنت أَحْسبهُ ينظم شَيْئا إِلَى أَن أنشدت جمَاعَة الموقعين لغزاً فِي مثقاب نظمته قَدِيما وَهُوَ (مَا غائص فِي يَابِس كلما ... تضربه سَوْطًا أَجَاد الْعَمَل) (ذُو مقلةٍ غاص بهَا رَأسه ... وَالرَّأْس فِي الْعَادة مأوى الْمقل) فَكتب القَاضِي جمال الدّين الْجَواب (مِيقَات مَا ألغزت لي فِي اسْمه ... تمّ بتصحيفي لَهُ واكتمل) (يَدُور بِالْقَوْسِ مدى سيره ... بَدَأَ وعوداً ليتم الْعَمَل) ) وَكتب إِلَيّ ملغزاً فِي غلبك

ابن الساعاتي

(إِن اسْم من أهواه تصحيفه ... وصف لقب المدنف العاني) (وشطره من قبل تصحيفه ... يُقَاد فِيهِ المذنب الْجَانِي) (وَإِن أزلت الرّبع مِنْهُ غَدا ... مُصحفا لي مِنْهُ ثلثان) (وَهُوَ إِذا صحفته ثَانِيًا ... اسْم لمحبوبٍ لنا ثَان) فَكتبت أَنا الْجَواب عَن ذَلِك (لغزك يَا من رؤيتي وَجهه ... تكحل بالأنوار أجفاني) (هَذَا ضمير لحمىً حلّه ... وأيد القَوْل ببرهان) (إِن زَالَ مِنْهُ الرّبع مَعَ قلبه ... فَإِنَّهُ للمذنب الْجَانِي) (عليل تَصْحِيف الَّذِي رمته ... فالقلب فِي تصحيفه الثَّانِي) 3 - (ابْن الساعاتي) إِبْرَاهِيم بن مُرْتَفع بن أرسلان أَبُو إِسْحَاق الْمصْرِيّ الذَّهَبِيّ النَّاسِخ وَيعرف بِابْن الساعاتي سمع من هبة الله بن سناء الْملك بعض شعره وَكَانَ مليح الإذهاب والنسخ وَله شعر كتبُوا عَنهُ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وست مائَة 3 - (الْوَجِيه الصَّغِير النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود بن حسان الْمَعْرُوف بالوجيه الصَّغِير النَّحْوِيّ وَيعرف جده بالشاعر وَإِنَّمَا سمي بالوجيه لِأَنَّهُ كَانَ ببغداذ نحوي آخر يعرف بالوجيه الْكَبِير وَاسم الْكَبِير الْمُبَارك وَكِلَاهُمَا ضَرِير وَكَانَ إِبْرَاهِيم من أهل الرصافة ببغداذ وَكَانَ عجبا فِي الذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ وَكَانَ يحفظ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَأَكْثَره وَأخذ النَّحْو عَن مُصدق بن شبيب وَكَانَ أعلم مِنْهُ وأصفى ذهناً واعتبط شَابًّا فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَخمْس مائَة قَالَ ياقوت ولد قدر الله أَن يعِيش كَانَ آيَة من الْآيَات 3 - (القَاضِي شمس الدّين ابْن الْبَارِزِيّ) إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ الْحَمَوِيّ القَاضِي شمس الدّين أحد الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء بِبَلَدِهِ ولد سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَسِتِّينَ وست مائَة وَكَانَ فِيهِ دين وورع قَرَأَ على الْكِنْدِيّ وَصَحب الْفَخر ابْن عَسَاكِر وتفقه بِهِ وَأعَاد ودرس بالرواحية) بِدِمَشْق ثمَّ درس بحماة ولي الْقَضَاء وَله شعر وفضائل ولي قَضَاء حماة بضع عشرَة سنة وروى عَنهُ جمَاعَة وَهُوَ وَالِد القَاضِي نجم الدّين عبد الرَّحِيم وَمن شعره

البرني أبو إسحاق الواعظ

(دمشق لَهَا منظر رائق ... فَكل إِلَى وَصلهَا تائق) (فَأنى يُقَاس بهَا بَلْدَة ... أَبى الله وَالْجَامِع الْفَارِق) 3 - (البرني أَبُو إِسْحَاق الْوَاعِظ) إِبْرَاهِيم بن المظفر بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق الْوَاعِظ من أهل الحربية يعرف بِابْن البرني سَافر وَالِده إِلَى الْموصل فولد بهَا وَقدم بِهِ بغداذ فَنَشَأَ بهَا وتفقه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَسمع من ابْن البطي وَأبي أَحْمد ابْن الرَّحبِي وَابْن النقور وشهدة الكاتبة وَخرج من بغداذ وَهُوَ شَاب وَأقَام بالموصل ثمَّ انْتقل إِلَى سنجا ثمَّ عَاد إِلَى الْموصل وَكَانَ يعظ هُنَاكَ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة أَخذ عَنهُ ابْن النجار محب الدّين 3 - (الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن معضاد) إِبْرَاهِيم بن معضاد بن شَدَّاد الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ رَأَيْت الْمَذْكُور بِالْقَاهِرَةِ وَحَضَرت مَجْلِسه أَنا وَالشَّيْخ نجم الدّين ابْن مكي وَجَرت لنا مَعَه حِكَايَة وَكَانَ يجلس للعوام يذكرهم وَلَهُم فِيهِ اعْتِقَاد وَكَانَ يروي شَيْئا من الحَدِيث وَله مُشَاركَة فِي أَشْيَاء من الْعلم وَفِي الطِّبّ وَله شعر مِنْهُ (وأفاضل النَّاس الْكِرَام أبوةً ... وفتوةً مِمَّن أحب وتاها) عشقوا الْجمال مُجَردا بِمُجَرَّد الرّوح الزكية عشق من زكاها (متجردين عَن الطباع ولؤمها ... متلبسين عفافها وتقاها) (متمثلين بِصُورَة بشرية ... وَقُلُوبهمْ ملكية بقواها) (كتمثل الرّوح الْأمين بِدِحْيَةَ ... إِذْ باليتيم لَهُ تمثل طه) (وهما مها من مجتلى دَار الْعلَا ... فَوق الملا متواطنان علاها) (هَذَا هُوَ الْعجب العجيب لأَهله ... والغاية القصوى الْبعيد مداها) (لَا كَالَّذي يهوى الطباع بطبعه ... ومرامه صلصالها وحماها) (ويظن جهلا أَن تِلْكَ محبةٌ ... بل شَهْوَة دَاعِي الهموم دَعَاهَا) فان تألف فانيا كتألف الْأَنْعَام إِذْ عكفت على مرعاها) (بل هم أضلّ لأَنهم جعلُوا لَهُ ... فِي الْحبّ أَبنَاء التقى أشباها) (قاسوا على أَحْوَالهم أَحْوَاله ... سحقاً لأَنْفُسِهِمْ فَمَا أشقاها) (روض وروث هَل تخير رَوْثَة ... بشر وأهمل رَوْضَة وشذاها)

قاضي نسف

(إِلَّا نفوس فِي الورى جعلية ... بالروث تحيى والعبير أذاها) قَالَ وَلما مرض مرض مَوته أَمر أَن يخرج بِهِ حَيا إِلَى مَكَان مدفنه ظَاهر الْقَاهِرَة بالحسينية فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ قَالَ لَهُ قبير جَاءَك دبير وَتُوفِّي بعد ذَلِك بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين روى عَن السخاوي وَكتب عَنهُ البرزالي ولأصحابه فِيهِ مغالاة وعقيدة كل من يعرفهُ يعظمه ويثني عَلَيْهِ وَعَلِيهِ مَأْخَذ فِي عباراته جَاوز الثَّمَانِينَ بسنوات 3 - (قَاضِي نسف) إِبْرَاهِيم بن معقل بن الْحجَّاج أَبُو إِسْحَاق قَاضِي نسف وعالمها رَحل وَكتب الْكثير وصنف الْمسند وَالتَّفْسِير وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (المتَوَكل الْكَاتِب) إِبْرَاهِيم بن ممشاذ أَبُو إِسْحَاق المتوكلي الْأَصْبَهَانِيّ خرج إِلَى الْعرَاق وَكتب للمتوكل ثمَّ صَار من ندمائه فَسُمي المتوكلي وَلم يكن فِي أَيَّامه بالعراق أبلغ مِنْهُ وَله رِسَالَة طَوِيلَة فِي تقريظ المتَوَكل وَالْفَتْح بن خاقَان يتداولها كتاب الْعرَاق حضر مجْلِس المتَوَكل وَقد نثر على الْمحْضر مالٌ جليل تناهبه الْأُمَرَاء وَالنَّاس بَين يَدَيْهِ وَإِبْرَاهِيم لَا يَتَحَرَّك فَقَالَ لَهُ المتَوَكل وَلم لَا تنبسط فِيهِ فَقَالَ جلالة أَمِير الْمُؤمنِينَ تمنعني مِنْهُ وَنعمته عَليّ أغنتني عَنهُ فأقطعه إقطاعاتٍ ثمَّ إِنَّه تسخط صُحْبَة أَوْلَاد المتَوَكل فتركهم وَلحق بِيَعْقُوب بن اللَّيْث فقدمه على كل من عِنْده فحسده قواد يَعْقُوب وحاشيته فَأخْبرُوا يَعْقُوب أَنه يُكَاتب الْمُوفق فِي السِّرّ فَقتله وَمن شعره يرثي الْفضل ابْن الْعَبَّاس بن مافروخ (أَخ لم تلدني أمه كَانَ واحدي ... وأنسي وهمي فِي الْفَرَاغ وَفِي الشغلٍ) (مضى فرطا لما استتم شبابه ... وَمن قبل أَن يحتل منزلَة الكهل) (فعلمني كَيفَ الْبكاء من الجوى ... وَكَيف حزازات الْفُؤَاد من الثكل) (إِذا ندب الأقوام إخْوَان دهرهم ... بَكَيْت أخي فضلا أَخا الْجُود وَالْفضل) ) وَقَالَ يهجو إِسْحَاق بن سعد القطربلي عَامل أَصْبَهَان (أَيْن الَّذين تَقولُوا أَن لَا يرَوا ... ضدين متلفين فِي ذَا الْعَالم) (هَذَا ابْن سعد قد أَزَال قياسكم ... وأباد حجتكم بِغَيْر تخاصم) (أبدى لنا متحركاً فِي ساكنٍ ... مِنْهُ وَأظْهر قَائِما فِي نَائِم) (وَإِذا تذكر أصلعاً هشم استه ... يبكي يَقُول فديت أصلع هَاشم) (بِاللَّه مَا اتخذ الْإِمَامَة مذهبا ... غلا لكَي يبكي لذكر الْقَائِم) قَالَ حَمْزَة وَمن هَذَا أَخذ ابْن النَّاصِر قَوْله

الحزامي

قل لمن كَانَ إماميا إِلَى كم تَتَرَدَّد التمس مَا فِي سَرَاوِيل فَتى النَّاصِر أَحْمد فَهُوَ الْقَائِم يَا مَعْذُور من آل مُحَمَّد 3 - (الْحزَامِي) إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي من أَئِمَّة الْمُحدثين روى عَنهُ البُخَارِيّ وَابْن ماجة وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ بِوَاسِطَة وثعلب النَّحْوِيّ وَبَقِي بن مخلد وَابْن أبي الدُّنْيَا قَالَ صَالح جزرة صَدُوق توفّي رَحمَه الله سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن مُسلم الْفَقِيه الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق الْمصْرِيّ الْخَطِيب الْمَعْرُوف بالعراقي ولد بِمصْر سنة عشر وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بِمصْر رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَدفن بسفح المقطم رَحل إِلَى بغداذ وتفقه بهَا حَتَّى برع على أبي بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأرموي وَكَانَ من أَصْحَاب أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وعَلى أبي الْحسن مُحَمَّد بن الْمُبَارك ابْن الْخلّ وَكَانَ فِي بغداذ يعرف بالمصري فَلَمَّا عَاد إِلَى مصر سَمَّاهُ النَّاس الْعِرَاقِيّ لإقامته فِي بغداذ وتفقه بِبَلَدِهِ على أبي الْمَعَالِي مجلي بن جَمِيع وَكَانَ فَقِيها فَاضلا شرح الْمُهَذّب لأبي إِسْحَاق فِي شَعْرَة أَجزَاء شرحاً جيدا وَولي خطابة الْجَامِع الْعَتِيق بِمصْر وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وَهُوَ جد الْعلم الْعِرَاقِيّ 3 - (الْمُعْتَمد وَالِي دمشق) إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الْأَمِير مبارز الدّين العادلي الْمَعْرُوف بالمعتمد وَالِي دمشق ولد بالموصل) وَقدم الشَّام وخدم نائبها فروخشاه بن شاهنشاه وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال ثمَّ إِن الْعَادِل ولاه شحنكية دمشق اسْتِقْلَالا فَأحْسن السِّيرَة وَكَانَت دمشق وأعمالها فِي ولَايَته لَهَا حُرْمَة ظَاهِرَة وطالت ولَايَته وَكَانَ فِي قلب الْمُعظم مِنْهُ شَحْنَاء لِأَن الْعَادِل كَانَ يَأْمُرهُ أَن يتبعهُ فَلَمَّا مَاتَ الْعَادِل حَبسه مُدَّة وَلم يظْهر عَلَيْهِ شَيْء فأنزله إِلَى دَاره وَحجر عَلَيْهِ وَبَالغ فِي التَّشْدِيد عَلَيْهِ وَمَات عَن ثَمَانِينَ سنة سنة ثَلَاث وَعشْرين وست مائَة وَلم يُؤْخَذ عَلَيْهِ إِلَّا أَنه كَانَ يحبس وينسى فعاقبه الله بذلك 3 - (نيال) إِبْرَاهِيم بن نيال بن سلجق هُوَ السُّلْطَان نيال أَخُو طغرلبك وَقد تقدم

المخزومي المكي

ذكر طغرلبك فِي المحمدين حَارب نيال أَخَاهُ وانتصر عَلَيْهِ وضايقه وَجَرت لَهُ فُصُول ثمَّ أَلْقَاهُ بنواحي الرّيّ فَانْهَزَمَ جمع إِبْرَاهِيم وَأخذ أَسِيرًا هُوَ وَمُحَمّد أَحْمد ولد أَخِيه فَأمر طغرلبك فخنق بوترٍ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (المَخْزُومِي الْمَكِّيّ) إِبْرَاهِيم بن نَافِع أَبُو إِسْحَاق المَخْزُومِي الْمَكِّيّ قَالَ ابْن مهْدي كَانَ أوثق شيخ بِمَكَّة روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي قبل السّبْعين وَالْمِائَة 3 - (القَاضِي الْمصْرِيّ) إِبْرَاهِيم بن بن بِشَارَة بن مُحرز أَبُو إِسْحَاق السَّعْدِيّ الْمصْرِيّ الفاضلي شيخ مسن معمر من أَوْلَاد الشُّيُوخ ولد سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من ابْن عَسَاكِر وَكَانَ أَبوهُ يروي عَن الشريف الْخَطِيب ويؤدب أَوْلَاد القَاضِي الْفَاضِل روى عَنهُ الدمياطي وَعلم الدّين سنجر الدواداري وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (الوعلاني الْمصْرِيّ) إِبْرَاهِيم بن نشيط بن يُوسُف الوعلاني وَقيل الْخَولَانِيّ الْمصْرِيّ الْفَقِيه العابد روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة 3 - (برهَان الدّين ابْن الْفَقِيه الْمصْرِيّ) إِبْرَاهِيم بن نصر بن طَاقَة الْمصْرِيّ برهَان الدّين ابْن الْفَقِيه كَانَ نَاظرا على دواوين الْخراج بالصعيد وَمَات معذباً على أَمْوَال سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة نقلت من خطّ الأديب نور الدّين ابْن) سعيد المغربي قَالَ الْعِمَاد السلماسي ووقفت مَعَه يَوْمًا بَين القصرين فَمر بِنَا سرب بعد سرب من غلْمَان الأتراك فَقلت (لحى الله عيشتنا إِنَّنِي ... أرى الْمَوْت وَالله خيرا لنا) فَقَالَ وَلم قلت (لأَنا نرى أوجهاً كالبدور ... وَنحن بهَا فِي ظلام المنى) فَقَالَ (لحى الله هَذَا الزَّمَان الَّذِي ... يجمع مَا بَين أحزاننا)

ابن الثمانين النحوي

(ينيك الْأَنَام بأزبابهم ... وَنحن ننيك بأجفاننا) 3 - (ابْن الثَّمَانِينَ النَّحْوِيّ) إِبْرَاهِيم بن نصر بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن أبي الْقَاسِم عمر بن ثَابت الثمانيني النَّحْوِيّ الْموصِلِي الصفار روى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل أناشيد فِي مُعْجم شُيُوخه وَفِي كتاب سلوة الأحزان مِنْهَا (الْبعد مِنْهُم على رجائهم ... أيسر من قربهم إِذا هجروا) (لم يصف عيشي من بعد فرقتهم ... وَكَيف يصفو وشابه الكدر) وَمن شعره (يَا أهل بغداذ أما فِيكُم ... من ينقذ المشتاق من وجده) (هيمني حب غزال غَدا ... قلبِي رهيناً من جوى صده) (إِن لامني لائم أنشدته ... إِذْ لم أطق صبرا على رده) (من يَده فِي المَاء مغموسة ... يعرف حر المَاء من برده) 3 - (قَاضِي السلامية) إِبْرَاهِيم بن نصر بن عَسْكَر ظهير الدّين قَاضِي السلامية الْفَقِيه الشَّافِعِي الْموصِلِي قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله ذكره ابْن الدبيثي وَقَالَ تفقه على القَاضِي أبي عبد الله الْحُسَيْن بن نصر بن خَمِيس الْموصِلِي وَسمع مِنْهُ قدم بغداذ وَسمع بهَا من جمَاعَة وَعَاد إِلَى بَلَده وَتَوَلَّى قَضَاء السلامية وَرُوِيَ بإربل عَن أبي البركات عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْأَنْبَارِي شَيْئا من مصنفاته وطالت مدَّته فِي قَضَاء السلامية وَهِي من قرى الْموصل وَكَانَ بالبوازيج قَرْيَة من قرى) الْموصل قريبَة إِلَى السلامية زَاوِيَة لجَماعَة من الْفُقَرَاء وَاسم شيخهم مكي فَكتب إِلَيْهِ ظهير الدّين (أَلا قل لمكي قَول النصيح ... فَحق النَّصِيحَة أَن تستمع) (مَتى سمع النَّاس فِي دينهم ... بِأَن الْغِنَا سنة تتبع) (وَأَن يَأْكُل الْمَرْء أكل الْبَعِير ... ويرقص فِي الْجمع حَتَّى يَقع) (وَلَو كَانَ طاوي الحشا جائعاً ... لما دَار من طربٍ واستمع) (وَقَالُوا سكرنا بحب الْإِلَه ... وَمَا أسكر الْقَوْم إِلَّا القصع) (كَذَاك الْحمير إِذا أخصبت ... ينقزها ريها والشبع) وَمِنْه (أَقُول لَهُ صلني فَيصْرف وَجهه ... كَأَنِّي أَدْعُوهُ لفعل محرم)

المهندار

(فَإِن كَانَ خوف الْإِثْم يكره وصلتي ... فَمن أعظم لآثام قتلة مُسلم) 3 - (المهندار) إِبْرَاهِيم بن نَهَار الْأَمِير جمال الدّين الصَّالِحِي مصري الدَّار وَالْأَصْل كَانَ من أَجود النَّاس وَأَحْسَنهمْ طباعاً تولى المهندارية فِي الْأَيَّام الصالحية وَكَانَ ابْن قَاضِي دَارا نَاظر الْبيُوت وَهُوَ مَذْمُوم السمعة فَعلم البازدارية الطُّيُور على عِمَامَة ابْن قَاضِي دَارا نَاظر الْبيُوت وَهُوَ مَذْمُوم السمعة فَعلم البازدارية الطُّيُور على عِمَامَة ابْن قَاضِي دَارا ورموا عَلَيْهِ الْجَوَارِح إِلَى أَن كَاد يهْلك وَكَانَ الْأَمِير جمال الدّين ينهاه عَن التَّعَرُّض إِلَيْهِم وَالْوُقُوف فِي طريقهم وندبه الْملك الظَّاهِر إِلَى عمَارَة جسر دامية وَجرى لَهُ فِي عِمَارَته عَجِيبَة لِأَن الشَّرِيعَة وَقع فِيهَا تل من تلالها فَانْقَطَعت وَتوجه شخص فِي اللَّيْل ليملأ شربة من المَاء فَوجدَ الشَّرِيعَة مَا بهَا قَطْرَة فَأتى الْأَمِير جمال الدّين وأعلمه الْقَضِيَّة فَقَامَ فِي اللَّيْل وَعمل المشاعل وحفر الركائز وبناها وَلما فرغ مِنْهَا عَاد المَاء وَجرى وَكَانَ لَهُ وللولاة والآلات عدَّة شهور يتنظرون الْعَمَل وَلَا يقدرُونَ من المَاء وَلما كبر الْملك الصَّالح ابْن قلاوون وَجعل ولي الْعَهْد رتب الْأَمِير جمال الدّين أستاذ دَاره فَتوفي رَحمَه الله تَعَالَى هُوَ والصالح فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (الْبَغَوِيّ) إِبْرَاهِيم بن هَاشم بن الْحسن الْبَغَوِيّ وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع) وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الزَّاهِد) إِبْرَاهِيم بن هَانِئ النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد أَبُو إِسْحَاق نزيل بغداذ قَالَ ابْن أبي حَاتِم صَدُوق ثِقَة توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الغساني) إِبْرَاهِيم بن هِشَام بن يحيى الغساني الدِّمَشْقِي صَاحب حَدِيث أبي ذَر الطَّوِيل تفرد بِهِ عَن أَبِيه قَالَ الطَّبَرَانِيّ لم يروه عَن يحيى إِلَّا وَلَده وهم ثِقَات قَالَ أَبُو زرْعَة كَذَّاب توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الدياري) إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عَليّ الدياري من أهل ديار بكر قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ فَقِيها نبيها متحرباً وجهياً عفيفاً نظيفاً ظريفاً لطيفاً مناظراً صَالحا ذَاكِرًا لله دَائِم التِّلَاوَة كثير الخشية للرحمن ذكره السَّمْعَانِيّ وَأثْنى عَلَيْهِ وَأورد لَهُ من شعره (طلبت فِي الْحبّ نيل الْوَصْل بالخلس ... فنال هجرك مني نيل مفترس) (فَلَو تسامحت بالشكوى إِلَى أحدٍ ... لفاض دمعي وغاض الْبَحْر من نَفسِي) (وصرت لَا أرتضي حسنا يجاوزهم ... فأورثوني عمى أدهى من الطمس)

القاضي نور الدين الأسنائي الشافعي

3 - (القَاضِي نور الدّين الأسنائي الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عَليّ الْحِمْيَرِي نور الدّين الأسنائي كَانَ فَقِيها فَاضلا أصولياً نحوياً ذكي الْفطْرَة قَرَأَ الْفِقْه للشَّافِعِيّ على الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله بن عبد الله القفطي وَأخذ الْأُصُول عَن الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد ابْن مَحْمُود الْأَصْبَهَانِيّ والنحوي عَن الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس وصنف فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو وَاخْتصرَ الْوَسِيط وَصحح مَا صَححهُ الرَّافِعِيّ وَاخْتصرَ الْوَجِيز وَشرح الْمُنْتَخب ونثر ألفية ابْن مَالك وَشَرحهَا وَولي الْقَضَاء بمنية زفتا فِي أَوَائِل عمره وبمنية ابْن خصيب وَتَوَلَّى أقاليم مِنْهَا أسيوط وإخميم وقوص قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَكَانَ حسن السِّيرَة جميل الطَّرِيقَة صَحِيح العقيدة قَالَ لي أردْت أَن أَقرَأ على الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ فلسفة فَقَالَ حَتَّى تمتزج بالشرعيات امتزاجاً جيدا وَقَرَأَ على الشَّيْخ نجم الدّين عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الأصفوني الْجَبْر والمقابلة وَقَرَأَ الطِّبّ على الْحَكِيم) شهبا الدّين المغربي وَمَا زَالَ مشتغلاً إِلَى حِين وَفَاته وَلما توجه كريم الدّين الْكَبِير إِلَى قوص صُحْبَة السُّلْطَان طلب من مَال الْأَيْتَام شَيْئا من الزَّكَاة فَقَالَ إِن الْعَادة أَن تفرق على الْفُقَرَاء وَلم يُعْطه شَيْئا فَلَمَّا عَاد كريم الدّين إِلَى الْقَاهِرَة بَالغ مَعَ القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة فِي صرفه فَلم يوافقن ثمَّ صرف بعد ذَلِك وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ وطلع بعنقه طُلُوع توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة ووصى للْفُقَرَاء بِشَيْء ووقف وَقفا 3 - (الصَّابِئ) إِبْرَاهِيم بن هِلَال بن إِبْرَاهِيم بن زهرون بن حبون أَبُو إِسْحَاق الصَّابِئ الْمُشرك الْحَرَّانِي صَاحب الرسائل الْمَشْهُورَة كتب الْإِنْشَاء لعز الدولة بختيار ابْن بويه وَكَانَ متشدداً فِي دينه حرص عَلَيْهِ عز الدولة أَن يسلم فَلم يفعل وَقيل بذل لَهُ ألفا دِينَار على أَن يَأْكُل الفول فَلم يفعل قلت الصابئون يحرمُونَ الفول وَالْحمام أما الفول فأظنه لما قيل عَنهُ أَنه يبلد وَالْحمام يُقَال فِي دماغه رطوبات فضلية وَكَانَ الصَّابِئ يَصُوم رَمَضَان ويحفظ الْقُرْآن ويستعمله فِي رسائله وَله النّظم الرَّائِق وَكَانَ يصدر عَنهُ مكاتبات لعضد الدولة مِمَّا يؤلمه فَلَمَّا تملك سجنه وعزم على قَتله فشفع فِيهِ فَأَطْلقهُ وَأمره أَن يصنع لَهُ كتابا فِي أَخْبَار الدولة البويهية فَعمل كتاب التاجي لعضد الدولة فَيُقَال إِن صديقا دخل عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي شغل شاغل من التَّعَالِيق والتسويد فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ أباطيل أنمقها وأكاذيب ألفقها فبلغت عضد الدولة فهاجت سَاكن غَضَبه وَلم يزل

مُبْعدًا حَتَّى توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَقيل الثَّمَانِينَ ببغداذ وَدفن بالشونيزية ورثاه الشريف الرضي بقصيدته الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا (أَرَأَيْت من حملُوا على الأعواد ... أَرَأَيْت كَيفَ خبا ضِيَاء النادي) (جبل هوى لَو خر فِي الْبَحْر اغتدى ... من وقعه متتابع الإزباد) (مَا كنت أعلم قبل حطك فِي الثرى ... أَن الثرى يَعْلُو على الأطواد) وَمِنْهَا (كَيفَ انمحى ذَاك الجناب وعطلت ... تِلْكَ الفجاج وضل ذَاك الْهَادِي) (لَو كنت تفدى لافتدتك فوارس ... مُطِرُوا بِعَارِض كل يَوْم طراد) (أعزز عَليّ بِأَن أَرَاك وَقد خلت ... من جانبيك مقاعد العواد) (أعزز عَليّ بِأَن نزلت بمنزلٍ ... متشابه الأوغاد والأمجاد) ) (عمري عَليّ بِأَن نزلت بمنزلٍ ... متشابه الأوغاد والأمجاد) (قد كنت أَهْوى أَن أشاطرك الردى ... لَكِن أَرَادَ الله غير مرادي) (من للبلاغة والفصاحة إِن همى ... ذَاك الْغَمَام وعب ذَاك الْوَادي) (فقر بهَا تمسي الْمُلُوك فقيرةً ... أبدا إِلَى مدى لَهَا ومعاد) (وَتَكون سَوْطًا للحرون إِذا ونى ... وعنان عنق الجامح المتمادي) (ترقي وتلدغ فِي الْقُلُوب وَإِن تشا ... حط النُّجُوم بهَا من الأبعاد) (أما الدُّمُوع عَلَيْك غير بخيلة ... وَالْقلب بالسلوان غير جواد) (سودت مَا بَين الفضاء وناظري ... وغسلت من عَيْني كل سَواد) (قل للنوائب عددي أَيَّامه ... يُغني عَن التعديد بالتعداد) (يَا لَيْت أَنِّي مَا اقتنيتك صاحباً ... كم قنيةٍ جلبت أسى لفؤاد) (وَيَقُول من لم يدر كنهك إِنَّهُم ... نَقَصُوا بِهِ من جملَة الْأَعْدَاد) (هَيْهَات أدرج بَين برديك الردى ... رجل الرِّجَال وأوحد الْآحَاد) (مَا مطعم الدُّنْيَا بحلوٍ بعده ... ابداً وَلَا مَاء الحيا ببراد) (الْفضل ناسب بَيْننَا إِذْ لم يكن ... شرفي مناسبه وَلَا ميلادي) (لَيْسَ التنافث بَيْننَا بمعاودٍ ... أبدا وَلَيْسَ زَمَانه بمعاد) (ضَاقَتْ عَليّ الأَرْض بعْدك كلهَا ... وَترك أضيقها عَليّ بلادي)

(لَك فِي الحشا قبر وَإِن لم تأوه ... وَمن الدُّمُوع رَوَائِح وغوادي) (مَا مَاتَ من جعل الزَّمَان لِسَانه ... يَتْلُو مَنَاقِب عواداً وبوادي) (صفح الثرى عَن حر وَجهك أَنه ... مُغْرِي بطي محَاسِن الأمجاد) (وتماسكت تِلْكَ البنان فطالما ... عَبث البلى بأنامل الأجواد) (وسقاك فضلك إِنَّه أروى حَيا ... من رائح متعرض أَو غادي) (جدث على أَن لَا نَبَات بأرضه ... وقفت عَلَيْهِ مطَالب الوراد) وَهِي طَوِيلَة فَوق الثَّمَانِينَ وَقد عتب على الشريف الرضي كَونه رثاه بِمثل ذَلِك فَقَالَ إِنَّمَا رثيت فَضله لَا دينه وَيُقَال إِنَّه أنشدها يَوْمًا فَقَالَ أَولهَا أَرَأَيْت من حملُوا على الأعواد فَقَالَ بعض الْحَاضِرين كلب بن كلب وَيُقَال إِنَّه لما زار قَبره نزل عَن مركوبه أول مَا وَقع عَلَيْهِ) وَبَينه وَبَين الصَّابِئ مراجعات ومكاتبات وَكَانَ الصَّابِئ كَبِير الْقدر فِي أَيَّام مخدومه وَله مَحل كَبِير فِي الصُّدُور وَكَانَ الصاحب ابْن عباد يَقُول مَا بَقِي لي أمل إِلَّا أنني أداخل الْعرَاق وأستكتب أَبَا إِسْحَاق الصَّابِئ وَهَذَا دَلِيل على عَظمَة الصَّابِئ من شعره (وَقد ظمئت عَيْني الَّتِي أَنْت نورها ... إِلَى نظرة من وَجهك المتألق) (فيا فرحتا إِن ألقه قبل ميتتي ... وَيَا حسرتا إِن مت من قبل نَلْتَقِي) وَمِنْه أَيْضا (جرت الجفون دَمًا وكأسي فِي يَدي ... شوقاً إِلَى من لج فِي هجراني) (فتخالف الفعلان شَارِب قهوةٍ ... يبكي وَقد يتشاكل اللونان) (فَكَأَن مَا فِي الجفن من كأسي جرى ... وَكَأن مَا فِي الكأس من أجفاني) وَمِنْه أَيْضا (أَقُول وَقد جردتها من ثِيَابهَا ... وعانقتها كالبدر فِي لَيْلَة التم) (وَقد آلمت صَدْرِي لشدَّة ضمهَا ... لقد جبرت قلبِي وَإِن وهنت عظمي) وَمِنْه أَيْضا (فديت من لاحظني طرفها ... من خيفة النَّاس بتسليمته) (لما رَأَتْ بدر الدجى تائهاً ... وغاظها ذَلِك من شيمته) (سرت لَهُ البرقع من وَجههَا ... فَردَّتْ الْبَدْر إِلَى قِيمَته) وَمِنْه وَقد عبت على بعض وَلَده (أرْضى عَن ابْني إِذا مَا عقني حدباً ... عَلَيْهِ أَن يغْضب الرَّحْمَن من غَضَبي) (وَلست أَدْرِي لم استحققت من وَلَدي ... إقذاء عينين وَقد أَقرَرت عين أبي)

وَمِنْه يلْتَمس بعض الرؤساء إشغال وَلَده (وَمَا أَنا إِلَّا دوحةٌ قد غرستها ... وسقيتها حَتَّى ترَاخى بهَا المدى) (فَلَمَّا اقشعر الْعود مِنْهَا وصوحت ... أتتك بأغصان لَهَا تطلب الندى) وَمِنْه يهنئ عضد الدولة بالأضحى (صل يَا ذَا الْعلَا لِرَبِّك وانحر ... كل ضد وشانئ لَك أَبتر) أَنْت أَعلَى من أَن تكون أضاحيك قروماً من الجمالة تعقر) بل قروماً من الْمُلُوك ذَوي السودد تيجانها أمامك تنثر (كلما خر سَاجِدا لَك رَأس ... مِنْهُم قَالَ سَيْفك الله أكبر) وَمِنْه يهجو (أَيهَا النابح الَّذِي يتَصَدَّى ... لقبيح يَقُوله فِي جوابي) (لَا تؤمل أَنِّي أَقُول لَك اخْسَأْ ... لست أسخو بهَا لكل الْكلاب) وَمِنْه (مَا زلت فِي سكري ألمع كفها ... وذراعها بالقرص والْآثَار) (حَتَّى تركت أديمها وكأنما ... غرس البنفسج مِنْهُ فِي الْجمار) أَخذه الرفاء فَقَالَ (أحبب إِلَيّ بفتية نادمتهم ... بَين الْمحلة والقباب الْبيض) (من كل مَحْض الْجَاهِلِيَّة معرق ... فِي الخرمية بالعدى عريض) (وَسموا الأكف بخضرة فَكَأَنَّمَا ... غرسوا بهَا الريحان فِي الإغريض) وَقَالَ الصَّابِئ أَيْضا فِي غُلَامه يمن وَكَانَ أسود (قد قَالَ يمن وَهُوَ أسود للَّذي ... ببياضه يَعْلُو علو الخاتن) (مَا فَخر وَجهك بالبياض وَهل ترى ... أَن قد أفدت بِهِ مزِيد محَاسِن) (وَلَو أَن مني فِيهِ خالاً زانه ... وَلَو أَن مِنْهُ فِي خالاً شانني) وَمِنْه لَك وَجه كَأَن يمناي خطته بِلَفْظ تمله آمالي (فِيهِ معنى من البدور وَلَكِن ... نفضت صبغها عَلَيْهَا اللَّيَالِي) (لم يشنك السوَاد بل زِدْت حسنا ... إِنَّمَا يلبس السوَاد الموَالِي) (فبمَا لي أفديك إِن لم تكن لي ... وبروحي أفديك إِن كنت مَالِي)

البلدي

ولد الصَّابِئ سنة نَيف وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَهُوَ كَبِير بَيته وَأهل بَيته جمَاعَة فضلاء نبلاء يَأْتِي ذكر كل وَاحِد مِنْهُم فِي مَكَانَهُ 3 - (الْبَلَدِي) إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَقَالَ الْخَطِيب روى حَدِيث الْغَار عَن الْهَيْثَم) جمَاعَة وَإِبْرَاهِيم عندنَا ثِقَة ثَبت وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ) إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان ولي الْأَمر بعد أَخِيه يزِيد بن عبد الْملك فَبَقيَ فِي الْخلَافَة ثَلَاثَة أشهر وَقيل أقل من ذَلِك وَهُوَ مُضْطَرب الْأَمر وتحكموا فِي أمره وَكَانَ بمعزل عَنهُ وَكَانَ يَقُول فِي كتاب الله آيَة كَأَنَّمَا نزلت فِي شأني وَهِي قَوْله تَعَالَى لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء وَلما حصل فِي يَد مَرْوَان قيل لَهُ اقتله فَقَالَ أَقتلهُ على مَاذَا كَانَ أَسِيرًا وَبَقِي أَسِيرًا قيل لَهُ فطالبه بالأموال فَقَالَ كَيفَ أطالبه بِشَيْء لم يكن فِي حكمه وَلَا نعلم أَنه ضبط مِنْهُ شَيْئا لذخيرته وَكَانَ خلعه فِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة 3 - (برهَان الدّين الرَّشِيدِيّ الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن لاجين بن عبد الله هُوَ الشَّيْخ برهَان الدّين الرَّشِيدِيّ خطيب جَامع الْأَمِير حُسَيْن بحكر جَوْهَر النوبي بِالْقَاهِرَةِ المحروسة مولده سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة أَخذ الْقرَاءَات عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الصَّائِغ وَقَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ علم الدّين الْعِرَاقِيّ وَالْأُصُول على الشَّيْخ تَاج الدّين البارنباري والفرائض على الشَّيْخ شمس الدّين الدارندي والنحو على الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس وَالْعلم الْعِرَاقِيّ وعَلى الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان والمنطق على سيف الدّين البغداذي وَحفظ الْحَاوِي والجزولية والشاطبية ويقرئ النَّاس أصُول ابْن الْحَاجِب وتصريفه والتسهيل ويدري الطِّبّ والحساب وَغير ذَلِك وعَلى قِرَاءَته فِي الْمِحْرَاب وخطابته روح وَلَهُمَا وَقع فِي النُّفُوس وَلَيْسَ على قِرَاءَته وخطبته كلفة وَلَا صَنْعَة وَأَنا مِمَّن يتأثر لقرَاءَته وخطابته التأثر الزَّائِد وَهُوَ مَعْرُوف بالصلاح مَشْهُور بالتواضع المفرط وسلامة الْبَاطِن قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وتخرجوا بِهِ وَعرض عَلَيْهِ سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة خطابة الْمَدِينَة وقضاؤها فَامْتنعَ وَلم يُوَافق بَعْدَمَا اجْتمع بِهِ السُّلْطَان وولاه وَله أَحَادِيث فِي التَّوَاضُع ويصنف الْخطب وَرُبمَا قَالَ إِنَّه لَهُ نظم وَلكنه مَا يظْهر وَجَاء الْخَبَر بوفاته إِلَى دمشق سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة

ابن أبي يحيى المدني

3 - (ابْن أبي يحيى الْمدنِي) إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى الْمدنِي الْفَقِيه أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام كَانَ يَرْمِي بِالْقدرِ وَرُبمَا شتم بعض السّلف فِيمَا قيل عَنهُ قَالَ ابْن الْمُبَارك كَانَ مجاهراً بِالْقدرِ يغلب عَلَيْهِ وَكَانَ صَاحب تَدْلِيس) قَالَ الْقطَّان لم يتْرك الْقدر بل الْكَذِب قَالَ النَّسَائِيّ هُوَ مَتْرُوك الحَدِيث روى لَهُ ابْن ماجة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (ابْن الْمُبَارك اليزيدي) إِبْرَاهِيم بن يحيى بن الْمُبَارك هُوَ أَبُو إِسْحَاق ابْن أبي مُحَمَّد اليزيدي هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل سَوَاء كلهم جعل الرشيد وَلَده الْمَأْمُون فِي حرج أبي مُحَمَّد واختص هُوَ وَولده بالمأمون وَكَانَ فيهم أدب ومروة وَإِبْرَاهِيم هَذَا هُوَ الْقَائِل لِلْمَأْمُونِ وَقد كَانَ مِنْهُ شَيْء على الشَّرَاب بِحَضْرَتِهِ يعْتَذر بأبياته الَّتِي مِنْهَا (أَنا المذنب الخطاء والعفون وَاسع ... وَلَو لم يكن ذَنْب لما عرف الْعَفو) (سكرت فأبدت مني الكأس بعض مَا ... كرهت وَمَا إِن يَسْتَوِي السكر والصحو) (تنصلت من ذَنبي تنصل ضارع ... إِلَى منم لَدَيْهِ يغْفر الْعمد والسهو) (فَإِن تعف عني تلف خطوي وَاسِعًا ... وَإِن لَا يكن عفوٌ فقد قصر الخطو) فَوَقع الْمَأْمُون على ظهرهَا ط (إِنَّمَا مجْلِس الندامى بِسَاط ... للمودات بَينهم وضعوه) (فَإِذا مَا انْتَهوا إِلَى مَا أَرَادوا ... من حَدِيث وَلَذَّة رَفَعُوهُ) وَله من التصانيف كتاب مصَادر الْقُرْآن بلغ فِيهِ إِلَى سُورَة الْحَدِيد وَمَات كتاب بِنَاء الْكَعْبَة وأخبارها كتاب النقط والشكل والمقصور والممدود قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه بِإِسْنَاد رَفعه إِلَى إِبْرَاهِيم ابْن أبي مُحَمَّد عَن أَبِيه قَالَ كنت مَعَ أبي عَمْرو ابْن الْعَلَاء فِي مجْلِس إِبْرَاهِيم ابْن عبد الله بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِم السَّلَام فَسَأَلَهُ عَن رجل من أَصْحَابه فَقده فَقَالَ لبَعض من حَضَره اذْهَبْ فسل عَنهُ فَرجع فَقَالَ تركته يُرِيد أَن يَمُوت قَالَ فَضَحِك مِنْهُ بعض الْقَوْم وَقَالَ فِي الدُّنْيَا إِنْسَان يُرِيد أَن يَمُوت فَقَالَ إِبْرَاهِيم لقد ضحكتم مِنْهَا غَرِيبَة إِن يُرِيد هَهُنَا بِمَعْنى يكَاد قَالَ الله تَعَالَى يُرِيد أَن ينْقض قَالَ فَقَالَ أَبُو عَمْرو لَا نزال بِخَير منا دَامَ فِينَا مثلك قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَحدث فِي بعض الْكتب أَن

الأميوطي الشافعي

إِبْرَاهِيم اليزيدي دخل يَوْمًا على الممون وَعِنْده القَاضِي يحيى بن أَكْثَم فَأقبل يحيى على إِبْرَاهِيم يمازحه وَهُوَ على الشَّرَاب فَقَالَ لَهُ فِيمَا قَالَ مَا بَال المعلمين ينيكون الصّبيان فَرفع إِبْرَاهِيم رَأسه فَإِذا الْمَأْمُون يحرض يحيى على الْعَبَث بِهِ فغاظ إِبْرَاهِيم ذَلِك فَقَالَ الْأَمِير أعلم خلق الله تَعَالَى بِهَذَا فَإِن أبي) أدبه فَقَامَ الْمَأْمُون من مَجْلِسه مغضباً وَرفعت الملاهي وكل مَا كَانَ بِحَضْرَتِهِ فَأقبل يحيى بن أَكْثَم على إِبْرَاهِيم وَقَالَ لَهُ أَتَدْرِي مَا خرج من رَأسك إِنِّي لأرى هَذِه الْكَلِمَة سَببا فِي انقراضكم يَا آل اليزيدي قَالَ إِبْرَاهِيم فَزَالَ عني السكر وَسَأَلت من أحضر لي دَوَاة ورقعة وكتبت إِلَيْهِ معتذراً بِقَوْلِي أَنا المذنب الخطاء وَالْعَفو وَاسع الأبيات الْمُتَقَدّمَة فَعَفَا عَنهُ وَرَضي 3 - (الأميوطي الشَّافِعِي) إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أبي الْمجد الإِمَام أَبُو إِسْحَاق الأميوطي بِهَمْزَة وَمِيم وياء آخر الْحُرُوف وواو وطاء مُهْملَة وياء النِّسْبَة الشَّافِعِي ولد فِي حُدُود السّبْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَولي الْقَضَاء بِالْأَعْمَالِ وَأفْتى وَكَانَ من كبار الْأَئِمَّة مَعَ مَا فِيهِ من التَّوَاضُع والإيثار للْفُقَرَاء وَكَانَ فِيهِ لطف شمائل وَله نظم وَشعر 3 - (التلمساني الْمَالِكِي) إِبْرَاهِيم بن يحيى بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق التجِيبِي التلمساني الْفَقِيه الْمَالِكِي الْعدْل كَانَ فَاضلا صَالحا ورعاً بارعاً فِي الْعُلُوم صنف فِي شرح الْخلاف كتابا نفيساً فِي عدَّة مجلدات أحسن فِيهِ مَا شَاءَ ودرس وَأفْتى وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (النميري العابر) إِبْرَاهِيم بن يحيى بن غَنَّام النميري الْحَرَّانِي أَبُو إِسْحَاق العابر ناظم درة الأحلام فِي علم التَّعْبِير وَله قصيدة اللامية فِي علم التَّعْبِير وَسكن مصر وَكَانَ رَأْسا فِي التَّعْبِير وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة وَمن شعره 3 - (ابْن الزرقالة) إِبْرَاهِيم بن يحيى أَبُو إِسْحَاق التجِيبِي الطليطلي النقاش الْمَعْرُوف بِابْن الزرقالة كَانَ أوحد عصره فِي علم الْعدَد والرصد وَعمل الأزياج وَله بقرطبة رصد وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو أَسمَاء الْكُوفِي العابد) إِبْرَاهِيم بن يزِيد التَّيْمِيّ تيم الربَاب أَبُو أَسمَاء الْكُوفِي

النخعي

العابد روى عَن أَبِيه ابْن شريك) والْحَارث بن سُوَيْد وَعَمْرو بن مَيْمُون الأودي وَأنس ابْن مَالك قَتله الْحجَّاج سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ قَالَ الْأَعْمَش كَانَ إِذا سجد كَأَنَّهُ جذم حَائِط تنزل على ظَهره العصافير روى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 3 - (النَّخعِيّ) إِبْرَاهِيم بن يزِيد بن قيس أَبُو عمرَان النَّخعِيّ الْكُوفِي فَقِيه الْعرَاق روى عَن عَلْقَمَة ومسروق وخاله الْأسود بن يزِيد وَالربيع بن خثيم وَشُرَيْح القَاضِي وصلَة بن زفر وَعبيدَة السَّلمَانِي وسُويد بن غَفلَة وعابس بن ربيعَة وَهَمَّام بن الْحَارِث وهني بن نُوَيْرَة وَدخل على عَائِشَة وَهُوَ صبي قيل إِنَّه لما احْتضرَ جزع جزعاً شَدِيدا فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ وَأي خطر أعظم مِمَّا أَنا فِيهِ أتوقع رَسُولا يرد عَليّ من رَبِّي إِمَّا بِالْجنَّةِ وَإِمَّا بالنَّار وَالله لَوَدِدْت أَنَّهَا تلجلج فِي حلقي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لَهُ الشّعبِيّ أَنا أفقه مِنْك حَيا ونت افقه مني مَيتا وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة خمس وَله تسع وَأَرْبَعُونَ سنة على الصَّحِيح قَالَ يحيى لاقطان توفّي بعد الْحجَّاج بأَرْبعَة أشهر والنخع قَبيلَة كَبِيرَة من مذْحج بِالْيمن وَاسم النخع جسر بن عَمْرو بن مَالك بن أدد 3 - (الخوزي) إِبْرَاهِيم بن يزِيد الْقرشِي مولى عمر بن عبد الْعَزِيز يعرف بالخوزي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَضْمُومَة وَالْوَاو وَالزَّاي روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة قَالَ البُخَارِيّ سكتوا عَنهُ وَقَالَ عَبَّاس ابْن معِين لَيْسَ بِثِقَة

الكانمي الأسود

الْحَافِظ الْجوزجَاني إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب السَّعْدِيّ الْجوزجَاني الْحَافِظ صَاحب الْجرْح وَالتَّعْدِيل روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ كَانَ يحدث على الْمِنْبَر بِدِمَشْق وَكَانَ شَدِيد الْميل إِلَى أهل دمشق فِي التحامل على عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الكانمي الْأسود) إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب أَبُو إِسْحَاق الكانمي الْأسود النَّحْوِيّ الشَّاعِر وكانم بليدَة بنواحي غانة إقليم السودَان قدم إِلَى مراكش ومدح أكَابِر الدولة وَكَانَت العجمة فِي لِسَانه غير أَنه جيد النّظم وَكَانَ يحفظ الْجمل فِي النَّحْو وَلم يعرف من أرضه شَاعِر سواهُ توفّي رَحمَه الله فِي حُدُود) السِّت مائَة تَقْرِيبًا وَأَظنهُ ابْن شاكلة قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن شاكلة أَبُو إِسْحَاق السّلمِيّ الذكواني الصعيدي الْأسود سكن مراكش وَدخل الأندلس وَكَانَ شَاعِرًا محسناً قَرَأَ المقامات وَتُوفِّي سنة ثَمَان وست مائَة بمراكش وَمن شعره (أَفِي الْمَوْت شكّ يَا أخي وَهُوَ برهَان ... فَفِيمَ هجوع الْخلق وَالْمَوْت يقظان) (أتسلو سلو الطير تلقط حبها ... وَفِي الأَرْض أشراك وَفِي الجو عقبان) قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ أَبُو زيد الفازازي يفضله على شعراء عصره بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وَمن شعره (إِنِّي وَإِن ألبستني الْعَجم حلتها ... فقد نماني إِلَى ذكوانها مُضر) (فَلَا يسوك من الأغماد حالكها ... إِن كَانَ بَاطِنهَا الصمصامة الذّكر) 3 - (ابْن قرقول) إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عبد الله بن باديس أَبُو إِسْحَاق ابْن قرقول بقافين مضمومتين بَينهمَا رَاء سَاكِنة وَبعد الْوَاو لَام على وزن زرزور الحمزي صَاحب كتاب مطالع الْأَنْوَار الَّذِي وَضعه عل كتاب مَشَارِق الْأَنْوَار للْقَاضِي عِيَاض كَانَ فَاضلا وَصَحب جمَاعَة من الْعلمَاء بالأندلس ولد بالمرية سنة خمس وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بفاس رَحمَه الله سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ رحالاً فِي طلب الْعلم فَقِيها نظاراً أديباً حَافِظًا بَصيرًا بِالْحَدِيثِ صنف وَكتب الْخط الأنيق وَكَانَ رَفِيقًا لِلسُّهَيْلِي أَخذ عَن ابْن خفاجة ديوانه وَلما حَضرته الْوَفَاة تَلا سُورَة الْإِخْلَاص وَجعل يكررها بِسُرْعَة ثمَّ إِنَّه تشهد ثَلَاث مَرَّات وَسقط عل وَجهه سَاجِدا وَمَات

ابن المرأة المتكلم المالقي

3 - (ابْن الْمَرْأَة الْمُتَكَلّم المالقي) إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن دهاق أَبُو إِسْحَاق الأوسي المالقي الْمَعْرُوف بِابْن الْمَرْأَة روى الْمُوَطَّأ عَن ابْن حنين وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا للرأي وَرَأس فِي علم الْكَلَام وَشرح الْإِرْشَاد لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وصنف كتابا فِي الْإِجْمَاع وَقَرَأَ علم الْكَلَام بمرسية وَكَانَت الْعَامَّة حزبه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الماكياني) إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن مَيْمُون الْبَاهِلِيّ الْبَلْخِي الماكياني ماكيان قَرْيَة من بَلخ روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ ظَاهر مذْهبه الإرجاء واعتقاده فِي الْبَاطِن السّنة توفّي رَحمَه الله سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ) 3 - (الْوَزير القفطي) إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْوَزير مؤيد الدّين أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن القفطي بِالْقَافِ وَالْفَاء والطاء الْمُهْملَة وياء النِّسْبَة أَخُو الصاحب جمال الدّين المؤرخ وزر بعد أَخِيه الأكرم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه جمال الدّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الهسنجاني) إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن خَالِد أَبُو إِسْحَاق الرَّازِيّ الهسنجاني بِالْهَاءِ وَالسِّين وَالنُّون وَالْجِيم وَالْألف وَالنُّون وياء النِّسْبَة الْحَافِظ الرّحال الجوال كَانَ ثِقَة مَأْمُونا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الْبونِي الْمُقْرِئ) إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن مُحَمَّد أَبُو الْفرج الْمُقْرِئ وجيه الدّين ابْن الْبونِي أحد مَشَايِخ الْقُرَّاء المعتبرين بالجامع وَكَانَ فَاضلا خيرا متواضعاً ساعياً فِي حوائج النَّاس توفّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست مائَة 3 - (ابْن يُونُس الغانمي) إِبْرَاهِيم بن يُونُس بن مُوسَى بن يُونُس بن عَليّ الغانمي البعلبكي رَحل وَسمع وجاور بِمَكَّة وَكَانَ جيد الْقِرَاءَة فصيحها فِيهِ تودد وَحسن صُحْبَة للنَّاس توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وارتحل إِلَى الْحجاز وَجَاز بِمصْر وَسمع وعلق بالبلاد مشيخة عصره كَثِيرَة الْفَوَائِد وَغَيرهَا نقلت من خطه لنَفسِهِ

المعمار غلام النوري

(قَالَ لي العاذل يَوْمًا ... أَنْت بَدْرِي حنيني) (قلت لَا قَالَ فمصري ... قلت لَا إِنِّي حسيني) 3 - (المعمار غُلَام النوري) إِبْرَاهِيم الحائك وَقيل المعمار وَقيل الحجار غُلَام النوري الْمصْرِيّ عَامي مطبوع تقع لَهُ التوريات المليحة المتمكنة المطبوعة الجيدة لَا سِيمَا فِي الأزجال والبلاليق بِحَيْثُ أَنه فِي ذَلِك غَايَة لَا تدْرك أما فِي المقاطيع الشعرية فَإِنَّهُ يقْعد بِهِ عَنْهَا مُرَاعَاة الْإِعْرَاب وتصريف الْأَفْعَال وَلكنه قَلِيل الْخَطَإِ كتب إِلَيّ عِنْد وردي إِلَى الْقَاهِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة) (وافي صَلَاح الدّين مصرا فيا ... نعم خَلِيل حلهَا بالفلاح) (فليهنها الإقبال إِذْ أَصبَحت ... بِالْملكِ الصَّالح دَار الصّلاح) فَمن مقاطيعه اللائقة قَوْله (وَصَاحب أنزل بِي صفعة ... فاغتظت إِذْ ضيع لي حرمتي) (وَقَالَ فِي ظهرك جَاءَت يَدي ... فَقلت لَا والعهد فِي رقبتي) وَقَوله أَيْضا ومفنن يهوى الصفاع وَلم يكن إِذْ ذَاك فني ملكته عنقِي الرَّقِيق فراح ينجله بغين (مَا كَانَ مني بِالرِّضَا ... لكنه من خلف أُذُنِي) (لَوْلَا يَد سبقت لَهُ ... لأمرته بالكف عني) وَقَوله وأجاد (أيري إِذا ندبته ... لحَاجَة تنزل بِي) (قَامَ لَهَا بِنَفسِهِ ... مَا هُوَ إِلَّا عصبي) وَقَوله (عاتبت أيري إِذْ جَاءَ ملتثماً ... بالخزي من علقه فَمَا اكترثا) (بل قَالَ لي حِين لمته قسما ... مَا جزت حمام قَعْره عَبَثا) (كَيفَ وفيهَا طهارتي وَبهَا ... أقلب مَاء وَأَرْفَع الحدثا) وَقَوله (لما جلوا لي عروساً لست أطلبها ... قَالُوا لِيَهنك هَذَا الْعرس والزينة)

(فَقلت لما رَأَيْت النهد منتفشاً ... رمانة كتبت يَا ليتها تينه) وَقَوله (لائمي فِي الشَّبَاب دع عَنْك لومي ... لست مِمَّن تروعه بالعتاب) (أَيهَا الشَّيْخ هَات بِاللَّه قل لي ... أَي عَيْش يحلو بِغَيْر الشَّبَاب) وَقَوله قَالَ لي العاذلون أنحلك الْحبّ وأصبحت فِي السقام فريدا) (أإذا صرت من جفاهم عظاماً ... أبوصلٍ تعود خلقا جَدِيدا) (مَا رَأينَا وَلَا سمعنَا بِهَذَا ... قلت كونُوا حِجَارَة أَو حديدا) وَقَوله وَفِيه لحن ظَاهر (لثمت عذار محبوبي الشرابي ... فَقَالَ تركت لثم الخد عجبا) (حفظت اليانسون كَمَا يَقُولُوا ... ورحت تضيع الْورْد المربا) وَقَوله وَفِيه عيب التَّضْمِين (قسما بِمَا أوليت من إحسانه ... وجميله مَا عِشْت طول زماني) (وَرَأَيْت من يثني على عليائه ... بالجود إِلَّا كنت أول ثَان) وَقَوله وَفِيه لحن ظَاهر (فِي خد من أحببته ... ورد جني أجنه) (وشامة ذقت لَهَا ... حلاوة فِي صحنه) وَقَوله وَفِيه لحن ظَاهر (قلت لَهُ هَل لَك من حِرْفَة ... تعش بهَا بَين الورى أَو سَبَب) (فَقَالَ يغنيني رد فِي الَّذِي ... سموهُ عشاقي تليل الذَّهَب) وَقَوله وَفِيه لحن وتحريف (كلفي بطباخ تنوع حسنه ... ومزاجه للعاشقين يُوَافق) (لَكِن مخافي من جفاه وَكم غَدَتْ ... مِنْهُ قُلُوب فِي الصُّدُور خوافق) وَقَوله (لما جلوا عرسي وعاينتها ... وجدت فِيهَا كل عيب يُقَال) (فَقلت للدلال مَاذَا ترى ... فَقَالَ لَا أضمن غير الْحَلَال) وَقَوله (لج العذول ولامني ... فِي من أحب وعنفا)

(فهممت ألطم رَأسه ... لما ملئت تأسفا) (لَكِنَّهَا زلقت يَدي ... نزلت على اصل الْقَفَا) وَقَوله) (يَا لائمي على العذار أَفْتِنِي ... أيركب الجحش بِلَا مقوده) (أعشق أَرْبَاب الذقون شَهْوَة ... وكل من لحيته فِي يَده) وَقَوله وَفِيه عيب التَّضْمِين (هويت طباخاً سلاني وَقد ... قلا فُؤَادِي بعد مَا رده) (محترفاً وَلم يزل بالجفا ... يغْرف لي أحمض مَا عِنْده) وَقَوله (قَالُوا تسبب فِي الْجَنَائِز واكتسب ... رزقا تعيش بِهِ أجل حَيَاة) (فأجبتهم ردا على أَقْوَالهم ... أَرَأَيْتُم حَيا من الْأَمْوَات) وَقَوله (شَكَوْت للحب مُنْتَهى حرقي ... وَمَا ألاقيه من ضنى جَسَدِي) (قَالَ تداوى بريقتي سحرًا ... فَقلت يَا بردهَا على كَبِدِي) وَقَوله (وقزازٍ يغازلني ... بحاشية لَهَا رقّه) (أَبيت مسهداً مِنْهُ ... أنير من جوى الحرقه) (أسدي تَحت طاقته ... كَأَنِّي حارس الشقه) وَقَوله (يَا أَغْنِيَاء الزَّمَان هَل لي ... جرائم عنْدكُمْ عِظَام) (فضتكم لَا تزَال غَضَبي ... فَلَا سَلام وَلَا كَلَام) (وَالذَّهَب الْعين لَا أرَاهُ ... عَيْني من عينه حرَام) وَقَوله (مَتى أرى المحبوب وافى بالهنا ... وَنحن فِي دَار وَلَا واشٍ لنا) (أَي ثَلَاث مَا لَهُنَّ رَابِع ... مِثَاله الدَّار وَزيد وَأَنا) وَقَوله (يَا قلب صبرا على الْفِرَاق وَلَو ... روعت مِمَّن تحب بالبين) (وَأَنت يَا دمع إِن ظَهرت بِمَا ... يخفيه قلبِي سَقَطت من عَيْني)

البراذعي الموله

) وَقَوله (يَقُول لَهَا زَوجهَا لَا تختشي من لوم ... وَلَا تَقِيّ كل من فِي الأَرْض وَأَنا لكوم) (واتسببي واطعميني أبق من ذَا الْيَوْم ... وأنعس وأرقد ومثلي مَا تري فِي النّوم) 3 - (البراذعي الموله) إِبْرَاهِيم البراذعي الموله الدِّمَشْقِي مُرِيد الشَّيْخ يُوسُف القميني كَانَ لَهُ كشف وَحَال على طَرِيق المولهين توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة 3 - (ظهير الدّين الْبَارِزِيّ) إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مرشد بن مُسلم الْجُهَنِيّ الْبَارِزِيّ الْحَمَوِيّ ظهير الدّين أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ الْمَذْكُور شيخ صوفي من أَبنَاء الرؤساء بحماة لَهُ أدب وأنشدني قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (لَئِن فتكت ألحاظه بحشاشتي ... وساعدها بالهجر واعتز بالْحسنِ) (فَلَا بُد أَن تقتص لي مِنْهُ ذقنه ... وتذبحه قهرا من الْأذن للأذن) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور (غَدا أسوداً بالشعر أَبيض خَدّه ... فَأصْبح من بعد التنعم فِي ضنك) (على خطة أضحى بخطي عذاره ... فنادتهما عَيناهُ حزنا قفا نبك) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور (أَرَاك فأستحيي وأطرق هَيْبَة ... وأخفي الَّذِي بِي من هَوَاك وأكتم) (وهيهات أَن يخفى وَأَنت جعلتن ... جميعي لِسَانا بالهوى يتَكَلَّم) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور وَفِيه تورية (تعجبت وَالدُّنْيَا كثير عجيبها ... لشخص يلاقي عِنْده الْخبث والريا) (بدا سبل فِي عينه وَهُوَ مخصب ... وَلم أرها يَوْمًا ألم بهَا حَيا) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور فِي مليح اسْمه الْخضر (لخضركم مَحل فِي فُؤَادِي ... ترحل صبره وَهُوَ الْمُقِيم) (سبت قلبِي لواحظه وَولى ... فَصَارَ الْخضر يتبعهُ الكليم) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور) (يذكرنِي وجدي الْحمام إِذا غنى ... لأَنا كِلَانَا فِي الْهوى تندب الغصنا) (وَلَكِن إِذا غنى أجبْت بأنةٍ ... وَكم بَين من غنى طروباً وَمن أَنا) (تجول عيوني فِي الرياض لتجتلي ... محاسنكم مِنْهَا إِذا غبتم عَنَّا) (وَمَا وردهَا والنرجس الغض نَائِبا ... عَن الوجنة الْحَمْرَاء والمقلة الوسنى)

جمال الدين جمال الكفاة

(فعرب دمعي بِالَّذِي أَنا كاتم ... وَقد رجعت فِي الرَّوْض أطيارها اللحنا) (فَقَالَ عذول وَهُوَ أَجْهَل قَائِل ... رويدك لَا تفنى وَمن لي بِأَن أفنى) (وَلَو أَن بيض الْهِنْد مِمَّا يردني ... وَسمر القنا عَنهُ تمانعني طَعنا) (لقبلت حد السَّيْف حبا لطرفه ... وعانقت من شوقي لَهُ الأسمر اللدنا) (وخضت عجاج الْمَوْت وَالْمَوْت طيب ... إِذا كَانَ مَا يُرْضِي أحبتنا منا) (حفظنا على حكم الْوَفَاء وضيعوا ... وحالوا بِحكم الْغدر عَنَّا وَمَا حلنا) (وضنوا على المضنى ببذل تحيةٍ ... وَلَو سَأَلُوا بذل الْحَيَاة لما ضنا) وَكتب إِلَى من رزق توأمين ذكرا وَأُنْثَى من جَارِيَة سَوْدَاء (وخصك رب الْعَرْش مِنْهَا بتوأمٍ ... وَمن ظلمات الْبَحْر يسْتَخْرج الدُّرَر) (ويرك أضحى وَارِثا علم جابرٍ ... فأعطاك من ألقابه الشَّمْس وَالْقَمَر) وَقَالَ فِي مليح شواء (وشواء بديع الْحسن يزهى ... بطلعته على كل البرايا) (فوا شوقاه للأفخاذ مِنْهُ ... يشمرها وَيقطع لي اللوايا) أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأَكْفَانِيِّ الْحَكِيم قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ ظهير الدّين الْبَارِزِيّ (يَا لحية الْحبّ الَّتِي ... زَالَ هلا تثبتي) هَل أَنْت فَوق خَدّه الوردي مسك تنبتي قلت كَانَ الأَصْل أَن يَقُول تنبتين وَلكنه حذف النُّون على لُغَة من قَالَ (أَبيت أسرِي وتبيتي تدلكي ... وَجهك بالعنبر والمسك الذكي) وَالصَّحِيح أَن الأَرْض الَّتِي ينْسب لغيها الْمسك يُقَال لَهَا أَرض التبت وَهِي بِلَاد التّرْك الَّتِي بهَا غزال الْمسك لَيْسَ فِيهَا نون الْبَتَّةَ وَإِنَّمَا هِيَ بتائين ثَالِث الْحُرُوف الأولى مَضْمُومَة وَبَينهمَا بَاء) ثَانِي الْحُرُوف مَفْتُوحَة على وزن عمر وَالله أعلم 3 - (جمال الدّين جمال الكفاة) إِبْرَاهِيم القَاضِي جمال الدّين جمال الكفاة نَاظر الْخَاص وناظر الجيوش وناظر الدولة وَكَانَ ابْن خَالَة القَاضِي شرف الدّين النشو وَهُوَ الَّذِي استسلمه واستخدمه مُسْتَوْفيا فِي الدولة ثمَّ استخدمه عِنْد الْأَمِير سيف الدّين بشتاك فَلبث عِنْده مُدَّة ثمَّ إِن النَّاس رموا بَينهمَا فَوَقع بَينهمَا الْمُعَادَة الصعبة على سوء ظن من النشو وَلم يزل الْأَمر بَينهمَا فِي

الألقاب

وَحْشَة إِلَى أَن مَاتَ النشو تَحت الْعقُوبَة وَولي السُّلْطَان الْخَاص لجمال الكفاة وَنظر الْجَيْش وَلم يتَّفق الْجمع بنيهما لغيره وَلم يزل فِي عز وجاه وتمشية حَال إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَتَوَلَّى الْمَنْصُور أَبُو بكر وَهُوَ على ذَلِك ثمَّ خلع الْمَنْصُور وَولي الْأَشْرَف كجك وَهُوَ كَذَلِك وأحبه سيف الدّين قوصون وَبَالغ فِي إكرامه ثمَّ حضر النَّاصِر أَحْمد من الكرك وَاسْتمرّ بِهِ على حَاله فِي الْوَظَائِف وَأَخذه مَعَه إِلَى الكرك وَأقَام عِنْده إِلَى أَن تولي الصَّالح إِسْمَاعِيل وَبَقِي مُدَّة ووظيفتاه لَيْسَ بهما أحد لغيبته فِي الكرك ثمَّ تولى الْجَيْش القَاضِي مكين الدّين ابْن قروينة وَجعل أَخُو جمال الدّين جمال الكفاة فِي الْخَاص يسده إِلَى أَن يحضر فَلَمَّا حضر جمال الكفاة من الكرك تسلم وظيفته فِي الْجَيْش وَالْخَاص وَبَقِي مُدَّة وأضيف إِلَيْهِ نظر الدولة أَيْضا وَصَارَ هُوَ عبارَة عَن الدولة ثمَّ أمسك وَحمل شَيْئا فِي اللَّيْل وَأَفْرج عَنهُ وخلع عَلَيْهِ وأعيد إِلَى وظائفه ثمَّ أمسك وَفعل كالمرة الأولى ثمَّ أفرج عَنهُ وخلع عَلَيْهِ وأعيد وَتمكن من السُّلْطَان الصَّالح إِسْمَاعِيل وَعظم عِنْده وَكتب لَهُ الجناب العالي وَلم يكْتب ذَلِك لغيره من أَبنَاء جنسه ثمَّ إِنَّه رسم لَهُ بإمرة مائَة وتقدمة وَأَن يلبس الكلوتة ويعلب بالكرة فَمَا كَانَ إِلَّا وَهُوَ فِي هَذَا الشَّأْن هَل يقبل أَو لَا حَتَّى عمل عَلَيْهِ وَأمْسك هُوَ وَالْجَمَاعَة موفق الدّين وَغَيره من مباشري الدولة فتوهمها كالمرة الأولى فَقتل بالمقارع وَهُوَ وَولده إِلَى أَن مَاتَ تَحت الْعقُوبَة وَرمي بأَشْيَاء عظائم الله أعلم بحقيقتها وَكَانَت ميتَته رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَوَائِل صفر سنة خمس وَأَرْبَعين أَو أَوَاخِر الْمحرم فَمَاتَ تَحت الْعقُوبَة كَمَا مَاتَ النشو وَكَانَ القَاضِي جمال الدّين الْمَذْكُور شكلاً حسنا ظريفاً مليح الْوَجْه يكْتب خطا قَوِيا جيدا ويتحدث بالتركي وَفِيه ذوق للمعاني الأدبية وَكَانَ فِي أول أمره عِنْد الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا القاسمي وَمُدَّة مُبَاشَرَته الْخَاص إِلَى أَن مَاتَ سِتّ سِنِين تَقْرِيبًا بل تَحْقِيقا لِأَن النشو أمسك فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ وَولي جمال الكفاة مَكَانَهُ وسلك غير) مَسْلَك الْجَمَاعَة من كتاب الْحساب فِي اقتناء المماليك الأتراك على طَريقَة كريم الدّين الْكَبِير وَمَا علم أحد على المناشير أحسن من علامته وَلَا أقوى وَلَا أكبر (الألقاب) ابْن الأبرش النَّحْوِيّ الشَّاعِر اسْمه خلف بن يُوسُف بن فرتون الأبرش الْحِمصِي مُحَمَّد بن حَرْب الأبرقوهي الْمُحدث قطب الدّين اسْمه مُحَمَّد بن إِسْحَاق والأبرقوهي الْمسند شهَاب الدّين اسْمه أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن إبرة الْحَنْبَلِيّ اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الآبري مُحَمَّد بن الْحُسَيْن

صاحب الكرك الفرنجي

3 - (صَاحب الكرك الفرنجي) أبرنس الكرك قيل اسْمه أرناط كَانَ أَخبث الفرنج وأشرهم وأغدرهم قطع الطَّرِيق على قافلة جَاءَت من مصر إِلَى الشَّام وفيهَا خلق كثير وَمَال عَظِيم فاستولى على الْجَمِيع قتلا وأسراً ونهباً فَأرْسل إِلَيْهِ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يوبخه على فعله وَيَقُول أَيْن العهود رد مَا أخذت فَلم يلْتَفت وَشن الغارات على الْمُسلمين وفتك فيهم فَنَذر السُّلْطَان دَمه وَكَانَت فعلته هَذِه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَلَمَّا كَانَت وقْعَة حطين سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانُوا قد خَرجُوا من عكا وَلم يتْرك الفرنج محتلماً وَرَاءَهُمْ فَيُقَال إِنَّهُم كَانُوا فِي ثَمَانِينَ ألف وَمِائَتَيْنِ فَارس وراجل فنزلوا صفورية وَتقدم السُّلْطَان إِلَى طبرية وَكَانَ فِي اثْنَي عشر ألف فَارس وَأما الرجالة فكثيرة وَنصب المجانيق على طبرية ونقب أسوارها وَفتحهَا يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وامتنعت القلعة عَلَيْهِ وَبهَا زَوْجَة القمس ومقدم الفرنج فَنزل لوبية عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَملك الْمُسلمُونَ عَلَيْهِم المَاء وَكَانَ يَوْمًا حاراً والتهب عَلَيْهِم وأضرم مظفر الدّين النَّار فِي الزَّرْع وَبَاتُوا طول اللَّيْل والمسلمون حَولهمْ فَلَمَّا طلع الْفجْر يَوْم السبت قَاتلُوا إِلَى الظّهْر وصعدوا إِلَى تل حطين وَالنَّار تضرم حَولهمْ فهلكوا وتساقطوا من التل وَكَانَ القومص مَعَهم فَحمل وَفتح لَهُ السُّلْطَان درباً فَصَعدَ إِلَى صفد وعملت سيوف الْمُسلمين فِي الفرنج قتلا وَأسر من الْمُلُوك كي وَأَخُوهُ جفري وأبرنس الكرك والهنفري وَصَاحب جبيل وبيروت وصيدا ومقدم الداوية والأسبتار وَغَيرهم وَجِيء إِلَى السُّلْطَان بصليب) الصلبوت وَهُوَ مرصع بالجواهر واليواقيت فِي غلاف من ذهب وَلما سيق الْمُلُوك أسرى إِلَى بَين يَدي السُّلْطَان نزل وَسجد وباس الأَرْض شكرا وَجَاء إِلَى خيمة واستدعاهم فأجلس الْمُلُوك عَن يَمِينه وأبرنس الكرك إِلَى جَانِبه وَنظر السُّلْطَان إِلَى الْملك وَهُوَ يلْتَفت يتلهب عطشاً فَأمر لَهُ بقدح من ثلج وَمَاء فشربه وَسَقَى الأبرنس فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان مَا أَذِنت لَك فِي سقيه وَكَانَ قد نذر أَن يقْتله بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُ يَا مَلْعُون يَا غدار حَلَفت وغدرت ونكثت وَجعل يعدد عَلَيْهِ غدراته ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ فَضَربهُ بِالسَّيْفِ فَحل كتفه وتممه المماليك فَقطعُوا رَأسه وأطعموا جثته للكلاب فَلَمَّا رَآهُ الْملك قَتِيلا خَافَ وطار عقله فَأَمنهُ السُّلْطَان وَقَالَ هَذَا غدار كَذَّاب غدر غير مرّة ثمَّ إِن السُّلْطَان عرض الْإِسْلَام على الداوية والاسبتار فَمن أسلم مِنْهُم استبقاه وَمن لم يسلم قَتله فَقتل خلقا عَظِيما وَبعث بباقي الْمُلُوك وَالْأسَارَى إِلَى دمشق وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (الْعمانِي الْمَجُوسِيّ) أبزون بن مهبرد الْعمانِي أَبُو عَليّ الْكَافِي الْمَجُوسِيّ قَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن الْحَاجِب كنت قبل حصولي بعمان أسمع بِشعر الْكَافِي أبي عَليّ وتمر بِي القصيدة بعد القصيدة وَكنت أفرط إعجابي بِمن يَرْوِيهَا لي عَن مؤلفها فَتكون النَّفس بحفظها أنشط والفكرة على ضَبطهَا أحرص لسلامتها من تَصْحِيف يَقع فِيهَا فقصدته فَلَمَّا اجْتمعت

مَعَه لم أتمكن من مُجَالَسَته فَوَجَدته غير معجب بِشعر نَفسه على عَادَة أَبنَاء جنسه وَأنْشد لَهُ (هَل فِي مَوَدَّة ناكث من رَاغِب ... أم هَل على فقدانها من نادب) (أم هَل يفيدك أَن تعاتب مُولَعا ... يتتبع العثرات غير مراقب) (جعل اعتراضك للسفاهة ديدناً ... وَالذِّئْب ديدنه اعْتِرَاض الرَّاكِب) مِنْهَا (إِن الفتوة علمتني شِيمَة ... تهدي الضياء إِلَى الشهَاب الثاقب) (مَا زَالَ يسلب كل من حمل الظبي ... قلمي وأحداق الظباء سوالبي) (فَهُوَ التَّصَرُّف وَالتَّصَرُّف فِي الْهوى ... دفنا شَبَابِي فِي العذار الشائب) (فتظلمي من ناظرٍ أَو ناظرٍ ... وتألمي من حَاجِب أَو حَاجِب) (وَقبلت عذر بني الزَّمَان لأَنهم ... سلكوا طَرِيق بني الزَّمَان الذَّاهِب) (جبلوا على رفض الْوَفَاء لغَيرهم ... وتمسكوا بالغدر ضَرْبَة لازب) ) وَمن شعره (ألزم جفاءك بِي وَلَو فِيهِ الضنا ... وارفع حَدِيث الْبَين عَمَّا بَيْننَا) (فسموم هجرك فِي هواجره الْأَذَى ... ونسيم وصلك فِي أصايله المنى) (لي التلون من إمارات الرضى ... لَكِن إِذا مل الحبيب تلونا) (تبدي الْإِسَاءَة فِي التيقظ عَامِدًا ... وأراك تحسن فِي الْكرَى أَن تحسنا) (مَا لي إِذا استعطفت رَأْيك رمت لي ... عبتاً جَدِيدا من هُنَاكَ وَمن هُنَا) وَمِنْه (إِنِّي أغار عَلَيْكُم أَن تسلكوا ... فِي الود غير طرائق الفتيان) (وأخاف مر عتابكم مَا لم أخف ... تَحت العجاج عوالي المران) (لم أجن فاستعطفتكم لَكِن بِي ... شوقاً إِلَى استعطافكم ألجاني) (وهبوني الْجَانِي أَلَسْت شقيقكم ... هلا غفرتم للشقيق الْجَانِي) (غطوا بأذيال التجاوز مِنْكُم ... هفوات جَان للندامة جَان) (ولربما كره الْعقُوبَة جازم ... كَيْمَا يفوز بلذة الغفران) (ببعادكم أبغضت دَار كَرَامَتِي ... ولقربكم أَحْبَبْت درا هواني) وَمِنْه (قد كنت أرجوك للبلوي إِذا عرضت ... فصرت أخشاك وَالْأَيَّام للْغَيْر)

ابن هولاكو

(أخْشَى وحكمي أَن أَرْجُو وَلَا عجب ... فَرُبمَا يتَأَذَّى الرَّوْض بالمطر) وَمِنْه (أَرَاك على العلات غير موفق ... وَمَا أحسن التَّوْفِيق حَيْثُ يكون) (تُرِيدُ تلافي الْأَمر من بعد فَوته ... وَلَو شِئْت كَانَ الصعب مِنْهُ يهون) (كبلهاء قوم حِين بلت عَجِينهَا ... بَدَت تنخل المبلول وَهُوَ عجين) وَمِنْه (سكن سَاكن سَواد الْفُؤَاد ... مل قربي وَمَال نَحْو بعادي) قَالَ لي لَا تنام قلت لإعراضك وَهُوَ الْخلاف للمعتاد إِنَّمَا أشتهي الْكرَى لأرى طيفك فِيهِ وَأَنت سهل القياد) (فَإِذا لم يزر خيالك إِلَّا ... مبغضاً فالكرى فدَاء السهاد) وَمِنْه (يَأْبَى قبولي أَي أَرض زرتها ... قدمي رجائي وافتقاري سائقي) (فَكَأَنَّمَا الدُّنْيَا يدا متحرزٍ ... وكأنني فِيهَا وَدِيعَة سَارِق) ومه (أَيهَا العاذل مهلا ... لَيْسَ هَذَا العذل شياً) (لَا تلكفني سلواً ... عَن ذَا لَا يتهيا) وَانْصَرف يَوْمًا من الصَّيْد وَقد نضد مَا حصل بَين يَدَيْهِ فَقَالَ والكأس تهز عطفيه (وهجرنا القنا وزرنا القناني ... واشتغلنان عَن الظبى بالظباء) وَمِنْه (فَلَا ملت معاتبتي فَإِنِّي ... أعد عتابها إِحْدَى الْهَدَايَا) 3 - (ابْن هولاكو) أبغا وَيُقَال أباقا بن هولاكو ملك التتار وَصَاحب الْعرَاق والجزيرة وخراسان وأذربيجان مَاتَ بنواحي همذان بَين الْعِيدَيْنِ سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَله نَحْو خمسين سنة كَانَ مقداماً شجاعاً عالي الهمة لم يكن فِي إخْوَته مثله وَهُوَ على دين التتار لم يسلم وَكَانَ ذَا رَأْي وخبرة بالحروب لما توجه أَخُوهُ منكوتمر إِلَى الشَّام بالعساكر لم يكن ذَلِك بتحريضه بل أُشير عَلَيْهِ فَوَافَقَ وَكَانَ سفاكاً قتل فِي الرّوم خلقا كثيرا لكَوْنهم دخلُوا فِي طَاعَة الْملك الظَّاهِر بيبرس الصَّالح وَقد نفذ الظَّاهِر إِلَيْهِ رسله وهدية وحضروا بَين يَدَيْهِ وَعَلِيهِ قبَاء نفظي وسراقوج

الأمير عضب الدولة

بنفسجي وَزَوْجَة أَبِيه الجى خاتون وَقد تزوج بهَا كهلةً إِلَى جَانِبه قَالَ ابْن الكازروني توفّي فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة وَكَانَت أَيَّامه سبع عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر وَلما جهز أَخَاهُ منكوتمر نزل فِي جمَاعَة من خواصه بِالْقربِ من الرحبة لينتظر مَا يكون فَلَمَّا تحقق الكسرة رَجَعَ على عقبه إِلَى همذان فَمَاتَ هما وكمداً وَمَات بعده بيومين أَخُوهُ آجاي 3 - (الْأَمِير عضب الدولة) أبق بن عبد الرَّزَّاق الْأَمِير أَبُو مَنْصُور عضب الدولة الَّذِي بالتربة العضبية خَارج بَاب الفراديس بِدِمَشْق أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار من خَواص صَاحب دمشق تَاج الدولة تتش توفّي سنة) اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة وَهُوَ ممدوح ابْن الْخياط الدِّمَشْقِي قَالَ يمدحه بالقصيدة الَّتِي أَولهَا (سلوا سيف ألحاظه الممتشق ... أعند الْقُلُوب دم للحدق) مِنْهَا (وَبت أخالج شكي بِهِ ... أَزور طر أم خيال طرق) (أفكر فِي الهجر كَيفَ انْقَضى ... وأعجب للوصل كَيفَ اتّفق) (فللحب مَا عز مني هان ... وللحسن مَا جلّ مِنْهُ ودق) لقد أبق الْعَدَم من راحتي لما أحس بنعمى أبق (تطاوح يهرب من جوده ... وَمن أمه السَّيْل خَافَ الْغَرق) وَقَالَ أَيْضا يرثيه لما توفّي رَحمَه الله فِي التَّارِيخ (أبعدك أتقي نوب الزَّمَان ... أبعدك أرتجي دَرك الْأَمَانِي) (أيجمل بِي العزاء وَأَنت ثاوٍ ... أيحسن بِي الْبَقَاء وَأَنت فان) 3 - (مجير الدّين صَاحب دمشق) أبق بن مُحَمَّد بن بوري بن طغتكين التركي الْملك مجير الدّين أَبُو سعيد صَاحب دمشق وَابْن صَاحبهَا جمال الدّين بن تَاج الْمُلُوك الدِّمَشْقِي ولد ببعلبك وأقيم فِي إِمَارَة دمشق بعد أَبِيه وَهُوَ دون الْبلُوغ وأتابك زنكي إِذْ ذَاك محاصر دمشق فَلم ينل مِنْهَا وَعَاد إِلَى حلب وَكَانَ الْمُدبر لدولته معِين الدّين مَمْلُوك جد أَبِيه والوزير الرئيس أَبُو الفوارس الْمسيب ابْن الصُّوفِي ثمَّ إِن نور الدّين ملك دمشق وَأَعْطَاهُ حمص فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وانتقل إِلَى نابلس بِأَمْر نور الدّين ثمَّ توجه إِلَى بغداذ فَقبله المقتفي وأقطعه مَا كَفاهُ وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة

الألقاب

3 - (الألقاب) الأبله الْعِرَاقِيّ الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن بختيار تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ ابْن الآبنوسي الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن عبد الله الْأَبْهَرِيّ أثير الدّين المنطقي اسْمه الْمفضل بن عمر بن الْمفضل والأبهري الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله الْأَبْهَرِيّ شمس الدّين عبد الْوَاسِع بن عبد الْكَافِي 3 - (الْمدنِي) ) أبي بن عَبَّاس بن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ الْمدنِي أَخُو عبد الْمُهَيْمِن ضعفه ابْن معِين وَقَالَ أَحْمد مُنكر الحَدِيث وَقَالَ الدولابي لَيْسَ بِالْقَوِيّ روى لَهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَالْمِائَة 3 - (الْأَخْنَس الثَّقَفِيّ) أبي بن شريق بن عَمْرو الثَّقَفِيّ أسلم يَوْم الْفَتْح وَسمي الْأَخْنَس لِأَنَّهُ أَشَارَ يَوْم بدر على بني زهرَة بِالرُّجُوعِ إِلَى مَكَّة فَرَجَعُوا وَلم يشْهدُوا بَدْرًا فَسَلمُوا من الْقَتْل فخنس بهم أَي تَأَخّر شهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حنيناً وَأَعْطَاهُ مَعَ الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَله صُحْبَة ورؤية وَلَيْسَ لَهُ رِوَايَة وَفِيه نزلت قَوْله تَعَالَى وَمن النَّاس من يُعْجِبك قَوْله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا الْآيَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ فِي أول خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ 3 - (الْأنْصَارِيّ المعاوي) أبي بن كَعْب بن قيس بن عبيد بن زيد بن مُعَاوِيَة بن عَمْرو بن مَالك ابْن النجار والنجار هُوَ تيم اللات بن ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن الْخَزْرَج الْأَكْبَر الْأنْصَارِيّ المعاوي وَبَنُو مُعَاوِيَة بن عَمْرو يعْرفُونَ ببني حديلة مَضْمُومَة الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وَلَام وهاء أمه صهيلة بنت الْأسود وَهِي عمَّة أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ قَالَ أبي رَضِي الله عَنهُ قَالَ لي رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يَا أَبَا الْمُنْذر أَي آيَة مَعَك فِي كتاب الله أعظم فَقلت الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ

الأنصاري أبي بن معاذ

القيوم قَالَ فَضرب صَدْرِي وَقَالَ لِيَهنك الْعلم يَا أَبَا الْمُنْذر وَشهد أبي الْعقبَة الثَّانِيَة وَبَايع فِيهَا ثمَّ شهد بَدْرًا وَكَانَ أحد فُقَهَاء الصَّحَابَة وأقرأهم لكتاب الله تَعَالَى وَقَالَ أبي قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمرت أَن أَقرَأ عَلَيْك الْقُرْآن قلت يَا رَسُول الله سماني لَك رَبك قَالَ نعم فَقَرَأَ عَليّ قل بِفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هُوَ خير مِمَّا تجمعون بِالتَّاءِ جَمِيعًا وَقد رُوِيَ أَنه قرأهما جَمِيعًا بِالْيَاءِ قَالَ أنس وَثَبت أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ ألم يكن الَّذين كفرُوا وَكَانَ أبي رَضِي الله عَنهُ مِمَّن كتب الْوَحْي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل زيد بن ثَابت وَمَعَهُ وَذكر مُحَمَّد بن سعد عَن الْوَاقِدِيّ عَن أشياخه قَالَ أول من كتب لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُقَدّمَة الْمَدِينَة أبي بن كَعْب وَهُوَ أول من كتب فِي آخر الْكتاب وَكتب فلَان قَالَ وَكَانَ أبي إِذا لم يحضر دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيد بن ثَابت فَكتب وَرُوِيَ من حَدِيث ابْن قلَابَة عَن نس وَمِنْهُم من يرويهِ مُرْسلا وَهُوَ الْأَكْثَر أَن) رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أرْحم أمتِي أَبُو بكر وَأَقْوَاهُمْ فِي دين الله عمر وأصدقهم حَيَاء عُثْمَان وأقضاهم عَليّ بن أبي طَالب وأقرأهم أبي بن كَعْب وأقرضهم زيد بن ثَابت وأعلمهم بالحلال وَالْحرَام معَاذ بن جبل وَمَا أظلت الخضراء وَلَا أقلت الغبراء من ذِي لهجة أصدق من أبي ذَر وَلكُل أمة أَمِين وَأمين هَذِه الْأمة أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَتُوفِّي أبي رَضِي الله عَنهُ فِي خلَافَة عمر وَقيل سنة تسع عشرَة وَقيل سنة عشْرين وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَقيل إِنَّه مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ 3 - (الْأنْصَارِيّ أبي بن معَاذ) أبي بن معَاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن مُعَاوِيَة بن عمر بن مَالك بن النجار شهد مَعَ أَخِيه أنس بن معَاذ بَدْرًا وأحداً وقتلاً يَوْم بِئْر مَعُونَة شهيدين 3 - (الْأنْصَارِيّ أبي بن عمَارَة) أبي بن عمَارَة الْأنْصَارِيّ يُقَال بِفَتْح الْعين وَكسرهَا فِي أَبِيه عمَارَة رُوي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي بَيت أَبِيه عمَارَة الْقبْلَتَيْنِ وَله حَدِيث آخر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ روى عَنهُ عبَادَة بن نسي وَأَيوب بن قطن قَالَ ابْن عبد الْبر يضطرب فِي

الصاحب

إِسْنَاد حَدِيثه وَلم يذكرهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير لأَنهم يَقُولُونَ إِنَّه خطاء وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو أبي بن أم حرَام وَاسم أبي أبيّ عبد الله 3 - (الصاحب) أُبيّ بن مَالك الْحَرَشِي وَيُقَال العامري بَصرِي روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من أدْرك وَالِديهِ أَو أَحدهَا ثمَّ دخل النَّار فَأَبْعَده الله روى عَنهُ زُرَارَة بن أوفى قَالَ ابْن معِين لَيْسَ فِي أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبيّ بن مَالك وَإِنَّمَا هُوَ عمر بن مَالك وأبيّ خطأ وَقَالَ البُخَارِيّ إِنَّمَا هَذَا الحَدِيث لمَالِك بن عَمْرو الْقشيرِي وَغير البُخَارِيّ يصحح أَمر أبي بن مَالك هَذَا وَحَدِيثه 3 - (الديلمي) أُبيّ بن مُدْلِج من ولد فَيْرُوز الديلمي قَالَ المرزباني هُوَ الْقَائِل يهجو مُحَمَّد بن عِيسَى المَخْزُومِي قل لِابْنِ عِيسَى المستغيث من السهولة بالوعوره) (والناطق العوراء فِي ... جلّ الحَدِيث بِلَا بصيره) (ولد الْمُغيرَة تِسْعَة ... كَانُوا صَنَادِيد العشيره) (وَأَبُوك عاشرهم كَمَا ... نَبتَت مَعَ النّخل الشعيره) إِن النُّبُوَّة والخلافة والسقاية والمشوره فِي غَيْركُمْ فَاكْفُفْ إِلَيْك يدا مجذمةً قصيره 3 - (ابْن المعذر الريَاحي) الأبيرد بن المعذر الريَاحي قَالَ صَاحب الأغاني شَاعِر إسلامي بدوي لم يفد إِلَى خَليفَة وَمَا هُوَ بمكثر فمما يحْكى عَنهُ أَنه قدم على حراثة ابْن بدر فَقَالَ اكسني برد بن أَدخل بهما على الْأَمِير يَعْنِي عبيد الله ابْن زِيَاد وكساه ثَوْبَيْنِ فَلم يرضهما فَقَالَ فِيهِ (أحارث أمسك فضل برديك إِنَّمَا ... أجاعه وأعرى الله من كننت كاسيا) (وَكنت إِذا استمطرت مِنْك سَحَابَة ... لتمطرني عَادَتْ عجاجاً وسافيا) (أحارث عاود شربك الْخمر إِنَّنِي ... أرى ابْن زِيَاد عَنْك أصبح لاهيا) وَقَالَ يهجوه

الصحابي

(زعمت غُدَانَة أَن فِيهَا سيداً ... ضخماً يواريه جنَاح الجندب) (يرويهِ مَا يروي الذُّبَاب وينتشي ... لؤماً وتشبعه ذِرَاع الأرنب) وَله مراث فِي أَخِيه بريد أوردهَا صَاحب الأغاني قَالَ وَهِي من مختارات الْأَصْمَعِي (تطاول ليلِي لم أنمه تقلباً ... كَأَن فِرَاشِي حَال من دونه الْجَمْر) (أراقب من ليل التَّمام نجومه ... لدن غَابَ قرن الشَّمْس حَتَّى بدا الْفجْر) وَمِنْهَا (فَإِن تكن الْأَيَّام فرقن بَيْننَا ... فقد عذرتنا فِي صحابتنا الْعذر) (وَكنت أرى هجراً فراقك سَاعَة ... أَلا لَا بل الْمَوْت التَّفَرُّق والهجر) (أحقاً عباد الله أَن لست لاقياً ... بريداً طوال الدَّهْر مَا لألأ العفر) 3 - (الصَّحَابِيّ) أَبيض بن حمال فعال من الْحمل السبائي المأربي من مأرب الْيمن يُقَال إِنَّه من الأزد روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أقطعه الْملح الَّذِي بمأرب إِذْ سَأَلَهُ ذَلِك فَلَمَّا أعطَاهُ إِيَّاه قَالَ) لَهُ رجل عِنْده يَا رَسُول الله إِنَّمَا أقطعته المَاء الْعد فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَا إِذا وروى عَنهُ شمير بن بعد المنان وَغَيره وَقيل إِن اسْمه كَانَ أسود فَغَيره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن الْأَبْيَض الْحَنْبَلِيّ اسْمه مقبل بن أَحْمد سَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى ابْن أبي الْأَبْيَض الضَّرِير اسْمه رسته الْأَبْيَض السَّرقسْطِي اسْمه يحيى بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْأَبْيَض اسْمه يحيى بن مقبل الأبيوردي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أترجه الشَّاعِر عبد الله بن مُحَمَّد 3 - (الْملك خوارزم شاه) أتسز بن مُحَمَّد بن أنوشتكين الْملك خوارزم شاه كَانَ عادلاً كافاً عَن أَمْوَال الرّعية محباً إِلَيْهِم وَكَانَ تَحت طَاعَته السُّلْطَان سنجر شاه أَصَابَهُ فالج فعالجوه بِكُل

صاحب دمشق

مَا أمكن فَلم يبرأ فَأَعْطوهُ حراراتٍ عَظِيمَة بِغَيْر علم الطِّبّ فَاشْتَدَّ مَرضه وخارت قواه وَمَات سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ يَقُول عِنْد الْمَوْت مَا إِنِّي عني ماليه هلك عني سلطانيه وَملك بعده ابْنه أرسلان 3 - (صَاحب دمشق) أتسز بن أوق الْخَوَارِزْمِيّ التركي صَاحب دمشق ملك الْبَلَد صَالحا وَنزل دَار الْإِمَارَة فِي بَاب الفراديس وخطب للمقتدي العباسي وَقطع دَعْوَة العبيديين فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَغلب على أَكثر عسكره تقليداً راسل تتش بن ألب رسْلَان فَقدم عَلَيْهِ وَغلب على دمشق وَقتل أتسز فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع مائَة واستتم الْأَمر لتتش الْأَثْرَم اللّغَوِيّ عَليّ بن الْمُغيرَة الْأَثْرَم الْمَكِّيّ عَمْرو بن دِينَار ابْن أثروي عَليّ بن سعيد الْأَثِير ابْن بنان الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَثِير الْأَبْهَرِيّ هُوَ الْمفضل بن عمر) الْأَثِير الْحلَبِي الْفضل بن سهل ابْن الْأَثِير مجد الدّين صَاحب النِّهَايَة الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْأَثِير ضِيَاء الدّين صَاحب الْمثل نصر الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْأَثِير عز الدّين المؤرخ هُوَ عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْأَثِير تَاج الدّين أَحْمد بن سعيد عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن أَحْمد عَلَاء الدّين عَليّ بن أَحْمد ابْن الْأَثِير الأرمنتي عَليّ بن عبد الرَّحِيم أثير الدّين أَبُو حَيَّان النَّحْوِيّ هُوَ مُحَمَّد بن يُوسُف الْآجُرِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْآجُرِيّ مُحَمَّد بن خَالِد والآجري إِبْرَاهِيم الْأَجَل اللّغَوِيّ عَليّ بن مَنْصُور الْأَجَل الْوَزير حَمْزَة بن إِبْرَاهِيم

من اسمه أجمد

أجِير الْبَهَاء الشُّرُوطِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم (من اسْمه أجمد) 3 - (الصَّحَابِيّ) أجمد بِالْجِيم على وزن أَحْمد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَحْمد بِالْحَاء كثير وأجمد بِالْجِيم رجل وَاحِد وَهُوَ أجمد بن عجيان الْهَمدَانِي وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد فتح مصر فِي أَيَّام عمر بن الْخطاب وخطته بِجَزِيرَة مصر مَعْرُوفَة (من اسْمه أَحْمد) 3 - (القريشي) أَحْمد بن أبان أَصله بَصرِي كَانَ ببغداذ حدث عَن عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي وَإِبْرَاهِيم بن سعد الزهدي مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ محب الدّين ابْن النجار ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مندة الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَارِيخه 3 - (ابْن السَّيِّد اللّغَوِيّ) أَحْمد بن أبان بن السَّيِّد اللّغَوِيّ الأندلسي أَخذ عَن أبي عَليّ القالي وَغَيره من عُلَمَاء الْأَدَب وَكَانَ عَالما حاذقاً أديباً توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة فِيمَا ذكره ابْن بشكوال الْقُرْطُبِيّ فِي تَارِيخه وَكَانَ يعرف بِصَاحِب الشرطة وَقَالَ أَبُو نصر الْحميدِي فِي آخر كِتَابه فِي بَاب من يعرف بِأحد آبَائِهِ ابْن سيد إِمَام فِي اللُّغَة والعربية وَكَانَ فِي أَيَّام الحكم الْمُسْتَنْصر وَهُوَ مُصَنف كتاب الْعَالم فِي اللُّغَة نَحْو مائَة مُجَلد مُرَتّب على الْأَجْنَاس بَدَأَ فِيهِ بالفلك وَختم بالذرة وَله فِي الْعَرَبيَّة كتاب الْعَالم والمتعلم على الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب شرح كتاب الْأَخْفَش وَكَانَ سريع الْكِتَابَة وروى عَنهُ الإفليلي وَغَيره 3 - (اللؤْلُؤِي القيرواني) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي عَاصِم أَبُو بكر اللؤْلُؤِي القيرواني النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الشَّاعِر إِمَام بارع فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية مَاتَ كهلاً سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَلَاث مائَة وَكَانَ كثير الْمُلَازمَة لأبي مُحَمَّد المكفوف وَعنهُ أَخذ وَله كتاب فِي الظَّاء وَالضَّاد وَكَانَ أَبوهُ مُوسِرًا فَلم يكن يمدح أحدا بمجازاة وَترك الشّعْر فِي آخر عمره وَأَقْبل على طلب الحَدِيث وَالْفِقْه وَهُوَ الْقَائِل (أيا طلل الْحَيّ الَّذين تحملوا ... بوادي الغضا كَيفَ الْأَحِبَّة وَالْحَال) (وَكَيف قضيب البان وَالْقَمَر الَّذِي ... بوجنته مَاء الملاحة سيال) ) (كَأَن لم تدر مَا بَيْننَا ذهبيةٌ ... عبيرية الأنفاس عذراء سلسال) (وَلم أتوسد نَاعِمًا بطن كَفه ... وَلم يحو جسمينا مَعَ اللَّيْل سربال)

ابن حانجان

(فَبَانَت بِهِ عني وَلم أدر بَغْتَة ... طوارق صرف الْبَين والبين مغتال) (فَلَمَّا اسْتَقَلت ظعنهم وحدوجهم ... دَعَوْت ودمع الْعين فِي الخد سيال) (حرمت مناي مِنْك إِن كَانَ ذَا الَّذِي ... تَقوله الواشون عني كَمَا قَالُوا) هَذَا الْبَيْت الْأَخير تضمين من أَبْيَات للْقَاضِي عبد الله بن مُحَمَّد الخلنجي ابْن أُخْت عُلْوِيَّهُ الْمُغنِي لَعَلَّهَا تَجِيء فِي تَرْجَمته إِن ذكرته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَلها حِكَايَة عَجِيبَة 3 - (ابْن حانجان) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حانجان أَبُو الْعَبَّاس الهمذاني قدم بغداذ وَسمع بهَا من أبي بكر أَحْمد بن جَعْفَر الْقطيعِي ثمَّ قدمهَا بعد الْأَرْبَع مائَة بِيَسِير وَحدث بهَا سمع مِنْهُ أَحْمد بن الْحُسَيْن بن دودان الْهَاشِمِي فِيمَا أَظن قَالَه ابْن النجار توفّي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة كَانُوا يقرأون عَلَيْهِ الحَدِيث فنعس فَمَاتَ 3 - (العاقولي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن محمّد بن مَالك أَبُو بكر بن أبي إِسْحَاق العاقولي من أهل بَاب الأزج ببغداذ سمع أَبَا عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ بن البشير وروى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ قَالَ ابْن النجار وَحدثنَا عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْبَنْدَنِيجِيّ توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَدفن بمقبرة الْفِيل بِبَاب الأزج 3 - (أَبُو جَعْفَر الْفَقِيه) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن عَليّ القلعي أَبُو جَعْفَر الْفَقِيه من أهل يزِيد حدث ببغداذ بِشَيْء من أمالي الْمحَامِلِي رِوَايَة ابْن مهْدي 3 - (أَبُو بكر الطاهري) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الشاه أَبُو بكر الطاهري شَاعِر أديب روى عَنهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مصنفاته شَيْئا من شعره (حجبوا وَجه من أحب وَقَالُوا ... عش سليما فَقلت غير سليم) (كَيفَ أحيي وَقد تغيب عني ... وَجه من كَانَ لذتي ونعيمي) ) وَقَالَ (مَا زلت أسمع بالهوى وعذابه ... وَأرى الْمُحب دُمُوعه تتحدر) (وأظل أعجب مِنْهُ حَتَّى ذقته ... فَعلمت أَن الْمَوْت مِنْهُ أيسر) 3 - (أَبُو الْوَفَاء الصالحاني) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن أبي ذَر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ أَبُو الْوَفَاء الصالحاني من أهل أَصْبَهَان كَانَ شَيخا صَالحا متعبداً يحجّ كل سنة عَن النَّاس يُقَال إِنَّه حج نيفاً وَأَرْبَعين حجَّة حدث ببغداذ عَن أبي سهل أَحْمد بن أَحْمد وَغَيره توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الزبال الْوَاعِظ) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الْوَاعِظ يعرف بِابْن الزبال من أهل الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ سمع من صباه من النَّقِيب أبي عبد الله أَحْمد بن عَليّ

أبو الغنائم الكاتب

الْحُسَيْنِي كَانَ يعظ فِي المواسم ويلبس الطيلسان ويخضب بِالسَّوَادِ ثمَّ ترك جَمِيع ذَلِك قبل مَوته بِمدَّة قَالَ ابْن النجار مَا علمت من حَاله إِلَّا خيرا وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام كثير السُّكُوت وكتبت عَنهُ يَسِيرا توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله الشِّيرَازِيّ أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار قَوْله (قد خرف الشَّيْخ وانحنى كبرا ... وهتك الشيب مِنْهُ مَا سترا) غَيره دهره وَلم تزل الْأَيَّام بِالْمَرْءِ تحدث الغيرا (وَكَانَ فِي غَيره لَهُ عبر ... فاليوم أضحى لغيره عبرا) (انْظُر إِلَى حَاله تَجِد عجبا ... وَسبح الله فِيهِ مفتكرا) (يمشي مكباً بِوَجْهِهِ كبرا ... تحسبه الْقوس والعصا وترا) توفّي سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو طَاهِر الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْقطَّان الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ ذكره أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أبي يعلى بن الْقُرَّاء فِي) كتاب الطَّبَقَات وَقَالَ صَاحب التَّعْلِيق وَالتَّحْقِيق والفرائض وَالْأُصُول وَهُوَ أحد أَصْحَاب ابْن حَامِد توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (العطوي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي عَطِيَّة أَبُو عبد الرَّحْمَن العطوي مولى بني لَيْث بن بكر بَصرِي المولد والمنشأ قَالَ صَاحب الأغاني كتب شَاعِر واتصل بِأَحْمَد بن أبي دواد وتقرب إِلَيْهِ بمذهبه فِي الاعتزال فَانْتَفع بِهِ وأغناه وَله فِيهِ مرثية رائية وَمن شعره (وَلَو قَالُوا تمن لَقلت كأس ... يطوف بهَا قضيب فِي كثيب) (وندماناً يساقطني حَدِيثا ... كلحظ الْحبّ أَو غض الرَّقِيب) وَمِنْه (أدر الكأس قد تَعَالَى النَّهَار ... مَا يُمِيت الهموم إِلَّا الْعقار) (صَاح هَذَا الشتَاء فاغد عَلَيْهَا ... إِن أَيَّامه لذاذ قصار) (أَي شَيْء ألذ من يَوْم دجن ... فِيهِ كأس على الندامى تدار) (وقيان كأنهن ظباء ... فَإِذا قُلْنَ قَالَت الأوتار) قَالَ الْمبرد سمع العطوي رجلا يحدث عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا قَالَ

الأعرابي الباخرزي

لَهُ إِن فلَانا قد جمع مَالا فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ فَهَل جمع أَيَّامًا فَأخذ العطوي هَذَا الْمَعْنى وَقَالَ (أرفه بعيش فَتى يَغْدُو على ثِقَة ... أَن الَّذِي قسم الأرزاق يرزقه) (فالعرض مِنْهُ مصون مَا يدنسه ... وَالْوَجْه مِنْهُ جَدِيد لَيْسَ يخلقه) (جمعت مَالا فَقل لي هَل جمعت لَهُ ... يَا جَامع المَال أَيَّامًا تفرقه) (وَالْمَال عنْدك مخزون لوَارِثه ... مَا المَال مَالك إِلَّا حِين تنفقه) 3 - (الْأَعرَابِي الباخرزي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو نصر الْكَاتِب الْمَعْرُوف بالأعرابي لتشبهه فِي فصل الْخطاب بالأعراب وَهُوَ باخرزي وَهُوَ الَّذِي دب الْحسن بن عَليّ الباخرزي وَالِد صَاحب الدمية وَسَيَأْتِي ذكرهمَا فِي مكانيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ الْحسن الباخرزي فِي حَقه كَانَت البلاغة ترنو من أحداقه والعربية تطير من أشداقه وَمن شعره) (أَلا لَا تبال بِصَرْف الزَّمَان ... وَلَا تخضعن لدور الْفلك) (وساخف زَمَانك واسخر بِهِ ... فَمَا الْعَيْش إِلَّا الَّذِي طَابَ لَك) وَمِنْه (إِنَّنِي إِذا أَصبَحت فِي بلد العدى ... فالنبل مشطي والظبى مرآتي) (إِنِّي إِذا ركب الرِّجَال رَأَيْتنِي ... أغشى الحتوف بِكُل آتٍ أُتِي) 3 - (ابْن إبرة الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن إبرة كَانَ مَوْصُوفا بالزهد والورع حدث عَن أبي بكر الْقطيعِي وروى عَنهُ الشريف عبد الْخَالِق بن عِيسَى توفّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ 3 - (الْكَافِي الأوحد الْوَزير) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْوَزير الضَّبِّيّ أَبُو الْعَبَّاس الملقب بالكافي الأوحد الْوَزير بعد الصاحب ابْن عباد لفخر الدولة ابْن أبي الْحسن عَليّ بن ركن الدولة بويه توفّي فِي صفر سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة ذكره الثعالبي قَالَ هُوَ جذوة من نَار الصاحب أبي الْقَاسِم ونهر من بحره وخليفته النَّائِب مَنَابه فِي حَيَاته الْقَائِم مقَامه بعد وَفَاته وَكَانَ الصحاب يَصْحَبهُ من الصِّبَا فاصطنعه لنَفسِهِ وأدبه بآدابه وَقدمه بِفضل الِاخْتِصَاص على سَائِر صنائعه وندمائه وَمن شعره لَا تركنن إِلَى الْفِرَاق فَإِنَّهُ مر المذاق (

أبو رياش

فالشمس عِنْد غُرُوبهَا ... تصفر من ألم الْفِرَاق) وَلما مَاتَ الصاحب ابْن عباد قَالَ فَخر الدولة لأبي الْعَبَّاس الضَّبِّيّ حصل من الْأَعْمَال والمتصرفين ثَلَاثِينَ ألف ألف دِرْهَم فَإِن الصاحب أهمل الْحُقُوق وضيع الْأَمْوَال فَامْتنعَ من ذَلِك وَكتب أَبُو عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن حمولة وَكَانَ خصيصاً بالصاحب من جرجان يخْطب الوزارة وَيضمن ثَمَانِيَة آلَاف ألف دِرْهَم فَأَجَابَهُ فَخر الدولة وَقَالَ لأبي الْعَبَّاس قد ورد أَبُو عَليّ وَغدا أخرج أَلْقَاهُ وَأمرت الْجَمَاعَة وَغَيرهم بالنزول لَهُ وَلَا بُد لَك من النُّزُول لَهُ فثقل عَلَيْهِ ذَلِك وَضمن عَن الوزارة سِتَّة آلَاف ألف دِرْهَم وَسَأَلَ إعفاءه من تلقي أبي عَليّ فقلدهما الوزارة شَرِيكَيْنِ وسمح كلا مِنْهُمَا بألفي ألف دِرْهَم وخلع عَلَيْهِمَا خلعتين متساويتين وَأَمرهمَا أَن يجلسا فِي دست واحدٍ وَيكون التوقيع لهَذَا فِي يَوْم الْعَلامَة للْآخر وَتجْعَل الْكتب باسمهما) وَيقدم عنواناتها لهَذَا يَوْمًا وَلِهَذَا يَوْمًا وَأقَام على حَالهمَا مُدَّة وَلم يَزَالَا كَذَلِك إِلَى أَن أوقع السَّعَادَة بَينهمَا وَأَبُو عَليّ متغافل فدبر أَبُو الْعَبَّاس عَلَيْهِ وَقَبضه بِأَمْر السيدة وَحمله إِلَى قلعة استوناوند ثمَّ نفذ إِلَيْهِ من قَتله وَانْفَرَدَ أَبُو الْعَبَّاس بِالْأَمر وَجَرت لَهُ خطوب فعجز فِي آخرهَا وَمَات للسيدة قريب فَقيل عَنهُ إِنَّه هُوَ الَّذِي سقَاهُ السم فهرب وَلحق ببروجرد والتجأ إِلَى بدر بن حسنويه وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين أَو سنة سبع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَقيل إِن تركته اشْتَمَلت على شَيْء كثير لِأَن أَبَا بكر بن طَاهِر حصل لَهُ مِنْهَا لما حملهَا سِتّ مائَة ألف دِينَار وَمِمَّنْ مدحه مهيار الديلمي بقصيدته الَّتِي أَولهَا (أجيراننا بالغور والركب مِنْهُم ... أيعلم خَال كَيفَ بَات المتيم) (رحلتم وَعمر اللَّيْل فِينَا وَفِيكُمْ ... سَوَاء وَلَكِن ساهرون ونوم) وَلما مَاتَ رثاه بقوله الَّذِي مِنْهُ أبكيك لي وَلمن بلين بفرقة الْأَيْتَام بعْدك وَالنِّسَاء أرامل (ولمستجير والخطوب تنوشه ... مستطعم والدهر فِيهِ آكل) 3 - (أَبُو رياش) احْمَد بن إِبْرَاهِيم أَبُو رياش الشَّيْبَانِيّ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء توفّي فِيمَا ذكره أَبُو غَالب همام بن الْفضل بن مهذب فِي تَارِيخه سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة كَانَ يُقَال إِنَّه يحفظ خَمْسَة آلَاف ورقة لُغَة وَعشْرين ألف بَيت شعر إِلَّا أَن أَبَا مُحَمَّد المافروخي أبر عَلَيْهِ لِأَنَّهُمَا اجْتمعَا أول مَا تشاهدا بِالْبَصْرَةِ فذاكرا أشعار الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد يذكر القصيدة فَيَأْتِي أَبُو رياش على عيونها فَيَقُول أَبُو مُحَمَّد لَا إِلَّا أَن تهذها من أَولهَا إِلَى آخرهَا فينشد مَعَه ويتناشدان إِلَى آخرهَا ثمَّ أَتَى أَبُو مُحَمَّد بعده بقصائد لم يتَمَكَّن أَبُو رياش أَن يَأْتِي بهَا

إِلَى آخرهَا وَكَانَ طَوِيل الشَّخْص جهير الصَّوْت يتَكَلَّم بِكَلَام الْبَادِيَة وَيظْهر أَنه على مَذْهَب الزيدية ويتزوج كثيرا وَيُطلق وَكَانَ عديم الْمَرْوَة وسخ اللبسة كثير التقشف قَلِيل التنظف وَفِيه يَقُول أَبُو عُثْمَان الخالدي (كَأَنَّمَا قمل أبي رياش ... مَا بَين صئبان قَفاهُ الفاشي) (وَذَا وَذَا فلج فِي انتفاش ... شهدانج بدد فِي خشخاش) وَكَانَ شَرها فِي الطَّعَام سيء الْأَدَب فِي المؤاكلة دَعَاهُ يَوْمًا أَبُو يُوسُف الزيدي وَالِي الْبَصْرَة) إِلَى مائدة فَمد يَده إِلَى قِطْعَة لحم فانتهشها ثمَّ ردهَا إِلَى الْقَصعَة وَكَانَ بعد ذَلِك إِذا حضر مائدته هيأ لَهُ طبقًا يَأْكُل فِيهِ وَحده وَدعَاهُ يَوْمًا الْوَزير المهلبي فَبينا هُوَ يَأْكُل إِذا بِهِ امتخط فِي منديل الْغمر وبصق فِيهِ وَأخذ زيتونة من قَصْعَة فغمزها بعنف حَتَّى طفرت نواتها فأصابت وَجه الْوَزير وَفِيه يَقُول ابْن لنكك (يطير إِلَى الطَّعَام أَبُو رياش ... مبادرة وَلَو واراه قبر) (أَصَابِعه من الْحَلْوَاء صفر ... وَلَكِن الأخادع مِنْهُ حمر) وَقَالَ فِيهِ (أَبُو رياش بغى وَالْبَغي مصرعه ... فَشدد الْغَيْن ترميه بآبدته) (عبد ذليل هجا للحين سَيّده ... تَصْحِيف كنيته فِي صدع والدته) قلت يرد بغاً وَأَبُو رياش تَصْحِيف أَبُو زبانين أَو أَبُو وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد المافروخي قد ولاه الرَّسْم على المراكب بعبادان فَقَالَ ابْن لنكك (أَبُو رياش ولي الرسما ... وَكَيف لَا يصفع أَو يعمى) (يَا رب جدي دق فِي خصره ... ثمَّ أَتَانَا بقفاً يدمى) وَقَالَ (قل للوضيع أبي رياش لَا تبل ... إِن تاه يَوْمًا بِالْولَايَةِ وَالْعَمَل) (مَا زاددت حِين وليت إِلَّا خسةً ... كَالْكَلْبِ أنجس مَا يكون إِذا اغْتسل) قَالَ أَبُو رياش مدحت الْوَزير المهلبي فتأخرت عني صلته فَقلت وقائلة قد مدحت الْوَزير وَهُوَ المؤمل والمستماح (فَمَاذَا أفادك ذَاك المديح ... وَهَذَا الغدو وَذَاكَ الرواح) (فَقلت لَهَا لَيْسَ يدْرِي امْرُؤ ... بِأَيّ الْأُمُور يكون الصّلاح) عَليّ التقلب وَالِاضْطِرَاب جهدي وَلَيْسَ عَليّ النجاح وَكَانَ أَبُو رياش أول أمره جندياً وَكَانَ يتعصب على أبي تَمام الطَّائِي

الأديبي الخوارزمي الكاتب

3 - (الأديبي الْخَوَارِزْمِيّ الْكَاتِب) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الأديبي أَبُو سعيد الْخَوَارِزْمِيّ من مشاهير أدباء خوارزم وفضلائها وشعرائها قَالَ أَبُو الْفضل الصفاري كَانَ كَاتبا بارعاً حِين التَّصَرُّف فِي الترسل وافر الْحَظ) من حسن الْكِتَابَة والفصاحة وَكَانَ خطه فِي الدرجَة الْعليا من أَقسَام الْحسن والجودة من كَلَام فِي شكاية رجل ثقيل قد منيت من هَذَا الكهل الرَّازِيّ صَاحب الْجَبْهَة الكهباء واللحية الشَّهْبَاء بالداهية الدهياء والصيلم الصماء جعل لِسَانه سنانه وأشفار عَيْنَيْهِ الصلبة شفاره فَإِذا تكلم كلم بِلِسَانِهِ أَكثر مِمَّا يكلم بسنانه وَإِذا لمح ببصره جرح الْقُلُوب بلحظه أَشد مِمَّا يجرح الآذان بِلَفْظِهِ يظْهر للنَّاس فِي زِيّ مظلومٍ وَإنَّهُ لظَالِم ويشكو إِلَيْهِم وجع السَّلِيم وَهُوَ سَالم وَكتب إِلَى بعض الرؤساء وَقد حجب عَنهُ (ومحجب بحجاب عز شامخٍ ... وشعاع نور جَبينه لَا يحجب) (حاولته فَرَأَيْت بَدْرًا طالعاً ... والبدر يبعد بالشعاع وَيقرب) (قبلت نور جَبينه متعززاً ... باللحظ مِنْهُ وَقد زهاه الموكب) (كَالشَّمْسِ فِي كبد السَّمَاء ونوره ... من جانبيه مشرق ومغرب) ابْن الجزار الطَّبِيب القيرواني أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي خَالِد الطَّبِيب يعرف بِابْن الجزار القيرواني كَانَ طَبِيبا حاذقاً دارساً كتبه جَامِعَة لتواليف الْأَوَائِل فِيهِ حسن الْفَهم لَهَا وَله فِيهِ مصنفات وَفِي غَيره فَمن أشهرها زَاد الْمُسَافِر ورسائله فِي النَّفس وَذكر الِاخْتِلَاف من الْأَوَائِل فِيهَا وَكَانَ لَهُ عناية بالتاريخ وَألف فِيهِ كتابا سَمَّاهُ التَّعْرِيف بِصَحِيح التَّارِيخ رِسَالَة فِي النّوم واليقظة رِسَالَة فِي الزُّكَام رِسَالَة فِي الجذام نصائح الْأَبْرَار وَكتاب الْأَسْبَاب المولدة للوباء فِي مصر وَالْحِيلَة فِي دفع ذَلِك رِسَالَة فِي استهانة الْمَوْت وَكَانَ صائناً لنَفسِهِ منقبضاً عَن الْمُلُوك ذَا ثروة لم يقْصد أحدا إِلَى بَيته وَكَانَ لَهُ مَعْرُوف وأدوية يفرقها وَكَانَ مَوْجُودا فِي أَيَّام الْمعز فِي حُدُود سنة خمسين وَثَلَاث مائَة أَو مَا قاربها وَكَانَ ابْن الجزار يشْهد الأعراس والجنائز وَلَا يَأْكُل فِيهَا وَلَا يركب إِلَى أحد من أهل إفريقية قطّ وَلَا إِلَى سلطانهم إِلَّا إِلَى أبي طَالب عَم معد كَانَ لَهُ صديقا قَدِيما وإلفاً حميماً وَكَانَ يركب إِلَيْهِ فِي كل جُمُعَة مرّة لَا غير وَكَانَ ينْهض فِي كل عَام إِلَى المرابطة على الْبَحْر فَيكون هُنَاكَ طول أَيَّام القيظ ثمَّ ينْصَرف إِلَى إفريقية وَوجد لَهُ عشرُون ألف دِينَار لما توفّي وَعِشْرُونَ قِنْطَارًا من الْكتب الطبية وَكَانَ قد هم بالرحلة إِلَى الأندلس وَقَالَ كشاجم يمدح كِتَابه زَاد الْمُسَافِر (أَبَا جَعْفَر بقيت حَيا وَمَيتًا ... مفاخر فِي ظهر الزَّمَان عظاما) ) (رَأَيْت على زَاد الْمُسَافِر عندنَا ... من الناظرين العارفين زحاما)

ابن حمدون النديم

(فأيقنت أَن لَو كَانَ حَيا لوقته ... يحنا لما سمى التَّمام تَمامًا) (سأحمد أفعالاً لِأَحْمَد لم تزل ... مواقعها عِنْد الْكِرَام كراما) وَكَانَ قد وضع على بَاب دَاره سَقِيفَة أقعد فِيهَا غُلَاما لَهُ يدعى رشيقاً أعد بَين يَدَيْهِ جَمِيع المعجونات والأدوية والأشربة فَإِذا رأى الْقَوَارِير بِالْغَدَاةِ أَمر بِالْجَوَازِ إِلَى الْغُلَام وَأخذ الْأَدْوِيَة نزاهة بِنَفسِهِ أَن يَأْخُذ من أحد شَيْئا 3 - (ابْن حمدون النديم) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد بن حمدون النديم أَبُو عبد الله قَالَ ياقوت ذكره أَبُو جَعْفَر الطوسي فِي مصنِّفي الإمامية وَقَالَ هُوَ شيخ أهل اللُّغَة ووجههم وأستاذ أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب قَرَأَ عَلَيْهِ قبل ابْن الْأَعرَابِي وَتخرج بِهِ مديدةً وَكَانَ خصيصاً بِأبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ وَأبي الْحسن قبله وَله مَعَه رسائل وأخبار قَالَ الشابشطي كَانَ خصيصاً بالمتوكل ونديماً لَهُ وَأنكر مِنْهُ المتَوَكل مَا أوجب نَفْيه من بغداذ ثمَّ قطع أُذُنه وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن الْفَتْح بن خاقَان كَانَ يعشق شاهك خَادِم المتَوَكل وَكَانَ أَبُو عبد الله يسْعَى فِيمَا يُحِبهُ الْفَتْح ونمى الْخَبَر إِلَى المتَوَكل فَقَالَ لَهُ إِنَّمَا أردتك لتنادمني لَيْسَ لتقود على غلماني فَحلف يَمِينا حنث فِيهَا فَطلق زَوْجَاته وَأعْتق ممالكيه وإماءه وَلَزِمَه حج ثَلَاثِينَ سنة فَكَانَ يحجّ فِي كل عَام فَأمر المتَوَكل بنفيه إِلَى تكريت فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا وجاءه زرافة فِي اللَّيْل على الْبَرِيد فَقطع غضروف أُذُنه من خَارج وَأقَام مديدةً ثمَّ انحدر إِلَى بغداذ وَأقَام بمنزله مديدةً ثمَّ أَعَادَهُ المتَوَكل إِلَى خدمته ووهبه جَارِيَة لَهُ يُقَال لَهَا صَاحب وَكَانَت حَسَنَة كَامِلَة إِلَّا أَن ثنيتها كَانَت سَوْدَاء لعَارض شانها فكرهها لذَلِك وَحمل مَعهَا إِلَيْهِ كل مَا كَانَ لَهَا وَكَانَ كثيرا فَلَمَّا مَاتَ تزوجت بعض العلويين قَالَ عَليّ بن يحيى بن المنجم فرأيته فِي النّوم وَهُوَ يَقُول أَبَا عَليّ مَا ترى العجائبا أصبح جسمي فِي التُّرَاب غَائِبا واستبدلت صَاحب بعدِي صاحبا وَمن شعر أبي عبد الله النديم يُعَاتب عَليّ بن يحيى (من عذيري من أبي حسن ... حِين يجفوني ويصرمني) ) (كَانَ لي خلا وَكنت لَهُ ... كامتزاج الرّوح بِالْبدنِ) (فوشى واش فَغَيره ... وَعَلِيهِ كَانَ يحسدني)

أبو حامد المقرئ

(إِنَّمَا يزْدَاد معرفَة ... بودادي حِين يفقدني) وتحدث جحظة فِي أَمَالِيهِ قَالَ قَالَ لي أَبُو عبد الله بن حمدون حسبت مَا وصلني بِهِ المتَوَكل فِي مُدَّة خِلَافَته وَهِي أَربع عشرَة سنة وشهور فَوَجَدته ثَلَاث مائَة وَسِتِّينَ ألف دِينَار وَنظرت فِيمَا وصلني بِهِ المستعين مُدَّة خِلَافَته وَهِي ثَلَاث سِنِين ونيف وَكَانَ أَكثر مِمَّا وصلني بِهِ المتَوَكل وَلما مَاتَ ابْن حمدون قَالَ جحظة يرثيه (أيعذب من بعد ابْن حمدون مشرب ... لقد كدرت بعد الصفاء المشارب) (أصبْنَا بِهِ فاستأسد الضبع بعده ... ودبت إِلَيْنَا من أنَاس عقارب) (وقطب وَجه الدَّهْر بعد وَفَاته ... فَمن أَي وجهٍ جِئْته فَهُوَ قاطب) (بِمن ألج الْبَاب الشَّديد حجابه ... إِذا ازدحمت يَوْمًا عَلَيْهِ المواكب) (بِمن أبلغ العلياء أم من بجاهه ... أنال وأحوي كل مَا أَنا طَالب) وَلابْن حمدون مصنفات مِنْهَا أَسمَاء الْجبَال والمياه والأدوية كتاب بني مرّة بن عَوْف كتاب بني النمر بن قاسط بني عقيل بني عبد الله بن غطفان كتاب طي كتاب شعر العجير السَّلُولي شعر ثَابت قطنة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو حَامِد الْمُقْرِئ) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحسن الْفَارِسِي أَبُو حَامِد الْمُقْرِئ الأديب نزيل نيسابور جمع فِي الْقرَاءَات مصنفات كَثِيرَة قَالَ الْحَاكِم وَكَانَ من الْعباد أَقَامَ فِي منزل أبي إِسْحَاق الْمُزَكي سِنِين لتأديب أَوْلَاده وَحفظ سماعاتهم سمع فِي بَلَده من أَصْحَاب أبي الْأَشْعَث وَعمر ابْن شبة وأقرانهم مَاتَ بنيسابور سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو بشر الْعمي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُعلى بن أَسد الْعمي أَبُو بشر ذكره أَبُو جَعْفَر الطوسي فِي مصنِّفي الإمامية قَالَ وَالْعم هُوَ مرّة بن مَالك بن حَنْظَلَة ابْن زيد مَنَاة وَهُوَ مِمَّن دخل فِي تنوخ بِالْحلف وَسَكنُوا الأهواز وَكَانَ مستملي أبي أَحْمد الجلودي وَسمع كتبه كلهَا وَرَوَاهَا وَكَانَ ثِقَة فِي حَدِيثه حسن التصنيف وَأكْثر الرِّوَايَة عَن الْعَامَّة والأخباريين وَكَانَ جده الْمُعَلَّى بن أَسد) من أَصْحَاب صَاحب الزنج المختصين بِهِ وَرُوِيَ عَنهُ وَعَن عَمه أَسد ابْن الْمُعَلَّى أَخْبَار صَاحب الزنج وَله تصانيف مِنْهَا التَّارِيخ الْكَبِير والتاريخ الصَّغِير مَنَاقِب عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَخْبَار صَاحب الزنج كتاب الْفرق وَهُوَ حسن غَرِيب أَخْبَار السَّيِّد الْحِمْيَرِي شعر السَّيِّد الْحِمْيَرِي عجائب الْعَالم 3 - (ابْن عبادل) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب الشَّيْبَانِيّ الْمَعْرُوف بِابْن عبادل توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة

الإمام البلدي

3 - (الإِمَام الْبَلَدِي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس الإِمَام الْبَلَدِي سمع وروى وَتُوفِّي فِي الْخمسين وَالثَّلَاث مائَة تَقْرِيبًا 3 - (ابْن الْحداد البغداذي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَطِيَّة أَبُو بكر ابْن الْحداد البغداذي مولى الزبير ابْن الْعَوام وَثَّقَهُ الْخَطِيب توفّي سنة أَربع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الإِمَام أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْحَافِظ ولد سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَسمع من الزَّاهِد مُحَمَّد بن عمرَان المقابري الْجِرْجَانِيّ سنة تسع وَثَمَانِينَ ورحل وَسمع ببغداذ والكوفة وَالْبَصْرَة والأنبار والأهواز والموصل وصنف الصَّحِيح والمعجم وَغير ذَلِك وروى عَنهُ الْحَاكِم وَالْبرْقَانِي وَجَمَاعَة وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ وَاحِد عصره وَشَيخ دهره وَشَيخ الْمُحدثين وَالْفُقَهَاء وأجلهم فِي الرياسة والمروءة والسخاء وَلَا خلاف بَين عقلاء الْفَرِيقَيْنِ من هَل الْعلم فِيهِ توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْقطَّان الْحَنْبَلِيّ أَبُو طَاهِر) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه أَبُو طَاهِر الْحَنْبَلِيّ الْقطَّان صَاحب التعليقية كَانَ من كبار أَصْحَاب ابْن حَامِد توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن سَلام الْمعَافِرِي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سَلام الْمعَافِرِي من أهل شاطبة قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي كتاب تحفة القادم هُوَ) خَال شَيخنَا أبي عَمْرو بن عَاتٍ توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْخمس مائَة لَهُ فِي الثَّلج (وَلم أر مثل الثَّلج فِي حسن منظرٍ ... تقر بِهِ عين وتشنؤه النَّفس) (فنارٌ بِلَا نور يضيء لنا سنا ... وقطر بِلَا مَاء يقلبه اللَّمْس) (وَأصْبح ثغر الأَرْض يفتر ضَاحِكا ... فقد ذاب خوفًا أَن تقبله الشَّمْس) وَله ارتجالاً فِي وسيم مر بِهِ (بنفسي وَإِن ضن الحبيب بِنَفسِهِ ... وَلم يبْق بَعْضِي للفراق على بعض) (رمى مقلتي واعتل لي بجفونه ... وَقد رنقت فِي عينه سنة الغمض)

البسري

3 - (البسري) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الْملك الْقرشِي العامري الدِّمَشْقِي روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن نصير المغربي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصير من أهل شوذر عمل جيان سكن قرطبة وَتُوفِّي بمالقة رَابِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة قَالَ ابْن الْأَبَّار وَكَانَ من رجالات الأندلس قَالَ يُخَاطب الْكتاب بمراكش وَهُوَ عَامل إِشبيلية (سَلام على النادي الَّذِي مَا لَهُ ند ... وَمن نظم أشتات الْمَعَالِي بِهِ عقد) (سجايا تمشي الحكم فِي جنباتها ... وَقَامَ صقيلاً دون حوزتها الْحَد) (إِذا خطبوا أَو خوطبوا حفظت لَهُم ... بَدَائِع عَنْهَا يصدر الْحل وَالْعقد) (وَإِن لبس الأمجاد بردا لزينةٍ ... فَلَيْسَ لَهُم من غير مكرمَة برد) (حوت مِنْهُم دَار الْخلَافَة أنجماً ... هِيَ النيرات الزهر أطلعها السعد) (يدل على عليائهم طيب ذكرهم ... وَطيب نسيم الْورْد ينبئني الْورْد) (ظَفرت بعهدٍ مِنْهُم أحرز المنى ... فَلَا ذخر إِلَّا فَوْقه ذَلِك الْعَهْد) فَرَاجعه عَنْهُم الْحَكِيم أَبُو بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم الأصبحي الْمَعْرُوف بالخدوج وَقَالَ ابْن نصير يرثي الْخَطِيب أَبَا عَليّ الْحسن بن حجاج (نعى المكارم لما أَن نعى ناع ... من كَانَ جَامعهَا طراً بِإِجْمَاع) (مضى وخلد عمرا لَا نفاد لَهُ ... من نشر ذكر ذكي الْعرف ضواع) ) (إِذا تنازعه النادي وردده ... أَتَت رواياته مِنْهُ بأنواع) 3 - (الغزال المرسي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن غَالب أَبُو جَعْفَر الْحِمْيَرِي من أهل مرسية يعرف بالغزال مشدد الزَّاي بالغين الْمُعْجَمَة وبالحمامي مشدد الْمِيم قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ مجيداً مكثراً توفّي بِبَلَدِهِ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَكنت قد لَقيته بِهِ سنة سِتّ وَعشْرين لَهُ فِي رُؤْيا أبي بَحر صَفْوَان بن إِدْرِيس رَحمَه الله تَعَالَى (لَهُ الله مَا أهداه فِي كل مُشكل ... لِمَعْنى وكل الْقَوْم فِي دجنة عمي) (فَمَا هُوَ إِلَّا بالبلاغة مُرْسل ... وآيته الرُّؤْيَا إِذا انْقَطع الْوَحْي) قَالَ ابْن الْأَبَّار ظَاهر هَذَا الْكَلَام يَقْتَضِي أَن أَبَا بَحر رَآهَا وَالَّذِي حُكيَ لي وَهُوَ الصَّحِيح أَن الْمَنْصُور أَبَا يُوسُف رأى أَبَاهُ فِي النّوم يَقُول لَهُ ببابك رجل يعرف بِابْن إِدْرِيس فَاقْض حَاجته أَو

زين الدين ابن السلار

مَا هَذَا مَعْنَاهُ فَلَمَّا أصبح وَذَلِكَ يَوْم الثَّامِن عشر لذِي الْحجَّة عَام تسعين وَخمْس مائَة أخبر بالرؤيا فَوجه فِيهِ قَاضِي الْجَمَاعَة أَبُو الْقَاسِم ابْن بَقِي وَالْكَاتِب أَبُو الْفضل بن طَاهِر الْمَعْرُوف بِابْن محشوة وبشراه وَيَوْم الِاثْنَيْنِ بعده سُئِلَ عَن مطالبه فَقضيت وزود بِأَرْبَع مائَة دِينَار وَادّعى عِنْدهَا مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْمَعْرُوف بِابْن مرج الْكحل أَنه ذَلِك لتوافق اسْمِي أبويهما فَقَالَ أَبُو بَحر يخاطبه (يَا سَارِقا جَاءَ فِي دَعْوَاهُ بالعجب ... سامحته فِي قريضي فَادّعى نسبي) (ينمي إِلَى الْعَرَب العرباء مُدعيًا ... كَذَاك دَعوته للشعر وَالْأَدب) (يَا أَيهَا المرج دع للبحر لؤلؤه ... فالدر للبحر ذِي الأمواج والحدب) (هَب أَن شعرك شعري حِين تسرقه ... أَنى أَنا أَنْت أَو أَنى أَبوك أبي) 3 - (زين الدّين ابْن السلار) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عمر الْأَمِير السلار بختيار الأتابكي الدِّمَشْقِي الْأَمِير الأديب زين الدّين أَبُو الْعَبَّاس من بَيت إمرة وَتقدم وَله شعر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة قَالَ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه وَمن خطه نقلت أَنْشدني لنَفسِهِ (كَأَن سَواد الزمر فِي نور وَجههَا ... وَقد ضم فوها فَاه ضم المعانق) (سويعد غواص من الزنج مده ... إِلَى لُؤْلُؤ أصدافه من عقائق) ) وَقَالَ أَيْضا أَنْشدني لنَفسِهِ (وَلما بَدَت فِي أَزْرَق راق لَونه ... عَلَيْهِ من التبر الْمُذَاب غرائب) (ظَنَنْت بِأَن الْبَدْر صُورَة وَجههَا ... وَأَن رداها أفقه وَالْكَوَاكِب) 3 - (علم الدّين القمني) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن أَحْمد بن هِشَام ابْن يُوسُف بن توهيت الْقرشِي الْأمَوِي البهنسي الْمُفْتِي الْفَقِيه علم الدّين القمني الضَّرِير ولد سنة عشْرين وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة روى عَن ابْن الجميز وَغَيره وَأعَاد بالظاهرية بِالْقَاهِرَةِ وَكَانُوا يَكْتُبُونَ عَنهُ فِي الْفَتْوَى وَأَظنهُ القمني الْمَذْكُور فِي فَتْوَى الفتوة ومرآة الْمَرْوَة للوطواط الكاتبي لِأَنَّهُ ذكر من أجَاب لَهُ فِي ذل السُّؤَال الْمَشْهُور من أهل الْعَصْر وَهُوَ نثر ونظم جيدان أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ مولده ثامن عشْرين شعْبَان سنة عشْرين وَكَانَ فَقِيها فَاضلا وَله مُشَاركَة فِي نَحْو وأصول وَكَانَ فِي الْحِفْظ آيَة يحفظ السطور الْكَثِيرَة والأبيات من سمعة وَاحِدَة وَكَانَ يقْعد يَوْم الْجُمُعَة تَحت الْخَطِيب فيحفظ الْخطْبَة من إنْشَاء الْخَطِيب فِي مرّة وَاحِدَة ويمليها بعد ذَلِك إِلَّا أَنه كَانَ لَا يثبت لَهُ الْحِفْظ وَكَانَ

ابن الشيخ العماد المقدسي

فِيهِ صَلَاح وديانة وَله أدب ونظم ونثر كنت فِي درس قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن العلامي فِي الصالحية فنعي لي شَيخنَا اللّغَوِيّ الإِمَام رَضِي الدّين الشاطبي فنظمت فِي الدَّرْس أرثيه (نعي لي الرضي فَقلت لقد ... نعى لي شيخ الْعلَا وَالْأَدب) (فَمن للنحاة وَمن للغات ... وَمن للتقاة وَمن للنسب) (لقد كَانَ للْعلم بحراً فغار ... وَإِن غؤور الْبحار الْعجب) فقدس من عَالم عَامل أثار شجوني لما ذهب ثمَّ أنشدتها فِي الدَّرْس لقَاضِي الْقُضَاة فَسَمعَهَا الشَّيْخ علم الدّين القمني فحفظها وأنشدنا مرتجلاً (نظمت كلَاما يفوق اللجين ... جمالاً وَيُنْسِي نضار الذَّهَب) (فَقُمْت بِحَق الرثاء الَّذِي ... بشرع الْمَوَدَّة فَرَبَضَ وَجب) (وأنشدته بشجى موجد ... لكل الْقُلُوب شجون الطَّرب) (فأذكيت فِينَا لهيب الأسى ... وهيجت فِينَا جمار الْحَرْب) ) (بنظمٍ رَقِيق رَشِيق إِلَى ... جَمِيع الْقُلُوب الرقَاق اقْترب) (فبلغك الله مَا تَرْتَضِي ... وأعطاك أقْصَى المنى والأرب) 3 - (ابْن الشَّيْخ الْعِمَاد الْمَقْدِسِي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور ابْن الشَّيْخ الْعِمَاد الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي ولد سنة ثَمَان وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست مائَة سمع من ابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وَأَبِيهِ وَالشَّيْخ الْمُوفق وَطَائِفَة ورحل إِلَى بغداذ متفرجاً وَسمع من عبد السَّلَام الداهري وَعمر بن كرم واشتغل ثمَّ انخلع من ذَلِك وتجرد فَقِيرا وَكَانَ سليم الصَّدْر عديم التَّكَلُّف والتصنع فِيهِ تعبد وزهد وَله أَتبَاع ومريدون وَلِلنَّاسِ فِيهِ عقيدة وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين ابْن حنا يزوره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين إِلَّا أَنه كَانَ يَأْكُل عشبة الْفُقَرَاء فِيمَا قيل وَيَقُول هِيَ لقيمة الذّكر والفكر وَرُبمَا صحب الحريري سمع مِنْهُ الْمزي والبرزالي والطلبة وَأقَام مُدَّة بزاوية لَهُ يسفح قاسيون 3 - (الشَّيْخ عز الدّين الفاروثي الشَّافِعِي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن الْفرج بن أَحْمد بن سَابُور بن عَليّ بن غنيمَة الإِمَام الْمُقْرِئ الْوَاعِظ الْمُفَسّر الْخَطِيب الشَّيْخ عز الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الإِمَام الزَّاهِد أبي مُحَمَّد المصطفوي الفاروثي الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي الصُّوفِي ولد بواسط سنة أَربع

نور الدين ابن مصعب

عشرَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة قَرَأَ الْقُرْآن على وَالِده وعَلى الْحُسَيْن بن أبي الْحسن بن ثَابت الطَّيِّبِيّ عَن أبي بكر بن الباقلاني وَقدم بغداذ وَسمع من عمر بن كرم وَالشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي وَلَيْسَ مِنْهُ التصوف وَأبي الْحسن الْقطيعِي وَأبي عَليّ الْحسن بن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَأبي صَالح الجيلي وَأبي الْفَضَائِل عبد الرَّزَّاق بن سكينَة والأنجب بن أبي السعادات وَابْن روزبه وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن رَئِيس الرؤساء وَعلي بن كبة وَابْن بهزور وَابْن رياسين وَأبي بكر بن الخازن وَابْن القبيطي وَغَيرهم وَسمع بواسط من ابْن المندائي والمرجى بن شقيرة وَسمع بأصبهان من الْحُسَيْن بن مَحْمُود والصالحاني صَاحب أبي جَعْفَر الصيدلاني وَسمع بِدِمَشْق من التقي إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَجَمَاعَة وروى الْكثير بالحرمين وَالْعراق ودمشق وَسمع مِنْهُ خلق كثير مِنْهُم علم الدّين البرزالي سمع مِنْهُ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره البُخَارِيّ وكتابي عبدٍ والدارمي وجامع التِّرْمِذِيّ ومسند الشَّافِعِي ومعجم الطَّبَرَانِيّ وَسنَن ابْن ماجة والمستنير لِابْنِ سوار) والمغازي لِابْنِ عقبَة وفضائل الْقُرْآن لأبي عبيد ونحواً من ثَمَانِينَ جُزْءا وَلَيْسَ مِنْهُ الْخِرْقَة خلق وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات جمَاعَة وَكَانَ فَقِيها شافعياً مفتياً مدرساً عَارِفًا بالقراءات ووجوهها وَبَعض عللها خَطِيبًا واعظاً زاهداً عابداً صوفياً صَاحب أوراد وَحسن أَخْلَاق وكرم وإيثار ومروءة وفتوة وتواضع لَهُ أَصْحَاب ومريدون ولي مشيخة الحَدِيث بالظاهرية والإعادة بالناصرية وتدريس النجيبية ثمَّ ولوه خطابة الْبَلَد بعد زين الدّين ابْن المرحل وَكَانَ يخْطب من غير تكلّف وَلَا تعلم وَيخرج من الْجُمُعَة وَعَلِيهِ السوَاد يشيع الْجِنَازَة أَو يعود أحدا وَيعود إِلَى دَار الخطابة وَله نَوَادِر وحكايات حلوة وَكَانَ الشجاعي قَائِلا بِهِ مُعظما لَهُ ثمَّ إِنَّه عزل عَن الخطابة بموفق الدّين ابْن حُبَيْش الْحَمَوِيّ فتألم لذَلِك وَترك الْجِهَات وأودع بعض كتبه وَكَانَت كَثِيرَة جدا وَسَار مَعَ الركب الشأمي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَار مَعَ حجاج الْعرَاق إِلَى وَاسِط وَكَانَ لطيف الشكل صَغِير الْعِمَامَة يتعانى الرِّدَاء على ظَهره وَخلف من الْكتب ألفي مجلدة ومائتي مجلدة توفّي بواسط وَصلي عَلَيْهِ بِدِمَشْق بعد سَبْعَة أشهر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ وَالِده الشَّيْخ محيي الدّين يذكر أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وآخاه فَلهَذَا كَانَ يكْتب المصطفوي 3 - (نور الدّين ابْن مُصعب) احْمَد بن إِبْرَاهِيم بن عبد اللَّطِيف بن مُصعب الصَّدْر نور الدّين أَبُو الْعَبَّاس الخزرجي الدِّمَشْقِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة ستٍ وَتِسْعين وست مائَة قَرَأَ الْقُرْآن على السخاوي وروى الحَدِيث عَن الثَّقَفِيّ البلداني وَله أدب وفضيلة وَشعر وَكَانَ رَئِيسا محتشماً فِيهِ زعارة وَقُوَّة نفس وَمن نظمه

عماد الدين الواسطي

(وَكُنَّا عهدنا أَرض جلق رَوْضَة ... بهَا الْحسن يجْرِي مُطلقًا فِي عنانه) (خشينا بهَا عين الْكَمَال تصيبها ... فَمَا زَالَ حَتَّى سافها بِلِسَانِهِ) 3 - (عماد الدّين الوَاسِطِيّ) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ الْقدْوَة عماد الدّين ابْن الْعَارِف شيخ الحزامية الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي الصُّوفِي نزيل دمشق تفقه وتأدب وَكتب الْمَنْسُوب وتجرد وَلَقي الْمَشَايِخ وتزهد وَتعبد وصنف فِي السلوك والمحبة وَشرح أَكثر منَازِل السائرين وَاخْتصرَ دَلَائِل النُّبُوَّة والسيرة لِابْنِ إِسْحَاق وَكَانَ يتبلغ من نسخه وَلَا يحب الخوانك وَلَا الاحتجاز وَقد أَقَامَ بهَا مُدَّة قَالَ الشَّيْخ) شمس الدّين جالسته مَرَّات وانتفعت بِهِ وَكَانَ منقبضاً عَن النَّاس حَافِظًا تسلك بِهِ جمَاعَة وَكَانَ ذَا ورع وإخلاص ومنابذة للاتحادية وَذَوي الْعُقُول وَله نظم عَاشَ بضعاً وَسبعين سنة وَتُوفِّي بالمارستان الصَّغِير سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة وَدفن بسفح قاسيون 3 - (ابْن الزبير الأندلسي) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير بن عَاصِم الإِمَام الْعَلامَة الْمُقْرِئ الْمُحدث الْحَافِظ المنشئ البارع عَالم الأندلس النَّحْوِيّ صَاحب التصانيف مولده سنة سبع وَعشْرين ووفاته سنة ثَمَان وَسبع مائَة طلب الْعلم فِي صغره وتلا بالسبع على الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن الشاري صَاحب ابْن عبيد الله الحجري وعَلى أبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن يحيى الْأَزْدِيّ الْعَطَّار صَاحب ابْن حسنون الْحِمْيَرِي وَسمع سنة خمس وَأَرْبَعين من سعد بن مُحَمَّد الحفار وَأبي زَكَرِيَّاء يحيى بن أبي الْغُصْن وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن عَامر الطوسي بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن جرير بجيم مُشَدّدَة بشين البلنسي وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الكماد الْحَافِظ والوزير أبي يحيى عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأبي الْحُسَيْن أَحْمد ابْن مُحَمَّد السراج والمؤرخ أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يُوسُف بن فرتون وَأبي الْخطاب مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل السكونِي الْكَاتِب وَالْقَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبيد الله الْأَزْدِيّ وَالْقَاضِي أبي زَكَرِيَّاء يحيى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرابط الْحَافِظ والحافظ أبي يَعْقُوب المحساني وَطَائِفَة سواهُم وارتحل إِلَى بَابه الْعلمَاء لسعة معارفه قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين

ابن الشيخ الحنبلي

أَبُو حَيَّان كَانَ يحرر اللُّغَة ويعلمني الْمنطق يَعْنِي النُّطْق وَكَانَ أفْصح عَالم رَأَيْته وأشفقه على خلق الله تَعَالَى أماراً بِالْمَعْرُوفِ لَهُ صَبر على المحن يضْحك تبسماً وَكَانَ ورعاً عَاقِلا لَهُ الْيَد الطُّولى فِي علم الحَدِيث والقراءات والعربية ومشاركة فِي أصُول الْفِقْه صنف فِيهِ وَفِي علم الْكَلَام وَالْفِقْه وَله كتب كَثِيرَة وَأُمَّهَات وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين من مسموعاته السّنَن الْكَبِير للنسائي سَمعه من أبي الْحسن الشاري بِسَمَاعِهِ من أبي مُحَمَّد ابْن عبيد الله الحجري عَن أبي جَعْفَر البطروجي مُتَّصِلا بَينه وَبَين المُصَنّف سِتَّة وعني بِالْحَدِيثِ أتم عناية وَنظر فِي الرِّجَال وَفهم وأتقن وَجمع وَألف تَارِيخا للأندلس ذيل بِهِ على الصِّلَة لِابْنِ بشكوال وَأحكم الْعَرَبيَّة وأقرأها مُدَّة طَوِيلَة أَخذ عَنهُ أَبُو حَيَّان وَأَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن سهل الْوَزير وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن رمان والزاهد أَبُو عَمْرو بن المرابط وَأَبُو الْقَاسِم بن عمرَان السبتي وَخلق كثير) فِي فنون الْعلم وَمَات وَله إِحْدَى وَثَمَانُونَ سنة 3 - (ابْن الشَّيْخ الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن رَاجِح الإِمَام الذكي نجم الدّين ابْن الشَّيْخ عماد الدّين ابْن القَاضِي نجم الدّين ابْن الشهَاب الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ سبط الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر ولد فِي نَحْو سِتِّينَ وست مائَة وتفقه وشارك وَحصل لَهُ جُنُون قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين من الحشيشة وَكَانَ يقف فِي الطَّرِيق ويسرد أَشْيَاء مفيدة وينبسط على المرد ويشحذ ثمَّ إِنَّه عقل وَلزِمَ الْخَيْر ثمَّ تغير ثمَّ عقل وَقيل إِنَّه كَانَ يفعل ذَلِك خلاعة وَله تلاميذ وزبون وَهُوَ آخو الْفَتى شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ نزيل مصر وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة عشر وَسبع مائَة 3 - (الْحَافِظ الْبَنْدَنِيجِيّ) أَحْمد بن أَحْمد بن كرم بن غَالب بن قَتِيل الْبَنْدَنِيجِيّ الْبَزَّاز أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي بكر ابْن أبي السعادات الْحَافِظ من أهل بَاب الأزج سمع فِي صباه شَيْئا من الحَدِيث ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ وَبَالغ فِي طلب الْعلم وَأكْثر من المسموعات وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَحصل الْأُصُول الحسان وعني بفهم الحَدِيث وَتَحْقِيق أَلْفَاظ وَضبط أَسمَاء الرِّجَال وَمَعْرِفَة مؤتلفها ومتخلفها حَتَّى برع فِي ذَلِك وَتقدم نظراءه وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْحسن ابْن عَسَاكِر البطائحي وَغَيره وَحصل طرفا من الْأَدَب صَالحا وَلم يزل يشْهد عِنْد الْحُكَّام إِلَى أَيَّام قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن جَعْفَر العباسي ثمَّ عزل عَن الشَّهَادَة لما عزل قَاضِي الْقُضَاة العباسي فَإِنَّهُ وجد خطه على سجل بَاطِل لَيْسَ لَهُ أصل فأحضر بِمَجْلِس عَام بدر أستاذ الدَّار بدار الْخلَافَة فَذكر أَنه لم يشهده وَقَالَ إِنَّمَا قَالَ لي قَاضِي الْقُضَاة العباسي أَنا شاهدته فَاكْتُبْ عَلَيْهِ فركن إِلَى قَوْله وَكتب فَرفع طيلسانه وكشف رَأسه وأركب جملا وطيف بِهِ الْحَرِيم من بَاب النوبي إِلَى عقدي المصطنع وَخَلفه غُلَام الْحِسْبَة بِالدرةِ وَمَعَ ذَلِك شَاهِدَانِ آخرَانِ يُنَادي

الواسطي المقرئ

عَلَيْهِم هَذَا جَزَاء كل منم شهد بالزور ثمَّ أُعِيد إِلَى حبس الحرائم فاعتقلوا بِهِ مُدَّة وأطلقوا قَالَ ابْن النجار وَلم يزل مَمْنُوعًا من الشَّهَادَة إِلَى أَن ظَهرت الْإِجَازَة للْإِمَام النَّاصِر من عِنْده فَذكر أَخُوهُ أَبُو الْقَاسِم تَمِيم حَاله للناصر وَأَن أستاذ الدَّار ابْن يُونُس كَانَ لَهُ فِيهِ غَرَض فَأمر النَّاصِر بِثُبُوت شَهَادَته فَشهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي الْقَاسِم عبد الله الدَّامغَانِي وَلم يزل على عَدَالَته إِلَى أَن توفّي سنة خمس عشرَة وست مائَة قَالَ ابْن النجار وَسمعت مِنْهُ وقرأت عَلَيْهِ كثيرا وَكنت) أرَاهُ كثير التَّحَرِّي فِي الرِّوَايَة شَدِيد الْأَخْذ لَا يروي إِلَّا من أُصُوله وَلَا يسامح فِي حرف لَا يكون فِي أَصله حَتَّى يضْرب عَلَيْهِ وَمَعَ هَذَا فَكَانَت أُصُوله مظْلمَة لَيْسَ عَلَيْهَا ضوء وَكَذَلِكَ خطه وطباق سماعاته وَكَانَ سَاقِط الْمُرُوءَة فِي النَّفس وسخ الْهَيْئَة تدل أَحْوَاله تهاونه بالأمور الدِّينِيَّة وتحكي عَنهُ أَشْيَاء قبيحة وَسَأَلت شَيخنَا أَبَا مُحَمَّد ابْن الْأَخْضَر عَن أَحْمد وَتَمِيم ابْني الْبَنْدَنِيجِيّ فضعفهما جدا وَصرح بكذبهما وَذكر فِي حَقه ابْن النجار أَشْيَاء أخر وَالله أعلم 3 - (الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ) أَحْمد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عمرَان الوَاسِطِيّ أَبُو عبد الله بن أبي بكر الْمُقْرِئ وَالِده من وَاسِط سكن بغداذ وَكَانَ من الْقُرَّاء المجودين حدث وَسمع مِنْهُ الْخَطِيب وَذكره فِي التَّارِيخ خرج تَاجِرًا إِلَى خوزستان فأدركه أَجله هُنَاكَ سنة سبعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ سَمَاعه صَحِيحا 3 - (ابْن صبوخا) أَحْمد بن أَحْمد بن عبد السَّلَام بن صبوخا أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْكَرم الْمُقْرِئ الْحَنْبَلِيّ وَيُسمى الْمُبَارك أَيْضا صحب الشَّيْخ أَبَا الْوَفَاء عَليّ بن عقيل الْفَقِيه وتفقه عَلَيْهِ وَسمع الحَدِيث الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ سمع أَبَا غَالب مُحَمَّد ابْن الْحسن الباقلاني وَأَبا عُثْمَان إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبا طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَجَمَاعَة وَحدث باليسير روى عَنهُ الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف فِي مُعْجم شُيُوخه وَكَانَ من أهل الْقُرْآن والْحَدِيث وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَدفن بالجديدة من بَاب أبرز وصبوخاً بالصَّاد الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَعبد الْوَاو خاء مُعْجمَة 3 - (ابْن الْقَاص الشَّافِعِي البغداذي) أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاص أَبُو جَعْفَر بن أبي نصر الْفَقِيه الْمُقْرِئ الزَّاهِد ولد بِالْحَرِيمِ الظَّاهِرِيّ وَنَشَأ بِهِ وَسكن بِأخرَة محلّة قطفتا بالجانب الغربي قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن بردَان الْحلْوانِي وعَلى أبي الْخَيْر الْمُبَارك بن الْحُسَيْن الغسال وَقَرَأَ الْمَذْهَب للشَّافِعِيّ على القَاضِي أبي سعد المخرمي وعلق الْخلاف على أبي الْخطاب الكلوذاني وَسمع الحَدِيث من أبي عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان وَأبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن بَيَان وَأبي عُثْمَان إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مِلَّة الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار) كَانَ أحد عباد الله الصَّالِحين مُنْقَطِعًا إِلَى الطَّاعَة مشتغلاً بالزهد وَالْعِبَادَة لَازِما لمسجده لَا يخرج مِنْهُ إلاّ إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة مُنْقَطِعًا أَو جَنَازَة وَكَانَ معتكفاً على إقراء النَّاس الْقُرْآن وَالْفِقْه والْحَدِيث وَكَانَ غزير الدمعة عِنْد الذّكر ظَاهر الْخُشُوع وَله قدم فِي التصوف

ابن القاص الطبري

وَمَعْرِفَة بأحوال أهل الطَّرِيقَة وَله مصنفات فِي ذَلِك وَكَانَ يحضر السماع وَيَقُول بِهِ على طَريقَة المتصوفة وَالنَّاس يقصدون زيارته وَيطْلبُونَ بركته ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الْقَاص الطَّبَرِيّ) أَحْمد بن أبي أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن الْقَاص أَبُو الْعَبَّاس الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي الْفَقِيه إِمَام وقته فِي طبرستان أَخذ الْفِقْه عَن ابْن سُرَيج وصنف كتبا كَثِيرَة مِنْهَا التَّلْخِيص وأدب القَاضِي والمواقيت والمفتاح وَغير ذَلِك وَشرح التَّلْخِيص أَبُو عبد الله الختن وَالشَّيْخ أَبُو عَليّ السنجي وَهُوَ كتاب صَغِير ذكره الإِمَام فِي النِّهَايَة فِي مَوَاضِع وَكَذَلِكَ الْغَزالِيّ وَجَمِيع تصانيفه صَغِيرَة الحجم كَثِيرَة الْفَوَائِد كَانَ يعظ النَّاس فَانْتهى فِي بعض أَسْفَاره إِلَى طرسوس وَقيل إِنَّه تولى الْقَضَاء بهَا فعقد لَهُ مجْلِس وعظ وأدركته رقة وخشية وروعة من ذكر الله تَعَالَى فَخر مغشياً عَلَيْهِ وَمَات سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَقيل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ 3 - (أَبُو السعادات المتوكلي) أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَهُوَ الشفنين ابْن مُحَمَّد أبي عِيسَى بن جَعْفَر المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد أَبُو السعادات المتوكلي كَانَ يسكن التوثة بالجانب الغربي من بغداذ وَيُصلي إِمَامًا بتربة مَعْرُوف الْكَرْخِي وَكَانَ شَيخا صَالحا حَافِظًا لكتاب الله كثير الدَّرْس لَهُ سمع الشريف أَبَا الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأَبا جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَأَبا الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن البسري وَأَبا بكر أَحْمد بن الْخَطِيب قَالَ ابْن النجار حَدثنِي عَنهُ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ قَامَ فِي اللَّيْلَة السَّابِعَة وَالْعِشْرين من رَمَضَان وَقت السّحُور ليبول فَوَقع إِلَى درب وَمَات من وقته سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن اليعسوب) أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن اليعسوب أَبُو الْفَتْح البغداذي سمع الشريف أَبَا الْعِزّ مُحَمَّد بن) الْمُؤَيد بِاللَّه وَأَبا غَالب مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْحسن الْقَزاز وَغَيرهمَا وَحدث باليسر قَالَ ابْن النجار كَانَ أديباً يَقُول الشّعْر روى لنا عَنهُ ابْن اللتي وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَله أشعار كَثِيرَة من شعره 3 - (ابْن حمدي الْمُقْرِئ) أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن الْحسن

ابن وركشين

بن حمدي أَبُو المظفر بن أبي جَعْفَر الشَّاهِد الْمُقْرِئ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي عبد الله البارع وَأبي الْقَاسِم الحريري وَأبي مُحَمَّد سبط أبي مَنْصُور الْخياط وعَلى جمَاعَة وَسمع الحَدِيث الْكثير على أبي سعد إِبْرَاهِيم بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحصين وزاهر بن طَاهِر الشحامي وَهبة الله بن أَحْمد بن عمر الحريري وَخلق كثير وَبَالغ فِي الطّلب حَتَّى كتب عَن أَصْحَاب طراد وَابْن البطر وَابْن طَلْحَة وَمن دونهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ خطه جيدا وَنَقله حسنا وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ وَحدث بِأَكْثَرَ مسموعاته وَسمع مِنْهُ الْكِبَار قَالَ ابْن النجار وَكَانَ ثِقَة صدقُوا حَدثنَا عَنهُ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد ابْن الْأَخْضَر وَله طَريقَة غَرِيبَة فِي التِّلَاوَة يقْصد النَّاس لسماعها وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة بالمخزن كَانَ بِهِ معتقلاً وَحمل إِلَى بَيته فَدفن بِبَاب حَرْب لِأَنَّهُ تولى نظر ديوَان الجوالي أَيَّام الإِمَام المستضيء ثمَّ عزل واعتقل 3 - (ابْن وركشين) أَحْمد بن أَحْمد بن يزِيد بن وركشين وَيُقَال بركشين بن بركزان أَبُو حَفْص الموذن الْمَعْرُوف بأخي الرز بلخي الأَصْل من أهل سامراً سمع أَبَا جَعْفَر حَمَّاد بن المؤمل الْكَلْبِيّ الْبَصْرِيّ وَأَبا عَليّ الْحسن بن عَرَفَة الْعَبْدي وَسكن دمشق وَحدث بهَا وَكَانَ يُؤذن بالجامع الْأمَوِي توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (القَاضِي أَبُو الْخطاب) أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ القَاضِي أَبُو الْخطاب الطَّبَرِيّ النجاري الْعَلامَة أستاذ فِي علم الْخلاف قدوة فِي علم النّظر توفّي سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة تَقْرِيبًا 3 - (ابْن أخي الشَّافِعِي) أَحْمد بن أَحْمد بن أخي الشَّافِعِي قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء هُوَ رجل من أهل الْأَدَب رَأَيْت جمَاعَة من أَعْيَان الْعلمَاء يفتخرون بِالنَّقْلِ من خطه وَرَأَيْت خطه وَلَيْسَ بجيد المنظر لكنه متقن) الضَّبْط وَلم أر أحدا ذكر شَيْئا من خَبره لكني وجدت خطه فِي آخر كتاب وَقد قَالَ فِيهِ كتبه أَحْمد بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن أخي الشَّافِعِي وراق ابْن عَبدُوس الجهشياري وَقد جمع ديوَان البحتري وَغَيره انْتهى قلت رَأَيْت الشَّيْخ شمس الدّين قد قَالَ أَحْمد بن أَحْمد بن زِيَاد الْفَارِسِي صَاحب ابْن عَبدُوس وَابْن سَلام لَهُ كتاب أَحْكَام الْقُرْآن فِي عشرَة أَجزَاء ومواقيت الصَّلَاة وَكَانَ لَا يرى التَّقْلِيد بَصيرًا باللغة وَاسع الْعلم صادره السُّلْطَان العبيدي وَضرب وامتحن وَذكر وَفَاته فِي سنة عشر وَثَلَاث مائَة قلت وَأَظنهُ هَذَا ابْن أخي الشَّافِعِي وَالله أعلم بِالصَّوَابِ 3 - (ابْن العوادة) أَحْمد بن أبي أَحْمد بن العوادة أَبُو الْعَبَّاس الزَّاهِد كَانَ يسكن رِبَاطًا لَهُ بِبَاب الأزج على دجلة وَكَانَ من ظراف الْفُقَرَاء سخياً بِمَا يملكهُ وَله حكايات ملاح ذكره أَبُو بكر ابْن كَامِل فِي مُعْجم شُيُوخه وروى عَنهُ قَالَ الْحسن بن يُوسُف الشَّاهِد لَقيته فِي آخر عمره وَقد اخْتَلَّ عقله وَغَابَ ذهنه وَكَانَ يَأْكُل فِي الطرقات فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت لَهُ كَيفَ أَنْت وَكَيف حالك فَرد عَليّ السَّلَام وَأنْشد

شرف الدين أحمد المقدسي الحنبلي

(وَأَشد مَا أَلْقَاهُ أَن مودتي ... نقضت دعائمها بكف الْبَانِي) وَبكى فَبَكَيْت وخلاني وَانْصَرف فَمَا عدت لَقيته توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَدفن برباطه مُقَابلَة دَار ابْن قرندح 3 - (شرف الدّين أَحْمد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن أَحْمد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الإِمَام الزَّاهِد شرف الدّين ابْن الشّرف أبي الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الفرضي من بقايا السّلف تفقه على تَقِيّ الدّين أَحْمد بن الْعِزّ بن الْحَافِظ وَسمع من عَم أَبِيه الشَّيْخ الْمُوفق وَابْن أبي لقْمَة الْقزْوِينِي وَأبي الْقَاسِم ابْن صصرى وَابْن صباح وروى الْكثير وَسمع مِنْهُ الْمزي أَبُو الْحجَّاج وَابْنَة الخباز والبرزالي وَكَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل مَاتَ شَهِيدا مبطوناً وَكَانَ يشْتَغل بِجَامِع الْجَبَل وَكَانَ قانعاً مَا لَهُ وَظِيفَة وَله شعر توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره قَوْله 3 - (شرف الدّين الْمَقْدِسِي الْخَطِيب) أَحْمد بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد الإِمَام الْعَلامَة أقضى الْقُضَاة خطيب الشَّام شرف الدّين) النابلسي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي بَقِيَّة الْأَعْلَام كَانَ إِمَامًا فَقِيها محققاً للْمَذْهَب وَالْأُصُول والعربية وَالنَّظَر حاد الذِّهْن سريع الْفَهم بديع الْكِتَابَة إِمَامًا فِي تَحْرِير الْخط الْمَنْسُوب درس بالشامية الْكُبْرَى وناب فِي الحكم عَن الْجُوَيْنِيّ وَكَانَ من طبقته فِي الْفَضَائِل وَولي دَار الحَدِيث النورية ثمَّ ولي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ظنا بالقدس وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة وَكَانَ أَبوهُ خطيب الْقُدس وَأَجَازَ لَهُ الْفَتْح بن عبد السَّلَام وَأَبُو عَليّ ابْن الجواليقي وَأَبُو حَفْص السهروردي وَأَبُو الْفضل الداهري وَسمع من السخاوي وَابْن الصّلاح وعتيق السَّلمَانِي والتاج الْقُرْطُبِيّ وَكَانَ لَهُ حَلقَة اشْتِغَال وفتوى عِنْد الغزالية تخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب عبد الشَّيْخ تَاج الدّين وَأذن لجَماعَة فِي الْفَتْوَى وصنف كتابا فِي أصُول الْفِقْه جمع فِيهِ بني طريقتي الإِمَام فَخر الدّين وَالسيف الْآمِدِيّ وَكَانَ متواضعاً متنسكاً كيساً حسن الْأَخْلَاق طَوِيل الرّوح على التَّعْلِيم ينشئ الْخطب ويخطب بهَا وتفقه على الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام بِالْقَاهِرَةِ وجالس أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم بِأَمْر الله وأقرأه الْعلم وَالْأَدب مُدَّة وَكَانَ متين الدّيانَة حسن الِاعْتِقَاد رَحمَه الله تَعَالَى وَمن شعره القَاضِي شرف الدّين ابْن الْمَقْدِسِي مَنْقُولًا من خطّ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن غَانِم (احجج إِلَى الزهر لتحظى بِهِ ... وارم جمار الْهم مستنفرا)

جلال الدين الدمراوي

(من لم يطف بالزهر فِي وقته ... من قبل أَن يلْحق قد قصرا) وَمِنْه فِي الدولاب (وَمَا أُنْثَى وَلَيْسَت ذَات فرجٍ ... وَتحمل دَائِما من غير فَحل) (وتلقي كل آونةٍ جَنِينا ... فَيجْرِي فِي الرياض بِغَيْر رجل) (وتبكي حِين تلقيه عَلَيْهِ ... بِصَوْت حزينة ثَكْلَى بطفل) 3 - (جلال الدّين الدمراوي) أَحْمد بن أَحْمد جلال الدّين أَبُو البركات ابْن أبي الذّكر الدمراوي عَابِر المنامات بالإسكندرية من شعره (وخود يُغير الْبَدْر من حسن وَجههَا ... وغفرتها ليل يهيم بِهِ فكري) (مناي من الدُّنْيَا أفوز بوصلها ... وأحظى بتقبيل المراشف والثغر) (وأرضع أَحْيَانًا بخمرة رِيقهَا ... لأطفي بهَا نَارا أحر من الْجَمْر) ) (فيا برد أحشائي إِذا هِيَ واصلت ... وَيَا حر أجفاني إِذا أظهرت هجري) (أَقُول لأقوام أطالوا لأَجلهَا ... أيا مكثري لومي عَسى تقبلُوا عُذْري) (سرت مهجتي شوقاً إِلَى نَحْو حبها ... وَلَا صَبر لي عَنْهَا وَقد خربَتْ أَمْرِي) قلت لَا هدى الله لَهُ خيرا أما اسْتَحى من إِظْهَار هَذَا الشّعْر الْعَاميّ السَّاقِط الملحون الملعون 3 - (موفق الدّين السَّعْدِيّ) أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الشَّيْخ موفق الدّين ابْن تَاج الدّين السَّعْدِيّ الشارعي سمع من جد وَالِده جمال الدّين أبي عَمْرو عُثْمَان أجَاز لي الشارعي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (شهَاب الدّين الْقَرَافِيّ الْمَالِكِي الأصولي) أَحْمد بن إِدْرِيس الْمَشْهُور بالقرافي الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْفَقِيه الأصولي شهَاب الدّين الصنهاجي الأَصْل أصهل من قَرْيَة من كورة بوش من صَعِيد مصر الْأَسْفَل تعرف ببهفشيم وَنسب إِلَى القرافة وَلم يسكنهَا وَإِنَّمَا سُئِلَ عَنهُ عِنْد تَفْرِقَة الجامكية بمدرسة الصاحب ابْن شكر فَقيل هُوَ بالقرافة فَقَالَ بَعضهم اكتبوه الْقَرَافِيّ فَلَزِمَهُ ذَلِك وَكَانَ مالكياً إِمَامًا فِي أصُول الْفِقْه وأصول الدّين عَالما بالتفسير وبعلوم أخر درس بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية عبد وَفَاة الشَّيْخ شرف الدّين السُّبْكِيّ ثمَّ أخذت مِنْهُ فوليها قَاضِي الْقُضَاة نَفِيس الدّين ثمَّ أُعِيدَت إِلَيْهِ وَمَات وَهُوَ مدرسها ودرس بمدرسة طيبرس وبجامع

تاج الدين ابن مزيز

مصر وصنف فِي أصُول الْفِقْه الْكتب المفيدة وَأفَاد واستفاد مِنْهُ الْفُقَهَاء وعلق عَنهُ قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز تَعْلِيقه على الْمُنْتَخب وَشرح الْمَحْصُول الشَّرْح الْمَشْهُور وَله التَّنْقِيح وَشَرحه وَله أنوار البروق وأنواء الفروق وَهُوَ كتاب جيد كثير الْفَوَائِد وَبِه انتفعت فَإِن فِيهِ غرائب وفوائد من عُلُوم غَيره وَاحِدَة وَكتب بعضه بخطي وَله الذَّخِيرَة فِي مَذْهَب مَالك وَله الاستبصار فِي مَا يدْرك الْأَبْصَار وَهُوَ خَمْسُونَ مَسْأَلَة فِي مَذْهَب المناظر كتبته بخطي وقرأته على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ وَكَانَ حسن الشكل والسمت توفّي بدير الطين ظَاهر مصر وَصلي عَلَيْهِ وَدفن بالقرافة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَولي تدريس الصالحية عَبده ابْن شَاس وَكَانَت وَفَاته عبد وَفَاة صدر الدّين ابْن بنت الْأَعَز ونفيس الدّين الْمَالِكِي وَقبل وَفَاة نَاصِر الدّين ابْن المنثر وَمَعَ هَذِه الْعُلُوم حكى لي بَعضهم أَنه رأى لَهُ مصنفاً كَامِلا فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا جعلناهم بشرا لَا يَأْكُلُون الطَّعَام فَبنى هَذَا على الِاسْتِثْنَاء وَظن أَن الْآيَة بشرا إِلَّا) يَأْكُلُون الطَّعَام وَزَاد ذَلِك ألفا فَلَمَّا قيل لَهُ إِن ذَلِك عبد أَن خرج عَن بَلَده اعتذر بِأَن الْفَقِيه لقنه كَذَلِك فِي الصغر وَرَأى الْألف فِي بشرا فَلم يَجْعَل باله إِلَى أَنَّهَا ألف التَّنْوِين فسبحان من لَهُ الْكَمَال 3 - (تَاج الدّين ابْن مزيز) أَحْمد بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن مُفْرد بن مزيز بزائين منقوطتين بَينهمَا يَاء منقوطة الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الرئيس المعمر تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَقِيّ الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْكَاتِب ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين سَمعه أَبوهُ حضوراً فِي سنة سِتّ من صَفِيَّة بنت عبد الْوَهَّاب القرشية وارتحل فَسَمعهُ من مكي بن عَلان وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي واليلداني والشرف الإربلي والبكري واليونيني وَسمع بِبَلَدِهِ من شيخ الشُّيُوخ وبمصر من أَصْحَاب البوصيري وَأَجَازَ لَهُ من بغداذ إِبْرَاهِيم بن الْخَيْر وَابْن العليق وَيحيى بن قميرة وَأَخُوهُ أَحْمد وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وعَلى أَبِيه جُزْءا فِي سنة ثَمَانِينَ وَحدث بأَشْيَاء وَتفرد ورحل إِلَيْهِ وَكَانَ صيناً رَئِيسا وقوراً ذكر مرّة لوزارة حماة أَخذ الشَّيْخ شمس الدّين عَنهُ بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَقد نَيف على التسعين 3 - (الصُّوفِي) أَحْمد بن أَزْهَر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن حَمْزَة أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي جَعْفَر كَانَ أحد صوفية رِبَاط المأمونية أسمعهُ وَالِده فِي صغره من أبي البركات عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَأبي الْمَعَالِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن المذاري وَأبي الْقَاسِم أَحْمد بن الْمُبَارك بن عبد الْبَاقِي ابْن قفرجل وَكَانَت لَهُ إجَازَة من أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي مَنْصُور

القاضي ابن البهلول الحنفي

عبد الرَّحْمَن الْقَزاز قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتب عَنهُ وَكَانَ شَيخا حسنا لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست مائَة 3 - (القَاضِي ابْن البهلول الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن إِسْحَاق بن البهلول بن حسّان بن سِنَان أَبُو جَعْفَر التنوخي الْأَنْبَارِي الأَصْل ولي الْقَضَاء بِمَدِينَة الْمَنْصُور عشْرين سنة وَمَات سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَلَاث مائَة قَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب حدث حَدِيثا كثيرا وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو حَفْص بن شاهين والمخلص وَجَمَاعَة وَكَانَ ثِقَة انْتهى وَكَانَ مفنناً فِي عُلُوم شَتَّى مِنْهَا الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَأَصْحَابه وَرُبمَا) خالفهم فِي مسيئلات وَكَانَ تَامّ الْعلم باللغة حسن الْقيام بالنحو على مَذْهَب الْكُوفِيّين حفظَة للشعر الْقَدِيم والْحَدِيث وَالْأَخْبَار الطوَال وَالسير وَالتَّفْسِير شَاعِرًا خَطِيبًا حسن الخطابة لسناً صَالح الْخط فِي الترسل والبلاغة ورعاً متثبتاً فِي الحكم تقلد الْقَضَاء بالأنبار وهيت وَطَرِيق الْفُرَات من قبل الْمُوفق ثمَّ تقلد للمعتضد بعض كور الْجَبَل وَلم يخرج إِلَيْهَا ثمَّ قَلّدهُ المقتدر عبد فتْنَة المعتز الْقَضَاء بِمَدِينَة الْمَنْصُور وَولي أَبُو الْحُسَيْن الْأُشْنَانِي قَضَاء الْمَدِينَة بحيلة مِنْهُ عوضا عَن أبي جَعْفَر الْمَذْكُور وَصرف فِي الْيَوْم الثَّالِث وأعيد الْعَمَل إِلَى أبي جَعْفَر فَامْتنعَ من قبُوله وَرفع يَده عَن النّظر فِي جَمِيع مَا كَانَ إِلَيْهِ وَقَالَ أحب أَن يكون بَين الصّرْف والقبر فُرْجَة وَلَا أنزل من القلنسوة إِلَى الحفرة وَقَالَ (تركت الْقَضَاء لأهل القضا ... وَأَقْبَلت أسمو إِلَى الْآخِرَه) (فَإِن يَك فخراً جليل الثنا ... فقد نلْت مِنْهُ يدا فاخره) (وَإِن كَانَ وزراً فأعبد بِهِ ... فَلَا خير فِي إمرة وازره) فَقيل لَهُ فابذل شَيْئا حَتَّى يرد الْعَمَل إِلَى ابْنك أبي طَابَ فَقَالَ مَا كنت لأتحملها حَيا وَمَيتًا وَقد خدم ابْني السُّلْطَان وولاه الْأَعْمَال فَإِن استوثق خدمته قَلّدهُ وَإِن لم يرتض صرفه قَالَ التنوخي وَكَانَ يَقُول الشّعْر تأدباً وتطرباً وَمَا علمت أَنه مدح أحدا بِشَيْء مِنْهُ وَله قصيدة طَوِيلَة طردية وَحمل النَّاس عَنهُ علما كثيرا وَقَالَ فِي الْوَزير ابْن الْفُرَات (قل لهَذَا الْوَزير قولَ مُحِقٍّ ... بَثَّهُ النُصحَ أيَّما إبثاثِ) (قد تقلَّدتَها ثَلَاثًا ثَلَاثًا ... وَطَلَاق الْبَتَات عِنْد الثَّلَاث) فَكَانَ الْأَمر على مَا قَالَه فَابْن الْفُرَات قتل عبد الوزارة الثَّالِثَة فِي محبسه وَقَالَ (وحرقة أورثتها فرقة دنفاً ... حيران لَا يَهْتَدِي إِلَّا إِلَى الْحزن) (فِي جِسْمه شغل عَن قلبه وَله ... فِي قلبه شغل عَن سَائِر الْبدن)

جالينوس الصيدلاني

وَدخل أَبُو الْقَاسِم عمر بن شَاذان الْجَوْهَرِي على ابْن البهلول فَقَالَ لَهُ ارْتَفع أَبَا حَفْص فَقَالَ لَهُ بعض من حضر هُوَ أَبُو الْقَاسِم فَقَالَ ابْن البهلول (فَإِن تنسني الْأَيَّام كنية صَاحب ... كريم فَلم أنس الإخاء وَلَا الودا) (وَلَكِن رَأَيْت الدَّهْر ينْسك مَا مضى ... إِذا أَنْت لم تحدث إخاء وَلَا عهدا) وَقَالَ) (إِلَى كم تخْدم الدُّنْيَا ... وَقد جزت الثمانينا) (لَئِن لم تَكُ مَجْنُونا ... فقد فقت المجانينا) 3 - (جالينوس الصيدلاني) أَحْمد بن إِسْحَاق بن عبد الله بن سعد بن التَّمِيمِي الملقب بجالينوس الصيدلاني وَالِد رضوَان الْمُحدث الْمَشْهُور روى عَنهُ ابْنه قَالَ سَمِعت أبي يَقُول دخلت دَار المجانين بِالْبَصْرَةِ فَرَأَيْت شَابًّا من أحسن النَّاس وَجها وقدامه قيد وسلسلة وَكنت رَأَيْته قبل ذَلِك فِي سوق البرزاين بِالْبَصْرَةِ فِي نعْمَة وهيئة حَسَنَة فَقلت لَهُ مَا الَّذِي دهاك فَقَالَ (تمطى علينا الدَّهْر فِي متن قوسه ... ففرقنا مِنْهُم بِسَهْم شتات) (فيا زَمنا ولى على رغم أَهله ... أَلا عد كَمَا قد كنت مذ سنوات) 3 - (ابْن الجواليقي) أَحْمد بن إِسْحَاق بن موهب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر الجواليقي أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي طَاهِر ابْن أبي مَنْصُور اللّغَوِيّ قَالَ محب الدّين ابْن النجار أَخُو شَيخنَا أبي عَليّ الْحسن وَأبي بكر عبد الرَّحْمَن وَكَانَ الْأَكْبَر سمع ابْن الزَّاغُونِيّ وَابْن نَاصِر وَأَبا الْوَقْت السجْزِي وَأَبا زرْعَة الْمَقْدِسِي وَكَانَ أديباً فَاضلا قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَتُوفِّي هُوَ وشاب توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 3 - (الخاركي الْبَصْرِيّ) أَحْمد بن إِسْحَاق بن عَمْرو الخاركي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَعبد الرَّاء كَاف وخارك قَرْيَة على الْبَحْر من أَعمال فَارس كثير الشّعْر هاجى الْفضل الرقاشِي وَهُوَ الْقَائِل (يَا خَاطب الدُّنْيَا ألم تعْتَبر ... لفعلها قبلك فِي الْعَالم) (إِن الَّتِي تخْطب غرارة ... قريبَة الْعرس من الماتم) وَقَالَ الجاحظ رَوَاهُ مُحَمَّد بن دَاوُد وَغَيره رَوَاهُ لغيره يَا فَتى نَفسه إِلَى الْكفْر بِاللَّه تائقه لَك فِي الْفضل والتنسك والزهد سابقه (فدع الْكفْر جانباً ... يَا دعِي الزَّنَادِقَة)

الفقيه الصبغي

3 - (الْفَقِيه الصبغي) ) أَحْمد بن إِسْحَاق بن أَيُّوب بن يزِيد أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه الْمَعْرُوف بالصبغي بالصَّاد الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة والغين الْمُعْجَمَة رأى يحيى ابْن الذهلي قَالَ الْحَاكِم أَقَامَ يُفْتِي نيفاً وَخمسين سنة لم يُؤْخَذ عَلَيْهِ فِي فَتَاوِيهِ مَسْأَلَة وهم فِيهَا وَله الْكتب المطولة مثل الطَّهَارَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة ثمَّ كَذَلِك إِلَى آخر كتاب الْمَبْسُوط وَله كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات والإيماء وَالْقدر وَفضل الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة وَكتاب الرُّؤْيَة وَالْأَحْكَام والإمامة وَكَانَ يخلف ابْن خُزَيْمَة فِي الْفَتْوَى وَكَانَ يضْرب الْمثل بعقله ورأيه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الجرد القَاضِي) أَحْمد بن إِسْحَاق أَبُو جَعْفَر الْحلَبِي الملقب بالجرد ولي قَضَاء حلب لسيف الدولة بن حمدَان توفّي سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْقَادِر بِاللَّه) أَحْمد بن إِسْحَاق أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَادِر بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس ابْن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن أَحْمد بن أبي أَحْمد طَلْحَة بن المتَوَكل بُويِعَ بالخلافة عِنْد الْقَبْض على الطائع فِي حادي عشر شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ومولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأمه يمنى مولاة عبد الْوَاحِد بن المقتدر كَانَت دينة خيرة معمرة توفيت سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ أَبيض كث اللِّحْيَة طويلها يخضب شَيْبه وَكَانَ من أهل السّتْر والصيانة وإدامة التَّهَجُّد وصنف كتابا فِي الْأُصُول ذكر فِيهِ فضل الصَّحَابَة وإكفار الْمُعْتَزلَة والقائلين بِخلق الْقُرْآن وَكَانَ ذَلِك الْكتاب يقْرَأ فِي كل جُمُعَة فِي حَلقَة من أَصْحَاب الحَدِيث بِجَامِع الْمهْدي ويحضر النَّاس مُدَّة خِلَافَته وَهِي إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الْحَادِي عشر من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَدفن بدار الْخلَافَة وَصلى عَلَيْهِ وَلَده الْخَلِيفَة الْقَائِم عَبده الْقَائِم بِأَمْر الله ظَاهرا والخلق وَرَاءه وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا وَلم يزل إِلَى أَن نقل لَيْلًا فِي تابوته إِلَى الرصافة وَدفن بهَا عَاشَ سبعا وَثَمَانِينَ سنة إِلَّا شهرا وَثَمَانِية أَيَّام رَحمَه الله تَعَالَى وَلم يبلغ أحد من الْخُلَفَاء قبله هَذَا الْعُمر وَلَا قَامَ فِي الْخلَافَة هَذِه الْمدَّة وَأقَام ابْن حَاجِب النُّعْمَان فِي كِتَابه اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَسِتَّة أشهر وأياماً وحجبه جُمُعَة أخرهم مَنْصُور بن طاس وَأَبُو مَنْصُور ابْن أبي بكران وقاضيه أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن هَارُون الضَّبِّيّ وَعبد الله ابْن مُحَمَّد بن أبي الشَّوَارِب وَمُحَمّد بن الْحسن الوَاسِطِيّ وَمَضَت هَذِه الْجَمَاعَة فِي أَيَّامه وَآخر من قضى لَهُ وَوَقعت الْوَفَاة عَنهُ أَبُو) عبد الله الْحُسَيْن

السرماري

بن مَاكُولَا وَلما قبض على الطائع وبويع الْقَادِر جلس من الْغَد جُلُوسًا عَاما وهنئ وَأنْشد بَين يَدَيْهِ الشّعْر فَمن ذَلِك قَول الشريف الرضي (شرف الْخلَافَة يَا بني الْعَبَّاس ... الْيَوْم جدده أَبُو الْعَبَّاس) (ذَا الطود بقاه الزَّمَان ذخيرة ... من ذَلِك الْجَبَل الْعَظِيم الراسي) وَمن شعر الْقَادِر (مَا الزّهْد أَن تمنع الدُّنْيَا فترفضها ... وَلَا تزَال أَخا صَوْم حَلِيف دَعَا) وَإِنَّمَا الزّهْد أَن تحوي الْبِلَاد وأرقاب الْعباد فتلفي عباداً ورعا وبينما الْقَادِر ذَا لَيْلَة يمشي فِي أسواق بغداذ إِذْ سمع شخصا يَقُول لآخر قد طَالَتْ علينا دولة هَذَا الشؤم وَلَيْسَ لأحد عِنْد نصيب فَأمر خَادِمًا كَانَ مَعَه أَن يتوكل بِهِ ويحضره بَين يَدَيْهِ فَمَا شكّ أَن يبطش فَسَأَلَهُ عَن صَنعته فَقَالَ إِنِّي كنت من السَّعَادَة الَّذين يَسْتَعِين بهم أَرْبَاب هَذَا الْأَمر على معرفَة أَحْوَال النَّاس يُرِيد أَصْحَاب المطالعات فمذ ولي أَمِير الْمُؤمنِينَ أقصانا وَأظْهر الِاسْتِغْنَاء عَنَّا فتعاطلت معيشتنا وانكسر جاهنا عِنْد النَّاس فَقَالَ لَهُ أتعرف من فِي بغداذ من السعاة قَالَ نعم فأحضر كَاتبا فَكتب أَسْمَاءَهُم وَأمر بإحضارهم ثمَّ إِنَّه أجْرى لكل وَاحِد مِنْهُم مَعْلُوما ونفاهم إِلَى الثغور القاصية ورتبهم هُنَاكَ عيُونا على أَعدَاء الدّين ثمَّ الْتفت إِلَى من حوله وَقَالَ اعلموا أَن أولائك ركب الله فيهم شرا وملأ صُدُورهمْ حقداً على الْعَالم وَلَا بُد لَهُم من إفراغ ذَلِك الشَّرّ فَالْأولى أَن يكون ذَلِك فِي أَعدَاء الدّين وَلَا ننغص بهم على الْمُسلمين 3 - (السرماري) أَحْمد بن إِسْحَاق بن الْحصين الْمَعْرُوف بِابْن السرماري وسرماري من قرى بخارا روى عَنهُ البُخَارِيّ كَانَ ثِقَة مُجَاهدًا فَارِسًا مَشْهُورا يضْرب بشجاعته الْمثل زاهداً توفّي فِي حُدُود سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْوزان) أَحْمد بن إِسْحَاق الْوزان قَالَ ابْن أبي حَاتِم كتب عَنهُ وَهُوَ صَدُوق 3 - (ابْن نبيط الْأَشْجَعِيّ) أَحْمد بن إِسْحَاق بن نبيط الْأَشْجَعِيّ صَاحب النُّسْخَة الْمَوْضُوعَة الْمَشْهُورَة توفّي سنة سبع) وَثَمَانِينَ 3 - (الأبرقوهي الشَّافِعِي) أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الشَّيْخ الإِمَام الْمُقْرِئ

أحمد بن سامان والد الملوك السامانية

الصَّالح الْمُحدث مُسْند الْعَصْر شهَاب الدّين أَبُو الْمَعَالِي أَحْمد بن القَاضِي الْمُحدث رفيع الدّين قَاضِي أبرقوه أبي مُحَمَّد الهمذاني ثمَّ الْمصْرِيّ الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي الصُّوفِي ولد بأبرقوه سنة خمس عشرَة وست مائَة وَحضر سنة سبع عشرَة على عبد السَّلَام السرقولي وَسمع فِي الْخَامِسَة سنة تسع عشرَة من أبي بكر بن سابرو بشيراز وَسمع ببغداذ من الْفَتْح بن عبد السَّلَام وَابْن صرما وَمُحَمّد بن البيع وأكمل بن أبي زَاهِر وَالْمبَارك بن أبي الْجُود وَصَالح بن كور وَأبي عَليّ بن الجواليقي وعدة وبالموصل من الْحُسَيْن بن باز وبحران من خطيبها الْفَخر ابْن تَيْمِية وبدمشق من ابْن أبي لقْمَة وَابْن البن وَابْن صصرى وبالقدس من الأوفي وبمصر من أبي البركات بن الْجبَاب وَسمع السِّيرَة مِنْهُ وَله مُعْجم كَبِير بتخريج القَاضِي سعد الدّين الْحَنْبَلِيّ حدث عَنهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي والمزي والبرزالي وَفتح الدّين ابْن سيد النَّاس والقاضيان القونوي والأخنائي وَخلق وَعمر وَتفرد ورحل إِلَيْهِ الْخلق وَألْحق الأحفاد بالأجداد وَأكْثر الشَّيْخ شمس الدّين عَنهُ توفّي بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَسبع مائَة وَكَانَ يزْعم أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَأخْبرهُ أَنه يَمُوت بِمَكَّة 3 - (أَحْمد بن سامان وَالِد الْمُلُوك السامانية) أَحْمد بن أَسد بن سامان بن إِسْمَاعِيل الْأَمِير وَالِد الْمُلُوك السامانية أُمَرَاء مَا وَرَاء النَّهر وَهُوَ أَخُو الْأَمِير نوح توفّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين 3 - (ابْن إِسْرَائِيل الْوَزير) أَحْمد بن إِسْرَائِيل بن الْحسن الْأَنْبَارِي أَبُو جَعْفَر الْكَاتِب ولي ديوَان الْخراج للمتوكل والمنتصر ثمَّ تولى الْكِتَابَة للمعتز فِي أَيَّام أَبِيه فَلَمَّا ولي الْكِتَابَة استوزره قَالَ الصولي خلع المعتز عَلَيْهِ للوزارة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أذكى النَّاس لَا يمر بسمعه شَيْء إِلَى حفظه قَالَ كنت فِي الدِّيوَان أَيَّام مُحَمَّد الْأمين وَمَا يدْخل الدِّيوَان أحد اصغر مني وَلَقَد كنت أنسخ الْكتاب فَلَا أفرغ من نسخه حَتَّى أحفظ مَا فِيهِ حرفا حرفا وَكنت رُبمَا امتحنت إِذا فرغت من الْكتاب بِأَن يُؤْخَذ من يَدي فَيُقَال هَات مَا فِيهِ وأسرده من أَوله إِلَى آخِره فَلَا أسقط مِمَّا فِيهِ حرفا وَاحِدًا فعلت هَذَا مَرَّات كَثِيرَة لَا أحصيها قَالَ الجهشياري فِي كِتَابه الوزراء وَمِمَّا) يعجب من حفظ أَحْمد بن إِسْرَائِيل أَنه كَانَ يكْتب لمُحَمد بن عبد الْملك الزيات على الوزارة فَلَمَّا رفع إِلَيْهِ تَقْدِير المملكة اخْتَصَرَهُ فِي ثلث قرطاس وَكَانَ لَا يُفَارق خفه إِذا دخل على الواثق رَجَاء أَن يجد لقرَاءَته وقتا قَالَ فأنسي حمله يَوْمًا من الْأَيَّام وَسَأَلَهُ الواثق عَنهُ فَخرج يَطْلُبهُ فَلم يجده فَرَأى ابْن إِسْرَائِيل قلقلته فَسَأَلَهُ فَأخْبرهُ فَقَالَ لَا عَلَيْك ودعا بكاتب وَقِرْطَاس ثمَّ أمْلى التَّقْدِير لَا يخرم مِنْهُ حرفا وَدخل بِهِ مُحَمَّد بن عبد الْملك إِلَى الواثق وقرأه عَلَيْهِ ثمَّ أَنه طلب ذَلِك الثُّلُث وقابل بِهِ فَوَجَدَهُ مُوَافقا لَهُ ذكر لَهُ الجهشياري وقائع عدَّة من هَذِه الْمَادَّة وَلم يزل وزيراً للمعتز إِلَى شهر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ وزارته ثَلَاث سِنِين وَقَتله صَالح بن وصيف لِأَنَّهُ أخرج هُوَ وَأَبُو نوح إِلَى بَاب الْعَامَّة فَضرب كل وَاحِد مِنْهَا خمس مائَة سَوط ضرب

صفي الدين بن كريم الملك

التّلف وحملهما إِلَى منزل مُحَمَّد السَّرخسِيّ عبد أَن استصفى أموالهما وَكَانَ ابْن إِسْرَائِيل وَأَبُو نوح عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور أشارا على المعتز بقتل صَالح ابْن وصيف فَقبض عَلَيْهِمَا وَفعل بهما ذَلِك إِلَى أَن مَاتَا وَكتب إِلَيْهِمَا أَبُو عَليّ الْبَصِير وهما فِي السجْن (من كَانَ حبسكما أنساه عهدكما ... فلست عهد كَمَا مَا عِشْت بالناسي) (وَكَيف يسلوكما من لم يجد عوضا ... مستخلفاً عنكما من سَائِر النَّاس) (وَإِذا تذكرت أيامي الَّتِي سلفت ... قطعت فِي إثْرهَا نَفسِي بأنفاسي) (أَيَّام آوي إِلَى طود ومنعته ... أَرْكَانه بكما عالي الذرى راس) (أَشْكُو إِلَى الله لَيْلًا بت أسهره ... كَأَن أنجمه شدت بأمراس) (وقرحةً فِي سَواد الْقلب لَيْسَ لَهَا ... إِلَّا تجدّد تِلْكَ الْحَال من آس) 3 - (صفي الدّين بن كريم الْملك) أَحْمد بن أسعد بن أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق بن بكران المزدكاني صفي الدّين أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن كريم الْملك كَانَ من سلالة الوزراء وَذَوي الْعشْرَة الظرفاء تولى بِدِمَشْق وبعلبك فَسَار فِي خدمته سير الْأُمَنَاء ومولده بِدِمَشْق سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي ببعلبك سنة خمس عشرَة وست مائَة قَالَ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه وَمن خطه نقلت الْمَذْكُور رَحمَه الله ذكر أَنه كَانَ قد عزم على السّفر إِلَى الديار المصرية ليخدم بهَا الْملك الْمعز عز الدّين فروخشاه بن شاهنشاه ابْن أَيُّوب لأمر ضَاقَ صَدره بِالشَّام بِسَبَبِهِ فَهَتَفَ بِهِ فِي النّوم هَاتِف تِلْكَ اللَّيْلَة وأنشده هَذِه الأبيات فِي نَومه) (يَا أَحْمد اقنع بِالَّذِي أُوتِيتهُ ... إِن كنت لَا ترْضى لنَفسك ذلها) (ودع التكاثر فِي الْغنى لمعاشر ... أضحوا على جمع الدَّرَاهِم وَلها) (وَاعْلَم بِأَن الله جلّ جَلَاله ... لم يخلق الدُّنْيَا لِأَجلِك كلهَا) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ أَيْضا (كَيفَ طابت نفوسكم بفراقي ... وفراق الأحباب مر المذاق) (لَو علمْتُم بحالتي وصبائي ... وبوجدي ولوعتي واحتراقي) (لرثيتم للمستهام الْمَعْنى ... ووفيتم بالعهد والميثاق) 3 - (أَبُو الْخَلِيل ابْن صفير) أَحْمد بن أسعد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن وهب بن حمدون أَبُو الْخَلِيل الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن صفير من سَاكِني المأمونية قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي وَسمع من شهدة الكاتبة وَمن خَدِيجَة بنت النهرواني وَمن جمَاعَة من هَذِه الطَّبَقَة ثمَّ سَافر إِلَى همذان وَقَرَأَ الْقُرْآن على الْحَافِظ أبي الْعَلَاء الْحسن بن الْعَطَّار وَسمع مِنْهُ وسافر إِلَى غَيرهَا وَسمع من أَشْيَاخ أَصْبَهَان وَسمع بهراة وَحصل

نجم الدين ابن المنفاح الطبيب

الْكتب الملاح وَالْأُصُول الْعتْق وَأظْهر الزّهْد والتقشف وَلَيْسَ الصُّوف وَالثيَاب الخشنة وَصَارَ لَهُ قبُول عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ مَشْهُورا هُنَاكَ بِالْحَافِظِ البغداذي وأمير هراة يزوره وَيقبل قَوْله ثمَّ عَاد إِلَى بغداذ بزِي السياح قد ذهبت إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَالَ محب الدّين ابْن النجار فَأَقَامَ بهَا يسمع من شيوخها وَحدث بِيَسِير فِي مَكَّة وبغداذ ونيسابور وَلما دخلت هراة أصبت أَصْحَاب الحَدِيث مُجْمِعِينَ على كذب أبي الْخَلِيل هَذَا وَذكروا أَنه كَانَ إِذا قَرَأَ على الشُّيُوخ يُغير سطوراً لَا يَقْرَأها وَيدخل متْنا فِي إِسْنَاد وإسناداً فِي متن آخر وَإِنَّهُم اعتبروا ذَلِك عَلَيْهِ فاجتنوا السماع مَعَه وَكُنَّا هُنَاكَ نجتنب كل مَا سَمعه الشُّيُوخ بقرَاءَته فَلَا نعبأ بِهِ وَلَا نعتمد عَلَيْهِ وَحكى لي صديقنا أَبُو الْقَاسِم موهوب ابْن سعيد الحمامي وَكَانَ قد رَآهُ وَسمع مَعَه الحَدِيث قَالَ كَانَ يظْهر الزّهْد والتقشف وَلبس الصُّوف وعَلى جِسْمه الثِّيَاب الناعمة وجباب الإبريسم وَلما مَاتَ خلف مَالا كثيرا وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَدفن من الْغَد بمقبرة النفاطين إِلَى جَانب الأميرية وَلم يحكم سد قَبره فنبشته الْكلاب وأكلته فَلَمَّا أصبح النَّاس من الْغَد شاهدوه وواروا مَا بَقِي مِنْهُ 3 - (نجم الدّين ابْن المنفاح الطَّبِيب) ) أَحْمد بن اِسْعَدْ بن حلوان الْحَكِيم البارع نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس وَالِد الْحَكِيم موفق الدّين الْمَعْرُوف بِابْن المنفاح وَهُوَ لقب الْمُوفق وَيعرف بِابْن العالمة بنت دَهِين اللوز كَانَت عَالِمَة بِدِمَشْق وَأَصله من المعرة ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِدِمَشْق وَكَانَ أسمر نحيفاً فصيحاً بليغاً مفرط الذكاء أَخذ الطِّبّ عَن الدخوار وبرع فِيهِ وَفِي الْمنطق وَالْأَدب وخدم الْملك المسعود صَاحب آمد ثمَّ وزر لَهُ ثمَّ غضب عَلَيْهِ وصادره فَعَاد إِلَى دمشق وأقرأ الطِّبّ ثمَّ خدم الْأَشْرَف الْحِمصِي بتل بَاشر وَله كتاب التدقيق فِي الْجمع بَين الْأَمْرَاض والتفريق وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست مائَة وَله كتاب هتك الأستار عَن تمويه الدخوار والمدخل فِي الطِّبّ والعلل والأمراض وَشرح أَحَادِيث نبوية تتَعَلَّق بالطب وَقيل توفّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَكَانَ لحدة مزاجه قَلِيل الِاحْتِمَال والمداراة وَكَانَ جمَاعَة يحسدونه لفضله ويقصدونه بالأذى قَالَ قطب الدّين اليونيني فأنشدني متمثلاً (وَكنت سَمِعت أَن الْجِنّ عِنْد اس ... تراق السّمع ترْجم بالنجوم) (فَلَمَّا أَن عَلَوْت وصرت نجماً ... رميت بِكُل شَيْطَان رجيم) وَقَالَ أبياتاً فِي الْأَشْرَف يمدحه بهَا مِنْهَا (يَا ابْن الْمُلُوك الصَّيْد يَا من أورثوا ... شرفاً على الْآبَاء بالأبناء) (أشبهت يَا مُوسَى لمُوسَى فِي الَّذِي ... أُوتِيتهُ كتشابه الْأَسْمَاء)

ابن إسفيديار الواعظ

(فَلهُ الْيَد الْبَيْضَاء كَانَت آيَة ... وَلكم بجودك من يَد بَيْضَاء) 3 - (ابْن إسفيديار الْوَاعِظ) أَحْمد بن إسفنديار بن الْمُوفق أَبُو الْعَبَّاس البوشنجي الْوَاعِظ شيخ رِبَاط الأرجوانية كَانَ أديباً شَاعِرًا مفوهاً توفّي فجاءة رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وجدت مَنْسُوبا إِلَيْهِ (لقد منحتك بكرا ... لَو شَاهد الْأَصْفَهَانِي) (جمَالهَا لتولى ... زفافها بالأغاني) هَذَا الْمَقْطُوع مَعَ لَفظه مَا خلا من الْعَيْب وَهُوَ التَّضْمِين الَّذِي عده أَرْبَاب القوافي من الْعُيُوب وَهُوَ أَنِّي يكون الثَّانِي مُتَعَلقا بِالْأولِ مثل هَذَا 3 - (نطاحة الْكَاتِب) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الخصيب أَبُو عَليّ الخصيبي الْكَاتِب الْأَنْبَارِي الْمَعْرُوف) بنطاحة بنُون بعْدهَا طاء مُهْملَة مُخَفّفَة وَعبد الْألف حاء مُهْملَة وهاء وَكَانَ جده الخصيب صَاحب مصر كَانَ أَبُو عَليّ يكْتب لمُحَمد بن عبد الله بن طَاهِر وَكَانَ بليغاً مترسلاً شَاعِرًا أديباً لَهُ مصنفات كَثِيرَة فِي الْأَدَب وَكَانَ راوية للأدب وَالْأَخْبَار روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن يحيى الصولي وَأَبُو الْحُسَيْن الْحصين وَمن شعره (صدود الْمُحب عَليّ دَعَا ... وَأَغْلظ مِنْهُ صدود الْخَلِيل) (صددت فأشمت بِي حَاسِدًا ... عَلَيْك وحققت ظن العذول) وَقَالَ (إِن كنت تطلب فضلا ... إِذا ذكرت ومجدا) (فَكُن لعبدك خلا ... وَكن لخلك عبدا) وَقَالَ (قلت لعبدي إِذْ عَصَانِي وَلم ... ينْتَه عَمَّا عَنهُ أنهاه) (عصيك مَوْلَاك اقْتِدَاء بِهِ ... لما عصى مَوْلَاك مَوْلَاهُ) وَقَالَ (مَاذَا أَقُول لمن إِن زرته حجبا ... وَإِن تخلفت عَنهُ مكْرها عتبا) (وَإِن أردْت خلاصاً من تعتبه ... ظلما فعاتبته فِي فعله غَضبا) واستهدي مِنْهُ كتاب حُدُود الْفراء فأهداه وَكتب على ظَهره (خُذْهُ فقد سوغت مِنْهُ مشبهاً ... بالروض أَو بالبرد فِي تفويفه)

سلطان ما وراء النهر ابن سامان

(نظمت كَمَا نظم السَّحَاب سطوره ... وتأنق الْفراء فِي تأليفه) (وشكلته ونقطته فأمنت من ... تصحيفه ونجوت من تحريفه) (بُسْتَان خطّ غير أَن ثماره ... لَا تجتنى إِلَّا بشكل حُرُوفه) وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن المعتز مراسلات وجوابات عَجِيبَة وَقَالَ مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق النديم ديوَان رسائله نَحْو ألف ورقة وَله من التصانيف كتاب الطبيخ طَبَقَات الْكتاب أَسمَاء الْمَجْمُوع الْمَنْقُول من الرّقاع يشْتَمل على سماعاته من الْعلمَاء وَمَا شَاهد من أَخْبَار الجلة صفة النَّفس رسائله إِلَى إخوانه 3 - (سُلْطَان مَا وَرَاء النَّهر ابْن سامان) ) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أَسد بن سامان مولى بني الْعَبَّاس أَبُو نصر سُلْطَان مَا وَرَاء النَّهر قَتله غلمانه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة وَأقَام بِالْأَمر عَبده ابْنه أَبُو الْحسن نصر ثَلَاثِينَ سنة وهم بَيت إمرة وحشمة وَلَهُم أَخْبَار 3 - (الْحَضْرَمِيّ) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ أَبُو الْحسن من أهل الْبَصْرَة كَانَ مَعَ أبي صَالح بن يزْدَاد قَالَ المرزباني وَهُوَ الْقَائِل (كم الْمقَام وَكم تعتاقك الْعِلَل ... مَا ضَاقَتْ الأَرْض فِي الدُّنْيَا وَلَا السبل) (إِن كنت تعلم أَن الأَرْض وَاسِعَة ... فِيهَا لغيرك مرتاد ومرتحل) (فارحل فَإِن بِلَاد الله مَا خلقت ... إِلَّا ليسلك مِنْهَا السهل والجبل) (الله قد عوض الْحسنى فَمَا بَرحت ... عِنْدِي لَهُ نعم تترى وتتصل) (إِن ضَاقَ بِي بلد أَعرَضت عَنهُ وَإِن ... فِيهِ نبا منزل بِي كَانَ لي بدل) (وَإِن تغير لي عَن وده رجل ... أصفى الْمَوَدَّة لي من عَبده رجل) (لَا تمتهن أبدا وَجها لذِي طمع ... فَمَا لوجهك نور حِين ينبذل) (وابغ المكاسب من أرْضى مطالبها ... وَحَيْثُ يجمل حَتَّى ينْفد الْأَجَل) (فكم ترى دولاً كَانَت على قدم ... زَالَت سَرِيعا وَجَاءَت عَبدهَا دوَل) 3 - (ابْن عمار الْكَاتِب) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عمار الْكَاتِب أَبُو الْعَبَّاس قَالَ المرزباني هُوَ شَاعِر كَاتب أديب كتب إِلَيْهِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُدبر بِدِمَشْق لم مللت أسعدك الله وَمَا هَذَا الْجفَاء (كَانَ فِي قربك أنس ... وسرور وبهاء) (ولبانات تقضى ... وسجون وشقاء)

الطبال

(فَإِذا مَا غبت عَنَّا ... فعلى الدُّنْيَا العفاء) فَأجَاب أَحْمد بن إِسْمَاعِيل أَنا للسَّيِّد ذِي الطول من الشَّرّ الْفِدَاء لَيْسَ للرقعة للحق إِذا جلّ أَدَاء) (وجوابي عَنهُ شكر ... واعتقاد وَدُعَاء) (وسترضيك حقوقي ... أبدا فِيمَا تشَاء) وَلأَحْمَد بن إِسْمَاعِيل يَا معير الْغُصْن الناضر فِي الرَّوْضَة قده (ومعير الراح ريحًا ... ومعير الْورْد خَدّه) هَل جميل بجميل الْوَجْه أَن يقتل عَبده أم مليح من مليح الْقد أَن يخلف وعده وَله أَيْضا (مَا أنصفت مقلتي وَلَا عدلت ... حسيبها الله فِي الَّذِي فعلت) (اكتحلت حسن من ألفت بِهِ ... فيا ضنائي من حسن مَا اكتحلت) (وَيحك مَا إِن رَأَيْت مقلته ... وقتلها بالفتور من قتلت) (تَطوف فِي وجنةٍ موردة ... كَأَنَّهَا الجلنار إِن خجلت) 3 - (الطبال) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن حَمْزَة بن أبي البركات بن حَمْزَة بن عُثْمَان بن الْحُسَيْن بن أبي البركات بن أبي بكر الطبال من أهل بَاب الأزج سمع الحَدِيث الْكثير عبد علو سنه من أَصْحَاب ابْن بنان وَابْن نَبهَان وَأبي طَالب ابْن يُوسُف وَأبي سعد ابْن الطيوري وَأبي الْقَاسِم بَان الْحصين وَكَانَ مُتَقَدما على الطالبيين بدار الْخلَافَة قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ شَيْئا يَسِيرا وَكَانَ كيساً حسن الْأَخْلَاق متودداً توفّي سنة تسع وَعشْرين وست مائَة 3 - (صَاحب ابْن أبي الدُّنْيَا) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل صَاحب أبي بكر ابْن أبي الدُّنْيَا حكى عَنهُ وروى عَنهُ أَبُو بكر السكرِي 3 - (رَاوِي جحظة) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل البغداذي روى عَن جحظة الْبَرْمَكِي وروى عَنهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي 3 - (المكين أَبُو عَليّ) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن الْعَبَّاس أَبُو عَليّ الْمَعْرُوف بالمكين من أَصْبَهَان أحد الْفُضَلَاء) الْأَعْيَان قدم بغداذ حَاجا وَحدث بهَا سمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب وَأَبُو الْفضل بن شَافِع وَأَبُو الْعَبَّاس ابْن لبيدة وَيحيى بن ظَاهر ابْن النجار الْوَاعِظ وعب الْوَاحِد بن عبد السَّلَام البيع وَمن شعره

أبو الخير الطالقاني الشافعي

(أَقَمْنَا وأوقات السرُور قَصِيرَة ... وهيهات أَن يحظى بلذاته صب) (وَللَّه صنع يجمع الشمل عبد مَا ... تطاولت الأشتات واستؤيس الْقرب) وَمِنْه أَيْضا (إِنِّي وَإِن شط المزار وبددت ... أَيدي النوائب شملنا المنظوما) (لم أخل من حسن الثَّنَاء عَلَيْكُم ... مذ غبت عَنْكُم ظَاعِنًا وَمُقِيمًا) وَكَانَ وافر الْعقل كثير الْفضل تولى الْأُمُور الجليلة حَتَّى ترشح للوزارة بالعراق فقصده الْوَزير فالتحق بخراسان والتجأ إِلَى السُّلْطَان سنجر بن ملكشاه وفوض إِلَيْهِ نِيَابَة الوزارة بخراسان قَالَ ابْن النجار وقف كتبا كَثِيرَة من سَائِر الْفُنُون بالخطوط الْمُعْتَبرَة وَجعل لَهَا خزانَة بالجامع الْعَتِيق مِنْهَا الأغاني فِي عشْرين مجلداً ربع الكاغد المخزني وَهِي بِخَط أبي الفوارس الْحُسَيْن بن الخازن مذهبَة الْوُجُوه خدم بهَا المستظهر وعَلى وَجههَا بِخَط المكين ذهب لي هَذِه النُّسْخَة وأنعم بهَا عَليّ سيدنَا ومولانا الإِمَام المقتفي وَلما حدث ببغداذ كَانَ توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة ومولده عبد السّبْعين 3 - (أَبُو الْخَيْر الطَّالقَانِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو الْخَيْر الْقزْوِينِي الإِمَام الْعَالم الزَّاهِد رَئِيس أَصْحَاب الِشافعي كَانَ إِمَامًا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالنَّظَر وَالْأُصُول والْحَدِيث وَالتَّفْسِير والوعظ والزهد رَحل من بَلْدَة قزوين إِلَى نيسابور فَأَقَامَ بهَا عِنْد الْفَقِيه مُحَمَّد بن يحيى وَقَرَأَ عَلَيْهِ ولازمه حَتَّى برع وَصَارَ أحد معيدي دروسه وَقدم بغداذ فحج وَعَاد إِلَى بَلَده ثمَّ قدمهَا ثَانِيًا سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وَعقد بهَا مجْلِس التَّذْكِير ونفقوا كَلَامه وَأَقْبلُوا عَلَيْهِ لحسن سمته وَكَثْرَة محفوظه وجودة إِيرَاده ثمَّ عَاد إِلَى بدله وَعَاد إِلَى بغداذ عبد السِّتين وَخمْس مائَة وَولي التدريس بالنظامية وَحدث بالكتب الْكِبَار صَحِيح مُسلم ومسند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وتاريخ نيسابور للْحَاكِم وَسنَن الْبَيْهَقِيّ الْكَبِير وَدَلَائِل النُّبُوَّة الْبَعْث والنشور للبيهقي وأملى بِجَامِع الْقصر قَالَ لما كنت بنيسابور عِنْد مُحَمَّد بن يحيى وَأَنا صبي كَانَ من عَادَته) أَنه فِي كل أُسْبُوع يَأْخُذ على الْفُقَهَاء مَا حفظوه وَكنت غير جيد الْحِفْظ فطالبني مرّة عبد مرّة وَأَنا لَا أقدر على حفظه فَأمرنِي بالانتقال من عِنْده والاشتغال على يغره كعادته فنقلت قماشي عِنْد بعض الْفُقَهَاء إِلَى أَن أسكن فِي مَكَان فاشتغلت ذَلِك النَّهَار وأدركني الْمسَاء فأخفيت نَفسِي فِي أتون طباخ ونمت فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ وَاقِف عَليّ فَقَالَ لي يَا أَحْمد لم لَا تذْهب إِلَى الْمدرسَة وتشغل فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّه لَا يَأْتِي مني شَيْء وَقد اجتهدت فَلم افلح فَقَالَ لي بلَى قُم واذهب إِلَى الْمدرسَة قَالَ فَأَعَدْت عَلَيْهِ الْكَلَام ثَانِيًا فَقَالَ لي افْتَحْ فَاك قَالَ

نجيب الدين الإسكندري

ففتحته فتفل فِيهِ ثمَّ قَالَ لي اذْهَبْ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف من الشَّيْخ وَمن قُصُور فهمي وَقلة حفظي ومعرفتي فَقَالَ لي افْتَحْ فَاك ففتحته مرّة ثَانِيَة فتفل فِيهِ مرّة ثَانِيَة ثمَّ انْتَبَهت وَقت السحر وأتيت الْمدرسَة ووقفت أكرر على الْمدرس فَإِذا هُوَ مَحْفُوظ لي وَخرج الشَّيْخ فرآني فَقَالَ لي هَل حفظت شَيْئا قلت نعم وأعدت عَلَيْهِ الدُّرُوس كلهَا حفظا جيدا من غير تتعتع وَلَا توقف فَقَالَ لي أَحْسَنت بَارك الله فِيك مثلك من يصلح لصحبتنا وأقمت عِنْده مُسْتَقِيم الْفَهم سريع الْإِدْرَاك كثير الْحِفْظ وَكَانَ من عَادَة الشَّيْخ أَن يُصَلِّي الْجُمُعَة عِنْد الإِمَام عبد الرَّحْمَن الأكاف الزَّاهِد وَيكون الْفُقَهَاء فِي خدمته وتجارى الْفُقَهَاء فِي مَسْأَلَة خلاف فَتكلم الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَسكت الْجَمَاعَة إعظاماً وَأَنا لصِغَر سني وحدة ذهني أعترض عَلَيْهِ وأنازعه وَالْفُقَهَاء يشيرون إِلَيّ بالإمساك وَأَنا لَا ألتفت إِلَيْهِم فَقَالَ لَهُم الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن دَعوه فَإِن هَذَا الْكَلَام الَّذِي يَقُول لَيْسَ مِنْهُ إِنَّمَا هُوَ من الَّذِي علمه قَالَ وَلم تعلم الْجَمَاعَة مَا أَرَادَ وفهمت وَعلمت أَنه مكاشف وَلما ولي تدريس النظامية كَانَ فِي الْحمام فَمضى إِلَى دَار الوزارة فَخلع عَلَيْهِ ورتب مدرساً فَلَمَّا اسْتَقر على كرْسِي التدريس وقرئت الربعة ودعي دُعَاء الختمة فَقبل مَا شرع فِي إِلْقَاء الدَّرْس الْتفت إِلَى الْجَمَاعَة وَقَالَ لَهُم من أَي كتب التَّفْسِير تحبون أَن أذكر فعينوا كتابا وَفعل مثل ذَلِك فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف فَلم يذكر لَهُم إِلَّا مَا اختاروه وعينوه فَقَالَ من أَي سُورَة تُرِيدُونَ أَن أذكر فأشاروا إِلَيْهِ فَذكر من تِلْكَ السُّورَة وَمن ذَلِك التَّفْسِير فأعجب الْحَاضِرُونَ مِنْهُ وَعَلمُوا كَثْرَة اطِّلَاعه وسَاق لَهُ محب الدّين ابْن النجار فِي الذيل عجائب من هَذَا النَّوْع ثمَّ إِنَّه ترك بغداذ وَعَاد إِلَى قزوين فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه مُنْكرا توجهه من بغداذ مَعَ الوجاهة الَّتِي لَهُ فِيهَا فَقَالَ معَاذ الله أَن أسكن فِي بلد يسب فِيهِ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ ذَلِك فِي أَيَّام ابْن الصاحب وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ) وَخمْس مائَة 3 - (نجيب الدّين الإسكندري) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن فَارس بن عبد الْعَزِيز نجيب الدّين أَبُو الْعَبَّاس التَّمِيمِي السَّعْدِيّ الأهتمي الصفراني الخالدي الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي سمع وَحدث وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي الخدم الديوانية بِمصْر ودمشق والجزيرة وَولي نظر الدِّيوَان بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائَة وزر للْملك الْعَادِل وحظي عِنْده وَكَانَ قيمًا بِمذهب مَالك وَمَعْرِفَة النَّحْو 3 - (ابْن التبلي الْمُحدث) أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور نجم الدّين الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن التبلي وَابْن الْحَلَال ولد بحلب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسمع من ابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل قَرَأَ عَلَيْهِ علم الدّين البرزالي جُزْء ابْن حَرْب رِوَايَة الْعَبادَانِي وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة

الصفار

3 - (الصفار) أَحْمد بن إشكاب الصفار الْكُوفِي نزل مصر روى عَنهُ البُخَارِيّ وَيَعْقُوب الْفَسَوِي وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيرهم توفّي فِي حُدُود الْعشْرين والمائتين 3 - (الْكُوفِي الأخباري) أَحْمد بن أعثم الْكُوفِي أَبُو مُحَمَّد الأخباري المؤرخ الشيعي قَالَ ياقوت هُوَ عِنْد أَصْحَاب الحَدِيث ضَعِيف لَهُ كتاب المألوف وَكتاب الْفتُوح مَعْرُوف ذكر فِيهِ إِلَى أَيَّام الرشيد وَله التَّارِيخ إِلَى أَيَّام المقتدر ابتدأه بأيام الْمَأْمُون ويوشك أَن يكون ذيلاً على الأول 3 - (أَحْمد بن أكمل بن مَسْعُود بن مطر) 3 - (الْهَاشِمِي أَبُو الْعَبَّاس) تفقه على إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن البغداذي فِي صباه وَصَحبه حَتَّى تميز وَأعَاد لدرسه وَكَانَ حسن الْكَلَام فِي مسَائِل الْخلاف ورتب خَطِيبًا فِي جَامع السُّلْطَان مَعَ بني الْمَنْصُور ثمَّ رتب نَاظرا فِي ديوَان التركات فَلم تحمد سيرته وارتكب عظائم فعزل عَن الْولَايَة وَالشَّهَادَة توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (التائب الْمُحدث) أَحْمد بن ألتكين بن عبد الله الْمَعْرُوف بالتائب سمع الشريف الزَّيْنَبِي أَبَا نصر مُحَمَّدًا وَأَبا) الْحسن عَاصِم بن الْحُسَيْن العاصمي وَعبد الْخَالِق بن هبة الله الْمُفَسّر سمع مِنْهُ أَبُو الطَّاهِر السلَفِي وروى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن الجلخت وَإِنَّمَا لقب بالتائب لِأَنَّهُ كَانَ يحضر مجَالِس الْوَعْظ كثيرا وَلَا ينْفَصل عَن مجْلِس واعظ حَتَّى يَتُوب على يَده توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (القوصي) أَحْمد بن إلْيَاس صدر الدّين الإربلي الأَصْل الْحلَبِي المولد الْمَعْرُوف بالقويضي بِالْقَافِ المضمومة وَفتح الْوَاو وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة تَصْغِير قَاض أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ لَهُ نظم لَيْسَ بجيد وَرُبمَا بدر لَهُ الْجيد أَو مَا هُوَ فِي حيّز المقبول أنشدنا لنَفسِهِ وَكَانَ قد كلف أَن يثلث بَاقِيا من حِسَاب كَانَ يمليه (يَا ماجداً ملك الْقُلُوب بِلُطْفِهِ ... وتملك الْأَحْرَار بالإشفاق) (وَالنّظم يقصر عَن جميل ثنائه ... ونواله قد عَم بِالْإِطْلَاقِ) (كلفتني أَنِّي أثلث بَاقِيا ... وَأَنا الموحد دَائِما للْبَاقِي) 3 - (الطنبوري) أَحْمد بن أُمَامَة الْهَمدَانِي قَالَ صَاحب الأغاني كَانَ يُغني بالطنبور

الكاتب

وَهُوَ أول من غنى بِهِ فِي الْإِسْلَام وَكَانَ قرين أعشى هَمدَان وإلفه فِي عَسْكَر ابْن الْأَشْعَث فَقتل فِي من قتل حُكيَ أَن الْأَعْشَى وَأحمد خرجا فِي بعض مغازيهما فَنزلَا على سليم بن صَالح الْعَنْبَري بساباط الْمَدَائِن فأكرمهما غَايَة الْإِكْرَام وَعرض عَلَيْهِمَا الشَّرَاب فأنعما بِهِ وجلسا يشربان فَقَالَ أَحْمد للأعشى قل فِي هَذَا الرجل الْكَرِيم شعرًا تمدحه حَتَّى أغْنى فِيهِ فَقَالَ (يَا أَيهَا الْقلب الْمُطِيع الْهوى ... أَنى اعتراك الطَّرب النازح) (تذكر جملا فَإِذا مَا نأت ... كَانَ شعاعاً قَلْبك الظامح) (مَا لَك لَا تتْرك جهل الصَّبِي ... وَقد علاك الشمط الْوَاضِح) (يَا جمل مَا حبي لكم زائل ... عني وَلَا عَن كَبِدِي بارح) (إِنِّي توسمت امْرَءًا ماجداً ... يصدق فِي مدحته المادح) (ذؤابة العنبر فاخترته ... والمرء قد ينعشه الصَّالح) (أَبْلَج بهلولاً وظني بِهِ ... أَن ثنائي عِنْده رابح) ) وَهِي أَبْيَات طَوِيلَة مثبته فِي كتاب الأغاني قَالَ فغنى أَحْمد فِي بعض الأبيات فأعلمت الْجَارِيَة مَوْلَاهَا بذلك فَنزل إِلَيْهِمَا وسألهما عَن أَنفسهمَا فَقَالَ لَهُ أَحْمد أَنا أَحْمد النصبي الْهَمدَانِي وَهَذَا الْأَعْشَى فأكب على رَأسه يقبله واحتبسهما عِنْده شهرا ثمَّ حملهما على فرسين فتركا عِنْده مَا كَانَ من دَوَابِّهِمَا وَلما رجعا من مغزاهما وشارفا منزله قَالَ أَحْمد للأعشى إِنِّي لأرى عجبا قَالَ مَا هُوَ قَالَ أرى فَوق قصر سليم ثعلباً قَالَ إِن كنت صَادِقا فَمَا بَقِي فِي الْقرْيَة أحد فدخلاها فوجدا أَهلهَا قد مَاتُوا بالطاعون 3 - (الْكَاتِب) أَحْمد بن أُميَّة أَبُو الْعَبَّاس الْكَاتِب ذكره المرزباني فَقَالَ أهل بَيت الْكِتَابَة والغزل والظرف حَدثنَا أَحْمد بن الْقَاسِم النَّيْسَابُورِي أَنه لقِيه عبد الْخمسين وَمِائَتَيْنِ وَأخذ عَنهُ علما كثيرا وأدباً قَالَ ياقوت وَأُميَّة مولى لهشام بن عبد الْملك واتصل فِي دولة بني الْعَبَّاس بِالربيعِ حَاجِب الْمَنْصُور وَكتب بَين يَدَيْهِ وَله شعر حسن وَولده أهل بَيت علم مِنْهُم أَحْمد هَذَا وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَقد ذكرته فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء قَالَ المرزباني وَأحمد هُوَ الْقَائِل (خبرت عَن تغيري الأترابا ... ومشيبي فَقُلْنَ بِاللَّه شَابًّا) (نظرت نظرة إِلَيّ فصدت ... كصدود المخمور شم الشرابا) (إِن أدهى مصيبةٍ نزلت بِي ... أَن تصدي وَقد زعمت الشبابا) وَكَانَ أَبُو هفان يَقُول لَيْسَ فِي الدِّينَا أظرف وَلَا أشرف هجاء من قَول احْمَد بن أُميَّة

الأمير الدمشقي

(إِن ابْن شاهك قد وليته عملا ... أضحى وحقك عَنهُ وَهُوَ مَشْغُول) (بسكة أحدثت لَيست بشارعة ... فِي وَسطهَا عَرصَة فِي وَسطهَا ميل) (يرى فرانقها فِي الأَرْض مندفعاً ... تهوي خريطته والبغل مشكول) 3 - (الْأَمِير الدِّمَشْقِي) أَحْمد بن أنس شهَاب الدّين ابْن الْأَمِير شرف الدّين سَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي مَوْضِعه غ شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ من أُمَرَاء العشرات بِدِمَشْق وَلما حضر الْأَمِير عَلَاء الدّين أطلنبغا إِلَى دمشق نَائِبا كَانَ منحرفاً عَلَيْهِ لأجل وَالِده على مَا يَأْتِي ثمَّ إِنَّه رَضِي عَلَيْهِ وولاه مَدِينَة دمشق فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ عزل بالأمير نَاصِر الدّين ابْن بكتاش ثمَّ إِنَّه ولاه شدّ غَزَّة والساحل فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن قدم الفخري وَحكم فِي دمشق فَأحْضرهُ على أَنه يهلكه لشده من برسبغا وميله إِلَى) المصريين فسعى إِلَى أَن رَضِي عَلَيْهِ وَتَوَلَّى نِيَابَة بعلبك إِلَى أَن عزل عَنْهَا بالأمير سيف الدّين بهادر الحسني فَحَضَرَ إِلَى دمشق وَأقَام على إمرته إِلَى أَن توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثلاثٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ يخبر بأَشْيَاء قبل وُقُوعهَا وَتَقَع على مَا يَقُول وَمَا يعلم من أَيْن لَهُ علم ذَلِك 3 - (ابْن الدمياطي) أَحْمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي الْمصْرِيّ الدمياطي شهَاب الدّين بن عز الدّين الشَّافِعِي الجندي عرف بِابْن الدمياطي نِسْبَة إِلَى جده لأمه سمع من الحجار وَمن أَحْمد بن درادة وَأبي عَليّ الْحسن بن عمر الْكرْدِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الدِّمَاغ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رَشِيق وشهدة ابْنة أبي الْحسن بن عبد الْعَظِيم الحصني ووزيرة ابْنة عمر بن أسعد ابْن المنجا فِي آخَرين وبالإسكندرية من أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد المحسن الغافي وَغَيره وبدمياط من جمَاعَة وَكتب عني وَسمع بِقِرَاءَتِي بِالْقَاهِرَةِ على الشَّيْخَيْنِ أثير الدّين وَفتح الدّين ابْن سيد النَّاس وَحدث وَهُوَ شب وَكتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَحصل الْأُصُول وَالْفُرُوع وانتقى على الشُّيُوخ وَحفظ ألفية ابْن مَالك وَجمع مشيخة للْقَاضِي ضِيَاء الدّين يُوسُف بن أبي بكر ابْن خطيب بَيت الْآبَار وَقرأَهَا عَلَيْهِ وَسمعتهَا أَنا وغيري فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وكتبت لَهُ عَلَيْهَا تقريظاً نظماً ونثراً وسوف يَأْتِي فِي تَرْجَمَة ضِيَاء الدّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي طاعون مصر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة 3 - (أَبُو بكر الزَّاهِد) أَحْمد بن أَيُّوب بن المعافا بن عَبَّاس بن مُحَمَّد أَبُو بكر الزَّاهِد من أهل عكبرا يحدث عَن أبي خَالِد ابْن يزِيد بن الْهَيْثَم بن طهْمَان الدقاق الْمَعْرُوف بالباذا روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ ابْن ابْن أَخِيه عبد الله بن عَليّ بن أَيُّوب 3 - (شيخ الْمُعْتَزلَة) أَحْمد بن أَيُّوب بن مانوس كَانَ من تلامذة النظام وَهُوَ شيخ الْمُعْتَزلَة

ابن المندائي

وَكَانَ فِي زمَان أَحْمد بن حَائِط الْآتِي ذكره وَفضل الحدثي وافقهما على القَوْل بالتناسخ على الصُّورَة المشروحة فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن حَائِط إِلَّا أَنه قَالَ مَتى صَارَت النّوبَة إِلَى البهيمية ارْتَفَعت التكاليف وَمَتى صَارَت النّوبَة إِلَى رُتْبَة النبوبة وَالْملك ارْتَفَعت التكاليف أَيْضا وَصَارَت النوبتان عَالم الْجَزَاء) 3 - (ابْن المندائي) أَحْمد بن بختيار بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَبَّاس الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المندائي من نواحي البطيحة نَشأ بهَا وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد الحريري وَدخل وَاسِط عبد الْخمس مائَة واستوطنها وتفقه بهَا للشَّافِعِيّ على قاضيها أبي عبد الله الفارقي وَشهد عِنْده وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَولي قَضَاء الْكُوفَة نِيَابَة عَن أبي الْفَتْح ابْن الْبَيْضَاوِيّ قَاضِي الْكُوفَة وعزل ثمَّ قدم بغداذ وَولي الْإِعَادَة بالنظامية وَكتب بِخَطِّهِ الْكتب المطولة من الْفِقْه والْحَدِيث والتاريخ وَكَانَ يكْتب خطا حسنا صَحِيحا وحد ببغداذ بالمقامات عَن المُصَنّف وبشيء من مسموعاته وَكَانَ أديباً ناظماً أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار (إِذا وعدت فَعجل مَا وعدت بِهِ ... فالمطل من يغر عذر آفَة الْجُود) (فَإِن تعذر مَطْلُوب بمانعةٍ ... فاليأس أقرب مشكور ومحمود) (إِن السُّؤَال وَإِن قلت مصادره ... يُوفي على كل مأمول ومعهود) (وصون مَاء الْمحيا للفتى شرف ... وَفِي القناعة عز غير مَفْقُود) وَأورد لَهُ أَيْضا (خلق أرق من النسيم إِذا سرى ... سحرًا على روض الرّبيع الزَّاهِر) (لَو خالط الْبَحْر الأجاج أَعَادَهُ ... عذباً يروق صفاؤه للنَّاظِر) قلت شعر مَقْبُول توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَسمع أَبَا الْقَاسِم ابْن بَيَان وَأَبا عَليّ ابْن نَبهَان وَغَيرهمَا وَله الْيَد الباسطة فِي كتب السجلات والكتب الْحكمِيَّة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ يسمع مَعنا على الْحَافِظ ابْن نَاصِر وصنف كتبا مِنْهَا كتاب الْقُضَاة تَارِيخ البطائح 3 - (ابْن بدر الْقطَّان) أَحْمد بن بدر بن الْفرج بن أبي السّري الْقطَّان أَبُو بكر الْكتب من سَاكِني المأمونية كَانَ أحد كتاب الدِّيوَان سمع أَحْمد الدَّلال وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البغداذي الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيرهمَا وَحدث باليسير قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَتُوفِّي قبل طلبي الحَدِيث سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة

قاضي الكوفة اليامي

3 - (قَاضِي الْكُوفَة اليامي) أَحْمد بن بديل قَاضِي الْكُوفَة ثمَّ قَاضِي همذان الْكُوفِي اليامي روى عَنهُ ابْن مَاجَه قَالَ) النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ الدرا قطني فِيهِ لين كَانَ يُسمى رَاهِب الْكُوفَة فَلَمَّا تولى قضاءها قَالَ خذلت على كبر السن توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو حَفْص الْقُرْطُبِيّ الْكَاتِب) أَحْمد بن برد أَبُو حَفْص الْقُرْطُبِيّ الْكَاتِب كَانَ ذَا حَظّ وافر من البلاغة وَالْأَدب وَالشعر رَئِيسا مقدما فِي الدولة العامرية توفّي سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبع مائَة من شعره (أصبت بِالْعينِ صبري فِي هوى قمرٍ ... قد أُوتِيَ الْحسن فِي جيد وَفِي عين) (توقد نَار خديه فَسَالَ بهَا ... من مسك لمته خطا عذارين) وَقَالَ ابْن برد من أَبْيَات (عربد مولَايَ بالتجني ... إِذْ عب فِي خمرة الدَّلال) قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت أَخذ الْمَعْنى من قَول بعض أهل الْعَصْر تحكم فِي مهجتي كَيفَ شاسقيم الجفون هضيم الحشا (سقته يَد الْحسن خمر الدَّلال ... فعربد بالصد لما انتشا) وَلابْن برد أَيْضا (والجو من عبق النسيم معنبر ... والنجم قد أغفى بِغَيْر نُعَاس) (والبدر كالمرآة غير صقلها ... عَبث الغواني فِيهِ بالأنفاس) قلت نقل الْمَعْنى من قَول أبي بكر مُحَمَّد هَاشم (وتنقبت بخفيف غيم أَبيض ... هِيَ فِيهِ بَين تخفر وتبرج) (كتنفس الْحَسْنَاء فِي الْمرْآة إِذْ ... كملت محاسنها وَلم تتَزَوَّج) وَلابْن برد أَيْضا (قد ألحف الْجُود فِي انسكابه ... وألحف الجو فِي ربابه) (وَقَامَ دَاعِي السرُور يَدْعُو ... حَيّ على الزق وانتهابه) (وفاؤه فِي النديم لما ... تزدحم الرُّسُل عِنْد بَابه)

ابن الأغبس الشافعي

وَله أَيْضا (تنبه فقد شقّ النَّهَار مغلساً ... كمائمه عَن نوره الخضل الندي) (مداهن تبر فِي أنامل فضَّة ... على ذرع مخروطة من زبرجد) ) 3 - (ابْن الأغبس الشَّافِعِي) أَحْمد بن بشر بن عَليّ التجِيبِي يعرف بِابْن الأغبس ذكره الْحميدِي وَقَالَ مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ فَقِيها للشَّافِعِيّ مائلاً إِلَى الحَدِيث عَالما بكتب الْقُرْآن قد أتقن كل مَا قيل فِيهَا من جِهَة الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير واللغة وَالْقِرَاءَة وَكَانَ حَافِظًا للغة الْعَرَب كثير الرِّوَايَة جيد الْخط والضبط للكتب وَأخذ عَن الْعجلِيّ والخشني وَابْن الْغَازِي 3 - (أَبُو حَامِد المرورُّوذي الشَّافِعِي) أَحْمد بن بشر بن عَامر أَبُو حَامِد المروروذي الْفَقِيه الشَّافِعِي نزيل الْبَصْرَة تفقه على أبي إِسْحَاق الْمروزِي وصنف الْجَامِع فِي الْمَذْهَب وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وصنف فِي الْأُصُول وَكَانَ إِمَامًا لَا يشق غباره وَعنهُ أَخذ فُقَهَاء الْبَصْرَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الْبَقَّال التَّاجِر) أَحْمد بن بَقَاء بن عَليّ أَبُو عَليّ الْبَقَّال من سَاكِني دَار الْخلَافَة كَانَ بزازاً بالرحبة لَهُ ثروة ووجاهة عِنْد النَّاس قد سَافر كثيرا فِي طلب التِّجَارَة وَدخل خُرَاسَان وبلاد التّرْك وَرَأى الْعَجَائِب قَالَ ابْن النجار محب الدّين وَكَانَ متديناً صَالحا ذَا أَمَانَة وَصُورَة مَقْبُولَة وَشَيْبَة حَسَنَة وأخلاق طيبَة وَكَلَام مليح يحفظ نَوَادِر وحكايات وَكنت أجتمع بِهِ كثيرا فِي مجْلِس شَيخنَا أبي أَحْمد بن سكينَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَأوصى أَن يكْتب على قَبره هَذَانِ البيتان (يَا خير منزول بِهِ إِنَّنِي ... ضيف وَحقّ الضَّيْف أَن يقرى) (فَاجْعَلْ قراي مِنْك يَا سَيِّدي ... غفران مَا فِي صحفي يقرى) 3 - (ابْن مخلد الأندلسي) أَحْمد بن بَقِي بن مخلد الأندلسي أَبُو عمر سمع كتب أَبِيه لَا غير وَكَانَ حَلِيمًا وقوراً كثير التِّلَاوَة قوي الْمعرفَة بِالْقضَاءِ ولي الحكم عشرَة أَعْوَام وَكَانَ متثبتاً فِي أَحْكَامه توفّي سنة أَبُو وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى

ابن بكتمر الساقي

3 - (ابْن بكتمر الساقي) أَحْمد بن بكتمر أَمِير أَحْمد بن الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي كَانَ وجيهاً حسنا مُشْتَركا متدبراً مليحاً إِلَى الْغَايَة وَكَانَ السُّلْطَان يُحِبهُ كثيرا إِلَى الْغَايَة حُكيَ أَنه كَانَ نَائِما يَوْمًا على) ركبة السُّلْطَان وَقد عزم على الرّكُوب وأحضرت الْخَيل ووقفت العساكر وَالنَّاس وأمير أخور وَاقِف بالفرس فَقَالَ أَبوهُ يَا خوند النَّاس واقفون فَقَالَ حَتَّى ينتبه أَحْمد وَكلما هم أَبوهُ بِحمْلِهِ مَنعه وَلم يزل حَتَّى انتبه وَكَانَ هُوَ صَغِير الرجلَيْن لَا يَسْتَطِيع الْمَشْي عَلَيْهِمَا وَغرم السُّلْطَان شَيْئا كثيرا على الْأَدْوِيَة والعقاقير إِلَى أَن اشتدتا ومشي عَلَيْهِمَا ثمَّ إِنَّه أمره مائَة وَقدمه تقدمة ألف وزوجه بابنة الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَكَانَ عرس عَظِيم إِلَى الْغَايَة وقف السُّلْطَان على السماط بِنَفسِهِ وَفِي يَده الْعَصَا ورتب السماط وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ يُحِبهُ محبَّة مفرطة وَقضى عِنْد السُّلْطَان أشغالاً كَثِيرَة ونفع النَّاس نفعا عَظِيما وَكَانَ النَّاس يَعْتَقِدُونَ أَنه ابْن السُّلْطَان لما يَجدونَ من ميله إِلَيْهِ ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى الْحجاز مَعَ وَالِده وَالسُّلْطَان فَمَرض ثَلَاثَة أَيَّام وَمَات وَفِي تَرْجَمَة أَبِيه فِي حرف الْبَاء يَأْتِي طرف من خَبره عِنْد مَوته رَحمَه الله تَعَالَى وَتزَوج السُّلْطَان امْرَأَته بنت الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وعمره قريب من الْعشْرين سنة 3 - (أَبُو طَالب الْعَبْدي النَّحْوِيّ) أَحْمد بن بكر بن أَحْمد بن بَقِيَّة الْعَبْدي أَبُو طَالب النَّحْوِيّ أحد الْأَئِمَّة النُّحَاة الْمَشْهُورين صَاحب شرح الْإِيضَاح وَغَيره من المصنفات قَرَأَ النَّحْو على أبي سعيد السيرافي وَرَأى الرماني وَأَبا عَليّ الْفَارِسِي وَسمع أَبَا عمر مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الزَّاهِد ودعلجاً السجْزِي وَأَبا بكر ابْن شَاذان وَأَبا عمر مُحَمَّد بن الْعَبَّاس ابْن حيويه وَأَبا طَاهِر المخلص وَحدث عَن أَبِيه وَعَن دعْلج بِكِتَاب غَرِيب الحَدِيث لأبي عبيد روى عَنهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمهْدي الْخَطِيب وَالْقَاضِي أَبُو الطّيب طَاهِر الطَّبَرِيّ وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْوراق وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة قَالَ فِي شرح الْإِيضَاح قَالَ أَبُو مُحَمَّد يُوسُف بن السيرافي فِي يَاء تفعلين هِيَ عَلامَة التَّأْنِيث وَالْفَاعِل مُضْمر فَقلت لَهُ وَلَو كَانَت بِمَنْزِلَة التَّاء فِي ضربت عَلامَة التَّأْنِيث فَقَط لثبتت مَعَ ضمير الِاثْنَيْنِ وَعلم أَن فِيهَا مَعَ دلالتها على التَّأْنِيث معنى الْفَاعِل فَلَمَّا صَار للاثنين بَطل ضمير الْوَاحِد الَّذِي هُوَ الْيَاء وَجَاءَت الْألف وَحدهَا فَقَالَ هَذَا زنبيل الْحَوَائِج كَذَا وَكَذَا وَانْقطع الْوَقْت بالضحك من ابْن شَيخنَا فِي قلَّة تصرفه وَله كتاب شرح الْجرْمِي قل ياقوت نقلت من أبي الْقَاسِم المغربي الْوَزير أَن الْعَبْدي أُصِيب بعقله واختل فِي آخر عمره

المجد الخاوراني

) 3 - (الْمجد الخاوراني) أَحْمد بن أبي بكر بن أبي مُحَمَّد الخاوراني النَّحْوِيّ الأديب أَبُو الْفضل يلقب بالمجد قَالَ ياقوت لَقيته بتبريز وَهُوَ شب فَاضل بارع قيم بِعلم النَّحْو محترق بالذكاء حَافظ لِلْقُرْآنِ كتب بِخَطِّهِ الْعُلُوم وَقرأَهَا على مشايخه ورأيته قد صنف كتابين صغيرين فِي النَّحْو وَشرع فِي أَشْيَاء فَلم تمهله الْمنية ليتمها مِنْهَا فِيمَا ذكر لي شرح الْمفصل للزمخشري وَكتب عني الْكثير واعتبط فِي سنة عشْرين وست مائَة وعمره نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَله رِسَالَة صَالِحَة 3 - (ابْن الشبلي الزَّاهِد) أَحْمد بن أبي بكر بن الْمُبَارك أَبُو السُّعُود الزَّاهِد الْمَعْرُوف بِابْن الشبلي من أهل الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ صحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي وَأخذ عَنهُ طَرِيق الْمُعَامَلَة والزهد وَصَارَ مِمَّن يشار إِلَيْهِ بالمعرفة وَالْولَايَة وَظَهَرت لَهُ الكرامات وَفتح عَلَيْهِ بالْكلَام فِي طَرِيق الْقَوْم وَصَارَ لَهُ الْقبُول التَّام عِنْد النَّاس وَأكْثر النَّاس زيارته والتبرك بِهِ سمع شَيْئا من الحَدِيث من أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن النّحاس وَحدث باليسير قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَقد أدْركْت أَيَّامه وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (الْفَقِيه أَبُو مُصعب الْعَوْفِيّ) أَحْمد بن أبي بكر يَنْتَهِي إِلَى مُصعب بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَبُو مُصعب الزُّهْرِيّ الْعَوْفِيّ الْمدنِي قَاضِي الْمَدِينَة سمع الْمُوَطَّأ من مَالك روى عَنهُ الْجَمَاعَة خلا النَّسَائِيّ فَإِنَّهُ روى عَنهُ بِوَاسِطَة قَالَ الزبير بن بكار هُوَ فَقِيه أهل الْمَدِينَة بِلَا مدافعة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (جمال الدّين ابْن الْحَمَوِيّ) أَحْمد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن عَليّ جمال الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْحَمَوِيّ ولد فِي حُدُود سنة سِتّ مائَة وَحضر جَمِيع الغيلانيات على ابْن طبرزد وَسمع الْكِنْدِيّ وَابْن مندويه وَابْن الحرستاني وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَنْصُور الفراوي وَحده مُدَّة طَوِيلَة وَسمع مِنْهُ ابْن الخباز وَابْن نَفِيس الْموصِلِي والوجيه السبتي وسبط إِمَام الكلاسة والمزي وَابْن تَيْمِية وَلم يزل مَسْتُورا وَظَاهره العابدة والنسك حَتَّى شهد على ابْن الصَّائِغ القَاضِي فاتهم أَنَّهَا شَهَادَة زور وأصر عَلَيْهَا فأهدره الْحَاكِم وَاحْتَرَقَ وَلم يسمع عَبدهَا وَمَات على ذَلِك بدويرة حمد بِدِمَشْق سنة سبع وَثَمَانِينَ وست) مائَة وَقد رُوِيَ البُخَارِيّ عَنهُ غير مرّة

شهاب الدين الزبيري

3 - (شهَاب الدّين الزبيرِي) أَحْمد بن أبي بكر بن طي بن حَاتِم الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث أَبُو الْعَبَّاس الزبيرِي سمع من النجيب ومعين الدّين الدِّمَشْقِي وَأبي بكر ابْن الْأنمَاطِي ورحل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَسمع بهَا من جمَاعَة كَبِيرَة أجَاز لي 3 - (بهاء الدّين ابْن عرام) أَحْمد بن أبي بكر بن عرام بهاء الدّين الأسواني المحتد الإسكندري المولد قَرَأَ الْقِرَاءَة على الدلاصي بِمَكَّة وَالْفِقْه للشَّافِعِيّ على الشَّيْخ أبي بكر ابْن مبادر وعَلى علم الدّين الْعِرَاقِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الأصولين وعَلى الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَقَرَأَ النَّحْو على محيي الدّين حافي رَأسه وعَلى الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس وَسمع على أبي عبد الله مُحَمَّد بن طرخان وَأبي الْحسن الخزرجي وعَلى تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وعَلى الدمياطي وَغَيرهم تولى نظر الأحباس بالإسكندرية وتصدر لإقراء الْعَرَبيَّة بِجَامِع العطارين وَصَحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس المرسي وَأخذ التصوف عَنهُ وَعَن وَالِده وَكَانَ مقداماً متديناً وَأمه بنت الشَّيْخ الشاذلي ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة ووفاته بِالْقَاهِرَةِ سنة عشْرين وَسبع مائَة ونله نظم ونثر من ذَلِك (وحقك يَا مي الَّذِي تعرفينه ... من الوجد والتبريح عِنْدِي بَاقٍ) (فبالله لَا تخشي رقيباً وواصلي ... وجودي ومني وانعمي بتلاق) وَمِنْه (أَبَا طرس إِن جِئْت الثغور فقبلن ... أنامل مَا مدت لغير صَنِيع) (وَإِيَّاك من رشح الندا وسط كَفه ... فتمحى سطور سطرت لرفيع) وَقد صنف فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَله تعليقة على الْمِنْهَاج للنووي ومناسك وَغير ذَلِك 3 - (أَبُو جلنك الشَّاعِر) أَحْمد بن أبي بكر شهَاب الدّين أَبُو جلنك الْحلَبِي الشَّاعِر الْمَشْهُور بِالْعشرَةِ والنوادر والفضيلة وَفِيه همة وشجاعة نزل من قلعة حلب للإغارة على التتار فَوَقع فِي فرسه سهم فَوَقع وَبَقِي رَاجِلا وَكَانَ ضخماً فأسروه وأحضر بَين يَدي مقدم التتار فَسَأَلَهُ عَن عَسْكَر الْمُسلمين فكثرهم) وَرفع شَأْنهمْ فَضرب عُنُقه سنة سبع مائَة يُقَال إِنَّه دخل إِلَى الْموصل

وَقصد الطَّهَارَة وعَلى بَابهَا خَادِم لَهُ أكيال وَهُوَ مرصد لمن يدْخل يناوله كيل مَاء للاستنجاء فَدخل على عَادَة الْبِلَاد وَلم يعلم بالأكيال فَلَمَّا تقدم إِلَى الدُّخُول إِلَى بَيت الْخَلَاء صَاحب بِهِ ذَلِك الْخَادِم وَقَالَ قف خُذ الْكَيْل فَقَالَ أَنا أخرأ جزَافا فبلغت الْحِكَايَة صَاحب الْموصل فَقَالَ هَذَا مطبوع وَطلب أَبَا جلنك ونادمه وَأَخْبرنِي من لَفظه القَاضِي جمال الدّين بن سُلَيْمَان بن رين قل لازمنا مُدَّة وَكَانَ ينتبه نصفا من اللَّيْل فيكرر على محافظيه وَمِنْهَا مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ثمَّ يشبب ويزمزم فَإِذا أصبح تَوَضَّأ وَصلى الصُّبْح وأنشدني قَالَ أَنْشدني من لَفظه لغزاً فِي مَسْعُود (اسْم الَّذِي أهواه فِي حُرُوفه ... مَسْأَلَة فِي طيها مسَائِل) (خمساه فعل وَهُوَ فِي تصحيفه ... مُبين وَالْعَكْس سم قَاتل) (تضيء عبد الْعَصْر إِن جِئْت بِهِ ... مكرراً من عكسك الْمنَازل) (وَهُوَ إِذا صحفته مكرراً ... فَاكِهَة يلتذ مِنْهَا الْآكِل) (وَهُوَ إِذا صحفته جَمِيعه ... وصف امْرِئ يعجب مِنْهُ الْعَاقِل) (وَفِيه طيب مطرب وطالما ... هَاجَتْ على أَمْثَاله البلابل) قلت لغز جيد ومقاصد حَسَنَة إِلَّا أَن فِي قَوْله وَهُوَ إِذا صحفته جَمِيعه الْبَيْت تسامحاً لِأَن المشعبذ لَا يُقَال فِيهِ مشعوذ لِأَن الشعبذة بِالْبَاء لَا بِالْوَاو وأنشدت لَهُ مضمناً فِي أقطع وَهُوَ فِي غَايَة الْحسن (وَبِي أقطع مَا زَالَ يسخو بِمَالِه ... وَمن جوده مَا رد فِي النَّاس سَائل) (تناهت يَدَاهُ فاستطال عطاؤها ... وَعند التناهي يقصر المتطاول) وَقَالَ الشَّيْخ يحيى الخباز فِيمَا عبد إنَّهُمَا لَهُ وأنشدني العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ أنشدنا الْعَلامَة عَلَاء الدّين عَليّ بن عبد الْملك بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْحلَبِي قَالَ أنشدنا أَبُو جلنك لنَفسِهِ (أَتَى العذار بِمَاذَا أَنْت تعتذر ... وَأَنت كالوجد لَا تبقي وَلَا تذر) (لَا عذر يقبل إِن نم العذار لوا ... ينجيك من خَوفه بَأْس وَلَا حذر) (كأنني بوحوش الشّعْر قد أنست ... بوجنتيك وبالعشاق قد نفروا) (وَكلما مر بِي مرد أَقُول لَهُم ... قفوا نظرُوا وَجهه هَذَا الْحر واعتبروا)

) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور وَكَانَ قد مدح قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان فَوَقع لَهُ برطلي خبز وَكتب ذَلِك على بستانه (لله بُسْتَان حللنا دوحه ... فِي جنَّة قد فتحت أَبْوَابهَا) (والبان تحسبه سنانيراً رَأَتْ ... قَاضِي الْقُضَاة فنفشت أذنابها) قلت بَلغنِي أَن الشَّيْخ بدر الدّين ابْن مَالك وضع على هذَيْن الْبَيْتَيْنِ كراسة فِي البديع وأنشدني بالسند الْمَذْكُور لَهُ أَيْضا لَا تحسبن خضابها النامي على الْقَدَمَيْنِ بالمتكلف الْمَصْنُوع (لَكِنَّهَا بالهجر خاضت فِي دمي ... فتسربلت أَقْدَامهَا بنجيعي) وأنشدت لَهُ جعلتك الْمَقْصد الْأَقْصَى وموطنك الْبَيْت الْمُقَدّس من روحي وجثماني (وقلبك الصَّخْرَة الصماء حِين قست ... قَامَت قِيَامَة أشواقي وأشجاني) (أما إِذا كنت ترْضى أَن تقاطعني ... وَأَن يزورك ذُو زور وبهتان) (فَلَا يغرنك نَار فِي حشاي فَمن ... وَادي جَهَنَّم تجْرِي عين سلوان) قلت ألطف من هَذَا قَول الْقَائِل (أيا قدس حسن قلبه الصَّخْرَة الَّتِي ... قست فَهِيَ لَا ترثي لصب متيم) (وَيَا سؤلي الْأَقْصَى عَسى بَاب رَحْمَة ... فَفِي كبد المشتاق وَادي جَهَنَّم) وأنشدت لأبي جلنك أَيْضا (وشادن يصفع مغرى بِهِ ... براحة أندى من الوابل) (فَصحت فِي النَّاس أَلا فاعجبوا ... بَحر غَدا يلطم فِي السَّاحِل) وأنشدني أثير الدّين قَالَ أَنْشدني عَلَاء الدّين عَليّ بن سيف الدّين سكن قِرَاءَة عَلَيْهِ قَالَ أنشدنا أَبُو جلنك لنَفسِهِ (مَاذَا على الْغُصْن الميال لَو عطفا ... وَمَال عَن طرق الهجران وانحرفا) (وَعَاد لي عَائِد مِنْهُ إِلَى صلةٍ ... حسبي من الشوق مَا لاقيته وَكفى) (صفا لَهُ الْقلب حَتَّى لَا يمازجه ... شَيْء سواهُ وَأما قلبه فصفا) (وزارني طيفه وَهنا ليؤنسني ... فاستصحب النّوم من عَيْني وانصرفا) ) (ورمت من خصره برءاً فزدت ضنى ... وطالب الْبُرْء وَالْمَطْلُوب قد ضعفا) (حكى الدجى شعره طولا فحاكمه ... فَضَاعَ بَينهمَا عمري وَمَا انتصفا)

ابن برق والي دمشق

3 - (ابْن برق وَالِي دمشق) أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن برق الْأَمِير شهَاب الدّين مُتَوَلِّي مَدِينَة دمشق كَانَ أَولا وَالِي صيداء فَأحْسن السِّيرَة بهَا والسمعة فنقله الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله إِلَى ولَايَة مَدِينَة دمشق فَأَقَامَ فِيهَا مُدَّة مديدة وَكَانَ إنْسَانا حسنا يحب الْفُضَلَاء ويؤثرهم وعَلى ذهنه حكايات ووقائع وَشعر وَغَيره وساس النَّاس بهَا سياسةً حَسَنَة وَلم يبد مِنْهُ مَا أنكرهُ النَّاس عَلَيْهِ إِلَّا وَاقعَة ابْنة لاجين لما كبست فَإِن الْأَمِير سيف الدّين تنكز خنقها وَحبس من كَانَ مَعهَا مدَدا زمانية بعد مَا ركبُوا على اللّعب للصلب وَكَانَ ذَلِك من قُوَّة أنفاس الممسوكين فَإِنَّهُم تجهزوا عَلَيْهِ فَاحْتَاجَ إِلَى إِعْلَام النَّائِب بذلك فَكَانَ مَا كَانَ وَكَانَ أَمِير عشرَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله قد جعله حكم البندق عوضا عَن الْأَمِير صارم الدّين صاروجا فَكتبت لَهُ بذلك توقيعاً ونسخته الْحَمد لله لم يزل حَمده وَاجِبا ورفده لكل خير واهبا وشكره للنعم جالبا وللنقم حاجبا وَذكره للبؤس سالباً وللنعيم كاسبا نحمده على نعمه الَّتِي نصرع بِالْحَمْد أَصْنَاف أطيارها وَنقص بالشكر أَجْنِحَتهَا فَلَا قدرَة لَهَا على مطارها ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة لَا يكون لنا بهَا عَن الْفَوْز بِالْجنَّةِ عذر وَلَا نجد بهَا نفوسنا يَوْم الْبَعْث إِلَّا فِي حواصل طيور خضر ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أفضل من قدم ذَوي الرتب وأشرف من حكم بِالْعَدْلِ العاري عَن الشُّبْهَة والريب صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَأَصْحَابه الَّذين كَانُوا فِي الحروب عقبانها الكواسر وفرسانها الَّذين أشبعوا من لُحُوم العدى ذَوَات المخالب والمناسر مَا أَحْمد الرَّامِي فِي المرام عزمه وسعت لَهُ فِي الرتب قدم قدمه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا وَبعد فَلَمَّا كَانَ الرَّمْي بالبندق فَنًّا تعاطاه الْخُلَفَاء وَالْملك وسلك الْأُمَرَاء والعظماء مِنْهُ طَريقَة لَطِيفَة المأخذ ظريفة السلوك يرتاضون بِهِ عِنْد الْملَل لاسترواح نُفُوسهم ويجنون ثَمَرَات المنى فِي التَّنَزُّه من عروس غروسهم ويبرزون إِلَى مَا يروق الطّرف ويروع الطير من بزاتهم وينالونه ببنادق الطين من الطير مَا لَا يَنَالهُ سواهُم بجوارح صقورهم وَلَا بزاتهم قد نبذوا فِي تَحْصِيل الْمَرَاتِب الْعلية شواغل العلق وتدرعوا شار الصدْق بَينهم وهم أَصْحَاب) الملق وَمنعُوا جفونهم من وُرُود حِيَاض النّوم إِلَّا تحله وظهروا بِوُجُوه هِيَ البدور وقسي هِيَ الأهله وتنقلوا فِي صيد النسور تنقل الرخ وصادوا الطُّيُور فِي الجو لما نثروا حبات الطين من كل قَوس هِيَ كالفخ وصرخوا على الأوتار فَكَانَت ندامى الأطيار على سلاف الْمِيَاه من جملَة صرعاها واقتطفوا زهرات كل رَوْضَة أخرجت ماءها ومرعاها احْتَاجَت هَذِه الطَّرِيق إِلَى ضوابط تراعي فِي شُرُوطهَا وتسحب على الجادة أذيال مروطها ليقف كل رام عِنْد طور طيره ويسبر بتقدمه غور غَيره ليؤمن من التَّنَازُع فِي الْمَرَاتِب وَيسلم أهل هَذِه الطَّرِيقَة من العائب والعاتب وَكَانَ الْمجْلس السَّامِي الأميري الشهابي أَحْمد بن برق هُوَ الَّذِي جر فِيهَا على المجرة مطرفه وَأصْبح ابْن بجدتها علما ومعرفه تطرب الأسماع من نغمات أوتاره وتنشق مرائر الطير

الشعار الظاهري

من لون غباره وتود المجرة لَو كَانَت لَهُ طَرِيقا وَالشَّمْس جَوَاده وَالسَّمَاء ملقه وتتمنى قَوس السَّمَاء الملونة لَو كَانَت قوسه والنسر طَائِره والنجوم بندقه كم جعل حلل الرَّوْض المرقومة بِمَا صرعه مطايره وَكم خرج فِي زمر وَالطير فَوْقهم صافات فصاد بدر تمّ حِين بادره وَكم ضرج فِي معرك الجو من قَتِيل ريشه كالزرد الموضون وَكم أرسل البندق فَكَانَ سَهْما مَاضِيا لِأَنَّهُ من حمإ مسنون فَلذَلِك رسم بِالْأَمر العالي لَا زَالَ طَائِره ميموناً ودر أمره فِي أدراج الِامْتِثَال مكنوناً أَن يُفَوض إِلَيْهِ الحكم بَين رُمَاة البندق بِالشَّام المحروس على عَادَة من تقدمه فِي ذَلِك من الْقَاعِدَة المستمرة بَين الرُّمَاة فليتول ذَلِك ولَايَة يعْتَمد الْحق فِي طريقها الْوَاجِب وَيظْهر من سياسته الَّتِي شخصت لَهَا الْعُيُون فَكَأَنَّمَا عقدت أعلاي كل جفن بحاجب وليرع حق هَذِه الطَّرِيق فِي حفظ موثقه وليجر على السّنَن المألوف بَين هَذِه الطَّائِفَة وكل إِنْسَان ألزمناه طَائِره فِي عُنُقه بِحَيْثُ أَنه ينزل كل مُسْتَحقّ فِي مَنْزِلَته الَّتِي لَا يعدوها وَيقبل من الرَّامِي دَعْوَى صَيْده وَيرد مَا لَا يعْتد بهَا الرُّمَاة وَلَا يعدوها متثبتاً فِيمَا يحمل إِلَيْهِ الحكم وَلَا يرخ على عَيبه ذيلاً محرراً أَمر المصروع الَّذِي أصبح راميه من كلفه بِهِ مَجْنُون ليلى جَريا فِي ذَلِك على الْعَادة المألوفه وَالْقَاعِدَة الَّتِي هِيَ بالمنهج الْوَاضِح موصوفه وليتلق هَذِه النِّعْمَة بشكر يسْتَحق بِهِ زِيَادَة كل خير ويتل آيَات الْحَمد لهَذَا الْأَمر السُّلَيْمَانِي الَّذِي حكمه حَتَّى فِي الطير وَالله يتَوَلَّى تَدْبيره وَيصْلح ظَاهر حكمه والسريره والاعتماد على الْخط الْكَرِيم أَعْلَاهُ وَالله الْمُوفق بمنة بركته إِن) شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الشعار الظَّاهِرِيّ) أَحْمد بن بنْدَار بن إِسْحَاق أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ الشعار الْفَقِيه كَانَ ثِقَة ظاهري الْمَذْهَب توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وخميسين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن بنْدَار) أَحْمد بن بنْدَار بن إِبْرَاهِيم بن بنْدَار سمع أَبَا طَاهِر مُحَمَّد بن العلاف الْمُقْرِئ وَأَبا عَليّ الْحسن النعالي وَغَيرهمَا وروى عَنهُ عمر بن ظفر المغازلي والحافظ ابْن نَاصِر وَأَبُو الْكَرم الْمُبَارك الشهرزوري وَأَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وشهدة الكاتبة توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب أبرز 3 - (الْبَقَّال) أَحْمد بن بنيمان بن عمر بن أَحْمد الهمذاني الأَصْل البغداذي المولد أَبُو الْعَبَّاس الْمُسْتَعْمل بالبقال من أهل الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ سمع أَبَا الْمَعَالِي ثَابت ابْن بنْدَار وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن البسري وَأَبا غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الْبَقَّال وَأَبا الْفضل مُحَمَّد بن عبد السَّلَام

الفارسي السيرافي

الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم حدث بالكثير قَالَ محب الدّين ابْن النجار روى لنا عَنهُ جمَاعَة توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَدفن بِبَاب حَرْب 3 - (الْفَارِسِي السيرافي) أَحْمد بن بهزاذ بن مهْرَان أَبُو الْحسن الْفَارِسِي السيرافي نزيل مصر منع فِي وَقت من التحديث ثمَّ أذن لَهُ توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (معز الدولة) أَحْمد بن بويه الديلمي السُّلْطَان معز الدولة أَبُو الْحُسَيْن قدم إِلَى بغداذ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمَات بالبطن سنة سِتّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة وعهد إِلَى وَلَده عز الدولة أبي مَنْصُور بختيار وَقيل إِنَّه لما احْتضرَ أضرّ بعض الْعلمَاء وَتَابَ على يَده وَسَأَلَهُ عَن الصَّحَابَة فَذكر لَهُ سوابقهم وَأَن عليا زوج بنته من فَاطِمَة بعمر رَضِي الله عَنْهُم فاستعظم ذَلِك وَقَالَ مَا علمت بِهَذَا وَتصدق بأموال عَظِيمَة وَأعْتق غلمانه وأراق الْخُمُور ورد كثيرا من الْمَظَالِم وَكَانَ الرَّفْض فِي آخر أَيَّامه ظَاهرا ببغداذ وَيُقَال إِنَّه بَكَى حَتَّى أُغمي عَلَيْهِ وَنَدم على الظُّلم وَتُوفِّي سَابِع عشْرين) شهر ربيع الآخر عَن ثَلَاث وَخمسين سنة بعلة الذرب وَكَانَت دولته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَكَانَ قد رد الْمَوَارِيث إِلَى ذَوي الْأَرْحَام وَكَانَ يُقَال لَهُ الأقطع لِأَنَّهُ وَقعت فِيهِ عدَّة ضربات من الأكراد وطارت يَده الْيُسْرَى وَبَعض أَصَابِع الْيُمْنَى وَسقط بَين الْقَتْلَى ثمَّ سلم بعد ذَلِك وَملك ببغداذ بِغَيْر كلفة وَدفن بمشهد بني لَهُ فِي مَقَابِر قُرَيْش وَذكر أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ فِي شذور الْعُقُود أَن معز الدولة كَانَ يَبِيع الْحَطب على رَأسه فِي أول أمره ثمَّ ملك هُوَ وَإِخْوَته الْبِلَاد وَآل أَمرهم إِلَى مَا آل وَكَانَ أَصْغَر إخْوَته قَالَ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد الْعلوِي بَينا أَنا فِي دَاري على دجلة بمشرعة الْقصب فِي لَيْلَة ذَات غيم ورعد وبرق سَمِعت صَوتا من هَاتِف يَقُول لما بلغت أَبَا الْحسن مُرَاد نَفسك فِي الطّلب وَأمنت من حدث اللَّيَالِي واحتجبت عَن النوب (مدت إِلَيْك يَد الردى ... وَأخذت من بَيت الذَّهَب) قَالَ فَإِذا بمعز الدولة قد توفّي فِي تِلْكَ اللَّيْلَة 3 - (ابْن بيليك) أَحْمد بن بيليك شهَاب الدّين ابْن الْأَمِير بدر الدّين المحسني كَانَ وَالِده نَائِبا بالإسكندرية كتب طبقَة وعانى النّظم والنثر وَجمع وصوف سَأَلته عَن مولده فَقَالَ يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشْرين الْمحرم سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَلما أخرج أَخُوهُ الْأَمِير نَاصِر الدّين

البشتري الخياط

مُحَمَّد إِلَى طرابلس خرج شهَاب الدّين إِلَى دمشق ثمَّ إِنَّه أعطي إقطاعاً بِدِمَشْق وراج عِنْد الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يسمر عِنْده وَيقْرَأ بَين يَدَيْهِ فِي مجلدات كَانَ يحضرها ثمَّ لما طلب أَخُوهُ الْأَمِير نَاصِر الدّين إِلَى مصر فِي الْأَيَّام القوصونية توجه إِلَى مصر مَعَه ثمَّ لما أُعِيد أَخُوهُ حضر إِلَى الشَّام أَيْضا أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (لله سَاق رَشِيق الْقد أهيفه ... كَأَنَّمَا صِيغ من در وَمن ذهب) (يسْقِي مُعتقة تحكي شمائله ... أنوارها تزدري بالسبعة الشهب) (حبابها ثغره والطعم ريقته ... ولونها لون ذَاك الخد فِي اللهب) 3 - (البشتري الْخياط) أَحْمد بن تزمش بالشين الْمُعْجَمَة بعد الْمِيم ابْن بكتمر بن قزاغلي الحاجي البشتري الْخياط) البغداذي سمع القاضيين أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بن عمر الأرموي وَأَبا الْكَرم الْمُبَارك بن الْحسن ابْن الشهرزوري وَغَيرهم وَسكن دمشق مُدَّة ثمَّ قدم بغداذ وَكَانَ حَاجِب قَاضِي الْقُضَاة الْقَاسِم بن يحيى الشهرزوري وَكَانَ شَيخا حسنا ظريفاً مطبوعاً كيساً يرجع إِلَى ظرف وأدب وتمييز توفّي بحلب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (المغربي) أَحْمد بن تليد ذكره أَبُو سعيد حرقوص فِي كِتَابه وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا وَوَصفه بأوصاف حميدة وَبَالغ فِي تقريظه وَمِمَّا أورد لَهُ من شعره قَوْله (بنى فَوق الْمُلُوك بَنو شَهِيد ... معالي لَا تداني عاليات) (تلين صِفَاته فِي السّلم حلماً ... وَعند الْحَرْب مُمْتَنع الصِّفَات) (ترى أخلاقه للأري طوراً ... وطوراً للأفاعي القاتلات) (فَنعم المستعد ليَوْم جود ... وَنعم المرتجى للنائبات) (كَأَن يَدَيْهِ فِي اللأواء جوداً ... على العافين تيار الْفُرَات) (حَلِيم لَو وزنت بِهِ الرواسِي ... لأربى بالرواسي الشامخات) قلت شعر جيد 3 - (اللبلي البهراني الشَّافِعِي) أَحْمد بن تَمِيم بن هِشَام بن أَحْمد بن عبد الله بن حيون الْمُحدث أَبُو الْعَبَّاس البهراني اللبلي أحد الرحالين إِلَى الْآفَاق شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَقيل حزمي توفّي بِدِمَشْق سنة خمس وَعشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس العكبري) أَحْمد بن تَوْبَة أَبُو الْعَبَّاس العكبري حدث عَن أبي إِبْرَاهِيم

الحافظ أبو العباس الطرقي

الترجماني وسريج بن يُونُس وَمُحَمّد بن حميد الرَّازِيّ وروى عَنهُ أَبُو صَالح مُحَمَّد بن أَحْمد بن ثَابت وَعمر بن مُحَمَّد بن رَجَاء 3 - (الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس الطرقي) أَحْمد بن ثَابت بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الطرقي بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا قَاف وطرق قَرْيَة من أَصْبَهَان كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول وَالْأَدب حسن التصنيف قَالَ السَّمْعَانِيّ سَمِعت جمَاعَة يَقُولُونَ إِنَّه كَانَ يَقُول إِن الرّوح قديمَة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة) قَالَ ابْن النجار وَقَالَ السَّمْعَانِيّ إِنَّه صنف فِي قدم الرّوح تصنيفاً وَقَالَ ابْن النجار لَهُ مصنفات حَسَنَة مِنْهَا كتاب اللوامع فِي أَطْرَاف الصَّحِيحَيْنِ 3 - (ابْن القرطبان) أَحْمد بن ثَنَا بن أَحْمد الجمعي أَبُو الْعَبَّاس قَالَ ابْن النجار محب الدّين ابْن شَيخنَا أبي حَامِد من أهل الحربية يعرف بِابْن القرطبان سمع أَبَا السُّعُود مُحَمَّد بن الحلاوي وَغَيره كتبت عَنهُ شَيْئا يَسِيرا وَلَا بَأْس بِهِ توفّي سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة وَقد بلغ الثَّمَانِينَ وَدفن بِبَاب حَرْب 3 - (الْأَنْطَاكِي الْمُقْرِئ) أَحْمد بن جُبَير الْأَنْطَاكِي أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ إِمَام كَبِير قَرَأَ الْقُرْآن على سليم وَالْكسَائِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْعَبَّاس البيع ابْن الدبيثي) أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الدبيثي أَبُو الْعَبَّاس البيع من أهل وَاسِط من أعيانهم حشمة وتمولاً وتقدماً وتجملاً وَله معرفَة بالأدب وينظم وينثر وَهُوَ بن عَم الْحَافِظ أبي عبد الله الدبيثي قدم بغداذ مَرَّات وروى بهَا شَيْئا من شعره قَالَ ابْن النجار وَلم يتَّفق لي لقاؤه وَحدث بِإِجَازَة عَن جمَاعَة من الواسطيين وَكَانَ قد ضمن البيع بواسط وظلم النَّاس وتعدى عَلَيْهِم وَركب من ذَلِك أموراً عظاماً إِلَى أَن كفت يَده وصودر على أَمْوَال كَثِيرَة وَبَقِي عاطلاً ممقوتاً إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة بواسط وَأورد لَهُ مَا رَوَاهُ عَن الْحَافِظ أبي عبد الله مُحَمَّد بن سعيد الدبيثي عَن الْمَذْكُور (يروم صبرا وفرط الوجد يمنعهُ ... سلوه ودواعي الشوق تردعه) (إِذا استبان طَرِيق الرشد وَاضِحَة ... عَن الغرام فيثنيه ويرجعه) (وأملح ذاده عَن عذب مورده ... جور الزَّمَان وظام عز مشرعه) (مشحونة بالجوى والشوق أضلعه ... ومفعم الْقلب بالأحزان مترعه) (يصبيه أَن هَتَفت وَرْقَاء ضاحيةً ... فِي كل يَوْم لَهَا لحن ترجعه)

(تسنمت من غصون البان منظرة ... تحطه الرّيح أَحْيَانًا وترفعه) (خضباء ضافية السربال ناعمة ... جنابها دمث الأكناف ممرعه) (لَا إلفها نازح تنهل أدمعها ... عَلَيْهِ وجدا كَمَا تنهل أدمعه) ) (عاثت يَد الْبَين فِي قلبِي تقسمه ... على الْهوى وعَلى الذكرى توزعه) (كَأَنَّمَا آلت الْأَيَّام جاهدة ... لما تبدد شملي لَا تجمعه) (روعت يَا دهر قلبِي بالبعاد وَكم ... قد بَات قلبِي وَلَا شَيْء يروعه) (وَأَنت يَا بَين قلبِي كم تذوقه ... مر الأسى وفؤادي كم تجرعه) (وَكم مرام لقلبي لَيْسَ يبلغهُ ... تصده عَنهُ أَسبَاب وتمنعه) (من لي بِمن قلبه قلبِي فأسمعه ... بثي فيبسط من عُذْري ويوسعه) (قل الْوَفَاء فَمَا أَشْكُو إِلَى أحد ... غلا أكب على قلبِي يقطعهُ) (يَا خَالِي الْقلب قلبِي حشوه حرق ... وهاجع اللَّيْل ليلِي لست أهجعه) (إِن خُنْت عهدي فَإِنِّي لم أخنه وَإِن ... ضيعت ودي فَإِنِّي لَا أضيعه) (هَذَا مقَام ذليل عز ناصره ... يشكو إِلَيْك فَهَل شكواه تَنْفَعهُ) (يلومه فِي الْهوى قوم وَمَا علمُوا ... أَن الْمَلَامَة تغريه وتولعه) (من لَا يكابد فِيهِ مَا أكابده ... مِنْهُ ويوجعني مَا لَيْسَ يوجعه) (تمر أَقْوَالهم صفحاً على أُذُنِي ... مر الرِّيَاح بسلمى لَا تزعزعه) (من منقذي من يَدي من لَيْسَ يرحمني ... يقتادني للهوى المردي فَأتبعهُ) (آتيه بِالصّدقِ من قولي فيدفعه ... ظنا ويكذبه الواشي فيسمعه) (لَو خفف الثّقل عَن قلبِي وَعلله ... بالوعد كنت أمنيه وأطمعه) (لكنه صرح الهجران فالتهبت ... نَار التأسف بالأحشاء تسفعه) (أَقُول أسلو فتأتيني بدائعه ... تترى بِكُل شَفِيع لست أدفعه) (وَلَيْلَة زارني فِيهَا على عجل ... والشوق يحفزه وَالْخَوْف يفزعه) وَبَات مستنطقاً أوتار مزهره الفصاح يتبعهَا طوراً وتتبعه (إِذا لوت كفها الملوى سَمِعت لَهَا ... وَقعا يلذ على الأسماع موقعه) (فَبت أنظرهُ بَدْرًا وأرشفه ... خمرًا وأقطفه وردا وأسمعه) (وَقَامَ والوجد يبطيه ويعجله ... ضوء الصَّباح وأنفاسي تودعه)

أبو علي النحوي ختن ثعلب

قلت أَظُنهُ عَارض بِهَذِهِ القصيدة عَيْنِيَّة ابْن زُرَيْق الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا (لَا تعذليه فَإِن العذل يولعه ... قد قلت حَقًا وَلَكِن لَيْسَ أسمعهُ) ) وجيد هَذِه أَكثر من جيد تِلْكَ وَكَانَت وَفَاة ابْن الدبيثي بواسط سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ ختن ثَعْلَب) أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي ختن ثَعْلَب أَبُو عَليّ أحد المبرزين المصنفين فِي نحاة مصر كَانَ يخرج من مجْلِس ثَعْلَب وَهُوَ جَالس على بَاب دَاره والطلبة عِنْده فيتخطى ثعلباً وَأَصْحَابه ومحبرته مَعَه وَيتَوَجَّهُ إِلَى الْمبرد ليقْرَأ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ فيعاتبه ثَعْلَب على ذَلِك وَيَقُول إِذا رآك النَّاس تفعل هَذَا يَقُولُونَ مَاذَا فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ قَالَ المصعبي سَأَلت أَبَا عَليّ كَيفَ صَار الْمبرد أعلم بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ من ثَعْلَب قَالَ لِأَنَّهُ قَرَأَ الْكتاب على الْعلمَاء وثعلب قَرَأَهُ على نَفسه وَقدم أَبُو عَليّ الْبَصْرَة وَأخذ عَن الْمَازِني كتاب سِيبَوَيْهٍ ثمَّ دخل إِلَى بغداذ فَقَرَأَ على الْمبرد ثمَّ قدم مصر وَألف كتاب الْمُهَذّب فِي النَّحْو وَكتب فِي صَدره اخْتِلَاف الْكُوفِيّين والبصريين وَعزا كل مَسْأَلَة إِلَى صَاحبهَا وَلم يعتل لكل مِنْهُم وَلَا احْتج لَهُ فَلَمَّا أمعن فِي الْكتاب ترك الِاخْتِلَاف وَنقل مَذْهَب الْبَصرِيين وعول فِي ذَلِك على كتاب الْأَخْفَش سعيد بن مسْعدَة وَله مُخْتَصر فِي ضمائر الْقُرْآن استخرجه من كتاب الْمعَانِي للفراء وَلما قدم عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش إِلَى مصر خرج أَبُو عَليّ مِنْهَا فَلَمَّا رَجَعَ الْأَخْفَش إِلَى بغداذ عَاد أَبُو عَليّ إِلَى مصر وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ وَله كتاب إصْلَاح الْمنطق وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (جحظة الْبَرْمَكِي) أَحْمد بن جَعْفَر بن مُوسَى بن يحيى بن خَالِد بن برمك هُوَ أَبُو الْحسن جحظة الْبَرْمَكِي النديم لقِيه ابْن المعتز فَقَالَ لَهُ مَا حَيَوَان إِذا قلب صَار آلَة للبحرية فَقَالَ علق إِذا عكس صَار قلعاً فَقَالَ أَحْسَنت يَا جحظة فَلَزِمَهُ هَذَا اللقب وَكَانَ فِي عَيْنَيْهِ نتو جدا وَكَانَ قَبِيح المنظر وَكَانَ الْمُعْتَمد يلقبه خنياكر وَكَانَ حسن الْأَدَب كثير الرِّوَايَة للْأَخْبَار متصرفاً فِي فنون من النَّحْو واللغة والنجوم مليح الشّعْر مَقْبُول الْأَلْفَاظ حَاضر النادرة وَكَانَ طنبورياً فائقاً لَهُ من التصانيف كتاب الطبيخ كتاب مَا جمعه مِمَّا جربه المنجمون فصح من الْأَحْكَام كتاب الطنبوريتين فَضَائِل السكباج كتاب مَا شهده من الْمُعْتَمد ديوَان شعره كتاب الترنم كتاب المشاهدات وَكَانَ جحظة وسخاً قذراً دني النَّفس قَلِيل الدّين قيل عَنهُ كَانَ لَا يَصُوم شهر رَمَضَان قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن ابْن عَليّ البغداذي كَانَ جحظة عِنْد أبي يَوْمًا

فِي شهر رَمَضَان فاحتبسه فَلَمَّا كَانَ نصف النَّهَار سرق من الدَّار رغيفاً وَدخل المستراح وَجلسَ على) المقعدة يَأْكُل وَاتفقَ أَن دخل أبي فَرَآهُ فاستعظم ذَلِك وَقَالَ مَا هَذَا قَالَ أفت لبنات وردان مَا يَأْكُلُون فقد رحمتهم من الْجُوع وَقَالَ أَبُو الْحسن أَحْمد بن يُوسُف التنوخي حَدثنِي أَبُو عَليّ ابْن الْأَعرَابِي الشَّاعِر قَالَ كنت فِي دَعْوَة جحظة فَأكلت وَجَلَسْنَا نشرب وَهُوَ يني إِذْ دخل رجل فَقدم إِلَيْهِ جحظة زلَّة كَانَ زلها من طَعَامه وَنحن نَأْكُل وَكَانَ بَخِيلًا على الطَّعَام وَكَأن الرجل كَانَ طاوياً فَأتى على الزلة وَرفع الطيفورية فارغة وجحظة يزرقه وَنحن نلمح جحظة وَنَضْحَك فَلَمَّا فرغ قَالَ لَهُ جحظة تلعب معي بالنرد قَالَ نعم فوضعاه بَينهمَا وَلَعِبًا فتوالى الغلب على جحظة فَأخْرج جحظة رَأسه من قبَّة الخيش وَرَفعه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ كَأَنَّهُ يُخَاطب الله تَعَالَى وَإِنِّي ستحق هَذَا لِأَنِّي أشبعت من أجعته وَحدث جحظة فِي أَمَالِيهِ قَالَ كنت أشْرب عِنْد بعض إخْوَانِي فِي ناعورة ثَابت الرصاصي فِي يَوْم مطر ومعنا شيخ خضيب حشن البزة متصدر فتجارينا ذكر الْمَطَر وَمَا جَاءَ فِيهِ من الْخَبَر فَقَالَ ذَلِك الشَّيْخ حدثونا يَا سَيِّدي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه با بكر وبا حَفْص وعَلى النَّبِيين السريين مُنكر وَنَكِير وعَلى عمر ابْن الْعَاصِ قَاتل الْكفَّار يَوْم غَدِير خم وَصَاح براية النَّبِي يَوْم القطائف يُرِيد يَوْم الطَّائِف أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا من قَطْرَة تنزل من السَّمَاء إِلَّا ومحا ملك يتبحا حَتَّى يضحا فِي موضحاً ثمَّ يصعد ويدحا فَقلت يَا شيخ فالقطر يَقع من الكنيف فالملك ينزل مَعَه قَالَ نعم يَا سَيِّدي فيهم مَا فِي النَّاس من الدناءة والخسة قلت يُرِيد مَا من قَطْرَة تنزل من السَّمَاء إِلَّا وَمَعَهَا ملك يتبعهَا حَتَّى يَضَعهَا فِي موضعهَا ثمَّ يصعد ويدعها فأبدل الْعين حاء مُهْملَة وَمن شعره (لي صديق مغرى بقربي وشدوي ... وَله عِنْد ذَلِك وَجه صفيق) (قَوْله إِن شدوت أَحْسَنت زِدْنِي ... وبأحسنت لَا يُبَاع الدَّقِيق) وَقَالَ جحظة (وَمن كلفي إِيَّاه أمطر ناظري ... إِذا هُوَ أبدي من ثناياه لي برقا) (كَأَن دموعي تبصر الْوَصْل هَارِبا ... فَمن أجل ذَا تجْرِي لتدركه سبقا) وَقَالَ (إِذا مَا ظمئت إِلَى رِيقه ... جعلت المدامة مِنْهُ بديلا) (وَأَيْنَ المدامة من رِيقه ... وَلَكِن أعلل قلبِي قَلِيلا) ) وَقَالَ (أَقُول لَهَا وَالصُّبْح قد لَاحَ ضوءه ... كَمَا لَاحَ ضوء البارق المتألق) (شبيهك قد وافى وآن افتراقنا ... فَهَل لَك فِي صَوت وكأس مروق) (فَقلت شفائي فِي الَّذِي قد ذكرته ... وَإِن كنت قد نغصته بالتفرق) وَقَالَ

ابن المنادي الحافظ

(أَي شَيْء رَأَيْت أعجب من ذَا ... إِن تفكرت سَاعَة فِي الزَّمَان) (كل شَيْء من السرُور بِوَزْن ... والبلايا تكال بالقفزان) وَقَالَ (وليل فِي كواكبه حران ... فَلَيْسَ لطول مدَّته انْقِضَاء) (عدمت مطالع الإصباح فِيهِ ... كَأَن الصُّبْح جود أَو وَفَاء) وَقَالَ (رحلتم فكم من أنة بعد أنةٍ ... مبينةٍ للنَّاس شوقي إِلَيْكُم) (وَقد كنت أعتقت الجفون من البكا ... وَقد ردهَا فِي الرّقّ حزني عَلَيْكُم) وَكتب إِلَى أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الله المسمعي وَكَانَ قائداً جَلِيلًا يتقلد الْبَصْرَة وَفَارِس (إِلَيْك أَبَا إِسْحَاق عني رِسَالَة ... تزين الْفَتى إِن كَانَ يعشق زينه) (لقد كنت غضباناً على الدَّهْر زارياً ... عَلَيْهِ فقد أصحلت بيني وَبَينه) وَقَالَ سلمت على بعض الرؤساء وَكَانَ مبخلاً فَلَمَّا أردْت الِانْصِرَاف قَالَ يَا أَبَا الْحسن إيش تَقول فِي قطائف بائتة وَلم يكن لَهُ بذلك عَادَة فَقلت مَا آبي ذَلِك فأحضر لي جَاما فِيهِ قطائف قد خمت فأوجفت فِيهَا وصادفت مني سغبة وَهُوَ ينظر إِلَيّ شزراً فَقَالَ لي إِن القطائف إِذا كَانَت بجوز أتخمتك وَإِذا كَانَت بلوز أبشمتك قلت هَذَا إِذا كَانَت قطائف وَأما إِذا كَانَت مصوصاً فَلَا وَقلت لوقتي (دَعَاني صديق لي لأكل قطائف ... فأمعنت فِيهَا آمنا غير خَائِف) (فَقَالَ وَقد أنضجت بِالْأَكْلِ قلبه ... ترفق قَلِيلا فَهِيَ إِحْدَى المتالف) (فَقلت لَهُ مَا إِن سمعنَا بميت ... يناح عَلَيْهِ يَا قَتِيل القطائف) وَقَالَ سَأَلت الْحسن بن مخلد حَاجَة فَقَالَ إِذا كَانَ بعد ثَلَاث عرفتك فَقلت يَا سَيِّدي تعدني أَن) تعدني وَلِصَاحِب الأغاني أبي الْفرج مُجَلد فِي أَخْبَار جحظة ومولده سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة فَعَاشَ مائَة سنة وَجمع ابْن الْمَرْزُبَان أخباره وأشعاره أَيْضا 3 - (ابْن الْمُنَادِي الْحَافِظ) أَحْمد بن جَعْفَر ابْن الْمُحدث جَعْفَر ابْن الْمُنَادِي البغداذي الْحَافِظ قَالَ الْخَطِيب كَانَ صلب الدّين شرس الْأَخْلَاق توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة

أبو بكر الختلي

3 - (أَبُو بكر الْخُتلِي) أَحْمد بن جَعْفَر بن سلم أَبُو بكر الْخُتلِي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف مُشَدّدَة وَاللَّام أَخُو مُحَمَّد وَعمر وَهُوَ الْأَصْغَر قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَالحا ثِقَة ثبتاً كتب عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ ونقال أَبُو نعيم كتب من الْقرَاءَات والتفاسير أمرا عَظِيما وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو بكر الْقطيعِي) أَحْمد بن جَعْفَر بن حمدَان بن مَالك بن شبيب أَبُو بكر الْقطيعِي البغداذي سمع وروى وَكَانَ مُسْند الْعرَاق فِي زَمَانه كَانَ قد غرقت كتبه فاستحدث نسخا من كتب لم يكن فِيهَا سَمَاعه فغمزه النَّاس وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين غلا أَنا لم نر أحدا ترك الِاحْتِجَاج بِهِ وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم وَجَمَاعَة ولد فِي أول سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الأكار الزَّاهِد) أَحْمد بن جَعْفَر الأكار أَبُو الْعَبَّاس الزَّاهِد من أهل الحربية كَانَ ورعاً زاهداً دَائِم الْفِكر سريع الدمعة عِنْد ذكر الله تَعَالَى مخفياً لأحواله مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مَشْغُولًا بِالْعبَادَة مجاب الدعْوَة ظَاهر الكرامات يعد فِي دَرَجَة الشَّيْخ أبي الْحسن الْقزْوِينِي الزَّاهِد سمع الحَدِيث من الْحُسَيْن بن طَلْحَة النعالي وَأبي الْمَعَالِي ثَابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَغَيرهمَا وَحدث بِالْقَلِيلِ وَكَانَ يكره من يقبل يَده وَيَقُول من أَنا وَإِذا اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ فِي مَوضِع فِي الْجَامِع صلى الْجُمُعَة الْأُخْرَى فِي مَكَان غَيره حَتَّى لَا يعرف توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس البديعي) ) أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو الْعَبَّاس البديعي ذكره الثعالبي فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة وَأورد لَهُ (ألصق صَدْرِي بصدره فَشَكا ... قلبِي إِلَى قلبه الَّذِي يجد) (فاعجب لقلب شكا هَوَاهُ إِلَى ... قلب سواهُ وَمَا درى الْجَسَد) وَأورد لَهُ أَيْضا (مَا ترى الجو بالصفا ... ونسيم الصِّبَا كسي) (ونجوماً تخالها ... بندقاً طحن عَن قسي) وَأورد لَهُ وَقيل لغيره (وَمن خدم السُّلْطَان أكْرم نَفسه ... وَلكنه عَمَّا قَلِيل أهانها)

أمير المؤمنين المعتمد

(وَمن عبد النيرَان لم ينْتَفع بهَا ... وَلم يلق إِلَّا حرهَا ودخانها) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُعْتَمد) أَحْمد بن جَعْفَر الْمُعْتَمد على الله أَبُو الْعَبَّاس ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل ابْن المعتصم ولد سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بسر من رأى وَأمه رُومِية اسْمهَا فتيَان كَانَ أسمر اللَّوْن أعين خَفِيفا لطيف اللِّحْيَة جميلاً توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لإحدى عشر لَيْلَة بقيت من شهر رَجَب فَجْأَة ببغداذ سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَحمل وَدفن بسر من رأى وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَسِتَّة أَيَّام وَالصَّحِيح ثَلَاثَة أَيَّام قيل إِنَّه سم فِي رُؤُوس الجداء وَقيل بل غم فِي بِسَاط وَقيل سم فِي كأس وَقيل إِن الَّذين أكلُوا مَعَه الرؤوس مَاتُوا وَكَانَ مهموكاً على اللَّذَّات فاستولى أَخُوهُ الْمُوفق على الْأُمُور وَكَانَ يشرب ويعربد على الندماء واستخلف بعده المعتضد ابْن أَخِيه الْمُوفق قَالَ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء وَكَانَ يَقُول الشّعْر المكسور وَيكْتب لَهُ بِالذَّهَب ويغني فِيهِ المغنون فِيمَا صَحَّ وَزنه من شعره فِي رِوَايَة الصولي (طَال وَالله عَذَابي ... واهتمامي واكتئابي) بغزال من بني الْأَصْفَر لَا يعنيه مَا بِي (أَنا مغرى بهواه ... وَهُوَ مغرى بعذابي) (فَإِذا مَا قلت صلني ... كَانَ لَا مِنْهُ جوابي) وَمن شعره وَقد نَقله الْمُوفق من مَكَان إِلَى مَكَان (ألفت التباعد والغربه ... فَفِي كل يَوْم لنا تربه) ) (وَفِي كل يَوْم أرى حَادِثا ... يُؤَدِّي إِلَى كَبِدِي كربه) (أَمر الزَّمَان لنا طعمه ... فَمَا إِن أرى سَاعَة عذبه) وَمن شعره أَيْضا (بليت بشادن كالبدر حسنا ... يُعَذِّبنِي بأنواع الْجفَاء) (ولي عينان دمعهما غزير ... ونومهما أعز من الْوَفَاء) وأطربته يَوْمًا مغنية فَأمر لَهَا بتبر يسير فَلم ينجز لَهَا فَقَالَ (أَلَيْسَ من الْعَجَائِب أَن مثلي ... يرى مَا قل مُمْتَنعا عَلَيْهِ) (وتؤكل باسمه الدُّنْيَا جَمِيعًا ... وَمَا من ذَاك شَيْء فِي يَدَيْهِ) 3 - (المعتز بِاللَّه) أَحْمد بن جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتز بِاللَّه فَتقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن جَعْفَر فليطلب هُنَاكَ فِي المحمدين

الكاتب الأزجي

3 - (الْكَاتِب الْأَزجيّ) أَحْمد بن حَنْبَل بن الْحسن بن جميل الشَّيْبَانِيّ أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب الْأَزجيّ كَانَ أديباً فَاضلا أنشأ المقامات الْعشْرين نظماً ونثراً رَوَاهَا عَنهُ وَلَده يُوسُف توفّي سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة من شعره فِي بُسْتَان (سقتها الْجنُوب بكأس الغيوم ... فقضبانها مائلات سكارى) (وللطل إِذْ ذَاك فَوق الغصون ... بقايا تساقط مِنْهَا ثمارا) كَأَن بقاياه فَوق الشَّقِيق دمع الصبى فِي خدود العذارى (فَإِن مر عَنْهَا نسيم الشمَال ... فأحداقها ناظرات حيارى) (وَإِن فتقتها أكف الصبى ... ظَنَنْت الْجَوَارِي يفتقن فَارًّا) قلت شعر متوسط 3 - (الْمروزِي) أَحْمد بن جميل الْمروزِي وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (المصِّيصِي) أَحْمد بن جناب المصِّيصِي قَالَ صَالح جزرة صَدُوق وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ) وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَنَفِيّ الْكُوفِي) أَحْمد بن جواس الْحَنَفِيّ الْكُوفِي روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الطَّوِيل) أَحْمد بن حَاتِم الطَّوِيل وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ توفّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْبَاهِلِيّ أَبُو نصر اللّغَوِيّ) أَحْمد بن حَاتِم أَبُو نصر الْبَاهِلِيّ صَاحب الْأَصْمَعِي روى عَن الْأَصْمَعِي كتبه وَقيل إِنَّه كَانَ ابْن أُخْت الْأَصْمَعِي وَكَانَ أَبُو جَعْفَر ابْن باسويه يُنكره

ابن أبي كامل

وروى عَن أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد وَأقَام ببغداذ وَرُبمَا حكى الشَّيْء بعد الشَّيْء عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَله من التصانيف كتاب الشّجر والنبات كتاب اللبإ وَاللَّبن كتاب الْإِبِل كتاب أَبْيَات الْمعَانِي اشتقاق الْأَسْمَاء الزَّرْع وَالنَّخْل الْخَيل الطير الْجَرَاد كتاب مَا يلحن فِي الْعَامَّة حدث المرزباني عَن أبي عمر الزَّاهِد قَالَ قَالَ ثَعْلَب دخلت على يَعْقُوب بن السّكيت وَهُوَ يعْمل إصْلَاح الْمنطق فَقَالَ يَا أَبَا الْعَبَّاس رغبت عَن كتابي فَقلت لَهُ كتابك كَبِير وَأَنا عملت الفصيح للصبيان ثمَّ قَالَ صر معي إِلَى أبي نصر صَاحب الْأَصْمَعِي فقد سَأَلته عَن بَيت شعر فَأَجَابَنِي جَوَابا لم أرضه وأعيده عَلَيْهِ فَقلت لَا تفعل فَإِنَّهُ عِنْده أجوبة وَقد أجابك بِبَعْضِهَا فَلَمَّا دَخَلنَا عَلَيْهِ سَأَلَهُ عَن الْبَيْت فَقَالَ لَهُ يَا مؤاجر أَنْت وَهَذَا وَأَنا قربتك حَتَّى رموني بك عِنْدِي عشرُون جَوَابا فِي هَذَا فَخَجِلَ من ذَلِك وَخَرجْنَا فَقلت لَهُ لَا مقَام لَك هُنَا اخْرُج من سر من رأى واكتب إِلَيّ بِمَا تحْتَاج إِلَيْهِ لأسأل عَنهُ وأعرفك إِيَّاه وأقدمه الخصيب بن أسلم إِلَى أَصْبَهَان فجَاء بعد سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَمَعَهُ مصنفات الْأَصْمَعِي وأشعار شعراء الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام ثمَّ تأهب لِلْحَجِّ وأودع كتبه لمُحَمد بن الْعَبَّاس مؤدب أَوْلَاد عبد الله بن الْحسن فأنسخها النَّاس فَلَمَّا عَاد من الْحَج علم بذلك وَقَامَت قِيَامَته وَدخل إِلَى عبد الله بن الْحسن وَذكر لَهُ أمره فَجمع لَهُ من أهل الْبَلَد عشرَة آلَاف دِرْهَم 3 - (ابْن أبي كَامِل) أَحْمد بن حَاتِم بن إِبْرَاهِيم بن زَاذَان فروخ الرَّازِيّ ابْن أبي كَامِل أَبُو الْعَبَّاس مولى بني هَاشم أَصله من فَارس وَكَانَ أديباً ظريفاً مفنناً فِي الْأَدَب وَهُوَ خَال أَوْلَاد أبي الْحسن عَليّ بن يحيى) المنجم وَكَانَ أَحْمد صديق عبد الصَّمد ابْن المعذل ولعَبْد الصَّمد فِيهِ مديح حسن وَأورد الْمَرْزُبَان فِي المعجم لِأَحْمَد الْمَذْكُور (لَا أرى فِيمَن أرى شبها ... لَك غير الْبَدْر فِي الظُّلم) (غير أَن الْبَدْر لَيْسَ لَهُ ... لحظ تَدْعُو إِلَى السقم) وَقَالَ فِي جَارِيَة اسْمهَا ظَبْي (وَقَائِل من تحب قلت لَهُ ... ولي فؤاد يطوى على ولهه) (انْظُر إِلَى الظبي وَهِي جَارِيَة ... تشكره فِي اسْمه وَفِي شبهه) وَقل فِيهَا (سميت ظَبْيًا حِين أشبهته ... زيد الَّذِي سماك تثبيتا) (الْبَدْر أولى أَن تسمى بِهِ ... إِن كنت بالأشباه سميتا) قلت كَذَا قَالَ الْمَرْزُبَان وَالظَّاهِر أَن هَذَا الشّعْر فِي غُلَام إِذْ لَو كَانَ فِي جَارِيَة لكسر التَّاء فِي قافية الْبَيْت وَالله أعلم

الخراز الراوية

3 - (الخراز الراوية) أَحْمد بن الْحَارِث بن الْمُبَارك الخراز أَبُو جَعْفَر راوية أبي الْحسن الْمَدَائِنِي والعتابي كَانَ راوية مكثراً مَوْصُوفا بالثقة وَكَانَ شَاعِرًا وَهُوَ من موَالِي الْمَنْصُور توفّي سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل ثَمَان وَخمسين وَهُوَ الَّذِي قَالَ البحتري لما عَابَ عَلَيْهِ شَيْئا من شعره (الْحَمد لله على مَا أرى ... من قدر الله الَّذِي يجْرِي) (مَا كَانَ ذَا الْعَالم من عالمي ... يَوْمًا وَلَا ذَا الدَّهْر من دهري) (يعْتَرض الحرمان فِي مطلبي ... وَيحكم الخراز فِي شعري) وَمن شعر الخراز فِي إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر وحاجبه بشر (وَجه جميل وحاجب صلف ... كَذَاك أَمر الْمُلُوك يخْتَلف) (يَا حسن الْوَجْه والفعال وَيَا ... أكْرم وَجه سما بِهِ شرف) وَيَا قَبِيح الفعال بالحاجب الغث الَّذِي كل أمره تطف (فَأَنت تبني وَبشر يهدمه ... والمدح والذم لَيْسَ يأتلف) وَقَالَ الْخَطِيب أَبُو بكر كَانَ الخراز ذَا فهم وَمَعْرِفَة صَدُوقًا سمع من الْمَدَائِنِي كتبه كلهَا وَهُوَ) بغداذي روى عَنهُ السكرِي وَابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيرهمَا وَكَانَ كَبِير الرَّأْس طَوِيل اللِّحْيَة كبيرها حسن الْوَجْه كَبِير الْفَم ألثغ خضب قبل مَوته بِسنة خضاباً قانئاً فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ إِن مُنْكرا ونكيراً إِذا حضرا مَيتا فرأياه خضيباً قَالَ مُنكر لنكير تجاف عَنهُ وَله من الْكتب كتاب المسالك والممالك كتاب أَسمَاء الْخُلَفَاء وكتابهم والصحبة كتاب مغازي الْبَحْر فِي دولة بني هَاشم وَذكر أبي حَفْص صَاحب أقريطش وَكتاب الْقَبَائِل وَكتاب الْأَشْرَاف كتاب مَا نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ كتاب أَبنَاء السراري كتاب نَوَادِر الشُّعَرَاء كتاب مُخْتَصر كتاب الْبُطُون كتاب مغازي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسراياه وأزواجه كتاب أَخْبَار بني الْعَبَّاس كتاب الْأَخْبَار والنوادر كتاب سجية الْبَرِيد كتاب النّسَب كتاب الحلائب والرهان كتاب جمهرة نسب الْحَارِث بن كَعْب وأخبارهم فِي الْجَاهِلِيَّة وَمن شعره (إِنِّي امْرُؤ لَا أرى بِالْبَابِ أقرعه ... إِذا تنمر دوني حَاجِب الْبَاب) (وَلَا ألوم امْرَءًا فِي رد ذِي شرف ... وَلَا أطالب ود الكاره الآبي)

صاحب المسند

وَقَالَ قصدية نوينة لما قتل بغا باغر التركي وهاجت الأتراك على المستعين بِاللَّه وخافهم وَانْحَدَرَ من سر من رأى إِلَى بغداذ أَولهَا (لعمري لَئِن قَاتلُوا باغراً ... لقد هاج باغر حَربًا طحونا) وفر الْخَلِيفَة والقائدان بِاللَّيْلِ يَلْتَمِسُونَ السفينا وَحل ببغداذ قبل الشروقفحل بهم مِنْهُ مَا يكرهونا (فليت السَّفِينَة لم تأتنا ... وغرقها الله والراكبينا) 3 - (صَاحب الْمسند) أَحْمد بن حَازِم بن أبي غرزة بالغين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا رَاء قبل الزَّاي الْغِفَارِيّ الْكُوفِي أحد الْأَثْبَات المجودين لَهُ مُسْند مَشْهُور ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات توفّي سنة سِتّ وسعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن عصبَة) أَحْمد بن حَامِد بن عصبَة القَاضِي جمال الدّين قَاضِي بغداذ الْحَنْبَلِيّ الَّذِي عزّر لفي أَيَّام خربندا توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (الْعَزِيز عَم الْعِمَاد) أَحْمد بن حَامِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله الْمَعْرُوف بأله بِفَتْح الْهمزَة) وَضم اللَّام وَهُوَ الْعقَاب هَكَذَا قَيده ابْن خلكان فِي تَارِيخ ورأيته بِخَط جمَاعَة بِضَم الْهمزَة وَاللَّام أَبُو نصر ابْن أبي الرَّجَاء الْقرشِي الْكَاتِب الملقب بالعزيز عَم الْعِمَاد الْكَاتِب الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ مُسْتَوْفيا من قبل السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه مقرباً عِنْده يجْرِي أُمُور الوزارة على يَدَيْهِ إِلَى أَن ولي الوزارة القوام الدركزيني فَلم يزل يحط عَلَيْهِ إِلَى أَن اعتقل بتكريت وَمَات السُّلْطَان وَتَوَلَّى أَخُوهُ طغرل وسعى الْوَزير فِي قتل الْعَزِيز فسم فَمَاتَ شَهِيدا وصلب الدركزيني بعد سمه بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَكَانَ الْعَزِيز كَاتبا منشئاً ينظم وينثر قدم بغداذ وَأقَام بهَا وَكَانَ ذَا بر ومعروف وصدقات كَثِيرَة ومجلدات وَله فِي محلّة العتابيين مكتب أَيْتَام إِلَى جَانب تربته قَالَ ابْن النجار وَهُوَ على حَاله إِلَى يَوْمنَا وَحدث ببغداذ عَن أبي مُطِيع مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ سمع مِنْهُ الْمُبَارك بن كَامِل وَسعد الله بن نصر ابْن الدجاجي الْوَاعِظ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَخمْس مائَة ومدحه الأرجاني وَغَيره من الشُّعَرَاء وَلأبي مُحَمَّد ابْن جكينا فِيهِ (أميلوا بِنَا نَحْو الْعرَاق ركابكم ... لنكتال من مَال الْعَزِيز بضاعه) وَلما كَانَ بتكريت وَأمر فِيهِ بِمَا أَمر كَانَ أَيُّوب وَالِد السُّلْطَان صَلَاح الدّين بهَا هُوَ وَأَخُوهُ شيركوه فدفعا عَنهُ جهدهما فَمَا أَفَادَ

المقرئ الأرتاحي

3 - (الْمُقْرِئ الأرتاحي) أَحْمد بن حَامِد بن أَحْمد بن حمد بن مفرج أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الأرتاحي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة أَربع وَسبعين ولازم الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَكتب من تصانيفه وتصدر وأقرأ الْقُرْآن حدث عَنهُ الدمياطي والدواداري وَابْن الحلوانية وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وست مائَة 3 - (المعتزلي رَئِيس الحائطية) أَحْمد بن حَائِط كَانَ هُوَ وَفضل الحدثي من أَصْحَاب النظام المعتزلي وطالعا كتب الفلاسفة وضما إِلَى مَذْهَب النظام ثَلَاث بدع الأولى إِثْبَات حكم من أَحْكَام الإلهية فِي الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام وَأَنه هُوَ الَّذِي يُحَاسب الْخلق فِي الْآخِرَة وَهُوَ المُرَاد بقوله تَعَالَى وَجَاء رَبك وَالْملك صفا صفا وَهُوَ الَّذِي فِي ظللٍ من الْغَمَام وَهُوَ المُرَاد بقوله تَعَالَى أَو يَأْتِي رَبك وَهُوَ المُرَاد بقوله عَلَيْهِ السَّلَام إِن الله خلق آدم على) صُورَة الرَّحْمَن وَبِقَوْلِهِ يضع الْجَبَّار قدمه فِي النَّار وَزعم ابْن حَائِط أَن الْمَسِيح تدرع بالجسد الجسماني وَهُوَ الْكَلِمَة الْقَدِيمَة المتجسدة كَمَا قَالَت النَّصَارَى الثَّانِيَة القَوْل بالتناسخ زعماً أَن الله تَعَالَى أبدع خلقه أصحاء سَالِمين عقلاء بالغين فِي درا سوى هَذِه الدَّار الَّتِي هم فِيهَا الْيَوْم وَخلق فيهم مَعْرفَته وَالْعَمَل بِهِ فابتداهم بتكليف شكره فأطاعه بَعضهم فِي جَمِيع مَا أَمرهم وَعَصَاهُ بَعضهم فِي جَمِيع ذَلِك وأطاعه بَعضهم فِي الْبَعْض فَمن أطاعه فِي الْكل أقره فِي دَار النَّعيم الَّتِي ابتداهم فِيهَا وَمن عَصَاهُ فِي الْكل أخرجه إِلَى النَّار وَمن أطاعه فِي الْبَعْض أخرجه إِلَى دَار الدُّنْيَا وَألبسهُ هَذِه الْأَجْسَام الكثيفة وابتلاه بالبأساء وَالضَّرَّاء والآلام وَاللَّذَّات على صور مُخْتَلفَة من النَّاس وَسَائِر الْحَيَوَانَات على قدر ذنوبهم فمنم كَانَت مَعَاصيه أقل كَانَت صورته أحسن وآلامه أقل وَمن كَانَت ذنُوبه أَكثر كَانَت صورته أقبح وآلامه أَكثر ثمَّ لَا يزَال يكون

الْحَيَوَان فِي الدُّنْيَا كرة بعد كرة وَصُورَة بعد أُخْرَى مَا دَامَت مَعَه ذنُوبه وطاعاته وَهَذَا عين القَوْل بالتناسخ الثَّالِثَة حملهما كل مَا ورد فِي الْخَبَر من رُؤْيَة الْبَارِي على رُؤْيَة الْعقل الأول الَّذِي هُوَ أول مبدع وَهُوَ الْعقل الفعال الَّذِي تفيض مِنْهُ الصُّور على الموجودات وإياه عني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقوله أول مَا خلق الله تَعَالَى الْعقل فَقَالَ لَهُ أقبل فَأقبل ثمَّ قَالَ لَهُ أدبر فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خلقت خلقا أحسن مِنْك بك أعز وَبِك أذلّ وَبِك أعطي وَبِك أمنع فَهُوَ الَّذِي يظْهر يَوْم الْقِيَامَة وترتفع الْحجب بَينه وَبَين الصُّور الَّتِي فاضت مِنْهُ فيرونه كَمثل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر فَأَما واهب الْعقل فَلَا يرى الْبَتَّةَ وَقَالَ أَحْمد بن حَائِط إِن كل نوع من أَنْوَاع الْحَيَوَانَات أمة على حيالها لقَوْله تَعَالَى وَلَا طَائِر يطير بجناحيه إِلَّا أُمَم أمثالكم وَفِي كل أمةٍ رَسُول من نوعها لقَوْله تَعَالَى وَإِن من أمة إِلَّا خلا فِيهَا نَذِير وَلَهُمَا طَريقَة أُخْرَى فِي التناسخ وكأنهما مزجا كَلَام التناسخية الفلاسفة والمعتزلة بعضه بِبَعْض وَكَانَ فِي زمانهما أَحْمد بن أَيُّوب بن مانوس وَهُوَ أَيْضا من تلامذة النظام قَالَ مثل مَا قَالَ ابْن حَائِط فِي التناسخ وَخلق الْبَريَّة دفْعَة إِلَّا أَنه زَاد على ذَلِك وَقد تقدم ذَلِك فِي ذكر اسْمه نسْأَل الله تَعَالَى السَّلامَة والعصمة من هَذِه الأضاليل والنجاة من هَذِه الأباطيل وَمن مَذْهَب أَحْمد وَفضل أَن الديار خمس داران للثَّواب إِحْدَاهمَا فِيهَا أكل وَشرب وبعال وجنات وأنهار وَالثَّانيَِة دَار فَوق هَذِه لَيْسَ فِيهَا أكل وَشرب وبعال بل ملاذ روحانية وروح) وَرَيْحَان غير جسمانية وَالثَّالِثَة دَار الْعقَاب الْمَحْض وَهِي نَار جَهَنَّم لَيْسَ فِيهَا تَرْتِيب بل هِيَ على نمط التَّسَاوِي وَالرَّابِعَة دَار الِابْتِدَاء الَّتِي خلق الْخلق فِيهَا قبل أَن يهبطوا إِلَى الدُّنْيَا وَهِي الْجنَّة الأولى وَالْخَامِسَة دَار الِابْتِلَاء الَّتِي كلف الْخلق فِيهَا بعد أَن اجترحوا فِي الأولى وَهَذَا التكوير والتكرير لَا يزَال فِي الدُّنْيَا حَتَّى يمتلئ المكيالان مكيال الْخَيْر ومكيال الشَّرّ فَإِذا امْتَلَأَ مكيال الْخَيْر صَار اعْمَلْ كُله طَاعَة والمطيع خيرا صَالحا فينقل إِلَى الْجنَّة وَلم يلبث طرفَة عين فَإِن مطل الْغَنِيّ ظلم وَفِي الْخَبَر أعْطوا الْأَجِير أجرته قبل أَن يجِف عرقه وَإِذا امْتَلَأَ مكيال الشَّرّ صَار الْعَمَل كُله مَعْصِيّة والعاصي شريراً مَحْضا فينقل إِلَى النَّار وَلم يلبث طرفَة عين وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى فَإِذا جَاءَ أَجلهم لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ

النسابة

3 - (النسابة) أَحْمد بن الْحباب الْحِمْيَرِي النسابة توفّي سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الشَّاعِر) أَحْمد بن الْحجَّاج قَالَ ابْن النجار ذكره أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن الجرّاح الْكَاتِب فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء الْمُحدثين وَذكر أَنه بغداذي من أَبنَاء موَالِي الْمَنْصُور وَأَنه كَانَ شَاعِرًا محسناً صحب الْمطلب ابْن عبد الله بن مَالك الْخُزَاعِيّ فَفِيهِ أَكثر شعره وَقَالَ أَنْشدني ابْن أبي خَيْثَمَة عَن دعبل عَنهُ (لم ألق مطلباً إِلَّا بمطلب ... وهمة بلغت بِي غَايَة الطّلب) (أفردته برجائي أَن يُشَارِكهُ ... فِي الرسائل أَو أَلْقَاهُ بالكتب) (إِن اعتصمت بِأَسْتَارِ ابْن مطلب ... ذِي الْجُود مرتقباً وَالْبَيْت ذِي الْحجب) (فَذَاك للآجل المرجو آجله ... وَأَنت للعاجل المرجو من قرب) (رحلت عيساً إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق على ... مَا كَانَ من تَعب فِيهَا وَمن ندب) (حَتَّى إِذا مَا انْقَضى نسكي ثنيت لَهَا ... فضل الزِّمَام فأمت سيد الْعَرَب) (أرمي بهَا وبوجهي كل هاجرةٍ ... تكَاد تقدح يبن الْجلد والعصب) (هَذَا رجائي وهذي مصر قد سنحت ... ونت أَنْت وَقد ناديت من كثب) قيل إِن الْمطلب نزل عَن سَرِيره وَقَالَ لَهُ لبيْك لبيْك وَأمر لَهُ بألفي دِينَار وَمن شعره (زمني بمطلب سقيت زَمَانا ... مَا كنت إِلَّا رَوْضَة وجنانا) ) (بِأبي وَأمي أَنْت غير فقيد ... لاكن أَنا مسترحم أَحْيَانًا) (أصلحتني بالجود بل أفسدتني ... فتركتني أتسخط الإحسانا) 3 - (أَمِير آل مرى) أَحْمد بن حجي بن بريد الْأَعرَابِي الْأَمِير شيخ آل مرى كَانَ أحد الْأَبْطَال المعروفين وإغاراته تصل إِلَى نجد والحجاز يؤدون لَهُ الخفر حَتَّى صَاحب الْمَدِينَة جماز يُؤَدِّي لَهُ القطيعة ويداريه وَكَانَت لَهُ منزلَة رفيعة عِنْد الْملك الظَّاهِر بيبرس العالي الصَّالِحِي وَالْملك

الصوفي

الْمَنْصُور وَكَانَ يزْعم أَنه من نسل جَعْفَر الْبَرْمَكِي وَأَنه من أحد أَوْلَاد أُخْت هَارُون الرشيد وَإِذا حضر عِنْد ابْن خلكان كَانَ يَقُول لَهُ أَنْت ابْن عَمَّتي ويضيفه القَاضِي وَكَانَت بَينهمَا مهادة وَكَانَ على النَّاس فِي الطرقات آفَة وَخلف عدَّة أَوْلَاد وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة كتب إِلَى عِيسَى بن مهنا كتابا أغْلظ لَهُ فِيهِ وَكَانَ شهَاب الدّين ابْن غَانِم عِنْده فَأمر لَهُ بالمجاوبة عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ من جملَته ذَلِك (زَعَمُوا أَنا هجونا ... جمعهم بالافتراء) (كذبُوا فِيمَا ادعوهُ ... وافتروا بالادعاء) (إِنَّمَا قُلْنَا مقَالا ... لَا كَقَوْل السُّفَهَاء) (آل فضل آل فضل ... مَا هم آل مراء) فَوق ذَلِك عِنْده بموقع وَغَضب 3 - (الصُّوفِي) أَحْمد بن الْحسن بن عبد الْجَبَّار الصُّوفِي ثِقَة توفّي فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو بكر الفلكي) أَحْمد بن الْحسن بن الْقَاسِم أَبُو بكر الهمذاني الفلكي الحاسب قَالَ حفيده الْحَافِظ أَبُو الْفضل عَليّ بن الْحُسَيْن كَانَ جدي جَامعا لفنون كَانَ عَالما بالأدب والنحو وَالْعرُوض وَسَائِر الْعُلُوم لَا سِيمَا الْحساب ولقب الفلكي لهَذَا الْمَعْنى حَتَّى كَانَ يُقَال إِنَّه لم ينشأ فِي الْمشرق وَالْمغْرب أعلم بِالْحِسَابِ مِنْهُ وَكَانَ مهوباً ذَا حشمة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَهُوَ ابْن خمس وَثَمَانِينَ سنة وَقَالَ شيرويه روى عَن الْحسن بن الْحُسَيْن التَّمِيمِي وَأبي الْحسن عَليّ بن الْحسن بن سعد الْبَزَّاز وَأبي بكر عمر بن سهل الْحَافِظ وروى عَنهُ ابناه أَبُو عبد الله) الْحُسَيْن وَأَبُو الصَّقْر الْحسن 3 - (أَبُو بكر الْحِيرِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَفْص بن مُسلم ابْن يزِيد القَاضِي أَبُو بكر ابْن أبي عَليّ ابْن الشَّيْخ الْمُحدث أبي عَمْرو الْحِيرِي انتقى لَهُ الْحَاكِم فَوَائِد وقلد قَضَاء نيسابور ورخه الْحَافِظ مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ وَقَالَ هُوَ ثِقَة فِي الحَدِيث ودرس الْأُصُول على أَصْحَاب أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ عَارِفًا بِمذهب الشَّافِعِي أُصِيب بوقر فِي آذانه وَتُوفِّي فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (الكنكشي الزَّاهِد) أَحْمد بن الْحسن بن عنان أَبُو الْعَبَّاس الكنكشي بكافين بَينهمَا

أبو طاهر الكرجي

نون وَبعد الْكَاف الثَّانِيَة شين مُعْجمَة الزَّاهِد كَانَ من كبار مَشَايِخ الطَّرِيق بالدينور لَهُ معارف وتصانيف وَلَقي الْكِبَار توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو طَاهِر الكرجي) أَحْمد بن الْحسن بن خداداد أَبُو طَاهِر الكرجي بِالْجِيم الباقلاني سمع ابْن شَاذان وَابْن بَشرَان وَالْبرْقَانِي وَسمع كتبا كبارًا وَانْفَرَدَ بهَا مِنْهَا سنَن سعيد بن مَنْصُور تفرد بِهِ عَن ابْن شَاذان وَلأبي طَاهِر السلَفِي مِنْهُ إجَازَة توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَعمل تَارِيخا بَدَأَ فِيهِ من الْهِجْرَة نقل مِنْهُ ابْن النجار كثيرا 3 - (الجراوي المالقي) أَحْمد بن الْحسن بن سيد أَبُو الْعَبَّاس الجراوي المالقي كَانَ من كبار النُّحَاة والأدباء بالأندلس وَله شعر توفّي فِي حُدُود السِّتين وَخمْس مائَة تَقْرِيبًا والجراوي بِالْجِيم وَالرَّاء وَبعدهَا ألف وواو قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم وَلَيْسَ باللص وَإِنَّمَا توافقا فِي الِاسْم والكنية وَالنِّسْبَة ذَاك من أهل إشبيلية وَهُوَ كناني النّسَب وَكِلَاهُمَا أَقرَأ الْأَدَب والعربية تقدّمت وَفَاة المالقي مِنْهُمَا وَغلط أَبُو بَحر صَفْوَان بن إِدْرِيس فِي كتبه الإشبيلية مِنْهُمَا عِنْد ذكره فِي كتاب زَاد الْمُسَافِر وَقد ذكرتهما جَمِيعًا فِي كتاب التكملة وَأورد لَهُ قَوْله (وَبَين ضلوعي للصبابة لوعة ... بِحكم الْهوى تقضي عَليّ وَلَا أَقْْضِي) (جنى ناظري مِنْهَا على الْقلب مَا جنى ... فيا من رأى بَعْضًا يعين على بعض) ) وَأورد لَهُ أَيْضا (لما رَأَيْتُك عين الزَّمَان ... وَأَن إِلَيْك تحث الخطا) (بكرت إِلَيْك بكور الْغُرَاب ... ورحت عَلَيْك رواح القطا) هَكَذَا أنْشد الأول على الخرم وعيوب الشّعْر الْجَائِزَة للْعَرَب لَا تجوز للمحدثين قَالَ ابْن الْأَبَّار وَمن احْتج بهم عِنْدِي لَيْسَ بمصيب على أَنه قد وَقع فِي شعر حبيب هن عوادي يُوسُف وصواحبه وقرأت لعباس بن نَاصح الأندلسي فِي ديوَان شعره (إِنَّك بِالصبرِ لَا توبن ... وَفِي الْجزع الْخلق الأشين) وَوَافَقَهُمَا أَبُو الطّيب فِي قَوْله (لَا يحزن الله الْأَمِير فإنني ... لآخذ من حالاته بِنَصِيب)

سبط ابن فورك الواعظ

وحسبنا الْيَوْم الْقبُول إِذا نقحنا وجودنا المقبول وَلابْن سيد المالقي مَا قَالَه فِي جريح بِسَهْم (حسدتك تشاب القسي لِأَن رَأَتْ ... عَيْنَيْك أمضى فِي الْإِصَابَة مقصدا) (فجنت عَلَيْك وَيَا لَهَا مِمَّا جنت ... لهفي عَلَيْك فكم خشيت الحسدا) 3 - (سبط ابْن فورك الْوَاعِظ) أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو بكر سبط ابْن فورك وختن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي على ابْنَته كَانَ يعظ فِي النظامية فَوَقَعت لسببه الْفِتْنَة بَين الْمذَاهب قَالَ صَاحب الْمرْآة كَانَ مؤثراً للدنيا طَالبا للجاه وَلَا يتحاشى من لبس الْحَرِير وَقيل لِابْنِ جهير الْوَزير أَلا تحضره لتسمع مِنْهُ الحَدِيث فَقَالَ الحَدِيث أصلف من الْحَال الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى الْبِدْعَة يَأْخُذ مكسو الفحم من الحدادين وَيَأْكُل مِنْهُ وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو سهل الحمدوني) أَحْمد بن الْحسن الشَّيْخ العميد أَبُو سهل الحمدوني ذكره الثعالبي فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة وَقَالَ سليل الرياسة وغذي السِّيَادَة وَبدر الأَرْض وشمس الْفضل وعمدة الْملك وبحر الْأَدَب وطود الْكَرم وَمن ارْتَفع مَحَله عَن الوزارة الْكُبْرَى وَهِي التربة الْعُظْمَى فَرغب عَنْهَا وَأورد لَهُ فِي سراج غير مضيئ (ظلمتك اللَّيْل يَا سراجي ... ظلمَة كفر ويأس راج) ) وَأورد لَهُ أَيْضا (لَا تنتزع عَن عَادَة عودتها ... أحدا فَذَاك من الْفِطَام أَشد) (واصبر عَلَيْهَا مَا حييت وَلَا تزل ... عَنْهَا فَذَاك من الْجفَاء يعد) 3 - (النسابة السكونِي) أَحْمد بن الْحسن بن إِسْمَاعِيل أَبُو عبد الله السكونِي الْكِنْدِيّ النسابة كَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالمكتفي ثمَّ بالمقتدر ذكره أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن النجار الْكُوفِي فِي تَارِيخ الْكُوفَة وَقَالَ أَخذ عَن ثَعْلَب وَكَانَ مليح الْمجْلس حسن الترسل مُتَمَكنًا فِي نَفسه وَقَالَ قَالَ لي ابْن عُبَيْدَة النساب مَا عرف النساب أَنْسَاب الْعَرَب حَتَّى قَالَ الْكُمَيْت النزاريات فأظهر بهَا علما كثيرا وَلَقَد نظرت فِي شعره فَمَا رَأَيْت أحدا أعلم مِنْهُ بالعرب وأيامهما قَالَ أَبُو عبد الله فَلَمَّا سَمِعت الْكَلَام جمعت شعره فَكَانَ عوني على التصنيف لأيام الْعَرَب وَله كتاب فِي أَسمَاء مياه الْعَرَب 3 - (الديناري الْكَاتِب) أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْيَمَان بن الْفَتْح الديناري أَبُو

ابن الباذش

عبد الله رجل أديب إِلَّا أَن الْغَالِب عَلَيْهِ الْخط الَّذِي بلغ النِّهَايَة فِي الْحسن قَالَ ياقوت وَقَالَ الْوَزير عميد الدولة أَبُو سعد ابْن عبد الرَّحِيم فِي أَخْبَار ابْنه عبد الْجَبَّار ابْن أَحْمد وَكَانَ وَالِده أَبُو عبد الله الديناري مقدما مكرماً يزور لحسن خطه على أبي عبد الله بن مقلة تزويراً لَا يكَاد يفْطن لَهُ وَله ولد أديب يُقَال لَهُ أَبُو يعلى عبد الْجَبَّار يذكر فِي بَابه 3 - (ابْن الباذش) أَحْمد بن أبي الْحسن بن الباذش بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد ألف ذال مُعْجمَة وشين مُعْجمَة الإِمَام أَبُو جَعْفَر الْأنْصَارِيّ الغرناطي تفنن فِي الْعلم وَكَانَ من الْحفاظ الأذكياء وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (الإِمَام النَّاصِر لدين الله) أَحْمد بن الْحسن أَمِير الْمُؤمنِينَ الإِمَام النَّاصِر لدين الله أَبُو الْعَبَّاس ابْن الإِمَام المستضيء ابْن الإِمَام المستنجد ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة وبويع لَهُ فِي أول ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَتُوفِّي سلخ رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة وَكَانَت خِلَافَته سبعا وَأَرْبَعين سنة وَكَانَ أَبيض اللَّوْن تركي الْوَجْه مليح الْعَينَيْنِ أنور الْجَبْهَة) اقنى الْأنف خَفِيف العارضين أشقر اللِّحْيَة رَقِيق المحاسن نقش خَاتمه رجائي من الله عَفوه أجَاز لَهُ أَبُو الْحُسَيْن عبد الْحق اليوسفي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن عَسَاكِر والبطائحي وشهدة وَجَمَاعَة وَأَجَازَ هُوَ لجَماعَة من الْكِبَار فَكَانُوا يحدثُونَ عَنهُ فِي حَيَاته ويتنافسون فِي ذلكن وَمَا غرضهم الْعُلُوّ وَلَا الْإِسْنَاد وَإِنَّمَا غرضهم التفاخر وَإِقَامَة الشعار وَالوهم وَلم يل الْخلَافَة أحد أطول مُدَّة مِنْهُ إِلَّا مَا ذكر عَن العبيديين فَإِنَّهُ بَقِي الْأَمر بديار مصر للمستنصر نَحوا من سِتِّينَ سنة وَكَذَا بَقِي الْأَمِير عبد الرَّحْمَن أَبُو الحكم الأندلسي وَكَانَ أَبوهُ المستضيء قد تخوفه فاعتقله وَمَال إِلَى أَخِيه أبي مَنْصُور وَكَانَ ابْن الْعَطَّار وَأكْثر الدولة وحظية المستضيء بنفشا وَالْمجد ابْن الصاحب مَعَ أبي مَنْصُور وَنَفر يسير مَعَ أبي الْعَبَّاس فَلَمَّا بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاس قبض على ابْن الْعَطَّار وَسلمهُ إِلَى المماليك فَخرج بعد سَبْعَة أَيَّام مَيتا وسحب فِي الْأَسْوَاق وَتمكن الْمجد ابْن الصاحب وَزَاد وطغى إِلَى أَن قتل قَالَ عبد اللَّطِيف وَكَانَ النَّاصِر شَابًّا مرحاً عِنْده ميعة الشَّبَاب يشق الدروب والأسواق أَكثر اللَّيْل وَالنَّاس يتهيبون لقاءه وَظهر التَّشَيُّع بِسَبَب ابْن الصاحب ثمَّ انطفى بهلاكه وَظهر التسنن المفرط ثمَّ زَالَ وَظَهَرت الفتوة والبندق وَالْحمام الْهَادِي وتفنن النَّاس فِي ذَلِك وَدخل فِيهِ الأجلاء ثمَّ الْمُلُوك فألبسوا الْملك الْعَادِل وَأَوْلَاده سرارويل الفتوة وألبسوا شهَاب الدّين الغوري ملك غزنة والهند وَصَاحب كيش وأتابك سعد صَاحب شيراز وَالْملك الظَّاهِر صَاحب حلب وتخوفوا من السُّلْطَان طغريل وَجَرت بَينهم حروب وَفِي الآخر استدعوا تكش لحربه وَهُوَ خوارزم شاه فَالتقى مَعَه على الرّيّ واجتز رَأسه وسيره إِلَى بغداذ وَكَانَ النَّاصِر قد خطب لوَلَده الْأَكْبَر أبي نصر بِولَايَة الْعَهْد ثمَّ ضيق

عَلَيْهِ لما استشعر مِنْهُ وَعين أَخَاهُ ثمَّ ألزم أَبَا نصر بِأَن أشهد على نَفسه أَنه لَا يصلح وَأَنه قد نزل عَن الْأَمر وأكبر الْأَسْبَاب فِي نفور النَّاصِر من وَلَده الْوَزير نصير الدّين ابْن مهْدي الْعلوِي وَلم يزل الإِمَام النَّاصِر مُدَّة حَيَاته فِي عز وجلالة وقمع الْأَعْدَاء والاستظهار على الْمُلُوك لم يجد ضيماً وَلَا خرج عَلَيْهِ خارجي إِلَّا قمعه وَلَا مُخَالف إِلَّا دمغه وَمن أضمر لَهُ سوءا رَمَاه الله بالخذلان قَالَ محب الدّين ابْن النجار حدثين حَمَّاد بن أبي البركات الْفَتْح وَكَانَ صَدُوقًا متديناً قَالَ حَدثنِي الْملك صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب صَاحب الشَّام وديار مصر وَكنت قد دخلت عَلَيْهِ وأعطيته مَكْتُوبًا من الدِّيوَان قَالَ وصل إِلَيْنَا من عنْدكُمْ رجل يعرف بِأبي رشيد ابْن أبي مَنْصُور البوشنجي واتصل بخدمتنا وَصَارَ لَهُ اخْتِصَاص بِنَا وتقرب إِلَيْنَا وَحسن حَاله) فأرسلته إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز فِي رِسَالَة فَمضى وَعَاد وَأَنا نَازل على صور من سَاحل الشَّام محاصر لَهَا فاتصل بِنَا إِلَى الْعَسْكَر وَأدّى جَوَاب الرسَالَة فَقلت لَهُ كَيفَ تركت أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأجَاب بِمَا لَا يجوز التفوه بِهِ وَظن أَن ذَلِك يسرني فزبرته ونهيته عَن ذَلِك وَقلت لَهُ هَذَا بَيت مؤيد محروس من الله من قَصده بِسوء عَاد عَلَيْهِ ثمَّ إِنَّه خرج مُتَوَجها إِلَى الْموضع الَّذِي فِيهِ رَحْله فَلَمَّا فارقناه قَلِيلا أَتَاهُ سهم غرب فِيهِ ياسيج فَدخل فِي صَدره وَخرج من ظَهره وخر صَرِيعًا فِي الْحَال وَحمل إِلَى رَحْله وتسابق الغلمان إِلَيّ بِالْحَال فعجبت من تَعْجِيل الله سُبْحَانَهُ عُقُوبَته انْتهى وَكَانَ الإِمَام النَّاصِر شَدِيد الاهتمام بِالْملكِ ومصالحه لَا يكَاد يخفى عَلَيْهِ شَيْء من أُمُور رَعيته كبارهم وصغارهم وَأَصْحَاب أخباره فِي أقطار الْبِلَاد يوصلون إِلَيْهِ أَحْوَال الْمُلُوك الظَّاهِرَة والباطنة وَكَانَت لَهُ حيل لَطِيفَة ومكايد خُفْيَة وخدع لَا يفْطن لَهَا أحد يُوقع الصداقة بَين مُلُوك متعادين ويوقع الْعَدَاوَة مَعَ مُلُوك متفقين وهم لَا يَشْعُرُونَ وَلما دخل رَسُول صَاحب مازندران بغداذ كَانَ يتيه ورقة كل صباح بِمَا عمل فِي اللَّيْل وَصَارَ يُبَالغ فِي الكتم والورقة تَأتيه فاختلى لَيْلَة بِامْرَأَة دخلت إِلَيْهِ من بَاب السِّرّ فصبحته الورقة بذلك وفيهَا كَانَ عَلَيْكُم دواج فِيهِ صُورَة الفيلة فتحير وَخرج من بغداذ وَهُوَ لَا يشك أَن الْخَلِيفَة يعلم الْغَيْب لِأَن الإمامية يَعْتَقِدُونَ أَن الإِمَام الْمَعْصُوم يعلم مَا فِي الْحَامِل وَمَا وَرَاء الْجِدَار وأتى رَسُول خوارزم شاه برسالة مخفية وَكتاب مختوم فَقيل لَهُ ارْجع قد عرفنَا مَا جِئْت بِهِ فَرجع يظنّ أَنهم يعلمُونَ الْغَيْب وَرفع من المطالعات أَن رجلا كَانَ وَاقِفًا والعسكر خَارج إِلَى ششتر فِي قُوَّة الأمطار وَشدَّة الشتَاء وَالْبرد فَقَالَ كنت أُرِيد من الله تَعَالَى من يُخْبِرنِي إِلَى أَيْن يمْضِي هَؤُلَاءِ المدابير ويسفقني مائَة خَشَبَة فَلم تزل عين الرافع ترقب الْقَائِل حَتَّى وصل مستقره خشيَة أَن يطْلب فَأمر النَّاصِر فِي الْحَال أَن يحضرهُ الْوَزير ويضربه مائَة خَشَبَة فَإِذا تمت أعلمهُ إِلَى أَيْن يذهب الْعَسْكَر فَلَمَّا ضربه الْمِائَة وَهُوَ لَا يعلم علام ضرب نسي أَن يُعلمهُ إِلَى أَيْن يذهب الْعَسْكَر فَمَا انْفَصل عَن الْمَكَان الْمَذْكُور حَتَّى تذكر الْوَزير ذَلِك فَقَالَ ردُّوهُ فَعَاد مَرْعُوبًا خشيَة أَن يُزَاد عُقُوبَة فَلَمَّا وصل قَالَ لَهُ الْوَزير قد أَمر مَوْلَانَا صلوَات الله عَلَيْهِ أَن نعلمك بعد أدبك إِلَى أَيْن يمْضِي الْعَسْكَر والعسكر يمْضِي إِلَى

ششتر فَقَالَ لَا كتب الله عَلَيْهِم سَلامَة فغلب ضحك الْحَاضِرين وَرفع الْخَبَر إِلَى النَّاصِر فَقَالَ يغْفر لَهُ سوء أدبه بِحسن نادرته ولطف موقعها وَيدْفَع إِلَيْهِ مائَة دِينَار عدد الْخشب الَّذِي ضرب بِهِ ويحكى عَنهُ من هَذِه) الْمَادَّة غرائب وعجائب وَكَانَ يُعْطي فِي مَوَاطِن عَطاء من لَا يخَاف الْفقر وَجَاء رجل وَمَعَهُ ببغاء من الْهِنْد تقْرَأ قل هُوَ الله أحد تحفة للخليفة فَأَصْبَحت ميتَة فَجَاءَهُ فرَاش يطْلب مِنْهُ الببغاء فَبكى وَقَالَ اللَّيْلَة مَاتَت فَقَالَ عرفنَا بموتها وَكم كَانَ فِي ظَنك أَن يعطيك فَقَالَ خمس مائَة دِينَار فَقَالَ خُذ هَذِه خمس مائَة دِينَار فَإِنَّهُ علم بحالك مُنْذُ خرجت من الْهِنْد وَقَالَ أَبُو المظفر سبط ابْن الْجَوْزِيّ قل بصر الْخَلِيفَة فِي الآخر وَقيل ذهب جملَة وَكَانَ خادمه ريق قد استولى على الْخلَافَة وَقَامَ مُدَّة يُوقع عَنهُ وَكَانَ بالخليفة أمراض مِنْهَا عسر الْبَوْل والحصر وَوجد مِنْهُ شدَّة وشق ذكره مرَارًا وَمَا زَالَ يَعْتَرِيه حَتَّى قَتله وَقَالَ شمس الدّين الْجَزرِي حَدثنِي وَالِدي قَالَ سَمِعت الْوَزير مؤيد الدّين ابْن العلقمي لما كَانَ على الأستاذدارية يَقُول إِن المَاء الَّذِي يشربه الإِمَام النَّاصِر كَانَت تجبيه الدَّوَابّ من فَوق بغداذ بسبعة فراسخ ويغلى سبع غلوات كل يَوْم غلوة ثمَّ يجلس فِي الأوعية سَبْعَة أَيَّام ثمَّ يشرب مِنْهُ وَبعد هَذَا مَا مَاتَ حَتَّى سقِِي المرقد ثَلَاث مَرَّات وشق ذكره وَأخرج مِنْهُ الْحَصَى وَقَالَ الْمُوفق مَا مرض مَوته فسهو ونسيان بَقِي مِنْهُ سِتَّة أشهر وَلم يشْعر أحد بكنه حَاله من الرّعية حَتَّى خَفِي عَن الْوَزير وَأهل الدَّار وَكَانَ لَهُ جَارِيَة قد علمهَا الْخط بِنَفسِهِ فَكَانَت تكْتب مثل خطه فتكتب على التوقيع بمشورة قهرمانة الدَّار وَلما مَاتَ بُويِعَ لوَلَده أبي نصر ولقب الظَّاهِر بِأَمْر الله وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين وَكَانَت مُدَّة خِلَافَته تِسْعَة أشهر وَقَالَ ابْن الْأَثِير بَقِي النَّاصِر عاطلاً عَن الْحَرَكَة بِالْكُلِّيَّةِ ثَلَاث سِنِين قد ذهب إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَفِي الآخر أَصَابَهُ دوسنطاريا عشْرين يَوْمًا وَلم يُطلق فِي مَرضه شَيْئا مِمَّا كَانَ أحدثه من الرسوم وَكَانَ يسيء السِّيرَة خرب فِي أَيَّامه الْعرَاق وتفرق أَهله فِي الْبِلَاد وَأخذ أَمْوَالهم وأملاكهم قَالَ وَكَانَ يفعل الشَّيْء وضده وَجعل همته فِي رمي البندق والطيور المناسيب وسراويلات الفتوة وَنقل الظهير الكازروني فِي تأريخه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأَجَازَ لي إِن النَّاصِر فِي وسط خِلَافَته هم بترك الْخلَافَة والانقطاع إِلَى التَّعَبُّد وَكتب عَنهُ ابْن الضَّحَّاك توقيعاً فقرئ على الْأَعْيَان وَبنى رِبَاطًا للْفُقَرَاء وَاتخذ إِلَى جَانب الرِّبَاط دَارا لنَفسِهِ كَانَ يتَرَدَّد إِلَهًا ويحادث الصُّوفِيَّة وَعمل لَهُ ثيابًا كَثِيرَة بزِي الصُّوفِيَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ثمَّ ترك ذَلِك كُله ومل الله يسامحه قَالَ ابْن النجار وَملك من المماليك مَا لم يملكهُ من تقدمه من الخفاء والملوك وخطب لَهُ بالأندلس والصين وَكَانَ أَسد بني الْعَبَّاس وَقيل إِنَّه بلغه أَن شخصا يرى خلَافَة يزِيد فَأحْضرهُ ليعاقبه فَقيل لَهُ أَتَقول بِصِحَّة) خلَافَة يزِيد فَقَالَ أَنا أَقُول إِن الإِمَام لَا يَنْعَزِل بارتكاب الْفسق فَأَعْرض عَنهُ وَأمر بِإِطْلَاقِهِ وَخَافَ المحاققة

حاكم باخرز وخطيبها

وَكتب لَهُ خَادِم اسْمه يمن ورقة فِيهَا عتب فَوَقع فِيهَا بِمن يَمُنّ يُمْنٌ ثَمَ يُمنٍ ثُمنُ ثُمنٍ يُقَال إِنَّه أعَاد الْجَواب وَقد كتب فِيهِ يمنّ يمنٌ بِمن ثمَّن يمنَ ثُمُن ثمنِ وَلما صرف ابْن زبادة عَن عمل كَانَ يَتَوَلَّاهُ وَلم يبن لِابْنِ زبادة سَبَب عَزله رفع لَهُ شعرًا مِنْهُ هَذَا الْبَيْت (هَب أَن ذَلِك عَن رضاك فَمن ترى ... يدْرِي مَعَ الْإِعْرَاض أَنَّك رَاض) فَوَقع لَهُ على ورقة الِاخْتِيَار صرفك والاختبار صرفك وَمَا عزلناك لخيانة وَلَا لجناية وَلَكِن للْملك أسرار لَا تطلع عَلَيْهَا الْعَامَّة ولتعلمن نبأه بعد حِين وَمن شعر النَّاصِر ردا على من ادّعى أَنه شيعي (زَعَمُوا أنني أحب علينا ... صدقُوا كلهم لدي عَليّ) كل من صَاحب النَّبِي وَلَو طرفَة عين فحقه مرعي (فَلَقَد قل عقل كل غبي ... هُوَ من شيعَة النَّبِي بري) وَمِنْه أَيْضا (إِن طَال عمري فَمَا قصرت فِي كرمٍ ... وَلَا حراسة ملكي من أعاديه) (عرب وعجم وروم كلهم طمعواً ... فَلم يفوزوا بِشَيْء غير تمويه) (بليت حَتَّى بِأَدْنَى النَّاس من خلدي ... يُرِيد موتِي وبالأعمال أفديه) يُشِير بذلك إِلَى وَلَده الظَّاهِر مُحَمَّد وَقد مر شَيْء يدل على هَذَا فِي تَرْجَمَة الظَّاهِر قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة فِي سنة سبع وست مائَة أظهر الْخَلِيفَة الْإِجَازَة الَّتِي أخذت لَهُ من الشُّيُوخ وَذكرهمْ فِي كتاب روح العارفين وَدفع إِلَى أهل كل مَذْهَب إجَازَة عَلَيْهَا مَكْتُوب بِخَطِّهِ أجزنا لَهُم مَا سَأَلُوهُ على شَرط الْإِجَازَة الصَّحِيحَة وَكتب الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ وسلمت إجَازَة أَصْحَاب الشَّافِعِي إِلَى ضِيَاء الدّين عبد الْوَهَّاب بن سكينَة وإجازة أَصْحَاب أبي حنيفَة إِلَى الضياء أَحْمد بن مَسْعُود التركستاني وإجازة أَصْحَاب أَحْمد إِلَى أبي صَالح نصر بن عبد الرَّزَّاق ابْن الشَّيْخ عبد الْقَادِر وإجازة أَصْحَاب مَالك إِلَى التقي عَليّ بن جَابر التَّاجِر المغربي 3 - (حَاكم باخرز وخطيبها) أَحْمد بن الْحسن الْحَاكِم الْأَمِير الْحَاكِم بباخرز ذكره الباخرزي فِي الدمية وَهَذَا من أهل بَيت) رياسة وفضائل أورد لَهُ قَوْله فِي حسام الدولة وذم فناخسرو (ستعلم أَوْلَاد البغايا وحزبهم ... وشيعتهم أَي الْفَرِيقَيْنِ أنْصر) (إِذا اسودت الرَّايَات واحمرت القنا ... وضاق من الْخَيل الحضيض وعرعر)

أمير المؤمنين الحاكم العباسي

(سقاتهم زرق النصال وخمرهم ... دِمَاء الأعادي غير أَن لَيْسَ تسكر) (يرَوْنَ قتال الديلمية مفخراً ... ويرجون رب الْعَرْش يعْفُو وَيقدر) (وددت وَمَا تغني الودادة أنني ... ملكت عنان الْخَيل سَاعَة غبروا) (فَكَانُوا رَأَوْا بأسي وصبري ونجدتي ... وَإِن كَانَ موتِي فِيهِ فالموت أعذر) (وَإِن كنت فِيمَا قلت لست بصادق ... فَلَا نَالَ يَوْمًا قطّ رجْلي مِنْبَر) (وَلَا كَانَ عنقِي للحمائل والظبى ... وَلَا كبر الْمِحْرَاب خَلْفي مكبر) وَمن شعره أَيْضا (أحب النيك إِن النيك حُلْو ... لذيذ لَيْسَ فِي من حموضه) (يهش إِلَيْهِ من فِي الأَرْض طراً ... إِذا مَا ذاقه حَتَّى البعوضه) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم العباسي) أَحْمد بن الْحسن الإِمَام الْحَاكِم بِأَمْر الله أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْأَمِير أبي عَليّ الْحسن القبي ابْن أبي بكر بن عَليّ بن أَمِير الْمُؤمنِينَ المسترشد بِاللَّه بن المستظهر بِاللَّه الْهَاشِمِي العباسي البغداذي قدم مصر ونهض ببيعته الْملك الظَّاهِر بيبرس الصَّالِحِي وبويع لَهُ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة وخطب النَّاس وعهد بالسلطنة للسُّلْطَان الْملك الظَّاهِر وَكَانَ ملازماً لداره فِيهِ عقل وشجاعة وَحسن رياسة وَله رابت يَكْفِيهِ من غير سرف امتدت أَيَّامه ثمَّ عهد بالخلافة لوَلَده المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع سُلَيْمَان وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبع مائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَت خِلَافَته أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ الْحَاكِم قد نجا فِي كائنة بغداذ واختفى ثمَّ سَار مَعَ الزين صَالح بن الْبناء والنجم بن المشا وقصدوا أَمِير خفاجة حُسَيْن بن فلاح فبقوا عِنْده مُدَّة ثمَّ إِنَّه توصل إِلَى دمشق وَأقَام بِالْبرِّ عِنْد عِيسَى بن مهنا فَعرف بِهِ النَّاصِر صَاحب الشَّام فَطَلَبه وَجَاء هولاكوا واشتغل النَّاس بِمَا نزل بهم فَلَمَّا دخل المظفر دمشق بعد وقْعَة عين جالوت بعث أَمِيرا يتطلب الْحَاكِم فَاجْتمع بِهِ وَبَايَعَهُ وتسامع بِهِ عرب الشَّام فَسَار وَمَعَهُ ابْن مهنا وَآل فضل وَخلق فَافْتتحَ بهم عانة وهيت والأنبار وَحَارب القراوول فِي آخر سنة ثَمَان وَخمسين فَهَزَمَهُمْ) وَقتل مِنْهُم ثَمَانِيَة مقدمين وأزيد من ألف وَمَا قتل من عسكره سوى سِتَّة فَأَقْبَلت التتار مَعَ قرابغا فتحين الْحَاكِم وَأقَام عِنْد ابْن مهنا ثمَّ كَاتبه طيبرس نَائِب دمشق فَقَدمهَا فَبعث إِلَى مصر وصبحته الثَّلَاثَة الَّذين رافقوه من بغداذ فاتفق وُصُول الْمُسْتَنْصر قبله إِلَى مصر بِثَلَاثَة أَيَّام فخاف الْحَاكِم مِنْهُ وتنكر وَقصد الْأَمِير البزلي فَقبل البزلي يَده وَبَايَعَهُ هُوَ وَأهل حلب وَسَارُوا إِلَى حران فَبَايعهُ بَنو تَيْمِية بهَا وَصَارَ مَعَه نَحْو الْألف من التركمان وَغَيرهم وقصدوا عانة فصادفوا

ابن اللحياني الصفار

الْمُسْتَنْصر الْأسود فَعمل الْمُسْتَنْصر عَلَيْهِ واستمال التركمان وخضع الْحَاكِم وَبَايَعَهُ والتقوا التتار فانكسر الْمُسلمُونَ وَعدم الْمُسْتَنْصر وَنَجَا الْحَاكِم فَأتى الرحبة وَنزل على ابْن مهنا فَكتب إِلَى السُّلْطَان فَطَلَبه فَسَار إِلَى الْقَاهِرَة وبويع بإمرة الْمُؤمنِينَ فِي أول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وأسكن فِي برج بالقلعة لَيْسَ لَهُ من الْأَمر غير الْخطْبَة وَالسِّكَّة وَطلب إِلَى مصر الإِمَام شرف الدّين ابْن الْمَقْدِسِي فَأَقَامَ مَعَه نَحْو سنة يفقهه ويعلمه ويكتبه أجَاز لَهُ ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَلم يحدث قَالَ شمس الدّين وَخرج لَهُ ابْن الخباز بِخَطِّهِ الْوَحْش وانتخابه العفش أَرْبَعِينَ جُزْءا بالإجازات فبعثها للوراقة 3 - (ابْن اللحياني الصفار) أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو بكر الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن اللحياني الصفار من أهل نهر الدَّجَاج ببغداذ كَانَ من الْقِرَاءَة الموصوفين المجودين بِحسن الْقِرَاءَة وجودة الْأَدَاء ختم الْقُرْآن عَلَيْهِ قَرَأَ بالروايات على أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن الحمامي وَابْن الفوارس الْحَافِظ وَغَيرهمَا وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَقيل إِنَّه نسي الْقُرْآن مولده سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (المخلطي) أَحْمد بن الْحِين بن أَحْمد الدباس أَبُو عبد المخلطي وَقيل أَبُو الْعَبَّاس وكناه الْأنمَاطِي عبد الْوَهَّاب أَبَا بكر كَانَ حَافِظًا لكتاب الله عز وَجل قَرَأَ طرفا من الْفِقْه على القَاضِي أبي يعلى ابْن الْفراء وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن الْحسن بن غَالب بن الْمُبَارك وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الآبنوسي وَمُحَمّد بن الْمسلمَة وَغَيرهم كَانَ ثِقَة مَأْمُونا توفّي سنة ثَمَان وَخمْس مائَة 3 - (الْحَافِظ ابْن جنيدب) أَحْمد بن الْحسن بن جنيدب أَبُو الْحسن التِّرْمِذِيّ الْحَافِظ جوال سمع بالعراق وَالشَّام ومصر) سمع بِالْبَصْرَةِ أَبَا عَاصِم الضَّحَّاك بن مخلد وَالْحجاج ابْن نصير الفساطيطي وَغَيرهمَا وبالعراق يعلى بن عبيد وَعبيد الله بن مُوسَى وَأَبا نعيم الْفضل بن دُكَيْن وَغَيرهم وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَالتِّرْمِذِيّ فِي جَامعه وَإِبْرَاهِيم بن أَبى طَالب وَمُحَمّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة النَّيْسَابُورِي وَمُحَمّد بن النَّضر الجارودي وَغَيرهم وَقدم بغداذ فَحدث بهَا 3 - (الباقلاني ابْن خيرون) أَحْمد بن الْحسن بن خيرون بن إِبْرَاهِيم الباقلاني أَبُو الْفضل

المنبجي الحنفي

الْمعدل سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَصَحب أَبَا بكر الْخَطِيب وَغَيره من الْحفاظ وَكَانَ من الثِّقَات الْأَثْبَات سمع ابْن شَاذان وَابْن بَشرَان وَأَبا بكر أَحْمد البرقاني وَغَيرهم وَلم يزل يسمع إِلَى أَن سمع من أقرانه وَحدث بالكثير وروى الْكتب المطولة وَسمع مِنْهُ الْكِبَار وَكَانَت عِنْده الْأُصُول الحسان وَكَانَ على خطه جلالة وَجمع وفيات الشُّيُوخ من أول السّنة الَّتِي ولد فِيهَا وَهِي سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة إِلَى آخر زَمَانه وَذكر مواليدهم وَكَانَ متقناً لما يَقُوله محققاً لما يَنْقُلهُ وروى عَنهُ الْخَطِيب أَبُو بكر وَهُوَ أسن مِنْهُ توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (المنبجي الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن الْحسن بن سَلامَة بن ساعد المنبجي الأَصْل البغداذي المولد وَالدَّار أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي عَليّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ قَرَأَ الْفِقْه على أَبِيه ودرس مَكَانَهُ بعد وَفَاته بِالْمَدْرَسَةِ الموفقية على شاطئ دجلة سمع عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن بنان الْكَاتِب ونحدث عَنهُ بِكِتَاب الْمَغَازِي لمُحَمد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الغباري) أَحْمد بن الْحسن بن عبد الْكَرِيم النهرواني أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الغباري وَالِد خَدِيجَة المحدثة سمع الْكثير بِنَفسِهِ من ابْن النقور وَأبي مُحَمَّد الصريفيني وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ أَجزَاء كَثِيرَة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ ولداه عبد الله وَأحمد وَابْن أُميَّة الْحسن بن أَحْمد توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (الْوَزير أَبُو نصر ابْن نظام الْملك) أَحْمد بن الْحسن بن إِسْحَاق بن الْعَبَّاس الطوسي أَبُو نصر ابْن نظام الْملك أبي عَليّ الْوَزير ابْن الْوَزير سكن بغداذ فِي جوَار مدرسة وَالِده وَولي الوزارة للسُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه فِي نصف) ذِي الْقعدَة سنة خمس مائَة ثمَّ ولي الوزارة للْإِمَام المسترشد فِي ثامن عشر رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة وعزل فِي سلخ ربيع الأول سنة عشرَة وَلزِمَ منزله إِلَى آخر عمره وَلم يتلبس بِخِدْمَة أحد من الْمُلُوك وَكَانَ شَيخا مليح الشيبة مهيباً ذَا ديانَة وصيانة ومروة وَكبر نفس وعلو همة سمع الحَدِيث من وَالِده أبي عَليّ وَمن أبي الْفَتْح عبد الرَّزَّاق الحسناباذي وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَكَانَ بَقِيَّة بَيته ووزر للدولتين وطالت أَيَّامه بعد عله وَسلم من أَيدي الباطنية وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو السُّعُود ابْن قضاعة) أَحْمد بن الْحسن بن قضاعة أَبُو السُّعُود شَاعِر أديب لَهُ مدائح فِي الْوَزير أبي مَنْصُور بن جهير قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَمن شعره مَا رَأَيْته بِخَط ابْن عَمه فِي مَجْمُوع لَهُ قَوْله (بَعدت وقلبي يَا عليوة عنْدكُمْ ... وَلم ير قبلي من يروح بِلَا قلب) (فَإِنِّي على مَا تعهدون محافظ ... على ودكم فِي حَالَة الْبعد والقرب) (فكونوا على عهد الصفاء فإنني ... منحتكم ودي وأسكنتكم قلبِي)

ابن بطانة

قلت شعر نَازل 3 - (ابْن بطانة) أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سعيد بن حَيَّان بن أَسد أَبُو الْعَبَّاس الْوراق الصيدلاني المخرمي الْمَعْرُوف بِابْن بطانة نزل الْبَصْرَة وَسكن فِي بني سهم وَكَانَ حَافِظًا يورق للنَّاس حدث بِالْبَصْرَةِ عَن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن شيبَة وَأبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وَيحيى بن مُحَمَّد بن صاعد وَأحمد بن إِسْحَاق بن البهلول وَجَمَاعَة قَرَأَ يَوْمًا على أبي إِسْحَاق الجهيمي فَأدْخل جُزْءا فِي جُزْء فَقَالَ لَا تبطن يَا ابْن بطانة 3 - (ابْن العالمة الْمُقْرِئ) أَحْمد بن الْحسن بن هبة الله بن الْحُسَيْن الإسكاف أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن العالمة بنت الرَّازِيّ قَرَأَ الْقُرْآن على أبي مَنْصُور الْخياط ثمَّ قَرَأَ بالروايات على أبي الْوَفَاء طَاهِر بن القواس وَأبي الْخطاب أَحْمد بن عَليّ الصُّوفِي وَغَيرهمَا وَسمع ابْن النقور وَأَبا مُحَمَّد الصريفيني وَمُحَمّد بن الْمسلمَة وروى عَنهُ ابْن الْجَوْزِيّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن المعوغي) ) أَحْمد بن الْحسن بن هِلَال الورداني أَبُو الْعَبَّاس الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن المعوغي أَصله من الوردانية من قرى بغداذ سمع الْكثير وَحصل النّسخ وَكَانَت أجزاؤه بِخَط شُجَاع الذهلي قَرَأَ الْقُرْآن على طَاهِر بن سوار وَسمع الشريف مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي والنقيب أَبَا الفوارس الزَّيْنَبِي وَابْن البطر وَجَمَاعَة حدث فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة فَتكون وَفَاته بعد التَّارِيخ 3 - (الْموصِلِي صَاحب الموشحات) أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ الْموصِلِي صَاحب الموشحات البديعية الَّتِي مِنْهَا قَوْله يمدح الْمَنْصُور صَاحب حماة باسم عَن لآلناسم عَن عطرنافر كالغزالسافر كالبدر (أَي بدر ربيب ... لي فِيهِ أرب) (ذُو رضاب ضريب ... للطلا وَالضَّرْب) (يَا لَهُ من حبيب ... ضَاحِك عَن حبب) باخل بالوصالسامح بالهجرلي أبقى الخبالحين أفنى صبري (أغيد إِن رنا ... سل بيض الصفاح) (وَإِذا مَا انثنى ... هز سمر الرماح) (لقتالي دنا ... ذَا أَمِير السِّلَاح)

ضَارب بالنصالطاعن بالسمرراشق بالنبالنافث بِالسحرِ (فالنضيد النظيم ... الشتيت الشنيب) (والأسيل الوسيم ... الخضيب الخصيب) (والقوام القويم ... الْقَضِيب الرطيب) (غُصْن ذُو اعتدالمورق بالشعر ... مزهر بالجمالمثمر بالبدر) (من لدحية شَقِيق ... خَدّه كالشقيق) (أَو كنار الْحَرِيق ... والحيا والرحيق) (والعذار الأنيق ... لازورد سحيق) فَوق خديه سالفهو فِي زنجفرشبه نمل يخالواقفاً لَا يسري) (لَو رَآهُ إِبْلِيس ... بِالسُّجُود اشْتهر) (أَو رَأَتْهُ بلقيس ... حَار مِنْهَا النّظر) (خَاله مغنطيس ... لحديد الْبَصَر) فَرعه كالليلفرقه كالفجرحرت بَين الضلالوالهدى فِي أَمْرِي قلت وَقد نظم فِي عصري فِي وَقت جمَاعَة وعارضوه فَمنهمْ من خَالف قوافيه وأقفاله وَمِنْهُم من لم يُخَالف أقفاله وكلفت شَيْئا من ذَلِك فَقلت مُوَافقا لَهُ فِي سَائِر أقفاله وقوافي حشواته وَهُوَ جَامع فِي الدلالجانح للهجرخاطر فِي الجمالعاطر فِي النشر (غُصْن بَان رطيب ... قد زها بالطرب) (ينثني فِي كثيب ... بالصبا عَن كثب) (مَا لقلبي نصيب ... مِنْهُ غير النصب) قمر فِي كمالفوق غُصْن نضرطالعاً لَا يزالفي دياجي الشّعْر (كم جلا بالسنا ... فرقه لي صباح) (وحلا فِي الجنا ... مبسم كالأقاح) (إِن رنا وانثنى ... أَو تبدى ولاح) (يَا حَيَاء الغز الوافتضاح السمر ... واختفاء الهلالوكسوف الْبَدْر) (للعذار الرقيم ... خَاله كالرقيب) (حول روض وسيم ... وسط نَار تذيب) (فِي النَّعيم الْمُقِيم ... يتشكى اللهيب)

ذاق برد الظلالفي لهيب الجمرواهتدى فِي الضلالببروق الثغر (شقّ خد الشَّقِيق ... مِنْهُ خد أنيق) (والقوام الرشيق ... فِيهِ معنى دَقِيق) (كم سقاني الرَّحِيق ... من فَم كالعقيق) (بعد ذَاك الزلالما حلالي صبري ... والقوام الممالقام فِيهِ عُذْري) (غُصْن بَان يميس ... فِي رياض الزهر) (رِيقه الخندريس ... فِي زلال ظهر) ) (فِيهِ در نَفِيس ... فِي عقيق بهر) جفْنه حِين صالفي خبايا صدريلو كفاني النباللاكتفى بِالسحرِ وَمن موشحات الْموصِلِي وَقد عَارض موشحة للْقَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله (بِي من حوى الْحسن كلهوفاق غيد الأكله ... بدر تَمام مصورما فِيهِ نقص الْأَهِلّة) (فشعر لليالي ... وفرقه للصباح) (وجفنه للنصال ... وقده للرماح) (وريقه للزلال ... وثغره للأقاح) (فَلَو رأى قيس دلهأنساه حسن المذله ... وَلَو تعناه عنترسلا محبَّة عبله) (لي جنَّة وحرير ... بخده واحمراره) (ونضرة وسرور ... بصدغه واخضراره) (أعنبر أم عبير ... يجْرِي بِخَط عذاره) (يحار فِيهِ ابْن مقلهحماه جفن ومقله ... فَذا يجرد خنجروذا يفوق نبله) (من حمرَة وَبَيَاض ... الِاجْتِمَاع تولد) (فِي وجنة كالرياض ... جنانها الْخَال أسود) (وبالصحاح المراض ... صان النقي من الخد) (وكنتن أضمرت قبلهلذا الْجَمِيل الجبله ... بنظرة لي تظهروتلتقي الصدغ غفله) (فخده للهيب ... ونشره للغوالي) (وَردفهُ للكثيب ... وجيده للغزال) (وَعطفه للقضيب ... وَوَجهه للهلال) (مذ أطلع الصدغ نملهفقلت للقلب نم لَهُ ... لَعَلَّ بِالصبرِ تظفربوصله يَا موله)

(جَفا الرقاد جفوني ... وبالسهاد ولوعي) (وَالْعَادِيات شجوني ... والنازعات ضلوعي) (والذاريات شؤوني ... والمرسلات دموعي) (دمعي من الْحبّ قلهوالشوق مَا فِيهِ قله ... ونار وجدي تسعروأدمعي مستهله) ) قلت وَقد رَأَيْت موشحة تشبه هَذَا وَلم أدر لمن هِيَ فآثرت إِثْبَاتهَا هَهُنَا وَهِي لي مهجة مضمحلة وأدمع مستهلة هَذَا الغزال المزنر عقدت صبري فَحله (أما وَلَام عذار ... من العبير تخط) (ومبسم كالنضار ... فِيهِ من الدّرّ سمط) (مَا إِن خلعت عِذَارَيْ ... فِي غير حبك قطّ) (وَلَا رضيت بذله حَتَّى تعشقت دله ... وَكم تعزز قسور أَتَا رشا فأذله) (شَكَوْت مَا بِي إِلَيْهِ ... فَلم يرق لذلي) (فَقلت لَا مت حَتَّى ... تصير فِي الْحبّ مثلي) (وَقلت فِي السِّرّ مِنْهُ ... يَا رب لَا تستجب لي) يَا من جعلني مثله مَا فِي الْبَريَّة مثله لي أدمع تتحدر كالغيث إِن دَامَ هطله (قَالُوا السلو جميل ... فَقلت لست بسال) (ذَروا غرامي يطول ... إِلَى الرضاب الزلَال) (وَكَيف تبقى عقول ... وربنا ذُو الْجلَال) قد صير السحر كُله فِي مقلتي خشف كُله وكل مقلة جؤذر من حسنه مستمله (إِن كَانَ فِي الْحبّ دَاء ... فَفِي الجفون الصِّحَاح) (إِن كَانَ فِيهِ دَوَاء ... فَفِي الرضاب القراح) (مَتى يكون اللِّقَاء ... وَأَنت روحي وراحي) يَا من أَبيت بعلهمن حبه ولعلهفي فِيهِ ينبوع سكريا لَيْت لي مِنْهُ عله (لم أنسه إِذْ تغنى ... مثل الغزال الأغن) (وكل مَا أَتَمَنَّى ... يَأْتِي على حكم ظَنِّي) (وَقد بدا يتثنى ... كالبدر من فَوق غُصْن) عَيْنَيْهِ وَالْملك للهخديه ورد معصفرأعاره الْغَيْم ظله

قلت كَذَا وجدته وأظن أَن الحشوة الثَّانِيَة أَو القفل مَعًا لَيست لناظم الأَصْل لِأَنَّهُ لحن ظَاهر وَمن موشحات الْموصِلِي قَوْله الْهوى ضربمن العبثوبه العشاققد عبثوا) (بِي مليح وَصله أملي ... يزدري بالشمس فِي الْحمل) (جَائِر يَسْطُو بمعتدل ... ينثني كالشارب الثمل) (خنث ناهيك من خنث ... فَهُوَ روح والهوى جثث) (غُصْن صبري من تمايله ... فشمولي من شمائله) (وخمولي من خمايله ... وغليلي من غلائله) (عذلي فِي زينه شعثي ... نزح العذال أَو مَكَثُوا) (حسنه يزْدَاد بِالنّظرِ ... بقوام ناعم نضر) (وعذار سَائل خضر ... ورضاب بَارِد خصر) (من سواهُ الْحسن لم يَرث ... والورى من حسنه ورثوا) (ثغره أنقى من الْبرد ... رِيقه أشهى من الشهد) (ظَبْي سرب من بَين أَسد ... سحره النفاث فِي العقد) (لَو رنا بِالنّظرِ النفث ... نَحْو أهل الْكَهْف مَا لَبِثُوا) (قمر وَاللَّيْل طرته ... وضياء الصُّبْح غرته) (وجني الْورْد وجنته ... ناره مِنْهَا وجنته) (لَو دَعَا الْأَمْوَات من جدث ... قبل يقْضى حشرهم بعثوا) (فبمَا فِي الطّرف من دعجٌ ... وَبِمَا فِي الخد من ضرج) (وَبِمَا فِي الثغر من فلج ... وَبِمَا فِي الجفن من غنج) (وَبِمَا فِي الْخلق من دمث ... الورى فِي وَصفه بحثوا) (مَا كمحبوبي وَلَا خلقا ... غُصْن بَان فِي كثيب نقا) (سينه ثاء إِذا نطقا ... قَالَ فِي فِيهِ وَقد صدقا) (مثكر المثطار من لعث ... وثحيق المثك لي نفث) وَمِنْهَا قَوْله يُعَارض كللي (جللي يَا رَاح كأس وَلها كللي ... بالحلي وسوريها وَلها خلخلي) (من غرر ... حبابك المنظوم مثل الدُّرَر) (بِالْخمرِ ... كَأَنَّهُ الْيَاقُوت فَوق الْجَمْر)

) (والزهر ... فِي الرَّوْض أَمْثَال النُّجُوم الزهر) (فانقليمن دنك الْمَخْتُوم بالمندل ... وارسلي طيب الشذا مَعَ نسمَة الشمَال) (قد قدح ... زناد أنوار الطلا فِي الْقدح) (والترح ... أدبر إِذا أقبل مِنْهَا الْفَرح) (وانشرح ... صَدْرِي بهَا وَالْغَم عني سرح) فاجتلي لإبنة الْكَرم من الجدولسلسليفقد شدا الْقَمَر مَعَ البلبل (ذِي الشموس ... بأيدي الأقمار تحكي الشموس) (فِي الكؤوس ... بصرفها يصرف هم وبوس) (للنفوس ... روح وَرَيْحَان وهدي الْعَرُوس) تنجلي عَليّ فِي مطرفها الصندلأنمليأخضبها من كأسها إِن ملي (بِي رشا ... يسمو على بدر الدجى والوشا) (لَو يشا ... يمشي على رَأْسِي وعيني مَشى) (الحشا ... بالنَّار من جفوته قد حَشا) (قد قلي محبه بل قلبه ينقلي يصطلي ... مِنْهُ كنار الْحَرْب فِي القسطل) (أهيف ... من الصِّبَا فِي لطف ألطف) (متْلف ... سحر بِعَيْنِه أَو المرهف) (أَوْطَفُ ... رضابه الشهد أم القرقف) (والخلي عَليّ قد جَار وَلم يعدل ... إذولي فِي دولة الْحسن وَلم يعْزل) (مَا خبا ... وجدي وأشواقي فُؤَادِي حبا) (والظبا ... جردن من أجفانهن الظبى) (قد صبا ... إِلَيْك قلبِي يَا نسيم الصبى) (فاقلبي يَا ريح نحوي وَعلي اقبلي فاقبلي ... قولي وأكناف الْحمى قبلي) وَمِنْهَا قَوْله (بِي حارس فِي خَدّه الجلنار ... على البهار بنرجس الطّرف وآس العذار) فالورد من وجنته والشقيق) والشهد من ريقته والرحيق وثغره البلور غشى العقيق عقد ثمين كاللآلي الصغارله افتراربه حوى رق النُّفُوس الْكِبَار (

الكرابيسي

الصُّبْح وَاللَّيْل لهَذَا ... الْهلَال) الْفرق وَالْفرع هدى مَعَ ضلال وَعَمه بالْحسنِ فِي الخد خَال (فخده والصدغ ... بالاحمرار والاخضرار قد ألبساني حلل الاصفرار) بدر تَمام فِي بروج السُّعُود ظَبْي كناسٍ قَاتل بالأسود غُصْن أَرَاك مائس فِي برود فَذا لَهُ الْأُفق الرفيع المناروذا النفاروذا من الْحسن رنا حساماً وانثنى أسمرا ولاح بَدْرًا وعطا جؤذرا وماج بحراً وسطا قسورا وفاح مسكاً وتغنى هزارحيا وزارورد حبات الْقُلُوب الفتار فِي بَلْدَة الْقلب تبدى الْقَمَر وبالجمال الْفَرد عَقْلِي قهر وأسهر الطّرف الرشا إِذْ هجر وجفنه الْوَسْنَان بالانكسارله انتصاروقده الْعَادِل بالميل جَار وَرب يَوْم قد سقاني المدام رَاح لَهَا بِالروحِ قد سَام سَام وَكم على كاساتها حام حام (شبهته لما علينا أدَار كأس الْعقار ... بدر الدجى يسْعَى بشمس النَّهَار) 3 - (الْكَرَابِيسِي) أَحْمد بن الْحسن الْكَرَابِيسِي الشَّاعِر من أهل خوارزم سكن بغداذ ومدح أَبَا الْفضل الْعَبَّاس بن) الْحسن الشِّيرَازِيّ وَزِير معز الدولة ابْن بويه وَذكره الثعالبي فِي الْيَتِيمَة وَمن شعره (رأى الْبَرْق من فِيهَا مضيئاً فأمطرا ... وَأظْهر مَا قد كَانَ فِي الْقلب مضمرا) (رأى جمر خديها فآوى ليصطلي ... فأحرقه لما دنا مِنْهُ وانبرى) (رأى سقم عينيها فأحمله الْهوى ... تحملهَا مِنْهُ فأبدى تكسرا) (رأى الْبَدْر مِنْهَا فِي الحجال مخدراً ... وَلم ير بَدْرًا قبلهَا متخدرا)

المضري الأبلي

(وَإِنِّي وَإِن صدت وملت وأعرضت ... لراع لَهَا حق الوداد الَّذِي جرى) (سأرعى الْهوى مَا عِشْت جهدي وطاقتي ... وأبكي بدمع يصْبغ الخد أحمرا) (وَلَا عَار فِي صبري على ذلة الْهوى ... وَلَا بُد للمشتاق أَن يتصبرا) (وَلَكِن عاراً أَن يُقَال لعاشقٍ ... سلا قلبه قد كَانَ صبا فأقصرا) قلت شعر مَقْبُول 3 - (المضري الأبلي) أَحْمد بن الْحسن المضري الأبلي قَالَ ابْن حبَان وَابْن البيع كَذَّاب 3 - (أَحْمد بن الْحسن بهاء الدّين) وَقَالَ أَبُو يعلى الْخَلِيل وَكَانَا فاضلين ينظمان الشّعْر وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه إِن شَاءَ الله تَعَالَى نقلت من خطّ الأديب نور الدّين ابْن سعيد المغربي قَالَ كَانَ يشْتَغل بالدواوين السُّلْطَانِيَّة يَعْنِي بهاء الدّين أَحْمد هَذَا فَأَخذه الْكَامِل وعصره وَأطَال عَذَابه وسجنه فَحلف أَن لَا يعود لعمل سُلْطَان واشتغل بالطب وعاش مِنْهُ من شعره (وَيَد الشمَال عَشِيَّة مذ أرعشت ... دلّت على ضعف النسيم بخطها) (كتبت سقيماً فِي صحيفَة جدول ... فيد الغمامة صحصحته بنقطها) قلت نظم جيد مصقول وَلَكِن النقط مَا يصحح الْخط الضَّعِيف وَلَو اتّفق لَهُ أَن يَقُول كتبت مهملاً فأعجمت الغمامة بنقطها لَكَانَ مُسْتَقِيمًا 3 - (المجير الْخياط) أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي مجير الدّين الْخياط الشَّاعِر كَانَ كثير الدَّعْوَى جدا وشعره غث وَلَكِن ينْدر لَهُ الْجيد توفّي فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَقد قَارب السّبْعين كَانَ الشَّيْخ بدر الدّين حسن ابْن الْمُحدث قد كتب إِلَيْهِ أبياتاً فَأَجَابَهُ عَنْهَا فَكتب بدر الدّين الْجَواب) فَكتب المجير الْخياط (كاتبتنا فأجبنا ثمَّ ثَانِيَة ... كاتبتنا فأجبنا وانقضى الْأَجَل) (فَفِيمَ كاتبت يَا ذَا الْجَهْل ثَالِثَة ... ألم تبن لَك عَن تفصيلها الْجمل) (إِن كَانَ قصدك تعجيزاً لهاجسنا ... فَرب ليل مَشى ففاته الأمل) وَهُوَ قَائِل فِي حائك كَانَ يَصْحَبهُ فَصَارَ خَطِيبًا فَمر وَلم يسلم عَلَيْهِ (وحائك صَار خَطِيبًا ومذ ... صَار خَطِيبًا مذقه صرما) (ظن وَقد صَار على مِنْبَر ... بِأَنَّهُ قد صَار نور السما) (وَإِن يَك الْمَغْرُور من جَهله ... وحمقه مر وَمَا سلما)

البردعي المعتزلي

(فَهُوَ الَّذِي معنق فِي الثرى ... إِلَى الثريا قد رقى سلما) وَقَالَ أَيْضا (لَا ترفعن دنيا ... فرفعه لَك خفض) (ودسه حَيْثُ ترَاهُ ... بِتَرْكِهِ فَهُوَ أَرض) وَكَانَ قد كتب إِلَيّ أبياتاً فِي بَحر المديد وَلم يحضرني الْآن نسختها وكتبت جَوَابه نظماً ونثراً 3 - (البردعي المعتزلي) أَحْمد بن الْحُسَيْن أَبُو سعيد البردعي شيخ الْحَنَفِيَّة ببغداذ كَانَ فَقِيها مناظراً بارعاً إِلَّا أَنه كَانَ معتزلياً نَاظر دَاوُد الظَّاهِرِيّ فَقطع دَاوُد وَقتل مَعَ الْحَاج نوبَة نقل الْحجر الْأسود لما اقتلعته القرامطة وَكَانَت وَفَاته سنة سبع عشرَة وَثَلَاث مائَة قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة جلس أَبُو سعيد فِي حَلقَة دَاوُد بن عَليّ الظَّاهِرِيّ فَقَالَ لَهُ مَا تَقول فِي بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد قَالَ يجوز قَالَ وَلم قَالَ لأَنا أجمعنا على جَوَاز بيعهنَّ قبل الْعلُوق فَلَا نزُول عَن هَذَا الْإِجْمَاع إِلَّا بِإِجْمَاع مثله فَقَالَ البردعي أجمعنا على أَن بعد الْعلُوق قبل الْوَضع لَا يجوز بيعهنَّ حَتَّى يَضعن فَلَا نزُول عَن هَذَا الْإِجْمَاع إِلَّا بِإِجْمَاع مثله فَانْقَطع دَاوُد وَقَالَ ينظر فِي هَذَا وعزم أَبُو سعيد الْمقَام ببغداذ والتدريس بهَا لما رأى من غَلَبَة أَصْحَاب الظَّاهِر فَلَمَّا كَانَ بعد مديدة رأى فِي الْمَنَام قَائِلا يَقُول فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء وَأما مَا ينفع النَّاس فيمكث فِي الأَرْض فانتبه وَإِذا الْبَاب يدق وَقَائِل يَقُول مَاتَ دَاوُد الظَّاهِرِيّ فَإِن أردْت أَن تصلي فَاحْضُرْ 3 - (أَبُو مجَالد) ) أَحْمد بن الْحُسَيْن أَبُو مجَالد الضَّرِير مولى المعتصم كَانَ من دعاة الْمُعْتَزلَة توفّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو جهم المشغراني) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن طلاَّبٍ بن كثير أَبُو جهم الدِّمَشْقِي المشغراني كَانَ يُؤَدب بِبَيْت لهيا ثمَّ انْتقل إِلَى مشغرا وَصَارَ خطيبها توفّي سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو بكر الْفَارِسِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سهل أَبُو كبر الْفَارِسِي صَاحب ابْن

المسيلي

سُرَيج فَقِيه إِمَام لَهُ مصنفات باهرة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَمن وجوهه الْكَلْب الْأسود لَا يحل صَيْده كمذهب ابْن حَنْبَل توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (المسيلي) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المسيلي قَالَ (مَتى طلعت تِلْكَ الْأَهِلّة فِي الْخمر ... ونابت لنا تِلْكَ الْعُيُون عَم الْخمر) (وَمن علم الأعجاز تستعجز القنا ... وهذي الثنايا الغر تسطو على الدّرّ) (شموس أَبَت إِلَّا شماس سجية ... وأقمار حسن فِي الْهوى قمرت صبري) وَقَالَ أَيْضا (خطرت على وَادي العذيب بأدمعي ... فَمَا جزته إِلَّا وَأَكْثَره دم) (وَقد شربت مِنْهُ كرام جيادنا ... فَكَادَتْ بأسرار الْهوى تَتَكَلَّم) (سرى الْبَرْق من نعْمَان يخبر أَنه ... سيشقى بكم من كَانَ بالْأَمْس ينعم) (رحلتم وَهَذَا اللَّيْل فِيكُم فَلم يعد ... إِلَيّ سواهُ مِنْكُم إِذْ رحلتم) (وَمَا أَنا صب بالنجوم وَإِنَّمَا ... تخيل لي الْآفَاق أَنكُمْ هم) قلت شعر جيد وَلَو قَالَ تخيل لي الأشواق أَنكُمْ هم لَكَانَ أحسن من الْآفَاق 3 - (أَبُو الطّيب المتنبي) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عبد الصَّمد أَبُو الطّيب الْجعْفِيّ الْكُوفِي المتنبي الشَّاعِر ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة وَأكْثر الْمقَام بالبادية لِاكْتِسَابِ اللُّغَة وَنظر فِي فنون الْأَخْبَار وَأَيَّام النَّاس وَالْأَدب وَقَالَ الشّعْر من صغره حَتَّى بلغ الْغَايَة وفَاق أهل عصره وَلم يَأْتِ بعده مثله ومدح) الْمُلُوك وَسَار شعره فِي الدُّنْيَا قَالَ ضِيَاء الدّين ابْن الْأَثِير سَافَرت إِلَى مصر وَرَأَيْت النَّاس يشغلون بِشعر المتنبي فَسَأَلت القَاضِي الْفَاضِل فَقَالَ إِن أَبَا الطّيب ينْطق عَن خواطر النَّاس وَكَانَ قد خرج إِلَى كلب فَادّعى فهم أَنه علوي ثمَّ ادّعى النُّبُوَّة إِلَى أَن اشْهَدْ عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ بالدعوتين وَحبس دهراً وأشرف على الْقَتْل ثمَّ استنابوه وأطلقوه ثمَّ إِنَّه تنبأ فِي بادية السماوة فَخرج إِلَيْهِ لُؤْلُؤ أَمِير حمص من قبل الإخشيد فَأسرهُ بعد أَن شرد من مَعَه ثمَّ حَبسه دهراً فاعتل وَكَاد يتْلف ثمَّ استتيب بمكتوب وَقيل إِنَّه قَالَ أَنا أول من تنبأ بالشعر ثمَّ الْتحق بالأمير سيف الدولة ابْن

حمدَان وحظي عِنْده ثمَّ فَارقه وَدخل مصر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة ومدح كافوراً الإخشيدي وَكَانَ يقف بَين يَدَيْهِ وَفِي رجلَيْهِ خفان وَفِي وَسطه سيف ومنطقة ثمَّ يركب بحاجبين من مماليكه وهما بِالسُّيُوفِ والمناطق وَلما لم يرضه هجاه وفارقه لَيْلَة عيد النَّحْر سنة خمسين وَثَلَاث مائَة وَوجه كافور الإخشيدي خَلفه رواحل إِلَى جِهَات شَتَّى فلمخ يلْحق وَكَانَ كافور وعده بِولَايَة بعض أَعماله فَلَمَّا رأى تعاطيه فِي شعره وسموه بِنَفسِهِ خافه وَعُوتِبَ فِيهِ فَقَالَ يَا قوم من ادّعى النُّبُوَّة بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما يَدعِي المملكة مَعَ كافور فحسبكم وَكَانَ لسيف الدولة مجْلِس يحضرهُ الْعلمَاء فِي لَيْلَة النَّحْر فيتكلمون بِحَضْرَتِهِ فَوَقع بَين المتنبي وَبَين ابْن خالويه كَلَام فَوَثَبَ ابْن خالويه على المتنبي فَضَربهُ فِي وَجهه بمفتاح فَشَجَّهُ وَخرج وَدَمه يسيل وَغَضب وَخرج إِلَى مصر وَلما فَارق مصر قصد بِلَاد فَارس ومدح عضد الدولة ابْن بويه فأجزل جائزته وَرجع من عِنْده قَاصِدا بغداذ ثمَّ إِلَى الْكُوفَة فِي شعْبَان لثمان خلون مِنْهُ فَعرض لَهُ فاتك بن أبي جهل الْأَسدي فِي عدَّة من أَصْحَابه وَكَانَ مَعَ المتنبي جمَاعَة أَيْضا فَقتل المتنبي وَابْنه محسد وَغُلَامه مُفْلِح بِالْقربِ من النعمانية بمَكَان يُقَال لَهُ الصافية وَقيل عِنْد دير العاقول ذكر ابْن رَشِيق فِي الْعُمْدَة لما فر أَبُو الطّيب حِين رأى الْغَلَبَة قَالَ لَهُ غُلَامه لَا يتحدث النَّاس عَنْك بالفرار أبدا وَأَنت الْقَائِل (فالخيل وَاللَّيْل والبيداء تعرفنِي ... وَالسيف وَالرمْح والقرطاس والقلم) فكر رَاجعا وَقتل سنة أَربع وَخمسين وَثَلَاث مائَة لست بَقينَ من شهر رَمَضَان وَقيل غير ذَلِك من شهر رَمَضَان وَيُقَال إِن أَبَا عَليّ الْفَارِسِي قَالَ لَهُ يَوْمًا كم لنا من الجموع على وزن فعلى فَقَالَ المتنبي فِي الْحَال حجلي وظربي فَقَالَ أَبُو عَليّ فطالعت كتب اللُّغَة ثَلَاث لَيَال عَليّ أَنا أجد لهذين الجمعين ثَالِثا فَلم أجد وحسبك من يَقُول أَبُو عَليّ فِي حَقه هَذِه الْمقَالة) وحجلى جمع حجل وَهُوَ الطَّائِر الْمَعْرُوف وظربى جمع ظربان على وزن قطران وَهِي دويبة مُنْتِنَة الرَّائِحَة وَكَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ يروي لَهُ بَيْتَيْنِ لَا يوجدان بديوانه وهما (أبعين مفتقر إِلَيْك نظرتني ... فأهنتني وقذفتني من حالق) (لست الملوم أَنا الملوم لأنني ... أنزلت آمالي بِغَيْر الْخَالِق) وَالصَّحِيح أَنَّهُمَا لأبي الْفرج صَاحب الأغاني وَلما كَانَ بِمصْر كَانَ لَهُ صديق يَغْشَاهُ فِي علته فَلَمَّا أبل انْقَطع عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ وصلتني وصلك الله مُعْتَلًّا وقطعتني مبلاً فَإِن رَأَيْت أَن لَا تحبب الْعلَّة إِلَيّ وَلَا تكدر الصِّحَّة عَليّ فعلت إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ النامي الشَّاعِر كَانَ قد بَقِي من الشّعْر زَاوِيَة دَخلهَا المتنبي وَكنت أشتهي أَن أكون قد سبقته إِلَى مَعْنيين قالهما مَا سبق إِلَيْهِمَا أَحدهمَا (رماني الدَّهْر بالأرزاء حَتَّى ... فُؤَادِي فِي غشاء من نبال)

(فصرت إِذا أصابتني سِهَام ... تَكَسَّرَتْ النصال على النصال) وَالْآخر قَوْله (فِي جحفل سر الْعُيُون غباره ... فَكَأَنَّمَا يبصرن بالآذان) وَقَالَ عَليّ بن ظافر فِي الذيل على بدايع البدائه حكى أَبُو الْحُسَيْن الْمُؤَدب قَالَ كنت ببغداذ فِي دَاري أنسخ شَيْئا فَدخل أَبُو الطّيب رَحمَه الله تَعَالَى فَقلت يَا أَبَا الطّيب إِن فِي شعرك كل مليح إِلَّا أَنَّك تذكر مصراعاً فِي معنى فَخرج فِي المصراع الآخر إِلَى غَيره فَقَالَ لي أَيْن قلت فِي قَوْلك لهوى الْقُلُوب سريرة لَا تعلم وَانْتَظرْنَا أَن يتم المصراع الآخر كشف السريرة فَقلت عرضا نظرت وخلت أَنِّي أسلم مَا فِي هَذَا معنى يُطَابق المصراع الأول فَخَجِلَ من ذَلِك وتمشى فِي الدَّار وَأَنا أنسخ ثمَّ عَاد إِلَيّ وَقَالَ اكْتُبْ (لَهو الْقُلُوب سريرة لَا تعلم ... كم حَار فِيهِ عَالم مُتَكَلم) (وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي تَحْقِيقه ... وَصَحِيحه فِيمَا أَتَوْهُ توهم) (كل يَقُول وَلَا يصحح قَوْله ... وعَلى النُّجُوم بحيل من يتنجم) ) (وَإِذا تفكر فِي الْحَقَائِق عَاقل ... ضعفت قواه وخانه مَا يعلم) (مَا فَاتَنِي من كل علم سره ... وَمن الْحَقَائِق مَا يصان ويكتم) (وَالْعلم بَحر والقرائح لَيْلَة ... وَمن العناء أزوم مَا لَا يلْزم) وَيُقَال إِن أَبَاهُ كنن سقاء بِالْكُوفَةِ وَإِلَى هَذَا أَشَارَ الْقَائِل فِيهِ أَي فضل لشاعر يطْلب الْفضل من النَّاس بكرَة وعشيا عَاشَ حينا يَبِيع فِي الْكُوفَة المَاء وحيناً يَبِيع مَاء الْمحيا وَلابْن حجاج فِيهِ أهاج كَثِيرَة وقصائد مُطَوَّلَة فِي ديوانه مِنْهَا قَوْله (كفوا عَن المتنبي ... فَإِنَّهُ قد تنبه) (يَا شَاعِرًا مَا يُسَاوِي ... طرطوره نصف حبه) وَله قَوْله

(يَا شيخ أهل الْعلم فِينَا وَمن ... يلْزم أهل الْعلم توقيره) (مسَائِل جاءتك مفتنة ... فِيهَا من الْعَمَل عقاقيره) (مشم شرجي كَيفَ تثنيه لي ... وذوق إستي كَيفَ تصغيره) (وأير بغل طوله سَبْعَة ... فِي مثل دور الدقر تدويره) (كم إصبعاً واحسبه لي جيدا ... يكون فِي است أمك تكسيره) (قل لي وطرطورك هَذَا الَّذِي ... فِي غَايَة الْحسن شوابيره) (مَا ضره إِذْ جَاءَ فصل الشتا ... لَو أَن شعر استي سموره) وَقَوله (يَا دِيمَة الصفع صبي ... على قفا المتنبي) (وَيَا قَفاهُ تقدم ... حَتَّى تصير بجنبي) مِنْهَا (إِن كنت أَنْت نَبيا ... فالقرد لَا شكّ رَبِّي) وَمِمَّا قَالَه من الحماسة فِي صُورَة الْغَزل قَوْله (كَأَن الْهَام فِي الهيجا عُيُون ... وَقد طبعت سيوفك من رقاد) (وَقد صغت الأسنة من هموم ... فَمَا يخطرن إِلَّا فِي فؤاد) ) عد ابْن وَكِيع وَغَيره سرقاته هَذَا الْمَعْنى من أَمَاكِن مِنْهَا قَول مَنْصُور النمري (وَكَأن موقعه بجمجمة الْفَتى ... حذر الْمنية أَو نُعَاس الهاجع) وَقَول مهلهل (الطاعن الطعنة النجلاء تحسبها ... نوماً أَنَاخَ بجفن الْعين يغفيها) (بلهذم من هموم النَّفس صبغته ... فَلَيْسَ يَنْفَكّ يجْرِي فِي مجاريها) وَقَول ابْن المعتز (أَيْن الرماح الَّتِي غذيتها مهجاً ... مذ مت مَا وَردت قلباً وَلَا كبدا) وَقَول آخر (كَأَن سِنَان ذابله ضمير ... فَلَيْسَ عَن الْقُلُوب لَهُ ذهَاب)

وَقَول أبي تَمام (كَأَنَّهُ كَانَ ترب الْحبّ مذ زمن ... فَلَيْسَ يعجزه قلب وَلَا كبد) قلت هَذَا جملَة مَا رَأَيْتهمْ عدوه فِي الموطن وَفِي تَرْجَمَة عَليّ بن عبد الله النَّاشِئ الْأَكْبَر شَيْء يتَعَلَّق بِهَذَا الْمَعْنى يَأْتِي فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد أَخذ الْمَعْنى الشريف الرضي فَقَالَ (كَأَن سَيْفك ضيف الشيب لَيْسَ لَهُ ... إِذا أَتَى عَن وُرُود الرَّأْس منصرف) وَقَالَ الأرجاني (كَأَن سيوف الْهِنْد فِيهَا كواكب ... مَعَ الصُّبْح فِي هام الكماة تغور) وَهَذَا من قَول ابْن المعتز (متردياً نصلاً إِذا ... لَاقَى الْمنية لم يراقب) فَكَأَنَّهُ فِي الْحَرْب شمس والرؤوس لَهُ مغارب وَقَالَ ابْن الساعاتي أَمن الهجر سَيْفه فَهُوَ لَا يَنْفَكّ مذ كَانَ قَاطعا بتارا أم من الْحبّ رمحه فَهُوَ لَا يألف إِلَّا الْقُلُوب والأفكارا وَقَالَ أَيْضا (بيض الْوُجُوه كَأَن زرق رماحهم ... سر يحل سَواد قلب الْعَسْكَر) وَقَالَ ابْن عبدون) (كَأَن عداهُ فِي الهيجا ذنُوب ... وصارمه دُعَاء مستجاب) وَقَالَ القَاضِي الْفَاضِل (كَأَنَّمَا أسيافه فِي الوغى ... طير ترى الْهَام لَهَا عشا) وَقَالَ ديك الْجِنّ (فَتى ينصب فِي ثغر الفيافي ... كَمَا ينصب فِي الْمقل الرقاد) حدث أَبُو منصرور ابْن الجواليقي عَن أبي زَكَرِيَّا التبريزي عَن أبي الجوائز الوَاسِطِيّ عَن المخلدي الأديب أَن المتنبي كَانَ بواسط جَالِسا وَعِنْده وَلَده المحسد قَائِما وَجَمَاعَة يقرأون عَلَيْهِ فورد إِلَيْهِ بعض النَّاس فَقَالَ لَهُ أُرِيد أَن تجيز لنا هَذَا الْبَيْت (زارنا فِي الظلام يطْلب سترا ... فافتضحنا بنوره فِي الظلام)

فَرفع رَأسه وقلا يَا محسد قد جَاءَك بالشمال فأته بِالْيَمِينِ فَقَالَ (فالتجأنا إِلَى حنادس شعر ... سترتنا عَن أعين اللوام) قَالَ أَبُو الجوائز معنى قَول المتنبي لوَلَده جَاءَك بالشمال فأته بِالْيَمِينِ أَن الْيُسْرَى لَا يتم بهَا عمل وباليمين تتمّ الْأَعْمَال وَأَرَادَ أَن الْمَعْنى يحْتَمل زِيَادَة فأوردها وَقد ألطف المتنبي فِي الْإِشَارَة وَأحسن وَلَده فِي الْأَخْذ انْتهى قلت كَذَا نقلت ذَلِك من خطّ الإِمَام شهَاب الدّين ياقوت فِي كِتَابه مُعْجم الشُّعَرَاء يَقُول عَن أيعن اللوام بِاللَّامِ وَالْوَاو والتستير هُنَا إِنَّمَا يكون عَن الوشاة لِأَنَّهُ قَالَ فِي الأول يطْلب سترا وَلَيْسَ للوام هُنَا مدْخل وَأَظنهُ قَالَ عَن أعين النوام وَهَذَا الْأَلْيَق بِهَذَا الموطن وَلم يقل وَالله أعلم النمام لِأَنَّهُ قَالَ أعين اللوام والأنسب أَن يُقَال عَن مقلة النمام أَو عَن نظرة النمام وَهُوَ الْأَحْسَن ورثاه الإِمَام أَبُو الْفَتْح ابْن جني النَّحْوِيّ بقصيدة وَهِي (غاض القريض وأودت نَضرة الْأَدَب ... وصوحت بعد ري دوحة الْكتب) (سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه ... كَمَا تخطف بالخطية السَّلب) (مَا زلت تصْحَب فِي الجلى إِذا نزلت ... قلباً جَمِيعًا وعزماً غير منشعب) (وَقد حلبت لعمري الدَّهْر أشطره ... تمطو بهمة لَا وانٍ وَلَا نصب) (من للهواجل تحيي ميت أرسمها ... بِكُل جائلة التصدير والحقب) (قبَاء خوصاء مَحْمُود علالتها ... تنبو عريكتها بالحلس والقتب) ) (أم من لسرحانها يقريه فضلته ... وَقد تضور بَين الْيَأْس والسغب) (أم من لبيض الظبا توكافهن دم ... أم من لسمر القنا والزغف واليلب) (أم للمحافل إِذْ تبدو لتعمرها ... بالنظم والنثر والأمثال والخطب) (أم للصواهل محمراً سرابلها ... من بعد مَا غربت مَعْرُوفَة الشهب) (أم للقساطل تعتم الحروب بهَا ... أم من لضغم الهزبر الضيغم الْحَرْب) (أم للضراب إِذا الأحساب دَافع عَن ... تذنيبها شَعرَات الوكف القضب) (أم للملوك تحليها وتلبسها ... حَتَّى تمايس فِي أبرادها القشب) (نابت وِسَادِي أحزاني تؤرقني ... لما غَدَوْت لقىً فِي قَبْضَة النوب) (عمرت خدن المساعي غير مضطهد ... ومت كالنصل لم تدنس وَلم تَعب) (فَاذْهَبْ عَلَيْك سَلام الله مَا قلت ... خوص الركائب بالأكوار والشعب)

ورثاه أَبُو الْقَاسِم المظفر بن عَليّ الطبسي بقوله (لَا رعى الله سرب هَذَا الزَّمَان ... إِذْ دهانا فِي مثل هَذَا اللِّسَان) (مَا رأى النَّاس ثَانِي المتنبي ... أَي ثَان يرى لبكر الزَّمَان) كَانَ من نَفسه الْكَبِيرَة فِي جَيش وَفِي كبرياء ذِي سُلْطَان (هُوَ فِي شعره نَبِي وَلَكِن ... ظَهرت معجزاته فِي الْمعَانِي) ورثاه جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب النصيبي بقصيدة ذالية مَكْسُورَة وَقد تقدم ذكره وَمِنْهُم ثَابت بن هَارُون الرقي النَّصْرَانِي بقصيدة دالية مَرْفُوعَة مَذْكُورَة فِي تَرْجَمته وَمِنْهُم أَبُو الْقَاسِم يُوسُف بن أَحْمد متويه وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي شعره فَمنهمْ من يرجحه على أبي تَمام الطَّائِي وَمِنْهُم من يرجح أَبَا تَمام عَلَيْهِ والأذكياء وَالْغَالِب مَعَ المتنبي أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ قلت للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد يَا سَيِّدي الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن النّحاس يرجح أَبَا تَمام على المتنبي أيش عنْدك فِي ذَا فَسكت وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام فَأَعَدْت عَلَيْهِ القَوْل فَقَالَ كَذَا يَا فَقِيه وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لي أحد الْمَشَايِخ الَّذين أخذت عَنْهُم وقفت لَهُ على أَكثر من أَرْبَعِينَ شرحاً يَعْنِي لديوانه مَا بَين مطولات ومختصرات وَلم يفعل هَذَا بديوان غَيره وعد ذَلِك من سعادته انْتهى قلت وَالَّذِي عَلمته من الشُّرُوح ابْن جني شرحان والواحدي أَبُو الْعَلَاء المعري الْجِرْجَانِيّ) ابْن الدهان فِي سرقاته رِسَالَة لِابْنِ عباد الْحَاتِمِي ابْن الْأَنْبَارِي وَهُوَ جيد التَّوْحِيد وَهُوَ جيد وَفِيه خطأ عَلَيْهِ وعَلى ابْن جني التبريزي ابْن عُصْفُور أَبُو الْبَقَاء المستوفي الإربلي الإِمَام فَخر الدّين فِيمَا قيل أَبُو عَليّ الْحسن بن عبد الله الصّقليّ التجني على ابْن جني لِابْنِ فورجة وَالْفَتْح على أبي الْفَتْح يَعْنِي ابْن حني لِابْنِ فورجة أَيْضا فتق نور الكمام الظَّاهِر بن الْحُسَيْن بن يحيى المَخْزُومِي الإفليلي حوائج حَوَاشِي تَاج الدّين الِانْتِصَار الْمَبْنِيّ عَن فضل المتنبي لأبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد المغربي راوية المتنبي أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله الدلفي الْعجلِيّ وَقيل أَبُو الْحسن عَليّ وَهُوَ فِي عشر مجلدات وَالشَّيْخ شرف الدّين المرسي النَّحْوِيّ لَهُ كَلَام على شعره أَبُو عبد الله محمّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الهراسي الْخَوَارِزْمِيّ شرح جيد والقزاز مُحَمَّد بن جَعْفَر التَّمِيمِي مَا أَخذ على المتنبي من لحن وَغلط وَله مُجَلد تكلم فِيهِ على أَبْيَات معَان من شعره وَلابْن أياز النَّحْوِيّ كَلَام فِي إِعْرَاب أَبْيَات مشكلة من شعره وَابْن الْفَتى النَّحْوِيّ وَهُوَ سلمَان بن عبد الله النهرواني وَأَبُو حَكِيم عبد الله بن إِبْرَاهِيم الخبري وَأَبُو الْحُسَيْن عبد الله بن أَحْمد الشاماتي الأديب والوأواء الْحلَبِي عبد القاهر بن عبد الله وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو الْقَاسِم عبيد الله بن عبد الرَّحِيم الْأَصْبَهَانِيّ لَهُ كتاب فِي أخباره ولعثمان بن عِيسَى البلطي النَّحْوِيّ كتاب فِي أخباره ولعلي بن عِيسَى النَّحْوِيّ الربعِي كتاب التَّنْبِيه على خطأ ابْن جني فِي شعر المتنبي وَلأبي حَيَّان التوحيدي رد على ابْن جني وتخطئته فِي شعر المتنبي وَاخْتصرَ الْجُزُولِيّ تَفْسِير ابْن جني فِي شرح المتنبي

أبو حامد الحنفي ابن الطبري

قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة مدح عضد الدولة فَأعْطَاهُ مَا قِيمَته ثَلَاثُونَ وَقَالَ لَهُ امْضِ واحضر عِيَالك وَقَالَ قبل هَذَا وَصله بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَثَلَاث خلع كل خلعة سبع قطع وَثَلَاثَة أَفْرَاس كل فرس بسرج محلي ثمَّ دس عَلَيْهِ من سَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ أَيْن هَذَا الْعَطاء من عَطاء سيف الدولة فَقَالَ هَذَا أجزل إِلَّا أَنه عَطاء متكلف وَسيف الدولة يُعْطي طبعا فَغَضب عضد الدولة وَأذن لقوم من بني ضبة فَقَتَلُوهُ وَقَالَ قَالَ المتنبي لكافور ولني صيدا فَقَالَ كَيفَ أوليك وَفِي رَأسك مَا فِيهِ من كَانَ يطيقك بعد هَذَا وهجاه الضَّبِّيّ فَقَالَ (الزم مقَال الشّعْر تحظ برتبة ... وَعَن النُّبُوَّة لَا أَبَا لَك فانتزح) (تربح دَمًا قد كنت توجب سفكه ... إِن الممتع بِالْحَيَاةِ لمن ربح) قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ المتنبي قد تَلا على أهل الْبَوَادِي كلَاما زعم أَنه قُرْآن نزل عَلَيْهِ) وَهُوَ والنجم السيار والفلك الدوار وَاللَّيْل وَالنَّهَار إِن الْإِنْسَان لفي أخطار إمض على سننك وَاقِف أثر من كَانَ قبلك من الْمُرْسلين فَإِن الله قامع بك زيغ من ألحد فِي دينه وضل عَن سَبيله وَيُقَال إِنَّه أَخذ من سيف الدولة فِي مُدَّة أبع سِنِين خمْسا وَثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَكَانَ ينشده مدحه قعداً وَيُقَال إِنَّه لما ارتحل من شيراز سَأَلَهُ الخفراء أَن يعطيهم خمسين درهما ليخفروه فَلم يفعل فَقتل وَيُقَال نه حملت إِلَيْهِ صلَة فِي يَوْم وَالنَّاس عِنْده فوزنها ثمَّ وعاها فِي أكياسها فَدخلت قِطْعَة صَغِيرَة فِي شقّ الْحَصِير فظل يُخرجهَا بإصبعه وَيَقُول (تبدت لنا كَالشَّمْسِ جَادَتْ بحاجب ... تبدى لنا مِنْهَا وضنت بحاجب) ثمَّ الْتفت إِلَى الْحَاضِرين وَقَالَ إِنَّهَا تحضر الْمَائِدَة وَلَا تحتقروها قَرَأت بعض ديوَان أبي الطّيب أَحْمد بن الْحُسَيْن المتنبي على القَاضِي الْعَلامَة شهَاب الدّين أبي الثَّنَاء مَحْمُود وأجازني رِوَايَته عَنهُ بِحكم رِوَايَته الدِّيوَان عَن الشَّيْخَيْنِ الْإِمَامَيْنِ شرف الدّين الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن الإربلي وتقي الدّين إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أبي الْيُسْر التنوخي بِحَق سماعهما من تَاج الدّين أبي الْيمن زيد بن الْحسن الْكِنْدِيّ على أبي مُحَمَّد عبد الله سبط الْخياط الْمُقْرِئ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى الْوَكِيل عَن أبي الْحسن عَن المتنبي وقرأت بعض الدِّيوَان أَيْضا على الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن عَتيق بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الصياد الفاسي فَرَوَاهُ لي عَن أبي الْحِين ابْن أبي الرّبيع سُلَيْمَان الْقرشِي عَن الْحجَّاج بن مُحَمَّد بن ستاري بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعد الْألف رَاء وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف الإشبيلي عَن بهاء البغداذي عَن ابْن جني عَن المتنبي وَرَوَاهُ لي بطرِيق أُخْرَى 3 - (أَبُو حَامِد الْحَنَفِيّ ابْن الطَّبَرِيّ) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الطَّبَرِيّ أَبُو حَامِد المرزوي

ابن العقيقي

الْفَقِيه من رُؤُوس أَئِمَّة الْحَنَفِيَّة وقضاة خُرَاسَان وَكَانَ صَالحا عابداً مصنفاً وانتخب عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ توفّي سنة سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن العقيقي) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بالعلوي بَان العقيقي الدِّمَشْقِي صَاحب الدَّار وَالْحمام بنواحي بَاب الْبَرِيد أغلق لَهُ الْبَلَد لما مَاتَ فِي سنة ثَمَان وسبين وَثَلَاث مائَة ومدحه الوأواء الشَّاعِر بقصيدته الَّتِي أَولهَا) (بدر ليل أَو لَا فشمس نَهَار ... طلعت فِي سحائب الأزرار) فَوق غُصْن تميله نشوات الدل سكرا من غير شرب عقار يفعل الرِّيق مِنْهُ مَا تفعل الحمرضي الله عَنهُ وَلَكِن بِلَا تأذي خمار (رشاً كلما سرى اللحظ فِيهِ ... جرحته خناجر الْأَبْصَار) مِنْهَا قُم نقضي حق الصبوح فقد أذن بالصبح طَائِر الأسحار فِي نُجُوم مثل الدَّرَاهِم أحدقن ببدر فِي الجو كالدينار (باهتات كأنهن عُيُون ... ناظرات مِنْهَا بِلَا أشفار) كمزايا خلائق لأبى الْقَاسِم فِينَا منيرة الْأَنْوَار (غُصْن لين المهزة رطب ... زَاهِر الزهر مثمر الأثمار) (عصفت حوله ريَاح الْأَمَانِي ... وسقته الْعلَا بِلَا أمطار) وَمن مدائح الوأواء فِيهِ قَوْله (إِلَى الَّذِي افتخرت أم العقيق بِهِ ... وَمن بِهِ صيرت بطحاؤها حرما) (إِلَى فَتى تضحك الدُّنْيَا بغرته ... فَمَا ترى باكياً فِيهَا إِذا ابتسما) (سما بِهِ الشّرف العالي فَصَارَ بِهِ ... مخيماً فَوق أطباق العلى خيما) وَأخرج إِلَى الْمصلى وَمَشى فِي جنَازَته بكجور التركي والقواد والأشراف وَلم يتَخَلَّف أحد وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير 3 - (أَبُو مَنْصُور الباخرزي) أَحْمد بن الْحُسَيْن الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور الباخرزي ذكره الباخرزي فِي الدمية وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَالظَّاهِر نه قتل وَمن شعره

أبو بكر ابن شقير النحوي

(من عاذري من عاذلي قَالَ لي ... وَيحك كم تعشق يَا مغرم) (وآلم الْقلب وَلَا غرو إِذْ ... كل ملومٍ قلبه مؤلم) قلت لقد أحسن فِي هَذَا لِأَن كل ملوم قلبه مؤلم صُورَة وَمعنى أما الصُّورَة فَإِن قلب ملوم مؤلم أَعنِي فِي الأحرف وَأما الْمَعْنى لِأَن الملوم يتألف قلبه من الملام وَقد جَاءَ لي أَنا مثل هَذَا فَقلت أَنا من هَذِه الْمَادَّة) (قلب الدن من أحب فأضحت ... نفحة الند من حمياه تهدي) (قَالَ لي اعْجَبْ فَقلت غير عجيبٍ ... كل دن قلبته كَانَ ندا) وَمن شعر الباخرزي فِي دنان خمر رجعت خلا (اخْتَلَّ للأحباب لما غدات ... حبابنا مَنْسُوخَة خلا) (مجَالِس اللَّهْو وَشرب الطلا ... عز على اللَّهْو إِذا اختلا) 3 - (أَبُو بكر ابْن شقير النَّحْوِيّ) أَحْمد بن الْحُسَيْن يعرف بِابْن شقير هُوَ ابْن الْعَبَّاس بن الْفرج النَّحْوِيّ أَخذ عَن أَحْمد بن عبيد بن نَاصح وَكَانَ مَشْهُورا بِرِوَايَة كتب الْوَاقِدِيّ عَن أَحْمد بن عبيد عَنهُ وَهُوَ فِي طبقَة أبي بكر السراج وَله مُخْتَصر فِي النَّحْو والمقصور والممدود والمذكر والمؤنث وَيُقَال إِن الْجمل الَّذِي للخليل هُوَ لِابْنِ شقير توفّي سنة سبع عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (الصَّائِغ الْمُقْرِئ) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد الصَّائِغ أَبُو بكر الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بكبة أَحْمد أحد الْقُرَّاء المجودين قَرَأَ الْقُرْآن على أبي بكر مُحَمَّد بن الْخياط وعَلى أَحْمد بن المحسن الْعَطَّار وَسمع الحَدِيث من ابْن النقور وَغَيره وَكَانَ شَيخا صَالحا إِمَامًا فِي الْمدرسَة التاجية بِبَاب أبرز توفّي سنة ثَمَانِي عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو بكر الْمُقْرِئ) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقطَّان أَبُو بكر الْمُقْرِئ من أهل الْقُدس قَرَأَ الْقُرْآن بالقدس على أَحْمد بن عمر الْحلْوانِي وعَلى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الكارزيني وَقَرَأَ بأرسوف من سَاحل الْبَحْر على إِسْحَاق بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْبَصْرِيّ صَاحب أبي الْفرج مُحَمَّد الشنبوذي وبدمشق على الْحسن الْأَهْوَازِي وَغَيره وبحران على الشريف الْعلوِي الزيدي وَدخل بغداذ بعد 3 - (أَبُو بكر الصائن الْمَقْدِسِي) أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن الْبَقَّال الْمَقْدِسِي أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالصائن سمع الْكثير من أَصْحَاب أبي عمر بن مهْدي وَأبي مُحَمَّد بن البيع وَأبي عَليّ ابْن شَاذان

أبو الحسين الرخجي

وَابْن بَشرَان وَالْبرْقَانِي وَلم يقنع بِمَا سمع فدعى سماعات من شُيُوخ لم يدركهم فَظهر كذبه وَتَركه النَّاس حدث بِكَثِير كَانَ الْحَافِظ ابْن نَاصِر يَقُول إِنَّه كَذَّاب وأساء الثَّنَاء عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة) 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الرخجي) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْفرج الرخجي أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْوَزير أبي عَليّ كَانَ فَاضلا لَهُ النّظم والنثر روى عَن عَليّ بن عِيسَى الربعِي شَيْئا وَسمع فَارس بن الْحُسَيْن الذهلي وَابْنه شُجَاع بن فَارس وروى عَن عَليّ بن عِيسَى الربعِي ديوَان أبي الطّيب المتنبي وَمن شعره 3 - (الطرابلسي الشَّاعِر) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن خُرَاسَان بن حيدرة الطرابلسي أَبُو الْحُسَيْن الشَّاعِر قدم بغداذ وروى بهَا شَيْئا من شعره وَمن شعره قَوْله (رهنتك يَا قلبِي على غمض سَاعَة ... فردك من أَهْوى وشح على غمضي) (إِذا كنت قلبِي ثمَّ أزمعت هِجْرَة ... فَمَا أَنْت لي يَا قلب بالصاحب المرضي) (وَلكنه قلب تعرض للهوى ... وَلَا شكّ أَنِّي فِي جِنَايَته أَقْْضِي) 3 - (ابْن قُرَيْش النساج) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عُثْمَان بن قُرَيْش الْبَنَّا النساج أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي عبد الله الْمُقْرِئ من أهل محلّة العباسيين بالجانب الغربي من بغداذ سمع الْكثير من أبي طَالب بن غيلَان وَعلي بن عمر الْبَرْمَكِي وَعلي بن عمر الْقزْوِينِي الزَّاهِد وَغَيرهم وَحدث بالكثير وروى عَنهُ الْأَئِمَّة والحفاظ مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي والحافظ ابْن نَاصِر وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن الْفرج بن رَاشد الْمدنِي وَفَارِس بن أبي الْقَاسِم الحفار وَهُوَ أخر من حدث عَنهُ قَالَ محب الدّين ابْن النجار وروى لنا عَنهُ شَيخنَا ابْن كُلَيْب بِالْإِجَازَةِ توفّي سنة عشر وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو سعيد ابْن الْمُعْتَمد على الله) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْمُعْتَمد على الله بن المتَوَكل بن المعتصم بن هَارُون الرشيد أَبُو سيعد سكن ديار مصر وَكَانَ يذكر أَنه سمع ببغداذ من ابْن أبي الْحُسَيْن بن الصَّلْت وَأبي الْحُسَيْن بن المتيم وَأبي عمر بن مهْدي وَأبي الْحسن بن رزقويه وَابْن بَشرَان وَابْن أبي الفوارس سنة سبع وَأَرْبع مائَة وَحدث بالإسكندرية سنة تسع وَسِتِّينَ وَربع مائَة وروى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن المشرف الْأنمَاطِي وَكَانَ شَاعِرًا وَمن شعره (مَالك الْعَالمين ضَامِن رِزْقِي ... فلماذا أملك النَّاس رقي)

البزوغاني الحنبلي

) (قد قضى لي بِمَا عَليّ وَمَا لي ... خالقي جلّ ذكره قبل خلقي) (صَاحب الْبَذْل والندى فِي يساري ... ورفيقي فِي عسرتي حسن رفقي) (وكما لَا يفوت رِزْقِي عجزي ... فَكَذَا لَا يجر حذقي رِزْقِي) 3 - (البزوغاني الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ البزوغاني أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه الْمُقْرِئ الْحَنْبَلِيّ قَرَأَ الْقُرْآن على عبد الله بن عَليّ سبط الْخياط وَغَيره وَسمع مُحَمَّد بن سهلول السبط وَغَيره وَسكن دمشق إِلَى أَن مَاتَ وَسمع بهَا من مُحَمَّد بن أَحْمد بن عقيل البعلبكي روى عَنهُ عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي فِي مُعْجم شُيُوخه توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الطّيب الْمُؤَدب) أَحْمد بن الْحُسَيْن أَبُو الطّيب الْمُؤَدب روى عَنهُ سَلام بن هبة الله السامري من شعره (هَذَا الْفِرَاق أهاج الشوق والكمدا ... وَلم يبْق لنا عقلا وَلَا جلدا) (فراقكم وَالَّذِي يبقيكم أبدا ... فِي نعْمَة جمة قد فتت الكبدا) وَمِنْه قَوْله يصف حصانا محلولك الصهوة محبوك القرارحب البنان مشرف المناكب (تخاله فِي نَصه وجريه ... كَمثل نجم فِي سَمَاء صائب) قلت شعر سَاقِط 3 - (ابْن السماك الْوَاعِظ) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد البغداذي أَبُو الْحُسَيْن الْوَاعِظ ابْن السماك قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ كَانَ مُتَّهمًا وَكَانَ يتَكَلَّم على رُؤُوس النَّاس بِجَامِع الْمَنْصُور وَلَا يحسن شَيْئا من الْعُلُوم إِلَّا مَا شَاءَ الله توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة يُقَال إِنَّه رفعت إِلَيْهِ رقْعَة فِيهَا مسلة من الْفَرَائِض فِيهَا مناسخات فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا وَرَأى فِيهَا تِلْكَ السؤلة الصعبة أَلْقَاهَا من يَده وَقَالَ نَحن إِنَّمَا نتكلم على مَذَاهِب أَقوام إِذا مَاتُوا لم يتْركُوا شَيْئا يَعْنِي أَنهم فُقَرَاء 3 - (الإِمَام الْبَيْهَقِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُوسَى الإِمَام أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ

بديع الزمان الأشعري

الخسروجردي مُصَنف السّنَن) الْكَبِير كَانَ أوحد زَمَانه وفرد أقرانه من كبار أَصْحَاب أبي عبد الله الْحَاكِم أَخذ مَذْهَب الشَّافِعِي عَن أبي الْفَتْح نَاصِر بن مُحَمَّد الْعمريّ الْمروزِي وَغَيره ومولده فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع مائَة سمع الْكثير من أبي الْحسن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْعلوِي وَهُوَ من أكبر شُيُوخه وشيوخه أَكثر من مائَة شيخ لم يَقع لَهُ جَامع التِّرْمِذِيّ وَلَا سنَن النَّسَائِيّ وَلَا سنَن ابْن مَاجَه ودائرته فِي الحَدِيث لَيست كَبِيرَة لَكِن بورك لَهُ فِي مروياته وَحسن تصريفه فِيهَا لحذقه وخبرته بالأبواب وَالرِّجَال روى عَنهُ جمَاعَة يُقَال إِن تصانيفه ألف جُزْء سمع مِنْهَا الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَابْن السَّمْعَانِيّ من أَصْحَابه وَهُوَ ول من جمع نُصُوص الشَّافِعِي وَاحْتج لَهَا بِالْكتاب وبالسنة صنف مَنَاقِب الشَّافِعِي فِي مُجَلد والمدخل إِلَى السّنَن الْكَبِير وَالسّنَن الصَّغِير والْآثَار وَدَلَائِل النُّبُوَّة وَشعب الْإِيمَان والأسماء وَالصِّفَات والبعث والنشور والدعوات الْكَبِير وَالصَّغِير وَالتَّرْغِيب والترهيب والآداب والإسراء وَله خلافيات لم يصنف مثلهَا مجلدان قَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ مَا من شَافِعِيّ الْمَذْهَب إِلَى وَللشَّافِعِيّ عَلَيْهِ منَّة غلا أَحْمد الْبَيْهَقِيّ فَإِنَّهُ لَهُ على الشَّافِعِي منَّة وَكَانَت وَفَاته فِي عَاشر جُمَادَى الأولى بنيسابور وَنقل إِلَى بيهق 3 - (بديع الزَّمَان الْأَشْعَرِيّ) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن يحيى بن سعيد بن بشر أَبُو الْفضل بديع الزَّمَان الهمذاني سكن هرارة وروى عَن ابْن فَارس صَاحب الْمُجْمل وَعِيسَى ابْن هِشَام الأخباري كَانَ متعصباً لأهل الحَدِيث وَالسّنة روى عَنهُ أَخُوهُ أَبُو سعد ابْن الصفار وَالْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْحُسَيْن النَّيْسَابُورِي قَالَ شيرويه أَدْرَكته وَلم يقْض لي عَنهُ السماع وَكَانَ فِي الحَدِيث ثِقَة ويتهم بِمذهب الأشعرية وَيُقَال جن فِي آخر عمره وَسمعت بعض أَصْحَابنَا يَقُول كَانَ يعرف الرِّجَال والمتون انْتهى قَالَ ياقوت لم يستقص أحد خَبره أحسن مِمَّا اقتصه الثعالبي وَكَانَ قد لقِيه وَكتب عَنهُ قَالَ بديع الزَّمَان ومعجزة همذان ونادرة الْفلك وَبكر عُطَارِد وفرد الدَّهْر وغرة الْعَصْر وَلم نر نَظِيره فِي الذكاء وَسُرْعَة الخاطر وَشرف الطَّبْع وصفاء الذِّهْن وَقُوَّة النَّفس وَلم يدْرك نَظِيره فِي ظرف النثر وملحه وغرر النّظم ونكته وَكَانَ صَاحب عجائب وبدائع فَمِنْهَا أَنه كَانَ ينشد الشّعْر لم يسمعهُ قطّ وَهُوَ أَكثر من خمسين بَيْتا مرّة وَاحِدَة فيحفظها

كلهَا ويؤديها منم أَولهَا إِلَى آخرهَا لَا يخرم حرفا وَينظر فِي الْأَرْبَعَة والخمسة الأوراق من) كتاب لم يعرفهُ وَلَا رَآهُ نظرة وَاحِدَة خَفِيفَة ثمَّ يهذها عَن ظهر قلبه هَذَا ويردها سرداً وَهَذِه حَاله فِي الْكتب الْوَارِدَة وَغَيرهَا وَكَانَ يقترح عَلَيْهِ عمل قصيدة وإنشاء رِسَالَة فِي معنى بديع وَبَاب غَرِيب فيفرغ مِنْهَا فِي الْوَقْت والساعة وَكَانَ رُبمَا كتب الكاب المقترح عَلَيْهِ فيبتدئ بِآخِرهِ وهلم جراً إِلَى أَوله ويخرجه كأحسن شَيْء وأملحه ويوشح القصيدة الفريدة من قيله بالرسالة الشَّرِيفَة من إنشائه فَيقْرَأ من النّظم النثر ويروي من النثر النّظم وَيُعْطِي القوافي الْكَثِيرَة فيصل بهَا الأبيات الرشيقة ويقترح عَلَيْهِ كل عويص وعسير من النّظم والنثر فيرتجله أسْرع من الطّرف على ريق لَا يبلعه ونفسٍ لَا يقطعهُ وَكَلَامه كُله عَفْو السَّاعَة وفيض الْيَد ومسارقة الْقَلَم ومسابقة الْيَد للفم وَكَانَ يترجم مَا يقترح عَلَيْهِ من الأبيات الفارسية الْمُشْتَملَة على الْمعَانِي الغريبة بالأبيات الْعَرَبيَّة فَيجمع فِيهَا بَين الإبداع والإسراع إِلَى عجائب كَثِيرَة لَا تحصى ولطائف تطول أَن تستقصى وَكَانَ مَعَ ذَلِك مَقْبُول الصُّورَة حسن الْعشْرَة فَارق همذان سنة ثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَورد حَضْرَة الصحاب ابْن عباد فتزود من ثمارها وَحسن آثارها ثمَّ قدم جرجان وَأقَام بهَا مُدَّة على مداخلة الإسماعيلية والتعيش فِي أَكْنَافهم واختص بالدهخداه أبي سعيد مُحَمَّد بن مَنْصُور ونفقت بضاعته لَدَيْهِ وَورد إِلَى نيسابور وَنشر بهَا بزه وَأظْهر طرزه وأملى أَربع مائَة مقامة نحلهَا أَبَا الْفَتْح الإسكندري فِي الكدية وَغَيرهَا وَشَجر بَينه وَبَين أبي بكر الْخَوَارِزْمِيّ مَا كَانَ سَببا لهبوب ريح الهمذاني وعلو أمره وَقد أورد مِمَّا جرى بَينهمَا جملَة فِي كتاب مُعْجم الأدباء لياقوت مِنْهَا قَالَ جمع السَّيِّد نقيب السِّيَادَة بنيسابور أَبُو عَليّ بنيهما فَترفع الْخَوَارِزْمِيّ فَبعث إِلَيْهِ السَّيِّد مركوبه فَحَضَرَ مَعَ جمَاعَة من تلاميذه فَقَالَ لَهُ البديع إِنَّمَا دعوناك لتملأ الْمجْلس فَوَائِد وتذكر الأبيات الشوارد والأمثال الفوارد ونناجيك فنسعد بِمَا عنْدك وتسألنا فتسر بِمَا عندنَا ونبدأ بالفن الَّذِي ملكت زمامه وطار بِهِ صيتك وَهُوَ الْحِفْظ إِن شِئْت وَالنّظم إِن أردْت والنثر إِن اخْتَرْت والبديهة إِن نشطت فَهَذِهِ دعواك الَّتِي تملأ مِنْهَا فَاك قَالَ فأحجم الْخَوَارِزْمِيّ عَن الْحِفْظ لكبر سنه وَلم يجل فِي النثر قداحاً وَقَالَ أبادهك فَقَالَ البديع الْأَمر أَمرك يَا أستاذ فَقَالَ لَهُ الْخَوَارِزْمِيّ أَقُول لَك مَا قَالَ مُوسَى للسحرة قَالَ بل ألقوا فَقَالَ البديع (الشّعْر أصعب مذهبا ومصاعداً ... من أَن يكومن مطيعه فِي فكه) (وَالنّظم بَحر والخواطر معبر ... فَانْظُر إِلَى بَحر القريض وفلكه) ) (فَمَتَى تراني فِي القريض مقصراً ... عرضت أذن الامتحان لعركه) وَهِي أَبْيَات كَثِيرَة فِيهَا مدح الشريف والمفاخرة وتهجين الْخَوَارِزْمِيّ فَقَالَ الْخَوَارِزْمِيّ أبياتاً وَلَكِن مَا أبرزها من الغلاف فَقَالَ البديع أما تَسْتَحي أَن يكون السنور أَعقل مِنْك لِأَنَّهُ يجعر فيغطيه بِالتُّرَابِ فَقَالَ لَهما الشريف انسجا على منوال المتنبي أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرق

الأسد خطيب الرصافة

فابتدأ أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ وَقَالَ (فَإِذا ابتدهت بديهة يَا سَيِّدي ... فَأَرَاك عِنْد بديهتي تتقلق) (مَا لي أَرَاك وَلست مثلي فِي الورى ... متموهاً بالترهات تمخرق) ونظم أبياتاً ثمَّ اعتذر فَقَالَ هَذَا كَمَا يَجِيء لَا كَمَا يجب فَقَالَ البديع قبل الله عذرك لكنك وَقعت بَين قافات خشنة كل قَاف كجبل قَاف فَخذ الْآن جَزَاء عَن قرضك وَأَدَاء لفرضك (مهلا أَبَا بكر فزندك أضيق ... وأخرس فَإِن أَخَاك حَيّ يرْزق) (يَا أحمقاً وَكَفاك تِلْكَ فضيحة ... جربت نَار معرتي هَل تحرق) فَقَالَ الْخَوَارِزْمِيّ أحمقاً لَا يجوز فَإِنَّهُ لَا ينْصَرف فَقَالَ لَهُ البديع لَا نزال نصفعك حَتَّى ينْصَرف وتنصرف مَعَه وللشاعر أَن يرد مَا لَا ينْصَرف وَإِن شِئْت قلت يَا كودناً وسرد الْمجْلس بِكَمَالِهِ ياقوت وَهَذَا الْقدر كَاف وسَاق لَهُ مزدوجة يمدح فِيهَا الصَّحَابَة ويهجو الْخَوَارِزْمِيّ ويجيبه عَن قصيدة رويت لَهُ فِي الطعْن عَلَيْهِ رَضِي الله عَنْهُم أَولهَا 3 - (الْأسد خطيب الرصافة) أَحْمد بن الْحُسَيْن الْخَطِيب البارع البليغ شرف الدّين أَبُو الْحُسَيْن خطيب الرصافة الملقب بالأسد ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسمع من عمر بن كرم وَله

ابن الخباز النحوي

إنْشَاء خطب ومقامات خمسين وَغير ذَلِك كتب عَنهُ ابْن الفوطي وَغَيره توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (ابْن الخبّاز النّحويّ) أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن معالي بن مَنْصُور الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن الخباز الإربلي الْموصِلِي النَّحْوِيّ الضَّرِير صَاحب التصانيف كَانَ أستاذاً بارعاً فِي النَّحْو واللغة وَالْعرُوض الْفَرَائِض وَله شعر توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَمن شعره 3 - (المغربي) ) أَحْمد بن حُسَيْن بن سُلَيْمَان المغربي أورد لَهُ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي الحديقة (من أسرة غر إِذا مَا استرفدوا ... جادوا وَإِن صَنَعُوا الصَّنِيع أجادوا) (من كل صعاد إِلَى رتب الْعلَا ... درجاته أبدا قِنَا وصعاد) (وراد أحواض الْمنون إِذا طمت ... والشهب من علق النجيع وراد) 3 - (قَاضِي نيسابور) أَحْمد بن حَفْص بن عبد الله بن رَاشد النَّيْسَابُورِي قَاضِي نيسابور ثِقَة مَشْهُور كَبِير الْقدر روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد والنَّسائي وتوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحِيرِي الزَّاهِد) أَحْمد بن حمدَان بن عَليّ بن سِنَان النَّيْسَابُورِي الْحِيرِي الزَّاهِد الْحَافِظ المجاب الدعْوَة سمع خلقا وصنف الصَّحِيح على شَرط مُسلم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن شبيب الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن حمدَان بن شبيب بن حمدَان بن مَحْبُوب الْعَلامَة البارع بَقِيَّة الْمَشَايِخ مُسْند الْوَقْت نجم الدّين أَبُو عبد الله الْحَرَّانِي شيخ الْحَنَابِلَة ومصنف الرِّعَايَة

الحافظ الأعمشي

فِي الْفِقْه ولد سنة ثَلَاث وست مائَة بحران وَسمع من الْحَافِظ عبد الْقَادِر خَمْسَة عشر جُزْءا وَمن فَخر الدّين ابْن تَيْمِية وَابْن روزبه وَأبي عَليّ الأوقي وَابْن صباح وَابْن غَسَّان وَجَمَاعَة وتفقه فِي الْمَذْهَب ودرس وَأفْتى وناظر وَكَانَ من كبار أَصْحَاب الشَّيْخ المدد وَله الرِّعَايَة الْكَبِيرَة وَالصَّغِيرَة وحشاهما بالرواية الغريبة الَّتِي لَا تكَاد تُوجد فِي الْكتب لِكَثْرَة اطِّلَاعه وتبحره فِي الْمَذْهَب وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي الْأُصُول وَالْخلاف والجبر والمقابلة وَله قصيدة طَوِيلَة فِي السّنة وَسكن الْقَاهِرَة ودرس بهَا واشتغل وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَكَانَ أَبوهُ من فُقَهَاء حران روى عَنهُ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي فِي مُعْجَمه والمزي والبرزالي وزين الدّين ابْن حبيب وَفتح الدّين ابْن سيد النَّاس وقطب الدّين عبد الْكَرِيم توفّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة 3 - (الْحَافِظ الأعمشي) أَحْمد بن حمدون بن أَحْمد بن رستم أَبُو حَامِد النَّيْسَابُورِي ولقبه أَبُو تُرَاب الأعمشي كَانَ قد جمع حَدِيث الْأَعْمَش كُله وَحفظه وَسمع مُحَمَّد ابْن رَافع وَإِسْحَاق الكوسج وَجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة) 3 - (الْمزي) أَحْمد بن حَمْزَة بن عمرَان بن ثَوْبَان الْمزي أحد الْأَعْرَاب الَّذين نفذوا إِلَى خُرَاسَان وحبسوا بهَا فِي أَيَّام طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر وَله فِيهِ أماديح كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله (إِلَى طَاهِر أَشْكُو هموماً كَأَنَّهَا ... لَدَى الصَّدْر نَار بَين حضني تلهب) (إِلَى مَالك فاق الْمُلُوك بفضله ... فَمَا إِن يساميه من النَّاس مخصب) (همام كسيد الغاب رحب فناؤه ... لَهُ فِي الْعلَا بَيت رفيع ومنصب) (فَذَاك الَّذِي نرجو لفك أسيرنا ... كَمَا يرتجي عفوا من الله مذنب) وَقَالَ فِيهِ (أَبُو الطّيب السباق فِي كل غَايَة ... كرئبال غَابَ هبرزي مسور) (يَدَاهُ يَد سم زعاف على العدى ... وَأُخْرَى بهَا فيض من الْجُود يزخر) (إِلَيْك شَكَوْت الْيَوْم هماماً كَأَنَّمَا ... نوافذ نبل بَين حضني تسعر) (وَنحن أُسَارَى فِي يَديك وكلنَا ... نؤمل فيضاً من نوالك يغمر) 3 - (الْخُزَاعِيّ) أَحْمد بن حَمْزَة الْخُزَاعِيّ أمه أم عَليّ بنت مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بغداذي قَالَ دعبل لَهُ شعر كثير وَهُوَ الْقَائِل (فَخر الْمسيب بالمناره ... ومناره برحى عماره)

أبو غانم القزويني

وَإِذا تفخرت الْقَبَائِل من تَمِيم أَو فزاره فخرت عَلَيْك شُيُوخ ضبة بالمسيب والمناره 3 - (أَبُو غَانِم الْقزْوِينِي) أَحْمد بن حَمْزَة بن أَحْمد الْقزْوِينِي أَبُو غَانِم من أهل أَصْبَهَان قدم بغداذ وَحدث بهَا عَن السَّيِّد أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد الْعلوِي وروى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل فِي مُعْجم شُيُوخه 3 - (الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل) أَحْمد بن حَنْبَل بن هِلَال بن أَسد بن إِدْرِيس بن عبد الله بن حَيَّان بن عبد الله بن أنس بن عَوْف بن قاسط بن مَازِن بن شَيبَان بن ذهل بن ثَعْلَبَة ابْن عكابة بن صَعب بن عَليّ بن بكر بن وَائِل الإِمَام أَبُو عبد الله الشَّيْبَانِيّ هَكَذَا نسبه وَلَده عبد الله وَاعْتَمدهُ أَبُو بكر الْخَطِيب وَغَيره وَأما) قَول عَبَّاس الدوري وَأبي بكر ابْن أبي دَاوُد الإِمَام أَحْمد كَانَ من بني ذهل بن شَيبَان فقطعهما الْخَطِيب قَالَ إِنَّمَا كَانَ من بني شَيبَان بن ذهل بن ثَعْلَبَة وَذهل بن ثَعْلَبَة هُوَ عَم ذهل بن شَيبَان بن ثَعْلَبَة فَيَنْبَغِي أَن يُقَال فِيهِ الذهلي على الْإِطْلَاق وَقد نسبه البُخَارِيّ فَقَالَ الشَّيْبَانِيّ الذهلي وَأما ابْن مَاكُولَا فَقَالَ مَازِن بن ذهل بن شَيبَان بن ذهل بن ثَعْلَبَة وَلم يُتَابع عَلَيْهِ قَالَ صَالح بن أَحْمد ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة فِي ربيع الأول وَقيل فِي ربيع الآخر وَطلب الحَدِيث سنة تسع وَسبعين وَمن شُيُوخه هشيم وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَإِبْرَاهِيم بن سعد وَجَرِير بن عبد الحميد وَيحيى الْقطَّان والوليد بن مُسلم وَإِسْمَاعِيل بن علية وَعلي بن هَاشم ابْن الْبَرِيد ومعتمر بن سُلَيْمَان وَعمر بن مُحَمَّد ابْن أُخْت الثَّوْريّ وَيحيى بن سليم الطَّائِفِي وغندر وَبشر بن الْمفضل وَزِيَاد البكائي وَأَبُو بكر بن عَيَّاش وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر وَعباد بن عباد المهلبي وَعباد بن الْعَوام وَعبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد الْعمي وَعمر بن عبيد الطنافسي وَالْمطلب بن زِيَاد وَيحيى بن أبي زَائِدَة وَالْقَاضِي أَبُو يُوسُف ووكيع وَابْن نمير وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَيزِيد بن هَارُون وَعبد الرَّزَّاق وَالشَّافِعِيّ وَخلق وَمِمَّنْ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن بَقِي بِوَاسِطَة وَالْبُخَارِيّ وَدَاوُد أَيْضا بِوَاسِطَة وابناه صَالح وَعبد الله وشيوخه عبد الرَّزَّاق وَالْحسن بن مُوسَى الأشيب وَالشَّافِعِيّ فِي بعض الْأَمَاكِن الَّتِي قَالَ فِيهَا قَالَ الثِّقَة وَلم يسمعهُ وأقرانه عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين ودحيم الشَّامي وَأحمد بن أبي الْحوَاري وَأحمد بن صَالح الْمصْرِيّ وَأَبُو قدامَة

وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَأَبُو زرْعَة وعباس الدوري وَأَبُو حَاتِم وَبَقِي بن مخلد وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَأَبُو بكر الْأَثْرَم وَأَبُو بكر الْمَرْوذِيّ وَحرب الْكرْمَانِي ومُوسَى بن هَارُون ومطين وَخلق كثير أخرهم أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل سَمِعت أَبَا زرْعَة يَقُول كَانَ أَبوك يحفظ ألف ألف حَدِيث فَقلت لَهُ وَمَا يدْريك فَقَالَ ذاكرته فَأخذت عَلَيْهِ الْأَبْوَاب وَقَالَ حَنْبَل سَمِعت أَبَا عبد الله يَقُول حفظت كل شَيْء سمعته من هشيم وهشيم حَيّ وَعَن أبي زرْعَة قَالَ حزر كتب أَحْمد يَوْم مَاتَ فَكَانَت اثْنَي عشر حملا وَقَالَ الْمُزنِيّ قَالَ الشَّافِعِي رَأَيْت شَابًّا إِذا قَالَ حَدثنَا قَالَ النَّاس كلهم صدق قلت من هُوَ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ جمَاعَة حَدثنَا سَلمَة بن شبيب قَالَ كُنَّا فِي أَيَّام المعتصم عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَدخل رجل فَقَالَ من مِنْكُم أَحْمد ابْن حَنْبَل فَقَالَ أَحْمد هأنذا قَالَ جِئْت من أَربع مائَة فَرسَخ برا وبحراً كنت) لَيْلَة جُمُعَة نَائِما فَأَتَانِي آتٍ فَقَالَ لي تعرف أَحْمد بن حَنْبَل قلت لَا قَالَ فأت بغداذ وسل عَنهُ فَإِذا رَأَيْته فَقل إِن الْخضر يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول إِن سَاكن السَّمَاء الَّذِي على عَرْشه رَاض عَنْك وَالْمَلَائِكَة راضون عَنْك بِمَا صبرت نَفسك لله وَلما أظهر أَبُو يَعْقُوب ابْن شيبَة الْوَقْف حذر أَبُو عبد الله أَحْمد عَنهُ وَأمر بهجرانه لمن كَلمه وَلأَحْمَد بن حَنْبَل فِي مسلة اللَّفْظ نُصُوص مُتعَدِّدَة وَأول من أظهر اللَّفْظ الْحُسَيْن بن عَليّ الْكَرَابِيسِي وَذَلِكَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ الْكَرَابِيسِي من كبار الْفُقَهَاء وَمَا زَالَ الْمُسلمُونَ على قانون السّلف من أَن الْقُرْآن كَلَام الله ووحيه وتنزيله غير مَخْلُوق حَتَّى نبغت الْمُعْتَزلَة والجهمية فَقَالُوا بِخلق الْقُرْآن وَكَانَ هَارُون الرشيد قد قَالَ فِي حَيَاته بَلغنِي أَن بشر بن غياث يَقُول إِن الْقرن مَخْلُوق لله عَليّ إِن أَظْفرنِي بِهِ لأقتلنه قَالَ الدَّوْرَقِي وَكَانَ بشر متوارياً أَيَّام الرشيد فَلَمَّا مَاتَ ظهر ودعا إِلَى الضَّلَالَة ثمَّ إِن الْمَأْمُون نظر فِي الْكَلَام وباحث الْمُعْتَزلَة وَبَقِي يقدم رجلا وَيُؤَخر أُخْرَى فِي دُعَاء النَّاس إِلَى القَوْل بِخلق الْقُرْآن إِلَى أَن قوي عزمه على ذَلِك فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَطلب أَحْمد بن حَنْبَل إِلَى الْمَأْمُون فَأخْبر فِي الطَّرِيق أَنه مَاتَ لما وصل إِلَى أذنة وَمَات الْمَأْمُون بالبذندون وَبَقِي أَحْمد مَحْبُوسًا بالرقة حَتَّى بُويِعَ المعتصم بالروم وَرجع فَرد أَحْمد إِلَى بغداذ وَحبس وَأرْسل إِلَيْهِ فِي كل يَوْم رجلَانِ يناظرانه وَفِي الْيَوْم الرَّابِع وَجه المعتصم إِلَيْهِ بغا الْكَبِير فَحَمله إِلَيْهِ وَبَات فِي بَيت بِلَا سراج وَهُوَ مثقل بالقيود فَخرج تكة من سراويله وَشد بهَا الْقُيُود يحملهَا وَأدْخل على المعتصم وَأحمد ابْن أبي دواد إِلَى جَانِبه وَقد جمع خلقا كثيرا من أَصْحَابه فأدناه المعتصم ثمَّ أجلسه وَقَالَ لَوْلَا أَنِّي وَجَدْتُك فِي يَد من كَانَ قبلي مَا عرضت إِلَيْك ثمَّ قَالَ لَهُم ناظروه وكلموه فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق مَا تَقول فِي الْقُرْآن قَالَ فَقَالَ لَهُ أَحْمد مَا تَقول فِي علم الله فَسكت وَقَالَ بَعضهم أَلَيْسَ قَالَ الله تَعَالَى الله خَالق كل شَيْء وَالْقُرْآن أَلَيْسَ بِشَيْء فَقَالَ قَالَ الله تدمر كل شَيْء بِأَمْر رَبهَا فدمرت إِلَّا مَا أَرَادَ الله فَقَالَ بَعضهم مَا يَأْتِيهم من ذكر من رَبهم مُحدث أفيكون مُحدثا غير مَخْلُوق فَقَالَ قَالَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ذِي الذّكر فالذكر هُوَ الْقُرْآن وَتلك

لَيْسَ فِيهَا ألف وَلَام وَذكر بَعضهم حَدِيث عمرَان ابْن حُصَيْن إِن الله خلق الذّكر فَقَالَ هَذَا خطأ حَدثنَا غير وَاحِد أَن الله كتب الذّكر وَاحْتَجُّوا بِحَدِيث ابْن مَسْعُود مَا خلق الله من جنَّة وَلَا نَار وَلَا سَمَاء وَلَا أَرض أعظم من آيَة الْكُرْسِيّ فَقَالَ إِنَّمَا وَقع الْخلق على الْجنَّة وَالنَّار وَالسَّمَاء وَالْأَرْض وَلم يَقع على) الْقُرْآن فَقَالَ بَعضهم حَدِيث خباب يَا هنتاه تقرب إِلَى الله بِمَا اسْتَطَعْت فَإنَّك لن تتقرب إِلَيْهِ بِشَيْء أحب إِلَيْهِ من كَلَامه فَقَالَ هَكَذَا هُوَ فَقَالَ ابْن أبي دواد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هُوَ وَالله ضال مضل مُبْتَدع فَقَالَ المعتصم كَلمُوهُ وناظروه فتطول المناظرة بَينهم وَبَينه فَيَقُول المعتصم وَيحك يَا أَحْمد مَا تَقول فَيَقُول أعطوني شَيْئا من كتاب الله أَو سنة رَسُول الله حَتَّى أَقُول بِهِ فَيَقُول ابْن أبي دواد مَا تَقول إِلَّا مَا فِي كتاب الله أَو سنة رَسُوله فَيَقُول أَحْمد ابْن حَنْبَل تأولت تَأْوِيلا فَأَنت أعلم وَمَا تأولت مَا يحبس عَلَيْهِ وَمَا يُقيد عَلَيْهِ فَقَالَ المعتصم لَئِن أجابني لأطلقن عَنهُ بيَدي ولأركبن إِلَيْهِ بجندي ولأطأن عقبه ثمَّ قَالَ يَا أَحْمد إِنِّي وَالله عَلَيْك لشفيق وَإِنِّي لأشفق عَلَيْك كشفقتي على هَارُون ابْني مَا تَقول فَيَقُول أَعْطِنِي شَيْئا من كتاب الله أَو سنة رَسُوله فَلَمَّا طَال الْمجْلس ضجر وَقَالَ قومُوا وحبسه المعتصم عِنْده ثمَّ ناظروه ثَانِي يَوْم وَجرى مَا جرى فِي الْيَوْم الأول وضجروا وَقَامُوا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث أَخْرجُوهُ فَإِذا الدَّار غاصة وَقوم مَعَهم السيوف وَقوم مَعَهم السِّيَاط وَغير ذَلِك فأقعده المعتصم وقلا ناظروه فَلَمَّا ضجروا وَطَالَ الْأَمر قربه المعتصم ونقال لَهُ مَا قَالَ فِي الْيَوْم الأول فَرد عَلَيْهِ أَيْضا كَذَلِك فَقَالَ عَلَيْك وَذكر اللَّعْن ثمَّ قَالَ خذوه واسحبوه وخلعوه فسحب ثمَّ خلع وسعى بَعضهم إِلَى الْقَمِيص ليخرقه فَنَهَاهُ المعتصم فَنَزَعَهُ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فَظَنَنْت أَنه إِنَّمَا ذرئ عَن الْقَمِيص لِئَلَّا يخرق مَا كَانَ فِي كمتي من الشّعْر الَّذِي وصل إِلَيّ من شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ مدت يَدَاهُ وخلعتا فَجعل الرجل يضْربهُ سوطين فَقيل لَهُ شدّ قطع الله يدك فَيتَأَخَّر ويتقدم غَيره فيضربه سوطين كَذَلِك ونخسه عجيف بِسَيْفِهِ وَقَالَ تُرِيدُ أَن تغلب هَؤُلَاءِ كلهم وَبَعْضهمْ يقولك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ دَمه فِي عنقِي اقتله وَلم يزل يضْربهُ إِلَى أُغمي عَلَيْهِ وسحب وَخرج بِهِ وَأُلْقِي على ظَهره بآرية وداسوه وَهُوَ مغشي عَلَيْهِ فآفاق بعد ذَلِك وَجِيء إِلَيْهِ بسويق وَقَالُوا اشرب وتقيأ فَقَالَ لَا أفطر وَكَانَ صَائِما ثمَّ خلي عَنهُ فَصَارَ إِلَى منزله فَكَانَ مكثه فِي السجْن مُنْذُ أَخذ وَحمل إِلَى أَن ضرب وخلي عَنهُ ثَمَانِيَة وَعشْرين شهرا وَقَالَ ابْن أبي دواد وَضرب ابْن حَنْبَل نيفاً وَثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ سَوْطًا وَكَانَ أثر الضَّرْب بَينا فِي ظَهره إِلَى أَن توفّي رَضِي الله عَنهُ وَلم يزل بعد أَن برِئ يحضر الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة ويفتي وَيحدث حَتَّى مَاتَ المعتصم وَولي الواثق فأظهر مَا أظهر من المحنة والميل إِلَى ابْن أبي دواد وَفِي أَيَّامه منع ابْن حَنْبَل وَقَالَ لَا يجتمعن إِلَيْك أحد وَلَا تساكني بِأَرْض وَلَا مَدِينَة أَنا فِيهَا) فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْت من أَرض الله فاختفى أَحْمد بن حَنْبَل فِي غري منزله فِي الْقرب ثمَّ عَاد إِلَيْهِم بعد أَرْبَعَة أشهر أَو سِتَّة لما طفئ خَبره وَلم يزل مختفياً لَا يخرج إِلَى صَلَاة وَلَا غَيرهَا حَتَّى مَاتَ الواثق ثمَّ إِن المتَوَكل أحضرهُ وأكرمه وَأطلق لَهُ مَالا فَلم يقبله فألزم ففرقه بعد مَا قبله وأجرى على أَهله وَولده أَرْبَعَة آلَاف فِي كل شهر وَلم تزل عَلَيْهِم جَارِيَة حَتَّى مَاتَ المتَوَكل ثمَّ إِن أَحْمد بن حَنْبَل اعتل فَكَانَ المتَوَكل يُرْسل إِلَيْهِ

أبو سعيد الضرير

ابْن ماسويه الطَّبِيب فيصف لَهُ الْأَدْوِيَة فَلَا يتعالج مِنْهَا بِشَيْء ثمَّ إِنَّه أذن لَهُ فِي الِانْصِرَاف إِلَى منزله وعظمه تَعْظِيمًا كثيرا مُدَّة مقَامه عِنْده فِي الْعَسْكَر ثمَّ إِنَّه اعتل عِلّة مَوته وَمرض فِي أول يَوْم من شهر ربيع الأول لَيْلَة الْأَرْبَعَاء وحم وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَغلط ابْن قَانِع وَغَيره فَقَالُوا فِي ربيع الآخر وَصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر وَقد كَانَ أَوْلَاده والهاشميون صلوا عَلَيْهِ فِي دَاره وَقَالَ أَبُو بكر الْخلال سَمِعت عبد الْوَهَّاب يَقُول مَا بلغنَا أَن جمعا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام مثله حَتَّى بلغنَا أَن الْموضع مسح وحزر على الصَّحِيح فَإِذا هُوَ من نَحْو ألف ألف وحزرنا على الْقُبُور نَحوا من سِتِّينَ ألف امْرَأَة وَفتح النَّاس أَبْوَاب الْمنَازل فِي الشُّرُوع والدروب ينادون من أَرَادَ الْوضُوء وَقَالَ أَبُو سهل ابْن زِيَاد سَمِعت عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل يقولك سَمِعت أبي يَقُول قُولُوا لأهل الْبدع بَيْننَا وَبَيْنكُم يَوْم الْجَنَائِز وَقَالَ الْوَركَانِي جَار ابْن حَنْبَل يَوْم مَاتَ أَحْمد بن حَنْبَل وَقع المأتم وَالنوح فِي أَرْبَعَة أَصْنَاف الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس وَأسلم يَوْم مَاتَ من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس عشرُون ألفا وَفِي لفظ ابْن أبي حَاتِم عشرَة آلَاف وَهِي حِكَايَة مُنكرَة لَا يعلم أحد رَوَاهَا إِلَّا الْوَركَانِي وَلَا رَوَاهَا عَنهُ إِلَّا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس تفرد بهَا ابْن أبي حَاتِم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الْوَركَانِي توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقد جمع مَنَاقِب الإِمَام أَحْمد غير وَاحِد مِنْهُم أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ فِي مُجَلد وَأَبُو إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ فِي مُجَلد وَأَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَذكرهَا الشَّيْخ شمس الدّين فِي تَارِيخه فِي ثَلَاثِينَ ورقة قطع نصف الْبَلَدِي وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل حسن الْوَجْه ربعَة يخضب بالحنا خضاباً لَيْسَ بالقاني فِي لحيته شَعرَات سود 3 - (أَبُو سعيد الضَّرِير) أَحْمد بن أبي خَالِد أَبُو سعيد الضَّرِير لَقِي أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَابْن الْأَعرَابِي وَكَانَ يلقى) الْأَعْرَاب الفصحاء الَّذين استوردهم ابْن طَاهِر نيسابور فَيَأْخُذ عَنْهُم مثل عرام وَأبي العميثل وَأبي العيسجور وَأبي العجيس وعوسجة وَأبي العذافر وَغَيرهم وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي لبَعض من لقِيه من الخراسانية وَبَلغنِي أَن أَبَا سعيد الضَّرِير يروي عني أَشْيَاء كَثِيرَة فَلَا تقبولوا مِنْهُ ذَلِك غير مَا يرويهِ من أشعار العجاج ورؤبة فَإِنَّهُ عرضهما عَليّ وصححهما وَخرج أَبُو سعيد على أبي عبيد من غَرِيب الحَدِيث جملَة مِمَّا غلط فِيهِ وَأورد فِي تَفْسِيره فَوَائِد كَثِيرَة ثمَّ عرض ذَلِك على عبد الله بن عبد الْغفار وَكَانَ أحد الأدباء فَقَالَ لأبي سعيد ناولني يدك فَنَاوَلَهُ فَوضع الشَّيْخ فِي كَفه مَتَاعه وَقَالَ لَهُ اكتحل بِهَذَا يَا أَبَا سعيد حَتَّى تبصر فكأنك لَا تبصر وَكَانَ أَبُو سعيد يَقُول إِذا أردْت أَن تعرف خطأ أستاذك فجالس غَيره وَكَانَ مثرياً ممسكاً لَا يكسر رغيفاً إِنَّمَا يَأْكُل عِنْد من يخْتَلف إِلَيْهِم لكنه كَانَ أديب النَّفس عَاقِلا حضر يَوْمًا مجْلِس عبد الله بن طَاهِر فَقدم إِلَيْهِ طبق عَلَيْهِ قصب السكر وَقد قشر وَقطع كاللقم فَأمره عبد الله أَن يتَنَاوَل مِنْهُ فَقَالَ إِن

هَذَا لفاظة ترتجع من الأفواه وَأَنا أكره ذَلِك فِي مجْلِس الْأَمِير فَقَالَ عبد الله لَيْسَ بصاحبك مِمَّن احتشمك واحتشمته أما إِنَّه لَو قسم عقلك على مائَة رجل لصار كل رجل مِنْهُم عَاقِلا وَلما قلد الْمَأْمُون عبد الله بن طَاهِر ولَايَة خُرَاسَان وناوله الْعَهْد بِيَدِهِ قَالَ حَاجَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ مقضية قَالَ يسعفني أَمِير الْمُؤمنِينَ باستصحاب ثَلَاثَة من الْعلمَاء قَالَ من هم قَالَ الْحُسَيْن بن الْفضل البَجلِيّ وَأَبُو سيعد الضَّرِير وَأَبُو إِسْحَاق الْقرشِي فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فَقَالَ عبد الله وطبيب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَيْسَ فِي خُرَاسَان طَبِيب حاذق قَالَ من قَالَ أَيُّوب الرهاوي قَالَ يَا أَبَا الْعَبَّاس لقد أسعفناك بِمَا التمسته وَقد أخليت الْعرَاق من الْأَفْرَاد وَكَانَ أَبُو سيعد يَوْمًا فِي مَجْلِسه إِذا هجم عَلَيْهِ مَجْنُون من أهل قُم فَسقط على جمَاعَة من أهل الْمجْلس فاضطرب النَّاس لسقوطه ووثب أَبُو سعيد لَا يشك أَن ذَلِك آفَة لحقتهم من سُقُوط جِدَار أَو شرود بَهِيمَة فَلَمَّا رَآهُ الْمَجْنُون على تِلْكَ الْحَالة قَالَ الْحَمد لله رب الْعَالمين على رسلك يَا شيخ لَا ترع آذَانِي هَؤُلَاءِ الصّبيان وأخرجوني عَن طبعي إِلَى مَا لَا استحسنه من يغري فَقَالَ أَبُو سعيد امنعوا مِنْهُ عافاكم الله فَوَثَبُوا وشردوا من كَانَ يعبث بِهِ وَسكت سَاعَة لَا يتَكَلَّم إِلَى أَن عَاد الْمجْلس إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ من المذاكرة فابتدأ بَعضهم بِقِرَاءَة قصيدة من شعر نهشل بن جرير التَّمِيمِي حَتَّى بلغ قَوْله (غلامان خاضا الْمَوْت من كل جَانب ... فآبا وَلم يعْقد وراءهما يَد) ) (مَتى يلقيا قرنا فَلَا بُد أَنه ... سيلقاه مَكْرُوه من الْمَوْت أسود) فَمَا استتم هَذَا الْبَيْت حَتَّى قَالَ الْمَجْنُون قف يَا أَيهَا الْقَارئ تتجاوز الْمَعْنى وَلَا تسْأَل عَنهُ مَا معنى قَوْله وَلم يعْقد وراءهما يَد فَأمْسك من حضر عَن القَوْل فَقَالَ قل يَا شيخ فَإنَّك المنظور إِلَيْهِ والمقتدى بِهِ فَقَالَ أَبُو سعيد يَقُول إنَّهُمَا رميا بنفسيهما فِي الْحَرْب أقْصَى مرامهما ورجعا موفورين لم يؤسرا فتعقد أَيْدِيهِمَا كتافاً فَقَالَ يَا شيخ أترضى لنَفسك بِهَذَا الْجَواب فأنكرنا ذَلِك على الْمَجْنُون فَقَالَ أَبُو سيعد هَذَا الَّذِي عندنَا فَمَا عنْدك فَقَالَ الْمَعْنى يَا شيخ آبا وَلم تعقد يَد بِمثل فعلهمَا بعدهمَا لِأَنَّهُمَا فعلا مَا لم يَفْعَله أحد كَمَا قَالَ الشَّاعِر (قرم إِذا عدت تَمِيم مَعًا ... ساداتها عدوه بالخنصر) (ألبسهُ الله ثِيَاب الندى ... فَلم تطل عَنهُ وَلم تقصر) أَي خلقت لَهُ وَقَرِيب من الأول قَوْله (قومِي بَنو مذْحج من خير الْأُمَم ... لَا يصعدون قدماً على قدم) يَعْنِي يتقدمون النَّاس وَلَا يطئون على عقب أحد وَهَذَانِ فعلا مَا لم يُعْطه أحد فاحمر وَجه أبي سعيد واستحيى من أَصْحَابه ثمَّ غطى الْمَجْنُون رَأسه وَخرج وَهُوَ يَقُول يتصدرون فيغرون النَّاس من أنفسهم فَقَالَ أَبُو سعيد بعد خُرُوجه اطلبوه فإنني أَظُنهُ إِبْلِيس فَلم يظفر بِهِ

الحافظ ابن الجباب

3 - (الْحَافِظ ابْن الْجبَاب) أَحْمد بن خَالِد بن يزِيد أَبُو عمر ابْن الْجبَاب الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْحَافِظ الْكَبِير مَنْسُوب إِلَى بيع الْجبَاب صنف مُسْند مَالك وَكتاب الصَّلَاة وَكتاب الْإِيمَان وقصص الْأَنْبِيَاء توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (التّونسِيّ) أَحْمد بن خرباش بالراء وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف شين مُعْجمَة أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَصله من تونس هجاء خَبِيث أنشدت لَهُ وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه (إِن المليك ابْن نصر ... وَالْملك لله وَحده) (أعْطى قَلِيلا وأكدى ... وَبعد ذَاك استرده) 3 - (الْقزْوِينِي) ) أَحْمد بن خسرما بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي سعيد القوزيني قدم بغداذ وَسمع بهَا القَاضِي أَبَا يُوسُف يَعْقُوب الإسفرائيني توفّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْوَزير الجرجرائي) أَحْمد بن الخصيب الجرجرائي أَبُو الْعَبَّاس الْكَاتِب كَانَ يكْتب للمنتصر وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تولى الْخلَافَة تولى لَهُ الْبيعَة على النَّاس فولاه الوزارة وسمل إِلَيْهِ خَاتمه فَظهر من فَضله مَا كَانَ النَّاس يظنون بِهِ غَيره وَكَانَت فِيهِ حِدة من احتملها بلغ مِنْهُ مُرَاده وَلم يزل وزيره حَتَّى مَاتَ واستخلف المستعين فأقره على وزارته شَهْرَيْن ثمَّ نكبه وَقَالَ للمنتصر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن النَّاس قد نسبوا إِلَيْك مَا نسبوا واستعظموا ذَلِك وَأَنت كَمَا قَالَ الشَّاعِر (وذنبي ظَاهر لَا ستر عَنهُ ... لطالبه وعذري بالمغيب) فَأحْسن إِلَى النَّاس يحبوك واقض عَلَيْهِم الْعدْل يحمدوك وَلَا تطلق لغيرك عَلَيْهِم لِسَانا وَلَا يدا فيدموك وَقَالَ أَحْمد بن أبي طَاهِر كَانَ أَحْمد ابْن الخصيب إِذا ركب رفعت إِلَيْهِ الْقَصَص فيحتد على من يُرَاجِعهُ القَوْل حَتَّى يخرج رجله من الركاب فيرفس من قرب مِنْهُ فَقلت (قل للخليفة يَا ابْن عَم مُحَمَّد ... شكل وزيرك إِنَّه محلول) (فلسانه قد جال فِي أعراضنا ... وَالرجل مِنْهُ فِي الصُّدُور تجول) وَكَانَ أَحْمد بن الخصيب يتَصَدَّق كل يَوْم إِذا ركب بِخَمْسِينَ دِينَارا إِلَى أَن تكب وَأخذت أَمْوَاله فَكَانَ يمْنَع نَفسه الْقُوت وَيتَصَدَّق فِي كل يَوْم بِخَمْسِينَ درهما وَتمكن من المستعين حَتَّى كَانَ إِذا أَرَادَ الْغَدَاء قَالَ قُولُوا لأبي الْعَبَّاس حَتَّى يحضر يتغدى ثمَّ لَا يَأْكُل حَتَّى يحضرن فَلم يزل يبغض نَفسه إِلَى الْخَاصَّة والعامة بتجهم لَهُم وقبح لقائهم وَقلة الِالْتِفَات إِلَيْهِم حَتَّى سخط

ابن خضرويه

عَلَيْهِ المستعين سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ واستصفى أَمْوَاله ونفاه إِلَى أقريطش ونهبت دَاره بسر من رَأْي وَأخرج للنَّفْي على حمَار أكاف فِي يَوْم شَدِيد الْحر حامزاً وَفِي رجله سلسلة وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ يَوْم عَرَفَة 3 - (ابْن خضرويه) أَحْمد بن خضرويه الزَّاهِد من كبار الْمَشَايِخ بخراسان صحب حاتماً الْأَصَم وَأَبا يزِيد البسطامي توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن صَفْوَان) ) أَحْمد بن الْخطاب بن الْحسن الملاح أَبُو بكر الْمُقْرِئ الغسال الْحَنْبَلِيّ يعرف بِابْن صَفْوَان وبابن الْكرْدِي قَرَأَ بالروايات على أبي عَليّ ابْن أَحْمد ابْن الْبناء وَسمع من الشريف عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَغَيره توفّي سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (رَاوِي ابْن المعتز) أَحْمد بن خلف البغداذي روى عَن عبد الله بن المعتز 3 - (الأندي) أَحْمد بن خَلِيل أَبُو عَمْرو الأندي بالنُّون وَالدَّال الْمُهْملَة من أهل بلنسية قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ طَبِيبا شَاعِرًا صَاحب افتنان ومقطعات حسان وَهُوَ الْقَائِل (ومذعورة من حليها قد ذعرتها ... بسلة مطرور الغرار مهند) (فَمَا وجدت للحزم إِلَّا التفاتة ... ترقرقها مَا بَين دمع وإثمد) (حكمت على ألحاظها بعض حكمهَا ... فحسبك مني معتدٍ غير مُعْتَد) وَله أَيْضا (وهيفاء رام الْغُصْن يَحْكِي قوامها ... وَقَالَت لَهَا شمس الضُّحَى أَنْت أَمْلَح) (يقل رداح الردف مِنْهَا مخصر ... بأضيق من خلْخَالهَا تتوشح) (تلاعب بالمرآة عجبا وَإِنَّمَا ... تلاعب ظَبْي الْمَوْت فِي المَاء تسبح) وَله فِي فرس (ذُو غرَّة إِن مر تحسبه ... ريحًا يمر أمامها قبس) (شهم كطبعك فِي الوغى يقظ ... سهل كخلقك فِي الندى سَلس) وَله أَيْضا (بِحَيْثُ بَدَت خضر الْكَتَائِب مقلةً ... تخال بهَا من مشرعات القنا شفرا) وَله أَيْضا (ومنزل مَا بِهِ أنيس ... يلوح للسَّفر فِيهِ نَار)

شمس الدين قاضي القضاة الخويي

(عللت طرفِي بهَا بخد ... دخانها حوله عذار) وَله أَيْضا (وغدير رقت حَوَاشِيه حَتَّى ... بَان فِي قَعْره الَّذِي كَانَ ساخا) ) وَكَأن الطُّيُور إِذْ كرعت فِيهِ وعلت تزق فِيهِ فراخا قلت شعر جيد وتخيلات جَيِّدَة بعيدَة 3 - (شمس الدّين قَاضِي الْقُضَاة الخويي) أَحْمد بن خَلِيل بن سَعَادَة بن جَعْفَر بن عِيسَى قَاضِي الْقُضَاة بِالشَّام شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس الخويي الشَّافِعِي ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَدخل خُرَاسَان وَقَرَأَ بهَا الْأُصُول وَالْكَلَام على الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وَالأَصَح أَنه قَرَأَ على قطب الدّين الْمصْرِيّ تِلْمِيذه وَكَانَ فَقِيها إِمَامًا مناظراً خَبِيرا بالْكلَام أستاذاً فِي الطِّبّ دينا كثيرا وَله مُصَنف فِي الْعرُوض كتب عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة أَحْمد بن الْخَلِيل أرشده الله لما أرشد الْخَلِيل بن أَحْمد (ذَاك مستخرج الْعرُوض وَهَذَا ... مظهر السِّرّ مِنْهُ وَالْعود أَحْمد) 3 - (ابْن أبي خَيْثَمَة) أَحْمد بن أبي خَيْثَمَة وَاسم أبي خَيْثَمَة زُهَيْر النَّسَائِيّ ثمَّ البغداذي الْحَافِظ صَاحب التَّارِيخ الْمَشْهُور كَانَ ثِقَة عَالما متقناً حَافِظًا بَصيرًا بأيام النَّاس راوية للأدب أَخذ علم الحَدِيث وَالنّسب عَن مُصعب الزبيرِي وَأَيَّام الجُمَحِي وَله كتاب التَّارِيخ الَّذِي أحسن فِي تصنيفه وَأكْثر فَوَائده قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا أعرف أغزر فَوَائِد مِنْهُ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة مَأْمُون توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقد بلغ أَرْبعا وَتِسْعين سنة وَقيل دونهَا وَمن شعره مَا أوردهُ لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجم الشُّعَرَاء (أرى الدَّهْر يبلي صرفه كل جدة ... ووجدي على صرف الزَّمَان جَدِيد) (وتنتقص الْأَيَّام من كَانَ زَائِدا ... وجبي على طول الزَّمَان يزِيد) (وَلَيْسَ انتئاء الدَّار للصب ضائراً ... إِذا لم يكن بَين الْقُلُوب بعيد) وَلَكِن قرب الدَّار مِمَّن يُحِبهُ على الْبعد من قلب الحبيب شَدِيد وَله أَيْضا مِمَّا أوردهُ فِي المعجم (من يلقني يلق مَرْهُونا بصبوته ... متيماً لَا يفك الدَّهْر قيداه)

أبو حنيفة الدينوري

(متيم شفه بالحب مَالِكه ... وَلَو يَشَاء الَّذِي أدواه داواه) 3 - (أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي) ) أَحْمد بن دَاوُد بن ونند أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي أَخذ عَن الْبَصرِيين والكوفيين وَأكْثر عَن ابْن السّكيت وَكَانَ نحوياً لغوياً مهندساً منجماً حاسباً راوية ثِقَة فِيمَا يرويهِ ويحكيه وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة تسعين وَقيل سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء قَالَ أَبُو حَيَّان فِي كتاب تقريظ الجاحظ وَمن خطه الَّذِي لَا أرتاب بِهِ نقلت قَالَ قلت لأبي مُحَمَّد الأندلسي يَعْنِي عبد الله بن حمود الزبيدِيّ وَكَانَ من عداد أَصْحَاب السيرافي قد اخْتلف أَصْحَابنَا فِي مجْلِس أبي سعيد السيرافي فِي بلاغة الجاحظ وَأبي حنيفَة صَاحب النَّبَات وَوَقع الرِّضَا بحكمك فَمَا قَوْلك فَقَالَ أَنا أَحْقَر نَفسِي عَن الحكم لَهما وَعَلَيْهِمَا فَقيل لَا بُد من قَول قَالَ أَبُو حنيفَة أَكثر بداوة وَأَبُو عُثْمَان أَكثر حلاوة ومعاني أبي عُثْمَان لائطة بِالنَّفسِ سهلة فِي السّمع وَلَفظ أبي حنيفَة أغرب وأعذب وَأدْخل فِي أساليب الْعَرَب قَالَ أَبُو حَيَّان وَالَّذِي أقوله وأعتقده وآخذ بِهِ وأستهام عَلَيْهِ أَنِّي لم أجد فِي جَمِيع من تقدم وَتَأَخر ثَلَاثَة لَو اجْتمع الثَّقَلَان على تقريظهم ومدحهم وَنشر فضائلهم فِي أَخْلَاقهم وعلمهم ومصنفاتهم ورسائلهم مدى الدُّنْيَا إِلَى أَن يَأْذَن الله بزوالها لما بلغُوا آخر مَا يسْتَحقّهُ كل وَاحِد مِنْهُم أحدهم هَذَا الشَّيْخ الَّذِي أنشأنا لَهُ هَذِه الرسَالَة وبسببه جشمنا هَذِه الكلفة أَعنِي أَبَا عُثْمَان عَمْرو بن بَحر وَالثَّانِي أَبُو حنيفَة أَحْمد بن دَاوُد الدينَوَرِي فَإِنَّهُ من نَوَادِر الرِّجَال جمع بَين حِكْمَة الفلاسفة وَبَيَان الْعَرَب لَهُ فِي كل فن سَاق وَقدم ورواء وَحكم وَهَذَا كَلَامه فِي الأنواء يدل على حَظّ وافر من علم النَّجْم وأسرار الْفلك فَأَما كِتَابه فِي النَّبَات فَكَلَامه فِيهِ فِي عرُوض كَلَام أبدى بدوي وعَلى طباع أفْصح عَرَبِيّ ولد قيل لي إِنَّه لَهُ كتاب يبلغ ثَلَاثَة عشر مجلداً فِي الْقُرْآن مَا رَأَيْته وَإنَّهُ مَا سبق إِلَى ذَلِك النمط هَذَا مَعَ ورعه وزهده وجلالة قدره وَلَقَد وقف الْمُوفق عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ وتحفى بِهِ وَالثَّالِث أَبُو زيد أَحْمد بن سهل الْبَلْخِي فَإِنَّهُ لم يتَقَدَّم لَهُ شَبيه فِي الأعصر الأولى وَلَا يظنّ أَنه يُوجد لَهُ نَظِير فِي مُسْتَأْنف الدَّهْر وَمن تصفح كَلَامه فِي كتاب أَقسَام الْعُلُوم وَفِي كتاب أَخْلَاق الْأُمَم وَفِي نظم الْقُرْآن وَفِي كتاب اخْتِيَار السّير وَفِي رسائله إِلَى إخوانه وَجَوَابه عَمَّا يسْأَل عَنهُ ويبده بِهِ علم أَنه بَحر البحور وَأَنه عَالم الْعلمَاء ونما رثي فِي النَّاس من جمع بَين الْحِكْمَة والشريعة سواهُ وَإِن القَوْل فِيهِ لكثير وَلَو تناصرت إِلَيْنَا أخبارهما لَكنا نحب أَن نفرد لكل مِنْهُمَا تقريظاً مَقْصُورا عَلَيْهِ وكتاباً مَنْسُوبا إِلَيْهِ كَمَا فعلنَا بِأبي عُثْمَان قَالَ ياقوت قَرَأت فِي كتاب ابْن فورجة الْمُسَمّى بِالْفَتْح على أبي الْفَتْح فِي تَفْسِير قَول المتنبي)

الصريفيني

(فدع عَنْك تشبيهي بِمَا وَكَأَنَّهُ ... فَمَا أحد فَوقِي وَمَا أحد مثلث) وَقَالَ فِيهِ مَا لم يرضه ابْن فورجة وَنسبه إِلَى أَنه سَأَلَ عَنهُ أَبَا الطّيب فَأجَاب بِهَذَا الْجَواب فأورد ابْن فورجة هَذِه الْحِكَايَة زَعَمُوا أَن أَبَا الْعَبَّاس الْمبرد ورد الدينور زَائِرًا لعيسى بن ماهان فَأول مَا دخل عَلَيْهِ وَقضى سَلَامه قَالَ لَهُ عِيسَى أَيهَا الشَّيْخ مَا الشَّاة الْمُجثمَة الَّتِي نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أكل لَحمهَا فَقَالَ هِيَ الشَّاة القليلة اللَّبن مثل اللجبة فَقَالَ هَل من شَاهد قَالَ نعم قَول الراجز (لم يبْق من ل الحميد نسمه ... إِلَّا عنيز لجبة مجثمه) فَإِذا بالحاجب يسْتَأْذن لأبي حنيفَة الدينَوَرِي فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ أَيهَا الشَّيْخ مَا الشَّاة الْمُجثمَة الَّتِي نهينَا عَن أكل لَحمهَا فَقَالَ هِيَ الَّتِي جثمت على ركبهَا وذبحت من خلف قفاها فَقَالَ كَيفَ تَقول وَهَذَا شيخ أهل الْعرَاق يَعْنِي الْمبرد يَقُول هِيَ مثل اللجبة وَهِي القليلة اللَّبن وأنشده الشَّاهِد فَقَالَ أَبُو حنيفَة أَيْمَان الْبيعَة تلْزم أَبَا حنيفَة إِن كَانَ هَذَا التَّفْسِير سَمعه هَذَا الشَّيْخ أَو قَرَأَهُ وَإِن كَانَ البيتان إِلَّا لساعتهما هَذِه فَقَالَ الْمبرد صدق الشَّيْخ أَبُو حنيفَة فإنني أنفت أَن أرد عَلَيْك من الْعرَاق وذكري مَا قد شاع فَأول مَا تَسْأَلنِي عَنهُ لَا أعرفهُ فَاسْتحْسن مِنْهُ هَذَا الْإِقْرَار وَترك البهت قَالَ بَان فورجة وَأَنا أَحْلف بِاللَّه العي إِن كَانَ أَبُو الطّيب قطّ سُئِلَ عَن هَذَا الْبَيْت فَأجَاب بِهَذَا الْجَواب الَّذِي حَكَاهُ ابْن جني وَإِن كَانَ إِلَّا متزيداً مُبْطلًا فِيمَا يَدعِيهِ عَفا الله عَنهُ فالجهل وَالْإِقْرَار بِهِ أحسن من هَذَا وَلأبي حنيفَة كتاب الباه وَمَا يحلن فِيهِ الْعَامَّة الشّعْر وَالشعرَاء الفصاحة الأنواء وحساب الدّور الْبَحْث فِي حسا الْهِنْد الْجَبْر والمقابلة الْبلدَانِ كَبِير النَّبَات لم يصنف فِي مَعْنَاهُ مثله الرَّد على لغدة الْأَصْبَهَانِيّ الْجمع والتفريق الْأَخْبَار الطوَال الْوَصَايَا نَوَادِر الْجَبْر صَلَاح الْمنطق الْقبْلَة والزوال الْكُسُوف قَالَ أَبُو حَيَّان وَله تَفْسِير الْقُرْآن 3 - (الصريفيني) أَحْمد بن رَاشد أَبُو الْفضل الصريفيني روى عَنهُ أَبُو عبد الله بن بطة فِي كتاب ذمّ النميمة 3 - (أَبُو الْفَضَائِل التمار) أَحْمد بن رزق الله بن مُحَمَّد بن أبي عمر التمار أَبُو الْفَضَائِل الْوَكِيل سمع أَحْمد بن النقور) وَأحمد بن مُحَمَّد السمناني وَعبد الله الصريفيني وَحدث باليسير روى عَنهُ السلَفِي وَأَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَكَانَ لَهُ جاه وَحُرْمَة ومروءة توفّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة 3 - (الْعَبَّادِيّ الْعقيلِيّ) أَحْمد بن ربيعَة الْعَبَّادِيّ الْعقيلِيّ الْأَعرَابِي بدوي روى ابْن المعتز عَن عَليّ بن أَحْمد بن ربيعَة قدم عَلَيْهِم بسر من رأى وأنشدهم لِأَبِيهِ أشعاراً مِنْهَا

ابن مسلمة اللغوي

(دَوَاء ابْن عَم السوء بالنأي والغنى ... كفى بالغنى والنأي عَنهُ مداويا) (وَلَا تنطق العوراء فِي الْقَوْم سَاهِيا ... فَإِن لَهَا فهما من الْقَوْم واعيا) (وَلَا تَكُ كلب الْقَوْم عِنْد جزورهم ... فَإِن لَهَا كَلْبا من الْقَوْم حاميا) وَمِنْهَا (أغافل إِن حلت وفاتي فاحذري ... هدَانَا يُرِيد الْعرس ذاببة فقرا) (لُزُوما بعقر الدَّار لم يسر لَيْلَة ... وَلم يعتسف بالبيد داوية قفرا) (فَإِن تقبلي مني فهذي نصيحة ... وَإِلَّا فقد أبليت فِي شَأْنكُمْ عذرا) 3 - (ابْن مسلمة اللّغَوِيّ) أَحْمد بن ربيع بن سُلَيْمَان أَبُو سعيد الأصبحي الأندلسي الْمَعْرُوف بِابْن مسلمة وَهُوَ جده لأمه روى عَن القالي وَكَانَ لغوياً أخبارياً توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (جمال الدّين الديلمي) أَحْمد بن رستم بن كيلان شاه الديلمي جمال الدّين أَبُو الْعَبَّاس قَالَ شهَاب الدّين القوصي وَمن خطه نقلت أَنْشدني بِدِمَشْق سنة أَربع عشرَة وست مائَة لنَفسِهِ فِي تَرْتِيب سِهَام القداح (يَا سائلي عَن عدد الأقداح ... خُذْهَا من الشّعْر بِلَا جنَاح) (جاءتك مني أَيهَا الْحَرِيص ... على الْعُلُوم زانها التَّلْخِيص) (نظمتها للفطن الْمُهَذّب ... وطالب للْعلم خير مطلب) (قد جعلوها وَاحِدًا وعشره ... أحوالها عِنْدهم مشتهره) (خيرتها فِي السَّبْعَة العوالي ... تتبع بالأربعة الأغفال) (جَاءَت على مَا يَقْتَضِي التَّرْتِيب ... الْفَذ والتوأم والضريب) (والحلس والنافس وَهُوَ الْخَامِس ... مِنْهُنَّ والمسبل وَهُوَ السَّادِس) ) (ثمَّ الْمُعَلَّى سَابِع السِّهَام ... يفوز بالمياسر الْعِظَام) (وَالرّبع الأغفال هن بعد ... أَولهَا رقيبها والوغد) (ويبدل الرَّقِيب بِالْمَصْدَرِ ... والوغد بالمضعف الْمُؤخر) (ثمَّ المنيح بعده السفيح ... وَذَاكَ عِنْدِي نسق صَحِيح) 3 - (ابْن روح) أَحْمد بن روح بن أبي بح شَاعِر مليح أديب يمدح أَبَا نواس ويهاجيه وَفِيه يَقُول أَبُو نواس (لَا رعى الله ابْن روح ... وسخ اسْمِي بلعابه)

أبو عيسى الحبشي

(أسقم اسْمِي ريح فِيهِ ... فأظن اسْمِي لما بِهِ) فَأَجَابَهُ أَحْمد ودعي غر قحطان جَمِيعًا بانتسابه أورثته أمه الإخناء جهلا فِي خطابه فغدا العيوق من كفيه أدنى من صَوَابه (يصرع الْجلاس طراً ... نفحات من ثِيَابه) بذل الهامة وَالْعرض لخلصان صحابه (فرغبنا فِي قَفاهُ ... وزهدنا فِي سبابه) 3 - (أَبُو عِيسَى الحبشي) أَحْمد بن روح أَبُو عِيسَى الحبشي من بني بكر بن وَائِل قَالَ المرزباني لقِيه الْمبرد وأنشده من شعره (أجد فِرَاق الْحَيّ فانصاعت النَّوَى ... وَهل آئل من خشيَة الْبَين يفرق) (لعمري لقد طَال ارتياعي من النَّوَى ... ودان لَهَا بعد اجْتِمَاع تفرق) (وأتبعتهم يَوْم الْبحيرَة مقلة ... فإنسانها فِي جمة الدمع يغرق) (إِذا مَا امترتها لوعة الْبَين بيّنت ... لعذالها الْعِصْيَان والدمع يصدق) 3 - (القَاضِي أَبُو بكر) أَحْمد بن زَكَرِيَّاء القَاضِي حدث عَن جَعْفَر الْخَواص روى عَنهُ احْمَد ابْن إِبْرَاهِيم الصرام 3 - (مِلَّة الْأَصْبَهَانِيّ) ) أَحْمد بن زُهَيْر بن مُحَمَّد بن الْفضل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْقَاسِم الْمَعْرُوف بِملَّة الْأَصْبَهَانِيّ سمع الْكثير من الْحسن بن أَحْمد الْحداد وَحَمْزَة بن الْعَبَّاس الْعلوِي وَحمد بن عَليّ الْحُسَيْن الحبال وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَقدم بغداذ وَسمع بهَا أَبَا الْقَاسِم بن الْحصين وَأَبا الْعِزّ بن كادش وَأَبا الْقَاسِم الحريري وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَجَمَاعَة ثمَّ قدمهَا ثَانِيًا وَحدث بهَا عَن شُيُوخه وروى عَنهُ قُرَيْش بن السبيع بن المهنا الْعلوِي 3 - (قَاضِي زنجان) أَحْمد بن سَالم بن نَبهَان بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْأَبْهَرِيّ أَبُو سَالم ابْن أبي النَّجْم الْأَسدي المطوعي قَاضِي زنجان كَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ والنبل قدم بغداذ حَاجا سنة ثَمَان وَخمْس مائَة وَحدث بهَا عَن أَحْمد بن مُحَمَّد الزنجوي بِالْإِجَازَةِ وَكَانَ مولده سنة خمس مائَة فِي شهر ربيع الآخر وَتُوفِّي 3 - (

أحمد بن سعدان من أهل فقارس قال محب الدين ابن النجار ذكره أبو الحسين هلال بن المحسن بن الصابئ في تاريخه وذكر أنه توفي يوم الخميس لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة قال وكان فاضلا أديبا كاتبا مترسلا ولم يرد العراق من أهل فارس من يجري

أَبُو نصر الْكَاتِب) أَحْمد بن سَعْدَان من أهل فقارس قَالَ محب الدّين ابْن النجار ذكره أَبُو الْحُسَيْن هِلَال بن المحسن بن الصَّابِئ فِي تَارِيخه وَذكر أَنه توفّي يَوْم الْخَمِيس لليلتين بَقِيَتَا من شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة قَالَ وَكَانَ فَاضلا أديباً كَاتبا مترسلاً وَلم يرد الْعرَاق من أهل فَارس من يجْرِي مجْرَاه فِي حسن الْعَارِضَة وحلاوة المحاضرة وغزارة الْأَدَب وامتاع الْمجْلس 3 - (أَبُو الْفضل الْكَاتِب) أَحْمد بن أبي السُّعُود بن حسان أَبُو الْفضل الْكَاتِب من أهل الرصافة سكن بغداذ وَكَانَ يكْتب خطا مليحاً على طَريقَة ابْن البواب وَكتب كثيرا من كتب الْأَدَب ودواوين الْأَشْعَار وَكتب عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة من أهل السّنة طيب المعاشرة لطيف الْأَخْلَاق متودداً وَمن شعره (وَلما خلت كفاي مِمَّا أفدته ... وَأعْرض عني نابه وجليل) وغلق أَبْوَاب لَهُم دون بغيتي وَعز لديهم مُشفق ومنيل (أطفت بآمالي وأسندت حَاجَتي ... إِلَى جنب ملك مَا لَدَيْهِ وَكيل) (وَقلت لَهَا إِن الْمُلُوك بأسرها ... وحاجاتها هَذَا الْمَآل تؤول) ) قلت شعر منحط سافل توفّي بِمَكَّة بعد قَضَاء نُسكه سنة سبع وَعشْرين وست مائَة 3 - (البديع الهمذاني) أَحْمد بن سعد بن عَليّ بن الْحسن بن الْقَاسِم بن عنان بن الْقَاسِم بن سِنَان الْعجلِيّ أَبُو عَليّ ابْن أبي مَنْصُور الْمَعْرُوف بالبديع من أهل همذان وَأحد الْمَشَايِخ الْأَعْيَان رَحل فِي طلب الْعلم والْحَدِيث وَكتب وَجمع وَحدث وأملى وانتشرت عَنهُ الرِّوَايَة سمع بهمذان عَليّ بن مُحَمَّد البَجلِيّ ويوسف بن مُحَمَّد الْخَطِيب وَعبد الرَّحْمَن الشعراني وَجَمَاعَة وَسمع من الغرباء الواردين إِلَى همذان بكر بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي وَإِبْرَاهِيم بن يُوسُف الفيوزابادي وَالْفضل بن أبي حَرْب الْجِرْجَانِيّ وَسمع بأصبهان أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الذكواني وَالقَاسِم ابْن الْفضل الثَّقَفِيّ وَغَيرهمَا وبقزوين أَبَا عمر الشَّافِعِي التَّمِيمِي وَقدم بغداذ وَسمع ابْن البطر وَغَيره ثمَّ قدمهَا ثَانِيًا وَحدث بهَا فروى عَنهُ من أَهلهَا الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَالْمبَارك بن كَامِل الْخفاف وَأَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ قدومه إِلَى بغداذ ثَانِيًا سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة قَالَ (نَحن غادون فِي غَد لَا فتراق ... فتراني أَمُوت قبل يكون) فلئن مت واسترحت منم الْبَين لقد أَحْسَنت إِلَيّ الْمنون وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة

أبو الحسين الكاتب الأصبهاني

3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب الْأَصْبَهَانِيّ) أَحْمد بن سعد أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء ذكره حَمْزَة فِي أهل أَصْبَهَان فَقَالَ ندب فِي أَيَّام القاهر بِاللَّه إِلَى عمل الْخراج فورد أَصْبَهَان غرَّة جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة ثمَّ صرف أَبُو عَليّ بن رستم فِي جُمَادَى الْآخِرَة من هَذِه السّنة قَالَ ياقوت قَرَأت فِي كتاب عَتيق حَدثنِي سرح دنبن قَالَ تنبأ فِي مَدِينَة أَصْبَهَان رجل فِي زمن أبي الْحُسَيْن بن سعد فتي بِهِ وأحضر الْعلمَاء والكبراء فَقيل لَهُ من أَنْت قَالَ أَنا نَبِي مُرْسل فَقيل لَهُ وَيلك إِن لَك نَبِي آيَة فَمَا آيتك وحجتك قَالَ مَا معي من الْحجَج لم يكن لأحد قبيل من الْأَنْبِيَاء وَالرسل فَقيل لَهُ أظهرها فَقَالَ من كَانَ مِنْكُم لَهُ زَوْجَة حسناء أَو بنت جميلَة أَو أُخْت صَبِيحَة فليحضرها فَإِنِّي أحبلها بِابْن فِي سَاعَة وَاحِدَة فَقَالَ ابْن سعد أما أَنا فَأشْهد أَنَّك رَسُول وأعفني من ذَلِك فَقَالَ لَهُ رجل نسَاء مَا عندنَا وَلَكِن عِنْدِي عنز حسناء فأحبلها لي) فَقَامَ يمْضِي فَقَالُوا لَهُ إِلَى أَيْن تمْضِي قَالَ أمضي إِلَى جِبْرِيل وأعرفه أَن هَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ تَيْسًا وَلَا حَاجَة لَهُم إِلَى نَبِي فضحكوا مِنْهُ وأطلقوه وَمن شعر أبي الْحُسَيْن ابْن سعد أَبْيَات على أَربع قواف كلما أفردت قافية كَانَ شعرًا بِرَأْسِهِ (وبلدة قطعتهابضامر ... خفيددعيرانه ركُوب) (وَلَيْلَة سهرتهالزائر ... ومسعدمواصل حبيب) وقينة وصلتهابطاهرمسودترب الْعلَا نجيب (إِذا غوت أرشدتهابخاطر ... مسددوهاجس مُصِيب) وقهوة باكرته التاجرذي عندفي دينه وحوب (سورتها كسرتهابماطر ... مبردمن جمة القليب) (وَحرب خصم هجتهابكاثر ... ذِي عددفي قومه مهيب) (مغردا بل سقتهابباتر ... مهنديفري الطلى رسوب) (وَكم حظوظ نلتهامن قَادر ... ممجدبصنعة الْقَرِيب) (كافيت إِذْ شكرتهافي سامر ... ومشهدللملك الرَّقِيب) 3 - (القزم النَّاسِخ) أَحْمد بن سعيد بن الْفرج أَبُو السعادات الْكَاتِب الْمَعْرُوف بالقزم وجدته مضبوطاً بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي وَتَشْديد الْمِيم كَانَ يكْتب خطا مليحاً وَنسخ كثيرا من الْكتب الأدبيات ودواوين الْأَشْعَار وَهُوَ أَخُو أبي نصر مُحَمَّد بن سعيد بن الْفَرد وَكَانَ أَصْغَر من أَخِيه وَقد سمع من أَخِيه شَيْئا من الحَدِيث وَمن شعره (بعثت لقلبي الْهم يَوْم هويتكم ... وباتت عُيُون للرقاد هجوعا)

أبو الحارث العسكري

(وَكنت غريراً لَو عصيت عواذلي ... وَبت لنصح العاذلات مُطيعًا) (بحقكم لَا تهجروني لأنني ... أملت إِلَيْكُم جَانِبي جَمِيعًا) 3 - (أَبُو الْحَارِث العسكري) أَحْمد بن سعيد بن أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن الْحسن العسكري أَبُو الحراث الْمُقْرِئ الْخياط البغداذي سمع الْكثير وَحصل الْأُصُول وَقَرَأَ الْقُرْآن وَحدث قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَلم يكن ثِقَة سمع مُحَمَّد بن عَليّ النَّرْسِي وَهبة الله بن مُحَمَّد بن الْحصين وَأَبا غَالب أَحْمد وَابْن) كادش وأمثالهم توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو بكر الطَّائِي الدِّمَشْقِي) أَحْمد بن سعيد الطَّائِي أَبُو بكر الْكَاتِب من أهل مصر سكن دمشق فنسب إِلَيْهَا وَقدم بغداذ سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث مائَة وَحضر إملاء على أبي الْحسن عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش النَّحْوِيّ وروى شَيْئا من شعره وَشعر غَيره وروى عَنهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن يحيى الصولي وَأَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن عمرَان المرزباني وَمن شعره (لنا مغن مَا تغنى لنا ... إِلَّا استعذنا الله من شَره) (يَا لَيْت مَا أصبح فِي حلقه ... من انْقِطَاع كَانَ فِي ظَهره) وَمِنْه أَيْضا (قد غدونا إِلَى صَلَاة الْغَدَاة ... ثمَّ ملنا مِنْهَا إِلَى الحانات) فشربنا مدامة كَدم الخشف عقارا تضيء فِي الكاسات (فَإِذا شجها السقاة بِمَاء ... برزت مثل ألسن الْحَيَّات) (وَكَأن الأنامل اعتصرتها ... من شَقِيق الخدود والوجنات) وَمن شعره (عضضت بنانه فَبكى ... عَلَيْهِ ضمير وامقه) (وَأظْهر خَدّه وردا ... جناه لحظ رامقه) فَسَالَ دم حكى مَا احمر لوناً من شقائقه (وَمَا أدميت إصبعه ... وَلَكِن قلب عاشقه) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الْمُؤَدب) أَحْمد بن سعيد بن عبد الله الدِّمَشْقِي أَبُو الْحسن

أحمد بن سعيد بن شاهين

نزل بغداذ وَحدث عَن الزبير بن بكار بالموفقيات وَغَيرهَا من مصنفاته وَكَانَ مؤدب ولد المعتز واختص بِعَبْد الله بن المعتز روى عَنهُ إِسْمَاعِيل الصفار وَكَانَ صَدُوقًا وَهُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ ابْن المعتز وَهُوَ ابْن ثَلَاثَة عشرَة عَاما أبياته الَّتِي أَولهَا (أَصبَحت يَا ابْن سعيد حزت مكرمَة ... عَنْهَا يقصر من يحفى وينتعل) ) (سربلتني حِكْمَة قد هذبت شيمي ... وأججت غرب ذهني فَهُوَ مشتعل) (أكون إِن شِئْت قساً فِي خطابته ... أَو حارثاً وَهُوَ يَوْم الْفَخر مرتجل) (وَإِن أشأ فكزيد فِي فَرَائِضه ... أَو مثل نعْمَان مَا ضَاقَتْ بِي الْحِيَل) (أَو الْخَلِيل عروضياً أَخا فطن ... أَو الْكسَائي نحوياً لَهُ علل) (وَفِي فمي صارم مَا سَله أحد ... من غمده فدرى مَا الْعَيْش والجذل) (عقباك شكر طَوِيل لَا نفاد لَهُ ... تبقى معالمه مَا أطت الْإِبِل) 3 - (أَحْمد بن سعيد بن شاهين) 3 - (بن عَليّ بن ربيعَة) ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فَقَالَ هُوَ من أهل الْأَدَب وَله من الْكتب كتاب مَا قالته الْعَرَب وَكثر فِي أَفْوَاه الْعَامَّة 3 - (أَبُو عمر الصَّدَفِي) أَحْمد بن سعيد بن حزم بن يُونُس الصَّدَفِي الأندلسي المنتجيلي أَبُو عمر ذكره الْحميدِي فَقَالَ سمع بالأندلس جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن أَحْمد الزراد وَذكره غَيره ورحل فَسمع إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن النُّعْمَان وَأحمد بن عِيسَى الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن أبي عجينة وَغَيرهمَا وَألف كتاب تَارِيخ الرِّجَال كَبِيرا جمع فِيهِ مَا أمكنه من أَقْوَال النَّاس فِي الْعَدَالَة وَالتَّجْرِيح سَمعه مِنْهُ خلف بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن أبي جَعْفَر وَأحمد بن مُحَمَّد الإشبيلي الْمَعْرُوف بالحراز قَالَ ابْن عبد الْبر وَيُقَال إِن سَمَاعه لم يكمل إِلَّا لَهما وَمَات أَبُو عمر الصَّدَفِي فِي سنة خمس وَثَلَاث مائَة ومولده سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَلَعَلَّ الصَّحِيح مَا قَالَه الْحميدِي سنة خمسين وَثَلَاث مائَة تَارِيخ وَفَاته وَقَالَ الشَّيْخ فِي هَذَا التَّارِيخ 3 - (الْحَافِظ الْأَشْقَر) أَحْمد بن سعيد بن إِبْرَاهِيم الرباطي الْأَشْقَر الْحَافِظ نزيل نيسابور روى الْجَمَاعَة عَنهُ خلا ابْن مَاجَه توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

الهمداني المصري

3 - (الْهَمدَانِي الْمصْرِيّ) أَحْمد بن سعيد الهمذاني الْمصْرِيّ روى عَنْهُن أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ) 3 - (أَبُو جَعْفَر الدَّارمِيّ) أَحْمد بن سعيد بن صَخْر أَبُو جَعْفَر الدَّارمِيّ السَّرخسِيّ الْحَافِظ روى عَنهُ الْجَمَاعَة سوى النَّسَائِيّ وروى التِّرْمِذِيّ أَيْضا عَن رجل عَنهُ وَكَانَ من العملاء الْكِبَار أولي الرحلة والإنفاق ولي الْقَضَاء بسرخس وَرجع إِلَى نيسابور وَبهَا توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (وَالِد ابْن حزم الْعَلامَة) أَحْمد بن سيعد بن حزم بن غَالب أَبُو عمر الأديب وَالِد الْعَلامَة أبي مُحَمَّد بن حزم قَالَ الْحميدِي كَانَ لَهُ فِي البلاغة يَد قَوِيَّة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع مائَة وَقد وزر فِي دولة الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده الْحَافِظ أبي مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد بن سعيد فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ وَلَده أَبُو مُحَمَّد أَنْشدني وَالِدي فِي بعض وَصَايَاهُ (إِذا شِئْت أَن تحيى غَنِيا فَلَا تكن ... على حَالَة إِلَّا رضيت بِدُونِهَا) وَقد تقدم ذكر وَاقعَة جرت لَهُ مَعَ الْمَنْصُور مُحَمَّد بن أبي عَامر فلي تَرْجَمَة الْمَذْكُور 3 - (حفيد ابْن حزم) أَحْمد بن سعيد ابْن الإِمَام أبي مُحَمَّد عَليّ بن حزم اليزيدي مَوْلَاهُم الْقُرْطُبِيّ أَبُو عمر نزيل شلب كَانَ ظاهرياً كجده وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى مَذْهَبهم صليباً فِيهِ مَعَ معرفَة بالنحو وَالشعر توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَالْخمس مائَة بعد محنة عَظِيمَة من ضربه وحبسه وَأخذ أَمْوَاله لما نسب إِلَيْهِ من الثورة على السُّلْطَان 3 - (تَاج الدّين ابْن الْأَثِير) أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد الصاحب تَاج الدّين بن شرف الدّين بن شمس الدّين بن الْأَثِير الْحلَبِي الْموقع كَاتب السِّرّ توفّي بغزة ذَاهِبًا إِلَى الْقَاهِرَة فِي شَوَّال سنة

إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة وَكَانَ كَبِير الْقدر عديم الشَّرّ وَبَيت ابْن الْأَثِير هَؤُلَاءِ غير بَيت ابْن الْأَثِير بالموصل ولي كِتَابَة السِّرّ بعد فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر شهرا ولحقه إِلَى الله تَعَالَى ثمَّ ولي ابْنه عماد الدّين إِسْمَاعِيل ثمَّ طلب القَاضِي شرف الدّين عبد الْوَهَّاب بن فضل الله وَصرف عماد الدّين إِلَى التوقيع عِنْد النواب وباشر الْإِنْشَاء فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وأنشده الْأَمِير عز الدّين أيدمر أول اجتماعه بِهِ وملم يكن يعلم اسْمه وَلَا اسْم أَبِيه قَول الشَّاعِر) (كَانَت مساءلة الركْبَان تخيرني ... عَن أَحْمد بن سعيد أطيب الْخَيْر) (حَتَّى التقيا فَلَا وَالله مَا سمعَت ... أُذني بأحسنَ ممّا قد رأى بَصرِي) فَقَالَ لَهُ تَاج الدّين يَا مَوْلَانَا أتعرف أَحْمد بن سعيد فَقَالَ لَا فَقَالَ الْمَمْلُوك أَحْمد بن سعيد كتب إِلَيْهِ القَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر من حلب كتابا فَأجَاب القَاضِي تَاج الدّين يقبل الْيَد المحيوية المجنوبة إِلَى كل قبْلَة المحتوية على الْكَرم الَّذِي هُوَ للكرام قبْلَة لَا زَالَت مَخْصُوصَة بفضيلة الإعجاز والبلاغة الَّتِي كل حَقِيقَة لَدَيْهَا مجَاز وَالْإِحْسَان لَا إِحْسَان الَّذِي يظنّ الإطناب والإسهاب فِي شكره وَذكره من الإيجاز وَيُنْهِي وُرُود مشرفته الَّتِي أخذت البلاغة فِيهَا زخرفها وأشبهت الرَّوْضَة الْأنف مِنْهَا أحرفها وأبانت عَن معجزات البراعة ومثلت كَيفَ ينفث السحر فِي تِلْكَ اليراعة وأبانت مجاري وأفردته بالرتبة الَّتِي لَا يصل إِلَيْهَا زيد وَلَا عَمْرو وعلمته كَيفَ يكون الْإِنْشَاء وَإِن الْفضل بيد الله يؤتيه من يَشَاء ووقف الْمَمْلُوك عَلَيْهَا وقُوف من أقحمه الْحصْر وتطاول لمباراته فِيهَا وَلم يطلّ من بباعه قصر واستقدم قلمه جوابها فأحجم واستنطق لِسَانه ليعرب عَن وصفهَا فأعجم وَقَالَ لحسنها الَّذِي اسْترق الْقُلُوب ملكت فَأَسْجِحْ وَبلغ الْغَايَة فِي عذر نَفسه ومبلغ نفس عذرها مثل منجح وَمن أَيْن لأحد مثل تِلْكَ البديهة المتسرعة والروية الَّتِي هِيَ عَن كل مَا يتَجَنَّب متورعة والمعاني الَّتِي تولد مِنْهَا أبكار أَو الغرائب الَّتِي لَا يقبل الدّرّ من بحرها إِلَّا كبار أَو الخاطر الَّذِي يستجدي الفضلة من سماحته وَاللِّسَان الَّذِي يخرس الفصحاء عِنْد فَصَاحَته والقلم الَّذِي هُوَ مِفْتَاح الأقاليم وَالطَّرِيق الَّذِي من دلّ فِيهِ ضل وَلَو أَنه عبد الحميد أَو ابْن العميد أَو عبد الرَّحِيم والألفاظ الَّتِي تشرق بهَا أنوار الْمعَانِي فَكَأَنَّهَا لَيْلَة المقمرة وَالْيَد الَّتِي إِن لم تكن الأقلام بهَا مورقة فَإِنَّهَا مثمرة (ومولانا حرس الله مجد ... هَذَا قد أُوتِيَ ملك الْبَيَان) وَاجْتمعَ لَهُ طَاعَة الْقَلَم وَاللِّسَان فَخَطب الأقلام بِحَمْدِهِ قد أُوتِيَ ملك الْبَيَان وَاجْتمعَ لَهُ طَاعَة الْقَلَم وَاللِّسَان فَخَطب الأقلام بِحَمْدِهِ على مَنَابِر الْأَعْلَام وَقد أخذت لَهُ الْبيعَة بالتقدم على كل فَاضل وَلَو كَانَ الْفضل وأًبح مَحَله مِنْهَا الْأَسْنَى وأسماؤه فِيهَا الْحسنى وَجَاء من المحاسن بِكُل مَا تزهى بِهِ الدول وأصبحت طَرِيقَته فِي الْفُنُون كلمة الْإِسْلَام فِي الْملَل وَعرف بِالْإِشَارَةِ فِي حلب مَا صنعت فِيهِ الْأَيَّام وَمَا أشجاه من ربعهَا الَّذِي لم تبْق فِيهِ بشاشة بشام ووقوف) مَوْلَانَا فِي أطلالها وملاحظته الْآثَار الَّتِي

أَعرَضت السَّعَادَة عَنْهَا بعد إقبالها وتفجعه فِي دمنها وتوجعه لتِلْك المحاسن الَّتِي أخذت من مأمنها وَإنَّهُ وجدهَا وَقد خلت من عراصها وزمت للنوى قلاصها وغربانها فِي رسومها ناعية وأيدي الرزايا بهَا لاعبة (فَلم يدر رسم الدَّار كَيفَ يجيبنا ... وَلَا نَحن من فرط الأسى كَيفَ نسْأَل) فنشكر الله بوقفه على تِلْكَ الدمن رقته الَّتِي قَابل بهَا جفوة الزَّمن وَرَأى لَهُ هَذَا الْعَهْد الَّذِي تمسكت الْآن مِنْهُ بِحَسب ورعى لَهُ حق الَّذِي جرى فَقضى للربع مَا وَجب وشاق الْمَمْلُوك توقفه فِي رسومها واسترواحه بنسيمها وسقياها بدمعه وتجديد الْعَهْد بمغناها الَّذِي كَانَ يرَاهُ بطرفه فَأصْبح يرَاهُ بسمعه وَلَقَد يعلم الله أَن الأحلام مَا مثلتها الْعين إِلَّا تأرقت وَلَا ذكرتها النَّفس إِلَّا تمزقت وَلَا تخيلها فكرته إِلَّا اسْتَقَرَّتْ على حَال من القلق وَلَا تمثلتها أمانيه إِلَّا وأمست مطايا دمعه فِي السَّبق مَا قلت إيه بعدة المتسامرين النَّاس إِلَّا قَالَ دمعي آها على أَنه قد أصبح من ظلّ مَوْلَانَا فِي وَطن ونساه أَنه من ظعن وَمن قطن ومشرف بخدمته الَّتِي تعلي لمن خدمها منارا واستعار من الْأَيَّام الَّذِي أخذت مِنْهُ درهما وأعاضته عَنهُ دِينَارا واصبح لي عَن كل سفل بل شغل وَأما الأشواق (فسل فُؤَادك عني ... يُخْبِرك مَا كَانَ مني) (فَمَا ذكرت حبيباً ... إِلَّا وَذَلِكَ أَعنِي) وَلَو أَنِّي اسْتَطَعْت غمضة طرفِي ووصفت مَا عَسى أَن أصف من الشوق كَانَ الْأَمر فَوق وصفي (وَإِنِّي فِي دَاري وَأَهلي كأنني ... لبعدك لَا دَار لدي وَلَا أهل) وَعرف الْمَمْلُوك الْإِشَارَة إِلَى هَذِه السفرة ومتاعبها والطرق ومصاعبها والثلوج الَّتِي شابت مِنْهَا مفارق الْجبَال والمفاوز الَّتِي تهيب المسرى بهَا طيف الخيال والمرجو من الله تَعَالَى أَن تكون العقبى مِنْهَا مَأْمُونَة والسلامة فِيهَا مَضْمُونَة وَكَأن مَوْلَانَا بالديار وَقد دنت وبالراحة وَقد أَنْت والتهاني وَقد شرفت بورودها هاتيك الرحاب والرياض وَقد أبدت من محَاسِن حسناتها مَا يكفر ذَنْب السَّحَاب والأنس قد أَمْسَى وَهُوَ مُجْتَمع القوى والرحلة وَقد أَلْقَت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى) قلت وَانْظُر إِلَى هَذَا السجع المصقول والقرائن الَّتِي تمكنت قوافيها واطمأنت وَهَذَا الْإِنْشَاء وَمَا فِيهِ من المنظوم وإيراده هَذِه الأبيات فِي أماكنها الَّتِي كَأَنَّهَا لم تقل إِلَّا فِي هَذَا الموطن وَتَأمل هَذِه الْفقر كَيفَ يغلب الْوَزْن على أَكْثَرهَا وَهَذِه غَايَة المنشئ البليغ وَلَيْسَ وَرَاء هَذِه غَايَة وَلكنه كَانَت وريته جَيِّدَة وَلَيْسَ لَهُ بديهة فَهُوَ يبطئ وَلَا يُخطئ وَقد تقدم ذكره فِي تَرْجَمَة فَخر الدّين ابْن لُقْمَان وَكَانَ تَاج الدّين مِمَّن كتب للناصر ابْن الْعَزِيز صَاحب الشَّام كتب لَهُ كتابا إِلَى هولاكو على يَد وَلَده

المقرئ الطرابلسي

وَقد جهزه بتحف إِلَى أردو هولاكو وَكَانَ كتابا حسنا جَاءَ فِيهِ عِنْد ذكر الْوَلِيد مَا قَالَ الشَّاعِر (يجود بِالنَّفسِ إِن ضن الْجواد بهَا ... والجود بِالنَّفسِ أقْصَى غَايَة الْجُود) فَلَمَّا عرضه على النَّاصِر قَالَ هَذَا حسن وَقلت هَاهُنَا مَا قَالَه ابْن حمدَان (فدى نَفسه بِابْن عَلَيْهِ كنفسه ... وَفِي الشدَّة الصماء تفنى الذَّخَائِر) (وَقد يقطع الْعُضْو النفيس لغيره ... وتدحر بِالْأَمر الْكَبِير الْكَبَائِر) فَأقر لَهُ بِالْإِحْسَانِ 3 - (الْمُقْرِئ الطرابلسي) أَحْمد بن سعيد بن أَحْمد بن نَفِيس الْمُقْرِئ أَصله من طرابلس الغرب انْتَقَلت إِلَيْهِ رياسة الإقراء بِمصْر وفَاق قراء الْأَمْصَار بعلو الْإِسْنَاد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن سَلام) أَحْمد بن سَلام الرضائي هُوَ الْقَائِل فِي تَفْضِيل الْمبرد على ثَعْلَب (رَأَيْت مُحَمَّد بن زيد يسمو ... إِلَى العلياء فِي جاه وَقدر) (جليس خلائف وغذي ملك ... وَأعلم من رَأَيْت بِكُل أَمر) (وشبابية الظرفاء فِيهِ ... وأبهة الْكَبِير بِغَيْر كبر) (وَقَالُوا ثَعْلَب رجل عليم ... وَأَيْنَ النَّجْم من شمس وَبدر) (وَقَالُوا ثَعْلَب يملي ويفتي ... وَأَيْنَ الثعلبان من الهزبر) قَالَ المرزباني رَوَاهَا مُحَمَّد بن دَاوُد لَهُ وَقد رويت لغيره وَهِي أَكثر من هَذَا وَغير مُحَمَّد بن دَاوُد يَرْوِيهَا لِأَحْمَد بن عبد السَّلَام 3 - (ابْن الرطبي) ) أَحْمد بن سَلامَة بن عبيد الله بن مخلد بن إِبْرَاهِيم بن مخلد البَجلِيّ الْكَرْخِي أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الرطبي أَصله من كرخ جدان وَهُوَ أحد من يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْخلاف وَالنَّظَر قَرَأَ الْفِقْه على ابْن الصّباغ وعَلى الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ رَحل إِلَى أَصْبَهَان وَقَرَأَ على مُحَمَّد بن ثَابت الخجندي ثمَّ رَجَعَ إِلَى بغداذ وَصَارَ بهَا من الْأَئِمَّة الْمشَار

المسند أبو العباس ابن أبي الخير

إِلَيْهِم فِي علم النّظر وَالتَّحْقِيق وَعَلِيهِ دَرَجَة واستخلفه قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي على قَضَاء الْحَرِيم ثمَّ ولي الْحِسْبَة ببغداذ بعد وَفَاة أَخِيه أبي مُحَمَّد عبد الله ثمَّ استنابه قَاضِي الْقُضَاة دجيلاً مُضَافا إِلَى ذَلِك وَجَرت أُمُوره فِي ذَلِك على السداد وَكَانَ كثير الْفضل وافر الْعقل حسن السمت سمع ببغداذ عَليّ بن أَحْمد البسري ومحمداً وطراداً ابْني مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَمَالك بن أَحْمد البانياسي وقاضي الْقُضَاة مُحَمَّد بن عَليّ الدَّامغَانِي وَالشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَابْن الصّباغ وَجَمَاعَة ببغداذ وأصبهان وَخرجت لَهُ فَوَائِد عَن شُيُوخه وسمعها مِنْهُ جمَاعَة من الأكابر وروى عَنهُ ابْن بوش وَغَيره وَنظر فِي أَمر ترب الْخُلَفَاء وَصلى على الإِمَام المسترشد وأدب وَلَده الراشد ولد سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (الْمسند أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْخَيْر) أَحْمد بن سَلامَة بن إِبْرَاهِيم بن سَلامَة بن مَعْرُوف بن خلف الْمسند المعمر أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْخَيْر الدِّمَشْقِي الْحداد الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ الْخياط الدَّلال ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة سمع من الْكِنْدِيّ وشمس الدّين أَحْمد بن عبد الْوَاحِد البُخَارِيّ وَالِد الْفَخر وَأَجَازَ لَهُ من أَصْبَهَان خَلِيل بن أبي الرَّجَاء الراراني وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الطرسوسي ومسعود بن أبي مَنْصُور الْجمال وَعبد الرَّحِيم الكاغذي وَتفرد فِي الدُّنْيَا عَنْهُم وَأَجَازَ لَهُ طَائِفَة من أَصْحَاب فَاطِمَة الجوزدانية وَأبي عبد الله الْخلال وَأَجَازَ لَهُ من مصر البوصيري وَفَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر وَابْن نجا وَابْن حَمْزَة والحافظ عبد الْغَنِيّ وَأَبُو عبد الله الأرتاحي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من بغداذ ابْن كُلَيْب وَابْن بوش وَأَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَأَبُو المعطوش وَعبد الْخَالِق بن البندار وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عليان وَطَائِفَة من أَصْحَاب أبي الْحصين وقاضي المارستان وَأَجَازَ لَهُ من دمشق أَبُو طَاهِر الخشوعي وَأَبُو جَعْفَر الْقُرْطُبِيّ وَأَبُو مُحَمَّد ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ عمر بن الْحَاجِب بِعَرَفَات وروى عَنهُ الدمياطي) وَابْن الحلوانية وَابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَابْن جعوان والمزي وَابْن أبي الفت وَابْن الشريشي وَابْن تَيْمِية وَأَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد وَالْمجد بن الصَّيْرَفِي والبرزالي وَأَبُو بكر بن مشرف وَطَائِفَة سواهُم قل الشَّيْخ شمس الدّين سَأَلت الْمزي عَنهُ فَقَالَ شيخ جليل متيقظ تفرد بالرواية عَن جمَاعَة وَحدث سِنِين وأضر بِأخرَة وَتُوفِّي يَوْم عَاشُورَاء فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَأَجَازَ لشمس الدّين جَمِيع مروياته 3 - (ابْن سَلامَة المغربي) أَحْمد بن سَلامَة بن سَالم المغربي التَّاجِر أَخْبرنِي الإِمَام الْحَافِظ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ لَقيته بِالْقَاهِرَةِ وقرأت عَلَيْهِ من شَرعه قَوْله (باكر إِلَى الراح والراحات فِي الْبكر ... واستجل شمس الضُّحَى فِي رَاحَة الْقَمَر) (واشرب على ورد خديه النَّضِير فكم ... فِي حسنه لأولي الْأَلْبَاب من نظر) (سلافة كم على خمارها سلفا ... للشُّرْب بالشرب والقيان بِالْخمرِ) (بكرا عجوزاً لَهَا فِي دنها حقب ... كم خَاطب رَاغِب فِيهَا مَعَ الْكبر)

الجمال البغداذي

(صفراء تحسب فِي كاساتها قبساً ... لَوْلَا المزاج خشينا سُورَة السُّور) (ونهض إِلَى الحان والألحان مغتنماً ... واخلع عذارك واشرب غير مستتر) (من كف أهيف غُصْن البان معتدلاً ... من حسن خطوته يمشي على خطر) (وروضة قَابل الخيري سوسنها ... وَقبل الظل فِيهَا وجنة الزهر) (وفاح نشر العبير المندلي بهَا ... وَرَاح بِالرَّاحِ دَاعِي الْهم والفكر) (كَأَنَّمَا عطرت أرجاؤه بشذا ... أبي الْمعَانِي رَئِيس البدو والحضر) وأنشدني للمذكور أَيْضا (تَأمل أبدر التم أحسن أم بَدْرِي ... وَقس نظرا عطفيه بالغصن النَّضر) (وَقل مَا تشا عَن لحظه ورضابه ... وَحدث فَكل مَعْدن السحر وَالْخمر) (ودع ذكر أَخْبَار العذيب وبارق ... وصف عَن عذيب الرِّيق أَو بارق الثغر) (وَكن مستضيئاً بِالْهدى من جَبينه ... إِذا ضل هادي الْفِكر فِي ظلمَة الشّعْر) قلت وَقد رَأَيْت الْمَذْكُور كتب بِخَطِّهِ كتاب الريحانة والريعان لِابْنِ خيرة وَهُوَ مجلدان كبيران وخطه فِي غَايَة الْحسن مَنْسُوب وَأما شعره هَذَا فَإِنَّهُ وسط) 3 - (الْجمال البغداذي) أَحْمد بن سلمَان بن أَحْمد بن سلمَان بن أبي شريك الْجمال أَبُو الْعَبَّاس الْمُقْرِئ البغداذي قَرَأَ بالروايات عَن جمَاعَة من أَصْحَاب البارع أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الدباس وَأبي بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المزرفي وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن أَحْمد الحريري وَغَيرهم وأسمعه وَالِده الْكثير فِي صباه وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ الْكثير وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ بِخَطِّهِ كثيرا سمع سعيد بن أَحْمد الْبناء وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي وَأحمد بن سلمَان وَأحمد بن بنيمان الْمُسْتَعْمل وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم ابْن بَيَان وَأبي عَليّ ابْن نَبهَان وَأبي طَالب بن يُوسُف وَأبي عَليّ بن الْمهْدي وَأبي الْعِزّ بن كادش وَغَيرهم حَتَّى سمع من أَصْحَاب أبي الْفضل الأرموي وَأبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ والحافظ ابْن نَاصِر وَأبي الْوَقْت السجْزِي وَلم يزل يسمع إِلَى أَن مَاتَ سنة إِحْدَى وست مائَة وسافر الْحجاز والجزيرة وَالشَّام وواسط قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا أَمينا متديناً حسن الطَّرِيقَة سليم الْجَانِب طيب الْأَخْلَاق يقْرَأ فِي التَّرَاوِيح كل لَيْلَة نصف الْقُرْآن بَقِي على ذَلِك سِنِين وَكَانَ حسن التِّلَاوَة 3 - (النجاد الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن سلمَان بن الْحسن بن إِسْرَائِيل بن يُونُس الْفَقِيه أَبُو بكر

الحافظ أبو الفضل النيسابوري

البغداذي النجاد الْحَنْبَلِيّ قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَدُوقًا عَالما صنف كتابا كَبِيرا فِي السّنَن وَكَانَ لَهُ فِي جَامع الْمَنْصُور حلقتان قبل الصَّلَاة للْفَتْوَى وَبعدهَا للإقراء قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ حدث من كتاب غَيره بِمَا لم يكن فِي أُصُوله قَالَ الْخَطِيب كَانَ قد أضرّ فعل بَعضهم قَرَأَ عَلَيْهِ مَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ من كبار أَئِمَّة الْحَنَابِلَة وصنف كتابا كَبِيرا فِي الْخلاف توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَافِظ أَبُو الْفضل النَّيْسَابُورِي) أَحْمد بن سَلمَة بن عبد الله أَبُو الْفضل النَّيْسَابُورِي الْبَزَّار الْمعدل الْحَافِظ رَفِيق مُسلم فِي الرحلة إِلَى قُتَيْبَة وَإِلَى الْبَصْرَة وَسمع قُتَيْبَة وَابْن رَاهَوَيْه وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْن وارة وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وهم أكبر مِنْهُ وَتُوفِّي فِي غرَّة جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ الرهاوي) أَحْمد بن سُلَيْمَان الرهاوي الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة رَحل وطوف روى عَنهُ النَّسَائِيّ فَأكْثر وَقَالَ ثِقَة توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ) 3 - (أَبُو الْفضل الْكَاتِب) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن وهب بن سعيد أَبُو الْفضل الْكَاتِب وَأَبوهُ أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن وهب الْوَزير وَعَمه الْحسن بن وهب معروفان مشهوران يذكران فِي مكانيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَنسبه يذكر فِي تَرْجَمَة الْحسن بن وهب توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أَبُو الْفضل هَذَا بارعاً فَاضلا ناظماً ناثراً تقلد الْأَعْمَال وَنظر فِي جباية الْأَمْوَال وَأَخُوهُ عبيد الله بن سُلَيْمَان وَالقَاسِم بن عبيد الله وَزِير المعتضد والمكتفي سَأَلَ أَبُو الْفضل صديقا لَهُ حَاجَة فَلم يقضها لَهُ فَقَالَ (قل لي نعم مرّة إِنِّي أسر بهَا ... وَإِن عداني مَا أرجوه من نعم) (فقد تعودت لَا حَتَّى كَأَنَّك لَا ... تعد قَوْلك لَا إِلَّا من الْكَرم) فَقضى حَاجته فَقَالَ (ضحوك لسؤاله ... قطوب إِذا لم يسل)

(كَأَن نعم نحلة ... بغته لمج الْعَسَل) وَكَانَ لِأَحْمَد غُلَام يكنى أَبَا الحسام وَكَانَ يهواه جدا فَخرج مرّة إِلَى الْكُوفَة بِسَبَب رزقه مَعَ إِسْحَاق بن عمرَان فَكتب إِلَى إِسْحَاق (دموع الْعين مذروفه ... وَنَفس الصب مشغوفه) من الشوق إِلَى الْبَدْر الَّذِي يطلع بالكوفه فَلَمَّا قرأهما وفاه رزقه وأنفذه إِلَيْهِ سَرِيعا وَمن كَلَامه النعم أيديك الله ثَلَاث مُقِيمَة ومتوقعة وَغير محتسبة فحرس الله لَك مقيمها وبلغك متوقعها وآتاك مَا لم تحتسب مِنْهَا وَدخل إِلَى صديق لَهُ فَلم يره كَمَا ظن من السرُور فَدَعَا بِدَوَاةٍ وَكتب (قد أَتَيْنَاك زائرين خفافاً ... وَعلمنَا بن عنْدك فَضله) من شراب كَأَنَّهُ دمع مرهاء أَضَاءَت لَهَا من الهجر شعله (ولدينا من الحَدِيث هَنَات ... معجبات نعدها لَك جمله) (إِن يكن مثل مَا تُرِيدُ وَإِلَّا ... فَاحْتَمَلْنَا فَإِنَّمَا هِيَ أكله) وَكتب إِلَى أَخِيه الْوَزير عبيد الله وَلم يودعه أَطَالَ الله بَقَاء الْوَزير مصحباً لَهُ السَّلامَة الشاملة وَالْغِبْطَة الْكَامِلَة وَالنعَم المتظاهرة والمواهب المتواترة فِي ظعنه ومقامه وحله وترحاله) وحركته وسكونه وليله ونهاره وَعجل إِلَيْنَا أوبته وَأقر عيوننا برجعته وَمَتعْنَا بِالنّظرِ إِلَيْهِ كَانَ شخوص الْوَزير أعزه الله فِي هَذِه الْمدَّة بَغْتَة أعجل عَن توديعه فَزَاد ذَلِك فِي ولهي وإضرام لوعتي واشتدت لَهُ وحشتي وَذكرت قَول كثير (وكنتم تزينون الْبِلَاد ففارقت ... عَشِيَّة بنتم زينها وجمالها) (فقد جعل الراضون إِذْ أَنْتُم لَهَا ... بخصب الْبِلَاد يشتكون وبالها) والوزير أعزه الله يعلم مَا قيل فِي يحيى بن خَالِد (ينسى صنائعه ويذك وعده ... ويبيت فِي أَمْثَاله يتفكر) وَكتب إِلَى ابْن أَخِيه الْحسن بن عبيد الله بن سُلَيْمَان (يَا ابْني وَيَا ابْن أخي الْأَدْنَى وَيَا ابْن أبي ... والمرتدي برداء الْعقل وَالْأَدب) (وَمن يزِيد جناحي من قواك بِهِ ... وَمن إِذا عد مني زَان لي حسبي) وَمن شعره وَهُوَ مَشْهُور (حفت بسرو كالقيان تلحفت ... خضر الْحَرِير على قوام معتدل) (فَكَأَنَّهَا وَالرِّيح حِين تميلها ... تبغي التعانق ثمَّ يمْنَعهَا الخجل)

ابن أبي هريرة

وَله من التصانيف ديوَان شعره وديوان رسائله وَتُوفِّي وَله نَيف وَسِتُّونَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن أبي هُرَيْرَة) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن زبان بالزاي وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف نون أَبُو بكر الْكِنْدِيّ الضَّرِير الْمَعْرُوف بِابْن أبي هُرَيْرَة توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن خلف بن سعد بن أَيُّوب الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم بن القَاضِي أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ سكن سرقسطة وَغَيرهَا وروى عَن أَبِيه مُعظم علمه وَخَلفه بعد وَفَاته فِي حلقته وَغلب عَلَيْهِ علم الْأُصُول وَالنَّظَر وَله تصانيف تدل على حذقه وَله العقيدة فِي الْمذَاهب السديدة ورسالة الاستعداد للخلاص من الْمعَاد وَكَانَ غَايَة فِي الْوَرع توفّي بجدة بعد مُنْصَرفه من الْحَج سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن كسا الْمصْرِيّ) ) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن كسا الْمصْرِيّ كَانَ محتشماً ذَا ثروة وَله غلْمَان ترك توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَقيل سنة خمس وَهُوَ الصَّحِيح 3 - (ابْن المرجان) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة شرف الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن المرجان الْمُقْرِئ الْمَالِكِي درس وَأفْتى وناب فِي الفضاء ثمَّ إِنَّه اسْتَقل بِهِ وَكَانَ من أَعْيَان فضلاء الثغر روى عَنهُ الدمياطي وَغَيره توفّي سنة تسع وَخمسين وست مائَة 3 - (ابْن أبي الْعَبَّاس الطوسي) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس الطوسي كَانَ فَاضلا مَاتَ فِيمَا ذكره الْخَطِيب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة على ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة روى عَنهُ أَبُو جَعْفَر ابْن شاهين وَصَاحب الأغاني أَبُو الْفرج وَأَبُو عبيد الله المرزباني وَكَانَ صَدُوقًا وروى عَنهُ المخلص أَيْضا روى عَنهُ كتاب النّسَب للزبير لِأَنَّهُ قدم سُلَيْمَان بن دَاوُد على الْبَرِيد فأهدى إِلَى الزبير هَدَايَا كَثِيرَة فأهدى إِلَيْهِ الزبير كتاب النّسَب فَقَالَ سُلَيْمَان أحب أَن يقْرَأ عَلَيْك فقرئ عَلَيْهِ وسَمعه وَلَده أَحْمد بن سُلَيْمَان 3 - (أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الْأَسدي) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَيُّوب بن دَاوُد بن عبد الله بن حذلم أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الْأَسدي القَاضِي الْفَقِيه الْأَوْزَاعِيّ الْمَذْهَب كَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع دمشق يدرس فِيهَا مَذْهَب الْأَوْزَاعِيّ قَالَ الْكِنَانِي كَانَ ثِقَة مَأْمُونا نبيلاً قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقع لي حَدِيثه بعلو توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة

الصاحب تقي الدين

3 - (الصاحب تَقِيّ الدّين) أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن هِلَال الصاحب تَقِيّ الدّين بن القَاضِي جمال الدّين بن القَاضِي أَمِين الدّين بن هِلَال طلع إِلَى الديار المصرية وَخرجت لَهُ شَفَاعَة من الدّور إِلَى الْأَمِير سيف الدّين تنكز بِأَن يرتبه من جمل كتاب الدرج بِالشَّام فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فَمَا اتّفق هَل شَيْء وَكَانَ ذَلِك بِوَاسِطَة السِّت مسكة ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك لما مَاتَ جمال الدّين عبد الله ابْن غَانِم وَقصد أَن يكون مَكَانَهُ كتب توقيعه بذلك وَمَات تمّ لَهُ أَمر فَتوجه إِلَى مصر وسعى فِي أَيَّام الْملك الْكَامِل شعْبَان وبذل مبلغا كثيرا فرتب فِي وكَالَة بَيت المَال والحسبة وتوقيع الدست) بِالشَّام ثمَّ توقفت الْقَضِيَّة فَلَمَّا تولى الْملك المظفر سعى الْأَمِير سيف الدّين سيف بن فضل والصواف تَاجر الْخَاص فرسم لَهُ بِنَظَر النَّاظر بِالشَّام لِأَن عَلَاء الدّين بن الْحَرَّانِي كَانَ قد تصور كثيرا فَحَضَرَ إِلَى دمشق بعد عيد شهر رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي وكابد الْأُمُور وصبر وَاحْتمل وَطول روحه وَجَاءَت الْجِهَات فِي أَيَّامه وَكثر الْمطلب عَلَيْهِ وَزَاد الشناع وَقلت حرمته وتناهب النَّاس الْأَمْوَال بِالْيَدِ فَطلب الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي من السُّلْطَان أَن يكون عوضه الصاحب شمس الدّين مُوسَى بن تَاج الدّين إِسْحَاق فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي أَوَاخِر شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَلزِمَ الصاحب تَقِيّ الدّين الْمَذْكُور بَيته وَكَانَ قد استأدى من الصَّواف التَّاجِر مبلغ ثَمَانِينَ ألفا وَهَذَا التَّاجِر هُوَ الَّذِي جلب الْأَمِير سيف الدّين صرغتمش الناصري وَكَانَ هَذَا الْأَمِير قد حضر من بَاب السُّلْطَان مُتَوَجها بالأمير فَخر الدّين إياز نَائِب حلب فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق طَالب تَقِيّ الدّين الْمَذْكُور مُطَالبَة عُتَيّة وجد لَهُ فِي الْمطلب واكفهر فشفع فِيهِ الْأَمِير فَخر الدّين وَضمن لَهُ أَنه مَا يعود من حلب إِلَّا وَقد حصل لَهُ الْمبلغ فَلَمَّا كَانَ قبل وُصُول الْأَمِير سيف الدّين صرغتمش من حلب بليلة وَاحِدَة ثار على تَقِيّ الدّين الْمَذْكُور دم كثير قَتله فَمَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس شهر رَجَب سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وخلصه الله مِنْهُ وَكَانَ شَابًّا حسن الْوَجْه والشكل والعمة يكْتب سَرِيعا قَوِيا وَفِيه كرم نفس وَكَانَ عمره خمْسا وَعشْرين سنة تَقْرِيبًا كتب إِلَيْهِ جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة الْمصْرِيّ وأنشدني من لَفظه (هنئت مَا أُوتِيتهُ من دولة ... حَملتك فِي الْعَينَيْنِ من إجلالها) (فِي مقلة الأجفان أَنْت فَقل لنا ... أَنْت ابْن مقلتها أم ابْن هلالها) وانتقد الْأَفْضَل عَلَيْهِ هَذَا الْمَعْنى لِأَنَّهُ لَا يَسْتَقِيم مَا أَرَادَهُ فأنشدني لنَفسِهِ شمس الدّين مُحَمَّد الْخياط الدِّمَشْقِي (إِن الوزارة وَالْكِتَابَة لم نجد ... أحدا سواك يزِيد فِي إجلالها)

الواسطي

(جعلتك فِي الْعَينَيْنِ مِنْهَا مَا ترى ... أَنْت ابْن مقلتها أَو ابْن هلالها) 3 - (الوَاسِطِيّ) أَحْمد بن سِنَان بن أَسد بن حبَان أَبُو جَعْفَر الوَاسِطِيّ الْقطَّان الْحَافِظ قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة صَدُوق توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ) 3 - (الأشناتي) أَحْمد بن سهل بن الفيرزان أَبُو الْعَبَّاس الأشناتي أحد الْقُرَّاء المجودين قَرَأَ على عبيد بن الصَّباح صَاحب حَفْص واشتهر بِهَذِهِ الْقِرَاءَة لمعرفته بهَا وعلو سنة توفّي سنة سبع وَثَلَاث مائَة 3 - (الهمذاني) أَحْمد بن سهل الهمذاني أَبُو نصر قَالَ المرزباني معتضدي وَهُوَ الْقَائِل يمدح مُحَمَّد بن الْحسن السكرِي ولقيه بجرجان من قصيدة (إِن الْأَمِير أَبَا عبد الْإِلَه فَتى ... مِنْهُ على الْبشر الإفضال ينسجم) (مِنْهُ الْحَيَاة وَمِنْه الْمَوْت يُعلمهُ ... وَالْخَيْر مِنْهُ وَمِنْه الشَّرّ ينحسم) (من معشر لبِنَاء الْمجد مذ خلقُوا ... من فضل فَخْرهمْ الْأَركان والدعم) (قوم إِذا اعْتصمَ الْجَانِي اللهيف بهم ... مدت عَلَيْهِ ظلال الْأَمْن يعتصم) قلت شعر متوسط 3 - (الْبَلْخِي) أَحْمد بن سهل الْبَلْخِي قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان هُوَ الْقَائِل يرثي الْحسن ابْن الْحُسَيْن الْعلوِي (إِن الْمنية رامتنا بأسهمها ... فأوقعت سهمها المسموم بالْحسنِ) (إِن مُحَمَّدًا الْأَعْلَى يغادره ... تَحت الصفيح مَعَ الْأَمْوَات فِي قرن) (يَا قبر إِن الَّذِي ضمنت جثته ... من عصبَة سادة لَيْسُوا ذَوي أفن) (مُحَمَّد وَعيلَ ثمَّ زَوجته ... ثمَّ الْحُسَيْن ابْنه والمرتضى الْحسن) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو زيد الْبَلْخِي) أَحْمد بن سهل الْبَلْخِي أَبُو زيد كَانَ فَاضلا قيمًا بِجَمِيعِ الْعُلُوم

الْقَدِيمَة والحديثة يسْلك فِي مصنفاته طَريقَة الفلاسفة إِلَّا أَنه بِأَهْل الْأَدَب أشبه وَكَانَ معلما للصبيان ثمَّ رَفعه الْعلم وَقد وَصفه أَبُو حَيَّان التوحيدي وَقد ذكرت ذَلِك فِي تَرْجَمَة أبي حنيفَة الدينَوَرِي وَحكي عَنهُ أَنه قَالَ كَانَ للحسين بن عَليّ المروروذي وأخيه صعلوك صلات يجريانها عَليّ دَائِما فَلَمَّا صنفت كتاب ي فِي الْبَحْث عَن التأويلات قطعاها عني وَكَانَ لأبي عَليّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن جيهان من) خرخان الجيهاني وَزِير نصر بن أَحْمد الساماني جوَار يدرها عَليّ فَلَمَّا صنفت كتاب القرابين والذبائح حرمنيها قَالَ فَكَانَ الْحُسَيْن قرمطياً وَكَانَ الجيهان ثنوياً قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم كَانَ أَبُو زيد يرْمى بالإلحاد من تصانيفه أَقسَام الْعُلُوم شرائع الْأَدْيَان اختيارات السّير السياسة الْكَبِير السياسة الصَّغِير كَمَال الدّين فضل صناعَة الْكِتَابَة مصَالح الْأَدْيَان والأنفس يعرف بالمقالتين أَسمَاء الله تَعَالَى وَصِفَاته صناعَة الشّعْر فَضِيلَة علم الْأَخْبَار الْأَسْمَاء والكنى والألقاب أسامي الْأَشْيَاء النَّحْو والتصريف الصُّورَة والمصور حُدُود الفلسفة مَا يَصح من أَحْكَام النُّجُوم الرَّد على عَبدة الْأَوْثَان فَضِيلَة عُلُوم الرياضة أَقسَام عُلُوم الفلسفة القرابين والذبائح عصمَة الْأَنْبِيَاء نظم الْقُرْآن قوارع الْقُرْآن الفتاك والنساك مَا أغلق من غَرِيب الْقُرْآن فِي أَن سُورَة الْحَمد تنوب عَن جَمِيع الْقُرْآن أجوبة أبي الْقَاسِم الكعبي النَّوَادِر فِي فنون شَتَّى أجوبة أهل فَارس السَّمَاء والعالم أجوبة أبي عَليّ بن مُحْتَاج أجوبة أبي إِسْحَاق الْمُؤَدب المصادر أجوبة مسَائِل أبي الْفضل السكرِي الشطرنج فَضَائِل مَكَّة على سَائِر الْبِقَاع جَوَاب رِسَالَة أبي عَليّ بن الْمُنِير الزيَادي الْبَحْث عَن التأويلات كَبِير الرسَالَة السالفة إِلَى العاتب مدح الوراقة الْوَصِيَّة صِفَات الْأُمَم القرود فضل الْملك الْمُخْتَصر فِي اللُّغَة صولجان الكتبة نثر من كَلَامه أدب السُّلْطَان والرعية فَضَائِل بَلخ تَفْسِير الْفَاتِحَة والحروف الْمُقطعَة فِي أَوَائِل السُّور رسوم الْكتب كتاب كتبه إِلَى أَحْمد المستنير بن المظفر فِي شرح مَا فيل فِي حُدُود الفلسفة أَخْلَاق الْأُمَم ولد أَبُو زيد الْبَلْخِي بقرية تدعى شامستيان وَكَانَ يعلم بهَا الصّبيان فِيمَا قيل وَكَانَ يمِيل إِلَيْهَا ويحبها وَلذَلِك لما حسنت حَاله اعْتقد بهَا ضيعته ووكل بهَا همته وَكَانَت تِلْكَ الضّيَاع بَاقِيَة بأيدي أحفاده وأقاربه إِلَى أَن خربَتْ بَلخ وَقيل إِن الْأَمِير أَحْمد بن سهل بن هَاشم كَانَ ببلخ وَعِنْده أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن أَحْمد بن مَحْمُود الكعبي وَأَبُو زيد فِي لَيْلَة من اللَّيَالِي وَفِي يَد الْأَمِير عقد لآلئ

نفيسة تتلألأ ويتوهج نورها قد حملت إِلَيْهِ من بِلَاد الْهِنْد حِين افتتحت فأفرد الْأَمِير مِنْهَا عشر حبات وناولها أَبَا الْقَاسِم وأفرد عشرا وناولها أَبَا زيد وَقَالَ هَذِه اللآلئ فِي غَايَة النفاسة فَأَحْبَبْت أَن أشرككما فِيهَا وَلَا أستبد بهَا فشكرا لَهُ ذَلِك ثمَّ إِن أَبَا الْقَاسِم وضع لآلئه بَين يَدي أبي زيد وَقَالَ إِن أَبَا زيد مهتم بشأنها فَأَرَدْت أَن أصرف مَا برني بِهِ الْأَمِير إِلَيْهِ فَقَالَ الْأَمِير نعم مَا فعلت وَرمى بِالْعشرَةِ الْبَاقِيَة إِلَى أبي زيد وَقَالَ خُذْهَا فلست فِي) الفتوة بِأَقَلّ حظاً وَلَا أوكس سَهْما من أبي الْقَاسِم فَلَا تغبنن عَنْهَا فَإِنَّهَا ابتيعت للخزانة بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم فَبَاعَهَا بِثمن جليل وَصَرفه فِي ثمن الضَّيْعَة الَّتِي اشْتَرَاهَا وَكَانَ أَبُو زيد ربعَة نحيفاً مصفاراً أسمر جاحظ الْعين فِيهَا تَأَخّر وميل وبوجهه آثَار جدري وَهُوَ صموت سكيت ذُو وقار وهيبة دخل الْعرَاق وَأخذ عَن الْعلمَاء وطوف الْبلدَانِ وتتلمذ لأبي يُوسُف يَعْقُوب الْكِنْدِيّ وَحصل من عِنْده علوماً جنَّة وتعمق فِي الفلسفة وهجم على أسرار التنجيم والهيئة وبرز فِي علم الطِّبّ وَبحث عَن أصُول الدّين أتم بحث وَأبْعد استقصاء وَلَقَد جرى ذكره فِي مجْلِس الإِمَام أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الْبَزَّار وَكَانَ الإِمَام ببلخ والمفتي بهَا فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا وَقَالَ إِنَّه كَانَ قويم الْمَذْهَب حسن الِاعْتِقَاد لم يعرف بِشَيْء فِي ديانته كَمَا ينْسب إِلَيْهِ من نسب إِلَى علم الفلسفة وكل من حضر من الأفاضل أثنى عَلَيْهِ وَنسبه إِلَى الاسْتقَامَة والاستواء وَإنَّهُ لم يعثر لَهُ مَعَ مَا لَهُ من المصنفات الجمة على كلمة تدر على قدح عقيدته ونمن حسن عقيدته أَنه كَانَ لَا يثبت من علم النُّجُوم الْأَحْكَام بل كَانَ يثبت مَا جرى عَلَيْهِ الحسبان حُكيَ عَنهُ أَنه قدمت الْمَائِدَة وَأَبُو زيد يُصَلِّي وَكَانَ حسن الصَّلَاة فطول فِيهَا وَكَانَ أَبُو بكر الْبكْرِيّ فَاضلا خليعاً لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَيحْتَمل مِنْهُ ذَلِك لعلو سنه فضجر الْبكْرِيّ من طول صَلَاة أبي زيد فَالْتَفت إِلَى أبي مُحَمَّد الخجندي وَقَالَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّد ريح الْإِمَامَة بعد فِي رَأس أبي زيد فَخفف أَبُو زيد الصَّلَاة وَضحك وَكَانَ أَبُو زيد فِي أول الْأَمر قد خرج إِلَى الْعرَاق فِي طلب الإِمَام لِأَنَّهُ كَانَ أَولا يرى إِلَى الإمامية وَلما ورد أَحْمد ابْن سهل بن هَاشم الْمروزِي إِلَى بَلخ وَاسْتولى تخومها راود أَبَا زيد على أَن يستوزره فَأبى عَلَيْهِ فَاتخذ أَبَا الْقَاسِم الكعبي وزيراً وَأَبا زيد كَاتبا ورزق أبي الْقَاسِم ألف دِرْهَم وَرقا ورزق أبي زيد خمس مائَة دِرْهَم وَكَانَ أَبُو الْقَاسِم يَأْمر الخازن بِزِيَادَة مائَة دِرْهَم لأبي زيد من رزقه فَيتَنَاوَل أَبُو زيد سِتّ مائَة دِرْهَم وَأَبُو الْقَاسِم تسع مائَة دِرْهَم وَيَأْخُذ لنَفسِهِ مكسرة وَيَأْمُر لأبي زيد بالوضح الصِّحَاح وَحكي أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد الوزيري وَكَانَ لَقِي أَبَا زيد وتتلمذ لَهُ قَالَ كَانَ أَبُو زيد ضابطاً لنَفسِهِ قَلِيل البديهة نزر الشّعْر وَاسع الْكَلَام فِي الرسائل والتأليفات إِذا أَخذ فِي الْكَلَام أمطر اللآلئ المنثورة وَكَانَ قَلِيل المناظرة حسن الْعبارَة وَكَانَ يتنزه عَمَّا يُقَال فِي الْقُرْآن إِلَّا الظَّاهِر المستفيض من التَّفْسِير والتأويل والمشكل من الْأَقَاوِيل ويتحرج أَيْضا عَن تَفْضِيل بعض الصَّحَابَة على بعض وَعَن مفاخرة الْعَرَب والعجم وَيَقُول لَيْسَ فِي هَذِه المناظرات مَا يجدي) طائلاً وَلَا يتَضَمَّن حَاصِلا لِأَن الله تَعَالَى يَقُول فِي الْقُرْآن إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبيا غير ذِي عوج الْآيَة وَأما الصَّحَابَة فَقَوله

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ بِأَيِّهِمْ اقْتَدَيْتُمْ اهْتَدَيْتُمْ وَكَذَلِكَ الْعَرَبِيّ والشعوبي فَإِن الله تَعَالَى قَالَ فَلَا أَنْسَاب بَينهم يَوْمئِذٍ وَلَا يتساءلون وَقَالَ إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم وَقَالَ بعض أهل الْأَدَب اتّفق أهل صناعَة الْكَلَام على أَن متكلمي الْعَالم ثَلَاثَة الجاحظ وَعلي بن عُبَيْدَة اللطفي وَأَبُو زيد الْبَلْخِي فَمنهمْ من يزِيد لَفظه على مَعْنَاهُ وَهُوَ الجاحظ وَمِنْه من يزِيد مَعْنَاهُ على لَفظه وَهُوَ عَليّ بن عُبَيْدَة وَمِنْهُم من توَافق لَفظه وَمَعْنَاهُ وَهُوَ أَبُو زيد وَلما دخل أَبُو زيد على أَحْمد بن سهل الْمروزِي أول دُخُوله سَأَلَهُ عَن اسْمه فَقَالَ أَبُو زيد فَعجب أَحْمد بن سهل من ذَلِك وعد ذَلِك سقطة مِنْهُ فَلَمَّا خرج ترك خَاتمه فِي مَجْلِسه فَأَبْصَرَهُ فازداد تَعَجبا وَأَخذه وَنظر فِي نفس خَاتمه وَقبل فصه فَإِذا فِيهِ أَحْمد بن سهل فَعلم حِينَئِذٍ أَنه إِنَّمَا أجَاب بكنيته للموافقة الْوَاقِعَة بَين اسْمه واسْمه وَكَانَ أَبُو زيد فِي حَال حداثته وَفَقره التمس من أبي عَليّ المنيري حِنْطَة فَأمره بِحمْل جراب إِلَيْهِ فَفعل فَلم يُعْطه حِنْطَة وَحبس الجراب وَمضى على ذَلِك أَعْوَام كَثِيرَة وَخرج شَهِيد بن الْحُسَيْن إِلَى مُحْتَاج بن أَحْمد بالصغانيان وَكتب إِلَى أبي زيد كتبا فَلم يجبهُ أَبُو زيد عَنْهَا فَكتب إِلَيْهِ شَهِيد (أمني النَّفس مِنْك جَوَاب كتبي ... وأقطعها لتسكن وَهِي تابى) (إِذا مَا قلت سَوف يُجيب قلت ... إِذا رد المنيري الجرابا) وَقَالَ أَبُو زيد كَانَ ببلخ مَجْنُون يعرف بِأبي إِبْرَاهِيم إِسْحَاق بن إِسْحَاق البغداذي دخل عَليّ وَأَنا ألاعب الْأَهْوَازِي بالشطرنج فَقَالَ أَبُو زيد والأهوازي لَك فتحيرت فِي هَذَا الْكَلَام فَقَالَ لي احسب فحسبت بحروف الْجمل فَكَانَ سِتِّينَ وَقَالَ فصل بَين كنيتك والأهوازي قَالَ فوصلت فَإِذا أَبُو زيد ثَلَاثُونَ والأهوازي ثَلَاثُونَ فَقضيت عجبا من اختراعه فِي تِلْكَ الوهلة هَذَا الْحساب وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة ضحوة لعشر بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة واستدعى صَاحب خُرَاسَان أَبَا زيد إِلَى بُخَارى ليستعين بِهِ على سُلْطَانه فَلَمَّا بلغ جيحون وَرَأى تغطمط أمواجه وجرية مَائه وسعة قطره كتب إِلَيْهِ إِن كنت استدعيتني لما بلغك من صائب رَأْيِي فَإِنِّي إِن عبرت هَذَا النَّهر فلست بِذِي رَأْي ورأيي يَمْنعنِي من عبروه فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابه عجب مِنْهُ وَأمره بِالرُّجُوعِ إِلَى بَلخ

القاضي الصيمري

3 - (القَاضِي الصَّيْمَرِيّ) ) أَحْمد بن سيار بن مُحَمَّد الصَّيْمَرِيّ أَبُو بكر القَاضِي قلد قَضَاء الْجَانِب الشَّرْقِي من بغداذ ثمَّ قلد قَضَاء الْحَرِيم بدار الْخلَافَة ثمَّ عزل عَنهُ وقلد الْقَضَاء بطرِيق خُرَاسَان وَكَانَ أديباً فَاضلا وَله نظم وَمن نظمه (لَا تستهين عَالما وَإِن قصرت ... أواله فِي لحاظ رامقه) (وَانْظُر إِلَيْهِ بِعَين ذِي إرب ... مهذب الرَّأْي فِي طرائقه) (فالمسك تَيْسًا ترَاهُ ممتهناً ... بفهر عطاره وساحقه) (حَتَّى ترَاهُ فِي عارضي ملك ... أَو مَوضِع التَّاج من مفارقه) وَكَانَ هَل هَيْبَة ومنظر عَظِيم وجثة مهولة ولحية طَوِيلَة فَتقدم إِلَيْهِ امْرَأَتَانِ ادَّعَت إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى فَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر مَا تَقُولِينَ فِي دعواهما فَقَالَت أفزع أيد الله القَاضِي فَقَالَ القَاضِي مِم ذَا فَقَالَت لحية طولهَا ذِرَاع وَوجه طوله ذِرَاع ودنية طولهَا ذِرَاع فَأَخَذَتْنِي هيبتها فَرفع القَاضِي دنيته من رَأسه وحطها على الأَرْض وغطى لحيته بكمه وَقَالَ لَهَا قد نقصتك ذراعين أجيبي عَن دَعْوَاهَا توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الجهم الْأَنْبَارِي) أَحْمد بن سيف الْأَنْبَارِي أَبُو الجهم الْكَاتِب أورد لَهُ مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن الْجراح فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَقَالَ شَاعِر محسن ظريف أشعاره قصار ملاح (عِلّة الْبَدْر راقبي الْحسن فِيهِ ... لَا تضري بِهِ وَلَا تنحليه) (أَنا أقوى على احتمالك مِنْهُ ... حمليني أَضْعَاف مَا يشتكيه) (وذري سَيِّدي ودونك جسمي ... منزلا مَا أردته فاسكنيه) وَأورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان (أعاذل لَيْسَ الْبُخْل مني سيجة ... وَلَكِن رَأَيْت الْفقر شَرّ سَبِيل) (لمَوْت الْفَتى خير من الْبُخْل للفتى ... وللبخل خير من سُؤال بخيل) (لعمرك مَا شَيْء كوجهك قيمَة ... فَلَا تلق إنْسَانا بِوَجْه ذليل) 3 - (ابْن شاهنشاه) أَحْمد بن شاهنشاه بن بدر الجمالي هُوَ الْأَكْمَل بن الْأَفْضَل بن أَمِير الجيوش الأرمني ثمَّ الْمصْرِيّ وكنيته أَبُو عَليّ صَاحب مصر وسلطانها لما قتل الْأُمَرَاء أَبَاهُ سجنوا هَذَا فَلَمَّا قتل) الْآمِر شغلوا الْوَقْت بِابْن عَمه الْحَافِظ عبد الْمجِيد إِلَى أَن يُولد حمل الْآمِر فجَاء بِنْتا فأخرجوا أَبَا عَليّ أَحْمد هَذَا من السجْن وَجعلُوا الْأُمُور إِلَيْهِ وَكَانَ عَليّ الهمة وَحجر على الْحَافِظ

الحبطي

وَمنعه من الظُّهُور وأودعه فِي خزانَة لَا يدْخل إِلَيْهِ أحد غلا بِأَمْر الْأَكْمَل هَذَا فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا فِي اللّعب بالكرة خرج عَلَيْهِ مَمْلُوك إفرنجي لِلْحَافِظِ فطعنه فَقتله وجزوا رَأسه وَأخرج الْحَافِظ وَكَانَت قتلته فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (الحبطي) أَحْمد بن شبيب الحبطي الضَّرِير الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة والحبطات من تَمِيم وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن شبوبه) أَحْمد بن شبوبه الْمروزِي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (النَّسَائِيّ أَبُو الرَّحْمَن) أَحْمد بن شُعَيْب بن عَليّ بن سِنَان بن بَحر أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ القَاضِي مُصَنف السّنَن وَغَيرهم بَقِيَّة الْأَعْلَام ولد سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة سمع قُتَيْبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَهِشَام بن عمار وَعِيسَى بن حَمَّاد ولاحسين بن مَنْصُور السّلمِيّ وَعَمْرو ابْن زُرَارَة وَمُحَمّد بن النَّصْر الْمروزِي وسُويد بن نصر وَأَبا كريب وخلقاً سواهُم بعد الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ بخراسان وَالْعراق وَالشَّام ومصر والحجاز والجزيرة وروى عَنهُ أَبُو بشر الدولابي وَأَبُو عَليّ الْحُسَيْن النَّيْسَابُورِي وَحَمْزَة ابْن مُحَمَّد الْكِنَانِي وَأَبُو بكر أَحْمد بن السّني وَمُحَمّد بن عبد الله بن حيويه وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ وَخلق سوهم وَسكن بزقاق الْقَنَادِيل فِي مصر وَكَانَ مليح الْوَجْه ظَاهر الدَّم مَعَ كبر السن ويلبس البرود النوبية الْخضر وَيكثر الْجِمَاع مَعَ صَوْم يَوْم وإفطار يَوْم وَله أَربع زَوْجَات يقسم لَهُنَّ وَلَا يَخْلُو مَعَ ذَلِك من سَرِيَّة

أبو المعالي الشيباني

وَيكثر أكل الديوك الْكِبَار المسمنة قَالَ بعض الطّلبَة مَا أَظُنهُ غلا يشرب النَّبِيذ للنضارة الَّتِي فِي وَجهه وَأنكر عَلَيْهِ قوم كتاب الخصائص لعي رَضِي الله عَنهُ وَتَركه تصنيفه فَضَائِل الشَّيْخَيْنِ فَذكر لَهُ ذَلِك فَقَالَ دخلت دمشق والمحرف بهَا عَن عَليّ كثير فصنفت الخصائص رَجَاء أَن يهْدِيهم الله تَعَالَى ثمَّ صنف بعد ذَلِك فَضَائِل الصَّحَابَة فَقيل لَهُ أَلا تخرج فَضَائِل مُعَاوِيَة فَقَالَ أَي شَيْء أخرج اللَّهُمَّ لَا تشبع بَطْنه فَسكت السَّائِل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَعَلَّ) هَذَا فَضِيلَة لَهُ لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ من لعنته أَو سببته فَاجْعَلْ ذَلِك لَهُ زَكَاة وَرَحْمَة قَالَ أَبُو طَالب أَحْمد بن نصر الْحَافِظ من يصبر على مَا يصبر عَلَيْهِ النَّسَائِيّ كَانَ عِنْده حَدِيث ابْن لَهِيعَة تَرْجَمَة تَرْجَمَة يَعْنِي عَن قُتَيْبَة فَمَا حدث بهَا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن مقدم على كل من يذكر بِهَذَا الْعلم من أهل عصره وَقَالَ ابْن طَاهِر الْمَقْدِسِي سَأَلت سعد بن عَليّ الزنجاني عَن رجل فوثقه فَقلت ضعفه النَّسَائِيّ فَقَالَ يَا بني إِن لأبي عبد الرَّحْمَن شرطا فِي الرِّجَال أَشد من شَرط البُخَارِيّ وَمُسلم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ ابْن الْحداد أَبُو بكر كثير الحَدِيث وَلم يحدث عَن غير النَّسَائِيّ وَقَالَ رضيت بِهِ حجَّة بيني وَبَين الله وَلما خرج من مصر إِلَى دمشق فِي آخر عمره سُئِلَ عَن مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ وَمَا رُوِيَ من فضائله فَقَالَ أَلا يرضى أساً بِرَأْس حَتَّى يفضل فَمَا زَالُوا يطعنون فِي خصيته حَتَّى أخرج من الْمَسْجِد ثمَّ حمل إِلَى مَكَّة وَقيل الرملة وَتُوفِّي بهَا وَكَانَت وفته فِي شعْبَان وَقيل يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة خلت من صفر فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَهُوَ الصَّحِيح 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الشَّيْبَانِيّ) أَحْمد بن شَيبَان بن تغلب بن حيدة المعمر الْمسند بدر الدّين أَبُو الْمَعَالِي الشَّيْبَانِيّ الصَّالِحِي الْعَطَّار ثمَّ الْخياط ولد سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ وجدت مولده بِخَط وَالِده فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع من حَنْبَل جَمِيع الْمسند وَمن ابْن طبرزد فَأكْثر من الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر الصيدلاني وَأَبُو الْفَخر أسعد بن سعيد والمفتي خلف بن أَحْمد الْفراء وَدَاوُد بن مُحَمَّد بن ماشاذة وزاهر بن أبي طَاهِر وَعبد الرَّحِيم ابْن مُحَمَّد بن حمويه رَاوِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ الْكَبِير حضوراً عَن أبي نهشل الْعَنْبَري وَعبد الْوَاحِد بن أبي المطهر الصيدلاني وَأَبُو زرْعَة عبيد الله بن اللفتواني وعفيفة الفارقانية وَطَائِفَة سواهُم روى عَنهُ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وتقي الدّين ابْن الْحَنْبَلِيّ القَاضِي رَحمَه الله من القدماء وَابْن الخباز وَابْن تَيْمِية والمزي والبرزالي وَابْن المهندس وَخلق وَكَانَ شَيخا حسنا متواضعاً منقاداً توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (أَبُو جَعْفَر الْقَيْسِي) أَحْمد بن صابر الْقَيْسِي أَبُو جَعْفَر أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو

حَيَّان قَالَ كَانَ الْمَذْكُور رَفِيقًا للأستاذ أبي جَعْفَر ابْن الزبير شَيخنَا وَكَانَ كَاتبا مترسلاً ساعداً شَاعِرًا حسن الْخط على) مَذْهَب أهل الظَّاهِر وَذكر أَنه كَانَ كَاتبا للأمير أبي سعيد لفرج بن السُّلْطَان الْغَالِب بِاللَّه بن الْأَحْمَر ملك الأندلس خرج أَبُو جَعْفَر من الأندلس وَسبب خُرُوجه مِنْهَا أَنه كَانَ يرفع يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة على مَا صَحَّ فِي الحَدِيث فَبلغ ذَلِك السُّلْطَان أَبَا عبد الله فتوعده بِقطع يَدَيْهِ فَضَجَّ من ذَلِك وَقَالَ إِن إقليماً يمات فِيهِ سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يتوعد بِقطع الْيَد مِمَّن يقيمها لجدير أَن يرحل مِنْهُ فَخرج وَقدم ديار مصر وَسمع بهَا الحَدِيث وَكَانَ فَاضلا نبيلاً وأنشدني أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم النَّحْوِيّ المالقي قَالَ أنشدنا أَبُو جَعْفَر ابْن صابر لنَفسِهِ (أتنكر أَن يبيض رَأْسِي لحادث ... من الدَّهْر لَا يقوى لَهُ الْجَبَل الراسي) (وكل شعار فِي الْهوى قد لبسته ... فرأسي أميتي وقلبي عباسي) وأنشدني لَهُ (فَلَا تَعَجبا مِمَّن عوى خلف ذِي علا ... لكل عَليّ فِي الْأَنَام مُعَاوِيه) وأنشدني أثير الدّين للمذكور أرى الدَّهْر سَاد بِهِ الأرذلون كالسيل يطفو عَلَيْهِ الغثاء (وَمَات الْكِرَام وَفَاتَ المديح ... فَلم يبْق لِلْقَوْلِ إِلَّا الرثاء) وأنشدني أثير الدّين للمذكور أَيْضا (لَوْلَا ثَلَاث هن وَالله من ... أكبر آمالي فِي الدُّنْيَا) (حج لبيت الله أَرْجُو بِهِ ... أَن يقبل النِّيَّة والسعيا) (وَالْعلم تحصيلاً ونشراً إِذا ... رويت أوسعت الورى ريا) (وَأهل ود أسأَل الله أَن ... يمتع بالبقيا إِلَى اللقيا) (مَا كنت أخْشَى الْمَوْت أَنى أَتَى ... بل لم أكن ألتذ بالمحيا) وأنشدني أثير الدّين لنَفسِهِ فِي هَذِه الْمَادَّة (أما إِنَّه لَوْلَا ثَلَاث أحبها ... تمنيت أَنِّي لَا أعد من الأحيا) (فَمِنْهَا رجائي أَن أفوز بتوبة ... تكفر لي ذَنبا وتنجح لي سعيا) (ومنهن صون النَّفس عَن كل جَاهِل ... لئيم فَلَا أَمْشِي إِلَى بَابه مشيا) (ومنهن أخذي للْحَدِيث إِذا الورى ... نسوا سنة الْمُخْتَار واتبعونا الرأيا) (أنترك نصا للرسول ونقتدي ... بشخص لقد بدلت بِالرشد الغيا) ) قلت وَفِي تَرْجَمَة عز الدّين عبد الحميد بن أبي الْحَدِيد لَهُ ولي مقطوعات فِي هَذِه الْمَادَّة

أحمد بن أبي المجد

3 - (أَحْمد بن أبي الْمجد) أَحْمد بن صاعد بن أبي الْغَنَائِم الإسكاف أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْمجد قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَالِد شَيخنَا عبد الله وَكَانَ مَشْهُورا بِأَحْمَد بن أبي الْمجد وَقد سمى أَبَاهُ صاعداً القَاضِي عمر الْقرشِي ورأيته بِخَطِّهِ وَكَانَ أَخا لعمر بن عبد الله بن عَليّ الْحَرْبِيّ من مَه وَقد وهم فِيهِ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ فَجعله أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ فَظَنهُ أَخا لعمر من أَبِيه ثمَّ ذكره فِي آخر الأحمدين وَقَالَ أَحْمد بن أبي الْمجد شيخ لَا أعرفهُ وَلم يلم أَنه الأول وَأَنه أَخ لعمر من أمه سمع أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وشجاعاً صَالحا ورعاً كثير الْبكاء والفكرة حَافِظًا لكتاب الله يؤم بِالنَّاسِ وَيغسل الْمَوْتَى لوجه الله تَعَالَى مكث على ذَلِك سِنِين عديدة توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو بكر القطربلي) أَحْمد بن صَالح بن سيردار أَبُو بكر القطربلي كَانَ المستعين بِاللَّه أَرَادَهُ على الوزارة بعد استتار وزيره أبي صَالح بن يزْدَاد فخاف أَن يُطَالِبهُ الموَالِي فاستعفى ثمَّ ولاه الْمُعْتَمد الوزارة بعد وزارة الْحسن بن مخلد الثَّالِثَة وَكَانَ حسن الْمَرْوَة شَاعِرًا ظريفاً وَكَانَ يُسمى ظريف الْكتاب وَلم يبْق من الدَّوَاوِين الجليلة ديوَان حَتَّى وليه أَحْمد بن صَالح وهجاه جمَاعَة من الْكتاب وَمن شعره (يَا غاصبي نوم عَيْني ... لَعَلَّ عنْدك ذاكا) (هَب لي من الغمض قرباً ... لَعَلَّ عَيْني تراكا) (من صير النّوم حزنا ... لمقلتي سواكا) (وَمَا ألوم مَنَامِي ... جفوتني فحكاكا) وَمِنْه أَيْضا (وَا بِأبي من مر يختال فِي ... ثَوْبَيْنِ من عجب وَمن تيه) (وَمن أرى أَوْصَاف كل الورى ... من حسنه مَجْمُوعَة فِيهِ) (فَمن تمنى أَن يرى مثله ... فِي النَّاس لم يُعْط تمنيه) وَمِنْه أَيْضا) (بِأبي الَّذِي لَا شَيْء أحسن مِنْهُ فِي ... عَيْني ولي بالْقَوْل مني شَاهد) (نَظَرِي إِلَيْهِ إِذا بدا فَإِذا مضى ... فالطرف مِنْهُ حَيْثُ يقْصد قَاصد) (خلص الْجمال لَهُ فَلَيْسَ يعِيبهُ ... خلق تنقص فِيهِ إِلَّا حَاسِد) (فالحسن مِنْهُ على تصنع زِينَة ... وعَلى التشعث والتموه وَاحِد)

أبو الفضل الجيلي

حُمّ بسُرَّ من رأى ففصد ففلج وَحمل إِلَى بغداذ من وقته وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت وزارته خَمْسَة وَأَرْبَعين يَوْمًا 3 - (أَبُو الْفضل الجيلي) أَحْمد بن صَالح بن شَافِع بن صَالح بن حَاتِم بن أبي عبد الله الجيلي أَبُو الْفضل قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد سبط أبي مَنْصُور الْخياط وعَلى غَيره وَبكر بِهِ وَالِده وأسمعه من أَحْمد بن الْحسن ابْن الْبناء وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْفراء وَهبة الله بن أَحْمد الحريري وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْبَزَّار وَغَيرهم وَسمع هُوَ من عبد الْملك بن أبي الْقَاسِم الكروخي وَأبي بكر بن الزَّاغُونِيّ والحافظ ابْن نَاصِر وَقَرَأَ أَكثر مَا عِنْده وَكَانَ خصيصاً بِهِ وَكثر عَن أَصْحَاب ابْن بَيَان وَابْن نَبهَان وَابْن الطيوري وَابْن يُوسُف وَابْن الْمهْدي ثمَّ سمع من أَصْحَاب ابْن الْحصين وَابْن كادش والمزرفي والبارع حَتَّى سمع مِنْهُ من سمع من مشايخه وَلم يزل وافر الهمة فِي طلب الحَدِيث على قدم الِاشْتِغَال إِلَى حِين وَفَاته وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحصل الْأُصُول الحسان وَحدث باليسير لِأَنَّهُ توفّي شَابًّا قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ أَكثر مَا كتبت عَن رُفَقَائِي وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (الحرون) أَحْمد بن صَالح أَبُو جَعْفَر الْحرار الْمَعْرُوف بالحرون ذكر أَن ابْن الرُّومِي نحله أشعاره الَّتِي فِي الزّهْد على مَذَاهِب الْمُعْتَبر وَكَانَ الحروني يتعاطى صوغ ألحانها وَلَيْسَ لشعره حلاوة لكنه قَادر على الْوَزْن والتقفية وَابْنه الْقَاسِم شَاعِر مثله وَمن شعر الحرون قَوْله (قد أردْت الْإِعْرَاض عَنْك احتقاراً ... لَك لَا أنني جنحت لسلمك) (فتذكرت موبقات ذُنُوبِي ... فرجوت الْخُرُوج مِنْهَا بشتمك) وَأورد لَهُ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لست للقاطب ذَا بشر على فرط اختياله) (بل ألاقيه عبوساً ... قاطباً فِي مثل حَاله) (أَنا كالمرآة تلقى ... كلى وَجه بمثاله) وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الْحرار تميمي بغداذي بَارِد الشّعْر أَكثر شعره فِي العزاء والدفن 3 - (ابْن أبي فنن) أَحْمد بن صَالح وكنيته صَالح أَبُو فنن ابْن أبي معشر مولى الْمَنْصُور

أحمد بن صالح المصري الطبري

وَقيل مولى الرّبيع وَكَانَ أسود اللَّوْن بلغ سنا عالية توفّي بَين السِّتين وَالسبْعين والمائتين هُوَ الْقَائِل سر من عَاشَ مَاله فَإِذا حَاسبه الله سره الإعدام وَله أَيْضا (غَدا بنيي وَرَاح مثلث ... يلبس مَا قد نزعت عني) (فسرني مَا رَأَيْت مِنْهُ ... وغمني مَا رَأَيْت مني) وَكَانَ يَقُول أَنا ابْن قولي (صب بهجر متيم صب ... حبيه فَوق نِهَايَة الْحبّ) (أَشْكُو إِلَيْهِ ضيع جفونه ... فَيَقُول مت بتأثر الْخطب) (وَإِذا نظرت إِلَى محاسنه ... أخرجته عطلاً من الذَّنب) (أدميت باللحظات وجنته ... فاقتص ناظره من الْقلب) وَقَالَ (ذَرِينِي وإيلافي الْبِلَاد فإنني ... أحب من الْأَخْلَاق مَا هُوَ أجمل) (وَأحمد نَارِي الَّتِي حرت الْقرى ... وَأحمد زادي الْقَرِيب الْمُعَجل) (وَإِن أَحَق النَّاس باللوم شَاعِر ... يلوم على الْبُخْل الرِّجَال وَيبْخَل) 3 - (أَحْمد بن صَالح الْمصْرِيّ الطَّبَرِيّ) أَبوهُ من أجناد طبرستان الْحَافِظ أحد أَرْكَان الْعلم وَالْحِفْظ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد ثمَّ روى عَنهُ البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ جَالس أَحْمد بن حَنْبَل وناظره وَكَانَ جَامعا للنحو والْحَدِيث وَالْفِقْه قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ صَالح ثِقَة صَاحب سنة وَقَالَ النَّسَائِيّ لم يكن فِيهِ آفَة غير الْكبر توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (السنبلي) ) أَحْمد بن صَالح أَبُو الْعَبَّاس شهَاب الدّين السنبلي كَانَ فَاضلا شَاعِرًا حسن الشكل كثير الْمَرْوَة كريم النَّفس طيب الْأَخْلَاق وَكَانَ مبَاشر أَعمار الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق فِي زمن الصَّالح نجم الدّين فَلَمَّا ملك النَّاصِر صَاحب الشَّام ودمشق وباشر عز الدّين عبد الْعَزِيز بن ودَاعَة

ابن كليزا

شدّ الدَّوَاوِين مدحه وَطلب النقلَة إِلَى جِهَة خير مِنْهَا فَقَالَ لَهُ ابْن ودَاعَة ابصر جِهَة مثل جهتك ومعلومها فَقَالَ لَهُ يَا خوند فَحِينَئِذٍ لَا يحصل للملوك إِلَّا نقلة وحركة لَا غير فَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ وولاه جِهَة أرضته وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَمن شعره أوردهُ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني لَهُ فِي ذيله على الْمرْآة (علقته مكارياً ... شرد عَن عَيْني الْكرَى) (قد أشبه الْبَدْر فَمَا ... يمل من طول السرى) وَقَالَ فِي السَّيْف عَامل الْجَامِع (ربع الْمصَالح دائر ... لم يبْق مِنْهُ طائل) (هَيْهَات تعمر بقْعَة ... وَالسيف فِيهَا عَامل) وَقَالَ فِي زهر اللوز (للوز زهر حسنه ... يصبي إِلَى زمن التصابي) (شكت الغصون من الشتا ... فأعارها بيض الثِّيَاب) وَكَأَنَّهُ عشق الرّبيع فشاب من قبل الشَّبَاب وَقَالَ وَقد وَقع مطر كثير يَوْم عَاشُورَاء (يَوْم عَاشُورَاء جَادَتْ بالحيا ... سحب تهطل بالدمع الهمول) (عجبا حَتَّى السَّمَوَات بَكت ... رزء مولَايَ الْحُسَيْن ابْن البتول) 3 - (ابْن كليزا) أَحْمد بن صَدَقَة بن أبي الْحُسَيْن بن كليزا بِالْكَاف وَاللَّام وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَالزَّاي وَالْألف أَبُو بكر الْخياط الوَاسِطِيّ قَالَ محب الدّين روى لنا جُزْءا من مُسْند أَحْمد بن سِنَان الْقطَّان عَن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن الجلابي وَكَانَ شَيخا لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة أَربع عشرَة وست مائَة 3 - (الضَّرِير النَّحْوِيّ) ) أَحْمد بن صَدَقَة أَبُو بكر الضَّرِير النَّحْوِيّ من أهل النهروان حكى عَن أبي عمر الزَّاهِد اللّغَوِيّ روى عَنهُ مُحَمَّد بن بكران 3 - (الماهنوسي) أَحْمد بن صَدَقَة الماهنوسي الضَّرِير كَانَ مُقيما بقوسان وماهنوس من

ابن الصنديد العراقي

نواحي وَاسِط كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا ظريفاً وَكَانَ طبقَة فِي لعب الشطرنج مَعَ كَونه مَحْجُوب الْبَصَر وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب قصيدة يُخَاطب فِيهَا الرّبع (ألفتك للعين الأوانس جَامعا ... وللعان والآرام لست بِجَامِع) (وَهَا أَنْت للأطلاء مأوى ومربع ... أنيق سقيت الرّيّ بَين المرابع) (علام تبدلت القراهب والمها ... وأقصيت ربات الحلى والبراقع) (أسح دموعي فِي طلالك أَبْتَغِي ... بذلك نفعا والبكا غير نَافِع) وَأورد لَهُ قِطْعَة أُخْرَى بعد هَذِه أسقط مِنْهَا وَكِلَاهُمَا من أرك الشّعْر 3 - (ابْن الصنديد الْعِرَاقِيّ) أَحْمد بن الصنديد الْعِرَاقِيّ يكنى أَبَا مَالك كَانَ من أهل الْأَدَب وَالشعر روى شعر المعري عَنهُ وَله فِيهِ شرح وَله مَعَ الحصري مناقصات دخل الأندلس وَكَانَ عِنْد بني طَاهِر ومدح الرؤساء والأكابر 3 - (ابْن أبي السَّرَايَا) أَحْمد بن طَارق بن سِنَان بن مُحَمَّد بن طَارق الْقرشِي الكركي أَبُو الرِّضَا بن أبي السَّرَايَا التَّاجِر من سَاكِني دَار الْخلَافَة ببغداذ وَهُوَ ابْن أُخْت أبي الْحسن الْعَطَّار اللّغَوِيّ سمع الحَدِيث فِي صباه إِلَى حِين وَفَاته فَأكْثر وَكَانَ حَرِيصًا على حُضُور الْمجَالِس ولقاء الْمَشَايِخ وَتَحْصِيل الْأُصُول وسافر الْكثير إِلَى مصر وَالشَّام فِي التِّجَارَة وَحدث وأملى سمع النَّقِيب مُحَمَّد بن الْكثير إِلَى مصر وَالشَّام فِي التِّجَارَة وَحدث وأملى سمع النَّقِيب مُحَمَّد بن طراد الزَّيْنَبِي وموهوب بن الجواليقي وَهبة الله بن الحاسب وَمُحَمّد بن عمر الأرموي وَأَبا بكر ابْن الزَّاغُونِيّ والحافظ ابْن نَاصِر وَأَبا الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَجَمَاعَة ببغداذ والكوفة ودمشق ومصر والإسكندرية قَالَ محب الدّين وَلم أسمع مِنْهُ شَيْئا وَسمعت مَعَه كثيرا وأجازني جَمِيع مروياته وَكَانَ يوادني وَكَانَ صَدُوقًا ثبتاً أَمينا إِلَّا أَنه كَانَ غالياً فِي التَّشَيُّع وَكَانَ شحيحاً سَاقِط) الْمَرْوَة يَشْتَرِي من لقم المكدين وَيتبع طلبة الحَدِيث ليَأْكُل مَعَهم وَمَات فِي الظلمَة وَخلف قماشاً مصرياً يُسَاوِي ثَلَاث آلَاف دِينَار وَكَانَ من كرك الْبِقَاع وَكَانَ جده سِنَان بهَا قَاضِيا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عبد الله الخازن) أَحْمد بن طَاهِر بن أَحْمد أَبُو عبد الله الخازن من أهل الكرخ كَانَ خَازِن ابْن الْبناء فِي مشيخته وَمُحَمّد بن عقيل الْكَاتِب الدسكري وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار (وزائر زارني بطلعته ... وَهنا على غَفلَة وَلم أدر) (مَا زلت مِنْهُ معانقاً قمراً ... طول الدجى نَحره على نحري)

ابن أبي طالب

(ألثمه قارة وأرشفه ... وَقد ظفرنا بغفلة الدَّهْر) حَتَّى تقضى الدجى وَجَاء على الرغم رَقِيب من طلعة الْفجْر (فَالْحَمْد لله إِذْ ظَفرت بِمن ... نزهني قربه من الْوزر) قلت شعر منحط وَكَانَ فِي بعض لأبيات كسر فأقمته توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة ومولده سنة ثَمَان وَسبعين 3 - (ابْن أبي طَالب) أَحْمد بن أبي طَالب قَاضِي القيروان تفقه على سَحْنُون وَكَانَ جواداً سرياً عادلاً توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين يُقَال إِن الْأَغْلَب سقَاهُ سما فَمَاتَ 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد بِاللَّه) أَحْمد بن طَلْحَة أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس ابْن ولي الْعَهْد أبي أَحْمد الْمُوفق بِاللَّه ابْن المتَوَكل ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ أَيَّام جده وَتُوفِّي فِي رَجَب وَقيل فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ قدم دمشق لحروب خمارويه الطولوني وهزمه على حمص وَكَانَ قد اسْتخْلف بعد عَمه الْمُعْتَمد فِي شهر رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ كَانَ شجاعاً مهيباً أسمر نحيفاً معتدل الْخلق أقنى الْأنف إِلَى الطول مَا هُوَ وَكَانَ فِي مقدم لحيته امتداد وَفِي مقدم رَأسه شامة بَيْضَاء وَلذَلِك لقب الْأَغَر ظَاهر الجبروت وافر الْعقل شَدِيد الْوَطْأَة من أَفْرَاد خلفاء بني الْعَبَّاس كَانَ يقدم على الأس وَحده لشجاعته قَالَ خَفِيف السَّمرقَنْدِي كنت مَعَه فِي الصَّيْد وَانْقطع عَنَّا الْعَسْكَر فَخرج علينا أَسد فَقَالَ أفيك خير) قلت لَا قَالَ وَلَا تمسك فرسي قلت بلَى وَنزل وتحزم وسل سَيْفه وَقصد الْأسد فقصده وتلقاه بِسَيْفِهِ فَقطع عضده فَنَشَأَ على الْأسد بهَا فَضَربهُ ضَرْبَة فلقت هامته وَمسح سَيْفه فِي صوفه وَركب وصحبته إِلَى أَن مَاتَ مَا سمعته يذكر ذَلِك لقلَّة احتفاله بذلك وَكَانَ يبخل وَيجمع المَال وَولي حَرْب الزنج وظفر بهم وَفِي أَيَّامه سكنت الْفِتَن لفرط هيبته وَكَانَ يُسمى السفاح الثَّانِي لِأَنَّهُ جدد ملك بني الْعَبَّاس وَكَانَ قد خلق وَضعف وَكَاد يَزُول لِأَنَّهُ كَانَ فِي اضْطِرَاب من وَقت موت المتَوَكل وَكَانَت أَيَّامه طيبَة كَثِيرَة الْأَمْن والرخاء وَسقط المكوس وَنشر الْعدْل وَرفع الْمَظَالِم عَن الرّعية وَأَنْشَأَ قصراً أنْفق عَلَيْهِ أَربع مائَة ألف دِينَار وَكَانَ مزاجه قد تغير من إفراطه فِي الْجِمَاع وَعدم الحمية بِحَيْثُ إِنَّه أكل فِي علته زيتوناً وسمكاً وَشَكوا فِي مَوته فَتقدم الطَّبِيب فجس نبضه فَفتح عينه ورفس الطَّبِيب فدحاه أذرعاً فَمَاتَ الطَّبِيب ثمَّ مَاتَ المعتضد وَقيل إِنَّه غم فِي بِسَاط إِلَى أَن مَاتَ وبويع ابْنه المكتفي فَكَانَت ولَايَة المعتضد تسع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وأياماً وَكَانَت أمه يُقَال لَهَا ضرار توفيت قبل خِلَافَته فِي آخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَهُوَ أحد من ولي الْخلَافَة وَلم يكن أَبوهُ خَليفَة وهم السفاح والمنصور والمستعين والمعتضد وَكَانَ المعتضد حسن الْميل إِلَى آل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لرؤيا رَآهَا وكاتبه أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب ثمَّ

ابن طولون التركي

ابْنه الْقَاسِم بن عبيد الله وَنقش خَاتمه فوضت أَمْرِي إِلَى الله وَقيل أَحْمد يُؤمن بِاللَّه وَقيل الْحَمد لله الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ خَالق كل شَيْء وَتزَوج قطر الندى بنت خمارويه أصدقهَا ألف ألف دِرْهَم وَنفذ الْحُسَيْن ابْن عبد الله الْجَوْهَرِي الْمَعْرُوف بِابْن الْجَصَّاص فحملها إِلَيْهِ وَمن شعره (غلب الشوق اصْطِبَارِي ... لتباريح الْفِرَاق) إِن جسمي حَيْثُ مَا سرت وقلبي بالعراق أملك الأَرْض وَلَا أملك دفع الإشتياق وَحكى ابْن حمدون النديم أَن المعتضد كَانَ قد شَرط علينا أَنا إِذا رَأينَا مِنْهُ شَيْئا تنكره نفوسنا نقُول لَهُ وَإِن اطَّلَعْنَا لَهُ على عيب واجهناه بِهِ قَالَ فَقلت لَهُ يَوْمًا يَا مَوْلَانَا فِي قلبِي شَيْء أردْت سؤالك عَنهُ مُنْذُ سِنِين قَالَ وَلم أَخَّرته إِلَى الْآن قلت لاستصغاري قدري ولهيبة الْخلَافَة قَالَ قل وَلَا تخف قلت اجتاز مَوْلَانَا ذَلِك الْيَوْم بِبِلَاد فَارس فتعرض الغلمان للبطيخ) الَّذِي كَانَ فِي تِلْكَ الأَرْض فَأمرت بضربهم وحبسهم وَكَانَ ذَلِك كَافِيا ثمَّ أمرت بصلبهم وَكَانَ ذنبهم لَا يجوز عَلَيْهِ الصلب فَقَالَ أوتحسب أَن المصلوبين كَانُوا أولائك الغلمان وَبِأَيِّ وَجه كنت ألْقى الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة لَو صلبتهم جَزَاء الْبِطِّيخ وَإِنَّمَا أمرت بِإِخْرَاج قوم من قطاع الطَّرِيق قد وَجب عَلَيْهِم الْقَتْل وَأمرت أَن يلبسوا أقبية الغلمان وَقَلَانِسِهِمْ إِقَامَة للهيبة فِي قُلُوب الْعَسْكَر لِيَقُولُوا إِذا صلب أخص غلمانه على غصب الْبِطِّيخ فَكيف يكون على غَيره وَكَذَلِكَ أمرت بتلثيمهم ليستتر أَمرهم على النَّاس 3 - (ابْن طولون التركي) أَحْمد بن طولون التركي الْعَبَّاس أَمِير الشَّام والثغور ومصر ولاه المعتز بِاللَّه مصر ثمَّ استولى على دمشق وَالشَّام وأنطاكية والثغور فِي مُدَّة شغل الْمُوفق ابْن المتَوَكل بِحَرب الزنج وَكَانَ أَحْمد بن طولون عادلاً جواداً شجاعاً متواضعاً حسن السِّيرَة صَادِق الفراسة يُبَاشر الْأُمُور بِنَفسِهِ ويعمر الْبِلَاد ويتفقد أَحْوَال رعاياه وَيُحب أهل الْعلم وَكَانَت لَهُ مائدة يحضرها كل يَوْم الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ لَهُ فِي كل شهر ألف دِينَار للصدقة فَقَالَ لَهُ ونكيله إِنِّي تَأتِينِي الْمَرْأَة وَعَلَيْهَا الْإِزَار وَفِي يَدهَا خَاتم ذهب فتطلب مني أفأعطيها فَقَالَ من مد يَده إِلَيْك أعْطه وَبنى الْجَامِع الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بِظَاهِر الْقَاهِرَة قَالَ الْقُضَاعِي فِي كتاب الخطط شرع فِي عِمَارَته سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَفرغ مِنْهُ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَأنْفق على عِمَارَته مائَة ألف وَعشْرين ألف دِينَار وأري فِي النّوم كَأَنَّهُ يمشمش عظما فَقَالَ لَهُ العابر لقد سمت همة مَوْلَانَا إِلَى مكسب لَا يشبه خطره فَأخذ الذَّهَب وَتصدق بِهِ وَكَانَ صَحِيح الْإِسْلَام إِلَّا أَنه كَانَ طائش السَّيْف سفاكاً للدماء قَالَ الْقُضَاعِي أحصي من قَتله بِالسَّيْفِ صبرا وَكَانَ جُمْلَتهمْ مَعَ من

الجزء السابع

مَاتَ فِي حَبسه ثَمَانِيَة عشر ألفا وَعَن مُحَمَّد بن عَليّ الماذرائي قَالَ كنت أجتاز بتربة أَحْمد بن طولون فَأرى شَيخا يلازم الْقَبْر ثمَّ إِنِّي لم أره مُدَّة ثمَّ رَأَيْته فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ كَانَ لَهُ علينا بعض الْعدْل إِن لم يكن الْكل فَأَحْبَبْت أَن أَصله بِالْقِرَاءَةِ قلت فَلم انْقَطَعت قَالَ رَأَيْته فِي النّوم وَهُوَ يَقُول لي أحب أَن لَا تقْرَأ عِنْدِي فَمَا تمر بِآيَة إِلَّا قرعت بهَا وَقيل لي أما سَمِعت هَذِه وَكَانَ أَحْمد بن طولون أطيب النَّاس صَوتا بِالْقِرَاءَةِ فَإِنَّهُ حفظ الْقُرْآن وأتقنه وَطلب الْعلم وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن ملك مصر وعمره أَرْبَعُونَ سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ فملكها بضع عشرَة سنة وَخلف من الذَّهَب الْأَحْمَر عشرَة آلَاف ألف دِينَار وَأَرْبَعَة وَعشْرين ألف مَمْلُوك) وَخلف ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ ولدا ذكرا وَأُنْثَى وست مائَة بغل وَقيل إِن خراج مصر فِي أَيَّامه كَانَ أَرْبَعَة آلَاف ألف دِينَار وَثَلَاث مائَة ألف دِينَار وَولد بسامرا فِي شهر رَمَضَان سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا أهداه نوح بن أَسد الساماني إِلَى الْمَأْمُون فِي جملَة رَقِيق وَمَات طولون سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاثِينَ وَيُقَال إِن طولون تبنى أَحْمد وَلم يكن ابْنه وَيُقَال كَانَ اسْم أم أَحْمد هَاشم وَكَانَ طولون تركياً من جنس يُقَال لَهُم طغزغز وَكَانَ أَحْمد قد سَأَلَ الْوَزير عبيد الله بن يحيى بن خاقَان فَوَقع لَهُ برزقه على الثغر وَكَانَت أمه مُقِيمَة بسر من رأى فَبَلغهُ أَنَّهَا باكية فَرجع إِلَيْهَا مَعَ رفقه فَخرج عَلَيْهِم جمَاعَة من الْأَعْرَاب فَقَاتلهُمْ أَشد قتال وانتصر عَلَيْهِم وخلص من أَيْديهم أَمْوَالًا حملهَا إِلَى المستعين فَحسن مَكَانَهُ عِنْده وَوَصله بجملة من المَال ووهبه جَارِيَة هِيَ أم ابْنه خمارويه فَلَمَّا خلع الأتراك المستعين فأحدروه إِلَى وَاسِط قَالُوا لَهُ من تخْتَار أَن يكون فِي صحبتك فَقَالَ أَحْمد بن طولون فبعثوه مَعَه وَأحسن صحبته ثمَّ كتب الأتراك إِلَى ابْن طولون بقتل المستعين وَقَالُوا لَهُ إِن قتلته وليناك وَاسِط فَقَالَ لَا يراني الله أقتل خَليفَة بايعته فأنفذوا إِلَى المستعين سعيداً الْحَاجِب فَقتله وَحمل رَأسه إِلَى بغداذ فَدفن ابْن طولون جثته هُنَاكَ بعد أَن غسلهَا وَعَاد إِلَى سر من رأى فزادت محلته عِنْد الأتراك واشتهر بِحسن الْمَذْهَب فولوه مصر نِيَابَة عَن أميرها فَلَمَّا دَخلهَا قَالَ غَايَة مَا وعدت على قتل المستعين ولَايَة وَاسِط فَتركت ذَلِك لأجل الله فولاني مصر وَالشَّام وَحكى بعض المتصوفة أَنه رأى أَحْمد بن طولون فِي النّوم بِحَال حَسَنَة وَهُوَ يَقُول مَا يَنْبَغِي لمن سكن الدُّنْيَا أَن يحقر حَسَنَة فيدعها وَلَا سَيِّئَة فيأتيها عدل بِي عَن النَّار إِلَى الْجنَّة بتثبتي على متظلم عيي اللِّسَان شَدِيد التهيب فَسمِعت مِنْهُ وَصَبَرت عَلَيْهِ حَتَّى قَامَت حجَّته وَتَقَدَّمت بإنصافه وَمَا فِي الْآخِرَة على رُؤَسَاء الدُّنْيَا أَشد من الْحَاجِب الملتمسي الْإِنْصَاف وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وَقَامَ بعده وَلَده خمارويه (الْجُزْء السَّابِع)

الجزء 7

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) 3 - (أَبُو نصر القادسي) أَحْمد بن الطّيب بن خلف أَبُو نصر القادسي من قادسية سرَّ من رأى سمع الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الرشنائي وَحدث باليسير وروى عَنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد المطيري 3 - (أَبُو الْعَبَّاس السَّرخسِيّ المتفلسف) أَحْمد بن الطّيب السَّرخسِيّ يُعرف بِابْن الفرانقي أحد الْعلمَاء الفهماء الفصحاء البلغاء المتقنين لَهُ فِي علم الْأَثر باعٌ طَوِيل وَفِي عُلُوم الْحُكَمَاء ذهن ثاقب وَهُوَ تلميذ الْكِنْدِيّ لَهُ فِي كل فن تصانيف ومجاميع وَكَانَ أحد ندماء المعتضد المختصين بِهِ فَأنْكر مِنْهُ بعض شَأْنه فأذاقه حمامه وَكَانَ قد ولي الْحِسْبَة يَوْم الِاثْنَيْنِ والمواريث يَوْم الثُّلَاثَاء وسوق الرَّقِيق يَوْم الْأَرْبَعَاء لسبع خلون من شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ لخمس خلون من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ غضب عَلَيْهِ المعتضد وَضرب مائَة سَوط وحول إِلَى المطبق وَفِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ مَاتَ قيل إِنَّه دَعَا الْخَلِيفَة المعتضد إِلَى الْإِلْحَاد فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا أَنا ابْن عمّ صَاحب هَذِه الشَّرِيعَة وَأَنا الْآن منتصبٌ منصبه فألحد حَتَّى أكون من قَالَ المعتضد كَانَ قَالَ لي أَحْمد بن الطّيب إِن الْخُلَفَاء لَا تغْضب وَإِذا غضِبت لم ترض فعاملته بذلك وَقَالَ لَهُ لَك سالف خدمَة فاختر أَي قتلةٍ تحب أَن أَقْتلك قَالَ أخْتَار أَن تطعمني اللَّحْم المكبّب وتسقيني الشَّرَاب الْعَتِيق حَتَّى أسكر وتفصدني فِي يَدي فَفعل بِهِ ذَلِك وَظن أَحْمد أَن دَمه إِذا انْقَطع مَاتَ فِي الْحَال بِغَيْر ألم فانعكس عَلَيْهِ ذَلِك فنزف دَمه وَبَقِي مَعَه بَقِيَّة وغلبت عَلَيْهِ الصَّفْرَاء وَصَارَ كَالْمَجْنُونِ يضْرب بِرَأْسِهِ الْحِيطَان ويصيح ويستغيث لفرط الْأَلَم ويعدو فِي محبسه ساعاتٍ كَثِيرَة فَبلغ ذَلِك المعتضد فَقَالَ هُوَ الَّذِي اخْتَار هَذَا وَكَانَ لِأَحْمَد مجْلِس يجْتَمع إِلَيْهِ النَّاس ويبحثون مَعَه فَسَأَلَهُ يَوْمًا المعتضد عَمَّا جرى لَهُ فِي ذَلِك الْمجْلس فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مرَّ بِي فِيهِ الْيَوْم أَمر ظريف دخل إليَّ فِي جملَة النَّاس

رجل لَا أعرفهُ لَهُ رواء وهيبة وتوسمت أَنه من أهل الْمعرفَة وَقعد لَا ينْطق من أول الْمجْلس إِلَى آخِره فَلَمَّا انْصَرف النَّاس لم ينْصَرف فَقلت لَهُ أَلَك حَاجَة قَالَ نعم تخلي لي نَفسك فأبعدت غلماني وَبقيت وحدي فَقَالَ أَنا رجل أَرْسلنِي الله إِلَى هَذَا الْبشر وَقد بدأت بك لفضلك وأمّلت أَن أجد عنْدك مَعُونَة فَقلت لَهُ يَا هَذَا أما علمت أَنِّي مُسلم أعتقد أَنه لَا نبوة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ علمت ذَلِك وَمَا جئْتُك إِلَّا ببرهان ومعجزة هَل لَك فِي الْوُقُوف على معجزتي فَأَرَدْت أَن أعلم كلَّ مَا عِنْده فَقلت لَهُ هَاتِهَا فَقَالَ تحضرني سطلاً فِيهِ مَاء فأحضرت ذَلِك فَأخْرج من كمه حجرين أصمين أَشد مَا يكون من الْحِجَارَة فَقَالَ) خذهما فأخذتهما فَقَالَ مَا هما فَقلت حجران فَقَالَ لي رم كسرهما فرمت ذَلِك فتعذّر لشدَّة صلابتهما فَقَالَ ضعهما بِيَدِك فِي السطل وغطه بمنديل فَفعلت من حَيْثُ لم يتولَّ هُوَ شَيْئا من الْأَمر وَلَا قرب من السطل وَأَقْبل يحدثني فَوَجَدته ممتعاً كثير الحَدِيث سديد الْعبارَة حسن الْبَيَان صَحِيح النَّقْل لَا أنكر مِنْهُ شَيْئا فَلَمَّا طَال الْأَمر قلت لَهُ فَأَي شَيْء بعد هَذَا فَقَالَ أخرج لي الحجرين فَكشفت السطل وطلبتهما فَلم أجدهما وتحيرت وَقلت لَهُ لَيْسَ فِي السطل شَيْء فَقَالَ أما فِي هَذَا إعجاز فَقلت لَهُ بقيت عَلَيْك وَاحِدَة وَهِي أنني آتِيك بحجرين من عِنْدِي فَقَالَ لي وَهَكَذَا قَالَ أَصْحَاب مُوسَى لَهُ إِذْ جَاءَهُم بعصاه نُرِيد أَن تكون هَذِه الْعَصَا من عندنَا فتوقفت عَن جَوَابه لأفكر فِيهِ فَقَامَ وَقَالَ لي فكّر فِي أَمرك وأعود إِلَيْك فندمت على تَركه بعد انْصِرَافه وَأمرت غلماني فتتبعوه فِي كل طَرِيق فَلم يجدوه قَالَ الْقَاسِم بن عبيد الله قَالَ لي المعتضد أَتَدْرِي مَا أَرَادَ أَحْمد بن الطّيب لَعنه الله بِهَذَا الحَدِيث فَقلت لَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ إِنَّمَا أَرَادَ أَن سَبِيل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْعَصَا سَبِيل هَذَا الرجل فِي الحجرين وَأَن الْجَمِيع بحيلة فأحسست بِمَا ذهب إِلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك من أكبر مَا نقمه عَلَيْهِ المعتضد وَفِيه يَقُول أَبُو أَحْمد يحيى بن عليّ النديم (يَا من يُصَلِّي رِيَاء ... وَيظْهر الدّين سَمعه) (وَلَيْسَ يعبد رَبًّا ... وَلَا يدين بشرعه) (قد كنت عطلت دهراً ... فَكيف أسلمت دَفعه) (لَو ظلت فِي كل يومٍ ... مُصَليا ألف ركعه) (وَصمت دهرك لَا مف ... طراً لعيدٍ وَجمعه) (مَا كنت فِي الْكفْر إِلَّا ... كالنار فِي رَأس تلعه) (تقرا الْقرَان وَلَو تس ... طيع فرَّقت جمعه) (وَإِن سَمِعت بحقٍّ ... حاولت بالزّور دَفعه) (قل لي أبعد اتِّبَاع ال ... كنديّ تعمر ربعه)

أبو الفضل ابن أبي طاهر

(وتستقي الْكفْر مِنْهُ ... وَلَا تحاذر شنعه) (أظهرت تقوى ونسكاً ... أيهات فِي الْأَمر صنعه) (وَلَو بدا لَك سلحٌ ... مِنْهُ لآثرت لطعه) ) (فَارْجِع إِلَى مَذْهَب الشي ... خَ رب صكٍّ برجعه) (فَمَا تقاك مليحاً ... وَلَيْسَ كفرك بدعه) (وَلَيْسَ من ألسن النا ... س للمرائين مَنعه) 3 - (أَبُو الْفضل ابْن أبي طَاهِر) أَحْمد بن طيفور أَبُو الْفضل ابْن أبي طَاهِر مروروذي الأَصْل أحد البلغاء الشُّعَرَاء الروَاة من أهل الْفَهم الْمَذْكُورين بِالْعلمِ وَهُوَ صَاحب كتاب تَارِيخ بَغْدَاد فِي أَخْبَار الْخُلَفَاء والأمراء وأيامهم توفّي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ومولده سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ مدْخل الْمَأْمُون إِلَى بَغْدَاد ذكر ذَلِك وَلَده عبيد الله فِيمَا ذيّل بِهِ على تَارِيخ وَالِده وَكَانَ مؤدب كتاب عامّياً ثمَّ تخصّص وَجلسَ فِي سوق الوراقين فِي الْجَانِب الشَّرْقِي قَالَ صَاحب كتاب الباهر جَعْفَر بن حمدَان وَلم أر مِنْهُ وَلَا أبلد علما وَلَا أَلحن وَلَقَد أَنْشدني شعرًا يعرضه عليَّ فِي إِسْحَاق بن أَيُّوب لحن فِي بضعَة عشر موضعا مِنْهُ وَكَانَ أسرق النَّاس لنصف بَيت وَثلث بَيت وَكَذَا قَالَ لي البحتري فِيهِ وَكَانَ مَعَ هَذَا جميل الْأَخْلَاق ظريف الْعشْرَة حدث أَبُو هفان قَالَ كنت أنزل فِي جوَار المعلّى بن أَيُّوب صَاحب الْعرض والجيش أَيَّام الْمَأْمُون وَكَانَ أَحْمد بن أبي طَاهِر ينزل عِنْده فأضقنا إضاقةً شَدِيدَة فَقلت لِابْنِ أبي طَاهِر هَل لَك فِي شَيْء لَا بَأْس بِهِ تدعني حَتَّى أسجيك وأمضي إِلَى المعلّى فَأعلمهُ أَن لي صديقا قد توفّي فآخذ مِنْهُ ثمن كفنٍ فننفقه فَقَالَ نعم وَجئْت إِلَى وَكيل المعلّى فعرَّفته خبرنَا فَصَارَ معي إِلَى منزلي فَتَأمل ابْن أبي طَاهِر ثمَّ نقر أَنفه فضرط فَقَالَ لي مَا هَذَا فَقلت هَذِه بَقِيَّة من روحه كرهت نكهته فَخرجت من آسته فَضَحِك وعرَّف المعلّى خبرنَا فَأمر لنا بجملة دَنَانِير وَله من المصنفات كتاب المنثور والمنظوم أَرْبَعَة عشر جُزْءا سرقات الشّعْر كتاب بغداذ الْجَوَاهِر المؤلفين الْهَدَايَا الْمُشْتَقّ الْمُخْتَلف من المؤتلف أَسمَاء الشُّعَرَاء الْأَوَائِل الموشىَّ ألقاب الشُّعَرَاء وَمن عرف بالكنى وَمن عرف بِالِاسْمِ المعرقين من الْأَبْنَاء المعتذرين اعتذار وهب من ضرطته من أنْشد شعرًا وَأجِيب بِكَلَام الحجّاب مرثية هُرْمُز بن كسْرَى أنوشروان خبر الْملك العاتي فِي تَدْبِير الْملك والسياسة الْملك المصلح والوزير الْمعِين الْملك البابلي وَالْملك الْمصْرِيّ الباغيين وَالْملك الْحَكِيم الرُّومِي)

أبو حامد المروروذي الشافعي

كَبِير الطَّرْد سرقات البحتري من أبي تَمام جمهرة بني هَاشم رِسَالَة إِلَى إِبْرَاهِيم ابْن الْمُدبر النَّهْي عَن الشَّهَوَات رِسَالَة إِلَى عَليّ بن يحيى الْجَامِع فِي الشُّعَرَاء وأخبارهم فضل الْعَرَب على الْعَجم لِسَان الْعُيُون أَخْبَار المتظرفات اخْتِيَار أشعار الشُّعَرَاء وَاخْتِيَار شعر بكر بن النطاح المؤنس الْغلَّة والغليل المعتذرين اخْتِيَار شعر دعبل اخْتِيَار شعر مُسلم اخْتِيَار شعر العتّابي اخْتِيَار شعر مَنْصُور النمري اخْتِيَار شعر أبي الْعَتَاهِيَة اخْتِيَار بشار وأخباره أَخْبَار مَرْوَان وَآل مَرْوَان أَخْبَار ابْن الدمينة أَخْبَار قيس الرقيات وشعره وَمن شعر ابْن أبي طَاهِر (وَمَا الشّعْر إِلَّا السَّيْف ينبو وحدّه ... حسامٌ ويمضي وَهُوَ لَيْسَ بِذِي حدّ) (وَلَو كَانَ بِالْإِحْسَانِ يرْزق شاعرٌ ... لأكدى الَّذِي يجدي وأجدى الَّذِي يكدي) 3 - (أَبُو حَامِد المروروذي الشَّافِعِي) أَحْمد بن عَامر بن بشر أَبُو حَامِد المروروذي الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه على أبي إِسْحَاق الْمروزِي وصنف الْجَامِع فِي الْفِقْه وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وصنف فِي أصُول الْفِقْه وَكَانَ إِمَامًا لَا يشق غباره نزل الْبَصْرَة وَعنهُ أَخذ فقهاؤها توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (إِمَام جَامع قرطبة) أَحْمد بن عبَادَة بن علكدة بِسُكُون اللَّام الرعيني الْمَالِكِي إِمَام جَامع قرطبة كَانَ زاهداً فَاضلا قلد الشورى توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْوَزير أبي أَحْمد) أَحْمد بن الْعَبَّاس بن الْحسن بن أَيُّوب أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْوَزير أبي أَحْمد كَانَ وَالِده وَزِير المكتفي والمقتدر وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ يخلف أَبَاهُ فِي الْعرض على المقتدر وَكَانَ شابّاً فَاضلا أديباً مترشحاً للوزارة لَكِن عاجله ريب الْمنون وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاث مائَة وَكَانَ عمره سِتا وَعشْرين سنة 3 - (ابْن الفقاعي) أَحْمد بن الْعَبَّاس بن الرّبيع أَبُو بكر الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِابْن الفقاعي كَانَ موسوماً بِالْحِفْظِ) والمعرفة انتقى بِمصْر على القَاضِي عَليّ بن الْحُسَيْن بن بنْدَار وَسمع

ابن الإمام المقرئ

النَّاس بانتخابه وحدّث بِدِمَشْق عَن مُحَمَّد بن مخلد الدوري وَمُحَمّد ابْن عبد الله البغداذي وهبيرة بن مُحَمَّد الطَّبِيب وروى عَنهُ تَمام بن مُحَمَّد الرَّازِيّ 3 - (ابْن الإِمَام الْمُقْرِئ) أَحْمد بن الْعَبَّاس بن عبيد الله أَبُو بكر البغداذي يعرف بِابْن الإِمَام قَرَأَ الْقُرْآن على الْأُشْنَانِي وَكَانَ مجوّداً حاذقاً وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (شهَاب الدّين بن جعوان) أَحْمد بن الْعَبَّاس بن جعوان الإِمَام الْمُحَقق الزَّاهِد شهَاب الدّين الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو الْحَافِظ شمس الدّين مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره روى أَحْمد جُزْء ابْن عَرَفَة عَن ابْن عبد الدايم وَسمع من أَخِيه وَأَقْبل على الْفِقْه فبرع فِيهِ وَأفْتى وَانْقطع عَن النَّاس وَكَانَ من تلامذة محيي الدّين النَّوَوِيّ توفّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (شهَاب الدّين الصعيدي) أَحْمد بن عبد الْبَارِي بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم شهَاب الدّين الصعيدي الْمُؤَدب أَبُو الْعَبَّاس أحد شُيُوخ الْإسْكَنْدَريَّة ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة بالإسكندرية وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْقَاسِم ابْن عِيسَى وَسمع على أبي الْقَاسِم ابْن الصفراوي وَأبي الْفضل الهمذاني وعني بِالْحَدِيثِ وَسمع الْكثير وَكَانَ شَدِيد الوسواس توفّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة 3 - (أَبُو غَالب الْعَطَّار) أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن بشر الْعَطَّار أَبُو غَالب ابْن أبي الْقَاسِم من أهل الكرخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة سمع ابْن غيلَان وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَعبد الْملك بن مُحَمَّد الْعَطَّار وروى عَنهُ أَبُو المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن عقيل الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ سَأَلت أَبَا المعمر الْأنْصَارِيّ عَنهُ فَقَالَ كَانَ يشرب إِلَى أَن مَاتَ يَعْنِي الْخمر توفّي سنة عشْرين وَخمْس مائَة 3 - (القَاضِي ابْن النَّرْسِي) أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن النَّرْسِي أَبُو المظفر بن أبي البركات القَاضِي البغداذي عزل عَن الشَّهَادَة ثمَّ أُعِيد وَولي الْحِسْبَة ببغداذ وعزل عَنْهَا وَعَن الشَّهَادَة) ثمَّ ولي الْحِسْبَة ثَانِيًا وَولي قَضَاء بَاب الأزج مُضَافا إِلَى الْحِسْبَة وَمَات وَهُوَ يليهما سمع من الْحُسَيْن بن البشري وروى عَنهُ أَبُو بكر ابْن كَامِل فِي مُعْجم شُيُوخه قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَحدثنَا عَنهُ الْأَخْضَر توفّي سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة

أبو بكر ابن البطي

3 - (أَبُو بكر ابْن البطّي) أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن سلمَان أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن البطي أَخُو أبي الْفَتْح مُحَمَّد كَانَ أَصْغَر مِنْهُ سمع الْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي وَعلي بن الْحُسَيْن الربعِي ومحفوظاً الكلوذاني وَغَيرهم قَالَ ابْن النجار حَدثنَا عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَأحمد بن الْبَنْدَنِيجِيّ وَسَأَلته عَنهُ فَقَالَ كَانَ شَيخا حَرِيصًا على الدُّنْيَا وَجَمعهَا سيئ الْأَحْوَال والطريقة مقنطاً على نَفسه توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو المكارم السقلاطوني) أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن الْحسن بن منَازِل الشَّيْبَانِيّ أَبُو المكارم السقلاطوني من أهل الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ وَهُوَ ابْن عَم أبي غَالب مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن زُرَيْق القزّاز سمع الْكثير من ابْن النقور وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَمُحَمّد بن عَليّ الدقاق وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا قَالَ محب الدّين ابْن النجار روى لنا عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن النخاس وَكَانَ شَيخا صَالحا صَدُوقًا توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الْجلاء) أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد النجار أَبُو البركات الْمُقْرِئ يعرف بِابْن الْجلاء أَمِين القَاضِي على أَمْوَال الْأَيْتَام ويصلّي إِمَامًا بِمَسْجِد ابْن الفاعوس ببغداذ سمع ابْن البطر وحدّث باليسير وروى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَغَيره توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو سعد الكتبي) أَحْمد بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْمروزِي الصَّيْرَفِي أَبُو سعد الكتبي الْمَعْرُوف بِابْن الطيوري أَخُو أبي الْحُسَيْن الْمُبَارك وَكَانَ الْأَصْغَر قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على مُحَمَّد بن عَليّ الْخياط وَالْحسن بن أَحْمد بن الْبناء وَسمع الْكثير بإفادة أَخِيه من ابْن غيلَان وَإِبْرَاهِيم بن عمر الْبَرْمَكِي وَأبي الطيّب طَاهِر الطَّبَرِيّ وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَجَمَاعَة وَكَانَت لَهُ إجازات قديمَة من أبي مُحَمَّد الْخلال وَمُحَمّد بن عبد الْوَاحِد ابْن زوج الْحرَّة وَمُحَمّد بن عَليّ) الصُّورِي الْحَافِظ وَحدث بالكثير وروى عَنهُ الْحَافِظ ابْن نَاصِر وذاكر الْخفاف وَابْن بوش وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا صَحِيح السماع وَكَانَ دلالاً فِي الْكتب توفّي سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عمر العطاردي) أَحْمد بن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن عمر بن عُطَارِد أَبُو عمر التَّمِيمِي العطاردي الْكُوفِي حدث ببغداذ عَن أبي بكر ابْن عَيَّاش وَغَيره وَكَانَ أسْند من بَقِي إِلَّا أَنه ضَعِيف قَالَ ابْن عدي رَأَيْتهمْ مُجْمِعِينَ على ضعفه وَلم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ قد أثنى عَلَيْهِ أَبُو كريب وَأثْنى عَلَيْهِ الْخَطِيب وقوّاه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو يعلى ابْن الْحَافِظ كوتاه) أَحْمد بن عبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن

العلامة تقي الدين ابن تيمية

إِبْرَاهِيم الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو يعلى ابْن أبي مَسْعُود الْحَافِظ الْمَعْرُوف بكوتاه من أهل اصبهان وَهُوَ أَخُو أبي حَامِد مُحَمَّد الْمُقدم ذكره من أَوْلَاد الْمُحدثين قدم بغداذ وَحدث بهَا عَن وَالِده توفّي فِي عنفوان شبابه سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية) أَحْمد بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن أبي الْقَاسِم الْحَرَّانِي ابْن تَيْمِية الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُفَسّر الْفَقِيه الْمُجْتَهد الْحَافِظ الْمُحدث شيخ الْإِسْلَام نادرة الْعَصْر ذُو التصانيف والذكاء والحافظة المفرطة تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْعَالم الْمُفْتِي شهَاب الدّين ابْن الإِمَام شيخ الْإِسْلَام مجد الدّين أبي البركات مؤلف الْأَحْكَام وتيميمة لقب جده الْأَعْلَى ولد بحران عَاشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وتحول بِهِ أَبوهُ إِلَى دمشق سنة سبع وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي اليُسر والكمال ابْن عبد وَابْن أبي الْخَيْر وَابْن الصَّيْرَفِي وَالشَّيْخ شمس الدّين وَالقَاسِم الإربلي وَابْن عَلان وَخلق كثير وَبَالغ وَأكْثر وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على جمَاعَة وانتخب وَنسخ عدَّة أَجزَاء وَسنَن أبي دَاوُد وَنظر فِي الرِّجَال والعلل وَصَارَ من أَئِمَّة النَّقْد وَمن عُلَمَاء الْأَثر مَعَ التديّن والتأله وَالذكر والصيانة والنزاهة عَن حطام هَذِه الدَّار وَالْكَرم الزَّائِد ثمَّ إِنَّه أقبل على الْفِقْه ودقائقه وغاص على مباحثه وَنظر فِي أدلته وقواعده وحججه والاجماع وَالِاخْتِلَاف حَتَّى كَانَ يقْضى مِنْهُ الْعجب إِذا) ذكر مَسْأَلَة من الْخلاف وَاسْتدلَّ ورجَّح واجتهد حُكيَ لي أَنه قَالَ يَوْمًا للشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل يَا صدر الدّين أَنا أنقل فِي مَذْهَب الشَّافِعِي أَكثر مِنْك أَو كَمَا قَالَ وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا رَأَيْت أحدا أسْرع انتزاعاً للآيات الدَّالَّة على الْمَسْأَلَة الَّتِي يوردها مِنْهُ وَلَا أَشد استحضاراً لمتون الْأَحَادِيث وعزوها إِلَى الصَّحِيح أَو الْمسند أَو السّنَن كأنَّ ذَلِك نصب عينه وعَلى طرف لِسَانه بِعِبَارَة رشقة حلوة وإفحام للمخالف وَكَانَ آيَة من آيَات الله تَعَالَى فِي التَّفْسِير والتوسع فِيهِ لَعَلَّه يبْقى فِي تَفْسِير الْآيَة الْمجْلس والمجلسين قلت حكى لي من سَمعه يَقُول إِنِّي وقفت على مائَة وَعشْرين تَفْسِيرا أستحضر من الْجَمِيع الصَّحِيح الَّذِي فِيهَا أَو كَمَا قَالَ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأما أصُول الدّين وَمَعْرِفَة أَقْوَال الْخَوَارِج وَالرَّوَافِض والمعتزلة والمبتدعة فَكَانَ لَا يشقّ فِيهَا غباره هَذَا مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْكَرم الَّذِي لم أشاهد مثله قطّ والشجاعة المفرطة والفراغ عَن ملاذّ النَّفس من اللبَاس الْجَمِيل والمأكل الطّيب والراحة الدُّنْيَوِيَّة قلت حُكيَ لي عَنهُ أَن والدته طبخت يَوْمًا قرعية وَلم تذقها أَولا فَكَانَت مرّة فَلَمَّا ذاقتها تركتهَا على حَالهَا فطلع إِلَيْهَا وَقَالَ هَل عنْدك مَا آكل

قَالَت لَا إِلَّا أنني طبخت قرعاً كَانَ مرّاً فَقَالَ أَيْن هُوَ فأرته الْمَكَان الَّذِي فِيهِ تِلْكَ القرعية فأحضرها وَقعد أكلهَا إِلَى أَن شبع وَمَا أنكر شَيْئا مِنْهَا أَو كَمَا قيل وَحكي لي عَنهُ أَنه كَانَ قد شكا إِلَيْهِ إِنْسَان أَو جمَاعَة من قطلوبك الْكَبِير وَكَانَ الْمَذْكُور فِيهِ جبروت على أَخذ أَمْوَال النَّاس واغتصابها وحكاياته فِي ذَلِك مَشْهُورَة فَقَامَ يمشي إِلَيْهِ فَلَمَّا دخل إِلَيْهِ وَتكلم مَعَه فِي ذَلِك قَالَ لَهُ قطلوبك أَنا الَّذِي أُرِيد أجيء إِلَيْك لِأَنَّك رجل عَالم زاهد يعرّض بقَوْلهمْ إِذا كَانَ الْأَمِير بِبَاب الْفَقِير فَنعم الْأَمِير وَنعم الْفَقِير فَقَالَ لَهُ قطلوبك لَا تعْمل عليَّ دركواناتك مُوسَى كَانَ خيرا مني وَفرْعَوْن كَانَ شرا مِنْك وَكَانَ مُوسَى كلَّ يَوْم يَجِيء إِلَى بَاب فِرْعَوْن مراتٍ فِي كلّ يَوْم ويعرض عَلَيْهِ الْإِيمَان أَو كَمَا قيل وَحكى لي عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن قيم الجوزية قَالَ كَانَ صَغِيرا عِنْد بني المنجا فبحث مَعَهم فادّعوا شَيْئا أنكرهُ فأحضروا النَّقْل فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ ألْقى المجلد من يَده غيظاً فَقَالُوا لَهُ مَا أَنْت إِلَّا جريء ترمي المجلد من يدك وَهُوَ كتاب علم فَقَالَ سَرِيعا أَيّمَا خير أَنا أَو مُوسَى فَقَالُوا مُوسَى فَقَالَ أَيّمَا خير هَذَا الْكتاب أَو أَلْوَاح الْجَوْهَر الَّتِي كَانَ فِيهَا الْعشْر كَلِمَات قَالُوا الألواح فَقَالَ إِن مُوسَى لما غضب ألْقى الألواح من يَده أَو كَمَا قَالَ وَحكى لي عَنهُ أَيْضا قَالَ سَأَلَهُ فلَان أنسيته فَقَالَ أَنْت تزْعم أَن أفعالك كلهَا من السنَّة فَهَذَا الَّذِي تَفْعَلهُ) بِالنَّاسِ من عَرك آذانهم من أَيْن جَاءَ هَذَا فِي السّنة فَقَالَ حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ صليت خلف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلًا فَكنت إِذا أغفيت أَخذ بأذني أَو كَمَا قَالَ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وصنف فِي فنون الْعلم وَلَعَلَّ تواليفه وفتاويه فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع والزهد وَالْيَقِين والتوكل وَالْإِخْلَاص وَغير ذَلِك تبلغ ثَلَاث مائَة مجلدة وَكَانَ قوالاً بِالْحَقِّ نهاء عَن الْمُنكر ذَا سطوة وإقدام وَعدم مداراة ومسائله المفردة يحْتَج لَهَا بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث أَو بِالْقِيَاسِ ويبرهنها ويناظر عَلَيْهَا وينقل فِيهَا الْخلاف ويطيل الْبَحْث أُسْوَة من تقدمه من الْأَئِمَّة فَإِن كَانَ أَخطَأ فَلهُ أجر وَاحِد وَإِن كَانَ أصَاب فَلهُ أَجْرَانِ وَكَانَ أَبيض أسود الرَّأْس واللحية قَلِيل الشيب شعره إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ كَأَن عَيْنَيْهِ لسانان ناطقان ربعَة من الرِّجَال بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ جهوريّ الصَّوْت فصيح اللِّسَان سريع الْقِرَاءَة تعتريه حِدة ثمَّ يقهرها بحلم وصفح توفّي مَحْبُوسًا فِي قلعة دمشق على مَسْأَلَة الزِّيَارَة وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة إِلَى الْغَايَة وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة صلّى عَلَيْهِ الشَّيْخ عَلَاء الدّين قَاضِي الْقُضَاة القونوي وَلم يصلِّ عَلَيْهِ جمال الدّين بن جمله انْتهى كَلَام الشَّيْخ شمس الدّين

قلت رَحِمهم الله أَجْمَعِينَ هم الْآن قد رَأَوْا عين الْيَقِين فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَمَا أَظُنهُ رأى مثله فِي الحافظة والاطلاع وَأرى أَن مادته كَانَت من كَلَام ابْن حزم حَتَّى شناعه على من خَالفه وَكَانَ مغرىً بسبّ ابْن عَرَبِيّ محيي الدّين والعفيف التلمساني وَابْن سبعين وَغَيرهم من الَّذين ينخرطون فِي سلكهم وَرُبمَا صرح بسب الْغَزالِيّ وَقَالَ هم قلاووز الفلاسفة أَو قَالَ ذَلِك عَن الإِمَام فَخر الدّين سمعته يَقُول الْغَزالِيّ فِي بعض كتبه يَقُول الرّوح من أَمر رَبِّي وَفِي بَعْضهَا يدسّ كَلَام الفلاسفة ورأيهم فِيهَا وَكَذَلِكَ الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ كَانَ كثير الحطّ عَلَيْهِ وَكَانَ مسلطاً على هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاء الأحمدية واليونسية والقرندلية وَغَيرهم من هَؤُلَاءِ المبتدعة حُكيَ لي أَنه جَاءَ إِلَيْهِ بعض الأحمدية وَقَالَ مَا يَقُولُونَهُ على الْعَادة فِي دُخُول التَّنور من بعد ثَلَاثَة أَيَّام وقود النَّار فِيهِ فَقَالَ لَهُ أَنا مَا أكلفك ذَلِك وَلَكِن دَعْنِي أَضَع هَذِه الطوّافة فِي ذقنك فجزع ذَلِك الْفَقِير وأبلس قلت وَقد نقل الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى هَذَا من قَول بعض الشُّعَرَاء فِي النَّار الَّتِي يزْعم النَّصَارَى أَنَّهَا تنزل يَوْم سبت النُّور من السَّمَاء إِلَى القمامة بالقدس) (لقد زعم القسيّس أنَّ إلهه ... ينزّل نورا بكرَة الْيَوْم أَو غَد) (فَإِن كَانَ نورا فَهُوَ نورٌ ورحمةٌ ... وَإِن كَانَ نَارا أحرقت كلَّ مُعْتَد) (يقربهَا القسيس من شعر ذقنه ... فَإِن لم تحرقها وَإِلَّا اقْطَعُوا يَدي) وسمعته يَقُول عَن نجم الدّين الكاتبي الْمَعْرُوف بدبيران بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وَهُوَ الكاتبي صَاحب التواليف البديعة فِي الْمنطق فَإِذا ذكره لَا يَقُول إِلَّا دبيران بِضَم الدَّال وَفتح الْبَاء وسمعته يَقُول ابْن المنجس يُرِيد ابْن المطهّر الحلّي وَكَانَت سمعته فِي الْبِلَاد الْبَعِيدَة أَكثر وأكبر وَأشهر مِمَّا هِيَ بِالشَّام خُصُوصا بَلَده دمشق وَكتب رِسَالَة إِلَى صَاحب قبرس يَأْمُرهُ فِيهَا بالرفق بالأسارى الْمُسلمين وَتَخْفِيف الْوَطْأَة عَنْهُم وقصَّ عَلَيْهِ أقوالاً من كَلَام الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام مثل قَوْله من ضربك على خدك الْأَيْمن فدر لَهُ الخدَّ الْأَيْسَر وَأَشْبَاه ذَلِك فَقيل إِنَّه خفف عَنْهُم وَعمر لَهُم جَامعا على مَا قيل

وَطلب إِلَى مصر أَيَّام ركن الدّين بيبرس الجاشنكير وَعقد لَهُ مجْلِس فِي مقَالَة قَالَ بهَا فطال الْأَمر وحكموا بحبسه فحبس بالإسكندرية ثمَّ إِن الْملك النَّاصِر لما جَاءَ من الكرك أخرجه فِيمَا أَظن وَلم يزل الْعَوام بِمصْر يعظمونه إِلَى أَن أَخذ فِي القَوْل على السيدة نفيسة فأعرضوا عَنهُ ورأيته مراتٍ بمدرسة القصاعين وبالحنبلية جوَّا بَاب الفراديس وَكَانَ إِذا تكلم أغمض عَيْنَيْهِ وازدحمت الْعبارَة على لِسَانه فَرَأَيْت الْعجب العجيب والحبر الَّذِي مَا لَهُ مشاكل فَيْء فنونه وَلَا ضريب والعالم الَّذِي أَخذ من كل شَيْء بِنَصِيب سَهْمه للأغراض مُصِيب والمناظر الَّذِي إِذا جال فِي حومة الْجِدَال رمي الْخُصُوم من مباحثه بِالْيَوْمِ العصيب (وعاينت بَدْرًا لَا يرى الْبَدْر مثله ... وخاطبت بحراً لَا يرى العبر عائمه) أَخْبرنِي الْمولى عَلَاء الدّين بن الْآمِدِيّ وَهُوَ من كبار كتاب الْحساب قَالَ دخلت يَوْمًا إِلَيْهِ وَأَنا وَالشَّمْس النفيس عَامل بَيت المَال وَلم يكن فِي وقته أكتب مِنْهُ فَأخذ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين يسْأَله عَن الِارْتفَاع وَعَما بَين الفذلكة واستقرار الْجُمْلَة من الْأَبْوَاب وَعَن الفذلكة الثَّانِيَة وخصمها وَعَن أَعمال الاسحتقاق وَعَن الْخَتْم والتوالي وَمَا يطْلب من الْعَامِل وَهُوَ يجِيبه عَن الْبَعْض ويسكت عَن الْبَعْض ويسأله عَن تَعْلِيل ذَلِك إِلَى أَن أوضح لَهُ ذَلِك وعلّله قَالَ فَلَمَّا خرجنَا من عِنْده قَالَ لي النفيس وَالله تعلمت الْيَوْم مِنْهُ مَا لَا كنت أعلمهُ انْتهى مَا ذكره عَلَاء الدّين وَسَأَلته فِي سنة ثَمَانِي عشرَة أَو سبع عشرَة وَسبع مائَة وَهُوَ بمدرسته بالقصاعين عَن قَوْله) تَعَالَى وَأخر متشابهاتٌ فَقلت لَهُ الْمَعْرُوف بَين النُّحَاة أَن الْجمع لَا يُوصف إِلَّا بِمَا يُوصف بِهِ الْمُفْرد من الْجمع بالمفرد من الْوَصْف فَقَالَ كَذَا هُوَ فَقلت مَا تفرد متشابهات فَقَالَ متشابهة فَقلت كَيفَ تكون الْآيَة الْوَاحِدَة فِي نَفسهَا متشابهة وَإِنَّمَا يَقع التشابه بَين آيَتَيْنِ وَكَذَا قَوْله تَعَالَى فَوجدَ فِيهَا رجلَيْنِ يقتتلان كَيفَ يكون الرجل الْوَاحِد يقتتل مَعَ نَفسه فَعدل بِي من الْجَواب إِلَى الشُّكْر وَقَالَ هَذَا ذهن جيد وَلَو لازمتني سنة لانتفعت وَسَأَلته فِي ذَلِك الْمجْلس عَن تَفْسِير قَوْله تَعَالَى هُوَ الَّذِي خَلقكُم من نفس واحدةٍ وَجعل مِنْهَا زَوجهَا إِلَى قَوْله تَعَالَى عَمَّا يشركُونَ فَأجَاب بِمَا قَالَه الْمُفَسِّرُونَ فِي ذَلِك وَهُوَ آدم وحواء وَأَن حَوَّاء لما أثقلت بِالْحملِ أَتَاهَا إِبْلِيس فِي صُورَة رجل وَقَالَ أَخَاف من هَذَا الَّذِي فِي بَطْنك أَن يخرد من دبرك أَو يشق بَطْنك وَمَا يدْريك لَعَلَّه يكون بَهِيمَة أَو كَلْبا فَلم تزل فِي همّ حَتَّى أَتَاهَا ثَانِيًا وَقَالَ سَأَلت الله تَعَالَى أَن يَجعله بشرا سويّاً وَإِن كَانَ كَذَلِك سميه عبد الْحَارِث وَكَانَ اسْم إِبْلِيس فِي الْمَلَائِكَة الْحَارِث فَذَلِك قَوْله تَعَالَى فَلَمَّا آتاهما صَالحا جعلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتاهما وَهَذَا مَرْوِيّ عَن ابْن عَبَّاس فَقلت لَهُ هَذَا فَاسد من

وُجُوه لِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ فِي الْآيَة الثَّانِيَة فتعالى الله عَمَّا يشركُونَ فَهَذَا يدل على أَن الْقِصَّة فِي حق جمَاعَة الثَّانِي أَنه لَيْسَ لإبليس فِي الْكَلَام ذكر الثَّالِث أَن الله تَعَالَى علم آدم الْأَسْمَاء كلهَا فَلَا بُد وَأَنه كَانَ يعلم أَن إِبْلِيس الْحَارِث الرَّابِع أَنه تَعَالَى قَالَ أيشركون مَا لَا يخلق شَيْئا وَهُوَ يخلقون وَهَذَا يدل على أَن المُرَاد بِهِ الْأَصْنَام لِأَن مَا لما لَا يعقل وَلَو كَانَ إِبْلِيس لقَالَ من الَّتِي هِيَ لمن يعقل فَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى فقد ذهب بعض الْمُفَسّرين إِلَى أَن المُرَاد بِهَذَا قصيّ لِأَنَّهُ سمى أَوْلَاده الْأَرْبَعَة عبد منَاف وَعبد الْعُزَّى وَعبد قصي وَعبد الدَّار وَالضَّمِير فِي يشركُونَ لَهُ ولأولاده من أعقابه الَّذين يسمون أَوْلَادهم بِهَذِهِ الْأَسْمَاء وأمثالها فَقلت لَهُ وَهَذَا أَيْضا فَاسد لِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ خَلقكُم من نفسٍ واحدةٍ وَخلق مِنْهَا زَوجهَا وَلَيْسَ كَذَلِك إِلَّا آدم لِأَن الله تَعَالَى خلق حَوَّاء من ضلعه فَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى المُرَاد بِهَذَا أَن زوجه من جنسه عَرَبِيَّة قرشية فَمَا رَأَيْت التَّطْوِيل مَعَه وَسَأَلته فِي ذَلِك الْمجْلس عَن قَول الْمُتَكَلِّمين فِي الْوَاجِب والممكن لأَنهم قَالُوا الْوَاجِب مَا لَا يتَوَقَّف وجوده على وجود مُمكنَة والممكن مَا يتَوَقَّف وجوده على وجود واجبه فَقَالَ رَحمَه الله هَذَا كَلَام مُسْتَقِيم فَقلت هَذَا القَوْل هُوَ عين القَوْل بِالْعِلَّةِ والمعلول فَقَالَ كَذَا هُوَ إِلَّا أَن ذَلِك عِلّة نَاقِصَة وَلَا يكون عِلّة تَامَّة إِلَّا بانضمام إِرَادَته فَإِذا انضمت الْإِرَادَة إِلَى وجود الْوَاجِب) تعين وجود الْمُمكن ثمَّ اجْتمعت بِهِ بعد ذَلِك مَرَّات عديدة وَكَانَ إِذا رَآنِي قَالَ أيش حس الإيرادات أيش حس الْأَجْوِبَة أيش حس الشكوك أَنا أعلم أَنَّك مثل الْقدر الَّتِي تغلي تَقول بق بق بق أَعْلَاهَا أَسْفَلهَا وأسفلها أَعْلَاهَا لازمني لازمني تنْتَفع وَكنت أحضر دروسه وَيَقَع لي فِي أثْنَاء كَلَامه فَوَائِد لم أسمعها من غَيره وَلَا وقفت عَلَيْهَا فِي كتاب رَحمَه الله تَعَالَى وعَلى الْجُمْلَة فَمَا رَأَيْت وَلَا أرى مثله فِي اطّلاعه وحافظته وَلَقَد صدَّق مَا سمعنَا بِهِ عَن الْحفاظ الأول وَكَانَت هممه علية إِلَى الْغَايَة لِأَنَّهُ كَانَ كثيرا مَا ينشد (تَمُوت النُّفُوس بأوصابها ... وَلم تشك عوَّداها مَا بهَا) (وَمَا أنصفت مهجةٌ تَشْتَكِي ... هَواهَا إِلَى غير أحبابها) وينشد أَيْضا (من لم يقد ويدس فِي خيشومه ... رهج الْخَمِيس فَلَنْ يَقُود خميسا) وَكَانَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين قد قَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الشَّافِعِيَّة وأنكروا عَلَيْهِ كَلَامه فِي الصِّفَات وَأخذُوا فتياه الحموية وردّوا عَلَيْهِ فِيهَا وَعمِلُوا لَهُ مَجْلِسا فدافع الأفرم عَنهُ وَلم يبلغهم فِيهِ أرباً وَنُودِيَ فِي دمشق بِإِبْطَال العقيدة الحموية فانتصر لَهُ جاغان المشدّ وَكَانَ قد منع من

الْكَلَام ثمَّ إِنَّه جلس على عَادَته يَوْم الْجُمُعَة وَتكلم ثمَّ حضر عِنْد قَاضِي الْقُضَاة إِمَام الدّين وَبَحَثُوا مَعَه وَطَالَ الْأَمر بَينهم ثمَّ رَجَعَ القَاضِي إِمَام الدّين وَأَخُوهُ القَاضِي جلال الدّين وَقَالُوا من قَالَ عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين شَيْئا عزَّرناه ثمَّ إِنَّه طلب إِلَى مصر هُوَ وَالْقَاضِي نجم الدّين ابْن صصري فانتصر لَهُ الْأَمِير سيف الدّين سلار وحطّ الْأَمِير ركن الدّين الجاشنكير عَلَيْهِ وعقدوا لَهُ مَجْلِسا انْفَصل على حَبسه فحبس فِي خزانَة البنود ثمَّ نقل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ اعتقل أَيْضا ثمَّ أفرج عَنهُ وَحضر إِلَى دمشق فَمَا كَانَ فِي أَيَّام القَاضِي جلال الدّين تكلّموا مَعَه فِي مَسْأَلَة الزِّيَارَة وَكتب فِي ذَلِك إِلَى مصر فورد مرسوم السُّلْطَان باعتقاله فِي القلعة فَلم يزل معتقلاً بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة ورأيته بعد مَوته رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ فِي جَامع بني أُميَّة وَأَنا فِي يَدي صُورَة عقيدة ابْن حزم الظَّاهِرِيّ الَّتِي ذكرهَا فِي أول المحلّى وَقد كتبتها بخطي وكتبت فِي آخرهَا (وَهَذَا نَص ديني واعتقادي ... وغيري مَا يرى هَذَا يجوز) وَقد أوقفته على ذَلِك فتأملها وَرَآهَا وَلم يتَكَلَّم بِشَيْء) ذكر تصانيفه وَمن الَّذِي يَأْتِي على مجموعها وَللَّه الْقَائِل (إنَّ فِي الموج للغريق لعذراً ... وَاضحا أَن يفوتهُ تعداده) وَلَكِن أذكر مِنْهَا مَا تيَسّر وَإِلَّا فَهِيَ أَكثر مِمَّا أوردته فِي هَذِه التَّرْجَمَة وَلَعَلَّ بعض أَصْحَابه يعرفهَا كتب التَّفْسِير قَاعِدَة فِي الِاسْتِعَاذَة قَاعِدَة فِي الْبَسْمَلَة وَكَلَام على الْجَهْر بهَا قَاعِدَة فِي قَوْله تَعَالَى إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين وَقطعَة كَبِيرَة من أول سُورَة الْبَقَرَة وَفِي قَوْله تَعَالَى وَمن النَّاس من يَقُول آمنا بِاللَّه وباليوم الآخر نَحْو ثَلَاث كراريس قَوْله تَعَالَى مثلهم كَمثل الَّذِي استوقد نَارا نَحْو كراسين يَا أَيهَا النَّاس اعبدوا ربكُم سبع كراريس إِلَّا من سفه نَفسه كراسة آيَة الْكُرْسِيّ كراسان وَغير ذَلِك من سُورَة الْبَقَرَة مِنْهُ آيَات محكمات إِلَى آخرهَا نَحْو مجلّد شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ سِتّ كراريس مَا أَصَابَك من حسنةٍ عشر كراريس وَغير ذَلِك من سُورَة آل عمرَان تَفْسِير الْمَائِدَة مُجَلد لطيف يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة ثَلَاث كراريس وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم سبع كراريس قَوَاعِد وَغير ذَلِك سُورَة يُوسُف مُجَلد كَبِير سُورَة النُّور مُجَلد لطيف سُورَة الْقَلَم وَأَنَّهَا أول سُورَة أنزلت تَضَمَّنت أصُول الدّين مُجَلد سُورَة لم يكن سُورَة الْكَافِرُونَ سُورَة تبت والمعوذتين الْإِخْلَاص مُجَلد وَغير ذَلِك من آيَات مُتَفَرِّقَة كتب الْأُصُول الاعتراضات المصرية على الْفتيا الحموية أَربع مجلدات أملاه فِي الْجب رد على تأسيس التَّقْدِيس سَمَّاهُ بَيَان تلبيس الْجَهْمِية فِي تأسيس بدعهم الكلامية وَرُبمَا سَمَّاهُ

تَلْخِيص التلبيس من تأسيس التَّقْدِيس شرح أول المحصل للْإِمَام فَخر الدّين بلغ ثَلَاثَة مجلدات شرح بضع عشرَة مَسْأَلَة من الْأَرْبَعين للْإِمَام فَخر الدّين تعَارض الْعقل وَالنَّقْل أَربع مجلدات جَوَاب مَا أوردهُ كَمَال الدّين ابْن الشريشي مُجَلد الْجَواب الصَّحِيح لمن بدل دين الْمَسِيح رد على النَّصَارَى ثَلَاث مجلدات منهاج الاسْتقَامَة شرح عقيدة الْأَصْبَهَانِيّ مُجَلد نقض الِاعْتِرَاض عَلَيْهَا لبَعض المشارقة أَربع كراريس شرح أول كتاب الغزنوي فِي أصُول الدّين مُجَلد الرَّد على الْمنطق مُجَلد رد آخر لطيف الرَّد على الفلاسفة مجلدات قَاعِدَة فِي القضايا) الوهمية قَاعِدَة فِيمَا يتناهى وَمَا لايتناهى جَوَاب الرسَالَة الصفدية جَوَاب فِي نقض قَول الفلاسفة إِن معجزات الْأَنْبِيَاء قوى نفسانية مُجَلد كَبِير إِثْبَات الْمعَاد وَالرَّدّ على ابْن سينا شرح رِسَالَة ابْن عَبدُوس فِي كَلَام الإِمَام أَحْمد فِي الْأُصُول ثُبُوت النبوات عقلا ونقلاً والمعجزات والكرامات مجلدان قَاعِدَة فِي الكليات مُجَلد لطيف الرسَالَة القبرسية رِسَالَة إِلَى أهل طبرستان وجيلان فِي خلق الرّوح والنور وَالْأَئِمَّة المقتدى بهم مَسْأَلَة مَا بَين اللَّوْحَيْنِ كَلَام الله تَحْقِيق كَلَام الله لمُوسَى هَل سمع جِبْرِيل كَلَام الله أَو نَقله من اللَّوْح الْمَحْفُوظ الرسَالَة البعلبكية الرسَالَة الأزهرية القادرية البغداذية أجوبة الشكل والنقط إبِْطَال الْكَلَام النفساني أبْطلهُ من نَحْو ثَمَانِينَ وَجها جَوَاب من حلف بِالطَّلَاق الثَّلَاث أَن الْقُرْآن حرف وَصَوت وَله فِي إِثْبَات الصِّفَات وَإِثْبَات الْعُلُوّ والاستواء مجلدات المراكشية صِفَات الْكَمَال وَالضَّابِط فِيهَا أجوبة فِي مباينة الله تَعَالَى لخلقه جَوَاب فِي الاسْتوَاء وَإِبْطَال تَأْوِيله بِالِاسْتِيلَاءِ جَوَاب من قَالَ لَا يُمكن الْجمع بَين إِثْبَات الصِّفَات على ظَاهرهَا مَعَ نفي التَّشْبِيه نصف كراس أجوبة كَون الْعَرْش وَالسَّمَوَات كرّية وَسبب قصد الْقُلُوب جِهَة الْعُلُوّ جَوَاب كَون الشَّيْء فِي جِهَة الْعُلُوّ مَعَ أَنه لَيْسَ جَوْهَر وَلَا عرضٍ مَعْقُول أَو مُسْتَحِيل جَوَاب هَل الاسْتوَاء وَالنُّزُول حَقِيقَة وَهل لَازم الْمَذْهَب مَذْهَب سَمَّاهُ الإربلية مَسْأَلَة النُّزُول وَاخْتِلَاف وقته باخْتلَاف الْبلدَانِ والمطالع مُجَلد لطيف شرح حَدِيث النُّزُول فِي أَكثر من مُجَلد بَيَان حل إِشْكَال ابْن حزم الْوَارِد على الحَدِيث قاعدتان فِي قرب الرب من عابديه وداعيه مُجَلد لطيف الْكَلَام على نقض المرشدة الْمسَائِل الْإسْكَنْدَريَّة فِي الرَّد على الاتحادية والحلولية مَا تضمنه فصوص الحكم من الْكفْر والإلحاد والحلول والاتحاد جَوَاب فِي لِقَاء الله جَوَاب رُؤْيَة النِّسَاء ربهن فِي الْجنَّة الرسَالَة المدنية فِي إِثْبَات الصِّفَات النقلية الهلاوونية جَوَاب ورد على لِسَان ملك التتار مُجَلد قَوَاعِد فِي إِثْبَات الْقدر وَالرَّدّ على الْقَدَرِيَّة والجبرية مُجَلد رد على الروافض فِي الْإِمَامَة على ابْن مطهر جَوَاب فِي حسن إِرَادَة الله تَعَالَى لخلق الْخلق وإنشاء الْأَنَام لعِلَّة أم لغير عِلّة شرح حَدِيث فحجّ آدم مُوسَى كتاب تَنْبِيه الرجل الغافل على تمويه المجادل مُجَلد تناهي الشدائد فِي اخْتِلَاف العقائد كتاب الْإِيمَان مُجَلد شرح حَدِيث جِبْرِيل فِي الْإِيمَان وَالْإِسْلَام فِي عصمَة الْأَنْبِيَاء فِي مَا يبلّغونه مَسْأَلَة فِي الْعقل وَالروح فِي المقربين هَل يسألهم مُنكر وَنَكِير هَل يعذب) الْجَسَد مَعَ الرّوح فِي الْقَبْر وَهل تفارق الْبدن بِالْمَوْتِ أم لَا الرَّد على أهل كسروان مجلدان فِي فضل أبي بكر

وَعمر على غَيرهمَا قَاعِدَة فِي فضل مُعَاوِيَة وَفِي ابْنه يزِيد أَنه لَا يسب فِي تَفْضِيل صالحي النَّاس على سَائِر الْأَجْنَاس مُخْتَصر فِي كفر النصيرية فِي جَوَاز قتال الرافضة كراسة فِي بَقَاء الْجنَّة وَالنَّار وفنائهما وردّ عَلَيْهِ فِيهَا الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ كتب أصُول الْفِقْه قَاعِدَة غالبها أَقْوَال الْفُقَهَاء مجلدان قَاعِدَة كل حمد وذم من المقالات وَالْأَفْعَال لَا يكون إِلَّا بِالْكتاب وَالسّنة شُمُول النُّصُوص للْأَحْكَام مُجَلد لطيف قَاعِدَة فِي الْإِجْمَاع وَأَنه ثَلَاثَة أَقسَام جَوَاب فِي الْإِجْمَاع وَخبر التَّوَاتُر قَاعِدَة خبر الْوَاحِد يُفِيد الْيَقِين قَاعِدَة فِي كَيْفيَّة الِاسْتِدْرَاك على الْأَحْكَام بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاع فِي الرَّد على من قَالَ إِن الْأَدِلَّة اللفظية لَا تفِيد الْيَقِين ثَلَاث مصنفات قَاعِدَة فِيمَا يظنّ من تعَارض النُّصُوص وَالْإِجْمَاع مُؤَاخذَة لِابْنِ حزم فِي الْإِجْمَاع قَاعِدَة فِي تَقْرِير الْقيَاس قَاعِدَة فِي الِاجْتِهَاد والتقليد فِي الْأَحْكَام مُجَلد رفع الملام عَن الْأَئِمَّة الْأَعْلَام قَاعِدَة فِي الِاسْتِحْسَان وصف الْعُمُوم والاطلاق قَوَاعِد فِي أَن الْمُخطئ فِي الِاجْتِهَاد لَا يَأْثَم مُجَلد هَل الْعَاميّ يجب عَلَيْهِ تَقْلِيد مَذْهَب معِين جَوَاب فِي ترك التَّقْلِيد فِي من يَقُول مذهبي مَذْهَب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَلَيْسَ أَنا مُحْتَاج إِلَى تَقْلِيد الْأَرْبَعَة جَوَاب من تفقه فِي مَذْهَب وَوجد حَدِيثا صَحِيحا هَل يعْمل بِهِ أَو لَا جَوَاب تَقْلِيد الْحَنَفِيّ فِي الْجمع للمطر وَالْوتر الْفَتْح على الإِمَام فِي الصَّلَاة تَفْضِيل قَوَاعِد مَذْهَب مَالك وَأهل الْمَدِينَة تَفْضِيل الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَمَا امتاز بِهِ كل وَاحِد مِنْهُم قَاعِدَة فِي تَفْضِيل الإِمَام أَحْمد مُجَلد جَوَاب هَل كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قبل الرسَالَة نبيّاً جَوَاب هَل كَانَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام متعبداً بشرع من قبله قَوَاعِد أَن النَّهْي يَقْتَضِي العناد كتب الْفِقْه شرح الْمُحَرر فِي مَذْهَب أَحْمد وَلم يبيَّض شرح الْعُمْدَة لموفق الدّين أَربع مجلدات جَوَاب مسَائِل وَردت من أَصْبَهَان جَوَاب مسَائِل وَردت من الأندلس جَوَاب مسَائِل وَردت من الصَّلْت ومسائل من بغداذ مسَائِل وَردت من زرع مسَائِل وَردت من الرحبة أَرْبَعُونَ مَسْأَلَة لقبت الدُّرَر المضية فِي فتاوي ابْن تَيْمِية الماردانية الطرابلسية قَاعِدَة فِي الْمِيَاه) والمائعات وأحكامها الْمَائِعَات وملاقاتها النَّجَاسَات طَهَارَة بَوْل مَا يُؤْكَل لَحْمه قَاعِدَة فِي حَدِيث القُلتين وَعدم رَفعه قَوَاعِد فِي الِاسْتِجْمَار وتطهير الأَرْض بالشمس وَالرِّيح جَوَاز الِاسْتِجْمَار مَعَ وجود المَاء نواقض الْوضُوء قَوَاعِد فِي عدم نقضه بلمس النِّسَاء التَّسْمِيَة على الْوضُوء خطأ القَوْل بِجَوَاز مسح الرجلَيْن جَوَاز الْمسْح على الْخُفَّيْنِ المنخرقين والجوربين واللفائف فِي من لَا يُعْطي أُجْرَة الْحمام تَحْرِيم دُخُول الْحمام بِلَا مئزر فِي الْحمام والاغتسال ذمّ الوسواس جَوَاز طواف الْحَائِض تيسير الْعِبَادَات لأرباب الضرورات بِالتَّيَمُّمِ وَالْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ للْعُذْر كَرَاهِيَة التَّلَفُّظ بِالنِّيَّةِ وَتَحْرِيم الْجَهْر بهَا قَاعِدَة فِي الِاسْتِعَاذَة قَاعِدَة فِي الْبَسْمَلَة هَل هِيَ من السُّور فِيمَا يعرض للْمُصَلِّي من الوسواس هَل يبطل أَو لَا الْكَلم الطّيب فِي الْأَذْكَار كَرَاهِيَة تَقْدِيم بسط سجادة الْمُصَلِّي قبل مَجِيئه فِي الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تصليان قبل الْجُمُعَة فِي الصَّلَاة بعد أَذَان الْجُمُعَة الْقُنُوت فِي الصُّبْح وَالْوتر قتل تَارِك أحد المباني وكفره مُجَلد الْجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ فِي السّفر فِيمَا

يخْتَلف حكمه بِالسَّفرِ والحضر أهل الْبدع هَل يصلى خَلفهم صَلَاة بعض أهل الْمذَاهب خلف بعض الصَّلَوَات المبتدعة تَحْرِيم السماع تَحْرِيم الشبّابة تَحْرِيم اللّعب بالشطرنج تَحْرِيم الحشيشة وَوُجُوب الْحَد فِيهَا وتنجيسها النَّهْي عَن الْمُشَاركَة فِي أعياد النَّصَارَى وَالْيَهُود وَإِيقَاد النيرَان فِي الميلاد وَنصف شعْبَان وَمَا يفعل فِي عَاشُورَاء من الْحُبُوب قَاعِدَة فِي مِقْدَار الْكَفَّارَة فِي الْيَمين خمس كراريس فِي أَن الْمُطلقَة ثَلَاثًا لَا تحل إِلَّا بِنِكَاح زوج ثَان بَيَان الطَّلَاق الْمُبَاح وَالْحرَام فِي الْحلف بِالطَّلَاق وتنجيزه ثَلَاثًا فِي الْحيض جَوَاب من حلف لَا يفعل شَيْئا على الْمذَاهب الْأَرْبَعَة ثمَّ طلق ثَلَاثًا الْفرق الْمُبين بَين الطَّلَاق وَالْيَمِين لمحة المختطف فِي الْفرق بَين الطَّلَاق وَالْحلف الْحلف بِالطَّلَاق من الْأَيْمَان حَقِيقَة كتاب التَّحْقِيق فِي الْفرق بَين الايمان والتطليق الطَّلَاق البدعي لَا يَقع مسَائِل الْفرق بَين الْحلف بِالطَّلَاق وإيقاعه وَالطَّلَاق البدعي وَالْخلْع وَنَحْو ذَلِك تَقْدِير خَمْسَة عشر مجلداً مَنَاسِك الْحَج عدَّة نَحْو مُجَلد فِي حجَّة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْعمرَة المكية فِي شهر السِّلَاح بتبوك وَشرب السويق بِالْعقبَةِ وَأكل التَّمْر بالروضة وَمَا يلبس الْمحرم وزيارة الْخَلِيل عقيب الْحَج زِيَارَة الْقُدس مُطلقًا جبل لبنان كأمثاله من الْجبَال لَيْسَ فِيهِ رجال غُيَّبٌ وَلَا أبدال جَمِيع أَيْمَان الْمُسلمين مكفّرة) الْكتب فِي أَنْوَاع شَتَّى جمع بعض النَّاس فَتَاوِيهِ بالديار المصرية مُدَّة مقَامه بهَا سبع سِنِين فِي عُلُوم شَتَّى فَجَاءَت ثَلَاثِينَ مجلدة الْكَلَام على بطلَان الفتوة المصطلح عَلَيْهَا بَين الْعَوام وَلَيْسَ لَهَا أصل مُتَّصِل بعليٍّ عَلَيْهِ السَّلَام كشف حَال الْمَشَايِخ الأحمدية وأحوالهم الشيطانية بطلَان مَا يَقُوله أهل بَيت الشَّيْخ عدي النُّجُوم هَل لَهَا تَأْثِير عِنْد الاقتران والمقابلة وَفِي الْكُسُوف هَل يقبل قَول المنجمين فِيهِ ورؤية الْأَهِلّة مُجَلد تَحْرِيم أَقسَام المعزمين بالعزائم الْمُعْجَمَة وصدع الصَّحِيح وَصفَة الْخَوَاتِم إبِْطَال الكيمياء وتحريمها وَلَو صحت ولراجت كشف حَال المرازقة قَاعِدَة فِي العبيديين وَمن نظم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَحمَه الله تَعَالَى على لِسَان هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاء المجردين وَغَيرهم (وَالله مَا فقرنا اخْتِيَار ... وَإِنَّمَا فقرنا اضطرار) (جماعةٌ كلنا كسَالَى ... وأكلنا مَا لَهُ عيار) (تسمع منا إِذا اجْتَمَعنَا ... حَقِيقَة كلهَا فشار) وَله أجوبة سؤالاتٍ كَانَ يسْأَلهَا نظماً فيجيب عَنْهَا نظماً أَيْضا وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع إِيرَاد ذَلِك ومدحه جمَاعَة من أهل عصره مِنْهُم شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد البغداذي الْمَعْرُوف بِابْن الأبرادي الْحَنْبَلِيّ وَالشَّيْخ شمس الدّين بن الصايغ وَسعد الدّين أَبُو مُحَمَّد سعد الله بن عبد الْأَحَد الْحَرَّانِي وَأكْثر من ذَلِك وَمِنْه (لَئِن نافقوه وَهُوَ فِي السجْن وابتغوا ... رِضَاهُ وأبدوا رقةً وتوُّددا)

(فَلَا غروَ أَن ذلَّ الْخُصُوم لِبَأْسِهِ ... وَلَا عجبٌ أَن هاب سطوته العدى) (فَمن شِيمَة العضب المهند أَنه ... يخَاف ويرجى مُغمداً ومجرَّدا) وَلما دخل مصر امتدحه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان بِأَبْيَات وَلما توفّي رَحمَه الله رثاه جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ عَلَاء الدّين عَليّ بن غَانِم وَالشَّيْخ قَاسم ابْن عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ وبرهان الدّين إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الْكَرِيم العجمي ومحمود بن عَليّ بن مَحْمُود بن مقبل الدقوقي الْبَغْدَادِيّ ومجير الدّين أَحْمد بن الْحسن الْخياط الدِّمَشْقِي وشهاب الدّين أَحْمد بن الكرشت وزين الدّين عمر بن الحسام وشمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم الْحلَبِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الاسكاف وصفي الدّين عبد الْمُؤمن ابْن عبد الْحق البغداذي الْحَنْبَلِيّ) وجمال الدّين مَحْمُود بن الْأَثِير الْحلَبِي وَعبد الله بن خضر بن عبد الرَّحْمَن الرُّومِي الحريري الْمَعْرُوف بالمتيم وتقي الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن سَالم الجعبري وجمال الدّين عبد الصَّمد بن إِبْرَاهِيم ابْن الْخَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْخَلِيل الخليلي وَحسن بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ المارداني وَالْقَاضِي زين الدّين عمر بن الوردي الشَّافِعِي وَغَيرهم وَفِي هَؤُلَاءِ من رثاه بقصيدتين وَثَلَاث وقصيدة الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن غَانِم (أيّ حبرٍ مضى وأيّ إِمَام ... فجعت فِيهِ مِلَّة الْإِسْلَام) (ابْن تَيْمِية التقيّ وحيد الده ... ر من كَانَ شامةً فِي الشَّام) بَحر علمٍ قد غاض من بعد مَا فاض نداه وعمَّ بالإنعام زاهدٌ عابدٌ تنزّه فِي دُنْيَاهُ عَن كل مَا بهَا من حطام (كَانَ كنزاً لكلّ طَالب علمٍ ... وَلمن خَافَ أَن يرى فِي حرَام) ولعافٍ قد جَاءَ يشكو من الْفقر لَدَيْهِ فنال كل مرام (حَاز علما فَمَا لَهُ من مساوٍ ... فِيهِ من عالمٍ وَلَا من مسام) (لم يكن فِي الدُّنْيَا لَهُ من نظيرٍ ... فِي جَمِيع الْعُلُوم وَالْأَحْكَام) عَالم فِي زَمَانه فاق بالعلالإمام جَمِيع الْأَئِمَّة الْأَعْلَام (كَانَ فِي علمه وحيداً فريداً ... لم ينالوا مَا نَالَ فِي الأحلام) (كلّ من فِي دمشق ناح عَلَيْهِ ... ببكاءٍ من شدَّة الآلام) فجع النَّاس فِيهِ فِي الشرق والغرب وأضحوا بالحزن كالأيتام (لَو يُفِيد الْفِدَاء بِالروحِ لَكنا ... قد فديناه من هجوم الْحمام) (أوحدٌ فِيهِ قد أُصِيب البرايا ... فيعزّى فِيهِ جَمِيع الْأَنَام) (وعزيزٌ عَلَيْهِم أَن يروه ... غَابَ بالرغم فِي الثرى والرغام) مَا يرى مثل يَوْمه عِنْدَمَا سَار على النعش نَحْو دَار السَّلَام

ابن مكندا

(حملوه على الرّقاب إِلَى القب ... ر وكادوا أَن يهْلكُوا بالزحام) (فهمو الْآن جَار رب السموا ... ت الرَّحِيم الْمُهَيْمِن العلام) (قدس الله روحه وَسَقَى قب ... راً حواه بهاطلات الْغَمَام) (فَلَقَد كَانَ نَادرا فِي بني الده ... ر وحسناً فِي أوجه الْأَيَّام) ) وأنشدني إجَازَة لنَفسِهِ القَاضِي زين الدّين عمر بن الوردي الشَّافِعِي وَمن خطه نقلت (قُلُوب النَّاس قاسيةٌ سلاط ... وَلَيْسَ لَهَا إِلَى الْعليا نشاط) (أتنشط بطّ بعد وَفَاة حبرٍ ... لنا من نثر جوهره الْتِقَاط) (تَقِيّ الدّين ذُو ورعٍ وعلمٍ ... خروق المعضلات بِهِ تخاط) (توفّي وَهُوَ محبوسٌ فريدٌ ... وَلَيْسَ لَهُ إِلَى الدُّنْيَا انبساط) (وَلَو حَضَرُوهُ حِين قضى لألفوا ... مَلَائِكَة النَّعيم بِهِ أحاطوا) (قضى نحباً وَلَيْسَ لَهُ قرينٌ ... وَلَيْسَ يلفّ مشبهه القماط) (فَتى فِي علمه أضحى فريداً ... وَحل المشكلات بِهِ يناط) (وَكَانَ يخَاف إِبْلِيس سطاه ... لوعظٍ للقلوب هُوَ السِّيَاط) (فيا لله مَا قد ضم لحدٌ ... وَيَا لله مَا غطى البلاط) (وَحبس الدّرّ فِي الأصداف فخرٌ ... وَعند الشَّيْخ بالسجن اغتباط) (بَنو تَيْمِية كَانُوا فبانوا ... نُجُوم الْعلم أدْركهَا انهباط) (وَلَكِن يَا ندامتنا عَلَيْهِ ... فشكّ الْمُلْحِدِينَ بِهِ يماط) (إمامٌ لَا ولَايَة قطّ عانى ... وَلَا وقفٌ عَلَيْهِ وَلَا رِبَاط) (وَلَا جارى الورى فِي كسب مالٍ ... وَلم يشْغلهُ بِالنَّاسِ اخْتِلَاط) (وَلَوْلَا أَنهم سجنوه شرعا ... لَكَانَ بِهِ لقدرهم انحطاط) (لقد خفيت عليّ هُنَا أمورٌ ... فَلَيْسَ يَلِيق لي فِيهَا انخراط) (وَعند الله تَجْتَمِع البرايا ... جَمِيعًا وانطوى هَذَا الْبسَاط) 3 - (ابْن مكندا) أَحْمد بن عبد الحميد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن مكندا بِالْمِيم المضمومة وَبعد الْكَاف الْمَكْسُورَة نون وَبعدهَا دَال مُهْملَة وَألف من أهل أوانا

عز الدين ابن العماد المقدسي

أسمعهُ وَالِده من أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العباسي الْمَكِّيّ وَغَيره وَكَانَ فِيهِ أدب وَيَقُول الشّعْر امتدح الْوَزير أَبَا المظفر ابْن هُبَيْرَة بقصيدة أَولهَا (نوح الْحمام على فروع البان ... أهْدى إليّ بلابل الأشجان) (ورقٌ تداعى فِي ذرى أَغْصَانهَا ... بهديلها وترجّع الألحان) ) (يخطرن بالأطواق وَالْحلَل الَّتِي ... قد زخرفت بعجائب الألوان) (ناديتهن ودمع عَيْني هاطلٌ ... لما صمتن وملن بالأفنان) (بِاللَّه يَا ورق الْحمام أعنني ... بهديلكنَّ وكنّ من أعواني) قلت شعرٌ منحطّ يقبل 3 - (عز الدّين ابْن الْعِمَاد الْمَقْدِسِي) أَحْمد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الْمسند الْمُبَارك عز الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْعِمَاد أبي الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسمع من الْمُوفق ومُوسَى بن عبد الْقَادِر وَابْن رَاجِح وَابْن أبي لقْمَة والبهاء وَأبي الْقَاسِم ابْن صصرى وشمس الدّين أَحْمد البُخَارِيّ وَابْن غَسَّان وَابْن الزبيدِيّ وَجَمَاعَة خرجت لَهُ مشيخةٌ فِي ثَلَاثَة أَجزَاء وسمعها جمَاعَة وَظهر لَهُ أَيَّام التتار سَماع مُسْند أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ من الشَّيْخ موفق وحدّث بالكثير وَصَارَ من أَعْيَان المسندين فِي زَمَانه وَتفرد بشيوخ وأجزاء وَتُوفِّي سبع مائَة 3 - (ابْن عبد الدايم الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن عبد الدايم بن نعْمَة بن أَحْمد بن نعْمَة بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن بكير المعمر الْعَالم مُسْند الْوَقْت زين الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الفندقي الْحَنْبَلِيّ النَّاسِخ ولد بفندق الشُّيُوخ من جبل نابلس سنة خمس وَسبعين وَأدْركَ الْإِجَازَة الَّتِي من السلَفِي لمن أدْرك حَيَاته وَأدْركَ الْإِجَازَة الْخَاصَّة من خطيب الْموصل أبي الْفضل الطوسي وَأبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَنصر الله الْقَزاز وَخلق سواهُم وَسمع من يحيى الثَّقَفِيّ وَأبي الْحُسَيْن الموازيني وَمُحَمّد بن عَليّ بن صَدَقَة وَإِسْمَاعِيل الجنزوي والمكرم بن هبة الله الصُّوفِي وبركات الخشوعي وَابْن طبرزذ والحافظ عبد الْغَنِيّ ورحل إِلَى بغداذ وَسمع من ابْن كُلَيْب بقرَاءَته من عبد الْخَالِق ابْن البندار وَابْن سكينَة وَعلي بن يعِيش الْأَنْبَارِي وَغَيرهم وتفقه على الشَّيْخ الْمُوفق وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح السَّرِيع مَا لَا يُوصف لنَفسِهِ وبالأجرة حَتَّى كَانَ يكْتب إِذا تفرغ فِي الْيَوْم تسع كراريس

أَو أَكثر وَيكْتب الكراسين وَالثَّلَاثَة مَعَ اشْتِغَاله فِي يَوْم وَلَيْلَة قيل إِنَّه كَانَ يكْتب الْقَدُورِيّ فِي لَيْلَة وَاحِدَة وَعِنْدِي أَن هَذَا مُسْتَحِيل وَقيل إِنَّه كَانَ ينظر فِي الصفحة نظرة وَاحِدَة ويكتبها وَلذَلِك يُوجد لَهُ الْغَلَط فِيمَا كتبه كثيرا ولازم النّسخ خمسين سنة وخطه لَا نقط وَلَا ضبط وَكتب على) مَا قَالَه فِي شعره ألفي مجلدة وَكَانَ تَامّ الْقَامَة حسن الْأَخْلَاق والشكل ذكر ابْن الخباز أَنه سمع ابْن عبد الدايم يَقُول كتبت بخطي ألفي جُزْء وَذكر أَنه كتب بِخَطِّهِ تَارِيخ دمشق مرَّتَيْنِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الْوَاحِدَة فِي وقف أبي الْمَوَاهِب ابْن صصري وَكتب من التصانيف الْكِبَار شَيْئا كثيرا وَولي خطابة كفر بَطنا وَأَنْشَأَ خطباً عديدة وَحدث سِنِين كَثِيرَة روى عَنهُ الشَّيْخ مُحي الدّين وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَالشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وَابْن الظَّاهِرِيّ وَابْن جعوان وَابْن تَيْمِية وَنجم الدّين ابْن صصري وَشرف الدّين الْفَزارِيّ الْخَطِيب وَأَخُوهُ تَاج الدّين وَولده برهَان الدّين وشمس الدّين إِمَام الكلاسة وَشرف الدّين منيف قَاضِي الْقُدس وعلاء الدّين ابْن الْعَطَّار وَخلق كثير بِمصْر وَالشَّام ورحل إِلَيْهِ غير وَاحِد وَتفرد بالكثير وكفّ بَصَره فِي آخر عمره وَتُوفِّي لتسْع خلون من شهر رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة وَمن شعره فِيمَا يَكْتُبهُ فِي الْإِجَازَة (أجزت لَهُم عني رِوَايَة كل مَا ... رِوَايَته لي مَعَ توقٍّ وإتقان) (وَلست مجيزاً للرواة زِيَادَة ... بَرِئت إِلَيْهِم من مزيدٍ ونقصان) وَمن شعره لما أضرّ (إِن يذهب الله من عينيَّ نورهما ... فإنّ قلبِي بصيرٌ مَا بِهِ ضَرَر) (أرى بقلبي دنياي وآخرتي ... وَالْقلب يدْرك مَا لَا يدْرك الْبَصَر) (وَالله إِن لكم فِي الْقلب منزلَة ... مَا نالها قبلكُمْ أُنْثَى وَلَا ذكر) (وصالكم لي حياةٌ لَا نفاد لَهَا ... والهجر موتٌ فَلَا عينٌ وَلَا أثر) وَمِنْه (عجزت عَن حمل قرطاس وَعَن قلم ... من بعد إلفي بالقرطاس والقلم) (كتبت ألفا وألفاً من مجلدةٍ ... فِيهَا عُلُوم الورى من غير مَا ألم) (مَا الْعلم فَخر امرئٍ إِلَّا لعامله ... إِن لم يكن عملٌ فالعلم كَالْعدمِ) (الْعلم زينٌ وتشريفٌ لصَاحبه ... فاعمل بِهِ فَهُوَ للطلاب كَالْعلمِ) (مَا زلت أطلبه دهري وأكتبه ... حَتَّى ابْتليت بِضعْف الْجِسْم والهرم)

الشارمساحي

3 - (الشارمساحي) أَحْمد بن عبد الدايم بن يُوسُف بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الْخَالِق ابْن ساهل أمره الْكِنَانِي) الشارمساحي يكنى أَبَا يُوسُف قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان مولده بشارمساح سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة وأنشدني من لَفظه قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ بدمياط سنة أَربع وَتِسْعين من قصيدة (محجَّبةٌ بَين الترائب والحشا ... فدمعي لَهَا طلقٌ وقلبي بهَا رهن) (وَحَال الْهوى مَا لَيْسَ يدْرك كنهه ... وَهل هُوَ وهمٌ يعتري الْقلب أم وَهن) (ومسلكه بالطرف سهلٌ وَإِنَّمَا ... لَهُ منهجٌ أعيا الْقُلُوب بِهِ حزن) (لَدَيْهِ الْأَمَانِي بالمنايا مشوبةٌ ... وَفِيه الرجا واليأس وَالْخَوْف والأمن) (وَكم مهلكٍ فِيهِ يقينٌ لعاشقٍ ... ومطلبه من دونه فِي الورى ظنّ) وَأنْشد بالسند الْمَذْكُور قَالَ أَنْشدني لَهُ سنة سبع وَسبع مائَة (تخشى الظبى والظبا من فتك ناظره ... وَإِن تثنى فَلَا تسْأَل عَن الأسل) (لَا واخذ الله عَيْنَيْهِ فقد نشطت ... إِلَى تلافي وفيهَا غَايَة الكسل) (ترمي الْقُلُوب فَمَا تَدْرِي أَقَامَ بهَا ... هاروت أم ذَاك رامٍ من بني ثعل) (هَذَا الغزال الَّذِي راقت محاسنه ... فَلَا عجيبٌ عَلَيْهِ رقّة الْغَزل) (لما تواليت من وجدٍ وَمن شغفٍ ... تحقق النَّاس أَنِّي مغرمٌ بعلي) وأنشدني بالنسد الْمَذْكُور لَهُ (جدّ بِنَفس المشوق هازلها ... غزالةٌ لم أزل أغازلها) (كَأَنَّهَا الْبَدْر طالعاً فَلِذَا ... قُلُوب عشاقها منازلها) (أرْسلت طرفِي لَهَا فوا أسفا ... مَا عَاد قلبِي وَلَا رسائلها) (لم يبْق إِلَّا خيال طلعتها ... فِي اللَّيْل أَو نسمةٌ أسائلها) (عَيْني لكسري بعد الوفا رجعت ... مَجْنُونَة دمعها سلاسلها) (كأنّ فِيهَا سَحَابَة هطلت ... فطلّها هاملٌ ووابلها) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور أَيْضا (لَا تعجبوا للمجانيق الَّتِي رشقت ... عكا بنارٍ وهدّتها بأحجار) (بل اعجبوا للسان النَّار قائلةً ... هذي منَازِل أهل النَّار فِي النَّار)

الحافظ أبو بكر الشيرازي

قلت أَنْشدني لنَفسِهِ إجَازَة القَاضِي شهَاب الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود رَحمَه الله تَعَالَى) (مَرَرْت بعكا عِنْد تَعْلِيق سورها ... وزند أوار النَّار من تحتهَا وار) (فعاينتها بعد التنصر قد غَدَتْ ... مَجُوسِيَّة الْأَحْجَار تسْجد للنار) 3 - (الْحَافِظ أَبُو بكر الشِّيرَازِيّ) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُوسَى الْحَافِظ أَبُو بكر الشِّيرَازِيّ مُصَنف كتاب الألقاب سمع جمَاعَة وَكَانَ صَدُوقًا ثِقَة توفّي سنة سبع وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو بكر الْخَولَانِيّ الْمَالِكِي) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الْخَولَانِيّ القيرواني شيخ الْمَالِكِيَّة بالقيروان كَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب أديباً نحوياً تفقه بِابْن أبي زيد وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (المشاط الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن الكيالي النَّيْسَابُورِي المشاط الْمُقْرِئ شيخ ثِقَة جليل عَالم توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الْكرْمَانِي الصُّوفِي) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن الْكرْمَانِي الزَّاهِد شيخ الصُّوفِيَّة أحد أَوْلِيَاء الله تَعَالَى فِي عصره مجاهدة ومعاملة توفّي سنة سِتّ وَخمْس مائَة 3 - (الْحَافِظ البطروجي) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْبَارِي أَبُو جَعْفَر البطروجي بِالْجِيم وَيُقَال البطروشي بالشين الْمُعْجَمَة الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة الْمَشَاهِير بالأندلس كَانَ إِمَامًا حاذقاً بِمذهب مَالك عَارِفًا بِالرِّجَالِ وأحوالهم وتواريخهم وَله مصنفات مَشْهُورَة وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن شَيْء كَأَن الْجَواب على رَأس لِسَان يُورد الْمَسْأَلَة بنصها توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن نفادة) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن نفادة الأديب البارع بدر الدّين نشئ الدولة السّلمِيّ الدِّمَشْقِي شَاعِر محسن روى عَنهُ الشهَاب القوصي وَكَانَ رَئِيسا وديوانه مَوْجُود عَاشَ سِتِّينَ سنة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وست مائَة وَله مدائح كَثِيرَة فِي السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْكَبِير وَفِي أَوْلَاده وأخيه الْعَادِل وجماعته وَفِي الْوَزير صفي الدّين ابْن الْقَابِض وَفِي القَاضِي الْفَاضِل وَالْقَاضِي

ابْن الشهرزوري ضِيَاء الدّين وَالْقَاضِي محيي الدّين ابْن الزكي وَغَيره وَهُوَ أحد الْمَشْهُورين) بِحسن النّظم فَمن شعره قَوْله (قيل تهوى ذَات اللمى قلت إِنَّه ... أوما سقمه عَلَيْهِ مئنّه) ولنار الْهوى دُخان بِهِ تعرف لكنه زفيرٌ وَأَنه (لسوى الحبّ ينفع الصَّبْر ذخْرا ... وَسوى اللحظ ينسج الدرْع جنّه) (يَا لقومي لأعينٍ نافذاتٍ ... حَيْثُ لَا تنفذ القنا بالأسنه) وظباء تنضو لقلبي ظبى الألحاظ أجفانهن أجفانهنه وبنفسي هيفاء تقعدها الأرداف عجلى إِذا مشت مطمئنّه (ذَات وجهٍ إِن أَقبلت فصباحٌ ... ذَات شعرٍ إِن أَدْبَرت فدجنّه) من بَنَات الشموس أَو أَخَوَات الْبَدْر حسنا أَو بعض حور الجنّه نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي قَالَ أَنْشدني ابْن نفاذة لنَفسِهِ ملغزاً فِيمَن اسْمه يُوسُف (يَا سائلي مَا اسْم الَّذِي أحببته ... إِنِّي بسرّ هَوَاهُ غير مصرّح) (لَكِن إِذا فَكرت فِيهِ وجدته ... معكوس سَابِع لفظةٍ من سبّح) قلت يُرِيد قَوْله تَعَالَى فسوى قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (قل للزكيّ المرتضى ... ذخر الورى بل ذِي الأيادي) (يَا من غَدا شكري لَهُ ... كفريضةٍ بَين الْعباد) (قد كدت أنسخ شكره ... لولاه فِي جاه الوداد) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ وَكتب بهما إِلَى الشَّمْس ابْن حيوس يطْلب مشمشاً يَا شمس لَا زلت مشكور الْخَلَائق محممود الفعال وَمن يشناك مَذْمُوم (هَل أَنْت من فلك الإنعام تطلع لي ... شمساً مصحفةً من قبلهَا مِيم) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (إِن أعوز الحاذق فاستبدلوا ... مَكَانَهُ آخر لم يحذق) (فلاعب الشطرنج من شَأْنه ... وضع حصاةٍ مَوضِع البيذق)

وَقَالَ عَارضه شَيخنَا عماد الدّين الْكَاتِب فَقَالَ (مَا سدّ مَوْضِعه بمشبه فَضله ... وَلَقَد سما فضلا عَن الْأَشْبَاه) ) (وضعُوا حَصَاة وَهِي يصغر قدرهَا ... عَن بيذقٍ غَلطا مَكَان الشاه) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ أَيْضا (أفدي الَّتِي سفرت فقابل ناظري ... مرْآة وَجه بالجمال صقيل) (أبْكِي فأبصر أدمعي فِي خدّها ... لصقاله فأظنّها تبْكي لي) قلت أَخذه من قَول الأرّجاني (قابلني حَتَّى بَدَت أدمعي ... فِي خَدّه المصقول مثل المراه) (يُوهم صحبي أَنه مسعدي ... بأدمعٍ لم تذرها مقلتاه) (وَإِنَّمَا قلدني منّةً ... بدمع عينٍ من جفوني مراه) (وَلم تقع فِي خدّه قطرةٌ ... إِلَّا خيالات دموع البكاه) وَقَالَ أَنْشدني يرثي ابْنه لنَفسِهِ (قَالُوا تعيش فَقلت لَا ... بِاللَّه لَا تدعوا عليا) قَالُوا تَمُوت فَقلت ذَلِك لَو غَدا أَمْرِي إليّا لَو كَانَ أسعدني إلهي لم أكن إِذْ ذَاك حيّا (قد كَانَ موتِي راحتي ... قبل الرزيّة لَو تهيّا) وَأورد لَهُ تخميس قصيدة التهامي الَّتِي أَولهَا (حكم الْمنية فِي الْبَريَّة جَار ... مَا هَذِه الدُّنْيَا بدار قَرَار) وَمن شعره أَيْضا (حتّام إِن أَمر الغرام وَإِن نهى ... طاوعته وعصيت فِي الحبّ النّهى) (أرضيت جفوني للدموع مؤهلاً ... أبدا وقلبي بالولوع مولَّها) (قد كنت مُعْتَمدًا على صبري إِذا ... مَا الْخطب فاجأني وَهَا صبري وهى) (ومدلّلٍ مَا زلت من هجرانه ... أبدا على مرّ الزَّمَان مدلّها) (متأوّد الأعطاف قلب محبّه ... مَا زَالَ من إعراضه متأوّها) (تجني على عشاقه وجناته ... بالصدّ فَهِيَ المشتكى والمشتهى) (فبه إِذا عدّ الملاح المبتدا ... وَإِلَى غرامي فِي هَوَاهُ الْمُنْتَهى) (يَا مطلعين لنا بدوراً أوجهها ... فلك الْجُيُوب فَكيف تسمى أوجها) ) (وملاحظين بأعينٍ من أمّها ... لم يدر غزلاناً يغازل أم مها) (فحذار من تِلْكَ الْعُيُون خديعةً ... فبمكرها سلبت فُؤَادِي مكْرها)

وَمِنْه يذكر المشمش (هبّ وَنجم الصَّباح لم يغب ... لرشف حَمْرَاء لَا ابْنة الْعِنَب) (نارية اللَّوْن فِي الْجنان بَدَت ... يَا عجبا للجنان فِي اللهب) (تلوح كالتبر فِي الزبرجد من ... فَوق عروق المرجان فِي القضب) (فَهِيَ سَمَاء من الزمرد فِي ... آفاقها أنجمٌ من الذَّهَب) فَمَا ترقى للسمع شيطانها الْكَافِر إِلَّا رمته بِالشُّهُبِ (إِذا الثريا تكاملت كملت ... وأبرزت وَجه غير منتقب) (وَكم ثريا فِي الْغُصْن طالعةً ... مِنْهَا جَمِيع النَّهَار لم تغب) (زمانها كالأعياد مرتقبٌ ... أَيَّامهَا للسرور والطرب) (حجّ لميقاتها الْبَريَّة من ... مصر إِلَى جلقٍ وَمن حلب) (كالنار بل كالنارنج منظرها ... وطعمها فِي حلاوة الضَّرْب) (حلت وحلت لمن تنَاولهَا ... والراح لَوْلَا التَّحْرِيم لم تطب) (يرشف ريق الندى مقبلها ... فيجتنيها معسولة الشنب) (تذوب فِيهِ من لطافتها ... من غير مضغٍ يُفْضِي إِلَى تَعب) وَمِنْه أَيْضا (دَعه مثلي يبكي الصِّبَا وزمانه ... إنّ ذكرَاهُ هيجت أحزانه) ناح شجواً على لَيَال وَأَيَّام تقضّت لم يقْض مِنْهَا لبانه (كَيفَ ترجو فِي الْأَرْبَعين وَفَاء ... من شبابٍ قبل الثَّلَاثِينَ خانه) أَو ينَال اللَّذَّات فِي أخريات الْعُمر من لم يفز بهَا ريعانه مِنْهَا وتجاف الجفون وَاحْذَرْ على قَلْبك تِلْكَ اللواحظ الفتانه (رامياتٍ فكلّ شَعْرَة هدبٍ ... ثمَّ سهمٌ وكل جفنٍ كنانه) وبروحي هيفاء أعطافها نشوى تهادى كَأَنَّهَا خوط بانه) (فَهِيَ بدرٌ من تَحْتَهُ غُصْن بانٍ ... وكثيبٌ من فَوْقه خيزرانه) تلبس الْحسن فَوق قمصانها ثوبا وتكساه حلَّة عُرْيَانَهُ ينْبت الْورْد والشقيق بخديها لنا من قوامها ريحانه وترينا باللحظ نرجسة الأحداق والثغر باسماً أقحوانه فبلثمي والضمّ من خدّها والنهد أجني التفاح والرمانه

وَمِنْه أَيْضا (قد حجبوا الْبيض ببيض الصفاح ... وَمنعُوا السمر بسمر الرماح) (وأطبقوا أصداف أسجافهم ... فَمَا ترى شمس الصَّباح الصَّباح) مِنْهَا (يثبت تأليف الْهوى حسنها ... وقدّها للصبر إِن ماح ماح) (وطرفها مسكرٌة خمرهُ ... إِذا أديرت وَهُوَ يَا صاحِ صاحْ) (أمدّ قلبِي نَحْو كاساتها ... رشفاً إِذا مدّت إِلَى الراح راحْ) (واضحها موضح عُذْري فَمَا ... يلومني فِيهَا إِذا لَاحَ لاحْ) قلت هَذَا النَّوْع بديع يُوهم أَنه توكيد فِي الظَّاهِر وَهُوَ فِي الْبَاطِن غير توكيد وَمثل هَذَا مَا أنشدنيه لنَفسِهِ إجَازَة القَاضِي زين الدّين عمر ابْن الوردي وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى (تعشقت أحوى لي إِلَيْهِ وسائلٌ ... وَإِصْلَاح أحوالي لَدَيْهِ لَدَيْهِ) (أمرّ بِهِ مستعطفاً متلطفاً ... فيثقل تسليمي عَلَيْهِ عَلَيْهِ) (فَلَا كَانَ واشٍ كدّر الصفو بَيْننَا ... وبغّض تحبيبي إِلَيْهِ إِلَيْهِ) وَلابْن نفادة قصيدة ذَات أَربع قواف وَهِي (جمر غرامي وَاقد يَحْكِي لظى ... شراره فِي الْقلب لَيْسَ ينطفي) (ودمع عَيْني شَاهد على الْهوى ... مدراره والوجد مَا لَا يختفي) (وَالنَّوْم عني شارد لَا يرتجى ... غراره فيا لصبٍّ مدنف) (هَل فِي الْهوى مساعد لما عَنى ... أعذاره فِي حب ظَبْي أهيف) (مائل قدٍّ مائد إِذا انثنى ... خطّاره كالغصن المهفهف) (فلحظه لي صائد إِذْ ينتضى ... بتاره هَل فِي الجفون مشرفي) ) (قلبِي عَلَيْهِ وَاجِد لما نأى ... قراره بَين الأسى والأسف) (أَرغب وَهُوَ زاهد وَهُوَ المنى ... أختاره من لي بِهِ فأشتفي) (أسهر وَهُوَ رَاقِد لما جنى ... نفاره عرّضني للتلف) (وجدي عَلَيْهِ زَائِد يَا لجوى ... إسعاره بَين الدُّمُوع الذّرّف) (يَبْدُو فيصبو للعابد إِذا بدا ... عذاره مثل قوام الْألف) قلت وَكَانَ مَعَ هَذِه الْقُدْرَة على النّظم وَحسنه يسرق السرقات الْفَاحِشَة بِالْمَعْنَى وَاللَّفْظ فَيظْهر ذَلِك لمن لَهُ أدنى اطلَاع وأيسر ذوق كَقَوْلِه

أبو بكر الفارسي الصوفي

(غالطتني حِين حاكى جسمها ... جسمي الممرض وجدا وغراما) (ثمَّ قَالَت أَنْت عِنْدِي ناظري ... ولعمري صدقت لَكِن سقاما) وَهَذَا بِعَيْنِه قَول الأرجاني (غالطتني إِذْ كنت جسمي للضنى ... كسْوَة أعرت من اللَّحْم العظاما) (ثمَّ قَالَت أَنْت عِنْدِي فِي الْهوى ... مثل عَيْني صدقت لَكِن سقاما) وَكَقَوْلِه (وامتدّ ليلِي إِذْ سهرت وَكلما ... قصرت جفوني زَاد ليلِي طولا) وكأنّ مرْآة الصَّباح تنفسي الصعداء أصدأ وَجههَا المصقولا 3 - (أَبُو بكر الْفَارِسِي الصُّوفِي) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عبد الله بن مُحَمَّد الْفَارِسِي أَبُو بكر الصُّوفِي شيخ رِبَاط الزوزني ببغداذ قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَهُوَ أَخُو شَيخنَا أبي عَليّ الْحسن وَكَانَ الْأَصْغَر سمع الحَدِيث بإفادة خَاله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن التكريتي من مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْبَزَّاز وَهبة الله بن أَحْمد الحريري وَغَيرهمَا وحدّث باليسير وَكَانَ مديماً للصيام كثير الصَّلَاة متعبداً توفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو نصر الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أبي نصر ابْن الغزال أَبُو نصر ابْن أبي مُحَمَّد الْوَاعِظ وَيُسمى هبة الْكَرِيم أَيْضا وَهُوَ سبط أَحْمد بن بكروس الْفَقِيه حفظ الْقُرْآن وجوّده وَقَرَأَ بالروايات الْكَثِيرَة على أَصْحَاب أبي مُحَمَّد بن بنت الشَّيْخ وتفقه على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل) وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَوعظ على الْمِنْبَر وأسمعه وَالِده الْكثير من ابْن كُلَيْب وَابْن بوش وذاكر بن كَامِل وَابْن المعطوش وَابْن الْجَوْزِيّ أبي الْفرج وَابْن كادش وأمثالهم وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة متديناً مَاتَ شَابًّا وَقد جَاوز الْعشْرين مولده سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وست مائَة قَالَ محبُّ الدّين ابْن النجار ورأيته فِي الْمَنَام وَعَلِيهِ ثِيَاب فاخرة قَمِيص فوط جَدِيد وبقيار أَبيض مليح فَسَأَلته مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَقَلِيل الْعَمَل ينفع عِنْد الله وَسَأَلته عَن عَذَاب الْقَبْر أَحَق هُوَ قَالَ لَا فَقلت لَهُ مرّة ثَانِيَة عَذَاب الْقَبْر حق وجبذته جبذة شَدِيدَة كالمنكر عَلَيْهِ فَقَالَ لي أَنا مَا رَأَيْته فَقلت لَهُ مُنكر وَنَكِير قَالَ أَي وَالله حق نزلا عليّ وسألاني 3 - (نجم الدّين قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الشَّيْخ شمس الدّين أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ

المسند تقي الدين الحنبلي بن مؤمن

مولده سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع حضوراً من خطيب مردا وَسمع من إِبْرَاهِيم ابْن الْخَلِيل وَابْن عبد الدايم وَلم يحدث وَكَانَ مهيباً تَامّ الشكل بديناً لَيْسَ لَهُ اللِّحْيَة إِلَّا شَعرَات وَكَانَت إِلَيْهِ مَعَ الْقَضَاء خطابة الْجَبَل والإمامة بِحَلقَة الْحَنَابِلَة وَنظر أوقاف الْحَنَابِلَة وَكَانَ حسن السِّيرَة مليح البزة ذكياً لَهُ قدرَة على الْحِفْظ ومشاركة فِي الْعُلُوم وَشعر ولي الْقَضَاء لما عزل وَالِده نَفسه وعاش ثمانياً وَثَلَاثِينَ سنة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره 3 - (الْمسند تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ بن مُؤمن) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُؤمن ابْن أبي الْفَتْح الْمَقْدِسِي الشَّيْخ الصَّالح الْمسند الْمُقْرِئ تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس الصُّورِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ سمع حضوراً من الشَّيْخ موفق وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَمن ابْن أبي لقْمَة وَمن ابْن صصري والقزويني واليها عبد الرَّحْمَن وَابْن الزبيدِيّ وخرّج أَبُو عَمْرو المقاتلي لَهُ مشيخة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعناها مِنْهُ وروى الْكثير وَحدث عَنهُ ابْن الخباز فِي حَيَاة ابْن عبد الدايم والبرزالي والواني والمقاتلي وَابْن الْمُحب وَآخَرُونَ عَاشَ أَرْبعا وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبع مائَة 3 - (الكزبراني) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمفضل أَبُو بكر الْحَرَّانِي الكزبراني توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ) وَمِائَتَيْنِ 3 - (بحشل) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب الْقرشِي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ الملقب بِبَحْشَلٍ بِالْحَاء الْمُهْملَة بعد الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْحَاء شين مُعْجمَة وَلَام روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو زرْعَة توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الهكاري الصرخدي القواس الْمسند) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الهكاري الصرخدي ثمَّ الصَّالِحِي القواس الْمسند المعمر شهَاب الدّين سمع من خطيب مردا وَغَيره وَكَانَ دينا خيّراً عَاشَ تسعين سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (ابْن الصَّقْر الخزرجي) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الصَّقْر الخزرجي أَصله من سرقسطة انْتقل جد أَبِيه مِنْهَا فسكن بلنسية وَولد بهَا أَبوهُ عبد الرَّحْمَن وَولد أَبُو الْعَبَّاس هَذَا بالمرية فِي آخر شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ من أكَابِر الطّلبَة

شهاب الدين العابر الحنبلي

وَولي الْقَضَاء بإشبيلية وَتُوفِّي بمراكش فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَهُوَ الْقَائِل (لله إخوانٌ تناءت دَارهم ... حفظوا الوداد على النَّوَى أَو خانوا) (يهدي لنا طيب الثَّنَاء ودادهم ... كالندّ يهدي الطّيب وَهُوَ دُخان) وَله فِي الحضّ على السياسة والمداراة (أَرض العدوّ بظاهرٍ متصنّع ... إِن كنت مُضْطَرّا إِلَى استرضائه) (كم من فَتى ألْقى بوجهٍ باسمٍ ... وجوانحي تنقدّ من بغضائه) قلت يشبه قَول الْقَائِل (إِذا مَا عدوّك يَوْمًا سما ... إِلَى حالةٍ لم تطق نقضهَا) (فَقبل وَلَا تأنفن كفّه ... إِذا أَنْت لم تستطع عضّها) وَقَول الآخر (وَكم من يدٍ قبلتها وَلَو أنني ... أمكّن مِنْهَا سَاعَة لقطعتها) 3 - (شهَاب الدّين العابر الْحَنْبَلِيّ) ) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين الْمَقْدِسِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ مُفَسّر المنامات ولد بنابلس سنة ثَمَان وَعشْرين وَسمع من عَمه التقي يُوسُف سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمن الصاحب محيي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع بِمصْر من ابْن رواج والساوي وَابْن الجميزي وبالاسكندرية من سبط السلَفِي وروى الْكثير بِدِمَشْق والقاهرة وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا واشتهر عَنهُ فِي ذَلِك عجائب ويخبر صَاحب الرُّؤْيَا بالمغيبات الَّتِي لَا يقتضيها الْمَنَام أصلا وَكَانَ بعض النَّاس يَعْتَقِدُونَ فِيهِ الْكَشْف والكرامات وَبَعْضهمْ يَقُول ذَلِك مستنبطٌ من المنامات وَبَعْضهمْ يَقُول كهانات وإلهامات وَلكُل مِنْهُم فِي دَعْوَاهُ شبهٌ وعلامات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن التيمية أَن الشهَاب العابر كَانَ لَهُ رئيّ من الْجِنّ يُخبرهُ بالمغيبات وَالرجل فَكَانَ صَاحب أورادٍ وَصَلَاة ومقامات وَمَا برح على ذَلِك حَتَّى مَاتَ صنف فِي التَّعْبِير مُقَدّمَة سَمَّاهَا الْبَدْر الْمُنِير قَرَأَهَا عَلَيْهِ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَسَمعنَا مِنْهُ أَجزَاء وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ وَولي التدريس بالجوزية لما قدم علينا وَنزل بهَا وَكَانَ شَيخا حسن الْبشر وافر الْحُرْمَة مُعظما فِي النُّفُوس أَقَامَ بِمصْر مُدَّة وَقَامَ لَهُ بهَا سوق وارتبط عَلَيْهِ بهَا جمَاعَة ثمَّ رسم بتحويله من الْقَاهِرَة وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة وَحضر جنَازَته ملك الْأُمَرَاء والقضاة والأكابر قلت وَكَانَ قد ارْتبط عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ من

الْأُمَرَاء أَمِير يعرف بالطبرس وَهُوَ الَّذِي عمر الْمَجْنُونَة الَّتِي على الخليج ظَاهر الْقَاهِرَة وَلِهَذَا الشَّيْخ عمّرها وَأَخْبرنِي الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ كنت عِنْده يَوْمًا فجَاء إِلَيْهِ إِنْسَان وَقَالَ لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي صرت أترجة فَقَالَ أترجة ات ر ج ة وعدها على أَصَابِعه خَمْسَة أحرف أَنْت تَمُوت بعد خَمْسَة أَيَّام فَقَالَ لي بعض من حضر ذكره وَلَكِن أنسيته أَنا الْقَاعِدَة عِنْد أَرْبَاب التَّعْبِير أَنه من رأى أَنه صَار ثَمَرَة تُؤْكَل فَإِنَّهُ يَمُوت وَهَذِه زِيَادَة من عِنْده يَعْنِي عدّ حُرُوف الأترجة وَحكي لي عَنهُ بهاء الدّين أَبُو بكر ابْن غَانِم موقع صفد قَالَ كُنَّا عِنْده بِدِمَشْق وَجَاء إِلَيْهِ اثْنَان فَقَالَ لَهُ أَحدهمَا رَأَيْت رُؤْيا وقصّها فَقَالَ لَهُ مَا رَأَيْت شَيْئا وَإِنَّمَا تُرِيدُ الامتحان فَخَرَجَا بَعْدَمَا اعترفا فَقُلْنَا لَهُ من أَيْن لَك هَذَا قَالَ لما تلكما نظرت فِي ذيل أَحدهمَا نقطة دم فَذكرت الْآيَة وَهِي قَوْله تَعَالَى وَجَاءُوا على قَمِيصه بدمٍ كذبٍ فاتفق أَن رَأَيْت أَحدهمَا فِيمَا بعد فَسَأَلته عَن الْقَضِيَّة فَقَالَ لما اجتزنا عَلَيْهِ ذكرنَا أمره الْغَرِيب وَقُلْنَا نمتحنه وصنفنا رُؤْيا للْوَقْت فَكَانَ مَا سَمِعت فَقلت إِنَّه قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ) صدق وَنحن داخلون إِلَيْهِ كَانَ إِنْسَان فِي الطَّرِيق يذبح فروجاً فَرمى بِهِ فلوّثنا بِهِ بِالدَّمِ وَحكى لي أَيْضا قَالَ جَاءَ إِلَيْهِ إِنْسَان وَقَالَ لَهُ رَأَيْت كأنّ فِي دَاري شَجَرَة يَقْطِين قد نَبتَت فلقال لَهُ أعندك جَارِيَة غير الزَّوْجَة قَالَ نعم قَالَ بِعني إِيَّاهَا فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ الَّذِي تسمعه فَقَالَ إِنَّهَا ملك زَوْجَتي فَقَالَ قل لَهَا تبيعني إِيَّاهَا فراح وَعَاد فَقَالَ إِنَّهَا لم تبعها فَقَالَ قل لَهَا بكسب مِائَتي ردهم فَعَاد وَقَالَ لم تبعها فألح عَلَيْهِ فَقَالَ إِنَّهَا لم تبعها فَقَالَ أما الْآن فقد آن تَعْبِير رُؤْيَاك امْضِ إِلَى هَذِه الْجَارِيَة واعتبرها فَتوجه وَعَاد وَقَالَ إِنَّه كَانَ عبدا وزوجتي تكتمني أمره وتلبسه لِبَاس النِّسَاء وَأَخْبرنِي غَيره عَنهُ قَالَ جَاءَ إِلَيْهِ إِنْسَان وَقَالَ لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي قد وضعت رجْلي على رَأْسِي فَقَالَ لَهُ أفسر لَك هَذِه الرُّؤْيَا بيني وَبَيْنك أَو فِي الظَّاهِر فَقَالَ بل فِي الظَّاهِر فَقَالَ لَهُ أَنْت كنت من ليالٍ تشرب الْخمر وسكرت ووطئت أمك فاستحيا وَمضى وَأَخْبرنِي عَنهُ الشَّيْخ الْحَافِظ عَلَاء الدّين مغلطاي شيخ الحَدِيث بظاهرية بَين القصرين بِالْقَاهِرَةِ قَالَ جَاءَ إِلَيْهِ إِنْسَان وَقَالَ لَهُ رَأَيْت قَائِلا يَقُول لي اشرب شراب الهكاري فَقَالَ لَهُ فُؤَادك يوجعك قَالَ نعم قَالَ اشرب الْعَسَل تَبرأ فَسئلَ من أَيْن لَك هَذَا قَالَ سمعتهم يَقُولُونَ شراب الديناري وَلم أسمع بالهكاري فَرَجَعت إِلَى الْحُرُوف فَوَجَدته شراب الهك أرِي والأري هُوَ الْعَسَل وَذكرت الحَدِيث قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام كذب بطن أَخِيك أسقه الْعَسَل

الربضي القرطبي

3 - (الربضي الْقُرْطُبِيّ) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن اللَّخْمِيّ الْكَاتِب أَبُو جَعْفَر من أهل قرطبة يعرف بالربضي لسكناه الربض الشَّرْقِي مِنْهَا كتب للولاة ثمَّ قعد عَن الْخدمَة وَالْتزم عمَارَة أَرض لَهُ مُقْتَصرا على التعيش من غَلَّتهَا إِلَى أَن توفّي فِي أول شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وست مائَة لَهُ فِي صباه وَقد عوتب على شرب الْخمر (وَأبي المدامة مَا أُرِيد بشربها ... صلف الرفيع وَلَا انهماك اللاهي) (لم يبْق من عصر الشَّبَاب وطيبه ... شَيْء كعهدي لم يحل إِلَّا هِيَ) (إِن كنت أشربها لغير وفائها ... فتركتها للنَّاس لَا لله) قَالَ ابْن الْأَبَّار وَهَذِه الأبيات قد أنشدنيها بعض الْأَعْلَام لأبي الْقَاسِم عَامر بن هِشَام وَإِنَّمَا هِيَ لأبي جَعْفَر هَذَا أنشدنيها صاحبنا أَبُو الْحسن حَازِم ابْن مُحَمَّد الأديب قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحسن) ابْن أبي الْقَاسِم ابْن بَقِي وَأَبُو عبد الله ابْن أبي الْحسن ابْن قطرال قَالَ أنشدنا الربضي وَرَوَاهَا أَيْضا بعض أَصْحَابنَا وأنشدناها لأبي سُلَيْمَان دَاوُد بن أَحْمد المالقي الطَّبِيب إنشاداً عَنهُ وَله فِي فوّارة رُخَام كلفه وصفهَا وَالِي قرطبة حينئذٍ فَقَالَ وأنشدته عَن أبي الْقَاسِم ابْن الطيلسان عَنهُ (مَا شغل الطّرف مثل فاترةٍ ... تمجّ صرف الْحَيَاة من فِيهَا) (اشرب بهَا والحباب فِي جذلٍ ... يظهره حسنه ويخفيها) (تكَاد من رقة تضمنّها ... تخطبها الْعين إِذْ توافيها) (كَأَنَّهَا درّةٌ منعّمةٌ ... زهراء قد ذاب نصفهَا فِيهَا) وَله أَيْضا (ضحك المشيب بِرَأْسِهِ ... فَبكى بأعين كاسه) رجل تخونه الزَّمَان ببؤسه وبباسه (فَجرى على غلوائه ... طلق الجموح بناسه) (أخذا بأوفر حَظه ... لرجائه من ياسه) 3 - (ابْن شطريه) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بِابْن شطريه بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا هَاء هَكَذَا وجدته مُقَيّدا فِي نُسْخَة موثوق بهَا قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم هُوَ من أهل قرطبة وَأحد تلاميذ الْأُسْتَاذ أبي جَعْفَر بن يحيى الْحِمْيَرِي وَتُوفِّي فِي حَيَاته محتضراً بمرسى قرطبة

ابن مندويه الطبيب

عِنْد وُصُوله إِلَيْهَا من مراكش قَالَه لي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ الْقُرْطُبِيّ القَاضِي صاحبنا وأنشدني لَهُ (لقد ظلمت يَوْم الْوَدَاع ظلوم ... أما علمت أَن الْفِرَاق أَلِيم) (وغادرت المشتاق لهفان شجوه ... صحيحٌ ولكنّ العزاء سقيم) (هِلَال سماءٍ أَو غزال سماوةٍ ... إِلَى خلدي يسمو وَفِيه يسيم) وَلم يكن عِنْده عَنهُ غير هَذِه الأبيات وَحكى عَنهُ أَنه كَانَ شَاعِرًا مجيداً انْتهى 3 - (ابْن مندويه الطَّبِيب) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مندويه أَبُو عَليّ كَانَ من الْأَطِبَّاء الْمَذْكُورين فِي بِلَاد الْعَجم وخدم) هُنَالك جمَاعَة من مُلُوكهَا ورؤسائها وَكَانَت لَهُ أَعمال مَشْهُورَة مشكورة فِي صناعَة الطِّبّ وَكَانَ من البيوتات الأجلة بأصبهان وَكَانَ أَبُو عبد الرَّحْمَن فَاضلا فِي علم الْأَدَب وافر الدّين وَله أشعار وَلأَحْمَد وَلَده فِي الطِّبّ رسائل عدَّة من ذَلِك أَرْبَعُونَ رِسَالَة مَشْهُورَة إِلَى جمَاعَة من أَصْحَابه فِي الطِّبّ وَهِي رِسَالَة إِلَى أَحْمد بن سعد فِي تَدْبِير الْجَسَد رِسَالَة إِلَى عياد بن عَبَّاس فِي تَدْبِير الْجَسَد رِسَالَة إِلَى أبي الْقَاسِم أَحْمد بن عَليّ بن بَحر فِي تَدْبِير الْمُسَافِر رِسَالَة إِلَى حَمْزَة بن الْحسن فِي تركيب طَبَقَات الْعين رِسَالَة إِلَى أبي الْحُسَيْن الْوَارِد فِي علاج انتشار الْعين رِسَالَة إِلَى أَحْمد بن سعد فِي وصف الْمعدة وَالْقَصْد لعلاجها رِسَالَة إِلَى مستسقٍ فِي تَدْبِير جسده وعلاج دائه رِسَالَة إِلَى أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن فِي القولنج رِسَالَة أُخْرَى إِلَيْهِ فِي تَدْبِير أَصْحَاب القولنج وتدبير صَاحب القولنج فِي أَيَّام صِحَّته رِسَالَة إِلَى أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر فِي تَدْبِير ضعف الكلى رِسَالَة إِلَى أبي الْفضل فِي علاج المثانة رِسَالَة إِلَى الْأُسْتَاذ الرئيس فِي علاج شقَاق البواسير رِسَالَة فِي أَسبَاب الباه رِسَالَة فِي الابانة عَن السَّبَب الَّذِي يُولد فِي الأدرة القرقرة عِنْد إيقاد النَّار فِي خشب التِّين رِسَالَة فِي علاج وجع الرّكْبَة رِسَالَة فِي علاج الحكة الْعَارِضَة للمشيخة رِسَالَة فِي فعل الْأَشْرِبَة فِي الْجَسَد رِسَالَة فِي وصف مُسكر الشَّرَاب ومنافعه ومضاره رِسَالَة فِي أَن المَاء لَا يغذو رِسَالَة إِلَى ابْنه فِي علاج بثور خرجت فِي جسده بِمَاء الْجُبْن وَهُوَ صَغِير رِسَالَة فِي مَنَافِع الفقاع ومضاره رِسَالَة إِلَى أَحْمد بن سعيد فِي الحنديقون والفقاع وَجَوَابه إِلَيْهِ رِسَالَة فِي التَّمْر الْهِنْدِيّ رِسَالَة فِي الكافور رِسَالَة فِي النَّفس وَالروح على أرِي اليونانيين رِسَالَة فِي الِاعْتِذَار عَن اعتلال الْأَطِبَّاء رِسَالَة فِي الرَّد على الجاحظ فِي نقض الطِّبّ رِسَالَة فِي الرَّد على من أنكر حَاجَة الطَّبِيب إِلَى علم اللُّغَة رِسَالَة إِلَى المتقلدين علاج المرضى ببيمارستان أَصْبَهَان رِسَالَة فِي الْبَحْث عَمَّا ورد من إِسْحَاق بن يوحنا الطَّبِيب فِي شَأْن علته رِسَالَة إِلَى يُوسُف بن يزْدَاد المتطبب فِي إِنْكَاره دُخُول لعاب بزر الْكَتَّان فِي أدوية الحقنة رِسَالَة إِلَى أبي مُحَمَّد عبد الله بن

جلال الدين الدشنائي الشافعي

إِسْحَاق يُنكر عَلَيْهِ ضروباً من العلاج رِسَالَة إِلَى أبي مُحَمَّد المتطبب فِي عِلّة الْأَمِير الْمُتَوفَّى شيرزيل بن ركن الدولة رِسَالَة فِي التكميد بالجاورس رِسَالَة إِلَى أبي مُسلم مُحَمَّد بن بَحر عَن لِسَان أبي مُحَمَّد الطَّبِيب الْمَدِينِيّ رِسَالَة فِي عِلّة الأهزل أَحْمد بن إِسْحَاق الْبُرْجِي وَذكر الْغَلَط الْجَارِي من يُوسُف بن اصطفن رِسَالَة) كناش فِي أوجاع الْأَطْفَال كتاب الْمدْخل إِلَى الطِّبّ كتاب الْجَامِع الْمُخْتَصر من علم الطِّبّ عشر مقالات كتاب المغيث فِي الطِّبّ كتاب الشَّرَاب كتاب الْأَطْعِمَة والأشربة كتاب نِهَايَة الِاخْتِصَار فِي الطِّبّ كتاب الْكَافِي فِي الطِّبّ وَيعرف ب القانون الصَّغِير وَأورد لَهُ ابْن أبي أصيبعة (ويمسي الْمَرْء ذَا أجلٍ قريبٍ ... وَفِي الدُّنْيَا لَهُ أملٌ طويلٌ) (ويعجل بالرحيل وَلَيْسَ يدْرِي ... إِلَى مَاذَا يقرّبه الرحيل) وَأورد لَهُ أَيْضا (ويحرز أَمْوَالًا رجالٌ أشحّةٌ ... وتشغل عَمَّا خلفهنّ وتذهل) (لعمرك مَا الدُّنْيَا بشيءٍ وَلَا المنى ... بِشَيْء وَمَا الْإِنْسَان إِلَّا معلّل) 3 - (جلال الدّين الدشنائي الشَّافِعِي) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ جلال الدّين الْكِنْدِيّ الدشنائي بِالدَّال الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا نون وَألف بَلْدَة بالصعيد من الديار المصرية كَانَ إِمَامًا عَالما جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَالْعقل والزهد والورع حَتَّى قيل إِنَّه من الأبدال سمع من بهاء الدّين عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة الشَّافِعِي عرف بِابْن بنت الجميزي وَمن الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ وَمن مجد الدّين عَليّ الْقشيرِي وَابْن عبد السَّلَام وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا الْفِقْه وَالْأُصُول وَقَرَأَ الْأُصُول على شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ حِين كَانَ حَاكما بقوص وَقَرَأَ النَّحْو على المرسي وَشَيْخه مجد الدّين وَشرح التَّنْبِيه إِلَى كتاب الصّيام فِي مجلدين لطيفين وصنف مَنَاسِك الْحَج ومقدمة فِي النَّحْو لَطِيفَة وَجمع مَوَانِع الصّرْف فِي بَيت وَاحِد وَهُوَ (يَا صَاح زن وصف عدل الْجمع إِن عرفا ... وزد وَأَنت وَركب عجمة وَكفى) وصنف مُخْتَصرا فِي أصُول الْفِقْه وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى والتدريس بقوص وانتفع بِهِ خلائق مِنْهُم ابْنه تَاج الدّين مُحَمَّد ومحيي الدّين يحيى بن ركن الدّين القوصي وجمال الدّين مُحَمَّد بن يحيى الأرمنتي وزين الدّين مُحَمَّد بن الشريشي وَعلم الدّين ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي وَشرف الدّين مُحَمَّد وَأَخُوهُ علم الدّين يُوسُف ابْنا أبي المنى القناوي قَالَ كَمَا الدّين جَعْفَر الأدفوي بَلغنِي أَن الشَّيْخ نصير الدّين ابْن الطباخ قَالَ للشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام مَا أَظن فِي الصَّعِيد مثل هذَيْن الشابين يعين جلال الدّين وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي فَقَالَ) الشَّيْخ وَلَا فِي المدينتين ولد سنة خمس عشرَة وست مائَة بدشنا وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وست مائَة بقوص

ابن رواحة

وَمن شعره (يَا لائمي كفّ عَن ملامي ... عَن انعزالي عَن الْأَنَام) (إِن نذيري الَّذِي نهاني ... يخبر حَالي على التَّمام) (رأى مشيي ووهن عظمي ... قد أدنياني من الْحمام) (وَمَا تزوّدت لارتحالي ... وَلَا لدارٍ بهَا مقَامي) 3 - (ابْن رَوَاحَة) أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن رَوَاحَة نور الدّين الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ الْكَاتِب كتب الْإِنْشَاء بطرابلس والفتوحات وَلما تولى الْأَمِير سيف الدّين أسْند مر النِّيَابَة بهَا فِي سنة إِحْدَى وَسبع مائَة رتب عوضه نور الدّين ابْن المغيزل وَتُوفِّي ابْن المغيزل بعد شهور وأعيد نور الدّين ابْن رَوَاحَة إِلَى مَكَانَهُ وَاسْتمرّ إِلَى بعض سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة ورتب عوضه ابْن مقبل الْحِمصِي فَعَاد ابْن رَوَاحَة إِلَى حماة وَتُوفِّي بهَا رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة 3 - (الْأَشْرَف ابْن الْفَاضِل) أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ القَاضِي الْأَشْرَف أَبُو الْعَبَّاس ابْن القَاضِي الْفَاضِل ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَسمع من الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر والأثير ابْن بنان والعماد الْكَاتِب وَجَمَاعَة وَأَقْبل على الحَدِيث فِي الكهولة واجتهد فِي الطّلب وَحصل الْأُصُول الْكَثِيرَة وَسمع أَوْلَاده وَكَانَ صَدرا نبيلاً يصلح للوزارة وَسمع ببغداذ وبدمشق ودرس بمدرسة أَبِيه وَكَانَ مَجْمُوع الْفَضَائِل كثير الافضال على الْمُحدثين استوزره الْعَادِل فَلَمَّا مَاتَ عرضت عَلَيْهِ فَلم يقبلهَا ونفذه الْكَامِل رَسُولا إِلَى بغداذ فأظهر من الحشمة وَالصَّدقَات والصلات أمرا عَظِيما وَمَا أعطَاهُ الْخَلِيفَة من الجوائز فرقه وَحسب مَا أنفقهُ تِلْكَ الْمدَّة فَكَانَ سِتَّة عشر ألف دِينَار وَتُوفِّي فِي تَارِيخه الْمَذْكُور وَصلى عَلَيْهِ وَلَده ضِيَاء الدّين وَدفن بالقرافة بتربة وَالِده وَمن شعره (قد وَفد الصُّبْح فَقُمْ نصطبح ... من الَّذِي لَا صَبر لي عَنهُ) (فنهرنا قد درّجته الصِّبَا ... فَصَارَ شَاذ روانه مِنْهُ) ) وَمِنْه أَيْضا (من شرف الْعِفَّة لَا كَانَ لي ... فِي غَيرهَا قسمٌ وَلَا رزق) (أَنَّك إِن رحت لَهَا مؤثراً ... أحبّك الْخَالِق والخلق) وَمِنْه أَيْضا (أستودع الله الَّذين فقدتهم ... فقد الْعُيُون الساهرات كراها)

المنيعي

(وحمدت رَبِّي حَيْثُ كَانَ لقاؤهم ... يَوْمًا على الْحَال الَّتِي نهواها) 3 - (المنيعي) أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق بن حسان بن سعيد أَبُو إِبْرَاهِيم ابْن أبي الْفَتْح ابْن أبي عَليّ المنيعي المروروذي من بَيت الرياسة والتقدم تفقه على وَالِده وعَلى الْحسن بن عبد الرَّحْمَن النيهي وَكَانَ فَاضلا قدم بغداذ وحدّث بَعْدَمَا حجّ عَن جده حسان وَعَن الْفَقِيه أبي الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشيزري وَعَن القَاضِي الإِمَام أبي عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد المروروذي سمع مِنْهُ وَكتب عَنهُ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شهفيروز اللارزي الطَّبَرِيّ نزيل بغداذ توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (الخالدي صَاحب ديوَان الممالك الغازانية) أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق الخالدي صَاحب ديوَان الممالك الغازانية قتل هُوَ وَأَخُوهُ القطب وأخوهما زين الدّين وَكَانَ ظَالِما عسوفاً ووفاته فِي سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (كريم الْملك الْوَزير) أَحْمد بن عبد الرَّزَّاق كريم الْملك أَبُو الْحسن وَزِير شمس الْمُلُوك صَاحب دمشق كَانَ من خِيَار النَّاس وَلما مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة تأسّف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا 3 - (أَبُو جَعْفَر الرصافي) أَحْمد بن عبد السَّلَام الرصافي أَبُو جَعْفَر الشَّاعِر عمر عمرا طَويلا كَانَ من أهل بغداذ وَهُوَ قريب من خَالِد الْكَاتِب وكل وَاحِد مِنْهُمَا يفضّل على صَاحبه ويتعصب لَهُ وَعَلِيهِ قَالَ مُحَمَّد بن دَاوُد الْجراح وَهُوَ أشعرهما لتفننه فِي الشّعْر وَله مديح فِي الْحسن بن وهب أَوله (نبّهت نَدْمَانِي فهبّوا ... قبل الصَّباح لما استحبوا) فتنبهوا والأريحية شَأْنهَا طرب وَشرب) هَذَا أجَاب وَذَا أناب إِلَى الصبوح وَذَاكَ يحبو أنشدتهم شعرًا يعلم ذَا الصبابة كَيفَ يصبو (مَا الْعَيْش إِلَّا أَن تحبَّ ... وَأَن يحبك من تحبّ) (فشربتها بزجاجةٍ ... وَكَأَنَّهَا قبسٌ يشبُّ) وَلَقَد شهِدت الْخَيل يحمل شكتي نهد أقب وَلَقَد جريب مَعَ الزَّمَان فَمَا كبوت وَكَانَ يكبو

ابن صبوخا المقرئ

وَقَالَ يُعَاتب ولد سعيد بن سلم (عَلَيْك سلامٌ سَوف تعلم أنني ... بعيد المدى أسمو إِلَى كل صَالح) (وَقد علم الأقوام أَنِّي مفوّهٌ ... وحسبك مني مَا تكنّ جوانحي) (جنانٌ جرئ لَا يفلّ ومقولٌ ... بليغٌ يؤدّي عَن صَحِيح القرائح) (سأركب أهوال الخطوب مخاطراً ... على ظهر خنذيذٍ من الْخَيل سابح) (فإمَّا فَتى نَالَ الْغنى بحسامه ... وَإِمَّا ثوى بَين القنا والصفائح) وَقَالَ (أسرك أَنِّي قد تصبرت مكْرها ... وَفِي النَّفس مني مِنْك مَا سيميتها) (سأبقى بَقَاء الضبّ فِي المَاء أَو كَمَا ... يعِيش بديموم الصريمة حوتها) (إِذا كنت قوت النَّفس ثمَّ هجرتهَا ... فكم تلبث النَّفس الَّتِي أَنْت قوتها) (تحبّ حبيباً لَا يحبّك قلبه ... وتزهد فِي نفسٍ وَأَنت مقيتها) 3 - (ابْن صبوخا الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عبد السَّلَام بن الْمزَارِع أَبُو الْكَرم الْقصار الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن صبوخا البغداذي كَانَ شَيخا صَالحا حَافِظًا لكتاب الله قَرَأَ الْقُرْآن بواسط على أبي الْحسن ابْن الْقَاسِم الْمُقْرِئ غُلَام الهرّاس بِقِرَاءَة أبي عَمْرو وَالْكسَائِيّ وطرقه وَقَرَأَ ببغداذ على الْحسن بن أَحْمد بن الْبناء قِرَاءَة ابْن عَامر وَالْكسَائِيّ وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وروى شَيْئا يَسِيرا وَهُوَ وَالِد أَحْمد بن أَحْمد بن صبوخا المقدّم ذكره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (قطب الدّين ابْن أبي عصرون) أَحْمد بن عبد السَّلَام بن المطهر بن أبي سعد عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي عصرون الرئيس الْعَالم) الْفَاضِل القَاضِي قطب الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي مُحَمَّد التَّيْمِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَختم الْقُرْآن فِي أَوَاخِر سنة تسع وَتِسْعين وَأَجَازَ لَهُ ابْن كليبٍ وَأَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن المعطوش وَجَمَاعَة من الْعرَاق وَأَبُو طَاهِر الخشوعي وَغَيره من دمشق وَسمع من ابْن طبرزذ والكندي وَعبد الْجَلِيل بن مندويه وَابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وَغَيرهم وتفقه مُدَّة وَلم يبرع فِي الْفِقْه لَكِن لَهُ محفوظات وَبَيت وجلالة ودرّس بالأمينية والعصرونية بِدِمَشْق وَطَالَ عمره وعلت سنه ورواياته وَأكْثر الطّلبَة عَنهُ روى عَنهُ الدمياطي وَابْن تَيْمِية وَابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز والدواداري وَجَمَاعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد أجَاز لي جَمِيع مروياته وَهُوَ من أكبر شيوخي واسْمه فِي إجَازَة ابْن عَبْدَانِ المؤرخة بالمحرم سنة خمس وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وست مائَة

الجراوي صاحب الحماسة

3 - (الجراوي صَاحب الحماسة) أَحْمد بن عبد السَّلَام الجراوي الشَّاعِر نزيل مراكش شَاعِر محسن لَهُ ديوَان وحماسة أَجَاد فِيهَا مَاتَ عَن سنّ عالية سنة تسع وست مائَة وَقيل إِنَّه مَاتَ قبل السِّت مائَة 3 - (ابْن عكبر الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن عبد السَّلَام بن تَمِيم بن عكبر الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل الْخَيْر الناسك الْوَرع التقي المعمر نصير الدّين أَبُو الْعَبَّاس البغداذي الْحَنْبَلِيّ أحد المعيدين لطائفة مذْهبه بِالْمَدْرَسَةِ البشيرية غربي بغداذ ولد لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة قبيل وَفَاة الإِمَام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَتُوفِّي رَحمَه الله غرَّة جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَدفن بتربتهم بالجانب الغربي فِي تربة مَعْرُوف الْكَرْخِي كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والعربية وَله مُشَاركَة فِي الْعُلُوم سمع الْكثير وَمن أشياخه الإِمَام عبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش الْمُقْرِئ وَابْن أبي الدينة وَابْن الدباب وَابْن الزّجاج وَابْن أبي زنبقة ومجد الدّين ابْن بلدجي وَخلق وَله إجازات عالية وَله نظم ونثر وبيته مَعْرُوف بِالْفَضْلِ اقعد قبل وَفَاته بسنين وأضرّ وَالنَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ ويشتغلون ويسمعون ويستجيزون وَلم يزل حَرِيصًا على الْعلم وَالْعِبَادَة رَحمَه الله تَعَالَى وَمن شعره 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الْهَاشِمِي) أَحْمد بن عبد السَّمِيع بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن أَحْمد بن أَحْمد بن) مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الصَّمد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو الْعَبَّاس الْهَاشِمِي البغداذي سمع الشريف أَبَا نصر الزيني وَعَاصِم بن الْحسن وَغَيرهمَا وروى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ والحافظ أَبُو الْقَاسِم الدِّمَشْقِي فِي مُعْجم شيوخهما وَكَانَ خَطِيبًا فَقِيها حنفيّاً 3 - (صَلَاح الدّين الإربلي) أَحْمد بن عبد السَّيِّد بن شعْبَان بن مُحَمَّد بن جَابر بن قحطان الْأَمِير الْكَبِير صَلَاح الدّين الإربلي كَانَ حَاجِب مظفر الدّين صَاحب اربل فَتغير عَلَيْهِ وسجنه مُدَّة وَأطْلقهُ فقصد الشَّام مَعَ الْملك القاهر أَيُّوب بن الْعَادِل فخدم مَعَ الْملك المغيث مَحْمُود بن الْعَادِل فَلَمَّا توفّي دخل مصر وخدم الْكَامِل وأحبه وَكَانَ فَقِيها أديباً شَاعِرًا ظريفاً فصيحاً ثمَّ تغيّر عَلَيْهِ الْكَامِل وحبسه سنة ثَمَانِي عشرَة فَبَقيَ فِي الْحَبْس خمس سِنِين فَصنعَ قَوْله الْمَشْهُور دوبيت

(مَا أَمر تجنيِّك على الصبّ خَفِي ... أفنيت زماني بالأسى والأسف) (مَاذَا غضبٌ بِقدر ذَنبي فَلَقَد ... أسرفت وَمَا أردْت إِلَّا تلفي) وأوصلها لبَعض القيان فَلَمَّا غنّت بهما قَالَ لمن هَذَا فَقَالَت للصلاح الاربلي فَأَطْلقهُ وَأَعَادَهُ إِلَى منزله ومكانته وَكَانَ قد غضب عَلَيْهِ وَهُوَ بالمنصورة قبالة الفرنج وَقيل سَبَب خلاصه إِنَّمَا كَانَ قَوْله (اصْنَع مَا شِئْت أَنْت أَنْت المحبوب ... مَا لي ذنبٌ بل كَمَا قلت ذنُوب) (هَل تسمح بالوصال فِي ليلتنا ... تجلو صدأ الْقلب وَتَعْفُو وَأَتُوب) وَكَانَ الْكَامِل قد تغيّر على أَخِيه الْملك الفائز سَابق الدّين إِبْرَاهِيم بن الْعَادِل فَدخل على صَلَاح الدّين وَسَأَلَهُ أَن يصلح أمره مَعَ أَخِيه الْكَامِل فَكتب صَلَاح الدّين إِلَيْهِ (وَشرط صَاحب مصرٍ أَن يكون كَمَا ... قد كَانَ يُوسُف فِي الْحسنى لإخوته) (أسوا فقابلهم بِالْعَفو وافترقوا ... فبرّهم وتولاهم برحمته) وَلما وصل الانبرور صَاحب صقلية إِلَى سَاحل الشَّام سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة بعث الْكَامِل إِلَيْهِ صَلَاح الدّين رَسُولا فَلَمَّا قرروا الْقَوَاعِد وَحلف الأنبرور على الْوَفَاء بِمَا اشْترط عَلَيْهِ كتب صَلَاح الدّين إِلَى الْكَامِل (زعم الزعيم الانبرور بِأَنَّهُ ... سلمٌ يَدُوم لنا على أَقْوَاله) (شرب الْيَمين فَإِن تعرّض نَاكِثًا ... فليأكلنّ لذاك لحم شِمَاله) ) وَكتب إِلَيْهِ شرف الدّين ابْن عنين على يَد ابْن عَدْلَانِ الْموصِلِي النَّحْوِيّ المترجم كتابا يتَضَمَّن الْوَصِيَّة بِهِ وَفِي أَوله (أبثّك مَا لقِيت من اللَّيَالِي ... فقد حصّت نوائبها جناحي) (وَكَيف يفِيق من عنت اللَّيَالِي ... عليلٌ لَا يرى وَجه الصّلاح) وَمن شعر صَلَاح الدّين الْمَذْكُور (وَإِذا رَأَيْت بنيك فَاعْلَم أَنهم ... قطعُوا إِلَيْك مفاوز الْآجَال) (وصل البنون إِلَى محلّ أَبِيهِم ... وتجهّز الْآبَاء للترحال) وَمِنْه أَيْضا (يَوْم الْقِيَامَة فِيهِ مَا سَمِعت بِهِ ... من كل هولٍ فَكُن مِنْهُ على حذر) (يَكْفِيك من هوله أَن لست تبلغه ... إِلَّا إِذا ذقت طعم الْمَوْت فِي السّفر) وَله ديوَان شعر وديوان دوبيت وَمَا زَالَ وافر الْحُرْمَة عالي المكانة عِنْد الْكَامِل وَعند الْمُلُوك إِلَى أَن قصد الْكَامِل بِلَاد الرّوم فَمَرض الصّلاح بِالْقربِ من السويداء بالمعسكر فَحمل إِلَى الرها فَمَاتَ فِي الطَّرِيق سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَدفن بظاهرها بمقبرة بَاب حران ثمَّ إِن وَلَده نَقله

ابن الأشقر النحوي

من هُنَاكَ إِلَى الديار المصرية وَدَفنه بالقرافة الصُّغْرَى فِي ترتبه سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَلما مَاتَ كَانَ عمره تَقْرِيبًا إِحْدَى وَسِتِّينَ سنة وَمن شعر صَلَاح الدّين الْمَذْكُور (تعدّى إِلَى الْخَيل الغرام فَإِنَّهَا ... بِطيب زمَان الْوَصْل يخبرها عَنَّا) (فنجذبها رفقا بِنَا وتجرّنا ... إِلَيْكُم من الشوق الَّذِي اكْتسبت منا) 3 - (ابْن الْأَشْقَر النَّحْوِيّ) أَحْمد بن عبد السَّيِّد بن عَليّ بن الْأَشْقَر أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ البغداذي كَانَ أديباً فَاضلا حسن الْمعرفَة بالنحو قَرَأَ على التبريزي ولازمه حَتَّى برع وَيُقَال إِن ابْن الخشاب كَانَ يمْضِي إِلَى منزله ويسأله عَن مسَائِل فِي النَّحْو ويبحث مَعَه فِيهَا وَكَانَ يحضر حَلقَة الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الزَّاهِد وَتُوفِّي قبل الْخمس مائَة أَو بعْدهَا بِقَلِيل وَالله أعلم 3 - (ابْن طومار) أَحْمد بن عبد الصَّمد بن صَالح بن عَليّ بن الْمهْدي مُحَمَّد بن الْمَنْصُور عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن طومار كَانَ يتَوَلَّى) النقابة على جَمِيع بني هَاشم العباسيين والطالبيين وَكَانَ شيخ بني هَاشم فِي وقته وجليلهم جَالس الْمُوفق والمعتضد والمكتفي وَله شعر وَعلم بِالْغنَاءِ وصنعة فِيهِ كتب إِلَى مُحَمَّد بن عبد الله بن بشر المزيدي أَيهَا السَّيِّد المحبب فِي النَّاس أَطَالَ الْإِلَه عمرك حينا (فِي سرورٍ ونعمةٍ وحبورٍ ... لم يَا أوصل الْأَنَام جفينا) (أغثاثاً رَأَيْتنَا أم ثقالاً ... عِنْدَمَا تشْتَهي فتزهد فِينَا) (أدهانا واشٍ لديك بسوءٍ ... صَار ذَنبا لم نجنه فقلينا) (قد أَتَيْنَا مطفّلين مرَارًا ... فَرَأَيْنَا الْحجاب حصناً حصينا) مَا من الْعدْل أَن نرد إِذا جِئْنَا وَإِن لم نجئ فَمَا تدعونا (نَحن لَوْلَا شوقٌ يجرّ كلَاما ... لتمادى سكوتنا مَا بَقينَا) (لَو وثقنا من الْحجاب بلينٍ ... ثمَّ لم تدعنا اخْتِيَارا لجينا) وَلما رَحل الْمُوفق من وَاسِط يُرِيد بغداذ أهدي لَهُ من عبد السَّلَام بن مُحَمَّد حَاجِبه أَصْنَاف الْأَطْعِمَة والفواكه وَكَانَ فِيمَا أهدي إِلَيْهِ جمارة فِي لَوْنهَا توريد قد خالط بياضهما فاستحسنها وَقَالَ قُولُوا فِي هَذِه شَيْئا فَسبق ابْن طومار وَقَالَ (شبّهت حسن تورّد الجمّار ... خدّ الحبيب فهاج لي تذكاري) (خدٌّ تجرحه الْعُيُون بلحظها ... فيظلُّ مجروحاً من الْأَبْصَار) فَاسْتحْسن سرعته ووهب لَهُ صينية فضَّة كَانَت بَين يَدَيْهِ مَمْلُوءَة دَرَاهِم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ

الرقاشي

وَثَلَاث مائَة وَتَوَلَّى ابْنه مُحَمَّد بن أَحْمد مَكَانَهُ والقطعة الأولى شعر نَازل وَفِيه اللّحن وَهُوَ ظَاهر فِي تدعونا 3 - (الرقاشِي) أَحْمد بن عبد الصَّمد بن الْفضل الرقاشِي مولى ربيعَة قَالَ المرزباني هُوَ وَإِخْوَته الْفضل وَالْعَبَّاس وَعبد المبدئ وأبوهم عبد الصَّمد شعراء كلهم أصلهم من الْبَصْرَة وَنزل أَحْمد طبرستان وَهُوَ الْقَائِل فِي رِوَايَة دعبل والمبرد (أَقَامُوا الديدبان على يفاعٍ ... وَقَالُوا فاستمع للديدبان) (فَإِن أَبْصرت شخصا من بعيدٍ ... فصفّق بالبنان على البنان) ) (تراهم خشيَة الأضياف خرساً ... يصلونَ الصَّلَاة بِلَا أَذَان) 3 - (الخزرجي الْقُرْطُبِيّ) أَحْمد بن عبد الصَّمد بن أبي عُبَيْدَة مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو جَعْفَر الخزرجي الْقُرْطُبِيّ نزيل بجاية وغرناطة سمع وروى وصنّف كتاب الْأَحْكَام وَسَماهُ آفَاق الشموس وأعلاق النُّفُوس وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (محيي الدّين قَاضِي عجلون) أَحْمد بن عبد الصَّمد بن عبد الله بن أَحْمد القَاضِي محيي الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي يعرف بقاضي عجلون كَانَ أَبوهُ رشيد الدّين قَاضِي قليوب وَكَانَ هَذَا فَقِيها عَالما رَئِيسا كَرِيمًا حكم بعجلون مُدَّة وَله شهرة فِي السخاء وعلو الهمة وَكَانَ ذَا مكانة عِنْد النَّاصِر صَاحب الشَّام وَولي أَبوهُ قَضَاء بعلبك وَولي محيي الدّين وكَالَة بَيت المَال بِدِمَشْق المحروسة وتدريس الشامية الْكُبْرَى فِي أول الدولة الظَّاهِرِيَّة ثمَّ عزل سَرِيعا وَكَانَ لَهُ سَماع من ابْن اللتي وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي وَحدث وَتُوفِّي بدمياط سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَكَانَت لَهُ عِنْد النَّاصِر صَاحب الشَّام مكانة كَبِيرَة أقطعه عدَّة قرى وَكَانَ يتنوع فِي المكارم ويقري النَّاس ضيوفاً وخدم الْملك الظَّاهِر بيبرس فِي دولة النَّاصِر خدمَة بَالِغَة عِنْد تردده إِلَى تِلْكَ الأَرْض فَلَمَّا ترجى محيي الدّين أَن يجازيه على خدمته فَلم ينل طائلاً وَجعله أول دولته وَكيل بَيت المَال بِالشَّام ثمَّ صرفه سَرِيعا وَطَلَبه إِلَى الديار المصرية وَمنعه من الْعود إِلَى الشَّام ولحقه ضَرَر عَظِيم وَرُبمَا عوق ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود بَين القصرين ثمَّ ولي آخر عمره قَضَاء دمياط 3 - (ابْن الأطروش الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو بكر الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن الأطروش الْقَدُورِيّ قَرَأَ الْقُرْآن على عبد الْملك بن بكران الْقطَّان وَعلي بن أَحْمد بن عمر الحمامي وَسمع الحَدِيث من أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصَّلْت وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْمسلمَة وَعلي بن أَحْمد الحمامي وَعبد الْملك بن بَشرَان وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الْمعَافى) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن شَيبَان أَبُو الْغَنَائِم ابْن أبي الْقَاسِم

ابن القاص المقرئ

الْمَعْرُوف بِابْن المافى من ولد الْمُغيرَة بن حبناء البغداذي سمع عَليّ بن بَشرَان وَمُحَمّد ابْن عبد الله السكرِي وَغَيرهمَا) وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي توفّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الْقَاص الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أبي يعلى الشِّيرَازِيّ أَبُو نصر الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن الْقَاص كَانَ من المجوّدين مَوْصُوفا بالصلاح والديانة وَكَثْرَة الْبكاء من خشيَة الله عز وَجل سكن بغداذ وَولد بهَا توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عمر صَاحب القالي النَّحْوِيّ) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْفَرح بن أبي الْحباب أَبُو عمر الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ صَاحب القالي كَانَ متقد الذِّهْن وَفِيه غَفلَة زَائِدَة وَلكنه حافظٌ ثَبت بَصِير بِالْعَرَبِيَّةِ وَهُوَ مؤدب المظفر عبد الْملك ابْن أبي عَامر توفّي سنة أَربع مائَة 3 - (ابْن الخليع النَّاسِخ الأندلسي) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْفضل بن الخليع الْأنْصَارِيّ النَّاسِخ الأندلسي الشربوني أحكم الْعَرَبيَّة وَكَانَ شَاعِرًا أديباً بديع الْكِتَابَة نسخ الْكثير وَقتل صبرا بإشبيلية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة وَمن شعره 3 - (كَمَال الدني ابْن العجمي الْكَاتِب) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ابْن العجمي كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس كَانَ رَئِيسا محتشماً جيد الْإِنْشَاء بارع الْكِتَابَة حسن الدّيانَة ذَا مُرُوءَة وَحسن عشرَة وَفِيه محَاسِن كتب الْإِنْشَاء فِي أَيَّام النَّاصِر صَاحب الشَّام ثمَّ كتب فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَتُوفِّي بِظَاهِر صور وَنقل إِلَى دمشق وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة وَمن إنشائه جَوَاب كتبه وَيُنْهِي أَنه وَردت عَلَيْهِ مشرّفة شريفة وتحفة بمنّتها على الْأَعْنَاق ثَقيلَة وبمواقعها من الْقُلُوب خَفِيفَة فقبلها الْمَمْلُوك ولثمها ونثر عَلَيْهَا دُرَر قبله ونظمها وَنقل مَعْنَاهَا إِلَى قلبه فشف وَنقد ذهبها الْخَالِص وأعاذه من الصّرْف وانْتهى إِلَى مَا تضمنه من صدقَات مولى ملك رقّه وآتاه من الْفضل فَوق مَا اسْتَحَقَّه وَأنزل لَهُ الْكَوَاكِب فَتَنَاولهَا بِلَا مشقة وَأَوَى إِلَى حمى حرمه وتغطى عَن الْخطب بستور نعمه وَرَأى فِيهِ الأزاهر وشم شذاها والجواهر وَضم إِلَى الْعُقُود حلاها وشكر هَذِه المنن وَمن أولاها وَسبح لمن وهب قريحته هَذِه الْبَدَائِع وآتاها وَعمل بِمَا أمره بِهِ) مَوْلَاهُ فِي أَمر تِلْكَ الورقة وسدد سهمها إِلَى الْغَرَض وفوّقه وتحجب لَهَا فأخلى الطَّرِيق وطرقه وعرضها فِي مجْلِس الوزارة الشَّرِيفَة وَنشر استبرقه وبرز المرسوم الشريف

بالكشف ويرجو أَن يتكمل بالتوقيع ويتوصل بالتأصيل والتفريع ثمَّ جهزه إِلَى الْخدمَة الْكَرِيمَة كَمَا أَمر وَمَا أخر الْجَواب هَذِه الْمدَّة إِلَّا ليجهزه مَعَه فيعذر وَمَا أَرَادَ الله ذَلِك وَمَا قدر وَمن قَوْله أَيْضا فِي توقيع لقاض اسْمه يُوسُف لِأَنَّهُ المستوجب بهجرته إِلَيْنَا تَحْقِيق مَا نَوَاه وَأَنه يُوسُف الْفضل الَّذِي لما قدم مصر قيل لشيمنا الشَّرِيفَة أكرمي مثواه وأرته أحلامه من الْأَمَانِي مَا حوّلناه صدقا وأنجز الله تَعَالَى لَهُ مِنْهَا مَا قَالَ مَعَه هَذَا تَأْوِيل رُؤْيَايَ من قبل قد جعلهَا رَبِّي حَقًا فليعتصم من تقوى الله بأقوى حَبل وليقف عِنْد مراضيه ليجتبيه وَيتم نعْمَته عَلَيْهِ كَمَا أتمهَا على أَبَوَيْهِ من قبل وليتمسك من أَسبَاب التَّقْوَى بِمَا يكون لَهُ جنَّة ويحرص على أَن يكون الرجل الَّذِي عرف الْحق فَقضى بِهِ وَكَانَ الْمَخْصُوص من الْقُضَاة الثَّلَاثَة بِالْجنَّةِ وَيجْعَل دَاء الْهوى عَنهُ محسوماً ولحظه وَلَفظه بَين الْخُصُوم مقسوماً وَلَا يأل فِيمَا يجب من الِاجْتِهَاد إِذا اشْتبهَ عَلَيْهِ الْأَمْرَانِ وَيعلم أَنه إِن اجْتهد وَأَخْطَأ فَلهُ أجرٌ وَإِن أصَاب فَلهُ أَجْرَانِ وَصوب الصَّوَاب وَاضح لمن استشف بِنور الله برهانه وليتوكل على الله فِي قَصده ويثق فَإِن الله سيهدي قلبه وَيثبت لِسَانه وليجعل الِاعْتِصَام بِحَبل الله تَعَالَى فِي كل مَا تراود عَلَيْهِ النُّفُوس من دواعي الْهوى معَاذًا ويتبصر من برهَان ربه مَا يَتْلُو عَلَيْهِ عَن كل دَاعِيَة يُوسُف أعرض عَن هَذَا وَكتب إِلَى محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر وهم نازلون بالإسكندرية صُحْبَة السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر يَسْتَدْعِي مِنْهُ حبرًا وورقاً (يَا من فضائله سنت فواضله ... حَتَّى تَكَامل مِنْهُ الْخلق والخلق) (وَمن مناقبه أَو درّ مَنْطِقه ... عقدٌ نظيمٌ بجيد الدَّهْر متسق) (قد أعوز العَبْد يَا مولَايَ عنْدكُمْ ... كلا المعينين حَتَّى الحبر وَالْوَرق) (فجد بذا أسوداً حظّي يشاكله ... فِي مصركم وحظوظ النَّاس تفترق) (وَذَا كعرضك أَو كالوجه مِنْك سنا ... فكلّ ذَا أبيضٌ صَاف بكم يقق) (وَإِن أقل كعذارٍ فَوق وجنة من ... سبى فُؤَادك مِنْهُ القدّ والعنق) (فَذا بقلبك أحلى موقعاً وَله ... مَا زَالَ تهفو بك الأشواق والحرق) ) (فَإِن مسودّ ذَا من فَوق أَبيض ذَا ... شيءٌ تنافس فِيهِ الصُّبْح والغسق) فأخرّ جَوَابه فَكتب إِلَيْهِ أبياتاً بائية طَوِيلَة يداعبه فَجهز إِلَيْهِ محيي الدّين الْمَطْلُوب وَكتب جَوَابه (يَا من معاليه مثل العقد تتسق ... وَمن ثناه كَمثل الْمسك ينتشق) (أسْتَغْفر الله أَيْن الْمسك من مدحٍ ... تغيّظ الْمسك مِنْهَا وَهُوَ منسحق) (يَا من لَهُ الْوَجْه طلقٌ بالسماح كَمَا ... لَهُ اللِّسَان بِمَا يُرْضِي الورى طلق)

أبو الطيب المقدسي الواعظ

(شكرا لَهَا أسطراً جَاءَت تحفّ بهَا ... من الْجَلالَة نورٌ مِنْك يأتلق) (جَاءَت بِمَا شَاءَت الْأَلْبَاب من نعمٍ ... أَمْسَى بهَا مملق الأفكار يرتزق) (مَا خلت من قبل أَن أهْدى بنيّرها ... أنّ البدور لَهَا من لفظكم أفق) (وَكَيف لَا وَهُوَ من حبرٍ وَمن ورقٍ ... أَمْسَى يُشَاهد مِنْهُ النُّور والغسقُ) (إِن شرفت بالتماس الطرس لَا عجبٌ ... إِن العقائل قد يبغى لَهَا السّرق) (أَو تَبْغِ حبرًا فإنّ الغيد عَادَتهَا ... من غير مَا حاجةٍ للكحل تستبق) قلت نثر كَمَال الدّين رَحمَه تَعَالَى أحسن من نظمه وأفحل وأبيات ابْن عبد الظَّاهِر أحسن من نظم كَمَال الدّين وَقَالَ كَمَال الدّين رَحمَه الله فِي الْخَال (وَمَا خَاله ذَاك الَّذِي خَاله الورى ... على خَدّه نقطاً من الْمسك فِي ورد) (ولكنّ نَار الخدّ للقلب أحرقت ... فَصَارَ سَواد الْقلب خالاً على الخدّ) وَقَالَ أَيْضا فِي مليح لابس أَخْضَر (ومهفهفٍ قيد النواظر خصره ... مَا إِن تزَال ترى نطاق نطاقه) (كالغصن فِي ميلاته والظبي فِي ... لفتاته والبدر فِي إشراقه) (وافى يهزّ قوامه فِي حلّةٍ ... خضراء مثل الْغُصْن فِي أوراقه) 3 - (أَبُو الطّيب الْمَقْدِسِي الْوَاعِظ) أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب الْمَقْدِسِي إِمَام جَامع الرافقة سَافر إِلَى الْبِلَاد وَسمع الحَدِيث وَكَانَ يعظ النَّاس قَالَ ابْن عَسَاكِر أَنْشدني لنَفسِهِ (يَا وَقفا بَين الْفُرَات ودجلةٍ ... عطشان يطْلب شربةً من مَاء) ) (إنّ الْبِلَاد كثيرةٌ أنهارها ... وسحابها فغزيرة الأنواء) (مَا اختلت الدُّنْيَا وَلَا عدم الندى ... فِيهَا وَلَا ضَاقَتْ على الْعلمَاء) (أرضٌ بِأَرْض وَالَّذِي خلق الورى ... قد قسّم الأرزاق فِي الْأَحْيَاء) توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الباجسرائي) أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن حنيفَة أَبُو الْمَعَالِي الباجسرائي سمع الحَدِيث الْكثير مَعَ أَبِيه وَإِخْوَته قَدِيما وبكّر بِهِ أَبوهُ فَسمع ابْن البطر وَالْحُسَيْن ابْن أَحْمد النعالي وثابت الْبَقَّال وَمُحَمّد بن أَحْمد الْخياط الْمُقْرِئ وَغَيرهم وَحدث بالكثير مَعَ عسرٍ

النفيس القطرسي

كَانَ فِيهِ وروى كتاب الجمهرة لِابْنِ دُرَيْد عَن ثَابت بن بنْدَار عَن أبي الْحُسَيْن ابْن رزمة عَن أبي سعيد السيرافي عَنهُ وَهُوَ آخر من روى هَذَا الْكتاب عَن ثَابت وَكَانَ صَدُوقًا صَحِيح السماع روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بهمذان 3 - (النفيس القطرسي) أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن خلف بن الْمُسلم الْفَقِيه الأديب نَفِيس الدّين أَبُو الْعَبَّاس اللَّخْمِيّ الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بالقطرسي بِالْقَافِ والطاء الْمُهْملَة وَبعدهَا رَاء وَبعدهَا سين مُهْملَة على وزن قطرب هَذِه النِّسْبَة إِلَى جده قطرس حَكَاهُ ابْن خلكان عَن الْبَهَاء زُهَيْر تفقه وَقَرَأَ الْأُصُول والمنطق وَقَرَأَ الْأَدَب على موفق الدّين ابْن الْخلال كَاتب إنْشَاء العاضد وتصدر للاقراء والإفادة وَتصرف فِي الْخدمَة الديوانية ومدح الْمُلُوك والوزراء وَله ديوَان شعر روى عَنهُ الشهَاب القوصي وَمن شعره قصيدة كتبهَا إِلَى الْأَمِير شُجَاع الدّين جِلْدك التقوي الْمَعْرُوف بوالي دمياط (قل للحبيب أطلت صدّك ... وَجعلت قَتْلِي فِيهِ وكدك) (إِن شِئْت أَن أسلو فردّ ... عليّ قلبِي فَهُوَ عنْدك) أخلفت حَتَّى فِي زيارتنا بطيف مِنْك وَعدك وَأَنا عَلَيْك كَمَا عهِدت وَإِن نقضت عليّ عَهْدك (أحرقت يَا ثغر الحبيب ... حشاي لما ذقت بردك) (وَشهِدت أَنِّي ظالمٌ ... لما طلبت إِلَيْك شهدك) ) أتظنّ غُصْن البان يُعجبنِي وَقد عَايَنت قدك أم يخدع التفاح ألحاظي وَقد شاهدت خدّك أم خلت آس عذارك المنشوق يحمي مِنْك وردك (لَا وَالَّذِي جعل الْهوى ... مولَايَ حَتَّى صرت عَبدك) يَا قلب من لانت معاطفه علينا مَا أشدّك (أتظنني جلد القوى ... أَو أنّ لي عَزمَات جِلْدك) وَهَذَا التَّخَلُّص فِي غَايَة الْحسن وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ فَقِيه مالكي الْمَذْهَب لَهُ يَد فِي عُلُوم الْأَوَائِل وَالْأَدب (يسرّ بالعيد أقوامٌ لَهُم سعةٌ ... من الثراء وَأما المقترون فَلَا) (هَل سرّني وثيابي فِيهِ قوم سبا ... أَو راقني وعَلى رَأْسِي بِهِ ابْن جلا) يُشِير إِلَى قَول الله تَعَالَى ومزقناهم كل ممزّقٍ وَإِلَى قَول الشَّاعِر

تاج الدين ابن مكتوم

(أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا ... مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني) وَأورد لَهُ الْعِمَاد فِي ذيل الخريدة (يَا راحلاً وَجَمِيل الصَّبْر يتبعهُ ... هَل من سبيلٍ إِلَى لقياك يتَّفق) (مَا أنصفتك جفوني وَهِي داميةٌ ... وَلَا وفى لَك قلبِي وَهُوَ يَحْتَرِق) وروى لَهُ الْبَهَاء زُهَيْر (وَذي هيئةٍ يزهى بوجهٍ مهندسٍ ... أَمُوت بِهِ فِي كل يومٍ وأبعث) (محيطٌ بأشكال الملاحة وَجهه ... كَأَن بِهِ اقليدساً يتحدث) (فعارضه خطّ استواءٍ وخاله ... بِهِ نقطةٌ والصدغ شكلٌ مثلث) 3 - (تَاج الدّين ابْن مَكْتُوم) أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مَكْتُوم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم الْقَيْسِي النَّحْوِيّ نقلت هَذِه النِّسْبَة من خطه هُوَ الإِمَام تَاج الدّين اشْتغل بِالْحَدِيثِ وفنونه وَأخذ الحَدِيث عَن أَصْحَاب النجيب وَابْن علاق وَهَذِه الطَّبَقَة وَهُوَ مُقيم بالديار المصرية بَلغنِي أَنه يعْمل تَارِيخا للنحاة ووقفت لَهُ على الدّرّ اللَّقِيط من الْبَحْر الْمُحِيط فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَهُوَ كتاب ملكته بِخَطِّهِ فِي مجلدين الْتقط فِيهِ إِعْرَاب الْبَحْر الْمُحِيط تصنيف شَيخنَا الْعَلامَة أثير الدّين فجَاء فِي غَايَة) الْحسن وَقد اشْتهر هَذَا الْكتاب وَورد إِلَى الشَّام ونقلت بِهِ النّسخ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ مَرَّات ثمَّ إِنَّنِي اجْتمعت بِهِ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَسَأَلته الْإِجَازَة بِكُل مَا يجوز أَن يرويهِ فَأجَاز لي متلفظاً بذلك وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ فِي طاعون مصر وَمن شعر تَاج الدّين (مَا على الْفَاضِل المهذّب عارٌ ... إِن إِذا حَامِلا وذ وَالْجهل سَام) (فاللباب الشهيّ بالقشر خافٍ ... ومصون الثِّمَار تَحت الكمام) (والمقادير لَا تلام بحالٍ ... والأماني حقيقةٌ بالملام) وأخو الْفَهم من تزوّد للْمَوْت وخلّى الدُّنْيَا لنهب الطّغام وَمِنْه أَيْضا (ومعذرٍ قَالَ العذول عَلَيْهِ لي ... شبهه وَاحْذَرْ من قُصُور يعتري)

كمال الدين ناظر قوص

(فأجبته هُوَ بانةٌ من فَوْقهَا ... بدرٌ يحفّ بهالةٍ من عنبر) وَمِنْه أَيْضا من أَبْيَات (أغار عَلَيْهِ من نَظَرِي ... فأصرفه إِذا نظرا) (وَمن لم يدر مَا خبري ... يراني أستر الخبرا) (وَكَيف يكون مستتراً ... خليعٌ يعشق القمرا) وَمِنْه أَيْضا (نفضت يَدي من الدُّنْيَا ... وَلم أضرع لمخلوق) (لعلمي أَن رِزْقِي لَا ... يجاوزني لمرزوق) (وَمن عظمت جهالته ... يرى فعلي من الموق) وَمِنْه أَيْضا (إِن ضيّع النَّاس لي حقوقي ... وَقَابَلُوا البرّ بالعقوق) (وَلم يبالوا أَن صَار مثلي ... يعِيش فِي قلةٍ وضيق) (فلست بالعاجز المعنّى ... وَلَا بهيابةٍ فروق) (وَلَا بشاكٍ من ريب دهري ... مَا نَالَ قلبِي من الْحَرِيق) (حَتَّى لفرط العفاف منّي ... يشكُّ فِي فَاقَتِي صديقي) ) 3 - (كَمَال الدّين نَاظر قوص) أَحْمد بن عبد الْقوي بن عبد الله بن شَدَّاد كَمَال الدّين بن برهَان الربعِي نَاظر قوص ورئيسها سمع من أبي الْفِدَاء إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بِدِمَشْق وَمن غَيره وبمصر من الشَّيْخ قطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَمن غَيره وَمن عبد الْوَهَّاب ابْن عَسَاكِر وَمن ابْن المليحي وَغَيرهم وبقوص من التقي صَالح وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْقشيرِي وَأَجَازَ لَهُ جمع كَبِير بدمش ومصر والإسكندرية وبغداذ مِنْهُم الْحَافِظ وجيه الدّين مَنْصُور بن سليم الإسكندري وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْمَالِكِي وَعبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن الْفُرَات وخلائق كثير وَكتب كثيرا وخرّج وَقَرَأَ وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم تَاج الدّين عبد الْغفار بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ والشرف النصيبي وَغَيرهمَا وَهُوَ الَّذِي بنى على الضريح النَّبَوِيّ شرفه الله تَعَالَى الْقبَّة الْمَوْجُودَة وَقصد خيرا وَتَحْصِيل ثَوَاب فَقَالَ بَعضهم أَسَاءَ الْأَدَب بعلو النجارين ودقّ الْحَطب وَفِي تِلْكَ السّنة حصل بَينه وَبَين بعض الْوُلَاة كَلَام فورد المرسوم بِضَرْب كَمَال الدّين فَكَانَ من يَقُول إِنَّه أَسَاءَ الْأَدَب يرى أَن هَذَا الضَّرْب مجازاة لَهُ وصادره الشجاعي وَخرب دَاره وَأخذ رخامها للمنصورية وَكَانَ يَقع لَهُ عجائب فيظن بَعضهم أَن لَهُ رئيّاً من الْجِنّ يُخبرهُ بذلك توفّي فَجْأَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره لما وصل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة شرفها الله تَعَالَى

ابن الخطيب الاسنائي

(أنخ هَذِه وَالْحَمْد لله يثرب ... فبشراك قد نلْت الَّذِي كنت تطلب) (فعفِّر بِهَذَا التُّرَاب وَجهك إِنَّه ... أحقّ بِهِ من كلّ طيبٍ وَأطيب) (وقبّل عراصاً حولهَا قد تشرّفت ... بِمن جَاوَرت وَالشَّيْء للشَّيْء يحبب) (وسكّن فؤاداً لم تزل باشتياقه ... إِلَيْهَا على جمر الغضا تتقلّب) (وكفكف دموعاً طالما قد سفحتها ... وبرّد جوىً نيرانه تتلهّب) قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي فِي تَارِيخ الصَّعِيد حكى لي صاحبنا الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن نجم الدّين حسن ابْن السديد العجمي قَالَ قَالَ لي أبي كنت فِي طَرِيق عيذاب ومعنا شخص من المغاربة ففتشته فَوجدت مَعَه فِي دفاسه ذَهَبا فَأَخَذته وَلم يعرف بِهِ أحد ثمَّ وصلت إِلَى قوص وتوجهت إِلَى الْكَمَال فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ لي ذَاك الذَّهَب الَّذِي عدّته كَذَا الَّذِي أَخَذته من المغربي أحضرهُ وَأَنا أعوّضك فأحضرته إِلَيْهِ) 3 - (ابْن الْخَطِيب الاسنائي) أَحْمد بن عبد الْقوي بن عبد الرَّحْمَن بن ضِيَاء الدّين ابْن الْخَطِيب الاسنائي اشْتغل باسنا ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ وأتى دمشق وَقَرَأَ بهَا على النَّوَوِيّ وَسمع الحَدِيث ثمَّ صحب الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن معضاد الجعبري وَاعْتَزل وَأقَام بِبَلَدِهِ سِنِين مُنْقَطِعًا متعبداً ملازماً للخير وَتوجه إِلَى الْحجاز فَمَرض بادفو وَحمل إِلَى إسنا وَتُوفِّي بهَا سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة 3 - (منتجب الدّين دفترخوان) أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْقَاسِم بن أبي الْحسن دفتر خوان منتجب الدّين أَبُو الْعَبَّاس قَالَ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه وَمن خطه نقلت أَنْشدني لنَفسِهِ لما غضب عَلَيْهِ السُّلْطَان الْملك الْعَادِل (أضعت وُجُوه الرَّأْي حَتَّى كأنني ... على خَبَرهَا مَا إِن عرفت لَهَا وَجها) (فَلَا لوم لي إِلَّا لروحي وَإِن غَدَتْ ... بِمَا حَملته من مصيبتها ولهى) (ذهبت بنفسي بعد حزمٍ ويقظةٍ ... وَمَا كنت لولاها من النَّاس من يدهى) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (أضحت دمشق جنَّة جنابها ... روضٌ عَلَيْهِ للحيا تَبَسم) (أودع فِي أقطارها الْقطر سنا ... محاسنٍ على الدنا تقسّم)

السدوسي

(فسهلها مفضّضٌ مذهّبٌ ... وحزنها مدنّرٌ مدرهم) (وجوُها معنبرٌ ودوحها ... حالٍ رِدَاء الْحسن مِنْهُ معلم) (يُمْسِي السَّحَاب فِي ذراها باكياً ... وَيُصْبِح النبت بهَا يبتسم) وَقَالَ أَيْضا أَنْشدني لنَفسِهِ (يَا هَاتِف البان مَا أبكتك مؤلمةٌ ... وَفِي توجعك الألحان والنغم) (إِلَيْك فالحزن بِي لَا مَا سررت بِهِ ... شتان باكٍ من الْبلوى ومبتسم) (تهوى الغصون وأهواها فيجمعنا ... حبّ القدود وَفِي الأحزان نقتسم) وَقَالَ أَيْضا أَنْشدني لنَفسِهِ وَكتب بهَا إِلَى الْعَادِل (انْظُر إليّ بِعَين جودك نظرةً ... فلعلّ محروم المطالب يرْزق) (طير الرَّجَاء إِلَى علاك محلّقٌ ... وأظنّه سيعود وَهُوَ مخلّق) ) وَقَالَ شهَاب الدّين القوصي كَانَ شَابًّا شَاعِرًا مجيداً فصيح اللِّسَان وخدم دفتر خوان مُدَّة طَوِيلَة للْملك الْعَادِل ووشى بِهِ حساده فَجمع لَهُ بَين الحرمان والهجران وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس عشرَة وست مائَة بعد موت السُّلْطَان وَرضَاهُ عَنهُ ومولده بِدِمَشْق قلت هَذَا الشّعْر الَّذِي أوردهُ لَهُ متوسط الرُّتْبَة ودفتر خوان هُوَ الَّذِي يتحدث فِي أَمر الْكتب المجلدات وَيكون أمرهَا رَاجعا إِلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي يقْرَأ على السُّلْطَان فِيهَا إِمَّا لَيْلًا وَإِمَّا نَهَارا ينادمه بذلك وَكَانَ يتوسط بِالْخَيرِ أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الْكِنْدِيّ وَأما دفتر خوان الآخر وَهُوَ عَليّ بن مُحَمَّد بن الرضى بن مُحَمَّد فَذَاك غير هَذَا وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (السدُوسِي) أَحْمد بن عبد الله بن سُوَيْد بن منجوف السدُوسِي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وللبصلاني عَنهُ جزءٌ مَشْهُور توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ الْعجلِيّ الْكُوفِي) أَحْمد بن عبد الله بن صَالح أَبُو الْحسن الْكُوفِي الْعجلِيّ الْحَافِظ الزَّاهِد نزيل طرابلس الغرب روى عَنهُ ابْنه صَالح بن أَحْمد كِتَابه فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَهُوَ كتابٌ مُفِيد يدل على إِمَامَته وسعة حفظه قَالَ عَبَّاس الدوري كُنَّا نعده مثل ابْن حَنْبَل وَابْن معِين نزح إِلَى الْمغرب أَيَّام المحنة وَأَبوهُ من أَصْحَاب حَمْزَة الزيات توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

الحافظ البرقي

3 - (الْحَافِظ البرقي) أَحْمد بن عبد الله البرقي الْمصْرِيّ الْحَافِظ مولى بني زهرَة لَهُ كتاب فِي معرفَة الصَّحَابَة وأنسابهم رَوَاهُ عَنهُ أَحْمد بن عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ إِمَامًا حَافِظًا متقناً توفّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو جَعْفَر الْكَاتِب) أَحْمد بن عبد الله بن مُسلم بن قُتَيْبَة أَبُو جَعْفَر الْكَاتِب ولد ببغداذ وَمَات بِمصْر وَهُوَ على قَضَائهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة روى عَن أَبِيه تصانيفه كلهَا حدث عَنهُ أَبُو الْفَتْح المراغي النَّحْوِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزجاجي وَغَيرهمَا وَحدث بكتب أَبِيه كلهَا بِمصْر حفظا وَلم يكن مَعَه كتاب وَقدم مصر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة قَاضِيا) 3 - (الخجستاني الْأَمِير) أَحْمد بن عبد الله الخجستاني الْأَمِير المتغلب على نيسابور كَانَ جباراً ظَالِما غاشماً من أَتبَاع يَعْقُوب بن اللَّيْث ثمَّ إِنَّه خرج عَن طَاعَة يَعْقُوب توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَتَيْنِ وَلما خرج عَن طَاعَة يَعْقُوب الصفار فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ كَانَ يظْهر الْميل إِلَى الْأُمَرَاء الظَّاهِرِيَّة ليملك بذلك قُلُوب أهل نيسابور حَتَّى إِنَّه كَانَ يكْتب فِي كتبه أَحْمد بن عبد الله الظَّاهِرِيّ ثمَّ كتب الخجستاني إِلَى رَافع بن هرثمة يستقدمه عَلَيْهِ وَكَانَ يَعْقُوب الصفار قد أبعد رَافع بن هرثمة فَقدم عَلَيْهِ فَجعله صَاحب جَيْشه وَكَانَ للخجستاني مَوَاقِف وحروب مَشْهُورَة ثمَّ إِن غلامين من غلمانه اتفقَا عَلَيْهِ وقتلاه وَقد سكر ونام وَكَانَ رَافع غَائِبا فَلَمَّا قدم قدّمه جَيش الخجستاني عَلَيْهِم بعده وسوف يَأْتِي ذكر رَافع هَذَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الرَّاء مَكَانَهُ 3 - (ابْن البخْترِي) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن البخْترِي أَبُو الْعَبَّاس الدَّاودِيّ كَانَ مَوْصُوفا بِالْعلمِ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالتَّصَرُّف فِي الحكم نَاب عَن الْقُضَاة ببغداذ روى عَن ابْن الْمُغلس وَأبي بكر ابْن الْمَرْزُبَان وروى عَنهُ الصاحب بن عباد فِي أَمَالِيهِ وَالْقَاضِي أَبُو عَليّ التنوخي 3 - (الْحَافِظ أَبُو نعيم) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُوسَى بن مهْرَان أَبُو نعيم الْحَافِظ سبط مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْبناء الْأَصْبَهَانِيّ تَاج الْمُحدثين وَأحد أَعْلَام الدّين لَهُ

الْعُلُوّ فِي الرِّوَايَة وَالْحِفْظ والفهم والدراية وَكَانَت الرّحال تشد إِلَيْهِ أمْلى فِي فنون الحَدِيث كتبا سَارَتْ فِي الْبِلَاد وانتفع بهَا الْعباد وامتدت أَيَّامه حَتَّى ألحق الأحفاد بالأجداد وَتفرد بعلو الْإِسْنَاد سمع بأصبهان أَبَاهُ وَعبد الله بن جَعْفَر ابْن أَحْمد بن فَارس وَسليمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ وَجَمَاعَة كثيرين إِلَى الْغَايَة وبواسط مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَعْدَان وَمُحَمّد بن حُبَيْش بن خلف الْخَطِيب وَجَمَاعَة كثيرين وبجرجرايا مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب الْمُفِيد وَمُحَمّد بن مَحْمُود البرتي وبتشتر مُحَمَّد بن أَحْمد بن سختويه الْمعدل وَعمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن جيكان الديباجي وَغَيرهمَا وبعسكر مكرم مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق الْأنمَاطِي وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن بشير العسكري وبالأهواز القَاضِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْأَهْوَازِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق الدقيقي وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّافِعِي وَغَيرهم وبالكوفة مُحَمَّد بن الطَّاهِر بن الْحُسَيْن الْهَاشِمِي وَمُحَمّد بن) مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي الْعَطَّار وَغَيرهمَا وبجرجان مُحَمَّد بن أَحْمد بن الغطريف وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن الطلقي وَغَيرهمَا وباستراباذ أَبَا زرْعَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بنْدَار وَمُحَمّد بن عَليّ الخباز وَغَيرهمَا وبنيسابور مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان وَالْحَاكِم الْحَافِظ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَمُحَمّد بن الْفضل بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة وَغَيرهم وخلقاً كثيرا وَقد سرد مِنْهُم محب الدّين ابْن النجار فِي ذيل تَارِيخ بغداذ جملَة وَكتب عَن أقرانه وَجمع معجماً لشيوخه وَحدث بالكثير من مصنفاته وروى عَنهُ الْأَئِمَّة الْأَعْلَام كَأبي بكر ابْن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ وَتُوفِّي قبله باثنتي عشرَة سنة وأخيه عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن إِسْحَاق وَتُوفِّي قبله وكوشيار بن لياليزور الجيلي وَتُوفِّي قبله بِأَكْثَرَ من أَرْبَعِينَ سنة وروى عَنهُ الْخَطِيب وَأَبُو صَالح أَحْمد بن عبد الْملك الْمُؤَذّن النَّيْسَابُورِي وَأَبُو رَجَاء هبة الله بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار وَكَانَ يستملي عَلَيْهِ وَأَبُو مَسْعُود وَسليمَان بن إِبْرَاهِيم بن المليحي وَالْقَاضِي أَبُو يُوسُف عبد السَّلَام بن أَحْمد الْقزْوِينِي وَأَبُو الْقَاسِم يُوسُف بن الْحسن التفكري وَأَبُو الْفضل حمد بن أَحْمد بن الْحسن بن الْحداد وَأَخُوهُ أَبُو عَليّ الْحسن وَخلق كثير من أهل أَصْبَهَان آخِرهم أَبُو طَاهِر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الصّباغ الْمَعْرُوف بالدشتج وَكَانَ أَبُو نعيم إِمَامًا فِي الْعلم والزهد والديانة وصنف مصنفات كَثِيرَة مِنْهَا حلية الْأَوْلِيَاء والمستخرج على الصَّحِيحَيْنِ ذكر فِيهَا أَحَادِيث سَاوَى فِيهَا البُخَارِيّ وَمُسلمًا وَأَحَادِيث علا عَلَيْهِمَا فِيهَا كَأَنَّهُمَا سمعاها مِنْهُ وَذكر فِيهَا حَدِيثا كَانَ البُخَارِيّ وَمُسلم سمعاه مِمَّن سَمعه مِنْهُ وَدَلَائِل النُّبُوَّة وَمَعْرِفَة الصَّحَابَة وتاريخ بَلَده وفضائل الْجنَّة وَكَثِيرًا من المصنفات الصغار وَبَقِي أَربع عشرَة سنة بِلَا نَظِير لَا يُوجد شرقاً وَلَا غرباً أَعلَى إِسْنَادًا مِنْهُ وَلَا أحفظ مِنْهُ وَلما حمل كتاب الْحِلْية إِلَى نيسابور بيع بأربعمائة دِينَار قَالَ الْخَطِيب أَبُو بكر وَقد رَأَيْت لأبي نعيم أَشْيَاء يتساهل فِيهَا مِنْهَا أَنه يَقُول فِي الْإِجَازَة

أبو الحسين الطائي الشامي

أخبرنَا من غير أَن يبين قَالَ أَنبأَنَا مُحَمَّد ولامع ابْنا أَحْمد الصيدلاني عَن يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن مَنْدَه قَالَ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن القَاضِي يَقُول سَمِعت عبد الْعَزِيز النخشبي يَقُول لم يسمع أَبُو نعيم مُسْند الْحَارِث بِتَمَامِهِ من أبي بكر بن خَلاد فحدّث بِهِ كُله وَقَالَ سَأَلت أَبَا بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار مستملي أبي نعيم عَن حَدِيث مُحَمَّد بن عَاصِم الَّذِي يرويهِ أَبُو نعيم فَقلت لَهُ كَيفَ قَرَأت عَلَيْهِ وَكَيف رَأَيْت سَمَاعه فَقَالَ أخرج إليّ كتابا وَقَالَ هُوَ سَمَاعي) فَقَرَأت عَلَيْهِ قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَفِي هَاتين الحكايتين نظر أما حَدِيث مُحَمَّد بن عَاصِم فقد رَوَاهُ الْأَثْبَات عَن أبي نعيم وَإِذا قَالَ الْمُحدث الْحَافِظ الصَّادِق هَذَا الْكتاب سَمَاعي جَازَ أَخذه عَنهُ عِنْد جَمِيع الْمُحدثين وَأما قَول الْخَطِيب عَنهُ إِنَّه كَانَ يتساهل فِي الْإِجَازَة من غير أَن يبين فَبَاطِل فقد رَأَيْته فِي مصنفاته يَقُول كتب إليّ جَعْفَر الْخُلْدِيِّ وحَدثني عَنهُ فلَان وَأما قَول النخشبي إِنَّه لم يسمع مُسْند الْحَارِث كَامِلا وَقد رَوَاهُ فقد وهم فَإِنِّي رَأَيْت نُسْخَة من الْكتاب عتيقة وَعَلَيْهَا خطّ أبي نعيم سمع مني إِلَى آخر سَمَاعي من هَذَا الْمسند من ابْن خَلاد فلَان فَلَعَلَّهُ روى بَاقِيه بِالْإِجَازَةِ فَبَطل مَا ادّعوه وَسلم أَبُو نعيم من الْقدح وَفِي إِسْنَاد الحكايتين غير وَاحِد مِمَّن يتحامل على أبي نعيم لمُخَالفَته لمَذْهَب وعقيدته فَلَا يقبل جرحه لَو ثَبت فَكيف وَقد انْتَفَى وَقد أَنْشدني شَيخنَا أَبُو بكر النَّحْوِيّ لنَفسِهِ (لَو رجم النَّجْم جَمِيع الورى ... لم يصل الرَّجْم إِلَى النَّجْم) ولد أَبُو نعيم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الطَّائِي الشَّامي) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو الْحسن الطَّائِي القصري الشَّامي روى ببغداذ شَيْئا من شعره سمع مِنْهُ وَكتب عَنهُ أَبُو سعد مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَمن شعره وغريرة كالدرة الْبَيْضَاء صَافِيَة الْأَدِيم (قد بتّ أرشف ثغرها ... وَاللَّيْل معتكر النُّجُوم) حيران يرتقب الصَّباح بِنَا مراقبة الْغَرِيم (وَلَقَد وزعت الْخَيل وه ... ي تعوم فِي زبد الْحَمِيم) شعثاً كأشباح الظهيرة بَين طاوية وهيم بمهند يفري الجماجم عِنْد معترك الْخُصُوم ذِي رونق عَبث السقام بِهِ وَفِيه شفا السقيم وَله أَيْضا (وَلِلنَّاسِ أبصارٌ إِذا مَا بَدَت لَهُم ... من النَّاس سوءاتٌ رأوها كَمَا تبدو)

القاضي ابن البندنيجي الحنفي

(كفاني مَا ألْقى من الْقَوْم أنني ... أروح عَلَيْهِم بالملامة أَو أغدو) ) وَله أَيْضا (نظرت وَمَا كلّ امرئٍ ينظر الْهدى ... إِذا اشتبهت أَعْلَامه ومذاهبه) (فأيقنت أَن الْخَيْر والشرّ فتنةٌ ... وخيرهما مَا كَانَ خيرا عواقبه) (أرى الْخَيْر كل الْخَيْر أَن يهجر الْفَتى ... أَخَاهُ وَأَن ينأى عَن النَّاس جَانِبه) (يعِيش بخيرٍ كلّ من عَاشَ وَاحِدًا ... ويخشى عَلَيْهِ الشرّ مِمَّن يصاحبه) قتل شعر جيد 3 - (القَاضِي ابْن الْبَنْدَنِيجِيّ الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن عَسْكَر الْبَنْدَنِيجِيّ أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي مُحَمَّد القَاضِي الْحَنَفِيّ ولي الْقَضَاء والحسبة بالجانب الغربي من بغداذ وحمدت سيرته سمع هبة الله بن الْحصين وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَمَات سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن السمين) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ بن السمين أَبُو الْمَعَالِي من أهل قطفتا من أَوْلَاد الْمُحدثين سمع أَبَا نصر يحيى بن موهوب بن السدنك وَغَيره وَحدث باليسير قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَلَا بَأْس بِهِ توفّي سنة أَربع عشرَة وست مائَة 3 - (أَبُو طَاهِر الْخَطِيب الْموصِلِي) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هِشَام الطوسي أَبُو طَاهِر بن أبي الْفضل ولد ببغداذ سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة وَسمع بهَا جده أَبَا نصر وسافر مَعَ أَهله إِلَى الْموصل وَسمع من أبي البركات ابْن خَمِيس ثمَّ قدم بغداذ وَسمع بهَا عبد الْخَالِق بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف وَسمع من غَيره وَتَوَلَّى الخطابة بحمص مُدَّة وَعَاد إِلَى الْموصل وَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ وَكَانَ من الشُّهُود المعدّلين بهَا وَفِيه فضل وَله أدب وَكَانَ يَقُول الشّعْر وينشئ الْخطب قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَقد أجَاز لي جَمِيع مروياته وَمن شعره (حَيّ نجداً عني وَمن حلّ نجدا ... أَرْبعا هجن لي غراماً ووجدا) واقر عني اللَّام آرام ذَاك الشّعب والأجرع الخصيب الفردا وابك عني حَتَّى ترتح بالوجد أراكاً بِهِ وباناً ورندا فلكم وقفةٍ ضللت على الضال بدمعٍ أذاع سرّي وَأبْدى) وعَلى البان كم من الْبَين أذريت لآلي للدمع مثنى ووحدا (آه والهفتا على طيب عيشٍ ... كنت قَضيته زَمَانا بسعدى)

أبو منصور الفرغاني

(حَيْثُ عود الوصا غضٌّ نضيرٌ ... وَيَد المكرمات بالجود تندى) والخليل الْوَدُود ينعم إسعافا وَعين الرَّقِيب إِذْ ذَاك رقدا كم بهَا من لبانة لي وأوطار تقضت وَجَازَت الحدَّ حدا (فاستعاد الزَّمَان مَا كَانَ أعْطى ... خلسةً لي ببخله واستردّا) قلت شعر جيد فِي أول طبقَة الْجَوْدَة توفّي سنة إِحْدَى وست مائَة 3 - (أَبُو مَنْصُور الفرغاني) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد الفرغاني كَانَ أَبوهُ صَاحب مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ روى أَحْمد هَذَا وكنيته أَبُو مَنْصُور عَن أَبِيه تصانيف مُحَمَّد بن جرير وصنّف أَبُو مَنْصُور عدَّة تصانيف مِنْهَا كتاب التَّارِيخ وصل بِهِ تَارِيخ وَالِده وَكتب سيرة الْعَزِيز صَاحب مصر وسيرة كافور الإخشيدي وَكَانَ مقَامه بِمصْر وَبهَا مَاتَ سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة ومولده سنة سبع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن بدر الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ) أَحْمد بن عبد الله بن بدر الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مَرْوَان مولى الحكم الْمُسْتَنْصر روى عَن أبي عمر ابْن أبي الْحباب وَأبي بكر ابْن هُذَيْل وَكَانَ نحوياً لغوياً شَاعِرًا عروضياً وَحدث عَنهُ أَبُو مَرْوَان الطبني وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَحْمد بن زيدون) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن غَالب بن زيدون المَخْزُومِي الأندلسي الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْوَلِيد أثنى عَلَيْهِ بسام فِي الذَّخِيرَة وَابْن خاقَان فِي قلائد العقيان وَكَانَ من أَبنَاء وُجُوه الْفُقَهَاء بقرطبة برع أدبه وجاد شعره وَعلا شَأْنه وَانْطَلق لِسَانه ثمَّ انْتقل عَن قرطبة إِلَى المعتضد عباد صَاحب إشبيلية سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة فَجعله من خواصه يجالسه فِي خلوته ويركن إِلَى إشاراته وَكَانَ مَعَه فِي صُورَة وَزِير وَكَانَ أَولا قد انْقَطع إِلَى ابْن جهور أحد مُلُوك الطوائف المغلبين بالأندلس فخف عَلَيْهِ وَتمكن مِنْهُ وَاعْتمد عَلَيْهِ فِي السفارة بَينه وَبَين مُلُوك الأندلس فأعجب بِهِ الْقَوْم وتمنوا ميله إِلَيْهِم لبراعته وَحسن سيرته فاتفق أَن نقم عَلَيْهِ ابْن جهور فحسبه) واستعطفه ابْن زيدون بفنون النّظم

والنثر من ذَلِك رسَالَته الَّتِي أَولهَا يَا مولَايَ وسيدي الَّذِي ودادي لَهُ واعتمادي عَلَيْهِ واعتدادي بِهِ وَمِنْهَا إِن سلبتني أعزّك الله لِبَاس إنعامك وعطّلتني من حلي إيناسك وأظمأتني إِلَى برد إسعافك وغضضت عني طرف حمايتك بعد أَن نظر الْأَعْمَى إِلَى تأميلي فِيك وأحسَّ الجماد باستحمادي لَك وَسمع الْأَصَم ثنائي عَلَيْك وَلَا غرو فقد يغص بِالْمَاءِ شَاربه وَيقتل الدَّوَاء المستشفي بِهِ وَيُؤْتى الحذر من مأمنه وَتَكون منية المتمني فِي أمْنِيته والحين قد يسْبق جهد الْحَرِيص (كلّ المصائب قد تمرّ على الْفَتى ... وتهون غير شماتة الحساد) إِنِّي لأتجلد وأري الحاسدين أَنِّي لَا أتضعضع وَأَقُول هَل أَنا إِلَّا يدٌ أدماها سوارها وجبين عض بِهِ إكليله ومشرفي ألصقه بِالْأَرْضِ صاقله وسمهريّ عرضه على النَّار مثقفه وعبدٌ ذهب فِيهِ سَيّده مَذْهَب الَّذِي تَقول (فقسا ليزجره وَمن يَك حازماً ... فليقس أَحْيَانًا على من يرحم) مِنْهَا حنانيك بلغ السَّيْل الزبى ونالني مَا حسبي بِهِ وَكفى وَمَا أَرَانِي إِلَّا لَو أمرت بِالسُّجُود لآدَم فأبيت واستكبرت وَقَالَ لي نوح اركب مَعنا فَقلت سآوي إِلَى جبلٍ يعصمني من المَاء وَأمرت بِبِنَاء الصرح لعَلي أطّلع إِلَى إِلَه مُوسَى وعكفت على الْعجل واعتديت فِي السبت وتعاطيت فعقرت النَّاقة وشربت من النَّهر الَّذِي ابْتُلِيَ بِهِ جنود طالوت وقدّمت الْفِيل لأبرهة وعاهدت قُريْشًا على مَا فِي الصَّحِيفَة وتأولت فِي بيعَة الْعقبَة ونفرت إِلَى العير ببدر واعتزلت بِثلث النَّاس يَوْم أحد وَتَخَلَّفت عَن صَلَاة الْعَصْر فِي

بني قُرَيْظَة وَجئْت بالإفك على عَائِشَة وأنفت من إِمَارَة أُسَامَة وَزَعَمت أَن إِمَارَة أبي بكر فلتة وروّيت رُمْحِي من كَتِيبَة خَالِد ومزقت الْأَدِيم الَّذِي بَارك الله فِيهِ وضحيت بالأشمط الَّذِي عنوان السُّجُود بِهِ وَبِذَلِك لقطام (ثَلَاثَة آلَاف وعبداً وقينة ... وَضرب عليٍّ بالحسام المسمم) وكتبت إِلَى عمر بن سعد أَن جعجع بالحسين وتمثلت عِنْدَمَا بَلغنِي من وقْعَة الْحرَّة (لَيْت أشياخي ببدرٍ شهدُوا ... جزع الْخَزْرَج من وَقع الأسل) ورجمت الْكَعْبَة وصلبت العائذ بهَا على الثَّنية لَكَانَ فِيمَا جرى عليّ مَا يحْتَمل أَن يُسمى نكالاً ويدعى وَلَو على الْمجَاز عقَابا) (وحسبك من حادثٍ بامرئٍ ... ترى حاسديه لَهُ راحمينا) هَذَا جُزْء مِنْهَا وَكلهَا فِي غَايَة الْحسن من هَذَا النمط وختمها بقصيدة أَولهَا (الْهوى فِي طُلُوع تِلْكَ النُّجُوم ... والمنى فِي هبوب ذَاك النسيم)

(سرّنا عيشنا الرَّقِيق الْحَوَاشِي ... لَو يَدُوم السرُور للمستديم) وَقد أثبت هَذِه الرسَالَة بكمالها مَعَ القصيدة ابْن ظافر فِي نفائس الذَّخِيرَة وَمَا أَجدت هَذِه الرسَالَة عَلَيْهِ شَيْئا فَلَمَّا أعياه الْخطب هرب من محبسه واتصل بِابْن عباد وَكتب إِلَى بعض أصدقائه رِسَالَة يعْتَذر فِيهَا من هروبه من السجْن فِي غَايَة الْحسن وَله الرسَالَة الَّتِي كتبهَا على لِسَان ولادَة بنت المستكفي إِلَى الْوَزير أبي عَامر ابْن عَبدُوس يتهكم بِهِ فِيهَا وَوجد مَكَان القَوْل ذَا سَعَة وتلعّب فِيهَا بأطراف الْكَلَام وأجاد فِيهَا مَا شَاءَ وكل رسائله مشحونة بفنون الْأَدَب ولمع التواريخ والأمثال من كَلَام الْعَرَب نثراً ونظماً وَأَنت ترى هَذَا السحر كَيفَ يخدعك ويهز عطفك وَلَيْسَ فِيهِ سجع تروّجه القوافي على النُّفُوس وَلَكِن هَذِه الْقُدْرَة على البلاغة قَالَ بعض الوزراء بإشبيلية عهدي بِأبي الْوَلِيد ابْن زيدون قَائِما على جَنَازَة بعض حرمه وَالنَّاس يعزّونه على اخْتِلَاف طبقاتهم فَمَا سمعته يُجيب أحدا بِمَا أجَاب بِهِ غَيره لسعة ميدانه وَحُضُور جنانه وَله مَعَ ولادَة بنت المستكفي أَخْبَار نورد بَعْضهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي ترجمتها وَلم يزل عِنْد عباد وَابْنه الْمُعْتَمد قَائِم الجاه وافر الْحرم إِلَى أَن توفّي بإشبيلية سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَقَالَ ابْن بشكوال توفّي سنة خمس وَأَرْبع مائَة وَكَانَت وَفَاته بالبيرة وسيق إِلَى قرطبة وَدفن بهَا ومولده سنة أَربع وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يخضب بِالسَّوَادِ وَكَانَ لَهُ ولد يُقَال لَهُ أَبُو بكر تولى وزارة الْمُعْتَمد وَقتل يَوْم أَخذ يُوسُف ابْن تاشفين قرطبة من ابْن عباد وَمن شعره أَعنِي أَبَا الْوَلِيد النونية الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا (أضحى التنائي بديلاً عَن تدانينا ... وآن من طيب دُنْيَانَا تلاقينا) واشتهرت إِلَى أَن صَارَت محدودة يُقَال مَا حفظهَا أحد إِلَّا وَمَات غَرِيبا وَقَالَ بعض الأدباء من لبس الْبيَاض وتختم بالعقيق بالعقيق وَقَرَأَ لأبي عَمْرو وتفقه للشَّافِعِيّ وروى شعر ابْن زيدون فقد اسْتكْمل الظّرْف وَكَانَ يُسمى بحتري الغرب لحسن ديباجة نظمه وسهولة مَعَانِيه وَتَمام القصيدة النونية لَا بَأْس بِذكرِهِ وَهُوَ)

(من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم ... ثوبا مَعَ الدَّهْر لَا يبْلى ويبلينا) (أنّ الزَّمَان الَّذِي مَا زَالَ يضحكنا ... أنسا بقربهم قد عَاد يُبكينا) (بنتم وبنا فَمَا ابتلت جوانحنا ... شوقاً إِلَيْكُم وَلَا جفّت مآقينا) (تكَاد حِين تناجيكم ضمائرنا ... يقْضِي علينا الأسى لَوْلَا تأسيّنا) (حَالَتْ لفقدكم أيامنا فغدت ... سُودًا وَكَانَت بكم بيضًا ليالينا) (إِذْ جَانب الْعَيْش طلقٌ من تألّفنا ... ومورد اللَّهْو صافٍ من تصافينا) (وَإِذ هصرنا غصون الْأنس دانيةً ... قطوفها فاجتنينا مِنْهُ ماشينا) (ليسق عهدكم عهد السرُور فَمَا ... كُنْتُم لأرواحنا إِلَّا رياحينا) (لَا تحسبوا نأيكم عَنَّا يغيّرنا ... أَن طالما غيّر النأي المحبيّنا) (وَالله مَا طلبت أَرْوَاحنَا بَدَلا ... مِنْكُم وَلَا انصرفت عنّا أمانينا) (يَا ساري الْبَرْق غاد الْقصر فَاسق بِهِ ... من كَانَ صرف الْهوى والود يسقينا) (وَيَا نسيم الصِّبَا بلّغ تحيّتنا ... من لَو على الْبعد حيّاً كَانَ يحيينا) (ربيب ملكٍ كأنَّ الله أنشأه ... مسكاً وَقدر إنْشَاء الورى طينا) (إِذا تأوّد آدته رفاهيةً ... تؤم الْعُقُود وأدمته البرى لينًا) (يَا رَوْضَة طالما أجنت لواحظنا ... وردا جناه الصِّبَا غضّاً ونسرينا) (يَا جنّة الْخلد أبدلنا بسلسلها ... والكوثر العذب زقّوماً وغسلينا) (كأننا لم نبت والوصل ثالثنا ... والسعد قد غضّ من أجفان واشينا) (سرّان فِي خاطر الظلماء يكتمنا ... حَتَّى يكَاد لِسَان الصُّبْح يفشينا) (إِنَّا قَرَأنَا الأسى يَوْم النَّوَى سوراً ... مَكْتُوبَة وأخذنا الصَّبْر تلقينا) (أما هَوَاك فَلم نعدل بمنهله ... شرباً وَإِن كَانَ يروينا فيظمينا) (لم نجف أفق جمالٍ أَنْت كوكبه ... سالين عَنهُ وَلم نهجره قالينا) (وَلَا اخْتِيَارا تجنبناك عَن كثبٍ ... لَكِن عدتنا على كره عوادينا) (نأسى عَلَيْك وَقد حثت مشعشعةً ... فِينَا الشُّمُول وغنّانا مغنّينا) (ل أكؤس الراح تبدي من شَمَائِلنَا ... سِيمَا ارتياحٍ وَلَا الأوتار تلهينا) (دومي على الْوَصْل مَا دمنا مُحَافظَة ... فالحرّ من دَان إنصافاً كَمَا دينا) ) (فَمَا استعضنا خَلِيلًا عَنْك يصرفنا ... وَلَا استفدنا حبيباً مِنْك يسلينا) (وَلَو صبا نحونا من علو مطلعه ... بدر الدجى لم يكن حاشاك يصبينا) (أبدي وَفَاء وَإِن لم تبذلي صلَة ... فالذكر يقنعنا والطيف يكفينا)

قَالَ ابْن بسام وَقد عارضها جمَاعَة قصرت عَنْهَا مِنْهُم أَبُو بكر بن الْملح قَالَ من قصيدة أَولهَا (هَل يسمع الرّبع شكوانا فيشكينا ... أَو يرجع القَوْل مغناه فيغنينا) (يَا باخلين علينا أَن نودّعهم ... وَقد بعدتم عَن اللقيا فحيوّنا) (قفوا نزركم وَإِن كَانَت فوائدكم ... نزراً ومنكم بالوصل ممنونا) (سترتم الْوَصْل ضنّاً لَا فقدتكم ... وَكَانَ بالوهم مَوْجُودا ومظنونا) (سرى من الْمسك عَن مسراكم خبرٌ ... يُعِيد عهد هواكم نشره فِينَا) (أَيَّام بدركم يحيي ليالينا ... قرباً وظبيكم يرْعَى بوادينا) (مهلا فَلم نعتقد دين الْهوى تبعا ... وَلَا قَرَأنَا بصحف الْحسن تلقينا) (قد نصرف العذل يغوينا ويرشدنا ... ونترك الدَّار تشجينا وتسلينا) (وَنَتبع الحيَّ والأشواق محرقةٌ ... تحوم بِالْمَاءِ والأرماح تحمينا) (كواكبٌ بسماء النَّقْع قد جعلت ... لنا رجوماً وَمَا كُنَّا شياطينا) وَمن شعر ابْن زيدون (أما منى قلبِي فَأَنت جَمِيعه ... يَا لَيْتَني أَصبَحت بعض مناك) (يدني مزارك حِين شطَّ بِهِ النَّوَى ... وهمٌ أكاد بِهِ أقبِّل فَاك) وَمِنْه قَوْله (إِن الجهاورة الْمُلُوك تبوّأوا ... شرفاً جرى مَعَه السماك جنيبا) (فَإِذا دَعَوْت وليدهم لعظيمةٍ ... لبّاك رقراق السماح أريبا) (هممٌ تعاقبها النُّجُوم وَقد تَلا ... فِي سؤدد مِنْهَا العقيب عقيبا) (ومحاسنٌ تندى دقائق ذكرهَا ... فتكاد توهمك المديح نسيبا) وَمِنْه قَوْله من قصيدة فِي عباد يمدحه فِي الْعِيد (وَلما قضينا مَا عنانا قَضَاؤُهُ ... وكلٌّ بِمَا أوليت داعٍ فملحف) ) (رَأَيْنَاك فِي أَعلَى الْمصلى كَأَنَّمَا ... تطلّع من محراب دَاوُد يُوسُف) وَمِنْه قَوْله

أبو العلاء المعري

(بيني وَبَيْنك مَا لَو شِئْت لم يضع ... سرٌّ إِذا ذاعت الْأَسْرَار لم يذع) (يَا بَائِعا حظّه مني وَلَو بذلت ... لي الْحَيَاة بحظّي مِنْهُ لم أبع) (يَكْفِيك أَنَّك إِن حمّلت قلبِي مَا ... لم تستطعه قُلُوب النَّاس يسْتَطع) (ته أحتمل واستطل أَصْبِر وعزَّ أهن ... وولِّ أقبل وَقل أسمع وَمر أطع) وَمِنْه أَيْضا (ألم يَأن أَن يبكي الْغَمَام على مثلي ... وَيطْلب ثاري الْبَرْق منصلت النصل) (وهلا أَقَامَت أنجم الزهر مأتماً ... لتندب فِي الْآفَاق مَا ضَاعَ من نبلي) (أمقتولة الأجفان مَا لَك والهاً ... ألم ترك الْأَيَّام نجماً هوى قبلي) (وَللَّه فِينَا علم غيبٍ وحسبنا ... بِهِ عِنْد جور الدَّهْر من حكمٍ عدل) (وَفِي أم مُوسَى عبرةٌ إِذْ رمت بِهِ ... إِلَى اليمّ فِي التابوت فاعتبري واسلي) وَمِنْه (وَلَقَد شكوتك بالضمير إِلَى الْهوى ... ودعوت من حنقٍ عَلَيْك فأمّنا) (منيت نَفسِي من صفاتك ضلّةً ... وَلَقَد تغرّ الْمَرْء بارقة المنى) وَمِنْه (إِنِّي ذكرتك بالزهراء مشتاقا ... والجوّ طلق وَوجه الرَّوْض قد راقا) (وللنّسيم اعتلالٌ فِي أصائله ... كَأَنَّهُ قّ لي فاعتلّ إشفاقا) (وَالرَّوْض عَن مَائه الفضيّ مبتسمٌ ... كَمَا شققت عَن اللبّات أطواقا) (يومٌ كأيام لذاتٍ لنا انصرمت ... بتنا بهَا حِين نَام الدَّهْر سراقا) (نَلْهُو بِمَا يستميل الْعين من زهرٍ ... جال الندى فِيهِ حَتَّى مَال أعناقا) (كأنّ أعينه إِذْ عَايَنت أرقي ... بَكت لما بِي فجال الدمع رقراقا) (لَا سكن الله قلباً عنّ ذكركُمْ ... وَلم يطر بجناح الشوق اخفّاقا) (لَو شَاءَ حملي نسيم الرّيح نحوكم ... وافاكم بفتىً أضناه مَا لَاقَى) 3 - (أَبُو الْعَلَاء المعري) ) أَحْمد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن

سُلَيْمَان بن دَاوُد بن المطهر بن زِيَاد بن ربيعَة بن الْحَارِث بن ربيعَة بن أَرقم بن أنون بن أسحم بن النُّعْمَان وَيُقَال لَهُ سَاطِع الْجمال بن عدي بن عبد غطفان بن عَمْرو بن برِيح بن جذيمة بن تيم الله بن أَسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمرَان بن الحاف بن قضاعة وتيم الله مُجْتَمع تنوخ المعرّي التنوخي من أهل معرة النُّعْمَان الْمَشْهُور صَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة كَانَ عجبا فِي الذكاء المفرط والحافظة قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي كتاب النّسَب ذكر تِلْمِيذه أَبُو زَكَرِيَّاء التبريزي أَنه كَانَ قَاعِدا فِي مَسْجده بمعرة النُّعْمَان بَين يَدي أبي الْعَلَاء يقْرَأ شَيْئا من تصانيفه قَالَ وَكنت قد أَقمت عِنْده سِنِين وَلم أر أحدا من أهل بلدي فَدخل الْمَسْجِد مغافصةً بعض جيراننا للصَّلَاة فرأيته وعرفته فتغيرت من الْفَرح فَقَالَ لي أَبُو الْعَلَاء ايش أَصَابَك فحكيت لَهُ أَنِّي رَأَيْت جاراً لي بعد أَن ألق أحدا من أهل بلدي سِنِين فَقَالَ لي قُم فكلمّه فَقلت حَتَّى أتمم السَّبق فَقَالَ لي قُم أَنا أنْتَظر لَك فَقُمْت وكلمته بِلِسَان الأذربية شَيْئا كثيرا إِلَى أَن سَأَلت عَن كل مَا أردْت فَلَمَّا رجعت وَقَعَدت بَين يَدَيْهِ قَالَ لي أَي لِسَان هَذَا قلت هَذَا لِسَان أذربيجان فَقَالَ لي مَا عرفت اللِّسَان وَلَا فهمته غير أَنِّي حفظت مَا قلتما ثمَّ أعَاد عَليّ اللَّفْظ بِعَيْنِه من غير أَن ينقص مِنْهُ أَو يزِيد عَلَيْهِ جَمِيع مَا قلت وَقَالَ جاري فتعجبت غَايَة التَّعَجُّب كَيفَ حفظ مَا لم يفهمهُ قلت وَهَذَا معجز فَإِنَّهُ بلغنَا عَن جمَاعَة من الْحفاظ وَمَا يحْكى عَن البديع الهمذاني والأنباري وَغير هَؤُلَاءِ وَهُوَ أَمر قريب من الْإِمْكَان لِأَن حفظ مَا يفهمهُ الْإِنْسَان وَيعرف تراكيبه أَو مفرداته سهل وَأما أَنه يحفظ مَا لم يسمعهُ وَلَا يعلم لَهُ مُفردا وَلَا مركبا وَهُوَ أقل مَا يكون أَرْبَعمِائَة سطر من سُؤال غَائِب عَن أهل بَلَده سِنِين وَجَوَابه وَلِلنَّاسِ حكايات يضعونها فِي عجائب ذكائه وَهِي مَشْهُورَة أظنها مستحيلة وَكَانَ اطِّلَاعه على اللُّغَة وشواهدها أمرا باهراً ولد يَوْم الْجُمُعَة عِنْد مغيب الشَّمْس لثلاث بَقينَ من شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة بالمعرة وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث وَقيل ثَانِي شهر ربيع الأول وَقيل ثَالِث عشرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وجدّر من السّنة الثَّالِثَة من عمره فَعميَ مِنْهُ وَكَانَ يَقُول لَا أعرف من

الألوان إِلَّا الْأَحْمَر لِأَنِّي ألبست فِي الجدري ثوبا مصبوغاً بالعصفر لَا أَعقل غير ذَلِك قَالَ الْحَافِظ السلَفِي أَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْوَلِيد بن غَرِيب الايادي أَنه دخل مَعَ عَمه على أبي الْعَلَاء يزوره فَرَآهُ قَاعِدا على سجادة لبد وَهُوَ شيخ فانٍ فَدَعَا لي وَمسح على رَأْسِي) قَالَ وَكَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ السَّاعَة وَإِلَى عينه إِحْدَاهمَا نادرة وَالْأُخْرَى غائرة جدا وَهُوَ مجدر الْوَجْه نحيف الْجِسْم انْتهى وَقَالَ أَبُو مَنْصُور الثعالبي وَكَانَ حَدثنِي أَبُو الْحسن الدلفي المصِّيصِي الشَّاعِر وَهُوَ مِمَّن لَقيته قَدِيما وحديثاً فِي مُدَّة ثَلَاثِينَ سنة قَالَ لقِيت بمعرة النُّعْمَان عجبا من الْعجب رَأَيْت أعمى شَاعِرًا ظريفاً يلْعَب بالشطرنج والنرد وَيدخل فِي كل فن من الْجد والهزل يكنى أَبَا الْعَلَاء وسمعته يَقُول أَنا أَحْمد الله على الْعَمى كَمَا يحمده غَيْرِي على الْبَصَر انْتهى وَهُوَ من بَيت علم وَفضل ورياسة لَهُ جمَاعَة من أَقَاربه قُضَاة وعلماء وشعراء مثل سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان جده قَاضِي المعرة وَولي الْقَضَاء بحمص ووالده عبد الله بن سُلَيْمَان كَانَ شَاعِرًا وأخيه مُحَمَّد بن عبد الله وَكَانَ أسنّ من أبي الْعَلَاء وَله شعر وَأبي الْهَيْثَم أخي أبي الْعَلَاء وَله شعر وَجَاء من بعده جمَاعَة من أهل بَيته وَقَالُوا الشّعْر ورأسوا ساقهم الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم على التَّرْتِيب وَذكر أشعارهم وأخبارهم فِي مُصَنف لَهُ سَمَّاهُ دفع التجرّي على أبي الْعَلَاء المعري وَذكرهمْ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء عِنْد ذكر المعري أبي الْعَلَاء وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء الشّعْر وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة أَو اثْنَتَيْ عشرَة سنة ورحل إِلَى بغداذ ثمَّ رَجَعَ إِلَى المعرة وَكَانَ رحيله إِلَيْهَا سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَأقَام ببغداذ سنة وَسَبْعَة أشهر وَقصد أَبَا الْحسن عَليّ بن عِيسَى الربعِي النَّحْوِيّ ليقْرَأ عَلَيْهِ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ ليصعد الاصطبل فَخرج مغضباً وَلم يعد إِلَيْهِ والاصطبل فِي لُغَة أهل الشَّام الْأَعْمَى كَذَا قَالَ ياقوت وَقَالَ لعلّها معرّبة وَدخل على المرتضى أبي الْقَاسِم فعثر برجلٍ فَقَالَ من هَذَا الْكَلْب فَقَالَ أَبُو الْعَلَاء الْكَلْب من لَا يعرف للكلب سبعين اسْما وَسمعت المرتضى وَأَدْنَاهُ فاختبره فَوَجَدَهُ عَالما مشبعاً بالفطنة والذكاء فَأقبل عَلَيْهِ إقبالاً كثيرا وَكَانَ المعري يتعصب لأبي الطّيب ويفضله على بشار وَأبي نواس وَأبي تَمام وَكَانَ المرتضى يبغضه ويتعصب عَلَيْهِ فَجرى يَوْمًا ذكره فتنقصه المرتضى وَجعل يتبع عيوبه فَقَالَ المعري لَو لم يكن للمتنبي من الشّعْر إِلَّا قَوْله لَك يَا منَازِل الْقُلُوب منَازِل

لكفا فضلا فَغَضب المرتضى وَأمر بِهِ فسحب بِرجلِهِ وَأخرج من مَجْلِسه وَقَالَ لمن بِحَضْرَتِهِ أَتَدْرُونَ أَي شَيْء أَرَادَ الْأَعْمَى بِذكر هَذِه القصيدة فَإِن لأبي الطّيب مَا هُوَ أَجود مِنْهَا لم يذكرهَا فَقيل النَّقِيب السَّيِّد أعرف فَقَالَ أَرَادَ قَوْله فِي هَذِه القصيدة) (وَإِذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ... فَهِيَ الشَّهَادَة لي بِأَنِّي كَامِل) وَلما رَجَعَ المعري لزم بَيته وسمى نَفسه رهين المحبسين يَعْنِي حبس نَفسه فِي الْمنزل وَحبس بَصَره بالعمى وَكَانَ قد رَحل أَولا إِلَى طرابلس وَكَانَت بهَا خَزَائِن كتب مَوْقُوفَة فَأخذ مِنْهَا مَا أَخذ من الْعلم واجتاز باللاذقية وَنزل ديراً كَانَ بِهِ رَاهِب لَهُ علمٌ بأقاويل الفلاسفة سمع كَلَامه فَحصل لَهُ بذلك شكوك وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي أمره وَالْأَكْثَرُونَ على إكفاره وإلحاده أورد لَهُ الإِمَام فَخر الدّين فِي كتاب الْأَرْبَعين قَوْله (قُلْتُمْ لنا صانعٌ قديمٌ ... قُلْنَا صَدقْتُمْ كَذَا نقُول) (ثمَّ زعمتم بِلَا زمانٍ ... وَلَا مكانٍ أَلا فَقولُوا) (هَذَا كلامٌ لَهُ خبيءٌ ... مَعْنَاهُ لَيْسَ لنا عقول) ثمَّ قَالَ الإِمَام فَخر الدّين وَقد هَذَا هَذَا فِي شعره وَأما ياقوت فَقَالَ وَكَانَ مهتماً فِي دينه يرى رَأْي البراهمة لَا يرى إِفْسَاد الصُّورَة وَلَا يَأْكُل لَحْمًا وَلَا يُؤمن بالرسل وَلَا الْبَعْث والنشور قَالَ القَاضِي أَبُو يُوسُف عبد السَّلَام الْقزْوِينِي قَالَ لي المعري لم أهج أحد قطّ فَقلت لَهُ صدقت إِلَّا الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام فَتغير لَونه أَو قَالَ وَجهه وَدخل عَلَيْهِ القَاضِي المنازي فَذكر لَهُ مَا يسمعهُ عَن النَّاس من الطعْن عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ مَا لي وَلِلنَّاسِ وَقد تركت دنياهم فَقَالَ لَهُ القَاضِي وأخراهم فَقَالَ يَا قَاضِي وأخراهم وَجعل يكررها قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَحدثنَا عَن أبي زَكَرِيَّا أَنه قَالَ قَالَ لي المعري مَا الَّذِي تعتقد فَقلت فِي نَفسِي الْيَوْم يبين لي اعْتِقَاده فَقلت لَهُ مَا أَنا إِلَّا شَاك فَقَالَ وَهَكَذَا شيخك وَأما الشَّيْخ شمس الدّين فَحكم بزندقته فِي تَرْجَمته لَهُ وطوّلها وَذكر لَهُ فِيهَا قبائح وأظن الْحَافِظ السلَفِي قَالَ إِنَّه تَابَ وأناب وَأما الباخرزي فَقَالَ فِي حَقه ضَرِير مَا لَهُ فِي أَنْوَاع الْأَدَب ضريب ومكفوف فِي قَمِيص الْفضل ملفوف ومحجوب خَصمه الألد محجوج قد طَال فِي ظلال الْإِسْلَام آناؤه وَلَكِن رُبمَا رشح بالإلحاد إناؤه وعندما خبر بَصَره وَالله الْعَالم ببصيرته والمطلع على سَرِيرَته وَإِنَّمَا تحدثت الألسن بإساءته لكتابه الَّذِي زَعَمُوا أَنه عَارض بِهِ الْقُرْآن وعنونه ب الْفُصُول والغايات محاذاة للسور والآيات وَأظْهر من نَفسه تِلْكَ الْخِيَانَة وجذ تِلْكَ الهوسات كَمَا يجذّ العير الصليانة حَتَّى قَالَ فِيهِ القَاضِي أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن إِسْحَاق البحاثي الزوزني قصيدة أَولهَا

(كلبٌ عوى بمعرة النُّعْمَان ... لما خلا عَن ربقة الْإِيمَان) ) (أمعرة النُّعْمَان مَا أنجبت إِذْ ... أخرجت مِنْك معرة العميان) وَأما ابْن العديم فَقَالَ فِي المُصَنّف الْمَذْكُور الَّذِي لَهُ فِي أَمر المعري قَرَأت بِخَط أبي الْيُسْر شَاكر بن عبد الله بن سُلَيْمَان المعري أَن الْمُسْتَنْصر صَاحب مصر بذل لأبي الْعَلَاء المعري مَا بِبَيْت المَال بالمعرة من الْحَلَال فَلم يقبل مِنْهُ شَيْئا وَقَالَ لَا أطلب الأرزاق وَالْمولى يفِيض عليّ رِزْقِي إِن أعْط بعض الْقُوت أعلم أَن ذَلِك فَوق حَقي وَقَالَ أَيْضا (كَأَنَّمَا غانة لي من غنى ... فعدّ عَن مَعْدن أسوان) (سرت برغمي عَن زمَان الصِّبَا ... يعجلني وقتي وأكواني) (صدّ أبي الطّيب لما غَدا ... منصرفاً عَن شعب بوّان) قَالَ وقرأت بِخَط أبي الْيُسْر المعري فِي ذكره وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ يرْمى من أهل الْحَسَد لَهُ بالتعطيل وَيعْمل تلامذته وَغَيرهم على لِسَانه الْأَشْعَار يضمنونها أقاويل الملحدة قصدا لهلاكه وإيثاراً لإتلاف نَفسه فَقَالَ رَضِي الله عَنهُ (حاول إهواني قومٌ فَمَا ... واجهتهم إِلَّا بإهوان) (يحرّشوني بسعاياتهم ... فغيّروا نِيَّة إخْوَانِي) لَو اسْتَطَاعُوا لوشوا بِي إِلَى المريخ فِي الشهب وكيوان وَقَالَ أَيْضا (غربت بذمي أمّةٌ ... وبحمد خَالِقهَا غريت) وعبدت رَبِّي مَا اسْتَطَعْت وَمن بريّته بريت (وفرتني الْجُهَّال حا ... شدَّة عليّ وَمَا فريت) (سعروا عَليّ فَلم أحسّ ... وَعِنْدهم أَنِّي هويت) (وَجَمِيع مَا فاهوا بِهِ ... كذبٌ لعمرك حنبريت) انْتهى قلت الْمَوْضُوع على لِسَانه فَلَعَلَّهُ لَا يخفى على من لَهُ لب وَأما الْأَشْيَاء الَّتِي دوّنها وَقَالَهَا فِي لُزُوم مَا لَا يلْزم وَفِي اسْتغْفر واستغفري فَمَا فِيهِ حِيلَة وَهُوَ كثير فِيهِ مَا فِيهِ من القَوْل)

بالتعطيل وَالِاسْتِخْفَاف بالنبوات وَيحْتَمل أَنه ارعوى وَتَابَ بعد ذَلِك كُله وَحكي لي عَن الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني رَحمَه الله أَنه قَالَ فِي حَقه هُوَ جَوْهَرَة جَاءَت إِلَى الْوُجُود وَذَهَبت وَسَأَلت الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس فَقلت لَهُ مَا كَانَ رَأْي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فِي أبي الْعَلَاء فَقَالَ كَانَ يَقُول هُوَ فِي حيرة قلت وَهَذَا أحسن مَا يُقَال فِي أمره لِأَنَّهُ قَالَ فِي داليّته الَّتِي فِي سقط الزند (خلق النَّاس للبقاء فصلت ... أمةٌ يحسبونهم للنفاد) إِنَّمَا ينقلون من دَار أَعمال إِلَى دَار شقوةٍ أَو رشاد ثمَّ قَالَ فِي لُزُوم مَا لَا يلْزم (ضحكنا وَكَانَ الضحك منا سفاهةً ... وحقّ لسكان البسيطة أَن يبكوا) (تحطمنا الْأَيَّام حَتَّى كأننا ... زجاجٌ وَلَكِن لَا يُعَاد لنا سبك) وَهَذِه الْأَشْيَاء كَثِيرَة فِي كَلَامه وَهُوَ تنَاقض مِنْهُ وَإِلَى الله ترجع الْأُمُور وَمكث مُدَّة خمس وَأَرْبَعين سنة لَا يَأْكُل اللَّحْم تديناً وَلَا مَا تولد من الْحَيَوَان رَحْمَة للحيوان وخوفاً من إزهاق النُّفُوس قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ يُمكنهُ أَن لَا يذبح رَحْمَة فَأَما مَا ذبحه غَيره فَأَي رَحْمَة بقيت انْتهى ولقيه رجل فَقَالَ لَهُ لم لَا تَأْكُل اللَّحْم فَقَالَ أرْحم الْحَيَوَان قَالَ لَهُ فَمَا تَقول فِي السبَاع الَّتِي لَا طَعَام لَهَا إِلَّا لُحُوم الْحَيَوَان فَإِن كَانَ لذَلِك خَالق فَمَا أَنْت بأرأف مِنْهُ وَإِن كَانَت الطباع المحدثة لذَلِك فَمَا أَنْت بأحذق مِنْهَا وَلَا أتقن فَسكت وَلما مَاتَ رثاه عَليّ بن همام فَقَالَ من قصيدة طَوِيلَة (إِن كنت لم ترق الدِّمَاء زهادةً ... فَلَقَد أرقت الْيَوْم من عَيْني دَمًا) (سيرت ذكرك فِي الْبِلَاد كَأَنَّهُ ... مسكٌ فسامعةً يضمّخ أَو فَمَا) (وَأرى الحجيج إِذا أَرَادوا لَيْلَة ... ذكراك أوجب فديَة من أحرما) وَلما وقف دَاعِي الدعاة أَبُو نصر هبة الله بن مُوسَى أبي عمرَان بِمصْر على قَوْله (غَدَوْت مَرِيض الْعقل والرأي فألقني ... لِتُخْبِرَ أنباء الْعُقُول الصحائح) (فَلَا تأكلن مَا أخرج المَاء ظَالِما ... وَلَا تَبْغِ قوتاً من غريض الذَّبَائِح) (وَلَا تفجعنّ الطير وَهِي غوافلٌ ... بِمَا وضعت فالظلم شَرّ القبائح)

(ودع ضرب النَّحْل الَّذِي بكرت لَهُ ... كواسب من أزهار نبتٍ فوائح) ) كتب إِلَيْهِ يَقُول أَنا ذَلِك الْمَرِيض عقلا ورأياً وَقد أَتَيْتُك مستشفياً فاشفني وَجَرت بَينهمَا مكاتبات كَثِيرَة من أسولةٍ وأجوبة انْقَطع الْخطاب بَينهمَا على المساكتة وَقد سردها مُلَخصا الْغَرَض مِنْهَا ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَقَالَ أَبُو غَالب ابْن مهذب المعري فِي تَارِيخه فِي سنة سبع عشرَة وَأَرْبع مائَة صاحت امْرَأَة فِي جَامع المعرة وَذكرت أَن صَاحب الماخور أَرَادَ أَن يغتصبها نَفسهَا فنفر كل من فِي الْجَامِع وهدوا الماخور وَأخذُوا خشبه ونهبوه وَكَانَ أَسد الدولة فِي نواحي صيدا فجَاء واعتقل من أعيانها سبعين رجلا وَذَلِكَ بِرَأْي وزيره بادرس بن الْحسن الْأُسْتَاذ وأوهمه أَن فِي ذَلِك إِقَامَة الهيبة قَالَ وَلَقَد بَلغنِي أَنه دعِي لهَؤُلَاء المعتقلين بآمد وميافارقين على المنابر وَقطع عَلَيْهِم بادرس ألف دِينَار وَخرج الشَّيْخ أَبُو الْعَلَاء المعري إِلَى أَسد الدولة صَالح وَهُوَ بِظَاهِر المعرة فَقَالَ لَهُ مَوْلَانَا السَّيِّد الْأَجَل أَسد الدولة مقدمها وناصحها كالنهار الماتع اشْتَدَّ هجيره وطاب أبراده وكالسيف الْقَاطِع لَان صحفه وخشن حداه خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين فَقَالَ صَالح قد وهبتهم لَك أَيهَا الشَّيْخ وَلم يعلم أَبُو الْعَلَاء أَن المَال قد قطع عَلَيْهِم وَإِلَّا كَانَ قد سَأَلَهُ فِيهِ ثمَّ قَالَ أبياتاً فِيهَا (بعثت شَفِيعًا إِلَى صالحٍ ... وَذَاكَ من الْقَوْم رأيٌ فسد) (فَيسمع مني سجع الْحمام ... وأسمع مِنْهُ زئير الْأسد) وروى عَن أبي الْعَلَاء الْقَاسِم التنوخي وَهُوَ من أقرانه والخطيب التبريزي وَالْإِمَام أَبُو المكارم عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد الْأَبْهَرِيّ والفقيه أَبُو تَمام غَالب بن عِيسَى الْأنْصَارِيّ والخليل بن عبد الْجَبَّار الْقزْوِينِي وَأَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الصَّقْر الْأَنْبَارِي وَغير وَاحِد وَكَانَ أكله العدس وحلاوته التِّين ولباسه الْقطن وفراشه اللباد وحصيره بردية وشعره كثير إِلَى الْغَايَة وَأحسنه سقط الزند فهرست كتبه الْفُصُول والغايات الشادن فِي غَرِيب هَذَا الْكتاب إقليد الغايات فِي اللُّغَة الأيك والغصون وَهُوَ ألف وَمِائَتَا كراس مُخْتَلف الْفُصُول أَرْبَعمِائَة كراس الْخطب خطب الْخَيل خطْبَة الفصيح رسيل الراموز تَاج الْحرَّة فِي وعظ النِّسَاء أَرْبَعمِائَة كراس لُزُوم مَا لَا يلْزم زجر النابح نجر الزّجر رَاحَة اللُّزُوم شرح مَا لَا يلْزم ملقى السَّبِيل حماسة الراح فِي ذمّ الْخمر مواعظ وَقْفَة الْوَاعِظ الْحلِيّ والحلي سجع الحمائم جَامع الأوزان والقوافي غَرِيب مَا فِي هَذَا الْكتاب سقط الزند اسْتغْفر) واستغفري الصاهل والشاحج على لِسَان فرس وبغل الْقَائِف فِي معنى كليلة ودمنة منار الْقَائِف تَفْسِير مَا فِيهِ من اللغز من الْغَرِيب السجع السلطاني سجع الْفَقِيه سجع

الْمُضْطَرين رِسَالَة المعونة ذكرى حبيب شرح شعر أبي تَمام معجز أَحْمد شرح شعر أبي الطّيب عَبث الْوَلِيد شرح البحتري تَعْلِيق الخلس إسعاف الصّديق قَاضِي الْحق الحقير النافع فِي النَّحْو الْمُخْتَصر الفتحي اللامع العزيزي فِي شرح شعر المتنبي ديوَان الرسائل مائَة كراس خَادِم الرسائل مَنَاقِب عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ رِسَالَة العصفورين السجعات الْعشْر عون الْجمل شرف السَّيْف شرح بعض سِيبَوَيْهٍ خَمْسُونَ كراساً الأمالي رِسَالَة الغفران رِسَالَة الْمَلَائِكَة تضمين الْآي تَفْسِير الْهمزَة والردف نشر شَوَاهِد الجمهرة وَلم يتم ثَلَاثَة أَجزَاء مجد الْأَنْصَار فِي القوافي دُعَاء سَاعَة الرياشي إسعاف الصّديق الظل الظَّاهِرِيّ ضوء السقط دُعَاء الْأَيَّام السَّبْعَة رِسَالَة على لِسَان ملك الْمَوْت عَلَيْهِ السَّلَام ظهير العضدي نَحْو تظلم السُّور عظات السُّور الرسَالَة الحضية مِثْقَال النّظم عرُوض وَمن نظم أبي الْعَلَاء المعري فِي رجل اسْمه أَبُو الْقَاسِم (هَذَا أَبُو الْقَاسِم أعجوبةٌ ... لكلِّ من يدْرِي وَلَا يدْرِي) لَا ينظم الشّعْر وَلَا يحفظ الْقُرْآن وَهُوَ الشَّاعِر الْمقري وَمِنْه فِي الْغَزل (يَا ظَبْيَة علقتني فِي تصيدها ... أشراكها وَهِي لم تعلم بأشراكي) (رعيت قلبِي وَمَا راعيت حرمته ... فَلم رعيت وَمَا راعيت مرعاك) (أتحرقين فؤاداً قد حللت بِهِ ... بِنَار حبك عمدا وَهُوَ مأواك) (أسكنته حِين لم يسكن بِهِ سكنٌ ... وَلَيْسَ يحسن أَن تسخي بسكناك) (مَا بَال دَاعِي غرامي حِين يَأْمُرنِي ... بِأَن أكابد حر الوجد ينهاك) (وَلم غَدا الْقلب ذَا يأسٍ وَذَا طمعٍ ... يرجوك أَن ترحميه ثمَّ يخشاك) وَمِنْه (مِنْك الصدود ومني بالصدود رضى ... من ذَا عليّ بِهَذَا فِي هَوَاك قضى) (بِي مِنْك مَا لَو غَدا بالشمس مَا طلعت ... من الكآبة أَو بالبرق مَا ومضا) ) (جريت دهري وأهليه فَمَا تركت ... لي التجارب فِي ود امْرِئ غَرضا) (إِذا الْفَتى ذمّ عَيْشًا فِي شبيبته ... فَمَا يَقُول إِذا عصر الشَّبَاب مضى) (وَقد تعوضت عَن كل بمشبهه ... فَمَا وجدت لأيام الصِّبَا عوضا) وَمِنْه

(لم يكن الدن غير نكرٍ ... سلافة الراح عرّفته) (كآدمٍ صِيغ من ترابٍ ... ونفخة الرّوح شرفته) وَمِنْه (قد أورقت عمد الْخيام وأعشبت ... قلل الْجبَال ولون رَأْسِي أغبر) (وَلَقَد سلوت عَن الشَّبَاب كَمَا سلا ... غَيْرِي وَلَكِن للحزين تذكر) وَمِنْه قصيدته الَّتِي أَولهَا (أَلا فِي سَبِيل الْمجد مَا أَنا فَاعل ... عفافٌ وإقدامٌ وحزمٌ ونائل) مِنْهَا (تعد ذُنُوبِي عِنْد قومٍ كَثِيرَة ... وَلَا ذَنْب لي إِلَّا العلى والفواضل) (كَأَنِّي إِذا طلت الزَّمَان وَأَهله ... رجعت عِنْدِي للأنام طوائل) (وَقد سَار ذكري فِي الْبِلَاد فَمن لَهُم ... بإخفاء شمسٍ ضوءها متكامل) (يهم اللَّيَالِي بعض مَا أَنا مضمرٌ ... ويثقل رضوى بعض مَا أَنا حَامِل) (وَإِنِّي وَإِن كنت الْأَخير زَمَانه ... لآتٍ بِمَا لم تستطعه الْأَوَائِل) (وَإِن كَانَ فِي لبس الْفَتى شرفٌ لَهُ ... فَمَا السَّيْف إِلَّا غمده والحمائل) (وَلما رَأَيْت الْجَهْل فِي النَّاس فاشياً ... تجاهلت حَتَّى ظن أَنِّي جَاهِل) (فوا عجبا م يَدعِي الْفضل نَاقص ... ووا أسفا كم يظْهر النَّقْص فَاضل) (وَكَيف تنام الطير فِي وكناتها ... وتحسد أسحاري عليّ الأصائل) (وَطَالَ اعترافي بِالزَّمَانِ وَأَهله ... فلست أُبَالِي من تغول الغوائل) (فَلَو بَان عضدي مَا تأسف مَنْكِبي ... وَلَو مَاتَ زندي مَا رثته الأنامل) (إِذا وصف الطائيّ بالبخل ماردٌ ... وعيّر قساً بالفكاهة بَاقِل) (وَقَالَ السها للشمس أَنْت خفيةٌ ... وَقَالَ الدجى يَا صبح لونك حَائِل) ) (وطاولت الأَرْض السَّمَاء سفاهةً ... وفاخرت الشهب الْحَصَى والجنادل) (فيا موت زر إِن الْحَيَاة ذميمةٌ ... وَيَا نفس جدي إِن دهرك هازل) مِنْهَا (إِذا أَنْت أَعْطَيْت السَّعَادَة لم تبل ... وَلنْ نظرت شزراً إِلَيْك الْقَبَائِل)

(تقتك على أكتاف أبطالها القنا ... وهابتك فِي أغمادهن المناصل) مِنْهَا (وَإِن كنت تهوى الْعَيْش فابغ توسطاً ... فَعِنْدَ التناهي يقصر المتطاول) (توفى البدور النَّقْص وَهِي أهلةٌ ... ويدركها النُّقْصَان وَهِي كوامل) وَمِنْه قَوْله (لاقاك فِي الْعَام الَّذِي ولى وَلم ... يَسْأَلك إِلَّا قبْلَة فِي الْقَابِل) (إِن الْبَخِيل إِذا تمد لَهُ المدى ... فِي الْوَعْد هان عَلَيْهِ بذل النائل) مِنْهَا (وَسَأَلت كم بَين العقيق إِلَى الغضا ... فَجَزِعت من أمد النَّوَى المتطاول) (وعذرت طيفك فِي الْجفَاء لِأَنَّهُ ... يسري فَيُصْبِح دُوننَا بمراحل) وَمِنْه قَوْله (فيا وطني إِن فَاتَنِي بك سابقٌ ... من الدَّهْر فلينعم لساكنك البال) (وَإِن أستطع فِي الْحَشْر آتِك زَائِرًا ... وهيهات لي يَوْم الْقِيَامَة أشغال) وَمِنْه قَوْله (إِلَى الله أَشْكُو أنني كل ليلةٍ ... إِذا نمت لم أعدم خواطر الأوهام) (فَإِن كَانَ شرا فَهُوَ لَا بُد واقعٌ ... وَإِن كَانَ خيرا فَهُوَ أضغاث أَحْلَام) وَمِنْه قَوْله (اضْرِب وليدك تأديباً على رشدٍ ... وَلَا تقل هُوَ طفلٌ غير محتلم) (فربّ شقٍ برأسٍ جرّ مَنْفَعَة ... وَقس على شقّ رَأس السهْم والقلم) وَمن شعره فِي الِاسْتِخْدَام وَهُوَ نوع أشرف من التورية يصف درعاً (نثرةٌ من ضَمَانهَا للقنا الخطيّ ... عَن اللقا نثر الكعوب) ) مثل وشي الْوَلِيد وَإِن كَانَت من الصنع مثل وشي حبيب تِلْكَ ماذيةٌ وَمَا لذباب السَّيْف والصيف عِنْدهَا من نصيب

قلت استخدم لفظ الذُّبَاب فِي معنييه الأول طرف السَّيْف وَالثَّانِي الذُّبَاب الطَّائِر الْمَعْرُوف وَهُوَ الذبان وَقَوله أَيْضا وفقيها أفكاره شدن للنعمان مَا لم يشده شعر زِيَاد استخدم لفظ النُّعْمَان هُنَا فِي معنييه الأول النُّعْمَان هُوَ أَبُو حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وَالثَّانِي النُّعْمَان بن الْمُنْذر يَعْنِي أَن النَّابِغَة كَانَ يمدحه فأورثه ذكرا حميدا وَمن شعره البديع (هزت إِلَيْك من الْقد ابْن ذِي يزن ... ولاحظتك بهاروتٍ على عجل) (أرتك عَم رَسُول الله منتقباً ... أَبَا حُذَيْفَة يَحْكِي أَو أَبَا حمل) قلت ابْن ذِي يزن هُوَ سيف وهاروت مَعْرُوف بِالسحرِ وَعم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ وَأَبُو حُذَيْفَة وَحمل هُوَ بدر وَمثله أَيْضا قَوْله (نهارهم ابْن يعفر فِي ضحاه ... وَلَيْلَة جَاره بنت المحلق) أَرَادَ بقوله ابْن يعفر الْأسود لِأَن الْأسود اسْم يعفر وَأَرَادَ ببنت المحلق ليلى لِأَنَّهَا إِحْدَى بَنَات المحلق يعين مظْلمَة تَقول لَيْلَة ليلاء قَالَ فِي الْمرْآة سبط الْجَوْزِيّ قَالَ الْغَزالِيّ حَدثنِي يُوسُف بن عَليّ بِأَرْض الهركار قَالَ دخلت معرة النُّعْمَان وَقد وشى وَزِير مَحْمُود بن صَالح صَاحب حلب إِلَيْهِ بِأَن المعري زنديق لَا يرى إِفْسَاد الصُّور وَيَزْعُم أَن الرسَالَة تحصل بصفاء الْعقل فَأمر مَحْمُود بِحمْلِهِ إِلَيْهِ من المعرة وَبعث خمسين فَارِسًا ليحملوه فأنزلهم أَبُو الْعَلَاء دَار الضِّيَافَة فَدخل عَلَيْهِ عَمه مُسلم بن سُلَيْمَان وَقَالَ يَا ابْن أخي قد نزلت بِنَا هَذِه الْحَادِثَة الْملك مَحْمُود يطلبك فَإِن منعناك عجزنا وَإِن أسلمناك كَانَ عاراً علينا عِنْد ذَوي الذمام ويركب تنوخاً الذل والعار فَقَالَ لَهُ هون عَلَيْك يَا عَم فَلَا بَأْس علينا فلي سُلْطَان يذب عني ثمَّ قَامَ واغتسل وَصلى إِلَى نصف اللَّيْل ثمَّ قَالَ لغلامه انْظُر إِلَى المريخ أَيْن هُوَ فَقَالَ فِي منزلَة كَذَا وَكَذَا فَقَالَ زنه وَاضْرِبْ تَحْتَهُ وتداً وَشد فِي رجْلي خيطاً واربطه إِلَى الوتد فَفعل غُلَامه ذَلِك فسمعناه يَقُول يَا قديم الْأَزَل يَا عِلّة الْعِلَل يَا صانع الْمَخْلُوقَات وموجد الموجدات أَنا فِي عزك الَّذِي لَا يرام وكنفك الَّذِي لَا يضام الضيوف الضيوف الْوَزير الْوَزير ثمَّ ذكر كَلِمَات لَا تفهم وَإِذا بهدة عَظِيمَة فَسئلَ عَنْهَا فَقيل وَقعت الدَّار على الضيوف الَّذين كَانُوا بهَا فقتلت) الْخمسين وَعند طُلُوع الشَّمْس وَقعت بطاقة من حلب على جنَاح طَائِر لَا تزعجوا الشَّيْخ فقد وَقع الْحمام على الْوَزير قَالَ يُوسُف ابْن عَليّ فَلَمَّا شاهدت ذَلِك دخلت على المعري فَقَالَ من أَيْن أَنْت فَقلت من أَرض الهركار فَقَالَ زَعَمُوا أَنِّي زنديق ثمَّ قَالَ اكْتُبْ وأملى عليّ وَذكر أبياتاً من قصيدة ذكرتها أَنا وأولها (أسْتَغْفر الله فِي أمني وأوجالي ... من غفلتي وتوالي سوء أعمالي)

(قَالُوا هرمت وَلم تطرق تهَامَة فِي ... مشَاة وفدٍ وَلَا ركبان أجمال) (فَقلت إِنِّي ضريرٌ وَالَّذين لَهُم ... رأيٌ رَأَوْا غير فرضٍ حج أمثالي) (مَا حج جدي وَلم يحجج أبي وَأخي ... وَلَا ابْن عمي وَلم يعرف منى خَالِي) (وَحج عَنْهُم قَضَاء بَعْدَمَا ارتحلوا ... قومٌ سيقضون عني بعد ترحالي) (فَإِن يفوزوا بغفرانٍ أفز مَعَهم ... أَو لَا فَإِنِّي بنارٍ مثلهم صال) (وَلَا أروم نعيماً لَا يكون لَهُم ... فِيهِ نصيبٌ وهم رهطي وأشكالي) (فَهَل أسر إِذا حمت محاسبتي ... أم يَقْتَضِي الحكم تعتابي وتسآلي) (من لي برضوان أَدْعُوهُ فيرحمني ... وَلَا أنادي مَعَ الْكفَّار أمثالي) (باتوا وحتفي أمانيهم مصورة ... وَبت لم يخطروا مني على بَال) (وفوقوا لي سهاماً من سِهَامهمْ ... فَأَصْبَحت وَقعا عني بأميال) (فَمَا ظنونك إِذْ جندي ملائكةٌ ... وجندهم بَين طوافٍ وبقال) (لقيتهم بعصا مُوسَى الَّتِي منعت ... فِرْعَوْن ملكا ونجت آل إسرال) (أقيم خمسي وَصَوْم الدَّهْر آلفه ... وأدمن الذّكر أَبْكَارًا بآصال) (عيدين أفطر فِي عَامي إِذا حضرا ... عيد الْأَضَاحِي يقفو عيد شَوَّال) (إِذا تنافست الْجُهَّال فِي حللٍ ... رَأَيْتنِي من خسيس الْقطن سربالي) (لَا آكل الْحَيَوَان الدَّهْر مأثرةً ... أَخَاف من سوء أعمالي وآمالي) (وأعبد الله لَا أَرْجُو مثوبته ... لَكِن تعبد إكرامٍ وإجلال) (أصون ديني عَن جعلٍ أؤمله ... إِذا تعبد أقوامٌ بأجعال) وَمن شعره (رددت إِلَى مليك الْخلق أَمْرِي ... فَلم أسأَل مَتى يَقع الْكُسُوف) ) (وَكم سلم الجهول من المنايا ... وعوجل بالحمام الفيلسوف) أَخذه من قَول المتنبي وَهُوَ أحسن (يَمُوت راعي الضَّأْن فِي جَهله ... ميتَة جالينوس فِي طبه) (وَرُبمَا زَاد على عمره ... وَزَاد فِي الْأَمْن على سربه)

وَقَالَ المعري (إِذا مَا ذكرنَا آدماً وفعاله ... وتزويجه لابْنَيْهِ بنتيه فِي الْخَنَا) (علمنَا بِأَن الْخلق من نسل فاجرٍ ... وَأَن جَمِيع الْخلق من عنصر الزِّنَا) فَأَجَابَهُ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن أبي عقامة من الْيمن (لعمرك أما فِيك فَالْقَوْل صادقٌ ... وَتكذب فِي البَاقِينَ من شط أَو دنا) (كَذَلِك إِقْرَار الْفَتى لازمٌ لَهُ ... وَفِي غَيره لغوٌ كَذَا جَاءَ شرعنا) وَمن شعر المعري (صرف الزَّمَان مفرق الإلفين ... فاحكم إلهي بَين ذَاك وبيني) (أنهيت عَن قتل النُّفُوس تعمداً ... وَبعثت تقبضها مَعَ الْملكَيْنِ) (وَزَعَمت أَن لَهَا معاداً ثَانِيًا ... مَا كَانَ أغناها عَن الْحَالين) وَمن شعر المعري أَيْضا (يدٌ بِخمْس مئ من عسجدٍ فديت ... مَا بالها قطعت فِي ربع دِينَار) (تحكمٌ مَا لنا إِلَّا السُّكُوت لَهُ ... وَأَن نَعُوذ بمولانا من النَّار) قَالَ ياقوت لِأَن المعري حمارٌ لَا يفقه شَيْئا وَإِلَّا فَالْمُرَاد بِهَذَا بَين لَو كَانَت الْيَد لَا تقطع إِلَّا فِي سَرقَة خَمْسمِائَة دِينَار لكثر سَرقَة مَا دونهَا طَمَعا فِي النجَاة وَلَو كَانَت الْيَد تفدى بِربع دِينَار لكثر من يقطعهَا وَيُؤَدِّي ربع دِينَار دِيَة عَنْهَا نَعُوذ بِاللَّه من الضلال انْتهى قلت وَقَالَ الشَّيْخ علم الدّين السخاوي يُجيب المعري ردا عَلَيْهِ (صِيَانة الْعرض أغلاها وأرخصها ... صِيَانة المَال فَافْهَم حِكْمَة الْبَارِي) وَله بيتان فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن خذيو أَجَابَهُ عَنْهُمَا صَاحب التَّرْجَمَة الْمَذْكُور فَيُؤْخَذ من هُنَاكَ وَمن شعره فِي البعوض) (إِذا هِيَ غنت لم يشقني غنَاؤُهَا ... فبعداً لَهَا من قينةٍ لم تكرم) (تجمش من لَا يَبْتَغِي اللَّهْو عِنْدهَا ... وتطرد نوم الناسك المتأثم) (وأحلف لَا عانقتها وَلَقَد غَدا ... لَهَا أثرٌ مَا بَين كفي ومعصميد) وَقَالَ أَبُو الرضى عبد الْوَاحِد بن نَوَت المعري يرثي أَبَا الْعَلَاء (سمر الرماح وبيض الْهِنْد تشتور ... فِي أَخذ ثارك والأقدار تعتذر) (والدر فَاقِد أهل الْعلم قاطبةً ... كَأَنَّهُمْ بك فِي ذَا الْقَبْر قد قبروا)

النعيمي

(فَهَل ترى بك دَار الْعلم عالمةٌ ... أَن قد تزعزع مِنْهَا الرُّكْن وَالْحجر) (الْعلم بعْدك غمدٌ فَاتَ منصله ... والفهم بعْدك قوسٌ مَا لَهَا وتر) 3 - (النعيمي) أَحْمد بن عبد الله بن نعيم بن خَلِيل أَبُو حَامِد النعيمي روى صَحِيح البُخَارِيّ سمع الْفربرِي وَأَبا الْعَبَّاس الدغولي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو العبر) أَحْمد بن عبد الله أَبُو العبر تقدم فِي مُحَمَّد بن أَحْمد فليكشف من هُنَاكَ 3 - (ابْن الصفار المغربي) أَحْمد بن عبد الله بن عمر أَبُو الْقَاسِم ابْن الصفار كَانَ متحققاً بِعلم الْعدَد والهندسة والحساب والنجوم وَقعد فِي قرطبة لتعليم ذَلِك وَله زيج مُخْتَصر على مَذَاهِب السَّنَد وَكتاب فِي الْعَمَل بالاسطرلاب موجز حسن الْعبارَة قريب المأخذ وَكَانَ من جملَة تلاميذ أبي الْقَاسِم مسلمة بن أَحْمد المجريطي وَخرج ابْن الصفار عَن قرطبة بعد أَن مضى صدر الْفِتْنَة وَاسْتقر بِمَدِينَة دانية وَتُوفِّي بهَا بعد أَن أَنْجَب لَهُ بهَا جمَاعَة من التلاميذ وَكَانَ لَهُ أَخ يُسمى مُحَمَّدًا مَشْهُور بِعَمَل الاسطرلاب لم يكن قبله بالأندلس أَحْمد صَنْعَة لَهَا مِنْهُ 3 - (المهاباذي الضَّرِير) أَحْمد بن عبد الله المهاباذي الضَّرِير من تلاميذ عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ لَهُ شرح كتاب اللمع 3 - (أَحْمد بن معالي الْوَاعِظ) أَحْمد بن عبد الله بن بركَة بن الْحُسَيْن الْحَرْبِيّ أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْمَعَالِي الْوَاعِظ البغداذي يعرف بِأَحْمَد بن معالي بن باجيه وَهِي أم وَالِده سمع الْحُسَيْن ابْن البشري وَالْمبَارك بن عبد) الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَأحمد بن مُحَمَّد البرداني وَغَيرهم روى عَنهُ عبد الْعَزِيز بن الْأَخْضَر وَأحمد بن يحيى بن هبة الله الخازن وَعبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين وَكَانَ فَقِيها فَاضلا دينا حسن الْكَلَام فِي الْمسَائِل حُلْو الْمنطق فِي الْوَعْظ تفقه على أبي الْخطاب الكلوذاني وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَت لَهُ يَد فِي النّظر باسطة وَكَانَ حنبلياً ثمَّ صَار حنفياً ثمَّ صَار شافعياً ثمَّ قَالَ أَنا الْآن مُتبع الدَّلِيل مَا أقلد أحدا من الْأَئِمَّة توفّي سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (القطربلي الْكَاتِب) أَحْمد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن مَسْعُود القطربلي الْكَاتِب من عُلَمَاء الْكتاب وأفاضلهم وَله تَارِيخ عمله على أَيَّامه ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب الفهرست 3 - (طماس الصولي) أَحْمد بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن صول مولى يزِيد بن مهلب الصولي ولقبه طماس بِكَسْر الطَّاء الْمُهْملَة وَالسِّين الْمُهْملَة ذكره أَبُو عبيد الله المرزباني فِي كتاب الألقاب وَقَالَ هُوَ عَم شَيخنَا أبي بكر مُحَمَّد بن يحيى ابْن عبد الله الصولي وَإِبْرَاهِيم

أبو بكر الصيرفي

بن الْعَبَّاس الصولي عَمه وَكَانَ إِبْرَاهِيم يستثقله ويستجفي أخلاقه وَكَانَ طماس أَعور وَفِيه صلف وَكبر وَكَانَ يهاجي البحتري وَهُوَ الْقَائِل يرثي الْحُسَيْن بن مخلد (مضى جبل الدُّنْيَا وسائس ملكهَا ... وأحذق خلق الله النَّهْي وَالْأَمر) (مضى سيد الْكتاب غير مدافعٍ ... وَمن لَا يرى شبهٌ لَهُ آخر الدَّهْر) (وَمَا جمع الْأَمْوَال مثل ابْن مخلد ... يقرب مِنْهَا مَا تبَاعد عَن خبر) (فَلَا وهب الله الْبَقَاء خِلَافه ... لأعدائه من آل وهب حمى الْكفْر) (وَمن هُوَ عونٌ للضلال على الْهدى ... عكوف على لحم الْخَنَازِير وَالْخمر) قَالَ الْحسن بن وهب لإِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس يَا أَبَا إِسْحَاق تعال حَتَّى نعد الْبغضَاء فَقَالَ لَهُ خذني أَولا لأجل ابْن أخي وثن بِمن شِئْت وَقَالَ طماس الْعلم رَاقِد فِي الأفئدة مستيقظ على الأفواه سَائِر بالأقلام وَقَالَ القرطاس أمره مَا لم يكحله ميل الدواة 3 - (أَبُو بكر الصَّيْرَفِي) أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الصَّيْرَفِي الْمَعْرُوف ببكير وَالِد الْحَافِظ أبي عبد الْحُسَيْن حدث باليسير عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَمْرو البخْترِي الرزاز وَسمع مِنْهُ ابْنه أَبُو) عبد الله وَتُوفِّي بعد وَفَاة ابْنه ووفاة ابْنه الْحَافِظ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الآبنوسي الشَّافِعِي) أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُوسَى ابْن الآبنوسي أَبُو الْحسن ابْن أبي مُحَمَّد الْفَقِيه الشَّافِعِي البغداذي أسمعهُ وَالِده فِي صباه من الشريف أبي نصر مُحَمَّد الزنيني وَعلي بن البشري وَمُحَمّد بن عَليّ بن أبي عُثْمَان وَابْن البطر وَجَمَاعَة وَسمع هُوَ جمَاعَة بِنَفسِهِ وتفقه على قَاضِي الْقُضَاة أبي بكر مُحَمَّد بن المظفر الشَّامي وبرع فِي الْمَذْهَب وَكَانَ يعرف الْفَرَائِض معرفَة حَسَنَة ويصيب فِي فَتَاوِيهِ وَاعْتَزل عَن النَّاس فَلَا يدْخل عَلَيْهِ أحد قبل صَلَاة الظّهْر واشتغل بالأذكار والأوراد وَيكون بعد الظّهْر متفرغاً لمن يقْرَأ عَلَيْهِ الحَدِيث أَو الْفِقْه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة رَحمَه الله 3 - (العكبري) أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْفَرح بن إِبْرَاهِيم الْبَزَّاز أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ وَقيل أَبُو الْفَتْح الْمَعْرُوف بِابْن أخي نصر الْفَقِيه العكبري سمع مَعَ أَخِيه أبي نصر مُحَمَّد من ابْن البطي وَابْن النقور وَابْن خضير وسافر إِلَى الْحجاز وَحدث بِمَكَّة وَدخل مصر وَحدث بهَا 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ المستظهر) أَحْمد بن عبد الله أَمِير الْمُؤمنِينَ المستظهر بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس بن الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله أبي الْقَاسِم بن الذَّخِيرَة أبي الْعَبَّاس بن الْقَائِم بن الْقَادِر بن إِسْحَاق بن المقتدر

بن المعتضد بن الْمُوفق بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أبي جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب ولد يَوْم السبت الْعشْرين من شَوَّال سنة سبعين وَأَرْبع مائَة وبويع لَهُ وَهُوَ ابْن سِتَّة عشر وشهرين وَتِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا ولي الْخلَافَة يَوْم الثُّلَاثَاء قبل الظّهْر ثامن عشر الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة فَكَانَت ولَايَته خَمْسَة وَعشْرين سنة وأشهراً وَلما بُويِعَ صلى على وَالِده بَعْدَمَا صلى بِالنَّاسِ الظّهْر وَكَانَ مَيْمُون الطلعة حميد الْأَيَّام وَكَانَ لين الْأَخْلَاق مَوْصُوفا بِالْكَرمِ وَالعطَاء ومحبة الْعلمَاء وَأهل الدّين يتفقد الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَهُوَ حسن الْحَظ جيد التوقيعات لَا يُقَارِبه فِيهَا أحد تدل على فضل غزير لما قبض على عميد الدولة ابْن جهير) كتب إِلَيْهِ بعض أشرار الْوَقْت سِعَايَة فِيهِ وأغراه بِهِ غَايَة الإغراء فَوَقع على السّعَايَة (غير مَا طَالِبين ذحلاً وَلَكِن ... مَال دهرٌ على أناسٍ فمالوا) وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار أَنْشدني مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي الْحسن الْمعدل بهراة قَالَ أنشدنا أَبُو سعد عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانِيّ وَذكر أَنَّهَا للمستظهر بِاللَّه (أذاب حر الْهوى فِي الْقلب مَا جمدا ... يَوْمًا مددت على رسم الْوَدَاع يدا) (فَكيف أسلك نهج الإصطبار وَقد ... رأى طرائق فِي مهوى الْهوى قددا) (قد أخلف الْوَعْد بدرٌ قد شغفت بِهِ ... من بعد مَا قد وفى دهري بِمَا وَعدا) (إِن كنت أنقض عهد الْحبّ فِي خلدي ... من بعد هَذَا فَلَا عاينته أبدا) وَقَالَ أَيْضا أَنبأَنَا مُحَمَّد بن سعيد الْمعدل ونقلته من خطه قَالَ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم موهوب بن الْمُبَارك يَقُول سَمِعت أَبَا مُحَمَّد أَحْمد بن عبيد الله بن الْحُسَيْن الْآمِدِيّ يَقُول كتب وَزِير المستظهر بِاللَّه إِلَى مُلُوك الْعَجم عَن الإِمَام لنَفسِهِ (قومٌ إِذا أخذُوا الأقلام عَن غضبٍ ... ثمَّ استمدوا بهَا مَاء المنيات) (نالوا بهَا من أعاديهم وَإِن بعدوا ... مَا لم ينالوا بِحَدّ المشرفيات) وَقَالَ أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي بَلغنِي أَن الإِمَام المستظهر بِاللَّه أنْشد قبل مَوته بِقَلِيل وَهُوَ يبكي (يَا كوكباً مَا كَانَ أقصر عمره ... وكذاك عمر كواكب الأسحار) وَوَقع إِلَى سيف الدولة صَدَقَة بن مَنْصُور فِي جَوَاب شَفَاعَة شفاعتك مَقْبُولَة وعراص آمالك بغيوث عنايتنا بك مطلولة وَطلب من يؤم بِهِ فِي الصَّلَوَات ويلقن أَوْلَاده الْقُرْآن وَقصد أَن يكون من أَرْبَاب الْبيُوت الصَّالِحين والقراء المجودين وَأَن يكون مكفوف الْبَصَر فَوَقع الِاخْتِيَار على حميه لأمه جد القَاضِي

أبو نصر ابن الشاشي الشافعي

أبي الْحسن الْمُبَارك بن الدواس الْمُقْرِئ فَوَقع مِنْهُ موقعاً حسنا وَلما صلى بِهِ أول لَيْلَة التَّرَاوِيح قَرَأَ فِي كل رَكْعَة آيَة فَلَمَّا سلم قَالَ لَهُ زِدْنَا فَلم يزل يزِيدهُ إِلَى أَن صلى بِهِ فِي كل رَكْعَة بِجُزْء كَامِل وَلما كَانَ أول لَيْلَة جُمُعَة أحضر لَهُ كاغذ طيب وعود ند وكافور وَمَا أشبه ذَلِك وكاغذاً فِيهِ ذهب وَوَضعه على مُصَلَّاهُ فَلَمَّا فرغ وضع يَده على ذَلِك فدفعهما بِظَاهِر كَفه وَانْصَرف فَلَمَّا وصل إِلَى الْمَكَان الَّذِي أفرد لَهُ جَاءَ إِلَيْهِ خَادِم بالكاغذين وَقَالَ إِن أَمِير) الْمُؤمنِينَ اسْتحْسنَ مِنْك ذَلِك وَقَالَ صدق الرجل قَالَ لكم مَا أَنا حمال ومنزلي تعرفونه إِن أردتم تعطوني شَيْئا فاحملوه إِلَى منزلي ووزر لَهُ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهير وَالْقَضَاء أَبُو بكر بن المظفر الشَّامي قَلِيلا وَمَات وَولي بعده أَبُو الْحسن الدَّامغَانِي ووزر أَبُو الْمَعَالِي سديد الدولة الْأَصْبَهَانِيّ ثمَّ زعيم الرؤساء ثمَّ مجد الدّين أَبُو الْمَعَالِي هبة الله بن الْمطلب ثمَّ نظام الْملك أَبُو مَنْصُور الْحُسَيْن ابْن أبي شُجَاع الْوَزير وَمَات المستظهر بعلة المراقيا وَوَقع بِخَطِّهِ على رَأس قصَّة كتبهَا إِلَيْهِ أَبُو الهيجاء شبْل الدولة مقَاتل توقيعاً مسجوعاً هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة مقَاتل الْمَذْكُور 3 - (أَبُو نصر ابْن الشَّاشِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشَّاشِي أَبُو نصر بن أبي مُحَمَّد بن الإِمَام أبي بكر صَاحب المصنفات وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين قَرَأَ أَبُو نصر الْفِقْه على أبي الْحسن بن الْخلّ ولازمه حَتَّى برع وَولي التدريس بالنظامية سمع شَيْئا من الحَدِيث من شَيْخه ابْن الْخلّ وَمن أبي الْوَقْت عبد الأول وَحدث باليسير وَكَانَت لَهُ معرفَة بالفقه توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (الدستجردي) أَحْمد بن عبد الله بن مَرْزُوق أَبُو الْعَبَّاس الدستجردي من أَصْبَهَان سمع بهَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُطَرز وَالْحسن بن أَحْمد الْحداد وغانم بن مُحَمَّد الْبُرْجِي وَغَيرهم وَقدم بغداذ سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة وتفقه على الْحسن بن سلمَان بالنظامية وَسمع أَحْمد بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَعلي بن مُحَمَّد بن الْمهْدي وَهبة الله بن الْحُسَيْن وَغَيرهم وَسمع بشيراز عبد الرَّحِيم الشرابي ثمَّ قدم بغداذ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَحدث بهَا سمع مِنْهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ وَحدث بِدِمَشْق وروى عَنهُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر ثمَّ قدم بغداذ بعد الْأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَحدث بهَا وروى عِنْد دَاوُد بن بوش وَكَانَ مولده سنة سِتّ وَثَمَانِينَ 3 - (الْوَزير الْأَصْبَهَانِيّ) أَحْمد بن عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو الْعَبَّاس الْكَاتِب ولي الوزارة للْإِمَام المقتفي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة فَأَقَامَ فِيهَا وَاحِدًا وَخمسين يَوْمًا قَالَ هِلَال بن الصَّابِئ وَكَانَ فِي غَايَة الرقاعة وَسُقُوط الْمُرُوءَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة) 3 - (القَاضِي أَبُو الْحسن الْخرقِيّ) أَحْمد بن عبد الله بن إِسْحَاق أَبُو الْحسن الْخرقِيّ

ابن أبي دجانة

تقلد الْقَضَاء بواسط ثمَّ بِمصْر وَالْمغْرب وَولي قَضَاء بغداذ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ وعمومته من التُّجَّار يشْهدُونَ على الْقُضَاة وَكَانَ المتقي لله يرعاه فَلَمَّا أفضت إِلَيْهِ الْخلَافَة أحب أَن يُنَوّه باسمه وَلم يكن لَهُ خدمَة للْعلم وَلَا مجالسة لأَهله فتعجب النَّاس لذَلِك لَكِن ظَهرت مِنْهُ كِفَايَة وعفة ونزاهة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن أبي دُجَانَة) أَحْمد بن عبد الله بن عبد الله بن عَمْرو بن عبد الله بن صَفْوَان أَبُو بكر بن أبي دُجَانَة النصري الدِّمَشْقِي الْعدْل قَالَ الْكِنَانِي كَانَ ثِقَة مَأْمُونا توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْعَلَاء ابْن شقير البغداذي) أَحْمد بن عبد الله بن الْحسن بن شقير أَبُو الْعَلَاء البغداذي النَّحْوِيّ حدث وصنف لسيف الدولة كتابا فِي أَجنَاس الْعطر وأنواع الطّيب وَسَماهُ المسلسل فِي اللُّغَة لِأَنَّهُ كالسلسلة وَله شعر توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَالثَّلَاث مائَة وَقد تقدم ذكر آخر يعرف بَان شقير وَهُوَ أَحْمد بن الْحُسَيْن وكنيته أَبُو الْعَبَّاس وَهُوَ غير هَذَا وَلَعَلَّ هَذَا من بني ذَاك وَالله أعلم وَمن شعره 3 - (ابْن أبي شُعَيْب الْحَرَّانِي) أَحْمد بن عبد الله بن أبي شُعَيْب الْحَرَّانِي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ بِوَاسِطَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق ثِقَة توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (صَاحب الْخَال القرمطي) أَحْمد بن عبد الله القرمطي الْخَال رَأس القرامطة وطاغيتهم هُوَ سمى نَفسه هَكَذَا وَهُوَ حُسَيْن بن زكرويه بن مهرويه بعث المكتفي عسكراً لقتاله سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَالْتَقوا فَانْهَزَمَ وَأمْسك وَأتي بِهِ وطيف بِهِ فِي بغداذ فِي جمَاعَة ثمَّ قتلوا تَحت الْعَذَاب وَكَانَ القرامطة قد بَايعُوهُ بعد قتل أَخِيه ولقبوه الْمهْدي وَكَانَ شجاعاً فاتكاً شَاعِرًا وَلما قتل خرج بعده أَبوهُ زكرويه فَخرج إِلَيْهِ عَسْكَر فَأسر جريحاً وَمَات وَذَلِكَ فِي حُدُود الثَّلَاث مائَة وَقَالَ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء قتل فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَأورد لَهُ) (مَتى أرى الدُّنْيَا بِلَا كَاذِب ... وَلَا حروريٍّ وَلَا ناصبي) (مَتى أرى السَّيْف على كل من ... عادى عَليّ بن أبي طَالب) (مَتى يَقُول الْحق أهل النهى ... وينصف المغلوب من غَالب)

القاضي ابن عبيدوس

(هَل لبغاة الْخَيْر من ناصرٍ ... هَل لكؤوس الْعدْل من شَارِب) قَالَ ويروى لَهُ (نفيت من الْحُسَيْن وَمن عليٍّ ... وجعفرٍ الغطارف من جدودي) (وَخيَّب سَائل وجفوت ضَيْفِي ... وَبت فقيد مكرمةٍ وجود) (وَأعْطيت القياد الدَّهْر مني ... يَمِين فَتى وفيٍّ بالعهود) (لَئِن لم أعْط مَا ملكت يَمِيني ... لحربي من طريفٍ أَو تليد) (وأفتتحنَّها حَربًا عواناً ... تقحم بالبنود على البنود) (فإمَّا أَن أَبُوء بِروح عزٍّ ... وجدٍّ آخذ ثار الجدود) (وَإِمَّا أَن يُقَال فَتى أبيٌّ ... تخرّم فِي ذرى مجدٍ مشيد) وَهِي أَكثر من هَذَا وَيُقَال إِن عبد الله بن المعتز أَجَابَهُ عَنْهَا بقصيدة مِنْهَا (تهددنا زعمت بشوب حربٍ ... تقحم بالبنود على البنود) (فَكَانَ السَّيْف أدنى عِنْد وردٍ ... إِلَى ودجيك من حَبل الوريد) 3 - (القَاضِي ابْن عبيدوس) أَحْمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكْوَان بن عبيدوس بن ذكْوَان أَبُو الْعَبَّاس الْأمَوِي قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة وخطيبها كَانَ أعظم أهل الأندلس رثته الشُّعَرَاء لما مَاتَ وشيعه الْخَلِيفَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الران الْوَاعِظ) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الْوَاعِظ أَصله من الجزيرة وَيعرف بِابْن الران كَانَ صَالحا عَارِفًا لَهُ مصنفات فِي الْوَعْظ توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَأورد لَهُ سبط ابْن الْجَوْزِيّ شعرًا 3 - (أَبُو نصر الثابتي الشَّافِعِي) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن ثَابت أَبُو نصر الثابتي البُخَارِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي قَالَ الْخَطِيب) كتبت عَنهُ وَكَانَ لينًا فِي الرِّوَايَة توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الحطيئة النَّاسِخ) أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن هِشَام أَبُو الْعَبَّاس بن الحطيئة اللَّخْمِيّ الْفَارِسِي الْمُقْرِئ النَّاسِخ إِمَام صَالح كَبِير الْقدر مقرئ بارع مجود من الْأَعْلَام نسخ الْكثير بِالْأُجْرَةِ وَكَانَ جيد الضَّبْط وَلَيْسَ خطه بالطائل ولد بفاس وَحج وَدخل الشَّام فلقي الْكِبَار واستوطن جَامع مصر الْمَعْرُوف بِجَامِع راشدة خَارج الْفسْطَاط كَانَ لأهل مصر فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير لَا مزِيد عَلَيْهِ وَلَا يقبل لأحد شَيْئا وَعلم زَوجته وَابْنَته الْكِتَابَة فكانتا تكتبان مثل خطه سَوَاء فَإِذا شرعوا فِي نسخ كتاب أَخذ كل وَاحِد جُزْءا وكتبوه فَلَا يفرق بَين خطهم إِلَّا الحاذق وخطه

قاضي حلب كمال الدين ابن رافع

مَعْرُوف مَرْغُوب فِيهِ لصِحَّته وَقد رَأَيْت بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْأَدَب وَاتفقَ بِمصْر مجاعَة شَدِيدَة فَسَأَلَهُ المصريون قبُول شَيْء فَامْتنعَ فَأَجْمعُوا على أَن خطب أحدهم ابْنَته وَكَانَ يعرف بِالْفَضْلِ بن يحيى الطَّوِيل وَكَانَ عدلا بزازاً بِالْقَاهِرَةِ فَتَزَوجهَا وَسَأَلَ أَن تكون أمهَا عِنْدهَا فَأذن لَهُ فِي ذَلِك وقصدوا بذلك تَخْفيف العائلة عَنهُ وَبَقِي مُنْفَردا ينْسَخ وَيَأْكُل وَكَانَ يَقُول أدرجت سَعَادَة الْإِسْلَام فِي أكفان عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يُرِيد أَن الْإِسْلَام فِي أَيَّامه لم يزل فِي نمو وازدياد وَبعده فِي تضعضع واضطراب وَفِي تَرْجَمَة أبي الميمون عبد الْمجِيد صَاحب مصر فِي الدول المنقطعة أَن النَّاس أَقَامُوا بِلَا قَاض ثَلَاثَة أشهر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة ثمَّ اختير فِي ذِي الْقعدَة أَبُو الْعَبَّاس بن الحطيئة فَاشْترط أَن لَا يقْضِي بِمذهب الدولة فَلم يُمكن وَولي غَيره وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة وقبره بالقرافة الصُّغْرَى يزار وَعِنْده أنس رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (قَاضِي حلب كَمَال الدّين ابْن رَافع) أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّزَّاق بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رَافع قَاضِي حلب كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو بكر ولد الإِمَام قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين ابْن الْمُحدث الزَّاهِد أبي مُحَمَّد الْأُسْتَاذ الْأَسدي الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَسمع حضوراً من الافختار الْهَاشِمِي وَمن جده أبي مُحَمَّد بن علوان وَابْن روزبه وَطَائِفَة وَحدث وَأفْتى ودرس وَأقَام بِمصْر بعد أَخذ حلب ودرس بِالْمَدْرَسَةِ المعزية بِمصْر وبالهكارية بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ صَدرا مُعظما مَجْمُوع الْفَضَائِل ولي الْقَضَاء مُدَّة فحمدت سيرته روى عَنهُ الدمياطي وَكَانَ يَدْعُو لَهُ وَولي قَضَاء حلب بعد وَالِده وَكَانَ ذَا مكانة عِنْد النَّاصِر صَاحب الشَّام وَلما أخذت حلب) أُصِيب فِي مَاله وسلمت نَفسه وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (ابْن الحلوانية مجد الدّين) أَحْمد بن عبد الله بن أبي الغنايم الْمُسلم بن حَمَّاد بن مَحْفُوظ بن ميسرَة الْمُحدث الرئيس مجد الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْأَزْدِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي التَّاجِر الْمَعْرُوف بِابْن الحلوانية ولد سنة أَربع وست مائَة وَسمع من ابْن الحرستاني وَالشَّمْس أَحْمد بن عبد الله الْعَطَّار والعماد إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد وَالْقَاضِي أبي الْفضل إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشَّيْبَانِيّ الْحَنَفِيّ ابْن الْموصِلِي وسماعه مِنْهُ فِي سنة عشر وست مائَة وَلكنه نَازل وَالْمُسلم بن أَحْمد الْمَازِني وَابْن صباح وَابْن الزبيدِيّ والموفق وَابْن قدامَة ابْن اللتي والناصح وَابْن الْحَنْبَلِيّ وَخلق بِدِمَشْق وَجَمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن يَعْقُوب المارستاني وَإِبْرَاهِيم الكاشغري وَجَمَاعَة بِمصْر وَجَمَاعَة بالإسكندرية وعني بِالْحَدِيثِ وَالسَّمَاع وَكتب الْكثير وَحصل الْأُصُول وَصَارَت لَهُ أنسة جَيِّدَة بالفن وَخرج لنَفسِهِ معجماً كَبِيرا ومعجماً صَغِيرا روى عَنهُ الدمياطي والأبيوردي وَابْن الخباز وَابْنَته صَفِيَّة

ابن قطنة النحوي

بنت الحلوانية وَالِدَة شمس الدّين مُحَمَّد بن السراج وَكَانَ عدلا رَئِيسا حسن البزة لَهُ دكان بالخواتيميين توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (ابْن قطنة النَّحْوِيّ) أَحْمد بن عبد الله بن عزاز بن كَامِل الْعَلامَة زين الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن قطنة كَانَ من أَئِمَّة الْعَرَبيَّة المنتصبين لإقرائها بِمصْر توفّي وَقد نَيف على السّبْعين سنة تسع وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (الأشتري الشَّافِعِي الْحلَبِي) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن طَلْحَة بن عمر الْفَقِيه أَمِين الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الاشتري الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد بحلب سنة خمس عشرَة وَسمع من أبي مُحَمَّد بن علوان والموفق عبد اللَّطِيف وَابْن شَدَّاد وَابْن روزبه وَابْن اللتي روى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار والمزي وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين وان الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ رَحمَه الله إِذا جَاءَهُ صبي يقْرَأ عَلَيْهِ بعث بِهِ إِلَى أَمِين الدّين يُعلمهُ لعفته وَدينه مَاتَ بِدِمَشْق فَجْأَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (شمس الدّين الخابوري) ) أَحْمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري الإِمَام الْمُقْرِئ المجود شمس الدّين خطيب حلب ومقرئها كَانَ إِمَامًا ماهراً محرراً للقراءات ووجوهها وعللها مليح الشكل قوي الْكِتَابَة صَاحب نَوَادِر وخلاعة وظرف وَله فِي ذَلِك حكايات قَرَأَ الْقرَاءَات على السخاوي وَغَيره وَسمع بحران من الْخَطِيب فَخر الدّين ابْن تَيْمِية وبحلب من أبي مُحَمَّد بن الْأُسْتَاذ وَيحيى ابْن الدَّامغَانِي وَابْن روزبه وببغداذ من عبد السَّلَام الداهري وبدمشق من ابْن صَادِق وَابْن صباح ومولده بالخابور سنة سِتّ مائَة وَأسْندَ عَنهُ الْقرَاءَات والشاطبية الشَّيْخ يحيى المنيجي وَرَوَاهَا عَنهُ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَذَلِكَ قبل مَوته بدهر سمع مِنْهُ الْمزي وَابْن الظَّاهِرِيّ وَولده أَبُو عَمْرو والبرزالي وَابْن شامة وَغَيرهم توفّي بحلب سِتَّة تسعين وست مائَة وَصلي عَلَيْهِ بِدِمَشْق وَمن نوادره أَنه كَانَ صَاحب قطان يجلس على دكانه فاتفق أَن جَاءَهُ إِلَى الدّكان وَمَا وجده فَقعدَ ينتظره وَكَانَ أَيَّام حلج الْقطن لما يَدُور الفلاحون يحلجون الْقطن بِالْأُجْرَةِ فجَاء إِلَيْهِ بعض الفلاحين وَقَالَ يَا سَيِّدي عنْدك قوطين حَتَّى أحلج وأشبح الضمة فِي قطن على الْقَاف إِلَى أَن نشأت واواً فَقَالَ لَهُ الخابوري لَا وَالله مَا عِنْدِي إِلَّا قوط وَاحِد وَأَنا الَّذِي أحلجه وَحكي عَنهُ أَنه كَانَ أَيَّام قراسنقر بحلب مُسْتَوْفِي على الْأَوْقَاف يَهُودِيّ فضايق الْفُقَهَاء وَأهل الْأَوْقَاف وشدد عَلَيْهِم فشكوه إِلَى قراسنقر وعزله ثمَّ إِن الْيَهُودِيّ سعى وبرطل ثمَّ تولى وعاملهم أَشد من الْمرة الأولى فشكوه فَعَزله ثمَّ تولى فشكوه فَعَزله ثمَّ سعى وَتَوَلَّى فَضَاقَ الْفُقَهَاء وَقَالُوا مَا لنا فِي الْخَلَاص مِنْهُ غير الْخَطِيب شمس الدّين فَجَاءُوا إِلَيْهِ فَقَالَ مَا أصنع بِهَذَا الْكَلْب ابْن الْكَلْب فَقَالُوا مَا لَهُ غَيْرك فَقَالَ يدبر الله وَأمر غُلَامه أَن يَأْخُذ سجادته ودواة وأقلاماً وورقاً

جمال الدين التميمي الصقلي

ومصحفاً على كرْسِي وَقَالَ لَهُ توجه بِهَذَا إِلَى كَنِيسَة الْيَهُود وافرش لي السجادة وَكَانَ ذَلِك بعد عصر الْجُمُعَة فَحَضَرَ الشَّيْخ وَجلسَ على السجادة وَفتح الْمُصحف من أَوله وَأخذ يقْرَأ فجَاء الْيَهُود ورأوه وَمَا أمكنهم يَقُولُونَ لَهُ شَيْئا لِأَنَّهُ خطيب الْبَلَد وَهُوَ ذُو وجاهة فَضَاقَ عَلَيْهِم الْوَقْت وَأَرَادُوا الدُّخُول فِي السبت وانحصروا فَقَالُوا لَهُ يَا سَيِّدي قد قرب أَذَان الْمغرب ونريد نغلق الْكَنِيسَة فَقَالَ أَبيت فِيهَا لِأَنِّي نذرت أَن أنسخ هَذَا الْمُصحف هُنَا فضاقوا وضجوا وَقَالُوا يَا سَيِّدي وَالله مَا نطيق هَذَا وَغدا السبت فَقَالَ كَذَا اتّفق وَلَا بُد من الْمقَام هُنَا إِلَى أَن يفرغ الْمُصحف فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وقبلوا أقدامه وأقسموا عَلَيْهِ فَقَالَ وَلَا بُد قَالُوا نعم قَالَ التزموا لي بِأَن تحرموا هَذَا المستوفي حَتَّى لَا يعود يُبَاشر الْأَوْقَاف فألزموا) الديَّان أَن حرم الْيَهُودِيّ واستراح الْمُسلمُونَ مِنْهُ 3 - (جمال الدّين التَّمِيمِي الصّقليّ) أَحْمد بن عبد الله بن سعيد بن محمّد بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس جمال الدّين التَّمِيمِي الصّقليّ ثمَّ الدِّمَشْقِي قَرَأَ بالروايات على الشَّيْخ علم الدّين السخاوي وَسمع الْكثير وَحدث وَكَانَت كتبه نفيسة وأصوله حَسَنَة وَكَانَ فِي شبابه تزوج ابْنة الشَّيْخ علم الدّين وأولدها وتوفيه هِيَ وَالْولد وَلم يتَزَوَّج بعْدهَا وَكَانَ شَدِيد الشُّح على نَفسه كثير التقتير مَعَ الْجدّة الوافرة ووقف دَاره على الْفُقَهَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح يُعجبهُ بَحثه ويعظمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب عُلُوم الحَدِيث من أَوله إِلَى آخِره ومدحه بِأَبْيَات وَهِي (لقد صنف النَّاس علم الحَدِيث ... وصانوه عَن صُورَة الْبَاطِل) (وذبوا من الزُّور قَول النَّبِي ... إِمَام الهداة الرضى الْعَادِل) (وَلم يلْحقُوا شأو هَذَا الْكتاب ... وَلَا سيب أفضاله النائل) (فيمم دَقِيق الْمعَانِي بِهِ ... تَجِد مَا يشق على الدَّاخِل) (وجاد بِهِ للورى عالمٌ ... صَرِيح التقى لَيْسَ بالباخل) (يُفِيد الْعُلُوم لطلابها ... ويصفح عَن زلَّة الْجَاهِل) (فَلَا مثل لِابْنِ الإِمَام الصّلاح ... لكشف الغوامض للسَّائِل) (فسقيا لَهُ ثمَّ رعياً على ... فَوَائِد كالعارض الهاطل) (ودام لَهُ السعد فِي نمعةٍ ... دوَام الْفَضَائِل للفاضل) قلت شعر نَازل وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (الأعيمى التطيلي) أَحْمد بن عبد الله بن هُرَيْرَة أَبُو الْعَبَّاس الْقَيْسِي التطيلي الإشبيلي المنشأ الضَّرِير الْمَعْرُوف بالأعيمى توفّي سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة من شعره

(بحياة عصياني عَلَيْك عواذلي ... إِن كَانَت القربات عنْدك تَنْفَع) (هَل تذكرين ليالياً بتنا بهَا ... لَا أَنْت باخلةٌ وَلَا أَنا أقنع) قلت قد مر فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن خفاجة مَا يشبه هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فليطلب فِي مَكَانَهُ وَمِنْه (مللت حمص وملتني فَلَو نطقت ... كَمَا نطقت تجارينا على قدر) ) (وسولت لي نَفسِي أَن أفارقها ... وَالْمَاء فِي المزن أصفى مِنْهُ فِي الْغدر) (هَيْهَات بل رُبمَا كَانَ الرحيل عَنَّا ... بِالْمَالِ أحيي بِهِ فقرا من الْعُمر) (كم ساهرٍ يستطيل اللَّيْل من دنفٍ ... لم يدر أَن الردى آتٍ مَعَ السحر) (أما اشتفت مني الْأَيَّام فِي وطني ... حَتَّى تضايق فِيمَا عنّ عَن وطري) (وَلَا قَضَت من سَواد الْعين حَاجَتهَا ... حَتَّى تكرّ على مَا كَانَ فِي الشّعْر) قلت شعر جيد وحمص هُنَا هِيَ إشبيلية لِأَن أهل حمص لما دخلُوا الْمغرب استوطنوها وَمن شعره يمدح بعض الوزراء (أعد نظرا فِي روضتي ذَلِك الخدّ ... فَإِنِّي أَخَاف الياسمين على الْورْد) (وَخذ لَهما دمعي وعللهما بِهِ ... فَإِن دموعي لَا تعيد وَلَا تبدي) (وَإِلَّا فَفِي كأس المدامة بلغةٌ ... تقوم مقَام الريّ عنْدك أَو عِنْدِي) (وَفِي ريقك المعسول لَو أَن رَوْضَة ... تعلل بالكافور والمسك والشهد) (وَمَاء شَبَابِي كَانَ أعذب مورداً ... لَو أنّ اللَّيَالِي لم تزاحمك فِي الْورْد) (أمنك الخيال الطارقي كل ليلةٍ ... على مثل حد السَّيْف أَو طرة الْبرد) (منى لَا أُبَالِي أَن تكون كواذباً ... فتفنى وَلَكِن الْمدَار على وجدي) (يباري إليّ اللَّيْل لَو أَن شافعاً ... من النّوم أَو لَوْلَا رَقِيب من السهد) (تعلم مني كَيفَ ينعم بالهوى ... ويشقى فَهَلا كَيفَ يبْقى على الْعَهْد) (يهون عليّ الْوَصْل مَا دَامَ نازحاً ... وأسرع شَيْء حِين يدنو إِلَى الصدّ) (وَلَيْلَة وافاني وَقد ملت مَيْلَة ... وَكنت أَنا والنجم بتنا على وعد) (ألم فَحَيَّا بَين رقبي ورقةٍ ... وَلَا شَيْء أحل من دنوٍّ على بعد)

(وَقد رابه لمحٌ من اللَّيْل فِي الدجى ... كَمَا لَاحَ وسم الشيب فِي الشّعْر الْجَعْد) (رأى أدمعي حمراً وشيبي ناصعاً ... وفرط نحولي واصفراري على خدي) (فود لَو أَنِّي عقده أَو وشاحه ... وَإِن لم يطق حمل الوشاح وَلَا العقد) (ألم فأعداني ضناه وسهده ... وَقد كَانَ هَذَا الشوق أولى بِأَن يعدي) (وَولى فَلَا تسْأَل بحالي بعده ... وَلَكِن سل الْأَيَّام عَن حَاله بعدِي) (تفَاوت قومِي فِي الحظوظ وسبلها ... فمكدٍ على حرصٍ ومثرٍ على زهد) ) (وَأما أَنا والحضرميّ فإننا ... قسمنا الْمَعَالِي بَين غور إِلَى نجد) (فَأَبت أَنا بالشعر أحمي لِوَاءُهُ ... وآب ابْن عِيسَى بالسيادة وَالْمجد) (فَتى لَا يُبَالِي فوز من فَازَ بالعلى ... إِذا امْتَلَأت كفا يَدَيْهِ من الْحَمد) وَمِنْه قَوْله وبديع الْأَوْصَاف كَالشَّمْسِ كالدمية كالغصن كالقنا كالريم (سكريّ اللمى وضيء الْمحيا ... يستخفّ النُّفُوس قبل الجسوم) (متهدٍّ إِلَى الحلوم بلحظٍ ... رُبمَا كَانَ ضلةً للحلوم) (مَا يُبَالِي من بَات يلهو بِهِ إِن ... لم ينل ملك فارسٍ وَالروم) قُمْت أسقيه من لمى ثغره العذب على صحن خدّه المرقوم بَين ليلٍ كخضرة الرَّوْض فِي اللَّوْن وصبحٍ كعرفه فِي الشميم وَكَأن النُّجُوم فِي غبش الصُّبْح وَقد لفَّها فُرَادَى بتوم أعين العاشقين أدهشها الْبَين فأغضت بَين الضنى والوجوم وَمِنْه (أما والهوى وَهُوَ إِحْدَى الْملَل ... لقد مَال قدّك حَتَّى اعتدل) (وأشرق وَجهك للعاذلات ... حَتَّى رَأَتْ كَيفَ يعْصى العذل) (وَلم أر أفتك من مقلتيه ... على أَن لي خبْرَة بالمقل) (كحلتهما بهوى قاتلٍ ... وَقلت الردى حِيلَة فِي الْكحل) (وَإِنِّي وَإِن كنت ذَا غفلةٍ ... لأعْلم كَيفَ تكون الْحِيَل) (وَلست أسائل عَيْنَيْك بِي ... وَلَكِن بِعَهْد الرضى مَا فعل)

(وَقد كنت جاريت تِلْكَ الجفون ... إِلَى الْمَوْت بَين المنى والعلل) وَمِنْه قَوْله وَهِي طَوِيلَة يرثي بهَا ابْن اليناقي وَقد قتل غيلَة (خذا حدثاني عَن فلٍ وَفُلَان ... لعَلي أرِي باقٍ على الْحدثَان) (وَعَن دولٍ جسن الديار وَأَهْلهَا ... فنين وَصرف الدَّهْر لَيْسَ بفان) (وَعَن هرمي مصر الْغَدَاة أمتعا ... بشرخ شبابٍ أم هما هرمان) (وَعَن نخلتي حلوان كَيفَ تناءتا ... وَلم يطويا كشحاً على شنآن) ) (وَطَالَ ثواء الفرقدين بغبطةٍ ... أما علما أَن سَوف يفترقان) (وزايل بَين الشعريين تصرفٌ ... من الدَّهْر لَا وانٍ وَلَا متوان) (فَإِن تذْهب الشعرى العبور لشأنها ... فَإِن الغميصا فِي بَقِيَّة شان) (وجنّ سهيلٌ بِالثُّرَيَّا جُنُونه ... وَلَكِن سلاه كَيفَ يَلْتَقِيَانِ) (وهيهات من جور الْقَضَاء وعدله ... شآميةٌ ألوت بدين يمَان) (فأزمع عَنْهَا آخر الدَّهْر سلوةً ... على طمعٍ خلاه للدبران) (وأعلن صرف الدَّهْر لِابْني نويرةٍ ... بِيَوْم تناءٍ غال كلّ تدان) (وَكَانَا كندماني جذيمة حقبةً ... من الدَّهْر لَو لم ينصرم لِأَوَانِ) (فهان دمٌ بَين الدكادك واللوى ... وَمَا كَانَ فِي أَمْثَالهَا بمهان) (وضاعت دموعٌ بَات يبعثها الأسى ... يهيجها قبرٌ بِكُل مَكَان) (وَمَال على عبسٍ وذبيان مَيْلَة ... فأودى بمجنيٍّ عَلَيْهِ وجان) (فعوجا على جفر الهباءة فاعجبا ... لضيعة أعلاقٍ هُنَاكَ ثَمَان) (دماءٌ جرت مِنْهَا التلاع بِمِثْلِهَا ... وَلَا ذحل إِلَّا أَن جرى فرسَان) (وأيم حربٍ لَا يُنَادى وليدها ... أهاب بهَا فِي الحيّ يَوْم رهان) (فآب الرّبيع والبلاد تهره ... وَلَا مثل مودٍ من وَرَاء عمان) (وأنحى على ابْني وائلٍ فتهاصرا ... غصون الردى من كزّةٍ ولدان) (تعاطى كليبٌ فاستمر بطعنةٍ ... أَقَامَت لَهَا الْأَبْطَال سوق طعان) (وَبَات عديٌ بالذنائب يصطلي ... بِنَار وغىً لَيست بِذَات دُخان) (فدلت رقابٌ من رجالٍ أغرّةٍ ... إِلَيْهِم تناهى عز كل زمَان)

(وهبوا يلاقون الصوارم والقنا ... بِكُل جبينٍ واضحٍ ولسان) (فَلَا خدّ إِلَّا فِيهِ خدّ مهندٍ ... وَلَا صدر إِلَّا فِيهِ صدر سِنَان) (وصال على الجونين بِالشعبِ فانثنى ... بأسلاب مطلولٍ وربقة عان) (وأمضى على أَبنَاء قيلة حكمه ... على شرسٍ أدلوا بِهِ وليان) (وأيّ قبيلٍ لم يصدّع جَمِيعهم ... ببكرٍ من الأرزاء أَو بعوان) (خليليّ أَبْصرت الردى وسمعته ... فَإِن كنتما فِي مريةٍ فسلاني) ) (وَلَا تعداني أَن أعيش إِلَى غدٍ ... لَعَلَّ المنايا دون مَا تعداني) (ونبهني ناعٍ مَعَ الصُّبْح كلما ... تشاغلت عَنهُ عنّ لي وعناني) (أغمض أجفاني كَأَنِّي نائمٌ ... وَقد لجت الأحشاء فِي الخفقان) (أَبَا حسنٍ أم أَخُوك فقد مضى ... فوا لهف نَفسِي مَا التقى أَخَوان) (أَبَا حسنٍ إِحْدَى يَديك رزئتها ... فَهَل لَك بِالصبرِ الْجَمِيل يدان) (أَبَا حسنٍ ألق السِّلَاح فَإِنَّهَا ... منايا وَإِن قَالَ الجهول أماني) (أَبَا حسنٍ هَل يدْفع الْمَرْء حِينه ... بأيد شُجَاع أَو بكيد جبان) (توقّوه شَيْئا ثمَّ كروا وجعجعوا ... بأروع فضفاض الرِّدَاء هجان) (أخي فتكاتٍ لَا يزَال يجيبها ... بحزم معينٍ أَو بعزم معَان) (رأى كلّ مَا يستعظم النَّاس دونه ... فولّى غَنِيا عَنهُ أَو متغاني) (قَلِيل حَدِيث النَّفس عَمَّا يروعه ... وَإِن لم يزل من ظَنّه بمَكَان) (أبيٌّ وَإِن يتبع رِضَاهُ فمصحبٌ ... بعيدٌ وَإِن يطْلب جداه فدان) (لَك الله خوّفت العدى وأمنتهم ... فذقت الردى من خيفةٍ وأمان) (إِذا أَنْت خوّفت الرِّجَال فخفتهم ... فَإنَّك لَا تجزى هوى بهوان) (رياحٌ وَهبهَا عارضتك عواصفاً ... فَكيف انثنى أَو كَاد ركن أبان) (بلَى ربّ مَشْهُور العلى متشيعٍ ... قَلِيل بمنهوب الْفُؤَاد هدان) (أتيحت لبسطامٍ حَدِيدَة عاصمٍ ... فخرّ كَمَا خرّت سحوق ليان) (بنفسي وَأَهلي أيّ بدر دجنّةٍ ... لستٍّ خلت من شهره وثمان) (وَأي أتّيٍ لَا تقوم لَهُ الربى ... ثنى عزمه دون القرارة ثَان) (وأيّ فَتى لَو جَاءَكُم فِي سلاحه ... مَتى صلحت كفّ بِغَيْر بنان) (وَمَا غرّكم لَوْلَا الْقَضَاء بباسلٍ ... أصاخ فقعقعتم لَهُ بشنان) (يَقُولُونَ لَا يبعد وَللَّه دره ... وَقد حيل بَين العير والنزوان)

(ويأبون إِلَّا ليته وَلَعَلَّه ... وَمن أَيْن للمقصوص بالطيران) (رويد الْأَمَانِي إنّ رزء محمدٍ ... عدا الْفلك الْأَعْلَى عَن الدوران) (وَحسب المنايا أَن تفوز بِمثلِهِ ... كَفاك وَلَو أخطأته لكفاني) ) (أثاكلتيه والثواكل جمةٌ ... لَو أنكما بِالنَّاسِ تأتسيان) (أذيلا وصونا واجزعا وتجلدا ... وَلَا تأخذا إِلَّا بِمَا تدعان) وَمن موشحات أَحْمد الأعيمى (مَا حَال الْقُلُوب وَفِي غمض الجفون ... عيونٌ ظباها أمضى سِهَام الْمنون) (قسيّ الحواجب ... سهامها عَيناهُ) (كنوين كَاتب ... قد خطهنّ الله) (وخضرة شَارِب ... مَعَ مَا حوت شفتاه) (من درٍ وَطيب لَو بِعْت روحي وديني ... فِي رشف لماها مَا كنت بالمغبون) (يَا من يتعزر ... اخضع لعبد الْعَزِيز) (إِن كنت تميّز ... جماله تمييزي) (والخدّ الْمُطَرز ... بأبدع التطريز) (وَالْخَال العجيب قد جال فِي النسرين ... كزنجيٍّ تاها فِي روض الياسمين) (لَا أصغي للاحي ... يلحّ فِي تعذالي) (وَوجه الصّلاح ... حبّي لهَذَا الغزال) (من هُوَ فِي الملاح ... من الطّراز العالي) (قدٌّ كالقضيب فِي الانثنا واللين ... وخصرٌ إِن ضاهى بِهِ لرقة ديني) (كشفت القناعا ... مستوهباً مِنْهُ قبله) (فاستحيا امتناعا ... أظنّها مِنْهُ خجله) (فَقلت انخضاعا ... مَا قَالَ قيسٌ لعبله) (أما أَنا حَبِيبِي نطيش من غرشوني ... شيم غين رشاها أَلا تغرش منوني)

ابن عميرة المخزومي

3 - (ابْن عميرَة المَخْزُومِي) أَحْمد بن عبد اله بن عميرَة المَخْزُومِي القَاضِي أَبُو الْمطرف من أهل الجزيرة سقر وَسكن بلنسية قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم فَائِدَة هَذِه الْمِائَة وَالْوَاحد يفئ بالفئة الَّذِي اعْترف باتحاده الْجَمِيع واتصف بالإبداع فَمَاذَا يُوصف بِهِ البديع ومعاذ الله أَن أحابيه بالتقديم لما لَهُ من حق التَّعْلِيم كَيفَ وَسَبقه الْأَشْهر ونطقه للياقوت والجوهر تحلّت بِهِ الصحائف والمهارق) وَمَا تخلت عَنهُ المغارب والمشارق فحسبي أَن أجهد فِي أَوْصَافه ثمَّ أشهد بِعَدَمِ إنصافه هَذَا على تنَاول الْخُصُوص والعموم لذكره وتناوب المنثور والمنظوم على شكره وَمِمَّا أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار (وأجلت فكري فِي وشاحك فانثنى ... شوقاً إِلَيْك يجول فِي جوّال) (أنصفت غُصْن البان إِذْ لم تَدعه ... لتأودٍ مَعَ عطفك الميال) (ورحمت درّ العقد حِين وَضعته ... متوارياً عَن ثغرك المتلالي) (كَيفَ اللِّقَاء وَفعل وَعدك سينه ... أبدا تخلصه للاستقبال) (وكماة قَوْمك نارهم ووقودها ... للطارقين أسنةٌ وعوال) وَأورد لَهُ أَيْضا (أنظر إِلَى الْوَادي غَدا كدراً ... وصفاؤه قد عَاد كالعلق) (فَكَأَنَّهُ لما بدا أفقٌ ... سَالَتْ عَلَيْهِ حمرَة الشَّفق) وَله مِمَّا يكْتب على قَوس (مَا انآد معتقل القنا إِلَّا لِأَن ... يَحْكِي تأطر قامتي العوجاء) (تحنو الضلوع على الْقُلُوب وإنني ... ضلعٌ ثوى فِيهَا بأعضل دَاء) وَله وَقد أهْدى وردا (خُذْهَا إِلَيْك أَبَا عبد الْإِلَه فقد ... جاءتك مثل خدودٍ زانها الخفر) (أتتك تحكي سجايا مِنْك قد عذبت ... لَكِن تغيّر هَذَا دونه الْغَيْر) (إِن شمت مِنْهَا بروق الْغَيْث لامعةً ... فَسَوف يَأْتِيك من ماءٍ لَهَا مطر) قَالَ ابْن الْأَبَّار وَكتب إِلَيّ مَعَ تحفةٍ أهداها مكافئاً عَن مثلهَا (يَا وَاحِد الْأَدَب الَّذِي قد زانه ... بمناقبٍ جعلته فَارس مقنبه) (بِالْفَضْلِ بِالْهبةِ ابتدأت فَإِن تعر ... طرف الْقبُول لما وهبت ختمت بِهِ)

القاضي محب الدين الطبري الشافعي

قَالَ وَله ارتجالاً من قصر الْإِمَارَة من بلنسية وَأَنا حَاضر فِي صَبِيحَة بعض الْجمع وَقد حجم صاحبٌ لنا من أهل النّظم والنثر وَأحسن إِلَى الْحجام الْمَخْصُوص (أرى من جَاءَ بِالْمُوسَى مواسى ... وراحة ذِي القريض تعود صفرا) (فَهَذَا مخفقٌ إِن قصّ شعرًا ... وَهَذَا منجحٌ إِن قصّ شعرًا) ) وَله أَيْضا (هُوَ مَا علمت من الْأَمِير فَمَا الَّذِي ... تزداد مِنْهُ وَفِيه لَا ترتاب) (لَا يَتَّقِي الأجناد فِي أَيَّامه ... فقرا وَلَا يَرْجُو الْغنى الْكتاب) وَله بعد انْفِصَاله من بلنسية عَن وحشةٍ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وست مائَة (أَسِير بأرجاء الرَّجَاء وَإِنَّمَا ... حَدِيث طريقي طَارق الْحدثَان) (وأحضر نَفسِي إِن تقدّمت خيفةً ... لغضّ عنانٍ أَو لعضّ زمَان) (أينزل حظي للحضيض وَقد سرى ... لإمكانه فَوق الذرى جبلان) (وأخبط فِي ليل الْحَوَادِث بَعْدَمَا ... أَضَاء لعَيْنِي مِنْهُمَا القمران) (فيحيى لآمالي حَيَاة معادة ... وإنّ عَزِيزًا عزّةٌ لمكاني) (وَقَالُوا اقترح إنّ الْأَمَانِي مِنْهُمَا ... وَإِن كنّ فَوق النَّجْم تَحت ضَمَان) (فَقلت إِذا ناجاهما بقضيتي ... ضميري لم أحفل بشرح لساني) وَله أَيْضا (سلب الْكرَى من مقلتيّ فَلم يجِئ ... مِنْهُ على نأيٍ خيالٌ يطْرق) (أهفو ارتياحاً للنسيم إِذا سرى ... إنّ الغريق بِمَا يرى يتعلّق) 3 - (القَاضِي محب الدّين الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم شيخ الْحرم محب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْفَقِيه الزَّاهِد الْمُحدث ولد سنة خمس عشرَة وَسمع من ابْن المقير وَشُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَابْن الجميزي والمرسي وَعبد الرَّحْمَن بن أبي حرمي الْعَطَّار وَجَمَاعَة ودرّس وَأفْتى وَكَانَ شيخ الشَّافِعِيَّة ومحدّث الْحجاز صنّف كتابا كَبِيرا فِي الْأَحْكَام فِي سِتّ مجلدات وتعب عَلَيْهِ مُدَّة ورحل إِلَى الْيمن وأسمعه لصَاحب الْيمن روى عَنهُ الدمياطي قصيدة من نظمه وَابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز والبرزالي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَهُوَ وَالِد جمال الدّين مُحَمَّد الْمُتَقَدّم ذكره فِي المحمدين

جمال الدين المحقق

وجدّ نجم الدّين قَاضِي مَكَّة وَقد مرّ ذكره فِي المحمدين أَيْضا توفّي محبّ الدّين سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (جمال الدّين الْمُحَقق) أَحْمد بن عبد الله بن الْحُسَيْن الشَّيْخ جمال الدّين الْمُحَقق فَقِيه مدرس مناظر جيد الْمُشَاركَة فِي) الْأُصُول والعربية بارع فِي الطِّبّ كَانَ معيداً فِي الْمدَارِس الْكِبَار حدث عَن الْكَمَال بن طَلْحَة وَغَيره وَله نَوَادِر وحكايات كَانَ مدرساً بمدرسة فروخشاه ومدرس الطِّبّ بالدخوارية وطبيباً بالمارستان بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (ابْن شلبطور) أَحْمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي البلنسي المرويّ الدَّار الْمَعْرُوف بِابْن شلبطور بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون اللَّام وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَضم الطَّاء الْمُهْملَة وَبعد الْوَاو الساكنة رَاء على وزن منجنون أَخْبرنِي الْحَافِظ العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ الْمَذْكُور أديب من أهل المرية كَانَ بهَا أَيَّام إقامتي بالمرية وَلم يقْض لي بلقائه وَمن شعره (بملعب الْحَيّ من أكناف يبرين ... مصارعٌ لم تكن فِي حَرْب صفّين) (تؤتي المنى سؤلها فِيهِ فتسهده ... فينثني بَين مسلوبٍ ومطعون) 3 - (ابْن مهَاجر) أَحْمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهَاجر الأندلسي الْوَادي آشي شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ سكن طرابلس الشَّام ثمَّ انْتقل إِلَى حلب وَأقَام بهَا وَصَارَ من الْعُدُول المبرزين فِي الْعَدَالَة بحلب يعرف النَّحْو وَالْعرُوض ويشتغل فيهمَا وَله انتماء إِلَى قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين ابْن العديم رَأَيْته بحلب أَيَّام مقَامي بهَا سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة فرأيته حسن التودد أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (مَا لَاحَ فِي درعٍ يصول بِسَيْفِهِ ... وَالْوَجْه مِنْهُ يضئ تَحت المغفر)

(إِلَّا حسبت الْبَحْر مدّ بجدولٍ ... وَالشَّمْس تَحت سحائبٍ من عنبر) قلت جمع فِي هَذَا الْمَقْطُوع بَين قَول الْمُعْتَمد بن عباد (وَلما اقتحمت الوغى دارعاً ... وقنعّت وَجهك بالمغفر) (حَسبنَا محياك شمس الضُّحَى ... عَلَيْهَا سحابٌ من العنبر) وَبَين قَول أبي بكر الرصافي (لَو كنت شَاهده وَقد غشي الوغى ... يختال فِي درع الْحَدِيد المسبل) (لرأيت مِنْهُ والقضيب بكفّه ... بحراً يريق دم الكماة بجدول) وَقَالَ يمدح الشَّيْخ كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الزملكاني وَقد توجه إِلَى حلب قَاضِي الْقُضَاة) (يمنٌ ترنّم فَوق الأيك طَائِره ... وطائرٌ عَمت الدُّنْيَا بشائره) (وسؤددٌ أصبح الإقبال ممتثلاً ... فِي أمره مَا أَخُوهُ العزّ آمره) مِنْهَا من مخبرٌ عني الشَّهْبَاء أَن كَمَال الدّين قد شيّدت فِيهَا مقاصره (وَأَن تَقْلِيده الزاهي وخلعته ... الَّتِي تطرّز عطفيها مآثره) (بِالنَّفسِ أفديك من تَقْلِيد مجتهدٍ ... سواهُ يُوجد فِي الدُّنْيَا مناظره) (أنشدت حِين أدَار الْبشر كأس طلا ... حكت أَوَائِله صفواً أواخره) (وَقد بَدَت فِي بَيَاض الطرس أسطره ... سُودًا لتبدي مَا أَهْدَت محابره) (ساقٍ تكن من صبحٍ وَمن غسقٍ ... فابيض خداه واسودت غدائره) (وخلعة قلت إِذْ لاحت لتزرينا ... بالروض تطفو على نهرٍ أزاهره) (وَقد رَآهَا عدوٌّ كَانَ يضمر لي ... من قبل سوءا فخانته ضمائره) (ورام صبرا فأعيته مطالبه ... وغيّض الدمع فانهلّت بوادره) (بعودة الدولة الغرّاء ثَانِيَة ... أمنت مِنْك ونام اللَّيْل ساهره) وَقَالَ أَيْضا (تسعر فِي الوغى نيران حربٍ ... بِأَيْدِيهِم مهنّدةٌ ذُكُور) (وَمن عجبٍ لظى قد سعرتها ... جداول قد أقلتها بدور)

القاضي شقير

وَمن قَوْله ملغزاً فِي قالب لبن (مَا آكلٌ فِي فمين ... يغوط من مخرجين) (مغرىً بقبضٍ وبسطٍ ... وَمَا لَهُ من يدين) (وَيقطع الأَرْض سعياً ... من غير مَا قدمين) وَخمْس لامية الْعَجم مدحاً فِي سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلما كنت فِي حلب كتب إليّ أبياتاً 3 - (القَاضِي شقير) أَحْمد بن عبد الله بن الزكي الْقرشِي الْمَعْرُوف بِالْقَاضِي شقير هُوَ القَاضِي شرف الدّين الدِّمَشْقِي الْجَزرِي تجرد للفقر خمْسا وَسِتِّينَ سنة ثمَّ إِنَّه جاور بِمَسْجِد الكهفت التحتاني بجبل قاسيون) مولده فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة 3 - (شهَاب الدّين الظَّاهِرِيّ) أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ شهَاب الدّين الظَّاهِرِيّ الشَّافِعِي أحد الْمُفْتِينَ والمدرسين بِدِمَشْق أَخذ الْعلم عَن الشَّيْخ برهَان الدّين الْفَزارِيّ وَغَيره وَله محاضرة حَسَنَة وأخلاق رضية ينتمي إِلَى الْفُقَرَاء ويصحبهم كثيرا وأعرفه يتَوَجَّه إِلَى الْحجاز غَالب السنين وَهُوَ قَاضِي الركب الشَّامي مولده تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة أنْشد من لَفظه لنَفسِهِ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة (رَأَتْ شيبتي قَالَ عجيبٌ مَعَ الصِّبَا ... مشيبك هَذَا صفه لي بحياتي) (فَقلت لَهَا مَا ذَاك شيبٌ وَإِنَّمَا ... سناك بقلبي لَاحَ فِي وجناتي) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي مليح بِهِ دمل (قَالُوا حَبِيبك يشتكي من دملٍ ... مسته فَهُوَ بنارها يتحرّق) (فأجبتهم حاشا نعيم جماله ... أَن تعتريه ملمّةٌ أَو تطرق) (مَا ذَاك غير قُرُوح قلب محبه ... من نارها ذهبت بِهِ تتعلّق) كَذَا أنشدنيه من لَفظه وَمن نظمه أَيْضا (عجبوا لخالك كَيفَ مِنْك مقبّلاً ... شفةً رقت عَن لؤلؤٍ وجمان) (فأجبتهم لَا تعجبوا مَا زَالَ ذَا ... مستلزماً لشقائق النُّعْمَان) وَمِنْه أَيْضا (رعف الحبيب فَقيل هَل قبلته ... شوقاً إِلَيْهِ ودمع عَيْنك يسجم) (فأجبت لَا لكنه أخْفى دمي ... فِي سفكه وَعَلِيهِ قد ظهر الدَّم)

المترجم البغداذي

3 - (المترجم البغداذي) أَحْمد بن عبد الله بن دَاوُد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين البغداذي الْمَعْرُوف بالمترجم رَأَيْته بِدِمَشْق غير مرّة وَهُوَ فَرد الزَّمَان ونادرة الأوان فِي حل المترجم وَإِمَام فِي الْكِتَابَة المنسوبة وتعتيقها أول وُرُوده إِلَى دمشق وصف لشَيْخِنَا الْعَلامَة شهَاب الدّين أبي الثَّنَاء مَحْمُود فأحضروه إِلَيْهِ إِلَى ديوَان الْإِنْشَاء فَكتب لَهُ لغزاً مترجماً فحلّ المترجم واللغز فِي الْوَقْت) الْحَاضِر فَمَا كَاد يقْضِي مِنْهُ الْعجب واعترف لَهُ بِالْإِحْسَانِ وبحل المترجم بِلَا فاصلة وَهَذَا بديع وَآخر عهدي بِهِ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِدِمَشْق ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة كتب تقريظاً على كتابي جنان الجناس (زِينَة الْمَرْء بَيَان الْمنطق ... مقرناً مِنْهُ بِحسن الْخلق) (وأخصّ النَّاس فِيهِ رجلٌ ... نظم الْحِكْمَة نظم النسق) (فِي جنان من جناس زخرفت ... بحسانٍ من لسانٍ ذلق) (أودعتها كَفه فِي دعةٍ ... وأمانٍ فِي بطُون الْوَرق) (ناظماً أحرفه فِي أسطرٍ ... ذَاهِبًا فِيهَا لأسى الطّرق) (كنظام الدّرّ من أَنْوَاعه ... زِينَة فِي صفحات الْعُنُق) (رَاكِبًا أسودها أبيضها ... كركوب اللَّيْل متن الشَّفق) (فبياضٌ فِي سوادٍ حلكٍ ... وسوادٌ فِي بياضٍ يقق) (نطقت وَهِي جمادٌ كلهَا ... وعجيبٌ نطق من لم ينْطق) (حملتنا بعده أَلْفَاظه ... فِي اصْطِلَاح الشّعْر مَا لم نطق) (كل معنى دقّ فِيهَا فاختفى ... عَن سنا الْفِكر وَنور الحدق) (فِي افتراقٍ واتفاقٍ قَصده ... فاغن بالمفترق الْمُتَّفق) (كمنت فطنته فِيهَا كَمَا ... كمنت أشخاصنا فِي العلق) (أَيهَا الطَّالِب يَبْغِي شأوه ... حكم الْعلم بِأَن لم يلْحق) (لست تَدْرِي من تجاري فاتئد ... أَنْت والبرق مَعًا فِي طلق) (وَبَنُو الْفضل مَتى جاراهم ... غير ذِي الْفضل يَمِينا يسْبق) (هَكَذَا الْمَعْنى فَكُن محتفلاً ... وَكَذَا الْأَلْفَاظ فاسمع وذق) (أَي نارٍ لخليلٍ أضرمت ... حذرا مِنْهَا وَإِن لم تحرق) (قلبت أَرضًا أريضاً أنفًا ... أرج الأرجاء بِالْفَضْلِ سقِِي) (فبها أفكارنا فِي سنةٍ ... وَبهَا أَعيننَا فِي أرق) (سحر النَّاس بهَا مَنْطِقه ... فأعاذوه بِرَبّ الفلق)

فخر الدين البليسي

(زدهم سحرًا وَلَا تَرث لَهُم ... فَهُوَ ذنبٌ إثمه فِي عنقِي) ) (لَو وعى نطقك قسٌ لم يقل ... أَيهَا النَّاس اسمعوا من منطقي) (دمت للنَّاس صلاحاً مَا شدت ... فَوق غصنٍ صادحات الْوَرق) فَكتبت أَنا الْجَواب إِلَيْهِ مُخْتَصرا (أرياحين أَتَت فِي طبق ... عرفهَا سارٍ إِلَى منتشق) (أم غصون من سطور قد شدت ... فَوْقهَا الأطيار بَين الْوَرق) (أم ثغورٌ بسمت عَن شنب ... أم نُجُوم بَدَت فِي غسق) (أم عقودٌ وَيَد الْإِحْسَان قد ... جبرت عطلي فحلّت عنقِي) (هَكَذَا النّظم الَّذِي رونقه ... لسوى مولَايَ لم يتَّفق) (طرسه صفحة خذٍ أبيضٍ ... وَله النقس سَواد الحدق) (قلت للخلّ وَقد عاينه ... هَكَذَا السكر يهدي فذق) (ثمَّ لما ذاقه اهتزّ لَهُ ... كنديمٍ صفوة الراح سقِِي) (قَالَ هَذَا سكرٌ أَو مسكرٌ ... قلت بل هَذَا وَذَا فِي نسق) (دمت يَا فَرد الورى فِي فنه ... تبْعَث الْبُسْتَان لي فِي ورق) 3 - (فَخر الدّين البليسي) أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَاج الدّين البلبيسي ولد سنة خمسين وست مائَة ببليس أجَاز لي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (الغرافي التَّاجِر) أَحْمد بن عبد المحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن يَنْتَهِي إِلَى مُوسَى الكاظم الوَاسِطِيّ الغرافي التَّاجِر السفار ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وَسمع بمرو من أبي المظفر عبد الرَّحِيم بن السَّمْعَانِيّ وبالإسكندرية من مُحَمَّد بن عماد وَغَيره وببغداذ من ابْن الْقطيعِي أبي الْحسن والغراف من أَعمال وَاسِط روى عَنهُ وَلَده وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم والدمياطي وَجَمَاعَة وَتُوفِّي بالإسكندرية سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (شرف الدّين ابْن الرّفْعَة) أَحْمد بن عبد المحسن بن الرّفْعَة الشَّيْخ شرف الدّين ابْن الشَّيْخ مجير الدّين سمع من النجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي وَأبي إِبْرَاهِيم البروجردي ومعين الدِّمَشْقِي وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَغَيرهم) وَأَجَازَ لي فِي أَن أروي عَنهُ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ 3 - (الأطروش النَّاسِخ) أَحْمد بن عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز ابْن القَاضِي أَبُو الْقَاسِم

أبو طاهر بن بشران

الأطروش النَّاسِخ أَخُو أبي عَليّ الْمُبَارك البغداذي كَانَ دمثاً حفظَة للحكايات والأشعار مَعَ صَلَاح وديانة سمع أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن قُرَيْش وَحدث باليسير توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو طَاهِر بن بَشرَان) أَحْمد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران أَبُو طَاهِر بن أبي الْقَاسِم من أَوْلَاد الْمُحدثين طلب الحَدِيث وَسمع وَكتب بِخَطِّهِ وروى يَسِيرا سمع الْحُسَيْن بن عمرَان الضراب وَالْحُسَيْن بن هَارُون الضَّبِّيّ وَمُحَمّد بن المظفر الْحَافِظ وَغَيرهم 3 - (ابْن باتانه الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن باتانه البغداذي أسمعهُ وَالِده فِي صباه وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الْمُبَارك بن الْحسن ابْن الشهرزوري وَسعد الله ابْن الدجاجي وَغَيرهمَا وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَيحيى بن عبد الرَّحْمَن بن حشيش الفارقاني وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن خيرون وَأحمد بن عَليّ الدَّلال وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا حسن الْمعرفَة بالقراءات مجوداً صَالحا متديناً سديد السِّيرَة جميل الطَّرِيقَة أضرّ آخر عمره وَلم يرو شَيْئا عَن أبي بكر مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ لِأَنَّهُ كَانَ يَقُول دَائِما أَنا أحقّ أَو وَالِدي أسمعني مجلدة من كتاب الطَّبَقَات لِابْنِ سعد من القَاضِي أبي بكر ويمنعنا التواني عَن التفتيش عَلَيْهَا وَلما ظفر محب الدّين بالنسخة أَخذهَا وَتوجه إِلَيْهِ فَوَجَدَهُ قد مَاتَ قبله بِيَوْم 3 - (ابْن المكوي الْمَالِكِي) أَحْمد بن عبد الْملك بن هَاشم أَبُو عمر ابْن المكوي الإشبيلي الْمَالِكِي كَبِير الْمُفْتِينَ بقرطبة كَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب مقدما فِيهِ بَصيرًا بأقوال أَصْحَاب مَالك دعِي لقَضَاء قرطبة مرَّتَيْنِ فَأبى وصنف كتاب الِاسْتِيعَاب فِي رَأْي مَالك للْحكم أَمِير الْمُؤمنِينَ فجَاء بِهِ فِي مائَة جُزْء وَعَلِيهِ تفقه الْحَافِظ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر وَأخذ عَنهُ الْمُدَوَّنَة توفّي فَجْأَة فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبع وَمِائَة وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة) 3 - (الْوَزير ابْن شَهِيد) أَحْمد بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن ذِي الوزارتين الْأَعْلَى أَحْمد بن عبد الْملك بن عمر بن شَهِيد الْأَشْجَعِيّ أَبُو عَامر بن أبي مَرْوَان الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الشَّاعِر قَالَ

الْحميدِي كَانَ من الْعلمَاء بالأدب ومعاني الشّعْر وأقسام البلاغة وَله حَظّ من ذَلِك بسق فِيهِ وَلم ير أحدا فِي البلاغة يجاريه وَله كتاب حَانُوت الْعَطَّار والتوابع والزوابع وكشف الدك وإيضاح الشَّك وَسَائِر رسائله وَكتبه نافعة الْجد كَثِيرَة الْهزْل توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة بعلة ضيق النَّفس والنفخ قَالَ ابْن مَاكُولَا يُقَال إِنَّه جاحظ الأندلس وَلم يعقب أَبُو عَامر وانقرض عقب الْوَزير أَبِيه بِمَوْتِهِ وَكَانَ جواداً لَا يمسك شَيْئا وَلَا يأسى على فَائت عَزِيز النَّفس مائلاً إِلَى الْهزْل وَكَانَ لَهُ فِي علم الطِّبّ نصيبٌ وافر وَمن شعره (وَمَا ألان قناتي غمز حادثةٍ ... وَلَا استخفّ محلي قطّ إِنْسَان) (أمضي على الْقَوْم قدماً لَا ينهنهني ... وأنثني لسفيهي وَهُوَ حردان) (وَلَا أقارض جُهَّالًا بجهلهم ... وَالْأَمر أَمْرِي والأعوان أعوان) (أهيب بِالصبرِ والشحناء ثائرةٌ ... وأكظم الغيظ والأحقاد نيران) وَمِنْه أَيْضا (ألمت بالحب حَتَّى لَو دنا أَجلي ... لما وجدت لطعم الْمَوْت من ألم) (وذادني كرمي عَمَّن ولهت بِهِ ... ويلي من الْحبّ أَو ويلي من الْكَرم) وَمِنْه أَيْضا (وَلما تملأ من سكره ... ونام ونامت عُيُون العسس) (دَنَوْت إِلَيْهِ على بعده ... دنوّ الرفيق درما مَا التمس) (أدب إِلَيْهِ دَبِيب الْكرَى ... وأسمو إِلَيْهِ سموّ النَّفس) (وبتّ بِهِ لَيْلَتي نَاعِمًا ... إِلَى أَن تبسمّ ثغر الْغَلَس) (أقبل مِنْهُ بَيَاض الطلى ... وأرشف مِنْهُ سَواد اللعس) قلت قَوْله أسموا إِلَيْهِ سمو النَّفس هَذَا الْمَعْنى مَشْهُور لامرئ الْقَيْس لِأَنَّهُ قَالَ (سموت إِلَيْهَا بَعْدَمَا نَام أَهلهَا ... سموّ حباب المَاء حَالا على حَال) وَقَالَ وضاح الْيمن) (واسقط علينا كسقوط الندى ... لَيْلَة لَا ناهٍ وَلَا آمُر)

أَخذه ابْن صردرّ فَقَالَ (وحيٍّ طرقناه على غير موعدٍ ... فَمَا إِن وجدنَا عِنْد نارهم هدى) (وَمَا غفلت أحراسهم غير أننا ... سقطنا عَلَيْهِم مِثْلَمَا يسْقط الندى) وَمن شعر ابْن شَهِيد قَوْله (وَتَدْرِي سِبَاع الطير أَن كماته ... إِذا لقِيت صيد الكماة سِبَاع) (تطير جياعاً فَوْقهَا وتردها ... ظباه إِلَى الأوكار وَهِي شباع) قلت مَأْخُوذ من قَول مُسلم بن الْوَلِيد (قد عوّد الطير عادات وثقن بهَا ... فهن يتبعنه فِي كل مرتحل) وَمن شعر ابْن شَهِيد قَوْله (أما الرِّيَاح بجو عَاصِم ... فحلبن أخلاف الغمائم) (سهر الحيا برياضها ... فأسالها والزهر نَائِم) مِنْهَا ورد كَمَا خجلت خدود الغيد من لحظات هائم (بكر الحسان يردنه ... من كلّ وَاضِحَة الملاغم) (وضحكن عجبا فالتقت ... فِيهَا المباسم بالمباسم) (ضحِكت وازعج بارقٌ ... فظللت للبرقين شائم) (طاردتهن بفتيةٍ ... صبرٍ على حَرْب المسالم) فكأنني فيهم لَقِيط قاد من آساد دارم قَالَ جمال الدّين عَليّ بن ظافر غفل عَن نَفسه إش شبهها بِولد زنا قوادٍ وَإِن كَانَ قصد لَقِيط بن زُرَارَة الدَّارمِيّ وقواد الفرسان إِلَى الحروب وَلَكِن تورية اللَّفْظ تُعْطِي مَا ذَكرْنَاهُ وَقَالَ مِنْهَا وتكاوست فِيهَا الأبارق وَهِي قاذفة الحلاقم فَكَأَنَّهَا عصب رعفن فثرن دامية الخياشم قَالَ جمال الدّين عَليّ بن ظافر هَذَا مَأْخُوذ من قَول أبي إِسْحَاق الصَّابِئ)

شهاب الدين العزازي

(عروس كرمٍ صفت وَطَابَتْ ... لوناً وطعماً فَمَا تعاف) (كأنّ إبريقها لديهم ... ناكس رأسٍ بِهِ رُعَاف) وَقَالَ مِنْهَا (وَعلا بِنَا سكرٌ أَبى ... إِلَّا الْإِنَابَة للمحارم) (نرمي قلانسنا لَهُ ... ونجرّ من عذب العمائم) وترنمت فِيهِ القيان لنا ورجّعت البواغم (قمنا نصفق بالأكفّ ... لَهَا ونرقص بالجماجم) قَالَ جمال الدّين عَليّ بن ظافر أَخذه من أبي عُثْمَان الناجم وقصّر عَنهُ فِي قَوْله (بِأبي أغانٍ علّقت ... أبدا بأفراح النُّفُوس) تشدو فنزمر بالكؤوس لَهَا ونرقص بالرؤوس وَقَالَ مِنْهَا (وأغرّ قد لبس الدجى ... بردا فراقك وَهُوَ فَاحم) يَحْكِي بغرته هِلَال الْفطر لَاحَ لعين صَائِم وكأنما خَاضَ الصَّباح فجَاء مبيضّ القوادم قَالَ جمال الدّين عَليّ بن ظافر أَخذه من قَول ابْن نباتة وقصّر عَنهُ (وكأنما لطم الصَّباح جَبينه ... فاقتص مِنْهُ فَخَاضَ فِي أحشائه) وَقَالَ مِنْهَا (وكأنما أرواقها ... مسودةً أَقْلَام عَالم) قَالَ ابْن ظافر أَخذه من قَول عدي بن الرّقاع (تزجي أغنّ كأنّ إبرة روقه ... قلمٌ أصَاب من الدواة مدادها) وَزَاد ابْن ظافر فِي مؤاخذته فِي هَذِه القصيدة وَفِي مَا أوردته كِفَايَة 3 - (شهَاب الدّين العزازي) أَحْمد بن عبد الْملك بن عبد الْمُنعم بن عبد الْعَزِيز بن جَامع بن راضي بن جَامع الزازي التَّاجِر بقيسارية جهاركس بِالْقَاهِرَةِ كَانَ مطبوعاً ظريفاً جيد النّظم فِي

الشّعْر والموشحات أَنْشدني من لَفظه الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس قَالَ أَنْشدني شهَاب الدّين العزازي) لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ (مُنْذُ عشقت الشارعيّ الَّذِي ... بالْحسنِ يغتال ويختال) (لم يبْق فِي ظَهْري وَلَا راحتي ... تالله لَا مَاء وَلَا مَال) وأنشدني من لَفظه قَالَ أَنْشدني من لَفظه شهَاب الدّين الْمَذْكُور لنَفسِهِ يمدح سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (دمي بأطلال ذَات الْخَال مطلول ... وجيش صبري مهزومٌ ومفلول) (وَمن يلاق الْعُيُون الفاتكات بِلَا ... صبرٍ يدافع عَنهُ فَهُوَ مخذول) (قتلت فِي الحبّ حبّ الغانيات وَمَا ... قارفت ذَنبا وَكم فِي الحبّ مقتول) (لم يدر من سلب العشاق أنفسهم ... بِأَنَّهُ عَن دم العشاق مسؤول) وَبِي أغن غضيض الطّرف معتدل القوام لدن مهزّ الْعَطف مجدول (كَأَنَّهُ فِي تثنيه وخطراته ... غصنٌ من البان مطلولٌ ومشمول) (سلافةٌ مِنْهُ تسبيني وسالفةٌ ... وعاسلٌ مِنْهُ يُصِيبنِي ومعسول) (وكل مَا تدّعي أجفان مقلته ... يصحّ إِلَّا غرامي فَهُوَ منحول) مِنْهَا (يَا برق كَيفَ الثنايا الغرّ من إضمٍ ... يَا برق أم كَيفَ لي منهنّ تَقْبِيل) (وَيَا نسيم الصِّبَا كرر على أُذُنِي ... حديثهنّ فَمَا التّكْرَار مملول) (وَيَا حداة المطايا دون ذِي سلمٍ ... عوجوا وشرقيّ بانات اللوى ميلوا) مِنْهَا (منازلٌ لأكفّ الْغَيْث توشيةٌ ... بهَا وللنور توشيعٌ وتكليل) (كأنّما طيب ريّاها ونفحتها ... بِطيب ترب رَسُول الله مجبول) (أوفى النَّبِيين برهاناً ومعجزةً ... وَخير من جَاءَهُ بِالْوَحْي جِبْرِيل) (لَهُ يدٌ وَله باعٌ يزينهما ... فِي السّلم طولٌ وَفِي يَوْم الوغى طول) مِنْهَا (سلَّ الْإِلَه بِهِ سَيْفا لملّته ... وَذَلِكَ السَّيْف حَتَّى الْحَشْر مسلول) (وشاد ركنا أثيلاً من نبوّته ... وَالْكفْر واهٍ وعرش الشّرك مثلول) ) (ويلٌ لمن جَحَدُوا برهانه وثنى ... عنان رشدهم غيّ وتضليل) (أُولَئِكَ الخاسئون الخاسرون وَمن ... لَهُم من الله تعذيبٌ وتنكيل)

(نمته من هاشمٍ أسدٌ ضراغمةٌ ... لَهَا السيوف نيوبٌ والقنا غيل) إِذا تفاخر أَرْبَاب العلى فهم الغر المغاوير وَالصَّيْد البهاليل (لَهُم على الْعَرَب العرباء قاطبةً ... بِهِ افتخارٌ وترجيحٌ وتفضيل) قومٌ عمائمهم ذلت لعزتها القعساء تيجان كسْرَى والأكاليل وأنشدني من لَفظه الإِمَام الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أنشدن العزازي لنَفسِهِ (مَا عذر مثلك والركاب تساق ... أَلا تفيض بدمعك الآماق) (فأذل مصونات الدُّمُوع فَإِنَّمَا ... هِيَ سنةٌ قد سنّهَا العشاق) (ولربّ دمعٍ خَان بعد وفائه ... مذ حَان من ذَاك الْفَرِيق فِرَاق) (ووراء ذيّاك العذيب منيزلٌ ... لعبت بقلبك نَحوه الأشواق) (خُذ أَيمن الْوَادي فكم من عاشقٍ ... فتكت بِهِ من سربه الأحداق) (واحفظ فُؤَادك إِن هفا برق الْحمى ... أَو هبّ مِنْهُ نسيمه الخفّاق) وَمن شعره (تعشقته سَاحر المقلتين ... كبدرٍ يلوح وغصنٍ يمِيل) (إِذا احمرّ من وجنتيه الأسيل ... واحورّ من مقلتيه الكحيل) (فَقل للشقائق مَاذَا تَرين ... وللنرجس الغضّ مَاذَا تَقول) (وَقَالُوا ذبولٌ بأعطافه ... فَقلت يزين الْقَنَاة الذبول) (وعابوا تمرض أجفانه ... فَقلت أصحّ النسيم العليل) قلت مَا هَذَا الْبَيْت الْأَخير فِي صِحَة الَّذِي قبله لِأَن ذبول الْقَنَاة مناسبٌ للأعطاف وَأما النسيم فَمَا يُنَاسب مرض الجفن وَكتب العزازي إِلَى نَاصِر الدّين ابْن النَّقِيب ملغزاً فِي شَبابَة وَأحسن فِي ذَلِك (وَمَا صفراء شاحبةٌ وَلَكِن ... يزينها النضارة والشباب) (مكتبةٌ وَلَيْسَ لَهَا بنانٌ ... منقبةٌ وَلَيْسَ لَهَا نقاب) (تصيخُ لَهَا إِذا قبّلت فاها ... أحاديثاً تلذّ وتستطاب) ) (ويحلو الْمَدْح والتشبيب فِيهَا ... وَمَا هِيَ لَا سعاد وَلَا الربَاب) فَأَجَابَهُ نَاصِر الدّين عَن ذَلِك بقوله (أَتَت عجميةً أعربت عَنْهَا ... لسلمانٍ يكون لَهَا انتساب) (وَيفهم مَا تَقول وَلَا سؤالٌ ... إِذا حققت ذَاك وَلَا جَوَاب) (يكَاد لَهَا الجماد يهزّ عطفا ... ويرقص فِي زجاجته الْحباب)

وَقَالَ الشهَاب العزازي ملغزاً فِي الْقوس والنشاب مَا عَجُوز كَبِيرَة بلغت عمرا طَويلا وتتقيها الرِّجَال قد علا جسمها صفارٌ وَلم تشك سقاماً وَلَا عراها هزل (وَلها فِي الْبَنِينَ سهمٌ وقسمٌ ... وبنوها كبار قدٍ نبال) (وأراها لم يشبهوها فَفِي الأمّ ... اعوجاجٌ وَفِي الْبَنِينَ اعْتِدَال) وَقَالَ (قَالَ لي من أحبه عِنْد لثمي ... وجناتٍ يحدّث الْورْد عَنْهَا) خلّ عني أما شبعت فناديت رَأَيْت الْحَيَاة يشْبع مِنْهَا وَقَالَ (جعلت يَوْم قارةٍ كلّ وجهٍ ... شدَّة الْبرد وَهُوَ للقار يَحْكِي) وأسالت منا الدُّمُوع فَمَا زلنا بهَا فِي منَازِل النبك نبكي ووقفت على ديوَان العزازي وَهُوَ فِي مجلدين الشّعْر فِي مُجَلد والموشح فِي مُجَلد فَمن موشحاته قَوْله يُعَارض أَحْمد بن حسن الْموصِلِي وَقد تقدم ذكره وسقت الموشح هُنَاكَ (يَا لَيْلَة الْوَصْل وكأس الْعقار دون استتار ... علمتماني كَيفَ خلع العذار) اغتنم اللَّذَّات قبل الذّهاب وجرّ أذياك الصِّبَا والشباب واشرب وَقد طابت كؤوس الشَّرَاب (على خدودٍ تنْبت الجلنار ذَات احمرار ... طرّزها الْحسن بآس العذار) الراح لَا شكّ حَيَاة النُّفُوس فحلِّ مِنْهَا عاطلات الكؤوس) واستجلها بَين الندامى عروس (تجلى على خطابها فِي إِزَار من ... النضار حبابها قَامَ مقَام النثار) أما ترى وَجه الهنا قد بدا وطائر الْأَشْجَار قد غرّدا وَالرَّوْض قد وشاه قطر الندى (فكمّل اللَّهْو بكاسٍ تدار على افترار ... مباسم النوّار غبّ القطار) اجن من الْوَصْل ثمار المنى وواصل الكاس بِمَا أمكنا

مَعَ طيب الريقة حُلْو الجنى (بمقلةٍ أفتك من ذِي الفقار ذَات احورار ... منصورة الأجفان بالإنكسار) زار وَقد حلّ عُقُود الجفا وافترّ عَن ثغر الرضى والوفا فَقلت وَالْوَقْت لنا قد صفا (يَا لَيْلَة أنعم فِيهَا وزار شمس النَّهَار ... حييت من بَين اللَّيَالِي الْقصار) وَقَول العزازي أَيْضا (مَا على من هام وجدا بذوات الحلى ... مبتلى بالحدق السود وبيض الطلى) باللوى مليّ حسنٍ لديوني لوى كم نوى قَتْلِي وَكم عذّبني بالنوى قد هوى فِي حبه قلبِي بِحكم الْهوى (واصطلى نَار تجنيّه ونار القلى ... كَيفَ لَا يذوب من هام بريم الفلا) (هَل ترى ... يجمعنا الدَّهْر وَلَو فِي الْكرَى) (أم ترى ... عَيْني محيا من لجسمي بَرى) (بالسرى ... يَا حاديي ركبٍ بليلي سرى) (عللا قلبِي بتذكار اللقا علّلا ... وانزلا دون الْحمى حييّ الْحمى منزلا) (بِي رشا ... دمعي بسرّي فِي هَوَاهُ فَشَا) ) (لَو يشا ... برّد مني جمرات الحشا) (مَا مَشى ... إِلَّا انثنى من سكره وانتشى) (عطلا من الحميّا يَا مدير الطّلا ... مَا حلا إِذا أَرَادَ النَّاظر الأكحلا) (هَل يلام ... من غلب الْحبّ عَلَيْهِ فهام) (مستهام ... بفاتر اللحظ رَشِيق القوام) (ذِي ابتسام ... أحسن نظماً من حباب المدام) (لَو ملا من رِيقه كأساً لأحيا الملا ... أَو جلا وَجها رَأَيْت الْقَمَر المجتلى) (لَو عَفا ... قَلْبك عَمَّن زلّ أَو من هفا) (أَو صفا ... مَا كَانَ كالجلمد أَو كالصفا) (بالوفا ... سل عَن فَتى عذّبته بالجفا) (هَل خلا فُؤَاده من خطرات الولا ... أَو سلا أَو خَان ذَاك الموثق الأوّلا)

وَقَالَ العزاري أَيْضا يُعَارض أَحْمد بن حسن الْموصِلِي (مَا سلت الْأَعْين الفواتر ... من غمد أجفانها الصفاح) (إِلَّا أسالت دم الْحَنَاجِر ... من غير حربٍ وَلَا كفاح) (تالله مَا حرّك السواكن ... غير الظباء الجآذر) (لما استجاشت بِكُل طَاعن ... من القدود النواظر) (وفوقت أسْهم الكنائن ... من كل جفنٍ وناظر) (عربٌ إِذا صحن يَا لعامر ... بَين سَرَايَا من الملاح) (طلت علينا من المحاجر ... طلائعٌ تحمل السِّلَاح) (أحبب بِمَا تطلع الْجُيُوب ... مِنْهَا وَمَا تبرز الكلل) (من أقمرٍ مَا لَهَا مغيب ... وأغصنٍ زانها الْميل) (هَيْهَات أَن تعدل الْقُلُوب ... عَنْهَا وَلَو جارت الْمقل) (لما توشحن بالغدائر ... سفرن عَن أوجهٍ صباح) (فَانْهَزَمَ اللَّيْل وَهُوَ عاثر ... بذيله واختفى الصَّباح) (وأهيفٍ ناعم الشَّمَائِل ... تهزّه نسمَة الشمَال) ) (فينثني كالقضيب مائل ... كَمَا انثنى شاربٌ وَمَال) (لَهُ عذارٌ كالندّ سَائل ... لله كم من دمٍ أسَال) (شقّت على نبته المرائر ... من دَاخل الْأَنْفس الصِّحَاح) (تكلّ فِي وَصفه الخواطر ... وتخرس الألسن الفصاح) (ظبيٌ إِلَى الْأنس لَا يمِيل ... الشَّمْس والبدر من حلاه) (وَالْحسن قَالُوا وَلم يَقُولُوا ... مبداه مِنْهُ ومنتهاه) (وطرفه الناعس الكحيل ... هَيْهَات من سَيْفه النجاه) (أذلَ بالسرح كلّ سَاحر ... فَهُوَ لَهُ خافض الْجنَاح) (يجول فِي بَاطِن الضمائر ... كَمَا يجول القضا المتاح) (أما ترى الصُّبْح قد تطلّع ... مذ غمّضت أعين الغسق) (والبدر نَحْو الْغُرُوب أسْرع ... كهاربٍ ناله فرق) (والبرق بَين السَّحَاب يلمع ... كصارمٍ حِين يمتشق) (وتحسب الأنجم الزواهر ... أسنّةً أَلْقَت الرماح) (فَانْهَزَمَ النَّهر وَهُوَ سَائِر ... فدرّعته يَد الرِّيَاح)

وَأما موشحة الْموصِلِي فَهِيَ (رنا بأجفانه الفواتر ... وَقد تثنى زين الملاح) (فسلّ من طرفه بواتر ... وهزّ من عطفه رماح) (ناظره جرّد المهنّد ... وغمده مني الحشا) (وعامل القدّ فَهُوَ أملد ... يطعن للقلب إِذْ مَشى) (والعارض الْقَائِم المزرّد ... لفتنة النَّاس قد نشا) (والحاجب الْقوس بالفواتر ... لنبله فِي الحشا جراح) (ومشرف الصدغ فَهُوَ جَائِر ... سُلْطَانه للدما أَبَاحَ) (فجفنه الفاتك الْكِنَانِي ... من ثغلٍ راش لي نبال) (وَهُوَ الخفاجيّ قد غزاني ... وَوَجهه من بني هِلَال) (عبسيّ لحظٍ لَهُ سباني ... جسمٌ زبيديّ بالدلال) ) (والردف يدعى من آل عَامر ... وواضح الصَّلْت من صباح) (وخصره من هتيم ضامر ... يَدُور من حوله وشاح) (فوجهه جنةٌ وكوثر ... رضابه العذب لي حلا) (وَالنَّار فِي وجنتيه تسعر ... وَالْخَال حبا لَهَا اصطلى) (عجبت من خَاله المعنبر ... إِذْ يعبد النَّار كَيفَ لَا) (يحرق بالنَّار وَهُوَ كَافِر ... وَمَا سقِِي رِيقه القراح) (كَامِل حسنٍ مَعْنَاهُ وافر ... بسيط وصف كالمسك فاح) (مَا اخضرّ نبت العذار إِلَّا ... بآسه سيّج الشَّقِيق) (وَهُوَ كنملٍ سعو وولّى ... وَلم يجد للجنى طَرِيق) (من رِيقه الْبَدْر إِذْ تجلّى ... فِي هَالة الْعَارِض الأنيق) (لما تبدى بِالْوَجْهِ دَار ... وحيّر الْعقل حِين لَاحَ) (شقَّ على خَدّه المرائر ... وقطّع الْأَنْفس الصِّحَاح) (وربّ يومٍ أَتَى وحيّا ... بِالنَّجْمِ وَالشَّمْس وَالْقَمَر) (بالكاس والراح والمحيّا ... ثلاثةٌ تفتن الْبشر) (وَقَالَ قُم يَا نديم هيّا ... اقْضِ بِنَا لَذَّة الوطر) (فالحمر تجلى على المزاهر ... من اغتباقٍ إِلَى اصطباح) (وطافت الراح بالمجامر ... من عنبر الزهر فِي البطاح)

أبو صالح الحافظ المؤذن

3 - (أَبُو صَالح الْحَافِظ الْمُؤَذّن) أَحْمد بن عبد الْملك بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الصَّمد بن بكر أَبُو صَالح النَّيْسَابُورِي الْمُؤَذّن الْحَافِظ الصُّوفِي مُحدث نيسابور توفّي سنة سبعين وَأَرْبع مائَة قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ رَآهُ بعض الصَّالِحين لَيْلَة وَفَاته وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أَخذ بِيَدِهِ وَقَالَ لَهُ جَزَاك الله خيرا فَنعم مَا أَقمت بحقّي وَنعم مَا أدّيت من قولي ونشرت من سنتي وَكَانَ عَلَيْهِ الِاعْتِمَاد فِي الودائع من كتب الحَدِيث الْمَجْمُوعَة فِي الخزائن الموروثة عَن الْمَشَايِخ الْمَوْقُوفَة على أَصْحَاب الحَدِيث وَكَانَ يصونها ويتعهد حفظهَا ويتولى أوقاف المحدّثين من الحبر وَالْوَرق وَغير ذَلِك وأذّن على مَنَارَة الْمدرسَة البيهقية سِنِين احتساباً وَوعظ وَكَانَ يَأْخُذ صدقَات التُّجَّار والرؤساء) ويوصلها إِلَى ذَوي الْحَاجَات وَإِذا فرغ جمع وصنّف وَأفَاد وَكَانَ حَافِظًا ثِقَة ديّناً خيرا كثير السماع وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَعمل تَارِيخ مرو وَكتب عَن الْخَطِيب وَكتب الْخَطِيب عَنهُ 3 - (أَبُو سعيد الشَّافِعِي) أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن أبي طَالب الشعيري أَبُو سعيد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل أَصْبَهَان البغداذي تفقه وَسمع الحَدِيث من الْحَافِظ أبي مُوسَى وأقرانه وَقَرَأَ الْأَدَب وَصَحب الْعلمَاء وَجلسَ للوعظ وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْمعرفَة بالأدب متديناً صَالحا جميل الطَّرِيقَة صبوراً حسن الْأَخْلَاق متودّداً مولده سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ حيّاً بأصبهان سنة عشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو الْفضل الميهني) أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن سعيد بن فضل الله الميهني أَبُو الْفضل ابْن أبي الْفَضَائِل من أَوْلَاد الْمَشَايِخ أَرْبَاب الطَّرِيقَة وأعيان الصُّوفِيَّة ولي مشيخة الرِّبَاط الناصري المجاور لتربة الْجِهَة السلجوقية ورباط الْحَرِيم ببغداذ وَرَأى من الجاه والتقدم والرفعة مَا لم يره أحد من أَمْثَاله وَكَانَ سمع أَبَاهُ وَأحمد بن مُحَمَّد بن الرَّحبِي والكاتبة شهدة قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ على عسر كَانَ فِيهِ ونكد وحمق وَكبر وجهمةٍ وَسُوء عقيدة وَكَانَ مَذْمُوم الطَّرِيقَة والسيرة عَفا الله الله عَنَّا وَعنهُ وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وست مائَة 3 - (ركن الدّين الصُّوفِي المعمر) أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أبي الْغَنَائِم الشَّيْخ المعمر الْمُقْرِئ كَبِير الصُّوفِيَّة ركن الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْقزْوِينِي الصُّوفِي الشَّافِعِي ولد سنة إِحْدَى وست مائَة وَسمع من أبي بكر بن الخازن ببغداذ وَأبي الْحسن السخاوي بِدِمَشْق وَجَمَاعَة وَخرجت لَهُ عوالٍ فِيهَا بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن أبي جَعْفَر الصيدلاني وَذَوِيهِ وَكَانَ تَامّ الشكل مُحكم البنية سمع عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين مُسْند الشَّافِعِي وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبع مائَة

الشريشي شارح المقامات

3 - (الشريشي شَارِح المقامات) أَحْمد بن عبد الْمُؤمن بن مُوسَى الْقَيْسِي أَبُو الْعَبَّاس الشريشي النَّحْوِيّ جلس للإقراء فِي الْعَرَبيَّة قَالَ ابْن الْأَبَّار لَهُ شرح الْإِيضَاح لأبي عَليّ وَشرح المقامات صنف لَهَا ثَلَاثَة شُرُوح سَمِعت مِنْهُ وَأَجَازَ لي توفّي سنة تسع عشرَة وست مائَة) 3 - (الدفوفي الْمُحدث) أَحْمد بن عبد النصير بن بِنَا بن سُلَيْمَان الشَّيْخ الْمُحدث شهَاب الدّين أَبُو البركات ابْن الدفوفي الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ ولد سنة عشْرين وَسمع من ابْن رواج وَابْن الجميزي وَابْن الْحباب وسبط السلَفِي وَمن بعدهمْ من أَصْحَاب البوصيري وَغَيره وعني بِالْحَدِيثِ وَكتب وَنسخ الْكثير وخطه مَعْرُوف وَكَانَ من الْمَشْهُورين بِالطَّلَبِ وَضبط الْأَسْمَاء وَكَانَ نَقِيبًا للطلبة بالظاهرية والمنصورية وَنسخ كتبا كبارًا مِنْهَا حلية الْأَوْلِيَاء لأبي نعيم وروى عوالي مسموعاته سمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة 3 - (ابْن عبد الْهَادِي) أَحْمد بن عبد الْهَادِي الْمَقْدِسِي سمع من ابْن البُخَارِيّ وَمن الشَّيْخ شمس الدّين ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة وَأَجَازَ لي بخطّه سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائةٍ بِدِمَشْق 3 - (ابْن زُرَيْق الْقَزاز) أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن الْحسن بن منَازِل الشَّيْبَانِيّ أَبُو الْعَبَّاس الْقَزاز يعرف بِابْن زُرَيْق الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ أَخُو أبي غَالب مُحَمَّد سمع مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَعبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَابْن النقور وَأَبا الْقَاسِم الْأنمَاطِي والخطيب أَبَا بكر وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو المعمر الْمُبَارك الْأنْصَارِيّ توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (وَالِد الْفَخر عَليّ بن البُخَارِيّ) أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بالبخاري وَالِد الْفَخر عَليّ وأخو الْحَافِظ الضياء رَحل إِلَى بغداذ وَسمع وروى وَكَانَ فَقِيها ورعاً ثِقَة لم يكن فِي المقادسة أفْصح مِنْهُ أَقَامَ بحمص مُدَّة وَدفن إِلَى جَانب خَاله الإِمَام موفق الدّين لما مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وست مائَة 3 - (تَقِيّ الدّين الجوراني) أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مري بن عبد الْوَاحِد الشَّيْخ الزَّاهِد تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الحوراني ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسمع بحلب من الافتخار وَحدث روى عَنهُ الدمياطي والشريف عز الدّين والدواداري وَرَضي الطَّبَرِيّ وَهَذِه الطَّبَقَة وَكَانَ فَقِيها شافعياً عَارِفًا بالفرائض جَامعا بَين الْعلم وَالْعَمَل صَاحب تجرد وَانْقِطَاع وأورادٍ ولي

ابن عبود الدمشقي

إِعَادَة المستنصرية) ببغداذ ثمَّ تزهد وَأَقْبل على شَأْنه وجاور بِمَكَّة وَكَانَ يحطّ على ابْن سبعين وينكر طَرِيقه وَابْن سبعين يرميه بالتجسيم توفّي بِالْمَدِينَةِ سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (ابْن عبود الدِّمَشْقِي) أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبود الدِّمَشْقِي توفّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (البتي الْكَاتِب) أَحْمد بن عبد الْوَلِيّ أَبُو جَعْفَر البتي الْكَاتِب ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ ذكره ابْن الزبير فِي الْجنان وَأورد لَهُ أشعاراً مِنْهَا (غصبت الثريا فِي البعاد مَكَانهَا ... وأودعت فِي عينيَّ صَادِق نوئها) (وَفِي كل حالٍ لم تزالي بخيلةً ... فَكيف أعرت الشَّمْس حلَّة ضوئها) وَأورد لَهُ أَيْضا (صدني عَن حلاوة التشييع ... اجتنابي مرَارَة التوديع) (مَا يَفِي أنس ذَا بوحشة هَذَا ... فَرَأَيْت الصَّوَاب ترك الْجَمِيع) 3 - (قَاضِي البندنيجين الشَّافِعِي) أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن دِينَار الْأَصْغَر بن مُحَمَّد بن دِينَار الْأَكْبَر بن باه بن بوه بن أَشك بن ششك بن زَاذَان فروخ بن كسْرَى أنوشروان أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي يعلى من أهل البندنيجين كَانَ قاضيها وَسكن بغداذ وتفقه على الْمَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع هبة الله بن الْحصين وَحدث عَنهُ باليسير توفّي فِي حُدُود سنة خمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مَنْصُور الْوَاعِظ) أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن مُوسَى الشِّيرَازِيّ أَبُو مَنْصُور الشَّافِعِي الْوَاعِظ قَرَأَ الْفِقْه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَكَانَ مليح الْوَعْظ يغسّل الْمَوْتَى سمع أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَبدُوس السراج وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَغَيرهمَا روى مُحَمَّد بن طَاهِر الْحَافِظ الْمَقْدِسِي فِي مُعْجم الْبلدَانِ أَنه توفّي فِي سنة الجرف طعن من رَوَائِح الْمَوْتَى الَّذين غسلهم وَخلف من سلب الْمَوْتَى شَيْئا كثيرا توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة

أبو عمر القرطبي الشافعي

3 - (أَبُو عمر الْقُرْطُبِيّ الشَّافِعِي) ) أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن يُونُس أَبُو عمر الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي تلميذ عبيد الشَّافِعِي كَانَ ذكياً عَالما بالاختلاف لسناً مناظراً نحوّياً لغويّاً وينسب إِلَى الاعتزال توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن السيبي) أَحْمد بن عبد الوهَّاب بن هبة الله بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن يحيى بن السيبي أَبُو البركات ابْن أبي الْفرج ابْن أبي الْحسن كَانَت لَهُ معرفَة بالأدب وَالشعر تولى تَأْدِيب أَوْلَاد المتسظهر فَحصل لَهُ أنس بِالْإِمَامِ المسترشد فَلَمَّا ولي الْخلَافَة ولاه النّظر فِي المخزن وَالْوكَالَة فِي جَمِيع تَصَرُّفَاته فقبقي على الْولَايَة سنة وَثَمَانِية أشهر وأياماً وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة صلى عَلَيْهِ الْوَزير أَبُو عَليّ بن صَدَقَة وأرباب الدولة وَبلغ من الْعُمر سِتا وَخمسين سنة وَثَلَاثَة أشهر وخلّف مَالا كثيرا قيل إِن مبلغه مائَة ألف دِينَار وَأوصى بِثُلثي مَاله وأوقف وقوفاً على مَكَّة وَالْمَدينَة وَكَانَ كثير الصَّدَقَة يتفقد الْفُقَرَاء بالحرمين وَأهل الْعلم سمع الحَدِيث من عبد الله الصريفيني وَابْن النقور وَعلي بن أَحْمد البشري وَغَيرهم وَحدث باليسير روى عَنهُ المقتفي لأمر الله وَأَبُو بكر بن كَامِل فِي مُعْجم شُيُوخه 3 - (عَلَاء الدّين ابْن بنت الْأَعَز الشَّافِعِي) أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن خلف بن مَحْمُود بن بدر العلامي عَلَاء الدّين الْمَعْرُوف بِابْن بنت الْأَعَز أَخْبرنِي من لَفظه الْإِمَامَة الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ درس الْمَذْكُور بالكهارية والقطبية وَتَوَلَّى الْحِسْبَة بِأخرَة وَكَانَ لَهُ معرفَة بالأدب وتقييده وَكَانَ فصيح الْعبارَة جميل الصُّورَة حسن الشارة فِيهِ إِحْسَان وَمَكَارِم ومروءة لطيف المزاج كثير التبسم شهماً جزلاً حج وَدخل الْيمن ترددت إِلَيْهِ مرَارًا بِالْقَاهِرَةِ واستدعانا يَوْمًا لمأدبة صنعها لنا بالروضة وَحضر مَعنا القَاضِي فَخر الدّين ابْن صدر الدّين المارداني فَرَأَيْنَا شَابًّا حسنا يسبح فتلطخ بِالتُّرَابِ فَقَالَ لنا القَاضِي عَلَاء الدّين لينظم كل منا فِي هَذَا الشَّاب شَيْئا فَقَامَ كل منا إِلَى نَاحيَة وَانْفَرَدَ فنظمنا نظماً قريب الِاتِّفَاق وَلم يطّلع أحد منا على مَا نظم صَاحبه إِلَى أَن أكمل كل منا مَا نظمه وَكَانَ الَّذِي نظمه القَاضِي عَلَاء الدّين (ومتربٍ لَوْلَا التُّرَاب بجسمه ... لم تبصر الْأَبْصَار مِنْهُ منْظرًا) (وَكَأَنَّهُ بدرٌ عَلَيْهِ سحابةٌ ... والترب ليلٌ من سناه أقمرا) ) وَكَانَ الَّذِي نظمه فَخر الدّين (ومتربٍ تربت يدا من حازه ... كقضيبٍ تبرٍ ضمّخوه بعنبر)

النويري

(وَكَأن طرّته وَنور جَبينه ... ليلٌ أطلّ على صباحٍ أنور) وَكَانَ الَّذِي نظمته يَعْنِي الشَّيْخ أثير الدّين نَفسه (ومترّبٍ قد ظن أَن جماله ... سيصونه منا بتربٍ أعفر) (فغدا يضمخه فَزَاد ملاحةً ... إِذْ قد حوى لَيْلًا بصبح أنور) (وكأنما الْجِسْم الصَّقِيل وتربه ... كافورةٌ لطخت بمسكٍ أذفر) قلت أحسن هَذِه المقاطيع قَول عَلَاء الدّين ابْن بنت الْأَعَز وَأما مَقْطُوع فَخر الدّين فَفِي الثَّانِي فَسَاد الْمَعْنى لِأَن اللَّيْل مَا يطلّ على الصَّباح وَإِنَّمَا اللَّيْل يطلّ على النَّهَار والصباح يطلّ على اللَّيْل قَالَ الْعَلامَة أثير الدّين وحضرنا مرّة أُخْرَى مَعَ الْمَذْكُور بالروضة فَكتب لي وَوَجهه مَعَ بعض غلمانه (حييت أثير الدّين شيخ الأدبا ... أَقْْضِي حقّاً لَهُ كَمَا قد وجبا) (حيّيت فَتى بطاق آسٍ نضرٍ ... كالقدّ بدا ملئت مِنْهُ طَربا) فَأَنْشَدته (أهْدى لنا غصناً من ناضر الآس ... أقضى الْقُضَاة حَلِيف الْجُود والباس) (لما رأى سقمي أهداه مَعَ رشأ ... حُلْو التثني فَكَانَ الشافي الآسي) وأنشدني من لَفظه قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (تعطّلت فابيضّت دواتي لحزنها ... ومذ قلّ مَا لي قلّ مِنْهَا مدادها) (وَلِلنَّاسِ مسودّ اللبَاس حدادهم ... ولكنّ مبيضّ الدواة حدادها) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور (فِي السمر معانٍ لَا ترى فِي الْبيض ... تالله لقد نصحت فِي تعريضي) (مَا الشهد إِذا طعمته كاللبن ... يَكْفِي فطناً محَاسِن التَّعْرِيض) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور (وَقُولُوا بالعذار تسلّ عَنهُ ... وَمَا أَنا عَن غزال الْحسن سَالَ) (وَإِن أبدت لنا خدّاه مسكاً ... فإنّ الْمسك بعض دم الغزال) ) وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قدم دمشق وَولي تدريس الظَّاهِرِيَّة والقيمرية وَكَانَ مليح الشكل لطيف الشَّمَائِل يتحنك بطيلسانه ويركب البغلة ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَأقَام بهَا مديدةً وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَهُوَ أَخُو الْأَخَوَيْنِ قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد صدر الدّين وقاضي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن 3 - (النويري) أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْكَرِيم شهَاب الدّين النويري المحتد

الحافظ الشيرازي

القوصي المولد سمع على الشريف مُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وعَلى يَعْقُوب بن أَحْمد وَأحمد الحجّار وَزَيْنَب بنت منجا وقاضي الْقُضَاة ابْن جمَاعَة وَغَيرهم وَكتب كثيرا كتب البُخَارِيّ مراتٍ وَجمع تَارِيخا كَبِيرا فِي ثَلَاثِينَ مجلداً رَأَيْته بِخَطِّهِ حصل لَهُ قربٌ من السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد ووكله فِي بعض أُمُوره وَعمل عَلَيْهِ حَتَّى رَافع ابْن عبَادَة وَهُوَ الَّذِي قربه من السُّلْطَان فَضرب بالمقارع ثمَّ عَفا عَنهُ ابْن عبَادَة وتقلب فِي الخدم وباشر نظر الْجَيْش بطرابلس وَنظر الدِّيوَان بالدقهلية والمرتاحية قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ ذكي الْفطْرَة حسن الشكل فِيهِ مكرمَة وأريحية وودّ لأَصْحَابه صَامَ شهر رَمَضَان وَهُوَ كل يَوْم بعد الْعَصْر يستفتح قِرَاءَة الْقُرْآن إِلَى قريب الْمغرب ثمَّ حصل لَهُ وجع فِي أَطْرَاف أَصَابِع يَدَيْهِ كَانَ سَبَب مَوته فِي شهر رَمَضَان الْحَادِي وَالْعِشْرين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَله نظم ونثر 3 - (الْحَافِظ الشِّيرَازِيّ) أَحْمد بن عَبْدَانِ بن مُحَمَّد بن الْفَرح أَبُو بكر الشِّيرَازِيّ الْحَافِظ نزيل الأهواز من كبار أَئِمَّة الحَدِيث سَأَلَهُ يُوسُف بن حَمْزَة عَن الرِّجَال وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الضَّبِّيّ) أَحْمد بن عَبدة الضَّبِّيّ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه كَانَ ثِقَة نبيلاً توفّي فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عصيدة النَّحْوِيّ) أَحْمد بن عبيد بن نَاصح بن بلنجر الديلمي البغداذي بِأبي عصيدة النَّحْوِيّ لَهُ مَنَاكِير وَكَانَ من أَئِمَّة الْعَرَبيَّة توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ من

ابن عبيد

موَالِي بني هَاشم حدث عَن الْوَاقِدِيّ) والأصمعي وَأبي دَاوُد والطنافسي وَزيد بن هَارُون وَغَيرهم وروى عَنهُ الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي وَأحمد بن حسن بن شهير وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق كَانَ أَبُو عصيدة وَابْن قادم يؤدبان ولد المتَوَكل وَكَانُوا قد جمعوهما ومعهما الطوَال وَغَيره فَقَالُوا لَهُم تَذَاكَرُوا ليظْهر فَضلكُمْ فَألْقوا بَينهم بَيت ابْن عنقاء الْفَزارِيّ (ذَرِينِي إِنَّمَا خطأي وصوبي ... عليَّ وَإِن مَا أنفقت مَال) فَقَالُوا ارْتَفع مَال بإنما إِذْ كَانَت بِمَعْنى الَّذِي وسكتوا فَقَالَ لَهُم أَبُو عصيدة من آخر النَّاس هَذَا الْإِعْرَاب فَمَا الْمَعْنى فأحجم النَّاس عَن القَوْل فَقيل لَهُ فَمَا عنْدك فَقَالَ أَرَادَ مَا لومك إياك وَإِنَّمَا أنفقت مَال وَلم أنْفق عرضا فَالْمَال لَا ألام على إِنْفَاقه فَجَاءَهُ خَادِم من صدر الْمجْلس فَأخذ بِيَدِهِ حَتَّى تخطأ بِهِ إِلَى أَعْلَاهُ وَقَالَ لَهُ لَيْسَ هَذَا موضعك فَقَالَ لِأَن أكون فِي مجْلِس أرتفع مِنْهُ إِلَى أَعْلَاهُ أحب إليّ من أَن أكون فِي مجْلِس أحط عَنهُ فاختير هُوَ وَابْن قادم وَلما أَرَادَ المتَوَكل أَن يعْقد للمعتز ولَايَة الْعَهْد حطه أَبُو عصيدة عَن مرتبته قَلِيلا وَأخر غداءه قَلِيلا فَلَمَّا كَانَ وَقت الِانْصِرَاف قَالَ للخادم احمله فَحَمله فَضَربهُ لغير ذَنْب فَكتب بذلك إِلَى المتَوَكل فَأحْضرهُ وَقَالَ لم فعلت هَذَا بالمعتز فَقَالَ بَلغنِي مَا عزم عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ فحططت مَنْزِلَته ليعرف هَذَا الْمِقْدَار فَلَا يعجل بِزَوَال نعْمَة أحد وأخرت غداءه ليعرف مِقْدَار الْجُوع إِذا شكي إِلَيْهِ وضربته لغير ذَنْب ليعرف مِقْدَار الظُّلم فَلَا يعجل على أحد فَقَالَ المتَوَكل أَحْسَنت وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم ثمَّ لحقه رَسُول قبيحة بِعشْرَة أُخْرَى فَانْصَرف بِعشْرين ألفا وَله من المصنفات كتاب الْمَقْصُور والممدود كتاب الْمُذكر والمؤنث عُيُون الْأَخْبَار والأشعار كتاب الزِّيَادَات فِي مَعَاني الشّعْر لِابْنِ السّكيت فِي إِصْلَاحه 3 - (ابْن عبيد) أَحْمد بن عبيد قَالَ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء من الْأَبْنَاء معتمديّ أغري بضرطة وهب بن سُلَيْمَان يَقُول فِيهَا الْأَشْعَار فَمن ذَلِك (تواضع من وهبنا نبله ... وطأطأ من علوه سفله) (فَكيف يعز فَتى لم يزل ... يذلّل من قَوْله فعله) (ضراطك يَا وهب عِنْد الْوَزير ... ضراط امرئٍ قد دنا عَزله) 3 - (الدسكري البغداذي) ) أَحْمد بن عُبَيْدَة بن أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس الصُّوفِي البغداذي سَافر إِلَى خرسان وَدخل نوقان طوس وَسمع بهَا مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد النوقاني وَسمع بنيسابور الْأُسْتَاذ عبد الْكَرِيم بن هوزان الْقشيرِي وَحدث بنيسابور ونوقان وروى عَنهُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أبي عَليّ الهمذاني فِي مشيخته وَأَبُو سعد مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْخَلِيل النوقاني فِي أَمَالِيهِ 3 - (الخصيبي الْكَاتِب)

أبو الحسين الهاشمي

أَحْمد بن عبيد الله بن أَحْمد بن الخصيب أَبُو الْعَبَّاس الْكَاتِب الخصيبي كَانَ جده أَحْمد بن الخصيب وزيراً للمستنصر وَتقدم ذكره وَأحمد هَذَا ولي الوزارة للمقتدر يَوْم الْخَمِيس لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث مائَة والدواوين وخلع عَلَيْهِ ثمَّ عزل يَوْم الْخَمِيس لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وَثَلَاث مائَة فَكَانَت وزارته سنة وَاحِدَة وشهرين ثمَّ ولي الوزارة للقاهر بن المتضد فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَلم يزل على الوزارة إِلَى أَن خلع القاهر فِي سادس جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة فَكَانَت وزارته خَمْسَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا وَكَانَ أَولا يكْتب للسيدة أم المقتدر ولثمل القهرمانة وَكَانَ أنعم النَّاس عَيْشًا وأنفذهم أمرا يحكم على الوزراء ويضطرون إِلَى مداراته وأحبت لَهُ ثمل القهرمانة الوزارة فَلَمَّا وَليهَا لم يمض عَلَيْهِ أُسْبُوع حَتَّى شغب عَلَيْهِ الْجند وطالبوه الأرزاق ورموا طيّاره بالنشاب وَصَارَت المشغبة إِلَى بَاب دَاره فَقَالَ لعن الله من أَشَارَ عليّ بِالدُّخُولِ فِي هَذَا قَالَ الصولي وَكَانَ صَالح الْأَدَب حسن الْعقل سَاكن الطَّبْع مليح الْخط حسن البلاغة يذاكر بالأخبار والأشعار وَكَانَ أَمينا غير خائن فِي مَال السُّلْطَان قَالَ لي أَبُو عَليّ الْحسن بن هَارُون وَكَانَ يكْتب لِابْنِ أبي الصَّباح حملت إِلَى الخصيبي مائَة ألف دِينَار هَدِيَّة من ابْن أبي الصَّباح وحرصت بِهِ كل الْحِرْص فِي قبُولهَا فَمَا وضع يَده على دِرْهَم وَقَالَ كل مَا أَرَادَ مني بعد قبولي لَهَا فَأَنا أبلغه لَهُ بُلُوغ من أَخذ مِنْهُ هَذِه وأضعافها فليستعن بهَا فِي مؤونته فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهَا وَإِلَى غَيرهَا قَالَ الصولي وَكَانَ يَحْكِي عَن أبي العيناء ويحفظ عَنهُ أَخْبَارًا كَثِيرَة وَكَانَ ابْن أبي الْفرج ينشدني أشعاراً وَيَقُول أَجدهَا بِخَطِّهِ وفيهَا آثَار تدل على أَنه عَملهَا فَمِنْهَا قَوْله (من مبلغٌ عني الَّتِي ... نفس المحبّ فداؤها) أَنِّي اعتللت فَلم تعدني والشفاء لقاؤها) (يَا دَاء علتي الَّتِي ... طَالَتْ وعزّ دواؤها) (مسي مَوَاضِع علتي ... بيديك فَهُوَ شفاؤها) وَقَالَ الصولي حَدثنِي أَبُو الْفرج ابْن حَفْص كنت مَعَ الخصيبي فِي مجْلِس قبل الوزارة فَحَضَرت مَعنا صبية مليحة الْغناء فَغَضب عَلَيْهَا فَلم يكلمها فَلَمَّا عمل فِيهِ النَّبِيذ جذب الدواة وَكتب أَيهَا العاشق الَّذِي هجر المعشوق دع عَنْك مَا يضرّ بجسمك لَا تعرّض لهجر من هُوَ شافيك فَإِن شَاءَ كَانَ مِفْتَاح سقمك وأضاق آخرا حَتَّى لم يكن يُقَام لَهُ وَظِيفَة من قَلِيل اللَّحْم وَلَا كَثِيره إِلَّا فِي أَيَّام وَهُوَ مَعَ ذَلِك حسن التصون يجوجه إِلَيْهِ بِالْمَالِ الَّذِي لَهُ خطر فَلَا يقبله ويشكر الموجه بِهِ وَيَردهُ وَتُوفِّي بعلة السكتة فَجْأَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْهَاشِمِي) أَحْمد بن عبيد الله بن إِسْحَاق بن المتَوَكل على الله أَبُو الْحسن الْهَاشِمِي لَقِي الْجُنَيْد ورويماً وَسمع مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ وَمُحَمّد بن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ

ابن خاقان أخو الوزير

وسافر إِلَى شيراز وَأقَام بهَا إِلَى حِين وَفَاته وعاش حَتَّى جَاوز الْمِائَة روى عَنهُ ابْنه أَبُو الْقَاسِم عبد الصَّمد وَأَبُو أَحْمد اللبان وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز الْقصار الشِّيرَازِيّ قَالَ محب الدّين ابْن النجار قَرَأت على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي سعيد الأديب بأصبهان عَن أبي طَاهِر بن أبي نصر التَّاجِر قَالَ أخبرنَا عبد الرَّحْمَن ابْن أبي عبد الله بن مَنْدَه إِذْنا أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله اللبان الشِّيرَازِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن أَحْمد بن عبيد الله الْهَاشِمِي يَقُول سَمِعت أَبَا الْقَاسِم الْجُنَيْد بن مُحَمَّد الصُّوفِي يَقُول ببغداذ مَا زلت أطلب إِلَى الله فِي صَلَاتي خمس عشرَة سنة أَن يريني إِبْلِيس فَلَمَّا كَانَ يَوْم بِنصْف النَّهَار فِي صيف وَأَنا قَاعد بَين الْبَابَيْنِ أسبخ إِذْ دق عليّ الْبَاب فَقلت من ذَا قَالَ أَنا قلت الثَّانِي من أَنْت قَالَ أَنا قلت الثَّالِث من أَنْت قَالَ أَنا قلت لَا تكون إِلَّا إِبْلِيس قَالَ نعم فمضيت ففتحت لَهُ الْبَاب فَدخل عليّ شيخ عَلَيْهِ برنس من الشّعْر وَعَلِيهِ قَمِيص من الصُّوف وَبِيَدِهِ عكاز فَجئْت أقعد مَكَاني بَين الْبَابَيْنِ فَقَالَ لي قُم من مجلسي فَإِن بَين الْبَابَيْنِ مجلسي وَخرجت فَقعدَ فَقلت بِمَ تستضل النَّاس فَأخْرج لي رغيفاً من كمه وَقَالَ بِهَذَا فَقلت بِمَ تحسن لَهُم أفعالهم السَّيئَة فَأخْرج مرْآة فَقَالَ أريهم سيئاتهم حسناتٍ بِهَذِهِ) الْمرْآة ثمَّ قَالَ لي قل مَا تُرِيدُ وأوجز فِي كلامك فَقلت حَيْثُ أَمرك بِالسُّجُود لآدَم لم لَا تسْجد فَقَالَ غيرَة مني عَلَيْهِ أَسجد لغيره وغاض مني وَلم أره 3 - (ابْن خاقَان أَخُو الْوَزير) أَحْمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقَان أَبُو بكر أَخُو مُحَمَّد بن عبيد الله الْوَزير كَانَ أديباً فَاضلا يرشح نَفسه للوزارة أورد أَبُو مُحَمَّد ابْن شيران فِي تَارِيخه هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَذكر أَنَّهُمَا من قَوْله (إِن للعنكبوت بَيْتا وَمَا لي ... برضى الْجُود والمكارم بَيت) كَيفَ يَبْنِي بشطّ دجلة من لَيْسَ لَهُ فِي السراج بِاللَّيْلِ زَيْت توفّي سنة سبع وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْحسن البديهي) أَحْمد بن عبيد الله أَبُو الْحسن البديهي شَاعِر روى عَنهُ أَبُو عَليّ التنوخي فِي كتاب النشوار وَمن قَوْله (انْظُر إِلَى النارنج فِي أغصانه ... نزهاً لأعيننا وعطراً فِي الْيَد) (ككباب نارٍ فِي قباب زبرجدٍ ... متوقداً بالطيب أيّ توّقد) (ورقٌ كآذان الْجِيَاد قدودها ... قد أثقلت بقلائدٍ من عسجد) 3 - (حمَار الْعَزِيز الْكَاتِب) أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن عمار أَبُو الْعَبَّاس الثَّقَفِيّ

الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِحِمَار الْعَزِيز كَذَا قَالَ الْخَطِيب قَالَ وَله مصنفات وَكَانَ يتشيع وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَثَلَاث مائَة حدث عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة وَسليمَان بن أبي شيخ وَعمر بن شبة وَمُحَمّد بن دَاوُد الْجراح وَغَيرهم روى عَنهُ القَاضِي الجعابيّ وَابْن زنجي الْكَاتِب وَأَبُو عمر ابْن حيويه وَأَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيرهم وَفِيه يَقُول ابْن الرُّومِي (وَفِي ابْن عمارٍ عزيزيةٌ ... يُخَاصم الله بهَا وَالْقدر) (مَا كَانَ لم كَانَ وَمَا لم يكن ... لمْ لم يكن فَهُوَ وَكيل الْبشر) (لَا بل فَتى خَاصم فِي نَفسه ... لم لم يفز قدماً وفاز الْبَقر) (فَكل من كَانَ لَهُ ناظرٌ ... صافٍ فَلَا بُد لَهُ من نظر) ) وَكَانَ صديقا لِابْنِ الرُّومِي يعْمل لَهُ الْأَشْعَار وينحله إِيَّاهَا يستعطف بهَا من يَصْحَبهُ وَكَانَ ابْن عمار محدوداً فَقِيرا وقاعة فِي الْأَحْرَار وَكَانَ أَيَّام فقره كثير التسخط لما تجْرِي بِهِ الأقدار حَتَّى عرف بذلك فَقَالَ لَهُ ابْن الرُّومِي يَا أَبَا الْعَبَّاس إِنِّي قد سميتك العزير قَالَ وَكَيف وَقعت على هَذَا الِاسْم قَالَ لِأَن العزير خَاصم ربه فِي أَن أسَال من دِمَاء بني إِسْرَائِيل على يَدي بخت نصر سبعين ألف دم فَأوحى الله إِلَيْهِ لَئِن لم تتْرك مجادلتي لأمحونك من ديوَان النُّبُوَّة وَمَا زَالَ ابْن الرُّومِي يمدح النَّاس ويعرّض بِذكرِهِ ويشفع لَهُ إِلَى النَّاس حَتَّى أشخصه مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح مَعَه إِلَى الْجَبَل بشفاعة ابْن الرُّومِي واستخرج لَهُ أقساطاً أغناه بهَا وأجرى عَلَيْهِ أَيْضا من مَاله فَمَا شكر ابْن عمار لِابْنِ الرُّومِي ذَلِك وَجعل يتخلفه وَيَقَع فِيهِ ويعيبه فَبلغ ذَلِك ابْن الرُّومِي فَقَالَ يصحف قل لعمَّار ابْن عمار أَلا تعظم قدري (بخراجيك وخرؤ ... الديك لَا تعرض لشعري) (وتذكر حِين تنسى ... جر عميك واثري) واذقني فرج الروحة منقادا لأمري جرحا لبك للجيران لَكِن لست تَدْرِي قَالَ ابْن الْمسيب وَمن عَجِيب أَمر عُزَيْر هَذَا أَنه كَانَ ينتقص ابْن الرُّومِي فِي حَيَاته ويزري على شعره ويتعرض لهجائه فَلَمَّا مَاتَ ابْن الرُّومِي عمل كتابا فِي تفضيله ومختار شعره وَجلسَ يمليه على النَّاس وَله من الْكتب كتاب المبيضة وَهُوَ مقَاتل الطالبين كتاب الأنواء مثالب أبي نواس أَخْبَار سُلَيْمَان بن أبي شيخ الزِّيَادَة فِي أَخْبَار الوزراء لِابْنِ الْجراح أَخْبَار حجر بن عدي أَخْبَار أبي نواس أَخْبَار ابْن الرُّومِي ومختار شعره المناقضات أَخْبَار أبي الْعَتَاهِيَة الرسَالَة فِي بني أُميَّة الرسَالَة فِي تَفْضِيل بني هَاشم ومواليهم وذم بني أُميَّة

الماهر الحلبي

وأتباعهم الرسَالَة فِي الْمُحدث والمحدَّث أَخْبَار عبد الله بن مُعَاوِيَة الْجَعْدِي الرسَالَة فِي مثالب مُعَاوِيَة وَأورد لَهُ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء (أعيرتني النُّقْصَان وَالنَّقْص شَامِل ... وَمن ذَا الَّذِي يعْطى الْكَمَال فيكمل) (وَأقسم أَنِّي ناقصٌ غير أنني ... إِذا قيس بِي قومٌ كثيرٌ تقلّلوا) ) (تفاضل هَذَا الْخلق بِالْعلمِ والحجى ... فَفِي أَيّمَا هذَيْن أَنْت مفضل) (وَلَو منح الله الْكَمَال ابْن آدمٍ ... لخلده وَالله مَا شَاءَ يفعل) 3 - (الماهر الْحلَبِي) أَحْمد بن عبيد الله بن فضال أَبُو الْفَتْح الموازيني الْحلَبِي الشَّاعِر الْمَعْرُوف روى عَنهُ من شعره أَبُو عبد الله الصُّورِي وَأَبُو الْقَاسِم النسيب من شعره (برغمي أَن ألوم عَلَيْك دهراً ... قَلِيلا فكره بمعنفيه) (وَأَن أرعى النُّجُوم وَلست فِيهَا ... وَأَن أَطَأ التُّرَاب وَأَنت فِيهِ) توفّي الماهر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره أَيْضا (الشّعْر كالبحر فِي تلاطمه ... مَا بَين ملفوظه وسائغه) (فَمِنْهُ كالمسك فِي لطائمه ... وَمِنْه كالمسك فِي مدابغه) وَمِنْه (أرى نَفسِي تَجِد بهَا الظنون ... بِأَن الْبَين بعد غدٍ يكون) (وَمَا ترك الْفِرَاق عليّ دمعاً ... يسحّ وَلَا تسحّ بِهِ الجفون) (وجيش الصَّبْر منهزمٌ فَقل لي ... عَلَيْك بِأَيّ دمعٍ أستعين) (كَأَنِّي من حَدِيث النَّفس عِنْدِي ... جُهَيْنَة عِنْدهَا الْخَبَر الْيَقِين) وَمِنْه (من صَحَّ قَلْبك فِي الْهوى ميثاقه ... حَتَّى تصح وَمن وفى حَتَّى تفي) (عرف الْهوى فِي الْخلق مذ خلق الورى ... بمذلة الْأَقْوَى وَعز الأضعف) (يَا من توقد فِي الحشا بصدوده ... نارٌ بِغَيْر وصاله مَا تنطفي) (وظننت جسمي أَن سيخفى بالضنى ... عَن عاذليّ فقد ضنيت وَمَا خَفِي)

ابن قرعه

وَمِنْه أَيْضا (أموجبة الدَّعْوَى عَلَيْهَا وَلَا تفي ... وسامعة الشكوى إِلَيْهَا وَلَا تَشْتَكِي) (أَظن الأسى والدمع لَا يبقيان لي ... فؤاداً بِهِ أَهْوى وعيناً بهَا أبْكِي) 3 - (ابْن قرعه) ) أَحْمد بن عبيد الله بن أَحْمد أَبُو الْحُسَيْن الكلوذاني الْمَعْرُوف ابْن قرعه قَالَ ياقوت من أهل الْأَدَب وَالْفضل الغزير كتب بِخَطِّهِ الْكثير من المصنفات الطوَال ولازم أَبَا بكر الصولي وتضلع عَلَيْهِ من أدبه وروى عَنهُ وَطلب الْأَدَب طول عمره ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده كلواذا فَأَقَامَ بهَا طول عمره وقصده النَّاس وَكَانَ أديبها وفاضلها وَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ 3 - (أَبُو الْعَلَاء ابْن شقير) أَحْمد بن عبيد الله بن الْحسن بن شقير أَبُو الْعَلَاء البغداذي ذكره الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق وَقَالَ حدث عَن أبي بكر مُحَمَّد بن هَارُون بن المحد وحامد بن شُعَيْب الْبَلْخِي والهيثم بن خلف وَأبي بكر الباغندي وَالْبَغوِيّ وَأبي عمر الزَّاهِد وَأبي بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَأحمد بن فَارس وَابْن دُرَيْد وَأحمد بن عبد الله السجسْتانِي وروى عَنهُ تَمام الرَّازِيّ ومكي بن مُحَمَّد بن معمر وَعبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن الحنان وَمُحَمّد بن عبد الله الدوري 3 - (الْفَقِيه شرف الدّين ابْن قدامَة) أَحْمد بن عَبدِي الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام الْفَقِيه شرف الدّين أَبُو الْحسن ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مائَة وَسمع الْكثير ورثي لما مَاتَ كثيرا ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة 3 - (البلنسي الذَّهَبِيّ) أَحْمد بن عَتيق بن الْحسن بن زِيَاد بن جرج أَبُو جَعْفَر البلنسي الذَّهَبِيّ ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَيْضا مهر فِي علم النّظر وَكَانَ أحد الأذكياء لَهُ غوص على الدقائق صنف كتاب الْإِعْلَام بفوائد الْمُسلم وَكتاب حسن الْعبارَة فِي فضل الْخلَافَة والإمارة وَله فتاوٍ بديعة أَقرَأ النَّاس الْعَرَبيَّة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وست مائَة 3 - (الأودي الْكُوفِي) أَحْمد بن عُثْمَان بن حَكِيم الأودي الْكُوفِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

ابن بويان المقرئ

3 - (ابْن بويان الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عُثْمَان بن بويان أَبُو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ المجود بِحرف قالون قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة) 3 - (ابْن أبي الْحَدِيد) أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الْحَدِيد السّلمِيّ الدِّمَشْقِي من بَيت مَشْهُور بِالْحَدِيثِ وَالرِّوَايَة كَانَ عِنْدهم نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع الحَدِيث بِدِمَشْق من جمَاعَة كَأبي طَاهِر الخشوعي وطبقته وسافر إِلَى مصر فَسمع بهَا من البوصيري وَابْن ياسين وَقدم بغداذ قَالَ ابْن النجار وَسمع مَعنا من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم ابْن الْحصين وَأبي غَالب ابْن الْبناء وَأبي الْعِزّ بن كادش وَأبي الْقَاسِم الحريري وَسمع بأصبهان وَسمع بهَا من أَصْحَاب مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي ذَر الصالحاني وزاهر الشحامي وَجَمَاعَة وَسمع كثيرا وَحصل من الْكتب والأجزاء عدَّة أحمال وَكتب عَنهُ الطّلبَة والرحالة وَتُوفِّي بِبَعْض قرى دمشق هِيَ الذهبانية من حوران سنة خمس وَعشْرين وست مائَة وَفِي بَيته جمَاعَة رووا الحَدِيث وَفِيهِمْ الْعلمَاء والخطباء وَسكن حلب وَكَانَ مليحاً وَلما سَافر نظم فِيهِ مهذب الدّين ماجد بن مُحَمَّد بن نصر بن القيسراني (لَا للصفي صافى وَلَا للرضي ... راضى وَلَا رقّ لخطب الْخَطِيب) واتصل بِخِدْمَة الْأَشْرَف بن الْعَادِل وَكَانَ مَعَه فردة نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ورثهَا من آبَائِهِ وَالْأَمر مَعْرُوف فِيهِ فَإِن الْحَافِظ ابْن السَّمْعَانِيّ ذكر أَنه رأى هَذِه النَّعْل لما قدم دمشق عِنْد الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحَدِيد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ الْأَشْرَف يقربهُ لأَجلهَا ويؤثر أَن يَشْتَرِيهَا ويوقفها فِي مَكَان تزار فِيهِ فَلم يسمح بذلك وَلَعَلَّه سمح أَن يقطع لَهُ مِنْهَا قِطْعَة ففكر الْأَشْرَف أَن الْبَاب ينفتح فَامْتنعَ ورتبه الْأَشْرَف بمشهد الْخَلِيل الْمَعْرُوف بالذهباني بَين حران والرقة وَقرر لَهُ مَعْلُوما فَأَقَامَ هُنَاكَ حَتَّى توفّي وَأوصى بالنعل للأشرف ففرح بهَا وأقرها بدار الحَدِيث بِدِمَشْق وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق وَتُوفِّي فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور بالمشهد الخليلي الْمَذْكُور كَذَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين وَالْأول نقلته من كَلَام محب الدّين ابْن النجار 3 - (ابْن شكا الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن عُثْمَان بن عَلان أَبُو بكر الكبشي الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن شكا صحب عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث التَّمِيمِي وتفقه عَلَيْهِ وَمن بعده على أبي حَامِد وَكتب الحَدِيث عَن ابْن بطة وَله فِي الْفَرَائِض رُتْبَة عالية وَكَانَ مجاب الدعْوَة مَاتَ قبل الْأَرْبَع مائَة ببغداذ) 3 - (أَبُو جَعْفَر الْكَاتِب) أَحْمد بن أبي عُثْمَان أَبُو جَعْفَر الْكَاتِب ذكره المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء وَقَالَ بغداذي ظريف غزل لَهُ (تمر بِنَا الْأَيَّام تسرع فِي عمري ... وَلست بباقٍ يَا شقائي على الهجر)

ابن أبي الحوافر الطبيب

(وَكَيف بقائي والهوى قد تعلّقت ... حبائله قلبِي وضاق بِهِ صَدْرِي) (رَأَيْت جَمِيع العاشقين وَأَنَّهُمْ ... إِذا أفرطوا يرضون بِالنّظرِ الشزر) 3 - (ابْن أبي الحوافر الطَّبِيب) أَحْمد بن عُثْمَان بن هبة الله بن أَحْمد بن عقيل فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الْمَعْرُوف بِابْن أبي الحوافر الْقَيْسِي الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمصْرِيّ الطَّبِيب برع فِي الطِّبّ وَصَارَ رَئِيس الْأَطِبَّاء بالديار المصرية وعني بِالْحَدِيثِ فِي الكهولة وَكَانَ بَصيرًا بالعلاج توفّي سنة سبع وَخمسين وست مائَة 3 - (الذَّهَبِيّ) أَحْمد بن عُثْمَان بن قايماز بن أبي مُحَمَّد عبد الله التركماني الفارقي الأَصْل الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ الْمَعْرُوف بالشهاب وَالِد الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وبرع فِي صَنْعَة الذَّهَب المدقوق وتميز فِيهَا وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ سنة سِتّ وَسِتِّينَ على الْمِقْدَاد الْقَيْسِي عَن سعيد بن الرزاز عَن أبي الْوَقْت وَأَجَازَ لَهُ تَقِيّ الدّين بن أبي الْيُسْر وجمال الدّين بن مَالك وَجَمَاعَة وَسمع مَعَ وَالِده ببعلبك من التَّاج عبد الْخَالِق وَزَيْنَب بنت كندي وَجَمَاعَة واستفك من عكا امْرَأتَيْنِ وَأعْتق غلامين وَجَارِيَة وَدفن بتربة اشْتَرَاهَا بِالْجَبَلِ وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (ابْن السعلوس أَخُو الْوَزير) أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرَّجَاء الرئيس شهَاب الدّين ابْن السعلوس التنوخي الدِّمَشْقِي أَخُو الصاحب شمس الدّين كَانَ دينا عَاقِلا ثقيل السّمع يحب سَماع الحَدِيث وَهُوَ كثير الْبر وَالصَّدَََقَة ولي نظر الْجَامِع ورزق الجاه العريض فِي دولة أَخِيه ثمَّ ذهب ذَلِك وَعَاد إِلَى حَاله وَسمع من ابْن عبد الدايم وبالاسكندرية فِي تِجَارَته من عُثْمَان بن عَوْف سمع مِنْهُ البرزالي وَمَات كهلاً سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة) 3 - (شرف الدّين السنجاري) شرف الدّين السنجاري أَحْمد بن عُثْمَان بن عمر المجدلي عرف بالسنجاري أَخْبرنِي الْعَلامَة الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ مولده سنة خمس وَعشْرين وست مائَة بالمجدل لقِيه شرف الدّين كَانَ إِمَام الْجَامِع الْأَزْهَر بِالْقَاهِرَةِ متصدراً فِي النَّحْو فِي جَامع الْأَقْمَر يقرئ ألفية ابْن معطي ويتغالى فِي مَعْرفَتهَا أنشدنا لنَفسِهِ وَذكر أَنه ارتجال (لاقيته فصددت عَنهُ كأنني ... سَالَ هَوَاهُ وَلست بالمتصنع) (وظننت أَن سريرتي تخفى وَلم ... أشعر فَنمت عِنْد ذَلِك أدمعي) وأنشدنا لنَفسِهِ من قصيدة (مَا قست بالغيث العطايا مِنْك إِذْ ... يبكي وتضحك أَنْت إِذْ تولي الندى)

أبو مسعود الخشنامي

(وَإِذا أَفَاضَ على الْبَريَّة جوده ... مَاء تفيض لنا يَمِينك عسجدا) قلت أَخذه من قَول الوأواء الدِّمَشْقِي (من قَاس جدواك بالغمام فَمَا ... أنصف فِي الحكم بَين إثنين) (أَنْت إِذا جدت ضاحكٌ أبدا ... وَهُوَ إِذا جاد دامع الْعين) 3 - (أَبُو مَسْعُود الخشنامي) أَحْمد بن عُثْمَان الخشنامي أَبُو مَسْعُود ذكره الثعالبي فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة وَقَالَ هُوَ من حَسَنَات نيسابور وفضلائها وشعرائها وَكَلَامه كثير الرونق ظريف الْجُمْلَة وَالتَّفْصِيل كَقَوْلِه (وجاهلٍ لج فِي مشاتمتي ... وَلم يكن مبقياً على جاهي) (سكت عَنهُ وَلم أبال بِهِ ... والحلم مِمَّا يزين أشباهي) (وَبَين فكي صارمٌ ذكرٌ ... أغمده عَنهُ خشيَة الله) وَقَوله (يَا والياً عز الْولَايَة غره ... فسطا لذاك على الْأَنَام وتاها) (أقصر فذل الْعَزْل يتبع عزه ... عطر الْولَايَة لَا يَفِي بفساها) وَقَوله (أَقُول لمن يعد الشيب نورا ... وَيَزْعُم أَنه يكسو وقارا) ) (أحب من الْوَقار إليّ شعرٌ ... يحاكي لَونه سبجاً وقارا) وَقَوله (وَجه أبي الْفَتْح إِذا مَا بدا ... يُغني عَن الْبَدْر إِذا مَا طلع) (لَوْلَا دفاع الله عَن خصره ... إِذا ثناه رَاكِعا لانقطع) وَقَوله فِيمَن يشتكي ضرسه (شكت أقاحيك فاشتكيت لَهَا ... يَا قبْلَة الْحسن فتْنَة الْبَلَد) (وَجهك شمس الضُّحَى إِذا طلعت ... تضرّ بالأقحوان وَالْبرد) وَقد أوردت فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن إِسْحَاق الزوزني البحاثي أبياتاً آخرهَا قَوْله (هَل تقولن أحبتي بعد موتِي ... رحم الله ذَلِك البحاثي) وَقد اقْتدى بِهِ أَبُو مَسْعُود الخشنامي هَذَا فَقَالَ (لَيْت شعري إِذا تصرم عمري ... ودنا الْمَوْت وَانْقَضَت أيامي)

الإمام تاج الدين ابن التركماني

(هَل تقولنّ إخوتي بعد موتِي ... رحم الله ذَلِك الخشنامي) قَالَ الأديب أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن أَحْمد النَّيْسَابُورِي وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ لما لَحقا باللطيف الْخَبِير قلت محققاً ظنونهما ومصدقاً تخمينهما (يَا ابْن عُثْمَان كنت خلا ودوداً ... نَاصح الجيب ذَا سجايا كرام) (فطوتك الْمنون دوني طيّاً ... وكذاك الْمنون قصر الْأَنَام) (فَأَنا الْيَوْم قائلٌ كلّ وقتٍ ... رحم الله ذَلِك الخشنامي) قَالَ وَقلت فِي البحاثي (يَا أَبَا جَعْفَر ابْن إِسْحَاق إِنِّي ... خانتي فِيك نَازل الْأَحْدَاث) (وَهوى عَن منَازِل النَّجْم قسراً ... بك تَحت الرجام فِي الأجداث) (فلك الْيَوْم من قوافٍ حسانٍ ... سرن فِي الْمَدْح سَيرهَا فِي المراثي) (مَعَ كتبٍ جمعت من كل فنٍ ... حِين يروين ألف باكٍ وراث) (قَائِل كلهَا بِغَيْر لسانٍ ... رحم الله ذَلِك البحاثي) 3 - (الإِمَام تَاج الدّين ابْن التركماني) أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى بن سُلَيْمَان تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس المارديني الْحَنَفِيّ) الْمَعْرُوف بِابْن التركماني ولد بالديار المصرية سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ فِي أول جُمَادَى الأولى رَحمَه الله تَعَالَى فَقِيه مجيد وأديب مُفِيد لَهُ تعليقة على المحصل للْإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ ووشرح منتخب الْبَاجِيّ فِي أصُول الْفِقْه مُخْتَصر الْمَحْصُول وتعليقة على الْمَحْصُول وتعليقة على الْمُنْتَخب فِي أصُول الْفِقْه للحنفية وَثَلَاث تعاليق على خُلَاصَة الدَّلَائِل فِي تَنْقِيح الْمسَائِل فِي الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ الأولى فِي حل مشكلاته وتبيين معضلاته وَشرح أَلْفَاظه وَتَفْسِير مَعَانِيه لحفاظه وَالثَّانيَِة فِي ذكر مَا أهمله من مسَائِل الْهِدَايَة وَالثَّالِثَة فِي ذكر أَحَادِيثه وَالْكَلَام عَلَيْهَا وعَلى متونها وتصحيحها وتخريجها شرح الْجَامِع الْكَبِير لمُحَمد بن الْحسن وَشرح الْهِدَايَة أَظُنهُ لم يكمل وكتابان فِي علم الْفَرَائِض مَبْسُوط ومتوسط وَتَعْلِيق على مقدمتي ابْن الْحَاجِب وَشرح المقرب لِابْنِ عُصْفُور أَظُنهُ لم يكمل وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب كتاب فِي أَحْكَام الرماية والسبق والمحلل وَكتاب الأبحاث الجلية على مَسْأَلَة ابْن تَيْمِية وَشرح الشمسية فِي الْمنطق أَظُنهُ لم يكمل وَشرح التَّبْصِرَة للخرقي فِي

الروذباري الصوفي

الْهَيْئَة أَظُنهُ لم يكمل وَأما نظمه ونثره فجيدان وكتابته جَيِّدَة قويه نقلت من خطه فِي أثْنَاء الرسَالَة كتبهَا إِلَى القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله (غرامي بكم بَين الْبَريَّة قد فَشَا ... فلست أُبَالِي بالرقيب وَمن وشى) (وَلَا غرو إِذْ عزت صفاتك من حكى ... فَمَا قدر مَا حاك الرّبيع وَمَا وشى) (وَإِن قستها بالدر قَالَ لي السها ... أفق إِن ذَاك الدرّ فِي بحره انتشا) (فَقُمْت بهَا أشدو على كل مشهدٍ ... فكلٌّ بِهِ عجبا تواجد وانتشى) (مغاارسه طابت وطاب أبوةً ... وَذَلِكَ فضل الله يؤتيه من يشا) (فَمَا أنبت الخطيّ إِلَّا وشيجه ... وَلَا بَات إِلَّا فِي مطهرة الحشا) (فجَاء فريد الدَّهْر أوحد عصره ... وَكم بَين ذِي نورٍ وَمن كَانَ ذَا عشا) ونقلت مِنْهَا أَيْضا (ملكت عذارى الجامحات وعونها ... وفجرت من عقم الْمعَانِي عيونها) (رددت وُجُوه الشاردات أوانساً ... وذللت بِاللَّفْظِ البليغ متونها) (فَلَا غرو أَن هز الصِّبَا قضب الصِّبَا ... وَقبل من بَان العذيب غصونها) ) (وأسكر صبا مغرماً بحديثكم ... وفرّع من حسن الحَدِيث شجونها) (وأذكر قيسا حبّ ليلى وَقد سرى ... وحقّق من طرق الْجُنُون فنونها) (وَمَا كَانَ مِمَّن هزّه نشوة الصِّبَا ... فَكيف وَقد عمّ المشيب شؤونها) (وَلكنهَا سحر البلاغة والنهى ... وَأَنت شهَاب الدّين بانٍ حصونها) 3 - (الرُّوذَبَارِي الصُّوفِي) أَحْمد بن عَطاء بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَطاء أَبُو عبد الله الرُّوذَبَارِي الصُّوفِي الْكَبِير نزيل صور حدث عَن أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَجَمَاعَة وروى عَنهُ جمَاعَة وَهُوَ أَحْمد مَشَايِخ وقته فِي بَابه وطريقته قَالَ الْخَطِيب روى أَحَادِيث غلط فِيهَا غَلطا فَاحِشا توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو عَليّ الضَّرِير الشَّاعِر) أَحْمد بن عَطِيَّة بن عَليّ أَبُو عبد الله الضَّرِير الشَّاعِر وَله معرفَة بالنحو واللغة تَامَّة محد الإِمَام الْقَائِم بِأَمْر الله وَابْن ابْنه الإِمَام الْمُقْتَدِي وَابْنه الإِمَام المستظهر ووزراءهم وَكَانَ خصيصاً بِسيف الدولة صَدَقَة بن مزِيد وَأحد ندمائه وجلسائه وَله فِيهِ مدائح كَثِيرَة روى عَنهُ أَبُو البركات ابْن السَّقطِي وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي بن بشر الْمُقْرِئ شَيْئا من شعره من شعره

ابن أبي الحوافر

(النَّفس فِي عدَّة الوساوس تطمع ... وزخارف الدُّنْيَا تغر وتخدع) (والمرء يكدح واصلاً آماله ... وأمامه أجلٌ يخون ويخدع) وَله أَيْضا (كَأَن انزعاج الْقلب حِين ذكرتكم ... وَقد بعد المسرى خفوق جناحين) (سَيعْلَمُ إِن لجت بِهِ حرق الجوى ... وَلم تسمحوا بالوصل كَيفَ جنى حيني) 3 - (ابْن أبي الحوافر) أَحْمد بن عقيل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن رَافع أَبُو الْفَتْح بن أبي الْفضل الْقَيْسِي الْفَارِسِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الحوافر الدِّمَشْقِي أَصله من بعلبك سمع أَبَاهُ وَعبد الْعَزِيز بن أَحْمد الكتاني والفقيه نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَقدم بغداذ حاجّاً وَحدث بهَا وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم عليّ بن الْحسن بن هبة الله الشَّافِعِي وَكَانَ شَيخا كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ حسن التِّلَاوَة صَحِيح) السماع توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير 3 - (أَبُو الْوَفَاء الصُّوفِي) أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْوَفَاء الصُّوفِي من أهل فيروزاباذ صحب الْمَشَايِخ بهَا وخدمهم وَقدم بغداذ واستوطنها وَسمع بهَا الْكثير من مُحَمَّد بن أبي نصر الْحميدِي وَأبي طَاهِر أَحْمد وَأبي غَالب مُحَمَّد ابْني الْحسن بن أَحْمد الباقلاني الكرجي وَعلي بن أَحْمد بن يُوسُف الهكاري وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ من كل فن وَحدث باليسير وَكَانَ شيخ رِبَاط الزوزني وَكَانَ كَامِلا فِي فنه أخلاقه حَسَنَة ومحاورته مليحة حُلْو الْمنطق لَا يمل جليسه يحفظ من كَلَام الصُّوفِيَّة وأحوالهم وأشعارهم وحكاياتهم شَيْئا كثيرا وَتُوفِّي ببغداذ سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (الكوكبي الْكَاتِب) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عِيسَى بن رستم المادرائي أَبُو الطّيب الْكَاتِب الْأَعْوَر الْمَعْرُوف بالكوكبي وَهُوَ أَصْغَر من أَخِيه مُحَمَّد طلب الحَدِيث وَأكْثر مِنْهُ وَمن كِتَابَته وَقَرَأَ الْأَدَب وَكَانَ فَاضلا أديباً وَبَينه وَبَين أبي الْعَبَّاس الْمبرد صداقة ومكاتبات بالأشعار ومدح الْحسن بن مخلد ولي ديوَان الْخراج بِمصْر أَيَّام المعتضد والمكتفي من قبل هَارُون ابْن أبي الْجَيْش خمارويه وَلما رَجَعَ مؤنس وَصفه للمقتدر وخاطبه فِي أَن يستوزره وهيئت لَهُ الْخلْع وَكتب التَّقْلِيد وَنفذ إِلَيْهِ الرَّسُول إِلَى دمشق فلقيتهم رسله بوفاته وروى عَنهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر الخرائطي وَمُحَمّد بن الْعَبَّاس الشلمغاني وَمن شعره (وَإِذا بدا جلدٌ عَلَيْك من امرئٍ ... وأملّه الغشيان والإلمام) (فتسلّ عَنهُ بفرقةٍ لَا مبدياً ... شكوى لتصلحه لَك الْأَيَّام) وَمِنْه أَيْضا

ابن النجاشي

(عَاقِر الراح ودع نعت الطلل ... واعص من لامك فِيهَا أَو عذل) (غادها واغن بهَا وَاسع لَهَا ... وَإِذا قَالُوا تصابى قل أجل) (إِنَّمَا دنياك فَاعْلَم ساعةٌ ... أَنْت فِيهَا وَسوى ذَاك أمل) قَالَ أَخُوهُ مُحَمَّد أَرَادَ أخي أَبُو الطّيب السّفر إِلَى الشَّام فلمته على الثّقل فَقَالَ مَا معي إِلَّا مَا لَا بُد مِنْهُ وَلَا أقدر أَن أؤخره وأحصى فِي جملَة مَا حمله ثَلَاث مائَة حمل دفاتر وَكَانَ لَا يدع) النّسخ بِحَال وَهُوَ فِي مَجْلِسه يَأْمر وَينْهى ولد ببغداذ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي بِمصْر سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن النَّجَاشِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْعَبَّاس أَبُو الْحُسَيْن الصَّيْرَفِي الْأَسدي الْكُوفِي الْمَعْرُوف جده بالنجاشي حدث عَن القَاضِي أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن النصيبي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عمرَان بن الجندي وَالْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى بن الفحام وروى عَنهُ وَلَده عَليّ توفّي سنة خمسين وَأَرْبع مائَة بمطيراباذ 3 - (قَاضِي الطّيب) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل بن بهمن بن النجار أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل الطّيب دخل بغداذ واستوطنها وتفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَسمع بهَا الحَدِيث من عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَغَيرهمَا وَحدث باليسير ولي قَضَاء الطّيب وَتوجه إِلَيْهَا وسكنها إِلَى أَن أستشهد بهَا بعد سنة خمس مائَة ومولده سنة أَربع وَأَرْبَعين 3 - (ابْن المعبي الْوَاعِظ) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن سَلامَة الْأنْصَارِيّ أَبُو الْعَبَّاس الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بِابْن المعبي من أهل الْبَصْرَة كَانَ أحد المعدلين بهَا مليح الْوَعْظ كثير الْمَحْفُوظ حسن الْأَخْلَاق سمع عَليّ بن أَحْمد التسترِي وَمُحَمّد بن أَحْمد النهاوندي وَمُحَمّد بن عبيد الْبَصْرِيّ وَغَيرهم وَقدم بغداذ وَأقَام بهَا مُدَّة وَحدث وروى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل والمعبي بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الْمُقْرِئ الضَّرِير) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس الضَّرِير الْمُقْرِئ من البردان قدم بغداذ فِي صباه وَحفظ الْقُرْآن وأحكمه وَقَرَأَ بالروايات على الْمَشَايِخ وَقَرَأَ بواسط على أبي بكر بن الباقلاني وَغَيره واشتغل بالتجويد وَوصف بِحسن الْأَدَاء وَقُوَّة الصَّوْت وَحفظ حُرُوف الْخلاف وَكَانَ يخْطب فِي الْقرى وَكَانَ يقْرَأ فِي الْمِحْرَاب فِي صَلَاة التَّرَاوِيح بالشواذ الْمَكْرُوهَة طلبا للدنيا قَالَ ابْن النجار وَلم يكن فِي دينه بِذَاكَ توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة

الحافظ ابن الأزرق

3 - (الْحَافِظ ابْن الْأَزْرَق) ) أَحْمد بن عَليّ بن الْأَزْرَق أَبُو بكر الْحَافِظ من أهل الْمَطِيرَة حدث عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن دَاوُد بن صَدَقَة الشحام المطيري وَالْحسن بن مُحَمَّد الْعَطَّار وروى عَنهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن خلف بن نجيب الدقاق 3 - (ابْن هُبل الطَّبِيب) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ شمس الدّين ابْن هُبل بِالْهَاءِ وَالْبَاء المحركة بالفتحة ثَانِيَة الْحُرُوف الطَّبِيب وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده مهذب الدّين فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله كَانَ مَشْغُولًا بصناعة الطِّبّ متميزاً فِي الْأَدَب وجيهاً فِي الدولة سَافر إِلَى بِلَاد الرّوم وأكرمه الْملك الْغَالِب كيكاوس بن كيخسرو إِكْرَاما كثيرا وَبَقِي عِنْده قَلِيلا وَتُوفِّي هُنَاكَ 3 - (الصُّوفِي ابْن الأستاذدار) أَحْمد بن عَليّ بن بختيار بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم الصُّوفِي كَانَ وَالِده أستاذدار الْخلَافَة وَنَشَأ أَبُو الْقَاسِم هَذَا متأدباً فَاضلا حسن الطَّرِيقَة متديناً صَالحا قَالَ محب الدّين ابْن النجار أَنْشدني لنَفسِهِ (أعاذلتي فِي الْحبّ هَل غير ذَلِك ... فَإِنِّي لأسباب الْهوى غير تَارِك) (دعيني وأوصابي فلست بعاشقٍ ... إِذا رمت ميلًا عَن طَرِيق المهالك) (أرى الحبّ أَن ألْقى الْمنية مُسْفِرًا ... إِذا شِئْت أَن ألْقى عَذَاب المضاحك) (أيا ظَبْيَة الوعساء إِن حَال بَيْننَا ... سباسب تنضي ناجيات الرواتك) (فلست بناسٍ وَقْفَة لم تزل بهَا ... دِمَاء المآقي سافحات المسافك) (تربعت من دون الأراكة معهداً ... وغادرت عهدي بَين تِلْكَ الأرائك) (وملت إِلَى الواشي وَكنت غريّةً ... إِذا مَا سعى الواشي بِمَا غير ذَلِك) (ألم تعلمي أَنِّي ألمّ بعالجٍ ... وأشتاق آثاراً خلت من جمالك) وَقَالَ أَنْشدني أَيْضا لنَفسِهِ (مل بِي إِلَى الدَّيْر من نَجْرَان مصطحباً ... يَا صَاح قبل التفاف السَّاق بالساق) (أما ترى الْوَرق تشدو فِي الغصون وَكم ... من سَاق حر تغنينا على سَاق) (والنور يضحكه باكي الْغَمَام فَقُمْ ... مشمّراً لارتضاع الكاس عَن سَاق) ) (وهاتها كشعاع الشَّمْس صَافِيَة ... تعشي الْعُيُون رعاك الله من سَاق) قلت السَّاق الَّذِي فِي الْبَيْت الثَّالِث هُوَ الَّذِي فِي الْبَيْت الأول وَهَذَا الإيطاء وَهُوَ عيب وشعره مَقْبُول وَتُوفِّي بعد افتقار وملازمة لرباط وَالِده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة

خالوه الحلواني

3 - (خالوه الْحلْوانِي) أَحْمد بن عَليّ بن بدران بن عَليّ الْحلْوانِي أَبُو بكر بن أبي الْحسن الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بخالوه بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على الْحسن بن غَالب بن الْمُبَارك وَعلي بن مُحَمَّد بن فَارس الْخياط وَغَيرهمَا وَسمع الحَدِيث بالكثير من الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَالْقَاضِي طَاهِر بن عبد الله الطَّبَرِيّ وَعلي بن مُحَمَّد بن حبيب الْمَاوَرْدِيّ وَغَيرهم وَسمع بِالْبَصْرَةِ وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَخرج تخريجاتٍ وفوائد فِي فنون وانتقى أَبُو عبد الله الْحميدِي لَهُ فَوَائِد من أُصُوله وَتكلم على أحاديثها وَحدث بالكثير وروى عَنهُ ابْن كُلَيْب وَأَبُو الْفرج وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ قَالَ محب الدّين ابْن النجار أَنبأَنَا أَبُو بكر الجيلي عَن أبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَحْمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي كَانَ شَيخا لَيْسَ لَهُ معرفَة بطرِيق الحَدِيث روى كتاب التَّرْغِيب لِابْنِ شاهين عَن العشاري من نُسْخَة طرية مستجدة وَلم نر لَهُ أصلا عتيقاً بِهِ وَهُوَ شيخ صَالح فِيهِ ضعف لَا يحْتَج بحَديثه توفّي سنة سبع وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو بكر الْحَافِظ خطيب بغداذ) أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت بن أَحْمد بن مهْدي أَبُو بكر الْخَطِيب الْحَافِظ إِمَام هَذِه الصَّنْعَة انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي الْحِفْظ والإتقان وَالْقِيَام بعلوم الحَدِيث وَحسن التصنيف ولد بقرية من أَعمال نهر الْملك تعرف بهنيقيا بهاء مَفْتُوحَة وَنون مَكْسُورَة وياء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وقافٍ مَكْسُورَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف مَفْتُوحَة وَبعدهَا ألف مَقْصُورَة كَذَا وجدته مضبوطاً قَالَ أَبُو الْخطاب ابْن الْجراح يمدح الْخَطِيب (فاق الْخَطِيب الورى صدقا وَمَعْرِفَة ... وأعجز النَّاس فِي تصنيفه الكتبا) (حمى الشَّرِيعَة من غاوٍ يدنسها ... بِوَضْعِهِ وَنفى التَّدْلِيس والكذبا) (جلى محَاسِن بغداذٍ فأودعها ... تَارِيخه مخلصاً لله محتسبا) (وَقَالَ فِي النَّاس بالقسطاس منحرفاً ... عَن الْهوى وأزال الشَّك والريبا) (سقى ثراك أَبَا بكرٍ على ظمأ ... جونٌ ركامٌ يسح الواكف السربا)

) (ونلت فوزاً ورضواناً ومغفرةً ... إِذا تحقق وعد الله واقتربا) وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي يمدح مصنفات الْخَطِيب (تصانيف ابْن ثابتٍ الْخَطِيب ... ألذّ من الصِّبَا الغضّ الرطيب) (يَرَاهَا إِذْ حواها من رَوَاهَا ... رياضاً رَأسهَا ترك الذُّنُوب) (وَيَأْخُذ حسن مَا قد صاغ مِنْهَا ... بقلب الْحَافِظ الفطن الأريب) (فأية راحةٍ ونعيم عيشٍ ... يوازي كتبه أم أَي طيب) سمع ببغداذ شُيُوخ وقته وبالبصرة والري والدينور والكوفة ونيسابور وَقدم دمشق سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة حاجّاً فَسمع بهَا وبصور وَقَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ فِي خَمْسَة أَيَّام بِمَكَّة على كَرِيمَة المروزية وَعَاد إِلَى بغداذ وَصَارَ لَهُ قرب من الْوَزير رَئِيس الرؤساء فَلَمَّا وَقعت فتْنَة البساسيري ببغداذ استتر الْخَطِيب وَخرج إِلَى الشَّام لما آذاه الْحَنَابِلَة بِجَامِع الْمَنْصُور وَحدث بِدِمَشْق بعامة كتبه ثمَّ قصد صور وَأقَام بهَا وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقُدس للزيارة ثمَّ يعود إِلَى صور وَتوجه إِلَى طرابلس وحلب وَأقَام بهما أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ عَاد إِلَى بغداذ فِي أعقاب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأقَام بهَا سنة إِلَى توفّي وَحِينَئِذٍ روى تَارِيخ بغداذ وروى عَنهُ من شُيُوخه أَبُو بكر البرقاني والأزهري وَغَيرهمَا وَكَانَ يَقُول شربت مَاء زَمْزَم ثَلَاث مَرَّات وَسَأَلت الله عز وَجل ثَلَاث حاجاتٍ آخِذا بقول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ فالحاجة الأولى أَن أحدث بتاريخ بغداذ وَالثَّانيَِة أَن أملي الحَدِيث بِجَامِع الْمَنْصُور وَالثَّالِثَة أَن أدفن إِذا مت عِنْد قبر بشر الحافي فَلَمَّا عَاد إِلَى بغداذ حدث بتاريخه بهَا وَوَقع إِلَيْهِ جُزْء فِيهِ سَماع الْخَلِيفَة الْقَائِم بِأَمْر الله فَحمل الْجُزْء وَمضى إِلَى بَاب حجرَة الْخَلِيفَة وَسَأَلَ أَن يُؤذن لَهُ فِي قِرَاءَة الْجُزْء فَقَالَ الْخَلِيفَة هَذَا رجل كَبِير فِي الحَدِيث وَلَيْسَ لَهُ إِلَى السماع مني حَاجَة وَلَعَلَّ لَهُ حَاجَة أَرَادَ أَن يتَوَصَّل إِلَيْهَا بذلك فَاسْأَلُوهُ حَاجته فَسَأَلُوهُ فَقَالَ حَاجَتي أَن أملي الحَدِيث بِجَامِع الْمَنْصُور فَتقدم الْخَلِيفَة إِلَى نقيب النُّقَبَاء بِأَن يُؤذن لَهُ فِي ذَلِك وَلما مَاتَ أَرَادوا دَفنه عِنْد بشر الحافي بوصيةٍ مِنْهُ وَكَانَ الْموضع الَّذِي بِجنب بشر قد حفر فِيهِ أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الطريثيثي قبراً لنَفسِهِ وَكَانَ يمْضِي إِلَى ذَلِك الْموضع وَيخْتم فِيهِ الْقُرْآن وَيَدْعُو وَمضى على ذَلِك سنُون فَلَمَّا مَاتَ الْخَطِيب سَأَلُوهُ أَن يدفنوه فِيهِ فَامْتنعَ وَقَالَ هَذَا قَبْرِي قد حفرته وختمت فِيهِ عدَّة ختمات وَلَا أمكن أحدا من الدّفن) فِيهِ وَهَذَا مِمَّا لَا يتَصَوَّر فَانْتهى الْخَبَر إِلَى سعد الصُّوفِي فَقَالَ لَهُ يَا شيخ لَو كَانَ بشر فِي الْأَحْيَاء وَدخلت أَنْت والخطيب إِلَيْهِ أيكما كَانَ يقْعد إِلَى جَانِبه أَنْت أَو الْخَطِيب فَقَالَ لَا بل الْخَطِيب فَقَالَ فَكَذَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي حَالَة الْمَوْت فَإِنَّهُ أَحَق بِهِ مِنْك فطاب قلبه وَرَضي بِأَن يدْفن الْخَطِيب فِي ذَلِك الْموضع

وَكَانَ بعض الْيَهُود قد أظهر فِي بغداذ كتابا وَادّعى أهـ كتاب رَسُول الهل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْقَاط الْجِزْيَة عَن أهل خَيْبَر وَفِيه شَهَادَات الصَّحَابَة وَأَنه خطّ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فعرضه رَئِيس الرؤساء على الْخَطِيب فَقَالَ هَذَا مزوّر فَقيل لَهُ من أَيْن لَك ذَلِك قَالَ فِي الْكتاب شَهَادَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَمُعَاوِيَة أسلم يَوْم الْفَتْح وخيبر كَانَت فِي سنة سبع وَفِيه شَهَادَة سعد بن معَاذ وَكَانَ قد مَاتَ يَوْم الخَنْدَق فِي سنة خمس فَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ وتقد رَئِيس الرؤساء إِلَى الْقصاص والوعاظ أَن لَا يُورد أحد حَدِيثا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يعرضه إِلَى الْخَطِيب فَمَا أَمرهم بإيراده أوردوه وَمَا مَنعهم مِنْهُ ألغوه وَقَالَ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ الْخَطِيب قَدِيما على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل فَمَال عَلَيْهِ أَصْحَابنَا لما رَأَوْا من ميله إِلَى المبتدعة وآذوه فانتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وتعصب فِي تصانيفه عَلَيْهِم فرمز إِلَى ذمهم وَصرح بِقدر مَا أمكن فَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن حَنْبَل سيد الْمُحدثين وَفِي تَرْجَمَة الشَّافِعِي تَاج الْفُقَهَاء فَلم يذكر أَحْمد بالفقه وَقَالَ فِي تَرْجَمَة حُسَيْن الْكَرَابِيسِي إِنَّه قَالَ عَن أَحْمد أيش نعمل بِهَذَا الصَّبِي إِن قُلْنَا لفظنا بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق قَالَ بِدعَة وَإِن قُلْنَا غير مَخْلُوق قَالَ بِدعَة ثمَّ الْتفت إِلَى أَصْحَاب أَحْمد فقدح فيهم بِمَا أمكن وَله دسائس فِي ذمهم عَجِيبَة وَذكر شَيْئا مِمَّا زعم أَبُو الْفرج أَنه قدح فِي الْحَنَابِلَة وتأوّل لَهُ ثمَّ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت إِسْمَاعِيل بن أبي الْفضل القومسي وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بِالْحَدِيثِ يَقُول ثَلَاثَة من الْحفاظ لَا أحبهم لشدَّة تعصبهم وَقلة إنصافهم الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَأَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَبُو الْفرج وَصدق إِسْمَاعِيل وَكَانَ من أهل الْمعرفَة فَإِن الْحَاكِم كَانَ متشيعاً ظَاهر التَّشَيُّع والآخران كَانَا يتعصبان للمتكلمين والأشاعرة وَمَا يَلِيق هَذَا بأصحاب الحَدِيث لِأَن الحَدِيث جَاءَ فِي ذمّ الْكَلَام وَقد أكد الشَّافِعِي فِي هَذَا حَتَّى قَالَ رَأْيِي فِي أَصْحَاب الْكَلَام أَن يحملوا على البغال وَيُطَاف بهم وصنف ابْن الْجَوْزِيّ أَبُو الْفرج السهْم الْمُصِيب فِي بَيَان تعصب الْخَطِيب وَقَالَ ابْن طَاهِر سَأَلت أَبَا) الْقَاسِم هبة الله الشِّيرَازِيّ قلت هَل كَانَ أَبُو بكر الْخَطِيب كتصانيفه فِي الْحِفْظ فَقَالَ لَا كُنَّا إِذا سألناه عَن شَيْء أجابنا بعد أَيَّام وَإِن ألححنا عَلَيْهِ غضب وَكَانَت لَهُ بادرة وَحْشَة وَأما تصانيفه فمصنوعة مهذبة وَلم يكن حفظه على قدر تصانيفه قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء ونقلت من خطّ أبي سعد السَّمْعَانِيّ ومنتخبه لمعجم شُيُوخ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد النخشبي قَالَ وَمِنْهُم أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب يخْطب فِي بعض قرى بغداذ حَافظ فهم وَلكنه كَانَ يتهم بِشرب النَّبِيذ كنت كلما لَقيته بَدَأَنِي بِالسَّلَامِ فَلَقِيته فِي بعض الْأَيَّام فَلم يسلم عَليّ ولقيته شبه الْمُتَغَيّر فَلَمَّا جَازَ عني لَحِقَنِي بعض أَصْحَابنَا وَقَالَ لي لقِيت أَبَا بكر الْخَطِيب سَكرَان فَقلت لَهُ لقد لَقيته متغيراً واستنكرت حَاله وَلم أعلم أَنه سَكرَان

وَلَعَلَّه قد تَابَ إِن شَاءَ الله قَالَ السَّمْعَانِيّ وَلم يذكر عَن الْخَطِيب رَحمَه الله هَذَا إِلَّا النخشبي مَعَ أَنِّي لحقت جمَاعَة من أَصْحَابه كَثِيرَة وَقَالَ فِي المذيل والخطيب فِي دَرَجَة القدماء من الْحفاظ وَالْأَئِمَّة الْكِبَار كيحيى بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَأحمد بن أبي خَيْثَمَة وطبقتهم وَكَانَ عَلامَة الْعَصْر اكتسى بِهِ هَذَا الشَّأْن غضارة وبهجة ونضارة وَكَانَ مهيباً وقوراً نبيلاً خطيراً ثِقَة صَدُوقًا متحرياً حجَّة فِيمَا يصنفه ويقوله وينقله ويجمعه حسن النَّقْل والخط كثير الشكل والضبط قَارِئًا للْحَدِيث فصيحاً وَكن فِي دَرَجَة الْكَمَال والرتبة الْعليا خلقا وخلقاً وهيئة ومنظراً انْتهى إِلَيْهِ معرفَة علم الحَدِيث وَحفظه وَختم بِهِ الْحفاظ رَحِمهم الله بَدَأَ بِسَمَاع الحَدِيث سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة وَقد بلغ إِحْدَى عشرَة سنة من عمره قَالَ وَسمعت بعض مشايخي يَقُول دخل بعض الأكابر جَامع دمشق أَو صور وَرَأى حَلقَة عَظِيمَة للخطيب والمجلس غاص يسمعُونَ مِنْهُ الحَدِيث فَصَعدَ إِلَى جَانِبه وَكَأَنَّهُ استكثر الْجمع فَقَالَ لَهُ الْخَطِيب الْقعُود فِي جَامع الْمَنْصُور مَعَ نفر يسير أحب إِلَيّ من هَذَا انْتهى وَحدث الْخَطِيب وَله عشرُون سنة حِين قدم من الْبَصْرَة وَكتب عَنهُ شَيْخه أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي أَشْيَاء أدخلها فِي تصانيفه وَسَأَلَهُ الْخَطِيب فقرأها عَلَيْهِ وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة قَالَ أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن عَليّ الْخَطِيب اللّغَوِيّ لما دخلت دمشق سنة سِتّ وَخمسين كَانَ بهَا إِذْ ذَاك الإِمَام أَبُو بكر الْحَافِظ وَكَانَت لَهُ حَلقَة كَبِيرَة يَجْتَمعُونَ فِي بكرَة كل يَوْم فَيقْرَأ لَهُم وَكنت أَقرَأ عَلَيْهِ الْكتب الأدبية المسموعة وَكَانَ إِذا مر فِي كِتَابه شَيْء يحْتَاج إِلَى إصْلَاح يصلحه وَيَقُول أَنْت مني الرِّوَايَة وَأَنا أُرِيد مِنْك الدِّرَايَة قَالَ وَكَانَ إِذا قَرَأَ الحَدِيث فِي جَامع دمشق يسمع صَوته فِي آخر الْجَامِع وَكَانَ يقْرَأ مَعهَا صَحِيحا) وَحدث مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي سَمِعت أَبَا الْقَاسِم مكي بن عبد السَّلَام الرَّمْلِيّ يَقُول سَبَب خُرُوج أبي بكر الْخَطِيب من دمشق إِلَى صور أَنه كَانَ يخْتَلف إِلَيْهِ صبي صبيح الْوَجْه وَقد سَمَّاهُ مكي أَنا نكبت عَن ذكره فَتكلم النَّاس فِي ذَلِك وَكَانَ أَمِير الْبَلدة رَافِضِيًّا متعصباً فبلغته الْقِصَّة فَجعل ذَلِك سَببا للفتك بِهِ فَأمر صَاحب الشرطة أَن يَأْخُذهُ بِاللَّيْلِ ويقتله وَكَانَ صَاحب الشرطة من أهل السّنة فقصده صَاحب الشرطة تِلْكَ اللَّيْلَة مَعَ جمَاعَة من الشرطة من أَصْحَابه وَلم يُمكنهُ أَن يُخَالف الْأَمِير وَأَخذه وَقَالَ لَهُ أمرت بِكَذَا وَكَذَا وَلَا أجد لَك حِيلَة إِلَّا أنني أعبر بك على دَار الشريف ابْن أبي الْحسن الْعلوِي فَإِذا حاذيت الْبَاب فَادْخُلْ الدَّار فَإِنِّي أرجع إِلَى الْأَمِير وَأخْبرهُ بالقصة فَفعل ذَلِك وَدخل دَار الشريف وَأعلم صَاحب الشرطة الْأَمِير فَبعث الْأَمِير إِلَى الشريف أَن يبْعَث بِهِ فَقَالَ الشريف أَيهَا الْأَمِير أَنْت تعرف اعتقادي فِيهِ وَفِي أَمْثَاله وَلَكِن لَيْسَ لي فِي قَتله مصلحَة هَذَا الرجل مَشْهُور بالعراق وَإِن قتلته قتل بِهِ جمَاعَة من الشِّيعَة بالعراق وَخَربَتْ الْمشَاهد قَالَ فَمَا ترى قَالَ أرى أَن يخرج من بلدك فَأمر بِهِ فَخرج إِلَى صور وَبَقِي بهَا مُدَّة إِلَى أَن عَاد إِلَى بغداذ وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ قَالَ محب الدّين ابْن النجار أخبرنَا مَحْمُود بن مُحَمَّد بن الْحداد بأصبهان قَالَ أَنا الْحَافِظ أَبُو

مُوسَى مُحَمَّد بن أبي بكر الْمَدِينِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا عَليّ الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن بَقِي الأندلسي الجذامي الْحَافِظ وَقل من رايت من الْحفاظ مثله يَقُول قَالَ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ رَأَيْت الْحفاظ فِي ديار الْإِسْلَام أَرْبَعَة أَبَا ذَر عبد بن أَحْمد والصوري والأرموي وَأَبا بكر الْخَطِيب وَأما الْفُقَهَاء فكثير انْتهى وَحضر أَبُو بكر الْخَطِيب درس الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فروى الشَّيْخ حَدِيثا من رِوَايَة بَحر بن كنيز بالنُّون والزاء السقاء ثمَّ قَالَ للخطيب مَا تَقول فِيهِ فَقَالَ الْخَطِيب إِن أَذِنت لي ذكرت حَاله فأسند الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق ظَهره إِلَى من الحائظ وَقعد مِثْلَمَا يقْعد التلميذ بَين يَدي الْأُسْتَاذ يسمع كَلَام الْخَطِيب وَشرع الْخَطِيب فِي شرح أَحْوَاله وَيَقُول قَالَ فِيهِ فلَان كَذَا وَقَالَ فِيهِ فلَان كَذَا وَشرح أَحْوَاله شرحاً حسنا وَمَا ذكر فِيهِ الْأَئِمَّة من الْجرْح وَالتَّعْدِيل إِلَى أَن فرغ مِنْهُ فَأثْنى الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق عَلَيْهِ ثَنَاء حسنا وَقَالَ هُوَ دارقطني عهدنا وَكَانَ الْخَطِيب يمشي فِي الطَّرِيق وَفِي يَده جُزْء يطالعه وَرُبمَا أعلم على الْأَحَادِيث وتفقه الْخَطِيب على الْمحَامِلِي وعَلى القَاضِي أبي الطّيب وَقَالَ أَبُو عَليّ البرداني لَعَلَّ الْخَطِيب لم ير مثل نَفسه وَكَانَ يذهب مَذْهَب أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مذْهبه يَعْنِي الْخَطِيب فِي) الصِّفَات أَنَّهَا تمر كَمَا جَاءَت صرح فِي تصانيفه بذلك قلت الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى لَهُ فِي آيَات الصِّفَات مذهبان أَحدهمَا أَنه إِذا مرت بِهِ آيَة ظَاهرهَا يفهم مِنْهُ الجسمية كَالْيَدِ وَالْجنب ردهَا بالتأويل إِلَى مَا يَنْفِي الجسمية وَالثَّانِي أَنه يمر بظاهرها كَمَا جَاءَت لَا يتأولها ويكل الْعلم بهَا إِلَى الله تَعَالَى من غير اعْتِقَاد الجسمية فَاخْتَارَ الْخَطِيب الْمَذْهَب الثَّانِي وَهُوَ الأسلم وَولد الْخَطِيب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله يَوْم الِاثْنَيْنِ السَّابِع من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ أحد من حمل جنَازَته الإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقَالَ أَبُو الْفضل بن خيرون جَاءَنِي بعض الصَّالِحين فَأَخْبرنِي لما مَاتَ الْخَطِيب وَقَالَ إِنِّي رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت لَهُ كَيفَ حالك قَالَ أَنا فِي روح وَرَيْحَان وجنة نعيم وَقَالَ أَبُو الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن جدا رَأَيْت فِي الْمَنَام بعد موت الْخَطِيب شخصا قَائِما بحذائي فَأَرَدْت أَن أسأله عَن الْخَطِيب فَقَالَ لي ابْتِدَاء أنزل وسط الْجنَّة حَيْثُ يتعارف الْأَبْرَار وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي سَمِعت أَبَا الْعِزّ نجا بن الْمُبَارك بن طَالب المحرمي الْفَقِيه يحلف بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَيْهِ إِلَّا هُوَ وَهُوَ صَدُوق صَالح من أهل الْعلم أَنه رأى فِي الْمَنَام أَبَا بكر الشَّامي قَاضِي بغداذ بعد مَوته كَأَنَّهُ قَاعد على كرْسِي قَالَ فدنوت مِنْهُ وسلمت عَلَيْهِ وصافحته فَالْتَفت فَإِذا أَبُو بكر الْخَطِيب على كرْسِي آخر فَقَالَ لي القَاضِي الحَدِيث الْفُلَانِيّ فَأَجَابَهُ الْخَطِيب بِشَيْء ذهب عني فتنازعنا فَقَالَ الْخَطِيب فَهَذَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قُم حَتَّى نَسْأَلهُ فقاما جَمِيعًا إِلَى زَاوِيَة فرفعا سترا أخرض ودخلا فوقفت أَنا على الْبَاب ثمَّ انْتَبَهت وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْمَكِّيّ بن عبد السَّلَام الْمَقْدِسِي كنت نَائِما فِي منزل الشَّيْخ أبي السن بن الزَّعْفَرَانِي ببغداذ لَيْلَة الْأَحَد الثَّانِي عشر من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة فَرَأَيْت فِي

الْمَنَام عِنْد السحر كأنا اجْتَمَعنَا عِنْد الْخَطِيب بمنزله بِبَاب الْمَرَاتِب لقِرَاءَة التَّارِيخ على الْعَادة وَكَانَ الشَّيْخ جَالِسا وَالشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو الْفَتْح نصر بن إِبْرَاهِيم عَن يَمِينه وَعَن يَمِين الْفَقِيه نصر رجل جَالس لم أعرفهُ فَسَأَلت عَنهُ فَقلت من هَذَا الرجل الَّذِي لم تجر عَادَته بالحضور مَعنا فَقيل لي هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ ليسمع التَّارِيخ فَقلت فِي نَفسِي هَذِه جلالة للشَّيْخ أبي بكر يحضر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَجْلِسه فَقلت فِي نَفسِي وَهَذَا أَيْضا رد لقَوْل من يعيب التَّارِيخ وَيذكر أَن فِيهِ تحاملاً على أَقوام وَقَالَ الْخَطِيب فِي تَرْجَمَة الْحِيرِي إِسْمَاعِيل بن أَحْمد النَّيْسَابُورِي الضَّرِير) حج وَحدث وَنعم الشَّيْخ كَانَ وَلما حج كَانَ مَعَه حمل كتب ليجاور وَكَانَ فِي جملَة كتبه صَحِيح البُخَارِيّ سَمعه من الكشمهيني فَقَرَأت جَمِيعه عَلَيْهِ فِي ثَلَاثَة مجَالِس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا شَيْء لَا أعلم أحد فِي زَمَاننَا يستطيعه وَكتبه الَّتِي صنفها تَارِيخ مَدِينَة السَّلَام مائَة وَسِتَّة أَجزَاء شرف أصَاب الحَدِيث ثَلَاثَة أَجزَاء الْجَامِع خَمْسَة عشر جُزْءا الْكِفَايَة فِي معرفَة الرِّوَايَة ثَلَاثَة عشر جُزْءا تَلْخِيص الْمُتَشَابه سِتَّة عشر جُزْءا تالي التَّلْخِيص الْفَصْل للوصل المدرج فِي النَّقْل تِسْعَة أَجزَاء المكمل فِي المهمل ثَمَانِيَة أَجزَاء غنية المقتبس فِي تَمْيِيز الملتبس سِتَّة أَجزَاء من وَافَقت كنيته اسْم أَبِيه ثَلَاثَة أَجزَاء الْأَسْمَاء المبهمة جُزْء مُجَلد الموضح أَرْبَعَة عشر جُزْءا من حدث وَنسي تَمْيِيز مُتَّصِل الْأَسَانِيد ثَمَانِيَة أَجزَاء الْخَيل ثَلَاثَة أَجزَاء الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء الرحلة الِاحْتِجَاج بالشافعي البخلاء أَرْبَعَة أَجزَاء التطفيل ثَلَاثَة أَجزَاء الْقُنُوت ثَلَاثَة أَجزَاء الروَاة عَن مَالك سِتَّة أَجزَاء الْفَقِيه والمتفقه اثْنَا عشر جُزْءا المؤتنف لتكملة المؤتلف والمختلف مُبْهَم الْمَرَاسِيل ثَلَاثَة أَجزَاء الْبَسْمَلَة من الْفَاتِحَة الْجَهْر بالبسملة جزءان مقلوب الْأَسْمَاء الْأَنْسَاب اثْنَا عشر جُزْءا صِحَة الْعَمَل بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد أَسمَاء المدلسين اقْتِضَاء الْعلم للْعَمَل تَقْيِيد الْعلم ثَلَاثَة أَجزَاء القَوْل فِي علم النُّجُوم رِوَايَات الصَّحَابَة عَن التَّابِعين صَلَاة التَّسْبِيح مُسْند نعيم بن هماز النَّهْي عَن صَوْم يَوْم الشَّك الْإِجَازَة للمعدوم والمجهول رِوَايَات السِّتَّة من التَّابِعين بَعضهم عَن بعض مُعْجم الروَاة عَن شُعْبَة ثَمَانِيَة أَجزَاء المؤتلف والمختلف أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ جُزْءا حَدِيث مُحَمَّد بن سوقة أَرْبَعَة أَجزَاء المسلسلات ثَلَاثَة أَجزَاء طرق قبض الْعلم ثَلَاثَة أَجزَاء غسل الْجُمُعَة ثَلَاثَة أَجزَاء الدَّلَائِل والشواهد وَمن شعر الْخَطِيب رَحمَه الله (لَا تغبطن أَخا الدُّنْيَا بزخرفها ... وَلَا للذة وقتٍ عجلت فَرحا) (فالدهر أسْرع شيءٍ فِي تقلبه ... وَفعله بينٌ لِلْخلقِ قد وضحا) (كم شاربٍ عسلاً فِيهِ منيته ... وَكم تقلد سَيْفا من بِهِ ذبحا)

قاضي الهمامية

وَمِنْه (تغيب الْخلق عَن عَيْني سوى قمرٍ ... حسبي من الْخلق طراً ذَلِك الْقَمَر) ) (مَحَله فِي فُؤَادِي قد تملكه ... وَحَازَ روحي وَمَا لي عَنهُ مصطبر) (فالشمس أقرب مِنْهُ فِي تنَاولهَا ... وَغَايَة الْحَظ مِنْهُ للورى النّظر) (أردْت تقبيله يَوْمًا مخالسةً ... فَصَارَ من خاطري فِي خَدّه أثر) (وَكم حليمٍ رَآهُ ظَنّه ملكا ... وراجع الْفِكر فِيهِ أَنه بشر) وَمِنْه (لَو قيل مَا تتمنى قلت فِي عجلٍ ... أَخا صَدُوقًا أَمينا غير خوان) (إِذا فعلت جميلاً ظلّ يشكرني ... وَإِن أَسَأْت تَلقانِي بغفران) (وَيسْتر الْعَيْب فِي سخطٍ وَحَال رضى ... ويحفظ الْغَيْب فِي سرٍّ وإعلان) (وَأَيْنَ فِي الْخلق هَذَا عز مطلبه ... فَلَيْسَ يُوجد مَا كرّ الجديدان) 3 - (قَاضِي الهمامية) أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت أَبُو الْعَبَّاس من أهل الهمامية تولى الْقَضَاء بالهمامية مديدةً ثمَّ عزل وَقدم بغداذ وَسكن بالنظامية وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بالفرائض والحساب فَقَرَأَ النَّاس عَلَيْهِ وانتفعوا وَكَانَ قدم بغداذ قَدِيما وتفقه بهَا وَقَرَأَ وَسمع الحَدِيث من أبي طَالب غُلَام ابْن الْخلّ وَحدث عَنهُ ببغداذ بِيَسِير وَكَانَ متديناً حسن الطَّرِيقَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (أَخُو الْوَزير ابْن مقلة) أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن مقلة أَبُو الْحُسَيْن الملقب بالغنيم تَصْغِير غنم وَهُوَ أَخُو الْوَزير أبي عَليّ توفّي سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن أبي زنبور) أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن أَبُو الرضى ابْن أبي الزنبور النيلي سكن الْموصل وَكَانَ أديباً فَاضلا قدم دمشق ومدح السُّلْطَان صَلَاح الدّين بن أَيُّوب وَعمر طَويلا وتأدب على سعيد ابْن الدهان وَكَانَ من غلاة الرافضة وَصله صَلَاح الدّين بِخمْس مائَة دِينَار قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَدخلت الْموصل وَهُوَ حَيّ وَلم يتَّفق لي لقاؤه وَأورد لَهُ قَوْله (إِن زارنا أحدٌ شكرنا سَعْيه ... وَإِذا أراح من الزِّيَارَة نشكر) (إِن المواصل حَظه متوفرٌ ... عِنْدِي وحظّ مريح قلبِي أوفر) (علمي مباحٌ للأنام ونصحهم ... فرضٌ عَليّ وإنني لَا أضجر) ) (وَجب الْقِتَال على معدٍ دارعٍ ... وأريح مِنْهُ حاسرٌ متدثر)

ابن قدامة الحنفي قاضي الأنبار

(لَا يحمدني مستفيدٌ إِنَّمَا ... لإِفَادَة الإخوان ليلِي أسهر) قلت شعر متوسط كَانَ حَيا سنتة ثَلَاث عشرَة وست مائَة وسافر إِلَى الْبَحْرين وعمان والهند وكرمان وأصبهان وبغداذ وجالس ابْن الخشاب وَسَأَلَهُ مسَائِل وَدخل الْموصل سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة 3 - (ابْن قدامَة الْحَنَفِيّ قَاضِي الأنبار) أَحْمد بن عَليّ بن قدامَة أَبُو الْمَعَالِي الأنبار أحد عُلَمَاء الْأَدَب الْمَشْهُورين توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَله من الكتبكتاب فِي القوافي كتاب فِي النَّحْو روى عَنهُ مُحَمَّد بن عقيل الْكَاتِب الدسكري وَأحمد بن مُحَمَّد بن غَالب العطاردي 3 - (قَاضِي بعقوبا) أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن كردِي أَبُو الْبَقَاء من بِبَيْت مَشْهُور بِالْعَدَالَةِ وَالْقَضَاء وَالرِّوَايَة تقلد الْقَضَاء ببعقوبا بعد السِّتين وَخمْس مائَة وَبَقِي على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وأضرّ فِي آخر عمره وَكَانَ نزهاً عفيفاً سمع مُحَمَّد بن عبيد الله بن سَلامَة الْكَرْخِي وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن سُلَيْمَان قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وست مائَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس المهلبي) أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن المعقل بن المحسن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله بن معقل أَبُو الْعَبَّاس المهلبي من أهل حمص قَالَ ابْن النجار شَاب من أهل حمص رَأَيْته عِنْد شَيخنَا الْوَجِيه أبي بكر النَّحْوِيّ الوَاسِطِيّ يقْرَأ عَلَيْهِ الْأَدَب وَكَانَ كيس الْأَخْلَاق أَنْشدني لنَفسِهِ ببغداذ (أظبى جفونٍ أم جفون ظباءٍ ... سلبتك قُوَّة عزةٍ وعزاء) (وقدود سمرٍ أم قدود ذوابلٍ ... سمرٍ حمتك موارد الإغفاء) (عرّضت قَلْبك للهوى متوقعاً ... نيل المنى فَوَقَعت فِي ضراء) (كم نظرة زرعت بقلب متيمٍ ... حبا يغل عَلَيْهِ حب بلَاء) ) (وَلكم جهولٍ بالهوى فِيهِ هوى ... وأطاع بعد تمنعٍ وإباء) (لَا أعرفنك بعد عرفان بِهِ ... تنقاد عزا زَائِد الإغراء) (وتوق أحداق المها فسهامها ... تصمي صميم الْقلب والأحشاء) قَالَ سَأَلت أَبَا الْعَبَّاس عَن مولده فَقَالَ فِي آخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بحمص

ابن زهراء الصوفي

3 - (ابْن زهراء الصُّوفِي) أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن زَكَرِيَّاء الطريثيثي أَبُو بكر الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِابْن زهراء كَانَ من أَعْيَان مَشَايِخ الصُّوفِيَّة خدم الأكابر وَكَانَ حسن التِّلَاوَة من أَصْحَاب سعيد الصُّوفِي وبرباطه كَانَ مُقيما سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلد الْبَزَّاز وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن عبيد الله الحرقي وَابْن شَاذان وَغَيرهم وَكَانَت سماعاته صَحِيحَة إِلَّا مَا أدخلهُ عَلَيْهِ أَبُو عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد الْكرْمَانِي فتقبله وَرَوَاهُ وَادّعى أَنه سَمعه من أبي الْحسن بن رزقويه وَمَا يَصح سَمَاعه مِنْهُ وَقد أجمع المحدثون على ضعفه وَترك الِاحْتِجَاج بِهِ روى عَنهُ جمَاعَة توفّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو طاهرالخزاز) أَحْمد بن عَليّ بن دَاوُد الدينَوَرِي أَبُو طَاهِر الخزاز من أهل الكرخ كَانَ صَاحب أخبارٍ وأشعار وَفِيه أدب وَيَقُول الشّعْر روى عَن عبد الْوَاحِد بن برهَان النَّحْوِيّ وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن بن الشبل ومهيار وَأبي الْقَاسِم الْمُطَرز شَيْئا من شعرهم سمع مِنْهُ أَبُو الْوَفَاء أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحصين وَعمر بن ظفر المغازلي الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف سنة ثَمَان وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْخطاب الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله الصُّوفِي أَبُو الْخطاب الْمُقْرِئ الْمُؤَدب البغداذي كَانَ أحد الْقُرَّاء المجودين الْمَشْهُورين قَرَأَ على عليّ بن عمر الحمامي الْمُقْرِئ وَله قصيدة فِي عدّ آي الْقُرْآن رَوَاهَا عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وقصيدة فِي السّنة رَوَاهَا عَنهُ عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن ميكال الْأَمِير) أَحْمد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن ميكال الْأَمِير أَبُو نصر النَّيْسَابُورِي العريض الجاه إِنْسَان عين آل ميكال توفّي سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة وَله شعر رائق من ذَلِك أَبْيَات مِنْهَا) (وَإِذا الْكَرِيم مضى وَولى عمره ... كفل الثَّنَاء لَهُ بعمرٍ ثَان) كَانَ بِمَكَّة سنة حج فِيهَا الْأُسْتَاذ أَبُو عَليّ الدقاق فَالتقى بِهِ وَحضر عِنْده وشاوره فِي أَن يُقيم بِمَكَّة سنة مجاوراً فَقَالَ لَهُ الْأُسْتَاذ إِن احترام الْبَيْت يقل بطول الْمقَام وَلِأَن تَنْصَرِف إِلَى أهلك وبيتك وقلبك إِلَى الْكَعْبَة خير من أَن تلازم الْكَعْبَة وقلبك إِلَى أهلك وبيتك كَمَا تَقول لِأَن فِي السُّوق وقلبك فِي الصَّلَاة خير من أَن تكون فِي الصَّلَاة وقلبك فِي السُّوق فَقَالَ الْأَمِير يَا أستاذ نَحن حَيْثُمَا كُنَّا فالقلب مَعنا فَسكت الْأُسْتَاذ وَوَقع مِنْهُ كَلَام الْأَمِير بموقع 3 - (شهَاب الدّين الأدفي الشَّافِعِي) أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن منجى شهَاب الدّين الأدفوي قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ من الأذكياء الْعُقَلَاء المتدينين نَشأ فِي

أبو البركات الحنبلي

الْخَيْر والديانة وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا اشْتغل بالفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَقَرَأَ النَّحْو وَفهم وأعرب وَكَانَ فِيهِ صَدَقَة وتلقٍ للنا وإكرام للوارد من الطّلبَة والفقراء وَحضر إِلَى الْقَاهِرَة وَشرع فِي حفظ التسهيل فَقَرَأَ مِنْهُ قَلِيلا ثمَّ مرض وَتُوفِّي بالصالحية فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ أحسن النَّاس ذهناً 3 - (أَبُو البركات الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن الأبرادي أَبُو البركات الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ البغداذي صحب أَبَا الْحسن ابْن الفاعوس الزَّاهِد وَغَيره من الصَّالِحين وَقَرَأَ الْفِقْه على ابْن عقيل وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن عَليّ الدقاق وَعلي بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن اللحاس وَعبد الْوَاحِد بن عَليّ بن فَهد العلاف وَغَيرهم توفيّ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن سوار الْمُقْرِئ الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن عبيد الله بن عمر بن سوار أَبُو طَاهِر الْمُقْرِئ قَرَأَ الْقُرْآن على فرج بن عمر بن الْحُسَيْن الضَّرِير وَالْقَاضِي أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الواسطيين وَأحمد بن مسرور بن عبد الْوَهَّاب وَعلي بن طَلْحَة بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ وَعتبَة بن عبد الْملك بن عُثْمَان العثماني وَغَيرهم وَسمع الْكثير من مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن رزمة وَعمر بن إِبْرَاهِيم الْأَزْهَرِي وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن الْحَرَّانِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن غيلَان وَعبد الله بن مُحَمَّد بن لُؤْلُؤ الْوراق وَالْحُسَيْن بن عَليّ الطناجيري وَخلق كثير غَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الحَدِيث والقراءات) وصنف كتاب المستنير فِي الْقرَاءَات وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا ثِقَة نبيلاً كَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَدفن جوَار قبر مَعْرُوف الْكَرْخِي 3 - (أَبُو جَعْفَر الْقُرْطُبِيّ الْمُقْرِئ إِمَام الكلاسة) أَحْمد بن عَليّ بن عَتيق بن إِسْمَاعِيل الْقُرْطُبِيّ أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ الفنكي قَرَأَ الْقُرْآن بالمغرب على جمَاعَة وَدخل الشَّام فَسمع من الْحَافِظ أبي الْقَاسِم عَليّ وَمن أَمْثَاله وَتوجه إِلَى الْموصل وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن على يحيى بن سعدون بن تَمام الْأَزْدِيّ الْقُرْطُبِيّ وَسمع الحَدِيث من عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الطُّوسيّ خطيب الْموصل ثمَّ عَاد إِلَى دمشق واستوطنها وَسمع بهَا الحَدِيث الْكثير وَكتب وَحصل وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَكَانَ يُصَلِّي إِمَامًا بالكلاسة وَحدث باليسير لنزول إِسْنَاده وَكَانَ عَالما فَاضلا متديناً أَمينا صَدُوقًا قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتب إِلَيّ الْإِجَازَة بِجَمِيعِ مروياته توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن السمين) أَحْمد بن عَليّ بن عَليّ بن عبد الله بن سَلامَة السيبي الخباز الْمَعْرُوف وَالِده بالسمين البغداذي سمع الْكثير بِنَفسِهِ من ابْن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة وَمن

ابن الواثق

الْخَطِيب التبريزي شَيْئا من مصنفاته وَمن غَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الحَدِيث وَالْأَدب وَكَانَت فِيهِ غَفلَة وَكَانَ قَلِيل الْعلم وَحدث بالكثير قَالَ محب الدّين ابْن النجار روى لنا عَنهُ عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين وَابْن الْأَخْضَر وَمُحَمّد بن عَليّ بن حَمْزَة الْحَرَّانِي وَيحيى بن الْحُسَيْن الْأَوَانِي أنبأ أَبُو بكر الجيلي عَن أبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ قَالَ أَبُو الْمَعَالِي ابْن السمين أفسد سماعاته بِأخرَة فَإِن أَحْمد بن إقبال كَانَ يَشْتَرِي الْأَجْزَاء غير مسموعة لَهُ وَيكْتب اسْم جمَاعَة هُوَ مِنْهُم على وريقة وَيُعْطِي ابْن السمين حَتَّى يَنْقُلهُ إِلَى الْجُزْء ثمَّ قَالَ ابْن نَاصِر الصائن وَابْن السمين كاذبان توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الواثق) أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى بن هبة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن احْمَد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن الواثق أَبُو جَعْفَر الْهَاشِمِي البغداذي الْمُقْرِئ كَانَ أحد الْقُرَّاء بالترب الَّتِي للخلفاء بالرصافة وَكَانَ متأدباً قَالَ محب الدّين ابْن النجار سَمِعت أَنه غسل ديوانه قبل مَوته) وَكَانَ كثير الهجاء خَبِيث اللِّسَان سمع الحَدِيث من أَحْمد بن الْبناء وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْكَرْخِي وَعبد الأول بن عِيسَى السجْزِي وَحدث باليسير وَأورد لَهُ (قطعت مطامعي واعتضت عَنْهَا ... عَزِيزًا بالقناعة والخمول) (ورمت الزّهْد فِي الدُّنْيَا لِأَنِّي ... رَأَيْت الْفضل فِي ترك الفضول) وَأورد لَهُ أَيْضا (دع عَنْك فخرك بِالْآبَاءِ منتسباً ... وافخر بِنَفْسِك لَا بالأعظم الرمم) (فكم شريفٍ وهت بِالْجَهْلِ رتبته ... وَمن هجينٍ علا بِالْعلمِ فِي الْأُمَم) قلت شعر متوسط توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن السواق) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْأنْصَارِيّ البندار أَبُو طَاهِر الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن السواق وَهُوَ أَخُو أبي الغنايم حَمْزَة وَكَانَ الْأَكْبَر قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على عَليّ بن أَحْمد بن عمر الحمامي وَسمع الْكثير من عبيد الله بن أَحْمد الصيدلاني وَعبيد الله بن مُحَمَّد الفرضي وَأحمد بن مُحَمَّد بن الصَّلْت وَعلي بن مُحَمَّد بن بَشرَان وَحدث باليسير وَكَانَ صَالحا ثِقَة فَقِيها وَقَرَأَ بقراءات توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الْهَبَّاري) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن الْفرج بن الْحَارِث الْهَاشِمِي أَبُو نصر الْمُقْرِئ وَيعرف بالهباري وبالعاجي من أهل الْبَصْرَة قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات بِدِمَشْق على الْحسن بن عَليّ الْأَهْوَازِي وبحران على الشريف عي بن مُحَمَّد وببغداذ على عَليّ بن عمر الحمامي وجال فِي الْعرَاق وَدخل كور خُرَاسَان وَقَرَأَ الْفَرَائِض وَحدث بمرو بِكِتَاب السّنَن لأبي دَاوُد عَن القَاضِي أبي عمر الْهَاشِمِي وَدخل بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر وَحدث ببخارا وسمرقند وَطعن أهل الْعرَاق فِي الْهَبَّاري ورموه بِالْكَذِبِ والتعمد فِيهِ توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة

ابن برهان الشافعي

3 - (ابْن برهَان الشَّافِعِي) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن برهَان بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء الْوَكِيل أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه فِي صباه على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل على ابْن عقيل ثمَّ تمذهب للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ على أبي بكر الشَّاشِي وَالْغَزالِيّ والكيا الطَّبَرِيّ وَكَانَ ذكياً خاذق الذكاء حفظَة لَا يسمع شَيْئا) إِلَّا حفظه وَلم يزل يُبَالغ فِي الطّلب والاشتغال وَالْحِفْظ والتنقيح وَالتَّحْقِيق وَحل المشكلات واستخراج المععاني حَتَّى صَار يضْربهُ بِهِ الْمثل فِي تبحره فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَصَارَ إِمَامًا كَبِيرا من أَئِمَّة الْمُسلمين وَولي التدريس بالنظامية وعزل ثمَّ أُعِيد ثمَّ عزل بعد يَوْم وَكَانَ الطّلبَة يقصدونه من الْبلدَانِ إِلَى أَن صَار جَمِيع نَهَاره وَقطعَة من اللَّيْل مستوعباً للأشغال وإلقاء الدُّرُوس وَطلب مِنْهُ درس فِي الاحياء للغزالي فَلم يكن لَهُ وَقت إِلَى أَن سَأَلُوهُ أَن يكون الدَّرْس نصف اللَّيْل فَأجَاب سمع الحَدِيث الْكثير بِنَفسِهِ من أَحْمد بن الْحُسَيْن الكرجي وَابْن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي وَعلي بن الْحُسَيْن الْبَزَّاز وَجَمَاعَة وَسمع ابْن كُلَيْب صَحِيح البُخَارِيّ بقرَاءَته على أبي طَالب الزيني وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَانِي عشرَة وَخمْس مائَة وَدفن بِبَاب أبرز كَذَا ذكر ابْن النجار وَقَالَ غَيره توفّي سنة عشْرين وَخمْس مائَة وَهُوَ فِيمَا أَظن الصَّحِيح وَله الْوَجِيز فِي أصُول الْفِقْه 3 - (القَاضِي أَبُو عبيد الله الدَّامغَانِي) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الْملك الدَّامغَانِي القَاضِي ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله أذن لَهُ أَبوهُ أَن يشْهد عَلَيْهِ فِي السجلات وَيَضَع خطه فِيمَا عَداهَا من الْكتب فَلَمَّا توفّي أَبوهُ ولي أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الزَّيْنَبِي قَضَاء الْقُضَاة وَولي هَذَا قَضَاء بَاب الْبَصْرَة مُضَافا إِلَى قَضَاء مَدِينَة الْمَنْصُور سمع الحَدِيث من النَّقِيب أبي الفوارس طراد الزَّيْنَبِي وَالْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَغَيرهم وفوض إِلَيْهِ قَضَاء ربع الكرخ ثمَّ الْجَانِب الغربي بأسره ثمَّ ضم إِلَيْهِ قَضَاء بَاب الأزج وَكَانَ جميل السِّيرَة محمودها توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الْمُقْرِئ الْحَاجِب) أَحْمد بن عَليّ بن الْمُقْرِئ الْحجب البغداذي ظريف لطيف قَالَ محب الدّين ابْن النجار سمع شَيْئا من الحَدِيث وَلم تكن طَرِيقَته محمودة وَلَا أَفعاله حَسَنَة وَكَانَ كثير المخالطة لأهل الْعَبَث وَالْفساد حَتَّى جَرّه ذَلِك إِلَى حِينه على حَال نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا وَأورد لَهُ (عذارك موضحٌ للنَّاس عُذْري ... وصدرك مفعمٌ بالشوق صَدْرِي) (لعمري لست أسمع فِيك عذلاً ... وَلَا أبغي سلواً عَنْك عمري)

ابن السقاء

(يَمِينا برةً إِنِّي مشوقٌ ... إِلَيْك وطالبٌ مَا أَنْت تَدْرِي) ) وَأورد لَهُ فِي غلامٍ سجن (أسفي على طول الْوِصَال المسعف ... يَا بدر لَو أجدى عليّ تأسفي) (مَا بَال عَيْني بعد بعْدك بالكرى ... بخلت وجادت بالدموع الذرف) (قد رقّ لي العذاك من أرقي على ... ريقٍ بفيك من المدام القرقف) (مَا زَالَ صرف الدَّهْر يعبث بَيْننَا ... حَتَّى تفرق مألفٌ عَن مألف) (شيم الزَّمَان لئيمةٌ فَلِذَا إِذا ... حاولت مِنْهُ قَضِيَّة لم ينصف) (لم تشترى بدراهمٍ معدودةٍ ... إِلَّا لبخسك قيمَة لم تعرف) (وسجنت لَا لقضيةٍ أَخْطَأت بل ... كَيْلا تخلّ بخلةٍ من يُوسُف) قلت الْقطعَة الأولى مرذولة وَهَذِه متوسطة وَأحسن من هَذَا قَول ابْن سناء الْملك رَحمَه الله تَعَالَى فِي غُلَام ضرب وسجن (بنفسي من لم يضربوه لريبةٍ ... وَلَكِن ليبدو الْورْد فِي سَائِر الْغُصْن) (وَلم يودعوه فِي السجْن إِلَّا مَخَافَة ... من الْعين أَن تعدو على ذَلِك الْحسن) (وَقَالُوا لَهُ شاركت فِي الْحسن يوسفاً ... فشاركه أَيْضا فِي الدُّخُول إِلَى السجْن) (فَلَا تعجبوا إِن فرّ من نَار سجنهم ... وَمن قبلهَا قد فرّ من جنتي عدن) قَالَ ابْن النجار اجْتمع ابْن الْمُقْرِئ بصبي من جِيرَانه من أَوْلَاد آص بِهِ أَمِير الْحَاج وَجَرت بَينهمَا معاتبة وموافقة أدَّت إِلَى أَن ضرب ابْن الْمُقْرِئ ابْن آص بِهِ بسكين فجرحه جِرَاحَة أثخنته وَحمل وقيذاً إِلَى منزله وهرب ابْن الْمُقْرِئ واختفى وَمَات الْمَجْرُوح من ليلته نصف جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وست مائَة وَاشْتَدَّ الطّلب على ابْن الْمُقْرِئ إِلَى أَن وجد تَاسِع جُمَادَى الأولى فَقبض عَلَيْهِ وَحمل إِلَى حبس الجرائم فَلَمَّا كَانَ من الْغَد وَقت صَلَاة الْعَصْر سلم إِلَى أَوْلِيَاء الْمَقْتُول فَحَمَلُوهُ إِلَى الموضح الَّذِي جرح فِيهِ وقتلوه ضربا بِالسُّيُوفِ ووطئوه بخيلهم وَبَقِي ملقىً على وَجه الأَرْض على حَاله إِلَى لَيْلَة ثَالِث عشْرين جُمَادَى الأولى فَحمل إِلَى منزله وَغسل وكفن وَمَا أَظُنهُ بلغ الثَّلَاثِينَ سامحه الله وإيانا وَعمل بَيْتَيْنِ قبل أَن يقتل بساعة فِي الْحَبْس وَقَالَ لوَلَده اجعلهما فِي كفني وهما (قدمت على الْكَرِيم بِغَيْر زادٍ ... من الْأَعْمَال بل قلبٍ سليم) (وَسُوء الظَّن أَن يعْتد زادٌ ... إِذا كَانَ الْقدوم على كريم) ) 3 - (ابْن السقاء) أَحْمد بن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الله بن الْحسن بن عبد الله بن عطاف

نقيب الطالبين

الْوراق أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف ابْن السقاء البغداذي سمع فِي صباه من أبي الْوَقْت السجْزِي وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على أَحْمد بن مُحَمَّد بن شنيف ولاحق بن عَليّ بن كارة وَقَرَأَ شَيْئا من الْأَدَب على ابْن الخشاب وَمن بعده على أبي مُحَمَّد بن عُبَيْدَة الْكَرْخِي وَكَانَ أديباً فَاضلا حسن الْمعرفَة بالنحو كيساً فِيهِ ود جمع لنَفسِهِ مجموعاً كَبِيرا انتخبه من الْكتب والمجاميع وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة عَفا الله عَنَّا وَعنهُ توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة 3 - (نقيب الطالبين) أَحْمد بن عَليّ بن المعمر بن مُحَمَّد بن المعمر يَنْتَهِي إِلَى الْحُسَيْن الْأَصْغَر أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي الْعلوِي نقيب الطالبين ببغداذ سمع عَليّ بن مُحَمَّد بن العلاف وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن مَيْمُون النَّرْسِي وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ يحب الرِّوَايَة وَيكرم أَصْحَاب الحَدِيث إِذا أَتَوْهُ روى عَنهُ الْأَخْضَر وَأحمد بن الْبَنْدَنِيجِيّ وَأحمد بن عمر بن بكرون وَأحمد بن يحيى بن هبة الله الخازن وَغَيرهم وَله ترسل وَشعر وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره (دمعٌ يخد ووجنة تتخدد ... وجوىً يزِيد وزفرةٌ تتجدد) (وصبابةٌ تنمي وصبرٌ نافرٌ ... وضنىً يجول وجور وجد يلبد) (وَهوى يشعب فكرتي ويذيبني ... شوقاً تقسمه كواعب خرّد) (وحنين قلبٍ واشتجار وساوس ... ودوام تهيام وجفنٌ يسهد) وأنين خلب محدق وغرام وجد مقلقٌ وجوارحٌ تتلبد ونحول جسم واضحٌ وسقام حب فاضحٌ وجياد عقل تشرد (وغريم تذكارٍ مقيمٌ ساخطٌ ... أبدا عليّ رَسُوله يتمرّد) (وتلفتٌ نَحْو الديار وأنةٌ ... يحيا بهَا دمعي الَّذِي لَا يجمد) (وتطلعٌ نَحْو الغوير ولوعةٌ ... تسيارها شغفاً يخب ويزبد) قلت شعر كالجسد الَّذِي لَا روح فِيهِ كَمَا ترَاهُ قعقعة وجعجعة وَلَا طحين وَله كتاب نثر المنظوم كَالَّذي لِابْنِ خلف) 3 - (ابْن الشرابي النَّحْوِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الرماني النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشرابي سمع عبد الْوَهَّاب بن حسن الْكلابِي والهيثم بن أَحْمد الْفَقِيه وَعبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن الْعقب حدث بِكِتَاب إصْلَاح الْمنطق عَن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجِرْجَانِيّ عَن الْحسن بن

ابن المأمون النحوي

إِبْرَاهِيم الْآمِدِيّ عَن أبي الْحسن عَليّ بن سُلَيْمَان بن الْأَخْفَش عَن ثَعْلَب عَن ابْن السّكيت توفّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الْمَأْمُون النَّحْوِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون النَّحْوِيّ القَاضِي صَاحب الْخط الْمليح وَالنَّقْل الصَّحِيح مولده سنة تسع وَخمْس مائَة ووفاته سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَهُوَ ابْن عَليّ بن هبة الله بن الْحسن بن عَليّ الزَّوَال وَأَصله الزول وَإِنَّمَا غَيره المتكلمون بِهِ وزادوه ألفا والزول الرجل الشجاع ابْن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْمَأْمُون بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور ختم الْقُرْآن وقرأه للعشرة هُوَ وَإِسْمَاعِيل بن الجواليقي وَكَانَا يتعاضدان على الْقِرَاءَة وَكتب الْخط على الْحسن بن مُتَصَوّر بن الْحسن الْجَزرِي وَقَرَأَ اللُّغَة والنحو على أبي مَنْصُور بن الجواليقي قَرَأَ عَلَيْهِ من حفظه وَغير حفظه كثيرا وَتَوَلَّى الْقَضَاء سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَلما تولى المستنجد حبس الْقُضَاة وَبَقِي ابْن الْمَأْمُون فِي الْحَبْس إِحْدَى عشرَة سنة وَأخذ جَمِيع مَا يملكهُ وَكتب فِي الْحَبْس ثَمَانِينَ مجلدة مِنْهَا الجمهرة لِابْنِ دُرَيْد مجلدان وَشرح سِيبَوَيْهٍ ثَلَاث مجلدات وَإِصْلَاح الْمنطق محشى مجلدة والغريبين للهروي مجلدة وأشعار الهذليين ثَلَاث مجلدات وَشعر المتنبي مجلدة وغريب الحَدِيث لأبي عبيد مجلدتان وَأَشْيَاء غير ذَلِك وَحفظ أَوْلَاده الختمة وحفظهم كتبا كَثِيرَة فِي الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير وغريب الْقُرْآن والخطب والأشعار وَشرح لَهُم كتاب الفصيح وَجمع لَهُم كتابا سَمَّاهُ كتاب أسرار الْحُرُوف يبين مخارجها ومواقعها من الزَّوَائِد والمنقلب والمبدل والمتشابه والمضاعف وَغير ذَلِك وَلما ولي المستضيئ رَحمَه الله تَعَالَى أفرج عَمَّن كَانَ فِي الْحَبْس وَأعَاد عَلَيْهِم كل مَا كَانَ فِي الخزانة بِأَسْمَائِهِمْ وَكَانَ فِي ذَلِك صرة فِيهَا ثَلَاث مائَة دِينَار إمامية صِحَاح وَأعد سهاماً فِي ثَلَاث قرايا على ابْن الْمَأْمُون وَأَعَادَهُ إِلَى ولَايَته وَمن شعره (فؤاد المشوق كثير العنا ... وَمن كتم الوجد أبدى الضنى) ) (وَكم مدنفٍ فِي الْهوى بعدهمْ ... وَكَانُوا الْأَمَانِي لَهُ والمنى) (يُنَادي من الشوق فِي إثرهم ... إِذا آده مَا بِهِ قد منا) (بيا جسداً ناحلاً بالعراق ... مُقيما وَقَلْبًا بوادي المنى) (تحرقه زفرات الحنين ... وَيَغْدُو بِهن الشجا ديدنا) 3 - (بو جعفرك الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو جَعْفَر بن أبي جَعْفَر بن

الحافظ الأبار

أبي صَالح الْبَيْهَقِيّ الْمُقْرِئ اللّغَوِيّ مَاتَ فِي مَا ذكره أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة كَانَ إِمَامًا فِي الْقِرَاءَة وَالتَّفْسِير والنحو واللغة صنف فِي ذَلِك التصانيف وَظَهَرت فِي الْبِلَاد وَظهر لَهُ أَصْحَاب نجباء وَتخرج بِهِ خلق وَكَانَ ملازماً لبيته وَالْمَسْجِد الْقَدِيم بنيسابور سمع القَاضِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن صاعد وَعلي بن الْحسن بن الْعَبَّاس الصندلي الْوَاعِظ وَغَيرهمَا قَالَ تَاج الدّين مَحْمُود بن أبي الْمَعَالِي الخواري فِي مُقَدّمَة كتاب ضَالَّة الأديب وَذكر بو جعفرك فَقَالَ أَحْمد بن عَليّ الْبَيْهَقِيّ كَانَ إِمَامًا فِي الْقرَاءَات وَالْأَدب حفظ كتاب الصِّحَاح فِي اللُّغَة عَن ظهر قلب بَعْدَمَا قَرَأَهُ على أبي الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد الميداني وكتباً كَثِيرَة وَله مؤلفات مِنْهَا كتاب الْمُحِيط بلغات الْقُرْآن كتابينابيع اللُّغَة جرد فِيهِ صِحَاح اللُّغَة من الشواهد وَضم إِلَيْهِ من تَهْذِيب اللُّغَة والشامل لأبي مَنْصُور الجبان والمقاييس لِابْنِ فَارس قدرا صَالحا من الفرائد والفوائد فِي حجم الصِّحَاح وَله كتاب تَاج المصادر وَقَالَ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ زله الْجُوَيْنِيّ يمدح بو جعفرك وَيذكر كِتَابه تَاج المصادر (أَبَا جعفرٍ يَا من جعافر فَضله ... موارد مِنْهَا قد صفت ومصادر) (كتابك ذَا غيل تأشب نبته ... وَأَنت بِهِ ليثٌ بخفان خادر) (لبست صدار الصَّدْر يَا خير مصدرٍ ... مصَادر لَا يُنْهِي إِلَيْهَا المصادر) (فَقل لرواة الْفضل وَالْأَدب انْتَهوا ... إِلَيْهَا وَنَحْو الريّ مِنْهَا فبادروا) وَكَانَ يلقب ببو جعفرك وَهَذِه الْكَاف كَاف التصغير فِي لِسَان الْعَجم فَإِذا صغروا عليّاً قَالُوا عَلَيْك وجعفراً قَالُوا جعفرك 3 - (الْحَافِظ الْأَبَّار) أَحْمد بن عَليّ الْحَافِظ الْأَبَّار حدث ببغداذ عَن مُسَدّد وَأُميَّة بن بسطَام وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْن) صاعد ودعلج والنجاد وَأَبُو بكر الْقطيعِي وَخلق قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة حَافِظًا متقناً حسن الْمَذْهَب وَله تَارِيخ وتصانيف توفّي فِي نصف شعْبَان سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ ابْن الْجَارُود) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْجَارُود الْحَافِظ رَحل وطوف وصنف التصانيف وَحدث وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا

الصفاري الكاتب

3 - (الصفاري الْكَاتِب) أَحْمد بن عَليّ الصفاري الْخَوَارِزْمِيّ أَبُو الْفضل قَالَ مُحَمَّد بن أرسلان كَانَ من فضلاء خوارزم وبلغائهم وكتابهم وَله أشعار مونقة لَطِيفَة ورسائل لبقة خَفِيفَة جمع رسائله أَبُو حَفْص عمر بن الْحُسَيْن بن المظفر الأديبي وَجعلهَا خَمْسَة عشر بَابا 3 - (أَبُو بكر الرَّازِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن شهريار أَبُو بكر الرَّازِيّ النَّيْسَابُورِي صَاحب التصانيف كَانَ من كبار أَئِمَّة الحَدِيث بخراسان توفّي سنة خمس عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الاخشياذ المعتزلي) أَحْمد بن عَليّ بن بيغجور بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَضم الْجِيم وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا رَاء أَبُو بكر بن الأخشياذ المتلكم المعتزلي توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو حَامِد بن شَاذان) أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن شَاذان أَبُو حَامِد بن حسنويه النَّيْسَابُورِي التَّاجِر سمع أَبَا عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَأَبا حَاتِم الرَّازِيّ وَالسري بن خُزَيْمَة والْحَارث بن أبي أُسَامَة وَمُحَمّد بن عبد الْوَهَّاب الْفراء وطبقتهم قَالَ الْحَاكِم كَانَ من الْمُجْتَهدين فِي الْعِبَادَة اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَو اقْتصر على سَمَاعه الصَّحِيح من المسمين لَكَانَ أولى بِهِ لكنه حدث عَن جمَاعَة أشهد بِاللَّه أَنه لم يسمع مِنْهُم توفّي سنة خمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَافِظ السُّلَيْمَانِي) أَحْمد بن عَليّ بن عَمْرو الْحَافِظ أَبُو الْفضل السُّلَيْمَانِي البيكندي بِكَسْر الْبَاء الموحّدة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح الْكَاف وَسُكُون النُّون وَكسر الدَّال الْمُهْملَة رَحل إِلَى الْآفَاق وَلم يكن) لَهُ نَظِير فِي عصره ببخارا حفظا وإتقاناً وَكَثْرَة تصنيف توفّي سنة أَربع وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن لال الشَّافِعِي) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفرج أَبُو بكر الهمذاني الشَّافِعِي الْفَقِيه الْمَعْرُوف بِابْن لال بلامين بَينهمَا ألف سمع أَبَاهُ وَغَيره وروى عَنهُ جمَاعَة كَانَ إِمَامًا ثِقَة مفتياً لَهُ مصنفات فِي عُلُوم الحَدِيث غير أَنه كَانَ مَشْهُورا بالفقه وَله كتاب السّنَن ومعجم الصَّحَابَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا رَأَيْت شَيْئا أحسن مِنْهُ توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة

الحافظ ابن منجويه

3 - (الْحَافِظ ابْن منجويه) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن منجويه أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ اليزدي نزيل نيسابور إِمَام كَبِير وحافظ مَشْهُور ثِقَة صَدُوق وصنف كتبا كَثِيرَة وَمَات فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (تَاج الْأَئِمَّة) أَحْمد بن عَليّ بن هَاشم أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ المجود الملقب بتاج الْأَئِمَّة قَرَأَ على أبي حَفْص عمر بن عرَاك وَغَيره رَحل إِلَى الْعرَاق وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (القَاضِي جلال الدولة بِدِمَشْق) أَحْمد بن عَليّ بن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن الْحُسَيْنِي النصيبي ثمَّ الدِّمَشْقِي جلال الدولة أَبُو الْحسن ولي قَضَاء دمشق فِي دولة الْمُنْتَصر العبيدي وَهُوَ آخر قُضَاة العبيديين بِدِمَشْق كَانَ يرْمى بِالْكَذِبِ توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْمسند أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي) أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عمر بن خلف أَبُو بكر الشِّيرَازِيّ ثمَّ النَّيْسَابُورِي الأديب الْعَلامَة مُسْند نيسابور فِي وقته أَكثر عَن الْحَاكِم أبي عبد الله توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (اللص الشَّاعِر) أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْملك بن سُلَيْمَان بن سيد أَبُو الْعَبَّاس الأندلسي الْكِنَانِي النَّحْوِيّ من أهل إشبيلية كَانَ يعرف باللص لإغارته على الْأَشْعَار فِي حداثته أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب واللغة وَكَانَ شَاعِرًا محسناً توفّي سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الرِّفَاعِي) ) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن يحيى بن حَازِم بن عَليّ بن رِفَاعَة الزَّاهِد الْكَبِير سُلْطَان العارفين فِي زَمَانه أَبُو الْعَبَّاس الرِّفَاعِي المغربي رَضِي الله عَنهُ قدم أَبوهُ الْعرَاق وَسكن البطائح بقرية اسْمهَا أم عُبَيْدَة فَتزَوج بأخت الشَّيْخ مَنْصُور الزَّاهِد ورزق مِنْهَا أَوْلَادًا مِنْهُم الشَّيْخ أَحْمد وَكَانَ رجلا صَالحا شافعياً انْضَمَّ إِلَيْهِ خلق من الْفُقَرَاء وأحسنوا فِيهِ الِاعْتِقَاد وَيُقَال لَهُم الأحمدية والبطائحية وَلَهُم أَحْوَال عَجِيبَة من أكل الْحَيَّات حَيَّة وَالنُّزُول إِلَى التنانير وهيت تضرم وَالدُّخُول فِي الأفرنة وينام أحدهم فِي جَانب الفرن والخباز يخبز فِي الْجَانِب الآخر ويرقصون فِي السماعات على النيرَان إِلَى أَن تنطفئ وَيُقَال إِنَّهُم فِي بِلَادهمْ يركبون

القاضي الرشيد بن الزبير

على الْأسود وسَاق الشَّيْخ شمس الدّين فِي تَرْجَمته قَرِيبا من خمس أوراق وَلم يكن للشَّيْخ أَحْمد رَحمَه الله عقب إِنَّمَا الْعقب لِأَخِيهِ وَأَوْلَاده يتوارثون المشيخة وَالْولَايَة على تِلْكَ النَّاحِيَة إِلَى الْآن وللشيخ أَحْمد على مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْعِبَادَة شعرٌ فَمِنْهُ على مَا قيل (إِذا جن ليلِي هام قلبِي بذكرهم ... أنوح كَمَا ناح الْحمام المطوق) (وفوقي سحابٌ يمطر الْهم والأسى ... وتحتي بحارٌ للأسى تتدفق) (سلوا أم عمروٍ كَيفَ بَات أسيرهم ... تفك الْأُسَارَى دونه وَهُوَ موثق) (فَلَا هُوَ مقتولٌ فَفِي الْقَتْل راحةٌ ... وَلَا هُوَ ممنونٌ عَلَيْهِ فيطلق) توفّي الشَّيْخ رَحمَه الله يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة بِأم عُبَيْدَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين 3 - (القَاضِي الرشيد بن الزبير) أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الزبير الغساني الأسواني الْمصْرِيّ القَاضِي الرشيد أَبُو الْحُسَيْن كَانَ كَاتبا شَاعِرًا فَقِيها نحوياً لغوياً عروضياً منطقياً مؤرخاً مهندساً طَبِيبا موسيقاراً منجماً مفنناً وَهُوَ من بَيت كَبِير بالصعيد مَعْرُوف بِالْمَالِ ولي النّظر بثغر الْإسْكَنْدَريَّة بِغَيْر اخْتِيَاره وَله تواليف الْتحق فِيهَا بالأوائل المجيدين قتل ظلما وعدواناً فِي محرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَقيل سنة ثَلَاث وَمن تصانيفه منية الألمعي وَبَيِّنَة الْمُدَّعِي يشْتَمل على عُلُوم كَثِيرَة كتاب المقامات جنان الْجنان وروضة الأذهان فِيهِ ذكر لشعراء مصر وَمن طَرَأَ عَلَيْهِم الْهَدَايَا والطرف شِفَاء الْغلَّة فِي سمت الْقبْلَة ديوَان شعره ديوَان رسائله من شعره قَوْله) (سمحنا لدنيانا بِمَا بخلت بِهِ ... علينا وَلم نحفل بجل أمورها) (فيا ليتنا لما حرمنا سرورها ... وقتنا أَذَى آفاتها وشرورها) يَا ربع أَيْن ترى الْأَحِبَّة يمموا فَقَالَ القَاضِي الرشيد (رحلوا فَلَا خلت الْمنَازل مِنْهُم ... ونأوا فَلَا سلت الجوانح عَنْهُم)

(وسروا وَقد كتموا الْغَدَاة مَسِيرهمْ ... وضياء نور الشَّمْس مَا لَا يكتم) (وتبدلوا أَرض العقيق عَن الْحمى ... رَوَت جفوني أَي أَرض يمموا) (نزلُوا العذيب وَإِنَّمَا هِيَ مهجتي ... نزلُوا وَفِي قلب المتيم خيموا) (مَا ضرهم لَو ودعوا مَا أودعوا ... نَار الغرام وسلموا من أَسْلمُوا) (هم فِي الحشا إِن أعرقوا أَو أشأموا ... أَو أيمنوا أَو أنجدوا أَو أتهموا) مِنْهَا (لَا ذَنْب لي فِي الْبعد أعرفهُ سوى ... أَنِّي حفظت الْعَهْد لما خنتم) (فأقمت حِين ظعنتم وَعدلت لما ... جرتم وسهرت لما نمتم) وَمِنْه قَوْله (وَلما نزلنَا فِي ظلال بُيُوتهم ... أمنا ونلنا الخصب فِي زمنٍ مَحل) (وَلَو لم يزدْ إحسانهم وجميلهم ... على الْبر من أَهلِي حسبتهم أَهلِي) قلت فِيهِ زِيَادَة ومبالغة على بَيْتِي الحماسة الْمَشْهُورين وهما (نزلت على آل الْمُهلب شاتياً ... بَعيدا عَن الأوطان فِي زمنٍ مَحل) (فَمَا زَالَ بِي إحسانهم وجميلهم ... وبرهم حَتَّى حسبتهم أَهلِي) وَمِنْه قَوْله (جلت لدي الرزايا بل جلت هممي ... وَهل يضر جلاء الصارم الذّكر) (غَيْرِي يُغَيِّرهُ عَن حسن شيمته ... صرف الزَّمَان وَمَا يَأْتِي من الْغَيْر) (لَو كَانَت النَّار للياقوت محرقةً ... لَكَانَ يشْتَبه الْيَاقُوت بِالْحجرِ) (لَا تغررن بأطماري وَقيمتهَا ... فَإِنَّمَا هِيَ أصدافٌ على دُرَر) (وَلَا تظنّ خَفَاء النَّجْم من صغرٍ ... فالذنب فِي ذَاك محمولٌ على الْبَصَر) ) وَمِنْه أَيْضا قَوْله (لَئِن خَابَ ظَنِّي فِي رجائك بَعْدَمَا ... ظَنَنْت بِأَنِّي قد ظَفرت بمنصف) (فَإنَّك قد قلدتني كل منةٍ ... ملكت بهَا شكري لَدَى كلّ موقف) (لِأَنَّك قد حذرتني كل صاحبٍ ... وأعلمتني أَن لَيْسَ فِي الأَرْض من يَفِي) وَكَانَ السَّبَب فِي تقدمه فِي الدولة المصرية أَنه دخل بعد مقتل الظافر إِلَى مصر وَقد جلس الفائز وَعَلِيهِ أطمارٌ رثَّة وطيلسان صوف أَخْضَر فَحَضَرَ المأتم وَقد حضر شعراء الدولة فأنشدوا

مراثيهم على مَرَاتِبهمْ فَقَامَ فِي آخِرهم وَأنْشد قصيدة أَولهَا (مَا للرياض تميل سكرا ... هَل سقيت بالمزن خمرًا) إِلَى أَن وصل إِلَى قَوْله أفكربلاء بالعراق وكربلاء بِمصْر أُخْرَى فذرفت الْعُيُون وعج الْقصر بالكباء والعويل وانثالت عَلَيْهِ العطايا من كل جَانب من الْأُمَرَاء والحظايا وَحمل الْوَزير إِلَى منزله جملَة من المَال وَقَالَ لَوْلَا المأتم لجاءتك الْخلْع وَكَانَ على جلالته أسود الْجلد جهم الْوَجْه ذَا شفة غَلِيظَة وأنف مَبْسُوط سمح الْخلق كخلقة الزنوج قَصِيرا قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء حَدثنِي الشريف مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الإدريسي عَن أَبِيه قَالَ كنت أَنا والرشيد والفقيه سُلَيْمَان الديلمي نَجْتَمِع بِالْقَاهِرَةِ فِي منزل فَغَاب عَنَّا الرشيد يَوْمًا وَكَانَ ذَلِك فِي عنفوان شبابه فجاءنا وَقد مضى مُعظم النَّهَار فَقُلْنَا لَهُ مَا أَبْطَأَ بك عَنَّا فَتَبَسَّمَ وَقَالَ لَا تسألوا عَمَّا جرى فَقُلْنَا لَا بُد وألححنا عَلَيْهِ فَقَالَ مَرَرْت الْيَوْم بالموضع الْفُلَانِيّ وَإِذا امْرَأَة شَابة صَبِيحَة الْوَجْه وضيئة المنظر حسانة الْخلق ظريفة الشَّمَائِل فَلَمَّا رأتني نظرت إليّ نظر مطمع لي فِي نَفسهَا فتوهمت أَنِّي وَقعت مِنْهَا بموقع ونسيت نَفسِي وأشارت إِلَيّ بطرفها فتبعتها وَهِي تدخل فِي سكَّة وَتخرج من أُخْرَى حَتَّى دخلت دَارا وأشارت إِلَيّ فَدخلت وَرفعت النقاب عَن وَجه كَالْقَمَرِ فِي لَيْلَة تَمَامه ثمَّ صفقت بِيَدَيْهَا منادية يَا سِتّ الدَّار فَنزلت إِلَيْهَا طفلة كَأَنَّهَا فلقَة قمر فَقَالَت لَهَا إِن رجعت تبولين فِي الْفراش تركت سيدنَا القَاضِي يَأْكُلك ثمَّ الْتفت إِلَيّ وَقَالَت لَا أعدمني الله فضل سيدن القَاضِي أدام الله عزه فَخرجت وَأَنا خزيان خجل لَا أهتدي الطَّرِيق قلت وَمن هُنَا نقل الصاحب بهاء الدّين زُهَيْر تِلْكَ الحكايات الَّتِي كَانَ يعضها على نَفسه) وَفِي القَاضِي الرشيد رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول مَحْمُود بن قادوس الشَّاعِر يهجو إِن قلت من نَار خلقت وفقت كل النَّاس فهما (قُلْنَا صدقت فَمَا الَّذِي ... أطفاك حَتَّى صرت فحما) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا (يَا شبه لُقْمَان بِلَا حكمةٍ ... وخاسراً فِي الْعلم لَا راسخا) (سلخت أشعار الورى كلهَا ... فصرت تدعى الْأسود السالخا) وَلما اتَّصل بملوك مصر وَتقدم أنفذوه رَسُولا إِلَى الْيمن ثمَّ قلد قضاءها ولقب بقاضي قُضَاة الْيمن وداعي دعاة الزَّمن ثمَّ سمت نَفسه إِلَى الْخلَافَة فسعى فِيهَا وأجابه قوم إِلَى ذَلِك وسلموا عَلَيْهِ بهَا وَضربت لَهُ السِّكَّة على الْوَجْه الْوَاحِد قل هُوَ الله أحد وعَلى الآخر الإِمَام الأمجد أَبُو

الْحُسَيْن أَحْمد ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَنفذ مكبلاً إِلَى قوص فَدَخلَهَا وَهُوَ مغطى الْوَجْه وهم ينادون عَلَيْهِ بَين يَدَيْهِ هَذَا عَدو السُّلْطَان أَحْمد بن الزبير وَكَانَ الْأَمِير بهَا طرخان سليط اللِّسَان وَكَانَت بَينهمَا ذحولٌ قديمَة فحبسه فِي المطبخ وَكَانَ ابْن الزبير قد تولى المطبخ قَدِيما فَقَالَ الشريف الْأَخْفَش يُخَاطب ابْن رزيك (تولى على الشَّيْء أشكاله ... فَيُصْبِح هَذَا لهَذَا أَخا) أَقَامَ على المطبخ ابْن الزبير فولى على المطبخ المطبخا فَقَالَ بعض الْحَاضِرين لطرخان يَنْبَغِي أَن تحسن إِلَيْهِ لِأَن أَخَاهُ الْمُهَذّب قريب من قلب الصَّالح وَمَا يستبعد أَن يستعطفه عَلَيْهِ فَتَقَع فِي خجل فَلم يمض على ذَلِك غير لَيْلَة أَو لَيْلَتَيْنِ حَتَّى ورد كتاب الصَّالح على طرخان يَأْمُرهُ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ فَأحْضرهُ من محبسه مكرماً فجَاء إِلَيْهِ وزاحمه فِي رتبته وَأما سَبَب مَقْتَله فلميله إِلَى أَسد الدّين شيركوه لما قدم مصر ومكاتبته لَهُ فاتصل ذَلِك بشاور وَزِير العاضد فَطَلَبه فاختفى بالإسكندرية وَاتفقَ التجاء صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ومحاصرتها فَخرج ابْن الزبير مُتَقَلِّدًا سَيْفا وَقَاتل بَين يَدَيْهِ وَكَانَ مَعَه مُدَّة مقَامه فتزايد وجد شاور وجد فِي طلبه فظفر بِهِ فَأمر بركوبه على جمل وعَلى رَأسه طرطورٌ ووراءه جلواز ينَال مِنْهُ وَهُوَ ينشد (إِن كَانَ عنْدك يَا زمَان بقيةٌ ... مِمَّا تهين بِهِ الْكِرَام فهاتها) ) ثمَّ يهمهم بِتِلَاوَة الْقُرْآن ثمَّ إِنَّه بعد إشهاره بِمصْر والقاهرة أَمر أَن يصلب شنقاً فَلَمَّا وصل إِلَى مَكَانَهُ شنقه جعل يَقُول لمن تولى ذَلِك عجل عجل فَلَا رَغْبَة لكريم فِي حَيَاة بعد هَذِه الْحَال ثمَّ صلب وَمَا مضى على ذَلِك إِلَّا مديدة حَتَّى قتل شاور وسحب فاتفق أَن حفر لَهُ ليدفن فَوجدَ الرشيد بن الزبير مَدْفُونا فدفنا مَعًا ثمَّ نقل كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى تربة بقرافة مصر والقاهرة وَلما دخل الْيمن رَسُولا قَالَ بعض شعراء الْيمن يُخَاطب صَاحب مصر وَكَانَ قد لقب علم المهتدين (بعثت لنا علم المهتدين ... وَلكنه علمٌ أسود) يُرِيد أَن أعلامكم بيض والسود إِنَّمَا هِيَ لبني الْعَبَّاس ورثاه فَخر الْكتاب أَبُو عَليّ حسن بن عَليّ الْجُوَيْنِيّ الْكَاتِب بقصيدة دالية أَولهَا (حرقي مَا لنارها من خمود ... كَيفَ تخبو وَالنَّار ذَات الْوقُود) مِنْهَا لَك يَا ابْن الزبير قلت لأيام سروري ولذتي لَا تعودي (عبراتي يَا أَحْمد بن عليٍّ ... صيرت فِي الخدود كالأخدود)

الأمير عماد الدين ابن المشطوب

(عبراتٌ ترمي بهَا فِي حدورٍ ... زفراتٌ ترقى لَهَا فِي صعُود) (إِن حزني عَلَيْك غضٌّ جديدٌ ... وفؤادي المحزون غير جليد) إِن تمت عبطة فَإِن أياديك الْبَوَاقِي قد بشرت بالخلود كَيفَ تحلو لي الْحَيَاة وَقد حلئت عَن عذب خلقك المورود وَزعم بَعضهم أَن عمَارَة اليمني سعى فِي أمره مَعَ شاور سعياً عَظِيما إِلَى أَن صلب القَاضِي الرشيد رَحمَه الله تَعَالَى وَقَالَ لَهُ هَذَا أَبُو الْفِتَن مَا برح يثير الْكَبَائِر ويجر الجرائر يَعْنِي لميله إِلَى شيركوه فَإِن كَانَ ذَلِك صَحِيحا فبحقٍِّ مَا صلب الْفَقِيه عمَارَة اليمني وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَإِن المجازاة من جنس الْعَمَل والمرء مقتول بِمَا قتل بِهِ 3 - (الْأَمِير عماد الدّين ابْن المشطوب) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي الهيجاء بن عبد الله بن أبي الْجَلِيل ابْن مرزبان الهكاري عماد الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن سيف الدّين الْمَعْرُوف بِابْن المشطوب كَانَ أَمِيرا كَبِيرا وافر الْحُرْمَة عِنْد) الْمُلُوك وَهُوَ بَينهم كَأَنَّهُ وَاحِد مِنْهُم عالي الهمة غزير الْجُود شجاعاً أبي النَّفس تهابه الْمُلُوك وَله وقائع مَشْهُورَة فِي الْخُرُوج عَلَيْهِم وَكَانَ من أُمَرَاء السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَلما توفّي وَالِده كَانَت نابلس إقطاعاً لَهُ فأرصد مِنْهَا للسُّلْطَان لأجل مصَالح الْقُدس الثُّلُث وأقطع الثُّلثَيْنِ عماد الدّين وَكَانَ عبرتها يَوْمئِذٍ ثَلَاث مائَة ألف دِينَار وَكَانَ جده أَبُو الهيجاء صَاحب قلعة الْعمادِيَّة وَغَيرهَا من قلاع الهكارية وَلم يزل وافر الْحُرْمَة إِلَى أَن كَانَت سنة دمياط فَظهر للكامل أَن عماد الدّين اتّفق مَعَ أُمَرَاء كبار على أَن يخلعوا الْكَامِل ويملكوا الْملك الفائز إِبْرَاهِيم فَمَا أمكنه إِلَّا مداراتهم لكَونه قبالة الْعَدو فوصل الْمُعظم صَاحب دمشق فأطلعه الْكَامِل على الْقَضِيَّة وَقَالَ رَأسه هَذِه الْفِتْنَة الْعِمَاد ابْن المشطوب فَجَاءَهُ يَوْمًا على غَفلَة إِلَى خيمته واستدعاه سرا وَقَالَ أُرِيد أَن أتحدث مَعَك خلْوَة فَركب فرسه وَسَار مَعَه جَرِيدَة وَقد جرد الْمُعظم جَرِيدَة مِمَّن يعْتَمد عَلَيْهِم وَقَالَ اتبعوني وَلم يزل الْمُعظم يشاغله حَتَّى أبعد عَن المخيم وَقَالَ لَهُ يَا عماد الدّين هَذِه الْبِلَاد لَك ونشتهي أَن تهبها لنا ثمَّ أعطَاهُ شَيْئا من النَّفَقَة وَقَالَ لأولئك المجردين تسلموه حَتَّى تخرجوه من الرمل فَلم يَسعهُ إِلَّا الْمُوَافقَة لانفراده وَعدم الْقُدْرَة على الممانعة ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك حوصر بقلعة تل يَعْفُور وَهِي بَين الْموصل وسنجار لِأَنَّهُ خرج على الْأَشْرَف فراسله الْأَمِير بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل وَلم يزل يخادعه إِلَى أَن انْقَادَ لَهُ فانتقل إِلَى الْموصل وَأقَام بهَا قَلِيلا ثمَّ قبض عَلَيْهِ وأرسله إِلَى الْأَشْرَف مُوسَى بن الْعَادِل فاعتقله فِي قلعة حران وأثقله بالحديد فِي رجلَيْهِ وبالخشب فِي يَدَيْهِ وَحصل فِي رَأسه ولحيته وثيابه من الْقمل شَيْء كثير فَكتب بعض أَصْحَابه إِلَى الْأَشْرَف (يَا من بداوم سعده دَار فلك ... مَا أَنْت من الْمُلُوك بل أَنْت ملك) (مملوكك ابْن المشطوب فِي السجْن هلك ... أطلقهُ فَإِن الْأَمر لله وَلَك)

ابن خشكنابجه

وَلم يزل فِي الاعتقال إِلَى أَن توفّي على تِلْكَ الْحَال سنة تسع عشرَة وست مائَة وَبنت لَهُ ابْنَته قبَّة على بَاب مَدَنِيَّة رَأس عين ونقلته من حران إِلَيْهَا ودفنته بهَا رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ مولده سنة خمس وَسبعين تَقْديرا 3 - (ابْن خشكنابجه) أَحْمد بن عَليّ بن وصيف أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن خشكنانجه كَانَ من متأدبي الْكتاب وَيذْهب مَذْهَب الشِّيعَة ويحضر مجَالِس النّظر فَيسْأَل عَن مسَائِل وَيتَكَلَّم عَلَيْهَا نادم) الوزراء ومدحهم مُنْذُ أَيَّام المهلبي وَأدْركَ عضد الدولة وأنشده وَبَقِي إِلَى أَيَّام شرف الدولة واختصه ابْن بَقِيَّة وَتُوفِّي عَن سنٍّ عالية كتب إِلَى أبي إِسْحَاق الصَّابِئ سلمت بالجفون سلمى فَسلمت إِلَيْهَا قلباً سليما سقيما (بالقوام القويم يَهْتَز لدنا ... زَاده الهز فِي النقا تقويما) (كم لَهَا من مقاتلٍ وقتيلٍ ... وكلامٍ بِهِ تداوي الكلوما) (رب ليلٍ من فرعها ونهارٍ ... من سنا وَجههَا اتَّخذت نديما) (جِئْته قَاطعا بوخد المهاري ... قد براها السرى وأنضى الشحوما) وَهِي تحكي قلامة من شبا الظفر إِذا قطّ رَأسه تقليما حَيْثُ لَا يعرف النَّهَار من اللَّيْل وَلَا تبصر النُّجُوم النجوما (فَإِذا لوّح الصَّباح ضِيَاء ... قلت فجرٌ يردّ لَيْلًا بهيما) (لَيْسَ يجلو الظلام وَالظُّلم إِلَّا ... وَجه كَهْف الْأَنَام إبراهيما) الألد الْخِصَام فِي المأزق الضنك إِذا كَانَ ذُو الحجى مخصوما (كلمٌ كالشفاء من بعد سقمٍ ... قسم الدّرّ بَينه تقسيما) قلت شعر متوسط وَله كتاب النثر الْمَوْصُول بالنظم كتاب صناعَة البلاغة كتاب الْفَوَائِد 3 - (أَبُو عِيسَى بن المنجم) أَحْمد بن عَليّ بن هَارُون بن عَليّ بن يحيى بن أبي مَنْصُور بن المنجم أَبُو عِيسَى ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب فهرست الْعلمَاء وَقَالَ كَانَ من أفاضلهم وَله كتاب تَارِيخ سني الْعَالم وَذكره الثعالبي فَقَالَ كَانَ ينادم الصاحب ابْن عباد وَمن شعره

ابن البن

(رغيف أبي عَليّ حل خوفًا ... من الْأَسْنَان ميدان السماك) (إِذا كسروا رغيف أبي عليٍ ... بَكَى يبكي بكاء فَهُوَ باك) وَمِنْه قَوْله (آخ من شِئْت ثمَّ رم مِنْهُ شيّاً ... تلف من دون مَا تروم الثريا) وَمِنْه قَوْله (الْعَيْش عافيةٌ والرح وَالْعود ... فَكل من حَاز هَذَا فَهُوَ مَسْعُود) ) (هَذَا الَّذِي لكم فِي مجلسٍ أنقٍ ... شجاره العنبر الهنديّ وَالْعود) (وقينةٌ وعدها بالخلف مقترن ... بِمَا يؤمله راجٍ وموعود) (وفتية كنجوم اللَّيْل دأبهم ... إِعْمَال كأسٍ حداها النَّار وَالْعود) (فاغدوا عليّ بكأس الراح مترعةً ... عوداً وبدءاً فَإِن أحمدتم عودوا) وَمِنْه قَوْله (سَيِّدي أَنْت وَمن عَادَته ... باعتدالٍ ويجود جاريه) (أنصف الْمَظْلُوم وَارْحَمْ عِبْرَة ... بدموعٍ وَدِمَاء جاريه) (رُبمَا أكني بوقلي سَيِّدي ... عِنْد شكواي الْهوى عَن جاريه) 3 - (ابْن البن) أَحْمد بن عَليّ بن هَارُون بن البن أَبُو الْفضل من أهل سرّ من رأى من بَيت رئاسة وجلالة كَانَ أديباً فَاضلا سمع الْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى بن الفحام وَأَبا الْحسن عَليّ بن أَحْمد الرفاء وَحدث بِقِطْعَة من كتب الْأَدَب عَن ابْن الفحام وَسمع مِنْهُ أَبُو نصر بن مَاكُولَا وروى عَنهُ الْخَطِيب وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن هِلَال بن المحسن بن الصَّابِئ وَكَانَ يتشيع 3 - (أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب) أَحْمد بن عَليّ بن هبة الله بن رزين أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب كَانَت والدته قد حجت مَعَ وَالِده وَهِي حَامِل بِهِ فَوَضَعته بِمَكَّة وَقدم بِهِ وَالِده رضيعاً فاتفق أَن الإِمَام النَّاصِر ولد فِي رَجَب من تِلْكَ السّنة وأرضعته والدته مديدة ومرضت فأحضرت لَهُ المراضع فَأبى أَن يرضع من إِحْدَاهُنَّ فأحضرت وَالِدَة أبي مَنْصُور الْمَذْكُور فَقبل ثديها وَأنس بهَا فربي مَعَ الإِمَام النَّاصِر فِي مَكَان وَاحِد وَلما ولي الْخلَافَة عرف لَهُ ذَلِك وأنعم عَلَيْهِ بإنعامات كَثِيرَة وَرغب إِلَيْهِ فِي ولايات جليلة فَامْتنعَ من ذَلِك وعاش فارغ البال أسمعهُ وَالِده فِي صباه من ابْن البطي شَيْئا من الحَدِيث قَرَأَهُ عَلَيْهِ محب الدّين ابْن النجار وَلم يرو بعد ذَلِك شَيْئا وَكَانَ ظريفاً متواضعاً حسن الْأَخْلَاق توفّي سنة أَربع وست مائَة وَحضر إِلَيْهِ أَعْيَان النَّاس وأرباب المناصب 3 - (ابْن الدباس المعتزلي) أَحْمد بن عَليّ بن الدباس أَبُو غَالب من أهل الكرخ المعتزلي كَانَ فَاضلا فصيح اللِّسَان كثير الْمَحْفُوظ للحكايات وَرَأى الْمَشَايِخ والأكابر فَكَانَ يروي

المعمم المقرئ

عَنْهُم اللطائف والنكت كتب عَنهُ مُحَمَّد) بن عبد الْملك بن الهمذاني صَاحب التَّارِيخ وَغَيره حكايات توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (المعمم الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عَليّ بن هِلَال بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد الله بن صَالح بن مُحَمَّد بن دعبل بن عَليّ الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر أَبُو الْفتُوح الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالمعمم البغداذي كَانَ شَيخا فَاضلا من قدماء قراء الدِّيوَان وَكَانَ يُغني فِي صباه مَعَ مظفر التوثي وَله معرفَة بالألحان صنف تلقيح الأفهام فِي معرفَة أسرار صور الأقلام وَله شعر (يَا من إِذا مَا غَابَ عَن ... عَيْني فقلبي مَعَه) صل مدنفا حسن رضاك فِيك قد أطمعه (صَاح بِهِ حادي النَّوَى ... فارتاع إِذْ أسمعهُ) (شَمل المنى مبددٌ ... هَل لَك أَن تجمعه) قَالَ أَتَانِي آتٍ فِي الْمَنَام وَقَالَ لي أَيهَا الغافل لَا يغررك ذَا الْعُمر الْقصير قَالَ فاسيتقظت وأتمته بِقَوْلِي (واغتنم مَا فَاتَ مِنْهُ ... فَإلَى اللَّحْد الْمصير) وَأعد الزَّاد للرحلة قد آن الْمسير أوما أنذرك الشيب وَقد لَاحَ القتير توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (البتي) أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْحسن البتي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف الْمُشَدّدَة وَبعدهَا يَاء النّسَب الْكَاتِب كَانَ يكْتب للقادر بِاللَّه لما أَقَامَ بالبطحية وَلما وصلته الْبيعَة كتب عَنهُ إِلَى بهاء الدولة كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ تالياً مليح المذاكرة بالأخبار والآداب عَجِيب النادرة ظريف المجون وَكَانَ فِي بَدْء أمره يلبس الطيلسان وَقَرَأَ الْقُرْآن على زيد بن أبي بِلَال وَكَانَ غَايَة فِي جمع خلال الْآدَاب يتَعَلَّق بصدور وافرة من فنون الْعلم وَيكْتب خطا جيدا ويترسل وينظم الشّعْر ثمَّ لبس الدراعة وَلبس ملابس الْكتاب الأقدمين من الْخُفَّيْنِ والمبطنة ويتعمم الْعمة الثغرية وَإِن لبس) لالجة لم تكن إِلَّا مريدية وَلَا يتَعَرَّض لحلق شعره وَكَانَ شكله وَلَفظه وَمَا يُورِدهُ من النَّوَادِر يَدْعُو إِلَى مكاثرته وَلم يكن لأحد من الرؤساء مَسَرَّة تتمّ وَلَا أنس يكمل إِلَّا بِحُضُورِهِ فَكَانُوا يتداولونه ونادم الوزراء حَتَّى انْتهى إِلَى منادمة فَخر الْملك فأعجب بِهِ غَايَة الْإِعْجَاب

وَأحسن إِلَيْهِ غَايَة الْإِحْسَان وَكَانَ يذهب إِلَى مَذْهَب الْمُعْتَزلَة فِي الْأُصُول وَإِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة فِي الْفُرُوع ويتعصب للطائي تعصباً زَائِدا ويفضل البحتري على أبي تَمام وَكَانَ صَاحب الْخَبَر والبريد فِي الدِّيوَان القادري وَكتب فَخر الْملك أَبُو غَالب إِلَى عمار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي احْمِلْ إِلَى أبي الْحسن البتي مِائَتي دِينَار مَعَ امْرَأَة لَا يعرفهَا واكتب مَعهَا رقْعَة مترجمة وَقل فِيهَا قد دَعَاني مَا آثَرته من مخالطتك ورغبت فِيهِ من مودتك إِلَى استدعاء المواصلة مِنْك وافتتاح بَاب الملاطفة بيني وَبَيْنك وَقد أنفذت مَعَ الرَّسُول مِائَتي دِينَار فَأَخذهَا أَبُو الْحسن وَكتب على ظهر الرقعة مالٌ لَا أعرف مهديه فأشكر لَهُ مَا يوليه إِلَّا أَنه صَادف إضاقة دعت إِلَى أَخذه والاستعانة بِهِ فِي بعض الْأُمُور وَقلت (وَلم أدر من ألْقى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ ... سوى أَنه قد سل عَن ماجدٍ مَحْض) وَإِذا سهل الله اتساعاً رددت الْعِوَض موفوراً وَكَانَ الْمُبْتَدِئ بِالْبرِّ مشكوراً وَخرج إِلَيْهِ خَادِم فِي يَوْم الْأَضْحَى على الْعَادة فِي مثل ذَلِك فَقَالَ لَهُ رسم أَن تحصي أسقاط الْأَضَاحِي فَقَالَ لغلامه خُذ الدواة فَإِن الْقَوْم يُرِيدُونَ كيرعانياً وَلَا يُرِيدُونَ كَاتبا وَانْصَرف بِهَذَا المزح من الْخدمَة وَكَانَ بَينه وَبَين الرضي قد جرى كَلَام أوجب الْإِعْرَاض فاتفق أَن اجتاز بِالْقربِ من دَار الرضي فَقَالَ لغلامه مل بِنَا عَن تِلْكَ الدَّار فَإِنِّي أكره الْمُرُور بهَا والتفت فَوَقَعت عينه على عين الرضي فَقَالَ متمماً لكَلَامه من غير أَن يقطعهُ فإنني لَا وَجه لي فِي لِقَائِه لطول جفائه فَاسْتحْسن مِنْهُ هَذَا وَدخل دَار الرضي واصطلحا وَرَأى معلما يعرف بنفاط الْجِنّ قَبِيح الْوَجْه وَقد انكشفت سوءته فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا اسْتُرْ عورتك السُّفْلى فَإنَّك قد أدليت وَلَكِن بِغَيْر حجَّة واستقبل أَبَا عبد الله بن الدراع وَهُوَ متكئ على يَد غُلَام أسود فَقَالَ أَبُو عبد الله هَذَا الْأسود يصلح لخدمة سيدنَا فَقَالَ البتي أَي الخدم فَقَالَ خدمَة الْفراش فَقَالَ اللَّهُمَّ غفراً أرمى بالبغاء وَلَيْسَ فِي منزلي خنفساء ويعرى مِنْهُ سيدنَا وَفِي دَاره جَمِيع بني حام وَكَانَ يرْمى بالبغاء والأبنة والبخر فَوَقع بَينه وَبَين أبي الْقَاسِم ابْن فَهد ملاحاة ومنابذة ثمَّ أصلح) فَخر الْملك بَينهمَا فَقَالَ فِي ذَلِك (وكل شرطٍ للصلح أقبله ... إِن أَنْت أعفيتني من الْقبل) وسقاه الفقاعي يَوْمًا فِي دَار فَخر الْملك فقاعاً لم يستلذه فَرد الْكوز مفكراً فَقَالَ لَهُ الفقاعي فِي أَي شَيْء تفكر فَقَالَ فِي دقة صنعتك كَيفَ أمكنك أَن تخرى فِي هَذِه الكيزان كلهَا مَعَ ضيق رَأسهَا

وَأَتَاهُ غُلَامه فِي مجْلِس حفل وَقَالَ إِن ابْنك وَقع من ثَلَاث درج فَقَالَ وَيلك من ثَلَاث بَقينَ أَو خلون فَلم يفهم عَنهُ فَقَالَ إِن كَانَ خلون فسهلٌ وَإِن كَانَ بَقينَ فَيحْتَاج إِلَى نائحة وَدخل الرقي الْعلوِي على فَخر الْملك فَقَالَ أَطَالَ الله بَقَاء مَوْلَانَا وأسعده بِهَذَا الْيَوْم فَقَالَ لَهُ وَأي يَوْم هَذَا فَقَالَ أيلون فَقَالَ البتي بالنُّون فَقَالَ مَا قَرَأت النَّحْو فَقَالَ البتي أَنْت إِذا مَعْذُور فَإنَّك ثَلَاث أَربَاع رقيع وَلم يكن أحد يسلم من لِسَانه وثلبه وَإِذا اتّفق أَن يسمعهُ من يَقُول ذَلِك فِيهِ الْتفت إِلَيْهِ معتذراً وَقَالَ مولَايَ هَا هُنَا مَا علمت بِحُضُورِهِ وَكَأَنَّهُ يُبَاح لَهُ ثلبه غَائِبا وَكَانَ مَعَ ذكائه وتوقده أَشد النَّاس غباوةً فِي الْأُمُور الجدية وأبعدهم من تصورها وَكَانَ لَهُ معرفَة بِالْغنَاءِ وصنعته لَا تكَاد الْمُغنيَة تغني بِصَوْت إِلَّا ذكر صنته وشاعره وَجَمِيع مَا قَالَ فِي مَعْنَاهُ وَقَالَ البتي يصف كوز الفقاع (يَا رب ثديٍ مصصته بكرا ... وَقد عراني خمار مغبوق) (لَهُ هديرٌ إِذا شربت بِهِ ... مثل هدير الفحول فِي النوق) كَأَن ترجيعه إِذا رشف الراشف فِيهِ صياح مخنوق وَقَالَ (مَا احْمَرَّتْ الْعين من دمعٍ أضرّ بهَا ... فِي عرصتي طللٍ أَو إِثْر مرتحل) (لَكِن رَآهَا الَّذِي تهوى وَقد نظرت ... فِي وَجه آخر فاحمرت من الخجل) وَله تصانيف مِنْهَا كتاب القادري وَكتاب العميدي وَكتاب الفخري قَالَ الْوَزير أَبُو الْقَاسِم المغربي كَانَ ابوالحسن البتي أحد المتفننين فِي الْعُلُوم لَا يكَاد يجارى فِي فن من الْعُلُوم فيعجز عَنهُ وَكَانَ مليح الْحَاضِرَة طيب المذاكرة مَقْبُول الشَّاهِد رَأَتْهُ على بَاب أحد رُؤَسَاء الْعمَّال وَقد حجب عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ) (على أَي بابٍ أطلب الْإِذْن بَعْدَمَا ... حجبت عَن الْبَاب الَّذِي أَنا حَاجِبه) فَخرج الْإِذْن لَهُ فِي الْحَال وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة فَقَالَ الرضي يرثيه (مَا للهموم كَأَنَّهَا ... نارٌ على قلبِي تشبّ) (والدمع لَا يرقا لَهُ ... غربٌ كَأَن للعين غرب) (مَا كنت أَحسب أنني ... جلدٌ على الأرزاء صَعب) مَا أَخْطَأتك النائبات إِذا أَصَابَت من تحبّ ورثاه الشريف المرتضى أَخُوهُ أَيْضا بِأَبْيَات مِنْهَا (يَا أَحْمد بن عَليّ والردى عرضٌ ... يزور بالرغم منا كل زوار)

ابن خيران الكاتب

(وَقد بلوتك فِي سخطٍ وَعند رضى ... وَبَين طيٍّ لإنباء وَإِظْهَار) (علقت مِنْك بحبلٍ غير منتكثٍ ... عِنْد الْحفاظ وعودٍ غير خوّار) (فَلم تفدني إِلَّا مَا أضنّ بِهِ ... وَلم تزدني إِلَّا طيب أَخْبَار) (لَا عَار فِيمَا شربت الْيَوْم غصته ... من الْمنون وَهل بِالْمَوْتِ من عَار) (وَلم ينلك سوى مَا نَالَ كل فَتى ... عالي الْمَكَان ولاقى كل جَبَّار) 3 - (ابْن خيران الْكَاتِب) أَحْمد بن عَليّ بن خيران الْكَاتِب الْمصْرِيّ أَبُو مُحَمَّد ولي الدولة صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِمصْر بعد أَبِيه كَانَ أَبوهُ فَاضلا بليغاً أعظم قدرا من ابْنه وَأكْثر علما وَكَانَ أَحْمد يتقلد ذَلِك للظافر ثمَّ للمستنصر وَكَانَ رزقه فِي كل سنة ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَله عَن كل مَا يَكْتُبهُ من السجلات والعهود والتقاليد رسوم يستوفيها وَكَانَ شَابًّا حسن الْوَجْه جميل الْمُرُوءَة وَاسع النِّعْمَة طَوِيل اللِّسَان جيد الْعَارِضَة كثير الْوَصْف لشعره وَالثنَاء على براعته حمل إِلَى بغداذ جزءين من شعره ورسائله لتعرض على الشريف المرتضى وَغَيره ويستشير فِي تخليدهما دَار الْعلم لينفذ بَقِيَّة الدِّيوَان ثمَّ مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة أَيَّام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَمن شعره (ولي لسانٌ صارمٌ حَده ... يدمي إِذا شِئْت وَلَا يدمى) (ومنطقٌ ينظم شَمل العلى ... ويستميل الْعَرَب والعجما) (وَلَو دجا اللَّيْل على أَهله ... فأظلموا كنت لَهُم نجما) وَقَالَ) (وَلَقَد سموت على الْأَنَام بخاطرٍ ... ألله أجْرى مِنْهُ بحراً زاخرا) (فَإِذا نظمت نظمت روضاً حالياً ... وَإِذا نثرت نثرت درا فاخرا) وَقَالَ (خلقت يَدي للمكرمات ومنطقي ... للمعجزات ومفرقي للتاج) (وسموت للعلياء أطلب غَايَة ... يشقى بهَا العادي ويحظى الراجي) وَقَالَ (أَنا شيعي لآل الْمُصْطَفى ... غير أَنِّي لَا أرى سبّ السّلف) (أقصد الْإِجْمَاع فِي الدّين وَمن ... قصد الْإِجْمَاع لم يخْش التّلف) (لي بنفسي شغلٌ عَن كل من ... للهوى قرّظ قوما أَو قذف) وَقَالَ

الميموني النحوي الشافعي

(من كَانَ بِالسَّيْفِ يَسْطُو عِنْد قدرته ... على الأعادي وَلَا يبقي على أحد) (فَإِن سَيفي الَّذِي أسطو بِهِ أبدا ... فعل الْجَمِيل وَترك الْبَغي والحسد) وَقَالَ (فَقَامَ يُنَاجِي غرَّة الشَّمْس وَجهه ... وتنصف من ظلم الزَّمَان عَزَائِمه) (أغرّ لَهُ فِي الْعدْل شرعٌ يقيمه ... وَلَيْسَ لَهُ فِي الْفضل ندٌّ يقاومه) وَهُوَ الَّذِي كتب وَقد خرج أَمر الْإِمَامَة بهدم كَنِيسَة القمامة حَتَّى يصير سقفها أَرضًا وطولها عرضا 3 - (الْمَيْمُونِيّ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن عَليّ أَبُو بكر الْمَيْمُونِيّ البرزندي النَّحْوِيّ ذكره أَبُو الْفَتْح مَنْصُور ابْن المعذر النَّحْوِيّ الْأَصْبَهَانِيّ الْمُتَكَلّم وَقد ذكر جمَاعَة من الْمُعْتَزلَة النَّحْوِيين ثمَّ قَالَ وَأحمد بن عَليّ النَّحْوِيّ البرزندي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ المعتزلي الْقَائِل (إِذا مت فانعيني إِلَى الْعلم والعلى ... وَمَا حبرت كفي بِمَا فِي المحابر) (فَإِنِّي من قومٍ بهم يضح الْهدى ... إِذا أظلمت بالقوم طرق البصائر) 3 - (الزماني) أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْعَبَّاس الزماني الشَّاعِر من أهل عكبرا هُوَ الْقَائِل فِي النيلوفر) (يرتاح للنيلوفر الْقلب الَّذِي ... لَا يستفيق من السقام وجهده) (يَا حسنه فِي بركةٍ أضحت بِهِ ... مَمْلُوءَة مسكاً يشاب بنده) (فَكَأَنَّهُ فِيهَا وَقد لحظ الضُّحَى ... وَرمى الْمِيَاه بهجره وبصده) (مهجور صبٍّ ظلّ يرفع رَأسه ... كالمستجير بربه من صده) (وَكَأَنَّهُ إِذْ غَابَ عِنْد مسائه ... فِي المَاء واحتجبت نضارة قده) (صبٌّ تهدده الحبيب ببعده ... ظلما فغرّق نَفسه من وجده) 3 - (البايعقوبي) أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن حبيب أَبُو الْفرج البايعقوبي أديب شَاعِر مليح القَوْل ظريف وَكَانَ منحوس الْحَظ ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة وَمن شعره قَوْله (فلست أُبَالِي أَن تراني شاحباً ... وَمَالِي منقوصٌ وعرضي وافر) (فَمَا الْفقر بِالثَّانِي عناني عَن العلى ... وَقد حسنت فِي الْحَيّ عني المآثر) (وَذي صبوة مَالَتْ بِهِ سنة الْكرَى ... توسد يمناه وطرفي ساهر)

ابن النقاش

وَمِنْه أَيْضا (مهلا فعذلك ضائري يَا صَاح ... هَيْهَات أَن يثني عناني لَاحَ) (أمعنفي يَبْغِي الصّلاح بعذله ... رفقا فقد جانبت كل صَلَاح) مِنْهَا (فَكَأَن ريقتها بعيد منامها ... مسكٌ وشهدٌ يمزجان براح) (وَلَقَد سكرت برشف ريقة ثغرها ... سكر النزيف يعلّ بالأقداح) 3 - (ابْن النقاش) أَحْمد بن عَليّ بن النقاش أَبُو الْقَاسِم الشَّاعِر قَالَ محب الدّين ابْن النجار روى عَنهُ شَيخنَا حَمْزَة بن عَليّ بن حَمْزَة الْحَرَّانِي وَذكر أَنه مَاتَ بِدِمَشْق فِي زمن المقتفي وَأورد لَهُ (وَمَا احتجاب الَّذِي وافيت أمدحه ... عني بداعٍ إِلَى سبي لمذهبه) (أحسّ أَن الَّذِي يلقى بِهِ كذبٌ ... فصان نطقي عَن كذبٍ أفوه بِهِ) 3 - (الْأَوَانِي أَبُو عبد الله) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو عبد الله الْأَوَانِي شعر محسن من شعره) 3 - (الْقُسْطَلَانِيّ الْمَالِكِي) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس الْقُسْطَلَانِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي الزَّاهِد ولي التدريس بمدرسة الْمَالِكِيَّة بِمصْر وَتوجه إِلَى مَكَّة وجاور بهَا وَحدث بهَا وبمصر وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الأندلسي الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شكر أَبُو الْعَبَّاس الأندلسي الْمُقْرِئ رَحل وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْفضل جَعْفَر الهمذاني وَسمع من أبي الْقَاسِم ابْن عِيسَى وَسكن الفيوم وَاخْتصرَ التَّيْسِير وصنف شرحاً للشاطبية وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة 3 - (عز الدّين ابْن معقل الْحِمصِي) أَحْمد بن عَليّ بن معقل أَبُو الْعَبَّاس المهلبي الْحِمصِي عز الدّين أديب شَاعِر رَحل إِلَى الْعرَاق وَأخذ الرَّفْض بالحلة عَن جمَاعَة والنحو

المسند معين الدين المصري

ببغداذ عَن أبي الْبَقَاء العكبري والوجيه الوَاسِطِيّ وبدمشق عَن الْكِنْدِيّ حَتَّى برع فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض وصنف فيهمَا وَقَالَ الشّعْر الرَّائِق ونظم الْإِيضَاح والتكملة فأجاد وَحكم لَهُ الْكِنْدِيّ بِأَن كِتَابه أعلق بالقلوب وَأثبت بالأفكار من كَلَام الْفَارِسِي وَلما قدمه للمعظم عِيسَى أجَازه ثَلَاثِينَ دِينَارا وخلعة واتصل بالأمجد ونفق عَلَيْهِ وَقرر لَهُ جامكية وانتفع بِهِ رافضة تِلْكَ النَّاحِيَة وَله ديوَان فِي مديح آل الْبَيْت والتنقص بالصحابة وَكَانَ أَحول قَصِيرا وافر الْعقل غالي التَّشَيُّع دينا متزهداً ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَمن شعره (أما والعيون النجل حلفة صَادِق ... لقد بيّض التَّفْرِيق سود المفارق) (وجرعني كأساً من الْمَوْت أحمراً ... غَدَاة غَدَتْ بالبيض حمر الأيانق) (حملن بدوراً فِي ظلام ذوائبٍ ... تضلّ وَلَا يهدى بهَا قلب عاشق) (أشرن لتوديعي حذار مراقبٍ ... بقضبان درٍّ قمعت بعقائق) (فَلم أر آراماً سواهن كنسّاً ... على فرشٍ موشيةٍ ونمارق) (وَلَكِن فُؤَادِي خافقٌ جازعٌ وَقد ... أبرقت لبرق من حمى الْجزع خافق) (وظبيٍ من الأتراك أرهق مهجتي ... هَوَاهُ وَلم يسْتَوْف سنّ الْمُرَاهق) (غَدا قدّه غصناً رطيباً لعاطفٍ ... وطلعته بَدْرًا منيراً لرامق) ) وَمِنْه (مَا لي أَزور شيبي بِالسَّوَادِ وَمَا ... من شأني الزُّور فِي فعلٍ وَلَا كلم) (إِذا بدا سرّ شيبٍ فِي عذار فَتى ... فَلَيْسَ يكتم بِالْحِنَّاءِ والكتم) قلت شعر متوسط يُقَارب الْجيد 3 - (الْمسند معِين الدّين الْمصْرِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله بن بنْدَار الْمسند الْعَالم معِين الدّين أَبُو الْعَبَّاس قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين أبي الْحسن ابْن الْعَلامَة أبي المحاسن الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسمع من أَبِيه وَمن عَمه أبي حَفْص والبوصيري وَابْن ياسين وَأبي الفل الغزنوي والعماد الْكَاتِب وروى الْكثير مُدَّة روى عَنهُ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وقاضي الْقُضَاة ابْن جمَاعَة والدواداري وَجَمَاعَة وَكَانَ آخر من روى صَحِيح البُخَارِيّ عَن هبة الله البوصيري توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنّ سبعين وست مائَة 3 - (نجم الدّين ابْن الْحلِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن مظفر الرئيس نجم الدّين ابْن الْحلِيّ الْمصْرِيّ كَانَ ذَا نعْمَة طائلة ومتاجر وَتقدم فِي الدول روى عَن ابْن باجا وَإِلَيْهِ ينْسب الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ ولد سنة ثَلَاث وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وست مائَة

ابن الطباع المقرئ

3 - (ابْن الطباع الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى الْعَلامَة الشهير الْخَطِيب البليغ أَبُو جَعْفَر بن الطباع بِالطَّاءِ الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف عين مُهْملَة الرعيني الأندلسي شيخ الْقُرَّاء بغرناطة مولده بعد السِّت مائَة قَرَأَ بالروايات على الْخَطِيب عبد الله بن مُحَمَّد الكواب بِالْوَاو الْمُشَدّدَة بعد الْكَاف وَالْبَاء الْمُوَحدَة بعد الْألف وَولي الْقَضَاء كرها فَحكم حُكُومَة وَاحِدَة وعزل نَفسه وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات شَيخنَا الْحَافِظ الْعَلامَة أَبُو حَيَّان وَأَبُو الْقَاسِم ابْن سهل وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (أَبُو يعلى الْحَافِظ التَّمِيمِي الْموصِلِي) أَحْمد بن عَليّ بن الْمثنى بن يحيى بن عِيسَى بن هِلَال التَّمِيمِي الْموصِلِي الْحَافِظ صَاحب الْمسند سمع جمَاعَة كبارًا وَله تصانيف فِي الزّهْد وَغَيره غلقت لَهُ الْأَسْوَاق يَوْم جنَازَته) وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَثَلَاث مائَة وكنيته أَبُو يعلى 3 - (الْعَلامَة أَبُو بكر الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن عَليّ أَبُو بكر الرَّازِيّ الْعَلامَة صَاحب التصانيف وتلميذ أبي الْحسن الْكَرْخِي انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْحَنَفِيَّة ببغداذ وَكَانَ مَشْهُورا بالزهد وَالْفِقْه وَتُوفِّي سنة سبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن السوادي مؤلف الْخطب) أَحْمد بن عَليّ بن عُثْمَان بن الْجُنَيْد أَبُو الْحسن البغداذي الْمَعْرُوف ابْن السوادي مؤلف الْخطب سمع أَبَا بكر ابْن الْقطيعِي وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (حفيد إِمَام الْحَرَمَيْنِ) أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حمش بِالْحَاء الْمُهْملَة وَبعد الْمِيم شين مُعْجمَة القَاضِي أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي حفيد قَاضِي الْحَرَمَيْنِ من بَيت الحشمة والسيادة والثروة وَولي قَضَاء نيسابور أَيَّام اخْتِلَاف العساكر وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الصاحب شرف الدّين ابْن التيتي) أَحْمد بن عَليّ الصاحب الْعَالم شرف الدّين أَبُو الْفِدَاء الشَّيْبَانِيّ الْآمِدِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التيتي بتاءين ثَالِث الْحُرُوف وَبَينهمَا يَاء آخر

أبو بكر الضبعي

الْحُرُوف سَاكِنة صدر فَاضل صَاحب أدب وفنون وَمَعْرِفَة بِالْحَدِيثِ والتاريخ وَالْأَيَّام وَالشعر مَعَ الدّين وَالْعقل والرئاسة والحشمة جمع تَارِيخا لآمد وَترسل عَن صَاحب ماردين إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَسمع بِالْقَاهِرَةِ مَعَ وَلَده شمس الدّين من ابْن المغير وَابْن الجميزي وَسمع بِالشَّام وماردين وروى عَن الدمياطي وعاش أَرْبَعِينَ سنة وَتُوفِّي بماردين فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة 3 - (أَبُو بكر الضبعِي) أَحْمد بن عَليّ الضبعِي ذكره الثعالبي فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة وَقَالَ من أهل البيوتات بنيسابور كَانَ يجمع أدباً وظرفاً ويناسب شعره روحه خفَّة وَيخرج فِي الشعرة من القشرة فاختضر فِي عنفوان شبابه وَأورد لَهُ (رحم الله من رأى نظم شعري ... فَدَعَا لي بِمَا أَشرت إِلَيْهِ) (قَالَ يَا رب نجني من هَوَاهُ ... أَو فَرد الَّذِي يحب عَلَيْهِ) وَأورد لَهُ أَيْضا) (باكر أَبَا بكرٍ بكاس ... واشرب على وردٍ وآس) (واخلع عذارك جامحاً ... مَا بَين إبريقٍ وطاس) (فالعيش عَيْش ذَوي الصِّبَا ... وَالدّين دين أبي نواس) 3 - (القلانسي مُفِيد بغداذ) أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْبَدْر الْمُحدث جمال الدّين أَبُو بكر البغداذي القلانسي ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وعني بالرواية وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وَسمع الْكثير من عبد الصَّمد وَمُحَمّد بن أبي الْمَدِينَة وَابْن بلدجي وعدة وخرّج وَأفَاد وَكتب وروى قَلِيلا حدث عَنهُ التقي مُحَمَّد بن مَحْمُود الكرجي وَابْنه أَحْمد وَأحمد بن عبد الْغَنِيّ الوفاياتي وَعبد الله ابْن سُلَيْمَان الغراد وَمُحَمّد بن يُوسُف بن منكلي وَكَانَ صَدُوقًا كتب عَن الْمَشَايِخ فِي الإجازات وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبع مائَة 3 - (شهَاب الدّين المشتولي) أَحْمد بن عَليّ بن أَيُّوب عَن علوي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن زين الدّين الشَّافِعِي العلامي المشتولي سمع من النجيب والحافظ اليغموري أجَاز لي 3 - (تَاج الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد) أَحْمد بن عَليّ بن وهب الْعدْل المعمر تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْعَلامَة مجد الدّين الْقشيرِي المنفلوطي أَخُو قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد

شمس الدين ابن السديد

الْمُتَقَدّم ذكره فِي المحمدين ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسمع الثقفيات الْعشْرَة وَثَانِي المحامليات وَثَانِي حَدِيث سَعْدَان وَأَرْبَعين السلَفِي من ابْن الجميزي وَسمع جُزْء الصولي من ابْن رواج وَسمع من الزكي الْمُنْذِرِيّ وَغير وَاحِد وَحدث قَدِيما سمع مِنْهُ البرزالي والقطب عبد الْكَرِيم وَجَمَاعَة وَطَالَ عمره وَتفرد توفّي بقوص سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة ومولده فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي اشْتغل بالفقه بالمذهبين مَالك وَالشَّافِعِيّ على أَبِيه ودرس بِالْمَدْرَسَةِ النجيبية بقوص مَكَان وَالِده وَكَانَ يلقِي درساً فِي المذهبين وردس بدار الحَدِيث السابقية وَسمع مِنْهُ قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين عبد الْعَزِيز ابْن جمَاعَة وَالشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وَالْقَاضِي تَاج الدّين عبد الْغفار السَّعْدِيّ وَكَانَ قَلِيل الْعلم والمعرفة بالمذهبين وَتَوَلَّى الحكم بغرب قمولا وبقوص عَن قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ وَكَانَ كثير التَّعَبُّد يَصُوم الدَّهْر ويكفل) الْأَيْتَام وَكَانَ يتساهل فِي الشَّهَادَة وَفِي الْكَلَام وَذكر عَنهُ أَشْيَاء فِي التساهل وَقَالَ اخْتَلَط بِأخرَة 3 - (شمس الدّين ابْن السديد) أَحْمد بن عَليّ بن هبة الله شمس الدّين ابْن السديد الإسنائي الشَّافِعِي قَرَأَ الْفِقْه على الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي وَتَوَلَّى الخطابة بإسنا وناب بهَا فِي الحكم وبأدفو وبقوص ودرس بهَا وَبنى بهَا مدرسة ووقف عَلَيْهَا أملاكاً جَيِّدَة ووقف على الْفُقَرَاء بإسنا انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة بالصعيد قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ قوي النَّفس كثير الْعَطاء محافظاً على رياسة دُنْيَاهُ وَاقِفًا مَعَ هَوَاهُ وَكَانَ ممدحاً مهيباً يُعْطي الآلاف فِي الْأَمر اللَّطِيف ليقهر معانده انْصَرف مِنْهُ على نِيَابَة الحكم بقوص ثَمَانُون ألف دِرْهَم وصادره الْأَمِير سيف الدّين كرآي المنصوري فِي آخر عمره أَخذ مِنْهُ مائَة وَسِتِّينَ ألف دِرْهَم وَتوجه إِلَى مصر وتمارض فَمَرض فِي شهر رَجَب وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبع مائَة 3 - (شمس الدّين الصُّوفِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن عَليّ بن الزبير بن سُلَيْمَان بن مظفر القَاضِي الْفَقِيه شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس الجيلي أَبوهُ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الشَّاهِد من صوفة الطواويس ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة سمع مجلدين من سنَن الْبَيْهَقِيّ من ابْن الصّلاح روى عَنهُ سَائِر الطّلبَة وَكَانَ دينا منطبعاً منادماً كثير التِّلَاوَة والنوافل 3 - (ابْن عبَادَة) أَحْمد بن عَليّ بن عبَادَة القَاضِي شهَاب الدّين الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي كَانَ أَصله حلب وَنَشَأ بالديار المصرية وَكتب واشتغل وَولي شَهَادَة الخزانة بِمصْر واتصل بِخِدْمَة

أخو القاضي برهان الدين الحنفي

السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وحظي عِنْده وباشر الْوَقْعَة صحبته سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَتَأَخر بِدِمَشْق بعد عود السُّلْطَان إِلَى مصر وَولي أَمر التربة المنصورية بِالْقَاهِرَةِ والأملاك والأوقاف المصرية والشامية الَّتِي للسُّلْطَان ولازمه وَتوجه مَعَه إِلَى الكرك وَأقَام بالقدس شهوراً وَلما عَاد السُّلْطَان إِلَى الْقَاهِرَة سنة تسع وَسبع مائَة توجه صحبته وَعرض عَلَيْهِ الوزارة فَلم يُوَافق وَأطلق لَهُ قَرْيَة بحلب وقرية بِالسَّوَادِ من دمشق تعرف بزبد احلاح وَكَانَ جيد الطباع سهل الانقياد لمن يَقْصِدهُ وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي سنة عشر وَسبع مائَة) 3 - (أَخُو القَاضِي برهَان الدّين الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن الشَّيْخ الزَّاهِد يُوسُف بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم سبط الشَّيْخ ضِيَاء الدّين أبي المحاسن عبد الْحق بن خلف بن عبد الْحق الوَاسِطِيّ الْحَنَفِيّ هُوَ القَاضِي شهَاب الدّين أَخُو قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين ابْن عبد الْحق تقدم ذكر أَخِيه 3 - (بهاء الدّين أَبُو حَامِد السُّبْكِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ الْأنْصَارِيّ الإِمَام الْفَقِيه الْمُفَسّر الْمُحدث الأصولي الأديب بهاء الدّين أَبُو حَامِد الشَّافِعِي يَأْتِي تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة وَالِده قَاضِي الْقُضَاة فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ ولد لَيْلَة الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ استجاز لَهُ وَالِده مَشَايِخ عصره من الديار المصرية وَالشَّام ثمَّ أحضرهُ مجَالِس الحَدِيث وسَمعه الْكثير على مَشَايِخ بَلَده وَسمع بِنَفسِهِ وَقدم عَلَيْهِم الْمسند أَحْمد بن أبي طَالب الحجار فَسمع عَلَيْهِ فِي الْخَامِسَة من عمره صَحِيح البُخَارِيّ كَامِلا عَن ابْن الزبيدِيّ وَسمع من الْكتب والأجزاء شَيْئا كثيرا وَحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم وَصلى بِهِ الْقيام سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ إِنَّه اشْتغل بالفقه والنحو وَالْأُصُول وَغير ذَلِك على وَالِده وعَلى الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان وَغَيرهمَا وَلم يبلغ الْحلم إِلَّا وَقد حصل من ذَلِك على شَيْء كَبِير ونظم الشّعْر وَأدْركَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الصايغ صَاحب السَّنَد الْعَظِيم فِي الْقرَاءَات وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة وَالِده وَغَيره نَحوا من سِتّ قراءات فِي بعض أَجزَاء من الْقُرْآن وَلما كنت بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة أَخْبرنِي عَنهُ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع أَنه صنف مجلدة ضخمة فِيهَا تنَاقض كَلَام الرَّافِعِيّ وَالشَّيْخ محيي الدّين النويي رحمهمَا الله تَعَالَى وَلما صنف ذَلِك كَانَ عمره سِتّ عشرَة سنة وَأذن لَهُ بالإفتاء وعمره عشرُون سنة وَلما

توجه وَالِده إِلَى قَضَاء الْقُضَاة بِالشَّام ولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد مناصب وَالِده فِي تدريس المنصورية وَغير ذَلِك من السيفية والهكارية ومشيخة الحَدِيث بالجامع الطولوني وَالْجَامِع الظَّاهِرِيّ وَولى أَخَوَيْهِ أَيْضا وهما جمال الدّين الْحُسَيْن وتاج الدّين عبد الْوَهَّاب وَسَيَأْتِي ذكر كل مِنْهُمَا فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَقَامَ بالوظائف الْمَذْكُورَة أحسن من قيام وَالِده وَبلغ ذَلِك وَالِده وَهُوَ بِالشَّام فَقَالَ أَنْشدني ذَلِك من لَفظه (دروس أَحْمد خيرٌ من دروس عَليّ ... وَذَاكَ عِنْد عَليّ غَايَة الأمل) فَقلت مجيزاً لَهُ) (لِأَن فِي الْفَرْع مَا فِي أَصله وَله ... زيادةٌ وَدَلِيل النَّاس فِيهِ جلي) وَقَالَ أَيْضا وأنشدنيه من لَفظه (أَبُو حامدٍ فِي الْعلم أَمْثَال أنجمٍ ... وَفِي النَّقْد كالإبريز أخْلص بالسبك) (فأولهم من اسفرايين نشؤه ... وثانيهم الطوسي وَالثَّالِث السُّبْكِيّ) فَقلت مجيزاً لَهُ (وَلَكِن هَذَا آخرٌ فاق أَولا ... لقد فضل الحاكي لدي على المحكي) (فَهَل ملكا ذَا الْفضل وَالسّن هَكَذَا ... على مَا أرى إِنِّي لذَلِك فِي شكّ) واقترح عَلَيْهِ وَالِده قَاضِي الْقُضَاة وعمره يَوْمئِذٍ سِتّ عشرَة سنة أَو دون ذَلِك أَن ينظم على قَول ابْن المعتز (علموني كَيفَ أسلو وَإِلَّا ... فاحجبوا عَن مقلتيّ الملاحا) فَقَالَ وَهُوَ أول مَا نظم (بِي ظباء قد تبدت صباحا ... نورها أصبح يَحْكِي الصباحا) (قلت للعذال لما تغَالوا ... فِي ملامي بَعْدَمَا الْعذر لاحا) (علموني كَيفَ أبْكِي وَإِلَّا ... فاحجبوا عَن مقلتي الملاحا) وَقَالَ يمدح الْعَلامَة أثير الدّين أَبَا حَيَّان بقصيدة أَولهَا (فداكم فؤادٌ حَان للبعد فَقده ... وصبٌ قضى وجدا وَمَا حَال عَهده) (وقلبٌ جريحٌ بالغرام ميتمٌ ... وطرفٌ قريحٌ طَال فِي اللَّيْل سهده) فَعجب الشَّيْخ أثير الدّين مِنْهُ وَمن سنه فَقَالَ فِيهِ (أَبُو حامدٍ حتمٌ على النَّاس حَمده ... لما حَاز من علمٍ بِهِ بَان رشده) (غذيّ علومٍ لم يزل مُنْذُ نشئه ... يلوح على أفق المعارف سعده) (ذكيٌ كَأَن من جاحم النَّار ذهنه ... ذكاءً وَمن شمس الظهيرة وقده)

(وَمن حَاز فِي سنّ الْبلُوغ فضائلاً ... زمَان اغتدى بالعيّ وَالْجهل ضِدّه) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا (أَبَا حامدٍ إِنِّي لفضلك حَامِد ... وَإنَّك فِي كل الْعُلُوم لوَاحِد) وَمن شعر بهاء الدّين أبي حَامِد قصيدة مدح بهَا وَالِده أَولهَا) (بحبي سَبِيل الْحبّ قَامَ منارها ... فَلَا تسألا عَن مهجتي فيمَ نارها) (فحال الْهوى لَا يختفي وجحيمه ... تزيد ظهوراً حِين يُرْجَى استتارها) (وَمَا قتل العشاق إِلَّا صوارمٌ ... بَدَت من حمى ليلى يلوح غرارها) (إِذا أَقبلت فالقلب مرمى سهامها ... وَإِن أَدْبَرت فالعين تطفو بحارها) (بنفسي من صادت فُؤَادِي وأصدأت ... حَياتِي إِذْ صدت ودام نفارها) (تزيد لقلبيي إِن تبَاعد ربعهَا ... دنواً وتجفو حِين تقرب دارها) (وَتَأْتِي بِعُذْر عَن تعذر وَصلهَا ... وَمَا فتْنَة الْعَذْرَاء إِلَّا اعتذارها) (يصير جنح اللَّيْل صبحاً جبينها ... وَيظْلم بالفرع الطَّوِيل نَهَارهَا) (مهاةٌ يزين الخصر مِنْهَا سقامه ... بِهِ ألمٌ مِمَّا حواه إزَارهَا) (فللكثب مَا قد ضمّ مِنْهَا وشاحها ... وللبدر مَا قد حَاز مِنْهَا خمارها) (على أَن بدر التمّ يصفرّ إِن بَدَت ... ويخجله من وجنتيها احمرارها) (أيشبهها وَالْفرق بِالْفرقِ واضحٌ ... وشمس الضُّحَى أضحى إِلَيْهَا افتقارها) (لقد شقّ حبات الْقُلُوب شقيقها ... فَكَانَ إِلَى خالٍ حواه قَرَارهَا) (وَمَا روضةٌ أغْنى عَن الزهر زهرها ... وغنى بهَا قمريها وهزارها) (وصفقت الأوراق حِين تراقصت ... بمر النسيم الرطب فِيهَا بحارها) (بأرجائها الغزلان تحكي حسانها ... وأفنانها الأفنان تجنى ثمارها) (يروقك من هيف القدود طوالها ... ويسبيك من لحظ الجفون قصارها) (بهَا الكأس تُكْسَى بالشمول شمائلاً ... ويخلفها بعد اللجين نضارها) (بأطيب عرفا من ثنائي على الَّذِي ... لَهُ من نفيسات الْمَعَالِي خِيَارهَا) (لَهُ همةٌ فَوق السَّمَاء قَرَارهَا ... ومكرمةٌ بذل النوال شعارها) (حمى مِلَّة الْإِسْلَام بَحر علومه ... وزان فَمِنْهُ سورها وسوارها) (فكم حل إِشكالاً عقده) (وَكم قهر النظار فِي حومة الوغى ... ببيض علومٍ لَا يفلّ غرارها) (فَلَيْسَ فَتى إِلَّا عليّ وسيفه ... يصان بِهِ من ذِي الفقار فقارها)

(تقيٌّ نقيٌّ طاهرٌ علمٌ لَهُ ... محَاسِن مجدٍ لَا تعدّ صغارها) ) فَأَجَابَهُ وَالِده عَن ذَلِك بقصيدة أَنْشدني مِنْهَا (أياديك رَبِّي غيثها وانهمارها ... عليّ كثيرات وَقد عز جارها) (فَمن ذَاك نجلي أَحْمد الْفَاضِل الَّذِي ... غَدا وَهُوَ بحرٌ للعلوم ودارها) (أَبَا حامدٍ لَا زلت فِي الْعلم صاعداً ... إِلَى رتبةٍ يَعْلُو السماك قَرَارهَا) (تشيد أركاناً لَهُ وتشيدها ... فمنك مبانيها وَأَنت منارها) (أَتَانِي قصيدٌ مِنْك فاقت بصنعةٍ ... فَمَا إِن تسامى أَو يرام اقتدارها) (وَمَا لي قوىً تَأتي إليّ بِمِثْلِهَا ... وَقد أعجز الطائيّ منهنا احورارها) (فأسأل رَبِّي أَن يوقيك الردى ... وَيصرف عَنْك الْعين شطّ مزارها) واقترح عَلَيْهِ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان أَن ينظم لَهُ فِي الشطرنج مثل بَيت ذكره لَهُ على قافية الْهمزَة فَقَالَ أبياتاً مِنْهَا (فنظمي حبيب للقلوب برقةٍ ... وَمعنى بِهِ يعزى إِلَى المتنبئ) (وَلست عَن الْأَشْعَار يَوْمًا بعاجز ... وَلَا أَنا عَن نظم القوافي بجبأ) وَلما ورد إِلَى دمشق فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة لزيارة وَالِده على الْعَادة الَّتِي لَهُ من زمن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد كتبت إِلَيْهِ (أَبَا حامدٍ إِنِّي بشكرك مطرب ... كَأَن ثنائي فِي المسامع شيز) (لقد حزت فضل الْفِقْه وَالْأَدب الَّذِي ... يفوت الْغنى من لَا بِذَاكَ يفوز) (وفتّ المدى مهلا إِلَى الْغَايَة الَّتِي ... لَهَا عَن لحاق السَّابِقين بروز) (فَأَصْبَحت فِي حل الغوامض آيَة ... تميل إِلَى طرق الْهدى وتميز) (كَأَن حُرُوف المشكلات إِذا أَتَت ... لديك على حل العويص رموز) (وأثريت فاصرف للْمَسَاكِين فضلَة ... فعندك من درّ الْبَيَان كنوز) (تجيد القوافي والقوى فِي بنائها ... فبيتك للمعنى الشرود حريز) (سَأَلت فخبر عَن صَلَاة امْرِئ غَدَتْ ... يحار بسيطٌ عِنْدهَا ووجيز) (تجوز إِذا صلى إِمَامًا ومفرداً ... وَإِن كَانَ مَأْمُوما فَلَيْسَ تجوز) (فأوف لنا كيل الْهدى متصدقاً ... فَأَنت بمصرٍ والشآم عَزِيز) (فَمن ذَا الَّذِي يُرْجَى وَأَنت كَمَا نرى ... مجيدٌ مجيبٌ للسؤال مجيز) ) فَكتب الْجَواب عَن ذَلِك سَرِيعا (أيا من لشأو الْعلم بَات يحوز ... وَمن لسواه الْمَدْح لَيْسَ يجوز)

الأمير شهاب الدين ابن صبح

(وَمن حَاز فِي الْآدَاب مَا اقتسم الورى ... فَلَيْسَ لشَيْء مِنْهُ عَنهُ نشوز) (وَمن ضَاعَ عرف الْفضل مِنْهُ وَلم يضع ... بجدواه عرف الْجُود فَهُوَ حريز) (سَأَلت وَمَا الْمَسْئُول أعلم الَّذِي ... أردْت وَلَا مِنْهُ عَلَيْك بروز) (وَقلت امْرُؤ لَا يَقْتَدِي غير أَنه ... إِمَامًا وفرداً بِالْجَوَازِ يفوز) (وَذَاكَ فَتى أعمى نأى عَنهُ سَمعه ... وَلَيْسَ لأفعال الإِمَام يُمَيّز) (فهاك جَوَابا وَاضحا قد أبنته ... ومثلي عَن حلّ الصعاب ضموز) (فَإِن كَانَ هَذَا مَا أردْت فَإِنَّمَا ... بِفَضْلِك فِي الدُّنْيَا تفكّ رموز) (وَإِن لم يكنه فَالَّذِي هُوَ لَازم ... جوابٌ لمضمون السُّؤَال يجوز) (فَلَا زلت تبدي من فضائلك الَّتِي ... تزيد مَعَ الْإِنْفَاق وَهِي كنوز) (فَأَنت صَلَاح الدّين وَالنَّاس والدنا ... وَأَنت خليلٌ والخليل عَزِيز) وكتبت إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق ملغزاً (مَا غائصٌ فِي يَابِس كلما ... تضربه سَوْطًا أَجَاد الْعَمَل) (ذُو مقلةٍ غاص بهَا رَأسه ... وَالرَّأْس فِي الْعَادة مأوى الْمقل) فَكتب الْجَواب من وقته (لله لغزٌ فاق فِي حسنه ... فظلّ فِي الألغاز فَردا فضل) (أرَاهُ فِي المثقاب إِن لم يكن ... قد غَابَ عَن فَاسد فكري فضل) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ أبياتاً يخرج مِنْهَا الضَّمِير على الْعَادة لكنه عكس الْعدَد فَجعل للْأولِ سِتَّة عشر وَللثَّانِي ثَمَانِيَة وللثالث أَرْبَعَة وللرابع اثْنَيْنِ وللخامس وَاحِدًا وَهِي (أغنّ عناني لَا أفِيق لظلمه ... ويطمعني فِي أَن يفكّ عناء) (يذود أُنَاسًا لَا يصدهم صداً ... يزِيد ضناهم مَا يرى ويشاء) (خلا حَيْثُ أضحى فِي حَشا كل شيق ... جليّ خصالٍ لَاحَ لَيْسَ خَفَاء) (وكل الورى تزهو بِعَارِض خَاله ... لغرته ضوء الصَّباح إزاء) (إِذا قَالَ آتِي خَان غيّاً لجهله ... يظنّ الضنى إِن جَاءَ زَالَ شقاء) ) 3 - (الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن صبح) أَحْمد بن عَليّ بن صبح الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن صبح أحد مقدم الألوف بِدِمَشْق كَانَ وَالِده الْأَمِير عَلَاء الدّين لَهُ خُصُوصِيَّة زَائِدَة بالأفرم وَلما حضر الْملك النَّاصِر مُحَمَّد من الكرك فِي الْمرة الْأَخِيرَة وَجلسَ على كرْسِي ملكه بِالْقَاهِرَةِ أمسك الْأَمِير عَلَاء الدّين وَأقَام فِي السجْن مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأطْلقهُ من الاعتقال بالإسكندرية وَأَعَادَهُ إِلَى دمشق أَمِير طبلخاناه فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله

الأصبهاني

لكفايته وَكَانَ قد ولاه ولَايَة الْوُلَاة بالصفقة الْقبلية فباشرها على أحسن مَا يكون من المهابة وَالْأَمَانَة والعفة وَبلغ خَبره السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَطَلَبه وولاه كاشفاً بالشرقية فباشرها على أحسن مَا يكون وَلما توجه الفخري لحصار النَّاصِر أَحْمد فِي الكرك كَانَ الْأَمِير شهَاب الدّين مَعَه وَحضر مَعَه إِلَى دمشق وَكَانَ صُورَة حَاجِب وَلما تَوَجَّهت العساكر صُحْبَة الفخري إِلَى مصر توجه مَعَه وجهزه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة لَقلت الطنبغا وقوصون وطاجار الدوادار وَمن كَانَ فِي الاعتقال ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى دمشق وَلم يزل بهَا يظْهر فِي مُهِمّ بعد مُهِمّ إِلَى أَن أعطي إمرة مائَة وتقدمة ألف وجرد فِي نوبَة سنجار صُحْبَة العساكر وَلما أمسك الْوَزير منجك اتهمه الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي بِأَنَّهُ من جِهَة منجك فرسم النَّاصِر حسن باعتقاله فِي قلعة دمشق فاعتقل هُوَ والأمير سيف الدّين ملك آص فِي يَوْم الْخَمِيس عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة ثمَّ إِنَّه أفرج عَنهُ فِي شهر صفر من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ إِنَّه ورد المرسوم الشريف عَن الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين بِأَن يتَوَجَّه إِلَى غَزَّة وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة فَتوجه إِلَيْهَا فَكتبت إِلَيْهِ (بأفق غَزَّة نورٌ ... أضا بِهِ كل جنح) (لم لَا ينير دجاها ... وَقد أَتَاهَا ابْن صبح) 3 - (الْأَصْبَهَانِيّ) أَحْمد بن عُلْوِيَّهُ الْأَصْبَهَانِيّ الكراني قَالَ حَمْزَة كَانَ صَاحب لُغَة يتعاطى التَّأْدِيب وَيَقُول الشّعْر الْجيد ثمَّ رفض التَّأْدِيب وَصَارَ من أَصْحَاب أَحْمد بن عبد الْعَزِيز ودلف بن أبي دلف الْعجلِيّ وَله رِسَالَة مختارة دوّنها أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن سعد فِي كِتَابه المُصَنّف فِي الرسائل وَله ثَمَانِيَة كتب فِي الدُّعَاء من إنشائه ورسالة فِي الخضاب والشيب وَمن شعره) (إِذا مَا جنى الْجَانِي عَلَيْهِ جِنَايَة ... عَفا كرماً عَن ذَنبه لَا تكرما) (ويوسعه رفقا يكَاد لبسطه ... يودّ برِئ الْقَوْم لَو كَانَ مجرما) قلت هُوَ من قَول الأول مَا زلت فِي الْبَذْل والنوال وَإِطْلَاق لعانٍ بجرمه علق (حَتَّى تمنى البراة أَنهم ... عنْدك أضحوا فِي القدّ وَالْحلق) وَمن شعر أَحْمد بن عُلْوِيَّهُ (دنيا مغبة من أثرى بهَا عدم ... ولذةٌ تَنْقَضِي من بعْدهَا نَدم) (وَفِي الْمنون لأهل اللبّ معتبرٌ ... وَفِي تزوّدهم مِنْهَا التقى غنم) (والمرء يسْعَى لفضل الرزق مُجْتَهدا ... وَمَا لَهُ غير مَا قد خطّه الْقَلَم)

وزير المعتصم

(كم خاشعٍ فِي عُيُون النَّاس منظره ... وَالله يعلم مِنْهُ غير مَا علمُوا) قَالَ حَمْزَة أَنْشدني هَذِه الأبيات سنة عشر وَثَلَاث مائَة وَله ثَمَان وَتسْعُونَ سنة وَقَالَ بعد أَن أَتَت عَلَيْهِ مائَة (حَتَّى الدَّهْر من بعد استقامته ظَهْري ... وأفضى إِلَى ضحضاح عيشته عمري) (ودبّ البلى فِي كل عضوٍ ومفصلٍ ... وَمن ذَا الَّذِي يبْقى سليما على الدَّهْر) قَالَ حَمْزَة لَهُ قصيدة على ألف قافية شِيعِيَّة عرضت على أبي حَاتِم السجسْتانِي فأعجب بهَا وَقَالَ يَا أهل الْبَصْرَة غَلَبَكُمْ أهل أَصْبَهَان وأولها (مَا بَال عَيْنك ثرة الْإِنْسَان ... عبرى اللحاظ سقيمة الأجفان) وَقَالَ يهجو زامراً اسْمه حمدَان (حذار يَا قوم من حمدَان وانتبهوا ... حذار يَا سادتي من زامرٍ زَان) (فَمَا يُبَالِي إِذا مَا دبّ مغتلماً ... بدا بِصَاحِب دارٍ أَو بضيفان) (يلهي الرِّجَال بمزمارٍ فَإِن سَكِرُوا ... ألهى النِّسَاء بمزمارٍ لَهُ ثَان) وَقَالَ (حكم الْغناء تسمعٌ ومدام ... مَا للغناء مَعَ الحَدِيث نظام) (لَو أنني قاضٍ قضيت قَضِيَّة ... إنّ الحَدِيث مَعَ الْغناء حرَام) 3 - (وَزِير المعتصم) ) أَحْمد بن عمار بن شادي الْبَصْرِيّ وَزِير المعتصم كَانَ مَوْصُوفا بالعفة والصدق توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا وَقيل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقد أناف على الْخمسين احْتَاجَ الْفضل بن مَرْوَان أَيَّام الْمَأْمُون إِلَى أَن يقف على ضيَاع أقطعها المعتصم فكاتب ابْن عمار ف يالقيام بذلك فأرضى الْفضل ووفر مَا تولاه فاصطنعه وأقدمه وَكَانَ يصف عفته للمعتصم فَلَمَّا نكب المعتصم الْفضل ولى ابْن عمار الْعرض عَلَيْهِ وَسمي وزيراً وَلم يكن ابْن عمار يصلح للوزارة وَلَا لمخاطبة الْمُلُوك فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام ورد كتاب من الْجَبَل يصف فِيهِ اسْتِوَاء الغلات وَكَثْرَة الْكلأ فَقَالَ المعتصم لِابْنِ عمار مَا الْكلأ فَلم يعرفهُ فَدَعَا مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَا رطب من الْحَشِيش فَهُوَ كلأ فَإِذا جف ويبس فَهُوَ حشيش وَيُسمى أول مَا ينْبت الرطب والبقل فَقَالَ المعتصم لِأَحْمَد بن عمار انْظُر أَنْت فِي الْأُمُور والدواوين وَهَذَا يعرض عَليّ فَعرض عَلَيْهِ أَيَّامًا ثمَّ استوزره وَولى ابْن عمار ديوَان الأزمة فاستعفى وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نَوَيْت الْمُجَاورَة بِمَكَّة سنة فوصله بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَدفع إِلَيْهِ عشْرين ألف دِينَار وَقَالَ تصدق بهَا وَلَا تعط مِنْهَا إِلَّا هاشمياً أَو قرشياً أَو أَنْصَارِيًّا فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ رُبمَا كَانَ من غير هَؤُلَاءِ من لَهُ تقدم فِي الزّهْد وَالْعلم فَدفع إِلَيْهِ خَمْسَة آلَاف دِينَار فحج ابْن عمار وَفرق كل ذَلِك فِي الْعشْرَة الَّتِي وَصله بهَا ثمَّ انْصَرف فَكَانَ يضْرب بذلك الْمثل وَيُقَال مَا رَأينَا مثل عَام ابْن

مجد الشرف الكوفي

عمار وَكَانَ أَيَّام ووزارته يتَصَدَّق كل يَوْم بِمِائَة دِينَار وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن كل ثَلَاثَة أَيَّام وَكَانَ ابْن عمار وجده شادي طحانين 3 - (مجد الشّرف الْكُوفِي) أَحْمد بن عمار بن أَحْمد بن عمار بن الْمُسلم يَنْتَهِي إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو عبد الله الْعلوِي الْحُسَيْنِي وَيعرف بمجد الشّرف من أهل الْكُوفَة شَاعِر مجيد حسن الْمعَانِي قدم بغداذ ومدح المسترشد والوزير جلال الدّين ابْن صَدَقَة وأدركه أَجله ببغداذ سنة سبع وَعشْرين وَخمْس مائَة وعمره اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ سنة من شعره يمدح الْوَزير جلال الدّين ابْن صَدَقَة (خله ينض لَيْلَة الإنضاء ... فعساه يشفي جواره الجواء) فقد استنجدت حَيَّاهُ رَبِّي نجد وشامت بروقه شماء (وثنت نَحوه الثَّنية قلباً ... قلبا تستخفه الْأَهْوَاء) عاطفات إِلَيْهِ أعطافها شوقا كَمَا يلفت الطلى الإطلاء) (دمنٌ دَامَ لي بهَا اللَّهْو حينا ... وَصفا لي فِيهَا الْهوى والهواء) (وأسرت السَّرَّاء فِيهَا بقلبٍ ... أسرته من بعْدهَا الضراء) (فسقت عهدها العهاد وروت ... مِنْهُ تِلْكَ النوادي الأنداء) (وأربت على الربى من ثراها ... ثرةٌ للرياض مِنْهَا ثراء) (يستجم الْحمام مِنْهَا إِذا مَا ... نزح المقلة البكيّ الْبكاء) ناضر كلما تعطفت الأعطاف مِنْهُ تثنت الْأَثْنَاء وَإِذا هزت الكعاب كعاب الْخط سلت ظَبْي السيوف الظباء (فِي رياضٍ راضت خلال جلال ... الدّين أرواحهن والصهباء) ثمَّ إِنَّه اسْتمرّ على هَذَا الحكم فِي الجناس الحلو بِهَذَا النَّفس إِلَى أَن أكملها أحدا وَسِتِّينَ بَيْتا وَمن شعره (وَلما غنينا بالأحاديث خلسة ... أَخذنَا من الشكوى بِكُل زِمَام) (حديثٌ يضوع الْمسك مِنْهُ كَأَنَّهُ ... رذاذ غمامٍ أَو رحيق مدام) (أَفَاضَ من الأجفان كل ذخيرةٍ ... وفضّ من الأشواق كل ختام) وَمِنْه (وباكيةٍ أبكت فأبدت محاسناً ... أراقت فراقت أنفس الركب عَن عمد) (حباباً على خمرٍ وليلاً على ضحى ... وغصناً على دعصٍ ودرّاً على ورد) وَمِنْه يصف الأتراك

المهدوي المقرئ

(وبغلمةٍ شوسٍ كَأَن عيونهم ... مَا سربلوه من الدلاص الْمُحكم) (مَا قلدوا غير القسي تمائماً ... فكأنهم فِيهَا مَكَان الأسهم) (خلقت مهودهم السُّرُوج فَمَا اغتدوا ... بالدر إِلَّا فِي لبان مطهم) وَمِنْه أَيْضا (وشادنٍ فِي الشّرْب قد أشربت ... وجنته مَا مجّ راووقه) (مَا شبهت يَوْمًا أباريقه ... بريقه إِلَّا أَبى رِيقه) 3 - (الْمَهْدَوِيّ الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عمار أَبُو الْعَبَّاس الْمَهْدَوِيّ الْمُقْرِئ المجود من أهل المهدية كَانَ مقدما فِي الْقرَاءَات) والعربية وصنف كتبا مفيدة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين والأربع مائَة 3 - (المروروذي) أَحْمد بن عمار بن حبيب المروروذي أَبُو عبد الله كَانَ يهاجي دعبل بن عَليّ وَنقض عَلَيْهِ نونيته الطَّوِيلَة الَّتِي فَخر فِيهَا وَأحمد هُوَ الْقَائِل يفخر بالأبناء (وَمنا الَّذِي أنجى من الذل قومه ... وحامى عَلَيْهِم عزّةً وتكرما) (وَحكم فِي الأَرْض الْخلَافَة بُرْهَة ... وأورثنا ملكا وعزّاً عرمرما) (وَأثبت لِلْمَأْمُونِ أَرْكَان ملكه ... وجاهد حَتَّى صيّر النَّقْض مبرما) وَقَالَ (وَنحن عَقدنَا لِابْنِ شكْلَة ملكه ... فَأصْبح ذَا ملكٍ وعزّ مؤيد) (وقدنا رِقَاب النَّاس لِلْبيعَةِ الَّتِي ... تلاقى بهَا الأقوام فِي كل مشْهد) 3 - (ابْن الْأَشْعَث الْمُقْرِئ) أَحْمد بن عمر بن الْأَشْعَث وَيُقَال ابْن أبي الْأَشْعَث أَبُو بكر الْمُقْرِئ السَّمرقَنْدِي سكن دمشق مُدَّة وَقَرَأَ بهَا على الْحسن بن عَليّ الْأَهْوَازِي وَسمع مِنْهُ وَمن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحلَبِي وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي وَإِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي وَغَيرهم وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف وَهُوَ يقرئ الْقُرْآن قدم بغداذ واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة كَانَ يكْتب مليحاً طَريقَة الْكُوفَة وَيكْتب الْمَصَاحِف من خاطره فَإِذا فرغ من الْوَجْه كتبا لوجه الآخر إِلَى أَن يجِف ثمَّ يكْتب الْوَجْه الَّذِي بَينهمَا فَلَا يكَاد يزِيد وَلَا ينقص وَيكْتب فِي قطع كَبِير وصغير وَكَانَ ينْسَخ ويقرئ جمَاعَة بروايات مُخْتَلفَة وَيرد على الْمُخطئ مِنْهُم وَيقْرَأ هُوَ لنَفسِهِ وَكَانَ لَهُ فِي ذَلِك كل عَجِيبَة

الوجيه الشافعي

قَالَ محب الدّين ابْن النجار أخبرنَا أَبُو البركات الْأمين بِدِمَشْق قَالَ أَنا عمي أَبُو الْقَاسِم الْحَافِظ قَالَ سَمِعت الْحسن بن قبيس يذكر أَنه يَعْنِي أَبَا بكر السَّمرقَنْدِي خرج مَعَ جمَاعَة إِلَى ظَاهر الْبَلَد فِي فُرْجَة فقدموه يُصَلِّي بهم وَكَانَ مزاحا فَلَمَّا سجد بهم تَركهم فِي الصَّلَاة وَصعد فِي شَجَرَة فَلَمَّا طَال عَلَيْهِم انْتِظَاره رفعوا رؤوسهم فَلم يجدوه فِي مُصَلَّاهُ وَإِذا بِهِ فِي الشَّجَرَة يَصِيح مثل السنانير فَسقط من أَعينهم وَخرج إِلَى بغداذ وَترك أَوْلَاده بِدِمَشْق 3 - (الْوَجِيه الشَّافِعِي) ) أَحْمد بن عمر بن الْحسن الْكرْدِي أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ يعرف بالوجيه قَرَأَ الْفِقْه بتبريز على فقيهها ابْن أبي عَمْرو حَتَّى برع فِيهِ وَيُقَال إِنَّه حفظ الْمُهَذّب لأبي إِسْحَاق جَمِيعه وَقدم بغداذ وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ ورتب معيداً بالنظامية وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الْمَشْهُورين قَالَ محب الدّين ابْن النجار رَأَيْته غير مرّة وَكَانَ عَلَيْهِ مهابة وجلالة وأنوار الْعلم وَالصَّلَاح ظَاهِرَة وَلما مَاتَ كَانَ يَوْمًا مشهوداً امْتَلَأت الصَّحرَاء من النَّاس وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (الْحَنْبَلِيّ الْوَاعِظ الْقطيعِي) أَحْمد بن عمر بن الْحُسَيْن بن خلف الْقطيعِي أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْوَاعِظ البغداذي قَرَأَ الْفِقْه على أبي يعلى مُحَمَّد بن الْفراء ولازمه حَتَّى برع وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَكَانَ حسن المناظرة جريئاً فِي الجدل يعظ النَّاس على الْمِنْبَر سمع بِنَفسِهِ بعد علو سنه من عبد الْخَالِق بن أَحْمد بن يُوسُف وَالْفضل بن سهل الأسفراينيي والحافظ ابْن نَاصِر وَغَيرهم وَحدث باليسير توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (الدلايي) أَحْمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلذان بن عمر بن منيب أَبُو الْعَبَّاس العذري الدلايي بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة ودلاية من عمل المرية توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن سُرَيج) أَحْمد بن عمر بن سُرَيج القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس البغداذي إِمَام أَصْحَاب

أبو طاهر ابن شبة

الشَّافِعِي شرح الْمُهَذّب ولخصه وصنف التصانيف ورد على مخالفي النُّصُوص سمع الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح الزَّعْفَرَانِي وَعلي بن اشكاب وَأَبا دَاوُد السجسْتانِي وعباس بن مُحَمَّد الدوري وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو أَحْمد الغطريفي وتفقه على عدَّة أَئِمَّة وَوَقع حَدِيثه بعلو فِي جُزْء الغطريفي لأَصْحَاب ابْن طبرزذ قَالَ أَبُو إِسْحَاق كَانَ يُقَال لَهُ الباز الْأَشْهب ولي الْقَضَاء بشيراز وَكَانَ يفضل على جَمِيع أَصْحَاب الشَّافِعِي حَتَّى على الْمُزنِيّ وفهرست كتبه يشْتَمل على أَربع مائَة مُصَنف وَكَانَ أَبُو حَامِد الأسفراييني يَقُول نَحن نجري مَعَ أبي الْعَبَّاس فِي ظواهر الْفِقْه دون دقائقه تفقه على أبي الْقَاسِم الْأنمَاطِي قَالَ رَأَيْت كأنا مُطِرْنَا كبريتاً أحمراً فملأت أكمامي وحجري فَعبر لي أَن أرزق علما غزيراً كعزة الكبريت الْأَحْمَر قَالَ الْحَاكِم) سَمِعت حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه يَقُول كُنَّا فِي مجْلِس ابْن سُرَيج سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة فَقَامَ شيخ من أهل الْعلم فَقَالَ أبشر أَيهَا القَاضِي إِن الله يبْعَث على رَأس كل مائَة سنة من يجدد يَعْنِي للْأمة دينهَا وَإِن الله بعث على رَأس الْمِائَة الأولى عمر بن عبد الْعَزِيز وعَلى رَأس الْمِائَتَيْنِ الشَّافِعِي ثمَّ أنشأ يَقُول (اثْنَان قد مضيا فبورك فيهمَا ... عمر الْخَلِيفَة ثمَّ حلف السؤدد) (الشَّافِعِي الألمعي مُحَمَّد ... إِرْث النُّبُوَّة وَابْن عَم مُحَمَّد) (أبشر أَبَا الْعَبَّاس إِنَّك ثَالِث ... من بعدهمْ سقيا لتربة أَحْمد) فصاح ابْن سُرَيج وَبكى وَقَالَ لقد نعى إليّ نَفسِي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ على رَأس الْأَرْبَع مائَة أَبُو حَامِد الأسفراييني وعَلى رَأس الْخمس مائَة الْغَزالِيّ وعَلى السِّت مائَة الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وعَلى السَّبع مائَة شَيخنَا ابْن دَقِيق الْعِيد قلت مَعَ وجود الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ على رَأس السِّت مائَة مَا يذكر الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ لِأَن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ رَحمَه الله مَا ينخرط فِي سلك ابْن سُرَيج وَأبي حَامِد الأسفراييني وَالْغَزالِيّ وفخر الدّين الرَّازِيّ من نمطهم والرازي مَاتَ سنة سِتّ وست مائَة وَكَانَ ابْن سُرَيج يناظر أَبَا بكر مُحَمَّد بن دَاوُد الظَّاهِرِيّ حُكيَ أَنه قَالَ لَهُ يَوْمًا أبلعني ريقي قَالَ لَهُ أبلعتك دجلة وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أمهلني سَاعَة فَقَالَ أمهلتك من السَّاعَة إِلَى أَن تقوم السَّاعَة وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أُكَلِّمك من الرجل فتجاوبني من الرَّأْس فَقَالَ لَهُ هَكَذَا الْبَقر إِذا حفيت أظلافها ذهبت قُرُونهَا وَكَانَ لَهُ نظم حسن وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاث مائَة وعمره سبع وَخَمْسُونَ سنة وست أشهر ودفي فِي حجرته بسويقة غَالب بالجانب الغربي بِالْقربِ من محلّة الكرخ وقبره يزار 3 - (أَبُو طَاهِر ابْن شبة) أَحْمد بن عمر بن شبة بن عُبَيْدَة بن زيد أَبُو طَاهِر بن أبي زيد

ابن المحتسب

النميري من أهل سر من رأى وَالِده بَصرِي ذكر مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء الْمُحدثين قَالَ شَاعِر محسن متخلص إِلَى كل معنى رَقِيق لطيف أعجله الْمَوْت عَن بُلُوغ مَا بلغه الشُّعَرَاء المجيدون بأشعارهم وَتُوفِّي بعد أَبِيه بِعشر سِنِين أَو نَحْوهَا وَمَا رَأَيْت أحدا من الشُّعَرَاء والرواة إِلَّا يفضله ويقدمه حَدثنِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم قَالَ خرجت أَنا وَأَبُو طَاهِر بسر من رأى فِي يَوْم عيد) فَجعل النَّاس يَمرونَ بِنَا فِي هيئتهم فَقَالَ أَبُو طَاهِر وَنحن نَنْظُر فِي دفتر (نظرت فَلم أر فِي الْعَسْكَر ... كشؤمي وشؤم أبي جَعْفَر) (غَدا النَّاس للعيد فِي زينةٍ ... من النُّور فِي منظرٍ أَزْهَر) (ونغدو عَلَيْهِم بل هيئةٍ ... فِرَارًا من الْمنزل المقفر) (فنقعد للشؤم فِي عزلةٍ ... من النَّاس نَنْظُر فِي دفتر) توفّي بعد السّبْعين والمائتين وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ 3 - (ابْن الْمُحْتَسب) أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن علكان بن يُوسُف بن البيع أَبُو بكر الْفَقِيه الشُّرُوطِي يعرف بِابْن الْمُحْتَسب من أهل همذان سمع الْكثير من شيوخها وَقدم بغداذ وَحدث بهَا عَن أبي الْفضل عبد الله بن عَبْدَانِ وَسمع مِنْهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن بن هِلَال الورداني وَسَالم بن عبد الْملك الْآمِدِيّ كَانَ صَدُوقًا صَالحا توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو نصر الْحَافِظ الْغَازِي) أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْحَاق الْغَازِي أَبُو بكر الْحَافِظ من أهل أَصْبَهَان سمع الْكثير بِبَلَدِهِ ورحل إِلَى خُرَاسَان وَسمع بهَا كثيرا وببغداد وَمَكَّة وَالْبَصْرَة وَحدث بالكثير كتب الْكثير بِخَطِّهِ وَحصل الْكتب وَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار ونسخها بِخَطِّهِ وَمَا كَانَ يفرق بَين السماع وَالْإِجَازَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث وَخمْس مائَة 3 - (نجم الدّين الكبري الصُّوفِي) أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الزَّاهِد الْقدْوَة الشَّيْخ نجم الدّين الكبري بِضَم الْكَاف وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَكسر الرَّاء أَبُو الجناب الخيوقي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَضم الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعد الْوَاو قَاف الصُّوفِي شيخ خوارزم قَالَ أَبُو الْعَلَاء الفرضي إِنَّمَا هُوَ نجم الكبراء ثمَّ خفف وَغير وخيوق قَرْيَة من خوارزم طَاف الْبِلَاد وَسمع الحَدِيث واستوطن خوارزم وَصَارَ شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة ملْجأ الغرباء عَظِيم الجاه لَا يخَاف فِي الله لومة لائم سمع بالإسكندرية وبهمذان من الْحَافِظ أبي الْعَلَاء وَقَالَ ابْن نقطة هُوَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب إِمَام فِي السّنة وَقَالَ غَيره إِنَّه فسر الْقُرْآن فِي اثْنَي عشر مجلداً قَالَ الشَّيْخ شمس

جمال الدين ابن أبي عمر

الدّين كَانَ شَيخنَا عماد الدّين الْحزَامِي يعظمه) وَلَكِن فِي الآخر رأى لَهُ كلَاما فِيهِ شَيْء من لَوَازِم الْإِلْحَاد وَهُوَ إِن شَاءَ الله تَعَالَى سالمٌ من ذَلِك فَإِنَّهُ مُحدث عَارِف بِالسنةِ والتعبد كَبِير الشَّأْن وَمن مناقبه أَنه اسْتشْهد فِي سَبِيل الله تَعَالَى لما قَاتل التتار على بَاب خوارزم وَاجْتمعَ بِهِ الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وفقيه آخر وَقد تناظرا فِي معرفَة الله تَعَالَى وتوحيده فأطالا الْجِدَال فسألا الشَّيْخ نجم الدّين عَن علم الْمعرفَة فَقَالَ وارداتٌ ترد على النُّفُوس تعجز النُّفُوس عَن ردهَا فَسَأَلَهُ الإِمَام فَخر الدّين كَيفَ الْوُصُول إِلَى إِدْرَاك ذَلِك قَالَ تتْرك مَا أَنْت فِيهِ من الرِّئَاسَة والحظوظ أَو كَمَا قَالَ فَقَالَ هَذَا مَا أقدر عَلَيْهِ وَانْصَرف وَأما رَفِيقه فَإِنَّهُ تزهد وتجرد وَصَحب الشَّيْخ فَفتح الله عَلَيْهِ وَتُوفِّي الشَّيْخ نجم الدّين سنة ثَمَانِي عشرَة وست مائَة 3 - (جمال الدّين ابْن أبي عمر) أَحْمد بن عمر ابْن الزَّاهِد الْكَبِير أبي عمر أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قدامَة جمال الدّين أَبُو حَمْزَة وَأَبُو طَاهِر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ رَحل إِلَى بغداذ وَهُوَ صبي وَسمع بهَا واشتغل اشتغالاً يَسِيرا واشتغل بِالْخدمَةِ وركوب الْخَيل والفروسية وَحمل فِي الغيارة وَقتل إفرنجياً وَتَوَلَّى على جماعيل مُدَّة وروى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس المرسي) أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الشَّيْخ الزَّاهِد الْكَبِير الْعَارِف أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ المرسي وَارِث شَيْخه الشاذلي تصوفاً الْأَشْعَرِيّ مُعْتَقدًا توفّي بالإسكندرية سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَلأَهل مصر وَلأَهل الثغر فِيهِ عقيدة كَبِيرَة وَقد زرته لما كنت بالإسكندرية سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة قَالَ ابْن عرام سبط الشاذلي وَلَوْلَا قُوَّة اشتهاره وكراماته لذكرت لَهُ تَرْجَمَة طَوِيلَة كَانَ من الشُّهُود بالثغر 3 - (الْقُرْطُبِيّ مُخْتَصر الصَّحِيحَيْنِ) أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن عمر الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي الْمُحدث الْمدرس الشَّاهِد نزيل الْإسْكَنْدَريَّة ولد بقرطبة سنة ثَمَان وَسبعين وَسمع بهَا وَقدم وَحدث بهَا وبمصر وَاخْتصرَ الصَّحِيحَيْنِ ثمَّ شرح مُخْتَصر صَحِيح مُسلم وَسَماهُ الْمُفْهم وأتى فِيهِ بأَشْيَاء مفيدة وَكَانَ بارعاً فِي الْفِقْه والعربية عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وَتُوفِّي بالإسكندرية سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَكَانَ يعرف فِي بِلَاده بِابْن المزين وَله كتاب كشف القناع عَن الوجد وَالسَّمَاع) أَجَاد فِيهِ وَأحسن وَكن أَولا اشْتغل بالمعقول وَله اقتدار على تَوْجِيه الْمعَانِي بِالِاحْتِمَالِ قَالَ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي أخذت عَنهُ وَأَجَازَ لي مصنفاته 3 - (أَبُو الْحُسَيْن النهرواني) أَحْمد بن عمر بن روح أَبُو الْحُسَيْن النهرواني كَانَ فَاضلا

قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي

شَاعِرًا توفّي ببغداذ سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة قَالَ كنت على شاطئ دجلة فَمر بِي إِنْسَان فِي سفينة وَهُوَ يَقُول (وَمَا طلبُوا سوى قَتْلِي ... فهان عليّ مَا طلبُوا) فَقلت لَهُ قف ثمَّ قلت بديهاً (على قتل الْأَحِبَّة بالتم ... ادي فِي الجفا غلبوا) وبالهجران طيب النّوم من عينيّ قد سلبوا (وَمَا طلبُوا سوى قَتْلِي ... فهان عليّ مَا طلبُوا) قلت البيتان اللَّذَان ابتدههما ليسَا فِي طبقَة الْبَيْت الْمَذْكُور لِأَنَّهُ أرشق نظماً وأعذب لفظا 3 - (قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن عمر بن عبد الله قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين أبي حَفْص الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ تولى هُوَ وَأَبوهُ قَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية للحنابلة أجَاز لي بِخَطِّهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (أَبُو بكر الْخصاف) أَحْمد بن عَمْرو بن مهير الشَّيْبَانِيّ أَبُو بكر الْخصاف أحد الْفُقَهَاء على مَذَاهِب أهل الْعرَاق حدث عَن هِشَام بن عبد الْملك وَإِبْرَاهِيم بن بشار الرَّمَادِي ومسدد بن مسرهد وَعبد الله بن مسلمة القعْنبِي وَيحيى بن عبد الحميد الْحمانِي والواقدي وَعبد الله بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة وَأبي مُعَاوِيَة الضَّرِير وَعلي بن الْمَدِينِيّ ومعاذ بن أَسد الْخُرَاسَانِي وَالْحُسَيْن بن الْقَاسِم النَّخعِيّ الْكُوفِي وَعَمْرو بن عَاصِم الْكلابِي وَأبي عَامر الْعَقدي وَمُحَمّد بن الْفضل عَارِم ووهب بن جرير بن حَازِم وَالْحسن بن عَنْبَسَة الْوراق وَالْفضل بن دُكَيْن أبي نعيم وَمعلى بن أَسد وَأبي عمر حَفْص بن عمر الضَّرِير وَعَمْرو بن عون الوَاسِطِيّ وَمُسلم بن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ وَخلق كثير غير هَؤُلَاءِ وَكَانَ فَاضلا فارضاً حاسباً عَالما بمذاهب أَصْحَابه وَكَانَ مقدما عِنْد الْمُهْتَدي بِاللَّه حَتَّى قَالَ النَّاس هُوَ ذَا يحيى دولة بن أبي دؤاد وَيقدم الْجَهْمِية وصنف للمهتدي كِتَابه) فِي الْخراج فَلَمَّا قتل الْمُهْتَدي نهب الْخصاف وَذهب بعض كتبه وَمن مصنفاته كتاب الْحِيَل كتاب الْوَصَايَا

الموصلي الكاتب

كتاب الشُّرُوط الْكَبِير كتاب الشُّرُوط الصَّغِير كتاب الرَّضَاع كتاب المحاضر والسجلات كتاب أدب القَاضِي كتاب النَّفَقَات كتاب الْإِقْرَار بالورثة كتاب الْعصير وَأَحْكَامه كتاب أَحْكَام الْوُقُوف كتاب ذرع الْكَعْبَة وَالْمَسْجِد والقبر وَكَانَ الْخصاف زاهداً عابداً يَأْكُل من كسب يَده وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم سَمِعت أَبَا سهل مُحَمَّد بن عمر يَحْكِي عَن بعض مشايخه ببلخ قَالَ دخلت بغداذ وَإِذا بِرَجُل على الجسر يُنَادي ثَلَاثَة أَيَّام يَقُول أَلا إِن القَاضِي أَحْمد بن عَمْرو الْخصاف استفتي فِي مَسْأَلَة كَذَا فَأجَاب بِكَذَا وَكَذَا وَهُوَ خطأ وَالْجَوَاب كَذَا وَكَذَا رحم الله من بلغَهَا صَاحبهَا وَتُوفِّي الْخصاف سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْموصِلِي الْكَاتِب) أَحْمد بن عَمْرو الْموصِلِي الْكَاتِب ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب نَشأ ببغداذ وخدم الْخُلَفَاء فِي الحضرة والسواد وَكَانَ شَيخا من فضلاء الْكتاب وظرفائهم كثير الْمَحْفُوظ ممتع المجالسة مَعْرُوفا بالعفة والنزاهة وَله شعر ورسائل وَمن شعره مَا كتبه إِلَى أبي نصر الْأَوَانِي من جملَة رِسَالَة وَقد نفذ إِلَيْهِ حجرا حَمْرَاء عَرَبِيَّة ينزي عَلَيْهَا حمارا (قل لي جعلت لَك الفدا من محسنٍ ... كَيفَ ارتضيت الْحمر للحمراء) (وَهِي المفيدة والمغيثة فِي الوغى ... وَالنَّقْع يمزج ظلمَة بضياء) (وَلَو أَنَّهَا لبجيلةٍ مَا أقعدوا ... رصداً لرفقة ثَابت بِالْمَاءِ) (أَو قربت لجذيمة يَوْم الْعَصَا ... لم تلفه فِي قَبْضَة الزباء) 3 - (أَخُو أَشْجَع الشَّاعِر) أَحْمد بن عَمْرو أَخُو أَشْجَع بن عَمْرو السّلمِيّ الشَّاعِر وَأحمد يكنى أَبَا جَعْفَر وَهُوَ قَلِيل الشّعْر وَكَانَ أسن من أَشْجَع وَله قَالَ أَشْجَع (أَبَت غفلات قَلْبك أَن تريحا ... لكأسٍ لَا تزايلها صَبُوحًا) (تغضّ عَن المكاره طرف عين ... إِلَى اللَّذَّات ذَا شوقٍ طموحا) (كَأَنَّك لَا ترى حسنا جميلاً ... بِعَيْنِك يَا أخي إِلَّا قبيحا) فَأَجَابَهُ أَحْمد) (أغرّك أَن قَوْلك لي قبيحٌ ... وَأَنِّي لَا أَقُول لَك القبيحا) (وَقد نبئت أَنَّك عبت شعري ... فَخذ بيديك هَل تَسْتَطِيع ريحًا) (وَلَا وَالله مَا أحسست شعرًا ... هجاء مذ خلقت وَلَا مديحا) (سأعرض عَنْك إِذْ أَعرَضت عني ... وأسكن صدرك الْقلب القريحا) 3 - (الْحَافِظ الْبَزَّاز) أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق الْبَزَّاز الْحَافِظ صَاحب الْمسند

أبو عمرو الأهوازي

الْمَشْهُور قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة يُخطئ ويتكل فِي حفظه توفّي بالرملة فِي شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عَمْرو الْأَهْوَازِي) أَحْمد بن عَمْرو بن حَيَّان الأشتر الْقَيْسِي يكنى أَبَا عَمْرو أهوازي أسره الزنج بِالْبَصْرَةِ فَعرض على أبي زَكَرِيَّاء النجراني فِي الأسرى فَقَالَ لَهُ أَنا بالتشيع أشهر مني باسمي الَّذِي أدعى بِهِ فَقَالَ فَمَا أقعدك عَن الْهِجْرَة فأنشده (وَلَو هَاجَرت نَحْوك كَانَ أجدى ... عليّ من التطوفي فِي الْبِلَاد) (وَلَكِن الحذار عدا مسيري ... إِلَيْك وَحكم سَيْفك فِي الْعباد) فَأَخَّرَهُ وَلم يستبق غَيره ووعده بِالْإِطْلَاقِ ثمَّ أعرض عَنهُ وَعرض عَلَيْهِ بعد مُدَّة فَقَالَ (يَا من لَهُ الْفضل على عَبده ... مثلك لَا يخلف فِي وعده) فَأَطْلقهُ ومدح الْفَتْح بن خاقَان بِغَيْر قصيدة وَفِيه يَقُول بعد مَوته (سطت بفتحٍ يَد الزَّمَان ... فصيرته حَيْثُ كَانَ) (فَلَا تثق بعده بدهرٍ ... فكلّ شَيْء لَهُ أَوَان) 3 - (الشَّيْبَانِيّ قَاضِي أَصْبَهَان) أَحْمد بن عَمْرو بن أبي عَاصِم الضَّحَّاك الشَّيْبَانِيّ الزَّاهِد الْفَقِيه قَاضِي أَصْبَهَان بعد صَالح ابْن الإِمَام أَحْمد سمع خلقا كثيرا بِالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَة وبغداذ ودمشق ومصر والحجاز والنواحي توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ ابْن أبي حَاتِم صَدُوق وصنف كتاب خلاف فِي السّنَن وَقع لنا عدَّة كتب صغَار مِنْهُ وَكَانَ فَقِيها إِمَامًا يُفْتِي بِظَاهِر الْأَثر وَله قدم فِي الْوَرع وَالْعِبَادَة قَالَ الْكسَائي رَأَيْت أَبَا بكر فِيمَا يرى النَّائِم كَأَنَّهُ يُصَلِّي من قعُود فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ فَقلت) أَنْت أَحْمد بن عَمْرو قَالَ نعم فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ يؤنسني رَبِّي فَقلت يؤنسك رَبك قَالَ نعم فشهقت شهقة فانتبهت 3 - (الْحَافِظ أَبُو بكر الطَّحَّان) أَحْمد بن عمر بن جَابر الْحَافِظ أَبُو بكر الطَّحَّان نزل الرملة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة

الأخفش الألهاني

3 - (الْأَخْفَش الْأَلْهَانِي) أَحْمد بن عمرَان بن سَلامَة الْأَلْهَانِي أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ يعرف بالأخفش قديم ذكره أَبُو بكر الصولي فِي كِتَابه الَّذِي أَلفه فِي شعراء مصر فَقَالَ كَانَ نحويا لغويا أَصله من الشَّام وتأدب بالعراق فَلَمَّا قدم مصر أكْرمه إِسْحَاق بن عبد القدوس وَأخرجه إِلَى طبرية فأدب وَلَده وَله أشعار كَثِيرَة فِي آل الْبَيْت عَلَيْهِم السَّلَام مِنْهَا (إِن بني فَاطِمَة الميمونه ... الطيبين الأكرمين الطينه) (ربيعنا فِي السّنة الملعونه ... كلهم كالروضة المهتونه) وَله كتاب غَرِيب الْمُوَطَّأ وَكَانَ قد نزل على رعلٍ حَيّ من بني سليم فَلم يقروه فَقَالَ (تضيفت بغلتي وَالْأَرْض معشبةٌ ... رعلاً فَكَانَ قراها عِنْدهم عدس) (وأكلباً كأسود الغابة ضاريةً ... وواقباتٍ بأيدي أعبد عبس) (وَالْعَام أرغد وَالْأَمْوَال فاضلةٌ ... وَمَا ترى فِي سَواد الْحَيّ من قبس) (يستوحشون من الضَّيْف الملم بهم ... ويأنسون إِلَى ذِي السوءة الشرس) قلت كَذَا وجدت هَذِه الأبيات وَفِي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا كَانَت وَفَاته 3 - (نَاظر سَواد الْعرَاق) أَحْمد بن عمرَان الرئيس نجم الدّين الباجسرائي نَاظر الْعرَاق كَانَ نصيرياً ظَاهر الْفسق قَتَلُوهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (ابْن جوصا الْحَافِظ) أَحْمد بن عُمَيْر بن يُوسُف بن مُوسَى بن جوصا بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح الصَّاد الْمُهْملَة أَبُو الْحسن مولى بني هَاشم حَافظ الشَّام سمع جمَاعَة وروى عَنهُ جمَاعَة وَثَّقَهُ) الطَّبَرَانِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِأَحَادِيث وَلم يكن بِالْقَوِيّ كَانَ ذَا مالٍ كثير وَتُوفِّي سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْعلوِي) أَحْمد بن عِيسَى بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي

ابن عيسى العلوي

الله عَنْهُم خرج بعبادان فِي خلَافَة الرشيد وبويع لَهُ سرا سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة ثمَّ إِنَّه هرب فَلم يزل مستخفياً إِلَى أَن مَاتَ فِي اختفائه بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت مُدَّة استتاره اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَلَا يعرف من استتر وخفي أمره هَذِه الْمدَّة كلهَا غير هَذَا 3 - (ابْن عِيسَى الْعلوِي) أَحْمد بن عِيسَى بن عَليّ بن حُسَيْن ظهر فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ ودعا النَّاس بِالريِّ إِلَى الرضى من آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغلب على الرّيّ وَلم تطل أَيَّامه وأسره السُّلْطَان 3 - (ابْن التسترِي الْمصْرِيّ) أَحْمد بن عِيسَى الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التسترِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الْأُسْتَاذ) أَحْمد بن عِيسَى بن عباد بن عِيسَى بن مُوسَى أَبُو الْفضل الدينَوَرِي الْمَعْرُوف بِابْن الْأُسْتَاذ قدم همذان قبل السّبْعين وَحدث عَن أَبِيه وَغَيره وَكَانَ صَدُوقًا توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن سائله) أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن أَحْمد أَبُو بكر الْبَزَّاز الْمَعْرُوف بِابْن سائله الْحَنْبَلِيّ حدث عَن عبد الله بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَدَائِنِي وَعبيد الله بن عُثْمَان بن مُحَمَّد العثماني وروى عَنهُ عَامر بن مُحَمَّد بن عَامر بن عُلْوِيَّهُ البسطامي وَعلي بن بشري اللَّيْثِيّ فِي مُعْجم شُيُوخه وَوَجَدته فِي مَوضِع ابْن سائله بِالسِّين الْمُهْملَة وَاللَّام وَفِي مَوضِع ابْن شانكه بالشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَالْكَاف وَفِي مَوضِع ابْن شَارك بالراء وَالْكَاف بِلَا هَاء توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة) 3 - (الوشاء البغداذي) أَحْمد بن عِيسَى بن الوشاء البغداذي شَاعِر خُرَاسَان ومدح أكابرها ذكره الباخرزي فِي دمية الْقصر وَأورد قَوْله (صلي حَبل عذلي يَا أَمَام أَو اقطعي ... فَمَا خلتني عِنْد الملام بمقلع) (أعاذلتي لَيْسَ الدَّوَاء بنافعي ... إِذا كَانَ دائي ثاوياً بَين أضلعي) (أَقُول وَقد ولى الشَّبَاب وعممت ... مفارق رَأسه من مشيبي بمقنع) (لَك الْخَيْر هَذَا الشيب قد قَامَ واعظاً ... وأوجز وعظاً كَيْفَمَا شِئْت فَاصْنَعْ)

سيف الدين ابن المجد الحنبلي

(صلي خلتي إِن شِئْت أصفيك خلة ... وَإِلَّا فجذي حَبل وصلك واقطعي) قلت شعر سَاقِط 3 - (سيف الدّين ابْن الْمجد الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن عِيسَى بن الْعَلامَة موفق الدّين عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الإِمَام الْحَافِظ الزَّاهِد سيف الدّين ابْن الْمجد الْحَنْبَلِيّ كتب بِخَطِّهِ الْمليح مَا لَا يُوصف وَخرج وسود مسودات لم يتَمَكَّن من تبييضها وَكَانَ ثِقَة حجَّة وَلَو طَال عمره لساد أهل زَمَانه توفّي قبل أَوَان الرِّوَايَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (كَمَال الدّين القليوبي قَاضِي الْمحلة) أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان الشَّيْخ كَمَال الدّين بن الضياء الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الشَّافِعِي قَاضِي الْمحلة لقِيه الفرضي وَسمع مِنْهُ وَحدث عَن ابْن الجميزي وَكَانَ يعرف بالقليوبي شرح التَّنْبِيه فِي اثْنَي عشر مجلداً وصنف فِي عُلُوم الْقُرْآن وَكَانَ دينا ولد فِي حُدُود سنة سبع وَعشْرين وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (ابْن العريق الْهَاشِمِي) أَحْمد بن عِيسَى الْهَاشِمِي من ولد الواثق بِاللَّه يعرف بِابْن العريق كَانَ شَاعِرًا فَاضلا أديباً توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة عَن ثَمَانِينَ سنة وَمن شعره (ظهر اللؤم فِي الْأَنَام لهَذَا ... صنت نَفسِي عَن الْبَريَّة طرا) (وَرَأَيْت الخمول أنفس شَيْء ... وَلُزُوم الْبيُوت أولى وَأَحْرَى) وَمِنْه) (لَا ترج من نعْمَته أحدثت ... من بعد إملاقٍ وإعدام) (فَمَا ترى من وَجهه رَاحَة ... هَل يُوجد الريّ من الظامي) وَمِنْه (لم أكتحل فِي صباح يومٍ ... أهريق فِيهِ دم الْحُسَيْن) (إِلَّا لحزني وَذَاكَ أَنِّي ... سودت حَتَّى بَيَاض عَيْني) قلت شعر متوسط

ابن الخشاب

3 - (ابْن الخشاب) أَحْمد بن عِيسَى صدر الدّين بن مجد الدّين بن الخشاب وَكيل بَيت المَال بالديار المصرية مولده سنة تسع وَسِتِّينَ وست مائَة وَتُوفِّي تَاسِع شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (أَبُو سعد الْأَهْوَازِي) أَحْمد بن عِيسَى هُوَ أَبُو سعد الْأَهْوَازِي من أهل جندي سَابُور قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان معتمدي ضَعِيف الشّعْر خرج مَعَ صديقٍ لَهُ يتصيدان فأقاما يومهما وانصرفا فَكتب إِلَيْهِ صديقه من الْغَد يسْأَله عَن حَاله فَكتب إِلَيْهِ (لصيد ظبيٍ من ظباء الْإِنْس ... وَحمل جامات الطلا بالخمس) (من قهوةٍ صافيةٍ كالورس ... ونظرٌ فِي كتبٍ ودرس) أحسن مِمَّا كنت فِيهِ أمس 3 - (أَبُو سعيد الصُّوفِي البغداذي) أَحْمد بن عِيسَى أَبُو سعيد الخراز البغداذي الْعَارِف شيخ الصُّوفِيَّة سمع وَحدث أَخذ عَن ذِي النُّون يُقَال إِنَّه أول من تكلم فِي علم الفناء والبقاء قَالَ السّلمِيّ أَبُو سعيد إِمَام الْقَوْم فِي كل فن من علومهم لَهُ فِي مبادئ أمره عجائب وكرامات ظَهرت بركته عَلَيْهِ وعَلى من صَحبه وَهُوَ من أحسن الْقَوْم كلَاما خلا الْجُنَيْد وَقَالَ كل كَلَام يُخَالف ظَاهره الْبَاطِن فَهُوَ بَاطِل لَهُ تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي تَارِيخ دمشق توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الصَّالح صَاحب عينتاب) أَحْمد بن غَازِي بن يُوسُف بن أَيُّوب الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ابْن) السُّلْطَان الْكَبِير صَلَاح الدّين الأيوبي صَاحب عينتاب وَعم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَاحب الشَّام كَانَ أكبر من أَخِيه الْعَزِيز وَإِنَّمَا أخروه عَن سلطنة حلب لِأَنَّهُ ابْن جَارِيَة وَلِأَن الْعَزِيز ابْن الصاحبة بنت الْعَادِل وَتزَوج هَذَا بعد موت أَخِيه بامرأته فَاطِمَة بنت الْكَامِل وَكَانَ مهيباً وقوراً متجملاً وافر الْحُرْمَة حدث عَن الافتخار الْهَاشِمِي وروى عَنهُ الدمياطي وَذكر أَنه امْتنع من الرِّوَايَة وَقَالَ مَا أَنا أهل لذَلِك بل أَنا أسمع عَلَيْك ثمَّ سمع مِنْهُ وَوَصله ولد الصَّالح سنة سِتّ مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وست مائَة بعينتاب وَعمل لَهُ النَّاصِر العزاء بدار السَّعَادَة ورثاه الشُّعَرَاء وَخلف ولدا ذكرا 3 - (القَاضِي أَبُو بكر الْحَرْبِيّ) أَحْمد بن غَالب بن أَحْمد بن غَالب بن عبد الله أَبُو بكر البغداذي أحد الْفُقَهَاء الْحَنَابِلَة كَانَ حَافِظًا لكتاب الله لَهُ معرفَة بالفرائض والحساب والنجوم والأوقات تولى قَضَاء دجيل مُدَّة ثمَّ عزل سمع من أَحْمد بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش وَهبة الله بن

الجبابيني الضرير

مُحَمَّد بن الْحصين وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْبَزَّاز وَغَيرهم وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (الجبابيني الضَّرِير) أَحْمد بن أبي غَالب بن أبي عِيسَى بن شيخون الأبروذي أَبُو الْعَبَّاس الضَّرِير يعرف بالجبابيني والجبابيني قَرْيَة بدجيل دخل بغداذ صَبيا وَحفظ الْقُرْآن وقرأه بالروايات على عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الْخياط وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن سعد الْخَيْر بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وَمن جمَاعَة وَقَرَأَ الْفِقْه على أَحْمد بن بكروس وَحصل مِنْهُ طرفا صَالحا وَلما مَاتَ ابْن بكروس خَلفه فِي مدرسته ومسجده توفّي سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (الزَّاهِد ابْن الطلاية) أَحْمد بن أبي غَالب بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْوراق أَبُو الْعَبَّاس الزَّاهِد الْمَعْرُوف بِابْن الطلاية كَانَت والدته تطلي الْوَرق بالدقيق المعجون بِالْمَاءِ رَقِيقا قبل صقله وَكَانَ اسْم أَبِيه مُحَمَّدًا وَلَا يَشْتَهِي أَن يُقَال عَنهُ إِلَّا ابْن أبي غَالب وَكَانَ من عباد الله الصَّالِحين كثير الْعِبَادَة مَشْهُورا بالزهد ذكر أَنه سمع فِي صباه من عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأنمَاطِي بن بنت السكرِي وَظهر سَمَاعه فِي آخر عمره فِي الْجُزْء التَّاسِع من حَدِيث المخلص من ابْن بنت السكرِي وسَمعه النَّاس مِنْهُ وَانْفَرَدَ بالرواية عَنهُ توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة) 3 - (أَبُو الْفلك الصُّوفِي تلميذ الحلاج) أَحْمد بن فاتك أَبُو الفاتك الصُّوفِي كَانَ من تلاميذ الْحُسَيْن بن مَنْصُور الحلاج خصيصاً وينقل من أَحْوَاله كثيرا قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتب إِلَيّ أَبُو الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن الْقَاسِم بن الْفضل بن عبد الأول الصيدلاني أَن أَبَا الرَّجَاء أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْقَارِي أخبرهُ قَالَ أَنا مَنْصُور بن نَاصِر السجْزِي أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن عبيد الله بن أَحْمد الشِّيرَازِيّ ثَنَا حمد بن الْحُسَيْن بن مَنْصُور بتستر قَالَ سَمِعت أَحْمد بن فاتك البغداذي تلميذ وَالِدي يَقُول بعد ثَلَاث من قتل وَالِدي رَأَيْت رب الْعِزَّة فِي الْمَنَام كَأَنِّي وَاقِف بَين يَدَيْهِ فَقلت ترى مَا فعل الْحُسَيْن بن مَنْصُور فَقَالَ كاشفته بِمَعْنى فَدَعَا الْخلق إِلَى نَفسه فأنزلت بِهِ مَا رَأَيْت 3 - (ابْن فَارس صَاحب الْمُجْمل الشَّافِعِي) أَحْمد بن فَارس بن زَكَرِيَّاء بن مُحَمَّد بن

حبيب أَبُو الْحُسَيْن اللّغَوِيّ الْقزْوِينِي سكن الرّيّ فنسب إِلَيْهَا سمع بقزوين أَبَاهُ وَعلي بن إِبْرَاهِيم بن سَلمَة الْقطَّان وَعلي بن مُحَمَّد بن مهرويه وَأحمد بن عَلان وَغَيرهم وببغداذ مُحَمَّد بن عبد الله الدوري وروى عَنهُ حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي الْجِرْجَانِيّ وَالْقَاضِي أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ الصميري وَقَرَأَ عَلَيْهِ البديع الهمذاني صَاحب المقامات وَكَانَ مُقيما بهمذان إِلَى أَن حمل مِنْهَا إِلَى الرّيّ ليقْرَأ عَلَيْهِ أَبُو طَالب بن فَخر الدولة عَليّ بن ركن الدولة الْحسن بن بويه فسكنها وَكَانَ شافعياً فَقِيها فانتقل فِي آخر عمره إِلَى مَذْهَب مَالك وَسُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ أخذتني الحمية لهَذَا الإِمَام المقبول على جَمِيع الْأَلْسِنَة أَن يَخْلُو مثل هَذَا الْبَلَد عَن مذْهبه فَإِن الرّيّ أجمع الْبِلَاد للمقالات وَالِاخْتِلَاف وَكَانَ يرى نَحْو الْكُوفَة وَكَانَ يَقُول مَا رَأَيْت مثل أبي عبد الله أَحْمد بن طَاهِر المنجم وَلَا رأى هُوَ مثل نَفسه وَأخذ ابْن فَارس عَن أبي بكر أَحْمد بن الْحسن الْخَطِيب رِوَايَة ثَعْلَب وَأبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْقطَّان وَأبي عبد الله أَحْمد بن طَاهِر المنجم وَكَانَ صَاحب بن عباد رَوَاهُ الْبَزَّار يتلمذ لَهُ ويقلو شَيخنَا أَبُو الْحسن مِمَّن رزق حسن التصنيف وَأمن فِيهِ من التَّصْحِيف وَكَانَ كَرِيمًا جواداً لَا يبقي شَيْئا روبما سُئِلَ فيهب ثِيَاب جِسْمه وفرش بَيته وَله من التصانيف كتاب الْمُجْمل كتاب متخير الْأَلْفَاظ كتاب فقه اللُّغَة كتاب غَرِيب إِعْرَاب الْقُرْآن كتاب تَفْسِير أَسمَاء النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب مُقَدّمَة نَحْو كتاب دارات الْعَرَب) كتاب حلية الْفُقَهَاء كتابالفرق مُقَدّمَة فِي الْفَرَائِض ذخائر الْكَلِمَات شرح رِسَالَة الزُّهْرِيّ إِلَى عبد الْملك بن مَرْوَان كتاب الْحجر سيرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب اللَّيْل وَالنَّهَار كتاب الْعم وَالْخَال كتاب أصُول الْفِقْه كتاب أَخْلَاق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصاحبي صنفه لخزانة الصاحب جَامع التَّأْوِيل فِي تَفْسِير الْقُرْآن أَربع مجلدات كتاب الشيات والحلى كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب الحماسة المحدثة كتاب مقاييس اللُّغَة وَهُوَ جليل لم يصنف مثله كِفَايَة المتعلمين فِي اخْتِلَاف النَّحْوِيين وَمن شعره (قيل لي اختر فَقلت ذَا هيفٍ ... بِي من وصالي وصده برح) (بدرٌ مليح القوام معتدلٌ ... قَفاهُ وجهٌ وَوَجهه ربح) وَقَالَ (اسْمَع مقَالَة ناصحٍ ... جمع النَّصِيحَة والمقه) إياك وَاحْذَرْ أَن تكون من الثِّقَات على ثقه وَقَالَ

الحافظ الرازي

(مرت بِنَا هيفاء مجدولة ... تركيةٌ تعزى لتركي) (ترنو بِطرف فاتنٍ فاترٍ ... أَضْعَف من حجَّة نحويّ) وَقَالَ (إِذا كَانَ يُؤْذِيك حر الصَّيف ... وكرب الخريف وَبرد الشتا) (ويلهيك حسن زمَان الرّبيع ... فأخذك الْعلم قل لي مَتى) وَكَانَ ابْن فَارس بِالْجَبَلِ نَظِير ابْن لنكك بالعراق جمع إتقان الْعلمَاء الظرفاء وَالْكتاب الشُّعَرَاء وَكَانَ شَدِيد التعصب لآل العميد فَكُن الصاحب يكرههُ لذَلِك فألف كتاب الْحجر وأهداه إِلَيْهِ فَقَالَ ردوا الْحجر من حَيْثُ جَاءَ وَأَجَازَهُ قَلِيلا وَكَانَ يَقُول من قصر علمه عَن اللُّغَة وغولط غلط 3 - (الْحَافِظ الرَّازِيّ) أَحْمد بن الْفُرَات الرَّازِيّ الْحَافِظ مُحدث أَصْبَهَان وعالمها طوف الْبِلَاد وَسمع روى عَنهُ أَبُو دَاوُد قَالَ كتبت ألف ألف حَدِيث وَخمْس مائَة ألف حَدِيث من التفاسير وَالْأَحْكَام والفوائد وَغَيره توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ) 3 - (الْحَافِظ الفاسي) أَحْمد بن فرتون أَبُو الْعَبَّاس الفاسي الْحَافِظ نزيل سبتة لَهُ ذِي على صلَة ابْن بشكوال وَكَانَ يعْقد الوثائق وَلَيْسَ بِذَاكَ المتقن أَكثر عَن ابْن الزبير توفّي سنة سِتِّينَ وست مائَة 3 - (حسام الْأَدَب) أَحْمد بن الْفَتْح الْمَعْرُوف بحسام الْأَدَب من أهل النّيل شَاعِر بغداذي مجيد ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَأورد لَهُ قَوْله (كَيفَ برئي من علتي وانتكاسي ... ومعلي هُوَ الطَّبِيب الآسي) ذبت شوقاً حَتَّى خفيت عَن الْعَائِد لَوْلَا تصاعد الأنفاس (فتتنا يَوْم الْتَقَيْنَا ظباءٌ ... ربيت فِي الْخُدُور لَا فِي الكناس)

القاضي ابن أبي دؤاد

مِنْهَا فسقى ربعنا بمنعرج النّيل هطالاً مغدودق الإنبجاس كأيادي الْأَمِير ذِي الطول تَاج الدّين رب العلى أبي الْعَبَّاس 3 - (القَاضِي ابْن أبي دؤاد) أَحْمد بن فرج بن جرير بن مَالك بن عبد الله بن عباد يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان أَصله من قَرْيَة بِقِنِّسْرِينَ وتجر أَبوهُ إِلَى الشَّام وَكَانَ مَعَه حَدثا فَنَشَأَ فِي طلب الْعلم وخاصة الْفِقْه وَالْكَلَام وَصَحب هياج بن الْعَلَاء السّلمِيّ وَكَانَ من أَصْحَاب وَاصل بن عَطاء فَصَارَ إِلَى الاعتزال قَالَ أَبُو العيناء مَا رَأَيْت رَئِيسا قطّ أفْصح وَلَا أنطق من ابْن أبي دؤاد وَولي الْقَضَاء للمعتصم والواثق وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَكَانَ مَوْصُوفا بالجود والسخاء وَحسن الْخلق وغزارة الْأَدَب قَالَ الصولي كَانَ يُقَال أكْرم من كَانَ فِي دولة بني الْعَبَّاس البرامكة ثمَّ ابْن أبي دؤاد وَلَوْلَا مَا وضع بِهِ نَفسه من محبَّة المحنة لاجتمعت الألسن عَلَيْهِ وَلم يضف إِلَى كرمه كرم أحد وَقَالَ عون بن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ لعهدي بالكرخ وَأَن رجلا لَو قَالَ ابْن أبي دؤاد مُسلم لَقلت فِي مَكَانَهُ ثمَّ وَقع الْحَرِيق فِي الكرخ وَهُوَ الَّذِي لم يكن مثله قطّ كَانَ الرجل يقوم فِي صينية فِي شَارِع الكرخ فَيرى السفن فِي دجلة فَقَالَ ابْن أبي دؤاد للمعتصم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ رعيتك فِي بلد آبَائِك وَدَار ملكهم نزل بهم هَذَا الْأَمر فاعطف عَلَيْهِم بِشَيْء تفرقه فيهم يمسك أرماقهم ويبنون بِهِ مَا انْهَدم فَلم يزل ينازله حَتَّى أطلق لَهُ خَمْسَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ يَا أَمِير) الْمُؤمنِينَ إِن فرقها غَيْرِي خفت أَن لَا يقسم بِالسَّوِيَّةِ فَقَالَ ذَلِك إِلَيْك فَقَسمهَا على مقادير مَا ذهب مِنْهُم وَغرم من مَاله جملَة فَقَالَ عون لعهدي بعد ذَلِك بالكرخ لَو قَالَ زر ابْن أبي دؤاد وسخٌ لقتل وَقَالَ أَبُو العيناء كَانَ الأفشين يحْسد أَبَا دلف للعربية والشجاعة فاحتال عَلَيْهِ حَتَّى شهد عَلَيْهِ بخيانة وقتلٍ فَأَخذه بِبَعْض أَسبَابه وَجلسَ لَهُ وأحضره السياف وَبلغ ابْن أبي دؤاد الْخَبَر فَركب فِي وقته مَعَ من حضر من عدوله فَدخل على الأفشين وَقد جِيءَ بِأبي دلف ليقْتل فَوقف ثمَّ قَالَ إِنِّي رَسُول أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَيْك وَقد أَمرك أَن لَا تحدث فِي أبي دلف حَدثا حَتَّى تسلمه إِلَيّ ثمَّ الْتفت إِلَى الْعُدُول فَقَالَ اشْهَدُوا أَنِّي أدّيت رِسَالَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَبُو دلف حَيّ معافى فَقَالُوا

شَهِدنَا فَلم يقدر الأفشين عَلَيْهِ وَصَارَ ابْن أبي دؤاد إِلَى المعتصم من وقته وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد أدّيت عَنْك رِسَالَة لم تقلها لي مَا أَعْتَد بِعَمَل خيرٍ خيرا مِنْهَا وَإِنِّي لأرجو لَك الْجنَّة بهَا ثمَّ أخبرهُ الْخَبَر فصوب رَأْيه وَوجه أحضر أَبَا دلف فَأَطْلقهُ ووهب لَهُ وعنف الأفشين فِيمَا عز عَلَيْهِ وَكَانَ المعتصم قد اشْتَدَّ غيظه على مُحَمَّد بن الجهم الْبَرْمَكِي فَأمر بِضَرْب عُنُقه فَلَمَّا رأى ابْن أبي دؤاد ذَلِك وَأَن لَا حِيلَة لَهُ فِيهِ وَقد شدّ بِرَأْسِهِ وأقيم فِي النطع وهز لَهُ السَّيْف قَالَ ابْن أبي دؤاد وَكَيف تَأْخُذ مَاله إِذا قتلته قَالَ وَمن يحول بيني وَبَينه قَالَ يَأْبَى الله ذَلِك ويأباه رَسُوله ويأباه عدل أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِن المَال للْوَارِث إِذا قتلته حَتَّى تقيم الْبَيِّنَة على مَا فعله وَأمره فِي اسْتِخْرَاج مَا اختانه أقرب عَلَيْك وَهُوَ حَيّ فَقَالَ أحبسوه حَتَّى يناظر فَتَأَخر أمره على مَال حمله وخلص مُحَمَّد وَله فِي تَرْجَمته فِي تَارِيخ ابْن خلكان وَغَيره عدَّة مَنَاقِب من هَذَا النَّوْع وَقَالَ الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك الشَّاعِر الْمَشْهُور لبَعض الْمُتَكَلِّمين ابْن أبي دؤاد عندنَا لَا يعرف اللُّغَة وَعند الْفُقَهَاء لَا يحسن الْفِقْه وعندكم لَا يعرف الْكَلَام وَهُوَ عِنْد المعتصم يعرف هَذَا كُله وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْحسن كُنَّا عِنْد الْمَأْمُون فَذكرُوا من بَايع من الْأَنْصَار لَيْلَة الْعقبَة فَاخْتَلَفُوا فِي ذَلِك وَدخل ابْن أبي دؤاد فعدهم وَاحِدًا وَاحِدًا بِأَسْمَائِهِمْ وَكُنَاهُمْ وأنسابهم فَقَالَ الْمَأْمُون إِذا استجلس النَّاس فَاضلا فَمثل أَحْمد فَقَالَ ابْن أبي دؤاد إِذا جَالس الْعَالم خَليفَة فَمثل أَمِير الْمُؤمنِينَ الَّذِي يفهم عَنهُ وَيكون أعلم مِنْهُ بِمَا يَقُوله وَكَانَ الواثق قد أَمر أَن لَا يرى أحد من النَّاس مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات الْوَزير إِلَّا قَامَ لَهُ فَكَانَ ابْن أبي دؤاد إِذا رَآهُ قَامَ واستقبل الْقبْلَة فصلى فَقَالَ ابْن الزيات) (صلى الضُّحَى لما اسْتَفَادَ عَدَاوَتِي ... وَأرَاهُ ينْسك بعْدهَا ويصوم) (لَا تعد منّ عَدَاوَة مَسْمُومَة ... تركتك تقعد تَارَة وَتقوم) وهجا بعض الشُّعَرَاء ابْن الزيات بقصيدة عَددهَا سَبْعُونَ بَيْتا فَبلغ الْخَبَر ابْن أبي دؤاد فَقَالَ (أحسن من سبعين بَيْتا هجا ... جمعك معناهن فِي بَيت) (مَا أحْوج النَّاس إِلَى مطرةٍ ... تغسل عَنْهُم وضر الزَّيْت) فَبلغ الْخَبَر ابْن الزيات فَقَالَ إِن بعض أجداد القَاضِي كَانَ يَبِيع القار وَقَالَ (يَا ذَا الَّذِي يطْمع فِي هجونا ... عرضت بِي نَفسك للْمَوْت) (الزَّيْت لَا يزري بأحسابنا ... أحسابنا مَعْرُوفَة الْبَيْت) (قيرتم الْملك فَلم ينقه ... حَتَّى غسلنا القار بالزيت)

وأصابه فالج بعد موت الْوَزير ابْن الزيات بِمِائَة يَوْم وَأَيَّام وَقيل بِخَمْسِينَ وَقيل بسبعة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَولي مَوْضِعه وَلَده أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد وَلما مَاتَ القَاضِي أَحْمد بن أبي دؤاد حضر بِبَابِهِ جمَاعَة وَقَالُوا يدْفن من كَانَ على ساقة الْكَرم وتاريخ الْأَدَب وَلَا يتَكَلَّم فِيهِ إِن هَذَا وَهن وتقصير فَلَمَّا طلع سَرِيره قَامَ إِلَيْهِ ثَلَاثَة مِنْهُم فَقَالَ أحدهم (الْيَوْم مَاتَ نظام الْملك واللسن ... وَمَات من كَانَ يستعدى على الزَّمن) (وأظلمت سبل الْآدَاب إِذْ حجبت ... شمس المكارم فِي غيمٍ من الْكَفَن) وَتقدم الثَّانِي فَقَالَ (ترك المنابر والسرير تواضعاً ... وَله مَنَابِر لَو يشا وسرير) (وَلغيره يجبى الْخراج وَإِنَّمَا ... تجبى إِلَيْهِ محامدٌ وأجور) وَتقدم الثَّالِث فَقَالَ (وَلَيْسَ فتيق الْمسك ريح حنوطه ... وَلكنه ذَاك الثَّنَاء المخلف) (وَلَيْسَ صرير النعش مَا تسمعونه ... وَلكنه أصلاب قومٍ تقصف) وَقَالَ أَبُو العيناء مَا رَأَيْت فِي الدُّنْيَا أقوم على أدب من ابْن أبي دؤاد مَا خرجت من عِنْده يَوْمًا قطّ فَقَالَ يَا غُلَام خُذ بيد هَذَا بل قَالَ يَا غُلَام اخْرُج مَعَه فَكنت أنتقد هَذِه الْكَلِمَة عَلَيْهِ فَلَا يخل بهَا وَلَا أسمعها من غَيره وَابْن أبي دؤاد أول من فتح الْكَلَام مَعَ الْخُلَفَاء وَكَانَ النَّاس لَا يبدأونهم بالْكلَام إِلَّا جَوَابا) ومدحه جمَاعَة من الشُّعَرَاء فَمن ذَلِك أَبُو تَمام الطَّائِي وَمن قَوْله فِي قصيدته الَّتِي مِنْهَا (لقد أنست مساوئ كل دهرٍ ... محَاسِن أَحْمد بن أبي دؤاد) (مَتى تحلل بِهِ تحلل جناباً ... رضيعاً للسواري والغوادي) مِنْهَا (وَمَا سَافَرت فِي الْآفَاق إِلَّا ... وَمن جدواك رَاحِلَتي وزادي) (مُقيم الظَّن عنْدك والأماني ... وَإِن قلقت ركابي فِي الْبِلَاد) وَقَوله من قصيدة قَالَ فِيهَا (إِلَى أَحْمد الْمَحْمُود رامت بِنَا السرى ... نواعب فِي عرض الفلا ونواسم) (إِلَى سَالم الْأَخْلَاق من كل عائبٍ ... وَلَيْسَ لَهُ مالٌ على الْجُود سَالم) وَله فِيهِ غير ذَلِك وللشعراء فِيهِ مدائح عَظِيمَة وَإِنَّمَا تصدى للْإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَقَامَ فِي

والد شهدة الكاتبة

أمره وإلزامه بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الإِمَام أَحْمد قَالَ خَالِد بن خِدَاش رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن آتِيَا أَتَانِي بطبق فَقَالَ اقرأه فَقَرَأت بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ابْن أبي دؤاد يُرِيد أَن يمْتَحن النَّاس فَمن قَالَ الْقُرْآن كَلَام الله لبس خَاتم ذهب فصه ياقوت حَمْرَاء وَأدْخلهُ الله الْجنَّة وَغفر لَهُ وَمن قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق جعلت عينه عين قرد وعاش بعد ذَلِك يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ يصير إِلَى النَّار وَرَأَيْت قَائِلا يَقُول مسخ ابْن أبي دؤاد ومسخ شعيبو أصَاب ابْن سَمَّاعَة فالج وَأصَاب آخر الذبْحَة وَلم يسم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا مَنَام صَحِيح الْإِسْنَاد وَتُوفِّي ابْن أبي دؤاد سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (وَالِد شهدة الكاتبة) أَحْمد بن الْفرج بن عمر الدينَوَرِي أَبُو نصر الابري وَالِد الكاتبة شهدة سمع الْكثير من القَاضِي مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَعبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن بن الفّراء وَأحمد بن مُحَمَّد بن النقّور والخطيب أبي بكر وَسمع بِالْكُوفَةِ من مُحَمَّد بن أَحْمد الخازن وَحدث باليسير روى عَنهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن فَرح الإشبيلي الشَّافِعِي) أَحْمد بن فَرح بِالْحَاء الْمُهْملَة بن أَحْمد بن مُحَمَّد الإِمَام الْحَافِظ الزَّاهِد بَقِيَّة السّلف شهَاب الدّين) أَبُو الْعَبَّاس اللَّخْمِيّ الإشبيلي الشَّافِعِي ولد سنة خمس وَعشْرين وست مائَة بإشبيلية وأسره الفرنج سنة سِتّ وَأَرْبَعين وخلص وَقدم مصر سنة بضع وَخمسين وتفقه على الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام قَلِيلا وَسمع من شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ والمعين أمد بن زين الدّين وَإِسْمَاعِيل بن عزوز والنجيب بن الصَّقِيل وَابْن علاق وبدمشق من ابْن عبد الدايم وَخلق وعني بِالْحَدِيثِ وأتقن أَلْفَاظه ومعانيه وفقهه وَصَارَ من كبار الْأَئِمَّة إِلَى مَا فِيهِ من الْوَرع والصدق والديانة وَكَانَ فَقِيها بالشامية وَله حَلقَة أشغال بكرَة بالجامع وَعرضت عَلَيْهِ مشيخة دَار الحَدِيث النورية فَامْتنعَ وَكَانَ بزِي الصُّوفِيَّة سمع عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين واستفاد مِنْهُ وَله قصيدة غزلية فِي صِفَات الحَدِيث سَمعهَا مِنْهُ وأولها (غرامي صحيحٌ والرجا فِيك معضل ... ودمعي وحزني مرسلٌ ومسلسل) وَهِي عشرُون بَيْتا وسمعها مِنْهُ الدمياطي واليونيني وَسمع مِنْهُ البرزالي والمقاتلي والنابلسي وَأَبُو مُحَمَّد بن الْوَلِيد مَاتَ بالإسهال بتربة أم صَالح وشيعه الْخلق سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (الْحِجَازِي الْمُؤَذّن) أَحْمد بن الْفرج الْكِنْدِيّ الْحِمصِي الْمَعْرُوف بالحجازي الْمُؤَذّن

أبو الصقر النحوي الهمذاني

روى عَنهُ النَّسَائِيّ فِي غير السّنَن كَانَ ابْن جوصا وَغَيره يُضعفهُ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الصَّقْر النَّحْوِيّ الهمذاني) أَحْمد بن الْفضل بن شبانه بالشين الْمُعْجَمَة وبالباء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف نون وهاء الْكَاتِب أَبُو الصَّقْر النَّحْوِيّ الهمذاني قَالَ شيرويه كَانَ يلقب بساسي دوير روى عَن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن ديزيل وَأبي خَليفَة الْفضل بن الْحباب الجُمَحِي وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ وَأبي سعيد بن زَكَرِيَّاء الْعَدوي وثعلب والمبرد وَابْن دُرَيْد وَأبي الْحسن السكرِي وَعلي بن الْفضل الرَّشِيدِيّ وَغَيرهم روى عَنهُ أَحْمد بن عَليّ بن لال وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن ترْكَان وَإِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الْأَسدي وَخلف بن مُحَمَّد الْخياط وَأحمد بن عمر الْكَاتِب وَابْن روزبه وَغَيرهم قَالَ كنت بِالْبَصْرَةِ فاستأذنت على ابْن خَليفَة وَعِنْده جمَاعَة من الهاشميين يتغدون فحجبني البواب فَكتبت فِي رقْعَة وناولتها البواب وفيهَا (أَبَا خَليفَة تجفو من لَهُ أدب ... وتتحف الغر من أَوْلَاد عَبَّاس) ) (مَا كَانَ قدر رغيفٍ لَو سمحت بِهِ ... شَيْئا وتأذن لي فِي جملَة النَّاس) فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا قَالَ عَليّ بالهمذاني صَاحب الشّعْر فأدخلت عَلَيْهِ فَقدم إِلَيّ طبق رطبٍ وأجلسني مَعَه توفّي سنة خمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْبَاطِرْقَانِيُّ الْمُقْرِئ) أَحْمد بن الْفضل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبَاطِرْقَانِيُّ الْمُقْرِئ قَالَ السَّمْعَانِيّ كَانَ مقرئاً فَاضلا مُحدثا كتب بِنَفسِهِ الْكثير وَكَانَ حسن الْخط دقيقه قَرَأَ الْقُرْآن على جمَاعَة من مشاهير القدماء بالروايات وصنف التصانيف مِنْهَا كتاب طَبَقَات الْقُرَّاء وَكتاب الشواذ وَصلى إِمَامًا فِي الْجَامِع الْكَبِير سِنِين بعد المظفر بن الشبيب وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن خرشيده التَّاجِر وروى لنا عَن جمَاعَة كَثِيرَة قَالَ ابْن مَنْدَه جرى ذكر الْبَاطِرْقَانِيُّ عِنْد الإِمَام عمي رَحمَه الله يَوْمًا وَالشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد النخشبي وَجَمَاعَة حاضرون فَقَالَ عبد الْعَزِيز صنف مُسْندًا ضمنه مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ إِلَّا أَنه قد كتب الْمَتْن من الأَصْل ثمَّ ألحقهُ الْإِسْنَاد وَهَذَا لَيْسَ من

أبو الفضل الشيرازي

شَرط أَصْحَاب الحَدِيث وَأَهله يتَكَلَّم فِي مسَائِل لَا يسع الْموضع ذكرهَا لَو اقْتصر على الإقراء والْحَدِيث كَانَ خيرا لَهُ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْفضل الشِّيرَازِيّ) أَحْمد بن الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر الشِّيرَازِيّ أَبُو الْفضل بن أبي أَحْمد الْكَاتِب كَانَ أديباً فَاضلا لَهُ شعر ومكاتبات إِلَى مُلُوك بني بويه وكتابها وَكَانَ أَبوهُ كَاتبا للْإِمَام الْمُطِيع وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى من شعره (ليسي الزَّمَان بمرضٍ من يعاتبه ... وَلَا يفوتك مَا تهوى نوائبه) مِنْهَا (قد أنْكرت أكعب الأقداح رَاحَته ... وأريحيته للوصل كاعبه) (حَتَّى استراح من التوبيخ عاذله ... وَمن كِتَابَة مَا يجنيه كَاتبه) (كَيفَ السَّبِيل إِلَى مَا قد أَشَارَ بِهِ ... من سهم فكرته فِي الرَّأْي صائبه) (مَا ذَاك إِلَّا بِمن ظلت مرتبَة ... فَوق النعائم بالنعمى مراتبه) (لَا يسبل السّتْر دون الضَّيْف خادمه ... وَلَا يردّ وُفُود الْحَمد حَاجِبه) ) (وَأَنت أجدى من الْغَيْث الرويّ إِذا ... سرت على قدر الدُّنْيَا سحائبه) 3 - (كَمَال الدّين الدخميسي التَّاجِر) أَحْمد بن أبي الْفَضَائِل بن أبي الْمجد بن أبي الْمَعَالِي الْمُحدث الرئيس كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الدخميسي الْحَمَوِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي التَّاجِر صدرٌ محتشم مُتَمَوّل سمع الْكثير وعني بِالْحَدِيثِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير ورحل فِي طلب الحَدِيث وَحصل وَفهم وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن حَنْبَل المكبر وَأَقْبل على الطّلب سنة نَيف وَعشْرين وست مائَة وَسمع من أبي الْقَاسِم بن صصري والناصح بن الْحَنْبَلِيّ وَابْن صباح وَابْن اللتي والهمذاني وَأبي عَليّ الأوقي وَخلق كثير وَسمع ببغداذ من عمر بن كرم وَعبد السَّلَام الداهري وَكَانَ لَهُ مماليك ملاح تركٌ قد سمعُوا مَعَه وَدخل الْهِنْد وَأقَام بِهِ وخطه طَريقَة مَعْرُوفَة بَين الْمُحدثين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين عَاشَ إِلَى هَذَا الْوَقْت يَعْنِي سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة وَلَا أتحقق وَفَاته وَولد فِي حُدُود السِّت مائَة قلت وخطه مَشْهُور وملكت بِخَطِّهِ كتاب البديع لِابْنِ منقذ وَكتاب الوشي المرقوم لِابْنِ الْأَثِير وَقد كتب عَلَيْهِ رِوَايَة مَالِكه أَحْمد بن أبي الْفَضَائِل الدخميسي إجَازَة عَنهُ مَعَ جَمِيع مصنفاته ومقولاته ومنقولاته وَاجْتمعت بِهِ فِي الْموصل فِي رحلتي الأولى إِلَى مَدِينَة السَّلَام عجلاً مجتازاً فَلم يقدر لي أَن أكتب عَنهُ إِلَّا أَربع مكاتبات من كَلَامه وقرأتها عَلَيْهِ وَكتب لي خطه بِالْإِجَازَةِ وَذَلِكَ فِي شهور سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة 3 - (الْمُوفق) أَحْمد بن أبي الْفضل أَبُو الْعَبَّاس الينشي الْمَعْرُوف بالموفق كَانَ جده مولى عجمياً وَآل أمره إِلَى أَن تنبه عقبه بسبتة وَصَارَ لَهُم مَال وَذكر واشتغل أَبُو الْعَبَّاس بالطب

بهاء الدولة بن بويه

واشتهر ورحل وَحج وَكَانَ يحدث نَفسه بِالْملكِ فتدرج من كاتبٍ فِي الدِّيوَان إِلَى أَن ولي الدِّيوَان وَظهر وَصَارَ لَهُ حديثٌ مَعَ أَصْحَاب الدولة وَتقدم عِنْد أبي مُوسَى بن عبد الْمُؤمن صَاحب سبتة وأغراه بِأَن خَالف أَخَاهُ الْمَأْمُون وَعصى عَلَيْهِ بسبتة وَضمن لَهُ الْأَمْوَال وإمالة قُلُوب الرِّجَال وَهُوَ يعْمل فِي الْبَاطِن لنَفسِهِ ثمَّ أَخذ مَعَ أَعْيَان سبتة فِي أَن يخاطبوا ابْن هودٍ سُلْطَان الأندلس بِالطَّاعَةِ وَأَن ينصرهم بمراكبهم البحرية وَتَكون مدينتهم مِنْهُ ببال فأنفذ إِلَيْهِم ابْن هود قَائِد الْبَحْر أَبَا الاصبع الغشي وَكَانَ لَهُ صيت عَظِيم فِي الْبَحْر ووقائع مَشْهُورَة فِي الْعَدو فَصَارَ فِي سبتة وَأخرج مِنْهَا أَبَا مُوسَى بن عبد الْمُؤمن واشتغل الينشي بتدبير أمره ثمَّ أغراه بِأَن يخلع) طَاعَة ابْن هود ويخطب لنَفسِهِ فَفعل ذَلِك فَلَمَّا علم أَن لَا نَاصِر لَهُ وَقد قطع يَده من ابْن هود أغرى أهل سبتة بِالْقيامِ عَلَيْهِ فطردوه وَخرج هَارِبا فكرب زورقاً فَحصل فِي أسر عباد الصَّلِيب وَبَقِي الينيشي يدبر أَمر سبتة ثمَّ اسْتَقل وخطب لنَفسِهِ وَأقَام سوق الْفضل وقصده الأدباء وَالشعرَاء وَقتل خلقا على الْملك وحصره الفرنج فِي بَحر سبتة وَأَقَامُوا على حصاره فَلم يقدروا عَلَيْهِ وَظَهَرت مِنْهُ فحولية فِي دفاعهم وَآل أمره إِلَى أَن امتدت مدَّته وحسده أهل بَلَده وَكَانَ لَهُ صديق يُقَال لَهُ ابْن مَسْعُود تغير عَلَيْهِ فَأخْرجهُ من سبتة فَلم يزل يسْعَى عَلَيْهِ ويخاطب أهل سبتة ويخطبها للرشيد بن الْمَأْمُون بن عبد الْمُؤمن إِلَى أَن خلعه أهل سبتة وَحمل إِلَى الرشيد بن الْمَأْمُون وشاع أَنه مَاتَ حتف أَنفه بالوباء وَالله أعلم وَمن شعره قَوْله بالإسكندرية (ذكرت بأقصى الشرق أقْصَى المغارب ... فجال نجي الْفِكر بَين الترائب) (فصبرتها نفسا لَا تكَاد من الأسى ... تسرب مَا بَين الدُّمُوع السوارب) (وَقلت لَئِن كابدت ترحة راحلٍ ... لسوف يُرِيك الله فرحة آيب) (وَيَا جفن كم تجفو الْمَنَام حفيظةً ... وَكم أَنْت معقودٌ بزهر الْكَوَاكِب) (لَعَلَّ الَّذِي ترعاه لَيْسَ بحافظٍ ... لعهدك وَالْأَيَّام ذَات عجائب) (فكم منزلٍ بدلت مِنْهُ بمنزلٍ ... وَكم صاحبٍ عوضت مِنْهُ بِصَاحِب) (سلامٌ عَلَيْك مَا حييت فإنني ... أَزِيد لكم حبا بطول التجارب) 3 - (بهاء الدولة بن بويه) أَحْمد بن فناخسرو السُّلْطَان بهاء الدولة أَبُو نصر ابْن السُّلْطَان عضد الدولة ابْن بويه توفّي بأرجان فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة وَله اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَت أَيَّامه اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة ويومين بعلة الصرع وَولي بعده ابْنه سُلْطَان الدولة وَولي بهاء الدولة السلطنة ببغداذ وَهُوَ الَّذِي خلع الطائع لله وَقطع أُذُنه وَفعل بِهِ مَا فعل وَكَانَ ظلوماً غشوماً سفاكاً للدماء يهرب خواصه مِنْهُ وَجمع من المَال مَا لم يجمعه غَيره وصادر النَّاس وَكَانَ يبخل بالدرهم وَينظر فِيهِ ويستكثره وَلم يكن فِي بني بويه أظلم مِنْهُ وَلَا أقبح سيرةً وَكَانَ يصرع

ابن معروف التميمي

فِي دسته ورث ذَلِك عَن أَبِيه وَكَانَت هَذِه الْعلَّة تلازمه وَلم يحتم من النَّبِيذ ويشربه لَيْلًا وَنَهَارًا وَيكثر التَّخْلِيط وَلما مَاتَ حمل تابوته إِلَى الْكُوفَة وَدفن عِنْد أَبِيه وَتَوَلَّى الْملك بعده وَلَده سُلْطَان الدولة) أَبُو شُجَاع وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الشين مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (ابْن مَعْرُوف التَّمِيمِي) أَحْمد بن الْقَاسِم بن مَعْرُوف بن أبي نصر بن حبيب بن أبان أَبُو بكر التَّمِيمِي البغداذي ولد بسامرا وَقدم مَعَ أَبِيه دمشق فسكناها وَسمع بهَا أَبَا زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو النصري وبيافا أَبَا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْكِنَانِي وَعبد الْوَاحِد بن عبد الْجَبَّار الإِمَام اليافوني وروى عَنهُ أخوة أَبُو عَليّ مُحَمَّد وَابْن أَخِيه أَبُو مُحَمَّد بن أبي نصر وَتَمام الرَّازِيّ وَعقيل بن عبيد الله بن عَبْدَانِ وَغَيرهم توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الطّيب الْمُقْرِئ) أَحْمد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عَليّ البغداذي أَبُو الطّيب الْمُقْرِئ صَاحب أبي بكر بن مُجَاهِد نزل شيراز واستوطنها وَحدث بهَا عَن أبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن أَبُو الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مندويه الْأَصْبَهَانِيّ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَافِظ ابْن الخشاب) أَحْمد بن الْقَاسِم بن عبيد الله بن مهْدي أَبُو الْفرج ابْن الخشاب البغداذي الْحَافِظ نزيل ثغر طوس حدث بِدِمَشْق عَن جمَاعَة وروى عَنهُ جمَاعَة توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن حَدِيدَة) أَحْمد بن الْقَاسِم بن أبي اللَّيْث الْمَعْرُوف بِابْن حَدِيدَة قَالَ ابْن رَشِيق شَاعِر فكه الشّعْر رائق التَّشْبِيه مولع بِهِ قَلِيل التَّكَلُّف قوي الْمنْهَج والظرف ورفض الْمَدْح والهجاء ويخبر التصنيع خَبرا جيدا وَلَا يركبه إِلَّا فِي الْأَمَاكِن الَّتِي تصلح لَهُ كَمَا شَرط حذاق الْمُتَقَدِّمين قَالَ أنشدته فِي سَاق وشربتها من راحتيه كَأَنَّهَا من وجنتيه (وَكَأَنَّهَا فِي فعلهَا ... تحكي الَّذِي فِي ناظريه) وَقتل أجزنا أَبَا الْعَبَّاس قَالَ ألوقتك البيتان قلت نعم فَقَالَ بنشاط (وشممت وردة خَدّه ... نظرا ونرجس مقلتيه) قَالَ وأنشدني من قصيدة فِي السَّحَاب) (يَا رب متأقةٍ تنوء بثقلها ... تَسْقِي الْبِلَاد بوابلٍ غيداق)

(مرت فويق الأَرْض تسحب ذيلها ... واللوح يحملهَا على الْأَعْنَاق) (وَدنت فكاد الأَرْض تنهض نَحْوهَا ... كنهوض مشتاقٍ إِلَى مشتاق) (فَكَأَنَّمَا جَاءَت تقبل تربها ... أَو حاولت مِنْهَا لذيذ عنَاق) انْتهى كَلَام ابْن رَشِيق وَقد نظمت أَنا أصل هَذَا الْمَعْنى فِي بَيْتَيْنِ وهما أقصر وزنا فَقلت (سحابةٌ قد تدلت ... إِلَى الثرى باشتياق) (لَو أَن للْأَرْض عقلا ... تلازما للعناق) ونظمت هَذَا الْمَعْنى أَيْضا فِي غير هَذَا الْمَقْصد فَقلت (انْظُر إِلَى السحب الَّتِي ذيلها ... مرخىً وثغر الأَرْض مَا قبله) (مثل رئيسٍ زَاد فِي لطفه ... أَتَى إِلَى نذلٍ فَمَا اهتز لَهُ) وَمن شعر ابْن حَدِيدَة (هن البدور النيرات سوافرٌ ... تهتز فِي كثبٍ بِهن غصون) (الْبُرْء مَا أَهْدَت لَهُنَّ مباسم ... والسقم مَا بعثت لَهُنَّ عُيُون) (وَلَقَد حمى عَن مقلتي كراهما ... ورقٌ لَهُنَّ على الْأَرَاك حنين) (فِي ليلةٍ لبس الْحداد هواؤها ... فَكَأَنَّمَا هُوَ راهبٌ محزون) (قد رصعت زهر النُّجُوم سماءها ... فَكَأَنَّمَا هِيَ لُؤْلُؤ موضون) (وَكَأَنَّهَا خلل الظلام روانياً ... أحداق رومٍ مَا لَهُنَّ جفون) (وكأنما الْفلك الْمدَار على الدجى ... بحرٌ أحَاط بهَا وَهن سفين) وَمِنْه من رجز (وَاللَّيْل ملقى كالأسير الموثق ... نجومه وسط السَّمَاء ترتقي) كلؤلؤ فَوق زجاجٍ أَزْرَق وَمِنْه (يَا رب أغيد ساجي الطّرف ساحره ... أحوى سقتني عقار السحر عَيناهُ) (كالورد وجنته والبدر طلعته ... والغصن قامته والمسك رياه) ) وَمِنْه (يَا رب ليلٍ جبته ... وَرِدَاؤُهُ لم يدرج) (تبدو نُجُوم سمائه ... مثل الذبال المسرج) (تحكي قلائد لؤلؤٍ ... نثرت على فيروزج)

ابن أبي أصيبعة الطبيب

(وبدا المجرّ كجدولٍ ... فِي وسط روض بنفسج) قلت قَول ابْن حجاج أوقع وَأكْثر تَشْبِيها وَهُوَ (هذي المجرة والنجوم كَأَنَّهَا ... نهرٌ تدفق فِي حديقة نرجس) فَإِن النرجس أشبه بالنجوم من البنفسج 3 - (ابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب) أَحْمد بن الْقَاسِم بن خَليفَة الخزرجي موفق الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب الْفَاضِل صنف تَارِيخا للأطباء وجوده توفّي بصرخد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة وَكَانَ أديباً طَبِيبا شَاعِرًا كَانَ الرشيد ابْن الصُّورِي أهْدى إِلَيْهِ تأليفاً يحتوي على فَوَائِد ووصايا طبية فَكتب إِلَيْهِ (لعلم رشيد الدّين فِي كل مشْهد ... منار على يأتمه كل مهتد) (حكيمٌ لَدَيْهِ المكرمات بأسرها ... توارثها عَن سيدٍ بعد سيد) (حوى الْعلم عَن آبَائِهِ وجدوده ... فَذَاك قديمٌ فِيهِ غير مُجَدد) (تفرد فِي ذَا الْعَصْر عَن كل مشبهٍ ... بِخَير صفاتٍ حصرها لم يحدد) (أَتَتْنِي وَصَايَاهُ الحسان الَّتِي حوت ... نثير كلامٍ كل فضلٍ منضد) (فأهدى إِلَى قلبِي السرُور وَلم يزل ... بإحسانه يسدي لمثلي من يَد) (وجدت بهَا مَا أرتجيه وإنني ... بهَا أبدا فِيمَا أحاول مقتدي) (وَلَا غرو من علم الرشيد وفضله ... إِذا كَانَ بعد الله فِي الْعلم مرشدي) 3 - (ابْن السختكمالي) أَحْمد بن قايماز بن عبد الله عرف بِابْن السختكمالي بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة الساكنة وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَالْكَاف وَالْمِيم وَالْألف وَاللَّام أنْشد الْحَافِظ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان للمذكور) (ومسكي الْعَوَارِض بَات وردي ... لمى فِيهِ ووردي من خدوده) (حباني بالرضى من بعد سخطٍ ... وأنصفني التواصل من صدوده) وأنشدني الْمَذْكُور أَيْضا (نفثات سحر فِي جفونك فعلهَا ... أمضى وأفتك من شبا الأسياف) (فاستغن باللحظات عَن بيض الظبى ... وَعَن الرماح السمر بالأعطاف)

أبو شجاع ركن الدين التركي

3 - (أَبُو شُجَاع ركن الدّين التركي) أَحْمد بن قرطائي الْأَمِير ركن الدّين أَبُو شُجَاع التركي الإربلي مولى السُّلْطَان مظفر الدّين صَاحب إربل ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَحدث عَن مِسْمَار بن العويس وَله شعر جيد روى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَقدم رَسُولا إِلَى دمشق من الدِّيوَان الْعَزِيز وَكَانَ أَبوهُ من أُمَرَاء إربل وَغَضب عَلَيْهِ أستاذه وسجنه حَتَّى مَاتَ فَلَمَّا توفّي مظفر الدّين قدم أَحْمد وَإِخْوَته إِلَى حلب وخدم عِنْد الْعَزِيز وَتقدم هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد عِنْده وَتقدم ذكر أَخِيه فِي المحمدين وَلما توفّي الْعَزِيز توجه أَحْمد إِلَى بغداذ وخدم بهَا وزادت حرمته وَمَات فَجْأَة سنة خمس وَخمسين وست مائَة وَمن شعره 3 - (البغداذي) أَحْمد بن قره البغداذي أَبُو الْعَبَّاس من أَبنَاء خُرَاسَان كَانَ يتوكل للواثقي وَمَات أَيَّام المعتضد أنْشد لَهُ الْمبرد فِي ياسين الحزان وَكَانَ يهواه (هجرٌ ولومٌ وتباريح ... من دون ذَا تختلس الرّوح) (يَا رَاقِدًا عَن ليل ذِي صبوة ... فُؤَاده بالهم مَجْرُوح) (نمت وَمن يهواك فِي زفرةٍ ... يعتاده العواد مطروح) (بعضٌ يبكيه وبعضٌ لَهُ ... لَدَيْهِ تهليلٌ وتسبيح) (وَبَعْضهمْ يقْرَأ ياسين والدمع ... على خديه مسفوح) (وَلَيْسَ يدْرِي أَن من ذكره ... ياسين تزداد التباريح) وَله أَيْضا (بَين ثِيَابِي جسدٌ ناحل ... وَفِي فُؤَادِي شغلٌ شاغل) ) (ولي جفونٌ نومها عازبٌ ... فماؤها منسكبٌ هاطل) (واستعذب العذال لومي مَعًا ... وَكلهمْ عَن صبوتي غافل) (فَكلما أسلمني عاذلٌ ... قَامَ لنصحي بعده عاذل) (يَا رب لَا أقوى على كل ذَا ... موتٌ وَإِلَّا فرجٌ عَاجل) قلت شعر منسجم عذب 3 - (صَاحب خلع النَّعْلَيْنِ) أَحْمد بن قسي من أهل الأندلس كَانَ فِي مبدأ أمره يدَّعي الْولَايَة وَكَانَ ذَا حيل وشعبذةٍ وَمَعْرِفَة بالبلاغة قَامَ بحصن مارتله ودعا إِلَى بيعَته ثمَّ اخْتلف عَلَيْهِ

القاضي ابن كامل

أَصْحَابه ودسوا لَهُ من أخرجه من الْحصن بحيلة حَتَّى اسلموه إِلَى الموحَّدين فَأتوا بِهِ عبد الْمُؤمن فَقَالَ بَلغنِي أَنَّك دَعَوْت إِلَى الْهِدَايَة فَقَالَ أَلَيْسَ الْفجْر فجرين كَاذِب وصادق قَالَ بلَى قَالَ أَنا الفجرالكاذب فَضَحِك وَعَفا عَنهُ لَهُ كتاب سَمَّاهُ خلع النَّعْلَيْنِ فِيهِ أوابد ومصائب توفّي فِي حُدُود سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (القَاضِي ابْن كَامِل) أَحْمد بن كَامِل بن شَجَرَة بن مَنْصُور بن كَعْب بن يزِيد أَبُو بكر القَاضِي قَالَ الْخَطِيب قَالَ القَاضِي ابْن كَامِل ولدت سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ وَمَات فِي الْمحرم سنة خمسين وَثَلَاث مائَة وَهُوَ أحد أَصْحَاب مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ وتقلد قَضَاء الْكُوفَة من قبل أبي عمر مُحَمَّد بن يُوسُف وَكَانَ من الْعلمَاء بِالْأَحْكَامِ وعلوم الْقُرْآن والنحو وَالشعر وَأَيَّام النَّاس والتواريخ وَأَصْحَاب الحَدِيث وَله مصنفات فِي أَكثر ذك قَالَ النديم مِنْهَا كتاب غَرِيب الْقُرْآن كتاب الْقرَاءَات كتاب التَّقْرِيب فِي كشف الْغَرِيب موجز التَّأْوِيل عَن مُحكم التَّنْزِيل الْوُقُوف التَّارِيخ الْمُخْتَصر فِي الْفِقْه كتاب الشُّرُوط الْكَبِير الشُّرُوط الصَّغِير الْبَحْث والحث أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ كتاب الشُّعَرَاء كتاب الزَّمَان كتاب أَخْبَار الْقُضَاة قَالَ الْخَطِيب وَحدث عَن مُحَمَّد بن سعد الْعَوْفِيّ وَمُحَمّد بن الجهم السمري وَأبي قلَابَة الرقاشِي وَأحمد بن أبي خَيْثَمَة وَأبي إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ روى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو عبيد الله المرزباني وَحدثنَا عَنهُ ابْن رزقويه وَغَيره وَقَالَ ابْن رزقويه لم تَرَ عَيْنَايَ مثله وَلما بلغ الثَّمَانِينَ أنشدنا (عقد الثَّمَانِينَ عقدٌ لَيْسَ يبلغهُ ... إِلَّا الْمُؤخر للْأَخْبَار والغير) ) قَالَ وأنشدنا القَاضِي ابْن كَامِل لنَفسِهِ (صرف الزَّمَان تنقل الْأَيَّام ... والمرء بَين مُحَلل وَحرَام) (وَإِذا تقشعت الْأُمُور تكشفت ... عَن فضل أَيَّام وقبح أثام) وَسُئِلَ الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ فَقَالَ كَانَ متساهلاً رُبمَا حدث من حفظه بِمَا لَيْسَ عِنْده فِي كِتَابه وأهلكه الْعجب فَإِنَّهُ كَانَ يخْتَار وَلَا يضع لأحد من الْأَئِمَّة أصلا قيل لَهُ أَكَانَ جرير الْمَذْهَب فَقَالَ بل خَالفه وَاخْتَارَ لنفهس وأملى كتابا فِي السّير وَتكلم على الْأَخْبَار 3 - (كَمَال الدّين الدزماري الشَّافِعِي) أَحْمد بن كشاسب بن عَليّ بن أَحْمد الإِمَام

شهاب الدين الصيرفي

كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الدزماري الْفَقِيه الشَّافِعِي لَهُ تصانيف متضلع فِي نقل وُجُوه الْمَذْهَب توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (شهَاب الدّين الصَّيْرَفِي) أَحْمد بن كشتغدي الْأَمِير شهَاب الدّين الْعزي الصَّيْرَفِي سمع من النجيب وَغَيره وَأَظنهُ أَخا مُحَمَّد الْمُقدم ذكره أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْن كُلَيْب النَّحْوِيّ الأندلسي) أَحْمد بن كُلَيْب النَّحْوِيّ صَاحب أسلم الأندلسيين قَالَ الْحميدِي هُوَ شَاعِر مَشْهُور الشّعْر لَا سِيمَا شعره فِي أسلم اشْتَدَّ كلفه بأسلم وَفَارق صبره وَصرف فِيهِ القَوْل مستتراً إِلَى أَن فَشَتْ أشعاره على الْأَلْسِنَة فِي المحافل فَانْقَطع أسلم عَن مجَالِس الطّلب وَلزِمَ بَيته فَكَانَ يمر على بَابه ذَاهِبًا وعائداً إِلَى أَن ترك أسمل الْجُلُوس على بَابه نَهَارا وَيخرج فِي أول اللَّيْل إِذا أظلم يسرتح على بَابه فعيل صَبر ابْن كُلَيْب فتزيا بزِي الْعَرَب وأتى بدجاج وبيض وَجَاء إِلَى أسلم وَقبل يَده فَقَالَ لَهُ من أَنْت قَالَ فلَان من ضيعتك فُلَانَة فَلَمَّا طَال سُؤَاله أنكر كَلَامه وعرفه وَالْتزم أَن لَا يخرج من بَيته أبدا فعيل صبره وأدنقه الْحبّ وأشرف على الْهَلَاك فسعى لَهُ بعض أَصْحَابه وكلف أسلم أَن يعودهُ رَجَاء صَلَاحه فَلَمَّا جَاءَ مَعَه إِلَى نصف الدَّرْب توقف وَقَالَ مَا أُطِيق الدُّخُول إِلَيْهِ وكر رَاجعا فجاذبه ذَلِك الصاحب إِلَى أَن مزق رِدَاءَهُ وَبَقِي بعضه فِي يَده وَذهب مسرعاً وَكَانَ غُلَامه قد رآهما فِي أول الدَّرْب فَدخل عرف ابْن كُلَيْب مَجِيء أسلم فنشط من علته فرحةً بقدومه فَدخل ذَلِك الصاحب إِلَى ابْن كُلَيْب فَقَالَ لَهُ وَأَيْنَ أسلم فَعرفهُ الْخَبَر فاستحال لَونه وَاخْتَلَطَ كَلَامه فعنفه ذَلِك الصاحب فَقَالَ بِاللَّه اسْمَع وَأنْشد) (أسلم يَا رَاحَة العليل ... رفقا على الهائم النحيل) (وصلك أشهى إِلَى فُؤَادِي ... من رَحْمَة الْخَالِق الْجَلِيل) فَقَالَ لَهُ اتَّقِ الله مَا هَذِه الْعَظِيمَة فَقَالَ قد كَانَ مَا كَانَ فَخرج من عِنْده فَمَا توَسط الدَّرْب حَتَّى سمع الصُّرَاخ عَلَيْهِ وَفَارق الدُّنْيَا قَالَ الْحميدِي وَهَذِه قصَّة مَشْهُورَة عندنَا والرواة ثِقَات وَأسلم هَذَا من بَيت جليل وَهُوَ صَاحب الْكتاب الْمَشْهُور فِي أغاني زرياب وَكَانَ شَاعِرًا أديباً قلت نقلت هَذَا مُخْتَصرا من مُعْجم الْأَدَب لياقوت وسَاق مثل هَذِه الْحِكَايَة حكايتين أُخْرَيَيْنِ من هَذَا النمط

الأمير أبو القاسم

وَكَانَ أَحْمد بن كُلَيْب قد أهْدى إِلَى أسلم فِي أول أمره كتاب الفصيح وَكتب عَلَيْهِ (هَذَا كتاب الفصيح ... بِكُل لفظٍ مليح) (وهبته لَك طَوْعًا ... كَمَا وَهبتك روحي) وَكَانَت وَفَاة ابْن كُلَيْب سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَأسلم الْمَذْكُور هُوَ أسلم بن أَحْمد بن سعيد ابْن قَاضِي الْجَمَاعَة أسلم بن عبد الْعَزِيز صَاحب الْمُزنِيّ 3 - (الْأَمِير أَبُو الْقَاسِم) أَحْمد بن كيغلغ أَبُو الْقَاسِم أَخُو إِبْرَاهِيم الْمُقدم ذكره ولاه الراضي بِاللَّه ونفذه إِلَيْهَا وعمره ثَمَانُون سنة وَكَانَ أديباً شَاعِرًا فَمن شعره قَوْله (لَا يكن للكأس فِي كفك ... يَوْم الْغَيْث لبث) أوما تعلم أَن الْغَيْث ساقٍ مستحثّ وَقَوله (وَا عطشا إِلَى فمٍ ... يمج خمرًا من برد) (إِن قسم النَّاس فحس ... بِي بك من كل أحد) وَقَوله (رعى الله من أمسيت أرعى لأَجله ... نُجُوم ليالٍ مَا لَهُنَّ صباح) (أشبههَا فِي الْمكْث شَيْطَان آدم ... فَمَا إِن لَهَا حَتَّى النشور براح) وَكَانَ أَحْمد قد ولي مصر فجرت بَينه وَبَين مُحَمَّد بن تكين حروب إِلَى أَن خلص لَهُ الْأَمر ثمَّ قدم مُحَمَّد بن طغج أَمِيرا على مصر من قبل الراضي فَسلم إِلَيْهِ مصر) 3 - (أَبُو نصر السدري) أَحْمد بن مَا شَاءَ الله بن إِسْمَاعِيل بن رزق الله السدري أَبُو نصر البغداذي سمع أَحْمد بن الْحسن بن خيرون وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن البشري وَغَيرهمَا وَحدث باليسير روى عَنهُ أَبُو بكر الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف فِي مُعْجم شُيُوخه توف سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (الْحَافِظ حكمويه) أَحْمد بن الْمُبَارك الْحَافِظ الزَّاهِد المجاب الدعْوَة أَبُو عمر الْمُسْتَمْلِي النَّيْسَابُورِي الْمَعْرُوف بحكمويه كَانَ مجاب الدعْوَة رَاهِب عصره توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

تقي الدين الخرقي الشافعي

3 - (تَقِيّ الدّين الْخرقِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن الْمُبَارك بن نَوْفَل الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس النصيبي الْخرقِيّ بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالرَّاء الساكنة وَالْقَاف وَهِي قَرْيَة من عمل نَصِيبين كَانَ إِمَامًا عَالما قدم الْموصل بعد السِّت مائَة وَقَرَأَ بهَا الْعَرَبيَّة على أبي حَفْص عمر بن أَحْمد السفني بكسرالسين وبرع فِي الْعلم قَرَأَ عَلَيْهِ الْملك المظفر وَالْملك الصَّالح وصنف كتابا فِي الْأَحْكَام وَشرح الدريدية وَألف كتابا فِي الْعرُوض وكتاباً فِي الْخطب وَشرح الملحة وَله منظومة فِي الْفَرَائِض ومنظومة فِي الْمسَائِل الملقبات وَسكن سنجار ودرس بهَا مَذْهَب الشَّافِعِي ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى الجزيرة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (ابْن الْخلّ) أَحْمد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن عبد الله أَخُو ابْن الْخلّ الْفَقِيه مُحَمَّد بن الْمُبَارك وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَمن شعره دوبيت (سَارُوا وَأقَام فِي فُؤَادِي الكمد ... لم يلق كَمَا لقِيت مِنْهُم أحد) (شوقٌ وجوى ونار وجدٍ تقد ... مَا لي جلدٌ ضعفت مَا لي جلد) وَمِنْه أَيْضا (هَذَا ولهي وَكم كتمت الولها ... صونا لحَدِيث من هوى النَّفس لَهَا) (يَا آخر محنتي وَيَا أَولهَا ... أَيَّام عنائي فِيك مَا أطولها) ) وَمِنْه فِي بعض الوعاظ (وَمن الشقاوة أَنهم ركنوا إِلَى ... نزغات ذَاك الأحمق التمتام) (شيخٌ يبهرج دينه بنفاقه ... ونفاقه مِنْهُم على أَقوام) (وَإِذا رأى الْكُرْسِيّ تاه بِأَنْفِهِ ... أَي أَن هَذَا موضعي ومقامي) (ويدق صَدرا مَا انطوى إِلَّا على ... غل يواريه بكف عِظَام) (وَيَقُول أيش أَقُول من حصرٍ بِهِ ... لَا لازدحام عبارةٍ وَكَلَام) قلت رَأَيْت من قَالَ فِي هَذَا ابْن الْخلّ أَنه أَحْمد وَأوردهُ ابْن النجار فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد وَقَالَ الْحسن وَاعْتذر أَنه رأى خطّ يَده وَقد كتب الْحسن وَقد أوردت أَنا الْحسن فِي مَكَانَهُ على مَا رَأَيْته وَلَعَلَّه كَانَ لَهما أَخ آخر اسْمه أَحْمد وَهُوَ هَذَا وَلَكِن يُعَكر عليّ ذكر الْوَفَاة فَإِنَّهُمَا وَاحِدَة

أبو الفتوح الحاجب

وَالله أعلم بِالصَّوَابِ وَمِمَّنْ سَمَّاهُ أَحْمد القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة أَخِيه مُحَمَّد بن الْمُبَارك 3 - (أَبُو الْفتُوح الْحَاجِب) أَحْمد بن المحسن بن جَعْفَر السلماسي أَبُو الْفتُوح كَانَ أحد الْحجاب بديوان الْخلَافَة ثمَّ ولي حجبة الْحجاب فِي أَيَّام الإِمَام المقتفي ثمَّ عزل سمع من الْوَزير أبي الْقَاسِم عَليّ بن طراد الزَّيْنَبِي فِي الْمجَالِس الديوانية قَالَ محب الدّين ابْن النجار مَا أَظُنهُ روى شَيْئا توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْحسن الْعَطَّار الْوَكِيل) أَحْمد بن المحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعَبَّاس بن أَحْمد الْعَطَّار أَبُو الْحسن بن أبي يعلى الْوَكِيل قَرَأَ الْقُرْآن على القَاضِي أبي يعلى محمّد بن عليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَسمع الحَدِيث من الْحسن بن شَاذان وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْحرفِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلد الْبَزَّاز وَغَيرهم قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن جمَاعَة وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَيحيى بن الطراح وَكَانَ عَالما بِالْوكَالَةِ والشروط متبحراً فِي إبِْطَال الْحُقُوق وَإِثْبَات الْبَاطِل وَله فِي ذَلِك حكايات كَانَ إِذا حمل إِلَيْهِ محْضر كتب خطه فِيهِ ثمَّ إِذا حمل إِلَيْهِ بعد ذَلِك محْضر آخر خلاف الأول كتب خطه فِيهِ أَيْضا فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ مَا تَدْرُونَ أيش أكتب فِيهِ أَنا أكتب فِيهِ مَا ذكر صَحِيح وَكتب فلانٌ ومقصودي نفي الصِّحَّة وهم يظنون أنني) أشهد بِصِحَّتِهِ وطلق رجل امْرَأَته فَتزوّجت بِزَوْج بعد يَوْم فجَاء الزَّوْج إِلَى القَاضِي أبي عبد الله بن الْبَيْضَاوِيّ وَكَانَ على الْقَضَاء بِربع الكرخ وَشرح لَهُ الْحَال فأحضرها القَاضِي وأركبها حمارا وَأمر أَن يُطَاف بهَا فِي السُّوق فَجَاءَت إِلَى ابْن المحسن الْوَكِيل وأعطته مبلغا من المَال فجَاء إِلَى القَاضِي وَقَالَ يَا سيدنَا القَاضِي الله الله لَا يسمع النَّاس بِهَذَا فيظنون أَنَّك لَا تعرف هَذَا إِن هَذِه الْمَرْأَة كَانَت حَامِلا فَطلقهَا زَوجهَا أمس وَوضعت حملهَا البارحة وَمَات الصَّبِي وَتَزَوَّجت الْيَوْم أَلا يجوز هَذَا فَسكت القَاضِي وتخلصت الْمَرْأَة بقوله وَكَانَ صَحِيح السماع إِلَّا أَن أَفعاله كَانَت مُدبرَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (نجم الدّين بن ملي الشَّافِعِي) أَحْمد بن محسن بتَشْديد السِّين بن ملي بن حسن بن عَتيق أَو عتق بن ملي الْعَالم البارع الْكَبِير الْمَعْرُوف بِابْن ملي الْأنْصَارِيّ البعلبكي الشَّافِعِي الْمُتَكَلّم ولد سنة سبع عشرَة ببعلبك وَسمع من الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن وَأبي الْمجد بن الْقزْوِينِي وَابْن الزبيدِيّ وَابْن رَوَاحَة واشتغل بِدِمَشْق وَأخذ عَن ابْن الْحَاجِب الْعَرَبيَّة وَعَن ابْن عبد السَّلَام الْفِقْه وَعَن الزكي الْمُنْذِرِيّ الحَدِيث وَالْأُصُول عَن جمَاعَة والفلسفة والرفض عَن جمَاعَة ودرس وَأفْتى وناظر واشتغل وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَكَانَ متبحراً فِي الْعُلُوم كثير الْفَضَائِل أسداً فِي المناظرة فصيح الْعبارَة ذكياً متيقظاً حَاضر الْحجَّة حاد القريحة اشْتغل مُدَّة بحلب ودمشق وَدخل مصر غير

أبو الفرح الحنبلي

مرّة وَكَانَ شهماً جريئاً قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مشتلقاً يخل بالصلوات وَيتَكَلَّم فِي الصحابه وَكَانَ يَقُول فِي الدَّرْس عينوا آيَة حَتَّى نتكلم عَلَيْهَا فيعينون آيَة وَيتَكَلَّم عَلَيْهَا بِعِبَارَة جزلة كَأَنَّمَا يقْرَأ من كتاب قَرَأَ الشَّيْخ علم الدّين عَلَيْهِ موطأ القعْنبِي وَغير ذَلِك وَسمع مِنْهُ الطّلبَة وَتُوفِّي بقرية بخعون من جبل الظنين وَهِي بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَضم الْعين الْمُهْملَة وَبعد الْوَاو نون فِي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (أَبُو الْفَرح الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مَحْفُوظ بن أَحْمد بن احسن الكلوذاني أَبُو الْفَرح بن أبي الْخطاب الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ سمع أَبَاهُ وَأَبا بكر أَحْمد بن المظفر بن سوسن التمارو عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ العلاف وَحدث باليسير توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَدفن عِنْد قبر أَحْمد 3 - (أَبُو حَامِد الساوي الشَّافِعِي) ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الساوي أَبُو حَامِد بن أبي عبد الله الْفَقِيه الشَّافِعِي سمع أَبَا الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَأَبا الْخَيْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الباغبان الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيرهمَا قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ فِي رحلتي الأولى إِلَى همذان وَفِي رحلتي الثَّانِيَة سَمِعت مِنْهُ فِي عدَّة أمكنة وَكَانَ شَيخا نبيلاً فَقِيها فَاضلا حسن الْمعرفَة بِمذهب الشَّافِعِي وَيعرف طرقاً حسنا من الحَدِيث وَالْأَدب ويعقد مجْلِس الْوَعْظ بِجَامِع همذان وَهُوَ صدوقٌ متدينٌ حسن الْأَخْلَاق محب للْعلم وَأَهله سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة بهمذان 3 - (الغزال الْمُسْتَمْلِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو بكر الغزال الْمُسْتَمْلِي سمع الْكثير من عُبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الفرضي وَعلي بن عبد الْعَزِيز الطاهري وَأحمد بن عمر النَّرْسِي وَعلي بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَالْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَأحمد بن مُحَمَّد بن خَالِد الْكَاتِب وَمن جمَاعَة كتب بِخَطِّهِ كثيرا لنَفسِهِ وتوريقاً للنَّاس وَكَانَ يكْتب مليحاً وَحدث باليسير وَكَانَ صَدُوقًا روى عَنهُ أَبُو بكر الْخَطِيب وَأَبُو عَليّ بن الْبناء فِي مشيخته 3 - (أَبُو عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ الْمُقْرِئ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن سعيد أَبُو عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ الْمُقْرِئ سكن دمشق وصنف تصانيف وَقَرَأَ على زيد بن عَليّ بن أَحْمد الْكُوفِي وَأبي بكر النقاش وَأبي الْعَبَّاس بن الْحسن بن سعد الفاسي وَغَيرهم وَسمع بِدِمَشْق عبد الله بن عَطِيَّة وَعبد الْوَهَّاب بن الْحسن الْكلابِي وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن الْفُرَات وَغَيرهم وَلما مَاتَ كَانَ يَوْمًا مشهوداً وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة

الثعلبي المفسر

3 - (الثَّعْلَبِيّ الْمُفَسّر) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِسْحَاق النَّيْسَابُورِي الثَّعْلَبِيّ صَاحب التَّفْسِير كَانَ أوحد زَمَانه فِي علم الْقُرْآن وَله كتاب العرائس فِي قصَص الْأَنْبِيَاء قَالَ السَّمْعَانِيّ يُقَال لَهُ الثَّعْلَبِيّ والثعالبي وَهُوَ لقبٌ لَا نسب روى عَن جمَاعَة وَكَانَ حَافِظًا عَالما بارعاً فِي الْعَرَبيَّة موثقًا أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن الواحدي وَقد جَاءَ عَن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي قَالَ رَأَيْت رب الْعِزَّة فِي الْمَنَام وَهُوَ يخاطبني وأخاطبه فَكَانَ فِي أثْنَاء ذَلِك أَن قَالَ الرب جلّ) اسْمه أقبل الرجل الصَّالح فَالْتَفت فَإِذا أَحْمد الثَّعْلَبِيّ مقبل وَذكره عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي فِي تَارِيخ نيسابور وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ هُوَ صَحِيح النَّقْل موثوق بِهِ حدث عَن أبي طَاهِر بن خُزَيْمَة وَالْإِمَام أبي بكر بن مهْرَان الْمُقْرِئ وَكَانَ كثير الحَدِيث كثير الشُّيُوخ توفّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين بن خلكان) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلكان قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْبَرْمَكِي الإربلي الشَّافِعِي ولد بإربل سنة ثَمَان وست مائَة وَسمع بهَا صَحِيح البُخَارِيّ من أبي مُحَمَّد بن هبة الله بن مكرم الصُّوفِي وَأَجَازَ لَهُ الْمُؤَيد الطوسي وَعبد الْمعز الْهَرَوِيّ وَزَيْنَب الشعرية روى عَنهُ الْمزي والبرزالي والطبقة وَكَانَ فَاضلا بارعاً متفنناً عارفاًُ بِالْمذهبِ حسن الفتاوي جيد القريحة بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ عَلامَة فِي الْأَدَب وَالشعر وَأَيَّام النَّاس كثير الِاطِّلَاع حُلْو المذاكرة وافر الْحُرْمَة فِيهِ رياسة كَبِيرَة لَهُ كتاب وفيات الْأَعْيَان وَقد اشْتهر كثيرا وَله مجاميع أدبية قد الشَّام فِي شبيبته وَقد تفقه بالموصل على كَمَال الدّين بن يُونُس وَأخذ بحلب عَن القَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد وَغَيرهمَا وَدخل مصر وسكنها مُدَّة وتأهل بهَا وناب بهَا فِي الْقَضَاء عَن القَاضِي بدر الدّين السنجاري ثمَّ قدم الشَّام على الْقَضَاء فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين مُنْفَردا بِالْأَمر ثمَّ أقيم مَعَه فِي الْقَضَاء ثَلَاثَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَ ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى جَاءَ من مصر ثَلَاثَة تقاليد لشمس الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن عَطاء الْحَنَفِيّ ولزين الدّين عبد السَّلَام الزواوي الْمَالِكِي وَوَافَقَ الْحَنَفِيّ والحنبلي وَكَانَ الْحَنَفِيّ قبل ذَلِك نَائِبا للشَّافِعِيّ ثمَّ إِن الْأَمر من مصر ورد

بإلزام الْمَالِكِي وَامْتنع الْمَالِكِي والحنبلي من أَخذ الجامكية وَقَالا نَحن فِي كِفَايَة قَالَ شهَاب الدّين أَبُو شامة وَمن العجيب اجْتِمَاع ثَلَاثَة من قُضَاة الْقُضَاة لقب كل وَاحِد مِنْهُم شمس الدّين فِي زمن وَاحِد وَاتفقَ أَن الشَّافِعِي استناب نَائِبا لقبه شمس الدّين فَقَالَ بعض الأدباء الظرفاء (أهل دمشق استرابوا ... من كَثْرَة الْحُكَّام) (إِذْ هم جَمِيعًا شموسٌ ... وحالهم فِي الظلام) وَقَالَ أَيْضا (بدمشقٍ آيةٌ قد ... ظَهرت للنَّاس عَاما) ) (كلما ازدادوا شموساً ... زَادَت الدُّنْيَا ظلاما) ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء سنة تسع وَسِتِّينَ بِالْقَاضِي عز الدّين ابْن الصايغ ثمَّ عزل ابْن الصايغ بعد سبع سِنِين بِهِ وَقدم من مصر فَدخل دُخُولا لم يدْخل غَيره مثله من الاحتفال والزحمة وَأَصْحَاب البغال وَالشُّهُود وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَجلسَ فِي منصب حكمه وَتكلم الشُّعَرَاء وَلما قدم ابْن خلكان إِلَى دمشق ثَانِيًا وَكَانَ لثامن سنة قَالَ رشيد الدّين الفارقي فِي ذَلِك أَنْت فِي الشَّام مثل يُوسُف فِي مصر وَعِنْدِي أَن الْكِرَام جناس (وَلكُل سبعٌ شدادٌ وَبعد السَّبع ... عامٌ يغاث فِيهِ النَّاس) وَقَالَ سعد الدّين الفارقي (أذقت الشَّام سبع سِنِين جدباً ... غَدَاة هجرته هجراً جميلا) (فَلَمَّا زرته من أَرض مصرٍ ... مددت عَلَيْهِ من كفيك نيلا) وَقَالَ ابْن جعوان (لما تولى قَضَاء الشَّام حاكمه ... قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْعَبَّاس ذُو الْكَرم) (من بعد سبعٍ شدادٍ قَالَ خادمه ... ذَا الْعَام فِيهِ يغاث النَّاس بِالنعَم) وَقَالَ نور الدّين ابْن مُصعب (رَأَيْت أهل الشَّام طراً ... مَا فيهم قطّ غير رَاض) (نالهم الْخَيْر بعد شرّ ... فالوقت بسطٌ بِلَا انقباض) (وعوضوا فرحةً بحزنٍ ... مذ أنصف الدَّهْر فِي التقاضي) (وسرهم بعد طول غمّ ... قدوم قاضٍ وعزل قَاض) (فكلهم شاكرٌ وشاكٍ ... بِحَال مستقبلٍ وماض) قلت بَيْتا رشيد الدّين الفارقي خير هَذِه المقاطيع وَكَانَ كَرِيمًا جواداً ممدوحاً فِيهِ ستر وحلم وعفو وحكاياته فِي ذَلِك مَشْهُورَة ثمَّ عزل بِابْن

الصايغ ودرس بالأمينية إِلَى أَن مَاتَ عَشِيَّة نَهَار السبت سادس عشْرين شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة بالنجيبية جوَار النورية وشيعه الْخَلَائق أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ شهَاب الدّين أَحْمد بن غَانِم كَاتب الْإِنْشَاء يرثي قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين) (يَا شمس الْعُلُوم فِي الثرى قد غَابَتْ ... كم نبت عَن الشَّمْس وَهِي مَا نابت) (لم تأت بمثلك اللَّيَالِي أبدا ... إِمَّا قصرت عَنهُ وَإِمَّا هابت) وَكَانَ وجيه الدّين مُحَمَّد بن سُوَيْد صَاحبه وَكَانَ يسومه قَضَاء أشغال كَثِيرَة ويقضيها فَحَضَرَ فِي بعض الْأَيَّام ورام مِنْهُ أمرا متعذراً فَاعْتَذر فَقَالَ مَا يكون الصاحب صاحباً حَتَّى يعرق جَبينه مَعَ صَاحبه فِي جَهَنَّم فَقَالَ القَاضِي بلَى يَا وجيه الدّين صرنا مَعَك قشلمشا وَمَا ترْضى وَيُقَال إِنَّه عمل تَارِيخا للْملك الظَّاهِر وَوصل نسبه بجنكزخان فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ قَالَ هَذَا يصلح أَن يكون وزيراً اطلبوه فَطلب وَبلغ الْخَبَر الصاحب بهاء الدّين ابْن حنا فسعى فِي الْقَضِيَّة إِلَى أَن أبطل ذَلِك وناسى السُّلْطَان عَلَيْهِ فَبَقيَ فِي الْقَاهِرَة يركب كل يَوْم وَيقف فِي بَاب القرافة وَيَمْشي قُدَّام الصاحب إِلَى أَن يوصله بَيته وافتقر حَتَّى لم يكن لَهُ غير البغلة لركوبه وَكَانَ لَهُ عبد يعْمل بَابا ويطعمه وَالشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس يؤثره وَمَعَ ذَلِك فَلَا يحنو عَلَيْهِ الصاحب وَلَا يحن إِلَى الْإِحْسَان إِلَيْهِ حَتَّى فاوضه الدوادار وَقَالَ لَهُ إِلَى مَتى يبْقى هَذَا على هَذِه الْحَالة فَجهز إِلَى مَكَانَهُ بِدِمَشْق على الْقَضَاء وَحضر إِلَيْهِ وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ عز الدّين مُحَمَّد بن شَدَّاد بكتب فقارس من الْغَوْر وانتقالها إِلَى الظَّاهِر وَقد ثبتَتْ عَلَيْهِ بِالشَّام وَطلب مِنْهُ الْإِشْهَاد عَلَيْهِ بِمَا فِيهَا لتثبت بِمصْر قَالَ كَيفَ أشهد عَليّ قَالَ يَأْذَن لَك قَاضِي الْقُضَاة ابْن رزين فَقَالَ لَو كنت موليا مَا كنت آذن لَهُ أفأكون مولى من جِهَته هَذَا لَا يكون أبدا واطلع الظَّاهِر على ذَلِك فَعظم عِنْده وَتحقّق شرف نَفسه وَأمر لَهُ بدر الدّين ببليك الخزندار تِلْكَ الْأَيَّام بألفي دِرْهَم وَمِائَة إِرْدَب قَمح فَأبى من قبُولهَا وتلطف مَعَه مَعَ القاصد فَقَالَ تجوع الْحرَّة وَلَا تَأْكُل بثدييها وَلم يقبل وأصر على الِامْتِنَاع مَعَ الْفَاقَة الشَّدِيدَة وَكَانَ لَهُ ميلٌ إِلَى بعض أَوْلَاد الْمُلُوك وَله فِيهِ الْأَشْعَار الرائقة يُقَال إِنَّه أول يَوْم جَاءَ إِلَيْهِ بسط لَهُ الطرحة وَقَالَ مَا عِنْدِي أعز من هَذِه طأ عَلَيْهَا وَلما فَشَا أَمرهمَا وعله بِهِ أَهله منعُوهُ الرّكُوب فَقَالَ (يَا سادتي إِنِّي قنعت وحقكم ... فِي حبكم مِنْكُم بأيسر مطلب) (إِن لم تجودوا بالوصال تعطفاً ... ورأيتم هجري وفرط تجنبي) (لَا تمنعوا عَيْني القريحة أَن ترى ... يَوْم الْخَمِيس جمالكم فِي الموكب) (لَو كنت تعلم يَا حَبِيبِي مَا الَّذِي ... أَلْقَاهُ من ألمٍ إِذا لم تركب) (لرحمتني ورثيت لي من حالةٍ ... لولاك لم يَك حملهَا من مذهبي) ) (قسما بِوَجْهِك وَهُوَ بدرٌ طالعٌ ... وبليل طرتك الَّتِي كالغيهب)

(وبقامةٍ لَك كالقضيب ركبت فِي ... أخطارها فِي الْحبّ أصعب مركب) وبطيب مبسمك الشهي الْبَارِد العذب النمير اللؤْلُؤِي الأشب لَو لم أكن فِي رُتْبَة أرعى لَهَا الْعَهْد الْقَدِيم صِيَانة للمنصب (لهتكت ستري فِي هَوَاك ولذ لي ... خلع العذار وَلَو ألحّ مؤنبي) (لَكِن خشيت بِأَن تَقول عواذلي ... قد جن هَذَا الشَّيْخ فِي هَذَا الصَّبِي) (فَارْحَمْ فديتك حرقةً قد قاربت ... كشف القناع بِحَق ذياك النَّبِي) (لَا تفضحن محبك الصبّ الَّذِي ... جرّعته فِي الحبّ أكدر مشرب) أَخْبرنِي من لَفظه القَاضِي جمال الدّين عبد القاه التبريزي وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ كَانَ الَّذِي يهواه القَاضِي شمس الدّين هُوَ الْملك المسعود وَكَانَ قد تيمه حبه فَكنت أَنَام عِنْده فِي العادلية فتحدثنا فِي بعض اللَّيَالِي إِلَى أَن رَاح النَّاس من عِنْده فَقَالَ لي نم أَنْت وَألقى عليّ فَرْوَة وَقَامَ يَدُور حول الْبركَة فِي العادلية ويكرر هذَيْن الْبَيْتَيْنِ إِلَى أَن أصبح وَتَوَضَّأ وصلينا والبيتان الْمَذْكُورَان (أَنا وَالله هالكٌ ... آيسٌ من سلامتي) (أَو أرى الْقَامَة الَّتِي ... قد أَقَامَت قيامتي) وَيُقَال إِنَّه سَأَلَ بعض أَصْحَابه عَمَّا يَقُوله أهل دمشق عَنهُ فاستعفاه فألحّ عَلَيْهِ فَقَالَ يَقُولُونَ إِنَّك تكذب فِي نسبك وتأكل الحشيشة وتحب الغلمان فَقَالَ أما النّسَب وَالْكذب فِيهِ فَإِذا كَانَ وَلَا بُد مِنْهُ فَكنت أنتسب إِلَى الْعَبَّاس أَو إِلَى عَليّ بن أبي طَالب أَو إِلَى أحد الصَّحَابَة وَأما النّسَب إِلَى قوم لم يبْق لَهُم بَقِيَّة وأصلهم فرس مجوس فَمَا فِيهِ فَائِدَة وَأما الحشيشة فَالْكل ارْتِكَاب محرم وَإِذا كَانَ وَلَا بُد فَكنت أشْرب الْخمر لِأَنَّهُ ألذّ وَأما محبَّة اللغلمان فَإلَى غدٍ أجيبك عَن هَذِه الْمَسْأَلَة قَالَ قطب الدّين اليونيني سَمِعت من يذكر إِنَّمَا خرّج لَهُ النّسَب إِلَى البرامكة أَبُو شامة وَلَيْسَ كَذَلِك ووقفت على مجلدة من تَارِيخ إربل لوزيرها شرف الدّين وَقد ذكر وَفَاة ابْن عَم قَاضِي الْقُضَاة وَقد نسبه إِلَى البرامكة وَلَعَلَّ ذَلِك قبل خُرُوجه من إربل وَذكره الصاحب كَمَال الدّين فِي تَارِيخ حلب وَنسبه إِلَى البرامكة وَمن شعره) (وسرب ظباءٍ فِي غديرٍ تخالعوا ... بدورٌ بأفق المَاء تبدو وتغرب) (يَقُول عذولي والغرام مصاحبي ... أما لَك عَن هذي الصبابة مَذْهَب) (وَفِي دمك المطلول خَاضُوا كَمَا ترى ... فَقلت لَهُ ذرهم يخوضوا ويلعبوا) وَمِنْه مضمناً (كم قلت لما اطَّلَعت وجناته ... حول الشَّقِيق الغضّ دوحة آس) (لعذاره الساري العجول بخدّه ... مَا فِي وقوفك سَاعَة من باس)

وَمِنْه (لما بدا الْعَارِض فِي خَدّه ... بشرت قلبِي بالنعيم الْمُقِيم) (وَقلت هَذَا عارضٌ ممطرٌ ... فَجَاءَنِي فِيهِ الْعَذَاب الْأَلِيم) وَمِنْه على مَا قيل (أنظر إِلَى عَارضه فَوْقه ... لحاظه ترسل مِنْهَا الحتوف) (تشاهد الْجنَّة فِي وَجهه ... لَكِنَّهَا تَحت ظلال السيوف) وَمِنْه (وَلما أَن تفرقنا ... وحالت نوب الدَّهْر) (رَأَيْت الشهد لَا يحلو ... فَمَا ظَنك بِالصبرِ) وَمِنْه (وَمَا سر قلبِي مُنْذُ شطت بك النَّوَى ... نعيمٌ وَلَا لهوٌ وَلَا متصرف) (وَلَا ذقت طعم المَاء إِلَّا وجدته ... سوى ذَلِك المَاء الَّذِي كنت أعرف) (وَلم أشهد اللَّذَّات إِلَّا تكلفاً ... وأيّ سرورٍ يَقْتَضِيهِ التَّكَلُّف) وَمِنْه (أحبابنا لَو لَقِيتُم فِي إقامتكم ... من الصَّبابة مَا لاقيتُ فِي ظَعَني) (لأصبح الْبَحْر من أنفاسكم يبساً ... والبرّ من أدمعي ينشقّ بالسفن) وَمِنْه (تمثلتم لي والبلاد بعيدةٌ ... فخيل لي أَن الْفُؤَاد لكم مغنى) (وناجاكم قلبِي على الْبعد والنوى ... فأوحشتم لفظا وآنستم معنى) ) وَقَالَ فِي ملاحٍ أَرْبَعَة يلقب أحدهم بِالسَّيْفِ (ملاك بَلْدَتنَا بالْحسنِ أربعةٌ ... بحسنهم فِي جَمِيع الْخلق قد فتكوا) (تملكوا مهج العشاق وافتتحوا ... بِالسَّيْفِ قلبِي وَلَوْلَا السَّيْف مَا ملكوا) وَمِنْه (أيّ ليلٍ على المحبّ أطاله ... سائق الظعن يَوْم زمّ جماله) يزْجر العيس طاويا يقطع المهمه عسفاً سهوله ورماله (أَيهَا السَّائِق المجدّ ترفق ... بالمطايا فقد سئمن الرحاله) (وأنخها هنيهةً وأرحها ... قد براها السرى وفرط الكلاله) لَا تطيل سَيرهَا العنيف فقد برح بالصبّ فِي سراها الإطاله

(وتركتم وراءكم حلف وجدٍ ... نادباً فِي محلكم أطلاله) (يسْأَل الرّبع عَن ظباء الْمصلى ... مَا على الرّبع لَو أجَاب سُؤَاله) (ومحالٌ من الْمُحِيل جوابٌ ... غير أنّ الْوُقُوف فِيهَا علاله) هَذِه سنة المحبين يَبْكُونَ على كل منزل لَا محاله يَا ديار الأحباب لَا زَالَت الأدمع فِي ترب ساحتيك مذاله (وتمشي النسيم وَهُوَ عليلٌ ... فِي مغانيك ساحباً أذياله) أَيْن عيشٌ مضى لنا فِيك مَا أسْرع عَنَّا ذَهَابه وزواله (حَيْثُ وَجه الشبابب طلقٌ نضيرٌ ... والتصابي غصونه مياله) (وَلنَا فِيك طيب أَوْقَات أنس ... ليتنا فِي الْمَنَام نلقى مِثَاله) (وبأرجاء جوك الرحب سربٌ ... كلّ عينٍ ترَاهُ تهوى جماله) (من فتاةٍ بديعة الْحسن ترنو ... من جفونٍ لحاظها مغتاله) (ورخيم الدَّلال حُلْو الْمعَانِي ... تتثنى أعطافه مختاله) ذِي قوام تودّ كل غصون البان لَو أَنَّهَا تحاكي اعتداله (وَجهه فِي الظلام بدر تمامٍ ... وعذاره حوله كالهاله) وَمن ذَلِك (كأنني يَوْم بَان الْحَيّ عَن إضمٍ ... وَالْقلب من سطوات الْبَين مذعور) ) (وَرْقَاء ظلّت لفقد الإلف ساجعةً ... تبْكي عَلَيْهِ اشتياقاً وَهُوَ مأسور) (يَا جيرة الْحَيّ هَل من عودةٍ فَعَسَى ... يفِيق من نشوات الشوق مخمور) (إِذا ظَفرت من الدُّنْيَا بقربكم ... فكلّ ذنبٍ جناه الدَّهْر مغْفُور) وَله فِي الدوبيت شَيْء كثير من أحْسنه قَوْله (فِي هَامِش خدك البديع القاني ... أسرار هوى لكلّ صبٍّ عان) (قد خرجها الْبَارِي فَمَا أحْسنهَا ... من حاشيةٍ بالقلم الريحاني) وَقَوله (روحي بك يَا معذبي قد شقيت ... فِي جنب رضاك فِي الْهوى مَا لقِيت) (لَا تعجل بِاللَّه عَلَيْهَا فَعَسَى ... أَن تدركها برحمةٍ إِن بقيت) وَقَوله (يَا سعد عساك تطرق الْحَيّ عساك ... قصدا فَإِذا رَأَيْت من حل هُنَاكَ) (قل صبك مَا زَالَ بِهِ الوجد إِلَى ... أَن مَاتَ غراماً أحسن الله عزاك)

الإمام الخطابي

وَكتب إلهي السراج الْوراق لغزا فِي مئذنة (يَا إِمَامًا لَهُ ضِيَاء ذكاءٍ ... يتلاشى لَهُ ضِيَاء ذكاء) مَا مُسَمّى بِالرَّفْع يعرب وَالنّصب وَإِن كَانَ مُسْتَقر الْبناء (علمٌ مفردٌ فَإِن رَفَعُوهُ ... رَفَعُوهُ عمدا لأجل النداء) أنثوه وَمِنْه قد عرف التَّذْكِير فَانْظُر تنَاقض الْأَشْيَاء (وَهُوَ ظرفٌ فَأَيْنَ من فِيهِ ظرفٌ ... ليجلّي من هَذِه العمياء) فَأجَاب قَالَ نَاصِر الدّين أَحْمد بن الْمُنِير فِي قَاضِي الْقُضَاة الْمَذْكُور لَيْسَ شمس الضُّحَى كأوصاف شمس الدّين قَاضِي الْقُضَاة حاشاً وكلاّ (تِلْكَ مهما علت محلا ثنت ظ ... لاًّ وَهَذَا مهما علا مدّ ظلا) 3 - (الإِمَام الْخطابِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب الْخطابِيّ أَبُو سُلَيْمَان من ولد زيد بن الْخطاب قَالَ السلَفِي ذكر الجمّ الْغَفِير وَالْعدَد الْكثير أَن اسْمه حمد وَهُوَ الصَّوَاب وَعَلِيهِ الِاعْتِمَاد وَذكره) ياقوت فِي مُعْجم الأدباء فِي بَاب أَحْمد وَقَالَ إِن الثعالبي وَأَبا عبيد الْهَرَوِيّ كَانَا معاصريه وتلميذيه سمياه أَحْمد وَقد سَمَّاهُ الكحاكم ابْن البيع فِي كتاب نيسابور حمداً وَجعله فِي بَاب من اسْمه حمد وَذكر أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي كتاب مرو وَسُئِلَ أَبُو سُلَيْمَان عَن اسْمه فَقَالَ اسْمِي الَّذِي سميت بِهِ حمد لَكِن النَّاس كتبوه أَحْمد فتركته عَلَيْهِ ورثاه أَبُو بكر عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْحَنْبَلِيّ فَقَالَ (وَقد كَانَ حمداً كاسمه حمد الورى ... شمائل فِيهَا للثناء ممادح) (خلائق مَا فِيهَا معابٌ لعائبٍ ... إِذا ذكرت يَوْمًا فهنّ مدائح) قَالَ السَّمْعَانِيّ كَانَ الْخطابِيّ حجَّة صَدُوقًا رَحل إِلَى الْعرَاق والحجاز وجال فِي خُرَاسَان وَخرج إِلَى مَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ يتجر فِي ملكه الْحَلَال وَينْفق على الصلحاء من إخوانه وَقَالَ الثعالبي كَانَ يشبه فِي زَمَاننَا بِأبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَقد طوف وَألف فِي فنون الْعلم وَأخذ الْفِقْه عَن أبي بكر الْقفال الشَّاشِي وَأبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة ونظرائهما من أَصْحَاب الشَّافِعِي وَمن تصانيفه معالم السّنَن شرح السّنَن لأبي دَاوُد كتاب غَرِيب الحَدِيث وَفِيه مَا لم يذكرهُ ابْن

ابن دق الأديب

قُتَيْبَة وَلَا أَبُو عبيد فِي كِتَابَيْهِمَا وَهُوَ كتاب ممتع كتاب تَفْسِير أَسمَاء الرب عز وَجل كتاب شرح الْأَدْعِيَة المأثورة كتاب شرح البُخَارِيّ كتاب الْعُزْلَة كتاب إصْلَاح الْغَلَط كتاب الْعَرُوس كتاب أَعْلَام الحَدِيث كتاب الغنية عَن الْكَلَام كتاب شرح دعوات لِابْنِ خُزَيْمَة وَمن شُيُوخ الْخطابِيّ فِي الْأَدَب وَغَيره إِسْمَاعِيل الصفار وَأَبُو عمر الزَّاهِد وَأَبُو الْعَبَّاس الْأَصَم وَأحمد بن سُلَيْمَان النجار وَأَبُو عَمْرو السماك ومكرم القَاضِي وجعفر الخالدي كلهم بغداذي سوى الْأَصَم فَإِنَّهُ نيسابوري وروى عَن الْخطابِيّ خلق مِنْهُم عبد بن أَحْمد بن عفير الْهَرَوِيّ وَالْحسن بن مُحَمَّد الْكَرَابِيسِي البستي وَمُحَمّد بن الْحسن الْمُقْرِئ وَعلي بن الْحسن الْفَقِيه السجْزِي وروى عَنهُ أَبُو حَامِد الأسفراييني وَالْحَاكِم بن البيع وَأَبُو عبيد الْهَرَوِيّ والثعالبي وَمن شعره (وَمَا غربَة الْإِنْسَان فِي شقة النَّوَى ... وَلكنهَا وَالله فِي عدم الشكل) (وَإِنِّي غريبٌ بَين بستٍ وَأَهْلهَا ... وَإِن كَانَ فِيهَا أسرتي وَبهَا أَهلِي) وَمِنْه) (وَلَيْسَ اغترابي فِي سجستان أنني ... عدمت بهَا الإخوان وَالدَّار والأهلا) (وَلكنه مَا لي بهَا من مشاكلٍ ... وَإِن الْغَرِيب الْفَرد من يعْدم الشكلا) وَمِنْه (مَا دمت حَيا فدار النَّاس كلهم ... فَإِنَّمَا أَنْت فِي دَار المداراة) (من يدر دَاري وَمن لم يدر سَوف يرى ... عَمَّا قليلٍ نديماً للندامات) وشعره كثير جيد وللحافظ السلَفِي فِيهِ أمداحٌ كَثِيرَة وَلغيره مولده سنة تسع عشرَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن دق الأديب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ الأديب الْمَعْرُوف بِابْن دق توفّي سنة أَربع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (البلاذري الْوَاعِظ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطوسي أَبُو مُحَمَّد البلاذري الْوَاعِظ قَالَ الْحَاكِم كَانَ أوحد عصره فِي الْحِفْظ والوعظ وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي البغداذي المولد ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ الشَّيْخ الْفَقِيه الْمُقْرِئ الْمسند عماد الدّين أَبُو الْعَبَّاس

العشاب القرطبي

أَحْمد ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن الشَّيْخ الْقدْوَة عماد الدّين ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسمع سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين من الكاشغري وَابْن الخازن وَسمع بِمصْر من عبد الْوَهَّاب بن رواج وطائفةٍ تفرد بأجزاء عالية أَخذ عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ يؤم بمسجدٍ لَهُ وَله مدارس وَتُوفِّي سنة عشر وَسبع مائَة 3 - (العشاب الْقُرْطُبِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْفَقِيه الأديب الْمُحدث أَبُو الْعَبَّاس الْمرَادِي الْقُرْطُبِيّ الْمَشْهُور بالعشاب ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وروى مسلسل الراحمون عَن أبي مُحَمَّد بن برطله وَكَانَ صاحباً للبطرني يسمعان مَعًا وَسمع الْمُوَطَّأ من ابْن هَارُون وروى عَن أبي الْقَاسِم ابْن الْبَراء التنوخي وَأبي مُحَمَّد بن السّفر وَسمع الشِّفَاء عَن أبي إِسْحَاق بن عَيَّاش التجِيبِي بِسَمَاعِهِ من الشقوري عَن مُؤَلفه إجَازَة وَسمع من عُثْمَان بن سُفْيَان التَّمِيمِي سنة خمس) وست وفيهَا مَاتَ ووزر للحياني صَاحب تونس واشتغل فِي النَّحْو سمع مِنْهُ الْيَسِير ابْن عرام وَالشَّيْخ حسن البغداذي بقرَاءَته لَهُ وتلاوته بِهِ على أبي مُحَمَّد عبد الله بن يُوسُف بن عبد الْأَعْلَى الشبارتي عَن أبي جَعْفَر الْحصار تِلَاوَة وسماعاً بِسَنَدِهِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (صفي الدّين الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الْمسند) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه الْمسند صفي الدّين أَبُو الْعَبَّاس الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ أَخُو الشَّيْخ رَضِي الدّين ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة سمع صَحِيح البُخَارِيّ من عبد الرَّحْمَن بن أخي حرمي الْعَطَّار صَاحب ابْن عمار وَسمع شعيباً الزَّعْفَرَانِي وَأَبا الْحسن بن الجميزي وَحدث غير مرّة وَكَانَ دينا خيرا أضرّ مُدَّة مديدة ثمَّ اتّفق أَن وَقع من مَكَان فانقدحت عَيناهُ وَأبْصر 3 - (الْقَدُورِيّ الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن حمدَان الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالقدوري انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْحَنَفِيَّة بالعراق وَكَانَ حسن الْعبارَة فِي النّظم وَسمع الحَدِيث وروى عَنهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخه وصنف فِي مذْهبه الْمُخْتَصر الْمَشْهُور وَغَيره وَكَانَ يناظر الشَّيْخ أَبَا حَامِد الاسفراييني الشَّافِعِي وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة ببغداذ وَمن شعره 3 - (

أحمد بن محمد بن أحمد المعروف بابن القطان البغداذي الفقيه الشافعي من كبار أئمة الأصحاب أخذ الفقه عن ابن سريج ثم من بعده عن أبي إسحاق المروزي ودرس ببغداذ وأخذ عنه اللعماء وله مصنفات كثيرة كانت الرحلة إليه بالعراق مع أبي القاسم الداركي استقل بالرئاسة

ابْن الْقطَّان الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن الْقطَّان البغداذي الْفَقِيه الشَّافِعِي من كبار أَئِمَّة الْأَصْحَاب أَخذ الْفِقْه عَن ابْن سُرَيج ثمَّ من بعده عَن أبي إِسْحَاق الْمروزِي ودرس ببغداذ وَأخذ عَنهُ اللعماء وَله مصنفات كَثِيرَة كَانَت الرحلة إِلَيْهِ بالعراق مَعَ أبي الْقَاسِم الداركي اسْتَقل بالرئاسة وَذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي الطَّبَقَات وَله مصنفات فِي أصُول الْفِقْه وفروعه وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْمحَامِلِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سعيد بن أبان الضَّبِّيّ الْمحَامِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي أَخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ أبي حَامِد الاسفراييني وَله عَنهُ تعليقة تنْسب إِلَيْهِ وزرق من الذكاء وَحسن الْفَهم مَا أربى بِهِ على أقرانه وبرع فِي الْفِقْه ودرس فِي حَيَاة) شَيْخه أبي حَامِد وَبعده وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن مظفر وطبقته ورحل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْكُوفَة وسَمعه بهَا وَله فِي الْمَذْهَب الْمَجْمُوع وَهُوَ كَبِير وَالْمقنع مُجَلد وَاحِد واللباب وَهُوَ صَغِير والأوسط وصنف فِي الْخلاف كثيرا ودرس ببغداذ ذكره الْخَطِيب فِي تَارِيخه توفّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى والمحاملي نِسْبَة إِلَى المحامل الَّتِي يحمل النَّاس عَلَيْهَا فِي السّفر 3 - (الْمعلم ابْن شهمردان) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شهمردان الْمعلم الْأَصْبَهَانِيّ أديب فَاضل بارع فصيح كثير السماع حسن الْخط صَاحب أصُول قَالَ يحيى بن مَنْدَه سَمِعت من الثِّقَات مِنْهُم أَبُو غَالب بن هَارُون تِلْمِيذه أَنه كَانَ رجلا فَاضلا إِلَّا أَنه كَانَ لَا يُصَلِّي الصَّلَوَات فِيمَا قيل توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو عَليّ البرداني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن هَارُون البرداني أَبُو عَليّ بن أبي الْحسن الْحَافِظ سمع أَبَاهُ وَأَبا طَالب مُحَمَّد بن غيلَان وَإِبْرَاهِيم وَعلي ابْني الْبَرْمَكِي وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَعبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأَزجيّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن النقور وَأَبا يعلى ابْن الْفراء وخلقاً كثيرين وَلم يزل يكْتب إِلَى حِين وَفَاته وَكتب كثيرا عَن

أبو الفتح الحداد

الْمُتَأَخِّرين حَتَّى عَن أقرانه وَمن هُوَ دونه وَكتب كثيرا من الْكتب الْكِبَار والأجزاء وَجمع مجاميع وَخرج تخريجات وصنف فِي عدَّة فنون وَحدث بأكثرها وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ والمعرفة والصدق والتفقه والديانة روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن طراد الْوَزير وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الضَّرِير الحفني وَأحمد بن عَليّ كوكان وَأحمد بن المقرب الْكَرْخِي توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْفَتْح الْحداد) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن يُوسُف الْحداد أَبُو الْفَتْح التَّاجِر من أهل أَصْبَهَان وَهُوَ ابْن أُخْت الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن ابْن أبي عبد الله بن مَنْدَه قَرَأَ الْقُرْآن بأصبهان على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عمر الْحرفِي وبمكة على الكارزيني سمع بإفادة خَاله من الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْجمال وَمُحَمّد بن عَليّ بن عَمْرو النقاش وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يزْدَاد وَجَمَاعَة وَحدث بالكثير وانشترت عَنهُ الرِّوَايَة سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة والحفاظ وَكَانَ أَمينا) صَدُوقًا حسن الطَّرِيقَة جميل السِّيرَة كثير الْبر وَالصَّدَََقَة تفرد بِالْإِجَازَةِ من إِسْمَاعِيل بن ينَال المحبوبي الَّذِي يروي عَن ابْن مَحْبُوب جَامع التِّرْمِذِيّ وَتُوفِّي سنة خمس مائَة 3 - (أَبُو المظفر الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عمر الشَّاشِي أَبُو المظفر بن أبي بكر الْفَقِيه الشَّافِعِي قَرَأَ الْفِقْه على أَبِيه فأحكمه وَأفْتى وَسمع الحَدِيث من أبي عبد الله بن طَلْحَة وَحدث باليسير روى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل وَأَبُو الْقَاسِم الدِّمَشْقِي فِي معجميهما توفّي سنّ تسع وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو بكر الدينَوَرِي الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدينَوَرِي أَبُو بكر بن أبي الْفَتْح الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ البغداذي قَرَأَ الْفِقْه على أبي الْخطاب الكلوذاني حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب واالخلاف وَكَانَ مليح المناظرة جيد الْعبارَة مَعَ لحن وَعدم معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ وَولي الإشراف على البيمارستان سمع رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَالْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي وَحدث باليسير وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد البروجردي يَقُول كَانَ شَيخنَا أسعد المهيني ببغداذ يَقُول أَبُو بكر الدينَوَرِي الإِمَام مَا اعْترض على دَلِيل أحدٍ إِلَّا ثلم فِي ذيله ثلمة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الْمُقْرِئ الرناني) أَحْمد بن محمدبن أَحْمد بن هَالة الرناني بالراء المضمومة ونونين بَينهمَا ألف كَذَا وجدته الْأَصْبَهَانِيّ أَبُو الْعَبَّاس الْمُقْرِئ قَرَأَ الْقُرْآن بأصبهان على أبي الْحداد وَسمع مِنْهُ وَمن غَانِم بن مُحَمَّد الْبُرْجِي وَمن دونهمَا وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة

ابن أبي عقيل الحريري

3 - (ابْن أبي عقيل الحريري) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي عقيل أَحْمد بن عِيسَى بن زيد بن الْحسن بن عِيسَى بن مُوسَى بن هادي بن مهْدي السّلمِيّ أَبُو بكر الحريري سمع مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَعَاصِم بن الْحسن بن عَاصِم الشَّاعِر وَمُحَمّد ابْن أبي نصر الْحميدِي وَغَيرهم وَحدث باليسير وروى عَنهُ عبد الْحق بن يُوسُف شَيْئا من شعره ذكر أَنه سمع مِنْهُ سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره (وسائلٍ يسألني كم مضى ... حزت الثَّمَانِينَ فَقلت انْقَضى) ) (حِسَاب عمرٍ لَيْت أَيَّامه ... علقت مِنْهَا بحبال الرضى) (وَالْغَائِب الْفِكر إِذا لم يبن ... جَوَاب مَا يسْأَله عرضا) (أما ترى الْمِصْبَاح يوريكم ... من قبل أَن يخبو ضياه أضا) وَمن قَوْله (إِن الثَّمَانِينَ وتعدادها ... جذرٌ إِلَيْهِ يَنْتَهِي الحاسب) (عمرٌ خليق بالحجى والنهى ... لكنه منقطعٌ ذَاهِب) وَمِنْه أَيْضا (إِن الثَّمَانِينَ وأعوامها ... مراحلٌ تدني إِلَى الْآخِرَه) (أراع إِن عددت أَيَّامهَا ... من زلةٍ أَو قدمٍ عاثره) توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة أَو كَانَ حَيا فِي هَذَا التَّارِيخ 3 - (أَبُو سعد الْوَاعِظ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان البغداذي أَبُو سعد بن أبي الْفضل الْوَاعِظ من أَصْبَهَان إِمَام فِي الحَدِيث والزهد سمع الْكثير بِبَلَدِهِ من أَبِيه وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن أبي عبد الله وَأبي عمروٍ عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مَنْدَه وَعبد الْجَبَّار بن عبد الله بن يزده الرَّازِيّ وَمن خلق كثير ورحل إِلَى بغداذ وَسمع عَاصِم بن الْحسن وَمَالك بن أَحْمد البانياسي وَأَبا الْخطاب بن البطر وَأحمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْكتب والأجزاء وَحدث بالكثير وَسمع مِنْهُ الْأَئِمَّة والكبار وَجمع مجموعات وَخرج تخايج وَكَانَ ثِقَة نبيلاً سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن نَاصِر وشجاع بن فَارس الدهلي وروى عَنهُ عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين وَعبد الْعَزِيز بن الْأَخْضَر وَكَانَ يسْتَعْمل السّنَن الَّتِي وَردت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأقصى جهده وَكَانَ يَصُوم فِي طَرِيق الْحجاز فِي شدَّة الْحر توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو نصر الحديثي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح الحديثي أَبُو نصر الشَّاهِد

الميداني اللغوي

وَالِد قَاضِي الْقُضَاة روح نزل بغداذ وَكَانَ يسكن بدار الْخلَافَة وتفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَسمع النَّقِيب طراد بن مُحَمَّد الزيني وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن طوق الْموصِلِي وَحدث باليسير روى عَنهُ) ابْن عبد الْملك بن روح وَالْمبَارك ابْن كَامِل الْخفاف فِي مُعْجم شُيُوخه توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (الميداني اللّغَوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الميداني النَّيْسَابُورِي الأديب أَبُو الْفضل كَانَ أديباً فَاضلا عَارِفًا اخْتصَّ بِصُحْبَة أبي الْحسن الواحدي صَاحب التَّفْسِير ثمَّ قَرَأَ على غَيره وأتقن الْعَرَبيَّة خُصُوصا اللُّغَة وأمثال الْعَرَب وَله فِيهَا التصانيف المفيدة مِنْهَا كتاب الْأَمْثَال وَلم يعْمل فِي بَابه مثله وَفِيه سِتَّة آلَاف مثل وَكتاب السَّامِي فِي الْأَسَامِي وَهُوَ جيد فِي بَابه وَالْهَادِي فِي الْحُرُوف والأدوات والأنموذج فِي النَّحْو وَكتاب النَّحْو الميداني وَكتاب المصادر وَكتاب نزهة الطّرف فِي علم الصّرْف وَشرح المفضليات ومنية الراضي فِي رسائل القَاضِي وَلما صنف الْأَمْثَال وقف عَلَيْهِ الزَّمَخْشَرِيّ فحسده وَزَاد فِي لَفْظَة الميداني نوناً قبل الْمِيم فَصَارَت النميداني وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ الَّذِي لَا يعرف شَيْئا فَعمد إِلَى تصنيف الزَّمَخْشَرِيّ وَزَاد فِي نسبته وَعمل الْمِيم نوناً فَصَارَت الزنخشري وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ بَائِع زَوجته وَله ولدٌ فَاضل أديب اسْمه أَبُو سعد سعيد بن أَحْمد وَكَانَ دينا سمع وَحدث توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَله كتاب الأسمى فِي الْأَسْمَاء وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي الْحوَاري فِي ضَالَّة الأديب من الصِّحَاح والتهذيب سَمِعت غير مرّة من كبار أَصْحَاب أبي الْفضل الميداني يَقُولُونَ لَو كَانَ للذكاء والشهامة وَالْفضل صُورَة لَكَانَ الميداني تِلْكَ الصُّورَة وَمن تَأمل كَلَامه واقتفى أَثَره علم صدق دَعوَاهُم وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عَليّ الْمُقْرِئ الْبَيْهَقِيّ وَابْنه سعيد وَمن شعر أبي الْفضل الميداني (تنفس صبح الشيب فِي ليل عارضي ... فَقلت عساه يَكْتَفِي بعذاري) (فَلَمَّا فَشَا عاتبته فَأَجَابَنِي ... أَلا هَل يرى صبحٌ بِغَيْر نَهَار) وَمِنْه (حننت إِلَيْهِم والديار قريبَة ... فَكيف إِذا سَار المطيّ مراحلا)

ابن شرام النحوي

(وَقد كنت قبل الْبَين لَا كَانَ بَينهم ... أعاين للهجران فيهم دلائلا) (وَتَحْت سجوف الرقم أغيد ناعمٌ ... يميس كخوط الخيزرانة مائلا) ) (وينضو علينا السَّيْف من جفن مقلةٍ ... تريق دم الْأَبْطَال فِي الْحبّ بَاطِلا) (ويسكرنا لحظاً ولفظاً كَأَنَّمَا ... بِفِيهِ وَعَيْنَيْهِ سلافة بابلا) وَمِنْه (شفةٌ لماها زَاد فِي آلامي ... فِي رشف ريقتها شِفَاء سقامي) (قد ضمنا جنح الدجى وللثمنا ... صوتٌ كقطك أرؤس الأقلام) وَمِنْه (يَا كَاذِبًا أصبح أعجوبه ... وَكذبه آيَة أعجوبه) (وناطقاً ينْطق فِي لفظةٍ ... واحدةٍ سبعين أكذوبه) (شبهك النَّاس بعرقوبهم ... لما رَأَوْا أخذك أسلوبه) (فَقلت كلا إِنَّه كَاذِب ... عرقوب لَا يبلغ عرقوبه) قلت شعر جيد ونثره جيدٌ غَايَة وَمن وقف على صدر الْأَمْثَال علم ذَلِك وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَانِي عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن شرام النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَلمَة بن شرام الغساني أحد النُّحَاة الْمَشْهُورين بِالشَّام صحب أَبَا الْقَاسِم الزجاجي وَأخذ عَنهُ وَكتب تصانيفه وَكَانَ جيد الْخط والضبط صَحِيح الْكِتَابَة سمع أَبَا بكر الخرائطي وابا الدحداح وَأحمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل التَّمِيمِي وَأحمد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الصيدلاني وَعبد الغافر بن سَلامَة الْحِمصِي وَعبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزجاجي وَأحمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن فطيس وَالْحسن بن حبيب الحضائري وَغَيرهم روى عَنهُ رشا بن نظيف وَأحمد بن الْحسن الطبال وَغَيرهمَا توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْحسن الْعَرُوضِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْحسن الْعَرُوضِي معلم أَوْلَاد الراضي بِاللَّه كَانَ أوحد الزَّمَان فِي علم الْعرُوض حَتَّى قَالَ فِيهِ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي وَقد احْتَاجَ إِلَى أَن يستشهد بِبَيْت قد تكلم لعيه فِي التقطيع وَقد كفانا أَبُو الْحسن الْعَرُوضِي الْكَلَام فِي هَذَا الْبَاب وَلَقي ثعلباً وَأخذ عَنهُ وروى عَنهُ أَبُو عُبَيْدَة الله ابْن الْمَرْزُبَان قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء نقلت

اشكابه النحوي الضرير

من كتاب ألقه أَبُو الْقَاسِم عبيد الله بن جرو الْأَسدي فِي الْعرُوض وَكَانَ الْكتاب بِخَط أبي الْحسن السمسماني يَقُول فِيهِ) وَكَانَ أَبُو الْحسن الْعَرُوضِي عمل كتابا كَبِيرا وحشاه بِمَا قد ذكر أَكْثَره وَنقل كَلَام أبي إِسْحَاق الزّجاج وَزَاد فِيهِ شَيْئا قَلِيلا وَضم إِلَيْهِ بَابا فِي علم القوافي وَذَاكَ علم مُفْرد وَلم أره كَبِير عملٍ وَلَو نسخ كتاب أبي الْحسن الْأَخْفَش لَكَانَ أعذر عِنْدِي ثمَّ ضم إِلَيْهِ بَابا فِي اسْتِخْرَاج المعمى وَهَذَا لَا يتَعَلَّق بالعروض وَضم إِلَيْهِ بَابا فِي الْإِيقَاع وَغَيره بِهِ أحذق وخمته بقصيدة فِي الْعرُوض وَلم يفد بهَا غير التكرير وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُوفي صناعته حَقّهَا وَلَا يخل بِشَيْء مِنْهَا وَلَا يتَعَرَّض إِلَى مَا ضمه إِلَيْهَا انْتهى قلت مَا أنصف أَبُو الْقَاسِم الْأَسدي أَبَا الْحسن الْعَرُوضِي لِأَن علم القافية لَهُ علاقَة بالعروض كعلاقة التصريف بالنحو لِأَن كل علم مِنْهُمَا مُسْتَقل بِرَأْسِهِ وَأما الْإِيقَاع فَإِنَّهُ أنسب بالعروض من غَيره لِأَن النقرات والضروب بِمَنْزِلَة التفعيل وَلذَلِك قَالَ الرئيس ابْن سيناء وَوَاضِع النَّحْو وَالْعرُوض فِي العربيَّة يشبه وَاضع الْمنطق والموسيقى فِي اليونانية وَيُقَال إِن الْخَلِيل إِنَّمَا استنبط الْعرُوض من سَمَاعه وَقع مطرقة بعض الصفارين وَأما المعمى فَنعم مَا لَهُ علاقَة بالعروض ماسة 3 - (اشكابه النَّحْوِيّ الضَّرِير) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر بن مَيْمُون بن مَرْوَان الْأَسْلَمِيّ الكفيف النَّحْوِيّ أَبُو عَمْرو قَالَ ابْن الفرضي هُوَ من أهل قرطبة وَيُقَال لَهُ اشكابه سمع من قَاسم بن أصبغ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الْخُشَنِي وَغَيرهمَا وَكَانَ صَالحا عفيفاً أدب عِنْد الرؤساء والجلة من الْمُلُوك وَمَات سنة تسعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْقُرْطُبِيّ من أَوْلَاد بَقِي بن مخلد) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْحَافِظ الْكَبِير بَقِي بن مخلد بن يزِيد أَبُو الْقَاسِم الأندلسي الْقُرْطُبِيّ كَانَ بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ درباً بالفتوى رَأْسا فِي معرفَة الشُّرُوط وعللها أَخذ النَّاس عَنهُ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الجسور الْقُرْطُبِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد بن الْحباب بن الجسور أَبُو عمر الْقُرْطُبِيّ مولى بني أُميَّة حدث عَنهُ الصاحبان وَابْن عبد الْبر وَغَيره وَكَانَ خيرا فَاضلا عالي الْإِسْنَاد مكثراً شَاعِرًا توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبع مائَة أَيَّام الطَّاعُون وَمن شعره)

الحافظ الماليني

3 - (الْحَافِظ الْمَالِينِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ أَبُو سعد الْهَرَوِيّ الْمَالِينِي الصُّوفِي الصَّالح طَاوُوس الْفُقَرَاء قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة مَأْمُونا متيقناً صَالحا توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (الْحَافِظ البرقاني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني الْحَافِظ الْفَقِيه الشَّافِعِي روى عَن جمَاعَة وروى عَنهُ الصُّورِي وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَغَيرهم قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ورعاً متديناً لم يكن فِي شُيُوخنَا أثبت مِنْهُ عَارِفًا بالفقه لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة صنف مُسْندًا ضمنه مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَجَمِيع حَدِيث الثَّوْريّ وَشعْبَة وَعبيد الله بن عمر وَعبد الْملك بن عُمَيْر وَبَيَان بن بشر ومطر الْوراق وَغَيرهم وَلم يقطع التصنيف حَتَّى مَاتَ ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسكن بغداذ وَمَات بهَا فِي أول يَوْم من رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (القَاضِي الْجِرْجَانِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجِرْجَانِيّ أَبُو الْعَبَّاس قَاضِي الْبَصْرَة قدم بغداذ فِي شبابه وتفقه للشَّافِعِيّ وَسمع بهَا الحَدِيث من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غيلَان وَعلي ابْن المحسن التنوخي وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وهلال بن المحسن بن الصَّابِئ وَعبيد الله بن عَليّ الرقي وَغَيرهم وَسمع بواسط من القَاضِي أبي تَمام عَليّ ابْن مُحَمَّد بن الْحسن وَكَانَ فَقِيها فَاضلا أديباً كَامِلا لَهُ النّظم الْمليح والنثر قدم بغداذ بعد علو سنة وَحدث بهَا وروى عَنهُ أَبُو طَاهِر أَحْمد بن الْحسن الكرجي وَأَبُو الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي خرج إِلَى الْبَصْرَة وَمَات فِي الطَّرِيق سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَله كتاب الأدباء أرود فِيهِ نفائس النّظم والنثر وَكتاب الْكِنَايَات رَأَيْته من أَنْفَع الْكتب يدل على مَادَّة عَظِيمَة واطلاع كثير وذكاء ولطف ذوق وَكنت قد عزمت على وضع كتابٍ مثله قبل رُؤْيَته فللما رَأَيْته أَعرَضت عَمَّا كنت عزمت عَلَيْهِ وَلَكِن أَرْجُو أَن أَضَع هَذَا التصنيف إِن قدر الله تَعَالَى قلت قد شرعت فِيهِ وَأَرْجُو من الله إكماله وَقد سميته الْعِنَايَة بِالْكِتَابَةِ وَمن شعره (ترحلت عَن بغداذ أيطب منزلٍ ... وأبهى بِلَاد الله مرأى ومخبرا) ) (وَفَارَقت أَقْوَامًا إِذا مَا ذكرتهم ... ترقرق مَاء الْعين ثمَّ تحدرا)

الزين كتاكت

(فكم من أديبٍ فِي مَعَانِيه بارعٍ ... وأبلج فِي علم الشَّرِيعَة أزهرا) (أروح على برح الهموم وأغتدي ... أكابد أحزاناً تضيق بهَا الثرى) (وَلم أبك ربع العامرية باللوى ... وَلَا رسم دارٍ بالثنية مقفرا) (ولكنني أبْكِي مقَامي ببلدةٍ ... أُؤَمِّل أَن ألْقى صديقا فَلَا أرى) وَقَالَ يمدح الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ (للمحبين من حذار الْفِرَاق ... عبراتٌ تجول بَين المآقي) فَإِذا مَا اسْتَقَلت العيس للبين وسارت حداتها بالرفاق (استهلت على الخدود انحداراً ... كانحدار الجمان فِي الإتساق) (كم محب يرى التجلد دينا ... فَهُوَ يخفي من الْهوى مَا يلاقي) ازدهاره النَّوَى فأعرب بالوجد لساني من دمعه المهراق وانحداره الدُّمُوع فِي موقف الْبَين على الخد آيَة العشاق (هون الْخطب لست أوّل صبٍّ ... فضحته الدُّمُوع يَوْم الْفِرَاق) قلت شعر متوسط 3 - (الزين كتاكت) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس الأندلسي الإشبيلي الْمَعْرُوف بزين الدّين كتاكت الْمصْرِيّ الْوَاعِظ الْمُقْرِئ مولد بتنيس سنة خمس وست مائَة توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَكَانَ لَهُ معرفَة بالأدب وَمن شعره (اكشف البرقع عَن بكر الْعقار ... واخل فِي ليلك مَعَ بكر الْعقار) (وانهب الْعَيْش ودعه يَنْقَضِي ... غَلطا مَا بَين هتكٍ واستتار) (إِن يكن شيخ خلاعات الصِّبَا ... فالبس الصبوة فِي خلع العذار) (وَارْضَ بالعار وَقل قد لذ لي ... فِي هوى خمار كاسي لبس عاري) وَقَالَ (حَضَرُوا فمذ نظرُوا جمالك غَابُوا ... وَالْكل مذ سمعُوا خطابك طابوا) (فكأنهم فِي جنةٍ وَعَلَيْهِم ... من خمر حبك طافت الأكواب) ) (يَا سالب الْأَلْبَاب يَا من حسنه ... لقلوبنا الْوَهَّاب والنهاب) (الْقرب مِنْك لمن يحبك جنةٌ ... قد زخرفت والبعد عَنْك عَذَاب) (يَا عَامِرًا مني الْفُؤَاد بحبه ... بَيت العذول على هَوَاك خراب)

(أَنْت الَّذِي ناولتني كأس الْهوى ... فَإِذا سكرت فَمَا عليّ عتاب) (وتركتني فِي كل دَار هائماً ... وأخذتني مني فَأَيْنَ أصَاب) (وعَلى النقا حرمٌ لعلوة آمنٌ ... من حوله تتخطّف الْأَلْبَاب) (لفريقها كَيفَ الْوُصُول ودونه ... نارٌ لَهَا بحشاشي إلهاب) وَقَالَ (ظَهرت كَالشَّمْسِ لَا يقوى لَهَا بصر ... فَلَا تلم عَنْك من ولى وَلَا نظرا) (تُرِيدُ تفهمنا حرفا وتعجمه ... وَكَيف يقرأه من لَا عَلَيْك قرا) (لكأس صرفك فِي يمناك بارقةٌ ... يكَاد لألاؤها أَن يخطف البصرا) (إِن لم يروها فَإِن الْكل قد قنعوا ... عَمَّن سقاك بِأَن يروي لَهُم خَبرا) وَقَالَ (أدارت خمرها الأحداق سرا ... على الْأَرْوَاح واتصل النَّعيم) (وبتنا واغتبقنا واصطبحنا ... وَلم تشعر بوصلتنا الجسوم) (فها أَنا والعروسة تَحت سترٍ ... بِهِ ألقاب عفتنا رقوم) (وَمَا فهمت بروق الْحَيّ عَنَّا ... إشارتنا وَلَا فطن النسيم) وَقَالَ (يَا بارق الْحَيّ كرر فِي حَدِيثك لي ... تذكارهم وَأعد روحي إِلَى بدني) (وَأَنت يَا دمع مَا هَذَا الْوُقُوف وَقد ... جرى حَدِيث الْحمى النجدي فِي أُذُنِي) وَقَالَ (جرد السَّيْف لحظه ... فَحلت لي منيتي) (وسباني بوجنةٍ ... هِيَ نَارِي وجنتي) وَقَالَ (أحنّ وَلَكِن نَحْو ضمّ قوامه ... وأصبو وَلَكِن نَحْو لثم لثامه) ) (وأعشق مَا لي نَغمَة من حَدِيثه ... تفرج إِلَّا من همو غرامه) وَقَالَ (حلوتم أهل نعمانٍ بقلبي ... فكلّ عَذَاب حبكم نعيم) (وَقد أَصْبَحْتُم كنز الْأَمَانِي ... فواجد غَيْركُمْ عِنْدِي عديم) وَقَالَ (جَوَاز العذل فِي أُذُنِي محَال ... وَمَا للصبر فِي قلبِي مجَال)

كون خر الزوزني

(شغلتم كل جارحةٍ بحسنٍ ... فَلَيْسَ لَهَا بغيركم اشْتِغَال) (سقى الهضبات من نجدٍ سحابٌ ... ملثّ الْغَيْث تحدوه الشمَال) (وَلَا بَرحت أثيلات الْمصلى ... ترفّ على منابتها الظلال) (منَازِل جيرةٍ مَا كَانَ أهنا ... بهم إِلَى الْعَيْش لَو دَامَ الْوِصَال) (يهبّ نسيمها فأميل سكرا ... فَهَل هبت شمولٌ أم شمال) 3 - (كَون خر الزوزني) أَحْمد بن مُحَمَّد الزوزني أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِكَوْن خر أوردهُ الباخرزي فِي شعراء الدمية وَأورد قَوْله (تأوّبني من حبّ أَسمَاء أولق ... عشَاء إِلَى أَن كَادَت الشَّمْس تشرق) (وَمَا فِي طُلُوع الشَّمْس كشفٌ لكربةٍ ... ولكنّ صدر الْمَرْء بِاللَّيْلِ أضيق) (تصديت لي فِي اللَّيْل فارتحت هائماً ... وَمَا كلّ رُؤْيا فِي هوى النَّفس تصدق) وَقَوله فِي الْأَمِير أبي إِسْمَاعِيل الميكالي (كَأَنَّهُمْ فلق الإصباح منبلجاً ... كلٌّ أميرٌ وكلٌّ بالعلى حَال) (سيادة ورثوها عَن أوائلهم ... كفّ الأذاة وبذل الْكَفّ بِالْمَالِ) (إِن الْأُصُول إِذا طابت منابتها ... طَابَ الْفُرُوع وَلَيْسَ النبع كالضال) 3 - (ابْن حمدوه) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن حمدوه بِالْحَاء الْمُهْملَة المضمومة وَالْمِيم الْمُشَدّدَة الْمَفْتُوحَة وَبعد الدَّال الْمُهْملَة وَاو وهاء وَيُقَال حَمْدَوَيْه أَبُو بكر البغداذي الْمُقْرِئ الرزاز عمر وَكَانَ آخر من حدث عَن ابْن سمعون قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا توفّي سنة) سبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الكببو) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد اللَّخْمِيّ عرف بالكببو بِالْكَاف وبالباء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة المفخمة وَبعدهَا بَاء أُخْرَى مَضْمُومَة وَبعدهَا وَاو أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ حضرت مَعَه فِي بُسْتَان استدعاني إِلَيْهِ الْكَاتِب أَبُو الْحُسَيْن ابْن ديسم وَكَانَ يحسن الضَّرْب بِالْعودِ والغناء وأنشدنا لنَفسِهِ (كل معنى من مَعَانِيه بدا ... لست أسلو عَن هَوَاهُ أبدا) (مُطلق الْحسن خلا عَن مشبهٍ ... وَأَنا فِي الحبّ مِمَّن قيّدا) (شهد الْكَوْن لَهُ أجمعه ... لَا ترى فِي حبه من فنّدا) (إِن غيّي فِي هَوَاهُ رشدي ... وضلالي فِيهِ لَا شكّ هدى)

كمال الدين ابن الشريشي

وأنشدنا لفنسه أَيْضا (مَاذَا يُرِيد العذول مني ... صمّت عَن العاذلين أُذُنِي) (بمهجتي شادنٌ ربيبٌ ... يسبي البرايا بِكُل فنّ) (رشا كناسٍ قضيب آسٍ ... رياض حسنٍ هِلَال دجن) (قلبِي مُقيم على هَوَاهُ ... إِن ضجّ أَو لجّ فِي التجني) (فَحَدثُوا بالدلال عَنهُ ... وَحَدثُوا بالخضوع عني) وَلما تولى الدعي الْمُسَمّى بِالْفَضْلِ ملك إفريقية كَانَ هَذَا ابْن الإِمَام يمدحه ويهجو من عَادَاهُ وَيُصَرح بذلك فِي تونس فَلَمَّا قتل الدعيّ وَتَوَلَّى أَبُو حَفْص قَتله لما كَانَ بلغه من ذمه وهجوه 3 - (كَمَال الدّين ابْن الشريشي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبكْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشريشي الشَّيْخ كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الشَّافِعِي وَكيل بَيت المَال بِدِمَشْق وَشَيخ دَار الحَدِيث الأشرفية ومدرس الناصرية ترشح لقضاة الْقُضَاة بِالشَّام وَكَانَ ذَا هَيْئَة وَشك وقعدد مولده بسنجار سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة وَتُوفِّي بدرب الْحجاز بالكرك سنة ثماين عشرَة وَسبع مائَة اشْتهر عَنهُ أَنه كتب إِلَى بدر الدّين مُحَمَّد بن الدقاق صهر الشَّيْخ صدر الدّين وناظر أوقاف حلب أخيراً وَأَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله هُوَ بدر الدّين ابْن الْعَطَّار) (مولَايَ بدر الدّين صل مدنفاً ... صيّره حبك مثل الْخلال) (لَا تخش من عارٍ إِذا زرتني ... فَمَا يعاب الْبَدْر عِنْد الْكَمَال) فَلَمَّا بلغا صدر الدّين ابْن الْوَكِيل قَالَ (يَا بدر لَا تسمع كَلَام الْكَمَال ... فَكل مَا نمّق زورٌ محَال) (فالنقص يعرو الْبَدْر فِي تمه ... وَرُبمَا يخسف عِنْد الْكَمَال) وَكتب إِلَى ابْن الرقاقي يستعفيه من وكَالَة بَيت المَال وَقد بلغه أَنه سعى لَهُ فِيهَا (إِلَى بابك الميمون وجهت آمالي ... وَفِي فضلك الْمَعْهُود قصدي وإقبالي) (وَأَنت الَّذِي فِي الشَّام مَا زَالَ محسناً ... إليّ وَفِي مصر على كل أحوالي)

القنائي

(أَتَتْنِي أيادٍ مِنْك فِي طيّ بَعْضهَا ... تملك رقّ الحرّ بِالثّمن الغالي) (وَقمت بِحَق المكرمات وَإِنَّمَا ... هُوَ الرزق لَا يَأْتِي بحيلة محتال) (عليّ لكم أَن أعمر الْعُمر بالثنا ... وبالمدح مهما عِشْت من غير إخلال) (وأهدي إِلَيْكُم مَا حييت مدائحاً ... يُغني بهَا الْحَادِي ويصبو بهَا السالي) (وَقد بقيت لي بعد ذَلِك حاجةٌ ... لَهَا أَنْت مسؤولٌ فَلَا تلغ تسآلي) (أرحني من وَاو الْوكَالَة عاطفاً ... عليّ بإحسانٍ بدأت وإفضال) (وصن مَاء وَجْهي عَن مشاققة الورى ... فَهَذَا على أرضٍ وَهَذَا على مَال) (وَلَا تتأوّل فِي سُؤَالِي تَركهَا ... فوَاللَّه مَا لي نَحْوهَا وَجه إقبال) (ورزقي يأتيني وَإِنِّي لقانعٌ ... لراحة قلبِي من زماني بإقلال) (وحالي حالٍ بافتقارٍ يصونني ... ولبسي أسمالي مَعَ الْعِزّ أسمى لي) (وتجبر وقتي كسرة الْخبز وَحدهَا ... وأرضى ببالي الثَّوْب مَعَ رَاحَة البال) (فهذي إِلَيْكُم قصتي قد رفعتها ... لتغتنموا أجري ورأيكم العالي) فَقطع الأبيات كلهَا من الورقة وَأبقى الْبَيْت الْأَخير وَكتب تَحْتَهُ رَأينَا العالي أَن تعد إِلَى شغلك وعملك وَقَالَ فِي القَاضِي حسام الدّين أَحْمد لما عزل (يَا أَحْمد الرازيّ قُم صاغراً ... عزلت عَن أحكمك المسرفه) (مَا فِيك إِلَّا الْوَزْن وَالْوَزْن لَا ... يمنعك الصّرْف بِلَا معرفه) 3 - (القنائي) ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم الْأنْصَارِيّ النجاري القنائي محيي الدّين بن كَمَال الدّين بن ضِيَاء الدّين الْقُرْطُبِيّ قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ شَيخا ثبتاً سَاكِنا عدلا لَهُ رئاسة بِبَلَدِهِ قِنَا سمع الحَدِيث من شرف الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي الْفضل المرسي وَغَيره وَحدث بقوص وَتُوفِّي بقنا فِي سنة تسع وَسبع مائَة 3 - (ضِيَاء الدّين الْقُرْطُبِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ هُوَ جد الْمَذْكُور كَانَ عَالما فَاضلا أديباً كَامِلا ناظماً ناثراً لَهُ رئاسة وَمَكَارِم وعلو همة سمع من زَاهِر بن رستم الْأَصْبَهَانِيّ وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي الصَّيف اليمني وَيُونُس بن يحيى بن أبي الْحُسَيْن الْهَاشِمِي وَمن القَاضِي أبي مُحَمَّد بن عبد الله بن المجلي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن الْبناء وَأبي الْقَاسِم حَمْزَة بن عَليّ بن عُثْمَان المَخْزُومِي وَمن الْحَافِظ أبي الْحسن عَليّ بن الْمفضل الْمَقْدِسِي وَمن أبي عبد الله الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن الزبيدِيّ وَحدث فَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم عز الدّين الشريف أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحُسَيْنِي النَّقِيب وقاضي الْقُضَاة سعد

الدّين مَسْعُود بن أَحْمد الْحَارِثِيّ وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الأبيوردي وَأَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن يُونُس بن أَحْمد الإربلي وَعبد الْغفار بن مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ وَغَيرهم قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَقد وهم فِيهِ جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَقَالُوا فِيهِ يعرف بِابْن المزين وَالوهم سَببه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد الْقُرْطُبِيّ مُخْتَصر صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَهُوَ يعرف بِابْن المزين والقرطبي القناوي هَذَا مقدم فِي الْأَدَب وَأكْثر مقَامه بقنا وَتُوفِّي بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة وَهُوَ ساجد ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَكَانَ مَشْهُورا بالأدب وَمن ترسله كتاب كتبه جَوَابا للشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد وَهُوَ يخْدم الْمجْلس العالي العالمي صفاتٌ يقف الْفضل عِنْدهَا ويقفو الشّرف مجدها وتلتزم الْمَعَالِي حمدها وسمات يبسم ثغر الرياسة مِنْهَا وتروى أَحَادِيث السِّيَادَة عَنْهَا الصدري الرئيسي المفيدي معَان اسْتحقَّهَا بالتمميز واستوجبها بالتبريز وسبكته الْإِمَامَة لَهَا فألفته خَالص الإبريز وَمَعَان أقرته فِي سودائها وأطلعته فِي سمائها وألبسته أفضل صفاتها وأشرف أسمائها العلامي الْفَاضِل التقوي نسب اخْتصّت بِهِ اخْتِصَاص التشريف لَا تَشْرِيفًا لَهُ فالشمس تَسْتَغْنِي عَن التَّعْرِيف لَا زَالَت إِمَامَته كافلة بصون الشَّرَائِع ورادةً من دين الله وكفالة رَسُول الله أشرف الْمَوَارِد وأعذب الشَّرَائِع آخذة بآفاق سَمَاء الشّرف) فلهَا قمراها والنجوم الطوالع قَاطِعَة أطماع الآمال عَن إِدْرَاك فَضله وَمَا زَالَت تقطع أَعْنَاق الرِّجَال المطامع صارفة عَن جلالته مكاره الْأَيَّام صرفا لَا تعتوره القواطع وَلَا تعترضه الْمَوَانِع وَيُنْهِي وُرُود عذرائه الَّتِي لَهَا الشَّمْس خدن والنجوم ولائد وحسنائه الَّتِي لَهَا اللَّفْظ در والدراري قلائد ومشرفته الَّتِي لَهَا من براهين الْبَيَان شَوَاهِد وكريمته الَّتِي لَهَا الْفضل ورد والمعالي موارد وبديعته الَّتِي لَهَا بَين أحشائي وقلبي معاهد (وآيته الْكُبْرَى الَّتِي دلّ فَضلهَا ... على أنّ من لم يشْهد الْفضل جَاحد) (وَأَنَّك سيفٌ سَله الله للورى ... وَلَيْسَ لسيفٍ سَله الله غامد) فلمثلها يحسن صوغ السوار ولفضلها يُقَال أَنَاة أَيهَا الْفلك الْمدَار وَإِنَّهَا فِي الْعلم أصل فرع ثَابت وَالْأَصْل عَلَيْهِ النشأة والقرار وَفرع أصل نابت وَالْأَصْل فِيهِ الْوَرق وَالثِّمَار هَذِه الَّتِي وقفت قرائح الْفُضَلَاء عِنْد استحسانها وأوقفتني على قدم التَّعَبُّد لإحسانها وأيقنت أَن مفترق الْفَضَائِل مُجْتَمع فِي إنسانها وَكنت أعلم علمهَا بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة فَإِذا هِيَ فِي النثر ابْن مقفعها وَفِي القصائد أَخُو حسانها هَذِه وَأَبِيك أم الرسائل المبتكرة وَبنت الأفكار الَّتِي هذبتها الْآدَاب فَهِيَ فِي سهل الإيجاز البرزة وَفِي صون الإعجاز المخدّرة والملية ببدائع البدائه فَمَتَى تقاضاها متقاضٍ لم تقل فنظرة إِلَى ميسرَة والبديعة الَّتِي لم توجه إِلَيْهَا الآمال فكرها اسْتِحَالَة غير مَسْبُوق بالشعور وَلم تسم إِلَيْهَا مقل الخواطر لعدم الْإِحَاطَة بِغَيْب الصُّدُور قبل الصُّدُور والبديهة فصل الْبَيَان كلماتها تَفْصِيل الدّرّ بالشذور وَإِن كلمها لتميس فِي صدرها وأعجازها وتختال فِي صدورها بَين بديعها وإعجازها وتنثال عَلَيْهَا أَعْرَاض الْمعَانِي بَين إسهابها وإيجازها فَهِيَ فرائد

ائتلفت من أفكار الوائلي والإيادي وقلائد انتظمت انتظام الدُّرَر والدراري ولطائف فضّت عَن العنبر الشحريّ أَو الْمسك الدَّارِيّ لَا جرم أَن غوّاصي الْفَضَائِل ضلوا فِي غمراتها خائضين وفرسان الْكَلَام أَصْبحُوا فِي حلباتها راكضين وَأَبْنَاء الْبَيَان تليت آياتها عَلَيْهِم فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين (فالعجز عَنْهَا معجزٌ متيقّنٌ ... ونبيها فِي الْفضل فِينَا مُرْسل) (مَا إِن لَهَا فِي الْفضل مثلٌ كائنٌ ... وبيانها أجلى الْبَيَان وأمثل) (مَا ذَاك إِلَّا أَن مَا يَأْتِي بِهِ ... وَحي الْكَلَام على البراعة ينزل) بزغت شمساً لَا ترْضى غير صَدره فلكاً وانقادت مَعَانِيهَا طَائِعَة لَا تخْتَار سواهُ ملكا وانتبذت) بالعراء لَا تخشى إِدْرَاك الأفكار وَلَا تخَاف دركاً وندّت شواردها فَلَا تقتنصها الخواطر وَلَو نصبت هدب الجفون شركا (فللأفاضل فِي عليائها سمرٌ ... إِن الحَدِيث عَن العلياء أسمار) (وللبصائر هادٍ فِي فضائلها ... يهدي أولي الْعَزْم وَإِن ضلوا وَإِن حاروا) (بَادِي الْإِبَانَة لَا يخفى على أحدٍ ... كَأَنَّهُ علم فِي رَأسه نَار) أعجب بهَا من كلم جَاءَت كغمام الظلال على سَمَاء الْأَنْهَار وسرت كعليل النسيم فِي أندية الْأَشْجَار وجليت محاسنها كلؤلؤ الطل على خدود الأزهار وتجلت كوجه الْحَسْنَاء فِي فلك الأزرار فأحيتنا بذلك النَّفس المعطار حيتنا بِأَحْسَن من كأسي لمى وعقار وآسي ريحانٍ وعذار ولؤلؤي حبب وثغر وعقيقي شفة وخمر وربيعي زهر ونهر وبديعي نظم ونثر وَلم أدر مَا هِيَ أثغور ولائد أم شذور قلائد أم توريد خدود أم هيف قدود أم نهود صُدُور أم عُقُود نحور أم بدور ائتلقت فِي أضوائها أم شموس أشرقت فِي سمائها (جمعن شتيت الْحسن من كل وجهةٍ ... فحيرن أفكاري وشيبن مفرقي) (وغازلها قلبِي بودٍّ محققٍ ... وواصلها ذكري بحمدٍ مُصدق) (وَمَا كنت عَاشِقًا لذات محاسنٍ ... وَلَكِن من يبصر جفونك يعشق) (وَلم أدر والألفاظ مِنْهَا شريفةٌ ... إِلَى الْبَدْر تسمو أم إِلَى الشَّمْس ترتقي) إِنَّمَا هِيَ جملَة إِحْسَان يلقِي الله الرّوح من أمره على قَلبهَا أَو رَوْضَة بَيَان تؤتي أكلهَا كل حينٍ بِإِذن رَبهَا أَو ذَات فضلٍ اشْتَمَلت على أدوات الْفَضَائِل وجنت ثَمَرَات الْعُلُوم فأجنتها بالضحى والأصائل أَو نفس زكتْ فِي صنيعها فنفث روح الْقُدس فِي روعها فسلكت سبل الْبَيَان ذللاً وعدمت مماثلاً فَأَصْبَحت فِي أَبنَاء الْمَعَالِي مثلا وسرت إِلَى حوز الْمعَانِي فقسم لَهَا

واهب النعم أشرف الْأَقْسَام فجادت فِي الْإِنْفَاق وَلم تمسك خشيَة الإملاق وقيدت نَفسهَا فِي طلق الطَّاعَة فَجَاءَهَا توقيع التفضل على الْإِطْلَاق (أبن لي مغزاها أَخا الْفَهم إِنَّهَا ... إِلَى الْفضل تعزى أم إِلَى الْمجد تنْسب) (هِيَ الشَّمْس إِلَّا أَن فكرك مشرقٌ ... بإبدائها عِنْدِي وصدري مغرب) (وَقد أبدعت فِي فَضلهَا وبديعها ... فَجَاءَت إِلَيْنَا وَهِي عنقاء مغرب) (فأعرب عَن كل الماني فصيحها ... بِمَا عجزت عَنهُ نزارٌ ويعرب) ) (ومذ أشرقت قبل التناهي بأوجها ... عَفا عَن سناها بدر تمٍّ وكوكب) (تناهت عَلَاء والشباب رداؤها ... فَمَا ظنكم بِالْفَضْلِ وَالرَّأْس أشيب) (لَئِن كَانَ ثغري بالفصاحة باسماً ... فثغرك بسام الفصاحة أشنب) (وَإِن ناسبتني بالمجاز بلاغةٌ ... فَأَنت إِلَيْهَا بِالْحَقِيقَةِ تنْسب) (ومذ وَردت سَمْعِي وقلبي فَإِنَّهَا ... لتؤكل حسنا بالضمير وتشرب) (وَإِنِّي لأشدو إِلَى الورى ببيانها ... كَمَا ناح فِي الْغُصْن الْحمام المطرّب) (وَيشْهد أَبنَاء الْبَيَان إِذا انتدوا ... بِأَنِّي من قسّ الفصاحة أَخطب) (وَإِنِّي لتدنيني إِلَى الْمجد عصبةٌ ... كرامٌ حوتهم أول الدَّهْر يثرب) (وَإِنِّي إِذا خَان الزَّمَان وفاءه ... وفيٌّ على الضراء حرٌّ مجرّب) (إباء أَبَت نَفسِي سواهُ وشيمةٌ ... قضى لي بهَا فِي المدد أصلٌ مهذب) (ونفسٌ أَبَت إِلَّا اهتزازاً إِلَى العلى ... كَمَا اهتز يَوْم الروع رمحٌ ومقضب) (ولي نسبٌ فِي الأكرمين تعرفت ... إِلَيْهِ الْمَعَالِي خدنٌ والسيادة مركب) (تلاقى عَلَيْهِ المطمعون تكرّماً ... إِذا احمرّ أفقٌ بالمجرّة مجدب) (من اليمنيني الَّذين سما بهم ... إِلَى العزّ بيتٌ فِي الْعَلَاء مطنّب) (قروا تبعا بيض المواضي ضحاءه ... وكوم عشار بالعشيات يهضب) (فرحله الْجُود العميم ومنصل ... لَهُ الغمد شرقٌ والذوائب مغرب) (هم نصروا وَالدّين قل نصيره ... وآووا وَقد كَادَت يَد الدّين تقضب) (وخاضوا غمار الْمَوْت فِي حومة الوغى ... فَعَاد نَهَارا بِالْهدى وَهُوَ غيهب) (أُولَئِكَ قومِي حسبي الله مثنياً ... عَلَيْهِم وآي الله تتلى وتكتب) هَذِه الْيَتِيمَة أيدك الله ملحة الإحماض وتحكيم الْأَلْفَاظ فِي بعض الْأَعْرَاض لتسرح مقل الخواطر فِي مختلفات الْأَنْوَاع ويتنوع الْوَارِد على الْقُلُوب والأسماع وَإِلَّا فَلَا تقَابل فِي الأدوات

وَإِن وَقع التَّمَاثُل فِي الذوات وكالجمع فِي النورية بَين السراج وَالشَّمْس واشتمال الإنسانية على القلامة وَالنَّفس والتوادر الإدراكي بَين كلي الْعقل وجزئي الْحس وكالعناصر فِي افتقار الذوات إِلَيْهَا وَإِن تميزت الْحَرَارَة عَلَيْهَا وكالمشاركة الحيوانية فِي الْبضْعَة اللسانية واختصاص الناطقية بِالذَّاتِ الإنسانية فسيدنا ثمرالروض ونسيمه وسواه ثراه) وهشيمه وزهره وأنداؤه وَغَيره شوكه وغثاؤه والبدر نوره وإشراقه وسواه هلاليه ومحاقه اشْتِرَاك فِي الْأَشْخَاص وامتياز فِي الْخَواص ومشابهة فِي الْأَنْوَاع والأجناس ومغايرة فِي الْعُقُول والحواس كالورد والشقيق والبهرمان والعقيق تماثلا فِي الْجَوَاهِر والأعراض وتغايرا فِي تَمْيِيز الْأَغْرَاض فسيدنا فِي كل جنس رئيسه وَمن كل جَوْهَر نفيسه وَأما حسناء العَبْد على مَذْهَبهم فِي تسميتهم الْقَبِيح بالْحسنِ وَالْحسن بالقبيح والضرير بالبصير والأخرس بالفصيح فَمَا صدت وَلَا صدت عَن كاسها وَلَا شذت فِي مَذْهَب ولائها عَن اطراد قياسها وَلَا زوت عَن وَجه جلالته وَجه إيناسها وَلَا جهلت فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة أَنه ابْن أُنْسُهَا وَفِي الْمعَانِي الأدبية أَبُو نواسها وَلَا خَفِي عَنْهَا أَن سيدنَا مجْرى الْيَمين وَأَنه فِي وَجه السِّيَادَة إِنْسَان المقلة وغرة الجبين والدرة فِي تَاج الْجَلالَة والشذرة فِي العقد الثمين وَأَنه الصَّدْر الَّذِي بارز الْعلم إِلَى صَدره وتفترع عقائل الْمَعَالِي من فكره وتأتم الهداة ببدره وتنتهي الْهِدَايَة إِلَى سره وَأَنَّهَا فِي الْإِيمَان بمحمديته لأم عمَارَة لَا أم عَمْرو وَأَنه غَايَة فخارها وَنِهَايَة إيثارها وَآيَة نَهَارهَا ومستوطن إفادتها بَين شموس غَايَة فضائلها وأقمارها فَكيف تصد وَفِيه كُلية أعراضها وَمِنْه علية جُمْلَتهَا وأبعاضها وَفِي مَحَله قَامَت حقائق جواهرها وأعراضها لَكِنَّهَا تَوَارَتْ بالحجاب ولاذت بالاحتجاب وقرت بِمَجْلِس الْكَمَال ليكمل مَا بهَا من نقص كَمَال وَكَمَال عيب وَتجمع بَين حقيقتي إِيمَان الشَّهَادَة والغيب وَتعرض على الرَّأْي التقوي سليمَة الصَّدْر نقية الجيب وَأشْهد أَنَّهَا جَاءَت تمشي على استحياء وَلَيْسَت كَبِنْت شُعَيْب هَذَا وَلم تشاهد وَجه حسنائه وَلَا عَايَنت سكينَة حسينه وَهِنْد أَسْمَائِهِ وَلَا قابلت نير فَضله وَبدر سمائه أقسم لقد كَانَ يصرفهَا الوجل ويصدها الخجل عَالِمَة أَن الْبَحْر لَا يساجل وَالشَّمْس لَا تماثل وَالسيف لَا يخاشن والأسد لَا تكعم والطود لَا يزحم والسحاب لَا يُبَارى والسيل لَا يجارى وأنى يبلغ الْفلك هَامة المتطاول وَأَيْنَ الثريا من يَد المتناول تِلْكَ معارف استولت على الْمَعَالِي استيلاءها على المعالم وَشهِدت لَهُ الْفَضَائِل بِالشَّهَادَةِ شَهَادَة النُّبُوَّة بسيادة قيس بن عَاصِم وَلَا خَفَاء بواضح هَذَا الصَّوَاب عِنْد مُقَابلَة الْبِدَايَة بِالْجَوَابِ أقتصر وللبيان فِي بَحر فضائله سبح طَوِيل وللسعي فِي غاياته معرّسٌ ومقيل وللمحامد ببثينة محاسنه صبَابَة جميل وَإِنِّي وَإِن كنت كثير عزة ودها إِلَّا أَنِّي فِي حلبة الْفضل لست من فرسَان ذَلِك الرعيل لَا سِيمَا وَقد وَردت مشرع أَلْفَاظه الَّتِي راقت مَعَانِيهَا ورقت حواشيها فأدنت ثَمَرَات الْفضل من يَد جَانبهَا) فَجَاءَت كالنسيم العليل والشذا من نفحة الْأَصِيل والمشرع الْبَارِد والظل الظليل (طبعٌ تدفق رقةً وسلاسةً ... كَالْمَاءِ عَن متن الصفاء يسيل) (والمقلة الْحَسْنَاء زَان جفونها ... كحلٌ وَأُخْرَى زانها التكحيل)

الرئيس الفراتي الخراساني

(وَالرَّوْضَة الْغناء يحسن عرفهَا ... وتزاد حسنا والنسيم عليل) (والخاطر التقويّ كمّل ذَاته ... علما وَلَيْسَ لكاملٍ تَكْمِيل) وَالله تَعَالَى يبقيه جَامعا للعلوم جمع الرَّاحَة بنانها رَافعا لَهَا رفع الْقَنَاة سنانها حَافِظًا لَهَا حفظ العقائد أديانها والقلوب إيمَانهَا (ليضحي نديماً للمعالي كَأَنَّهُ ... نديم صفاء مالكٌ وَعقيل) (وَيُصْبِح ظلّ الْفضل فِي فَيْء ظله ... على كنف الْإِسْلَام وَهُوَ ظَلِيل) (وتنشأ أَبنَاء الْعُلُوم وَكلهمْ ... لحسنائه فِي الْعَالمين جميل) (دلالتها فِي الْفضل من ذَات نَفسه ... وَلَيْسَ على شمس النَّهَار دَلِيل) وَمن شعر ضِيَاء الدّين أَيْضا (مَا افتر عَن ثغره البسام فِي غسقٍ ... إِلَّا أَضَاء سَبِيل السالك الساري) (يَا للعجائب قد عَايَنت مغربةً ... نبتاً من النُّور فِي أرضٍ من النَّار) وَقَالَ وَفِيه لُزُوم (انْظُر إِلَى سندسي الرَّوْض حِين بدا ... مطرّزاً بطراز النُّور كالذهب) (وَفِي حَشا المَاء من مصفره لهبٌ ... فاعجب لضدين جمع المَاء واللهب) (كَأَنَّهُ فِي ضمير الْبَحْر مضطرباً ... لمعٌ من الْبَرْق فِي صافٍ من الذَّهَب) وَقَالَ (بِأبي خيالك إِذْ سرى متوجساً ... والأفق يسحب فضل ذيل الغيهب) (فِي حلَّة الخفر الَّذِي ستر الحيا ... فتنقبت وَالْحسن لم يتنقب) (فاصطاده إِنْسَان عينٍ ساهرٌ ... متمكنٌ من جفْنه فِي مرقب) قلت شعر جيد 3 - (الرئيس الفراتي الْخُرَاسَانِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بن أَحْمد الرئيس أَبُو الْفضل ابْن ابْن الْأُسْتَاذ أبي عَمْرو) الفراتي الْخُرَاسَانِي ولي رئاسة نيسابور مُدَّة وَورد إِلَى بغداذ فَأكْرم فِي دَار الْخلَافَة إِكْرَاما لم تجز بِهِ الْعَادة لمثله توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن حني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حني بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَتَشْديد النُّون كَذَا وجدته مضبوطاً البغداذي سمع كثيرا من الْمُتَأَخِّرين كَأبي الْحسن بن الطيوري وَأحمد بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش وَهَذِه الطَّبَقَة وَكتب كثيرا بِخَطِّهِ وَلم يكن عِنْده معرفَة حدث باليسير عَن القَاضِي أبي يعلى بن الْفراء قَالَ محب الدّين ابْن النجار قَرَأت بِخَط أبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ على وَجه كتاب بِخَط أَحْمد بن مُحَمَّد بن حني هَذَا تَحت اسْمه هلك عذبه الله فَإِنَّهُ كَانَ رَافِضِيًّا خَبِيث الْمَذْهَب وَرَأَيْت بِخَط ابْن حني هَذَا حِكَايَة فِي الْأَخْبَار

ابن جكينا الدلال

الموفقيات فِي ذكر يزِيد بن مُعَاوِيَة وَفِي الْأُصُول الْعتْق بِخَط الغزال وَخط ابْن دودان لَعنه الله وَلم يكْتب ابْن حني لعنته فِي كِتَابه فَدلَّ على خلاف قَول ابْن نَاصِر وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن جكينا الدَّلال) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جكينا الدَّلال أَبُو عبد الله البغداذي كَانَ أديباً مليح الشّعْر وَهُوَ تلميذ أبي عَليّ بن الشبل الشَّاعِر ويروي عَنهُ شعره كتب عَنهُ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خسرو الْبَلْخِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْحصين وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَهُوَ وَالِد أبي مُحَمَّد الْحسن الشَّاعِر الْمَشْهُور وَمن شعره (إِذا جفاك خليلٌ كنت تألفه ... فاطلب سواهُ فكلّ النَّاس إخْوَان) (وَإِن نبت بك أوطانٌ نشأت بهَا ... فارحل فكلّ بِلَاد الله أوطان) (لَا تركننّ إِلَى خلٍّ وَلَا زمنٍ ... إِن الزَّمَان مَعَ الإخوان خوّان) (واستبق سرك إِلَّا عَن أخي ثقةٍ ... إِن الأخلاء للأسراء خزّان) وَمِنْه (مَا كنت أعلم أَن قَلْبك قد قسا ... حَتَّى أطلت مَعَ الصدود عَذَابي) (روحي فداؤك مَا مللت وَإِنَّمَا ... حذرا عَلَيْك حبست عَنْك كتابي) (كَيْلا يحسّ بِمَا أجنّ من الْهوى ... قلمٌ وَلَا القرطاس يعلم مَا بِي) (أفنيت عمري بالمطال وبالمنى ... وطويت بالحسرات شرخ شَبَابِي) ) (وغصصتني المَاء القراح وطيبه ... وَجعلت من مَاء الجفون شرابي) وَمِنْه (يَا من أَقَامَ على هجري ليقتلني ... رفقا بعبدك قد ضَاقَتْ بِهِ الْحِيَل) (مَا زَالَ يأمل عطفا مِنْك ينعشه ... حَتَّى هجرت فَلَا عطفٌ وَلَا أمل) (يَا مستطيلاً على ذلي بعزته ... والكلّ مِنْهُ على الأحداق يحْتَمل) (وَبَعض مَا أَنا لاقٍ مِنْهُ يقتلني ... وَإِنَّمَا لشقائي طَال بِي الْأَجَل) قلت شعر فِي الْمرتبَة الْعليا من التَّوَسُّط 3 - (ابْن نميران) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي سعد بن شبيب شهَاب الدّين ابْن نميران (مَا لخيل الدُّمُوع من آماقي ... تتبارى كَأَنَّهَا فِي سباق) (هَل درى سائق الركائب أَن ... الصب أَمْسَى من بعدهمْ فِي السِّيَاق) وَله (وَمَال عليّ ميلًا كَانَ مِنْهُ ... مجَازًا جَاءَ بِالْأَمر الْحَقِيقِيّ)

ابن الخطيب العزفي

(وَكَاد يطير قلبِي من سرورٍ ... وهشّ إِلَيْهِ عرقٌ من عروقي) (وأبرز ترسه فهززت رُمْحِي ... وحرّك طبله فنفخت بوقي) (فَأكْرمه وَأدْخلهُ عَلَيْهِ ... وخلّقه وحقّك بالخلوق) (فَكَانَ الظبي وَهُوَ يئنّ تحتي ... وَكنت عَلَيْهِ كَالْكَلْبِ السلوقي) وَله (كلما أوصلت إِلَيْهِم سُرُورًا ... قابلتها الندمان بالتقطيب) وَله (فالموت بِالسَّيْفِ من كف ابْن زانيةٍ ... وَلَا افتقارٌ إِلَى سيف بن ذِي يزن) وَله (وجهٌ يري الشَّمْس فِيهِ وَهِي مشرقةٌ ... خيلانه أنجمٌ فِيهِ قد اتّفقت) (سوادها كَونهَا فِي الأوج قد حصلت ... تَحت الشعاع رَمَاهَا الجرم فاحترقت) 3 - (ابْن الْخَطِيب العزفي) ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد اللَّخْمِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الرئيس أَبُو الْعَبَّاس بن الْخَطِيب أبي عبد الله السبتي الْمَعْرُوف بالعزفي بِالْعينِ مَفْتُوحَة وَالزَّاي مَفْتُوحَة وَالْفَاء سمع الْكثير وَأَجَازَ لَهُ ابْن بشكوال وَكَانَ ذَا فضلٍ وَصَلَاح صنف كتابا فِي مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجوده وَكَانَ ذَا فنون وَألف فِي الحَدِيث أَجزَاء مفيدة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (الْمسند ابْن السراج الإشبيلي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن قَاسم الْمُحدث المعمر مُسْند الغرب أَبُو الْحُسَيْن بن السراج الْأنْصَارِيّ الإشبيلي ولد سنة سِتِّينَ وَتفرد عَن جمَاعَة من أشياخه بأَشْيَاء وَكَانَت إِلَيْهِ الرحلة بالمغرب مَاتَ سنة سبع وَخمسين وست مائَة 3 - (الغافقي الطَّبِيب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سيد أَبُو جَعْفَر الغافقي إِمَام فَاضل وَحَكِيم عَالم يعد من أكَابِر الْأَطِبَّاء بالأندلس كَانَ أعرف أهل زَمَانه بقوى الْأَدْوِيَة المفردة لَا نَظِير لَهُ فِي الْجَوْدَة لَهُ كتاب الْأَدْوِيَة المفردة وَهُوَ كتاب جيد حفلٌ جامعٌ لكَلَام الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين 3 - (ابْن برد الأندلسي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن برد الأندلسي ذكره الْحميدِي وقالِ هُوَ مولى أَحْمد بن عبد الْملك بن عمر بن مُحَمَّد بن شَهِيد أَبُو حَفْص الْكَاتِب مليح الشّعْر بليغ الْكِتَابَة من أهل بَيت أدب ورئاسة لَهُ رِسَالَة فِي السَّيْف والقلم مفاخرة وَهُوَ أول من

القاضي الدلوي الشافعي الأشعري

سبق إِلَى ذَلِك بالأندلس وَقد رَأَيْته بالمرية بعد الْأَرْبَعين والأربع مائَة وَله كتب فِي علم الْقُرْآن مِنْهَا كتاب التَّحْصِيل فِي تَفْسِير الْقُرْآن كتاب التَّفْصِيل فِي التَّفْسِير أَيْضا وَله غير ذَلِك وَكَانَ جده أَحْمد بن برد وزيراً فِي الْأَيَّام العامرية وَكَانَ كَاتبا بلغياً أَيْضا توفّي سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبع مائَة أَعنِي الْوَزير وَمن شعر أَحْمد بن مُحَمَّد هَذَا قَوْله (تَأمل فقد شقّ البهار مغلّساً ... كماميه عَن نوّاره الخضل الندي) (مداهن تبرٍ فِي أنامل فضةٍ ... على أذرعٍ مخروطةٍ من زبرجد) وَمِنْه أَيْضا (لما بدا فِي لازور ... دي اللبَاس وَقد بهر) كَبرت من فرط الْجمال وَقلت مَا هَذَا بشر) (فَأَجَابَنِي لَا تنكرن ... ثوب السَّمَاء على الْقَمَر) وَمِنْه أَيْضا (قلبِي وقلبك لَا محَالة واحدٌ ... شهِدت بذلك بَيْننَا الألحاظ) (فتعال فلنغظ الحسود بوصلنا ... إِن الحسود بِمثل ذَاك يغاظ) 3 - (القَاضِي الدلوي الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن دلويه أَبُو حَامِد الاستوائي قَالَ الْخَطِيب يعرف بالدلوي قدم بغداذ وَسمع من الدَّارَقُطْنِيّ واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته وَولي الْقَضَاء بعكبرا من قبل القَاضِي أبي بكر بن الطّيب الباقلاني وَكَانَ ينتحل فِي الْفِقْه مَذْهَب الشَّافِعِي وَفِي الْأُصُول مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَله حظٌ فِي معرفَة الْأَدَب والعربية وَحدث بِشَيْء يسير وكتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَلما مَاتَ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة دفن بالشونيزية وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء كَانَ الدلوي فَاضلا وَكَثِيرًا مَا تُوجد كتب الْأَدَب بِخَطِّهِ وَكَانَ صَحِيح النَّقْل جيد الضَّبْط مُعْتَبر الْخط فِي الْغَالِب 3 - (الْحَافِظ السلَفِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سلفه بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَفتح اللَّام وَالْفَاء وَأَصله سلبه بِالْبَاء مَعْنَاهُ ثَلَاث شفَاه لِأَن شفته كَانَت مشقوقة

الْحَافِظ صدر الدّين أَبُو طَاهِر السلَفِي الْأَصْبَهَانِيّ سمع بِبَلَدِهِ الْقَاسِم بن الْفضل بن أَحْمد الثَّقَفِيّ ومكي بن مَنْصُور بن عَلان الكرجي وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف النضري وخلقاً كثيرا وسافر إِلَى بغداذ فِي شبابه وَسمع أَبَا الْخطاب بن البطر وَالْحُسَيْن بن عَليّ البشري وثابت بن بنْدَار الْبَقَّال وخلقاً كثيرا وَعمل معجما بشيوخ بغداذ ومعجما بالأصبهانيين وسافر للحجاز وَسمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة والكوفة وواسط وَالْبَصْرَة وخوزستان ونهاوند وهمذان وساوة والري وقزوين وزنجان وَدخل بِلَاد أذربيجان وطافها إِلَى أَن وصل إِلَى الدربند وَكتب بِهَذِهِ الْبِلَاد عَن شيوخها وَعَاد إِلَى الجزيرة من ثغر آمد وَسمع بخلاط ونصيبين والرحبة ودمشق وَأقَام بهَا عَاميْنِ ورحل إِلَى صور وَركب مِنْهَا فِي الْبَحْر الْأَخْضَر إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة واستوطنها إِلَى الْمَوْت وَلم يخرج مِنْهَا إِلَّا مرّة وَاحِدَة إِلَى مصر وَكَانَ إِمَامًا مقرئاً مجوداً مُحدثا حَافِظًا جهبذاً فَقِيها مفنناً نحوياً ماهراً لغوياً محققاً ثِقَة فِيمَا يَنْقُلهُ حجَّة ثبتاً انْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد فِي الْبِلَاد وَجمع معجماً ثَالِثا لباقي) الْبلدَانِ الَّتِي سمع بهَا سوى أَصْبَهَان وبغداذ قَالَ الزَّاهِد أَبُو عَليّ الأوقى سَمِعت السلَفِي يَقُول لي سِتُّونَ سنة مَا رَأَيْت المنارة إِلَّا من هَذِه الطَّاقَة وَقَالَ ابْن الْمفضل فِي مُعْجَمه عدَّة شُيُوخ شَيخنَا السلَفِي تزيد على سِتّ مائَة نفس بأصبهان ومشيخته البغداذية خمس وَثَلَاثُونَ جُزْءا وَقَالَ الْحَافِظ عمر بن الْحَاجِب مُعْجم السّفر للسلفي يشْتَمل على ألفي شيخ وَله تصانيف كَثِيرَة وَلما دخل بغداذ أقبل على الْفِقْه والعربية حَتَّى برع فيهمَا وأتقن مَذْهَب الشَّافِعِي على الكيا الهراسي وعَلى الخيطب أبي زَكَرِيَّاء التبريزي وَحدث ببغداذ وَهُوَ شَاب ابْن سبع عشرَة سنة أَو أقل وَلَيْسَ فِي وَجهه شَعْرَة كالبخاري وَأول سَمَاعه سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ قَالَ محب الدّين ابْن النجار روى لي عَنهُ ببغداذ وَمَكَّة ودمشق وحلب وحماة والقدس ونابلس ومصر والقاهرة والإسكندرية أَكثر من مائَة شيخ وَأورد لَهُ (إِن علم الحَدِيث علم الرِّجَال ... تركُوا الإبتداع لِلِاتِّبَاعِ) (فَإِذا اللَّيْل جنهم كتبوه ... وَإِذا أَصْبحُوا غدوا للسماع) وَله أَيْضا (كم جبت طولا وعرضا ... وَجَبت أَرضًا فأرضا) (وَمَا ظَفرت بخلٍّ ... من غير غلٍّ فأرضى) وَله أَيْضا (أذابني فرط تجافيه ... وعذل عذالي مَعًا فِيهِ) (دعوا ملامي وانظروا طرفه ... فِي طرفه والدر فِي فِيهِ) (ولاحظوا الْحسن بألبابكم ... كي تعذروا قلب مصافيه) (ثمَّ اعذلوني بعد إِن كَانَ مَا ... أصابني الْعقل يُنَافِيهِ)

وَله أَيْضا (عفتم من الْحبّ بداياته ... وعبتم أقْصَى نهاياته) (ولمتموني فِيهِ واللوم لَا ... يصلح فِي أهل ولاياته) (فبالغوا فِي لومكم وابلغوا ... أقْصَى تناهيه وغاياته) (فوالذي أرجوه فِي محشري ... وَحُرْمَة الذّكر وآياته) ) (أليةً آليتها برّةً ... لَا متّ إِلَّا تَحت راياته) وَله أَيْضا (فَلم تذق عَيْني مذ أبصرته ... من شقائي طول ليلِي وسنا) (وَلها فِي ذَاك عذر وَاضح ... فَهُوَ كالبدر سناء وسنا) وَله أَيْضا (لَيْسَ على الأَرْض فِي زماني ... من شَأْنه فِي الحَدِيث شاني) (نقلا ونقداً وَلَا علوّاً ... فِيهِ على رغم كل شاني) وَكَانَ جيد الضَّبْط وخطه مَعْرُوف وَله أَجزَاء كَثِيرَة يَقُول فِي آخر كل مِنْهَا وَهِي أَجزَاء كبار كتبت جَمِيع هَذَا الْجُزْء فِي اللَّيْلَة الْفُلَانِيَّة وَقَالَ أكتب إِلَى قبيل الْفجْر ثمَّ أَنَام وَكَانَ كَأَنَّهُ شعلة نارٍ فِي تَحْصِيل الحَدِيث وَكَانَ ابْن الْأَكْفَانِيِّ شَيْخه يقوم لَهُ ويتلقاه ويعظمه وَإِذا خرج يشيعه وَكتب حَتَّى عَن من كتب عَنهُ وَلم يزل يسمع إِلَى لَيْلَة وَفَاته وَلم يزل أمره يعظم بالإسكندرية حَتَّى صَار لَهُ عِنْد مُلُوك مصر الِاسْم والجاه العريض والكلمة النافذة مَعَ مُخَالفَته لَهُم فِي الْمَذْهَب وَقلة مبالاته بهم فِي أَمر الدّين لعقله وَدينه وَحسن مُجَالَسَته وأدب نَفسه وتألفه النَّاس واعترافه بالحقوق وشكره لَهَا وإرفاده للوفاد وَكَانَ لَا يكَاد تبدو مِنْهُ جفوة فِي حق أحد وَإِن بَدأته بادرها حَتَّى لَا ينْفَصل عَنهُ أحد إِلَّا طيب الْقلب وَكَانَ يجلس من أول الْمجْلس إِلَى آخِره لَا يبصق وَلَا يتنخم وَلَا يشرب وَلَا يتورك فِي جُلُوسه وَلَا يَبْدُو لَهُ قدم وَإِن بَدَت غطاها وَكَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين تحدث هُوَ وَأَخُوهُ فِي مَجْلِسه وهما يسمعان عَلَيْهِ فزبرهما وَقَالَ أيش هَذَا نَحن نَقْرَأ أَحَادِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأنتما تتحدثان وقصده النَّاس ورحلوا حَتَّى السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَأَوْلَاده وَإِخْوَته وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة بعد الزياة على الْمِائَة بسنين لِأَن مولده بعيد السّبْعين والأربع مائَة على خلاف فِيهِ لِأَنَّهُ قَالَ أَنا أذكر قتل نظام الْملك فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَكَانَ عمري فِي حُدُود عشر سِنِين وَبنى لَهُ الْعَادِل عَليّ بن السلار أَمِير مصر مدرسة بالإسكندرية وَلما مَاتَ وجدت خَزَائِن كتبه قد التصقت وعفنت لكثرتها فَكَانُوا يستخلصونها بالفأس وَتلف أَكْثَرهَا وارتحل إِلَيْهِ ابْن سناء الْملك الْمَشْهُور وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وامتدحه بقصيدة الَّتِي أَولهَا

(حمد السرى وَهِي الْحَقِيقَة بالذم ... لفرقة أرضٍ غَابَ عَن أفقها نجمي) ) مِنْهَا (نسيت سوى دارٍ بَكَيْت برسمها ... وَذَلِكَ رسمي إِن وقفت على رسمي) (وَدِيعَة مسكٍ فِي ثراها وَجدتهَا ... فصيرت لثمي للوديعة كالختم) (على سنة العشاق أَو بِدعَة الْهوى ... حلمت بجهلي أَو جهلت بِهِ حلمي) (ولكنني أنشرت فهمي من البلى ... كَمَا أنني أيقظت حلمي من الْحلم) (وَأَقْبل نسكي حِين ولت شبيبتي ... وآض اعتزامي حِين عاينه حزمي) (فَجئْت إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة قَاصِدا ... إِلَى كعبة الْإِسْلَام أَو علم الْعلم) (إِلَى خير دينٍ عِنْده خير مرشدٍ ... وَخير إمامٍ عِنْده خير مؤتمّ) (إِلَى أَحْمد المحيي شَرِيعَة أحمدٍ ... فَلَا عدمت مِنْهُ أَبَا أمة الْأُمِّي) (حمى بدعاءٍ أَو همى بفوائد ... فبورك مِمَّا زَالَ يحمي كَمَا يهمي) (تقوّس تقويس الْهلَال تهجداً ... وَذَاكَ هِلَال يفضح الْبَدْر فِي التمّ) (إِذا مَا شياطين الضلال تمردت ... جدالاً فَمن أَقْوَاله كَوْكَب الرَّجْم) (تكَاد لَدَيْهِ الْعَرَب وَالْفَخْر فخرها ... تقرّ لَهُ أَن المفاخر فِي الْعَجم) (أَبُو الدَّهْر عمرا واعتزاماً ومنصباً ... فَلَا ذاق مِنْهُ دهره فجعة الْيُتْم) وغزل هَذِه القصيدة فِي غَايَة الْحسن وَأما ابْن قلاقس الإسكندري الشَّاعِر فَأكْثر مدائحه فِيهِ فَمن ذَلِك قَوْله قصيدة أَولهَا (قرنت بواو الصدغ صَاد الْمقبل ... وأغريت بِي لَام العذار المسلسل) مِنْهَا (وَهل أَنا إِلَّا نبعة يمنية ... منضرة الأفنان فِي رَأس يذبل) (سقى أَصْلهَا النُّعْمَان مَاء مفاخرٍ ... فأثمر مِنْهَا كلّ فرع بِأَفْضَل) (وَمن كَانَ صدر الدّين أَحْمد شَيْخه ... أَطَالَ بهَا باعي يمينٍ ومقول) (إمامٌ لقِيت الدَّهْر أدهم دونه ... فألبسه وصف الأغرّ المحجّل) (أَقَامَ بِهِ الله الشَّرِيعَة فاعتلت ... دعائمها فَوق السماك وتعتلي) (يُفَسر من ألفاظها كل مبهمٍ ... وَيفتح من أعراضها كل مقفل)

علاء الدولة البيابانكي السمناني

(وَمَا كَانَ لَوْلَا أحمدٌ دين أحمدٍ ... ليدرى صَحِيح سَالم من مُعَلل) ) (وَلَا عرفت حفاظه بَين مسندٍ ... بعنعنةٍ رفعا وَلَا بَين مُرْسل) (لسر العطايا فِي أسارير وَجهه ... مخايل برق الْعَارِض المتهلل) مِنْهَا (فَللَّه ألفاظٌ جلاها يراعه ... لعقدٍ على جيد الزَّمَان مفصّل) (لآلئ لَو كَانَت نجوماً لغادرت ... لياليها وَالصُّبْح مَا لَاحَ ينجلي) (بَنو الخاطر العجلان إِن عنّ مشكلٌ ... لَهَا لَا بَنو العجلان رَهْط ابْن مقبل) 3 - (عَلَاء الدولة البيابانكي السمناني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الملقب بعلاء الدولة البيابانكي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا ألف وباء مُوَحدَة وَبعدهَا ألف وَنون وكانف وياء النّسَب الْعَلامَة الزَّاهِد ركن الدّين السمناني مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وست مائَة بسمنان تفقه وشارك فِي الْفَضَائِل وبرع فِي الْعلم وداخل التتار واتصل بالقان أرغون بن أبغا ثمَّ أناب وَأَقْبل على شَأْنه وَمرض زَمَانا بتبريز فَلَمَّا عوفي تعبد وتأله وَعمل الْخلْوَة وَقدم بغداذ وَصَحب الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَحج ثمَّ رد إِلَى الوطن برا بِأُمِّهِ وَخرج عَن بعض مَاله وأسبابه وَحج ثَلَاث مَرَّات وَتردد كثيرا إِلَى بغداذ وَسمع من عز الدّين الفاروثي والرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَلبس مِنْهُ عَن السهرودي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَخذ عَنهُ شَيخنَا صدر الدّين إِبْرَاهِيم بن حمويه وَنور الدّين وَطَائِفَة وروى عَنهُ سراج الدّين الْقزْوِينِي الْمُحدث وَإِمَام الدّين عَليّ بن الْمُبَارك الْبكْرِيّ صاحبنا وَحدث ب صَحِيح مُسلم وبشرح السّنة لِلْبَغوِيِّ وبعدة كبت ألفها وَهِي كَثِيرَة قَالَ الْبكْرِيّ لَعَلَّهَا تبلغ ثَلَاث مائَة مُصَنف مِنْهَا كتاب الْفَلاح ثَلَاث مجلدات ومصابيح الْجنان ومدارج المعارج وَكَانَ إِمَامًا ربانياً خَاشِعًا كثير التِّلَاوَة لَهُ وَقع فِي النُّفُوس وَكَانَ يحط على محيي الدّين ابْن عَرَبِيّ وعَلى كتبه ويكفره وَكَانَ مليح الشكل حسن الْخلق حسن الْخلق غزير الْمُرُوءَة كثير الْبر يحصل لَهُ من أملاكه فِي الْعَام نَحْو من تسعين ألف دِرْهَم ينفقها فِي الْبر زَارَهُ الْملك بو سعيد وَبنى خانقاه للصوفية ووقف عَلَيْهَا وَقفا وَكَانَ أَبوهُ وَعَمه من الوزراء توفّي بعد أَن أوتر لَيْلَة الْجُمُعَة فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بقرية بيابانك وَدفن بهَا 3 - (أَبُو حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الإِمَام أَبُو حَامِد بن أبي طَاهِر

أبو الحسن العتيقي

الإِسْفِرَايِينِيّ الشَّافِعِي قدم بغداذ وَهُوَ) صبي وتفقه على أبي الْحسن بن الْمَرْزُبَان والداركي حَتَّى صَار أحد أَئِمَّة وقته وَعظم عِنْد الْمُلُوك وَحدث عَن جمَاعَة وعلق عَنهُ تعاليق فِي شرح الْمُزنِيّ وطبق الأَرْض بالأصحاب وَجمع مَجْلِسه ثَلَاث مائَة فَقِيه قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ تَعْلِيق الشَّيْخ أبي حَامِد فِي نَحْو خمسين مجلداً تفقه عَلَيْهِ الْمَاوَرْدِيّ وسليم الرَّازِيّ والمحاملي أَبُو الْحسن وَأَبُو عَليّ السنجي قَالَ الْخَطِيب حدثونا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً ومولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة سنة وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة ابْن سُرَيج أَنه أحد الَّذين بعثوا على رَأس كل مائَة سنة ليجدد لهَذِهِ الْأمة دينهَا وَكَانَ يَقُول مَا قُمْت من مجْلِس النّظر قد فندمت على معنى يَنْبَغِي أَن يذكر فَلم أذكرهُ وقابله بعض الْفُقَهَاء فِي مجْلِس النّظر بِمَا لَا يَلِيق ثمَّ أَتَاهُ فِي اللَّيْل معتذراً إِلَيْهِ فأنشده (جفاءٌ جرى جَهرا إِلَى النَّاس وانبسط ... وعذرٌ أَتَى سرا فأكد مَا فرط) (وَمن ظن أَن يمحو جليّ جفائه ... خفيّ اعتذارٍ فَهُوَ فِي غَايَة الْغَلَط) وَقَالَ الْخَطِيب حدث بِشَيْء عَن عبد الله بن عدي وَأبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَبدك الإِسْفِرَايِينِيّ وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة ورأيته غير مرّة وَحَضَرت تدريسه فِي مَسْجِد عبد الله بن الْمُبَارك وَسمعت من يذكر أَنه كَانَ يحضر تدريسه سبع مائَة متفقه وَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ لَو رَآهُ الشَّافِعِي لفرح بِهِ وَحكى الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء أَن أَبَا الْحُسَيْن الْقَدُورِيّ كَانَ يعظمه ويفضله على كل أحد وَأَن الْوَزير أَبَا الْقَاسِم حكى لَهُ عَن الْقَدُورِيّ أَنه قَالَ أَبُو حَامِد عِنْدِي أفقه وَأنْظر من الشَّافِعِي قَالَ الشَّيْخ فَقلت لَهُ هَذَا القَوْل من الْقَدُورِيّ حمله اعْتِقَاده فِي الشَّيْخ أبي حَامِد وتعصبه بالحنفية على الشَّافِعِي وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ فَإِن أَبَا حَامِد وَمن هُوَ أعلم مِنْهُ وأقدم على بعدٍ من تِلْكَ الطَّبَقَة وَمَا مثل الشَّافِعِي وَمثل من بعده إِلَّا كَمَا قَالَ الشَّاعِر (نزلُوا بِمَكَّة فِي قبائل نوفلٍ ... وَنزلت الْبَيْدَاء أبعد منزل) وَله فِي الْمَذْهَب التعليقة الْكُبْرَى وَكتاب الْبُسْتَان وَهُوَ صَغِير وَذكر فِيهِ غرائب 3 - (أَبُو الْحسن العتيقي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور أَبُو الْحسن العتيقي المجهز البغداذي قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَدُوقًا قَالَ ابْن مَاكُولَا قَالَ لي شَيخنَا العتيقي إِنَّه روياني الأَصْل خرج على الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ ثِقَة متقناً يفهم مَا عِنْده وَكَانَ الْخَطِيب رُبمَا دلسه وَيَقُول أَنا أَحْمد بن أبي) جَعْفَر الْقطيعِي توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة

ابن قدامة

3 - (ابْن قدامَة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي سمع من ابْن عبد الدايم وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق 3 - (الفار الشطرنجي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الفار الشطرنجي جده أَحْمد يعرف بالجرافة بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الرَّاء وَبعد الْألف فَاء وهاء اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَهُوَ عالية فِي الشطرنج ينظم المواليا أَنْشدني بِالْقَاهِرَةِ من لَفظه لنَفسِهِ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة (حبي الَّذِي مَا حوت مثلود من سنجار ... وَلَا ثَبت لقوموا غُصْن فِي الْأَشْجَار) (لَو خد أَحْمَر وخال أَخْضَر حكى الزنجار ... يجب عليّ احْتمل جورو فديتو جَار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (حبي الَّذِي فِي مديحو يعجز المحار ... أخْفى الواكب بجسنو حقّ فِي الأسحار) (لَو لحظ تركي فديتو بابلي سحار ... وجفن فاتر فُؤَادِي فِي غرامو حَار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (جواد صبري لبعد الْحبّ مني خار ... وبحر دمعي جرى فِي عشقتو زخار) (ظَبْي بِخَير الْجَوَاهِر وَهُوَ من فخار ... قد ادخرتو لأيام الوغى إدخار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (وهبت للحب مركوبي وَهُوَ غدّار ... غضب وَولى بوجهو صرت فِي اكدار) (ناديت يَا منيتي يَا عالي الْمِقْدَار ... خُذ لَك بدالو ودر وَجهك فديتو دَار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (جيت عطار لحظو فِي المهج جزّار ... يغلب بحسنو ملاح التّرْك فِي البازار) (صاددق إِذا قَالَ هُوَ فِي الْوَعْد لَا نزّار ... قصدي رِضَاهُ انْقَطع عني الرجا أَو زار) وأنشدني من لَفظه أَيْضا (سُلْطَان حسنو قد ارسل للمهج أفكار ... يجرّد الْبيض من لحظو بِلَا إِنْكَار) (نكس بقدو عصايب ساير الْأَبْكَار ... وَطلب جَيش عذار وَدَار بالبيكار) ) وأنشدني لَهُ أَيْضا

المرسي النحوي ابن بلال

(غنت فأغنت عَن المسموع فِي الأقطار ... ودقت الدفّ أجرت أدمعي أمطار) (وصرت فِي حبها لَا أختشي أخطار ... لما اسْتمع لب قلبِي من يَديهَا طَار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (ترجلو من على نجبٍ غَدَتْ أوطار ... وحولها من خدمها والحشم أدوار) (فخلت تِلْكَ المعاطف فِي ضيا الأكوار ... قضبان فضه قد اقنضّت من الأكوار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (بسالفو خمل يَنْمُو مثل خضرَة غَار ... فِي ورد جوري على قلبِي بجورو جَار) (رشا وفالي على كيد العدى فِي غَار ... واكمد حسودي وضدي فِي الثرى قد غَار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (جاني بشير أَتَى مقبل وأطفا نَار ... وَبت مسرور مُفْلِح والدجى قد نَار) (وارتجي اقبال سَاعَة نصر من خنار ... مختصّ بالْحسنِ كم أرْسلت لَو دِينَار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (من أمهَا فِي القيادة أَصبَحت آفَة ... وَأُخْتهَا فِي ربوع الْحَيّ وقافة) (فَكيف يُمكن تجي فِي القصف خوافة ... وستها الأَصْل شامية وطوافة) 3 - (المرسي النَّحْوِيّ ابْن بِلَال) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن بِلَال المرسي النَّحْوِيّ صَاحب شرح غَرِيب المُصَنّف وَشرح إصْلَاح الْمنطق توفّي فِي حُدُود السِّتين والأربع مائَة 3 - (الْملك الْمفضل ابْن الْعَادِل) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْملك الْمفضل قطب الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْملك الْعَادِل توفّي بالفيوم سنة تسع عشرَة وست مائَة وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة وَدفن خَارج بَاب النَّصْر 3 - (الْحَافِظ الماماي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أحيد بن ماما الْحَافِظ أَبُو حَامِد الْأَصْبَهَانِيّ الماماي صَاحب التصانيف سكن بخارا وذيل على تَارِيخ غُنْجَار وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْحَافِظ ابْن السّني) ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن اسباط مولى

أبو بكر الواعظ الفارسي

جَعْفَر بن أبي طَالب أَبُو بكر بن السّني الدينَوَرِي الْحَافِظ سمع النَّسَائِيّ وَغَيره وروى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو بكر الْوَاعِظ الْفَارِسِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب أَبُو بكر الْفَارِسِي الْوَاعِظ الْمُفَسّر نزيل نيسابور كَانَ أَتْبَاعه ومريدوه كثيرين وعظ ببخارا فَكثر جمعه وَخَافَ الْحَنَفِيَّة من تغلبه وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو جَعْفَر النّحاس النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل النّحاس أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ من أهل مصر رَحل إِلَى بغداذ وَأخذ عَن أَصْحَاب الْمبرد وَعَن الْأَخْفَش عَليّ بن سُلَيْمَان ونفطويه والزجاج وَغَيرهم ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَسمع بهَا جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة الطَّحَاوِيّ وَالنَّسَائِيّ وَبكر بن سهل الدمياطي وَمُحَمّد بن جَعْفَر الْأَنْبَارِي وَسمع بالرملة من عبيد الله بن إِبْرَاهِيم البغداذي وَسمع ببغداذ من عمر بن إِسْمَاعِيل بن أبي غيلَان وَأبي الْقَاسِم عبد الله الْبَغَوِيّ وَالْحُسَيْن بن عمر ابْن أبي الْأَحْوَص وَجَمَاعَة وَقَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على الزّجاج ببغداذ وَلما عَاد إِلَى مصر اشْتغل بالتصنيف فِي عُلُوم الْقُرْآن وَالْأَدب فَيُقَال إِن تصانيفه تزيد على خمسين مصنفا مِنْهَا تفسيرعشرة دواوين للْعَرَب وإعراب الْقُرْآن ومعاني الْقُرْآن والناسخ والمنسوخ وَالْكَافِي فِي علم الْعَرَبيَّة وَالْمقنع ذكر فِيهِ اخْتِلَاف الْكُوفِيّين والبصريين وَشرح المعلقات وَشرح المفضليات وَشرح أَبْيَات الْكتاب كتاب الِاشْتِقَاق كتاب الأنواء كتاش الِاشْتِقَاق لأسماء الله تَعَالَى أَخْبَار الشُّعَرَاء أدب الْكتاب أدب الْمُلُوك التفاحة فِي النَّحْو وَلم تكن لَهُ مُشَاهدَة وَإِذا خلا بقلمه جود وَأحسن وَكَانَ لَا يُنكر أَن يسْأَل أهل النّظر وَالْفِقْه ويفاتشهم عَمَّا أشكل عَلَيْهِ فِي تصانيفه قَالَ قَاضِي الْقُضَاة بالأندلس وَهُوَ الْمُنْذر بن سعيد البلوطي أتيت وَابْن النّحاس فِي مَجْلِسه بِمصْر يملي فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء شعر قيس الْمَجْنُون حَيْثُ يَقُول (خليليّ هَل بِالشَّام عينٌ حزينة ... تبْكي على نجدٍ لعَلي أعينها) (قد اسلمها الباكون إِلَّا حمامة ... مطوّقة باتت وَبَات قرينها) (تجاوبها أُخْرَى على خيزرانةٍ ... يكَاد يدنيها من الأَرْض لينها) ) فَقلت لَهُ يَا با جَعْفَر مَاذَا أعزّك الله باتا يصنعان فَقَالَ لي وَكَيف تَقوله أَنْت يَا أندلسي

أبو الحسين الشجاعي الشافعي

فَقلت لَهُ بَانَتْ وَبَان قرينها فَسكت وَمَا زَالَ يستقلني بعد ذَلِك حَتَّى مَنَعَنِي كتاب الْعين وَكنت ذهبت إِلَى الانتساخ من نسخته فَلَمَّا قطع بِي قيل لي أَيْن أَنْت عَن أبي الْعَبَّاس ابْن ولاد فقصدته فلبيت رجلا كَامِل الْعلم حسن الْمُرُوءَة فَسَأَلته الْكتاب فَأخْرجهُ إليّ ثمَّ تندم أَبُو جَعْفَر لما بلغه إِبَاحَة أبي الْعَبَّاس الْكتاب لي وَعَاد إِلَى مَا كنت أعرفهُ مِنْهُ قَالَ وَكَانَ أَبُو جَعْفَر لئيم النَّفس شَدِيد التقتير على نَفسه وَكَانَ رُبمَا وهبت لَهُ الْعِمَامَة فيقطعها ثَلَاث عمائم وَكَانَ يَأْبَى شِرَاء حَوَائِجه بِنَفسِهِ ويتحامل فِيهَا على أهل مَعْرفَته وحبب إِلَى النَّاس الْأَخْذ عَنهُ وانتفع بِهِ خلقٌ جلس على درج المقياس بالنيل يقطع شَيْئا بالعروض من الشّعْر فَسَمعهُ جَاهِل فَقَالَ هَذَا يسحر النّيل حَتَّى لَا يزِيد فَدفعهُ بِرجلِهِ فِي النّيل فَمَاتَ غريقاً سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الشجاعي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ أَبُو الْحُسَيْن الشجاعي النَّيْسَابُورِي أَمِين مجْلِس الْقَضَاء بنيسابور كَانَ من ذَوي الرَّأْي الْكَامِل وَمن الشَّافِعِيَّة المتعصبين لمذهبه توفّي فِي حُدُود التسعين والأربع مائَة 3 - (ابْن طَبَاطَبَا الْعلوِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن طَبَاطَبَا بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الْعلوِي الرئيس أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ نقيب الطالبيين بِمصْر لَهُ الشّعْر الْجيد فِي الزّهْد والغزل مدونٌ لقب طَبَاطَبَا لِأَنَّهُ كَانَ يلثغ بِالْقَافِ طاء فَطلب يَوْمًا ثِيَابه فَقَالَ الْغُلَام أجيء بدراعةٍ فَقَالَ لَا طِبًّا طِبًّا يَعْنِي قبا قبا توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة أورد لَهُ الثعالبي فِي الْيَتِيمَة (خليلي إِن للثريا لحاسد ... وَإِنِّي على ريب الزَّمَان لواجد) (أيبقى جَمِيعًا شملها وَهِي ستةٌ ... وَيُؤْخَذ مني مؤنسي وَهُوَ وَاحِد) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا (قَالَت لطيف خيالٍ زارني وَمضى ... بِاللَّه صفه وَلَا تنقص وَلَا تزد) (فَقَالَ خفته لَو مَاتَ من ظمأ ... وَقلت قف عَن وُرُود المَاء لم يرد) (قَالَت صدقت الوفا فِي الْحبّ شيمته ... يَا برد ذَاك الَّذِي قَالَت على كَبِدِي) ) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا (كَأَن نُجُوم اللَّيْل سَارَتْ نَهَارهَا ... ووافت عشَاء وَهِي أنضاء أسفار) (وَقد خيّمت كي يستريح ركابهَا ... فَلَا فلكٌ جارٍ وَلَا كوكبٌ سَار) 3 - (سعد الأمّة الْكَاتِب) أَحْمد بن محمّد بن أَيُّوب بن سُلَيْمَان أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْوَزير

صاحب الخط المليح

أبي طَالب من أهل بَاب الْمَرَاتِب كَانَ يعرف بِسَعْد الْأمة كَانَ منشئاً فَاضلا كَاتبا سديداً مليح الْخط عَزِيز الْفضل وَلما دخل عميد الْملك الكندري بغداذ سَأَلَ عَمَّن بهَا من أَوْلَاد الأكابر لينادمه فأحضر لَهُ أخوا سعد الْأمة فآثرهما كثيرا وَكَانَ سعد الْأمة فَقِيرا فَقَالَ لأخويه لَو أوصلتماني إِلَى هَذَا الْوَزير لنظر فِي حَالي فامتنعا فَكتب رقْعَة بِخَطِّهِ فِي كاغدٍ حسنٍ وأوصلها إِلَى الْوَزير فَلَمَّا قَرَأَ عنوانها ابْن أَيُّوب قَالَ من تكون من صاحبيّ فَقَالَ أخوهما فهجرهما الْوَزير وَأَقْبل على سعد الْأمة وخلع عَلَيْهِ كل مَا كَانَ عَلَيْهِ بمركوبه واستكتبه فِي الْإِنْشَاء بِالْعَرَبِيَّةِ ثمَّ سَافر مَعَه وفوض إِلَيْهِ مَا فِيهِ الْمَنَافِع إِلَى أَن أثرت حَاله وَكثر كراعه فَقَالَ لَهُ لَيْلَة إِن هَذَا السُّلْطَان قد تغير عَليّ فارحل عني غَدا وَأظْهر فراقي وكراهيتي ثمَّ أقِم أَيَّامًا وارحل إِلَى بغداذ سالما بل لي إِلَيْك حَاجَة هِيَ هَذَا الملصق توصله إِلَى أخي دبيس بالحلة المزيدية وَكَانَ بَينهمَا مؤاخاة فَلَمَّا فعل ذَلِك وشاع الْخَبَر بِمَا جرى من فِرَاق سعد الْأمة للوزير قصد بغداذ فَبَلغهُ الْخَبَر فِي الطَّرِيق بِالْقَبْضِ على الْوَزير وَصَارَ إِلَى دبيس وأوصله الملصق فَلَمَّا رَآهُ بَكَى وعانقه وَقَالَ يعز عَليّ يَا أخي فراقك لأخي فَلَمَّا فض الملصق إِذا هُوَ مَكْتُوب إِن كل أحد يحفظ عهد الْحَيّ وَإِنَّمَا الْأَحْسَن أَن يحفظ عهد الْمَيِّت بعده فِي مخلفيه وَخَلْفِي موصل هَذِه الرقعة فمهما فعلته فِي حَقه فَهُوَ فِي حَقي فَلَمَّا قَرَأَهَا دبيس اشْتَدَّ بكاؤه وَقَالَ هَل عرفت مَا فِي الْكتاب فَقَالَ لَا فَأَقْرَأهُ إِيَّاه ثمَّ سَأَلَهُ عَمَّا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ من جراية ومعيشة وَغير ذَلِك فأضعفه لَهُ وَأقَام عِنْده إِلَى أَن مَاتَ وَتُوفِّي سنة سبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (صَاحب الْخط الْمليح) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَسد بن عَليّ بن سعيد أَبُو الْحسن بن أبي الْحسن الْكَاتِب البغداذي صَاحب الْخط الْمليح وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا يكْتب خطا مليحاً ذكره الْخَطِيب فِي تَارِيخه وروى عَنهُ حَدِيثا وَتُوفِّي أَبُو الْحُسَيْن سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة) 3 - (قَاضِي الأنبار) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْبَراء أَبُو الْعَبَّاس قَاضِي الأنبار ثمَّ قَاضِي مَدِينَة الْمَنْصُور وَربع بَاب الشَّام كَانَ يلبس السوَاد وَلم يكن ذَا فقه ورأي بل كَانَ سليما تعتريه غَفلَة وَكَانَ يلبس السوَاد الفتوجية حَتَّى لَا يُمَيّز بَين أكماكه وأكما النِّسَاء لسعة ذَلِك وَإِذا برز من عِنْده بعض حرمه لبسوا ذَلِك السوَاد اجتاز يَوْمًا بسوق الطير وَهُوَ بسواده والقمطر بَين يَدَيْهِ والمسودة من أَصْحَاب الشَّرْط والرجالة فَرَأى صياداً مَعَه صعوة فَقَالَ هَذِه وَالله شَهْوَة وَلَدي مُحَمَّد وَمَا أزول إِلَّا بِهِ فَوقف وَالنَّاس بَين يَدَيْهِ وَأخرج خرقَة من خفه وَفتح طرفها وَأخرج دانقاً فَنَاوَلَهُ الصياد وَتَنَاول الصعوة فَقَالُوا لَهُ تحْتَاج إِلَى قفص فَقَامَ والخلق حُضُور فَتَنَاول دنيته عَن رَأسه وَوضع الصعوة على هامته ثمَّ أطبق الدنية وَسَار إِلَى منزله وَالنَّاس يتضاحكون مِنْهُ فَلَمَّا رأى ابْنه قَالَ خُذ يَا بني وتطأطأ ليأخذها فطارت الصعوة فَقَالَ يَا بني كَانَت فِي حرز وَلَكِنَّك لم تحسن تنَاولهَا ثمَّ أَخذ يَقُول واحسرتا على فَوت منية وَلَدي الْعود أَحْمد غَدا مجْلِس الحكم نظفر إِن شَاءَ الله بالصياد وبالصعوة وكرره مرَارًا 3 - (أَبُو الْحُسَيْن ابْن ثَابت البغداذي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن ثَابت أَبُو الْحُسَيْن البغداذي

أحمد بن محمد بن ثوابة

ذكره الثعالبي فِي الْيَتِيمَة وَله شعر كثير النكت وَالْملح من ذَلِك قَوْله (هِيَ حالان شدةٌ ورخاء ... وسجالان نعمةٌ وبلاء) (والفتى الحازم اللبيب إِذا مَا ... خانه الدَّهْر لم يخنه العزاء) (إِن ألمت ملمةٌ بِي فَإِنِّي ... فِي الملمات صخرةٌ صماء) صابرٌ فِي الْبلَاء طبٌّ بِأَن لَيْسَ على أَهله يَدُوم الْبلَاء والتداني يَتْلُو التنائي والإقتار يُرْجَى من بعده الإثراء وأخو المَال مَا لَهُ مِنْهُ فِي دُنْيَاهُ إِلَّا مذمّةٌ أَو ثَنَاء وَإِذا مَا الرَّجَاء أسقط بَين النَّاس فَالنَّاس كلهم أكفاء وَقَوله كل من لم يعدك فِي حَالَة السقم تمنى لَك الردى والهلاكا (حذرا أَن يراك يَوْمًا صَحِيحا ... فِي طريقٍ فيسحتي أَن يراكا) ) سَوف تبرا ويمرضون وتجفوهم فَإِن عاتبوا فَقل ذَا بذاكا 3 - (أَحْمد بن مُحَمَّد بن ثوابة) 3 - (بن خَالِد الْكَاتِب أَبُو الْعَبَّاس) كَانَ من جلة الْكتاب وأعيانهم لَهُ الرسائل الْحَسَنَة وَالنّظم الْجيد روى عَنهُ أَحْمد بن أبي طَاهِر وَأَبُو عبد الله بن أبي عَوْف الْبزورِي والمبرد وَغَيرهم طلب كَاتبا يُوقع بَين يَدَيْهِ فجيء بفتىً فَكتب بَين يَدَيْهِ فَقَالَ أَرِنِي مَا كتبت فَأرَاهُ فَقَالَ الْوَجْه صبيح والخط ملحي غير أَنَّك تقصر الْمَمْدُود وَهُوَ أقربها وتمد الْمَقْصُور وَهُوَ أبعدها وَتصل مَقْطُوعًا وتقطع مَوْصُولا فالق علبنا أَو مبردنا ليسكنا ميدك ويقيما أودك وَليكن مِنْك عودةٌ إِلَيْنَا تَجِد مَا ترغب إِلَيْهِ لدينا فَقَالَ الْفَتى أَو غير هَذَا أعزّك الله قَالَ هاته إِن كَانَ لَك حرفا ووثب فَخرج فاستكتبه إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر وَوَصله وَقَالَ هَذَا لجوابك لِابْنِ ثوابة قَالَ أَبُو عبد الله بن أبي عَوْف الْبزورِي دخلت على ابْن ثوابة وَكَانَ مَحْبُوسًا فَقَالَ لي أتحفظ عني قلت نعم فَقَالَ (عواقب مَكْرُوه الْأُمُور خِيَار ... وَأَيَّام شيءٍ لَا يَدُوم قصار) (وَلَيْسَ بباقٍ بؤسها وَنَعِيمهَا ... إِذا كرّ ليلٌ ثمَّ كرّ نَهَار) وَيُقَال إِن جده يُونُس كَانَ حجاماً يعرف بلبابة وَقيل أمّهم اسْمهَا لبَابَة وأصلهم نَصَارَى وَكَانَ أَبُو الْعَبَّاس من الثُّقَلَاء الْبغضَاء وَله كلامٌ مدوّنٌ مستهجن مستثقل مِنْهُ عَليّ بِمَاء ورد لأغسل فمي من كَلَام الحاجم وَمِنْه لما رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ النَّاس تدرأسوا وتدقلموا وتدبسقوا وتذوزروا تدسفن وَله من المصنفات كتاب رسائله الْمَجْمُوعَة رِسَالَة فِي الْخط وَالْكِتَابَة وَأَخُوهُ جَعْفَر

بن مُحَمَّد بن ثوابة تولى ديوَان الرسائل فِي أَيَّام عبيد الله بن سُلَيْمَان وَله ابْن اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد كَانَ أَيْضا مترسلاً بليغاً وَله كتاب رسائل وَسَيَأْتِي ذكره بعْدهَا وَلأبي الْعَبَّاس الْمَذْكُور صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة رِسَالَة يذم فِيهَا مُسلما ونصرانياً أَتَيَاهُ يعلمَانِهِ الهندسة ويذم علم الهندسة وَهِي تدل على أَنَّهَا مَوْضُوعَة عَلَيْهِ أوردهَا بكمالها ياقوت فِي كتاب مُعْجم الْأَدَب من وقف عَلَيْهَا من الأفاضل علم أَنَّهَا كَلَام جَاهِل قَالَ رَشِيق الْخَادِم كُنَّا فِي مجْلِس صاعد فَسَأَلَ عَن رجلٍ فَقَالَ أَبُو الصَّقْر أنفي يُرِيد نفي فَقَالَ ابْن ثوابة فِي الخراء فَسَمعَهَا فَقَالَ أَبُو الصَّقْر كَيفَ نُكَلِّم من حَقه أَن يشد وَيحد فَقَالَ ابْن ثوابة وَهَذَا أَيْضا من جهلك إِن من يحد لَا يشد وَمن يشد لَا يحد ثمَّ ضرب الدَّهْر ضربانه فَرَأَيْت ابْن ثوابة قد دخل إِلَى أبي) الصَّقْر بواسط فَوقف بَين يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا الْوَزير لقد آثرك الله علينا وَإِن كُنَّا لخاطئين فَقَالَ لَهُ أَبُو الصَّقْر لَا تَثْرِيب عَلَيْكُم يَا أَبَا الْعَبَّاس ثمَّ رفع مَجْلِسه وقلده طساسيج بابل وسورا وبربسما وضاعف وَزَاد فِي الدُّعَاء فَمَا زَالَ والياً إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قلت قَول ابْن ثوابة فِي الخراء لما قَالَ أَبُو الصَّقْر لَا يَصح التندير فِيهِ لِأَن الْأنف بِفَتْح الْهمزَة وَهُوَ فِي كَلَام أبي الصَّقْر بِضَم الْهمزَة لِأَنَّهُ فعل مغير لما لم يسم فَاعله من النَّفْي قَالَ الصولي وَكَانَ أَبُو العيناء يعادي ابْن ثوابة لمعاداة أبي الصَّقْر فاجتمعا فِي مجْلِس بعقب مَا اتّفق لِابْنِ ثوابة مَعَ أبي الصَّقْر فِي مجْلِس صاعد فتلاحيا فَقَالَ لَهُ ابْن ثوابة أما تعرفنِي فَقَالَ بلَى أعرفك ضيق العطن كثير الوسن قَلِيل الفطن خاراً على الذقن قد بَلغنِي تعديك على أبي الصَّقْر وَإِنَّمَا حلم عَنْك لِأَنَّهُ لم ير عزا فيذله وَلَا علوا فيضعه وَلَا مجداً فيهدمه فعاف لحمك أَن يَأْكُلهُ وسهك دمك أَن يسفكه فَقَالَ لَهُ اسْكُتْ فَمَا تساب اثْنَان إِلَّا غلب ألأمهما قَالَ أَبُو العيناء لهَذَا غلبت بالْأَمْس أَبَا الصَّقْر فأسكته وَلأَحْمَد بن عَليّ الماردائي الكوكبي الْأَعْوَر فِي ابْن ثوابة أهاجٍ مِنْهَا (بني ثوابة أَنْتُم أثقل الْأُمَم ... جمعتم ثقل الأوزار والتخم) (أهاض حِين أَرَاكُم فِي بشامتكم ... على الْقُلُوب وَإِن لم أوت من بشم) (كم قائلٍ حِين غاظته كتابتكم ... لَو شِئْت يَا رب مَا علمت بالقلم) ولجماعة فِيهِ أهاجٍ كَثِيرَة وللبحتري فِيهِ هجو فاستصلحه فَعَاد مدحه وَكتب ابْن ثوابة إِلَى عَليّ بن طَاهِر يَدعُوهُ يَوْمًا (الْقدر قد هدرت والدن مبزول ... والخيش قد بل وَالريحَان مَوْصُول) (وقرة الْعين قد جَاءَت ومزهرها ... يَصِيح فِي يَدهَا وَالنَّار مشعول) (وَنحن من طيبها فِي لذةٍ عجب ... وبيننا مذ أَتَت عضّ وتقبيل) (وَلَا يتم لنا عيشٌ وَلَا طربٌ ... حَتَّى نرَاك فَأَنت النَّفس والسول)

أبو عبد الله بن ثوابة

(وكل عيشٍ بِلَا راحٍ ومسمعةٍ ... وَلَا نديمٍ وَلَا أنسٍ فتعليل) قلت شعر نَازل مَعَ مَا فِيهِ من تذكير النَّار وَهُوَ يؤمنثة 3 - (أَبُو عبد الله بن ثوابة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن ثوابة أَبُو عبد الله الْكَاتِب ولي ديوَان الرسائل أَيَّام المقتدر بعد) وَفَاة أَبِيه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَلَاث مائَة وَلم يزل على ذَلِك إِلَى حِين وَفَاته قَالَ أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى لأبي عبد الله هَذَا مَا قَالَ أما بعد أحدٌ على وَجه الأَرْض أكتب من جدك وَكَانَ أَبوك أكتب مِنْهُ وَأَنت أكتب من أَبِيك وَمن شعره (رب يومٍ نعمت فِيهِ بخشفٍ ... يخطف الطّرف خصره أَي خطف) (مَا عطفت المنى عَلَيْهِ وَلَكِن ... أتحفتني بِهِ اللَّيَالِي لحتفيتي) توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وَهُوَ ابْن أخي أبي الْعَبَّاس الْمَذْكُور أَولا 3 - (ابْن السكن) أَحْمد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن السكن النَّسَفِيّ سمع مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البوشنجي وَغَيره وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن حسن الْمَقْدِسِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَازِم بن حَامِد بن حسن الْمَقْدِسِي سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق 3 - (ابْن بسطَام الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن بسطَام أَبُو الْعَبَّاس الْكَاتِب ولي ولايات جليلة وتنقل فِيهَا إِلَى أَن توفّي بِمصْر وَكَانَ من الْأَعْيَان الْفُضَلَاء قَرَأَ على يَعْقُوب بن السّكيت وروى عَن مشرف بن سعيد الوَاسِطِيّ وروى عَنهُ عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن هَارُون بن حميد بن المجدر قَالَ محب الدّين ابْن النجار أَنبأَنَا سعيد بن مُحَمَّد بن عطاف عَن أَحْمد بن عبيد الله بن كاذش أخبرنَا الجوائز الْحسن بن عَليّ الوَاسِطِيّ إِذْنا حَدثنَا أَبُو الْحسن بن قيس الْكَاتِب حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم الْآمِدِيّ حَدثنَا أَبُو الْحسن الْأَخْفَش أخبرنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن بسطَام قَالَ قَرَأت الْكتاب الْمَعْرُوف ب الفصيح الَّذِي ينْسب إِلَى أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى على أبي يُوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق السّكيت وَسَأَلته من أَلفه قَالَ أَنا ألفته توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو طَالب الْحَاتِمِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن المظفر أَبُو طَالب بن أبي عَليّ الْحَاتِمِي البغداذي كَانَ شَاعِرًا جيد الْخط لَهُ ديوَان شعر ومكاتبات وَكَانَ فَاضلا) من شعره (يَا شامتاً بِي سَائِلًا ... بعد الْأَحِبَّة مَا صنيعي) (قذيت جفوني بعدهمْ ... فغدت تعثر فِي الدُّمُوع)

أبو بكر الفوركي

وَمِنْه أَيْضا (سأحمي الْكرَى عني وأفترش الثرى ... حَياتِي إِذا صَار الثرى لي مضجعا) (وقيتك مَا يوقى بجهدي وَلم أطق ... ليومٍ قَضَاهُ الله إِذْ حمّ مدفعا) (ودافعت عَنهُ الْمَوْت أبغيه نجوةً ... فأوردته من حومة الْمَوْت مصرعا) وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو بكر الفوركي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن أبي عمرَان بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ أَبُو بكر الفوركي سبط الإِمَام أبي بكر بن فورك السَّمرقَنْدِي نزل بغداذ واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته كَانَ يعظ بالنظامية ويترسل إِلَى المعسكر وَكَانَ حسن الْمعرفَة بالْكلَام وَالنَّظَر والوعظ درس الْكَلَام للأشعري على أبي الْحُسَيْن الْقَزاز وَتزَوج بابنة الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي الْوُسْطَى وَكَانَ ملازماً للعسكر مُقبلا على طلب الدُّنْيَا والجاه والحشمة سمع بنيسابور أَحْمد بن الْحسن الْحِيرِي وَأحمد بن مُحَمَّد الصيدلاني وَمُحَمّد بن أَحْمد بن جَعْفَر الْفَقِيه وَغَيرهم توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (حفيد ابْن الْحجَّاج الشَّاعِر) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج الشَّاعِر روى عَن جده أبي عبد الله الْحُسَيْن شَيْئا من شعره وروى عَنهُ أَبُو شُجَاع فَارس الدهلي ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي الْفَقِيه توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (نَاصح الدّين الأرجاني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الشِّيرَازِيّ الحاجي أَبُو بكر بن أبي عبد الله هُوَ القَاضِي نَاصح الدّين الأرجاني بتَشْديد الرَّاء وَالْجِيم الْمَفْتُوحَة كَانَ أحد أفاضل الزَّمَان لطيف الْعبارَة غواصاً على الْمعَانِي إِذا ظفر على الْمَعْنى لَا يدع فِيهِ لمن بعده فضلا كَامِل الْأَوْصَاف قَالَ أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْفضل الشَّاعِر كَانَ الْغَزِّي صَاحب معنى لَا لفظ وَكَانَ الأبيوردي) صَاحب لفظ لَا معنى وَكَانَ القَاضِي أَبُو بكر الأرجاني قد جَمعهمَا أَعنِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى قَالَ ابْن الخشاب الْأَمر كَمَا قَالَ أشعارهم تصدق هَذَا الحكم إِذا تؤملت كَانَ فِي عنفوان شبابه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية بأصبهان وَلم يزل نَائِب القَاضِي بعسكر مكرم وَهُوَ مبجل مكرم وَهُوَ من سمع وروى وَمن شعره (وَمن النوائب أنني ... فِي مثل هَذَا الشّغل نَائِب) (وَمن الْعَجَائِب أَن لي ... صبرا على هذي الْعَجَائِب)

وَكَانَ فَقِيها شَاعِرًا وَلذَلِك قَالَ (أَنا أفقه الشُّعَرَاء غير مدافع ... فِي الْعَصْر لَا بل أشعر الْفُقَهَاء) وَقدم بغداذ مَرَّات ومدح الإِمَام المستظهر وسديد الدّين ابْن الْأَنْبَارِي والعزيز عَم الْعِمَاد الْكَاتِب وَمن شعره وَهُوَ غَرِيب (رثى لي وَقد ساويته فِي نحوله ... خيالي لما لم يكن لي رَاحِم) (فدلس بِي حَتَّى طرقت مَكَانَهُ ... وأوهمت إلفي أَنه بِي حالم) (وبتنا وَلم يشْعر بِنَا النَّاس لَيْلَة ... أَنا ساهرٌ فِي جفْنه وَهُوَ نَائِم) وَمِنْه وَالثَّانِي مِنْهُ يقْرَأ مقلوباً (أحب الْمَرْء ظَاهره جميلٌ ... لصَاحبه وباطنه سليم) (مودته تدوم لكل هولٍ ... وَهل كلٌّ مودته تدوم) وَمن قصائده الطنانة (سِهَام نواظرٍ تصمي الرمايا ... وَهن من الحواجب فِي حنايا) (وَمن عجبٍ سهامٌ لم تفارق ... حناياها وَقد أصمت حشايا) (نهيتك أَن تناضلها فَإِنِّي ... رميت فَلم يصب سهمي سوايا) (جعلت طليعتي طرفِي سفاهاً ... فَدلَّ على مقاتلي الخفايا) (وَهل يحمى حريمٌ من عدوٍ ... إِذا مَا الْجَيْش خانته الرمايا) (وَيَوْم عرضت جَيش الصَّبْر حَتَّى ... أشنّ بِهِ على وجدي سَرَايَا) (هززن من القدود لنا رماحاً ... فخلينا الْقُلُوب لَهَا درايا) (وأبكى الْعين شَتَّى من عيونٍ ... فَكَانَ سوى مدامعي البكايا) ) (ولي نفسٌ إِذا مَا امْتَدَّ شوقاً ... أطار الْقلب من حرقٍ شظايا) (ودمعٌ ينصر الواشين ظلما ... وَيظْهر من سرائري الخبايا) (ومحتكمٍ على العشاق جوراً ... وَأَيْنَ من الدمى عدل القضايا) (يُرِيك بوجنتيه الْورْد غضّاً ... وَنور الأقحوان من الثنايا) (تَأمل مِنْهُ تَحت الصدغ خالاً ... لتلعم كم خبايا فِي الزوايا) (وَلَا تلم المتيم فِي هَوَاهُ ... فلوم العاشقين من الْخَطَايَا) (خطبت وصاله الْمَمْنُوع حَتَّى ... أثرت بِهِ على قلبِي بلايا)

(فأرق مقلتي وجدا وشوقاً ... وعذّب مهجتي هجراً ونايا) (وأتعب سائري إِذْ رق قلبِي ... وَفِي ضعف الْمُلُوك أَذَى الرعايا) (تغنم صحبتي يَا صَاح إِنِّي ... نزعت عَن الصِّبَا إِلَّا بقايا) (وَخَالف من تنسك من رجالٍ ... لقوك بأكبد الْإِبِل الأبايا) (وَلَا تسلك سوى طرقي فَإِنِّي ... أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا) (وقم نَأْخُذ من اللَّذَّات حظاً ... فَإنَّا سَوف تدركنا المنايا) (وساعد زمرةً ركنوا إِلَيْهَا ... فآبوا بالنهاب وبالسبايا) (وأهد إِلَى الْوَزير الْمَدْح يَجْعَل ... لَك المرباع مِنْهَا والصفايا) (وَقل للسائرين إِلَى ذراه ... ألستم خير من ركب المطايا) قلت لَا يخفى على من لَهُ ذوق حسن هَذَا التَّضْمِين الَّذِي فِي هَذِه الأبيات وَله قصيدة يصف فِيهَا الشمعة أحسن فِيهَا كل الْإِحْسَان كل الْإِحْسَان وَقد استغرق سَائِر الصِّفَات وَلم يكد يخلي لمن بعده فضلا كَمَا فعل ابْن الرُّومِي فِي قصيدته القافية فِي وصف السَّوْدَاء وقصيدة الأرجاني (نمت بأسرار ليلٍ كَانَ يخفيها ... وأطلعت قَلبهَا للنَّاس من فِيهَا) (قلبٌ لَهَا لم يرعنا وَهُوَ مكتمنٌ ... إِلَّا ترقيه نَارا فِي تراقيها) (سفيهةٌ لم يزل طول اللِّسَان لَهَا ... فِي الْحَيّ يجني عَلَيْهَا صرف هاديها) (غريقةٌ فِي دموعٍ وَهِي تحرقها ... أنفاسها بدوامٍ من تلظيها) (تنفست نفس المهجورة ادكرت ... عهد الخليط فَبَاتَ الوجد يبكيها) ) (يخْشَى عَلَيْهَا الردى مهما ألم بهَا ... نسيم ريحٍ إِذا وافى يُحْيِيهَا) (بَدَت كنجمٍ هوى فِي إِثْر عفريةٍ ... فِي الأَرْض فاشتعلت مِنْهُ نَوَاصِيهَا) (كَأَنَّهَا غرةٌ قد سَالَ شادخها ... فِي وَجه دهماء يزهاها تجليها) (أَو ضرةٌ خلقت للشمس حاسدةٌ ... فَكلما حجبت قَامَت تحاكيها) (وحيدةٌ بشباة الرمْح هازمةٌ ... عَسَاكِر اللَّيْل إِن حلت بواديها) (مَا طنبت قطّ فِي أَرض مخيمةً ... إِلَّا وأقمر للأبصار داجيها) (لَهَا غرائب تبدو من محاسنها ... إِذا تفكرت يَوْمًا فِي مَعَانِيهَا) (فالوجنة الْورْد إِلَّا فِي تنَاولهَا ... والقامة الْغُصْن إِلَّا فِي تثنيها) (قد أثمرت وردةً حَمْرَاء طالعةً ... تجني على الأكف إِن أهويت تجنيها) (وردٌ تشابك بِهِ الْأَيْدِي إِذا قطفت ... وَمَا على غصنها شوكٌ يوقيها) (صفرٌ غلائلها حمرٌ عمائمها ... سودٌ ذوائبها بيض لياليها)

(كصعدةٍ فِي حَشا الظلماء طاعنةٍ ... تَسْقِي أسافلها ريا أعاليها) (كلوءة اللَّيْل مهما أَقبلت ظلمٌ ... أمست لَهَا ظلمٌ للصحب تذكيها) (وصيفةٌ لست مِنْهَا قَاضِيا وطراً ... إِن أَنْت لم تكسها تاجاً يحلّيها) (صفراء هنديّةٌ فِي اللَّوْن إِن نعتت ... والقدّ واللين إِن أتمت تَشْبِيها) (فالهند تقتل بالنيران أَنْفسهَا ... وَعِنْدهَا أنّ ذَاك الْقَتْل يُحْيِيهَا) (مَا إِن تزَال تبيت اللَّيْل لاهيةً ... وَمَا بهَا علةٌ فِي الصَّدْر تظميها) (تحيي اللَّيَالِي نورا وَهِي تقتلها ... بئس الْجَزَاء لعمر الله تجزيها) (ورهاء لم يبد للأبصار لَابسهَا ... يَوْمًا وَلم يحجتب عَنْهُن غاديها) (قدٌّ كقدّ قَمِيص قد تبطّنها ... وَلم يقدر عَلَيْهَا الثَّوْب كاسيها) (غرّاء فرعاء لَا تنفكّ فاليةً ... تقص لمتها طوراً وتفليها) (شيباء شعثاء لَا تُكْسَى غدائرها ... لون الشبيبة إِلَّا حِين تبليها) (قناة ظلماء مَا يَنْفَكّ يأكلها ... سنانها طول طعنٍ أَو يشظّيها) (مَفْتُوحَة الْعين تفني لَيْلهَا سهراً ... نعم وإفناؤها إِيَّاه يفنيها) (وَرُبمَا نَالَ من أطرافها مرضٌ ... لم يشف مِنْهُ بِغَيْر الْقطع مشفيها) ) (ويلمها فِي ظلام اللَّيْل مسْعدَة ... إِذا الهموم دعت قلبِي دواعيها) (لَوْلَا اخْتِلَاف طباعينا بواحدةٍ ... وللطباع اختلافٌ فِي مبانيها) (بِأَنَّهَا فِي سَواد اللَّيْل مظهرةٌ ... تِلْكَ الَّتِي فِي سَواد الْقلب أخفيها) (وبيننا عبراتٌ إِن هم نظرُوا ... غيّضتها خوف واشٍ وَهِي تجريها) (وَمَا بهَا موهناً لَو أَنَّهَا شكرت ... مَا بِي من الحرق اللَّاتِي أقاسيها) (مَا عاندتها فِي اللَّيَالِي فِي مطالبها ... وَلَا عدتهَا العوادي فِي مباغيها) (وَلَا رمتها ببعدٍ من أحبتها ... كَمَا رمتني وقربٍ من أعاديها) (وَلَا تكابد حساداً أكابدها ... وَلَا تداجي بني دهرٍ أداجيها) (وَلَا تشكى المطايا طول رحلتها ... وَلَا لأرجلها طردٌ بأيديها) (إِلَى مَقَاصِد لم تبلغ أدانيها ... مَعَ كَثْرَة السَّعْي فضلا عَن أقاصيها) (فليهنها أَنَّهَا باتت وَلَا هممي ... وَلَا همومي تعنيها وتعنيها) (أبدت إليّ ابتساماً فِي خلال بكاً ... وعبرتي أَنا مَحْض الْحزن يمريها) (فَقلت فِي جنح ليلٍ وَهِي واقفة ... وَنحن فِي حضرةٍ جلّت أياديها) (لَو أَنَّهَا علمت فِي قرب من نصبت ... من الوى لثنت أعطافها تيها)

أبو محمد الجريري

(وخبرت أَنَّهَا لَا الْحزن خامرها ... بل فرحة النَّفس أبكاها تناهيها) (وَأَنَّهَا قدمت فِي حَيْثُ غرّته ... تهدي سناها فزادت فِي تلاليها) وَخرج إِلَى المديح وَمِنْه قَوْله (تَقول للبدر فِي الظلماء طلعته ... بأيّ وجهٍ إِذا أَقبلت تَلقانِي) (وَجه السما لي مرآةٌ أطالعها ... والبدر وَهنا خيالاً فِيهِ لاقاني) (لم أنسه يَوْم أبكاني وأضحكه ... وقوفنا حَيْثُ أرعاه ويرعاني) (كلٌّ رأى نَفسه فِي عين صَاحبه ... فالحسن أضحكه والحزن أبكاني) وَمِنْه (تمتعتما يَا ناظريّ بنظرةٍ ... وأوردتما قلبِي أشرّ الْمَوَارِد) (أعينيّ كفّا عَن فُؤَادِي فَإِنَّهُ ... من الْبَغي سعي اثْنَيْنِ فِي قتل وَاحِد) ) وَمِنْه (اقرن بِرَأْيِك رَأْي غَيْرك وَاسْتَشِرْ ... فالحقّ لَا يخفى على اثْنَيْنِ) (فالمرء مرآةٌ تريه وَجهه ... وَيرى قَفاهُ بِجمع مرآتين) وَمِنْه (شاور سواك إِذا نابتك نائبةٌ ... يَوْمًا وَإِن كنت من أهل المشورات) (فالعين تلقى كفاحاً مَا نأى ودنا ... وَلَا ترى نَفسهَا إِلَّا بِمِرْآة) وعَلى الْجُمْلَة فمعانيه كَثْرَة ومحاسنه جمة وجيده جزيل وديوانه كَبِير وَيُقَال إِنَّه كَانَ لَهُ كل يَوْم ثَمَانِيَة أَبْيَات ينظمها على الدَّوَام وَتُوفِّي بتستر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة ومولده سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْجريرِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو مُحَمَّد الْجريرِي بِالْجِيم والراءين كَذَا وجدته سمع شَيْئا من السّري كَانَ الْجُنَيْد يُكرمهُ ويبجله وَإِذا تكلم الْجُنَيْد فِي الْحَقَائِق قَالَ هَذَا من بابة أبي مُحَمَّد الْجريرِي توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث مائَة وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة 3 - (الْحَافِظ ابْن الشَّرْقِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن الْحَافِظ أَبُو حَامِد بن الشَّرْقِي بالشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء كَذَا وجدته النَّيْسَابُورِي الْحجَّة تلميذ مُسلم كَانَ وَاحِد عصره حفظا وثقةً وَمَعْرِفَة حج مَرَّات نظر إِلَيْهِ ابْن خُزَيْمَة فَقَالَ حَيَاة أبي حَامِد تحجز بَين النَّاس وَبَين الْكَذِب على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

الصنوبري

3 - (الصنوبري) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مرار بميم وراءين بيينهما ألف أَبُو بكر الضَّبِّيّ الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالصنوبري الشَّاعِر كَانَ جده الْحسن صابح بَيت حِكْمَة من بيُوت حكم الْمَأْمُون فَتكلم بَين يَدَيْهِ فأعجبه شكله ومزاحه فَقَالَ إِنَّك لصنوبري الشكل فَلَزِمَهُ هَذَا اللقب وَتُوفِّي أَبُو بكر هَذَا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَله ديوَان مَشْهُور وَفِيه مراثٍ جَيِّدَة فِي الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ وَمن شعره فِي الْورْد (زعم الْورْد أَنه هُوَ أبهى ... من جَمِيع الْأَنْوَار وَالريحَان) ) (فأجابته أعين النرجس الغض ... بذلٍّ من قَوْلهَا وهوان) أَيّمَا أحسن التورد أم مقلة ريمٍ مرضية الأجفان (أم فَمَاذَا يَرْجُو بحمرته الخدّ ... إِذا لم تكن لَهُ عينان) (فزهي الْورْد ثمَّ قَالَ مجيباً ... بقياسٍ مستحسنٍ وَبَيَان) إِن ورد الخدود أحسن من عين صفرةٌ من اليرقان وَمِنْه أَيْضا (أَرَأَيْت أحسن من عُيُون النرجس ... أم من تلاحظهنّ وسط الْمجْلس) (درٌّ تشقق عَن يواقيتٍ على ... قضب الزمرّد فَوق بسط السندس) (أجفان كافورٍ حبين بأعينٍ ... من زعفرانٍ ناعمات الملمس) (فَكَأَنَّهَا أقمار ليل أحدقت ... بشموس أفقٍ فَوق غصنٍ أملس) (مغرورقاتٌ من ترقرق طلها ... ترنو رنوّ النَّاظر المتفرس) (وَإِذا تغشّها الرِّيَاح تنفّست ... عَن مثل ريح الْمسك أيّ تنفس) وَمِنْه أَيْضا (يَا ريم قومِي الْآن وَيحك فانظري ... مَا للربى قد أظهرت إعْجَابهَا) (كَانَت محَاسِن وَجههَا محجوبةً ... فَالْآن قد كشف الرّبيع حجابها) (وردٌ بدا يَحْكِي الخدود ونرجسٌ ... يَحْكِي الْعُيُون إِذا رَأَتْ أحبابها) (ونبات باقلى يشبه نوره ... بلق الْحمام مشيلةً أذنابها) (وَكَأن خرّمة البديع وَقد بدا ... روس الطواوس إِذْ تدير رقابها) (والسرو تحسبه الْعُيُون غوانياً ... قد شمرت عَن سوقها أثوابها)

(وكأنّ إحدهنّ من نفح الصِّبَا ... خودٌ تلاعب موهناً أترابها) (لَو كنت أملك للرياض صِيَانة ... يَوْمًا لما وطئ اللئام ترابها) وَمِنْه قَوْله من أَبْيَات خجل الْورْد حِين لاحظه النرجس من حسنه وغار البهار (فعلت ذَاك حمرةٌ وعلت ذَا ... حيرةٌ واعترى البهار اصفرار) (وَغدا الأقحوان يضْحك عجبا ... عَن ثنايا لثاتهنّ نضار) ) ثمَّ نم النمام واستمع السوسن لما أذيعت الْأَسْرَار (عِنْدهَا أبرز الشَّقِيق خدوداً ... صَار فِيهَا من لطمه آثَار) سكتب فَوْقهَا دموع من الطل كَمَا تسكب الدُّمُوع الغزار فاكتسى ذَا البنفسج الغض أَثوَاب حدادٍ إِذْ خانه الإصطبار وأضرّ السقام بالياسمين الغض حَتَّى أذابه الْإِضْرَار ثمَّ نَادَى الخيريّ فِي سَائِر الزهر فوافاه جحفل جرار فاستجاشوا على محاربة النرجس بالخرّم الَّذِي لَا يبار (فَأتوا فِي جواشنٍ سابغاتٍ ... تَحت سجفٍ من العجاج يثار) (ثمَّ لما رَأَيْت ذَا النرجس الغضّ ... ضَعِيفا مَا إِن لَدَيْهِ انتصار) لم أزعل أعمل التلطف للورد حذاراً أَن يغلب النّوّار فجمعناهم لَدَى مجلسٍ تصخب فِيهِ الأطيار والأوتار (لَو ترى ذَا وَذَا لقت خدودٌ ... تدمن اللحظ نَحْوهَا الْأَبْصَار) وَمِنْه أَيْضا (إِن هِيَ تاهت فمثلها تاها ... لم يجر خلقٌ فِي الْحسن مجْراهَا) (للغصن أعطافها وقامتها ... وللرشا جيدها وعيناها) (فضَض بالياسمين عارضها ... ذهب بالجلنار خدّاها) (تِلْكَ الثنايا من عقدهَا نظمت ... أم نظم العقد من ثناياها) (جاعلةٌ رِيقهَا مدامتنا ... إِذا سقتنا وكأسنا فاها) (لَئِن كفاني التفاح وجنتها ... لقد كفاني الأترجّ ثدياها) وَمِنْه أَيْضا (بدرٌ غَدا يشرب شمساً غَدَتْ ... وحدّها فِي الْوَصْف من حدّه) (تغرب فِي فِيهِ وَلكنهَا ... من بعد ذَا تطلع فِي خَدّه)

الرازي الضرير

وَمِنْه أَيْضا (وَيقْرَأ فِي الْمِحْرَاب وَالنَّاس حوله ... وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله) (فَقلت تأمّل مَا تَقول فَإِنَّهَا ... فعالك يَا من تقتل النَّاس عَيناهُ) ) حُكيَ عَن الصنوبري أَنه قَالَ بت لَيْلَة بالناعورة من حلب فَرَأَيْت فِي النّوم كَأَن إنْسَانا أَتَانِي وَقَالَ انْظُر من أَتَاك فَإِذا إِنْسَان كنت آلفه بحلب وَهُوَ ينشدني (لَا خير فِي الطيف إِلَّا طيف مشتاق ... مناضل بَين إزعاج وإملاق) (سرى إِلَى دير إِسْحَاق وربتما ... قضى لبانته فِي دير إِسْحَاق) (كم ليلةٍ بت بالناعورة انكشفت ... فِيهَا سرائر أحشاءٍ وآماق) (ار الخيال فأنبانا بزورته ... وَهنا عنَاق وشاحاتٍ وأطواق) فانتبهت فكتبتها ثمَّ ذكرتها لإخواني وأنشدتهم الشّعْر وَقلت لَهُم نَحن بالناعورة ودير إِسْحَاق فلست أعرفهُ فَقَالُوا هُوَ قريبٌ من حمص وَمَا كنت رَأَيْته وَلَا عَرفته قطّ وَقَالَ الصنوبري من قصيدة خائية رثى بهَا الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ (هَل أضاخٌ كَمَا عهدنا أضاخا ... حبذا ذَلِك المناخ منَاخًا) يَقُول مِنْهَا (لَو يعافى حيٌ لعوفي أرخٌ ... فِي قلال الْجبَال يفلو إراخا) تتقرى شثاً وتألف طباقا ويقرو ضَالًّا ويرعى مراخا أَو أقبٌّ طوراً يؤم أضا الرَّوْض وطوراً ميثاءها الجلواخا أَو أصكٌّ أسكٌّ لَا يعرف الغضروف سمٌّ مِنْهُ وَلَا صملاخا (أَو فشغوٌ قتم الجآجئ مِنْهُ ... يعجل القرهب الشّبوب امتلاخا) (هنّ أَو أعصمٌ كَأَن مدرياه ... حِين عاجا على القذالين حا خا) قلت إِنَّمَا أثبت هَذِه الأبيات على مَا فِيهَا من الْغَرِيب لأجل هَذَا الْأَخير فَإِنَّهُ تخيلٌ غَرِيب وتشبيه عَجِيب إِلَى الْغَايَة 3 - (الرَّازِيّ الضَّرِير) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ الضَّرِير وَيُقَال لَهُ الْبَصِير أَبُو الْعَبَّاس ولد أعمى وَكَانَ ذكيّاً حَافِظًا وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن فاذشاه الْأَصْبَهَانِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فاذشاه أَبُو

ابن الصواف المالكي

الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ الرئيس سمع الْكثير من الطَّبَرَانِيّ وَغَيره وروى عَنهُ مُعْجَمه الْكَبِير وَله شعر توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع) مائَة وَمن شعره 3 - (ابْن الصَّواف الْمَالِكِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن زَكَرِيَّاء بن دِينَار أَبُو يعلى الْعَبْدي الْبَصْرِيّ الْفَقِيه شيخ مالكية الْعرَاق يعرف بِابْن الصَّواف سمع الحَدِيث وصنف ودرّس وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَتُوفِّي سنة تسعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن تامتيت) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن تامتيت بتاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَمثلهَا بعد الْمِيم مُشَدّدَة وَمثلهَا بعد الْيَاء آخر الْحُرُوف الْمُحدث المعمّر أَبُو الْعَبَّاس الفاسي نزيل الْقَاهِرَة لَهُ تصانيف عديدة روى عَنهُ علم الدّين الدواداري حدث عَن أبي الْوَقْت بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة وَكَانَ شَيخا مُبَارَكًا توفّي سنة سبع وَخمسين وست مائَة 3 - (الْمُسْتَنْصر بِاللَّه العباسي الْمصْرِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو الْقَاسِم ابْن الظَّاهِر بن النَّاصِر بن المستضئ ولي الْخلَافَة بعد قتل ابْن أَخِيه المستعصم بِثَلَاث سِنِين وَنصف فَخَلا الْوَقْت فِيهَا من خَليفَة قَالَ أَبُو شامة فِي رَجَب قرئَ بالعدلية كتاب السُّلْطَان إِلَى قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن سني الدولة بِأَنَّهُ قدم عَلَيْهِم مصر أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن الظَّاهِر بن النَّاصِر وَهُوَ أَخُو الْمُسْتَنْصر وَأَنه جمع لَهُ النَّاس من الْأُمَرَاء وَالْعُلَمَاء والتجار وَأثبت نسبه عِنْد القَاضِي فِي ذَلِك الْمجْلس فَلَمَّا ثَبت بَايعه النَّاس وَبَدَأَ بالبيعة السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ثمَّ الْكِبَار على مَرَاتِبهمْ وَنقش امسه على السِّكَّة وخطب لَهُ ولقب بلقب أَخِيه وَفَرح النَّاس وَقَالَ الشَّيْخ قطب الدّين كَانَ أَبُو الْقَاسِم الْمُسْتَنْصر مَحْبُوسًا ببغداذ فَلَمَّا أخذت أطلق فَصَارَ إِلَى عرب الْعرَاق فاختلط بهم فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر وَفد عَلَيْهِ وَمَعَهُ عشرَة من بني مهارش فَركب السُّلْطَان للقائه وَمَعَهُ الْقُضَاة والدولة فشق الْقَاهِرَة وَركب يَوْم الْجُمُعَة من البرج الَّذِي كَانَ بالقلعة بَعْدَمَا أثبت نسبه وبويع وَعَلِيهِ السوَاد إِلَى جَامع القلعة وَصلى بِالنَّاسِ وَفِي شعْبَان رسم بِعَمَل خلعة خليفتية وبكتابة تَقْلِيد ثمَّ نصبت خيمة بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَركب الْمُسْتَنْصر وَالسُّلْطَان يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع شعْبَان إِلَى الْخَيْمَة وَحضر الْأُمَرَاء والقضاة والوزير وَلبس الْخَلِيفَة السُّلْطَان الخلعة بِيَدِهِ وطوّقه وقيّده وَنصب مِنْبَر فَصَعدَ فَخر الدّين ابْن لُقْمَان وَقَرَأَ التَّقْلِيد ثمَّ ركب السُّلْطَان بالخلعة وَدخل) من بَاب النَّصْر وزينت الْقَاهِرَة وَحمل الصاحب التَّقْلِيد على رَأسه والأمراء مشَاة وَهَذَا هُوَ الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس وَأول من بَايعه قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين ثمَّ السُّلْطَان ثمَّ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام وَكَانَ شَدِيد السمرَة جسيماً عالي الهمة شجاعاً وَمَا

ابن الغماز قاضي تونس

بُويِعَ أحد بعد أَخِيه إِلَّا هُوَ والمقتفي ابْن المستظهر بُويِعَ بعد الراشد بن المسترشد بن المستظهر وَولي الْأَمر ثَلَاثَة إخْوَة الراضي والمقتفي والمطيع بَنو المقتدر وَولي قبلهم المقتفي والمقتدر والقاهر بَنو المعتضد وَولي من قبلهم الْمُنْتَصر والمعتز وَالْمُعْتَمد بَنو المتَوَكل ووليها الْأمين والمأمون والمعتصم بَنو الرشيد وَولي من بني أُميَّة من الْإِخْوَة الْأَرْبَعَة الْوَلِيد وَسليمَان وَيزِيد وَهِشَام بَنو عبد الْملك قَالَ ورتب لَهُ السُّلْطَان أتابكاً وأستاذدار وشرابياً وخزنداراً وحاجباً وكاتباً وَعين لَهُ خزانَة وَجُمْلَة من المماليك وَمِائَة فرس وَثَلَاثِينَ بغلاً وَعشرَة قطارات جمالاً وأمثال ذَلِك وَسَار هُوَ وَالظَّاهِر فِي تَاسِع عشر شهر رَمَضَان فَدَخَلُوا دمشق فِي ساعب الْقعدَة ثمَّ جهز السُّلْطَان الْخَلِيفَة وَمَعَهُ مُلُوك الشرق صَاحب الْموصل وَصَاحب سنجار والجزيرة من دشمق فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من الْقعدَة وَأنْفق الظَّاهِر عَلَيْهِم ألف ألف دِينَار وَسِتِّينَ ألف دِينَار حَكَاهُ محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر قَالَ سمعته من الظَّاهِر وَكَانَ نُزُوله بالتربة الناصرية بِالْجَبَلِ وَدخل يَوْم الْجُمُعَة جَامع دمشق إِلَى الْمَقْصُورَة وَجَاء إِلَيْهَا بعده السُّلْطَان ثمَّ خرجا ومشيا إِلَى جِهَة مركوب الْخَلِيفَة إِلَى بَاب الْبَرِيد ثمَّ رَجَعَ السُّلْطَان إِلَى بَاب الزِّيَادَة وسافر الْخَلِيفَة وَصَاحب الْموصل إِلَى الرحبة فَفَارَقَ الْخَلِيفَة صَاحب الْموصل هُوَ وَأَخُوهُ ثمَّ نزل الْخَلِيفَة بِمن مَعَه مشْهد عَليّ وَلما وصلوا إِلَى عانة وجدوا بهَا الْحَاكِم بِأَمْر الله وَمَعَهُ نَحْو سبع مائَة نفس فاستمالهم الْمُسْتَنْصر وأنزله الْحَاكِم مَعَه فِي دهليزه وتسلم الْخَلِيفَة عانة وَحمل إِلَيْهِ وإليها وناظرها الْإِقَامَة فأقطعها ثمَّ وصل إِلَى الحديثة فَفَتحهَا أَهلهَا لَهُ فَلَمَّا اتَّصل ذَلِك بِمقدم الْمغل وشحنة بغداذ خرج الْمُقدم إِلَيْهِ بِخَمْسَة آلَاف وَقصد الأنبار فَدَخلَهَا وَقتل جمعي من فِيهَا ثمَّ لحقه الشّحْنَة وَوصل الْخَلِيفَة إِلَى هيت فأغلق أَهلهَا الْأَبْوَاب فحصرها ثمَّ دَخلهَا وَنهب من بهَا من أهل الذِّمَّة فَجَاءَت عَسَاكِر الْمغل والتلقوا مَعَ الْخَلِيفَة وانكسر أَولا عَسْكَر الشّحْنَة وَوَقع مُعظم أَصْحَابه فِي الْفُرَات ثمَّ خرج كمين التار وَأَحَاطُوا بعسكر الْخَلِيفَة فصدقوا الحملة فأفرج التتار لَهُم فنجا جماعةٌ من الْمُسلمين مِنْهُم الْحَاكِم فِي نَحْو خمسين نفسا وَأما الْخَلِيفَة فَالظَّاهِر أَنه قتل وَقيل إِنَّه سلم وأضمرته الْبِلَاد وَقَالَ بَعضهم قتل الْخَلِيفَة يَوْمئِذٍ بَعْدَمَا قتل ثَلَاثَة وَذَلِكَ) فِي سنة سِتِّينَ وست مائَة 3 - (ابْن الغماز قَاضِي تونس) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الغماز قَاضِي الْجَمَاعَة بتونس كَانَ إِمَامًا مُحدثا فَقِيها مقرئاً كَبِير الْقدر يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ وَالِده من زهاد بلنسية وفقهائها ولد سنة تسع وست مائَة وَسمع الْكثير من أبي الرّبيع بن سَالم وَطَالَ عمره وَأكْثر عَن أهل تونس مِنْهُم الإِمَام أَبُو عبد الله بن جَابر الْوَادي آشي وَكَانَ أَعلَى أهل الْمغرب إِسْنَادًا فِي الْقُرْآن وَله معرفَة بالفقه والْحَدِيث وَله شعر توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَمن شعره

ابن طلامي

3 - (ابْن طلامي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ أَبُو الْعَبَّاس الطَّائِي الْمَعْرُوف بِابْن طلامي بِالطَّاءِ الْمُهْملَة من أهل وَاسِط تفقه على القَاضِي أبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الفارقي وَسمع مِنْهُ وَمن أَحْمد بن بعيد الله الْآمِدِيّ وَدخل بغداذ بعد الثَّلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَسمع بهَا من أبي الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي وَعمر بن مُحَمَّد السهروردي وروى بهَا شَيْئا من شعره روى عَنهُ يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد الدِّمَشْقِي وَذكر أَنه كَانَ شَيخا صَالحا وَمن شعره (لعمرك إِن الْحبّ لله جنةٌ ... إِذا لم يشبه غير حبّ مُحَمَّد) (وَأَصْحَابه الأخيار ثمَّ تبيعهم ... وَمن حبّ آل الله لَيْسَ بمعتدي) (ونفسك وَالدُّنْيَا وإبليس والهوى ... فَإنَّك إِن تهجرهم سَوف تهتدي) 3 - (أَبُو عبد الله الجهمي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حميد بن ثَوْر بن سُلَيْمَان بن حَفْص بن عبد الله ابْن أبي الجهم بن حُذَيْفَة الْعَدوي الْقرشِي من بني عدي بن كَعْب يعرف بالجهمي نِسْبَة إِلَى جده أبي الجهم يكنى أَبَا عبد الله حجازي نَشأ بالعراق وَكَانَ أديباً راوية شَاعِرًا خَبِيث اللِّسَان هجاء وَقع بَينه وَبَين قومٍ من العمريين والعثمانيين كَلَام فَذكر سلفهم بأقبح ذكر فَنَهَاهُ بعض العباسيين فَذكر الْعَبَّاس بأقبح ذكر ورماه بِأَمْر عَظِيم وتشاهدوا عَلَيْهِ وأنهي خَبره إِلَى المتَوَكل فَأمر بضربه مائَة سَوط فَضَربهُ إِيَّاهَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فِي مجْلِس الْعَامَّة بسر من رأى فَلَمَّا فرغ من ضربه أنشأ يَقُول (تبرا الكلوم وينبت الْعشْر ... ولكلّ مورد غيّةٍ صدر) ) (واللؤم فِي أَثوَاب منبطحٍ ... لعبيده مَا أَوْرَق الشّجر) وَله من التصانيف كتاب أَنْسَاب قُرَيْش وأخبارها كتاب المعصومين كتاب المثالب كتاب الِانْتِصَار فِي الرَّد على الشعوبية كتاب فَضَائِل مصر 3 - (أَبُو الْحسن الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمادة أَبُو الْحسن الْكَاتِب حسن الْأَدَب من أفاضل الْكتاب صنف الْكتب وَلَقي الأدباء وَله كتاب امتحان الْكتاب وديوان ذَوي الْأَلْبَاب وَكتاب شحذ الفطنة وَكتاب الرسائل 3 - (الْخَثْعَمِي) أَحْمد بن مُحَمَّد الْخَثْعَمِي أَبُو عبد الله وَيُقَال أَبُو الْعَبَّاس وَيُقَال أَبُو الْحسن كَانَ يتشيع وهاجى البحتري وناقض الإصبع المسلمي وَقَالَ اذْهَبَا بِي إِن لم يكن لَكمَا عقر إِلَى بوب قَبره فاعقراني وانضحا من دمي عَلَيْهِ فقد كَانَ دم من نداه لَو تعلمان وَقَالَ (لَا تبخلنّ بدنيا وَهِي مقبلةٌ ... فَلَيْسَ ينقصها التبذير والسرف)

أبو جعفر اليزيدي

(يسْتَخْلف الله مَالا أَنْت مُتلِفُه ... وَمَا عَن النَّفس إِن أتلفتها خلف) 3 - (أَبُو جَعْفَر اليزيدي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد يحيى اليزيدي أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ كَانَ جده من ندماء الْمَأْمُون وَسمع أَحْمد جده يحيى وَأَبا زيد الْأنْصَارِيّ وَكَانَ مقرئاً روى عَنهُ أَخَوَاهُ عبيد الله وَالْفضل ابْنا مُحَمَّد وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن الْعَبَّاس مَاتَ سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ دخل يَوْمًا على الْمَأْمُون وَهُوَ بقارا يُرِيد الْغَزْو فأنشده يمدحه (يَا قصر ذَا النخلات من بارا ... إِنِّي حننت إِلَيْك من قارا) (أَبْصرت أشجاراً على نهرٍ ... فَذكرت أشجاراً وأنهارا) (لله أيامٌ نعمت بهَا ... فِي القفص أَحْيَانًا وَفِي بارا) (إِذْ لَا أَزَال أَزور غانيةً ... ألهو بهَا وأزور خمارا) (لَا أستجيب لمن دَعَا لهدى ... وَأجِيب شطاراً وذعّارا) ) (أعصي النصيح وكل عاذلةٍ ... وَأطِيع مِزْمَارًا وأوتارا) قَالَ فَغَضب الْمَأْمُون وَقَالَ أَنا فِي وَجه عَدو أحض النَّاس عى ل الْغَزْو وَأَنت تذكرهم نزههم ببغداذ قلت الشَّيْء بِتَمَامِهِ ثمَّ أنشدته (فصحوت بالمأمون من سكري ... وَرَأَيْت خير الْأَمر مَا اختارا) (وَرَأَيْت طَاعَته مؤديةً ... للْفَرض إعلاناً وإسرارا) (فخلعت ثوب الْهزْل من عنقِي ... ورضيت دَار الْخلد لي دَارا) (وظللت معتصماً بِطَاعَتِهِ ... وجواره وَكفى بِهِ جارا) (إِن حلّ أَرضًا فَهِيَ لي وطنٌ ... وأسير عَنْهَا حَيْثُمَا سارا) فَقَالَ يحيى بن أَكْثَم مَا أحسن مَا قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أخبر أَنه كَانَ فِي سكرٍ وخسارٍ فَترك ذَلِك وارعوى وآثر طَاعَة خَلِيفَته وَعلم أَن الرشد فِيهَا فسكن وَأمْسك وَلأبي جَعْفَر هَذَا بَيت جمع فِيهِ حُرُوف المعجم كلهَا وَهُوَ (وَلَقَد شجتني طفلةٌ برزت ضحى ... كَالشَّمْسِ خثماء الْعظم بِذِي الغضا) قلت ألطف من هَذَا وَأحسن قَول ابْن حمديس الصّقليّ (مزرقن الصغ يَسْطُو لحظه عَبَثا ... بالخلق جذلان إِن أَشك الْهوى ضحكا) (لَا تعرضن لوردٍ فَوق وجنته ... فَإِنَّمَا نصبته عينه شركا)

الأحول ابن سهل

المُرَاد الْبَيْت الأول ولليزيدي (إِذا أظلم الشيب رَأس الْفَتى ... فثار لَهُ وَهُوَ غضّ الشَّبَاب) (فَأحْسن حالاته ستره ... ليترك أحبابه فِي ارتياب) (فَإِن طَال عمرٌ فَترك الخضاب ... أولى بِهِ لانقضاء التصابي) 3 - (الْأَحول ابْن سهل) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن سهل وَيُقَال ابْن أبي سهل الْأَحول أَبُو الْعَبَّاس ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فَقَالَ هُوَ من مُتَقَدِّمي الْكتاب وأفاضلهم وَكَانَ عَالما بصناعة الْخراج مُتَقَدما فِي ذَلِك على أهل عصره لَهُ كتاب الْخراج مَاتَ سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو جَعْفَر البرقي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ البرقي أَبُو جَعْفَر الْكُوفِي الأَصْل) كَانَ يُوسُف بن عمر الثَّقَفِيّ وَالِي الْعرَاق من قبل هِشَام بن عبد الْملك قد حبس جده مُحَمَّد بن عَليّ بعد قتل زيد بن عَليّ ثمَّ قَتله وَكَانَ خَالِد صَغِير السن فهرب مَعَ أَبِيه عبد الرَّحْمَن إِلَى برقة فأقاموا بهَا وَكَانَ ثِقَة فِي نَفسه غير أَنه أَكثر الرِّوَايَة عَن الضُّعَفَاء وَاعْتمد الْمَرَاسِيل وصنف كتبا كَثِيرَة مِنْهَا كتاب الإبلاغ كتاب التراحم والتعاطف كتاب أدب النَّفس كتاب الْمَنَافِع كتاب أدب المعاشرة كتاب الْمَعيشَة كتاب المكاسب كتاب الرَّفَاهِيَة كتاب المعاريض كتاب السّفر كتاب الْأَمْثَال كتابالشواهد من كتاب الله عز وَجل كتاب النُّجُوم كتاب الْمرَافِق كتاب الدواجن كتاب الشؤم كتاب الزِّينَة كتاب الْأَركان كتاب الزي كتاب اخْتِلَاف الحَدِيث كتاب المآكل كتاب الْفَهم كتاب الإخوان كتاب الثَّوَاب كتاب تَفْسِير الأحايث وأحكامها كتاب الْعِلَل كتاب الْعقل كتاب التخويف كتاب التحذير كتاب التَّهْذِيب كتاب التسلية كتاب التَّارِيخ كتاب التَّبْصِرَة كتاب غَرِيب كتب المحاسن كتاب مذام الْأَخْلَاق كتاب المآثر والأحساب كتاب النِّسَاء كتاب أَنْسَاب الْأُمَم الزّهْد وَالْمَوْعِظَة الشّعْر وَالشعرَاء الْعَجَائِب الْحَقَائِق الْمَوَاهِب والحظوظ النُّور وَالرَّحْمَة كتاب التَّعْيِين والتأويل مذام الْأَفْعَال الفروق الْمعَانِي والتحريف الْعقَاب الامتحان الْعُقُوبَات الْعين الخصائص والنحو العيافة والقيافة الزّجر والفأل الطَّيرَة المراشد الأفانين الغرائب الْخَيل الصيانة الفراسة العويص النَّوَادِر مَكَارِم الْأَخْلَاق ثَوَاب

ابن نوسه الأصبهاني

الْقُرْآن فضل الْقُرْآن الصفوة الرُّؤْيَا المحبوبات والمكروهات مصابيح الظُّلم المنتجات الدعابة والمزاح التَّرْغِيب خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض بَدْء خلق إِبْلِيس وَالْجِنّ الدواحن والدواحر مغازي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَنَات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأزواجه الْأَجْنَاس وَالْحَيَوَان طَبَقَات الرِّجَال الْأَوَائِل الطِّبّ التِّبْيَان الْجمل مَا خَاطب الله بِهِ خلقه جداول الْحِكْمَة الأشكال والقرائن الرياضة ذكر الْكَعْبَة التهاني التعازي 3 - (ابْن نوسه الْأَصْبَهَانِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن نوسه الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ حَمْزَة فِي كتاب أَصْبَهَان وَذكره فِي جملَة الأدباء الَّذِي كَانُوا بهَا وَقَالَ كتابٌ فِي طَبَقَات البلغاء وَكتاب فِي طَبَقَات الخطباء لم يسْبق إِلَى مثلهمَا وَكتاب فِي أدب الْكَاتِب قَالَ فِي رجل عدل عَن انتحال عمل الْإِسْلَام إِلَى علم) الفلاسفة (فَارَقت علم الشَّافِعِي وَمَالك ... وشرعت فِي الْإِسْلَام رَأْي برقلس) (وأراك فِي دين الْجَمَاعَة زاهداً ... ترنو إِلَيْهِ بِمثل طرف الأشوس) وَكتب إِلَى بعض إخوانه (نَفسِي فداؤك من خليلٍ مصقبٍ ... لم يشفني مِنْهُ اللِّقَاء الشافي) (عِنْدِي غَدا فئةٌ يقوم بمثلهم ... لله حجَّته على الْأَصْنَاف) (مثل النُّجُوم تلذّ حسن حَدِيثهمْ ... لَيْسُوا بأوباشٍ وَلَا أجساف) (أَو روضةٍ زهراء معشبة الثرى ... كال الرّبيع لَهَا بكيلٍ واف) (من بَين ذِي علمٍ يصول بِعِلْمِهِ ... أَو شاعرٍ يعْصى بحدّ قواف) (مِنْهُم أَبُو حسن برقلس دهره ... وَأَبُو الْهُذيْل وَلَيْسَ بالعلاف) (والهرمزاني الَّذِي يسمو بِهِ ... شرفٌ أناف بِهِ على الْأَشْرَاف) (فَاجْعَلْ حَدِيثك عندنَا يشفي الجوى ... فنفوسنا ولهى إِلَى الألاف) (وَكن الْجَواب فَلَيْسَ يُعجبنِي أخٌ ... فِي الدّين شَاب وفاقه بِخِلَاف) 3 - (أَبُو بكر الْمروزِي الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج أَبُو بكر الْمروزِي الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام وَأجل أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ أَبوهُ خوارزمياً وَأمه مروزية حمل عَن أَحْمد علما كثيرا وَلَزِمَه إِلَى أَن مَاتَ وصنف فِي الحَدِيث وَالسّنة وَالْفِقْه وَهُوَ الَّذِي تولى غماض أَحْمد بن حَنْبَل وغسله توفّي فِي سادس جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَدفن إِلَى جَانب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل

المرثدي الكاتب

3 - (المرثدي الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن بشر بن سعد المرثدي أَبُو الْعَبَّاس ذكره الْخَطِيب وَقَالَ كنيته أَبُو عَليّ مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَذكر اب نبت الْفرْيَابِيّ أَنه مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسمع لي بن الْجَعْد والهيثم بن خَارِجَة وَآخَرين وروى عَنهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي وَغَيره قَالَ ابْن الْمُنَادِي هُوَ أحد الثِّقَات وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم إِن كنيته أَبُو الْعَبَّاس الْكَبِير وَهُوَ الَّذِي كَانَ ابْن الرُّومِي يكاتبه فِي السّمك وَكَانَ المرثدي يكْتب للموفق فِي خاصته وَله كتاب الأنواء فِي نِهَايَة الْحسن وَكتاب رسائله وَكتاب أشعار قُرَيْش وَعَلِيهِ عول أَبُو بكر الصولي فِي) كتاب الأوراق وَله انتحل 3 - (أَبُو سهل الْحلْوانِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَاصِم أَبُو سهل الْحلْوانِي ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَقَالَ كَانَ بَينه وَبَين أبي سعيد السكرِي نسبٌ قريب فروى عَن أبي سعيد كتبه وَكَانَ كثيرا مَا تُوجد بِخَطِّهِ وخطه فِي نِهَايَة من الْقبْح إِلَّا أَنه من الْعلمَاء وَله كتاب المجانين الأدباء 3 - (القَاضِي البرتي) أَحْمد بن مُحَمَّد البرتي بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس الْحَنَفِيّ الْفَقِيه الْحَافِظ الْحجَّة كَانَ دينا عفيفاً على مَذْهَب أهل الْعرَاق وَكَانَ من أَصْحَاب يحيى بن أَكْثَم قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاص يذكر بالصلاح وَالْعِبَادَة عَن الْعَلَاء بن صاعد قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد دخل عَلَيْهِ القَاضِي البرتي فَقَامَ إِلَيْهِ وَصَافحهُ وَقَالَ مرْحَبًا بِالَّذِي يعْمل بسني وأثري قَالَ فَذَهَبت إِلَيْهِ وبشرته بالرؤيا وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (نجم الدّين بن الرّفْعَة الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الرّفْعَة نجم الدّين شيخ الشَّافِعِيَّة فِي عصره بِمصْر كَانَ إِمَامًا عَالما قيمًا بِمذهب الشَّافِعِي شرح التَّنْبِيه فِي خَمْسَة عشر مجلداً وَشرح الْوَسِيط توفّي فِي شهر رَجَب سنة عشر وَسبع مائَة وَقد شاخ ودرّس بالمعزيّة وَحدث بِشَيْء من تصانيفه سمع من محيي الدّين ابْن الدَّمِيرِيّ وَولي الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ وَلم يكمل شرح الْوَسِيط وعاش خمْسا وَسِتِّينَ سنة رَحمَه الله تَعَالَى

الحافظ ابن عقدة

3 - (الْحَافِظ ابْن عقدَة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَبَّاس الْكُوفِي مولى بني هَاشم الْمَعْرُوف بِابْن عقدَة وَهُوَ لقب لِأَبِيهِ كَانَ حَافِظًا كَبِيرا جمع الْأَبْوَاب والتراجم قَالَ أَنا أُجِيب فِي ثَلَاثَة مائَة ألف حَدِيث من حَدِيث أهل الْبَيْت وَبني هَاشم رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ عَنهُ وَكَانَ ضَعِيفا قَالَ ابْن عدي كَانَ أَبُو الْعَبَّاس صَاحب معرفَة وَحفظ مقدما فِي الصَّنْعَة إِلَّا أَنِّي رَأَيْت مَشَايِخ بغداذ يسيئون الثَّنَاء عَلَيْهِ وَرَأَيْت فِيهِ مجازفات وَقَالَ حَمْزَة بن مُحَمَّد بن طَاهِر سَمِعت الدَّارَقُطْنِيّ يَقُول ابْن عقدَة رجل سوء وَقَالَ أَبُو عمر بن حيويه كَانَ ابْن عقدَة يملي مثالب الصَّحَابَة أَو) قَالَ الشَّيْخَيْنِ فَتركت حَدِيثه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الصعلوكي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْحَافِظ أَبُو الطّيب الشَّافِعِي كَانَ إِمَامًا مقدما فِي معرفَة الْفِقْه واللغة أدْرك الْأَسَانِيد الْعَالِيَة وصنف فِي الحَدِيث وَأمْسك عَن الرِّوَايَة بعد أَن عمر كَانَ من أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يعرف بالصعلوكي النَّيْسَابُورِي وَهُوَ عَم الْأُسْتَاذ أبي سهل 3 - (ابْن الصّلاح الطَّبِيب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن السّري نجم الدّين أَبُو الْفَتْح الْمَعْرُوف بِابْن الصّلاح كَانَ فَاضلا فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة جيد الْمعرفَة مطلعاً على دقائقها فصيح اللِّسَان مليح التصنيف متميزاً فِي صناعَة الطِّبّ وَكَانَ عجمياً أَصله من همذان أَقَامَ ببغداذ واستدعاه حسام الدّين تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق إِلَيْهِ وأكرمه غَايَة الْإِكْرَام وَبَقِي فِي صحبته مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى دمشق وَلم يزل بهَا مُقيما إِلَى أَن توفّي فِي نَيف وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَكَانَ ابْن الصّلاح قد اسْتعْمل شمشكاً بغداذياً وَسَأَلَ عَن صانع مجيد فدلّ على رجل يُقَال لَهُ سَعْدَان الإسكاف فَاسْتعْمل الشمشك عِنْده وَلما فرغ مِنْهُ بعد مُدَّة وجده ضيق الصَّدْر زَائِد الطول رَدِيء الصَّنْعَة فَبَقيَ فِي أَكثر الْأَوْقَات يستعيبه ويستقبحه وَيَلُوم الَّذِي اسْتَعْملهُ وَبلغ ذَلِك الشَّيْخ أَبَا الحكم المتطبب فَقَالَ على لِسَانه هَذِه القصيدة على سَبِيل المجون (مصابي مصابٌ تاه فِي وَصفه عَقْلِي ... وأمري عجيبٌ شَرحه يَا أَبَا الْفضل) (أثبك مَا بِي من أسى وصبابةٍ ... وَمَا قد لقِيت فِي دمشق من الذلّ)

(قدمت إِلَيْهَا جَاهِلا بأمورها ... على أنني حوشيت فِي الْعلم من جهل) (وَقد كَانَ فِي رجْلي شمشكٌ فخانني ... عَلَيْهِ زمانٌ لَيْسَ يحمد فِي فعل) (فَقلت عَسى أَن يخلف الدَّهْر مثله ... وهيهات أَن أَلْقَاهُ فِي الْحزن والسهل) (ولاحقني نذلٌ دهيت بِقُرْبِهِ ... فَللَّه مَا لاقيت من ذَلِك النذل) (فَقلت لَهُ يَا سعد جد لي بحاجةٍ ... تحوز بهَا شكرا مبراً على مثلي) (بحقي عَسى تستنخب الْيَوْم قِطْعَة ... من الْأدم المدبوغ بالعفص والخل) (فَقَالَ على رَأْسِي وحقك واجبٌ ... على كل إنسانٍ يرى مَذْهَب الْعقل) ) (فناولته فِي الْحَال عشْرين درهما ... وسوّفني شَهْرَيْن بالفع والمطل) (فَلَمَّا قضى الرَّحْمَن لي بنجازه ... وَقلت ترى سَعْدَان أنْجز لي شغلي) (أَتَى بشمشكٍ ضيق الصَّدْر أحنفٍ ... بكعبٍ غَدا حتفاً على الكعب وَالرجل) (وبشتيكه بشتيك سوءٍ مقاربٌ ... أضيف إِلَى فعلٍ شبيهٍ بِهِ فسل) (بشكلٍ على الأذهان يعسر حلّه ... ويعيي ذَوي الأرباب وَالْعقد والحلّ) (وكعبٍ إِلَى القطب الشماليّ مائلٍ ... ووجهٍ إِلَى القطب الجنوبي مستعلي) (وَمَا كَانَ فِي هندامه لي صحةٌ ... وَلَكِن فسادٌ شاع فِي الْفَرْع وَالْأَصْل) (موازاة خطي جانبيه تخالفا ... فجزءٌ إِلَى علوٍ وجزءٌ إِلَى سفل) (بوصلٍ ضروريٍ وَقد كَانَ مُمكنا ... لعمرك أَن يَأْتِي الشمشك بِلَا وصل) (وَفِيه اختلالٌ من قياسٍ مركّب ... فَلَا ينْتج الشّرطيّ مِنْهُ وَلَا الحملي) (فَلَا شكله القطاع مِمَّا يَلِيق أَن ... أصون بِهِ رجْلي فَلَا كَانَ من شكل) (وَلَا جنس إيساغويه بينٌ وَلَا ... يحدّ لَهُ نوعٌ إِذا جِيءَ بِالْفَصْلِ) (فسادٌ طرا فِي شكله عِنْد كَونه ... فَقل أيّ شيءٍ عَن مقابحه يسلي) (وَقد كَانَ فِيهِ قوةٌ لمرادنا ... فأعوزنا مِنْهُ الْخُرُوج إِلَى الْفِعْل) (وَلَو كَانَ معدول الْكَمَال احتملته ... وَلَكِن سلبت الْحسن فِي الْجُزْء وَالْكل) (فيا لَك من إِيجَاب مَا الصدْق سلبه ... وَعدل قضايا جَاءَ من غير ذِي عدل) (وَمَا عازني فِيهِ اختلال مقولةٍ ... فجوهركم والكيف والكمّ فِي خبل) (وَأي القضايا لم يبن فِيهِ كذبهَا ... وَأي قياسٍ لَيْسَ فِيهِ بمعتلّ) (لقد أعوز الْبُرْهَان مِنْهُ شرائطٌ ... تجانسه ثمَّ الضَّرُورِيّ والكلي) (إِذا خطّ فِي شمسٍ فمخروط باشه ... كملتفتٍ يُبْدِي انحرافاً إِلَى الظل) (وطبطب فِي رجليّ والصيف مَا انْقَضى ... فَكيف بِهِ إِن صرت فِي الطين والوحل)

(فأوهلني حَتَّى بقيت مغيّباً ... وَلم يبْق لي سَعْدَان يَا صَاح من عقل) (وَفِي كلّ ذَا قد بَان نقف دماغه ... فأهون بشخص نَاقص الْعقل مختلّ) (وأخرب ببيتٍ مِنْهُ فِي الْخلق مَا يرى ... سَرِيعا وَأولى بالهوان وبالأزل) (واقليدسٌ لَو عَاشَ أعيا انحلاله ... عَلَيْهِ لأنّ الشكل مُمْتَنع الحلّ) ) (فحينئذٍ أَقْسَمت بِاللَّه خالقي ... وهودٍ أخي عادٍ وشيثٍ وَذي الكفل) (وَسورَة يسٍ وطه ومريمٍ ... وصادٍ وحمٍ ولقمان والنمل) (لَئِن لم أجد فِي المزلقان ملاسةً ... توافي كراعي لَا جَعَلْنَاهُ فِي حلّ) (وَلَا قلت شعرًا فِي دمشق وَلَا أرى ... أعاتب إسكافاً بجدٍّ وَلَا هزل) (دهيت بِهِ خلا ينغص عيشتي ... فَلَا بَارك الرَّحْمَن لي فِيهِ من خلّ) (وَكم آلم الإسكاف قلبِي بمطله ... ولاقيت مَا لاقاه مُوسَى من الْعجل) (وَكَانَ أرسطاليس يدهى بمعشرٍ ... يرومون مِنْهُ أَن يُوَافق فِي الْهزْل) (وبقراط قد لَاقَى أموراً كَثِيرَة ... وَلكنه لم يلق فِي أَهله مثلي) (وَقد كَانَ جالينوس إِن عضّ رجله ... شمشكٌ يدواي العقد بالمرهم النخلي) (وقسطا بن لوقا كَانَ يحفى لأجل ذَا ... وَمَا كَانَ يصغي فِي حفاه إِلَى عذل) (وَكَانَ أَبُو نصرٍ إِذا زار معشراً ... وَضاع لَهُ نعلٌ يروح بِلَا نعل) (وأرباب هَذَا الْعلم مَا فتئوا كَذَا ... يقاسون مَا لَا يَنْبَغِي من ذَوي الْجَهْل) (كَذَلِك إِنِّي مذ حللت بجلّق ... نَدِمت فأزمعت الرُّجُوع إِلَى أَهلِي) (وَلَو كنت فِي بغداذ قَامَ بنصرتي ... هُنَالك أقوامٌ كرامٌ ذَوُو نبل) (وَمَا كنت أَخْلو من وليٍّ مساعدٍ ... وَذي رغبةٍ فِي الْعلم يكْتب مَا أملي) (فيا لَيْتَني مستعجلاً طرت نَحْوهَا ... وَمن لي بِهَذَا وَهُوَ ممتنعٌ من لي) (فَفِي الشَّام قد لاقيت ألف بليةٍ ... فيا لَيْت أَنِّي مَا حططت بهَا رحلي) (على أنني فِي جلّقٍ بَين معشرٍ ... أعاشر مِنْهُم معشراً لَيْسَ من شكلي) (فأقسم مَا نوء الثريا إِذا همى ... وجاد على الْأَرْضين دائمة الْمحل) (وَلَا بَكت الخنساء صخراً شقيقها ... وأدمعها فِي الخدّ دائمة الهطل) (بأغزر من دمعي إِذا مَا رَأَيْته ... وَقد جَاءَ فِي رجليّ منحرف الشكل) (وأمرضني مَا قد لقِيت لأَجله ... فيا لَيْت أَنِّي قد بقيت بِلَا رجل) (فَهَذَا وَمَا عددت بعض خصاله ... وَكَيف احتراسي من أذيته قل لي) (وَمن عظم مَا قاسيت من ضيق باشه ... أَخَاف على جسمي من السقم والسل)

والد أبي منصور موهوب الجواليقي

(فيا لشمشك مذ تأمّلت شكله ... علمت يَقِينا أَن موجبٌ قَتْلِي) ) (ويوقعني فِي علةٍ مَا إخال أَن ... يخلّصني مِنْهَا بزرٌ وَلَا مغلي) (وينشد من يَأْتِيهِ نعيي بجلّقٍ ... بِنَا مِنْك فَوق الرمل مَا بك فِي الرمل) (فَلَا تعجبوا مِمَّا دهاني فإنني ... وجدت بِهِ مَا لم يجد أحدٌ قبلي) 3 - (وَالِد أبي مَنْصُور موهوب الجواليقي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن الْحسن بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر الجواليقي البغداذي وَالِد أبي مَنْصُور موهوب اللّغَوِيّ سمع عبد الْملك بن مُحَمَّد بن بَشرَان وَحدث باليسير روى عَنهُ عبد الْوَهَّاب الآنماطي توفّي فَجْأَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن خَمِيس المغربي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَمِيس الْحَضْرَمِيّ أَبُو الْعَبَّاس من أهل ميورقة من بِلَاد الأندلس دخل بغداذ وتفقه بهَا ولازم عَليّ بن الْحُسَيْن الغرنوي الْوَاعِظ وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَكَانَ يُصَلِّي إِمَامًا بالوزير عَليّ بن طرّاد الزَّينبي وروى ببغداذ شَيْئا يَسِيرا عَن أبي بكر الطرطوشي كتب عَنهُ أَبُو عَامر الْعَبدَرِي 3 - (ابْن سرهنك الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سرهنك الْكَاتِب صَاحب إنْشَاء ورسائل بغداذي قدم تكريت قَالَ يحيى بن الْقَاسِم قَاضِي تكريت كَانَ فَاضلا 3 - (الْحَافِظ ابْن رُمَيْح) أَحْمد بن مُحَمَّد بن رُمَيْح بن عصمَة أَبُو سعيد النَّخعِيّ النسوي ثمَّ الْمروزِي طوّف وَسمع الْكثير وصنف وَحدث ضعّفوه وَوَثَّقَهُ الْخَطِيب توفّي سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الْبَلَدِي الْوَزير) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد نب إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي أَبُو جَعْفَر بن أبي الْفَتْح بن أبي مَنْصُور الْوَزير الْمَعْرُوف بِابْن الْبَلَدِي ولاه الإِمَام المستنجد النّظر بواسط فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ كَاتبه الوزارة فَتوجه إِلَى بغداذ وَكَانَ شهماً مقداماً شَدِيد الْوَطْأَة عَظِيم الهيبة دخل لما أَتَى الْخَلِيفَة من بَاب السرداب رَاكِبًا وَحضر قُدَّام الْخَلِيفَة فَأَفَاضَ الْخلْع عَلَيْهِ جُبَّة وعمامة وسيفاً ومركباً وفرشاً رائعاً وَسكن دَار ابْن هُبَيْرَة وَلما وقف بَين يَدي الْخَلِيفَة قَالَ (بأيّ لسانٍ أم بأيّ بَيَان ... أقابل مَا أوليتنيه زماني) ) (فَلَا زلت يَا مولى الْأَنَام مؤيداً ... مدى الدَّهْر حَتَّى يذهب الملوان) (خَليفَة رب الْعَالمين ووارث النَّبِيين ... والمعدي على الْحدثَان) (لقد سعد الدَّهْر الَّذِي أَنْت ملكه ... وَبَات بنوه فِي غنى وأمان) وَلم يزل وزيراً إِلَى أَن أرجف بِمَوْت المستنجد فَجمع الجموع وحشد وَلبس السِّلَاح وأيقن

المسند عماد الدين المقدسي الحنبلي

بِأَنَّهُ يقْصد وَكَانَ ذَلِك يَوْم الْجُمُعَة فَبَاتَ لَيْلَة السبت إِلَى قريب الظّهْر فنفلّل الأجناد وَبَقِي الْوَزير وَحده وَمَات الْخَلِيفَة ذَلِك الْوَقْت فغلق بَاب النوبي وَبَاب الْعَامَّة واستدعي بالوزير إِلَى الْبيعَة فَخرج من دَاره حافياً مفتوق الجيب وَمَعَهُ صَاحب المخزن وَابْن النجاري ووصلوا صحن السَّلَام فَتقدم إِلَيْهِم بِأَن يجلسوا وَلَا يبايعوا فَخرج أستاذ الدَّار وَمَعَهُ ابْن السيبي فَقَالَ أستاذ الدَّار لِابْنِ السيبي قد تقدم السُّلْطَان بِأَن تستوفي الْقصاص من هَذَا واشار إِلَى الْوَزير فَأخذ وسحب وَقطع أَنفه وَيَده وَرجله وَضربت رقبته وَجمع فِي ترس وَأُلْقِي على التل الَّذِي يَلِي بَاب الْمَرَاتِب وَدفع من أَعْلَاهُ إِلَى المَاء وَكَانَ الْوَزير قد قطع أنف أم ابْن السيبي هَذَا وَقطع يَد أَخِيه وَرجله أَيَّام ولَايَته فاقتص مِنْهُ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (الْمسند عماد الدّين الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح الشَّيْخ الصَّالح الْفَاضِل الْمسند عماد الدّين ابْن الأديب الْعَالم شمس الدّين الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة سبع عشرَة يروي عَن الْمجد الْقزْوِينِي وَابْن الزبيدِيّ والإربلي وَابْن اللتي وَابْن المقير وَأَجَازَ لَهُ الْمُوفق وَفتح الدّين ابْن عبد السَّلَام ومسمار ابْن العويس وَحدث قبل السِّتين وَحج مَرَّات وَحدث بالحجاز وحماة ودمشق وَتُوفِّي سنة سبع مائَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس المسيلي الْمُقْرِئ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن حَرْب أَبُو الْعَبَّاس المسيلي الْمُقْرِئ من أهل الحذق والتجويد صنف كتاب التَّقْرِيب فِي الْقرَاءَات وتصدر للإقراء بإشبيلية وَتُوفِّي فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (التاريخي الرعيني) أَحْمد بن مُحَمَّد التاريخي الرعيني الأندلسي قَالَ الْحميدِي عَالم بالأخبار ألف فِي مآثر الْمغرب كتبا جمة مِنْهَا كتاب ضخم ذكر فِيهِ مسالك الأندلس ومراسيها وَأُمَّهَات مدنها وأجنادها) السِّتَّة وخواص كل بلدٍ مِنْهَا 3 - (ابْن فطيس الْوراق) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبيد الله بن أَحْمد بن سعيد بن أبي مَرْيَم أَبُو بكر الْقرشِي الْوراق وراق أَحْمد بن عُمَيْر بن جوصا الْحَافِظ الدِّمَشْقِي يعرف بِابْن فطيس مَاتَ سنة خمسين وَثَلَاث مائَة ومولده سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ صَاحب الْخط الْحسن الْمَشْهُور روى الحَدِيث عَن جمَاعَة من أهل الشَّام قَالَ ابْن عَسَاكِر وَذكره عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي وَقَالَ كَانَ ثِقَة مَأْمُونا يورق للنَّاس بِدِمَشْق لَهُ خطّ حسن 3 - (ابْن شميعة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن شميعة أَبُو الْعَبَّاس البغداذي شَاعِر مطبوع قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب رَأَيْته ببغداذ سنة إِحْدَى وَخمسين فِي سوق الْكتب واستنشدته وَرَأَيْت لَهُ خاطرا

أبو الفضل المقرئ

مطواعاً وَكَانَ من دأبه نظم قصائد الأوزان والرويّ فِي قصيدة وَاحِدَة ويمدح الْأَعْيَان وَيكْتب ذَلِك بالحمرة والألوان المخلتفة أَنْشدني لَهُ من قصيدة (لَا أشتكيها وَإِن ضنّت بإسعاف ... وَإِنَّمَا أتشكّى طيفها الجافي) مِنْهَا (حقفٌ لمعتنقٍ خمرٌ لمغتبقٍ ... وردٌ لمنتشقٍ مسكٌ لمستاف) مِنْهَا (هم الْأَحِبَّة إِلَّا أَن عِنْدهم ... مَا فِي المعادين من خلفٍ وإخلاف) وَمن شعره ودّ أهل الزَّوْرَاء زور فَلَا يسكن ذُو خبرةٍ إِلَى ساكنيها هِيَ دَار السَّلَام حسب فَلَا مطمع فِيهَا فِي غير مَا قيل فِيهَا وَمِنْه (لَا تَسْأَلُونِي عَن الرقاد فقد ... أنسيت لَوْلَا سؤالكم خَبره) (مرّ بعيني مذ برهةٍ غَلطا ... فَهِيَ إِلَى الْآن مِنْهُ معتذره) وَمِنْه فِي قَوس بندق (أَنا من برٍّ وبحرٍ ... جمعا بَطْني وظهري) ) لي عين دمعها الْمَوْت إِلَى الْأَرْوَاح يسري (غير أَنِّي كهلالٍ ... طالعٍ فِي كفّ بدر) توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ محارفاً 3 - (أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن شنيف بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ البغداذي قَرَأَ بالروايات على أَحْمد بن عَليّ بن سوار وثابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَمُحَمّد بن أَحْمد الخيّاط وَغَيرهم وتفقه لِابْنِ حَنْبَل وَحصل مِنْهُ طرفا صَالحا وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الْحسن الْقَزاز وَمُحَمّد بن سعيد بن نَبهَان وَيحيى بن عبد الْوَهَّاب بن مندة الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (الوائلي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن شراعة بن ثَعْلَبَة الوائلي قَالَ صَاحب الأغاني كَانَ شَاعِرًا جيد الشّعْر جزله كالبدوي فِي مذْهبه وَكَانَ جواداً لَا يسْأَل مَا يقدر عَلَيْهِ إِلَّا يسمح بِهِ وقف عَلَيْهِ سائلٌ يَوْمًا فَرمى إِلَيْهِ بنعله وَانْصَرف حافياً وعثر فدميت إصبعه فَقَالَ

(أَلا لَا أُبَالِي فِي العلى مَا لَقيته ... وَإِن نقبت نعلاي أَو حفيت رجْلي) (فَلم تَرَ عَيْني قطّ أحسن منْظرًا ... من الرجل تدمى فِي الْمُوَاسَاة والبذل) (وَلست أُبَالِي من تأوّب منزلي ... إِذا بقيت عِنْدِي السَّرَاوِيل أَو نَعْلي) وبلغه أَن أَخَاهُ قَالَ إِن أخي مَجْنُون قد أفقرنا وَنَفسه فَقَالَ (أإن كنت فِي الفتيان ألوث سيداً ... شَدِيد شحوب اللَّوْن مُخْتَلف العصب) (فَمَا لَك من مَوْلَاك إِلَّا حفاظه ... وَمَا الْمَرْء اباللسان أَو الْقلب) (سما الأصغران الذائدان عَن الْفَتى ... مكارهه والصاحبان على الْخطب) (فإلا أطق سعي الْكِرَام فإنني ... أفكّ عَن العاني وأصبر فِي الْحَرْب) وَله فِي هَذَا الأنموذج كثير وَقصد الْحسن بن رَجَاء فصادف على بَابه دعبلاً وَجَمَاعَة من الشُّعَرَاء وَقد اعتلّ عَلَيْهِم بدينٍ لزمَه ومصادرة فَكتب إِلَيْهِ (المَال وَالْعقل شيءٌ يستعان بِهِ ... على الْمقَام بِأَبْوَاب السلاطين) (وَأَنت تعلم أَنِّي مِنْهُمَا عطلٌ ... إِذا تأملتني يَا ابْن الدهاقين) ) (هَل تعلم الْيَوْم فِي الأهواز من رجلٍ ... سواك يصلح للدنيا وللدين) فوعده وَعدا ثمَّ تدافع فَكتب إِلَيْهِ (أَذِنت جنتي بأمرٍ قَبِيح ... من فراقي للطيلسان الْمليح) (أَنْت روح الأهواز يَا ابْن رجاءٍ ... أَي شيءٍ يعِيش إِلَّا بِروح) فَأذن للْجَمَاعَة وَقضى حوائجهم وَكَانَ بَينه وَبَين قوم من بني عَمه وَحْشَة فَصَالَحُوهُ ثمَّ دَعوه إِلَى وَلِيمَة فَأَنف من طعامهم وَقَالَ أمثلي يخرج من ضرام إِلَى طَعَام وَمن شتيمة إِلَى وَلِيمَة وَمَا لي وَلكم مثلا إِلَّا قَول الملتمس (فَإِن تقبلُوا بالود نقبل بِمثلِهِ ... وَإِلَّا فَإنَّا نَحن آبى وأشمس)

الجزء 8

(الْجُزْء الثَّامِن) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (ربِّ أعن) 3 - (المرزوقي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو عَليّ المرزوقي من أهل أَصْبَهَان كَانَ غَايَة فِي الذكاء والفطنة حسن التصنيف وَإِقَامَة الْحجَج وَحسن الِاخْتِيَار وتصانيفه لَا مزِيد عَلَيْهَا فِي الْجَوْدَة مَاتَ فِيمَا ذكره يحيى بن مَنْدَه فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ وكنب عَنهُ سعيد الْبَقَّال وَأخرجه فِي مُعْجَمه وَكَانَ قد قَرَأَ سِيبَوَيْهٍ على أبي عَليّ الفارسيّ وتتلمذ لَهُ بعد أَن كَانَ رَأْسا بِنَفسِهِ وَله من الْكتب كتاب شرح الحماسة وجوّده وَشرح المفضليات وَشرح الفصيح وَشرح أشعار هُذَيل وَكتاب الْأَزْمِنَة وَشرح الموجز وَكتاب شرح نَحْو قَالَ الصاحب ابْن عبّاد فَازَ بِالْعلمِ من أَصْبَهَان ثَلَاثَة حائك وحلاّج وإسكاف فالحائك هُوَ المرزوقي والحلاج أَبُو مَنْصُور بن ماشذه والإسكاف أَبُو عبد الله الْخَطِيب بالرّيّ صَاحب التصانيف فِي اللُّغَة كَانَ معلم أَوْلَاد بني بويه بأصبهان دخل عَلَيْهِ الصاحب ابْن عباد فَمَا قَامَ لَهُ فَلَمَّا أفضت إِلَيْهِ الوزارة جفاه 3 - (الخلاّل الورّاق الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الخلاّل الورّاق الأديب صَاحب الْخط الْمليح الرَّائِق والضبط المتقن الْفَائِق قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْأَدَب أَظُنهُ ابْن أبي الْغَنَائِم الأديب وجدت خطه على كتاب قد كتبه فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (ابْن حسان الْخُرَاسَانِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسّان الْخُرَاسَانِي مدح مُوسَى بن بغا وهجا صَالح بن وصيف فَقَالَ (نَفسي تَقيك من الأسواء ياموسى ... مازلت َذا نعمةٍ بالنصرِ محروسا) (وأينَ منكَ أَبُو عمرَان من ملكٍ ... يَرْجُو الْأَنَام بِهِ للكرب تنفيسا)

الحبشي

(أدركتَ ثأرك من طاغٍ بغى سَفَهاً ... وَلم تزل لبناءِ الْخَيْر تأسيسا) (من بعد مَا هَدَّ ركن الملكِ مُعْتَمدًا ... ودنّس الْملك والإسلامَ تدَنيسا) (وجرَّع الشَّيْخ كأس الْمَوْت مترَعةً ... ظُلماً صراحاً وأردى بعْدهَا عِيسَى) (وغادرَ الحسنَ المسلوب نعْمَته ... بعدَ الْعَذَاب وَأخذ المَال مَحْبُوسًا) يَعْنِي بالشيخ لِأَحْمَد بن إِسْرَائِيل وَعِيسَى يُرِيد أَبَا نوح وَيُقَال إنَّ أَبَا صَالح بن يزْدَاد هُوَ الَّذِي حمل صَالح بن وصيف على قَتلهمَا وَالْحسن هُوَ ابْن مخلَّد 3 - (الحبشي) أَحْمد بن مُحَمَّد الحبشي من شعراء مصر لَهُ قصيدة مِنْهَا (لايهلكنَّكَ قَالَ الزُّورِ والقيل ... فللمقالات تكثيرٌ وتقليل) (أمسك عَلَيْك فَخير القَوْل أصدقه ... وَشر مل قيل فِي الدُّنْيَا الأباطيل) وَقَالَ (ياسراج الْحسن يَا شمس الضُّحَى ... يانقا الْيَاقُوت يَا صفو الذَّهب) (لاتقف بِالْبَابِ إِنِّي خائفٌ ... بَيْنَمَا ترقبني أَن تستلب) 3 - (جراب الدولة) أَحْمد بن مُحَمَّد جراب الدولة قَالَ ياقوت هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن علَّويه من أهل سجستان يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ طنبوريّاً أحد الظرفاء كَانَ فِي أَيَّام المقتدر وَأدْركَ دولة بني بويه فَلذَلِك سمّى نَفسه بجراب الدولة لأَنهم كَانُوا يفتحرون بِالتَّسْمِيَةِ فِي الدولة كَانَ يلقّب بالرَّيح أَيْضا وَله كتاب ترويح الْأَرْوَاح ومفتاح السرُور والأفراح لَو يصنَّف فِي فنه مثله اشتمالاً على فنون الْهزْل والمضاحك 3 - (البشي الخارزنجي) ) أَحْمد بن مُحَمَّد البشّي الخارزنجي قَالَ السَّمْعَانِيّ الخارزنجي خارزنج قَرْيَة بنواحي نبسابور من نَاحيَة بِشَتٍّ وَالْمَشْهُور من هَذِه الْقرْيَة أَبُو حَامِد أَحْمد ابْن مُحَمَّد الخارزنجي إِمَام أهل الْأَدَب بخراسان فِي عصره بِلَا مدافعة فَإِن فضلاء عصره لمّا حجّ بعد الثَّلَاثِينَ وثلاثمائة شهد لَهُ أَبُو عمر الزَّاهِد ومشايخ الْعرَاق بالتقديم وَكتابه الْمَعْرُوف ب التكملة هُوَ الْبُرْهَان فِي تفدّمه وفضله وَلما دخل بَغْدَاد تعجب أَهلهَا من تقدمه فِي معرفَة اللُّغَة فَقيل هَذَا الْخُرَاسَانِي لم يدْخل الْبَادِيَة قطّ وَهُوَ من أدب النَّاس فَقَالَ أَنا بَين عربين بِشَتٍّ وتوش سمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البوشنجي وَحدث وَسمع مِنْهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَمَات فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة

الحرمي

قَالَ الْأَزْهَرِي وَمِمَّنْ ألّف وَجمع من الخرسانيين فِي زَمَاننَا هَذَا فصحّف وَأكْثر فغّير رجلَانِ أَحدهمَا يسمّى أَحْمد بن مُحَمَّد البشي وَيعرف بالخارزنجي وَالْآخر أَبُو الْأَزْهَر البُخَارِيّ فَأَما الخارزنجي فَإِنَّهُ ألّف كتابا سَمَّاهُ التكملة أَرَادَ أَنه كمل كتاب الْعين الْمَنْسُوب إِلَى الْخَلِيل بن أَحْمد بكتابه وَأما البُخَارِيّ فَإِنَّهُ سمّى كِتَابه الحصائل فأعاره هَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ قصد تَحْصِيل مَا أغفله الْخَلِيل وَنظرت فِي كتاب البشي فرأيته أثبت فِي صَدره الْكتب الْمُؤَلّفَة الَّتِي استخرج كِتَابه مِنْهَا وعدَّد كتبا قَالَ الخارزنجي استخرجت مَا وضعت فِي كتابي هَذَا من الْكتب الْمَذْكُورَة ثمَّ قَالَ وَلَعَلَّ بعض النَّاس يَبْتَغِي الْعَبَث بتهجينه والقدح فِيهِ لِأَنِّي أسندت مَا فِيهِ إِلَى هَؤُلَاءِ الْعلمَاء من غير سَماع وَإِنَّمَا إخباري عَن صُحُفهمْ وَلَا يزري ذَلِك على من عرف الغثَّ والسمين وميّز بَين الصَّحِيح والسقيم وَقد فعل مثل ذَلِك أَبُو تُرَاب صَاحب كتاب الاعتقاب فَإِنَّهُ روى عَن الْخَلِيل بن أَحْمد وَأبي عَمْرو ابْن الْعَلَاء وَالْكسَائِيّ وَبَينه وَبَين هَؤُلَاءِ فَتْرَة وَكَذَلِكَ القتبي روى عَن سِيبَوَيْهٍ والأصمعي وَأبي عَمْرو وَهُوَ لم ير مِنْهُم أحدا قَالَ ياقوت وردَّ عَلَيْهِ الْأَزْهَرِي فِي هَذَا الْفَصْل بِمَا يطول عليّ كتبه وَله كتاب التكملة وَكتاب التفصلة وَتَفْسِير أَبْيَات أدب الْكَاتِب 3 - (الحرميّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ابْن أبي حميضة يعرف بالحرمي ابْن أبي الْعَلَاء أَبُو عبد الله من أهل مَكَّة سكن بغداذ ذكره الْخَطِيب فَقَالَ مَاتَ سنة سبع عشرَة وثلاثمائة وَكَانَ كَاتب أبي عمر مُحَمَّد بن يُوسُف القَاضِي وحدّث عَن الزبير بن بكار بِكِتَاب النَّسب وَغَيره وروى عَنهُ أَبُو حَفْص ابْن شاهين وَأَبُو عمر ابْن حيُّويه وَأكْثر عَنهُ أَبُو الْفرج عَليّ بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ) وَغَيره 3 - (الطّحاوي الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عبد الْملك أَبُو جَعْفَر الْأَزْدِيّ

ابن عبد ربه

الحجري الطَّحَاوِيّ بِالطَّاءِ الْمُهْملَة والحاء الْمُهْملَة وَبعد الْألف وَاو نِسْبَة إِلَى طحا قَرْيَة بصعيد مصر الْحَنَفِيّ الْحَافِظ المحدّث أحد الْأَعْلَام سمع جمَاعَة وَخرج إِلَى الشَّام سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ فلقي قاضيها أَبَا خازم فتفقه بِهِ وَبِغَيْرِهِ وَكَانَ ثِقَة نبيلاً ثبتاً فَقِيها عَاقِلا لم يتَخَلَّف بعده مثله قَالَ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة أَصْحَاب أبي حنيفَة بِمصْر وَكَانَ شافعياً يقْرَأ على الْمُزنِيّ فَقَالَ لَهُ يَوْمًا وَالله لَا جَاءَ مِنْك خير فَغَضب من ذَلِك وانتقل إِلَى ابْن أبي عمرَان فَلَمَّا صنف مختصرة قَالَ رحم الله أَبَا إِبْرَاهِيم لَو كَانَ حَيا لكفّر عَن يَمِينه وَمن نظر فِي تصانيفه علم محلّه ومعرفته وناب فِي الْقَضَاء عَن أبي عبيد الله مُحَمَّد بن عَبدة وصنف اخْتِلَاف الْعلمَاء والشروط وَأَحْكَام الْقُرْآن ومعاني الْآثَار وَله تَارِيخ كَبِير وَكَانَ الْمُزنِيّ خَاله توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة وَقيل لَهُ لم انْتَقَلت إِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة قَالَ لِأَنِّي كنت أرى الْمُزنِيّ يديم النّظر فِيهَا 3 - (ابْن عبد ربّه) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد ربّه بن حبيب بن حدير بن سَالم مولى هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الْأمَوِي مولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة عَن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة وَثَمَانِية أشهر وَثَمَانِية أَيَّام كنيته أَبُو عمر قَالَ الْحميدِي من أهل الْعلم وَالْأَدب وَالشعر وَهُوَ صَاحب كتاب العقد فِي الْأَخْبَار مقسم على عدَّة فنون وسمّى كلّ بَاب مِنْهُ على نظم العقد كالواسطة والزبرجدة والياقوتة والزمردة وَمَا أشبه ذَلِك وَبَلغنِي أَن الصاحب ابْن عباد سمع بِكِتَاب العقد فحرص حَتَّى حصله فَلَمَّا تَأمله قَالَ هَذِه بضاعتنا ردَّت إِلَيْنَا ظَنَنْت أَن هَذَا الْكتاب يشْتَمل على شَيْء من أَخْبَار بِلَادهمْ وَإِنَّمَا هُوَ مُشْتَمل على أَخْبَار بِلَادنَا لَا حادة لنا فِيهِ فردّه قَالَ الْحميدِي وشعره كثير مَجْمُوع رَأَيْت مِنْهُ نيفاً وَعشْرين جُزْءا من جملَة مَا جمع للْحكم بن عبد الرَّحْمَن النَّاصِر الْأمَوِي وَبَعضهَا بِخَطِّهِ وَكَانَت لَهُ بِالْعلمِ جلالة وبالأدب رئاسة وَشهر مَعَ ديانته وصيانته واتفقت لَهُ أَيَّام ولاياتٍ للْعلم فِيهَا نفاقٌ فَسَاد بعد الخمول وأثرى بعد فقر إِلَّا أَنه غلب عَلَيْهِ الشّعْر وَيُقَال أَنه أول من نظم الموشحات) بالمغرب وَقسم كتاب العقد على خمس

وَعشْرين كتابا كلّ مِنْهَا جزءان فجَاء خَمْسُونَ جُزْءا كلّ كتاب باسم جَوْهَرَة فأوَّلها اللؤلؤة فِي السُّلْطَان الفريدة فِي الحروب الزبرجدة فِي الأجواد الجمانة فِي الْوُفُود المرجانة فِي مُخَاطبَة الْمُلُوك الياقوتة فِي الْعلم وَالْأَدب الْجَوْهَرَة فِي الْأَمْثَال الزمردة فِي المواعظ الدّرة فِي النوادب والمراثي الْيَتِيمَة فِي الْأَنْسَاب العسجدة فِي كَلَام الأعرب المجنَّبة فِي الْأَجْوِبَة الْوَاسِطَة فِي الْخطب المجنَّبة الثَّانِيَة فِي التوقيعات والفصول والصدور وأخبار الكتبة العسجدة الثَّانِيَة فِي الْخُلَفَاء وأيامهم الْيَتِيمَة الثَّانِيَة فِي أَخْبَار زِيَاد وَالْحجاج والطالبيين والبرامكة الدرة الثَّانِيَة فِي فَضَائِل الشّعْر ومقاطعه ومخارجه الْجَوْهَرَة الثَّانِيَة فِي أعاريض الشّعْر وَعلل القوافي الياقوتة الثَّانِيَة فِي علم الألحان وَاخْتِلَاف النَّاس فِيهِ المرجانة الثَّانِيَة فِي النِّسَاء وصفاتهن الجمانة الثَّانِيَة فِي المتنبئين والمرورين والطفيليين الزبرجدة الثَّانِيَة فِي النُّتف والهدايا والتحف والفكاهات وَالْملح الفريدة الثَّانِيَة فِي الهيئات واللباس وَالطَّعَام وَالشرَاب اللؤلؤة الثَّانِيَة فِي طبائع الْإِنْسَان وَسَائِر الْحَيَوَان وتفاضل الْبلدَانِ وَله أشعار سمّاها الممحَّصات وَذَلِكَ أَنه نقض كل قِطْعَة قَالَهَا فِي صباه وغزله بِقِطْعَة فِي المواعظ والزهد من ذَلِك (أَلا إِنَّمَا الدُّنْيَا غضارة أيكة ... إِذا اخضرَّ مِنْهَا جَانب جفَّ جانبُ) (هِيَ الدَّار مَا الآمال إِلَّا فجائعٌ ... عَلَيْهَا وَلَا اللَّذَّات إلاّ مصائب) (وَكم سخنت بالْأَمْس عينٌ قريرةٌ ... وقرَّت عيونٌ دمعها الْآن ساكب) (فَلَا تكتحل عَيْنَاك مِنْهَا بعبرةٍ ... على ذَاهِب مِنْهَا فَإنَّك ذَاهِب) وَمن شعره (يَا ذَا الَّذِي خطَّ العذار بِوَجْهِهِ ... خطَّين هاجا لوعةً وبلابلا) (مَا صحّ عِنْدِي أنَّ لحظك صارمٌ ... حَتَّى لبست بعارضيك حمائلا) قَالَ ابْن خلكان قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَخذه الْبَهَاء أسعد السنجاري فَقَالَ (يَا سيف مقلته كملت ملاحةً ... مَا كنت قبل عذاره بحمائل) وَمن شعر ابْن عبد ربه (إنّ الغواني إِن رأينك طاوياً ... برد الشَّبَاب طوين عَنْك وصالا) ) (وَإِذا دعونك عمهنَّ فإنّه ... نسبٌ يزيدك عندهنَّ خبالا)

وَقَالَ فِي الْمُنْذر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم الْأمَوِي من أَبْيَات (بالمنذر بن مُحَمَّد ... شرفت بِلَاد الأندلس) (فالطير فِيهَا ساكنٌ ... والوحش فِيهَا قد أنس) قَالَ الْوَزير المغربي فِي كتاب أدب الْخَواص وشٌقت هَذِه القصيدة عِنْد انتشارها على المعّز أبي تَمِيم معدّ وساءه مَا تضمنته من الْكَذِب والتمويه إِلَى أَن عارضها شاعره الإياديّ بِأَبْيَات أَولهَا (ربعٌ لميّة قد درس ... واعتاض من نطقٍ خرس) وَلابْن عبد ربّه (نعق الْغُرَاب فَقلت أكذب طائرٍ ... مَا لم يصدقهُ رُغَاء بعيرٍ) قَالَ ابْن خلكان وَفِيه الْتِفَات إِلَى قَول بَعضهم (لهنّ الوجى لم كنّ عوناً على النَّوَى ... وَلَا زَالَ مِنْهَا ظالعٌ وحسير) (وَمَا الشؤم فِي نعق الْغُرَاب ونعبه ... وَلَا الشؤم إلاّ ناقةٌ وبعير) قلت والتفاتٌ إِلَى قَول الآخر مَا فرق الأحباب بعد الله إِلَّا الْإِبِل وَمَا غراب الْبَين إِلَّا نَاقَة وجمل وَحَام على هَذَا أَبُو الطّيب فَقَالَ (وَمَا عفت الرِّيَاح لَهُم محلاًّ ... عفاها من حدا بهم وساقا) وَهُوَ كثير وَلابْن عبد ربّه أَيْضا (يَا لؤلؤاً يسبي الْعُقُول أنيقا ... ورشاً بتقطيع الْقُلُوب رَفِيقًا) (مَا إِن رَأَيْت وَلَا سَمِعت بِمثلِهِ ... درّاً يعود من الْحيَاء عقيقا) وَقَالَ وَهُوَ آخر مَا قَالَه (بليت وأبلتني اللَّيَالِي بكرّها ... وصرفان للأيام معتوران) (وَمَالِي لَا أبلى لسَبْعين حجّةً ... وعشرٍ أَتَت من بعْدهَا سنتَانِ) ) وأصابه الفالج قبل وَفَاته بأعوام وَكَانَ ابْن عبد ربّه صديقا لأبي مُحَمَّد يحيى القلفاط الشَّاعِر ثمَّ فسد مَا بَينهمَا وتهاجيا وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن ابْن عبد ربّه مرّ بِهِ يَوْمًا وَكَانَ فِي مَشْيه اضْطِرَاب فَقَالَ أَبَا عمر مَا علمت

الصوفي

أَنَّك آدر إِلَّا الْيَوْم لمّا رَأَيْت مشيك فَقَالَ لَهُ ابْن عبد ربّه كذبتك عرسك أَبَا مُحَمَّد فعزّ على القلفاط كَلَامه وَقَالَ لَهُ أتتعرّض للحرم وَالله لأرينّك كَيفَ الهجاء ثمَّ صنع فِيهِ قصيدة أَولهَا (يَا عرس أَحْمد إِنِّي مزمعٌ سفرا ... فودّعيني سرا من أبي عمرا) ثمَّ تهاجيا بعد ذَلِك وَكَانَ القلفاط يلقبه بطلاس لِأَنَّهُ كَانَ أطلس اللِّحْيَة ويسمّى كتاب العقد حَبل الثوم فاتفق اجتماعها يَوْمًا عِنْد بعض الوزراء فَقَالَ الْوَزير للقلفاط كَيفَ حالك الْيَوْم مَعَ أبي عمر فَقَالَ مرتجلاً (حَال طلاسٌ لي عَن رائه ... وَكنت فِي قعدد أبنائه) فبدر ابْن عبد ربّه وَقَالَ (إِن كنت فِي قعدد أبنائه ... فقد سقى أمَّك من مَائه) فَانْقَطع القلفاط خجلاً 3 - (الصُّوفِي) أَحْمد بن مُحَمَّد ن دست دادا شيخ الشُّيُوخ النَّيْسَابُورِي الصُّوفِي الزَّاهِد صحب الزَّاهِد أَبَا سعيد فضل الله أبن أبي الْخَيْر الميهني وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن مُخْتَار النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُخْتَار الوَاسِطِيّ أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ الْعدْل ابْن أخي أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُخْتَار النَّحْوِيّ مَاتَ بعد الْخَمْسمِائَةِ وَله عقب بواسط فِيمَا ذكره ياقوت أَخذ النَّحْو عَن أبي غَالب ابْن بَشرَان وَكَانَ منزله مؤلفاً لأهل الْعلم وَكَانَ من الشُّهُود المعدلين وَكَانَ طحّاناً دخل فِي بعض الْأَوْقَات عَسْكَر الْأَعَاجِم ونهبوا قِطْعَة من وَاسِط ونهبوا دكانه ونزلوا دَاره قَالَ الشريف عبد الْوَهَّاب ابْن أبي غَالب عَن الشريف أبي الْعَلَاء ابْن التقّي فَدخلت مَعَه إِلَيْهِم نستعطفهم أَن يردّوا عَلَيْهِ بعض مَا أخذُوا لَهُ فَلم نر لذَلِك وَجها فخرجنا وَهُوَ يَقُول (تذكرت مَا بَين العذيب وبارق ... مجرَّ عوالينا ومجرى السّوابقِ) ) ثمَّ الْتفت إليّ وَقَالَ مَا الْعَامِل فِي الظّرْف فِي هَذَا الْبَيْت فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي مَا أشغلك مَا أَنْت فِيهِ عَن النَّحْو وَالنَّظَر فَقَالَ يَا بنيّ مَا يفيدني إِذا حزنت وَمن شعره أنْشدهُ الْحَافِظ السلَفِي (كم جاهلٍ متواضعٍ ... ستر التَّوَاضُع جَهله)

ابن الطحان الستيتي

(ومميزٍ فِي علمه ... هدم التكبر فَضله) (فدع التكبر مَا حييّ ... ت وَلَا تصاحب أَهله) (فالكبر عيبٌ للفتى ... أبدا يقبّحٌ فعله) 3 - (ابْن الطحّان الستيتي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عبد الله أَبُو الْحُسَيْن الستيتي الدِّمَشْقِي الأديب الْمَعْرُوف بِابْن الطحّان روى عَن خثيمَةَ وَأبي الطّيب المتنبي الشاعروأبي الْقَاسِم الزجّاجي النَّحْوِيّ وَكَانَت لَهُ أصُول حَسَنَة وَهُوَ من ولد ستيتة مولاة يزِيد توفّي سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن سَالم الصُّوفِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ الصُّوفِي ابْن الصُّوفِي الْمُتَكَلّم صَاحب الْمقَالة السالمية لَهُ أَحْوَال ومجاهدة وَأَتْبَاع ومحبّون وَهُوَ شيخ أهل الْبَصْرَة فِي زَمَانه عمَّر دهراً وَأدْركَ سهل بن عبد الله التستريّ أَخذ عَنهُ وَبَقِي إِلَى السِّتين والثلاثمائة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصرى) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم ابْن أبي الْمَوَاهِب الْحَافِظ بن صصرى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس الرَّبعي التغلبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي قَاضِي قُضَاة الشَّام ولد سنة خمس وَخمسين وَحضر على الرشيد الْعَطَّار فِي سنة تسع والنجيب عبد الطيف وَسمع بِدِمَشْق من ابْن عبد الدايم وَابْن أبي الْيُسْر وجدّه لأمه الْمُسلم بن علاّن وتفقه على الشَّيْخ تَاج الدّين وَدخل ديوَان الْإِنْشَاء ونظم ونثر وشارك فِي فنون وَكَانَ فصيح الْعبارَة قَادِرًا على الْحِفْظ يحفظه أَرْبَعَة دروس درساً للغزاليّة ودرساً للعادليّة ودرساً للناصريّة ودرساً للأتابكيّة وَكَانَ طَوِيل الرّوح مسالماً محسناً إِلَى من أَسَاءَ إِلَيْهِ بلغه أَن الشَّيْخ صدر الدّين نظم فِيهِ بليَّقةً فتحيّل إِلَى أَن وَقعت بخطّه فِي يَده فَتَركهَا عِنْده إِلَى أَن قيل لَهُ يَوْمًا إِن الشَّيْخ صدر الدّين بِالْبَابِ فَقَالَ يدْخل وَوضع تِلْكَ الورقة مَفْتُوحَة على مصلاّه قد أمه فرآها الشَّيْخ صدر الدّين وَعلم أَنَّهَا خطه وَلم يزل القَاضِي إِلَى أَن تحقق أَن صدر الدّين رأى الورقة وَعرفهَا فَقَالَ) للطواشي أحضر للشَّيْخ مَا عنْدك فأحضر لَهُ بقجة قماش بزبكند وبدلة وشاش وصرة فِيهَا سِتّمائَة أَو خَمْسمِائَة دِرْهَم على مَا قيل وَقَالَ هَذِه جَائِزَة تِلْكَ البلَّقية وَكَانَ

يَوْمًا قد توجه مغلساً إِلَى صَلَاة الصُّبْح بالجامع فَلَمَّا كَانَ فِي الخضراء ضربه إِنْسَان بمطرق كَبِير رَمَاه إِلَى الأَرْض وظنه مَاتَ فَلَمَّا أَفَاق حضر إِلَى بَيته وَكَانَ يَقُول أعرفهُ وَمَا أذكرهُ لأحد وَأَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي رَحمَه الله قَالَ تراهنّا فِيمَا بَين الموقّعين على أَن أَحَدنَا يسْبقهُ بِالسَّلَامِ فَلم نقدر على ذَلِك وَكَانَ سريع الْكِتَابَة قيل لي إِنَّه كتب فِي يومٍ خمس كراريس وَكَانَ ينطوي على دين وتعبّد وَله أَمْوَال وخدمٌ ومماليك وَهُوَ من بَيت حشمة وَقيل لي إِنَّه قَالَ يَوْمًا للشَّيْخ صدر الدّين وَغَيره فرّق مَا بَيْننَا أنني اشتغلت على الشمع الكافوري وَأَنْتُم على قناديل الْمدَارِس وَكَانَ اشْتغل بِمصْر عاى الْأَصْبَهَانِيّ فِي أصُول الْفِقْه ودرس بالعادليّة الصُّغْرَى وبالأمينية ثمَّ بالغزاليّة مَعَ قَضَاء الْعَسْكَر ومشيخة الشُّيُوخ بِالشَّام وَولي الْقَضَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة إِلَى أَن مَاتَ وَأذن لجَماعَة فِي الْفَتْوَى وخرّج لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي مشيخة فَأَجَازَهُ عَلَيْهَا بجملة وَقيل إِنَّه لم يقدر أحد يدلَس عَلَيْهِ قَضِيَّة وَلَا يشْهد زوراً وَكَانَ متحرّياً فِي أَحْكَامه بَصيرًا بقضاياها وَلم أسمع عَنهُ أَنه ارتشى فِي حُكُومَة وَتُوفِّي بعد تعلل أَصَابَهُ ببستانه فجاءة فِي نصف شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ مَوته مفتاحاً لمَوْت رُؤَسَاء دمشق وعلمائها ورثاه شعراء ورثاه المرحوم شهَاب الدّين مَحْمُود ولشعراء زَمَانه فِيهِ مدائح كَثِيرَة وَكَانَ القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود كتب للأمير علم الدّين سنجر الدواداري يهنّئه بِفَتْح طرابلس وَيذكر جِرَاحَة أَصَابَته بقصيدة أَولهَا (مَا الْحَرْب الاّ الَّذِي تدمى بِهِ اللَّمم ... وَالْفَخْر إِلَّا إِذا زَان الْوُجُوه دمٌ) (وَلَا ثبات لمن لم تلق جَبهته ... حدَّ السيوف وَلَا يثنى لَهُ قدم) فَكتب الْجَواب قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين (وافى كتابك فِيهِ الْفضل وَالْكَرم ... فجلّ قدرا وجلّت عِنْدِي النعّم) (وَجَاء من بَحر فضلٍ قد طما وسما ... درُّ الْمعَانِي فِي الألفاط تنتظم) (وصفت حَالي حَتَّى خلت أنّك قد ... شاهدتها ولهيب الْحَرْب يضطرم) (وَمَا جرى فِي سَبِيل الله محتسبٌ ... فَهُوَ الَّذِي لم يزل تسمو لَهُ الهممُ) (وجاءنا النَّصْر وَالْفَتْح الْمُبين فَلَو ... شاهدت نور الظُّبى تجلى بِهِ الظُّلمُ) ) (غَدا العدوّ ذليلاً بعد عزَّته ... حليُّ أجيادهم بعد الْعُقُود دمٌ) (قد فرق الْجمع مِنْهُم عزم طائفةٍ ... لم يثن همّتها يَوْم الوغى سأم) (ترك إِذا مَا انتضّوا عزماً لَهُم تركُوا ... أمامهم كلَّ جمعٍ وَهُوَ مُنْهَزِم) (لمّا بقتل العدى خاضت سيوفهم ... صلّت فقبلها يَوْم الوغى القمم)

شهاب الدين ابن غانم

(حازوا الثَّوَاب الَّذِي راموا وَبَعْضهمْ ... فازوا بِمَا كسبوا مِنْهَا وَمَا غنموا) (وَكنت مشتغلاً فِي وَقت كسبهم ... عَنهُ بِمَا كَسبه عِنْدِي هُوَ النّعم) (فَكيف يطْلب مني الأرفغان وَقد ... شهِدت لي وَلِهَذَا بَيْننَا حكمُ) (أَلَسْت أَنْت الَّذِي قد قَالَ مبتدئاً ... وَذَاكَ قَول بِحكم الحقّ مُلْتَزم) (هجمته وسيوف الْهِنْد مصلتةٌ ... وعدت والسبي وَالْأَمْوَال تقتسم) (وَكَانَ همُّك فِي الْأَرْوَاح تكسبها ... وهمّ غَيْرك فِيهَا المالُ والنّعم) وَوجدت مَنْسُوبا إِلَيْهِ (ومذ خفيت عني بدور جمَالهمْ ... غَدا سقمي فِي حبّهم وَهُوَ ظَاهر) (وَقد بتُّ مَا لي فِي الغرام مسامر ... سوى ذكرهم يَا حبّ ذَاك المسامر) (وَإِنِّي على قرب الديار وَبعدهَا ... مُقيم على عهد الأحبّة صابر) (ودمعي سريعٌ والتّشوّق كَامِل ... ووجدي مديدٌ والتأسف وافر) (وَمَا لي أنصار سوى فيض أدمعي ... إِذا بَات من أهواه وَهُوَ مهَاجر) (أأحبابنا غبتم فغابت مسرّتي ... وَأصْبح حزني بعدكم وَهُوَ حَاضر) (وَمَا الْقَصْد إِلَّا أَنْتُم ورضاكم ... وَغير هواكم مَا تسر السرائر) (وَمَا فِي فُؤَادِي مَوضِع لسواكم ... وَلَا غَيْركُمْ فِي خاطر الْقلب خاطر) (وَمَا راقني من بعدكم حسن منظرٍ ... وَلَا شاقني زاه من الرَّوْض زَاهِر) (وَمَا كلفي بِالدَّار إِلَّا لأجلكم ... وَإِلَّا فَمَا تغني الرسوم الدَّوَائِر) (وَمَا حاجرٌ إِلَّا إِذا كُنْتُم بهَا ... إِذا غبتم عَنْهَا فَمَا هِيَ حاجر) 3 - (شهَاب الدّين ابْن غَانِم) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حمائل الْجَعْفَرِي بن عَليّ بن معلّى بن طريف أخي الشريف حصن الدّين ثَعْلَب ابْن أبي جميل دحيّة بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء) آخر الْحُرُوف بن جَعْفَر بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي كَذَا أمْلى نِسْبَة علَّي الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حيّان والعهدة عَلَيْهِ فِي ذَلِك الشَّافِعِي ابْن بنت الْقدْوَة الشَّيْخ غَانِم إِمَام كَاتب مترسل نديم إخباري يتفيهق فِي كَلَامه وإنشائه ويطوّل نَفسه فِي إنشائه ويستحضر من اللُّغَة شَيْئا كثيرا وَمن شعر المعري كثيرا خُصُوصا لُزُوم مَا لَا يلْزم وزهدياته وباشر الْإِنْشَاء بصفد وغزَّة وقلعة الرّوم فِيمَا أَظن وَفِي كل مَكَان لَهُ وقائع مَعَ نوّاب ذَلِك وأوابد وَيخرج هَارِبا وَكتب قُدَّام الصاحب شمس الدّين

غبريال فاتفق أَن هرب مَمْلُوك للأمير شهَاب الدّين قرطاي فظفر بِهِ الصاحب وَأمره أَن يكْتب على يَده إِلَى مخدومه كتابا يَقُول فِيهِ إِنَّه إِنَّمَا هرب خوفًا مِنْك فَكتب الْكتاب وَجَاء فِي هَذَا الْمَعْنى الْمَقْصُود فَقَالَ وَإِذا حسن المقرّ فَلَمَّا وقف الصاحب على ذَلِك أنكر هَذَا وَقَالَ مَا هَذِه مليحة فطار عقل شهَاب الدّين لِأَنَّهُ ظنَّ أَن ذَلِك يُصَادف موقعاً يهش لَهُ ويزهزه فَضرب الدَّواة إِلَى الأَرْض وَقَالَ مَا أَنا ملزوم بالغلف القلف وَخرج مُتَوَجها إِلَى الْيمن وَكتب لصَاحِبهَا ثمَّ خرج مِنْهَا هَارِبا وشهاب الدّين رَحمَه الله إِنَّمَا أَخذ هَذَا من قَول الشَّاعِر (تجنّبت الأباعد والأداني ... لِكَثْرَة مَا يعاودني أذاهم) (إِذا خشن المقّر لَدَى أناسٍ ... فقد حسن المفرّ إِلَى سواهُم) وَكَانَ خشن الملبس شظف الْعَيْش مطّرح الكلفة يلبس البابوج الَّذِي يلْبسهُ الصُّوفِيَّة ويلف الطول المقفّص الاسكندراني والقماش الْقصير وَكَانَ حُلْو المعاشرة ألف بِهِ القَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش واستكتبه فِي بَاب السُّلْطَان وَلما توفّي فَخر الدّين رَجَعَ إِلَى الشَّام كَاتب إنْشَاء وَاخْتَلَطَ قبل مَوته بِسنتَيْنِ وَكَانَ مولده قبل مولد أَخِيه عَلَاء الدّين بشهور سنة إِحْدَى وَخمسين تَقْرِيبًا بِمَكَّة ووفاته بعد أَخِيه بشهور سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ يَقُول دَائِما زاحمني أخي عَليّ فِي كل شَيْء حَتَّى قي لبن أُمِّي وَمَات وَله سِتّ وَثَمَانُونَ سنة تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن عبد الدايم وَقَرَأَ على ابْن مَالك وَعرض عَلَيْهِ الْعُمْدَة وَبعده على وَلَده بدر الدّين وعَلى مجد الدّين بن الظهير الإربلي وخرّج لَهُ البرازالي مشيخةً مِنْهُم ابْن أبي الْيُسْر ولأيوب الحمامي والزين خَالِد وَعبد الله بن يحيى ابْن البانياسي وَمُحَمّد بن النشبي وَيحيى بن الناصح وَكَانَ إِذا أنشأ أَطَالَ فكره ونتف شعر ذقنه أَو وَضعه فِي فَمه وقرّضه بثناياه أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (وَالله مَا أَدْعُو على هاجري ... إلاّ بِأَن يمحن بالعشق) ) (حَتَّى يرى مِقْدَار مَا قد جرّى ... مِنْهُ وَمَا قد تمّ فِي حقّي) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (يَا حسنها من رياضٍ ... مثل النُّضار نضاره) (كالزهر زهراً وعنها ... ريح العبير عباره) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (بِأبي صائغٌ مليح التثني ... بقوامٍ يزري بخوط البان) (أمسك الكلبتين يَا صَاح فاعجب ... لغزالٍ بكفّه كلبتان) وأنشدني العلاّمة أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ (طرفك هَذَا بِهِ فتورٌ ... أضحى لقلبي بِهِ فتون) (قد كنت لولاه فِي أمانٍ ... لله مَا تفعل الْعُيُون) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور لَهُ

(يَا نازحاً عني بِغَيْر بعاد ... لولاك مَا علق الْهوى بفؤادي) (أَنْت الَّذِي أفردتني منّي فلي ... بك شاغل عَن مقصدي ومرادي) (سهرت بحبّك مقلتي فحلا لَهَا ... فِيك السهاد فَلَا وجدت رقادي) (ورضيت مَا ترضي فَلَو أقصيتني ... أَيَّام عمري مَا نقضت ودادي) (أَنْت الْعَزِيز علَّي أَن أَشْكُو لَك ال ... وجد الَّذِي اهديته لفؤادي) ولشهاب الدّين لبن غَانِم رَحمَه الله تَعَالَى (مَا اعْتِكَاف الْفَقِيه أخذا بأجرٍ ... بل بحكمٍ قضى بِهِ رَمَضَان) (هُوَ شهر تغلُّ فِيهِ الشياطي ... نُ وَلَا شكّ أَنه شَيْطَان) وَله أَيْضا (أَيهَا اللائمي لأكلي كروشاً ... أتقنوها فِي غَايَة الإتقان) (لَا تلمني على الكروش فحبّي ... وطني من علائم الْإِيمَان) قلت هُوَ وَالشَّيْخ صدر الدّين أخذا الْمَعْنى من النصير الحمامي حَيْثُ قَالَ (رَأَيْت شخصا آكلاً كِرشةً ... وهُو أَخُو ذوقٍ وَفِيه فِطَن) (وَقَالَ مَا زِلتُ مُحباً لَهَا ... قلت من الْإِيمَان حبُّ الوطن) ) ولشهاب الدّين ابْن غَانِم أَيْضا (تعجّب النَّاس للبطيخ حِين أَتَى ... بِحِين حينٍ وَإِذ وافى بطاعون) (وَكَيف لَا يقطع الْأَعْمَار مقدمه ... وَلَيْسَ يُؤْكَل إِلَّا بالسكاكين) وَله وَقد أَضَافَهُ الْملك الْكَامِل ولمّا خرج نسي عِنْده فرجّية فطلبها فمطله بهَا فَكتب إِلَيْهِ (يَا ذَا الَّذِي أَطْعمنِي ... فِي بَيته سبع لقم) (ورام أَخذ جبّتي ... هَذَا على الرطل بكم) لمّا كَانَ قراسنقر نَائِبا بِدِمَشْق أَمر أَن يبيت كلّ لَيْلَة بِالْقصرِ الأبلق وَاحِد من الموقّعين فَنَامَ لَيْلَة الشَّيْخ نجم الدّين حسن بن مُحَمَّد الصَّفَدِي وَكتب فِي حَائِط الْمَكَان الَّذِي يبيتُونَ بِهِ (عذبت لَيْلَة الْمبيت بقلبي ... فَهِيَ عِنْدِي مأمولة التَّوْقِيت) فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الثَّانِيَة نَام شهَاب الدّين أَحْمد بن غَانِم وَرَأى الْبَيْت فَكتب تَحْتَهُ (لَيْت شعري من بيّت الشَّيْخ حَتَّى ... رَاح يثني خيرا على التبييت) وَكتب إِلَى قَاضِي قلعة الرّوم وَكَانَ اسْمه مُبَارَكًا وَقد جَاءَهُ ابْن سَمَّاهُ أنسا

(تهنّ يَا مُبَارَكًا ... بِالْوَلَدِ الْمُبَارك) (بِمن سموهُ أنسا ... لِأَنَّهُ ابْن مالكي) وَكتب إِلَى قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين بن وَاصل وَقد أقعده عاقداً بحماة فِي مكتب فِيهِ السَّيْف عَليّ بن المغيزل (مولَايَ قَاضِي الْقُضَاة يَا من ... لَهُ على العَبْد ألف منّه) (إِلَيْك أَشْكُو قرين سوء ... بليت مِنْهُ بِأَلف محنه) (شهرته بَيْننَا اعتداء ... أغمده فالسيف سيف فتنه) وَكَانَ لَيْلَة فِي سَماع فرقصوا ثمَّ جَلَسُوا وَقَامَ من بَينهم شخص وَطَالَ الْحَال فِي استماعه وَزَاد الْأَمر فظلّ شهَاب الدّين ساكتاً مطرقاً فَقَالَ لَهُ شخص إيش بك مطرق كَأَنَّمَا يُوحى إِلَيْك فَقَالَ نعم) قل أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفرٌ من الجنّ ( وَكَانَ يَوْمًا عِنْد صَاحب حماة الْملك الْمَنْصُور وَقد حضر السّماط وَكَانَ أَكْثَره مرقاً فلمّا وضع قَالَ شهَاب الدّين لما قيل الصَّلَاة نعم بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم نَوَيْت رفع الْحَدث واستباحة الصَّلَاة الله أكبر وَكَانَ المظفر ولد الْمَنْصُور يكره شهَاب الدّين فاغتنم الوقيعة فِيهِ عِنْد وَالِده) وَقَالَ اسْمَع مَا يَقُول ابْن غَانِم يهجّن طعامنا ويشبهه بِالْمَاءِ الَّذِي يرفع بِهِ الْحَدث فَعَاتَبَهُ الْمَنْصُور على ذَلِك فَقَالَ ماقصدت ذَلِك وَلَكِن الْبَسْمَلَة فِي بَدْء كل أَمر مُسْتَحبَّة وَالْحَدَث الَّذِي نَوَيْت رَفعه حدث الْجُوع واستباحة الصَّلَاة فِي الْأكل فَقَالَ مامعنى الله أكبر فَقَالَ على كل ثقيل فَاسْتحْسن الْمَنْصُور ذَلِك وخلع عَلَيْهِ وَاجْتمعَ لَيْلَة عِنْد كريم الدّين الْكَبِير فِي مولده بعلاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر يتحدث مَعَه فجَاء إِلَيْهِ شخص وَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة الْخَادِم يقْصد الِاجْتِمَاع بك فَقَالَ والك من يُفَارق عليّاً وَيروح إِلَى مُعَاوِيَة وَكَانَ شهَاب الدّين قد فَارق أَبَاهُ وَهُوَ صَغِير وَتوجه إِلَى السماوة وَنزل على الْأَمِير حُسَيْن من خفاجة وَأقَام عِنْده مُدَّة يُصَلِّي بِهِ وَيتَكَلَّم فِي شَيْء من الْعُلُوم وَكَانَ الْوَقْت قريب الْعَهْد بخراب بغداذ وَقتل المستعصم وتشتت أهل بغداذ فِي أَطْرَاف الْبِلَاد فظنَّ بِهِ ابْن الْخَلِيفَة المستعصم واشتهر ذَلِك واتصل خَبره بِالْملكِ الظَّاهِر فَلم يزل فِي اجْتِهَاد إِلَى أَن أقدمه عَلَيْهِ لما أهمه من أمره فَلَمَّا حضر سَأَلَهُ ابْن من أَنْت فَوقف وَقَالَ ابْن شمس الدّين ابْن غَانِم فَطلب وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة وحضرا بَين يَدي الظَّاهِر فاعترف وَالِده بِهِ فَقَالَ خُذْهُ وَتوجه بِهِ إِلَى دمشق وَكَانَ صَاحب حماة قد خرج مرّة إِلَى شجريّات المعرّة وَكَانَ إِذْ ذَاك فِي خدمَة الْملك الظَّاهِر وَقد ضربت الوطاقات وامتلأت الصَّحرَاء خياماً فَاحْتَاجَ إِلَى الْخَلَاء وَمَا كَانَ يرى الدُّخُول إِلَى الخربشت فَصَعدَ إِلَى شَجَرَة تين ليتخلى وَالْملك الْمَنْصُور تَحت الشَّجَرَة وَقد تهَيَّأ لقَضَاء شغله قَالَ لَهُ أَطْعمنِي من هَذِه التينة فَقَالَ خُذ وسلح فِي وَجهه فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ أطعمتك من هَذِه التينة فَلَمَّا اطلع الْمَنْصُور على الْوَاقِعَة خرّ مغشيّاً عَلَيْهِ من الضحك وَمن شعره فِي مقصوص الشّعْر

الصوفي الأدمي

(قَالُوا ذوائبه مقصوصة حسداً ... فَقلت قاطعها لِلْحسنِ صوّاغ) (صدغان كَانَ فُؤَادِي هائماً بهما ... فَكيف أسلو وكلّ الشّعر أصداغ) 3 - (الصُّوفِي الأدميّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل بن عَطاء أَبُو الْعَبَّاس الأدميّ الصُّوفِي الزَّاهِد كَانَ كثير الْعِبَادَة وَالِاجْتِهَاد ينَام فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة ساعتين وَله فِي كل يَوْم ختمة وَفِي رَمَضَان فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة ثَلَاث ختمات 3 - (الشهَاب القَاضِي نجم الدّين الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح بن بِلَال بن هِلَال بن عِيسَى القَاضِي العلاّمة نجم الدّين أَبُو) الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الشَّافِعِي ولد فِي نصف شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين واشتغل وبرع فِي علم الْخلاف وارتحل هُوَ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم إِلَى بخارا وَصَارَ لَهُ صيت بِتِلْكَ الْبِلَاد ومنزلة رفيعة وَمن جملَة محفوظاته الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي وَكَانَ يقْرَأ كل لَيْلَة ثلث الْقُرْآن كثرت الشناعات على وكلاء مَجْلِسه وَمَا يَعْمَلُونَهُ فِي المحاضر وأشرفت بعض الْحُقُوق على الضّيَاع فصرف عَن الْقَضَاء ودرّس بالعذراوية والصارمية الَّتِي بحارة الغرباء ودرّس بمدرسة أم الصَّالح وبالشامية البرّانية وَمَات وَهُوَ مدرّس بالعذراوية وناب فِي الْقَضَاء عَن القَاضِي جمال الدّين الْمصْرِيّ وَابْن الخويّي وعماد الدّين الحرستاني وَابْن سني الدولة وصنف طَريقَة فِي الْخلاف وَهِي مجلدان وَكتاب الْفُصُول وَكتاب الفروق والدلائل الأنيقة وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فِي شَوَّال وَدفن بقاسيون 3 - (شهَاب الدّين بن جبارَة المقرىء) أَحْمد بن مُحَمَّد بن جبارَة بن عبد الْمولى الْحَنْبَلِيّ المرداوي الصَّالِحِي الإِمَام الْمُفْتِي الْعَلامَة المقرىء النَّحْوِيّ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس سمع عَليّ ابْن عبد الدايم وطبقته وَقَرَأَ الْقرَاءَات على النبيه الرَّاشِدِي ولأخذ النَّحْو عَنهُ وَرُبمَا حضر فِي دروس عِنْد الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس ثمَّ برع فِي النَّحْو والقراءات واشتهر بهما وَقصد على تخبيطٍ عِنْده شرح الشاطبية شرحاً مطولا والرائية والنونية للخاوي فِي التجويد وَله تعاليق سكن حلب مُدَّة ثمَّ ارتحل مِنْهَا وَأقَام بالقدس إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة مولده سنة تسع وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا وَمن شعره

ابن البراء التجيبي

(خلت الزوايا من خباياها كَمَا ... خلت الْقُلُوب من المعارف والتّقى) (وتنكر الْوَادي فَمَا غزلانه ... تِلْكَ الظباء وَلَا النّقا ذَاك النّقا) وَمِنْه أَيْضا (ترك السَّلَام عَلَيْهِم تَسْلِيم ... فَاذْهَبْ وَأَنت من الملام سليم) (لَا تخد عَنْك زخارف من ودّهم ... فلئن سَأَلتهمْ بدا المكتوم) (مَا للْفَقِير مَعَ الغنيّ مودَّة ... أنّي تصاحب وَاجِد وعديم) قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمع السِّيرَة حضوراً فِي الرَّابِعَة من خطيب مّردا وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَأخذ الْأُصُول عَن الْقَرَافِيّ وجاور بِمَكَّة وَكَانَ ذَا زهد وقناعة وَفِي شَرحه) للشاطبية احتمالات واهية وقرأت بِخَطِّهِ أَنه قَالَ فِي قَول الشاطبي (وَفِي الْهَمْز أنحاء وَعند نحاته ... يضيء سناه كلّما اسودّ أليلا) يحْتَمل خَمْسمِائَة ألف وَجه وَثَمَانِينَ ألف وَجه وَسمعت مِنْهُ انْتهى 3 - (ابْن الْبَراء التجِيبِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْبَراء التجِيبِي من أهل الجزيرة الخضراء قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم هُوَ مَعْدُود فِي المجيدين من الشُّعَرَاء وَله ديوَان نظم ونثر كَبِير فَارق وَطنه وَهُوَ صَغِير منتزحاً إِلَى بِلَاد الصَّحرَاء ممتدحاً من كَانَ بهَا من الْأُمَرَاء وَأرَاهُ لم يعد إِلَى ذراه كَمَا لم يعد الحنين إِلَيْهِ فِي تأويبه وسراه فَمن شعره فِي ذَلِك (عِنْدِي على الخضراء دمع واكف ... وَالْقلب أبرد حرّه الرمضاء) (أودى ثقاف فراقنا بقناتنا ... فانآدت اليزنيّة السمراء) (نزحت بِي الأقدار عَن دَار الْهوى ... وقذفنني حَيْثُ الْفُؤَاد هَوَاء) (فإقامتي مَا بَين أظهر معشرٍ ... سيّان عِنْدهمَا الدّجى وذكاء) وَقَالَ أَيْضا (أحنُّ إِلَى أَرض لبست بهَا الصّبا ... فعندي لَهَا من أجل ذكر الصّبا وجد) (وَمن أجل نصل السَّيْف أكْرم جفْنه ... وَمن جِهَة الرّيا سما العنبر الْورْد) وَقَالَ أَيْضا (سقى واكف الْقطر الجزيرة إِنَّنِي ... إِلَيْهَا وَإِن جدّ الْفِرَاق لوامق) (ديارًا بهَا فَارَقت عصر شبيبتي ... فيا حبّذا عصر الشَّبَاب المفارق) (شباب شفى نَفسِي وودّع مسرعاً ... كَمَا زار طيفٌ أَو تبّرج بارق)

ابن شاذان

وَقَالَ أَيْضا (بِي جؤذر هام الْفُؤَاد بحبّه ... عنيت لواحظه بقتل محبّه) (قد أتلف المهجات بَين لطافةٍ ... فِي وجنتيه وقسوةٍ فِي قلبه) (وَإِذا رأى الْمرْآة هام فُؤَاده ... فِي حسن صورته فرق لصبه) قلت فِي هَذَا زِيَادَة على قَول أبي الْحسن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى (يجْرِي النسيم على غلالة خَدّه ... وأرق مِنْهُ مَا يمر عَلَيْهِ) ) (ناولته الْمرْآة ينظر بِوَجْهِهِ ... فعكست فتْنَة ناظريه إِلَيْهِ) وَلابْن الْبَراء فِي أعرج (أبن لي يَا أَبَا مُوسَى بحالٍ ... بَدَت لي مِنْك يضْحك من رَآهَا) (تكيل الأَرْض باعاً بعد باعٍ ... كَأَنَّك قد عزمت على شراها) (وتنبحك الْكلاب بكلّ أرضٍ ... كَأَنَّك قد طبعت على أذاها) وَقَالَ (ماخيّم الْمجد إلاّ فِي مَنَازلنَا ... فَلَيْسَ يعد لنا فِي الأَرْض من أحد) (إِذا بلوت فأخلاقٌ مهذّبة ... وَإِن سَأَلت فبذل من فمٍ وَيَد) (من كل مكرمةٍ فزنا بأوفرها ... حفظ الْجوَار لنا وَالْأَخْذ بالقود) (لنا نفوس عَن الجارات معرضةٌ ... وَفِي التّقى لأفاعيهن بالرّصد) (إِن شِئْت من كلم الْأَعْرَاب أفصحها ... فَخذه عَن والدٍ منّا وَعَن ولد) (تنبو حداد الظُّبى عَن غرب منطقتنا ... نبوّ ظفر الْفَتى عَن مخلب الْأسد) 3 - (ابْن شَاذان) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن شَاذان أَبُو مَسْعُود الْجَلِيّ البزّاز الْحَافِظ جال فِي الْعرَاق وخراسان وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ والمعرفة قدم بغداذ فِي شبابه وذاكر بهَا قَالَ ابْن النجار وَلم أر لَهُ رِوَايَة عَن البغداذيين فَلَعَلَّهُ لم يسمع بهَا شَيْئا وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن الْحصين) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُبَارك الْمَعْرُوف بِابْن الْحصين أَبُو الْوَفَاء الْكَاتِب سمع الْكثير بِنَفسِهِ من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَعَاصِم بن الْحسن بن عَاصِم وَمُحَمّد بن عَليّ ابْن أبي عُثْمَان الدقّاق وَنصر بن أَحْمد بن البطر وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الحَدِيث والحكايات والأناشيد وَحدث باليسير وَمن شعره (من قَالَ بالدّنيا تصحّ ديانتي ... فَلَقَد أَتَى بالزور والبهتان)

ابن هارون العسكري

(ضدّان مفترقان فِي حاليهما ... دين وَدُنْيا كَيفَ يَجْتَمِعَانِ) (لم يَجْعَل الرَّحْمَن فِي جَوف امرىء ... قلبين كلاّ من لَهُ قلبان) ) وَقَالَ نظمت فِي الْمكتب (شَقِيقَة روحي لم خلا من خيالك ... وِسَادِي وَلم حرّمت طيب وصالك) (بخلت بوصلٍ فِي الْحَقِيقَة يقظةً ... وَفِي النّوم أحلى مَا بخلت بذلك) (وأسرفت فِي هجري وأخفرت ذمّتي ... بغدرٍ وَلم تخطر عهودي ببالك) (ألم أك عبدا طَائِعا غير زائلٍ ... عَن الرقّ يَا روحي وحبك مالكي) (ألم يَك مهما تأمري الْقلب مسرعاً ... إِلَيْهِ وَلَو أَلقيته فِي المهالك) (ولكنّما الْأَيَّام غيّرت الَّذِي ... عهِدت وطرق الْغدر شرّ المسالك) (وَلم يزل الدّهر الخؤون مبادراً ... لتفريق ذَات الْبَين يَا أمَّ مَالك) (وَمَا كنت أخْشَى للَّيالي وصرفها ... سوى بتّ حبلٍ مكْرها من حبالك) (فَأَما وَقد آيستني وقطعتني ... سأنشد بَيْتا ضقت ذرعاً بذلك) (فَقل بعْدهَا للدهر يَأْتِي بصرفه ... وَقل لليالي اصنعي مَا بدا لَك) قلت شعر متوسط توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن هَارُون العسكري) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هَارُون أَبُو الْحُسَيْن قَالَ ياقوت أَظُنهُ من عَسْكَر مكرم لِأَنَّهُ اعتنى بشرح مُخْتَصر مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل المبرمان ثمَّ قَرَأت فِي بعض المجموعات تَّم رجلَانِ إِلَى القَاضِي أبي أَحْمد ابْن أبي علاّن رَحمَه الله فَادّعى أَحدهمَا على الآخر شَيْئا فَقَالَ المدَّعى عَلَيْهِ مَا لَهُ عِنْدِي حق فَقَالَ القَاضِي من هَذَا فَقَالُوا ابْن هَارُون العسكري النَّحْوِيّ فَقَالَ القَاضِي فأعطه مَا أَقرَرت لَهُ بِهِ قلت يُرِيد أَن النُّحَاة يعلمُونَ أَن هَذَا لَيْسَ بِنَفْي وَإِنَّمَا هُوَ إِثْبَات لِأَن مَا بِمَعْنى الَّذِي تَقْدِيره الَّذِي لَهُ عِنْدِي حق وَلَيْسَت مَا نَافِيَة لَهُ البارع شرح التَّلْقِين وَشرح الْعُيُون وَشرح المجاري قَالَ ياقوت رَأَيْت شرح التَّلْقِين بِخَطِّهِ وَقد كتبه فِي رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (الزردي اللّغَوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الزَّردي اللّغَوِيّ الْعَلامَة النَّيْسَابُورِي أَبُو عَمْرو والزَّرد من قرى أسفرايين من رساتيق نيسابور ذكره الْحَاكِم وَقَالَ مَاتَ أَبُو عَمْرو الزّردي سنة ثَمَان) وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة فِي شعْبَان قَالَ وَكَانَ وَاحِدًا فِي هَذِه الديار بلاغةً وبراعةً

ابن شيخ صاحب ثعلب الأسدي

وتقدماً فِي معرفَة أصُول الْأَدَب وَكَانَ رجلا ضَعِيف البنية مسقاماً يركب حمارا ضَعِيفا ثمَّ إِذا تكلم يحير الْعلمَاء فِي براعته سمع الْكثير من أبي عبد الله مُحَمَّد بن المسّيب الأرغياني وَأبي عوَانَة يَعْقُوب بن إِسْحَق وأقرانهما قَالَ الْحَاكِم سَمِعت الْأُسْتَاذ أَبَا عَمْرو الزردي فِي منزلنا يَقُول إِن الله إِذا فوّض سياسة خلقه إِلَى وَاحِد يَخُصُّهُ بهَا مِنْهُم وفّقه لسداد السِّيرَة وأعانه بإلهامه من حَيْثُ رَحمته تسع كلّ شيىء ولمثل ذَلِك كَانَ يَقُول ابْن المقفع تفقدوا كَلَام ملوككم إِذْ هم موفّقون للحكمة ميسَّرون للإجابة فَإِن لم تحط بِهِ عقولكم فِي الْحَال فَإِن تَحت كَلَامهم حيّاتٍ فواغر وبدائع جَوَاهِر وَكَانَ بَعضهم يَقُول لَيْسَ لكلامٍ سَبِيل أولى من قبُول ذَلِك فَإِن ألسنتهم ميازيب الْحِكْمَة والإصابة 3 - (ابْن شيخ صَاحب ثَعْلَب الْأَسدي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح بن شيخ بن عُمَيْر أَبُو الْحسن أحد أَصْحَاب ثَعْلَب ذكره المرزباني فِي كتاب المقتبس وَقَالَ ابْن شيران فِي تَارِيخه فِي سنة عشْرين وثلاثمائة مَاتَ أَبُو بكر ابْن أبي شيخ وَكَانَ مُحدثا إخبارياً وَله مصنفات وَقَالَ ياقوت لَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره فَإِن الزَّمَان وَاحِد وَكِلَاهُمَا إخباري وَالله أعلم ولعلّ ابْن شيران غلط فِي جعله ابْن أبي شيخ وَجعله أَبَا بكر وَالله اعْلَم حدث المرزباني عَن عبد الله بن يحيى العسكري قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح بن شيخ بن عُمَيْر الْأَسدي لنَفسِهِ وَكتب بهَا إِلَى بعض إخوانه (كنت يَا سيّدي على التطفيل ... أمس لَوْلَا مَخَافَة التثقيل) وتذكرت دهشة القارع الْبَاب إِذا مَا أَتَى بِغَيْر رسولٍ وتخوفت أَن أكون على الْقَوْم ثقيلاً فقدت كلَّ ثقيلٍ (لَو تراني وَقد وقفت أروّي ... فِي دخولي إِلَيْك أَو فِي قفولي) (لرأيت الْعَذْرَاء حِين تحايى ... وَهِي من شهوةٍ على التَّعْجِيل) وَقَالَ أَبُو الْحسن تركت النَّبِيذ وأخبرت ثعلباً بِتَرْكِهِ ثمّ لقِيت مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر فسقاني فمررت على ثَعْلَب وَهُوَ جَالس على بَاب منزله عشياً فَلَمَّا رَآنِي أتكفأ فِي مشيّتي علم أَنِّي شَارِب فَقَامَ ليدْخل منزله ثمَّ وقف على بَابه فلمّا حاذيته وسلمت عَلَيْهِ أنشأ يَقُول) (فتكت من بعد مَا نسكت وصا ... حبت ابْن سهلان صَاحب السقّط) (إِن كنت أحدثت زلَّة غَلطا ... فَالله يعْفُو عَن زلّة الْغَلَط)

أبو عمر الطلمنكي

قَالَ عمر بن بَيَان الْأنمَاطِي سَأَلت ثعلباً عَن ابْن سهلان صَاحب السقط فَقَالَ أهل الطَّائِف يسمون الخمّار صَاحب السّقط وَلأبي الْحسن قصيدة مزدوجة وَصلهَا بقصيدة عَليّ بن الجهم الَّتِي ذكر فِيهَا الْخُلَفَاء وَأول مَا قَالَه أَبُو الْحسن الْأَسدي (ثمّ تولّى المستعين بعده ... فحار بَيت مَاله وجنده) (ثمّ أَتَى بغداذ فِي محرَّم ... إِحْدَى وَخمسين بِرَأْي مبرم) وَذكر قِطْعَة من أخباره من بعده إِلَى الْمُعْتَمد على الله 3 - (أَبُو عمر الطلمنكي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أبي عِيسَى لبّ بن أَبُو يحيى أَبُو عمر الْمعَافِرِي الأندلسي الطلمنكيبفتح الطَّاء الْمُهْملَة وَاللَّام وَالْمِيم وَسُكُون النُّون وَبعدهَا كافالمقرىء نزيل قرطبة صنّف كتبا حسانا نافعةً على مَذَاهِب السنّة ظهر فِيهَا علمه كَانَ ذَا عناية تَامَّة بالأثر قديم الطّلب عالي الْإِسْنَاد وَكَانَ سَيْفا مُجَردا على أهل الْأَهْوَاء والبدع قَالَ ابْن بشكوال أَخْبرنِي أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل ابْن عِيسَى بن مُحَمَّد بن بَقِي الحجاري عَن أَبِيه قَالَ خرج علينا أَبُو عمر الطلمنكي يَوْمًا وَنحن نَقْرَأ عَلَيْهِ فَقَالَ اقرأوا وَأَكْثرُوا فَإِنِّي لَا أتجاوز هَذَا الْعَام فَقُلْنَا لَهُ وَلم يَرْحَمك الله قَالَ رَأَيْت البارحة فِي مَنَامِي من ينشدني (اغتنموا البرّ بشيخٍ ثوى ... ترحمه السوقة وَالصَّيْد) (قد ختم الْعُمر بعيدٍ مضى ... لَيْسَ لَهُ من بعده عيد) فَتوفي فِي ذَلِك الْعَام فِي ذيالحجة سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (السهلي الْعَرُوضِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَالك السهلّي الأديب أَبُو الْفضل الْعَرُوضِي الصفّار الشَّافِعِي ذكره عبد الغفّار فِي السِّيَاق فَقَالَ مَاتَ بعد سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ومولده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَهُوَ شيخ أهل الْأَدَب فِي عصره حدّث عَن الأصمّ والمكاريّ وَأبي الْفضل المزكّي وَأبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي وأقرانهم وَتخرج بِهِ جمَاعَة من) الْأَئِمَّة مِنْهُم عَليّ بن أَحْمد الواحدي وَغَيره وَذكره الثعالبي فَقَالَ إِمَام فِي ألأدب خنّق التسعين فِي خدمَة الْكتب وَأنْفق عمره على مطالعة الْعُلُوم وتدريس مؤدبي نيسابور وإحراز الْفَضَائِل والمحاسن وَهُوَ الْقَائِل فِي صباه

أبو سهل القطان

(أوفى على الدِّيوَان بدر الدُّجى ... فسل نُجُوم السّعد مَا حظّه) (أخدُّه أَمْلَح أم خطّه ... ولحظه أفتن أم لَفظه) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (لعزّة الفضّة المبرّة ... أودعها الله قلب صخره) (حَتَّى إِذا النَّار أخرجتها ... بِأَلف كدٍّ وَألف كرّه) (أودعها الله كفّ وغدٍ ... أقسى من الصخر ألف مرّه) 3 - (أَبُو سهل الْقطَّان) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن زِيَاد بن عباد الْمُحدث أَبُو سهل الْقطَّان بغداذي مَشْهُور سمع وروى قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَدُوقًا أديباً شَاعِرًا راوية للأدب عَن ثَعْلَب ويميل إِلَى التشيّع توفّي سنة خمسين وثلاثمائة وَمن شعره 3 - (قَاضِي الْحَرَمَيْنِ الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله القَاضِي أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَشَيخ الحنيفة فِي زَمَانه ولي قَضَاء الْحَرَمَيْنِ بضع عشرَة سنة ثمّ ولي قَضَاء نيسابور تفقّه على أبي الْحسن الْكَرْخِي وَأبي طَاهِر ابْن الدبّاس وبرع فِي الْمَذْهَب توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وثلاثمائة 3 - (القَاضِي أَبُو الْحسن ابْن أبي الشَّوَارِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب أَبُو الْحُسَيْن الْأمَوِي الْفَقِيه ولي قَضَاء الْقُضَاة بالعراق قَالَ الْخَطِيب كَانَ عفيفاً نزهاً رئياً يُقَال أَن المتَوَكل عرض الْقَضَاء على مُحَمَّد بن عبد الْملك فَامْتنعَ فَيرى النَّاس أَن بركته دخلت على وَلَده وَولي الْقَضَاء مِنْهُم أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قَاضِيا ثَمَانِيَة مِنْهُم تقلدوا بَغْدَاد آخِرهم أَبُو الْحسن هَذَا توفّي سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن ررا الْوَاعِظ) ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ الْفَقِيه الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بِابْن ررابراءين وَالِد أبي الْخَيْر إِمَام جَامع أَصْبَهَان كَانَ غالياً فِي الاعتزال توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن النقور) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن النقور أَبُو الْحُسَيْن البغداذي الْبَزَّاز مُسْند الْعرَاق فِي وقته رَحل النَّاس إِلَيْهِ من الأقطار وَتفرد فِي الدُّنْيَا بنسخٍ رَوَاهَا الْبَغَوِيّ عَن

القاضي أبو الفضل الهاشمي

أشياخه وَكَانَ متحرياً فِيمَا يرويهِ روى عَنهُ الْخَطِيب وَأَبُو بكر ابْن الخاضبة وَجَمَاعَة قَالَ الْخَطِيب ثِقَة وَقَالَ ابْن خيرون صدوقٌ وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي يحضر مَجْلِسه وَيسمع مِنْهُ وَيَقُول حَدِيث ابْن النقور سبيكة الذّهب وَكَانَ يَأْخُذ على نُسْخَة طالوت دِينَارا فِي إسماعه توفّي سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (القَاضِي أَبُو الْفضل الْهَاشِمِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو الْفضل الْهَاشِمِي من ولد هَارُون الرشيد ولي الْقَضَاء بسجستان وَسمع الحَدِيث وتأدب وَله شعر توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره (قَالُوا اقتصد فِي الْجُود إنّك منصف ... عدل وَذُو الْإِنْصَاف لَيْسَ يجور) (فأجبتهم اني سلالة معشرٍ ... لَهُم لِوَاء فِي النّدى منشور) (تالله إنّي شائد مَا قد بنى ... جدّي الرشيد وَقَبله الْمَنْصُور) 3 - (بدر الدّين العباسي الْحلَبِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشريف أَبُو هَاشم العباسي الْحلَبِي الشَّاعِر بدر الدّين من ذرّية صَالح بن عَليّ الْهَاشِمِي الْأَمِير عَم الْمَنْصُور لم يزل آباؤه بحلب مُنْذُ وَليهَا صَالح وَلَهُم وقف عَلَيْهِم وَكَانَ شَاعِرًا مجوّداً توفّي فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وَمن شعره 3 - (الْحَافِظ جمال الدّين الظَّاهِرِيّ الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَافِظ الْقدْوَة الزَّاهِد جمال الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الشَّيْخ الْقدْوَة مُحَمَّد الظَّاهِرِيّ الْحلَبِي مولى الظَّاهِر صَاحب حلب ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَسمع سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَبعد من الْفَخر الإربلي وَابْن اللتي والموفق يعِيش وَابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَابْن قميرة وخلقٍ بحلب وكريمة والضياء وَابْن مسلمة وَخلق بِدِمَشْق وَصفِيَّة القرشية وَجَمَاعَة بحماه وَعبد الْخَالِق ابْن أَنْجَب النشتيري بماردين وَعبد الرازق بن أَحْمد ابْن أبي الْوَفَاء وَإِبْرَاهِيم بن) الْحسن الزيات وَاحْمَدْ بن سَلامَة النجار بحرّان وَسمع شعيباً الزَّعْفَرَانِي وَابْن الجميزي والمرسي وَجَمَاعَة بِمَكَّة ويوسف الساوي وَأحمد بن الْحباب وخلقاً كثيرا بِمصْر وَهبة الله بن روين الإسْكَنْدراني وَطَائِفَة بالاسكندرية وَسمع بحمص وبعلبك والقدس وَغير ذَلِك وعني بِهَذَا الشَّأْن أتمّ عناية وتعب وحصّل وَكتب مَا لَا يُوصف كَثْرَة وَكَانَت لَهُ إجازات عالية من أبي الْحُسَيْن الْقطيعِي وزكرياء العلبي وَابْن روزبه وَأبي حَفْص السهروردي وَالْحُسَيْن بن الزبيدِيّ وَإِسْمَاعِيل بن فاتكين والأنجب الحمامي وطبقتهم وخرّج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا فِي أَرْبَعِينَ بَلَدا وانتقى على شُيُوخ مصر وَالشَّام وخرّج لأَصْحَاب ابْن كُلَيْب ثمّ لأَصْحَاب ابْن طبرزذ والكندي ثمّ لأَصْحَاب ابْن البن وَابْن الزبيدِيّ حَتَّى إِنَّه خرّج لتلميذه ومريده الشَّيْخ شعْبَان وَكَانَ عجبا فِي حسن التَّخْرِيج وجودة الانتخاب لَا يلْحقهُ أحد فِي

ابن عمروس المالكي

ذَلِك وَقَرَأَ الْقرَاءَات بحلب على الشَّيْخ أبي عبد الله الفاسي وتفقه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَسمع من نَحْو سَبْعمِائة شيخ توفّي بزاويته الجمالية الَّتِي فِي المقس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَبِه افتتحت السماع فِي الديار المصرية وَبِه اختتمت وَعِنْده نزلت وعَلى أَجْزَائِهِ اتكلت وَسمع مِنْهُ علم الدّين البرزالي أَكثر من مِائَتي جُزْء وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (ابْن عمروس الْمَالِكِي) أَحْمد بن محمّد بن عبيد الله بن عمروس أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه الْمَالِكِي من أهل محلّة النّصرية ببغداذ كَانَ صَالحا عَارِفًا بِمذهب مَالك وَكَانَ أَبوهُ إِمَامًا مبرّزاً فِي مَذْهَب مَالك أجَاز لَهُ عَليّ ابْن شَاذان وَأحمد بت البادا وَتُوفِّي سنة سبع وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن الْمُدبر الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْمُدبر الْكَاتِب أَبُو الْحسن كَانَ أسنّ من أَخِيه إِبْرَاهِيم وَقد تقدم ذكره تقلّد أَحْمد ديوَان الْخراج والضياع مجموعين للمتوكل إِلَى غير ذَلِك من الْأَعْمَال الجلية ثمّ تمالأ عَلَيْهِ الكتّاب فأخرجوه إِلَى الشَّام والياً عَلَيْهَا فكسب بهَا مَالا عَظِيما ثمَّ قَتله أَحْمد بن طولون فِيمَا قبل سبعين وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا وَكَانَ فَاضلا يصلح للْقَضَاء وللبحتري فِيهِ مدائح مَاتَ تَحت الْعَذَاب قيل فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سبعين وَقيل سنة إِحْدَى وَهُوَ الْقَائِل (أتصبر للدّهر أم تجزع ... وماذا ك من جزع ينفع) ) (فَأَما تصابيك بالغانيات ... فولّى بِهِ الفاحم الأفرع) (غَدَاة ابتدلت بِهِ حلّةً ... من الشيب ناصعها يلمع) (وَقد كنت أزمان شرخ الشَّبَاب ... تصول مدلاًّ وَلَا تخشع) (تطاع ويعصى عَلَيْك العذول ... ويصفو لَك الْعَيْش والمرتع) وَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ إِبْرَاهِيم يشكو حَاله وَهُوَ مَحْبُوس فَكتب إِلَيْهِ (أَبَا إِسْحَاق إِن تكن اللَّيَالِي ... عطفن عَلَيْك بالخطيب الجسيم) (فَلم أر صرف هَذَا الدَّهْر يجني ... بمكروهً على غير الْكَرِيم) وَكتب إِلَى عبيد الله يستعطفه عِنْد مُطَالبَة وَقعت عَلَيْهِ أَيَّام المتَوَكل (معاذي وجاري وَجهك الْيَوْم إِنَّه ... هُوَ الْوَجْه من يطْلب بِهِ النُّجح ينجح) (وعدلك مَبْسُوط وأمنك شَامِل ... وحلمك من ثهلان أوفى وأرجح) (وَمَالك مبذول وفعلك فَاضل ... وزندك يوري المكرمات ويقدح) (وَإِن قلت لم تصعب عَلَيْك مقَالَة ... بِحَق كضوء الصُّبْح بل هُوَ أوضح) وَقَالَ (صباح الحبّ لَيْسَ لَهُ مسَاء ... وداء الحبّ لَيْسَ لَهُ دَوَاء)

مهذب الدولة أمير البطيحة

(ولي نفس تنفُّسها اشتياق ... وَعين فيض عبرتها الدِّمَاء) (وليلي والنّهار عليّ مِمَّا ... أقاسي فيهمَا أبدا سَوَاء) وَقَالَ المعتصم يَوْمًا للفضل بن مَرْوَان وَقد أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى القاطول غلماني تَحت السَّمَاء مَا لَهُم شَيْء يكنهم فَابْن لَهُم غَدا أَرْبَعَة آلَاف بَيت فَخرج مفكراً فلقه أَحْمد بن الْمُدبر فَسَأَلَهُ عَن غمّه فَقَالَ إِنَّمَا أَمرك أتشتري لَهُم أَرْبَعَة آلَاف لبادة ليستكنوا فِيهَا فَاشْترى لَهُم ماوجد وَتقدم فِي عمل الْبَاقِي لمن بَقِي فَلَمَّا أصبح المعتصم وَرَآهَا على غلمانه قَالَ للفضل أَحْسَنت بِهَذَا أَمرتك وَقيل إِن أَحْمد بن المدبّر قَالَ حبست فِي حبس لِابْنِ طولون ضيّق وَكَانَ خلق وبعضنا على بعض فحبس مَعنا أَعْرَابِي فَلم يجد مَكَانا يقْعد فِيهِ فَقَالَ يَا قوم لقد خفت من كلّ شَيْء إِلَّا أَنِّي مَا خفت قطّ أَلا يكون لي مَوضِع من الأَرْض فِي الْحَبْس أقعد فِيهِ وَلَا خطر ذَلِك ببالي فاستعيذوا بِاللَّه من حَالنَا وَقَالَ يَمُوت ابْن المزرع كَانَ أَحْمد بن المدّبر إِذا مدحه شَاعِر لم يرض شعره قَالَ لغلامه امْضِ بِهِ إِلَى الْجَامِع فَلَا تُفَارِقهُ حَتَّى يُصَلِّي مائَة رَكْعَة ثمّ خلّه) فتحاماه الشُّعَرَاء إِلَّا الْأَفْرَاد المجيدون فَجَاءَهُ الْجمل الْمصْرِيّ واسْمه حيسن فاستأذنه فِي النشيد فَقَالَ قد عرفت الشَّرْط قَالَ نعم قَالَ فهات إِذا فأنشده (أردنَا فِي أبي حسنٍ مديحاً ... كَمَا بالمدح تنتجع الْوُلَاة) (فَقُلْنَا أكْرم الثقلَيْن طرّاً ... وَمن كفّاه دجلة والفرات) (فَقَالُوا يقبل المدحات لَكِن ... جوائزه عَلَيْهِنَّ الصَّلَاة) (فَقلت لَهُم وَمَا يُغني عيالي ... صَلَاتي إِنَّمَا الشَّأْن الزَّكَاة) (فيأمر لي بِكَسْر الصَّاد مِنْهَا ... فتضحي لي الصّلاة هِيَ الصّلات) فَضَحِك وَقَالَ لَهُ من أَيْن لَك هَذَا قَالَ من قَول أبي تَمام الطَّائِي (هن الْحمام فَإِن كسرت عيافة ... من حائهن فإنهنَّ حمام) فاستظرفه وَوَصله 3 - (مهذّب الدولة أَمِير البطيحة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد بن جبر بن سُلَيْمَان وَهُوَ أَبُو الْجَبْر ابْن مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل بن مَالك بن طريف يَنْتَهِي إِلَى معدّ بن عدنان أَبُو الْعَبَّاس الملقّب بمهذّب الدولة أَمِير البطيحة وعالمها وبيته يعرف بِبَيْت أبي الْجَبْر تولّى النّظر بواسط مُضَافا إِلَى إِمَارَة البطيحة وَأقَام بهَا وَكَانَ أديباً فَاضلا لَهُ معرفَة بأيام النَّاس وَله ديوَان شعر وَلم يزل آباؤه وأجداده أُمَرَاء بالبطيحة توفّي ببغداذ سنة ثمانٍ وَخَمْسمِائة مدح الإِمَام المستظهر بِاللَّه بقصيدة أَولهَا

واعظ تكريت

(ياحبذا رمل الْكَثِيب الراسي ... وظلال دوح يفاعه الميّاس) (وغياث وَادي الروضتين وحزنه ... ملهى ظباء كنائس وكناس) (مشتًى ومرتبع لهندٍ والهوى ... عذب الْمَوَارِد مُسْفِر الإيناس) مِنْهَا (فدع الْمنَازل وادّ كارك عهدها ... واعمل لنجع الوابل الرجّاس) (فبأحمد المستظهر الْبَانِي العلى ... ذِي الطّل مدراها أبي الْعَبَّاس) (المستقل بعبء كلّ ملمّةٍ ... قدحت بطخيتها بِلَا مقباس) (نجل الخلائف وَالَّذِي درع الندى ... من جوده قبل الْبَخِيل القاسي) (بالمقتدي خلف الذَّخِيرَة ان دعِي ... والقائم ابْن الْقَادِر القنعاس) ) (عارٍ من الْفَحْشَاء حالٍ بالتقي ... والنسك أنفس مَا ارتداه الكاسي) قلت شعر متوسط 3 - (واعظ تكريت) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن محيي الدّين الْمَعْرُوف بواعظ تكريت كَانَ ظريفاً لطيفاً دمث الْأَخْلَاق كثير الْجد والهزل وحصّل بذلك دنيا عريضة حضر إِلَى الشَّام فِي الدولة الناصرية يُوسُف وَوعظ بحلب ثمّ بِدِمَشْق وَكَانَ يلازم وجيه الدّين بن سُوَيْد التكريتي وأحضره مجْلِس النَّاصِر بِدِمَشْق وَتكلم وَوعظ فأعجب السُّلْطَان وَحضر مرَارًا وَوَصله بِدَرَاهِم ودنانير وَكَانَ يَوْمًا عِنْد وجيه الدّين وَولده الْكَبِير حَاضر وَسيف الدّين السامري فَقَالَ وجيه الدّين عظنا يَا محيي الدّين فوعظ بجدّ ثمّ خرج إِلَى الْهزْل وأضحكهم فَقَالَ وجيه الدّين امدحوا واعظنا فَقَالَ تَاج الدّين ابْن سُوَيْد (واعظ كريتٍ إِذا مَا رأى ... علقاً جرى فِي إثره حافي) (يدرس إِن لاحت لَهُ قودة ... كالدرس فِي الْمقنع وَالْكَافِي) وَقَالَ سيف الدّين السامر (أَيهَا الْوَاعِظ الَّذِي هُوَ قطب ... لجَمِيع اللّواط والفساق) (نجس الشَّام مُنْذُ أَصبَحت فِيهِ ... واعظاً مضمراً لكلّ نفاق) (وَلَقَد أفلحت ببعدك تكري ... ت وأعمالها وَأَرْض الْعرَاق) قَالَ الْوَجِيه أَن الْمَذْكُور مَشى مَعَه من عكّا إِلَى الْقُدس حافياً وَتُوفِّي بِدِمَشْق رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (شهَاب الدّين العسجدي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بالعسجدي أديب مُحدث فَقِيه فَاضل ظريف حسن

ابن دانكا الفقيه

الْأَخْلَاق يصحب الْأُمَرَاء وَله دكان يشْهد فِيهَا عِنْد مشْهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ رَأَيْته غير مرّة وَاجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمع بِقِرَاءَتِي وَسمعت بقرَاءَته كثيرا لَهُ معرفَة بالكتب ومصنّفيها وَأَيَّام النَّاس وطبقاتهم لَهُ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعُلُوم ومولده سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة سمع أَصْحَاب ابْن علاّق والنجيب وَرُبمَا أدْرك العزَّ أَخا النجيب وَسمع من هَذِه الطَّبَقَة وَله اعْتِقَاد عَظِيم فِي الشَّيْخ صدر الدّين لِأَنَّهُ خدمه ولازمه مُدَّة) مقَامه بِالْقَاهِرَةِ ويحكي عَن معارفه وعوارفه ويظن فِيهِ أَن الله مَا خلق أفضل مِنْهُ وَيكْتب خطّاً رديئاً وَكَانَ يكْتب الطباق فَإِذا فرغ مِنْهَا أَلْقَاهَا من يَده فيأخذها الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس رَحمَه الله تَعَالَى ويتأملها فيجدها قد كتبهَا من أول الورقة إِلَى آخرهَا فَيَقُول عجبا مِنْك كونك لم تكْتب بعض الْحُرُوف فِي الْهَوَاء من شعره فِي مليح يُسمى زبالة (يَا هلالاً السوالف هاله ... وغزالاً يفوق حسن الغزالة) (أَنْت من جَوْهَر الْجمال مصوغ ... فلماذا يُقَال عَنْك زبالة) وَله أَيْضا فِيمَا نظم أهل الْعَصْر فِيهِ (وغزالةٍ تسبي الغزالة فِي الضُّحى ... ويذيب قلب الصبّ طول مطالها) (نطقت بِسحر حلالها فتصاممت ... أُذُنِي لتستدعي لذيذ مقالها) وَله أَيْضا (رَأَيْته ممتطياً أشهباً ... يحمل بازاً حمل قفازه) (وطرفه أسبق من طرفه ... ولحظه أصيد من بازه) وَله أَيْضا (وافى بشمعته وضوء جَبينه ... مثل الْهلَال على الْقَضِيب المائس) (فِي خدّه مثل الَّذِي فِي كفّه ... فاعجب لماء فِيهِ جذوة قابس) وَله أَيْضا (ومورّد الوجنات نرجس لحظه ... ترك الْقُلُوب بأسرها فِي أسره) (حيّا بنسرينٍ ذكيٍ عرفه ... من ثغره وبياضه من نَحره) وَله أَيْضا (لمّا جنيت الْورْد من وجناته ... باللّحظ مختلساً جنى هجراني) (فتصعدت نَار الأسى فاستقطرت ... مَا أجتنيه فَسَالَ من أجفاني) 3 - (ابْن دانكا الْفَقِيه) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو عمر الطَّبَرِيّ الملقب بِابْن

القاضي الأيبوردي

دنكا كَانَ أحد الْفُقَهَاء أَصْحَاب الرَّأْي ذكره أَبُو بكر الْخَطِيب فِي الكنى وَلم يسمه توفّي سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة 3 - (القَاضِي الأيبوردي) ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُعِيد أَبُو الْعَبَّاس الأبيوردي القَاضِي الشَّافِعِي صَاحب الشَّيْخ أبي حَامِد سكن بغداذ وبرع فِي الْفِقْه وَولي الْقَضَاء ببغداذ على الْجَانِب الشَّرْقِي قيل إِنَّه كَانَ يَصُوم الدَّهْر توفّي سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَله شعر وَمن شعره 3 - (نقيب الْأَشْرَاف عز الدّين ابْن الْحلَبِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإِمَام الْحَافِظ الشريف السَّيِّد عز الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الإِمَام أبي عبد الله الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْحلَبِي نقيب الْأَشْرَاف بالديار المصرية ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسمع من فَخر الْقُضَاة ابْن الْحباب ثمّ سمع من الزكي الْمُنْذِرِيّ فَأكْثر وَمن الرشيد الْعَطَّار وَعبد الْغَنِيّ ابْن بَنِينَ والكمال الضَّرِير وطبقتهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن رواج وَابْن الجميزي والسبط وَصَالح المدلجي وَخلق كثير وَطلب الحَدِيث على الْوَجْه وَكَانَ ذَا فهم وحفظٍ وإتقان خرّج التخاريج المفيدة وَله وفيات ذيّل بهَا على شَيْخه الْمُنْذِرِيّ إِلَى سنة أَربع وَسبعين وَلَعَلَّه ذيّلها إِلَى أَن مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (شمس الدّين ابْن العجمي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الشَّيْخ الْجَلِيل الْمسند شمس الدّين أَبُو بكر ابْن العجمي الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع من جده وَأبي الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَحضر الموفّق ابْن يعِيش وروى الْكثير وروى عَنهُ المقاتلي وَابْن الواني وَابْن الْفَخر والمزي وَالشَّيْخ شمس الدّين وقاسى بن هولاكو عذَابا شَدِيدا وَأخذ مَاله وَحصل لَهُ غَفلَة وبله مَا وَفَاته بحلب 3 - (ابْن الرومية العشاّب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مفرج أَبُو الْعَبَّاس الأندلسي الإشبيلي الْأمَوِي الحزمي الظَّاهِرِيّ وَيعرف بِابْن الرومية العشّاب الزَّهري كَانَ ظاهريّاً يتعصب لِابْنِ حزم بعد أَن كَانَ مالكياً وفَاق أهل الْعَصْر فِي النَّبَات ومعرفته والحشائش وَقعد فِي دكان ليبيعها وَكَانَ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله وَله فِيهِ مصنّف سَمَّاهُ الْمعلم بِمَا زَاد على البُخَارِيّ وَمُسلم توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة

الطرائفي العنزي

3 - (الطرائفي الْعَنزي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَبدُوس بن سَلمَة أَبُو الْحسن الْعَنزي الطرائفي توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة) 3 - (أَبُو جَعْفَر الْأَبْهَرِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمَرْزُبَان بن أذرجشنش أَبُو جَعْفَر الْأَبْهَرِيّ أبهر أَصْبَهَان سمع جُزْء لوين من أبي جَعْفَر الحزوري وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْخفاف) أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الزَّاهِد أَبُو الْحُسَيْن الْخفاف النَّيْسَابُورِي كَانَ مجاب الدعْوَة وسماعاته صَحِيحَة قَالَه الْحَاكِم توفّي سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة 3 - (ابْن أبي دلف) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عجلٍ ابْن الْأَمِير أبي دلف أَبُو نصر حدّث بِدِمَشْق عَن الْفضل بن الْفضل الْكِنْدِيّ وَتُوفِّي سنة أَرْبَعمِائَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو عمر الْقُرْطُبِيّ الْأمَوِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عفيف أَبُو عمر الْأمَوِي الْقُرْطُبِيّ استوسع فِي الرِّوَايَة وَالْجمع والإتقان وَكَانَ يغسل الْمَوْتَى وصنّف فِي تغسيلهم كتابا وصنّف كتابا فِي أدب المعلمين وَفِي أَخْبَار الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء بقرطبة توفّي سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو جَعْفَر الْأنْصَارِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة الْأنْصَارِيّ من أهل جَزِيرَة شقر تجوَّل غرب بِبِلَاد الأندلس كَاتبا لِابْنِ هود ثمّ فَارقه وَلحق بسبتة فَقتل بهَا ثامن شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم لَهُ شعر كثير لم أَقف الْآن إِلَّا على قَوْله (أغصصت بالريق قوما مَا جنيت لَهُم ... إِلَّا نفائس مَا قدّرت من حسن) (إنّي قتلت غبياً مَا برزت لَهُ ... إلاّ تقلّب فِي أَثوَاب مندفن) (إِن سلّ غرب ذكائي حدّ قافيه ... فِي النّوم أدرج من ثوبيه فِي كفن) (قد كَابر الحقَّ بهتاً وَهُوَ مُعْتَقد ... فِي السرّ إِثْبَات مَا يَنْفَعهُ فِي العلّن) (وأبصرت عينه الْآفَات باهرةً ... لاتستسرُّ لساهٍ لَا وَلَا فطن) (فلازم الغيَّ واستهوته منقصة ... كَأَنَّهُ عاكف مِنْهَا على وثن) (مَا للغضاضة سُلْطَان على أدبٍ ... تحدى بِهِ العيس من مصرٍإلى عدن)

ابن محمد المقرىء

قَالَ وأنشدني سنة عشْرين وسِتمِائَة لنَفسِهِ) (عجبي لقومٍ أملّوا أَن يبلغُوا ... من كلّ مأثرةٍ وَفضل مبلغي) (من بعض حاصلي الَّذِي لَا أَبْتَغِي ... يئسوا فَمن لَهُم بِمَا أَنا أَبْتَغِي) وَأمر بقتْله الْأَمِير أَبُو الْعَبَّاس البناشتي لأمورٍ نقمها عَلَيْهِ مِنْهَا أنّه هجاه فَقَالَ (سمعنَا بالموفّق فارتحلنا ... وشافعنا لَهُ حسب وَعلم) (ورمت يدا أقبلها وَأُخْرَى ... أعيش بفضلها أبدا وأسمو) (فأنشدنا لِسَان الْحَال عَنهُ ... يَد شلاَّ وَأمر لَا يتمُّ) 3 - (ابْن مُحَمَّد المقرىء) أَحْمد بن مُحَمَّد المقرىء قَالَ أرجوزة فِي الْأمين يرثيه ذكره المرزباني والأرجوزة (الْحَمد للرحمن ... ذِي المنَّ وَالْإِحْسَان) (تبَارك الغفور ... لَيْسَ لَهُ نَظِير) (ياعين فابكي ملكا ... حرّاً كَرِيمًا هلكا) (ابكي على المرحوم ... على الْفَتى الْمَظْلُوم) (ابكي على الْمَفْقُود ... على الندى والجود) (ابكي على الشَّبَاب ... صَار إِلَى التُّرَاب) (محمّد خير الْبشر ... صلّى عَلَيْهِ المقتدر) (ابكي إِمَام النَّاس ... من ولد العبّاس) (ابكي على الإِمَام ... مُحَمَّد الْهمام) (كَانَ لَهُ وَزِير ... فخانه الْوَزير) (ولاّه أَمر النَّاس ... وَقد خلا بالكاس) (مَا يستفيق شربا ... لم يبْق حَربًا) (فالفضل لَيْسَ يالو ... ورأيه الْقِتَال) (فَقَالَ للماهان ... أَنْت لهَذَا الشّان) (امْضِ إِلَيْهِم فَفعل ... وَلم يزل حَتَّى قتل) (فانهزمت عساكره ... وانتهبت ذخائره)

الدورقي

3 - (الدَّورقي) ) أَحْمد بن مُحَمَّد الدّورقي أحد شعراء الْعَسْكَر يَقُول فِي الْحسن بن وهب يهجوه (تنكّر آل وهبٍ للصديق ... وَلم أك للتنكر بالمطيق) (وهبت مَوَدَّة الْحسن بن وهبٍ ... الْمَسَاجِد وَالطَّرِيق) (وعفت أَخَاهُ إِذْ قد كَانَ يزهى ... بدين أَبِيه دين الجاثليق) وَله فِيهِ وَقيل فِي أَخِيه سُلَيْمَان (لابدَّ يَا نفس من سُجُود ... فِي زمن السوء للقرود) (هبّت لَك الرّيح يَا ابْن وهبٍ ... فَخذ لَهَا أهبة الركود) 3 - (ابْن درّاج القسطلي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْعَاصِ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عِيسَى بن درّاج الأندلسي القسطلّي الْكَاتِب كَاتب الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر وشاعره كَانَ من جملَة الفحول فِي شعراء المغاربة وَالْعُلَمَاء الْمُتَقَدِّمين ذكره الثعالبي فِي الْيَتِيمَة وَقَالَ فِي حَقه كَانَ بصقع الأندلس كالمتنبي بصقع الشَّام وَهُوَ أحد الشُّعَرَاء الفحول وَكَانَ يجيد مَا ينظم وَيَقُول وَأورد لَهُ أَشْيَاء مليحة وَذكره ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة وسَاق طرفا من رسائله ونظمه وَأمره الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر أَن يُعَارض أَبَا نواس فِي قصيدته الَّتِي أَولهَا أجارة بيتينا أَبوك غيور فأنشده قصيدة بليغه من جُمْلَتهَا (ألم تعلمي أنَّ الثَّواء هُوَ التَّوى ... وَأَن بيُوت العاجزين قُبُور) (تخّوفني طول السَّفار وَإنَّهُ ... لتقبيل كفّ العامريّ سفير) (دعيني أرد مَاء المفاوز آجناً ... إِلَى حَيْثُ مَاء المكرمات نمير) (فإنَّ خطيرات الْهَالِك ضمَّن ... لراكبها أَن الْجَزَاء خطير) وَمِنْهَا يصف وداعه زَوجته وَولده الصَّغِير (ولّما تداعت للوداع وَقد هفا ... بصبري مِنْهَا أَنه وزفير) (تناشدني عهد المودّة والهوى ... وَفِي المهد مبغوم النداء صَغِير)

(عييُّ بمرجوع الْخطاب ولحظه ... بموقع أهواء النُّفُوس خَبِير) (تبوّأ مَمْنُوع الْقُلُوب ومهّدت ... لَهُ أذرعٌ محفوفة ونحور) ) (فكلّ مفدّاة الترائب مرضع ... وكلُّ محيّاة المحاسن ظير) (عصيت شَفِيع النّفس فِيهِ وقادني ... رواح لتدآب السُّرى وبكور) (لَئِن ودّعت مني غيوراً فإنّني ... على عزمتي من شجوها لغيور) (وَلَو شاهدتني والهواجر تلتظي ... علَّي ورقراق السَّراب يمور) (أسلَّط حرّ الهاجرات إِذا سَطَا ... على حرّ وَجْهي والأصيل هجير) (وأستنشق النكباء وَهِي لوافح ... وأستوطن الرمضاء وَهِي تَفُور) (وللموت فِي عين الجبان تلوّن ... وللذعر فِي سمع الجريء صفير) (لبان لَهَا أنّي من الضيم جازعٌ ... وأنّي على مضَّ الخطوب صبور) (وَلَو بصرت بِي والسُّرى جلُّ عزمتي ... وجرسي لجنّان الفلاة سميرُ) (وأعتسف الموماة فِي غسق الدُّجى ... وللأسد فِي غيل الغياض زئير) وَقد حوَّمت زهر النُّجُوم كَأَنَّهَا كواعب فِي خضر الحدائق حور (ودارت نُجُوم القطب حَتَّى كَأَنَّهَا ... كئوس مهاً والى بهنَّ مدير) (وَقد خيّلت طرق المجرَّة أنّها ... على مفرق اللَّيْل البهيم قتير) (وثاقب عزمي والظلام مروع ... وَقد غضّ أجفان النُّجُوم فتور) (لقد أيقنت أنَّ المنى طوع همتّي ... وأنّي بعطف العامريّ جدير) وَمن شعر ابْن درّاج (سأمنع قلبِي أَن يحنَّ إِلَيْك ... وأنهى دموعي أَن تفيض عَلَيْك) (أغدراً وَلم أغدر وخوناً وَلم أخن ... لقد ضَاعَ لي صدق الْوَفَاء لديك) (أصدُّ بوجهي عَن سنا الشَّمْس طالعاً ... لِأَن صَار مَنْسُوب الصِّفَات إِلَيْك) (وأستفظع الشُّد اللّذيذ مذاقه ... لمطعمه الْمَوْجُود فِي شفتيك) (وأصرف عَن ذكراك سَمْعِي ومنطقتي ... وَلَو نازعتنيه حمامة أيك) (وَلَو عَن لي ظَبْي الفلاة اجتنبته ... لتمثال عَيْنَيْك وسالفتيك) وَمن شعره يمدح الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر

(كفّي شئونك سَاعَة فتأمّلي ... فلعلّها بشرى الصَّباح الْمقبل) (وتنجّزي وعد الْمَشَارِق وانظري ... واستخبري زهر الْكَوَاكِب واسألي) ) (فلعلّ غايات الدجى أَن تَنْتَهِي ... وَعَسَى غيابات الأسى أَن تنجلي) (لَا تخدعي بدموع عَيْنك فِي الورى ... قلباً يعزُّ عَلَيْهِ أَن تتذلّلي) (تحمّلي شجن النّوى لَا تمكني ... أَيدي الصبابة من عنان تجمُّلي) (لَا تخذلي بِالْعَجزِ عزمي بَعْدَمَا ... شافهت أعجاز النّجوم الأفَّل) (فليسعدنَّ الحزم إِن لم تسعدي ... وليفعلنَّ الحقُّ إِن لم تفعلي) (ولأعسفنَّ اللَّيْل غير مشيعٍ ... ولأركبنَّ الهول غير مذللَّ) مِنْهَا (وكأنما الشَعّرى سراج موقد ... وقف على طرق النُّجُوم الضُّلَلّ) (وَكَأن مُلْتَزم الفراقد قطبها ... ركب على عرفان داثر منزل) (وتحوَّلت أمُّ النّجوم كَأَنَّهَا ... زهر تراكم فَوق مجْرى جدول) وَمن شعره أَيْضا (إِلَى أَي ذكرى بعد ذكراك أرتاح ... وَمن أيّ بحرٍ بعد بحرك أمتاح) (إِلَيْك انْتهى الرّيّ الَّذِي بك يَنْتَهِي ... ويسرح لي الرَّأْي الَّذِي بك يلتاح) (وَفِي مائك الإغداق والصفو والروا ... وَفِي ظلّك الريحان والرَّوح والراح) (وكلُّ بأثمار الْحَيَاة مهدَّل ... وبالعطف ميّاس وبالعرف ميّاح) (فأغدق للظّمآن محياً ومشرب ... وأفسح بالضاحي غصون وأدواح) (تغنّي طيور الْيمن فِيهَا كَأَنَّمَا ... بعلياك تشدو أَو لذكراك ترتاح) (فألحانها فِي سمع من أَنْت حزبه ... أغانٍ وَفِي أسماع شانيك أنواح) وَمِنْه (أوجفت خيلي فِي الْهوى وركابي ... وقذفت نبلي بالصبا وحرابي) (وسللت فِي سبل الغواية صَارِمًا ... عضباً ترقرق فِيهِ مَاء شَبَابِي) (وَرفعت للشّوق المبَّرح رايةً ... خفّاقةً بهوائج الأطراب) (ولبست للّوّام لأمة خالعٍ ... مسرودةً بصبابةٍ وتصاب) (وبرزت للشّكوى بشكّة معلمٍ ... نكص الملام بهَا على الأعقاب) (فاسأل كمين الشّوق كَيفَ أثرته ... بغروب دمع صبَابَة التسكاب) ) (واسأل جنود العذل كَيفَ لقيتها ... فِي جحفل البرحاء والأوصاب)

ابن بشار الكاتب

ولد ابْن دراج سنة سبع وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن بشّار الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن بشار الْكَاتِب ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَقَالَ هُوَ أستاذ أبي عبد الله الْكُوفِي الْوَزير وَكَانَ أحد الأفاضل من الكتّاب بلاغة وفصاحة وصناعة وَله كتاب الْخراج كَبِير نَحْو ألف ورقة وَكتاب الشَّرَاب والمنادمة 3 - (المهلّبي الرحاني النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد المهلبي أَبُو الْعَبَّاس كَذَا ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كِتَابه وَقَالَ هُوَ مُقيم بِمصْر وَيعرف بالرحاني لَهُ كتاب شرح علل النَّحْو والمختصر فِي النَّحْو وَكَانَ بِمصْر نحوي يعرف بالمهلبي اسْمه عَليّ بن أَحْمد وَكَانَ فِي هَذَا الْعَصْر فَإِن كَانَ هَذَا فقد وهم النديم فِي اسْمه وإلاّ فَهُوَ غَيره كَذَا قَالَه ياقوت فِي مُعْجم الأدباء 3 - (الجيهاني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر الجيهاني أَبُو عبد الله وَزِير نصر بن أَحْمد السّاماني صَاحب خُرَاسَان كَانَ أديباً فَاضلا ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَقَالَ لَهُ من الْكتب كتاب المسالك والممالك كتاب الزِّيَادَات فِي كتاب الناشىء من المقالات وَكتاب العهود والحلفاء والأمراء وَلأَحْمَد بن أبي بكر الْكَاتِب يهجوه (أيا ربَّ فِرْعَوْن لمّا طَغى ... وتاه وأبطره مَا ملك) (لطفت وَأَنت الطيف الْخَبِير ... فأقحمته اليمَّ حَتَّى هلك) (فَمَا بَال هَذَا الَّذِي لاأراه ... يسْلك إِلَّا الَّذِي قد سلك) (مصوناً على نائبات الدهور ... يَدُور بِمَا يشتهيه الْفلك) (أَلَسْت على أَخذه قَادِرًا ... فَخذه وَقد خلص الْملك لَك) (فقد قرب الْأَمر من أَن يُقَال ... ذَا الْأَمر بَينهمَا مُشْتَرك) (وإلاّ فَلم صَار يملى لَهُ ... وَقد لجّ فِي غيّه وانهمك) (وَلنْ يصفو الْملك مادام فِيهِ ... شريك وَإِن شكّ)

موفق الدين التلسماني

وَقَالَ فِيهِ آخر) (لَا لِسَان لَا رواء ... لَا بيانٌ لَا عبارَة) (لَا وَلَا ردُّ سلامٍ ... مِنْك إلاّ بالإشاره) (أَنا أهواك وَلَكِن ... أَيْن آثَار الوزاره) قَالَ ثمَّ مَاتَ السديد مَنْصُور بن نوح وَقَامَ مقَامه الرضي أَبُو الْقَاسِم نوح ابْن مَنْصُور وَهُوَ على وزارته ثمّ صرفت عَنهُ الوزارة فِي شهر ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة ووليها أَبُو الْحُسَيْن عبد الله بن أَحْمد الْعُتْبِي قلت وَقد تقدم فِي المحمدين مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر أَبُو عبد الله الجيهاني وَأَظنهُ هَذَا وَالله أعلم بِالصَّوَابِ وَلَكِن هَذَا أثْبته ياقوت فِي المحمدين وَفِي الأحمدين 3 - (موفق الدّين التلسماني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الخزرجي التلّمساني ثمّ الْمصْرِيّ الشَّيْخ موفق الدّين أدْرك ابْن رِفَاعَة وَكَانَ يُمكنهُ السماع مِنْهُ لَكِن كَانَت السنّة ميتَة بدولة بن عبيد وَسمع من البوصيري وَجمع مجاميع فِي التصوف وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (فَخر الْقُضَاة ابْن الْحباب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن أَحْمد فَخر الْقُضَاة أَبُو الْفضل ابْن الْحباب التَّمِيمِي السَّعْدِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْعدْل نَاظر الْأَوْقَاف حدّث ب صَحِيح مُسلم مرّات عدَّة وروى عَنهُ الحافظان الْمُنْذِرِيّ والدمياطي وجمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ وَفتح الدّين ابْن القيسراني وَكَانَ صَحِيح السماع توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (أَبُو بكر الوشّاء) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْجَعْد الوشّاء أَبُو بكر البغداذي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة إِحْدَى وثلاثمائة 3 - (تَقِيّ الدّين ابْن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْعِزّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ اشْتغل على جده لأمه موفق الدّين حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَحفظ الْكَافِي لجدّه جَمِيعه ودرَّس وَأفْتى وَلم يكن فِي المقادسة فِي وقته أعلم مِنْهُ بِالْمذهبِ وروى عَنهُ جمَاعَة توفّي سنة) ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة

أبو عبد الملك الأموي

3 - (أَبُو عبد الْملك الْأمَوِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحبى أَبُو عبد الْملك الْقُرْطُبِيّ الْأمَوِي صَاحب تَارِيخ الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء طلب الْعلم كثيرا وَتُوفِّي سنة وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 3 - (أَبُو نصر الْموصِلِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هِشَام الطوسي أَبُو نصر الْفَقِيه الشَّافِعِي الْموصِلِي قدم بغداذ ودرس بهَا الْفِقْه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ولازمه إِلَى حِين وَفَاته وَسمع القَاضِي أَبَا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَأَبا جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَأحمد بن مُحَمَّد بن النقور وَغَيرهم وَمن شعره (إنّي وَإِن بَعدت دَاري لمقتربٌ ... مِنْكُم بمحض موالاةٍ وإخلاص) (وربَّ دانٍ وَإِن دَامَت مودّته ... أدنى إِلَى الْقلب مِنْهُ النازح القاصي) وَمِنْه أَيْضا (إنّي وَإِن بعد اللِّقَاء فودُّنا ... باقٍ وَنحن على النَّوَى أحباب) (كم نازحٍ بالودّ وَهُوَ مقارب ... ومقاربٌ بوداده يرتاب) وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (كَمَال الدّين ابْن النصيبي الْمسند) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله ابْن النصيبي الشَّيْخ كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي ولد فِي شهر رَجَب سنة تسع وسِتمِائَة وَسمع من الافتخار وَهُوَ آخر من روى عَنهُ وَأبي مُحَمَّد ابْن علوان وثابت بن مشَّرف وَمُحَمّد ابْن عمر العثماني وَإِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الكاشغري وَجَمَاعَة وَكَانَ أسْند من بَقِي بحلب روى عَنهُ الدمياطي والدواداري وَابْن الْعَطَّار والمزي والموفّق الْعَطَّار وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَكَانَ أجَاز لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْمُؤَيد الطوسي وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (ابْن عَطاء الله الاسكندري) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَطاء الله الشَّيْخ الْعَارِف تَاج الدّين أَبُو الْفضل الإسكندري) كَانَ رجلا صَالحا يتَكَلَّم على كرْسِي فِي الْجَامِع بِكَلَام حسن وَله ذوق وَمَعْرِفَة بِكَلَام الصُّوفِيَّة وآثار السّلف وَله عبارَة عذبة لَهَا وَقع فِي الْقُلُوب وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْفَضَائِل وَكَانَ تلميذاً لأبي عَبَّاس المرسي صَاحب الشاذلي وَكَانَ من

ابن التنبي

كبار القائمين على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَكَانَت لَهُ جلالة توفّي بالمنصورية فِي الْقَاهِرَة سنة تسع وَسَبْعمائة وَمن شعره (مرادي مِنْك نِسْيَان المُرَاد ... إِذا رمت السَّبِيل إِلَى الرّشاد) (وَأَن تدع الْوُجُود فَلَا ترَاهُ ... وتصبح ماسكاً حَبل اعْتِمَاد) (إِلَى كم غفلةٍ عنّي وإنّي ... على حفظ الرِّعَايَة والوداد) (ودّي فِيك لَو تَدْرِي قديم ... وَيَوْم السبت يشْهد بانفرادي) (وَهل ربّ سواي فترتجيه ... غَدا ينجيك من كربٍ شَدَّاد) (فوصف الْعَجز عمَّ الْكَوْن طرّاً ... فمفتقر بمفتقرٍ يُنَادي) (وَبِي قد قَامَت الأكوان طرّاً ... وأظهرت الْمظَاهر من مرادي) (أَفِي دَاري وَفِي ملكي وفلكي ... توجَه للسَوى وَجه الرَّجَاء عَن الْعباد) (ووصفك فالزمنه وَكن ذليلاً ... ترى منّي المنى طوع القياد) (وَكن عبدا لنا وَالْعَبْد يرضى ... بِمَا تقضي الموَالِي من مُرَاد) قلت شعر نَازل 3 - (ابْن التنّبي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن صاعد بن سَلامَة بن أَيُّوب نجم الدّين ابْن الْوَزير عز الدّين ابْن التنّبي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالنُّون المشدّدة وَبعدهَا بَاء مُوَحدَة أَخْبرنِي الإِمَام العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ كَانَ جندياً يعاني الْأَدَب ولمسعود السنهوري فِيهِ عدَّة مدائح ثمّ ترك ذَلِك وَظهر عَلَيْهِ الخمول وأنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (رَأَيْت الَّذِي أهواه يبكي فسرنَّي ... وَقلت لما قد نالني يتوجّع) (وَمَا ذَاك مِنْهُ رَحْمَة غير أَنه ... سقى طرفه وَالسيف يسقى فَيقطع) 3 - (ابْن الصُّهَيْبِيُّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الشَّيْخ شرف الدّين الْجَزرِي التَّاجِر السفّار الْمَعْرُوف بِابْن) الصّهيبي دخل الْهِنْد والبلاد النائية ذكره شمس الدّين الْجَزرِي فِي تَارِيخه فَقَالَ أَنا شرف الدّين ابْن الصُّهَيْبِيُّ قَالَ حَدثنِي النجيب الشهراباني سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة بِجَزِيرَة كيش ثَنَا الزَّاهِد عَليّ الكفتي سنة أَرْبَعِينَ ثَنَا المعمر عبد الْأَحَد السَّمرقندي قَالَ اجْتمعت برتن بن معمّر بسرنديب فَقَالَ كنت صَغِيرا مَعَ أبي عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حفر

جمال الدين المغاري

الخَنْدَق فَمسح على رَأْسِي ودعا بطول الْعُمر وَذكر حَدِيثا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين إِنَّمَا ذكرت هَذَا للفرجة وإلاّ فَهَذَا النمط أقل من أَن يعده الْحفاظ فِي الموضوعات بل إِذا سمعُوا من يذاكر بِهِ تعجبوا وَقَالُوا) ويخلق مَالا تعلمُونَ (وَهَذِه عَجِيبَة من عجائب بَحر الْهِنْد قلت يَأْتِي ذكر رتن هَذَا فِي حرف الرَّاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى توفّي شرف الدّين الْمَذْكُور فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (جمال الدّين المغاري) أَحْمد بن أبي مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن هبة الله الصَّالح الْمسند جمال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الصَّالِحِي الْعَطَّار المغاري سمع أَبَا نصر مُوسَى ابْن الشَّيْخ عبد الْقَادِر والموفق بن قدامَة والنفيس بن البنّ وَالْمجد القزوييني وَأحمد بن طَاوُوس وَجَمَاعَة روى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار والمزي وَجَمَاعَة وَكَانَ إِمَام مغارة الدَّم لَهُ هَيْبَة وأخلاق رضية وديانة ولد سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الورّاد) أَحْمد بن مُحَمَّد بن التّجيبي الغرناطي أَبُو جَعْفَر يعرف بالورّاد قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان هُوَ طَبِيب فَاضل مقرىء نقلت من شعره بخطّ الْأُسْتَاذ أبي جَعْفَر ابْن الزبير شَيخنَا قَوْله فِي فَتى انثلم ثغره وَقد كلَّف ذَلِك وسمعته من لفظ أثير الدّين (لم تنكسر سنّ طلًى لحظه ... مَتى رمت أسهمه صابت) (هَل هِيَ إلاّ برد عِنْدَمَا ... سرى إِلَيْهَا نَفسِي ذَابَتْ) (ريقته الْخمر وَهِي حبا ... بَات إِذا مَا لمست غَابَتْ) 3 - (ابْن الجرادي الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الحمن بن مَنْصُور الْمروزِي أَبُو بكر الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن الجرادي وَهُوَ أَخُو أبي مُحَمَّد عبيد الله وَأَبُو بكر الْأَكْبَر سمع أَبَا الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأَبا حَامِد بن) هَارُون الْحَضْرَمِيّ وجعفر بن مُحَمَّد الدَّير عاقولي وَأَبا بكر مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي وَغَيرهم توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو بكر ابْن الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان الْأَنْبَارِي أَبُو بكر النَّحْوِيّ سمع أَبَاهُ وَالقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي وَإِبْرَاهِيم بن السريّ وَمُحَمّد بن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ وَابْن دُرَيْد وَالْحُسَيْن بن الْقَاسِم الكوكبي روى عَنهُ وَلَده أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد 3 - (ابْن برنفا الوَاسِطِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو نعيم البزّاز الشَّاعِر الوَاسِطِيّ

القاضي الموفق الأسترشني

الْمَعْرُوف بِابْن برنفابفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَضم الرَّاء وَسُكُون النُّون وَبعد الْفَاء ألف كَذَا وجدته مضبوطاً سمع مِنْهُ الْحسن ابْن الْبناء وَابْنه يحيى أناشيد ببغداذ فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة من شعره (لقد كمّل الرَّحْمَن شخصك فِي الورى ... فَلَا شان شَيْئا من كمالك بالنّقص) (وَمن جمع الْآفَاق فِي الْعين قَادر ... على جمع أشتات الْفَضَائِل فِي شخص) قلت أَخذه من أبي نواس حَيْثُ قَالَ (وَلَيْسَ لله بمستنكرٍ ... أَن يجمع الْعَالم فِي وَاحِد) وَزَاد عَلَيْهِ بالمبالغة والتمثيل لِأَن الْإِنْسَان إِذا فتح عينه رأى نصف الْعَالم الظَّاهِر وَفَاته مُبَالغَة وَهُوَ أَن الْعين كلهَا مَا ترى ذَلِك وَإِنَّمَا يرَاهُ النَّاظر وَهُوَ قدر نصف العدسة وَهُوَ البؤبؤ الَّذِي يرى النَّاظر شخصه فِيهِ دَاخل سَواد الْعين فَتَبَارَكَ الخلاّق الْعَلِيم الْحَكِيم المدّبر وَمن شعره (أَلا قَاتل الله الْفِرَاق فكم لَهُ ... قَتِيل اشتياقٍ لَا يباء لَهُ دم) (فَمَا أحد إِلَّا وَمِنْه إِذا نأت ... بِهِ الدَّار عَن أحبابه يتظلم) (سأمنع طرفِي نظرةً من سواكم ... فَمَا تنظر العينان أحسن مِنْكُم) 3 - (القَاضِي الْمُوفق الأسترشني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الأسترشني البازكندي أَبُو نصر القَاضِي الْمَعْرُوف بالموفقوبازكند بَلْدَة بَين كاشغر وختن من بِلَاد التركقدم فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة رَسُولا) من صَاحب غزنة إِلَى المستظهر بِاللَّه وحدّث بهَا عَن أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الله الدّلفي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الصدَّيقي الحسني وَسمع مِنْهُ جَعْفَر بن أَحْمد السرَّاج وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْبَلْخِي وَأَبُو نصر الْأَصْبَهَانِيّ وَمُحَمّد بن طرخان بن سلكين بن بجكم بن هزارسب 3 - (ابْن قضاعة البغداذي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قضاعة أَبُو الْعَبَّاس البغداذي من بَيت مَشْهُور بالرئاسة وَالْكِتَابَة سمع أَبَوي الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الربعِي وَعلي بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن بَيَان الْكَاتِب وَأَبا عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ خَمْسمِائَة 3 - (ابْن الكجلو الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو طَالب الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف

أبو الغنائم الكاتب

بِابْن الكجلوبضم الْكَاف وَسُكُون الْجِيم وَضم اللَّام وَبعدهَا واومن أهل الْمَدَائِن تولى الخطابة بعْدهَا مُدَّة وَقدم بغداذ وسكنها وَكَانَ أديباً فَاضلا وَله شعر حسن من ذَلِك (لهيب فؤاد حرّه لَيْسَ يبرد ... وذائب دمعٍ بالأسى لَيْسَ يجمد) (تكنّفه ليلان جنح دجنّةٍ ... وليل من الهمّ المبَرح أسود) (وصبّ تحاماه لذيذ رقاده ... وَمن هَذِه حالاته كَيفَ يرقد) (وماكلّ مرتاح إِلَى الْمجد ماجد ... وَلَا كلّ من يهوى السِّيَادَة سيَّد) (وَمن زرع الْمَعْرُوف بذراً فَإِنَّهُ ... على قدر مَا قد قدّم الْبذر يحصد) 3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هبة الله بن عبد السَّلَام أَبُو الغنايم ابْن أبي الْفَتْح الْكَاتِب البغداذي سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن الْمُهْتَدي وَهبة الله ابْن مُحَمَّد بن الْحصين وَغَيرهم وَحدث باليسير وَكَانَ أديباً فَاضلا يكْتب خطّاً حسنا وينشىء وَله رِسَالَة فِي الطَّرْد كتبهَا الى المستنجد بِاللَّه قتل سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَلم يعلم قَاتله 3 - (شمس الدّين ابْن الْوَزير ابْن القصاب) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن القصاب أَبُو الْقَاسِم ابْن الْوَزير مؤيد الدّين أبي الْفضل كَانَ يلقب بشمس الدّين نَاب فِي الوزارة عَن وَالِده مدّة سَفَره فَلَمَّا وصل خبر مَوته عزل عَن) النِّيَابَة وَكَانَ شَابًّا حسنا وكاتباً مجوّداً مَحْمُود السِّيرَة توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (الباشاني الْهَرَوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رزين أَبُو عَليّ الباشاني الْهَرَوِيّ كَانَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (ابْن نمير الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن نمير أَبُو سعيد الْخَوَارِزْمِيّ الضَّرِير الْفَقِيه الْعَلامَة الشَّافِعِي تلميذ الشَّيْخ أبي حَامِد قَالَ الْخَطِيب درَّس وَأفْتى وَلم يكن بعد أبي الطيّب الطَّبَرِيّ أفقه مِنْهُ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن مزدئن الزَّاهِد) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مزدئنبفتح الْمِيم وَسُكُون الزَّاي وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وياء مَهْمُوزَة بعْدهَا نونأبو عَليّ القومساني النهاوندي الزَّاهِد سكن أنبط قَرْيَة من همذان روى وحدّث قَالَ شيرويه سَمِعت أَبَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الصُّوفِي

الوزير ابن الناقد

يَقُول سَمِعت الْأَبْهَرِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عَليّ القومساني يَقُول رَأَيْت ربَّ الْعِزَّة فِي الْمَنَام سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فناولني كوزين شبه الْقَوَارِير فَشَرِبت مِنْهُمَا فانتبهت وَأَنا أتلو هَذِه الْآيَة وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا وَرَأَيْت مرّة رب الْعِزَّة فِي الْمَنَام فِي أَيَّام الْقَحْط فَقَالَ لي يَا أَبَا عَليّ لَا تشغل خاطرك فَإنَّك عيالي وَعِيَالك عيالي وأضيافك عيالي توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 3 - (الْوَزير ابْن النَّاقِد) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن النَّاقِد أَبُو الْأَزْهَر ابْن أبي السعادات رَبِّي فِي الحشمة وَالنعْمَة وَحفظ الْقُرْآن وجوَّده وأتقنه ولازم ابْن شبيب الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ حَتَّى برع وَكَانَ يدعى نصير الدّين وعانى الْكِتَابَة والبلاغة وَكَانَ يكثر من التِّلَاوَة فِي الْمشَاهد والمزارات ليَالِي الْجمع وَرُبمَا قَرَأَ الْقُرْآن كُله وَهُوَ قَائِم من أول اللَّيْل إِلَى السَّحر إِلَى أَن استخدم فِي عنفوان شبابه فِي عدَّة خدم فِي أَيَّام الإِمَام النَّاصِر ثمَّ ترك الخدم وَاخْتَارَ الخمول وَالْعُزْلَة إِلَى أَن توفّي النَّاصِر وَولي الظَّاهِر فاستدعاه وَجعله وَكيلا لوَلَده الْمُسْتَنْصر فقرَّبه واختص بِهِ فَلَمَّا أفضت إِلَيْهِ الْخلَافَة أقره على وكَالَته وَرفع مَحَله فلمّا توفّي ابْن الضحّاك أستاذ الدَّار رتبّه مَكَانَهُ فلّما قبض على القمي نَائِب الوزارة خلع الوزارة وَركب إِلَى الدِّيوَان بَعْدَمَا دخل إِلَى الْخَلِيفَة وشافهه) بِالْولَايَةِ وَكَانَت الْأُمُور كلهَا بِيَدِهِ يصدرها ويوردها بذهن ثاقب وَلم تزل طَرِيقَته محمودة وأموره مَرِيضَة وَفِيه محبَّة لأهل الدّين وتواضع لَهُ وَكَانَ جيد الْخط رَشِيق الْعبارَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَمن شعره فِي الظَّاهِر (مرْحَبًا مرْحَبًا وَأهلا وسهلاً ... بِإِمَام قد طبّق الأَرْض سهلا) (يَا إِمَامًا أَتَى يبدّد وفراً ... لصلاح الورى وينظم شملا) (جَاءَ مستمسكاً من الْبر والتق ... وى بحبلٍ أَعَارَهُ الله فَتلا) (يَا إِمَام الورى الَّذِي مدَّ بالإح ... سان وَالْعدْل فِي البسيطة ظلاّ) (أَنْت من معشرٍ أهل بَيت ال ... لّه حَقًا وزمزمٍ والمصلّى) (أنزل الله فيهم فِي الحوامي ... م وَفِي هَل أَتَى مدائح تتلى) (وَاصْطفى مِنْهُم لتبليغ مَا أل ... قي من الْوَحْي أَنْبيَاء ورسلا) (وهم السِّرّ فِي قُلُوب أولي الإي ... مان حَقًا يَوْم السرائر تبلى) (وَقد زَاد فَخْرهمْ حِين أصبح ... ت لَهُم يَا خَليفَة الله نجلا) (حسبهم أَنهم نموك وَيَكْفِي ... هم على الْعَالمين ذَلِك فضلا) (بِالْإِمَامِ المهديّ والقائم الطّا ... هر أضحى الْأَعَز يخْشَى الأذلاّ) وَهِي طَوِيلَة وَكلهَا من هَذَا النَّفس الْجيد وَكَانَ بَينه وَبَين الظَّاهِر رضَاع ثمَّ إِنَّه عرض لَهُ فِي

سيف الدين السامري

سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ألم المفاصل فاستناب من يكْتب عَنهُ وَحضر يَوْم بيعَة المستعصم فِي محفة وَأقر على الوزارة إِلَى أَن مَاتَ وشيعه عَامَّة الدولة وَولي بعده الْوَزير المشؤوم الطلعة ابْن العلقمي 3 - (سيف الدّين السامرّي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر الصَّدْر الأديب الرئيس سيف الدّين السامريبفتح الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء نِسْبَة إِلَى سرّ من رأى نزيل دمشق شيخ متميز مُتَمَوّل ظريف حُلْو المجالسة مطبوع النادرة جيد الشّعْر طَوِيل الباع فِي الهجو كَانَ من سروات النَّاس ببغداذ قدم الشَّام بأمواله وحظي عِنْد الْملك النَّاصِر صَاحب الشَّام وامتدحه وَعمل تِلْكَ الأرجوزة الْمَشْهُور بالسامريّة الَّتِي أَولهَا (يَا سائق العيس إِلَى الشآم ... مدَّرعاً مطارف الظلام) ) حطَّ فِيهَا على الْكتاب وأغرى النَّاصِر بمصادرتهم وَكَانَ مزّاحاً كثير الْهزْل لَا يكَاد يحمل مَعَ أَن الصاحب بهاء الدّين ابْن حنّي صادره وَأخذ مِنْهُ نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار عِنْدَمَا قدم أَخُوهُ نور الدّين الدولة السامري من الْيمن ونكب فِي دولة الْمَنْصُور وَطَلَبه الشجاعي إِلَى مصر وَأخذت مِنْهُ حزرما وَغَيرهمَا وَتَمام مِائَتي ألف دِرْهَم وَكَانَ يسكن دَار المليحة الَّتِي وَقفهَا رِبَاطًا ومسجداً ووقف عَلَيْهَا بَاقِي أملاكه وروى عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه وَذكر أنّه يعرف بالمقرىء وَمَات سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَدفن فِي إيوَان دَاره وَمن شعره (من سرَّ من رَاء وَمن أَهلهَا ... عِنْد الطيف الراحم الْبَارِي) (وَأي شَيْء أَنا حَتَّى إِذا ... أذنبت لَا تغْفر أوزاري) (ياربَّ مَالِي غير سبّ الورى ... أَرْجُو بِهِ الْفَوْز من النَّار) كَانَ قد سَافر مرّة مَعَ وجيه الدّين ابْن سُوَيْد إِلَى الْموصل فَحَضَرَ المكّاسة فعفُّوا عَن جمال الْوَجِيه ومكّسوا جمال السّامري وأجحفوا بِهِ فَقَالَ (صَحِبت وجيه الدّين فِي الدَّهْر مرّةً ... ليحمل أثقالي ويخفر أجمالي) (فوزَّنني عَن كلّ حقٍ وباطلٍ ... وَعَن فرسي والبغل والجمل الْخَالِي) فَبلغ ذَلِك صَاحب الْموصل فَأطلق القفل بأجمعه وَقَالَ يشْكر الْأَمِير سيف الدّين طوغان وأستدمر واليي الْبَرِيد بِدِمَشْق ويشكو نائبيهما همّام وَالْعلم سنجر (اسْم الْولَايَة للأمير وَمَا لَهُ ... فِيهَا سوى الأوزار والآثام) (وَجِنَايَة الْقَتْلَى وكل جِنَايَة ... تجبى بأجمعها إِلَى همّام) (سُفْيَان قد وليا فَكل مِنْهُمَا ... فِي حفظ مَا وليه كالضرغام)

ابن الخياط الدمشقي

(وَإِذا عرا خطب فَكل مِنْهُمَا ... أَسد يصول ببأسه ويحامي) (وبباب كلٍ مِنْهُمَا علم غَدا ... فِي ظلمه علاّمة الْأَعْلَام) (فَمَتَى أرى الدُّنْيَا بِغَيْر سناجرٍ ... وَالْكَسْر والتنكيس للأعلام) 3 - (ابْن الْخياط الدِّمَشْقِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن صَدَقَة التغلبي الْمَعْرُوف بِابْن الْخياط الدِّمَشْقِي الْكَاتِب من) الشُّعَرَاء المجيدين وديوانه مَشْهُور طَاف الْبِلَاد ومدح النَّاس وَدخل بِلَاد الْعَجم وَلما اجْتمع بِأبي الفتيان ابْن حيّوس الشَّاعِر الْمَشْهُور بحلب وَعرض عَلَيْهِ شعره قَالَ قد نعاني هَذَا الشَّاب إِلَى نَفسِي فقلّما نَشأ ذُو صناعَة وَمهر فِيهَا إلاّ وَكَانَ دَلِيلا على موت الشَّيْخ من أَبنَاء جنسه وَدخل مرّة إِلَى حلب وَهُوَ رَقِيق الْحَال لَا يقدر على شَيْء فَكتب إِلَى ابْن حيّوس يستميحه (لم يبْق عِنْدِي مَا يُبَاع بحبةٍ ... وَكَفاك شَاهد منظري عَن مخبري) (إلاّ بقيّة مَاء وجهٍ صنتها ... عَن أَن تبَاع وَأَيْنَ أَيْن المُشْتَرِي) فَقَالَ ابْن حيّوس لَو قَالَ وَأَنت نعم المُشْتَرِي لَكَانَ أحسن وَمن قصائده الْمَشْهُور قَوْله (خذا من صبا نجدٍ أَمَانًا لصبّه ... فقد كَاد ريّاها يطير بلبّه) (وإيّاكما ذَاك النسيم فإنّه ... مَتى هبّ كَانَ الوجد أيسر خطبه) (خليليّ لَو أحببتما لعلمتما ... محلّ الْهوى من مغرم الْقلب صبّه) (تذكّر والذكرى تشوق وذوالهوى ... يتوق وَمن يعلق بِهِ احبّ يصبهُ) (غرام على يأس الْهوى ورجائه ... وشوق على بعد المزار وقربه) (إِذا خطرت من جَانب الرمل نفحة ... تضمّن مِنْهَا داءه دون صَحبه) (ومحتجبٍ بَين الأسنّة معرضٍ ... وَفِي الْقلب من إعراضه مثل حجبه) (أغار إِذا آنست فِي الحيّ أَنه ... حذاراً عَلَيْهِ أَن تكون لحبّه) وَمِنْه قَوْله (وبالجزع حَيّ كلما عنّ ذكرهم ... أمات الْهوى مني فؤاداً وأحياه) (تمنّيتهم بالرقمين ودارهم ... بوادي الغضا يَا بعد مَا أتمناه)

وَمِنْه قَوْله (لَاحَ الْهلَال كَمَا تعوّج مرهفا ... والكوكبان فأعجبا بل أطرفا) (مُتَتَابعين تتَابع الْكَعْبَيْنِ فِي ... رمحٍ أقيم الصَّدْر مِنْهُ وثقفّا) (فَكَأَنَّهُ وَقد استقاما فَوْقه ... كفّ تخَالف أكرتين تلقفا) وَمِنْه قَوْله فِي النَّرْد (أَقُول وَالْيَوْم بهيم خطبه ... مسودّ أوضاح الضُّحَى دغوشها) ) (يظلم فِي عينيَّ لَا من ظلمةٍ ... بل من همومٍ جمّةٍ غطوشها) (والنرد كالناورد فِي مجالها ... أَو كالمجوس ضمّها ماشوشها) (كَأَنَّهَا دساكر للشُّرْب أَو ... عَسَاكِر جائشةٌ جيوشها) (وللفصوص جَوْلَة وصولة ... تحيّر الْأَلْبَاب أَو تطيشها) (قاتلها الله فَلَا بنوجها ... ترفع بِي رَأْسا وَلَا ششوشها) (أرسلها بيضًا إِذا أرسلتها ... كَأَنَّهَا قد محيت نقوشها) (كأنّي أَقرَأ مِنْهَا أسطراً ... من الزبُور درست رقوشها) (كَأَن نكراً أَن أَبيت لَيْلَة ... مقمورها غَيْرِي أَو مقموشها) (تطيع قوما عمّهم نصوحها ... وخصَّني من بَينهم غشوشها) (يُجِيبهُمْ مَتى دعوا أخرسها ... وَإِن يَقُولُوا يستمع أطروشها) (مديدبين دأبهم غيظي فَمَا ... تسلم مِنْهُم عيشةٌ أعيشها) (كَأَن روحي بَينهم أيكيّة ... راحت وكف أجدلٍ تنوشها) وَمِنْه (أسوم الْجبَاب فَلَا خزنّها ... أُطِيق ابتياعاً وَلَا صوفها) (وَكَيف السَّبِيل إِلَى جبّةٍ ... لمن لَيْسَ يملك تصحيفها) وَمِنْه (مَا لأبي الْيمن علينا يدٌ ... لَكِن أيادينا جَمِيعًا عَلَيْهِ) (لأنّه يعْتد إسداءه ال ... جميل إسداء جميلٍ إِلَيْهِ)

عز الين ابن ميسر

(كَأَنَّمَا نُعْطِيه من جود أَي ... دينا الَّذِي نَأْخُذهُ من يَدَيْهِ) ولد بِدِمَشْق سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة فِي شهر رَمَضَان وروى ابْن القيسراني شعره وَبِه تخرّج وَكَانَ حَافِظًا لشعر الأقدمين ذكياً عَارِفًا باللغة وَيعرف بِابْن سني الدولة أبي الْكَتَائِب لطرابلسي وَكتب مُحَمَّد لبَعض الْأُمَرَاء وَكتب أَبُو عبد الله لأبي الفوارس ابْن مانك وروى عَنهُ الَسلفي 3 - (عز الين ابْن ميسّر) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن ميسّر عز الدّين الْمصْرِيّ ولي النّظر بِمصْر وَالشَّام) وَغَيرهمَا وَتَوَلَّى نظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي أول شهر رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة 3 - (أَبُو عبد الله ابْن الْأَخْضَر المقرىء) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبيد الله بن الْأَخْضَر أَبُو عبد الله المقرىء كَانَ بَقِيَّة بَيته وَمن أحسن النَّاس تِلَاوَة فِي الْمِحْرَاب سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَالْحُسَيْن بن عمر بن مُحَمَّد العلاّف وَعبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأَزجيّ وَإِبْرَاهِيم بن عمر بن أَحْمد الْبَرْمَكِي وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَعلي بن أَحْمد بن بكار المقرىء توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن خُذاداذ الباذرائي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن هبة الله بن خذاداذ الغرنوي الأَصْل الباذرائي المولد أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ من فُقَهَاء النظامية ببغداذ فَقِيها أدبياً وَكَانَ أحد تلامذة يُوسُف الدِّمَشْقِي ويتولى بعض الْأُمُور بَين يَدي الْوَزير ابْن هُبَيْرَة ولّما مَاتَ اعتقل بالديوان أشهراً ثمَّ أطلق وولاّه رَئِيس الروساء فِي أَيَّام المستضيء مَا كَانَ إِلَيْهِ بِالْبَابِ وَصَارَت لَهُ حشمة وَتمكن أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب يمدح الْوَزير ابْن هُبَيْرَة (ولّما بدا ربع الْأَحِبَّة باللّوى ... وَقد جدّ جدُّ الركب قلت لَهُم قفوا) (قفوا نرح الأنضاء أبدي تعطُّفاً ... عَلَيْهَا وَمَا منّي عَلَيْهَا تعطُّف) (وإنَّ بودّي لَو تعرقب سوقها ... لتمكث حينا باللوى وتجدَّف) (أحاول كتمان الْهوى ومدامعي ... تفيض فتبدي مَا أجنُّ وَتكشف) (كَأَنِّي فعولن فِي الطَّوِيل ومهجتي ... بكفّ الأسى كالنون بالكف ترجف) (وَهَا أَنا معتل الثلاثي والضَّنى ... من النَّحْو تصريف بِهِ يتصرَّف) (وَقد كنت تأسيساً فيا لَيْت أنّني ... دخيل إِذا علَّت قوافٍ وأحرف) (بليت سوى آسمي فِي هواكم كزائدٍ ... مَعَ اللَّفْظ يَبْدُو وَهُوَ فِي الْكتب يحذف)

أبو بكر المؤدب الأزجي

وَقَالَ كن لبيا لَا تألفن سوى الله فَمَا غير ذِي الْجلَال بباق وعَلى قدر لَذَّة الْأنس بالمألوف فَاعْلَم يكون وَقع الْفِرَاق) قلت أَخذه من قَول بعض الْحُكَمَاء وَقد سُئِلَ عَن الرّوح كم تبْكي على فِرَاق الْجَسَد فَقَالَ مُدَّة لبثها فِيهِ 3 - (أَبُو بكر المؤدبَّ الْأَزجيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عبيد الله الْأَزجيّ أَبُو بكر الْمُؤَدب البغداذي تفقّه بِالْمَدْرَسَةِ الكمالية على أبي الْقَاسِم الفراتي الضَّرِير غُلَام ابْن الخلّ وَسمع الحَدِيث الْكثير من ابْن كُلَيْب وَأبي الْقَاسِم ذَاكر بن كَامِل وَيحيى بن بوش وأمثالهم وسافر إِلَى الْموصل وَصَحب شيخها عبد الْقَادِر الرُّهاوي وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَتُوفِّي سنة عشر وسِتمِائَة وَمن شعره (أحبّة قلبِي طَال شوقي إِلَيْكُم ... وعزَّ دوائي ثمَّ لم يبْق لي صَبر) (أحنُّ إِلَيْكُم والحنين يذيبني ... وأشتاقكم عمري وينصرم الْعُمر) (فوَاللَّه مَا اخْتَرْت البعاد ملالةً ... وَلَا عَن قلى يَا سادتي فلي الْعذر) (وَلَكِن قضى رَبِّي بتشتيت شملنا ... لَهُ الْحَمد فِيمَا قد قضى وَله الشُّكْر) (فصبراً لعلّ الله يجمع بَيْننَا ... نعود كَمَا كُنَّا ويصفو لنا الدَّهْر) قلت شعر سَاقِط 3 - (ابْن ورد المغربي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو الْقَاسِم التَّمِيمِي المرّي الْمَعْرُوف بِابْن ورد كَانَ فَقِيها حَافِظًا متقناً قَالَ بَعضهم كَانَ من بحور الْعلم بالأندلس شرح البُخَارِيّ وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة قَالَ ابْن الأبّار فِي تحفة القادم سَمِعت الْحَافِظ أَبَا الرّبيع ابْن سَالم يَقُول سَمِعت أَبَا الْخطاب ابْن الْحسن هُوَ ابْن الجميَّل يَقُول سَمِعت أَبَا مُوسَى عِيسَى بن عمرانيعني قَاضِي الْجَمَاعَة يَقُول لم يكن بالأندلس مثل أبي الْقَاسِم ابْن ورد وَلَا أحاشي من الأقوام من أحد وَأورد لَهُ ابْن الْأَبَّار (سُكْنى الفنادق ذلُّ ... وَالْبَيْت مِنْهُ أذلُّ) (فَإِن دفعت إِلَيْهَا ... فحجرةٌ لَا أقل)

البخاري الحنفي أبو القاسم

وَأورد لَهُ (كلّ خلٍّ صحبته ... من ذَوي الْمجد والعلى) ) (أَنا مِنْهُ بواحدٍ ... من عظيمين مبتلى) (باصطبارٍ على الْأَذَى ... أَو فراقي على القلى) (وَاعْتبر حَال من دنا ... مِنْهُم بِالَّذِي علا) (ودع النَّاس كلّهم ... تعف من فادح البلى) (غير تَسْلِيمه اللّقا ... وَالَّذِي بعْدهَا فَلَا) (هاكها من مجرَّبٍ ... فاغتنمها معجَّلا) وَأورد لَهُ فِي ابْن صَغِير (فلذة كَبِدِي أمسّها بيَدي ... يَقُول إِن حاول الْكَلَام أغ) (لَو جمع الواصفون أَن يصفوا ... مِقْدَار حبي لَهُ لّما بلغُوا) وَقَالَ ابْن الْأَبَّار حَدثنِي أَبُو الرّبيع ابْن سَالم بِلَفْظِهِ ثمَّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ حَدثنِي أَبُو عبد الله ابْن أبي عمر هُوَ ابْن عبّاد عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي أَبُو بكر ابْن إِبْرَاهِيم بن نجاح الْوَاعِظ قَالَ دَخَلنَا على أبي الْقَاسِم ابْن ورد عائدين لَهُ فِي مَرضه الَّذِي توفّي فِيهِ فَسَأَلْنَاهُ عَن حَاله فَأَنْشد بَعْدَمَا اسْتندَ لنَفسِهِ (عشر الثَّمَانِينَ وَعمر طَوِيل ... لم يبْق للصحبة إلاّ الْقَلِيل) (لَا تحسبوني ثاوياً فِيكُم ... فقد دنا الْمَوْت وآن الرحيل) 3 - (البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ أَبُو الْقَاسِم) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر العلاّمة الزَّاهِد زين الدّين أَبُو الْقَاسِم البُخَارِيّ العتّابي من محلّة عتّاب ببخارا كَانَ من كبار الحنيفة صنّف الْجَامِع الْكَبِير والزيادات وَتَفْسِير الْقُرْآن وَمَات فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الصاحب كَمَال الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمّويه الصاحب الْجَلِيل مقدم الجيوش الصالحية كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الشَّيْخ الإِمَام شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين أبي الْحسن الْجُوَيْنِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الصُّوفِي الشَّافِعِي ولد بِدِمَشْق سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَجَازَ لَهُ الخشوعي وَغَيره درّس بمدرية الشَّافِعِي وبالناصرية الْمُجَاورَة للجامع الْعَتِيق ومشيخة الشُّيُوخ وَدخل فِي أُمُور الدولة وَكَانَ نَافِذ الْكَلِمَة هُوَ وَإِخْوَته

ضياء الدين القرطبي

وَخرج من الديار المصرية بالعساكر محاصراً للصالح إِسْمَاعِيل) بِدِمَشْق فأدركه أَجله بغزَّة سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ أَخُوهُ معِين الدّين وَزِير الصَّالح يَوْمئِذٍ وَفِي الْعَام الْمَاضِي جرد الصَّالح نجم الدّين عسكراً عَلَيْهِم كَمَال الدّين لِحَرْب النَّاصِر دَاوُد فالتقاه بجبل الْقُدس واقتتلوا أَشد قتال فانكسر المصريون وَأسر النَّاصِر جمَاعَة مِنْهُم كَمَال الدّين ثمَّ إِنَّه منّ عَلَيْهِم وأطلقهم وَفِي الْمرة الْأُخْرَى مَاتَ بغزة وَدفن بهَا فِي التَّارِيخ 3 - (ضِيَاء الدّين الْقُرْطُبِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الشَّيْخ الْعَالم ضِيَاء الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الإِمَام المقرىء أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ تقدم ذكره أَولا عِنْد ذكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد 3 - (أَبُو بشر المصعبي الْكِنْدِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمرٍو أَبُو بشر الْكِنْدِيّ المصعبي حدّث ببغداذ قَالَ ابْن حبَان كَانَ مِمَّن يضع الْمُتُون ويقلب الْأَسَانِيد توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (ابْن الميراثي الْقُرْطُبِيّ) أجمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِسْمَاعِيل أَبُو بكر البلويّ الْقُرْطُبِيّ يعرف بِابْن الميراثي مُحدث حَافظ ولّما رَآهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ لقبه غندراً توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (المكّي الإخباري) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْمَكِّيّ أَبُو بكر إخباري مُحدث موثق ببغداذ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثللاثمائة 3 - (أَبُو السعادات العطاردي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب بن عبد الله العطاردي الخزاّز أَبُو السعادات البيّع الْمَعْرُوف بِابْن الماصرائي من أهل الكرخ من ولد مُحَمَّد بن عُمَيْر بن عُطَارِد سمع عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي وَأحمد بن عَليّ بن قدامَة الْحَنَفِيّ وَغَيرهمَا وَكَانَ أديباً لَهُ شعر وَقَرَأَ على ابْن الْوَلِيد شَيْئا من الْكَلَام قَالَ محب الدّين بن النجار وَأَظنهُ كَانَ عدليّاً توفّي سنة اثنيين وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بالكرخ وَمن شعره (عج على سلسلة الرمل عساها ... تخبر السَّائِل عَن أَدَم ظباها) (واسأل الأرسم عَن ساكنها ... وارو من عَيْنك بالدمع صداها) (دمن طابت بسلمى منزلا ... قبل أَن أَلْقَت على الْخيف عصاها) ) (طَال مثواها على خيف منّى ... ليتها طَال على الرمل ثواها)

الطبيب الهمذاني الدمشقي

(غادةٌ غادرت الصبّ بهَا ... غَرضا ترميه عَن قَوس جفاها) (فَلَقَد أصمت ببغداذ الحشا ... وَهِي بالخيف فَلَا شلّت يداها) قلت مَأْخُوذ من قَول الشريف الرضي (سهم أصَاب وراميه بِذِي سلمٍ ... من بالعراق لقد أبعدت مرماك) وَمِنْه أَيْضا (إنّي ظمئت إِلَى لمى قدحٍ ... لم أظم قطّ إِلَى لمى هِنْد) (من خمرةٍ قد عتّقت زَمنا ... من قبل أَن تهدي إِلَى المهد) (حَمْرَاء كالياقوت برقعها ... فِي رَأسهَا من لؤلؤٍ فَرد) (تبدي محَاسِن وَجه شاربها ... جدّاً وتخفي ضدَّ مَا تبدي) مِنْهَا (وَإِذا نهى عَن شربهَا ورع ... فَاشْرَبْ وسقَّ وغنَّ ذَا الزّهْد) (إِن كنتما لَا تشربان معي ... خوف الْفِرَاق شربتها وحدي) 3 - (الطَّبِيب الهمذاني الدِّمَشْقِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مَنْصُور الطَّبِيب الْفَاضِل نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس الهمذاني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالحنبلي طَبِيب مارستان الْجَبَل بالصالحيّة ولد سنة خمس أَو سِتّ وَتُوفِّي بدويرة حمدٍ سنة تسع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَولي مشارفة الْجَامِع وَسمع من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي والحصيري قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين ثلاثيات البُخَارِيّ 3 - (الْحَافِظ الشرمقاني) أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمدون بن بنْدَار أَبُو الْفضل الشرمقاني وشرمقان بليدَة من نَاحيَة نسا كَانَ حَافِظًا فَقِيها أديباً توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (ابْن فرج الأندلسي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن فرج الجياني الأندلسي أَبُو عَمْرو وَقد ينْسب إِلَى جده فَيُقَال أَحْمد بن فرج وَكَذَلِكَ أَخُوهُ وَهُوَ وافر الْأَدَب كثير الشّعْر مَعْدُود فِي الْعلمَاء وَالشعرَاء وَله كتاب الحدائق أَلفه للْحكم الْمُسْتَنْصر عَارض فِيهِ كتاب الزهرة لِابْنِ دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ إلاّ أَن ابْن دَاوُد ذكر) مائَة بابٍ فِي كل بَاب مائَة بَيت وَأَبُو عَمْرو ذكر مِائَتي بَاب فِي كل بَاب مِائَتَا بَيت لَيْسَ مِنْهَا بَاب تكَرر اسْمه لِابْنِ دَاوُد وَلم يُورد فِيهِ لغير الأندلسيين شَيْئا

ابن الخازن

وَأحسن الِاخْتِيَار مَا شَاءَ وَله كتاب المنتزين القائمين بالأندلس وأخبارهم وَكَانَ الحكم قد سجنه لأمر نقمه عَلَيْهِ قَالَ الْحميدِي وَأَظنهُ مَاتَ فِي سجنه وَله فِي السجْن أشعار كَثِيرَة مَشْهُورَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين والثلاثمائة تَقْرِيبًا وَمن شعره (بأيّهما أَنا فِي الشُّكْر باد ... أشكر الطيف أم شكر الرَّقاد) 3 - (ابْن الخازن) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل بن عبد الْخلق الْمَعْرُوف بِابْن الخازن الْكَاتِب الشَّاعِر الدينَوَرِي الأَصْل البغداذي المولد والوفاة كَانَ فَاضلا نَادِر الْخط أوحد وقته فِيهِ وَهُوَ وَالِد أبي الْفَتْح نصر الله الْكَاتِب الْمَشْهُور كتب من المقامات نسخا كَثِيرَة وَهِي مَوْجُودَة بأيدي النَّاس واعتنى بِجمع شعر وَالِده فَجمع مِنْهُ ديواناً فَمن ذَلِك (من يستقم يحرم مناه وَمن يزغ ... يختصَّ بالإسعاف والتمكين) (انْظُر إِلَى الْألف استقام ففاته ... نقط وفاز بِهِ اعوجاج النُّون) قلت عكس قَول الْقَائِل وَمن شعر ابْن الخازن (من لي بأسمر حجّبوه بِمثلِهِ ... فِي لَونه والقدّ والعسلان) (من رامه فليدَّرع صبرا على ... طرف السنان وطرفه الْوَسْنَان) (رَاح الصَبا تثنيه لَا ريح الصَّبا ... سَكرَان بِي من حبّه سَكرَان) (طرفِي كطرفٍ جامحٍ مرحٍ مَتى ... أرْسلت فضل عنانه عنّاني) وَمِنْه (أيا عَالم الْأَسْرَار إنّك عَالم ... بِضعْف اصْطِبَارِي عَن مداراة خلقه) (ففتَّر غرامي فِيهِ تفتير لحظه ... وَأحسن عزائي فِيهِ تَحْسِين خَلفه) (فَحمل الرواسِي دون مَا أَنا حَامِل ... بقلبي المعنّى من تكاليف عشقه) وَكتب إِلَى الْحَكِيم أبي الْقَاسِم الْأَهْوَازِي وَقد فصده فآلمه (رحم الْإِلَه مجدَّلين سليمهم ... من ساعديك مبضّعٌ بالمبضع) (فعصائب تأتيهم بعصائبٍ ... نشرت فتطوى أذرعاً فِي أَذْرع) ) (أفصدتهم بِاللَّه أم قصَّدتهم ... وخزاً بأطراف الرماح الشرَّع) (دست المباضع أم كنَانَة أسهمٍ ... أم ذُو الفقار من البطين الأنزع) (غرراً بنفسي إِن لقيتك بعْدهَا ... يَا عنتر العبسيّ غير مدرَّع)

أبو بكر الخزاز

وَكَانَ الْحَكِيم الْمَذْكُور قد أَضَافَهُ يَوْمًا وَزَاد فِي خدمته وَكَانَ فِي دَاره بُسْتَان وحمّام فَأدْخلهُ إِلَيْهِمَا فَقَالَ أَبُو الْفضل الْمَذْكُور (وافيت منزله فَلم أر حاجباً ... إلاّ تَلقانِي بسنٍ ضَاحِك) (والبشر فِي وَجه الْغُلَام أَمارَة ... لمقدّ مَاتَ حَيَاء وَجه الْمَالِك) (وَدخلت جنته وزرت جحيمه ... فَشَكَرت رضواناً ورأفة مَالك) واالعماد الْكَاتِب نسب هَذِه الأبيات للحكيم الْمَذْكُور وَمن شعر أبي الْفضل الْمَذْكُور (وأهيف ينميه إِلَى الْعَرَب لَفظه ... وناظره الفتّان يعزى إِلَى الْهِنْد) (تجرّعت كأس الصَّبْر من رقبائه ... لساعة وصلٍ مِنْهُ أحلى من الشهد) (وهادنت أعماماً لَهُ وخؤولةً ... سوى واحدٍ مِنْهُم غيور على الخدّ) (كنقطة مسكٍ أودعت جلّنارةً ... رَأَيْت بهَا غرس البنفسج فِي الْورْد) وَمِنْه أَيْضا (وافى خيالك فاستعارت مقلتي ... من أعين الرقباء غمض مروّع) (مَا استكملت شفتاي لثم مسلّمٍ ... مِنْهُ وَلَا كفّاي ضمَّ مودَّع) (وأظنهم فطنوا فَكل قَائِل ... لَو لم يزره خياله لم يهجع) (فانصاع يسرق نَفسه فَكَأَنَّمَا ... طلع الصَّباح لنا وَإِن لم يطلع) وَتُوفِّي سنة ثَمَانِي عشرَة وَخَمْسمِائة وعمره سبع وَأَرْبَعُونَ سنة وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة 3 - (أَبُو بكر الخزّاز) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الجرّاح أَبُو بكر الخزاز سمع أَبَا بكر ابْن دُرَيْد وَأَبا بكر ابْن السراج وَأَبا بكر ابْن الْأَنْبَارِي وروى كثيرا من تصانيفهم وَمَات سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَكَانَ ثِقَة حسن الْخط والإتقان والضبط فَاضلا أديباً كثير الْكتب حسن الْحَال) ظَاهر الثروة روى عَنهُ القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ والصَّيمري والتنوخي وهلال ابْن المحسّن وَأَوْلَاد الصابىء كلهم كثيرا من كتب الْأَدَب قَالَ ياقوت مُتَّصِلَة الرِّوَايَة إِلَى الْآن وَقد روى شَيخنَا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ من طَرِيقه عدَّة كتب أدبية قَالَ أَبُو الْقَاسِم التنوخي سَمِعت ابْن الْجراح يَقُول كتبي بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم ودوابّي بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم قَالَ التنوخي وَكَانَ أحد الفرسان يلبس أداته وَيخرج إِلَى الميدان يطارد الفرسان 3 - (ابْن كَبِير) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل الْأَهْوَازِي يعرف بِابْن كَبِير صَاحب بلاغة

الخفيفي الصوفي الأبهري

وَفضل ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَقَالَ لَهُ من الْكتب كتاب مَنَاقِب الكتّاب توفّي فِي سنة 3 - (الخفيفي الصُّوفِي الْأَبْهَرِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم الخفيفي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والفاءينأبو الرشيد الصُّوفِي من أهل أبهر زنجان قدم بغداذ شابّاً ودرس الْفِقْه بهَا مُدَّة وَسمع الحَدِيث ثمَّ إنّه رفض ذَلِك وَصَحب أَبَا النجيب السهرودي وَانْقطع وَجلسَ فِي الْخلْوَة وَظَهَرت لَهُ الكرامات وَفتح عَلَيْهِ بالْكلَام وَجلسَ فِي الْخلْوَة اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَقد كتب من كَلَامه مَا يُقَارب ثَمَانِينَ مجلدة وَكَانَ مَنْسُوبا إِلَى ابْن خَفِيف الشِّيرَازِيّ وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بالشونيزية 3 - (ذُو الْفَضَائِل الأخسيكّتي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد بن خذيو الأخسيكتي أَبُو رشاد الملقب بِذِي الْفَضَائِل أخسيكت مَدِينَة من فرغانة يُقَال بِالتَّاءِ والثاءوكان هُوَ وَأَخُوهُ ذُو المناقب مُحَمَّد أديبي مرو غير مدافعين يقرُّ لَهما بذلك قدماء مرو وسكناها إِلَى أَن مَاتَا وَكَانَ ذُو الْفَضَائِل شَاعِرًا أديباً مصنّفاً كَاتبا مترسلاً فِي ديوَان السلاطين وَله تصانيف مِنْهَا كتاب فِي التَّارِيخ وَكتاب فِي قَوْلهم كذب عَلَيْك كَذَا وَكتاب زَوَائِد فِي شرح سقط الزند وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَ أَبُو الْعَلَاء المعري (هفت الحنيفة وَالنَّصَارَى مَا اهتدت ... ومجوس حارت وَالْيَهُود مضلّله) (إثنان أهل الأَرْض ذُو عقلٍ بِلَا ... دينٍ وَآخر ديّن لَا عقل لَهُ) فَقَالَ ذُو الْفَضَائِل ردّاً عَلَيْهِ) (الدّين آخذه وتاركه ... لم يخف رشدهما وغيّهما) (رجلَانِ أهل الأَرْض قلت فَقل ... يَا شيخ سوءٍ أَنْت أيُّهما) 3 - (شهَاب الدّين الدّشتي) أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم بن بدران الشَّيْخ الْفَاضِل شهَاب الدّين أَبُو بكر الْكرْدِي الدشتي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب ولد بحلب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَحضر فِي الثَّانِيَة على جَعْفَر الهمذاني وَسمع من ابْن رَوَاحَة وَابْن يعِيش وَابْن خَلِيل والنفيس ابْن رَوَاحَة وَصفِيَّة

والد الشيخ أبي عمر

القرشية وَابْن الصّلاح والضياء وَتفرد وروى الْكثير وَكَانَ يتعزز بالرواية وَيطْلب نسخ عدَّة أَجزَاء لنَفسِهِ وَحدث بِمصْر ب مُسْند الطَّيَالِسِيّ ورتّب مسمعاً بِالدَّار الأشرفية ومعلماً بمكتب الطواشي ظهير الدّين أَكثر عَنهُ الطّلبَة وخرّج علم الدّين البرزالي لَهُ مشيخةً وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة 3 - (وَالِد الشَّيْخ أبي عمر) أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصر الرجل الصَّالح أَبُو الْعَبَّاس الجمّاعيلي الْحَنْبَلِيّ وَالِد الشَّيْخ أبي عمر وَالشَّيْخ الْمُوفق نزيل سفح قاسيون سمع صَحِيح مُسلم من رزين الْعَبدَرِي وحدَّث بِهِ وروى عَنهُ ابناه كَانَ صَاحب أَحْوَال وكرامات جمع أخباره سبطه الْحَافِظ ضِيَاء الدّين وسَاق لَهُ عدَّة كرامات وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن قرصة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن قرصة شهَاب الدّين ابْن شمس الدّين الْأنْصَارِيّ هُوَ من بَيت مَشْهُور بالصعيد مِنْهُم جمَاعَة فضلاء ورؤساء تفرد شهَاب الدّين هَذَا بنظم القرقيات وجودّها وأتى بهَا عذبة منسجمة فصيحة وينظم الشّعْر جيدا مدح النَّاس والأكابر وَتردد فِي بِلَاد الشَّام سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكتب لي عدَّة قصائد مِنْهَا قَوْله (مَا لي أرى الشّعراء تكسب عارا ... بهجائهم وتحملّوا أوزارا) (مدحوا الأخسّاء اللئام فضيعوا ال ... أشعار لما أرخصوا الأسعارا) (فلذاك طفت بِبَاب كلّ مهذّبٍ ... وَجعلت شعري فِي الْكِرَام شعارا) (وَجعلت فِي حلب الشمَال إقامتي ... يَا حبّذا دَار الْكِرَام جوارا) (وَلكم دَعَا مدحي نوال معظّمٍ ... فَأَبت غنوّاً عَنهُ واستكبارا) (حَتَّى وجدت لَهَا إِمَامًا عَالما ... أَوْصَافه تستغرق الأشعارا) ) (لَوْلَا صَلَاح الدّين لم أر جلّقاً ... ولكنت مِمَّن جَانب الأسفارا) (أسدى المكارم من أيادٍ لم يزل ... معروفها يستعبد الأحرارا) (وصنائعاً غرّاً أفدن منائحاً ... عوناً ولدن مدائحاً أَبْكَارًا) (فَوجدت فِي إجماله وجماله ... مَا يمْلَأ الأسماع والأبصارا) (مولّى غَدَتْ يمناه يمناً لامرىء ... يَبْغِي نوالاً واليسار يسارا) (حلّى الزَّمَان وَكَانَ قدماً عاطلاً ... وَأعَاد ليل الآملين نَهَارا)

(وحوى معالي فِي دمشق مُقِيمَة ... وحديثها بَين الورى قد سارا) (بلغت بِهِ رتباً قرعن محلّةً ... أمست نُجُوم سمائها أقمار) (زانت فضائله بَدَائِع نظمها ... كم معصمٍ أضحى يزين سوارا) (ومظفّر الأقلام كم أردى بهَا ... ملكا وخَّوفً جحفلاً جرّارا) (عجبا لَهَا تجْرِي بأسود فاحمٍ ... يكسو الطروس ظلامه أنوارا) (تمْضِي بِحَيْثُ ترى السيوف كليلةً ... وتطول حَيْثُ ترى الرماح قصارا) (تجْرِي بواحدها ثَلَاث سحائبٍ ... تحوي الصَّوَاعِق والحيا المدرارا) (وتمدّه بِالْفَضْلِ حِين تمدّه ... ببديهةٍ لَا تتعب الأفكارا) (إِن رام نائله العفاة أمدهَّا ... كرماً وَإِن رام الْخَمِيس مغارا) (مَلأ الْكتاب تهدّدأً فكأنّما ... مَلأ الْكتاب أسنّةً وشفارا) (تجني النّواظر من محَاسِن خطّه ... روضاً وَمن أَلْفَاظه أزهارا) (خطّ رماح الخطّ من خدّامه ... إِن رام ذمراً أَو أعزّ ذمارا) (وبلاغة تضحي بِأَدْنَى فقرةٍ ... تغني فَقِيرا أَو تقدّ فقارا) (ويشتم روّاد النّدى من بشره ... برقاً وَمن إحسانه أمطارا) (بشر يبشّر بالجميل وَعَادَة ال ... أزهار أَن تتقدّم الأثمارا) (وندىً يعمّ وَلَا يخصّ كَأَنَّهُ ... هامي قطارٍ طبّق الأقطارا) (يستصغر الْأَمر الْعَظِيم إِذا عرا ... بعزيمةٍ تستهل الأوعارا) (ويردّ غرب الحادثات مفلَّلاً ... بسعادة تستخدم الأقدارا) (كم ذلّلت صعباً وردّت ذَاهِبًا ... وحمت أذلَّ وذلًّلت جبّارا) ) (وَلَقَد عرفت النَّاس من أوطارهم ... سُبْحَانَ من خلق الورى أطوارا) (يَا من عرفت بجوده وَجه الْغنى ... حَقًا وَكنت جهلته إنكارا) (أغنيتني بمواهبٍ موصولةٍ ... لم تبْق لي عِنْد الْحَوَادِث ثارا) (لازلت فِي عزٍّ يَدُوم ونعمةٍ ... توفّي على شمّ الْجبَال وقارا) وَكَانَ قد غَابَ مُدَّة عَن دمشق فِي الديار المصرية ثمَّ عَاد إِلَيْهَا فَأَقَامَ بهَا دون الشَّهْر فِي التَّعْدِيل فلّما كَانَ يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة أصبح فِي بَيته مذبوحاً وَقد أَخذ مَا كَانَ مَعَه من الحطام وقلّ مَا كَانَ مَعَه وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى ثلبةً للأعراض لَا يكفّ غرب لِسَانه عَن أحد فِي الشرق وَلَا فِي الغرب وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ بدر الدن حسن بن عَليّ الْغَزِّي

الناصر ابن الناصر

(مَاتَ ابْن قرصة بعد طول تعرضٍ ... للْمَوْت ميتَة شرَّ كلبٍ نابح) (مَا زَالَ يشحذ مدية الهجو الَّتِي ... طلعت عَلَيْهِ طُلُوع سعد الذَّابِح) (حَتَّى فرى ودجيه عبد صَالح ... عقر النطيحة عقر نَاقَة صَالح) (فليحي قَاتله وَلَا شلّت يَد ... كفت المؤونة كفَّ كلّ جرائحي) وَقلت أَنا أذكر فقره المدقع (دع الهجو واقنع بِمَا نلته ... من الرزق لَو كَانَ دون الطفيف) (فقرض ابْن قرصة عمَّ الورى ... وراع الَّدنَّي بهجو الشريف) (وَمَات ابْن قرصة من جوعه ... وشهوته عضَّةٌ فِي رغيف) 3 - (النَّاصِر ابْن النَّاصِر) أَحْمد بن مُحَمَّد بن قلاون السُّلْطَان الْملك النَّاصِر شهَاب الدّين أَحْمد ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور كَانَ أحسن الْإِخْوَة شكلاً ووجهاً وأكمل خلقا صَاحب بأسٍ وَقُوَّة مفرطة أخرجه وَالِده إِلَى الكرك وَهُوَ صَغِير لَعَلَّه يكون عمره لم يبلغ عشر سِنِين وَكَانَ نَائِب الكرك الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر السرجواني ثمَّ جهّز إِلَيْهِ أَخَوَيْهِ إِبْرَاهِيم وَأَبا بكر الْمَنْصُور وَقد تقدم ذكر إِبْرَاهِيم وسوف يَأْتِي ذكر أبي بكر فِي حرف الْبَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى فأقاموا هُنَالك إِلَى أَن ترعرعوا ثمَّ طَلَبهمْ والدهم إِلَى الْقَاهِرَة فَرَآهُمْ وَأعَاد النَّاصِر أَحْمد وَترك إِبْرَاهِيم وَأَبا بكر عِنْده بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ إِنَّه طلبه من الكرك وزوّجه بابنة الْأَمِير سيف الدّين طاير) بغّا من أقَارِب السُّلْطَان وَأقَام قَلِيلا وَأَعَادَهُ إِلَى الكرك وَمَعَهُ أَهله ثمَّ إِنَّه وَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر السرجواني تنافس اتَّصل بالسلطان فأحضرهما وَغَضب عَلَيْهِ وَالِده وَتَركه قَلِيلا ثمَّ جهزه إِلَى الكرك وَحده بِلَا نَائِب فَلم يزل بهَا مُقيما مُنْفَردا إِلَى أَن توفّي وَالِده على مَا تقدم فِي تَرْجَمته وَلم يسند أَمر الْملك إِلَيْهِ على مَا سَوف يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الْأَمِير سيف الدّين بشتاك وَغلب الْأَمِير سيف الدّين قوصون الْآتِي ذكره فِي مَكَانَهُ على رَأْي بشتاك وَجلسَ الْملك الْمَنْصُور أَبُو بكر على كرسيّ الْملك ولّما خلع بعد مُضِيّ شَهْرَيْن على مَا يَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة أبي بكر أَخِيه وَأقَام قوصون أَخَاهُ الْملك الْأَشْرَف كجك وَكَانَ قوصون هُوَ النَّائِب سيّر إِلَى أَحْمد هَذَا يَطْلُبهُ إِلَى الْقَاهِرَة فَلم يُوَافق وَكتب فِي الْبَاطِن إِلَى نواب الشَّام وَإِلَى أكَابِر الْأُمَرَاء مقدّمي الألوف يستجير بهم ويستعفي من الرواح إِلَى الْقَاهِرَة وَأظْهر لَهُم المسكنة الوائدة فرقّوا لَهُ فِي الْبَاطِن وحملوا الْكتب الَّتِي جَاءَت مِنْهُ إِلَى قوصون خلا الْأَمِير سيف الدّين طشتمر حمّص أَخْضَر الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الطَّاء فَإِنَّهُ تظاهر بِالْخرُوجِ على قوصون وبالتعصب لِأَحْمَد وَقَامَ قيَاما عَظِيما كَمَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته وَأما قوصون فَلَمَّا كتبه إِلَى النواب جردَّ لَهُ قطلو بغا الفخري وَمَعَهُ ألفا فَارس

من مصر وَأمرهمْ بمحاصرة الكرك فَتوجه الفخري إِلَى الكرك بالعساكر وحصره أيامأً ثمَّ إِنَّه رقَّ لَهُ وَلما بلغه توجه الْأَمِير عَلَاء الدّين الطًّنبغا نَائِب دمشق إِلَى حلب لإمساك طشتمر جَاءَ الفخري بِمن مَعَه من الْعَسْكَر وَملك دمشق وانحرف عَن قوصون ودعا النَّاس إِلَى طَاعَة النَّاصِر أَحْمد وَجرى ماجرى على مايأتي فِي تَرْجَمَة الفخري والطنبغا وَلما ملك الفخري دمشق وَنزل بِالْقصرِ الأبلق وَانْهَزَمَ الطنبغا وَمن مَعَه وَلَحِقُوا بقوصون جهز الْفَخر إِلَى الكرك الْأَمِير سُلَيْمَان بن مُهنا والأمير سيف الدّين قماري وَغَيرهمَا من الْأُمَرَاء الْكِبَار وَسَأَلَ من النَّاصِر الْحُضُور إِلَى دمشق وَقَالَ لَهُ قد حلّفت لَك العساكر فَلم يحضر وتعلل بِحُضُور طشتمر من الْبِلَاد الرومية وَكتب كتبا إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر نَائِب حماة وَإِلَى الْأَمِير بهاء الدّين أصلم نَائِب صفد وَإِلَى الْأُمَرَاء مقدمي الألوف بِدِمَشْق يَقُول إِن الفخري هُوَ نائبي وَهُوَ يولّي من يُرِيد فِي النيابات الْكِبَار بِالشَّام وَلم يزل يعد الفخري ويمنَيه بالحضور إِلَى أَن جَاءَ طشتمر من الْبِلَاد الرومية وَجرى مَا جرى من خُرُوج الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ على قوصون وإمساكه وتجهيزه إِلَى إسكندرية واعتقاله فَأخذ أَحْمد النَّاصِر يمّني طشتمر والفخري بالحضور إِلَى) دمشق بعد رَمَضَان وَكَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل رَمَضَان وَتوجه إِلَيْهِ من أُمَرَاء الألوف المصريين الْأَمِير بدر الدّين جنكلي ابْن البابا وَأَمْثَاله وَمن الْأُمَرَاء الخاصكية أَزوَاج أخواته جمَاعَة وسألوه على التَّوَجُّه مَعَهم إِلَى مصر فَلم يُوَافق وعادوا خائبين وَترك النَّاس من الشاميين والمصريين فِي حيرة بَعْدَمَا حلف الْمُسلمُونَ جَمِيعهم لَهُ ثمّ إنّه توجه وَحده إِلَى الْقَاهِرَة وَلم يشعروا بِهِ إلاّ وَقد جَاءَ المصريين بِخَبَرِهِ بوصوله فطلع إِلَى الْقصر الأبلق بِالْقَاهِرَةِ فَلَمَّا بلغ الفخري ذَلِك توجه هُوَ وطشتمر بعساكر الشَّام والدولة والقضاة الْأَرْبَعَة مَعَهم وَكَانَت سنة كَثِيرَة الأمطار والثلوج وقاسى الرعايا شدّة وجبيت الْأَمْوَال من النَّاس كَبِيرهمْ وصغيرهم لنفقات العساكر ولعمل شعار الْملك وأبهة السلطنة فَهَلَك النَّاس ولّما وصل الفخري وطشتمر بالعساكر إِلَى الْقَاهِرَة جلس النَّاصِر أَحْمد على كرْسِي الْملك وَإِلَى جَانِبه أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم بِأَمْر الله أَبُو الْقَاسِم أَحْمد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي الرّبيع سُلَيْمَان وَحضر قُضَاة الْقُضَاة الثَّمَانِية من المصريين والشاميين وعهد الْخَلِيفَة إِلَيْهِ بِحُضُور الْعَالم وَحلف المصريون والشاميون وَكَانَ يَوْمًا عَظِيما وَلم يتَّفق مثل هَذِه الْبيعَة لأحد مُلُوك الأتراك بِالشَّام ومصر لِاجْتِمَاع أهل الإقليمين فِي يَوْم وَاحِد بِحُضُور الْخَلِيفَة والحكام ثمَّ إِن النَّاصِر أَحْمد ولّي نِيَابَة مصر للأمير سيف الدّين طشتمر وولّي نِيَابَة دمشق لقطلو بغا الفخري وَأخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين ايدغمش أَمِير آخور إِلَى نِيَابَة حلب وَهُوَ الَّذِي قَامَ بِأَمْر قوصون وَجرى مَا جرى فِي قلب الدولة على قوصون لأجل النَّاصِر أَحْمد وَأخرج الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الأحمدي إِلَى نِيَابَة صفد وَأخرج الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج الْملك إِلَى نِيَابَة حماة وَأخرج الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر الناصري إِلَى نِيَابَة غَزَّة فَلَمَّا فعل ذَلِك بالأكابر خافه النَّاس وأعظموه وهابوه وَجعلُوا أَيْديهم على رؤوسهم مِنْهُ

ثمَّ إِنَّه بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا أمسك نَائِب مصر الْأَمِير سيف الدّين طشتمر وَأَخذه وَتوجه بِهِ إِلَى الكرك وَبعث إِلَى ايدغمش أَن يمسك الفخري فأمسكه وجهّزه إِلَيْهِ إِلَى مصر مَعَ ابْنه فوصل إِلَيْهِ فِي الرمل من تسلّمه مِنْهُ وَأَعَادَهُ إِلَى أَبِيه وَتوجه بالفخري وبطشتمر إِلَى الكرك وَأخذ الْخُيُول المثمنّة الجيدة من الاسطبلات وَأخذ جَمِيع الْبَقر وَالْغنم الَّتِي بالقلعة وَأخذ الْجَوَاهِر وَالذَّهَب وَالدَّرَاهِم وَجَمِيع مَا فِي الخزائن وَتوجه بِالْجَمِيعِ إِلَى الكرك وَأقَام الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر السلاّري فِي نِيَابَة مصر وَأخذ النَّاصِر مَعَه القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن فضل الله كَاتب السّر وَالْقَاضِي جمال الدّين جمال الكفاة نَاظر الْخَاص والجيش وجعلهما مقيمين عِنْده فِي الكرك واستغرق فِي) لهوه ولعبه واحتجب عَن النَّاس وسيّر من يمسك الأحمدي من صفد فَلَمَّا أحس بذلك هرب وَجَاء إِلَى دمشق جرى مَا جرى لَهُ على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته ثمَّ إِنَّه أحضر الفخري وطشتمر يَوْمًا وَضرب عنقيهما صبرا فنفرت الْقُلُوب مِنْهُ واستوحش النَّاس مِنْهُ وَلم يعد يحضر كتاب وَلَا توقيع بخطّ كَاتب السّر وَلَا كتّاب الْإِنْشَاء وَإِنَّمَا بِخَط نصرانّي يعرف بالرضي وَإِذا حضر أحد إِلَى الكرك لَا يرى السُّلْطَان وَإِنَّمَا وَاحِد يعرف بِابْن البصّارة من أهل الكرك هُوَ الَّذِي يدبر الْأُمُور فماج النَّاس فِي الشَّام ومصر وجهز المصريون الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي ليرى وَجه السُّلْطَان فلّما بلغه خَبره جعله مُقيما بالصافية وَلم يَدعه يطلع إِلَى الكرك وَلَا اجْتمع بِهِ فردّ إِلَى مصر فأجمع النَّاس أَمرهم على خلعه وَإِقَامَة أَخِيه الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فَأَجْلَسُوهُ وجهزوا الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الصلاحي إِلَى دمشق يحلّف الْأُمَرَاء وَكَانَ خلع النَّاصِر احْمَد يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشْرين الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَكَانَ مُدَّة ملكه بِالْقَاهِرَةِ والكرك دون الْأَرْبَعَة أشهر وَلما اسْتَقَرَّتْ الْأَحْوَال وَثَبت ملك الْملك الصَّالح أَمر بتجهيز العساكر من مصر وَالشَّام إِلَى الكرك ومحاصرتها فَكَانَ يحضر من مصر وَمن دمشق العساكر ويحاصرونه كلّما جَاءَت فرقة إِلَيْهِ تَوَجَّهت الأولى فَيقْتل من هَؤُلَاءِ وَمن هَؤُلَاءِ ويجرح من هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء وَهلك النَّاس مَعَه وراحت أَمْوَالهم وأرواحهم وأديانهم وَهلك الرعايا من التجاريد والفلاحون من السّخر وَحمل الأتبان وجرّ الماجنيق وآلات الْحصار من الدبّابات وَغَيرهَا وَطَالَ الْأَمر وَلم يبْق بِمصْر أَمِير وَلَا بِالشَّام حَتَّى تجرد إِلَيْهِ مرّة ومرتين وَأمْسك بِسَبَبِهِ جمَاعَة من أُمَرَاء الشَّام ومصر ثمّ أمسك نَائِب مصر الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر وَجَمَاعَة مَعَه ووسطّ الْأَمِير سيف الدّين بكا الخضري وَمَعَهُ جمَاعَة من مماليك السُّلْطَان وَأمْسك أَخُوهُ يُوسُف وَقضى الله أمره فيهم وَأخذ أَمر النصار يتلاشى وَهلك من عِنْده من الْجُوع وَضرب الذَّهَب وخلط فِيهِ الْفضة والنحاس ونفق ذَلِك فِي النَّاس فَكَانَ الدِّينَار خَمْسَة دَرَاهِم وهرب النَّاس من عِنْده وهرب من عِنْده شخص يعرف ببالغ وتوجّه إِلَى مصر فَأعْطِي إمرة مائَة وَعَاد إِلَى حصاره مَعَ الْأَمِير علم الدّين سنجر الجاولي وجدّوا فِي الْحصار ورموا القلعة

ابن المعتصم ابن صمادح

بالمنجنيق فانكوا فِيهَا وهدموا مِنْهَا جانباً ودخلوا القلعة وأمسكوا النَّاصِر أَحْمد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الظّهْر ثَانِي عشْرين صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكتب إِلَى مصر بذلك فَتوجه الْأَمِير سيف الدّين منجك الناصري) وحزّ رَأسه وَتوجه بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة 3 - (ابْن المعتصم ابْن صمادح) أَحْمد بن مُحَمَّد بن معن بن صمادح أَبُو جَعْفَر ابْن المعتصم بن صمادح تقدم ذكر أَبِيه فِي المحمدين وَسَيَأْتِي ذكر جمَاعَة من أهل بَيته فِي أَمَاكِن من هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ فِي وَصفه الْحِجَازِي جرى فِي طلق أَبِيه وَإِخْوَته فَأحْسن فِي النظام إحساناً أوجب أَن ينبّه عَلَيْهِ فممّا أحسن فِيهِ قَوْله (أَتَى بالبدر من فَوق الْقَضِيب ... فطارت نَحوه طير الْقُلُوب) (وأشرق مَا بأفقي من ظلامٍ ... لنورٍ مِنْهُ فِي أفق الْجُيُوب) (وولّى بعد تأنيسٍ وبرٍّ ... كَمثل الشَّمْس ولّت للمغيب) وَقَوله (وحقّها إنّها جفون ... تسلُّ من لحظها الْمنون) (لَا صَبر عَنْهَا وَلَا عَلَيْهَا ... الْمَوْت من دونهَا يهون) (لأركبن الْهوى إِلَيْهَا ... يكون فِي ذَاك مَا يكون) 3 - (ابْن الْمولى) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد عز الدّين ابْن الْمولى أَخُو نظام الدّين ابْن الْمولى تقدم ذكره فِي المحمدين قَالَ ابْن الصقّاعي كَانَ يتَوَلَّى نظر الدِّيوَان العالي بحلب وَله مِائَتَا فدان ملك بنواحي حلب وَكَانَ فِي غَايَة الشُّح وَالِاجْتِهَاد فِي جمع الْأَمْوَال وَلم يكن لَهُ من العائلة إلاّ مملوكان وَغُلَام للخيل ولخدمته وَلَا يُؤثر أحدا بفلس فردٍ واشتهر عَنهُ بحلب وشاع أَنه من حِين ولي النّظر بحلب إِلَى أَن حوصرت لم ينْفق من مقرره الدِّرْهَم الْفَرد وَإِذا حضرت الصرّة فِيهَا ألف وَخَمْسمِائة دِرْهَم جامكيّته يكْتب عَلَيْهَا جامكيّة الشَّهْر الْفُلَانِيّ ويرميها فِي الصندوق وَينْفق من بعض مَا يحضر من أملاكه نَفَقَة يسيرَة إِلَى الْغَايَة ولّما أخذت بغداذ وانجفل النَّاس وصل سعر المكّوك إِلَى سِتِّينَ درهما فأباع عزّ الدّين ابْن الْمولى بستمائة ألف دِرْهَم قَالَ بديوان الْمَوَارِيث فِي شغلٍ عرض لي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَقد أحضر خفراء طَرِيق الْكسْوَة خرجا فِيهِ سلب رث قِيمَته ثَلَاثُونَ درهما ذكرُوا أَن صَاحبه حضر من مصر رَاكب فرس والخرج وَرَاءه فَخرج عَلَيْهِ حرامية أَرَادوا أَخذه مِنْهُ فمانعهم فضربوه) وظنوا مَوته وَأَقْبل البريدية فهرب الحرامية فأحضروه إِلَى الْكسْوَة وسألوا عَن أمره فَأخْبرهُم أَنه يعرف بعز الدّين ابْن الْمولى حضر طَالب حلب

القاضي نجم الدين القمولي الشافعي

3 - (القَاضِي نجم الدّين الْقَمُولِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مكي أبي الْحرم ابْن ياسين القَاضِي نجم الدّين الْقَمُولِيّ قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الإدفوي كَانَ من الْفُقَهَاء الأفاضل وَالْعُلَمَاء المتعبدين والقضاة المتعينين وافر الْعقل حسن التَّصَرُّف مَحْفُوظًا قَالَ لي رَحْمَة الله يَوْمًا لي قريب من أَرْبَعِينَ سنة أحكم مَا وَقع لي حكم خطأ وَلَا أثبت مَكْتُوبًا تكلّم فِيهِ أَو ظهر فِيهِ خلل سمع من قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيره واشتغل بالفقه بقوصى ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْأُصُول والنحو وَشرح الْوَسِيط فِي الْفِقْه فِي مجلدات كَثِيرَة وَفِيه نقُول عزيزة ومباحث مفيدة وَسَماهُ الْبَحْر الْمُحِيط ثمَّ جرّد نّقوله فِي مجلدات وَسَماهُ جَوَاهِر الْبَحْر وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب فِي مجلدين وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى فِي مُجَلد وكمل تَفْسِير ابْن الْخَطِيب وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا تولى الحكم بقمولا عَن قَاضِي قوص شرف الدّين إِبْرَاهِيم بن عَتيق ثمَّ تولى الْوَجْه القبلي من عمل قوص فِي ولَايَة قَاضِي الْقُضَاة عبد الرَّحْمَن ابْن بنت الأعزَّ وَكَانَ قد قسم الْعَمَل بَينه وَبَين الْوَجِيه عبد الله السمرباوي ثمَّ ولي أخميم مرَّتَيْنِ وَولي أسيوط والمنية والشرقية والغربية ثمَّ نَاب بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَتَوَلَّى الْحِسْبَة بِمصْر وَاسْتمرّ فِي النِّيَابَة بِمصْر والجيزة والحسبة إِلَى أَن توفّي ودرَّس بالفخرية بِالْقَاهِرَةِ وَمَا زَالَ يُفْتِي ويدرّس وَيكْتب ويصنّف وَهُوَ مبجّل مُعظم إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل يَقُول مَا فِي مصر أفقه مِنْهُ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كثير الْمُرُوءَة محسناً إِلَى أَهله وأقاربه وَأهل بِلَاده وَتُوفِّي فِي شهر رَجَب سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَيُقَال إِن أَصله من أرمنت 3 - (القَاضِي الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن خلف بن عَمْرو بن عُثْمَان بن سلمَان الْقَيْسِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو عَمْرو سمع مُحَمَّد بن عمر بن لبَابَة وَأسلم بن عبد الْعَزِيز وَأحمد ابْن خَالِد وَمَال إِلَى النَّحْو فغلب عَلَيْهِ وأدب بِهِ وَكَانَ وقوراً مهيباً لَا يقدّم أحد عَلَيْهِ وَلَا عِنْده هزل وَكَانَ يلقب القَاضِي لوقاره مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَكَانَ أعرج 3 - (المستعين بِاللَّه العباسي) ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الْعَبَّاس

المستعين بن المعتصم بن الرشيد ابْن الْمهْدي بن الْمَنْصُور ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وبويع فِي شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين عِنْد موت الْمُنْتَصر ابْن المتَوَكل واستقام لَهُ الْأَمر واستوزر أَبَا مُوسَى أوتامش بِإِشَارَة شُجَاع بن الْقَاسِم ثمَّ قَتلهمَا ثمَّ استوزر صَالح بن شيرازاذ فلّما قتل وصيف وبغا باغراً التركيَّ الَّذِي قتل المتَوَكل تعصب الموَالِي وتنكروا لَهُ فخاف وَانْحَدَرَ من سرّ من رأى إِلَى بغداذ فأخرجوا المعتز بِاللَّه من الْحَبْس وَبَايَعُوهُ وخلعوا المستعين وبنوا الْأَمر على شُبْهَة وَهِي أَن المتَوَكل بَايع لِابْنِهِ المعتز بعد الْمُنْتَصر وأخرجوا الْمُؤَيد بِاللَّه إِبْرَاهِيم بن المتَوَكل ثمَّ إِن المعتز جهّز أَخَاهُ أَحْمد لِحَرْب المستعين واستعد المستعين وَابْن طَاهِر للحصار وتجرد أهل بغداذ لِلْقِتَالِ ودام أشهراً وغلت الأسعار ببغداذ ودام الْبلَاء وَصَاح أهل بغداذ فالجوع فانحل أَمر المستعين لما كَاتب ابْن طَاهِر للمعتز وَعلم أهل بغداذ بالمكاتبة فانتقل المستعين إِلَى الرصافة وخلع المسعتين نَفسه وأحدر إِلَى وَاسِط تَحت الحوطة وَأقَام بهَا مسجوناً ثمَّ إِنَّه ردّ إِلَى سرّ من رأى فَقتل بقارسيتها فِي ثَالِث شَوَّال سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل ليومين بقيا من شهر رَمَضَان وَله إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة كَانَ مَرْبُوع الْقَامَة أَحْمَر الْوَجْه خَفِيف العارضين بِمقدم رَأسه طول وَكَانَ حسن الْوَجْه والجسم بِوَجْهِهِ أثر جدري عبل الْجِسْم وَكَانَ يلثغ بِالسِّين نَحْو الثَّاء وَأمه أمُّ ولد وَكَانَ مُسْرِفًا مبذراً للخزائن وَيُقَال أَنه قيل لَهُ اختر أيَّ بلد تكون فِيهِ فَاخْتَارَ وَاسِط فَلَمَّا أحدروه قَالَ لَهُ فِي السَّفِينَة بعض أَصْحَابه لأي شَيْء اخترتها وَهِي شَدِيدَة الْحر فَقَالَ مَا هِيَ بأحر من فقد الْخلَافَة وَأورد لَهُ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لما خلع (كلُّ ملكٍ مصيره لذهاب ... غير ملك الْمُهَيْمِن الوهّاب) (كلُّ مَا قد ترى يَزُول ويفنى ... ويجازى الْعباد يَوْم الْحساب) وَقَالَ لما استفحل أَمر المعتز (أستعين الله فِي أم ... ري على كلَّالعباد) (وَبِه أدفَع عنّي ... كيد باغٍ ومعادي) وَأورد لَهُ صَاحب الْمرْآة (أَحْبَبْت ظَبْيًا ثمين ... كَأَنَّهُ غثن تين) ) (بِاللَّه أَي عَالمين ... مَا فِي الثما مثلمين) (من لامني فِي هَوَاهُ ... شوّكته بالعجين) قلت يُرِيد

أبو الفتح النزلي النحوي

(أَحْبَبْت ظَبْيًا سمين ... كَأَنَّهُ غُصْن تين) (بِاللَّه أَي عَالمين ... مَا فِي السما مُسلمين) قلت وَلَا فِي الأَرْض لأَنهم اتخذوك خَليفَة وأظن هَذَا منحولاً وَقيل إِنَّه كَانَ يَأْمر المغنين أَن يغنوا لَهُ بِهَذَا الشّعْر وأشباهه فيتضاحكون مِنْهُ ويتغامزون عَلَيْهِ وصنع يَوْمًا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وهما (شربت كأساً أذهبت ... عَن ناظريَّ الخمرا) (فنشّطتني وَلَقَد ... كنت حَزينًا خاثرا) ثمَّ إنّه قَالَ لَهُم بِاللَّه أجيزوهما فَقَالَ أحدهم (هَذَا خرا هَذَا خرَا ... هَذَا خرَا هَذَا خرَا) وَكَانَ للطف أخلاقه يحْتَمل ذَلِك مِنْهُم وَكَانَ يَقُول لَهُم ويومىء بِيَدِهِ إِلَى الْبَاب أَي شيىء تَصْحِيف بَاب فَيَقُولُونَ لَا نَدْرِي فَيَقُول لم لَا تَقولُونَ بَاب فَيَقُولُونَ بِسم الله عَلَيْك وَيَقُول أَي شَيْء تَصْحِيف مخدَّة وَيَضَع يَده خلف ظَهره على المخدة فَيَقُولُونَ لَا نعلم فَيَقُول لم لَا تَقولُونَ مخدة فَيَقُولُونَ بِسم الله عَلَيْك وَكَانَ السَّبَب فِي توليه أَن الأتراك لّما قتلوا الْمُنْتَصر خَافُوا من تَوْلِيَة الْخلَافَة لأحد أَوْلَاد المتَوَكل فَيَأْخُذ بثأر أَبِيه وأخيه فولّوا المستعين وَكَانَ خاملاً يرتزق بالنسخ وَلَيْسَ بِابْن خَليفَة وَلم يلٍ الْخلَافَة من لَا هُوَ ابْن خَليفَة من الْمَنْصُور إِلَيْهِ إلاّ هُوَ وَلما جَاءَهُ الْأَمر بَغْتَة تطلع إِلَيْهِ قَالَ جَاءَ لطف الله بِالْأَمر الَّذِي لَا أرتجيه فعلي الْيَوْم أَن أَقْْضِي حقّ الله فِيهِ وأعداؤه رَوَوْهُ أَنه قَالَ حق الشّرْب فِيهِ ولّما وَردت خلَافَة المستعين إِلَى مصر أحضر الْوَالِي بهَا المنجمين وَقَالَ انْظُرُوا فِي طالعه وَمُدَّة عمره فنظروا فِي طالع الْوَقْت فَقَالَ لَهُم الْجمل الشَّاعِر لَا تتعبوا أَنا أعلم بعمره وأيامه قَالُوا كم يعِيش قَالَ مَا شَاءَ بغا وأوتامش ووصيف) فارتج الْمجْلس بالضحك 3 - (أَبُو الْفَتْح النزلي النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون النَّزلي أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ أَخذ عَن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى الرَّبعي وَهُوَ من أَقْرَان أبي يعلى السراج 3 - (النامي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون الدَّارمِيّ المصّيصي الْمَعْرُوف بالنامي الشَّاعِر الْمَشْهُور كَانَ من المفلقين من شعراء عصره وخواصّ مدّاح سيف الدولة وَكَانَ عِنْده تلو أبي

الطّيب فِي الْمنزلَة والرتبة وَكَانَ فَاضلا أديباً بارعاً عَارِفًا باللغة وَالْأَدب وَله أمالي أملاها بحلب روى عَن عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش وَابْن درسْتوَيْه وَأبي عبد الله الْكرْمَانِي وَأبي بكر الصولي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْعَرُوضِي وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن عَليّ بن أُسَامَة الْحلَبِي وَأَخُوهُ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد وَأَبُو الْفرج الببغّاء وَأَبُو الْخطاب ابْن عون الحريري وَالْقَاضِي أَبُو طَاهِر صَالح بن جَعْفَر الْهَاشِمِي وَاخْتلف فِي وَفَاته فَقيل سنة سبعين وثلاثمائة أَو إِحْدَى وَسبعين وَقيل سنة سبع وَسبعين وعمره تسعون سنة وَمن شعره قَوْله (أحقّاً أنّ قاتلتي زرود ... وأنّ عهودها تِلْكَ العهود) (وقفت وَقد فقدت الصَّبْر حَتَّى ... تبيّن موقفي أنّي الفقيد) (وشكّت فيّ عذالي فَقَالُوا ... لرسم الدَّار أيّكما العميد) وَمِنْه (أَمِير العلى إِن العوالي كواسب ... علاءك فِي الدُّنْيَا وَفِي جنَّة الْخلد) (يمرُّ عَلَيْك الْحول سَيْفك فِي الطلى ... وطرفك مَا بَين الشكيمة واللّبد) (ويمضي عَلَيْك الدَّهْر فعلك للعلى ... وقولك للتقوى وكفّك للرفد) قَالَ ابْن عون الحريري النَّحْوِيّ دخلت على أبي الْعَبَّاس النامي فَوَجَدته جَالِسا وَكَأن رَأسه الثغامة الْبَيْضَاء وَفِيه شَعْرَة وَاحِدَة سَوْدَاء فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي فِي رَأسك شَعْرَة سَوْدَاء فَقَالَ نعم هَذِه بَقِيَّة شَبَابِي وَأَنا أفرج بهَا ولي فِيهَا أشعار فَقلت أنشدنيها فأنشدي (رَأَيْت فِي الرَّأْس شَعْرَة بقيت ... سَوْدَاء تهوى الْعُيُون رؤيتها) (فَقلت للبيض إِذْ تروّعها ... بِاللَّه إلاّ رحمت غربتها) ) (فقلَّ لبث السَّوْدَاء فِي وطنٍ ... تكون فِيهِ الْبَيْضَاء ضرّتها) ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الْخطاب بَيْضَاء وَاحِدَة تروّع ألف سَوْدَاء فَكيف حَال سَوْدَاء بَين ألف بَيْضَاء وَله مَعَ المتنبي وقائع ومعارضات فِي الأناشيد وَمن شعره (أَتَانِي فِي قَمِيص اللاذ يسْعَى ... عدوٌّ لي يلقّب بالحبيب) (وَقد عَبث الشَّرَاب بمقلتيه ... فصيّر خدّه كَسَنا اللهيبِ) (فَقلت لَهُ بِمَا استحسنت هَذَا ... لقد أَقبلت فِي زِيّ عَجِيب) (أحمرة وجنتيك كستك هَذَا ... أم أَنْت صبغته بِدَم الْقُلُوب) (فَقَالَ الشَّمْس أَهْدَت لي قَمِيصًا ... بلونٍ قد حكى شفق الْغُرُوب)

أبو بكر الفقيه الخلال

(فثوبي والمدام ولون خدي ... قريبٌ من قريبٍ من قريب) وَمن شعر النامي يصف مَنَارَة سرَّ من رأى (سامية فِي الجوّ مثل الفرقد ... قَاعِدَة فِيهِ وَإِن لم تقعد) (يكَاد من تحويه إِن لم يبعد ... يغْرف من حَوْض الْغَمَام بِالْيَدِ) وَقَالَ ابْن بابك يهجو النامي (تقدَّم النّامي ولكنّه ... تَأَخّر فِي زيّ تَقْدِيم) (معلّم فِيهِ قويقيّة ... أغبس مبيضّ المقاديم) (قد سوّد الإثمد آماقه ... تسويد أَبْوَاب المآتيم) (إِذا اسْتَدَارَ الْكحل فِي جفْنه ... أشبه إلاّ مقلة الريم) (مَا ضرّ من لقّبه نامياً ... لَو قدّم الْيَاء على الْمِيم) وَقَالَ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الصَّقْر الْكَاتِب كَانَ أَبُو الْعَبَّاس النامي بطيء الخاطر سديد القَوْل إِذا أَرَادَ أَن يعْمل شعرًا خلا خلْوَة طَوِيلَة أَيَّامًا وليالي فَإِن نطقت فِي دَاره جَارِيَة أَو غُلَام كَاد يقْتله وَانْقطع خاطره وَإِذا أَرَادَ أَن يعْمل قصيدة جمع جَمِيع مَا للْعَرَب والمحدثين من الشّعْر على وزن تِلْكَ القصيدة وَجعله حوله وَنظر فِيهِ حَتَّى يجتلب مَعَانِيه وَكَانَت ترْتَفع لَهُ القصيدة فِي سَبْعَة أشهر أَو أَكثر وتحدث الْحَادِثَة عِنْد سيف الدولة من فتح أَو هدّية أَو قصَّة أَو عيد أَو غير ذَلِك فَيعْمل الشُّعَرَاء وينشدونه فِي الْحَال أَو بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ فَإِذا كَانَ بعد ثَلَاثَة لأشهر أَو أَرْبَعَة أَو سَبْعَة أَو أَكثر بِحَسب مَا ترْتَفع إِلَيْهِ جَاءَ واستأذنه فِي الْإِنْشَاء فيكايده سيف) الدولة وَيَقُول لَهُ فِي أيّ فتح وَأي قصَّة وَلَا يزَال بِهِ ويريه أَنه أنسي تِلْكَ الْحَال لبعدها توبيخاً إِلَى أَن يكَاد يبكي فَيَقُول نعم هَاتِهَا الْآن وربّما اغتاظ لطول الْعَهْد وَخُرُوج الزَّمَان عَن الحدّ فَلَا يَأْذَن لَهُ أصلا قَالَ وَكنت قَائِما بَين يَدي سيف الدولة وَقد ولد لَهُ ولد قبل ذَلِك بسبعة أشهر فجَاء النامي فاستأذنه فِي إنشاد تهنئة بالمولود فَقَالَ لَهُ سيف الدولة يَا أَبَا الْعَبَّاس الصبيّ قد حَان لنا أَن نسلمه إِلَى الكتّاب فَمَا زَالَ يضرع لنا إِلَى أَن أذن لَهُ فأنشده قَالَ وَقَالَ لي النامي كنت البارحة أعمل شعرًا فصقع ديك فَانْقَطع خاطري 3 - (أَبُو بكر الْفَقِيه الْخلال) أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو بكر الخلاّل الْفَقِيه

ابن قدس الأرمنتي الشافعي

حنبلي صنّف الْجَامِع وَهُوَ فِي عدَّة مجلدات وَكتاب السّنة وَكتاب الْعِلَل لِأَحْمَد ابْن حَنْبَل توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة قَالَ ابو بكر الْخَطِيب اخبرني إِبْرَاهِيم بن عمر الْبَرْمَكِي عَن عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر قَالَ سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن بشّار والخلال بِحَضْرَتِهِ فِي مَسْجده وَقد سُئِلَ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ سلوا الشَّيْخ فكأنَّ السَّائِل احبَّ جَوَاب أبي الْحسن فَقَالَ سلوا الشَّيْخ هَذَا الشيخيعني الخلالإمام فِي مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل سمعته يَقُول هَذَا مرَارًا 3 - (ابْن قدس الأرمنتي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن قدس شمس الدّين الأرمنتي الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ شَاعِرًا فَقِيها أديباً سمع من الشَّيْخ مجد الدّين وَولده الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَقَرَأَ على مجد الدّين وَتخرج عَلَيْهِ فِي الْأَدَب وَالْفِقْه وَغَيرهم وتولّى الحكم وناب فِيهِ بقوص فجَاء كتاب القَاضِي بصرفه إِلَيْهِ وَحضر درسه وأنشده لنَفسِهِ (حاشاكم أَن تقطعوا صلَة الَّذِي ... أَو تصرفوا علم المعارف أحمدا) (هُوَ مبتدا نجباء أبنا جنسه ... وَالله يأبي غير رفع المبتدا) (أغريتم الزَّمن المشتَّ بشمله ... وحذفتموه كَأَنَّهُ حرف الندا) فَأمره أَن يستمّر فِي نِيَابَة الحكم وَمن شعره (صِفَات عَليّ مهمت اضيفت إِلَى اسْمه ... غَدَتْ حللاً للفخر وَهُوَ طراز) (فَسَبَّتْهَا إِلَّا إِلَيْهِ اسْتِعَارَة ... واطلاقها إِلَّا عَلَيْهِ مجَاز) (لِابْني بنيّ تَحت حبّي لَهُ ... معنى لطيف فَوق معنى الحنوّ) ) (هُوَ الصّديق الْمَحْض أحبب بِهِ ... وَكَيف لَا وَهُوَ عدوّ العدوّ) وَمِنْه يمدح الْهمام مُوسَى السّمهودي (لقد أَصبَحت مرموسا ... إِلَى أَن زارني مُوسَى) (فأهدى الرّاح والرّوح ... فَلَا بَأْس وَلَا بوسى) (فَلَا وَالله لَا أَدْرِي ... أموسى هُوَ أم عِيسَى) توجه من قوص إِلَى أرمنت لزيارة ابْنَته فتوفى بهَا رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة

أبو العباس ولاد النحوي

3 - (أَبُو الْعَبَّاس ولاّد النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن مُحَمَّد يعرف بولاّد من أهل بَيت علم وكنيته أَبُو الْعَبَّاس توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة وَكَانَ بَصيرًا بالنحو أستاذاً فِيهِ رَحل إِلَى بغداذ من وَطنه مصر وَلَقي إِبْرَاهِيم الزّجاج وَغَيره وَكَانَ الزّجاج يقدمهُ ويفضله على أبي جَعْفَر النّحاس وَكَانَا تلميذيه وَكَانَ الزّجاج لَا يزَال يثني عَلَيْهِ عِنْد كل من يقدم بغداذ من مصر وَيَقُول لَهُم لي عنْدكُمْ تلميذ من حَاله وَصفته فَيُقَال لَهُ أَبُو جَعْفَر فَيَقُول بل أَبُو الْعَبَّاس ابْن ولاّد قَالَ وَجمع بعض مُلُوك مصر بَين ابْن ولاّد والنحاس وَأَمرهمَا بالمناظرة فَقَالَ النّحاس لِابْنِ ولاّد كَيفَ تبني مِثَال افعلوت من رميت فَقَالَ ابْن ولاّد أَقُول ارمييت فخطّأه أَبُو جَعْفَر وَقَالَ لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب افعلوت وَلَا افعليت فَقَالَ ابْن ولاّد إِنَّمَا سَأَلتنِي أَن أمثل لَك بِنَاء فَفعلت قَالَ الزبيدِيّ وَلَقَد أحسن فِي قِيَاسه حِين قلب الْوَاو يَاء وَقد كَانَ أَبُو الْحسن سعيد بن مسْعدَة الْأَخْفَش يَبْنِي من الْأَمْثِلَة مَا لَا مِثَال لَهُ فِي كَلَام الْعَرَب وَله الْمَقْصُور والممدود والانتصار لسيبوسه فِيمَا ذكره المبّرد وَقد تقدم ذكر وَالِده فِي المحمدين 3 - (ابْن الحلاوي الْموصِلِي) أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْوَفَاء ابْن الْخطاب مُحَمَّد بن الهزبر الأديب الْكَبِير شرف الدّين أَبُو الطّيب ابْن الحلاوي الرّبعي الشَّاعِر الْموصِلِي الجندي ولد سنة ثَلَاث وسِتمِائَة وَقَالَ الشّعْر الْجيد الْفَائِق ومدح الْخُلَفَاء والملوك وَكَانَ فِي خدمَة بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل روى عَنهُ الدّمياطي وَغَيره وَكَانَ من ملاح الْموصل وَفِيه لطف وظرف وَحسن عشرَة وخفة روح وَله القصائد الطنانة الَّتِي رَوَاهَا الدّمياطي عَنهُ فِي مُعْجَمه توفّي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَمِمَّا رَوَاهُ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي فِي مُعْجَمه لَهُ) (حَكَاهُ من الْغُصْن الرطيب وريقه ... وَمَا الْخمر إلاّ وجنتاه وريقه) (هِلَال وَلَكِن أفق قلبِي مَحَله ... غزال وَلَكِن سفح عَيْني عقيقه) (وأسمر يَحْكِي الأسمر اللّدن قدّه ... غَدا راشقاً قلب المحبّ رشيقه) (على خدّه جمر من الْحسن مضرم ... يشب وَلَكِن فِي فُؤَادِي حريقه) (أقرّ لَهُ من كلّ حسنٍ جليله ... وَوَافَقَهُ من كلّ معنّى دقيقه) (بديع التثني رَاح قلبِي أسيره ... على أنَّ دمعي فِي الغرام طليقه) (على سالفيه للعذار جديده ... وَفِي شَفَتَيْه للسلاف عتيقه)

(يهدّد مِنْهُ الطّرف من لَيْسَ خَصمه ... ويسكر مِنْهُ الرِّيق من لَا يذوقه) (على مثله يستحسن الصبُّ هتكه ... وَفِي حبّه يجفو الصّديق صديقه) (من التّرك لَا يصبيه وجد إِلَى الْحمى ... وَلَا ذكر بانات الغوير يشوقه) (وَلَا حلّ فِي حيٍّ تلوح قبابه ... وَلَا سَار فِي ركبٍ يساق وسيقه) (وَلَا بَات صبّاً بالفريق وَأَهله ... وَلَكِن إِلَى خاقَان يعزى فريقه) (لَهُ مبسم ينسي المدام بريقه ... ويخجل نوّار الأقاحي بريقه) (تداويت من حرّ الغرام بِبرْدِهِ ... فأضرم من حرّ الْحَرِيق رحيقه) (إِذا خَفق الرّقّ اليمانيّ موهناً ... تذكرّته فاعتاد قلبِي خفوقه) (حكى وَجهه بدر السَّمَاء فَلَو بدا ... مَعَ الْبَدْر قَالَ النَّاس هَذَا شقيقه) (رَآنِي خيالاً حِين وافى خياله ... فَأَطْرَقَ من فرط الْحيَاء طروقه) (فَأَشْبَهت مِنْهُ الخصر سقماً فقد غَدا ... يحمّلني كالخصر مَا لَا أُطِيقهُ) (فَمَا بَال قلبِي كلّ حبٍّ يهيجه ... وحتّام طرفِي كلّ حسنٍ يروقه) (فَهَذَا ليَوْم الْبَين لم تطف ناره ... وَهَذَا فَبعد الْبعد ماجفّ موقه) (وَللَّه قلبِي مَا أشدَّ عفافه ... وَإِن كَانَ طرفِي مستمراً فسوقه) (أرى النَّاس أضحوا جاهليّة ودَّه ... فَمَا باله عَن كلّ صبٍّ يعوقه) (فَمَا فَازَ إلاّ من يبيت صبوحه ... شراب ثناياه وَمِنْهَا غبوقه) وَقَالَ (أألقى من خدودك فِي جحيم ... وثغرك كالسّراط الْمُسْتَقيم) ) (وأسهدني لديك رقيم خدٍّ ... فواعجبا أأسهر بالرَّقيم) مِنْهَا (وحتّام الْبكاء بكلّ رسمٍ ... كأنَّ علّي رسماً للرّسوم) واجتمعوا فِي بعض الْأَيَّام عِنْد شخص يلقب بالشمس فَقَالُوا أطعمنَا شَيْئا فَامْتنعَ فَقَالَ أحدهم الطّامع فِي منال قرص الشَّمْس فَقَالَ ابْن الحلاوي كالطّامع فِي منال قرص الشَّمْس وأنشده بعض الأفاضل لغزاً فِي شبابه (وناطقةٍ خرساء بادٍ شحوبها ... تكنّفها عشر وعنهنَّ تخبر)

(يلذَّ إِلَى الأسماع رَجَعَ حَدِيثهَا ... إِذا جاش مِنْهَا منخر سدَّ منخر) فَأجَاب عَن ذَلِك فِي الْوَقْت (نهاني النهى والشيب عَن وصل مثلهَا ... وَكم مثلهَا فارقتها وَهِي تصفر) قلت هَذَا من البديه المخرع والبديع المعجز لِأَنَّهُ أجَاب التَّضْمِين بتضمين من بَقِيَّة الْقطعَة وَهِي من أَبْيَات الحماسة وَسُئِلَ أَن ينظم أبياتاً تكْتب على مشطٍ للْملك الْعَزِيز مُحَمَّد صَاحب حلب فَقَالَ (حللت من الْملك الْعَزِيز براحةٍ ... غَدا لثمها عِنْدِي أجلَّ الْفَرَائِض) (وأصبحت مفترَّ الثنايا لأنني ... حللت بكفٍّ بحرها غير غائض) (وَقبلت سامي كفّه بعد خدّه ... فَلم أخل فِي الْحَالين من لثم عَارض) وَقَالَ وَهُوَ مَشْهُور عَنهُ (جَاءَ غلامي فَشَكا ... أَمر كميتي وَبكى) (وَقَالَ لي لاشكّ بر ... ذونك قد تشبّكا) (قد سقته الْيَوْم فَمَا ... مَشى وَلَا تحرَّكا) (فَقلت من غيظي لَهُ ... مجاوباً لما حكى) (تُرِيدُ أَن تخدعني ... وَأَنت أصل المشتكى) (ابْن الحلاويَّ أَنا ... خلَّ الرَّياء والبكا) ) (وَلَا تخادعني ودع ... حَدِيثك المعلَّكا) (لَو انّه مسيَّر ... لما غذا مشبكا) فمذ رأى حلاوة الْأَلْفَاظ منّي ضحكا وَكتب إِلَى القَاضِي محيي الدّين ابْن الزكّي يصف خطّه (كتبت فلولا أنَّ هَذَا محرم ... وَهَذَا حَلَال قست خطّك بِالسحرِ) (فوَاللَّه مَا أَدْرِي أَزْهَر خميلةٍ ... بطرسك أم درُّ يلوح على نحر) (فَإِن كَانَ زهراً فَهُوَ صنع سحابةٍ ... وَإِن كَانَ درّاً فَهُوَ من لجّة الْبَحْر) وَقَالَ من قصيدة يمدح الْملك النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك رَحمَه الله تَعَالَى

(أَحْيَا بموعده قَتِيل وعيده ... رشأ يشوب وصاله بصدوده) (قمر يفوق على الغزالة وَجهه ... وعَلى الغزال بمقلتيه وجيده) (يَا ليته يعد الْهلَال فَإِنَّهُ ... مَا زَالَ ذَا لهجٍ بخلف وَعوده) مِنْهَا (قمر أطَاع الْحسن سنّة وَجهه ... حَتَّى كَأَن الْحسن بعض عبيده) (أَنا فِي الغرام شهيده مَا ضرَّه ... لَو أنَّ جنّة وَصله لشهيده) (يَا يُوسُف الْحسن الَّذِي أَنا فِي الْهوى ... يعقوبه بثّي إِلَى داوده) وَلما توجه بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل إِلَى الْعَجم للاجتماع بهولاكو كَانَ ابْن الحلاوي مَعَه فَمَرض فِي تبريز وَتُوفِّي فِيمَا قبل سلماس وَهُوَ فِي حُدُود السِّتين من عمره وَمن شعر ابْن الحلاوي (لحاظ عَيْنَيْك فاتنات ... جفونها الوطف فاترات) (فرّق بيني وَبَين صبري ... مِنْك ثنايا مفرّقات) (يَا حسنا صدّه قَبِيح ... فَجمع شملي بِهِ شتات) (قد كنت لي واصلاً وَلَكِن ... عداك عَن وَصلي العداة) (إِن لم يكن مِنْك لي وَفَاء ... دنت بهجرانك الْوَفَاة) (حيّات صدغيك قاتلات ... فَمَا لملسوعها حَيَاة) (والثغّر كالثغر فِي امْتنَاع ... تحميه من لحظك الرّماة) ) (يابدر تمّ لَهُ عذار ... بحسنه تمّت الصِّفَات) (منمنم الوشي فِي هَوَاهُ ... يَا طالما نمّت الوشاة) (نَبَات صدغٍ حلاّك حسنا ... والحلو فِي السكّر النَّبَات) وَمن شعره من قصيدة (فِي حدَّها رَوْضَة إِذا رعيت ... باللحظ راحت بطرفها تحمى) (بقامةٍ تلتوي وناظرها ... يدمي البرايا ووجنةٍ تدمى) (كَأَنَّمَا الرَّدف خلفهَا أجأ ... كَيفَ استقلّت بِحمْلِهِ سلمى) قلت أجأ وسلمى جبلان معروفان من جبال طَيء وَكَانَ السُّلْطَان بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل فِي أول الْحَال لَا ينادمه وَلَا يحضرهُ مَجْلِسه وَإِنَّمَا كَانَ ينشده أَيَّام المواسم والأعياد المدائح الَّتِي يعملها فِيهِ فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام رَآهُ فِي الصَّحرَاء وَهُوَ فِي رَوْضَة معشبة وَبَين يَدَيْهِ برذون لَهُ مَرِيض يرْعَى فجَاء إِلَيْهِ ووقف

عِنْده وَقَالَ مَالِي أرى هَذَا البرذون ضَعِيفا فَقَامَ وقبّل الأَرْض وَقَالَ يَا مَوْلَانَا السُّلْطَان حَاله مثل حَالي وَمَا تخلّفت عَنهُ فِي شَيْء يَدي بِيَدِهِ فِي كل رزق يرزقنا الله فَقَالَ لَهُ هَل عملت فِي برذونك هَذَا شَيْئا قَالَ نعم وأنشده بديهاً أصبح برذوني المرقع باللمصقات فِي حسرةٍ يكابدها (رأى حمير الشّعير عابرةً ... عَلَيْهِ يَوْمًا فظلّ ينشدها) (قفا قَلِيلا بهَا علّي فَلَا ... أقلَّ من نظرةٍ أزودَّها) فأعجب السُّلْطَان بديهته وَأمر لَهُ دِينَارا وَخمسين مكوكاً من الشّعير وَقَالَ لَهُ هَذِه الدَّنَانِير لَك وَالشعِير لبرذونك ثمَّ أمره بملازمة مَجْلِسه كَسَائِر الندماء وَلم يزل يترقّي عِنْده إِلَى أَن صَار لَا يصبر عَنهُ وَمن شعر ابْن الحلاوي (أرثَّ صرف الزَّمَان حَالي ... فَمَا لدهري ترى وَمَا لي) (حَتَّى كَأَنِّي لَهُ عدوٌّ ... يرشقني مِنْهُ بالنبال) (وطالما كنت وَهُوَ عنّي ... وَعَن أخلاي فِي اشْتِغَال) (وَلَو أَتَانِي لصلت فِيهِ ... أمرا ونهياً وَلَا أُبَالِي) (أَيْن زماني الَّذِي تقضّى ... وَأَيْنَ جاهي وَأَيْنَ مَالِي) ) (وَأَيْنَ خفّي وطيلساني ... وَأَيْنَ قيلي وَأَيْنَ قالي) (وَأَيْنَ عيشي وَأَيْنَ طيشي ... وَأَيْنَ حسني وَحسن حَالي) (وَنحن فِي فتيةٍ كرامٍ ... نجارهم فِي الفخار عَال) (قد جعلُوا اللَّهْو رَأس مالٍ ... فدته نَفسِي من رَأس مَال) (قد درسوا الْفسق من قديمٍ ... فكم لَهُم فِيهِ من جِدَال) من أَرغب النَّاس فِي الفقاح اللذيذة المنيك الثّقال (مخنّث عِنْدهم لنيكٍ ... أحسن من زينةٍ وَمَال) (فَمَا لَهُم قطّ من حَدِيث ... فِيهِ سوى النّيك والبدال) (فَقَائِل ناكني فلَان ... ونكته لَا لَهُ وَلَا لي) (وَقَائِل حِين طاح سكرا ... وَرَاح يحبو إِلَى البزال) (شواربي فقحتي سبالي ... مقعدتي قمّتي تعالي) (وَنحن فِي مجلسٍ بديعٍ ... جلّ عَن الْوَصْف والمثال) (جمَّع فِيهِ من كلّ شيءٍ ... فتمَّ فِي غَايَة الْكَمَال)

ابن مسكويه

(فالرَّاحُ فِي الراح والملاهي ... فِي اللَّهْو والنُّقل فِي النّقال) (وللملاهي بِهِ ضجيجٌ ... وللرّواويق والمقالي) (فالدّفُّ دف دف ددف ددف دف ... والزّمر تلّى تلل تلالي) (والجنك دن دن ددن ددن دن ... تصلحه ربّة الحجال) (خريدة رودة رداح ... سبحلةٌ عذبة الْمقَال) (تفتن بالّدلّ والتجنّي ... وَالْحسن والتّيه والدّلال) (عنّت فهام الْفُؤَاد منّي ... وجداّ إِلَى سحرها الْحَلَال) (وبيننا قهوة كتبرٍ ... رصّعها المزج باللآلي) (حَدِيدَة الطّعم عتّقتها ... ألفا فألفا يَد اللَّيَالِي) (صفراء كالنار بل ترَاهَا ... مذ شابها المَاء ذَا اشتعال) (يسْعَى بهَا شادن رَشِيق ... مهفهف القدَّ ذُو اعْتِدَال) (مورَّد الوجنتين حُلْو ... سواهُ فِي النَّاس مَا حلا لي) ) (قلت لَهُ إِذْ أَطَالَ وعدي ... ولجَّ فِي العذل والمطال) (دع التّجنّي فلست أسلو ... أَخ أَخ أَخ يَا محالي) (لما بدا وَهِي فِي يَدَيْهِ ... كَالشَّمْسِ فِي رَاحَة الْهلَال) (فطبَّ طرطبَّ فَوق رَأْسِي ... وطاق طرطاق فِي قذالي) (وتفّ تخ وسط وَجْهي ... وقاع قع قاع فِي سبالي) (وبظر أمّي ورحم أُخْتِي ... ولحيتي فِي خَرا عيالي) (ونع عمّي بِلَا امتراءٍ ... مدحرج فِي قذال خَالِي) (إِن كنت عَايَنت قطّ غصناً ... مرّت بِهِ نسمَة الشّمال) (أحسن مِنْهُ إِذا تثنّى ... تميله نشوة الدَّلال) 3 - (ابْن مسكويه) أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب أَبُو عَليّ الخازن صَاحب التجارب ابْن مسكويه مَاتَ فِيمَا ذكره يحيى بن مَنْدَه فِي تَاسِع صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة قَالَ أَبُو حَيَّان فِي كتاب الامتاع وَقد ذكر طَائِفَة من متكلمي زَمَانه ثمَّ قَالَ وَأما مسكويه ففقير بَين أَغْنِيَاء

وعيّي بَين أبيناء وَقَالَ الثعالبي فِي الذرْوَة الْعليا من الْفضل وَالْأَدب والبلاغة وَالشعر وَكَانَ فِي ريعان شبابه مُتَّصِلا بِابْن العميد مُخْتَصًّا بِهِ وَفِيه يَقُول (لَا يعجبنّك حسن الْقصر تنزله ... فَضِيلَة الشَّمْس لَيست فِي منازلها) (لَو زيدت الشَّمْس فِي أبراجها مائَة ... مَا زَاد ذَلِك شَيْئا فِي فضائلها) ثمَّ تنقلت بِهِ أَحْوَال جليلة فِي خدمَة بني بويه والاختصاص ببهاء الدولة وَعظم شَأْنه وارتفع مِقْدَاره عَن خدمَة الصاحب وَلم ير نَفسه دونه وَلم يخل من نَوَائِب الدَّهْر حَتَّى قَالَ ماهو متنازع بَينه وَبَين نفر من الْفُضَلَاء (من عذيري من حادثات الزَّمَان ... وجفاء الإخوان والخلاّن) قَالَ وَله قصيدة فِي عميد الْملك تفنّن فِيهَا وهنأه بِاتِّفَاق الْأَضْحَى والمهرجان فِي يَوْم وشكا سوء الْهَرم وبلوغه إِلَى أرذل الْعُمر (قل للعميد عميد الْملك وَالْأَدب ... اِسْعَدْ بعيديك عيد الْفرس وَالْعرب) (هَذَا يُشِير بِشرب ابْن الْغَمَام ضحى ... وَذَا يُشِير عشيّاً بِابْنِهِ الْعِنَب) ) (خلائق خيّرت فِي كلّ صاحةٍ ... فَلَو دَعَاهَا لغير الْخَيْر لم تجب) (أعدت شرخ شبابٍ لست أذكرهُ ... بعدا وزدت علّي الْعُمر من كثب) (فطاب لي هرمي والعمر يلحظني ... لحظ الْمُرِيب وَلَوْلَا أَنْت لم يطب) (فَإِن تمرس بِي خصم تعصّب لي ... وَإِن أَسَاءَ إليّ الدَّهْر أحسن بِي) (وَقد بلغت إِلَى أقْصَى مدى عمري ... وكلّ غربي واستأنست بالنوب) (إِذا تملأت من غيظٍ على زمني ... وجدتني نافخاً فِي جذوة اللهب) وَكَانَ مسكويه مجوسياً وَأسلم وَكَانَ عَارِفًا بعلوم الْأَوَائِل وَلابْن مسكويه كتاب الْفَوْز الْأَكْبَر وَكتاب الْفَوْز الْأَصْغَر وصنّف فِي التَّارِيخ كتاب تجارب الْأُمَم ابتدأه من بعد الطوفان إِلَى سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَله كتاب أنس الفريد وَهُوَ مَجْمُوع يتَضَمَّن أَخْبَارًا وأشعاراً مختارة وَحكما وأمثالاً غير مبوب وَكتاب تَرْتِيب الْعَادَات وَكتاب الْمُسْتَوْفى أشعار مختارة وَكتاب الْجَامِع وَكتاب جاوذان خرد وَكتاب السّير ذكر مَا يسيّر بِهِ الرجل نَفسه من أُمُور دُنْيَاهُ مزجه بالأثر وَالْآيَة وَالْحكمَة وَالشعر وَكَانَ ابْن العميد اتَّخذهُ خَازِنًا لكتبه وللبديع الهمذاني إِلَيْهِ رِسَالَة أجابها ابْن مسكويه وذكرهما ياقوت فِي تَرْجَمَة ابْن مسكويه فِي مُعْجم الأدباء وَلابْن مسكويه عهد وَهَذَا نَصه هَذَا مَا عَاهَدَ عَلَيْهِ أَحْمد بن مُحَمَّد وَهُوَ يَوْمئِذٍ آمن فِي سربه معافًى فِي جِسْمه عِنْده قوت يَوْمه لَا يَدْعُو إِلَى هَذِه المعاهدة ضَرُورَة نفس وَلَا بدن وَلَا يُرِيد بهَا مراءاة مَخْلُوق وَلَا استجلاب مَنْفَعَة وَلَا دفع مضرَّة عَاهَدَ على أَن يُجَاهد

أبو جعفر الطبري النحوي

نَفسه ويتفقدّ أمره فيعفّ ويشجع وَيحكم عَلامَة عفّته أَن يقتصد فِي مآرب بدنه حَتَّى لَا يحملهُ الشره على مَا يضر جِسْمه أَو يهتك مروءته وعلامة شجاعته أَن يحارب دواعي نَفسه الذميمة حَتَّى لَا تقهره شَهْوَة قبيحة وَلَا غضب فِي غير مَوْضِعه وعلامة حكمته أَن يستبصر فِي اعتقاداته حَتَّى لَا يفوتهُ بِقدر طاقته شَيْء من الْعُلُوم والمعارف الصَّالِحَة ليصلح أَولا نَفسه ويهذبها وَيحصل لَهُ من هَذِه المجاهدة ثَمَرَتهَا الَّتِي هِيَ الْعَدَالَة وَعَلِيهِ أَن يتَمَسَّك بِهَذِهِ التَّذْكِرَة ويجتهد فِي الْقيام بهَا وَالْعَمَل بموجبها وَهِي خَمْسَة عشر بَابا إِيثَار الْحق على الْبَاطِل فِي الِاعْتِقَاد والصدق على الْكَذِب فِي الْأَقْوَال وَالْخَيْر على الشَّرّ فِي الْأَفْعَال وَكَثْرَة الْجِهَاد الدَّائِم لأجل الْحَرْب الدَّائِم بَين الْمَرْء وَنَفسه والتمسك بالشريعة وَلُزُوم وظائفها وَحفظ المواعيد حَتَّى ينجزها وَأول ذَلِك مَا بيني وَبَين الله جلّ وعزّ قلَّة الثِّقَة بِالنَّاسِ بترك الاسترسال محبَّة الْجَمِيل) لِأَنَّهُ جميل لَا لغير ذَلِك الصمت فِي أَوْقَات حَرَكَة النَّفس للْكَلَام حَتَّى يستشار فِيهِ الْعقل حفظ الْحَال الَّتِي تحصل فِي شَيْء حَتَّى تصير ملكة وَلَا تفْسد بالاسترسال الْإِقْدَام على كل مَا كَانَ صَوَابا الإشفاق على الزَّمَان الَّذِي هُوَ الْعُمر ليستعمل فِي المهم دون غَيره ترك الْخَوْف من الْمَوْت والفقر ليعْمَل مَا يَنْبَغِي وَترك التواني ترك الاكتراث لأهل الشَّرّ والحسد لِئَلَّا يشْتَغل بمقابلتهم وَترك الانفعال لَهُم وَحسن احْتِمَال الْغنى ة الْفقر والكرامة والهون لجِهَة وَجهه ذكر الْمَرَض وَقت الصِّحَّة والهم وَقت السرُور والرضى عِنْد الْغَضَب ليقلّ الطغى وَالْبَغي قُوَّة الأمل وَحسن الرَّجَاء والثقة بِاللَّه عز وَجل وَصرف جَمِيع البال إِلَيْهِ وَهَذَا ابْن مسكويه مَعْدُود فِي فلاسفة الْإِسْلَام 3 - (أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ النَّحْوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن يزْدَاد بن رسم أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ الطَّبَرِيّ سكن بغداذ قَالَ الْخَطِيب وحدّث بهَا عَن نصر بن يُوسُف وهَاشِم بن عبد الْعَزِيز صَاحِبي عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي وَله من الْكتب كتاب غَرِيب الْقُرْآن كتاب الْمَقْصُور والممدود كتاب الْمُذكر والمؤنث كتاب صُورَة الْهَمْز كتاب التصريف كتاب النَّحْو وَكَانَ مؤدباً فِي دَار الْوَزير ابْن الْفُرَات وَكَانَ لايوصل إِلَيْهِ إلاّ بالشفاعات والحيل وَكَانَ بَصيرًا بالنحو حاذقاً فِيهِ أَخذ الْقِرَاءَة عَن نصير ابْن يُوسُف أبي الْمُنْذر النَّحْوِيّ

الوزير اليزيدي

3 - (الْوَزير اليزيدي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق أَبُو عبد الله اليزيدي من أهل الْبَصْرَة كَانَ من ذَوي الْيَسَار مَعَ قُوَّة نفس وتهور وإقدام ولي الوزارة للراضي بِاللَّه وَهُوَ بواسط وَخَلفه بالحضرة أَبُو بكر عبد الله بن عَليّ الْبَصْرِيّ ثمّ عزل وَكَانَت مُدَّة وزارته سنة وَاحِدَة وَأَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا ثمَّ ولي الوزارة للمتقي لله فَأَقَامَ بالحضرة مشوّشاً عَلَيْهِ أمره ثمَّ اخْتلف عَلَيْهِ الْجند وحاربوه وكسروه فانحدر مُنْهَزِمًا إِلَى وَاسِط وَكَانَت مُدَّة هَذِه الوزارة أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا ثمَّ ولي الوزارة للمتقي مرّة ثَانِيَة وَهُوَ بواسط ونفذت إِلَيْهِ الْخلْع واستخلف لَهُ بالحضرة أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن يحيى بن شيرزاد ثمَّ عزل وَكَانَت مُدَّة وزارته خَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا ثمَّ إِنَّه جمع العساكر واستنجد بعماد الدولة أبي الْحسن عَليّ بن بويه الديلمي على التغلب على أَعمال خوزستان وَالْبَصْرَة وَلما بلغ بِهِ مَا أَرَادَ فَارقه وَجَرت لَهُ أُمُور وحروب ووقائع يطول) شرحها وَبعد هَذَا كُله مَاتَ حتف أَنفه قَالَ ابْن عبدون الطّيب قلت لأبي عبد الله اليزيدي وَقد لحقته حمّى خلّط وَاسْتعْمل الْقَيْء فَقَالَ أَي شَيْء أفعل فِي التَّخْلِيط أَكثر مماّ فعلت جلبت الزنج وجمعت التّرْك وأحضرت الديلم ورميت فريقاً بفريق وَضربت جانباً بِجَانِب فَهَل بعد ذَلِك تَخْلِيط وَضحك وَلأبي عبد الله زنجي الْكَاتِب فِي بني اليزيدي (رَأَيْت الدّهر يرفع كلّ وغد ... وَلم يَك فِي الْحساب بَنو اليزيدي) (قرود بالفعال وَلَيْسَ روح ... تخفّ لَهُم كأرواح القرود) (وَلَو دفنُوا مَعَ الْأَمْوَات حولا ... لما بلّوا الثرى بندى صديد) وَتُوفِّي الْوَزير فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 3 - (ابْن بكروس الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن أَحْمد بن بكروس أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي بكر ابْن أبي العزّ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ البغداذي قرا بالروايات على مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المزرفي والبارع أبي عبد الله ابْن الدبّاس وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْفِقْه على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الفّراء وَأبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد الدينَوَرِي وحصّل مِنْهُ طرفا صَالحا وَسمع الحَدِيث الْكثير من الشريف الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَأبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُهْتَدي وَهبة الله ابْن مُحَمَّد بن الْحصين وَغَيرهم وحدّث بالسير وَكَانَ كثير الصَّوْم وَالصَّلَاة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة وَأورد لَهُ صَاحب الْمرْآة بَعْدَمَا قَالَ وزوجه جدّي سِتّ الْعلمَاء أكبر بَنَاته

أبو عبيد الهروي

(أحبابنا لَا سلمت من الرّدى ... يَمِين من يخون فِي الْيَمين) (بَكَيْت دمعاً ودماً لبينهم ... وقرحت من أدمعي جفوني) (مذ رحلوا أحباب قلبِي سحرًا ... فالشوق والتذكار أودعوني) (فيا غراب بَينهم لَا سترت ... فراخك الأوراق فِي الغصون) (لَئِن حَلَفت أنّ عيشي بعدهمْ ... صافٍ لقد حنثت فِي يَمِيني) (فَكيف أَشْكُو وَالْوَفَاء مذهبي ... أم كَيفَ أنسى والوداد ديني) (قَالُوا وَقد ودّعتهم وأدمعي ... تجْرِي وَخَوف الْبَين يَعْتَرِينِي) (الصَّبْر أَحْرَى فاصطبر إِن لعبت ... أَيدي النّوى بقلبك المحزون) ) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أبي عبيد أَبُو عبيد الْعَبْدي الْمُؤَدب الْهَرَوِيّ الفاشاني بِالْفَاءِ صَاحب كتاب الغريبين قَالَ ابْن خلّكان هَذَا هُوَ الْمَنْقُول فِي نسبه وَرَأَيْت على ظهر كتاب الغريبين أَنه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَالله أعلم قلت وَكَذَا أثْبته ياقوت فِي مُعْجم الأدباء كَانَ من الْعلمَاء الأكابر وَمَا قصّر فِي كِتَابَة الْمَذْكُور كَانَ يصحب أَبَا مَنْصُور الْأَزْهَرِي وَيُقَال إِنَّه كَانَ يحب البذة ويتناول فِي الْخلْوَة ويعاشر أهل الْأَدَب فِي مجَالِس اللَّذَّة والطرب عَفا الله عَنَّا وَعنهُ وَأَشَارَ الباخرزي فِي تَرْجَمَة بعض أدباء خُرَاسَان إِلَى ذَلِك ذكره ابْن الصّلاح فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة واشتغل على الْخطابِيّ أَيْضا وَله كتاب وُلَاة هراة وَكتابه فِي الغريبين جيد إِلَى الْغَايَة وَرَوَاهُ عَنهُ أَبُو عَمْرو عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المليحي وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الأردستاني وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَخُو الْغَزالِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الطوسي الْغَزالِيّ مجد الدّين أَخُو حجَّة الْإِسْلَام أبي حَامِد الْغَزالِيّ كَانَ واعظاً مليح الْوَعْظ حسن المنظر صَاحب كرامات وإرشارات وَكَانَ من الْفُقَهَاء خلا أَنه مَال إِلَى الْوَعْظ فغلب عَلَيْهِ ودرَّس بالنظامية عَن أَخِيه لما ترك التدريس وَاخْتصرَ كتاب الْإِحْيَاء فِي مجلّدة وَسَماهُ لباب الْإِحْيَاء وَله الذَّخِيرَة فِي علم البصيرة طَاف الْبِلَاد وخدم الصُّوفِيَّة بِنَفسِهِ وَكَانَ يمِيل للانقطاع وَالْعُزْلَة ولّما قَرَأَ الْمُقْرِئ فِي

بعض مجَالِس وعظه قَوْله تَعَالَى يَا عبَادي الّذين أَسْرفُوا على أنفسهم قَالَ شرفهم بياء الْإِضَافَة إِلَى نَفسه بقوله يَا عبَادي ثمَّ أنْشد (وَهَان علّي اللّوم فِي جنب حبّها ... وَقَول الأعادي إِنَّه لخليع) (أَصمّ إِذا نوديت باسمي وإنّني ... إِذا قيل لي يَا عَبدهَا لسميع) قَالَ ابْن خلكان يشبه قَول الْقَائِل (لَا تدعني إلاّ بيا عَبدهَا ... لِأَنَّهُ أشرف أسمائي) وَلما ذكر آدم وَأَنه وهب لِابْنِهِ دَاوُد عمرا ثمّ جَحده قَالَ جَاءَهُ ملك الْمَوْت فتمنّع وكأنَّ لِسَان الْحَال خَاطب الرّوح أَنْت الَّتِي نحت على نَفسك لّما أمرت بِالدُّخُولِ فِي هَذَا الْجَسَد وَقلت بَيت) مظلم مستقذرٌ فَمَا الَّذِي يصعب عَلَيْك من الْخُرُوج عَنهُ فَكَأَنَّهَا أجابت بِلِسَان الْحَال (نزلنَا كارهين لَهَا فلمّا ... ألفناها خرجنَا مكرهينا) (وَمَا حبُّ الديار بِنَا وَلَكِن ... أَمر الْعَيْش فرقة من هوينا) وَسُئِلَ عَن قَوْله تَعَالَى فِي قَول الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى قَالَ أولم تؤمن قَالَ بلَى وَلَكِن ليطمئنَّ قلبِي وَقَول عَليّ رَضِي الله عَنهُ لَو كشف الغطاء مَا ازددت يَقِينا فَقَالَ الْيَقِين يتَصَوَّر عَلَيْهِ الْجُحُود والطمأنينة لَا يتَصَوَّر عَلَيْهَا الْجُحُود قَالَ الله تَعَالَى وجحدوا بهَا واستيقنتها أنفسهم وَسُئِلَ عَن آدم وإبليس فَقَالَ لم يدر ذَلِك الْمِسْكِين أَن أظافر الْقَضَاء إِذا حكّت أدمت وقسي الْقدر إِذا رمت أصمت وَأنْشد (وَكنت وليلى فِي صعودٍ من الْهوى ... فلّما توافينا ثبتّ وزلّت) وَجَاء فِي كَلَامه من كَانَ فِي الله تلفه كَانَ علّي خَلفه وَقَالَ قيل إِن بعض العشاق كَانَ مشغوفاً بجميل وَكَانَ ذَلِك الْجَمِيل مُوَافقا لَهُ فاتفق أَنه جَاءَهُ يَوْمًا بكرَة وَقَالَ لَهُ أنظر إِلَى وَجْهي فَأَنا الْيَوْم أحسن من كلّ يَوْم فَقَالَ لَهُ وَكَيف ذَلِك فَقَالَ نظرت فِي الْمرْآة فَرَأَيْت وَجْهي فاستحسنته فَأَرَدْت أَن تنظر إِلَيْهِ فَقَالَ بعد أَن نظرت إِلَى وَجهك قبلي لَا تصلح لي وَمن شعره (أَتَانِي الحبيب بِلَا موعدٍ ... فأخلق خلق الورى بِالْكَرمِ) (أعَاد الْوِصَال وعادى الْفِرَاق ... فحقَّ التَّلاف وَزَالَ التهم) (فَمَا زلت أرتع روض المنى ... كَمَا كنت أَقرع سنّ النَّدَم) وَمِنْه (أَنا صبٌّ مستهام ... وهموم لي عِظَام)

أبو نصر الأقطع الحنفي

(طَال ليلِي دون صحبي ... سهرت عَيْني وناموا) (أرقت عَيْني لبرقٍ ... فشربناها وصاموا) (بِي غليل وعليل ... وغريم وغرام) (ففؤادي لحبيبي ... وَدمِي لَيْسَ حرَام) (ثمّ عرضي لعذولي ... أمّة الْعِشْق كرام) قَالَ محب الدّين ابْن النجار أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مَحْمُود الشذباني بهراة قَالَ سَمِعت أَبَا سعد) ابْن السَّمْعَانِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن هبة الله بن يُوسُف الصُّوفِي يَقُول خرج أَحْمد الغزال المحّول وحرجنا مَعَه فَرَكبْنَا إِلَى الْبَسَاتِين والنواعير الَّتِي على الْفُرَات فَوقف عِنْد ناعورة تئنُّ أَنِين المصابة فطاب وقته وَأخذ الطيلسان من رَأسه ورماه على الناعورة وأدارها المَاء وَصَارَ نتفةً نتفةً انْتهى وعظ فِي دَار السُّلْطَان مَحْمُود فَأعْطَاهُ ألف دِينَار فَلَمَّا خرج رأى فرس الْوَزير فَرَكبهُ فَقَالَ دَعوه وَلَا يُعَاد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد رمي بأَشْيَاء صدرت مِنْهُ تخَالف الطَّرِيق قَالَ ابْن طَاهِر كَانَ لايرجع إِلَى دينٍ وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي كَانَ آيَة فِي الْكَذِب وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ يتعصب لإبليس وشاع أَنه يَقُول بِالشَّاهِدِ وَينظر إِلَى المرد ويجالسهم وَكَانَ لَهُ مَمْلُوك تركي وَقَالَ السَّمْعَانِيّ كَانَ مليح الْوَعْظ حُلْو الْكَلَام حسن المنظر قَادِرًا على التَّصَرُّف توفّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو نصر الأقطع الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو نصر الأقطع الْفَقِيه الْحَنَفِيّ البغداذي درس الْفِقْه على أبي الْحُسَيْن ابْن الْقَدُورِيّ حَتَّى برع فِيهِ وأتقن الْحساب وَمَال إِلَى حدثٍ فظهرت سَرقه على الْحَدث فاتهم بِأَنَّهُ شَاركهُ فِيهَا فَقطعت يَده الْيُسْرَى وَخرج من بغداذ إِلَى الأهواز وَأقَام برام هُرْمُز وَشرح مُخْتَصر الْقَدُورِيّ شرحاً حسنا وَكَانَ يدرس هُنَاكَ إِلَى أَن توفّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن سميكة الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن يحيى بن عبد الْجَبَّار بن سميكة الشَّافِعِي أَبُو نصر ابْن طَالب البغداذي من أَوْلَاد المحدّثين كَانَ أحد وكلاء الْمُقْتَدِي على الطَّعَام سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وحدّث باليسير توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (القَاضِي أَبُو مَنْصُور الصّباغ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الصّباغ أَبُو مَنْصُور الْفَقِيه درس الْفِقْه على عَمه أبي نصر عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد وعَلى القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَكَانَ يَنُوب عَن القَاضِي أبي مُحَمَّد الدَّامغَانِي بِربع الكرخ وَولي الْحِسْبَة بالجانب

ابن النقيب البغداذي

الغربي وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا للْمَذْهَب فَاضلا متدّيناً يَصُوم الدَّهْر وَيكثر الصَّلَاة سمع الحَدِيث من القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَمُحَمّد بن أَحْمد الآبنوسي وَأبي يعلى مُحَمَّد بن الفرّاء وَأحمد بن) مُحَمَّد بن ساوش وَأحمد بن مُحَمَّد بن النقور وَعلي بن أَحْمد البشري وَغَيرهم وَسمع بأصبهان سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وغانم بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد وَالْحسن بن أَحْمد الْحداد وَسمع مِنْهُ الحافظان أَحْمد بن ثَابت الطرقي وَأَبُو نصر الْحسن بن مُحَمَّد اليونارتي بأصبهان وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي وروى عَنهُ من أهل بغداذ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْحسن ابْن الخلّ الْفَقِيه وَله مصنفات ومجموعات حَسَنَة وَكَانَ خطه رديئاً توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن النَّقِيب البغداذي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النَّقِيب الشهرستاني أَبُو الْعَبَّاس ولد بتكريت وَنَشَأ بهَا وَقدم بغداذ وتفقه بهَا على الْمَذْهَب الشَّافِعِي وَقَرَأَ النَّحْو واللغة على أبي مَنْصُور ابْن الجواليقي وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وحدّث ذكر كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سعيد الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فتيا فَقِيه الْعَرَب لِابْنِ فَارس سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَولي الْحِسْبَة ببغداذ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَحسنت سيرته وَكَانَ أديباً فَاضلا لَهُ نظم جيد ومصنفات وَمن نظمه قَوْله (يَا من لَهُ الدّنيا مَعَ الْآخِرَه ... لم أجد شخصا أَمينا) (وانتهت حَالي إِلَى أَن ... صرت للبيت خدينا) (أمدح الْوحدَة حينا ... وأذمّ الْجمع حينا) (إنّما السّالم من لم ... يتّخذ خلقا قرينا) 3 - (أَبُو الْعَبَّاس السَّرخسِيّ الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السَّرخسِيّ الوزيري أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي بكر الْفَقِيه الْحَنَفِيّ البغداذي كَانَ يخْدم لقَاضِي الْقُضَاة أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الزَّيْنَبِي سمع الشريفين أَبَا نصرٍ مُحَمَّدًا وَأَبا الفوارس طراداً ابْني مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَأَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس العباسي الحويزي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو الْعَبَّاس العباسي من أهل الحويزة من خوزستان قدم بغداذ وتفقه بالنظاميه وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأدب ونقول واختص بالديوان ورتّب نَاظرا فِي الْأَعْمَال وعلت مَنْزِلَته وظلم النَّاس وتعدّى وارتكب العظائم

وَكَانَ مَعَ ذَلِك عابداً قَانِتًا متهجّداً) كثير الْبكاء والخشوع والأوراد وَرُبمَا أَتَاهُ الأعوان فَقَالُوا إنّ فلَانا ضَرَبْنَاهُ ضربا عَظِيما وَلم يحمل شَيْئا وَهُوَ عَاجز فيبكي وَيَقُول ياسبحان الله قطعْتُمْ علّي وردي واصلو عَلَيْهِ الضَّرْب ثمَّ يعود إِلَى ورده وَلَا يخون فِي مَال الدولة حَتَّى فِي الشَّيْء الْيَسِير هجم عَلَيْهِ الْحمام ثَلَاثَة من الشراة فقطّعوه بِالسَّيْفِ وَمن شَره (إِن أعر من طلّ وَمن تهتان ... فلأنّني فَوق السَّحَاب مَكَاني) (ألفت مزاحمة الْكَوَاكِب همّتي ... فبليلها بدد من الشّهبان) (سدك التغرّب بِي فَقلت لصاحبي ... إنّ العلى تقصى عَن الأوطان) (أوما ترى الْبيض المؤلّلة الظّبي ... ينكسن مهما دمن الأجفان) وَمِنْه قَوْله من قصيدة مدح بهَا الْوَزير أَبَا عَليّ ابْن صَدَقَة (أَحْبَبْت ريّا طامعاً فِي ريّها ... فكرعت مِنْهَا فِي رياض هيام) (قد جرت إِذْ قسّمت مِنْك حظوظنا ... أعزز بِهَذَا الجائر القسّام) (كلّ يُنَازعنِي دعاوي ودّكم ... فعلام أفرد فِي ضنىً وغرام) (نسبوا بكم ونسبت إلآّ أَنكُمْ ... سويتم المنطيق بالتمتام) (وخلطتم سور الْكتاب بِبَعْضِهَا ... فجعلتم الشُّعَرَاء فِي الْأَنْعَام) مِنْهَا (خير الْأَنَام يسوس خير وزارةٍ ... فِي خير أَيَّام لخير إِمَام) (يابحر أفسدت العفاة على الورى ... هَيْهَات أَن يرْضوا بصوب غمام) (شاموا بِوَجْهِك غير برقٍ خلّبٍ ... واستمطروا بيديك غير جهام) (لَا افترّ مِنْك الدست عَن عدمٍ وَلَا ... شابت لديك ذوائب الأقلام) وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة مدائح فِي عَمه الْعَزِيز مِنْهَا قَوْله (الصبُّ مغلوب على آرائه ... فهبوه معشر عاذليه لدائه) (وَمَتى يرجّي اللائمون سلوّه ... باللوم وَهُوَ يزِيد فِي إغرائه) (والعذل كالنّفس الضَّعِيف بعثته ... يطفي الضرام فجدّ فِي إذكائه) (مَا كنت أبخل بالفؤاد على لظًى ... لَوْلَا حبيب حلّ فِي حوبائه) (وَلَقَد سكنت إِلَى مصاحبة الضنّى ... لما حمدت إِلَيْهِ حسن وفائه) ) (وسلبت من ظمأ المطامع نُطْفَة ... فِي الْوَجْه قد حبست على إروائه) (أَيْن الْخَلِيل فَمَا أرى إلاّ الَّذِي ... إِن برّ أعقب برّه بجفائه) (ولربّ خلٍّ كَانَ قبل بُلُوغه ... أقْصَى العلى حدباً على خلطائه)

ابن الدباس

(وكذلكم قرص الغزالة كلّما ... يَعْلُو يكفُّ علاهُ من أفيائه) (إنّي يهشّمني أذلّ عشيرتي ... وكذاك روض الحيّ أَكلَة شائه) (فضل الَّذِي يجني علّي وربّما ... ضحك الْفَتى أفْضى إِلَى إبكائه) (ولربّ ذِي قدرٍ يفاق بخاملٍ ... كالبحر يعلى مَاؤُهُ بغثائه) (أَنا للعلى كالزَّند إِن مارسته ... بدرت إِلَيْك النّار من أنحائه) (دلّ الجهول على أذاي تحمّلي ... كَالْمَاءِ دلّ على القذى بصفائه) (والحلم ينفع ربّه لكنّه ... إِن زَاد حدّاً زَاد قي إيذائه) (كالنور يهدي الطّرف معتضد السنا ... وَمَتى يزدْ ينْهض إِلَى إعشائه) (ياخلّتي عطفا علّي فإنني ... ممّن يفدّي داءه بشفائه) (وَلَقَد عرفت بكم كَمَا عرف السّهى ... ببنات نعشٍ فِي نقاب خفائه) (إنّي أضرَّ بِي الزّمان وريبه ... بِأبي فتّى يعدي على ضرّائه) (فعلت نوائبه بحرّ تجلّدي ... فعل الْعَزِيز لَدَى الندى بثرائه) قلت شعر جيد وأمثال صَحِيحَة التخيل وَكَانَ الحويزيّ من نهر يُقَال لَهُ نهر الْعَبَّاس فَلذَلِك سمي العباسي وَلابْن الْفضل فِيهِ (أمّا الحويزيّ الدعُّي فإنّه ... نذل يشوب رقاعةً بتكبّر) (يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَهُوَ بصورةٍ ... حكمت عَلَيْهِ وأسجلت بمعمّر) (فِي كفّ وَالِده وَفِي أَظْفَاره ... آثَار نيلٍ لَا تزَال وعصفر) (وَإِذا رأى الفرجيل رعّد خيفةً ... ذِي الهاشمّية أَصْلهَا من خَيْبَر) (نسب إِلَى الْعَبَّاس لَيْسَ شبيهه ... فِي الضعْف غير الباقلاء الْأَخْضَر) وَلما أخرج الحويزي ليدفن ضرب النَّاس تابوته بالآجرّ وَلَو لم يكن الأستاذدرا مَعَه أحرق تابوته 3 - (ابْن الدباس) ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبيد الله ابْن الْوَزير الْقَاسِم ابْن الْوَزير عبيد الله ابْن الْوَزير سُلَيْمَان بن وهب بن سعيد أَبُو المحاسن ابْن أبي نصر الْمَعْرُوف بِابْن الدّباس من أَرْبَاب الْبيُوت الْكِبَار كَانَ أديباً فَاضلا يَقُول الشّعْر قعد بِهِ الزَّمَان حَتَّى صَار يورّق للنَّاس بِالْأُجْرَةِ سمع النَّقِيب أَبَا الفوارس طرّاداً الزَّيْنَبِي وَابْن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد النّعالي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (وَمَا نفس إلاّ ينَال حشاشتي ... تردّده لَا يستبين حَسِيسهَا)

أبو العباس ابن الفراء الحنبلي

(بأرواح من تذكارها بعد هجعةً ... وَقد أدنت الإحلام مني أنيسها) (تحثّ جيوش الْفِكر فِي الصَّدْر تقتفي ... لميّة آثاراً بقلبي طروسها) (فَلَا تنسني يَا ربّ مَا عِشْت ذكرهَا ... إِلَى أَن تدير الدائرات كؤوسها) 3 - (أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْفراء الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن خلف الْفراء الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي حَازِم ابْن القَاضِي أبي يعلى البغداذي من بَيت الْقَضَاء وَالْعَدَالَة وَالْعلم وَالرِّوَايَة وتقدّم ذكر جمَاعَة من بَيته سمع فِي صباه سعيد بن أَحْمد بن البنّاء وَمُحَمّد بن عبيد الزَّاغُونِيّ وَأَبا الْوَقْت عبد الأول السَّجزي وَسمع بِنَفسِهِ من جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة 3 - (تَاج الدّين ابْن المغيزل الْحَمَوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْعَبْدي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن المغيزل ولد سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَسمع ابْن رَوَاحَة وَمَات بحماة وَكَانَ فَقِيها مفتياً مدرّساً ولي مشيخة الشُّيُوخ بحماة ودّرس بالعصرونية وَدخل بغداذ وناظر بهَا وَأكْرم مورده وَكَانَ فِيهِ ديانَة وَعبادَة وَخير ومهابة وورع ترك المناصب لأولاده واشتغل بِنَفسِهِ وَأَوْلَاده زين الدّين وفخر الدّين وناصر الدّين توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (زين الدّين ابْن المغيزل) أَحْمد بن مُحَمَّد ين مُحَمَّد بن زين الدّين ابْن المغيزل الْحَمَوِيّ الْخَطِيب أَبُو عبد الله ابْن الشَّيْخ تَاج الدّين خطيب الْجَامِع الْأَسْفَل سمع من شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين عبد الْعَزِيز وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة) 3 - (ابْن مَيْمُون الْمَالِكِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُبَيْدَة الْأمَوِي الطليطلي يعرف بِابْن مَيْمُون صَاحب أبي إِسْحَاق ابْن شنظبر وَنَظِيره فِي الْجمع والإكثار والملازمة مَعًا وهما الصاحبان كَانَ حَافِظًا لرأي مَالك دَقِيق الذِّهْن فِي جَمِيع الْعُلُوم مَحْمُودًا محبوباً مَعَ الزّهْد وَالْفضل وَكتبه وَكتب صَاحبه بطليطلة أصحّ الْكتب توفّي سنة أَرْبَعمِائَة 3 - (شهَاب الدّين ابْن البغداذي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ ين الننبنونين مشددتينشهاب الدّين ابْن محيي الدّين البغداذي هُوَ وَالِد محيي الدّين الكحّال ابْن البغداذي من شعره أنشدنيه الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس (قد رَأينَا الذّهاب لَا شكّ فِيهِ ... فَعَن الْعود بعده خبَّراني) أتعاد الْأَرْوَاح لَا الْجِسْم أم بِالْعَكْسِ أم لَا رُجُوع أم يرجعان 3 - (ابْن خَوْلَة الغرناطي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن أَبُو جَعْفَر الّسَلمي الغرناطي القصري الْمَعْرُوف بِابْن خَوْلَة رَحل وَسمع بالعراق وَفَارِس وكرمان وَدخل

أبو ذر الباغندي

الْهِنْد وبخارى وَسكن هراة وَأقَام بهَا إِلَى أَن دَخلهَا التتار بِالسَّيْفِ فاستشهد وَكَانَ شَاعِرًا امتدح الْمُلُوك ونال الدُّنْيَا وَسمع الْكثير ورافق الحفّاظ وَتُوفِّي سنة ثَمَانِي عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره قَوْله 3 - (أَبُو ذَر الباغندي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حريّ أَبُو ذّر الباغندي توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (جمال الدّين ابْن القلانسي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي وَكيل بَيت المَال وقاضي الْعَسْكَر ومدّرس الأمينية والظاهرية وَكَاتب توقيع فِي الدست كَانَ صَدرا نبيلاً مليح الشكل روى عَن ابْن البُخَارِيّ وَبنت مكي وَأذن لجَماعَة فِي الْإِفْتَاء عَاشَ نيفاً وَسِتِّينَ سنة وَهُوَ أحد الْأُخوة وَسَيَأْتِي ذكر أَخَوَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وبلغتنا وَفَاته وَنحن على حمص صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام فِي الصَّيْد فَكتب بوظائفه لِأَخِيهِ) القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن القلانسي وكتبت من حمص لِابْنِهِ القَاضِي أَمِين الدّين الموقَّع أعزّيه فِي وَالِده رَحمَه الله تَعَالَى بنظم ونثر وأوّل القصيدة (أيُّ خطبٍ أصمى الحشا بنباله ... حِين رَاع الْوُجُود فقد جماله) (يَا لدمع الْغَمَام ينهلُّ حزنا ... ولنوح الْحمام من فَوق ضاله) (أسعداني فإنّ خطبي جليل ... وَأَعْيُنًا من لم تَكُونَا بِحَالهِ) مِنْهَا كَيفَ لايظلم الْوُجُود لمن كَانَ الثريّا مَعْدُودَة فِي نعاله (وَإِذا مَا النسيم أهْدى عبيراً ... فتَش الطّيب تلقه من خلاله) (وَإِذا مَا احتبى بِمَجْلِس حفلٍ ... أطرق الْقَوْم هَيْبَة من جَلَاله) يَا جمالاً مضى فأورث وَجه الدَّهْر قبحاً لّما ارتضى بزواله (ولعمري مَا غَابَ لَيْث تقضّى ... وَحمى غابه بقا أشباله) (أيّ شبلٍ أبقيت إِذْ سرت عنّا ... صبره للخطوب من أحماله) (وَهُوَ عِنْد الْمُلُوك خير أمينٍ ... قد سما فِي الورى بفقد مِثَاله)

كمال الدين ابن الشيرازي الشافعي

(وَإِذا أتحف الأعادي بدرجٍ ... كَانَ قطع الْأَعْمَار فِي أوصاله) أَيهَا الْفَاضِل الْمُهَذّب لَا تجزع لذاك الْخَلِيل عِنْد انْتِقَاله (كلُّنا فِي الْمُصَاب رهن التأسي ... بِالنَّبِيِّ الْكَرِيم والغرَّ آله) 3 - (كَمَال الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي كَمَال الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الصَّدْر الْكَبِير عماد الدّين ابْن القَاضِي الْكَبِير شمس الدّين أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة سبعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بالشيخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَالشَّيْخ زين الدّين الفارقي وَأخذ الْأُصُول عَن الشَّيْخ صفي الدّين الْهِنْدِيّ وَسمع من الْفَخر علّي ووالده وَغَيرهمَا وَحفظ كتاب الْمُزنِيّ وتميز وبرع ودرّس بالباذرائية فِي وَقت وبالشامية الْكُبْرَى ثمَّ اسْتمرّ يدرّس بالناصرية مُدَّة وَذكر لقَضَاء الشَّام وَكَانَ خيّراً متواضعاً حميد النشأة خَبِيرا بالأمور أثنى عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَابْن الحريري وَقَالا يصلح للْقَضَاء وَكَانَ بديع الْخط وَفِيه سُكُون وحياء حاققه مرّة ابْن جملَة بِحَضْرَة) الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَأَرَادَ مناظرته فتألم لذَلِك وَترك السَّعْي فِي الشامية وَلما مَاتَ دفن بتربتهم 3 - (الخوافي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مظفر الخوافي الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ أنظر أهل زَمَانه تفقه على إِمَام الْحَرَمَيْنِ الْجُوَيْنِيّ وَصَارَ أوجه تلامذته وَولي الْقَضَاء بطوس وَكَانَ مَشْهُورا بِحسن المناظرة وإفحام الْخُصُوم وَهُوَ رَفِيق أبي حَامِد الْغَزالِيّ فِي الِاشْتِغَال ورزق الْغَزالِيّ السَّعَادَة فِي التصانيف ورزق الخوافي السَّعَادَة فِي مناظراته وَتُوفِّي سنة خَمْسمِائَة 3 - (نَاصِر الدّين ابْن المنّير) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن الْقَاسِم بن مُخْتَار القَاضِي نَاصِر الدّين ابْن الْمُنِير الجذامي الجروي الإسْكَنْدراني قَاضِي الاسكندرية وعالمها وأخو زين الدّين عَليّ ولد سنة عشْرين وسِتمِائَة كَانَ مَعَ علومه لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْأَدَب وفنونه وَله مصنفات مفيدة وَتَفْسِير نَفِيس وَهُوَ سبط الصاحب نجيب الدّين أَحْمد بن فَارس فالشيخ كَمَال الدّين بن

فَارس شيخ الْقُرَّاء خَاله وَقد سمع الحَدِيث من أَبِيه وَمن يُوسُف ابْن المخيلي وَابْن رواج وَغَيرهم وَكَانَ لَا يناظر تَعْظِيمًا لفضيلته بل تورد الأسولة بَين يَدَيْهِ ثمَّ يسمع مَا يُجيب فِيهَا وَله تأليف على تراجم صَحِيح البُخَارِيّ وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة وخطابتها مرَّتَيْنِ ودرّس بعدة مدارس وَقيل إِن الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام كَانَ يَقُول ديار مصر تفتخر برجلَيْن فِي طرفيها ابْن الْمُنِير بالإسكندرية وَابْن دَقِيق الْعِيد بقوص وكنيته أَبُو الْعَبَّاس ابْن الإِمَام الْعدْل وجيه الدّين أبي الْمَعَالِي ابْن أبي عَليّ وَله ديوَان حطب وَتَفْسِير حَدِيث الْإِسْرَاء فِي مُجَلد على طَريقَة الْمُتَكَلِّمين لَا على طَريقَة السّلف وَتُوفِّي فِي مستهل ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بالثغر وَكتب إِلَى الفائزي يسْأَله رفع التصقيع عَن الثغر (إِذا اعتلَّ الزَّمَان فمنك يَرْجُو ... بَنو الأيّام عَاقِبَة الشّفاء) (وَإِن ينزل بِسَاحَتِهِمْ قَضَاء ... فَأَنت اللطف فِي ذَاك الْقَضَاء) وَقَالَ فِي من نازعه الحكم (قل لمن يَبْتَغِي المناصب بالجه ... ل تنحّى عَنْهَا لمن هُوَ أعلم) (إِن تكن فِي ربيع ولّيت يَوْمًا ... فَعَلَيْك الْقَضَاء أَمْسَى محرّم) ) وَكتب إِلَى قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلّكان لَيْسَ شمس الضُّحَى كأوصاف شمس الدّين قَاضِي الْقُضَاة حاشاً وكلاّ تِلْكَ مهما علت محلا ثنت ظلاً وَهَذَا وَمهما علا زَاد ظلاّ وَفِي نَاصِر الدّين ابْن الْمُنِير يَقُول أَبُو الْحُسَيْن الجزّار (قد اعْتبرت البرايا ... فتوّةً وفتاوي) (فَمنهمْ من يُسَاوِي ... شَيْئا وَمن لَا يُسَاوِي) (هم كالدارهم فِيهَا ... محَاسِن ومساوي) (من لم يكن ناصرياً ... فَإِنَّهُ عكّاوي) وَقَالَ ابْن الْمُنِير يمدح الفائزي ويسأله أَن يستنيبه عَنهُ فِي الْخمس بالثغر (أَلا أيّها الْبَدْر الْمُنِير وإنّني ... لأخجل إِن شبّهت وَجهك بالبدر) (لَئِن غبت عَن عَيْني وشطّت بك النَّوَى ... فَمَا زلت أستجليك بالوهم فِي فكري) (وحقَّ زمانٍ مرَّ لي بطويلعٍ ... وَأَنت معي مَا سرَّ بعدكم سرّي) مِنْهَا (وَيَا سيدّاً تَأتي الْوُفُود لبابه ... فَتَلقاهُمْ بالبشر والنائل الْغمر) (وَيَا من لَهُ فِي الْجُود ضرب بلاغةٍ ... تقَابل منظوم المدائح بالنّثر) (مَتى مَا أَقمت العَبْد فِي الْخمس نَائِبا ... غَدا مستقلاًّ بِالدُّعَاءِ وبالشكر)

مردويه السمسار

وَفِي ابْن مُنِير يَقُول الْبُرْهَان الغزولي (أَقُول لخلًّ قد غَدا متكبّراً ... علّي ترفّق إِنَّنِي مِنْك أكبر) (وَإِن كنت فِي شكّ فعندي دَلِيله ... بِأَنِّي غزولي وَأَنت منيّر) وَفِيه يَقُول أَيْضا وَقد قطع جواري المتصدّرين (أَلا يَا ابْن الْمُنِير لَا تدار ... فذنبك لَيْسَ يمحى باعتذار) (لبست ثِيَاب لؤمٍ عَنْك شفّت ... وَمن يكسى ثِيَاب الْعَار عارِ) (قوي حبُّ العبيد عَلَيْك حَتَّى ... أَرَاك سعيت فِي قطع الْجَوَارِي) 3 - (مرْدَوَيْه السمسار) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الَسمسار الْمروزِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ) مكثراً عَن ابْن الْمُبَارك وَيعرف بمردويه وَرُبمَا قيل فِيهِ أَحْمد بن مُوسَى توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْعَبَّاس) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْعَبَّاس أَبُو مُحَمَّد ذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي المنتظم وَقَالَ كَانَ معنياً بِأَمْر الْأَخْبَار وَطلب التواريخ وَولي حسبَة سوق الدَّقِيق وَكتب عَنهُ وَمَات سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (ابْن الصَّلْت الْمُجبر) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْقَاسِم بن الصَّلْت الْعَبدَرِي البغداذي أَبُو الْحسن الْمُجبر سمع وروى قَالَ الْخَطِيب شل البرقاني وَأَنا أسمع عَن ابْن الصَّلْت الْمُجبر فَقَالَ ابْنا الصَّلْت ضعيفان توفّي سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن لَقِيط الرَّازِيّ الأندلسي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن بشير بن جناد بن لَقِيط الرَّازِيّ الأندلسي أَصله من الرّيّ ذكره أَبُو نصر الْحميدِي وَقَالَ لَهُ كتاب فِي أَخْبَار مُلُوك الأندلس وكتّابهم وخططها على نَحْو كتاب أَحْمد بن طَاهِر فِي أَخْبَار بغداذ وَكتاب فِي أَنْسَاب مشاهير أهل الأندلس فِي خمس مجلدات ضخم من أحسن كتاب وأوسعه كتاب تَارِيخه الْأَوْسَط كَنَابِ تَارِيخه الْأَصْغَر وَقَالَ ابْن الفرضي أَصله رازي قدم أَبوهُ على الإِمَام مُحَمَّد

الوزير ابن الفرات

وَكَانَ أَبوهُ من أهل اللسن والخطابة وَولد أَحْمد هَذَا بالأندلس سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الْوَزير ابْن الْفُرَات) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْفُرَات أَبُو الْعَبَّاس أَخُو الْوَزير أبي الْحسن علّي وَهُوَ الْأَكْبَر كَانَ أكتب أهل زَمَانه وَأَحْسَنهمْ حَالا فِي تَنْفِيذ الْأُمُور والأعمال وأعلمهم بالدنيا ومبلغ ارتفاعها حَتَّى وَقع الْإِجْمَاع عَلَيْهِ وَكَانَ أحسن النَّاس حفظا لكل شَيْء من سَائِر الْعُلُوم والآداب وَكَانَ قد وظّف على نَفسه فَيقوم من مَجْلِسه كثيرا إِلَى بَيت لَهُ فِيهِ دفاتر الْعُلُوم فَينْظر فِيهَا ويدرس وَكَانَ أعلم النَّاس بالفقه على سَائِر الْمذَاهب وَلما قدم الْوَزير عبيد الله ابْن سُلَيْمَان من الْجَبَل أَيَّام المعتضد صَار إِلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو الْحسن ابْنا الْفُرَات فِي عشّي يَوْم فوجداه يُمَيّز أعمالاً وكتباً وَبَين يَدَيْهِ كانون عَظِيم يحرق فِيهِ مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَدفع إِلَى أبي الْعَبَّاس إضبارة) ضخمة وَقَالَ هَذِه يَا أَبَا الْعَبَّاس رفائع وسعايات بك وبأخيك من أسبابكما وثقاتكما وصنائعكما وَردت علّي بِالْجَبَلِ فخبأتها لَك لتعرف بهَا من يَبْتَغِي أَن تحترس مِنْهُ وتقابل كلّ أحد بِمَا يسْتَحقّهُ فَأكْثر أَبُو الْعَبَّاس فِي شكره وَالدُّعَاء لَهُ وَبَدَأَ أَبُو الْحسن فَقَرَأَ شَيْئا من الإضبارة فانتهزه أَبُو الْعَبَّاس وَقَالَ لَا تقْرَأ شَيْئا مِنْهَا وَأَخذهَا فطرحها فِي الكانون وَقَالَ مَا كنت لأقابل نعْمَة الله علّي بِمَا وهبه لي من تفضل الْوَزير بِمَا يُوجب الْإِسَاءَة إِلَى أحد وَلَا حَاجَة بِي إِلَى قِرَاءَة مَا يوحشني من أسبابي ويّجر عَلَيْهِم إساءة مني فَلَمَّا نهضا قَالَ عبيد الله بن سُلَيْمَان أردْت التفّرد بمكرمة فَسَبَقَنِي أَبُو الْعَبَّاس إِلَيْهَا وَزَاد فِيهَا وَحضر عِنْده فِي بعض الْأَيَّام عدَّة مغنياتٍ وغنّت إِحْدَاهُنَّ لأبي الْعَتَاهِيَة (أخلاّي بِي شجو وَلَيْسَ بكم شجو ... وكلّ فَتى من شجو صَاحبه خلو) (رَأَيْت الْهوى جمر الغضا غير أَنه ... على حرّه فِي حلق ذائقه حُلْو) فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس هَذَا خطأ وَإِنَّمَا يجب أَن يكون الْبَارِد ضدّ الْحَار والحلو ضدّ المرّ فَقيل لَهُ فَكيف كَانَ يجب أَن يَقُول قَالَ يَقُول (غَدَوْت على شجو وَرَاح بِي الشجو ... وكلّ فتّى من شجو صَاحبه خلو) (وباكرني العذّال يلحون فِي الْهوى ... ومرّ الْهوى فِي حلق ذائقه حُلْو) وَمن شعره (أَلا لَيْت شعري هَل تنفّست حسرةً ... كأنفاسي اللَّاتِي تقدّ الحشا قدّا) (وَهل بتَّ فِي ليلِي كَمَا بتّ ساهراً ... أعدّ نُجُوم اللَّيْل من أجلكم عدّا) توفّي سنة وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

ابن العريف الأندلسي

3 - (ابْن العريف الأندلسي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَطاء الله الصنهاجي الأندلسي المرّبي الْمَعْرُوف بِابْن العريف كَانَ من كبار الْعلمَاء الصَّالِحين والأولياء المتورعين وَله المناقب الْمَشْهُورَة وَله كتاب الْمجَالِس وَغَيره من الْكتب الْمُتَعَلّقَة بطرِيق الْقَوْم وَبَينه وَبَين القَاضِي عِيَاض بن مُوسَى مكاتبات وَكَانَ عِنْده مُشَاركَة فِي أَشْيَاء من الْعُلُوم وعناية بالقراءات وَجمع للروايات واهتمام بطرقها وَحملهَا وَكَانَ الْعباد والزهاد يألفونه ويحمدون صحبته قَالَ ابْن خلكان حكى بعض الْمَشَايِخ الْفُضَلَاء أَنه رأى بِخَطِّهِ فصلا فِي حق أبي مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد بن حزم الظَّاهِرِيّ الأندلسي فَقَالَ فِيهِ) كَانَ لِسَان ابْن حزم الْمَذْكُور وَسيف الْحجَّاج ابْن يُوسُف شقيقين وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن ابْن حزم كثير الْوُقُوع فِي الْأَئِمَّة الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين لم يكد يسلم مِنْهُ أحد وسعي بِابْن العريف إِلَى صَاحب مراكش فَأحْضرهُ إِلَيْهَا فَمَاتَ فاحتفل النَّاس بجنازته وَظَهَرت لَهُ كرامات وَنَدم علّي بن يُوسُف بن تاشفين صَاحب مراكش على استدعائه وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بمراكش رَحمَه الله تَعَالَى وَمن شعره (شدّوا المطّي وَقد نالوا المنى بمنّى ... وكلّهم بأليم الشوق قد باحا) (سَارَتْ ركائبهم تندى روائحها ... طيبا بِمَا طَابَ ذَاك الْوَفْد أشباحا) (نسيم قبر النّبي الْمُصْطَفى لَهُم ... روح إِذا شربوا من ذكره رَاحا) (يَا واصلين إِلَى الْمُخْتَار من مضرٍ ... زرتم جسوماً وزرنا نَحن أَرْوَاحنَا) (إنّا أَقَمْنَا على عذرٍ وَعَن قدرٍ ... وَمن أَقَامَ على عذرٍ كمن رَاحا) وَأورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم (تمشّى والعيون لَهُ سوامٍ ... وَفِي كلّ النُّفُوس إِلَيْهِ حاجه) (وَقد ملئت غلاثله شعاعاً ... كَمَا ملئت من الْخمر الزجاجه) وَلابْن العريف أَيْضا إِيرَاد ابْن الْأَبَّار (إِذا نزلت بساحتك الرّزايا ... فَلَا تجزع لَهَا جزع الصبيّ) (فإنَّ لكلّ نازلةٍ عزاءً ... بِمَا قد كَانَ من فقد النَّبِي) وَأورد لَهُ أَيْضا (إِن لم أمت شوقاً إِلَيْك فإنني ... سأموت شوقاً أَو أَمُوت مشوقا) (ألبستني ثوب الضنى فعشقته ... من ذَا رَأْي قبلي ضنّى معشوقا)

شهاب الدين الكركي

(لَا قرّ قلبِي فِي مقرّ جوانحي ... إِن لم يطر قلبِي إِلَيْك خفوقا) (وبرئت من عَيْني إِذا هِيَ لم تدع ... للدمع فِي مجْرى الدُّمُوع طَرِيقا) (بحلاوة الْإِخْلَاص جد لي بالرّضى ... إنّي رَأَيْتُك بالعباد رَفِيقًا) وَأورد لَهُ أَيْضا (قفا وَقْفَة بَين المحصّب والحمى ... نصافح بأجفان الْعُيُون المغانيا) (وَلَا تنسيا أَن تسألا سمر اللّوى ... مَتى بَات من سمر الأسنّة عَارِيا) ) (فعهدي بِهِ وَالْمَاء ينساب فَوْقه ... سَمَاء وَمَاء الْورْد ينساب وَاديا) (كأنَّ فُؤَادِي فِي فَم اللَّيْث كلّما ... رَأَيْت سنا برق الْحمى أَو آنيا) (أَقَامَ على أطلالهم ضوء بارقٍ ... من الْحسن لَا يبقي على الأَرْض ساليا) (سَلام على الأحباب تحدوه لوعةٌ ... من الشوق لم يفقد من الْبَين حَادِيًا) قلت شعر جيد 3 - (شهَاب الدّين الكركي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن مكيال الأديب الْأَمِير العلاّمة شهَاب الدّين الربعِي الكركي لَهُ تصانيف ونظم ونثر وَيَد طولى فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ من أَعْيَان الْجند توفّي سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (وَزِير المتقي لله) احْمَد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون بن هَارُون بن مخلد بن أبان أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب ولي الوزارة للمتقي لله إِبْرَهِيمُ بن المقتدر يَوْم الْأَحَد لثلاث خلون من شعْبَان سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة فَأَقَامَ وزيراً ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا عمل فِيهَا أعمالاً عَظِيمَة واستخرج من أَمْوَال بجكم ألف ألف دِينَار ومائتي ألف دِينَار وَدخل أَبُو عبد الله اليزيدي بغداذ فَقبض عَلَيْهِ يَوْم السبت لست خلون من شهر رَمَضَان من السّنة وَنفذ إِلَى الْبَصْرَة فاعتقل بهَا إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَحمل فِي تَابُوت إِلَى بغداذ 3 - (الواثقي صَاحب الشرطة) أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى أَبُو الْحسن الواثقي صَاحب الشرطة ببغداذ أَيَّام المكتفي بِاللَّه عمل اللُّصُوص فِي أَيَّامه عملةً عَظِيمَة فَاجْتمع التُّجَّار لَهَا وتظلّموا إِلَى المكتفي فألزمه بإحضار اللُّصُوص أَو غَرَامَة المَال فَقَامَتْ قِيَامَته وَكَانَ يركب بِنَفسِهِ ويختفي وَيَطوف أَنْصَاف النَّهَار وأنصاف اللَّيْل مَعَ نفرٍ من رِجَاله فاجتاز يَوْمًا فِي زقاق خالٍ فِي بعض أَطْرَاف بغداذ فدخله فَرَأى على بعض أَبْوَاب الدّور شوك سمكةٍ كَبِيرَة تَقْدِير السَّمَكَة أَن يكون فِيهَا مائَة وَعِشْرُونَ رطلا فَقَالَ لمن بَين يَدَيْهِ أَلا ترَوْنَ إِلَى هَذِه السَّمَكَة كم يكون ثمن

القطان

هَذِه فَقَالُوا دِينَار فَقَالَ أهل هَذَا الزقاق مَا حَالهم حَال من يَأْكُل السَّمَكَة بِدِينَار لِأَنَّهُ زقاق قريب من الصَّحرَاء لَا ينزله من مَعَه شَيْء وَهَذِه بلية يجب كشفها فاستبعدوا الْقَضِيَّة فَقَالَ اطْلُبُوا لي إمرأة من الدَّرْب فاستسقي لَهُ مَاء من غير ذَلِك الْبَاب فَلم يزَالُوا يطْلبُونَ مِنْهَا شربة بعد شربة والوالي يسْأَل) ويفحص عَن دارٍ دارٍ وَهِي تخبره إِلَى أَن قَالَ لَهَا فَهَذِهِ الدَّار من يسكنهَا فَقَالَت لَا وَالله مَا أَدْرِي غبر أَن فِيهَا خَمْسَة شباب أغمارٍ كَأَنَّهُمْ تجار نزلُوا هَهُنَا مُنْذُ شهرٍ لَا نراهم يخرجُون نَهَارا إِلَّا فِي كلّ مُدَّة طَوِيلَة وهم مجتمعون يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ ويلعبون الشطرنج والنرد وَلَهُم صبيّ يلْعَب مَعَهم ويخدمهم وَإِذا كَانَ اللَّيْل انصرفوا إِلَى دارٍ لَهُم فِي الكرخ على مَا نسمعهم يَقُولُونَ وَلَا يبيتُونَ عندنَا وَيدعونَ الصَّبِي فِي الدَّار يحفظها فَإِذا كَانُوا سحيراً جَاءُوا وَنحن نائمون فَقَالَ الْوَالِي توكلوا بحوالي الدَّار ودعوني على بَابهَا وأنفذ فِي الْحَال يَسْتَدْعِي بِرِجَال ورقّاهم إِلَى سطوح الْجِيرَان ودقّ هُوَ الْبَاب فَخرج الصَّبِي وَدخل الرِّجَال الدَّار فَمَا فاتهم من الْقَوْم أحد وَحَملهمْ إِلَى مجْلِس الشرطة وقرّرهم فَوَجَدَهُمْ أَصْحَاب الْجِنَايَة فارتجع مِنْهُم أَكثر مَا كَانُوا أَخَذُوهُ ودلّوه على بَقِيَّة أَصْحَابه فتتبّعهم توفّي الواثقي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْقطَّان) أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى الْقطَّان روى عَنهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الْأَبَّار الإشبيلي) أَحْمد بن مُحَمَّد الْخَولَانِيّ الأندلسي الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن الْأَبَّار الشَّاعِر الْمَشْهُور كَانَ من شعراء المعتضد عبادٍ صَاحب إشبيلة الْمُحْسِنِينَ فِي فنونهم وَكَانَ عَالما جمع وصنّف وَمن محَاسِن شعره قَوْله (لم تدر مَا خلّدت عَيْنَاك فِي خلدي ... من الغرام وَلَا مَا كابدت كَبِدِي) (أفديه من زائرٍ رام الدنوّ فَلم ... يسطعه من غرقٍ فِي الدمع متقد) (خَافَ الْعُيُون فوافاني على عجلٍ ... معطّلاً جيده إِلَّا من الْجيد) (عاطيته الكأس فاستحيت مدامتها ... من ذَلِك الّشنب المعسول وَالْبرد) (حَتَّى إِذا غازلت أجفانه سنة ... وصيّرته يَد الصَّهْبَاء طوع يَدي)

الديبني الشافعي الخياط

(أردْت توسيده خدّي وَقل لَهُ ... فَقَالَ كفّك عِنْدِي أفضل الوسد) (فَبَاتَ فِي حرمٍ لَا غدر يذعره ... وبتَّ ظمآن لم أصدر وَلم أرد) (بدر ألمّ وَبدر التّمّ ممّحق ... والأفق محلولك الأرجاء من حسد) (تحيّر اللَّيْل مِنْهُ أَيْن مطلعه ... وَمَا درى اللَّيْل أَن الْبَدْر فِي عضدي) ) توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الديبني الشَّافِعِي الْخياط) أَحْمد بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس الدّيبلي بباء مُوَحدَة بعد الْيَاء آخر الْحُرُوف ولامالشافعي الزَّاهِد الْخياط نزيل مصر سليم الْقلب صوّام تالي الْقُرْآن كثير النّظر فِي كتاب الْأُم للشَّافِعِيّ وَكَانَ وكاشفاً شوهدت مِنْهُ أَحْوَال سنية توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة 3 - (أَبُو الْخطاب الصلحي) أَحْمد بن مُحَمَّد الصلحي أَبُو الْخطاب كَانَ كَاتبا أديباً فَاضلا حسن الْخط ذكره أَبُو سعد فِي المذيل وَأورد لَهُ قَوْله (ياراقد الْعين عَيْني فِيك ساهرة ... وفارغ الْقلب قلبِي فِيك ملآن) (إِنِّي أرى عذب الثغر عذّبني ... وأسهر الجفن جفن مِنْك وَسنَان) قلت تقدّم الْكَلَام عَلَيْهِمَا ومعناهما وغالب ألفاظهما فِي قصيدة لِابْنِ التعاويذي ذكرت فِي تَرْجَمته فِي المحمدين 3 - (أَبُو الريحان البيروني) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الريحان البيرونيبفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَضم الرَّاء وَبعد الْوَاو الساكنة نونالخوارزمي قَالَ ياقوت بيرون مَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ برّا وَسَأَلت بعض الْفُضَلَاء عَن ذَلِك فَزعم أَن مقَامه بخوارزم كَانَ قَلِيلا وَأهل خوارزم يسمون الْغَرِيب بِهَذَا الِاسْم كَأَنَّهُ لما طَالَتْ غربته صَار غَرِيبا وَمَا أظنّه أَنه يُرَاد بِهِ إِلَّا أنّه يُرَاد بِهِ أَنه من أهل الرستاق يَعْنِي أَنه من برّا الْبَلَد وَقَالَ غَيره بيرون من بِلَاد الْهِنْد انْتهى وَتُوفِّي أَبُو الريحان فِي عشر الثَّلَاثِينَ والأربعمائة وعاصر ابْن سيناء وَبَينهمَا أسولة وجوابات

ولّما صنف كتاب القانون المَسْعُودِيّ أجَازه السُّلْطَان بِحمْل فيلٍ من نَقده الفضّي فردّه إِلَى الخزانة بِعُذْر الِاسْتِغْنَاء عَنهُ وَكَانَ مكباً على تَحْصِيل الْعُلُوم وَلَا يكَاد يُفَارق الْقَلَم يَده وَلَا عينه النّظر فِي الْكتب وَقَلبه الْفِكر إِلَّا فِي يومي النوروز والمهرجان حدث القَاضِي كثير بن يَعْقُوب النَّحْوِيّ البغداذي عَن الْفَقِيه أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى الْوَلْوَالجيّ قَالَ دخلت على أبي الريحان وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ وَقد حشرج نَفسه وضاق بِهِ صَدره فَقَالَ لي فِي تِلْكَ الْحَال كَيفَ قلت لي يَوْمًا فِي حِسَاب الجدّات الْفَاسِدَة فَقلت لَهُ إشفاقاً عَلَيْهِ أَفِي هَذِه الْحَالة قَالَ ياهذا) أودّع الدُّنْيَا وَأَنا عَالم بِهَذِهِ الْمَسْأَلَة أَلا يكون خيرا من أَن أخلّيها وَأَنا جَاهِل بهَا فَأَعَدْت ذَلِك عَلَيْهِ وَحفظ وعلّمني مَا وعد وَخرجت من عِنْده وَأَنا فِي الطَّرِيق فَسمِعت الصُّرَاخ عَلَيْهِ وَبلغ من حظوته عِنْد الْمُلُوك أَن شمس الْمَعَالِي قابوساً أَرَادَ أَن يستخلصه لنَفسِهِ على أَن تكون لَهُ الإمرة المطاعة فِي جَمِيع مَا يحويه ملكه ويشتمل عَلَيْهِ ملكه فَأبى وَلم يطاوعه وَلما سمح للملوك الخوارزمشاهيّة بذلك أنزلهُ فِي دَاره مَعَه ودخّل خوارزمشاه يَوْمًا وَهُوَ يشرب على ظهر الدَّابَّة فَأمر باستدعائه من الْحُجْرَة فَأَبْطَأَ قَلِيلا فتصّور الْأَمر على غير صورته وثنى الْعَنَان نَحوه ورام النُّزُول فسبقه أَبُو الريحان إِلَى البروز وَنَاشَدَهُ الله أَن لَا يفعل فتمثّل خوارزمشاه (الْعلم من أشرف الولايات ... يَأْتِيهِ كلّ الورى وَلَا ياتي) ثمَّ قَالَ لَوْلَا الرسوم الدُّنْيَوِيَّة لما استدعيتك فالعلم يَعْلُو وَلَا يعلى وَكَانَ لما توجّه السُّلْطَان مَحْمُود إِلَى غزنة وَاسْتولى على خوارزم قبض عَلَيْهِ عبد الصَّمد الْحَكِيم واتهمه بالقرمطة وَالْكفْر وأذاقه الْحمام وهم أَن يلْحق بِهِ أَبَا الريحان فَقيل لَهُ إِن هَذَا إِمَام وقته فِي علم النُّجُوم والملوك لَا يستغنون عَن مثله فَأَخذه مَعَه وَدخل بِهِ بِلَاد الْهِنْد وَأقَام بَينهم وَتعلم لغتهم واقتبس علومهم وَأقَام بغزنة حَتَّى مَاتَ بهَا عَن سنٍ عالية وَكَانَ حسن المحاضرة طيّب الْعشْرَة خليعاً فِي أَلْفَاظه عفيفاً فِي أَفعاله لم يَأْتِ الزَّمَان بِمثلِهِ علما وفهماً وَمن تصانيفه كتاب الْجمَاهِر فِي الْجَوَاهِر والصيدلة فِي الطِّبّ ومقاليد الْهَيْئَة وتسطيح الْهَيْئَة مقَالَة فِي اسْتِعْمَال آلَة الاسطرلاب الْكُبْرَى الزيج المَسْعُودِيّ صنّفه للْملك مَسْعُود بن سبكتكين والْآثَار الْبَاقِيَة عَن الْأُمَم الخالية والتفهيم فِي صناعَة التنجيم وتلافي عوارض الزّلّة فِي دَلَائِل الْقبْلَة وَأورد لَهُ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء قَوْله لشاعر اجتداه (يَا شَاعِرًا جَاءَنِي يخرى على الْأَدَب ... وافى ليمدحني والذمّ من أربي) (وجدته ضارطاً فِي لحيتي سفهاً ... كلاّ فلحيته عثنونها ذَنبي) (وذاكراً فِي قوافي شعره حسبي ... وَلست وَالله حَقًا عَارِفًا نسبي) (إِذْ لست أعرف جدي حقّ معرفةٍ ... وَكَيف أعرف جدي إِذْ جهلت أبي)

(أبي أَبُو لَهب شيخ بِلَا أدبٍ ... نعم ووالدتي حمّالة الْحَطب) (الْمَدْح والذم عِنْدِي يَا أَبَا حسنٍ ... سيّان مثل اسْتِوَاء الجدَّ واللعب) ) (فأعفني عَنْهُمَا لَا تشتغل بهما ... بِاللَّه لَا توقعن مفساك فِي تَعب) وَأورد لَهُ أَيْضا (وَمن حام حول الْمجد غير مجاهدٍ ... ثوى طاعماً للمكرمات وكاسيا) (وَبَات قرير الْعين فِي ظلّ راحةٍ ... ولكنّه عَن حلّة الْمجد عَارِيا) قلت يُرِيد قَول الحطيئة يهجو (دع المكرم لَا ترحل لبغيتها ... واقعد فَإنَّك أَنْت الطاعم الكاسي) وَأورد لَهُ أَيْضا (فَلَا يغررك مني لين مسّي ... ترَاهُ فِي دروسي واقتباسي) (فَإِنِّي أسْرع الثقلَيْن طراً ... إِلَى خوض الرّدى فِي وَقت باس) وَأورد لَهُ أَيْضا (تنغّض بالتباعد طيب عيشي ... فَلَا شَيْء أَمر من الْفِرَاق) (كتابك إِذْ هُوَ الْفرج المرجّى ... أطبّ لما ألم من الْفِرَاق) وَأورد لَهُ أَيْضا (أتأذنون لصبٍّ فِي زيارتكم ... إِن كَانَ مجلسكم خلوا من النَّاس) (فَأنْتم النَّاس لَا أبغي بكم بَدَلا ... وَأَنْتُم الراس وَالْإِنْسَان بالرّاس) (وكدكم لمعالٍ تنهضون بهَا ... وغيركم طاعم مسترجع كاسي) (وَلَيْسَ يعرف من أَيَّام عيشته ... سوى التلهي بأيرٍ قَامَ أَو كاس) (لَدَى المكايد إِن راجت مكايده ... ينسى الْإِلَه وَلَيْسَ الله بالناسي) وَأورد لَهُ يمدح أَبَا الْفَتْح البستي (مضى أَكثر الْأَيَّام فِي ظلّ نعمةٍ ... على رتبٍ فِيهَا عَلَوْت كراسيا) (فآل عراقٍ قد غذوني بدرهم ... وَمَنْصُور مِنْهُم قد تولّى غراسيا) (وَأَوْلَاد مأمونٍ وقهم علّيهم ... تبدّى بصنعٍ صَار للْحَال آسيا) (وَآخرهمْ مَأْمُون رفّه حالتي ... ونوّه باسمي ثمَّ رَأس راسيا) (وَلم ينقبض مَحْمُود عني بِنِعْمَة ... فأقنى وأغنى مغضياً عَن مكاسيا) (عَفا عَن جهالاتي وَأبْدى تكرماً ... وطرّى بجاهٍ رونقي ولباسيا) ) (عفاء على دنياي بعد فراقهم ... وواحزني إِن لم أزر قبر آسيا)

أبو المختار النوبندجاني

(وَلما مضوا واعتضت مِنْهُم عِصَابَة ... دعوا بالتناسي فاغتنمت التناسيا) (وخلَفت فِي غزنين لَحْمًا كمضغةٍ ... على وضمٍ للطير للْعلم نَاسِيا) (فأبدلت أَقْوَامًا وَلَيْسوا كمثلهم ... معَاذ إلهي أَن يَكُونُوا سواسيا) وَهِي طَوِيلَة قلت شعر جيد وَيَا عجبا كل الْعجب من نظم مثل هَذَا الرجل هَذَا النّظم إِذْ لَيْسَ هَذَا فنّه وَلَا عرف بِهِ ذَلِك فضل الله 3 - (أَبُو الْمُخْتَار النوبندجاني) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْمُخْتَار الشريف الْعلوِي النّوبندجاني ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة فَقَالَ شَاعِر مفلق كثير الشّعْر كَانَ معاصر الأرجاني وطبقته وَمن شعره (اخضرَّ بالزّغب المنمنم خدّه ... فالخدُّ ورد بالنفسج معلم) (يَا عاشقيه تمتّعوا بعذاره ... من قبل أَن يَأْتِي السوَاد الْأَعْظَم) وَكتب إِلَى بعض الْأُمَرَاء (مَرَرْت على كلاب الصَّيْد يَوْمًا ... وَقد طرح الْغُلَام لَهَا سخالا) (فَلَو أنّي وَمن تحويه دَاري ... كلابك لم نجد أبدا هزالًا) (فَقل مَا شِئْت فِي شيخٍ شريفٍ ... يكون الْكَلْب أحسن مِنْهُ حَالا) وَلما توفّي القَاضِي عماد الدّين قَاضِي شيراز رثاه الشريف الْمَذْكُور وَكَانَت وَفَاته لَيْلًا (على قَاضِي الْقُضَاة نَسِيج وَحده ... سَلام لَا يزَال حَلِيف لحده) (سرى لَيْلًا إِلَى الرَّحْمَن شوقاً ... فسبحان الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ) 3 - (أَبُو الرقعمق) أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَنْطَاكِي المنبور بِأبي الرقعمق الشَّاعِر الْمَشْهُور ذكره الثعالبي فِي الْيَتِيمَة وَقَالَ هُوَ نادرة الزَّمَان وَجُمْلَة الْإِحْسَان وَمِمَّنْ تصرف بالشعر فِي أَنْوَاع الْجد والهزل وأحرز قصبات الخصل وَهُوَ أحد المدّاح المجيدين وَالشعرَاء الْمُحْسِنِينَ وَهُوَ بِالشَّام كَابْن حجّاج بالعراق فَمن غرر محاسنه قَوْله يمدح الْوَزير ابْن كلّس (قد سمعنَا مقاله واعتذاره ... وأقلناه ذَنبه وعثاره) ) (والمعاني لمن عنيت وَلَكِن ... بك عرّضت فاسمعي يَا جَاره) من تراديه أَنه أَبَد الدَّهْر ترَاهُ محللاً أزراره

أبو الفضل الصخري الكاتب

عَالم أَنه عَذَاب من الله مُبَاح لأعين النظّاره هتك الله ستره فلكم هتك من ذِي تسترٍ أستاره سحرتني ألحاظه وَكَذَا كل مليحٍ عيونه سحاره مَا على مُؤثر التباعد والإعراض لَو آثر الرّضا والزياره وعَلى أنني وَإِن كَانَ قد عذب بالهجر مُؤثر إيثاره (لم أزل لَا عدمته من حبيبٍ ... أشتهي قربه وآبى نفاره) مِنْهَا لم يدع للعزيز فِي سَائِر الأَرْض عدوا إِلَّا وأخمد ناره كلّ يومٍ لَهُ على نوب الدَّهْر وكرّ الخطوب بالبذل غاره ذُو يدٍ شَأْنهَا الْفِرَار من الْبُخْل وَفِي حومة الندى كرّاره (هِيَ فلّت عَن الْعَزِيز عداهُ ... بالعطايا وَكَثُرت أنصاره) هَكَذَا كلّ فَاضل يَده تمسي وتضحي نفّاعةً ضرّاره (لم يدع بالذكاء والذّهن شَيْئا ... فِي ضمير الغيوب إلاّ أثاره) وَإِذا مَا رَأَيْته مطرقا يعْمل فِيمَا يُريدهُ أفكاره (فاستجره فَلَيْسَ يَأْمَن إِلَّا ... من تغيا ظلاله واستجاره) (لَا وَلَا موضعا من الأَرْض إلاّ ... كَانَ بِالرَّأْيِ مدْركا أقطاره) (زَاده الله بسطةً وَكَفاهُ ... خَوفه من زَمَانه وحذاره) وَأكْثر شعره جيد على هَذَا الأسلوب مثل صريع الدلاء القصّار أَقَامَ بِمصْر زَمَانا ومدح رؤساءها وملوكها ووزراءها وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة وَله قصيدة طَوِيلَة مَشْهُورَة أَولهَا (وقوققي وقوققي ... هَدِيَّة فِي طبق) (أما ترَوْنَ بَيْنكُم ... تَيْسًا طَوِيل الْعُنُق) 3 - (أَبُو الْفضل الصخري الْكَاتِب) ) أَحْمد بن مُحَمَّد الصخري أَبُو الْفضل قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء قتل فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة هَكَذَا ذكره أَبُو مُحَمَّد مَحْمُود بن أرسلان فِي تَارِيخ خوارزم وَقَالَ هُوَ أحد مفاخر خوارزم أديب كَامِل وعالم ماهر وَكَاتب بارع وشاعر سَاحر انْتهى

رَحل إِلَى الصاحب ابْن عباد ونال مِنْهُ عَاد وَأقَام بِحَضْرَة سُلْطَانه فِي جلة الْكتاب ووجوه الْعمَّال من أخص الجلساء لَا يكَاد تَخْلُو مِنْهُ مجَالِس أنسه تقترح عَلَيْهِ الْمعَانِي البديعة فيكمل لَهَا ويعلقها فِي الْوَقْت والساعة بَين يَدَيْهِ ويعرضها عَلَيْهِ جرى لَيْلَة ذكر البديع الهمذاني وَأَنه كَانَ يكْتب الرقعة من الآخر إِلَى الأول واقترح عَلَيْهِ معنى من الْمعَانِي وَقد أخذت الكأس مِنْهُ وَفرغ من ذَلِك فِي أسْرع وَقت وأتى بِهِ من أحسن شَيْء وَمن كَلَامه طبع كرمه أغلب من أَن يحْتَاج إِلَى هزّ وحسام فَضله أقطع من أَن يهز لّحز وَمِنْه أما إِنِّي لَا أرْضى من كرمه العدّ أَن يجّر أولياءه على شوك الرّدّ فبحقّ مجده الْمَحْض الَّذِي فاق بِهِ أهل الأَرْض أَن يرفع عَن حَاجَتي قناع الخجل وَلَا يقبر أملي فِيهَا قبل حُلُول الْأَجَل وَهَذَا قسم أَرْجُو أَن يصونه عَن الْحِنْث وعهد أَظن بِرَأْيهِ لَا يعرضه للنكث وَقَالَ فِي أبي الْفَتْح البستي (نسب كريم فَاضل أنسى بِهِ ... من كَانَ مُعْتَمدًا أنسابه) (قد كنت فِي نوب الزَّمَان وَصَرفه ... إّذ عضني صرف الزَّمَان بنابه) (فاليوم جانبت الْحَوَادِث جَانِبي ... إِذْ قد نسب إِلَى كريم جنابه) وَقَالَ (جمعت إِلَى العلى شرف الأبوّه ... وحزت إِلَى النّدى فضل المروّة) (أَتَيْتُك خَادِمًا فَرفعت قدري ... إِلَى حَال الصداقة والأخوّه) (فَمَا شبّهتني إِلَّا بمُوسَى ... أَتَى نَارا فشرّف بالنّبوه) وَقَالَ أسمعت يَا مولَايَ دهري بعد بعْدك مَا صنع (أخنى علّي بصرفه ... فَرَأَيْت هول المطّلع) وَقَالَ (لَئِن بخلت بإسعادي سعاد ... فَإِنِّي بالفؤاد لَهَا جواد) ) (وَإِن نفد اصْطِبَارِي فِي هَواهَا ... فدمع الْعين لَيْسَ لَهُ نفاد) (أرى ثلجاً بوجنتها وَنَارًا ... لتِلْك النَّار فِي قلبِي اتّقاد) (فَهَب من نارها كَانَ احتراقي ... فلّم بالثلج مَا برد الْفُؤَاد) وَقَالَ فِي أبي الْحُسَيْن السهلي (يَا أَحْمد بن مُحَمَّد يَا خير من ... ولي الوزارة عِنْد خير ولاتها) (مَا دَامَت الْأَيَّام فِي الغفلات عَن ... عرصات مجدك فاغتنم غفلاتها) قلت شعر متوسط

السهلي الوزير الخوارزمي

3 - (السهلي الْوَزير الْخَوَارِزْمِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْحُسَيْن السهلي الْخَوَارِزْمِيّ قَالَ ياقوت قَالَ مَحْمُود ابْن مُحَمَّد الأرسلاني فِي تَارِيخ خوارزم إِنَّه مَاتَ بسرَّ من رأى فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبَعمِائَة قَالَ وَهُوَ من أجلّة خوارزم وبيته بَيت رئاسة ووزارة وكرم ومروءة قَالَ الثعالبي وَهُوَ وَزِير ابْن وَزِير قَالَ وَكَانَ يجمع بَين آلَات الرِّئَاسَة وأدوات الوزارة وَيضْرب فِي الْعُلُوم والآداب بِالسِّهَامِ الفائزة وَيَأْخُذ من الْكَرم وَحين الشيم بالحظوظ الوافرة وَله كتب الرَّوْضَة السهلية فِي الْأَوْصَاف والتشبيهات وبأمره والتماسه صنّف الْحسن بن الْحَارِث الحنوني فِي الْمَذْهَب كتاب السهلي يذكر فِيهِ مَذْهَب الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة وَله شعر فَمن ذَلِك وَلم يسْبق إِلَى مَعْنَاهُ (أَلا سقّنا الصَّهْبَاء صرفا فَإِنَّهَا ... أعزّ علينا من عنَاق الترحّل) (وَإِنِّي لأقلي النّقل حبّاً لطعمه ... لِئَلَّا يَزُول الطّعْم عِنْد التنقل) وَقَالَ فِي النُّجُوم (والشهب تلمع فِي الظلام كَأَنَّهَا ... شرر تطاير من دُخان النَّار) فَكَأَنَّهَا فَوق السَّمَاء بَنَادِق الكافور فَوق صلاية العطّار قلت الأول مَأْخُوذ من قَول الْخَوَارِزْمِيّ (والشهب تلمع فِي الظلام كَأَنَّهَا ... شرر تطاير فِي دُخان العرفج) ولكنّ دُخان النَّار أحسن وأعذب من العرفج وللوزير فِي شُعَاع الْقَمَر على المَاء (كَأَنَّمَا الْبَدْر فَوق المَاء مطّلعاً ... وَنحن بالشطّ فِي لهوٍ وَفِي طرب) (ملك رآنا فَأَهوى للعبور فَلم ... يقدر فمدَّ لَهُ جسر من الذَّهَب) ) وَخرج السهلي من خوارزم فِي سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة إِلَى بغداذ وَأقَام بهَا وَترك وزارة خوارزم شاه وَلما قدمهَا أكْرمه فَخر الْملك أَبُو غَالب مُحَمَّد بن خلف وَهُوَ وَالِي الْعرَاق يَوْمئِذٍ وتلقّاه بالجميل فلّما مَاتَ فَخر الْملك خرج من بغداذ هَارِبا حَتَّى لحق بعريب بن معن خوفًا على مَاله وَكَانَ عريب صَاحب الْبِلَاد الْعليا تكريت ودجيل وَمَا لاصقها فَأَقَامَ عِنْده إِلَى أَن مَاتَ وَخلف عشْرين ألف دِينَار سلّمها عريب إِلَى ورثته

أبو العباس الآبي

3 - (أَبُو الْعَبَّاس الآبي) أَحْمد بن مُحَمَّد الآبي أَبُو الْعَبَّاس كَانَ من أهل آبه من نَاحيَة برقة سَافر إِلَى الْيمن تَاجِرًا وَاجْتمعَ بِأبي بكر السَّعيدي بعدن قَالَ ياقوت وحَدثني الْمولى الْمفضل جمال الدّين بِقِصَّتِهِ مَعَ السعيديّ عَنهُ أَنَّهَا سَمعهَا مِنْهُ ثمَّ قدم إسكندرية وَأقَام بهَا فَجرى بَينه وَبَين القَاضِي شرف الدّين عبد الرَّحْمَن مَا أحوجه إِلَى قدومه إِلَى الْقَاهِرَة وشكا لصفي الدّين ابْن شكر فَلم يشكه فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ من شكواه قطع رزقه من مَسْجِد كَانَ يصلّي أَو نَحْو ذَلِك وَكَانَ قدومه إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمَات بعد ذَلِك فِي نَحْو سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن شعر الآبي يمدح جمال الدّين أَبَا الْحجَّاج يُوسُف ابْن القَاضِي الأكرم علم الدّين إِسْمَاعِيل بن عبد الْجَبَّار ابْن أبي الْحجَّاج (يَا خير من فاق الأفاضل سؤددا ... وامتاز خيماً فِي الفخار ومحتدا) (وسما لأعلام الْمَعَالِي فاحتوى ... فضلا بِهِ وفضلاً يجتدى) (وَإِذا الْمَعَالِي لم تزن بمعارف ... وعوارف يسدى بهَا كَانَت سدى) (لَا تنس من لم ينس ذكرك أحمداً ... وافى جنابكم الْكَرِيم فأحمدا) (يهدي إِلَى الأسماع من أوصافكم ... ملحاً كزهر الرَّوْض باكره النّدى) قلت شعر متوسط 3 - (العمركي اللّغَوِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد العمركي الهمذاني أَبُو عبد الله اللّغَوِيّ ذكره شيرويه وَقَالَ روى عَن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان الجلاّب وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد ابْن الْجَزرِي صَاحب أبي شُعَيْب الحرّاني وَغَيرهمَا روى عَنهُ أَبُو عبد الله الإِمَام وَغَيره 3 - (أَبُو دقاقة الْبَصْرِيّ) ) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو دقاقة الْبَصْرِيّ من شعراء البرامكة ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن الْجراح وَقَالَ كَانَ جيد الشّعْر وَمن شعره (سأودع مَالِي الْحَمد وَالْأَجْر كلّه ... فَمَا الْعَيْش فِي الدُّنْيَا وَلَا الْملك دَائِم) (فرحت بِمَا قطّعت مِنْهُ وإنني ... على حبس مَا أَمْسَكت مِنْهُ لنَادِم) 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الْموصِلِي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس النَّحْوِيّ الْموصِلِي

العلافي الشاعر

كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو فَقِيها فَاضلا عَالما بِمذهب الشَّافِعِي مفتياً قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن جني النَّحْو بالموصل وَقدم بغداذ وَأقَام بهَا وَكَانَت لَهُ حَلقَة فِي جَامع الْمَنْصُور قَرِيبا من حَلقَة أبي حَامِد الأسفراييني وَله كتاب فِي تَعْلِيل وُجُوه الْقرَاءَات السَّبع الَّتِي جمعهَا أَبُو بكر ابْن مُجَاهِد 3 - (العلافي الشَّاعِر) أَحْمد بن مُحَمَّد العلاّفي الشَّاعِر من أهل النهروان ذكره ابْن المعتز فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء وَقَالَ ممّا اخترنا لَهُ قَوْله (يتلقّى الندى بوجهٍ حيّي ... وصدور القنا بوجهٍ وقاح) (هَكَذَا هَكَذَا تكون الْمَعَالِي ... طرق الجدَّ غير طرق المزاح) قَالَ وممّا يستحسن من غزله (أداري بضحكي عَن هَوَاك وَرُبمَا ... سَهَوْت فتبدي مَا أجنّ المدامع) (وَأَمْنَع طرفِي وَهُوَ ظمآن ورده ... وأخفي الَّذِي تحنى عَلَيْهِ الأضالع) (عجبت لطرفي كَيفَ يقوى على الْهوى ... وَلَيْسَ لقلبي من ضميرك شَافِع) (أذوب وأبكي من رسيس هواكم ... وأسهر عَيْني والعيون هواجع) (بَكَيْت وَمَا أبْكِي لما قد خبرته ... وَلَكِنِّي أبْكِي لما هُوَ وَاقع) وَقَالَ زعم خَالِد بن يزِيد الْكَاتِب أَن أَبَاهُ كَانَ يَبِيع اللفت فِي قنطرة بردَان وَقَالَ ابْن المعتز وَهُوَ أحد المجيدين راوية للشعر الحَدِيث وَالْقَدِيم 3 - (القَاضِي أَبُو الْفرج الرقي) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْفرج القَاضِي من أهل الرّقَّة قَالَ محب الدّين النجار قدم بغداذ وروى بهَا شَيْئا من شعره فِيمَا زعم وروى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي قَالَ أنشدنا) أَبُو الْفرج القَاضِي الرقي قدم علينا لنَفسِهِ وأنشدناها الْوَزير أَبُو الْقَاسِم المغربي لنَفسِهِ وَلَا أَدْرِي من الصَّادِق مِنْهُمَا (هَل لما فَاتَ من شَبَابِي رُجُوع ... أم هُوَ الْبَين مِنْهُ والتوديع) (قد لبسناه بُرْهَة وَنَزَعْنَا ... هُـ وبالرغم كَانَ ذَاك النّزوع) (ربع أحبابنا سقيت من المز ... نٍ كَمَا قد سقتك منّا الدُّمُوع) انْتهى قلت إِذا دَار الْأَمر بَينهمَا فالوزير أقرب إِلَى الصدْق 3 - (أَبُو طَالب النَّحْوِيّ البغداذي) أَحْمد بن مُحَمَّد الأدمِيّ أَبُو طَالب النَّحْوِيّ البغداذي أورد لَهُ الباخرزي فِي دمية الْقصر (تأمّل حمول الحّي تسْتَرق البدرا ... كَأَن عَلَيْهَا أَن تفارقنا نذرا)

ابن الخشاب البغداذي

(سروا بهلالٍ من هِلَال بن عامرٍ ... يحل سَواد الْقلب من برجه خدرا) (وَكَيف ألذُّ الْعَيْش أَو أطْعم الْكرَى ... بِأَرْض أرى الْيَوْم الْقصير بهَا شهرا) (وخلّفت مغلوب العزاء كأنّني ... وَرَاءَهُمْ من سرعةٍ أَطَأ الجمرا) (فإلا أكن للوصل أَهلا فسائلاً ... أَتَى يطْلب الْمَعْرُوف فاغتنموا الأجرا) (إِذا مَا دعت فَوق الْأَرَاك حمائم ... بأصواتها جَهرا دعوتكم سّرا) قَالَ وَله (وشادنٍ من بني الأتراك مرّ بِنَا ... خوف الرَّقِيب وطرفي عَنهُ مَصْرُوف) (يغضي حَيَاء إِذا قبّلت رَاحَته ... كأنّما طرفه بالشوك مطروف) (كَأَن أصداغه والرّيح يضْربهَا ... عقارب بَعْضهَا بِالْبَعْضِ ملفوف) 3 - (ابْن الخشاب البغداذي) أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الخشاب أَبُو المحاسن ابْن بنت الْمعِين روى عَنهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف الهكّاري وَأَبُو نصر عبيد الله بن عبد الْعَزِيز ابْن الرسولي وَكتب عَنهُ أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خسرو الْبَلْخِي وَمن شعره (مازال يَبْنِي للعلى كعبةً ... وَيجْعَل الْجُود لَهَا ركنا) (حَتَّى أَتَى الْخلق وطافوا بهَا ... واستلموا رَاحَته الْيُمْنَى) وَمِنْه) (بحياة جمع مشتّت التَّفْرِيق ... ووحقَّ كشف الكرب يَوْم الضّيق) (وبحرمة الْقَوْم الَّذين قُلُوبهم ... تصبو وَلَكِن لَا إِلَى مَخْلُوق) (أَجْسَادهم وقف الضنى وثيابهم ... وقف على الترقيع وَالتَّحْرِيق) (وَإِذا حدا الْحَادِي رَأَيْت قُلُوبهم ... طبعت على الْإِيمَان وَالتَّحْقِيق) (إلاّ نظرت إلَي مِنْك بنظرةٍ ... لترى علّي عَلامَة التَّوْفِيق) 3 - (المرندي الضَّرِير المقرىء) أَحْمد بن مُحَمَّد المرندي الضَّرِير المقرىء البغداذي كَانَ عَالما بتفسير الْقُرْآن وَقِسْمَة الْفَرَائِض وَتَفْسِير المنامات كَانَ مارّاً بالموصل فِي الطَّرِيق فَسقط فاضطرب فَمَاتَ فَجْأَة سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (المعري القنوع) أَحْمد بن مُحَمَّد المعريمعرة النعمانكان يلقب بالقنوع لأنّه قَالَ يَوْمًا فِي كَلَامه قد قنعت وَالله من الدُّنْيَا بكسرة وَكِسْوَة وَمن شعره

أبو بكر القوهي

رب هم قطعته فِي دجى اللَّيْل بهجر الْكرَى وَوصل الشّراب والثريا قد غرّبت تطلب الْبَدْر بسير المروَّع المرتاب كزليخا وَقد بَدَت كفها تطلب أذيال يوسفٍ بِالْبَابِ وَمِنْه فِي بعض الْعُدُول (يَا ابْن علّي قَالُوا وَلَو صدقُوا ... لَكُنْت تجْرِي مجْرَاه فِي الْخلق) (دينك ذَا لَو كشفت بَاطِنه ... أرق من طيلسانك الْخلق) وَمِنْه (يَا من بنى مَسْجِدا ضِرَارًا ... وَالْبخل مِنْهُ يَلِيهِ لوم) (لَو كَانَ إسلامكم قَدِيما ... كَانَ لكم مَسْجِد قديم) 3 - (أَبُو بكر القوهي) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو بكر القوهي ذكره الثعالبي فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة وَقَالَ أحد فضلاء الزوازنة وشعرائها يَقُول فِي شكاية فقهائها لما اخْتَارُوا لزعامتهم اسرافيل الغرنوي) (لنا فُقَهَاء شرّهم جدّ محكمٍ ... وَإِن زلّ خير مِنْهُم فَهُوَ ينْسَخ) (أَقَامُوا على النَّاس الْقِيَامَة جهرةً ... وَجَاءُوا بإسرافيل فِي الصُّور ينْفخ) وَله من قصيدة (كم من مؤدٍ لَهُ عقار ... عقاره شدّ وَهُوَ خفّا) يَعْنِي صَار عقارا بِالتَّشْدِيدِ وَصَارَ هُوَ مودياً بِالتَّخْفِيفِ 3 - (أَبُو نصر الخالدي) أَحْمد بن مُحَمَّد الخالدي أَبُو نصر ذكره الثعالبي أَيْضا وَقَالَ أديب شَاعِر حسن الشّعْر من المقيمين بغزنة وَأورد لَهُ (قل للنؤوم عَن التفضّ ... ل وادعاً وسط الْكرَى مَه) أحسن فَإِن الْحر عبد للمبرّة والكرامه وَأورد لَهُ (قاضٍ لنا ابليس يشْهد أنّه ... مَا فِي الفضائح مثله إِبْلِيس) (فكأنّما زبر الْحَدِيد فياشل ... وكأنما مفساه مغناطيس) 3 - (أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ الطَّبِيب من أهل

أبو طاهر الشيرازي

طبرستان فَاضل عَالم بالطب كَانَ طَبِيب ركن الدولة وَلَك كتاب الكنّاش الْمَعْرُوف ب المعالجات البقراطية قَالَ ابْن أبي أصيبعة هُوَ من أجلَّ الْكتب وأنفعها قد استقصى فِيهِ ذكر الْأَمْرَاض ومداواتها على أتم مَا يكون وَهُوَ يحتوي على مقالات كَثِيرَة 3 - (أَبُو طَاهِر الشِّيرَازِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد الأديب أَبُو طَاهِر الشِّيرَازِيّ الشَّاعِر توفّي قبل الأربعمائة تَقْرِيبًا وَمن شعره فِي الشمعة (قَامَت على الكرسيّ تجلو نَفسهَا ... وتشقُّ عَنْهَا داجي الظُّلُمَات) (جسم حكى شفق الْغُرُوب وغرّة ... تحكي الشروق وقامه كقناة) (لما رَأَتْ ليل التَّمام يفوتها ... طولا وَيُؤذن شملها بشتات) (أكلت من الغيظ المبّرح نَفسهَا ... وتلمّظت كتلمّظ الحيّات) ) وَمن شعره فِي الحماحم (أَرَاك الحماحم لما بدا ... بَدَائِع من صنعه المعجز) (أُنَاسًا يجّرون خضر الخزوز ... عَلَيْهَا قلانس من قرمز) (أَوَان الرّبيع كَمثل الشَّبَاب ... يزورون زورة مستوفز) وَمن شعره أَيْضا (جَاءَت وَقد شمّرت مآزرها ... عَن سَاقهَا بالمجون واللعب) (فأنهبت عَيْني السرُور بهَا ... وانتهبتني من كلَّ منتهب) (فظلت للهو بَين أربعةٍ ... شبت لأهوالها وَلم أشب) (حمرَة حنّا سَواد لَا لكةٍ ... بَيَاض ساقين صفرَة الذَّهَب) قلت شعر جيد لَكِن برّد فِي الرَّابِع باللاّلكة 3 - (الإفْرِيقِي المتيّم) أَحْمد بن مُحَمَّد الإفْرِيقِي الْمَعْرُوف بالمتيم أَبُو الْحسن أحد الأدباء الْفُضَلَاء الشُّعَرَاء لَهُ من التصانيف كتاب الشُّعَرَاء الندماء كتاب الِانْتِصَار المنبي عَن فضل المتنبي وَغير ذَلِك وَله ديوَان شعر كَبِير قَالَ الثعالبي رَأَيْته ببخارا شَيخا رثّ الْهَيْئَة تلوح عَلَيْهِ سيماء الحرفة وَكَانَ يتطبب وينجم فَأَما صناعته الَّتِي يعْتَمد عَلَيْهَا فالشعر وممّا أَنْشدني لنَفسِهِ (وفتيةٍ أدباءٍ مَا عَلَّمْتهمْ ... شبهتهم بنجوم اللَّيْل إِذْ نجموا)

الصوفي الحلبي

(فرّوا إِلَى الراح من خطبٍ يلمّ بهم ... فَمَا درت نوب الْأَيَّام أَيْن هم) قَالَ وأنشدني لنَفْسي أَيْضا (تلوم على ترك الصَّلَاة حليلتي ... فَقلت أغربي عَن ناظري أَنْت طَالِق) (فوَاللَّه لَا صلّيت لله مُفلسًا ... يصلّي لَهُ الشَّيْخ الْجَلِيل وفائق) (وَلَا عجب إِن كَانَ نوح مُصَليا ... لِأَن لَهُ قسراً تدين الْمَشَارِق) (لماذا أُصَلِّي أَيْن باعي ومنزلي ... وَأَيْنَ خيولي والحلى والمناطق) (أُصَلِّي وَلَا فتر من الأَرْض تحتوي ... عَلَيْهِ يَمِيني إننّي لمنافق) (بلَى إِن علّي الله وسّع لم أزل ... أُصَلِّي لَهُ مَا لَاحَ فِي الجوّ بارق) ) وَقَالَ فِي تركي (قلبِي أَسِير فِي يَدي مقلةٍ ... تركيّةٍ ضَاقَ لَهَا صَدْرِي) (كَأَنَّهَا من ضيقها عُرْوَة ... لَيْسَ لَهَا زرّ سوى السّحر) 3 - (الصُّوفِي الْحلَبِي) أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر ابْن أبي الْفرج الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي الصُّوفِي مولده سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة سمع من النجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لي 3 - (ابْن البققي) أَحْمد بن مُحَمَّد فتح الدّين ابْن البققيبباء مُوَحدَة وقافين على وزن الثقفيالحموي أَقَامَ بديار مصر وَكَانَت تبدو مِنْهُ أَشْيَاء ضبطت عَلَيْهِ وَكَانَ جيد الذِّهْن ذكياً وَلَكِن أدَّاه ذَلِك إِلَى الاستخفاف بِالْقُرْآنِ وَالشَّرْع فَضرب القَاضِي الْمَالِكِي عُنُقه بَين القصرين سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة فِي شهر ربيع الأول وطيف بِرَأْسِهِ وَقد تكهل وَمن شعره (الكسُّ للجحر غَدا ... معانداً من قدم) (فَانْظُرْهُ يبكي حسداً ... فِي كل شهر بِدَم) وَمِنْه (لحا الله الْحَشِيش وآكليها ... لقد خبثت كَمَا طَابَ السّلاف) (كَمَا يصبي كَذَا تضني وتشقي ... كَمَا يشفي وغايتها الحراف)

(وأصغر دائها والداء جم ... بغاء أَو جُنُون أَو نشاف) وَمِنْه فِيمَا قيل (جبلت على حبّي لَهَا وألفته ... وَلَا بُد أَن ألقِي بِهِ الله مُعْلنا) (وَلم يخل قلبِي من هَواهَا بِقدر مَا ... أَقُول وقلبي خَالِيا فتمكنا) قلت يُشِير إِلَى قَول الْقَائِل (أَتَانِي هَواهَا قبل أَن أعرف الْهوى ... فصادف قلباً خَالِيا فتمكنا) وَمِنْه (أَيْن الْمَرَاتِب فِي الدُّنْيَا ورفعتها ... من الَّذِي حَاز علما لَيْسَ عِنْدهم) (لَا شكّ أَن لنا قدرا رَأَوْهُ وَمَا ... لمثلهم عندنَا قدر وَلَا لَهُم) ) (هم الوحوش ونخن الْإِنْس حكمتنا ... تقودهم حَيْثُمَا شِئْنَا وهم نعم) (وَلَيْسَ شيءٌ سوى الإهمال يقطعنا ... عَنْهُم لأَنهم وجدانهم عدم) (لنا المريحان من علمٍ وَمن عدمٍ ... وَفِيهِمْ المتعبان الْجَهْل والحشم) قلت عَارض بِهَذِهِ الأبيات أبياتاً نظمها الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَقد أوردتها فِي تَرْجَمته فِي مُحَمَّد بن عَليّ وَهِي فِي وَزنهَا ورويّها لَكِن الْمَعْنى عكس ذَاك وَمِنْه (يَا من يخادعني بأسهم مكره ... بسلاسةٍ نعمت كلمس الأرقم) (اعتدّ لي زردا تضايق نسجه ... وعلّي فكّ عيونها بالأسهم) وَله وَقد دخل إِلَى إِنْسَان طبيبٍ وَقعد عِنْده سَاعَة طَوِيلَة وَلم يطعمهُ شَيْئا فَلَمَّا قَامَ من عِنْده قَالَ (وَلَا تحسبوا أَن الْحَكِيم لبخله ... حمانا الغذا مَا ذَاك عِنْدِي من الْبُخْل) (ولكنّه لما تَيَقّن أنّنا ... مرضنا برؤياه حمانا من الْأكل) وَمَا أحسن قَول شمس الدّين ابْن دانيال فِيهِ (لَا تلم البقّيّ فِي فعله ... إِن زاغ تضليلاً عَن الحقّ) (لَو هذّب الناموس أخلاقه ... مَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى البقّ) وَقَوله لما سجن ليقْتل (يظنُّ فَتى البققي أَنه ... سيخلص من قَبْضَة الْمَالِكِي) (نعم سَوف يُسلمهُ الْمَالِكِي ... قَرِيبا وَلَكِن إِلَى مَالك)

ابن أبي الخوف

3 - (ابْن أبي الْخَوْف) أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أبي بكر ابْن عماد الدّين أبي الْحرم مكي بن مُسلم ابْن أبي الْخَوْف الْمَعْرُوف بعوكل شهَاب الدّين كَانَ لَهُ مطالعات كَثِيرَة فِي كتب الْأَدَب ويحفظ شعرًا كثيرا للْمُتَقَدِّمين والمتأخرين أَكثر وَيعرف سرقات غَالب الشُّعَرَاء لَا سِيمَا شعراء الْمُتَأَخِّرين وَأهل الْعَصْر وَكَانَ لَا اشْتِغَال لَهُ غير المطالعة وَكَانَ جيد النَّقْد للشعر وَالِاخْتِيَار وَكتب مجاميع كَثِيرَة من شعر الْمُتَأَخِّرين وينظم المقاطيع الجيدة وَله وقف يحصل مِنْهُ فِي الصَّيف مَا يكون لَهُ مُؤنَة فِي الشتَاء فَيتَوَجَّه إِلَى الديار المصرية فِي الشتَاء ويحضر إِلَى دمشق فِي الصَّيف وَكَانَ متمزقاً إِلَى الْغَايَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي مستهل شهر رَجَب الْفَرد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي طاعون دمشق وَله من الْعُمر أَرْبَعُونَ سنة تَقْرِيبًا أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ) نَاظر الْجَامِع الْكَبِير ظلوم إِذا قدر (ابله ربّ بالعمى ... وأرحه من النّظر) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ أَيْضا (قلت لَهُ إِذْ بدا وطلعته ... قد أشرقت فَوق قامةٍ تامه) (هَب لي مناماً فَقَالَ كَيفَ وَقد ... رَأَيْت شمس الضُّحَى على قامه) قلت هُوَ مَأْخُوذ من قَول شمس الدّين مُحَمَّد بن التلمساني (بدا وَجهه من فَوق أسمر قدّه ... وَقد لَاحَ من سود الذوائب فِي جنح) (فَقلت عَجِيب كَيفَ لم يذهب الدجى ... وَقد طلعت شمس النَّهَار على رمح) وَمن شعره فِي ابْن العايق الطّباخ (قد غلب العايق فِي قَوْله ... لمّا أَتَى الطَّاعُون بالحادث) (قمحيّتي تقتل فِي يَوْمهَا ... وَذَاكَ فِي يَوْمَيْنِ وَالثَّالِث) وَكتب إلّي وَنحن بِالْقَاهِرَةِ (أيا فَاضلا سَاد الورى بفضائلٍ ... تناهت فَمَا أضحى لهنَّ عديل) (تقمّصت ثوب الْعلم والحلم والندى ... فَأَنت صَلَاح للورى وخليل) (وَلست خَلِيلًا بل خليجاً لواردٍ ... غَلطت فسامحني فنيلك نيل) فَكتبت أَنا جَوَابه (أيا ابْن أبي الْخَوْف الَّذِي أمنت بِهِ ... طرائق نظمٍ واستبان دَلِيل) (لقد فتّ غايات الأولى سبقوا إِلَى ... نهايات فضلٍ مَا إِلَيْهِ سَبِيل)

ابن الحاجبي المصري

(فَأَنت على هَذَا الزَّمَان كثير ... ورأيك فِي النّظم البديع جميل) 3 - (ابْن الحاجبي الْمصْرِيّ) أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بالحاجبي شَاب جندي رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ فِي سوق الْكتب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (أَقُول شبّه لنا جيد الرّشا ترفاً ... يَا معمل الْفِكر فِي نظمٍ وإنشاء) (فظلّ يجْهد أَيَّامًا قريحته ... وشبّه المَاء بعد الْجهد بِالْمَاءِ) وَبَلغنِي عَنهُ مقاطيع رائقة وأبيات رائعة مِنْهَا قَوْله) (مالوا بِغَيْر الراح أغصانا ... والتفتوا يَا صَاح غزلانا) (وَاحْتَملُوا فِي الخصر لما مَشوا ... فِي عقدات الرّمل كثبانا) (غيد حلت أفنان أوصافهم ... هَذَا الَّذِي وَالله أفنانا) (فِي وَجه كل مِنْهُم رَوْضَة ... حوت من الأزهار ألوانا) (يَقُول لي لين تثننّيهم ... ضلَّ الَّذِي بِالرُّمْحِ حاكانا) (هَب سنّه يَغْزُو كألحاظنا ... فَهَل رَأَيْت الرّمح وسنانا) (أَشْكُو إِلَيْهِم تعباً من جَفا ... صيّرني فِي اللَّيْل سهرانا) (قَالُوا أترجوه رَاحَة فِي الْهوى ... لم يزل العاشق تعبانا) (وَلَا تكن ذَا طمع فِي الْكرَى ... إنّا فتحنا لَك أجفانا) وَلما سمع قولي (قَالَت لأيري وَهُوَ فِيهَا ضائعٌ ... كالحبل وسط الْبِئْر إِذْ تلقيه) (قد عِشْت فِي كُس كَبِير قلت مَا ... كذبت لأنّ الْكَاف للتشبيه) قَالَ هُوَ مُخْتَصرا (ربَّ صغيرٍ حِين ولّفته ... أيقنت لَا يدْخل إلاّ الْيَسِير) (ألفيته كالبئر فِي وَسعه ... حَتَّى عجبنا من صغيرٍ كَبِير) وَكَذَا لما سمع قولي (يَا طيب نشرٍ هبَّ لي من أَرْضكُم ... فأثار كامن لوعتي وتهتكي) (أدّى تحيتكم وأشبه لطفكم ... وَحكى شذاكم إنَّ ذَا نشر ذكي) قَالَ هُوَ

(لَا تبعثوا غير الصّبا بتحيةٍ ... مَا طَابَ فِي سَمْعِي حَدِيث سواهَا) (حفظت أَحَادِيث الْهوى وتضوّعت ... نشراً فيا لله مَا أذكاها) وَمن نظمه (وصفت خصره الَّذِي ... أخفاه ردف رَاجِح) (قَالُوا وصف جَبينه ... فَقلت ذَاك وَاضح) وَمن نظم شهَاب الدّين أَحْمد ابْن الحاجبي) (لم أنس أَيَّام الصّبا والهوى ... لله أَيَّام النّجا والنّجاح) (ذَاك زمَان مرّ حُلْو الجنى ... ظَفرت فِيهِ بحبيبٍ وَرَاح) وَمِنْه (يميس على حقفٍ هُوَ الردف عطفه ... فَللَّه مهتز بقدّ القنا يهزو) (رشاً عَاجز من ردفه عَن نهوضه ... فَإِن قَامَ ذَاك الْعَطف أقعده الْعَجز) وَمِنْه (يَا ناصحاً أتعبه لوم ذِي ... عقلٍ سليبٍ وفؤادٍ لسيب) (لَا ذقت مَا يشكوه من شادنٍ ... بعيد وصلٍ ورقيبٍ قريب) وَمِنْه (تَقول وَقد تجاذبنا للثمٍ ... ورحت لسلكها وَنَثَرت حبّه) (أحبّاً تدّعي وفرطت عقدي ... فَقلت وَذَاكَ من فرط المحبه) وَمِنْه (قعدت أصطاد بنيل مصرٍ ... يَوْم وفاه وَهُوَ محمرّ الصّفا) (فشلت مِنْهُ رايةً قلت لَهُ ... ذِي الرَّايَة البيضا عَلَيْهِ بالوفا) وَمِنْه (وَلَقَد نثرت مدامعي وَدمِي مَعًا ... يَوْم الرحيل وخاطري مكسور) (لَا تعجبوا لتلوّنٍ فِي أدمعي ... لَا غرو أَن يتلوّن المنثور) وَمِنْه (أَلا ربّ بستانٍ نزلت فناءه ... أنيساً وَفِيه دوَل يتدفّقً) (تفتّح فِيهِ النّور إِذْ بَاشر الندى ... وَقد ضَاعَ مِنْهُ نشره وَهُوَ مغلق) وَمِنْه (ربَّ خيّاطٍ كخوط بانةٍ ... لن يكفَّ الهجر عَن مظلومه)

أحمد بن محمود

(إِن يكن يرضيه كتمان الْهوى ... لَيْسَ لي طوق على مكتومه) وَمِنْه (عدلت عَن عشق رشاً جائرٍ ... يروم عمدا بالجفا قَتْلِي) ) (فَالْحَمْد لله على سلوةٍ ... قابلت فِيهَا الْجور بِالْعَدْلِ) وَمِنْه (لما أَتَيْنَا نَحْو روضٍ غَدا ... لكلَّ من يَرْجُو الهنا مطلبا) (والغيم يبكيه ونوَّاره ... مقطب هبّت علينا الصّبا) (فَقطعت أَثوَاب سحب الحيا ... وفتّقت أكمام زهرالرّبى) وَمِنْه (كلّ الظّبا نعرفها ... قَاطِعَة إِذا انجلت) (وَذَا سيوف لحظه ... إِذا تصدّت قتلت) وَمِنْه (وحديقةٍ خطر الحبيب بهَا ضحى ... وعَلى الغصون من الْغَمَام نثار) (فجرت تقبّل تربه أنهارها ... وتبسّمت فِي وَجهه الأزهار) 3 - (أَحْمد بن مَحْمُود) 3 - (أَبُو طَاهِر الثَّقَفِيّ) أَحْمد بن مَحْمُود أَبُو طَاهِر الثَّقَفِيّ الْمُؤَدب وَهُوَ الْجد الْأَعْلَى ليحيى الثَّقَفِيّ صَاحب أصُول حَسَنَة شيخ صَالح ثِقَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين متعصب لأهل السّنة توفّي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الحصيري الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن عبد السيّد بن عُثْمَان بن نصر بن عبد الْملك الشَّيْخ نظام الدّين التَّاجِر الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالحصيري بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَالرَّاء وياء النسبصاحب الطَّرِيقَة الْمَشْهُورَة وشارح الْإِرْشَاد العميدي قَتله التتار بنيسابور عِنْد أول خُرُوجهمْ إِلَى الْبِلَاد سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة كَانَ وَالِده من أَعْيَان الْعلمَاء وَكَانَ يدّرس بِالْمَدْرَسَةِ النورية بِدِمَشْق وَلم يكن فِي عصره من يُقَارِبه فِي مَذْهَب الإِمَام أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ يُنكر على وَلَده نظام الدّين الْمَذْكُور وتضييع فكره وذهنه

القاضي أبو العباس الواسطي الحمداني

وَكَانَ من أسدّ النَّاس ذهناً وإدراكاً وَيَقُول عَنهُ ذَاك شَاب وَكَانَ نظام الدّين يَقُول عَن أَبِيه أبي شيخ كودن لاقتصاره على الْمَذْهَب) 3 - (القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس الوَاسِطِيّ الحمداني) أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أبي الهيجاء ابْن حمدَان أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل وَاسِط قَرَأَ بالروايات على أبي بكر الباقلاّني وعَلى عَليّ بن عَبَّاس الْخَطِيب هما من أَصْحَاب أبي الْعِزّ القلانسي ودرس الْفِقْه على عَمه أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد وعَلى يحيى بن الرّبيع وَقَرَأَ شَيْئا من أصُول على المجير مَحْمُود البغداذي وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْكِنَانِي وَهبة الله بن نصر الله بن مخلد الْأَزْدِيّ وَمُحَمّد بن عبد السَّمِيع بن عبد الله الْهَاشِمِي وَغَيرهم وَقدم بغداذ وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف على أبي الْقَاسِم ابْن فضلان وَسمع من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل الدباس وَغَيره قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَسَمعنَا بقرَاءَته كثيرا وَكَانَ يقْرَأ سَرِيعا صَحِيحا ولي الْإِعَادَة بمدرسة ابْن الْمطلب مُدَّة ثمَّ ولي مدرسة الْجِهَة أم الْخَلِيفَة وَولي الْقَضَاء بالجانب الغربي وَلم يزل على الْقَضَاء إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ حَافِظًا لمَذْهَب الشَّافِعِي سديد الْفَتَاوَى وَمَا رَأَيْت أجمل طَريقَة مِنْهُ وَلَا أحسن سيرة مَعَ ديانَة كَامِلَة وزهد وَعبادَة وعفة ونزاهة وَكَانَ من ألطف النَّاس وأكيسهم وَأَكْثَرهم تودداً وتواضعاً وتحبباً إِلَى النَّاس كتبت عَنهُ شَيْئا يَسِيرا وَكَانَ ثِقَة نبيلاً توفّي سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة 3 - (ابْن الْجَوْهَرِي الْمُحدث) أَحْمد بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن نَبهَان الْحَافِظ الْمُفِيد شرف الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الثَّنَاء الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْجَوْهَرِي أحد من عني بِهَذَا الشَّأْن وتعب عَلَيْهِ ورحل وسهر وَكتب الْكثير وَحصل مَا لم يحصله غَيره ثمَّ أدْركهُ الْأَجَل شَابًّا وَكَانَت لَهُ دنيا أنفقها فِي طلب الْعلم وَكَانَت الصدرية قاعة فاشتراها مِنْهُ ابْن المنجّا ووقفها مدرسة وَلما احْتضرَ وقف كتبه وأجزاءه بالنورية وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (كَمَال الدّين ابْن الْعَطَّار) أَحْمد بن مَحْمُود الإِمَام الأديب البليغ المنشىء كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْفَتْح الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي ابْن الْعَطَّار ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبه وَسمع من ابْن المقيّر وَأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ والسخاوي وخرَّجت لَهُ مشيخة وسمعها الشَّيْخ شمس الدّين وَحدث ب صَحِيح البُخَارِيّ بالكرك بِالْإِجَازَةِ سنة سَبْعمِائة وَكَانَ ديّناً وقوراً بديع الْكِتَابَة والترسل جيد) النّظم والنثر توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَلم يزل رَئِيسا فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق مشاراً إِلَيْهِ بالتعظيم إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى كتب إِلَى محيي الدّين عبد الله ابْن عبد الظَّاهِر

(سقى وحيّا الله طيفاً أَتَى ... فَقُمْت إجلالاً وقبّلته) (لشدَّة الشوق الَّذِي بَيْننَا ... قد زارني حَقًا وَقد زرته) وافى من الجناب العالي المحيوي آنس الله الْمَمْلُوك بِقُرْبِهِ وَحفظ عَلَيْهِ مَنْزِلَته من قلبه وهداه إِلَى الطَّرِيق الَّتِي كَانَ ظفر فِيهَا بمطلب البلاغة من كتبه وَلَا شغله بسواه حَتَّى لَا يسمع غير كَلَامه وَلَا يرى غير شخصه وَلَا ينْطق إِلَّا بِذكرِهِ لغَلَبَة حبه وَمَا زَارَهُ فِي الْمَنَام وَلَا أَتَاهُ فِي خفيةٍ واكتتام وَلَا شَاهده بِدَعْوَى الإحلام بل فَإِن المنى أَحْلَام المستيقظ وَهُوَ بِهِ طول المدى حالم وَالنَّاس نيام وَلَا يُنكر الْإِخْلَال بالمكاتبة على نَائِم الْقَلَم مَرْفُوع عَن النَّائِم غير أَن الْمَمْلُوك أَمَاتَهُ الشوق فانتبه بعد مَا رَآهُ بِعَيْنِه فَهُوَ لَا يتَأَوَّل وَلَا سِيمَا فِي أَمر مَا اشْتبهَ وَمَا كَانَت زيارته لَهُ إِلَّا مُنَافَسَة لَهُ بظنّه أَن الْمَمْلُوك علقت بِهِ أَسبَاب الْكرَى ومناقشة لطلبه زور الخيال حَقِيقَة لما سرى لينفي الوسن عَن نظره ثمَّ ينْصَرف على أَثَره وَلما سجدت لَهُ الأجفان ظنّ بهَا سنة فزارها منبّهاً وَمَا كَانَ إلاّ سَاهِيا بمزاره عَن خدمته فَلَا يُنكر على جفْنه السُّجُود لمّا سَهَا وَلكم علّةٍ للشوق أطفأ حرّها بمزاره وأعلق بِهِ أشراك الأجفان خيفةً من نفاره وعقله بحبائل جفنيه خشيَة أَن تنْزع يَد الْيَقَظَة حَبِيبه من يبن جَنْبَيْهِ وَضمّهَا على خياله ضمّ الْمُحب للعناق يَمِينه على شِمَاله وَلَكِن مَا فَازَ بالعناق إِلَّا يَد أَو يدان وعناق الْمَمْلُوك للطيف من فرط الوجد بأَرْبعَة أيدٍ من الأجفان وَإِن لم تُؤْخَذ هَذِه الدَّعْوَى مِنْهُ بِالتَّسْلِيمِ وَقيل مَا زَارَهُ بل استزاره فكر لَهُ فِي كلّ وادٍ يهيم فبلى وحقّه لقد قصد مزارا إِن الْكَرِيم إِذا لم يستزر زارا وتالله لقد وافاه ويسراه على حشاه ويمناه متشبثة بأذيال دجاه ومحبه فَوَجَدَهُ على أَبْرَح مَا يكون من الوجد الَّذِي عَهده إِلَّا أَن ضيف الطيف مَا أهتدى إلاّ بِنَار أشواقه وَمَا سرى بل سَار فِي ضياءٍ من بارق دمعه وَمَا يوري قدحاً من سنابك براقه وتسوّر أسوار الجفون وخاض السُّيُول من الْعُيُون فَكتب ابْن عبد الظَّاهِر الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك (فِي النّوم واليقظة لي راتب ... عَلَيْك فِي الْحَالين قرَّرته) (تفضّل الْمولى إِذا زَارَهُ ... طيف خيالي مِنْهُ أَن زرته) ) ورد على المملوكأدام الله نعْمَة الجناب الكمالي وَلَا أسهر جفْنه إِلَّا فِي سَبِيل المكارم وَلَا سهّدها إِلَّا فِي تَأْوِيل رُؤْيا مغارم الْفضل الَّتِي يَرَاهَا من جملَة الْمَغَانِم وَجعله يتعزّز بحلمه هفوة الطيف وَكَيف لَا يحلم الحالمكتاب شرِيف حبّب إِلَيْهِ التَّشْبِيه بِنصب حبائل الهدب من الجفون والاستغشاء بالنعاس لعلّ خيالاً فِي الْمَنَام يكون وليغنم اجتماعه وَلَو فِي الْكرَى وتصبح عينه مَدِينَة وَإِن مضى عَلَيْهَا زمن وَهِي من الْقرى وينعم طرفه من التلاقي بِأَحْسَن الطّرف وَيَقُول هَذَا من تِلْكَ السجايا أطيب الْهَدَايَا وَمن تِلْكَ المزايا ألطف التحف وَيرْفَع محلّ الطيف فيرقّيه من الهدب فِي سلالم لَا بل يمطيه طرف طرفه ويجعلها لَهُ شكائم لَا بل يرخيها لصونه أستاراً وَلَا يصفها بِأَنَّهَا دُخان إِذْ كَانَ يجلّ موطن الطيف الْكَرِيم أَن يؤجّج نَارا ويعظمه عَن أَنه إِذا أرسل خياله رائداً أَن يتبعهُ النَّاظر وَأَن يكلّفه مشقة بسلوك مدارج الدُّمُوع إِذْ هِيَ محاجر ثمَّ

يخْشَى أَن يحصل نفور من التغالي فِي وصف الدُّمُوع بِأَنَّهَا سيول فيهول من أمرهَا مَا يهول وَيَقُول هَل الدمع إِلَّا مَاء يرش بِهِ بَين يَدي الطيف وَهل الهدب على تَقْدِير أَنَّهَا دُخان إِلَّا مَا لَعَلَّه يرْتَفع لما يقرى بِهِ الضَّيْف وَعَن إِيرَاد الجفون بِهَذَا وإسخان الْعُيُون بِهَذِهِ هَل هما لِإِيلَافِ الخيال إِلَّا مَا يَقْصِدهُ من رحْلَة الشتَاء والصيف ثمَّ يحتقر الْمَمْلُوك إِنْسَان عينه عَن أنّه يلْزمه لهَذَا الْأَمر تكليفاً ويتدبر قَوْله تَعَالَى وخُلِقَ الإنسانُ ضَعِيفا وَيَقُول لَهُ لَا تطِيق الْقيام لهَذِهِ الزورة الشَّرِيفَة من الْوَظِيفَة لِأَن النّوم سُلْطَان وَأي يَد لَك مَعَ خَليفَة الحبيب خَليفَة الحبيب وَيَد الْخلَافَة لَا تطاولها يَد والعيون فِي الصِّبَا أَو الْكبر لَا تُوصَف إِلَّا بِأَنَّهَا ضَعِيفَة فَيَقُول كم مثلي إِنْسَان تطاول لاستزارة الطيف حَتَّى طرق وَكم خيال أَتَى على أعين النَّاس فجَاء مَحْمُولا على الحدق وَكم محبّ دَرأ عَن النّوم بِشُبْهَة تغميض الأجفان عَن غير عمد حدَّ الْقطع على السرق ثمَّ يَأْخُذ فِي طريقةٍ غير هَذِه الطَّرِيقَة وَيرى الِاكْتِفَاء بالمجاز عَن الْحَقِيقَة وَإِذا أَوْمَأت الْعين للحجة فِي تصويب استزارة الخيال تَقول مَا هَذِه من الْحجَج الَّتِي تسمى وَثِيقَة وَترى أنّ تمثل الشَّخْص لشريف فِي الخاطر قد أغناه عَن أنّه يَنْقُلهُ من الْكرَى وَكَفاهُ أنّه ينشد سرّ الخيال بطيفه لّما سرى وَلم يحوجه حاشاه إِلَى أنّه يزوّر لَهُ محضرا وَلَا أنّه ينشد أَتَرَى درى ذَاك الرَّقِيب بِمَا جرى) اللَّهُمَّ ليورد مورد الْعين انفع مَا يدّخر وَالْعين الصافية مَا برح عِنْدهَا من الخيال الْخَبَر وَإِذا كَانَ الْقلب مُتَوَلِّي الْحَرْب مَعَ الأشواق فَكيف يشاحح الخيال على أنّه مُتَوَلِّي النّظر فَحِينَئِذٍ يسكن إِلَى الوسن ويمدّ لَهُ من الهدب الرّسن ويزور ويستزير وَيقصر وَيَتْلُو وَيَعْفُو عَن كثير وَيذْهب لأجل ذَاك مَذْهَب من يقّدم على الْأَيَّام اللَّيَالِي ويعظمها لأنّه مَظَنَّة هجوم الخيال وَيجْعَل جفونه أَرض تِلْكَ الهجمة الَّتِي يغلب عَلَيْهَا وَمَا بَرحت تغلب لَهَا أَرض الْجبَال وَأما النّيل فكم احتقره الْمَمْلُوك بِالنِّسْبَةِ إِلَى كرم مَوْلَانَا ونواله وَيكرهُ مذاقه بِالْإِضَافَة إِلَى زلاله ويحقق أَن مقياس رَاحَته هُوَ الَّذِي يستسعد بِهِ الْأُمَم وَإِن الْأَصَابِع من الْأَصَابِع الْكَرِيمَة والعمود الْقَلَم وَأَن طَالب ورد ذَاك تَعب وطالب جود سيدنَا مستريح وَيَكْفِي واصف نواله لَهُ وَهُوَ غَايَة المديح قلت هَذَانِ كِتَابَانِ بَين كاتبين كَانَا فاضلي عصرهما وكاملي دهرهما كل مِنْهُمَا اعتنى بِمَا كتب وَالْمعْنَى وَاحِد فَأَنت ترى كتاب ابْن عبد الظَّاهِر مشحوناً بالتورية والاستخدام وَهُوَ أميل إِلَى الطَّرِيقَة الْفَاضِلِيَّةِ على أَن كلاّ مِنْهُمَا حلّ منظوم النَّاس وَأَشَارَ إِلَى أَبْيَات مَشْهُورَة وأحال عَلَيْهَا وَلَكِن محَاسِن ابْن عبد الظَّاهِر الَّتِي من كيسه أحسن وَلَو كَانَ هَذَا مَوضِع الْكَلَام لأوردت الأبيات الَّتِي حلاّها وساقها كل مِنْهُمَا فِي مُكَاتبَته وحلاها وَلَكِن لَا يخفي ذَلِك على المطلع الْفَاضِل وَمن شعر كَمَال الدّين ابْن الْعَطَّار رَحمَه الله تَعَالَى (وَلما بدا مرخى الذوائب وانثنى ... ضحوك الثنايا مُرْسل الصدغ فِي الخدّ) (بدا الْبَدْر فِي الظلماء والغصن فِي النّقا ... وزهر الرِّبَا فِي الرَّوْض والآس فِي الْورْد)

أبو القاسم الرازي

وأنشده محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر (لَا تنكرن على الأقلام إِن قصرت ... لَهَا مساعٍ ّذا أبصرتها وخطا) (فعارض الطّرس فِي حد الطروس بدا ... من أَبيض الرمل شيب فِيهِ قد وخطا) فَقَالَ كَمَال الدّين (أَقْلَام فضلك مَا شابت وَلَا قصرت ... لَهَا مساعٍ إِذا أنصفتها وخطا) (بل عَارض الطرس لما شَاب عنبره ... بعشبه قيل شيب فِيهِ قد وخطا) ) وَقَالَ من قصيدة يرثي بهَا الْملك الظَّاهِر بيبرس (بَكت القسي لفقده حَتَّى انْثَنَتْ ... وَلها عَلَيْهِ من الرنين تحسّر) (ولحزنها بيض الصفّاح قد انحنت ... وتبيت فِي أغمادها تتستّر) (أرخت ذوابله ذوائبها أسىً ... ولرنكه وَجه عَلَيْهِ أصفر) (وَلِوَاؤُهُ لبس الْحداد فَهَل ترى ... كَانَ الشعار لفقده يستشعر) (ملك بكته أرائك وترائك ... وملائك وممالك لَا تحصر) (وَلكم بكته حصنه وحصونه ... ونزيله ونزاله والعسكر) (من للممالك بعده من كافلٍ ... كم حاطها بِالرَّأْيِ مِنْهُ مسوّر) (قد حرّك الثقلَيْن فقد مصابه ... فَالظَّاهِر المودي أَو الاسكندر) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ) أَحْمد بن الْمُخْتَار بن مبارك الرَّازِيّ القطّان أَبُو الْقَاسِم الشَّاعِر كَانَ أَبوهُ رازيّاً وَهُوَ بغداذي وَمن شعره (إِذا ذكر الْغَرِيب مجالسيه ... وعيشاً صافياً قد كَانَ فِيهِ) (تحادر دمعه وازداد شوقاً ... كيعقوب النبّي إِلَى بنيه) 3 - (أَبُو بكر العباسي الاسكندراني الشَّافِعِي) أَحْمد بن الْمُخْتَار بن ميّسر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مظفر بن الطَّاهِر ابْن عبد الله بن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى الْهَادِي بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور العباسي الاسكندراني واسكندرية على نهر دجلة بِإِزَاءِ الحامدة وَبَينهَا وَبَين وَاسِط خَمْسَة عشر فرسخاً كَانَ فَقِيها شافعياً لَهُ معرفَة بالأدب وَيَقُول الشّعْر قدم بغداذ سنة عشر وَخَمْسمِائة متظلماً من الدِّيوَان وروى ببغداذ شَيْئا من شعره من شعره (ببغداذ أرقت وَبَات صحبي ... نياماً مَا يملّون الرّقادا) (وَذَاكَ لأَنهم باتوا برَاء ... من الهمّ الَّذِي مَلأ الْفُؤَاد) (وَلَو سكن الغرام لَهُم قلوباً ... أَو اقتدم الْهوى فيهم زنادا)

الأمير أبو العباس

(إِذا لَو جدتهم مثلي سكارى ... بكأس الحبّ قد هجروا الوسادا) ) (وممّا قرّب اتسهيد مني ... وصدّ النّوم عَن عَيْني وذادا) (تذكر قَول ذَات الْخَال لما ... انتجعنا عَن بِلَادهمْ بلادا) (نرَاك سئمتنا ورغبت عنّا ... وقدماً كنت تمنحنا الودادا) وَهِي أَكثر من هَذَا 3 - (الْأَمِير أَبُو الْعَبَّاس) أَحْمد بن الْمُخْتَار بن مُحَمَّد بن عبيد بن جبر بن سُلَيْمَان أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْفتُوح ابْن أخي مهذب الدولة الْمَذْكُور آنِفا وَأحمد هَذَا وَأَبوهُ من أُمَرَاء البطيحة كَانَ كثير الشّعْر قدم بغداذ ومدح الْإِمَامَيْنِ المستظهر والمسترشد ومدح المقتفي لأمر الله مَاتَ لَهُ ابْن فَبكى عَلَيْهِ إِلَى أَن ذهبت إِحْدَى عَيْنَيْهِ ثمَّ تلتها الْأُخْرَى فَقَالَ يشكو الزَّمَان (كَأَنَّمَا آلى على نَفسه ... أَن لَا يرى شملاً لإثنين) (لم يكفه أَن نَالَ من مهجتي ... حَتَّى أصَاب الْعين بِالْعينِ) وَقَالَ يمدح المستظهر بِاللَّه (أللحمامة أم للبرق تكتئب ... لَا بل لكلًّ دعَاك الشوق والطرب) (إِن أومض الْبَرْق أَو غنّت مطّوقة ... قضيت من حقّ ضيف الحبّ مايجب) (وَالْحب كالنار تمسي وَهِي سَاكِنة ... حَتَّى تحركها ريح فتلتهب) وَقَالَ أَيْضا (دنت دَار الْأَحِبَّة ثمَّ شطّت ... كَذَاك الدَّار تَدْنُو أَو تشطّ) (فلي فِي الْقرب قسط من سرورٍ ... وَعند الْبعد لي فِي الهمّ قسط) (وَمَا يَأْتِي على شرح اشتياقي ... حَشا تملي وَلَا كف تخطّ) وَقَالَ أَيْضا (وَلَقَد أَقُول لصاحبي قُم فاسقني ... بكر الدّنان وَمَا تغنّى الديك) (قُم داوني مِنْهَا بهَا إِنِّي امْرُؤ ... نشوان من إدمانها موعوك) (فَكَأَنَّهَا فِي الكاس لما شجّها ... ذهب بجاحم ناره مسبوك) (فِي رَوْضَة أنف النَّبَات كَأَنَّهَا ... برد بكفّ العصفريّ محوك) (جيدت بأنواء النّجوم فَلم تزل ... تبْكي عَلَيْهَا السّحب وَهِي ضحوك) ) (حَتَّى اغتدت عجبا فكلّ خميلةٍ ... مِنْهَا تزف كَأَنَّهَا درنوك)

أحمد بن مرزوق

توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (أَحْمد بن مَرْزُوق) 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الزَّعْفَرَانِي) أَحْمد بن مَرْزُوق بن عبد الرّازق الزَّعْفَرَانِي أَبُو الْمَعَالِي سمع الْكثير وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَحدث باليسير عَن أَحْمد ابْن الْأَخْضَر وَأحمد بن مُحَمَّد العكبري الوَاسِطِيّ وَهبة الله بن مُحَمَّد بن مخلد الْأَزْدِيّ وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الدعي المغربي) أَحْمد بن مَرْزُوق ابْن أبي عمَارَة البجائي المغربي السُّلْطَان الدعيّ الدعي قَالَ أَنا ابْن الواثق بِاللَّه أبي زَكَرِيَّاء يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عمر الهنتاتي سَار فِي جَيش وَقصد تونس وتوثّب على صَاحبهَا الْمُجَاهِد أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن يحيى الهنتاني وظفر بِهِ فَقبض عَلَيْهِ ثمَّ ذبحه صبرا وَغلب على إفريقية وَتسَمى بأمير الْمُؤمنِينَ وَقَامَ بالوقاحة وَتمّ أمره وَعرف النَّاس أنّه زغل وَكَانَ سيء السِّيرَة فَانْتدبَ لَهُ أَبُو حَفْص عمر بن يحيى أَخُو الْمُجَاهِد الْمَذْكُور وَقَامَ مَعَه خلق فخارت قوى الدعّي واختفى فبويع أَبُو حَفْص ولقب بالمستنصر بِاللَّه الْمُؤَيد وظفر بالدعي وعذّبه فَأقر بأنّه أَحْمد بن مَرْزُوق وأنّه كذب فَمَاتَ تَحت السِّيَاط سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وَكَانَت أَيَّامه دون العامين 3 - (أَبُو جَعْفَر الْأَبْهَرِيّ) أَحْمد بن الْمَرْزُبَان بن آذرجشنس أَبُو جَعْفَر الْأَبْهَرِيّ أبهر أَصْبَهَان سمع جُزْء لوين من أبي جَعْفَر الحزوري وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة أَحْمد بن مَرْوَان 3 - (أَبُو مسْهر الرَّمْلِيّ) أَحْمد بن مَرْوَان الْمُؤَدب أَبُو مسْهر من أهل الرملة كَانَ فِي أَيَّام المتَوَكل وَكَانَ عَالما باللّغة وَهُوَ الْقَائِل (غيث وَلَيْث فغيث حِين تسأله ... عرفا وَلَيْث لَدَى الهيجاء ضرغام) (يحيا الْأَنَام بِهِ فِي الجذب إِن قحطوا ... جوداً وتشقى بِهِ يَوْم الوغى الْهَام) ) (حالان ضدّان مجموعان فِيهِ فَمَا ... ينفكُّ بَينهمَا بؤسي وإنعام) (كالمزن تَجْتَمِع الْحَالَات فِيهِ مَعًا ... مَاء ونار وإرهام وإضرام)

نصر الدولة صاحب ميافارقين

3 - (نصر الدولة صَاحب ميافارقين) أَحْمد بن مَرْوَان بن دوستك الْكرْدِي الْحميدِي نصر الدولة صَاحب ميافارقين ودياربكر ملك الْبِلَاد بعد قتل أَخِيه أبي سعيد مَنْصُور فِي قلعة الهتّاخ قيل إنّه الَّذِي قتل أَخَاهُ وَكَانَ رجلا مسعوداً عالي الهمة حسن السياسة كثير الحزم قضى من اللَّذَّات وَبلغ من السَّعَادَة مَا يقصّر عَنهُ الْوَصْف وَنقل ابْن الْأَزْرَق فِي تَارِيخه أنّه لم يصادر أحدا فِي أَيَّامه غير شخص وَاحِد وقصّ قصَّة لَا حَاجَة إِلَيْهَا وَأَنه لم تفته صَلَاة الصُّبْح مَعَ انهماكه فِي اللَّذَّات وَكَانَ لَهُ ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ جَارِيَة يَخْلُو كل لَيْلَة من السّنة مَعَ وَاحِدَة مِنْهُنَّ وَلَا تعود النّوبَة إِلَيْهَا إِلَّا بعد سنة وَقسم أوقاته فِي مصَالح دولته ولذاته والاجتماع بأَهْله وألزمه وَخلف أَوْلَادًا كَثِيرَة وقصده شعراء عصره ومدحوه ووزر لَهُ الْوَزير أَبُو الْقَاسِم المغربي مرَّتَيْنِ وفخر الدولة ابْن جهير وهما وزيرا خليفتين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة قتل فِي قصره بالسدلي وعاش سبعا وَسبعين سنة وَكَانَت إمارته اثْنَتَيْنِ وَخمسين سنة قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة وَكَانَ عِنْده الْحَبل الْيَاقُوت الْأَحْمَر الَّذِي كَانَ لبني بويه وأنفذه إِلَى طغرلبك مَعَ هَدَايَا كَثِيرَة تَسَاوِي ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار وَمَعَ مائَة ألف دِينَار عينا وَكَانَ مدارياً إِذا قَصده عَدو يَقُول كم مِقْدَار مَا ينْفق لرده فَإِذا قيل مائَة ألف دِينَار مثلا بعث بهَا إِلَى الْعَدو فَيدْفَع شَره ويأمن على عسكره من المخاطرة وَتزَوج عدَّة من بَنَات الْمُلُوك وَكَانَ فِي قصره ثَلَاثَة آلَاف جَارِيَة عمالات يبلغ شرى الْجَارِيَة الْوَاحِدَة من ألف دِينَار إِلَى خَمْسَة عشر ألف دِينَار وَملك خَمْسمِائَة سَرِيَّة سوى توابعهن وَخَمْسمِائة خَادِم وَكَانَ فِي مَجْلِسه من الْأَوَانِي والآلات والجواهر مَا يزِيد على مِائَتي ألف دِينَار ورخصت الأسعار فِي زَمَانه وتظاهر النَّاس بالأموال ووفد إِلَيْهِ الشُّعَرَاء وَسكن عِنْده الْعباد وبلغه أَن الطُّيُور تخرج من الْجبَال إِلَى الْقرى فِي الشتَاء فتصاد فَأمر بِفَتْح الأهراء وَأَن يحمل إِلَيْهَا من الأهراء مَا يشبعها وَكَانَت الطُّيُور فِي ضيافته طول عمره وَلَا يتجاسر أحد أَن يصيد طيراً وَقيل لبَعض أَصْحَابه إِن أَيَّام نصر الدولة كَانَت ثَلَاثًا وَخمسين سنة فَقَالَ لَا بل مائَة وست سِنِين فَقيل لَهُ وَكَيف قَالَ لِأَن لياليه كَانَت أحسن من أَيَّامه ووفد عَلَيْهِ منجّم حاذق من الْهِنْد فَأكْرمه فَقَالَ لَهُ يَوْمًا أَيهَا الْأَمِير يخرج على دولتك بعْدك) رجل قد أَحْسَنت إِلَيْهِ وأكرمته فَيَأْخُذ الْملك من ولدك ويقلع الْبَيْت وَلَا يلبث إِلَّا مُدَّة يسيرَة وَتُؤْخَذ مِنْهُ ففكر سَاعَة وَكَانَ الْوَزير ابْن جهير وَاقِفًا على رَأسه فَرفع رَأسه إِلَيْهِ وَقَالَ إِن كَانَ صَحِيحا فَهُوَ هَذَا الشَّيْخ فَقبل ابْن

البلدي الخباز المقرىء

جُبَير الأَرْض وَقَالَ الله الله يَا مَوْلَانَا وَمن أَنا قَالَ بلَى إِن ملكت فَأحْسن إِلَى وَلَدي وَكَانَ ابْن جهير قد اطلع على الخزائن والذخائر وارتفاع الْبِلَاد قَالَ ابْن جهير لبَعض أَصْحَابه من يَوْم قَالَ المنجم مَا قَالَ وَقع فِي قلبِي صِحَة كَلَامه وَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ 3 - (الْبَلَدِي الخباز المقرىء) أَحْمد بن مسرور بن عبد الْوَهَّاب بن مسرور بن أَحْمد من أَسد بن خُزَيْمَة أَبُو نصر الْبَلَدِي الخباز المقرىء قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على آبَاء الْحسن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْقَزاز صَاحب أبي بكر وَمُجاهد وَعلي بن مُحَمَّد بن العلاف وَعلي بن أَحْمد بن عمر الحمامي وَغَيرهم وَسمع بِبَلَد من أبي الطّيب المطهر بن إِسْمَاعِيل القَاضِي عَن أبي يعلى الْموصِلِي وببغداذ من ابْن سمعون الْوَاعِظ وَأبي عبيد الله مُحَمَّد بن عمرَان المرزباني وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ عَن شُيُوخه وصنف كتاب الْمُفِيد فِي الْقرَاءَات السَّبع وأقرأ وحدّث توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة خلّط فِي بعض سماعاته 3 - (أَبُو الْفضل الْحَنَفِيّ التركستاني) أَحْمد بن مَسْعُود بن عَليّ التركستاني أَبُو الْفضل الْفَقِيه الْحَنَفِيّ قدم بغداذ واختص بِخِدْمَة الْوَزير نَاصِر بن مهْدي الْعلوِي وَكَانَ ينفذهُ فِي الرسائل إِلَى الْأَطْرَاف وَجعله بَين يَدَيْهِ يعرض عَلَيْهِ الرّقاع للنَّاس وَلما عزل ابْن مهْدي عَن الوزارة رتّب مدرساً بمشهد أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وَجعل إِلَيْهِ النّظر فِي أوقاته والرئاسة على أَصْحَابه وخلع عَلَيْهِ خلعة سَوْدَاء بطرحة وخوطب بالاحترام التَّام وَأَجَازَ لَهُ الإِمَام النَّاصِر الرِّوَايَة عَنهُ فحدّث بِجَامِع الْقصر فِي حلقته وَسمع مِنْهُ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَتُوفِّي سنة عشر وسِتمِائَة 3 - (السنهوري المادح) أَحْمد بن مَسْعُود بن أَحْمد بن مَمْدُود بن برسق شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الضَّرِير السنهوري الْمَعْرُوف بالمادح لأنّه يكثر من مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ اجْتمعت بِهِ غير مرّة بِالْقَاهِرَةِ عِنْد) الصاحب أَمِين الدّين فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة ورأيته حفظه وَله قدرَة على النّظم ينظم القصيدة وَفِي كل بَيت حُرُوف المعجم وَفِي كل بَيت ظاء وَفِي كل بَيت ضاد وَهَكَذَا من هَذَا اللُّزُوم وَكَانَ مَوْجُودا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي طاعون مصر وَمن شعره (إِن أنْكرت مقلتاك سفك دمي ... فورد خدّيك لي بِهِ شَاهد) (يجرحه ناظري وَيشْهد لي ... أَلَيْسَ ظلما تجريحي الشَّاهِد) (أطاعك الخافقان ته بهما ... قلبِي المعّنى وقرطك المائد)

الراذاني الشاعر

قلت هُوَ من قَول ابْن سناء الْملك (أما وَالله لَوْلَا خوف سخطك ... لهان علّي مَا ألْقى برهطك) (ملكت الْخَافِقين فتهت عجبا ... وَلَيْسَ هما سوى قلبِي وقرطك) وَمن شعر ابْن مَسْعُود المادح (يَا من لَهُ عندنَا أياد ... يعجز عَن وصفهَا الْإِيَادِي) (فِيك رَجَاء وفيك يأس ... كالحرّ وَالْبرد فِي الزِّنَاد) أَحْمد بن مُسلم 3 - (الراذاني الشَّاعِر) أَحْمد بن مُسلم الراذاني الشَّاعِر أورد لَهُ ابْن النجار قَوْله (أطلّ الرّبيع فطاب الطّرب ... فَقُمْ نقص من حقّه مَا وَجب) (وهات الدّنان بعذرانها ... لنفتض مِنْهَا بَنَات الْعِنَب) (فَهَذَا الرّبيع ونوّاره ... وَهَذَا جُمَادَى وَهَذَا رَجَب) (فَخذ فرْصَة فِي اختلاس السرُور ... وصبّ المدامة قبل الأصب) (فَمَا رَاحَة الْقلب إلاالمدام ... وَلَا لذّة الْعَيْش إِلَّا نهب) (أَلا رب يومٍ لهونا بِهِ ... بصهباء مرّت عَلَيْهَا الحقب) (كميتٍ إِذا فضّ عَنْهَا الختام ... رَأَيْت الشرار فويق الحبب) (وَإِن أهدروا دَمهَا فِي الكئوس ... خشيت على الكأس مِنْهَا اللهب) وَهِي أَكثر من هَذَا كلهَا جيد) 3 - (عز الدّين ابْن علاّن) أَحْمد بن المسلّم بن مُحَمَّد بن الْمُسلم الأجلّ عز الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن علاّن الْقَيْسِي الدِّمَشْقِي ولد سنة لأَرْبَع وَعشْرين وَسمع من القَاضِي ابي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَشَيخ الشُّيُوخ ابْن حموّيه والسخاوي وَإِبْرَاهِيم الخشوعي وَلم ير لَهُ سَماع من ابْن اللتي وَلَا من ابْن الزبيدِيّ وَحفظ كتاب التَّنْبِيه ثمَّ خدم فِي الْجِهَات وَولي نظر بعلبك مَرَّات وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة

أبو الفتح المصري القاضي

أَحْمد بن مطرف 3 - (أَبُو الْفَتْح الْمصْرِيّ القَاضِي) أَحْمد بن مطّرف بن إِسْحَاق القَاضِي أَبُو الْفَتْح الْمصْرِيّ كَانَ فِي الدولة الحاكمية وَله تواليف فِي الْأَدَب مِنْهَا كتاب النوائح كتاب كَبِير فِي اللُّغَة رِسَالَة فِي الضَّاد والظاء كتب بهَا إِلَى الشريف أبي الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْحُسَيْنِي عَامل تنّيس 3 - (أَبُو الْفَتْح الْعَسْقَلَانِي قَاضِي دمياط) أَحْمد بن مطرف أَبُو الْفَتْح الْعَسْقَلَانِي كَانَ يَلِي الْقَضَاء بدمياط وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ومولده سنة نبف وَعشْرين وثلاثمائة كَانَ أديباً فَاضلا وَله كتب كَثِيرَة فِي الْأَدَب واللغة وَغَيرهَا وديوانه جمعه على نسختين دون الْألف ورقة حكى ذَلِك الْحَافِظ الصُّورِي وأنّه أنْشدهُ قِطْعَة من شعره وناوله بَقِيَّته وَأذن لَهُ فِي رِوَايَته وَرِوَايَة سَائِر مصنّفاته وَأنْشد لَهُ (علمي بعاقبة الْأَيَّام يَكْفِينِي ... وَمَا قضى الله لي لَا بدّ يأتيني) (وَلَا خلاف بِأَن النَّاس قد خلقُوا ... فِيمَا يرومون معكوسي القوانين) مِنْهَا (إِذْ ينْفق الْعُمر فِي الدُّنْيَا مجازفةً ... وَالْمَال ينْفق فِيهَا بِالْمَوَازِينِ) 3 - (اللّغَوِيّ المغربي) أَحْمد بن مطرف اللّغَوِيّ المغربي لَهُ ديوَان الْكَلم وَهُوَ أَكثر من عشْرين مجلداً فِي اللُّغَة توفّي بعد الْخمسين وثلاثمائة ظنّاً 3 - (فَخر الدّين ابْن مزهر) أَحْمد بن مظفر بن مزهر القَاضِي فَخر الدّين النابلسي الْكَاتِب الْمَشْهُور أَخُو الصاحب شرف) الدّين ابْن مزهر وَسَيَأْتِي ذكره لِأَن اسْمه يَعْقُوب كَانَ فَخر الدّين كاتباًَ خَبِيرا بصناعة الْحساب لَهُ عدَّة مباشرات ووقائع فِي الدِّيوَان ورتب فِي أول الدولة المظفرية قطز مُقَابل الِاسْتِيفَاء بِدِمَشْق وَلما ولي الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبرس النِّيَابَة فِي أول الدولة الظَّاهِرِيَّة عَزله وَجعله نَاظر بعلبك قَالَ ابْن الصقاعي فَحصل لَهُ من جِهَة الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن التبنيني النَّائِب بهَا صداع وأخرق لأمرٍ تعرض إِلَيْهِ بِسَبَب الْحَرِيم فَأرْسلهُ مقرّماً إِلَى النَّائِب بِدِمَشْق وَكَانَ طيبرس يكره بني مزهر من أجل نجم الدّين أَخِيه لملازمته عَلَاء الدّين البندقدار وَكَانَ طيبرس رَاكِبًا فَلَمَّا أقبل من الرّكُوب رَآهُ فَأمر برميه فِي الْبركَة وَأَن يدوسه المماليك بأرجلهم

أحمد بن معد

وَأَن يحمل عشرَة آلَاف دِرْهَم ثمَّ إنّه عَاد إِلَى مُقَابلَة الِاسْتِيفَاء ورتّبه الأفرم صَاحب الدِّيوَان وَتُوفِّي سنة سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة 3 - (أَحْمد بن معدّ) 3 - (المستعلي صَاحب مصر) أَحْمد بن معدّ المستعلي العبيدي صَاحب مصر ابْن الْمُسْتَنْصر ابْن الظَّاهِر ابْن الْحَاكِم ابْن الْعَزِيز ابْن المعزّ ابْن الْمَنْصُور ابْن الْقَائِم ابْن الْمهْدي عبيد الله ولي الْأَمر بعد أَبِيه الْمُسْتَنْصر بالديار المصرية والشامية وَفِي أَيَّامه اختلت دولتهم وَضعف أَمرهم وانقطعت من أَكثر مدن الشَّام دعوتهم وتقاسمها الأتراك والفرنج وَلم يكن لَهُ حكم مَعَ الْأَفْضَل أَمِير الجيوش وَفِي أَيَّامه هرب نزار إِلَى الاسكندرية ونزار هُوَ الْأَكْبَر وَهُوَ جد أَصْحَاب الدعْوَة بقلعة الألموت وَتلك القلاع وَكَانَ من أمره مَا يذكر فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَولي الْأَمر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وسنّه يَوْمئِذٍ إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة وبويع يَوْم عيد غَدِير خمّ ثامن عشر الْحجَّة وَتُوفِّي لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من صفر سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الأقليشي) أَحْمد بن معد بن عِيسَى بن وَكيل الزَّاهِد أَبُو الْعَبَّاس التجِيبِي الأقليشي ثمَّ الداني كَانَ عَارِفًا باللغة الْعَرَبيَّة والْحَدِيث وَله شعر توفّي سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره 3 - (أَبُو الْفضل الْمَالِكِي) أَحْمد بن المعذلبضم الْمِيم وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الذّال الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة ابْن غيلَان بن) الحكم بن البحتري الْعَبْدي من عبد الْقَيْس من أنفسهم يكنى أَبَا الْفضل كَانَ فَقِيها عفيفاً ورعاً عَالما بِمذهب مَالك بن أنس متكلماً لَهُ مصنفات وَكَانَ أهل الْبَصْرَة يسمونه الراهب لدينِهِ وَهُوَ أستاذ إِسْمَاعِيل ابْن إِسْحَاق القَاضِي وَكَانَ بَعيدا من الْهزْل مؤثراً للجدّ نبيها خطيراً وَله أشعار زهدية وأشعار حكمِيَّة وَأَبوهُ من أهل الْبَصْرَة وَكَانَ أَخُوهُ عبد الصَّمد ضدّّه فِي المجون والانهماك على الشَّرَاب وَكَانَ يُؤْذِي أَخَاهُ أَحْمد ويتأذى مِنْهُ فَكَانَ يَقُول كَيفَ أصنع بِمن ولد بَين قدر وتنور وألقح بَين دف وطنبور وَكَانَ يَقُول لَهُ أَنْت يَا أخي كالأصبع الزَّائِدَة إِن قطعت آلمت وَإِن تركت شانت وَتُوفِّي قبل الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ تَقْرِيبًا وَكَانَ

ختن دحيم

يَوْمًا تَحت أَخِيه مَعَ جمَاعَة من أخوانه على مجْلِس شرابهم وَقد علا صوتهم وارتفع كَلَامهم بفحش وَغَيره على عَادَة الشَّرَاب فشوشوا على أَحْمد حَاله فَتَطلع إِلَيْهِم وَقَالَ فَرفع رَأسه إِلَى عبد الصَّمد وَقَالَ وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم وَمَا كَانَ الله معذبهم وهم يَسْتَغْفِرُونَ وَقَالَ أَحْمد (قَالَ لي أَنْت أَخُو الْكَلْب وَفِي ... ظنّه أَن قد هجاني واجتهد) (أحمدُ الله تَعَالَى أنّه ... مَا درى أَنِّي أَخُو عبد الصَّمد) وَقد ظرف فِي هَذَا إِلَى الْغَايَة وَقَالَ (عَدَاوَة ذِي الْقُرْبَى تميق ذَوي النهى ... وتؤثم ذَا التَّقْوَى وتؤذي وتتعب) (إِذا مَا أَتَاك الدَّاء من قبل الدّوا ... أَتَاك بأمرٍ صدعه لَيْسَ يرأب) وَقَالَ فِي عبد الله بن سوّار القَاضِي (أَفِي حقّ الأخّوة أَن نقضّي ... ذمامكم وَلَا تقضوا ذماما) (لقد قَالَ الْحَكِيم مقَال صدقٍ ... رَآهُ الْأَولونَ لَهُم إِمَامًا) (إِذا أكرمتكم فأهنتموني ... وَلم أغضب لذلكم فداما) 3 - (ختن دُحَيْم) أَحْمد بن المعلّى الدِّمَشْقِي ختن دُحَيْم نَاب فِي قَضَاء دمشق عَن أبي زرْعَة مُحَمَّد بن عُثْمَان روى عَنهُ النّسائي وخيثمة وَعلي ابْن أبي الْعقب وَآخَرُونَ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (رشيد الدّين نَاظر الْأَيْتَام) أَحْمد بن المفرّج بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن مسلمة المعمّر رشيد الدّين أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي نَاظر الْأَيْتَام ولد سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة بِدِمَشْق وَسمع من الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ابْن) عَسَاكِر وَغَيره وعمّر دهراً طَويلا وتفّرد بالرواية عَن أَكثر أشياخه وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَكَانَ عدلا سَاكِنا وقوراً مهيباً مَحْمُود السِّيرَة توفّي سنة خمسين وسِتمِائَة أَحْمد بن الْمِقْدَام 3 - (ذُو القرنين قَاضِي باذغيس) أَحْمد بن الْمِقْدَام الْهَرَوِيّ قَاضِي باذغيس يعرف بِذِي القرنين توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

كمال الدين ابن شكر المصري

3 - (كَمَال الدّين ابْن شكر الْمصْرِيّ) أَحْمد بن مِقْدَام بن أَحْمد بن شكر القَاضِي الْأَجَل كَمَال الدّين أَبُو السعادات الْمصْرِيّ أحد كبار الْبَلَد لَهُ عقل ودهاء ورأي وَفِيه حشمة وسؤدد وعيّن للوزارة وَله شعر توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَمن شعره 3 - (أَبُو مَنْصُور الْفَقِيه الصُّوفِي) أَحْمد بن المقرّب بن الْحُسَيْن بن الْحسن الْكَرْخِي أَبُو بكر ابْن أبي مَنْصُور الْفَقِيه الصُّوفِي قَرَأَ بالروايات وَسكن الْمدرسَة النظامية وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي بكر الشَّاشِي وَسمع الْكثير بإفادة وَالِده وخاله أَحْمد بن مُحَمَّد من النَّقِيب طِراد بن مُحَمَّد الزَّينبي وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد ابْن البسري وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ وحصلّ وَحدث بالكثير وَكَانَ صَدُوقًا حسن الْأَخْلَاق متواضعاً محبّاً للرواية صبوراً على أَصْحَاب الحَدِيث وَرُبمَا حدّث من لَفظه وَكَانَت لَهُ أصُول وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (أَحْمد بن مَنْصُور) 3 - (أَبُو الْعَبَّاس قَاضِي كازرون) أَحْمد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر أَبُو الْعَبَّاس الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل كازرون قدم بغداذ فِي صباه سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة للتفقه وَسمع بهَا من جمَاعَة مثل شيخ الشُّيُوخ إِسْمَاعِيل ابْن أبي سعد الصُّوفِي وَعبد الله بن عَليّ بن أَحْمد سبط الشَّيْخ وَأبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدَّلال وَغَيرهم وَجمع معجماً لأشياخه فِي سَبْعَة أَجزَاء وَحدث بِهِ وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ ثمَّ سكن شيراز إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مُحدثا صَدُوقًا قدم رَسُولا من شيراز إِلَى الدِّيوَان ببغداذ من صَاحب شيراز وَحدث بهَا وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة) 3 - (أَحْمد بن خَنْدَق الحديثي) أَحْمد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن خَنْدَق أَبُو الْعَبَّاس من أهل الحَدِيث كَانَ فِيهِ أدب وَيَقُول الشّعْر سمع مِنْهُ شَيْئا من شعره أَحْمد بن سلمَان الْحَرْبِيّ وَإِبْرَاهِيم بن محَاسِن بن شادي وموهوب بن سعيد الحمامي قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَلم يتَّفق لي لقاؤه وَمن شعره (أشاقك الْبَرْق الَّذِي ... من الْحمى قد لمعا) (أم سائق الأظعان لّما ... أَن حدا ورجعّا) (أم أبرق الْوَادي وَقد ... أصبح خصباً ممرعا)

أبو مزاحم الصوفي

(يَا لائمي على الْهوى ... لومك لي مَا نفعا) دَعْنِي فقد قطعت قلبِي بملامي قطعا توفّي سنة ثَمَان وسِتمِائَة 3 - (أَبُو مُزَاحم الصُّوفِي) أَحْمد بن مَنْصُور بن مهْرَان أَبُو مُزَاحم الصُّوفِي من أهل شيراز كَانَ يسمّى الْحَكِيم وَكَانَ من أهل الْأَدَب ذكره أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن زَكَرِيَّاء النسوي فِي تَارِيخ الصُّوفِيَّة وَكَانَ أحد الشطّاحين وَكَانَ الشُّيُوخ يهابونه وَكَانَ صَاحب حلقٍ وفتوةٍ وَتَجْرِيد وفقر وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ ترك التصنع وَاسْتِعْمَال الْحَقَائِق ويحفظ الحَدِيث وَحفظ عَنهُ أَحَادِيث مذاكرة وَدخل بغداذ وَجرى بَينه وَبَين الشبلي نفار توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الْحَافِظ أَبُو حَامِد الطوسي) أَحْمد بن مَنْصُور بن عِيسَى الْحَافِظ أَبُو حَامِد الطوسي الأديب الْفَقِيه الشَّافِعِي ذُو الْفُنُون والفضائل توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الْمروزِي الْمَشْهُور) أَحْمد بن مَنْصُور زاج الْمروزِي صَاحب النّضر بن شُمَيْل أحد الْعلمَاء الْمَشْهُورين قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس الشِّيرَازِيّ) أَحْمد بن مَنْصُور بن ثَابت أَبُو الْعَبَّاس الشِّيرَازِيّ الْحَافِظ حدّث بِدِمَشْق عَن الْقَاسِم بن الْقَاسِم اليساري وَجَمَاعَة قَالَ الْحَاكِم جمع مَا لم يجمعه أحد فِي زَمَانه وَصَارَ لَهُ الْقبُول بشيراز بِحَيْثُ) يضْرب بِهِ الْمثل توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 3 - (أَحْمد جي) أَحْمد بن مَنْصُور أَبُو نصر الطَّفْرِيُّ الأسبيجابي بِالْهَمْزَةِ وَالسِّين الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَالْجِيم وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة كَذَا وجدته مضبوطاً الْمَعْرُوف بأحمدجي كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْكِبَار شرح مُخْتَصر الطَّحَاوِيّ وتبحر وَحفظ الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب توفّي بعد الثَّمَانِينَ والأربعمائة 3 - (ابْن باخل نَائِب الاسكندرية) أَحْمد بن أبي الْمَنْصُور بن باخل بن عبد الله الْأَمِير عماد الدّين الهكاري نَائِب السلطنة بالإسكندرية أَخْبرنِي الشَّيْخ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ الْمَذْكُور رجلا داهيةً فِيهِ مَكَارِم ومحبة لأهل الْعلم وَله ولأخيه اشْتِغَال بِالْعلمِ الفلكي وَذكر لي أنّ لَهُ شعرًا قلت وَقد تقدم ذكر أَخِيه الْأَمِير شمس الدّين ابْن باخل فِي المحمدين 3 - (ابْن الجبّاس الدمياطي) أَحْمد بن مَنْصُور بن أسطوراس الدمياطي يعرف بِابْن الجبّاس قَالَ لي من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان لَهُ نظم كثير وَقَرَأَ الْقرَاءَات

قلت وَقد اجْتمعت أَنا بِهِ فِي ديوَان الْإِنْشَاء بقلعة الْجَبَل وأنشدني لنَفسِهِ يصف الموز وَلم أر لغيره أحسن مِنْهُ (كَأَنَّمَا الموز فِي عراجنه ... وَقد بدا يانعاً على شَجَره) (فروع شعرٍ بِرَأْس غانيةٍ ... عقصن من بعد ضمّ منتشره) (كَأَن من ضمّه وعقّصه ... أرسل شرّابةً على أَثَره) (وَفِي اعْتِدَال الخريف أحسن مَا ... ترَاهُ فِي ورده وَفِي صَدره) (كَأَن أشجاره وَقد نشرت ... ظلال أوراقه على ثمره) (حاملة طفلها على يَدهَا ... تظلّه بالخمار من شعره) (كَأَنَّمَا سَاقه الصَّقِيل وَقد ... بَدَت عَلَيْهِ نقوش معتبره) (سَاق عروس أميط مئزرها ... فَبَان وشي الخضاب فِي حبره) (يصاغ من جدولٍ خلاخلها ... فتنجلي والنثار من زهره) ) (حدائق خَفَقت سناجقها ... كأنّها الْجَيْش أمّ فِي زمره) (زهي فِرَاق الْعُيُون منظره ... فَمَا تملّ الْعُيُون من نظره) (وكلّ آيَاته فباهرة ... تبين فِي ورده وَفِي صَدره) (كأنّما عمره الْقصير حكى ... زمَان وصل الحبيب فِي قصره) (كَأَن عرجونه المشيب أَتَى ... يخبر أَن خانه انقضا عمره) (كأنّه الْبَدْر فِي الْكَمَال وَقد ... أُصِيب بالخسف فِي سنا قمره) كَأَنَّهُ بعد قطعه وقداصفر لما نَالَ من أَذَى حجره (متيم قد أذابه كمد ... يبيت من وجده على خطره) (معلّق بالرجاء ظَاهره ... يخبر عمّا أجنّ من خَبره) (يطيب ريحًا ويستلذ جنّى ... على أَذَى زَاد فَوق مصطبره) (كأنّه الحرّ حَال محنته ... يزِيد صبرا على أَذَى ضَرَره) قلت تكَرر مَعَه لفظ فِي ورده وَفِي صَدره مرَّتَيْنِ على أنّه جَائِر لكنه لَيْسَ بِحسن وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ وَكَانَ قد أصمّ (إِن قلّ سَمْعِي إنّ لي ... فهما توفّر مِنْهُ قسم) (يدني إليّ مقاصدي ... ويروقك الرمْح الْأَصَم) (ولربّ ذِي سمعٍ بعي ... د الْفَهم عيّ النُّطْق فدم) (زادوا على عيب التصا ... مِم أنّهم صمّ وبكم)

الحافظ أبو بكر الرمادي

وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي رمانةٍ (كتمت هوى قد لجّ فِي أشجانها ... وحشت حشاها من لظى نيرانها) (فتشقّقت من حبّها عَن حبّها ... وجدا وَقد أبدى خفا كتمانها) (رمّانة ترمي لَهَا أَيدي النّوى ... من بعد مَا رمّت على أَغْصَانهَا) (فاعجب وَقد بَكت الدُّمُوع عقائقاً ... لَا من محاجرها وَلَا أجفانها) وَفِي تَرْجَمَة الباخرزي عَليّ بن الْحسن من شعره فِي الرّمانة المشقوقة وجوّده وأنشدني قِطْعَة من تخميسه قصيدة الْعَلامَة شَيخنَا شهَاب الدّين مَحْمُود رَحمَه الله الَّتِي أَولهَا (هَذَا اللِّقَاء وَمَا شفيت غليلا ... كَيفَ احتيالي إِن عزمت رحيلا) ) وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وأجازني مَا يجوز لَهُ تسميعه وَكتب لي خطه بذلك فِي سَابِع عشر صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ خطيب الورّادة الَّتِي فِي رمل مصر 3 - (الْحَافِظ أَبُو بكر الرَّمَادِي) أَحْمد بن مَنْصُور بن سيار الْحَافِظ أَبُو بكر الرَّمَادِي أحد الثِّقَات الْمَشَاهِير كتب وصنف الْمسند وَكَانَ لَهُ حفظ وَمَعْرِفَة روى عَنهُ ابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (شهَاب الدّين الْجَوْهَرِي) أَحْمد بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم القَاضِي شهَاب الدّين الْحلَبِي الْجَوْهَرِي مولده سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة سمع من الْمعِين الدِّمَشْقِي وَغَيره وَهُوَ مكثر أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة 3 - (الْحَافِظ أَبُو جَعْفَر الْأَصَم) أَحْمد بن منيع الْحَافِظ ابْن عبد الرَّحْمَن أَبُو جَعْفَر

ابن منير الطرابلسي

الْبَغَوِيّ الْأَصَم المروروذي الأَصْل نزيل بغداذ صَاحب الْمسند الْمَشْهُور روى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وروى البُخَارِيّ بواسطةٍ قَالَ صَالح جزرة وَغَيره ثِقَة توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن مُنِير الطرابلسي) أَحْمد بن مُنِير بن أَحْمد بن مُفْلِح الطرابلسي الملقب مهذب الْملك عين الزَّمَان الشَّاعِر الْمَشْهُور ديوانه كَانَ أَبوهُ ينشد الْأَشْعَار ويغني فِي أسواق طرابلس ونَشأ أَبُو الْحُسَيْن وَلَده وَحفظ الْقُرْآن وَتعلم اللُّغَة وَالْأَدب وَقَالَ الشّعْر وَقدم دمشق وسكنها وَكَانَ رَافِضِيًّا كثير الهجاء خَبِيث السان وَلما كثر ذَلِك مِنْهُ سجنه بوري بن أتابك طغتكين صَاحب دمشق مُدَّة وعزم على قطع لِسَانه ثمَّ شفع فِيهِ يُوسُف بن فَيْرُوز الْحَاجِب فنفاه فَلَمَّا ولي ابْنه إِسْمَاعِيل عَاد إِلَى دمشق فَتغير عَلَيْهِ لشَيْء بلغه فتطلبه وَأَرَادَ صلبه فهرب إِلَى حماة وشيزر وحلب ثمَّ قدم دمشق صُحْبَة نور الدّين ثمَّ رَجَعَ مَعَ الْعَسْكَر إِلَى حلب وَمَات بهَا وَكَانَ بَينه وَبَين أبي عبد الله مُحَمَّد بن نصر بن صَغِير القيسراني مكاتبات وأجوبة ومهاجاة وَكَانَا مقيمين فِي حلب متنافسين فِي صنعتهما على عَادَة المتماثلين وَمن شعره) (وَإِذا الْكَرِيم رأى الخمول نزيله ... فِي منزلٍ فالحزم أَن يترحّلا) (كالبدر لّما أَن تضاءل جدّ فِي ... طلب الْكَمَال فحازه متنقلا) (سفهاً بِحِلْمِك إِن رضيت بمشرب ... رنقٍ ورزق الله قد مَلأ الملا) (ساهمت عيسك مرّ عيشك قَاعِدا ... أَفلا فليت بِهن نَاصِيَة الفلا) (فَارق ترق كالسيف سلّ فَبَان فِيهِ ... متنيه مَا أخْفى القراب وأخملا) (لَا تحسبنّ ذهَاب نَفسك ميتَة ... مَا الْمَوْت إلاّ أَن تعيش مذلّلا)

(للقفر لَا للفقر هبها إنّما ... مغناك مَا أَغْنَاك أَن تتوسلاّ) (لَا ترض من دنياك مَا أدناك من ... دنسٍ وَكن طيفاً جلا ثمَّ انجلى) (وصلِ الهجير بهجر قومٍ كلّما ... أمطرتهم عسلاً جنوا لَك حنظلا) (من غادرٍ خبثت مغارسٍ وده ... فَإِذا محضت لَهُ الْوَفَاء تأولا) (لله علمي بِالزَّمَانِ وَأَهله ... ذَنْب الْفَضِيلَة عِنْدهم أَن تكملا) (طبعوا على لؤم الطباع فَخَيرهمْ ... إِن قلت قَالَ وَإِن سكتّ تقولا) (أَنا من مَا الدَّهْر همّ بخفضه ... سامته همته السماك الأعزلا) (واعٍ خطاب الْخطب وَهُوَ مجمجم ... راعٍ أكلّ العيس من عدم الكلا) (زعم كمنبلج الصَّباح وَرَاءه ... عزم كحدّ السَّيْف صَادف مقتلا) وَمِنْه قَوْله (من ركب الْبَدْر فِي صدر الردينيّ ... وموّه السحر فِي حدّ اليمانيّ) (وَأنزل النيّرّ الْأَعْلَى إِلَى فلكٍ ... مَدَاره فِي القباء الخسروانيّ) (طرف رنا أم قرَاب سلّ صارمه ... وأغيد مأس أم أعطاف خطيّ) (أذلني بعد عزٍ والهوى أبدا ... يستعبد اللّيث للظبي الكناسي) (أما وذائب مسكٍ من ذوائبه ... على أعالي الْقَضِيب الخيزارنيّ) وَمَا يجنّ عقيقي الشفاه من الرِّيق الرحيقيّ والثغر الجمانيّ (لَو قيل للبدر من فِي الأَرْض تحسده ... إِذا تجلّى لقَالَ ابْن الْفُلَانِيّ) (أربى عليّ بشتّى من محاسنه ... تألفت بَين مسموعٍ ومرئي) (إباء فَارس فِي لين الشآم مَعَ ... الظّرْف العراقّي والنطق الْحِجَازِي) ) (وَمَا المدامة بالألباب أفتك من ... فصاحة البدو فِي أَلْفَاظ تركيّ) وَمِنْه أَيْضا (أنْكرت مقلته سفك دمي ... وَعلا وجنته فَاعْترفت) (لَا تَخَالُّوا خَاله فِي خدّه ... قَطْرَة من دم جفني نقطت) (ذَاك من نَار فُؤَادِي جذوة ... فِيهِ شبّت وانطفت ثمَّ طفت) وَمِنْه أَيْضا (لَا تغالطني فَمَا تخ ... فى عَلَامَات الْمُرِيب) (أَيْن ذَاك الْبشر يامو ... لاي من هَذَا القطوب) وَمِنْه أَيْضا

(أحلى الْهوى مَا تحلّه التّهم ... باح بِهِ العاشقون أَو كتموا) (أغرى المحبّين بالأحبة بَال ... عذل كَلَام أسماؤها كلم) (سعوا بِنَا لَا سعت بهم قدم ... فَلَا لنا أصلحوا وَلَا لَهُم) (ضرّوا بهجراننا وَمَا انتفعوا ... وصدّعوا شملنا وَمَا التأموا) (ياربّ خذلي من الوشاة إِذا ... قَامُوا وقمنا لديك نَخْتَصِم) وَمِنْه (عدمت دهراً ولدت فِيهِ ... كم أشْرب المرّ من بنيه) (مَا تعتريني الهموم إِلَّا ... من صَاحب كنت أصطفيه) (فَهَل صديق يُبَاع حَتَّى ... بمهجتي كنت أشتريه) (وَكم عدوٍّ رغبت عَنهُ ... فعشت حَتَّى رغبت فِيهِ) وَكَانَ ابْن مُنِير كثيرا مَا ينْكث ابْن القيسراني بأنّه مَا صحب أحدا قطّ إِلَّا نكب فاتفق أَن أتابك عماد الدّين زنكي صَاحب الشَّام غنّاه مغنّ على قلعة جعبر وَهُوَ يحاصرها قَول ابْن مُنِير (ويلي من المعرض الغضبان إِذْ نقل ال ... واشي إِلَيْهِ كلَاما كلّه زور) (سلّمت فازورّ يثني قَوس حَاجِبه ... كأنني كأس خمر وَهُوَ مخمور) فاستحسنهما زنكي وَقَالَ لمن هما فَقيل لِابْنِ مُنِير الطرابلسي وَهُوَ بحلب فَكتب إِلَى وَالِي حلب يتجهيزه إِلَيْهِ سَرِيعا فليلة وصل ابْن مُنِير قتل أتابك زنكي فَرجع ابْن الْمُنِير إِلَى حلب) فَقَالَ لَهُ ابْن القيسراني هَذِه بِكُل مَا كنت تنكثني بِهِ وَقَالَ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق حدث الْخَطِيب السديد أَبُو مُحَمَّد عبد القاهر بن عبد الْعَزِيز خطيب حماة قَالَ رَأَيْت أَبَا الْحُسَيْن ابْن مُنِير الطرابلسي فِي النّوم بعد مَوته وَأَنا على قرنة بُسْتَان مُرْتَفعَة فَسَأَلته عَن حَاله وَقلت لَهُ اصْعَدْ إِلَى عِنْدِي فَقَالَ مَا أقدر من رائحتي فَقلت تشرب الْخمر فَقَالَ شرا من الْخمر يَا خطيب فَقلت مَا هُوَ قَالَ تَدْرِي مَا جرى علّي من هَذِه القصائد الَّتِي قلتهَا فِي مثالب النَّاس فَقلت ماجرى عَلَيْك مِنْهَا فَقَالَ لساني قد وثخن وَصَارَ مدّ الْبَصَر وَكلما قَرَأت قصيدة مِنْهَا قد صَارَت كلاّباً تتَعَلَّق فِي لساني وأبصرته حافياً عَلَيْهِ ثِيَاب رثَّة إِلَى الْغَايَة وَسمعت قَارِئًا يقْرَأ من فَوْقه لَهُم من فَوْقهم ظللٌ من النّار ثمَّ انْتَبَهت مَرْعُوبًا وَقَالَ أَبُو الحكم عبد الله المغربي صَاحب نهج الوضاعة فِي ابْن مُنِير لّما مَاتَ (أَتَوا بِهِ فَوق أعوادٍ تسير بِهِ ... وغسلّوه بشطّي نهر قلّوط) (وأسخنوا المَاء فِي قدرٍ مرصّصةٍ ... وأشعلوا تحتهَا عيدَان بلّوط)

ابن مهنا

قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله زرت قَبره وَرَأَيْت عَلَيْهِ مكتوباُ (من زار قَبْرِي فَلْيَكُن موقناً ... أَن الَّذِي لاقيت يلقاه) (فيرحم الله امْرَءًا زارني ... وَقَالَ لي يَرْحَمك الله) ولد ابْن مُنِير سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة سبع وَدفن بجبل جوشن بحلب 3 - (ابْن مهنا) أَحْمد بن مهنا بن عِيسَى الْأَمِير شهَاب الدّين أَمِير الْعَرَب بِالشَّام من آل فضل يَأْتِي ذكر أَبِيه مهنا وإخواته مُوسَى وَسليمَان وفياض كل مِنْهُم فِي مَكَانَهُ ذكر لي أَن مولده سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة لم يكن فِي أَوْلَاد مهنا أدين مِنْهُ وَلَا خيرا مِنْهُ وَهُوَ شَقِيق سُلَيْمَان ومُوسَى ذكر لي نَائِبه على سلميّة شخص يعرف بحميد قَالَ لّما جِئْنَا فِي أَيَّام الصَّالح إِلَى دمشق جَاءَهُ مرحلّ ونصحه وَقَالَ لَهُ إنّ كتاب السُّلْطَان جَاءَ إِلَى طقزتمر فِيهِ أنّه يمسك أيّ من حضر من أولد مهنا وَمَتى دخلت دمشق أمسكوك فَقلت لَهُ يَا أَحْمد لَا تعبر دمشق وعد من هُنَا إِلَى بيوتك فَقَالَ لَا أروح والسلّطان حَبسه ثَلَاثَة ليالٍ وَالْبَاقِي بعد ذَلِك حبس الله وَلَا أعصي الله وَلَا السُّلْطَان وَإِن أَخذ خبزي أكلت من أملاكي وَإِن أَخذ أملاكي بِعْت أباعري وخيلي وأكلت مِنْهَا) إِلَى أَن أَمُوت قَالَ وَهُوَ لَا يتداوى لمَرض يكون بِهِ وَلَا يَأْكُل من أحد شَيْئا فيتّهمه وَلَو قيل لَهُ هَذَا طَعَام مَسْمُوم تنَاوله مِنْهُ وَقَالَ بِسم الله وَأكله أَو كَمَا قَالَ قلت وَهَذِه عقيدة صَحِيحَة سَالِمَة لَيْسَ فِيهَا شكّ وَلما ورد فِي آخر أَيَّام الصَّالح سنة أَيَّام الصَّالح سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي أحد شَهْري جُمَادَى أمْسكهُ الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر واعتقله بقلعة دمشق فَبَقيَ فِيهَا مُدَّة ثمَّ إِنَّه نقل إِلَى قلعة صفد وَأقَام بهَا معتقلاً إِلَى أَن توفّي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَتَوَلَّى أَخُوهُ الْكَامِل طلب أَحْمد بن مهنا إِلَى مصر وَأَعْطَاهُ الْكَامِل إمرة آل فضل وَلم يزل فِيهَا إِلَى أَن تولى الإمرة سيف بن فضل وَهُوَ ابْن عَمه فِي أَيَّام المظفّر حاجي فَلَمَّا كَانَ فِي آخر أَيَّام المظفر أُعِيدَت الإمرة إِلَى أَحْمد بن مهنا فتولاها بَعْدَمَا طلب إِلَى مصر وَلم يزل أَمِير آل فضل إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بمنزله كواتل فِي أَوَائِل شهر رَجَب الْفَرد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنقل إِلَى مشْهد الإِمَام عَليّ بن طَالب رَضِي الله عَنهُ عِنْد رحبة مَالك بن طوق وَدفن هُنَاكَ 3 - (أَحْمد بن مهْدي) 3 - (أَحْمد بن مهْدي الهيتي) أَحْمد بن مهْدي الهيتي عَارض بقصيدته التائية القصيدة التائيّة الَّتِي للسّوسي وأولها (الْحَمد لله لَيْسَ لي بخت ... وَلَا ثِيَاب يضمّها تخت) وقصيدة ابْن مهْدي ثَمَانمِائَة وَأَرْبَعُونَ بَيْتا وأولها

أبو جعفر العابد

(لحا العاذل إِذْ بتّ ... على الْفقر وأصبحت) (وَمَا نلْت الْغنى حَتَّى ... يَقُول النَّاس أفلست) 3 - (أَبُو جَعْفَر العابد) أَحْمد بن مهْدي بن رستم أَبُو جَعْفَر الْأَصْبَهَانِيّ العابد أحد حفاظ الحَدِيث رَحل وَسمع أَبَا نعيم أنْفق على أهل الْعلم ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم وَلم يعرف لَهُ فراشا أَرْبَعِينَ سنة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ جَاءَتْنِي امْرَأَة ببغداذ لَيْلَة من اللَّيَالِي فَذكرت أَنَّهَا من بَنَات النَّاس وَأَنَّهَا امتحنت واسألك بِاللَّه أَن تسترني فَقلت وَمَا محنتك فَقَالَت أكرهت على نَفسِي وَأَنا حُبْلَى وَذكرت للنَّاس أَنَّك زَوجي فَلَا تفضحني استرني سترك الله فنكبت عَنْهَا وَمَضَت فَلم أشعر حَنى وضعت وَجَاء الإِمَام الْمحلة فِي جمَاعَة من الْجِيرَان يهنّني بِالْوَلَدِ) فأظهرت لَهُم التهلل ووزنت فِي الْيَوْم الثَّانِي دينارين ودفعتها إِلَى الإِمَام وَقلت أبلغ هَذَا إِلَى تِلْكَ الْمَرْأَة للنَّفَقَة على الْمَوْلُود فإنّه سبق مني مَا فرّق بَيْننَا وَكنت أفعل ذَلِك كل شهر وأوصلهما إِلَيْهَا عَليّ يَد الإِمَام إِلَى أَن أَتَى على ذَلِك سنتَانِ ثمَّ توفّي الْوَلَد فجاءوني يعزونني فأظهرت لَهُم التَّسْلِيم والرضى فجاءتني الْمَرْأَة بعد شهر وَمَعَهَا تِلْكَ الدَّنَانِير فَردَّتهَا وَقَالَت سترك الله كَمَا سترتني فَقلت هَذِه الدَّنَانِير صلَة مني إِلَى الْمَوْلُود فافعلي فِيهَا مَا تريدين 3 - (أَحْمد بن مُوسَى) 3 - (الأشنهي الشَّافِعِي) أَحْمد بن مُوسَى بن حوشين أَبُو الْعَبَّاس الأشنهي قدم بغداذ واستوطنها ودرس الْفِقْه للشَّافِعِيّ على المتولّي وَغَيره وَسمع من أبي جَعْفَر النجاري وَأبي الْغَنَائِم ابْن أبي عُثْمَان وَغَيرهمَا وَحدث بِكِتَاب تَنْبِيه الغافلين وَكَانَ زاهداً ورعاً فَقِيها مفتياً توفّي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو بكر المقرىء البغداذي ابْن مُجَاهِد) أَحْمد بن مُوسَى بن الْعَبَّاس ين مُجَاهِد

أَبُو بكر البغداذي شيخ الْقُرَّاء فِي عصره ومصنف السَّبْعَة سمع جمَاعَة وَحدث عَنهُ آخَرُونَ وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا توفّي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة ومولده سنة خمس وَأَرْبَعين قَالَ الْخَطِيب حدث عَن عبد الله بن أَيُّوب المحزمي وَمُحَمّد بن الجهم السمري وَحدث عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو بكر الجعابي وَأَبُو بكر ابْن شَاذان وَأَبُو حَفْص ابْن شاهين وَقَالَ ثَعْلَب فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ مَا بَقِي فِي عصرنا هَذَا أعلم بِكِتَاب الله من أبي بكر ابْن مُجَاهِد وَحدث الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف المقرىء قَالَ سَمِعت أَبَا الْفضل الزُّهْرِيّ يَقُول انتبه أبي فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَبُو بكر ابْن مُجَاهِد فَقَالَ يَا بني ترى من مَاتَ اللَّيْلَة فَإِنِّي رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَن قَائِلا يَقُول قد مَاتَ اللَّيْلَة مقوّم وَحي الله مُنْذُ خمسين سنة فلّما أَصْبَحْنَا إِذا ابْن مُجَاهِد قد مَاتَ وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي اخْتِيَار تَارِيخ يحيى ابْن مَنْدَه سَمِعت الإِمَام أَبَا المظفر عبد الله ابْن شبيب المقرىء يَقُول سَمِعت أَحْمد بن مَنْصُور المذكّر يَقُول سَمِعت أَبَا بكر ابْن مُجَاهِد المقرىء يَقُول سَمِعت الْحسن بن سَالم الْبَصْرِيّ يَقُول وَهُوَ صَاحب سهل بن عبد الله التسترِي قَالَ سَمِعت أَبَا بكر ابْن مُجَاهِد المقرىء يَقُول رَأَيْت ربّ العزّة فِي الْمَنَام فختمت عَلَيْهِ ختمتين فلحنت فِي موضِعين فاغتممت لذَلِك فَقَالَ لي يَا ابْن مُجَاهِد الكمالّ لي الكمالُ لي) وَكَانَ كثيرأ مَا ينشد (إِذا عقد الْقَضَاء عَلَيْك أمرا ... فَلَيْسَ يحلّه إِلَّا الْقَضَاء) وَحضر هُوَ وَجَمَاعَة من أهل الْعلم فِي بُسْتَان فانبسط وداعب وَقَالَ وَقد لاحظه بَعضهم التعاقل فِي الْبُسْتَان كالتخالع فِي الْمَسْجِد وَقَالَ التنوخي بَلغنِي عَن ابْن مُجَاهِد أنّه قَالَ النَّاس أَرْبَعَة مليح يتبغّض فَيحْتَمل لملاحته وبغيض يتملح فَذَاك الحمّى والداء الَّذِي لَا دَوَاء لَهُ وبغيض يتبغّض فيعذر لأنّه طبعه ومليح يتملح فَذَاك الْحَيَاة الطّيبَة وَكَانَ لَهُ الجاه العريض عِنْد السُّلْطَان وَله كتاب القراآت الْكَبِير كتاب القراآت الصَّغِير كتاب الياءات كتاب الهاءات كتاب قِرَاءَة أبي عَمْرو قِرَاءَة ابْن كثير قِرَاءَة عَاصِم قِرَاءَة نَافِع قِرَاءَة حَمْزَة قِرَاءَة الْكسَائي قِرَاءَة ابْن عَامر قِرَاءَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب السَّبْعَة انْفِرَاد الْقُرَّاء السَّبْعَة قِرَاءَة عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ

الحافظ ابن مردويه

3 - (الْحَافِظ ابْن مرْدَوَيْه) أَحْمد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ والحافظ العلاّمة صنف التَّفْسِير والتاريخ والأبواب والشيوخ وخرّج حَدِيث الْأَئِمَّة وَسمع الْكثير بأصبهان وَالْعراق وَتُوفِّي سنة عشرٍ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن يُونُس شَارِح التَّنْبِيه) أَحْمد بن مُوسَى بن يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة بن مَالك بن مُحَمَّد بن سعد بن سعيد بن عَاصِم الإِمَام شرف الدّين أَبُو الْفضل ابْن الشَّيْخ كَمَال الدّين أبي الْفَتْح ابْن الشَّيْخ رَضِي الدّين أبي الْفضل الإربلي الأَصْل الْموصِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقّه على وَالِده وبرع فِي الْمَذْهَب وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها مفتياً مصنفاً عَاقِلا حسنا فِي سمته شرح كتاب التَّنْبِيه فأجاد وَاخْتصرَ الْإِحْيَاء للغزالي مرَّتَيْنِ وَكَانَ يلقِي الْإِحْيَاء دروساً من حفظه وَهُوَ غزير الْمَادَّة كثير الْمَحْفُوظ تخرج عَلَيْهِ جمَاعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بَعْدَمَا حكى مَا قرظه بِهِ ابْن خلكان شَرحه للتّنْبِيه يدل على توسطه فِي الْفِقْه وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان وَلَقَد كَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا وَمَا أذكرهُ إِلَّا وتصغر الدُّنْيَا فِي عَيْني وَلَقَد أفكرت فِيهِ مرّة فَقلت هَذَا الرجل عَاشَ مدّة خلَافَة النَّاصِر الإِمَام أبي الْعَبَّاس أَحْمد فإنّه ولي الْخلَافَة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَهِي السّنة الَّتِي ولد فِيهَا وَمَاتَا فِي سنة وَاحِدَة وَكَانَ مبدأ شُرُوعه فِي شرح التَّنْبِيه بإربل واستعار منّا) نُسْخَة بالتنبيه عَلَيْهَا حواشٍ مفيدة بخطّ بعض الأفاضل ورأيته بعد ذَلِك وَقد نقل الْحَوَاشِي كلهَا فِي شَرحه والفاضل الَّذِي كَانَت النُّسْخَة والحواشي بِخَطِّهِ هُوَ الشَّيْخ رَضِي الدّين أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن مظفّر بن غَانِم بن عبد الْكَرِيم الجيلي الشَّافِعِي الْمُفْتِي الْمدرس بالنظامية ببغداذ وَكَانَ من أكَابِر فضلاء عصره وصنف كتابا فِي الْفِقْه يدْخل فِي خَمْسَة عشر مجلداً وَعرضت عَلَيْهِ المناصب فَلم يفعل وَكَانَ متديناً وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين فِي حق ابْن يُونُس مَا سَمِعت أحدا يلقِي الدُّرُوس مثله وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة

الأمير شهاب الدين ابن يغمور

3 - (الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن يغمور) أَحْمد بن مُوسَى بن يغمور الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن الْأَمِير جمال الدّين أديب فَاضل لَهُ شعر ولي الْأَعْمَال الغربيّة بالديار المصرية فهذّبها وَقطع وشنق ووسّط وأفرط فِي ذَلِك وَرَاح البريء بِجَزِيرَة الْمُفْسد إِلَّا أنّه هذّب تِلْكَ النَّاحِيَة مَاتَ بالّمحلة فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة أَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة الْحَافِظ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ ابْن يغمور بن جِلْدك تّولى الْمحلة نَائِبا عَن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر وَكَانَ يُوصف بكرمٍ وَكَانَ الأدباء يقصدونه ويمدحونه فيثيبهم وَكَانَ لَهُ أدب وَمن شعره (وَإِذا حللت ديار قوم فاكسها ... حلُللاً من الْإِكْرَام وَالْإِحْسَان) (وأغضض وصن طرفا وفرجاً وَاخْتصرَ ... لفظا وزد فِي كَثْرَة الكتمان) (تكن السعيد مبجّلاً ومعظّماً ... متحليلاً بملابس الْإِيمَان) وَله أَيْضا (خطبُ أَتَى مسرعاً فآذى ... أصبح جسمي بِهِ جذاذا) (خصّص قلبِي وعمّ غَيْرِي ... يَا لَيْتَني مت قبل هَذَا) وَله أَيْضا (ومليحٍ تعلم النَّحْو يَحْكِي ... مشكلاتٍ لَهُ بلفظٍ وجيز) (مَا تميزت حسنه قطّ إِلَّا ... قَامَ أيري نصبا على التَّمْيِيز) وَله يُخَاطب الْأَمِير علم الدّين الدواداري وَقد بَعثه الْملك الظَّاهِر كاشفاً إِلَى الْبِلَاد البحرية فاجتاز بالغربي وَكَانَ إِذا ذَاك واليها ثمَّ رَحل إِن صدرتم عَن منزلي فلكم فِيهِ ثناءُ كنشر روضٍ بهيّ) (أَو وردتم فللمحبّ الَّذِي من ... آل مُوسَى فِي الجتنب الغربي) وَأهْدى إِلَى الْأَمِير بدر الدّين بيليك الحازندار الظَّاهِرِيّ شاهيناً بَدْرِيًّا وَكتب إِلَيْهِ (يَا سيد الْأُمَرَاء يَا من قد غَدا ... وَجه الزَّمَان بِهِ جميلاً ضَاحِكا) (وافى لَك الشاهين قبل أَوَانه ... ليفوز قبل الحائمات ببابكا) (حَتَّى الْجَوَارِح قد غَدَتْ بدريةً ... لما رَأَتْ كلّ الْوُجُود كذلكا) وَقَالَ فِي مليح عنبريّ (تحكّم فِي الْأَلْبَاب حَتَّى رَأَيْته ... ينظّم حبّات الْقُلُوب قلائدا) وَقَالَ فِي مليح يمدّ شريط الذَّهَب (وَبِي رشأ كالبدر والظبي بهجةً ... وجيداً بقلبي ناره وَهُوَ جنتي)

البطرني المقرىء التونسي

(منعّم خدّ كاللجين بياضه ... يمدّ نضاراً كاصفراري ودقّتي) وَقَالَ (وَبِي أهيف وافى وَفِيه محَاسِن ... بَدَت وَعَلَيْهَا للعيون تهافت) (مَشى فِي ضِيَاء الْبَدْر كالبدر وَجهه ... وَبَينهمَا للنّاظرين تفَاوت) (وأعجب مَا شاهدته فِيهِ أَنه ... يكلّم قلبِي لحظه وَهُوَ سَاكِت) وَقَالَ (قَالَ العواذل إنّ من أحببته ... قد شانه كيّ ألّم بزنده) (فأجبت قلبِي فِي يَدَيْهِ وإنّما ... طارت عَلَيْهِ شرارة من وَقد) 3 - (البطرني المقرىء التّونسِيّ) أَحْمد بن مُوسَى بن عِيسَى ابْن أبي الْفَتْح شيخ الْقرَاءَات والْحَدِيث بتونس الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ المغربي البطرني الْمَالِكِي أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبد الْأَعْلَى الشبارتيبسكون الْألف وَالرَّاء وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة الحروفصاحب ابْن عون الله وَعَن أبي بكر ابْن مشليون وَطَائِفَة وروى عَن صَالح بن مُحَمَّد بن وليد وَمُحَمّد بن أَحْمد بن ماجة وَعلي بن مُحَمَّد الْكِنَانِي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة وتبرك الْخلق بجنازته 3 - (عز الدّين ابْن قرصة الفيومي) أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد عز الدّين ابْن قرصة الفيومي المولد القوصي الدَّار والوفاة) كَانَ فَقِيها وشاعراً أديباً من تلاميذ ابْن عبد السَّلَام تقلب فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة وتولّى نظر قوص والإسكندرية ودرّس بِالْمَدْرَسَةِ الأفرمية ظَاهر قوص وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام يتَكَلَّم معرباً طلبه الْأَمِير علم الدّين الشجاعي فَلَمَّا حضر قَالَ لَهُ المَال فَقَالَ لَهُ مُبْتَدأ بِلَا خبر فَقَالَ لَهُ تعال إِلَى هُنَا فَقَالَ أَخَاف أَن تضربني بِهَذِهِ الْعَصَا الَّتِي فِي يدك فَتَبَسَّمَ مِنْهُ وَكَانَ تصدر مِنْهُ عجائب وَله كتاب سَمَّاهُ نتف المحاضرة وَله مسَائِل فقهيّة ونحوية وأدبية ولغوية وَتُوفِّي بقوص فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَمن شعره (إِذا تزّوج شيخ الدَّار غانيةً ... مليحة القدّ تزهى سَاعَة النّظر) (فقد تراقع فِي أَحْوَالهم وَأَتَتْ ... قَاف القيادة تستقصي عَن الْخَبَر) وَمِنْه (لَا تحقرنّ من الْأَعْدَاء من قصرت ... يَدَاهُ عَنْك وَإِن كَانَ ابْن يَوْمَيْنِ) (فَإِن فِي قرصة البرغوث مُعْتَبرا ... فِيهَا أَذَى الْجِسْم والتسهيد للعين) وَمِنْه

أحمد بن المؤمل

(الشيب عيب وَلَكِن عينه قلعت ... بالشين من شدةٍ فِيهِ وتعذيب) (والشيب شينٌ وَلَكِن نونه حذفت ... بباء بعدٍ عَن اللَّذَّات وَالطّيب) وَمِنْه (يَا من يعذَّب قلبه فِي صُورَة ... سَوْدَاء مظلمةٍ كفحم النَّار) (أَتعبت نَفسك فِي سوادٍ مظلمٍ ... إِن السوَاد يضرّ ٌبالأبصار) (وَإِذا عدلت عَن الْبيَاض وَحسنه ... مَاذَا تؤمّل فِي سَواد القار) وَمِنْه (نَحن نسعى وَالسَّعْي غير مفيدٍ ... إِن أَرَادَ الْإِلَه منع الْمَغَانِم) (وَإِذا مَا الْإِلَه قدّر شَيْئا ... جَاءَ سعياً إِلَى الْفَتى وَهُوَ نَائِم) 3 - (أَحْمد بن المؤمل) 3 - (الشَّاعِر) أَحْمد بن المؤمل بن الْحسن بن السعيد بن أَحْمد بن المؤمل يَنْتَهِي إِلَى ذِي الإصبع العدواني أَبُو الْعَبَّاس الشَّاعِر البغداذي كَانَ أديباً فاضلاُ لَهُ نثر جيد ونظم مليح مدح جمَاعَة وهجاهم) سمع عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَعبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الْخياط المقرىء وَمُحَمّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَغَيرهم وَحدث باليسير توفّي بواسط سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة لأنّه نفي إِلَى وَاسِط فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَمن شعره (وقائلةٍ أَرَاك أَخا همومٍ ... فَقل لي مَا دهاك من البلايا) (فَقلت لَهَا دهاني فاندبيني ... وُقُوفِي وسط معترك المنايا) وَمِنْه أَيْضا (هَاجر معي إِن رحمتني هَاجر ... واسترضِ عني زماني الهاجر) (وقف على منزلٍ كلفت بِهِ ... بَين ربى رامةٍ إِلَى حاجر) مِنْهَا (يقبل ذُو الوجد عَن مقاصده ... فِيهَا فهديه نشرها العاطر) (تبْكي رباها لفقد ساكنها ... حزنا ًويفتر ٍّروضها الزَّاهِر) (منازلِ اللَّهْو لَا عداك حَيا ... يؤنس من طيب ربعك النافر) (سقاكِ يَا دَرَاهِم ومعهدهم ... كلُّ سحابٍ مزمجرٍ ماطر) وَمِنْه أَيْضا (كم ترشق النكبات نفس عزائمي ... وعليّ من جزع أعدُّ دلاص)

الحافظ أبو الفضل المخرمي

(وَمن الْعَجَائِب أنّ كلّ بلاغةٍ ... جمحت مطاوعتي وحظّي عاصِ) (وَالطير جنس واحدٌ لكنّما ... للغاتهنّ حبسن فِي الأقفاص) قلت أَخذه من الآخر وَقصر عَنهُ (الصّعو يرتع فِي الرياض وَإِنَّمَا ... حبس الهزار لأنّه يترنّم) وَقَالَ ممّا يحسن أَن يكْتب على قبر (أمرت فَلم نقبل لسوء اختيارنا ... وَهَا نَحن أسرى فِي يَديك إلهنا) (وَكَانَت أماني الْحَيَاة تسوقنا ... بتسويقها بِالْخَيرِ حَتَّى إِلَى هُنَا) (فَإِن أَنْت ياربّ انتقمت فعادلٌ ... وَإِن أَنْت حققت المنى فلنا الهنا) 3 - (الْحَافِظ أَبُو الْفضل المخرمي) أَحْمد بن ملاعب بن حَيَّان أَبُو الْفضل المخرمي الْحَافِظ كَانَ صَدُوقًا بَصيرًا بِالْحَدِيثِ عالي) الرِّوَايَة توفّي سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (نجم الدّين القوصي) أَحْمد بن ناشىء بن عبد الله القَاضِي نجم الدّين القوصي قَرَأَ الْقرَاءَات على أَبِيه وَسمع من ابْن المقير وَمن أَصْحَاب السّلفي وَسمع مِنْهُ عبد الْغفار بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ والخطيب فتح الدّين عبد الرَّحْمَن وَجَمَاعَة بقوص وَقَرَأَ الْفِقْه على مجد الدّين الْقشيرِي وَكَانَ من أهل الْخَيْر وناب فِي الحكم بقوص وباشر التوقيع للقضاة توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة من شعره لمّا منع السّفر من عيذاب ثمَّ أذن لَهُ (يَا ثغر عيذاب ابتسم ... صدر الطَّرِيق قد انْشَرَحَ) (تالله لَو وزن النب ... يّ بكلّ مخلوقٍ رجح) وَمِنْه (لقد كَانَ فِي الدُّنْيَا شيوخٌ صوالحٌ ... إِذا دهم النّاس الدَّوَاهِي ترسّلوا) (مفرح مِنْهُم فِي الْبِلَاد وَشَيخنَا ... أَبونَا أَبُو الحجَّاج ذَاك المبجَّل) (وَشَيخ شُيُوخ الأَرْض كَانَ بأرضنا ... أَبُو الْحسن الصبّاغ ذَاك المدلّل) (وللشيخ مجد الدّين كَانَ انتسابنا ... فَذَاك الَّذِي ينحلُّ صوما وينحل) (فَإِن كَانَت الدُّنْيَا من الكلّ أقفرت ... وَلم يبْق فِيهَا لِلْخَلَائِقِ موئل)

الشريف الحنفي

(فجاه رَسُول الله باقٍ مؤبّد ... وجاه رَسُول الله يَكْفِي ويفضل) 3 - (الشريف الْحَنَفِيّ) أَحْمد بن نَاصِر بن طَاهِر العلاّمة برهَان الدّين الْحُسَيْنِي الشريف الْحَنَفِيّ إِمَام محراب الْحَنَفِيَّة الَّذِي بمقصورة الحلبيين بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق كَانَ مفتياً عَالما زاهداً توفّي ببيته فِي المنارة الشرقية سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وصنف تَفْسِيرا قي سبع مجلدات وصنف فِي أصُول الدّين كتابا فِيهِ سَبْعُونَ مَسْأَلَة ذكر أنّه سمع من ابْن اللتِّي وَغَيره وخلّف دنيا وَاسِعَة 3 - (أَبُو عون الْكَاتِب الْأَنْبَارِي) أَحْمد أبن أبي النَّجْم هِلَال مولى بني سليم أَبُو عون الْكَاتِب الْأَنْبَارِي كَانَ متكلماً مترسلاً شَاعِرًا وَله كتاب فِي التَّوْحِيد وأقاويل الفلاسفة ذكره المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء وَقَالَ هُوَ الْقَائِل فِي حَاتِم بن الْفَرح وَكَانَ أَبُو شبْل البرجمي الشَّاعِر فِي قَدمته سرّ من رأى نزل عَلَيْهِ) وَكَانَ أَبُو شبْل أهتم فَقَالَ فِيهِ أَبُو عون (لحاتم فِي بخله فطنة ... أدقُّ حسّاً من خطا النّمل) (قد جعل الهتمان ضيفانه ... فَصَارَ فِي أمنٍ من الْأكل) (لَيْسَ على خبز امرىءٍ ضَيْعَة ... آكله عظم أَبُو شبْل) (كم قدر مَا تحمله كفّه ... إِلَى فمٍ من سنّه عطل) (فحاتم الْجُود أَخُو طيءٍ ... كَانَ وَهَذَا حَاتِم الْبُخْل) توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة وَكَانَ أَبُو عون وعمّاه صَالح وماجد كلهم شعراء وَلأبي عون أَيْضا هزئت أَن رَأَتْ مشيبي وَهل غير المصابيح زِينَة للسماء إنّما الشيب فِي المفارق كالنور بدا والشباب كالظلماء (لم أبدَّل بالشيب إِذْ شبت إِلَّا ... عمّةً من عمائم الْحُكَمَاء) (منحت سؤدداً وَحلية مجد ... ووقارٍ بادٍ على العظماء) إِن عمرا عوضت مِنْهُ الْمَوْت بشيبٍ من أعظم النعماء 3 - (أَحْمد بن نصر) 3 - (الديبلي الشَّافِعِي) أَحْمد بن نصر بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بالدَّيبلي أَبُو الْعَبَّاس

ابن أبي سلمة الكاتب

الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل الْموصل وَهُوَ أنباري الأَصْل قدم بغذاذ وَابْن الشهرزوري قَاضِي الْقُضَاة ببغذاذ وَكَانَت لَهُ بِهِ معرفَة فضمّه إِلَيْهِ وولاه نِيَابَة الْقَضَاء بحريم دَار الْخلَافَة وَمَا يَليهَا وَأقَام على ذَلِك مُدَّة وَجَرت أَحْكَامه على السداد وَكَانَ نزهاً دينا لَهُ معرفَة حَسَنَة بالفقه وَلما عزل القَاضِي عزل وسافر وَتُوفِّي بالموصل سنة إِحْدَى وسِتمِائَة 3 - (ابْن أبي سَلمَة الْكَاتِب) أَحْمد بن نصر أَبُو بكر ابْن أبي سَلمَة الْكَاتِب ذكر الصولي أَنه كَانَ ابْن أُخْت أَحْمد بن يُوسُف وَزِير الْمَأْمُون وَكَانَ شَاعِرًا مليح الْأَلْفَاظ دَقِيق الفطنة وَهُوَ الْقَائِل (معتدل الْقَامَة مثل الْقَضِيب ... يَهْتَز فِي لينٍ وحسنٍ وَطيب) (يعذلني فِيهِ جَمِيع الورى ... كأنني جِئْت بأمرٍ عَجِيب) ) (أظنُّ نَفسِي لَو تعشقتها ... بليت فِيهَا بملام الرَّقِيب) وَله أَيْضا (دع الصبّ يصلى بالأذى من حَبِيبه ... فكلُّ أَذَى مِمَّن يحبُّ سرُور) (غُبَار قطيع الشَّاء فِي عين ذيبها ... إِذا مَا تَلا آثارهنَّ ذرور) وَقَالَ أَيْضا (آه ويلي على الشَّبَاب وَفِي أيّ ... زمانٍ فقدت شرخ الشَّبَاب) (حِين مَاتَ الغيور وارتحض المه ... ر وَزَالَ الْحجاب عَن كلّ بَاب) 3 - (أَبُو عبد الله الْمروزِي الْخُزَاعِيّ) أَحْمد بن نصر بن مَالك أَبُو عبد الله الْخُزَاعِيّ الْمروزِي البغداذي كَانَ جدّه مَالك بن الْهَيْثَم أحد نقباء بني الْعَبَّاس فِي ابْتِدَاء الدولة وَكَانَ أَحْمد شَيخا جَلِيلًا أمّاراً بِالْمَعْرُوفِ من أَوْلَاد الْأُمَرَاء سمع من مَالك وَحَمَّاد بن زيد وَغَيرهمَا حمله إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَمَعَهُ جمَاعَة إِلَى سرِّ من رأى مقيَّدين فَجَلَسَ لَهُم الواثق وَقَالَ لَهُ دع مَا أخذت لَهُ مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كَلَام الله قَالَ أفمخلوق هُوَ قَالَ كَلَام الله قَالَ أفترى رَبك فِي الْقِيَامَة قَالَ كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة قَالَ وَيحك يرى كَمَا يرى الْمَحْدُود المجسَّم ويحويه مَكَان ويحصره النَّاظر أَنا كفرت بربٍ هَذِه صفته مَا تَقولُونَ فِيهِ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق وَكَانَ

أبو طالب الحافظ البغذاذي

قَاضِيا على الْجَانِب الغربي فعزل هُوَ حَلَال الدَّم وَقَالَ جمَاعَة من الْفُقَهَاء بقوله فأجلسه فِي نطع الدّم وَأمر بالصمصامة وَقَالَ إِذا قُمْت إِلَيْهِ فَلَا يقومن أحد معي فَإِنِّي أحتسب خطاي إِلَى هَذَا الْكَافِر الَّذِي يعبد ربّاً لَا نعبده وَلَا نعرفه بِالصّفةِ الَّتِي وَصفه بهَا وَمَشى إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَيّد فِي النطع فَضرب عُنُقه وَأمر بِحمْل رَأسه فنصب بالجانب الشَّرْقِي أيّاماً وبالغربي أَيَّامًا وتتبع رُؤَسَاء أَصْحَابه فَإِنَّهُم كَانُوا خَرجُوا مَعَه على الدولة وَقَالَ الْخَطِيب لم يزل الرَّأْس مَنْصُوبًا ببغذاذ والجسد بسامرّا مصلوباً سِتّ سِنِين إِلَى أَن أنزل وَجمع وَدفن فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ قيل إنّه رُؤِيَ فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غضِبت لَهُ فأباحني النّظر إِلَى وَجهه وَقَالَ السراج سَمِعت عبد الله بن مُحَمَّد يَقُول حدّثنا إِبْرَاهِيم بن الْحسن قَالَ رأى بعض أَصْحَابنَا أَحْمد بن نصر فِي النّوم فَقَالَ مَا فعل بك ربّك قَالَ مَا كَانَت إلاَّ غفوة حَتَّى لقِيت الله تَعَالَى فَضَحِك إِلَيّ وَكَانَ قَتله سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ) وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو طَالب الْحَافِظ البغذاذي) أَحْمد بن نصر بن طَالب البغذاذي الْحَافِظ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ أستاذي وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً توفّي سنة ثلاثٍ وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (الْحَافِظ النصيبي الْمصْرِيّ) أَحْمد بن نصر بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ النصيبي الْحَافِظ ابْن أبي اللَّيْث قدم نيسابور قَالَ الْحَاكِم هُوَ باقعة فِي الْحِفْظ شبهت مذاكرته بِالسحرِ توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 3 - (ابْن منقذ) أَحْمد بن نصر الله بن منقذ الْأَمِير شرف الدّين مولده بنصيبين سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة من شعره (سل البان عَن سرب الْحمى هَل سرى بِهِ ... وَهل بَان من نعْمَان لمع سرابه) (وأومض برق الأبرقين عَشِيَّة ... ومرَّت بِهِ وَهنا جنوب جنابه) وَمِنْه فِي طول اللَّيْل

النحوي المقوم

(ولربّ ليلٍ تاه فِيهِ نجمه ... قطّعته سهراً فطال وعسعسا) (وَسَأَلته عَن صبحه فَأَجَابَنِي ... لَو كَانَ فِي قيد الْحَيَاة تنفسّا) وَمِنْه (لما رَأَيْت النَّجْم ساهٍ طرفه ... والقطب قد ألْقى عَلَيْهِ سباتا) (وَبَنَات نعشٍ باكياتٍ حسّراً ... أيقنت أَن صباحهم قد مَاتَا) وَمِنْه (لَيْلَة الْوَصْل بِمن نحبُّه ... مَا علمنَا طولهَا من الْقصر) (كَانَ مِنْهَا مغرب الشَّمْس إِلَى ... مطلع الْفجْر كلمحٍ بالبصر) وَمِنْه (قُم نشربها حَبِيبَة للنَّفس ... صفراء تفرُّ من حموِّ اللّمس) (لَوْلَا برد الْحباب قد ثبتَّها ... لطفاً صعدت مثل الندى فِي الشَّمْس) قلت شعر جيّد) 3 - (النَّحْوِيّ الْمُقَوّم) أَحْمد بن نصر أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالمقوِّم روى عَنهُ أَبُو عمر الزَّاهِد فِي كتاب الياقوتة فِي غَرِيب اللُّغَة كَانَ حَاضرا فِي مَجْلِسه حِين أملاه 3 - (أَبُو عَليّ ابْن البازيار) أَحْمد بن نصر بن الْحُسَيْن البازيار أَبُو عَليّ كَانَ نديماً لسيف الدولة ابْن حمدَان كَانَ أَبوهُ من نَافِلَة سامرّا اتَّصل بالمعتضد وخدمه وخفَّ على قلبه وَأَصله من خُرَاسَان وَكَانَ يتعاطى لعب الْجَوَارِح فردَّ إِلَيْهِ المعتضد نوعا من جوارحه مَاتَ أَبُو عَليّ بحلب فِي حَيَاة سيف الدولة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة وَكَانَ تقلد ديوَان الْمشرق وزمام الْمغرب وَله من الْكتب كتاب تَهْذِيب البلاغة 3 - (محيي الدّين ابْن باتكين) أَحْمد بن نصر الله بن باتكين القاهري محيي الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ مولده الْعَاشِر من جُمَادَى الأولى سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ بحارة الديلم وَسمع حرز الْأَمَانِي على سديد الدّين عِيسَى ابْن أبي الْحرم إِمَام جَامع الْحَاكِم وأنشدني لنَفسِهِ (أَقْسَمت بِاللَّه وآياته ... يَمِين برٍّ صَادِق لَا يَمِين) (لَو زِدْت قلبِي فَوق ذَا من أَذَى ... مَا كنت عِنْدِي غير عَيْني الْيَمين) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا

(يَا جفن مقلته سكرت فعربد ... كَيفَ اشْتهيت على فُؤَادِي المكمد) (ورميت عَن قَوس الفتور فَأَصْبَحت ... غَرضا لأسهمك الْقُلُوب فسدّد) (لم تغضض الجفن الكحيل تغاضياً ... إلاَّ لتقتلنا بسيفٍ مغمد) (من لم يبت بِعَذَاب حبك قلبه ... متنعماً لَا فَازَ مِنْك بموعد) (للصبِّ أُسْوَة خَال خدّك إِنَّه ... متنعم فِي جمره المتوقّد) قلت هَذَا يشبه قَول عفيف الدّين التلمساني بل هُوَ بِعَيْنِه (قلبِي المنعّم فِي هَوَاك بناره ... إِن كَانَ غَيْرِي فِي الْهوى يتألم) (للصبِّ أُسْوَة خَال خدِّك إِنَّه ... فِي جمره متوقداً يتنعَّم) ) رَجَعَ القَوْل إِلَى تَمام أَبْيَات محيي الدّين ابْن باتكين القاهري (أَهْوى قوام الْغُصْن تعطفه الصبَّا ... فعل الصِّبا بقوامك المتأود) (طَربا واصبو لغدير مجعّداً ... بيد النسيم حكى صفيحة مبرد) (إِذا أشبهاك تأرُّجا وتموجاً ... بيد النسيم حكى صفيحة مبرد) (لاموا على ظمأي إِلَيْك فَلَا دروا ... فِي مَاء خدك مَا حلاوة موردي) (طوراً أحيّا بالأقاح وَتارَة ... فِي الخدّ بالريحان والورد النّدي) (وجهٌ كَمَا سفر الصَّباح وَحَوله ... حسنا بقايا جنح ليلٍ أسود) (وكأنّما خَافَ الْعُيُون فألبست ... وجناته زرداً مَخَافَة مُعْتَد) (أنّى يخَاف من استجار محبّة ... بِمُحَمد بن عَليّ بن مُحَمَّد) قلت تخلّص إِلَى مدح الصاحب فَخر الدّين ابْن الصاحب بهاء الدّين ابْن حنّا وَقَول السراج الْوراق أكمل لّما قَالَ يمدح الصاحب تَاج الدّين ولد فَخر الدّين ممدوح ابْن باتكين من أَبْيَات (فَلهُ الْجمال غَدا بِغَيْر مُنَازع ... ولي الجوي فِيهِ بِغَيْر قسيم) وَكَذَا العلى بِمُحَمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين كتب أَبُو الْحُسَيْن الجزاز إِلَى محيي الدّين ابْن باتكين (وَمَا شَيْء لَهُ نقش وَنَفس ... ويؤكل عظمه ويحكّ جلده) (يودُّ بِهِ الْفَتى إِدْرَاك سؤلٍ ... وَقد يلقى بِهِ مَا لَا يودّه) (وَيَأْخُذ مِنْهُ أَكْثَره بِحَق ... وَلَكِن عِنْد آخِره يردّه) فَأَجَابَهُ محيي الدّين الْمَذْكُور (أمولاي الأديب دُعَاء عبدٍ ... ودودٍ لَا يحول الدَّهْر ودّه)

أحمد بن نعمة

(يرى مَحْض الثَّنَاء عَلَيْك فرضا ... وَلَا يثني عنان الشُّكْر بعده) (لقد أهديت لي لغزاً بديعاً ... يضلّ عَن اللبيب لَدَيْهِ رشده) (وَقد أحكمته درّاً نضيداً ... يشنّف مسمعي بالدرَّ عقده) (فشطر اللغز أَخْمَاس ثَلَاث ... للغزك إِن ترد يَوْمًا أحدّه) (وَبَاقِيه مَعَ التَّصْحِيف كسب ... إِذا مَا ته حرفا تعدّه) (هما ضدّان يقتتلان وَهنا ... ويضطجعان فِي فرش تمدّه) ) (هما جيشان من زنجٍ وروم ... يُقَابل كلّ قرنٍ فِيهِ ضدّه) (تقوم الْحَرْب فِيهِ كلّ وقتٍ ... وَلَا تدمى من الوقعات جنده) (ويشتدّ الْقِتَال بِهِ طَويلا ... وَيحكم بالأصاغر فِيهِ عقده) (وَيقتل ملكه فِي كلّ حِين ... ويبعثه النشاط فيستردّه) (وَمَا يُنجي الْهمام بِهِ حسام ... وَقد يُنجي من الْإِتْلَاف بنده) (وَنصر الله فِي الهيجا سجالٌ ... فَمن شَاءَ الْإِلَه بِهِ يمدّه) (وَهَذَا كلّه حسب اجتهادي ... وَغَايَة فكرة الْإِنْسَان جهده) ونقلت من خطّ الْحَافِظ اليغموري قَالَ أَنْشدني محيي الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن نصر الله الْكَاتِب الْمصْرِيّ لنَفسِهِ (ناظرنا فِي الْبيُوت أعمى ... عَن كل خيرٍ وكل برّ) (أسود كالفحم فَهُوَ مأوى ... كلّ شرارٍ وكلّ شرّ) (وَنفخ هَذَا الْوَزير فِيهِ ... أحرق كلّ الورى بجمر) قَالَ وَله (يكْتب فِي الْكتب اسْمه وَحده ... بِلَا أبٍ كرها لَهُ إِذْ أَبَاهُ) (لَا تنكروا كَثْرَة إِسْقَاطه ... فإنّه أسقط حَتَّى أَبَاهُ) 3 - (أَحْمد بن نعْمَة) 3 - (كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي) أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن حَمَّاد الإِمَام كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي النابلسي الشَّافِعِي خطيب الْقُدس ولد سنة تسع وَسبعين وَقدم دمشق شَابًّا فاشتغل وَسمع من حَنْبَل وَابْن طبرزذ وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَغَيرهم وروى عَنهُ ولداه الْعَلامَة شرف الدّين والفقيه محيي الدّين إِمَام المشهد والدمياطي والدواداري

المسند الحجار

وَابْن الخباز وحدّث بِدِمَشْق والقاهرة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا منقبض النَّفس عَن أَبنَاء الدُّنْيَا توفّي بِدِمَشْق سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب كيسَان وَتقدم ذكر وَلَده فِي المحمدين 3 - (الْمسند الحجار) أَحْمد بن نعْمَة بن حسن البقاعي الدّيرمقري الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الحجار الْخياط الرّحلة المعمّر) شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الشّحنة ولد سنة نَيف وَعشْرين وخدم حجاراً بقلعة دمشق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَكَانَ فِيهَا لما حاصرها جند هولاكو وَلم يظْهر للمحدثين إِلَى أثْنَاء سنة سِتّ وَسَبْعمائة فَسَأَلُوهُ فَقَالَ كنّا سمعنَا فَوجدَ سَمَاعه فِي أَجزَاء على ابْن المنجا وَابْن اللتي وَسمع الشَّيْخ شمس الدّين مِنْهُ وَجَمَاعَة جُزْء ابْن مخلد ومسند عمر النجاد ثمَّ ظهر اسْمه فِي كراس أَسمَاء السامعين بِالْجَبَلِ ل صَحِيح البُخَارِيّ على ابْن الزبيدِيّ سنة ثَلَاثِينَ فَحدث بالجامع بضعاً وَسبعين مرّة بِالْبَلَدِ وبالصالحية وبالقاهرة وحماة وبعلبك وَكفر بَطنا وحمص واشتهر اسْمه وبعُد صيته وَألْحق الصغّار بالكبار وَرَأى العزَّ وَالْإِكْرَام وَطَلَبه الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار الناصري وَسمع مِنْهُ القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير ونائب دمشق الْأَمِير سيف الدّين تنكز والقضاة وَالْأَئِمَّة وروى بِإِجَازَة ابْن روزبه وَابْن بهروز وَابْن الْقطيعِي والأنجب الحمامي وياسمين بنت البيطار وجعفر الْهَمدَانِي وَخلق كثير ورحل إِلَيْهِ من الْبِلَاد وَسمع مِنْهُ أُمَم لَا يُحصونَ وتزاحموا عَلَيْهِ من سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة إِلَى أَن توفّي وَنزل النَّاس بِمَوْتِهِ دَرَجَة وَكَانَ صَحِيح التَّرْكِيب أشقر طَويلا دمويّ اللَّوْن لَهُ همة وَفِيه عقل يصغي جيدا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا رَأَيْته نعس فِيمَا أعلم وَثقل سَمعه فِي الآخر وَسَأَلته عَن عمره فَقَالَ أحقّ حِصَار النَّاصِر دَاوُد دمشق وَكَانَ الْحصار فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسمع فِي سنة ثَلَاثِينَ هُوَ وَإِخْوَته الثَّلَاثَة وحصّل الذَّهَب وَالدَّرَاهِم وَالْخلْع وقرّر لَهُ الدوادار مَعْلُوما نَحْو خَمْسَة وَأَرْبَعين درهما وَكَانَ فِيهِ دين وملازمة للصَّلَاة ويحفظ مَا يُصَلِّي بِهِ وربمّا أخّر الصَّلَاة فِي السّفر على مَذْهَب الْعَوام وَصَامَ وَهُوَ ابْن مائَة عَام رَمَضَان وَأتبعهُ سِتا من شَوَّال وَحدثت أنّه فِي هَذِه السّنّ اغْتسل بِالْمَاءِ الْبَارِد قلت وَلم يتَّفق لي أَن أروي عَنهُ إلاّ بِالْإِجَازَةِ لِأَنِّي لم أسمع مِنْهُ وحرمته لكنّه أجازني وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 3 - (فَخر الدّين ابْن الْمُنْذر نَاظر الْجَيْش) أَحْمد بن النُّعْمَان بن أَحْمد الْمُنْذر الصَّدْر فَخر الدّين الْحلَبِي نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق رَئِيس نبيل صَاحب مَكَارِم وَهُوَ مَعْرُوف بالتشيع توفّي وَقد ناهز السِّتين سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (السّلمِيّ الأندلسي) أَحْمد بن نعيم السّلمِيّ الأندلسي ذكره أَبُو سعيد عُثْمَان بن

أحمد بن هارون

سعيد الْمَعْرُوف بحرقوص فِي كِتَابه وَقَالَ كَانَ شَاعِرًا مفلقاً مطبوعاً مجّوداً ومزاحاً محسناً ومتغزّلاً مرققاً إِلَّا أَن الْخَاصَّة الَّتِي فِيهَا) برع والمنزلة الَّتِي بهَا فاق وَالْحَالة الَّتِي لَا يشق فِيهَا غباره وَلَا يصطلى فِيهَا ناره الهجاء فإنّه انْفَرد فِيهِ ببدائع لم يسْبق إِلَيْهَا لأنّه كَانَ كَاتبا لبَعض مُلُوك بلدنا خَاصّا بِهِ فاتهمه فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي كَانَ فِيهَا بِأَنَّهُ كتب لأهل الْبَلَد كتابا بِخَط يَده يرفع بِهِ عَلَيْهِ ويستعفي مِنْهُ فَأمر بتجريده وضربه خَمْسمِائَة سَوط ثمَّ أَمر فجرّ بِرجلِهِ إِلَى بعض الْمَزَابِل وهم يظنّونه مَيتا فأفاق وَسَار إِلَى بعض الْمُلُوك واستجار بِهِ ثمَّ ابْتَدَأَ يهجو ثمَّ إِن ذَلِك الْملك كتب يَطْلُبهُ من مَكَانَهُ وَحمله فلمّا دخل القاصد تِلْكَ الْبَلَد وجده وَالنَّاس منصرفون من جنَازَته وَمن قصائده فِي الهجو الَّتِي هِيَ أم الأهاجي ومنفذة القوافي (تولّى الندى وَالْفضل والجود أجمع ... وودّع دهر الصَّالِحين وودعوا) (فَللَّه محزون ترقرق دمعه ... على سلفٍ مَا إِن لَهُ الدَّهْر مرجع) (ألم تَرَ أَن الْخَيْر فَارق أَهله ... إِلَى معشرٍ يحمى لديهم وَيمْنَع) مِنْهَا (أَلا لَيْتَني صفر من الْعلم وافر ... من الْجَهْل والعّي الَّذِي هُوَ أَنْفَع) (أدل بأيرٍ يحزئل بِرَأْسِهِ ... عسيب كأرزب القصارة أتلع) (طَوِيل إِذا استذرعته كَانَ طوله ... ذراعك تتلوه أَصَابِع أَربع) (كَأَنِّي إِذا استلقيت لِلظهْرِ وارتقى ... وشال بِحجر الثَّوْب فلك مقلّع) (كَأَنِّي خباء حِين قُمْت منصّبٌ ... يمدّ بحبلٍ من أمامٍ وَيرْفَع) (فيبصر قومٌ أنّه حَاز غَايَة ... فَمَا لمناهم خلفنا متطلع) (ويقتطعوه إِن أَتَى فَوق قدرهم ... على قدر مَا فِيهِ سداد ومقنع) (وأبلغ من دنياي جاهاً ورفعةً ... وأخفض فِي الدُّنْيَا أُنَاسًا وَأَرْفَع) مِنْهَا (يجول كَمَا جالت على السّقف هرةٌ ... تنادي جهاراً نائكيها وَتجمع) وسَاق ابْن حرقوص هَذِه القصيدة وَهِي تِسْعَة وَتسْعُونَ بَيْتا اقتصرت مِنْهَا على هَذَا الْقدر 3 - (أَحْمد بن هَارُون) 3 - (ابْن هَارُون الرشيد الْمَعْرُوف بالسبتي) أَحْمد بن هَارُون الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور العباسي الْمَعْرُوف بالسبتي الزَّاهِد عرف) بِهَذِهِ النِّسْبَة لأنّه كَانَ لَا يظْهر إِلَّا يَوْم السبت

روى محب الدّين ابْن النجار بِسَنَدِهِ إِلَى أبي بكر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْآجُرِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا بكر ابْن أبي الطّيب يَقُول بلغتا عَن عبد الله بن الْفرج العابد قَالَ احتجت إِلَى صانع يصنع لي شَيْئا من أَمر الروزجاريين فَأتيت السُّوق فَإِذا فِي آخِرهم شَاب مصفر بَين يَدَيْهِ زنبيل كَبِير ومرو وَعَلِيهِ جُبَّة صوف ومئزر صوف فَقلت لَهُ تعْمل قَالَ نعم قلت بكم قَالَ بدرهم ودانق فَقلت لَهُ قُم حَتَّى تعْمل قَالَ على شريطة إِذا كَانَ وَقت الظّهْر تطهرت وَصليت فِي الْمَسْجِد جمَاعَة ثمَّ أَعُود وَكَذَلِكَ الْعَصْر قلت نعم فَجِئْنَا الْمنزل ووافقته على مَا يَنْقُلهُ فَجعل يعْمل وَلَا يكلمني بِشَيْء حَتَّى أذّن الظّهْر فاستأذنني فَأَذنت لَهُ فصلى وَرجع وَعمل عملا جيدا إِلَى الْعَصْر فَلَمَّا أذن الظّهْر فعل كالظهر وَلم يزل يعْمل إِلَى آخر النَّهَار فأعطيته أجرته وَانْصَرف فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام احتجنا إِلَى عملٍ فَقَالَت زَوْجَتي اطلب ذَلِك الصَّانِع الشَّاب فَإِنَّهُ نصحنا فَجئْت إِلَى السُّوق فَلم أره فَسَأَلت عَنهُ فَقَالُوا لَا نرَاهُ إِلَّا من السبت إِلَى يَوْم السبت فَأتيت يَوْم السبت وصادفته فَقلت تعْمل فَقَالَ قد عرفت الْأُجْرَة وَالشّرط قلت نعم فَقَامَ وَعمل فِي الْيَوْم الأول فَلَمَّا وزنت الْأُجْرَة زِدْته فَأبى يَأْخُذ الزِّيَادَة فألححت عَلَيْهِ فضجر وَتَرَكَنِي وَمضى فغمني ذَلِك وتبعته وداريته حَتَّى أَخذ أجرته فَقَط فَلَمَّا كَانَ بعد مدةٍ احتجنا إِلَيْهِ فمضيت يَوْم السبت فَلم أصادفه فَسَأَلت عَنهُ فَقيل هُوَ عليل فَأَتَيْته وَهُوَ فِي بَيت عَجُوز فاستأذنت وَدخلت عَلَيْهِ فَسلمت وَقلت أَلَك حَاجَة قَالَ نعم إِن قبلت قلت نعم قَالَ إِذا أَنا متّ فبع هَذَا المر واغسل جبتي هَذِه الصُّوف وَهَذَا المئرز وكفّنّي بهما وافتق جيب الجبّة فَإِن فِيهَا خَاتمًا فَخذه وقف للخليفة الرشيد فِي مَوضِع يراك وأره الْخَاتم وَسلمهُ إِلَيْهِ وَلَا يكون هَذَا إِلَّا بعد دفني فَقلت نعم وَلما مَاتَ فعلت مَا أَمرنِي ورصدت الرشيد فِي يَوْم ركُوبه وَجَلَست على الطَّرِيق لَهُ فَلَمَّا دنا قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَك عِنْدِي وَدِيعَة ولوحت بالخاتم فَأخذت وحملت حَتَّى دخل دَاره ثمَّ دَعَاني خلوةّ وَقَالَ من أَنْت قلت عبد الله قَالَ هَذَا الْخَاتم من أَيْن لَك فَحَدَّثته قصَّة الشَّاب فَجعل يبكي حَتَّى رَحمته فَلَمَّا أنس بِي قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من هُوَ لَك قَالَ ابْني ولد قبل أَن أَلِي الْخلَافَة وَنَشَأ نَشأ حسنا وَتعلم الْقُرْآن وَالْعلم ولّما وليت الْخلَافَة تركني وَلم يتل شَيْئا فَدفعت إِلَى أمه هَذَا الْخَاتم وَهُوَ ياقوت لَهُ قيمَة كَبِيرَة وَقلت ادفعي هَذَا إِلَيْهِ وَكَانَ بهَا بارّاً لَعَلَّه يحْتَاج إِلَيْهِ ينْتَفع بِهِ وَتوفيت أمه فَمَا عرفت لَهُ خَبرا إِلَّا مَا أَخْبَرتنِي بِهِ أَنْت ثمَّ قَالَ إِذا كَانَ اللَّيْل اخْرُج معي إِلَى قَبره فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل مشي) معي وَحده وَجلسَ على قَبره وَبكى بكاء شَدِيدا فَلَمَّا طلع الْفجْر رَجعْنَا ثمَّ قَالَ لي تعاهدني فِي بعض الْأَيَّام حَتَّى أَزورهُ قَبره فَكنت أتعاهده قَالَ محب الدّين ابْن النجار عبد الله ابْن الْفرج العابد رَاوِي هَذِه الْحِكَايَة هُوَ أَبُو مُحَمَّد الْقَنْطَرِي كَانَ من أَعْيَان الزهاد وَكَانَ بشر بن الْحَارِث يزوره وَلم يسمّ ابْن الرشيد فِي هَذِه الرِّوَايَة

الحافظ أبو بكر البرذعي

قلت وَقد اختصرت بعض ألفاظها وَلم أخلّ بِالْمَعْنَى الْمَقْصُود مِنْهَا لطولها قَلِيلا وَتُوفِّي أجمد السبتي فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْحَافِظ أَبُو بكر البرذعي) أجمد بن هَارُون بن روح أَبُو بكر البرديجي البرذعي الْحَافِظ نزيل بغداذ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة جبلٌ توفّي سنة إِحْدَى وثلاثمائة 3 - (أَحْمد بن هبة الله) 3 - (الصَّدْر ابْن الزَّاهِد) أَحْمد بن هبة الله بن الْعَلَاء بن مَنْصُور المَخْزُومِي أَبُو الْعَبَّاس الأديب النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالصدر ابْن الزَّاهِد توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة كَانَ لَهُ اخْتِصَاص عَظِيم بِابْن الخشاب لَا يُفَارِقهُ فحصّل علما جمّاً وَصَارَت لَهُ يَد باسطة فِي النَّحْو واللغة وَقَرَأَ قبله على أبي الْفضل ابْن الْأَشْقَر وَكَانَ كيّساً مطبوعاً خَفِيف الرّوح حسن المفاكهة وَسمع من عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَابْن المانذائي وَغَيرهمَا وَمن شعره (ومهفهفٍ يسبيك خطّ عذاره ... ويريك ضوء الْبَدْر فِي أزراره) (حسدت شمائله الشُّمُول وهجنت ... لطف النسيم يهبُّ فِي أسحاره) (وَإِذا أردْت جفاه قَالَ لي الْهوى ... هُوَ فِي الْفُؤَاد فداره فِي دَاره) (لم أضمر السلوان عَنهُ لَحْظَة ... إِلَّا استعدت وتبت من إضماره) دقّت مَعَاني خصره فَكَأَنَّهَا الْمَعْنى الخفيّ يجول فِي أفكاره (وَكَأن وجنته وَحُمرَة خَدّه ... ورد عَلَيْهِ الطلّ فِي أسحاره) وَكتب إِلَى الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف الْكَبِير (إِن الأكاسرة الأولى شادوا العلى ... بَين الْأَنَام فمفضل أَو منعم) (يَشكونَ أنّك قد نسخت فعالهم ... حَتَّى تنوسي مَا تقدّم مِنْهُم) ) (وسننت فِي شرع الممالك ماعموا ... عَن بعضه وفهمت مَا لم يفهموا)

والد ابن العديم

3 - (وَالِد ابْن العديم) أَحْمد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد ابْن أبي جَرَادَة ابْن العديم الْعقيلِيّ الْحلَبِي هُوَ القَاضِي أَبُو الْحسن وَالِد الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم كَانَ يخْطب بقلعة حلب أَيَّام نور الدّين مَحْمُود بن زنكي وَولي الخزانة أَيَّام وَلَده الصَّالح إِسْمَاعِيل إِلَى أَن عرض الْقَضَاء على أَخِيه فَامْتنعَ فقلّد هَذَا الْقَضَاء بحلب وأعمالها سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَلم يزل قَاضِيا أَيَّام الصَّالح وَمن بعده فِي دولة عز الدّين وعماد الدّين ابْني قطب الدّين مودود ابْن زنكي وصدراً من أَيَّام صَلَاح الدّين إِلَى أَن عزل عَن منصبي الْقَضَاء والخطابة وَنقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة ووليه القَاضِي مجد الدّين ابْن الزكي وَسمع أَبَاهُ وَأَبا المظفر سعيد بن سهل الفلكي وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة 3 - (الْخَطِيب المنصوري) أَحْمد بن هبة الله بن عبد الْقَادِر بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر ابْن الْمَنْصُور بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْقَاسِم ابْن أبي طَالب العباسي الْخَطِيب كَانَ يتَوَلَّى الخطابة بِجَامِع الْمَنْصُور وَسمع شَيْئا من الحَدِيث من أبي الْحسن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الدينَوَرِي وَحدث ياليسير قَالَ محب الدّين ابْن النجار سَمِعت شَيخنَا أَبَا الْيمن زيد بن الْحسن الْكِنْدِيّ بِدِمَشْق يَقُول حضر الشَّيْخ ابْن الْمَنْصُور الْخَطِيب يَوْمًا عِنْد شَيخنَا أبي مَنْصُور ابْن الجواليقي وَكَانَ بعض الطّلبَة يقْرَأ عَلَيْهِ ديوَان أبي الطّيب المتنبي فَبلغ قَوْله (وَوضع النّدى فِي مَوضِع السَّيْف بالعلى ... مُضر كوضع السَّيْف فِي مَوضِع النّدى) فَاسْتَحْسَنَهُ الْخَطِيب جدّاً وَقَالَ لقد أَجَاد الْمَعْنى لِأَن السَّيْف إِذا وضع فِي الْموضع النّديّ صدىء فَضَحِك الْجَمَاعَة مِنْهُ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (موفق الدّين ابْن أبي الْحَدِيد) أَحْمد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن أبي الْحَدِيد أَبُو الْمَعَالِي موفق الدّين ويدعى الْقَاسِم أَيْضا ولد سنة تسعين وَخَمْسمِائة بِالْمَدَائِنِ وَكَانَ أديباً فَقِيها فَاضلا شَاعِرًا مشاركاً فِي أَكثر الْعُلُوم توفّي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَأَخُوهُ عز الدّين الْآتِي ذكره فِي أَسمَاء عبد) الحميد كَانَ معتزلياً وَرَأَيْت الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ فِي حقّ هَذَا إنّه أشعري وَالله أعلم كتب الْإِنْشَاء للمستعصم بِاللَّه مُدَّة وروى عَن عبد الله ابْن أبي الْمجد بِالْإِجَازَةِ وروى عَنهُ شرف الدّين الدمياطي وَمن شعره فِي عَارض جَيش خرج من دَار الْوَزير بخلعة فعانقه وَقَالَ (لما بدا رائق التثنّي ... وَهُوَ بأثوابه يميد) (قبلته بِاعْتِبَار معنّى ... لِأَنَّهُ عَارض جَدِيد) وَمِنْه قَوْله

أبو القاسم الجبراني

(بَيت من الشّعر فِي تَشْبِيه وجنته ... لّما أحَاط بهَا سطر من الشّعر) (كالظلَّ فِي النُّور أَو كَالشَّمْسِ عارضها ... خطّ من الْغَيْم أَو كالمحو فِي الْقَمَر) وَمِنْه أَيْضا (لَو يعلمُونَ كَمَا علمت لما لحوا ... فِي حبّه ولأقصروا إقصارا) (هلاّ أحدثكُم بسرّ لطيفةٍ ... دقّت إِلَى أَن فَاتَت الأبصلرا) (حاذت صقال خدوده أصداغه ... فتمثّلت للناظرين عذارا) وَقَالَ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي أَنْشدني موفق الدّين لنَفسِهِ (قمر عدمت عواذلي فِي عشقه ... بل مَا عدمت تزاحم العشّاق) (يَبْدُو فتسبقه الْعُيُون وإنّها ... مأمورة بالغض والإطراق) (عَيْنَايَ قد شَهدا بعشقك إنّما ... لَك أَن تَقول هما من الْفُسَّاق) ولّما صنّف أَخُوهُ الْفلك الدائر على الْمثل السائر كتب إِلَى أَخِيه (الْمثل السائر يَا سَيِّدي ... صنفت فِيهِ الْفلك الدائرا) (لكنّ هَذَا فلك دائر ... أَصبَحت فبه الْمثل السائرا) قلت شعر جيد مُتَمَكن فِيهِ غوص وَتَوَلَّى موفق الدّين قَضَاء الْمَدَائِن أَيَّام الظَّاهِر وصنف كتابا سَمَّاهُ الْحَاكِم فِي اصْطِلَاح الخراسانيين والعراقيين فِي معرفَة الجدل والمناظرة ثمَّ تولّى كِتَابَة الْإِنْشَاء 3 - (أَبُو الْقَاسِم الجبراني) أَحْمد بن هبة الله بن سعد الله بن سعيد أَبُو الْقَاسِم الطَّائِي ابْن الجبرانيبضم الْجِيم وَفتحهَا وَبعد الْبَاء الْمُوَحدَة رَاء وَبعدهَا ألف ونونالحلبي المقرىء النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ كَانَ بَصيرًا باللغة) والعربية وَله شعر توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره 3 - (ملك التتار) أَحْمد بن هولاكو بن تُولى قان بن جنكزخان ملك التتار كَانَ ملكا شهماً خَبِيرا بِأُمُور الرّعايا سالكاً أحسن المسالك لَا يصدر عَنهُ إِلَّا مَا يُوَافق الشَّرِيعَة النَّبَوِيَّة يعْتَمد عَلَيْهَا وينقاد إِلَيْهَا فِي جَمِيع حركاته بطرِيق الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن فإنّه كَانَ قد أقبل عَلَيْهِ وامتثل مَا يَأْمُرهُ بِهِ وَكَانَ يَأْمُرهُ بمصالحة الْمُسلمين وَالدُّخُول فِي طاعتهم وَالْعَمَل على مراضيهم وَأَن يَكُونُوا

ابن عطاء الشامي

كلهم شَيْئا وَاحِدًا وَلم يزل عَلَيْهِ إِلَى أَن أجَاب إِلَى مصالحة الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون وَكتب على يَد الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن كتبا بديعة دالّة على دُخُوله فِي الْإِسْلَام واتباعه أوَامِر الله تَعَالَى فِي الْحَلَال وَالْحرَام وَتوجه بهَا الشَّيْخ فَلَمَّا وصل الشَّام بلغَة وَفَاة أَحْمد بن هولاكو فَبَطل مَا كَانَ جَاءَ بِهِ وَوَقع أجرهما على الله تَعَالَى وَبَقِي الشَّيْخ بعده مُدَّة بعده مُدَّة يسيرَة وَتُوفِّي وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين وَلما مَاتَ أبغا تعصب جمَاعَة لِأَحْمَد وَكَانَ اسْمه بكرار وَاسم أمه قبوخاتون نَصْرَانِيَّة وَمَا هان على بعض الْمغل لأنّه ادّعى أنّه مُسلم وَحضر أَخُوهُ قنغرطاي وَقَالَ لأرغون إِن أبغا شَرط فِي الياسة أَنه إِذا مَاتَ مَا يقْعد عوضه الْأَكْبَر وَمن خَالف يَمُوت وَكَتَبُوا إِلَى الْمُلُوك ليحضروا ويكتبوا خطوطهم بالرضى بِملك أَحْمد فَقَالُوا إِن قدرتهم قد ضغفت ورجالهم قتلوا وَإِن الملمين كلما لَهُم فِي قُوَّة وَأَنه لَا حِيلَة فِي هَذَا الْوَقْت أتمّ من إِظْهَار الْإِسْلَام والتقرب إِلَى السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون وَكَانَ بَين أرغون ابْن أبغا وَبَين السُّلْطَان عَدَاوَة شَدِيدَة فسيّر أَحْمد عسكراً نَحْو أرغون مِقْدَار أحد عشر ألف فَارس وَقدم عَلَيْهِم عَليّ ناق أحد خواصّه فقصدوا أرغون ونزلوا قَرِيبا مِنْهُ فَركب أرغون وكبسهم فَقتل مِنْهُم ألفي فَارس وَبلغ ذَلِك أَحْمد فَركب فِي أَرْبَعِينَ ألفا وَقصد جِهَة خُرَاسَان فَالتقى هُوَ وأرغون وَقتل من عَسْكَر أرغون أَكثر من النّصْف وَضربت البشائر فِي بِلَاد الْعَجم وَأمْسك خَمْسَة من الْأُمَرَاء فِي المصافّ وقررهم فَاعْتَرفُوا أنّ أرغون طلب العبور إِلَى إيلجان فَمَنعه جمَاعَة من أَصْحَاب الْملك أَحْمد فَأمْسك اثْنَي عشر أَمِيرا من كبار الْمغل وقيدهم فَعِنْدَ ذَلِك قَامَ الْمغل عَلَيْهِ وجاهروه فهرب ثمَّ أَخذ وأحضر إِلَى أرغون فَقتله واستبد أرغون بِالْملكِ وَقيل فِي كَيْفيَّة قَتله غير ذَلِك وَكَانَ قَتله سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة) 3 - (ابْن عَطاء الشَّامي) أَحْمد بن الْهَيْثَم بن فراس بن مُحَمَّد بن عَطاء الشَّامي قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان هُوَ أحد الروَاة المكثرين روى عَنهُ الْحسن بن عليل الْعَنزي وَأَبُو بكر وَكِيع وَكَانَ الْهَيْثَم شَاعِرًا مكثراً وجدّه فراس من شيعَة بني الْعَبَّاس وَأدْركَ دولة هِشَام بن عبد الْملك وَله فِي أوّل الدولة أَخْبَار 3 - (أَبُو سعد الْأَنْبَارِي) أَحْمد بن واثق بن عبيد الله ابْن الْعَنْبَري أَبُو سعد الشَّاعِر من أهل الأنبار قدم بغداذ سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وروى بهَا شَيْئا من شعره سمع مِنْهُ سعد الْخَيْر ابْن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ ومنوجهر بن مُحَمَّد بن تركانشاه الْكَاتِب وَمن شعره (شكرتك عني كلّ قافيةٍ ... تختال بَين الْمَدْح والغزل) (فَلَقَد مَلَأت بكلّ عارفةٍ ... وَجه الرَّجَاء وناظر الأمل) وَمِنْه قَوْله

أبو ثعلب الأمير

(أَصبَحت أَقرع أَبْوَاب الرِّجَال على ... رِزْقِي لأفتح مِنْهَا كل مرتتج) (أروم مشي أموري من بني زمنٍ ... أَمْشَاهُم يشتكي نوعا من العرج) (أَقُول إِذْ ضَاقَ وسع الْخطب عَن أربي ... تضايقي يَا خطوب الدَّهْر تنفرجي) 3 - (أَبُو ثَعْلَب الْأَمِير) أَحْمد بن وَرْقَاء الشَّيْبَانِيّ أَبُو ثَعْلَب الْأَمِير كَانَ أديباً شَاعِرًا من بَيت الْإِمَارَة والتقدم وولاة الثغور والعواصم روى عَنهُ أَبُو الْحسن أَحْمد بن عَليّ ابْن حَاجِب بن النُّعْمَان وَأَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَمن شعره (إِن المحبين لم يرْضوا فعالك بِي ... يَا من يرى حسنا نقص المواثيق) (وَالله لَا غرّني من بعدكم أحد ... وَلَا أرى فِي الْهوى حظاً لمخلوق) 3 - (ابْن الصَّائِغ الْحَنْبَلِيّ) أَحْمد ابْن الْوَفَاء بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ درس الْفِقْه على أبي الحطّاب الكلوذاني وَحصل طرفا صَالحا مِنْهُ وَمن أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان الرزاز وَغَيرهمَا وَسكن حلب مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى حرّان وَكَانَ يدرّس بهَا ويفتي وَحدث بهَا وبحلب وَتُوفِّي بحرّان سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة) 3 - (أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ) أَحْمد بن ولاّد أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ البغداذي سكن مصر وَحدث بهَا عَن المبرَّد وروى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد الْمصْرِيّ الشَّاعِر 3 - (أَحْمد بن الْوَلِيد) 3 - (الْأَنْطَاكِي) أَحْمد بن الْوَلِيد بن برد الشَّامي الْفَقِيه الْأَنْطَاكِي كَانَ الْفضل بن صَالح ابْن عبد الْملك يهوى جَارِيَة أَخِيه عبيد بن صَالح فسقى الْفضل أَخَاهُ سما فَقتله وَتَزَوجهَا فَقَالَ أَحْمد بن الْوَلِيد وَكَانَ الْفضل قد ظلمه فِي شَيْء (لَئِن كَانَ فضل بزّني الأَرْض ظَالِما ... فقبلي مَا أودى عبيد بن صَالح) (سقَاهُ نسوعياً من السمّ ناقعاً ... وَلم يتّئب من مخزيات الفضائح) (حوى عرسه من بعده وتراثه ... وغادره رهن الثّرى والصفائح) وَقَالَ فِي رجل أنْشدهُ شعرًا بَارِدًا

أحمد بن يحيى

(قد جَاءَنِي لَك شعر لم يكن حسنا ... وَلَا صَوَابا وَلَا قصدا وَلَا سددا) (وجدت فِيهِ عيوباً غير وَاحِدَة ... وَلم أزل لعيوب الشّعْر منتقداً) (كَأَن ذَا خبْرَة بالشعر جُمُعَة ... ثمَّ انتقي لَك مِنْهُ شَرّ مَا وجدا) (إِنِّي نَصَحْتُك فِيمَا قد أتيت بِهِ ... من الفضائح نصح الْوَالِد الولدا) (فعدَّ عَن ذَاك وادفنه كَمَا دفنت ... هرّ خروءاً وَلم تعلم بِهِ أحدا) 3 - (أَحْمد بن يحيى) 3 - (ابْن ناقد المسكي) أَحْمد بن يحيى بن أَحْمد بن زيد بن ناقد المسكي أَبُو الْعَبَّاس من أهل الْكُوفَة سمع أَبَاهُ وَأَبا الْبَقَاء المعمّر بن مُحَمَّد بن عَليّ الحبال وَأَبا الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن مَيْمُون النَّرْسِي وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ يَد فِي النَّحْو وَكَانَ يقرىء النَّحْو وَيحدث بِالْكُوفَةِ وَقد صنّف فِي النَّحْو وخرّج أَحَادِيث من مسموعاته فِي فنون وكتبها النَّاس عَنهُ وَدخل بغداذ بعد علّو سنّه وَحدث بهَا وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة صدوقاٌ ومولده سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة ووفاته سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره) (إِذا مَا انتسبت إِلَى درهمٍ ... فَأَنت المعظّم بَين الورى) (وإمّا فخرت على معشرٍ ... فبالمال إِن شِئْت أَن تفخرا) (وَلَا تفخرن بالعظام الرفات ... ودع مَا سَمِعت وَخذ مَا ترى) (فذو الْعلم عِنْدهم جَاهِل ... إِذا كَانَ بَينهم مُعسرا) (فإنّ أفاضل هَذَا الزَّمَان ... من كَانَ ذَا جدةٍ أَو ثرا) 3 - (أَبُو الْمَعَالِي البيعّ) أَحْمد بن يحيى بن أَحْمد بن عبيد الله بن هبة الله البيعّ أَبُو الْمَعَالِي البغداذي طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَبَالغ فِي الطّلب وحصّل الْأُصُول وَأكْثر من الشُّيُوخ وَكتب الْكثير من الْأَجْزَاء والكتب الْكِبَار كمسند أَحْمد بن حَنْبَل والطبقات الْكَبِيرَة لِابْنِ سعد وتاريخ بغداذ للخطيب والصحيحين وَمَغَازِي الْأمَوِي وَمَغَازِي الْوَاقِدِيّ وَكتاب الأغاني الْكَبِير للأصبهاني وَغير ذَلِك وَلم يزل يكْتب إِلَى أَن مَاتَ سنة ثلاثٍ وسِتمِائَة

ابن الراوندي

3 - (ابْن الراوندي) أَحْمد بن يحيى بن إِسْحَاق ابْن الراوندي أَبُو الْحُسَيْن من أهل مرو الرّوذ سكن بغداذ وَكَانَ من متكلمي الْمُعْتَزلَة ثمَّ فارقهم وَصَارَ ملحداً زنديقا قَالَ القَاضِي أَبُو عَليّ التنوخي كَانَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن الراوندي يلازم أهل الْإِلْحَاد فَإِذا عوتب فِي ذَلِك قَالَ إِنَّمَا أُرِيد أعرف مذاهبهم ثمَّ إِنَّه كاشف وناظر وَيُقَال إِن أَبَاهُ كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم وَكَانَ نقض الْيَهُود يَقُول للْمُسلمين لَا يفسدنّ عَلَيْكُم هَذَا كتابكُمْ كَمَا أفْسدهُ أَبوهُ التَّوْرَاة علينا وَيُقَال إِن أَبَا الْحُسَيْن قَالَ للْيَهُود قُولُوا إِن مُوسَى قَالَ لَا نبيّ بعدِي وَذكر أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن أبي أَحْمد الطَّبَرِيّ أَن ابْن الراوندي كَانَ لَا يسْتَقرّ على مَذْهَب وَلَا يثبت على انتحال حَتَّى ينْتَقل حَالا بعد حالٍ حَتَّى صنف للْيَهُود كتاب البصيرة ردا على الْإِسْلَام لأربعمائة دِرْهَم فِيمَا بَلغنِي أَخذهَا من يهود سامراً فَلَمَّا فبض المَال رام نقضهَا حَتَّى أَعْطوهُ مِائَتي دِرْهَم فَأمْسك عَن النَّقْض وَقَالَ مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق النديم قَالَ الْبَلْخِي فِي كتاب محَاسِن خُرَاسَان أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد ابْن الراوندي من أهل مرو الرّوذ من الْمُتَكَلِّمين وَلم يكن فِي زَمَانه فِي نظرائه أحذق مِنْهُ بالْكلَام وَلَا أعرف بدقيقه وجليله مِنْهُ وَكَانَ فِي أول أمره حسن السِّيرَة جميل الْمَذْهَب كثير الْحيَاء ثمَّ انْسَلَخَ من ذَلِك كلّه لأسباب عرضت لَهُ وَلِأَن علمه كَانَ أَكثر من عقله فَكَانَ مثله كَمَا قَالَ الشَّاعِر) (وَمن يُطيق مزكّى عِنْد صبوته ... وَمن يقوم لمستورٍ إِذا خلعا) قَالَ وَقد حُكيَ عَن جمَاعَة أنّه تَابَ عِنْد مَوته مِمَّا كَانَ مِنْهُ وَأظْهر النَّدَم واعترف بِأَنَّهُ إِنَّمَا صَار إِلَيْهِ حميّة وأنفة من جفَاء أَصْحَابه وتنحيتهم إيّاه من مجَالِسهمْ وَأكْثر كتبه الكفريات ألفها لأبي عِيسَى الْيَهُودِيّ الْأَهْوَازِي وَفِي منزل هَذَا الرجل توفّي

وَمِمَّا ألّفه من الْكتب الملعونة كتاب التَّاج يحْتَج فِيهِ لقدم الْعَالم كتاب الزمردة يحتد فِيهِ على الرُّسُل وَإِبْطَال الرسَالَة كتاب نعت الْحِكْمَة يسفّه الله تَعَالَى فِي تَكْلِيف خلقه مَا لَا يُطِيقُونَ من أمره وَنَهْيه كتاب الدامغ يطعن فِيهِ على نظم الْقُرْآن كتاب الْقَضِيب الَّذِي يثبت فِيهِ أَن علم الله تَعَالَى بالأشياء مُحدث وَأَنه كَانَ غير عَالم حَتَّى خلق خلقه وأحدث لنَفسِهِ علما كتاب الفريد فِي الطعْن على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب المرجان كتاب اللؤلؤة فِي تناهي الحركات وَقد نقض ابْن الراوندي أَكثر الْكتب الَّتِي صنفها كالزمردة والمرجان والدامغ وَلم يتم نقضه وَلأبي علّي الجبائي عَلَيْهِ ردود كَثِيرَة فِي نعت الْحِكْمَة وقضيب الذَّهَب والتاج والزمردة والدامغ وإمامة الْمَفْضُول وَقد رد عَلَيْهِ أَيْضا أَبُو الْحُسَيْن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الْخياط فمما قَالَ فِي كتاب الزمردة إِنَّه إنّما سمّاه بالزمردة لِأَن من خَاصَّة الزمرد أَن الحيّات إِذا نظرت إِلَيْهِ ذَابَتْ أعينها فَكَذَلِك هَذَا الْكتاب إِذا طالعه الْخصم ذاب وَهَذَا الْكتاب يشْتَمل على إبِْطَال الشَّرِيعَة والإزراء على النبوّات فمما قَالَ فِيهِ لَعنه الله وأبعده إِنَّا نجد من كَلَام أَكْثَم بن صَيْفِي شَيْئا أحسن من إنّا أعطيناك الْكَوْثَر وَإِن الْأَنْبِيَاء كَانُوا يستعبدون النَّاس بالطلاسم وَقَالَ قَوْله لعمَّار تقتلك الفئة الباغية كل المنجمين يَقُولُونَ مثل هَذَا وَقد كذب لَعنه الله فَإِن المنجم إِن لم يسْأَل الرجل عَن اسْمه وَاسم أمه وَيعرف طالعه لَا يقدر أَن يتَكَلَّم على أَحْوَاله وَلَا يُخبرهُ بِشَيْء من متجدداته وَقد كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخبر بالمغيبات من غير أَن يعرف طالعاً وَيسْأل عَن اسْم أَو نسب فَبَان الْفرق وَقَالَ فِي كتاب الدامغ فِي نقض الْقُرْآن إِن فِيهِ لحناً وَقد استدركه وصنف كتابا فِي قدم الْعَالم وَنفي الصَّانِع وَتَصْحِيح مَذْهَب الدهريه ورد على أهل التَّوْحِيد وَذكر أَبُو هَاشم الجبّائي أَن الراوندي قَالَ فِي كتاب الفريد إِن الْمُسلمين احْتَجُّوا للنبوة بِكِتَابِهِمْ الْقُرْآن الَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ معجز لن يَأْتِي أحد بِمثلِهِ وَلم يقدر أحد أَن يُعَارضهُ فَقَالَ غلطتم وغلبت العصبية على قُلُوبكُمْ فَإِن مُدعيًا لَو ادّعى أَن إقليدس لَو ادّعى أَن كِتَابه لَا يَأْتِي أحد بِمثلِهِ لَكَانَ صَادِقا وَأَن الْخلق قد عجزوا عَن أَن يَأْتُوا بِمثلِهِ أفإقليدس كَانَ نَبيا وَكَذَلِكَ) بطلميوس فِي أَشْيَاء جمعهَا فِي الفلسفة لم يَأْتِ أحد بِمِثْلِهَا يَعْنِي فَأَي فَضِيلَة لِلْقُرْآنِ وَقد أبطل لَعنه الله فِيمَا قَالَه فَإِن كتاب إقليدس وَكتب بطلميوس لَو حاول أحد من الفلاسفة مِمَّن يعرف علومهم ويحلّ رموزهم وأشكالهم أَن يَأْتِي بِمِثْلِهَا لقدر على ذَلِك وَالْقُرْآن االكريم قد حاول السَّحَرَة والكهنة والخطباء والفصحاء والبلغاء على أَن يَأْتُوا بِمثلِهِ فَلم يقدروا وَلَا على آيَة وَاحِدَة وَقد عارضوه بأَشْيَاء بَان عجزهم فِيهَا وَظهر سفههم قلت وَقد جَاءَ بعد إقليدس من استدرك عَلَيْهِ وسلك أنموذجه وأتى بِمَا لم يأتِ بِهِ كَقَوْلِهِم الْأَعْدَاد المتحابّة فَاتَت إقليدس أَن يذكرهَا وارشميدس لَهُ كتاب مُسْتَقل سمّاه الهندسة الثَّانِيَة ومصادرات إقليدس وَأما بطلميوس فيحكى أَنه بعد وَضعه للاسطرلاب بِمدَّة وجد علبة رصاص فِي حَائِط وَفِيه إسطرلاب وَأَنه ضحك فَرحا بِأَنَّهُ ذهنه ذهن الأقدمين وَلم يبرهن بطلميوس

على أَن الزهرة فلكها فَوق فلك الشَّمْس أَو تَحْتَهُ حَتَّى جَاءَ ابْن سينا ورصدها فَوَجَدَهَا قد كسفت الشَّمْس وَصَارَت كَالشَّامَةِ على الوجنة فَتعين أَنَّهَا تَحت الشَّمْس وَأما الْقُرْآن الْكَرِيم لم يتَّفق لَهُ هَذِه الاتفاقات على أَن تِلْكَ عُلُوم عقلية تتساوى الأذهان فِيهَا وَأما الْقُرْآن فَلَيْسَ هُوَ مِمَّا هُوَ مركوز فِي الأذهان فَلذَلِك عزّ نَظِيره إِذْ لَيْسَ هُوَ من كَلَام الْبشر قَالَ الجبائي وَذكر فِي كتاب الدامغ أَن الْخَالِق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَيْسَ عِنْده من الدَّوَاء إِلَّا الْقَتْل فعل الْعَدو الحنق الغضوب فَمَا حَاجَة إِلَى كتاب وَرَسُول قَالَ وَيَزْعُم أنّه يعلم الْغَيْب فَيَقُول وَمَا تسْقط من ورقةٍ إلاّ يعلمهَا ثمَّ يَقُول وَمَا جعلنَا الْقبْلَة الَّتِي كنت عَلَيْهَا إلاّ لنعلم وَقَوله إنّ لَك ألاّ تجوع فِيهَا وَلَا تعرى قَالَ وَقد جَاع وعري وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى إنّا جعلنَا على قُلُوبهم أكنةً أَن يفقهوه ثمَّ قَالَ وَرَبك الغفور ذُو الرّحمة فأعظم الخطوب ذكر الرَّحْمَة مضموماً إِلَى إهلاكهم قَالَ وتراه يفتخر بالمكر وَالْخداع فِي قَوْله ومكرنا قَالَ وَمن الْكَذِب قَوْله وَلَقَد خَلَقْنَاكُمْ ثمَّ صوّرناكم ثمّ قُلْنَا للْمَلَائكَة اسجدوا لآدَم وَهَذَا قبل تَصْوِير آدم قلت ثمَّ قَالَ ابْن الراوندي وَمن فَاحش ظلمه قَوْله كلما نَضِجَتْ جُلُودهمْ بدّلناهم غَيرهَا فيعذّب جُلُودهمْ وَلم تعصه قلت الْأَلَم للحس لَا للجلد لِأَن الْجلد إِذا كَانَ بَائِنا أَو الْعُضْو فَإِن الْإِنْسَان لَا يألم بِعَذَاب الْبَائِن مِنْهُ قَالَ وَقَوله لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبد لكم تَسُؤْكُمْ قَالَ وَإِنَّمَا يكره السُّؤَال رَدِيء السّلْعَة قلت لَا يشك الْعَاقِل وَذُو اللّب أَن الله سكت عَن أَشْيَاء فِي كتمها مصَالح للعباد قَالَ وَفِي وصف الْجنَّة فِيهَا أنهارٌ من لبنٍ لم يتغيّر طعمه وَهُوَ الحليب وَلَا يكَاد) يشتهيه إِلَّا الجائع وَذكر الْعَسَل وَلَا يطْلب صرفا والزنجبيل وَلَيْسَ من لذيذ الْأَشْرِبَة والسندس يفترش وَلَا يلبس وَكَذَلِكَ الاستبرق الغليظ من الدّيباج وَمن تخايل أَنه فِي الْجنَّة يلبس هَذَا الغليظ وَيشْرب الحليب والزنجبيل صَار كعروس الأكراد والنبط قلت أعمى الله بصيرته عَن قَوْله تَعَالَى فِيهَا مَا تشْتَهي أَنفسكُم وَعَن قَوْله تَعَالَى وَلحم طيرٍ مِمَّا يشتهون وَمَعَ ذَلِك فَفِيهَا الّلبن وَالْعَسَل وغليظ الْحَرِير يُرِيد بِهِ الصفيق الملتحم النسج وَهُوَ أَفْخَر مَا يلبس وَقَالَ وَأهْلك ثموداً لأجل نَاقَة وَقَالَ ياعبادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم لَا تقنطوا من رَحْمَة الله ثمَّ قَالَ إِن الله لَا يهدي من هُوَ مسرفٌ كذّاب قَالَ الجبائي لَو علم ابْن الراوندي لَعنه الله أَن الْإِسْرَاف الأول فِي الْخَطَايَا دون الشّرك وَأَن الْإِسْرَاف الثَّانِي هُوَ الشّرك لما قَالَ هَذَا ثمَّ قَالَ ووجدناه يفتخر بالفتنة الَّتِي أَلْقَاهَا بَينهم لقَوْله

وَكَذَلِكَ فتنّا بَعضهم بِبَعْض وَقَوله تَعَالَى وَلَقَد فتنّا الَّذين من قبلهم ثمَّ أوجب للَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات عَذَاب الْأَبَد قَالَ الجبائي وَلَوْلَا أَن هَذَا الْجَاهِل الزنديق لَا يعرف كَلَام الْعَرَب ومعانيه الْمُخْتَلفَة فِي الْكَلِمَة الْوَاحِدَة لما قَالَ هَذَا الْكفْر فَإِن قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فتنا أَي ابتلينا وَقَوله فتنُوا الْمُؤمنِينَ أَي أحرقوهم وَقَالَ فِي قَوْله وَله أسلم من فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض هَذَا خبر محَال لِأَن النَّاس كلّهم لم يسلمُوا وَكَذَلِكَ قَوْله وَإِن من شيءٍ إلاّ يسبّح بِحَمْدِهِ وَقَوله وَللَّه يسْجد مَا فِي السَّموات وَمَا فِي الأَرْض وَقد أبان هَذَا الزنديق عَن جهلٍ وسفهٍ فَإِن معنى قَوْله أسلم أَي استسلم إِذْ الْخَلَائق كلّها منقادة لأمر الله مستسلمة لحكمة ذليلة تَحت أوامره وَنَهْيه وَالْعرب تطلق الْكل وتريد الْبَعْض قَالَ الله تَعَالَى تدمّر كلّ شَيْء بِأَمْر ربّها وَلَو ذَهَبْنَا نورد مَا تفوّه بِهِ من الْكفْر والزندقة والإلحاد لطال والاشتغال بِغَيْرِهِ أولى وَالله سُبْحَانَهُ منزه عَمَّا يَقُول الْكَافِرُونَ والملحدون وَكَذَلِكَ كِتَابه وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا وَقَالَ السَّيِّد أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الآملي سَمِعت وَالِدي يَقُول قلت لأبي الْحُسَيْن ابْن الراوندي المتكلّم أَنْت أحذق النَّاس بالْكلَام غير أَنَّك تلحن فَلَو اخْتلفت مَعنا إِلَى أبي الْعَبَّاس الْمبرد لَكَانَ أحسن فَقَالَ نعم مَا قلت نبهتني لما أحتاج إِلَيْهِ قَالَ فَكَانَ من بعد يخْتَلف إِلَى أبي الْعَبَّاس الْمبرد قَالَ فَسمِعت الْمبرد يَقُول لنا أَبُو الْحُسَيْن ابْن الراوندي يخْتَلف إليّ مُنْذُ شهر وَلَو اخْتلف سنة احتجت أَن أقوم من مجلسي هَذَا وَأَقْعَدَهُ فِيهِ وَمن شعره) (مجن الزَّمَان كثيرةٌ مَا تَنْقَضِي ... وسرورها يَأْتِيك كالأعياد) (ملك الأكارم فاسترق رّقابهم ... وتراه رقّاً فِي يَد الأوغاد) وَمِنْه وَقيل أنْشدهُ (أَلَيْسَ عجيباً بِأَن امْرَءًا ... لطيف الْخِصَام دَقِيق الْكَلم) (يَمُوت وَمَا حصلت نَفسه ... سوى علمه أَنه مَا علم) اجْتمع ابْن الراوندي وَأَبُو عَليّ الجبائي على جسر بغداذ فَقَالَ لَهُ يَا با عَليّ أما تسمع مني معارضتي لِلْقُرْآنِ وتقضي لَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ أَنا أعرف بمجاري علومك وعلوم أهل دهرك وَلَكِن أحاكمك إِلَى نَفسك فَهَل تَجِد فِي معارضتك لَهُ عذوبةً وهشاشة وتشاكلاً وتلازماً ونظماً كنظمه وحلاوة كحلاوته قَالَ لَا وَالله قَالَ قد كفيتني فَانْصَرف حَيْثُ شِئْت وَذكر أَبُو عَليّ الجبائي أَن السُّلْطَان طلب ابْن الراوندي وَأَبا عِيسَى الْوراق فَأَما أَبُو عِيسَى فحبس حَتَّى مَاتَ وأمّا ابْن الراوندي فهرب إِلَى ابْن لاوي الْهَرَوِيّ وَوضع لَهُ كتاب الدامغ فِي

أبو جعفر البجلي

الطعْن على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى الْقُرْآن ثمَّ لم يلبث غلاّ أَيَّامًا يسيرَة حَتَّى مرض وَمَات إِلَى اللّعنة وعاش أَكثر من ثَمَانِينَ سنة وسرد ابْن الْجَوْزِيّ من زندقته أَكثر من ثَلَاث وَرَقَات قَالَ الجبائي وَكَانَ قد وضع كتابا لِلنَّصَارَى على الْمُسلمين فِي إبِْطَال نبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وسلّم وَنسبه إِلَى الْكَذِب وَشَتمه وَطعن فِي الْقُرْآن الَّذِي جَاءَ بِهِ وَذكر أَبُو الْوَفَاء ابْن عقيل أَن بعض السلاطين طلب ابْن الراوندي وَأَنه هلك وَله سِتّ وَثَلَاثُونَ سنة مَعَ مَا انْتهى إِلَيْهِ فِي المخازي وَقيل هلك فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو جَعْفَر البَجلِيّ) أَحْمد بن يحيى بن إِسْحَاق أَبُو جَعْفَر البجليّ الْحلْوانِي البغداذي قَالَ الْخَطِيب ثِقَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الْجلاء الصُّوفِي) أَحْمد بن يحيى أَبُو عبد الله ابْن الْجلاء أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة الْكِبَار صحب أَبَاهُ وَذَا النُّون وَجَمَاعَة كبارًا استوفى ابْن عَسَاكِر تَرْجَمته توفّي سنة سِتّ وثلاثمائة 3 - (أَبُو الْحسن البلاذري) أَحْمد بن يحيى بن جَابر بن دَاوُد البلاذري أَبُو الْحسن وَقيل أَبُو بكر البغداذي ذكره الصولي) فِي ندماء المتَوَكل مَاتَ فِي أَيَّام الْمُعْتَمد أَو فِي أواخرها وَرُبمَا أدْرك أول أيّام المعتضد كَانَ جدّه جَابر يخْدم الخصيب صَاحب مصر وَذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق فَقَالَ سمع بِدِمَشْق هِشَام بن عمار وَأَبا حَفْص ابْن عمر بن سعيد وبحمص مُحَمَّد بن مصفّى وبأنطاكية مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سهم وَأحمد بن مرد الْأَنْطَاكِي وبالعراق عفّان بن مُسلم وَعبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَعبد الله بن صَالح الْعجلِيّ ومصعباً الزبيرِي وَأَبا عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَعُثْمَان ابْن أبي شيبَة وَذكر جمَاعَة وروى عَنهُ يحيى ابْن النديم وَأحمد بن عبد الله بن عمّار وَأَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن نعيم ووسوس آخر عمره بشربه البلاذر على غير معرفَة

وَكَانَ أَحْمد بن يحيى بن جَابر عَالما فَاضلا شَاعِرًا راوية نسّابة متقناً وَكَانَ مَعَ ذَلِك كثير الهجاء بذيء اللِّسَان آخِذا لأعراض النَّاس وَتَنَاول وهب بن سُلَيْمَان ابْن وهب لما ضرط فمزّقه فَمن قَوْله فِيهِ وَكَانَت الضرطة بِحَضْرَة عبيد الله ابْن يحيى بن خاقَان (أيا ضرطةً حسبت رعدة ... تنوّق فِي سهلها جهده) (تقدّم وهب بهَا سَابِقًا ... وصلّى أَخُو صاعدٍ بعده) (لقد هتك الله ستريهما ... كَذَا كلّ من يطعم الفهده) وَقَالَ فِي عَافِيَة ابْن شبيب (من رَآهُ فقد رأى ... عَرَبيا مدلّسا) (لَيْسَ يدْرِي جليسه ... أفسا أم تنفسا) وَلما أَمر المتوكّل إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولي أَن يكْتب فِي أَمر الْخراج كتابا حتّى يَقع أَخذ الْخراج فِي خمسٍ من حزيران فَكتب كتابا مَعْرُوفا وَدخل بِهِ عبيد الله بن يحيى وقرأه وَاسْتَحْسنهُ النَّاس دَاخل البلاذريّ الْحَسَد وَقَالَ فِيهِ خطأ فتدبره إِبْرَاهِيم الصولي وَلم ير فِيهِ شياً فَقَالَ الْخَطَأ لَا يعرى مِنْهُ أحد فيعرفنا الْخَطَأ الَّذِي فِيهِ فَقَالَ لَهُ المتَوَكل قل لنا مَا هُوَ فَقَالَ هُوَ شَيْء لَا يعرفهُ إِلَّا عَليّ بن يحيى المنجم مُحَمَّد بن مُوسَى وَذَاكَ أَنه أرّخ الشَّهْر الرُّومِي بالليالي وَأَيَّام الرّوم قبل لياليها وإنّما تورّخ الْعَرَب بالليالي لِأَن لياليها قبل أيّامها بِسَبَب الْأَهِلّة فَقَالَ إِبْرَاهِيم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا مَا لَا علم بِهِ وغيّر تَارِيخه قَالَ البلاذري كنت من جلساء المستعين بِاللَّه فقصده الشُّعَرَاء فَقَالَ لست أقبل إلاّ من الَّذِي يَقُول مثل قَول البحتري فِي المتَوَكل) (فَلَو انّ مشتاقاً تكلّف فَوق مَا ... فِي وَسعه لسعى إِلَيْك الْمِنْبَر) فَرَجَعت إِلَى دَاري وأتيته فَقلت قلت فِيك أحسن مماّ قَالَ البحتري فِي المتَوَكل فَقَالَ هاته فَأَنْشَدته (وَلَو أنّ برد الْمُصْطَفى إِذْ لبسته ... يظنّ الْبرد أنّك صَاحبه) (وَقَالَ وَقد أَعْطيته ولبسته ... نعم هَذِه أعطافه ومناكبه) فَقَالَ لي ارْجع إِلَى مَنْزِلك وَافْعل مَا آمُرك بِهِ فَرَجَعت فَبعث إليّ سَبْعَة آلَاف دينارٍ وَقَالَ ادّخر هَذِه للحوادث بعدِي وَلَك عليّ الجراية والكفاية مَا دمت حَيا وَقَالَ فِي عبيد الله بن يحيى وَقد صَار إِلَى بَابه فحجبه (قَالُوا اصطبارك للحجاب مذلّة ... عارٌ عَلَيْك مدى الزَّمَان وَعَابَ) (فأجبتهم ولكلّ قولٍ صادقٍ ... أَو كاذبٍ عِنْد الْمقَال جَوَاب) (إِنِّي لأغتفر الْحجاب لماجدٍ ... أمست لَهُ مننٌ عَليّ رغاب)

الناصر

(قد يرفع الْمَرْء الئيم حجابه ... ضعةً وَدون الْعرف مِنْهُ حجاب) وَله من الْكتب كتاب الْبلدَانِ الصَّغِير كتاب الْبلدَانِ الْكَبِير وَلم يتم كتاب جمل نسب الْأَشْرَاف وَهُوَ كِتَابه الْمَعْرُوف الْمَشْهُور بِهِ كتاب الْفتُوح كتاب عهد أردشير تَرْجمهُ بِشعر وَكَانَ أحد النقلَة من الْفَارِسِي إِلَى الْعَرَبِيّ 3 - (النَّاصِر) أَحْمد بن يحيى بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ هُوَ النَّاصِر ابْن الْهَادِي وَسَيَأْتِي ذكر كل وَاحِد من أَبِيه وأجداده فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى ولي النَّاصِر هَذَا بعد أَخِيه مُحَمَّد المرتضيوقد تقدم ذكره فِي المحمدينلما مَاتَ أَخُوهُ فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة عشْرين وثلاثمائة بصعدة فاستقامت بِهِ دولتهم وَكَانَ من فحول الشُّعَرَاء وَله القصيدة الَّتِي خَاطب بهَا أسعد بن يغْفر التبّعي ملك صنعاء وأولها (أعاشق هندٍ شف قلبِي المهنّد ... بِهِ أَبْصرت عَيْني الْمَعَالِي تشيّد) وَمِنْهَا (إِذا جمعت قحطان أَنْسَاب مجدها ... فَيَكْفِي معدّاً فِي الْمَعَالِي مُحَمَّد) ) (بِهِ استعبدت أقيالها فِي بلادها ... وَأصْبح فِيهَا خَالق الْخلق يعبد) (وسرنا لَهَا فِي حَال عسرٍ ووحدة ... فصرنا على كرسيّ صعدة نصعد) (فَإِن رجعُوا للحقّ قُلْنَا بِأَنَّهُم ... لدين الْهدى وَجه وَمِنْهُم لنا يَد) (وَلَكِن أَبَوا إِلَّا لجاجاً وَقد رَأَوْا ... بأنّا عَلَيْهِم كلّ حِين نسوّد) (وَلَا منبرإلاّ لنا فِيهِ خطبةٌ ... وَلَا عقد ملكٍ دُوننَا الدَّهْر بِعقد) وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة وَولي بعده المنتجب الْحُسَيْن ابْن أَحْمد 3 - (ثَعْلَب) أَحْمد بن يحيى بن سيار أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب الشَّيْبَانِيّ مَوْلَاهُم النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ إِمَام الْكُوفِيّين فِي النَّحْو واللغة والثقة والديانة ولد سنة مِائَتَيْنِ وَمَات سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ رأى أحد عشر خَليفَة أَوَّلهمْ الْمَأْمُون وَآخرهمْ المكتفي وَثقل سَمعه قبل مَوته خلّف أحد وَعشْرين ألف دِرْهَم وَألْفي دِينَار ودكاكين بَاب الشَّام قيمتهَا ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَضاع لَهُ قبل أبي أَحْمد الصَّيْرَفِي ألف دِينَار وردّ مَاله على ابْنَته وَسمع مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي وَمُحَمّد ابْن

زِيَاد الْأَعرَابِي وَعلي بن الْمُغيرَة الْأَثْرَم وَإِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الحرّاني وَسَلَمَة ابْن عَاصِم وَعبيد الله بن عمر القواريري وَالزُّبَيْر بن بكار وخلقاً كثيرين وروى عَنهُ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي وَعلي بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة ونفطويه وَأَبُو بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَأَبُو عمر الزَّاهِد وَأحمد بن كَامِل القَاضِي وَكَانَ يَقُول سَمِعت من القواريري مائَة ألف حَدِيث قَالَ العجّوزي صرت إِلَى الْمبرد مَعَ الْقَاسِم وَالْحسن ابْني عبيد الله بن سُلَيْمَان ابْن وهب فَقَالَ لي الْقَاسِم سَله عَن شَيْء من الشّعْر فَقلت مَا تَقول أعزّك الله فِي قَول أوسٍ (وَغَيرهَا عَن وَصلهَا الشيب إِنَّه ... شَفِيع إِلَى بيض الخدود مدرّب) فَقَالَ بعد تمكّث وتمهّلٍ وتمطّقٍ يُرِيد أَن النِّسَاء أنسن بِهِ فصرن لَا يستترن مِنْهُ ثمَّ صرنا إِلَى أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى فَلَمَّا غص الْمجْلس سَأَلته عَن الْبَيْت فَقَالَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي إِن الْهَاء فِي إِنَّه للشباب وَإِن لم يجر لَهُ ذكر لأنّه علم والتفتّ إِلَى الْقَاسِم وَالْحسن وَقلت أَيْن صاحبنا من صَاحبكُم وَقَالَ ابْن فَارس كَانَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب لَا يتكلّف الْإِعْرَاب كَانَ يدْخل الْمجْلس فنقوم لَهُ فَيَقُول أقعدوا أقعدوا بِفَتْح الْألف وَقَالَ غَيره كَانَ يقتّر على نَفسه فِي النَّفَقَة وَقَالَ الصولي كنّا عِنْد ثَعْلَب فَقَالَ لَهُ رجل الْمَسْجِد هَذَا) معروفٌ فَمَا الْمصدر قَالَ مصدره السُّجُود قَالَ فعرّفني مَا لَا يجوز من ذَا فَقَالَ لَا يُقَال مَسْجِد وَضحك وَقَالَ هَذَا يطول إِن وَصفنَا مَا لَا يجوز وإنّما يُوصف الْجَائِز ليدل على أَن غَيره لَا يجوز وَمثل ذَلِك أَن ماسويه وصف لإِنْسَان دَوَاء ثمَّ قَالَ لَهُ كل الفرّوج وشيئاً من الْفَاكِهَة فَقَالَ أُرِيد أَن تُخبرنِي بِالَّذِي لَا آكل فَقَالَ لَا تأكلني وَلَا حماري وَلَا غلامي واجمع كثيرا من الْقَرَاطِيس وبكّر إليّ فَإِن هَذَا يكثر إِن وَصفته لَك وأجرى لَهُ مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر لأجل ابْنه طَاهِر فِي كل يَوْم سبع وظائف من الْخبز الخشكار ووظيفة من الْخبز السميد وَسَبْعَة أَرْطَال لحم وعلوفة رَأس وَألف دِرْهَم كل شهر وَأقَام كَذَلِك ثَلَاث عشرَة سنة وَقَرَأَ القطربّلي على أبي الْعَبَّاس بَيت الْأَعْشَى (فَلَو كنت فِي حبٍّ ثَمَانِينَ قامة ... ورقّيت أَسبَاب السّماء بسلّم) فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس خرب بَيْتك أَرَأَيْت حبّاً قطّ ثَمَانِينَ قامة إنّما هُوَ جبّ وَكَانَ بَين الْمبرد وثعلب منافرات كَثِيرَة فجَاء رجل إِلَى ثَعْلَب فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الْعَبَّاس قد هجاك الْمبرد فَقَالَ بِمَاذَا فأنشده (أقسم بالمبتسم العذب ... ومشتكى الصبّ إِلَى الصبَّ) (لَو أَخذ النَّحْو عَن الرّبّ ... مَا زَاده إلاّ عمى الْقلب) فَقَالَ أَنْشدني من أنْشدهُ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء

أبو المظفر الزهري الشافعي

(يَشْتمنِي عبد بني مسمعٍ ... فصنت عَنهُ النَّفس والعرضا) (وَلم أجبه لاحتقاري بِهِ ... من ذَا يعضّ الْكَلْب إِن عضّا) وَقَالَ بعض أَصْحَابه يرثيه (مَاتَ ابْن يحيى فَمَاتَتْ دولة الْأَدَب ... وَمَات أَحْمد أنحى الْعَجم وَالْعرب) (فَإِن تولّى أَبُو الْعَبَّاس مفتقداً ... فَلم يمت ذكره فِي النَّاس والكتب) قَالَ أَبُو بكر ابْن مُجَاهِد المقرىء قَالَ لي ثَعْلَب يَا با بكر اشْتغل أَصْحَاب الْقُرْآن بِالْقُرْآنِ فازوا واشتغل أَصْحَاب الْفِقْه ففازوا واشتغل أَصْحَاب الحَدِيث بِالْحَدِيثِ ففازوا واشتغلت أَنا بزيد وَعَمْرو فليت شعري مَاذَا يكون حَالي فِي الْآخِرَة فَانْصَرَفت من عِنْده فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ اللَّيْلَة فِي الْمَنَام فَقَالَ لي أقرىء أَبَا الْعَبَّاس عنّي السَّلَام وَقل لَهُ أَنْت أَصْحَاب الْعلم المستطيل وَقَالَ أَبُو عمر الْمُطَرز كنت فِي مجْلِس أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب فَسَأَلَهُ سَائل عَن) شَيْء فَقَالَ لَا أَدْرِي فَقَالَ لَهُ أَتَقول لَا أَدْرِي وَإِلَيْك تضرب أكباد الْإِبِل وَإِلَيْك الرحلة من كل بلد فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس لَو كَانَ لأمك بِعَدَد لَا أَدْرِي بعرٌ لاستغنت وَله من الْكتب المصون فِي النَّحْو جعله حدوداً اخْتِلَاف النَّحْوِيين مَعَاني الْقُرْآن كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ الموفقي مَعَاني الشّعْر التصغير مَا ينْصَرف وَمَا لَا ينْصَرف مَا يجْرِي وَمَا لَا يجْرِي الشواذّ الْوَقْف والابتداء الهجاء اسْتِخْرَاج الْأَلْفَاظ من الْأَخْبَار الْأَوْسَط غَرِيب الْقُرْآن لطيف الْمسَائِل حدّ النَّحْو تَفْسِير كَلَامه ابْنه الخسّ الفصيح وَذكر أَن الفصيح تصنيف الْحسن بن دَاوُد الرّقيّ وادعاه ثَعْلَب وَقيل ليعقوب بن السّكيت وَقد تقدّم ذَلِك وَسُئِلَ عَن قَوْلهم لَا أُكَلِّمك أصلا قَالَ مَعْنَاهُ أقطع ذَلِك من أَصله 3 - (أَبُو المظفر الزُّهْرِيّ الشَّافِعِي) أَحْمد بن يحيى بن عبد الْبَاقِي بن عبد الْوَاحِد الزّهري أَبُو المظفر الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن سَعْدَان كَانَ معيداً بالنّظامية سمع أَبَا الْمَعَالِي ثَابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَعلي بن أَحْمد بن بَيَان الرزّاز وحدّث باليسير مولده سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَخُوهُ أَبُو الْفَضَائِل) أَحْمد بن يحيى بن عبد الْبَاقِي الزُّهْرِيّ أَخُو الْمَذْكُور أَولا أَبُو الْفَضَائِل وهما سبطا الْحُسَيْن بن عَليّ الحبال وبإفادته سمعا وَكَانَ الآخر معيداً بالنظامية وَأَبُو الْفَضَائِل هَذَا كَانَ يعظ فِي بعض الْأَوْقَات ثمَّ انْقَطع برباط بهروز مُدَّة سمع أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاف وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي وَحدث باليسير ومولده سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة

أبو الحسن ابن المنجم

3 - (أَبُو الْحسن ابْن المنجم) أَحْمد بن يحيى بن عَليّ ابْن أبي مَنْصُور المنجم أَبُو الْحسن كَانَ أديباً شَاعِرًا فَاضلا أحد رُؤَسَاء زَمَانه فِي علم الْكَلَام وَعلم الدّين والافتنان فِي الْآدَاب مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة مَاتَ عَن نَيف وَسبعين سنة وَله أَخْبَار مَعَ الراضي فِي منادمته إِيَّاه وَكَانَ أَبوهُ يحيى بن عَليّ صنّف كتابا فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء المخضرمين فأتمه ابْنه هَذَا وَله من الْكتب أَخْبَار باهلة ونسبهم وَالْإِجْمَاع فِي الْفِقْه على مَذْهَب ابْن جرير الطَّبَرِيّ وَكَانَ يرى رَأْيه كتاب الْمدْخل إِلَى مَذْهَب الطَّبَرِيّ ونصرة مذْهبه كتاب الْأَوْقَات وَأَبوهُ الْحسن هَذَا هُوَ الْقَائِل قيمًا رَوَاهُ المرزباني) (يَا سيداً قد رَاح فر ... داً مَا لَهُ فِي الْفضل توأم) (عمّرت أطول مدةٍ ... تزداد تمكيناً وتسلم) (فِي صفو عَيْش لَا تزا ... ل بِهِ العدى تقذى وترغم) (مَا زلت فِي كل الأمو ... ر موفّقاً للخير ملهم) (بك إِن تذوكرت الأيا ... دي يبتدا فِيهَا وَيخْتم) 3 - (ابْن مهَاجر) أَحْمد بن يحيى بن الْوَزير بن سُلَيْمَان بن مهَاجر كَانَ فَقِيها من جلساء ابْن وهب وَكَانَ عَالما بالشعر وَالْأَدب وَالْأَخْبَار والأنساب وَأَيَّام النَّاس مولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة وَمَات فِي حبس ابْن الْمُدبر صَاحب الْخراج بِمصْر لخراج كَانَ عَلَيْهِ وَدفن يَوْم الْأَحَد لاثْنَتَيْنِ وَعشْرين لَيْلَة خلت من شَوَّال سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ من أهل مصر ذكره ابْن يُونُس فِي تَارِيخ مصر 3 - (أَبُو الْحسن المنبجي) أَحْمد بن يحيى بن سهل بن السّري الطَّائِي أَبُو الْحسن المنبجي الشَّاهِد المقرىء النَّحْوِيّ الأطروش ذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق وَكَانَ وَكيلا فِي الْجَامِع وَمَات سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة روى عَن أبي عبد الله ابْن مَرْوَان وَأحمد بن فَارس الأديب المنبجي وَأبي الْحسن نظيف بن عبد الله المقرىء وَكَانَ صَدُوق فِي الحَدِيث توفّي سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة

الأشقر المتكلم

3 - (الْأَشْقَر الْمُتَكَلّم) أَحْمد بن يحيى أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْأَشْقَر شيخ أهل الْكَلَام فِي عصره بنيسابور صَدُوق فِي الحَدِيث توفّي سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة 3 - (القَاضِي الْجِرْجَانِيّ) أَحْمد بن يحيى الْجِرْجَانِيّ كَانَ قَاضِيا بجرجان وَكَانَ مولّى لِرَبِيعَة نزل الْكُوفَة ذكره المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء وَقَالَ يهجو سعيد بن سلم (وَإِن من غَايَة حرص الْفَتى ... أَن يطْلب الْمَعْرُوف من باهله) (كَبِيرهمْ وغدٌ ومولودهم ... تلعنه من قبحه القابله) ) 3 - (الْمُغنِي) أَحْمد بن يحيى الْمَكِّيّ كَانَ من المغنين الْمُحْسِنِينَ والرواة المعروفين مقدما فِي الضَّرْب عَالما بِتَصَرُّف الأوتار حسن الصَّوْت قوي الطَّبْع وَكَانَ أحد إخْوَان الْموصِلِي وخواصه على أهل الْعلم بالصنعة والتقدم فِي الرِّوَايَة قَالَ لَهُ المعتصم يَوْمًا وَهُوَ بقصر الجص والمغنون كلّهم حُضُور غنّي صَوتا لَا يعرفهُ أحد من هَؤُلَاءِ فغناه (لعن الله من يلوم محباً ... ولحا كلّ من يحبّ فيابى) (كم أليفين ضمّنا الحبّ دهراً ... فَعَفَا الله عَنْهُمَا ثمَّ تابا) فَقَالَ أَحْسَنت وَالله وَأمر لَهُ بألفي دِينَار 3 - (ابْن العديم قَاضِي حلب) أَحْمد بن زُهَيْر أَبُو الْحسن ابْن أبي جَرَادَة هُوَ أول من ولي الْقَضَاء بحلب من هَذَا الْبَيْت سمع الحَدِيث وَرَوَاهُ وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد السّمناني يومئذٍ قَاضِي حلب توفّي بعد سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره فِيمَا أَظن (أَنا ابْن مستنبط القضايا ... وموضح المشكلات حلاّ) (وَابْن المحاريب لم تعطّل ... من الْكتاب الْعَزِيز يُتْلَى) (وَفَارِس الْمِنْبَر استكانت ... عيدانه من حجاه ثقلا) 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن سني الدولة صدر الدّين) أَحْمد بن يحيى بن هبة الله بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَدَقَة ابْن الْخياط قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أبي البركات التغلبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن سني الدولة ولد سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَسمع من جمَاعَة وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَجَمَاعَة وبرع فِي الْفِقْه وتفقه على أَبِيه وعَلى فَخر الدّين ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ الْخلاف على الصَّدْر

علاء الدين ابن الزكي

البغداذي وَلم ير أحد نَشأ فِي صِيَانة وديانة مثله نَاب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه وَكَانَ سني الدولة الْحسن بن يحيى من كتاب الْإِنْشَاء لصَاحب دمشق قبل نور الدّين لَهُ ثروة وحشمة وقف على ذُريَّته أوقافاً وَهُوَ ابْن أخي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخياط الشَّاعِر الْمَشْهُور وَكَانَ صدر الدّين مشكور السِّيرَة فِي الْقَضَاء وَولي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقل بِهِ مُدَّة ودرّس بالإقبالية والجاروخية وَلما أَخذ هولاكو الشَّام سَافر ابْن) سني الدولة ومحيي الدّين ابْن الزكي إِلَى حلب فَكَانَ ابْن الزكي أحذق مِنْهُ وأفره فِي الدُّخُول على التتار فولّوه قَضَاء الْقُضَاة وَرجع ابْن سني الدولة بخفي حنين فَلَمَّا وصل إِلَى حماة مرض وَحمل إِلَى بعلبك فِي محفة وَمَات بعد يَوْمَيْنِ سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَكَانَ النَّاصِر يُوسُف صَاحب الشَّام يحبّه ويثني عَلَيْهِ 3 - (عَلَاء الدّين ابْن الزكي) أَحْمد بن يحيى القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين ابْن الزكي الْقرشِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي رَئِيس فَاضل أديب كتب الْإِنْشَاء مُدَّة ودرّس بالعزيزية والتقوية وَحدث عَن أبي بكر ابْن الخازن ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وناب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه وَسمع ببغداذ من أبي جَعْفَر السيّدي وَابْن المنّي وَغير وَاحِد وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الشَّيْخ أميرك الْكَاتِب) أَحْمد بن يحيى بن سَلمَة أَبُو عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ أميرك الْكَاتِب أَخُو الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن يحيى الْكَاتِب النَّيْسَابُورِي وَكِلَاهُمَا مَذْكُور فِي دمية الْقصر وَلأبي عبد الرَّحْمَن هَذَا ولد اسْمه الْحسن فَاضل أَيْضا وَكَانَ الشَّيْخ أميرك فِي ديوَان رسائل عميد الحضرة مؤيد الْملك وَمن شعر أميرك مَا كتبه إِلَى الباخرزي (أَبَا قاسمٍ يَا كريم الْخِصَال ... سمىّ الوصيّ عديم الْمِثَال) (رزقت العلوّ وَفَوق العلوّ ... ونلت الْكَمَال وَفَوق الْكَمَال) (فَلَا زلت تعلو علوّ السّها ... وَلَا زلت تبقى بَقَاء الْجبَال) (وأبقاك رَبِّي بَقَاء الزَّمَان ... ووقّى كمالك عين الْكَمَال) 3 - (نَاصِر الدّين خطيب العقيبة) أَحْمد بن يحيى بن عبد السَّلَام نَاصِر الدّين خطيب العقيبة توفّي رَحمَه الله فِي سنة تسع وَسَبْعمائة 3 - (شهَاب الدّين ابْن جهبل) أَحْمد بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن نصر بن جهبل

القاضي شهاب الدين ابن فضل الله

الْعَلامَة الْمُفْتِي شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّيْخ الإِمَام تَاج الدّين الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي مولده سنة سبعين وسِتمِائَة سمع من الْفَخر عَليّ وَابْن الزين والفاروثي واشتغل على ابْن الْمَقْدِسِي وَابْن الْوَكِيل وَابْن) النَّقِيب وَولي تدريس الصلاحية بالقدس مُدَّة وَأفْتى واشتغل ثمَّ تَركهَا وَسكن دمشق وَحج غير مرّة ثمَّ ولي مشيخة الظَّاهِرِيَّة وتدريس الباذرائية بعد الشَّيْخ برهَان الدّين وَله محَاسِن وَمَكَارِم وفضائل وَخير وَعبد وبسطة فِي الْفُرُوع وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 3 - (القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله) أَحْمد بن يحين بن فضل الله بن المجلي دعجان بن خلف ابْن أبي الْفضل نصر بن مَنْصُور بن عبيد الله بن عدي بن مُحَمَّد ابْن أبي بكر عبد الله بن عبيد الله ابْن أبي بكر بن عبيد الله الصَّالح ابْن أبي سَلمَة عبد الله بن عبي الله بن عبد الله ابْن عمر بن الْخطاب القَاضِي شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن القَاضِي أبي الْمَعَالِي محيي الدّين الْقرشِي الْعَدوي الْعمريّ هُوَ الإِمَام الْفَاضِل البليغ المفوّه الْحَافِظ حجَّة الْكتاب إِمَام أهل الْآدَاب أحد رجالات الزَّمَان كِتَابَة وترسُّلاً وتوصُّلاً إِلَى غايات الْمَعَالِي وتوسُّلاً وإقداماً عل الْأسود فِي غابها وإرغاماً لأعاديه بِمَنْع رغابها يتوقد ذكاء وفطنة ويتلهب ويحدر سيله ذاكرة وحفظاً ويتصبب ويتدفَّق بحره بالجواهر كلَاما ويتألق إنشاؤه بالبوارق المتسرّعة نظاماً ويقطر كَلَام فصاحة وبلاغة وتندى عِبَارَته انسجاماً وصياغة وَينظر إِلَى غيب الْمعَانِي من ستر رَقِيق ويغوص فِي لجة الْبَيَان فيظفر بكبار الدُّرِّ من الْبَحْر العميق اسْتَوَت بديهته وارتجاله وَتَأَخر عَن فروسيته من هَذَا الْفَنّ رِجَاله يكْتب من رَأس قلمه بديهاً مَا يعجز تروِّي القَاضِي الْفَاضِل أَن يدانيه تَشْبِيها وينظم من الْمَقْطُوع وَالْقَصِيدَة جوهراً مَا يخجل الرَّوْض الَّذِي باكره الحيا مزهراً صرَّف الزَّمَان أمرا ونهياً ودبر الممالك تنفيذاً ورأياً وصل الأرزاق بقلمه وَرويت تواقيعه وَهِي إسجالات حكمه وَحكمه لَا أرى أَن اسْم الْكَاتِب يصدق على غَيره وَلَا يُطلق على سواهُ لَا يعْمل القَوْل المكرر مِنْهُ والرأي المردد ظن يُصِيب بِهِ الغيوب إِذا توخّى أَو تعمَّد مثل الحسام إِذا تألق والشهاب إِذا توقد كالسيف يقطع وَهُوَ مسلول ويرهب حِين يغمد وَلَا أعتقد أَن بَينه وَبَين القَاضِي الْفَاضِل من جَاءَ مثله على أَنه قد جَاءَ مثل تَاج الدّين ابْن الْأَثِير ومحيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر وشهاب الدّين مَحْمُود وَكَمَال الدّين ابْن العطّار وَغَيرهم) هَذَا إِلَى مَا فِيهِ من لطف أَخْلَاق وسعة صدر وَبشر محيا رزقه الله أَرْبَعَة أَشْيَاء لم أرها اجْتمعت فِي

غَيره وَهِي الحافظة قلَّما طالع شَيْئا إِلَّا وَكَانَ مستحضراً لأكثره والذاكرة الَّتِي إِذا أَرَادَ ذكرى شَيْء من زمن مُتَقَدم كَانَ ذَلِك حَاضرا كَأَنَّهُ إِنَّمَا مرَّ بِهِ بالْأَمْس والذكاء الَّذِي تسلط لَهُ على مَا أَرَادَ وَحسن القريحة فِي النّظم والنثر أمّا نثره فلعلّه فِي ذروةٍ كَانَ أوج الْفَاضِل لَهَا حضيضاً وَلَا أرى أحدا فِيهِ جودة وَسُرْعَة عمل لما يحاوله فِي أَي معنى أَرَادَ وَأي مقَام توخاه وَأما نظمه فلعلّه لَا يلْحقهُ فِيهِ إلاّ الْأَفْرَاد وأضاف الله تَعَالَى لَهُ إِلَى ذَلِك كُله حسن الذَّوْق الَّذِي هُوَ الْعُمْدَة فِي كل فن وَهُوَ أحد الأدباء الكملة الَّذين رَأَيْتهمْ وأعني بالكملة الَّذين رَأَيْتهمْ وأعني بالكملة الَّذين يقومُونَ بالأدب علما وَعَملا فِي النّظم والنثر وَمَعْرِفَة بتراجم أهل عصرهم وَمن تقدمهم على اخْتِلَاف طَبَقَات لناس وبخطوط الأفاضل وأشياخ الْكِتَابَة ثمَّ إِنَّه يُشَارك من رَأَيْته من الكملة فِي أَشْيَاء وينفرد عَنهُ بأَشْيَاء بلغ فِيهَا الْغَايَة وقصَّر ذَلِك عَن شأوه لِأَنَّهُ جوَّد فنَّ الْإِنْشَاء النثر وَهُوَ فِيهِ آيَة وَالنّظم وساير فنونه والترسل البارع عَن الْمُلُوك وَلم أر من يعرف تواريخ مُلُوك الْمغل من لدن جنكزخان وهلم وجرّاً مَعْرفَته وَكَذَلِكَ مُلُوك الْهِنْد الأتراك وأمّا معرفَة الممالك والمسالك وخطوط الأقاليم ومواقع الْبلدَانِ وخواصها فَإِنَّهُ فِيهَا إِمَام وقته وَكَذَلِكَ معرفَة الاسطرلاب وَحل التَّقْوِيم وصور الْكَوَاكِب وَقد أذن لَهُ العالمة الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ فِي الْإِفْتَاء على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ فَهُوَ حِينَئِذٍ أكمل الَّذين رَأَيْتهمْ وَلَقَد استطرد الْكَلَام يَوْمًا إِلَى ذكر الْقُضَاة فسرد الْقُضَاة الْأَرْبَعَة الَّذين عاصرهم شاماً ومصراً وألقابهم وأسماءهم وعلامة كلِّ قَاض مِنْهُم حَتَّى إِنِّي مَا كدت أَقْْضِي الْعجب مِمَّا رَأَيْت مِنْهُ وَاتفقَ يَوْمًا آخر أَنه احتجت إِلَى كِتَابَة صدَاق لبِنْت شمس الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ فَذكر على الْفَوْر اسْمهَا وَاسم أَبِيهَا وسرد نسبه فَجئْت إِلَى الْبَيْت وراجعت تعاليقي ومسوَّداتي فَكَانَ الْأَمر كَمَا ذكر لم يخلّ باسم وَلَا لقب وَلَا كنية ولد بِدِمَشْق ثَالِث شَوَّال سنة سَبْعمِائة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم عَرَفَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قَرَأَ الْعَرَبيَّة أَولا على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن مُسلم وَالْفِقْه على قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين ابْن الْمجد عبد الله وعَلى الشَّيْخ برهَان الدّين قَلِيلا وَقَرَأَ الْأَحْكَام الصُّغْرَى على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَالْعرُوض وَالْأَدب على الشَّيْخ شمس الدّين الصايغ وعلاء الدّين الوداعي وَقَرَأَ جملَة من الْمعَانِي وَالْبَيَان) على الْعَلامَة شَاب الدّين مَحْمُود وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من الدَّوَاوِين وَكتب الْأَدَب وَقَرَأَ بعض شَيْء من الْعرُوض على الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَالْأُصُول على الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَأخذ اللُّغَة عَن الشَّيْخ أثير الدّين سمع عَلَيْهِ الفصيح والأشعار السِّتَّة والدريديَّة وَأكْثر ديوَان أبي تَمام وَغير ذَلِك وَسمع بِدِمَشْق من الحجار وست الوزراء وَابْن أبي الْفَتْح والحجاز ومصر والإسكندرية وبلاد الشَّام وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وصنف فواضل السّمر فِي فَضَائِل آل عمر أَربع مجلدات وَكتاب مسالك الْأَبْصَار فِي عشرَة كبار وَهُوَ كتاب حافل مَا أعلم أَن لأحد مثله والدعوة المستجابة مُجَلد وصبابة

المشتاق ديوَان كَامِل فِي المدائح النَّبَوِيَّة وسفرة السفرة ودمعة الباكي ويقظة الساهر وقرأتهما عَلَيْهِ ونفخة الرَّوْض وَغير ذَلِك ونظم كثيرا من القصائد والأراجيز والمقطعات والدوبيت والموشح والبلّيق والزجل وَأَنْشَأَ كثيرا من التقاليد والمناشير والتواقيع ومكاتبات الْمُلُوك وَغير ذَلِك وَسمعت من لَفظه غَالب مَا أنشاه وَكتب قدامي كثيرا من التواقيع الحفلة من رَأس الْقَلَم وترسلّ كثيرا وَأَنا أرَاهُ من رَأس الْقَلَم عَن الدولة وَعَن نَفسه إِلَى إخونه فَيَأْتِي بِمَا يبهر الْعُقُول لم أر لأحد قدرته على ذَلِك كتبت إِلَيْهِ ملغزاً فِي نجمٍ (يَا سيداً أقلامه لم تزل ... تهدي لآلي النّظم والنثر) (قل لي مَا اسْم لم يزل قلبه ... معذّباً بالبيض والسّمر) (وَكله فِي الأَرْض أَو فِي السما ... وَثلثه يسبح فِي الْبَحْر) فَكتب الْجَواب عَن ذَلِك (دمت خليلي سَائِر الذّكر ... مثل الَّذِي ألغزت فِي الْقدر) (بعثتها نجميّةً قد حلت ... لَكِنَّهَا من سكّر الشُّكْر) (تطلع بِالنَّجْمِ فَأَما الَّذِي ... فِي مطمح الزهر أَو الزّهر) (عجبت مِنْهُ كَيفَ شقّ الدجى ... وَمَا أَتَى إِلَّا مَعَ الْفجْر) (من صَنْعَة البرّ ولكنّه ... قد جَاءَنِي رَاحَة الْبَحْر) (أأقسمت مِنْهُ قسما بَالغا ... بِالْفَجْرِ وَاللَّيْل إِذا يسر) (لقد أغرت الغيد إِذْ لم تَجِد ... شبيهه فِي الْجيد والثغر) (بِعقد درٍ مَا لَهُ قيمةٌ ... يَا حسنه للكوكب الدرّي) ) (مسهّدٌ تذكى لَهُ مقلة ... مَقْلُوبَة كالنظر الشّزر) (وَهُوَ إِذا حققت تَعْرِيفه ... عرفت مِنْهُ منزل الْبَدْر) (بِوَاحِد عدّوا لَهُ سَبْعَة ... تقيس ذيل اللَّيْل بالشّبر) (فاعذر أخي الْيَوْم إِن قصّرت ... بديهتي وَاقْبَلْ لَهَا عُذْري) (فَلَيْسَ بالألغاز لي عَادَة ... وَلَا غزا فِي جيشها فكري) وكتبت إِلَيْهِ مَعَ ضحايا (أيا سيداً أَرْجُو دوَام ظلاله ... علينا وَأَن يُمْسِي بخيرٍ كَمَا يُضحي) (وحقك مَا هذي ضحايا بعثتها ... ولكنني سقت الأعادي إِلَى الذّبْح) فَكتب الْجَواب عَن ذَلِك (أَتَتْنِي ضحاياك الَّتِي قد بعثتها ... لتصبح كالأعداء فِي بكرَة الْأَضْحَى)

(وحقّك أعدانا كلاب جَمِيعهم ... وحاشاك لَا تجزي الْكلاب لمن ضحّى) وَكتب إلّي ملغزاً فِي زبيدة (أَيهَا الْفَاضِل الَّذِي حَاز فضلا ... مَا عَلَيْهِ لمثله من مزِيد) (قد تدانى عبد الرَّحِيم إِلَيْهِ ... وتناءى لَدَيْهِ عبد الحميد) (أيُّ شَيْء سمي بِهِ ذَات خدر ... تائهٍ بالإماء أَو بالعبيد) (هُوَ وصف لذات سترٍ مصونٍ ... وَهِي لم تخف فِي جَمِيع الْوُجُود) (مذ مضى حينها بهَا لَيْسَ تَأتي ... وَهِي تَأتي مَعَ الرّبيع الْجَدِيد) (وَهُوَ مِمَّا يبشر النَّاس طرا ... مِنْهُ مأتى وَكَثْرَة فِي العديد) (وحليم أَرَادَهُ لَا لذاتٍ ... بل لشيءٍ سواهُ فِي الْمَقْصُود) (ذَاك شيءٌ من ارتجاه سيفهٌ ... وَهُوَ شيءٌ مخصّصٌ بالرشيد) فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ (يَا فريداً أَلْفَاظه كالفريد ... ومجيداً قد فاق عبد الْمجِيد) (وَإِمَام الْأَنَام فِي كل علمٍ ... وشريكاً فِي الْفضل للتوحيدي) علم الْعَالمُونَ فضلك بِالْعلمِ وَقَالَ الْجُهَّال بالتقليد (من تمنى بِأَن يرى لَك شبها ... رام نقضا بِالْجَهْلِ حكم الْوُجُود) ) (طَال قدري على السماكين لما ... جَاءَنِي مِنْك عقد دُرٍّ نضيد) (شابه الدّرّ فِي النظام وَلما ... شابه السحر شَاب رَأس الْوَلِيد) (هُوَ لغزٌ فِي ذَات خدرٍ منيع ... نزلت فِي العلى بقصر مشيد) (هِيَ أم الْأمين ذَات الْمَعَالِي ... من بني هَاشم ذَوي التأييد) (أَنْت كنت الْهَادِي لمعناه حَقًا ... حِين لوحت لي بِذكر الرشيد) (دمت تهدي إِلَيّ كل عجيبٍ ... مَا عَلَيْهِ فِي حسنه من مزِيد) وَقَالَ يَوْمًا وَنحن بَين يَدَيْهِ جمَاعَة أجيزوا المصراع الثَّانِي من الْبَيْت الأول (وخدًّ فَوْقه صدغ ... فمحمرٌّ ومخضر) (ومبيضٌّ ومسودٌّ ... فمحمر ومخضر) فَقلت أَنا فِي الْحَال وَفرق زانه جعد فأعجبه ذَلِك كثيرا وَكتب إِلَيّ وَقد تَوَاتَرَتْ الأمطار والثلوج والرعود والبروق ودام ذَلِك أَيَّامًا مَا عهد النَّاس مثلهَا كَيفَ أصبح مَوْلَانَا هَذَا الشتَاء الَّذِي أقبل يرعب مقدمه ويرهب

تقدمه ويريب اللبيب من برقه المومض تبسمه وَكَيف حَاله مَعَ رعوده الصارخة ورياحه النافخة ووجوه أَيَّامه الكالحة وسرر لياليه الَّتِي لَا تبيت بليلةٍ مِنْهَا صَالِحَة وسحابه وأمواجه وجليده وَالْمَشْي فَوق زجاجه وتراكم مطره الأنيث وتطاول فرع ليله الأثيث ومواقده الممقوتة وذوائب جمره وأهوان بِهِ وَلَو ان كلّ حَمْرَاء ياقوتة وتحدر نوئه المتصبب وتحير نجمه المتصيب وَكَيف هُوَ مَعَ جَيْشه الَّذِي مَا أطل حَتَّى مدّ مضَارب غمامه وظلّل الجو بِمثل أَجْنِحَة الفواخت من أَعْلَامه هَذَا على أَنه عرى الْأَبْنِيَة وحلّل مِمَّا تلف فِي دَمه سالف الأستية فَلَقَد جَاءَ من الْبرد بِمَا رضّ الْعِظَام وأنخرها ودقّ فخّارات الْأَجْسَام وفخّرها وجمد فِي الْفَم الرِّيق وَعقد اللِّسَان إِلَّا أَنه لِسَان المنطيق ويبّس الْأَصَابِع حَتَّى كَادَت أَغْصَانهَا توقد حطبا وَقيد الأرجل فَلَا تمشي إلاّ تتَوَقَّع عطبا وأتى الزَّمْهَرِير بِجُنُود مَا للقوي بهَا قبل وحمّل الْأَجْسَام من ثقل الثِّيَاب مَا لَا يعْصم مِنْهُ من قَالَ سآوي إِلَى جبلٍ ومدّ من السَّيْل مَا استبكى الْعُيُون إِذا جرى واجتحف مَا أَتَى وَأول مَا بَدَأَ الدمع بالكرى فَكيف أَنْت يَا سَيِّدي فِي هَذِه الْأَحْوَال وَكَيف أَنْت فِي مقاساة هَذِه الْأَهْوَال وَكَيف ترأيت مِنْهَا مَا شيّب بثلجه نواصي الْجبَال وَجَاء بالبحر فتلقف ثعبانه مَا ألقته هراوات البروق من عصّيٍ وخيوط السحب من حبال أما نَحن فَبين أمواج من السحب تزدحم وَفِي) رَأس جبل لَا يعْصم فِيهِ من المَاء إِلَّا من رحم وَكَيف سيدنَا مَعَ مجامر كانون وشرار برقها القادح وهمّ وقدها الفادح وقوس قزحها التلون ردّ الله عَلَيْهِ صوائب سهامه وبدّل مِنْهُ بوشائع حلل الرّبيع ونضارة أَيَّامه وَجعل حظّ مَوْلَانَا من لوافحه مَا يذكيه ذهنه من ضرامه وَمن سوافحه مَا يؤكده فكره من نوامه وعوضنا وإياه بالصيف وَالله يتَقَبَّل وأراحنا من هَذَا الشتَاء ومشي غمامه المتبختر بكمّه المسبل فَكتبت إِلَيْهِ الْجَواب عَن ذَلِك وَهُوَ وَيُنْهِي وُرُود هَذِه الرقعة الَّتِي هِيَ طراز فِي حلَّة الدَّهْر وحديقة ذكّرت بِزَمن الرّبيع وَمَا تهديه أَيَّامه من الزهر فَوقف مِنْهَا على الرَّوْض الَّذِي تهدلت فروع غصونه بالأثمار وَنظر مِنْهَا إِلَى الْأُفق الَّذِي كواكبه شموس وأقمار فأنشأت لَهُ أطرابه وأعلمته أَن قلم مَوْلَانَا يفعل بالألباب مَا لَا تَفْعَلهُ نَغمَة الشبّابة وأرشفته سلافاً كئوسها الْحُرُوف وكل نقطة حبابة وَشَاهد أَوْصَاف هَذِه الْأَيَّام الْمُبَارَكَة الْقدوم الْمُتَّصِلَة الظلام فَلَا أوحش الله من طلعة الشَّمْس وحاجب الْهلَال وعيون النُّجُوم فَمَا لنا ولهذه السحائب السحّابة والغمائم السكابة والرعود الصخابة والبروق اللهابة والثلوج الَّتِي أَصبَحت بحصبائها حصّابة وَالْبرد الَّذِي أمست إبرة لغصون الْجُلُود قطابة والزميتا الَّتِي لَا تروى عَن أبي ذَر إلاّ ويروى الْغَيْب عَن أبي قلَابَة كلما أَقبلت فَحْمَة ظلام قدحت فِيهَا البوارق جمرتها وَكلما جَاءَت سَحَابَة كحلاء الجفون رجعت مدها لما أسبلت من عبرتها فَمَا هَذَا شهر طوبة إِن هَذَا إِلَّا جبل ثهلان وَمَا هَذَا كانون إِن إِلَّا تنور الطوفان فَإلَى مَتى قطن هَذِه الثلوج يطْرَح على جباب الْجبَال وَإِلَى مَتى تفاض دلاص الْأَنْهَار وترشقها قَوس قزَح بالنبال وَإِلَى مَتى يشق السَّحَاب مَا لَهَا من الْحلَل والحبر وَإِلَى مَتى ترسل خيوط المزن من الجو وَفِي أطرافها على الغدران إبر وَإِلَى مَتى تجمد عُيُون الْغَمَام وتكحلها البروق بالنَّار وَإِلَى مَتى نثار هَذِه الْفضة وَمَا يرى من النُّجُوم دِينَار وَإِلَى مَتى نَحن على

النَّار حنوّ المرضعات على الفطيم وَإِلَى مَتى تبْكي المزاريب بكاء الْأَوْلِيَاء بِغَيْر حزن إِذا استولوا على مَال الْيَتِيم وَإِلَى مَتى هَذَا الْبَرْق تتلوى بطُون حَيَاته وتنقلب حماليق الْعُيُون المحمرّة من أسود غاباته وَإِلَى مَتى يزمجر عتب هَذِه الرِّيَاح الْعَاصِفَة وَإِلَى مَتى يُرْسل الزَّمْهَرِير أعواناً تصبح حلاوة الْوُجُوه بهَا تالفة أَتَرَى هَذِه الأمطار تقلب بالأزيار أم هَذِه المواليد تَنْتَهِي فِيهَا الْأَعْمَار كم من جليد يذوب لَهُ قلب الجليد وَيرى زجاجه الشفاف أَصْلَب من الْحَدِيد ووحل لَا تمشي هُرَيْرَة فِيهِ الوحى وبردٍ لَا) تنتطق فِيهِ نؤوم الضُّحَى اللهّم حوالينا وَلَا علينا لقد أضجرنا تراكم الثِّيَاب ومقاساة مَا لهَذِهِ الرَّحْمَة من الْعَذَاب وانجماع كلٍّ عَن إلفه واغلاق بَاب القباب وتخلّل الصباب زَوَايَا الْبيُوت فالأطفال ضباب الضّباب كل ضبًّ مِنْهُم قد ألف بَاطِن نافقائه وَقدم بَين يَدَيْهِ الْمَوْت بداية بدائه قد حسد على النَّار من أَمْسَى مذنباً وَأصْبح عَاصِيا وَتمنى أَن يرى من فواكه الجنات عناباً وقراصيا فَإِن كَانَت هَذِه الأمطار تكاثر فَضَائِل مَوْلَانَا فيا طول مَا تسفح وَإِن كَانَت العواصف تتشبه ببأسه فيا طول مَا تلفح وَإِن كَانَت البروق تحاكي ذهنه المتسرع فيا طول مَا تتألق وَإِن كَانَت الرعود تحاكي جوانح أعدائه فيا طول مَا تشهق وتفهق وَإِن كَانَت السُّيُول تجْرِي وَرَاء جوده فَإِنَّهَا تجْرِي طول المدى وَمَا تلْحق وَالْأولَى بِهَذَا النوء الباكي أَن لَا يحاكي والأليق بِهَذَا الْفَصْل الْمُبْغض أَن لَا يتَعَرَّض فرحم الله من عرف قدره وَتحقّق أَن مَوْلَانَا فِي الْجُود ندره فَأَجَابَنِي عَن هَذِه الرسَالَة برسالة أُخْرَى وَهِي ووقف عَلَيْهِ وتيمن بِمُجَرَّد إقباله عَلَيْهِ وقبّله لقرب عَهده بيدَيْهِ وعدّه لجلاء المره وأمرّه على عَيْنَيْهِ وشكره وَإِن لم تزل حقائب الشُّكْر محطوطة لَدَيْهِ لَا برح السهد من جنى رِيقه المعلّل والطرب بكأس رحيقه المحلّل والتيه وحاشاه مِنْهُ فِي سلوك طَرِيقه الْمُذَلل والسحاب لَا يطير إِلَّا بجناح نعمائه المبلّل وَالرَّوْض لَا يبرز إِلَّا فِي ثوب تزخرفه المجلل والبرق لَا يَهْتَز فِي مُسبل رِدَائه المسلل والجهد وَلَو كلّف لَا يَجِيء بِمثل سيره المذلّل والنّصر يقْضِي لمواضيه على حدّ حسامه المفلّل وَالْفَجْر لَوْلَا بَيَانه الوضاح لما أرشد ليله المضلّل وَالْبَحْر لَوْلَا مَا عرف من عباب كرمه الزاخر لما ذمّ على عرر الْمَادَّة نواله المقلل وَالْفَخْر وَإِن شمخ أَنفه لَا ينافس عقده الموشح وَلَا يَتَطَاوَل إِلَى تاجه المكلّل وفهمه فهام واقتبسه فجلا الأوهام وَنظر فِيهِ فَزَاد صقال الأفهام وَقصر عَن إِدْرَاكه فَمَا شكّ أَنه إلهام وانْتهى فِيهِ إِلَى الْجَواب فِي وصف أنواء تِلْكَ اللَّيْلَة الماطرة وَمَا موّهت بِهِ السحب من ذهب برقها وفتلته الأنواء من خيوطٍ ودقها ونفخت فِيهِ الرِّيَاح من جمر كانونها وأظهرته حَقِيقَة الرعود من سرّ مكنونها وَمَا ينبته عَارضه ذَلِك الْعَارِض الممطر الَّذِي هُوَ أقوى من شآبيبها وأوقى مِمَّا أرقّته السَّمَاء من جلابيبها وَأسرى من برقها المومض فِي غرابيبها وأسرع من سرى رياحها وَقد جمعت أطواق السحب وَأخذت بتلابيبها وسبّح الْمَمْلُوك من عجب لهَذِهِ البلاغة الَّتِي كملت الْفَضَائِل وفصلت عَن الْعلم وَفِي الرعيل) الأول علم الْأَوَائِل وفضلت مبدعها وَحقّ لَهُ التَّفْضِيل وآتته جملَة الْفضل وَفِي ضمنهَا التَّفْصِيل وأنطقت لِسَان بَيَانه وأخرست كل لِسَان

وأجرت قلم كرمه وأحرزت كل إِحْسَان ونشرت علم علمه وأدخلت تَحْتَهُ كل فَاضل وأرهف شبا حدّه وَقطعت بِهِ كل مناظر وكلّ مناضل وَقَالَت للسحاب وَقد طبّق إِلَيْك فَإِن الْبَحْر قد جال وللنوء وَقد أغدق تنحّ فَإِن الطوفان قد حصر أرجال وللرعد وَقد صرخَ اسْكُتْ فقد آن لهَذِهِ الشقائق أَن تسلّت وللبرق وَقد نسخ آيَة اللَّيْل استدرك غلطك لئلاّ تبكّت أما ترى هَذِه الْعُلُوم الجمة وَقد زخر بحرها وَأثر فِي الْأَلْبَاب سحرها وَهَذِه الْفَضَائِل وَكَيف تفننت فنونها عيونها وتهدلت بالثمرات أفنانها وزخرفت بالمحاسن جنانها وَهَذِه الألمعية وَكَيف ذهّبت الأصائل وَهَذِه اللوذعية وَمَا أبقت مقَالا لقَائِل وَهَذِه الْفَاضِل وَقد ذبالها وتقدد بهَا أَدِيم الظّلم وتشقق سربالها وَهَذِه البراعة الَّتِي فاضت فَكل مِنْهَا سَكرَان طافح وَهَذِه الفصائح وَمَا غادرت بَين الجوانح وَهَذِه البلاغة وَقد سَالَتْ بأعناق الْمطِي بهَا الأباطح وَهَذِه الصِّنَاعَة وَقد استعين إِلَّا رابح وَهَذِه الحكم البوالغ وَهَذِه النعم السوابغ وَهَذِه الديم الَّتِي لَا يمْلَأ حَوْضهَا من إِنَاء فارغ وَهَذِه الشيم الَّتِي لَو تنكرت ثمَّ مزجت بالفرات لما سرت لسائغ وَهَذِه الهمم الَّتِي برقتْ بتوجهه فكسفت عناية عارضها وكفت غواية الْبَرْق وَقد ولع وَخط مشيبه بخطّ عارضها حَتَّى جلاها وأضحاها وأغطش لَيْلهَا وَأخرج ضحاها وَنفخ رماد سحابها المنجلي عَن اللهب وصفّح جوها الفضي وسمرته الشَّمْس بِالذَّهَب وجلا صدأ تِلْكَ اللَّيْلَة عَن صفيحة ذَلِك الْيَوْم المشمس وبدّل بذلك الضَّوْء المطمع من ذَلِك الْغَيْم المؤيس ونقى لازورد السَّمَاء من تِلْكَ الشوائب وَوقى عرض ذَلِك النَّهَار اليقق من المعايب وأترع غَدِير ذَلِك الصَّباح خَالِصا من الرنق وضوّع عنبر ذَلِك الثرى خَالِيا من اللثق وأطلع شمس ذَلِك الْيَوْم يوشّع جَانب مشرقها ويوشّي بذائب اللهب رِدَاء أفقها فَقلت (كَأَنَّمَا الْيَوْم وَقد موّهت ... مشرقها الشَّمْس وَلَا جَاحد) (ثوب من الشّرب ولكنّه ... طرّز مِنْهُ كمه الْوَاحِد) أسْتَغْفر الله بل بشر ذَلِك البشير بل الْملك الْكَرِيم وصفيحة وَجهه المتهلل الوسيم بل صحيفَة عمله وصبيحة عمله وصبيحة أمله وأنموذج إيثاره وصنو يَده الْبَيْضَاء وآثاره وشبيه مَا بفضّة لؤلؤه من نثاره وَغير هَذَا من ندى أياديه الْبيض على لإقلال العدّ أَو أكاره لله تِلْكَ الْيَد) المقبّلة وَللَّه تِلْكَ الْيَد المؤملة وَللَّه تِلْكَ الْمَوَاهِب المجزلة وَللَّه تِلْكَ الرَّاحَة الَّتِي لَا يُقَاس بهَا الثريا وَلَا تَجِيء الجوزاء أُنْمُلَة وَللَّه ذَلِك الْبَين السَّاحر وَذَلِكَ البنان الساخر وَذَلِكَ اللِّسَان المذرّب وَالْبَحْر الزاخر وَذَلِكَ إِلَّا لِسَان الَّذِي طَال بَاعَ علمه وطار فَأوقد ضرام الْيَوْم المشمس شُعَاع فهمه وطاب جنى ثمره وجناب حلمه وَطَاف الأَرْض صيته ونفق كاسد الْفَضَائِل باسمه وَللَّه لله لسيدٍ جَاءَ بِالْفَضْلِ كلّه وألّى بالمر على جلّه واقتبس من نوره وَأَوَى إِلَى ظله لقد ألبس الْمَمْلُوك رِدَاء الفخار وعرفه العوم وَكَانَ لَا يطْمع أَن يشق بحره الزخار ومحا عَنهُ صبغ دجنّة تِلْكَ اللَّيْلَة وَقصر من ذيلها وقهقر من سيلها وَأخذ بعقيصتها وغرّق فِي تيار النَّهَار لَيْلهَا

وَأطلق لِسَانه من الاعتقال وأنطق بَيَانه فَقَالَ ووفقه فِي الْبَيَان وَلَوْلَا توفيقه مَا نطق وَوَقفه وَلَوْلَا إيقافه لغبّر على آثاره فِي وَجه من سبق وَقَامَ وَأقَام الْحجَّة على البلغاء حَيْثُ لَا يجد من يَقُول إِلَّا صدق تمت فَلَمَّا رَأَيْت مَا هالني وغلّ عَقْلِي وغالني عدلت عَن النثر فِرَارًا ألوذ بالنظم وَقلت جَوَابا (جَاءَ الْجَواب يزفّ مِنْك فواضلا ... ويرف فِي روض النَّبَات خمائلا) (أغرقت غرّ السّحب حِين وصفتها ... يَا من غَدا بحراً يموج فضائلا) (لَو لم تكن يمناك بجراً زاخراً ... مَا أرْسلت تِلْكَ السطور جداولا) (ضربٌ من السحر الْحَلَال مَتى تشا ... أخرجته فَيَعُود ضربا دَاخِلا) (مَا إِن جلا رَاوِيه حور بَيَانه ... إِلَّا وزان مشاهداً ومحافلا) (فَمَتَى يروم بِهِ اللحاق مقصرٌ ... والنجم أقرب من مداه تناولا) (أبرزته أفقاً فكلّ قرينَة ... برج حوى مَعْنَاهُ بَدْرًا كَامِلا) (فَكَأَنَّمَا تِلْكَ الْحُرُوف حدائق ... أمست مَعَانِيهَا تصيح بلابلا) (وَكَأن ذَاك الطّرس خدٌّ رائق ... والسطر فِيهِ غَدا سَائِلًا) (مهلا أَبَا الْعَبَّاس قد أفحمتني ... وتركتني بعد التحلي عاطلا) (بِاللَّه قل لي عِنْدَمَا سطّرته ... هَل كنت تزْعم أَن تجيب الفاضلا) (أَقْسَمت لَو باراك فِي إنشائه ... مَا كَانَ ضمّ على اليراع أناملا) (حرّكت مِنْك حميّةً عدويّةً ... مَلَأت فضاء الطرس مِنْك جحافلا) (كم فِيهِ من لامٍ كلأمة فارسٍ ... قد هزّ من ألفات قدّك ذابلا) ) (هَل شِئْت أَن تنشي الْجَواب سَحَابَة ... تندى فَجَاءَت مِنْك سيلاً سَائِلًا) (يَا فَارس الْإِنْشَاء رفقا بِالَّذِي ... نازلته يَوْم الترسل رَاجِلا) (لَو رام أَن يجْرِي وَرَاءَك خطْوَة ... نصبت لَهُ تِلْكَ الْحُرُوف حبائلا) (فاحبس عنانك قد تجاوزت المدى ... وَتركت سحبان الفصاحة باقلا) (والفاضل الْمِسْكِين أصبح فنّه ... من بعد مَا قد راج فِينَا خاملا) (فَاسْلَمْ لتبليغ النُّفُوس مرامها ... فالدهر فِي أَثوَاب فضلك مائلا) (كم فِيك من أملٍ يروق لأنني ... أَدْرِي بأنك لَا تخّيب آملا) فَأجَاب (وافى الكميّ بهَا يهزّ مناصلا ... ويروم صبغاً للشبيبة ناصلا)

(سبق الظلام بهَا بزينة ليله ... وَلَو انه فِي الْفَخر حلّى العاطلا) (حَمْرَاء قانية يذوب شعاعها ... وَيرى حَصى الْيَاقُوت مِنْهَا سَائِلًا) (حَمْرَاء قانية يحبّ كئوسها ... وَقع الصوارم والوشيج الذابلا) (ذهبية مَا عرق عانة كرمها ... لكنه كفّ الْكَرِيم شمائلا) (كفٌّ لمنبجس النوال كَأَنَّمَا ... دفع السُّيُول تمدّ مِنْهُ نائلا) (كرم خليليّ يمدّ سماطه ... ويشب نَارا للقرى وفواضلا) (ولهيب فكرٍ لَو تطير شرارة ... مِنْهُ لما بل السَّحَاب الوابلا) (يذكي بِهِ فِي كل صبحه قرةٍ ... فهما لنيران القرائح آكلا) (عجبا لَهُ من سَابق مُتَأَخّر ... فَاتَ الْأَوَاخِر ثمَّ فَاتَ أوائلا) (دانوه فِي شبه وَمَا قيسوا بِهِ ... من ذَا ترَاهُ للغمام مساجلا) (ماثل بِهِ الْبَحْر الخصمّ فَإِنَّهُ ... لَا يرتضي خلقا سواهُ مماثلا) (وافت عقيلته وَلَو بذل امْرُؤ ... فِيهَا اسْتَقل من البروج معاقلا) (جَاءَت شَبيه الخود فِي حللٍ لَهَا ... حمرٍ كنوّار الشَّقِيق مواثلا) (قد خضّبت بِدَم الحسود أما ترى ... أثر السوَاد بهَا عَلَيْهِ دلائلا) (حلل على سحبان تسحب ذيلها ... وتجرّ من طرف الذيول الفاضلا) (حكت الْهلَال يلوح طلع نقابها ... حَتَّى نضت فَرَأَيْت بَدْرًا كَامِلا) ) (بنت القريحة مَا ونت فِي خدرها ... حسن المليحة أَن تواصل عَاجلا) (جَاءَت تضوع من العناق أساوراً ... لَا بل تخوض من السُّيُول خلاخلا) (قبّلتها وأعدت تفبيلي لَهَا ... إِن المتيم لَا يخَاف العاذلا) (وَأَتَتْ وجيش النوء مرهوب السّطا ... مَلأ الْوُجُود لَهُ فَنًّا وقبائلا) (والبرق مشبوب الضرام لِأَنَّهُ ... صَاد الغزالة حَيْثُ مدّ حبائلا) (وافت وَرَأس الطود يشكو لمةً ... قد عمّمت بالثلج شيباً شَامِلًا) (مَلَأت بِهِ كلّ الفضاء فَلَا يرى ... إلاّ لجيناً جَامِدا أَو سَائِلًا) (وكأنما نثرت قراضة فضةٍ ... أَيدي البروق وَقد حرقن أناملا) (والأفق كالكأس المفضض ملؤه ... صهباء قد عقدت حباباً جائلا) (أثْنَاء يومٍ قد تقهقر ضوءه ... وبدا ذبالاً فِي الأصائل ناحلا) (والجوّ منخرق الْقَمِيص كَأَنَّهُ ... حنق يقدّ من السَّحَاب غلائلا) (والسيل منحدر يسلّ مهنداً ... إفرنده ذهب يمدّ سلاسلا)

(لله أَنْت أَبَا الصفاء فإنني ... ألْقى خَلِيلًا مِنْك لي ومخاللا) (أَنْت الَّذِي حلّقت صقراً أجدلا ... وضممت فِي برديك ليثاً باسلا) (يَا من ينفّق سوق كلّ فضيلةٍ ... أسئر فَمَا أبقيت بعْدك فَاضلا) وَمن مدائحه النبويّة مَا أنشدنيه من لَفظه ونقلته من خطّه (جنحت إليّ مَعَ الأَصْل الْمَذْهَب ... والركب ممتدُّ الخطا فِي الْمَذْهَب) (وَالْيَوْم مبيض الْإِزَار وإنّما ... جنب الْإِزَار مطرّز بالغيهب) (وَالشَّمْس قد همّت لتذهب رهبةً ... لكنّها بقيت لنا لم تذْهب) (وعَلى الأصائل رقة فَكَأَنَّمَا ... لبست نحول العاشق المتلهّب) (والجوّ حَيْثُ شممت ينْفخ عنبراً ... ويذرّ مِنْهُ فَوق فرق الْمغرب) (ومبشّر النّوّار جَاءَ مخلّقاً ... لَا شكّ قد خطرت نوافح يثرب) (وافى يبشّر بالحمى وبأهله ... يهنيكم هذي الْمَدِينَة وَالنَّبِيّ) (هذي الْمَدِينَة أشرقت أعلامها ... يهنيكم فوتم بأشرف مطلب) (هذي القباب كأنهن غرائس ... مجلوّة سفرت وَلم تتنقّب) ) (هذي الحائق والنخيل وماؤها ... نم واستظل من الهواجر واشرب) (هَذَا رَسُول الله جدّوا نَحوه ... تَجدوا النوال الجمّ والخلق الأبي) (هَذَا رَسُول الله هَذَا أحمدٌ ... هَذَا النقي الجيب هَذَا مطلبي) هَذَا صباح الْمُهْتَدي هَذَا ربيع المجتبي هَذَا شَفِيع المذنب (هَذَا النَّبِي الهاشميّ الْمُجْتَبى ... من نسل إِبْرَاهِيم أكْرم من أَب) (هَذَا المصفّى من سلالة آدم ... الطّيب ابْن الطّيب ابْن الطّيب) (شرفت بِهِ آباؤه وَأَتَتْ بِهِ ... أبناؤه والكلّ مثل الْكَوْكَب) (وَاخْتَارَهُ الله الْمُهَيْمِن ربّه ... وحباه بالقربى وعزّ المنصب) (آتَاهُ فِي الْمِعْرَاج فضلا لم يكن ... لسواه من دون البريّة قد حبي) (يَا حبّذا فِيهِ مهاجمة الدجى ... وَلَو انّه أَسد يصول بمخلب) (ودوام إِيرَاد الركاب صوادياً ... وَالْفَجْر مثل المَاء تَحت الطحلب) (لتنيخ فِي بَاب النبّي محمدٍ ... وتراح من طول الْمسير المتعب) (يَا معشر العشاق هَذَا أَنْتُم ... وحبيبكم وَاللَّيْل داجي الغيهب) (قومُوا انْظُرُوا وتمتّعوا بجماله ... وتأملو فجماله لم يحجب) (وتزوّدوا قبل الرحيل فإنّه ... لم يبْق غير هنيهةٍ لم تذْهب)

(قرب الْفِرَاق فليته لم يقترب ... منّا وليت مطيّه لم تقرب) (أَيَّام عمري مَا أَقمت بطيبةٍ ... اما سواهُ فإنني لم أَحسب) (لَيْت الزَّمَان يَدُوم لي بوصالها ... أَو لم يجد فبطيفها المتأوّب) وَمن شعره (شادنٌ جدّد وجدي بعد مَا ... صرت شَيخا لَيْسَ ترضاني الْعَجُوز) (قلت جَاوز لي متاعي قَالَ قل ... غير هَذَا ذَاك شيءٌ لَا يجوز) وَقَالَ (شربت مَعَ غادةٍ عَجُوز طلاً ... فاستصحبت بعد منعهَا العاده) (ليّنها السكر لي فحينئذٍ ... سلّمت أنّ الْعَجُوز قوّاده) وَقَالَ) (سل شجيّاً عَن فؤادٍ نزحا ... وخليّاً فيهم كَيفَ صَحا) (ومحبّاً لم يذقْ بعدهمْ ... غير تبريحٍ بهم مَا برحا) (مزج الدمع بذكراه لَهُم ... مثل خدّي من سقَاهُ القدحا) (زَارَهُ الطيف وَهَذَا عجب ... شبحٌ كَيفَ يلاقي شبحا) وَقَالَ (أأحبابنا والعذر منّا إِلَيْكُم ... إِذا مَا شغلنا بالنوى أَن نودّعا) (أبثّكم شوقاً أباري بِبَعْضِه ... حمام العابا رنّةً وتوجّعا) (أَبيت سمير الْبَرْق قلبِي مثله ... أقضّي بِهِ اللَّيْل التَّمام مروّعا) (وَمَا هُوَ شوق مُدَّة ثمَّ تَنْقَضِي ... وَلَا أَنه يبكي محباً مفجّعا) (وَلكنه شوق على الْقرب والنوى ... أغصّ المآقي مدمعاً ثمَّ مدمعا) (وَمن فَارق الأحباب فِي الْعُمر سَاعَة ... كمن فَارق الأحباب فِي الْعُمر أجمعا) وَقَالَ (لَا تسل بعد بَينهم مَا جرى لي ... من دموعٍ كأنهن الآلي) (خففت وَطْأَة الغرام وَلَكِن ... عرفت فِي الجفون طيف الخيال) وَقَالَ (يَقُول لي من شعره أسود ... كالليل بل بَينهمَا فرق) (قلت وَبِي من وَجهه أَبيض ... فَقَالَ لي هَذَا هُوَ الْحق) وَقَالَ

(وحقّ الَّذِي أبلى فُؤَادِي بحبكم ... وصيّر قلبِي فِيكُم هائماً صبّا) (محبكم المضنى على مَا عهدتم ... وَلم يجن فعلا فِي الْفِرَاق وَلَا ذَنبا) (ولكنّها الأقدار تجْرِي على الْفَتى ... وَتحمل فِيهَا من أحبّته عتبا) (أأحبابنا أَنْتُم بقلبي وناظري ... لذَلِك لَا أَشْكُو بعاداً وَلَا قربا) وَالظَّاهِر أَن مولده سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة أَو سنة سَبْعمِائة ولّما وَقع الطَّاعُون بِدِمَشْق سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قلق وهمع وزمع وتطاير كثيرا وراعى الْقَوَاعِد الطبية وانجمع عَن النَّاس وانعزل وعزم على الْحَج وَاشْترى الْجمال وَبَعض الْآلَات ثمَّ إنّه بَطل ذَلِك وَتوجه بِزَوْجَتِهِ ابْنة) عَمه إِلَى الْقُدس الشريف وولديه وصاموا هُنَاكَ رَمَضَان فَمَاتَتْ زَوجته هُنَاكَ ودفنها بالقدس فِي شهر رَمَضَان وَحضر إِلَى دمشق وَهُوَ طَائِر الْعقل فَيوم وُصُوله برد وَحصل لَهُ حمّى ربع وأضعفته إِلَى أَن بحرنت بصرع وَتُوفِّي رَحمَه الله وسامحه يَوْم عَرَفَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن عِنْد وَالِده وأخيه بدر الدّين مُحَمَّد بالصالحية وكتبت أَنا إِلَى أَخِيه القَاضِي عَلَاء الدّين أعزيه فِيهِ بِكِتَاب هَذَا نسخته يقبل الأَرْض وَيُنْهِي مَا عِنْده من الْأَلَم الَّذِي برّح والسقم الَّذِي جرّ ذيول الدمع على الخدود وجرّح لما قدّره الله من وَفَاة القَاضِي شهَاب الدّين سقته بألطف أندائها وأغزرها ساريات الْغَمَام ف إنّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون قَول من غَابَ شهابه وآب التهابه وذاب قلبه فَصَارَ للدمع قليبا وشاب فوده لّما شبّ جمر فُؤَاده وَلَا غرو فيومه جعل الْولدَان شيبا فيا أسفا على ذَلِك الْوَجْه المليء بالملاحة وَاللِّسَان الَّذِي طالما سحر الْعُقُول ببيانه فصاحت يَا ملك الفصاحة وَالْيَد الَّتِي كم روّضت الطروس أقلامها وأنشأت أسجاعاً لم تذكر مَعهَا بانات الْحمى وَلَا حمامها فَكَأَن أَبَا الطّيب مَا عَنى سواهُ بقوله (تعثّرت بك فِي الأفواه ألسنها ... وَالْبرد فِي الطّرق والأقلام فِي الْكتب) فرخم الله ذَلِك الْوَجْه وبلّغه مَا يرجوه وضوّأه بالمغفرة يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه لقد فقد الْمجد المؤثل مِنْهُ ركنا تتكثر بِهِ الْجبَال فَمَا تقله وَلَا تستقله وعدمت الْآدَاب مِنْهُ بارعاً لَو عاصره الجاحظ مَا كَانَ لَهُ جاحداً وَالْبيع علم أَن مَا فض لَهُ فَضله وَغَابَ عَن الْإِنْشَاء مِنْهُ كَاتب لَيْسَ بَينه وَبَين الْفَاضِل لَوْلَا أَخُوهُ مثله أَتَرَى ابْن المعتز عناه بقوله (هَذَا أَبُو الْعَبَّاس فِي نعشه ... قومُوا انْظُرُوا كَيفَ تَزُول الْجبَال) وَمَا يَقُول الْمَمْلُوك فِي هَذَا الْبَيْت الْكَرِيم إِلَّا إِن كَانَ قد غَابَ بدره وأفل شهابه أَو غاض قطره وتقشّع سحابه فَإِن نيّره الْأَعْظَم بَاقٍ فِي أوجه وبحره الزاخر متلاطم فِي موجه وَفِي بَقَاء مَوْلَانَا خلف عَمَّن سلف وَعوض عَمَّا انْهَدم رُكْنه أَو نقض وجبر لمن عدم الْجلد وَالصَّبْر وَالله

يمتع الْوُجُود بحياته وَيجمع لَهُ بَين ثَوَابه وثباته لِأَنَّهُ قد عَاشَ الدّر المفديّ بِالذَّهَب وأضاءت شمس الْمَعَالِي إِن كَانَ قد خمد اللهب (علم الله كَيفَ أَنْت فأعطا ... ك المحلّ الْجَلِيل من سُلْطَانه) جعل الدّين فِي ضمانك وَالدُّنْيَا فعش سالما لنا فِي ضَمَانه) وَقد نظم الْمَمْلُوك قصيدةً مختصرة فِي رثاء الْمشَار إِلَيْهِ وَجعل ألفاظها تبكيه وقوافيها تنوح عَلَيْهِ وَهِي (الله أكبر يَا ابْن فضل الله ... شغلت وفاتك كلّ قلبٍ لاه) (كلّ يَقُول وَقد عرته كآبة ... واهاً لفقدك إِن صبري واه) (فقدت بك الْأَمْلَاك بَحر ترسلٍ ... متلاطم الأمواج بالأمواه) (يَا وَحْشَة الْإِنْشَاء مِنْك لكاتبٍ ... أَلْفَاظه زهر النُّجُوم تباهي) (وتوجع الْأَشْعَار فِيك لناظمٍ ... من لطفه لشذا النسيم يضاهي) (كم أَمْسَكت يمناك طرساً أبيضاً ... فأعدته فِي الْحَال طرزاً باهي) (كم قد أدرت من القريض قوافياً ... هِيَ نشوة الناشي وزهو الزاهي) (ورسالة أنشأتها فِي حانة النّبا ... ذِ حازت حَضْرَة الفكّاه) (وَوضعت فِي الْآدَاب كلّ مصنّفٍ ... قَالَت لَهُ البلغاء زاهٍ زاه) (كم قد خطرت على المجرّة رافلاً ... يَوْم الفخار بمعطفٍ تياه) (شخصت لعلياك النُّجُوم تَعَجبا ... وَلَك السّهى يرنو بطرفٍ ساه) (مَا كنت إلاّ وَاحِد الدَّهْر الَّذِي ... يسمو على الأنظار والأشباه) (من بعْدك الْكتاب قد كتبُوا فَمَا ... يَجدونَ منجاةً لَهُم من جاه) (أقلامهم قد أملقت وَرمى الردى ... أدواتهم ودواتهم بدواهي) (وطروسهم لبست حداد مدادها ... أسفا عَلَيْك مؤكداً بسفاه) (أما الْقُلُوب فإنّها رهن الأسى ... ترد الْقِيَامَة وَهِي فِيك كَمَا هِيَ) (أبدا يخيّل لي بأنك حَاضر ... تملي الْفُؤَاد لي وَأَنت تجاهي) (فتعزّ فِيهِ واصطبر لمصابه ... يَا خير مولّى آمرٍ أَو ناهي) (فدوام ظلّك فِي الْبَريَّة نعْمَة ... ولشكرها حتم على الأفواه) (لَا زَالَ جدّك فِي المبادىء صاعداً ... رتباً سعادتها بِغَيْر تناهي) إِن شَاءَ الله تَعَالَى

أحمد بن يزيد

3 - (أَحْمد بن يزِيد) 3 - (أَبُو جَعْفَر المهلبي) ) أَحْمد بن يزِيد بن مُحَمَّد المهلبي أَبُو جَعْفَر أديب شَاعِر راوية ذكره المرزباني فِي مُعْجَمه وَله قصيدة مدح فِيهَا الْمُوفق يهنئه بِفَتْح الْبَصْرَة مِنْهَا (قل للأمير هُنَاكَ النَّصْر الظفر ... وَفِيهِمَا للإله الْحَمد وَالشُّكْر) (مَا فَوق فتحك فتح للفتوح كَمَا ... مَا فَوق فخرك يَوْم الْفَخر مفتخر) (يَا ابْن الخلائف قد أَو دعتنا نعما ... أُخْرَى اللَّيَالِي فَمَا يعْفُو لَهَا أثر) (رَاح الظلام وَرَاح الصُّبْح منصدعاً ... للناظرين المسالك والأمصار والكور) (إِن الْأَمِير إِذا صحّت عزيمته ... أضحت لَهُ نوب الْأَيَّام تأتمر) وَكتب إِلَى الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْكَرْخِي يهنئه بِزَوَال نكبةٍ نالته من أَبْيَات (لِيَهنك أَمن بعد سبلٍ مخوفةٍ ... وَمَا خير سبل الْمجد إلاّ مخوفها) (وَعطفه رَأْي من مليكٍ مسلّط ... وَأفضل آراء الْمُلُوك عطوفها) (وَإِن صروف الدَّهْر تلعب بالفتى ... أفانين وَالْأَيَّام جدٌ صروفها) قلت شعر متوسط 3 - (الْحلْوانِي المقرىء) أَحْمد بن يزِيد الْحلْوانِي المقرىء أحد الْأَئِمَّة قَرَأَ على قالون وعَلى هِشَام ابْن عمار وَخلف بن هِشَام وَمَات فِي حُدُود السِّتين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن أبي خَالِد وَزِير الْمَأْمُون) أَحْمد بن يزِيد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي

خَالِد الْأَحول الْكَاتِب مولى عَاصِم بن الْوَلِيد بن عَتبه بن ربيعَة أَصله من الْأُرْدُن كَاتب كتب لأمراء دمشق وترقت حَاله إِلَى أَن وزر لِلْمَأْمُونِ بعد الْحسن بن سهل أخي ذِي الرياستين وَكَانَ يكنى وَالِده وَلَا يُسَمِّيه خوفًا من الْمَأْمُون قَالَ الصولي حَدثنِي الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل سَمِعت إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس يَقُول بَعَثَنِي أَحْمد بن أبي خَالِد إِلَى طَلْحَة بن طَاهِر فَقَالَ لي قل لَهُ لَيست لَك ضَيْعَة بِالسَّوَادِ وَهَذِه ألف ألف دِرْهَم بعثت بهَا إِلَيْك لم أبْعث بهَا جاهاً وَلَا مَالا واشتر بهَا ضَيْعَة وَوَاللَّه لَئِن فعلت لتبرّنني وَإِن عصيت لتعصينّني فردّها وَقَالَ أَنا أقدر على مثلهَا وَأخذ واغتنام الْحَال بَيْننَا يرْتَفع عَن أَن يزِيد فِي الوداد أَخذهَا أَو ينقصهُ ردهَا قَالَ إِبْرَاهِيم فَمَا رَأَيْت أكْرم مِنْهُمَا وَكَانَ أَحْمد سيّء اللِّقَاء عَابس الْوَجْه يهرّ فِي وَجه الْخَاص وَالْعَام غير أَن فعله أحسن من لِقَائِه وَكَانَ من عرف) أخلاقه وصبر على مداراته نَفعه وأكسبه وَركب من دَاره يُرِيد دَار الْمَأْمُون فَلَمَّا رأى كَثْرَة النَّاس حوله قَالَ قد ضيقتم علّي طريقي وشغلتموني عَن خدمَة السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ رجل عمريّ احْمَد الله فقد أَعْطَاك مَا لم يُعْطه نبيه عَلَيْهِ اللَّام قَالَ وَمَا ذَاك قَالَ لأنّه يَقُول وَلَو كنت فظّاً غليظ الْقلب لانفضّوا من حولك وَأَنت فظ غليظ وَنحن نتكاثر عَلَيْك قَالَ فَمَا حَاجَتك قَالَ ترتيبي فِي دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ قد فعلت قَالَ وتقضي ديني قَالَ كم هُوَ قَالَ ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم قَالَ قد قَضيته وَكَانَ شَرها وحكاياته فِي ذَلِك مَعْرُوفَة فَأجرى الْمَأْمُون عَلَيْهِ كل يَوْم ألف دِرْهَم لمائدته لِئَلَّا يشره إِلَى طَعَام النَّاس ويمدّ إِلَى هَدِيَّة تَأتيه حَتَّى قَالَ فِيهِ دعبل (شكرنا الْخَلِيفَة إحرازه ... على ابْن أبي خالدٍ نزله) (فكفّ أَذَاهُ عَن الْمُسلمين ... وصيّر فِي بَيته أكله) (وَقد كَانَ يقسم أشغاله ... فصيّر فِي نَفسه شغله) وَقَالَ قَرَأَ ابْن أبي خَالِد على الممون قصَص النَّاس وجاع فمرت بِهِ قصَّة فِيهَا فلَان ابْن فلَان اليزيدي فقرأه الثريدي فَقَالَ الْخَلِيفَة يَا غُلَام صَحْفَة مَمْلُوءَة ثريداً لأبي الْعَبَّاس فَإِنَّهُ أصبح جائعاً فَقَالَ مَا أَنا بجائع وَلَكِن صَاحب الْقِصَّة أَحمَق نقط على الْيَاء ثَلَاث نقطٍ فقالٍ مَا أَنْفَع حمقه لَك وأحضرت الصحفة فَخَجِلَ أَحْمد فَقَالَ الْمَأْمُون بحياتي عَلَيْك إلاّ مَا ملت إِلَيْهَا فَأكل حَتَّى اكْتفى وَغسل يَده وعاود الْقِرَاءَة فمرت بِهِ قصَّة وَعَلَيْهَا فلَان ابْن فلَان الْحِمصِي فقرأها الخبيصي فَقَالَ الْمَأْمُون يَا غُلَام جَام مملوّ خبيصاً فَقَالَ يَا سَيِّدي صَاحب الْقِصَّة أَحمَق فتح الْمِيم سنّتين فَقَالَ لَوْلَا حمقه وحمق صَاحبه متّ أَنْت الْيَوْم جوعا فَأتي بالجام الخبيص فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون بحياتي عَلَيْك إلاّ مَا ملت إِلَيْهِ فَأكل وَغسل يَده وعاود الْقِرَاءَة فَمَا صحّف حرفا حَتَّى انْقَضى الْمجْلس

قاضي الجماعة البقوي

وَقَالَ ابْن أبي خَالِد كنت بَين يَدي الْمَأْمُون ُأكَلِّمهُ فحضرتني عطسة فرددتها ففهم الْمَأْمُون ذَلِك فَقَالَ يَا أَحْمد لم فعلت ذَلِك أما علمت أَنه رُبمَا قتل ولسنا نحمل أحدا على هَذِه الخطة فدعوت لَهُ وَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا سَمِعت كلمة لملك أشرف من هَذِه قَالَ بلَى كلمة هِشَام حِين أَرَادَ الأبرش الْكَلْبِيّ أَن سوّي عَلَيْهِ ثَوْبه فَقَالَ لَهُ هِشَام إِنَّا لَا نتَّخذ الإخوان خولاً ولّما توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ صلّى عَلَيْهِ الْمَأْمُون ووقف على قَبره فَلَمَّا دلّي فِيهِ قَالَ رَحِمك الله أَنْت وَالله كَمَا قَالَ الشَّاعِر) (أَخُو الجدّ إِن جدّ الرِّجَال وشمّروا ... وَذُو باطلٍ إِن كَانَ فِي الْقَوْم بَاطِل) وَله ذكر فِي تَرْجَمَة صَالح بن عَليّ الأضخم تدل على كرم فلتطلب هُنَاكَ وَقيل إِنَّه كَانَ مأبوناً وَكَانَ السَّبَب فِي اتِّصَال أَحْمد ابْن أبي خَالِد بالمأمون أَن الرشيد لما قتل جعفراً وَسخط على البرامكة شخص إِلَى الرقة وَحمل يحيى وَولده الْفضل إِلَى حبس الرقة فاتصل بِأَحْمَد خبرهما فَلم يزل يحتال فِي الْوُصُول إِلَيْهِمَا إِلَى أَن تهيّأ لَهُ ذَلِك فَدخل على يحيى وعرفه قَصده إيَّاهُمَا فَشكر لَهُ يحيى ذَلِك وَقَالَ كنت أحب لَو قصدتني وَقت الْإِمْكَان لنقدر على مكافأتك فَشكر لَهُ أَحْمد ذَلِك وَسَأَلَهُ المنّ عَلَيْهِ بِقبُول شَيْء حمله إِلَيْهِ وتضرّع لَهُ فدافعه يحيى وَقَالَ نَحن فِي كِفَايَة فألح عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَن مِقْدَاره فَقَالَ عشرَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ يحيى قد قبلت ذَلِك وَوَقع موقعه فادفعه إِلَى هَذَا السجان ليصرفه فِي نفقاتنا وَقَالَ لَهُ يحيى إِن حَالنَا لَا تقوم بمكافأتك وَلَكِنِّي أكتب لَك كتابا إِلَى رجل سيقوم بِأَمْر الْخَلِيفَة الَّذِي يملك الْأَمر بخراسان فأوصل كتابي إِلَيْهِ فإنّه يقوم بحقك وَكتب لَهُ على قريطيس أحرفاً يسيرَة وطواه وَوضع عَلَيْهِ خَاتمه وَقَالَ إِذا شِئْت فَامْضِ مصاحباً فِي ستر الله وَانْصَرف أَحْمد ابْن أبي خَالِد فِي شَأْنه فَلَمَّا تقلّد الْفضل بن سهل أَمر الْمَأْمُون وَظهر على الْأمين قصد أَحْمد ابْن أبي خَالِد خُرَاسَان وأوصل الْكتاب إِلَى الْفضل فلمّا قَرَأَهُ استبشر وَظهر السرُور فِي وَجهه وَأمره بالمصير إِلَى منزله فَلَمَّا وصلا وخلا بِهِ اعتنقه وقبّله وَقَالَ لَهُ أَنْت أعظم خلق الله علّي منَّة وأجلهم عِنْدِي يدا وَأمر بإنزاله منزلا يتَّخذ لَهُ ويفرش لَهُ وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ وجهّز إِلَيْهِ تخوت ثِيَاب وَخمسين ألف دِرْهَم وَاعْتذر إِلَيْهِ بِضيق الْحَال ثمَّ إنّه وَصفه لِلْمَأْمُونِ وقرّظه وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا وأوصله إِلَى الْمَأْمُون ثمَّ إنّه قَلّدهُ خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر 3 - (قَاضِي الْجَمَاعَة البقوي) أَحْمد بن يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن محمّد بن مخلد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أَحْمد ابْن الإِمَام بقّي بن مخلد قَاضِي الْجَمَاعَة الْعَلامَة أَبُو الْقَاسِم ابْن

أحمد بن يعقوب

أبي الْوَلِيد الْقُرْطُبِيّ الْأمَوِي البقوي تفرد بالرواية عَن جمَاعَة وَهُوَ آخر من حدّث فِي الدُّنْيَا عَن شُرَيْح وَآخر من روى الْمُوَطَّأ عَن ابْن عبد الْحق وحدّث هُوَ وَجَمِيع آبَائِهِ ولي قُضَاة الْجَمَاعَة بمراكش مُضَافا إِلَى خطتي الْمَظَالِم وَالْكِتَابَة الْعليا فحمدت سيرته وَلم تزِدْه الرّفْعَة إلاّّ تواضعاً ثمَّ صرف عَن ذَلِك كُله وَأقَام إِلَى أَن قلد قَضَاء بَلَده ثمَّ صرف عَنهُ قبل وَفَاته تجَاوز ثمانياً وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي) سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (أَحْمد بن يَعْقُوب) 3 - (برزويه النَّحْوِيّ) أَحْمد بن يَعْقُوب بن يُوسُف أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ غُلَام نفطويه الْمَعْرُوف ببرزويه الْأَصْبَهَانِيّ توفّي سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة أَخذ عَن أبي خَليفَة الْفضل بن حباب وَمُحَمّد بن الْعَبَّاس اليزيدي وَغَيرهمَا 3 - (القَاضِي أَبُو الْمثنى) أَحْمد بن يَعْقُوب أَبُو الْمثنى القَاضِي كَانَ مِمَّن سعى فِي بيعَة عبد الله ابْن المعتز فَأَخذه المقتدر وَقَتله صبرا ضرب عُنُقه قَالَ الصولي وَهُوَ أول قَاض قتل صبرا فِي الْإِسْلَام لَا يعرف ذَلِك فِي دولة بني أُميَّة وَلَا فِي دولة بني الْعَبَّاس قبل الَّذِي جرى على أبي الْمثنى قَتله مؤنس الْخَادِم يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة خلت من شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو بكر النَّحْوِيّ) أَحْمد بن يَعْقُوب بن نَاصح الْأَصْبَهَانِيّ الأديب أَبُو بكر النَّحْوِيّ ذكره الْحَاكِم فَقَالَ هُوَ نزيل نيسابور وَسمع بأصبهان مُحَمَّد بن يحيى بن مَنْدَه الْأَصْبَهَانِيّ وأقرانه مَاتَ بنيسابور قبل الْخمسين وَبعد الْأَرْبَعين والثلاثمائة وَكتب عَنهُ الْحَاكِم وَأسْندَ إِلَيْهِ فِي كِتَابه حديثين 3 - (جمال الدّين ابْن الصَّابُونِي) أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن يَعْقُوب الإِمَام جمال الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن شرف الدّين ابْن الصَّابُونِي مولده بدار الحَدِيث النوريّة بِدِمَشْق سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة أجَاز لي وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَهُوَ من ذُرِّيَّة عبد المحسن بن حمود الأديب وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ جمال الدّين نزيل

ابن شكيل الصدفي

الْقَاهِرَة وعني بِالْحَدِيثِ وحصّل الْأُصُول أسمعهُ وَالِده من ابْن النجاري وطبقته وَطلب بِنَفسِهِ وتميّز وَمهر وَكَانَ حسن المذاكرة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (ابْن شكيل الصَّدَفِي) أَحْمد بن يعِيش بن شكيلبفتح الشين الْمُعْجَمَة وَكسر الْكَاف وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف) وَبعدهَا لامالصدفي أَبُو الْعَبَّاس الشريشي قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم أحد الشُّعَرَاء الفحول مَعَ نزاهة سابغة الذيول وَله ديوَان شعر وقفت عَلَيْهِ وتخيرت مِنْهُ مَا نسبته إِلَيْهِ وَتُوفِّي معتبطاً سنة خمس وسِتمِائَة وَله فِي مقتل أبي قَصَبَة الْخَارِج فِي جزولة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وفيهَا افتتحت جَزِيرَة منورقة بالنُّون (الله أطفأ مَا أذكى أَبُو قصبه ... من حربه وأزال السّحر بالغلبه) (أَمر الْخَلِيفَة وافاه على عجلٍ ... يَدعُوهُ للحقّ لما اغتره كذبه) (فَمن أَرَادَ سؤالاً عَن قَضيته ... فجملة الْأَمر أنّ الْحق قد غَلبه) (لقد شفى النَّفس أَن وافى بهامته ... صدر الْقَنَاة مَكَان الصَّدْر والرقبه) (لما استمرّ جماحاً فِي ضلالته ... عَادَتْ عَلَيْهِ لجاماً تلكم القصبه) (كَانَت عَصَاهُ الَّتِي غرّ الْأَنَام بهَا ... لما يقرّب من نَار الوغى حطبه) (يَا خجلة الْقَلَم الْمَحْمُود إِذْ ذكرُوا ... أنّ البراعة للأقلام منتسبه) (أطلّ يعثر فِي أذيال مشيته ... من الْحيَاء ويلحى قومه الخلبه) (قد أحزنته شماتات السيوف بِهِ ... لّما ولين وأضحى حائن العصبه) (كم من حسام لَدَى الهيجاء منصلتٍ ... لَا يردع الدّرع حدّيه وَلَا اليلبه) (ينهل قطر المنايا من مضاربه ... كَأَن مزناً بِأَعْلَى مزنه سكبه) (كَأَنَّهُ الْجَدْوَل السيّال يجذبه ... كفّ النسيم إِذا مَا ميّلوا شطبه) وَقَالَ من قصيدة (ألبستنا العذل أبراداً مفوّفةً ... وَنحن بِالْحَمْد والذكرى نوشّعها) (ذمّ الزَّمَان فأبداكم لنحمده ... وَتلك حجّة صدقٍ لَيْسَ يَدْفَعهَا) (وشقّ حجب خفاياه فلحت كَمَا ... ينشقّ عَن جبهة الغراء برقعها) وَقَالَ فِي حمّام (تلهي الْعُيُون رقومه فَكَأَنَّهَا ... قد ألبست ساحاته ديباجا) (مَجْمُوعَة أضداده فترى بهَا ... نَار الغضا والوابل الثجّاجا) (حرّان منسكب الدُّمُوع كَأَنَّمَا ... يَحْكِي بِذَاكَ العاشق المهتاجا)

أحمد بن يوسف

(دحيت بسيطة أرضه من مرمرٍ ... فَجرى الزّجاج بِهِ وثار عجاجا) ) (وجلت سماوته السَّمَاء وإنّما ... جعلت مَكَان النّيرات زجاجا) (قَامَت على عمد جلين عرائساً ... فترى لَهَا السّمك المكلّل تاجا) وَقَالَ فِي سوسنة أودعت شَقِيقَة (سوسنةٌ بَيْضَاء قد أودعت ... شَقِيقَة قانية الْبرد) (أبيضها ينشق عَن أحمرٍ ... كالبرقع انشقّ عَن الخدّ) وَقَالَ أَيْضا (مفتتن فِي نَفسه فاتن ... لغيره لَيْسَ لَهُ كنه) (جال على مرآته لحظه ... فانعكس السحر بِهِ عَنهُ) (أبرزه الحمّام فِي حليةٍ ... من عرقٍ لؤلؤها مِنْهُ) (يحيا بِهِ الوجد وَذَاكَ اسْمه ... فَلَا يسلني أحدٌ من هُوَ) (قد قلت للبدر امتحاناً لَهُ ... كن مثله يَا بدر أَو كنه) 3 - (أَحْمد بن يُوسُف) 3 - (وَزِير الْمَأْمُون) أَحْمد بن يُوسُف بن الْقَاسِم بن صبيح الْكَاتِب القفطي أَبُو جَعْفَر من أهل الْكُوفَة كَانَ يتَوَلَّى ديوَان الرسائل لِلْمَأْمُونِ وَكَانَ أَخُوهُ الْقَاسِم بن يُوسُف يدعى أنّه من بني عجل وَلم يدّع أَحْمد ذَلِك قَالَ المرزباني كَانَ مولّى لبني عجل ومنازلهم الْكُوفَة وزر أَحْمد لِلْمَأْمُونِ بعد أَحْمد ابْن أبي خَالِد وَمَات فِي قَول الصولي سنة ثَلَاث عشرَة وَقَالَ غَيره سنة أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أَحْمد وَأَخُوهُ شاعرين أديبين وأولادهما جَمِيعًا أهل الْأَدَب يطْلبُونَ الشّعْر والبلاغة حدّث الصولي عَن أبي الْحَارِث النَّوْفَلِي قَالَ كنت أبْغض الْقَاسِم بن عبيد الله لمكروه نالني مِنْهُ فَلَمَّا مَاتَ أَخُوهُ الْحسن قلت على لِسَان ابْن بسام (قل لأبي الْقَاسِم المرجى ... قابلك الدَّهْر بالعجائب) (مَاتَ لَك ابْن وَكَانَ زيناً ... وعاش ذُو الشّين والمعائب)

(حَيَاة هَذَا كموت هَذَا ... فَلَيْسَ تَخْلُو من المصائب) وإنّما أَخذه من قَول أَحْمد بن يُوسُف الْكَاتِب (أَنْت تبقى وَنحن طرّاً فداكا ... أحسن الله ذُو الْجلَال عزاكا) ) (فَلَقَد جلّ خطب دهرٍ أَتَانَا ... بمقادير أتلفت ببغّاكا) (عجبا للمنون كَيفَ أَتَاهَا ... وتخطّت عبد الحميد أخاكا) (كَانَ عبد الحميد أصلح للمو ... ت من الببّغا وَأولى بذاكا) (شملتنا المصيبتان جَمِيعًا ... فَقدنَا هَذِه ورؤية ذاكا) انْتهى كَلَام الصولي قلت وَمثل هَذَا مَا كتبه ابْن المعتز إِلَى عبد الله بن سُلَيْمَان يعزيّه عَن ابْنه أبي مُحَمَّد ويسليه بِبَقَاء أبي الْحُسَيْن أبياتاً مِنْهَا (وَلَقَد غبنت الدَّهْر إِذْ شاطرته ... بِأبي الْحُسَيْن وَقد ربحت عَلَيْهِ) (وَأَبُو محمدٍ الْجَلِيل مصابه ... لَكِن يَمِين الْمَرْء خير يَدَيْهِ) وَقَالَ الصولي أول مَا ارْتَفع بِهِ أَحْمد بن يُوسُف أَن طَاهِرا أَمر الكتّاب لما قتل المخلوع أَن يكتبوا إِلَى الْمَأْمُون فَأَطَالُوا فَقَالَ طَاهِر أُرِيد أخصر من هَذَا فوصف لَهُ أَحْمد بن يُوسُف فَأحْضرهُ لذَلِك فَكتب أمّا بعد فَإِن المخلوع وَإِن كَانَ قسيم أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي النّسَب واللحمة فقد فرّق حكم الْكتاب بَينه وَبَينه فِي الْولَايَة وَالْحُرْمَة لمفارقته عصمَة الدّين وَخُرُوجه عَن إِجْمَاع الْمُسلمين قَالَ الله عزَّ وَجل لنوح عَلَيْهِ السَّلَام فِي ابْنه يَا نوح إِنَّه لَيْسَ من أهلك إنّه عمل غير صَالح وَلَا صلَة لأحد فِي مَعْصِيّة الله وَلَا قطيعة مَا كَانَت فِي ذَات الله وكتبت إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقد قتل الله المخلوع وأحصد لأمير الْمُؤمنِينَ أمره وأنجز لَهُ وعده فالأرض بِأَكْنَافِهَا أوطأ مهادٍ لطاعته وأتبع شَيْء لمشيئته وَقد وجهت إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ بالدنيا وَهُوَ رَأس المخلوع وبالآخرة وَهِي الْبردَة والقضيب فَالْحَمْد لله الْآخِذ لأمير الْمُؤمنِينَ بِحقِّهِ والكائد لَهُ من خَان عَهده ونكث عقده حَتَّى ردَّ الألفة وَأقَام بِهِ الشَّرِيعَة وَالسَّلَام على أَمِير الْمُؤمنِينَ وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَرضِي طَاهِر بذلك ونفذه وَوصل أَحْمد بن يُوسُف وقدّمه وَأهْدى أَحْمد بن يُوسُف هَدِيَّة إِلَى الْمَأْمُون فِي يَوْم نيروز وَكتب مَعهَا (على العَبْد حقٌّ فَهُوَ لَا شكّ فَاعله ... وَإِن عظم الْمولى وجلّت فضائله) (ألم ترنا نهدي إِلَى الله مَاله ... وَإِن كَانَ عَنهُ ذَا غنى فَهُوَ قابله) (وَلَو كَانَ يهدى للكريم بِقَدرِهِ ... لقصّر فضل المَال عَنهُ وسائله) (ولكنّنا نهدي إِلَى من نعزّه ... وَإِن لم يكن فِي وسعنا مَا يُعَاد لَهُ) ) وَقَالَ مُوسَى بن عبد الْملك وهب لي أَحْمد بن يُوسُف ألف ألف دِرْهَم فِي مَرَّات وَكَانَ

يرْمى بأنّه يعبث بمُوسَى بن عبد الْملك يتعشقه وعاتبه فِيهِ مُحَمَّد ابْن الجهم الْبَرْمَكِي فَكتب إِلَيْهِ أَحْمد بن يُوسُف (لَا تعذلنَّي يَا أَبَا جَعْفَر ... لوم الأخلاء من اللوُّم) (إِن استه مشربَة حمرَة ... كأنّها وجنة ملكوم) فَتقدم مُحَمَّد إِلَى البَجلِيّ وَكَانَ فِي ناحيته فَأَجَابَهُ (لست بلاحيك على حبِّه ... وَلست فِي ذَاك بمذموم) (لأنّه فِي استه سخنة ... كأنّها سخنة مَحْمُوم) حكى عَليّ بن يحيى ابْن أبي مَنْصُور أَن الْمَأْمُون كَانَ إِذا تبخرَّ طرح الْعود والعنبر فَإِذا تبخر أَمر بِإِخْرَاج المجمرة ووضعها تَحت الرّجل من جُلَسَائِهِ إِكْرَاما لَهُ فَحَضَرَ أَحْمد بن يُوسُف يَوْمًا وتبخر الْمَأْمُون على عَادَته ثمَّ أَمر أَن يوضع المجمر تَحت بن يُوسُف فَقَالَ هاتوا إِذا الْمَرْدُود فَقَالَ ألنا يُقَال هَذَا وَنحن نصل رجلا وَاحِدًا بِسِتَّة آلَاف ألف دِينَار إنّما قصدنا إكرامك وَأَن أكون أاوأنت قد اقْتَسَمْنَا بخوراً وَاحِدًا يحضر عنبر فأحضر مِنْهُ شَيْء فِي غَايَة الْجَوْدَة فِي كل قِطْعَة فِي المجمر يبخّر بهَا أَحْمد وَيدخل رَأسه فِي زيقه حَتَّى ينْفد بخورها وَفعل بِهِ ذَلِك وبقطعة ثَانِيَة وثالثة وَهُوَ يَصِيح ويستغيث وَانْصَرف إِلَى منزله وَقد احْتَرَقَ دماغه واعتلَّ وَمَات وَكَانَت لَهُ جَارِيَة يُقَال لَهَا نسيم كَانَ لَهَا من قلبه مَكَان خطير فَقَالَت ترثيه (وَلَو أنّ مَيتا هابه الْمَوْت قبله ... لما جَاءَهُ الْمِقْدَار وَهُوَ هيوب) (وَلَو أنّ حيّاً قبله صانه الردى ... إِذا لم يكن للْأَرْض فِيهِ نصيب) وَقَالَت ترثيه أَيْضا (نَفسِي فداؤك لَو بِالنَّاسِ كلّهم ... مَا بِي عَلَيْك تمنّوا أَنهم مَاتُوا) (وللورى موتَة فِي الدَّهْر وَاحِدَة ... فألسننا حَرْب وأبصارنا سلم) (وَتَحْت استراق اللحظ منا مودّةٌ ... تطلّع سرّاً حَيْثُ لَا يبلغ الْوَهم) وَمن شعر أَحْمد بن يُوسُف قَوْله (كم ليلةٍ فِيك لَا صباح لَهَا ... أحييتها قَابِضا على كَبِدِي) ) (قد غصّت الْعين بالدموع وَقد ... وضعت خدّي على بنان يَدي) (وَأَنت نَامَتْ عَيْنَاك فِي دعةٍ ... شتّان بَين الرّقاد والسّهد) (كَأَن قلبِي إِذا ذكرتكم ... فريسةٌ بَين مخلبي أَسد)

ابن الداية

3 - (ابْن الداية) أَحْمد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن الداية كَانَ أَبوهُ ابْن داية الْمهْدي وَهُوَ الرَّاوِي أَخْبَار أبي النواس وَكَانَ أَبوهُ يُوسُف من جلة الكتّاب بِمصْر وَكَانَ لَهُ مُرُوءَة وعصبية تَامَّة وَجَرت لَهُ مَعَ أَحْمد بن طولون واقعةٌ خلص مِنْهَا وسوف تَأتي إِن شَاءَ الله فِي تَرْجَمَة يُوسُف وَكَانَ أَحْمد بن يُوسُف من فضلاء مصر ومؤرخيهم وَمِمَّنْ لَهُ عُلُوم كَثِيرَة فِي الْأَدَب والطب والنّجامة والحساب وَغير ذَلِك وَكَانَ أَبوهُ يُوسُف كَاتب إِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي ورضيعه وَمَات أَحْمد بن يُوسُف سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَله كتاب سيرة أَحْمد ابْن طولون كتاب سيرة ابْنه خمارويه سيرة هَارُون بن خمارويه وأخبار غلْمَان بني طولون كتاب الْمُكَافَأَة وَحسن العقبى أَخْبَار الْأَطِبَّاء مُخْتَصر الْمنطق أَلفه للوزير عَليّ بن عِيسَى تَرْجَمَة كتاب الثَّمَرَة أَخْبَار المنجمين أَخْبَار إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي الطبيخ وَله شعر دخل يَوْمًا على أبي الْحسن بن المظفر الْكَرْخِي عَامل خراج مصر مسلّماً عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَيفَ حالك يَا أَبَا جَعْفَر فَقَالَ بديهاً (يَكْفِيك من سوء حَالي إِن سَأَلت بِهِ ... أَنِّي على طبريٍّ فِي الكوانين) 3 - (الْملك الْحسن) أَحْمد بن يُوسُف بن أَيُّوب بن شاذي أَبُو الْعَبَّاس كَانَ يلقب بِالْملكِ المحسن ابْن السُّلْطَان الْكَبِير صَلَاح الدّين نَشأ نشوءاً صَالحا وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ الْأَدَب وَطلب الحَدِيث وأحضر الشُّيُوخ من الْبلدَانِ وَسمع الْكثير بعد الستمائة وَكتب بِخَطِّهِ واستنسخ وَحصل الْكتب الْكَثِيرَة وَالْأُصُول وجاور بِمَكَّة سنة كَامِلَة أَكثر فِيهَا الْعِبَادَة وَقِرَاءَة الحَدِيث على مَشَايِخ الْحرم ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام وَسكن بحلب عِنْد أَخِيه الظَّاهِر مُنْقَطِعًا فِي بَيته مشتغلاً بِنَفسِهِ يحافظ على صَلَاة الْجَمَاعَة فِي الْجَامِع وحجّ بعد الْعشْرين والستمائة وَدخل بغداذ وَسمع جمَاعَة وَحدث بهَا قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ بحلب وَكَانَ صَدُوقًا فَاضلا متديّناً كثير الْعِبَادَة مليح الْأَخْلَاق ووقف كتبه كلهَا وَجعلهَا بمدرسة أَخِيه بحلب مولده سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بحلب سنة) أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَحمل إِلَى صفّين وَدفن بتربة عمار بن يَاسر وَقَالَ غير ابْن النجار كَانَ مليح الْكِتَابَة جيد النَّقْل وَوجد المحدثون بِهِ رَاحَة عَظِيمَة وجاهاً ووجاهة وَهُوَ الَّذِي كَانَ السَّبَب فِي مَجِيء حَنْبَل وَابْن طبرزذ وَكَانَ كثير التَّحَرِّي فِي الْقِرَاءَة ونبز بميلٍ إِلَى التَّشَيُّع 3 - (القرميسني الصُّوفِي) أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن أبي بكر

النقيب ابن الزوال

القرميسني التَّاجِر أَبُو الْعَبَّاس الصُّوفِي البغداذي سَافر صَبيا وجال فِيمَا بَين الْعرَاق وَالشَّام وديار مصر وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر وبلاد التّرْك وَدخل بِلَاد الْهِنْد وَأقَام بهَا نَحْو عشْرين سنة وَكَانَ يَحْكِي الْعَجَائِب وَسكن جَزِيرَة سرنديب وَتَوَلَّى بهَا الخطابة ثمَّ عَاد إِلَى بغداذ بعد أَن غَابَ عَنْهَا سفرة وَاحِدَة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ يسكن برباط المأمونية سمع الحَدِيث بإفادة أَخِيه من مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي ابْن البطي وَغَيرهمَا وَسمع بنيسابور وبمرو وبأصبهان وحدّث باليسير توفّي بالموصل سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (النَّقِيب ابْن الزَّوَال) أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن ممد بن يَعْقُوب ابْن الْحسن ابْن الْمَأْمُون ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور العباسي الْمَعْرُوف بِابْن الزوّال قَلّدهُ المستضيء نقابة العباسيين وعزله الإِمَام النّاصر ثمَّ أَعَادَهُ وَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن مَاتَ توفّي سنة تسعين وَخَمْسمِائة 3 - (المنازي) أَحْمد بن يُوسُف أَبُو نصر المنازي الْكَاتِب الشَّاعِر الْوَزير وزر لأبي نصر أَحْمد بن مَرْوَان صَاحب ميّافارقين وَتقدم ذكره وترسلّ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة مرراً وَجمع كتبا كَثِيرَة ثمّ وَقفهَا على جَامع آمد وميافارقين وَاجْتمعَ بِأبي الْعَلَاء المعري وشكا أَبُو الْعَلَاء إِلَيْهِ أَنه مُنْقَطع عَن النَّاس وهم يؤذونه فَقَالَ مَا لَك وَلَهُم وَقد تركت لَهُم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فتألم أَبُو الْعَلَاء وأطرق مغضباً وَله ديوَان شعر وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى منازكرد توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة واجتاز فِي بعض أَسْفَاره بوادي بزاعا فأعجبه حسنه وَمَا هُوَ عَلَيْهِ فنظم فِيهِ الأبيات الْمَشْهُورَة وَهِي (وقانا لفحة الرمضاء وادٍ ... وَقَاه مضاعف النبت العميم) (نزلنَا دوحه فحنا علينا ... حنوّ المرضعات على الفطيم) ) (يُرَاعِي الشَّمْس أنّى واجهتنا ... فيحجبها وَيَأْذَن للنسيم) (تروع حصاه حَالية العذارى ... فتلمس جَانب العقد النظيم) وَأورد لَهُ الخطيري فِي زِينَة الدَّهْر قَوْله

(ولي غُلَام طَال فِي دقّةٍ ... كخطّ إقليدس لَا عرض لَهُ) (وَقد تناهى عقله خفّةً ... فَصَارَ كالنقطة لَا جُزْء لَهُ) قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان وَيُوجد لَهُ بأيدي النَّاس مقاطيع وَأما ديوانه فعزيز الْوُجُود وَبَلغنِي أَن القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله وصّى بعض الأدباء السفار أَن يحصل لَهُ ديوانه فَسَأَلَ عَنهُ فِي الْبِلَاد الَّتِي انْتهى إِلَيْهَا فَلم يَقع لَهُ على خبر فَكتب إِلَى الْفَاضِل يُخبرهُ بِعَدَمِ قدرته عَلَيْهِ وَفِيه أَبْيَات من جُمْلَتهَا عجز بَيت وَهُوَ وأقفر من شعر المنازي الْمنَازل انْتهى قلت أما الأبيات الميمية فَإِنَّهَا شاعت وذاعت وضمّنها الشُّعَرَاء أَشْيَاء لائقة يَجِيء كلّ شَيْء فِي تَرْجَمَة قَائِله وأمّا البيتان الأخيران ففيهما عيب وَهُوَ الإيطاء لِأَن لَهُ تَكَرَّرت مَعَه فِي القافيتين وَمن شعره يرثي طفْلا لَهُ توفّي (أطاقت يَد الْمَوْت انتزاعك من يَدي ... وَلم يطق الْمَوْت انتزاعك من صَدْرِي) (لَئِن كنت ممحوّ المحاسن فِي الثرى ... فَإنَّك مَحْفُوظ المحاسن فِي فكري) (فَلَا وصل إِلَّا بَين عينيّ والبكا ... وَلَا هجر إِلَّا بَين قلبِي وَالصَّبْر) وَمِنْه (نفى حَتَّى الذُّبَاب الْخضر عَنْهَا ... ذُبَاب من حسامك ذُو اخضرار) (وشردّ ضاريات الْأسد عَنْهَا ... ثعالب فِي أسنتك الضواري) وَمِنْه (لحى الله من يستنصر ابْن عدوّه ... سفاهاً وَلَا يستنصر ابْن أَبِيه) (كفيلٍ من الشطرنج يحمي ويحتمي ... بقاطبة الشطرنج غير أَخِيه) وَمن شعر النازي أوردهُ لَهُ أُسَامَة بن منقذ فِي شعراء الْمُحدثين (لقد عرض الْحمام لنا بسجعٍ ... إِذا أصغى لَهُ ركبٌ تلاحى) ) (صَحا قلب الخلّي فَقَالَ غنّى ... وبرّح بالشجي فَقَالَ ناحا) (وَكم للشوق فِي أحشاء صبٍ ... إِذا اندملت أجدّ لَهَا جراحا) (ضَعِيف الصَّبْر فِيك وَإِن تقاوى ... وسكران الْفُؤَاد وَإِن تصاحى) (كَذَاك بَنو الْهوى سكرى صحاةٌ ... كأحداق المها مرضى صحاحا) وَأورد لَهُ أَيْضا

(أظاهر بالعتبى إِذا أضمرت عتبا ... وأسأل غفراناً وَلم أعرف الذنبا) (وأصدق مَا نبئت أنّي بلوتها ... فَمَا سالمت سلما وَلَا حَارَبت حَربًا) (هِيَ الشَّمْس حَالَتْ دونهَا حجب خدرها ... وَلَو برزت كَانَ الضياء لَهَا حجبا) (إِذا جهّزت ألحاظها قصد غافلٍ ... أغارت على قلبٍ أَو استهلكت لبّا) (ألم يَأن فِي حكم الْهوى أَن ترقّ لي ... من المدمع الريان والكبد اللهبى) (وَمن زفرةٍ حرّى إِذا مَا تقطّعت ... شعاعاً تدمّي الجفن أَو تحرق الهدبا) (شجتني ذَات الطوق عجماء لم تبن ... وشيمة عجم الطير أَن تشجي العربا) (دنا إفها واخضرّ أَطْرَاف عيشها ... فهاجت لي الْبلوى وَقد هدلت عجبا) (هفا بك متن الْغُصْن لَو أَن قدرَة ... سلبتك حلي الطوق والغصن الرّطبا) (ولكنّ إخْوَانًا أعدّ فراقهم ... خساراً وَلَو سَافَرت أقتنص الشّهبا) (وخلفت قلبِي بالعراق رهينةً ... لقصد بلادٍ مَا اكْتسبت بهَا قلبا) (وإنّي ليحييني على بعد دَاره ... نسيم نعاماه وَلَو حملت تربا) (وَمن شيمتي أَن استهبّ لَهُ الصبّا ... واستتبع النعمى واستمطر السحبا) (وَأَعْمر من ذكرَاهُ كلّ مفازةٍ ... وألهي بعلياه الركائب والرّكبا) (واذكره بالطيب إِن جَاءَ طَارِقًا ... وبالطيف إِن أسرى وبالسيف إِن هبّا) (وبالبدر إِن وافى وبالليث إِن سَطَا ... وبالغيث إِن أروى وبالبحر إِن عبّا) (وأشتاق أَيَّامًا تقضّت كَأَنَّمَا ... أسرّت عَن الْأَيَّام أَو أدْركْت غصبا) (تحنّ حنين الْبعد والشمل جَامع ... ويزداد حبّاً كلما لم يزر غبّا) (إخاء تَعَالَى أَن يكون أخوّةً ... وقربى ودادٍ لَا تقاس إِلَى قربى) وَمن شعر المنازي) (غزال قدّه قدّ رطيب ... تلِيق بِهِ المدائح والنسيب) (جهدت فَمَا أصبت رِضَاهُ يَوْمًا ... وَقَالُوا كلّ مجتهدٍ يُصِيب) وَمِنْه (ومبتسم بثغرٍ كالأقاحي ... وَقد لبس الدّجى فَوق الصَّباح) (لَهُ وَجه يدلّ بِهِ وَعين ... يمرّضها فيكسر كل صَاح) (وَتثني عطفه خطرات دلًّ ... إِذا لم تثنه نشوات رَاح) (يمِيل مَعَ الوشاة وأيّ غصنٍ ... رطيبٍ لَا يمِيل مَعَ الرِّيَاح)

شرف الدين التيفاشي

3 - (شرف الدّين التيفاشي) أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد هُوَ الشَّيْخ شرف الدّين التيفاشي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وَفَاء وَبعدهَا ألف وشين مُعْجمَة قبل يَاء النِّسْبَة الْقَيْسِي لَهُ كتاب كَبِير إِلَى الْغَايَة وَهُوَ فِي أَربع وَعشْرين مجلدة جمعه فِي علم الْأَدَب وسمّاه فصل الْخطاب فِي مدارك الْحَواس الْخمس لأولي الْأَلْبَاب ورتبّه وَجمع فِيهِ من كل شَيْء وتعب عَلَيْهِ إِلَى الْغَايَة وَلم أَقف عَلَيْهِ لَكِن رَأَيْت الَّذِي اخْتَصَرَهُ مِنْهُ الْفَاضِل جلال الدّين مُحَمَّد بن المكرّم وَسَماهُ سرُور النَّفس بمدارك الْحَواس الْخمس وَهُوَ كتاب جيد وَجمع جيد يدلّ على فضل جَامعه قَالَ ابْن سعيد فِي الْمشرق فِي أَخْبَار أهل الْمشرق هُوَ مقرّ بأنّه اسْتَعَانَ فِي هَذَا الْكتاب الْمَذْكُور بالخزائن الصاحبية قلت هُوَ الصاحب محيي الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن ندى الْجَزرِي لأنّه عِنْد وُرُوده من الغرب وَمَا اتّفق عَلَيْهِ فِي الْبَحْر من سلب مَاله وَكتبه أَتَى إِلَى الصاحب فآواه وَأقَام عِنْده مُدَّة وللتيفاشي مُجَلد جيد فِي معرفَة الْجَوَاهِر وَتُوفِّي شرف الدّين التيفاشي بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة وَمن شعره (ويومٍ سرقناه من الدَّهْر خلسةً ... بل الدَّهْر أهداه لنا متفضّلا) (أشبّهه بَين الظلامين غرّةً ... لحسناء لاحت بَين فرعين أرسلا) وَمِنْه) (نبّه نديمك إنّ الدّيك قد صخبا ... وَاللَّيْل قوّض من تخييمه الطّنبا) (وَالْفَجْر فِي كبد اللَّيْل السقيم حكى ... سرّ المتيم عَن إخفائه غلبا) (كَأَنَّهُ بظلام اللَّيْل ممتزجاً ... سمراء تفتر أبدت مبسماً شنبا) (كَأَنَّمَا الْفجْر زند قَادِح شرراً ... فِي فَحْمَة اللَّيْل لَاقَى الفحم والتهبا) (كَأَن أول فجرٍ فَارس حملت ... راياته الْبيض فِي إِثْر الدجى فكبا) (كَأَن ثَانِي فجرٍ غرّة وضحت ... تسيل فِي وَجه طرفٍ أدهمٍ وثبا) وَمِنْه فِي الزلزلة (أما ترى الأَرْض فِي زِلْزَالهَا عجبا ... تَدْعُو إِلَى طَاعَة الرَّحْمَن كلّ تَقِيّ) (أضحت كوالدةٍ خرقاء مرضعةٍ ... أَوْلَادهَا درّ ثديٍ حافلٍ غدق) (قد مهّدتهم مهاداً غير مضطربٍ ... وأفرشتهم فراشا غير مَا قلق)

(حَتَّى إِذا أَبْصرت بعض الَّذِي كرهت ... ممّا يشقّ من الْأَوْلَاد فِي خلق) (هزّت بهم مهدها شَيْئا تنهنههم ... ثمَّ استشاطت وَآل الطَّبْع للخرق) (فصكّت المهد غَضَبي فَهِيَ لافظةٌ ... بَعْضًا على بَعضهم من شدّة النّزق) وَمِنْه فِي النَّار (كَأَنَّمَا نارنا وَقد خمدت ... وجمرها بالرماد مَسْتُور) (دم جرى من فواختٍ ذبحت ... من فَوْقه ريشهنّ منثور) وَمِنْه فِي الأهرام (قد كَانَ للماضين من ... أَرْبَاب مصرٍ همم) (فالفضل عَنْهُم فضلَة ... وَالْعلم فيهم علم) (إِن انْقَضتْ أعلامهم ... وعلمهم وانصرموا) (فاليوم مصر عدمٌ ... إِن كَانَ يُرْجَى الْعَدَم) (وَانْظُر ترَاهَا ظَاهرا ... بادٍ عَلَيْهَا الْهَرم) قلت شعر متوسط والمقطوع الَّذِي فِي النَّار جيد إِلَى الْغَايَة وَكَانَ سَمعه قد صمّ فاتفق أَن اجْتمع يَوْمًا بِسيف الدّين المشدّ وتوهم أَنه سمع مِنْهُ كلَاما لَا يَلِيق بِهِ فَعَاتَبَهُ فَقَالَ المشدّ أبياتاً يعرّض بِذكر كِتَابيه المسالك وَفصل الْخطاب) أَيهَا الْعَالم الَّذِي زين الْعَصْر بِمَا حازه من الْآدَاب (وَالَّذِي أعجز الأفاضل كالجا ... حَظّ فبمَا أَتَى بِهِ والصّابي) أَنْت تَدْرِي بِأَن سَمعك وَالله الْمعَافي فِي غَايَة الإضطراب (لست بالسامع الَّذِي يدْرك القو ... ل سرَاعًا فيهتدي للجواب) وَفَسَاد الْحَواس فِي خلل الْفَهم يَقِينا من أعظم الْأَسْبَاب (إِن ذَا النَّاظر الْمَعِيب وحاشا ... ك يخال الْعقَاب مثل الذُّبَاب) وعليل المذاق يشْتَبه الطّعْم عَلَيْهِ فِي شهده بالصّاب وَإِذا صحّ مَا أَقُول فَلَا يبعد أَن قد سَمِعت ضدّ الصَّوَاب (لم أزل فِيك مسهباً وَلما حز ... ت من الْفضل دَائِم الإطناب) (رَجَب قد علمت وَهُوَ أصمٌّ ... عظّمته أفاضل الْأَعْرَاب) (وكذاك الرماح تُوصَف بالص ... مَّ إِذا أَصبَحت صِحَاح الكعاب) (والحساب الْأَصَم أحسن شَيْء ... عجزت عَنهُ عَامَّة الْحساب) (والصخور الصمّ المنيعات تسمو ... غَيرهَا من حجارةٍ وهضاب)

ابن صرما

(والكميت الأصمّ فِي الْخَيل أجْرى ... من ظليمٍ يمرّ مرّ السّحاب) (إنّما أَنْت قد تجنّيت ظلما ... وتصنعت فِي فنون العتاب) وَالَّذِي قد أردته أَنا أدريه بِلَا مريةٍ وَلَا إرتياب خفت أَن أملك المسالك أَو أجنح يَوْمًا لنسخ فصل الْخطاب نم هَنِيئًا وقرّ عينا بِمَا نلْت اختلاساً من كاتبٍ وَكتاب (ثمّ إلاّ مسافةٌ وبقاعٌ ... وَطَعَام شفعته بشراب) (كلّ هَذَا وَجل ذَاك حَدِيث ... درسته أصاغر الكتّاب) (إنّما يبخل الْحَكِيم بِعلم ... عجزت عَنهُ عَامَّة الطلاّب) 3 - (ابْن صرما) أَحْمد بن يُوسُف بن الشَّيْخ أبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صرما أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْفَتْح البغداذي الْأَزجيّ المُشْتَرِي سمع وروى توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (موفق الدّين الكواشي) ) أَحْمد بن يُوسُف بن حسن بن رَافع الإِمَام الْعَلامَة الزَّاهِد الْكَبِير موفق الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْموصِلِي الكواشي المفسّر نزيل الْموصل ولد بكواشة وَهِي قلعة من عمل الْموصل سنة تسعين أَو إِحْدَى وَتِسْعين قَرَأَ الْقُرْآن على وَالِده واشتغل وبرع فِي الْقرَاءَات وَالتَّفْسِير والعربية والفضائل وَسمع من أبي الْحسن ابْن روزبه وَقدم دمشق وَأخذ عَن السّخاوي وَغَيره وحجّ وزار الْقُدس وَرجع إِلَى بَلَده وَتعبد وَكَانَ عديم النظير زهداً وصلاحاً وتبتلاً وصدقاً وَكَانَ يزوره السُّلْطَان فَمن دونه وَلَا يعبأ بهم وَلَا يقوم لَهُم وَلَا يقبل لَهُم شَيْئا وَله كشف وكرامات وأضرّ قبل مَوته نَحْو عشر سِنِين صنّف التَّفْسِير الْكَبِير وَالصَّغِير وَأرْسل نُسْخَة إِلَى مَكَّة وَإِلَى الْمَدِينَة نُسْخَة وَإِلَى الْقُدس نُسْخَة وَلأَهل الْموصل فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم وَكَانَ كثير الْإِنْكَار على بدر الدّين صَاحب الْموصل وَإِذا شفع عِنْده لَا يردهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ شَيخنَا المقصّاتي يطنب فِي وَصفه وَقَرَأَ عَلَيْهِ تَفْسِيره فَلَمَّا وصل إِلَى سُورَة الْفجْر مَنعه وَقَالَ أَنا أجيزه لَك وَلَا تَقول كمّلت الْكتاب على المصنّف يَعْنِي أَن للنَّفس فِي ذَلِك حظاّ وَحدث عَنهُ بِالْكتاب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة وَتُوفِّي الشَّيْخ موفق الدّين

علم الدين ابن الصاحب

سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة قلت جوّد إعرابه وَهُوَ من الْكَشَّاف وحرّر الْوُقُوف وأنواعها من التامّ وَالْكَافِي واحسن والجائز وَغير ذَلِك 3 - (علم الدّين ابْن الصاحب) أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله بن شكر الشَّيْخ علم الدّين ابْن الصاحب الْمصْرِيّ الْفَقِير الْمُجَرّد اشْتغل فِي صباه وحصّل ودرسّ وَكَانَ ذكياً فَاضلا إِلَّا أَنه تجرّد وتمفقر وَأطلق طباعه وَكَانَ يجارد الرؤساء وَغَيرهم ويركب فِي قفص حمالٍ ويتضارب الحمّالون على حمله لِأَنَّهُ كَانَ مهما فتح لَهُ من الرؤساء كَانَ للَّذي يحملهُ فيستمر رَاكِبًا فِي القفص والحمال يَدُور بِهِ فِي أَمَاكِن الْفرج والنزه وَكَانَ يتعمم بشرطوط طَوِيل جدا دَقِيق الْعرض ويعاشر الحرافيش وَله أَوْلَاد رُؤَسَاء توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة أَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ الإِمَام نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحسن خطيب صفد قَالَ رَأَيْته أشقر أَزْرَق الْعين عَلَيْهِ قَمِيص أَزْرَق وَبِيَدِهِ عكازة حَدِيد انْتهى وَأَخْبرنِي من لَفظه الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس قَالَ كَانَ ابْن الصاحب يعاشر الْفَارِس أقطاي فاتفق أَنهم كَانُوا يَوْمًا على ظهر النّيل فِي شختور وَكَانَ الْملك الظَّاهِر بيبرس مَعَ الْفَارِس وَجرى بَينهم أَمر ثمَّ ضرب الدَّهْر ضربانه وَركب الظَّاهِر يَوْمًا إِلَى الميدان وَلم) يكن عمّر قنطرة السّباع وَكَانَ التَّوَجُّه إِلَى الميدان على بَاب زويلة على بَاب الْخرق وَكَانَ ابْن الصاحب ذَلِك الْيَوْم نَائِما على قفص صيرفي من تِلْكَ الصيارف برّاً بَاب زويلة وَلم يكن أحد يتَعَرَّض لِابْنِ الصاحب فَلم يشْعر الظَّاهِر إلاّ وَابْن الصاحب يضْرب بمفتاح فِي يَده على خشب الصَّيْرَفِي قَوِيا فَالْتَفت فَرَآهُ فَقَالَ هاه علم الدّين فَقَالَ إيش علم الدّين أَنا جيعان فَقَالَ اعطوه ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَ ابْن الصاحب أَشَارَ بِتِلْكَ الدّقة على الْخشب إِلَى دقة مثلهَا يَوْم الْمركب انْتهى وَيُقَال إِن الصاحب بهاء الدّين ابْن حنّا هُوَ الَّذِي أحوجه إِلَى أَن ظهر بذلك الْمظهر وأخمله وجننه لكَونه من بَيت وزارة وَالله أعلم وَله نكت بديعة فِي الزَّائِد على رَأْي المصريين مِنْهَا أَنه حضر يَوْمًا بعض الدارس والنقيب يَقُول بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الله فلَان الدّين القليوبي بِسم الله فلَان الدّين الدمنهوري بِسم الله فلَان الدّين المنوفي بِسم الله فلَان الدّين البهنسي وَيذكر نسب كل مِنْهُم إِلَى بَلْدَة من الرِّيف فَقَالَ ابْن الصاحب والك أهذه مدرسة وإلاّ منفض كتّان يَعْنِي أَنهم فلاحون وَمِنْهَا أَنه حضر يَوْمًا درس بعض الْمدَارِس وَبَحَثُوا فِي شَيْء خبطوا فِيهِ فَقَامَ من بَينهم وَجلسَ فِي حَلقَة الدَّرْس مشيرأً إِلَى أَنه يَبُول فَقيل لَهُ مَا هَذَا فَقَالَ لَا بَأْس يالرجل يَبُول بَين غنمه وبقره وَمِنْهَا أَنه دخل يَوْمًا إِلَى مدرسة فسمعهم من الدهليز وهم يغتابونه فلّما دخل أَخذ يَبُول عَلَيْهِم فَقَالُوا لَهُ مَا هَذَا فَقَالَ كل مَا أكل لَحْمه فبوله طَاهِر وَمِنْهَا أَن الْأَمِير علم الدّين الشجاعي لما فرغ من المنصورية رَآهُ يَوْمًا بَين القصرين فَقَالَ لَهُ يَا علم الدّين أَيّمَا أحسن هَذِه أَو مدرسة

كمال الدين الفاضلي

الظَّاهِر فَقَالَ هَذِه مليحة إلاّ أَن الَّذِي يُصَلِّي فِي الظَّاهِرِيَّة يبْقى جُحْره فِي وَجه الَّذِي يُصَلِّي فِي مدرستكم وَمِنْهَا أنّه كَانَ فِي مصر إِنْسَان كثيرا مَا يجرد النَّاس فَسَموهُ زجل فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام وقف ابْن الصاحب على دكان حلاوي يزن دَرَاهِم يَشْتَرِي بهَا حلوى وَإِذا بزحل قد أقبل من بعيد فَقَالَ للحلاوي أَعْطِنِي الدَّرَاهِم مَا بَقِي لي حَاجَة بالحلوى فَقَالَ لَهُ لم ذَا قَالَ أَنا ترى زحل قَارن المُشْتَرِي فِي الْمِيزَان وَمِنْهَا أَنه رأى يَوْمًا بعض العواهر وَقد دخل الْهَوَاء فِي إزَارهَا فَقَالَ وَالله مَا ذِي إلاّ قبَّة فَقَالَت لَهُ كَيفَ لَو رَأَيْت الضريح فَوضع يَده على مَتَاعه وَقَالَ كنت أهدي لَهُ هَذِه الشمعة نذرا وَمِنْهَا أَنه ركب يَوْمًا حمارا للفرجة تسلّمه من المكاري وَتوجه بِهِ إِلَى برّا بَاب اللوق فتسيّب الْحمار على ماجور فِيهِ حشيش فَأَكله وشربه) فجَاء صَاحبه إِلَيْهِ وَقَالَ يَا سَيِّدي أفقرني حِمَارك هَذَا وَأكل بضاعتي فَقَالَ لَهُ خُذ صريمته فَأَخذهَا فَلَمَّا كَانَ بعد سَاعَة انسطل الْحمار ونام وَعجز عَن الْحَرَكَة وَأَرَادَ ابْن الصاحب الدُّخُول إِلَى الْمَدِينَة فعجز الْحمار عَن الْقيام لِأَنَّهُ شرب ماجور حشيش فَحَمله على حمَار آخر وَقَالَ للمكاري خُذ بردعته وَجَاء وَهُوَ خَلفه فَقَامَ إِلَيْهِ المكاري الأول فَقَالَ يَا سَيِّدي أَيْن الْحمار الَّذِي ركبته من عِنْدِي فَقَالَ أمنا مَا رَأَيْت لَك حمارا وَمَا أَعْطَيْتنِي إلاّ حرّيفا على أَنه حرّيف كيّس مَا غرم عَلَيْهِ أحد شَيْئا انسطل بصريمته وَركب ببردعته وَيُقَال إِنَّه كَانَ إِذا رأى الصاحب بهاء الدّين ينشد (اشرب وكل وتهنى ... لَا بدّ أَن تتعنّى) (مُحَمَّد وَعلي ... من أَيْن لَك يَا ابْن حنّا) 3 - (كَمَال الدّين الفاضلي) أَحْمد بن يُوسُف بن نصر بن شادي كَمَال الدّين الفاضلي سمع من ابْن أبي لقْمَة وَأبي مُحَمَّد ابْن البن وزين الْأُمَنَاء وَجَمَاعَة كتب عَنهُ الْمزي والبرزالي وَجَمَاعَة وَكَانَ يسمع بإفادة القَاضِي الْأَشْرَف ابْن القَاضِي الْفَاضِل توفّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر اللبلي) أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر الفِهري اللّبلي أحد الْمَشَاهِير بالمغرب ولد بلبلة عَام ثَلَاثَة وَعشْرين وَأخذ عَن أبي عَليّ الشلوبين وَابْن الدبّاج وبلبلة عَن يحيى بن عبد الْكَرِيم القندلاوي وببجاية عَن أبي الْحُسَيْن ابْن السراج وبتونس عَن أَحْمد بن عَليّ البلاطي وبالإسكندرية عَن السبط والمرسي وبمصر عَن مُحَمَّد بن خيرة والزكي الْمُنْذِرِيّ وَابْن عبد السَّلَام وبدمشق عَن الشّرف الإربلي وَعَن شمس الدّين الخسروشاهي وَمن تواليفه كتاب شرح الفصيح ومستقبلات الْأَفْعَال وَجمع مشيخته وَله عقيدة صَغِيرَة مَاتَ بتونس سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بداره 3 - (شهَاب الدّين الصَّفَدِي الطَّبِيب) أَحْمد بن يُوسُف بن هِلَال ابْن أبي البركات

شمس الدين الطيبي

شهَاب الدّين الطَّبِيب الصَّفَدِي مولده بالشّغر بكاس سنة إِحْدَى وسبتين وسِتمِائَة ثمَّ انْتقل إِلَى صفد وَبهَا سمي وانتقل إِلَى مصر وخدم فِي جملَة أطباء السُّلْطَان والبيمارستان المنصوري وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ رَأَيْته غير) مرّة بِالْقَاهِرَةِ وَاجْتمعت بِهِ وأنشدني أشعاراً كَثِيرَة لنَفسِهِ وَكَانَت لَهُ قدرَة على وضع المشجّرات فِيمَا ينظمه ويبرز أمداح النَّاس فِي أشكال أطيار وعمائر وأشجار وَعقد وأخياط ومآذن وَغير ذَلِك نوفي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن بِالْقَاهِرَةِ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِيمَا يكْتب على السَّيْف (أَنا أَبيض كم جبت يَوْمًا أسوداً ... فأعدته بالنصر يَوْمًا أبيضا) (ذكر إِذا مَا استلّ يَوْم كريهةٍ ... جعل الذُّكُور من الأعادي حيّضا) (أختال مَا بَين المنايا والمنى ... وأجول فِي وسط القضايا والقضا) وَكتب إليّ وَقد وقف على شَيْء كتبته وذهبّته (ومزمّكٍ باللاّزورد كِتَابَة ... ذَهَبا فَقلت وَقد أَتَت بوفاق) (أأخذت أَجزَاء السَّمَاء حللتها ... أم قد أذبت الشَّمْس فِي الأوراق) (أكتبت بالوجنات حمرتها كَمَا ... مخضرها بمرائر العشاق) (ورقمتها ببياضها وسوادها ... أنّى أطاعك رونق الأحداق) وَكتب إلّي أَيْضا (معانيك والألفاظ قد سحرًا الورى ... لكلّ من الْأَلْبَاب قد أعطيا حظّا) (فهبك سبكت التبر معنى وصغته ... فَكيف أذبت الدرّ صيّرته لفظا) وَقَالَ (حجبت وَقد وافيت أول قادمٍ ... بِأول شهرٍ حلّ أول عَامه) (وَكَانَ خَلِيل الْقلب فِي نَار شوقه ... وَكنت المنى فِي برده وَسَلَامه) وَقَالَ (وَمَا زلت أَنْت المشتهي متولعاً ... بِكَثْرَة تردادٍ إِلَى الرَّوْضَة الصُّغْرَى) (إِلَى أَن لغت الْقَصْد فِي كلّ مشتهًى ... من الْمُصْطَفى الْمُخْتَار فِي الرَّوْضَة الْكُبْرَى) 3 - (شمس الدّين الطَّيِّبِيّ) أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب شمس الدّين ابْن أبي المحاسن كَاتب الْإِنْشَاء بطرابلس الْمَعْرُوف بالطيبيبكسر الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا بَاء مُوَحدَة كَاتب مجيد فِي النّظم والنثر مكثر) من شعره

(النَّهر وافى شاهراً سَيْفه ... ولمعه يحتبس الأعينا) (فماجت الْبركَة من خَوفه ... وارتعدت وادّرعت جوشنا) وَمِنْه لما ألبس الذمّة العمائم الملونة (تعجّبوا لِلنَّصَارَى وَالْيَهُود مَعًا ... والسامريين لنا عمّموا الخرقا) (كَأَنَّمَا بَات بالأصباغ منسهلاً ... نسر السَّمَاء فأضحى فَوْقهم ذرقا) وَمِنْه (وأصفرٍ أَزْرَق الْعَينَيْنِ لحيته ... حَمْرَاء قد سَقَطت من كفّ دبّاغ) (ألوانه اخْتلفت لَا تعجبوا فَعَسَى ... قد كَانَ فِي است امهِ دكان صبّاغ) وَمِنْه يصف ثَوْبه (لَو أنّ عَيْني على غَيْرِي تعانيه ... بكيته أحمراً أَو متّ بالضحك) (وَمن رَآنِي فِيهِ قَالَ وَاعجَبا ... أرى على البّر شيخ الْبَحْر فِي الشبك) وَمِنْه فِي الْعود (اشرب على الْعود من صهباء جاريةٍ ... فِي المنتشي جَرَيَان المَاء فِي الْعود) (ترنّم الْعود مَسْرُورا وَمن عجبٍ ... سروره وَهُوَ فِي ضربٍ وَتَقْيِيد) (من أَيْن للعود هَذَا الصَّوْت تطربنا ... ألحانه بأطاريف الأناشيد) (أظنُّ حِين نشا فِي الدّوح علّمه ... سجع الحمائم تَرْجِيع الأغاريد) وَمِنْه فِي الحمّام الَّتِي عمّرها أسندمر بطرابلس (زر منزل الأفراح وَاللَّذَّات ... دَار النّعيم ومرتع اللَّذَّات) (دَار النَّعيم وَفِي الْجَحِيم أساسها ... تجْرِي بهَا الْأَنْهَار فِي الجنات) (فلكٌ وَمن بيض القباب بروجه ... ونجومه من زَاهِر الجامات) (مغنًى لَهُ يمازج مَاؤُهُ ... للنار فَهُوَ مؤلف الأشتات) (كالخلد مُرْتَفع الْبناء فضاؤه ... رحبٌ يُسَافر فِيهِ باللحظات) (يحْكى بخور الْعود طيب بخارها ... والمسك والكافور ممتزجات) (وتضيء فِي غسق الدجى أكنافها ... كإضاءة الْمِصْبَاح فِي الْمشكاة) ) (فرشت بألوان الفصوص ورصّعت ... بجواهرٍ من فاخر الْآلَات) (بركٌ كأفواه الملاح رضابها ... عذب شهيّ الرشف فِي الحلوات) (ومنابع قد فجّرت بحدائقٍٍ ... ترخيمها يُغني عَن الزهرات) (وَجَرت أنابيب الْحِيَاض بفضّةٍ ... محلولةٍ تنصبّ فِي مرْآة)

(تلقى الرّبيع من اعْتِدَال هوائها ... ومياهها فِي سَائِر الْأَوْقَات) (ويشمّ مِنْهَا من يمرّ ببابها ... ريّا نسيم الرّوض فِي الغدوات) (حمّامنا يشفي السّقام وماؤه ... عين الْحَيَاة تزيل كلّ الأبيات) (وبرسم مَوْلَانَا الْأَمِير وَأمره ... بنيت على اسْم الله والبركات) (الْمَالِك المخدوم سيف الدّين وَالِد ... نيا أسندمر الْكَرِيم الذّات) (قد سَاد بانيها فشاد بناءها ... بأوامرٍ سيفيّة العزمات) (فِي دولة الْملك الرَّحِيم محمدٍ ... النَّاصِر الْمَنْصُور فِي الْغَزَوَات) تمت لخمس قد مَضَت من هِجْرَة الْمُخْتَار مَعَ سبعٍ كملن مئات وَمن شعر شمس الدّين الطَّيِّبِيّ (لست أنسى الأحباب مَا دمت حَيا ... إِذْ نووا للنّوى مَكَانا قصيّاً) (وتلوا آيَة الدُّمُوع فخرّوا ... خيفة الْبَين سجدا وبكيّا) (فبذكراهم يسبّح دمعي ... كلّما اشْتقت بكرَة وعيشا) (وأناجي الْإِلَه من فرط حزني ... كمناجاة عَبده زَكَرِيَّا) (واختفى نورهم فناديت ربّي ... فِي ظلام الدّجى نِدَاء خفيّّا) (وَهن الْعظم بالعباد فَهَب لي ... ربّ بِالْقربِ من لَدُنْك وليّا) (واستجب فِي الْهوى دعائي فإنّي ... لم أكن بِالدُّعَاءِ ربّ شقيا) (قد فرى قلبِي الْفِرَاق وَحقا ... كَانَ يَوْم الْفِرَاق شَيْئا فريّا) (لَيْتَني مت قبل هَذَا وأنّي ... كنت نسياً يَوْم النَّوَى منسياً) (لم يَك الهجر باختياري وَلَكِن ... كَانَ أمرا مقدّراً مقضياً) (يَا خليليّ خلّياني وعشقي ... أَنا أولى بِنَار وجدي صلياً) (إِن لي فِي الْفِرَاق دمعاً مُطيعًا ... وفؤاداً صبّاً وصبراً عصيّا) ) (أَنا فِي هجرهم وصلت سهادي ... فصلاني أَو اهجراني مليّا) (أَنا فِي عاذلي وحبي وقلبي ... حائر أيّهم أَشد عتيّا) (أَنا شيخ الغرام من يتّبعني ... أهده فِي الْهوى صراطاً سويّا) (أَنا ميت الْهوى وَيَوْم أَرَاهُم ... ذَلِك الْيَوْم يَوْم أبْعث حيّا) (أَنا لَو لم أعيش بِمقدم مولى ... هُوَ مولى الْوُجُود لم أك شيّا) (الْفَتى الباسط الْجَمِيل جمال الد ... ين من زار من نداه النّديّا)

الأحوال الكاتب

(سيد مرتضى الْخَلَائق أضحى ... رَاضِيا عِنْد ربّه مرضيّا) (صَادِق الْوَعْد بِالْوَفَاءِ ضمين ... كَالَّذي كَانَ وعده مأتيّا) أوحد فِي الصّفات لم يَجْعَل الله لَهُ قطّ فِي السمو سميّا (لَا ترى فِي الصّدور أرحب صَدرا ... مِنْهُ إِذْ يحضر الصُّدُور جثيّا) (ماجد أولياؤه فِي رشاد ... وعداه فَسَوف يلقون غيّا) (وفتًى بالسماح صبّ رشيد ... أُوتِيَ الْعلم حِين كَانَ صبيّا) (بلبان الْكَمَال غذّي طفْلا ... ونشا يافعاً غلاماُ زكيّا) (لم يزل مُنْذُ كَانَ برا تقياً ... وافياً كَافِيا وَكَانَ نقيّا) (جعل الله فِي ادخار الْمَعَالِي ... كعلاه لِسَان صدق عليّا) (كم عديم الثراء أثنى عَلَيْهِ ... وانثنى واجداً أثاثاً وزيّا) (وأولو الْفضل حِين أمّوا قراه ... أكلُوا رزقه هنيّا مريّا) تمت 3 - (الْأَحْوَال الْكَاتِب) أَحْمد الْمُحَرر يعرف بالأحول كَانَ فِي أَيَّام الرشيد والمأمون وَبعد ذَلِك شخص مَعَ مُحَمَّد بن يزْدَاد وَزِير الْمَأْمُون عِنْد شخوص الْمَأْمُون إِلَى دمشق فَشَكا يَوْمًا إِلَى أبي هَارُون خَليفَة مُحَمَّد بن يزْدَاد الْوحدَة والغربة وقلّة ذَات الْيَد وسله أَن يكلم لَهُ مُحَمَّدًا فِي سُؤال الْمَأْمُون ليبرَّه بِشَيْء ففعلا ذَلِك وَرَأى مُحَمَّد ابْن يزْدَاد من الْمَأْمُون بسطة فَكَلمهُ فِيهِ وعطّفه عَلَيْهِ فَقَالَ الْمَأْمُون أَنا أعرف النَّاس بِهِ وَلَا يزَال بِخَير مَا لم يكن مَعَه شَيْء فَإِذا رزق فَوق الْقُوت بذرَّه وَلَكِن أعْطه لموْضِع كلامك أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم فعرّفه مَا قَالَه الْمَأْمُون وَنَهَاهُ عَن الْفساد) وَأَعْطَاهُ المَال فَلَمَّا قَبضه ابْتَاعَ غُلَاما بِمِائَة دِينَار وَاشْترى سَيْفا ومتاعاً وأسرف فِي مَا بَقِي بعد ذَلِك حَتَّى لم يبْق مَعَه شَيْء فَلَمَّا رأى الْغُلَام ذَلِك أَخذ كلَّ مَا فِي بَيته وهرب فَبَقيَ عُريَانا فِي أسوإ حَال وَصَارَ إِلَى أبي هَارُون خَليفَة مُحَمَّد بن يزْدَاد فأخبرهن فَأخذ أَبُو هَارُون نصف طومار ونشره وَرفع فِي آخِره (فرّ الْغُلَام فطار قلب الْأَحْوَال ... وَأَنا الشَّفِيع وَأَنت خير معوَّل) ثمَّ خَتمه وَدفعه إِلَيْهِ وَقَالَ امْضِ بِهِ إِلَى مُحَمَّد فَمضى بِهِ فَلَمَّا رَآهُ مُحَمَّد بن يزْدَاد قَالَ لَهُ مَا فِي كتابك قَالَ لَا أَدْرِي فَقَالَ هَذَا من حمقك تحمل كتابا لَا تَدْرِي مَا فِيهِ ثمَّ فضّه فَلم ير شَيْئا فَجعل ينشره وَهُوَ يضْحك حَتَّى أَتَى على آخِره فَوقف على الْبَيْت وَوَقع تَحْتَهُ (لَوْلَا تعنّت أحمدٍ لغلامه ... كَانَ الْغُلَام ربيطه بالمنزل) ثمَّ خَتمه وردَّه بِهِ إِلَى خَلِيفَته فَقَالَ لَهُ الله الله فيّ ارْحَمْنِي جعلت فدَاك فرقّ لَهُ ووعده لِأَن

النهرجوري الشاعر

يكلم الْمَأْمُون فِي أمره فَلَمَّا وجد خلْوَة شرح لَهُ مَا جرى من أمره أجمع فَأمر الْمَأْمُون بإحضاره فَلَمَّا وقف بَين يَدَيْهِ قَالَ لَهُ يَا عدوَّ الله تَأْخُذ مَالِي وتشتري بِهِ غُلَاما حَتَّى يفر مِنْك فارتاع لذَلِك وتلجلج لِسَانه فَقَالَ جعلت فدَاك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا فعلت قَالَ ضع يدك على رَأْسِي واحلف أنّك لم تفعل فَجعل مُحَمَّد بن يزْدَاد يَأْخُذ بِيَدِهِ لذَلِك والمأمون يضْحك ويشي إِلَيْهِ أَن ينحيها ثمَّ أَمر لَهُ بإجراء رزق وَاسع فِي كل شهر وَوَصله مرّة بعد مرّة حَتَّى أغناه وَكَانَ يُعجبهُ خطّه 3 - (النهرجوري الشَّاعِر) أَبُو أَحْمد الْعَرُوضِي النهروجوري الشَّاعِر لَهُ فِي الْعرض تصانيف وَهُوَ حاذق فِيهِ يجْرِي مجْرى أبي الْحُسَيْن الْعَرُوضِي والعمراني وَغَيرهمَا وَهُوَ فِي الشّعْر متوسط الطَّبَقَة مَاتَ قبل الثَّلَاث وَأَرْبَعمِائَة لظُهُور قمل فِي جِسْمه فَكَانَ يحكّه إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ شَيخا قَصِيرا شَدِيد الأدمة سخيف اللبسة وسخ الْجُمْلَة سيءّ الْجُمْلَة سيءّ الْمَذْهَب متظاهراً بالإلحاد غير مكاتم لَهُ وَلم يتَزَوَّج قطّ وَلَا أعقب وَكَانَ قوي الطَّبَقَة فِي الفلسفة وعلوم الْأَوَائِل متوسطاً فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ ثلاّبة للنَّاس هجاء قَلِيل الشُّكْر لمن يحسن إِلَيْهِ من شعره (من عاذري من رئيسٍ ... يعدُّ كسبي حسبي) (لما انْقَطَعت إِلَيْهِ ... حصلت مُنْقَطِعًا بِي) ) فَسمع ذَلِك أَبُو الْعَبَّاس ابْن ماسرجس فَقَالَ هَذَا تَدْلِيس مِنْهُ وَأَنا الْمَقْصُود بالهجو وإنّما قَالَ من عاذري من وزيرٍ فَلَمَّا مَاتَ النهرجوري حملت مسوّداته إِلَيْهِ فَوجدَ الْقطعَة كَمَا قَالَ وَقَالَ يهجو امْرَأَة (تَمُوت من شَهْوَة الضراط وَلَا ... يسعدها دبرهَا بتصويت) (كأنّها إِذْ تناك خابية ... تغسل ملقيةً لتزفيت) وَقَالَ أَيْضا (لَو كَانَ يُورث بالمشابه ميت ... لملكت بالأعضاء مَا لَا يملك) (نغل مخايله تخبِّر أنّه ... فِي النَّاس من نطف الْجَمِيع مشبّك) ومدح أَبَا الْفرج مَنْصُور بن سهل الْمَجُوسِيّ عَامل الْبَصْرَة فَأعْطَاهُ صلَة حَاضِرَة هنيَّة فالتف بِهِ الْحَاشِيَة فطالبوه فَكتب رقْعَة وَدفعهَا إِلَى بعض الداخلين إِلَيْهِ وَقَالَ سلّم هَذِه إِلَى الْأُسْتَاذ وَكَانَ فِيهَا (أجازني الْأُسْتَاذ عَن مدحتي ... جَائِزَة كَانَت لأَصْحَابه) (وَلم يكن حظّي مِنْهُ سوى ... جهبذتي يَوْمًا على بَابه) فلمّا وصلت الرقعة إِلَيْهِ خرَّج فِي الْحَال من صرف الْحَاشِيَة عَنهُ وَصَارَ مَعَه حَتَّى دخل منزله

القباري الموسط

3 - (القباري الموسّط) الشَّيْخ أَحْمد القبّاري الاسكندراني زعم أَنه ابْن أُخْت الشَّيْخ الْكَبِير أبي الْقَاسِم القبّاري قدم دمشق وَعمل مشيخة واعتقدوا فِيهِ ثمَّ انْكَشَفَ بهرجه وصادفه الشَّيْخ مُحَمَّد اليعفوري فَقير مَشْهُور فاتفقا على مكر خَبِيث حاق بهما فَوَقع بيد الأفرم نَائِب الشَّام ورقة وفيهَا نصيحة على لِسَان قطز مَمْلُوك قبجق حَيْثُ هُوَ بالشوبك أَن ابْن تَيْمِية وَالْقَاضِي ابْن الحريري يكاتبان أميرنا قبجق فِي نيابته بِدِمَشْق ويعملان عَلَيْك وَأَن ابْن الزملكاني وَابْن الْعَطَّار يطالعان أميرنا بأخبارك وَأَن جمَاعَة من الْأُمَرَاء مَعَهم فتنمّر الأفرم لذَلِك وأسرّ إِلَى بعض خواصه وَبحث عَمَّن اختلق ذَلِك فَوَقع الحدس على الفقيرين فَأمْسك اليعفوري فوجدوا فِي حجزته مسوَّدة النصية فَضرب أقرّ بالقباري فَضرب الآخر فاعترف فَأفْتى زين الدّين الفارقي بِجَوَاز قَتلهمَا فطيف بهما ثمَّ وسِّطا بسوق الْخَيل وَقطعت يَد التَّاج ابْن المناديلي النَّاسِخ لِأَن المسودة كَانَت بِخَطِّهِ فِي سنّ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة) 3 - (صَاحب مراغة) أَحْمد بك الْأَمِير صَاحب مراغة كَانَ ي خدمته خَمْسَة آلَاف فَارس وإقطاعه أَرْبَعمِائَة ألف دِينَار وَكَانَ جواداً شجاعاً ولمّا قدم طغتكين بغذاذ كَانَ يحضر ك يَوْم إِلَى دَار السُّلْطَان مَعَ الْأُمَرَاء فِي الْخدمَة فَبينا هُوَ جَالس ذَات يَوْم فِي الدَّار وَإِلَى جَانِبه أَحْمد بك تقدم رجل وَمَعَهُ قصَّة فَسَأَلَ أَحْمد بك إيصالها إِلَى السُّلْطَان فَضَربهُ بسكين فَأَخذه أَحْمد بك فَتَركه تحتهَا وَجَاء آخر وَصَاح شاباش وضربه وَقتلُوا وظنّ الْحَاضِرُونَ أَن المُرَاد طغتكين وَكَانَ أَحْمد بك قد أنكى فِي الباطنية وتفرق وَهَذَا إقدام عَظِيم من الباطنية لم يقدم مثله فِي دَار سُلْطَان وَعَاد طغتكين إِلَى الرملة غربي بغذاذ فَنزل فِي مخيمه وَبكى النَّاس على أَحْمد بك وأحرق غلمانه رَحْله وخيامه وَطلب طغتكين دستوراً إِلَى دمشق وَكَانَ قتلة أَحْمد بك سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة 3 - (نقيب المتعممين) أَحْمد شهَاب نقيب المتعممين بِدِمَشْق من شعره وَقد أَخذ الْمصْرِيّ إِلَى عِنْده (قل لِابْنِ محبوبٍ إِلَى كم كَذَا ... تَشْكُو إِلَيْنَا الْفقر كالسائل) (وتشتكي الإفلاس بَين الورى ... وعندك الْمصْرِيّ فِي الْحَاصِل) وَله وَقد اجْتمع المصريّ بشخص حنبلي (سكان مصرٍ كلّهم أَجمعُوا ... على اتِّباع الشَّافِعِي الْجملِي) (وَأَنت يَا مصريُّ خالفتهم ... تبِعت دون الكلِّ للحنبلي) وَله أَيْضا

ابن مالك الغرناطي

(يَقُولُونَ قد ولى زمَان ابْن مهرةٍ ... فبدِّل بِهِ مهْرا فَقلت لشقوتي) (ركبت جَمِيع الصَّافنات فَلم يطب ... وَلَا لذَّ لي إِلَّا ركُوب ابْن مهرَة) وَقَالَ وَقد استناب ابْن الْحداد للشرف الرصاص (كأنَّ ابْن حدادٍ لخفة رَأسه ... أَرَادَ بَيَانا بالرصاص فداصا) (ثقيلان من بَين الْبَريَّة أصبحا ... بطاناً وَفِي الْعقل الْخَفِيف خماصا) (أَرَادَ ابْن حداد بِهَذَا سياسة ... فمااسطاع من قبح الصِّفَات خلاصا) (وَقد كَانَ يكفينا الْحَدِيد وبرده ... فَمَا باله زَاد الْحَدِيد رصاصا) قلت شعر نَازل) وَكتب يطْلب مشمشاً وَهُوَ خير من نظمه وَيُنْهِي أنّ الْعُلُوم الْكَرِيمَة قد أحاطت أَن المشمش قد طلعت نجومه السعيدة وَأَتَتْ مصبّغات حلله الجديدة وَجَاءَت نجّابة أطباقه على أيديها من القراصيا مخلّقات تملأ الدُّنْيَا بشائرها وتنثر من الثلوج جواهرها وَالْعَبْد فِي إفلاس لَا يعرف مَا يتعامل بِهِ النَّاس وكرم مَوْلَانَا مَا عَلَيْهِ قِيَاس والمملوك منتظر مَا تنعم بِهِ صدقاته العميمة فِي هَذَا الالتماس 3 - (ابْن مَالك الغرناطي) أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الرّعيني الغرناطي الأوليوري أَبُو جَعْفَر قدم إِلَى الشَّام هُوَ ورفيقه أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الهوّاري الضَّرِير وسمعا الحَدِيث من شُيُوخ الْعَصْر وَنزلا بالأشرفية دَار الحَدِيث اجْتمعت بهما أَولا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة ثَمَان أَو تسع وَسَبْعمائة قَرَأَ بالسبع على الْأُسْتَاذ أبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بالقيجاطي والنحو على الْأُسْتَاذ أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الْخَولَانِيّ البيري وَالْفِقْه على الْمَذْكُور وعَلى الْأُسْتَاذ أبي عبد الله البيّاني وعَلى قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عبد الله ابْن بكربتشديد الكافوسمع الصَّحِيح على القَاضِي الْمَذْكُور بفوتٍ وقدما إِلَى الشَّام بعد الحجّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كتب إليّ مستجيزاً (النَّاس فِي الْفضل أكفاء وَأَشْبَاه ... والكلّ يزْعم مَا لم تخو كفّاه) (واستثن مِنْهُم صَلَاح الدّين فَهُوَ فتّى ... إِذا ادّعى الْفضل لَا ردّ لدعواه) (إِن تلقه تلق كلّ النَّاس فِي رجل ... قد بَات مُنْفَردا فِي أهل دُنْيَاهُ) (إِن تبد فِي الطرس للرائين أحرفه ... ردّ ابْن مقلة للدنيا وأحياه) (وَإِن أجال جِيَاد الشّعْر مستبقاً ... خلّى التنوخي عَن بعدٍ وأعياه)

الرافضي

(شخص كأنّ القوافي ملك رَاحَته ... مَتى دَعَاهَا لنظمٍ لَيْسَ تأباه) (يَا من يصوغ الْمعَانِي من معادنها ... ويجتني من جنى الْآدَاب أحلاه) (إنّ ابْن مالكٍ الْمَمْلُوك أَحْمد قد ... وافاك ترجو الْتِقَاط الدرَّ كفّاه) (يَبْغِي الْإِجَازَة فِيمَا عَنْك مصدره ... من الْكَلَام الَّذِي قد رقّ مَعْنَاهُ) (شعر لَو استنزل الشّعرى أَتَتْهُ وَلَو ... أوما إِلَى الدّر أَن يَأْتِي للبّاه) (وَحسن نثرٍ كَمثل الدرّ تنثره ... أَيدي الصّبا فيعمُّ الرَّوْض ريّاه) ) (عَن مثلك الْيَوْم يرْوى الشّعْر عَن رجلٍ ... ألشعر أيسر شيءٍ عِنْد علياه) (كم من ختام عُلُوم فضّها فغدا ... فضّ الختام لدُنْيَا من مزاياه) (فَاسْلَمْ لصوغ القوافي من معادنها ... وَدم لصرف الْمعَانِي كَيفَ تهواه) فَكتبت جَوَابه (يَا فَاضلا فِي النّهى وَالْعلم منماه ... وللهدى ومحلّ الْفضل مرماه) (شنّفت سَمْعِي بِأَبْيَات إِذا تليت ... فِي مجْلِس الْفضل راق الطّرف مغناه) (رقمت بالمسك فِي الكافور أسطرها ... كصبح خدًّ وليل الصدغ غشاه) (تحكي السطور الَّتِي ضمّت محاسنها ... ثغر الحبيب إِذا افترت ثناياه) (قد كَانَ للنَّاس سحر يخلبون بِهِ ... عقل الْأَنَام وَهَذَا من بقاياه) (وَلَيْسَ مثلك من يَبْغِي الْإِجَازَة من ... مثلي فإنّ صَرِيح الْعقل يأباه) (إِذْ لست أَهلا فَإِن الْعَجز قصّر بِي ... عَن اللحاق بشأوٍ رمت أدناه) (لَكِن أَطَعْت امتثالاً مَا أمرت بِهِ ... وَقد أجزتك مَا لي فارض لقيَاهُ) 3 - (الرافضي) أَحْمد الكيّال كَانَ من أهل الْبَيْت وَيُقَال إنّه كَانَ من الْأَئِمَّة المستورين وَكَانَ قد سمع كَلِمَات علميّة خلطها بفاسد وَكَانَت الْأَئِمَّة فِي الِابْتِدَاء تعنيه فَلَمَّا وقفُوا على مَا أبدعه من المقالات الْفَاسِدَة تبرأوا مِنْهُ ولعنوه فَلَمَّا علم الكيّال مِنْهُم ذَلِك دَعَا إِلَى نَفسه فَادّعى أنّه الإِمَام ثمَّ ادّعى أنّه الْقَائِم وصنّف فِي مقالاته كتبا بِالْعَرَبِيَّةِ والعجمية أحدث فِيهَا مقالات سخيفة ومذاهب فَاسِدَة مِنْهَا قَوْله إِن الله تَعَالَى خلق الْإِنْسَان على شكل اسْم احْمَد يَعْنِي اسْمه فقامة الْإِنْسَان مثل الْألف ويداه مثل الْحَاء وبطنه مثل الْمِيم وَرجلَاهُ مثل الدَّال وَقَالَ فِي مَكَان آخر الْألف من أَحْمد تدل على الْإِنْسَان والحاء على الْحَيَوَان وَالْمِيم على الطَّائِر وَالدَّال على الْحُوت فالألف من حَيْثُ استقامته يشبه استقامة الْإِنْسَان والحاء معوجّة منكوسة كالحيوان وَلِأَنَّهَا

الحراني الطبيب

ابْتِدَاء اسْم حَيَوَان وَالْمِيم تشبه رَأس الطَّائِر وَالدَّال تشبه ذَنْب الْحُوت وَزعم أَن الْجنَّة هُوَ عبارَة عَن الْوُصُول إِلَى مَا يعلّمه لأَصْحَابه من الْعُلُوم وَالنَّار عبارَة عَمَّا يُعلمهُ لأَصْحَابه وَله من هَذَا السخف شَيْء كثير ابتدعه وَأَتْبَاعه يعْرفُونَ بالكيّالية وهم طَائِفَة من فرق الرافضة 3 - (الحرّاني الطَّبِيب) ) أَحْمد بن يُونُس الْحَرَّانِي الطَّبِيب يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة أَخِيه عمر بن يُونُس فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين (الألقاب) الأحمدي الْأَمِير ركن الدّين بيبرس ابْن الْأَحْمَر ملك الغرب مُحَمَّد بن يُوسُف الأحمق المطاع حُذَيْفَة (أحمشاذ) 3 - (أَبُو المكارم الْحَنَفِيّ) أحمشاذ بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود الغزنوي أَبُو المكارم الْفَقِيه الْحَنَفِيّ ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة كَانَ واعظاً من فحول الْعلمَاء وَقَالَ لَقيته بأصبهان فِي سني ثَلَاث وَأَرْبع وَخمْس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ عَارِفًا بتفسير كتاب الله تَعَالَى وَتَوَلَّى قَضَاء أراينة وحيرة سِنِين وَقدم بغداذ والتقى بالوزير عون الدّين ابْن هُبَيْرَة وَمن شعره (أمالك رقّي مَالك الْيَوْم رقة ... على صبوتي والحين من تبعاتها) (سَأَلت حَياتِي إِذْ سَأَلتك قبْلَة ... لي الرِّبْح فِيهَا خُذ حَياتِي وهاتها) وَمِنْه أَيْضا (يَا عاذلي أقصر وَكن عاذري ... فِي حبّ ظبيٍ أكحل النَّاظر) (فأكحل النَّاظر ذَاك الَّذِي ... قد فصد الأكحل من ناظري) (حلا مذاقاً وَهُوَ مستملح ... وَالْملح فِي الحلو من النَّادِر) (أَحْمَر) 3 - (ابْن جزيّ) أَحْمَر بن جزيّ بِكَسْر الْجِيم وَالزَّاي أَبُو جزيّ السّدوسي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ لم يرو عَنهُ غَيره 3 - (ابْن سليم) أَحْمَر بن سليم لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد أبي الْعَلَاء يزِيد بن عبد الله بن الشّخيّر

ابن عسيب

3 - (ابْن عسيب) أَحْمَر بن عسيب لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ مُسلم بن عبيد أَبُو نصيرة وروى عَنهُ حَازِم بن الْعَبَّاس أنّه كَانَ يصفّر لحيته ابْن الْأَحْمَر صَاحب الأندلس اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأَحْمَر صَاحب الْكسَائي عَليّ بن الْحسن ابْن الْأَحْمَر صَاحب الأندلس نصر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (الْأَحْنَف) الْأَحْنَف بن قيس التَّمِيمِي واسْمه الضَّحَّاك يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الضَّاد فِي مَكَانَهُ (الْأَحْوَص) 3 - (القَاضِي أَبُو أُميَّة) أحوص بن الْمفضل بن غَسَّان الْغلابِي البغداذي الْبَزَّاز القَاضِي أَبُو أُميَّة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس قبض عَلَيْهِ وَالِي الْبَصْرَة وسجنه إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَلَاثمِائَة لِلْهِجْرَةِ الْأَحْوَص الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين مَكَانَهُ الْأَحول المحرّر مُحَمَّد بن الْحسن (أحيحة) 3 - (الصَّحَابِيّ) أحيحة بن أُميَّة بن خلف الجُمَحِي أَخُو صنْوَان بن أُميَّة مَذْكُور فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم (أخثا) 3 - (النّحوي) أخثا قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء هُوَ لقب وَلَا أعرف اسْمه وَلم أجد لَهُ ذكرا إلاّ مَا ذكره مبرمان فِي كِتَابَة النكت على سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ وَقَالَ لي الملقب بأخثا وَكَانَ أحد من رَأينَا من النَّحْوِيين الَّذين صحت لَهُم الْقِرَاءَة على أبي عُثْمَان الْمَازِني وَكَانَ مَوْصُوفا فِي أول نظره بالبراعة مسلّما لَهُ استغراق الْكتاب على أبي عُثْمَان ثمَّ أَدْرَكته علّة فقصر عَن الْحَال الأولى وَذكر مَا يتَعَلَّق بالكلم وَالْكَلَام

أخرم

(أخرم) 3 - (أخرم الْأَسدي) كَانَ يُقَال لَهُ فَارس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا كَانَ يُقَال لأبي قَتَادَة الْأنْصَارِيّ قتل شَهِيدا فِي حِين غَارة عبد الرَّحْمَن ابْن عُيَيْنَة بن حصن على سرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَتله يَوْم ذَاك وَيُقَال اسْمه مُحرز بن نَضْلَة وَيُقَال ناضلة رجل روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرف نسبه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم ذِي قار الْيَوْم أول يَوْم انتصفت فِيهِ الْعَرَب من الْعَجم وَبِي نصروا ابْن الأخرم الْحَافِظ مُحَمَّد بن الْعَبَّاس ابْن الأخرم المقرىء مُحَمَّد بن النَّضر (الْأَخْضَر) 3 - (الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ) أَخْضَر بن عجلَان الشَّيْبَانِيّ بصريٌّ أَخُو سميط الزَّاهِد توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد ابْن الْأَخْضَر المقرىء أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر ابْن الْأَخْضَر عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّد ابْن الْأَخْضَر رزق الله بن مُحَمَّد ابْن الْأَخْضَر الإشبيلي عَليّ بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْأَخْضَر الْأَنْبَارِي يحيى بن عَليّ (الأخطل) 3 - (النَّصْرَانِي الشَّاعِر) الأخطل النَّصْرَانِي الشَّاعِر اسْمه غياث بن غوث يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْغَيْن فِي مَكَانَهُ 3 - (الأخطل أَخُو الفرزدق الشَّاعِر) أَظن اسْمه هشيماً وَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْهَاء فِي مَكَانَهُ (الْأَخْفَش) يُطلق على جمَاعَة كلهم نحاة الْأَكْبَر اسْمه عبد الحميد

الألقاب

والأوسط اسْمه سعيد والأصغر عَليّ بن سُلَيْمَان والأخفش الْأَلْهَانِي اسْمه أَحْمد بن عمرَان والأخفش المغربي عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الأندلسي والأخفش الدِّمَشْقِي هَارُون بن مُوسَى والأخفش عَليّ بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ والأخفش الدِّمَشْقِي الصَّغِير اسْمه مُحَمَّد بن خَلِيل (الألقاب) ابْن الأخرش المغربي اسْمه عبد الله بن أَحْمد الأخشيذ اسْمه مُحَمَّد بن طغج الْأَخْنَس اسْمه أبي بن شريق تقدم ذكره فِي مَكَانَهُ الإخنائي علم الدّين قَاضِي دمشق اسْمه مُحَمَّد بن أبي بكر الإخنائي تَقِيّ الدّين قَاضِي الْقَاهِرَة مُحَمَّد بن أبي بكر الأخنف الوَاسِطِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن الأخسيكتي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم ابْن الْأُخوة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد) آخر عبد الرَّحِيم بن أَحْمد أَبُو الأخريط المقرىء اسْمه وهب بن وَاضح القَاضِي أَخَوَيْنِ مُحَمَّد بن عمر الأخيطل الْأَهْوَازِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (أدرع) 3 - (أدرع الصَّحَابِيّ) أدرع أَبُو الْجَعْد الضمرِي الصَّحَابِيّ هُوَ مَشْهُور بكنيته روى عَنهُ عُبَيْدَة ابْن سفين الْحَضْرَمِيّ وَله دَار فِي ضَمرَة بِالْمَدِينَةِ وَاخْتلف فِي اسْمه فَقيل أدرع وَقيل جُنَادَة وَقيل عَمْرو بن بكر

الأسلمي

3 - (الْأَسْلَمِيّ) أدرع الْأَسْلَمِيّ الصَّحَابِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا وَاحِدًا روى عَنهُ سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري الأديبي الْكَاتِب اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (من اسْمه إِدْرِيس) 3 - (الْعلوِي صَاحب الْمغرب) إِدْرِيس بن إِدْرِيس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم ذكره المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء وَأورد لَهُ قَوْله (لَو مَال صبري بصبر النَّاس كلّهم ... لكلّ فِي لوعتي أَو ضل فِي جزعي) (وَمَا أريغ إِلَى يأسٍ ليسليني ... إلاّ تحول بِي يأسي إِلَى الطمع) (وَكَيف يصبر من ضمّت أضالعه ... على وساوس همٍ غير مُنْقَطع) (إِذا الهموم توافت بعد هدأتها ... عَادَتْ عَلَيْهِ بكأسٍ مرّة الجرع) (نأى الْأَحِبَّة واستبدلت بعدهمْ ... هما مُقيما وشملاً غير مُجْتَمع) (كأنّني حِين يجْرِي الْهم ذكرهم ... على ضميري مخبول من الخدع) (تأوي همومي إِذا حرّكت ذكرهم ... إِلَى جوانح جسمٍ دَائِم الوجع) وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِدْرِيس وَذكر جمَاعَة من بَيته وَكَانَ أَخُوهُ قد ولي الْإِمَامَة بعد أَبِيه قَالَ أَبُو هَاشم صَاحب شرطة إِدْرِيس بن إِدْرِيس قَالَ لي يَوْمًا اخْرُج بِنَا إِلَى سَاحل البجر لنصلّ) فخرجنا فَقَامَ يصلّي وَقمت نَاحيَة فَأقبل نفر نحونا فَقَالَ ياداود هَؤُلَاءِ إباضية يَعْنِي خوارج جَاءُوا ليغتالوني قلت فَأَنا لَهُم قَالَ لَا أَنا فَأخذ السيّف والدرقة وقصدهم فَقتل مِنْهُم سَبْعَة فَأَدْبَرَ الْبَاقُونَ فَرجع إليّ فَأَعْطَانِي السَّيْف وَقَالَ (أَلَيْسَ أَبونَا هَاشم شدّ أزره ... وَأوصى بنيه بالطعان وبالضرب) (فلسنا نملّ الْحَرْب حَتَّى تملّنا ... وَلَا نتشكّى مَا نلاقي من النّكب) وحصلت لإدريس مملكة سنية وخطب لنَفسِهِ بالخلافة وَكَانَ فصيحاً شَاعِرًا وَمن شعره مَا

الأموي

رثى بِهِ أَبَاهُ إِدْرِيس الْآتِي ذكره وَهِي مَذْكُورَة فِي تَرْجَمته هُنَاكَ 3 - (الْأمَوِي) إِدْرِيس بن سُلَيْمَان بن يحيى ابْن أبي حَفْصَة يزِيد مولى مَرْوَان بن الحكم وَإِدْرِيس يكنى أَبَا سُلَيْمَان وَكَانَ أَعور وَكَانَ الواثق يَقُول مَا مدحني أحد من الشُّعَرَاء بِمثل مَا مدحني بِهِ إِدْرِيس وَكَانَ مغر ى بإنشاد قَوْله فِيهِ (إِن الْخَلِيفَة هروناً لدولته ... فضل على غَيرهمَا من سَائِر الدول) (حييت بعد رَسُول الله سنته ... فَأصْبح الحقّ نهجاً وَاضح السبل) (أصلحت للنَّاس دنياهم وَدينهمْ ... فأدركوا بك عفوا أفضل الأمل) (لَو لم يقم قبَّة الْإِسْلَام عدلكم ... لأصبح الْميل مِنْهَا غير معتدل) وَله فِي إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المصعبي (لما أتتك وَقد كلّت مُنَازعَة ... دانى الرِّضَا بَين أيديها بإقياد) (لَهَا أمامك نورٌ تستضيء بِهِ ... وَمن رجائك فِي أعقابها حاد) (لَهَا أَحَادِيث من ذكراك تشغلها ... عَن الرتوع وتلهيها عَن الزَّاد) 3 - (أَبُو سُلَيْمَان) إِدْرِيس بن أَحْمد الضَّرِير الْكُوفِي أَبُو سُلَيْمَان قَالَ المرزباني مقتدريّ مدح مُحَمَّد بن عَليّ المادرائي عِنْد قدومه بغداذ بقصيدة يَقُول فِيهَا (إِلَى أبي بكرٍ الميمون ظَاهره ... إِلَى الْجواد الَّذِي أفنى اللهى جودا) (يولي الْأَقَارِب تَقْرِيبًا إِلَيْهِ وَلَا ... يولي الأباعد إِن زاروه تبعيدا) ) (علاك ياابن علّي فَوق كل على ... فزادك الله إعلاءً وتأييدا) وَله أَيْضا (أَلا يَا ابْن اسحاق حزت المدى ... فَمَا لَك فِي كلّ أفقٍٍ عديل) (فَأَنت الْجواد وَأَنت الْعِمَاد ... إِذا عضَّ خطب عَظِيم عديل) (محلّ النجاح عقيد السّما ... مباري الرِّيَاح قؤول فعول) (نقي الْجُيُوب فقيد الْعُيُوب ... فَمن ذَا يعنّيك غالته غول) 3 - (أَبُو سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ) إِدْرِيس بن عبد الله بن إِسْحَاق اللَّخْمِيّ الضَّرِير النابلسي الْبَصْرِيّ أَبُو سُلَيْمَان قَالَ المرزباني حَدثنِي عَنهُ الصولي وَعمر بن الْحسن الْأُشْنَانِي وَتُوفِّي بعد الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يُكَاتب أَبَا الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن المدبّر بالأشعار عِنْد خُرُوجه إِلَى

أبو الحسين الواعظ

الشَّام وَله فِي رِوَايَة الصولي وَغَيره يَرْوِيهَا لغيره (صَاحب الْحَاجة أعمى ... وَهُوَ ذُو مالٍ بَصِير) (فَمَتَى يبصر فِيهَا ... رشده أعمى فَقير) وحجبه رجل فَكتب إِلَيْهِ (سأترككم حَتَّى يلين حجابكم ... على أنّه لَا بدّ أَن سيلين) (خُذُوا حذركُمْ من نومَة الدَّهْر إنّها ... وَإِن لم تكن حانت فَسَوف تحين) وَكتب إِلَى آخر أَيْضا (لما تفكرت ف حجابك ... عاتبت نَفسِي على عتابك) (فَلم أَجدهَا تميل طَوْعًا ... إلاّ إِلَى الْيَأْس من ثوابك) (قد وَقع الْيَأْس فاستوينا ... فَكُن كَمَا شِئْت فِي اجتنابك) 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْوَاعِظ) إِدْرِيس بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحُسَيْن الْوَاعِظ البغداذي صنف كتابا سمّاه أنس الجليس ومسرة الأنيس روى فِيهِ عَن أَبِيه إِبْرَاهِيم وَأبي الْحَارِث أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمَارَة بن أبي الْخطاب وَمُحَمّد بن صبح وخيثمة بن سُلَيْمَان وخراسان بن عبد الله الطرابلسيين وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَلم يذكرهُ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بغداذ) 3 - (أَبُو الْحسن الحدّاد المقرىء) إِدْرِيس بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْحسن الْحداد المقرىء ولد سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن أَربع وَتِسْعين سمع الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وغبره وروى عَنهُ ابْن الْأَنْبَارِي وَغَيره وَسُئِلَ عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ هُوَ ثِقَة وَفَوق الثِّقَة بدرجات 3 - (سُلْطَان الْمغرب) إِدْرِيس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن على ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ هُوَ وَالِد إِدْرِيس الْمَذْكُور آنِفا كَانَ قد خرج مَعَ الْحُسَيْن صَاحب فخّ فلمّا قتل الْحُسَيْن هرب إِلَى مصر وَكَانَ على بريدها وَاضح مولى صَالح بن الْمَنْصُور وَكَانَ يمِيل إِلَى آل أبي

زين الدين المصري

طَالب فَحَمله على الْبَرِيد إِلَى الْمغرب فوصل إِلَى أَرض طنجة فَنزل بِمَدِينَة يُقَال لَهَا لبلة فَاسْتَجَاب لَهُ من بهَا وبنواحيها من البربر وَبلغ الْهَادِي فَقتل وَاضحا وصلبه وَيُقَال أَن هَارُون هُوَ الَّذِي قتل ودس مُوسَى أَو هَارُون إِلَى إِدْرِيس الشماخ الْيَمَانِيّ مولى الْمهْدي فَدخل الغرب وَأظْهر أنّه طَبِيب فَأحْضرهُ إِدْرِيس وَأقَام عِنْده وَأنس بِهِ فَشَكا إِلَيْهِ مَرضا فِي أَسْنَانه فَأعْطَاهُ سنوناً مسموماً وَقَالَ لَهُ إِذا طلع الْفجْر فاستنّ بِهِ وهرب الشماخ من وقته فلمّا طلع افجر اسْتنَّ بِهِ وَجعل يردّده فِي فِيهِ فَسقط فوه وَمَات وَطلب الشماخ فَلم يقدر عَلَيْهِ وَخرج إِلَى إفريقية وَبهَا إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب عَامل الْهَادِي فَأَقَامَ عِنْده وَكتب إِلَى هَارُون يُخبرهُ بِمَوْت إِدْرِيس فَبعث لَهُ صلَة سنية وولاه بريد مصر فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء وَيُقَال إنّه الْهَادِي أَو الرشيد (أتظن يَا إِدْرِيس أَنَّك مفلت ... كيد الْخلَافَة أَو يقيك فرار) (إِن السيوف إِذا انتضاها سخطه ... طَالَتْ وقصّر دونهَا الْأَعْمَار) (ملك كَأَن الْمَوْت يتبع أمره ... حَتَّى تخال تُطِيعهُ الأقدار) وَلما هلك إِدْرِيس ولي مَكَانَهُ ابْنه إِدْرِيس بن إِدْرِيس الْمَذْكُور وَأقَام أَوْلَادهم بالمغرب مُدَّة وَكَانَت وَفَاة إِدْرِيس سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقد تقدم ذكر أَخِيه مُحَمَّد وَذكر أَخِيه إِبْرَاهِيم فِي مكانيهما فليكشف كلّ من مَكَانَهُ وَكَانَ قد قوي أَمر إِدْرِيس حَتَّى ملك جَمِيع الغرب الْأَقْصَى وَكَانَ مقَاما شجاعاً ذَا رَأْي كَرِيمًا وأعقب أَوْلَادًا خطب لَهُم بالخلافة فِي أَكثر الْمغرب وَمن شعره (غرّبت كي أغرب فِي ثورة ... أشفي بهَا كلّ فَتى ثَائِر) ) (لَا خير فِي الْعَيْش لمن يغتدي ... فِي الأَرْض جاراً لامرىء جَائِر) (وَالْأَرْض مَا وسعّها ربّها ... إلاّ لتبدو همّة السائر) (لَا بلّغت لي مهجة سؤلها ... إِن لم أوفَّ الْكَيْل للغادر) وَقَالَ ابْنه إِدْرِيس بن إِدْرِيس يرثيه (روحي الْفِدَاء لما جَاءَت منيته ... يَرْمِي بهَا بلد ناءٍ إِلَى بلد) (فاختلست نَفسه مِنْهُ مخاتلةً ... حَتَّى تخلّى من الْأَمْوَال وَالْولد) (أهْدى إِلَيْهِ المنايا ذُو قرَابَته ... بِغَيْر جرمٍ سوى البغضاءِ والحسد) (لَئِن ظفرتم بيومٍ قتلنَا غلبا ... إِنَّا لنَرْجُو من الرَّحْمَن فوز غَد) (حَتَّى يزِيل أقلّ الْحق أَكْثَره ... وَيشْرب الكاس ساقينا يدا بيد) 3 - (زين الدّين الْمصْرِيّ) إِدْرِيس بن صَالح بن وهيب الْفَقِيه زين الدّين الْمصْرِيّ القليوبي قَرَأَ الْفِقْه والمقامات الحريرية على قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان بالسيفية مدرسة الْإِسْلَام طغتكين صَاحب الْيمن بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ إِمَام الْمدرسَة ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الْأَمِير عز الدّين أيدمر الْحلِيّ فسعى لَهُ إِلَى أَن رتّبه خطيب الْجَامِع الْأَزْهَر بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ أول من خطب

المأمون المغربي

فِيهِ وَكَانَ ظنّاً فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره قصيدة مدح بهَا قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان (تراءت لَهُ بالرقمتين مخايل ... فنمّت عَلَيْهِ بالغرام بلابل) (فَأجرى دموع الْعين أَو مَلأ الملا ... ونمّق فِي أكناف سلعٍ خمائل) وَهِي قصيدة نظمها منحطّ عَن الْجَوْدَة 3 - (الْمَأْمُون المغربي) إِدْرِيس بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ صَاحب الْمغرب الْمَأْمُون أَبُو الْعَلَاء بُويِعَ بعده ابْنه عبد الْوَاحِد ولقّب الرشيد مَعَ خلاف ابْن عمّه يحيى وَكَانَ أَبُو الْعَلَاء قد عصى عَلَيْهِ أهل سبتة مَعَ أبي الْعَبَّاس البلّشي وَأخذُوا مِنْهُ طنجة وَقصر عبد الْكَرِيم فجَاء بجيشه ونازل سبتة وَبَالغ فِي حصرها فَخرج عَلَيْهِ أهل سبتة فبيتوا الْجَيْش فهزموهم وَركب بعض الأوباش مركبا فِي الْبَحْر وَسَارُوا إِلَى أَن حاذوا الْملك فصاحوا بِهِ فَوقف فَقَالُوا يَا أَمِير) الْمُؤمنِينَ أصبح أهل سبتة فرْقَتَيْن فَلَمَّا سمع هَذَا الْكَلَام أنصت لَهُم فَقَالَ مَا تَقولُونَ قَالُوا يَقُولُونَ أَمِير الْمُؤمنِينَ أَقرع وَقوم يَقُولُونَ أصلع فبالله أعلمنَا حَتَّى نخبرهم فَغَضب من هَذَا وتبرّم وَمَات سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَ قد أَزَال ذكر ابْن تومرت من الْخطْبَة وَملك بعده ابْنه عبد الْوَاحِد الرشيد عشرَة أَعْوَام وَكَانَ الْمَأْمُون اجْتمع فِيهِ أَوْصَاف الطَّرفَيْنِ أَخذ من أَبِيه محبّة الْعُلُوم وَالْعُلَمَاء وانفاق فِي صَالح وَأخذ من جده لأمه الشهامة والشجاعة والإقدام على الْأُمُور الْعِظَام وَلَيْسَ فِي بني عبد الْمُؤمن أعجب حَدِيثا مِنْهُ فإنّه كَانَ بالأندلس والياً على قرطبة ويومئذ مَنْسُوب إِلَى الضعْف والمهانة فَلَمَّا استولى أَخُوهُ الْعَادِل وثار عَلَيْهِ بالأندلس الظافر البيّاسي من بني عبد الْمُؤمن وَأخذ بمخنق الْعَادِل فَأسلم الْعَادِل الأندلس وَمضى إِلَى مراكش وَترك أَخَاهُ إِدْرِيس بإشبيلية بِغَيْر مَال وَلَا رحال وأيس النَّاس من سَلَامَته وَصَارَ مُعظم الأندلس للبياسي ثمَّ أنّه نزل على إشبيلية وحاصر إِدْرِيس فَأخْرج إِدْرِيس من قصره حَتَّى حلّي نِسَائِهِ وَقسم ثمن ذَلِك على الْجند وهبّت لَهُ ريح السَّعَادَة والتوفيق وأفسد أجناد البيّاسي فِي السرّ بالمكاتبات والبذل والمواعيد ففهم ذَلِك البياسي ورحل هَارِبا فَدخل قرطبة وَكَانَ إِدْرِيس قد بعث بعثاً إِلَى قرطبة وأفسدهم على البّياسي وخوّفهم من أَن يمكّن النَّصَارَى مِنْهُم فأثّر ذَلِك عِنْدهم فَلَمَّا دَخلهَا صاحوا صَيْحَة وَاحِدَة وزحفوا على قصره فَخرج خَائفًا يرْكض فرسه فَخرجت الْخَيل خَلفه فَلحقه فَارس مِنْهُم فَقَالَ لَهُ إِلَى أَيْن أَنْت تزْعم أَنَّك تكسر الجيوش بِاسْمِك وَحدك ارْجع إليّ فها أَنا وحدي فَقَالَ إِنَّمَا كنت أكسره باسم السَّعَادَة فَهَل لَك فِي أَن تصطنعني فَمَا أجدني أقدر على الدفاع فَحمل عَلَيْهِ وَأخذ سَيْفه من يَده وَضرب عُنُقه بِهِ وَحمل رَأسه إِلَى إِدْرِيس فَأعْطَاهُ ألف دِينَار وصيّره من خواصه ثمَّ إنّه طاوله وَضرب عُنُقه وَقَالَ مَا استطيع أَن أبْصر من قتل ملكا

ولّما استقامت الأندلس لإدريس وبلغه ضعف أَخِيه الْعَادِل بمراكش خلع طَاعَته فِي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَجلسَ لأخذ الْبيعَة فَقَامَ ابْن عَمه السَّيِّد أَبُو عمرَان وَقَرَأَ قل اللهمَّ مَالك الملكِ الْآيَة وَقَالَ يسْأَل عَن الرجل أهل بَيته وَقد سابقناه فَأبى إِلَّا تبريزا وخبرناه فَلم نجده إِلَّا ذَهَبا إبريزا فبادروا إِلَى بيعَته فنور السَّعَادَة من وَجهه لائح وقارضوه بإسلاف الطَّاعَة فإنّ المتجر عِنْده رابح فانثال النَّاس على بيعَته وَقد امْتَلَأت قُلُوبهم بمحبته فَلم تمرّ إلاّ أَيَّام يسيرَة حَتَّى بلغه أَن أَخَاهُ قَتله أهل مراكش وَبَايَعُوا بالخلافة ابْن أَخِيه يحيى ابْن النَّاصِر وَكَانَ صَبيا وشاع ذَلِك بالأندلس فهجم ابْن هود على حصن من حصون) مرسية وخطب فِيهِ لبني الْعَبَّاس وخطب فِي السرّ قَاضِي مرسية فبنوا الْحِيلَة على أَن يَأْتِي طَائِعا إِلَى صَاحب مرسية ابْن عَم إِدْرِيس فَأَتَاهُ وَدخل مَعَ جنده ليقبل يَده فَلَمَّا مَال على تَقْبِيل يَده أكبّوا على صَاحب مرسية وقبضوه وأخرجوه من الْبَلَد وملكوا مرسية لِابْنِ هود فَلم يقدم شَيْئا إِلَى قتل القَاضِي الَّذِي دبّر مَعَه هَذِه الْحِيلَة وطالت الدولة فَرَحل إِدْرِيس وَنزل بعساكره على مرسية فامتنعت عَلَيْهِ وجدّ أَهلهَا فِي الْقِتَال فاغتاظ إِدْرِيس على جمَاعَة من قواد الأندلس الَّذين كَانُوا مَعَه وقتلهم بأنواع الْقَتْل وعظمت الشناعة عَلَيْهِ وانبتر سلك ملك الأندلس من يَده فِي جُمُعَة وَملك ابْن هود الأندلس وَلم يبْق فِي يَد إِدْرِيس غير إشبيلية ترك بهَا ابْنه عليّاً ورحل إِلَى مراكش قبضوا أهل إشبيلية على عَليّ بن إِدْرِيس وسجنوه ودخلوا فِي طَاعَة ابْن هود وَوصل إِدْرِيس مراكش وَكَانَت لَهُ وَاقعَة عَظِيمَة على صَاحب مراكش كَسره فِيهَا وَاسْتولى إِدْرِيس على مراكش وَقعد فِي محفل من الْمُوَحِّدين وَأهل مراكش وَجعل يقرّعهم بِذُنُوبِهِمْ فِي خلع الْخُلَفَاء فَقَالَ لَهُ شيخهم ابْن أبي عمرَان إنّما يُعَاتب الرَّأْس وَالرَّأْس والأذناب لَا عتب عَلَيْهَا فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أعوان دولته فسجنوا من أهل مراكش من أَعْيَان الدولة نيفاً وَأَرْبَعين فَضرب أَعْنَاق الْجَمِيع فأيس النَّاس من خَيره أنّه سحب ذيل الْعقُوبَة على الْجَانِي والبريء وَكَانَ فِي الْمَذْكُورين إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد أَخُوهُ صَاحب إفريقية وَكَانَ صَبيا فائق الْحسن فَعظم ذَلِك على أَخِيه وَالْتزم أنّه لَا يظفر بِأحد من بني عبد الْمُؤمن إِلَّا قَتله فَلم يَجْسُر أحد مِنْهُم على دُخُول بِلَاده وَأمر أَن يتْرك ذكر بني عبد الْمُؤمن على المنابر وَكتب الْكتب بلعنة الْمهْدي إِلَى الْبِلَاد وَقَالَ فِي فُصُول الْكتاب وَكَيف يدّعي الْعِصْمَة من لَا يعرف بِأَيّ يَد يَأْخُذ كِتَابه فَرَمَاهُ النَّاس عَن وَاحِدَة وتمكنت بغضته فِي الْقُلُوب فاستنصر بالنصارى وَبنى لَهُم كَنِيسَة عَظِيمَة بمراكش فثار عَلَيْهِ أَخُوهُ عمرَان ابْن الْمَنْصُور فَتوجه لمحاربته فخالفه يحيى ابْن النَّاصِر إِلَى مراكش فسبى حريمه وَنهب قصوره وأحدق الْمُسلمُونَ بالكنيسة وفتكوا بالنصارى وخربوا الْكَنِيسَة فَبَلغهُ ذَلِك وَهُوَ على سبتة فَرَحل قبل أَن ينَال مِنْهَا غَرضا وَرجع إِلَى مراكش فَمَاتَ فِي طَرِيقه كآبةً كَمَا ذكرت فِي أول هَذِه التَّرْجَمَة فِي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَقيل سنة تسع وَعشْرين وَكَانَ بليغاً فِي النّظم والنثر متفنّناً فِي الْعُلُوم وَمن توقيعاته أَن امْرَأَة رفعت إِلَيْهِ أَن جندياً نزل بدارها فرغبت إِلَيْهِ

المتأيد

أَن تسكن فِي علّية تِلْكَ الدَّار فَتَركهَا تسكن ثمَّ طالبها بِالْأُجْرَةِ وَكَانَت فقيرة فوقّع على قصَّتهَا يخرج هَذَا النازلُ النازلُ وَلَا يعوّض بِشَيْء من النَّازِل وَكتب) إِلَيْهِ كاتباه ابْن عَبَّاس وَابْن عشرَة يطلبان مِنْهُ أَن يزورا بلدهما فَلم يردّ عَلَيْهِمَا جَوَابا وكرّرا الطّلب ثَلَاث مَرَّات فَوَقع على قصتهما الثَّالِثَة لَا لَا لَا وَلَيْسَ لحَاجَة فيكما وَمن شعره وَقد قتل جنده ابْن اخته (مَا ابْن أُخْتِي مِمَّن يعزّ على رو ... حَيّ وَإِن كَانَ قومه أعدائي) (لَا تشلّ الْيَد الَّتِي جرعته ... حتفه فَهُوَ زَائِد فِي الدَّاء وَقَالَ لما بلغه قَول النَّاس عَنهُ هَذَا حجّاج) الْمغرب لِكَثْرَة قَتله (أَنا الْحجَّاج لني صبور ... مقرّ بِالْحِسَابِ وبالعقاب) (وَأعلم أنّ لي بِفنَاء قوم ... عموا عَن رشدهم ذخر الثَّوَاب) 3 - (المتأيّد) إِدْرِيس بن عَليّ حمود بن مَيْمُون بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد الله بن عمر بن إِدْرِيس بن إِدْرِيس بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الملقب بالمتأيّد كَانَ نَائِب المعتلي يحيى بن عَليّ بن حمود وَهُوَ أَخُوهُ فِي سبتة فعندنا سقط عَلَيْهِ الْخَبَر بِأَمْر أَخِيه يحيى على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته بَادر فِي الْبَحْر إِلَى مالقة وَاسْتولى على قصبتها وخطب لَهُ بالخلافة وتلقب بالمتأيد وتحزبت مَعَه صنهاجة أَصْحَاب غرناطة وزناتة أَصْحَاب قرمونة ووصلوا إِلَى إشبيلية واستولوا على حصن الْقصر وَكَانَت لَهُ خطوب كَثِيرَة وتفاتن بَنو حمود فِيمَا بَينهم حَتَّى كَانَ مِنْهُم ثَلَاثَة يدعى كل وَاحِد مِنْهُم بأمير الْمُؤمنِينَ فِي نَحْو مَسَافَة خَمْسَة أَيَّام فِي شريش وَفِي الجزيرة الخضراء وَفِي مالقة 3 - (العالي) إِدْرِيس بن يحيى بن عَليّ بن حمود وَقد تقدم بَقِيَّة النّسَب فِي تَرْجَمَة المتأيد بُويِعَ فِي مالقة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ولقب العالي وَقَامَ خَطِيبًا أَبُو مُحَمَّد غَانِم بن الْوَلِيد المَخْزُومِي أحد عُلَمَاء مالقة وَقَالَ (اسْتقْبل الْملك إِمَام الْهدى ... بأربعٍ بعد ثلاثينا) (خلَافَة العالي سمت نَحوه ... وَهُوَ ابْن خمسٍ بعد عشرينا) (إنّي لأرجو يَا إِمَام الْهدى ... أَن تملك االناس ثمانينا) ) (لَا رحم الله امْرَءًا لم يقل ... عِنْد دعائي لَك آمينا) وَلم يكن فِي بني حمود مثل العالي أبدا ونبلاً وكرماً وللشعراء فِيهِ أمداح كَثِيرَة وَقد اشتهرت قصيدة ابْن مقانا الأشبوني فِيهِ وَقيل إنّه أنشدها لَهُ والعالي خلف حجاب على الْعَادة فِي ذَلِك فَلَمَّا وصل إِلَى قَوْله

الواثق المغربي

(وَكَأن الشَّمْس لّما أشرقت ... فانثنت عَنْهَا عُيُون الناظرين) (وَجه إِدْرِيس بن يحيى بن عَليّ ... بن حمّودٍ أَمِير الْمُؤمنِينَ) فَقَالَ العالي للحاجب صَاحب السّتْر قل لَهُ مليح مليح فَقَالَ لَهُ ذَلِك ثمَّ مرّ فِيهَا إِلَى أَن قَالَ (كتب الْجُود على أبوابه ... أدخلوها بسلامٍ آمِنين) (وَإِذا مَا نشرت رايته ... خَفَقت بَين جناحي جبرئين) فَقَالَ العالي للحاجب قل لَهُ أَحْسَنت أَحْسَنت ثمَّ لما قَالَ (يَا بني بنت النبّي الْمُصْطَفى ... حبّكم فِي أرضه دنيا وَدين) (أنظرونا نقتبس من نوركم ... إنّه من نور ربّ الْعَالمين) أَمر بِرَفْع الْحجاب وَأتم بَقِيَّة القصيدة وَهُوَ ينظر إِلَيْهِ ثمَّ أَفَاضَ أَنْوَاع الْإِحْسَان عَلَيْهِ وَكَانَ العالي يشْعر فِي مجَالِس منادماته لكنّه لَا يرضاه وَلَا يَجْسُر أحد أَن يرويهِ وَمن شعره (انْظُر إِلَى الْبركَة وَالشَّمْس قد ... أَلْقَت عَلَيْهَا مطرفاً مذهبا) (وَالطير قد دارت بِأَكْنَافِهَا ... والأنس قد نَادَى بهَا مرْحَبًا) (فَاشْرَبْ عَلَيْهَا مثلهَا رقةً ... وبهجةً واحلل لَدَيْهَا الحبى) وبلي العالي بأقاربه فنغّصوا ملكه حَتَّى انزوى إِلَى بعض الْجبَال وَكَانَت لَهُ مَعَهم خطوب طوال آل أمرهَا إِلَى أَن انقرضت دولتهم وتغلب باديس ابْن حيوس الصنهاجي صَاحب غرناطة على مالقة وتفرق بَنو حمود فِي الأقطار فَدخل مِنْهُم إِلَى جَزِيرَة صقلية مُحَمَّد بن عبد الله ابْن العالي إِدْرِيس الْمَذْكُور وَأشيع عَنهُ أنّه الْمهْدي الَّذِي يُوَافق اسْم النبّي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسم أَبِيه وَأَرَادَ ابْن الثمنة الثائر هُنَاكَ قَتله فَشَغلهُ الله عَنهُ وَاسْتولى رجّار الإفرنجي على صقلية فَذكر لَهُ أنّه من بَيت النُّبُوَّة فَأكْرمه وَنَشَأ ابْنه مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله رجّار وَكَانَ أديباً ظريفاً شَاعِرًا مغرىً بِعلم جغرافيا فصنّف لرجّار الْكتاب الْمَشْهُور فِي أَيدي النَّاس الْمَنْسُوب إِلَى) رجّار 3 - (الواثق المغربي) إِدْرِيس بن عبد الله ابْن أبي حَفْص ابْن عبد الْمُؤمن الْملك أَبُو الْعَلَاء الواثق بِاللَّه أَبُو دبّوس صَاحب الغرب الْقَيْسِي آخر مُلُوك بني عبد الْمُؤمن وثب على ابْن عَمه عمر وَقَتله سنة خمس سِتِّينَ وَكَانَ شهماً شجاعاً مقداماً خرج عَلَيْهِ أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن عبد الْحق سيد آل مرين وَصَاحب تلمسان فجرت بَينهم حروب إِلَى أَن قتل أَبُو دبوس فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة بِظَاهِر مراكش فِي المصاف وَاسْتولى المرينيّ على مملكة الغرب وَانْقَضَت دولة آل عبد الْمُؤمن

تقي الدبن ابن مزيز

3 - (تَقِيّ الدبن ابْن مزيز) إِدْرِيس مُحَمَّد ابْن أبي الْفرج بن الْحُسَيْن بن مزيزبزايين الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَمَوِيّ سمع من أبي الْقَاسِم بن رَوَاحَة وأخيه النفيس وَصفِيَّة القرشية والموفق يعِيش النَّحْوِيّ ومدرك بن حُبَيْش وَالْقَاضِي أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم وَهَذِه الطبة وَكتب الْأَجْزَاء وعني بِالْحَدِيثِ وتميز فِيهِ روى عَنهُ الدمياطي والمزي والبرزالي ذكره ابْن الصَّابُونِي جمال الدّين فِي كتاب تَكْمِلَة إِكْمَال الْإِكْمَال فِي مزيز ومرير وصنف الْأَحْكَام كَبِيرا 3 - (الأندلسي الشَّاعِر) إِدْرِيس بن الْيَمَان بن سامٍ أَبُو عَليّ الْعَبدَرِي الْمَعْرُوف بالشبيني الأندلسي الشَّاعِر روى عَن أبي الْعَلَاء صاعد اللّغَوِيّ وَتُوفِّي سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره (وموسّدين على الأكفّ رؤوسهم ... قد غالهم فِي السكر مَا قد غالني) (مَا زلت أسقيهم وأشرب فَضلهمْ ... حَتَّى انثنيت ونالهم مَا نالني) (وَالْخمر تعرف كَيفَ تَأْخُذ حقّها ... إنّي أملت إناءها فأمالني) وَمِنْه (وفتيان صدقٍ عرّسوا تَحت دوحةٍ ... وَلَيْسَ لَهُم إِلَّا النَّبَات فرَاش) (كأنّهم والنّور يسْقط فَوْقهم ... مصابيح تهوي نحوهنّ فرَاش) وَمِنْه) (وَأَنت إِذا استنزلت من جَانب الرضى ... نزلت نزُول الْغَيْث فِي الْبَلَد الْمحل) (وَإِن عجم الْأَعْدَاء مِنْك حفيظةً ... وَقعت وُقُوع النَّار فِي الْحَطب الجزل) وينسب إِلَيْهِ (ثقلت زجاجات أتتنا فرّغاً ... حَتَّى إِذا ملئت بِصَرْف الرّاح) (خفّت فَكَادَتْ أَن تطير بِمَا حوت ... إِن الجسوم تخف بالأرواح) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْعَطَّار) إِدْرِيس بن جَعْفَر بن يزِيد أَبُو مُحَمَّد الْعَطَّار سمع وحدّث عَنهُ الْكِبَار قَالَ الدراقطني مَتْرُوك توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

الحمزي

3 - (الحمزي) إِدْرِيس بن عَليّ عبد الله الْأَمِير عماد الدّين الحسني الحمزي قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الْبَاقِي اليمني أحد أُمَرَاء الطبلخانات بالدولة المؤيدية نَشأ بِصَنْعَاء وبلادها كَانَ إِمَامًا لَا يجارى وعالماً لَا يُبَارى أتقن الْعُلُوم وَسبق إِلَى الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم لَهُ الْأَدَب الْمَذْهَب وَكَانَ زيدي الْمَذْهَب رشحه أهل مذْهبه للْإِمَامَة وهمّوا بِأَن يقلدوه الزعامة فَنزع عَن الشان وَمَال إِلَى السُّلْطَان فأسكنه أقْصَى مَرَاتِب الْعليا وَكَانَت يَده الْيَد الْعليا جمع بَين الْكَرم والشجاعة وتقدّم فِي أَرْبَاب البراعة توفّي عَام ثَلَاثَة عشر وَسَبْعمائة فَمن ذَلِك قصيدة يمدح بهَا السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد (عوجا على الرّبع من سلمى بِذِي قار ... واستوقفا العيس لي فِي ساحة الدَّار) (وسائلاها عَسى تنبئكما خَبرا ... يشفي فُؤَادِي وَيَقْضِي بعض أوطاري) وَمِنْهَا (يَا رَاكِبًا بلّغن بني حسن ... وخصّ حَمْزَة قومِي عصمَة الْجَار) (أنّ المؤيّد أسماني وقّربني ... واختارني وَهُوَ حَقًا خير مُخْتَار) (أعطي وأمطى وأسدى كلّ عارفة ... يقصّر الشُّكْر عَنْهَا أَي إقْصَار) (واختصّني بولاءٍ فزت مِنْهُ بِهِ ... فَأصْبح الزنّد منّي أيّما واري) (فلست أخْشَى لريب الدَّهْر من حدث ... وَلَا أُبَالِي بأهوالٍ وأخطار) (وَكَيف خوفي لدهري بَعْدَمَا علقت ... كفي بملكٍ شَدِيد الْبَطْش جبّار) ) (الأروع الْأَغْلَب الغلاّب والأسد ال ... لَيْث الهصور الهزبر الضيغم الضاري) (بِمن إِذا خَفَقت راياته خضعت ... لَهَا الْمُلُوك وخافت حكمه الْجَارِي) (وقابلته بِمَا يهواه باذلةً ... مَا يرتضي من أقاليم وأمصار) وَله وَقد جَاءَت الرُّسُل من مصر فِي سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة (لم يأتك الرُّسُل من مصرٍ وساكنها ... إلاّ مؤدية حَقًا لكم يجب) (وَحين لاحت قُصُور الْحصن لَاحَ لَهُم ... من نور وَجهك مَا لَا تستر الْحجب) (واستقبلوا الْعَسْكَر الْمَنْصُور فانصدعت ... قُلُوبهم فَهِيَ فِي أَجْوَافهم تجب) (كتائباً مثل ضوء الشَّمْس قسطلها ... كالليل لَكِن بهَا مِنْك القنا شهب) (حفّت بهم فَرَأَوْا أسداً ضراغمة ... عاداتهم فِي الوغى إِن غولبوا غلبوا) (وَكَيف لَا والأمين الرّوح يقدمهم ... فِي كلّ روعٍ وحيزوم بِهِ يثب) (وعاينوا مِنْك وَجها طالما خضعت ... لَهُ الْوُجُوه وَقَامَت باسمه الْحَطب)

الألقاب

وللشريف الْمَذْكُور وَقد أحَاط بِهِ الأعادي وهمّوا بقتْله وَأَبَان عَن شجاعةٍ عَظِيمَة وكبا فرسه واحتمى عَلَيْهِ بَنو عمّه وَكَانَ منقذاً لِأَخِيهِ من الأعادي أنْشد فِي ذَلِك الْمقَام وَهُوَ فِي شَدِيد من الآلام بل قد عاين الْحمام والأعداء فِي الْإِقْدَام وَهُوَ فِي الإحجام (وَلَو لم يخنّي عِنْد صنوي كبوة ... من الْأَحْمَر الجيّاش مَا فَاتَ مطلب) (ولكنّ خرصان الرماح تشاجرت ... هُنَالك حَتَّى كَاد يودي ويعطب) (الألقاب) أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ اسْمه عَائِذ الله بن عبد الله الإدريسي الْحَافِظ عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد الأدفوي كَمَال الدّين جَعْفَر بن تغلب الأدفوي الْمُفَسّر مُحَمَّد بن عَليّ الأدلم المري دَاوُد بن سلم (أدهم) 3 - (الْأَمِير الْحِمصِي) أدهم بن مُحرز الْبَاهِلِيّ الْحِمصِي الْأَمِير أول من ولد بحمص شهد صفّين مَعَ مُعَاوِيَة وَتُوفِّي سنة تسعين لِلْهِجْرَةِ تَقْرِيبًا (أَدِيم) 3 - (أَدِيم التغلبي) ذكره شريك عَن مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن أبي وَائِل فِي حَدِيث الصبّي بن معبد (أذينه) 3 - (أذينة الْكِنَانِي) أذينة بن معدّ أَخُو بني لَيْث من كنَانَة لما غلب ابْن الزبير على مكّة كتب يزِيد بن مُعَاوِيَة إِلَى عَامله بِالْمَدِينَةِ يَأْمُرهُ بِحَبْس عبد الله بن مُطِيع وَخَافَ وثوبه فحسبه فَذهب فتيَان بني عدي فأخرجوه من السجْن عنْوَة فَقَالَ أذينة فِي ذَلِك (عزّت عديّ بن كعبٍ فِي الْبِلَاد وَمن ... كَانَت عديّ لَهُ أصلا وأنصارا)

الصحابي

(نجّت عدي أخاها بَعْدَمَا خفضت ... لَهُ الْمنية أنياباً وأظفارا) (تأبى الْإِمَارَة إلاّ ضيم سادتها ... وَالله يَأْبَى لَهَا بالضيم إِقْرَارا) (فكم ترى فيهم يَوْمًا إِذا حَضَرُوا ... ذَوي بصائر فِي الْخيرَات أحرارا) (وعدة فضلوا مجداً ومكرمة ... ساسوا مَعَ الْحلم أحساباً وأخطارا) (يعمّ بذلهم الْأَحْيَاء قاطبةً ... كالنيل يركب بلداناً وأمصارا) (بهم ينَال أخوهم بعد همّته ... وتقتضي بهم الأوتار أوتارا) 3 - (الصَّحَابِيّ) أذينة الْعَبْدي وَالِد عبد الرَّحْمَن بن أذينة اخْتلف فِيهِ فَقيل أذينة بن مُسلم الْعَبْدي من عبد الْقَيْس فِي ربيعَة وَقيل أذينة بن الْحَارِث بن معمر بن العوف وَقد قَالَ فِيهِ بَعضهم الشنيبالشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون الْمُشَدّدَة وَلَا يصلح روى عَنهُ ابْنه الرَّحْمَن عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كفّارة الْيَمين (الْأَذْرَعِيّ) الْأَذْرَعِيّ قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين عبد الله بن مُحَمَّد الْأَذْرَعِيّ جمال الدّين قَاضِي الْقُضَاة سُلَيْمَان بن عمر (أراق) 3 - (نَائِب صفد) أراق الفتّاح الْأَمِير سيف الدّين كَانَ يتَوَلَّى فتح السجْن الَّذِي يعتقل فِيهِ الْأُمَرَاء أخرجه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد نَائِبا بقلعة صفد فِي ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَلم يزل بالقلعة الْمَذْكُورَة نَائِبا إِلَى أَن طلب الْإِقَالَة مِنْهَا واستعفى فأعفاه السُّلْطَان الْملك الصَّالح فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحضر إِلَى دمشق وَأقَام بهَا أَمِيرا ثمَّ جهّز إِلَى غَزَّة نَائِبا فَأَقَامَ بهَا وَأمْسك الْأَمِير سيف الدّين الْملك لنا توجه من صفد فرسم لَهُ بنيابة السلطنة بصفد عوضا عَنهُ فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى أَن برز نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى الجسور أَيَّام الْكَامِل وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين أراق مِمَّن حضر إِلَيْهِ من نواب الشَّام ثمَّ إنّه عَاد إِلَى صفد على نيابتها إِلَى أَن حضر إِلَيْهَا الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه نَائِبا فِي أَوَائِل شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتوجه أراق إِلَى حلب أَمِيرا فَأَقَامَ هُنَاكَ شَهْرَيْن ثمَّ رسم لَهُ بِالْعودِ إِلَى صفد أَمِيرا فوصل إِلَى دمشق ثمَّ ورد بإقامته بِدِمَشْق أَمِيرا فَأَقَامَ بهَا (أَرْبَد) 3 - (أَرْبَد أَخُو لبيد) أَرْبَد بن قيس أَخُو لبيد قَالَ صَاحب الأغاني وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم وَفد بني عَامر بن صعصعة وَفِيهِمْ عَامر بن الطِّفْل وأربد ابْن قيس وجبار بن سلمي وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة رُؤُوس الْقَوْم وشياطينهم فَقَالَ عَامر لأربد إِذا أَقبلنَا على الرجل فَإِنِّي شاغل

الصحابي

عَنْك وَجهه فَإِذا فعلت أَنا ذَلِك فَاعله بِالسَّيْفِ فَقَالَ عَامر لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خالّني فَقَالَ لَا وَالله حَتَّى تؤمن بِاللَّه وَحده لَا شريك لَهُ فَلَمَّا أَبى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أما وَالله لأملأنّها خيلاً حمراً ورجالاً سمراً فَلَمَّا ولّي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ اكْفِنِي عَامر بن الطُّفَيْل فَلَمَّا خَرجُوا من عِنْده قَالَ عَامر لأربد وَيلك يَا أَرْبَد أَيْن مَا كنت وصّيتك بِهِ وَالله مَا كَانَ على وَجه الأَرْض رجل هُوَ الأَرْض رجل هُوَ أخوف على نَفسِي مِنْك وأيم الله لَا أخافك بعد الْيَوْم أبدا قَالَ لَا تعجل علّي لَا أَبَاك لَك وَالله ماهممت بِالَّذِي أَمرتنِي بِهِ من مرّة إِلَّا دخلت بيني وَبَينه حَتَّى مَا أرى غَيْرك أفأضربك بِالسَّيْفِ فَقَالَ عَامر (بعث الرَّسُول بِمَا يرى قكأنما ... عمدا أسدّ على المقانب عارا) (وَلَقَد وردن بِنَا الْمَدِينَة شزبّا ... وَلَقَد قتلن بجوّها الأنصارا) وَخَرجُوا رَاجِعين إِلَى بِلَادهمْ حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق بعث الله على عَامر الطَّاعُون وسوف نذْكر فِي تَرْجَمَة عامرٍ كَيْفيَّة مَوته وأمّا أَرْبَد فإنّه وصل إِلَى قومه فَقَالُوا لَهُ ماوراءك يَا أَرْبَد فَقَالَ لقد دَعَانَا إِلَى عبَادَة شَيْء لوددته عِنْدِي الْآن فأرميه بنبلي هَذِه فَأَقْتُلهُ فَخرج بعد مقَالَته هَذِه بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ مَعَه جمل يتبعهُ فَأرْسل الله تَعَالَى عَلَيْهِ وعَلى جمله صَاعِقَة فأحرقتهما وَكَانَ أَرْبَد بن قيس أَخا لبيد لأمّه فَقَالَ لبيد يرثيه (مَا أَن تعدّى الْمنون من أحد ... لَا وَالِد مشفقٍ وَلَا ولد) (أخْشَى على أَرْبَد الحتوف وَلَا ... أرهب نوء السماك والأسد) (فجّعني الرَّعْد وَالصَّوَاعِق بالفا ... رس يَوْم الكريهة النجد) (يَا عين هلاّ بَكَيْت أَرْبَد إِذْ ... قمنا وَقَامَ الْخُصُوم فِي كبد) (وَعين هلا بَكَيْت أَرْبَد إِذْ ... ألوت ريَاح الشتَاء بالنّضد) (حُلْو كريم وَفِي حلاوته ... مرّ لطيف الأحشاء والكبد) ) 3 - (الصَّحَابِيّ) أَرْبَد بن حميربالحاء الْمُهْملَة تَصْغِير حمارذكره إِبْرَاهِيم بن سعد عَن ابْن إِسْحَاق فِي من هَاجر إِلَى الْمَدِينَة من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم

أربكوون

(أربكوون) 3 - (سُلْطَان الْعرَاق) أربكوون بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الْكَاف وَضم الْوَاو الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة وَفِي آخِره نون صَاحب الْعرَاق وأذربيجان وَالروم من ذُرِّيَّة جنكزخان نَشأ فِي غمار النَّاس جندياً وَكَانَ أَبوهُ قد قتل فَلَمَّا توفّي السُّلْطَان بوسعيد شاور الْوَزير غياث الدّين مُحَمَّد مقدمي التتار وَقَالَ هَذَا الرجل من الْعظم فَبَايعُوهُ وَبَايَعَهُ الْأُمَرَاء وَجلسَ على التخت وَقتل الخاتون بغداذ بنت جوبان زَوْجَة بو يُعِيد وَكَانَ عَليّ باشا بالجزيرة فَلم يدْخل فِي الطَّاعَة فَسَار وَأخذ بغداذ وجبى الْأَمْوَال وتصرّف وَجَرت أُمُور يطول شرحها وَقتل عَليّ باشا أربكوون هَذَا وَقتل الْوَزير فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَكَانَت مُدَّة ملكه شهيرات وَقيل إنّه كَانَ نَصْرَانِيّ الدّين ألبس التتار السراقوجات وَقَالَ أَنْتُم هادنتم الْمُسلمين وَكَانَ قد قصد الدُّخُول إِلَى الشَّام فَكفى الله شرَّه عَاجلا (الإربلي) الإربلي صَلَاح الدّين اسْمه أَحْمد بن عبد السَّيِّد الإربلي مجد الدّين ابْن الظهير مُحَمَّد بن أَحْمد الإربلي الْعِزّ الضَّرِير الْحسن بن مُحَمَّد الإربلي شرف الدّين الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الإربلي العزّ الطَّبِيب اسْمه حسن بن أَحْمد الإربلي جمال الدّين يُوسُف بن يَعْقُوب (أرتاش) 3 - (صَاحب دمشق) أرتاش وَيُقَال ألتاش ابْن السُّلْطَان تتش بن ألب رسْلَان أَخُو صَاحب دمشق دقاق سجنه أَخُوهُ ببعلبك فَلَمَّا مَاتَ دقاق أطلقهُ الْأَمِير طغتكين وأقدمه دمشق وأقامه فِي السلطنة فَأَقَامَ فِيهَا ثَلَاثَة أشهر ثمَّ خرج سرا لأمر خافه وتوهمه من طغتكين وَقدم على بغدوين ملك الفرنج فَلم ير مِنْهُ إقبالاً فتوّجه على الرحبة إِلَى الشرق فَهَلَك هُنَاكَ سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة (أرتق) 3 - (جد الْمُلُوك الأرتقية) أرتق بن أكسب جد الْمُلُوك الأرتقية هُوَ رجل من التركمان تغلّب على حلوان والجبل ثمَّ سَار إِلَى الشَّام مفارقاً لفخر الدولة أبي نصر مُحَمَّد بن جهير خَائفًا من السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَملك الْقُدس من جِهَة

المنصور صاحب ماردين

تَاج الدولة تتش السلجوقي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله وَكَانَ رجلا شهماً ذَا عَزمَة وسعادة وجد واجتهاد وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتَوَلَّى وَلَده سكمان الْقُدس بعده وذرته إِلَى الْآن مُلُوك ماردين وَسَيَأْتِي ذكر سكمان وأخيه نجم الدّين إيلغازي إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الْمَنْصُور صَاحب ماردين) أرتق بن الْملك أرسلان بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي الأرتقي التركماني صَاحب ماردين الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين وَليهَا بعد أَخِيه حسام الدّين إيلغازي وَهُوَ دون الْبلُوغ وَكَانَ أتابكه مَمْلُوك أَخِيه وَزوج أمه فَلَمَّا تمكن قَتلهمَا سنة سِتّمائَة واستقام أمره وَكَانَ عادلاً حسن السِّيرَة يَصُوم الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَيتْرك الْخمر فِي الثَّلَاثَة أشهر وَقَتله مماليكه بمواطأةٍ من ولد وَلَده ألبي غَازِي ابْن أرتق وَكَانَ شَدِيد الْمحبَّة لهَذَا إلاَّ أنّه كَانَ قد أبعد وَالِده بِحَيْثُ أنّه حلق رَأسه وتمفقر فَغَضب أَبوهُ عَلَيْهِ وحبسه فَلَمَّا قتل أخرجه ابْنه وَحلف لَهُ وَقَامَ بِأَمْر سلطنته وَكَانَت قتلته أَعنِي الْمَنْصُور سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (ابْن جِلْدك شحنة بغذاذ) أرتق بن جِلْدك بن عبد الله المقتفوي كَانَ شحنة بغداذ ثمَّ تلاك الجنديّة وسلك طَرِيق الْفقر وسمى نَفسه مُحَمَّدًا وَصَارَ يتَكَلَّم على طَريقَة أهل الْحَقِيقَة على النَّاس فِي جَامع الْقصر ويحضر عِنْده جمَاعَة من الْعَوام وَصَارَ يتَكَلَّم فِي الْأُصُول وَيذْهب إِلَى مَذَاهِب غَرِيبَة وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْجَهْل فِيهَا فَمنع من الْكَلَام فِي جَامع الْقصر فَكتب شَيْئا من كَلَامه وعقيدته وَعرضه على الْفُقَهَاء فَكَتَبُوا خطّهم بِصِحَّتِهِ فَسكت النَّاس عَنهُ ثمَّ عاود الْكَلَام بِجَامِع الْقصر وَحضر عِنْده جمع قَلِيل وَتُوفِّي سنة سِتّ وسِتمِائَة (أرتنا) 3 - (حَاكم الرّوم) أرتنابفتح الْهمزَة وَبعد الرَّاء الْمَفْتُوحَة تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف سَاكِنة ثمَّ نون وألفالحاكم بِبِلَاد الرّوم من جِهَة بوسعيد كَاتب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بعد وَفَاة بوسعيد وَقَالَ أُرِيد أكون نائبك فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَبعث إِلَيْهِ الْخلْع السّنيَّة ثمَّ كتب إِلَيْهِ نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بالبلاد الرومية وَلم تزل رسله تترد إِلَيْهِ إِلَى آخر وَقت وَوَقع بَينه وَبَين أَوْلَاد تمرتاش فَجمعُوا لَهُ العساكر وَجَاءُوا إِلَيْهِ وَمَعَهُمْ القان سُلَيْمَان فكسرهم بصحراء أكرنبوكبكافين بَينهمَا رَاء وَنون وباء ثَانِيَة الْحُرُوف وواو وَقبل الْكَاف الأولى همزَة وَأسر جمَاعَة من أمرائهم وغنم من أَمْوَالهم شَيْئا كثيرا وَهَزَمَهُمْ أقبح هزيمَة وَمِنْهَا خمل سُلَيْمَان القان وَعظم أرتنا فِي النُّفُوس وَكَانَت هَذِه الْوَاقِعَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي إِحْدَى الجمادين وَقلت وَقد جَاءَ الْخَبَر بوفاته فِي أَوَائِل الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة (بمملكة الرّوم حلّ الردى ... لأجل النّوين الَّذِي قد فَقدنَا)

أرجواش

(فتباً لصرف اللّيالي الَّتِي ... أرتنا أرتنا كَمَا لَا أردنَا) (أرجواش) 3 - (نَائِب قلعة دمشق) أرجواش الْأَمِير علم الدّين سنجر المنصوري نَائِب قلعة دمشق من أَيَّام أستاذه الْمَنْصُور كَانَ شهماً شجاعاً مهيباً لم يخرج مدّة ولَايَته من القلعة وَلَا سيّر وقيّده الْأَشْرَف وَألبسهُ عباءة ليَقْتُلهُ ثمَّ عَفا عَنهُ ثمَّ إنّه خلع عَلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة تسعين وسِتمِائَة وَأَعَادَهُ إِلَى نِيَابَة قلعة دمشق وَكَانَ فعل بِهِ ذَلِك بعد عوده من عكا وَكَانَ أَعور وَلَقَد حفظ القلعة بل قلاع الشَّام نوبَة غازان وحوصر ونهض وَقَامَ أكمل قيام وساس الرّعية وَعظم فِي النُّفُوس وَثَبت ثباتاً كلياً وتسلق التتار من دَار السَّعَادَة وطلعوا سطحها وتسلّطوا على القلعة ورموها بالنشاب فَرمى عَلَيْهِم قَوَارِير النفط فاحترقت الأخشاب وَسَقَطت السقوف بهم وَفعل ذَلِك بدار الحَدِيث الأشرفية والعادلية وكلّ مَا تسلّط على القلعة وعَلى الحملة فلولا مَا اعْتَمدهُ من الهمّة والثبات ملك التتار الشَّام جَمِيعه وَكَانَت عِنْده سَلامَة بَاطِن إِلَى الْغَايَة حكى لي عَنهُ عبد تغني الْفَقِير الْمَعْرُوف قَالَ لما مَاتَ الْملك الْمَنْصُور قَالَ لي أحضر لي مقرئين يقرأون ختمةً للسُّلْطَان فأحضرت إِلَيْهِ جمَاعَة فَجعلُوا يقرأون على الْعَادة فأحضر دبّوساً وَقَالَ كَيفَ يكون للسُّلْطَان هَذِه الْقِرَاءَة يقرأون عَالِيا فضجّوا بِالْقِرَاءَةِ جهدهمْ وطاقتهم فلمّا فرغوا مِنْهَا قلت يَا خوند فرغت الختمة فَقَالَ يقرأون أُخْرَى فقرأوها وقفّزوا مَا أَرَادوا فَلَمَّا فرغوها أعلمته قَالَ والك السما ثَلَاثَة وَالْأَرْض ثَلَاثَة وَالْأَيَّام ثَلَاثَة والمعادن ثَلَاثَة وكل مَا فِي الدُّنْيَا ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرأون أُخْرَى فَقلت اقرأوها واحمدوا الله على أنّه ماعلم أَن هَذِه الْأَشْيَاء سَبْعَة سَبْعَة فَلَمَّا فرغوا الثَّالِثَة وَقد هَلَكُوا من صراخهم قَالَ دعهم عنْدك فِي الترسيم إِلَى بكرَة ورح اكْتُبْ عَلَيْهِم حجّةً بالقسامة الشَّرِيفَة بِاللَّه تَعَالَى وبنعمة السُّلْطَان أَن ثَوَاب هَذِه الختمات لمولانا السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور فَفعلت ذَلِك وَجئْت إِلَيْهِ بِالْحجَّةِ فَقَالَ هَذَا جيد أصحّ الله أبدانكم وَصرف لَهُم أجرتهم وَله عَنهُ حكايات كَثِيرَة كَانَ يحكيها عَنهُ تدل على تغفل كثير توفّي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة 3 - (الألقاب) الأرّجاني الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن الأردخل الشَّاعِر اسْمه أَحْمد أبي الْحسن بن يُمن ابْن الأرجواني اسْمه غشم وَيُقَال غشمشم) ابْن أرزاق يحيى بن همّام الأرزني يحيى بن مُحَمَّد الأرموي تَاج الدّين مُحَمَّد بن حسن

أرجوان

(أرجوان) 3 - (وَالِدَة الْمُقْتَدِي) أرجوان الأرمنية اسْمهَا قرّة الْعين يَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْقَاف فِي مَكَانَهُ (أرسلان) 3 - (البساسيري) أرسلان بن عبد الله أَبُو الْحَارِث البساسيريبفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَالسِّين الْمُهْملَة وَبعد الْألف سين أُخْرَى مَكْسُورَة وياء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَبعدهَا راءهذه نِسْبَة إِلَى بلد بسا وَهِي يالعربية فسا وَأهل فَارس ينسبون إِلَيْهَا هَكَذَا هُوَ مقدم الأتراك ببغداذ وَيُقَال إنّه كَانَ مَمْلُوك بهاء الدولة ابْن عضد الدولة ابْن بوية وَهُوَ الَّذِي خرج على الإِمَام الْقَائِم وَكَانَ قد قدمّه على جَمِيع الأتراك وقلده الْأُمُور بأسرها وخطب لَهُ على مَنَابِر الْعرَاق وخوزستان فَعظم أمره وهابته الْمُلُوك ثمَّ خرج على الْقَائِم وخطب للمستنصر العبيدي صَاحب مصر فراح الْقَائِم إِلَى أَمِير الْعَرَب محيي الدّين أبي الْحَارِث مهارش بن المجلي الْعقيلِيّ صَاحب الحديثة وعانه فآواه وَقَامَ بِجَمِيعِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ مدّة سنة كَامِلَة حَتَّى جَاءَ طغرلبك السلجوقي وَقَاتل البساسيري وَقَتله وَعَاد الْقَائِم بعد ذَاك إِلَى بغداذ وَكَانَ دُخُوله إِلَيْهَا فِي مثل الْيَوْم الَّذِي خرج مِنْهَا وَبَينهمَا سنة كَامِلَة وَكَانَت قتلة البساسيري يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وطيف بِرَأْسِهِ فِي بغداذ وصلب قبالة بَاب النوبي 3 - (الْعَادِل نور الدّين صَاحب الْموصل) أرسلان شاه أَبُو الْحَارِث ابْن عز الدّين مَسْعُود بن قطب الدّين مودود ابْن عماد الدّين زنكي بن آقسنقر صَاحب الْموصل الْمَعْرُوف بأتابك الْملك الْعَادِل نور الدّين كَانَ صَاحب الْموصل وَابْن صَاحبهَا ملك الْموصل ثَمَانِيَة عشر سنة وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع عشْرين رَجَب سنة سبع وسِتمِائَة يالشط من الشبارة ظَاهر الْموصل وَدفن فِي تربته وَكَانَ ملكا شهماً عَارِفًا بالأمور انْتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَلم يكن فِي بَيته شَافِعِيّ سواهُ وَبنى مدرسة للشَّافِعِيَّة) بالموصل قلّ أَن يُوجد مدرسة فِي حسنها وخلّف وَلدين وهما الْملك القاهر عز الدّين مَسْعُود وَالْملك الْمَنْصُور عماد الدّين زنكي وَسَيَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ الْعَادِل بَخِيلًا جباراً متكبّراً سفاكاً للدماء حبس أَخَاهُ عَلَاء الدّين إِلَى أَن مَاتَ فِي حَبسه

صاحب غزنة

3 - (صَاحب غزنة) أرسلان شاه ابْن السُّلْطَان عَلَاء الدّين الدولة مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود ابْن السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين ولي مملكة غزنة بعد أَبِيه سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة وخنق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (صَاحب خوارزم) أرسلان بن خوارزم شاه اتسز بن مُحَمَّد بن أنوشتكين رَجَعَ من قتال أمّة الخطا مَرِيضا فَمَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ حَاكما على خوارزم وأعمالها وتملك بعده ابْنه سُلْطَان شاه مَحْمُود وأمّا ابْنه الآخر عَلَاء الدّين تكش وَهُوَ الْأَكْبَر كَانَ مُقيما بالجند فَلَمَّا بلغه تملك أَخِيه الصَّغِير غضب وَقصد ملك الخطا واستمده فَبعث مَعَه جَيْشًا فَلَمَّا قاربوا خوارزم خرج سُلْطَان شاه ووالدته إِلَى الْمُؤَيد صَاحب نيسابور وتملك عَلَاء الدّين خوارزم وبلادها بِغَيْر قتال وأمّا الْمُؤَيد فَسَار مَعَ مَحْمُود فَلَمَّا قَارب خوارزم والتقوا انْهَزَمت الخراسانية لما حميت الْحَرْب وَأسر الْمُؤَيد وَقتل بَين يَدي عَلَاء الدّين صبرا وهرب مَحْمُود وأمّه إِلَى دهستان فَحَاصَرَهُمْ تكش وَفتح الْبَلَد وهرب مَحْمُود وَأَمْسَكت أمه فَقَتلهَا تكش وَقَامَ بعد الْمُؤَيد ابْنه طغان شاه أَبُو بكر وَسَار عَلَاء الدّين إِلَى ملك الْغَوْر فَأكْرمه 3 - (الْحَافِظ صَاحب جعبر) أرسلان شاه ابْن أبي بكر بن أَيُّوب السُّلْطَان الْملك الْحَافِظ نور الدّين ابْن الْعَادِل صَاحب جعبر تملك قلعة جعبر دهراً طَويلا وَكَانَ بهَا خزانَة عَظِيمَة لوالده فَلَمَّا توفّي أَبوهُ أَخذهَا هُوَ فلمّا كَانَ فِي أَوَاخِر أمره وَخَافَ من الخوارزمية أرسل إِلَى أَخِيه صَاحب حلب ليسلّم إِلَيْهِ قلعة جعبر وبالس ويعوضه بِمَدِينَة عزاز فتم ذَلِك وتسلّم الحلبيون قلعة جعبر وَقدم الْحَافِظ إِلَى حلب وَاجْتمعَ بأَخيه وتسلم نوابه بلد عزاز وقلعتها فطمع الخوارزمية وأغاروا على جعبر وبالس ثمَّ إنّه سكن عزاز وَتُوفِّي بهَا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَحمل تابوته إِلَى حلب وَدفن بالفردوس)

صاحب شهرزور

3 - (صَاحب شهرزور) أرسلان شاه هُوَ السُّلْطَان نور الدّين صَاحب شهرزور ابْن عماد الدّين زنكي ابْن نور الدّين رسْلَان ابْن السُّلْطَان عز الدّين مَسْعُود ابْن السُّلْطَان قطب الدّين مودود ابْن أتابك زنكي ابْن قسيم الدولة آقسنقر بن عبد الله التركي الأَصْل كَانَ محبوباً إِلَى وَالِده فَلَمَّا احْتضرَ أَخذ لَهُ الْعَهْد وَملك بعدة شهرزور وَكَانَ شجاعاً لَاقَى التتار غير مرّة وَقدم بغداذ بعساكره لنصرة الْإِسْلَام فبهر الْأَنَام بجماله وَتُوفِّي بقلعته فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (أَسد الدّين ابْن الزَّاهِر) أرسلان شاه الْأَمِير أَسد الدّين ابْن الْملك الزَّاهِر مجير الدّين دَاوُد ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب كَانَ شجاعاً شهماً حسن الشكل كَرِيمًا وَكَانَ أَبوهُ شَبِيها بِهِ وَهُوَ شَقِيق الظَّاهِر غَازِي وسلطان البيرة فَتوفي بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وتملك البيرة بعده الْعَزِيز صَاحب حلب وَأقَام نساؤه وَأَوْلَاده عِنْده بحلب عِنْد ابْن عمهم وَقتل أَسد الدّين هَذَا ببواشر حلب أول دُخُول التتار إِلَيْهَا سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (الْملك الْمُعظم) أرسلان بن دَاوُد بن يُوسُف الْملك الْمُعظم ركن الدّين ابْن الزَّاهِر ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين ولد بقلعة البيرة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة حدّث بِإِجَازَة عَامَّة من الصيدلاني وَأَجَازَ للبرزالي وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق والقاهرة وَسمع مِنْهُ الْمزي بِقِرَاءَة ابْن جعوان قلت هَكَذَا رَأَيْت الشَّيْخ شمس الدّين ذكر هذَيْن الاسمين فِي هَاتين السنتين فأثبتّ هَذَا الثَّانِي لّما خَالف الأول فِي اللقب وتاريخ الْوَفَاة فَهُوَ إمّا الْمَذْكُور أَولا أَو كَانَ لَهُ أَخ سَمَّاهُ أَبوهُ باسم أَخِيه لِأَنَّهُمَا كِلَاهُمَا إبنا الْملك الزَّاهِر مجير الدّين دَاوُد ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف وَالله أعلم 3 - (السلجوقي) أرسلان بن طغرل بن مُحَمَّد بن ملشكاه السلجوقي السُّلْطَان كَانَ الْقَائِم بدولته زوج أمه شمس الدّين ألدكز وَابْنه البهلوان وَكَانَ أرسلان سُلْطَانا مستضعفاً لَهُ السِّكَّة وَالْخطْبَة ولّما مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة خطب بعده لوَلَده طغرل الَّذِي قَتله خوارزم شاه 3 - (ابْن سيف الْمُجَاهدين) ) أرسلان تكين بن الطنطاش بن عبد الله التركي أَبُو الْحَارِث الْمَعْرُوف بتبن سيف الْمُجَاهدين سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَأَبا الْقَاسِم عبد الْملك ابْن بَشرَان وَأَبا مَنْصُور مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن السواق وحدّث باليسير وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة

أبو محمد الأرمني

3 - (أَبُو مُحَمَّد الأرمني) أرسلان بن عبد الله الأرمني أَبُو مُحَمَّد مولى السيدة بنت الإِمَام المقتفي سمع أَبَا الْمَعَالِي أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد الباجرائي قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ شئياً وَكَانَ شَيخا متديناً حسن الطَّرِيقَة مليح الْوَجْه طيب الْأَخْلَاق توفّي سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بالوردية 3 - (أَبُو ظافر الْفراش) أرسلان بن ينَال بن عبد الله العفيفي أَبُو ظافر ابْن أبي مَنْصُور الْفراش سمع الشريف أَبَا الغنايم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وحدّث باليسير سمع مِنْهُ أَبُو الْحسن عبي بن أَحْمد اليزدي وَأَبُو الْفَضَائِل عبد الله ين مُحَمَّد بن أَحْمد الحاضنة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة 3 - (الشَّيْخ رسْلَان رَضِي الله عَنهُ) أرسلان بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الجعبري الأَصْل الدِّمَشْقِي الدَّار الشَّيْخ النشار الزَّاهِد الْقدْوَة رَضِي الله عَنهُ صحب شَيْخه أَبَا عَامر الْمُؤَدب وَهُوَ مقبور أَعنِي الشَّيْخ أرسلان فِي بَاب توما فِي التربة الْمَعْرُوفَة بِهِ فِي الْقَبْر الْأَوْسَط وَصَحب شَيْخه أَبَا عَامر ياسين وَهُوَ صحب الشَّيْخ عَليّ بن علُيم وَهُوَ صحب الشَّيْخ أَبَا سعيد أَحْمد بن عِيسَى الخراز وَهُوَ صحب السّري السَّقطِي وَتُوفِّي الشَّيْخ رسْلَان سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة تَقْرِيبًا قَالَ شمي الدّين الْجَزرِي قَالَ الشَّيْخ دَاوُد كَانَ الشَّيْخ أَحْمد بن الرِّفَاعِي قد دَار النخيل الَّذِي لَهُ وعيّن وَاحِدَة وَقَالَ لأَصْحَابه إِذا اسْتَوَت هَذِه أهديناها إِلَى السيخ رسْلَان فَمر بهَا بعد مُدَّة فَوجدَ أَكثر مَا عَلَيْهَا قد رَاح فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا لم يطلع إِلَيْهَا أحد لَكِن فِي كل يَوْم يَجِيء إِلَيْهَا بازي أَشهب يَأْكُل مِنْهَا وَلَا يقرب غَيرهَا ثمَّ يطير فَقَالَ لَهُم الْبَازِي الَّذِي يَجِيء إِلَيْهَا هُوَ الشَّيْخ رسْلَان فَلذَلِك يُقَال لَهُ الباز الْأَشْهب ولّما احْتضرَ أَبُو عَامر الْمُؤَدب سَأَلُوهُ أَن يُوصي إِلَى وَلَده عَامر) فَقَالَ عَامر خراب ورسلان فَلَمَّا توفّي الشَّيْخ أَبُو عَامر قَامَ الشَّيْخ رسْلَان مقَامه وَلم تجىء وَلم من عَامر حَالَة 3 - (بهاء الدّين الدوادار) أرسلان الْأَمِير بهاء الدّين الدوادار كَانَ أَولا عِنْد الْأَمِير سيف الدّين سلار خصيصاً بِهِ فَلَمَّا كَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر قد جَاءَ من الكرك فِي الْمرة الْأَخِيرَة بعساكر الشَّام وتلقاه الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَنزل بالرّيّدانية ظَاهر الْقَاهِرَة اطّلع بهاء الدّين أرسلان على أَنهم اتَّفقُوا على أَن يهجموا عَلَيْهِ الدهليز ويقتلوه يَوْم الْعِيد أول شَوَّال فجَاء إِلَيْهِ وعرّفه الْحَال وَقَالَ لَهُ اخْرُج السَّاعَة واطلع إِلَى القلعة واملكها ففتحوا لَهُ شرج الخام وَخرج من غير الْبَاب وسَاق من وقته وطلع إِلَى قلعة الْجَبَل وملكها وَكَانَ سَببا فِي نجاته فرعى لَهُ ذَلِك وَلما خرج أيدمر الدوادار من الْقَاهِرَة إِلَى الشَّام رتب بهاء الدّين أرسلان فِي الْوَظِيفَة وَكَانَ شكلاً حسنا قد خرّجه وهذّبه وثقفه القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر وَصَارَ لَهُ إِلَيْهِ ميل عَظِيم وتصادقا وتصافيا

أرطأة

وَيُقَال إنّ الرسَالَة الَّتِي لعلاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر الموسومة ب مراتع الغزلان أَنْشَأَهَا فِيهِ وَكَانَ يكْتب مليحاً وَيعرف الدوادارية جيدا وتواقيعه مسدّدة وَعبارَته وافيه بالمقاصد خَبِير بِمَا يَكْتُبهُ وَاسْتولى على الشلطان وَتمكن وَترسل عَنهُ إِلَى مهنّا وَلما كَانَ دواداراً لم يكن لأحدٍ مَعَه ذكر لَا لكريم الدّين وَلَا لفخر الدّين وَلَا لغَيْرِهِمَا وَإِذا تَامّ فِي الْمَدِينَة انقلبت لأَجله وَحضر أكَابِر الدولة عِنْده وَبَاتُوا فِي خدمته وَعمر خانقاه فِي منشأة المهراني وعَلى الْجُمْلَة فإنّه قضى عمرا حميدا فِي مُبَاشَرَته ونفع النَّاس عِنْد السُّلْطَان يُقَال إنّه لّما توفّي وجد ممّا فِي خزانته ألف ثوب أطلس وتواقيع كَثِيرَة وتقاليد معلم عَلَيْهَا بوظائف أنكر إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمرض هُوَ وَالْقَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر مَعًا وَتُوفِّي أَحدهمَا بعد الآخر بِيَوْم وَإِذا سَأَلَ أَحدهمَا عَن الآخر يُقَال لَهُ إنّه طيب سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة (أَرْطَأَة) 3 - (الْأَلْهَانِي السكونِي) أَرْطَأَة بن الْمُنْذر بن الْأسود أَبُو عَليّ السكونِي الْحِمصِي هُوَ من صغَار التَّابِعين أدْرك أَبَا أُمَامَة قَالَ فِيهِ ابْن حبَان ثِقَة حَافظ قَالَ أتيت عمر بن عبد الْعَزِيز فَفرض لي فِي خيله وَقَالَ يَا أَرْطَأَة أَلا أحدّثك بحديثٍ هُوَ عندنَا من الْعلم المخزون قلت بلَى قَالَ إِذا تَوَضَّأت عِنْد السّحر فَالْتَفت إِلَيْهِ وَقل يَا وَاسع الْمَغْفِرَة اغْفِر لي فإنّه لَا يرتدّ إِلَيْك طرفك حَتَّى يغْفر لَك ذنوبك أسْند أَرْطَأَة عَن خَالِد بن معدان وَغَيره وروى عَنهُ نفير بن الْوَلِيد وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن سهيّة الشَّاعِر) أَرْطَأَة بن زفر بن عبد الله من غطفان وكنيته أَبُو الْوَلِيد عَاشَ مائَة وَثَلَاثِينَ سنة دخل على عبد الْملك فَقَالَ لَهُ مَا بَقِي من شعرك فَأَنْشد (رَأَيْت الْمَرْء تَأْكُله اللَّيَالِي ... كَأَكْل الأَرْض سَاقِطَة الْحَدِيد) (وَمَا تبغي المنيّة حِين تَأتي ... على نفس ابْن آدم من مزِيد)

(وَأعلم أنّها ستكرّ حَتَّى ... توفّي نذرها بِأبي الْوَلِيد) فارتاع عبد الْملك لأنّه كَانَ يكنى أَبَا الْوَلِيد فَقَالَ أَرْطَأَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إنّما عنيت نَفسِي فَقَالَ عبد الْملك وَأَنا وَالله سيمربي مَا مرّ بك وَتُوفِّي أَرْطَأَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ كَذَا قَالَه سبط ابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ صَاحب الأغاني أَرْطَأَة بن عبد الله بن مَالك الذبياني شَاعِر فصيح إسلامي جواد كَانَ يُقَال لَهُ ابْن سهيّة دخل على عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ لَهُ كَيفَ حالك فَقَالَ ضعفت أوصالي وَضاع مَالِي وَقل مني مَا كنت أحب كثرته مَا كنت أحب قلته قَالَ فَكيف أَنْت فِي شعرك قَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أطرب وَلَا أغضب وَلَا أَرغب وَلَا أرهب وَمَا يكون الشّعْر إلاّ من هَذِه النتائج الْأَرْبَع على أَنِّي الْقَائِل رَأَيْت الْمَرْء تَأْكُله اللَّيَالِي وَقَالَ دخل أَرْطَأَة على مَرْوَان بن الحكم لما اجْتمع لَهُ أَمر الْخلَافَة وَفرغ من الحروب فهنّأه وَكَانَ خَاصّا بِهِ ثمَّ أنْشدهُ (تشكّى قلوصي إليّ الوجى ... تجرّ السريح وتبلي الخداما) ) (تزور كَرِيمًا لَهُ عِنْدهَا ... يَد لَا تعدّ وتهدي السّلاما) (وقلّ ثَوابًا لَهُ أَنَّهَا ... تجيد القوافي عَاما فعاما) (سادت معداً على رغمها ... قُرَيْش وسدت قُريْشًا غُلَاما) (نزعت على مهلٍ سَابِقًا ... فَمَا زادك النزع إِلَّا تَمامًا) (تشقّ القوانس حَتَّى تنَال ... مَا تحتهَا ثمَّ تبري العظاما) (فَزَاد لَك الله سُلْطَانه ... وَزَاد لَك الْخَيْر مِنْهُ فداما) فَكَسَاهُ مَرْوَان وَأمر لَهُ بِثَلَاثِينَ نَاقَة وأوقرها برّاً وزبيباً وشعيراً وَكَانَ أَرْطَأَة يتهاجى هُوَ وشبيب بن البرصاء فَقَالَ (أَلا مبلغ فتيَان قومِي أنّني ... هجاني ابْن برصاءٍ الْيَدَيْنِ شبيب) (وَفِي آل عوفٍ من يهود قَبيلَة ... تشابه مِنْهَا ناشؤون وشيب) مِنْهَا (فَمَا ذنبنا أَن امّ حَمْزَة جَاوَرت ... بِيَثْرِب أتياساً لَهُنَّ نبيب) (وأنّ رجَالًا بَين سلعٍ وواقم ... لأير أَبِيهِم فِي أَبِيك نصيب) (فَلَو كنت عوفياً عميت وأسهلت ... كداك وَكن الْمُرِيب مريب) وَلما قَالَ هَذَا الشّعْر كن كل شيخ من بني عَوْف يتَمَنَّى أَن يعمى وَكَانَ الْعَمى شَائِعا فِي بني

أرغون

عَوْف كلما أسنّ مِنْهُم رجل عمي ثمَّ إِن شبيباً عمي بعد موت أَرْطَأَة فَكَانَ يَقُول لَيْت ابْن سهية عَاشَ حتّى يراني أعمى فَيعلم أنّي عوفي وَقَالَ أَرْطَأَة يَوْمًا للربيع بن قعنب كالعابث بِهِ (لقد رَأَيْتُك عُريَانا ومؤتزراً ... فَمَا دَريت أأنثى أَنْت أم ذكر) فَقَالَ الرّبيع مجيباً لَهُ (لَكِن سهيّة إِذْ تَدْرِي إِذْ أتيتكم ... على عريجاء لمّا احتلّت الأزر) (أرغون) 3 - (ابْن أبغا ملك التتار) أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولي بن جنكزخان ملك التتار وَصَاحب الْعرَاق وخراسان وَغير ذَلِك جلس على تخت الْملك بعد قتل عمّه الْملك أَحْمد وَقد تقدم ذكره وَكَانَ شهماً شجاعاً مقداماً كَافِر النَّفس سفّاك الدِّمَاء ذَا هَيْبَة وجبروت وَكَانَ مليح الصُّورَة وَهُوَ أَبُو غازان وخربندا الْملكَيْنِ حكى عز الدّين حسن الطَّبِيب أَنه سمع الْعِمَاد بن الخوام الحاسب ببغداذ يَقُول شاهدت أرغون بن أبغا وَقد صفّوا لَهُ ثَلَاثَة أَفْرَاس فَوقف رَاجِلا عِنْد أَولهَا وطفر فِي الْهَوَاء ركب الثَّالِث مِنْهَا وَلم يتشبّث بِشَيْء من الفرسين وَكَانَ وزيره سعد الدولة قد استولى على عقله يصرّفه كَيفَ أَرَادَ وَيحكم فِي دولته تحكماً زَائِدا وَهلك أرغون فِي سنة تسعين وسِتمِائَة فِي سَابِع ربيع الأول فَيُقَال إِنَّه سقِِي السم وَلم يصحّ فاتهم الْمغل الْيَهُود بقتْله ونصّوا على سعد الدولة ومالوا على الْيَهُود قتلا ونهباً وَورد الْخَبَر بِمَوْت أرغون وَالْملك الْأَشْرَف صَلَاح الدّين خَلِيل ابْن الْملك الْمَنْصُور قلاوون على عكّا فَكَانَ عَام الدّمار على الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَاخْتلف الْمغل بعد مَوته فمالت طَائِفَة إِلَى بيدرا وَلم يوافقوا على كيختو فَرَحل كيختو إِلَى الرّوم وَكَانَ جُلُوسه على التخت ثَلَاثَة أَيَّام 3 - (الحافظية) أرغون الحافظية عتيقة الْملك الْعَادِل وَهِي الَّتِي ربّت الْملك الْحَافِظ صَاحب قلعة جعبر وَكَانَت بِدِمَشْق وَكَانَت تبْعَث إِلَى القلعة بالأطعمة وَالثيَاب إِلَى الْملك المغيث عمر ابْن الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَهُوَ مَحْبُوس فحقد عَلَيْهَا الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وصادرها وَأخذ مِنْهَا أَمْوَالًا كَثِيرَة بنت لَهَا تربةً مليحة فَوق عين الكرش بِدِمَشْق ووقفت دارها بِدِمَشْق على خدّامها وَعَاشَتْ زَمَانا وَتوفيت سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة

سيف الدين الجمدار العادلي

3 - (سيف الدّين الجمدار العادلي) أرغون العادلي الْأَمِير سيف الدّين الجمدار من أُمَرَاء دمشق بَقِي فِي الأميرية يسيرأ وَمَات بدار ابْن أتابك سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (أرغون شاه الْأَمِير) 3 - (سيف الدّين الناصري) ) كَانَ قد جلبه الْكَمَال الخطائي إِلَى السُّلْطَان بوسعيد من بِلَاد الصين هُوَ وَسَبْعَة ارؤس من المماليك وَثَمَانمِائَة ثوب وبر خطائي من أَمْلَاك بوسعيد الموروثة لَهُ عَن أَبِيه وحدّه من جدّهم جنكزخان بِتِلْكَ الْبِلَاد فنمَّ على الْكَمَال الخطائي إِلَى بوسعيد فصادره وَأخذ مِنْهُ مائَة ألف دِينَار ثمَّ إِن بوسعيد كرهه لمّا نم على الْكَمَال الخطائي فَأَخذه دمشق خواجا ابْن جوبان النّوين من بوسعيد وَكَأن ذَلِك لم يهن عَلَيْهِ ونمَّ إِلَى بوسعيد بِأَمْر دمشق خواجا مَعَ الخاتون طقطاي وَجرى لَهما مَا جرى من حزّ رأسيهما وارتجع بوسعيد الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه ثمَّ إِنَّه بَعثه إِلَى الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون هُوَ والأمير سيف الدّين ملكتمر البوسعيدي فحظي الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه عِنْد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَتزَوج بابنة الْأَمِير سيف الدّين أقبغا الناصري وَلم يزل إِلَى أَن توجه قطلوبغا لفخري لحصار النَّاصِر بالكرك فَكَانَ ممّن جرّد مَعَه من جملَة الْأَلفَيْنِ وَحضر مَعَه إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا على حَاله إِلَى أَن توفّي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَقَامَ بعده بِالْأَمر الْملك الْكَامِل شعْبَان فَجعله استاذ دَار السُّلْطَان فَلَمَّا خلع الْكَامِل كَانَ هُوَ الَّذِي ضرب الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي فِي وَجهه وَقيل إنَّ الضَّارِب غَيره وَعظم أمره أول دولة المظفر فَمَا كَانَ بعد ثَلَاثَة أشهر حَتَّى دخل هُوَ والنائب الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج أرقطاي واجتمعا بالسلطان وخرجا فجَاء إِلَيْهِ تشريف فَقَالَ مَا هَذَا قيل إِن مَوْلَانَا السُّلْطَان رسم لَك بنيابة صفد فَقَالَ أُرِيد اجْتمع بالسلطان فَمَا مكّن وَقيل لَهُ مَا بَقِي لَك أَن تَجْتَمِع بِهِ فَقَالَ أُرِيد أَن أَقُول لَهُ شَيْئا فَقيل لَهُ اكْتُبْ إِلَيْهِ بِمَا تُرِيدُ من صفد فِي الْبَرِيد وَأخرج فِي خَمْسَة سروج فوصل إِلَيْهَا على الْبَرِيد فِي أَوَائِل شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فدبرها جيدا وَأقَام بهَا المهابة وَالْحُرْمَة وأمّن بهَا السبل وَأقَام بهَا نَائِبا إِلَى الْعشْر الْأَوَاخِر من صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَطلب إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهَا ورسم لَهُ بنيابة حلب عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين بيدمر البدري وَدخل إِلَى دمشق فِي سادس عشر شهر ربيع الأول دُخُولا عَظِيما جَاءَ على الْبَرِيد وَأقَام على قصر معِين الدّين إِلَى أَن جَاءَ إِلَيْهِ طلبه من صفد وَدخل دمشق مطلباً برختٍ عَظِيم وأبهة زَائِدَة والجميع برنكه بسروج ذهب مرصعة وكنابيش زركش وقلائد مرصعة وسرفسارات غربية مذهبَة ثمَّ إِنَّه لما أمسك الْأَمِير سيف الدّين يلبغا نَائِب الشَّام بحماة وَجرى لَهُ مَا جرى على مَا يَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى رسم لَهُ بنيابة الشَّام فَحَضَرَ إِلَيْهِ الْأَمِير

شمس الدّين) آقسنقر أَمِير جاندار وَتوجه إِلَيْهِ إِلَى حلب ووصلا إِلَى دمشق فِي بكرَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَلما عَاد شمس الدّين آقسنقر أعطَاهُ خَمْسَة عشر فرسا مِنْهَا خَمْسَة عربيات بسروجها ولجمها وكنابيشها وَأحد عشر إكديشاً وَجَارِيَة بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَقيل جاريتان وَأَرْبَعين ألف دِرْهَم وَمِائَة قِطْعَة قماش والتشريف الَّذِي لبسه لنيابة الشَّام بالكلوتة والطرز والحياصة وَالسيف المحلّي وَألف اردب من مصر وَكَانَ قد أعطَاهُ فِي حلب ألف وَخَمْسمِائة دِينَار وَغير ذَلِك وَكَانَ قد شَرط لَهُ كلّ شفاعةٍ يشفعها يمضيها لَهُ من حلب وَفِي الطَّرِيق وَإِلَى أَن توجه من دمشق وَأقَام فِي دمشق قَرِيبا من ثَلَاثَة أشهر وَلم يسْأَله فِي شَيْء من ولَايَة وعزل إلاّ أَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وقدّم إِلَيْهِ وَهُوَ فِي سوق الْخَيل نَصْرَانِيّ من الزبداني رمى مُسلما بِسَهْم نشّابٍ قَتله فَأمره بتفصيله فَقطعت يَدَاهُ من كَتفيهِ وَرجلَاهُ من فَخذيهِ وحزّ رَأسه وحملت أعضاؤه على أَعْوَاد وطيف بهَا فارتعب النَّاس لذَلِك فَقلت (لله أرغون شاهٍ ... كم للمهابة حصّل) (وَكم بِسيف سطاه ... من ذِي ضلالٍ تنصّل) (ومجمل الرعب خلّى ... بعض النَّصَارَى مفصّل) وَلم ينل أحد من السَّعَادَة فِي نِيَابَة دمشق مَا ناله وَلَا حصّل مَا حصله من المماليك والجواري وَالْخَيْل والجواهر والأمتعة والقماش وَلَا تمكن أحد من النّواب تمكنه كَانَ يكْتب إِلَى مصر بكلّ مَا يُرِيد فِي حلب وطرابلس وحماة وصفد وَسَائِر ممالك الشَّام من نقل وإضافةٍ وإمساك وَنقل إقطاعات وَغَيرهَا فَلَا يردّ فِي شَيْء ممّا يَكْتُبهُ وَلَا يُخَالف فِي جليل وَلَا حقير إِلَى أَن زَاد الْأَمر وأفرط هُوَ فِي مُعَارضَة الْقُضَاة الْأَرْبَع وعاكسهم وثقلت وطأته على النَّاس إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين ألجيبغا نَائِب طرابلس فِي لَيْلَة يسفر صباحها عَن يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشْرين شهر ربيع الأول سنة خمسين وَسَبْعمائة فاتفق فِي اللَّيْل هُوَ والأمير فَخر الدّين أياز السِّلَاح دَار وَجَاءُوا إِلَيْهِ إِلَى بَاب الْقصر الأبلق وَهُوَ بِهِ مُقيم فدقّا الْبَاب الثُّلُث الْأَخير وازعجاه وَكَانَ كلما خرج طواشٍ أمسكاه وَسمع هُوَ الْغَلَبَة فَأنْكر ذَلِك فَخرج وَبِيَدِهِ سيف بتخفيفةٍ وسرموزة فَلَمَّا رآهما سالّم نَفسه وَقَالَ يَا أُمَرَاء انْقَضى شغلكم فأمسكاه وَأَرَادَ يدْخل ليلبس قبَاء فألبسه الْأَمِير فَخر الدّين قباءه وتوجها بِهِ إِلَى دَار الْأَمِير فَخر الدّين أياز وقيّداه بقيدٍ ثقيل إِلَى الْغَايَة وَنقل إِلَى زَاوِيَة المنيبع ورسّم عَلَيْهِ الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا القاسمي فَأَقَامَ هُنَاكَ يَوْم) الْخَمِيس إِلَى الْعشَاء الْآخِرَة فَدخل مَمْلُوكه الَّذِي يَخْدمه فَوَجَدَهُ مذبوحاً وَفِي يَده السكين فَوقف عَلَيْهِ بنائب الحكم والعدول وَكتب بذلك مَكْتُوب شَرْعِي وجهزّ صُحْبَة سَيْفه على يَد الْأَمِير سيف الدّين تِلْكَ أَمِير علم إِلَى الديار المصرية وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وَقلت أَنا فِيهِ تعجبت من أرغون شاه وطيشه الَّذِي كَانَ مِنْهُ لَا يفِيق وَلَا يعي (وَمَا زَالَ فِي سكر النِّيَابَة طافحاً ... إِلَى حِين غاضت نَفسه فِي المنيبع)

راس نوبه

3 - (راس نوبه) أرغون العلائي الْأَمِير سيف الدّين الناصري رَأس نوبَة الجمدارية من أَيَّام استاذه أخرجه الْأَمِير سيف الدّين قوصون الناصري فِي الْأَيَّام الأشرفية كجك إِلَى صفد فورد إِلَيْهَا جندياً فِيمَا أضن وَكَانَ أَمِيرا بطبلخاناه فِي حَيَاة أستاذه فَأَقَامَ بصفد قَلِيلا ولمّا حضر الفخري إِلَى دمشق فِي أَيَّام كجك حضر إِلَيْهِ وَكَانَ مَعَه وَتوجه إِلَى مصر وَهُوَ زوج وَالِدَة الصَّالح إِسْمَاعِيل والكامل شعْبَان وَلَدي الْملك النَّاصِر الْآتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مكانيهما ولّما تولى السلطنة الصَّالح إِسْمَاعِيل كَانَ هُوَ مُدبر دولته لأنّه زوج أمّه فدبّرها جيدا وساعفته الأقدار وَلم يزل على النَّاصِر أَحْمد بالكرك إِلَى أَن فتحت الكرك وَقتل أَحْمد كَمَا مرّ فِي تَرْجَمته وَكَثُرت إقطاعاته وأملاكه وامواله وضماناته وَلم يزل كَذَلِك أكبر من النواب بالديار المصرية وَهُوَ باقٍ على وظيفته رَأس نوبَة الجمدارية إِلَى آخر وَقت وَاسْتمرّ على ذَلِك أَيَّام الْكَامِل شعْبَان إِلَى أَن خرج أُمَرَاء مصر عَلَيْهِ وخلعوه وَضرب الْأَمِير سيف الدّين أرغون هَذَا فِي وَجهه بِسيف وَقيل بطبرٍ ضَرْبَة مهولة وَكَانَت جِرَاحَة نجلاء وَأمْسك واعتقل وَذَلِكَ فِي أول دولة المظفر حاجي قيل إنّ الَّذِي ضربه الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه وَقيل غَيره وشاع أَنه طُلب من الْإسْكَنْدَريَّة بعد قَتله الْحِجَازِي وآقسنقر فَخرج إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين منجك إِلَى الطَّرِيق وَقَتله سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (الشمسي) أرغون الْأَمِير سيف الدّين الشمسي أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق توفّي رَحمَه الله فِي الْعشْر الأول من شعْبَان سنة خمسين وَسَبْعمائة 3 - (نَائِب حلب) أرغون الْأَمِير سيف الدّين الكاملي أنشأه الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل رَحمَه الله تَعَالَى وزوّجه أُخْته) من الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي وَأمره وَهُوَ حسن الصُّورَة بارع الْحَلَاوَة تَامّ الْقَامَة أهيف ظريف الشكل وَكَانَ يعرف بأرغون الصَّغِير ثمَّ لما مَاتَ الصَّالح وَتَوَلَّى أَخُوهُ الْكَامِل شعْبَان أعطَاهُ إمرة مائَة وَقدمه على ألف وَنهى أَن يدعى بأرغون الصَّغِير وَأَن يُقَال أرغون الكاملي وَلما مَاتَ الْأَمِير سيف الدّين قطليجا الْحَمَوِيّ فِي نِيَابَة حلب رسم الْملك النَّاصِر حسن لَهُ بنيابة حلب فَدخل إِلَيْهَا نَهَار الثُّلَاثَاء خَامِس عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة خمسين وَسَبْعمائة وَعمل النِّيَابَة بهَا على أحسن مَا يكون من الْحُرْمَة والمهابة وخافه التركمان وَالْعرب ومشت الْأَحْوَال بهَا وَلم يزل إِلَى أَن جَاءَهُ الْأَمِير سيف الدّين كجك الدوادار الناصري بِأَن يخرج ويربط الطرقات على الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد نَائِب صفد فبّرز إِلَى قرنبيا فَأَرْجَفَ بإمساكه فهرب مِنْهُ الْأَمِير شرف الدّين مُوسَى الْحَاجِب بحلب وَغَيره ثمَّ إِن جمَاعَة من الْأُمَرَاء لَحِقُوا بالحاجب وأوقدوا النيرَان يقلعة حلب ودقوا الكوسات وَنَادَوْا بِالنَّاسِ لينهبوا طلبه وَمَا مَعَه فَتوجه إِلَى المعرة وَكتب إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طان يرق نَائِب حماه يدْخل عَلَيْهِ فَلم يجد عِنْده فرجا

النائب

فردّ طلبه وَثقله إِلَى حلب وَتوجه على البريّه إِلَى حمص فِي عشرَة مماليك ثمَّ ركب مِنْهَا هُوَ ونائبها الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن بهادر أص فِي ثَلَاثَة مماليك وَدخل إِلَى دمشق يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة سَابِع عشْرين الجحّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة فَجهز نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدّين ايتمش إِلَيْهِ الْحَاجِب وَابْن أُخْته الْأَمِير سيف الدّين قرا بغا بقباء أَبيض فوقاني بطرز زركش ومركوب وَدخل إِلَيْهِ وَأقَام عِنْده بدار السَّعَادَة إِلَى بكرَة السبت ثَانِي يَوْم وجهزه إِلَى بَاب السُّلْطَان صُحْبَة قرابغا الْمَذْكُور والأمير سيف الدّين ألدمر السُّلَيْمَانِي الْحَاجِب وَكتب على يدهما مطالعة بالشفاعة فِيهِ ولّما وصل إِلَى لدّ تَلقاهُ الْأَمِير سيف الدّين طشبغا الدوادار الناصري وَمَعَهُ لَهُ أَمَان شرِيف وَمِثَال شرِيف مضمونه أنّه مَا كتبنَا فِي حَقك لأحد وَلَا لنا نيّة فِي أذاك وَإِن اشْتهيت تستمر فِي حلب نَائِبا وَإِن اشْتهيت غَيرهَا وَإِن أردْت أَن تحضر إِلَيْنَا كَيْفَمَا أردْت فعلنَا مَعَك فَعَاد مَعَه الدوادار وَوصل بِهِ يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث الْمحرم وَالسُّلْطَان فِي صَلَاة الْجُمُعَة فَأقبل السّلطان عَلَيْهِ وشكا من الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أزدمر النوري أحد أُمَرَاء حلب فرسم السُّلْطَان بِأخذ سيف ابْن ازدمر وتقييده وتجهيزه فِي الْبَرِيد محترزاً عَلَيْهِ صُحْبَة الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ البشيري الْمصْرِيّ وَتوجه البريديّ الْمَذْكُور بِهِ مُقَيّدا فَلَمَّا وصل إِلَى قطيا وجد بريدياً قد وصل وَمَعَهُ مشافهة من الْأَمِير سيف الدّين طشبغا الدوادار) يَقُول البريديّ يعود بِابْن أزدمر إِلَى دمشق فردّ بِهِ فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْأَحَد خَامِس صفر وصل إِلَى دمشق الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي وصحبته الْأَمِير سيف الدّين طشبغا الدوادار وَأصْبح يَوْم الأثنين جلس فِي الْخدمَة إِلَى جَانب قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي فَكَانَ بَين النائبين القَاضِي الشَّافِعِي وَظهر نَائِب حلب إِلَى القَاضِي الْحَنَفِيّ وَقَامَ من الْخدمَة وَتوجه إِلَى الْجَامِع الْأمَوِي والمهندار وَسيف الدّين قرابغا ودوادار السُّلْطَان فِي خدمته وصلّى بالجامع وَاجْتمعَ بالقضاة وَدخل إِلَى خانقاه السميساطي ولّما كَانَ عصر الْخدمَة حضر أَيْضا وودّع نَائِب الشَّام وخلع عَلَيْهِ قبَاء بطراز زركش وَأَعْطَاهُ فرسا بسرجه ولجامه وكنفوش ذهب وَتوجه بكرَة الثُّلَاثَاء إِلَى حب وصحبته ابْن أزدمر مُقَيّدا وَلما وصل إِلَى حلب تلقّاه النَّاس بالشمع إِلَى قنسرين وَإِلَى أَكثر مِنْهَا وَدخل دُخُولا عَظِيما ووقف فِي سوق الْخَيل وعرّى زكري البريديّ وَأَرَادَ توسيطه ونادى عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يدْخل بَين الْمُلُوك فِيمَا لَا يعنيه فَنزل طشبغا الدوادار وشفع فِيهِ فَأَطْلقهُ وأحضر ابْن أزدمر وَقَالَ لَهُ رسم لي أَن اسمّرك وأقطع لسَانك وَكن مَا أؤاخذك وأطلعه إِلَى قلعة حلب وَأقَام على ذَلِك إِلَى أَن عزل الْأَمِير سيف الدّين أيتمش من نِيَابَة الشَّام فِي أول دولة الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين صَالح فرسم لَهُ بنيابته الشَّام فَدخل إِلَى دمشق بِطَلَبِهِ فِي نَهَار الِاثْنَيْنِ حادي عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين سَبْعمِائة بكرَة النَّهَار وَكَانَ قد حضر من مصر لإحضاره الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر المحمدي 3 - (النَّائِب) أرغون الْأَمِير سيف الدّين الناصري نَائِب الممالك الإسلامية اشْتَرَاهُ

الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون لوَلَده الْملك النَّاصِر فربي مَعَه وَألف بِهِ وولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر النِّيَابَة بِمصْر وَكَانَ رَئِيسا كَبِيرا فِي بَيت أستاذه يخضع لَهُ الْكِبَار وَيَقُولُونَ بمقالته وَكَانَ حزبه مِنْهُم كثيرين مثل قجليس والجمالي ومنكلي بغا وطشتمر وقطلوبغا وطرجي وَتَوَلَّى النِّيَابَة بعد الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الدوادار وَكَانَ بيبرس قد تولاها بعد الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الجوكندار الْكَبِير لّما قبض عَلَيْهِ وَكَانَ تركياً فصيحاً مليح الشكل أنبل الناصرية وأميزهم تفقه لأبي حنيفَة أذنوا لَهُ بالإفتاء قَالَ لي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس كَانَ يعرف مَذْهَب أبي حنيفَة ودقائقه وَيقصر فهمه فِي الْحساب إِلَى الْغَايَة وَسمع البُخَارِيّ من ابْن الشّحْنَة بِقِرَاءَة فتح) الدّين وَكتبه بخطّه فِي مجلدة وَاحِدَة فِي اللَّيْل على ضوء الْقنْدِيل واقتنى الْكتب الْكَثِيرَة وغوي بهَا وحصّل مِنْهَا جملَة كَبِيرَة إِلَى الْغَايَة حُكيَ لي أنّه لما كَانَ فِي حلب وَسمع بِمَوْت قجليس الناصري جهّز إِلَى مصر فِي الْبَرِيد مبلغ ألفي دِينَار لمشترى كتبٍ من تركته وجهزّ إِلَى بغداذ استنسخ فَتَاوَى ابْن قَاضِي خَان وَعلم النَّاس رغبته فِيهَا فجبيت إِلَيْهِ ثمراتها من كل فج وَلما حضر إِلَى دمشق مُتَوَجها إِلَى حلب صلى خلف الشَّيْخ نجم الدّين القحفيزي إِمَام جَامع الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله وَهُوَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب أنكر عَلَيْهِ تقدمه فِي الْمِحْرَاب وَخُرُوجه عَن الصَّفّ لأنّه خلاف الْمَذْهَب وَحكي أنّه بحث مَعَه يَوْمًا لمّا كَانَ السُّلْطَان بِدِمَشْق وَلم يكن إِذْ ذَاك نَائِبا فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ نجم الدّين أَنْت مَا تبحث إِلَّا بالصّر حَتَّى يَجِيء صدر الدّين وأبحث مَعَك لِأَن أرغون كَانَ يحب صدر الدّين ابْن الْوَكِيل ويؤثره وَكَانَ لَهُ حنوّ زَائِد على الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان وعَلى الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وخلّص لَهُم الْمدَارِس وَكَانَ فهما يقظاً نَاب فِي المملكة بِمصْر زَمَانا فِي سنة إِحْدَى عشرَة تَقْرِيبًا إِلَى سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَتوجه إِلَى الْحجاز سنة سِتّ وَعشْرين فَلَمَّا غَابَ عمل عَلَيْهِ القَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش لأنّه كَانَ يكرههُ فَمَا حضر إِلَّا وَقد تغير عَلَيْهِ السُّلْطَان ولّما أَرَادَ الدُّخُول إِلَيْهِ خرج بكتمر الساقي وَتَركه عِنْده فِي الْبَيْت ثَلَاثَة أَيَّام وَقد أَخذ سَيْفه ثمَّ إنّه أخرجه مَعَ الْأَمِير سيف الدّين أيتمش إِلَى حلب وأحضر نائبها الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا فَاجْتمعُوا كلهم بِدِمَشْق عِنْد الْأَمِير سيف الدّين تنكز وصلّوا بهَا الْجُمُعَة وَقيل إِن السُّلْطَان أمره بإمساك شخص من بِلَاد التتار كَانَ قد عزم تِلْكَ السّنة على الْحَج يُقَال إِنَّه بعث إِلَيْهِ بعض مماليكه الَّذين أطلعهم على بَاطِن الْأَمر فَجهز إِلَى الْغَرِيم وَقَالَ لَهُ لَا تحج هَذِه السّنة فشقّ ذَلِك على السُّلْطَان فَأَقَامَ بحلب نَائِبا مُدَّة إنّه أحضرهُ السُّلْطَان إِلَى مصر فَأَقَامَ عِنْده أَيَّامًا ولّما رَآهُ بكيا طَويلا ثمَّ أَعَادَهُ إِلَى مَحل نيابته وَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ بحلب فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِي ربيع الأول وَمُدَّة نيابته بهَا لم يسفك بهَا دَمًا وَلَا قطع

الشمسي

سَارِقا لأنّه كَانَ رحِيما رَقِيق الْقلب لَا يُعَاقب على زلَّة ولّما كَانَ بِمصْر كَانَ يصدّ السُّلْطَان ويمنعه عَن أَشْيَاء يرومها وَلما عزم على إِيصَال نهر الساجور إِلَى حلب قيل لَهُ إِن أحدأً مَا تحرّك فِيهِ سودي مَاتَ وَمَا دخل الْبَلَد فَقَالَ أَنا أكون فدَاء الْمُسلمين وَأقَام شخصا من جِهَته اسْمه أرغون فَلَمَّا وصل النَّهر أَصَابَهُ ألم عَظِيم طوّل بِهِ وجهز إِلَيْهِ السُّلْطَان طبيبة صَلَاح الدّين ابْن الْبُرْهَان فَلم يصل إِلَى دمشق حَتَّى مَاتَ) رَحمَه الله تَعَالَى وَدفن بتربةٍ اشْتريت لَهُ بحلب وَكَانَ لَهُ من الْعُمر بضع وَأَرْبَعُونَ سنة 3 - (الشمسي) أرغون الْأَمِير سيف الدّين الشمسي حضر أَمِيرا إِلَى دمشق من الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة الأرغياني الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه سهل بن أَحْمد وَأَبُو نصر الأرغياني اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (أرقطاي) 3 - (نَائِب مصر وحلب) أرقطاي الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين الْمَعْرُوف بالحاج أرقطاي هُوَ من مماليك الْأَشْرَف وَفِي أَيَّام السُّلْطَان الْملك النَّاصِر جعل جمداراً وَكَانَ هُوَ والأمير سيف الدّين أوتامش نَائِب الكرك بَينهمَا أخوّة وهما فِي لِسَان التّرْك وَاللِّسَان القبجاقي فصيحان وَكَانَا يرجع إِلَيْهِمَا فِي الياسة الَّتِي هِيَ بَين الأتراك ولّما خرج الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى نِيَابَة الشَّام خرج مَعَه وثالثهما الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البجمقدار فَحَضَرُوا إِلَى دمشق على الْبَرِيد ولّما كَانَ بعد قَلِيل بلغ تنكز أَن الْأُمَرَاء بِدِمَشْق يتوجهون إِلَى دَار الْحَاج أرقطاي ويأكلون على سماطه فَمَا حمل ذَلِك تنكز وَكتب إِلَى السُّلْطَان فرسم لَهُ بنيابة حمص وَكَانَ قد أعْطى خبر بيبرس العلائي ومماليكه وحاشيته فَأَخذهُم عِنْده وَأقَام بحمص مُدَّة ثمَّ رسم لَهُ بنيابة صفد فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن فَأَقَامَ بهَا وَعمر بهَا دوراً وأملاكا وَتوفيت زَوجته ابْنة الْأَمِير شمس الدّين سنقرشاه المنصوري فَعمل لَهَا تربة شمَالي الْجَامِع الظَّاهِرِيّ بصفد وَهِي تربة حَسَنَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى عماير صفد وَصَارَ بهَا للجامع رونق لم يكن لَهُ أوّلا وَأعْطِي وَلَده أَمِير عَليّ طبلخاناة وَولده أَمِير إِبْرَهِيمُ عشرَة بَعْدَمَا طلبهما السُّلْطَان وَذَلِكَ بسفارة الْأَمِير سيف الدّين تنكز وأمّرهما بِدِمَشْق عِنْده وَأَقَامَا مديدةً ثمَّ جهزهما إِلَى صفد وَكَانَ قد حنا عَلَيْهِ تنكز حنّوا كَبِيرا ولّما كَانَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة طلب الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي إِلَى مصر وجهّز الْأَمِير سيف الدّين أوتامش أَخُوهُ مَكَانَهُ إِلَى نِيَابَة صفد وَأقَام الْحَاج أرقطاي بِالْقَاهِرَةِ يعْمل نِيَابَة

الأرقم

الْغَيْبَة إِذا غَابَ السُّلْطَان فِي الصَّيْد فَلَمَّا كَانَت وَاقعَة تنكز وإمساكه حضر مَعَ من حضر من الْأُمَرَاء صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين بشتاك ثمَّ رسم لَهُ بنيابة طرابلس عوضا عَن) الْأَمِير سيف الدّين طينال فَتوجه إِلَيْهَا وَلم يزل بهَا إِلَى نوبَة الْأَمِير سيف الدّين طشتمر فِي أَيَّام الْأَشْرَف كجك فَتوجه صُحْبَة الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا نَائِب الشَّام إِلَى حلب وَجرى مَا جرى على مَا يذكر فِي تَرْجَمَة الطنبغا ومخامرة الْعَسْكَر عَلَيْهِمَا مَعَ الفخري فَتوجه الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي هُوَ والطنبغا إِلَى الْقَاهِرَة فَأمْسك مَعَه واعتقلا بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ فِي أول دوله الصَّالح إِسْمَاعِيل بِوَاسِطَة الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي وَجعل كَمَا كَانَ أَولا بِالْقَاهِرَةِ من جملَة الْأُمَرَاء الْمَشَايِخ المقدمين فَأَقَامَ على ذَلِك إِلَى أَن توفّي الصَّالح رَحمَه الله تَعَالَى وَتَوَلَّى الْكَامِل شعْبَان فرسم لَهُ بنيابة حلب عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَأَقَامَ قَلِيلا تَقْدِير خَمْسَة أشهر ثمَّ طُلب إِلَى مصر وجهز عوضه الْأَمِير سيف الدّين طقتمر نَائِب حماة فَتوجه إِلَى مصر وَأقَام بهَا قَلِيلا وَلم يزل إِلَى أَن خلع الْكَامِل وَتَوَلَّى المظفر حاجي فرسم لَهُ بنيابة مصر وَلم يزل بهَا نَائِبا إِلَى أَن خلع المظفر وَتَوَلَّى الْملك النَّاصِر حسن فَطلب الإعفاء من نِيَابَة مصر وَسَأَلَ أَن يُعَاد إِلَى نِيَابَة حلب فرسم لَهُ بذلك وَفِي رَابِع عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة حضر إِلَى دمشق مُتَوَجها إِلَى نِيَابَة حلب وَلم يزل بهَا مُقيما إِلَى أَن قتل أرغون شاه نَائِب الشَّام على مَا تقدم فِي تَرْجَمته فرسم لَهُ بنيابة الشَّام ففرح النَّاس بِهِ وتوجهوا إِلَى حلب فاستعدّ لذَلِك وَخرج فِي طلبه وحاشيته وَكَانَ قبل ذَلِك قد حصل لَهُ حمى ثمَّ حصل لَهُ إسهال فوصل إِلَى منزلَة عين الْمُبَارَكَة ظَاهر حلب مرّة يركب الْفرس وَإِذا أثقل فِي الْمَرَض ركب فِي المحفة وَتُوفِّي رَحمَه الله الْعَصْر من نَهَار الْأَرْبَعَاء خَامِس جُمَادَى الأولى سنة خمسين وَسَبْعمائة بِعَين الْمُبَارَكَة فَعَاد النَّاس خائبين وعاجوا بالترح بعد الْفَرح آيبين وكنّا قد وصلنا نَحن إِلَيْهِ إِلَى حماه فجَاء خَبره وَلم يقدر لنا أَن نحل حماه فأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الْغَزِّي بحماة يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع جُمَادَى الأولى (قَالُوا أرقطاي مَاتَ قلت وَهل ... فِي الْمَوْت بعد الْحَيَاة من عجب) (مَا مَاتَ من فرحةٍ بنقلته ... بل مَاتَ من حزنه على حلب) (الأرقم) 3 - (الصّحابي رَضِي الله عَنهُ) الأرقم بن أبي بن أَسد بن عبد الله بن عمر بن

أرقم بن ثماثة بن القعقاع

مَخْزُوم وَاسم أبي الأرقم عبد منَاف والأرقم من الطَّبَقَة الأولى من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين من كبار الصَّحَابَة أسلم بعد سبعةٍ الْإِسْلَام وَقيل بعد عشرَة واستخفى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي دَاره من قُرَيْش وداره بمكّة على الصّفا وَكَانَ قد أسلم فِيهَا جمَاعَة لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَدْعُو إِلَى الله فِيهَا والأرقم صَاحب حلف الفضول وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وأحداً والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم فِي دَاره حَمْزَة وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وأعيان الصَّحَابَة وَتصدق الأرقم بِهَذِهِ الدَّار على وَلَده وَلم تزل فِي أَيدي وَلَده إِلَى زمن أبي جَعْفَر وَكَانَ إِذا حج ينظر إِلَيْهَا فِي طَوَافه وسعيه فَلَمَّا نزل مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن حسن بِالْمَدِينَةِ كَانَ عمّار بن عبيد الله بن الأرقم فِي من بَايعه فكبّله بالحديد وحبسه حَتَّى بَاعه نصِيبه مِنْهَا بِمِائَة ألف دِرْهَم ثمَّ تتبع إخْوَته حَتَّى اشْترى الْجَمِيع ووهبها لِابْنِهِ الْمهْدي ووهبها الْمهْدي للخيزران أم مُوسَى وَهَارُون فَعرفت بهَا وَقيل دَار الخيزران فبنت بهَا مَسْجِدا وانتقلت إِلَى جَعْفَر بن مُوسَى الْهَادِي ثمَّ اشْتَرَاهَا غسّان بن عباد من ولد جَعْفَر بن مُوسَى وَتُوفِّي الأرقم سنة خمس وَخمسين من الْهِجْرَة وَقيل سنة ثَلَاث وَله بضع وَثَمَانُونَ سنة وَله من الْوَلَد عبد الله لأم ولد وعمار لأم ولد وكنيته أَبُو عَمْرو وَقيل أمهما حميدة بنت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف 3 - (أَرقم بن ثماثة بن الْقَعْقَاع) من عبد الْقَيْس هُوَ الْقَائِل ليزِيد بن الْمُهلب (أَبَا خَالِد كَانَ المهلّب حازماً ... شجاعاً جواداً غير كزّ الْأَصَابِع) (إِذا نابه أَمر ضليع سما لَهُ ... بأرعن مقل الهضب هضب متالع) (لَهُ عَادَة فِي الْحَرْب عضب بالقنا ... بأحمر قانٍ من دم الْخَوْف ناصع) (وَأَنت جَزَاك الله خيرا سليله ... وعندك ردّ للأمور الفظايع) وَالْقَائِل أَيْضا (وَقد علمت قيس ين عيلان أننا ... كرام نمانا وَاسع الشّرب أروع) ) (أَبونَا الَّذِي لم يُعْط يَوْمًا دنيّةً ... وَمَات وريب الدَّهْر بِالنَّاسِ يخنع) (الألقاب) الأرموي تَاج الدّين الشَّافِعِي مُحَمَّد بن حسن الأرموي الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن عبد الله الأرمنتي قَاضِي البهنسا مُحَمَّد بن عبد المحسن الأرمنتي جمال الدّين مُحَمَّد بن عِيسَى

أروى

الأرمنتي سراج الدّين يُونُس بن عبد الْمجِيد الأرْمَنْتي شرف الدّين يُونُس بن عِيسَى (أروى) 3 - (أروى بنت عبد الْمطلب) 3 - (بن هَاشم بن عبد منَاف) عمّة النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكرهَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ فِي الصَّحَابَة وَذكر عَاتِكَة بنت عبد الْمطلب وأبى ذَلِك غَيره وَقد اخْتلف فِي إِسْلَام أروى فَقَالَ ابْن إِسْحَاق وَمن تَابعه إنّه لم يسلم من عمات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير صفيّة وَقَالَ غَيره أروى وَصفِيَّة أسلمتا جَمِيعًا قيل لّما أسلم طليب ابْن عُمَيْر دخل على أمّه أروى فَقَالَ قد أسلمت وتبعت مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ لَهَا مَا يمنعك أَن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أَخُوك حَمْزَة فَقَالَت أنظر مَا يصنع أخواتي ثمَّ أكون إِحْدَاهُنَّ قَالَ فَإِنِّي أَسأَلك بِاللَّه إِلَّا أتيتيه وسلّمت بِهِ وصدقتيه وَشهِدت أَن لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَت فَإِنِّي أشهد أنْ لَا إِلَه إلاّ الله وأنّ مُحَمَّدًا رَسُول الله ثمَّ كَانَت بعد ذَلِك تعضد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بلسانها وتحضّ ابْنهَا على نصرته وَالْقِيَام بأَمْره وَهِي شَقِيقَة عبد الله وَأبي طَالب وَالزُّبَيْر بن عبد الْمطلب وَقيل بل هَذِه الشَّقِيقَة للمذكورين إِنَّمَا هِيَ أم حَكِيم الَّتِي يُقَال لَهَا الْبَيْضَاء وَقيل إِنَّهَا توأمة عبد الله وَالصَّحِيح هَذَا 3 - (أروى بنت أنيس) ذكرهَا ابْن السكن فِي الصحابيات وَقَالَ يرْوى عَنْهَا حَدِيث وَاحِد لم يبت وأسنده عَن هِشَام بن زِيَاد أبي الْمِقْدَام عَن هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أروى بنت أنيس قَالَت قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم من مسّ ذكره فيتوضّأ) (أروم) 3 - (أَمِير جاندار) آروم بغا الْأَمِير سيف الدّين الناصري لما توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ووفّر الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الأحمدي من وَظِيفَة أَمِير جاندار أقيم هَذَا الْأَمِير سيف الدّين آروم بغا مَكَانَهُ أَمِير جاندار وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن ملك الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فرسم لَهُ بنيابة طرابلس فَحَضَرَ إِلَيْهَا عوضا عَن الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الأحمدي وَأقَام بهَا قَلِيلا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَكَانَت نيابته بطرابلس تَقْدِير أَرْبَعَة

أزبك

أشهر وَحضر بعده إِلَى طرابلس الْأَمِير سيف الدّين طرغاي الجاشنكير نَائِبا وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الطَّاء الْمُهْملَة (أزبك) 3 - (الْأَمِير صارم الدّين الْحلَبِي) أزبك الْأَمِير صارم الدّين الْحلَبِي كَانَ من أَعْيَان أُمَرَاء دمشق وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى الْأَمِير عز الدّين الْحلَبِي الْكَبِير كَانَ قد جرّد أزبك هَذَا إِلَى بعلبك فَمَرض بهَا وَحمل فِي محفة إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَدفن بسفح قاسيون وَقد نَيف على الْخمسين 3 - (القان أزبك) أزبك القان بن طقطاي صَاحب بِلَاد أزبك أسلم وَحسن لإسلامه وَأسلم بعض رَعيته وَلم يلبس السراجوق وَكَانَ يلبس حياصة هِيَ من فولاذ وَيَقُول لبس الذَّهَب حرَام على الرِّجَال وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء ويميل إِلَيْهِم ويتردّد إِلَى بعض الصُّوفِيَّة وَيَقُول لَهُ أشتهي لَو قتلت فَقَالَ لَهُ ذَلِك الصُّوفِي لأي شَيْء قَالَ لأنّكم تَقولُونَ إِن هَذَا ملكي جَمِيع من فِيهِ مُتَعَلق أَذَاهُ بعنقي خطب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْنَته وَقيل اخته وَحَضَرت إِلَى الديار المصرية فِي الْبَحْر وتوجّه الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب فِيمَا أَظن لملتقاها أَو القَاضِي كريم الدينوهو الأظهرإلى الاسكندرية وَحَضَرت إِلَى الميدان تَحت الْقصر الأبلق بِالْقَاهِرَةِ وعملت لَهَا الضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام وَبعد ذَلِك طلعت إِلَى القلعة وَجرى فِي أمرهَا مَا جرى وتوهم السُّلْطَان فِيهَا أَنَّهَا لَيست من بَنَات أزبك فأخرجها وَزوجهَا بالأمير سيف الدّين منكلي بغا السِّلَاح دَار فَتوفي عَنْهَا فزوّجها) بالأمير صوصون أخي قوصون فَمَاتَ عَنْهَا فزوّجها بِابْن الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب وَتُوفِّي أزبك القان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَت سلطنته سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ شجاعاً مليح الصُّورَة أباد طَائِفَة من الْأُمَرَاء والسحرة ومملكته شمالينا بشرق وَهِي من بَحر قسطنطينية إِلَى نهر أربس مَسَافَة ثَمَانمِائَة فَرسَخ لَكِن أَكثر ذَلِك مرَاعِي وقرى وَلها فِي أَيْديهم مائَة سنة وَأكْثر وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده طقطاي فِي حرف الطَّاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى (أزدشير) 3 - (ملك الْفرس) أزدشير بن شيرويه ملك الْفرس وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة من الْهِجْرَة وَاخْتلف أهل مَمْلَكَته بعده يولّون ويعزلون ويخلعون ويملّكون وَكَانَ ذَلِك من سَعَادَة

الأمير العبادي

الْإِسْلَام وَكَانَ شيرويه قد أفنى أَوْلَاد الْمُلُوك وَمن كَانَ يُنَاسِبه إِلَى كسْرَى ابْن قباذ فَلم يبْق للْفرس من يَجْتَمعُونَ إِلَيْهِ فتحيّروا فِي أَمرهم وَلم يبْق لَهُم إِلَّا الدّفع عَن الْمَدَائِن فولّوا ابْنه أزدشير واسْمه قباذ وَكَانَ عمره سبع سِنِين فَأَقَامَ خَمْسَة أشهر وَكَانَ شهريار بن أبرويز مُقيما بأنطاكية وَكَانَ أَخُوهُ شيرويه قتل أَبَاهُ أبرويز فَلَمَّا وصل شهريار إِلَى للمدائن ملكهَا وَقتل قباذ بن أزدشير وظلم وبغى وهتك الْحَرِيم فَوَثَبُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ 3 - (الْأَمِير الْعَبَّادِيّ) أزدشير بن الْحُسَيْن بن أزدشير الْعَبَّادِيّ أَبُو الْحُسَيْن مَنْصُور الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بالأمير العبّادي وَالِد أبي مَنْصُور الْوَاعِظ الْمَشْهُور وَسَيَأْتِي ذكره قدم أَبُو الْحُسَيْن هَذَا بغداذ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة فحجّ وَعَاد وَعقد مجْلِس الْوَعْظ بالنظامية وبرباط أبي سعد الصُّوفِي وأحبّه النَّاس وَلم يزل التّعصب لَهُ يزْدَاد والعلو فِي محبته يتصاعد حَتَّى منع من الْجُلُوس وَكَانَ مليح الْكَلَام بديع الْأَلْفَاظ غَرِيب النكت حُلْو الْإِيرَاد سمع ببغداذ من أبي الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيره وحدّث بمرو وبتستر وَقَالَ إِسْمَاعِيل ابْن أبي سعد الصُّوفِي كَانَ فِي رباطنا بركَة كَبِيرَة يتَوَضَّأ فِيهَا الْأَمِير العبّادي وَكَانَ النَّاس ينقلون مِنْهَا المَاء بِالْقَوَارِيرِ والكيزان تبركاً بِهِ حَتَّى كَانَ يظْهر فِيهَا نُقْصَان المَاء وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار أَخْبرنِي شهَاب الْحَاتِمِي بهراة قَالَ سَمِعت ابْن السَّمْعَانِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا مَنْصُور عَليّ بن عَليّ الامين يَقُول اتّفق أَن وَاحِدًا بِهِ عِلّة جَاءَ إِلَى الْعَبَّادِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا فشفاه الله فمضيت مَعَه) إِلَى زِيَارَة قبر أَحْمد فَدَخَلْنَا مشهداً وَخَرجْنَا مَعَه فَإِذا جمَاعَة من العميان والزّمنى والمجذّمين قد اجْتَمعُوا على الْبَاب وَقَالُوا للأمير نَسْأَلك أَن تقْرَأ علينا فَقَالَ لست بِعِيسَى ابْن مَرْيَم وَذَلِكَ قَول وَافق الْقدر وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك الْهَمدَانِي أخبر صَاحب لأبي نصر ابْن حردة أنّه أنفذ إِلَى الْعَبَّادِيّ على يَد صاحبٍ لَهُ دَنَانِير فردّها فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام أنفذ إِلَيْهِ غَيرهَا على يَد غَيره فقبلها فَوَقع التَّعَجُّب من ذَلِك فَقَالَ أَبُو نصر وَالله إِن الأولى اقترضتها برباً وَالثَّانيَِة المقبولة أَخَذتهَا من مستغل لي قَالَ وَحكى بعض الموكلين بِهِ حِين نهي عَن الْجُلُوس خوف الْفِتْنَة أنّه دخل إِلَيْهِ وَهُوَ جنب فَقَالَ قُم واغتسل وعد وَقَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ حضر أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ مَجْلِسه وَكَانَ يحضرهُ ويذاكره فَامْتَلَأَ صحن الْمدرسَة وأروقتها وغرفها فَخرج إِلَى فراح طفر فَجَلَسَ بِهِ وَكَانَ يحضر مَجْلِسه من الرِّجَال وَالنِّسَاء ثَلَاثُونَ ألفا وان صمته أَكثر من نطقه وَإِذا تكلم هام النَّاس على وُجُوههم وَترك النَّاس المعاش وَحلق أَكثر الصّبيان رُءُوسهم ولزموا الْمَسَاجِد وَالْجَمَاعَات وبدّدوا الْخُمُور وكسروا الملاهي وسَاق لَهُ كرامات وَلما قدم بغداذ كَانَ الْبُرْهَان الغرنوي يعظ بهَا فانكسر سوقه فَقَالَ الدهان

أزدمر

(لله قطب الدّين من عالمٍ ... منفردٍ بِالْعلمِ والباس) (قد ظَهرت حجّته للورى ... قَامَ بهَا الْبُرْهَان للنّاس) وتكلّم الْعَبَّادِيّ فِي الرِّبَا وَبيع القراضة بِالصَّحِيحِ وَأنكر ذَلِك فَمنع من الْجُلُوس وَأمر بِالْخرُوجِ من الْبَلَد إِلَى مرو وَمَات بهَا سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة سبع وَالله أعلم قلت وَولده اسْمه المظفر وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ ونبذة من كَلَامه البديع هُنَاكَ (أزدمر) 3 - (الْأَمِير عز الدّين العلائي) أزدمر الْأَمِير عز الدّين العلائي أَخُو الْحَاج عَلَاء الدّين طيبرس كَانَ شَيخا مهيباً شجاعاً شرس الْأَخْلَاق قَلِيل الْفَهم حضر جنَازَته ملك الْأُمَرَاء لما توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بتربته إِلَى جَانب دَاره عِنْد مئذنة فَيْرُوز دَاخل دمشق 3 - (الْحَاج أزدمر الجمدار) أزدمر الْحَاج الْأَمِير عز الدّين الجمدار من أَعْيَان الْأُمَرَاء وأماثلهم كَانَ عِنْده فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَحسن تَدْبِير وَفِيه مَكَارِم كَثِيرَة ومراعاة لمعارفه وتفقد لأحوالهم وَلم يزل مُحْتَرما فِي الدول ولّما ملك الْمَنْصُور زَاد إقطاعه وَلما قدم سنقر الْأَشْقَر إِلَى دمشق لَازمه واختص بِهِ وَكَانَ لَا يصدر إلاّ عَن رَأْيه فَلَمَّا تسلطن بِدِمَشْق جعله نَائِبا عَنهُ ولّما ضرب مَعَ المصريين وحصلت الكسرة قصد الْأَمِير عز الدّين الْجَبَل وَأقَام بِهِ مُدَّة ثمَّ اتَّصل بسنقر الْأَشْقَر وَبَقِي عِنْده وَفِي خدمته وَحضر مصافّ التتار وَقَاتل فِيهِ قتالاً عَظِيما وأبلى بلَاء حسنا وَقتل مُقبلا غير مُدبر شَهِيدا سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن فِي مشْهد خَالِد بحمص وعمره نَحْو سِتِّينَ سنة وَكَانَت نَفسه تحدثه بِأُمُور قصّر عَنْهَا أَجله وَكَانَ يزْعم أنّه شرِيف النّسَب وَكَانَ هُوَ الَّذِي طعن طاغية العدوّ (الْأَزْرَق) الْأَزْرَق الوَاسِطِيّ إِسْحَاق بن يُوسُف الْأَزْرَق الْحَافِظ حمّاد بن زيد ابْن الْأَزْرَق الْحَافِظ أَحْمد بن عَليّ 3 - (أَزْهَر) 3 - (أَزْهَر بن عبد عَوْف الزُّهْرِيّ الْقرشِي) هُوَ عَم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف ووالد عبد

أزهر بن قيس

الرَّحْمَن بن الْأَزْهَر الَّذِي يروي عَنهُ ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ روى عَن أَزْهَر هَذَا أَبُو الطُّفَيْل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعْطى السِّقَايَة الْعَبَّاس يَوْم الْفَتْح وَأَن الْعَبَّاس كَانَ يَليهَا فِي الْجَاهِلِيَّة دون أبي طَالب وَهُوَ أحد الْأَرْبَعَة الَّذين نصبوا الْأَعْلَام للحرم لما ولي الْخلَافَة عمر بن الْخطاب 3 - (أَزْهَر بن قيس) روى عَنهُ جرير بن عُثْمَان قَالَ ابْن عبد الْبر لم يرو عَنهُ غَيره فِيمَا علمت حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ ويلم أنّه كَانَ يتعّوذ فِي صلَاته من فتْنَة الْمغرب 3 - (أَزْهَر بن حميضة) روى عَن أبي بكر الصّديق قَالَ ابْن عبد الْبر فِي صحبته نظر 3 - (أَزْهَر السمان) أَزْهَر بن سعد السمان الْبَاهِلِيّ بِالْوَلَاءِ البصريّ روى عَن حميد الطَّوِيل وروى عَنهُ أهل الْعرَاق كَانَ يصحب الْمَنْصُور قبل أَن يَلِي الْخلَافَة فَلَمَّا وَليهَا جَاءَهُ أَزْهَر مهنئاً بالخلافة فحجبه الْمَنْصُور فترصدّ لَهُ يَوْم جُلُوسه الْعَام وسلّم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور مَا جَاءَ بك قَالَ جِئْت مهنئاً بِالْأَمر فَقَالَ الْمَنْصُور أَعْطوهُ ألف دِينَار وَقُولُوا لَهُ قد قضيت وَظِيفَة الهناء فَلَا تعد فَمضى وَعَاد فِي قَابل فحجبه فَدخل عَلَيْهِ فِي مثل ذَلِك الْمجْلس وسلّم عَلَيْهِ فَقَالَ مَا جَاءَ بك قَالَ سَمِعت أَنَّك مَرضت فَجئْت عَائِدًا فَقَالَ اعطوه ألف دِينَار وَقد قضيت وَظِيفَة

أبو جعفر البغداذي

العيادة فَلَا تعد إِلَيّ فإنّي قَلِيل الْأَمْرَاض فَمضى وَعَاد فِي قَابل فَقَالَ لَهُ فِي مثل ذَلِك الْمجْلس مَا جَاءَ بك قَالَ سَمِعت مِنْك دُعَاء فَجئْت لأتعلمه مِنْك فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا إنّه غير مستجاب إنّي دَعَوْت بِهِ فِي كل سنة أَن لَا تَأتِينِي وَأَنت تَأتي لَهُ وقائع وحكايات مأثورة توفّي سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ) وَقيل سنة سبع وَكَانَ ثِقَة نبيلاً عمّر أَرْبعا وَتِسْعين سنة وروى البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو جَعْفَر البغداذي) أَزْهَر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن حَمْزَة البغداذي قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَهُوَ وَالِد شُيُوخنَا عبد الْعَزِيز وَأحمد وَعبد الْوَهَّاب صحب الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَتخرج بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكثير واشتغل بِسَمَاع الحَدِيث وكتابته وَقَرَأَ بالروايات على أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الْقطَّان وَغَيره وَسمع عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر وَهبة الله بن مُحَمَّد بن الْحصين وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة (الألقاب) الأدفوي أَحْمد بن عَليّ الأدفوي كَمَال الدّين جَعْفَر بن تغلب ابْن الْأَزْهَر الأخباري جَعْفَر بن مُحَمَّد الْأَزْهَرِي اللّغَوِيّ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْأَزْهَر الْأَزْهَرِي الْحَافِظ مُحَمَّد بن عقيل ابْن أبي الْأَزْهَر النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مزِيد (أُسَامَة) 3 - (حِبّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة بن شرَاحِيل الْكَلْبِيّ أَبُو زيد وَقيل

أَبُو مُحَمَّد حِبّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَابْن حبّه ومولاه قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسلّم يأخذني وَالْحسن وَيَقُول اللَّهُمَّ إنّي أحبهما فأحبّهما وَأمه أَيمن مولاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحاضنته وَكَانَ أسود كالليل وَكَانَ أَبوهُ أَبيض أشقر قَالَ إِبْرَاهِيم بن سعد قَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا دخل مجزز المدلجي الْقَائِف على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَأى أُسَامَة وزيداً وَعَلَيْهِمَا قطيفة قد غطّيا رءوسهما وبدت أقدامهما فَقَالَ إِن هَذِه الْأَقْدَام بَعْضهَا من بعض فسرّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَعْجَبهُ ذَلِك وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ على الصَّحِيح روى عَنهُ الْجَمَاعَة كلهم وَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُسَامَة فِي جَيش فيهم أَبُو بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا فطعن النَّاس فِيهِ لأنّه كَانَ ابْن مولى وَلم يبلغ عشْرين سنة وَبلغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَرضه وَصعد الْمِنْبَر الحَدِيث وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسح الومص من عَيْنَيْهِ وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عثر أُسَامَة على عتبَة الْبَاب أَو أُسْكُفَّة الْبَاب فشجّ وَجهه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا عَائِشَة أميطي عَنهُ الدَّم قَالَت فتقذرته فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمص شجّته ويمجّه وَيَقُول لَو كَانَ أُسَامَة جَارِيَة لكسوته وحليته حَتَّى أنفّقه سكن بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَادي ثمَّ رَجَعَ إِلَى

ابن شريك الصحابي

الْمَدِينَة فَمَاتَ بالجرف فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة سنة ثمانٍ أَو سنة تسع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ حدّث حمّاد بن سَلمَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخر الْإِفَاضَة من عَرَفَة من أجل أُسَامَة بن زيد ينتظره فجَاء غُلَام أسود أفطس فَقَالَ أهل الْيمن إنّما حبسنا من أجل هَذَا قَالَ فَلذَلِك كفر أهل الْيمن من أجل هَذَا قَالَ يزِيد بن هَارُون يَعْنِي ردّتهم أَيَّام أبي بكر وَفرض عمر ابْن الْخطاب لأسامة بن زيد خَمْسَة آلَاف وَلَا بن عمر أَلفَيْنِ فَقَالَ ابْن عمر فضّلت علّي أُسَامَة وَقد شهِدت مَا لم يشْهد فَقَالَ إِن أُسَامَة كَانَ أحبّ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْك وَأَبوهُ كَانَ أحبّ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَبِيك وَعَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أحبّ النَّاس إليّ أُسَامَة مَا حاشا فَاطِمَة وَلَا غَيرهَا وَفِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه وَأَنا أَرْجُو أَن يكون من صالحيكم فَاسْتَوْصُوا بِهِ خيرا) قَالَ عَليّ بن خشرم قلت لوكيع من سلم من الْفِتْنَة قَالَ أما المعروفون من أَصْحَاب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَأَرْبَعَة سعد بن مَالك وَعبد الله بن عمر وَمُحَمّد بن مسلمة وَأُسَامَة بن زيد وَاخْتَلَطَ سَائِرهمْ 3 - (ابْن شريك الصَّحَابِيّ) أُسَامَة بن شريك الذبياني لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الصَّحَابِيّ) أُسَامَة بن عُمَيْر الْهُذلِيّ بصر لَهُ وَرِوَايَة وَهُوَ وَالِد أبي الْمليح الْهُذلِيّ من أنفس هُذَيْل وَاسم أبي الْمليح عَامر بن أُسَامَة لم يرو عَن أُسَامَة هَذَا غير ابْنه

الصحابي

أبي الْمليح وَكَانَ نازلاً بِالْبَصْرَةِ وَمن حَدِيثه مَا رَوَاهُ خَالِد الحذّاء عَن أبي الْمليح الْهُذلِيّ عَن أَبِيه قَالَ كنّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ يَوْم حنين فأصابنا مطر لم يبلّ أسافل نعالنا فَنَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن صلوا فِي رحالكُمْ 3 - (الصَّحَابِيّ) أُسَامَة بن أخدريبفتح الْهمزَة وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَبعدهَا رَاء وياء آخر الْحُرُوف والأخدري الْحمار الوحشي وَأُسَامَة هَذَا يعرف بالشقريبفتح الشين الْمُعْجَمَة وَالْقَاف والراءوهو عَم بشير بن مَيْمُون نزل الْبَصْرَة وروى عَنهُ البشير بن مَيْمُون 3 - (أُسَامَة بن خُزَيْمٌ) روى عَن مرّة الْبَهْزِي روى عَنهُ عبد الله بن شَقِيق وَلَا تصلح لَهُ صُحْبَة 3 - (المرتضى النَّقِيب) أُسَامَة بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو الْفَتْح ابْن أبي عبد الله ابْن أبي الْحسن ابْن أبي طَالب الْعلوِي النَّقِيب ابْن النَّقِيب تولى النقابة بعد أَبِيه ببغداذ ولقب بالمرتضى فَأَقَامَ فِي النقابة أَربع سِنِين تَقْرِيبًا واستعفى وَسَأَلَ أَن يكون عوضه زوج أُخْته أَبُو الغنايم المعمّر فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَعَاد إِلَى الْكُوفَة ولأقام بمشهد على ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ إِلَى أَن أدْركهُ أَجله سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وعمره خمس وَأَرْبَعُونَ سنة 3 - (ابْن عَلَيْك) ) أُسَامَة بن عَليّ بن سعيد بن بشير بن مهْرَان الرَّازِيّ أَبُو رَافع ابْن أبي الْحسن كَانَ وَالِده من حفاظ الحَدِيث يعرف بعلّيك ولد بسرّ من رأى وَحَمَلته أمه إِلَى وَالِده بِمصْر وَسمع هُنَاكَ وحدّث وَكَانَ حسن الحَدِيث كثير الْكِتَابَة ثِقَة كتبت عَنهُ أَحَادِيث حسان وَتُوفِّي بِمصْر سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (السجْزِي النَّحْوِيّ) أُسَامَة بن سُفْيَان السجْزِي النَّحْوِيّ من نحاة سجستان وشعرائها قَالَ ياقوت ذكره أَبُو الْحسن الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الوشاح وَأنْشد لَهُ (أَبى النأي إلاّ أَن يجدّد لي ذكرى ... لمن ودعتني وَهِي لَا تملك العبرا) (وَقَالَت رعاك الله مَا خلت أنني ... أَرَاك تسلّى أَو تطِيق لنا هجرا) (وَكَانَت ترى فرط العلاقة سَاعَة ... تغّيبها عَنَّا وَإِن قصرت شهرا) (وتجزع من وَشك الْفِرَاق فَمَا لنا ... على فرقة الأحباب أَن نظهر الصبرا)

مؤيد الدولة ابن منقذ

مِنْهَا فِي المديح (وَزِير يرى الْمَعْرُوف يجمل ذكره ... فَأرْسل بَين النَّاس معروفه غمرا) (فَمَا أقلعت يَوْمًا غمامة جوده ... وَلَا قطرت رشاً وَلَا أَخْطَأت قطرا) (وَمَا اخْتصَّ يَوْمًا حَاضرا دون غَائِب ... برفدٍ وَلَا ذَا فاقةٍ دون من أثرى) (وَقد أمه الراجون من كلّ وجهةٍ ... فأربى مرجّاهم بواحدةٍ عشرا) قلت شعر منحط لكنه منسجم 3 - (مؤيد الدولة ابْن منقذ) أُسَامَة بن مُرشد بن عَليّ بن مُقلَّد بن نصر بن مُنقذ بن مُحَمَّد بن منقذ بن نصر بن هَاشم بن سرار بن زِيَاد بن رغيب بن مَكْحُول بن عمر بن الْحَارِث ابْن عَامر بن مَالك ابْن أبي مَالك ابْن عَوْف بن كنَانَة يَنْتَهِي إِلَى قحطان مجد الدّين مؤيد الدولة أَبُو المظفر ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة أثنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِدِمَشْق بجبل قاسيون وَفِي بَيته بنى منقذ جمَاعَة فضلاء يَأْتِي ذكر كل مِنْهُم إِن شَاءَ الله فِي مَوْضِعه لم يزل بَنو منقذ مالكين حصن شيزر معتصمين بحصانتها حَتَّى جَاءَت الزلزلة سنة نَيف وَخمسين فخرب حصنها وَذهب حسنها وتملكها نور الدّين الشَّهِيد) عَلَيْهِم وَأعَاد بناءها فتشعبوا شعبًا وتفرّقوا أَيدي سبا وَكَانَ هَذَا الْأَمِير مجد الدّين من أكَابِر بني منقذ وشجعانهم وعلمائهم لَهُ تصانيف عديدة فِي فنون الْأَدَب وَسكن دمشق مُدَّة ثمَّ نبت بِهِ كَمَا تنبو الديار بالكريم فانتقل إِلَى مصر فَبَقيَ بهَا مؤمّراً مشاراً إِلَيْهِ بالتعظيم وَكَانَ قدومه أَيَّام الظافر ابْن الْحَافِظ والوزير يَوْم ذَاك ابْن السلاّر الْعَادِل فَأحْسن إِلَيْهِ وَلم يزل إِلَى أَيَّام الصَّالح ابْن رزّيك ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وسكنها ثمَّ رَمَاه الزَّمَان إِلَى حصن كيفا فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى ملك السُّلْطَان صَلَاح الدّين دمشق فاستدعاه وَهُوَ شيخ قد جَاوز الثَّمَانِينَ وروى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَأَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَأَبُو الْمَوَاهِب ابْن صصرى والحافظ عبد الْغَنِيّ وَولده الْأَمِير أَبُو الفوارس مرهف وملكت نسختين بديوانه وهما بِخَط يَده نقلت من أَحدهمَا فِي ضرس قلعة وَهُوَ مَشْهُور (وَصَاحب لَا أملّ الدّهر صحبته ... يشقى لنفعي وَيسْعَى سعي مُجْتَهد) (لم ألقه مذ تصاحبنا فمذ وَقعت ... عَيْني عَلَيْهِ افترقنا فرقة الْأَبَد)

ونقلت مِنْهُ قَوْله يَا دهر مَا لَك لَا يصدك من مساءتي العتاب أمرضت من أَهْوى ويأبى أَن أمرّضه الْحجاب لَو كنت تنصف كَانَت الْأَمْرَاض لي وَله الثَّوَاب وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول الآخر (يَا لَيْت علّته بِي غير أَن لَهُ ... أجر العليل وأنّي غير مأجور) ونقلت مِنْهُ قَوْله (شكا ألم الْفِرَاق النَّاس قبلي ... وروع بالنّوى حيٌّ وميت) (وأمّا مثل مَا ضمّت ضلوعي ... فإنّي لَا سَمِعت وَلَا رَأَيْت) ونقلت مِنْهُ قَوْله (وَمَا أَشْكُو تلوّن أهل ودّي ... وَلَو أَجدت شكيتهم شكيت) (مللت عتابهم ويئست مِنْهُم ... فَمَا أرجوهم فِيمَن رَجَوْت) (إِذا أدمت قوارصهم فُؤَادِي ... صبرت على الأذية وانطويت) (وَجئْت إِلَيْهِم طلق المحيّا ... كأنّي لَا سَمِعت وَلَا رَأَيْت) ) (تجنَّوا لي ذنوباً مَا جنتها ... يداي وَلَا أمرت وَلَا نهيت) (وَلَا وَالله مَا أضمرت غدراً ... كَمَا قد أظهروه وَلَا نَوَيْت) (وَيَوْم الْحَشْر موعدنا وتبدو ... صحيفَة مَا جنوه وَمَا جنيت) ونقلت مِنْهُ قَوْله (لَا تستعر جلدا على هجرانهم ... فقواك تضعف عَن صدود دَائِم) (وَاعْلَم بأنك إِن رجعت إِلَيْهِم ... طَوْعًا وإلاّ عدت عودة راغم) قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب تناشدنا بَيْتا للوزير المغربي فِي وصف خفقان الْقلب وَهُوَ (كَأَن قلبِي إِذا عنّ ادّكاركم ... ظلُّ اللِّوَاء عَلَيْهِ الرّيح تخترق) فَقَالَ لي الْأَمِير أُسَامَة قد شبهت الْقلب الخافق وبالغت فِي تشبيهه وأربيت عَلَيْهِ فِي قولي من أَبْيَات وَهِي (أحبابنا كَيفَ اللِّقَاء ودونكم ... عرض المهامه والفيافي الفيح) (أبكيتم دمعي دَمًا لفراقكم ... فكأنّما إنسانها مَجْرُوح) (وكأنّ قلبِي حِين يخْطر ذكركُمْ ... لَهب الضّرام تعاورته الرّيح)

فَقلت لَهُ صدقت فَإِن المغربيّ قصد تشبيهه خفقان الْقلب وَأَنت شبهت الْقلب الْوَاجِد باللهب وخفقانه باضطرابه عِنْد اضطرامه لتعاور الرّيح فقد أربيت عَلَيْهِ قَالَ وأنشدني لَهُ فِي غرضٍ لَهُ فِي نور الدّين الشَّهِيد (سلطاننا زاهد وَالنَّاس قد زهدوا ... لَهُ فكلٌّ على الْخيرَات منكمش) (أَيَّامه مثل شهر الصَّوْم خَالِيَة ... من الْمعاصِي وفيهَا الْجُوع والعطش) وأنشدني لَهُ (وأعجب مَا لقِيت من اللَّيَالِي ... وأيٌّ فعالها بِي بِمَ يَسُؤْنِي) (تقلّب قلب من مثواه قلبِي ... وجفوة من ضممت عَلَيْهِ جفني) وأنشدني لَهُ (انْظُر إِلَى لاعب الشطرنج يجمعها ... مغالياً ثمَّ بعد الْجمع يرميها) (كالمرء يكدح فِي الدُّنْيَا ويجمعها ... حَتَّى إِذا مَاتَ خلاّها وَمَا فِيهَا) وَله فِي الْهزْل) (خلع الخليع عذارة فِي فسقه ... حَتَّى تهتك فِي بغاً ولواط) (يَأْتِي ويوتى لَيْسَ يُنكر ذَا وَلَا ... هَذَا كَذَلِك إبرة الْخياط) وَله القصيدة الميمية الَّتِي كتبهَا من مصر إِلَى دمشق فِي أَيَّام نَبِي الصُّوفِي وضمنها كثيرا من قصيدة المتنبي وَهِي (ولُّوا فلمّا رجونا عدلهم ظلمُوا ... فليتهم حكمُوا فِينَا بِمَا علمُوا) (مَا مرّ يَوْمًا بفكري مَا يريبهم ... وَلَا سعت بِي إِلَى مَا ساءهم قدم) وَهِي قصيدة مليحة فِي العتاب وَله أَيْضا (إِلَى الله أَشْكُو فرقة دميت لَهَا ... جفوني وأذكت بالهموم ضميري) (تمادت إِلَى أَن لاذت النَّفس بالمنى ... وطارت بهَا الأشواق كلَّ مطير) (فَلَمَّا قضى الله اللِّقَاء تعرَّضت ... مساءة دهري فِي طَرِيق سروري) وَله أَيْضا (قَالُوا نهته الْأَرْبَعُونَ عَن الصبّا ... وأخو المشيب يجور ثمّت يَهْتَدِي) (كم حَار فِي ليل الشَّبَاب فدلّه ... صبح المشيب على الطَّرِيق الأقصد) (وَإِذا عددت سنيَّ ثمَّ نقصتها ... زمن الهموم فَتلك سَاعَة مولدِي) وَله من التصانيف كتاب الْقَضَاء كتاب الشيب والشباب ألّفه لِابْنِهِ كتاب ذيل الْيَتِيمَة للثعالبي كتاب تَارِيخ أَيَّامه كتاب فِي أَخْبَار أَهله

الليثي المدني

3 - (اللَّيْثِيّ الْمدنِي) أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ مَوْلَاهُم الْمدنِي من كبار الْعلمَاء قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس وَاخْتلف قَول الْقطَّان فِيهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة 3 - (علم الدّين الْكَاتِب) أُسَامَة بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث علم الدّين الْأَسدي أَسد قُرَيْش الْأَبْهَرِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ يكنى أَبَا الأشبال أَخْبرنِي الإِمَام الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور كَاتبا ناظماً ناثراً ممتعاً بِالْحَدِيثِ حسن المفاكهة رَأَيْته بدمياط والقاهرة أَنْشدني يَوْم الْأَحَد الثَّالِث وَالْعِشْرين من شهر رَجَب سنة تسعين وسِتمِائَة بثغر دمياط يصف حمَّاماً) (حمّامنا لمن دخل ... خَالِيَة من الْخلَل) (قد وضعت بحكمةٍ ... على مزاج معتدل) (يرى بهَا والجها ... وَجه الزَّمَان مقتبل) (فطرف من يدخلهَا ... يسرح مِنْهَا فِي حلل) (جمَالهَا إِن فصِّلت ... أجزاؤه كَانَ جمل) (لَا خطر فِي وصف مَا ... قد جمعت وَلَا خطل) (إِن بلَّ من مياهها ... جسم من الْبلوى أبلّ) (وَهُوَ رواء من غلل ... وَهُوَ شِفَاء من علل) (يحكم فِي إِطْلَاقه ... كَمَا يُرِيد من دخل) فماؤها الْحَار من الْحَار الغريزي أجلّ (وماؤها الْبَارِد من ... رُطُوبَة الأَصْل بدل) (مَا إِن يمِيل نَاظر ... عَن حسنها وَلَا يمل) قد قَارن الزهرة فِيهَا المُشْتَرِي بِلَا زحل (مَالِكهَا ربيعنا ... فدهرنا الشَّمْس حمل) أَبُو أُسَامَة الْحَافِظ حَمَّاد بن أُسَامَة

أسباط

(أَسْبَاط) 3 - (الهمذاني الْكُوفِي) أَسْبَاط بن نصر الهمذاني الْكُوفِي صَاحب السُّدي ليّنه أَبُو نعيم وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بالقويّ وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَالْمِائَة 3 - (أَسْبَاط بن مُحَمَّد الْكُوفِي) وَالِد عبيد بن أَسْبَاط وثّقه ابْن معِين وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة مِائَتَيْنِ لِلْهِجْرَةِ (الألقاب) ابْن أَسْبَاط هُوَ عبد الله بن عَليّ المغربي ابْن أسباسلار أَبُو بكر مُتَوَلِّي مصر (أسباهمير) 3 - (الْحَنْبَلِيّ) أسباهمير بن مُحَمَّد بن نعْمَان ابْن الجيلي أَبُو عبد الله الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ قدم بغذاذ وَصَحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَنزل فِي مدرسته وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ الْفِقْه وَلم يزل على قدم الِاشْتِغَال بِالْمَدْرَسَةِ إِلَى آخِره عمره قَالَ محب الدّين ابْن النجار وجدت لَهُ سَمَاعا فِي جُزْء من أبي مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم المادح وقصدته للسماع مَعَ شَيخنَا الْحَافِظ أَحْمد بن الْبَنْدَنِيجِيّ فَلم يفهم ذَلِك وَكَانَ بِهِ صمم شَدِيد وَقد علت سنّه كثيرا وتشوّش ذهنه فعدت وَلم أسمع مِنْهُ شَيْئا وَبَلغنِي أَن بعض الطّلبَة سمع مِنْهُ بعدِي فَالله أعلم بِصِحَّة ذَلِك السماع وَكَانَ شَيخا صَالحا أَظُنهُ ناطح الْمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وسِتمِائَة (أسبهدوت) 3 - (الشَّاعِر) أسبهدوت بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أسفار بن شيرويه الديلمي أَبُو

الألقاب

مَنْصُور الشَّاعِر حدّث عَن أبي أَحْمد عبد السَّلَام بن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن حجّاج وَأبي نصر عبد الْعَزِيز بن نباتة السَّعْدِيّ روى عَنهُ ديوانه وَكَانَ رُبمَا سلك فِي شعره طَرِيق ابْن حجاج روى عَنهُ أَبُو الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن خيرون وَأَبُو نصر عبد الله بن عبد الْعَزِيز الرَّسولي وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ يهجو الصَّحَابَة وَالنَّاس ثمَّ تَابَ وَحسنت تَوْبَته وَمن شعره فِي الحمّى (وزائرة تزور بِلَا رقيبٍ ... وتنزل بالفتى من غير حبِّه) (وَمَا أحد يحبُّ الْقرب مِنْهَا ... وَلَا تحلو زيارتها بِقَلْبِه) (تبيت بباطن الأحشاء مِنْهُ ... فيطلب بعْدهَا من عظم كربه) (وتمنعه لذيذ الْعَيْش حَتَّى ... تنغّصه بمأكله وشربه) (أَنْت لزيارتي من غير وعد ... وَكم من زائرٍ لَا مرْحَبًا بِهِ) وَقَالَ فِي أبي الْوَاعِظ وَلم يكن فِي زَمَانه أحسن صُورَة مِنْهُ وَلَا أعذب لفظا (وواعظ تيَّمنا وعظه ... فَعرفهُ شيب بإنكار) (ينْهَى عَن الذَّنب وألحاظه ... تَأمر فِي الذّنب بإصرار) (وَمَا رَأينَا قبله واعظاً ... مكسب آثامٍ وأوزار) (لِسَانه يَدْعُو إِلَى جنةٍ ... وَقَلبه يَدْعُو إِلَى نَار) وَمن شعره (يَا طَالب التَّزْوِيج إِنَّك بِالَّذِي ... تبغيه مِنْهُ جَاهِل مَعْذُور) (هَل أَبْصرت عَيْنَاك صَاحب زَوْجَة ... إلاّ حَزينًا مَا لَدَيْهِ سرُور) (لَا تَبْغِ فِي الدُّنْيَا نِكَاحا لَازِما ... وَافْعل بهَا مَا يفعل الزنبور) (أَو مَا ترَاهُ حِين يدْرك فرْصَة ... يدنو ويلسع لسعة ويطير) (الألقاب) ابْن الْأُسْتَاذ القَاضِي الْحلَبِي) هما اثْنَان القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَالْآخر محيي الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَالْآخر الْحُسَيْن بن عَليّ

إسحاق

وَالْآخر عمر بن مُحَمَّد الأستراباذي النَّحْوِيّ الْحسن بن أَحْمد (إِسْحَاق) 3 - (الحتلي) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن سِنِين الحتّلي أَبُو الْقَاسِم نزيل بغذاذ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن رَاهَوَيْه) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد بن إِبْرَاهِيم يَنْتَهِي إِلَى زيد مَنَاة بن تَمِيم هُوَ الإِمَام إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أجمع المحدثون على أَن هَذَا رَاهَوَيْه يَقُولُونَهُ بِفَتْح الْهَاء وَالْوَاو وَسُكُون الْيَاء وَفِيمَا عداهُ مِمَّا ركّب من أَسمَاء الْأَصْوَات أَن يَقُولُوا فِيهِ رَاهَوَيْه بِضَم الْهَاء وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْيَاء ولد رَاهَوَيْه فِي طَرِيق مَكَّة فَقَالَت المراوزة رَاهَوَيْه بأنّه ولد فِي الطَّرِيق أحد الْأَعْلَام المتبوعين أَبُو يَعْقُوب التَّمِيمِي الْحَنْظَلِي الْمروزِي نزيل نيسابور وعالمها ولد سنة سِتّ أَو إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ سمع من عبد الله بن الْمُبَارك سنة بضع وَسبعين وَترك الرِّوَايَة عَنهُ لكَونه لم يتقن الْأَخْذ عَنهُ كَمَا يجب وارتحل فِي طلب الْعلم سنة أَربع وَثَمَانِينَ قَالَ عَليّ بن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه ولد أبي من بطن أمّه مثقوب الْأُذُنَيْنِ فَمضى جدي رَاهَوَيْه إِلَى الْفضل بن مُوسَى فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ يمون ابْنك رَأْسا إمّا فِي الْخَيْر وإمّا فِي الشَّرّ وَسمع قبل الرحلة من الْفضل السينَانِي وَأبي تُمَيْلة

إسحاق النديم

وَعمر بن هَارُون وَالنضْر بن شُمَيْل وَفِي الرحلة من جرير بن عبد الرَّحْمَن وسُفْيَان بن عُيَيْنَة والدراوردي وفضيل ين عِيَاض ومعتمر بن سُلَيْمَان وَعِيسَى بن يُونُس وَعبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد العمّيّ وَابْن عُلية وأسباط بن مُحَمَّد وَبَقِيَّة ابْن الْوَلِيد وحاتم بن إِسْمَاعِيل وَحَفْص بت غياث وَأبي خَالِد الْأَحْمَر وَشُعَيْب ابْن إِسْحَاق وَعبد الله بن إِدْرِيس وَعبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى وَعبد للرحمن بن مهْدي) وَعبد الرّزاق وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ وعتاب بن بشير الْجَزرِي وَأبي مُعَاوِيَة وغندر وَابْن فُضَيْل والوليد بن مُسلم وَأبي بكر ابْن عَيَّاش وَخلق سواهُم وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأحمد ابْن حَنْبَل وَيحيى بن معِين قريناه وَيحيى بن آدم شَيْخه والذهلي والكوسج وَخلق كثير قَالَ الدّرامي سَاد إِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ أهل الْمشرق وَالْمغْرب بصدقه وَقَالَ النَّسَائِيّ أحد الْأَئِمَّة ثِقَة مَأْمُون وَقَالَ أَبُو دَاوُد تغير إِسْحَاق قبل مَوته بِخَمْسَة أشهر وَسمعت مِنْهُ فِي تِلْكَ الْأَيَّام فرميت بِهِ وَقَالَ أَبُو عمر الْمُسْتَمْلِي أَخْبرنِي عليّ بن سَلمَة الْكَرَابِيسِي وَهُوَ من الصَّالِحين قَالَ رَأَيْت لَيْلَة مَاتَ إِسْحَاق كَأَن قمراً ارْتَفع إِلَى السَّمَاء من الأَرْض من سكَّة إِسْحَاق ثمَّ نزل فَسقط فِي الْموضع الَّذِي دفن فِيهِ إِسْحَاق قَالَ وَلم أشعر بِمَوْتِهِ فَلَمَّا غَدَوْت إِذا بحفّار يحْفر قَبره فِي الْموضع الَّذِي رَأَيْت الْقَمَر وَقع فِيهِ وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة نصف شعْبَان فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَله سبع وَسَبْعُونَ سنة وعدّه الْبَيْهَقِيّ فِي أَصْحَاب الشَّافِعِي وَكَانَ قد نَاظر الشَّافِعِي فِي مَسْأَلَة جَوَاز بيع دور مَكَّة وَقد استوفى الإِمَام فَخر الدّين ذَلِك الْمجْلس فِي كِتَابه مَنَاقِب الشَّافِعِي وَله مُسْند مَشْهُور وَقَالَ أحفظ سبعين ألف حَدِيث وأذاكر بِمِائَة ألف حَدِيث وَمَا سَمِعت شَيْئا قطّ إلاّ حفظته وَلَا حفظت شَيْئا فَنسيته 3 - (إِسْحَاق النديم) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مَيْمُون الْموصِلِي النديم الْمَشْهُور صَاحب

الْغناء كنيته أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ الرشيد إِذا أَرَادَ أَن يولع بِهِ كنّاه أَبَا صَفْوَان كَانَ لَهُ فِي علومه وَأما الْغناء فَلم يكن لَهُ فِيهِ نَظِير سبق الْأَوَّلين وَقصر عَنهُ الْمُتَأَخّرُونَ وَكَانَ أكره النَّاس للغناء بِهِ وَيَقُول وددت أَن أضْرب كلّما أَرَادَ مني يندبني أَن أغنّي وَكلما قَالَ قَائِل إِسْحَاق الْموصِلِي الْمُغنِي عشر مقارع لَا أُطِيق أَكثر من هَذَا وأعفى من الْغناء وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ وَكَانَ الْمَأْمُون يَقُول لَوْلَا مَا سبق لإسحاق على أَلْسِنَة النَّاس وَشهر بِهِ من الْغناء عِنْدهم لوليته الْقَضَاء بحضرتي فإنّه أولى بِهِ وأحق وأعف وأصدق تديناً وَأَمَانَة من هَؤُلَاءِ الْقُضَاة وحدّث المرزباني عَن مُحَمَّد بن عَطِيَّة الشَّاعِر قَالَ كنت عِنْد يحيى بن أَكْثَم فِي مجْلِس لَهُ يجْتَمع إِلَيْهِ فِيهِ أهل الْعلم وحضره إِسْحَاق فَجعل يناظر أهل الْكَلَام حَتَّى انتصف مِنْهُم ثمَّ تكلم فِي الْفِقْه فَأحْسن وَاحْتج ثمَّ تكلم فِي الشّعْر واللغة ففاق من حضر فَأقبل على يحيى بن أَكْثَم وَقَالَ أعز الله القَاضِي أَفِي شَيْء ممّا ناظرت فِيهِ تَقْصِير قَالَ لَا وَالله قَالَ فَمَا بالي أقوم بِسَائِر الْعُلُوم قيام أَهلهَا وأنسب إِلَى فنّ واحدٍ قد) اقْتصر النَّاس عَلَيْهِ قَالَ العطوي فَالْتَفت إليّ يحيى بن أَكْثَم وَقَالَ جَوَابه فِي هَذَا عَلَيْك وَكَانَ العطوي من أهل الجدل وَالْكَلَام فَالْتَفت إِلَى إِسْحَاق وَقلت أَخْبرنِي يَا با مُحَمَّد إِذا قيل من اعْلَم النَّاس بالشعر واللغة أيقولون إِسْحَاق أَن الْأَصْمَعِي وَأَبُو عُبَيْدَة قَالَ بل الْأَصْمَعِي وَأَبُو عُبَيْدَة قَالَ فَإِن قيل من أعلم النَّاس بالنحو أيقولون إِسْحَاق أم الْخَلِيل وسيبويه قَالَ بل الْخَلِيل وسيبويه قَالَ فَإِن قيل من أعلم النَّاس بالأنساب أيقولون إِسْحَاق أم ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ بل ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ فَإِن قيل من أعلم النَّاس بالْكلَام أيقولون إِسْحَاق أم أَبُو الْهُذيْل والنظام قَالَ بل أَبُو الْهُذيْل والنظام قَالَ فَإِن قيل من أعلم النَّاس بلفقه أيقولون إِسْحَاق أم أَبُو حنيفَة وَأَبُو يُوسُف قَالَ بل أَبُو حنيفَة وَأَبُو يُوسُف قَالَ فَإِن قيل من أعلم النَّاس بِالْحَدِيثِ أيقولون إِسْحَاق أم عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين قَالَ بل عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين قَالَ فَإِذا قيل من أعلم النَّاس بِالْغنَاءِ أَيجوزُ أَن يَقُول قَائِل فلَان أعلم من إِسْحَاق قَالَ لَا قلت فَمن هَهُنَا نسبت إِلَى مَا نسبت إِلَيْهِ لأنّه لَا نَظِير لَك فِيهِ وَأَنت فِي غَيره لَك نظراء فَضَحِك وَقَامَ وَانْصَرف فَقَالَ يحيى بن أَكْثَم لقد وفيت الْحجَّة وفيهَا ظلم قَلِيل لإسحاق لأنّه رُبمَا ماثل أَو زَاد على من فضلته عَلَيْهِ وَإنَّهُ ليقل فِي الزَّمَان نَظِيره وَسَأَلَ إِسْحَاق الْموصِلِي الْمَأْمُون أَن يكون دُخُوله إِلَيْهِ مَعَ أهل الْعلم وَالْأَدب لَا مَعَ المغنين وَإِذا أَرَادَ الْغناء غنّاه فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك ثمَّ سَأَلَهُ بعد ذَلِك أَن يكون دُخُوله مَعَ الْفُقَهَاء فَأذن لَهُ فِي ذَلِك فَكَانَ يدْخل وَيَده فِي يَد الْقُضَاة حَتَّى يجلس بَين يَدي الْمَأْمُون ثمَّ مَضَت على ذَلِك مدّة فَسَأَلَهُ لبس السوَاد يَوْم الْجُمُعَة وَالصَّلَاة مَعَه فِي الْمَقْصُورَة فَضَحِك الْمَأْمُون وَقَالَ وَلَا كل هَذَا يَا إِسْحَاق وَقد اشْتريت مِنْك هَذِه الْمَسْأَلَة بِمِائَة ألف دِرْهَم وَأمر لَهُ بهَا وَقَالَ الْأَصْمَعِي خرجت مَعَ الرشيد إِلَى الرّقة فَلَقِيت إِسْحَاق فَقلت لَهُ هَل حملت شَيْئا من كتبك فَقَالَ حملت مَا خف

فَقلت كم مِقْدَاره قَالَ ثَمَانِيَة عشر صندوقاً فعجبت وَقلت إِذا كَانَ هَذَا مَا خفّ فَكيف يكون مَا ثقل فَقَالَ أَضْعَاف ذَلِك وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ كَانَ ثِقَة عَالما وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ حُلْو النادرة حسن الْمعرفَة جيد الشّعْر مَذْكُورا بالسخاء لَهُ كتاب الأغاني الَّذِي رَوَاهُ عَنهُ ابْنه حَمَّاد سمع من مَالك وهشيم وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَبَقِيَّة وَأبي مُعَاوِيَة والأصمعي وَجَمَاعَة وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يصف إِسْحَاق بِالْعلمِ والصدق وَالْحِفْظ وَقَالَ إِسْحَاق رَأَيْت كَأَن جَرِيرًا ناولني كبّة شعر فأدخلتها فِي فمي فَقَالَ العابر هَذَا رجل يَقُول من الشّعر مَا شَاءَ ونادم إِسْحَاق جمَاعَة من الْخُلَفَاء وَكَانَ لَهُ غُلَام) يَسْتَقِي المَاء لأهل بَيته فَقَالَ لَهُ يَوْمًا لَيْسَ فِي هَذَا الْبَيْت أَشْقَى مِنْك ومني أَنْت تطعمهم الْخبز وَأَنا أسقيهم المَاء فَضَحِك وَأعْتقهُ حدّثت شهوات جَارِيَة إِسْحَاق الَّتِي كَانَ أهداها إِلَى الواثق أَن مُحَمَّد الْأمين لّما غنّاه إِسْحَاق لحنه فِي شعره (يَا أَيهَا الْقَائِم الْأمين فدت ... نَفسك نَفسِي بالأهل وَالْولد) (بسطت للنَّاس إِذْ وليتهم ... يدا من الْجُود فَوق كلّ يَد) فَأمر لَهُ بِأَلف ألف دِرْهَم فأريتها وَقد أدخلت إِلَى دَارنَا يحملهَا مائَة فرَاش وحدّث إِسْحَاق قَالَ ذكر المعتصم يَوْمًا وَأَنا بِحَضْرَتِهِ بعض أَصْحَابه وَقد غَابَ عَنهُ فَقَالُوا تَعَالَوْا حَتَّى نقُول مَا يصنع فِي هَذَا الْوَقْت فَقَالُوا كَذَا وَقَالُوا كَذَا فبلغن النّوبَة إليّ فَقَالَ قل يَا إِسْحَاق قلت إِذا أَقُول فأصيب قَالَ أتعلم الْغَيْب قلت لَا وَلَكِنِّي أفهم مَا يصنع وأقدر على مَعْرفَته قَالَ فَإِن لم تصب قلت فَإِن أصبت قَالَ لَك حكمك وَإِن لم تصب قلت لَك دمي قَالَ وَجب قلت وَجب قَالَ فَقل قلت يتنفس قَالَ فَإِن كَانَ مَيتا قلت تحفظ السَّاعَة الَّتِي تَكَلَّمت فِيهَا فَإِن مَاتَ قبلهَا فقد قمرتني قَالَ أنصفت قلت فَالْحكم قَالَ احتكم مَا شِئْت قلت مَا أحتكم إلاّ رضاك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ فَإِن رضاي لَك وَقد أمرت لَك بِمِائَة ألف دِرْهَم أَتَرَى مزيداً قلت مَا أولاك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بِذَاكَ قَالَ فإنّها مِائَتَا ألف أَتَرَى مزيداً قلت مَا أحوجني لذاك قَالَ ثَلَاثمِائَة ألف أَتَرَى مزيداً قلت مَا أولاك بِذَاكَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ يَا صفيق أحد من الْخُلَفَاء بِمثل مَا وصلني بِهِ الواثق وَلَا كَانَ أحد يكرمني إكرامه وَلَقَد غنّيته (لغلك إِن طَالَتْ حياتك أَن ترى ... بلاداً لَهَا مبدىً لليلى ومحضر) فاستعاده مني جُمُعَة لَا يشرب على غَيره ثمَّ وصلني بثلاثمائة ألف دِرْهَم وَمَا وصل إِلَى أحد من الْخُلَفَاء والبرامكة وَغَيرهم مَا وصل إِلَى إِسْحَاق وأخباره فِي الأغاني لأبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ مُطَوَّلَة جدا وَله أشعار رائقة مِنْهَا قَوْله (إِذا كَانَت الْأَحْرَار أُصَلِّي ومنصبي ... ودافع ضيمي خازم وَابْن خازم)

(عطست بأنفٍ شامخٍ وتناولت ... يداي الثريا قاعداَ غير قَائِم) وَقَوله (حننت إِلَى أصيبيةٍ صغَار ... وشاقك مِنْهُم قرب المزار) (وأبرح مَا يكون الشوق يَوْمًا ... إِذا دنت الديار من الديار) ) وَقَوله (هَل إِلَى نظرةٍ إِلَيْك سَبِيل ... يرو مِنْهَا الصّدى ويشفى الغليل) (إِن مَا قلّ مِنْك يكثر عِنْدِي ... وَكثير مِمَّن يحبّ الْقَلِيل) وَمِنْه (أصبح نديمك أقداحاً يسلسها ... من الشّمول وأتبعها بأقداح) (من كفّ ريمٍ مليح الدلّ ريقته ... بعد الهجوع كمسك أَو كتفاح) (لاأشرب الراح إِلَّا من يَدي رشاء ... تَقْبِيل رَاحَته أشهى من الراح) وأشعار كَثِيرَة مَذْكُورَة فِي الأغاني ومولده سنة خمسين وَمِائَة أَو بعْدهَا وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَله من التصانيف كتاب أغانيه الَّتِي غنّى أَخْبَار عزة الميلاء أغاني معبد أَخْبَار عجرد أَخْبَار حنين الْحِيرِي أَخْبَار ذِي الرمة أَخْبَار طويس أَخْبَار المغنين المكيين أَخْبَار سعد بن مسجح أَخْبَار الدَّلال أَخْبَار مُحَمَّد ابْن عَائِشَة أَخْبَار الأجرد أَخْبَار ابْن صَاحب الْوضُوء الِاخْتِيَار من الأغاني للواثق اللحظ والإشارات الشَّرَاب جَوَاهِر الْكَلَام الرقص والزّفن النغم والإيقاع أَخْبَار الهذليين الرسَالَة إِلَى عَليّ بن هِشَام قيان الْحجاز القيان النَّوَادِر المتخيرة الْأَخْبَار والنوادر أَخْبَار حسان أَخْبَار الْأَحْوَص أَخْبَار جميل أَخْبَار كثيّر أَخْبَار نصيب أَخْبَار عقيل ابْن علّفة أَخْبَار ابْن هرمة وَأَوْلَاده حميد وَحَمَّاد وحامد وَإِبْرَاهِيم وَفضل وَكَانَ إِسْحَاق قد سَأَلَ الله تَعَالَى أَن لَا يميته بعلة القولنج لما رأى مَا لَاقَى مِنْهُ أَبوهُ إِبْرَاهِيم لِأَنَّهُ مَاتَ بِهِ فَرَأى فِي مَنَامه قد أجيبت دعوتك وَلست تَمُوت بالقولنج بل بِغَيْرِهِ بل بضدّه فَأخذ لما مَاتَ الذّرب وَكَانَ يتَصَدَّق عَن كل يَوْم يعجز فِيهِ عَن الصَّلَاة بِمِائَة دِرْهَم وَلما مَاتَ رثاه مُصعب الزبيرِي فَقَالَ (تجهز إِسْحَاق إِلَى الله غادياً ... فَللَّه مَا ضمّت عَلَيْهِ اللفائف) (وَمَا حمل النّعش المسجّى عَشِيَّة ... إِلَى الْقَبْر إِلَّا دامع الْعين لاهف) (جزيت جَزَاء الْمُحْسِنِينَ مضاعفاً ... كَمَا أنّ جدواك النّدى المتضاعف) وَفِيه يَقُول ابْن سيابة (توفّي الْموصِلِي فقد تولت ... سياسات المعازف والقيان)

البربري المحرر

) (ستبكيه المعازف والملاهي ... وتسعدهن أغطية الدنان) (وتبكيه الغواني كلّ يَوْم ... وَلَا تبكيه تالية الْقرَان) 3 - (الْبَرْبَرِي الْمُحَرر) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْبَرْبَرِي الْمُحَرر قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم هُوَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الصَّباح بن بشر بن سُوَيْد بن الْأسود التَّمِيمِي ثمَّ السَّعْدِيّ كَانَ أَبوهُ إِبْرَاهِيم أَحول وَكَانَ محرراً أَيْضا وَكَانَ إِسْحَاق يعلّم المقتدر وَأَوْلَاده وَهُوَ أستاذ ابْن مقلة وَلأبي عَليّ إِلَيْهِ رِسَالَة وَلم ير فِي زَمَانه أحسن خطّاً مِنْهُ وَلَا أعرف بِالْكِتَابَةِ ولإسحاق كتاب الْقَلَم كتاب تحفة الوامق رِسَالَة فِي الْخط وَالْكِتَابَة وَأَخُوهُ أَبُو الْحسن نَظِيره ويسلك طَرِيقه وَابْنه أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل ابْن إِسْحَاق وَسَيَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن وَلَده أَيْضا أَبُو الْعَبَّاس عبد الله ابْن أبي إِسْحَاق وَهَؤُلَاء الْقَوْم فِي نِهَايَة حسن الْخط والمعرفة بِالْكِتَابَةِ وَولي إِسْحَاق الْحِسْبَة ببغداذ أيّام المقتدر 3 - (الْحَافِظ القرّاب) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ أَبُو يَعْقُوب السَّرخسِيّ ثمَّ الْهَرَوِيّ القرّاب بِالْقَافِ وَالرَّاء الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة الإِمَام الْجَلِيل محدّث هراة لَهُ مصنفات كَثِيرَة طلب الحَدِيث وَأكْثر وشيوخه تزيد على ألف ومائتي شيخ وَله تَارِيخ السنين الَّذِي صنفه فِي وفيات أهل الْعلم ونسيم المهج والأنس والسلوة وشمائل العبّاد وَاحْتج بِهِ شيخ الْإِسْلَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (شَاذان الْفَارِسِي) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله النَّهْشَلِي الْفَارِسِي شَاذان سبط سعد بن الصّلت يَقع حَدِيثه عَالِيا فِي الثقفيات توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو يَعْقُوب الدبرِي الْيَمَانِيّ) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبادٍ أَبُو يَعْقُوب الدّبري

البغداذي الجبلي

الْيَمَانِيّ الصَّنْعَانِيّ سمع مصنفات عبد الرَّزَّاق سنة عشر مِنْهُ باعتناء وَالِده وَكَانَ صَحِيح السماع روى عَنهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه وخيثمة الطرابلسي وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (البغداذي الْجبلي) ) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْقَاسِم البغداذي الجبلّي كَانَ يُفْتِي النَّاس بِالْحَدِيثِ وَكَانَ بِوَجْهِهِ وبدنه وضح توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الفارابي صَاحب ديوَان الْأَدَب) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِبْرَاهِيم الفارابي خَال إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي صَاحب الصِّحَاح فِي اللُّغَة وَأَبُو إِبْرَاهِيم هَذَا هُوَ صَاحب كتاب ديوَان الْأَدَب الْمَشْهُور قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء كتب إِلَيْنَا القَاضِي الْأَشْرَف يُوسُف ابْن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الشَّيْبَانِيّ القفطي من بِلَاد الْيمن وَكَانَ قد سَافر إِلَى هُنَاكَ وَأقَام قَالَ مِمَّا أخْبركُم بِهِ أَن أَبَا إِبْرَاهِيم إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الفارابي مُصَنف كتاب ديوَان الْأَدَب كَانَ مِمَّن ترامى بِهِ الاغتراب وطوح بِهِ الزَّمَان المنتاب إِلَى أَرض الْيمن وَسكن زبيد وَبهَا صنف كِتَابه ديوَان الْأَدَب وَمَات قبل أَن يروي عَنهُ وَكَانَ أهل زبيد قد عزموا على قِرَاءَته عَلَيْهِ فحالت الْمنية دون ذَلِك قَالَ وَكَانَت وَفَاته فِيمَا يُقَارب سنة خمسين وثلاثمائة وَالله أعلم وَوضع كِتَابه على سِتَّة كتب الأول السَّالِم الثَّانِي المضاعف الثَّالِث الْمِثَال وَهُوَ مَا كَانَ فِي أَوله وَاو أَو يَاء وَالرَّابِع كتاب ذَوَات الثَّلَاثَة وَهُوَ مَا كَانَ فِي وَسطه حرف من حُرُوف الْعلَّة وَالْخَامِس كتاب ذَوَات الْأَرْبَعَة وَهُوَ مَا كَانَ فِي آخِره حرف علّة وَالسَّادِس كتاب الْهمزَة وكل كتاب من هَذِه السِّتَّة أَسمَاء وأفعال يُورد الْأَسْمَاء أَولا ثمَّ الْأَفْعَال بعده وَله كتاب بَيَان الْإِعْرَاب وَكتاب شرح أدب الْكَاتِب ثمَّ إِن ياقوت ذكر مَا يدل على أنّ ديوَان الْأَدَب لم يصنف بزبيد وَأَنه لم يسمع على مُصَنفه وَقيل إِنَّه توفّي فِي حُدُود السّبْعين والثلاثمائة

أبو منصور ابن المتقي

3 - (أَبُو مَنْصُور ابْن المتقي) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو مَنْصُور ابْن المقتدر بن المعتضد بن الْمُوفق بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور زوّجه وَالِده بعلويّة بنت نَاصِر الدولة أبي مُحَمَّد الْحسن بن عبد الله ابْن حمدَان أخي سيف الدولة وَعقد عَلَيْهَا بِحَضْرَة وَالِده المتّقي على مائَة ألف دِينَار وَخَمْسمِائة ألف دِرْهَم وَلم يحضر أَبوهَا وَكَانَ مِمَّن ترشح للخلافة توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (وَالِي بغداذ) ) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مُصعب بن زُرَيْق بن أسعد بن زَاذَان الْخُزَاعِيّ ابْن عَم طَاهِر بن الْحُسَيْن ولي الشرطة ببغداذ من أَيَّام الْمَأْمُون إِلَى أَيَّام المتَوَكل وَكَانَ جواداً ممدّحاً وَكَانَ يعرف بِصَاحِب الجسر وعَلى يَده امتحن الْعلمَاء بِأَمْر الْمَأْمُون وأكرهوا وَكَانَ صَارِمًا خَبِيرا سائساً حازماً وافر الْعقل جواداً لَهُ مُشَاركَة فِي الْعلم توفّي سنة حمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَولي بعده ابْنه مُحَمَّد وَقَالَ الطَّبَرِيّ مَاتَ هُوَ وَالْحسن بن سهل فِي يَوْم واحدٍ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن البغداذي توفّي سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ

المرزوي

3 - (المرزوي) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَبُو يَعْقُوب هُوَ الْمروزِي نزيل بغداذ الْحَافِظ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وروى النَّسَائِيّ بِوَاسِطَة وَهَارُون الحمّال وَالْبُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب قَالَ جزرة صَدُوق إلاّ أَنه كَانَ يَقُول الْقُرْآن كَلَام الله ثمَّ يقف وَقَالَ لم قل على الشَّك إلاّ كَمَا سكت السّلف قبل توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ حَفْص بن عمر المهرواني رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم وَاقِفًا على بَاب إِسْحَاق وَهُوَ يَقُول عنّيتني إِلَيْك من ألف وَخمسين فرسخاً أَنْت الَّذِي تقف فِي الْقُرْآن 3 - (صفي الدّين الشقراوي الْحَنْبَلِيّ) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يحيى صفي الدّين الشقراوي الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه الْمُحدث مولده بشقراء من ضواحي دمشق توفّي بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة وَكَانَ عَالما فَاضلا دمث الْأَخْلَاق عِنْده كرم وسعة نفسٍ وَقُوَّة نفس سمع الْكثير وحدّث وَكَانَ ثِقَة 3 - (النَّهْدِيّ الْأَذْرَعِيّ) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم أَبُو يَعْقُوب النَّهْدِيّ الْأَذْرَعِيّ ثِقَة محدّث عَابِد عَارِف توفّي يَوْم الْأَضْحَى سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الغرناطي الطوسي) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عَامر الشَّيْخ أَبُو إِبْرَاهِيم الغرناطي الطوسيبفتح الطَّاء الْمُهْملَة قَرَأَ بمراكش وتأدب وَأخذ الْقرَاءَات عَن عَليّ بن هِشَام الجذامي وَسمع وروى وَكَانَ أديباً شَاعِرًا عَالما وَكَانَ يَتْلُو فِي كل يَوْم ختمة وَهُوَ آخر من حدّث عَن ابْن

المغربي الرافضي

خَلِيل توفّي سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَمن شعره) 3 - (المغربي الرافضي) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ذكره ابْن رَشِيق فِي الأنموذج وفال كَانَ رافضياَ سباباً عَلَيْهِ لَعنه الله وَقَتله سيدنَا أَطَالَ الله بقاه سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة احتساباً وَكَانَ اعْتِمَاده فِي الشّعْر على أبي الْقَاسِم ابْن هانىء المغربي وَله كَانَ يتعصّب وَإِن جَانب طَرِيقَته فَلم يسلكها جمعني وإياه مجْلِس طيب وَكَانَ ممقوتاً فعزمت على خلَافَة مضايقةً لَهُ وإهواناً إِلَى مَا يَأْتِي بِهِ وَالْجَمَاعَة قد فطنوا لي فاستدرجوه وَذكر بَعضهم أَبَا الطّيب وَأثْنى عَلَيْهِ إِسْحَاق وَقَالَ بِهِ وبأبي الْقَاسِم ختم الشّعْر فَقلت لَيْسَ إِلَيْهِ وَلَا مِنْهُ فِي شَيْء ذَاك صَاحب معانٍ وَهَذَا طَالب لفظٍ على تفَاوت مَا بَين الْكُوفَة والأندلس قَالَ من تكون وَيحك أما سَمِعت قَوْله (مَا كَانَ يحسن من أياديها الَّتِي ... توليك إلاّ أنّها حسناء) قلت أَنا من لَا يضرّهُ جهلك وَلَكِن قَول البحتري (مَا الْحسن عنْدك يَا سعاد بمحسن ... فِيمَا أتيت وَلَا الْجمال بمجمل) أفضل من هَذَا ألف ضعفٍ وَمِنْه أَخذه لَا محَالة وأراك تتعصب لِابْنِ هانىء وَلَا تعرف شعره حقّ الْمعرفَة فتورد مِنْهُ مَا تخْتَار كَهَذا الَّذِي أنْشدك وأنشدته من قصيدة لي حَاضِرَة نسختها فِي مَجْلِسنَا ذَلِك (أَقُول كالمأسور فِي لَيْلَة ... أرخت على الْآفَاق كلكالها) (يَا لَيْلَة الهجر الَّتِي ليتها ... قطّع سيف الْوَصْل أوصالها) (مَا أَحْسَنت جملٌ وَلَا أجملت ... هَذَا وَلَيْسَ الْحسن إلاّ لَهَا) فَاسْتحْسن مَا سمع وَقَالَ مَا رَأَيْت لَهُ هَذِه القصيدة قطّ قلت الشّعْر لمنشدك إِيَّاه فتلجلج واستحيى وَلَا أعرف من شعر إِسْحَاق إِلَّا قَوْله أول مُكَاتبَة إِلَى بعض إخوانه (ثناؤك كالروض فِي نشره ... وجودك كالغيث فِي قطره) يَقُول فِيهَا (وَمَا أَنا من يَبْتَغِي نائلاً ... بمدحك إِذْ جَاءَ فِي شعره) (وَلَكِن لساني إِذا مَا أردْت ... مديحاً خطرت على ذكره) (فخانت عدوّك أَيَّامه ... ولاقى الْحَوَادِث من دهره) (وَلَا عَاشَ يَوْمًا بِهِ آمنا ... وَلَا بلغ السؤل فِي أمره) ) قلت شعر منسجم عذب

ابن كيغلغ

3 - (ابْن كيغلغ) إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن كيغلغ قد تقدم ذكر وَالِده فِي الأرباره وَهَذَا إِسْحَاق كَانَ بطرابلس فعاق بهَا أَبَا الطّيب المتنبي لّما قدمهَا من الرملة يُرِيد أنطاكية ليمدحه فَلم يفعل وهجاه ونظم فِيهِ تِلْكَ القصيدة الميمية الَّتِي أَولهَا (لهوى الْقُلُوب سَرِيَّة لَا تعلم ... عرضا نظرت وخلت أَنِّي أسلم) يَقُول فِيهَا (يحمي ابْن كيغلغ الطَّرِيق وعرسه ... مَا بَين فخذيها الطَّرِيق الْأَعْظَم) (يمشي بأربعةٍ على أعقابه ... تَحت العلوج وَمن وراءٍ يلجم) (وَإِذا أَشَارَ مُحدثا فكأنّه ... قرد يقهقه أَو عَجُوز تلطم) مِنْهَا (أرْسلت تَسْأَلنِي المديح سفاهةً ... صفراء أضيق مِنْك مَاذَا تزْعم) ثمَّ إِن المتنبي رَاح من عِنْده وبلغه وَفَاته بجبلة فَقَالَ (قَالُوا لنا مَاتَ إِسْحَاق فَقلت لَهُم ... هَذَا الدَّوَاء الَّذِي يشفي من الْحمق) وَكَانَ إِسْحَاق هَذَا قد ولاّه المقتدر سَاحل الشَّام وَكَانَ جواداً ممدّحاً شَاعِرًا محسناً توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وثلاثمائة وَمن شعره إِسْحَاق بن كيغلغ الْمَذْكُور (لسكر الْهوى أروى لعظمي ومفصلي ... إِذا سكر الندمان من مُسكر الْخمر) (وَأحسن من رَجَعَ المثاني وصوتها ... تراجع صَوت الثغر يقرع بالثغر) قَالَ الباخرزي فِي الدمية وللشيخ وَالِدي مَعْنَاهُ (وَذَات فَم ضيقا كشقّة فستقٍ ... يزقّ فمي لثماً كشقك فستقا) قَالَ ولي فِي غزلياتي مَا أحسبني لم أسبق إِلَيْهِ (واللثم أنشأ بالتقاء شفاهنا ... صَوتا كَمَا دحرجت فِي المَاء الْحَصَا) قلت وَقد أورد الْبَيْتَيْنِ الرائين ابْن المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لإسماعيل بن دَاوُد وَالِد حمدون النديم وَهُوَ أعرف بِهَذَا الشَّأْن من الباخرزي 3 - (أَبُو نصر البُخَارِيّ الصفار) ) إِسْحَاق بن أَحْمد بن شيت بن نصر بن شيت بن الحكم الصفار أَبُو نصر الأديب البُخَارِيّ كَانَ من أَفْرَاد الزَّمَان فِي علم الْعَرَبيَّة والمعرفة بدقائقها الْخفية وَكَانَ فَقِيها ورد إِلَى بغداذ وروى بهَا وَمَات بعد سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة ذكره أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي تَارِيخ مرو وَالْحَاكِم ابْن البيع فِي تَارِيخ نيسابور والخطيب فِي تَارِيخ بغداذ وَله

ابن المعتمد النديم

تصانيف فِي اللُّغَة وَهُوَ جدّ الزَّاهِد الصفار إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق وَسكن الطَّائِف وَبهَا توفّي وَمن شعره (الْعين من زهر الخضراء فِي شغل ... وَالْقلب من هَيْبَة الرَّحْمَن فِي وَجل) (لَو لم تكن هَيْبَة الرَّحْمَن تردعني ... شَرقَتْ من قبلي فِي صحن خدّ ولي) (يَا دميةً خلقت كَالشَّمْسِ فِي الْمثل ... حوريّ جسمٍ وَلَكِن صُورَة الرجل) (لَو كَانَ صيد الدمى والمرد من عَمَلي ... لَكُنْت من طربٍ كالشارب الثمل) (لكنني من وثاق الْعقل فِي عقل ... وَلَيْسَ لي عَن وثاق الْعقل من حول) (الله يرقبني وَالْعقل يحجبني ... فَمَا لمثلي إِذا فِي اللَّهْو والغزل) قلت شعر غثّ وَبرد رثّ قَالَ ياقوت رَأَيْت لَهُ كتابا فِي النَّحْو عجيباً أسماه الْمدْخل إِلَى سِيبَوَيْهٍ ذكر فِيهِ المبنيات فَقَط يكون نَحوا من خَمْسمِائَة ورقة وَكتاب الْمدْخل الصَّغِير وَالرَّدّ على حَمْزَة فِي حُدُوث التَّصْحِيف 3 - (ابْن الْمُعْتَمد النديم) لإسحاق بن أَحْمد الْمُعْتَمد على الله ابْن جَعْفَر المتَوَكل بن مُحَمَّد المعتصم ابْن هَارُون الرشيد كَانَ ينادم الْخُلَفَاء روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن قيس بن عَبَّاس بن أَحْمد بن طولون حِكَايَة توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الرَّازِيّ الْمَالِكِي) إِسْحَاق بن أَحْمد أَبُو يَعْقُوب الرَّازِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي ذكره الشَّيْخ أَبُو إِسْحَق الشِّيرَازِيّ فِي الطَّبَقَات وَقَالَ تفقّه على إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد القَاضِي وَكَانَ فَقِيها عَالما زاهداً وَسكن بغداذ وَقَتله الديلم أول دُخُولهمْ بغداذ فِي الْأَمر الْمَعْرُوف 3 - (الْمَكِّيّ الْخُزَاعِيّ المقرىء) إِسْحَاق بن أَحْمد بن نَافِع الْخُزَاعِيّ الْمَكِّيّ المقرىء قَرَأَ على البزي وَتُوفِّي سنة ثَمَان وثلاثمائة) 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الكاذي) إِسْحَاق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحُسَيْن الكاذي قَالَ الْخَطِيب كَانَ زاهداً ثِقَة توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (كَمَال الدّين المقرىء الشَّافِعِي) إِسْحَاق بن أَحْمد الشَّيْخ الْمُفْتِي الْفَقِيه الإِمَام كَمَال الدّين المقرىء الشَّافِعِي أحد الْفُقَهَاء الْكِبَار الْمَشْهُورين بِالْعلمِ وَالْعَمَل توفّي سنة خمسين وسِتمِائَة

السرماري

3 - (السرماري) إِسْحَاق بن أَحْمد السرماري قَالَ البُخَارِيّ ثِقَة صَدُوق توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين 3 - (الْأمَوِي) إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل مولى بني أُميَّة خرج بتفليس فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حِين وثب أهل أرمينية بعاملهم يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَكَانَ من جِهَة المتَوَكل فندب المتَوَكل لِحَرْب إِسْحَاق هَذَا بغا الْكَبِير فظفر بِهِ وَقَتله وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى المتَوَكل فَدخل إِلَيْهِ الرَّسُول وَبَين يَدَيْهِ عَليّ بن الجهم فَقَامَ يخْطر بَين يَدي الرَّسُول ويرتجز (أَهلا وسهلاً بك من رَسُول ... جِئْت بِمَا يشفي من الغليل) بِرَأْس إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ المتَوَكل قومُوا التقطوا هَذَا الْجَوْهَر لِئَلَّا يضيع 3 - (الطَّالقَانِي) إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل الطَّالقَانِي أَبُو يَعْقُوب روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَابْن أبي الدُّنْيَا وَقَالَ ابْن معِين صَدُوق توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْخُزَاعِيّ) إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب الْخُزَاعِيّ أَبُو الْحُسَيْن من بَيت الْإِمَارَة سكن دمشق مُدَّة وحدَّث بهَا وَكَانَ مولده بسامرَّا وَخرج عَن دمشق وَكَانَ يخضب بالسّواد كتب عَنهُ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبيد الله الرَّازِيّ وَالِد تَمام الْحَافِظ توفّي 3 - (أَبُو يَعْقُوب الْكَاتِب) إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن نوبخت أَبُو يَعْقُوب ابْن أبي سهل الْكَاتِب من بَيت مَشْهُور) بِالْفَضْلِ وَالْكِتَابَة والتقدم قَتله القاهر بِاللَّه سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلاثمائة ومولده سنة سبع وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن ألمى) إِسْحَاق بن ألمى التركي الْمصْرِيّ الشَّاعِر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين طلب قَلِيلا وارتحل إِلَى الغرّافي وَإِلَى سنقر الزيني وَإِلَى الموازيني والأبرقوهي وَأخذت عَنهُ وَهُوَ من أقراني دخل إِلَى الْعرَاق وَإِلَى الْعَجم وأضمرته الْبِلَاد بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة

أبو حذيفة القرشي

3 - (أَبُو حُذَيْفَة الْقرشِي) إِسْحَاق بن بشر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سَالم أَبُو حُذَيْفَة البُخَارِيّ مولى بني هَاشم ولد ببلخ واستوطن بُخَارى فنسب إِلَيْهَا وَهُوَ صَاحب كتاب الْمُبْتَدَأ وَغَيره مَاتَ ببخارى سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ حدَّث عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَعبد الْملك ابْن جريج وَسَعِيد ابْن أبي عرُوبَة وجوبير بن سعيد وَمُقَاتِل ابْن سُلَيْمَان وَمَالك بن أنس وسُفْيَان الثَّوْريّ وَإِدْرِيس بن سِنَان وَخلق من الْأَئِمَّة أَحَادِيث بَاطِلَة روى عَنهُ جمَاعَة من الخراسانيين وَلم يرو عَنهُ من البغذاذيين سوى إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار فَإِنَّهُ سمع مِنْهُ مصنّفاته وَرَوَاهَا عَنهُ وَقَالَ أَحْمد بن سيّار بن أَيُّوب كَانَ ببخارى شيخ يُقَال لَهُ أَبُو إِسْحَاق بن بشر الْقرشِي صنف فِي بَدْء الْخلق كتابا فِيهِ أَحَادِيث لَيست لَهَا أصُول وَكَانَ يتَعَرَّض فيروي عَن قوم لَيْسُوا مِمَّن أدركهم مثله فَإِذا سَأَلُوهُ عَن آخَرين دونهم يَقُول من أَيْن أدْركْت هَؤُلَاءِ وَهُوَ يروي عَمَّن هُوَ فَوْقهم وَكَانَت فِيهِ غلفة مَعَ أنّه كَانَ يزنّ بِحِفْظ وَقد رمي بِالْكَذِبِ وَهُوَ سَاقِط الحَدِيث لَهُ من المصنّفات كتاب الْمُبْتَدَأ كتاب الْفتُوح كتاب الردّة كتاب الْجمل كتاب الألوية كتاب صفّين كتاب حفر زَمْزَم 3 - (الْكَاهِلِي الْكُوفِي) إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي الْكُوفِي قَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ مُوسَى بن هَارُون مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ كَذَّاب توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ قلت كَذَا وجدته وَأَظنهُ الْمَذْكُور آنِفا وَإِن كَانَ غَيره فإنّ ذَلِك اتِّفَاق غَرِيب فِي اسْمه وَاسم أَبِيه والدّاء الَّذِي رمي بِهِ

المصري

3 - (الْمصْرِيّ) إِسْحَاق بن بكر بن مُضر بن مُحَمَّد بن حَكِيم أَبُو يَعْقُوب الْمصْرِيّ كَانَ فَقِيها مفتياً توفّي سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم النَّسَائِيّ) 3 - (كَمَال الدّين النحاسي الْحلَبِي) إِسْحَاق ابْن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن طَارق الشَّيْخ الْفَقِيه الْفَاضِل الْمسند المكثر كَمَال الدّين أَبُو الْفضل الْأَسدي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ النحّاس ولد فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة عشرٍ وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير من الْمُوفق يعِيش والعز ابْن رَوَاحَة والمؤتمن بن قميرة وَابْن خَلِيل وأخيه الضياء صقر الْكَلْبِيّ وَابْن أَخِيه شمس الدّين الخضري قَاضِي الْبَاب وَأبي الْفَتْح الباوردي وهدية بنت خَمِيس وَمُحَمّد ابْن إِبْرَاهِيم أبي الْقَاسِم الْقزْوِينِي والكمال ابْن طَلْحَة والنظام مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَلْخِي وعدّة خرَّج لَهُ عَنْهُم جُزْءا المحدّث أَمِين الدّين الواني وَعِنْده عَن ابْن خَلِيل نَحْو من سِتّمائَة جُزْء وَنسخ بِخَطِّهِ الْأَجْزَاء وتنبه وشارك وروى الْكثير مَعَ تعاسر فِيهِ على الطّلبَة وَكَانَ لَهُ حَانُوت ثمَّ بَطل وَله مدارس يحضرها أَكثر عَنهُ المرسي والبرازالي والسبكي والمحبّ والواني وشمس الدّين ومدحه بِأَبْيَات 3 - (الْحَافِظ الْأَنْبَارِي) إِسْحَاق بن بهْلُول الْحَافِظ التنوخي الْأَنْبَارِي كَانَ من كبار الْأَئِمَّة صنف كتابا فِي الْقرَاءَات وصنف الْمسند وَكَانَ ثِقَة وَله مَذَاهِب اخْتَارَهَا وحدَّث ببغذاذ من حفظه بِخَمْسِينَ ألف حَدِيث وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (وَالِد الْقَادِر بِاللَّه) إِسْحَاق بن جَعْفَر المقتدر بِاللَّه ابْن أَحْمد المعتضد بِاللَّه ابْن مُحَمَّد الْمُوفق بِاللَّه ابْن جَعْفَر المتَوَكل أَبُو مُحَمَّد وَالِد الإِمَام أَحْمد الْقَادِر توفّي سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة وغسّله أَبُو بكر ابْن أبي مُوسَى الْهَاشِمِي وصلّى عَلَيْهِ ابْنه الإِمَام الْقَادِر وَهُوَ يَوْمئِذٍ أَمِير دفن فِي تربة شغب وَالِدَة المقتدر 3 - (

قال ابن الفوطي عارف بالمواليد وعملها والتقاويم دائم الاشتغال بهذا الفن أكثر مواليد أهل بغذاذ بخطه له كتاب في التواريخ السماويات والأرضيات ومولده سنة تسع وستمائة ووفاته سنة تسع وثمانين وستمائة

إِسْحَاق بن جِبْرِيل) 3 - (الْحَكِيم المنجم كرز الدّين الديلمي البويهي) قَالَ ابْن الفوطي عَارِف بالمواليد وعملها والتقاويم دَائِم الِاشْتِغَال بِهَذَا الْفَنّ أَكثر مواليد أهل بغذاذ بِخَطِّهِ لَهُ كتاب فِي التواريخ السماويات والأرضيات ومولده سنة تسع وسِتمِائَة ووفاته سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (أَبُو يَعْقُوب الخريمي) ) إِسْحَاق بن حسان أَبُو يَعْقُوب الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالخريمي من خُرَاسَان من أَبنَاء السغد اتَّصل بخريم بن عَامر المري فنسب إِلَيْهِ وَقيل لاتصاله بعثمان ابْن خريم الناعم كَانَ من الشُّعَرَاء الفصحاء توفّي سنة أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره قَوْله (باحت ببلواه جفونه ... وَجَرت بأدمعه شؤونه) لما رأى شيبا علاهُ وَلم يحن فِي الْوَقْت حِينه فعلا على فقد الشَّبَاب وفقد من يهوى أنينه (مَا كَانَ أَنْج سَعْيه ... وشبابه فِيهِ معينه) (وَاللَّهْو يحسن بالفتى ... مَا لم يكن شيب يشينه) 3 - (الْحَرْبِيّ) إِسْحَاق بن الْحسن الْحَرْبِيّ سمع هَوْذَة بن خَليفَة وروى عَنهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ أَحْمد بن عبد الله ثِقَة توفّي فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْجِرْجَانِيّ الزَّاهِد) إِسْحَاق بن حنيفَة الْجِرْجَانِيّ الزَّاهِد العابد توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين 3 - (الطَّبِيب الْعَبَّادِيّ) إِسْحَاق بن حنين بن إِسْحَاق الْعَبَّادِيّ الطَّبِيب الْمَشْهُور كَانَ أوحد عصره فِي الطِّبّ وَكَانَ يلْحق بِأَبِيهِ فِي النَّقْل وَفِي مَعْرفَته باللغات وفصاحته فِيهَا وَكَانَ يعرب كتب الْحِكْمَة الَّتِي بلغَة اليونان إِلَى اللُّغَة الْعَرَبيَّة كَمَا كَانَ يفعل أَبوهُ وَأكْثر مَا يُوجد تعريبه لكتب

عم الإمام أحمد

الطِّبّ وَكَانَ قد خدم الْخُلَفَاء والرؤساء الَّذين خدمهم أَبوهُ ثمَّ انْقَطع إِلَى الْقَاسِم بن عبيد الله وَزِير المعتضد واختص بِهِ حَتَّى كَانَ يطلعه على أسراره ويفضي إِلَيْهِ بِمَا يَكْتُمهُ عَن غَيره وَذكر ابْن بطلَان فِي كتاب دَعْوَة الْأَطِبَّاء أَن الْوَزير لما بلغه أَن إِسْحَاق اسْتعْمل دَوَاء مسهلاً فأحبّ مداعبته وَكتب إِلَيْهِ (أبن لي كَيفَ أمسيت ... وَمَا كَانَ من الْحَال) (وَكم سَارَتْ بك النّاق ... ة نَحْو الْمنزل الْخَالِي) فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب (بخيرٍ بتّ مَسْرُورا ... رخيّ الْحَال والبال) فأمّا السّير والناقة والمرتبع الْخَالِي) فإجلالك أنسانيه يَا غَايَة آمالي وَقيل إِنَّه كتب الْجَواب (كتبت إِلَيْك والنعلان مَا إِن ... أقلّمها من الْمَشْي العنيف) (فَإِن رمت الْجَواب إليّ فَاكْتُبْ ... على العنوان يُوصل للكنيف) 3 - (عَم الإِمَام أَحْمد) إِسْحَاق بن حَنْبَل بن هِلَال بن أَسد الشَّيْبَانِيّ عَم الإِمَام أَحْمد ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ سمع يزِيد بن هَارُون وطبقته عَنهُ ابْنه حَنْبَل بن إِسْحَاق وَغَيره وَكَانَ ثِقَة وَبَينه وَبَين الإِمَام أَحْمد ثَلَاث سِنِين وَسمع عَامَّة مَشَايِخ الإِمَام أَحْمد وروى عَنهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَعبد الله بن الإِمَام أَحْمد 3 - (ابْن الطَّبِيب) إِسْحَاق بن خلف الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن الطَّبِيب من شعراء المعتصم كَانَ رجلا شَأْنه الفتوة ومعاشر الشطّار والتصيّد بالكلاب وإيثار أَصْحَاب الطنابير وَكَانَ من أحسن النَّاس إنشاداً كَأَنَّهُ يتغنّى فِي إنشاده وَكَانَ إِذا راجعك الْكَلَام لم تكد تسأم مُرَاجعَته لحسن أَلْفَاظه حبس مرّة لجناية جناها فَقَالَ الشّعْر فِي السجْن وَشهر بِهِ ثمَّ ترقى فِي ذَلِك حَتَّى مدح الْمُلُوك واختشاه الْأَشْرَاف وَدون شعره وَكَانَ أحد من اختير للمعتصم والإفشين وَانْصَرف بالجائزة وَلم يزل على رسم الفتوة وَضرب الطنبور إِلَى أَن فَارق الدُّنْيَا وَكَانَ عَمه طَبِيبا وَكَانَ لإسحاق مَذْهَب فِي التشبع وَمن شعره (النَّحْو يبسط من لِسَان الألكن ... والمرء تعظمه إِذا لم يلحن) (وَإِذا طلبت من الْعُلُوم أجلّها ... فأجلّها عِنْدِي مُقيم الألسن)

عفيف الدين الخطيب الحموي

وَقَوله (ألْقى بِجَانِب خصره ... أمضى من الْأَجَل المتاح) (وكأنما ذّر الهبا ... ء عَلَيْهِ أنفاس الرّياح) قَالَ المبرّد قَالَت الشُّعَرَاء فِي رونق السَّيْف ضروباً من الْأَقَاوِيل مَا سَمِعت فِيهَا بِأَحْسَن من هَذَا وَقَالَ فِي ابْنة أُخْت كَانَ ربّاها (لَوْلَا أُمَيْمَة لم أجزع من الْعَدَم ... وَلم أجب فِي اللَّيَالِي حندس الظّلم) ) (وَزَادَنِي رَغْبَة فِي الْعَيْش معرفتي ... ذلّ الْيَتِيمَة يجفوها ذَوُو الرَّحِم) (أخْشَى فظاظة عمّ أَو جفَاء أخٍ ... وَكنت أُبْقِي عَلَيْهَا من أَذَى الْكَلم) (تهوى بَقَاء وأهوى مَوتهَا شفقاً ... وَالْمَوْت أكْرم نزّالٍ على الْحرم) (إِذا تذكرت بِنْتي حِين تندبني ... فاضت لعبرة بِنْتي عبرتي بِدَم) 3 - (عفيف الدّين الْخَطِيب الْحَمَوِيّ) إِسْحَاق بن خَلِيل بن غَازِي الشَّيْخ عفيف الدّين الْحَمَوِيّ كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والقراءات والنحو درّس بحماة وحطب بقلعتها وَكَانَت لَهُ حَلقَة أشغال وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة وَمن شعره (لَوْلَا مواعيد آمال أعيش بهَا ... لمت يَا أهل هَذَا الْحَيّ من زمن) (وَإِنَّمَا طرف آمالي بِهِ مرح ... يجْرِي بوعد الْأَمَانِي مُطلق الرسن) وَأَظنهُ كتب الْإِنْشَاء للناصر دَاوُد 3 - (الْأنْصَارِيّ الْخُرَاسَانِي) إِسْحَاق بن رَاشد الْأنْصَارِيّ الْخُرَاسَانِي نزيل مصر توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الْأمَوِي الْمدنِي الْكُوفِي) إِسْحَاق بن سعيد بن عَمْرو الْأمَوِي الْمدنِي ثمَّ الْكُوفِي وثّقة النّسائي وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَة 3 - (القيني الأندلسي)

الإسرائيلي المصري

إِسْحَاق بن سُلَيْمَان الرَّازِيّ أَبُو يحيى الْكُوفِي نزيل الرّي يُقَال إِنَّه كَانَ من الأبدال روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (الإسرائيلي الْمصْرِيّ) إِسْحَاق بن سُلَيْمَان الطَّبِيب الْمَعْرُوف بالإسرائيلي أستاذ مُصَنف مَشْهُور بالحذق والبراعة مصري سكن القيروان وخدم الْمهْدي صَاحب إفريقية لَهُ كتاب الحميات وَلم يتَزَوَّج قطّ قيل لَهُ أَيَسُرُّك أنّ لَك ولدا فَقَالَ أمّا إِذْ صَار لي كتاب الحميات فَلَا وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين والثلاثمائة وعمّر أَكثر من مائَة قَالَ لمّا قدمت من مصر على ابْن الْأَغْلَب رَأَيْت الْغَالِب عَلَيْهِ اللَّهْو وابتدأني حُبَيْش اليوناني فَقَالَ يَقُول إِن الملوحة تحلو والملوحة هِيَ الْحَلَاوَة فَقلت إِن) الْحَلَاوَة تملح بعنفٍ والملوحة تحلو بعنف فَلَمَّا تَمَادى على المكابرة قلت أَنْت حيّ قَالَ نعم قلت وَالْكَلب حَيّ قَالَ نعم قلت فَأَنت الْكَلْب وَالْكَلب أَنْت فَضَحِك زِيَادَة كثيرا فَعلمت أَن رغبته فِي الْهزْل لَا فِي الجدّ 3 - (التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ) إِسْحَاق بن سُوَيْد بن هُبَيْرَة التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ روى عَن ابْن عمر وَعبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكرَة ومعاذة العدوية وَأبي قَتَادَة تَمِيم بن زيد الْعَدوي وثقة أَحْمد وَيحيى وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (الْعَدوي) إِسْحَاق بن سُوَيْد الْعَدوي الْبَصْرِيّ اجْتمع هُوَ وَذُو الرمة فِي مجْلِس فَأتوا بنبيذ فَشرب ذُو الرمة وَلم يشرب إِسْحَاق فَقَالَ ذُو الرمة

الأشعثي والي الكوفة

(أمّا النَّبِيذ فَشرب فَلَا يحزنك شَاربه ... واحفظ ثِيَابك مِمَّن يشرب المَاء) فَقَالَ إِسْحَاق (أما النَّبِيذ فقد يزري بشاربه ... وَلَا ترى أحدا أزرى بِهِ المَاء) (المَاء فِيهِ حَيَاة النَّاس كلّهم ... وَفِي النَّبِيذ إِذا عاقرته الدَّاء) (وَمن يسوّي نبيذياً معاقرةً ... بقارىء وَخيَار النَّاس قرّاء) 3 - (الأشعثي وَالِي الْكُوفَة) إِسْحَاق بن الصَّباح الأشعثي ولي الْكُوفَة مرَّتَيْنِ للمهدي وللرشيد وَهُوَ الْقَائِل يرثي أَبَاهُ الصبّاح (تذكرت صباحاً فَفَاضَتْ بدرةٍ ... حرارة حزنٍ فِي الجوانح كالجمر) (فتّى أوحش الْأَحْيَاء فِي الْمصر فَقده ... وآنس أَمْوَاتًا بموحشةٍ قفر) (وإنّي وَإِن أظهرت يأساً لكالذي ... عَفا كَلمه من بعد يأسٍ على عقر) (يرى ظَاهر مِنْهُ صَحِيحا ودونه ... من الْقرح جرح عظم صَاحبه يبري) وَله ويروى لغيره (كلّ عروسٍ حسنٍ وَجههَا ... زهت فبالخمر أباهيها) (الْحلِيّ مِنْهَا مستعار لَهَا ... وخمر كفري حليها فِيهَا) ) 3 - (الْكَاتِب) إِسْحَاق بن طليق النَّهْشَلِي الْكَاتِب هُوَ أول من نقل الْكِتَابَة والحساب إِلَى الْعَرَبِيّ بخراسان وَكَانَ الْمَجُوس والدهاقين يعْملُونَ الْحساب بِالْفَارِسِيَّةِ فَكتب يُوسُف بن عمر إِلَى نصر بن سيار وه يخلفه على خُرَاسَان أَن لَا يَسْتَعِين بِأَهْل الشّرك فِي شَيْء من أَعماله فَاسْتعْمل إِسْحَاق بن طليق وَولد إِسْحَاق ولد فَسَماهُ نصرا وَقَالَ (سميت نصرا بنصرٍ ثمَّ قلت لَهُ ... اخدم سميّك يَا نصر بن سيار) 3 - (الْأنْصَارِيّ النجاري) إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ النجاري أحد عُلَمَاء التَّابِعين بِالْبَصْرَةِ سمع من عَمه لأمه أنس بن مَالك وَأبي مرّة مولى عقيل والطفيل بن أبي بن كَعْب وَأبي الْحباب سعيد بن يسَار وَكَانَ مَالك لَا يقدّم عَلَيْهِ أحدا وَهُوَ مجمع على الِاحْتِجَاج بِهِ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة

ابن أبي فروة المدني

3 - (ابْن أبي فَرْوَة الْمدنِي) إِسْحَاق بن عبد الله ابْن أبي فَرْوَة الْمدنِي مولى عُثْمَان بن عَفَّان وَله إخْوَة مِنْهُم صَالح وَيحيى وَإِبْرَاهِيم وَيُونُس وَعبد الْعَزِيز وَعلي وَعبد الحكم وَعبد الْملك وَعمر وَدَاوُد وَعِيسَى وعمار وعدتهم ثَلَاثَة عشر أَخا وَهُوَ مجمع على ضعفه وَمن مَنَاكِيره عَن ابْن عمر مَرْفُوعا لَا يعجبكم لإسلامكم امرىء حَتَّى تعلمُوا مَا عقدَة عقله روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الصَّابُونِي الْوَاعِظ) إِسْحَاق بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل أَبُو يعلى النَّيْسَابُورِي الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بالصابوني صَاحب الْأَجْزَاء الفرائد الْعشْرَة وَهُوَ أَخُو الْأُسْتَاذ أبي عُثْمَان توفّي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن عَوْف) إِسْحَاق بن عبد الرَّحْمَن بن الْمُغيرَة بن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهري من الطَّبَقَة الْخَامِسَة من أهل الْمَدِينَة كَانَ مغرماً بِعبَادة جَارِيَة المهلبية وَكَانَت مُنْقَطِعَة إِلَى الخيزران وَعلم) بِهِ فَقَالَ أَنا أشتريها لَك وَدفع فِيهَا خمسين ألف دِرْهَم فَلم ترض بِبَيْعِهَا لَهُ فَخرج إِلَى إِسْحَاق وَدفع إِلَيْهِ المَال فَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة (حبك لِلْمَالِ لَا لحب عبا ... دة يَا فاضح المحبينا) (لَو كنت أخلصتها الْوَفَاء كَمَا ... قلت لما بعتها بخمسينا) وَكَانَ جواداً ممدحاً صحب الْمهْدي والرشيد وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (ابْن عَزِيز) إِسْحَاق بن عَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن الْمُغيرَة بن حميد بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف الزُّهْرِيّ كَانَ عَزِيز جواداً ممدحاً وَأَوْلَاده إِسْحَاق وَيَعْقُوب وَمُحَمّد أجواد وَفِيهِمْ يَقُول الصهيبيّ (نفى الْجُوع من بغداذ إِسْحَاق ذُو الندى ... كَمَا قد جوع الْحجاز أَخُوهُ) (وَمَا يَك من خيرٍ أَتَوْهُ فَإِنَّمَا ... فعال عزيزٍ قبلهم ورثوه) (فأقسم لَو صاب العزيزيّ بَغْتَة ... جَمِيع بني حَوَّاء مَا حفلوه)

صاحب مراكش

(هُوَ الْبَحْر بل لَو حلّ فِي الْبَحْر وَحده ... وَمن يجتديه سَاعَة نزفوه) 3 - (صَاحب مراكش) إِسْحَاق بن عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين ولي نِيَابَة مراكش لِأَخِيهِ تاشفين وَهُوَ صبيّ فَلَمَّا قتل أَخُوهُ انضمت العساكر إِلَيْهِ وملكوه فقصد عبد الْمُؤمن وحاصر مراكش أحد عشر شهرا ثمَّ أَخذهَا عنْوَة وَأخرج إِسْحَاق إِلَى بَين يَدَيْهِ وَأَرَادَ الْعَفو عَنهُ لِأَنَّهُ دون الْبلُوغ فَلم يُوَافق خواصّه فَقَتَلُوهُ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه تاشفين فِي حرف التَّاء وَيَأْتِي ذكر أَبِيه عَليّ ابْن يُوسُف فِي حرف الْعين وَيَأْتِي ذكر جده يُوسُف بن تاشفين فِي حرف الْيَاء وبإسحاق بن عَليّ هَذَا انقرضت دولة بني تاشفين وَلما قتل إِسْحَاق كَانَ دون الْبلُوغ 3 - (ابْن الْجَصَّاص الراوية) إِسْحَاق بن عمار أَبُو يَعْقُوب الْمَعْرُوف بِابْن الجصّاص من موَالِي الْيمن كَانَ صَاحب عِيسَى بن مُوسَى فِي أول الدولة وَلم يزل مَعَه وَكَانَ النَّاس يقرءُون عَلَيْهِ الشّعْر فِي دَار عِيسَى وَمَات فِي آخر أَيَّام الْمَنْصُور وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ ابْن الْجَصَّاص الراوية مولى لبشر بن عبد الْملك بن بشر بن مَرْوَان وَقَالَ غَيره غير ذَلِك فَاخْتلف فِي ولائه 3 - (الطَّبِيب) ) إِسْحَاق بن عمرَان طَبِيب مَشْهُور يعرف بسمّ سَاعَة بغداذي الأَصْل دخل إفريقية فِي دولة زِيَادَة بن الْأَغْلَب وَبِه ظهر الطبّ فِي الْمغرب وَعرفت بِهِ الفلسفة 3 - (الإِسْفِرَايِينِيّ الشَّافِعِي) إِسْحَاق ابْن أبي عمرَان الإِسْفِرَايِينِيّ تفقّه على الْمُزنِيّ وَكَانَ من كبار الْأَئِمَّة فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَهُوَ وَالِد الْحَافِظ أبي عوَانَة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأَمِير أَبُو الْحسن الْهَاشِمِي) إِسْحَاق بن عِيسَى بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس أَبُو الْحسن الْهَاشِمِي كَانَ من وُجُوه بني هَاشم وأعيانهم ولي إمرة الْمَدِينَة للمهدي وولاه الرشيد الْبَصْرَة ثمَّ ولاّه دمشق بعد عزل عبد الْملك بن صَالح سنة تسع وَسبعين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ 3 - (الطباع) إِسْحَاق بن عِيسَى الطباع أَبُو يَعْقُوب بغداذي ثِقَة روى عَنهُ أَحْمد ابْن

الهاشمي

حَنْبَل وَغَيره وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم والتِّرمذي وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة إِسْحَاق بن الْفرج أَبُو تُرَاب اللّغَوِيّ تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن الْفرج 3 - (الْهَاشِمِي) إِسْحَاق بن الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَبَّاس بن ربيعَة بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب هُوَ وَأَبوهُ وجدّه شعراء وابناه مُحَمَّد وَعبد الله ابْنا إِسْحَاق شاعران وَكَانَ الْمَنْصُور يكرم إِسْحَاق لمحلّه فِي نَفسه وموضعه من الْعلم ثمَّ اتهمه بِسَبَب إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حسن فحبسه وَإِخْوَته إِحْدَى عشرَة سنة فَقَالَ فِي حَبسه (لعمر أبي الْمَنْصُور مَا جِئْت زلّةً ... إِلَيْهِ وَلَا فَارَقت حدّاً وأحسنا) (أَقُول مقَال القيل إِذْ شفّه الضنى ... وظنّ الَّذِي حقّت عَلَيْهِ وأوجسا) (فَلَو أنّها نفس تومت سويّةً ... وَلكنهَا نفس تساقط أنفسا) وَقَالَ يرثي أَخَاهُ (ايّها الموجع الحزين المروع ... مَا لريب الزَّمَان عَنْك نزوع) (كلنا وَارِد حمام المنايا ... وعَلى حَوْضهَا يكون الشّروع) 3 - (ابْن الْفُرَات قَاضِي مصر) ) إِسْحَاق بن الْفُرَات الْمصْرِيّ الْفَقِيه قَاضِي مصر كَانَ من جلّة أَصْحَاب مَالك قَالَ الشَّافِعِي مَا رَأَيْت أحدا بِمصْر أعلم باخْتلَاف الْعلمَاء من إِسْحَاق ابْن الْفُرَات توفّي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَله سَبْعُونَ سنة وروى عَنهُ ابْن ماجة 3 - (صَاحب كرمان) إِسْحَاق بن فاوردبل هُوَ السُّلْطَان شاه بن فاوردبل بن دَاوُد بن

الفروي

سلجوق ابْن دقاق بن سلجوق وسوف يَأْتِي خبر وَالِده فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله وَكَيف خنق وَالِده وَكَيف كحل سُلْطَان شاه هَذَا وَإِخْوَته وَلما سمل الْمَذْكُور اعتقل فِي همذان سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فَلَمَّا كَانَ فِي صفر سنة أَرْبَعمِائَة دبّر سُلْطَان شاه الْحِيلَة مَعَ بعض الموكلين وبعثوا إِلَى كرمان يَسْتَدْعِي لَهُ خيلاً فَلَمَّا جَاءَتْهُ فتح الموكلون السّقف واستاقوه وَمَعَهُ أَخُوهُ وَنزلا وركبا الْخَيل وَلم يتبعهما أحد ومضيا إِلَى كرمان وحصلا فِي قلعة لأبيهما وسرّ النَّاس بهما وَقَامَ سُلْطَان شاه مقَام أَبِيه وَاجْتمعت الْكَلِمَة عَلَيْهِ وَورد الْخَبَر إِلَى ملكشاه عَنهُ فِي جُمَادَى الأولى فشغب الْجند على الْوَزير نظام الدّين وطالبوه بالأموال حَتَّى فرغت الخزائن وَاسْتمرّ سُلْطَان شاه على حَاله ملكا مُطَاعًا بِتِلْكَ النَّاحِيَة وجهز أَمْوَالًا عَظِيمَة جدا إِلَى مَكَّة شكرا لله تَعَالَى على نجاته وَلَمْ يزل عَلَى حَاله إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَجَاءَت أمه بِهَدَايَا إِلَى السُّلْطَان وألطاف وأموال فأكرمها وأقرّ أَخَاهُ مَكَانَهُ 3 - (الْفَروِي) إِسْحَاق بن مُحَمَّد الفرويبسكون الراءهو من ولد أبي فَرْوَة الْمُقدم ذكره سمع مَالِكًا روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه بِوَاسِطَة وَأَبُو بكر الْأَثْرَم وَخلق قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وربّما لقن لأنّه ذهب بَصَره وَكتبه صَحِيحَة ووهاه أَبُو دَاوُد ونقم عَلَيْهِ حَدِيث الْإِفْك لروايته عَن مَالك وَذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن أبان النَّخعِيّ) إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن أبان النَّخعِيّ الْكُوفِي كَانَ من غلاة الرافضة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ الَّذِي تنتسب إِلَيْهِ الرافضة الإسحاقية الَّذين يَقُولُونَ عَليّ هُوَ الله تَعَالَى وَقد روى عَنهُ الْكِبَار توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين قلت قَالَ الْعلمَاء إِن النصيرية والإسحاقية فرقتان اعتقادهما مُتَقَارب مَعَ اخْتِلَاف يسير بَينهمَا زعم بَعضهم أَن فِي علّي جُزْءا إلهيّاً وَكَذَلِكَ فِي أَوْلَاده) وَمِنْهُم من قَالَ كَانَ عَليّ شَرِيكا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غي النبوّة غير أَن النصيرية أميل إِلَى تَقْرِير الْجُزْء الإلهي والإسحاقية أميلُ إِلَى القَوْل بالاشتراك فِي النُّبُوَّة وَذهب الْفَرِيقَانِ إِلَى القَوْل بالتناسخ على مَا حُكيَ عَنْهُم وَلَهُم مخاطبات عَجِيبَة واعتقادات غَرِيبَة تخَالف الدّين وتفارق إِجْمَاع الْمُسلمين وتوجب التَّكْفِير لإخفائها ومذهبهم يُقَارب مَذْهَب النَّصَارَى واعتقادهم فِي الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام

النهرجوري الصوفي

وَكَانَ يعرف بالأحمر لِأَنَّهُ كَانَ بِهِ برص وَكَانَ يُغير لون جلده وروى عَن الْمَازِني وَكَانَ صَاحب حكايات وأشعار 3 - (النهرجوري الصُّوفِي) إِسْحَاق بن مُحَمَّد أَبُو يَعْقُوب النهرجوري من كبار مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وعلمائهم جاور بِمَكَّة سِنِين كَثِيرَة وَمَات بهَا سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة من كَلَامه مفاوز الدُّنْيَا تقطع بالأقدام ومفاوز الْآخِرَة تقطع بالقلوب وَقَالَ العابد يعبد الله تَعَالَى تخويفاً والعارف يعبد تَشْرِيفًا وَقَالَ احترزوا من النَّاس بِسوء الظَّن بِأَنْفُسِكُمْ لَا بِالنَّاسِ وَقَالَ من كَانَ شبعه بِالطَّعَامِ لم يزل جائعاً وَمن كَانَ غناهُ بِالْمَالِ لم يزل فَقِيرا وَمن قصد بحاجته الْخلق لم يزل محروماً وَمن اسْتَعَانَ على أمره بِغَيْر الله لم يزل محذولاً وَقَالَ الدُّنْيَا بحرٌ وَالْآخِرَة سَاحل وَالتَّقوى هِيَ الْمركب وَالنَّاس سفرٌ وَقَالَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى وشروه بثمنٍ بخسٍ لَو جعلُوا ثمنه الكونين لَكَانَ بخساً فِي جنب مشاهدته ولّما كَانَ فِي النزع قيل لَهُ قَالَ لَا إِلَه إلاّ الله فَقَالَ إيّاي تَعْنِي وَعزة من لَا يَذُوق الْمَوْت مَا بَقِي بيني وَبَينه إِلَّا حجاب العزّة ثمَّ طفىء من وقته وَكَانَ النهرجوري قد صحب سهلاً التسترِي والجنيد رَحِمهم الله تَعَالَى 3 - (القَاضِي رفيع الدّين) إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل القَاضِي الْمُحدث رفيع الدّين الهمذاني الأَصْل الْمصْرِيّ الوبري الشَّافِعِي ولي قَضَاء أبرقوه مُدَّة ورحل وَسن بِالْقَاهِرَةِ سمع وروى وَكَانَ مَعْرُوفا بالإقراء توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (الصُّوفِي البروجردي) إِسْحَاق بن مَحْمُود بن ملكويه ابْن أبي الْفَيَّاض الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو إِبْرَاهِيم البروجردي الصُّوفِي المشرف من أكَابِر مَشَايِخ الصُّوفِيَّة وقدمائهم ولد سنة سبع وَسبعين ببروجرد وَسمع) من أبي طَاهِر لَاحق ابْن قدرَة ببغداذ وَابْن طبرزذ وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر وَأبي تُرَاب الْكَرْخِي وَغَيرهم وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من جمَاعَة وَكَانَ خطّاً جيدا وَنسخ الْكثير وَصَحب الشُّيُوخ خرج لَهُ أَبُو بكر ابْن الْمُنْذِرِيّ مشيخة روى عَنهُ الدمياطي والدواداري والمصريون وَهُوَ ثِقَة نبيل لَدَيْهِ فضل ولي لإشراف الخانقاه مُدَّة وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 3 - (أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ) إِسْحَاق بن مرار أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي قَالَ الْأَزْهَرِي كَانَ يعرف بِابْن عَمْرو الْأَحْمَر ومراربكسر الْمِيم وراءين مهملتين مخففتينكان يُؤَدب أَوْلَاد

أبو عبد الرحمن السلولي

أنَاس من شَيبَان فنسب إِلَيْهِم كَمَا نسب اليزيدي إِلَى يزِيد بن مَنْصُور حِين أدّب وَلَده وَكَانَ أَبُو عَمْرو من الدهاقين وَكَانَ يُؤَدب أَوْلَاد الرشيد الَّذين كَانُوا فِي حجر يزِيد بن مزِيد الشَّيْبَانِيّ وَكَانَ راوية أهل بغداذ وَاسع الْعلم باللغة وَالشعر ثِقَة فِي الحَدِيث كثير السماع وَله كتب كَثِيرَة فِي اللُّغَة جِيَاد لَهُ كتاب الْجِيم كتاب النَّوَادِر كتاب أشعار الْقَبَائِل خَتمه بِابْن هرمة كتاب الْخَيل كتاب غَرِيب المُصَنّف كتاب اللُّغَات كتاب غَرِيب الحَدِيث كتاب النَّوَادِر الْكَبِير على ثَلَاث نسخ قَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ وَأما كتاب الْجِيم فَلَا رِوَايَة لَهُ لِأَن أَبَا عَمْرو بخل بِهِ على النَّاس فَلم يقرئه أحدا وَقَالَ ثَعْلَب كَانَ مَعَ أبي عَمْرو من الْعلم وَالسَّمَاع عشر أَضْعَاف مَا كَانَ مَعَ أبي عُبَيْدَة وَلم يكن فِي أهل الْبَصْرَة مثل أبي عُبَيْدَة فِي السماع وَالْعلم وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ أَبُو عَمْرو نبيلاً فَاضلا عَالما بِكَلَام الْعَرَب حَافِظًا للغاتها عمل كتاب الشُّعَرَاء مُضر وَرَبِيعَة واليمن إِلَى ابْن هرمة وَسمع من الحَدِيث سَمَاعا وَاسِعًا وعمّر طَويلا حَتَّى أناف على التسعين وَهُوَ عِنْد الْخَاصَّة من أهل الْعلم أَنه كَانَ مَشْهُورا بالنبيذ وَالشرب لَهُ قلت وَرمي بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن قَالَ لَهُ بَعضهم بَلغنِي أَنَّك تَقول إِن الْقُرْآن مَخْلُوق قَالَ نعم قَالَ مَتى خلقه قبل أَن تكلم بِهِ أَو بعد ذَلِك فَرفع رَأسه وَقَالَ أَنْت شيخ جدل أَخذ عَنهُ جمَاعَة كبار مِنْهُم الإِمَام أَحْمد وَأَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَيَعْقُوب ابْن السّكيت وَقَالَ فِي حَقه عَاشَ مائَة وَثَمَانِينَ عشرَة سنة وَكَانَ يكْتب بِيَدِهِ إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ ابْن كَامِل مَاتَ ابْن مرار فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُو الْعَتَاهِيَة وَإِبْرَاهِيم النديم الْموصِلِي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ ببغداذ وَقَالَ غَيره توفّي سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ وعمره مائَة وَعشر سِنِين 3 - (أَبُو عبد الرَّحْمَن السَّلُولي) ) إِسْحَاق بن مَنْصُور أَبُو عبد الرَّحْمَن السَّلُولي مَوْلَاهُم الْكُوفِي كَانَ أحد الثِّقَات الْأَعْلَام قَالَ البُخَارِيّ مَاتَ سنة أَربع وَقيل سنة خمس وَمِائَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة

أبو يعقوب الكوسج

3 - (أَبُو يَعْقُوب الكوسج) إِسْحَاق بن مَنْصُور بن بهْرَام الْحَافِظ أَبُو يَعْقُوب الكوسج نزيل نيسابور روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ والمسائي وَابْن مَاجَه قَالَ مُسلم ثِقَة وَقَالَ النَّسَائِيّ ثَبت ثِقَة توفّي فِي تَاسِع جُمَادَى سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُوسَى الْمدنِي) إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ الخطمي أَبُو مُوسَى الْفَقِيه الْمدنِي نزيل سرّ من رأى كَانَ قَاضِي نيسابور وَكَانَ فَاضلا صَاحب سنة وَذكره أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَأَطْنَبَ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ روى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وبقّي ابْن مخلد وَابْن خُزَيْمَة وَالْفِرْيَابِي وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (اليحمدي الْفَقِيه) إِسْحَاق بن مُوسَى أَبُو يَعْقُوب اليحمدي الْفَقِيه أول من حمل كتب الشَّافِعِي إِلَى استراباذ وَكَانَ صَدُوقًا صَالحا مُحدثا توفّي فِي حُدُود الثلاثمائة 3 - (ابْن الجواليقي) إِسْحَاق بن موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر الجواليقي

الكاتب البغداذي

يكنى أَبَا طَاهِر وَهُوَ أَخُو إِسْمَاعِيل مَاتَ سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة هُوَ وَأَخُوهُ الْمَذْكُور فِي عَام واحدٍ بَينهم شَهْرَان وَدفن بِبَاب حَرْب عِنْد أَبِيه وأخيه سمع أَبَا الْقَاسِم ابْن الْحصين وأباه وَغَيرهمَا وَحدث بِالْقَلِيلِ سمع مِنْهُ القَاضِي الْقرشِي 3 - (الْكَاتِب البغداذي) إِسْحَاق بن نصير الْكَاتِب البغداذي كتب الرسائل بديوان مصر بعد مُحَمَّد بن عبد الله بن عبدكان قَالَ ابْن زولاق مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ كَانَ رزقه أَرْبَعِينَ دِينَارا فَجَعلهَا خمارويه ابْن طولون أَرْبَعمِائَة دِينَار وَقَالَ لَهُ لَا تفارق حضرتي فَبلغ إِسْحَاق بن نصير إِلَى أَن صَار رزقه ألف دِينَار فِي كل شهر وَكَانَ يجود بذلك ويفضل على الماس وَأرْسل مرّة) إِلَى الْمبرد ألف دِينَار وَإِلَى تعلب ألف دِينَار وَإِلَى وراق كَانَ يجلس إِلَيْهِ ألف دِينَار وهم فِي بغداذ 3 - (الْكَاتِب النَّصْرَانِي) إِسْحَاق بن يحيى بن سُرَيج الْكَاتِب أَبُو الْحُسَيْن النَّصْرَانِي ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَقَالَ كَانَ جيد الْمعرفَة بِأَمْر الدَّوَاوِين وَالْخَرَاج ومناظرة العنمال وَمَعْرِفَة تَامَّة بالنجوم ومولده فِي شعْبَان سنة ثَلَاثمِائَة قَالَ وَهُوَ يحيا قَالَ ياقوت وَكَانَ قَوْله هَذَا فِي سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة وَله من الْكتب كتاب الْخراج الَّذِي فِي أَيدي الماس مِائَتَا ورقة كتاب الْخراج صَغِير نَحْو مائَة ورقة كتاب عمل المؤامرات بالحضرة كتاب تَحْويل سني المواليد كتاب جمل التَّارِيخ 3 - (التَّيْمِيّ الْمدنِي) إِسْحَاق بن يحيى بن طَلْحَة بن عبيد الله الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وضعّفه غير وَاحِد قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ أَحْمد مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ يحيى بن سعيد ذَاك يشبه لَا شَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ يكْتب حَدِيثه يَتَكَلَّمُونَ فِي حفظه وَقَالَ ابْن معِين لَا يكْتب توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة 3 - (ابْن اليزيدي) إِسْحَاق بن يحيى بن الْمُبَارك الْعَدوي الْمَعْرُوف وَالِده باليزيدي وَهُوَ أَخُو إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَعبد الله الَّذين ذكرهم الْخَطِيب فِي تَارِيخه وَذكره أَيْضا مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق النديم فِي كتاب الفهرست وَذكر أَنه كَانَ زاهدأ عَالما بِالْحَدِيثِ

الختلي

3 - (الْخُتلِي) إِسْحَاق بن يحيى بن معَاذ بن مُسلم الْخُتلِي من ختلان بلد عِنْد سَمَرْقَنْد ولي دمشق أَيَّام المعتصم ووليها مرّة أُخْرَى قبل أَيَّام الْمَأْمُون ثمَّ وَليهَا فِي أَيَّام الواثق وَولي مصر من قبل الْمُنْتَصر أَيَّام المتَوَكل وَمَات بهَا سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فَقَالَ فِيهِ بعض شعراء مصر (سقى الله مَا بَين المقطم والصفا ... صفا النّيل صوب المزن حَيْثُ يصوب) (وَمَا بِي أَن تسقى الْبِلَاد وإنّما ... مرادي أَن يسقى هُنَاكَ حبيب) ) وَقيل مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ 3 - (الْحَنَفِيّ) إِسْحَاق بن يحيى بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل الْمسند المعمر عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد الْآمِدِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ شيخ دَار الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة بِدِمَشْق ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من عِيسَى بن سَلامَة وَالشَّيْخ ابْن تَيْمِية بحرّان وَمن الْحَافِظ ابْن خَلِيل بحلب فَأكْثر وَمن الضيّاء صقر وَجَمَاعَة بحلب وَسمع بالمعرة وبدمشق وَحصل أصولاً وأجزاء وَحضر الْمدَارِس وحجّ غير مرّة وَشهد على الْقُضَاة وَكَانَ طيب الْأَخْلَاق منطبعاً خرّج لَهُ ابْن المهندس عوالي سَمعهَا الْجَمَاعَة وَالشَّيْخ شمس الدّين مَعَهم سنة ثَمَان وَتِسْعين قَرَأَهُ عَلَيْهِ شمس الدّين وسَمعه مِنْهُ ابْنه وَأخذ عَنهُ القَاضِي عز الدّين ابْن الزبير وَابْنه وعدّة بأَشْيَاء عالية وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة 3 - (ابْن موفق الدّين يعِيش) إِسْحَاق بن يعِيش بن عَليّ بن يعِيش أَبُو إِبْرَاهِيم الْحلَبِي ابْن الْعَلامَة موفق الدّين كَانَ إِسْحَاق كَاتبا توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة ولد سنة إِحْدَى وسِتمِائَة 3 - (الْأَزْرَق الوَاسِطِيّ) إِسْحَاق بن يُوسُف بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْأَزْرَق الوَاسِطِيّ

المغز ابن صلاح الدين

كَانَ من الثِّقَات العابدين مكث عشْرين سنة لم يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء حَيَاء من الله روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وروى الْأَعْمَش وَالثَّوْري وَخلق كثير وروى عَنهُ أَيْضا الإِمَام أَحْمد وَابْن معِين فِي آخَرين قَالَت لَهُ أمه يَا بني قد عزمت على الْحَج وَقد بَلغنِي أَن بِالْكُوفَةِ رجلا يستخف بأصحاب الحَدِيث فأسألك بحقي عَلَيْك أَن لَا تسمع مِنْهُ شَيْئا قَالَ إِسْحَاق فَدخلت الْكُوفَة فَإِذا الْأَعْمَش قَاعد وَحده فوقفت على بَاب الْمَسْجِد وَقلت أُمِّي وَالْأَعْمَش وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طلب الْعلم فَرِيضَة على كل مُسلم فَدخلت الْمَسْجِد وسلمت عَلَيْهِ فَقلت يَا با مُحَمَّد حدّثني فإنّي رجل غَرِيب فَقَالَ من أَيْن أَنْت قلت أَنا من وَاسِط قَالَ وَمَا اسْمك قلت إِسْحَاق بن يُوسُف الْأَزْرَق قَالَ فَلَا حييت وَلَا حييت أمك أَلَيْسَ حرّمت عَلَيْك أَن لَا تسمع مني شَيْئا قلت يَا با مُحَمَّد لَيْسَ كلّ مَا بلغك يكون حَقًا قَالَ لأحدثنك بِحَدِيث مَا حدثت بِهِ أحدا فبلك فَحَدثني عَن أبي أوفى قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عبيه وَسلم يَقُول) الْخَوَارِج كلاب النَّار وَتُوفِّي إِسْحَاق سنة حمس وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (المغز ابْن صَلَاح الدّين) إِسْحَاق بن يُوسُف بن أَيُّوب هُوَ الْملك الْمعز فتح الدّين ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَلابْن الساعاتي فِيهِ أمداح جَيِّدَة مِنْهَا قصيدة ميمية مِنْهَا قَوْله كم وقفنا فِيهَا مَعَ الْغَيْث مثلين جفوناً وكافةً وغماما (فسقى عَهده الْمعَاهد سَحا ... وسقينا عهودهن سجاما) (فَكَأَن الْغَمَام نقع وَقد جرّ ... د فِيهِ الْملك المعزّ حساما) (الْجواد الوهّاب والمخبت الأوّا ... ب دنيا واللوذعّي الهماما) مقْعد للعدى مُقيم وَأهْدى الْخَوْف مَا أقعد العدى وَأَقَامَا وَمِنْهَا قصيدة حائية مدحه بهَا فِي شَوَّال سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة عِنْدَمَا قدم إِلَى مصر من الشَّام وانتظم الصُّلْح بَين إخْوَته الْمُلُوك مِنْهَا (وَكَيف يدلّ من حثّ المطايا ... إِلَى الْملك المعزّ المستماح) (ورى قدح الْأَمَانِي فِي ذراه ... فأيدي النَّاس فائزة القداح) (وَمَا انتخب عُيُون المَال حَتَّى ... تبلّج ضَاحِكا وَجه النّجاح) (يهز الْمَدْح عطف الْمجد مِنْهُ ... وَذَلِكَ هزّ شوقٍ وارتياح) (فَمَا ينفكّ ذَا عرضٍ مصونٍ ... وَذَا عرضٍ لقاصده مُبَاح) وَرَأَيْت أمداحه فِيهِ فِي سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

جارية المتوكل

3 - (جَارِيَة المتَوَكل) إِسْحَاق الأندلسية جَارِيَة المتَوَكل أمّ الْمُؤَيد إِبْرَاهِيم والموفق أَبَا أَحْمد توفيت سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ودفنت بالرصافة وَكتب يحيى بن عَليّ المنجم إِلَى الموفّق يعزيه بِأُمِّهِ إِسْحَاق (عزاءً فَإِن الدَّهْر يُعْطي ويسلب ... وصبراً فللدنيا صروف تقلّب) (وَمَا جازعٌ إلاّ كآخر صابرٍ ... إِذا لم يكن عَمَّا قضى الله مَذْهَب) على أنّه لَا يملك الْقلب لوعة الْفِرَاق كَمَا لَا تملك الْعين تسكب (لقد جدّت الدُّنْيَا بنعي بَقَائِهَا ... إِلَيْنَا ولكنّا نغرّ وَنَلْعَب) مِنْهَا) (وَمَا مَاتَ من أبقى الْأَمِير وَمن لَهُ ... من الْفضل مَا يعزى إِلَيْهَا وينسب) تقدمها إياك بعد بُلُوغهَا المنى فِيك مَا كنت من الله تطلب (الألقاب) الإسحاقي الدهان الْحَافِظ اسْمه صاعد بن سيار الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ إِبْرَاهِيم بن عَليّ آخر الْجُزْء الثَّامِن من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَسد بن إِبْرَاهِيم بن كُلَيْب وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وسلّم (الْجُزْء التَّاسِع)

الجزء 9

(من اسْمه أَسد) 3 - (أَبُو الْحسن القَاضِي) أَسد بن إِبْرَاهِيم بن كُلَيْب بن إِبْرَاهِيم السّلمِيّ أَبُو الْحسن القَاضِي من أهل حران قدم عكبرا وَحدث بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع مائَة عَن أبي الهيذام المرجى بن عَليّ بن أَحْمد الرهاوي سمع مِنْهُ بحران 3 - (العليمي الصَّحَابِيّ) أَسد بن حَارِثَة العليمي قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ وَأَخُوهُ قطن فِي نفرٍ من قَومهمْ فَسَأَلُوهُ الدُّعَاء لقومهم فِي غيث السَّمَاء وَكَانَ متكلمهم وخطيبهم قطن بن حَارِثَة فَذكر حَدِيثا فصيحاً كثير الْغَرِيب من رِوَايَة ابْن شهَاب عَن عُرْوَة بن الزبير 3 - (أَخُو خَالِد الْقَسرِي) أَسد بن عبد الله الْقَسرِي مُتَوَلِّي خُرَاسَان وأخو خالدٍ أَمِير العراقين كَانَ شجاعاً مقداماً سائساً جواداً ممدحاً لَهُ دَار بِدِمَشْق عِنْد الزقاقين توفّي سنة عشْرين وَمِائَة

أبو المنذر البجلي الكوفي

3 - (أَبُو الْمُنْذر البَجلِيّ الْكُوفِي) أَسد بن عَمْرو أَبُو الْمُنْذر البَجلِيّ الْكُوفِي صَاحب أبي حنيفَة من كبار أهل الرّيّ قَالَ البُخَارِيّ ضَعِيف وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ بِهِ بَأْس توفّي سنة تسعين وَمِائَة 3 - (الْفَقِيه المغربي الْمَالِكِي) أَسد بن الْفُرَات الْفَقِيه المغربي أحد الْكِبَار من أَصْحَاب مَالك روى الْمُوَطَّأ والمسائل الأَسدِية نِسْبَة إِلَيْهِ وَكَانَ زِيَادَة الله ابْن الْأَغْلَب قد أرسل أَسد بن الْفُرَات فِي جيشٍ إِلَى جَزِيرَة صقلية ونزلوا على مَدِينَة سرقوسة وَلم يزَالُوا محاصرين لَهَا إِلَى أَن مَاتَ أَسد الْمَذْكُور فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَدفن فِي مَدِينَة بلرم من الجزيرة أَيْضا 3 - (الْقَسرِي الصَّحَابِيّ) أَسد بن كرز بن عَامر الْقَسرِي جد خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي حَدِيثه عِنْد يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن إِسْمَاعِيل بن أَوسط البَجلِيّ عَن خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي سمع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن الْمَرِيض لتحات خطاياه كَمَا يتحات ورق الشّجر ولابنه يزِيد بن أَسد صُحْبَة وَرِوَايَة وروى عَن أَسد ضَمرَة بن حبيب وَالْمُهَاجِر بن حبيب 3 - (الْمُؤَيد النَّاسِخ) أَسد بن المحسن بن أبان الجهياني أَبُو الْوَحْش وَيعرف بالمؤيد

أسد السنة

النَّاسِخ من أهل مصر كَانَ خصيصاً بالأفضل ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَأحد ندمائه وَكَانَ يورق لَهُ الْكتب وللقاضي الْفَاضِل فَلَمَّا أخذت من الْأَفْضَل دمشق وَسكن سميساط استأذنه الْمُؤَيد فِي الْخُرُوج إِلَى مَكَّة فَإِذن لَهُ فحج وجاور بهَا عدَّة سِنِين يورق للنَّاس وَيَأْكُل من كد يَده ثمَّ قدم بَغْدَاد وورق للنَّاس بِالْأُجْرَةِ وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وينقل نقلا حسنا صَحِيحا وَكَانَ شَيخا ظريفاً كيساً مطبوعاً مزاحا جَامعا لفنون المنادمة كثير الْمَحْفُوظ للحكايات والأشعار توفّي وَولد بِالْقَاهِرَةِ سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل (ترى عِنْد مَن أجبتُه لَا عدِمْتُه ... من الشوقِ وَمَا أَنا صانعُ) (جميعي إِذا حدَّثْتُ عَن ذَاك ألسنٌ ... وكلّي إِذا حُدّثتُ عَنهُ مَسامِعُ) 3 - (أَسد السّنة) أَسد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان الْحَافِظ الْأمَوِي المرواني الْمصْرِيّ ولد بِمصْر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة لَو لم يصنف كَانَ خيرا لَهُ وَقَالَ البُخَارِيّ مَشْهُور الحَدِيث وَقَالَ ابْن يُونُس ثِقَة توفّي بِمصْر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأَسدي الصَّحَابِيّ) أَسد بن أخي خَدِيجَة الْقرشِي الْأَسدي الصَّحَابِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ) لَا تبع مَا لَيْسَ عنْدك ذكره الْعقيلِيّ وَقَالَ فِي إِسْنَاده مقَال 3 - (أسيدة الْيَهُودِيّ) أَسد الْحَكِيم الْيَهُودِيّ يعرف بأسيدة كَانَ ذكياً إِلَى الْغَايَة وَخير مَا يعرفهُ الإلهي والطبيعي وحرفته الَّتِي يتكسب بهَا الْجراح مَعَ مشاركةٍ فِي الطِّبّ والكحل وَغير ذَلِك وَلم ير أقدم مِنْهُ على عمل الْجراحَة فِي جبر مَا يكسر ويهاض من الْعظم بَاشر الْجِرَاحَات العظمية للأمراد مثل الْأَمِير بدر الدّين بيدرا نَائِب الْأَشْرَف على عكا وَمثل الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري وإياه عني عَلَاء الدّين الوداعي لما عالج سنجر الداوداري فَقَالَ من الْبَسِيط

(يَا قومُ إنَّ الدَّواداريَّ متّبعٌ ... فِي فَضله أبيناءً الله مجتهدُ) (كأنّه دانتالٌ فِي كرامته ... ذلّت لَهُ الأسْدُ حَتَّى طَبّه أسدُ) وَكَانَ الْملك الْمُؤَيد صَاحب حماة يُحِبهُ ويقربه وَسمعت أَنه أوصى لَهُ بِشَيْء من كتبه لما مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى وَأدِّي عَلَيْهِ الشَّهَادَة فِي صفد بِأَنَّهُ أسلم ثمَّ تهود وتشطرت الْبَيِّنَة عَلَيْهِ وَبَقِي الْأَمر معزوفاً بِشَهَادَة آخر وتعصب عَلَيْهِ أَمِير فِي صفد وَحضر عِنْد الْحَاكِم وَكَانَ الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي الْخَطِيب يُحِبهُ وَإِذا جَاءَ إِلَى صفد يُقيم عِنْده فَقَالَ لَهُ يَا حَكِيم الْمصلحَة أَن تتقدم بِحِفْظ الصِّحَّة يَعْنِي أَنه يسلم فنفر فِيهِ بغيظ وَقَالَ اعْمَلْ أَنْت خطابتك ودع عَنْك هَذَا وَقَامَ الْأَمِير عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ إِن كنت مَا تدخل الْجنَّة إِلَّا بأنك تستسلمني فَهَذَا بعيد مِنْك وَوضع فِي حبس القلعة وَأقَام مُدَّة وَلم ينكسر وَلَا خضع لأحدٍ قطّ ثمَّ إِنِّي رَأَيْته بحلب ودمشق وحماة والقاهرة ذكره صَاحب حماة للأمير عز الدّين فأحضر إِلَيْهِ على الْبَرِيد من حماة ليعالج مَا بِهِ من الفالج وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهُوَ آخر عهدي بِهِ وَلم أر من يعرف الفراسة مثله بعد الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي طَالب الْمَذْكُور فِي المحمدين بل رُبمَا كَانَ هُوَ أدق نظرا وأذكى فِيهَا كَانَ يَوْمًا هُوَ والخطيب نجم الدّين على بَاب الْجَامِع وَحضر إِلَيْهِ شخص فَقَالَ لَهُ الْخَطِيب قبل وُصُول ذَلِك الشَّخْص يَا حَكِيم أيش فراشتك فِي هَذَا فَأخذ يتأمله وَقَالَ لَهُ أَنْت راجل قُدَّام الْوَالِي قَالَ لَا قَالَ وَلَا قُدَّام القَاضِي قَالَ لَا قَالَ وَلَا قُدَّام الْمُحْتَسب قَالَ لَا قَالَ وَلَا تعاني شَيْئا من الصَّيْد قَالَ لَا وَلَكِنِّي أرمي البندق فَقَالَ بس يَد سَيِّدي الشَّيْخ فَقُلْنَا لَهُ كَيفَ قلت هَذَا فَقَالَ تفرست فِيهِ أَن يكون شريراً فَسَأَلته عَمَّا سَأَلته فأنكرني فَقلت لَا بُد هَذَا الَّذِي عِنْده من الشَّرّ أَن يَسْتَعْمِلهُ فِي شَيْء فَذكرت الصَّيْد فَقَالَ) أرمي البندق فعلت صِحَة الفراسة وَكَانَ مرّة بصفد قد عالج نَائِب القلعة الْأَمِير سيف الدّين بلبان الجوكندار فَسَقَاهُ مرقداً ليتَمَكَّن من الْجراح فَلَمَّا رأى مماليكه عمل الْحَدِيد فِي الْأَمِير وَهُوَ لَا يشْعر جذبوا السيوف وجاءوه فعض هُوَ على أنف الْأَمِير عضة إِلَى أَن انتبه من مرقده وَأنكر عَلَيْهِ هَذَا الْفِعْل فَقَالَ أَنْفك أعَالجهُ بالمرهم وَيبرأ لَا يضْرب عنقِي مماليكك وَلم يكن يَهُودِيّا إِلَّا يتستر بذلك وَإِنَّمَا كَانَ يرى رَأْي الفلاسفة وَكَانَ يصحب الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية ويبحث مَعَهُمَا وَله مَعَهُمَا مناظرات لَيْسَ هَذَا مَوضِع ذكرهَا وَكَانَ يعْتَرض علينا وَنحن نشتغل نَحوا وأصول فقه لحدة ذهنه وذكائه وَلم أر فِي الْمُسلمين أقوى نفسا مِنْهُ لَا فرق عِنْده بَين الْكَبِير وَالصَّغِير وَلَا الْملك والوزير وَإِذا بحث مَعَ أحد سخر بِهِ وهزأ بِهِ فِيمَا يُورِدهُ عَلَيْهِ من الإيرادات وَمَا أَشك أَنه كَانَ إِذا انْفَرد بِأحد فِي الطَّرِيق فِي أَسْفَاره أَن يقْتله من أَي دين كَانَ أسْتَغْفر الله وَقَالَ لي جبرت رجلا وداويتها بقدوم ومنشار ومثقب وَتُوفِّي بعد الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة

الألقاب

(الألقاب) الْأَسدي أَبُو الْحسن اسْمه أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأَسدي الْقَارئ يحيى بن وثاب الْأَسدي اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن الْمُعَلَّى الْأسد خطيب الرصافة أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن الْأسد الفارقي الْحسن بن أَسد أَسد الشَّام اليوننيي عبد الله بن عُثْمَان (من اسْمه إِسْرَائِيل) 3 - (الْحَافِظ السبعي) إِسْرَائِيل بن يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله الْهَمدَانِي السبعي الْكُوفِي الْحَافِظ ولد سنة مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَسمع من جده روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَهُوَ أثبت من شَيبَان فِي أبي إِسْحَاق وَكَذَا وَثَّقَهُ غير وَاحِد 3 - (الطيفوري الطَّبِيب) إِسْرَائِيل بن زَكَرِيَّاء الطيفوري كَانَ طَبِيب الْفَتْح بن خاقَان جليل الْقدر عِنْد الْخُلَفَاء والملوك وَكَانَ المتَوَكل يرى لَهُ كثيرا ويعتمد عَلَيْهِ قَالَ إِسْحَاق ابْن عَليّ الرهاوي فِي كتاب أدب الطَّبِيب لما احْتجم المتَوَكل بِغَيْر إِذن إِسْرَائِيل وجد عَلَيْهِ فَاشْترى غَضَبه بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وضيعةٍ تغل لَهُ فِي السّنة خمسين ألف دِرْهَم وَهبهَا لَهُ وسجل لَهُ عَلَيْهَا وَكَانَ مَتى ركب إِلَى دَار المتَوَكل يكون موكبه مثل موكب الْأُمَرَاء وأجلاء القواد وَبَين يَدَيْهِ أَصْحَاب المقارع وأقطعه المتَوَكل بسر من رأى وَأمر صقْلَابٍ وَابْن الجيري بِأَن يركبا مَعَه ويدور جَمِيع سر من رأى حَتَّى يخْتَار الْمَكَان الَّذِي يُريدهُ فركبا بَين يَدَيْهِ وَاخْتَارَ من الحيز خمسين ألف ذِرَاع وَضَربا الْمنَار عَلَيْهِ وَدفع إِلَيْهِ ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم للنَّفَقَة عَلَيْهِ

الطبيب

3 - (الطَّبِيب) إِسْرَائِيل بن سهل كَانَ مُتَقَدما فِي صناعَة الطِّبّ حسن العلاج خَبِيرا بتركيب الْأَدْوِيَة وَله كتاب مَشْهُور فِي الترياق وَقد أَجَاد فِي علمه وَبَالغ ابْن إِسْرَائِيل الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن سوار ابْن إِسْرَائِيل الْوَزير اسْمه أَحْمد ابْن إِسْرَائِيل الأسعردي النُّور الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد (أسعد) 3 - (أسعد بن زُرَارَة بن عدس) على وزن قثم بن عبيد بن ثَعْلَبَة بن غنم بن مَالك بن النجار الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو أُمَامَة غلبت عَلَيْهِ كنيته كَانَ عقبياً نَقِيبًا شهد الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة وبايغع فيهمَا وَهُوَ أول من بَايع لَيْلَة الْعقبَة كَذَلِك يَقُول بَنو النجار وَتُوفِّي قبل بدر أَخَذته الذبْحَة وَالْمَسْجِد يبْنى فكواه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات فِي تِلْكَ الْأَيَّام سنة إِحْدَى لِلْهِجْرَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ أول مدفون بِهِ كَذَلِك يَقُول الْأَنْصَار والمهاجرون يَقُولُونَ أول مدفون بِهِ عُثْمَان بن مَظْعُون وَكَانَ أَبُو أُمَامَة خرج هُوَ وذكوان بن عبد قيس إِلَى مَكَّة يتنافران إِلَى عتبَة بن ربيعَة فسمعا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتيَاهُ فَعرض عَلَيْهِمَا الْإِسْلَام وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا الْقُرْآن فَأَسْلمَا وَلم يقربا عتبَة ورجعا إِلَى الْمَدِينَة فَكَانَا أول من قدم بِالْإِسْلَامِ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق إِنَّمَا أسلم أسعد ابْن زُرَارَة مَعَ النَّفر السِّتَّة الَّذين سبقوا قَومهمْ إِلَى الْإِسْلَام بِالْعقبَةِ الأولى وَجَاءَت بَنو النجار إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا قد مَاتَ نقيبنا فَنقبَ لنا فَقَالَ أَنا نقيبكم وَقيل إِنَّه قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نئس الْمَيِّت هَذَا الْيَهُود يَقُولُونَ أَلا دفع عَنهُ وَلَا أملك لَهُ وَلَا لنَفْسي شَيْئا وَقد ذكر هَذَا الْخَبَر بوجوهه ابْن عبد الْبر فِي كتاب التَّمْهِيد 3 - (أسعد بن يزِيد بن الْفَاكِه) الْأنْصَارِيّ الزرقي ذكره مُوسَى بن عقبَة فِي من مشْهد بَدْرًا وَلَيْسَ هُوَ فِي كتاب ابْن إِسْحَاق 3 - (أسعد بن يَرْبُوع) الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ الخزرجي قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (ابْن الْبَلَدِي) أسعد بن أَحْمد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن نصر الله بن مُحَمَّد بن همام الشَّيْبَانِيّ الحطابي بِالْحَاء الْمُهْملَة أَبُو البركات الْمَعْرُوف بِابْن الْبَلَدِي تفقه فِي صباه على مَذْهَب أَحْمد على القَاضِي أبي يعلى ابْن الْفراء ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي ودرس الْفِقْه على يُوسُف الدِّمَشْقِي ثمَّ ترك ذَلِك واشتغل بِالتَّصَرُّفِ فِي الْأَعْمَال الديوانية سمع البُخَارِيّ من

خطيب نيسابور الحنفي

أبي الْوَقْت وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن بن هبة الله الشَّافِعِي قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبنَا عَنهُ وَكَانَ شَيخنَا فَاضلا أديباً بليغاً متديناً حسن الطَّرِيقَة لَهُ النّظم والنثر توفّي سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَمن) شعره من الطَّوِيل (وَلَو كَانَت الأقدار طوعَ مشيئتي ... ودارُ الْأَمَانِي منزلي ومقَيلي) (لما نظرَتْ عَيْني سواكم بنظرة ... وَغير طلوعي دراكم وأفولي) (وَلكنهَا تبُدي ممرّها ... خفايا وَمن ذاكَ الممرّ ذهولي) (عَلَيْكُم سلامُ الله مَا هبّت الصَّبا ... وَمَا غرَّدت قُمْرِيّةٌ بهديلٍ) (وَمَا لاحَ نجمٌ فِي السَّمَاء وأينعَتْ ... غرُوسُ الندى فِيكُم وعزّ قبيلي) قلت شعر منحط 3 - (خطيب نيسابور الْحَنَفِيّ) أسعد بن صاعد بن مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل بن صاعد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الْحَنَفِيّ أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي الْعَلَاء خطيب نيسابور فِي الْمَسْجِد الْجَامِع الْقَدِيم قَالَ محب الدّين ابْن النجار والخطباء الْيَوْم من أَوْلَاده كَانَ مِمَّن نَشأ فِي الْخَيْر وَالصَّلَاح وَطلب الْعلم من صباه إِلَى أَوَان الكهولة وبيته مَشْهُور بِالْعلمِ وَالْقَضَاء والخطابة والتدريس والتذكير سمع أَبَاهُ وجده وَأَبا المظفر مُوسَى بن عمرَان الصُّوفِي وَأحمد بن عَليّ بن خلف الشِّيرَازِيّ وَغَيرهم وَتُوفِّي بعد الْعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو الْفَخر جرده) أسعد بن عبد الْوَاحِد ابْن أبي الْفَتْح التَّاجِر أَبُو الْفَخر الْمَعْرُوف بجرده الْأَصْفَهَانِي سمع الْكثير من أَصْحَاب الْحَافِظ أبي نعيم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَقدم بَغْدَاد وَسمع بهَا من عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ العلاف وَهبة الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْموصِلِي وَعَاد إِلَى بَلَده ثمَّ قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا بعد علو سنة واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو الْفضل الطوسي) أسعد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَاق الطوسي أَبُو الْفضل ابْن أبي طَاهِر ابْن أبي الْحسن ابْن الْوَزير أبي نصر ابْن الْوَزير نظام الْملك أبي عَليّ من بَيت الوزارة والرئاسة كَانَ شَيخا مليح الصُّورَة حَتَّى الْأَخْلَاق متودداً سمع أَبَا الْوَقْت قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ توفّي فجاءةً سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة 3 - (أَبُو مَنْصُور النَّحْوِيّ) ) أسعد بن نصر بن الأسعد أَبُو مَنْصُور ابْن أبي

الميهني الشافعي

الْفضل العبرتي النَّحْوِيّ من أهل بَاب الأزج كَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بالأدب قَرَأَ النَّحْو على أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وَأبي البركات ابْن الْأَنْبَارِي واللغة على أبي الْحسن عَليّ ابْن العصار وتصدر للإقراء وَجلسَ فِي حَلقَة ابْن العصار بِجَامِع الْقصر بعد وَفَاته وَكَانَ خَال الْوَزير أبي المظفر ابْن يُونُس توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْبَسِيط (خَوْدٌ أذابت بالهجر جسمي ... فَصَارَ من دقّة خِلالا) (شكوتُ من صدّها وَمَا بِي ... من الْهوى فانْثَنَتْ دَلالا) (تَثْني على وَجههَا لثاماً ... صيّر بدرَ الدُّجى هلالا) وَمِنْه أَيْضا (تَفْتّر عَن ثَغرها فيبدو ... مَنابتُ الدُّرّ فِي العقَيقِ) (يُرْشَف من فَوْقه رُضابٌ ... ألَذُّ طعماً من الرَّحِيق) (تستّرَتْ بالنّقاب كَيْلا ... تقتُلَ مَن مرًّ فِي الطَّرِيق) (وَكَيف يخفي النقاب مِنْهَا ... شمساً تبدَّت لَدَى الشروق) وَمن أَيْضا من الرمل (قُل لمَن يشكو زَمَانا ... حاد عمّا يَرْتجيهِ) (لَا تضيقنَّ إِذا جا ... ء بِمَا لَا تشتهيه) (وَمَتى نابك دهرٌ ... حالتِ الأحوالُ فِيهِ) (فوِّض الأمرَ إِلَى اللّ ... هـ تجدْ مَا تبتغيه) (وَإِذا علّقتَ آما ... لَك فِيهِ ببنيه) (حرتَ فِي قصدكَ حَتَّى ... قيل مَاذَا بِنَبِيِّهِ) قلت شعر جيد 3 - (الميهني الشَّافِعِي) أسعد بن أبي نصر ابْن أبي الْفضل الْعمريّ أَبُو الْفَتْح وَقيل أَبُو سعيد الميهني الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ من الْأَئِمَّة الْكِبَار فضلا ونبلاً وَله التعليقة الْمَشْهُورَة سكن بَغْدَاد مُدَّة ودرس بالنظامية بعد وَفَاة أبي بكر الشَّاشِي وعزل عَن التدريس ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ تفقه بمرو ثمَّ رَحل إِلَى غزلة) واشتهر بِتِلْكَ الديار وشاع فَضله ومدحه الْغَزِّي أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بقصيدته الَّتِي أَولهَا من الْكَامِل

أبو المظفر المؤدب

(وعْدُ الجداية غير مأمول الجدي ... وأضلّ مَا كَانَ المُحبُّ إِذا اهْتَدَى) (كرّرتَ لحظك فِي ظباءٍ سربُها ... بالنظرة الأولى تصيد الأصْيَدا) (قلّدتهنَّ دَمًا وقلّدكَ الْهوى ... إِثْمًا فَكنت مقلِّدا ومقلَّدا) مِنْهَا فِي المديح من الْكَامِل (لاقت بمحيي الدّين كلّ فَضِيلَة ... أَمْسَى بِجمع شتاتها متفَرّدا) (يَا مَن قلوبُ مخالفيه وَإِن نكا ... فِيهَا تمنّى أَن تكون لَهُ الفدا) (عوّلْ على اسْمك فَهُوَ فالٌ صادقٌ ... واقطعْ بعزمك مَا نبت عَنهُ المُدى) اشْتغل النَّاس عَلَيْهِ وانتفعوا بطريقته الخلافية قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ قدم علينا من جِهَة السُّلْطَان مَحْمُود السلجوقي رَسُولا إِلَى مرو ثمَّ توجه رَسُولا إِلَى بَغْدَاد وَتُوفِّي بهمذان سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يَخْدمه فَقِيه من أهل قزوين قَالَ كُنَّا مَعَه فِي بَيت لما أَن قرب أَجله فَقَالَ لنا اخْرُجُوا من هُنَا فخرجنا فوقفت على الْبَاب فَسَمعته يلطم وَجهه وَيَقُول يَا حسرتاً على مَا فرطت فِي جنب الله وَجعل يبكي ويلطم وَجهه ويرددها إِلَى أَن مَاتَ 3 - (أَبُو المظفر الْمُؤَدب) أسعد بن هبه الله بن إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله الربعِي أَبُو المظفر الأديب النَّحْوِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الخيزراني الْبَغْدَادِيّ كَانَ يُؤَدب الصّبيان قَرَأَ الْأَدَب على موهوبٍ ابْن الجواليقي وَسمع من أبي الْقَاسِم ابْن الحُصين وَأبي غالبٍ أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن أَحْمد بن عمر الحريري وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة تسعين وَخَمْسمِائة 3 - (منتجب الدّين الْوَاعِظ) أسعد ابْن أبي الْفَضَائِل مَحْمُود بن خلف بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعجلِيّ الإصبهاني منتجب الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي الْوَاعِظ كَانَ من الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء الموصوفين بِالْعلمِ والزهد مَشْهُورا بِالْعبَادَة والنسك والقناعة لَا يَأْكُل إِلَّا من كسب يَده وَكَانَ يورق وَيبِيع مَا يتقوت بِهِ وَسمع بِبَلَدِهِ من فَاطِمَة الجوزذانية والحافظ أبي الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل وَأبي الْوَفَاء غَانِم بن أَحْمد ابْن حسن الجلودي وَأبي الْفضل عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد) وَسمع من أبي الْفَتْح ابْن البطي وَغَيره وَعَاد إِلَى بَلَده وتبحر وَمهر واشتهر وصنف عدَّة تصانيف مشكلات الْوَسِيط وَالْوَجِيز للغزالي وتتمة التَّتِمَّة للمتولي وَكتاب آفَات الوعاظ وَعَلِيهِ كَانَت عُمْدَة الْفَتْوَى بإصبهان وَتُوفِّي سنة سِتّمائَة رَحمَه الله تَعَالَى

ابن مماتي

3 - (ابْن ممّاتي) أسعد أَبُو المكارم ابْن الخطير أبي سعيد مهذب بن مثنا بن زَكَرِيَّاء ابْن أبي قدامَة ابْن أبي مليح مماتي بِفَتْح الميمين وَتَشْديد الثَّانِيَة الْكَاتِب الشَّاعِر كَانَ نَاظر الدَّوَاوِين بالديار المصرية وَفِيه فَضَائِل وَله مصنفات عديدة تشبه تصانيف الثعالبي مِنْهَا تلقين الْيَقِين فِي الْفِقْه كتاب سر الشّعْر وَكتاب علم النثر كتاب الشَّيْء بالشَّيْء يذكر وَعرضه على القَاضِي فَسَماهُ سلاسل الذَّهَب لأخذ بعضه بشعب بعض تَهْذِيب الْأَفْعَال لِابْنِ طريف قرقرة الدَّجَاج فِي شعر ابْن حجاج الفاشوش فِي أَحْكَام قراقوش لطائف الذَّخِيرَة لِابْنِ بسام ملاذ الأفكار وملاذ الِاعْتِبَار سيرة السُّلْطَان صَلَاح الدّين وأخاير الذَّخَائِر كرم النجار فِي حفظ الْجَار عمله للظَّاهِر غَازِي لما قدم عَلَيْهِ حلب ترجمان الجمان مَذَاهِب الْمَوَاهِب باعث الْجلد عِنْد حَادث الْوَلَد الحض على الرضى بالحظ جَوَاهِر الصدف وزواهر السدف قرص العتاب درة التَّاج ميسور النَّقْد المنحل أَعْلَام النَّصْر خَصَائِص الْمعرفَة فِي المعميات روائع الوقائع كَانَ أحد رُؤَسَاء الْأَعْيَان وَأَصله من نَصَارَى أسيوط قدمُوا مصر وخدموا بهَا وتقدموا وولوا الولايات قَالَ الْوَزير جمال الدّين القفطي بَلغنِي أَن بعض تجار الْهِنْد قدم إِلَى مصر وَمَعَهُ سَمَكَة مصنوعة من عنبر قد تأنق فِيهَا وطيبت ورصعت بالجواهر فعرضها على بدر الجمالي فسامها من صَاحبهَا فَقَالَ لَا أنقصها من ألف دِينَار شَيْئا فأعيدت إِلَى تاجرها فَقَالَ لَهُ أَبُو الْمليح أَرِنِي هَذِه السَّمَكَة فرآها فَطلب بيعهَا فَقَالَ لَا أنقصها من ألف دِينَار شَيْئا فوزن لَهُ فِيهَا الْألف دِينَار وَتركهَا عِنْده فاتفق أَن شرب يَوْمًا فَقَالَ لندمائه قد اشْتهيت سمكًا هاتم المقلي وَالنَّار حَتَّى نقليه بحضرتنا فجاءوه بمقلى حَدِيد وفحم وَجَاء بِتِلْكَ السَّمَكَة العنبر فوضعها فِي المقلى فَجعلت تتقلى وتفوح روائحها حَتَّى لم يبْق بِمصْر دَار إِلَّا دَخلهَا تِلْكَ الرَّائِحَة وَكَانَ بدر الجمالي جَالِسا وتزايدت الروائح فاستدعى خزانه وَأمرهمْ بِفَتْح خزائنه وتفتيشها خوفًا من حريق يكون قد وَقع فِيهَا فوجدوها سَالِمَة فَقَالَ وَيحكم انْظُرُوا مَا هَذَا) فتتبعوا ذَلِك حَتَّى وقفُوا على حَقِيقَة الْخَبَر فأعلموه بذلك فَقَالَ هَذَا النَّصْرَانِي الْفَاعِل الصَّانِع أكل أَمْوَالِي واستبد بالدنيا دوني فَلَمَّا كَانَ من الْغَد دخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ وَيلك أستعظم وَأَنا ملك شرى سَمَكَة بِأَلف دِينَار وأتركها وتشتريها أَنْت وَلم يكفك ذَلِك حَتَّى تقليها وتذهبها ضيَاعًا فِي سَاعَة وَاحِدَة وَهِي بِأَلف دِينَار مصرية مَا فعلت هَذَا إِلَّا وَقد نقلت بَيت مَالِي إِلَيْك فَقَالَ وَالله مَا

فعلت هَذَا إِلَّا محبَّة لَك وغيرةً عَلَيْك فَإنَّك الْيَوْم سُلْطَان نصف الدُّنْيَا وَهَذِه السَّمَكَة لَا يَشْتَرِيهَا إِلَّا ملك فَخفت أَن يذهب بهَا إِلَى بعض الْمُلُوك ويخبره أَنَّك استعظمتها وَلم تشترها فَأَرَدْت عكس الْأَمر عَلَيْهِ وأعلمته أَنَّك لم تتركها إِلَّا احتقاراً لَهَا وَلم يكن لَهَا عنْدك مِقْدَار وَأَن كَاتبا نَصْرَانِيّا من كتابك اشْتَرَاهَا وأحرقها فيشيع ذكرك ويعظم عِنْد الْمُلُوك قدرك فَاسْتحْسن بدر ذَلِك مِنْهُ وَأمر لَهُ بضعفي ثمنهَا وَزَاد فِي رزقه وَأما الْمُهَذّب وَالِده الخطير وَكَانَ كَاتب الْجَيْش بِمصْر أَوَاخِر دولة الفاطميين فقصده الْكتاب وَجعلُوا لَهُ حَدِيثا عِنْد صَلَاح الدّين أَو عَمه أَسد الدّين فخاف الْمُهَذّب فَجمع أَوْلَاده وَدخل على السُّلْطَان وَأَسْلمُوا على يَده فقبلهم وَأحسن إِلَيْهِم وَزَاد فِي ولاياتهم وَجب الْإِسْلَام مَا قبله فَقَالَ ابْن الذروي من الْكَامِل (لم يُسْلم الشَّيْخ الخطي ... ر لرغبةٍ فِي دين أحمدْ) (بل ظنَّ أنّ مِحالَه ... يُبقي لَهُ الدِّيوَان سرمدْ) (والآن قد صرفوه عَن ... هـ فدينه بالعَوْد أحمدْ) قَالَ ياقوت وَوجد بِخَط ابْن مماتي من الْكَامِل (صحَّ التمثّل فِي قدي ... م الدَّهْر أَن الْعود أحمدْ) وَكَانَ الخطير يَوْمًا جَالِسا فِي ديوانه فِي حجرَة موسومة بديوان الْجَيْش من قصر السُّلْطَان بِمصْر وَكَانَ بهَا رُخَام وتنميق فَجَاءَهُ قوم وأقاموه فَقَالَ مَا الْخَبَر فَقَالُوا قد تقدم الْملك الْعَادِل بِأخذ رُخَام هَذِه الْحُجْرَة فَخرج منكسفاً وَقَالَ استجيبت فِينَا دَعْوَة وَمَا أظنني أَجْلِس فِي ديوَان بعْدهَا أما سَمِعْتُمْ إِذا بالغوا فِي الدُّعَاء علينا قَالُوا خرب الله ديوانه وَمَا بعد الخراب إِلَّا اليباب ثمَّ دخل منزله وحم فَلم يخرج مِنْهُ إِلَّا مَيتا فَلَمَّا مَاتَ خَلفه ابْنه الأسعد صَاحب التَّرْجَمَة وللخطير شعر مِنْهُ مَا قَالَه فِي أبي سعيد ابْن أبي الْيمن النحال بِالْحَاء الْمُهْملَة وَزِير الْعَادِل) وَكَانَ نَصْرَانِيّا وَكَانَ ابْن النحال حسن الصُّورَة من السَّرِيع (وشادنٍ لّما أَتَى مُقْبلاً ... سبّحتُ رَبّ الْعَرْش باريه) (ومذ رأيتُ النَّمْل فِي خدّه ... أيقنتُ أنَّ الشّهد فِي فِيهِ) وَكَانَ ابْن النحال يسكن فِي أول دربٍ آخِره صبي مليح يُسمى ابْن زنبور فَقَالَ الخطير من الطَّوِيل (حوى دربُ كوز الزير كلَّ شمّرْدل ... مشدَّدة أوساطُهم بالزنانير) (فأوّلُه للشهد والنحل منزل ... وأخره يَا سادتي للزنابير) وَأما أسعد الْمَذْكُور فَإِنَّهُ خلف أَبَاهُ الخطير على ديوَان الْجَيْش وتصدر فِيهِ مُدَّة طَوِيلَة واختص بِصُحْبَة القَاضِي الْفَاضِل ونفق عَلَيْهِ وحظي عِنْده فَقَامَ بأَمْره وَنبهَ على قدره وصنف لَهُ عدَّة

تصانيف باسمه وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن ملك الْعَادِل بن أَيُّوب مصر وَكَانَ فِي نفس الصاحب صفي الدّين بن شكر من أسعد لِأَنَّهُ وَقعت مِنْهُ إهانة فِي حَقه فحقدها عَلَيْهِ وَلما ورد ابْن شكر إِلَى الْقَاهِرَة أقبل تعلى ابْن مماتي الْمَذْكُور إقبالاً عَظِيما وَأقرهُ على وظائفه وَتَركه على ذَلِك سنة ثمَّ عمل لَهُ المؤامرات وَوضع لَهُ المحالات وَأكْثر فِيهِ التأويلات وَلم يلْتَفت إِلَى أعذاره ونكبه نكبةً قبيحةً وأحال عَلَيْهِ الأجناد فقصدوه وطالبوه واشتكوه إِلَى أَن شكر فحكمهم فِيهِ قَالَ أسعد بن مماتي فآل أَمْرِي إِلَى أَن علقت على بَاب دَاري فِي يومٍ واحدٍ عشرَة مرّة فَلَمَّا رَأَوْا أَن لَا وَجه لي قَالُوا تحيل وَنجم هَذَا المَال فَقلت أما المَال فَلم يبْق عِنْدِي مَال وَلَكِن إِن أطلقت استجديت مِمَّن يخافني ويرجوني فنجموا عَليّ المَال وأطلقت فاستترت وقصدت القرافة وأخفيت نَفسِي فِي مَقْبرَة الماذرائيين وأقمت بهَا سنة وضاق الْأَمر عَليّ فهربت إِلَى الشَّام على اجتهادٍ من السّتْر والخفاء فلحقني فِي الطَّرِيق فَارس مجد فَسلم عَليّ وَدفع إِلَيّ كتابا ففضضته وَإِذا هُوَ من ابْن شكر يَقُول فِيهِ لَا تحسب أَن استتارك خَفِي عَليّ فَكَانَت أخبارك تَأتِينِي كل يَوْم بيومه وَقد كنت فِي قُبُور الماذرائيين بالقرافة مُنْذُ يَوْم كَذَا واجتزت ورأيتك وَلما هربت الْآن علمت خبرك وَلم أرد ردك وَلَو شِئْت رددتك وَلَو علمت أَنه بَقِي لَك مَال أَو حَال مَا تركتك وَلم يكن ذَنْبك عِنْدِي مَا أبلغ فِي مُقَابلَته عدم روحك وَإِنَّمَا كَانَ مقصودي أَن تعيش خَائفًا فَقِيرا غَرِيبا مهججاً فِي الْبِلَاد فَلَا تظن أَنَّك هربت مني بمكيدة خفيت عَليّ فَاذْهَبْ إِلَى غير دعة الله قَالَ وَتَرَكَنِي القاصد وَعَاد فوقفت مبهوتاً إِلَى أَن) وصلت إِلَى حلب وَلما وصل إِلَى حلب تَلقاهُ الظَّاهِر غَازِي بالإكرام وأجرى عَلَيْهِ فِي كل شهر عشرَة دَنَانِير غير برٍ وألطاف وَأقَام عِنْده على قدم العطلة من سنة أَربع وسِتمِائَة إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وسِتمِائَة بحلب وَدفن بِالْقربِ من تربة أبي بكر الْهَرَوِيّ وَكَانَ علم الدّين ابْن الْحجَّاج شَرِيكه فِي الْجَيْش فهجاه بعدة أشعارٍ مِنْهَا من الوافر (حكى نهرَين مَا فِي الأر ... ض مَن يحكيهما أبَدا) (فَفي أَفعاله ثورا ... وَفِي أَلْفَاظه بَردَى) وَكَانَت لَهُ نَوَادِر حِدة لما أحدث الْملك الظَّاهِر قناة المَاء بحلب وأجراها فِي دورها وشوارعها جعل السديد بن الْمُنْذر ينظر فِي مصالحها ورزقه فِي الشَّهْر على ذَلِك ثلثمِائة دِرْهَم فَسَأَلَ عَنهُ يَوْمًا الْأَمِير فَارس الدّين مَيْمُون القصري فَقَالَ ابْن مماتي مسرعاً هُوَ الْيَوْم مستخدم على الْقَنَاة وَقيل لَهُ يَوْمًا أَي شَيْء يشبه ابْن الْمُنْذر فَقَالَ يشبه الزب وَكَانَ ابْن الْمُنْذر أَعور فاستبردوا ذَلِك وظنوه أَرَادَ عوره فَقَالَ مَا لكم لَا تَسْأَلُونِي كَيفَ بشبهه قَالُوا كَيفَ هُوَ قَالَ هُوَ أَقرع أصلع أَعور يسمع بِلَا أذن يدْخل المداخل الردية بحدة واجتهاد وَيرجع منكسراً وَقَالَ دخلت يَوْمًا على القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه اللع تَعَالَى فَوجدت بَين يَدَيْهِ أترجة كَبِيرَة مفرطة الضخامة من الأترج الشمعي فَلَمَّا جَلَست حدقت إِلَيْهَا وَاتفقَ لي فكر وَذُهُول فَأخذ

رَحمَه الله يتنادر على نَفسه وَقَالَ يَا مولَايَ الأسعد مَا هَذِه الفكرة مَا أَنْت مفكر إِلَّا فِي خلق هَذِه الأترجة وَمَا فِيهَا من التكتيل والتعويج وتعجب من الْمُنَاسبَة وَكَيف اتّفق الْجمع بَيْننَا فدهشت وانخلع قلبِي مِنْهُ ثمَّ رَجَعَ إِلَيّ خاطري فَقلت لَا وَالله بل أفكر فِي معنى وَقع لي فِيهَا وَيسر الله أَن نظمت بديهاً من السَّرِيع (لله بل للحُسْنِ أترجّةٌ ... تذكِّر النَّاس بِأَمْر النَّعيم) (كأنّها قد جمعت نَفسهَا ... من هَيْبَة الْفَاضِل عبد الرَّحِيم) فأعجباه واستحسنهما وَانْقطع الحَدِيث وَمن شعره أَيْضا من الوافر (تُعاتِبني وتَنْهَى عَن أمورٍ ... سبيلُ النَّاس أَن يَنْهَوك عَنْهَا) ) (أتقدر أَن تكون كَمثل عَيْني ... وحقِّك مَا عليَّ أضرُّ مِنْهَا) وَله من قصيدة من الطَّوِيل (لنيرانه فِي اللَّيْل أيُّ تخرُّقٍ ... على الضَّيْف إِن أَبْطَا وأيُّ تلهُّب) (وَمَا ضَرَّ مَن يَعشو إِلَى ضوءِ ناره ... إِذا هُوَ لم ينزل بآل المُهلَّب) وَلما وَقع الثَّلج فِي حلب سنة خمس وسِتمِائَة قَالَ عدَّة مقاطع فِي ذَلِك مِنْهَا من الْبَسِيط (قد قُلتُ لمّا رأيتُ الثلجَ مُنبسطاً ... على الطَّرِيق إِلَى أَن ضلَّ سالكهُا) (مَا بيَّض الله وَجه الأَرْض فِي حلبٍ ... إلاّ لأنّ غيِاثَ الدّين مالكُها) وَمِنْهَا من الرجز (لمّا رأيتُ الثَّلج قد ... غَطّى الوِهادَ والقنُنْ) (سألتُ أهل حلبٍ ... هَل تُمطِرُ السمّا لَبَنْ) وَمن شعره من السَّرِيع (وأهْيفٍ أحدثَ لي نَحوه ... تَعَجبُّاً يُعرب عَن ظرفهِ) (علامةُ التَّأْنِيث فِي لَفظه ... وأحرف العلةّ فِي طرفه) وَمن شعره من الْكَامِل (وحياة ذَاك الوَجه بل وحياته ... قَسَمٌ يُريك الحُسْنَ قَسماته) (لأُرابِطنَّ على الغَرامِ بثغره ... لأفوز بالمرجُوِّ من حسَنَاته) (وأُجاهِدَنَّ عوَاذِلي فِي حبُهِّ ... بالمرْهَفات عليَّ من لحظَاته) (قد صيغَ من ذهبٍ وقُلِّد جوهراً ... فلذاك لَيْسَ يجوز أخذُ زَكَاته) وَمِنْه دوبيت من الرمل

أبو أمامة الأنصاري

(يَا غُصْنُ أَرَاك حَامِلا عُودَ أراكْ ... حاشاك إِلَى السِّواك يحْتَاج سِواكْ) (قُلْ لي أنَهاك عَن محِبيّك نُهاك ... لَو تمَّ وفاك بُستُ خدَّيك وفاك) وَقَالَ مهذب الدّين ابْن الخيمي يهجو أسعد بن مماتي من الْخيف (وحديثِ الْإِسْلَام واهي الحَدِيث ... باسِمِ الثغرِ عَن ضميرٍ خبيثِ) (لَو رأى بعضَ شِعْره سيبَويَه ... زَاده فِي عَلامَة التَّأْنِيث) وَإِنَّمَا قيل لجده أبي الْمليح مماتي لِأَنَّهُ وَقع فِي مصر غلاءٌ عَظِيم وَكَانَ كثير الصَّدَقَة وَالْإِطْعَام) خُصُوصا لصغار الْمُسلمين وَكَانُوا إِذا رَأَوْهُ نَادَى كل وَاحِد مِنْهُم مماتي فاشتهر بِهِ 3 - (أَبُو أُمَامَة الْأنْصَارِيّ) أسعد بن سهل بن حنيف بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح النُّون وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره فَاء الْأنْصَارِيّ الأوسي الْمدنِي أَبُو أُمَامَة ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَآهُ وَحدث عَن أَبِيه وَعمر وَعُثْمَان وَزيد بن ثَابت وَمُعَاوِيَة وَابْن عَبَّاس وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَكَانَ من عُلَمَاء الْمَدِينَة وَمن أَبنَاء الَّذين شهدُوا بَدْرًا وأسعد من المبايعات أم حَبِيبَة بنت أبي أُمَامَة أسعد بن زُرَارَة أحد النُّقَبَاء وأسعد صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة هُوَ الَّذِي صلى بِالنَّاسِ الْجُمُعَة لما حصروا عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ ابْن عبد الْبر مَشْهُور بكنيته ولد قبل وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَعَا لَهُ وَسَماهُ باسم جده وكناه بكنيته وَهُوَ أحد الجلة وروى عَنهُ ابناه مُحَمَّد وَسَهل وَيحيى الْأنْصَارِيّ وَالزهْرِيّ فِي آخَرين وَقدم بِكِتَاب عمر بن الْخطاب على أبي عُبَيْدَة بِالشَّام وغزا مَعَه وَتُوفِّي سنة مائَة وَقيل سنة إِحْدَى وَمِائَة 3 - (البارع الزوزني) أسعد بن عَليّ بن أَحْمد الزوزني الْمَعْرُوف بالبارع أَبُو الْقَاسِم الأديب الشَّاعِر الْفَاضِل الْكَاتِب المترسل توفّي يَوْم الْأَضْحَى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة سكن نيسابور وَورد الْعرَاق فَأكْرم فضلاؤه مورده وَكَانَ شَاعِر عصره بخراسان شاع ذكره فِي الْآفَاق وَسمع الحَدِيث على كبر سنه وَكتبه إِلَى أَن مَاتَ سمع أَبَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الدَّاودِيّ وَأَبا جَعْفَر مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق البحاثي وروى عَنهُ أَبُو بكر الفراوي وَأَبُو مَنْصُور الشحامي وَغَيرهمَا من شعره من الْبَسِيط

ومنه من الوافر

(كأنّ لونَ الْهَوَاء ماءٌ ... أَو سُنْدُسٌ رَقّ أَو غمامَهْ) (كأنّ شكلَ الْهلَال قُرْطٌر ... أَو عطَفْة النُّون أَو قُلامهْ) وَمِنْه أَيْضا من الْكَامِل (قمرٌ سبا قلبِي بعَقْرَبِ صُدْغه ... لمّا تجلّى عَنهُ قلْبُ الْعَقْرَب) (فأجبتُه ألَديْكَ قلبِي قَالَ لَا ... لكنّ قلبَك عِنْد قلب الْعَقْرَب) 3 - (وَمِنْه من الوافر) ) (أَلا فاشْكُرْ لربّك كلَّ وَقت ... على الآلاء والنِّعَم الجسيمهْ) (إِذا كَانَ الزمانُ زمانَ سوءٍ ... فيَومٌ صالحٌ مِنْهُ غنيمهْ) وَمِنْه وَهُوَ معنى بديع من الرمل (وعجوزٍ تتفتَّى ... طَمَعا أَن تتعشّقْ) (تتغدَّى فِي غدَاءٍ ... وعشاءٍ ألف جَرْذَق) (إنّ جسماً كجرير ... لَا يقوّيه الفرزدق) وَقَالَ بعض النَّاس الملقبون بالبارع فِي خُرَاسَان ثَلَاثَة البارع الْهَرَوِيّ وَهُوَ صَاحب كتاب طرائف الطّرف وَهُوَ أدونهم فِي الْفضل وَالثَّانِي البارع البوشنجي وَهُوَ أوسطهم وَالثَّالِث البارع الزوزني وَهُوَ أفضلهم وَكَانَ تلميذ القَاضِي أبي جَعْفَر البحاثي وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ البحاثي من الطَّوِيل (عجفتُ على اليَبْس البُوَيرع مرّةً ... فَقَالَ لقد أوجعتَ سُرْمي فبُلَّهْ) (فقلتُ بُزاقي لَا يَفِي بِجَمِيعِهِ ... وَمن أَيْن لي أَن أبزُق الدَّرْبَ كلَّهْ) قَالَ ياقوت يَنْبَغِي أَن يكون قد اسْتَعْملهُ بمنارة إسكندرية إِذا عجفه فِي شيءٍ كالدرب فأوجعه وَقَالَ البحاثي فِيهِ أَيْضا من الرجز (للبارع ابْن العاهره ... زَوْجَة سوء فاجرهْ) (مُؤاجِرٌ قد زوّجُو ... هـ كُفؤَه مُؤاجرهْ) 3 - (أَبُو الْبَيْدَاء الريَاحي) أسعد بن عصمَة أَبُو الْبَيْدَاء الريَاحي أَعْرَابِي نزل الْبَصْرَة وَكَانَ يعلم الصّبيان بِالْبَصْرَةِ أَقَامَ بهَا أَيَّام عمره يُؤْخَذ عَنهُ الْعلم وَكَانَ شَاعِرًا وَمن شعره من الْخيف

أبو إبراهيم العتبي

(قَالَ فِيهَا البليغُ مَا قَالَ ذُو العِ ... يّ وكلّ بوَصْفها مِنطيقُ) (وكذاك العدوُّ لم يعْدُ أنْ قا ... ل جميلاً كَمَا يَقُول الصّديق) 3 - (أَبُو إِبْرَاهِيم الْعُتْبِي) أسعد بن مَسْعُود بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الْعُتْبِي أَبُو إِبْرَاهِيم وَمن ولد عتبَة بن غَزوَان وَهُوَ حفيد أبي النَّصْر الْعُتْبِي وَأَبُو النَّصْر هُوَ مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار قَالَ ياقوت كَذَا ذكره السَّمْعَانِيّ فِي المذيل وَلَيْسَ فِي نسب هَذَا عبد الْجَبَّار كَمَا ترى وَلَا أَدْرِي مَا صَوَابه إِلَّا أَن) يكون ابْن بنته توفّي أسعد سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَله كتاب درة التَّاج وتاج الرسائل وَكَانَ كَاتبا فِي الدَّوَاوِين المحمودية والسلجوقية وعاش إِلَى آخر أَيَّام نظام الْملك وَقَالَ فِي الإِمَام عَليّ الفنجكردي من الْكَامِل (يَا أوْحَدَ البُلغاء والأدباء ... يَا سيّد الفُضَلاء وَالْعُلَمَاء) (يَا من كأنّ عُطارِداُ فِي قلبه ... يُمْلي عَلَيْهِ حقائق الْأَشْيَاء) وَارْتَفَعت بِهِ الْأَيَّام وانخفضت حَتَّى تَأَخّر عَن الْعَمَل وَتَابَ وَلزِمَ الْبَيْت وقنع بالكفاف من الْعَيْش وَعقد لَهُ مجْلِس الْإِمْلَاء فِي الْجَامِع المنيعي فأملى مُدَّة وَكَانَ يخصره المحدثون وَالْأَئِمَّة وَدخل بغدادوسمع بهَا من أبي مَنْصُور عبد الله بن سعيد بن مهْدي الْكَاتِب الخوافي وَسمع بنيسابور ومرو وَغَيرهمَا وَسمع جده أَبَا النَّصْر الْعُتْبِي وَمن شعره من الْكَامِل (قَالُوا تَغَيَّر شِعْرُه عَن حَاله ... والهمُّ يَشْغلني عَن الْأَشْعَار) (أمّا الهِجاء فَعَنْهُ شيبي زاجر ... والمدحُ قلّ لِقلّة الْأَحْرَار) قلت أحسن من هَذَا قَول أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الْغَزِّي وَقد تقدم فِي تَرْجَمته من الْكَامِل (قد كنتُ فِيمَا مرّ من أزماني ... متوانياً لتقاصُر الْإِحْسَان) (ورأيتُ خِلاّني وَأهل مودّني ... متوفّرين مَعًا على الإخوان) (فتغيروا لما رأوني نَائِيا ... وَعَن التَّصَرُّف قد صرفت عِناني) (دعْهم وعادتَهم فلَم أرَ مثلهم ... إلاّ مجرَّدَ صُورَة الْإِنْسَان) (واغسلْ يَديك من الزَّمَان وَأَهله ... بالطين والصابون والأُشنان) قلت شعر منحط

بهاء الدين السنجاري الشافعي

3 - (بهاء الدّين السنجاري الشَّافِعِي) أسعد بن يحيى بن مُوسَى بن مَنْصُور بن عبد الْعَزِيز بن وهب بن وهبان بن سوار بن عبد الله ابْن رفيع بن ربيعَة بن هبان السّلمِيّ السنجاري الْفَقِيه الشَّافِعِي بهاء الدّين كَانَ فَقِيها تكلم فِي الْخلاف إِلَّا أَنه غلب عَلَيْهِ الشّعْر واشتهر بِهِ وخدم بِهِ الْمُلُوك وَأخذ جوائزهم وَطَاف بالبلاد ومدح الأكابر وَمن شعره قصيدة مدح بهَا القَاضِي كَمَال الدّين الشهرزوري أَولهَا من الْكَامِل (وهواكَ مَا خطَرَ السلوُّ بِبَالِهِ ... ولأنْت أعلمُ فِي الغَرام بِحَالهِ) ) (وَمَتى وشى واشٍ إِلَيْك بأنّه ... سالٍ هَوَاك فَذَاك من عُذاّله) (أوَ لَيْسَ للكَلِفِ المُعنَىَّ شاهِد ... من حَاله يُغْنيك عَن تَسأْله) (جد دّت ثوبَ سقامه وهتكت سِتْ ... رَ غَرامه وصرمْتَ حَبل وصاله) مِنْهَا من الْكَامِل (كتب العِذارُ على صحيفَة خدّه ... نوناً وأعْجمَهَا بِنُقْطَة خَاله) (فسواد طُرّته كلَيْل صُدوده ... وبياضُ غُرتّه كَيَوْم وصاله) (فكفاه عين كَمَاله فِي نَفسه ... وَكفى كَمَال الدّين عينُ كَمَاله) وَمن شعره أَيْضا من الْكَامِل (ومُهَفْهَفٍ حُلْوِ الشَّمَائِل فاترِ الْ ... ألحاظ فِيهِ طاعةٌ وعقُوقُ) (وقف الرحيقُ على مَراشفِ ثغره ... فَجرى بِهِ من خدّه راووق) (سَدَّت محاسنُه على عُشّاقه ... سُبُلَ السلوّ فَمَا إِلَيْهِ طَرِيق) وَمِنْه أَيْضا من السَّرِيع (هَبّت نُسيَمات الصَّبا سحرةً ... ففاح مِنْهَا العنبر الأشهبُ) (فَقلت إِذْ مرّت بوادي الغَضا ... من أَيْن هَذَا النَّفسُ الطيّب) قَالَ جمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن السنينيرة الوَاسِطِيّ الشَّاعِر وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى رافقني الْبَهَاء السنجاري فِي بعض الْأَسْفَار من سنجار إِلَى رَأس عين فنزلنا فِي الطَّرِيق فِي مَكَان وَكَانَ لَهُ غُلَام اسْمه إِبْرَاهِيم وَكَانَ يأنس بِهِ فأبعد عَنَّا الْغُلَام فَقَامَ يَطْلُبهُ وناداه يَا إِبْرَاهِيم يَا إِبْرَاهِيم مرَارًا فَلم يسمع نداءه لبعده عَنَّا وَكَانَ ذَلِك الْموضع لَهُ صداً فَلَمَّا قَالَ يَا إِبْرَاهِيم

أَجَابَهُ الصدا يَا إِبْرَاهِيم فَقعدَ سَاعَة ثمَّ أَنْشدني من الطَّوِيل (بنفسي حبيبٌ جارَ وَهُوَ مُجاورٌ ... بعيدٌ عَن الْأَبْصَار وَهُوَ قريبُ) (يُجيب صَدا الْوَادي إِذا مَا دعوتُه ... على أنّه صخرٌ وَلَيْسَ يُجيب) وَكَانَ بَينه وَبَين صَاحب لَهُ مَوَدَّة أكيدة ثمَّ جرى بَينهمَا عتاب وَانْقطع ذَلِك الصاحب عَنهُ فسير إِلَيْهِ يعتبه لانقطاعه فَكتب إِلَيْهِ بَيْتِي الحريري وهما فِي المقامات من الْخَفِيف (لَا تَزُرْ من تحبّ فِي كلّ شهر ... غيرَ يومٍ وَلَا تَزِدْه عليهِ) (فاجتْلاءُ الْهلَال فِي الشَّهْر يومٌ ... ثمَّ لَا تنظر العيونُ إليهِ) ) فَكتب إِلَيْهِ بهاء الدّين من نظمه من الوافر (إِذا حقّقْتَ من خِلّ وداداً ... فَزُرْه وَلَا تَخَفْ مِنْهُ مَلالا) (وكُنْ كَالشَّمْسِ تطلع كلَّ يومٍ ... وَلَا تَكُ فِي زيارته هلالا) وَمن شعره أَيْضا من السَّرِيع (لله أيّامي على رامةٍ ... وطيبُ أوقاتي على حاجر) (تكَاد للسرعة فِي مَرّها ... أوّلُها يعثر بِالْآخرِ) قلت أَخذه من قَول الأول من الْبَسِيط (يَا لَيْلَة كَاد من تَقاصُرها ... يعثر فِيهَا الْعشَاء بالسَّحَر) وَمن شعره من مجزوء الْكَامِل (وَمن الْعَجَائِب أنّني ... فِي لُجِّ بَحر الْجُود راكبْ) (وأموت من ظَمَإ ول ... كنْ عادةُ الْبَحْر الْعَجَائِب) قلت يشبه قَول النَّاصِر دَاوُد فِي قصيدته الَّتِي مدح بهَا الإِمَام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَكَانَ قد حجبه لأجل عَمه الْكَامِل من الطَّوِيل (وَبِي ظَمَأٌ رُؤْيَاك مَنْهَلُ ريّه ... وَلَا غَرْوَ أَن تصفو لديَّ مشاربُهْ) (وَمن عجبٍ أَنِّي لَدَى الْبَحْر واقفٌ ... وأشكو الظَما وَالْبَحْر جمٌّ عجائبه) ولبهاء الدّين السنجاري أَبْيَات خمرية مِنْهَا قَوْله من الْبَسِيط (كَادَت تطير وَقد طِرْنا بهَا طَربا ... لَوْلَا الشِّباك الَّتِي صيغَتْ من الحَبب) وَكَانَت وِلَادَته سنه ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَمِنْهُم من قَالَ فِيهِ شهَاب الدّين أَبُو السعادات وَقَالَ ولي قَضَاء دنيسر وخدم تَقِيّ الدّين عمر صَاحب حماة

مجد الدين النشابي

3 - (مجد الدّين النشابي) أسعد بن إِبْرَاهِيم بن حسن الْأَجَل مجد الدّين النشابي الْكَاتِب الإربلي ولد بإربل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ فِي صباه نشابياً وتنقل فِي الجزيرة وَالشَّام ثمَّ ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء لصَاحب إربل ونفذه رَسُولا إِلَى الْخَلِيفَة ثمَّ كَانَ فِي صحبته لما وَفد إِلَى الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر فَأَنْشد مجد الدّين فِي الْحَال من المتقارب) (جلالةُ هَيبةِ هَذَا المقامْ ... تُحيِّرُ عالمَ عِلم الكلامْ) (كأنّ المناجي بِهِ قَائِما ... يُنَاجِي النبيَّ عَلَيْهِ السَّلَام) ثمَّ إِن مخدومه غضب عَلَيْهِ وحبسه ثمَّ إِنَّه بعد موت صَاحب إربل خدم بِبَغْدَاد واختفى أَيَّام التتار فَسلم وَمَات فِي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَله فِي شرف الدّين أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن عَليّ بن حَرْب عرف بِابْن الموَالِي لما ولي وزارة إربل نظم فِيهِ مجد الدّين من المتقارب (فرِحْنا وَقُلْنَا تولّى الْوَزير ... وأفلح ديوانُنا بالوزارهْ) (فَمَا زادنا غير جاريتيه ... وَفِي كتبْنا كتبتْ بالإشارهْ) وَلما وَقع بَين الْأَخَوَيْنِ الْكَامِل والأشرف والكامل صَاحب مصر والأشرف صَاحب خلاط وَمَال مُلُوك الشَّام والشرق إِلَى الْكَامِل وَتَحَامَلُوا على الْأَشْرَف قَالَ مجد الدّين من المنسرح (صاحبُ مصر ثنى الملوكَ عَن ال ... أشرف من كلّ مُسعدٍ عونِ) (واحتجّ كلٌّ بِهِ فَقلت وَهل ... يُؤخذ مُوسَى بذنب فِرْعَوْن) وَله فِي شرف الدّين الْمُبَارك مُسْتَوْفِي إربل من المجتث (إِن الْمُبَارك فِيهِ ... توقفٌ ولجاجهْ) (صديقه أَنْت مَا لم ... تعرِضْ إِلَيْهِ بحاجهْ) وَله فِي صدر الدّين ابْن بنهان وَكَانَ صديق عَارض الْجَيْش فعزل ثمَّ صَار صدر الدّين صُورَة وَزِير للأمير شُجَاع الدّين الْعزي فَتوفي فاتصل صدر الدّين بِالْملكِ فتح الدّين فَخرج من بَغْدَاد مغاضباً فَقَالَ من المواليا (رِجل ابنِ بنهان الأعرجْ شؤمُها معلومْ ... مَا دَار قَطُّ باحدْ إلاّ لَقي المحتومْ) (قَلْع مَلِكْ وعَزَلْ عارضْ بِهَذَا الشُّومْ ... وعادَ جزور غيمه مبعَرُ أُخْت البومْ) وَقَالَ لما حبس يَعْقُوب النَّصْرَانِي مشارف ديوَان إربل وَتَوَلَّى الْمُخْتَص النَّصْرَانِي مَكَانَهُ من الطَّوِيل (فرِحنْا بيعقوبَ اللعين وحبَسْه ... وقلنْا أَتَانَا مَا يَطيب بِهِ القلبُ) (فلمّا ولي المختصُّ فالشرُّ واحدٌ ... إِذا مَا مضى كلبٌ أَتَى بعده كلب)

وَمن شعره من الْكَامِل المرفل (والأفق روضٌ زهرهُ ... أَمْسَى يفتح لي كِمامَهْ) ) (قبضَتْ بِهِ كفُّ الثُّر ... يّا فالهلال لَهَا قلامَهْ) (والقلبُ من طعْنِ السما ... كِ برمحه فِيهِ علامَهْ) (وأغنَّ يشهَد أنّ ري ... قته الطِّلا عُودُ البَشامهْ) (يُصمي القلوبَ إِذا رمى ... باللحظ يَا ربِّ السلامهْ) وَمِنْه قَوْله من الْكَامِل (قَالُوا عَلامَ هجرت كُسّاً نَاعِمًا ... مَا بينَ فخذَيْ كاعبٍ مدسوسا) (فأجبتُ لَا أَهْوى مَكَانا كنت فِي ... ظَلماه تسعةَ أشهرٍ مَحْبُوسًا) وَمِنْه قَوْله من الطَّوِيل (تقلَّدَ أمرَ الحُسْنِ فاستعبد الورَى ... وراحت بِهِ الأفكار تَنْظم ديوانا) (وعامِلُه وَلّى على الْقلب نَاظرا ... فَأصْبح لمّا حلَّ بِالْقَلْبِ سُلْطَانا) (غَدا باحْمرار الخدّ للحُسْن مَالِكًا ... ومنِ فِيهِ أبْدَي للتبسّم رضوانا) (فأبدي لنا مِنْ ثغره ورُضابه ... وعارضه رَاحا ورَوْحاً ورَيحْانا) (رأى خدَّه ميدانَ حُسْنٍ وخالَه ... بِهِ كرة فاستعطف الصُدْغ جوكانا) (أجِلْ نظرا فِي خدّه يَا معنِّفي ... تجدْ فِيهِ من إِنْسَان عَيْنك إنْسَانا) وَمِنْه أَيْضا من الْكَامِل (والبرق يَخْفِق فِي خلال سحابِه ... خفْقَ الْفُؤَاد لموعدٍ من زائر) وَمِنْه أَيْضا من الْخَفِيف (يَا لَقومي قد جِئتُكُمْ مستجيراً ... لأرى منكمُ وليّاً نَصِيرًا) (أَنا مَا بَين عاذلِ ورقيبٍ ... مِنْهُمَا خِلْتُ مُنْكرا ونكيرا) (بِأبي شادِنٌ تبدّي فأبدي ... من محيّاه بهجةً وسرورا) (وعِذارٌ فِي ذَلِك الخدّ أبدي ... بِبَها الحُسْن جَنّةً وَحَرِيرًا) (وثنايا كأنّها من لُجينٍ ... قَدَّ روُها فِي ثغره تَقْديرا) (لَا رعى الله يومَ زَمّوا المطايا ... إنّه كَانَ شرُّه مُسْتَطِيرا) (أودعُوا حينَ ودّعوا الصبَّ وجْداً ... وتناءوا وَالْقلب يَصْلى سَعيرا) (وأسالوا الدموعَ من نرجسٍ غَ ... ضٍّ على الخدّ لؤلؤاً منثورا) ) (فغدا الصبُّ يرتضي الحبَّ دينا ... وَيرى نَاظر السلو حسيرا)

مؤيد الدين ابن القلانسي

(وَهدى قلبَه السبيلَ فإمّا ... صَابِرًا شاكراً وإمّا كفورا) (صَمَّ سَمْعِي عَن الْكَلَام كَمَا صر ... تُ بمدحي زنكي سميعاً بَصيرًا) (وأرانا نوالَه وسَطاه ... فرأيْنا منهُ بشيراً نذيرا) (كل ساعٍ داعٍ لَهُ بدوام ال ... ملك مَا زَالَ سعيْهُ مشكورا) (كم سقى سيفُه شرابًا حميماً ... وَسَقَى سَيْبُهُ شرابًا طهُورا) (سَرِّحِ الطرْفَ فِي ذُراه تَرى ثَ ... مَّ نعيماً بِهِ ومُلْكاً كَبِيرا) (لم يَر النازلونِ فِي ظلّه المع ... مور شمسْاً يَوْمًا وَلَا زَمْهريرا) (ويُبيح الطعامَ وَالْمَال كم ع ... مَّ يَتِيما بزاده وأسيرا) 3 - (مؤيد الدّين ابْن القلانسي) أسعد مؤيد الدّين بن المظفر بن أسعد بن حَمْزَة بن أسعد بن عَليّ الصاحب الرئيس أَبُو الْمَعَالِي التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي ابْن القلانسي وَالِد الصاحب عز الدّين حَمْزَة ولد سنة ثمانٍ وَتِسْعين ظنا وَسمع حضوراً من حَنْبَل المكبر وَسمع من ابْن طبرزذ والكندي وَحدث بِدِمَشْق ومصر وروى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَجَمَاعَة وَكَانَ صَدرا جَلِيلًا مُعظما وافر الْحُرْمَة كثير الْأَمْلَاك تَامّ الْخِبْرَة ذَا عقل ورأي وحزم وَكَانَ أَهلا للوزارة وَلكنه لم يدْخل فِي هَذِه الْأَشْيَاء عقلا وَلما توفّي ابْن سُوَيْد ألزم بِمُبَاشَرَة وَلكنه لم يدْخل فِي هَذِه الْأَشْيَاء عقلا وَلما توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة وَأورد لَهُ قطب الدّين ابْن اليونيني فِي الذيل على الْمرْآة من الْبَسِيط (يَا ربِّ جُد لي إِذا مَا ضمنّي جَدَثي ... برحمةٍ مِنْك تُنجيني من النارِ) (أحسِنْ جواري إِذا أصبحتُ جَارك فِي ... لحدي فَإنَّك قد أوصيت بالجار) 3 - (مؤيد الدّين ابْن القلانسي المؤرخ) أسعد بن العميد أبي يعلى حَمْزَة بن أسعد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الصَّدْر الرئيس مؤيد الدّين أَبُو الْمَعَالِي التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي الْكَاتِب الْوَزير المؤرخ ابْن القلانسي سمع وروى توفّي سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ جد الْمَذْكُور قبل 3 - (أَبُو الْفضل قَاضِي طرابلس) أسعد بن أَحْمد بن أبي روح القَاضِي الْعَالم أَبُو الْفضل الطرابلسي رَأس الشِّيعَة بِالشَّام تلميذ) القَاضِي ابْن البراج جلس بعد ابْن البراج لتدريس

الموفق الطبيب

الرَّفْض وصنف التصانيف وولاه ابْن عمار قَضَاء طرابلس وَله كتاب عُيُون الْأَدِلَّة فِي معرفَة الله وَكتاب التَّبْصِرَة فِي خلاف الشَّافِعِي للإمامية وَالْبَيَان فِي حَقِيقَة الْإِنْسَان وَكتاب المقتبس فِي الْخلاف بَيْننَا وَبَين مَالك بن أنس وَكتاب التِّبْيَان بَيْننَا وَبَين النُّعْمَان وَمَسْأَلَة الفقاع كتاب الْفَرَائِض كتاب الْمَنَاسِك كتاب الْبَرَاهِين وَأَشْيَاء غير هَذِه وَكَانَ عَظِيم الصَّلَاة والتهجد لَا ينَام إِلَّا بعض اللَّيْل جمع ابْن عمار بَينه وَبَين مالكي فناظره فِي تَحْرِيم الفقاع فانزعج وَقَالَ الْمَالِكِي كلني فَقَالَ لَهُ مَا أَنا على مذهبك يَعْنِي أَنهم يجوزون أكل الْكَلْب توفّي فِي حُدُود الْعشْرين والخمسمائة 3 - (الْمُوفق الطَّبِيب) أسعد بن إلْيَاس بن جرجس بن المطران موفق الدّين طَبِيب السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَأَوْلَاده وَشَيخ الْأَطِبَّاء بِالشَّام وَفقه الله لِلْإِسْلَامِ وَكَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ كثير الِاشْتِغَال لَهُ التصانيف وَكَانَ مليح الصُّورَة نبيلاً يركب فِي مماليك تركٍ حَتَّى كَأَنَّهُ وَزِير اشْتغل على الْمُهَذّب النقاش وَعمل أنابيب بركَة دَاره ذَهَبا وزوجه السُّلْطَان أحد خطاياه وَهِي حوزة وَخلف من الْكتب عشرَة آلَاف مجلدة وَأجل تلامذته الْمُهَذّب عبد الرَّحِيم بن عَليّ الدخوار وَكَانَ غزير الْمُرُوءَة حسن الْأَخْلَاق كريم الْعشْرَة جواداً متعصباً للنَّاس عِنْد السُّلْطَان يقْضِي حوائجهم صَحبه صبي حسن الصُّورَة اسْمه عمر فَأحْسن إِلَيْهِ وَكَانَ الْمُوفق يحب أهل الْبَيْت وَيبغض ابْن عنين لخبث لِسَانه ويحرض السُّلْطَان على نَفْيه وَقَالَ أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل من المنسرح (سلطانُنا أعرجٌ وكاتبهْ ... أعيمشٌ والوزير مُنحدب) فَقَالَ ابْن عنين من الْبَسِيط (قَالُوا الموفّق شيعيٌّ فَقلت لَهُم ... هَذَا خلاف الَّذِي للنَّاس مِنْهُ ظهَرْ) (وَكَيف يَجْعَل دينَ الرَّفْض مذْهبه ... وَمَا دَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَام غير عُمَرْ) وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بقاسيون على قَارِعَة الطَّرِيق عِنْد دَار زَوجته حوزة وَلما مَاتَ اشترت دَارا وَبنت إِلَى جَانبهَا مَسْجِدا وعمرت لَهُ تربة وَهِي تعرف بدار حوزة وَكَانَت صَالِحَة زاهدةً عابدة قَالَ ابْن أبي أصبيعة حَدثنِي الْحَكِيم عمرَان الإسرائيلي أَنه حضر بيع كتب ابْن المطران فَوَجَدَهُمْ قد أخرجُوا من الْأَجْزَاء الصغار ألوفاً كَثِيرَة أَكْثَرهَا بِخَط ابْن الجمالة وَأَن القَاضِي) الْفَاضِل بعث يستعرضها فبعثوا إِلَيْهِ بملء خزانةٍ صَغِيرَة فرآها ثمَّ ردهَا فبلغت فِي المناداة ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَاشْترى الْحَكِيم عمرَان أَكْثَرهَا وَقَالَ لي إِنَّه حصل الِاتِّفَاق مَعَ الْوَرَثَة فِي بيعهَا أَنهم أطْلقُوا بيع كل جُزْء بدرهم انْتهى قلت وَقد اشْتريت أَنا من تَرِكَة جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن شرف الدّين الْعَطَّار الطَّبِيب رَحمَه

صدر الدين بن المنجا

الله تَعَالَى لما توفّي وَلَده كتاب الْحَاوِي الْكَبِير فِي الطِّبّ فِي سِتَّة عشر مجلداً بِخَط هَذَا موفق الدّين ابْن المطران وَهِي أَجزَاء صغَار مستطيلة وَقد عدم مِنْهَا الْبَعْض فكمله جمال الدّين رَحمَه الله تَعَالَى بِخَطِّهِ الْمليح وَكتب ابْن المطران كِتَابَة جَيِّدَة مليحةً إِلَى الْغَايَة ومدحه البديع عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد العامري وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه من حرف الْعين بقصيدة هائية أَولهَا من الْكَامِل (يُنهي إِلَيْك وَلَيْسَ عَنْك بمنتهي ... قلبٌ على صاب الصبابة مُكْرِهي) (شوقاً أدلَّ على الْفُؤَاد فَلم يُفد ... بمُدَلَّهٍ إلاّ غرامَ مُدلِّه) (تَدْنُو فيغدو فِيك حلف تفكّرٍ ... ولَكَم بعدتَ فَبَاتَ إلفَ تفكُّه) (يهوى الَّذِي تهوى ويعشقُ قلبهُ ... مَا تشْتَهي فيُصَدٌّ عمّا تشْتَهي) (تجني وَيعلم مَا جنيتَ فيجتني ... عُذراً يوجهِّهُ بِوَجْه أبله) (لعجبتُ من مُغض على نَار الغضا ... مَا زَالَ مُسْتَندا إِلَى صبرٍ بَهي) (فطنٌ دهاه فِي حُشاشته الْهوى ... غرراً وَلنْ يُدهى سوى الفطِن الدَّهي) (وَلَقَد نَهاهُ نُهاه عَنْك فَلم يزل ... يزْدَاد غيّاً فِي هَوَاك إِذا نُهي) (لَو ساعد التَّوْفِيق لم يَك لائذاُ ... بسوى الموفّق ذِي المحلّ الأنبهِ) (من لَا يرى الْإِحْسَان فِي الْأَقْوَال مَا ... لم يتلُها بفعالِ غير مموَّه) (رُؤْيَاهُ للأدواء حاسمةٌ فكم ... مُشفٍ شفَاه بذلك الْوَجْه البَهي) (ضاهى ابنَ مريمَ حِكْمَة وسعادة ... فعنا الأعزّ لَهُ عنوّ مُوَلّه) (نصر العُفاة على الزَّمَان ندى أبي ... نصر أخي الجاه الْوَجِيه الْأَوْجه) (الألمعيّ الأريحيّ المُرْتَجى ... اللوذعي الفيلسوف المدرَه) (وَإِذا الْخَلَائق أشبْهتْ أَمْثَالهَا ... فِي الأكرمين فَمَا لَهُ من مُشبه) (وَإِذا الخواطرُ أَصبَحت مشدُوهةً ... فضل الأنامَ بخاطر لم يُشْده) (فلكٌ من الْإِحْسَان حِين وصلتُه ... أغْنى بِأَعْلَى أوْجُهٍ عَن أوجه) ) وَهَذَا الْقدر مِنْهَا كافٍ وَكَانَ ابْن الجمالة كَاتبه ينْسَخ لَهُ أبدا وَمن تصانيف ابْن المطران كتاب آدَاب طب الْمُلُوك واختصار كتاب الأدوار للكسدانيين إِخْرَاج ابْن وحشية كتاب على نمط دَعْوَة الْأَطِبَّاء الْمقَالة الناصرية فِي حفظ الْأُمُور الصحية عمله للْملك النَّاصِر رتبه أحسن تَرْتِيب كتاب بُسْتَان الْأَطِبَّاء وروضة الألباء وَلم يكمل وَكَانَ عِنْده بِخَطِّهِ الْمليح عدَّة مسودات أَخذهَا أخواته وفرقنها وضاعت جَمِيعهَا 3 - (صدر الدّين بن المنجا) أسعد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا بن بَرَكَات بن

القاضي وجيه الدين ابن المنجا

الْمُؤَيد أَبُو الْفَتْح صدر الدّين التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ كَانَ من الْعُدُول الصُّدُور الرؤساء الْأَعْيَان المتمولين بِدِمَشْق بني بهَا مدرسةً عِنْد دَار الذَّهَب الْمَعْرُوفَة قَدِيما بدار الْفُلُوس قُدَّام القليجية الْحَنَفِيَّة سمع ابْن طبرزذ وحنبلاً وَغَيرهمَا وَحدث ومولده بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ووفاته سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (القَاضِي وجيه الدّين ابْن المنجا) أسعد بن المنجا بن بَرَكَات بن المؤمل أَبُو الْمَعَالِي وجيه الدّين ابْن أبي المنجا التنوخي المعري الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وتفقه بهَا وبرع فِي الْمَذْهَب وَولي قَضَاء حران فِي أَوَاخِر دولة نور الدّين وَمن أَجله بني الشَّيْخ المسمار المسمارية ووقفها عَلَيْهِم صنف النِّهَايَة فِي شرح الْهِدَايَة فِي بضعَة عشر مجلداً وصنف الْخُلَاصَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وسِتمِائَة وَأَظنهُ جد صدر الدّين الْمَذْكُور قبل وَله شعر 3 - (ابْن المنفاخ الطَّبِيب) أسعد بن حلوان الْحَكِيم أَبُو الْفضل ابْن المنفاخ أَصله من المعرة واشتغل بالطب وَمهر فِيهِ وتميز فِي عمله وخدم الْأَشْرَف مُوسَى بن الْعَادِل فِي بِلَاد الشرق وَبَقِي فِي خدمته سِنِين وانفصل عَنهُ وَتُوفِّي بحماة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (وجيه الدّين) أسعد بن عبد الرَّحْمَن بن حُبَيْش التنوخي المعري الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد وجيه الدّين أَبُو الْمَعَالِي نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور قَالَ أَنْشدني رَحمَه الله بِدِمَشْق فِي شهور سنة أَربع وسِتمِائَة لنَفسِهِ من الوافر) (إِذا مَا دارت الأفلاكُ يَوْمًا ... بسعدك فهْي تأبى أَن تُكادا) (فمهما اسطَعْت من خيرٍ فعجِّل ... بِهِ مَا دُمت تأمَنُ أَن تُعادا) (فكم من جمرةٍ أمْسَتْ سعيراً ... فلمّا أَصبَحت أضحت رَمَادا) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الباذنجان الْأَبْيَض من السَّرِيع (قُلْ لي مَا شيءٌ إِذا رمْتَه ... رأَيْتَه من غير إزعاج) (كأنّما خُضْرةُ تيجانه ... زمرّدٌ رُصِّعَ فِي عاج)

المستوفي بمصر

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الباذنجان الْأسود من الطَّوِيل (وزنجيّةٍ مصقولة الْوَجْه دَائِما ... على رَأسهَا تاجٌ حكى خضرَة الآسى) (تُعذَّبُ بالنيران من غير زلّةٍ ... وترتاحها الْأَرْوَاح من أَكثر النَّاس) قلت شعر متوسط توفّي بعد الثَّلَاثِينَ والستمائة 3 - (المستوفي بِمصْر) أسعد بن السديد الماعز القبطي أسلم فِي الدولة الأشرفية وَكَانَ مُسْتَوْفِي الديار المصرية وَله خبْرَة تَامَّة ومكانة كأبيه توفّي سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة حكى لي القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لما مرض الْمَذْكُور توجهنا إِلَيْهِ نعوده فوجدناه ضعفياً إِلَى الْغَايَة وَقد وضعُوا عِنْده أنواعاً من الْحلِيّ والمصاغ المجوهر والعقود وفيهَا العنبر الْفَائِق وأنواعاً من الطّيب ثمَّ إِنَّه قَالَ ارْفَعُوا هَذَا عنيّ وأسرَّ إِلَى خادمٍ كلَاما فَمضى وأتى بِحَق ففتحه وَأَقْبل يشمه وقمنا من عِنْده ثمَّ إِنَّه مَاتَ فسألنا ذَلِك الْخَادِم فِيمَا بعد مَا كَانَ فِي ذَلِك الْحق فَقَالَ شَعْرَة من است الراهب الْفُلَانِيّ الَّذِي كَانَ لَهُ كَذَا وَكَذَا سنة مَا لمس المَاء وَلَا قاربه قَالَ فأنشدت من الْبَسِيط (مَا يقبض الموتُ نفسا من نفوسهمُ ... إلاّ وَفِي يَده من نتَنْها عودُ) (الألقاب) الأسعردي تَقِيّ الدّين الْحَافِظ عبيد بن مُحَمَّد النُّور الأسعردي الإسفرائيني الْمُتَكَلّم أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد والإسفرائيني الْفَقِيه الشَّافِعِي أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد والإسفرائيني الْمُتَكَلّم آخر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار) الإسفرائيني الشَّافِعِي إِسْحَاق بن أبي عمرَان (اسفنديار) 3 - (الْوَاعِظ الشَّافِعِي) اسفنديار بن الْمُوفق ابْن أبي عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن ططمش أَبُو الْفضل الْكَاتِب الْوَاعِظ الصُّوفِي أَصله من بوشنج ذكر أَنه ولد بِبَغْدَاد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي سلخ شعْبَان وَقيل فِي ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة قَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَالْأَدب حَتَّى برع فِيهِ صحب الشَّيْخ صَدَقَة ابْن وَزِير الْوَاعِظ الوَاسِطِيّ وَسمع مَعَه الحَدِيث من أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن سلمَان وَأبي

الألقاب

الْمَعَالِي عمر بن بينمان الْمُسْتَعْمل وقاضي الْقُضَاة أبي طَالب روح بن أَحْمد الحديثي وَغَيرهم وَعقد مجْلِس الْوَعْظ بِالْمَدْرَسَةِ التاجية بِبَاب أبرز مُدَّة ثمَّ إِنَّه ترك ذَلِك واشتغل بِالْكِتَابَةِ والإنشاء ورتب بديوان الْإِنْشَاء للْإِمَام النَّاصِر فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وعزل فِي شهر رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَأقَام فِي منزله مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ رتب شَيخا برباط درب راحي فَأَقَامَ فِيهِ مُدَّة ثمَّ عزل وَكَانَ غزير الْفضل وَاسع الْعلم فصيح اللِّسَان حسن الْبَيَان مليح الْإِيرَاد لطيف الْأَخْلَاق متودد ذُو صُورَة مَقْبُولَة وَبشر وَتَبَسم كثير الْعِبَادَة والتهجد بالأسحار كثير التِّلَاوَة وَمن شعره من الْبَسِيط (كلٌّ لَهُ غرضٌ يسْعَى ليدركَهُ ... والحرّ يجعلُ إدراكَ العُلى غَرضَهْ) (يُهينُ أموالَه صَوْناً لِسُؤدده ... وَلم يصُن عِرْضَه من لم يُهن عَرَضَه) قَالَ جمال الدّين أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ فِي درة الإكليل عزل اسفنديار الْوَاعِظ وَكَانَ قد جعل كَاتب إنْشَاء حكى عَنهُ بعض عدُول بَغْدَاد أَنه حضر مَجْلِسه بِالْكُوفَةِ فَقَالَ لما قَالَ البني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كنت مَوْلَاهُ فعليٌّ مَوْلَاهُ تغير وَجه أبي بكر وَعمر فَنزل قَوْله تَعَالَى فَلَمَّا رَأَوْهُ زلفةً سيئت وُجُوه الَّذين كفرُوا وَلما ولي هَذَا الرجل لبس الْحَرِير وَالذَّهَب وَكَانَ يدْخل من درب إِلَى درب يطول الطَّرِيق ليصاح بَين يَدَيْهِ بِسم الله فبلغني عَن بعض الظراف أَنه رَآهُ يخرج من درب وَيدخل درباً قَالَ هَذَا رماء التُّرَاب (الألقاب) ابْن اسفنديار الْوَاعِظ نجم الدّين عَليّ بن اسفنديار وَقيل نصر) ابْن الإسفنجي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الإسكافي الْكَاتِب أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن مُحَمَّد الإسكاف الْمُتَكَلّم عبد الْجَبَّار بن عَليّ ابْن الإسكاف الطَّبِيب مُحَمَّد بن عَسْكَر الإسكافي المعتزلي أَبُو الْقَاسِم جَعْفَر بن مُحَمَّد الإسكافي وَزِير المعتز جَعْفَر بن مَحْمُود

أسلع

(أسلع) 3 - (أسلع بن شريك الأعوجي التَّمِيمِي) خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَاحب رَاحِلَته نزل الْبَصْرَة وروى عَنهُ زُرَيْق الْمَالِكِي 3 - (أسلع بن الْأَسْقَع الْأَعرَابِي) لَهُ صُحْبَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي التَّيَمُّم ضَرْبَة للْوَجْه وضربة لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمرْفقين قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ غير هَذَا الحَدِيث وَلم يرو لَهُ غير الرّبيع بن بدر الْمَعْرُوف بعليلة بن بدر عَن أَخِيه فِي مَا علمت قَالَ وَفِيه وَفِي الَّذِي قبله نظر (أسلم) 3 - (أسلم الحبشي الْأسود) كَانَ مَمْلُوكا لعامر الْيَهُودِيّ يرْعَى الْغنم لَهُ أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يحاصر بعض حصون خَيْبَر وَمَعَهُ غنم لَهُ وَكَانَ فِيهَا أَجِيرا لِلْيَهُودِيِّ فَقَالَ يَا رَسُول الله اعْرِض عَليّ الْإِسْلَام فعرضه عَلَيْهِ فَأسلم وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحقر أحدا يَدعُوهُ إِلَى الإسلا ويعرضه عَلَيْهِ فَلَمَّا أسلم قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي كنت أَجِيرا لصَاحب هَذِه الْغنم وَهِي أَمَانَة عِنْدِي فَكيف أصنع بهَا فَقَالَ اضْرِب فِي وجوهها فسترجع إِلَى رَبهَا فَقَامَ الْأسود فَأخذ حفْنَة من حَصى فَرمى بهَا فِي وجوهها وَقَالَ ارجعي إِلَى صَاحبك فو الله لَا أصحبك أبدا فَخرجت مجتمعةً كَأَن سائقاً يَسُوقهَا حَتَّى دخلت الْحصن ثمَّ تقدم إِلَى ذَلِك الْحصن يُقَاتل مَعَ الْمُسلمين فَأَصَابَهُ حجر فَقتله وَمَا صلى لله صَلَاة قطّ فَأتي بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ نفر من أَصْحَابه ثمَّ أعرض عَنهُ فَقَالُوا يَا رَسُول الله لم أَعرَضت عَنهُ قَالَ إِن مَعَه زَوجته من الْحور الْعين قَالَ ابْن عبد الْبر إِنَّمَا رد الْغنم وَالله أعلم إِلَى حصنٍ مصالحٍ أَو قبل أَن تحل الْغَنَائِم قلت كَيفَ يكون الْحصن مصالحاً وَهُوَ يحاصره 3 - (أسلم بن عميرَة) بِفَتْح الْعين وَكسر الْمِيم بن أُميَّة بن عَامر بن جشم بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ شهد بَدْرًا

أسلم بن بجرة

3 - (أسلم بن بجرة) بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْجِيم وَفتح الرَّاء وَبعدهَا هَاء الْأنْصَارِيّ حَدِيثه فِي بني قُرَيْظَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضرب عنق من أنبت الشّعْر مِنْهُم وَمن لم ينْبت جعله فِي غَنَائِم الْمُسلمين قَالَ ابْن عبد الْبر إِسْنَاد حَدِيثَة ضَعِيف لِأَنَّهُ يَدُور على إِسْحَاق ابْن أبي فَرْوَة وَلم يَصح عِنْدِي نسب ابْن بجرة هَذَا وَفِي صحبته نظر 3 - (أَبُو رَافع مولى النَّبِي) 3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أسلم أَبُو رَافع مولى رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مَمْلُوكا للْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فوهبه لرَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا بشر رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْلَام الْعَبَّاس أعْتقهُ وَهَاجَر بعد بدر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد أحدا والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم وزوجه) رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم مولاته سلمى وَولدت لَهُ على مَا قيل عبيد الله أسْند عَن رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم قيل بضعَة عشر حَدِيثا وَقيل ثَمَان وَسِتُّونَ وَأخرج لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَرْبَعَة أَحَادِيث انْفَرد البُخَارِيّ بحديثٍ واحدٍ وَمُسلم بِثَلَاثَة وَأخرج لَهُ أَحْمد سَبْعَة عشر حَدِيثا مِنْهَا حَدِيث عَائِشَة الَّذِي فِيهِ ارددها إِلَى مأمنها وَاخْتلف فِي اسْمه فَقيل إِبْرَاهِيم وَقيل هُرْمُز وَالله أعلم توفّي قيل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (مولى عمر بن الْخطاب) 3 - (رَضِي الله عَنهُ) أسلم مولى عمر بن الْخطاب رضى الله عَنهُ كنيته أَبُو زيد وَقيل أَبُو خَالِد من الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين وَهُوَ حبشِي من بجاوة

الحافظ بحشل

وَقيل من سبي عين التَّمْر سباه خَالِد بن الْوَلِيد رَضِي الله عَنهُ فَاشْتَرَاهُ عمر رَضِي الله عَنهُ سنة إِحْدَى عشرَة لما بَعثه أَبُو بكر على الْحَج كَانَ عبد الله بن عمر يعظمه وَيعرف حرمته شهد أسلم خطْبَة عمر بالجابية وَهُوَ الَّذِي روى أَنه رأى أَبَا بكر رَضِي الله عَنهُ آخذاُ بِطرف لِسَانه وَهُوَ يَقُول الَّذِي يَقُول هَذَا الَّذِي أوردني الْمَوَارِد روى عَن الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ توفّي سنة ثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْحَافِظ بحشل) أسلم بن سهل بن أسلم بن زِيَاد بن حبيب الرزاز أَبُو الْحسن الْحَافِظ بحشل بِالْبَاء الْمُوَحدَة والحاء الْمُهْملَة الساكنة والشين الْمُعْجَمَة وَاللَّام الوَاسِطِيّ صَاحب تَارِيخ وَاسِط مَنْسُوب إِلَى محلّة الزازين بواسط السفلي ومسجده هُنَاكَ وداره وَهُوَ ثِقَة إِمَام ثَبت وَكَانَ فِي وقته لَا مزِيد عَلَيْهِ فِي الْحِفْظ والإتقان حدث عَنهُ بتأريخه أَبُو بكر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سمْعَان الْمعدل وَكَانَ يضاهيه فِي الْحِفْظ والإتقان وشركه فِي أَكثر شُيُوخه توفّي بحشل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْجَعْد الْمَالِكِي) أسلم بن عبد الْعَزِيز بن هَاشم بن خَالِد الْأمَوِي من ولد أبان مولى عُثْمَان بن عَفَّان أَبُو الْجَعْد الأندلسي الْفَقِيه الْمَالِكِي كَانَ عَظِيم الْقدر كَبِير الشَّأْن بعيد الصيت وافر الْجَلالَة إِمَامًا فَقِيها مُحدثا رَئِيسا نبيلاً صحب بَقِي بن مخلد زَمَانا وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة (أَسمَاء) 3 - (أَسمَاء بنت عُمَيْس) أَسمَاء بنت عُمَيْس بن معد بن تيم تيم بن الْحَارِث بن كَعْب بن مَالك بن قُحَافَة تَنْتَهِي إِلَى خثعم الخثعمية وَأمّهَا هِنْد وَهِي خَوْلَة بنت عَوْف بن زُهَيْر بن

بنت يزيد الأنصارية

الْحَارِث أسلمت قبل دُخُول رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم بِمَكَّة وبايعت وَهَاجَرت إِلَى الْحَبَشَة مَعَ زَوجهَا جَعْفَر بن أبي طَالب فَولدت لَهُ هُنَاكَ عبد الله وعوناً ومحمداً فَلَمَّا اسْتشْهد بمؤتة تزَوجهَا أَبُو بكر الصّديق رضى الله عَنْهُمَا فَولدت لَهُ مُحَمَّدًا ثمَّ توفّي عَنْهَا فَتَزَوجهَا عَليّ بن أبي طَالب فَولدت لَهُ يحيى وعوناً وَفِي رِوَايَة ومحمداً فَهِيَ تدعى أم المحمدين وَكَانَت تخْدم فَاطِمَة إِلَى أَن توفيت وَهِي أُخْت مَيْمُونَة أم الْمُؤمنِينَ أسْند عَنْهَا التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتوفيت سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل بعد السِّتين وَلما قدمت من الْحَبَشَة قَالَ لَهَا عمر يَا جيشية سبقناكم بِالْهِجْرَةِ فَقَالَت إِي لعمري لقد صدقت كُنْتُم مَعَ رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم يطعم جائعكم وَيعلم جاهلكم وَكُنَّا الْبعدَاء الطرداء أما وَالله لَآتِيَن رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم فلأذكرن لَهُ ذَلِك فَأَتَت رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت لَهُ ذَلِك فَقَالَ للنَّاس هِجْرَة وَلكم هجرتان قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ وَلَيْسَ فِي الصحابيات من اسْمهَا أَسمَاء بَيت عُمَيْس غَيرهَا فَأَما أَسمَاء غير بَيت عُمَيْس فاثنتا عشرَة أَسمَاء بنت أبي بكر وَأَسْمَاء بنت يزِيد بن السكن أَسمَاء بنت مخرمَة بن جندل أَسمَاء بنت سَلامَة أَسمَاء بنت مرشدة أَسمَاء بنت قرظ بن خنساء أَسمَاء بنت النُّعْمَان الجوينية تزَوجهَا رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ طَلقهَا أَسمَاء بنت زيد بن الْخطاب أَسمَاء بنت سَلامَة دارمية أَسمَاء بنت عَمْرو بن عدي سليمَة تكنى أم منبع أَسمَاء بنت مُحرز بن عَامر أنصارية أَسمَاء بنت مرشد بن حبر أُخْت بني حَارِثَة أَسمَاء بنت يزِيد تكنى أم سَلمَة 3 - (بنت يزِيد الْأَنْصَارِيَّة) أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن أم سَلمَة الْأَنْصَارِيَّة الأشهلية بَايَعت رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم وروت جملَة حَدِيث روى لَهَا التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قتلت بعمود خيامها يَوْم اليرموك تِسْعَة من الرّوم وَتوفيت فِي حُدُود السّبْعين من الْهِجْرَة) 3 - (الصحابية) أَسمَاء بنت شكل ذكر مُسلم أَنَّهَا دخلت على رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت يَا رَسُول اله كَيفَ تَغْتَسِل إحدانا إِذا طهرت من الْحيض وسَاق الحَدِيث وَشك فِيهِ ابْن عبد الْبر

زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -

3 - (زوج النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -) أَسمَاء بنت النُّعْمَان بن الجون بن شرَاحِيل وَقيل بنت النُّعْمَان بن الْأسود ابْن الْحَارِث بن شرَاحِيل الكندية قَالَ ابْن عبد الْبر أَجمعُوا على أَن النَّبِي الله صلى عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا وَاخْتلفُوا فِي قصَّة فِرَاقه لَهَا فَقَالَ قوم لما دخل بهَا دَعَاهَا فَقَالَت تعال أَنْت وأبت أَن تَجِيء هَذَا قَول قَتَادَة وَأبي عُبَيْدَة وَقَالَ بَعضهم قَالَت أعوذ بِاللَّه مِنْك فَقَالَ لقد عذت بمعاذٍ وَقد أَعَاذَك الله مني فَطلقهَا قَالَ قَتَادَة وَهَذَا بَاطِل إِنَّمَا قَالَ هَذَا لامرأةٍ جميلَة تزَوجهَا من بني سليم فَخفف نساؤه أَن تغلبهن فَقُلْنَ لَهَا إِنَّه يُعجبهُ أَن تقولي لَهُ أعوذ بِاللَّه مِنْك وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة كلتاهما عاذتا بِاللَّه وَقيل إِنَّه خلف عَلَيْهَا المُهَاجر ابْن أبي أُميَّة المَخْزُومِي ثمَّ خلف عَلَيْهَا قيس بن المكشوح الْمرَادِي وَكَانَت تسمي نَفسهَا الشقية وَقيل بل كَانَ بهَا وضح كوضح العامرية وَمِنْهُم من يَقُول أُمَيْمَة بنت النُّعْمَان وَمِنْهُم من يَقُول أُمَامَة بنت النُّعْمَان 3 - (زوج النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -) أَسمَاء بنت الصَّلْت السلمِيَّة اخْتلف فِيهَا وَفِي اسْمهَا فَقيل إِنَّهَا من أَزوَاج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل تزَوجهَا ثمَّ طَلقهَا وَقيل مَاتَت قبل أَن تصل إِلَيْهِ وَقيل اسْمهَا وسناء 3 - (أَسمَاء بنت سَلمَة) وَيُقَال سَلامَة بنت مخرمَة الدارمية التميمية هَاجَرت مَعَ زَوجهَا عَيَّاش إِلَى الْحَبَشَة وَولدت لَهُ بهَا عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة ثمَّ هَاجَرت إِلَى الْمَدِينَة روى عَنْهَا عبد الله بن عَيَّاش وَأما أم عَيَّاش بن أبي ربيعَة فَهِيَ أم أبي جهل والْحَارث ابْني هِشَام ابْن الْمُغيرَة وَهِي أَيْضا أم عبد الله بن أبي ربيعَة أخي عَيَّاش بن أبي ربيعَة وَهِي عمَّة أَسمَاء بنت سَلمَة 3 - (أَسمَاء بنت عدي بن عَمْرو) أم منيع الْأَنْصَارِيَّة كَانَت من المبايعات بيعَة الْعقبَة 3 - (أَسمَاء بنت مرشدة الحارثية) روى عَنْهَا حَدِيثهَا فِي الِاسْتِحَاضَة جَابر بن عبد الله من حَدِيث حرَام بن عُثْمَان الْمَدِينِيّ جَابر) مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن عَن أَبِيهِمَا جَابر بن عبد الله وَلَا يَصح لِأَنَّهُ انْفَرد بِهِ حرَام بن عُثْمَان وَهُوَ مَتْرُوك عِنْد جَمِيعهم قَالَ الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ الحَدِيث عَن حرَام بن عُثْمَان حرَام

بنت أبي بكر الصديق

3 - (بنت أبي بكر الصّديق) أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا أم عبد الله بن الزبير ذَات النطاقين آخر الْمُهَاجِرين والمهاجرات موتا وَأمّهَا قتيلة بنت عبد الْعزي العامرية أسلمت قَدِيما بِمَكَّة بعد سَبْعَة عشر نفسا وبايعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَزَوجهَا الزبير رَضِي الله عَنهُ وَهَاجَر بهَا إِلَى الْمَدِينَة وَهِي حَامِل فَولدت عبد الله بقباء وَشهِدت اليرموك مَعَ الزبير فَقَالَت لَهُ يَا أَبَا عبد الله إِن كَانَ الرجل من الْعَدو ليمر سَرِيعا فتصيب قدمه عدوة أطناب خبائي قيسقط على وَجهه مَيتا مَا أَصَابَهُ سلَاح ثمَّ طَلقهَا الزبير فأقامت مَعَ ابْنهَا بِمَكَّة حَتَّى قتل بِملَّة كَانَت تَقول اللَّهُمَّ لَا تمتني حَتَّى تقر عَيْني بجثة عبد الله فَلَمَّا أنزل من خشبته غسلته وكفنته ودفنته وَمَاتَتْ بعده بأيام يسيرَة سنة ثَلَاث وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وَهِي وأبوها وَابْنهَا وَزوجهَا صحابيون قيل إِنَّهَا عاشت مائَة سنة وَلم يسْقط لَهَا سنّ لَهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ اثْنَان وَعِشْرُونَ حَدِيثا وروى عَنْهَا أَيْضا التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَإِنَّمَا قيل لَهَا ذَات النطاقين لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا تجهز مُهَاجرا وَمَعَهُ أَبُو بكر أتاهما عبد الله بن أبي بكر وهما فِي الْغَار مَعَه أَسمَاء بنت أبي بكر وَلَيْسَت للسفرة شناق فشقت لَهَا أَسمَاء من نطاقها فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبدلك الله بنطاقك هَذَا نطاقين فِي الْجنَّة وَكَانَ أهل الشَّام لما حاصروا عبد الله بن الزبير بِمَكَّة مَعَ الْحجَّاج بن يُوسُف نَادَى وَاحِد مِنْهُم يَا ابْن ذَات النطاقين إبرز فيظن أَن يعيره بذلك فَلَمَّا سمع ذَلِك عبد الله قَالَ من الطَّوِيل (وعَيَّرها الواشون أَنِّي أحبُّها ... وَتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عَنْك عارُها) 3 - (بنت صصرى) أَسمَاء بنت عماد الدّين مُحَمَّد بن سَالم بن الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب ابْن صصرى أم مُحَمَّد التغليبة الدمشقية زَوْجَة ابْن عَمَّتهَا الصاحب جمال الدّين وَأُخْت قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ولدت سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسمعت خَمْسَة أَجزَاء من مكي بن عَلان وتفردت

ابن حارثة الصحابي

وَحدثت أَكثر من خمسين سنة وحجت مَرَّات وَلها بر ومعروف وَكَانَت تقْرَأ فِي الْمُصحف وَرُبمَا كتبت فِي) الإجازات توفيت سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأجازت لي فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكتب عَنْهَا بِإِذْنِهَا عبد الله بن الْمُحب وَكَانَ مولدها سنة ثَمَان أَو تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (ابْن حَارِثَة الصَّحَابِيّ) أَسمَاء بن حَارِثَة بن سعيد بن عبد الله بن غياث من بني أفصى من الطَّبَقَة الثَّالِثَة من الْمُهَاجِرين وكنيته أَبُو هِنْد كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ هِنْد ملازمين لخدمة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهل الصّفة لِأَنَّهُمَا كَانَا فقيرين وَذكر بعض النَّاس أَنهم كَانُوا ثَمَانِيَة إخْوَة صحبوا النَّبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم أَسمَاء وَهِنْد وخداش وذؤيب وحمران وفضالة وَسَلَمَة وَمَالك وَاخْتلف فِي وَفَاة أَسمَاء فَقَالَ ابْن سعد مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة وَمن ولد أَسمَاء بن حَارِثَة غيلَان بن عبد الله بن أَسمَاء بن حَارِثَة وَكَانَ من قواد الْمَنْصُور وَكَانَ لَهُ ذكر فِي دَعْوَة بني الْعَبَّاس قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه أَسمَاء سوى هَذَا وَأَسْمَاء بن وثاب لَهُ رِوَايَة قَالَ ابْن سعد وَأما هِنْد أَخُو أَسمَاء فَمَاتَ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة بِالْمَدِينَةِ وَأما أَسمَاء صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة فَلهُ صُحْبَة وَرِوَايَة أخرج لَهُ ابْن سعد حَدِيثا 3 - (ابْن خَارِجَة الْفَزارِيّ) أَسمَاء بن خَارِجَة بن حصن بن حُذَيْفَة بن بدر الْفَزارِيّ أحد الأجواد من الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين من الْكُوفَة كنيته أَبُو حسان كَانَ قد سَاد النَّاس بمكارم الْأَخْلَاق حكى ابْن عَسَاكِر قَالَ أَتَى الأخطل الشَّاعِر إِلَى عبد الْملك بن مَرْوَان فِي حمالات تحملهَا عَن قومه فَأبى أَن يُعْطِيهِ شَيْئا فَسَأَلَهَا بشر بن مَرْوَان أَخا عبد الْملك فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ عبد الْملك فَأتى أَسمَاء بن خَارِجَة فَتحمل عَنهُ الْكل فَقَالَ من الوافر (إِذا مَا مَاتَ خارجةُ بن حصنٍ ... فَلَا مطرَتْ على الأَرْض السماءُ) (وَلَا رجعَ البشيرُ بغُنْم جيشٍِ ... وَلَا حَمَلتْ على الطُّهر النِّسَاء) (فيومٌ مِنْك خيرٌ من رجالٍ ... كثيرٌ حَولهمْ نَعَمٌ وَشاء) (فبورِكَ فِي بنيك وَفِي بَينهم ... وَإِن كَثُرُوا وَنحن لَك الْفِدَاء)

وَبلغ الشّعْر عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ عرض بِنَا الْخَبيث فِي شعره قلت كَذَا رَوَاهُ الروَاة) فَحذف الْمُضَاف وَأبقى الْمُضَاف إِلَيْهِ لِأَنَّهُ أَرَادَ أَسمَاء بن خَارِجَة مَاذَا عَلَيْهِ لَو كَانَ قَالَ إِذا مَا مَاتَ أَسمَاء بن حصن فَإِن نسبته إِلَى جده أَهْون من حذف اسْمه وَإِقَامَة اسْم أَبِيه مقَامه فَإِن الْإِضَافَة إِلَى الأجداد أَمر مَشْهُور على أَنه كَانَ يَأْتِي بِنَوْع من البديع وَهُوَ الجناس بَين أَسمَاء وَالسَّمَاء فِي قافية الْبَيْت وَحكى أَبُو الْيَقظَان قَالَ دخل أَسمَاء بن خَارِجَة على عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ لَهُ بِمَ سدت النَّاس فَقَالَ هُوَ من غَيْرِي أحسن فَقَالَ لَهُ بَلغنِي عَنْك خِصَال شريفة وَأَنا أعزم عَلَيْك إِلَّا ذكرت بَعْضهَا فَقَالَ أما إِذْ عزمت عَليّ فَنعم فَقَالَ عبد الْملك هَذِه أَولهَا فَقَالَ أَسمَاء مَا سَأَلَني أحد حَاجَة إِلَّا وَرَأَيْت لَهُ الْفضل عَليّ وَلَا دَعَوْت أحدا إِلَى طَعَام إِلَّا وَرَأَيْت لَهُ الْمِنَّة عَليّ وَلَا جلس إِلَيّ رجل إِلَّا وَرَأَيْت لَهُ الْفضل عَليّ وَلَا تقدّمت جَلِيسا بركبة قطّ وَلَا قصدني قَاصد فِي حَاجَة إِلَّا وبالغت فِي قَضَائهَا وَلَا شتمت أحدا قطّ لِأَنَّهُ يَشْتمنِي أحد رجلَيْنِ إِمَّا كريم فَكَانَت مِنْهُ هفوة فَأَنا أَحَق بغفرها وَإِمَّا لئيم فأصون عرضي عَنهُ فَقَالَ لَهُ عبد الْملك حق لَك أَن تكون سيداً وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ خرج أَسمَاء فِي أَيَّام الرّبيع إِلَى ظَاهر الْكُوفَة فَنزل فِي رياض معشبة وَهُنَاكَ رجل من بني عبس نَازل فَلَمَّا رأى قباب أَسمَاء وأبنيته قوض أبنيته ليرحل فَقَالَ لَهُ أَسمَاء مَا شَأْنك فَقَالَ لي كلب هُوَ أحب إِلَيّ من وَلَدي وأخاف أَن يؤذيكم فيقتله بعض غِلْمَانكُمْ فَقَالَ لَهُ أقِم وَأَنا ضَامِن لكلبك ثمَّ قَالَ لِغِلْمَانِهِ إِذا رَأَيْتُمْ كَلْبه قد ولغَ فِي قدوري وقصاعي فَلَا تهيجوه وَأقَام على ذَلِك مُدَّة ثمَّ ارتحل أَسمَاء وَنزل الروحية رجل من بني أَسد وَجَاء الْكَلْب على عَادَته فَضَربهُ الْأَسدي فَقتله فجَاء الْعَبْسِي إِلَى أَسمَاء فَقَالَ لَهُ أَنْت قتلت كَلْبِي قَالَ وَكَيف قَالَ عودته عَادَة ذهب يرومها من غَيْرك فَقتل فَأمر لَهُ بِمِائَة ناقةٍ دِيَة الْكَلْب وَلما أَرَادَ أَسمَاء أَن يهدي ابْنَته إِلَى زَوجهَا قَالَ لَهَا يَا بنية كوني لزوجك أمة يكن لَك عبدا وَلَا تدني مِنْهُ فَيملك وَلَا تتباعدي عَنهُ فيتغير عَلَيْك وكوني لَهُ كَمَا قلت لأمك من الطَّوِيل (خذُي العفْو مِنّي تستديمي مودتي ... وَلَا تنطقي فِي سَوْرتي حِين أغضب) (فإنّي رَأَيْت الحُبّ فِي الصَّدْر والأذى ... إِذا اجْتمعَا لم يلبث الحبُّ يَذهبُ) وَقَالَ الرياشي قَالَ أَسمَاء بن خَارِجَة لامْرَأَته اخضبي لحيتي فَقَالَت إِلَى كم ترقع مِنْك مَا) خلق فَقَالَ من الْبَسِيط (عيّرتِني خَلَقاً أبديتُ جدّتَه ... وَهل رأيتِ جَدِيدا لم يعُدْ خَلَقا) (كَمَا لبستِ جديدي فالبسي خَلَقي ... فَلَا جديدَ لمن لم يلبس الخَلَقا) وَأسْندَ أَسمَاء عَن عَليّ بن أبي طَالب وَابْن مَسْعُود وروى عَنهُ ابْنه مَالك وَعلي بن ربيعَة الْأَسدي وَتُوفِّي وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة وَفِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ

الدمشقي

3 - (الدِّمَشْقِي) أَبُو أَسمَاء الرَّحبِي الدِّمَشْقِي روى عَن أبي ذَر وَعَن ثَوْبَان وَابْن شَدَّاد ابْن أَوْس وَأبي هُرَيْرَة وَغَيرهم وَأسْندَ عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (الضبعِي) أَسمَاء بن عبيد وَالِد جوَيْرِية بن أَسمَاء الضبعِي الْبَصْرِيّ روى لَهُ مُسلم وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الْجرْمِي) أَسمَاء بن رِئَاب الْجرْمِي هُوَ الَّذِي خَاصم بني عقيل إِلَى البني الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي العقيق فَقضى بِهِ لجرم وَهُوَ عقيق فِي أَرض بني عَامر بن صعصعة وَلَيْسَ هُوَ الَّذِي بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ أَسمَاء من الطَّوِيل (وإنّي أَخُو جَرْمٍ كَمَا قد علمتمُ ... إِذا اجتمعَتْ عِنْد النبيّ المجامعُ) (فإنْ أنتمُ لم تقنعوا بِقَضَائِهِ ... فإنّي بِمَا قَالَ النبيُّ لقانع) (أسمر) 3 - (أسمر بن مُضرس الطَّائِي) قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبَايَعته فَقَالَ من سبق إِلَى مَا لم يسْبق إِلَيْهِ مُسلم فَهُوَ لَهُ يُقَال هُوَ أَخُو عُرْوَة بن مُضرس رَوَت عَنهُ ابْنَته عقيلة وأسمر هَذَا أَعْرَابِي وَابْنَته أعرابية (من اسْمه إِسْمَاعِيل) 3 - (ابْن عقبَة الْمدنِي) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة الْمدنِي أسْند عَنهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وثقة ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِهِ بَأْس وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَالْمِائَة

أبو محمد القراب المقرئ

3 - (أَبُو مُحَمَّد القراب الْمُقْرِئ) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السَّرخسِيّ الْهَرَوِيّ أَبُو مُحَمَّد بن أبي إِسْحَاق القراب القرئ العابد أَخُو الْحَافِظ إِسْحَاق كَانَ إِمَامًا فِي عدَّة عُلُوم صنف التصانيف وَكَانَ قدرَة فِي الزّهْد وَله مُصَنف فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ ودرجات التائبين وَالْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 3 - (القَاضِي ابْن أبي الْجِنّ) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس بن الْحسن أَبُو الْفضل الحسني ابْن أبي الْجِنّ ولي الْقَضَاء بِدِمَشْق وَكَانَ فَاضلا صَدُوقًا وَسَيَأْتِي ذكر جماعةٍ من بَيته توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة 3 - (تَاج الدّين ابْن قُرَيْش) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن قُرَيْش الإِمَام الْمُحدث تَاج الدّين أَبُو الطَّاهِر الْقرشِي المَخْزُومِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي من جلة الشُّيُوخ وفضلائهم نَيف على الثَّمَانِينَ وَكَانَ فِيهِ عبَادَة وزهد سمع من ابْن المقير والهمداني وَابْن رواج وَحدث عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (الْبكْرِيّ) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن سونج الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بِابْن الْحَكِيم وَكَانَ يعرف بالبكري لِأَنَّهُ كَانَ يَتُوب وَيَأْخُذ الْعَهْد لأبي بكر الصّديق وَكَانَ لَهُ أَصْحَاب وَطَرِيق مَشْهُورَة وسوق نافعة وَله أبهة المشيخة وَيعْمل السماعات ويحفظ كثيرا من الحَدِيث وَالرَّقَائِق ملحوناً توفّي) سنة سَبْعمِائة 3 - (ابْن الخباز) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن ركاب الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ الْفَاضِل الْحَدث الْمُفِيد نجم الدّين أَبُو القداء الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب عرف بِابْن الخباز ولد سنة تسع وَعشْرين وَسمع سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَبعدهَا من الْحق بن خلف والضياء وَعبد الله بن أبي عمر وَسمع من المرسي والبكري وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن الْجِنّ وَابْن عبد الدَّائِم وَأَصْحَاب الخشوعي وَأَصْحَاب الْكِنْدِيّ وَابْن ملاعب وَابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي ثمَّ أَصْحَاب كَرِيمَة والسخاوي وَكتب عَن من دب ودرج وَألف وَخرج وَحصل الْأَجْزَاء وتعب وَمَعَ عمله الْكثير

الفراء الحنبلي المخزومي

لم ينجب وَلَا أتقن شَيْئا وَلَا كَانَ يدْرِي نَحوا وَلَا يكْتب جيدا بل لَهُ دربة فِي الْجُمْلَة وَله خطأ كثير وَكَانَ شَيخا حسنا متواضعاً وَسمع من الْمزي والبرزالي وعلاء الدّين الْخَرَّاط وَالْقَاضِي شمس الدّين ابْن النَّقِيب والمقاتلي وَابْن المظفر وَابْن الْمُحب وَابْن حبيب وَكَانَ يُؤَدب بمكتب ابْن عبدٍ دَاخل بَاب توما وَقد خرج لِابْنِ عبد الدَّائِم ولجماعة وَعمل سيرةً طَوِيلَة للشَّيْخ شمس الدّين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة 3 - (الْفراء الْحَنْبَلِيّ المَخْزُومِي) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْمَعْرُوف بالفراء الْحَنْبَلِيّ كَانَ شَيخا صَالحا زاهداً ناسكاً يعرف اسْم الله الْأَعْظَم وَغَيره من الْأَسْمَاء الَّتِي انْتفع بمعرفتها ونفع بهَا وَله كرامات ومعاملات باطنة وأحوال توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 3 - (ابْن فلوس المارديني) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن غَازِي بن عَليّ بن مُحَمَّد النميري المارديني الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن فلوس هُوَ شمس الدّين فَاضل مبرز فِي فنون الْحِكْمَة وعلوم الْأَوَائِل درس بِدِمَشْق وبالقاهرة وَكَانَ ظريف المحاضرة لطيف الشَّمَائِل مولده بماردين سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه فِي تَرْجمهُ الْمَذْكُور قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْخَفِيف (بِأبي الأهيف الَّذِي لحظُ عينيَ ... هـ فَذا راشقٌ وَهَذَا رشيقُ) (راحَ فِي حُسنْه غَرِيبا وَإِن كَا ... ن شقيقاً لوجنتيه الشقيقُ) ) وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (قَالَ العذول بدا العذار بخدّه ... فتسلَّ عَنهُ فالعِذار يَشينُ) (فأجبْتُهُ مهلا رُويدكَ إنّما ... أغراك عَنهُ بالملام جنونُ) (مَا ذَاك شَعْر عذاره لكنّما ... أجفان عَيْنك فِي الصِّقال تبينُ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الوافر (أمُشْبِهةَ القنا قداً وَلِيِنْاً ... فتنتِ بِحسن صُورَتك البرايا)

مجد الدين الأنصاري المصري

(طعنتِ بِرُمْح قدّك وهْو لَدْنٌ ... فصيّرتِ القلوبَ لَهَا درايا) (وأهْيفَ إِن جنى أَو إِن تجنّى ... حَشا بلهيب خدّيه حشايا) (نبيّ مَلاحةٍ تُتلى علينا ... بدائعُ حُسنة سُوَراً وآيا) (إِذا قابلتَه أَبْصرت شخصا ... كأنّ صقالَ خدّيِه مَرايا) 3 - (مجد الدّين الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ الْأنْصَارِيّ مجد الدّين نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور كَانَ الْمَذْكُور من أَرْبَاب البيوتات وَذَوي الحرمات وَقعد بِهِ زَمَانه وَلم يجهل لفضل بَيته مَكَانَهُ وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (سل الرّبع عَن ليلَى عَسى الربُع يخبُر ... وَحَتَّى مَتى أبدي وِصالي وتهجرُ) (فتاةٌ تَخال الغُصْنَ حَشْو دروعها ... على أنّها من ناضر الرَّوْض أنضرُ) (إِذا حسرتْ عَن وَجههَا فتنتْ بِهِ ... وَمَا أنْثني إلاّ وقلبي مُحسَّرُ) قلت شعر نَازل وسرد القوصي القصيدة بكمالها فَأثْبت أَنا أنموذجاً مِنْهَا 3 - (ابْن الخازن المغربي) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أَبُو الطَّاهِر ابْن الخازن ذكره ابْن رَشِيق فِي الأنموذج وَقَالَ لَهُ شعر جيد وطيء الأكناف سهل المخارج تقدم فِي علم الْغَرِيب وَطَلَبه وعلو سَماع لَقِي شُيُوخًا جلة من الْعلمَاء ببلدنا وَغَيره من نَاحيَة الْمشرق أَيَّام حجه وَبحث عَن الشذوذ بحثا شَدِيدا وَإِلَى أُمَّهَات كتبه يرجع بِجَمِيعِ النّسخ وَبهَا يُقَابل وَعَلَيْهَا يصلح وَطَرِيقه فِي الشّعْر طَرِيق الْعلمَاء يسْتَعْمل مَا عَلَيْهِ النَّاس وَأورد لَهُ قَوْله من السَّرِيع (يَا رحمتا للكَبد الحَرَّى ... والمقلة الساهرة العَبْرَي) ) (لمّا استقلتْ سَحَراً ظُعْنُهمْ ... فغادروا فِي كَبِدِي جَمْرا) (كأنّها فِي الْآل مُزْوَرَّة ... سفائنٌ وسَّطت البحْرا) (يَا حاديَ العيِس رويْداً بهم ... محتسباً فِي دَنِفٍ أجْرا) (كأنّني إِذْ جدَّ حاديهمُ ... من حيرتي مُغتبثق خمرًا) (سُلافةً صهباءَ سلسالةً ... قد عتِّقَتْ فِي دنّها دهرا)

ابن علية

(مِمَّا اجتبى قَيْصر فِيمَا مضى ... لنَفسِهِ أَو مَا اقتنى كِسرى) (كأنّها فِي الكأس ياقوتةٌ ... قد طُوِّقَتْ من حببٍ درّا) (كفأرةِ الْمسك إِذا صُفِّقت ... قد فغمت ناشِقَها عِطرا) (أَو طيبِ أيّامِ المُعزّ الَّذِي ... قد سَاد أَمْلَاك الورى طُرّا) وَقَالَ (وَله ذؤابة حمير وسناؤها ... وسنام يعرب الرفيع العالي) (ويَحلّ من قحطان أَعلَى ذرْوَة ... تُعْيي محاوِلَها وَلَيْسَ بآلِ) (مَا زَالَ يبْتَاع العُلى متغالياً ... إنّ العُلا وَأَبِيك عِلق غالِ) (أضْحت بِهِ الدُّنْيَا عروساً تُجتلى ... وتبلَّجت عَن زهرَة الآمال) (بذَّ الملوكَ جلالةً ومهابةً ... وَعلا عَن النظرء والأشكال) (وَإِذا ترَاءى للعيون بدا لَهَا ... سعدُ السُّعُود وطالعُ الإقبال) وَأورد لَهُ قَوْله وَهُوَ مَا نظمه فِي سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة من المتقارب (رفيعُ الْعِمَاد وَرِيُّ الزنادْ ... عَظِيم الرَّماد هنّي القرَا) (وأنْدَى بناناً من الزاخرات ... ففيضُ البحور لَدَيْهَا حَسا) (وأوزنُ حلماً من الراسيات ... إِذا مَا ذَوُو الْحلم حلّوا الحبُى) (وأنْوَرُ وَجها من النَيّرَيْن ... إِذا الخطْبُ فِي مضمحلٍّ دجا) (وأرحبُ صَدرا من الخافقينَ ... إِذا ضَاقَ باللوذعّي الفَضا) (أَقُول لمطّلبٍ شأوَهُ ... وَيلك أعيى عَلَيْك المدى) وَقَالَ يرثي من الطَّوِيل (سقى الله ذَاك الرمْسَ جوداً كجوده ... وسحّ على ظَمْأى مَعاهِده العهدُ) ) (تبوّأ خوفَ الْمَوْت أحْصنَ قلعةٍ ... ممنّعةٍ كالسدّ أَو دونهَا السدُّ) (مكلّلة حلقاء عطّاء تُزْدَرَى ... إِذا اسُتشًرِفَتْ تيماءُ والأبلقُ الفردُ) (تناغي السحابَ المُكْفهرّ ودونها ... زحاليقُ لَا يسطيعها الرجل النجدُ) (تظلّ عتاقُ الطَّير مصطافةً بهَا ... وتعيي الوعولَ الصمَّ أرجاؤها المُلْدُ) (وحصّنها بالمشرفيّة والقنا ... ومِن دونهَا الجمعُ العَرمْرَمُ والحشدُ) (وأشّبَها خيلاً ورَجلاَ وشِكَّة ... فَلم تحْمِه تِلْكَ المقانب والجُنْد) 3 - (ابْن علية) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مقسم أَبُو بشر الْأَسدي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ الإِمَام ابْن علية وَهِي أمه وَأَصله كُوفِي قَالَ أَبُو دَاوُد مَا أحد من الْمُحدثين إِلَّا وَقد أَخطَأ

القاضي شرف الدين الحنفي

إِلَّا ابْن علية وَبشر بن الْمفضل وَقَالَ ابْن معِين كَانَ ثِقَة ورعاً تقياً وَكَانَ يَقُول من قَالَ ابْن علية فقد اغتابني روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دواد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ 3 - (القَاضِي شرف الدّين الْحَنَفِيّ) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد القَاضِي شرف الدّين أَبُو الْفضل ابْن الْموصِلِي الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ شَيخا دينا خيرا لطيفاً مَعَ أَعْيَان الْحَنَفِيَّة درس بالطرخانية وَولي نِيَابَة الْقَضَاء بِدِمَشْق لزم بَيته مَعَ حَاجته لِأَن الْمُعظم بعث إِلَيْهِ يَأْمُرهُ بِإِظْهَار إِبَاحَة الأنبذة فَقَالَ لَا أفتح على أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ هَذَا الْبَاب وَأَنا على مَذْهَب مُحَمَّد فِي تَحْرِيمهَا وَقد صَحَّ عَنهُ أَنه لم يشْربهَا قطّ وَحَدِيث ابْن مَسْعُود لَا يَصح وَمَا رُوِيَ فِيهِ عَن عمر لَا يثبت وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (تَقِيّ الدّين مُسْند الشأم) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن أبي الْيُسْر شَاكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أبي الْمجد مُسْند الشَّام تَقِيّ الدّين شرف الْفُضَلَاء أَبُو مُحَمَّد التنوخي المعري الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة أَكثر عَن الخشوعي وَعبد اللَّطِيف بن شيخ الشُّيُوخ وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَابْن ياسين الدولعي الْخَطِيب وحنبل وَابْن طبرزد والكندي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وروى الْكثير واشتهر ذكره تفرد بأَشْيَاء كَثِيرَة وَكَانَ متميزاً فِي كِتَابَة الْإِنْشَاء جيد) النّظم حسن القَوْل دينا متصوناً صَحِيح السماع من بَيت كِتَابَة وجلالة وَكَانَ جده كَاتب الْإِنْشَاء لنُور الدّين وَكتب هُوَ للناصر دَاوُد وَولي بِدِمَشْق نظر البيمارستان وَسمع بِبَغْدَاد من الداهري وَأبي عَليّ ابْن الزبيدِيّ وَولي مشيخة تربة أم الصَّالح ومشيخة الرِّوَايَة بدار الحَدِيث الأشرفية وروى عَنهُ قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن صصرى وَابْن الْعَطَّار وَابْن تَيْمِية وأخواه وَابْن أبي الْفَتْح وَأَجَازَ لوالد الشَّيْخ شمس الدّين سَأَلَهُ الْأَمِير أَبُو حَفْص ابْن أبي الْمَعَالِي أَن يحل أَبْيَات ابْن الرُّومِي الزائية الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا وحديثها السحر الْحَلَال الأبيات فَقَالَ وحديثها الحَدِيث لَا كالحديث عذب فَهُوَ كَالْمَاءِ الزلَال وأسكر فَأشبه الْعَتِيق من الجريال واستملي من غير ملل وَلَا إملال وشغل عَن غرر من وَاجِب الأشغال وجنى من قتل الْمُسلم المتحرز مَا لَيْسَ بحلال صادت بشركة النُّفُوس ومالت إِلَى وَجهه الْأَعْنَاق والرؤوس فَهُوَ نزهة الْعُيُون وعقال الْعُقُول والموجز الَّذِي ود الْمُحدث أَن يطول من الطَّوِيل (حديثٌ حَدِيث الْعَهْد فتحّ نَوْرَه ... فَمن نوره قد زَاد فِي السّمع وَالْبَصَر)

(يخرّون للأذقان عِنْد سَمَاعه ... كأنّهمُ من شيعَة وَهُوَ منتظَرْ) (يلذّ بِهِ طول الحَدِيث لسامرٍ ... وَلَا يَعْتَرِيه من إطالته ضجرْ) (بِهِ طُرَفٌ للطَرْف تجنى وعُقلَة ... لعاقِل ركبٍ قد سبقن إِلَى سفرْ) (هِيَ البدرُ فاسمع مَا تَقول فإنّه ... غريبٌ وحدّثْ بالرواية عَن قمرْ) وَكتب على لِسَان سيف الدّين مقلد بن الْكَامِل بن شاور إِلَى الْملك الْأَشْرَف وَكَانَ أَبْطَأَ عَلَيْهِ عطاؤه رقْعَة مضمونها يقبل الأَرْض بَين يَدي الْملك الْأَشْرَف أعز الله نَصره وَشرح بِبَقَائِهِ نفس الدَّهْر وصدره وَيُنْهِي أَنه وصل إِلَى بَاب مَوْلَانَا كَمَا قَالَ المتنبي من الْبَسِيط (حَتَّى وصلتُ بنفسٍ مَاتَ أكثرُها ... وليتني عشتُ مِنْهَا بِالَّذِي فضلا) ويرجو مَا قَالَه فِي الْبَيْت الْأَخير (أَرْجُو نداك وَلَا أخْشَى المِطالَ بِهِ ... يَا مَنْ إِذا وهب الدُّنْيَا فقد بَخِلا) فَأعْطَاهُ صلَة سنيةً وَقرر لَهُ جامكيةً وَأحسن قراه ورتب لَهُ كَفاهُ وَكتب إِلَى القَاضِي بدر الدّين السنجاري فِي صدر مُكَاتبَة من الْبَسِيط (لَوْلَا مواعيدُ آمالٍ أعيش بهَا ... لمت يَا أهل هَذَا الْحَيّ من زمن) ) (وَإِنَّمَا طرف آمالي بِهِ مرح ... يجْرِي بوعد الْأَمَانِي مُطْلَقَ الرسن) وَمن شعره من الْكَامِل (ليلِي كشَعْر مُعَذِِّبي مَا أطْوَلَهْ ... أخفْى الصباحَ بفرْعِه إِذْ أسبلَهْ) (وأنار ضوء جَبينه فِي شعره ... كالصبح سلًّ عَن الدياجي مُنصُلهْ) (قَصصي بنملِ عذاره مكتوبةٌ ... يَا حُسْن مَا خطَّ الجمالُ وأجملهْ) (وَالله لَا أهملتُ لامَ عذاره ... يَا عاذلي مَا كلُّ لامٍ مُهْملَهْ) (اقْرَأ على قلبِي سبا فِي حُبّه ... والذاريات لمدمَعٍ قد أهملهْ) (آيَات تَحْرِيم الْوِصَال أظنها ... ب طَلَاق أَسبَاب الْحَيَاة مرتلهْ) (مَا هامت الشُّعَرَاء فِي أَوْصَافه ... إِلَّا وفاطِر حُسنه قد كملهْ) (ثَبت الغرامُ بحاكمٍ من حُسنه ... وَشَهَادَة الْأَلْفَاظ وَهِي معدَّلهْ) (كم صادَ من صادٍ بعينٍ دونهَا ... أسيافُ لحظٍ فِي الجفون مُسلَّلهْ) (إِن أبعَدتَه يدُ النَّوَى عَن ناظري ... فَلهُ بقلبي إِن ترحَّل منزِلَهْ) (بالعاديات قد اعْتدى عَنَّا ضحى ... وبدا لَهُ فِي كل قلب زلزله) (شمس النُّفُوس لبيتنه قد كُورِّت ... وَالنَّار فِي الأحشاء مِنْهُ مُشْعَلهْ) وَقَالَ رَحمَه الله ركبني دين فَوق عشرَة آلَاف دِرْهَم وَبقيت مِنْهُ فِي قلق فَرَأَيْت فِي النّوم

ومنه من الدوبيت

وَالِدي وشكوت إِلَيْهِ ثقل الدّين فَقَالَ امدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت أعجز عَن مدحه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أمدحه يوف الله عَنْك دينك فَقلت وَأَنا نَائِم من الْكَامِل (أجِد المقالَ وجدّ فِي طول المدى ... فعساك تظفر أَو تنَال المقصدا) (هِيَ حَلبْة للمدح لَيْسَ يجوزها ... بِالسَّبقِ إلاّ من أُعينَ وأسْعدا) وانتبهت وَأَتْمَمْت القصيدة فوفى الله عني ديني تِلْكَ السّنة وَمن شعره من الطَّوِيل (أَرَاك إِذا مَا امتدّ طرفيَ حَاضرا ... بكلّ مَكَان عِنْد كلّ عيانِ) (وَلست أرى شَيْئا سواك حَقِيقَة ... لأنّك لَا تفني وغيرُك فَإِنِّي) 3 - (وَمِنْه من الدوبيت) (يَا أحمدُ إنّ فَتْرَة الأجفان ... نُبِّثْتَ بهَا فِي آخر الأزمانِ) ) (والمُعْجِز مِنْك واضحُ الْبُرْهَان ... تحيي بالوصل ميّتَ الهجران) 3 - (مجد الدّين ابْن كسيرات) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن أبي الْقَاسِم ابْن أبي طَالب ابْن كسيرات الصَّدْر مجد الدّين أَبُو الْفِدَاء الْموصِلِي ولي المناصب الْكِبَار بالموصل وَقدم الشَّام وَولي نظر حمص مُدَّة وَولي نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَلما تسلطن سنقر الْأَشْقَر وزره وباشر الْأُمُور أَيَّامه مكْرها وَحصل لَهُ من صَاحب مصر مصادرة ونكد ثمَّ لزم بَيته وَحج وَأقَام بطالاً بجبل قاسيون وَمَات وَقد جَاوز السّبْعين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (أَبُو معمر الْهُذلِيّ الْهَرَوِيّ) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أَبُو معمر الْهُذلِيّ الْقطيعِي الْهَرَوِيّ نزيل بَغْدَاد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى عَنهُ النَّسَائِيّ بِوَاسِطَة وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَبَقِي بن مخلد وَكَانَ من تشدده يَقُول لَو نطقت بغلتي لقالت أَنا سنية وَأخذ فِي المحنة فَأجَاب وَقَالَ كفرنا وَخَرجْنَا وَقَالَ آخر كَلَام الْجَهْمِية أَنه لَيْسَ فِي السَّمَاء إِلَه توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

إسماعيل بن إبراهيم بن بسام أبو إبراهيم الترجماني كان عالما فاضلا شهد جنازته خلق

3 - (إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن بسام أَبُو إِبْرَاهِيم الترجماني كَانَ عَالما فَاضلا شهد جنَازَته خلق) كثير كتب الإِمَام أَحْمد عَنهُ أَحَادِيث وَقَالَ مَا أحسن هَذِه أسْند عَن هشيم بن بشير وَغَيره ووفاته فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عَليّ الحمدوني) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن حَمْدَوَيْه أَبُو عَليّ الحمدوني وجده حَمْدَوَيْه صَاحب الزَّنَادِقَة على عهد الرشيد قَالَ المرزباني بَصرِي مليح الشّعْر حسن التَّضْمِين اشْتهر بقوله فِي طيلسان أَحْمد بن حَرْب ابْن أخي يزِيد المهلبي وشَاة سعيد وفقر الحرزي وإبط قرب جَارِيَة البرامكة وقبح أبي حَازِم وَكَانَ يَقُول أَنا ابْن قولي من الْخيف (يَا ابْن حربٍ كسَوْتني طيلساناً ... ملَّ من صُحْبَة الزَّمَان وصدّا) (طَال تردادُه إِلَى الرّفْوِ حتّى ... لَو بعثْناه وحدْهَ لتهدّى) وَله وَيُقَال إِنَّه أول شَيْء قَالَه فِيهِ وَقد قَالَ فِيهِ خمسين مَقْطُوعًا من الطَّوِيل (كساني ابنُ حربٍ طيلساناً كأنّه ... فَتى ناحلٌ بالٍ من الوجد كالشنِّ) (تغنّى لإِبْرَاهِيم لما لبسته ... ذهبتُ من الدُّنْيَا وَقد ذهبتْ مني) ) يُرِيد إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وَقد تقدم ذكره وَهَذَا الشّعْر تتمته مَذْكُورَة فِي تَرْجَمته وَقَالَ الحمدوني فِي شَاة سعيد من الْخَفِيف (مَا أرى إِن ذبحتُ شَاة سعيد ... حَاصِلا فِي يديّ غير الإهابِ) (لَيْسَ إلاّ عظامُها لَو ترَاهَا ... قلت هذي أزائفُ فِي جرابِ) (من خساس الشَّاء اللواتي إِذا مَا ... أبصروهن قيل شَاءَ التهاب) ستراهن كَيفَ ينفضن فِي وجهذا المصخي بِهن يَوْم الْحساب وَقَالَ فِيهَا أَيْضا من الْبَسِيط (أيا سعيدُ لنا فِي شَاتك العِبَرُ ... جاءتْ وَمَا إنْ لَهَا بَولٌ وَلَا بَعَرُ) (وَكَيف تبعرُ شاةٌ عنْدكُمْ مكثتْ ... طعامُها الأبيْضان المَاء والقمَرُ) (لَو أنّها أبصرتْ فِي نومها عَلَفاً ... غنّت لَهُ ودموع الْعين تنحدر)

(يَا مانعي لذَّةَ الدُّنْيَا بأجمعها ... إنّي لَيُقنعني من وَجهك النظرُ) وَقَالَ فِيهَا من الْكَامِل (أسعيدُ قد أَعْطَيْتنِي أضحيَّةً ... مكثَتْ زَمَانا عنْدكُمْ مَا تُطْعَمُ) (نضواً تغامزَتِ الكلابُ بهَا وَقد ... شدّوا عَلَيْهَا كي تَمُوت فيولموا) (فَإِذا المَلا ضحكوا بهَا قَالَت لَهُم ... لَا تهزأوا بِي وارحموني تُرْحَموا) (مرّت على علَفٍ فَقَامَتْ لم تَرِمْ ... عَنهُ وغنّت والمدامعُ تسجم) (وَقف الْهوى بِي حَيْثُ أَنْت فَلَيْسَ لي ... مُتأخَّرٌ عَنهُ وَلَا مُتقدَّمُ) وَقَالَ فِيهَا أَيْضا من المنسرح (شاةُ سعيدٍ فِي أمرهَا عِبرُ ... لما أتتْنا قد مسّها الضررُ) (وهْي تُغَنّي من سوء حالتها ... حَسْبي بِمَا قد لقيتُ يَا عُمَرُ) (مرّت بقَطْفٍ خضرٍ يُنَشِّرُها ... قومٌ فظنّت بأنّها خُضَرُ) (فأقبلتْ نَحْوهَا لتأكلها ... حَتَّى إِذا مَا تبيَّن الخبرُ) (وأبدلتها الظنون من طَمَعٍ ... يأساً تغَنَّت والدمعُ ينحدرُ) (كَانُوا بَعيدا فَكنت آمُلُهم ... حَتَّى إِذا مَا تقربّوا هجروا) وَقَالَ أَيْضا من الْخيف) (لسعيدٍ شُوَيْهةٌ ... سَلَّها الضُّرُّ والعجَفْ) (قد تغنّت وأبصرت ... رجلا حَامِلا عَلَفْ) (بِأبي مَنْ بكفّه ... بُرْءُ دائي منَ الدنف) (فَأَتَاهَا مطمِّعاً ... فأتّتْه لتعتلَفْ) (فتولّى فَأَقْبَلت ... تتغنّى من الأسفْ) (ليته لم يكن وقفْ ... عذب القلبَ وَانْصَرف) وَمِمَّا قَالَ فِي الطيلسان الَّذِي وهبه إِيَّاه ابْن حَرْب من الْبَسِيط (يَا طيلسانَ ابْن حربٍ قد هممتَ بِأَن ... تودي بجسمي كَمَا أودى بك الزمنُ) (مَا فِيك من مَلْبَسٍ يُغْني وَلَا ثمن ... قد أوهنتْ حيلتي أركانُك الوُهُنُ) (فَلَو تراني لَدَى الرفّاء مرتبطاً ... كأنّني فِي يَدَيْهِ الدهرَ مُرْتهنُ) (أَقُول حِين رَآنِي النَّاس ألزَمُهُ ... كأنّما لي فِي حانوته وطنُ) (مَن كَانَ يسْأَل عنّا أَيْن منزلُنا ... فالأقحوانةُ منا منزلٌ قَمِنُ) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْكَامِل المرفل

(قل لِابْنِ حربٍ طليسا ... نُك قومُ نوحٍ مِنْهُ أحدثْ) (أفنى الْقُرُون وَلم يزل ... عمّن مضى من قبلُ يورَثْ) (فَإِذا الْعُيُون لحظْنَه ... فكأنّه باللحظ يُحْرَثْ) (يودي إِذا لم أرفُهُ ... فَإِذا رفوتُ فَلَيْسَ يَلبثْ) (كَالْكَلْبِ إِن تحملْ عَليّ ... هـ الدهرَ أَو تتركه يلهثْ) وَقَالَ فِيهِ من الْخَفِيف (يَا ابنَ حربٍ كسوتَني طيلساناً ... أنحلّتْه الأزمانُ فَهُوَ سقيمُ) (فَإِذا مَا رفوتُه قَالَ سبحا ... نك مُحيي العظامِ وهْي رَميمُ) (قُلْ لِابْنِ حربٍ طيلسانُك قد ... أودى قُوايَ بِكَثْرَة الغُرَمِ) (متبيّنٌ فِيهِ لمُبْصره ... آثارُ رَفوِ أوائلِ الأُممِ) (وكأنّه الخمرُ الَّتِي وُصِفَتْ ... فِي يَا شَقِيق النَّفس من حَكَمِ) (فَإِذا رممنْاه فَقيل لنا ... قد صحّ قَالَ لَهُ البلى انْهدمِ) ) (مثل السقيم برا فراجعَه ... نُكسٌ فأسلمه إِلَى سَقَمِ) (أنشدتُ حِين طَغى فأعجزني ... وَمن العناء رياضةُ الهَرِم) وَقَالَ أَيْضا من الْخَفِيف (طيلسانٌ لَو كَانَ لفظا إِذا مَا ... شكَّ خلقٌ فِي أنّه بُهتانُ) (فهْو كالطور إِذْ تجلّى لَهُ الل ... هـ فدُكَّت قواه والأركانُ) (كم رفوناهُ إِذْ تمزَّق حَتَّى ... بَقِي الرفُو وانقضى الطيلسانُ) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْخَفِيف (يَا ابنَ حربٍ إنّي أرى فِي زَوَايَا ... بيتنا مثل مَن كسوتَ جماعَهْ) (طيلسان رفوتُه ورفوتُ ال ... رفْوَ مِنْهُ وَقد رقعتُ رقاعهْ) (فأطاع البلى فَصَارَ خليعاً ... لَيْسَ يُعطي الرفاءً فِي الرفو طاعهْ) (فَإِذا سائلٌ رآنيَ فِيهِ ... ظنّ أنّي فَتى من أهل الصناعهْ) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الرمل (طيلسانٌ لِابْنِ حربٍ جَاءَنِي ... خلعةً فِي يَوْم نحسٍ مستمرْ) (وَإِذا مَا صِحْت فِيهِ صَيْحَة ... تركتْه كهشيم المحتضَرْ) (وَإِذا مَا الرّيح هبّت نَحوه ... طيّرته كالجراد الْمُنْتَشِر)

(مُهطِعُ الدَّاعِي إِلَى الرافي إِذا ... مَا رَآهُ قَالَ ذَا شَيْء نُكُرْ) (فَإِذا رفّاؤه حاول أَن ... يتلافاه تعاطى فَعَقَرْ) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْخَفِيف (يَا ابْن حَرْب كسوتني طيلساناً ... يُزْرَعُ الرفُو فِيهِ وَهُوَ سباخُ) (مَاتَ رفّاؤه وَمَات بنوه ... وبدا الشيبُ فِي بنيهم وشاخوا) وَقَالَ فِيهِ من المتقارب (أيا طيلسانيَ أعييتَ طبِّي ... أسِلٌّ بجسمك أم داءُ حُبِّ) (وَيَا ريحُ صيّرتِني أتّقيكِ ... وَقد كنتُ لَا أتّقي أَن تَهُبّي) (ومُسْتَخبرٍ خَبَر الطيلسان ... فقلتُ لَهُ الروحُ من أَمر ربّي) وَقَالَ فِيهِ من الرمل) (طيلسانٌ لِابْنِ حربٍ جَاءَنِي ... قد قضى التمزيق مِنْهُ وطرَهْ) (أَنا من خوفي عَلَيْهِ أبدا ... سامِريٌّ لَيْسَ يألو حَذرهْ) (يَا ابْن حربٍ خذُه أَو فَابْعَثْ بِمَا ... نشتري عِجْلاً بصَفْرٍ عشَرهَ) (فلعلّ اللهَ يحيْيه لنا ... إِن ضَرَبْنَاهُ بِبَعْض البقرهْ) (فهْو قد أدْرك نوحًا فَعَسَى ... قد حوى من علم نوحٍ خبرهْ) (أبدا يقْرَأ مَن أبصره ... أإذ كنّا عِظاماً نَخِرَهْ) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْخَفِيف (يَا ابْن حربٍ أطلت فقريَ بَرفْوي ... طيلساناً قد كنت عَنهُ غنيّا) (فهْو فِي الرفو آلُ فِرْعَوْن فِي العَرْ ... ض على الناؤ غُدوةً وعشيّا) (زُرتُ فِيهِ معاشراً فازدروَني ... فتغنيتُ إِذْ رأَوْني زريّا) (جِئْت فِي زيِّ سائلٍ كي أَرَاكُم ... وعَلى الْبَاب قد وقفت مَلِيًّا) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الوافر (وهبتَ لنا ابنَ حربٍ طيلساناً ... يزِيد المرءَ ذَا الضعَة اتِّضاعا) (يسلِّم صَاحِبي فَيُفِيد شتمْي ... لأنّ الروحَ تُكْسبه انصداعا) (أُجيلُ الطَّرفَ فِي طَرَفَيْه طولا ... وعرضاً مَا أرى إلاّ رِقَاعًا) (فلستُ أشكّ أنْ قد كَانَ قِدمْاً ... لنوحٍ فِي سفينته شراعا) (فقد غنّيتُ إِذْ أبصرتُ مِنْهُ ... جوانبه على بدني تَداعى) (قِفي قبل التفرّق يَا ضباعا ... وَلَا يكُ مَوْقِفٌ مِنْك الوَداعا)

الشيخ علم الدين المنفلوطي المالكي

وَيُقَال فِيهِ إِنَّه عمل فِي هَذَا الطيلسان مِائَتي مَقْطُوع فِي كل مَقْطُوع معنى بديع وَقيل إِن الحمدوني وقف على أَبْيَات عَملهَا أَبُو حمْرَان السّلمِيّ فِي طيلسانه وَكَانَ قد بلي وَهِي من الْبَسِيط (يَا طيلسانَ أبي حمْرَان قد برِمَتْ ... بك الحياةُ فَمَا تلتذّ بالعُمُرِ) (فِي كلّ يومَين رفّاءٌ يجدّده ... هَيهاتَ ينفع تجديدٌ مَعَ الكِبَرِ) (إِذا ارتداه لعيدٍ أَو لجُمعته ... تنكّب الناسَ أَن يبْلى مِن النظرِ) وَذكرت هُنَا مَا كتبه نَاصِر الدّين حسن بن النَّقِيب إِلَى السراج عمر الْوراق من الْبَسِيط) (لَو فَرَّ بغلي منَ اصْطبلي لَقلتُ لمن ... يجْرِي وَرَاه تمهَّلْ أيّها الساري) (فَفِي زُقاق سراج الدّين موقفُه ... أَو ذَلِك الخطِّ أَو فِي حَوْمة الدارِ) (وطيلسان ابْن حَرْب قد سمعتَ بِهِ ... من طولِ بعثٍ وتردادٍ وتكرار) فَأجَاب السراج ونقلتهما من خطه من الْبَسِيط (أفْدي خُطاك وَلَو كَانَت على بَصرِي ... لَكَانَ فِي ذَاك تشريف لمقداري) (وإنّ دَارك صان الله مالِكَها ... أعزُّ عنديَ من أَهلِي وَمن دَاري) (وطيلسان ابْن حَرْب فِي ترددُّه ... قلبِي إِلَيْك من الأشواق فِي نَار) (إِذا تمزّق ألفاكَ السرِيُّ لَهُ ... فِي رَفو بالٍ وَفِي حوكِ لأشعار) 3 - (الشَّيْخ علم الدّين المنفلوطي الْمَالِكِي) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الشَّيْخ علم الدّين المنفلوطي ثمَّ القنائي كَانَ من الْفُقَهَاء الصَّالِحين المعروفين بالمكاشفات والكرامات من أَصْحَاب الشَّيْخ أبي الْحسن ابْن الصّباغ مالكي الْمَذْهَب كَانَ يغيب أوقاتاً كَثِيرَة وَرُبمَا استمرت غيبته الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة وتنحل عمَامَته وتنسحب خَلفه وَهُوَ ينشد من الْكَامِل (لَا تُجْرِ ذكري فِي الْهوى مَعَ ذكرهم ... لَيْسَ الصَّحِيح إِذا مَشى كالمُقعَدِ) قَالَ كَمَال الدّين الأدفوي فِي تَارِيخ الصَّعِيد قَالَ يَوْمًا وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا الله أَنا القطب غوث الْوُجُود كَذَا ذكره الشَّيْخ عبد الْغفار ابْن نوح فِي كِتَابه وَذكره غَيره وصنف كتابا وَذكر فِيهِ من كَلَام شَيْخه أبي الْحسن وَمن كَلَام شيخ شَيْخه عبد الرَّحِيم وَمن أَحْوَالهم نبذة وَغير ذَلِك وَفِيه أَحَادِيث واستدلالات دلّت على فهمٍ وَعلم وَفِيه مسَائِل فقهية ومقالات صوفية وَتُوفِّي بقنا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (الشارعي) إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم مجد الدّين الشارعي الْمصْرِيّ الْمُحدث كَانَ شارباً فَاضلا سَمِعت بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي كثيرا بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى شَابًّا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

أبو عبد الرحمن الضرير

3 - (أَبُو عبد الرَّحْمَن الضَّرِير) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الله الْحِيرِي أَبُو عبد الرَّحْمَن الضَّرِير الْمُفَسّر الْمُقْرِئ الْوَاعِظ الْفَقِيه الْمُحدث أحد أثمة الْمُسلمين والحيرة محلّة بنيسابور قَالَ ياقوت هِيَ الْآن خراب مَاتَ فِيمَا) ذكره الْحَافِظ عبد الغافر بعد الثَّلَاثِينَ والأربعمائة ومولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَله التصانيف الْمَشْهُورَة فِي عُلُوم الْقُرْآن والقراءات والْحَدِيث والوعظ والتذكير سمع صَحِيح البُخَارِيّ من أبي الْهَيْثَم سمع مِنْهُ بِبَغْدَاد وَقد روى عَن زاهرٍ السَّرخسِيّ 3 - (وَالِد الإِمَام الْبَيْهَقِيّ) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُوسَى أَبُو عَليّ الْبَيْهَقِيّ وَولده الإِمَام الْأَكْبَر أَبُو بكر أَحْمد صَاحب التصانيف ولد إِسْمَاعِيل سنة ثمانٍ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وسافر كثيرا وَلَقي الشُّيُوخ وَسكن خوارزم قَرِيبا من عشْرين سنة ودرس بهَا ثمَّ مضى إِلَى بَلخ فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَورد إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا حسن الطَّرِيقَة توفّي سنة سبع وَخَمْسمِائة 3 - (الْحَافِظ الثَّقَفِيّ) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أسيد الثَّقَفِيّ الْأَصْبَهَانِيّ الْحَافِظ لَهُ مُسْند وَتَفْسِير توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (شيخ الشُّيُوخ الصُّوفِي) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو البركات الصُّوفِي الْمَعْرُوف بشيخ الشُّيُوخ ولد بِبَغْدَاد وسافر إِلَى الشَّام وَنزل بالسميساطية وَحدث بهَا وَعَاد إِلَى

جلال الدين القوصي الحنفي

بَغْدَاد وَكَانَ صَالحا ثِقَة وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة قلت الَّذِي يغلب على ظَنِّي أَن هَذَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد هُوَ المنعوت بصدر الدّين لِأَن الْعِمَاد الْكَاتِب قَالَ فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ شمس الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن المنجم وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَحَضَرت عزاء شيخ الشُّيُوخ إِسْمَاعِيل الصُّوفِي بِبَغْدَاد وَهُوَ قَائِم يُورد فصلا ويملأ الْجمع فضلا وَمِمَّا أنْشدهُ على البديهة وأنشأه من المديد (يَا أخلاّئي بحقّكمُ ... مَا بَقِي من بعدكم فَرَحُ) (أيّ صدر فِي الزَّمَان لنا ... بعد صدر الدّين ينشرحُ) 3 - (جلال الدّين القوصي الْحَنَفِيّ) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن برتق بن بزغش بن هَارُون بن شُجَاع جلال الدّين أَبُو الطَّاهِر القوصي أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ الْمَذْكُور رفيقنا فِي الْمدرسَة الكاملية اشْتغل بالفقه على مَذْهَب الإِمَام أبي حنيفَة وأقرأ النَّحْو والقراءات بِجَامِع ابْن) طولون وَله أدب أنشدنا لنَفسِهِ من الوافر (أَقُول لَهُ ودمعي لَيْسَ يرقا ... ولي من عَبرتي إِحْدَى الوسائلْ) (حُرمتُ الطيفَ مِنْك بفيض دمعي ... فطرفي فِيك محرومٌ وسائلْ) وأنشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من الوافر (أَقُول ومدمعي قد حَال بيني ... وَبَين أحبتَّي يومَ العتابِ) (رددتم سَائل الأجفان نَهرا ... تعثَّر وَهُوَ يجْرِي فِي الثيابِ) وأنشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من الوافر (تخطَّرَ فِي البقاءِ مَعَ القبائلْ ... فَقَامَ بدلِّه عِنْدِي دلائلْ) (غزالٌ كم غزا قلبِي بعضبٍ ... يجرّده وَلَيْسَ لَهُ حمائلْ) (وأبلى جِدَّتي والبدرُ يُبلي ... وَمَال مَعَ الْهوى والغُصْنُ مائلْ) (وَحَال وَلم أحلُ عَنهُ ولوني ... بِمَا ألْقى من الزفرات حائلْ) (أمثِّل شخصه بخفيِّ وهمٍ ... وَمَاء الْحسن فِي الوجنات جائلْ) (فيرتع ناظري برياض حُسنٍ ... وأسكر بالشمول من الشمائلْ) (وكَمْ سمح الخيالُ لَهُ بلَيْل ... ألَمَّ بِهِ فأضحى كالأصائلْ)

الإسماعيلي الشافعي

(وَضاع تمسُّكي بالنسك فِيهِ ... وَضاع الْمسك من تِلْكَ الغلائلْ) قلت شعر جيد صنع وَكَانَ متصدراً بِجَامِع ابْن طولون لإقراء الْقرَاءَات وَله حَظّ فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب وَجمع كراسةً فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الطّهُور مَاؤُهُ الْحل ميتَته توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة 3 - (الْإِسْمَاعِيلِيّ الشَّافِعِي) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس الْعَلامَة أَبُو سعد بن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي شيخ الشَّافِعِيَّة بجرجان كَانَ مقدما فِي الْفِقْه كثير التصانيف سمع وروى وَوَثَّقَهُ الْخَطِيب توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة نصف شهر ربيع الآخر وَمِمَّا أكْرمه الله بِهِ أَن مَاتَ وَهُوَ فِي صَلَاة الْمغرب يقْرَأ إيّاكَ نَعْبُدُ وإيّاكَ نَسْتَعين فَفَاضَتْ نَفسه سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة من الشَّهْر الْمَذْكُور صنف فِي أصُول الْفِقْه كتابا كَبِيرا 3 - (شرف الدّين ابْن التيتي) ) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عَليّ الصاحب الْعَالم شرف الدّين أَبُو الْفِدَاء ابْن أبي سعد الشَّيْبَانِيّ الْآمِدِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التيتي بتاءين ثَالِث الْحُرُوف وَبَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة صدر فَاضل صَاحب أدب وفنون وَمَعْرِفَة بِالْحَدِيثِ والتاريخ وَالْأَيَّام وَالشعر مَعَ الدّين وَالْعقل والرياسة والحشمة جمع تَارِيخا لآمد وَترسل عَن صَاحب ماردين إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَسمع بِالْقَاهِرَةِ مَعَ وَلَده شمس الدّين من ابْن المقير وَابْن الجميزي وَسمع بِالشَّام وماردين وروى عَنهُ الدمياطي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (الْحَافِظ ابْن أبي الْأَشْعَث) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر بن أبي الْأَشْعَث الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم السَّمرقَنْدِي ولد بِدِمَشْق سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَسمع من جمَاعَة وَطَالَ عمره وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم السَّمْعَانِيّ وَابْن عَسَاكِر والأعز بن عَليّ الظهير وَعمر بن طبرزد والكندي وَكَانَ محظوظاً فِي بيع الْكتب وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

الساماني

3 - (الساماني) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أَسد بن سامان أحد الْمُلُوك السامانية وهم أَرْبَاب الولايات بالشاش وسمرقند وفرغانة وَمَا وَرَاء النَّهر وَلما بعث بِعَمْرو بن اللَّيْث الصفار إِلَى المعتضد كتب لَهُ بِولَايَة خُرَاسَان وَسَيَأْتِي ذكره أَيْضا فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن اللَّيْث الصفار إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ جواداً شجاعاً صَالحا بني الرَّبْط فِي المفاوز وأوقف عَلَيْهَا الْأَوْقَاف وكل رباطٍ يسع ألف فَارس وَأقَام الإقامات للمسافرين وَكسر التّرْك وَكَانُوا سَبْعمِائة قبَّة وَبعث إِلَيْهِم قواده وهم غَارونَ فَقَتَلُوهُمْ وَكَانَ طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن اللَّيْث قد استولى على فَارس بعد مَا أسر جده عَمْرو فأنفذ المعتضد بَدْرًا لقتاله فَبعث طَاهِر إِلَى إِسْمَاعِيل يسْأَله أَن يتوسط لَهُ عِنْد المعتضد وَقيل عِنْد المكتفي ليقره على فَارس وَيقطع عَلَيْهِ مَالا وَأهْدى طَاهِر إِلَى إِسْمَاعِيل هَدَايَا من جُمْلَتهَا ثَلَاث عشرَة جَوْهَرَة وزن كل وَاحِدَة مَا بَين السَّبع مَثَاقِيل إِلَى الْعشْرَة وَبَعضهَا أَحْمَر وَالْبَعْض أَزْرَق فقومت بِمِائَة ألف دِينَار فَكتب لَهُ إِلَى الْخَلِيفَة يشفع فِيهِ ويخبره بِحَال الْهَدِيَّة ويستأذنه فِي قبُولهَا فَكتب إِلَيْهِ لَو أهْدى إِلَيْك كل عَامل لأمير الْمُؤمنِينَ أَمْثَال ذَلِك كَانَ ذَلِك يسره وشفعه فِي طَاهِر وَلما توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ تمثل المكتفي فِيهِ بقول الشَّاعِر من المنسرح) (لن يُخلف الدهرُ مثلهَ أبدا ... هَيْهَات هَيْهَات شَأْنه عجبُ) 3 - (أَبُو سعد الْمُؤَذّن الشَّافِعِي) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عَليّ بن عبد الصَّمد أَبُو سعد ابْن أبي صَالح الْمُؤَذّن النَّيْسَابُورِي أحد الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة سكن كرمان إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالسلاطين وَقدم بَغْدَاد رَسُولا من السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه وَحدث بهَا بِكِتَاب مُعْجم شُيُوخه الَّذِي جمعه لَهُ وَالِده تقفه على الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ إِمَامًا فِي الْأُصُول وَالْفِقْه حسن النّظر مقدما فِي التَّذْكِير وَسمع الْكثير بإفادة وَالِده وَكَانَ الْأَئِمَّة يراعونه لعقله وَظهر لَهُ الْعِزّ والجاه وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

عماد الدين ابن الأثير

3 - (عماد الدّين ابْن الْأَثِير) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد بن الْأَثِير الْحلَبِي الْكَاتِب ولي الْكِتَابَة الدرج بعد وَالِده تَاج الدّين الْمُقدم ذكره بالديار المصرية مُدَّة ثمَّ تَركهَا تديناً وتورعاً وَله خطب مدونة وَهُوَ الَّذِي علق شرح الْعُمْدَة عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَشرح قصيدة ابْن عبدون الرائية الَّتِي رثى بهَا بني الْأَفْطَس عدم فِي الْوَقْعَة سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَ ينعَت بعماد الدّين كتب إِلَيْهِ السراج الْوراق يمدحه من الطَّوِيل (مَخيلةُ إِسْمَاعِيل صادقةُ الوعدِ ... وفَتْ بِشُرُوط الْمجد مُذ كَانَ فِي المهْدِ) (وَكَانَ لأملاك الزَّمَان ذخيرةً ... كَمَا ادّخِرَ السيفُ المهنَّدُ فِي الغِمْدِ) (فعزَّ بزند الأشْرف المَلِكِ الَّذِي ... يُرى سيفهُ يومَ الوغى واريَ الزنْدِ) (فَهَذَا صلاحُ الدّين كاتبُ دَسْته ال ... شريفُ عماد الدّين وقفْاً على سعدِ) (فَلَا زَالَ يوليه الخليلُ مُحِبُّه ... وَلَا زَالَ إِسْمَاعِيل يُفْدى وَلَا يَفدْي) 3 - (أَبُو الطَّاهِر تَقِيّ الدّين) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل تَقِيّ الدّين أَبُو الطَّاهِر ابْن الشَّيْخ جمال الدّين أبي الْعَبَّاس مولده ببلبيس سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة أجَاز لي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة 3 - (قَاضِي بَغْدَاد الْمَالِكِي) إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن زيد بن دِرْهَم أَبُو إِسْحَاق الْأَزْدِيّ مولى آل جرير بن حَازِم من أهل الْبَصْرَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فَجْأَة ومولده سنة مِائَتَيْنِ) لبس سوَاده ليخرج إِلَى الْجَامِع فَيحكم وَلبس أحد خفيه وَأَرَادَ أَن يلبس الآخر فَمَاتَ وَهُوَ قاضٍ على جَانِبي بَغْدَاد جَمِيعًا سمع مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ ومسدد بن مسرهد وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَغَيرهم وروى عَنهُ مُوسَى بن هَارُون الْحَافِظ وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن صاعد وكثيرون وَكَانَ فَاضلا عَالما متفنناً فَقِيها على مَذْهَب مَالك شرح مذْهبه ولخصه وَاحْتج لَهُ وصنف الْمسند وكتباً عديدةً فِي عُلُوم الْقُرْآن وَجمع حَدِيث أَيُّوب وَحَدِيث مَالك وصنف موطأه وكتاباً فِي الرَّد على مُحَمَّد بن الْحسن نَحْو مِائَتي جُزْء لم يتم

وَأَحْكَام الْقُرْآن لم يسْبق إِلَيْهِ ومعاني الْقُرْآن وَكَانَ وافر الْحُرْمَة ظَاهر الحشمة وتفقه على أَحْمد بن المعذل وَكَانَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد يصف كِتَابيه أَحْكَام الْقُرْآن والقراءات وَقَالَ مَرَّات القَاضِي إِسْمَاعِيل أعلم مني بالتصريف وَبلغ من الْعُمر مَا صَار بِهِ وَاحِدًا فِي عصره فِي علو الْإِسْنَاد وَكَانَ النَّاس يصيرون إِلَيْهِ فيقتبس كل فريقٍ علما لَا يُشَارِكهُ فِيهِ الآخر وَتَوَلَّى فِي خلَافَة المتَوَكل لما مَاتَ سوار بن عبد الله وَلم يعز لَهُ أحد من الْخُلَفَاء غير الْمُهْتَدي فَإِنَّهُ نقم على أَخِيه حَمَّاد بن إِسْحَاق شَيْئا فَضَربهُ بالسياط وعزل إِسْمَاعِيل إِلَى أَن قتل الْمُهْتَدي وَولي الْمُعْتَمد فَأَعَادَهُ إِلَى الْقَضَاء وَلم يزل على قَضَاء جَانِبي بَغْدَاد إِلَى أَن مَاتَ وَلم يُقَلّد قَضَاء الْقُضَاة لِأَن الْحسن ابْن أبي الشَّوَارِب كَانَ قَاضِي الْقُضَاة وإقامته بسر من رأى وَلما مَاتَ إِسْمَاعِيل بقيت بَغْدَاد ثَلَاث أشهر بِغَيْر قاضٍ حَتَّى ضج النَّاس وَرفع الْأَمر إِلَى المعتضد فَاخْتَارَ عبيد الله بن سُلَيْمَان ثَلَاثَة قُضَاة أَبَا حَازِم وَعلي بن أبي الشَّوَارِب ويوسف وَهُوَ ابْن عَم إِسْمَاعِيل فولي أَبُو حَازِم الكرخ وَابْن أبي الشَّوَارِب مَدِينَة الْمَنْصُور ويوسف الْجَانِب الشَّرْقِي وَدخل عَلَيْهِ عبدون بن صاعد الْوَزير وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَقَامَ لَهُ القَاضِي ورحب بِهِ فَرَأى إِنْكَار الشُّهُود وَمن حَضَره فَلَمَّا خرج من عِنْده قَالَ لَهُم قَالَ الله تَعَالَى لَا يَنْهاكُم اللهُ عَن الَّذين لم يُقاتلُوكُمْ فِي الدّين وَلم يُخْرِجُوكمْ من ديِارِكُمْ وَهَذَا الرجل يقْضِي حوائج الْمُسلمين وَهُوَ سفير بَيْننَا وَبَين خليفتنا وَهَذَا من الْبر فَسكت الْجَمَاعَة قَالَ الْمبرد لما توفيت وَالِدَة القَاضِي رَأَيْت من ولهه مَا لم يقدر على ستره وَكَانَ كل يعزيه لَا يسلو فَسلمت عَلَيْهِ وأنشدته من المتقارب (لعمري لَئِنْ غل رَيْبُ الزَّمَان ... فساءَ لقد غال نفسا حبيبَهْ) ) (ولكنّ علمي بِمَا فِي الثوا ... ب عِنْد الْمُصِيبَة يُنْسي المصيبَهْ) فتفهم كَلَامي وَاسْتَحْسنهُ وكتبهما وزالت عَنهُ تِلْكَ الكآبة وانبسط قَالَ ياقوت قَرَأت بِخَط أبي سعد بِإِسْنَاد رَفعه إِلَى أبي الْعَبَّاس ابْن الْهَادِي قَالَ كنت عِنْد إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي فِي منزله فَخرج يُرِيد صَلَاة الْعَصْر ويدي فِي يَده فَمر ابْن البزي وَكَانَ غُلَاما جميلاً فَنظر إِلَيْهِ وَقَالَ وَهُوَ يمشي فِي الْمَسْجِد من الْكَامِل (لَوْلَا الحياءُ وأنّني مشهورُ ... والعيبُ يَعْلق بالكبير كبيرُ) (لحللتُ منزلَها الَّذِي تحتلُه ... ولكان منزلنا هُوَ المهجورُ) وانْتهى إِلَى منزلٍ على بَاب دَاره فَقَالَ الله أكبر الله أكبر ثمَّ مر فِي أَذَانه وَالشعر لإِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي وَحكى أَبُو حَيَّان هَذِه الْحِكَايَة كَمَا مرت وَزَاد فِيهَا فَقيل لَهُ افتتحت أذانك بقول الشّعْر فَقَالَ دَعونِي فو الله لَو نظر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى مَا نظرت إِلَيْهِ لشغله عَن تَدْبِير ملكه قيل لَهُ فَهَل قلت شَيْئا آخر فِيهِ قَالَ نعم أَبْيَات عبثت بِي وَأَنا فِي الْمِحْرَاب فَمَا استتممت قِرَاءَة الْحَمد حَتَّى فرغت مِنْهَا وَهِي من المنسرح

أبو القاسم المحرر

(ألحاظُه ترجمان مَنْطِقه ... وَوَجهه نزهةٌ لِعاشقهِ) (هَذْ بِهِ الظرْفُ والكمال فَمَا ... يُمِرُّ عَيْبا على طرائِقِهِ) (قد كثرتْ قالةُ الْعباد فَمَا ... تسمعُ إلاّ سُبحانَ خالِقِه) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمُحَرر) إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم الْمُحَرر ابْن الْمَذْكُور فِي فصل إِسْحَاق الْمَعْرُوف بالبربري صَاحب الْخط الْمليح 3 - (أَبُو بكر السراج النَّيْسَابُورِي) إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مهْرَان أَبُو بكر السراج النَّيْسَابُورِي مولى ثَقِيف سمع الإِمَام أَحْمد وَكَانَ صَاحبه وَغَيره وَأقَام بِبَغْدَاد خمسين سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأمَوِي) إِسْمَاعِيل بن أُميَّة بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي الْمَكِّيّ روى عَن أَبِيه وبجير بن أبي بجير وَسَعِيد بن الْمسيب وَعِكْرِمَة وَسَعِيد المَقْبُري وَأبي سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن وَعبد الله بن عُرْوَة وَمَكْحُول وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قَالَ ابْن) حَنْبَل هُوَ أثبت من أَيُّوب بن مُوسَى توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (اللاحقي) إِسْمَاعِيل بن بشر بن الْمفضل بن لَاحق الْبَصْرِيّ وَهُوَ ابْن عَم أبان اللاحقي الشَّاعِر وَقد تقدم ذكره فِي مَوْضِعه وَكَانَ بشر بن الْمفضل مُحدثا جَلِيلًا روى عَن ابْن شبْرمَة وَغَيره من الْعلمَاء وَإِسْمَاعِيل ابْنه أحد المقلين من الشّعْر وَهُوَ الْقَائِل من الهزج (دَوَاء الهمِّ يَا ذَا الهَ ... مّ قرْعُ السِنّ بالكاسِ) (على وجهِ الَّذِي تهوا ... هُـ بالكوب وبالطاسِ) (ووردٍ مثل خدَّيه ... مَعَ النسرين والآسٍ) (إِذا لم تضْمر الكُفْر ... فَمَا بِالْخمرِ من باسِ) 3 - (إِسْمَاعِيل بن بلبل الشَّيْبَانِيّ) 3 - (أَبُو الصَّقْر الْكَاتِب) كَانَ بليغاً كَاتبا شَاعِرًا أديباً كَرِيمًا

جواداً ممدحاً ولي الوزارة للمعتمد سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بعد وزارة الْحسن بن مخلد الثَّانِيَة فَبَقيَ مُدَّة يسيرَة ثمَّ عزل ثمَّ وَليهَا ثَانِيَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فِي شَوَّال ثمَّ عزل فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَنفي إِلَى بَغْدَاد ثمَّ أُعِيد إِلَى الوزارة نوبَة ثَالِثَة حِين قبض على صاعد بن الْوَزير ولقب بالشكور وَذَلِكَ فِي ثَالِث عشر شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ بواسط وَكَانَ وَاسع النَّفس وظيفته فِي كل يَوْم سَبْعُونَ جدياً وَمِائَة حمل وَمِائَة رَطْل من سَائِر الْحَلْوَى وَلم يزل على وزارته إِلَى أَن توفّي الْمُوفق أَخُو الْمُعْتَمد وَبعد مَوته بيومين لخمس ليالٍ بَقينَ من صفر سنة ثمانٍ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قبض أَحْمد بن الْمُوفق الملقب بالمعتضد وَعَمه الْمُعْتَمد هُوَ الْخَلِيفَة على أبي الصَّقْر الْوَزير وكبله بالحديد وَألبسهُ جُبَّة صوف مغموسة بدبس وَمَاء الأكارع وَتَركه فِي الشَّمْس وعذبه بأنواع الْعَذَاب إِلَى أَن هلك وَكَانَت وزارته الثَّالِثَة خمس سِنِين وَسَبْعَة أشهر واثنتين وَعشْرين يَوْمًا وَلما مَاتَ رَآهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَو غَيره من الْعلمَاء الصلحاء فِي مَنَامه فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك يَا أَبَا الصَّقْر قَالَ غفر لي بِمَا لقِيت وَلم يكن الله عز وَجل ليجمع عَليّ عَذَاب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة) وَلما قصد صاعد الْوَزير إِسْمَاعِيل بن بلبل لزم دَاره وَكَانَ لَهُ حمل قد قرب وَضعه فَطلب منجماً يَأْخُذ مولده فَأتي بِهِ فَقَالَ بعض من حضر هَا هُنَا أَعْرَابِي عائف لَيْسَ فِي الدُّنْيَا أحذق مِنْهُ فَأحْضرهُ فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيل تَدْرِي لماذا طلبناك فَقَالَ نعم فأدار عينه فِي الدَّار فَقَالَ لتسألني عَن حمل فَقَالَ أَي شَيْء هُوَ أذكر أَو أُنْثَى فأدار عينه فَقَالَ ذكر فَقَالَ للمنجم مَا تَقول فِي هَذَا قَالَ هَذَا جهل فَبينا هم كَذَلِك إِذْ طَار زنبور على رَأس إِسْمَاعِيل وَغُلَام يذب عَنهُ فَقتله فَقَامَ الْأَعرَابِي فَقَالَ قتلت وَالله المتزنر وَوليت مَكَانَهُ ولي حق الْبشَارَة وَجعل يرقص وَإِسْمَاعِيل يسكنهُ فَبينا هم كَذَلِك إِذْ وَقعت الصَّيْحَة بِخَبَر الْولادَة وَقَالُوا مَوْلُود ذكر فسر إِسْمَاعِيل بذلك لإصابة العائف ووهبه شَيْئا وَمَا مضى على ذَلِك إِلَّا دون الشَّهْر حَتَّى استدعى الْمُوفق إِسْمَاعِيل وقلده الوزارة وَسلم إِلَيْهِ صاعداً فَكَانَ يعذبه إِلَى أَن قَتله وَلما سلم إِلَيْهِ صاعد ذكر كَلَام العائف فَأحْضرهُ وَقَالَ أَخْبرنِي من أَيْن علمت مَا قَتله لي ذَلِك الْيَوْم وَلَيْسَ لَك علم بِالْغَيْبِ فَقَالَ نَحن نتفاءل ونزجر وَأَنت سَأَلتنِي أَولا فنلمحت الدَّار فَوَقَعت عَيْني على برادة عَلَيْهَا كيزان معلقَة فِي أَعْلَاهَا فَقلت حمل ثمَّ قلت لي أذكر أم أُنْثَى فتلمحت فَرَأَيْت فَوق البرادة عصفوراً ذكرا فَقلت ذكر ثمَّ طَار الزنبور عَلَيْك وَهُوَ محْضر وَالنَّصَارَى يتحضرون بالزنانير والزنبور عَدو يُرِيد أَن يلسعك وصاعد نَصْرَانِيّ الأَصْل وَهُوَ عَدوك فزجرت أَن الْغُلَام لما قَتله أَنَّك ستقتله فَاسْتحْسن ذَلِك ووهبه شَيْئا صَالحا وَصَرفه قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْفُرَات كنت حَاضر مجْلِس إِسْمَاعِيل بن بلبل فِي وزارته وَقد جلس

ومنه من السريع

مَجْلِسا عَاما فَدخل إِلَيْهِ المتظلمون وَالنَّاس على طبقاتهم فَنظر فِي أُمُورهم فَمَا انْصَرف أحد مِنْهُم إِلَّا بِولَايَة أَو صلةٍ أَو قَضَاء حاجةٍ أَو بر أَو إنصاف من مظْلمَة أَو توقيعٍ فِي مصلحَة ضيعةٍ أَو نظرٍ فِي خراج أَو حالٍ يسره وَبَقِي رجل فَقَامَ إِلَيْهِ من آخر الْمجْلس وَسَأَلَهُ تسبيب إِجَارَة ضَيْعَة فَقَالَ إِن الْأَمِير يغي الْمُوفق أَمرنِي أَن لَا أسبب شَيْئا إِلَّا عَن أمره وَأَنا أكتب إِلَيْهِ فِي ذَلِك فَقَالَ الرجل مَتى تركني الْوَزير أَو أخر حَاجَتي فسد حَالي فَقَالَ لأبي مَرْوَان عبد الْملك بن مُحَمَّد اكْتُبْ حَاجته فِي التَّذْكِرَة الَّتِي تحضرني لتَكون فِيمَا أكاتب بِهِ الْأَمِير فولى الرجل غير بعيد ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ أيأذن لي الْوَزير فِي الْكَلَام فَقَالَ قل فَأَنْشَأَ يَقُول من الْخَفِيف) (لَيْسَ فِي كلّ دولةٍ وَأَوَان ... تتهيّا صنائعُ الإحسانِ) (وَإِذا أمكنَتْك يَوْمًا من الده ... ر فبادِرْ بهَا صروف الزَّمَان) (وتشاغلْ بهَا ولاتَلْهُ عَنْهَا ... حَذَراً من تعذُّر الْإِمْكَان) قَالَ فَقَالَ لي يَا أَبَا الْعَبَّاس اكْتُبْ لي بتسبيب إِجَارَة ضيعته السَّاعَة وَأمر هَارُون بن عمرَان الجهبذ أَن يدْفع إِلَيْهِ من يَوْمه من مَاله خَمْسمِائَة دِينَار قَالَ فَخرجت فَكتبت لَهُ ذَلِك وَقبض المَال من وقته وأخباره فِي المكارم كَثِيرَة وَمن شعره من السَّرِيع (مَا آن للمعشوق أَن يَرحما ... قد أنحل الْجِسْم وأبكي الدِّما) (ووكَّل العينَ بتِسْهادها ... تَفْديه نَفسِي ظَالِما حَكَما) (وسُنّة المعشوق أَن لَا يرى ... فِي قتْل مَن يعشقه مأثما) (لَو راقب الله شفى غُلّتي ... والعدلُ أَن يُبرِئ من أسقما) 3 - (وَمِنْه من السَّرِيع) (يَا ذَا الَّذِي تكْتب عَيناهُ ... باللحظ مَا لَا يتهجّاهُ) (إِن كنتَ ذَا جهل بحبّي فقد ... جهلت مَا يُعلمهُ اللهُ) وَقَالَ فِيهِ ابْن أبي فنن الشَّاعِر من السَّرِيع (قفْ يَا أَبَا الصَّقْر فكم طائرٍ ... خرّ صَرِيعًا بعد تحليقِ) (زُوِّجتَ نُعمى لم تكًنْ كُفْأها ... قَضى لَهَا اللهُ بتطليقِ) (وكلّ نُعمْى غيرُ مشكورة ... رهنُ زوالٍ بعد تمحيق) (لَا قُدِّسَتْ نُعْمى تسربلتَها ... كم حجّةٍ فِيهَا لزِنديقِ) وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الدمن الْمَدَائِنِي مَا هجا بِهِ الْمَذْكُور إِسْمَاعِيل بن بلبل

شمس الملوك صاحب دمشق

3 - (شمس الْمُلُوك صَاحب دمشق) إِسْمَاعِيل بن بوري بن طغتكين شمس الْمُلُوك صَاحب دمشق ساءت سيرته وصادر النَّاس وَأخذ أَمْوَالهم وَولى عَلَيْهِم رجلا كردياً يُقَال لَهُ بدران عاقبهم وعذبهم أَنْوَاع الْعَذَاب وَظهر من شمس الْمُلُوك شح زَائِد وَقتل غلْمَان أَبِيه وجده وَأخذ أَمْوَالهم فَكتب أهل دمشق إِلَى زنكي يسألونه الْحُضُور إِلَيْهِم وَشرع فِي التأهب فَكتب لَا تجمع وَلَا تحشد تعال بِسُرْعَة وَأَنا أسلم إِلَيْك الْبَلَد بعد أَن تمكنني مِمَّن فِي نَفسِي مِنْهُم من أَهلِي ووالى الْمُكَاتبَة إِلَيْهِ بِخَطِّهِ لَئِن لم تقدم) وَإِلَّا سلمت الْبَلَد للفرنج وَشرع فِي نقل أَمْوَاله وذخائره إِلَى قلعة صرخد وَقبض على جمَاعَة من الْأَعْيَان فاتفقوا على قَتله وَأَرْسلُوا إِلَى أمه زمرذ خاتون وَقَالُوا قد عزم على قتلنَا وقتلك وَغدا يَجِيء زنكي وَيحكم علينا وَعَلَيْك فَدخلت عَلَيْهِ ولامته وَقَالَت أَنْت تكون سَبَب خراب هَذَا الْبَيْت فَارْجِع إِلَى سيرة أبائك فأسمعها كلَاما قبيحاً وتهددها فَأرْسلت إِلَيْهِم وَقَالَت دونكم وإياه فرتبوا لَهُ جمَاعَة من الغلمان بِاتِّفَاق أمه وقتلوه فِي دهليز قلعة دمشق فِي رَابِع عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وأجلست أمه أَخَاهُ شهَاب الدّين مَحْمُود مَكَانَهُ وَجَاء قسيم الدولة زنكي إِلَى حمص وبلغه الْخَبَر فَبعث رَسُولا إِلَى دمشق بتسليمها فَرده شهَاب الدّين وَأمه ردا جميلاً فَلم يلْتَفت وَجَاء بعساكره فخيم بَين الْقصير وعذراء وَكَانَ يزحف كل يَوْم على أهل الْبَلَد ويتقاتلون وَأقَام مُدَّة وَلم يظفر بطائل وَاتفقَ وُصُول رَسُول الإِمَام المسترشد يَأْمُرهُ بالرحيل إِلَى بَغْدَاد فَرَحل وأقامت زمرذ خاتون تدبر الْملك مُدَّة ثمَّ تزَوجهَا بعد ذَلِك زنكي ونقلها إِلَى حلب فَصَارَ معِين الدّين أنر أحد مماليك طغتكين يدبر دمشق وَكَانَ شمس الْمُلُوك الْمَذْكُور شهماً شجاعاً مقداماً مهيباً وَسيرَته أول ولَايَته أحسن السّير أشغر بِلَاد الفرنج بالغارات وَإِنَّمَا تَغَيَّرت سيرته آخرا وارتكب القبائح وَبَالغ فِي الشُّح وَأخذ الحقير بالعدوان وَالظُّلم وَمَات بدران الْكرْدِي الْمَذْكُور قبله بِثمَانِيَة أَيَّام بأمراضٍ خرجت فِي نَحره وَربا لِسَانه وَخرج على صَدره 3 - (ابْن جَامع الْمُغنِي) إِسْمَاعِيل بن جَامع بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن الْمطلب بن أبي ودَاعَة أَبُو الْقَاسِم الْمَكِّيّ كَانَ قد قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث ثمَّ ترك ذَلِك واشتغل بِالْغنَاءِ قَالَ لحقتني ضائقة شَدِيدَة بِمَكَّة فانتقلت إِلَى الْمَدِينَة فَخرجت ذَات يومٍ وَمَا أملك إِلَّا ثَلَاثَة دَرَاهِم وَإِذا بجاريةٍ على رقبَتهَا جرة تُرِيدُ الركي وَهِي تَقول من الطَّوِيل (شَكَوْنَا إِلَى أحبابنا طولَ ليلنا ... فَقَالُوا لنا مَا أقصر الليلَ عندنَا) (وَذَاكَ لِأَن النّوم يَغشْى عيونهم ... سِراعاً وَلَا يغشى لنا النّوم أعينا) (إِذا مَا دنا اللَّيْل المضِرُّ بِذِي الْهوى ... جزِعنْا وهم يستبشرون إِذا دنا) (فَلَو أنّهم كَانُوا يلاقون مثلمَا ... نلاقي لكانوا فِي الْمضَاجِع مثلنَا)

الذي تنسب إليه الإسماعيلية

قَالَ فَأخذ غنَاؤُهَا بقلبي وَلم يدر لي مِنْهُ حرف فَقلت يَا جَارِيَة مَا أَدْرِي أوجهك أحسن أم) غناؤك فَلَو شِئْت أعدت قَالَت حبا وكرامةً ثمَّ أسندت ظهرهَا إِلَى جِدَار وانبعثت تغنيه فَمَا دَار لي مِنْهُ حرف فَقلت لَو تفضلت مرّة أُخْرَى فقطبت وكلحت وَقَالَت مَا أعجب أَمركُم يَجِيء الْوَاحِد مِنْكُم إِلَى الْجَارِيَة عَلَيْهَا الضربية فيشغلها عَن ضريبتها فرميت إِلَيْهَا بِالثَّلَاثَةِ دَرَاهِم فأخذتها وَقَالَت أحسبك تَأْخُذ بِهَذَا الصَّوْت ألف دِينَار وَألف دِينَار وَألف دِينَار ثمَّ أعادته ففهمته ثمَّ سَافَرت إِلَى بَغْدَاد وَآل الْأَمر إِلَى أَن غنيت الرشيد بالأبيات فَأَعْطَانِي ثَلَاثَة أكياس فِي كل كيس ألف دِينَار فتبسمت فَقَالَ مَا لَك فَأَخْبَرته خبر الْجَارِيَة وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى مُوسَى الْهَادِي هُوَ والحراني فضربهما الْمهْدي وطردهما فَلَمَّا مَاتَ الْمهْدي أَمر الْهَادِي الْفضل بن الرّبيع فَبعث إِلَى ابْن جَامع وأقدمه من مَكَّة وأنزله قَرِيبا من قصره وَاشْترى لَهُ جَارِيَة وَأحسن إِلَيْهِ فَذكره مُوسَى ذَات لَيْلَة فَقَالَ لجلسائه أما كَانَ فِيكُم أحد يعرف موقع ابْن ماجة من نَفسِي فَيُرْسل إِلَيْهِ فَإِذا ذكرته دَعَوْت بِهِ فَقَالَ الْفضل هُوَ وَالله عِنْدِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأمر بإحضاره وَوصل الْفضل بِعشْرَة آلَاف دِينَار وولاه حجابته وَقَالَ صَاحب الأغاني كَانَ ابْن جَامع أحسن المغنين فِي أَيَّامه صَوتا وَأَقْوَاهُمْ طبعا وأصحهم صَنْعَة وَكَانَ إِذا صَاح قطع أَصْحَاب النايات وغناؤه نَحْو من خَمْسمِائَة صَوت وَلم يُؤَخِّرهُ عَن طبقَة القدماء إِلَّا جَهله بالوتر وَهُوَ من الْمَعْدُودين فِي صِحَة التَّأْلِيف وسلوك أساليب الحذاق المطبوعين وَمن الروَاة الْمَذْكُورين 3 - (الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ الإسماعيلية) إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ ابْنه الْأَكْبَر وَإِلَيْهِ تنْسب الْفرْقَة الإسماعيلية قَالَت الإسماعيلية هُوَ الْمَنْصُوص عَلَيْهِ فِي بَدْء الْأَمر وَلم يتَزَوَّج الصَّادِق على أمه بِوَاحِدَة من النِّسَاء وَلَا اشْترى جَارِيَة كَسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حق خَدِيجَة وكسنة عَليّ فِي فَاطِمَة وَاخْتلف فِي مَوته فَقَالُوا إِنَّه مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه وَقَالُوا إِنَّمَا فَائِدَة النَّص عَلَيْهِ وَإِن كَانَ قد مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه لانتقال الْإِمَامَة مِنْهُ إِلَى الْأَوْلَاد خَاصَّة كَمَا نَص مُوسَى على هَارُون ثمَّ مَاتَ هَارُون قبل مُوسَى لانتقال الْإِمَامَة مِنْهُ إِلَى الْأَوْلَاد فَإِن النَّص لَا يرجع الْقَهْقَرِي وَالْقَوْل بالبداء محَال وَلَا ينص الإِمَام على وَاحِد من وَلَده إِلَّا بعد السماع من آبَائِهِ وَالتَّعْيِين لَا يجوز على الْإِبْهَام والجهالة وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه لم يمت لكنه أظهر مَوته تقيةً عَلَيْهِ حَتَّى لَا يقْصد بِالْقَتْلِ وَلِهَذَا القَوْل دلالات مِنْهَا أَن مُحَمَّدًا كَانَ صَغِيرا وَهُوَ أَخُوهُ لأمه مضى) على السرير الَّذِي كَانَ إِسْمَاعِيل نَائِما وَرفع الملاءة فَأَبْصَرَهُ وَقد فتح عينه عدا إِلَى أَبِيه وَقَالَ عَاشَ أخي عَاشَ أخي قَالَ وَالِده إِن أَوْلَاد الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام كَذَا يكون حَالهم فِي الْآخِرَة قَالُوا وَمَا السَّبَب فِي الْإِشْهَاد

على مَوته وَكتب الْمحْضر عَلَيْهِ وَلم يعْهَد ميت سجل على مَوته وَعَن هَذَا لما رفع إِلَى الْمَنْصُور أَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر رُؤِيَ بِالْبَصْرَةِ مر على مقْعد فَدَعَا لَهُ فَمشى بِإِذن الله تَعَالَى بعث الْمَنْصُور إِلَى الصَّادِق إِن إِسْمَاعِيل فِي الْأَحْيَاء وَإنَّهُ رُؤِيَ الْبَصْرَة فأنفذ السّجل إِلَيْهِ وَعَلِيهِ شَهَادَة عَامله بِالْمَدِينَةِ قَالُوا وَبعد إِسْمَاعِيل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل السَّابِع التَّام وَإِنَّمَا تمّ دور السَّبْعَة بِهِ ثمَّ ابتدئ مِنْهُ بالأئمة المستورين الَّذين كَانُوا يسترون فِي الْبِلَاد سترا ويظهرون الدعاة جَهرا قَالُوا وَلنْ تَخْلُو الأَرْض قطّ عَن إِمَام حَيّ قَائِم إِمَّا ظَاهر مَكْشُوف وَإِمَّا بَاطِن مَسْتُور وَإِذا كَانَ الإِمَام ظَاهرا يجب أَن تكون حجَّته مستورة وَإِذا كَانَ الإِمَام مَسْتُورا يجب أَن تكون حجَّته ودعاته ظَاهِرين وَقَالُوا إِنَّمَا الْأَئِمَّة تَدور أحكامهم على سبعةٍ سبعةٍ كأيام الْأُسْبُوع وَالسَّمَوَات وَالْكَوَاكِب والنقباء تَدور أحكامهم على اثْنَي عشر قَالُوا وَعَن هَذَا وَقعت الشُّبْهَة للإمامية القطعية حَيْثُ قرروا عدد النُّقَبَاء للأئمة ثمَّ بعد الْأَئِمَّة المستورين كَانَ ظُهُور الْمهْدي الْقَائِم بِأَمْر الله وَأَوْلَادهمْ نصاُ بعد نَص على إِمَام بعد إِمَام ومذهبهم أَن من مَاتَ وَلم يعرف إِمَام زَمَانه مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة وَكَذَلِكَ من مَاتَ وَلم يكن فِي عُنُقه بيعَة إمامٍ مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة وَكَانَت لَهُم دَعْوَة فِي كل زمَان ومقالة جَدِيدَة بِكُل لِسَان والذاهبون مِنْهُم إِلَى إِمَامَة مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يسمون المباركية وَنقل عَن بَعضهم أَنهم ذَهَبُوا إِلَى أَنه نَبِي وَأَنَّهَا تستمر فِي نَسْله وعقبه فَإِن صَحَّ ذَلِك عَنْهُم فَهَؤُلَاءِ كفار حَقًا وَهَؤُلَاء الإسماعيلية متقدمون ومتأخرون ومتوسطون فالمتقدمون تقدم ذكرهم وَأما المتوسطون الْمُتَقَدِّمين ظهر جمَاعَة وانتسبوا إِلَى هَذِه الْفرْقَة تستراً بالانتماء إِلَى الشِّيعَة وتقيةً من السَّيْف ويلقبون بالباطنية والقرامطة والبابكية والسبعية والخرمية والمحمرة وَسَيَأْتِي ذكر كل فرقة من هَؤُلَاءِ فِي تَرْجَمَة من انتسبوا إِلَيْهِ وَأما الإسماعيلية الْمُتَأَخّرُونَ فهم الطَّائِفَة الْمُتَأَخّرُونَ فهم الَّذين يَعْتَقِدُونَ إِمَامَة إِسْمَاعِيل صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة وَأَن الْإِمَامَة لَا تخرج عَنْهُم وَلَا يجوز أَن يكون للنَّاس إِمَام سواهُم وَأَنَّهُمْ

الهاشمي

معرضون عَن الرذائل والذنُوب مطهرون من الدنايا والنقائص حجج الله تَعَالَى على عباده وَقَاعِدَة مَذْهَبهم القَوْل بِوُجُوب الإِمَام) الْمَعْصُوم وَأَنه حجَّة الله على خلقه وَأَن عصمته وَاجِبَة وتقليده مُتَعَيّن وَأَن الرَّأْي فِي الدّين وَالْقِيَاس بَاطِل فَلَا يصدرون إِلَّا عَن رَأْي إمَامهمْ الْمَعْصُوم وَلَا يدينون إِلَّا بِمَا يَأْمُرهُم بِهِ لاعتقادهم وجوب عصمته وَأَنه لَا يجوز خلو عصرٍ من الْأَعْصَار عَن الإِمَام الْمَعْصُوم فَمن أطاعه سلم وَمن عَصَاهُ هلك وَأَنه يكون ظَاهرا إِذا أَمن على نَفسه من أعدائه وَأَن دعاته مأمورون بِدُعَاء النَّاس إِلَى طَاعَته إِلَى أَن يتهيأ لَهُ النَّصْر على أعدائه هَذَا عين مَذْهَبهم على مَا ذكره ابْن أبي الدَّم القَاضِي حماة الْمَذْكُور فِي الإبارة فِي الْفرق الإسلامية قَالَ وَلم ينْقل عَنْهُم أَمر آخر فِي الِاعْتِقَاد مُخَالف قَوَاعِد الدّين كَمَا نقل عَن الباطنية وَغَيرهم وَكَانَ الْحسن ابْن مُحَمَّد الصَّباح النزاري صعد قلعة ألموت فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بعد أَن كَانَ هَاجر إِلَى بِلَاد إِمَامه وتلقى مِنْهُ كَيْفيَّة الدعْوَة وسأذكر فصلا يتَعَلَّق بذلك فِي تَرْجَمَة الْحسن بن مُحَمَّد الصَّباح إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الْهَاشِمِي) إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن عَبَّاس أَبُو الْحسن كَانَ من رجالات قُرَيْش فِي بني هَاشم وأفاضلهم وَكَانَ طوَالًا مهيباً جواداً مُحْتَرما بَين أَهله ذَا مُرُوءَة ظَاهِرَة عَاقِلا لم يل ولَايَة وَلَا دخل فِي أَمر من أُمُور الدُّنْيَا توفّي بِبَغْدَاد سنة سِتّ عشرَة وَمِائَتَيْنِ والمأمون فِي بِلَاد الرّوم فصلى عَلَيْهِ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَدفن بمقابر قُرَيْش وروى عَن أَبِيه وَجدّة 3 - (ابْن المتَوَكل على الله) إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر المتَوَكل بن مُحَمَّد المعتصم بن هَارُون الرشيد أَبُو الْفضل أَخُو المعتز لِأَبَوَيْهِ أمهما قبيحة عقد لَهُ أَخُوهُ المعتز بِاللَّه على الْحجاز ومصر وإفريقية وبرقة وَطَرِيق مَكَّة والكوفة والإسكندرية وَجعل فِي رُتْبَة الْمُؤَيد وَتُوفِّي بواسط سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَحمل إِلَى سر من رأى وَدفن بهَا 3 - (الْمدنِي الْأنْصَارِيّ) إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الْمدنِي الْأنْصَارِيّ من كبار عُلَمَاء الْمَدِينَة

شهاب الدين القوصي

فِي الْقُرْآن والْحَدِيث سكن بَغْدَاد يُؤَدب عليا ولد الْمهْدي وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكسَائي وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة مَأْمُون توفّي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (شهَاب الدّين القوصي) ) إِسْمَاعِيل بن حَامِد بن عبد الرَّحْمَن بن المُرَجَّى بن المؤمَّل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يعِيش الْفَقِيه شهَاب الدّين أَبُو المحامد وَأَبُو الطَّاهِر وَأَبُو الْعَرَب الْأنْصَارِيّ الخزرجي القوصي الشَّافِعِي وَكيل بَيت المَال بِالشَّام ولد سنة أَربع وَسبعين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة قدم الْقَاهِرَة وَقدم الشَّام وَسمع من جمَاعَة وَخرج لنَفسِهِ معجماً هائلاً فِي أَربع مجلدات ضخمة وَفِيه غلط كثير وأوهام وعجائب صنفه وَهُوَ فِي سجن بعلبك فِي القلعة لِأَن الصَّالح إِسْمَاعِيل غضب عَلَيْهِ وسجنه وصنف بغية الراجي ومنية الآمل فِي محَاسِن دولة السُّلْطَان الْملك الْكَامِل وَله أَيْضا الدّرّ الثمين فِي شرح كلمة آمين صنفه للكامل وَله قلائد العقائل فِي ذكر مَا ورد فِي الزلازل وَكَانَ فَاضلا أديباً مدرساً أخبارياً حفظَة للأشعار فصيحاً مفوهاً اتَّصل بالصاحب صفي الدّين ابْن شكر وسيره رَسُولا عَن الْعَادِل وَولي وكَالَة بَيت المَال وَتقدم عِنْد الْمُلُوك وَكَانَ يلازم الطيلسان المحنك ومدحه جمَاعَة وَأخذُوا جوائزه وَكَانَت فِيهِ دعابة وَله تندير كثير من ذَلِك مَا حدث بِهِ الشَّيْخ رشيد الدّين الرقي قَالَ كنت يَوْمًا عِنْد الشَّيْخ شهَاب الدّين القوصي على بَاب دَاره بدرب ابْن صصري وَشرف الدّين وَابْن صصرى يحدث شَابًّا مليحاً اسْمه سُلَيْمَان فَجعل ابْن صصرى يمازحه ويطيل حَدِيثه فَقَالَ لَهُ القوصي يَا شرف الدّين أَنْت تروم الْملك فَقَالَ معَاذ الله قَالَ فَمَا لي أَرَاك تحوم حول خَاتم سُلَيْمَان فَخَجِلَ وَقَالَ لَهُ يَوْمًا الصاحب جمال الدّين ابْن مطروح يَا شيخ شهَاب الدّين أَنْت عندنَا مثل الْوَالِد فَقَالَ لَا جرم أَنِّي مطروح وَقَالَ لَهُ بعض الرؤساء يَوْمًا أَنْت عندنَا مثل الْأَب وشدد الْبَاء فَقَالَ لَا جرم أَنكُمْ تأكلونني وَفِي مُعْجَمه قَالَ بعض شعراء عصره من البسيطٍ (كم مُعجم طالعَتْهُ مُقلتي فَبَدَا ... للحظِها مِنْهُ فضلٌ غيرُ منقوصِ) (فَمَا سمعتُ وَلَا عاينتُ فِي زمني ... أتمَّ فِي فَضله من مُعْجم القوصي)

ابن برطله

3 - (ابْن برطله) إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن عَليّ بن أبي مُحَمَّد الْحُسَيْن بن عَليّ ويلقب برطله ابْن الْحسن بن عَليّ يَنْتَهِي نسبه إِلَى الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي الإصبهاني من أَعْيَان السَّادة العلوية فِيهِ فضل وتنسك وَعبادَة قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات بِمَكَّة على أبي عَليّ الكازروني وبإصبهان على أبي عبد الله المليحي وَسمع بإصبهان أَبَا نعيم الْحَافِظ وَغَيره وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة) 3 - (شمس الْأَئِمَّة الْبَيْهَقِيّ) إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن عَليّ الْغَازِي الْبَيْهَقِيّ أَبُو الْقَاسِم شمس الْأَئِمَّة ذكر الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الوشاح كَانَ جَامعا لفنون الْآدَاب خَازِنًا لمفاتح الْحِكْمَة وَفصل الْخطاب أَقَامَ وتوطن بمرو وَطَرِيقَة فِي الْفِقْه مُسْتَقِيم وَأكْثر مصنفاته عَن المناقض سليم وَمن شعره من الْبَسِيط (كُتّاب حضرتنا دامتْ سلامتُهم ... يهيِّئون من الألقاب أسبابا) (وينصبون من الأطماع ألْوِيَةً ... ويفتحون من الألقاب أبوابا) (ويَبخلون بِمَا جاد الْكِرَام بِهِ ... ويُنفقون على الأقوام ألقابا) (تجشّأوا فِي نواديهم بِلَا شِبَعٍ ... كأنّهم أكلُوا الحِلْتيِت والرابا) أَخذه من قَول الْخَوَارِزْمِيّ من الْبَسِيط (قلّ الدراهمُ فِي كيسَيْ خليفتنا ... فَصَارَ يُنفق فِي الأقوام ألقابا) وَمن تصانيفه نقض الاصطلام سمط الثريا فِي مَعَاني غرائب الحَدِيث كتاب فِي اللُّغَة كتاب فِي الْخلاف ظريف 3 - (الْعلوِي الطَّبِيب) إِسْمَاعِيل بن حسن بن مُحَمَّد الْعلوِي الْحُسَيْنِي الطَّبِيب هُوَ جرجاني سكن خوارزم ثمَّ تحول إِلَى مرو وَكَانَ أوحد عصره فِي الطِّبّ وَله فِيهِ تصانيف سائرة بِالْعَرَبِيَّةِ والعجمية توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (النسابة عَزِيز الدّين) إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد يَنْتَهِي إِلَى الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا كنيته أَبُو طَالب عَزِيز الدّين الْمروزِي الْعلوِي النسابة مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَورد بَغْدَاد سنة سبع وَتِسْعين

وَخَمْسمِائة صُحْبَة الْحَاج وَلم يحجّ وَقَرَأَ الْأَدَب على الإِمَام منتجب الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد الديباجي وَالْإِمَام برهَان الدّين أبي الْفَتْح نَاصِر المطرزي الْخَوَارِزْمِيّ وأخيه الإِمَام مجد الدّين أبي الرضى طَاهِر وَقَرَأَ الْفِقْه على الإِمَام فَخر الدّين محمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الطيان الماهروي الْحَنَفِيّ وقاضي الْقُضَاة منتجب الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الفقيهي وَقَرَأَ الحَدِيث على الإِمَام فَخر الدّين إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد ابْن يُوسُف القاشاني وَأبي بكر مُحَمَّد بن عمر الصائغي السنجي وَشرف الدّين مُحَمَّد بن) مَسْعُود المَسْعُودِيّ وفخر الدّين أبي المظفر عبد الرَّحِيم السَّمْعَانِيّ وَغَيرهم وَسمع بنيسابور وبالري وببغداد وبشيراز وهراة وتستر ويزد وَله من التصانيف حَظِيرَة الْقُدس نَحْو سِتِّينَ مجلداً وبستان الشّرف فِي عشْرين مجلداً غنية الطَّالِب فِي نسب آل أبي طَالب مُجَلد الموجز فِي النّسَب مُجَلد الفخري صنفه للْإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ زبدة الطالبية خُلَاصَة العترة النَّبَوِيَّة فِي أَنْسَاب الموسوية المثلث فِي النّسَب كتاب أبي الْغَنَائِم الدِّمَشْقِي مشجر المعارف للسَّيِّد أبي طَالب الزنجاني الموسوي الطَّبَقَات للفقيه زَكَرِيَّاء بن أَحْمد الْبَزَّاز النَّيْسَابُورِي نسب الشَّافِعِي وفْق الْأَعْدَاد فِي النّسَب قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَهَذَا السَّيِّد اجْتمعت بِهِ فِي مرو سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة فَوَجَدته كَمَا قيل من الْبَسِيط (قد زُرنُه فوجدتُ النَّاس فِي رجلٍ ... والدهَر فِي ساعةٍ والفضلَ فِي دَار) وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا وَوَصفه بعلوم كَثِيرَة وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع (قُولُوا لَمن لُبِّي فِي حُبّه ... قد صَار مَغْلُوبًا ومسلوبا) (وَفِي صميم الْقلب منّي أرى ... هَوَاهُ وَالْإِيمَان مَكْتُوبًا) (وصحتي فِي عشقه صيَّرتْ ... جسْمِيَ معلولاً ومغلوبا) (ومَدْمعَي منُهمرِاً هامياً ... منهمِلاً فِي الخدّ مسكوبا) وَقَالَ حَدثنِي رَحمَه الله قَالَ ورد الْفَخر الرَّازِيّ إِلَى مرو وَكَانَ من جلالة الْقدر وَعظم الذّكر وضخامة الهيبة بِحَيْثُ لَا يُرَاجع فِي كَلَامه وَلَا يتنفس أحد بَين يَدَيْهِ فترددت للْقِرَاءَة عَلَيْهِ فَقَالَ لي يَوْمًا أحب أَن تصنف لي كتابا لطيفاً فِي أَنْسَاب الطالبيين لأنظر فِيهِ فَقلت أتريده مشجراً أم منثوراً فَقَالَ المشجر لَا يَنْضَبِط بِالْحِفْظِ وَأَنا أُرِيد شَيْئا أحفظه فصنفت لَهُ المُصَنّف الفخري فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ نزل عَن طراحته وَجلسَ على الْحَصِير وَقَالَ اجْلِسْ على هَذِه الطراحة فأعظمت ذَلِك وخدمته فَانْتَهرنِي نهرةً عَظِيمَة مزعجةً وزعق عَليّ وَقَالَ اجْلِسْ بِحَيْثُ أَقُول لَك فتداخلني علم الله من هيبته مَا لم أتمالك إِلَّا أَن جَلَست حَيْثُ أَمرنِي ثمَّ أَخذ يقْرَأ عَليّ ذَلِك الْكتاب وَهُوَ جَالس بَين يَدي ويستفهمني عَمَّا يستغلق عَلَيْهِ إِلَى أَن أنهاه قِرَاءَة فَلَمَّا فرغ مِنْهُ قَالَ اجْلِسْ الْآن حَيْثُ شِئْت فَإِن هَذَا علم أَنْت أستاذي فِيهِ وَأَنا أستفيد مِنْك وأتلمذ لَك وَلَيْسَ من الْأَدَب إِلَّا أَن يجلس التلميذ بَين يَدي الْأُسْتَاذ

نقيب الطالبيين بدمشق

3 - (نقيب الطالبيين بِدِمَشْق) ) إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو مُحَمَّد ولي النقابة بِدِمَشْق من قبل المقتدر بِاللَّه وَكَانَ زاهداً عفيفاً عَالما توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَصلى عَلَيْهِ الْأَمِير فاتك وَلم يتَخَلَّف أحد عَن جنَازَته 3 - (القَاضِي ابْن ابْن أبي حنيفَة) إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد ابْن أبي حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو حسان كَانَ عَالما زاهداً ورعاً وَكَانَ الْمَأْمُون يثني عَلَيْهِ وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ مَا ولي الْقَضَاء من لدن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ إِلَى الْيَوْم مثل إِسْمَاعِيل فَقيل لَهُ وَلَا الْحسن وَكَانَ ولي الْقُضَاة بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة بعد مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ صرف وَولي قَضَاء الْبَصْرَة لما عزل يحيى بن أَكْثَم عَنْهَا ثمَّ عزل عَنْهَا بعد سنة بِعِيسَى بن أبان فشيعه أَهلهَا ودعوا لَهُ وَقَالُوا عففت عَن أَمْوَالنَا ودمائنا فَقَالَ وَعَن أَبْنَائِكُم يعرض بِيَحْيَى ابْن أَكْثَم وَفِي رِوَايَة أَن يحيى لما عزل عَن الْبَصْرَة وَخرج عَنْهَا التقى إِسْمَاعِيل وَهُوَ دَاخل ووقف ابْن أَكْثَم يثني عَلَيْهِ وَيَقُول يَا أهل الْبَصْرَة وَالله مَا ولي عَلَيْكُم مثل إِسْمَاعِيل الْعَفِيف عَن أَمْوَالكُم ودمائكم فَقَالَ إِسْمَاعِيل وَعَن أَوْلَادهم فَوَجَمَ يحيى وَلما ولي دس عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ رجلا يسْأَله عَن مَسْأَلَة فَقَالَ لَهُ مَا تَقول فِي رجلٍ قَالَ لامْرَأَته فَقطع إِسْمَاعِيل الْكَلَام عَلَيْهِ وَقَالَ قل للَّذي بَعثك إِن القَاضِي لَا يُفْتِي أسْند إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد عَن أَبِيه وَغَيره وروى عَنهُ غَسَّان بن الْمفضل وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا وَلم يغمزه سوى الْخَطِيب فَإِنَّهُ روى عَن سعيد بن سَلام الْبَاهِلِيّ أَنه قَالَ سَمِعت إِسْمَاعِيل فِي دَار الْمَأْمُون يَقُول الْقُرْآن مَخْلُوق وَهُوَ ديني وَدين أبي وجدي قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ لَو صَحَّ أَنه قَالَ ذَلِك فَإِنَّمَا قَالَه تقيةً لِأَن الْمَأْمُون مَا أبقى فِي الْإِكْرَاه على هَذَا القَوْل بَقِيَّة لنا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ

الجوهري صاحب الصحاح

3 - (الْجَوْهَرِي صَاحب الصِّحَاح) إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد أَبُو نصر الفارابي الْجَوْهَرِي صَاحب كتاب الصِّحَاح فِي اللُّغَة الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل فِي حفظ اللُّغَة وَحسن الْكِتَابَة يذكر خطه مَعَ خطّ ابْن مقلة ومهلهل واليزيدي وَهُوَ ابْن أُخْت إِبْرَاهِيم الفارابي صَاحب ديوَان الْأَدَب الْمَذْكُور فِي الإبارة وَكَانَ يُؤثر الغربة على) الوطن دخل بِلَاد ربيعَة وَمُضر فِي طلب الْأَدَب وَلما قضى وطره من قطع الْآفَاق وَالْأَخْذ عَن عُلَمَاء الشَّام وَالْعراق عَاد إِلَى الخراسان فأنزله أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب عِنْده فسكن نيسابور يصنف اللُّغَة وَيعلم الْكِتَابَة وينسخ الْخَتْم وَمن الْعجب أَن المصريين يروون الصِّحَاح عَن ابْن القطاع وَلَا يرويهِ أحد بخراسان وَقد قيل إِن ابْن القطاع ركب لَهُ إِسْنَادًا بالصحاح لما رأى رَغْبَة المصريين فِيهِ وَفِي الصِّحَاح أَشْيَاء لَا ريب أَنه نقلهَا من صحف فصحف فِيهَا فَانْتدبَ لَهَا عُلَمَاء مصر وَأَصْلحُوا أوهاماً فِيهَا وَقيل إِنَّه اخْتَلَط بِأخرَة قَالَ ابْن القفطي مَاتَ متردياً من سطح دَاره بنيسابور وَقيل إِنَّه تسودن وَعمل لَهُ دَفِين وشدهما كالجناحين وَقَالَ أُرِيد أَن أطير وقفز فَهَلَك أَخذ الْعَرَبيَّة عَن السيرافي والفارسي واللغة عَن خَاله إِبْرَاهِيم وَقيل إِن الصِّحَاح كَانَ قد بَقِي قِطْعَة مسودة فبيضها تِلْمِيذه إِبْرَاهِيم بن صَالح الْوراق فغلط فِي أَمَاكِن حَتَّى إِنَّه قَالَ فِي سقر إِنَّه بِالْألف وَاللَّام وَهَذَا يدل على أَنه لم يقْرَأ الْقُرْآن وَقَالَ الجراضل الْحَبل فصيرهما كلمة وَاحِدَة بضاد مُعْجمَة وَالْحَبل بِالْحَاء الْمُهْملَة وَإِنَّمَا هُوَ الْجَرّ أصل الْجَبَل وَقَالَ ياقوت قَالَ مَحْمُود ابْن أبي الْمَعَالِي الْحوَاري فِي كتاب ضَالَّة الأديب من الصِّحَاح والتهذيب إِن هَذَا الْكتاب أَعنِي الصِّحَاح قرئَ على مُصَنفه إِلَى بَاب الضَّاد فَحسب وَبَقِي أَكثر الْكتاب على سوَاده وَلم يقدر لَهُ تنقيحه وَلَا تهذيبه فَلهَذَا يَقُول فِي بَاب السِّين قيس أَبُو قبيلةٍ من مُضر واسْمه إلْيَاس بنقطتين تحتهَا ثمَّ يَقُول فِي فصل النُّون من هَذَا الْبَاب النَّاس بالنُّون اسْم قيس عيلان فَالْأول سَهْو وَالثَّانِي صَحِيح وَمن زعم أَنه سمع من الْجَوْهَرِي زِيَادَة على أول الْكتاب إِلَى بَاب الضَّاد فَهُوَ مَكْذُوب عَلَيْهِ وصنف الْجَوْهَرِي كِتَابه لعبد الرَّحِيم بن نجم البيشكي الْأُسْتَاذ الإِمَام أبي مَنْصُور ابْن أبي الْقَاسِم الأديب الْوَاعِظ الأصولي من أَرْكَان أَصْحَاب أبي عبد الله الْحَاكِم لَهُ مدرسة وأوقاف ونظم ونثر وَتُوفِّي صَاحب الصِّحَاح سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة وَمن تصانيفه كتاب فِي الْعرُوض جيد سَمَّاهُ عرُوض الورقة وَكتاب فِي النَّحْو وَهَذَا الْكتاب الْمَشْهُور الَّذِي رزق من السَّعَادَة مَا لَا رزقة غَيره لقرب تنَاوله

ومنه من الكامل

وَمن شعر صَاحب الصِّحَاح من السَّرِيع (لَو كَانَ لي بُدٌّ من الناسِ ... قطعت حبْلَ النَّاس بالياسِ) (العزُّ فِي الْعُزْلَة لكنّه ... لَا بدَّ للنَّاس من النَّاس) ) وَمن الوافر (وَهَا أَنا يونُسٌ فِي بطن حوتٍ ... بنيسابور فِي ظُلَل الغَمام) (فَبَيْتي والفؤاد وَيَوْم دَجْنٍ ... ظلامٌ فِي ظلامٍ فِي ظلامِ) 3 - (وَمِنْه من الْكَامِل) (زعم المُدامةَ شارِبوها أنّها ... تنفْي الهمومَ وتطرد الغمّا) (صدقُوا هَفتْ بعقولهم وبدينهم ... وتوهّموا أنّ السرُور لَهُم تمّا) (سلبتْهمُ أديانَهم وعقولَهم ... أرأيتَ عادمَ ذَيْنِ مُغتمّا) 3 - (وَمِنْه من الْبَسِيط) (يَا ضائعَ العُمر بالأماني ... أما ترى رَوْنق الزَّمَان) (فقُم بِنَا يَا أَخا الملاهي ... نخْرج إِلَى نهر بُشْتَقانِ) (كأنّنا والقصور فِيهَا ... بحافتْي كَوْثَرِ الجنانِ) (والطيرُ فَوق الغصون تحكي ... بِحسن أصواتها الأغاني) (وراسلَ الوُرْقَ عندليبٌ ... كالزِّير والبَمِّ والمثاني) (فُرْصَتُك الْيَوْم فاغْتنِمْها ... فكلّ وقتٍ سواهُ فانِ) وَقَالَ يصف الصِّحَاح أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَبدُوس النَّيْسَابُورِي من المنسرح (هَذَا كتاب الصِّحَاح أحسن مَا ... صُنِّف قبل الصِّحَاح فِي الأدبِ) (تشْملُ أبوابُه وَتجمع مَا ... فرِّق فِي غَيره من الكُتُبِ) 3 - (الطبال) إِسْمَاعِيل بن حَمْزَة بن عُثْمَان بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو البركات الطبال من أهل بَغْدَاد كَانَ مقدما على الطبالين بدار الْخلَافَة ثمَّ كبر وأضر وَانْقطع بمنزله وَكَانَ ينظم الْمسَائِل شعرًا وَيسْأل عَنْهَا ابْن الصقال الْفَقِيه وَجَمعهَا فِي كتاب وَسمع من ابْن البطي وَأبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَابْن خَمِيس وَغَيرهم توفّي سنة سبع وسِتمِائَة وَمن شعره من الرجز

البجلي المحدث

(قَلْقلني الشوقُ فَمَا لي راحةٌ ... إلاّ إِذا مرّ بعينيَّ الوَسَنْ) (تُخَيِّلُ الأحلامُ لي شبيبتي ... أَو اجتماعي قد شطنْ) (فيوصِلُ النومُ إليّ رَاحَة ... حَتَّى إِذا استيقظتُ عَاد لي الحزنْ) ) 3 - (البَجلِيّ الْمُحدث) إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد البَجلِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي أحد أَئِمَّة الحَدِيث كَانَ طحاناً وَهُوَ ثِقَة ثَبت روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (أَبُو طَاهِر الصّقليّ الْمُقْرِئ) إِسْمَاعِيل بن خلف أَبُو طَاهِر الصّقليّ الْمُقْرِئ صَاحب عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سعيد الحوفي من حوف مصر وصنف كتاب إِعْرَاب الْقُرْآن فِي تِسْعَة مجلدات كبار وصنف فِي الْقرَاءَات كتاب الِاكْتِفَاء وَكتاب الْعُيُون قَالَ ياقوت أرى أَنه كَانَ بعد سِتَّة عشر وَخَمْسمِائة قلت ذكر ابْن خلكان فِي بَاب إِسْمَاعِيل ابْن خلف وَقَالَ بعد خلف ابْن سعيد بن عمرَان الْأنْصَارِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الأندلسي السَّرقسْطِي كَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم الْآدَاب متقناً لفن الْقرَاءَات وصنف العنوان فِي الْقرَاءَات وعمدة النَّاس فِي الِاشْتِغَال بِهَذَا الْفَنّ عَلَيْهِ وَاخْتصرَ كتاب الْحجَّة لأبي عَليّ الْفَارِسِي وَذكره أَبُو الْقَاسِم ابْن بشكوال فِي كتاب الصِّلَة وَأثْنى عَلَيْهِ وَعدد فضائله وَلم يزل على اشْتِغَاله وانتفاع النَّاس بِهِ إِلَى أَن توفّي يَوْم الْأَحَد مستهل الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة انْتهى كَلَام ابْن خلكان وَقد غلب على ظَنِّي أَنه هَذَا وَوهم فِي ذكر وَفَاته ياقوت 3 - (العبرتاني وَالِد حمدون النديم) إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْكَاتِب العبرتاني وَالِد حمدون النديم الْمُقدم ذكره وَكَانَ ينادم آدم بن عبد الْعَزِيز الْأمَوِي أَيَّام الْمهْدي وَله مَعَه أَخْبَار ونادم ابْنه حمدون بن إِسْمَاعِيل المعتصم وَمن بعده من الْخُلَفَاء إِلَى أَيَّام المعتز وَأورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجَمه قَوْله من الطَّوِيل (سقيا لدهرٍ قد مضى لسبيله ... ورعْياً لعيش قد مضى غير عَائِد) (لهَوْنا بِهِ عصراً وَمَا كَانَ مَرُّه ... على طوله إلاّ كحُلْمة رَاقِد)

الخلقاني

وَقَوله من الطَّوِيل (لسكُر الْهوى أرْوى لعظمي ومَفْصلي ... إِذا سكر الندمانُ من دائر الخمْرِ) (وأحْسَنُ مِن رجْع المثاني ونغْمها ... تَرجُّعُ صَوت الثغر يُقْرع بالثغر) قلت وَقد أورد الباخرزي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لإسحاق بن إِبْرَاهِيم بن كيغلغ وَابْن الْمَرْزُبَان أعرف) بِهَذَا الشَّأْن من الباخرزي 3 - (الخلقاني) إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّاء الخلقاني بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون اللَّام وَفتح الْقَاف وَبعد الْألف نون روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَاخْتلف فِيهِ قَول ابْن معِين وَقَالَ ابْن حَنْبَل مقارب الحَدِيث توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَسبعين 3 - (الْأَمِير شرف الدولة) 3 - (ابْن أبي العساكر) إِسْمَاعِيل بن سُلْطَان بن عَليّ بن مُقلَّد بن نصر بن مُنقذ شرف الدولة أَبُو الْفضل ابْن أبي العساكر الْكِنَانِي الشيرزي الْأَمِير كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا كَانَ أَبوهُ صَاحب شيزر وَابْن صَاحبهَا فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ وَليهَا أَخُوهُ تَاج الدولة وَأقَام هُوَ تَحت كنف أَخِيه إِلَى أَن خربتها الزلزلة وَمَات أَخُوهُ وَطَائِفَة تَحت الرَّدْم وَتوجه نور الدّين فتسلمها وَكَانَ إِسْمَاعِيل غَائِبا عَنْهَا فانتقل إِلَى دمشق وَكَانَ الزلزلة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَأَبوهُ عَم مؤيد الدولة أُسَامَة الْمُقدم ذكره وَتُوفِّي إِسْمَاعِيل بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْكَامِل (ومُهَفْهَفٍ كتب الجمالُ بخدّه ... سطراً يحيِّر ناظِر المتأمِّلِ) (بالغتُ فِي استخراجه فوجدتُه ... لَا رَأْي إلاّ رَأْي أهل الْموصل)

ومنه من البسيط

وَمِنْه لغز من الْكَامِل (ومُغرِّدَيْن ترنَّما فِي مجْلِس ... فنفاهما لأذاهما الأقوامُ) (هَذَا يجود بِمَا يجود بعكسه ... هَذَا فيُحْمد ذَا وَذَاكَ يذام) قلت يُرِيد بهما نحلةً وزنبوراً وَالْعَسَل للنحلة وَعَكسه اللسع للزنبور 3 - (وَمِنْه من الْبَسِيط) (سُقيتُ كأس الْهوى علاًّ على نهَلِ ... فَلَا تَزِدْنَي كأس اللوم والعَذَلِ) (نأى الحبيبُ فَبِي من نأيِه حُرَقٌ ... لَو لابسَتْ جبلا هدَّت قُوَى الجبلِ) (وَلَو تطلّبتُ سُلواناً لزدتُ هوى ... وَقد يزِيد رُسوباً نهضةُ الوَحَلِ) ) (عفَتْ رسومي فَعُجْ نحوي لتندنبي ... فالحبُ غِبَّ زِيال الحبِّ كالطَّللِ) (صحوت من قهوةِ تُنفى الهمومُ بهَا ... لكنّني ثِملٌ من طَرفْه الثَّمِلِ) (أُصَبِّر النفسَ عَنهُ وَهِي قائلة ... مَالِي بعادية الأشواق من قِبَلِ) (كم ميتةٍ وحياةٍ ذقتُ طعمهما ... مذ ذقتُ طعمَ النَّوَى لليأس والأملِ) (وَالنَّفس إِن خاطرتْ فِي غمرةٍ وألت ... مِنْهَا وَإِن خاطرت فِي الوجد لم تئلِ) (لَهَا دروعٌ تَقيها من سهامِ يدٍ ... فَهَل دروعٌ تقيها أسْهُمَ المُقَلِ) (فانْظُرْ إِلَيْهِ تَرَ الأقمارَ فِي قمرٍ ... وانْظُر إليّ تَرَ العشّاق فِي رَجلِ) (بأيّ أمرٍ سأنجو من هوى رَشَإٍٍ ... فِي جفْنه سحرُ هارُوتٍ وسيفُ عَليّ) (إِذا رمى لحظُه بِالسحرِ قَالَ لَهُ ... قلبِي أعِدْ لَا رماك الله بالشَّلَلِ) (أَمن نَبِي الرّوم ذَا الرَّامِي الَّذِي فتكتْ ... سهامُه بالَورى أم من بني ثعل) (إِن خفت روعة هجران الحبيب فقد ... أمنت فِي حبه من روعة العذل) قلت شعر متوسط منسجم وَقَوله لَو تطلبت سلواناً يشبه قَول الْخياط من الْبَسِيط (كخائض الوَحْل إِن طَال العناءُ بِهِ ... فكلّما قَلْقَلَتْهُ نهضةٌ رَسَبا) 3 - (الصَّالح ابْن الْملك الْمُجَاهِد) إِسْمَاعِيل بن شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شادي الْملك الصَّالح نور الدّين ابْن الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين صَاحب حمص كَانَ لَهُ اخْتِصَاص كَبِير بِالْملكِ النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف صَاحب الشَّام نَشأ بحمص وانتقل عَنْهَا وخدم

أبو الطاهر الكناني

مَعَ النَّاصِر وَكَانَ عَاقِلا حازماً سائساً وَكَانَ رَأْيه مداراة التتار وَعدم مشاققتهم وَكَانَ يعضد الزين الحافظي عِنْد الْملك النَّاصِر ويثني عَلَيْهِ ويشكره وَكَانَ يُقَال إِن الزين الحافظي أحضر لَهُ فرماناً من هولاكو وَإِن الْملك النَّاصِر بَاطِن مَعَ التتر وَلم يدْخل الديار المصرية مَعَ العساكر لذَلِك لَا مُحَافظَة للناصر وتوهم أَنه إِذا وصل إِلَى التتار أبقى هولاكو عَلَيْهِ ووفى لَهُ بِمَا فِي الفرمان فَعَاد مَعَ النَّاصِر من قطيا وَحسن لَهُ قصد هولاكو فَتوجه صحبته إِلَيْهِ فَلَمَّا قدمُوا على هولاكو أحسن إِلَيْهِم وَأكْرمهمْ فَلَمَّا بلغ هولاكو كسر التتار على عين جالوت غضب وقتلهم فِي أَوَائِل سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة وَقتل الصَّالح فِي أَطْرَاف بِلَاد الْعَجم وَقيل قَتله فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَخمسين وَحكي أَنه قَالَ يَوْمًا للأمير عماد الدّين إِبْرَاهِيم بن المجير وهما فِي مجْلِس النَّاصِر نُرِيد نعمل مشوراً وَكَانَ) عماد الدّين رَأْيه قتال التتار وَعدم مداراتهم فَقَالَ كم هَذَا الفشر فَقَالَ لَهُ الصَّالح أَنْت كَمَا قيل طَوِيل ولحيتك طَوِيلَة فَقَالَ لَهُ عماد الدّين إِلَّا أَنِّي مَا ربيت فِي حمص 3 - (أَبُو الطَّاهِر الْكِنَانِي) إِسْمَاعِيل بن صارم بن عَليّ بن عز بن تَمِيم أَبُو الطَّاهِر الْكِنَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْخياط كَانَ عالي الْإِسْنَاد وروى عَنهُ جمَاعَة المصريين وروى عَنهُ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وروى عَن البوصيري وَإِسْمَاعِيل بن ياسين وَفَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر قيل إِنَّه شنق نَفسه سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 3 - (القفطي) إِسْمَاعِيل بن صَالح ابْن أبي ذُؤَيْب أَبُو طَاهِر القفطي عرف بِابْن الْبناء كَانَ أديباً فَاضلا انْتقل إِلَى الْمحلة وَتُوفِّي بإسنا سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة من شعره من الْكَامِل (أهديتَه حمَلاً يُساق فخلتْهُ ... جِمَلاً لأنّ الله بَارك فيهِ) (لَا تنْحرنَّ فقد نحرتَ من العِدَى ... مَن قد يهاب الموتُ أَن يَأْتِيهِ) وَمِنْه فِي مرثية للشريف قَاسم بن مهنا أَمِير الْمَدِينَة من الْكَامِل (لّما اشْترى من ربّه بثوابه ... جنّاتِ عدْنٍ رَاح يَأْخُذ مَا اشْترى) 3 - (الْهَاشِمِي أَمِير مصر) إِسْمَاعِيل بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب بن هَاشم كَانَ سرياً أديباً حسن الْغناء مقدما فِي ضرب الْعود غنى الرشيد فقلده مصر وَهُوَ الْقَائِل للرشيد لما عقد للأمين والمأمون بيعَته على إِلْحَاق الْقَاسِم المؤتمن بهما وَقد رويت لِأَخِيهِ عبد الْملك من الْكَامِل المرفل (يَا أَيهَا المَلِكُ الَّذِي ... لَو كَانَ نجماً كَانَ سَعْدا) (اعِقدْ لقاسم بيعَة ... واقدْحْ لَهُ فِي الْملك زَنْدا)

الكاتب

(اللهُ فَرد واحِدٌ ... فاجعْلْ وُلاة الْأَمر فَردا) وَكَانَ يألف قينةً فاشتراها الرشيد فَقَالَ إِسْمَاعِيل فِي ذَلِك من السَّرِيع (يَا مَن رماني الدهُر من فَقده ... بفرقةٍ قد شتّتتْ شَمْلي) (ذكرتُ أيامَ اجْتِمَاع الْهوى ... وقرّةً الْأَعْين بالوصلِ) ) (وَنحن فِي غرّة دهرٍ لنا ... نطالب الْأَزْمَان بالذَّحْل) (فكدت أَقْْضِي من قَضَاء النَّوَى ... عليّ بعد العزِّ بالذلّ) (وَلَيْسَ ذكري لَك عَن خاطر ... بل هُوَ مَوْصُول بِلَا فصل) 3 - (الْكَاتِب) إِسْمَاعِيل بن صبيح الْكَاتِب على ديوَان الرسائل والتوقيع والسر وضياع الْخَاصَّة والعوافي لهارون الرشيد كَانَ كَاتبا حَافِظًا بليغاً دخل أَعْرَابِي على الرشيد وَإِسْمَاعِيل بن صبيح يكْتب بَين يَدَيْهِ وَكَانَ أحسن النَّاس خطا وأسرعهم يدا فَقَالَ أرجوزةً فَقَالَ لَهُ الرشيد صف هَذَا فَقَالَ مَا رَأَيْت أطيش من قلمه وَلَا أثبت من حلمه ثمَّ قَالَ (رقيقُ حَوَاشِي الحلْم حِين تثوره ... يُرِيك الهُوَينا والأمور تطيرُ) (لَهُ قَلما بؤسَى ونُعْمى كِلَاهُمَا ... سَحابتُه فِي الحالتَين دَرُورُ) (يناجيك عمّا فِي ضميرك لحظُه ... وَيفتح بابَ النُّجْح وَهُوَ عسيرُ) فَقَالَ الرشيد وَجب لَك يَا أَعْرَابِي حق عَلَيْهِ وَهُوَ يقضيك إِيَّاه وَحقّ علينا فِيهِ وَنحن نقوم بِهِ إِلَيْهِ ادفعوا إِلَيْهِ دِيَة الْحر فَقَالَ إِسْمَاعِيل وَله عَليّ دِيَة العَبْد وَقَالَ إِسْمَاعِيل كنت يَوْمًا بَين يَدي يحيى بن خَالِد فَإِذا جَعْفَر بن يحيى قد دخل فَلَمَّا رَآهُ من بُعدٍ أشاح بِوَجْهِهِ وَأعْرض فَقلت لَهُ بعد أَن نَهَضَ جعلني الله فدَاك تفعل هَذَا بابنك وحاله عِنْد الرشيد حَاله وموضعه مَوْضِعه مَا يقدم عَلَيْهِ ولدا وَلَا وليا قَالَ إِلَيْك عني أَيهَا الرجل فو الله لَا يكون هَلَاك هَذَا الْبَيْت إِلَّا بِسَبَبِهِ فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك بِشَهْر أَو نَحوه دخل أَيْضا عَلَيْهِ مثل ذَلِك الدُّخُول فَفعل مثل ذَلِك الْفِعْل فَأَعَدْت عَلَيْهِ مثل ذَلِك القَوْل فَقَالَ أدن مني الدواة فأدنيتها فَأخذ رقْعَة وَكتب فِيهَا كلماتٍ يسيرَة ثمَّ خَتمهَا وَقَالَ لتكن عنْدك هَذِه فَإِذا دخلت سنة سبعٍ وَثَمَانِينَ وَمضى شهر الْمحرم وَدخل من صفر يَوْمَانِ فَانْظُر فِيهَا فَلَمَّا كَانَ ذَلِك الْوَقْت أوقع الرشيد بهم فَنَظَرت فَإِذا هُوَ الْيَوْم الَّذِي ذكره قَالَ إِسْمَاعِيل فَكَانَ يحيى من أَحسب النَّاس وأعلمهم بالنجوم قَالَ مَيْمُون بن هَارُون قَالَ لي عبيد الله بن سُلَيْمَان حَدثنِي الْفضل بن مَرْوَان إِن أول من كذب من رُؤَسَاء النَّاس الْكتاب ووعدوهم الولايات والأعمال ومطلوهم بهَا وَلم يفوا بِشَيْء مِنْهَا إِسْمَاعِيل بن صبيح وَمَا كَانَ النَّاس قبل ذَلِك يعْرفُونَ المواعيد الكاذبة

المعز صاحب اليمن

3 - (الْمعز صَاحب الْيمن) ) إِسْمَاعِيل بن طغتكين بن أَيُّوب بن شادي الْملك الْمعز ابْن سيف الْإِسْلَام صَاحب الْيمن ورد بَغْدَاد فَأكْرم وتلقوه وَكَانَ منهمكاً على اللَّهْو وَالشرب قَلِيل الْخَيْر وَكتب مَعَه منشور إِلَى أَبِيه بِالرِّضَا عَنهُ وَلما توفّي أَبوهُ ولي بعده ثمَّ ادّعى النُّبُوَّة وَقبل ذَلِك ادّعى أَنه أموي ورام الْخلَافَة وَأظْهر الْعِصْيَان فزثب عَلَيْهِ أَخَوان من امرائه فقتلاه وَولي الْيمن بعده أَخُوهُ أَيُّوب ولقب النَّاصِر وَكَانَ صَغِيرا وَكَانَت قتلته سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ لما ادّعى تلقب بِالْإِمَامِ الْهَادِي بِنور الله الْمعز لدين الله أَمِير الْمُؤمنِينَ ومدحه الشُّعَرَاء وَمن شعره فِي هَذَا الْمَعْنى من الطَّوِيل (وإنّي أَنا الْهَادِي الْخَلِيفَة وَالَّذِي ... أدوس رِقَاب الغُلب بالضُّمَّر الجُرْدِ) (وَلَا بدّ من بَغْدَاد أطوي ربوعَها ... وأنْشرها نشر السماسر للبُرْدِ) (وأنصب أعلامي على شُرفاتها ... وأُحيي بهَا مَا كَانَ أسّسه جدّي) (ويُخْطَبُ لي فِيهَا على كل منبرٍ ... وأظْهرِ دين الله فِي الغَور والنجدِ) 3 - (الْكَاتِب) إِسْمَاعِيل بن عباد بن مُحَمَّد بن وزيران أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الْأَصْبَهَانِيّ ذكره السلَفِي وَقَالَ هُوَ من بَيت الرياسة وَالْكِتَابَة فَاضل فِي الْأَدَب والنحو بارع فِي الترسل وخطه فِي غَايَة الْجَوْدَة وَكَانَ سمع مَعنا الحَدِيث على شُيُوخنَا 3 - (الصاحب ابْن عباد) إِسْمَاعِيل بن عباد بن الْعَبَّاس بن عباد الْوَزير الملقب بالصاحب كَافِي الكفاة أَبُو الْقَاسِم من الطالقان وَهِي ولَايَة بَين قزوين وأبهر وَهِي عدَّة قرى يَقع عَلَيْهَا هَذَا الِاسْم وبخراسان بَلْدَة غير هَذِه يَقع عَلَيْهَا هَذَا الِاسْم خرج مِنْهَا جمَاعَة من الْعلمَاء قَالَ فِيهِ الرستمي شاعره من الْكَامِل (يَهْني ابنَ عبّاد بن عبّاس بن عب ... د الله نُعمى بالكرامة تُرْدف) ومدحه أَبُو المرجى الْأَهْوَازِي بقصيدة لما ورد الأهواز مِنْهَا من السَّرِيع (إِلَى ابْن عبّادٍ أبي القاسمِ ال ... صاحبِ إِسْمَاعِيل كَافِي الكفاه)

فَاسْتحْسن جمعه بَين اسْمه ولقبه وكنيته وَاسم أَبِيه فِي بَيت وَاحِد وَذكر وُصُوله إِلَى بَغْدَاد وَملكه إِيَّاهَا فَقَالَ) وَيشْرب الجُند هَنِيئًا بهَا فَقَالَ لَهُ أمسك فَأمْسك فَقَالَ تُرِيدُ أَن تَقول من بعد مَاء الريّ مَاء الفُراه فَقَالَ كَذَا وَالله فَضَحِك وَقَالَ السلَامِي يهجوه من الرمل (يَا ابنَ عبّاد ابْن عبا ... س بن عبد الله حِرْها) (تُنْكِرَ الجبْرَ وأُخرج ... تَ إِلَى دنياك كَرْها) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا يمدحه من الْكَامِل (ورِث الوزارة كَابِرًا عَن كابرٍ ... موصولةَ الإسنادِ بالإسنادِ) (يَروي عَن العبّاس عبّادٌ وزا ... رَتَه وإسماعيلُ عَن عبّادِ) كَانَ أَبُو الْقَاسِم وَزِير مؤيد الدولة بن ركن الدولة بن بويه وأخيه فَخر الدولة وَكَانَت وزارته ثَمَانِي عشرَة سنة وشهراً وَاحِدًا وَهُوَ أول من سمي الصاحب من الوزراء لِأَنَّهُ صحب مؤيد الدولة من الصَّبِي وَسَماهُ الصاحب فغلب عَلَيْهِ هَذَا اللقب وَقيل لِأَنَّهُ كَانَ صَاحب ابْن العميد وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَفِي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة مَاتَ وَالِده عباد وَهِي السّنة الَّتِي ولد فِيهَا الصاحب أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل وَكَانَ من أهل الْعلم سمع أَبوهُ أَبَا خَليفَة الْفضل بن الْحباب وَغَيره من البغداديين والرازيين والأصبهانيين وصنف كتابا فِي أَحْكَام الْقُرْآن نصر فِيهِ مَذْهَب الاعتزال وَلما مَاتَ الصاحب أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل أغلقت لَهُ مَدِينَة الرّيّ وَاجْتمعَ النَّاس على بَاب قصره ينتظرون خُرُوج جنَازَته وَحضر مخدومه فَخر الدولة وَسَائِر القواد وَقد غيروا لباسهم فَلَمَّا خرج نعشه صَاح النَّاس بأجمعهم صَيْحَة وَاحِدَة وقبلوا الأَرْض وَمَشى فَخر الدولة أَمَام الْجِنَازَة وَقعد للجنازة أَيَّامًا ورثاه أَبُو سعيد الرستمي فَقَالَ من الطَّوِيل (أبعْدَ ابْن عبّادٍ يَهشُّ إِلَى السُّرى ... أَخُو أملٍ أَو يُستماح جوادُ) (أَبى الله إلاّ أَن يموتا بِمَوْتِهِ ... فَمَا لَهُم حَتَّى الْمعَاد معادُ) وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْعَلَاء الشَّاعِر الْأَصْبَهَانِيّ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن قَائِلا يَقُول لي لِمَ لمْ تَرث الصاحب مَعَ فضلك وشعرك فَقلت ألجمتني كَثْرَة محاسنه فَلم أدر بِمَا أبدأ مِنْهَا وَخفت أَن أقصر وَقد ظن بِي الاسيتفاء لَهَا فَقَالَ أجز مَا أقوله فَقلت قل فَقَالَ من الطَّوِيل)

فَقَالَ هما اصْطَحَبا حَيَّيْنِ ثّم تعانقا فَقلت ضَجيعَين فِي لحدٍ ببابِ ذَرِيِه فَقَالَ إِذا ارتحل الثاوونَ عَن مستقرّهم فَقلت أَقَامَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فِيهِ وَكَانَ الصاحب نادرة عصره وأعجوبة دهره فِي الْفَضَائِل والمكارم أَخذ الْأَدَب عَن ابْن العميد وَابْن فَارس وَسمع من أَبِيه وَمن غير وَاحِد وَحدث وأملي وَاتخذ لنَفسِهِ بَيْتا سَمَّاهُ بَيت التَّوْبَة وَجلسَ فِيهِ أسبوعاً وَأخذ خطوط الْفُقَهَاء بِصِحَّة تَوْبَته وَخرج متحنكاً متطلساً بزِي أهل الْعلم وَقَالَ للنَّاس قد علمْتُم قدمي فِي الْعلم فَكل أقرّ لَهُ بذلك وقالك قد علمْتُم أَنِّي متبلس بِهَذَا الْأَمر الَّذِي أَنا فِيهِ وَجَمِيع مَا أنفقته من صغري إِلَى وقتي هَذَا من مَال أبي وجدي ثمَّ مَعَ هَذَا كُله لَا أَخْلو من تبعات أشهد الله وأشهدكم أَنِّي تائب إِلَى الله عز وَجل من كل ذَنْب أذنبته ولبث فِي ذَلِك الْبَيْت أسبوعاً ثمَّ خرج فَقعدَ للإملاء وَحضر النَّاس الْكثير إِلَى الْغَايَة كَانَ الْمُسْتَمْلِي الْوَاحِد لَا يقوم بالإملاء حَتَّى انضاف إِلَيْهِ سِتَّة كل يبلغ صَاحبه وَكَانَ الأول ابْن الزَّعْفَرَانِي الْحَنَفِيّ وَكَانَ إِذْ ذَاك رئيسهم فَمَا بَقِي فِي الْمجْلس أحد من أهل الْعلم إِلَّا وَقد كتبه حَتَّى القَاضِي عبد الْجَبَّار وَهُوَ قَاضِي الْقُضَاة بِالريِّ وَقَالَ الصاحب حضرت مجْلِس ابْن العميد عَشِيَّة من عشايا رَمَضَان وَقد حَضَره الْفُقَهَاء والمتكلمون للمناظرة وَأَنا إِذْ ذَاك فِي ريعان شَبَابِي فَمَا تفوض الْمجْلس وَانْصَرف الْقَوْم إِلَّا وَقد حل الْإِفْطَار فأنكرت ذَلِك فِي نَفسِي واستقبحت إغفاله أَمر إفطار الْحَاضِرين مَعَ وفور رياسته واتساع حَاله واعتقدت أَن لَا أخل بِمَا أخل بِهِ إِذا قُمْت مقَامه فَكَانَ الصاحب لَا يدْخل) عَلَيْهِ أحد فِي رَمَضَان بعد الْعَصْر كَائِنا من كَانَ فَيخرج من دَاره إِلَّا بعد الْإِفْطَار عِنْده وَكَانَت دَاره لَا تَخْلُو كل لَيْلَة من ليَالِي رَمَضَان من ألف نفس مفطرة وَكَانَت صدقاته وقرباته تبلغ فِي شهر رَمَضَان مبلغ مَا يُطلقهُ فِي السّنة كلهَا وَكَانَ فِي الصغر إِذا أَرَادَ الْمُضِيّ إِلَى الْمَسْجِد ليقْرَأ تعطيه والدته دِينَارا فِي كل يَوْم ودرهماً وَتقول لَهُ تصدق بِهَذَا على أول فَقير تَلقاهُ فَجعل هَذَا دأبه فِي شبابه إِلَى أَن كبر وَمَاتَتْ والدته وَهُوَ على هَذَا يَقُول للْفراش فِي كل لَيْلَة اطرَح تَحت المطرح دِينَارا ودرهماً لئلاّ ينساه فَبَقيَ على هَذَا مُدَّة ثمَّ إِن الْفراش نسي لَيْلَة من اللَّيَالِي أَن يطْرَح لَهُ الدِّرْهَم وَالدِّينَار فانتبه وَصلى وقلب المطرح ليَأْخُذ الدِّرْهَم وَالدِّينَار فَمَا رآهما فتطير من ذَلِك وَظن أَنه لقرب أَجله فَقَالَ للفراشين شيلوا كل مَا هُنَا من الْفرش وأخرجوه وَأَعْطوهُ لأوّل فَقير تلقونه حَتَّى يكون كَفَّارَة لتأخير هَذَا فَلَقوا أعمى هاشمياً يتكئ على يَد امْرَأَة فَقَالُوا تقبل هَذَا فَقَالَ مَا هُوَ فَقَالُوا

مطرح ديباج ومخاد ديباج فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فأعلموا الصاحب بأَمْره فَأحْضرهُ وسقاه شرابًا بَعْدَمَا رش عَلَيْهِ المَاء فَلَمَّا أَفَاق سَأَلَهُ فَقَالَ اسألوا هَذِه الْمَرْأَة إِن لم تصدقوني فَقَالَ لَهُ اشرح فَقَالَ أَنا رجل شرِيف ولي ابْنة من هَذِه الْمَرْأَة خطبهَا رجل فزوجناه ولي سنتَيْن آخذ الْقدر الَّذِي يفضل عَن قوتنا أَشْتَرِي لَهَا بِهِ قِطْعَة صفراء وطفرية وَمَا أشبه ذَلِك فَلَمَّا كَانَ البارحة قَالَت أمهَا اشْتهيت لَهَا مطرح ديباج ومخاد ديباج فَقلت من أَيْن لي ذَلِك وَجرى بيني وَبَينهَا خُصُومَة إِلَى أَن سَأَلتهَا أَن تَأْخُذ بيَدي وتخرجني حَتَّى أمضي على وَجْهي فَلَمَّا قَالَ لي هَؤُلَاءِ هَذَا الْكَلَام حق لي أَن يغشى عَليّ فَقَالَ لَا يكون الديباج إِلَّا مَعَ مَا يَلِيق بِهِ هاتم الأنماطيين فجيء بهم فَاشْترى مِنْهُم الجهاز الَّذِي يَلِيق بذلك المطرح وأحضر زوج الصبية وَدفع إِلَيْهِ بضَاعَة سنية واستدعى فِي بعض الْأَيَّام شرابًا فأحضروا قدحاً فَلَمَّا أَرَادَ أَن يشربه قَالَ لَهُ أحد خواصه لَا تشربه فَإِنَّهُ مَسْمُوم وَكَانَ الْغُلَام الَّذِي نَاوَلَهُ وَاقِفًا فَقَالَ للمحذر لَهُ مَا الشَّاهِد على صِحَة قَوْلك قَالَ تجربه فِي الَّذِي ناولك إِيَّاه فَقَالَ لَا أستجيز ذَلِك وَلَا أستحله قَالَ فجربه فِي دجَاجَة قَالَ التَّمْثِيل بِالْحَيَوَانِ لَا يجوز ورد الْقدح وَأمر بِقَلْبِه وَقَالَ للغلام انْصَرف عني وَلَا تدخل دَاري وَأمر بِإِقْرَار جاريه وجرايته عَلَيْهِ وَقَالَ لَا يدْفع الْيَقِين بِالشَّكِّ والعقوبة بِقطع الرزق نذالة وَقَالَ الصاحب أنفذ إِلَيّ أَبُو الْعَبَّاس تاش الْحَاجِب رقْعَة فِي السِّرّ بِخَط صَاحبه نوح بن) مَنْصُور ملك خُرَاسَان يُرِيدنِي فِيهَا على الانحياز بِحَضْرَتِهِ ليلقي إِلَيّ مقاليد ملكه ويعتمدني لوزارته ويحكمني فِي ثَمَرَات بِلَاده قَالَ فَكَانَ فِيمَا اعتذرت إِلَيْهِ من تركي امْتِثَال أمره طول ذيلي وَكَثْرَة حاشيتي وصبيتي وحاجتي لنقل كتبي خَاصَّة إِلَى أَرْبَعمِائَة جمل فَمَا الظَّن بِمَا يَلِيق بهَا من تجمل مثلي وَكَانَ يَقُول لجلسائه نَحن بِالنَّهَارِ سُلْطَان وبالليل إخْوَان وَكَانَ مكي المنشد قديم الصُّحْبَة للصاحب والخدمة فأساء إِلَيْهِ غير مرّة فَلَمَّا كثر ذَلِك مِنْهُ أَمر بحبسه فِي دَار الضَّرْب وَكَانَت فِي جواره فاتفق أَن الصاحب صعد سطح دَاره وأشرف على دَار الضَّرْب فناداه مكي فاطَّلَعَ فَرَآه فِي سواءِ الْجَحِيم فَضَحِك الصاحب وَقَالَ اخْسَأوا فِيهَا وَلَا تكلِّمون ثمَّ أَمر بِإِطْلَاقِهِ وَدخل إِلَى الصاحب رجل لَا يعرفهُ فَقَالَ أَبُو من فَأَنْشد الرجل من الطَّوِيل (وتتّفق الأسماءُ فِي اللَّفْظ والكُنى ... كثيرا ولكنْ لَا تلاقى الخلائقُ) فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ يَا أَبَا الْقَاسِم وَقَالَ الصاحب مَا قطعني إِلَّا شَاب ورد علينا إِلَى أَصْبَهَان بغدادي فقصدني فَأَذنت لَهُ وَكَانَ عَلَيْهِ مرقعة وَفِي رجلَيْهِ نعل طاق فَنَظَرت إِلَى حاجبي فَقَالَ لَهُ وَهُوَ يصعد إِلَيّ اخلع نعلك فَقَالَ وَلم لعَلي أحتاج إِلَيْهَا بعد سَاعَة فغلبني الضحك وَقلت أتراه يُرِيد أَن يصفعني وَقَالَ مُحَمَّد بن الْمَرْزُبَان كُنَّا بَين يَدَيْهِ لَيْلَة فنعس وَأخذ إِنْسَان يقْرَأ سُورَة الصافات فاتفق أَن بعض هَؤُلَاءِ الأجلاف من أهل مَا وَرَاء النَّهر نعس أَيْضا وضرط ضرطةً مُنكرَة فانتبه وَقَالَ يَا

أَصْحَابنَا نمنا على وَالصَّافَّات وانتبهنا على والمرسلات وَقَالَ أَيْضا انفلتت لَيْلَة ضرطةٌ من بعض الْحَاضِرين وَهُوَ فِي الجدل فَقَالَ على حِدته كَانَت بيعَة أبي بكر خُذُوا فِيمَا أَنْتُم فِيهِ يَعْنِي أَنه قيل فِي بيعَة أبي بكر رَضِي الله عَنهُ إِنَّمَا كَانَت فلتة وَقَالَ قوم من إصبهان للصاحب لَو كَانَ الْقُرْآن مخلوقاً لجَاز أَن يَمُوت وَلَو مَاتَ الْقُرْآن فِي آخر شعْبَان بِمَاذَا كُنَّا نصلي التَّرَاوِيح فِي رَمَضَان فَقَالَ الصاحب لَو مَاتَ الْقُرْآن لَكَانَ يَمُوت رَمَضَان وَيَقُول لَا حَيَاة لي بعْدك وَلَا نصلي التَّرَاوِيح ونستريح وَيُقَال إِن ابْن أبي الحظيري أَتَى إِلَيْهِ يَوْمًا فَقَامَ لَهُ فَمر مسرعاً لأَجله فضرط فَقَالَ يَا مَوْلَانَا الصاحب هَذَا صرير التخت فَقَالَ بل صفير التحت فَذهب وَقد استحيى وَانْقطع فَكتب إِلَيْهِ من الْبَسِيط (قٌل للحظيريّ لَا تذهبْ على خَجَلٍ ... من ضرطةٍ أشبهتْ ناياً على عودِ) (فإنّها الريحُ لَا تَسطيعُ تُمْسِكها ... إِذْ لستَ أنتَ سليمانَ بن داودِ) ) وَكَانَ الصاحب قد ولى عبد الْجَبَّار الأسداباذي قَضَاء الْقُضَاة بهمذان وَالْجِبَال فَاسْتَقْبلهُ يَوْمًا وَلم يترجل لَهُ وَقَالَ أَيهَا الصاحب أُرِيد أَن أترجل للْخدمَة وَلَكِن الْعلم يَأْبَى ذَلِك وَكَانَ يكْتب فِي عنوان كِتَابه إِلَى الصاحب داعيه عبد الْجَبَّار بن أَحْمد ثمَّ كتب وليه عبد الْجَبَّار بن أَحْمد ثمَّ كتب عبد الْجَبَّار بن أَحْمد فَقَالَ الصاحب لندمائه أطنه يؤول أمره إِلَى أَن يكْتب الْجَبَّار وَقَالَ ابْن بابك سَمِعت الصاحب يَقُول مدحت وَالْعلم عِنْد الله بِمِائَة ألف قصيدة شعرًا عربيةٍ وفارسية وَقد أنفقت أَمْوَالِي على الشُّعَرَاء والأدباء وَالزُّوَّارِ والقصاد مَا سررت بِشعر وَلَا سرني شَاعِر كَمَا سرني أَبُو سعيد الرستمي الْأَصْبَهَانِيّ بقوله ورث الوزارة كَابِرًا عَن كابرٍ الْبَيْتَيْنِ كتب عَامل إِلَيْهِ رقْعَة إِن رأى مَوْلَانَا أَن يَأْمر بإشغالي بِبَعْض أشغاله فعل فَوَقع الصاحب تحتهَا من كتب إشغالي لَا يصلح لأشغالي وَوَقع إِلَى أبي الْحسن الشقيقي الْبَلْخِي من نظر لدينِهِ نَظرنَا لدنياه فَإِن آثرت الْعدْل والتوحيد بسطنا لَك الْفضل والتمهيد وَإِن أَقمت على الْجَبْر فَمَا لكسرك جبر وَلما كَانَ بِبَغْدَاد قصد القَاضِي أَبَا السَّائِب عتبَة بن عبيد لقَضَاء حَقه فتثاقل فِي الْقيام لَهُ وتحفز تحفزاً أرَاهُ بِهِ ضعفا عَن حركته وقصور نهضته فَأخذ الصاحب بضبعه وأقامه وَقَالَ نعين القَاضِي على قَضَاء حُقُوق إخوانه فَخَجِلَ القَاضِي أَبُو السَّائِب وَاعْتذر إِلَيْهِ وَوجد يَوْمًا بعض ندمائه متغير السحنة فَقَالَ مَا الَّذِي بك قَالَ حَما فَقَالَ لَهُ الصاحب قَه فَقَالَ لَهُ النديم وه فَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ وخلع عَلَيْهِ قلت إِنَّمَا قَالَ لَهُ الصاحب قه لِأَنَّهُ لَا يُقَال إِلَّا حميا فأضاف إِلَيْهَا الْقَاف وَالْهَاء لتصير حماقه فلطف النديم وظرف فِي زِيَادَة الْوَاو وَالْهَاء ليصير ذَلِك قهوة ضرب الصاحب معلمه يَوْمًا فَأَنْشد يَقُول من الْبَسِيط (أودعتني العلمَ فَلَا تجهلِ ... كم مِقْولٍ يجني على المقتلِ) (أَنْت وَإِن علَّمتَني سوقةٌ ... وَالسيف لَا يُبقي على الصّيقْلِ)

وَسَأَلَ أَبَا الْحسن عَليّ بن عِيسَى الربعِي عَن مَسْأَلَة فَأجَاب جَوَابا أَخطَأ فِيهِ فَقَالَ لَهُ أصبت فَقبل الأَرْض شكرا فَلَمَّا رفع رَأسه قَالَ لَهُ عين الْخَطَأ وعزل الصاحب عَاملا بقم فَكتب إِلَيْهِ أَيهَا الْعَامِل بقم قد عزلناك فَقُمْ وَمَا عظم وزيراً مخدومه وَمَا عظم فَخر الدولة الصاحب ابْن عباد قَالَ الصاحب مَا اسْتَأْذَنت على فَخر الدولة قطّ وَهُوَ فِي مجْلِس أنسه إِلَّا انتقلا إِلَى مجْلِس الحشمة وَأذن لي فِيهِ وَمَا أذكر أَنه تبذل بَين يَدي أَو مازحني قطّ إِلَّا مرّة وَاحِدَة فَإِنَّهُ) قَالَ لي بَلغنِي أَنَّك تَقول إِن الْمَذْهَب مَذْهَب الاعتزال والنيك نيك الرِّجَال فأظهرت الْكَرَاهَة لانبساطه وَقلت بِنَا من الْجد مَا لَا نفرغ مَعَه للهزل ونهضت وَقَالَ الصاحب يَوْمًا كَانَ أَبُو الْفضل يَعْنِي ابْن العميد سيداً وَلَكِن لم يشق غبارنا وَلَا أدْرك شوارنا وَلَا فسخ عذارنا وَلَا عرف غرارنا وَلَا فِي علم الدّين وَلَا فِيمَا يرجع إِلَى نفع الْمُسلمين فَأَما ابْنه فقد عَرَفْتُمْ قدره فِي هَذَا وَفِي غَيره طياش قلاش لَيْسَ عِنْده إِلَّا قاش وقماش مثل ابْن عَيَّاش والهروي الْحَوَاشِي وَولدت والشعري فِي طالعي وَلَوْلَا دقيقة لأدركت النُّبُوَّة وَقد أدْركْت النُّبُوَّة إِذْ قُمْت بالذب عَنْهَا والنصرة لَهَا فَمن ذَا يجارينا أَو يمارينا أَو يبارينا أَو يغارينا ويسارينا ويشارينا وَلم يكن الصاحب يقوم لأحد من النَّاس وَلَا يُشِير إِلَى الْقيام وَلَا يطْمع أحد فِي ذَلِك مِنْهُ من أَرْبَاب السيوف أَو الأقلام أَمِيرا كَانَ أَو مَأْمُورا وَنزل بالصيمرة عِنْد عودة من الأهواز فَدخل عَلَيْهِ شيخ من الْمُعْتَزلَة زاهد يعرف بِعَبْد الله بن إِسْحَاق فَقَامَ لَهُ فَلَمَّا خرج قَالَ مَا قُمْت لأحد مثل هَذَا الْقيام مُنْذُ عشْرين سنة وَإِنَّمَا فعل ذَلِك لزهده لِأَنَّهُ كَانَ أحد أبدال دهره وَلم يجْتَمع بِبَاب أحد من الْمُلُوك وَالْخُلَفَاء والوزراء مثل مَا اجْتمع بِبَاب الرشيد كَأبي نواس وَأبي الْعَتَاهِيَة والعتابي والنمري وَمُسلم بن الْوَلِيد وَأبي الشيص وَابْن أبي حَفْصَة وَمُحَمّد بن مناذر وجمعت حَضْرَة الصاحب بأصبهان والري وجرجان مثل أبي الْحُسَيْن السلَامِي والرستمي وَأبي الْقَاسِم الزَّعْفَرَانِي وَأبي الْعَبَّاس الضَّبِّيّ وَالْقَاضِي الْجِرْجَانِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن أبي الْعَلَاء وَأبي مُحَمَّد الخازن وَأبي هَاشم الْعلوِي وَأبي الْحسن الْجَوْهَرِي وَبني المنجم وَابْن بابك وَابْن القاشاني والبديع الهمذاني وَإِسْمَاعِيل الشَّاشِي وَأبي الْعَلَاء الْأَسدي وَأبي الْحسن الغويري وَأبي دلف الخزرجي وَأبي حَفْص الشهرزوري وَأبي معمر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي الْفَيَّاض الطَّبَرِيّ وَأبي بكر الْخَوَارِزْمِيّ ومدحه مُكَاتبَة الرضي الموسوي وَأَبُو إِسْحَاق الصابي وَابْن الْحجَّاج وَابْن سكرة وَابْن نباتة وَغَيرهم وَأما المتنبي فَإِنَّهُ قَالَ بَلغنِي أَن أَصْبَهَان غليماً معطاء وَلم يدْخل إصبهان وَلَا مدحه وَكَانَ الصاحب لما بلغه وُصُوله تِلْكَ الْبِلَاد أباع دَارا لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم وأرصدها للمتنبي إِن جَاءَ إِلَيْهِ ومدحه فَلَمَّا بلغه مَا قَالَه المتنبي أعرض عَنهُ وتتبع شعره وأملي رِسَالَة على ذمّ شعره وَأما أَبُو حَيَّان التوحيدي فَإِنَّهُ أملي فِي ذمه وذم ابْن العميد مجلدةً سَمَّاهَا ثلب الوزيرين أَتَى فِيهَا بقبائح فَمن ذَلِك مَا ذكره فِي حق الصاحب أَنه نَاظر بِالريِّ يَهُودِيّا هُوَ رَأس الجالوت فِي إعجاز الْقُرْآن فَرَاجعه الْيَهُودِيّ فِيهِ طَويلا وماتنه) قَلِيلا وتنكد عَلَيْهِ حَتَّى احتد وَكَانَ ينْقد وتستشيط وتلتهب وتختلط كَيفَ يكون الْقُرْآن عِنْدِي آيَة وَدلَالَة ومعجزةً من جِهَة نظمه وتأليفه فَإِن كَانَ النّظم

والتأليف بديعين وَكَانَ البلغاء فِيمَا يدعى عَنهُ عاجزين وَله مذعنين وَهَا أَنا أصدق عَن نَفسِي وَأَقُول مَا عِنْدِي أَن رسائلك وكلامك وفقرك وَمَا تؤلفه وتباده بِهِ نظماً ونثراً هُوَ فَوق ذَلِك أَو مثل ذَلِك وَقَرِيب مِنْهُ وعَلى حالٍ لَيْسَ يظْهر لي أَنه دونه وَأَن ذَلِك سيستعلى عَلَيْهِ بِوَجْه من وُجُوه الْكَلَام أَو بمرتبة من مَرَاتِب البلاغة فَلَمَّا سمع ابْن عباد هَذَا فتر وخمد وَسكن عَن حركته وانحمص ورمه بِهِ وَقَالَ وَلَا هَكَذَا يَا شيخ كلامنا حسن وبليغ وَقد أَخذ من الجزالة خطا وافراً وَمن الْبَيَان نَصِيبا ظَاهرا وَلَكِن الْقُرْآن لَهُ المزية الَّتِي لَا تجْهَل والشرف الَّذِي لَا يخمل وَأَيْنَ مَا خلقه الله على أتم حسنٍ وبهاء مِمَّا يخلقه العَبْد بطلبٍ وتكلف هَذَا كُله يَقُوله وَقد خبا حميه وتراجع مزاجه وَصَارَت ناره رَمَادا مَعَ إعجاب شديدٍ قد شاع فِي أعطافه وَفَرح غالبٍ قد دب فِي أسارير وَجهه لِأَنَّهُ رأى كَلَامه شُبْهَة للْيَهُود وَأهل الْملَل وَقَالَ كَانَ ينشد شعره وَهُوَ يلوي رقبته ويجحظ حدقته وينزي أَطْرَاف مَنْكِبَيْه ويتشايل ويتمايل كَأَنَّهُ الَّذِي يتخبَّطه الشيّطان من المسِّ وَقَالَ دخل يَوْمًا دَار الْإِمَارَة الفيرزان الْمَجُوسِيّ فِي شَيْء خاطبه بِهِ فَقَالَ إِنَّمَا أَنْت مجش محش مخش لَا تهش وَلَا تبش وَلَا تمتش قَالَ الفيرزان أَيهَا الصاحب بَرِئت من النَّار إِن كنت أَدْرِي مَا تَقول إِن كَانَ رَأْيك أَن تَشْتمنِي فَقل مَا شِئْت بعد أَن أعلم فَإِن الْعرض لَك وَالنَّفس لَك فدَاء لست من الزنج وَلَا من البربر كلمنا على الْعَادة الَّتِي عَلَيْهَا الْعَمَل وَالله مَا هَذَا من لُغَة آبَائِك الْفرس وَلَا من أهل دينك من أهل السوَاد وَقد خالطنا النَّاس فَمَا سمعنَا مِنْهُم هَذَا النمط فَقَامَ الصاحب مغضباً قَالَ وَكَانَ كلفه بالسجع فِي الْكَلَام والقلم عِنْد الْجد والهزل يزِيد على كلف كل من رَأَيْنَاهُ قلت لِابْنِ الْمسيب أَيْن يبلغ ابْن عباد فِي عشقه للسجع قَالَ يبلغ بِهِ ذَلِك لَو أَنه رأى سجعةً ينْحل بموقعها عُرْوَة الْملك ويضطرب بهَا حَبل الدولة وَيحْتَاج من أجلهَا إِلَى غرم ثقيل وكلفة صعبة وتجشم أمورٍ وركوب أهوال لَكَانَ لَا يخف عَلَيْهِ أَن يفرج عَنْهَا ويخليها بل يَأْتِي بهَا ويستعملها وَلَا يعبأ بِجَمِيعِ مَا وصفت من عَاقبَتهَا وَقَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء من الْكَامِل (متلقّب كَافِي الكفاة وإنّما ... هُوَ فِي الْحَقِيقَة كَافِر الكفارِ) ) (السجع سجعُ مهوَّسٍ والخطّ خَ ... طُّ منَقْرَسٍ وَالْعقل عقل حمارِ) قلت وعَلى الْجُمْلَة من رجالات الْوُجُود وَأَيْنَ آخر مثله وَلَكِن أَبُو حَيَّان زَاد فِي التمالئ عَلَيْهِ لنَقص حَظّ ناله مِنْهُ فتمحل لَهُ مثالب وَادّعى لَهُ معايب من الْخَفِيف (لَو أَرَادَ الأديب أَن يهجُوَ البد ... ر رَمَاه بالخطّة الشنعاءِ) وَمن تصانيف الصاحب الْمُحِيط باللغة عشر مجلدات رسائله الْكَافِي رسائل كتاب الزيدية الأعياد وفضائل النوروز الْإِمَامَة فِي تَفْضِيل عَليّ بن أبي طَالب وَتَصْحِيح إِمَامَة من تقدمه الوزراء لطيف عنوان المعارف فِي التَّارِيخ الْكَشْف عَن مساوئ المتنبي مُخْتَصر أَسمَاء الله تَعَالَى وَصِفَاته الْعرُوض الْكَافِي جَوْهَرَة الجمهرة نهج

ومنه من الرمل

السَّبِيل فِي الْأُصُول أَخْبَار أبي العيناء نقض الْعرُوض تَارِيخ الْملَل وَاخْتِلَاف الدول الزيدين ديوَان شعره وَمن شعره من الْكَامِل (ومُهَفْهَفٍ حُلْو الشَّمَائِل أهيَفٍ ... يُردي النُّفُوس بفَتْرَتي عَيْنَيْهِ) (مَا زَالَ يُبْعِدني ويؤثر هجرتي ... فجذبتُ قلبِي من إسار يدَيهِ) (قَالُوا تُراجِعه فَقلت بديهةً ... قولا أقيمَ مَعَ الرَّويّ عَلَيْهِ) (وَالله لَا راجعتُه وَلَو آنّه ... كالبدر أَو كَالشَّمْسِ أَو كبُوَيِه) هُوَ مَأْخُوذ من شعر ابْن المعتز من الْكَامِل (واللهِ لَا كلّمْتُها وَلَو أنّها ... كالبدر أَو كَالشَّمْسِ أَو كالمُكْتَفي) وَمن شعره الصاحب من الرجز (وشادنٍ جمالُه ... تقصر عَنهُ صِفَتي) (أَهْوى لتقبيلِ يَدي ... فَقلت لَا بل شفتي) 3 - (وَمِنْه من الرمل) (قَالَ لي إنّ رقيبي ... سيءِّ الخُلق فدارِهْ) (قلتُ دَعْنِي وَجهك ال ... جنّةُ حُفّت بالمكارِهْ) 3 - (وَمِنْه من الوافر) (أَقُول وَقد رأيتُ لَهُ سحاباً ... من الهجران مُقبِلةً إِلَيْنَا) (وَقد هطلت عَزاليها بسحٍّ ... حوالينا الصدودُ وَلَا علينا) ) وَكتب إِلَى أبي الْحسن الطَّبِيب من الرجز (إنّا دعوناك على انبساط ... والجوعُ قد أثَّر فِي الأخلاط) (فإنْ عَسى مِلْتَ إِلَى التباطي ... صفعتَ بالنعْل قفا بقراط) وَقَالَ لما حَضرته الْوَفَاة من الطَّوِيل (وَكم شامتٍ بِي عِنْد موتِي جَهَالَة ... بظُلْم يسُلُّ السيفَ بعد وفاتي) (وَلَو علم المسكينُ مَاذَا يَنَالهُ ... من الذُّلِّ بعدِي مَاتَ قبل مماتي) 3 - (وَمِنْه من الْبَسِيط) (دبَّ العذارُ على ميدان وجنتهِ ... حَتَّى إِذا كَاد أَن يسْعَى بِهِ وَقَفا) (كأنّه كاتبٌ عزّ المِدادُ بِهِ ... أَرَادَ يكْتب لاماً فابتدا ألفاِ) 3 - (وَمِنْه من الطَّوِيل) (تُشكِّكُنا فِي الكَرْم أنَّ انتماءه ... إِلَى الخمْر أَن هاتا إِلَى الكْرم ينتمي)

ومنه من الخفيف

(تمتَّع ندْمان بهَا وأحبّةٌ ... وحَظِّيَ مِنْهَا أَن أَقُول أَلا انْعمي) (لكِ الوصفُ دونَ القصْف مني فخيِّمي ... بِغَيْر يَدي وارضَيْ بِمَا قَالَه فمي) 3 - (وَمِنْه من الْخَفِيف) (كنتُ دهراً أَقُول بالاستطاعه ... وَأرى الْجَبْر ضِلّةً وشناعه) (ففقدْتُ استطاعتي فِي هوى ظب ... يٍ فسمعاً للمُجْبرين وطاعه) 3 - (وَمِنْه من الطَّوِيل) (ولمّا تناءت بالأحبّة دارُهُمْ ... وصرنا جَمِيعًا من عيان إِلَى وهمِ) (تمكنّ مني الشوقُ غير مسامحٍ ... كمعتزليٍّ قد تمكّنَ من جهْمي) 3 - (وَمِنْه من المتقارب) (وقائلةٍ لِمْ عرتْك الهمومُ ... وأمرك ممتثَلٌ فِي الأمَمْ) (فَقلت ذَرِينِي على غُصّتي ... فإنَّ الهموم بقدرْ الهِمَمْ) وَقَالَ يهجو من السَّرِيع (شرطُ الشَّروطيّ فَتى أيِّرٌ ... وَمَا سواهُ غيرُ مشروطِ) (أبْغَى من الإبرة لكنّه ... يُوهم قوما أنّه لوطي) ) وَقَالَ أَيْضا من الرمل (سِبطُ مَتُّويٍ رقيعٌ سَفِلَهْ ... أبدا يبْذل فِينَا أسْفَلَهْ) (اعتزلنْا نَيْكه فِي دُبْرِهْ ... فَلهَذَا يَلْعنَ المعتزلهْ) وَكَانَ شَاعِرًا أديباً من الرمل (أَحْمد الله لبُشْرَى ... أقبلَتْ عِنْد العَشِيِّ) (إِذْ حباني الله سِبطاً ... هُوَ سبطٌ للنبيِّ) (مرْحَبًا ثُمَّتَ أَهلا ... بغلامٍ هاشميِّ) (نبويٍّ علويٍّ ... حسنّيٍ صاحبيِّ) ثمَّ قَالَ من الْبَسِيط (الْحَمد الله حمداً دَائِما أبدا ... قد صَار سبطُ رَسُول الله لي ولدا) وَقد ذكرت ذَلِك الشُّعَرَاء فِي أشعارها فَمن ذَلِك قَول أبي الْحسن الْجَوْهَرِي من الْبَسِيط (وَكَانَ بعد رَسُول الله كافِلَهُ ... فَصَارَ جَدَّ بنيه بعد كافلهِ) (هلُمَّ للخَبَر الْمَأْثُور نسنده ... فِي الطالَقانِ فقرّت عينُ ناقلهِ)

علم الدين ناظر الجيش

(فَذَلِك الكنزُ عبّادٌ وَقد وضحتْ ... عَنهُ الإمامةُ فِي أولى مَخايلهِ) لما رَوَت الشِّيعَة أَن بالطالقان كنزاً من ولد فَاطِمَة يمْلَأ الله بِهِ الأَرْض عدلا كَمَا ملئت جوراً 3 - (علم الدّين نَاظر الْجَيْش) إِسْمَاعِيل بن عبد الْجَبَّار بن يُوسُف بن عبد الْجَبَّار بن شبْل القَاضِي أَبُو الطَّاهِر علم الدّين ابْن القَاضِي الأكرام أبي الْحجَّاج الجذامي الصويتي الْمَقْدِسِي الأَصْل الْمصْرِيّ قَرَأَ الْأَدَب على ابْن بري وَصَحب شيخ الدِّيوَان السديد أَبَا الْقَاسِم كَاتب نَاصِر الدولة وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَسمع من السلَفِي وَولي ديوَان الْجَيْش للسُّلْطَان صَلَاح الدّين ثمَّ للعزيز وَلَده وللأفضل ثمَّ للعادل إِلَى أَن صرف مِنْهُ وَكَانَ شَاعِرًا مترسلاً وعاش هُوَ ووالده عمرا وَاحِدًا كل واحدٍ مِنْهُمَا إِحْدَى وَسِتِّينَ سنة وَمَاتَا فِي ذِي الْقعدَة وَولي كل مِنْهُمَا ديوَان الْجَيْش عشْرين سنة وَهَذَا اتِّفَاق غَرِيب وَكَانَت وَفَاته فِي سنة عشر وسِتمِائَة وَمن شعره 3 - (السّديّ الْمُفَسّر) إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي ذُؤَيْب السّديّ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد السّديّ الْكَبِير الْحِجَازِي ثمَّ) الْكُوفِي الْأَعْوَر الْمُفَسّر رَاوِي قُرَيْش روى عَن أنس بن مَالك وَابْن عَبَّاس وَعبد خيرٍ الْهَمدَانِي وَمصْعَب بن سعد وَأبي صَالح باذام وَأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وَمرَّة الطّيب وَخلق وَرَأى أَبَا هُرَيْرَة وَالْحسن بن عَليّ رَضِي الله عَنهُ وروى لَهُ مُسلم وأو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قَالَ النَّسَائِيّ صَالح الحَدِيث وَقَالَ الْقطَّان لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَحْمد مقارب الحَدِيث وَقَالَ مرّة ثِقَة وَقَالَ ابْن معِين ضَعِيف وَقَالَ أَبُو زرْعَة لين وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن عدي هُوَ عِنْدِي صَدُوق قيل إِنَّه كَانَ عَظِيم اللِّحْيَة جدا قَالَ إِسْمَاعِيل ابْن أبي خَالِد السّديّ كَانَ أعلم بِالْقُرْآنِ من الشّعبِيّ وَأما السّديّ الصَّغِير فَهُوَ مُحَمَّد بن مَرْوَان أحد المتروكين قَالَ الفلكي إِنَّمَا لقب السّديّ لِأَنَّهُ كَانَ يجلس بِالْمَدِينَةِ فِي مكانٍ يُقَال

الصابوني

لَهُ السد وَقيل إِنَّه كَانَ يَبِيع الْخمر والمقانع بسدة الْجَامِع يَعْنِي بَاب الْجَامِع وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة 3 - (الصَّابُونِي) إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَامر بن عَابِد أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي قَالَ الْحَافِظ عبد الغافر هُوَ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام الْخَطِيب الْمُفَسّر الْوَاعِظ أوحد وقته فِي طَرِيقَته وَكَانَ أَكثر أهل الْعَصْر من الْمَشَايِخ سَمَاعا وحفظاً ونشراً لمسموعاته وتصنيفاته وجمعاً وتحريضاُ على السماع وَإِقَامَة مجَالِس الحَدِيث سمع بنيسابور من أبي الْعَبَّاس التابوتي وَأبي سعيد السمسار وبهراة من أبي بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْفُرَات وَغَيره وَسمع بِالشَّام والحجاز وَلَقي أَبَا الْعَلَاء المعري بمعرة النُّعْمَان وَحدث بنيسابور وخراسان وَوعظ النَّاس سبعين سنة ومولده ببوشنج سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره من الْبَسِيط (مَا لي أرى الدهَر لَا يسخو بِذِي كرمٍ ... وَلَا يجود بِمعْوانٍ ومِفْضالِ) (وَلَا أرى أحدا فِي النَّاس مُشْتَريا ... حُسْنَ الثَّنَاء بإنعامٍ وإفضالِ) (صَارُوا سواسيةً فِي لُؤْمهم شَرَعاً ... كأنّما نُسجوا فِيهِ بمنْوالِ) 3 - (مجد الدّين المارديني القَاضِي) إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن مكي أَبُو الْفِدَاء مجد الدّين المارديني الْفَقِيه الشَّافِعِي توفّي بجبل الصالحية سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع العقيبة وَدفن فِي تربة الْبُرْهَان) الْموصِلِي قريب مَسْجِد الْقدَم وَقد نَيف على السِّتين قَالَ قطب الدّين اليونيني ذكر لي أَنه كَانَ فِي أول أمره حنبلي الْمَذْهَب ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَولي تدريس الأتابكية بجبل الصالحية وَولي الْقَضَاء بحلب وأعمالها وَكَانَ سَافر إِلَى الرّوم وَذكر أَنه قَرَأَ التَّحْصِيل على سراج الأرموي 3 - (الزين بن غزون الشَّافِعِي) إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي بن غزون بالغين الْمُعْجَمَة وَالزَّاي الْمُعْجَمَة الْمُشَدّدَة وَبعد الْوَاو نون ابْن دَاوُد بن غزون بن اللَّيْث الزين أَبُو طَاهِر ابْن أبي مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْغَزِّي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولد قبل التسعين والخمسمائة وَسمع الْكثير من

فخر الدين الأسنائي الإمام

البوصيري وَابْن ياسين والعماد الْكَاتِب والحافظ عبد الْغَنِيّ وَجَمَاعَة وروى الْكثير وروى عَنهُ الدمياطي والدواداري وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة والطواشي عنبر العزيزي وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 3 - (فَخر الدّين الأسنائي الإِمَام) إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي بن الْحسن بن حيدرة الْحِمْيَرِي فَخر الدّين الأسنائي الْمَعْرُوف بِالْإِمَامِ اشْتغل بالفقه على الشَّيْخ النجيب بن مُفْلِح ثمَّ الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي كَانَ إِمَام الْمدرسَة العزية بأسنا وناب فِي الحكم بمنشية إخميم وطوخ والمراغة وَاتفقَ لَهُ بالمراغة أَن بعض أَوْلَاد الشَّيْخ أبي الْقَاسِم المراغي وَقع بَينه وَبَين بعض أَوْلَاد الْفُقَرَاء وَكَانَ شَدِيد الْبَأْس فَطَلَبه الْفَقِير إِلَى القَاضِي فَأعْطَاهُ القَاضِي الجمجم وَقَالَ للْفَقِير حرر دعواك من ثَلَاثَة بِهَذَا مَا تعرف كم ضربت فبتسم الْفَقِير وغريمه واصطلحا وانفصلا على خير وَنزل مرّة فِي مركبٍ صُحْبَة الشَّيْخ بهاء الدّين وَالشَّيْخ النجيب فزمر زامر بهَا فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ بهاء الدّين اسْكُتْ فَقَالَ لَهُ الإِمَام سرا الشَّيْخ إِمَام فِي هَذَا وَأَنت اسْتقْبلت خَارِجا فَرجع وزمر ثَانِيًا فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ بهاء الدّين اسْكُتْ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الإِمَام الْكَلَام فَأخذ الزامر المزمارة وقدمها للشَّيْخ وَقَالَ مَا يحسن الْمُلُوك غير هَذَا فَعرف الشَّيْخ أَنَّهَا من جِهَة الإِمَام وَله حكايات ظريفة وَعمل بَنو السديد عَلَيْهِ فانتقل إِلَى قوص وَأقَام بهَا سِنِين وكف بَصَره وَتُوفِّي بهَا فِي حُدُود عشْرين وَسَبْعمائة 3 - (شيخ الإقراء بِمَكَّة) إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن قسطنطين شيخ الإقراء بِمَكَّة توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة وَقيل) سنة تسعين وَمِائَة 3 - (النّحاس الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ) إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ النّحاس الْمُقْرِئ صَاحب الْأَزْرَق قَرَأَ على أبي يَعْقُوب الْأَزْرَق عَن ورش توفّي فِي حُدُود التسعين والمائتين

ابن الأنماطي الشافعي

3 - (ابْن الْأنمَاطِي الشَّافِعِي) إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن حسن الْأنْصَارِيّ أَبُو طَاهِر ابْن أبي مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْأنمَاطِي الْمصْرِيّ اشْتغل بِالْعلمِ فِي صباه وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع الْكثير من شُيُوخ مصر من القَاضِي أبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْملك الرَّمْلِيّ وَأبي الْقَاسِم البوصيري وَإِسْمَاعِيل بن ياسين وَأبي عبد الله مُحَمَّد الأرتاحي وَجَمَاعَة دونهم وَسمع بالإسكندرية من القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحَضْرَمِيّ وَغَيره وَسكن دمشق وَسمع الْكثير من أبي طَاهِر الخشوعي وَعبد الصَّمد بن الحرستاني والكندي وخلقٍ كثير بِدِمَشْق وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ يكْتب سَرِيعا وينقل صَحِيحا وَيقْرَأ صَحِيحا مهذباً مفوهاً سَرِيعا وَحج وَقدم من مَكَّة إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا وبواسط قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَت مُدَّة فِي مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ لَهُ همة وافرة وحرص شَدِيد على الْفَوَائِد وجد واجتهاد فِي طلب الحَدِيث مَعَ معرفَة بِالْحَدِيثِ كَامِلَة وَحفظ وإتقان وَصدق وثقة وغزارة علم وَحسن طَريقَة وَجَمِيل سيرة وفصاحة وَحسن عبارَة وَسُرْعَة قلم وجودة خطّ واقتدار على النّظم والنثر ولعمري لقد كَانَ بعيد الشبيه مَعْدُوم النظير فِي وقته وَكَانَ ظريفاً دمثاً طيب الْأَخْلَاق متواضعاً متجباً إِلَى النَّاس متودداً سخي النَّفس باذلاً لكتبه وأجزائه للقراء لَا يبخل بفائدة مسارعاً إِلَى قَضَاء حوائج النَّاس وَكَانَ من الحكايات والنوادر والأناشيد شَيْئا كثيرا كتبت عَنهُ بِبَغْدَاد وَكتب عني سَأَلته عَن مولده فَقَالَ بِمصْر يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَأول سَمَاعي الحَدِيث بنفسي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الثَّالِث عشر من شهر رَجَب سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد بمقابر الصُّوفِيَّة وزرت قَبره رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ أشعرياً لَهُ كَلَام يحط فِيهِ على إِمَام الْأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَة مَاتَ فِي الكهولة وَلم يرو إِلَّا الْقَلِيل 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الميكالي) ) إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال يَنْتَهِي إِلَى يزدجرد بن بهْرَام جور أَبُو الْعَبَّاس الميكالي كَانَ شيخ خُرَاسَان ووجهها فِي عصره سمع أَبَا

أبو النصر العجلي

بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة وَمُحَمّد بن إِسْحَاق السراج وَأحمد بن مُحَمَّد الماسرجسي وعبدان بن أَحْمد بن مُوسَى الجواليقي الْحَافِظ وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ الْحفاظ مثل أبي عَليّ النَّيْسَابُورِي وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحَجَّاجِي والحافظ أبي عبد الله ابْن البيع وَلما قلد المقتدر أَبَاهُ عبد الله بن مُحَمَّد الْأَعْمَال بكور الأهواز استدعى أَبوهُ أَبَا بكر ابْن دُرَيْد لتأديبه وَفِي عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال وَابْنه أبي الْعَبَّاس قَالَ ابْن دُرَيْد مقصورته الْمَشْهُورَة قَالَ أَبُو الْعَبَّاس لما أنشدنيها لم تصل يَدي فِي ذَلِك الْوَقْت إِلَّا إِلَى ثَلَاثمِائَة دِينَار صببتها فِي طبق كاغدٍ ووضعتها فِي يَدَيْهِ وَحدث أَبُو الْعَبَّاس بضعَة عشر سنة إملاءً وَقِرَاءَة وَلما توفّي أَبوهُ عبد الله قَلّدهُ الْخَلِيفَة الْأَعْمَال الَّتِي كَانَ أَبوهُ يتقلدها وَأمر لَهُ باللواء والخلعة وَخرج لَهُ بذلك خَادِم من خَواص الخدم فَبكى واستعفى وَتوجه إِلَى هراة وكامن وَالِي خُرَاسَان أَحْمد بن إِسْمَاعِيل فلعب مَعَه بالصولجان وَأَعْجَبهُ ذَلِك وَعرض عَلَيْهِ أعمالاً جليلةً فَامْتنعَ فزوده بجهازٍ وخلع ثمَّ تقلد بالكره مِنْهُ ديوَان الرسائل وَجلسَ فِي مجْلِس السُّلْطَان مَعَ الْوَزير أبي جَعْفَر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْعُتْبِي وَأمر أَن يُغير زيه من التَّعْمِيم تَحت الحنك والرداء وَغير ذَلِك فَلم يفعل وَكَانَ يجلس فِي الدِّيوَان متطلساً متعمماً تَحت الحنك وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة بنيسابور وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين سنة 3 - (أَبُو النَّصْر الْعجلِيّ) إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مَيْمُون بن عبد الحميد ابْن أبي الرِّجَال أَبُو النَّصْر الْعجلِيّ سمع خلقا كثيرا وروى عَنهُ ابْن الْمُنَادِي وَغَيره وَكَانَ ثِقَة شَاعِرًا توفّي بِبَغْدَاد فِي شعْبَان سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وَقد بلغ أَرْبعا وَثَمَانِينَ سنة وَمن شعره من الطَّوِيل (تخبّرني الآمالُ أنّي معمَّر ... وأنّ الَّذِي أخشاه عنّي يؤخَّرُ) (فَكيف ومَرُّ الْأَرْبَعين قَضِيَّة ... عليَّ بحكمٍ قاطعٍ لَا يغيَّرُ) (إِذا الْمَرْء جَازَ الْأَرْبَعين فإنّه ... أسيرٌ لأسباب المنايا ومَعْبرُ) 3 - (ابْن أبي أويس) إِسْمَاعِيل بن عبد الله ابْن أبي أويس أَبُو عبد الله أحد فُقَهَاء الْحجاز لَهُ شعر قَلِيل نَدم بَعضهم على طَلَاق زَوجته فَقَالَ بَيْتَيْنِ وَسَأَلَ أَن يجيزهما إِسْمَاعِيل فَقَالَ من الوافر) (لقد سَاق الفؤادَ إليكِ حِبٌّ ... بأعنف مَا يكون من اشتياقِ) (أفاطِمَ اطلقي غُلّي وَإِلَّا ... فبعض الشدّ أرْخى من خناقِ) (فذِكرْكُمُ ضجيعي حِين آوي ... وذِكْركمُ صَبوحي واغتباقي) (وَإِن يكن الزمانُ عدا علينا ... وفرّق شعبْنا بعد اتّفاقِ) (فكلّ هوى يؤول إِلَى انقضاءٍ ... كَمَا أنّ الهلالَ إِلَى المحاق)

ابن قاضي اليمن

3 - (ابْن قَاضِي الْيمن) إِسْمَاعِيل بن عبد الله شرف الدّين ابْن قَاضِي الْيمن مولده بِدِمَشْق سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة من شعره من الْبَسِيط (كُنْتُم على البُعد لي فِي قُربكُمْ أملٌ ... حَتَّى إِذا مَا دنتْ من داركمْ دَاري) (نأيْتمُ فبعادي عنكُمُ أبدا ... أَرْجَى وأروَحُ فِي قلبِي وإضماري) 3 - (وَمِنْه من الْبَسِيط) (كَانُوا بَعيدا ولي فِي وصْلهم طَمَعٌ ... حَتَّى دنَوْا فنأَوْا فِي القْرب وانقطعوا) (فالبُعد أروَحُ لي مِن قربهم فَعَسَى ... بُعدٌ ليِشغل قلبِي ذَلِك الطَمَعُ) وَمِنْه فِي الْملك النَّاصِر صَاحب الشَّام من الدوبيت (هَذَا الملِكُ النَّاصِر مولَايَ إِذا ... وإفاك كَفاك كلَّ همٍّ وأذى) (للعين وللقلب وللُروح غذا ... مَا الغيثُ وَلَا الليثُ وَلَا الْبَحْر كَذَا) وَمِنْه فِي أسود يشرب خمرًا من الْكَامِل (عاينتُ أسْوَدَ يحتسي ... خمرًا يسير بهَا المَثَلْ) (فتأمَّلوا وتعجّبوا ... للشمس يكرعُها زُحلْ) 3 - (ابْن شيخ الشُّيُوخ أبي البركات الصُّوفِي) إِسْمَاعِيل بن عبد اللَّطِيف بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ شَابًّا سرياً أديباً فَاضلا لَهُ النّظم والنثر قَرَأَ الْعَرَبيَّة على ابْن الخشاب واللغة على أبي الْحسن ابْن العصار وَسمع الحَدِيث من أبي المظفر هبة الله بن أَحْمد ابْن الْبَرْمَكِي وَأبي الْفَتْح ابْن البطي وَأبي بكر ابْن المقرب وَغَيرهم واخترمته الْمنية فِي شبابه وَلم يرو شَيْئا وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتقدم ذكر جده) 3 - (الظافر صَاحب مصر) إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد هُوَ أَبُو الْمَنْصُور الظافر ابْن الْحَافِظ بن مُحَمَّد بن الْمُسْتَنْصر بن الطَّاهِر ابْن الْحَاكِم بن الْعَزِيز بن الْمعز بن الْمَنْصُور بن الْقَائِم بن الْمهْدي بُويِعَ يَوْم مَاتَ وَالِده بِوَصِيَّة أَبِيه وَكَانَ أَصْغَر أَوْلَاده سنا وَكَانَ كثير اللَّهْو واللعب والتفرد بالجواري واستماع الأغاني وَكَانَ يأنس إِلَى نصر بن عَبَّاس وَكَانَ عَبَّاس وزيره فاستدعاه إِلَى دَار أَبِيه لَيْلًا بِحَيْثُ لم يعلم بِهِ أحد وَتلك الدَّار هِيَ الْمدرسَة الْحَنَفِيَّة الْمَعْرُوفَة بالسيوفية فَقتله بهَا وأخفى قَتله وَذَلِكَ فِي منتصف الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَلما قَتله حضر إِلَى أَبِيه عَبَّاس وأعلمه بذلك وَكَانَ أَبوهُ عَبَّاس أمره بذلك لِأَن نصرا كَانَ فِي غَايَة الْجمال وَكَانَ

عماد الدين ابن درباس

النَّاس يَتَّهِمُونَهُ بِهِ فَقَالَ أَبوهُ إِنَّك أتلفت عرضك بصحبتك الظافر وتحدث النَّاس فِي أمركما فاقتله حَتَّى تسلم من هَذِه التُّهْمَة فَلَمَّا أصبح حضر عَبَّاس إِلَى بَاب الْقصر وَطلب الْحُضُور عِنْد الظافر فِي مُهِمّ على الْعَادة فَطَلَبه الخدم فِي الْمَوَاضِع الَّتِي عَادَته أَن يكون بهَا فَلم يجدوه فَقَالُوا لَهُ مَا نعلم أَيْن هُوَ فَنزل عَن مركوبه وَدخل الْقصر بِمن مَعَه مِمَّن يَثِق إِلَيْهِم وَقَالَ للخدم اخْرُجُوا لي أخوي مَوْلَانَا فأخرجوا لَهُ جِبْرِيل ويوسف ابْني الْحَافِظ فَسَأَلَهُمَا عَنهُ فَقَالَا لَهُ سل ولدك عَنهُ فَإِنَّهُ أعلم بِهِ منا فَقَالَ هَذَانِ قتلا مَوْلَانَا فَضرب رقابهما ثمَّ استدعى وَلَده الفائز عِيسَى وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وعمره خمس سِنِين وَقيل سنتَانِ وَحمله على كتفه ووقف فِي صحن الدَّار وَأدْخل الْأُمَرَاء وَقَالَ هَذَا ولد مولاكم وَقد قتل عماه أَبَاهُ وَقد قتلتهما كَمَا ترَوْنَ فأخلصوا لَهُ الطَّاعَة فَقَالُوا بأجمعهم سمعنَا وأطعنا وَانْفَرَدَ عَبَّاس بِالْأَمر وَلم يبْق على يَده يدٌ وَأما أهل الْقصر فَاطَّلَعُوا على بَاطِن الْأَمر فكاتبوا الصَّالح ابْن رزيك وَكَانَ وَالِي منية ابْن خصيب وَقَطعُوا شُعُورهمْ وسيروها طي مكاتبتهم فاستمال جمعا من الْعَرَب وَقصد الْقَاهِرَة فهرب عَبَّاس من وقته وَمَعَهُ شَيْء من مَاله وَمَعَهُ ابْنه نصر وَأُسَامَة بن منقذ الْمَذْكُور يُقَال إِنَّه الَّذِي أَشَارَ عَلَيْهِمَا بقتل الظافر وَالله أعلم وقصدوا طَرِيق الشَّام على أَيْلَة فَدخل الصَّالح ابْن رزيك بِغَيْر قتال إِلَى الْقَاهِرَة وَمَا قدم شَيْئا على الدُّخُول إِلَى دَار عَبَّاس واستحضر الْخَادِم الصَّغِير الَّذِي كَانَ مَعَ الظافر وَسَأَلَهُ عَن الْمَكَان الَّذِي قتل فِيهِ فَعرفهُ بِهِ وَقلع البلاطة الَّتِي كَانَت عَلَيْهِ واستخرج الظافر وَمن قتل مَعَه فانتشر الصياح والبكاء وَمَشى الصَّالح أَمَام الْجِنَازَة ودفنوا الظافر فِي تربتهم الْمَعْرُوفَة بهم فِي الْقصر وتكفل الصَّالح بالصغير ودبر) أمره وكاتبت أُخْت الظافر الفرنج بعسقلان وشرطت لَهُم مَالا جزيلاً على إمْسَاك عَبَّاس فَخَرجُوا عَلَيْهِ وصادفوه وأمسكوه وَقتلُوا عباساً واخذوا مَاله وَولده وَانْهَزَمَ أَصْحَابه وَفِيهِمْ أُسَامَة ابْن منقذ وسيرت الفرنج نصرا فِي قفص حَدِيد إِلَى الْقَاهِرَة فتسلموه عَنْهُم وتسلموا مَا شرطُوا لَهُم وَكَانَ دُخُوله سَابِع عشْرين ربيع الأول سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَأخرج من الْقصر يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشر شهر ربيع الآخر من السِّتَّة وَقد قطعت يَده الْيُمْنَى وجرُّض جِسْمه بِالْمَقَارِيضِ وضربوه بالسياط وصلبوه بعد ذَلِك على بَاب زويلة وأنزلوه يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ مُدَّة الظافر فِي الْخلَافَة خمس سِنِين وزر لَهُ سليم بن مصال الْأَفْضَل إِلَى أَن خرج عَلَيْهِ الْعَادِل ابْن السلار وَتمكن من المملكة إِلَى أَن قَتله ابْن امْرَأَته كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة الْعَادِل إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَأَقَامَ فِي الوزارة أَبَا نصر عباساً فَكَانَ آخر أمره مَعَهُمَا مَا كَانَ مِمَّا ذكرته وَالْجَامِع الظافري الَّذِي جوا بَاب زويلة هُوَ الَّذِي عمره ووقف عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا 3 - (عماد الدّين ابْن درباس) إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك بن عِيسَى بن درباس ابْن قَاضِي

شمس الدين ابن الخيمي

الْقُضَاة القَاضِي عماد الدّين الماراني الشَّافِعِي نَاب عَن وَالِده فِي الْقَضَاء ودرس بالسيفية بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (شمس الدّين ابْن الخيمي) إِسْمَاعِيل بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف شمس الدّين أَبُو الظَّاهِر ابْن الخيمي الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ ولد سنة ثَلَاث عشرَة وروى عَن ابْن باقا ومرتضى بن الْعَفِيف وَكَانَ خَطِيبًا بالقرافة الصُّغْرَى وصوفياً بالخانقاه وَهُوَ أَخُو شهَاب الدّين الشَّاعِر توفّي سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (الحاكمي الطوسي الشَّافِعِي) إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الطوسي الحاكمي تلميذ إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ ورعاً خيرا خَبِيرا بِالْمذهبِ توفّي سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو سعيد البوشنجي الشَّافِعِي) إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد أَبُو سعيد البوشنجي الشَّافِعِي نزيل هراة برع) فِي الْمَذْهَب ودرس وَأفْتى وصنف التصانيف وَكَانَ وَاسع الْعبارَة توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الإِمَام أَبُو عبد الحميد) إِسْمَاعِيل بن عبيد الله ابْن أبي المُهَاجر الإِمَام أَبُو عبد الحميد المَخْزُومِي مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي مؤدب آل عبد الْملك بن مَرْوَان من ثِقَات الشاميين وعلمائهم الْكِبَار روى عَن أنس والسائب بن يزِيد وَأم الدَّرْدَاء وَعبد الرَّحْمَن بن غنم روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وثقة الْعجلِيّ وَغَيره ولاه عمر بن عبد الْعَزِيز إمرة الْمغرب فَأَقَامَ بهَا سنة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (مؤيد الدّين الْكَاتِب الدِّمَشْقِي) إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن المظفر بن هبة الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن الشَّافِعِي مؤيد الدّين أَبُو طَاهِر الدِّمَشْقِي الْكَاتِب كتب لوالي قوص الْأُمِّي بدر الدّين إِبْرَاهِيم بن شروة الْكرْدِي ووزر لَهُ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه فِي تَرْجمهُ الْمَذْكُور قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْخَفِيف

ابن المعلم الحنفي

(مَن بمصرٍ يشتاق مَن هُوَ بالشا ... م وَأَيْنَ الشآمُ من أَرض مصرِ) (قد نذرتُ النذور يومَ لِقاكم ... فلعلّ الزمانَ يُوفي بنذْري) (لَا تظنّوا تَلَفُّتي لسواكم ... أنتمُ الساكنون فِي صدر صَدْرِي) (إِن جنَيتم بالهجر أَو ببعادٍ ... مَا عَلَيْكُم فأنتمُ أهل بدْرِ) قلت شعر نَازل 3 - (ابْن الْمعلم الْحَنَفِيّ) إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الْقرشِي الْحَنَفِيّ التيماني الإِمَام الْعَلامَة رشيد الدّين أَبُو الْفضل ابْن الْمعلم ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسمع من ابْن الزبيدِيّ ثلاثيات البُخَارِيّ وَقَرَأَ بالروايات على السخاوي وَسمع مِنْهُ وَمن الْعِزّ النسابة وَابْن الصّلاح وَابْن أبي جَعْفَر وَكَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ رَأْسا فِي الْمَذْهَب حدث بِدِمَشْق وبمصر وانجفل من التتار واستوطن الْقَاهِرَة وَكَانَ دينا زاهداً مقتصداً فِي لِبَاسه سمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين جزأين وساء خلقه قبل مَوته وَانْهَزَمَ ترك تدريس البلخية لِابْنِهِ تَقِيّ الدّين وَمَات وَلَده قبله بيسيرٍ سنة أَربع عشرَة) وَسَبْعمائة وَعرض على الرشيد قَضَاء دمشق فَامْتنعَ 3 - (أَمِير الْبَصْرَة عَم الْمَنْصُور) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْهَاشِمِي عَم الْمَنْصُور كَانَ كَبِير الْقدر ولي إمرة الْبَصْرَة وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَولد بالسراة سنة ثَلَاث وَمِائَة وَخرج مَعَ ابْني أَخِيه إِلَى الْعرَاق وَولي إمرة الْمَوْسِم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (الْخُزَاعِيّ أَبُو الْقَاسِم) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن رزين أَبُو الْقَاسِم الْخُزَاعِيّ ابْن أخي دعبل الشَّاعِر حَدِيثه فِي الثقفيات قَالَ الْخَطِيب كَانَ غير ثقةٍ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة 3 - (الْحَافِظ ابْن السمان الْحَنَفِيّ) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن زيجويه أَبُو سعد ابْن السمان الرَّازِيّ الْحَافِظ كَانَ إِمَامًا فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث وَالرِّجَال والفرائض والشروط عَالما

الحمامي الصوفي

بِفقه أبي حنيفَة وبالخلاف بَين الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة وَفقه الزيدية وَكَانَ يذهب مَذْهَب الشَّيْخ أبي هَاشم توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَطَاف الدُّنْيَا وَلَقي الشُّيُوخ وَكَانَ زاهداً مَا رأى مثل نَفسه فِي كل فن وَلم يكن لأحد عَلَيْهِ منَّة وَلم يضع يَده فِي قَصْعَة أحد طول عمره ووقف كتبه الَّتِي لم يُوجد مثلهَا على الْمُسلمين وَكَانَ يُقَال لَهُ شيخ العدلية وَمَات بِالريِّ وَدفن إِلَى جَانب مُحَمَّد بن الْحسن بجبل طبرك وَقَرَأَ على ألف وثلائمائة شيخ وَقَرَأَ عَلَيْهِ ثَلَاثَة آلَاف وصنف كتبا كَثِيرَة وَلم يتَزَوَّج وَتُوفِّي وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة لم يفته فِيهَا فَرِيضَة مُنْذُ عقل وَقَالَ ابْن عَسَاكِر سمع نَحوا من أَرْبَعَة آلَاف شيخ كَذَا نقل عَنهُ سبط ابْن الْجَوْزِيّ 3 - (الحمامي الصُّوفِي) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن أبي نصر أَبُو الْقَاسِم النَّيْسَابُورِي الْأَصْبَهَانِيّ الصُّوفِي الْمَعْرُوف بالحمامي مشدد الميمن شيخ معمر عالي الرِّوَايَة ولد فِي حُدُود سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة وَبكر بِهِ أَبوهُ للسماع عَاشَ بَعْدَمَا سمع نيفاً وَتِسْعين سنة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة 3 - (فَخر الدّين غُلَام ابْن الْمَنِيّ) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن فَخر الدّين الْأَزجيّ الرفاء المأموني الْفَقِيه الْمُتَكَلّم الْحَنْبَلِيّ) الْمَعْرُوف بِغُلَام ابْن الْمَنِيّ كَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر للمناظرة صنف تعليقةً فِي الْخلاف قَالَ الْحَافِظ الضياء كَانَ الْمثل يضْرب بِغُلَام ابْن الْمَنِيّ فِي المناظرة وَأخذ عَنهُ أَئِمَّة مِنْهُم الْعَلامَة مجد الدّين ابْن تَيْمِية وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَت الطوائف مجمعة على فَضله وَعلمه وَكَانَ يدرس فِي منزله ويحضر عِنْده الْفُقَهَاء ورتب نَاظرا فِي ديوَان المطبق مديدةً فَلم تحمد سيرته فعزل واعتقل مُدَّة بالديوان ثمَّ أطلق وَلزِمَ بَيته خاملاً منكسراً متحسراً على الْمَرَاتِب والدول إِلَى أَن توالت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض فأهلكته وَلم يكن فِي دينه بِذَاكَ ذكر لي وَلَده أَبُو طَالب عبد الله فِي معرض الْمَدْح أَنه قَرَأَ الْمنطق والفلسفة على ابْن مرقش الطَّبِيب النَّصْرَانِي وَلم يكن فِي زَمَانه أعلم مِنْهُ بِتِلْكَ الْعُلُوم وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ إِلَى بيعَة النَّصَارَى بالأكافين وَسمعت مِمَّن أَثِق بِهِ من الْعلمَاء أَنه صنف كتابا سَمَّاهُ نواميس الْأَنْبِيَاء يذكر فِيهِ أَنهم كَانُوا حكماء كهرمس وأرسطاطاليس وأمثالهما وَسَأَلت بعض تلامذته الخصيصين بِهِ عَن ذَلِك فَمَا أثْبته وَلَا نَفَاهُ وَقَالَ كَانَ متسمحاً فِي دينه متلاعباً بِهِ وَلم يزدْ على ذَلِك وَلما ظَهرت

أبو الفضل الجيروني

الْإِجَازَة للْإِمَام النَّاصِر كتب ضراعةً يسْأَل فِيهَا أَن يجاز لَهُ فَوَقع النَّاصِر على ضراعته لَا يصلح لرِوَايَة الحَدِيث النَّبَوِيّ فطالما كَانَت السعايات بِالنَّاسِ تصدر مِنْهُ إِلَيْنَا وَبعد ذَلِك شفع فِيهِ فأجيز لَهُ وَكَانَ دَائِما يَقع فِي الحَدِيث وَفِي رُوَاته وَيَقُول هم جهال لَا يعْرفُونَ الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَلَا مَعَاني الْأَحَادِيث الْحَقِيقِيَّة بل هم مَعَ اللَّفْظ الظَّاهِر ويذمهم ويطعن عَلَيْهِم وَوجد سَمَاعه فِي مشيخة الكاتبة شهدة فَسَمعَهَا مِنْهُ جمَاعَة من الغرباء وَغَيرهم وَلم أسمع مِنْهُ شَيْئا وَلم ُأكَلِّمهُ قطّ وَأورد لَهُ من الْبَسِيط (عددتُ ستّين عَاما لَو أكون على ... تيقُّنٍ أنّها الثُّلثان من عُمري) (لساءني أنّ بَاقِي العُمر أيسره ... وَآخر الكأس لَا يَخْلُو من الكدرِ) (لَو لم يكن غير أنّ الْمَوْت ينقلنا ... عَن طيب دارٍ ألفناها إِلَى الحُفَرِ) (حُقّ الْبلَاء لنا قبل الْبلَاء وَأَن ... نُجري المدامع من خوفٍ وَمن حذرِ) (فليتنا لم تزل أرواحُنا عدماً ... وَلم يكن خلقُنا فِي عَالم الصُّوَرِ) وَأورد لَهُ أَيْضا من الطَّوِيل (دليلُ على حرصِ ابْن آدمَ أنّه ... ترى كفَّه مَضْمُومَة عِنْد وضْعِهِ) (ويبسطها عِنْد الْمَمَات إِشَارَة ... إِلَى صَفْرها ممّا حَوى بعد جمعهِ) ) قلت شعر فِي أَعلَى دَرَجَة التَّوَسُّط وَمَعْنَاهُ الأول مَأْخُوذ من قَول الآخر من السَّرِيع (لهْفي على خمسين عَاما مَضَت ... كَانَت أَمَامِي ثمّ خلّفْتُها) (لَو أنّ عمري مائةٌ هدّني ... تذكُّري أنّيَ نَصَّفْتْهُا) وَمَعْنَاهُ الثَّانِي من قَول وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قطع الْخَلِيفَة لِسَانه وألقاه فِي مطمورة إِلَى أَن مَاتَ سنة عشر وسِتمِائَة 3 - (أَبُو الْفضل الجيروني) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم ابْن أبي الْقَاسِم ابْن الجيروني الدِّمَشْقِي قَرَأَ الْفِقْه فِي مَذْهَب الشَّافِعِي على ابْن الْمُسلم السّلمِيّ وعَلى أبي الْفَتْح نصر الله بن مُحَمَّد المصِّيصِي وَسمع الحَدِيث من هبة الله بن أَحْمد الْأَكْفَانِيِّ وَعلي بن سعيد الْعَطَّار وطاهر بن سهل الإسفرائيني وَغَيرهم ورحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع الْحسن الباقرحي وَهبة الله بن

الجاجرمي الواعظ

مُحَمَّد البُخَارِيّ وَعبد الله بن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي وَغَيرهم وَعَاد إِلَى دمشق وَشهد عِنْد الْقُضَاة وَولي كِتَابَة الحكم ثمَّ قدم بَغْدَاد وَقد علت سنه وَحدث بهَا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الجاجرمي الْوَاعِظ) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن الجاجرمي أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي كَانَ واعظاً زاهداً مشتغلاً بِنَفسِهِ حَافِظًا لوقته مضى عمره على سداد واستقامة قَالَ كَانَ وَالِدي دَعَا بِمَكَّة اللَّهُمَّ ارزقني ولدا لَا يكون وَصِيّا وَلَا صَاحب وقفٍ وَلَا قَاضِيا وَلَا خَطِيبًا فَقَالَ ابْنه لَهُ يَا أبه وَمَا بَال الْخَطِيب فَقَالَ أَلَيْسَ يَدْعُو للظلمة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الخطبي) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يحيى بن بنان الخطبي أَبُو مُحَمَّد سمع الْحَارِث ابْن أبي أُسَامَة والكديمي وَعبد الله بن أَحْمد وَغَيرهم وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن شاهين ورزقويه وَكَانَ ثِقَة فَاضلا نبيلاً فهما عَارِفًا بأيام النَّاس وأخبار الْخُلَفَاء وصنف تأريخاً كَبِيرا على السنين وَكَانَ أديباً يتحَرَّى الصدْق وَجه إِلَيْهِ الراضي لَيْلَة عيد الْفطر فَحمل رَاكِبًا وَقَالَ لَهُ قد عزمت غَدا على الْخطْبَة بنفسي فِي الْمصلى فَمَاذَا أَقُول إِذا دَعَوْت لنَفْسي فَأَطْرَقَ ثمَّ قَالَ قل رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه) وأدخلني بِرَحْمَتك فِي عِبَادك الصَّالِحين فَدفع إِلَيْهِ أَرْبَعمِائَة دِينَار وَتُوفِّي سنة خمسين وثلاثمائة فِي خلَافَة الْمُطِيع وَكَانَ يرتجل الْخطب فَلهَذَا قَالُوا الخطبي 3 - (العبديلي) إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْأُسْتَاذ الْمُهَذّب أَبُو الْفضل العبديلي الشهرزوري قَالَ الباخرزي انتظمت بيني وَبَينه صُحْبَة فِي أَيَّام الصاحب أبي عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ بن

أبو الطاهر المطرز

ميكال الغزنوي وَأَنا يَوْمئِذٍ أكتب فِي ديوَان الرسائل وَهُوَ فِي وزارة الْأَمِير قتلمش بن معز الدولة وَأورد لَهُ قَوْله من الْبَسِيط (أما الحُسامُ مَهيباً فِي القِرابِ كَذَا ... وَفِي الرّقاب غراري مُختلي القَصَرِ) (لابدّ أَن أنتَضَى والدهر ذُو غيَرٍ ... يُحتاج فِيهِ إِلَى الصمصامة الذكرِ) قَالَ الباخرزي وَكتب إِلَيْهِ من المنسرح (حوى أَبُو الْفضل مَا كنوه بِهِ ... فالفضل فِي الانتساب عَبْد يِلي) (أرى لَهُ من لُزُوم طَاعَته ... عليّ مَا لَا يرَاهُ عَبدِي لي) 3 - (أَبُو الطَّاهِر الْمُطَرز) إِسْمَاعِيل بن عَليّ الربعِي أَبُو الطَّاهِر الْمُطَرز قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر مَذْكُور جيد الْمعرفَة بالعروض وَأورد لَهُ من الوافر (لقد أبدي وصالاً بعد صَدِّه ... وجاد بِقُرْبِهِ ووفى بعهدِهْ) (لصبٍّ بَات حَشْو حشاه جمرٌ ... تضرَّم من صبابته ووجْدِهْ) (رَشاً قَامَت عذاراه بعذري ... على من لامني فِي لامِ خَدِّه) (كأنَّ يدا تخطُّ على صباح ... كَمثل وصاله لَيْلًا بصدِّه) (سباني طرفه فطرفت شوقاً ... إِلَيْهِ وقَدَّ قلبِي حُسْنُ قدِّه) وَأورد لَهُ أَيْضا من المجتث (صددتَ من غير ذنْب ... عَن مُدنفٍ حِلْفِ كْربِ) (أبقيتَه للتصابي ... نشوانَ من غيرِ شربِ) (يَا مَن يُمِيت ويُحيي ... مَا بَين بُعدٍ وقُرْبِ) (لم تَنْأَ عنّي ولكنْ ... جسمي نأَى عَنهُ قلبِي) ) وَأورد لَهُ أَيْضا من الوافر (رَأَيْت مَنِ استهام بِهِ فُؤَادِي ... فحيّاني وأَحْيى بالسَّلامِ) (فكاد يرى مكانَ هَوَاهُ منّي ... وَمَا أُخفيه من فرط السقامِ) قلت شعر متوسط وَقَوله فرط السقام مُتَعَلق ب يرى وَلَيْسَ هُوَ مُتَعَلقا ب أخفيه يُرِيد كَاد من فرط سقامي يرى مَكَان هَوَاهُ مني وَمَا أخفيه وَهَذِه مُبَالغَة فِي وصف السقام 3 - (كَاتب كَرَامَة) إِسْمَاعِيل بن عَليّ أَبُو الطَّاهِر الْمَعْرُوف بكاتب كَرَامَة من أهل قفصة قَالَ

أبو محمد الحظيري

ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر لطيف حُلْو الْكَلَام كتب لكرامة ابْن عده الْعَزِيز بِاللَّه ثمَّ فَارقه وَتوجه إِلَى نَاحيَة الشرق سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَلم يظْهر لَهُ خبر وَلَا حفظ لَهُ إِلَّا قَوْله من الْكَامِل (وَلَقَد قطعتُ اللَّيْل فِي دَعةٍ ... من غير تأثيم وَلَا ذنْبِ) (بأعزّ من بَصرِي على بَصرِي ... وأحبّ من قلبِي إِلَى قلبِي) وَكَانَ مستعفّاً مَشْهُورا بذلك وَلَا أَدْرِي هَل أُتِي عَلَيْهِ أَو لَا 3 - (أَبُو مُحَمَّد الحظيري) إِسْمَاعِيل بن عَليّ الحظيري من أَعمال دجيل من نهر تَابَ قدِم بَغْدَاد فِي صباه وَقَرَأَ الْأَدَب على ابْن الخشاب وَعبد الرَّحْمَن بن الْأَنْبَارِي وَحبشِي الوَاسِطِيّ واللغة على ابْن الجواليقي وَابْن العصار وبرع فِي ذَلِك وَصَارَ فَاضلا وَأَنْشَأَ الْخطب والرسائل وصنف كتابا سَمَّاهُ تَحْرِير الْجَواب وَتَقْرِير الصَّوَاب وَكَانَ زاهداً حسن الطَّرِيقَة متورعاً سكن الْموصل وَمَات بهَا سنة ثَلَاث وسِتمِائَة وَله كتاب جيد فِي الْقرَاءَات وَمن شعره من السَّرِيع (لَا عالِمٌ يبْقى وَلَا جاهلُ ... وَلَا نبيهٌ لَا وَلَا خاملُ) (على سبيلٍ مَهْيَعٍ لاحِبٍ ... يودي أَخُو الْيَقَظَة والغافلُ) 3 - (وَمِنْه من الطَّوِيل) (أحِبتَّنَا من أهل بَغْدَاد إِنَّنِي ... إِلَيْكُم مشوق لستُ بالشوق أفصحُ) (ومنَ يكتم الشكوى فإنّ زفيره ... ينمّ بهَا والدمعُ للسرّ يَفْضَحُ) (وَكَيف يلذّا الْعَيْش أَو يطعم الْكرَى ... جفونٌ لمن أحبابه عَنهُ نُزَّحُ) (لَهُ بعدهمْ همّ يُذيب فؤادَه ... وفكرٌ إِذا لجَّ الغَرامُ المبرِّحُ) ) (عَسى الدَّار أَن تَدْنُو ويُبْدل نأيُنا ... بقربٍ وإلاّ فالمنيّة أروَحُ) 3 - (وَمِنْه من الْكَامِل) (غِبْتُم فَمَا لي فِي التصبّر مَطمعٌ ... عَظُم الجوى واشتدّت الأشواقُ) (لَا الدارُ بعدكمُ كَمَا كَانَت وَلَا ... ذَاك البهاءُ بهَا وَلَا الإشرافُ) (أشتاقُكم وَكَذَا المحِبّ إِذا نأى ... عَنهُ أحبّةُ قلبه يشتاقُ) 3 - (وَمِنْه من الرمل) (مغرماً يدعوكِ شوقاً فأَجيبي ... وأثيبي بالهوى أَو لَا تثيبي)

الجوهري

(كم أنادي معُرِضاً عَن سقمي ... ومعُنًّى مَن دَعَا غير مُجيبِ) (يَا اُصيحابي وَمن حُسن الوفا ... أَن تجيبوا من دَعَا عِنْد الخطوبِ) 3 - (الْجَوْهَرِي) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن باتكين أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي شيخ صَالح بغدادي مُسْند سمع وروى وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (ابْن الطبال) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْبَغْدَادِيّ الشَّيْخ الْعَالم الْمسند عماد الدّين أَبُو الْفضل الْأَزجيّ الْحَنْبَلِيّ شيخ الحَدِيث بالمستنصرية يعرف بِابْن الطبال تقدم ذكر جده إِسْمَاعِيل الطبال ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسمع حضوراً من أبي مَنْصُور ابْن عفيجة سنة أَربع وَسمع جَامع التِّرْمِذِيّ من عمر بن كرم بإجازته من الكروخي وَسمع من أبي الْحسن ابْن الْقطيعِي وَابْن روزيه وَجَمَاعَة أَخذ عَنهُ الفرضي وَابْن الفوطي وَابْن سامة وسراج الدّين الْقزْوِينِي وَابْن خلف وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ من ابْن الْقطيعِي وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسَبْعمائة 3 - (فَخر الدّين ابْن عز الْقُضَاة) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد ابْن أبي الْيمن أَبُو الطَّاهِر فَخر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن عز الْقُضَاة كَانَ فِي مبدإ أمره كَاتبا أديباً خدم فِي جِهَات كبار وَله دُخُول على الْملك النَّاصِر صَاحب دمشق مَعَ الشُّعَرَاء وَأهل حَضرته فَلَمَّا انجفل النَّاس من الشَّام إِلَى مصر أَيَّام التتار توجه إِلَى مصر وَعَاد بِصُورَة عَظِيمَة من الزّهْد والإعراض عَن الدُّنْيَا ولازم كتب الشَّيْخ) محيي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ نسخ مِنْهَا جملَة وواظب زِيَارَة قَبره واشتهر بِالْخَيرِ واعتقد النَّاس فِيهِ وَلم يخلف شَيْئا لما مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وفرغت نَفَقَته لَيْلَة مَاتَ وَتُوفِّي بعقرباء وَحمل إِلَى جَامع دمشق وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة وَدفن فِي تربة أَوْلَاد الزكي وَقَرَأَ النَّاس حوله الْقُرْآن وتلوا ختماتٍ كَثِيرَة على قَبره وتفجع النَّاس على فَقده ورؤيت لَهُ المنامات الصَّالِحَة وَمن شعره مَا كتبه إِلَى الشَّيْخ شرف الدّين الرقي وَهُوَ مجاور بِمَكَّة بعد نشر من الْخَادِم إِلَى سَيّده أَخِيه فِي الله إِن ارْتَضَاهُ أما بعد السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَإِنِّي كنت أَرْجُو بركَة دُعَائِهِ لما أَظُنهُ من عَظِيم عناية الله بِهِ فَكيف الْآن وَهُوَ جَار الله فانضاف إِلَى عناية الله بسيدي

ومنه من المنسرح

عناية الوطن وَكَانَ الْخَادِم عِنْد توجه الْحَاج نظم أبياتاً حَسَنَة مشوقةً إِلَى تَقْبِيل الْحجر المكرم وَهِي هَذِه الأبيات من الوافر (أوَفْدَ اللهِ أَعْطَاكُم قبولاً ... وَكَانَ لكم حفيظاً أجمعينا) (إِن الرَّحْمَن أذْكركم بأَمْري ... هُنَاكَ فقبِّلوا عنّي اليمينا) (فإنّي أرتجي مِنْهُ حناناً ... لأنّ إِلَيْهِ فِي قلبِي حنينا) (وَأَرْجُو لَثْم أيدٍ بايَعتْهُ ... إِذا عُدتم بخيرٍ آمنينا) فَأجَاب الشَّيْخ شرف الدّين بقوله من الوافر (نعم أسعى على بَصرِي ورأسي ... وألثمُ عنكمُ الرُكْن اليمينا) (نعم وكرامةً وأطوف أَيْضا ... بِبَيْت الله ربِّ العالمينا) (وَأَنت أخي وخلِّي ثمّ عِنْدِي ... كريمٌ فِي إخائك مَا بَقينَا) (وَأَرْجُو أَن نَكُون غَدا جَمِيعًا ... إِلَى وَجه المُهيمن ناظرينا) وَمن شعره ابْن عز الْقُضَاة من الْكَامِل (كم أَنْت فِي حقّ الصّديق تُفرِّطُ ... ترْضى بِلَا سَبَب عَلَيْهِ وتسخطُ) (يَا مَن تلوّن فِي الوداد أما ترى ... ورقَ الغصونِ إِذا تغيّر يسقطُ) 3 - (وَمِنْه من المنسرح) (النَّهر قد جُنَّ بالغصون هوى ... فراح فِي قَلبه يُمَثَّلهُا) (فغار مِنْهُ النسيمُ عاشٍقُها ... فجَاء عَن وَصله يُميّلها) ) وَمِنْه يصف شموعاً من الطَّوِيل (وزُهرِ شموعٍ إِن مددن بنانها ... لمحْو سطور اللَّيْل نابت عَن البدْرِ) (وفيهنّ كافوريّة خلتُ أنّها ... عَمُود صباحٍ فَوْقه كَوْكَب الفجرِ) (وصفراءُ تحكي شاحباً شَاب رَأسه ... فأدْمعُهُ تجْرِي على ضَيْعَة العُمرِ) (وخضراء يَبْدُو وقْدها فَوق قدِّها ... كنْرجسة تُزهى على الغُصنُ النضرِ) (وَلَا غَرْوَ أَن تحكي الأزاهرُ حسنها ... أَلَيْسَ جناها النحلُ قِدْماً من الزهرِ) وَمِنْه فِي طَريقَة الشَّيْخ محيي الدّين ابْن عَرَبِيّ من الطَّوِيل (يَقُولُونَ دعْ ليلى لبَثْنة كَيفَ لي ... وَقد ملكتْ قلبِي بحُسْنِ اعتدالها) (وَلَكِن إِن اسطَعْتم تردُّون ناظري ... إِلَى غَيرهَا فالعين نصبُ جمَالهَا) (وأقْسمُ مَا عاينتُ فِي الْكَوْن صُورَة ... لَهَا الْحسن إلاّ قلتُ طيفُ خيالها) (ومَن لي بليلى العامريّة إنّها ... عَظِيم الْغِنَا مَن نَالَ وَهْمَ وِصالها)

العين زربي الشاعر

(فَمَا الشَّمْس أدنى من يديْ لامسٍ لَهَا ... وَلَيْسَ السُّها فِي بُعد نقطة خالها) (وأبدتْ لنا مرآتُها غَيْبَ حضرةٍ ... غَدَتْ هِيَ مَجلاها وسرّ كمالها) (فواجبها حُبّي ومُمْكِنُ جودها ... وِصالي وعْدُّوا سَلْوتي من محالها) (وحَسْبيَ فخراً أَن نُسِبْتُ لحبّها ... وحسبيَ قرباً أَن خطرتُ ببالها) قلت شعر جيد وَله فِي هَذِه الطَّرِيقَة شعر كَبِير رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْعين زَرْبِي الشَّاعِر) إِسْمَاعِيل بن عَليّ أَبُو مُحَمَّد الْعين زَرْبِي الشَّاعِر سكن دمشق وَمَات بهَا سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (وحَقِّكُمُ لَا زُرْتكم فِي دُجُنَّةٍ ... من اللَّيْل تُخفيني كأنّيَ سارقُ) (وَلَا زرتُ إلاّ والسيوفُ شواهر ... عليّ وأطرافُ الرماح لواحقُ) وَمِنْه أَيْضا من الطَّوِيل (أَلا يَا حمامَ الأيك عُشُّك آهِلٌ ... وغصنُك ميّادٌ وإلفُك حاضِرٌ) (أَتَبْكِي وَمَا امتدّت إِلَيْك يدُ النَّوَى ... ببينٍ وَلم يذعَر جنابك ذاعِرُ) وَمن شعره الْعين زَرْبِي من الطَّوِيل) (أعينَيَّ لَا تستبْقيا فيضَ عَبرةٍ ... فإنّ النَّوَى كَانَت لذَلِك موعِدا) (فَلَا تَعجبا أَن تُمطرِ العينُ بعدهمْ ... فقد أبرق البينُ المُشِتّ وأرعدا) (ويومٍ كَسَاه الغيمُ ثوبا مُصَندلاً ... فصاغت طرازَيه يدُ الْبَرْق عَسجدا) (كأنَّ السما والرعد فِيهِ تذكَّرا ... هوى لَهما فاستعبرا وتنهَّدا) (ذكرتُ بِهِ فيّاض كفِّك فِي الورى ... وَإِن كَانَتَا أهمى وَأبقى وأجْوَدا) 3 - (وَمِنْه من المتقارب) (أحِنُّ إِلَى ساكنات الْحجاز ... وَقد حجزتْني أمورٌ ثِقالُ) (بكيتُ فَفَاضَتْ بحارُ الدُّمُوع ... وَكَانَ لَهَا من جفوني انثيالُ) (وظنَّ العواذلُ أنّي سلوتُ ... لفقد الْبكاء وجاروا وَقَالُوا) (حقيقٌ حقيقٌ وجدتَ السلوَّ ... فقلتُ محالٌ محالٌ محالُ) قلت وَمن هَذِه الْمَادَّة قَول ابْن سناء الْملك من المتقارب (أرى ألف ألفِ مليح فَمَا ... كأنّي رَأَيْت مليحا سواهُ)

أبو علي الخطيب

(أرَاهُ وَمَا لي وصولٌ إِلَيْهِ ... فراحة قلبيّ أَن لَا أراهُ) (وَقَالُوا هَوَاك مُقيمٌ مُقيم ... عَلَيْهِ فقلتُ كَمَا هُو كَمَا هُوَ) 3 - (أَبُو عَليّ الْخَطِيب) إِسْمَاعِيل بن عَليّ أَبُو عَليّ الْخَطِيب أورد لَهُ صَاحب دمية الْقصر من المتقارب (قضاءٌ من الْقَادِر الصَّانِع ... مُقامي بذا الْبَلَد الشاسعِ) (أروحُ وأغدو بِلَا حاجةٍ ... وآوي إِلَى الْمَسْجِد الجامعِ) قلت أحسن من هَذَا قَول الآخر من السَّرِيع (من كَانَ مثلي مُفْلساً مقتراً ... فالجامع الْجَامِع ميعادُهُ) (ينْصَرف النَّاس لأشغالهم ... وَنحن بالحرفة أَو تادهُ) 3 - (أَبُو الطَّاهِر الْحِمْيَرِي) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن يُوسُف أَبُو الطَّاهِر الْحِمْيَرِي من الْمغرب من المهدية سكن مصر وَقَرَأَ بهَا الْأَدَب وَحصل طرفا صَالحا وَقدم بَغْدَاد قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَسمع من شُيُوخنَا وَكَانَ شَابًّا وَذكر أَنه من أَوْلَاد الْمعز بن باديس أَمِير الْمغرب علقنا عَنهُ فِي المذاكرة شَيْئا) من شعره وَشعر غَيره وَكَانَ فَاضلا حسن الْأَخْلَاق وَاجْتمعت بِهِ بِمصْر أَيْضا وَأورد لَهُ فِي جَارِيَة صور على وَجههَا صُورَة حيةٍ بغالية من الطَّوِيل ط (تبدّت لنا من جَانب السجف غادةٌ ... لَهَا الشَّمْس وجهٌ وَالْكَوَاكِب خالُ) (فَقلت وَقد لاحَ الهلالُ بوجهها ... مَتى طلعتْ شمسُ الضُّحَى وهلال) الْهلَال الأول من أَسمَاء الْحَيَّة وَالثَّانِي أحد النيرين قلت وَلَعَلَّ هَذِه الْجَارِيَة هِيَ الَّتِي نظم فِيهَا الشُّعَرَاء بِمصْر وَمِنْهُم الأسعد بن مماني فَإِنَّهُ قَالَ من الْخَفِيف (نقشتْ حيَّةً على ... روض خدٍّ مزخْرفِ) (فبدَتْ آيةُ الْكُلِّي ... م على وَجه يوسفِ) وَقَالَ ابْن مماتي أَيْضا من الطَّوِيل (قتيلُكِ مَا أذكى الْهوى جُلَّ نارهِ ... إِلَى أَن تجلّى الخدُّ فِي جُلّنارهِ) (رأى حيّةً فِي وجنتيكِ وعقرباً ... نعم جنّةٌ محفوفةٌ بالمكارهِ) وللأسعد بن مماتي فِي هَذَا الْمَعْنى عدَّة مقاطيع وَتُوفِّي أَبُو الطَّاهِر الْحِمْيَرِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة

أبو سهل النوبختي

3 - (أَبُو سهل النوبختي) إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن نوبخت أَبُو سهل النوبختي الْكَاتِب كَانَ من متكلمي الشِّيعَة الإمامية وَكَانَ فَاضلا لَهُ مجْلِس يحضرهُ المتكلمون وَله مصنفات كَثِيرَة فِي علم الْكَلَام وردود على ابْن الراوندي وَغَيره وَكَانَ كَاتبا شَاعِرًا بليغاً راويةً للْأَخْبَار روى عَنهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن يحيى الصولي وَأَبُو عَليّ الكوكبي وَابْنه أَبُو الْحسن عَليّ بن إِسْمَاعِيل توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة ومولده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره من الهزج (رَأَيْت الدَّهْر مقسوماً ... على آنَاء أوقاتِ) (فماضٍ قد تقضىّ عَن ... ك أَو آتٍ لميقاتِ) (فَمَا شاهدتَه عيشَ ... ك لَا الْمَاضِي وَلَا الْآتِي) وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط (ودّعتُها فاشتكت من بَيْنِها كَبِدِي ... وشبّكتْ يَدهَا من لوعةٍ بيَدي) (وعانقتني فَلَا أنسى شمائلها ... وريقهُا فِي فمي أحْلَى من الشهَدِ) ) (وحاذرتْ أعينَ الواشين فانصرفتْ ... تَعَضُّ من وجدهَا العُنّاب بالَبَردِ) (فَكَانَ أوّل عهد الْعين يومَ نأتْ ... بالدمع آخر عَهد الْقلب بالجَلَدِ) كتب إِلَيْهِ ابْن الرُّومِي من الْخَفِيف (أعلمُ النَّاس بالنجوم بَنو ني ... بختَ علما لم يَأْتهمْ بالحسابِ) (بل لما شاهدوا السَّمَاء سُموّاً ... بترقًّ فِي المكرُمات الصّعابِ) (باشروها بكلّ علياء حتّى ... بلغوها مَفْتُوحَة الأبوابِ) (مَبْلغٌ لم يكن ليبلغه الطا ... لبُ إلاّ بتلكمُ الأسبابِ) فَأَجَابَهُ أَبُو سهل من الْخَفِيف (هَكَذَا يُجْتنى الودادُ من الإخ ... وان أهلِ الأذهان والآدابِ) (نظمُ شعرٍ بِهِ ينظَّم شملُ ال ... مجد كالعقد فَوق صدر الكعابِ) (قد سمعنَا مديحك الحَسَن الغ ... ضَّ وَلَكِن لم نضطلع بالجوابِ)

إسماعيل بن علي

3 - (إِسْمَاعِيل بن عَليّ) 3 - (بن حسن بن عَامر بن عمر) مولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة أجَاز لي 3 - (الْمُؤَيد صَاحب حماة) إِسْمَاعِيل بن عَليّ الإِمَام الْفَاضِل السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد عماد الدّين أَبُو الْفِدَاء ابْن الْأَفْضَل بن الْملك المظفر ابْن الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب بن شادي مَاتَ فِي الكهولة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتملك بعده وَلَده الْملك الْأَفْضَل مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين كَانَ أَمِيرا بِدِمَشْق وخدم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور لما كَانَ فِي الكرك وَبَالغ فِي ذَلِك فوعده بحماة ووفى لَهُ بذلك وَأَعْطَاهُ حماة لما أَمر لأسندمر بحلب بعد موت نائبها قبجق وَجعله صَاحبهَا سُلْطَانا يفعل فِيهَا مَا يخْتَار من إقطاع وَغَيره لَيْسَ لأحدٍ من الدولة بِمصْر من نَائِب ووزير مَعَه فِيهَا حكم اللَّهُمَّ إِلَّا إِن جرد عَسْكَر من مصر وَالشَّام جرد مِنْهَا وأركبه فِي الْقَاهِرَة بشعار الْملك وأبهة السلطنة وَمَشى الْأُمَرَاء وَالنَّاس فِي خدمته حَتَّى الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب وَقَامَ لَهُ القَاضِي كريم الدّين بِكُل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي ذَلِك المهم من التشاريف والإنعامات على وُجُوه الدولة وَغَيرهم ولقبه الْملك الصَّالح ثمَّ) بعد قَلِيل لقبه الْملك الْمُؤَيد وَكَانَ فِي كل سنةٍ يتَوَجَّه إِلَى مصر بأنواع من الْخَيل وَالرَّقِيق والجواهر وَسَائِر الْأَصْنَاف الغريبة هَذَا إِلَى مَا هُوَ مُسْتَمر فِي طول السّنة مِمَّا يهديه من التحف والطرف وَتقدم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى نوابه بِأَن يكتبوا إِلَيْهِ يقبل الأَرْض وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى يكْتب إِلَيْهِ يقبل الأَرْض بالْمقَام الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي المؤيدي الْعِمَادِيّ وَفِي العنوان صَاحب حماة وَيكْتب السُّلْطَان إِلَيْهِ أَخُوهُ مُحَمَّد بن قلاوون أعز الله أنصار الْمقَام الشريف العالي السلطاني الملكي المؤيدي الْعِمَادِيّ بِلَا مولوي وَكَانَ الْملك الْمُؤَيد فِيهِ مَكَارِم وفضيلة تَامَّة من فقه وطب وَحِكْمَة وَغير ذَلِك وأجود مَا كَانَ يعرفهُ الْهَيْئَة لِأَنَّهُ أتقنه وَإِن كَانَ قد شَارك فِي سَائِر الْعُلُوم مُشَاركَة جَيِّدَة وَكَانَ محباً لأهل الْعلم مقرباً لَهُم أَوَى إِلَيْهِ أَمِين الدّين الْأَبْهَرِيّ وَأقَام عِنْده ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَكَانَ قد رتب لحمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة كل سنة عَلَيْهِ سِتّمائَة دِرْهَم وَهُوَ مُقيم بِدِمَشْق عير مَا يتحفه بِهِ ونظم الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَلَو لم يعرفهُ معرفَة جَيِّدَة مَا نظمه وَله تَارِيخ مليح وَكتاب الكناش مجلدات كَثِيرَة وَكتاب تَقْوِيم الْبلدَانِ هذبه وجدوله وأجاد مَا شَاءَ وَله كتاب الموازين جوده وَهُوَ صَغِير وَمَات وَهُوَ فِي السِّتين وَله شعر ومحاسنه كَثِيرَة وَلما مَاتَ رثاه جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة بقصيدةٍ أَولهَا من الْبَسِيط (مَا للندى لَا يُلبّي صوتَ داعيه ... أظنّ أنّ ابْن شادٍ قَامَ ناعيه)

ومنه من المنسرح

(مَا للرجاء قد استدَّت مذاهبهُ ... مَا للزمان قد اسودّت نواحيه) (نعى المؤيَّدَ ناعيه فيا أسَفا ... للغيث كَيفَ غَدَتْ عنّا غواديه) مِنْهَا (هَل لَا بغيرِ عمادِ البيتِ حادثةٌ ... ألْقتْ ذُراه وأوهت من مبانيه) (هلاّ ثنى الدهرُ غرباً عَن محاسنه ... فَكَانَ كوكبَ شرقٍ فِي لياليه) مِنْهَا (كَانَ المديحً لَهُ عرس بدولته ... فَأحْسن الله للشعر العَزا فِيهِ) (يَا آلَ أَيُّوب صبرا إنّ إرئكمُ ... من اسْم أيوبَ صبرٌ كَانَ ينحيه) (هِيَ المنايا على الأقوام دائرةٌ ... كلٌّ سيأتيه مِنْهَا دَوْرُ سَاقيه) وَمِنْه يُخَاطب ابْنه) (ومِن أَبِيك تعلّمت الثَّنَاء فَمَا ... تحْتَاج تُذْكَرُ أمرا أَنْت تدريه) (لَا يخْشَ بيتُك أَن يُلوي الزَّمَان بِهِ ... فإنّ للبيت ربّاً سَوف يحميه) وَتوجه فِي بعض السنين إِلَى مصر وَمَعَهُ وَلَده الْملك الْأَفْضَل مُحَمَّد فَمَرض فَجهز السُّلْطَان إِلَيْهِ جمال الدّين إِبْرَاهِيم ابْن المغربي رَئِيس الْأَطِبَّاء وفكان يَجِيء إِلَيْهِ بكرَة وعشياً فيراه ويبحث مَعَه فِي مَرضه ويقرر الدَّوَاء ويطبخ الشَّرَاب بِيَدِهِ فِي دست فضَّة فَقَالَ يَا خوند أَنْت وَالله مَا تحْتَاج إِلَيّ وَمَا أجيء إِلَّا امتثالاً لأمر السُّلْطَان وَلما عوفي أعطَاهُ بغلة بسرج ولجام وكنبوش زركش وتعبئة قماش وأظن فِيمَا قيل لي عشرَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ يَا مَوْلَانَا اعذرني فَإِنِّي لما خرجت من حماة مَا حسبت مرض هَذَا الابْن فأمهلني حَتَّى أتوجه إِلَى حماة ومدحه شعراء زَمَانه وَأَجَازَهُمْ وَلما مَاتَ فرق كتبه على أَصْحَابه ووقف مِنْهَا جملَة وَمن شعر الْملك الْمُؤَيد من الْكَامِل المرفل (إقرأ على طيب الحيا ... ة سلامَ صَبٍّ ذابَ حزُنا) (واعِلمْ بِذاك أحبّةً ... بخلَ الزمانُ بهم وضنّا) (لَو كَانَ يُشرَى قربهم ... بِالْمَالِ والأرواح جدُنْا) (متجرِّعٌ كأسَ الفرا ... ق يبيت للأشجان رَهْنا) (صبٌّ قضى وَجْداً وَلم ... يُقضى لَهُ مَا قد تمنّى) 3 - (وَمِنْه من المنسرح) (كم من دمٍ حلّلتْ وَمَا ندِمتْ ... تفعل مَا تشْتَهي فَلَا عُدِمت) (لَو أمكن الشمسَ عِنْد رؤيتها ... لَئْمُ مواطي أَقْدَامهَا لثمتْ) وَمِنْه أَيْضا من الوافر

(سرى مَسرى الصَبا فعجبتُ مِنْهُ ... من الهجْران كَيفَ صبا إليّا) (وَكَيف ألمّ بِي من غير وعدٍ ... وفارقني وَلم يعْطف عليّا) وأنشدني جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة شاعره قَالَ أَنْشدني معز الدّين مَحْمُود بن حَمَّاد الْحَمَوِيّ كَاتب السِّرّ بحماة لمخدومه السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد وَنحن بَين يَدَيْهِ وَهُوَ أحسن مَا سَمِعت فِي مَعْنَاهُ من الْكَامِل (أحسِنْ بِهِ طِرفاً أفوتُ بِهِ القضا ... إنْ رُمْتهُ فِي مَطلب أَو مَهْربِ) ) (مثلَ الغزالة مَا بدتْ فِي مشرقٍ ... إلاّ بَدَت أنوارُها فِي المغربِ) قَالَ وأنشدني لَهُ هَذَا الموشح أَيْضا (أوقعني العُمْرُ فِي لَعَلَّ وهلْ ... يَا وَيْح من قد مضى بهَل ولعَل) (والشيبُ وافٍ وَعِنْده نزلا ... وفّر مِنْهُ الشَّبَاب وارتحلا) (مَا أوقح الشيبَ الْآتِي ... إِذْ حلّ لَا عَن مرضاتي) (قد أضعفتْني السِّتون لازمني ... وخانني نقصُ قوّة الزَّمن) (لكنْ هوى الْقلب لَيْسَ ينتقصُ ... وَفِيه مَعَ ذَا من حرصه غُصصُ) (يهوى جَمِيع اللّذاتِ ... كَمَا لَهُ من عاداتِ) (يَا عاذلي لَا تُطِلْ ملامك لي ... فإنّ سَمْعِي ناءٍ عَن العذلِ) (وَلَيْسَ يُجدي الملام والفَنَدُ ... فِي مَن صبابات عشقه عَدَدُ) (دعْني أَنا فِي صبواتي ... أَنْت البرِي من زلاّتي) (كم سرّني الدَّهْر غير مقتصرِ ... بالكأس والغانيات والوترِ) (يمرح فِي طيب عيشنا الرَّغدِ ... طرفِي وروحي وَسَائِر الْجَسَد) (وَمن صفَتْ لي خطراتي ... وطاوعتْني أوقاتي) (مضى رَسُولي إِلَى معذِّبتي ... وَعَاد فِي بهجةٍ مجدَّدَةِ) (وَقَالَ قَالَت تعال فِي عجلِ ... لمنزلي قبل أَن يجي رجُلي) (واصعدْ وجُزْ من طاقاتي ... وَلَا تخفْ من جاراتي) قَالَ وَمن الْغَرِيب أَن السُّلْطَان كَانَ يَقُول مَا أَظن أَنِّي أستكمل من الْعُمر سِتِّينَ سنة فَمَا فِي أَهلِي يَعْنِي بَيت تَقِيّ الدّين من استكملها وَفِي أَوَائِل السِّتين من عمره قَالَ هَذَا الموشح وَمَات فِي بَقِيَّة السّنة رَحمَه الله تَعَالَى قلت وَهَذِه الموشحة جَيِّدَة فِي بَابهَا منيعة على طلابها وَقد عَارض بوزنها موشحة لِابْنِ سناء الْملك رَحْمَة الله تَعَالَى أَولهَا (عَسى وَيَا قلّما تفِيد عَسى ... أرى لنَفْسي من الْهوى نَفَسا)

الأسدي

(مُذبان عنّي مَن قد كلِفتُ بِهِ ... قلبيَ قد لجّ فِي تقلّبهِ) (وَبِي أَذَى شوقٍ عاتي ... ومدمعي يومٌ شاتِ) (وَلَا أتركُ اللهْوَ والهوى أبدا ... وَإِن أطلتَ الغرام والفَنَدا) ) (إِن شئتَ فاعذلْ فلستُ أستمع ... أَنا الَّذِي فِي الغرام أتَّبَعُ) (وتحتذى صباباتي ... وبِدَعي وعاداتي) (وَبِي مَلَكٌ فِي الْجمال لَا بَشرُ ... يُظْلَم إِن قيل إنّه قمرُ) (يحسُن فِيهِ الولوع والولهُ ... وعِزُّ قلبِي فِي أَن أَذِلَّ لهُ) (خدّي حِذا لمن ياتي ... ويرتعي حُشاشاتي) (لست أذمُّ الزَّمَان معتديا ... كم قد قطعتُ الزَّمَان ملتهيا) (وظَلْتُ فِي نعمةٍ وَفِي نعم ... يلتذّ سَمْعِي وناظري وفمي) (وَلَا قَذَى فِي كاساتي ... ومَرتعي فِي الجنّاتِ) (وغادةٍ دينُها مخالفتي ... وَلَا ترى فِي الْهوى مُحالفتي) (وتستبيني ولستُ أمنعها ... فقلتُ قولا عساه يخدعها) (مَا هُوَ كَذَا يَا مولاتي ... أجْرى معي فِي ماواتي) وموشحة السُّلْطَان رَحمَه الله نقصت عَن موشحة ابْن سناء الْملك مَا الْتَزمهُ من القافيتين فِي الخرجة وَهِي الذَّال فِي كَذَا وَالْعين فِي معي وخرجة ابْن سناء الْملك أحر من خرجَة السُّلْطَان 3 - (الْأَسدي) إِسْمَاعِيل بن عمار الْأَسدي مخضرم من شعراء الدولتين من سَاكِني الْكُوفَة قَالَ صَاحب الأغاني كَانَ فِي جواره رجل ينهاه عَن السكر وهجاء النَّاس وَكَانَ إِسْمَاعِيل يبغضه فَبنى ذَلِك الرجل مَسْجِدا يلاصق دَار إِسْمَاعِيل وَكَانَ يجلس فِيهِ وَقَومه وذوو السّتْر مِنْهُم عَامَّة نهارهم فَلَا يقدر إِسْمَاعِيل أَن يشرب وَلَا يدْخل إِلَيْهِ أحد مِمَّن كَانَ يألفه من مغنٍ أَو مغنية أَو غَيرهمَا فَقَالَ إِسْمَاعِيل يهجوه وَكَانَ الرجل يتَوَلَّى شَيْئا من الْوُقُوف لقَاضِي الْكُوفَة من الطَّوِيل (بنى مَسْجِدا بُنْيانُه من خيانةٍ ... لَعمري لِقدْماً كنتَ غير موفَّقِ) (كصاحبة الرمّان لمّا تصدّقت ... جرَتْ مثلا للخائن المتصدٍّق) (يَقُول لَهَا أهل الصّلاح نصيحةً ... لَك الويلُ لَا تَزني وَلَا تتصدّقي) فتزايد مَا بَينهمَا حَتَّى سعى الرجل بِإِسْمَاعِيل إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ إِنَّه يرى رَأْي الشراة فَأخذ إِسْمَاعِيل وَحبس فَقَالَ من الْبَسِيط (من كَانَ يحسدني جاري ويغبطني ... من الْأَنَام بعثمانَ بنِ درباس)

إسماعيل بن عمر

) (فقرّب الله مِنْهُ مثلَه أبدا ... جاراً وأبْعدَ مِنْهُ صالحَ الناسِ) (جارٌ لَهُ بابُ ساجٍ مُغْلَقٌ أبدا ... عَلَيْهِ مِن داخلٍ حًرّاسُ حُرَاسِ) (عبدٌ وعبدٌ وبنْتاه وخادمه ... يدعونَ مثلهُمُ مَن لَيْسَ من ناسِ) (صُفرُ الْوُجُوه كأنَّ السلَّ خامرَهم ... وَمَا بهم غيرُ جُهد الْجُوع من باسِ) (لَهُ بنُون كأطبْاءٍ معلًّقةٍ ... فِي بطن خنزيرةٍ فِي دَار كَنَاسِ) (إنِْ يفتحِ الدارَ عَنْهُم بعد عاشرةٍ ... تظنّهم خَرجُوا من قَعْر ديماسِ) (فلَيْتَ دَار ابْن درباسٍ معلَّقةٌ ... بالنجْم بعد سلاليم وأمراسِ) (وَكَانَ آخر عَهدي منهمُ أبدا ... وابتعْتُ دَارا بغلماني وأفراسي) 3 - (إِسْمَاعِيل بن عمر) 3 - (الشوّاش المغربي) إِسْمَاعِيل بن عمر أَبُو الْوَلِيد الْأُسْتَاذ الْمَعْرُوف بالشواش بشينين معجمتين وَالْوَاو مُشَدّدَة بعْدهَا ألف من أهل شلب قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم كَانَ أَبُو الْوَلِيد من القادمين من أهل بَلَده على سلا مهنئين بالبيعة المنعقدة لَيْلَة الْعَاشِر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَأورد لَهُ من الطَّوِيل (أهاب بِهِ دَاعِي الْحَيَاة مثوِّبا ... فبادره واستنجد الرّيح مركبا) (وأزمع يقتادُ الْهوى فِي مُرَاده ... وينحو سحابَ الْخَيْر حَيْثُ تسحّبا) (بحيثُ غمامُ السعد ينشأ حافلاً ... فيَهْمُل دفّاقاً وينهلّ صيٍّبا) مِنْهَا (وتنبعث الأنوارُ من مَطلع الرضى ... فتوضِحُ للحيران نهجاً ومذهبا) (أَقُول لِوفْد الْخَيْر إِذْ جدّ جدُّهم ... وَقد جشّموا الْأَهْوَاء شأواً مغرِّبا) (وشرّفهم قصدُ الإِمَام فجرّروا ... على عاتق الجوزاء ذيلاً مسحَّبا) (هُدىَ لمطاياكم فإنّ سَبِيلهَا ... أبرُّ سبيلٍ مقصداً وتطلبُّا) (سيبدو لكم عَن سيركمْ علم الْهدى ... ويوري لكم زند السَّعَادَة مثقبا) مِنْهَا) (أرى جبلا من رَحْمَة الله خَاشِعًا ... يخفّ لَهُ رَضْوىَ إِذا عَقد الحُبا) (تصوَّرَ شخصا رُكّب البأسُ والندى ... صريحين فِيهِ للعلا فتركّبا)

مخلص الدين ابن قرناص

3 - (مخلص الدّين ابْن قرناص) إِسْمَاعِيل بن عمر بن قرناص مخلص الدّين الْحَمَوِيّ من بَيت مَشْهُور ولد سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَكَانَ فَقِيها نحوياً كثير الْفَضَائِل درس وأقرأ بِجَامِع حماة وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة وَمن شعره من الْكَامِل (فَقدُ الأحبّة مؤلمٌ وبنا إِذا ... مَا غَابَ شخصُك فَوق ذَاك المؤلمِ) (إِذْ أَنْت من بَين الأحبّة منعمٌ ... وأحقُّهم بالشوق وجهُ المنعمِ) وَنسب إِلَيْهِ من الوافر (أما واللهِ لَو شُقَّت قلوبٌ ... لِيعُلم مَا بهَا مِن فَرْطِ حُبِّ) (لأرضاك الَّذِي لَك فِي ضميري ... وأرضاني رِضاك بشقِّ قلبِي) 3 - (شُجَاع الدّين الطوري) إِسْمَاعِيل بن عمر الْأَمِير شُجَاع الدّين الطوري ابْن المبارز مُتَوَلِّي قلعة دمشق كَانَ دينا عَاقِلا وافر الْحُرْمَة عِنْد السُّلْطَان لَهُ آثَار حَسَنَة فِي عمَارَة أبرجة القلعة توفّي سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (ابْن الْأَشْدَق) إِسْمَاعِيل بن عَمْرو ة بن سعيد بن الْعَاصِ يعرف أَبوهُ بالأشدق روى لَهُ ابْن ماجة توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَالْمِائَة 3 - (البَجلِيّ الْكُوفِي) إِسْمَاعِيل بن عَمْرو البَجلِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي نزيل أَصْبَهَان وشيخها ومسندها ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَضَعفه الدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد الرَّحْمَن الْبُحَيْرِي) إِسْمَاعِيل بن عَمْرو بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو سعيد ابْن

العنسي الحمصي

أبي عبد الرَّحْمَن الْبُحَيْرِي بِالْحَاء الْمُهْملَة بعد الْبَاء الْمُوَحدَة وياء آخر الْحُرُوف بعْدهَا رَاء النَّيْسَابُورِي ثِقَة صَالح مُحدث من بَيت الحَدِيث وَكَانَ صَحِيح الْقِرَاءَة سمع فإفادته خلق وتفقه على نَاصِر الْعمريّ وكف بَصَره) بأخرةٍ سمع من أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن منجويه وَأبي حسان الْمُزَكي وَأبي الْعَلَاء صاعد بن مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن بن حمدَان النضروي وروى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن جَامع بمرو وَأحمد بن مُحَمَّد الْعَالم بسمنان وَأَبُو شُجَاع البسطامي ببخارا وَأَبُو الْقَاسِم الطلحي بأصبهان اشْتغل بِالتِّجَارَة وبورك لَهُ فِيهَا قَالَ قَرَأت صَحِيح مُسلم على عبد الغافر أَكثر من عشْرين مرّة ولد سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي آخر سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة بنيسابور 3 - (الْعَنسِي الْحِمصِي) إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش بن سليم الْعَنسِي بالنُّون الْحِمصِي الإِمَام الْحَافِظ أحد الْأَعْلَام ولد بعد الْمِائَة كَانَ صَدرا مُعظما نبيلاً وَكَانَ أَحول قَالَ الدولابي قَالَ البُخَارِيّ مَا روى عَن الشاميين فَهُوَ أصح وَقَالَ الْعقيلِيّ إِذا حدث عَن غير الشاميين اضْطربَ وَأَخْطَأ قدم بَغْدَاد إِذْ ولاه الْمَنْصُور خزانَة الْكسْوَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل سنة إِحْدَى روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (الْغَالِب بِاللَّه ملك الأندلس) إِسْمَاعِيل بن الْفرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نصر الأرجوني السُّلْطَان أَبُو الْوَلِيد الْغَالِب بِاللَّه صَاحب الأندلس مولده سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة استولى على الأندلس ثَلَاث عشرَة سنة فأبعد الْملك أَبَا الجيوش خَاله وَقرر لَهُ وَادي آش وَكَانَ أَبوهُ الْفرج مُتَوَلِّيًا لمالقة مُدَّة فشب إِسْمَاعِيل وعزم على الْخُرُوج فلامه الْأَب فَقبض على أَبِيه مكرماً وعاش الْأَب فِي سلطنة وَلَده عَزِيزًا إِلَى ربيع الأول سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَقد شاخ وَكَانَ الَّذِي نَهَضَ بِتَمْلِيك إِسْمَاعِيل أَبُو سعيد ابْن أبي الْعَلَاء المريني وَابْن أَخِيه أَبُو يحيى وَكَانَ سُلْطَانا

مهذب الدين الحموي الطبيب

مهيباً شجاعاً حازماً ناهضاً بأعباء الْملك عديم النظير عَظِيم السطوة هزم الله جيوش الْكفْر على يَده سنة تسع عشرَة وأباد مُلُوك دين الصَّلِيب ثمَّ وثب عَلَيْهِ ابْن عَمه فَقتله فِي ذِي الْقعدَة ثمَّ قتل قَاتله وأعوانه فِي يومهم وَذَلِكَ سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وتملك مُحَمَّد وَلَده أعواماً 3 - (مهذب الدّين الْحَمَوِيّ الطَّبِيب) إِسْمَاعِيل بن الْفضل ابْن أبي الْفضل بن خلف بن عبد الله بن يَعْقُوب الْحَكِيم أَبُو الْفضل مهذب الدّين التنوخي الْحَمَوِيّ الطَّبِيب من كبار الْأَطِبَّاء بِالْقَاهِرَةِ ولد سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة) 3 - (أَبُو الْعَتَاهِيَة) إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم بن سُوَيْد بن كيسَان مولى عنزة الْمَعْرُوف بِأبي الْعَتَاهِيَة مولده بِعَين التَّمْر وَنَشَأ بِالْكُوفَةِ وَسكن بَغْدَاد وَكَانَ يَبِيع الجرار واشتهر بمحبة عتبَة جَارِيَة الْمهْدي وَأكْثر تشبيبه وتشبيهه فِيهَا فَمن ذَلِك قَوْله من الْكَامِل (أعلَمتُ عُتْبةَ أنّني ... مِنْهَا على شَرَفٍ مُطِلُّ) (وشكوتُ مَا ألْقى إِلَيّ ... هَا والمدامعُ تستهلُّ) (حَتَّى إِذا برِمَتْ بِمَا ... أَشْكُو كَمَا يشكو الأقَلُّ) (قَالَت فأيُّ النَّاس يع ... لم مَا تَقول فَقلت كلُّ) وَاسْتَأْذَنَ أَن يهدي إِلَى الْمهْدي فِي النيروز والمهرجان فَأذن لَهُ فأهدى فِي أَحدهمَا برنية ضخمة فِيهَا ثوب ناعم مُطيب وَكتب فِي حَوَاشِيه من السَّرِيع (نَفسِي بشيءٍ من الدُّنْيَا معلَّقة ... اللهُ والقائمُ المهديُّ يكفيها) (إنّي لأيْأَسُ مِنْهَا ثمّ يُطمِعني ... فِيهَا احتقارُك بالدنيا وَمَا فِيهَا) فهم بِدفع عتبَة إِلَيْهِ فَجَزِعت وَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حرمتي وخدمتي أفتدفعني إِلَى رجلٍ قَبِيح المنظر بَائِع جرار متكسب بالشعر فأعفاها وَقَالَ املأوا لَهُ البرنية مَالا فَقَالَ للْكتاب أَمر لي بِدَنَانِير فَقَالُوا مَا ندفع ذَلِك إِلَيْك وَلَكِن إِن شِئْت أعطيناك دَرَاهِم إِلَّا أَن يفصح بِمَا

أَرَادَ فَاخْتلف فِي ذَلِك حولا فَقَالَت عتبَة لَو كَانَ عَاشِقًا كَمَا يزْعم لم يكن يخْتَلف مُنْذُ حول فِي التَّمْيِيز بَين الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير وَقد أعرض عَن ذكري صفحاً وَقَالَ فِي عمر بن الْعَلَاء من الْكَامِل (إنّي أمنِتُ من الزَّمَان وَصَرفه ... لمّا علقتُ من الأميرِ حِبالا) (لَو يَسْتَطِيع النَّاس من إجلاله ... تَخِذوا لَهُ حرَّ الخدود نِعالا) (إنّ المطايا تشتكيك لأنّها ... قطعتْ إِلَيْك سباسباً ورِمالا) (فَإِذا وَرَدْت بِنَا وَرَدْنَ خفائفاً ... وَإِذا صَدَرْنَ بِنَا صَدَرْنَ ثقالا) فَأَبْطَأَ بره عَنهُ قَلِيلا فَكتب إِلَيْهِ من الطَّوِيل (أَصَابَت علينا جودَك العينُ يَا عمرْ ... فَنحْن لَهَا نبغي التمائمَ والنُّشَرْ) (سنرقيك بالأشعار حَتَّى تملّها ... وَإِن لم تُفِقْ مِنْهَا رقيناك بالسُّوَرْ) ) فَأعْطَاهُ سبعين ألف دِرْهَم وخلع عَلَيْهِ حَتَّى عجز عَن الْقيام فغار الشُّعَرَاء لذَلِك فَجَمعهُمْ ثمَّ قَالَ يَا معشر الشُّعَرَاء عجبا لكم مَا أَشد حسدكم بَعْضًا لبَعض إِن أحدكُم يأتينا يمدحنا بقصيدة يشبب فِيهَا بصديقته خمسين بَيْتا فَمَا يبلغنَا حَتَّى تذْهب لذاذة مدحه ورونق شعره وَقد أَتَانَا أَبُو الْعَتَاهِيَة فشبب بِأَبْيَات يسيرَة ثمَّ قَالَ وَأنْشد الأبيات وَقَالَ أَشْجَع السّلمِيّ أذن الْخَلِيفَة الْمهْدي للنَّاس فِي الدُّخُول عَلَيْهِ فَدَخَلْنَا وأمرنا بِالْجُلُوسِ فاتفق أَن جلس إِلَى جَانِبي بشار بن برد وَسكت الْمهْدي وَسمع بشار حسا فَقَالَ لي من هَذَا فَقلت أَبُو الْعَتَاهِيَة فَقَالَ أتراه ينشد فِي هَذَا المحفل فَقلت أَحْسبهُ سيفعل قَالَ فَأمره الْمهْدي أَن ينشد فَأَنْشد من المتقارب (أَلا مَا لسيّدتي مَا لَهَا ... تُدِلّ وأَحمِلُ إدلالها) (وإلاّ فَفِيمَ تجنَّتْ وَلَا ... جنيتُ سقى الله أطلالها) (أَلا إنّ جَارِيَة للإما ... م قد أسكن الحسنُ سربالَها) (مشت بَين حورٍ قصار الخطا ... تُجاذبِ فِي الْمَشْي أكفالها) (وَقد أتْعب الله نَفسِي بهَا ... وأتعبَ باللوم عُدّالها) فَقَالَ بشار وَيحك يَا أَخا سليم مَا أَدْرِي من أَي أمريه أعجب أَمن ضعف شعره أم تشبيبه بِجَارِيَة الْخَلِيفَة ويسمعه ذَلِك بِإِذْنِهِ حَتَّى أَتَى على قَوْله من المتقارب (أَتَتْهُ الْخلَافَة منقادة ... إِلَيْهِ تُجرِّر أذيالها) (فَلم تَكُ تصلح إلاّ لَهُ ... وَلم يَك يصلح إلاّ لَهَا) (وَلَو رامها أحدٌ غيرهُ ... لزُلزِلت الأَرْض زلزالَها) (وَلَو لم تُطِعْه بناتُ الْقُلُوب ... لما قَبِل الله أَعمالهَا)

(وَإِن الخليفةَ من بُغضِ لَا ... إِلَيْهِ لَيُبْغِضُ مَن قَالَهَا) فَقَالَ بشار وَيحك يَا أَشْجَع هَل طَار الْخَلِيفَة عَن فرشه قَالَ أَشْجَع فو الله مَا انْصَرف أحد عَن ذَلِك الْمجْلس بجائزة غير أبي الْعَتَاهِيَة ونسك آخر عمره وَقَالَ فِي الزّهْد أشعاراً كَثِيرَة وَقد عجز الروَاة أَن يضبطوا شعر بشار بن برد وَالسَّيِّد الْحِمْيَرِي وَأبي الْعَتَاهِيَة لِكَثْرَة أشعارهم ولقب أَبَا الْعَتَاهِيَة لاضطراب كَانَ فِيهِ وَقيل بل كَانَ يحب الخلاعة والمجون فلقب بذلك لعتوه وَكَانَ أَبُو نواس يعظمه ويخضع لَهُ وَيَقُول وَالله مَا رَأَيْته إِلَّا أَنِّي أرضي وَأَنه سماوي وَحكي أَن أَبَاهُ كَانَ حجاماً وَلذَلِك قَالَ من الطَّوِيل) (أَلا إنّما التَّقْوَى هِيَ الْعَزْم والكرَمْ ... وحبّك للدنيا هُوَ الْفقر والعدّمْ) (وَلَيْسَت على عبدٍ تقيّ نقيصةٌ ... إِذا صحّح التَّقْوَى وَإِن حاك أَو حجمْ) وَمن شعره من الطَّوِيل (إِذا الْمَرْء لم يعْتق من المَال نَفسه ... تملّكه المالُ الَّذِي هُوَ مالكُهُ) (أَلا إنّما مَالِي الَّذِي أَنا منفقٌ ... وَلَيْسَ ليَ المَال الَّذِي أَنا تاركُهُ) (إِذا كنتَ ذَا مالٍ فبادِرْ بِهِ الَّذِي ... يحقُّ وإلاّ استهلكَتْه مَهالكُهُ) فَقيل لَهُ لما أنْشد هَذِه الأبيات كَيفَ تَقول هَذَا وتحبس عنْدك سبعا وَعشْرين بدرة فِي دَارك لَا تَأْكُل مِنْهَا وَلَا تشرب وَلَا تزكي فَقَالَ لَهو الْحق وَلَكِنِّي أَخَاف الْفقر وَالْحَاجة وَلَقَد أَشْتَرِي من عيد إِلَى عيد وَلَقَد اشْتريت فِي يَوْم عَاشُورَاء لَحْمًا وتوابله بِخَمْسَة دَرَاهِم وَكَانَ لَهُ جَار ضَعِيف الْحَال جدا متجمل يلتقط النَّوَى وَكَانَ يمر بِأبي الْعَتَاهِيَة فَيَقُول اللَّهُمَّ أعنه على مَا هُوَ بسبيله وَيَدْعُو لَهُ إِلَى أَن مَاتَ الشَّيْخ نَحوا من عشْرين سنة وَلم يزده على الدُّعَاء شَيْئا فَقيل لَهُ يَا أَبَا إِسْحَاق نرَاك تكْثر الدُّعَاء لذَلِك الشَّيْخ وتزعم أَنه فَقير معيل فَلم لَا تَتَصَدَّق عَلَيْهِ بِشَيْء فَقَالَ أخْشَى أَن يعْتَاد الصَّدَقَة وَالصَّدَََقَة آخر مكاسب العَبْد وَإِن فِي الدُّعَاء لخيراً كثيرا وَقَالَ مُحَمَّد بن عِيسَى الحرقي وَكَانَ جاراً لأبي الْعَتَاهِيَة قَالَ كَانَ سَائل من العيارين الظرفاء وقف على أبي الْعَتَاهِيَة وَجَمَاعَة جِيرَانه حوله فَسَأَلَهُ فَقَالَ صنع الله لَك فَأَعَادَ السُّؤَال ورد مثل ذَلِك فَأَعَادَ الثَّالِثَة فَرد مثل ذَلِك فَغَضب وَقَالَ أَلَسْت الَّذِي يَقُول من المديد (كلّ حيٍ عِنْد ميتَته ... حظُّه من مَاله الكفنُ) قَالَ نعم قَالَ فبالله أَتُرِيدُ أَن تعد مَالك كُله لثمن كفنك قَالَ لَا قَالَ بِاللَّه كم قدرت لكفنك قَالَ خَمْسَة دَنَانِير قَالَ هِيَ حظك إِذا من مَالك قَالَ نعم قَالَ فَتصدق عَليّ من غير حظك بدرهم وَاحِد قَالَ لَو تَصَدَّقت عَلَيْك لَكَانَ حظي قَالَ فاعمل على أَن دِينَارا من الْخَمْسَة وضيعته قِيرَاط وادفع إِلَيّ قيراطاً وَاحِدًا وَإِلَّا فَوَاحِدَة أُخْرَى قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ الْقُبُور تحفر بِثَلَاثَة دَرَاهِم فَأعْطِنِي درهما وأقيم لَك كَفِيلا بِأَنِّي أحفر لَك قبرك مَتى مت وتربح دِرْهَمَيْنِ لم يَكُونَا فِي حِسَابك فَإِن لم أحفر لَك رَددته على وَرثتك أَو رده كفيلي عَلَيْهِم فَخَجِلَ أَبُو الْعَتَاهِيَة وَقَالَ

أبو علي القالي

اغرب قبحك الله وَغَضب عَلَيْك وَضحك جَمِيع من حضر وَمر السَّائِل يضْحك فَالْتَفت إِلَيْنَا أَبُو الْعَتَاهِيَة وَقد اغتاظ فَقَالَ من أجل هَذَا وَأَمْثَاله حرمت الصَّدَقَة فَقُلْنَا لَهُ من حرمهَا) وَمَتى حرمت فَمَا رَأينَا أحدا ادّعى أَن الصَّدَقَة حرمت قبله وَلَا بعده وَلما حَضرته الْوَفَاة قَالَ أشتهي أَن يَجِيء مُخَارق ويغني عِنْد رَأْسِي من الطَّوِيل (إِذا مَا انقضتْ عنّي من الدَّهْر مدّتي ... فإنّ عزاء الباكيات قليلُ) (سيُعرَض عَن ذكري وتُنْسى مودّتي ... وَيحدث بعدِي للخليل خليلُ) والبيتان لَهُ من جملَة أَبْيَات وَأوصى أَن يكْتب على قَبره من الْخَفِيف (إنّ عَيْشًا يكون آخرهُ المو ... ت لَعيشٌ معجَّلُ التنغيص) وَكَانَت وِلَادَته سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة ووفاته سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ وأخباره مستقصاة فِي كتاب الأغاني 3 - (أَبُو عَليّ القالي) إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم بن عيذون بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة والذال الْمُعْجَمَة وَالْوَاو الساكنة وَبعدهَا نون بن هَارُون بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بالقالي أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ مولى عبد الْملك بن مَرْوَان ولد بمنازكرد من ديار بكر وَدخل بَغْدَاد سنة ثَلَاث وثلاثمائة وَأقَام بهَا إِلَى سنة ثمانٍ وَعشْرين وثلاثمائة ثمَّ انْتقل إِلَى الغرب وَتُوفِّي بقرطبة سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة ومولده سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ سمع من أبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ وَأبي يعلى الْموصِلِي وَغَيرهمَا وَأخذ اللُّغَة والعربية عَن ابْن دُرَيْد وَأبي بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَابْن درسْتوَيْه وَلما دخل الغرب قصد صَاحب الأندلس النَّاصِر لدين الله عبد الرَّحْمَن فَأكْرمه وصنف لَهُ ولولده الحكم تصانيف وَبث علومه هُنَاكَ وَكَانَ قد بحث على ابْن درسْتوَيْه كتاب سِيبَوَيْهٍ ودقق النّظر وانتصر للبصريين وأملى أَشْيَاء من حفظه ك كتاب النَّوَادِر والأمالي والمقصور والممدود وَالْإِبِل وَالْخَيْل والبارع فِي اللُّغَة نَحْو خَمْسَة آلَاف ورقة لم يصنف مثله فِي الْإِحَاطَة وَالْجمع وَلم يتم ورتب كتاب الْمَقْصُور والممدود على التفعيل ومخارج الْحُرُوف من الْحلق مستقصى فِي بَابه لَا يشذ مِنْهُ شَيْء وَكتاب فعلت وأفعلت وَكتاب مقَاتل الفرسان وَتَفْسِير السَّبع الطوَال

قَالَ الْحميدِي وَمِمَّنْ روى عَن القالي أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ النَّحْوِيّ صَاحب كتاب مُخْتَصر الْعين وأخبار النُّحَاة وَكَانَ حِينَئِذٍ إِمَامًا فِي الْأَدَب وَلَكِن عرف فضل أبي عَليّ فَمَال إِلَيْهِ واختص بِهِ واستفاد مِنْهُ وَأقر لَهُ وَكَانَ الحكم الْمُسْتَنْصر قبل ولَايَته الْأَمر وَبعد ينشط أَبَا عَليّ ويبعثه على التَّأْلِيف بواسع الْعَطاء ويشرح) صَدره بالإفراط فِي الْإِكْرَام وَكَانُوا يسمونه الْبَغْدَادِيّ لوصوله إِلَيْهِم من بَغْدَاد وَيُقَال إِن النَّاصِر هُوَ الَّذِي استدعاه من بَغْدَاد لولائه فيهم قَالَ الزبيدِيّ سَأَلته لم قيل لَك القالي فَقَالَ لما انحدرنا إِلَى بَغْدَاد كُنَّا فِي رفْقَة فِيهَا أهل قالي قلا وَهِي قَرْيَة من قرى منازكرد وَكَانُوا يكرمون لِمَكَانِهِمْ من الثغر فَلَمَّا دخلت بَغْدَاد نسبت إِلَيْهِم لكوني كنت مَعَهم قَالَ أَبُو الحكم مُنْذر بن سعيد البلوطي كتبت إِلَى أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ أستعير مِنْهُ كتابا من الْغَرِيب وَقلت من الجتث (بحثّ ريمٍ مُهَفْهَفْ ... وصُدغِه المتعطّفْ) (ابعثْ إليّ بجزءٍ ... من الْغَرِيب المصنَّف) فَقضى حَاجَتي وَأجَاب بقوله من المجتث (وحقِّ درٍّ تألّفْ ... بفيك أيَّ تألُّفْ) (لأبعثنّ بِمَا قد ... حوى الْغَرِيب المصنَّفْ) (وَلَو بعثتُ بنفسي ... إِلَيْك مَا كنت أُسرفْ) ومدحه يُوسُف بن هَارُون الرَّمَادِي الْآتِي ذكره فِي بَابه من الْحَرْف بقصيدةٍ أَولهَا من الْكَامِل (مَنْ حاكمٌ بيني وَبَين عَذولي ... الشجُو شجوي والعويل عويلي) (فِي أَي جارحةٍ أصون معذِّبي ... سلمتْ من التنغيص والتنكيل) (إِن قلتُ فِي بَصرِي فثمَّ مدامعي ... أَو قلتُ فِي كَبِدِي فثمَّ غليلي) ثمَّ خرج من ذَلِك إِلَى مدح أبي عَليّ فَقَالَ (روضٌ تعاهده السحابُ كأنّه ... متعاهَد من عهد إسماعيلِ) (قِسْهُ إِلَى الْأَعْرَاب تعلمْ أنّه ... أولى من الْأَعْرَاب بالتفضيلِ) (حازت قبائلُهم لغاتٍ فُرّقت ... فيهم وَحَازَ لغاتِ كلّ قبيلِ) (فالشرق خالٍ بعده وكأنّما ... نزل الخَراب بربعه المأهول) (فكأنّه شمس بدَتْ فِي غربنا ... وتغيّبتْ عَن شرقهم بأفول) (يَا سيّدي هَذَا ثناي لم أقل ... زوراً وَلَا عرّضتُ بالتنويل) (من كَانَ يأمُل نائلاً فَأَنا امْرُؤ ... لم أرْجُ غيرَ القُرب فِي تأميلي)

الزاهد النيسابوري

3 - (الزَّاهِد النَّيْسَابُورِي) ) إِسْمَاعِيل بن قُتَيْبَة السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد توفّي فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة 3 - (الصَّالح صَاحب الْموصل) إِسْمَاعِيل بن لُؤْلُؤ بن عبد الله الْملك الصَّالح ركن الدّين بِابْن الْملك الرَّحِيم بدر الدّين صَاحب الْموصل قدم مصر سنة تسعٍ وَخمسين وسِتمِائَة على الْملك الظَّاهِر بيبرس الصَّالِحِي وَطلب مِنْهُ النجدة على التتار فَأعْطَاهُ عسكراً وَتوجه مَعَ الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر الْمصْرِيّ العباسي الْمَذْكُور فِي الأحمدين وَدخل الْموصل والتقى التتار عِنْد نَصِيبين وَلما كَانَ أَوَائِل سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة قصد التتار الْموصل ومقدمهم صندغون وَمَعَهُمْ المظفر صَاحب ماردين بعسكره وَنصب التتار على الْموصل أَرْبَعَة وَعشْرين منجنيقاً وضايقوها أَشد مضايقة وَلم يكن بهَا سلَاح وَلَا قوت وغلا بهَا الْقُوت إِلَى أَن بلغ المكوك أَرْبَعَة وَعشْرين دِينَارا فاستصرخ الصَّالح بالبرلي فَخرج من حلب وَسَار إِلَى سنجار فَلَمَّا وصل إِلَى التتار عزموا على الهروب فاتفق وُصُول الحافظي إِلَيْهِم من عِنْد هولاكو يعرفهُمْ أَن الْجَمَاعَة الَّذين مَعَ البرلي قَليلَة والمصلحة ملاقاتهم فقوي عزمهم على الْقِتَال فَسَار صندغون بطَائفَة مِمَّن كَانَت مَعَه على حِصَار الْموصل عدتهمْ عشرَة آلَاف فَارس وَقصد سنجار وَبهَا البرلي وَمَعَهُ تِسْعمائَة فَارس وَأَرْبَعمِائَة من التركمان وَمِائَة من الْعَرَب فَكسر البرلي وَانْهَزَمَ جريحاً فِي رجله وَقتل مِمَّن كَانَ مَعَه من الْأُمَرَاء جمَاعَة من أَعْيَان الْأُمَرَاء وشجعانهم بعد أَن أبلوا بلَاء حسنا وَنَجَا البرلي وَمَعَهُ جميعة من الْأُمَرَاء ودخلوا مصر بعد أَن فارقوا البرلي من البيرة ثمَّ دخل البرلي مصر وَعَاد صندغون إِلَى الْموصل بِمن مَعَه من الأسرى فأدخلهم فِي النقوب إِلَى الصَّالح ليعرفوه بِكَسْر البرلي وانهزامه ويشيروا عَلَيْهِ بِالدُّخُولِ فِي الطَّاعَة وَاسْتمرّ الْحصار إِلَى مستهل شعْبَان فطلبوا عَلَاء الْملك ابْن الْملك الصَّالح وأوهموه أَنه وصل إِلَيْهِم كتاب من هولاكو مضمونه إِن عَلَاء الْملك مَا لَهُ عندنَا ذَنْب وَقد وهنباه ذَنْب أَبِيه فيسيره إِلَيْنَا لنصلح أمره مَعَه وَكَانَ الصَّالح قد ضعف وغلبت عَلَيْهِ مماليكه فَأخْرج إِلَيْهِم وَلَده عَلَاء الْملك فَلَمَّا وصل إِلَيْهِم بَقِي عِنْدهم اثْنَا عشر يَوْمًا ووالده الصَّالح يظنّ أَنهم سيروه إِلَى هولاكو ثمَّ كاتبوه بعد أَيَّام يأمرونه بِتَسْلِيم الْبَلَد وَإِن لم يفعل تسلموها بِالسَّيْفِ فَجمع الصَّالح أهل الْبَلَد وشاورهم فأشاروا عَلَيْهِ بِالْخرُوجِ فَقَالَ تقتلون لَا محَالة وأقتل بعدكم فصمموا على خُرُوجه إِلَيْهِم) فَقَالَ يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر شعْبَان وَلبس الْبيَاض فَلَمَّا وصل إِلَيْهِم احتاطوا بِهِ ووكلوا بِهِ وبمن مَعَه جمَاعَة وَحَمَلُوهُ إِلَى

الأمير جمال الدين ابن سيف الدولة

الْجَوْسَقِ وَدخل شمس الدّين بن يُونُس الباعشيقي الْبَلَد وَمَعَهُ الفرمان ونادى بالأمان فَظهر النَّاس بعد اختفائهم وَشرع التتار فِي خراب الأسوار فَلَمَّا اطمأنّ النَّاس وَبَاعُوا واشتروا دخل التتار الْبَلَد بِالسَّيْفِ وأجالوه على من فِيهِ تِسْعَة أَيَّام ووسطوا عَلَاء الْملك ابْن الْملك الصَّالح وعلقوه على بَاب الجسر ثمَّ إِنَّهُم رحلوا فِي سلخ شَوَّال وَقتلُوا الْملك الصَّالح فِي طريقهم وهم متوجهون إِلَى بيُوت هولاكو وَذَلِكَ سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ رَحمَه الله ملكا عادلاً لين الْجَانِب 3 - (الْأَمِير جمال الدّين ابْن سيف الدولة) إِسْمَاعِيل بن مبارك بن كَامِل بن مقلد بن عَليّ بن منقذ الْأَمِير جمال الدّين أَبُو الطَّاهِر ابْن سيف الدولة الْكِنَانِي الْمصْرِيّ المولد قَالَ القوصي فِي مُعْجَمه كَانَ أَمِيرا كَامِلا وكبيراً فَاضلا سيره الْملك الْكَامِل إِلَى الغرب رَسُولا فأبان عَن نهضة وكفاية وَحسن سفارة لما كَانَ جَامعا من حسن صُورَة وسيرة وعذوبة لفظ وسداد عبارَة وولاه مَدِينَة حران وَبهَا توفّي فِي شهور سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة ومولده بِمصْر سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَهُ فَضَائِل وَشعر 3 - (إِسْمَاعِيل بن مجمع) إِسْمَاعِيل بن مجمع الأخباري ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فَقَالَ وَهُوَ أحد أَصْحَاب السّير وَالْأَخْبَار ومعروف بِصُحْبَة الْوَاقِدِيّ الْمُخْتَص بِهِ مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَله كتاب أَخْبَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومغازيه وسراياه 3 - (الزُّهْرِيّ الْمدنِي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن سعد بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ الْمدنِي روى عَن أَبِيه وعميه عَامر وَمصْعَب وَأنس بن مَالك وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قَالَ ابْن معِين ثِقَة حجَّة توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (السَّيِّد الْحِمْيَرِي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يزِيد بن ربيعَة وجده هَذَا هُوَ يزِيد بن

مفرغ الْحِمْيَرِي أَبُو هَاشم الْمَعْرُوف بالسيد الْحِمْيَرِي كَانَ شَاعِرًا محسناً كثير القَوْل إِلَّا أَنه رَافِضِي جلد زائغ عَن) الْقَصْد لَهُ مدائح جمة فِي أهل الْبَيْت عَلَيْهِم السَّلَام وَكَانَ مُقيما بِالْبَصْرَةِ قَالَ لَهُ بشار بن برد لَوْلَا أَن الله تَعَالَى شغلك بمديح أهل الْبَيْت لافتقرنا وَكَانَ أَبَوَاهُ يبغضان عليا سمعهما يسبانه بعد صَلَاة الْفجْر فَقَالَ من الْخَفِيف (لعن اللهُ والدّيَّ جَمِيعًا ... ثمّ أصلاهما عذابَ الجحيمِ) (حَكما غُدوةً كَمَا صليّا الْفَج ... ر بلعن الْوَصِيّ بابِ العلومِ) وَكَانَ يرى رَأْي الكيسانية وَهُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة كيسَان إِن شَاءَ الله تَعَالَى لِأَنَّهُ يرى رَجْعَة مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة إِلَى الدُّنْيَا وَكَانَ كثير الشَّاعِر يرى هَذَا الرَّأْي وَكَانَ السَّيِّد يعْتَقد أَنه لم يمت وَأَنه فِي جبل رضوى بَين أَسد ونمر يحفظانه وَعِنْده عينان نضاختان يجريان بِمَاء وَعسل وَيعود بعد الْغَيْبَة فَيمْلَأ الأَرْض عدلا كَمَا مُلئت جوراً وَيُقَال إِن السَّيِّد اجْتمع بِجَعْفَر الصَّادِق فَعرفهُ خطأه وَأَنه على ضَلَالَة فَرجع وأناب وَقَالَ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء يكنى أَبَا السَّيِّد وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن وداع الْحِمْيَرِي وَأمه من الحدان تزوج بهَا أَبوهُ لِأَنَّهُ كَانَ نازلاً فيهم وَقيل إِن أم هَذِه الْمَرْأَة أَو جدَّتهَا بنت ليزِيد بن ربيعَة بن مفرغ الْحِمْيَرِي وَلَيْسَ لِابْنِ نفرغ عقب من ولد ذكر وَلذَلِك يَقُول السَّيِّد من الْبَسِيط (إنّي امرؤٌ حميريٌّ حِين تنسبني ... جَدّي وُعَيْنٌ وأخوالي ذَو ويَزنِ) (ثمّ الولاءُ الَّذِي أَرْجُو النجاةَ بِهِ ... يومَ الْقِيَامَة للهادي أبي حسنِ) وَكَانَ السَّيِّد أسمر تَامّ الْقَامَة أَبيض الجمة حسن الْأَلْفَاظ جميل الْخطاب وَكَانَ مقدما عِنْد الْمَنْصُور وَالْمهْدِي وَقيل إِنَّه مَاتَ أول أَيَّام الرشيد سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة ثَمَان وَقيل غير ذَلِك وَولد فِي أَيَّام بني أُميَّة سنة خمس وَمِائَة وَكَانَ أحد الشُّعَرَاء الثَّلَاثَة الَّذين لم يضْبط الروَاة مَا لَهُم من الشّعْر هُوَ وبشار وَأَبُو الْعَتَاهِيَة وَإِنَّمَا مَاتَ ذكره وهجر النَّاس شعره لإفراطه فِي سبّ الصَّحَابَة وبغض أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وإفحاشه فِي شتمهم وقذفهم والطعن عَلَيْهِم

فتحامى الروَاة شعره قَالَ أَبُو عُثْمَان الْمَازِني سَمِعت أَبَا عُبَيْدَة يَقُول مَا هجا بني أُميَّة أحد كَمَا هجاهم الدعيان يزِيد بن مفرغ أول دولتهم وَمَا عمهم وَالسَّيِّد ابْن مُحَمَّد فِي آخرهَا وعمهم وَقَالَ السَّيِّد جَاءَ بِي أبي وَأَنا صبي إِلَى مُحَمَّد بن سِيرِين قبل أَن يَمُوت بِمدَّة فَقَالَ يَا بني اقصص رُؤْيَاك فَقلت رَأَيْت كأنّي فِي أرضٍ سبخَة وَإِلَى جَانبهَا أَرض حَسَنَة وفيهَا النَّبِي) صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاقِفًا وَلَيْسَ فِيهَا نبت وَفِي الأَرْض السبخة نخل وَشَوْك فَقَالَ لي يَا إِسْمَاعِيل أَتَدْرِي لمن هَذَا النّخل قلت لَا قَالَ هَذَا للمعروف بامرئ الْقَيْس بن حجر الْكِنْدِيّ فانقله إِلَى هَذِه الأَرْض الطّيبَة الَّتِي أَنا فِيهَا فَجعلت أنقله إِلَى أَن نقلت جَمِيع النّخل وحولت شَيْئا من الشوك فَقَالَ ابْن سِيرِين لأبي أما ابْنك هَذَا فسيقول الشّعْر فِي مدح طهرةٍ أبرار فَمَا مَضَت إِلَّا مديدة حَتَّى قلت الشّعْر وَقَالَ ابْن سَلام وَكَانُوا يرَوْنَ أَن النّخل مدحه أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ ابْن أبي طَالب وَفَاطِمَة وَأَوْلَادهَا وَأَن الشوك حوله وَمَا أَمر بتحويله هُوَ مَا خلط بِهِ شعره من ثلب السّلف وَقَالَ الصولي حَدثنَا مُحَمَّد بن الْفضل بن الْأسود حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان قَالَ كَانَ السَّيِّد كيسانياً ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ قصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل (تجعفرتُ باسم الله واللهُ أكبرُ ... وأيقنتُ أنّ الله يقْضِي ويقدرُ) وَقَالَ الصولي كَانَ السَّيِّد يزْعم أَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام سمى مُحَمَّدًا ابْنه الْمهْدي وَأَنه الَّذِي بشر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه يخرج فِي آخر الزَّمَان وَأَنه حَيّ بجبال رضوى على مَا تقدم وَقَالَ الصولي حَدثنَا أَبُو العيناء قَالَ السَّيِّد مذبذب يَقُول بالرجعة وَقد قَالَ لَهُ رجل من ثَقِيف بَلغنِي يَا أَبَا هَاشم أَنَّك تَقول بالرجعة قَالَ هُوَ مَا بلغك قَالَ فَأعْطِنِي دِينَارا بِمِائَة دِينَار إِلَى الرّجْعَة فَقَالَ لَهُ السَّيِّد على أَن توثق لي بِمن يضمن السَّيِّد إِذا سُئِلَ عَن مذْهبه أنْشد من قصيدته من الوافر (سَمِيُّ نبينِّا لم يبْقَ مِنْهُم ... سواهُ فَعنده حَصَلَ الرجاءُ) (فغُيِّبَ غيبَة من غير موتٍ ... وَلَا قتلٍ وَصَارَ بِهِ القضاءُ) (إِلَى رَضْوى فحلّ بهَا بشعبٍ ... تُجاوره الخوامعُ والظباءٌ) (وَحين الْوَحْش ترعى فِي رياضٍ ... من الْآفَات مَرْتُعها خلاء) (فحلَّ فَمَا بهَا بَشَرٌ سواهُ ... بعُقْوَته لَهُ عسلٌ وَمَاء) (إِلَى وقتٍ ومدّة كلِّ نَذْلٍ ... يُطيف بِهِ وَأَنت لَهُ فدَاء) (كأنّا بِابْن خَوْلةَ عَن قليلٍ ... وربُّ الْعَرْش يفعل مَا يَشَاء)

(يهزّ دُوين عينِ الشَّمْس سَيْفا ... كَلمعِ الْبَرْق أخلْصه الْجلاء) (يشبّه وجهُه قمراً منيراً ... تضيء لَهُ إِذا طلع السَّمَاء) (فَلَا يخفى على أحدٍ بصيرٌ ... وَهل بالشمس ضاحيةً خَفَاء) ) (هُنَالك تعلم الأحزابُ أنّا ... ليوثٌ لَا يُنَهْنهِنا الكِفاء) (فنُدرك بالذحول بني أمَيٍّ ... وَفِي ذَاك الذحول لَهُم فنَاء) قَالَ الصولي حَدثنَا العلالي حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي حَدثنِي أبي قَالَ سَمِعت أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن عَطاء يَقُول لما مَاتَ عمي مُحَمَّد بن الْخفية كنت حَاضرا فتوليته وغسلته وَصليت عَلَيْهِ وواريته فِي حفرته قَالَ عبد الله بن عَطاء فَسَأَلَنِي السَّيِّد الْحِمْيَرِي عَن هَذَا الحَدِيث فَحَدَّثته بِهِ فَقَالَ لي قد رجعت عَن قولي ثمَّ بَلغنِي أَنه قَالَ بعد ذَلِك من السَّرِيع (يَا عجبا لِابْنِ عطاءٍ روى ... وربّما صرّح بالمُنْكَرٍ) (عَن سيدّ النَّاس أبي جَعْفَر ... فَلم يقل صدقا وَلم يبرُرِ) (دفنتُ عمِّي ثمَّ غادرتُه ... حليفَ لِبْنٍ وترابٍ ثَري) (مَا قَالَ ذَا قطّ وَلَو قَالَه ... قُلْنَا انْتِفَاء من أبي جَعْفَر) وَقيل إِن اثْنَيْنِ تلاحيا فِي أَي الْخلق أفضل بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَحدهمَا أَبُو بكر وَقَالَ الآخر عَليّ فتراضيا بالحكم إِلَى أول من يطلع عَلَيْهِمَا فطلع عَلَيْهِمَا السَّيِّد الْحِمْيَرِي فَقَالَ الْقَائِل بِفضل عَليّ قد تنافرت أَنا وَهَذَا إِلَيْك فِي أفضل الْخلق بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت أَنا عَليّ فَقَالَ السَّيِّد وَمَا قَالَ هَذَا ابْن الزَّانِيَة فَقَالَ ذَاك لم أقل شَيْئا وَقَالَ الصولي حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله التَّمِيمِي حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه قَالَ قلت للفضل بن الرّبيع أَرَأَيْت السَّيِّد الْحِمْيَرِي قَالَ نعم ولعهدي بِهِ بَين يَدي الرشيد وَقد ولي الْخلَافَة وَقد رفع إِلَيْهِ أَنه رَافِضِي وَهُوَ يَقُول إِن كَانَ الرَّفْض حبكم يَا بني هَاشم وتقديمكم على سَائِر الْخلق فَمَا أعْتَذر وَلَا أزول عَنهُ وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَمَا أَقُول بِهِ ثمَّ أنْشدهُ من الهزج (شجاك الحيُّ إِذْ بانوا ... فدمْعُ العينِ تهتانُ) (كأنّي يومَ ردُّوا العِي ... س للرحلة نشوانُ) (وَفَوق العيس إذْ ولّوا ... مَهىً حورٌ وغَزلانُ) (إِذا مَا قُمنَ فالأعْجا ... ز فِي التَّشْبِيه كُثْبانُ) (وَمَا جَازَ إِلَى الْأَعْلَى ... فأقمارٌ وأغصانُ) وَمِنْهَا) (عليٌّ وَأَبُو ذَرٍّ ... ومقدادٌ وسَلْمانُ)

(وعبّاسٌ وعمّارٌ ... وَعبد الله إخوانُ) (دعوا فاستودعوا علما ... فأدَّوْهُ وَمَا خانوا) (أدينُ اللهَ بالدّين ال ... ذِي كَانُوا بِهِ دانوا) مِنْهَا (فحُبّي لَك إيمانٌ ... ومَيلي عَنْك كُفرانُ) (فعدَّ القومُ ذَا رفضاً ... فَلَا عَدُّوا وَلَا كَانُوا) قَالَ فلعهدي بالرشيد وَقد ألطف لَهُ وَوَصله وبره جمَاعَة من الهاشميين وأتانا بعد هَذَا بقليلٍ مَوته لما استقام الْأَمر لأبي الْعَبَّاس السفاح خطب يَوْمًا فَأحْسن الْخطْبَة فَلَمَّا نزل عَن الْمِنْبَر قَامَ إِلَيْهِ السَّيِّد فأنشده من السَّرِيع (دونكموها يَا بني هاشمٍ ... فجدِّدوا من آيها الطامِسا) (دونكموها فالبَسوا تاجها ... لَا تَعْدموا منكمْ لَهَا لابِسا) (دونكموها لَا علا كَعْبُ من ... أَمْسَى عَلَيْكُم مُلكها نافسا) (خلَافَة الله وسلطانه ... وعنصر كَانَ لكم دارسا) (قد ساسها قبلكُمُ ساسةٌ ... لم يتْركُوا رَطْباً وَلَا يَابسا) (لَو خُيّر المنبرُ فرسانَه ... مَا اخْتَار إلاّ منكُمُ فَارِسًا) (فلستُ من أَن تمْلِكوها إِلَى ... هبوط عِيسَى منكمُ آيسا) فَقَالَ السفاح سل حَاجَتك فَقَالَ ترْضى عَن سُلَيْمَان بن حبيب بن الْمُهلب وتوليه الأهواز فَأمر بذلك وَأَن يكْتب عَهده وَيدْفَع إِلَى السَّيِّد فَأَخذه وَقدم بِهِ عَلَيْهِ فَلَمَّا وَقعت عينه عَلَيْهِ أنْشدهُ من المتقارب (أَتَيْنَاك يَا قَرْمَ أهل الْعرَاق ... بِخَير كتابٍ من القائمِ) (أَتَيْنَاك من عِنْد خير الأنا ... م ذَاك ابْن عمّ أبي القاسمِ) (يولِّيك فِيهِ جسامَ الْأُمُور ... فَأَنت صَنِيع بني هاشمِ) (أَتَيْنَا بعهدك من عِنْده ... على من يليك من العالَمِ) فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان شرِيف وشافع وشاعر ووافد ونسيب سل حَاجَتك فَقَالَ جَارِيَة فارهة جميلَة) وَمن يخدمها وبدرة دَرَاهِم وحاملها وَفرس رائع وسائسه وتخت من صنوف الثِّيَاب وحامله قَالَ قد أمرت لَك بِجَمِيعِ مَا سَأَلت وَهُوَ لَك عِنْدِي فِي كل سنة قَالَ أَبُو رَيْحَانَة وَكَانَ السَّيِّد قَالَ لما حَضرته الْوَفَاة جَاءَنَا وليه فَقَالَ هَذَا وَإِن كَانَ مخلطاً فَهُوَ من أهل التَّوْحِيد وَهُوَ جاركم فادخلوا إِلَيْهِ فلقنوه الشَّهَادَة قَالَ فَدَخَلْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ قَالَ فَقُلْنَا لَهُ قل لَا إِلَه

المنصور العبيدي

إِلَّا الله قَالَ فاسود وَجهه وَفتح عَيْني قَالَ ثمَّ قَالَ لنا وَحيِلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتهون قَالَ وَخَرجْنَا فَمَاتَ من سَاعَته 3 - (الْمَنْصُور العبيدي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبيد الله أَبُو الطَّاهِر الْمَنْصُور ابْن الْقَائِم ابْن الْمهْدي صَاحب إفريقية أحد الْخُلَفَاء الباطنية بَايعُوهُ يَوْم توفّي أَبوهُ الْقَائِم ولقب الْمَنْصُور وَكَانَ أَبوهُ قد ولاه محاربة أبي يزِيد مخلد الْخَارِجِي الإباضي وَكَانَ أَبُو يزِيد مَعَ كَونه سيء الِاعْتِقَاد زاهداً قَامَ غَضبا لله تَعَالَى لما انتهك هَؤُلَاءِ الحرمات وَكَانَ يركب حمارا ويلبس الصُّوف وَقَامَ مَعَه خلق كثير فحاربه الْقَائِم مراتٍ وَاسْتولى على جَمِيع مدن القيروان وَلم يبْق للقائم المهدية فنازلها أَبُو يزِيد فَهَلَك الْقَائِم فِي الْحصار وَقَامَ الْمَنْصُور هَذَا وأخفى مَوته ونهض لنَفسِهِ وصابر أَبَا يزِيد حَتَّى رَحل عَن المهدية وَنزل سوسة يحاصرها فَخرج إِلَيْهِ الْمَنْصُور والتقيا على سوسة فَهَزَمَهُ ووالى وثلاثمائة فَمَاتَ بعد أسره بأَرْبعَة أَيَّام من جراح كَانَت بِهِ فَأمر بسلخه وحشا جلده قطناً وصلبه وَبني مدينته مَوضِع الْوَقْعَة وسماها المنصورية واستوطنها وَكَانَ الْمَنْصُور رابط الجأش وثلاثمائة من المنصورية إِلَى جَلُولَاء ليتنزه بهَا وَمَعَهُ حظيته قضيب وَكَانَ مغرماً بهَا فَأمْطر الله عَلَيْهِم بردا كثيرا وسلط عَلَيْهِم ريحًا عَظِيمَة فَخرج مِنْهَا إِلَى المنصورية فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْبرد فأوهن جِسْمه وَمَات أَكثر من مَعَه وَوصل إِلَى المنصورية فاعتل بهَا وَمَات يَوْم الْجُمُعَة آخر شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَكَانَ سَبَب علته أَنه لما وصل المنصورية أَرَادَ دُخُول الْحمام فَنَهَاهُ طبيبه إِسْحَاق بن سُلَيْمَان الإسرائيلي فَلم يقبل مِنْهُ وَدخل الْحمام ففنيت الْحَرَارَة الغريزية ولازمه السهر فَأقبل إِسْحَاق يعالجه والسهر باقٍ على حَاله فَاشْتَدَّ ذَلِك على الْمَنْصُور فَقَالَ لبَعض خدمه أما بالقيروان طَبِيب يخلصني من هَذَا فَقَالَ هَا هُنَا شَاب قد نَشأ يُقَال لَهُ إِبْرَاهِيم فَأمر بإحضاره فَحَضَرَ فَعرفهُ حَاله وشكا إِلَيْهِ مَا بِهِ فَجمع لَهُ شَيْئا ينومه وَجعله فِي قنينة على النَّار وكلفه شمها فَلَمَّا أدمن شمها نَام فَخرج إِبْرَاهِيم مَسْرُورا بِمَا فعل) وَجَاء إِسْحَاق إِلَيْهِ فَقَالُوا إِنَّه نَائِم فَقَالَ إِن كَانَ صنع لَهُ شَيْء ينَام بِهِ فقد مَاتَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ مَيتا فأرادوا قتل إِبْرَاهِيم فَقَالَ إِسْحَاق مَا لَهُ ذَنْب فَإِنَّمَا داواه بِمَا ذكره الْأَطِبَّاء غير أَنه جهل أصل الْمَرَض وَمَا عرفتموه ذَلِك

الصفار صاحب المبرد

أَنِّي كنت أعَالجهُ وَأنْظر فِي تقويه الْحَرَارَة الغريزية وَبهَا يكون النّوم فَلَمَّا عولج بِمَا يطفئها علمت أَنه قد مَاتَ وَدفن الْمَنْصُور بالمهدية 3 - (الصفار صَاحب الْمبرد) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن صَالح بن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ أَبُو عَليّ الصفار صَاحب الْمبرد صُحْبَة اشْتهر بهَا روى عَنهُ وَسمع الْكثير وَكَانَ أخبارياً نحوياً ثِقَة وَكَانَ متعصباً لمَذْهَب السّلف عَاشَ دهراً وَصَارَ مُسْند الْعرَاق صَامَ أَرْبَعَة وَثَمَانِينَ رَمَضَان وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَهُوَ صَاحب الْملح وَمن شعره من الطَّوِيل (إِذا زرتكم لُقيِّتُ أَهلا ومرحباً ... وَإِن غبتُ حولا لَا أرى منكمُ رسُلا) (وَإِن جِئْت لم أعدَمْ أَلا قد جفوتنا ... وَقد كنتَ زَوّاراً فَمَا بالنُا نُقْلى) (أَفِي الْحق أَن أرْضى بذلك منكُمُ ... بل الضيمُ أَن أرْضى بذا مِنْكُم فِعلا) (ولكنّني أُعطي صفاء مودّتي ... لمن لَا يرى يَوْمًا عليّ لَهُ الفضْلا) (وأستعمل الْإِنْصَاف فِي النَّاس كلّهم ... فَلَا أصِلُ الجافي وَلَا أقطع الحبلا) (وأخضع لله الَّذِي هُوَ خالقي ... وَلنْ أعطيّ الْمَخْلُوق من نَفسِي الذلاّ) 3 - (رَاوِي الصَّحِيح عَن الْفربرِي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَاجِب أَبُو عَليّ الكشاني روى الصَّحِيح عَن الْفربرِي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة 3 - (الوثابي الشَّاعِر) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو طَاهِر الْأَصْبَهَانِيّ الوثابي

الدهان النيسابوري

الشَّاعِر بتَشْديد الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة أضرّ آخر عمره وافتقر وَقيل إِنَّه كَانَ يخل بالصلوات وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة قَالَ السَّمْعَانِيّ مَا رَأَيْت أسْرع بديهةً مِنْهُ فِي النثر وَالنّظم دخلت عَلَيْهِ دَاره بأصبهان واقترحت عَلَيْهِ رِسَالَة فَقَالَ لي خُذ الْقَلَم واكتب وأملي عَليّ فِي الْحَال بِلَا ترو وَلَا تفكر كأحسن مَا يكون وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده الأكرم مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل فِي مَكَانَهُ من حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى ومنت شعره من الطَّوِيل) (أشاعوا فَقَالُوا وقفةٌ ووداعُ ... وزُمَّت مطايا للرحيل سِراعُ) (فقلتُ وداعٌ لَا أُطِيق عيانَه ... كفاني من الْبَين المُشِتِّ سماعُ) (وَلم يملك الكتمانَ قلبٌ ملكتَه ... وَعند النَّوَى سرُّ الكتوم مُذاعُ) وَمِنْه فِي المقص من الْكَامِل (مَا طائرٌ يَحْكِي لمبصره ... مَهْما غَدا لجناحه نَشْرُ) (ميمَين أوصلتا بلام ألفٍ ... ويُعدّ نونات بهَا عَشْرُ) وَكَانَ يظنّ بِهِ نوع من الخبل فَقَالَ من الطَّوِيل (ولمّا رأيتُ الْعقل كَاد يُميتني ... جعلتُ جنوني جُنّةً فحييتُ) 3 - (الدهان النَّيْسَابُورِي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَبدُوس الدهان أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي أنْفق مَاله على الْأَدَب وَتقدم فِيهِ وبرع فِي علم اللُّغَة والنحو وَالْعرُوض وَأخذ عَن صَاحب الصِّحَاح إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد واستكثر مِنْهُ وَكتب الصِّحَاح بِخَطِّهِ واختص بالأمير أبي الْفضل الميكالي ومدحه بِشعر كثير ثمَّ أَتَى الزّهْد والإعراض عَن أَعْرَاض الدُّنْيَا وَقَالَ لما أزمع الْحَج من الوافر (أتيتُكَ رَاجِلا ووددت أنّي ... ملكتُ سَواد عَيْني أمتطيه) (وَمَا لي لَا أَسِير على المآقي ... إِلَى قبرٍ رسولُ الله فِيهِ) وَقَالَ أيضاُ من الْبَسِيط (عبدٌ عصى ربَّه ولكنْ ... لَيْسَ سوى واحدٍ يقولُ) (إِن لم يكن فعله جميلاً ... فإنّما ظنُّه جميلُ) وَقَالَ أَيْضا من الوافر (نصحتُك يَا أَبَا إسحاقَ فاقبلْ ... فإنّي ناصحٌ لَك ذُو صداقَةْ) (تعلَّمْ مَا بدا لَك من علومٍ ... فَمَا الإدبار إلاّ فِي الوِراقَه) 3 - (القمي النَّحْوِيّ) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد القمي النَّحْوِيّ ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب الفهرست وَقَالَ لَهُ من التصانيف كتاب الْهمزَة كتاب الْعِلَل

عصابة الجرجرائي

3 - (عِصَابَة الجرجرائي) ) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن حَاتِم الباذامي أَبُو إِسْحَاق الشَّاعِر الملقب عِصَابَة من أهل جرجرايا وَقَالَ الصولي اسْمه إِبْرَاهِيم بن باذام وَهُوَ كثير الشّعْر متسف الْأَلْفَاظ وَكَانَ يتشيع ويهجو العباسيين ومدح جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَأخذ ثوابهم هجا بعض عُمَّال بَغْدَاد فَلم تطل الْمدَّة حَتَّى ولي هَذَا الْعَامِل جرجرايا فَلَمَّا دَخلهَا أصَاب صبرَة ضخمةً من الشّعير لعصابة الجرجرائي ارْتَفَعت إِلَى حق الدِّيوَان وَقَالَ هجانا عِصَابَة بالشعر فهجوناه بِالشَّعِيرِ وَمن شعره يمدح إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المصعبي من الْكَامِل (ألمتَ بالخَبْتين أوْ لَمْ تُلممِ ... فدموعُ عَينِك رُجَّعٌ لم تسجمِ) يَقُول فِيهَا (إسحاقُ إنّ الدَّهْر هِرْتٌ شَدْقه ... وعَدا ليأكلني بنابَيْ ضَيْغَمِ) (فاعْتَذْتُ باسْمك مِنْهُ فاستقللتهُ ... فانْصاع مُنْهَزِماً وَمَا من مَهزمِ) (وَمضى إِلَى حَدثَانه متظلِّماً ... لَا زلتَ تَظْلِمُه وَإِن لم تَظلِمِ) (وَأَنا الجديدُ من الصَّنَائِع فافتضضْ ... بِكْراً شكرا بشيبٍ مهرمِ) قلت كل شعره من هَذَا النمط الْمَرْدُود والخاطر المكدود لَا بَارك الله فِيهِ 3 - (الْحَافِظ الجوجي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل بن عَليّ بن أَحْمد بن طَاهِر أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي جَعْفَر الْحَافِظ الْمَعْرُوف بجوجي وَهُوَ العصفور بِلِسَان أهل أَصْبَهَان كَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأَدب وَله المصنفات الْحَسَنَة فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَله الْقدَم الثَّابِت فِي الْحِفْظ والإتقان والورع والزهد سمع الْكثير بأصبهان من أبي عمروٍ عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مَنْدَه وَأبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزا وَأبي مَسْعُود سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن زِيَاد وخلقٍ كثير وَسمع بِبَغْدَاد الشريف أَبَا نصرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزينيبي وأخاه طراداً وَأَبا الْحُسَيْن عَاصِم بن الْحسن بن عَاصِم وَجَمَاعَة دونهم وَسمع بنيسابور أَبَا بكر أَحْمد بن عَليّ بن خلف الشِّيرَازِيّ وَأَبا المظفر مُوسَى بن عمرَان الصُّوفِي وَجَمَاعَة ثمَّ قدم بَغْدَاد ثَانِيًا وَحدث بهَا وَحج وجاور بِمَكَّة سنة وَعَاد إِلَى بَلَده مُقيما إِلَى حِين وَفَاته مشتغلاً بِالْحَدِيثِ والإملاء والتصنيف وَالْعِبَادَة وَقَالَ أَحْمد الأسواري الَّذِي تولى غسله وَكَانَ ثِقَة إِنَّه أَرَادَ أَن ينحي عَن سوءته الْخِرْقَة فجذبها الشَّيْخ إِسْمَاعِيل من يَده وغطى بهَا) فرجه فَقَالَ الْغَاسِل أحياةٌ بعد موت توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

أبو الوليد الكاتب الإشبيلي

3 - (أَبُو الْوَلِيد الْكَاتِب الإشبيلي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَامر بن حبيب أَبُو الْوَلِيد الْكَاتِب بإشبيلية لَهُ ولأبيه قدم فِي الْآدَاب والرياسة لَهُ كتاب فِي فضل الرّبيع مَاتَ أَبُو الْوَلِيد إِسْمَاعِيل قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره فِي الرّبيع من الْكَامِل (أبشِرْ فقد سفر الثَّرى عَن بِشْرِهِ ... وأتاك يَنْشُر مَا طوى من نَشْرِهِ) (متحصِّناً من حُسنه فِي مَعقْلٍ ... عَقَل العيونَ على رِعَايَة زَهرِهِ) (فضّ الربيعُ خِتامَه فَبَدَا لنا ... مَا كَانَ من سَرّائه فِي سرِّهِ) (من بعد مَا سحب السحابُ ذيولَه ... فِيهِ ودَرَّ عَلَيْهِ أنْفَسَ درِّهِ) (فصلٌ كأنّ الحاجبَ ابْن محمدٍ ... ألْقى عَلَيْهِ مَسْحةُ من بِشْرهِ) 3 - (ابْن الاسفنجي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد اللَّخْمِيّ أَبُو إِبْرَاهِيم غلبت عَلَيْهِ كنيته وَيعرف بِابْن الإسفنجي كَانَ من كتاب الْخراج بالغرب قَالَ ابْن رَشِيق ناقد فِي علم الدِّيوَان مَشْهُور بِعَمَل الشّعْر متوسط الطَّبَقَة وَمِمَّا أورد لَهُ قَوْله من الْكَامِل (وَلَقَد وقفتُ بهَا أسائل رسمها ... تَسْآلَ مقروحٍ الجوانح مُثْكَلِ) (فرأيتُها مثل الْهلَال فَلَنْ تُرى ... فِي الشكّ إِلَّا بعد طول تأمُّلِ) (لله أيّام مضَتْ فِيهَا لنا ... لَو أنّها دَامَت وَلم تتحوّل) (أيّام كنت أروق كلّ خريدة ... تسبي الْعُقُول بغنج طرفٍ أكحلِ) (من كلّ آنسةٍ كأنّ حَدِيثهَا ... دُرٌّ جرى فِي سلكه لم يُوصَلِ) مِنْهَا فِي المديح (قاضٍ إِذا أمضى بديهةَ قَوْله ... فَهِيَ السِّراج لكلِّ أمرٍ مُشْكلِ) (راضتْ تجارِبُه الزَّمَان وراضها ... فاقتاد أصعَبهَ برأيٍ فيَصلِ) (جَعَل السماح شعاره ودِثاره ... فيمينه وشِماله كالشَمْالِ) (يلقى العُفاةَ ببشْره ونواله ... وبياضِ غُرّة وَجهه المتهلّل) 3 - (ابْن البوقا الْوَزير اليمني) ) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الشَّيْخ اليمني الْمَعْرُوف بِابْن البوقا وزر لجياش بن نجاح أحد مُلُوك الْيمن ثمَّ لأولاده الفاتك والمنصور وَعبد الْوَاحِد وَمَا مِنْهُم إِلَّا من قدمه وعظمه وأكرمه وَكَانَ فِي نَفسه سيداً جليل الْقدر سَمحا بِمَالِه وجاهه حكى عمَارَة اليمني أَنه لَقِي أَوْلَاده سَعْدا وسعيداً وَعبد الْمفضل وَعبد المحسن بزبيد وَلَهُم النباهة والوجاهة وَبعد الصيت وَشعر الشَّيْخ إِسْمَاعِيل كثير مَوْجُود بِالْيمن 3 - (وَمِنْه من الْخَفِيف)

ومنه من الكامل

(عِنْد روض الرّبيع لي أوتارُ ... تقتضيها الصهباءُ والأوتارُ) 3 - (وَمِنْه من الْكَامِل) (يَا طاوِيَ الفلوات طَيّ المَدرجِ ... عُجْ نَحْو منُعرج الْكَثِيب وعَرِّجِ) 3 - (قوام السّنة الْجَوْزِيّ) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْفضل بن عَليّ بن أَحْمد بن طَاهِر الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو الْقَاسِم التَّيْمِيّ الطلحي الْمَعْرُوف بالجوزي بِضَم الجين وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا زَاي الملقب بقوام السّنة ولد سنة سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة سمع كثيرا بعدة بِلَاد وجاور بِمَكَّة وصنف التصانيف وأملي وَتكلم فجرح وَعدل روى عَنهُ السَّمْعَانِيّ وَابْن عَسَاكِر وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَجَمَاعَة وَهُوَ إِمَام فِي التَّفْسِير والْحَدِيث واللغة وَالْأَدب عَارِف بالمتون والأسانيد طول الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (برهَان الدّين الأبذي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يُوسُف برهَان الدّين أَبُو إِبْرَاهِيم الأندلسي الأبذي بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتحهَا وَبعدهَا ذال الْمُعْجَمَة سمع بِدِمَشْق من ابْن طبرزذ وبمكة وَأم بالصخرة وَكَانَ فَاضلا صَالحا شَاعِرًا توفّي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة أخبر عَن بعض الْأَوْلِيَاء المجاورين بِبَيْت الْمُقَدّس أَنه سمع هاتفاً يَقُول لما خرب الْقُدس من الْخَفِيف (إِن يكن بِالشَّام قَلَّ نصيري ... ثمّ خُرِّبْتُ واستمرَّ هلوكي) (فَلَقَد أثبْتَ الغداةَ خرابي ... سَمَر العارِ فِي حَيَاة الْمُلُوك) 3 - (الكوراني الزَّاهِد) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد ابْن أبي بكر بن خسرو أَبُو مُحَمَّد الكوراني الزَّاهِد الْقدْوَة كَانَ أحد الْمَشَايِخ) الْمَشْهُورين بالزهد والورع صَاحب معاملةٍ وخشية يطْلب مِنْهُ الدُّعَاء توفّي بغزة سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَهُوَ قافل من مصر إِلَى الْقُدس وَكَانَ كثير التَّحَرِّي يسْأَل الْعلمَاء عَمَّا يشكل عَلَيْهِ فِي دينه رَحمَه الله 3 - (نَفِيس الدّين الْحَرَّانِي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَدَقَة الْعدْل الرئيس نَفِيس الدّين الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي نَاظر الْأَيْتَام ولد سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسمع الْمُوَطَّأ من مكرم وَحدث وَسمع بِنَفسِهِ من ابْن مسلمة وَغَيره وَله دَار مليحة برصيف دمشق وَقفهَا دَار حديثٍ وَولى مشيختها تَاج الدّين الجعبري وَقَرَأَ بهَا الشَّيْخ علم الدّين البرزالي وَنزل بهَا الشَّيْخ أَبُو الْحسن الختني وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة

مجد الدين الحراني الحنبلي

3 - (مجد الدّين الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الشَّيْخ الصَّالح شيخ الْحَنَابِلَة مجد الدّين الْحَرَّانِي قدم دمشق شَابًّا واشتغل وبرع فِي الْمَذْهَب وَأخذ عَن ابْن أبي عمر وَابْن عبد الْوَهَّاب وَالْفَخْر البعلي وَابْن المنجا وَسمع من ابْن الصَّيْرَفِي وعدة وَكَانَ بَقِيَّة السّلف ذَا إخلاص وورع وهضم لنَفسِهِ تخرج بِهِ أَئِمَّة وَكَانَ رَأْسا فِي الْفِقْه يُعِيد فِي مدارس تلامذته عَاشَ ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة وشيعه خلق وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة 3 - (ابْن مكنسة الاسكندري) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد أَبُو الطَّاهِر الْمَعْرُوف بِابْن مكنسة الاسكندري أورد لَهُ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي الحديقة من الطَّوِيل (أعاذِلُ مَا هَبًّت رياحُ ملامةٍ ... بِنَار هوى إلاّ وزادت تضرُّما) (فكِلْني إِلَى عينٍ إِذا جفَّ مَاؤُهَا ... رَأَتْ من حُقُوق الحبّ أَن تذرف الدما) (فكم عبرةٍ أعطتْ غرامي زِمامها ... عشَّيةَ أعملنَ المطيَّ المزمَّما) (وَللَّه قَلبٌ قارعتُه همومُه ... فَلم يبْق حَدٌّ مِنْهُ إلاّ تثلَّما) وَأورد لَهُ أَيْضا من الْكَامِل (رَقَّت مَعاقِدُ خَصْرِه فكأنّها ... مشتقّةٌ من عقده وتجلّدي) (وتجمدّتْ أصداغه فكأنّها ... مسروقةٌ من خَلْقه المتجعْد) ) (مَا بالهُ يجفو وَقد زعم الورى ... أنَّ الندى يختصّ بِالْوَجْهِ الندي) (لَا تخدعنّكَ وجنةٌ محمرّةٌ ... رقّت فَفِي الْيَاقُوت طبع الجَلْمدِ) وَأورد لَهُ أَيْضا من الطَّوِيل (فَتى عاقدٌ بِحسن فَعاله ... فَمَا عِنْده لي يَقْتَضِي مَا لَهُ عِنْدِي) (تغيرّ أخلاقُ الزَّمَان وأهِله ... وتلقاه أرْسَى من ثَبيرٍ على العهدِ) وَأورد لَهُ أَيْضا من الْكَامِل (صيرَّ تمونا يَا بني ... بكْجور عُشّاقاً بِشِدَّهْ) (لكم الْولَايَة فِي الْهوى ... أمرٌ أَرَادَ الله عَقْدَهْ) (مَا قَامَ مِنْكُم قائمٌ ... إِلَّا وَكَانَ الحُسن جنُدهْ) (مَا يلتحي حَتَّى ين ... صَّ على وليّ الْعَهْد بعدَهْ) وَأورد أَيْضا من الْكَامِل (يُعطيك مبتدياً لَدَى سرَائه ... ويضاعف الْإِعْطَاء فِي ضرّائهِ)

ومنه من الرمل

(بِتْ جارَه فالعيش تَحت ظلاله ... واستسْقهِ فالبحر من أنوائهِ) (يَلقْى الخطوبَ بِمِثْلِهَا من صبره ... والباتراتِ بِمِثْلِهَا من رائهِ) (فالطودُ حاسدُ حلمِهِ وأناتِه ... وَالسيف حاسدُ بأسه ومضائه) وَمن شعره من الْبَسِيط (هذي القوافي لَهَا صروف ... وجودُك النَّاقِد البصيرُ) (مَعْرُوفك الشَّمْس لَيْسَ تخفى ... وإنّما حظّيَ الضريرُ) 3 - (وَمِنْه من الرمل) (لستُ بالداعي لخِلٍّ أبدا ... أَن يزيدَ الله فِي مقدرتِهْ) (حذرا أَن يطمح الدهرّ بِهِ ... فأذُمَّ الدهرَ فِي معرفتِهْ) 3 - (الصَّالح أَبُو الخيش) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْملك الصَّالح عماد الدّين أَبُو الخيش ابْن الْملك الْعَادِل هُوَ صَاحب بعلبك وبصري وَملك دمشق بعد موت أَخِيه الْأَشْرَف وخلع على الْأُمَرَاء وَبَقِي أَيَّامًا فَلم يلبث أَن نَازل الْكَامِل أَخُوهُ دمشق فَأَخذهَا مِنْهُ فَعَاد هُوَ إِلَى بعلبك ثمَّ هجم هُوَ والمجاهد) صَاحب حمص على دمشق وملكها سنة سبع وَثَلَاثِينَ وبدت مِنْهُ هَنَات واستعان بالفرنج على حَرْب أَخِيه وَأَعْطَاهُمْ حصن الشقيف ثمَّ أخذت مِنْهُ دمشق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَعَاد إِلَى بعلبك فَلم يقر لَهُ قَرَار والتفت عَلَيْهِ الخوارزمية وتمت لَهُ خطوب فالتجأ إِلَى حلب وراحت مِنْهُ بصرى وبعلبك وَبَقِي فِي خدمَة ابْن أَخِيه النَّاصِر فَلَمَّا سَار النَّاصِر لأخذ مصر مَعَ الصَّالح أسر الصَّالح فِي من أسر وَحبس بِالْقَاهِرَةِ ومروا بِهِ أَسِيرًا على تربة ابْن أَخِيه الصَّالح نجم الدّين فصاحت البحرية وهم غلْمَان نجم الدّين يَا خوند أَيْن عَيْنك تبصر عَدوك ثمَّ أَخْرجُوهُ من القلعة لَيْلًا ومضوا بِهِ إِلَى الْجَبَل فَقَتَلُوهُ هُنَاكَ وعفي أَثَره وَكَذَلِكَ فعل هُوَ بالجواد وَكَانَ أَبوهُ الْعَادِل كثير الْمحبَّة لأمه وَهِي من أحظى حظاياه وَلها مدرسة وتربة بِدِمَشْق وَفِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ عزل الصَّالح عز الدّين ابْن عبد السَّلَام عَن خطابة دمشق وحبسه وَحبس أَبَا عَمْرو ابْن الْحَاجِب لِأَنَّهُمَا أنكرا عَلَيْهِ فعله وإعطاءه الشقيف لصَاحب صيدا ثمَّ أطلقهما بعد مُدَّة وألزمهما بيوتهما وَولى الْعِمَاد ابْن خطيب بَيت الْآبَار وَكَانَت قتلته بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَفِيه يَقُول أَحْمد بن الْمعلم من السَّرِيع

عماد الدين ابن القيسراني

(ضيَّع إِسْمَاعِيل أَمْوَالنَا ... وخرّب المَعْنى بِلَا مَعْنى) (وَرَاح من جِلِّق هَذَا جزا ... منَ أفقر النَّاس وَمَا اسْتغنى) 3 - (عماد الدّين ابْن القيسراني) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله القَاضِي عماد الدّين أَبُو الْفِدَاء ابْن القَاضِي شرف الدّين ابْن الصاحب فتح الدّين ابْن القيسراني قد مضى ذكر أَبِيه وجده كَانَ حسن المحاضرة يمِيل إِلَى الصلحاء وَيَقْضِي حوائجهم ويتلطف لَهُم وينتمي إِلَيْهِم ويروي من كراماتهم شَيْئا كثيرا لَو أَرَادَ أَن يتحدث فِي ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام بلياليها لفعل وَكَانَ خيرا دينا مقصداً عصبياً لمن يَقْصِدهُ فِي حَاجَة أَو ينزلها بِهِ كَانَ موقع الدست أَولا بِبَاب السُّلْطَان ثمَّ تولى كِتَابَة السِّرّ بحلب فَتوجه إِلَيْهَا وعملها على القالب الجائر فَضَاقَ عطن النَّائِب ألطنبغا مِنْهُ وَعمل عَلَيْهِ وأوهم أعداؤه عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير مِنْهُ فاتفق مَعَهم على عَزله فَنقل هُوَ أَوْلَاده إِلَى دمشق هُوَ موقع الدست وولداه فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى فِي آخر الْأَمر يعظمه كثيرا وَيَقُول فِي الْمجْلس مَا هُنَا مصري إِلَّا أَنا وَأَنت روى عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيره وَحدث بِدِمَشْق وَكَانَ بِمصْر قد تزوج ببنت الصاحب تَاج الدّين) ابْن حنا فاتفق أَن وَقع بَينهمَا فَجَاءَت إِلَيْهِ دايتها وَقَالَت لَهُ يَا قَاضِي مَا تعرف من قدامك ذِي إِلَّا بنت الْمُقَوْقس فَقَالَ لَهَا وَأَنا الآخر ابْن خَالِد بن الْوَلِيد وَكَانَ محظوظاً من النِّسَاء وَعَلِيهِ أنس وَله حَرَكَة فِي السماع هَذَا لما كَانَ بِمصْر ثمَّ توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة بِدِمَشْق رَحمَه الله تَعَالَى وَلما توفّي بِدِمَشْق كنت بِمصْر فَكتبت إِلَى وَلَده القَاضِي شهَاب الدّين أعزيه بِكِتَاب مِنْهُ من الْخَفِيف (أيًّ خطبٍ بِهِ تلظّى فُؤَادِي ... وأسال الدموعَ مثلَ الغوادي) (وَأعَاد الْحمام ينْدب شجواُ ... فَوق فرع الأراكة الميّادِ) (وكسا الأنجمَ الزواهر طُرّاً ... فِي ظلام الدجي ثِيَاب الحِدادِ) مِنْهَا (فِيهِ نظمي يَخُوض فِي كلّ بَحر ... وفؤادي يهيم فِي كلّ وادِ) (آه كَيفَ الْقَرار فَوق فراشٍ ... ملأته الأحزانُ خرط القّتاد) (كَيفَ تلتذّ بالمنام جفونٌ ... قد محاها البكى وَطول السهاد) (كَيفَ لَا تلتظي دمشقُ وَلَوْلَا ... هـ لما سُمِّيتْ بِذَات الْعِمَاد) مِنْهَا (حملوه على الرّقاب وَلَكِن ... بَعْدَمَا أثقل الوَرَى بالأيادي) (من كرامٍ راقتْ مَعَاني عُلاهم ... وتغَنَّى بمدحهم كلُّ شاد)

الصالح ابن الناصر

(نَسَبٌ باهِرُ السنا خالديٌّ ... قد تَسَاوَت غاياتهُ والمبادي) مِنْهَا (يتَرَاءَى فِي الدست بَين جلالٍ ... وجمالٍ وسؤدد وسداد) (فتواقيعهُ ترَاهَا طرازاً ... رُمي الروضُ عِنْدهَا بالكساد) (وبأقلامه يُسرّ المُوالي ... إِن يَرَاهَا كَمَا يُساء المعُادي) 3 - (الصَّالح ابْن النَّاصِر) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك الصَّالح ابْن الْملك النَّاصِر ابْن الْملك الْمَنْصُور عماد الدّين أَبُو الْفِدَاء كَانَ خير الْإِخْوَة لما اخْتلف النَّاس أَيَّام النَّاصِر أَحْمد عِنْدَمَا توجه من الْقَاهِرَة وَأقَام بالكرك قَالَ الْأَمِير بدر الدّين جنكلي ابْن البابا وَقد اجْتمع الْأُمَرَاء الْمَشَايِخ والأمراء الخاصكية) طلبا لإِقَامَة سلطانٍ يَا أُمَرَاء يَعْنِي الخاصكية أَنْتُم أُمَرَاء وكبار وأصهار السُّلْطَان وَأَزْوَاج بَنَاته وَأَنْتُم أخبر بأولاد أستاذكم أبصروا من كَانَ فيهم دينا عَاقِلا ولوه عَلَيْكُم فَقَالُوا هَذَا سَيِّدي إِسْمَاعِيل فأقامه الْأَمِير بدر الدّين وَأَجْلسهُ على الْكُرْسِيّ وَحلف لَهُ وَحلف الْأُمَرَاء والعسكر جَمِيعه وجهز الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الصلاحي إِلَى دمشق ليحلف الْأُمَرَاء وَاسْتقر أَمر النَّاس على خيرٍ وَكَانَ ذَلِك يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشري الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي رَابِع ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ شكلاً حسنا حُلْو الْوَجْه أَبيض بصفرة وعَلى خَدّه شامة فِيهِ خير وتلاوة وَلكنه لما تولى الْملك استولى النِّسَاء عَلَيْهِ وَمَال إلَيْهِنَّ وَتزَوج ابْنة شهَاب أَحْمد بن بكتمر الساقي الَّتِي من بنت نَائِب الشَّام تنكز ثمَّ تزوج بابنة الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر الناصري نَائِب الشَّام وَكَانَ يمِيل إِلَى السودَان من النِّسَاء وَكَانَ يؤثرهن وَكَانَ الْمُدبر لدولته الْأَمِير سيف الدّين أرغوني العلائي الْمُقدم ذكره فِي مَكَانَهُ وَلما تولى الْملك أقرّ الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر السلاري نَائِب النَّاصِر أَحْمد أَخِيه على نِيَابَة مصر ثمَّ أمْسكهُ وَولى النِّيَابَة للأمير سيف الدّين الْملك الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ وادعاً سَاكِنا قَلِيل الشَّرّ رَحمَه الله تَعَالَى وَلما توفّي تولى الْملك أَخُوهُ وشقيقه الْكَامِل شعْبَان الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الشين الْمُعْجَمَة وَذَلِكَ بِوَصِيَّة مِنْهُ وَقلت أَنا مضمناً من الطَّوِيل (مضى الصالحُ المرجوّ للبأس والندى ... ومَن لم يزل يلقى المُنى بالمنائحِ) (فيا مُلكَ مصرٍ كَيفَ حالك بعده ... إِذا نَحن أثنينا عَلَيْك بصالحِ) 3 - (مجد الدّين السلَامِي) إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن ياقوت هُوَ الخواجا مجد الدّين السلَامِي كَانَ رجلا عَظِيما داهيةً ذَا عقل وافر وَحسن تلطفٍ ومداخلة للملوك وَهُوَ كَانَ السَّبَب فِي الصُّلْح بَين الْمُسلمين والتتار أَيَّام القان بو سعيد وَكَانَت لَهُ وجاهة زَائِدَة عِنْد السُّلْطَان الْملك

الصالح ابن نور الدين

النَّاصِر وَعند الْمغل لحسن تَأتيه وَمَا رَأَيْت مثله فِي النُّطْق السعيد الْمُنَاسب وَكَانَ إِذا سَافر إِلَى بِلَاد تبريز يُقيم بالأردو وَيكون مكابتات السُّلْطَان إِلَيْهِ والقماش والأصناف يُجهز من مصر إِلَيْهِ ليتصرف على مَا يرَاهُ من إهداء ذَلِك إِلَى أَعْيَان الأردو ثِقَة بمعرفته ودربته وَكَانَ لَهُ مماليك أقطعوا فِي الْحلقَة بِمصْر وَله راتب كَبِير على السُّلْطَان من اللَّحْم وَالْخبْز والكماج وَالشعِير وَالسكر والحلوى) والشمع وَغير ذَلِك لَعَلَّ ذَلِك يُقَارب الْمِائَة وَالْخمسين درهما فِي كل يَوْم وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان قَرْيَة أراق من بعلبك تغل فِي السّنة عشرَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَت لَهُ فِي الدولة وجاهةٌ وَكَانَ النشو يعظمه وَلَا يكَاد يُفَارِقهُ وَلما مَاتَ السُّلْطَان تغير عَلَيْهِ قوصون وتنكر لَهُ وَأخذ مِنْهُ مبلغ يسير وَمن أملاكه بِبِلَاد الشرق السلامية والماحوزة وزالمراوزة والمناصف ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن فِي تربته برّا بَاب النَّصْر بِالْقَاهِرَةِ 3 - (الصَّالح ابْن نور الدّين) إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود بن زنكي الْملك الصَّالح نور الدّين ابْن الشَّهِيد الْعَادِل نور الدّين سر بِهِ أَبوهُ وَخَتنه سنة تسع وَسِتِّينَ وزينوا دمشق يَوْم عيد الْفطر وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَتُوفِّي وَالِده نور الدّين بعد الْخِتَان بأيام وَحلف أُمَرَاء دمشق للصالح ابْنه هَذَا وَحضر السُّلْطَان صَلَاح الدّين من مصر ليَكُون مُدبر دولة هَذَا الصَّبِي فَوَقَعت الْفِتْنَة فِي حلب بَين السّنة والرافضة وَتوجه الصَّالح إِلَى حلب وَوصل صَلَاح الدّين إِلَى دمشق وَملك حمص ونازل حلب فَجَاءَت النجدة للصالح من ابْن عَمه صَاحب الْموصل فَرد صَلَاح الدّين إِلَى حماة والتقى صَلَاح الدّين بعز الدّين مَسْعُود فانكسر مَسْعُود فَرد صَلَاح الدّين إِلَى حلب وَأَعْطَاهُ المعرة وَكفر طَابَ وبارين وَأخذ صَلَاح الدّين منبج وعزاز ثمَّ نَازل حلب فبالغوا فِي جهاده فَلَمَّا مل صَالحهمْ وَخرجت لَهُ أُخْت الصَّالح وَهِي طفلة فَأطلق لَهَا عزاز لما طلبتها مِنْهُ وَكَانَ مُدبر حلب وَالِدَة الصَّالح وشاذ بخت وموفق الدّين خَالِد ابْن القيسراني فَمَرض الصَّالح بالقولنج جمعتين وَلما اشْتَدَّ بِهِ الْأَلَم وصف لَهُ الْأَطِبَّاء قَلِيل خمر فَقَالَ لَا أفعل حَتَّى أسأَل الْفُقَهَاء فَسَأَلَهُمْ فأنتوه وَسَأَلَ الْعَلَاء الكاشاني فأفتاه أَيْضا فَلم يقبل وَقَالَ إِن كَانَ الله قد قرب أَجلي أيؤخره شرب

أبو القاسم الإسماعيلي

الْخمر قَالَ لَا قَالَ فو الله لَا لقِيت الله وَقد فعلت مَا حرم عَليّ فَمَاتَ وَلم يشربه فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَلما اشْتَدَّ الْأَمر بِهِ أحضر الْأُمَرَاء وحلفهم لعز الدّين مَسْعُود صَاحب الْموصل فَقيل لَهُ لَو أوصيت إِلَى ابْن عمك عماد الدّين صَاحب سنجار فَإِنَّهُ صعلوك لَيْسَ لَهُ غير سنجار وَهُوَ تربية أَبِيك وَزوج أختك وَهُوَ شُجَاع كريم وَعز الدّين لَهُ من الْفُرَات إِلَى همذان فَقَالَ لَهُم لم يخف عني هَذَا وَلَكِن علمْتُم اسْتِيلَاء صَلَاح الدّين على الشَّام ومصر واليمن وعماد الدّين لَا يثبت لَهُ وَعز الدّين لَهُ العساكر وَالْأَمْوَال فَهُوَ أقدر على) حفظ حلب وَأثبت من عماد الدّين وَمَتى ذهبت حلب ذهب الْجَمِيع فاستحسنوا قَوْله وَكَانَت أَيَّامه ثَمَانِي سِنِين وشهوراً وَأقَام الحلبيون النوح عَلَيْهِ والمأتم وفرشوا الرماد فِي الْأَسْوَاق وَأَقَامُوا على ذَلِك مُدَّة لِأَنَّهُ كَمَا سمي صَالح عَادل منصف حسن السِّيرَة سلك أسلوب أَبِيه وَكَانَ شاذبخت الْخَادِم وَالِي القلعة فَكتب إِلَى عز الدّين مَسْعُود يُخبرهُ وَكَانَ تَقِيّ الدّين عمر بمنبج فَسَار عز الدّين عجلاً وَقطع الْفُرَات فَانْهَزَمَ تَقِيّ الدّين إِلَى حماة فأغلق أَهلهَا فِي وَجهه الْأَبْوَاب من جوره وصاحوا عز الدّين أتابك يَا مَنْصُور فلاطفهم وَأما عز الدّين فَصَعدَ إِلَى قلعة حلب وَاسْتولى على أموالها وذخائرها وَأحسن إِلَى الْأُمَرَاء فَقَالُوا لَهُ سر بِنَا إِلَى دمشق وَغَيرهمَا لنأخذها وَكَانَ صَلَاح الدّين قد عَاد إِلَى مصر فَقَالَ بَيْننَا عهود ومواثيق لَا يجوز الْعُدُول عَنْهَا وَأقَام بحلب مُدَّة وَعلم أَنه لَا طَاقَة لَهُ على حفظ الْموصل والجزيرة وحلب وَأَن شَوْكَة صَلَاح الدّين قَوِيَّة فَسَار إِلَى الرقة وراسل أَخَاهُ عماد الدّين فِي تَسْلِيم سنجار وتعويضه عَنْهَا بحلب لقرب سنجار من الْموصل وَقيل إِن عماد الدّين سَأَلَهُ ذَلِك وَقَالَ إِن لم تفعل أَعْطَيْت سنجار لصلاح الدّين فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَسَار عماد الدّين إِلَى حلب ودخلها فِي ثَالِث عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ صَلَاح الدّين أَولا قد يئس من حلب لما بلغه أَن عز الدّين أَخذهَا فَلَمَّا بلغه خبر عماد الدّين كتب إِلَى الْخَلِيفَة يَسْتَأْذِنهُ فِي الِاسْتِيلَاء على حلب وَيَقُول إِن الْجَمَاعَة الأتابكية يسعون فِي تَفْرِيق الْكَلِمَة ويستنهضون الفرنج لقتل الْمُسلمين ويستعينون بالإسماعيلية فَأذن لَهُ فِي ذَلِك فجَاء وملكها 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْإِسْمَاعِيلِيّ) إِسْمَاعِيل بن مسْعدَة بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس ابْن مرداس وَلَيْسَ بالسلمي أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْفضل الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ حفيد الإِمَام أبي بكر صَاحب الصَّحِيح كَانَ من الْأَئِمَّة الْكِبَار فِي الْفِقْه والْحَدِيث والوعظ والتقدم عِنْد الْمُلُوك مَعَ حسن الْأَخْلَاق وَكَمَال الْمُرُوءَة والصدق والثقة وَجَمِيل الطَّرِيقَة وَكَانَ يعظ ويُملي سمع أَبَاهُ وَعَمه أَبَا المعمر الْمفضل بن إِسْمَاعِيل وَأَبا الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف

أبو الطاهر الخشني

السَّهْمِي وَأَبا بكر مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْفضل الْخَطِيب وَغَيرهم خلقا كثيرا وَحدث بالكثير بجرجان ونيسابور والري وإصبهان وهمذان وَمَكَّة وبغداد حدث بِبَغْدَاد بِكِتَاب الْكَامِل لِابْنِ عدي وتاريخ جرجان ومعجم شُيُوخ أبي أَحْمد ابْن عدي وَغير ذَلِك من الْأَجْزَاء روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَأَبُو) الْحسن عَليّ بن هبة الله بن عبد السَّلَام الْكَاتِب وَأَبُو البركات إِسْمَاعِيل بن أبي سعد الصُّوفِي وَعبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَآخَرُونَ ولد سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بجرجان سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ لَهُ يَد فِي النّظم والنثر 3 - (أَبُو الطَّاهِر الْخُشَنِي) إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود الْخُشَنِي ابْن أبي ركب بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْكَاف أَبُو الطَّاهِر من أهل جيان أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم من الوافر (يَقُول النَّاس فِي مَثَلٍ ... تذكَّرْ غائِباً تَرَهُ) (فَمَا لي لَا أرى وطني ... وَلَا أنسى تذكُّرَهُ) وَأَبُو الطَّاهِر هَذَا أَخُو الْأُسْتَاذ أبي بكر النَّحْوِيّ وَقَالَ كَانَ أَبُو الطَّاهِر فِي جماعةٍ من الطّلبَة فَمر بهم رجل مَعَه محبرة آبنوس تأنق فِي حليتها واحتفل فِي عَملهَا فأرانا إِيَّاهَا وَقَالَ أُرِيد أقصد بهَا بعض الأكابر وأرغب أَن تتمموا احتفالي بِأَن تصنعوا لي بَيْنكُم أَبْيَات شعر أقدمها مَعهَا فَأَطْرَقَ الْجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو الطَّاهِر من الْكَامِل (وافَتْكَ من عُدد العُلى زنجيّةٌ ... فِي حُلَّةٍ من حليةٍ تتبختَرُ) (سوداءُ صفراءُ الحُليّ كأنّها ... ليلٌ تُطرٍّزه نجومٌ تُزهِرُ) فَلم يغب الرجل عَنْهُم إِلَّا يَسِيرا وَإِذا بِهِ قد عَاد إِلَيْهِم وَفِي يَده قلم نُحَاس مَذْهَب فَقَالَ لَهُم وَهَذَا مِمَّا أعددته للدَّفْع مَعَ هَذِه المحبرة فتفضلوا بإكمال الصَّنْعَة عِنْدِي بِذكرِهِ فبدر أَبُو الطَّاهِر وَقَالَ من الْكَامِل (حملتْ بأصفرَ مِن نِجارِ حُليِّها ... تُخفيه أَحْيَانًا وحيناً تُظهِرُ) (خَرسان إلاّ حينَ يرضع ثديها ... فتراه ينْطق مَا يَشَاء وَيذكر) وَحضر يَوْمًا فِي جماعةٍ من أَصْحَابه وَفِيهِمْ أَبُو عبد الله ابْن زرقون فِي شعْبَان فِي مَكَان فَلَمَّا تملوا من الطَّعَام قَالَ أَبُو الطَّاهِر لِابْنِ زرقون أجزنا يَا أَبَا عبد الله وَأنْشد من الطَّوِيل (حَمِدْتُ لشعبانَ الْمُبَارك شبعةً ... تُسهِّل عِنْدِي الجوعَ فِي رمضانِ) (كَمَا حمد الصبُّ المتيَّم زَورةً ... تحمَّل فِيهَا الهجر طول زمانِ) فَقَالَ من الطَّوِيل (دعَوْها بشعبانيّة وَلَو أنّهم ... دعَوْها بشعبانية لكفاني)

إسماعيل بن مسلم العبدي

) 3 - (إِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي) قَاضِي جَزِيرَة قيس الَّتِي يُقَال لَهَا كيش روى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَحْمد وَأَبُو حَاتِم ثِقَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة 3 - (إِسْمَاعِيل بن معمر الْمَكِّيّ القراطيسي) قَالَ صَاحب الأغاني كَانَ مولى الأشاعثة وَكَانَ مألفاً للشعراء وَكَانَ أَبُو نواس وطبقته يقصدون منزله ويجتمعون عِنْده ويقضون مأربهم ويقصفون وَيَدْعُو لَهُم القيان وَغَيرهم من الغلمان ويساعدهم وَهُوَ الْقَائِل من السَّرِيع (وَيْلي على سَاكن شَطّ الصَراه ... مرَّر حُبِّيه عليّ الحياه) (مَا تَنْقَضِي من عجبٍ فكرتي ... فِي خَصلة فرّط فِيهَا الوُلاه) (ترْك المحبّين بِلَا حَاكم ... لم يُقعِدوا للعاشقَين القضاه) مِنْهَا (وَقد أَتَانِي خبر سَاءَنِي ... مقالها فِي السِّرّ واسوأتاه) (أمِثلُ هَذَا يَبْتَغِي وَصلْنا ... أما رأى ذَا وجههَ فِي المِراه) وَلَقي الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف فَقَالَ لَهُ هَل قلت فِي معنى قولي شَيْئا وَأنْشد الأبيات فَقَالَ نعم قولي من السَّرِيع (جَارِيَة أعجبها حُسْنهُا ... ومِثلُها فِي النَّاس لم يُخْلَقِ) (خبًّرْتُها أنّي محبٌّ لَهَا ... فأقبلتْ تضحك من منطقي) (والتفتَتْ نَحْو فتاةٍ لَهَا ... كالرشإ الْوَسْنَان فِي قُرْطَقِ) (قَالَت لَهَا قولي لهَذَا الْفَتى ... انظُرْ إِلَى وَجهك ثمّ اعشَقِ) 3 - (أَخُو القعْنبِي) إِسْمَاعِيل بن مسلمة أَخُو القعْنبِي الْمدنِي سكن مصر وثقة ابْن معِين وَكَانَ من خِيَار النَّاس قَالَ الْحَاكِم زاهد ثِقَة توفّي سنة سبع عشرةَ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ ابْن ماجة

ابن معيشة المتكلم

3 - (ابْن معيشة الْمُتَكَلّم) إِسْمَاعِيل بن مفروح بِالْفَاءِ وَبعد الرَّاء وَاو وحاء مُهْملَة بن عبد الْملك أَبُو الْعَرَب الْكِنَانِي السبتي المغربي وَيعرف بِابْن معيشة شَاب فَاضل فِي علم الْكَلَام وَالْأَدب وَله شعر قدم) الْعرَاق وناظر وَدخل حلب ومدح الظَّاهِر غَازِي ابْن صَلَاح الدّين فَخلع عَلَيْهِ وَكَانَ مَعْرُوفا بِالْكَرمِ وَدخل مصر فَالتقى الْحَكِيم أَبَا مُوسَى الْيَهُودِيّ الَّذِي أهْدر دَمه بالمغرب وهرب فاصطنعه أَبُو الْعَرَب فنمي الْخَبَر إِلَى صَاحب الغرب فهرب فبذل لرجلٍ ذهب حَتَّى يقْتله فَأَتَاهُ على النّيل فَضَربهُ بخشبةٍ فَسقط فِي النّيل وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (إِسْمَاعِيل بن مكي) 3 - (بن إِسْمَاعِيل بن عِيسَى بن عَوْف الْقرشِي الإسكندري الْفِقْه الْمَالِكِي) برع فِي الْمَذْهَب وأقرأ النَّاس ورحل إِلَيْهِ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف وَسمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن الْهَادِي) إِسْمَاعِيل بن مُوسَى الْهَادِي ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور زوجه الرشيد بابنته فَاطِمَة بعد وَفَاة أَبِيه الْهَادِي ذكر ذَلِك ابْن جرير الطَّبَرِيّ قَالَ إِسْمَاعِيل كنت يَوْمًا عِنْد المعتصم وَعِنْده مُخَارق وعلويه وَمُحَمّد بن الْحَارِث بن بسخنر فتغنى أحدهم من المديد (نَام عُذّالي وَلم أنَمِ ... واشتفى الواشون من سقمي) (وَإِذا مَا قلت بِي ألمٌ ... شكَّ مَن أهواه فِي ألمي) فطرب المعتصم وَقَالَ لمن هَذَا الشّعْر والغناء فأمسكوا وألح فَقلت لعلية بنت الْمهْدي فَأَعْرض عني وَعرفت غلطي وَأَن الْقَوْم أَمْسكُوا عمدا فَتبين مَا بِي فَقَالَ لَا ترع فَإِن نصيبنا فِيهَا مثل نصيبك 3 - (أَبُو غَالب الضَّرِير النَّحْوِيّ) إِسْمَاعِيل بن المؤمل بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الإسكافي أَبُو غَالب الضَّرِير النَّحْوِيّ كَانَ فَاضلا أديباً شَاعِرًا روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن ناقيا الشَّاعِر وَعبد المحسن بن عَليّ التَّاجِر وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره من الطَّوِيل

ابن الجواليقي

(سَرَتْ ومطايا بَيْنِها لم تُرَحَّلِ ... وزارت وحادي رَكْبها لم يحمَّلِ) (وجادت بوصلٍ كَانَ للطّيف شكرُهُ ... وسرّتْ بوعدٍ فِي الْكرَى لم يحصَّلِ) (وعهدي بهَا فِي الحيّ سَكْرَى من الصَبٍي ... وصاحيةً من زفرتي وتَملْمُلي) (تهزّ الصَّبا مِنْهَا شمائلَ قامةٍ ... ويجلو الْكرَى مِنْهَا لواحظَ مُغزِلِ) ) (منعَّمة تفترّ إمّا تبسّمتْ ... عَن الدرّ أَو نَور الأقاحي المُطلَّلِ) (نعمْنا بهَا دهراً فمِن لثْمِ أحمرٍ ... وَمن رشفِ مُسكٍّي وتقبيل أكحلِ) (كأنَّ العبير الغَضّ علَّ سخينةً ... بمشمولةٍ من خمر بابِلَ سَلْسَلِ) (يعلُّ بهَا وَهنا مُجاجة رِيقهَا ... وَقد لحَقتْ أُخرى النُّجُوم بأوَل) قلت شعر جيد قَالَ الْوَزير ابْن الْمسلمَة لَا أرى فِي النَّحْو مَفْتُوح الْعين إِلَّا هَذَا المغمض الْعين 3 - (ابْن الجواليقي) إِسْمَاعِيل بن موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن الجواليقي أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي مَنْصُور اللّغَوِيّ الإِمَام ابْن الإِمَام كَانَ من أَعْيَان الْعلمَاء بالأدب صَحِيح النَّقْل كثير الْمَحْفُوظ حجَّة ثِقَة نبيلاً مليح الْخط ملكت شرح اللمع للثمانيني بِخَط هَذَا إِسْمَاعِيل وَهُوَ فِي مجلدة وَاحِدَة فِي غَايَة الْحسن وَصِحَّة الضَّبْط قل أَن رَأَيْت مثلهَا قَرَأَ الْأَدَب على أَبِيه حَتَّى برع وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر يقرئ فِيهَا الْأَدَب فِي كل جُمُعَة وَكَانَ يكْتب أَوْلَاد الْخُلَفَاء ويقرئهم الْأَدَب كأبيه مَعَ النزاهة والديانة والرزانة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَا رَأينَا ولدا أشبه بِأَبِيهِ مثل إِسْمَاعِيل ابْن الجواليقي وَقَالَ ابْن النجار سمع من أبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَأبي الْعِزّ أَحْمد بن عبيد الله بن كاذش وَأبي غَالب أَحْمد بن الْحسن ابْن الْبناء وَغَيرهم وَأكْثر عَن وَالِده وَأبي الْفضل ابْن نَاصِر وَأبي الْحسن سعد الْخَيْر بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وأمثالهم وَحدث باليسير ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة فِي شَوَّال بعد أَخِيه إِسْحَاق بشهرين وَقد تقدم ذكر أَخِيه 3 - (أَبُو عَمْرو السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي الصُّوفِي) إِسْمَاعِيل بن نجيد بِضَم النُّون وَفتح الْجِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا دَال مُهْملَة ابْن أَحْمد بن يُوسُف بن خَالِد أَبُو عَمْرو

الشاعر الأصبهاني

السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي الصُّوفِي الزَّاهِد شيخ زَمَانه فِي التصوف ومسند مصره ورث من آبَائِهِ أَمْوَالًا كَثِيرَة فأنفق سائرها على الزهاد وَالْعُلَمَاء وَصَحب أَبَا عُثْمَان الْحِيرِي وَسمع إِبْرَاهِيم بن أبي طَالب وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم البوشنجي وَجَمَاعَة وَحدث عَنهُ جمَاعَة توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (الشَّاعِر الْأَصْبَهَانِيّ) ) إِسْمَاعِيل بن أبي نصر بن عبديل الشَّاعِر الْأَصْبَهَانِيّ دخل بَغْدَاد ومدح بهَا أَبَا الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن الغزنوي قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ أشعر شعراء أَصْبَهَان وأفرههم وَلم يعْهَد بهَا بعد أبي إِسْمَاعِيل الطغرائي من يجْرِي مجْرَاه وشعره مسبوك فِي بوتقة الأبيوردي يجْرِي مجْرَاه ويحوك على منواله ومدح الْبُرْهَان الغزنوي واستلبته يَد الْمنون فِي شبابه سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِفَارِس وَمن شعره من الْكَامِل (لله مسكيُّ الأباطح والذرى ... خلع الغمامُ عَلَيْهِ رَيْطاً أخضرا) (نفضتْ ذوائبَ رَنْده كفُّ الصِّبَا ... والصبحُ قد حدرَ النقابَ الأسفرا) (والبدر مَعْقُود النِّطاق على السنَّا ... والنجم نشوانُ اللحاظ من الْكرَى) (نادمْتُه والريحُ تقبض بسطتي ... حَتَّى تنسَّمتُ الكثيبَ الأعفرا) (والحيُّ قد جعلُوا على تَلَعاته ... رُقباء بيضهم الوشيجَ الأسمرا) (شاموا وميضَ المشرفيّة بَعْدَمَا ... أكدى الربابُ وعزّ أَن يُستمطرا) (حَتَّى إِذا هَبَطُوا مساقطَ مُزنْة ... لم يُبْصرِوا إلاّ النجيعَ الأحمرا) (وعجاجةٍ طمسَ النهارَ زهاؤها ... فغدا بِهِ طرفُ الغزالة أعورا) (العاقرون الكُومَ حول قبابهم ... والمُوقِدون على التلاع العنبرا) (لم تعْرَ من وشْيِ الْحَرِير جيادُهم ... إلاّ تَدَرَّعْنَ العجاجَ الأكدرا) (وَإِذا امتطى العشّاق غارِبَ أَرضهم ... تركُوا لُجين المشرفيّ معصفرا) (مَاذَا على الواشين لَو سكتوا وَقد ... عهدوا بُكَائِي عَن ضميري مُخْبِرا) (لله درُّ عزائمٍ عَلَويّة ... برّحن بالعُوذ النوافح فِي البُرَى) (يَا نفسُ طيبي واطوي أردية الفلا ... فَإلَى الندى واصلت بالسير السُّرى) (برهانُ دين الله لَوْلَا جوُدُه ... لم تَرْجُ من صُبح الندى أَن يُسْفِرا)

أبو القاسم الواعظ

(وَلَقَد يئستُ من الكِرام وفضلهم ... حَتَّى عقدتُ على عُلاه الخِنْصِرا) (كَادَت مواعظُه تُناط نفاسةً ... بمفارق الشُّهُب الطوالع مَفْخرا) (لم يبتسم للنَّاس بارقُ ثغره ... إلاّ أراق حيَا الْعَطاء على الورى) (بَشَر تحلّ حبُا الهمومِ عداتُه ... حدّ اللَّيَالِي ضاحِكاً مُسْتَبْشِرًا) (أمّا الْعُلُوم فقد ملكتَ زمامها ... فغدوتَ فِي أَنْوَاعهَا متبجٍّرا) ) من قَاس مثلك بالأئمّة لم يكن إلاّ كمن قَاس الثريّا بالثرَّى (شيم كديباج الرياض نواضراً ... أضحى بهَا نَادِي الندى متعطرّا) (عطْفاً عليّ وكُن بضبعي جاذباً ... واذخرْ لَك الْحَمد الأخصّ الأشهرا) (فَلَقَد لقيتُ من الزَّمَان وريبه ... نُوباً نقضن قُوى المعاش كَمَا ترى) (والصارم المغمود يُجهل قدره ... فَإِذا انتضيت عرفت مِنْهُ الجوهرا) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ) إِسْمَاعِيل بن نصر بن عَليّ بن يُونُس أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم الْوَاعِظ الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها شافعياً حسن الْوَعْظ مليح الْإِيرَاد حُلْو الْعبارَة سمع أَبَا طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف وَأَبا سعد أَحْمد بن عبد الجبّار بن أَحْمد الصّيرفي وَأَبا الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد بن الحُصين وَغَيرهم وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْكَامِل المجزوء المرفل (إِن كنتَ تُنكر مَا أُلَاقِي ... من طول وجدي واشتياقي) (فاسألْ دموعيَ إِن نطقْ ... نَ بفيضهنّ من المآقي) (واستخبرِ الزَّفراتِ إِذْ ... حاولن للبعد احتراقي) (أتراكَ ترثي لي من ال ... بَلْوَى فتْرحم مَا أُلاقي) (وتمنَّ لي بتواصُلٍ ... يَوْمًا وتُنْعِمُ بالتلاقي) 3 - (وَمِنْه من الرجز) (حنَّ إِلَى عهد الشَّبَاب والصِّبي ... صبٌّ كئيبٌ مستهامٌ فصبا) (وَلم تزلْ أشواقه تقلِقهُ ... حَتَّى بكي من الجَوى منتحبا) (يذكر أيّاماً لَهُ تقادمَتْ ... وصفو عَيْش لم يزل مُنتهَبَا) (من قبل أَن تغرب شمس وَصله ... وَلم يكن بدرُ الوفا محتجبا) (أيّامَ لَا يخْشَى عدوّاً كاشحاً ... وَلم يخَفْ فِي الحبّ عينَ الرُّقَبا)

عماد الدين ابن باطيش الشافعي

(وصاحَ من عُظم الجوى واأسفا ... وَقَالَ من غرامه واحربّا) 3 - (عماد الدّين ابْن باطيش الشَّافِعِي) ) إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن سعيد بن هبة الله بن مُحَمَّد الإِمَام عماد الدّين أَبُو الْمجد ابْن أبي البركات ابْن أبي الرِّضَا ابْن باطيش الْموصِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة خمس وَسبعين وَسمع بِبَغْدَاد من جمال الدّين أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن سكينَة وَابْن المقرون وَابْن جوالق وَعبد الْوَاحِد بن سُلْطَان وَيحيى بن الْحسن الْأَوَانِي وَجَمَاعَة وبحلب من حَنْبَل وبدمشق من الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَابْن الزنف وَالْخضر بن كَامِل وبحران من عبد الْقَادِر الْحَافِظ ودرس وَأفْتى وصنف وَكَانَ من أَعْيَان الْأَئِمَّة وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ ومجاميع فِي أَسمَاء الرِّجَال وَغير ذَلِك وَله كتاب طَبَقَات أَصْحَاب الشَّافِعِي ومشتبه النِّسْبَة وَالْمُغني فِي شرح غَرِيب الْمُهَذّب ولغته وَأَسْمَاء رِجَاله وَكَانَ عَارِفًا بالأصول حسن الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم روى عَنهُ الدمياطي وَابْن التوزي والتاج صَالح الْحَاكِم وَابْن الظَّاهِرِيّ وَجَمَاعَة وَكَانَ واصلاً عِنْد الْأَمِير شمس الدّين لُؤْلُؤ نَائِب المملكة وَبَينهمَا صُحْبَة من الْموصل درس بالنورية بحلب وَتخرج بِهِ جمَاعَة وانتقى لنَفسِهِ جُزْءا عَن شُيُوخه توفّي سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ وَأورد لَهُ ابْن النجار من الطَّوِيل (بأيّ لسانٍ بَعد بُعدِك أنطقُ ... لأبدي جناياتٍ جناها التفرّقُ) (سُهاد بجفْن الْعين منّي موكَّل ... وقلب لتَذْكار الأحبّة يخفقُ) (وشوق إِلَى الزَوْراء يزْدَاد كلّما ... ترنّم قُمْريٌّ وناحَ مُطَوَّقُ) (وَمَا شاقني جسر وَلَا رقَّة وَلَا ... صراة بهَا ماءُ الْفُرَات مُرَقْرَقُ) (وَلَا نهرَ عِيسَى والحريم ودجلة ... وَلَا سُفْنها أمْست تخبُّ وتُعْنِقُ) (وَلَكِن لليلاتٍ تقضَّت بسادةٍ ... برؤيتهم شملُ الهموم يُفرَّق) (فَلَا غرْوَ أَن يذري الدموعَ لبعدهم ... وَمِنْهُم حليفُ المَكْرُمات الموفَّق) 3 - (المليجي الْمُقْرِئ) إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن عَليّ بن هبة الله فَخر الدّين أَبُو الطَّاهِر ابْن أبي الْقَاسِم ابْن المليجي الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ الْمعدل مُسْند الْقُرَّاء فِي زَمَانه ولد سنة تسع وَثَمَانِينَ أَو قبلهَا بِيَسِير وَقَرَأَ بالسبع على أبي الْجُود وَهُوَ آخر من قَرَأَ عَلَيْهِ وَفَاة وازدحم عَلَيْهِ آخر عمره الطّلبَة لعلوه ولإتقانه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وقطب الدّين عبد الْكَرِيم

القوصي أبو الطاهر

والتقي أَبُو بكر الجعبري وتساوى الْقُرَّاء بعده فِي إِسْنَاد أبي الْجُود وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة) 3 - (القوصي أَبُو الطَّاهِر) إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن عبد الله القَاضِي أَبُو الطَّاهِر القوصي أديب شَاعِر روى عَنهُ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد والفقيه عبد الْملك بن أَحْمد الأرمنتي وأثير الدّين أَبُو حَيَّان أَنْشدني أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أنشدنا لنَفسِهِ من الْخَفِيف (يَا شَبَابِي أفسدتَ صَالح ديني ... يامشّيبي نغَصتَ لذةّ عيشي) (فعَدْوّان أَنْتُمَا لَا صديقا ... ن تلاعبَتُما بحلْمي وطَيْشي) 3 - (عز الدّين الإسنائي) إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن عَليّ بن الصنيعة القَاضِي عز الدّين الإسنائي أَخُو نور الدّين وَهُوَ الْأَكْبَر سمع الحَدِيث من قطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَكَانَ من الْفُقَهَاء الكرماء اشْتغل بِبَلَدِهِ على الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي ثمَّ جرى بَينه وَبَين شمس الدّين أَحْمد بن السديد مَا اقْتضى أَن ترك إسنا وَدخل الْقَاهِرَة وَقَرَأَ الْأُصُول وَالْخلاف والمنطق والجدل على شمس الدّين مُحَمَّد بن مَحْمُود الْأَصْبَهَانِيّ ولازمه سِنِين وَكَانَ كَرِيمًا جواداً محسناً إِلَى أهل بِلَاده وَولي الحكم من ابْن بنت الْأَعَز ثمَّ ولي من جِهَة ابْن دَقِيق الْعِيد وَعمل عَلَيْهِ وَحصل مِنْهُ كَلَام وجره ذَلِك إِلَى أَن انْتقل إِلَى حلب نَاظر الْأَوْقَاف ودرس بهَا وَظن الشِّيعَة بحلب لكَونه من إسنا أَن يكون شِيعِيًّا فصنف كتابا فِي فضل أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَأقَام بحلب شهرا يسْتَدلّ على إِمَامَة أبي بكر وَنجم الدّين ابْن ملي إِلَى جَانِبه معيد وصنف كتابا ضخماً فِي شرح تَهْذِيب النكت وَكَانَ فِي ذهنه وَقْفَة إِلَّا أَنه كَانَ كثير الِاشْتِغَال وَكَانَ بحلب إِلَى أَن وصل قازان إِلَى الْبِلَاد فَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَتُوفِّي بهَا سنة سَبْعمِائة وَأَظنهُ جَاءَ إِلَى صفد قَاضِيا أَيَّام نائبها الْأَمِير سيف الدّين كرآي المنصوري فَمَا مكنه من الْإِقَامَة بهَا 3 - (ابْن خيطية) إِسْمَاعِيل بن هَارُون نَفِيس الدّين الدشناوي الْعَبْسِي الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِابْن خيطية كَانَت لَهُ معرفَة بالقراآت ومشاركة فِي النَّحْو وَالْأَدب كَانَ صوفياً بالجامع الناصري بِمصْر توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَمن شعره من الرجز (قُلْ لظباء الكُثُبِ ... رفقا على المُكْتَئِبِ) (رفقا بِمن بُلي بكمْ ... شَيخا وكهلاً وصَبي) ) (دموعُه جَارِيَة ... كالوابلِ المنسكبِ) (على زمانٍ مرّ فِي ... لذّة عيشٍ خصِبِ) (لذّة أيّام الصِّبي ... ياليتَها لم تَغِبِ)

مجد الدين ابن الكتبي

(قَضَّيْتُ فِيهَا وَطَراً ... ونِلْتُ فِيهَا أربي) (بَين حِسانٍ خُرّّدٍ ... مُنعّمات عُرُبِ) (وشادنٍ مُبتسمٍ ... عَن دُرّ ثّغْرٍ شَنَبِ) (ألفاظُه تفعل مَا ... تفعلُ بنتُ العِنَبِ) 3 - (مجد الدّين ابْن الكتبي) إِسْمَاعِيل بن إلْيَاس الصاحب الْمُعظم مجد الدّين ابْن الكتبي قَالَ ابْن الفوطي كَانَ من أفاضل الْأَعْيَان مليح الْخط قَرَأَ الطِّبّ والهندسة وَالْأَدب وَولي الْأَعْمَال الجليلة كتبت عَنهُ وَكَانَ جميل الْجُمْلَة وَالتَّفْصِيل قتل بدار الشاطبا وَكَانَ يَوْمئِذٍ صَائِما فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الْمُزنِيّ الشَّافِعِي) إِسْمَاعِيل بن يحيى أَبُو إِبْرَاهِيم الْفَقِيه الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالمزني صَاحب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ كَانَ زاهداً عَالما مُجْتَهدا مناظراً محجاجاً غواصاً على الْمعَانِي الدقيقة صنف كتبا كَثِيرَة الْجَامِع الْكَبِير وَالْجَامِع الصَّغِير ومختصر الْمُخْتَصر والمنثور والسائل الْمُعْتَبرَة وَالتَّرْغِيب فِي الْعلم والوثائق قَالَ الشَّافِعِي الْمُزنِيّ نَاصِر مذهبي وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَكَانَ يغسل الْمَوْتَى تعبداً وديانةً وَقَالَ تعانيت ذَلِك ليرق قلبِي فَصَارَ عَادَة وَهُوَ الَّذِي غسل الشَّافِعِي وَكَانَ رَأْسا فِي الْفِقْه وَلم تكن لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ كَمَا يَنْبَغِي وَثَّقَهُ أَبُو سعيد ابْن يُونُس وَتُوفِّي لست بَقينَ من رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ إِذا فرغ من مسئلةٍ أَو دعها ابْن سُرَيج يخرج مُخْتَصر الْمُزنِيّ من الدُّنْيَا عذراء لم تفتض وَهُوَ أصل الْكتب المصنفة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وعَلى مِثَاله رتبوا ولكلامه فسروا وشرحوا وَلما ولي القَاضِي بكار بن قُتَيْبَة الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى مصر وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب توقع الِاجْتِمَاع بالمزني فَلم يتَّفق فاجتمعا فِي صَلَاة جَنَازَة فَقَالَ بكار لأحد أَصْحَابه سل الْمُزنِيّ شَيْئا حَتَّى أسمع كَلَامه فَقَالَ لَهُ ذَلِك الشَّخْص يَا أَبَا إِبْرَاهِيم قد جَاءَ فِي الْأَحَادِيث تَحْرِيم النَّبِيذ وَجَاء تَحْلِيله) أَيْضا فَلم قد متم التَّحْرِيم على التَّحْلِيل فَقَالَ الْمُزنِيّ لم يذهب أحد من الْعلمَاء إِلَى أَن النَّبِيذ كَانَ حَرَامًا فِي الْجَاهِلِيَّة ثمَّ حلل وَوَقع الِاتِّفَاق على أَنه كَانَ حَلَالا ثمَّ حرم فَهَذَا يعضد صِحَة الْأَحَادِيث بِالتَّحْرِيمِ فَاسْتحْسن مِنْهُ ذَلِك

اليزيدي

وَكَانَ الْمُزنِيّ فِي غَايَة الْوَرع وَبلغ من احتياطه أَنه كَانَ بِشرب فِي جَمِيع فُصُول السّنة فِي كوز نُحَاس فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ بَلغنِي أَنهم يستعملون السرجين فِي الكيزان وَالنَّار لَا تطهرها وَكَانَ إِذا فَاتَتْهُ صَلَاة جماعةٍ صلاهَا مُنْفَردا خمْسا وَعشْرين صَلَاة استدراكاً لفضيلة الْجَمَاعَة 3 - (اليزيدي) إِسْمَاعِيل بن يحيى بن الْمُبَارك اليزيدي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمُقدم ذكره كَانَ إِسْمَاعِيل أحد الأدباء والرواة الْفُضَلَاء وَكَانَ شَاعِرًا مصنفاً صنف كتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء توفّي قبل السّبْعين والمائتين وَمن شعره من الْخَفِيف (كلّما رَابَنِي من الدَّهْر ريب ... فاتَّكالي عَلَيْك يَا ربِّ فيهِ) (إنّ مَن كَانَ لَيْسَ يدْرِي أَفِي المح ... بوب صُنْع لَهُ أَو المكروهِ) (لحَرِيٌّ بأنْ يفوّض مَا يع ... جز عَنهُ إِلَى الَّذِي يَكْفِيهِ) (الْإِلَه البرُّ الَّذِي هُوَ فِي الرأ ... فة أحْنى من أمّه وَأَبِيهِ) (قعدَتْ بِي الذنوبُ أستغفْرِ الل ... هَـ لَهَا مُخْلِصاً وأستعفيه) (كم يوالي لنا الْكَرَامَة والنع ... مةَ من فَضله وَكم نعصيه) 3 - (محيي الدّين ابْن جهبل) إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن جهبل القَاضِي محيي الدّين الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي مولده سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وربي هُوَ وَأَخُوهُ الإِمَام الشهَاب الدّين يتيمين فقيرين فتفقها وتميزا سمع من القَاضِي شمس الدّين ابْن عَطاء وجمال الدّين ابْن الصَّيْرَفِي وَجَمَاعَة خرج لَهُ عَنْهُم علم الدّين البرزالي وتفقه بِابْن الْمُقَدّس وبابن الْوَكِيل ودرس وَأفْتى وَحصل دنيا واقتنى أملاكاً وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق وَولي تدريس الأتابكية وَندب لقَضَاء طرابلس فباشر وَلم يحمد سمع مِنْهُ البرزالي وَابْن سعد والذهلي وَالشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ مليح الشكل وَالْبزَّة نقي الشيبة جيد الْمعرفَة بِالْأَحْكَامِ والمكاتيب توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة 3 - (الْقطَّان الْمُحدث) ) إِسْمَاعِيل بن يزِيد الْأَصْبَهَانِيّ الْقطَّان مُحدث رحال عالي الْإِسْنَاد صنف كتاب اللبَاس وَغَيره وَتُوفِّي بعد السِّتين والمائتين تَقْرِيبًا 3 - (أَبُو فائد الشَّاعِر) إِسْمَاعِيل بن يسَار النِّسَاء إِنَّمَا سمي أَبوهُ يسَار النِّسَاء لِأَنَّهُ كَانَ

يصنع طَعَام الْعرس ويبيعه فيشتر بِهِ من أَرَادَ التَّعْرِيس وَكَانَ من موَالِي بني تيم تيم قُرَيْش وَكَانَ إِسْمَاعِيل مُنْقَطِعًا إِلَى الزبير من شعراء الدولة الأموية وَكَانَ طيبا مليح الشّعْر قيل إِنَّه عَادل مرّة عُرْوَة بن الزبير فِي محمل فَقَالَ عُرْوَة لبَعض غلمانه انْظُر كَيفَ ترى الْمحمل مَال واعتدل فَقَالَ إِسْمَاعِيل الله أكبر مَا اعتدل الْحق وَالْبَاطِل قطّ قبل اللَّيْلَة فَضَحِك عُرْوَة وَكَانَ يستطيبه وَقَالَ إِسْمَاعِيل يفخر بالعجم على الْعَرَب من الْخَفِيف (رُبَّ خالٍ مُتَّوجٍ لي وعَمّ ... ماجدِ المجتدى كريمِ النصابِ) (إنّما سُمّيَ الفوارسُ بالفُر ... س مضاهاةَ رفْعَة الأنسابِ) (فاترُكي الْفَخر يَا أُمامَ علينا ... واتركي الْجور وانْصفي بالصوابِ) (إِذْ نُربّي بناتنا وتدُسّو ... ن سِفاهاً بناتِكم فِي الترابِ) فَلَمَّا سَمعه أشعب قَالَ يَا أَبَا فائد أَرَادَ الْقَوْم بناتهم لغير مَا أردتموهن لَهُ قَالَ وَمَا ذَاك قَالَ دفن الْقَوْم بناتهم خوفًا من الْعَار وربيتموهن لتنكحوهن فَخَجِلَ إِسْمَاعِيل وَضحك من كَانَ حَاضرا قَالَ إِسْحَاق الْموصِلِي غَنِي الْوَلِيد بن يزِيد فِي شعرٍ لإسماعيل بن يسَار وَهُوَ من السَّرِيع (حَتَّى إِذا الصُّبح بدا ضوءُه ... وقاربَ الجوزاءُ والمِرْزَمُ) (أقبلتُ والوطءُ خَفِيف كَمَا ... ينساب فِي مكمنه الأرقمُ) فَقَالَ من يَقُول هَذَا قَالُوا رجل فِي الْحجاز يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيل بن يسَار فَكتب فِي إشخاصه إِلَيْهِ فَلَمَّا دخل استنشده القصيدة فأنشده (كَلْثَمُ أنتِ الهمُّ يَا كلثَمُ ... وأنتمُ الدَّاء الَّذِي أكْتُمُ) (أُكاتِمُ الناسَ هوى شفّني ... وبعضُ كتمان الْهوى أحزمُ) (أُبدي الَّذِي تخفينه ظَاهرا ... أرتدّ عَنهُ فيكِ أَو أُقْدِمُ) (إمّا بيأسٍ مِنْك أَو مَطْمعٍ ... يُسدى بِحسن الوُدّ أَو يُلْحَمُ) ) (لَا تتركيني هَكَذَا ميّتاً ... لَا أُمنَحُ الودّ وَلَا أُصرَمُ) (أيةَ مَا جئتُ على رِقْبَةٍ ... بعد الكَرى والحيُّ قد نوّموا) (وَدون مَا حاولتُ إِذْ زرتُكم ... أخوكِ والخالُ والحيُّ قد نوّموا) (أُخافِتُ المَشْيَ حِذار الرَّدى ... والليلُ داجٍ حَلَكٌ مظِلمُ) (وَلَيْسَ إلاّ اللهُ لي صاحبٌ ... إليكمُ والصارمُ اللَّهْذَمُ) (حَتَّى دخلتُ البيتَ فاستذرفَتْ ... من شَفَقٍ عَيْنَاك لي تَسْجمُ) (ثّم انجلى الحزنُ وروعاتُه ... وغيِّب الْكَاشِح والمُبْرِمُ) (فبِتُّ فِيمَا شئتُ فِي نِعمة ... يُمْنَحُنيها ثغرُها والفمُ) (حَتَّى إِذا الصُّبْح بدا ضوءُه ...

المروزي المحبوبي

الْبَيْتَيْنِ) قَالَ فطرب الْوَلِيد حَتَّى نزل عَن فرشه وسريره وَأمر المغنين فغنوا الصَّوْت وَشرب عَلَيْهِ أقداحاً وَأمر لإسماعيل بجائزة سنية وَكِسْوَة وسرحه إِلَى الْحجاز وَدخل على هِشَام بن عبد الْملك وَهُوَ بالرصافة فِي خِلَافَته جَالس على بركةٍ لَهُ فِي قصره فاستنشده وَهُوَ يرى أَنه ينشده مديحاً لَهُ فأنشده قَوْله يفخر بالعجم من الْبَسِيط (يَا رَبْعَ رامةً بالعَلْياء مِن رِيم ... هَل ترجعنَّ إِذا حيَّيتُ تسليمي) مِنْهَا (أصْلي كريم ومجدي مَا يُقاس بِهِ ... ولي لِسَان كحدّ السَّيْف مسمومِ) (أحْمي بِهِ مجدَ أقوامٍ ذَوي حسبٍ ... من كلّ قَرْمٍ بتاج الْملك معمومِ) (جحاجحٍ سادةٍ بُلْخ مَرازبة ... جردٍ عتاقٍ مساميح مَطاعيمِ) (من مثل كسْرَى وسابور الْجنُود مَعًا ... والهُرْمُزان لفخرٍ أَو لتعظيمِ) (أُسدْ الْكَتَائِب يومَ الروع إِن زحفوا ... وهم أذلّوا ملوكَ التّرْك والرومِ) فَغَضب هِشَام وَقَالَ يَا عاض بظر أمه أعلي تَفْخَر وإياي تنشد مدح نَفسك وأعلاج قَوْمك غطوه فِي المَاء فغط حَتَّى كَادَت تخرج نَفسه وَنفي إِلَى الْحجاز وَكَانَ مبتلىً بالعصبية للعجم وَكَانَ لَا يزَال محروماً 3 - (الْمروزِي المحبوبي) إِسْمَاعِيل بن ينَال أَبُو إِبْرَاهِيم الْمروزِي المحبوبي سمع من المحبوبي جَامع التِّرْمِذِيّ وَكَانَ) ثِقَة عَالما وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو عَليّ الْقِتَال) إِسْمَاعِيل بن يُوسُف أَبُو عَليّ الْقِتَال من أهل الْبَصْرَة سكن بَغْدَاد وَكَانَ كثير الشّعْر قَالَ المرزباني كَانَ يهاجي ابْن الخبازة المغبر وَهُوَ الْقَائِل من الرمل المجزوء (يَا شبَابًا سلبَتْبي ... هـ اللَّيَالِي والخطوبُ) (طلعتْ فِي الرَّأْس شمس ... مَا لَهَا عَنهُ غروبُ) وَمن شعره من الْكَامِل (لَو أنّ خَطرة كُنهِ وَهْمٍ صافَحتْ ... وَجَناتِها لَرأيتَهنّ دَوامي)

ومنه من الخفيف

3 - (وَمِنْه من الْخَفِيف) (طلعتْ أنجمُ الْمَشْي ... ب وَكَانَت غوائبا) (فِي بروج من المفَا ... رقِ رُعْنَ الكواعبِا) (كُنّ سُوداً فصِرْنَ فِي ... كلّ صُدْغٍ كواكبا) 3 - (الديلمي الزَّاهِد) إِسْمَاعِيل بن يُوسُف أَبُو عَليّ الديلمي الزَّاهِد العابد جَالس الإِمَام أَحْمد وَكَانَ من خِيَار النَّاس وأشهرهم بالزهد والورع والصيانة يحفظ أَرْبَعِينَ ألف حَدِيث وَكَانَ يسكن بالأرحاء على شاطئ نهر عِيسَى قَالَ اشْتهيت حلوى فَخرجت فِي اللَّيْل من الْمَسْجِد فَإِذا بجانبي الطَّرِيق أخاوين حلوى فتوديت يَا إِسْمَاعِيل هَذَا الَّذِي اشْتهيت وَتَركه خير لَك فتركته اتَّفقُوا على صدقه وورعه وَحفظه ومعرفته بِالْحَدِيثِ قيل إِنَّه كَانَ يذاكر بسبعين ألف حَدِيث ويحفظ أَرْبَعِينَ ألف حَدِيث حدث عَن مُجَاهِد بن مُوسَى وَغَيره وروى عَنهُ الْعَبَّاس بن يُوسُف الشكلي توفّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (صدر الدّين ابْن مَكْتُوم الشَّافِعِي) إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نجم بن مَكْتُوم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم الْقَيْسِي الشَّيْخ الْمُقْرِئ الْفَقِيه الْمسند المعمر بَقِيَّة الْمَشَايِخ صدر الدّين أَبُو الْفِدَاء السويدي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسمع من ابْن اللتي كثيرا وَمن مكرم وَأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَإِسْمَاعِيل بن ظفر والسخاوي وعدة وَتفرد وتكاثر عَلَيْهِ الطّلبَة وتلا على الشَّيْخ علم الدّين السخاوي بِحرف أبي) عَمْرو وَابْن كثير وَعَاصِم وَنزل فِي الْمدَارِس وَهُوَ آخر من قَرَأَ على السخاوي وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق سهل القياد لَهُ عقار كثير يقوم بِهِ حج سنة إِحْدَى عشرَة وَحدث بِالْحرم الشريف سمع مِنْهُ ابْنا شمس الدّين وَصَلَاح الدّين العلائي وتقي الدّين السُّبْكِيّ والواني وَابْن الْفَخر وَخلق كثير وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة 3 - (الحسني الْخَارِج بالحجاز) إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب الحسني هُوَ من بيتٍ خرج مِنْهُم جمَاعَة على الْخُلَفَاء بالحجاز وَالْعراق وَالْمغْرب وَخرج هَذَا بالحجاز وَهُوَ شَاب لَهُ عشرُون سنة وَتَبعهُ خلق وعاث فِي الْحَرَمَيْنِ وَقتل من الْحَاج أَكثر من ألف رجل ثمَّ هلك هُوَ وَأَصْحَابه بالطاعون وَكَانَ خُرُوجه سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ فِي زمن المستعين بِاللَّه وَهلك فِي السّنة الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ

الشريف الطبيب

3 - (الشريف الطَّبِيب) إِسْمَاعِيل الشريف شرف الدّين كَانَ طَبِيبا عالي الْقدر وافر الْعلم وجيهاً فِي الدولة وَكَانَ فِي خدمَة السُّلْطَان عَلَاء الدّين مُحَمَّد خوارزمشاه وَله مِنْهُ الإنعام الوافر والمرتبة المكينة وَقرر لَهُ فِي كل شهر ألف دِينَار وَله معالجات بديعة وآثار حَسَنَة فِي الطِّبّ وَعمر وَتُوفِّي فِي أَيَّام خوارزمشاه وَله من الْكتب الذَّخِيرَة الخوارزمشاهية فِي الطِّبّ بالفارسي اثْنَا عشر مجلداً كتاب الْخَفي العلائي فِي الطِّبّ بالفارسي مجلدان صغيران كتاب الْأَغْرَاض فِي الطِّبّ بالفارسي مجلدان صغيران كتاب الْأَغْرَاض فِي الطِّبّ بالفارسي مجلدان كتاب يَا ذكار فِي الطِّبّ بالفارسي مُجَلد (الألقاب) الْإِسْمَاعِيلِيّ الشَّافِعِي هُوَ إِسْمَاعِيل ابْن أبي بكر أَحْمد الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ إِسْمَاعِيل بن مسْعدَة الإسنائي جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي عز الدّين إِسْمَاعِيل بن هبة الله وَكَمَال الدّين ابْن شِيث هُوَ إِبْرَاهِيم ابْن عبد الرَّحِيم وَنور الدّين إِبْرَاهِيم بن هبة الله وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عَليّ الإسنائي وَمِنْهُم كَمَال الدّين الإسنائي يُوسُف بن جَعْفَر) (أسندمر) 3 - (نَائِب طرابلس) أسندمر الْأَمِير سيف الدّين نَائِب طرابلس كَانَ يحب الْفضل وَله ذوق وَيسْأل عَن الغوامض حضرت من عِنْده مرّة فتيا تَتَضَمَّن أَيّمَا أفضل الْوَلِيّ أَو الشَّهِيد وَالْملك أَو النَّبِي فصنف لَهُ الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل فِي ذَلِك مصنفاً وَالشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني مصنفين وَالشَّيْخ برهَان الدّين ابْن تَاج الدّين فِيمَا أَظن وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَلما كَانَ بحلب طلب الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَسَأَلَهُ عَن تَفْسِير قَوْله تَعَالَى والنَجْمِ إِذا هوَى فَقَالَ الْوَقْت يضيق عَن الْكَلَام على ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ قبل صَلَاة الْجُمُعَة ووهبه أَسد الغاب لِابْنِ الْأَثِير وَقَالَ لَهُ لازمني وَكَانَ أكولاً منهوماً فِي ذَلِك يُقَال إِنَّه بعد الْعشَاء يعْمل لَهُ خروف رَضِيع مطجن ويأكله ويشد هُوَ وَسطه ويعقد لَهُ صحن حلاوة سكب ومهد بِلَاد طرابلس وَسَفك الدِّمَاء بأنواع الْقَتْل وَلما جَاءَ السُّلْطَان من الكرك وَتوجه إِلَى مصر كَانَ هُوَ نَائِب طرابلس فرسم لَهُ بنيابة حماة وَلما مَاتَ قبجق وَهُوَ نَائِب حلب رسم لَهُ بنيابة حلب فَتوجه إِلَيْهَا فَجهز السُّلْطَان إِلَيْهِ سيف الدّين كرآي المنصوري فِي عَسَاكِر الشَّام وَأقَام على حمص مُدَّة

العمري

فَلَمَّا كَانَ عصر نَهَار آخر رَمَضَان سنة إِحْدَى ووعروا بَاب النِّيَابَة بالأخشاب وَغَيرهَا وَأَحَاطُوا بهَا وَجَاء يخرج لصَلَاة الْعِيد فَمَا مكن وأمسكه الْأَمِير سيف الدّين كرآي وجهزه على الْبَرِيد إِلَى السُّلْطَان وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْعمريّ) أسندمر الْعمريّ الْأَمِير سيف الدّين نَائِب السلطنة بحماة وطرابلس كَانَ من مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَكَانَ قد تزوج بابنة الْأَمِير سيف الدّين بهادر المعزي وَهُوَ حسن الشكل مليح الْوَجْه لما توجه الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الأحمدي إِلَى نِيَابَة حلب خلت عَنهُ حماة فَحَضَرَ إِلَيْهَا الْأَمِير سيف الدّين أسندمر الْعمريّ فَكَانَ بهَا نَائِبا إِلَى أَن برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا نَائِب الشَّام إِلَى الجسورة فِي آخر دولة الْكَامِل فَحَضَرَ الْأَمِير سيف الدّين أسندمر الْعمريّ إِلَيْهِ وَأقَام عِنْده فَلَمَّا تملك الْملك المظفر حاجي نقل أسندمر من نِيَابَة حماة إِلَى نِيَابَة طرابلس فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى أَن حضر سيف الدّين منكلي بغا الفخري أَمِير جاندار الْآتِي ذكره فِي حرف الْمِيم وَطلب أسندمر إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهَا فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين) وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا إِلَى أَن ذبح أرغون شاه ورسم بنيابة دمشق للأمير سيف الدّين أرقطاي ورسم للأمير سيف الدّين قطليجا الْحَمَوِيّ نَائِب حماة بنيابة حلب فرسم للأمير سيف الدّين أسندمر بِالْعودِ إِلَى حماة نَائِبا فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي الْعشْر الْأَوْسَط من جُمَادَى الآخرى سنة خمسين وَسَبْعمائة وَتوجه بالعساكر الإسلامية إِلَى سنجار فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ هُوَ الْمُقدم عَلَيْهَا وَعَاد إِلَى حماة على نيابتها وَأقَام بهَا على حَاله إِلَى أَن عزل عَنْهَا بالأمير سيف الدّين طان برق فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَعَاد الْأَمِير سيف الدّين أسندمر إِلَى الديار المصرية على عَادَته مُقيما بهَا (الألقاب) ابْن آسه الفرضي عَليّ بن عبد الْقَادِر رَئِيس الأسوارية الأسواري هُوَ رَئِيس الأسوارية وهم فرقة من طوائف الْمُعْتَزلَة كَانَ صَاحب النظام مذْهبه كمذهبه وَزَاد عَلَيْهِ بأمرين أَحدهمَا أَنه قَالَ الرب تَعَالَى لَا يُوصف بِالْقُدْرَةِ على مَا علم أَنه لَا يَفْعَله وَلَا على مَا أخبر أَنه لَا يَفْعَله وَالْعَبْد قَادر على ذَلِك الثَّانِي أَن خطاب الْإِيمَان لَا يَنْقَطِع عَن أبي لهبٍ وَإِن كَانَ الله تَعَالَى أخبر أَنه سَيصْلَى نَارا ذاتَ لَهَبٍ الأسواري الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الأسواني صَالح بن يحيى آخر إِبْرَاهِيم بن أَحْمد

الأسود

(الْأسود) 3 - (الزُّهْرِيّ) الْأسود بن خلف بن عبد يَغُوث الْقرشِي الزُّهْرِيّ وَيُقَال الجُمَحِي كَانَ من مسلمة الْفَتْح روى حَدِيث الْوَلَد مَبْخَلَة مجهلَة مَجْبَنَة وروى أَيْضا فِي الْبيعَة وروى عَنهُ ابْن مُحَمَّد 3 - (أَبُو مُحَمَّد الزَّاهِد الْبَغْدَادِيّ) أسود بن سَالم أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الزَّاهِد الْوَرع كَانَ بَينه وَبَين مَعْرُوف الْكَرْخِي مَوَدَّة ومحبة ومصافاة قَالَ عَليّ بن مُحَمَّد الصفار أنشدت للأسود لَيْلَة من الوافر (أَمَامِي موقِف قدّام ربّي ... يسائلني وَإِن كُشِفَ الغطاءُ) (وحسبي أَن أمُرَّ على صراطٍ ... كحدّ السَّيْف أسفلُه لظاءُ) فَصَرَخَ أسود وخر مغشياً عَلَيْهِ فَمَا أَفَاق حَتَّى طلع الْفجْر قلت لَو قَالَ الشَّاعِر أَسْفَله الْبلَاء لاستراح من مد الْقُصُور لِأَنَّهُ عيب فَاحش وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد رَكْعَتَانِ أصليهما أحب إِلَيّ من الْجنَّة فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ دَعونَا من كلامكم فَإِن الرَّكْعَتَيْنِ رضَا رَبِّي وَالْجنَّة رضَا نَفسِي ورضا رَبِّي أحب إِلَيّ من رضَا نَفسِي وَكَانَ يسرف فِي الْوضُوء ثمَّ ترك فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أرقت لَيْلَة فَهَتَفَ بِي هَاتِف يَا أسود مَا تصنع حَدثنَا يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ إِذا جَاوز الْوضُوء ثَلَاثًا لم يرفع إِلَى السَّمَاء فَقلت أجني أم إنسي فَقَالَ هُوَ مَا تسمع قَالَ فَقلت أَنا تائب فَأَنا الْيَوْم يَكْفِينِي كف من المَاء أسْند عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَغَيره وروى عَنهُ حَاتِم بن اللَّيْث وَغَيره وَكَانَ صَدُوقًا توفّي سنة أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأسود بن سريع) 3 - (بن خمير السَّعْدِيّ التَّمِيمِي أَبُو عبد الله) غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ قَاصا شَاعِرًا وَهُوَ أول من قصّ فِي مَسْجِد الْبَصْرَة 3 - (مولى أنس بن مَالك) الْأسود بن شَيبَان مولى أنس بن مَالك هُوَ بَصرِي صَدُوق روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة)

الأسود بن العاصي

3 - (الْأسود بن العَاصِي) 3 - (أبي البخْترِي بن هِشَام بن الْحَارِث) أسلم يَوْم الْفَتْح وَصَحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ من رجال قُرَيْش وَقتل أَبوهُ يَوْم بدر مُشْركًا قَتله المجذر بن زِيَاد البلوي قيل إِن مُعَاوِيَة لما بعث بسر بن أَرْطَأَة إِلَى الْمَدِينَة أمره أَن يستشير رجلا من بني أَسد اسْمه الْأسود بن فلَان فَلَمَّا دخل الْمَسْجِد سد الْأَبْوَاب وَأَرَادَ قَتلهمْ حَتَّى نَهَاهُ ذَلِك الرجل وَهُوَ الْأسود ابْن أبي البخْترِي هَذَا وَكَانَ النَّاس اصْطَلحُوا عَلَيْهِ أَيَّام عَليّ وَمُعَاوِيَة 3 - (ابْن شَاذان) الْأسود بن عَامر شَاذان أَبُو عبد الرحمان شَامي ثِقَة وَثَّقَهُ ابْن الْمَدِينِيّ وَغَيره وَنزل بَغْدَاد وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ 3 - (النَّوْفَلِي) الْأسود بن عمَارَة بن عدي يَأْتِي تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة أَبِيه فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ ابْن الْأسود كَانَ أبي يتعشق جَارِيَة مولدة مغنية لامْرَأَة من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ اسْم الْجَارِيَة مَرْيَم فَغَاب غيبَة إِلَى الشَّام ثمَّ قدم فَنزل فِي طرف الْمَدِينَة وَحمل مَتَاعه على الحمالين وَأَقْبل يُرِيد منزله وَلَيْسَ شَيْء أحب إِلَيْهِ من لِقَاء مَرْيَم فَبينا هُوَ يمشي إِذا هُوَ بمولاة مَرْيَم قابضةً على ذراعها وأعينها تدمعان فَسَأَلَهَا فَقَالَت هَذِه مَرْيَم قد أبعتها من رجل من أهل الْعرَاق وَهُوَ على الْخُرُوج بهَا وَإِنَّمَا ذهبت بهَا حَتَّى ودعت أَهلهَا وَهِي تبْكي لذَلِك قَالَ السَّاعَة تخرج قَالَت نعم فَبَقيَ متلدداً حائراً ثمَّ بَكَى وودع مَرْيَم وَانْصَرف وَقَالَ قصيدته من الطَّوِيل (خليلَيَّ مِن سعدٍ ألِمَّا فسلِّما ... على مريمٍ لَا يُبْعِد اللهُ مريما) (وقُولا لَهَا هَذَا الْفِرَاق عرفْتِهِ ... فَهَل من نوالٍ قبل ذَاك فنعلما) وَكَانَ الْأسود الْمَذْكُور فِي زمن أَمِير الْمُؤمنِينَ مُوسَى الْهَادِي فَهُوَ من مخضرمي الدولتين 3 - (ابْن عَوْف الزُّهْرِيّ) الْأسود بن عَوْف الزُّهْرِيّ لَهُ صُحْبَة وهجرة وَهُوَ أَخُو عبد الرحمان

الثقفي

3 - (الثَّقَفِيّ) أسود بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ هُوَ الَّذِي جاوب ظبْيَان بن كداد عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي) الحَدِيث الطَّوِيل الْمَذْكُور وفوده فِيهِ وَأنْشد لَهُ عمر ابْن شبة من الْبَسِيط (أمسيتُ اعبد ربّي لَا شريكَ لَهُ ... ربّ الْعباد إِذا مَا حُصِّل البشرُ) (أهلُ المَحامد فِي الدُّنْيَا وخالقُها ... والمُجتدَى حِين لَا ماءٌ وَلَا شجرُ) (وَلَا أَبْتَغِي بَدَلا بِاللَّه أعبده ... مَا دَامَ بالجَزْع من أَرْكَانه حَجَرُ) (إنّ الرَّسُول الَّذِي تُرْجى نوافلُه ... عِنْد القحوط إِذا مَا أقحط المطرُ) 3 - (الْأسود بن نَوْفَل) 3 - (بن خُويلِد بن اسد بن عبد العُزَّى بن قصي الْقرشِي الْأَسدي) كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَهُوَ جد أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود بن نَوْفَل يَتِيم عُرْوَة ابْن الزبير شيخ مَالك 3 - (أَبُو سَلام الْمحَاربي) الْأسود بن هِلَال الْمحَاربي أَبُو سَلام الْكُوفِي من المحضرمين روى عَن معَاذ وَابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأسود بن وهب الصَّحَابِيّ) روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرِّبَا سَبْعُونَ حوباً 3 - (النَّخعِيّ) أسود بن يزِيد بن قيس بن عبد الله بن مَالك أَبُو عَمْرو من الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين من أهل الْكُوفَة كَانَ يَصُوم الدَّهْر ويصوم فِي الْحر حَتَّى يسود لِسَانه وَكَانَ يَصُوم فِي

الأسود والد عامر بن الأسود

السّفر فَقيل لَهُ لم تعذب هَذَا الْجَسَد فَقَالَ إِنَّمَا أَرْبَد الرَّاحَة وَذَهَبت إِحْدَى عَيْنَيْهِ من الصَّوْم فِي الْحر وَطَاف بِالْبَيْتِ ثَمَانِينَ حجَّة وَعمرَة وَكَانَ يهل من الْكُوفَة وَحج سبعا وَسبعين حجَّة وَكَانَ لَا يُصَلِّي على من مَرَّات وَهُوَ مُوسر وَلم يحجّ وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي شهر رَمَضَان فِي كل لَيْلَتَيْنِ وَكَانَت عَائِشَة رضى الله عَنْهَا تَقول مَا بالعراق رجل أكْرم عَليّ من الْأسود وَكَانَ يصفر رَأسه ولحيته وَكَانَ يُقَال لَهُ رَأس مَال أهل الْكُوفَة وانْتهى الزّهْد إِلَى ثَمَانِيَة من التَّابِعين الْأسود أحدهم سمع معَاذًا بِالْيمن لم بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَن أبي بكر وَعمر وَعلي وَابْن مَسْعُود وَأبي مُوسَى وسلمان وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُم وَكَانَ ثِقَة وروى لَهُ) البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي فِيمَا يُقَال على خلافٍ مَا بَين الثَّمَانِينَ وَالتسْعين لِلْهِجْرَةِ وكنيته أَبُو عَمْرو أهوَ عبد الرَّحْمَن وَابْن أخي عَلْقَمَة بن قيس وخال إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ 3 - (الْأسود وَالِد عَامر بن الْأسود) شهد حجَّة الْوَدَاع قَالَ وَصليت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفجْر فِي مَسْجِد الْخيف فَلَمَّا قضى صلَاته إِذا هُوَ برجلَيْن فِي أخريات النَّاس لم يصليا فَأتى بهما ترْعد فرائصهما فَقَالَ مَا منعكما أَن تصليا مَعنا الحَدِيث 3 - (أَبُو الْأسود الدؤَلِي) الْأسود اللّغَوِيّ الْحسن بن أَحْمد أَبُو الْأسود الدؤَلِي اسْمه ظَالِم يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الظَّاء فِي مَكَانَهُ (أسيد) 3 - (ابْن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ) أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين ابْن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَشهد صفّين مَعَ عَليّ بن أبي طالبٍ رَضِي الله عَنهُ 3 - (ابْن امْرِئ الْقَيْس) أسيد بن حضير بن سماك بن عتِيك بن رَافع ابْن امْرِئ الْقَيْس الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي

البراد المدني

هُوَ بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين أَبُو عِيسَى وَأَبُو يحيى وَأَبُو عتِيك وَأَبُو الْحضير وَأَبُو الْحصين بالصَّاد وَالنُّون وَأَبُو عَتيق سِتَّة أَقْوَال فِي كنيته أشهرها أَبُو يحيى وَهُوَ قَول ابْن إِسْحَاق وَغَيره أسلم قبل سعد بن معَاذ على يَدي مُصعب بن عُمَيْر وَكَانَ مِمَّن شهد الْعقبَة الثَّانِيَة وَهُوَ من النُّقَبَاء لَيْلَة الْعقبَة وَلم يشْهد بَدْرًا فِي قَول ابْن إِسْحَاق وَغَيره قَالَ شهد بَدْرًا وأحداً وَمَا بعدهمَا من الْمشَاهد وجرح يَوْم أحد سبع جراحات وَثَبت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين انْكَشَفَ النَّاس وَكَانَ أحد الْعُقَلَاء الكملة أهل الرَّأْي آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين زيد بن حَارِثَة وَكَانَ أحسن النَّاس صَوتا بِالْقُرْآنِ وَحَدِيثه فِي اسْتِمَاع الْمَلَائِكَة قِرَاءَته حِين نفرت فرسه حَدِيث صَحِيح وَتُوفِّي سنة عشْرين وَقيل سنة إِحْدَى وَعشْرين لِلْهِجْرَةِ وَحمله عمر بن الْخطاب بَين العمودين حَتَّى وَضعه بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهِ وَأوصى إِلَى) عمر بن الْخطاب فَنظر عمر فِي وَصيته فَوجدَ عَلَيْهِ أَرْبَعَة آلَاف دِينَار فَبَاعَ نخله أَربع سِنِين بأَرْبعَة آلَاف وَقضى دينه 3 - (البراد الْمدنِي) أسيد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين الْمُهْملَة ابْن أبي أسيد البراد بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الرَّاء الْمدنِي كَانَ صَدُوقًا روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه توفّي قبل الْأَرْبَعين وَالْمِائَة 3 - (أسيد بن جَارِيَة) 3 - (بِفَتْح الْهمزَة وَفِي أَبِيه بِالْجِيم) أسلم يَوْم الْفَتْح وَشهد حنيناً وَهُوَ جد عَمْرو ابْن سُفْيَان بن أسيد روى عَنهُ الزُّهْرِيّ عَن أبي هُرَيْرَة حَدِيث الذَّبِيح إِسْحَاق 3 - (العباسي الْكُوفِي) أسيد بن زيد بن نجيح العباسي الْكُوفِي الْجمال بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين روى عَنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا توفّي قبل الْعشْرين والمائتين

أسيد بضم الهمزة وفتح السين ابن ساعدة

3 - (أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين ابْن سَاعِدَة) 3 - (بن عَامر بن عدي بن جشم الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ) شهد بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو حثْمَة وَهُوَ عَم سهل بن أبي حثْمَة 3 - (أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين ابْن سعية) وَيُقَال أسيد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين ابْن سعية ابْن عريض مصغر الْقرظِيّ وَقيل فِي أَبِيه سعنة بالنُّون وَالْيَاء وبالياء أَكثر نزل هُوَ وَأَخُوهُ ثَعْلَبَة فِي اللَّيْلَة الَّتِي فِي صبيحتها نزل بَنو قُرَيْظَة على حكم سعد بن معَاذ وَنزل مَعَهُمَا أَسد بن عبيد الْقرظِيّ فأسلموا وأحرزوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ لما أسلم عبد الله بن سَلام وثعلبة بن سعية وَأسيد أَخُوهُ وَأسد بن عبيد وَمن أسلم من يهود قَالَت أَحْبَار يهود مَا أَتَى مُحَمَّدًا إِلَّا شرارنا فَأنْزل الله تَعَالَى لَيْسُوا سَوَاء مِن أهلِ الْكتاب أُمّةٌ قائمةٌ الْآيَة إِلَى من الصَّالِحين وَقَالَ فِيهِ يُونُس بن بكير عَن ابْن إِسْحَاق أسيد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين وَكَذَلِكَ قَالَ الْوَاقِدِيّ وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد عَن ابْن إِسْحَاق أسيد بِالضَّمِّ وَالْفَتْح وَقد ذكره ابْن عبد الْبر فِي الْبَابَيْنِ وَتُوفِّي أسيد الْمَذْكُور فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) 3 - (أسيد بن صَفْوَان) 3 - (بِفَتْح الْهمزَة أدْرك النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وروى عَن عَليّ حَدِيثا حسنا فِي ثنائه على أبي بكر يَوْم مَاتَ رَوَاهُ عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَالِد عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن أسيد بن صَفْوَان قَالَ لما قبض أَبُو بكر وسجي بثوبٍ ارتجت الْمَدِينَة بالبكاء ودهش الْقَوْم كَيَوْم قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأقبل عَليّ بن أبي طَالب مسرعاً باكياً مسترجعاً ووقف على بَاب الْبَيْت فَقَالَ رَحِمك الله أَبَا بكر وَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ 3 - (ابْن ظهير) أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين الْمُهْملَة ابْن ظهير بِضَم الظَّاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْهَاء وظهير تَصْغِير ظهر الْأنْصَارِيّ ابْن عَم رَافع بن خديج وَقيل ابْن أَخِيه وأخو عباد بن بشر لأمه شهد الخَنْدَق وَغَيره توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وروى عَنهُ أَبُو الْأَبْرَد مولى بني خطمة

الأصبهاني

3 - (الْأَصْبَهَانِيّ) أسيد بن عَاصِم الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم الْأَصْبَهَانِيّ أَخُو مُحَمَّد بن عَاصِم سمع الْكثير وصنف الْمسند ورحل وَهُوَ ثِقَة رضى توفّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن يَرْبُوع) أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين ابْن يَرْبُوع بن الْبَدِيِّ بن عَامر الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ شهد أحدا وَقتل يَوْم الْيَمَامَة 3 - (أَبُو أسيد السَّاعِدِيّ) اسْمه مَالك بن ربيعَة (أَسِير) 3 - (أَسِير بن جَابر الْأنْصَارِيّ) قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ أهل الْمَدِينَة يسمونه يسير بن عَمْرو بن جَابر بياء أولى بدل الْهمزَة وسوف يَأْتِي ذكره فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الظفري الْأنْصَارِيّ) أَسِير بن عُرْوَة بن سَواد بن الْهَيْثَم بن ظفر الْأنْصَارِيّ الظفري من بني أُبَيْرِق تَصْغِير أبرق كَانَ رجلا منطيقاً ظريفاً بليغاً حلواً فَسمع بِمَا قَالَه قَتَادَة بن النُّعْمَان فِي بني أُبَيْرِق للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين اتهمهم بنقب علية عَمه وَأخذ طَعَامه والدرعين فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جمَاعَة جمعهم من قومه فَقَالَ إِن قَتَادَة وَعَمه عمدا إِلَى أهل بيتٍ منا أهل حسب وَنسب وَصَلَاح يأبنونهم بالقبيح وَيَقُولُونَ لَهُم مَالا يَنْبَغِي بِغَيْر ثبتٍ وَلَا بَيِّنَة فَرفع بهم عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا شَاءَ ثمَّ انْصَرف فَأقبل قَتَادَة بعد ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليكلمه فجبهه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جبهاً شَدِيدا مُنْكرا وَقَالَ بئس مَا صنعت وَبئسَ مَا مشيت فِيهِ فَقَامَ قَتَادَة وَهُوَ يَقُول لَوَدِدْت أَنِّي خرجت من أَهلِي وَمَالِي وَلم أكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شيءٍ من أَمرهم وَمَا أَنا بعائد فِي شَيْء من ذَلِك فَأنْزل الله تَعَالَى فِي شَأْنهمْ إنّا أنزَلْنا إليكَ الْكتاب بالحقّ لتحكُمَ بَين النَّاس بِمَا أَرَاك الله وَلَا تَكُن للخائِنينَ خصيماً إِلَى قَوْله تَعَالَى مَن كَانَ خَوّاناً أَثِيمًا يَعْنِي أَسِير بن عُرْوَة وَأَصْحَابه فاتهم من ذَلِك الْوَقْت بالنفاق قَالَ ابْن إِسْحَاق نزلت فِيهِ لهمَّتْ طائفةٌ أَن يُضِلّوك وَمَا يُضِلُّون إلاّ أنفسهم الْآيَة 3 - (أَسِير الْهوى) هُوَ قَتِيل الريم اسْمه زاكي 3 - (أَسِير بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ) بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين وَسُكُون الْيَاء آخر الْمَعْرُوف

آسية

وَبعدهَا رَاء وهاء أَبُو سليط غلبت عَلَيْهِ كنيته ذكره مُوسَى بن عقبَة وَابْن إِسْحَاق فِي من شهد بَدْرًا وأحداً وَقيل فِي اسْمه يسيرَة وَقيل أسيرة وَأمه آمِنَة بنت عجْرَة أُخْت كَعْب بن عجْرَة البلوي وروى عَنهُ ابْنه عبد الله ابْن أبي سليط عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النَّهْي عَن أكل لُحُوم الْحمر الإنسية يعد فِي أهل) الْمَدِينَة (آسِيَة) 3 - (آسِيَة البغدادية) ذكرهَا أَبُو الْقَاسِم ابْن حبيب فِي كتاب عقلاء المجانين من جمعه ذكرت آسِيَة هَذِه لعبد الله بن طَاهِر فَدَعَا بهَا فأخلت عَلَيْهِ ولزمت الصمت خَمْسَة أَيَّام فَقَالَ لَهَا عبد الله أخرساء أنتِ مَا لكِ لَا تنطقين قَالَت لَا وَلَكِنِّي أَقُول من الْبَسِيط (قَالُوا نراكَ تُطيل الصمتَ قلتُ لَهُم ... مَا طولُ صمْتي من عِيٍّ وَلَا خَرَسِ) (الصمتُ أحمدُ فِي الحالينِ عَاقِبَة ... عِنْدِي وأحسنُ بِي من منطقٍ شكِسِ) (قَالُوا فأنتَ مُصيبٌ لستَ ذَا خطإٍ ... فَقلت هاتوا أروني وَجه مقتَبِسِ) (أأنْشُرُ البَزَّ فِي مَن لَيْسَ يعرفهُ ... أم أنثر الدُرَّ بَين العُمْي فِي الغَلَسِ) (الأشتر النَّخعِيّ) اسْمه مَالك يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ الأشتري الْمُتَكَلّم اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرحمان الأشتيخني مُحَمَّد بن عمر (أشج عبد الْقَيْس) وَيُقَال أشج بني عصر بِفَتْح الْعين وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ العصري الْعَبْدي هُوَ من ولد لكيز بِالْكَاف الْمَفْتُوحَة وبالياء آخر الْحُرُوف سَاكِنة ابْن أفصى بن عبد الْقَيْس كَانَ سيد قومه وَفد فِي وَفد عبد الْقَيْس فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا أشج فِيك خصلتان يحبهما الله وَرَسُوله قَالَ وَمَا هما قَالَ الْحلم والأناة وَقيل الْحلم وَالْحيَاء فَقَالَ يَا رَسُول الله أشيءٌ من قبل نَفسِي أم شَيْء جبلني الله عَلَيْهِ قَالَ بلَى شَيْء جبلك الله عَلَيْهِ فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي جبلني على خلقين يرضاهما الله وَرَسُوله وَقيل إِن اسْم الْأَشَج الْمُنْذر بن عَائِد

أشجع

(أَشْجَع) 3 - (السّلمِيّ الشَّاعِر) أَشْجَع بن عَمْرو السّلمِيّ من ولد الشريد بن مطرود رَبِّي وَنَشَأ بِالْبَصْرَةِ ثمَّ خرج إِلَى الرقة والرشيد بهَا فمدح البرامكة وَانْقطع إِلَى جَعْفَر خَاصَّة وأصفاء مدحه وَوَصله الرشيد وَأَعْجَبهُ وأثرت حَاله فِي أَيَّامه وَتقدم عِنْده وَهُوَ الْقَائِل يصف الْخمر من الْكَامِل (وَلَقَد طعنتُ الليلَ فِي أعجازه ... والكأسُ بَين غَطارفٍ كالأنجمِ) (يتعمايلون على النَّعيم كأنّه ... قُضُبٌ من الهنديّ لم تتثَلَّمِ) (والليلُ ملتحِفٌ بِفضل رِدَائه ... قد كَاد يحسر عَن أغرٍّ أرثمِ) (فَإِذا أدارَتْها الأكفُّ رأيتَها ... تَثْني الفصيح إِلَى لِسَان أعجمِ) (وعَلى بنانِ مُديرها عِقيانةٌ ... من كسبها وعَلى فضول المِعْصمِ) (تغلي إِذا مَا الشِّعْرَيان تلظّتا ... صيْفاً وتسكن فِي طُلُوع المِرزَمِ) (وَلها سكونٌ فِي الْإِنَاء وَتارَة ... شُغَبٌ تُطِّوحُ بالكميِّ المُعلمِ) (تُعطي على الظُّلم الْفَتى بقيادها ... قَسْراً وتَظلمه إِذا لم يَظلِمِ) قَالَ عبد الله بن الْعَبَّاس الربيعي إِن أول من أَدخل أَشْجَع على الرشيد أَنه خدم الْفضل بن الرّبيع وَأَنه وَصفه للرشيد وَقَالَ هُوَ أشعر أهل هَذَا الزَّمَان وَقد اقتطعه عَنْك البرامكة فَأمر بإحضاره وإيصاله مَعَ الشُّعَرَاء فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أنْشدهُ وَذكر الْقصر الَّذِي بناه من الْكَامِل (قصرٌ عَلَيْهِ تحيّةٌ وسلامُ ... نثرَتْ عَلَيْهِ جمَالهَا الأيّامُ) (فِيهِ اجتلى الدُّنْيَا الخليفةُ والتقتْ ... للمُلْك فِيهِ سلامةٌ وسلامُ) ) (قصرٌ سقوفُ المُزْن دون سقوفه ... فِيهِ لإعلام الْهدى أعلامُ) (نشرت عَلَيْهِ الأرضُ كِسوتها الَّتِي ... نسج الرّبيع وزخرف الأرهامُ) (أدْنَتْك من ظلِّ النبيِّ وصيةٌ ... وقرابةٌ وُشجَتْ بهَا الأرحامُ) (برقَتْ سماؤك فِي العدوّ فأمطرت ... هاماً لَهَا ظلُّ السيوف غمامُ) (وَإِذا سيوفك صافحت هامَ العِدَى ... طارتْ لهنَّ عَن الرؤوس الهامُ) (تَثْني على أيّامك الأيّامُ ... الشَّاهِدَانِ الحلُّ وَالْإِحْرَام) (وعَلى عدوّك يَا ابْن عمّ مُحَمَّد ... رَصَدان ضوءُ الصُّبْح والإظلام) (فَإِذا تنبّه رُعْتَه وَإِذا غفا ... سلّت عَلَيْهِ سيوفَك الأحلامُ)

ابن الأشج

فاستحسنها الرشيد وَأمر لَهُ بِعشْرين ألف دِرْهَم وَكَانَ جَعْفَر بن يحيى الْبَرْمَكِي يجْرِي عَلَيْهِ فِي كل جُمُعَة مائَة دِينَار وَتُوفِّي أَشْجَع تَقْرِيبًا فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ وشعره وأخباره فِي كتاب الأغاني كَثِيرَة (ابْن الْأَشَج) اسْمه بكير بن عبد الله (الْأَشْدَق) أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان (الْأَشْدَق لطيم الشَّيْطَان) عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ (السَّوْدَاء العروضية) إشراق السَّوْدَاء العروضية مولاة أبي الْمطرف عبد الرَّحْمَن بن غلبون الكابت سكنت بلنسية وَكَانَت قد أخذت عَن مَوْلَاهَا النَّحْو واللغة لَكِنَّهَا فاقته فِي ذَلِك وبرعت فِي الْعرُوض وَكَانَت تحفظ الْكَامِل للمبرد والنوادر للقالي وتشرحهما قَالَ أَبُو دَاوُد سلمَان بن نجاح قَرَأت عَلَيْهَا الْكِتَابَيْنِ وَأخذت عَنْهَا الْعرُوض توفيت بدانية بعد سَيِّدهَا فِي حُدُود الْخمسين والأربعمائة (النسابة الْحلَبِي) الْأَشْرَف بن الْأَغَر بن هَاشم ابْن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أبي الرَّجَاء سعد الله بن أبي طَالب أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن عبيد الله أَبُو هَاشم الْعلوِي الحسني النسابة الْحلَبِي سمع بِمَكَّة جَامع التِّرْمِذِيّ من أبي الْفَتْح الكروخي قَالَ ابْن النجار وَأخرج لنا فرعا لَا يعْتَمد عَلَيْهِ فَلم أَقرَأ مِنْهُ شَيْئا وَكَانَ أديباً فَاضلا حفظَة للْأَخْبَار والْآثَار وَلم يكن موثوقاً بِهِ فِيمَا يَقُوله وَيَرْوِيه عَفا الله عَنهُ وَأورد لَهُ من الْبَسِيط (تَعزَّ عَن كلّ شَيْء بِالْحَيَاةِ فقد ... يهون عِنْد بَقَاء الْجَوْهَر العرَضُ) (سيُخْلِف الله مَالا أَنْت مُتلِفُه ... وَمَا عَن النَّفس إِن أتلفتَها عِوَضُ) وَأورد لَهُ من الْكَامِل المرفل (وَإِذا العدوُّ علا عَليّ ... ك بِفضل ثروته ودارهْ) (فامزُجْ لَهُ كأس السكو ... ت ولِنْ لفورته ودارهْ)

الألقاب

(الألقاب) الْأَشْرَف جمَاعَة من الْمُلُوك مِنْهُم الْأَشْرَف مُوسَى ابْن الْعَادِل أبي بكر مُحَمَّد بن أَيُّوب وَمِنْهُم الْملك الْأَشْرَف صَاحب حمص مُوسَى بن إِبْرَاهِيم ابْن شيركوه وَمِنْهُم الْأَشْرَف مُوسَى بن يُوسُف صَاحب مصر وَمِنْهُم الْملك الْأَشْرَف خَلِيل بن الْمَنْصُور قلاوون وَمِنْهُم الْملك الْأَشْرَف كجك بن الْملك النَّاصِر) الْأَشْرَف ابْن الْفَاضِل أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ الْأَشْرَف الْكَاتِب حَمْزَة بن عَليّ (أشعب) 3 - (الْحدانِي) أشعب بن عبد الله بن عَامر الْحدانِي بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة 3 - (الطمع) أشعب بن جُبَير يعرف بِابْن حميدة الْمدنِي الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل فِي الطمع روى عَن عِكْرِمَة وَأَبَان بن عُثْمَان وَسَالم بن عبد الله وروى عَنهُ معدي بن سُلَيْمَان وَأَبُو عَاصِم النَّبِيل وَغَيرهمَا وَله النَّوَادِر الْمَشْهُورَة قَالَ حَدثنَا عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لله على العَبْد نعمتان ثمَّ سكت فَقيل لَهُ اذكرهما قَالَ الْوَاحِدَة نَسِيَهَا عِكْرِمَة وَالْأُخْرَى نسيتهَا أَنا وَهُوَ خَال الْأَصْمَعِي قَالَ يَوْمًا ابغوني امْرَأَة أتجشأ فِي وَجههَا فتشبع وتأكل فَخذ جَرَادَة فتنتخم وأسلمته أمه فِي البزازين فَقَالَ لَهَا يَوْمًا تعلمت نصف الشّغل قَالَت وَمَا هُوَ قَالَ تعلمت النشر وَبَقِي الطي وَقيل لَهُ مَا بلغ بك من الطمع قَالَ مَا زفت امْرَأَة بِالْمَدِينَةِ إِلَّا كنست بَيْتِي رَجَاء أَن تهدي إِلَيّ وَمر بِرَجُل يعْمل طبقًا فَقَالَ وَسعه فَرُبمَا يهْدُونَ لنا فِيهِ شَيْئا وَقيل من عجائب أمره أَنه لم يمت شرِيف قطّ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا استعدى على وَصيته أَو على وَارثه وَقَالَ احْلِف أَنه لم يوص لي بشيءٍ قبل مَوته وَكَانَ زِيَاد بن عبد الله الْحَارِثِيّ على شرطة الْمَدِينَة وَكَانَ مبخلاً على

الطَّعَام فَدَعَا أشعب فِي شهر رَمَضَان ليفطر عِنْده فَقدمت إِلَيْهِ أول لَيْلَة مصلية معقودة وَكَانَت تعجبه فأمعن فِيهَا أشعب وَزِيَاد يلمحه فَلَمَّا فرغوا من الْأكل قَالَ زِيَاد مَا أَظن لأهل السجْن إِمَامًا يُصَلِّي بهم فِي هَذَا الشَّهْر فَليصل بهم أشعب فَقَالَ أشعب أَو غير ذَلِك أصلحك الله قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ أَن لَا أَذُوق مصلية أبدا فَخَجِلَ زِيَاد وتغافل عَنهُ وَقَالَ أشعب جَاءَتْنِي جَارِيَة بِدِينَار وَقَالَت هَذَا وَدِيعَة عنْدك فَجَعَلته بَين ثني الْفراش فَجَاءَت بعد أَيَّام وَقَالَت الدِّينَار فَقلت ارفعي الْفراش وخذي وَلَده وَكنت تركت إِلَى جَانِبه درهما فَتركت الدِّينَار وَأخذت الدِّرْهَم وعادت بعد أَيَّام فَوجدت مَعَه درهما آخر فَأَخَذته وعادت فِي) الثَّالِثَة كَذَلِك فَلَمَّا رَأَيْتهَا فِي الرَّابِعَة تَبَاكَيْت فَقَالَت مَا يبكيك فَقلت مَاتَ دينارك فِي النّفاس فَقَالَت وَكَيف يكون للدينار نِفَاس فَقلت يَا فاسقة تصدقين بِالْولادَةِ وَلَا تصدقين بالنفاس وَسَأَلَ سَالم بن عبد الله بن عمر أشعب عَن طعمه فَقَالَ قلت لصبيان مرّة اذْهَبُوا هَذَا سَالم قد فتح بَيت صَدَقَة عمر حَتَّى يطعمكم تَمرا فَلَمَّا مضوا ظَنَنْت أَن الْأَمر كَانَ كَمَا قلت لَهُم فعدوت فِي أَثَرهم وَقيل لَهُ مَا بلغ طمعك قَالَ أرى دُخان جاري فأثرد وَقيل لَهُ أَيْضا ذَلِك فَقَالَ مَا رَأَيْت اثْنَيْنِ يتساران إِلَّا ظَنَنْت أَنَّهُمَا يأمران لي بِشَيْء وَجلسَ يَوْمًا فِي الشتَاء إِلَى رجل من ولد عقبَة ابْن أبي معيط فَمر بِهِ حسن بن حسن فَقَالَ لَهُ مَا يقعدك إِلَى جَانب هَذَا قَالَ أصطلي بناره وَلما مَاتَ ابْن عَائِشَة الْمُغنِي جعل أشعب يبكي وَيَقُول قلت لكم زوجوا ابْن عَائِشَة الْمُغنِي من الشماسية حَتَّى يخرج بَينهمَا مَزَامِير دَاوُد فَلم تَفعلُوا وَلَكِن لَا يُغني حذر من قدر وَلما أخرجت جَنَازَة الصريمية الْمُغنيَة كَانَ أشعب جَالِسا مَعَ نفر من قُرَيْش فَبكى عَلَيْهَا وَقَالَ الْيَوْم ذهب الْغناء كُله وترحم عَلَيْهَا ثمَّ مسح عَيْنَيْهِ والتفت إِلَيْهِم وَقَالَ وعَلى ذَلِك فقد ذَلِك الزَّانِيَة شَرّ خلق الله فضحكوا وَقَالُوا يَا أشعب لَيْسَ بَين بكائك عَلَيْهَا وَبَين لعنك لَهَا فرق قَالَ نعم كُنَّا نجيئها الْفَاجِرَة بكبش إِذا أردنَا أَن نزورها فتطبخ لنا فِي دارها ثمَّ لَا تعشينا إِلَّا بسلق وَجَاز بِهِ يَوْمًا سبط لِابْنِ سُرَيج فَوَثَبَ إِلَيْهِ وَحمله على كتفه وَجعل يرقصه وَيَقُول فديت من وُلد عَلَى عودٍ واستهلّ بغناء وحنك بمِلوىً وَقطعت سرته بزير وختن بمضراب وَتبع امْرَأَة يَوْمًا فَقَالَت لَهُ مَا تصنع بِي ولي زوج قَالَ تسري بِي فديتك وَقيل لَهُ أَرَأَيْت أطمع مِنْك قَالَ نعم كلب أم حومل تَبِعنِي فرسخين وَأَنا أمضغ كندراً وَلَقَد حَسَدْته على ذَلِك وخفف الصَّلَاة مرّة فَقَالَ لَهُ بعض أهل الْمَسْجِد خففت الصَّلَاة جدا فَقَالَ إِنَّهَا صَلَاة لم يخالطها رِيَاء وَقَالَ لَهُ رجل كَانَ صديق أَبِيه كَانَ أَبوك عَظِيم اللِّحْيَة فَمن أشبهت أَنْت قَالَ أشبهت أُمِّي وَقيل لَهُ هَل رَأَيْت أطمع مِنْك قَالَ نعم خرجت إِلَى الشَّام مَعَ رَفِيق لي فنزلنا بعض الديارات فتلاحينا فَقلت أير هَذَا الراهب فِي حر أم الْكَاذِب فَلم نشعر إِلَّا بِالرَّاهِبِ قد اطلع علينا وَقد أنعظ وَقَالَ أيكما الْكَاذِب

وَقَالَ لَهُ رجل يَوْمًا ضَاعَ معروفي عنْدك قَالَ لِأَنَّهُ جَاءَ من غير محتسب ثمَّ وَقع عِنْد غير شَاكر وَكَانَ أشعب لَا يغيب عَن طَعَام سَالم بن عبد الله بن عمر فاشتهى سَالم يَوْمًا أَن يَأْكُل) مَعَ نَبَاته فَخرج إِلَى بُسْتَان فخبر أشعب بالقصة فاكترى جملا بدرهم فَلَمَّا حَاذَى حَائِط الْبُسْتَان وثب عَلَيْهِ فَصَارَ عَلَيْهِ فَغطّى سَالم بَنَاته بِثَوْبِهِ وَقَالَ بَنَاتِي فَقَالَ أشعب إِنَّك لتعلم مَا لنَا فِي بناتِك من حقّ وإنّك لتعلم مَا نُرِيد وَيُقَال إِن أم أشعب بَغت فَضربت وحلقت وحملت على عير يُطَاف بهَا وَهِي تَقول من رَآنِي فَلَا يَزْنِين فَأَشْرَفت عَلَيْهَا ظريفة من أهل الْمَدِينَة فَقَالَت لَهَا إِنَّك إِذا لمطاعة نَهَانَا الله عَنهُ فَمَا قبلنَا ندعه لِقَوْلِك وَقَالَ يَوْمًا رجل لأشعب مَا بلغ من طعمك فَقَالَ مَا سَأَلتنِي عَن هَذَا إِلَّا وَقد خبأت لي شَيْئا تُعْطِينِي إِيَّاه وَقيل هُوَ من موَالِي عُثْمَان وَقيل وَلَاؤُه لسَعِيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي وَقيل هُوَ مولى فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن وَقيل مولى ابْن الزبير وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وَولد سنة تسع من الْهِجْرَة فعمر دهراً طَويلا وَامْرَأَته بنت وردان الَّذِي بني قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين هدم الْوَلِيد بن عبد الْملك الْمَسْجِد على يَد عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ أشعب قد تعبد وَقَرَأَ الْقُرْآن وتنسك وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ رُبمَا صلى بهم فِي الْمَسْجِد وَهُوَ خَال الْوَاقِدِيّ وَقد أسْند عَن أبان وَغَيره وَقد روى عَنهُ غياث بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي ومعدي بن سُلَيْمَان وَأَبُو لبَابَة وَعُثْمَان بن فائد وَقَالَ سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي كَانَ لي ابْن فِي الْمكتب وأشعب جَالس عِنْد الْمعلم فَقَرَأَ إنّ أبي يَدْعُوك فَقَامَ أشعب وَلبس نَعْلَيْه وَقَالَ امش بَين يَدي فَقَالَ إِنَّمَا أَقرَأ حزبي فَقَالَ قد علمت أَنَّك لَا تفلح لَا أَنْت وَلَا أَبوك قَالَ الْمَدَائِنِي قَالَ أشعب تعلّقت بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَقلت اللَّهُمَّ أذهب الْحِرْص عني فمررت بالقرشيين وَغَيرهم فَلم يُعْطِنِي أحد شَيْئا فَجئْت إِلَى أُمِّي فَقلت ذَاك لَهَا فَقَالَت وَالله لَا تدخل بَيْتِي أَو ترجع فتستقبل الله تَعَالَى فَرَجَعت فَقلت يَا رب قد سَأَلتك أَن تخرج الْحِرْص من قلبِي فأقلني ثمَّ رجعت فَلم أَمر بِمَجْلِس فِيهِ قُرَيْش وَلَا غَيرهم إِلَّا سَأَلتهمْ وأعطوني ووهب لي غُلَام فَجئْت إِلَى أُمِّي بِحِمَار موقر فَقَالَت مَا هَذَا فَخفت إِن أعلمتها أَن تَمُوت فَقلت وهبوا لي غين قَالَت وَيلك وَمَا غين قلت لَام قَالَت وَمَا لَام قلت ألف قَالَت وَأي شَيْء ألف قلت مِيم قَالَت وَأي شَيْء مِيم قلت غُلَام وَسَقَطت مغشياً عَلَيْهَا وَلَو سميته أول سؤالها لماتت وَرَأى على عبد الله بن عمر كسَاء فَقَالَ سَأَلتك بِوَجْه الله إِلَّا أَعْطَيْتنِي هَذَا الكساء فَرمى بِهِ إِلَيْهِ وَكَانَ يَقُول حَدثنِي عبد الله بن عمر وَكَانَ يبغضني وَكَانَ أشعب) مجيداً فِي الْغناء وَذكره إِبْرَاهِيم الرَّقِيق فِي كتاب الأغاني لَهُ وَذكر جملَة من أخباره وغنائه

الأشعث

(الْأَشْعَث) 3 - (ابْن قيس) الْأَشْعَث بن قيس لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَقد ارْتَدَّ أَيَّام الرِّدَّة فحوصر وَأخذ بالأمان ثمَّ أسلم وزوجه أَبُو بكر بأخته أم فَرْوَة بنت أبي قُحَافَة وَكَانَ على ميمنة عَليّ بصفين وَاسْتَعْملهُ مُعَاوِيَة على أذربيجان وَهُوَ أول من مَشى الرِّجَال فِي خدمته وَهُوَ رَاكب توفّي بعد عَليّ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة وَصلى عَلَيْهِ الْحسن سنة أَرْبَعِينَ لِلْهِجْرَةِ وَذكره ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة مِمَّن أسلم وَقيل كَانَ اسْمه معد يكرب وَإِنَّمَا كَانَ أبدا أَشْعَث الرَّأْس وَكَانَت وفادته على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّنة الْعَاشِرَة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ أَقَامَ الْأَشْعَث بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَيَّام عمر وَشهد اليرموك على كرْدُوس أَمِيرا وَأُصِيبَتْ عينه يومئذٍ ثمَّ عَاد إِلَى الْمَدِينَة وَخرج إِلَى الْعرَاق مَعَ سعد بن أبي وَقاص فَشهد الْقَادِسِيَّة والمدائن وجلولا ونهاوند واختط بِالْكُوفَةِ وَبني بهَا دَارا فِي كِنْدَة وولاه عُثْمَان أرمينية وَقيل أذربيجان وَشهد صفّين مَعَ عَليّ وَكَانَ أحد شُهُود الْكتاب الَّذِي كتب بَين يَدَيْهِ والحكومة مَعَ مُعَاوِيَة وَلما أَرَادَ عَليّ أَن يحكم ابْن عَبَّاس أَتَى الْأَشْعَث وَقَالَ وَالله لَا يحكم مضربان أبدا حَتَّى يكون فِيهِ يماني فحكموا أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ الْأَشْعَث داهية وَقَالَ كفرت عَن يمينٍ بسبعين ألف دِرْهَم وبسببه نزل قَوْله تَعَالَى إنَّ الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله وَأَيْمَانهمْ ثمنا قَلِيلا 3 - (ابْن أبي الشعْثَاء) الْأَشْعَث ابْن أبي الشعْثَاء سليم الْمحَاربي الْكُوفِي روى عَن أَبِيه وَالْأسود ابْن يزِيد وأسود بن هِلَال وَمُعَاوِيَة بن سُوَيْد بن مقرن لَهُ عدَّة أَحَادِيث روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَقد وثقوه توفّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة 3 - (أَبُو هَانِئ الحمراني) أَشْعَث بن عبد الْملك الحمراني أَبُو هَانِئ الْبَصْرِيّ مولى حمْرَان مولى عُثْمَان روى عَن الْحسن وَابْن سِيرِين وَبكر بن عبد الله وَعَاصِم الْأَحول وَطَائِفَة وَهُوَ من كبار أَصْحَاب الْحسن وأفقههم وَكَانَ عَالما بمسائل الْحسن الدقاق روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَة)

ابن سوار الكندي

3 - (ابْن سوار الْكِنْدِيّ) أَشْعَث بن سوار الْكِنْدِيّ الْكُوفِي الأفرق التوابيتي النجار روى عَن عِكْرِمَة وَالشعْبِيّ وَابْن سِيرِين روى لَهُ مُسلم تبعا وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة ضعفه النَّسَائِيّ وَقواهُ غَيره وَقَالَ ابْن عدي لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنْكرا وَقَالَ ابْن خرَاش هُوَ أَضْعَف الأشاعثة وَقَالَ الدراقطني يعْتَبر بِهِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو الْهِنْدِيّ) أَشْعَث هُوَ أَبُو الْهِنْدِيّ الريَاحي اخْتلف فِي اسْمه فَقيل عبد الْمُؤمن بن عبد القدوس بن شِيث وَقَالَ الْمَدَائِنِي اسْمه عبد السَّلَام وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ اسْمه أَزْهَر بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ غَيره اسْمه غَالب بن عبد القدوس وَقيل غَالب بن عبد الله وَكَانَ خليعاً مَاجِنًا مَشْهُورا بمعاقرة الشَّرَاب والإكباب عَلَيْهِ وأنفد شعره فِيهِ وَهُوَ من شعراء خُرَاسَان وَالْجِبَال صحب نصر بن سيار وَهُوَ الْقَائِل فِي آل الْمُهلب من الطَّوِيل (نزلتُ على آل المهلّب شاتياً ... لَدَى سنةٍ غبراء فِي زمنٍ مَحْلِ) (فَمَا زَالَ بِي إكرامهم واكتفاؤهم ... وإحسانهم حَتَّى ظننتُهم أَهلِي) وَالْقَائِل أَيْضا من السَّرِيع (صُبَّ على كبدك من بَرْدها ... إنّي أرى النَّاس يموتونا) (ودعْ أُناساً كَرهُوا شُربها ... لَيْسُوا بِمَا فِي ذَاك يدرونا) (لَو شَرِبُوهَا وانتشوا سَاعَة ... لأصبحوا بِالْخمرِ يَهْذُونا) (الألقاب) ابْن أبي الْأَشْعَث إِسْمَاعِيل بن أَحْمد ابْن الْأَشْعَث أَحْمد بن عَمْرو بن الْأَشْعَث الْأَشْعَرِيّ الشَّيْخ أَبُو الْحسن اسْمه عَليّ بن إِسْمَاعِيل وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عبد الله بن قيس ابْن الْأَشْقَر النَّحْوِيّ اسْمه أَحْمد بن عبد السَّيِّد الْأَشْقَر الْمُقْرِئ هبة الله بن الْحسن الْأَشْقَر الْفَقِيه عمر بن أبي سعد الْأَشْقَر الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن سعيد)

المغني

3 - (الْمُغنِي) الأشك كَانَ رجلا من أهل حران وَكَانَ الرشيد قد أمره على المغنين وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى الْفضل ابْن الرّبيع فأقعده مَعَ مطارحي الْجَوَارِي فِي الْغناء فغمز بَعضهم جَارِيَة فَنظر إِلَيْهِ الأشك فَقَالَ مَا تنظر إِنَّمَا غمزتها بِصَوْت فَقَالَ الأشك واحرباه أَنا أَمِير المغنين لَا أعرف غمز الْغناء من غمز الزناء ثمَّ أَمر بِهِ فَضرب مائَة مقرعة وَبلغ ذَلِك الْفضل فوصله وَأحسن إِلَيْهِ أشكابه النَّحْوِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد أشناس الْأَمِير كَانَ أحد الشجعان الْمَذْكُورين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ الأشنهي أَحْمد بن سهل الأشنهي الشَّافِعِي أَحْمد بن مُوسَى أَشهب 3 - (الْمَالِكِي) أَشهب بن عبد الْعَزِيز بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عَمْرو الْقَيْسِي العامري

أصبغ

الْمصْرِيّ الْفَقِيه قيل اسْمه مِسْكين ولقبه أَشهب سمع اللَّيْث ومالكاً وَيحيى بن أَيُّوب وَسليمَان بن بلاب وَبكر بن مُضر وَدَاوُد الْعَطَّار قَالَ ابْن عبد الرَّأْي وَلم يدْرك الشَّافِعِي لما قدم مصر أحدا من أَصْحَاب مَالك إِلَّا أَشهب وَابْن عبد الحكم وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم سَمِعت أَشهب فِي سُجُوده يَدْعُو على الشَّافِعِي بِالْمَوْتِ فَذكرت ذَلِك الشَّافِعِي فَأَنْشد متمثلا من الطَّوِيل (تمنى رجالٌ أَن أَمُوت وَإِن أمُتْ ... فَتلك سبيلٌ لستُ فِيهَا بأوْحدِ) (فقُلْ للَّذي يَبْغِي خلافَ الَّذِي مضى ... تزوَّدْ لأخرى غَيرهَا فكأنْ قدِ) قَالَ فَمَاتَ الشَّافِعِي فَاشْترى أَشهب من تركته عبدا ثمَّ مَاتَ أَشهب فاشتريت أَنا ذَلِك العَبْد من تَرِكَة أَشهب وَكَانَت وَفَاة أَشهب فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ بعد الشَّافِعِي بِثمَانِيَة عشر يَوْمًا وَقيل بِشَهْر وَاحِد وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ الْأَشْهب بن رميلة مَذْكُور فِي تَرْجَمَة أَخِيه ربَاب ابْن رميلة فِي حرف الرَّاء الأشيري عبد الله بن مُحَمَّد (أصبغ) 3 - (أصبغ بن خَلِيل الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه) برع فِي الْمَذْهَب وأقرأ وَأفْتى دهراً وَكَانَ بارعاً فِي عقد الوثائق إِلَّا أَنه جَاهِل بالأثر ضَعِيف يُقَال إِنَّه وضع أَحَادِيث نصرا لرأيه فِي عدم رفع الْيَدَيْنِ وَغَيره وَكَانَ يَقُول أحب أَن يكون فِي تابوتي خِنْزِير وَلَا يكون فِيهِ مُصَنف ابْن أبي شبية توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين 3 - (أَبُو عبد الله الْوراق) أصبغ بن زيد الْجُهَنِيّ مَوْلَاهُم الوَاسِطِيّ وَهُوَ النَّاسِخ

المدني الخزاعي

كَاتب الْمَصَاحِف أَبُو عبد الله الْوراق قَالَ النَّسَائِيّ وَأحمد بن حَنْبَل لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَقَالَ ابْن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ توفّي سنة تسع وَخمسين وَمِائَة روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (الْمدنِي الْخُزَاعِيّ) الْأَصْبَغ بن عبد الْعَزِيز مولى خُزَاعَة هُوَ الْقَائِل يمدح جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي من الطَّوِيل (حلفتُ بِمَا حَجَّتْ قريشٌ لبيته ... وَمَا وضعتْ بالأخْشَبَيَن رِحَالهَا) (لقد أهَّلتْ أرضٌ بهَا حلَّ جعفرٌ ... وَمَا عدمت معروفَها وجمالها) وَقَالَ يمدح عبد الْعَزِيز بن الْمطلب المَخْزُومِي من الطَّوِيل (إِذا قيل مَن للعدل والحقّ والنهُى ... أشارت إِلَى عبد الْعَزِيز الأصابعُ) (أشارت إِلَى حُرِّ المحامد لم يكن ... ليدفعه عَن غايةِ الْمجد دافعُ) 3 - (الْمَالِكِي) أصبغ بن الْفرج بن سعيد بن نَافِع الْفَقِيه الْمَالِكِي الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله تفقه بِابْن الْقَاسِم وَابْن وهب وَأَشْهَب وَقَالَ عبد الْملك بن الْمَاجشون مَا أخرجت مصر مثل أصبغ قيل لَهُ وَلَا ابْن الْقَاسِم قَالَ وَلَا ابْن الْقَاسِم وَكَانَ كَاتب ابْن وهب وجده نَافِع عَتيق عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان ابْن الحكم الْأمَوِي توفّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَعشْرين وروى عَنهُ البُخَارِيّ وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ بِوَاسِطَة ذكره ابْن معِين فَقَالَ كَانَ من أعظم خلق الله بِمذهب مَالك وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة صَاحب سنة قيل هُوَ من ولد عبيد الْمَسْجِد كَانَ بَنو أُميَّة يَسِيرُونَ لِلْمَسْجِدِ عبيدا فهم من ولدهم 3 - (أصبغ بن الْفرج) ) 3 - (بن فَارس أَبُو الْقَاسِم الطَّائِي الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي) من كبار الْمُفْتِينَ بِالْمَدِينَةِ من أهل الْيَقَظَة والنباهة توفّي سنة سبع وَتِسْعين وثلاثمائة

أصبغ بن مالك

3 - (أصبغ بن مَالك) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمَالِكِي الزَّاهِد نزيل قرطبة) كَانَ إِمَامًا فِي قِرَاءَة نَافِع توفّي سنة أَربع وثلاثمائة 3 - (أصبغ بن مُحَمَّد بن أصبغ) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمهرِي الْقُرْطُبِيّ صَاحب الهندسة) كَانَ من أهل البراعة فِي الهندسة وَالْعدَد والنجامة والطب لَهُ فِي ذَلِك تصانيف سكن غرناطة وَتقدم عِنْد صَاحبهَا وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (العليمي الشَّاعِر) الْأَصْبَغ العليمي قَالَ المرزباني فِي مُعْجَمه من كلب يَقُول لِلْأَعْوَرِ الْكَلْبِيّ لما هاجى الْكُمَيْت ابْن زيد الْأَسدي وهجا بني أَسد بكلب من الطَّوِيل (إِذا جئتما أرضَ الْعرَاق فبَلِّغا ... بهَا الْأَعْوَر الكلبيّ عنّي القوافيا) (أترضَى لكلبٍ رقّةً غير عَدْلها ... بدودانَ لَا شِمْتَ السحابَ الغواديا) (لَحى الله كلبياً يكون بسبّكم ... بني أَسد مَا عَاشَ فِي الأَرْض رَاضِيا) (الألقاب) ابْن أبي الْأَصْبَغ الأديب عبد الْعَظِيم بن عبد الْوَاحِد ابْن الْأَصْبَغ الْقُرْطُبِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله الْأَصْبَهَانِيّ نجم الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ شمس الدّين الأصولي اسْمه مُحَمَّد بن مَحْمُود الْأَصْبَهَانِيّ شمس الدّين مَحْمُود (أَصْرَم) 3 - (الطوسي الشَّاعِر) أَصْرَم بن حميد الطوسي الطَّائِي ذكره ابْن الْجراح فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَأورد لَهُ قَوْله من المتقارب (أصَمُّ عَن الْكَلم المُحفْظات ... وأحلم والحلم بِي أشبهُ) (وإنّي لأترك جُلَّ الْكَلَام ... لكَيْلا أُجاب بِمَا أكرهُ) (فكم من فَتى يُعجب الناظرين ... لَهُ ألسُنٌ وَله أوجُهُ) (ينَام إِذا ذُكر المكُرمات ... وَعند الدناءة يستنبه)

أصرم الشقري

وَله مَه الْمَأْمُون أَخْبَار ورثاه بعد مَوته قَالَ المرزباني وَهُوَ شَاعِر ظريف وَأورد لَهُ قَوْله من الْكَامِل المرفل (أسرفْتَ فِي سوء الصنيعِِ ... وفتكتَ بِي فتْكَ الخليعِ) (فقطعتُ ليلِي ساهراً ... وخلا الخَليُّ مَعَ الهجوعِ) (صَيّرتُ حبَّكَ شَافِعِيّ ... فأَتيتُ من قِبَل الشفيعِ) قَالَ وَلأبي حشيشة الطنبوري فِيهِ صَنْعَة وَكَانَ المعتصم يختاره من غنائه وَقَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد القصري عَن أبي العيناء عَن مُحَمَّد بن عَمْرو الرُّومِي قَالَ دخل أَصْرَم بن حميد على الْمَأْمُون وَعِنْده المعتصم فَقَالَ يَا أَصْرَم قد أكبرت ظَنِّي فِي وصف شعرك وبديهتك فصفني وَأَبا إِسْحَاق وَلَا تفضل أحدا منا على صاحبهّ قَالَ فَتنحّى قَلِيلا ثمَّ عَاد فأنشده من الوافر (رأيتُ سفينةُ تَجْري ببحرٍ ... إِلَى بحرَين دونهمَا البحورُ) (إِلَى مَلِكَين ضوءُهما جَمِيعًا ... سواءٌ حَار دونهمَا الْبَصِير) (كلا المَلِكَين يُشبه ذاكَ هَذَا ... وَذَا هَذَا وَذَاكَ وَذَا أميرُ) (فإنْ يَكُ ذَا كَذَاك وَذَا كَهَذا ... فلي فِي ذَا وَذَاكَ مَعًا سرورُ) (رواق الْمجد ممدودٌ على ذَا ... وَهَذَا وجههُ بدرٌ مُنيرُ) فَقَالَ أَحْسَنت وَالله مَعَ كلف المحنة وَقصر الْمدَّة وَأمر أَن يخلع عَلَيْهِ وَوَصله 3 - (أَصْرَم الشقري) ) 3 - (بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالْقَاف) كَانَ فِي النَّفر الَّذين أَتَوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بني شقرة فَقَالَ لَهُ مَا اسْمك قَالَ أَصْرَم فَقَالَ لَهُ أَنْت زرْعَة روى حَدِيثَة أُسَامَة بن أخدري (الألقاب) الْإِصْطَخْرِي الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه الْحسن بن أَحْمد الأصفوني الْوَزير حَمْزَة بن مُحَمَّد الأصفوني أَمِين الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة (أصلم الْأَمِير بهاء الدّين) (السِّلَاح دَار) كَانَ أَمِير مائَة مقدم ألف فِي الدولة الناصرية نقل عَنْهُمَا على السُّلْطَان كَلَام فاعتقلهما وَطلب أَمِير حُسَيْن بن جندر من دمشق إِلَى مصر على إقطاع أصلم وَبَقِي فِي الْحَبْس مُدَّة تقَارب خمس سِنِين ثمَّ أخرجه وَأَعَادَهُ إِلَى مَنْزِلَته ثمَّ فِي آخر أَيَّام النَّاصِر جهزه نَائِبا إِلَى صفد فَتوفي السُّلْطَان وَهُوَ بهَا

الألقاب

ثمَّ إِن قوصون جرده مَعَ الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا نَائِب الشَّام إِلَى حلب لإمساك طشتمر حمص أَخْضَر فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء الطَّرِيق بَين صفد ودمشق حضر إِلَيْهَا قطلوبغات الفخري فَرده من قارا فَعَاد وَلم يلْحق هُوَ وعسكر صفد بألطنبغا وَأقَام مَعَ الفخري إِلَى أَن توجه مَعَه إِلَى مصر فرسم لَهُ النَّاصِر أَحْمد ابْن النَّاصِر بِالْإِقَامَةِ فِي مصر على عَادَته أَمِير مائَة مقدم ألف يجلس فِي المشور وَعمر فِي البرقية عِنْد اسطبله مدرسةً مليحةً إِلَى الْغَايَة وتربةً وربعاً وحوض سَبِيل وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة (الألقاب) الْأَصْمَعِي اللّغَوِيّ اسْمه عبد الْملك بن قريب الْأَصَم الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْأَصَم المعتزلي اسْمه أَبُو بكر ابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب اسْمه أَحْمد بن ابْن الْقَاسِم ابْن أبي أصيبعة الرشيد عَليّ بن خَليفَة الْأصيلِيّ الْمَالِكِي اسْمه عبد الله بن إِبْرَاهِيم) (أصيد بن سَلمَة) (بن قرظ الصَّحَابِيّ) أسلم على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَحبه وَبَعثه فِي جَيش مَعَ الضَّحَّاك بن سُفْيَان إِلَى قومه فَلَمَّا صافوهم دَعَا أصيد أَبَاهُ إِلَى الْإِسْلَام فَأبى فَحمل عَلَيْهِ وعرقب فرسه فَسقط سَلمَة مِنْهُ فِي المَاء فتوكأ على رمحه وَأمْسك عَنهُ أصيد تأدباً حَتَّى لحقه الْمُسلمُونَ فَقَتَلُوهُ دونه فِي شهر ربيع الأول سنة تسع وَذكره أَبُو مُوسَى فَقَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة فأسروه فَعرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْإِسْلَام عَلَيْهِ فَأسلم فَكتب إِلَيْهِ أَبوهُ شعرًا يُنكر عَلَيْهِ ذَلِك فَأَجَابَهُ بشعرٍ على رويه وَهُوَ من الْكَامِل (إنّ الَّذِي سمك السَّمَاء بقدرةٍ ... حَتَّى علا فِي مُلكه فتوحّدا) (بعث الَّذِي لَا مثله فِيمَا مضى ... يَدْعُو لِرَحْمَتِهِ النبيَّ مُحَمَّدًا) (ضخمُ الدسيعةٍ كالغزالة وجههُ ... قرنا تأزّر بالمكارم وارتدى) (فَدَعَا العبادَ لدينِهِ فتتابعوا ... طَوْعًا وَكرها مُقْبلين على الْهدى) فِي أَبْيَات فَأسلم أَبوهُ بكتابه ووفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُسلما (أصيل الصَّحَابِيّ) أصيل بِضَم الْهمزَة وَفتح الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا لَام الْهُذلِيّ وَقيل الْغِفَارِيّ حَدِيثه عِنْد أهل حران فِي مَكَّة وغضارتها والتشوق إِلَيْهَا

الأضبط بن قريع الشاعر

وروى حَدِيثه أهل الْمَدِينَة إِنَّه قدم على البني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة فَقَالَت عَائِشَة يَا أصيل كَيفَ تركت مَكَّة قَالَ تركتهَا حِين أبيضت أباطحها وأرغل ثمامها وانتشر سلمهَا وأعذق إِذْ خرها فَقَالَت عَائِشَة يَا رَسُول الله اسْمَع مَا يَقُول أصيل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تشوقنا أَو كلمة نَحْوهَا يَا أصيل (الأضبط بن قريع الشَّاعِر) كَانَ مفركاً لَا يتَزَوَّج امْرَأَة إِلَّا طلقته فَاجْتمع نساؤه ذَات لَيْلَة يسهرن فتعاهدن أَن يصدقن الْخَبَر عَن فرك الأضبط فأجمعن على أَنه بَارِد الكمرة فَقَالَت لإحداهن خَالَتهَا أتعجز إحداكن إِذا كَانَت ليلته مِنْهَا أَن تسخن كمرته بِشَيْء من دهن فَلَمَّا سمع قَوْلهَا صَاح يَا لعوفٍ يَا لعوفٍ فثار أناسٌ وظنوا أَنه قد أُتِي فَقَالُوا لَهُ مَا لَك فَقَالَ أوصيكم بِأَن تسخنوا الكمر فَإِنَّهُ لَا حظوة لبارد الكمرة فانصرفوا يَضْحَكُونَ وَقَالُوا تَبًّا لَك أَلِهَذَا دَعوتنَا وَمن شعره من المنسرح (لكلّ همٍّ من الهموم سَعَهْ ... والمَسْيُ وَالصُّبْح لَا فلاح معهْ) (لَا تحقرنَّ علَّك أَن ... تركع يَوْمًا والدهرُ قد رفعهْ) (وصِلْ حبال الْبعيد إِن وَصَل ... الحبلَ وأقَص الْقَرِيب إِن قطعهْ) (قد يجمع المالَ غيرُ آكلهِ ... وَيَأْكُل المالَ غيرُ من جمعهْ) (مَا بالُ من غيُّه مُصيبُك لَا ... يملك شَيْئا من أمره وَزِعَهْ) (حَتَّى إِذا مَا انجلتْ عمايتُه ... أقبل يلحى وغيُّه فجعهْ) (أذود عَن حَوْضه ويدفعني ... يَا قومُ مَن عاذري من الخُدَعَهْ) (فاقْبَلْ من الدَّهْر مَا أَتَاك بِهِ ... مَن قرّ عيَنْاً بعيشه نَفَعَهْ) (الأطروش) 3 - (الأطروش النَّاسِخ) اسْمه أَحْمد بن عبد الْملك 3 - (الأطروش الْعلوِي) الْخَارِج بطبرستان اسْمه الْحسن بن عَليّ (الأطهر سيد بَغْدَاد) الأطهر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد الحسني أَبُو الرِّضَا السَّيِّد الْأَجَل الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِسَيِّد بَغْدَاد نزيل سَمَرْقَنْد قَالَ عبد الغافر سيد السادات الْفَائِق حشمته ودولته وَمَاله وجاهه مطرد الْعَادَات لَهُ السماع العالي والتصانيف الحسان فِي الحَدِيث وَالشعر وَكَانَ يضْبط الْولَايَة ويجبي الْأَمْوَال وَيجمع وَيفرق ثمَّ إِنَّه قد نِصْفَيْنِ وعلق فِي السُّوق وَأخذت أَمْوَاله وَحرمه وخدمه سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَقد تقدم ذكر وَالِده الشريف المرتضى مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن زيد فِي المحمدين وَرفع نسبه هُنَاكَ إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ

الألقاب

(الألقاب) ابْن أعثم الشيعي الأخباري اسْمه أَحْمد بن أعثم ابْن الْأَعرَابِي اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد ابْن زِيَاد تقدم ذكره ابْن الْأَعرَابِي عبد الْجَبَّار بن يحيى الْأَعرَابِي الباخرزي الْكَاتِب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (الْأَعَز بن العليق) الْأَعَز بن فَضَائِل ابْن أبي نصر بن غباسوه ابْن العليق أَبُو نصر الْبَغْدَادِيّ البابصري وَيعرف أَيْضا بِابْن بندقة كَانَ شَيخا صَالحا متيقظاً حسن الطَّرِيقَة كثير التِّلَاوَة عالي الرِّوَايَة تفرد ب موطأ القعْنبِي عَن شهدة وب القناعة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وب كرامات الْأَوْلِيَاء للخلال روى عَنهُ مجد الدّين ابْن العديم والدمياطي وَابْن الحلوانية وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة (الألقاب) ابْن بنت الْأَعَز عَلَاء الدّين أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب وَمِنْهُم تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب وَمِنْهُم تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن خلف وَمِنْهُم صدر الدّين ابْن عبد الْوَهَّاب الأعلم الشنتمري يُوسُف بن سُلَيْمَان الأعمشي الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن حمدون ابْن الْأَعْمَى كَمَال الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك الْأَعْشَى الْهَمدَانِي اسْمه عبد الرَّحْمَن أَبُو المصبح يَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى أعشى ثَعْلَبَة اسْمه النُّعْمَان بن مُعَاوِيَة يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف النُّون فِي مَوْضِعه

أعين

الْأَعْشَى الشَّيْبَانِيّ هُوَ عبد الله بن خَارِجَة يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَوْضِعه الصَّحَابِيّ أعشى بني مَازِن اسْمه عبد الله بن الْأَعْوَر وَقيل غير ذَلِك لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الَّذِي أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ من الرجز (يَا مالكَ النَّاس وديّانَ العربْ ... إِلَيْك جابي الْيَوْم شأنٌ وأربْ) (إنّي لقِيت ذِرْبةً من الذِّرَبْ ... غدوتُ أبغيها الطَّعَام فِي رجَبْ) (أكمه لَا أبْصر عُقدة الحقبْ ... لَا أبْصر الصاحب إلاّ مَا اقتربْ) (فخلَّفتني بنزاعٍ وكربْ ... وهُنَّ شرُّ غالبٍ لمن غلبْ) فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول هن شَرّ غَالب لمن غلب يتمثلهن الْأَعْمَش الإِمَام اسْمه سُلَيْمَان بن مهْرَان يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين فِي) مَكَانَهُ الْأَعْمَش الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن حمدون الْأَعْمَى الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغدي (أعين) 3 - (الطَّبِيب) أعين بن أعين كَانَ طَبِيبا متميزاً فِي الديار المصرية وَله ذكر جميل وَحسن معرفَة ومعالجة وَكَانَ فِي أَيَّام الْعَزِيز بِاللَّه وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَله من الْكتب كتاب كناش كتاب فِي أمراض الْعين ومدارواتها 3 - (الْمُجَاشِعِي الصَّحَابِيّ) أعين بن ضبيعة بن عقال بن مُحَمَّد بن سُفْيَان بن مجاشع التَّمِيمِي هُوَ الَّذِي عقر الْجمل الَّذِي كَانَت عَلَيْهِ عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ وَبَعثه عَليّ إِلَى الْبَصْرَة بعد ذَلِك فَقَتَلُوهُ وَهُوَ ابْن عَم الْأَقْرَع ابْن حَابِس وَابْن عَم صعصعة بن نَاجِية وَهُوَ فِي عداد الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم

أعين بن ليث

3 - (أعين بن لَيْث) جد ابْن عبد الحكم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة (الألقاب) الأعيمي التطيلي اسْمه أَحْمد بن عبد الله الْأَعْين اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن (الْأَغَر) 3 - (ابْن حَنْظَلَة) الْأَغَر بن سليك بكاف فِي آخِره وَيُقَال ابْن حَنْظَلَة كُوفِي روى عَن عَليّ بن أبي طَالب وَأبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُمَا روى لَهُ النَّسَائِيّ توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأَغَر الْمُزنِيّ) وَيُقَال الْجُهَنِيّ وَهُوَ وَاحِد لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أهل الْبَصْرَة أَبُو بردة ابْن أبي مُوسَى وَغَيره وَيُقَال إِنَّه روى عَنهُ ابْن عمر وَقيل إِن سُلَيْمَان بن يسَار روى عَنهُ قَالَ ابْن عبد الْبر وَلم يَصح 3 - (أغر الْغِفَارِيّ) روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَمعه يقْرَأ فِي الْفجْر بالروم وَلم يرو عَنهُ إِلَّا شبيب أَبُو روح وَحده 3 - (الْأَغَر النَّحْوِيّ) اسْمه يحيى (أغرلو) 3 - (العادلي) أغرلو ملك الْأُمَرَاء الْغَازِي الْمُجَاهِد شُجَاع الدّين العادلي نَائِب دمشق لأستاذه السُّلْطَان الْملك الْعَادِل كتبغا فَلَمَّا خلع بَقِي أغرلو بِدِمَشْق أَمِيرا كَبِيرا مُدَّة طَوِيلَة لشجاعته وعقله وَكَانَ أَبيض أشقر وَلما توفّي سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة دفن فِي تربته المليحة شمَالي

مشد الدواوين

الْجَامِع المظفري بالصالحية رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ وَالِد الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (مشد الدَّوَاوِين) أغرلو الْأَمِير شُجَاع الدّين هُوَ مَمْلُوك الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج بهادر المعزي وَلما حبس أستاذه أَخذه الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي فَجعله أَمِير أخور وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن توفّي بكتمر ثمَّ انْتقل إِلَى عِنْد الْأَمِير سيف الدّين بشتاك وَكَانَ أَمِير أخور عِنْده أَيْضا ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك تولى نَاحيَة أشموم وَسَفك بهَا ثمَّ جهز نَائِبا إِلَى قلعة الشوبك ثمَّ إِنَّه عمل ولَايَة الْقَاهِرَة مُدَّة فِي أَيَّام الصَّالح ثمَّ تولى شدّ الدَّوَاوِين فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل وتظاهر بعفاف كثير وَأَمَانَة ثمَّ إِنَّه لما توفّي الصَّالح رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ لَهُ فِي ولَايَة شعْبَان الْعِنَايَة التَّامَّة فقدمه وحظي عِنْده فَفتح لَهُ بَاب الْأَخْذ على الإقطاعات والوظائف وَعمل لذَلِك ديوَان قَائِم الذَّات سمي ديوَان الْبَذْل فَلَمَّا تولى الصاحب تَقِيّ الدّين ابْن مراجل شاححه فِي الْجُلُوس والعلامة فترجح الصاحب تَقِيّ الدّين وعزل الْأَمِير شُجَاع الدّين من شدّ الدَّوَاوِين فَلَمَّا كَانَ فِي نوبَة السُّلْطَان الْملك المظفر كَانَ شُجَاع الدّين مِمَّن قَامَ على الْكَامِل وَضرب الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي فِي وَجهه وَسكن أمره إِلَى أَن حضر فِي أَيَّام الْملك المظفر صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين منكلي بغا الفخري ليوصله إِلَى طرابلس نَائِبا وَعَاد إِلَى مصر وَأمره سَاكن إِلَى أَن قَامَ فِي وَاقعَة الْأُمَرَاء سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي وشمس الدّين آقسنقر وَسيف الدّين قرابغا وَسيف الدّين بزلار وَسيف الدّين صمغار وَسيف الدّين إتمش وَكَانَ هُوَ الَّذِي تولى كبره وَأمْسك أَوْلَاد الْأُمَرَاء فَعظم شَأْنه وفخم أمره وخافه أُمَرَاء مصر وَالشَّام وَأقَام كَذَلِك مُدَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَقْرِيبًا ثمَّ إِنَّه أمسك وَقتل وَجَاء الْخَبَر بقتْله إِلَى الشَّام فِي مستهل شهر رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَقيل إِن الحرافيش بِالْقَاهِرَةِ ومصر أَخْرجُوهُ من قَبره ومثلوا) بِهِ وأقاموه فِي زيه أَيَّام حَيَاته ومشاورته وإمساكه الْأُمَرَاء وقتلهم ثمَّ إِنَّهُم نوعوا ثكاله والمثلة بِهِ فَغَضب السُّلْطَان لذَلِك وَأمر فِي الحرافيش فنال الأوشاقية مِنْهُم منالاً عَظِيما من الْقَتْل وَالْقطع وَغَيره وَكَانَ مشؤوماً فِي حَيَاته ومماته وَيُقَال إِن السَّبَب فِي قَتله كَانَ لما حَضَرُوا بِرَأْس الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي نَائِب الشَّام وَبِالْجُمْلَةِ فَحسب الَّذين قَتلهمْ فِي مُدَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَكَانُوا أحدا وَثَلَاثِينَ أَمِيرا وَكَانَ يخرج من الْقصر وَيقْعد على بَاب خزانَة الْخَاص ويتحدث فِي الدولة وَفِي الخزانة وَالْإِطْلَاق والإنعام وَيجْلس الموقعون عِنْده ويكتبون عَنهُ إِلَى الْوُلَاة وَلكنه مَاتَ هَذِه الْميتَة الموصوفة واشتهر مَا فعل بِهِ فَقلت مستطرداً من المجتث (وعاذلٍ قَالَ عُمْري ... أسعى لعلّك تَسْلو) (أَمُوت مِنْك بغَبْني ... فقلتُ مَوْتَ أغُرْلو)

الألقاب

(الألقاب) الأغلبي عبد الله بن إِبْرَاهِيم وَآخر عبد الله بن إِبْرَاهِيم وَآخر إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَآخر إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب وَهُوَ السمى بالرشيد صَاحب إفريقية وَآخر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن الأغيس الشَّافِعِي أَحْمد بن بشر (الطَّبِيب الْيَهُودِيّ) إفراييم بن الزفان بالزاي وَتَشْديد الْفَاء وَبعد الْألف نون أَبُو كثير الْيَهُودِيّ الطَّبِيب خدم الْخُلَفَاء المصريين بِمصْر ونال دينا عريضةً واقتنى من الْكتب شَيْئا كثيرا وَهُوَ أمهر تلامذة عَليّ بن رضوَان خلف من الْكتب مَا يزِيد على عشْرين ألف مُجَلد وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والأربعمائة (الألقاب) الأفرم نَائِب دمشق الْأَمِير جمال الدّين آقوش الأفرم الْكَبِير الْأَمِير عز الدّين أيبك (أفريدون) 3 - (أفريدون التركي) لَهُ تَرْجَمَة مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة سَالم بن أَحْمد فِي حرف السِّين فليطلب هُنَاكَ 3 - (أفريدون بن مُحَمَّد) 3 - (بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ) التَّاجِر الَّذِي عمر الْمدرسَة المليحة الظريفة برا بَاب الْجَابِيَة بِدِمَشْق أنْفق على عمارتها وَحدهَا خَارِجا عَن الْوَقْف فَوق مائَة ألف دِرْهَم وَشرع فِيهَا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي أوَّل شهر رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة (الْأَفْضَل) سمي بِهِ جمَاعَة مِنْهُم الْأَفْضَل وَالِد صَلَاح الدّين اسْمه أَيُّوب بن شادي وَمِنْهُم الْأَفْضَل صَاحب حماة اسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَمِنْه الْأَمِير عَليّ بن مَحْمُود أفضل الدولة الطَّبِيب مُحَمَّد بن عبد الله

أفطس

(أفطس) رجل من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم روى عَنهُ إِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة قَالَ رَأَيْت رجلا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقَال لَهُ أفطس يلبس الْخَزّ (أَفْلح) 3 - (الْمدنِي) أَفْلح بن حميد الْمدنِي أحد الْأَثْبَات المسندين وَلَيْسَ فِي مُسلم أَعلَى من رِوَايَته روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي على الصَّحِيح سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة 3 - (القبائي الْأنْصَارِيّ) أَفْلح بن سعيد القبائي الْأنْصَارِيّ كَانَ صَدُوقًا احْتج بِهِ مُسلم وَقد أقذع ابْن حبَان فِي الْحَط عَلَيْهِ فَقَالَ شيخ من أهل قبا يروي عَن الثِّقَات الموضوعات وَعَن الْأَثْبَات الْمُنْكَرَات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ بِحَال وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة 3 - (الصَّحَابِيّ) أَفْلح بن أبي القعيس وَيُقَال أَخُو أبي القعيس قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ خَبرا وَلَا ذكرا أَكثر مِمَّا جرى من ذكره فِي حَدِيث عَائِشَة فِي الرَّضَاع وَقد اخْتلف فِيهِ وأصحها أَنه أَفْلح أَخُو أبي القعيس 3 - (أَبُو عَطاء السندي) أَفْلح بن يسَار هُوَ أَبُو عَطاء السندي وَمولى بني أَسد منشؤه الْكُوفَة وَهُوَ من مخضرمي الدولتين وَكَانَ أَبوهُ سندياً أعجمياً لَا يفصح وَكَانَ فِي لِسَان أبي عَطاء عجمة ولثغةٌ وَكَانَ إِذا تكلم لَا يفهم كَلَامه وَلذَلِك قَالَ لِسُلَيْمَان بن سليم الْكَلْبِيّ من الْخَفِيف) (أعْوَزتْني الرُّواة يَا ابْن سُليم ... وأبى أنْ يُقيم شعري لساني) (وغلا بِالَّذِي أُحَمْجِمُ صَدْرِي ... وجفاني لعُجْمتي سلطاني) (وازْدَرَتني العيونُ إِذْ كَانَ لوني ... حالكاً مجتوىً من الألوانِ) (فضربتُ الأمورَ ظهرا لبطنٍ ... كَيفَ أحتال حِيلَة لبياني) (وتمنّيتُ أنّني كنت بالشع ... ر فصيحاً وبانَ بعضُ بناني)

(ثمّ أصبحتُ قد أبحتً رِدَائي ... عِنْد رحْب الفِناء والأعطانِ) (فاعطِني مَا يَضيقُ عَنهُ رُواتي ... بفصيحٍ من صَالح الغلمانِ) (يُفهِم الناسَ مَا أَقُول من الشع ... ر فإنّ الْبَيَان قد أعيْاني) (واعتمدْني بالشكر يَا ابنَ سَليم ... فِي بلادي وَسَائِر البلدانِ) (ستوافيهم قصائد غُرٌّ ... فِيك سبّاقةٌ لكل لسانِ) فَأمر لَهُ بوصيف بربري فَسَماهُ عَطاء وتبنى بِهِ وَرَوَاهُ شعره فَكَانَ إِذا أَرَادَ إنشاد مديح لمن يجتديه أَو مذاكرة شعر أمره فَأَنْشد قبل إِنَّه قَالَ لَهُ يَوْمًا ولأ مُنْذُ دأوتأ وألت لي لبيأ مَا أنتَ تصنأ يَعْنِي وَلَك مُنْذُ دعوتك وَقلت لي لبيْك مَا كنت تصنع وَشهد أَبُو عَطاء حَرْب بني أُميَّة وَبني الْعَبَّاس وأبلى مَعَ بني أُميَّة وَقتل غُلَامه عَطاء مَعَ ابْن هُبَيْرَة وَانْهَزَمَ هُوَ وَحكى الْمَدَائِنِي أَن أَبَا عَطاء كَانَ يُقَاتل المسودة وقدامه رجل من بني مرّة يكنى أَبَا يزِيد قد عقر فرسه فَقَالَ لأبي عَطاء أَعْطِنِي فرسك أقَاتل عَنْك وعني وَقد كَانَا أيقنا بِالْهَلَاكِ فَأعْطَاهُ أَبُو عَطاء فرسه فَرَكبهُ المري وَمضى على وَجهه ناجياً فَقَالَ من الوافر (لَعَمْرُك إنّني وَأَبا يزِيد ... لكالساعي إِلَى لمع السَّرابِ) (رأيتُ مَخيلةً فطمعتُ فِيهَا ... وَفِي الطَّمَع المذلَّةُ للرقابِ) (فَمَا أَغْنَاك من طلبٍ ورزقٍ ... كَمَا أعياك من سرق الدوابِ) (وأشهَدُ أنّ مرّةَ حيُّ صدقٍ ... وَلَكِن لست مِنْهُم فِي النصابِ) وَعَن الْمَدَائِنِي أَن يحيى بن زِيَاد الْحَارِثِيّ وحماداً الراوية كَانَ بَينهمَا وَبَين معلم بن هُبَيْرَة مَا يكون مثله بَين الشُّعَرَاء والرواة من النفاسة وَكَانَ معلم بن هُبَيْرَة يحب أَن يطْرَح حماداً فِي لِسَان من يهجوه قَالَ حَمَّاد الراوية فَقَالَ لي يَوْمًا بِحَضْرَة يحيى بن زِيَاد أَتَقول لأبي عَطاء السندي أَن يَقُول زجٌّ وجرادة وَمَسْجِد بني شَيْطَان قلت نعم فَمَا تجْعَل لي على ذَلِك قَالَ) بغلتي بسرجها ولجامها فَأخذت عَلَيْهِ بِالْوَفَاءِ موثقًا وَجَاء أَبُو عَطاء السندي فَجَلَسَ إِلَيْنَا فَقَالَ مُرْهِبًا بكم هياكم الله فرحبت بِهِ وَعرضت عَلَيْهِ الْعشَاء فَأبى وَقَالَ هَل عنْدكُمْ نَبِيذ فأتيناه بنبيذ كَانَ عندنَا فَشرب حَتَّى احْمَرَّتْ عَيناهُ فَقلت يَا أَبَا عَطاء إِن إنْسَانا طرح علينا أبياتاً فِيهَا لغز فلست أقدر على إجَابَته الْبَتَّةَ فَفرج عني فَقَالَ هَات قلت من الوافر (أبِنْ ليّ إنْ سُئلتَ أَبَا عَطاء ... يَقِينا كَيفَ عِلْمك بالمعاني) فَقَالَ (خبيرٌ عالمٌ فاسألْ تجدْني ... بهَا طَبّاً وآياتِ المثاني) فَقلت (فَمَا اسمُ حَدِيدَة فِي رَأس رُمحٍ ... دُوَيْن الكعب لَيست بِالسِّنَانِ)

ابن أفلح الشاعر

فَقَالَ (هُوَ الزُزُّ الَّذِي لم بَات ضيفاً ... لِصدرك لم تزل لَك لوعتانِ) فَقلت (فَمَا صَفراء تُدعى أمَّ عوفٍ ... كأنّ رُجَيْلتَيها مِنجلانِ) فَقَالَ (أردتَ زَرادةً وَأَقُول حّقاً ... بأنّك مَا عدوتَ سوى لساني) فَقلت (أتعرف مَسْجِدا لبني تَمِيم ... فُوَيق الْميل دون بني أبانِ) فَقَالَ (بَنو سيطان دون بني أبان ... كقُرب أَبِيك من عبد المدانِ) قَالَ حَمَّاد فَرَأَيْت عَيْنَيْهِ قد ازدادت حمرَة وَرَأَيْت الْغَضَب فِي وَجهه وتخوفته فَقلت يَا أَبَا عَطاء هَذَا مقَام المستجير بك وَلَك نصف مَا أَخَذته قَالَ فاصدقني فَأَخْبَرته فَقَالَ أولى لَك قد سلمت وَسلم لَك جعلك خُذْهُ بورك لَك فِيهِ فَلَا حَاجَة لي إِلَيْهِ وانقلب يهجو معلم بن هُبَيْرَة ووفد أَبُو عَطاء على نصر بن سيار فأنشده من الْبَسِيط (قَالَت بُرَيْكةُ بِنْتي وَهِي عاتبةٌ ... إنّ المُقام على الإفلاس تعذيبُ) (مَا بالُ همٍّ دخيلٍ بَات محتضرا ... رأسَ الْفُؤَاد فنوم الْعين ترحيبُ) ) (إنّي دَعَاني إِلَيْك الْخَيْر من بلدي ... وَالْخَيْر عِنْد ذَوي الأحساب مطلوبُ) فَأمر لَهُ بِأَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم 3 - (ابْن أَفْلح الشَّاعِر) اسْمه عَليّ بن أَفْلح (الألقاب) الإفليلي الْقُرْطُبِيّ الأديب اسْمه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء (أقباش مَمْلُوك النَّاصِر الْخَلِيفَة) أقباش بن عبد الله الخليفتي مَمْلُوك الإِمَام النَّاصِر حج بالركب الْعِرَاقِيّ وَمَعَهُ تَقْلِيد لحسن بن قَتَادَة بعد موت أَبِيه فَجَاءَهُ رَاجِح أَخُو حسن وَقَالَ أَنا أكبر ولد قَتَادَة فولني فَلم يجبهُ فجرت بَينهمَا حَرْب وَقتل أقباش سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وَنصب رَأسه على رمح بالمسعى وَكَانَ أقباش قد اشْتَرَاهُ الْخَلِيفَة وَهُوَ أَمْرَد بِخَمْسَة آلَاف دِينَار وَلم يكن بالعراق أحسن مِنْهُ وَكَانَ عَاقِلا متواضعاً وَلم يخرج الموكب لتلقي الركب حزنا عَلَيْهِ وَأدْخل الكوس وَالْعلم فِي اللَّيْل

إقبال جمال الدولة الخادم

(إقبال جمال الدولة الْخَادِم) إقبال جمال الدولة خَادِم السُّلْطَان صَلَاح الدّين وقف داريه الإقباليتين على الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق وَتُوفِّي بالقدس فِي سنة ثَلَاث وسِتمِائَة ووقف الدَّار الْكُبْرَى للشَّافِعِيَّة وَالصُّغْرَى للحنفية وَثلثا مَا وَقفه للشَّافِعِيَّة وَالثلث للحنفية (أقبغا) 3 - (المنصوري) أقبغا المنصوري الْأَمِير سيف الدّين كَانَ شَابًّا مليحاً من أُمَرَاء دمشق قتل بالبرج الَّذِي تَأَخّر فَتحه بعكا سنة تسعين وستعائة 3 - (الناصري) أقبغا الْأَمِير سيف الدّين الناصري هُوَ أَخُو الخوندة طغاي امْرَأَة أستاذه الْملك النَّاصِر تنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي الجمدارية إِلَى أَن صَار أَمِير مائَة مقدم ألف وتأمر ولداه نَاصِر الدّين مُحَمَّد وشهاب الدّين أَحْمد وَصَارَ أستاذدار السُّلْطَان ومقدم المماليك وشاد العمائر وَلما توفّي السُّلْطَان وَولي الْملك ابْنه الْملك الْمَنْصُور أَبُو بكر صادره وَأخذ كل مَا يملكهُ وَأمر برد كل مَا أَخذه للنَّاس وَلم يبْق لَهُ فِي مَاله تصرف إِلَى أَن أعطَاهُ الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا المجدي الْحَاجِب مائَة دِرْهَم من عِنْده لِأَنَّهُ كَانَ فِي ترسيمه ثمَّ أخرجه قوصون لما تولى السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف عَلَاء الدّين كجك إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَتوجه مَعَ الفخري إِلَى الديار المصرية فرسم لَهُ الْملك النَّاصِر شهَاب الدّين أَحْمد بنيابة حمص فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فرسم بإحضاره إِلَى دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا من جملَة الْأُمَرَاء المقدمين فَلَمَّا كَانَ فِي شَوَّال فِي السّنة الْمَذْكُورَة حضر مرسوم السُّلْطَان الْملك الصَّالح بإمساكه فَأمْسك هُوَ والأمراء الَّذين اتهموا بالميل مَعَ النَّاصِر أَحْمد وأودع القلعة معتقلاً ثمَّ بعد قليلٍ طلب إِلَى مصر فَتوجه بِهِ الْأَمِير بدر الدّين بكتاش المنكورسي وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ (أقجبا الْحَمَوِيّ) أقجبا الْأَمِير فَخر الدّين الحوي نقل من حماة إِلَى الْقَاهِرَة وَأعْطِي شدّ الشرابخاناه فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل رَحمَه الله تَعَالَى وزادت رتبته عِنْده وتأثلت مكانته وَلم يكن عِنْده فِي الدولة مثله وَمثله الْأَمِير نجم الدّين الْوَزير مَحْمُود بن شروين أَعنِي فِي الْأُمَرَاء الْأَجَانِب بِحَيْثُ أَن هَذَا الْأَمِير فَخر الدّين كَانَ يكون عِنْده غَالب اللَّيْل يسامره وينادمه فَلَمَّا توفّي

أقرع

الصَّالح رَحمَه الله تَعَالَى وَتَوَلَّى الْكَامِل شعْبَان أخرجه إِلَى حماة وَقيل إِن الَّذِي أخرجه إِنَّمَا هُوَ المظفر وَبَقِي فِيهَا مُقيما إِلَى أَن أمسك الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي على مَا سَيَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمته فِي حرف الْيَاء فَجهز الْأَمِير فَخر الدّين مَعَ يلبغا وَأَبِيهِ طابطا إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ يلاطف يلبغا غَايَة الملاطفة ويخدمه ويكرمه ويمنيه ويسليه إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين منجك وتلقاهم إِلَى قاقون وَقضى الله أمره فِي يلبغا فاستمر الْأَمِير فَخر الدّين مُتَوَجها إِلَى الْقَاهِرَة فرسم لَهُ المظفر حاجي بالْمقَام فِي الْقَاهِرَة وسير أحضر أَهله وَطَلَبه من حماة وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَهَذَا الْأَمِير فَخر الدّين شَدِيد التعصب كثير الود جم النَّفْع لمن يعرفهُ أَو يَصْحَبهُ وَلم يزل بِمصْر مُقيما إِلَى أَن ولي المُلك المَلِك الصالحُ صَالح فَأخْرجهُ إِلَى حماة ليقيم بهَا فِي أَوَائِل دولته فوصل إِلَى دمشق فِي حادي عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة (أَقرع) 3 - (ابْن بشر) أَقرع بن بشر أحد بني سعيد بن قرط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب قَالَ المرزباني إسلامي يَقُول من قصيدة من الْكَامِل (إنّ الموَالِي مولَيانِ فرافعٌ ... بيتَ الْبناء وهادمٌ لَا يرفعُ) (أهِنِ اللَّئِيم إِذا استطعتَ هوانه ... إنّ الْكَرَامَة عِنْده لَا تَنْفَع) 3 - (ابْن حَابِس الصَّحَابِيّ) الْأَقْرَع بن حَابِس بن عقال التَّمِيمِي الْمُجَاشِعِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة حديثٍ كَانَ من الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَكَانَ سيد قومه واسْمه فراس وَإِنَّمَا لقب الْأَقْرَع لقرع كَانَ بِرَأْسِهِ وَقدم دومة الجندل من أَطْرَاف أَعمال دمشق فِي خلَافَة أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ فِي وَفد تَمِيم الَّذين قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونادوه من وَرَاء الحجرات وَأَعْطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم خَيْبَر مائَة من الْإِبِل وَهُوَ الَّذِي عناه الْعَبَّاس بن مرداس بقوله من المتقارب (أَتجْعَلُ نَهْبي ونهبَ العُبَي ... د بَين عُيينةَ والأقرعِ) (وَمَا كَانَ حصنٌ وَلَا حابسٌ ... يفرقان مرداسَ فِي مجمعِ) وَشهد الْفَتْح وحنيناً والطائف وَسكن الْمَدِينَة وَقيل شهد مَعَ خَالِد الْمشَاهد حَتَّى الْيَمَامَة ثمَّ مضى مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة إِلَى دومة قلت هُوَ فراس بن حَابِس بن عقال بن مُحَمَّد بن سُفْيَان بن مجاشع بن دارم التَّمِيمِي وَقيل لَهُ الْأَقْرَع لقرع كَانَ فِي رَأسه قَالَ المرزباني فِي معجمعه وَهُوَ أحد حكام الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ يحكم فِي كل موسم وَهُوَ أول من حرم الْقمَار وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ وَفد بني تَمِيم وَقَالَ من الطَّوِيل (أَتَيْنَاك كَيْمَا يعرف الناسُ فضْلنَا ... إِذا خالفتَنْا عِنْد ذكر المكارم)

الأقرع بن شفي

(وأنّأ رُؤُوس النَّاس فِي كلّ معشر ... وَأَن لَيْسَ فِي أَرض الْحجاز كدارمِ) (وأنّ لنا المرباعَ فِي كلّ غَارة ... تكون بنجدٍ أَو بِأَرْض التهائمِ) 3 - (الْأَقْرَع بن شفي) بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْفَاء وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف العكي عَاده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه لم يرو عَنهُ إِلَّا لفاف بن كرز وَحده) 3 - (الْأَقْرَع بن عبد الله الْحِمْيَرِي) بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ذِي مران وَطَائِفَة من الْيمن 3 - (أَقرع بن نعيم بن الْحَارِث السَّعْدِيّ) من بني تَمِيم قَالَ المرزباني إسلامي هُوَ الْقَائِل يفخر بوقعةٍ كَانَت لجده الْحَارِث على بكر بن وَائِل فِي الْجَاهِلِيَّة يَوْم المجزل (إنّي غداةَ حُفْرة المجزّل ... سَار بحرّان كثيفِ القَسْطَلِ) يقْرعُ أولاها بهابٍ أوهَلٍ (الألقاب) الأقرعي الْأَمِير بدر الدّين بكتوت الأقساسي جمَاعَة مِنْهُم قطب الدّين الْحسن بن الْحسن وَمِنْهُم النَّقِيب أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عَليّ وَمِنْهُم يحيى بن مُحَمَّد وَمِنْهُم الْحُسَيْن بن الْحسن (آقسنقر) 3 - (أَبُو الْفَتْح صَاحب حلب) 3 - (وَالِد نور الدّين) آقسنقر قسيم الدولة أَبُو الْفَتْح مَمْلُوك السُّلْطَان ملكشاه الْحَاجِب قيل هُوَ لصيق تزوج داية السُّلْطَان إِدْرِيس بِمَ طغانشاه وحظي عِنْد

البرسقي

السُّلْطَان ملكشاه وَملك أنطاكية وَقرر نِيَابَة حلب لقسيم الدولة فَأحْسن فِيهَا السياسة وَأقَام الهيبة وَعمر مَنَارَة حلب واسْمه منقوش عَلَيْهَا وَبني مشْهد قرنبيا ومشهد الدكة تحارب هُوَ وتتش صَاحب دمشق فَأسر فِي طَائِفَة من أَصْحَابه وَحمل إِلَى تتش فَأمر بِضَرْب عُنُقه وعنق جمَاعَة من أَصْحَابه وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ وَالِد نور الدّين الشَّهِيد 3 - (البرسقي) آقسنقر سيف الدّين قسيم الدولة أَبُو سعيد البرسقي مولى الْأَمِير برسق غُلَام السُّلْطَان طغرلبك ترقت بِهِ الْحَال إِلَى أَن ولاه السُّلْطَان مَحْمُود إمرة الْموصل والرحبة ثمَّ ولاه شحنمكية بَغْدَاد وَقَالَ لقاضيه اتخذ مسماراً على بَاب دَارك نقشه أجب دَاعِي الله وَمن كَانَ لَهُ خصم يحضر إِلَى بابك وَيخْتم عَلَيْهِ بالشمع ويمضي إِلَى خَصمه كَائِنا من كَانَ وَلَا يقدم أحد على التَّخَلُّف) وَأمر زَوجته أَن يَدعِي لَهَا وَكيل من جِهَته عَلَيْهِ عِنْد القَاضِي بِالصَّدَاقِ فَتوجه وَأمر القَاضِي أَن لَا يقوم لَهُ وَسمع الدَّعْوَى عَلَيْهِ وَهُوَ مساوٍ لغريمه توفّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة لما انْفَتَلَ من الصَّلَاة فِي جَامع الْموصل أثخنه الباطنية جراحاً فِي ذِي الْقعدَة لِأَنَّهُ كَانَ قد تصدى لاستئصال شأفتهم وَقتل مِنْهُم عصبَة 3 - (الفارقاني) آقسنقر الْأَمِير شمس الدّين الفارقاني قبض عَلَيْهِ الْملك السعيد سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة وأخفى قَبره فَقيل إِنَّه خفته عقيب اعتقاله وَكَانَ أستاذدار الْملك الظَّاهِر بيبرس ويقدمه على الجيوش ثمَّ إِن السعيد جعله نَائِب السلطنة فَلم ترض بذلك حَاشِيَة السعيد ووثبوا عَلَيْهِ واعتقلوه وَلم يسع السعيد إِلَّا موافقتهم وَكَانَ وسيماً جسيماً شجاعاً مقداماً كثير الْبر وَالصَّدَََقَة خَبِيرا بِالتَّصَرُّفِ وَالتَّقْدِير وَالتَّدْبِير وَله مدرسة عِنْد دَاره جوا بَاب سَعَادَة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ قَدِيما مَمْلُوك الْأَمِير نجم الدّين أَمِير حَاجِب الْملك النَّاصِر ثمَّ انْتقل إِلَى الظَّاهِر وَكَانَ يَنُوب للظَّاهِر فِي غيبته وَجعله السعيد نَائِبا بعد موتبيليك الخزندار وَلما جَاءَ الْخَبَر بوفاته إِلَى دمشق عمل عزاؤه تَحت إِلَيْهِ القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر جَوَابا وَهُوَ من بديع إنشائه جَاءَ من جملَته وَقرن النَّصْر بعزم الْمجْلس الأنهض وَأهْلك الْعَدو الْأسود بميمون طَائِر النَّصْر وَكَيف لَا وآقسنقر هُوَ الطَّائِر الْأَبْيَض وَأقر لأهل الصَّعِيد كل عين وَجمع شملهم فَلَا يرَوْنَ من بعْدهَا من عدوهم غراب بَين وَنصر ذَوي السيوف على ذَوي الحراب وَسَهل صيد ملكهم على يَد الْمجْلس وَكَيف يعسر على السنقر الْأَبْيَض صيد غراب

الناصري

3 - (الناصري) آقسنقر الناصري الْأَمِير شمس الدّين كَانَ فِي حَيَاة أستاذه أَمِير شكار وزوجه ابْنَته وَجعله أَمِير مائَة مقدم ألف فَلَمَّا جَاءَ الْملك النَّاصِر أَحْمد بن النَّاصِر من الكرك إِلَى مصر جعله أَمِير آخور فَلم يرض فَأخْرجهُ إِلَى غَزَّة نَائِبا وَأقَام بهَا إِلَى أَن أمسك الفخري وتسلطن الْملك الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل ابْن النَّاصِر فَطلب الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر من غَزَّة إِلَى الْقَاهِرَة وَأقرهُ أَمِير آخور وعظمت مكانته عِنْده وجهز مقدم الْعَسْكَر الْمصْرِيّ والشامي إِلَى الكرك لمحاصرة النَّاصِر أَحْمد ثمَّ أبطل ذَلِك وَأخرج عوضه فِي التقدمة الْأَمِير سيف الدّين بيغرا ثمَّ إِنَّه جهز إِلَى الكرك فأبلى فِي الْحصار بلَاء حسنا وأنكى فِي ذَلِك وجرح جِرَاحَة) مؤلمةً وَعَاد إِلَى مصر وَأَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى الْحجاز بأَهْله فَمنع من ذَلِك لِأَن وَالِدَة الْملك الْأَشْرَف كجك عِنْده زَوْجَة فخيف فَأخْرج إِلَى الشَّام نَائِب طرابلس فوردها على الْبَرِيد وعمال النِّيَابَة بهَا جيدا وَظَهَرت عَنهُ مهابة وبطش وقمع المفسدين وَأَمَانَة وعفة عَن أَمْوَال النَّاس وَأقَام بهَا نَائِبا من أَوَائِل شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة إِلَى بعض شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي أول سلطنة الْملك الْكَامِل شعْبَان فَطَلَبه إِلَى مصر وَتوجه إِلَيْهَا وَعظم أمره وَأمر الْحِجَازِي إِلَى الْغَايَة فَقيل إنَّهُمَا أحسا من السُّلْطَان الْملك الْكَامِل بالغدر فجهزا فِي السِّرّ إِلَى الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي وَقَالا لَهُ برز إِلَى ظَاهر دمشق فإننا قد عزمنا على أَمر فبرز على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الْيَاء وراحت الْأَخْبَار إِلَى الْكَامِل بِخُرُوج الْأَمِير سيف الدّين يلبغا نَائِب الشَّام وَجمع نواب الشَّام عَلَيْهِ فَلم ير السُّلْطَان الْملك الْكَامِل بدا من تجهيز عَسْكَر إِلَيْهِ فَجرد جملَة من الْعَسْكَر إِلَى الشَّام وَقدم عَلَيْهَا أحد الأميرين إِمَّا آقسنقر أَو الْحِجَازِي فَخَرَجَا من الْقَاهِرَة وعادا من بعض الطَّرِيق وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِم فِي قبَّة النَّصْر وَخرج الْملك الْكَامِل فجرح الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي وَانْهَزَمَ السُّلْطَان وَدخل إِلَى القلعة وطلع الأميران المذكورن إِلَى القلعة وأخذا أَمِير حَاج ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وأجلساه على كرْسِي الْملك وحلفا لَهُ وحلفوا لَهُ العساكر ولقب الْملك المظفر وزادت عَظمَة الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر والحجازي فِي أَيَّام المظفر فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة جَاءَ إِلَى السُّلْطَان الْملك المظفر من كَانَ مَعَهم فِي الْبَاطِن وَقَالَ لَهُ إِنَّهُم قد أَجمعُوا على الرّكُوب غَدا إِلَى قبَّة النَّصْر وعزمهم أَن يَفْعَلُوا مثل الْفِعْل الأول بأخيك فأحضرهم الْعَصْر إِلَى الْقصر وأمسكهم وهم الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر والأمير سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي والأمير سيف الدّين قرابغا الساقي صهر الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي والأمير سيف الدّين إتمش والأميرسيف الدّين صمغار والأمير سيف الدّين بزلار فَأَما آقسنقر والحجازي فَإِنَّهُمَا قتلا فِي الْوَقْت والبقية جهزوا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَقيل إِن السُّلْطَان ضرب قرابغا على كتفه بالنمجا ثمَّ إِنَّه أمسك الْأَمِير سيف الدّين قطبغا

النائب بمصر

الْعمريّ وَأَوْلَاد الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش وَابْن الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب وَقيل إِن الَّذِي قَامَ بتدبير ذَلِك وَفعله ومباشرته الْأَمِير شُجَاع الدّين أغرلو) 3 - (النَّائِب بِمصْر) آقسنقر السلاري الْأَمِير شمس الدّين سيره الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون نَائِبا إِلَى صفد فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَرَأى أَهلهَا مِنْهُ من الْعِفَّة وَالْعدْل مَا لَا رَأَوْهُ من غَيره ثمَّ نَقله إِلَى نِيَابَة غَزَّة فَتوجه وَمَات السُّلْطَان وَتَوَلَّى الْمَنْصُور أَبُو بكر وخلع وَتَوَلَّى الْأَشْرَف كجك وَجَاء الفخري لمحاصرة النَّاصِر أَحْمد فِي الكرك فَقَامَ الْأَمِير شمس الدّين بنصرة أَحْمد فِي الْبَاطِن كثيرا وَتوجه الفخري إِلَى دمشق لما توجه ألطنبغا إِلَى حلب لأجل طشتمر فاجتمعا وقوى عزمه وَقَالَ توجه أَنْت وَأَنا أحفظ لَك غَزَّة وَقَامَ قيَاما عَظِيما وَأمْسك الدَّرْب فَمَا جَاءَ أحد من دمشق وَلَا مصر بريدياً كَانَ أَو غَيره إِلَّا وَحمله إِلَى الكرك وَحلف النَّاس لَهُ وَقَامَ ببيعته بَاطِنا وظاهراً ثمَّ جَاءَ إِلَى الفخري وَهُوَ مُقيم على خَان لاجين وقوى عزمه وعضده وَلم يزل إِلَى أَن جَاءَ ألطنبغا والتقوا وهرب ألطنبغا فَتَبِعَهُ الْأَمِير شمس الدّين إِلَى غَزَّة وَأقَام بهَا وَدخل مَعَ الْعَسْكَر الشَّامي إِلَى مصر وَلما أمسك النَّاصِر أَحْمد طشتمر وَكَانَ نَائِبا بِمصْر أعْطى النِّيَابَة للأمير شمس الدّين آقسنقر وَتوجه النَّاصِر إِلَى الكرك وَلم يزل هُوَ نَائِبا بِمصْر إِلَى أَن تملك السُّلْطَان الْملك الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل فأقره فِي النِّيَابَة فعملها وَسَار سيرةً مشكروةً حميدةً لَا يمْنَع أحدا شَيْئا يَطْلُبهُ كَائِنا من كَانَ ثمَّ إِن السُّلْطَان الْملك الصَّالح رسم بإمساكه وإمساك الْأَمِير سيف الدّين بيغرا أَمِير جاندار والأمير سيف الدّين ألاجا والأمير زين الدّين قراجا الحاجبين لأَنهم نسبوا إِلَى الممالأة والمداجاة مَعَ النَّاصِر أَحْمد فأمسكوا فِي أول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بالأمير شمس الدّين آقسنقر النَّائِب الْمَذْكُور ثمَّ إِنَّه أفرج فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين عَن بيغرا وألاجا وقراجا وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بآقسنقر الْمَذْكُور رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (أَمِير جاندار) آقسنقر أَمِير جاندار كَانَ من الْأُمَرَاء بالديار المصرية وَهُوَ الَّذِي حضر إِلَى الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي نَائِب دمشق على الْبَرِيد بِكِتَاب الْملك المظفر حاجي يُخبرهُ فِيهِ إمْسَاك الْأُمَرَاء السِّتَّة الْحِجَازِي وآقسنقر وقرابغا وصمغار وبزلار ويتمش فَلَمَّا جرى ليلبغا مَا جرى وَأمْسك حضر إِلَى حلب فِي الْبَرِيد ليحضر الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه فِي نِيَابَة دمشق ويحتاط على مَوْجُود يلبغا اليحيوي والأمراء الَّذين هربوا مَعَه وفوض ذَلِك على آقسنقر وَإِلَى) الْأَمِير عز الدّين أيدمر الزراق فَأَقَامَ بِدِمَشْق ثَلَاثَة أشهر وَأكْثر وَأخذ المَال الَّذِي تحصل من مَوْجُود الْمَذْكُورين وَتوجه إِلَى مصر فَلَمَّا جرى للْملك المظفر حاجي مَا جرى أَخذ مَوْجُود الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر واخرج إِلَى دمشق فوصل إِلَيْهَا بعيد رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ

أقسيس المسعود صاحب اليمن

ورد المرسوم بِأَن يتَوَجَّه إِلَى طرابلس على إقطاع نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن أغرلو فَتوجه فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة (أقسيس المسعود صَاحب الْيمن) أقسيس السُّلْطَان الْملك المسعود ابْن السُّلْطَان الْملك الْكَامِل ابْن الْعَادِل صَاحب الْيمن وَمَكَّة ملكهمَا تسع عشرَة سنة وَكَانَ أَبوهُ وجده قد جهزوا مَعَه جَيْشًا فَدخل الْيمن وملكها وَكَانَ فَارِسًا شجاعاً مهيباً ذَا سطوة وزعارة وعسف وظلم لكنه قمع الْخَوَارِج بِالْيمن وطرد الزيدية عَن مَكَّة وَأمن الْحَاج وَلما بلغه موت عَمه الْمُعظم تجهز ليَأْخُذ الشَّام وَكَانَ ثقله فِي خَمْسمِائَة مركب وَمَعَهُ ألف خَادِم وَمِائَة قِنْطَار عنبر وعود وَمِائَة ألف ثوب وَمِائَة صندوق أَمْوَال وجواهر وَسَار من الْيمن إِلَى مَكَّة فَدَخلَهَا وَقد أَصَابَهُ فالج ويبست يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَلما احْتضرَ قَالَ وَالله مَا أرْضى من مَالِي كفناً وَبعث إِلَى فقيرٍ مغربي فَقَالَ تصدق عَليّ بكفن وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ بَلغنِي أَن وَالِده سر بِمَوْتِهِ وَلما جَاءَ مَوته مَعَ خزنداره مَا سَأَلَهُ كَيفَ مَاتَ بل قَالَ لَهُ كم مَعَك من المَال وَكَانَ المسعود سيء السِّيرَة يرتكب الْمعاصِي وَلَا يهاب مَكَّة بل يشرب وَيَرْمِي البندق وَرُبمَا علا بندقه الْبَيْت الْمحرم وَلما أَرَادَ الْحُضُور إِلَى الشَّام نَادَى فِي بِلَاد التُّجَّار من أَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى الشَّام أَو إِلَى الشَّام أَو إِلَى مصر صُحْبَة السُّلْطَان فليتجهز فجَاء التُّجَّار من الْهِنْد بالأموال والأقمشة والجواهر فَلَمَّا تكاملت المراكب بزبيد قَالَ اكتبوا لي بضائعكم وَمَا مَعكُمْ من الْأَمْوَال لأحميها من الزَّكَاة والمؤن فكتبوها لَهُ فَصَارَ يكْتب لكل تَاجر بِرَأْس مَاله إِلَى بعض بِلَاد الْيمن ويستولي هُوَ على مَاله فَفعل بِالْجَمِيعِ كَذَلِك فَاجْتمعُوا واستغاثوا وَقَالُوا نَحن قد جِئْنَا من بلدانٍ شَتَّى وَفينَا من أَهله بإسكندرية والقاهرة وَالشَّام وَالروم وَلنَا عدَّة سِنِين عَن أهلنا وَقد اشتقنا إِلَيْهِم فَخذ أَمْوَالنَا وأطلقنا نروح إِلَى أهلنا فَلم يلْتَفت إِلَيْهِم وَأخذ الْجَمِيع (أقطاي) 3 - (الْفَارِس أقطاي) أقطاي بن عبد الله الْأَمِير فَارس الدّين الجمدار الصَّالِحِي النجمي التركي أكبر مماليك الْملك الصَّالح كَانَ شجاعاً جواداً كَرِيمًا نهاباً وهاباً ذكر شمس الدّين الْجَزرِي فِي تَارِيخه أَنه كَانَ مَمْلُوك الزكي إِبْرَاهِيم الْجَزرِي الْمَعْرُوف بالحبيلي اشْتَرَاهُ بِدِمَشْق

الأتابك فارس الدين المستعرب

ورباه وَبَاعه بِأَلف دِينَار فَلَمَّا صَار أَمِيرا وأقطعوه الْإسْكَنْدَريَّة طلب من الْملك النَّاصِر إِطْلَاق أستاذه الْمَذْكُور وَكَانَ مَحْبُوسًا بحمص فَأَطْلقهُ وأرسله إِلَيْهِ فَبَالغ فِي إكرامه وخلع عَلَيْهِ وَبَعثه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَأَعْطَاهُ ألقِي دِينَار قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ طائشاً عَاملا على السلطنة وانضاف إِلَيْهِ البحرية كالرشيدي وبيبرس البندقداري قبل أَن يتسلطن وَسَار مرَّتَيْنِ إِلَى الصَّعِيد وعسف وَقتل وتجبر وَكَانَ يركب فِي دستٍ يضاهي دست السلطنة وَلَا يلْتَفت على الْملك الْمعز بل يدْخل الخزائن يَأْخُذ مَا يخْتَار ثمَّ إِنَّه تزوج بابنة صَاحب حماة وَبعثت الْعَرُوس فِي تجمل زَائِد فَطلب من الْمعز القلعة ليسكن فِيهَا وصمم عَلَيْهِ فَقَالَ شَجَرَة الدّرّ لزَوجهَا الْمعز هَذَا نحس وتعاملا على قَتله قَالَ شمس الدّين الْجَزرِي حَدثنِي عز الدّين أَبِيك أحد مماليك الْفَارِس قَالَ طلع أستاذنا إِلَى القلعة على عَادَته ليَأْخُذ أَمْوَالًا للبحرية فَقَالَ لَهُ الْمعز مَا بَقِي فِي الخزائن شَيْء فَامْضِ بِنَا إِلَيْهَا لنعرضها وَكَانَ قد رتب لَهُ فِي طَرِيق الخزانة مَمْلُوكه قطز الَّذِي تسلطن وَمَعَهُ عشرَة مماليك فِي مضيق فَخرج عَلَيْهِ وقتلوه وأغلقت القلعة فركبت البحرية ومماليكه وَكَانُوا نَحْو سَبْعمِائة فَارس وقصدوا القلعة فَرمي رَأسه إِلَيْهِم فَهَرَبُوا وَذهب طَائِفَة مِنْهُم إِلَى الشَّام وَكَانَ قَتله فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (الأتابك فَارس الدّين المستعرب) أقطاي بن عبد الله الْأَمِير الأتابك فَارس الدّين المستعرب الصَّالِحِي النجمي كَانَ مَمْلُوكا لنجم الدّين مُحَمَّد بن يمن ثمَّ انْتقل إِلَى الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَأمره ثمَّ ترقى بعد وَفَاته إِلَى أَن عد فِي الْأَعْيَان وَرفع المظفر رتبته وَجعله أتابك الْجَيْش وَكَانَ لَا يضاهيه أحد فِي الدولة وَلَا يُعَارضهُ فِيمَا يفعل ثمَّ لما قتل الْملك المظفر تشوق إِلَى السلطنة أكَابِر الْأُمَرَاء فَقدم الْأَمِير فَارس الدّين ركن الدّين بيبرس وسلطنة وَحلف لَهُ فِي الْوَقْت فَلم يسع بَقِيَّة الْأُمَرَاء إِلَّا مُوَافَقَته) فتم أمره وَرَأى لَهُ ذَلِك وَاسْتمرّ على حَاله على علو الْمنزلَة ونفاذ الْأَمر وَكَثْرَة الإقطاع والرواتب وَبَقِي على ذَلِك مُدَّة سِنِين لَكِن الْملك الظَّاهِر بَقِي يخْتَار الرَّاحَة مِنْهُ فِي الْبَاطِن وَلَا يَسعهُ ذَلِك لعدم وجود من يقوم مقَامه فَإِنَّهُ كَانَ من رجالات الدَّهْر حزماً وعزماً ورأياً وتدبيراً وخبرةً وَمَعْرِفَة ورياسةً ومهابةً فلمات أنشأ الْملك الظَّاهِر الْأَمِير بدر الدّين بيليك الخزندار أمره بملازمته والاقتباس مِنْهُ والتخلق بأخلاقه فلازمه مُدَّة فَلَمَّا علم الظَّاهِر مِنْهُ الِاسْتِقْلَال بذلك جعله مشاركاً فِي أَمر الْجَيْش وَقطع الرَّوَاتِب الَّتِي كَانَت لأقطاي ونقصه من إقطاعه فانجمع وَتبع رَأْي السُّلْطَان وَادّعى أَن بِهِ طرف جذام وَطلب الِانْقِطَاع ليتداوى وَلم يكن بِهِ شَيْء وَحصل لَهُ من الْغبن مَا لَا أبقى عَلَيْهِ دون السّنة حَتَّى مَاتَ غبناً سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة وَقد نَيف على السّبْعين وعاده قبل مَوته الْملك الظَّاهِر فَبكى بَين يَدَيْهِ حَتَّى بَكَى لبكائه لما مت بخدمه وتلطف فِي عتابه

أقطوان

وَكَانَ قد توجه إِلَى الْملك الظَّاهِر وَهُوَ على بعض الْحُصُون فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ قدر الله بِفَتْح ذَلِك الْحصن فَكتب إِلَيْهِ السراج الْوراق ونقلت ذَلِك من خطه من المجتث (لله يُمْنُك أنَّي ... وجّهتَ وجهَ ركابِكْ) (مَا ماطل النصرُ إلاّ ... ترقّباً لإيابِكْ) (فمذ حللتَ هُنَاكَ ال ... هُدى انْتمى لجنابكْ) (وَقَالَ لي إِذْ عَرَتْه ... مهابةٌ من خطابكْ) (قُلْ للأتابك عنّي ... سبحانَ ربٍّ أَتَى بكْ) (أقطوان) 3 - (الْأَمِير عَلَاء الدّين المهمندار) أقطوان الْأَمِير عَلَاء الدّين المهمندار الظَّاهِرِيّ أحد أُمَرَاء الشَّام أَمِير عَاقل دين شُجَاع توفّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة وَقد نَيف على الْأَرْبَعين وَأوصى بِأَن يصرف ثلث مَاله فِي وُجُوه الْبر حَيْثُمَا يرَاهُ الْوَصِيّ وَكَانَ من غلْمَان الْأَمِير نجم الدّين أَمِير حَاجِب الْملك النَّاصِر 3 - (حَاجِب صفد) أقطوان الكمالي الْأَمِير عَلَاء الدّين الْحَاجِب بصفد حضر من الكرك إِلَى صفد مشد الدَّوَاوِين ووالى الْوُلَاة لما كَانَ الجوكندار الْكَبِير بهَا نَائِبا ثمَّ أعطي طبلخاناه وَأقَام كَذَلِك مُدَّة ثمَّ أعطي الحجوبية وَبَقِي بهَا مُدَّة ثمَّ أعطي نِيَابَة القلعة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى الحجوبية وَكَانَ أَمِيرا كَبِيرا لَهُ برك وعدة كَثِيرَة وَسلَاح وَغَيره من آلَات الإمرة وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي بصفد فِي أَوَائِل سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ قد عرف النَّاس وأحبوه وَكَانَ عديم الشَّرّ سَاكِنا وَكَانَ شكلاً طوَالًا مهيباً أَبيض مشرباً حمرَة وَهُوَ وَالِد الْأَمِير سيف الدّين قرمشي وَلما توفّي كتبت إِلَى وَلَده الْأَمِير سيف الدّين قرمشي أعزيه من السَّرِيع (تَعَزّ يَا مولايَ فِي الذاهبِ ... وارضَ بِأَمْر الطَّالِب الغالبِ) (واصبْر تَنَلْ أجرك فِي فَقده ... فَلَيْسَ من يصبر بالخائبِ) (قد رَكب الْأَعْنَاق لمّا مضى ... لربّه أفديه من راكبِ) (وَبَات مَنْدُوبًا لأنّ العُلى ... أمستْ بقلبٍ بَعْدَه واجبِ) (وفاز لمّا حَاز طيب الثنا ... والذِكر فِي الْحَاضِر والغائبِ) (بكاه حَتَّى مستهلّ الحيا ... بدمعه المنحدر الساكبِ) (لم تُرْمَ دون النَّاس من فَقده ... فِيهِ بسهمٍ للرَّدى صائبِ)

الألقاب

(بلِ الورى عمّهم رُزْؤه ... وَكم فؤادٍ بعده ذائبِ) (وَمَا ترى فِي النَّاس غير امرئٍ ... وعينُه تبْكي على الحاجبِ) وَسَيَأْتِي ذكره وَلَده الْأَمِير سيف الدّين قرمشي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الْقَاف (الألقاب) أقعس بن مسلمة الصَّحَابِيّ حَدِيثه عِنْد عبيد الله بن صبرَة بن هَوْذَة عَن الأقعس أَنه جَاءَهُ) بِالْإِدَاوَةِ الَّتِي بعث بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينضح بهَا مَسْجِد قرَان أقلب خف عَليّ بن أَحْمد (آقوش) 3 - (الصَّالِحِي المتنبي) آقوش القبجاقي الصَّالِحِي النجمي أخرج من خزانَة البنود وَسمر هُوَ وَجَمَاعَة وَكَانَ قد ادّعى النُّبُوَّة فِي رَمَضَان فَلم رَجَعَ السُّلْطَان من الشان استحضره وَسمع كَلَامه وسمره وَسمر مَعَه جمَاعَة مِنْهُم الناصح ضَامِن واحات وَذَلِكَ سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 3 - (مبارز الدّين الْحَمَوِيّ) آقوش الْأَمِير مبازر الدّين المنصوري الْحَمَوِيّ التركي استاذدار صَاحب حماة كَانَ أجل أُمَرَاء حماة وَكَانَ متحكماً فِي دولة أستاذه إِلَى الْغَايَة وَكَانَ مَوْصُوفا بالشجاعة وَالْكَرم ولين الْجَانِب وَلما توفّي أقرّ الْمَنْصُور صَاحب حماة خبزه على أَوْلَاده وَكَانُوا صغَارًا وَكَانَت وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (جمال الدّين المحمدي) آقوش الْأَمِير جمال الدّين الصَّالِحِي النجمي الْمَعْرُوف بالمحمدي الَّذِي قدم دمشق بشيراً بكسرة التتار على عين جالوت سجنه الظَّاهِر مُدَّة ثمَّ أخرجه وَأَعْطَاهُ خبْزًا توفّي سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (النجيبي نَائِب دمشق) آقوش الْأَمِير جمال الدّين النجيبي الصَّالِحِي النجمي نَائِب

السلاح دار

السلطنة بِدِمَشْق أمره مَوْلَاهُ الصَّالح وَجعله أستاذداره وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ ولد فِي حُدُود الْعشْرين وسِتمِائَة وَجعله الظَّاهِر أستاذدار أول دولته ثمَّ نَاب لَهُ بِدِمَشْق تسع سِنِين وَصرف بعز الدّين أيدمر فانتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بداره بطالاً عالي المكانة وافر الْحُرْمَة وَلما مرض عَاده الْملك السعيد وَكَانَ قد لحقه فالج قبل مَوته بِأَرْبَع سِنِين وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب كثير التحامل على الشِّيعَة لَا يملك نَفسه فِي ذَلِك كثير الصَّدَقَة حسن الِاعْتِقَاد ضخم الشكل جَهورِي الصَّوْت كثير الْأكل لَهُ أوقاف على الْحَرَمَيْنِ توفّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة ومدرسته بِدِمَشْق إِلَى جَانب مدرسة نور الدّين الشَّهِيد وَبنى لَهُ بهَا تربةً وَفتح بهَا شباكين إِلَى الطَّرِيق وَلم يقدر دَفنه بهَا ووقف خانكاه ظَاهر) دمشق بالشرف القبلي وَجعل النّظر لقَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان 3 - (السِّلَاح دَار) آقوش الشهابي السِّلَاح دَار أحد أُمَرَاء دمشق أدْركهُ أَجله بحماة سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (البطاح) آقوش الركني الْأَمِير جمال الدّين الْمَعْرُوف بالبطاح أحد أُمَرَاء دمشق وَهُوَ مَمْلُوك الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الَّذِي كسر الفرنج بِأَرْض غَزَّة وَله عدَّة مماليك مِنْهُم سم الْمَوْت إيغان وعلاء الدّين الْأَعْمَى نزيل الْقُدس توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي بحلب وَنقل إِلَى حمص فَدفن عِنْد تربة خَالِد 3 - (الشريفي) آقوش الْأَمِير جمال الدّين الشريفي وَالِي الْبِلَاد الْقبلية بِالشَّام كَانَ صَارِمًا مهيباً ذَا سطوة وعسف حَتَّى هذب النَّاحِيَة وَمَات سنة سَبْعمِائة 3 - (الشمسي) آقوش الشمسي الْأَمِير جمال الدّين أحد الْأَبْطَال الْمُسلمين وَهُوَ الَّذِي قتل كتبغا مقدم التتار على عين جالوت وَهُوَ الَّذِي قبض عز الدّين أيدمر الظَّاهِرِيّ نَائِب دمشق وَهُوَ خوشداش الْأَمِير بدر الدّين البيسري وَغَيره من الشمسية مماليك الْأَمِير شمس الدّين سنقر الْأَشْقَر ولي جمال الدّين نِيَابَة حلب فِي سنة ثمانٍ وَسبعين وَتُوفِّي بهَا فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة كهلاً 3 - (الافتخاري) آقوش الْأَجَل حسام الدّين أَبُو الْحَمد الافتخاري الشبلي رجل جندي متميز مشكور حسن الْخط لَهُ اعتناء بالخطوط المنسوبة وتحصيلها وَحدث قَدِيما مَعَ أستاذه شبْل الدولة كافور الصفوي خزندار قلعة دمشق سمع بِالْقَاهِرَةِ من ابْن رواج والساوي وَجَمَاعَة وَسمع بدمياط النَّاسِخ والمنسوخ للحازمي من الْجلَال الدمياطي وَسمع بِدِمَشْق من ابْن قميرة وَابْن مسلمة وَسمع من الطّلبَة وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة

المطروحي الحاجب

3 - (المطروحي الْحَاجِب) آقوش الْأَمِير جمال الدّين المطروحي الْحَاجِب شيخ مليح الشكل مديد الْقَامَة ظَاهر الهيبة كَانَ حاجباً جَلِيلًا عَاقِلا ناهضاً أعطي الطبلخاناه آخر عمره بعد الْوَقْعَة قيل إِن الكسروانيين أباعوه) للفرنج وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (الأفرم) آقوش الْأَمِير جمال الدّين الأقرم نَائِب دمشق كَانَ من البرجية تمتّع بِدِمَشْق وَسكن الْقصر الأبلق وَقضى بِهِ الْعَيْش الرغد وَكَانَ خيرا لَا يحب الظُّلم وَلَا يسفك الدَّم وأحبه أهل دمشق وَكَانَ ينادم الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَبدر الدّين ابْن الْعَطَّار وَالْملك الْكَامِل وَغَيرهم من المطابيع المحتشمين وَلم يزل فِي أرغد عيشٍ وأهناه إِلَى أَن تحرّك الْملك النَّاصِر فِي الكرك وخامر أُمَرَاء دمشق وراحوا إِلَى الكرك وَاحِدًا بعد وَاحِد وَبَقِي هُوَ وَحده بِدِمَشْق فَلَمَّا قَارب السُّلْطَان دمشق هرب هُوَ والأمير عَلَاء الدّين ابْن صبح إِلَى الْجَبَل فَلَمَّا قدم السُّلْطَان إِلَى دمشق بعث لَهُ الْأمان فَحَضَرَ إِلَيْهِ وَتوجه مَعَه إِلَى مصر وَخرج مملكاً بصرخذ على عَادَة كتبغا ثمَّ جعل نَائِبا لطرابلس فَلَمَّا هرب قراسنقر لاقاه إِلَى أثْنَاء الطَّرِيق وَدخل مَعَ قراسنقر إِلَى بِلَاد التتار وَأَقْبل عَلَيْهِمَا خربندا أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ الأفرم من مماليك الْمَنْصُور الْقدَم جركسي الأَصْل وَكَانَ من السلاحدارية وَهُوَ من أكَابِر البرجية وَكَانَ مغرى بالنشاب والعلاج والصراع واللكام والثقاف وتأمر وَهُوَ على هَذَا وَكَانَ محباً للصَّيْد لَا يكَاد يصبر عَنهُ وَكَانَ وَاسع السماط قَلِيل الْعَطاء لَيْسَ لبخلٍ بِهِ وَلَكِن لضيق ذَات يَده كَانَ فَقِيرا لَا يكَاد يملك شَيْئا أَكثر مَا ملك سَبْعَة آلَاف دِينَار وَلما كَانَ بِمصْر أَيَّام الْمَنْصُور كَانَ يتَمَنَّى الْخُرُوج إِلَى الشَّام وتحدث مَعَ بعض الخاصكية فِي هَذَا فعرضوا بِهِ للمنصور فَقَالَ آقوش الأفرم يُرِيد يروح إِلَى الشَّام لَا بُد لَهُ من نِيَابَة الشَّام إِلَّا مَا هُوَ فِي أيامي وَقَالَ حَدثنِي جلال الدّين مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بِابْن البيع الْموقع عَن الشهَاب الرُّومِي أَن الأفرم حَدثهُ أَنه قَالَ كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ وَأَنا بِمصْر فَقير مغربي كَانَ فِي القرافة الْكُبْرَى فَقَالَ لَهُ يَوْمًا يَا آقوش إِذا صرت نَائِب الشَّام أيش تُعْطِينِي فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي مَا أَنا قدر هَذَا فَقَالَ لَهُ لابد لَك من هَذَا أيش تُعْطِينِي فَقَالَ يَا سَيِّدي الَّذِي تَقول فَقَالَ تَتَصَدَّق بألفي دِرْهَم ألف عِنْد السيدة نفيسة وَألف عِنْد الشَّافِعِي فَقَالَ يَا سَيِّدي بِسم الله فَضَحِك المغربي وَقَالَ مَا أَظُنك إِلَّا تنساها وَمَا تعود تذكرها إِلَّا إِذا جِئْت هَارِبا إِلَى مصر قَالَ فو الله لقد جعلت كَلَام الْفَقِير ممثلاً بَين عَيْني حَتَّى وليت النِّيَابَة فأنسانيه الله ثمَّ مَا ذكرته حَتَّى دخلت نوبَة غازان إِلَى مصر هَارِبا فَبينا أَنا أَسِير فِي القرافة إِذْ) مَرَرْت بمَكَان الْفَقِير فَذكرت قَوْله فأحضرت من فوري الدَّرَاهِم وتصدفت بهَا وَنقل الأفرم من مصر إِلَى الشَّام أَمِيرا قبل النِّيَابَة وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة فِي مجَالِس أنس وَلَهو وطرب يغشى النَّاس ويغشونه فَلَمَّا كَانَت أَيَّام الْعَادِل كتبغا وَتقدم حسام الدّين لاجين وَصَارَ نَائِب

مصر اشْتَدَّ عضد الأفرم بِهِ لِأَنَّهُمَا كَانَا ابْني خالةٍ فَلَمَّا تسلطن لاجين كَانَ الأفرم بِدِمَشْق يكاتبه ثمَّ طلبه إِلَى مصر وَصَارَ حاجباً بِمصْر تِلْكَ الْمدَّة كلهَا يبيت عِنْده وَيُصْبِح بالقلعة فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي قتل لاجين فِي عشيته نزل الأفرم تِلْكَ اللَّيْلَة وَبَات بِالْمَدِينَةِ فِي دَاره وَهِي دَار الشريف ابْن ثَعْلَب وَبَات بهَا هُوَ والأمير شرف الدّين حُسَيْن بن حيدر أَخْبرنِي الْأَمِير شرف الدّين قَالَ بَينا نَحن تِلْكَ اللَّيْلَة وَإِذا بِالْبَابِ يطْرق وَقَائِل يَقُول خلوا الْأَمِير يكلم السُّلْطَان وَآخر فِي آخر فِي الْحَث فِي طلبه فهم الأفرم بِفَتْح الْبَاب فَقلت لَهُ تأن على نَفسك فخاطري قد حَدثنِي بِأَمْر وأخشى على السُّلْطَان من أمرٍ حدث فانتبه لنَفسِهِ وَقَالَ مَا الْعَمَل قلت تحيل على من يخرج إِلَى السُّوق ويكشف الْخَبَر فدلينا مَمْلُوكا من السَّطْح فَمَا لبث أَن عَاد إِلَيْنَا بالْخبر فخرجنا على حمية وركبنا وطلعنا إِلَى خيل الأفرم وَكَانَت خَارج الْبَلَد فأخذنا الْخَيل وانعزلنا فِي القليوبية وَاجْتمعَ عَلَيْهِ مملوليكه وَأَصْحَابه واللاجينية وَنشر أَعْلَامه ودق طبلخاناته وَبَقِي ينْتَقل حول بركَة الْحجَّاج إِلَى المرج إِلَى عكرشة إِلَى مَا دون بلبيس وَهُوَ على غَايَة الحذر إِلَى أَن ترددت الرُّسُل بَينه وَبَين أُمَرَاء القلعة وتأكدت الْأَيْمَان بَينهم وهم بالطلوع إِلَى القلعة ثمَّ إِنَّه رد من الثغرة وفل أَكثر من كَانَ مَعَه وَكَاد يُؤْخَذ فَأتى الله بالأمير بدر الدّين بكتاش أَمِير سلَاح والأمراء المجردين بحلب فانضم إِلَيْهِ الأفرم فَكَانَ مَعَه إِلَى أَن قتل كرجي وطغجي وتقدر الْأَمر على طلب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من الكرك بِإِجْمَاع رَأْي سَبْعَة من الْأُمَرَاء كَانَ الأفرم سادسهم وَكَانَت الْكتب تصدر بخطوط السَّبْعَة وَخط الأفرم السَّادِس فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ الدولة الناصرية جهز الأفرم إِلَى دمشق كالحافظ لَهَا فوصل إِلَيْهَا على الْبَرِيد وَحكم فِيهَا بِغَيْر تقليدٍ مُدَّة انْتهى أَو كَمَا قَالَ ثمَّ إِن الأفرم سعى لَهَا سعيها فَجَاءَهُ التَّقْلِيد بنيابة دمشق والتشريف وَاسْتمرّ تِلْكَ الْمدَّة إِلَى أَن حضر النَّاصِر من الكرك فِي الْمرة الثَّانِيَة قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين وَكَانَ هُوَ والجاشنكير متظاهرين لما يجمعهما من البرجية قَالَ حَدثنِي وَالِدي قَالَ دخلت يَوْمًا على الأفرم وَهُوَ فِي بَقِيَّة حديثٍ يتشكى فِيهِ افتيات سلار وبيبرس وَمَا هما فِيهِ والتفت إِلَيّ وَقَالَ يَا فلَان وَالله هَذَا) بيبرس لما كُنَّا فِي البرج كَانَ يخدمني وَكَانَ يحك رجْلي فِي الْحمام وَيصب عَليّ المَاء وَإِذا رَآنِي وَالله مَا يعْقد إِلَّا إِذا قلت لَهُ اقعد وَأما سلار فَمَا هُوَ منا وَلَا لَهُ قدر أيش أعمل فِي دمشق وَالله لَوْلَا هَذَا الْقصر الأبلق والميدان الْأَخْضَر وَهَذَا النَّهر الْمليح مَا خليتهم يفرحون بِملك بِمصْر ثمَّ قَالَ لي وَالِدي إِنَّه لما تسلطن الجاشنكير عز ذَلِك على الأفرم وَوجد فِي نَفسه لتقدمه عَلَيْهِ ثمَّ رأى أَنه خوشداشه وَأَنه أحب إِلَيْهِ من سلار ثمَّ كَانَ يَقُول وَالله عمِلُوا نحساً كَانَ ابْن أستاذنا وَهُوَ حوله أصلح وَلم يزل على هَذَا حَتَّى تحتم الْأَمر فخاف الْقَتْل فَانْصَرف بكليته إِلَى الجاشنكير وَكَانَت أَيَّام نيابته ممزقةً فِي الصيود وَرمي النشاب وَالْخلْوَة بِنَفسِهِ وَمَعَ هَذَا لَا يخل بِالْجُلُوسِ للْأَحْكَام والتصدي لمصَالح الْإِسْلَام وَقَضَاء حوائج النَّاس وتحصين الْحُصُون وَتَحْصِيل

الحواصل وسد الثغور وملئها بالذخائر والحواصل وعمارتها بالزردخانات والآلات لَا يزَال يتقاضى هَذَا بِنَفسِهِ ويتوكل بِهِ حَتَّى يكون إِلَّا أَنه كَانَ رجلا يسمع كَلَام كل قَائِل وَيبقى أَثَره فِي قلبه إِلَّا أَنه لَا يرتب عَلَيْهِ شرا وَلَا أذيةً وأبلى فِي نوبَة غازان الأولى بلَاء حسنا وَقَاتل قتالاً عَظِيما وَلما وَقعت الْهَزِيمَة على الْمُسلمين وعاث فيهم أهل كسروان أثر ذَلِك فِي قلبه فَلَمَّا عَاد إِلَى دمشق توجه إِلَيْهِم ونازلهم فَلم يحصل مِنْهُم على طائل واشتغل بأراجيف التتار إِلَى أَن فرغوا من نوبَة مرج الصفر فَجعل كسروان دأبه وَكتب إِلَى أسندمر نَائِب طرابلس وَطلب نَائِب صفد وجمعوا الرِّجَال وَأَحَاطُوا بِالْجَبَلِ من كل جِهَة وَتردد الشَّيْخ الْعَلامَة الإِمَام تَقِيّ الدّين بَينهم وَبينهمْ فَلم يفد فيهم فأظهره الله عَلَيْهِم وظفره بهم وكتبت كتب البشائر بذلك وَأحسن مَا وَقع فِيهَا كتاب كتبه الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني افتتحه بقوله تَعَالَى ويسألون عَن الْجبَال فقُلْ يَنْسِفهُا ربّي نَسْفاً ومدح الأفرم فِيهَا بعدة مدائح جمعهَا شمس الدّين الطَّيِّبِيّ هِيَ وَكَثِيرًا مِمَّا كتب فِي هَذِه الْوَاقِعَة وسماها وَاقعَة كسروان وَلم يزل الأفرم على نيابته فِي أرغد عَيْش وَأعظم تمكن وَتصرف حَتَّى بلغ من أمره أَنه كَانَ يكْتب تواقيه بوظائف كَبِيرَة ويبعثها إِلَى مصر ليعلم السُّلْطَان عَلَيْهَا وكتبت فِي دمشق عَن السُّلْطَان بِالْإِشَارَةِ الْعَالِيَة الأميرية الكافلية الجمالية كافل الشَّام أعزها الله تَعَالَى وشكا إِلَيْهِ ضوء بن صباح أحد قصاد الْخدمَة أَن جامكيته نقصت فَقَالَ من فعل ذَلِك فَقَالَ لَهُ ابْن سعيد الدولة وَكَانَ ابْن سعيد الدولة إِذْ ذَاك مشير الدولة وجليس السُّلْطَان وَمَكَان ثقته وَلَا يعلم) السُّلْطَان المظفر على شَيْء حَتَّى يكْتب عَلَيْهِ ابْن سعيد الدولة يحْتَاج إِلَى الْخط الشريف فَكتب الأفرم إِلَى ابْن سعيد الدولة هَكَذَا ابْتِدَاء والك يَا ابْن سعيد الدولة مَا أَنْت إِلَّا ابْن تعيس الدولة والك وصلت إِلَى أَنَّك تقطع جوامك القصاد الَّذين هم عين الْإِسْلَام وَمن هَذَا وأشباهه وَالله إِن عدت تعرضت لأحد فِي الشَّام بعثت من يقطع رَأسك وَيَجِيء بِهِ فِي مخلاة وجهز بِهِ مَمْلُوكا من مماليكه على الْبَرِيد قصدا وَأمره أَن يُعْطِيهِ الْكتاب فِي وسط المحفل وَيَقُول لَهُ من نِسْبَة مَا فِي الْكتاب فَفعل ذَلِك فَدخل إِلَى السُّلْطَان وَأرَاهُ الْكتاب فقرأه ثمَّ أطرق زَمَانا وَقَالَ لَهُ أَرض الأفرم وَإِلَّا أَنا وَالله بالبرا مِنْك وَالله إِن عمل مَعَك شَيْئا مَا نقدر ننفعك وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن حضر السُّلْطَان من الكرك وقفز الْأُمَرَاء إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَبَقِي الأفرم وَحده فهرب الأفرم هُوَ وَابْن صبح الْأَمِير عَلَاء الدّين إِلَى شقيف أرنون ثمَّ إِنَّه أَمن فَحَضَرَ إِلَى دمشق فَأكْرمه السُّلْطَان وَأقرهُ على نِيَابَة دمشق فِي الرّكُوب وَالنُّزُول وَالْوُقُوف وَقِرَاءَة الْقَصَص وسافر مَعَه إِلَى مصر على تِلْكَ الْحَال فَلَمَّا اسْتَقر السُّلْطَان على تخت الْملك أعْطى الأفرم صرخذ على عَادَة كتبغا الْعَادِل لما أَخذهَا بعد الْملك وَأخرج سلار إِلَى الشوبك فَجَاءَت الْأَخْبَار إِلَى السُّلْطَان أَن الأفرم وسلار يتراسلان فولى الأفرم نِيَابَة طرابلس وَقَالَ لَهُ لَا تدخل دمشق خشيَة أَن تنشب أَظْفَاره فِيهَا وَيقوم أَهلهَا مَعَه لمحبتهم لَهُ فَتوجه إِلَى طرابلس على مشاريق مرج دمشق وَأقَام بطرابلس وَهُوَ على وَجل فَكَانَ يخرج بعد الْعشَاء مختفياً هُوَ من يَثِق إِلَيْهِ من دَار السلطنة كل لَيْلَة إِلَى مَكَان ينامون فِيهِ بالنوبة وخيلهم مَعَهم وَرُبمَا هوموا على ظُهُور

الْخَيل ثمَّ أَتَاهُ مَمْلُوك كَانَ لَهُ بِمصْر وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان رسم لَك بنيابة حلب ورسم أَنَّك تروح إِلَى مصر لتلبس تشريفك وَتَأْخُذ تقليدم وتعود فطار خوفًا وَكَانَ فِي مرج حِين فَأَتَاهُ فِي الْحَال مَمْلُوك صهره أيدمر الزرد كاش يعرفهُ بِأَنَّهُ مَأْخُوذ ويحرضه على الْخُرُوج فَخرج قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين وَحكى لي عماد الدّين إِبْرَاهِيم بن الشهَاب الرُّومِي إِن الأفرم مَا خرج إِلَى مرج حِين إِلَّا بنية الهروب وَقَالَ كنت عِنْده قبل خُرُوجه إِلَى مرج حِين يَوْمًا فَبينا نَحن قعُود نَأْكُل إِذْ جَاءَ إِلَيْهِ مَمْلُوك من مماليك قراسنقر فَسلم عَلَيْهِ ثمَّ قعد فَأكل حَتَّى فَرغْنَا وَخرجت المماليك وَلم يبْق عِنْده إِلَّا الجمدارية للنوبة وَأَنا لَا غير فَتقدم إِلَيْهِ الْمُلُوك وَقَالَ لَهُ أَخُوك يسلم عَلَيْك وَقد بعث لَك معي هَدِيَّة فَقَالَ وَأَيْنَ الْكتاب قَالَ مَا معي كتاب قَالَ فالمشافهة قَالَ مَا معي مشافهة قَالَ إِلَّا أيش قَالَ هَدِيَّة لَا غير قَالَ هَاتِهَا فَخرج خرقَة) فَحلهَا ثمَّ نَاوَلَهُ تفاحةً ثمَّ نَاوَلَهُ بعْدهَا مئزراً أسود ثمَّ نَاوَلَهُ بعده نصفيةً هَكَذَا على التَّرْتِيب ثمَّ خرج فَقَالَ لَهُ اقعد قَالَ مَا معي دستور بأنني أقعد بعد إِيصَال الْهَدِيَّة فَوَجَمَ الأفرم وساره فِي أُذُنه ثمَّ أعطَاهُ نَفَقَة وسفره لوقته فَلَمَّا خرج قَالَ لي أتعرف أيش هِيَ هَذِه الْهَدِيَّة فَقلت لَا وَالله يَا خوند لَا يكثر الله لَهُ خيرا فَقَالَ أسكت والك بعث يَقُول إِن كنت تُرِيدُ أَنَّك تشم هَوَاء الدُّنْيَا مِثْلَمَا تشم هَذِه التفاحة فأته فِي اللَّيْل الَّذِي هُوَ مثل هَذَا المئزر وَإِلَّا فَهَذِهِ النصفية كفنك قَالَ فعجبت لسرعة فطنة الأفرم لقصده وَمَا رمز عَلَيْهِ وَخرج الأفرم ولاقاه الزردكاش وسارا مَعًا وَعبر الأفرم على مرج الأسل وَبِه الْعَسْكَر الْمصْرِيّ مُجَردا لمَنعه من اللحاق بقرًا سنقر فَلَمَّا أشرف على المرج وَرَأى الْعَسْكَر قَالَ شدوا لي حَماما وَكَانَ حصاناً لَهُ يعْتَمد عَلَيْهِ فَرَكبهُ وَعَلِيهِ كبر أطلس أَحْمَر وكوفية وَرمحه فِي يَده ثمَّ قَالَ للثقل يكاسرون ويعبرون فَلَمَّا عبروا لم يتَعَرَّض إِلَيْهِم أحد ثمَّ أَمر الطّلب أَن يعبر مفرقاً وَقَالَ لِأَن هَؤُلَاءِ وَمَا أَنا فيهم ظنُّوا أنني فِي الصَّيْد وَمَا الْقَصْد إِلَّا أَنا فَمَا يعارضونهم لِئَلَّا أجفل أَنا فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ لأَنهم عبروا عَلَيْهِم مفرقين وَلم يتَعَرَّضُوا وَلما تعدوهم أقبل هُوَ وَحده وشق العساكر وَلم يفْطن لَهُ أحد وَلَا عرف أَنه الأفرم وَلما خَرجُوا من الْمضيق اجْتَمعُوا وَرفع الْعِصَابَة فَوق رَأسه وَسَار وَلم يتبعهُ أحد وَلما قرب من قراسنقر مَا اجْتمعَا إِلَّا بعد مراسلات عديدة وأيمان ومواثيق لِأَن الأفرم تخيل فِي نَفسه أَن قراسنقر فعل ذَلِك مكيدةً للقبض عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ حازماً لَهُ فكرة فِي العواقب وَلما اجْتمعَا سارا فِي الْبَريَّة قَاصِدين مهنا بن عِيسَى وَكَانَ قراسنقر قد ترامى إِلَى مهنا وترامى الأفرم إِلَى أَخِيه مُحَمَّد قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين حكى لي سنجر الْبَيْرُوتِي وَكَانَ أكبر مماليك الأفرم قَالَ لما فارقا أَطْرَاف الْبِلَاد الْتفت الأفرم إِلَى جِهَة الشَّام وَأنْشد من الطَّوِيل (سيذكرني قومِي إِذا جد جدهم ... وَفِي اللَّيْلَة الظلماء يفتقد البدرُ) وَبكى فَقَالَ لَهُ قراسنقر روج بِلَا فشار نبكي عَلَيْهِم وَلَا يَبْكُونَ علينا فَقَالَ مَا بِي إِلَّا فِرَاق ابْني مُوسَى فَقَالَ أَي بغاية بصقت فِي رَحمهَا جَاءَ مِنْهَا مُوسَى وَعلي وخليل وَذكر

أَسمَاء قَالَ وَلم ندخل ميافارقين إِلَّا وَقد أملق ونفد مَا كَانَ مَعَه وَمَا كَانَ يقوم بِهِ إِلَّا قراسنقر وألجأتنا الضَّرُورَة إِلَى أنني كنت أحطب والأفرم ينفح النَّار والمماليك ينَام هُنَا وَهنا مَا فيهم من يرحمه وَلَا من ينْفخ النَّار عَنهُ وَيَقُول لي والك ياسنجر تبصر فَأَقُول لَهُ أَبْصرت فيتنهد) وتترغرغ عَيناهُ بالدموع فَلَمَّا وصلنا إِلَى بيُوت سوتاي أضافنا ضِيَافَة عَظِيمَة وَنصب لنا خيمةً كَبِيرَة كَانَ كسبها من الْمُسلمين وَعَلَيْهَا ألقاب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَلَمَّا قَامَ الأفرم ليتوضأ قَالَ لي والك يَا سنجر كَيفَ نعاند الْقُدْرَة وَنحن فِي الْمَكَان وَقد خرجنَا من بِلَاده وَهُوَ فَوق رؤوسنا وَإِذا كَانَ الله رَفعه كَيفَ نقدر نَحن نضعه قَالَ سنجر وَمن حِين وصلنا إِلَى بيُوت سوتاي عَاد إِلَيْنَا ناموس الإمرة ومشت المماليك مَعَه على الْعَادة وَأجْرِي علينا من الرَّوَاتِب مَا لم تحتج مَعَه إِلَى شَيْء آخر وَلم نزل كَذَلِك حَتَّى وصلنا الأردو فازداد إكرامنا وتوالى الإنعام علينا وَركب خربندا يَوْمًا وَدَار حَتَّى انْتهى إِلَيْنَا فَوقف وَخرج لَهُ الأفرم وَضرب لَهُ جوكاً وَقدم لَهُ خيلاً بسروجها ولجمها وَأَشْيَاء أخر فقبلها واستدعى بشرابٍ فَشرب مِنْهُ وَأمْسك أياقاً للأفرم فَضرب لَهُ جوكاً وشربه فَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ توماناً فقبضناها من خواجا عَليّ شاه ثمَّ أعطَاهُ همذان وقصدته الفداوية مَرَّات وَلم يظفروا بِهِ وقفز عَلَيْهِ مرّة وَاحِد مِنْهُم والأفرم قَاعد وقدامه بيطار ينعل لَهُ فرسا فأمسكه بِيَدِهِ وضمه إِلَى إبطه وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى أخذناه وَقَررهُ ثمَّ قَتله قَالَ وأحضر الْأَطِبَّاء فملأوا فمي زيتاً وأعطوني محاجم وَبقيت أمتص الْجرْح ثمَّ إِنَّهُم عالجوه وَبرئ ثمَّ إِن الأفرم مَاتَ حتف أَنفه بِقَضَاء الله وَقدره بهمذان بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة وَدفن بهَا وَلما كَانَ بصرخذ كتب إِلَيْهِ الشَّيْخ صدر الدّين من دمشق قرين فَاكِهَة وحلوى من الطَّوِيل (أيا جيرةً بِالْقصرِ كَانَ لَهُم مَغْنى ... رحلتم فَعَاد الْقصر لفظا بِلَا معنى) (وأظْلمَ لمّا غَابَ نور جماله ... وَقد كَانَ من شمس الضُّحَى نوره أَسْنَى) (فَلَا تحسبوا أنّ الديار وطيبها ... زمانكمُ لَا وَالَّذِي أذهب الحُسْنا) (لقد كَانَت الدُّنْيَا بكم فِي اغضارةٍ ... ونُعمْى فَأعمى الله عينا أصابتنا) (وَلَا رقْت الآصالُ إلاّ صبَابَة ... وَلَا حَرّكتْ ريحْ الصِّبَا طَربا غُصْنا) (يَعِزُّ عَلَيْهِم بُعدُ داريَ عنهمُ ... وَقد كنتُ مِنْهُم قابَ قوسين أَو أدنى) (وأنّي أُلَاقِي مَا لقيتُ من الَّذِي ... لقلبيَ قد أصمْى وجسميَ قد أضنى) (لقد كنتمُ يَا جيرةَ الحيّ رَحْمَة ... أيادكمُ تمحو الْإِسَاءَة بِالْحُسْنَى) فَجَاءَتْهُ الْهَدِيَّة والأبيات صُحْبَة قاصده وَكَانَ الأفرم قد خرج للصَّيْد فَقَالَ للخازندار كم مَعَك فَقَالَ ألف دِينَار فَقَالَ مَا تَكْفِي الشَّيْخ صدر الدّين يَا صبيان أقرضوني حوائصكم فَأَخذهَا) وَهِي عشرُون حياصةً وجهزها قرين الدَّرَاهِم إِلَيْهِ وَقَالَ لقاصده سلم على الشَّيْخ وَقل لَهُ من الوافر

قتال السبع

(على قدر الكِسا مدَّيتُ رِجلي ... وَإِن طَال الكِسا مَدَّيتُ زادهُ) وَكَانَ رنكه غَايَة فِي الظّرْف وَهُوَ دَائِرَة بَيْضَاء يشقها شطبي أَخْضَر عَلَيْهِ سيف أَحْمَر يمر من الْبيَاض الفوقاني إِلَى الْبيَاض التحتاني على الشطب الْأَخْضَر وَقَالَ الشُّعَرَاء فِيهِ وَمن أحْسنه قَول نجم الدّين هَاشم الشَّافِعِي من الطَّوِيل (سيوفٌ سَقَاهَا من دِمَاء عُدَاته ... وَأقسم عَن ورد الرَّدى لَا يَرُدُّها) (وأبرزها فِي أبيضٍ مثل كفِّه ... على أخضرٍ مثل المِسَنِّ يحدُّها) وَقيل إِن النِّسَاء الخواطئ وغيرهن كن ينقشنه على معاضمهن وفروجهن وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ أهل دمشق يبالغون فِي محبته 3 - (قتال السَّبع) آقوش الْأَمِير جمال الدّين المنصوري الْمَعْرُوف بِقِتَال السَّبع توفّي رَحمَه الله فِي سنة عشرٍ وَسَبْعمائة 3 - (جمال الدّين نَائِب الكرك) آقوش الْأَمِير جمال الدّين الأشرفي نَائِب الكرك كَانَ نَائِب الكرك ثمَّ ولاه السُّلْطَان نِيَابَة دمشق بعد إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين كراي فَأَقَامَ قَلِيلا وعزله بالأمير سيف الدّين تنكز وَتوجه إِلَى مصر وَكَانَ مُعظما إِلَى الْغَايَة يجلس رَأس الميمنة وَيقوم لَهُ السُّلْطَان إِذا دخل ميزةً لَهُ عَن غَيره وَكَانَ لَا يلبس المفرك وَلَا المصقول وَيتَوَجَّهُ إِلَى الْحمام فِي السحر وَهُوَ حَامِل الطاسة والمئزر ويقلب عَلَيْهِ المَاء وَيخرج وَحده من غير بَابا وَلَا مَمْلُوك فاتفق أَن رَآهُ بعض من يعرفهُ فَأخذ الْحجر وحك رجلَيْهِ وغسله بالسدر وَلم يكلمهُ كلمة وَاحِدَة فَلَمَّا خرج طلبة ورماه وَقَتله وَقَالَ أَنا مَا لي مَمْلُوك مَا عِنْدِي بابية وَمَا لي غلْمَان حَتَّى تتجرى عَليّ وَعمر جَامعا ظَاهر الحسينية وَكَانَ إِذا توجه إِلَيْهِ عرف النَّاس خلقه فَلَا يدْخل مَعَه أحد من مماليكه وَيخرج قوام الْجَامِع وَلم يبْق مَعَه أحد ويدور هُوَ الْجَامِع وَحده يتفقده ويبصر إِن كَانَ تَحت الْحصْر تُرَاب أَو فِي الْقَنَادِيل تُرَاب فَأَي خلل رَآهُ أحضر الْقيم وضربه فَلَمَّا كَانَ بعض) الْأَيَّام وَهُوَ بمفرده فِي الْجَامِع الْمَذْكُور لم يشْعر إِلَّا وجندي من أكراد الحسينية قد بسط سفرةً وقصعة لين ورقاق فِي وَسطهَا وَقَالَ بِسم الله فَالْتَفت إِلَيْهِ وَقَالَ من أعلمك بِي أَو دلك عَليّ قَالَ وَالله وَلَا أحد فَطلب مماليكه وَأكل وَأمر لَهُ بستمائة دِرْهَم فاتفق أَن أَتَاهُ كردِي آخر فِي الْجَامِع بعد ذَلِك بِمثل ذَلِك فَرَمَاهُ وضربه سِتّمائَة عَصا وَكَانَ قد اتخذ لَهُ صُورَة معيد فِي الْجَبَل الْأَحْمَر يتَوَجَّه إِلَيْهِ ينْفَرد فِيهِ وَحده يَوْمَيْنِ وَأكْثر وَأَقل وَرُبمَا وَاعد الْغُلَام أَن يَأْتِي إِلَيْهِ بالمركوب فِي وقتٍ ثمَّ يَبْدُو لَهُ فَيَأْخُذ ذيله على كتفه وَيدخل إِلَى دَاره دَاخل الْقَاهِرَة مَاشِيا وَيُقَال إِنَّه كَانَ هُنَاكَ يحضر طلبا للمطالب رَأَيْت بِدِمَشْق

فَقِيرا يعرف بجفال أخبرنَا بذلك قَالَ أَقمت عِنْده فِي ذَلِك الْمَكَان أحضر كل يَوْم بدرهم وَنصف عشرَة أَعْوَام أَو أَكثر وَأما جوده فَكَانَ غَايَة كل من يَمُوت لَهُ فرس من أجناده أَو مماليكه يحضر كفله إِلَى المطبخ وَيصرف لَهُ من الدِّيوَان سِتّمائَة دِرْهَم وَإِذا جرد إِلَى مَكَان لَا يزَال طلبه جَمِيعًا يَأْكُلُون على سماطه ويعلقون على خيلهم من عِنْده من يَوْم خُرُوجهمْ من الْقَاهِرَة إِلَى يَوْم دُخُولهَا وَكَانَ السماط الَّذِي يمده فِي الْعِيد نَظِير سماط السُّلْطَان وولاه نظر البيمارستان المنصوري بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يدْخل فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى المجانين ويدخلهم الْحمام ويكسوهم قماشاً جَدِيدا وأحضر لَهُم يَوْمًا جمَاعَة الجوالقية فغنوا لَهُم بالكف ورقص المجانين وَكَانَ يبر المباشرين الَّذين بِهِ بِالذَّهَب من عِنْده ويطلع فِي اللَّيْل قبل التَّسْبِيح المأذنة وَكَانَ للمارستان بِهِ صُورَة عَظِيمَة أملاكه مُحْتَرمَة معظمة لَا يرْمى على سكانها شَيْء وَلَا يتَعَرَّض إِلَيْهِم أحد بأذية أخرجه السُّلْطَان أول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة إِلَى نِيَابَة طرابلس فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة وَبَالغ فِي طلب الْإِقَالَة وَأَن يكون مُقيما بالقدس فرسم لَهُ بالحضور إِلَى دمشق وَخرج الْأَمِير سيف الدّين تنكز وتلقاه وَعمل لَهُ سماطاً فِي دَار السَّعَادَة وَحضر الْأُمَرَاء فأمسكوه على السماط وأودع الاعتقال فِي قلعة دمشق فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ جهز إِلَى قلعة صفد وَحبس بهَا فِي برج فَدخل إِلَيْهِ بعض أَهلهَا فَقَالَ يَا خوند مَا تلبث هُنَا إِلَّا يَسِيرا وَتخرج مِنْهُ لِأَنَّك دخلت فِي برج مُنْقَلب فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام أَخْرجُوهُ مِنْهُ إِلَى غَيره فَقَالَ لأي شَيْء قَالُوا لَهُ يَا خوند البرج قد انْشَقَّ وَتخَاف أَن يَقع عَلَيْك فَقَالَ صدق ذَلِك الْقَائِل كَانَ البرج يَنْقَلِب عَليّ وَكَانَ لَهُ أَشْيَاء غَرِيبَة فِيمَا يُوقع بقلمه على الْقَصَص كتب إِلَيْهِ إِنْسَان وَهُوَ بِدِمَشْق نَائِب الْمَمْلُوك يسْأَل الْحُضُور بَين يَدي مَوْلَانَا ملك الْأُمَرَاء فَوَقع على جَانبهَا الِاجْتِمَاع مُقَدّر) وَكتب إِلَيْهِ بعض من كَانَ بهَا مليحاً يطْلب إقطاعاً فَوَقع لَهُ من كَانَ يَوْمه بِخَمْسِينَ وَلَيْلَته بِمِائَة مَا لَهُ حَاجَة بالجندية وَكتب إِلَيْهِ إِنْسَان وَهُوَ بالكرك إِن هَؤُلَاءِ الصّبيان قد كثرت أذيتهم للمملوك وَهُوَ يسْأَل كفهم عَنهُ فَوَقع لَهُ إِن لم تصبر على أَذَى أَوْلَادهم وَإِلَّا فَاخْرُج من بِلَادهمْ وَوَقع لآخر كَانَت قد جرت لَهُ فِي اللَّيْل كائنة قد أحصيناك وَإِن عدت إِلَى مثلهَا أخصيناك وَقَالَ للأمير سيف الدّين تنكز لما أمْسكهُ أما أَنا فقد أَمْسَكت وَلَكِن خُذ أَنْت حذرك مِنْهُ وأقان فِي اعتقال قلعة صفد يَسِيرا ثمَّ رسم بتجهيزه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَكَانَ فِي رَأسه سلْعَة فَطلب قطعهَا وشاوروا السُّلْطَان على قطعهَا فرسم لَهُ بذلك فقطعوها فَمَاتَ فِي الاعتقال بالإسكندرية فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن وَكَانَ يضْرب الْألف عَصا وَأكْثر وَمَات تَحت ضربه جمَاعَة مِنْهُم بازدار من بازدارية السُّلْطَان رَآهُ وَهُوَ يسير برا بَاب اللوق وَقد شتم سقاء كَانَ عِنْده وَشتم أستاذه فأمسكه وأحضره إِلَى الْبَيْت الَّذِي لَهُ وضربه أَكثر من ألف وَقَالَ والك أَنْت وإياه تخاصمتما أَنا أيش كنت

جمال الدين البيسري

فَمَاتَ بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَكَانَت إِحْدَى الذُّنُوب الَّتِي عَداهَا عَلَيْهِ السُّلْطَان وَمِنْهَا أَنه قتل جَارِيَة السُّلْطَان امْرَأَة بكتمر الْحَاجِب بِسَبَب الْمِيرَاث لِأَن ابْنَته كَانَت زَوْجَة بكتمر أَيْضا فضربها سِتّمائَة عَصا وَأَشْيَاء غير ذَلِك وَلما رسم السُّلْطَان للأمير سيف الدّين تنكز بنيابة دمشق جَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ رسم بِكَذَا فَقَالَ لَهُ إِن أردْت أَن تقيم بهَا نَائِبا سنة فَأَنت تفعل مَا أَقُول لَك لِأَنَّك يتلقاك أهل غَزَّة إِلَى قطيا بالفاكهة والحلوى والخيول والتقادم فَإِذا وصلت إِلَى غَزَّة جَاءَك أهل دمشق بالتقادم إِلَيْهَا فَإِذا دخلت إِلَى دمشق جَاءُوا إِلَيْك وَقَالُوا لَك هَذَا الصاحب عز الدّين ابْن القلانسي محتشم كَبِير وَرَئِيس دمشق وَالسُّلْطَان وَغَيره يقبل تقادمه وهداياه وَقد عمل ضِيَافَة وجهزها إِلَيْك فتأخذها فَيَجِيء إِلَيْك غَيره وَيَقُول يَا خوند ينكسر خاطري لكونك مَا جبرتاني مثل فلَان فَتقبل مِنْهُ فَيقدم لَك الْخُيُول وَغَيرهَا وتنحل الإقطاعات والإمرة والوظائف فَيَأْتُونَ إِلَيْك بِالذَّهَب فتأخذ فَيبلغ الْخَبَر أستاذك فَأكْثر مَا يصبر عَلَيْك سنة ويعزلك وَإِن أردْت أَن تكون نَائِبا طول عمر أستاذك فَأَنت مَا تَأْخُذ من أحدٍ شَيْئا أبدا وَجَمِيع مَا تَأْخُذهُ فِي السّنة مَا يكون خمسين ألف دِينَار وأستاذك ينعم عَلَيْك فِي السّنة بِأَكْثَرَ من مائَة ألف دِينَار ويبلغ أستاذك خبرك فتطول مدتك فَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول مَا خلاني نَائِبا هَذِه الْمدَّة كلهَا إِلَّا الْأَمِير جمال الدّين) 3 - (جمال الدّين البيسري) آقوش البيسري جمال الدّين أحد الأجناد بطرابلس قَارب الْمِائَة سنة وَله شعر وملح ونوادر قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام من أَنْشدني من الْبَسِيط (لمّا بدا كقضيب البان منعطفاً ... وَكَانَ يُشتمُّ ريحُ الْمسك من فيهِ) (فقلتُ يَا لائماتي انظرْن وَاحِدَة ... فذلّكنّ الَّذِي لُمتْنُني فِيهِ) قَالَ فحفظتهما ونظمت من الْبَسِيط (لامتْ نساءُ زَرودٍ فِي هوى قمرٍ ... كلّ الملاحة جزءٌ من مَعَانِيه) (وقلنَ لمّا تبدّا لَيْسَ ذَا بَشراً ... فَقلت هَذَا الَّذِي لُمتْنُني فِيهِ) 3 - (الشبلي) آقوش بن عبد الله جمال الدّين الشبلي الشَّافِعِي سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لي فِي سنة تسعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة بِخَطِّهِ بِدِمَشْق وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة (الألقاب) الأقيشر اسْمه الْمُغيرَة بن عبد الله يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ

أكثل الصحابي

الأكار الزَّاهِد أَحْمد بن جَعْفَر الإكاف اسْمه ثَعْلَب بن مَذْكُور الأكال مُحَمَّد بن خَلِيل (أكثل الصَّحَابِيّ) أَكْتَل بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْكَاف وَفتح التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا لَام ابْن شماخ يَنْتَهِي إِلَى أذ ابْن طابخة شهد الجسر مَعَ أبي عبيد وَأسر مردان شاه وَضرب عُنُقه وَشهد الْقَادِسِيَّة وَله فِيهَا آثَار محمودة وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ كَانَ عَليّ بن أبي طَالب إِذا نظر إِلَيْهِ قَالَ من أحب أَن ينظر إِلَى الصبيح الفصيح فَلْينْظر إِلَى أَكْتَل بن شماخ وَهُوَ مَعْدُود فِي الصَّحَابَة رضى الله عَنهُ وَكَانَت وقْعَة أبي عبيد ابْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ مَعَ الْفرس فِي أول ولَايَة عمر بن الْخطاب سنة ثَلَاث عشرَة وَهُوَ أول بعثٍ بَعثه عمر وَذَلِكَ فِي مملكة بوران (أَكْثَم) 3 - (أَكْثَم بن الجون) أَو ابْن أبي الجون الْخُزَاعِيّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لأكثم بن الجون يَا أَكْثَم رَأَيْت عَمْرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه فِي النَّار وَمَا رَأَيْت من رجلٍ أشبه برجلٍ مِنْك بِهِ وَلَا بِهِ مِنْك قَالَ أَكْثَم أيضرني شبهه يَا رَسُول الله قَالَ لَا إِنَّك مُؤمن وَهُوَ كَافِر وَإنَّهُ كَانَ أول من غير دين إِسْمَاعِيل فنصب الْأَوْثَان وسيب السائبة وبحر الْبحيرَة وَوصل الوصيلة وَحمى الحامي وَرُوِيَ عَن أَكْثَم قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يَا أَكْثَم بن الجون اغز مَعَ قَوْمك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك وَقد رُوِيَ اغز مَعَ غير قَوْمك 3 - (الْأَسدي) أَكْثَم بن أَحْمد بن حَيَّان بن بشر بن الْمخَارِق الْأَسدي كَانَ أحد الشُّهُود المعدلين بِبَغْدَاد وَولي وَلَده عمر بن أَكْثَم الْقَضَاء بِبَغْدَاد وَكَذَلِكَ حَيَّان بن بشر وَكَانَ من أهل أَصْبَهَان وَولي قضاءها لِلْمَأْمُونِ ثمَّ قدم بَغْدَاد واستوطنها وَولي قضاءها للمتوكل وَكَانَ من أَصْحَاب أبي حنيفَة وَتُوفِّي أَكْثَم سنة تسع وثلاثمائة

ابن صيفي

3 - (ابْن صَيْفِي) أَكْثَم بن صَيْفِي بن ريَاح بن الْحَارِث يَنْتَهِي إِلَى عَمْرو بن تيم عمر دهراً طَويلا أدْرك الْإِسْلَام ذكره ابْن أبي طَاهِر فِي شعراء تَمِيم وروى لَهُ الْغلابِي عَن ابْن عَائِشَة عَن أَبِيه من الطَّوِيل) (إنّ امْرَءًا قد عَاشَ تسعين حجَّة ... إِلَى مائةٍ لم يسأم العيشَ جاهلُ) (أَتَت مِائَتَان غير عشرٍ وفاؤها ... وَذَلِكَ من مرّ اللَّيَالِي قلائلُ) ويروى أَن أَكْثَم قصد النُّعْمَان بن الْمُنْذر مَعَ جمَاعَة من قومه فِي إِطْلَاق أُسَارَى بني تَمِيم فحجبهم مُدَّة فَقَالَ أَكْثَم من الوافر (لَبِيثٌ بالقطانة نصفَ حول ... وبالغادين حولا مَا تريمُ) (وآسانا على مَا كَانَ أوسٌ ... وبعضُ الحيّ مَلْحِيٌّ ذميمُ) يَعْنِي أَوْس بن حجر لِأَنَّهُ أَقَامَ مَعَه وَانْصَرف غَيره فَلَمَّا صَار إِلَى بَاب النُّعْمَان وَكَانَ حَاجِبه رجل من الْعَرَب يُقَال لَهُ حمل بن مَالك بن أهبان فَأخذ أَكْثَم الْحلقَة ثمَّ ناداه من الرجز (يَا حَمَلَ بن مَالك بن أُهبانْ ... هَل تُبلِغنّ مَا أقولُ النعمانْ) (أهلكتنا بِالْحَبْسِ بعد الحِرمْانْ ... من بَين عانٍ جائعٍ وعطشان) وَذَاكَ من شرّ حبِاء الضِّيفانْ فأوصله النُّعْمَان وَقضى حَاجته قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يَصح إِسْلَام أَكْثَم بن صَيْفِي وَقد ذكره أَبُو عَليّ ابْن السكن فِي كتاب الصَّحَابَة فَلم يصنع شَيْئا والْحَدِيث الَّذِي ذكره فِي ذَلِك هُوَ أَن قَالَ لما بلغ أَكْثَم بن صَيْفِي مخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ أَن يَأْتِيهِ فَأبى قومه أَن يَدعُوهُ قَالُوا أَنْت كَبِيرنَا لم تكن لتخف إِلَيْهِ قَالَ فليأت من يبلغهُ عني ويبلغني عَنهُ قَالَ فَانْتدبَ رجلَانِ فَأتيَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَا نَحن رسل أَكْثَم بن صَيْفِي وَهُوَ يَسْأَلك من أَنْت وَمَا أَنْت وَبِمَ جِئْت فَقَالَ أَنا مُحَمَّد بن عبد الله وَأَنا عبد الله وَرَسُوله ثمَّ تَلا عَلَيْهِم هَذِه الْآيَة إنّ اللهَ يأمُرُ بالعَدْلِ والإحْسانِ الْآيَة فَأتيَا أَكْثَم فَقَالَا أَبى أَن يرفع نسبه فسألنا عَن نسبه فوجدناه زاكي النّسَب واسطاً فِي مُضر وَقد رمى إِلَيْنَا كَلِمَات وَقد حفظناهن فَلَمَّا سمععهن أَكْثَم قَالَ أَي قوم أرَاهُ يَأْمر بمكارم الْأَخْلَاق وَينْهى عَن ملامها فكونوا فِي هَذَا الْأَمر رُؤَسَاء وَلَا تَكُونُوا فِيهِ أذناباً وَكُونُوا فِيهِ أَولا وَلَا تَكُونُوا فِيهِ آخرا فَلم يلبث أَن حَضرته الْوَفَاة فَقَالَ أوصيكم بتقوى الله وصلَة الرَّحِم فَإِنَّهُمَا لَا يبْلى عَلَيْهِمَا أصل وَذكر الحَدِيث إِلَى آخِره قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَيْسَ فِي هَذَا الْخَبَر شَيْء يدل على إِسْلَامه بل فِيهِ بَيَان وَاضح أَنه إِذْ أَتَاهُ الرّجلَانِ وأخبراه بِمَا قَالَ فَلم يلبث أَن مَاتَ وَمثل هَذَا لَا يجوز إِدْخَاله فِي الصَّحَابَة)

الأكرم

(الأكرم) 3 - (الأكرم بن عبد الْوَاحِد بن هُبَيْرَة) أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الرِّضَا ابْن أخي الْوَزير أبي المظفر كَانَ لَهُ معرفَة بالأدب وَيَقُول الشّعْر ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتب إِلَيّ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف الغزنوي نزيل مصر ونقلته من خطه قَالَ حَدثنِي أَبُو الْعَبَّاس الأكرم قَالَ اجْتمعت أَنا وَشرف الدّين أَبُو الْبَدْر ظفر ابْن الْوَزير أبي المظفر بن هُبَيْرَة والأستاذ مُفْلِح فِي ليلةٍ وَالْقَمَر يغطيه السَّحَاب تَارَة وينكشف عَنهُ أُخْرَى فَقَالَ شرف الدّين ليقل كل واحدٍ مِنْكُم فِي تغطيته وانكشافه شعرًا فَقَالَ الْأُسْتَاذ مُفْلِح من الْبَسِيط (كأنّما الْبَدْر حِين يَبْدُو ... لنا ويستحجب السحابا) (خريدةٌ من بني هلالٍ ... لاثتْ على وَجههَا نقابا) وَقَالَ شرف الدّين من الْبَسِيط (إِذا تطلّع بدر التمِّ من فُرَجٍ ... بَين السَّحَاب وَغَارَتْ حوله الشُّهُبُ) (تَخالُه مِن رثيثٍ فِي مُلاءته ... خرقاء تسِفر أَحْيَانًا وتنتقب) وَقلت من الْكَامِل (وكأنّ هَذَا الْبَدْر حِين تُظلّه ... سحبٌ فيخفى تَارَة ويؤوبُ) (حسناءُ تبدو من خلال سجوفها ... طوراً فَنظر نَحْوهَا فتغيبُ) 3 - (كريم الدّين الصَّغِير) أكْرم الصَّغِير هُوَ القَاضِي كريم الدّين الصَّغِير نَاظر الدولة بالديار المصرية كَانَ فِي الْجَيْش أَولا وَلما جَاءَ الْملك النَّاصِر من الكرك وَولي خَاله القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير نظر الْخَاص تولى هُوَ نظر الدولة وَكَانَ متصرفاً نَافِذا وكاتباً ضابطاً ذَا مهابة وبطش وسطوة على الْكتاب وَغَيرهم شَدِيد الانتقام لَا يحابي أحدا وَلَا يحاشيه وَلَا يدع أحدا من الْكتاب وَلَا من غَيرهم يلْتَمس شَيْئا قل وَلَا جلّ يحب الْكَاتِب الْأمين وَيزِيد معلومه وينقله من شغلٍ إِلَى أكبر مِنْهُ وَكَانَ إِذا حضر مجْلِس خَاله كريم الدّين الْكَبِير يكون وَاقِفًا على قَدَمَيْهِ يرفع قدماً وَيَضَع آخر وكل من لَا يُمكنهُ الْجُلُوس فِي دسته يكون فِي مجْلِس خَاله قَاعِدا وَهُوَ قَائِم فَإِذا كَانَ فِي دسته ومجلسه وقف النَّاس وهابوه وعظموه وَحكى لي غير وَاحِد أَن أُمَرَاء العشرات وَمن فَوْقهم) من أُمَرَاء الطبلخانات يزدحمون فِي الْمَشْي قدامه ويقعون زحاماً وَيُقَال إِن الْملك النَّاصِر لما كَانَ بالكرك قَالَ أَنا أَعُود إِلَى مَكَان يكون فِيهِ أكْرم الصَّغِير يضْرب الْجند بالدبابيس وأشفع فيهم مَا يقبل شَفَاعَتِي وَكَانَ يضْرب النَّاس وقوفاً على أَلْوَاح أكتافهم فَإِذا مَال إِلَى قُدَّام ضَربهمْ على صدرهم وسمى هَذَا المقترح وَلَكِن عفته عَن مَال السُّلْطَان

الألقاب

مفرطة إِلَى الْغَايَة وتشدده على من يخون خَارج عَن الْحَد حُكيَ لي أَنه جَاءَ إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب وَهُوَ مَا هُوَ فِي الوجاهة وَالْعَظَمَة عِنْد السُّلْطَان فَقَامَ لتلقيه وَجلسَ بَين يَدَيْهِ وَقَالَ ارسم يَا خوند فَقَالَ هَذَا الْكَاتِب تشفعني فِيهِ وتستخدمه فِي الْجِهَة الْفُلَانِيَّة فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة كم فِي هَذِه الْوَظِيفَة مَعْلُوم فَقَالَ الْكَاتِب مائَة وَخَمْسُونَ درهما وَثَلَاثَة أرادب قمحاً فَقَالَ للصيرفي اصرف إِلَى هَذَا فِي كل شهر هَذَا الْمبلغ وَيَجِيء إِلَى الشونة فِي كل شهر يَأْخُذ هَذِه الأرادب فَقَالَ الْكَاتِب مَا أُرِيد إِلَّا هَذِه الْوَظِيفَة فَقَالَ كريم الدّين للأمير حَتَّى تعرف يَا خوند أَنه لص وَمَا يُرِيد الْمَعْلُوم مَا يُرِيد إِلَّا أَن يسرق فاستحيى الْأَمِير وَمضى وَلما أمسك كريم الدّين الْكَبِير أمسك وَكَاد الْعَوام وَالنَّاس يقتلونه وَأثبت الْقُضَاة فِيهِ محَاضِر مِنْهَا مَا هُوَ بالْكفْر وَمِنْهَا مَا هُوَ بقتل النُّفُوس فَرَأى السُّلْطَان أَنه مقتول لَا محَالة فَقَالَ إِذا قتلتم هَذَا من أَيْن آخذ أَنا مَالِي اصْبِرُوا إِلَى أَن نَأْخُذ المَال مِنْهُ ثمَّ سلمه إِلَى الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الأحمدي وَبَقِي عِنْده مديدة ثمَّ أخرج إِلَى صفد نَاظرا فجَاء إِلَيْهَا وضبطها وَحصل أموالها ثمَّ إِنَّه ورد المرسوم من مصر باعتقاله فاحتيط على موجوده ثمَّ طلب إِلَى مصر فَأَقَامَ مديدةً وَأخرج إِلَى دمشق عوضاُ من الصاحب شمس الدّين فكرهه الْأَمِير سيف الدّين تنكز أول حُضُوره لما كَانَ يبلغهُ عَنهُ فَلَمَّا بَاشر وَرَأى عفته وَحسن مُبَاشَرَته وتنفيذه أحبه وَمَال إِلَيْهِ وَمَال إِلَيْهِ ميلًا كلياً ثمَّ طلب إِلَى مصر فخاف أعداؤه وَعمِلُوا عَلَيْهِ وبطلوا مَا كَانَ تقرر فِي أمره ورموه بِكُل داهية فَأَقَامَ فِي بَيته بطالاً وَخرج عَلَيْهِ لَيْلَة وَهُوَ خَارج من الْحمام رَاكب فرسه جماعةٌ بسيوف ليقتلوه فَضرب بدبوسه جماعةُ مِنْهُم وصدمهم بفرسه وخلص مِنْهُم بكتفه ثمَّ عمل عَلَيْهِ ورسم بتجهيزه إِلَى أسوان وجهز فِي الْبَحْر وغرق فِي النّيل سرا وَكَانَ غزير الْمُرُوءَة إِذا قَامَ مَعَ أحد تعصباً مَا يرجع عَنهُ وَلَا ينثني وَأَطْعَمته فاخرة وَنَفسه على الطَّعَام وَاسِعَة وَكَانَ فَقده فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة أواخرها تَقْرِيبًا (الألقاب) ) ابْن الْأَكْفَانِيِّ الْحَكِيم شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن ساعد ابْن الْأَكْفَانِيِّ هبة الله بن أَحْمد ابْن الْأَكْفَانِيِّ قَاضِي الْقُضَاة بِبَغْدَاد عبد الله بن مُحَمَّد الْأَكْفَانِيِّ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَكْمَل وَزِير الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن شاهنشاه

الأكوز الأمير سيف الدين الناصري

(الأكوز الْأَمِير سيف الدّين الناصري) كَانَ جمداراً وَأمره أستاذه وَكَانَ يتَحَقَّق أَمَانَته فَجعله مشد الدَّوَاوِين فَعمل الشد أعظم من الوزارة وتنوع فِي عَذَاب المصادرين من الْكتاب وَغَيرهم وَقتل بالمقارع وأحمى الطاسات وألبسها النَّاس وأحمى الدسوت وأجلسهم عَلَيْهَا وَضرب الْأَوْتَاد فِي الآذان ودق الْقصب تَحت الأظافير وَبلغ شدد وَجَاء لولو غُلَام فندش فأقامه السُّلْطَان مَعَه فاتفقا على عِقَاب النَّاس وَزَاد الْبلَاء فِي أيامهما على الْكتاب وعَلى النَّاس وسكنت رَوْعَته ومهابته فِي الْقُلُوب وَكَانَ الْكَاتِب يدْخل إِلَيْهِ وَهُوَ ميت وقاسي النَّاس مِنْهُ الْبلَاء الْعَظِيم وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن غضب يَوْمًا على لولو الْمَذْكُور فَأخذ الْعَصَا وضربه إِلَى أَن هرب من قدامه وَهُوَ خَلفه إِلَى بَاب القلعة البراني وَخرب شاشه فِي رقبته فَدخل لولو على النشو وعَلى قوصون وبذل المَال فاتفق أَن كَانَ الغلاء سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان يَا الأكوز لَا تدع أحدا يَبِيع الإردب بِأَكْثَرَ من ثَلَاثِينَ درهما وَانْزِلْ إِلَى شون الْأُمَرَاء وألزمهم بذلك فَأول مَا نزل إِلَى شونة قوصون وَأمْسك السمسار الَّذِي لَهُ وضربه بالمقارع وأخرق بالأستاذدار فطلع إِلَى قوصون وشكا حَاله إِلَيْهِ فَطَلَبه وَأنكر عَلَيْهِ فأساء عَلَيْهِ الرَّد فَدخل إِلَى السُّلْطَان فأخرق السُّلْطَان بقوصون فأكمنها لَهُ وَعمل عَلَيْهِ هُوَ والنشو وَلم يَزَالَا عَلَيْهِ إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ السُّلْطَان ورماه قد امهِ وضربه بِالْعِصِيِّ ورسم عَلَيْهِ أَيَّامًا ثمَّ أخرجه إِلَى دمشق أَمِيرا فوصل إِلَيْهَا وَأقَام بهَا قَلِيلا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا حكى لي القَاضِي ضِيَاء الدّين ابْن خطيب بَيت الْآبَار قبل إمْسَاك الأكوز بأَرْبعَة أشهر أَو مَا يقاربها أَن بعض الْمَشَايِخ حَدثهُ أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَهُوَ جَالس فِي صدر الإيوان وَالسُّلْطَان أَمَامه وَاقِفًا على رَأس الدرج وَهُوَ يُنكر عَلَيْهِ وَيَقُول لَهُ مَا هَؤُلَاءِ الظلمَة الَّذين أقمتهم فَقَالَ يَا رَسُول الله من هم ثمَّ توجه وَغَابَ قَلِيلا وأتى بالأكوز فَقَالَ) اذبحه فاتكاه وَأخذ يذبحه فَقَالَ لَهُ خله الْآن فَمَا كَانَ بعد أَرْبَعَة أشهر حَتَّى غضب عَلَيْهِ وَجرى مَا جرى (أكيدر صَاحب دومة الجندل) أكيدر بن عبد الْملك الْكِنْدِيّ صَاحب دومة الجندل أُتِي بِهِ إِلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام تَبُوك فَأسلم وَقيل بَقِي على نصرانيته وَصَالَحَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويحنه بن رؤبة على دومة وتبوك وأيلة وَقيل أسلم ثمَّ ارْتَدَّ إِلَى النَّصْرَانِيَّة لما قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخرج من دومة الجندل فلحق بِالْحيرَةِ وابتنى بهَا بِنَاء سَمَّاهُ دومة بدومة الجندل فَكتب أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد وَهُوَ بِعَين التَّمْر يَأْمُرهُ أَن يسير إِلَى أكيدر فَسَار إِلَيْهِ فَقتله وَفتح دومة ثمَّ مضى إِلَى الشَّام ذكر ذَلِك ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق

ألب أرسلان صاحب حلب

(ألب أرسلان صَاحب حلب) ألب رسْلَان ابْن السُّلْطَان رضوَان ابْن السُّلْطَان تتش ابْن ألب رسْلَان التركي ولي إمرة حلب بعد أَبِيه وَله سِتّ عشرَة سنة وَولي تَدْبِير ملكه البابا لُؤْلُؤ فَقتل أَخَوَيْهِ ملكشاه ومباركاً وَجَمَاعَة من الباطنية والقرامطة وَقدم دمشق فَتَلقاهُ طغتكين والأعيان وأنزلوه القلعة وَعَاد إِلَى حلب وطغتكين فِي خدمته فَلم ير مَا يحب ففارقه ثمَّ إِنَّه ساءت سيرته بحلب وانهمك على الْمعاصِي واغتصاب الْحرم وخافه البابا لُؤْلُؤ فَقتله وَنصب أَخا لَهُ طفْلا عمره سِتّ سِنِين ثمَّ قتل لُؤْلُؤ ببالس وَكَانَت قتلة ألب رسْلَان سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة (ألبقش السلاحي) كَانَ أَمِيرا كَبِيرا نَاب عَن السُّلْطَان فِي المملكة ثمَّ توهم مِنْهُ فَقبض عَلَيْهِ وحبسه بقلعة تكريت ثمَّ أَمر بقتْله فَعرف نَفسه فَأخْرج من المَاء وحز رَأسه وَحمل إِلَيْهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة (ألبكي) 3 - (الْأَمِير فَارس الدّين) ألبكي الْأَمِير فَارس الدّين التركي الظَّاهِرِيّ من كبار الْأُمَرَاء وشجعانهم كَانَ فِي السجْن ويطلبه الْملك الْمَنْصُور ثمَّ يُعِيدهُ ثمَّ أخرجه وولاه نِيَابَة صفد فَأَقَامَ بهَا عشرَة أَعْوَام وَكَانَ كلما ركب وَنزل حل جمداره شاشه وَجعله فِي الكلوتة فَإِذا أَرَادَ الرّكُوب لفه بِيَدِهِ مرّة وَاحِدَة وَكَانَ مليح الشكل لَيْسَ فِي خَدّه نَبَات كثير الْآدَاب يَحْكِي عَنهُ الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الْكَمَال الصَّفَدِي رياسةً كَثِيرَة وَكَانَ ينادمه إِلَى نصف اللَّيْل قَالَ وَلم أره بِلَا خف قطّ وَلم يبد رجله وَلَا يكشفها وَلما غضب الْأَشْرَف على حسام الدّين لاجين جهزة إِلَى صفد من عكا فَأخذ المقرعة وضربه على كتفه وَقَالَ لَهُ مَا تمشي إِلَّا خواتيني وَأخذ جوخةً كَانَت مَعَه وطرطوراً ضمن بقجة وَضرب الدَّهْر ضربانه فَلَمَّا تسلطن حسام الدّين جهز إِلَيْهِ يَقُول لَهُ احتفظ بالبقجة والجوخة والطرطور ففر من حمص هُوَ والأمير سيف الدّين قبجق وبكتمر السِّلَاح دَار وتوجهوا إِلَى قازان لما علمُوا بِإِسْلَامِهِ فَبَالغ فِي إكرامهم وَزوج الْأَمِير فَارس الدّين ألبكي بأخته فَكَانَ يَحْكِي عَنْهَا وَيَقُول هِيَ مثل هَذِه الشَّمْس ثمَّ جَاءُوا مَعَ قازان إِلَى الشَّام وَلما عَاد قازان تَأَخَّرُوا فَأعْطِي الْأَمِير فَارس الدّين نِيَابَة حمص وَتُوفِّي بهَا فِي شهر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة 3 - (نَائِب غَزَّة) ألبكي الْأَمِير فَارس الدّين ابْن أخي الْأَمِير سيف الدّين الْملك النَّائِب لما توفّي الْأَمِير سيف الدّين دلنجي نَائِب غَزَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة عين مَكَانَهُ الْأَمِير فَارس الدّين الْمَذْكُور فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا نَائِبا إِلَى أَن حضر مَكَانَهُ الْأَمِير سيف الدّين أرغون الْإِسْمَاعِيلِيّ وَتوجه فَارس الدّين الْمَذْكُور إِلَى الْقَاهِرَة

ألترنجان زوجة السلطان طغرلبك

(ألترنجان زَوْجَة السُّلْطَان طغرلبك) (أم أنوشروان) كَانَت أم ولد وفيهَا دين وافر ومعروف ظَاهر وَتَتَصَدَّق كثيرا وَتفعل الْبر كثيرا وَلها رَأْي وحزم وعزم وَكَانَ السُّلْطَان سَامِعًا لَهَا مُطيعًا والأمور مَرْدُودَة إِلَى عقلهَا ودينها وَتوفيت سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة بعلة الاسْتِسْقَاء فِي جرجان وحزن السُّلْطَان عَلَيْهَا حزنا عَظِيما وَحمل تابوتها مَعَه إِلَى الرّيّ فدفنها بِالريِّ وَلما احتضرت قَالَت للسُّلْطَان اجْتهد فِي الوصلة بابنة الْخَلِيفَة لتنال شرف الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وأوصت بِجَمِيعِ مَا لَهَا لِابْنِهِ الْقَائِم (إلتطمش أم الْملك السعيد) إلتطمش بنت مقدم الخوارزمية بركَة خَان وَالِدَة الْملك السعيد ابْن الظَّاهِر بيبرس توفيت بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة (ألتمر الأبوبكري) ألتمر الْأَمِير سيف الدّين الأبوبكري أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق كَانَ شكلاً تَاما تركي الأَصْل سَاكِنا وادعاً توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة أَربع وأربعينم وَسَبْعمائة هُوَ وَولده شهَاب الدّين أَحْمد بعده بأيام يسيرَة رحمهمَا الله تَعَالَى (ألجاي الدوادار الناصري) ألجاي الْأَمِير سيف الدّين الدوادار الناصري كَانَ دواداراً صَغِيرا مَعَ أرسلان الدوادار فَلَمَّا توفّي أرسلان اسْتَقل ألجاي بالدوادارية وَجَاء مِنْهُ دواداراً جيدا خَبِيرا عفيفاً نزهاً خيرا طَوِيل الرّوح لَا يغْضب على أحد فيجاهره بِسوء بل يكون غيظه كامناً فِي نَفسه وَأقَام مُدَّة أَمِير عشرَة وَلم يُعْط الطبلخانات إِلَّا فِيمَا بعد قبل مَوته بِسنتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأما اسْمه فَمَا كتبه أحد أحسن مِنْهُ وَكَانَ يحب الْفُضَلَاء ويميل إِلَيْهِم وَيَقْضِي حوائجهم وينامون عِنْده ويبحثون عِنْده وَيسمع كَلَامهم وَيتَعَاطَى معرفَة عُلُوم كَثِيرَة وَكَانَ فِي خطه لَا بُد أَن يؤنث الْمُذكر وَكَانَ قد اخْتصَّ بِهِ قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ كثيرا وينام عِنْده فِي القلعة أَكثر اللَّيَالِي واقتنى كتبا نفيسة كَثِيرَة وَكَانَ يعظم وظيفته ويتبجح بهَا وَلم يشْتَهر عَنهُ من صغره إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا الْخَيْر وَحسن الطَّرِيقَة وَعمر لَهُ دَارا بالشارع غرم على بوابتها مبلغ مائَة ألف دِرْهَم وَلما نجزت بغض نجازٍ عمل فِيهَا ختمةً واحتفل بهَا وَحضر عِنْده أهل الْعلم وَلم يمتع بهَا فَإِنَّهُ مرض بعْدهَا بِيَسِير وَلما مرض بالقلعة طلب النُّزُول إِلَى دَاره فَقبل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أَنا أدرى بِخلق أستاذي قد يكون فِي خاطره أَن يولي الْوَظِيفَة لأحد غَيْرِي فأنزلوه إِلَى دَاره الْمَذْكُورَة بالشارع فتمرض بهَا مُدَّة وَمَات رَحمَه الله فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِي أَوَائِل رَجَب فِيمَا أَظن وَكَانَت جنَازَته حافلةً بالأمراء وَغَيرهم وَتَوَلَّى الدوادارية صَلَاح الدّين يُوسُف الدوادار وَوَقع الِاخْتِلَاف بعد مَوته بِمدَّة يسيرَة فِي تَارِيخ وَفَاته بَين القَاضِي شرف الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود وَبَين صَلَاح الدّين الدوادار وَأَنا حَاضر فَقلت تقرى نصيبة قَبره فَقَالَ القَاضِي شرف الدّين وَالله هَذَا نقش فِي حجر فنظمت هَذَا الْمَعْنى وَقلت من الطَّوِيل

ألجيبغا الأمير سيف الدين المظفري

(أُخالِف قوما جادلوني بباطلٍ ... مَتى مَاتَ ألجاي الدوادار أَو غبرْ) (وصَدَّتني فِيهِ نصيبةُ قَبره ... فَكَانَ الَّذِي قد قلتهالنقش فِي الْحجر) (ألجيبغا الْأَمِير سيف الدّين المظفري) تقدم أَيَّام المظفر حاجي إِلَى الْغَايَة وَلم يكن عِنْده أحد فِي رتبته وَلم يزل اثيلاً إِلَى أَن جرى للمظفر حاجي مَا جرى على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَتَوَلَّى النَّاصِر حسن أَخُو المظفر فاستمر مُعظما وَكَانَ أحد أُمَرَاء المشور الَّذين تصدر الْأَوَامِر عَنْهُم وَلم يزل إِلَى أَن وَقع الِاخْتِلَاف بَين هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء فَأخْرج إِلَى دمشق على إقطاع الْأَمِير حسام الدّين لاجين أَمِير آخور وَطلب الْأَمِير حسام الدّين الْمَذْكُور إِلَى مصر فِي تَاسِع شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قيل إِنَّهُم اخْتلفُوا بعد إِخْرَاج الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد أَمِير شكار إِلَى صفد فعملوا يَوْمًا مشوراً وَهُوَ فِي الْجُمْلَة فَقَالَ أيش تُرِيدُونَ قَالُوا لَهُ تروح أَنْت إِلَى طرابلس نَائِبا فَقَالَ إِذا كَانَ لَا بُد من إخراجي فَأَكُون فِي حماة نَائِبا فَقَالُوا لَهُ نعم وطلبوا لَهُ تَشْرِيفًا لبسه وأخرجوه إِلَى حماة فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء الطَّرِيق ألحقوه بِمن قَالَ لَهُ تروح إِلَى دمشق أَمِيرا فَحَضَرَ إِلَى دمشق على مَا تقدم وَلم يزل بهَا مُقيما على إمرته إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين قجا السلاحدار الناصري فِي أثْنَاء شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَأَخذه وَتوجه بِهِ إِلَى طرابلس نَائِب سلطنة بهَا عوضا عَن الْأَمِير بدر الدّين ابْن الخطير فَأَقَامَ بهَا نَائِبا إِلَى أَوَائِل شهر ربيع الأول سنة خمسين وَسَبْعمائة وَورد كِتَابه على أرغون شاه نَائِب الشَّام يَقُول لَهُ فِيهِ إِنَّنِي أشتهي أَن أتوجه إِلَى الناعم لأتصيد بِهِ وَمَا يمكنني ذَلِك إِلَّا بمرسومك فَقَالَ بِسم الله الْمَكَان مَكَانك وَأذن لَهُ فَحَضَرَ إِلَى الناعم وَأقَام على بحرة حمص أَيَّامًا يتظاهر بالصيد ثمَّ إِنَّه ركب فِي لَيْلَة بِمن مَعَه من الْعَسْكَر الطرابلسي وسَاق إِلَى خَان لاجين وَنزل بِهِ وَأقَام من الثَّانِيَة فِي النَّهَار إِلَى أَن اصْفَرَّتْ الشَّمْس وَركب بِمن مَعَه وَجَاء إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه نَائِب دمشق وَهُوَ مُقيم فِي الْقصر الأبلق فأمسكه من فرَاشه وَأخرجه وجهزه إِلَى زَاوِيَة المنيبع وَقَيده وَذَلِكَ بمعونة الْأَمِير فَخر الدّين أياز السلحدار وَيُقَال إِنَّه مَا وصل إِلَى سوق الْخَيل بِدِمَشْق حَتَّى إِن الْأَمِير فَخر الدّين أياز دق بَاب الْقصر الأبلق وَأخرج أرغون شاه وأمسكه ثمَّ لما انفجر الصُّبْح نزل بالميدان الْأَخْضَر وَطلب أُمَرَاء الشَّام والمقدمين وَأخرج لَهُم كتاب السُّلْطَان وَقَالَ هَذَا مرسوم السُّلْطَان بإمساك أرغون شاه فَمَا شكّ أحد فِي ذَلِك ثمَّ إِنَّه احتاط على أَمْوَال أرغون شاه وَأَخذهَا وَأخذ جواهره وَكَانَ ذَلِك بكرَة الْخَمِيس ثَالِث

عشْرين شهر ربيع الأول وَلما) أَصبَحت الْجُمُعَة ظهر الْخَبَر بِأَن أرغون شاه ذبح نَفسه وأحضروا نَائِب الحكم والعدول وأروهم أرغون شاه مذبوحاً وَبِيَدِهِ سكين وَلما أَخذ الْأَمْوَال حصلها عِنْده فِي الْقصر الأبلق بعد مَا جهز بريداً إِلَى بَاب السُّلْطَان وطالع بإمساك أرغون شاه وَأَنه ذبح نَفسه وجهز ذَلِك على يَد الْأَمِير عز الدّين أيدمر الشمسي وَأقَام والأمراء فِي خدمته إِلَى يَوْم الثُّلَاثَاء فَتحدث الْأُمَرَاء فِيمَا بَينهم لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن ينْفق فيهم ويحلفهم فأنكروا ذَلِك ولبسوا آله الْحَرْب ووقفوا بسوق الْخَيل وَلَيْسَ هُوَ وَجَمَاعَة من الجراكسة والأمير فَخر الدّين أياز ومماليكه وَخَرجُوا إِلَى الْعَسْكَر وَكَانَت النُّصْرَة لألجيبغا وَقتل جمَاعَة من عَسْكَر الشَّام ورموا الْأَمِير بدر الدّين ابْن الخطير والأمير سيف الدّين طيدمر الْحَاجِب عَن الْفرس وَقطعت يَد الْأَمِير سيف الدّين ألجيبغا العادلي أحد مقدمي الألوف بِدِمَشْق وَأخذ أَمْوَال أرغون شاه وجواهره وَتوجه بهَا الْعَصْر وَخرج على المزة وَتوجه على الْبِقَاع إِلَى طرابلس وَأقَام بهَا فَمَا كَانَ بعد أيامٍ إِلَّا وَقد جَاءَت الملطفات إِلَى أُمَرَاء الشَّام بإنكار هَذِه الْقَضِيَّة وَأَن هَذَا أَمر لم نرسم بِهِ وَلَا علمنَا بِهِ فتجتهدوا على إمْسَاك ألجيبغا وأستاذداره تمربغا وتجهيزهما وَالْكتاب الَّذِي ادّعى أَنه بمرسومنا إِلَى الْأَبْوَاب الشَّرِيفَة وَكتب بذلك إِلَى سَائِر نواب الشَّام فتجردت العساكر إِلَيْهِ وربطوا عَلَيْهِ الدروب وسدوا عَلَيْهِ المنافس فبلغته الْأَخْبَار فَخرج من طرابلس وَخرج خَلفه الْعَسْكَر الطرابلسي إِلَى أَن جَاءَ إِلَى نهر الْكَلْب عِنْد بيروت فَوَجَدَهُ موعراً وأمراء الغرب وتركمان وجبلية وَأهل بيروت واقفين فِي وَجهه فَوقف من الثَّانِيَة فِي النَّهَار إِلَى الْعَصْر فكر رَاجعا فَوجدَ الْعَسْكَر الطرابلسي خَلفه فواقفوه وَلم يزَالُوا بِهِ إِلَى أَن كل ومل فَسلم نَفسه فَجَاءُوا بِهِ إِلَى عَسْكَر الشَّام وَكَانَ أياز قد تَركه وَانْفَرَدَ عَنهُ وهرب فِي ثَلَاثَة أنفارٍ من مماليكه فأمسكه نَاصِر الدّين ابْن معِين فِي قَرْيَة العاقورة وأحضره إِلَى قلعة بعلبك فقيد بهَا وَقدم الْعَسْكَر الشَّامي بأياز وبألجيبغا مقيدين إِلَى قلعة دمشق واعتقلا بهَا ثمَّ إِنَّهُم جهزوا ألجيبغا إِلَى بَاب السُّلْطَان صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين باينجار الْحَاجِب فوصل من مصر يَوْم الْأَرْبَعَاء الْأَمِير سيف الدّين قجا السلاحدار وعَلى يَده كتاب السُّلْطَان بِأَن يوسط ألجيبغا وأياز فِي سوق الْخَيل بِحُضُور العساكر الشامية ويعلقا على الْخشب إِلَى أَن يقعا من نتنهما فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس ركب الْعَسْكَر الشَّامي جَمِيعه والأمير شهَاب الدّين أَحْمد نَائِب صفد وأنزلوا ألجيبغا وأياز من القلعة ووسطوهما وعلقت أشلاؤهما على الْخشب بالحبال فِي الْبكر على وَادي بردا بسوق) الْخَيل وَذَلِكَ فِي حادي عشري شهر ربيع الآخر سنة خمسين وَسَبْعمائة وتألم بعض النَّاس على ألجيبغا ورحم شبابه لِأَنَّهُ كَانَ ابْن تسع عشرَة سنة كَمَا بقل عذاره وطر شَاربه وَكَانَ شَابًّا ظريفاً ممشوقاً تَامّ الشكل حُلْو الْوَجْه ظريف الحركات وَقيل إِن أياز هُوَ الَّذِي غره وَحسن لَهُ هَذَا الْفِعْل وَالله يعلم حَقِيقَة الْحَال وَقلت فِيهِ من السَّرِيع (لمّا بغى ألجيبُغا واعتلى ... إِلَى السهى فِي ذبح أرغون شاهْ)

إلدكز صاحب أذربيجان

(قبل انسلاخ الشَّهْر فِي جلّقٍ ... عُلِّق من عُرقوبه مثل شاهْ) (إلدكز صَاحب أذربيجان) إلدكز الأتابك شمس الدّين صَاحب أذربيجان وهمذان كَانَ مَمْلُوك السميرمي الْكَمَال وَزِير السُّلْطَان مَحْمُود السلجوقي فَلَمَّا قتل صَار إلدكز إِلَى السُّلْطَان وَصَارَ أَمِيرا وولاه السُّلْطَان أرانية فغلب على أَكثر أذربيجان وهمذان وأصبهان والري وخطب بالسلطنة لِابْنِ امْرَأَته أرسلان بن طغرل وَكَانَ عسكره خمسين ألفا وأرسلان من تَحت أمره وَكَانَ فِيهِ عقل وَحسن سيرة وَنظر فِي مصَالح الرّعية وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتَوَلَّى بعده ابْنه مُحَمَّد البهلوان (الطبرس) الْملك عَلَاء الدّين الظَّاهِرِيّ ألطبرس الدوادار الْكَبِير هُوَ الْملك عَلَاء الدّين الظَّاهِرِيّ مولى الْخَلِيفَة الظَّاهِر بن النَّاصِر كَانَ حظياً لَدَيْهِ عالي الرُّتْبَة عِنْد الْمُسْتَنْصر زوجه بابنة بدر الدّين صَاحب الْموصل ووهبه لَيْلَة عرسه مائَة ألف دِينَار وَكَانَ يدْخلهُ من إقطاعه وَملكه فِي كل سنة ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار وَكَانَ حسن السِّيرَة كَرِيمًا وَلما مَاتَ سنة خمسين وسِتمِائَة دفن فِي مشْهد الكاظم مُوسَى ورثاه الشُّعَرَاء ألطبرس الَّذِي عمر الْمَجْنُونَة بِالْقَاهِرَةِ على الخليج كَانَ قد عمرها لشهاب الدّين الْحَنْبَلِيّ العابر الْمُقدم ذكره وَكَانَ لَهُ فِيهِ عقيدة عَظِيمَة وَفِي غَيره من الْفُقَرَاء وَكَانَ بعض الْفُقَرَاء قد أَخذ حَصَاة سَوْدَاء وَكتب عَلَيْهَا بالشمع السَّلَام عَلَيْك يَا ألطبرس ورماها فِي الْخلّ الحاذق أَيَّامًا فَتغير لون السوَاد خلا مَا هُوَ تَحت الشمع وَجَاء بهَا إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم وَقَالَ ادْفَعْ هَذِه إِلَى فلَان فَأَخذهَا وَدفع إِلَيْهِ مَالا كثيرا وَلم تزل فِي فَمه إِلَى أَن مَاتَ وَجَاء إِلَيْهِ شهَاب الدّين العابر فِيمَا أَظن أَو غَيره وَقَالَ قد اشْتريت لَك جَارِيَة مَا دخل هَذَا الإقليم مثلهَا وَهِي بِخَمْسَة عشر ألف دِرْهَم فوزن لَهُ الثّمن فَقَالَ وَأُرِيد ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم لأكسوها بهَا فَأعْطَاهُ ذَلِك فَغَاب عَنهُ ثَلَاثَة أشهر ثمَّ جَاءَهُ فَقَالَ قد زوجهتا لَك بواحدٍ من رجال الْغَيْب فَمَا أنكر ذَلِك وَحكى عَنهُ الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس رَحمَه الله تَعَالَى كثيرا من هَذِه الحكايات وأنشدني بَعضهم لعلم الدّين ابْن الصاحب الْمَذْكُور فِي الأحمدين قَالَ لما عمر ألطبرس الْمَجْنُونَة وعقدها قبواً للْفُقَرَاء الَّذين كَانُوا يصحبونه فِي ذَلِك الْوَقْت من الْكَامِل (وَلَقَد عجبتُ من الطَبرْس وصَحْبِهِ ... وعقولُهم بعقوده مفتونْه) (عقدوا عقوداً لَا تصحّ لأنّهم ... عقدوا لمجنونٍ على مجنونْه)

الطقصبا علم الدين الناصري

(الطقصبا علم الدّين الناصري) الطقصبا الناصري الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين التركي شيخ عَاقل مهيب مَوْصُوف بالشجاعة روى عَن سبط السلَفِي وَكَانَ من قدماء أُمَرَاء دمشق أَصَابَهُ زيار فِي حِصَار قلاع الأرمن فِي ركبته فَحمل إِلَى حلب وَمَات فِي سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة (ألطنبغا) 3 - (نَائِب حلب ودمشق) ألطنبغا الْأَمِير عَلَاء الدّين الْحَاجِب الناصري ولاه أستاذه الْملك النَّاصِر نِيَابَة حلب بعد سودي فَعمل نيابتها على أحسن مَا يكون لِأَنَّهُ كَانَ خيرا خَبِيرا درباً مثقفاً وَعمر بهَا جَامعا حسنا وَلم يزل بهَا إِلَى أَوَائِل سنة سبع وَعشْرين فَأحْضرهُ مَعَ الْأَمِير سيف الدّين ألجاي الدوادار فَلَمَّا كَانَ بِدِمَشْق التقى هُوَ والأمير سيف الدّين أرغون الداودار وَتوجه هُوَ إِلَى مصر وَتوجه أرغون إِلَى حلب وَلم يزل مُقيما بِمصْر فِي جملَة الْأُمَرَاء الْكِبَار إِلَى أَن مَاتَ أرغون فَأَعَادَهُ السُّلْطَان إِلَى حلب نَائِبا وَفَرح بِهِ أهل حلب وَلم يزل بهَا إِلَى أَن وَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب دمشق فَطَلَبه السُّلْطَان إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهِ فَمَا أقبل عَلَيْهِ وَبَقِي على بَاب الإسطبل وَالسُّلْطَان يطعم الْجَوَارِح بالميدان وَلم يستحضره حَتَّى فرغ وَبَقِي مُقيما بالقلعة إِلَى أَن حضر تنكز وَخرج السُّلْطَان وتلقاه إِلَى بِئْر الْبَيْضَاء كَمَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمته فَلَمَّا اسْتَقر تنكز بِبَاب السُّلْطَان أخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا إِلَى غَزَّة نَائِبا فَخرج إِلَيْهَا وَبعد شهر وَنصف خرج الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى الشَّام عَائِدًا فَلَمَّا قَارب غَزَّة تَلقاهُ الْأَمِير عَلَاء الدّين وَضرب لَهُ خاماً وأنزله عِنْده وَعمل لَهُ طَعَاما فَأكل مِنْهُ وأحضر بَنَاته لَهُ فتوجع لَهُ تنكز وَأَقْبل عَلَيْهِ وخلع عَلَيْهِ وَتوجه إِلَى دمشق وَلم يزل ألطنبغا بغزةً نَائِبا إِلَى أَن أمسك السُّلْطَان تنكز فرسم لألطنبغا بنيابة دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس الْمحرم ودخلها والأمير سيف الدّين بشتاك والحاج أرقطاي وبرسبغا وَبَقِيَّة الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا قد حَضَرُوا إِلَى دمشق عقيب إمْسَاك تنكز وَلم يزل بِدِمَشْق نَائِبا إِلَى أَن خلع الْمَنْصُور أَبُو بكر وَتَوَلَّى الْأَشْرَف كجك وتنفس الْأَمِير سيف الدّين طشتمر بِسَبَب خلع الْمَنْصُور ومحاصرة النَّاصِر أَحْمد فِي الكرك فخافه الْأَمِير سيف الدّين قوصون واستوحى الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا عَلَيْهِ وَكَانَ فِي نفس ألطنبغا مِنْهُ) فجرت بَينهمَا مكاتبات وَحمل ألطنبغا حَظّ نَفسه عَلَيْهِ بزائد فتجهز إِلَيْهِ بالعساكر وَخرج يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة فِي مطر عَظِيم زَائِد وَالنَّاس يدعونَ عَلَيْهِ بِعَدَمِ السَّلامَة لِأَن عوام دمشق كرهوه كَرَاهِيَة زَائِدَة وَكَانُوا يَسُبُّونَهُ فِي وَجهه وَيدعونَ عَلَيْهِ ونشب سِنَان الشطفة من خَلفه فِي بعض السقائف فانكسر فتفاءل النَّاس لَهُ بالشؤم وَلم يزل سائراً إِلَى سلمية فَجَاءَهُ الْخَبَر بِأَن طشتمر هرب من حلب فساق وَرَاءه إِلَى حلب وَنهب أَمْوَاله وحواصله وذخائره وفرقها على الْأُمَرَاء والجند نَفَقَة

المارداني نائب حلب

وَعند خُرُوجه من دمشق حضر إِلَيْهَا الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الفخري وملكها وبرز إِلَى خَان لاجين وَقعد هُنَاكَ بِمن مَعَه من الْعَسْكَر الْمصْرِيّ الَّذين كَانُوا حَضَرُوا لمحاصرة النَّاصِر أَحْمد فِي الكرك فترددت الرُّسُل بَينه وَبَين ألطنبغا وَمَال الفخري على قوصون وَمَال ألطنبغا إِلَيْهِ وَلم يزل إِلَى أَن حضر ألطنبغا فِي عَسْكَر الشَّام وعسكر حلب وعسكر طرابلس فِي عدَّة تقَارب خَمْسَة عشر ألف فَارس وَتردد الْقُضَاة الْأَرْبَع بَينهمَا ووقف الصفان وَطَالَ الْأَمر وَكره الْعَسْكَر الَّذين مَعَه منابذة الفخري وهلكوا جوعا وألح ألطنبغا وأصر على عدم الْخُرُوج عَن قوصون والميل إِلَى النَّاصِر أَحْمد وَأَقَامُوا كَذَلِك يَوْمَيْنِ وَلما كَانَ فِي بكرَة النَّهَار الثَّالِث خامر جَمِيع الْعَسْكَر على ألطنبغا وتحيزوا إِلَى الفخري وَبَقِي ألطنبغا والحاج أرقطاي نَائِب طرابلس والأمير عز الدّين المرقبي والأمير عَلَاء الدّين طيبغا القاسمي والأمير سيف الدّين أسنبغا ابْن الأبو بكري فَعِنْدَ ذَلِك أدَار ألطنبغا رَأس فرسه إِلَى مصر وَتوجه هُوَ والمذكورون على حمية إِلَى مصر فَلَمَّا قاربوها جهز دواداره إِلَى قوصون يُخبرهُ بوصولهم فَجهز إِلَيْهِم تشاريف وخيولاً وَبَات على أَنه يصبح يركب لملتقاهم فأمسكه أُمَرَاء مصر وقيدوه وجهزوه إِلَى إسكندرية وسيروا تلقوا ألطنبغا وَالَّذين مَعَه من الْأُمَرَاء وأطلعوهم القلعة وَأخذُوا سيوفهم وحبسوهم ثمَّ بعد يَوْمَيْنِ أَو أَكثر جهزوهم إِلَى إسكندرية وَلم يزَالُوا هُنَاكَ إِلَى أَن جَاءَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد إِلَى الْقَاهِرَة وعساكر الشَّام والأمير سيف الدّين قطلوبغا الفخري والأمير سيف الدّين طشتمر فَجهز الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن صبح إِلَى إسكندرية فَتَوَلّى خنق قوصون وبرسبغا فِي الْحَبْس فِي ذِي الْقعدَة أَو فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَمَاتَ رَحمَه الله وَكَانَ خيرا خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ فِي الشَّرْع والجيش والسياسة طَوِيل الرّوح فِي المحاكمات وانفصلت فِي دور الْعدْل الَّتِي كَانَ يعملها قضايا مزمنة شَرْعِيَّة وَكَانَ شكلاً مليحاً تَامّ الْقَامَة) كَبِير الْوَجْه والذقن فِي طول قَلِيل لشعرها يلْعَب بِالرُّمْحِ وَيَرْمِي النشاب ويلعب الكرة فِي الميدان من أحسن مَا يكون ويدرب مماليكه فِي ذَلِك جَمِيعه وَكَانَ من الفرسان الْأَبْطَال معافى لم يكن أحد يَرْمِي جنبه إِلَى الأَرْض وَكَانَ سَمحا لَا يدّخر شَيْئا وَلَا يتجر وَلَا يعمر ملكا وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فريداً فِي أَبنَاء جنسه وَإِنَّمَا لم يرْزق سَعَادَة فِي نِيَابَة دمشق وَزَاد فِي ركُوب هوى نَفسه فِي حق طشتمر وَبَالغ إِلَى أَن نفذ قَضَاء الله وَقدره فِيهِ وَإِلَّا لَو أَقَامَ بِدِمَشْق وَمَا خرج عَنْهَا لم يجر من ذَلِك شَيْء وَلَو وَافق الفخري وَدخل مَعَه إِلَى دمشق دَخلهَا نَائِبا وَكَانَ الفخري عِنْده ضيفاً يصرفهُ بأَمْره وَنَهْيه وَلَكِن هَكَذَا قدر فَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه 3 - (المارداني نَائِب حلب) ألطنبغا الْأَمِير عَلَاء الدّين المارداني الساقي الناصري أمره السُّلْطَان مائَة وَقدمه على ألف وزوجه إِحْدَى بَنَاته وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع الَّذِي برا بَاب زويلة عِنْد المرحليين وَأنْفق على ذَلِك أَمْوَالًا كَثِيرَة لِأَنَّهُ مرض مرضةً شَدِيدَة طول فِيهَا وأعيى الْأَطِبَّاء

علاء الدين الجاولي

شفاؤه وأنزله السُّلْطَان من القلعة إِلَى الميدان وَمرض هُنَاكَ قَرِيبا من أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَكَانَ مُتَوَلِّي الْقَاهِرَة يقف فِي خدمته ويحضر لَهُ كل مَا برا بَاب اللوق من المساخر وأرباب الملاهي وَأَصْحَاب الْحلق وَلم يتْرك أحدا حَتَّى يحضرهُ إِلَيْهِ وَهُوَ ينعم عَلَيْهِم بالقماش والدارهم وَنزل السُّلْطَان إِلَيْهِ مَرَّات وَكَانَ الخاصكية ينتابونه جمَاعَة بعد جمَاعَة ويبيتون عِنْده وَأنْفق فِي الصَّدقَات مبلغ مائَة ألف دِرْهَم وَشرع فِي عمَارَة الْجَامِع الْمَذْكُور وَهُوَ أحد الصَّدقَات مبلغ مائَة ألف دِرْهَم وَشرع فِي عمَارَة الْجَامِع الْمَذْكُور وَهُوَ أحد الخاصكية المقربين وَلَمْ يزل عَلَى حَاله إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان وَتَوَلَّى الْملك الْمَنْصُور أَبُو بكر فَيُقَال إِنَّه وشى بأَمْره إِلَى قوصون وَقَالَ لَهُ إِنَّه قد عزم على إمساكك فَجرى مَا جرى على مَا يذكر فِي تَرْجَمَة الْمَنْصُور إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا الْمَذْكُور قد بَقِي عِنْد الْمَنْصُور أعظم رُتْبَة مِمَّا كَانَ عِنْد وَالِده لِأَنَّهُ كَانَ مقدما عِنْده وَمَوْضِع سره ثمَّ إِنَّه تولى الْملك الْأَشْرَف وماج النَّاس وَحضر الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الفخري إِلَى الشَّام وَجرى مَا جرى على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا نَائِب دمشق وشغب المصريين على قوصون فَيُقَال إِن عَلَاء الدّين ألطنبغا المارداني هُوَ الَّذِي كَانَ أصل ذَلِك كُله وَنزل إِلَى الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش وَاتفقَ مَعَه على الْقَبْض على قوصون وطلع إِلَى) قوصون وَجعل يشاغله وَيكسر مجاذيفه عَن الْحَرَكَة إِلَى بكرَة الْغَد وأحضر الْأُمَرَاء الْكِبَار الْمَشَايِخ عِنْده وساهره إِلَى أَن نَام وَهُوَ الَّذِي حط يَده فِي سيف ألطنبغا نَائِب دمشق لما دخل الْقَاهِرَة قبل النَّاس كلهم وَلم يَجْسُر عَلَيْهِ غَيره وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين بهادر التُّمُرْتَاشِيّ فِي الأول هُوَ أغا ألطنبغا الْمَذْكُور وَهُوَ الَّذِي خرجه ورباه فَلَمَّا بَدَت مِنْهُ هَذِه الحركات والإقدامات قويت نَفسه عَلَيْهِ فَوقف فَوق التُّمُرْتَاشِيّ فَمَا حملهَا مِنْهُ ذَلِك وَبقيت فِي نَفسه وَلما تملك السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَار الدست للتمرتاشي فَعمل على الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا الْمَذْكُور وَلم يدر بِنَفسِهِ إِلَّا وَقد أخرج على الْبَرِيد فِي خَمْسَة سروج فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وجهز إِلَى حماة نَائِبا فَتوجه إِلَيْهَا وَبَقِي بهَا نَائِبا مُدَّة شَهْرَيْن وَأكْثر إِلَى أَن توفّي الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش فرسم للأمير سيف الدّين طقزدمر بنيابة الشَّام فَحَضَرَ إِلَيْهَا من حلب ورسم للمارداني بنيابة حلب فَتوجه إِلَيْهَا فِي أول رَجَب من السّنة الْمَذْكُورَة وَحضر إِلَى نِيَابَة حماة الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي فَأَقَامَ عَلَاء الدّين ألطنبغا على نِيَابَة حلب إِلَى مستهل صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى بعد مرض شَدِيد وَحضر لَهُ الطَّبِيب من الْقَاهِرَة وَمَا أَفَادَ 3 - (عَلَاء الدّين الجاولي) ألطنبغا عَلَاء الدّين الجاولي مَمْلُوك ابْن باخل كَانَ عِنْد الْأَمِير علم الدّين سنجر الجاولي داواداراً لما كَانَ بغزة وَكَانَ حسن الصُّورَة تَامّ الْقَامَة وَكَانَ الجاولي يحسن إِلَيْهِ ويبالغ فِي الإنعام عَلَيْهِ وَكَانَ إقطاعه عِنْده يعْمل قَرِيبا من الْعشْرين ألفا

أَخْبرنِي من رَآهُ قَالَ كَانَ فِي اسطبله تِسْعَة عشر سرجاً زرجونياً فَلَمَّا شنع على الجاولي أَن إقطاعات مماليكه من الثَّلَاثِينَ ألفا وَمَا دونهَا راك الأخباز وَأعْطى لعلاء الدّين الْمَذْكُور إقطاعاً دون مَا كَانَ بِيَدِهِ فَتَركه وَمضى إِلَى مصر بِغَيْر رضى من الْأَمِير علم الدّين فراعى النَّاس خاطر مخدومه وَلم يقدر أحد يستخدمه فَأَقَامَ يَأْكُل من حَاصله فِي مصر زَمَانا ثمَّ حضر إِلَى صفد فَأكْرم نزله الْأَمِير سيف الدّين أرقطاعي النَّائِب بهَا وَكتب لَهُ مربعةً بإقطاع وَتوجه بِهِ إِلَى مصر فَخرج عَنهُ فورد إِلَى دمشق فَأكْرمه الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَأَعْطَاهُ إقطاعاً فِي حَلقَة دمشق وَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير علم الدّين بِسَبَبِهِ وَبَقِي بِدِمَشْق إِلَى أَن أمسك الجاولي وَحبس ثمَّ أفرج عَنهُ فَتوجه إِلَيْهِ وخدمه مُدَّة ثمَّ أخرجه إِلَى الشَّام شاداً على أوقاف الْمَنْصُور الَّتِي تخْتَص بالبيمارستان) وَهُوَ نَادِر فِي أَبنَاء جنسه من الشكالة المليحة وَلعب الرمْح والفروسية والذكاء وَلعب الشطرنج والنرد ونظم الشّعْر الْجيد لَا سِيمَا فِي المقطعات فَإِنَّهُ يجيدها وَله القصائد المطولة وَيعرف فقهاً على مَذْهَب الشَّافِعِي وَيعرف أصولاً ويبحث جيدا وَلكنه سَالَ ذهنه لما اجْتمع بالشيخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَمَال إِلَى رَأْيه ثمَّ تراجع عَن ذَلِك إِلَّا بقايا اجْتمعت بِهِ كثيرا فِي صفد والديار المصرية ودمشق وَهُوَ حسن الْعشْرَة لطيف الْأَخْلَاق فِيهِ سماحة وأنشدني كثيرا من شعره فَمن ذَلِك من الْبَسِيط (سبِّحْ فقد لَاحَ برقُ الثغر بالبَردِ ... واستسقِ كأس الطلا من كفّ ذِي مَيَدِ) (مستعربُ اللَّفْظ للأتراك نسبتُه ... لَهُ على كلّ صَبٍّ صولةُ الأسدِ) (يَا عاذلي خلِّني فالحُسن قلدَّه ... عِقداً من الدرّ لَا حبلاً من المسَدِ) (ويلٌ لمن لامَني فِيهِ ومقلتهُ ... نفّاثة النَّبل لَا نفّاثة العُقَد) وأنشدني من لَفظه أَيْضا لنَفسِهِ من الْكَامِل (خَودٌ زُهي فَوق المراشف خالها ... فلئن فُتِنْتُ بِهِ فلستُ أُلامُ) (فكأنَّ مَبْسِنها وأسودَ خالها ... مسكٌ على كأس الرَّحِيق ختامُ) وأنشدني أيضاُ لنَفسِهِ من المجتث (وبارِدِ الثغر حلوٍ ... بمرشفٍ فِيهِ حُوّهْ) (وخَصْره فِي انتحالٍ ... يُبدي من الضعْف قوّهْ) وأنشدني من لَفْظَة لنَفسِهِ من الْخَفِيف (ردْفُه زَاد فِي الثقالة حَتَّى ... اقعد الخصر والقوامً السَّوِيّا) (نَهَضَ الخصرُ والقوام وقاما ... وضعيفان يغلبان قويّا) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ من الطَّوِيل

(تُخاطبني خَودٌ فأُبدي تصامُماً ... فتُكثر تكْرَار الْخطاب وتجهرُ) (فأُصغي لَهَا أذنا وأُطهر عُجمةً ... لكيما أرى درّاً من الدرِّ ينثرُ) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ فِي الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود من الْبَسِيط (قَالَ النحاةُ بأنّ الاسمَ عندهُمُ ... غير المسمّى وَهَذَا القَوْل مردودُ) (الِاسْم عين المسمّى وَالدَّلِيل على ... مَا قلت أنّ شهابَ الدّين محمودُ) ) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر (وصالُك والثريا فِي قِران ... وهجرُكَ والجفا فرسا رِهانِ) (فديتُك مَا حفظت لشؤم يَخْتي ... من القرآنِ إلاّ لن تراني) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الْخَفِيف (سَلْ وميضَ البروق عَن خفقاني ... وعليل النسيم عَن جثماني) (ولهيب الهجير عَن نَار قلبِي ... وخفيَّ الخيال عَن أجفاني) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الْكَامِل (إِن عَاد لمع الْبَرْق يُخبر عنكمُ ... وأتى القَبولَ مبشِّراً بقبولي) (فلأقدْحنَّ الْبَرْق من نَار الحشا ... ولأخلعنَّ على النُّجُوم نحولي) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر (وَسُوء صيرتها السود بيضًا ... فَلَا تطلب من الْأَيَّام بيضًا) (فَبعد السود ترجو الْبيض ظلما ... وَقد سلت عَلَيْهَا السود بيضًا) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الْبَسِيط (انهلَّ أدمعُها درّاً وَفِي فمها ... درٌّ وَبَينهمَا فَرق وتمثالُ) (لأنّ ذَا جامدٌ فِي الثغر منتظمٌ ... وَذَاكَ منتشرٌ فِي الخَدِّ سيّالُ) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الْخَفِيف (جَاءَنَا الوردُ فِي بديع زمانِ ... فقطعناه فِي مُنًى وأمانِ) (ونهْبنا فِيهِ لذيذ وصالٍ ... وهتكْنا فِيهِ عَروس الدنانِ) (وغلطْنا فِيهِ بِبَعْض ليالٍ ... فخلطنا شعْبَان فِي رمضانِ) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الْكَامِل (أنَّي لورقاء الغضا تَشْكُو النَّوَى ... وغدتْ مضاجِعةً قضيبَ البانِ) (قد طوَّقَتْ جيدا وَقد خضبتْ يدا ... وشدتْ بألحانٍ على عيدَان)

ألطنطاش صاحب بصرى

وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِدِمَشْق فِي ثامن شهر ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بعلة الاسْتِسْقَاء (ألطنطاش صَاحب بصرى) ألطنطاش الْأَمِير مَمْلُوك الْأَمِير أَمِين الدولة صَاحب بصرى وصرخذ وَاقِف الأمينية بِدِمَشْق لما توفّي أَمِين الدولة كَانَ هَذَا نَائِبا على قلعة بصرى فاستولى عَلَيْهَا وعَلى صرخذ واستعان بالفرنج وَسَار لقتاله معِين الدولة أنر ونازل القلعتين فملكهما وَكَانَ ألطنطاش قد آذَى أَخَاهُ خطلخ وكحله وأبعده فَحَضَرَ إِلَى دمشق فَلَمَّا قدم أَخُوهُ ألطنطاش إِلَى دمشق حاكمه أَخُوهُ إِلَى الشَّرْع وكحله قصاصا فبقيا أعميين وَكَانَت وَفَاة ألطنطاش فِي حُدُود الْخمسين وَخَمْسمِائة تَقْرِيبًا (أللمش الْحَاجِب) أللمش الجمدار الْأَمِير سيف الدّين أَمِير حَاجِب بِدِمَشْق كَانَ شكلاً حسنا مدور الْوَجْه حُلْو الصُّورَة سَاكِنا عَاقِلا خيرا محتشماً كَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز قد جهزه إِلَى قلعة جعبر نَائِبا ثمَّ إِنَّه كتب فِيهِ فَكَانَ حاجباً كَبِيرا فِي آخر أَيَّامه وَأمْسك تنكز وَهُوَ حَاجِب وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن حصل لَهُ استسقاء فتعلل بِهِ وَتوجه إِلَى حولة بانياس فَمَاتَ هُنَاكَ وَحمل إِلَى دمشق وَصلي عَلَيْهِ يَوْم الْأَرْبَعَاء عشري ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة رَحمَه الله تَعَالَى الألوسي الشَّاعِر الْمُؤَيد بن مُحَمَّد بن عَليّ (ألماس الْحَاجِب) ألماس الْأَمِير سيف الدّين أَمِير حَاجِب الناصري كَانَ من أكبر مماليك أستاذه وَلما أخرج الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب إِلَى حلب وَبَقِي منصب النِّيَابَة شاغراً عظمت منزلَة ألماس وَصَارَ هُوَ فِي مَحل النِّيَابَة خلا أَنه مَا يُسمى نَائِبا يركب الْأُمَرَاء الْكِبَار وَالصغَار وينزلون فِي خدمته وَيجْلس فِي بَاب القلعة فِي منزلَة النَّائِب والحجاب وقُوف بَين يَدَيْهِ وَلم يزل مقدما مُعظما إِلَى أَن توجه السُّلْطَان إِلَى الْحجاز وَتَركه فِي القلعة هُوَ والأمير جمال الدّين آقوش نَائِب الكرك والأمير سيف الدّين أقبغا الأوحدي والأمير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر وَلما حضر السُّلْطَان من الْحجاز نقم عَلَيْهِ وأمسكه إِمَّا فِي أَوَائِل سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَإِمَّا فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وأودعه فِي الاعتقال عِنْد الْأَمِير سيف الدّين أقبغا الأوحدي وَبَقِي ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ أعدم وَقتل أَخُوهُ الْأَمِير سيف الدّين قر بِالسَّيْفِ وَأخذت أَمْوَاله وَجَمِيع موجوده وَأخرج أَقَاربه إِلَى الشَّام وَفرقُوا يُقَال إِن السُّلْطَان لما مَاتَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر فِي طَرِيق الْحجاز احتاط على مَوْجُودَة وَكَانَ من جملَة ذَلِك حرمدان أعطَاهُ السُّلْطَان لبَعض

ألملك الأمير سيف الدين النائب

الجمدارية وَقَالَ لَهُ خل هَذَا عنْدك ثمَّ ذكره السُّلْطَان فَأحْضرهُ إِلَيْهِ فَوجدَ مِمَّا فِيهِ جَوَاب الْأَمِير سيف الدّين ألماس إِلَى الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَفِيه إِنَّنِي حَافظ القلعة إِلَى أَن يرد عليّ مِنْك مَا اعْتَمدهُ وَكَانَ ذَلِك سَبَب قَتله وَالله أعلم وَكَانَ ألماس غتمياً طوَالًا من الرِّجَال لَا يفهم بالعربي وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع الْمليح الَّذِي بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي الشَّارِع عِنْد حدرة الْبَقر وَفِيه رُخَام مليح فائق وَعمر هُنَاكَ قاعةً مليحةً فِيهَا رُخَام عَظِيم إِلَى الْغَايَة كَانَ الرخام يحمل إِلَيْهِ من جزائر الْبَحْر وبلاد الرّوم وَمن الشَّام وَمن كل مَكَان وَكَانَ يتظاهر بالبخل وَلم يكن كَذَلِك بل يفعل مَا يَفْعَله خوفًا من السُّلْطَان وَكَانَ يُطلق لمماليكه الرباع والأملاك المثمنة فِي الْبَاطِن وَوجد لَهُ مَال عَظِيم لما أمسك (ألملك الْأَمِير سيف الدّين النَّائِب) ألملك الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج من كبار الْأُمَرَاء الْمَشَايِخ رُؤُوس المشور أَيَّام السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون تردد فِي الرسلية بَين الجاشنكير والناصر لما كَانَ بالكرك فأعجبه عقله وسير إِلَيْهِم يَقُول لَا يعود يجيئني رَسُولا غير هَذَا فَلَمَّا قدم مصر عظمه وَلم يزل كَبِيرا فِيهِ خير وميل إِلَى أهل الْعلم وَالصَّلَاح وَله دَار عِنْد مشْهد الْحُسَيْن وَهُنَاكَ لَهُ مَسْجِد حسن وَعمر بالحسينية جَامعا حسنا ظريفاً وَخرج لَهُ شهَاب الدّين أَحْمد بن أيبك الدمياطي مشيخةً وَحدث بهَا وقرأوها عَلَيْهِ وَهُوَ فِي شباك النِّيَابَة بقلعة الْجَبَل وَلما تولى الْملك النَّاصِر أَحْمد أخرجه إِلَى حماة نَائِبا فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى أَن تولى الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فَأحْضرهُ إِلَى مصر وَأقَام بهَا على عَادَته فَلَمَّا أمسك آقسنقر السلاري النَّائِب جعله نَائِبا مَكَانَهُ فَشدد فِي الْخمر إِلَى الْغَايَة وحد عَلَيْهَا وجنى النَّاس وَهدم خزانَة البنود وأراق خمورها وبناها جَامعا وَأمْسك الزِّمَام زَمَانا وَكَانَ يجلس للْحكم فِي شباك النِّيَابَة طول نَهَاره لَا يمل من ذَلِك وَلَا يسأم وَله فِي قُلُوب النَّاس مهابة وَحُرْمَة إِلَى أَن تولى السُّلْطَان الْملك الْكَامِل شعْبَان فَأخْرجهُ أول سلطنته إِلَى دمشق نَائِب الشَّام عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين طقزدمر فَلَمَّا كَانَ فِي أول الطَّرِيق حضر إِلَيْهِ من قَالَ لَهُ الشَّام بِلَا نَائِب فسق إِلَيْهِ لنلحقه فَخفف من جماعته وسَاق فِي جماعةٍ قَليلَة فَحَضَرَ إِلَيْهِ من أَخذه وَتوجه بِهِ إِلَى صفد نَائِبا فَتوجه إِلَيْهَا ودخلها فِي أَوَاخِر شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ إِنَّه أرجف النَّاس بِهِ أَنه قد بَاطِن الْأَمِير سيف الدّين قماري نَائِب طرابلس على الهروب أَو الْخُرُوج على السُّلْطَان فَحَضَرَ من مصر من كشف الْأَمر فَسَأَلَ هُوَ التَّوَجُّه إِلَى مصر فرسم لَهُ فَتوجه إِلَيْهَا فَلَمَّا كَانَ فِي غَزَّة أمْسكهُ نائبها الْأَمِير سيف الدّين أراق وجهز إِلَى إسكندرية فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ (إلْيَاس) 3 - (ركن الدّين الْمقري الإربلي) إلْيَاس بن علوان بن مَمْدُود الْمقري الزَّاهِد ركن الدّين

ابن الداية

الإربلي الملقن نزيل دمشق قَرَأَ بالعراق وديار بكر وَقَرَأَ بِدِمَشْق على السخاوي وَسمع من شهَاب الدّين السهروردي وَغَيره تصدر للإقراء بِجَامِع دمشق يُقَال إِنَّه ختم عَلَيْهِ أَرْبَعَة آلَاف نفس وَأكْثر توفّي بِمَسْجِد طوغان الَّذِي بالفسقار وَهُوَ على قدر سَعَة الْكَعْبَة سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (ابْن الداية) إلْيَاس بن عَليّ أخي مجد الدّين ابْن الداية صَاحب قلعة جعبر توفّي فِي يَوْم الْجُمُعَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَنقل من جعبر إِلَى مَقَابِر حلب وطلبها الْملك الظَّاهِر غَازِي من وَالِده السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب مَنْقُول من تأريخ القَاضِي الْفَاضِل 3 - (ابْن الصفار السنجاري) إلْيَاس بن عَليّ الرئيس الْمَعْرُوف بِابْن الصفار السنجاري كَانَت الرياسة بسنجار لَا تزَال فِي بَيته أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب من الْبَسِيط (يَا للهوى إنّ قلبِي فِي يدَيْ رَشإ ... مُزنَّر الخصر يَسبي الْخلق بالحَدَقِ) (مستعرِبٍ من بني الأتراك مَا تركتْ ... لحاظهُ فِي الْهوى منّي سوى رمَقي) (سألتُه قُبلةً أشفي الغليل بهَا ... يَوْمًا وَقد زَرْفَن الأصداغ فِي الحلقِ) (فصدّ عنّي بوجهٍ مُعرِضٍ نثرتْ ... يدُ الحياءٍ عَلَيْهِ لُؤْلُؤ العَرَقِ) (فصِحتُ من نَار وجدي نَحْو من عذلوا ... فِيهِ وقلبي حليفُ الْفِكر والقلقِ) (قومُوا انْظُرُوا ويْحكم شمس النَّهَار فقد ... ألْقت عَلَيْهِ اللآلي أنجم الأفقِ) 3 - (الإربلي) إلْيَاس بن عِيسَى بن مُحَمَّد الإربلي الشَّيْخ الصَّالح الْفَاضِل كَانَ مُقيما بِدِمَشْق وَأكْثر نَهَاره فِي الْجَامِع برواق الْحَنَابِلَة وَكَانَ على ذهنه حكايات ونوادر مليح المحاضرة حسن الشكل ظريفاً وَكَانَ يجلس إِلَيْهِ الْأَعْيَان والصدور لصلاحه وَحسن سمته وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بقاسيون (الألقاب) ) الإِمَام العباسي مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله وَالْإِمَام إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الإِمَام جمال الدّين اسْمه مُحَمَّد بن الْفضل

أماجور التركي

الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عمر إِمَام الْحَرَمَيْنِ اسْمه عبد الْملك بن عبد الله فَخر الدّين الإِمَام إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي إِمَام الدّين صَاحب الدِّيوَان اسْمه يحيى إِمَام مقَام إِبْرَاهِيم إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم (أماجور التركي) (أَمِير دمشق أَيَّام الْمُعْتَمد) كَانَ مهيباً شجاعاً أمنت الطّرق فِي أَيَّامه وَالْحجاج وَكَانَ الشَّام أَيَّامه مثل المهد بعث مرّة جندياً إِلَى أَذْرُعَات فِي رِسَالَة فَنزل اليرموك فصادف أَعْرَابِيًا فِي قَرْيَة فَجَلَسَ الجندي إِلَيْهِ فَمد الْأَعرَابِي يَده ونتف من سبال الجندي خصلتي شعر وَعَاد الجندي إِلَى دمشق وَبلغ الْخَبَر أماجور فَدَعَاهُ وَسَأَلَهُ عَن الْقِصَّة فاعترف فحبسه ثمَّ استدعى بمعلم الصّبيان وَأَعْطَاهُ مَالا وَقَالَ لَهُ اذْهَبْ إِلَى الْمَكَان الْفُلَانِيّ وَأظْهر أَنَّك تعلم الصّبيان فَلَا بُد أَن ترى الْأَعرَابِي هُنَاكَ فشاغله وَأَعْطَاهُ طيوراً وَقَالَ عرفني الْأَخْبَار يَوْمًا بيومٍ فَفعل الْمعلم مَا أمره فَرَأى الْأَعرَابِي وشاغله وَأطلق الطُّيُور فَركب أماجور بِنَفسِهِ وَوصل إِلَيْهَا فِي يومٍ وَاحِد وَأخذ الْأَعرَابِي مكتوفاً وَدخل دمشق وَقَالَ لَهُ مَا حملك على مَا فعلت بِرَجُل من أَوْلِيَاء السُّلْطَان قَالَ كنت سكراناً لم أَعقل فَأمر بنتف كل شَعْرَة فِيهِ من أجفانه ولحيته وَرَأسه وَمَا ترك على جِسْمه شَعْرَة وضربه ألف سَوط وَقطع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وصلبه أخرج الجندي من الْحَبْس وضربه مائَة سَوط وطرده عَن الْخدمَة وَقَالَ أَنْت مَا دافعت عَن نَفسك فَكيف تدافع عني وَلما مَاتَ أماجور فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ رُؤِيَ فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر الله لي فَقيل لَهُ بِمَاذَا قَالَ بحفظي طرقات الْمُسلمين وَالْحجاج وَبنى خَانا بالخواصين بِدِمَشْق وَكتب على بَابه مائَة سنة وَسنة فَعَاشَ بعد ذَلِك مائَة يومٍ وَيَوْم رَحمَه الله تَعَالَى (أُمَامَة) 3 - (الصحابية) أُمَامَة بنت الْحَارِث بن حزن الْهِلَالِيَّة أُخْت مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَذَا قَالَ بعض الروَاة وَهُوَ وهم قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لميمونة أُخْتا من أَب وَلَا من أم اسْمهَا أُمَامَة وَإِنَّمَا أخواتها من أَبِيهَا لبَابَة الْكُبْرَى زوج الْعَبَّاس ولبابة الصُّغْرَى زوج الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَثَلَاث أَخَوَات سواهُمَا ولهن ثَلَاث أَخَوَات من أمهن تَمام تسع

بنت زينب

3 - (بنت زَيْنَب) أُمَامَة بنت أبي الْعَاصِ بن الرّبيع بن عبد الْعُزَّى بن عبد شمس بن عبد منَاف أمهَا زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُحِبهَا وَرُبمَا حملهَا على عُنُقه فِي الصَّلَاة عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهديت لَهُ هَدِيَّة فِيهَا قلادة جزع فَقَالَ لأدفعنها إِلَى أحب أَهلِي فَقَالَ النِّسَاء ذهبت بهَا ابْنة أبي قُحَافَة فَدَعَا أُمَامَة بنت زَيْنَب فأعلقها فِي عُنُقهَا وَتَزَوجهَا عَليّ بن أبي طَالب بعد فَاطِمَة زَوجهَا مِنْهُ الزبير بن الْعَوام وَكَانَ أَبوهَا أَبُو الْعَاصِ أوصى بهَا إِلَى الزبير فَلَمَّا حضرت عليا الْوَفَاة قَالَ لأمامة إِنِّي لَا آمن أَن يخطبك هَذَا بعد موتِي يَعْنِي مُعَاوِيَة فَإِن كَانَ لَك فِي الرِّجَال حَاجَة فقد رضيت لَك الْمُغيرَة بن نَوْفَل عشيراً فَلَمَّا انْقَضتْ عدتهَا كتب مُعَاوِيَة إِلَى مَرْوَان أَن يخطبها عَلَيْهِ وبذل لَهَا مائَة ألف دِينَار فَلَمَّا خطبهَا أرْسلت إِلَى الْمُغيرَة تَقول إِن هَذَا قد أرسل يخطبني فَإِن كَانَ لَك بِنَا حَاجَة فَأقبل فَأقبل وخطبها إِلَى الْحسن بن عَليّ فَزَوجهَا مِنْهُ وَتوفيت عِنْده فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وَلما آمت أُمَامَة من عَليّ بن أبي طَالب قَالَت أم الْهَيْثَم الخثعمية من الوافر (أشاب ذؤابتي وأذلّ ركني ... أُمَامَة حِين فَارَقت القرينا) (تطيف بِهِ لحاجتها إِلَيْهِ ... فلمّا استيأست رفعت رنينا) 3 - (أُمَامَة المزيدية) لما قتل سَالم بن عُمَيْر أحد البكائين أَبَا عفك أحد بني عَمْرو بن عَوْف وَكَانَ أَبُو عفك قد نجم نفَاقه حِين قُتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَارِث بن سُوَيْد الصَّامِت فَقَالَ فِي ذَلِك شعرًا ذكره ابْن إِسْحَاق فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من لي من هَذَا الْخَبيث فَخرج سَالم بن عُمَيْر أَخُو بني عَمْرو بن عَوْف فَقتله فَقَالَت أُمَامَة فِي ذَلِك من الطَّوِيل) (تكذّب دين الله والمرءَ أحمدا ... لَعَمْرُ الَّذِي أمنْاك أَن بئس مَا يمُني) (حَباك حنيفٌ آخر اللَّيْل طعنةً ... أَبَا عَفَك خذْها على كبر السنِّ) 3 - (أُمَامَة بنت حَمْزَة بن عبد الْمطلب) لم يذكرهَا ابْن عبد الْبر فِي الصحابيات وَذكر البلاذري عَن هِشَام بن الْكَلْبِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زوج أُمَامَة بنت حَمْزَة بن عبد الْمطلب سَلمَة بن أبي سَلمَة فَهَلَك قبل أَن يجتمعا قَالَ الْوَاقِدِيّ وَكَانَت انبة حَمْزَة بِمَكَّة فَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ لرَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي عمْرَة الْقَضَاء علام نَتْرُك ابْنة عمنَا يتيمةً بَين ظهراني الْمُشْركين فأخرجها فَتكلم فِيهَا زيد بن حَارِثَة الْقِصَّة قَالَ البلاذري وَبَعْضهمْ زعم أَن اسْمهَا أمة الله وَبَعْضهمْ يَقُول أم أَبِيهَا وَقَالَ بَعضهم عمَارَة والثبت أُمَامَة وَأمّهَا سلمى بنت عُمَيْس وَقد صحّح ذَلِك ابْن عبد الْبر فِي بَاب سلمى من كِتَابه وروى البلاذري بِإِسْنَادِهِ أَن عمَارَة بن حَمْزَة قدم الْعرَاق مَعَ الْمُسلمين فَجَاهد وَقتل دهقاناً ثمَّ انْصَرف وَتُوفِّي وَذكر أَيْضا بِإِسْنَادِهِ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ

الألقاب

زوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُمَامَة بنت حَمْزَة من سَلمَة بن أبي سَلمَة فَلم يضمها إِلَيْهِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ أَصَابَهُ خبل وإكسال وَمَات فِي أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان وَكَانَ عمر أسن مِنْهُ فَتزَوج أُمَامَة وَمَات أَيْضا فِي أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان (الألقاب) أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ اسْمه صدي بن عجلَان يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الصَّاد فِي مَكَانَهُ أَبُو أُمَامَة اسْمه أسعد بن سهل أَبُو أُمَامَة الْأنْصَارِيّ اسْمه أسعد بن زُرَارَة بن عدس النَّقِيب الْأنْصَارِيّ (أَمَان بن الصمصامة أَبُو مَالك النَّحْوِيّ) أَمَان بن الصمصامة بن الطرماح بن حَكِيم أَبُو مَالك شَاعِرًا عَالما باللغة حَافِظًا للغريب وَالشعر مَعْرُوف فِي نحاة القيروان وَكَانَ أَبُو عَليّ الْحسن بن أبي سعيد الْبَصْرِيّ كَاتب المهالبة أَيَّام ولايتهم إفريقية يكرم أَبَا مَالك واطرحه ابْن الْأَغْلَب إِذْ صَار الْأَمر إِلَيْهِ لهجاء جده الطرماح بني تَمِيم قَالَ أَبُو الْوَلِيد الْمهْدي أَبْطَأت على أبي مَالك وَكَانَ مَرِيضا فَكتب إِلَيّ من الرمل (أبلِغ المهديَّ عنّي مألُكاً ... أنّ دائي قد أصار المخَّ ريرا) (فَإِذا مَا مِتُّ فانْعَمْ سالما ... وتَمَلَّ العيشَ فِي الدُّنْيَا كثيرا) (كنتُ فِي المرضى مَرِيضا مُطلقًا ... وَلَقَد أصبحتُ فِي المرضى أَسِيرًا) وَأخذ الْمهْدي عَنهُ جُزْءا من النَّحْو واللغة وَالشعر (امْرُؤ الْقَيْس) 3 - (ابْن عَابس الْكِنْدِيّ) امْرُؤ الْقَيْس بن عَابس الْكِنْدِيّ وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخَاصم إِلَيْهِ فِي أَرض وَرجع إِلَى بِلَاده وَثَبت على إِسْلَامه وَلم يرْتَد مَعَ من ارْتَدَّ من كِنْدَة وَأنكر على الْأَشْعَث بن قيس ارتداده وأسمعه كلَاما غليظاً ثمَّ خرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا وَشهد اليرموك وَكَانَ نازلاً ببيسان من الشَّام فَلَمَّا وَقع طاعون عمواس أسْرع فِي كِنْدَة فَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس من الْخَفِيف (رُبَّ خَودٍ مثل الْهلَال وبيضا ... ءَ كعوبٍ بالجِزْع من عمواس) وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل

الكلبي الصحابي

(دنَتْ وظلال الْمَوْت بيني وَبَينهَا ... وجادتْ بوصلٍ حِين لَا ينفع الوصلُ) وَكَانَ لَهُ رَضِي الله عَنهُ غناء فِي الرِّدَّة وَلما أخرج الكنديون عَن الرِّدَّة ليقتلوا وثب على عَمه ليَقْتُلهُ فَقَالَ لَهُ عَمه وَيحك يَا امْرأ الْقَيْس أتقتل عمك وَقَالَ أَنْت عمي وَالله رَبِّي وَقَتله وَهُوَ الْقَائِل من الوافر (أَلا أبِلغْ أَبَا بكرٍ رَسُولا ... وأبلغها جَمِيع المسلمينا) (فَلَيْسَ مجاوراً بَيْتِي بُيُوتًا ... بِمَا قَالَ النبيّ مكذِّبينا) ) (وَلَا متبدٍّلاً بِاللَّه ربّاً ... وَلَا متبدٍّلاً بِالدّينِ دينا) وَهُوَ الْقَائِل من الْكَامِل المرفل (قِفْ بالديار وَأَنت حابسْ ... وتأنْ إنّك غير آنِسْ) (مَاذَا عَلَيْك من الوقو ... ف بهامِد الطَلَلَين دارسْ) (لعِبَتْ بهنّ العاصفا ... تُ الرائحاتُ من الروامسْ) (يَا رُبَّ باكيةٍ عَلَيَّ ... ومنشدٍ لي فِي المجالسْ) (لَا تعجْبوا إِن تسمعوا ... هلك امْرُؤ الْقَيْس بن عابسْ) 3 - (الْكَلْبِيّ الصَّحَابِيّ) امْرُؤ الْقَيْس بن الْأَصْبَغ بالغين الْمُعْجَمَة الْكَلْبِيّ من بني عبد الله من كلب بن وبرة بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاملا على كلب فِي حِين إرْسَاله عماله على قضاعة فَارْتَد بَعضهم وَثَبت امْرُؤ الْقَيْس على دينه وَهُوَ خَال أبي سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَكَانَ الْأَصْبَغ زعيم قومه وَرَئِيسهمْ 3 - (الْكَلْبِيّ) امْرُؤ الْقَيْس بن عدي الْكَلْبِيّ قَالَ عَوْف بن خَارِجَة إِنِّي لعِنْد عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي خِلَافَته إِذْ أقبل رجل أفحج أجلى أمعر يتخطى رِقَاب النَّاس حَتَّى قَامَ بَين يَدي عمر فحياه بِتَحِيَّة الْخلَافَة فَقَالَ لَهُ عمر مِمَّن أَنْت قَالَ أَنا امْرُؤ نَصْرَانِيّ وَأَنا امْرُؤ الْقَيْس بن عدي الكبي فَلم يعرفهُ عمر فَقَالَ رجل هَذَا صَاحب بكر بن وَائِل الَّذِي أغار عَلَيْهِم فِي الْجَاهِلِيَّة يَوْم فلج قَالَ فَمَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيد الْإِسْلَام فعرضه عَلَيْهِ عمر فَقبله ثمَّ دَعَا لَهُ بِرُمْح فعقد لَهُ على من أسلم بِالشَّام من قضاعة فَأَدْبَرَ الشَّيْخ واللواء يَهْتَز على رَأسه قَالَ عَوْف فو الله مَا رَأَيْت رجلا لم يصل لله رَكْعَة قطّ أَمر على جماعةٍ من الْمُسلمين قبله ونهض عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ من الْمجْلس وَمَعَهُ ابناه حسن وحسين عَلَيْهِمَا السَّلَام حَتَّى أدْركهُ فَأخذ بثيابه فَقَالَ يَا عَم أَنا عَليّ بن أبي طَالب ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصهره وَهَذَانِ ابناي من ابْنَته وَقد رغبنا فِي صهرك فأنكحنا فَقَالَ قد أنكحتك يَا عَليّ المحياة بنت امْرِئ

الألقاب

الْقَيْس وأنكحتك يَا حسن سلمى بنت امْرِئ الْقَيْس وأنكحتك يَا حُسَيْن الربَاب بنت امْرِئ الْقَيْس) (الألقاب) الأمجد صَاحب بعلبك بهْرَام شاه بن فرخشاه الأمجد ابْن النَّاصِر الْحسن بن دَاوُد الْآمِدِيّ جمَاعَة مِنْهُم الْحسن بن بشر الْآمِدِيّ الأديب الْآمِدِيّ الأصولي اسْمه عَليّ بن أبي عَليّ ابْن الْآمِدِيّ شمس الدّين الْقَاسِم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم الْآمِدِيّ الصاحب بدر الدّين جَعْفَر بن مُحَمَّد الْآمِدِيّ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن سعد وموفق الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْآمِر بِأَحْكَام الله خَليفَة مصر اسْمه مَنْصُور بن أَحْمد ابْن أمسينا اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد (أَمِير ميران بن زنكي) (أَخُو نور الدّين الشَّهِيد) أَصَابَهُ على بانياس سهم فِي عينه فَقتله وَكَانَ نور الدّين لما مرض كَاتب أَمِير ميران الْأُمَرَاء فَلَمَّا عوفي نور الدّين سَار إِلَيْهِ وَأخذ مِنْهُ حران وطرده فَمضى إِلَى صَاحب الرّوم وجيش الجيوش فِي سنة تسع وَخمسين وانضم إِلَيْهِ خلق كثير وَكَانَ نور الدّين نازلاً على رَأس المَاء فَالْتَقوا فَكَسرهُ نور الدّين وَقتل أَخُو مجد الدّين ابْن الداية وَنهب عَسْكَر نور الدّين وَرجع إِلَى حصن كيفا مستجيراً وَيُقَال إِنَّه شفع فِيهِ إِلَى نور الدّين فَقبل الشَّفَاعَة فِيهِ كَذَا ذكره سبط ابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين إِن أَمِير ميران توفّي فِي الْوَاقِعَة وَالله أعلم وَذَلِكَ سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة (أم الْكَرم بنت المعتصم بن صمادح) أم الْكَرم بنت مُحَمَّد بن معن بن صمادح التجيبية هِيَ ابْنة المعتصم مُحَمَّد ابْن صمادح وَقد تقدم ذكر والدها فِي المحمدين وَذكر جمَاعَة من بَيتهَا فِي أَمَاكِن من هَذَا الْكتاب ذكر الحجاري أَن أَبَاهَا اعتنى بتأديبها لما رَآهُ من ذكائها حَتَّى نظمت الشّعْر والموشحات وعشقت الْفَتى الْمَشْهُور بالشعار وَقَالَت فِيهِ من السَّرِيع (يَا مَعْشَر النَّاس أَلا فاعْجَبوا ... ممّا جَنَتْه لوعةُ الحبِّ) (لولاه لم ينزل ببدر الدُّجى ... من أُقفه العُلوِيّ للتُّرْبِ)

آمنة

(حُبّي لمن أهواه لَو أنّه ... فارقني تَابعه قلبِي) وَقَالَت فِيهِ من الطَّوِيل (أَلا لَيْت شعري هَل سبيلٌ لخلوةٍ ... يُنَزَّه عَنْهَا سمعُ كلّ مُراقبِ) (وَيَا عجبا أشتاقُ خلْوَة من غَدا ... ومثواه مَا بَين الحشا والترائبِ) (آمِنَة) 3 - (آمِنَة بنت رُقَيْش) ذكرهَا ابْن إِسْحَاق فِي من هَاجر من نسَاء بني غنم ابْن دودان وَذكرهَا الطَّبَرِيّ فِي من هَاجر وَبَايع قَدِيما وَذكرهَا الْوَاقِدِيّ وَزَاد أَنَّهَا أُخْت يزِيد بن رُقَيْش 3 - (آمِنَة بنت الأرقم) ذكر أَبُو أَحْمد الْحَاكِم بِسَنَدِهِ إِلَى أَن السَّائِب المَخْزُومِي عَن جدته آمِنَة بنت الأرقم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقطع لَهَا بِئْرا بِبَطن العقيق وَكَانَت تسمى بِئْر آمِنَة وَبَارك لَهَا فِيهَا وَكَانَت إِحْدَى الْمُهَاجِرَات 3 - (آمِنَة بنت إِبْرَاهِيم) 3 - (بن عليّ بن أَحْمد بن فضل) الشيخة الصَّالِحَة أم مُحَمَّد بنت تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ سَمِعت من ابْن عبد الدَّائِم وأجازت لي فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكتب عَنْهَا عبد الله بن الْمُحب (أمة) 3 - (ابْنة الناصح) أمة الْكَرِيم ابْنة الناصح عبد الرَّحْمَن بن نجم الْحَنْبَلِيّ امْرَأَة جليلة كاتبة فاضلة شيخة رِبَاط بلدق سَمِعت من أَبِيهَا كتب عَنْهَا ابْن الخباز والبرزالي وَسمعت بإربل صَحِيح البُخَارِيّ تيك أُخْتهَا باسمها فَإِن هَذِه صغرى عَن ذَلِك توفيت سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (بنت الْمحَامِلِي) أمة الْوَاحِد بنت القَاضِي أبي عبد الله الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي رَوَت عَن أَبِيهَا وَإِسْمَاعِيل الْوراق وَعبد الغافر بن سَلامَة وحفظت الْقُرْآن وتفقهت للشَّافِعِيّ وَعرفت الْفَرَائِض ومسائل الدّور والعربية وَغير ذَلِك من الْعُلُوم الإسلامية وروى عَنْهَا الْحسن بن عبد الله الْخلال وَغَيره وَهِي أم القَاضِي أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم

أمة العزيز بنت جعفر

الْمحَامِلِي وَاسْمهَا ستيتة وَقَالَ البرقاني كَانَت تُفْتِي مَعَ أبي عَليّ ابْن أبي هُرَيْرَة وَتوفيت فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة 3 - (أمة الْعَزِيز بنت جَعْفَر) هِيَ زبيدة زَوْجَة الرشيد هَارُون يَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الزَّاي فليطلب هُنَاكَ (الألقاب) أبن أميرك الْحَازِمِي اسْمه مُحَمَّد بن عمر أَمِير الْكَلَام عبد الْملك بن مُحَمَّد أَمِير الجيوش صَاحب السويقة اسْمه بدر أميرك الْكَاتِب أَحْمد بن يحيى أَمِين الدولة ابْن التلميذ اسْمه هبة الله بن صاعد أَمِين الدولة الصاحب السامري أَبُو الْحسن ابْن غزال أَمِين الْملك اسْمه عبد الله وَهُوَ الصاحب أَمِين الدّين أَمِين أَمِير الْمُؤمنِينَ العباسي مُحَمَّد بن هَارُون الْأمين الدّين الْحلَبِي الْكَاتِب اسْمه عبد المحسن بن حمود) الْأمين الإربلي الْقَاسِم بن أبي بكر الأميوطي إِبْرَاهِيم بن يحيى (أُمَيْمَة) 3 - (الصحابية أُمَيْمَة بنت خلف) أُمَيْمَة بنت خلف بن أسعد بن عَامر الْخُزَاعِيَّة زوج خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة هَاجَرت إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَولدت هُنَاكَ سعيد بن خَالِد وَيُقَال فِيهَا هميمة وَقيل أمينة وَذَلِكَ تَصْحِيف

الصحابية أميمة بنت رقيقة

3 - (الصحابية أُمَيْمَة بنت رقيقَة) أُمَيْمَة بنت رقيقَة أمهَا رقيقَة بنت خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى أُخْت خَدِيجَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنْهَا مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وابنتها حكيمة بنت أُمَيْمَة 3 - (الصحابية أُمَيْمَة بنت النجار) أُمَيْمَة بنت النجار الْأَنْصَارِيَّة حَدِيثهَا عِنْد ابْن جريج عَن حكيمة بنت أبي حَكِيم عَن أمهَا أُمَيْمَة أَن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَهُنَّ عصائب كَانَ فِيهَا الورس والزعفران فيغطين بِهن أسافل رؤوسهن قبل أَن يحرمن ثمَّ يحرمن كَذَلِك جعل الْعقيلِيّ هَذَا الحَدِيث لأميمة بنت النجار قَالَ ابْن عبد الْبر وَأَنا أَظُنهُ لأميمة بنت رقيقَة بِدَلِيل حَدِيث حجاج عَن ابْن جريج عَن حكيمة بنت أُمَيْمَة بنت رقيقَة عَن أمهَا قَالَت كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدح من عيدَان يَبُول فِيهِ ذكره أَبُو دَاوُد عَن مُحَمَّد بن عِيسَى بن حجاج 3 - (الصحابية أُمَيْمَة بنت قيس) أُمَيْمَة بنت قيس بن عبد الله الْأَسدي أَسد خُزَيْمَة كَانَت مَعَ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان بِأَرْض الْحَبَشَة وَكَانَ أَبوهَا وَأمّهَا بركَة ظئرين لأم حَبِيبَة ولزوجها عبيد الله بن جحش ذكرهَا ابْن إِسْحَاق 3 - (الْأَنْصَارِيَّة) أُمَيْمَة بنت بشر الْأَنْصَارِيَّة الأوسية كَانَت تَحت ثَابت بن الدحداحة فنفرت مِنْهُ وَهُوَ يَوْمئِذٍ كَافِر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سهل بن حنيف فَولدت لَهُ عبد الله ذكرهَا الطَّبَرِيّ فِي التَّفْسِير) 3 - (مولاة رَسُول الله) 3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أُمَيْمَة مولاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رُوِيَ عَنْهَا جُبَير بن نفير الْحَضْرَمِيّ حَدِيثهَا عِنْد أهل الشَّام (أُميَّة) 3 - (التَّمِيمِي) أُميَّة بن أبي عُبَيْدَة بن همام بن الْحَارِث بن بكر يَنْتَهِي إِلَى زيد بن مَنَاة بن تَمِيم التَّمِيمِي الْحَنْظَلِي حَلِيف لبني نَوْفَل بن عبد منَاف وَالِد يعلى بن أُميَّة الَّذِي يُقَال لَهُ يعلى بن منية وَهِي أمه وَأُميَّة أَبوهُ ولابنه يعلى أَيْضا صُحْبَة وصحبة ابْنه أشهر قدم أُميَّة مَعَ ابْنه يعلى على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله بَايعنَا على الْهِجْرَة فَقَالَ لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَكَانَا قدما عَلَيْهِ بعد الْفَتْح

الضمري

3 - (الضمرِي) أُميَّة بن خويلد الضمرِي وَالِد عَمْرو بن أُميَّة حجازي لَهُ صُحْبَة ولابنه عَمْرو صُحْبَة وصحبة ابْنه أشهر روى حَدِيث أُميَّة إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن مجمع عَن جَعْفَر بن عَمْرو بن أُميَّة عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه عينا وَحده وَذكر الحَدِيث 3 - (الْخُزَاعِيّ) أُميَّة بن مخشي الْخُزَاعِيّ أَبُو عبد الله لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ الْمثنى ابْن عبد الرَّحْمَن بن مخشي وَهُوَ ابْن أَخِيه لَهُ حَدِيث وَاحِد فِي التَّسْمِيَة على الْأكل 3 - (الصَّحَابِيّ) أُميَّة بن خَالِد روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يستفتح بصعاليك الْمُهَاجِرين روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي قَالَ ابْن عبد الْبر لَا تصح عِنْدِي صحبته والْحَدِيث مُرْسل وَيُقَال إِنَّه أُميَّة بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد كَذَا قَالَ الثَّوْريّ وَقيس بن الرّبيع 3 - (الْكِنَانِي) أُميَّة بن الأشكر هُوَ من كنَانَة من بني لَيْث صَحَابِيّ شَاعِر مخضرم من سَادَات قومه كَانَ لَهُ ولد اسْمه كلاب هَاجر فِي أَيَّام عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ إِلَى الْمَدِينَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة) ثمَّ لَقِي ذَات يَوْم طَلْحَة وَالزُّبَيْر فَسَأَلَهُمَا أَي الْأَعْمَال أفضل فَقَالَا الْجِهَاد فَسَأَلَ عمر رَضِي الله عَنهُ فأغزاه فِي جَيش وَكَانَ أَبوهُ قد كبر وَضعف فَلَمَّا طَالَتْ غيبته قَالَ من الوافر (لِمَن شَيْخَانِ قد نشدا كلابا ... كتابَ الله لَو قبل الكتابا) (أُناديه فَيعرض فِي إياءٍ ... فَلَا وَأبي كلاب مَا أصابا) (أَتَاهُ مهاجران تكنّفاه ... فَفَارَقَ شيخَه خطأ وخابا) (تركتَ أَبَاك مُرْعشةً يَدَاهُ ... وأمّك مَا تُسبغ لَهَا شرابًا) (وإنّك والتماسَ الْأجر بعدِي ... كباغي الماءِ يتّبع السرابا) فبلغت أبياته عمر رَضِي الله عَنهُ فَلم يردد كلاباً وَطَالَ مقَامه فخلط جزعاً عَلَيْهِ ثمَّ إِنَّه أَتَاهُ يَوْمًا وَهُوَ فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحَوله الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار فَوقف عَلَيْهِ وَأَنْشَأَ يَقُول من الوافر (أعاذِلَ قد عذلتِ بِغَيْر قدر ... وَلَا تدرين عاذِلَ مَا أُلَاقِي) (فإمّا كنتِ عاذلتي فرُدِّي ... كلاباً إِذْ توجّه للعراقِ)

أمية بن أبي أمية عمرو

(وَلم أقْضِ اللُبانة من كلاب ... غداةَ غدٍ وآذَن بالفراقِ) (فَتى الفتيان فِي يُسرٍ وعُسرٍ ... شديدُ الرُّكْن فِي يَوْم التلاقي) (وَلَا أَبِيك مَا باليتَ وجدي ... وَلَا شفقي عَلَيْك وَلَا اشتياقي) (وإبقائي عَلَيْك إِذا شَتونا ... وضمَّك تَحت نحري واعتناقي) (فَلَو فلق الفؤادَ شديدُ وجدٍ ... لهمَّ سوادُ قلبِي بانفلاقِ) (سأستعدي على الْفَارُوق ربّاً ... لَهُ دَفْعُ الحَجيج إِلَى سياقِ) (وأدعو الله مُجْتَهدا عَلَيْهِ ... بِبَطن الأخشَبَيْن إِلَى دُفاق) (إنِ الفاروقُ لم يردُدْ كلاباً ... إِلَى شيخين هامُهما زَواقِ) فَبكى عمر رَضِي الله عَنهُ وَأمر برد كلاب إِلَى الْمَدِينَة فَلَمَّا قدم دخل إِلَيْهِ فَقَالَ مَا بلغ من برك بأبيك فَقَالَ كنت أوثره وأكفيه أمره وَكنت أعْتَمد إِذا أردْت أَن أحلب لَهُ أغزر نَاقَة فِي إبِله وأسمنها فأريحت وأتركها حَتَّى تَسْتَقِر ثمَّ أغسل أخلافها حَتَّى تبرد ثمَّ أحتلب لَهُ فأسقيه فَبعث عمر رَضِي الله عَنهُ إِلَى أَبِيه من جَاءَ بِهِ وَأدْخلهُ وَقد ضعف بَصَره وانحنى فَقَالَ يَا أَبَا كلاب كَيفَ أَنْت فَقَالَ كَمَا ترى يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ هَل من حَاجَة فَقَالَ كنت أشتهي) أَن أرى كلاباً فأشمه شمةً وأضمه ضمةً قبل أَن أَمُوت فَبكى عمر وَقَالَ ستبلغ فِي هَذَا مَا تحب إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ أَمر كلاباً أَن يحتلب لِأَبِيهِ نَاقَة كَمَا كَانَ يفعل وَيبْعَث إِلَى أَبِيه فَفعل فَنَاوَلَهُ عمر الْإِنَاء وَقَالَ دُونك يَا أَبَا كلاب فَلَمَّا أَخذه وَأَدْنَاهُ إِلَى فَمه قَالَ لعمر الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي لأشم رَائِحَة كلاب من هَذَا الْإِنَاء فَبكى عمر وَقَالَ هَذَا كلاب حَاضر عنْدك فَنَهَضَ إِلَيْهِ وَقَبله وَجعل عمر يبكي وَمن حَضَره فَقَالَ لكلاب الزم أَبَوَيْك وَأمر لَهُ بعطائه وَأمره بالانصراف فلزمهما إِلَى أَن مَاتَا 3 - (أُميَّة بن أبي أُميَّة عَمْرو) هُوَ أَبُو مُحَمَّد ابْن أُميَّة وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين كَانَ أُميَّة الْمَذْكُور يكْتب للمهدي على بَيت المَال وَكَانَ إِلَيْهِ ختم الْكتب بِحَضْرَتِهِ وَكَانَ يأنس بِهِ لأدبه وفضله ومكانه من ولائه فزامله أَربع دفعات حَجهَا فِي ابْتِدَائه ورجوعه 3 - (أُميَّة ابْن أبي الصَّلْت) وَاسم أبي الصَّلْت عبد الله بن أبي ربيعَة بن عَوْف من ثَقِيف كَانَ أَبوهُ شَاعِرًا وَهُوَ الْقَائِل من قصيدة يمدح ابْن جدعَان من الْكَامِل (قومِي ثقيفٌ إِن سألتَ وأُسرتي ... وبهمْ أُدافع رُكن مَن عاداني) (قومٌ إِذا نزل الغريبُ بدارهم ... ردُّوه ربَّ صواهلٍ وقيانِ) (لَا ينكتون الأرضَ عِنْد سُؤَالهمْ ... لتطلّب العِلاَت بالعيدان)

اتّفق الْعلمَاء على أَنه أشعر ثَقِيف كَانَ قد نظر فِي الْكتب وَلبس المسوح تعبداً وَشك فِي الْأَوْثَان وَالْتمس الدّين وطمع فِي النَّبَوِيَّة فَلَمَّا ظهر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ هَذَا الَّذِي كنت تستريب وَتقول فِيهِ فحسده عَدو الله وَقَالَ إِنَّمَا كنت أَرْجُو أَن أكونه فَأنْزل الله تَعَالَى فِيهِ واتْلُ عَليهم نَبَأ الَّذِي آتَيناهُ آياتِنا فانْسَلَخَ مِنْهَا وَكَانَ يحرض قُريْشًا بعد وقْعَة بدر ورثى قَتْلَى بدر بقصيدة مِنْهَا من الْكَامِل (مَاذَا ببدر والعَقَنْ ... قَل من مرازبةٍ جحاجحْ) وَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تروى عَن الزُّهْرِيّ قَالَ خرج أُميَّة فِي نفر فنزلوا فَأم أُميَّة وَجها وَصعد فِي كثيب فَرفعت لَهُ كَنِيسَة فَانْتهى إِلَيْهَا فَإِذا شيخ جَالس فَقَالَ لأمية حِين رَآهُ إِنَّك لمتبوع فَمن أَيْن يَأْتِيك قَالَ) من شقي الْأَيْسَر قَالَ فَأَي الثِّيَاب أحب إِلَيْك أَن يلقاك فِيهَا قَالَ السوَاد قَالَ كدت وَالله أَن تكون نَبِي الْعَرَب وَلست بِهِ وَهَذَا خاطر من الْجِنّ وَلَيْسَ بِملك وَإِن نَبِي الْعَرَب صلى الله عَلَيْهِ صَاحب هَذَا الْأَمر يَأْتِيهِ من شقَّه الْأَيْمن وَأحب الثِّيَاب إِلَيْهِ أَن يلقاه فِيهَا الْبيَاض عَن عِنْد الرَّحْمَن بن أبي حَمَّاد قَالَ كَانَ أُميَّة جَالِسا فمرت بِهِ غنم فثغت مِنْهَا شَاة فَقَالَ للْقَوْم هَل تدورن مَا قَالَت الشَّاة قَالُوا لَا قَالَ إِنَّهَا قَالَت لسخلتها مري لَا يَأْكُلك الذِّئْب كَمَا أكل أختك عَام أول فِي هَذَا الْموضع فَقَامَ بعض الْقَوْم إِلَى الرَّاعِي فاستخبره فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ خرج ركب من ثَقِيف إِلَى الشَّام وَفِيهِمْ أُميَّة فَلَمَّا قَفَلُوا رَاجِعين نزلُوا منزلا إِذْ أَقبلت عظاية حَتَّى دنت مِنْهُم فحصبها بَعضهم بِشَيْء فِي وَجههَا فَرَجَعت وكفتوا سفرتهم ثمَّ قَامُوا يرحلون ممسين فطلعت عَجُوز وَرَاء كثيب مُقَابل لَهُم تتوكأ على عَصا فَقَالَت لَهُم مَا منعكم أَن تطعموا رحيمة الْجَارِيَة الْيَتِيمَة الَّتِي جاءتكم عتيمةً قَالُوا وَمَا أنتِ قَالَت أَنا أم الْعَوام أتيت مُنْذُ أَعْوَام أما وَرب الْعباد لتفترقن فِي الْبِلَاد ثمَّ ضربت بعصاها الأَرْض ثمَّ قَالَت أطيلي إيابهم ونفري رِكَابهمْ فَوَثَبت الْإِبِل كَأَن على كل بعير شَيْطَانا لم يملك مِنْهَا شَيْء حَتَّى افْتَرَقت فِي الْوَادي فجمعوها من آخر النَّهَار وَمن غَد فَلَمَّا أناخوها ليرحلوها طلعت الْعَجُوز فَضربت بعصاها الأَرْض وَقَالَت كقولها فَفعلت الْإِبِل كفعلها فَلم تجمع إِلَى الْغَد عَشِيَّة فَلَمَّا أناخوها ليرحلوها خرجت الْعَجُوز فَفعلت كفعلها فِي الْيَوْمَيْنِ ونفرت الْإِبِل فَقَالُوا لأمية أَيْن مَا كنت تخبرنا بِهِ عَن نَفسك فَقَالَ اذْهَبُوا أَنْتُم فِي طلب الْإِبِل ودعوني فَتوجه إِلَى الْكَثِيب الَّذِي كَانَت تَأتي مِنْهُ الْعَجُوز حَتَّى علاهُ وَهَبَطَ مِنْهُ إِلَى وادٍ فَإِذا فِيهِ كَنِيسَة وقناديل وَإِذا رجل مُضْطَجع معرض على بَابهَا إِذا رجل آخر جَالس أَبيض الرَّأْس واللحية فَلَمَّا رأى أُميَّة قَالَ إِنَّك لمتبوع فَمن أَيْن يَأْتِيك صَاحبك قَالَ من أُذُنِي الْيُسْرَى قَالَ فَبِأَي الثِّيَاب يَأْمُرك قَالَ بِالسَّوَادِ قَالَ

هَذَا من الْجِنّ كدت أَن تكونه إِن صَاحب النُّبُوَّة صلى الله عَلَيْهِ يَأْتِيهِ صَاحبه من قبل أُذُنه الْيُمْنَى ويأمره بِلبْس الْبيَاض فَمَا حَاجَتك فحدثه حَدِيث الْعَجُوز قَالَ صدقت هِيَ امرأةٌ يَهُودِيَّة من الْجِنّ هلك زَوجهَا مُنْذُ أَعْوَام وَإِنَّهَا لن تزَال تفعل ذَلِك بكم حَتَّى تهككم إِن استطاعت قَالَ أُميَّة وَمَا الْحِيلَة قَالَ اجْمَعُوا ظهركم فَإِذا جاءتكم فَفعلت كَمَا كَانَت تفعل فَقولُوا لَهَا سبع من فَوق سبع بِاسْمِك اللَّهُمَّ فَلَنْ تضركم فَرجع أُميَّة إِلَيْهِم وَقد جمعُوا الظّهْر فَمَا أَقبلت قَالَ لَهَا مَا أمره الشَّيْخ فَلم تَضُرهُمْ فَلَمَّا رَأَتْ) الْإِبِل لم تتحرك قَالَت قد عرفت صَاحبكُم ليبيض أَعْلَاهُ وليسودن أَسْفَله فَأصْبح أُميَّة وَقد برص فِي عذاره واسودّ أَسْفَله فَلَمَّا قدمُوا مَكَّة ذكرُوا لَهُم هَذَا الحَدِيث فَكَانَ ذَلِك أول مَا كتب أهل مَكَّة فِي كتبهمْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ عَن ثَابت بن الزبير قَالَ لما مرض الْمَرَض الَّذِي مَاتَ فِيهِ جعل يَقُول قد دنا أَجلي وَهَذِه المرضة منيتي وَأَنا أعلم أَن الحنيفية حق وَلَكِن الشَّك تداخلني فِي مُحَمَّد فَلَمَّا دنت وَفَاته أُغمي عَلَيْهِ قَلِيلا ثمَّ أَفَاق وَهُوَ يَقُول لبيكما لبيكما هَا أنذا لديكما لَا مَال لي يفديني وَلَا عشيرة تنجني ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ بعد سَاعَة حَتَّى ظن من حَضَره من أَهله أَنه قد قضى ثمَّ أَفَاق وَهُوَ يَقُول لبيكما لبيكما هَا أنذا لديكما لَا بَرِيء فأعتذر وَلَا قوي فأنتصر ثمَّ إِنَّه بَقِي يحدث من حضر سَاعَة ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ مثل الْمَرَّتَيْنِ حَتَّى يئسوا مِنْهُ فأفاق وَهُوَ يَقُول لبيكما لبيكما هَا أنذا لديكما من الرجز (إِن تغفرِ اللهمّ تغفرْ جمّا ... وأيُّ عبدٍ لَك لَا ألمّا) ثمَّ قضى نحبه وَقيل إِن أُميَّة بَينا هُوَ يشرب مَعَ إخوانٍ لَهُ فِي قصر بِالطَّائِف إِذْ سقط غراب على شرفة الْقصر فنعب نعبةً فَقَالَ بفيك الكثكث وَهُوَ التُّرَاب فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه مَا يَقُول قَالَ يَقُول إِنَّك إِذا شربت الكأس الَّتِي بِيَدِك مت فَقلت بفيك الكثكث ثمَّ نعب أُخْرَى فَقَالَ أُميَّة بِحَق ذَلِك فَقَالَ أَصْحَابه مَا يَقُول قَالَ زعم أَنه يَقع على هَذِه المزبلة فيستثير عظما فيبلعه فيشجى بِهِ فَيَمُوت فَقلت بِحَق ذَلِك فَوَقع الْغُرَاب فأثار الْعظم وابتلعه فَمَاتَ فانكسر أُميَّة وَوضع الكأس الَّتِي بِيَدِهِ وَتغَير لَونه فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه مَا أَكثر مَا سمعنَا مثل هَذَا مِنْك بَاطِلا فألحوا عَلَيْهِ حَتَّى شرب الكأس فَمَال فِي شقّ وأغمي عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق فَقَالَ لَا بَرِيء فأعتذر وَلَا قوي فأنتصر ثمَّ خرجت نَفسه وَمن شعره من الْخَفِيف (كلّ عيشٍ وَإِن تطاول يَوْمًا ... صائرٌ مرّةً إِلَى أَن يزولا) (لَيْتَني كنت قبلما قد بدا لي ... فِي قنان الْجبَال أرْعى الوعولا) (اجعلِ الْمَوْت نْصب عَيْنك واحذرْ ... غَولةَ الدَّهْر إنّ للدهر غولا) وَلما أنْشد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَول أُميَّة من الْبَسِيط)

العمري

(الْحَمد الله ممُسانا ومُصْبَحَنا ... بِالْخَيرِ صَّبحنا ربِّي ومَسّانا) (ربِّ الحنيفة لم تنضبْ خواتمُها ... مَمْلُوءَة طبّق الآفاقَ سُلْطَانا) (أَلا نبيّ لنا منّا يُخبِّرنا ... مَا بعد غايتنا مِن راس مَحيانا) (بَينا يربّيننا آبَاؤُنَا هَلَكُوا ... وبينما نقتني الْأَوْلَاد أفنانا) (وَقد علمنْا لَوانّ العلمَ ينفعنا ... أنْ سَوف يلْحق أُخرانا لأولانا) فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كَاد أُميَّة ليسلم وعتب على ابنٍ لَهُ فَأَنْشَأَ يَقُول من الطَّوِيل (غذَوتُك مولوداً وعُلتك يافعاً ... تُعَلّ بِمَا أجني عَلَيْك وتُنْهلُ) (إِذا ليلةٌ نابتك بالشكو لم أبِتْ ... لشكْوك إلاّ ساهراً أتملْمَلُ) (كأنّي أَنا المطروق دُونك بِالَّذِي ... طُرقْتَ بِهِ دوني فعيناي تهملُ) (تخَاف الردى نَفسِي عَلَيْك وإنّها ... لتعلم أنّ الْمَوْت وقتٌ مؤجَّلُ) (فلمّا بلغْتَ السنَّ والغاية الَّتِي ... إِلَيْهَا مدى مَا كنتُ فِيك أؤمِّلُ) (جعلتَ جزائي غِلْظةً وفظاظةً ... كأنّك أَنْت المنعِم المتفضّلُ) (فليتك إِذْ لم ترْعَ حقّ أبوّتي ... فعلتَ كَمَا الْجَار المجاور يفعلُ) وَمَات أُميَّة بعد فتح حنين كَذَا قَالَ المرزباني فِي المعجم 3 - (الْعمريّ) أُميَّة بن أبي عَائِذ الْعمريّ أحد بني عَمْرو بن الْحَارِث بن تَمِيم بن سعد بن هُذَيْل من شعراء الدولة الأموية وَله فِي عبد الْملك وَعبد الْعَزِيز ابْني مَرْوَان قصائد مَشْهُورَة ووفد إِلَى مصر قَاصِدا عبد الْعَزِيز ومدحه بقصيدته الَّتِي أَولهَا من المتقارب (أَلا إنّ قلبِي مَعَ الظاعنينا ... حَزِين فَمن ذَا يعزّي الحزينا) (فيا لَك من روعةٍ يَوْم بانوا ... بِمن كنت أحسِب أَن لَا يبينا) مِنْهُ فِي المديح من المتقارب (تسير بمدْحَي عبد الْعزي ... زِ ركبان مَكَّة والمُنجدونا) (محبَّرةً من صَرِيح الكلا ... م لَيْسَ كَمَا لَصَّق المُحدثونا) (وَكَانَ امْرَءًا سيّداً ماجداً ... يصفّي الْعَتِيق وينفي الهجينا) ) وَطَالَ مقَامه عِنْد عبد الْعَزِيز وَكَانَ يأنس بِهِ وَوَصله صلاتٍ سنية فتشوق إِلَى الْبَادِيَة وَإِلَى أَهله فَقَالَ لعبد الْعَزِيز من الطَّوِيل (مَتى راكبٌ من أهل مصرَ وَأَهله ... بِمَكَّة من مصرَ العشيّة راجعُ)

أمية بن عمرو

(بلَى إنّها قد تقطع الخرْق ضُمَّرٌ ... تبارى السُّرى والمعسفون الزعازعُ) (مَتى مَا يحوزها ابْن مَرْوَان تعترف ... بلادَ سليمى وَهِي خوصاء ظالعُ) (وباتت تؤمّ الدَّار من كل جانبٍ ... لتخرجَ فاستدَّت عَلَيْهَا المصارعُ) (فلمّا رَأَتْ أَن لَا خُرُوج وإنّما ... لَهَا مِن هَواهَا مَا تجنّ الأضالعُ) (تمطَّتْ بمجدولٍ سَبطرٍ وطالعت ... وماذا من اللَّوْح الْيَمَانِيّ تُطالِعُ) فَقَالَ لَهُ عبد الْعَزِيز اشْتقت وَالله إِلَى أهلك يَا أُميَّة فَقَالَ لعمر الله أَيهَا الْأَمِير فوصله وَأذن لَهُ 3 - (أُميَّة بن عَمْرو) وَقيل ابْن أبي أُميَّة بن عَمْرو مولى هِشَام بن عبد الْملك كَانَ جدهم ينشد هشاماً أشعار الشُّعَرَاء بتطريب على إنشاد الشاميين ليتشاغل بِهِ من الْغناء وأصلهم الشَّام ثمَّ نزلُوا الْبَصْرَة وَأُميَّة من أهل بَيت ظرف وَشعر وكتبة وَهُوَ شيخ أهل بَيته وَأول من قَالَ الشّعْر مِنْهُم وَكَانَ انقطاعهم إِلَى آل الرّبيع الْحَاجِب وَقد قَالَ الشّعْر من أَوْلَاده لصلبه وَأَوْلَادهمْ جمَاعَة يكثر عَددهمْ وَأُميَّة هُوَ الْقَائِل لزوجته من الطَّوِيل (وَوجه كوجه الغُول فِيهِ سماجة ... مفوّهة شوهاء ذَات مشافر) (وَفِي حاجبيها من حرار غرارة ... فَإِن حلقت كَانَت ثَلَاث غَرَائِر) (فَلَا تَسْتَطِيع الْكحل من ضيق عينهَا ... وَإِن عالجته صَار حول المحاجر) 3 - (الأندلسي) أُميَّة بن عبد الْعَزِيز بن أبي الصَّلْت أَبُو الصَّلْت الأندلسي كَانَ أديباً فَاضلا حكيماً منجماً توفّي سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة فِي الْمحرم بالمهدية وَقيل سنة ثمانٍ وَعشْرين كَانَ فيلسوفاً ماهراً فِي الطِّبّ إِمَامًا فِيهِ ورد الْإسْكَنْدَريَّة وسكنها مُدَّة وَكَانَ قد ورد إِلَى الْقَاهِرَة أَيَّام الْآمِر واتصل بوزيره الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش بدر واشتمل عَلَيْهِ رجل من خَواص الْأَفْضَل يعرف بتاج الْمَعَالِي مُخْتَار فوصفه فِي حَضْرَة الْأَفْضَل وَأثْنى عَلَيْهِ أهل الْعلم) وَأَجْمعُوا على تقدمه وتميزه عَن كتاب وقته فَبَقيَ ذَلِك فِي خاطر كَاتب الْأَفْضَل وأضمر لأمية الْمَكْرُوه وَتَتَابَعَتْ سقطات تَاج الْمَعَالِي فَتغير الْأَفْضَل عَلَيْهِ واعتقله فَوجدَ كَاتب الْأَفْضَل السَّبِيل إِلَى أَن اختلق من الْمحَال على أُميَّة فحبسه الْأَفْضَل فِي سجن المعونة مُدَّة ثَلَاث سِنِين وَشهر ثمَّ أطلقهُ فقصد المرتضى أَبَا طَاهِر يحيى بن تَمِيم بن الْمعز بن باديس صَاحب القيروان فحظي عِنْده وَحسنت حَاله وَله رِسَالَة يصف حَاله ويثني على ابْن باديس ويذم مصر وَقَالَ فِيهَا شعرًا مِنْهُ قَوْله من الطَّوِيل

ومنه من البسيط

(فَلم أستسغ إلاّ نداه وَلم يكن ... لَيعْدِل عِنْدِي ذَا الجنابَ جنابُ) (فَمَا كلُّ إنعامٍ يخفُّ احتمالهُ ... وإنْ هطلتْ مِنْهُ عليّ سحابُ) (ولكنْ أجلُّ الصنع مَا جلَّ ربُّه ... وَلم يَأْتِ بابٌ دونه وحجابُ) (وَمَا شئتُ إِلَّا أَن أدُلَّ عواذلي ... على أنَّ رَأْيِي فِي هَوَاك صوابُ) (وَأعلم قوما خالفوني وشرَّقوا ... وغرّبتُ أَنِّي قد ظفرتُ وخابوا) قلت البيتان الأخيران من قصيدة لأبي الطّيب أَولهَا مُنًى كنَّ لي أنّ الْبيَاض خضابُ وَجَاءَت غربت هُنَا فِي موضعهَا وَمن تصانيف أُميَّة كتاب الْأَدْوِيَة المفردة تَقْوِيم الذِّهْن فِي الْمنطق الرسَالَة المصرية رِسَالَة عمل الأسطرلاب الديباجة فِي مفاخر صنهاجة الحديقة فِي مُخْتَار أشعار الْمُحدثين ديوَان شعره كَبِير ديوَان رسائله وَله الْوَجِيز فِي الْهَيْئَة والانتصار فِي أصُول الطِّبّ وصنف بَعْضهَا لما كَانَ فِي سجن الْأَفْضَل ومولده بدانية وَأخذ عَن أبي الْوَلِيد الوقشي قَاضِي دانية وَغَيره وَخرج من إشبيلية وعمره عشرُون سنة وَلزِمَ التَّعَلُّم بِمصْر عشْرين سنة وَمن شعره من الْكَامِل (لَا غَرْوَ إنْ لحقتْ لُهاك مدائحي ... فتدفَّقتْ نُعْماك ملءَ إنائها) (يُكْسَى القضيبُ وَلم يَحِنْ إثماره ... وتُطوَّق الورقاءُ قبل إنائها) 3 - (وَمِنْه من الْبَسِيط) (قد كنتُ جارَك والأيّامُ ترهبني ... وَلست أرهب غيرَ الله من أحدِ) (فنافستْني اللَّيَالِي فِيك ظالمةً ... وَمَا حسبْتُ اللَّيَالِي من ذَوي الْحَسَد) 3 - (وَمِنْه من الْبَسِيط) ) (حسْبي فقد بُعدت فِي الغيّ أشواطي ... وطالَ فِي اللهِو إيغالي وإفراطي) (أنفقتُ فِي اللَّهْو عمري غيرَ متّعِظٍ ... وجُدْتُ فِيهِ بوفْري غير مُحتاطِ) (فَكيف أخلُص من بَحر الذُّنُوب وَقد ... غرقتُ فِيهِ على بُعدٍ من الشاطي) (يَا ربِّ مَا ليَ لَا أَرْجُو رضاك بِهِ ... إلاّ اعترافي بأنّي المذنبُ الخاطي) وَمِنْه وَقد طلع الْقَمَر بديهاً فِي مجْلِس عَليّ بن يحيى من الْبَسِيط (رأى مُحيّا ابنِ يحيى البدرُ متّسقاً ... فكاد يُذْهِبُ عَنهُ نورَهُ الحسدُ) (فانظرْ إِلَى الْأَثر البادي بصفحته ... فإنّ ذَلِك من فرط الَّذِي يجدُ) 3 - (وَمِنْه من الْكَامِل) (دبَّ العذارُ بخدِّه ثمّ انثنى ... عَن لثْم مَبْسِمه البرودِ الأشنب)

ومنه من الرمل

(لَا غرْوَ أنْ خشِيَ الرَدىَ فِي لثمه ... فالريقُ سمٌّ قاتلٌ للعقرب) 3 - (وَمِنْه من الرمل) (لم أقل للطَّيف زُرْني عِنْدَمَا ... شطّ مَن أهواه عني وشَسَعْ) (إِنَّمَا يطْمع فِي طيف الْكرَى ... مَن إِذا فَارقه الإلفُ هَجَعْ) وَمِنْه فِي هرمي مصر من الطَّوِيل (بعيشك هَل أبصرتَ أعجب منْظرًا ... على طول مَا أَبْصرت من هَرميْ مصرِ) (أنافا بأعنان السَّمَاء وأشرفا ... على الجوِّ إشرافَ السِّماكين والنسرِ) (وَقد وافيا نَشْزاً من الأَرْض عَالِيا ... كَأَنَّهُمَا ثديان قاما على صدرِ) وَمِنْه مَا أوصى أَن يكْتب على قَبره من الطَّوِيل (سكنتُكِ يَا دَار الفناء مصدّقاً ... بأنّي إِلَى دَار الْبَقَاء أصيرُ) (وَأعظم مَا فِي الْأَمر أنّيَ صائرٌ ... إِلَى عادلٍ فِي الحكم لَيْسَ يجوزُ) (فيا لَيْت شعري كَيفَ أَلْقَاهُ عِنْدهَا ... وزادي قليلٌ والذنُوب كثيرُ) (فإنْ أكُ مَجْزيّاً بذنبي فإنّني ... بشِّر عِقَاب المذنبين جديرُ) (وإنْ يَك عَفْو مِنْهُ عنّي وَرَحْمَة ... فثّمَّ نعيمٌ دَائِم وسرورُ) وَمِنْه فِي وصف فرس من المنسرح (صفراءُ إلاّ حجولُ مؤخرِها ... فهْيَ مُدام ورُسْغُها زَبَدُ) ) (تعطيك مجهودَها فراهتُها ... فِي الحُضْر والحُضْرُ عِنْدهَا وَئدُ) 3 - (وَمِنْه من الْبَسِيط) (قد كَانَ لي سببٌ قد كنت أَحسب أَن ... أحْظى بِهِ فَإِذا دائي من السببِ) (فَمَا مقلِّم أظفاري سوى قلمي ... وَلَا كتائب أعدائي سوى كُتُبي) وَمِنْه يصف المجاذيف من الطَّوِيل (كأنّ حباب المَاء درٌّ مبدَّد ... وهنَّ أكفُّ الغيد يعجلنَه لقطا) 3 - (وَمِنْه من المنسرح) (صافٍ ومولاتهُ وسيّدهُ ... حدودُ شكلِ الْقيَاس مجموعهْ) (فالشيخ فَوق الِاثْنَيْنِ مرتفعٌ ... والستّ تَحت الِاثْنَيْنِ موضوعهْ) (والشيخُ مَحْمُول ذِي وحامل ذَا ... بحشمةٍ فِي الْجَمِيع مصنوعهْ) (شكلُ قياسٍ كَانَت نتيجته ... قرينَة فِي دمشق مطبوعهْ)

الأموي

وَكَانَ يَقُول خرجت من مصر وَفِي قلبِي أَمر كنت أوثره فَقيل لَهُ مَا هُوَ فَقَالَ أَن تملأ بركَة الْحَبَش خمرًا وأكرع فِيهَا حَتَّى أروى 3 - (الْأمَوِي) أُميَّة بن عبد الله بن خَالِد الْأمَوِي روى عَن ابْن عمر وَولي إمرة خُرَاسَان وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ أُميَّة شَدِيد الْكبر مرض صَاحب لَهُ فَلم يعده وَقَالَ لوعدنا أحدا لعدناك وَكَانَ جواداً ممدحاً وَفِيه يَقُول الشَّاعِر من الطَّوِيل (أميّةُ يعطيك اللَّها مَا سألتَه ... وَإِن أَنْت لم تسْأَل أميّة أضْعفا) (ويعطيك مَا أَعْطَاك جذلان ضَاحِكا ... إِذا عبَّس الخدْلُ الْيَدَيْنِ وقفْقفا) (هَنِيئًا مريئاً جودُ كفِّ ابْن خَالِد ... إِذا المُمسِك الرِّعديدُ أعْطى تكلُّفا) وَهُوَ الَّذِي روى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يستفتح الْعَدو بصعاليك الْمُهَاجِرين 3 - (الْقَيْسِي) أُميَّة بن خَالِد الْقَيْسِي أَخُو هدبة بَصرِي ثَبت وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة مِائَتَيْنِ لِلْهِجْرَةِ 3 - (العيشي) ) أُميَّة بن بسطَام بن الْمُنْتَشِر العيشي بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا شين مُعْجمَة الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى عَنهُ النَّسَائِيّ بِوَاسِطَة وثقة ابْن حبَان وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو أُميَّة الضمرِي) عَمْرو بن أُميَّة أَبُو أُميَّة عُمَيْر بن وهب (أَبُو أنَاس الدؤَلِي الْكِنَانِي) وَهُوَ من رَهْط أبي الْأسود الدؤَلِي من أَشْرَافهم وَعَمه سَارِيَة بن زنيم الَّذِي قَالَ فِيهِ عمر بن الْخطاب يَا ساربة الْجَبَل الْجَبَل وَكَانَ أَبُو أنَاس شَاعِرًا وَهُوَ الْقَائِل لرَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم من الطَّوِيل

الألقاب

(تعلم رَسُول الله أَنَّك قَادر ... على كل حافٍ من تهامٍ ومنُجدِ) وَهِي أبيان كَثِيرَة وفيهَا (فَمَا حملتْ من ناقةٍ رَحلْها ... أبرَّ وأوفى ذِمّةً من محمدِ) وَله ابْن شَاعِر يُقَال لَهُ أنس بن أبي أنَاس اسْتَخْلَفَهُ الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ على خُرَاسَان حِين حَضرته الْوَفَاة فَعَزله زِيَاد وَولى خُلَيْد بن عبد الله الْحَنَفِيّ (الألقاب) الْأَنْبَارِي جمَاعَة مِنْهُم النَّحْوِيّ الْكَبِير اسْمه مُحَمَّد بن الْقَاسِم وَمِنْهُم سديد الدولة كَاتب الْإِنْشَاء اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم وَابْنه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم وَمِنْهُم كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبيد الله وَمِنْهُم نجم الدّين شيخ المستنصرية عبد الله بن أبي السعادات وَمِنْهُم عبد الله بن عبد الرحمان وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى وَمِنْهُم وَالِد الْعَلامَة أبي بكر اسْمه الْقَاسِم بن مُحَمَّد (انتصار بن يحيى) (ابْن زين الدولة المصمودي) غلب على دمشق فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَبَقِي إِلَى أَن قدم أتسز فَعوضهُ عَنْهَا بانياس ويافا فَذهب إِلَيْهَا (الأنجب الحمامي الْبَغْدَادِيّ) الأنجب ابْن أبي السعادات مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الحمامي وَيُسمى مُحَمَّدًا كَانَ شَيخا حسنا محباً للرواية حسن الْأَخْلَاق سمع الْكثير من أبي الْفَتْح ابْن البطي وَأبي زرْعَة الْمَقْدِسِي وَأبي الْمَعَالِي ابْن اللحاس وَغَيرهم وَعمر حدث بالكثير وقصده الغرباء وانتشرت الرِّوَايَة عَنهُ وَكَانَ سَمَاعه صَحِيحا توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة

أنجشة الصحابي

(أَنْجَشَة الصَّحَابِيّ) أَنْجَشَة بِالْهَمْزَةِ وَالنُّون وَالْجِيم والشين الْمُعْجَمَة كَانَ يَسُوق أَو يَقُود بنساء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام حجَّة الْوَدَاع وَكَانَ يَحْدُو وَهُوَ حسن الحداء وَكَانَت الْإِبِل تزيد فِي الْحَرَكَة بحدائه فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رويداً يَا أَنْجَشَة رفقا بِالْقَوَارِيرِ يَعْنِي النِّسَاء حَدِيثه عَن أنس بن مَالك وَكَانَ أَنْجَشَة أسود وَكَانَ يَحْدُو بِالنسَاء وَكَانَ الْبَراء بن مَالك يَحْدُو بِالرِّجَالِ (الأندي) أَبُو عَمْرو الأندي اسْمه أَحْمد بن خَلِيل (الأندرشي النَّحْوِيّ) أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن سعد (الْأَمِير معِين الدّين) أنر الْأَمِير معِين الدّين أنر بِفَتْح الْهمزَة وَضم النُّون وَبعدهَا رَاء مُدبر دوَل أَوْلَاد أستاذه طغتكين بِدِمَشْق كَانَ عَاقِلا خيرا حسن السِّيرَة والديانة مَوْصُوفا بِالرَّأْيِ والشجاعة محباً للْعُلَمَاء والصلحاء كثير الصدفة وَالْبر وَله الْمدرسَة المعينية بقصر الثقفين ولقبره قبَّة بالعونية خلف دَار الْبِطِّيخ أغفل ذكره ابْن عَسَاكِر توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ صَاحب الْقصر المعيني الَّذِي بالغور ووالد سعد الدّين مَسْعُود زوج ربيعَة خاتون أُخْت السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَسَيَأْتِي ذكر سعد الدّين مَسْعُود فِي حرف الْمِيم مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ رَحمَه الله مَعَ عسكره بحوران فوصل إِلَى دمشق وَكَانَ قد أمعن فِي الْأكل فَلحقه عقيب ذَلِك انطلاق بطن ثمَّ إِنَّه تولد لَهُ مِنْهُ مرض فِي الكبد فَعَاد إِلَى دمشق فِي محفة لمداواته فَلَمَّا وصل قضى نحبه وَفِيه يَقُول مؤيد الدولة أُسَامَة بن منقذ لما لَقِي الفرنج على صرخذ من الْخَفِيف (كلَّ يَوْم فتحٌ مُبين وَنصر ... واعتلاءٌ على الأعادي وقَهْرُ) (صدق النَّعْت فِيك أَنْت معِين ال ... دين إنّ النعوت فالٌ وزَجْرُ) (أنس) 3 - (خَادِم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أنس بن مَالك أَبُو حَمْزَة الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ الخزرجي خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ آخر أَصْحَابه موتا روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَأسيد بن حضير وَأبي طَلْحَة وَعبادَة ابْن الصَّامِت وَأمه أم سليم وخالته أم حرَام وَابْن مَسْعُود ومعاذ وَأبي ذَر قَالَ خدمت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشر سِنِين فَمَا ضَرَبَنِي وَلَا سبني وَلَا عبس فِي وَجْهي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بأطول من هَذَا وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ أَكثر مَاله وَولده قَالَ أنس وَالله إِن مَالِي لكثير وَإِن وَلَدي وَولد وَلَدي يتعادون على نَحْو من مائةٍ الْيَوْم قَالَ بَعضهم بلغ مائَة وَثَلَاث

سِنِين وَتُوفِّي على الصَّحِيح سنة ثَلَاث وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قَالَ عَليّ بن زيد بن جدعَان كنت فِي دَار الْإِمَارَة وَالْحجاج يعرض النَّاس أَيَّام ابْن الْأَشْعَث فَدخل أنس بن مَالك فَلَمَّا دنا من الْحجَّاج قَالَ الْحجَّاج يَا خبثة جوال فِي الْفِتَن مرّة مَعَ عَليّ ابْن أبي طَالب وَمرَّة مَعَ ابْن الزبير وَمرَّة مَعَ ابْن الْأَشْعَث وَالله لأستأصلنك كَمَا تستأصل الصمغة ولأجردنك كَمَا يجرد الضَّب فَقَالَ لَهُ أنس من يَعْنِي الْأَمِير أصلحه الله قَالَ إياك أَعنِي أَصمّ الله سَمعك فَاسْتَرْجع أنس وشغل عَنهُ فَخرج أنس وتبعته وَقلت مَا مَنعك أَن تجيبه فَقَالَ وَالله لَوْلَا أَنِّي ذكرت كَثْرَة وَلَدي وخشيته عَلَيْهِم لأسمعته فِي مقَامي هَذَا مَا لَا يستحسن لأحدٍ بعدِي وَكتب إِلَى عبد الْملك بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم لعبد الْملك أَمِير الْمُؤمنِينَ من أنس بن مَالك خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَاحبه أما بعد فَإِن الْحجَّاج قَالَ لي هجراً من القَوْل وأسمعني نكراً وَلم أكن لما قَالَ أَهلا إِنَّه قَالَ لي كَذَا وَكَذَا وَإِنِّي أَقْسَمت بخدمتي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشر سِنِين كوامل لَوْلَا صبية صغَار مَا باليت أَيَّة قتلةٍ قتلت وَالله لَو أَن الْيَهُود وَالنَّصَارَى أدركوا رجلا خدم نَبِيّهم لأكرموه فَخذ لي على يَده وأعني عَلَيْهِ وَالسَّلَام فَلَمَّا قَرَأَ عبد الْملك الْكتاب استشاط غَضبا وَكتب على الْحجَّاج أما بعد فَإنَّك عبد من ثَقِيف طمحت بك الْأُمُور فعلوت فِيهَا وطغيت حَتَّى عدوت قدرك وتجاوزت طورك يَا ابْن المستفرمة بعجم الزَّبِيب لأغمزنك غمز اللَّيْث ولأخبطنك خبطةً ولأركضنك ركضةً تود مَعهَا لَو أَنَّك رجعت فِي مخرجك من وجار أمك أَنا تذكر حَال آبَائِك ومكاسبهم) بِالطَّائِف وحفرهم الْآبَار بِأَيْدِيهِم ونقلهم الْحِجَارَة على ظُهُورهمْ أم نسيت أجدادك فِي اللؤم والدناءة وخساسة الأَصْل وَقد بلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كَانَ مِنْك إِلَى أبي حَمْزَة أنس بن مَالك خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَعَلَيْك لعنة الله من عبدٍ أخفش الْعَينَيْنِ أصك الرجلَيْن مَمْسُوح الْجَاعِرَتَيْنِ لقد هممتُ أَن أبْعث إِلَيْك من يسحبك ظهرا لبطن حَتَّى يَأْتِي بك أَبَا حَمْزَة أَو انتهكت لَهُ عرضا غير مَا كتب بِهِ إِلَيْهِ لفعل ذَلِك بك فَإِذا قَرَأت كتابي هَذَا فَكُن لَهُ أطوع من نَعله واعرف حَقه وأكرمه وَأَهله وَلَا تقصرن فِي شَيْء من حَوَائِجه فو الله لَو أَن الْيَهُود رَأَتْ رجلا خدم العزير أَو النَّصَارَى رجلا خدم الْمَسِيح لَو قروه وعظموه فتباً لَك لقد اجترأت ونسيت الْعَهْد وَإِيَّاك أَن يبلغنِي عَنْك خلاف ذَلِك فأبعث إِلَيْك من يَضْرِبك بَطنا لظهر ويهتك سترك ويشمت بك عَدوك والقه فِي منزله متنصلاً إِلَيْهِ ليكتب إِلَيّ بِرِضَاهُ عَنْك ولكلِّ نبإٍ مستقرٌّ وسوف تعلمُونَ وَكتب عبد الْملك إِلَى أنس لأبي حَمْزَة أنس بن مَالك خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متن عبد الْملك سَلام عَلَيْك أما بعد فَإِنِّي قَرَأت كتابك وفهمت مَا ذكرت فِي أَمر الْحجَّاج وَإِنِّي وَالله

مَا سلطته عَلَيْك وَلَا على أمثالك وَقد كتبت إِلَيْهِ مَا يبلغك فَإِن عَاد لمثلهَا فعرفني حَتَّى أحل بِهِ عقوبتي وأذله بسطوتي وَالسَّلَام عَلَيْك ثمَّ أرسل إِلَى إِسْمَاعِيل بن عبد الله ابْن أبي المُهَاجر وَدفع إِلَيْهِ الْكِتَابَيْنِ وَقَالَ اذْهَبْ إِلَى أنس وَالْحجاج وابدأ بأنس وَقل لَهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسلم عَلَيْك وَيَقُول لَك قد كتبت إِلَى عبد نَبِي ثَقِيف كتابا إِذا قَرَأَهُ كَانَ أطوع لَك من أمتك واستعرض حَوَائِجه فَركب إِسْمَاعِيل الْبَرِيد فَلَمَّا دفع الْكتاب إِلَى الْحجَّاج جعل يقرأه ويتمعر وَجهه ويرشح عرقاً وَيَقُول يغْفر الله لأمير الْمُؤمنِينَ ثمَّ قَالَ نمضي إِلَى أنس فَقَالَ لَهُ على رسلك ثمَّ مضى إِلَى أنس وَقَالَ لَهُ يَا أَبَا حَمْزَة قد فعل أَمِير الْمُؤمنِينَ مَعَك مَا فعل وَهُوَ يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام ويستعرض حوائجك فَبكى أنس وَقَالَ جزاه الله خيرا كَانَ أعرف بحقي وَأبر بِي من الْحجَّاج قَالَ وَقد عزم الْحجَّاج على الْمَجِيء إِلَيْك فَإِن رَأَيْت أَن تتفضل عَلَيْهِ فَأَنت أول بِالْفَضْلِ فَقَامَ أنس وَدخل إِلَى الْحجَّاج فَقَامَ إِلَيْهِ واعتنقه وَأَجْلسهُ على سَرِيره وَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَة عجلت عَليّ بالملامة وأغضبت أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأخذ يعْتَذر إِلَيْهِ وَيَقُول قد علمت شغب أهل الْعرَاق وَمَا كَانَ من ابْنك مَعَ ابْن الْجَارُود وَمن خُرُوجك مَعَ ابْن الْأَشْعَث فَأَرَدْت أَن يعلمُوا أَنِّي أسْرع إِلَيْهِم بالعقوبة إِذْ قلت لمثلك مَا قلت فَقَالَ أنس مَا شَكَوْت حَتَّى بلغ مني الْجهد زعمت أننا الأشرار وَالله سمانا) الْأَنْصَار وَزَعَمت أننا أهل النِّفَاق وَنحن الَّذين تبوأنا الدَّار وَالْإِيمَان وَالله يحكم بَيْننَا وَبَيْنك وَمَا وَكلتك إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَّا حَيْثُ لم يكن لي بِهِ قُوَّة وَلَا آوي إِلَى ركن شَدِيد ودعا لعبد الْملك وَقَالَ إِن رَأَيْت خيرا حمدت وَإِن رَأَيْت شرا صبرت وَبِاللَّهِ استعنت وَكتب الْحجَّاج إِلَى عبد الْملك أما بعد فَأصْلح الله أَمِير الْمُؤمنِينَ وأبقاه وَلَا أعدمناه وصلني الْكتاب يذكر فِيهِ شتمي وتعييري بِمَا كَانَ قبل نزُول النِّعْمَة بِي من أَمِير الْمُؤمنِينَ وَيذكر استطالتي على أنس جرْأَة منى على أَمِير الْمُؤمنِينَ وغرة مني بِمَعْرِِفَة سطواته ونقماته وأمير الْمُؤمنِينَ أعزه الله فِي قرَابَته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَق من أقالني عثبرتي وَعَفا عَن جريمتي وَلم يعجل عقوبتي ورأيه العالي فِي تفريج كربتي وتسكين روعتي أقاله الله العثرات قد رأى إِسْمَاعِيل ابْن أبي المُهَاجر خضوعي لأنس وإعظامي إِيَّاه وَاعْتذر اعتذاراً كثيرا وَلما قدم الْحجَّاج الْعرَاق أرسل إِلَى أنس فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَة إِنَّك قد صبحت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَأَيْت من عمله وَسيرَته ومنهاجه فَهَذَا خَاتمِي فَلْيَكُن فِي يدك فَأرى بِرَأْيِك وَلَا أعمل شَيْئا إِلَّا بِأَمْرك فَقَالَ لَهُ أنس أَنا شيخ كَبِير قد ضعفت ورققت وَلَيْسَ فِي الْيَوْم ذَاك فَقَالَ قد عملت لفُلَان وَفُلَان فَمَا بالي أَنا فَانْظُر إِن كَانَ فِي بنيك مِمَّن تثق بِدِينِهِ وأمانته وعقله قَالَ مَا فِي نَبِي من أَثِق لَك بِهِ وَكثر الْكَلَام بَينهمَا وَقَالَ يَوْمًا من جملَة كَلَام لقد عبت فَمَا تركت شَيْئا وَلَوْلَا خدمتك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ لَكَانَ لي وَلَك شَأْن من الشَّأْن فَقَالَ أنس هَيْهَات إِنِّي لما خدمت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

الكعبي القشيري

عَلمنِي كلماتٍ لَا يضرني مَعَهُنَّ عتو جَبَّار فَقَالَ لَهُ الْحجَّاج يَا عماه لَو علمتنيهن فَقَالَ لست لذَلِك بِأَهْل فَدس إِلَيْهِ الْحجَّاج ابْنه مُحَمَّدًا وَمَعَهُ مِائَتي ألف دِرْهَم وَمَات الْحجَّاج قبل أَن يظفر بالكلمات وَهِي بِسم الله على نَفسِي وديني بِسم الله على أَهلِي وَمَالِي بِسم الله على كل شَيْء أَعْطَانِي بِسم الله خير الْأَسْمَاء بِسم الله رب الأَرْض وَالسَّمَاء بِسم الله الَّذِي لَا يضر مَعَ اسْمه دَاء بِسم الله افتتحت وعَلى الله توكلت الله رَبِّي لَا أشرك بِهِ أحدا اللَّهُمَّ أَنْت جاري من كل شَيْء قل هُوَ الله أحد السُّورَة من خَلْفي وَعَن يَمِيني وَعَن شمَالي وَمن فَوقِي وَمن تحتي وَقَالَ أنس دفنت من صلبي مائَة ولد وَإِن نخلي يُثمر فِي السّنة مرَّتَيْنِ وَلَقَد عِشْت حَتَّى استحييت من أَهلِي وَأَنا أَرْجُو الرَّابِعَة يَعْنِي الْمَغْفِرَة لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اللَّهُمَّ) أكثير مَاله وَولده وأطل عمره واغفر لَهُ ذَنبه وَبَارك لَهُ فِيمَا أَعْطيته وَكَانَ أنس قد خَتمه الْحجَّاج فِي عُنُقه وَقَالَ أنس يَقُولُونَ لَا يجْتَمع حب عَليّ وَعُثْمَان فِي قلب رجل مُؤمن كذبُوا وَالله لقد جمع الله حبهما فِي قُلُوبنَا وَقَالَ ابْن سعد كَانَ يُصَلِّي حَتَّى تتفطر رِجْلَاهُ دَمًا وَكَانَ مجاب الدعْوَة يَدْعُو فَينزل الْغَيْث وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يخْتم الْقُرْآن جمع أَهله وَعِيَاله وَولده فيختم بحضرتهم وَإِذا خرج إِلَى قصره صلى على حِمَاره تَطَوّعا يُومِئ إِيمَاء وَقَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ عَامَّة الروَاة على أَنه لم يشْهد بَدْرًا وَقَالَ كَانَ لجَماعَة مائَة ولد مِنْهُم أَبُو بكرَة نفيع مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخَلِيفَة السَّعْدِيّ وَعبد الله بن عمر النَّبِي وجعفر بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي لم يمت كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ حَتَّى رأى من صلبه مائَة ولد وَيُقَال إِنَّه لَا يعرف لَهُم سادس 3 - (الكعبي الْقشيرِي) أنس بن مَالك الكعبي الْقشيرِي لَهُ حَدِيث وَاحِد روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة توفّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأنْصَارِيّ) أنس بن سِيرِين هُوَ مولى الْأَنْصَار آخر بني سِيرِين موتا ولد فِي آخر خلَافَة عُثْمَان وَدخل على زيد بن ثَابت وَحدث عَن ابْن عَبَّاس وخباب بن عبد الله وَابْن عمر وَابْن مَسْرُوق وَجَمَاعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة ووثقة ابْن معِين وَغَيره وَتُوفِّي على الصَّحِيح سنة عشْرين وَمِائَة 3 - (اللَّيْثِيّ الْمدنِي) أنس بن عِيَاض اللَّيْثِيّ الْمدنِي بَقِيَّة المسندين الثِّقَات روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وَله سِتّ وَتسْعُونَ سنة 3 - (أنس بن زنيم) لما قدم ركب خُزَاعَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستنصرونه فَلَمَّا فرغوا من

أنس بن معاذ

كَلَامهم قَالُوا يَا رَسُول الله إِن أنس بن زنيم قد هجاك فَنَذر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَمه فلمات كَانَ يَوْم الْفَتْح أسلم أنس وأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَذر إِلَيْهِ وَكَلمه فِيهِ نَوْفَل بن مُعَاوِيَة الدؤَلِي وَقَالَ أَنْت أولى النَّاس بِالْعَفو وَمن منا لم يؤذك وَلم يعادك وَنحن فِي جاهليةٍ) لَا نَدْرِي مَا نَأْخُذ وَلَا مَا نَدع هدَانَا الله بك وأنقذنا من الهلكة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد عَفَوْت عَنهُ فَقَالَ نَوْفَل فدَاك أبي وَأمي فَقَالَ أنس بن زنيم يمدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيعْتَذر مِمَّا بلغه من الطَّوِيل (وَأَنت الَّذِي تُهْدى معدٌّ بأَمْره ... بل الله يهديها وَقَالَ لَك اشْهَدْ) (فَمَا حَمَلتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلِها ... أبرَّ وأوفى ذمَّة من مُحَمَّد) (أحثّ على خيرٍ وأوسع نائلاً ... إِذا رَاح يهتزّ اهتزاز المهنَّدِ) (وأكسى لبُرْد الْحَال قبل احتذائه ... وَأعْطى بِرَأْس السَّابِق المتجرّدِ) (تعلَّمْ رَسُول الله أنّك مُدركي ... وأنّ وعيداً مِنْك كالأخذ بِالْيَدِ) (تعلم رَسُول الله أَنَّك قَادر ... على كلِّ سكن من تهامٍ ومنُجدِ) (ونُبّي رسولُ الله أنْ قد هجوتُه ... فَلَا رفعتْ سَوْطِي إليَّ إِذا يَدي) (سِوى أنّني قد قلتُ يَا وَيْح فتيةٍ ... أصيبوا بنحسٍ يومَ طلقٍ وأسعدِ) (ذؤيباً وكلثوماً وسلماً تتابعوا ... جَمِيعًا فإلاّ تَدْمَع العينُ أكْمدِ) (على أنّ سلما لَيْسَ فيهم كمثله ... وَإِخْوَته وَهل ملوكٌُ كأعْبُدِ) (فإنّي لَا عِرضاً خرقتُ وَلَا دَمًا ... هرقتُ فذكرِّ عالمَ الحقِّ واقصْدِ) 3 - (أنس بن معَاذ) 3 - (بن أنس بن قيس) يَنْتَهِي إِلَى النجار الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَقَالَ ابْن إِسْحَاق أَوْس بن معَاذ فأبدل النُّون واواً وَقَالَ قتل يَوْم بِئْر مَعُونَة وَقيل شهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا وَتُوفِّي فِي خلَافَة عُثْمَان 3 - (أنس بن النَّضر) 3 - (بن ضَمْضَم بن زيد بن حرَام النجاري الْأنْصَارِيّ) قتل يَوْم أحد شَهِيدا روى حميد عَن أنس أَن عَمه أنس بن النَّضر غَابَ عَن قتال بدر فَقَالَ يَا رَسُول الله غبت عَن قتال بدر عَن أول قتالٍ قَاتَلت فِيهِ المشتركين وَالله لَئِن أشهدني الله قتال المشتركين ليرين الله مَا أصنع فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد انْكَشَفَ النَّاس فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أعْتَذر إِلَيْك مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ وَأَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمُشْركين وَمَشى بِسَيْفِهِ فَاسْتَقْبلهُ سعد بن) معَاذ فَقَالَ أَي سعد هَذِه الْجنَّة وَرب أنس أجد رِيحهَا قَالَ سعد بن معَاذ فَمَا قدرت على مَا صنع فأصيب يَوْمئِذٍ فَوَجَدنَا بِهِ بضعاً وَثَمَانِينَ ضَرْبَة من بَين ضربةٍ بِسيف وطعنةٍ بِرُمْح ورمية بِسَهْم وَمثل بِهِ الْمُشْركُونَ

أنس بن أوس بن عتيك

فَمَا عَرفته أُخْته إِلَّا ببنانه وَنزلت مِن المُؤمنين رجالٌ صَدَقوا مَا عاهَدوا اللهَ عَلَيْه الْآيَة 3 - (أنس بن أَوْس بن عتِيك) 3 - (بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي) قتل يَوْم الخَنْدَق شَهِيدا رَمَاه خَالِد ابْن الْوَلِيد بِسَهْم فَقتله وَكَانَ قد شهد قبل ذَلِك أحدا وَلم يشْهد بَدْرًا 3 - (أنس بن مَالك الْقشيرِي) وَيُقَال الكعبي وَكَعب أَخُو قُشَيْر روى عَنهُ أَبُو قلَابَة وَعبد الله بن سوَادَة الْقشيرِي حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن سَمعه يَقُول إِن الله وضع عَن الْمُسَافِر الصَّوْم وَشطر الصَّلَاة وَسكن الْبَصْرَة 3 - (أنس بن ضبع) 3 - (بن عَامر بن مجيدعة بن جشم بن حَارِثَة) شهد بَدْرًا ذكره ابْن عبد الْبر 3 - (أنس بن ظهير) تَصْغِير ظهر الْحَارِثِيّ الْأنْصَارِيّ أَخُو أسيد بن ظهير شهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدأً حَدِيثه عِنْد حفيده حُسَيْن بن ثَابت بن أنس 3 - (أنس بن الْحَارِث) روى عَنهُ سليم وَالِد الْأَشْعَث بن سليم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قتل الْحُسَيْن وَقتل مَعَ الْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا 3 - (أنس بن فضَالة) 3 - (بن عدي بن حرَام بن هتيم بن ظفر الْأنْصَارِيّ الظفري) بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ وأخاه مؤنساً حِين بلغه دنو قُرَيْش يُرِيدُونَ أحدا فاعترضاهم بالعقيق فصارا مَعَهم ثمَّ أَتَيَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرَاهُ خبرهم) وعددهم ونزولهم حَيْثُ نزلُوا فَكَانَا عينين لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وشهدا مَعَه أحدا وَمن ولد أنس هَذَا يُونُس ابْن مُحَمَّد الظفري منزله بالصفراء 3 - (الْأَهْتَم الْخَثْعَمِي) أنس بن مدرك الْخَثْعَمِي الْأَهْتَم أحد فرسَان خثعم فِي الْجَاهِلِيَّة وشعرائهم أدْرك الْإِسْلَام وَأسلم وَأقَام بِالْكُوفَةِ وَهُوَ الْقَائِل لما قتل سليك بن السلكة وطولب بديته من أَبْيَات من الْبَسِيط (إنّي وقتلي سُلَيْكاً يَوْم أعقِلُهُ ... كالثور يُضرَبُ لمّا عافت البقُر) وَكَانَت الْجَاهِلِيَّة إِذا امْتنع الْبَقر من وُرُود المَاء ضربوا الثور حَتَّى يرد فَترد بوروده

مخضرم

(أغشى الحروب وسربالي مضاعفةٌ ... تغشَى البنان وسيفي صارِمٌ ذكرُ) 3 - (مخضرم) أنس بن أسيد ابْن أبي إِيَاس بن زنيم مخضرم مدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاعْتذر إِلَيْهِ من شَيْء بلغه عَنهُ بقصيدة مِنْهَا من الطَّوِيل (وَأَنت الَّذِي تهدى معد بأَمْره ... بل الله يهْدِيهم وَقَالَ لَك اشهدِ) (فَمَا حملتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلِها ... أبرَّ وأوفى ذمَّة من محمّدِ) (أحثّ على خيرٍ وأوسع نائلاً ... إِذا رَاح يَهْتَز اهتزاز المهند) (وأكسى لبرد العصْب قبل ابتذاله ... وَأعْطى لرأس السَّابِق المتجرّدِ) (وأُخبرتُ خيرَ النَّاس أنّك لُمتْني ... وإنّ وعيداً مِنْك كالأخذ بِالْيَدِ) (تعلم رَسُول الله أَنَّك قادرٌ ... على كلِّ حيٍّ من تهامٍ ومُنجدِ) (وأنبوا رسولَ الله أنّي هجوته ... فَلَا رفعّتْ سَوْطِي إليّ إِذا يَدي) 3 - (كَاتب البرامكة) أنس ابْن أبي شيخ كَاتب البرامكة كَانَ من البلغاء الْفُضَلَاء قَتله الرشيد مَعَ البرامكة وَهُوَ الْقَائِل يصف الدُّنْيَا من السَّرِيع (مذمومةٌ بالهمِّ مخطومةٌ ... سمٌّ ذُعاف درُّ أخلافها) (وَلم تزل تقتل ألاّفها ... أُفٍّ لقتّالةِ أُلاّفها) وَأتي بِهِ صبح اللَّيْلَة الَّتِي قتل فِيهَا البرامكة إِلَى الرشيد فدار بَينه وَبَينه كَلَام فَأخْرج الرشيد سَيْفا من تَحت فرَاشه وَأمر بِضَرْب عُنُقه بِهِ وَجعل الرشيد يتَمَثَّل بَيْتا قيل فِي أنس قبل ذَلِك) من الْبَسِيط (تلمّظ السيفُ من شوقٍ إِلَى أنس ... فالسيف يلحظ والأقدار تنْتَظر) فَسبق السَّيْف الدَّم فَقَالَ الرشيد رحم الله عبد الله بن مُصعب فَقَالَ النَّاس إِن السَّيْف كَانَ سيف الزبير بن الْعَوام وَقَالَ بعض النَّاس إِن عبد الله بن مُصعب كَانَ صَاحب خبر الرشيد وَإنَّهُ أخبرهُ أَن أنسا على الزندقة فَلذَلِك قَتله 3 - (المغازلي الصُّوفِي) أنس بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْقَاسِم المغازلي الصُّوفِي من أهل تفليس قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا وَصَحب الشَّيْخ أَبَا النجيب السهروردي وتفقه عَلَيْهِ وَسمع مَعَه

مولى النبي صلى الله عليه وسلم

الحَدِيث من أبي المظفر هبة الله بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن الشبلي وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن سُلَيْمَان وَأبي زرْعَة طَاهِر ابْن مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة عشْرين وسِتمِائَة 3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أنس مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكنى أَبَا مسرح وَيُقَال أَبُو مسروح ذكره مُوسَى ابْن عقبَة عَن ابْن شهَاب فِي من شهد بَدْرًا وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَ من مولدِي السراة وَكَانَ يَأْذَن على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا جلس فِي مَا حكى مُصعب الزبيرِي وَمَات فِي خلَافَة أبي بكر وَقَالَ الْمَدَائِنِي اسْتشْهد يَوْم بدر 3 - (الأنسي قَاضِي بَغْدَاد) اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (أنص نَائِب بهسني) أنص الْأَمِير سيف الدّين نَائِب بهسني لما توجه الْأَمِير بدر الدّين مَسْعُود بن الخطير من نِيَابَة غَزَّة إِلَى نِيَابَة طرابلس فِي نوبَة الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي نَائِب الشَّام رسم للأمير سيف الدّين أنص نبيابة غَزَّة وَحضر إِلَيْهِ من توجه بِهِ إِلَى غَزَّة ثمَّ إِنَّه طلب عقيب ذَلِك إِلَى بَاب السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي شَهْري جُمَادَى الْآخِرَة وَرَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَأَقَامَ قَلِيلا وَجلسَ فِي المشور ثمَّ عَاد إِلَى غَزَّة مقدم عَسْكَر على عَادَة نوابها ثمَّ رسم لَهُ بالتوجه إِلَى القلعة الْمُسلمين نَائِبا فِي شهر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَسَبْعمائة (الألقاب) أنف الْكَلْب الشَّاعِر خطاب بن الْمُعَلَّى الْأنمَاطِي الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ إِسْمَاعِيل بن عبد الله الْأنمَاطِي الْمُحدث عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي الْأَحول شيخ للشَّافِعِيَّة عُثْمَان بن سعيد ابْن الْأنمَاطِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي

أنوشتكين

(أنوشتكين) 3 - (نَائِب دمشق) أنوشتكين أَبُو مَنْصُور التركي الختني الْأَمِير المظفر أَمِير الجيوش ولي دمشق للظَّاهِر الْخَلِيفَة الْمصْرِيّ سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَلم يزل إِلَى أَن وَقع بَينه وَبَين كبار الْجَيْش فهرب مِنْهَا فَذهب مِنْهَا إِلَى حلب فَبَقيَ فِيهَا ثَلَاثَة أشهر وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ عادلاً صَالحا طرد الْعَرَب عَن الشَّام وَصَارَ الرّوم يراعونه وَأَصْحَاب الْأَطْرَاف يخافونه ورعية الْبِلَاد يؤثرونه والتجار يشكرونه وَبلغ أَبَا الْقَاسِم الجرجرائي وَزِير مصر أَن كَاتب أنوشتكين يَأْمُرهُ بِالْفَسَادِ فَكتب إِلَيْهِ بإبعاده عَنهُ وإنفاذه إِلَى مصر فَامْتنعَ فنفر الْوَزير وأعمل الْحِيلَة فِي أمره فَكتب إِلَى رُؤَسَاء الأجناد يَأْمُرهُم بعصيانه والتخلي عَنهُ واستدعى جمَاعَة مِنْهُم وعرفهم مَا فِي قلبه مِنْهُ وعادوا إِلَى دمشق فأغروا الْجند وَعلم أنوشتكين ذَلِك فَقطع أرزاق الْجند وَكَاشف بالعصيان فَاجْتمعُوا إِلَى ظَاهر دمشق وَهُوَ نَازل فِي قصره وقاتلوه وَحَال بَينهم اللَّيْل ونهبوا الخزائن فَعلم أَنه لَا طَاقَة لَهُ بهم فَسَار إِلَى بعلبك فِي جماعةٍ من غلمانه فأغلق بَابهَا فِي وَجهه فَسَار إِلَى حماة وَبهَا خَليفَة بن جَابر الْكلابِي فَأَرَادَ نهبه فَسَار إِلَى حلب فَتَلقاهُ أَهلهَا إِلَى جبل جوشن وَلَوْلَا الْمُقَلّد بن منقذ لما وصل إِلَيْهَا لِأَنَّهُ سَار فِي خدمته من كفرطاب وَفَرح بِهِ أهل حلب وزينوها وَلما توفّي حزن النَّاس عَلَيْهِ وَلم يل الشَّام أعدل مِنْهُ وَولي دمشق بعده ابْن أبي الْجِنّ 3 - (الرضواني) أنوشتكين بن عبد الله الرضواني مولى أبي الْفَرح مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن رضوَان الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف الفيروزاباذي الْفَقِيه وَأَبا الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن البسري وَأَبا الْحُسَيْن عَاصِم بن الْحسن بن عَاصِم وَغَيرهم وَكَانَ شَيخا صَالحا كثير الذّكر فهما يكْتب خطا جيدا خرج لَهُ أَبُو الْفَضَائِل عبد الله بن أبي بكر ابْن الخاضبة فَوَائِد عَن شُيُوخه توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة (أنوشروان) 3 - (وَزِير المسترشد) أنوشروان بن خَالِد بن مُحَمَّد القاشاني أَبُو نصر الْوَزير ولد بِالريِّ سنة تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن ولي وزارة السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقدم مَعَه بَغْدَاد

شيطان العراق

واستوطنها وَكَانَ يسكن الْحَرِيم الظَّاهِرِيّ فِي دارٍ على شاطئ دجلة وعزل عَن الوزارة ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وكاتبه السُّلْطَان بالتوجه إِلَى المعسكر فَمضى إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان وَأقَام مَعَه وزيراً ومدبراً إِلَى أَن عَزله ثمَّ قبض عَلَيْهِ واعتقله ثمَّ أفرج عَنهُ وَعَاد إِلَى بَغْدَاد واستوزره الإِمَام المسترشد أَوَاخِر سنة سِتّ وَعشْرين وَأقَام مُدبرا إِلَى أَن عزل سنة ثَمَان وَعشْرين وَأذن لَهُ فِي عوده إِلَى دَاره بِالْحَرِيمِ الظَّاهِرِيّ فَمضى معزولاً مكرماً وَأقَام فِي منزله إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ من الصُّدُور الأفاضل مَوْصُوفا بالجود والإفضال محباً لأهل الْعلم وَكَانَ قد أحضر إِلَيْهِ أَبَا الْقَاسِم ابْن الْحصين إِلَى دَاره ليسمع أَوْلَاده مِنْهُ مُسْند ابْن حَنْبَل بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وَأذن للنَّاس عَامَّة فِي الْحُضُور لسماعه فَحَضَرَ الجم الْغَفِير وسَمعه خلق كثير وَقد حدث بِبَغْدَاد بِشَيْء يسير عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن الْحُسَيْن الكامخي الساوي وَلابْن جكينا البرغوث وَهُوَ الْحسن بن أَحْمد فِيهِ أمداح وأهاجي فَمن أمداحه فِيهِ قَوْله من الْخَفِيف (سَأَلُونِي من أعظم النَّاس قدرا ... قلتُ مَوْلَاهُم أنوشِروْانِ) (وَإِذا أظهر التَّوَاضُع فِينَا ... فَهُوَ من آيَة الرفيع الشانِ) (وَمَتى لاحت النُّجُوم على صف ... حة ماءٍ فَمَا النُّجُوم دواني) وَكتب إِلَيْهِ القَاضِي نَاصح الدّين الأرجاني يطْلب مِنْهُ خيمة فَلم يكن عِنْده فَبعث إِلَيْهِ صرةً فِيهَا خَمْسمِائَة دِينَار وَقَالَ اشْتَرِ بهَا خيمةً فَقَالَ الأرجاني من المنسرح (لله درُّ ابْن خَالِد رجلا ... أَحْيَا لنا الْجُود بعد مَا ذَهَبا) (سألتهُ خيمةً ألوذ بهَا ... فجاد لي ملءَ خيمةٍ ذَهَبا) وَكَانَ يتشيع وَكَانَ هُوَ السَّبَب فِي عمل مقامات الحريري وإياه عني الحريري بقوله فَأَشَارَ من إِشَارَته حكم وطاعته غنم 3 - (شَيْطَان الْعرَاق) ) أنوشروان الضَّرِير الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِشَيْطَان الْعرَاق سَافر إِلَى بِلَاد الجزيرة وَمَا والاها ومدح الْمُلُوك والأكابر وَالْغَالِب على شعره الخلاعة والمجون والهزل وَالْفُحْش وَعَاد إِلَى بَغْدَاد سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة ومدح المستضيء بقصيدة أَولهَا من الْكَامِل (مَا عَفّ إِذْ ملكتْ يَدَاهُ وَلَا حمى ... رامٍ أصَاب يَدي بجرعاه الْحمى) (يبري السهامَ لَهُ وَبَين جفونه ... لفتاتُ سحرٍ قد عزلنّ الأسهما) (سكن الْفُؤَاد فَلم يَرِمْه وبيننا ... آلٌ تخوض بِهِ الركائب عُومَّا) (منع الْكرَى جفْني مَخَافَة أَن يرى ... طيفاً يمرُّ عَلَيْهِ مِنْهُ مسلمِّا)

(ولرُبّ ليل بَات وَهُوَ مُعاقري ... كأساً تُكاثِر بالحباب الأنجما) (مَا زَالَ إِذْ رَقَّ العتاب يَعُلُّني ... من رِيقه رشفاتِ معسول اللمى) (حَتَّى إِذا برد الحُليُّ وأسفرتْ ... قسماتُ وَجه الصُّبْح حِين تبسّما) (أدْنى إليَّ جَنَّي وردٍ لم يكن ... لَوْلَا تضرُّجُ خدّه أَن يُلْثمَا) وَقَالَ من قصيدةٍ يهجو فِيهَا بلد إربل من السَّرِيع (تبّاً لشيطاني وَمَا سوّلا ... لأنّه أنزلني إرْبلا) (نزلُتها فِي يَوْم نحسٍ فَمَا ... شككتُ أنّي نازلٌ كَرْبلا) (وقلتُ مَا أخطا الَّذِي مَثّلا ... بإربلٍ إِذْ قَالَ بيتُ الخلا) (هَذَا وَفِي البازار قومٌ إِذا ... عاينتَهم عاينتَ أهل البلا) (من كلِّ كرديّ حمارٍ وَمن ... كلّ عراقيّ نَفَاهُ الغلا) (أمّا العراقيّون ألفاظهم ... جِبْ لي جفابي جَفّ جال البلا) (جمّالك أَي جعفغ جبّه تجى ... تجب جماله قبل أَن نرحلا) (هيّا مخاعِيطي الكسحل مَشى ... كفّ المكفني اللنْك أَي بو الْعلَا) (جُغَه بَجعصهُ انتُف سَبيله انتغهُ ... مده بكعفو بِهِ اسفقه بالملا) (عكلى ترى هواي قُسيمَه اعفُقه ... قل لُو البُوَيذنجين كَيفَ انقلا) (هذي القطيعة بهغرجه انحطّ من ... عنديّ تدفعْ كم تحطّ الكلا) (والكردُ لَا تسمَع إلاّ جيا ... أَو بجيا أَو نتوى زنْكلا) (كلاّ وبوبو عَلّكوُ خُشْتري ... خَيلوا وميلو مُوسكا منكلا) ) (ممرُو ومَفوُّ مَمّكي ثمَّ إِن ... قَالُوا بُويركي نجي قلتُ لَا) (وفتيةٍ تزعق فِي سوقهِم ... سردا جليداً صوتهم قد علا) (وعصبةٍ تزعق وَالله تنفر ... وسونوايم هم سُخام الطلا) (ربعٌ خلا من كلِّ خيرٍ بلَى ... من كلّ عيبٍ وسقوطٍ ملا) (فلعنَةُ الله على شاعرٍ ... يقْصد ربعا لَيْسَ فِيهِ كلا) (أخطأتُ والمخطئ فِي مذهبي ... يُصفَعُ فِي قِمْته بالدِّلا) (إِذْ لم يكن قصدي إِلَى سيّدٍ ... جمالُه قد جمَّل الموصلا)

آنوك ابن الملك الناصر

ثمَّ إِنَّه قَالَ بعد ذَلِك يعْتَذر من هجاء إربل ويمدح الرئيس مجد الدّين دَاوُد بن مُحَمَّد وَهِي قصيدة طَوِيلَة مِنْهَا من السَّرِيع (قد تَابَ شيطاني وَقد قَالَ لَا ... لَا عدتُ أهجو بعْدهَا إربلا) (كَيفَ وَقد عاينتُ فِي ربعهَا ... صَدرا رَئِيسا سيّداً مِقْولا) (مولَايَ مجدَ الدّين يَا ماجداً ... شرّفه الله وَقد خَوَّلا) (عَبدك نوشروان فِي شعره ... مَا زَالَ للطيبة مُسْتَعْملا) (لولاك مَا زارتْ رُبى إربل ... أشعارُه قطّ وَلَا عَوَّلا) (وَلَو تلقّاك بهَا لم يقل ... تبّاً لشيطاني وَمَا سَوَّلا) (هَذَا وَفِي بيتَي ستٌّ إِذا ... أبصرهَا غَيْرِي انثنى أحوْلا) (تَقول فَصِّلْ كازرونيّ وَأَن ... طاكي وإلاّ ناطح الأبَّلا) (فَقلت مَا فِي الْموصل الْيَوْم لي ... معيشةٌ قَالَت دَعِ الموصلا) (واقصدْ إِلَى إربل واربعْ بهَا ... وَلَا تقلْ ربعا قَلِيل الكلا) (وقلْ أَنا أَخْطَأت فِي ذمّها ... وحُطَّ فِي رَأسك خلعْ الدِّلا) (وَقل أبي القِردُ وخالي أَنا ... كلبٌ وإنّ الْكَلْب قد خُوِّلا) (وعمتي قادت على خَالَتِي ... وأمّيَ القحبة رأسُ البلا) (وأختيّ القلفاء شبّارةٌ ... ملاّحُها قد ركب الكوثلا) (فربْعنُا ملآنُ من فسقنا ... وقطّ من ناكتنا مَا خلا) (وكلّ من واجَهَنا وَجهه ... سُخِّم فِيهِ بالسُخام الطِّلا) ) (يَا إربليّين اسمعوا كلمة ... قد قَالَ شيطانَي واسترسلا) (فَالْآن عَنْكُم قد هجا نفسَه ... بكلّ قولٍ يُخرِس المِقْولا) (هَجَّج ذَاك الهجوَ عَن رَبْعكم ... كلّ أخير ينْقض الأوّلا) (آنوك ابْن الْملك النَّاصِر) آنوك بن مُحَمَّد بن قلاون هُوَ ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من الخوندة طغاي لم يكن عِنْد أَبِيه أعز مِنْهُ لِأَنَّهُ ابْن الخوندة وَهُوَ أحسن أَوْلَاده رَأَيْته غير مرّة وَهُوَ تَامّ الشكل حسن الْوَجْه مستديره تركي الْعين مجذوبها أَبيض رابياً وَكَانَ أَخُوهُ النَّاصِر أَحْمد والمنصور أَبُو بكر وَإِبْرَاهِيم أكبر سنا مِنْهُ وَهُوَ وَحده أَمِير مائَة مقدم ألف وَالْبَاقُونَ أُمَرَاء أَرْبَعِينَ وَكَانَ يحمل رنك جده الْمَنْصُور وزوجه ابوه وَهُوَ ابْن عشر سِنِين أَو دونهَا بنت الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَكَانَ لَهُ عرس عَظِيم حَضَره نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَكَانَ لَهُ عرس عَظِيم حَضَره نَائِب الشَّام سيف الدّين تنكز وَأطْعم

أنيس

النَّاس فِي الإيوان وَنصب الْأَمِير سيف الدّين قرصون صاريين عَلَيْهِمَا نفط غرم عَلَيْهَا ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم وَاجْتمعَ الشمع بِالنَّهَارِ فِي الإيوان وَعرض ذَلِك على السُّلْطَان وَقعد أَبوهُ على صفة الْبَاب بِالْقصرِ وَقعد هُوَ على الصّفة الْأُخْرَى وَكَانَ الْأَمِير يعرض شمعه ثمَّ يبوس الأَرْض للسُّلْطَان ثمَّ لآنوك فعل ذَلِك ثَلَاثَة أَرْبَعَة أُمَرَاء ثمَّ أَن السُّلْطَان مَنعهم من بوس الأَرْض لآنوك وَلم يزل الشمع يعرض إِلَى بعد الْمغرب وَلم يكمل عرضه وَكَانَ مهما عَظِيما وَرَأَيْت أَبَا الْعَرُوس بكتمر وَهُوَ مشدود الْوسط فِي يَده عَصا لِأَنَّهُ فِي عرس ابْن أستاذه وَكَانَ مهما عيظماً إِلَى الْغَايَة وَرَأَيْت الجهاز لما حمل من دَار أبي العروسة من على بركَة الْفِيل ممدوداً على رُؤُوس الحمالين وَكَانَ عدتهمْ ثَمَانمِائَة حمال وَسِتَّة وَثَلَاثِينَ قطاراً غير الْحلِيّ والمصاغ والجواهر وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمَة بكتمر الساقي مفصلا وَلما صمدوا الشوار الْمَذْكُور دخل السُّلْطَان رَآهُ فَمَا أعجبه وَقَالَ أَنا رَأَيْت شوار بنت سلار وَهُوَ أَكثر من هَذَا وَأحسن على أَن هَذَا يَا أَمِير مَا يُقَابل بِهِ آنوك والتفت إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طقزدمر والأمير سيف الدّين أقبغا وَقَالَ جهزا بنتيكما وَلَا تتخاسا مثل الْأَمِير قلت قَالَ لي الْمُهَذّب كَاتب بكتمر إِن الذَّهَب الَّذِي دخل فِي الزركش والمصاغ ثَمَانُون قِنْطَارًا يَعْنِي بالمصري وَكَانَ النشو كَاتب آنوك وأستاذ دَاره الْأَمِير سيف الدّين ألطنقش أستاذ دَار السُّلْطَان وَقَالَ لي) النشو إِن لآنوك حَاصِل ذهبٍ عينٍ تَحت يَد خزنداره سِتّمائَة ألف دِينَار غير مَا لَهُ تَحت يَدي من المتجر من الْأَصْنَاف وَكَانَ إخْوَته الْكِبَار يركبون وينزلون فِي خدمته ويخلع عَلَيْهِم ويعطيهم ورأيته كثير الْحَرَكَة لَا يسْتَقرّ على الأَرْض وَلَا يلبث وَلَا يسكت وصفوا لَهُ ابْن قيران الشطرنجي الْأَعْمَى فَعجب مِنْهُ وأحضره لعب قدامه فأعجبه فَقَالَ لَهُ يَا خوند لأي شَيْء مَا تلعب قَالَ الْمُلُوك مَا يصلح لَهُم الشطرنج وَلَا النَّبِيذ حسام الدّين لاجين مَاتَ وَهُوَ يلْعَب بالشطرنج وجدر فتغيرت بعض محاسنه وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة قبل موت أَبِيه بِنصْف سنة تَقْرِيبًا وَوجد عَلَيْهِ وَكَانَ كثير الْميل إِلَى اقتناء الأبقار والأغنام والإوز والبط وَمَا أشبه ذَلِك سمعته يَقُول لرزق الله أخي النشو وَالله أَنا أحب الْبَقر أَكثر من الْخَيل (أنيس) 3 - (الْغِفَارِيّ) أنيس بن جُنَادَة الْغِفَارِيّ أَخُو أبي ذَر الْغِفَارِيّ أسلم مَعَ أَخِيه قَدِيما وَأسْلمت أمهما وَكَانَ شَاعِرًا حَدِيثهمَا عِنْد حميد بن هِلَال بن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر حَدِيث طَوِيل حسن فِي إسلامهما 3 - (الْأَسْلَمِيّ) أنيس بن الضَّحَّاك الْأَسْلَمِيّ روى عَنهُ عَمْرو بن سليم وَيُقَال عَمْرو

الأنصاري

بن مُسلم روى عَنهُ حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لأبي ذَر البس الخشن الضّيق وَقيل فِيهِ إِنَّه الَّذِي قَالَ لَهُ اغْدُ يَا أنيس إِلَى امْرَأَة هَذَا وَالله أعلم 3 - (الْأنْصَارِيّ) أنيس بن قَتَادَة بن ربيعَة بن خَالِد بن الْحَارِث يَنْتَهِي إِلَى الْأَوْس الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا قَتله الْأَخْنَس بن شريق يُقَال إِنَّه كَانَ زوج خنساء بنت خدام الأَسدِية قَالَ ابْن عبد الْبر وَقد قَالَ فِيهِ بَعضهم أنس وَلَيْسَ بِشَيْء 3 - (الْبَاهِلِيّ) أنيس بن قَتَادَة الْبَاهِلِيّ بَصرِي روى عَنهُ أَبُو نَضرة قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رهطٍ من بني ضبيعة الحَدِيث يُقَال فِيهِ أنس وَالْأول أَكثر 3 - (الغنوي) ) أنيس بن مرْثَد ابْن أبي مرْثَد الغنوي وَيُقَال أنس وَالْأول أَكثر أَبُو يزِيد قَالَ بَعضهم الْأنْصَارِيّ لحلفٍ زعم بَينهم وَلَيْسَ بِشَيْء وَإِنَّمَا جده حَلِيف حَمْزَة بن عبد الْمطلب وَهُوَ من بني غَنِي بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان صحب هُوَ وَأَبوهُ مرْثَد وجده أَبُو مرْثَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقُتِلَ أَبوهُ يَوْم الرجيع مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات جده فِي خلَافَة أبي بكر وَشهد أنيس فتح مَكَّة وحنيناً وَكَانَ عين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة حنين بأوطاس يُقَال إِنَّه الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واغد يَا أنيس على امْرَأَة هَذَا فَإِن اعْترفت فارجمها وَتُوفِّي رَضِي الله عَنهُ سنة عشْرين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأنْصَارِيّ) أنيس هُوَ رجل من الْأَنْصَار روى عَنهُ شهر بن حَوْشَب وَلم ينْسبهُ وَلم يرو عَنهُ غَيره حَدِيثه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن لأشفع يَوْم الْقِيَامَة لأكْثر مِمَّا على وَجه الأَرْض من حجر أَو مدر قَالَ ابْن عبد البّر إِسْنَاده لَيْسَ بالقويّ 3 - (أنيسَة) أنيسَة بنت خبيب بن أساف الْأَنْصَارِيَّة عمَّة خبيب بن عبد الرحمان تعد فِي الْبَصرِيين حَدِيثهَا عِنْد شُعْبَة عَن خبيب عَن عمته أنيسَة وَاخْتلف فِيهِ على شُعْبَة فَمنهمْ من يَقُول فِيهِ إِن ابْن أم مَكْتُوم يُنَادي بليلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادي بِلَال وَمِنْهُم من يَقُول فِيهِ كَمَا روى ابْن عمر أَن بِلَالًا يُنَادي بلَيْل وَهُوَ الْمَعْرُوف الْمَحْفُوظ 3 - (أنيسَة بنت عدي) امْرَأَة من بلي صحابية أَيْضا روى عَنْهَا سعيد بن عُثْمَان البلوي وَهِي جدته وَهِي أم سَلمَة بن عبد الله الْعجْلَاني الْمَقْتُول بِأحد

أنيسة النخعية

3 - (أنيسَة النخعية) ذكرت قدوم معَاذ بن جبل عَلَيْهِم الْيمن رَسُولا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت قَالَ لنا معَاذ إِنِّي رَسُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْكُم صلوا خمْسا وصوموا شهر رَمَضَان وحجوا الْبَيْت من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ وَهُوَ يومئذٍ ابْن ثَمَان عشرَة سنة (أنيف) 3 - (الصَّحَابِيّ أنيف بن حبيب) أنيف بن حبيب ذكره الطَّبَرِيّ فِي من قتل من الصحابية يَوْم خَبِير شَهِيدا 3 - (الصَّحَابِيّ أنيف بن وَاثِلَة) أنيف بن وَاثِلَة بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف قَالَه الْوَاقِدِيّ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق وَاثِلَة بالثاء رَابِعَة الْحُرُوف قتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا (أهبان) 3 - (ابْن الْأَكْوَع مُكَلم الذِّئْب) أهبان بن الْأَكْوَع أَبُو عقبَة ذكره ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من الْمُهَاجِرين وَقَالَ هُوَ مُكَلم الذِّئْب فِي رِوَايَة هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة وَقد اخْتلفُوا فِي اسمٍ مُكَلم الذِّئْب فَقَالَ هِشَام اسْمه أهبان بن الْأَكْوَع وَحكى ابْن سعد عَن الْوَاقِدِيّ قَالَ اسْم مُكَلم الذِّئْب أهبان بن أَوْس الْأَسْلَمِيّ وَكَانَ يسكن بِلَاد أسلم فَبينا هُوَ يرْعَى غنما بحرة الْوَبرَة عدا الذِّئْب على شاةٍ مِنْهَا فَأَخذهَا مِنْهُ فَتنحّى الذِّئْب وأقعى على ذَنبه وَقَالَ وَيحك لم تمنع مني رزقا رزقنيه الله فَجعل أهبان يصفق بيدَيْهِ وَيَقُول تالله مَا رَأَيْت أعجب من هَذَا فَقَالَ الذِّئْب إِن أعجب من هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين هَذِه النخلات وَأَوْمَأَ إِلَى الْمَدِينَة فحدر أهبان غنمه إِلَى الْمَدِينَة وأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فحدثه الحَدِيث فَعجب لذَلِك وَأمره إِذا صلى الْعَصْر أَن يحدث بِهِ أَصْحَابه فَفعل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدق فِي آيَات تكون قبل السَّاعَة قَالَ وَأسلم أهبان وَصَحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ نزل الْكُوفَة وابتنى بهَا دَارا فِي أسلم وَتُوفِّي فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَحكى ابْن سعد أَيْضا عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث أَنه قَالَ أَنا أعلم بِهَذَا من غَيْرِي ملكم الذِّئْب أهبان بن عباد بن ربيعَة بن كَعْب 3 - (الْغِفَارِيّ الصَّحَابِيّ) أهبان بن صَيْفِي الْغِفَارِيّ أَبُو مُسلم الْبَصْرِيّ حَدِيثه عَن

الألقاب

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْفِتْنَة اتخذ سَيْفا من خشب وَيُقَال فِيهِ وهبان بن صَيْفِي رَوَت عَنهُ ابْنَته عديسة لما ظهر عَليّ على الْبَصْرَة سمع بأهبان بن صَيْفِي فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ مَا خَلفك عَنَّا قَالَ خلفني عَنْك عهد عَهده) إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخُوك وَابْن عمك قَالَ لي إِذا تَفَرَّقت الْأمة فَاتخذ سَيْفا من خشب والزم بَيْتك فَأَنا الْآن قد اتَّخذت سَيْفا من خشب ولزمت بَيْتِي فَقَالَ لَهُ عَليّ فأطع أخي وَابْن عمي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَانْصَرف عَنهُ وَلما حَضرته الْوَفَاة قَالَ كفنوني فِي ثَوْبَيْنِ قَالَت ابْنَته فزدنا ثوبا ثَالِثا فدفناه فِيهَا فَأصْبح ذَلِك الثَّوْب على المشجب وَهَذَا خبر رَوَاهُ جمَاعَة من ثِقَات الْبَصرِيين وَغَيرهم (الألقاب) الْأَوَانِي الشَّاعِر أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَوَانِي الْمُقْرِئ يحيى بن الْحُسَيْن (أوتامش) 3 - (التركي) أوتامش التركي لما ولي المستعين الْخلَافَة استوزره وَأطلق يَده وَيَد شاهك الْخَادِم فِي بيُوت الْأَمْوَال وَفعل ذَلِك الْأَمر نَفسه وَكَانَت الْأَمْوَال الَّتِي ترد إِلَى السُّلْطَان تصير إِلَيْهِمَا ووصيف وبغا الأتراك عَن ذَاك بمعزل وهم فِي ضيق شَدِيد فأغري الموَالِي الشاكرية والفراغنة وَغَيرهمَا بأوتامش وَجَاءُوا إِلَيْهِ وَهُوَ بالجوسق مَعَ المستعين فَأَرَادَ الهروب فَلم يقدر واستجار بالمستعين فَلم يجره لضَعْفه وَكَثْرَة الْجند فحصروه يَوْمَيْنِ ودخلوا عَلَيْهِ وقتلوه وَقتلُوا كَاتبه شُجَاع بن الْقَاسِم وانتهبوا دَار أوتامش وَأخذُوا مِنْهَا أَمْوَالًا جليلة وفرشاً ومتاعاً كثيرا وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (نَائِب الكرك) أوتامش الْأَمِير سيف الدّين الأشرفي مَمْلُوك الْأَشْرَف أخي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ولاه نِيَابَة الكرك وَكَانَ يركن إِلَى عقله ويسميه الْحَاج وأرسله غير مرّة إِلَى الْملك بوسعيد راج مرّة بِطَلَبِهِ وطبلخاناته إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد وَكَانَ أُولَئِكَ الْقَوْم يركنون إِلَى عقله لِأَنَّهُ كَانَ يعرف بالمغلي لِسَانا وَكِتَابَة ويدري آدَاب الْمغل وَيحكم فِي بَيت السُّلْطَان بَين الخاصكية باليسق الَّذِي قَرَّرَهُ جنكزخان وَكَانَ يعرف سيرة جنكزخان ويطالعها ويراجعها وَيعرف بيُوت الْمغل وأصولهم ويستحضر تواريخهم ووقائعهم وَكَانَ إِذا جَاءَ من تِلْكَ الْبِلَاد كتاب إِلَى السُّلْطَان بالمغلي يكْتب الْجَواب عَنهُ بالمغلي وَإِذا لم يكن حَاضرا كتبه الْأَمِير سيف الدّين طايربغا نسيب السُّلْطَان) أَخْبرنِي من أَثِق إِلَيْهِ عَن الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج أرقطاي وَكَانَ يَدعِي أَنه أَخُوهُ قَالَ كنت أَنا وَهُوَ لَيْلَة نائمين فِي الْفراش فَإِذا بِهِ قَالَ أرقطاي لَا تتحرك مَعنا عقرب وَلم يزل يهمهم

الألقاب

بشفتيه وَقَالَ قُم فقمنا فَوَجَدنَا الْعَقْرَب ميتَة وَكَانَ يعرف رقى كَثِيرَة مِنْهَا مَا يَقُوله على الْعَقْرَب وَهِي سارحة فتموت وَمِنْهَا رقية لوجع الرَّأْس وَكَانَ مغرىً بالنرد وَأخرجه السُّلْطَان إِلَى صفد نَائِبا عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَتوجه إِلَيْهَا وَأحسن إِلَى أَهلهَا وَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام ثمَّ توفّي فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن وَدفن فِي تربة الْحَاج أرقطاي جوَار جَامع الظَّاهِر (الألقاب) أوحد الزَّمَان الطَّبِيب الْبَغْدَادِيّ اسْمه هبة الله بن ملكا الأوحد صَاحب خلاط أَيُّوب بن أبي بكر أوحد الدّين الطَّبِيب عمرَان بن صَدَقَة الأودني الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (أوران) 3 - (أوران الْأَمِير سيف الدّين الْحَاجِب) أنشأه الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين تنكز أحبه وقربه وَأَعْطَاهُ عشرَة ثمَّ إمرة طبلخاناه وَجعله حاجباً بِدِمَشْق وَلم يزل مكيناً عِنْده إِلَى أَن جرى لَهُ مَا جرى مَعَ قطلوبغا الفخري فِي ضِيَافَة صَلَاح الدّين ابْن الأوحد على مَا سَيَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة قطلوبغا فانحرف عَنهُ وأبغضه وأبعده إِلَى أَن توفّي فِيمَا أَظن فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 3 - (أوران الْأَمِير سيف الدّين السِّلَاح) دَار أحد مقدمي الألوف بِدِمَشْق توفّي رَحمَه الله فِي طاعون دمشق فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شهر رَجَب الْفَرد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة (الْأَوْزَاعِيّ فَقِيه الشَّام) اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو (أَوْس) 3 - (أَوْس بن الأرقم) 3 - (بن زيد بن قيس بن النُّعْمَان) الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ قتل يَوْم أحد شَهِيدا

أوس بن أوس الثقفي

3 - (أَوْس بن أَوْس الثَّقَفِيّ) يُقَال أَوْس بن أبي أَوْس وَهُوَ وَالِد عَمْرو بن أَوْس روى عَنهُ أَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ وَابْنه عَمْرو بن أَوْس وَعَطَاء وَالِد يعلى بن عَطاء لَهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أجاديث مِنْهُ فِي الصّيام وَمِنْهَا من غسل واغتسل وَبكر وابتكر يَعْنِي يَوْم الْجُمُعَة الحَدِيث قَالَ عَبَّاس سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول أَوْس بن أَوْس وَأَوْس ابْن أبي أَوْس وَاحِد وَأَخْطَأ فِيهِ ابْن معِين لِأَن أَوْس ابْن أبي أَوْس هُوَ أَوْس بن حُذَيْفَة 3 - (أَوْس بن أَوْس بن عتِيك) توفّي سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَوْس بن بشر) رجل من أهل الْيمن يُقَال إِنَّه من جيشان أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم حَدِيثه عِنْد اللَّيْث بن سعد بن عَامر الجيشاني 3 - (الْمَازِني) أَوْس بن ثَعْلَبَة بن زفر بن عَمْرو بن أَوْس قَالَ دعبل هُوَ ربعي مازني مخضرم وَهُوَ صَاحب قصر أَوْس بِالْبَصْرَةِ فِي الْجَبانَة تقلد سجستان لمعاوية وَكَانَ مَعَ سعيد بن عُثْمَان بن عَفَّان بخراسان فقلده هراة ثمَّ غضب عَلَيْهِ فَخرج هَارِبا وَمَعَهُ عبدل بن خَالِد اللَّيْثِيّ وَجعل يغذ السّير فحرج عبدل فَقَالَ أَوْس من الْبَسِيط (جذّام حبلِ الْهوى ماضٍ إِذا جعلتْ ... هواجسُ الهمِّ بعد الهمِّ تعتكرُ) (وَمَا تجهَّمني ليلٌ وَلَا بلدٌ ... وَلَا تكاءدني عَن حَاجَتي سَفَرُ) وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل) (بَكَى عبدلٌ لمّا رأى البد أعرَضتْ ... وَقَالَ هلكنْا والضعيف ضعيفُ) (فَقلت لَهُ لَا تبكِ عينُك إنّها ... نوى بالصالحين قّذوفُ) (لعمرُك إنّي من شريد مطرَّد ... وحاشٍ لمدلاج الظلام عَسوفُ) 3 - (الْجُشَمِي) أَوْس بن جَابر الْجُشَمِي يَقُول لعبد الله بن عَامر بن كريز لما قَلّدهُ عُثْمَان بن عَفَّان خُرَاسَان يحضه على الْعَدو من قصيدة من الرجز (قوُلا لعبد الله خيرِ سامعٍ ... وخيرِ مولودٍ وخيرِ يافعِ) (يَا ابْن كُريز بن حبيبٍ دافِعِ ... عَن حَرَم الْإِسْلَام والشرائعِ) (لَو كنتَ فِي دومةَ أَو فِي فارعِ ... دُونك حضنٌ موصَدُ المصارعِ)

أوس بن حبيب الأنصاري

(لم تَنْجُ من رَيب الْمنون الواقعِ ... فامْضِ فَلَيْسَ حَذَرٌ بنافعِ) (وانهَضٌ هُديتَ كالشهاب الساطعِ ... إِلَى خُرَاسَان وَلَا تدافعِ) (واجمعْ جناحيك لَهَا وشايعِ ... يفتح عَلَيْك الله خير صانعِ) 3 - (أَوْس بن حبيب الْأنْصَارِيّ) قتل بِخَيْبَر شَهِيدا على حصن ناعم 3 - (أَوْس بن الْحدثَان النصري) بالصَّاد الْمُهْملَة لَهُ صُحْبَة وَاخْتلف فِي صُحْبَة ابْنه مَالك بن أَوْس بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيَّام التَّشْرِيق وَآخر فناديا أَن لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا مُؤمن وَأَيَّام منى أَيَّام أكلٍ وَشرب 3 - (أَوْس بن حُذَيْفَة) هُوَ جد عُثْمَان بن عبد الله بن أَوْس وَهُوَ أَوْس بن أبي أَوْس لَهُ أَحَادِيث فِي الْمسْح على الْقَدَمَيْنِ فِي إِسْنَاده ضعف 3 - (أَبُو الجوزاء) أَوْس بن خَالِد الربعِي الْبَصْرِيّ أَبُو الجوزاء من الطَّبَقَة الثَّانِيَة من التَّابِعين قَالَ صَحِبت ابْن عَبَّاس اثْنَتَيْ عشرَة سنة فَمَا بَقِي فِي الْقُرْآن آيَة إِلَّا سَأَلته عَنْهَا وَلم يلعن أَبُو الجوزاء شَيْئا قطّ وَلَا أكل طَعَاما ملعوناً وَكَانَ يَقُول لِأَن تمتلئ دَاري قردةً وَخَنَازِير أحب إِلَيّ من أَن أجاوز رجلا من أهل الْأَهْوَاء وَكَانَ يَقُول مَا ماريت أحدا قطّ وَلَا كذبت أحدا قطّ وَكَانَ يواصل فِي) الصَّوْم بَين سَبْعَة أَيَّام ثمَّ يقبض على ذِرَاع الشَّاة فيكاد يحطمها وَقَالَ ابْن سعد خرج أَبُو الجوزاء مَعَ ابْن الْأَشْعَث فَقتل أَيَّام الجماجم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ أسْند عَن ابْن عَبَّاس وَعَائِشَة وَغَيرهمَا 3 - (الْأنْصَارِيّ) أَوْس بن خولي من بني الحبلى أَنْصَارِي حضر غسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنزل فِي قَبره توفّي فِي خلَافَة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ 3 - (أَوْس بن سمْعَان) أَبُو عبد الله مَذْكُور فِي حَدِيث الْأَشْرِبَة قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ إِنِّي لأجدها كَذَلِك فِي التَّوْرَاة 3 - (أَوْس بن شُرَحْبِيل) أحد بني الْمجمع مَعْدُود فِي الشاميين روى عَنهُ نمران الرَّحبِي حَدِيثه عِنْد الزبيدِيّ ذكره البُخَارِيّ 3 - (أَخُو عبَادَة) أَوْس بن الصَّامِت أَخُو عبَادَة وهما بدريان روى الْوَاقِدِيّ عَن عبد

ابن ضمعج

الحميد بن عمرَان بن أبي أنس عَن أَبِيه قَالَ كَانَ من ظَاهر فِي الْجَاهِلِيَّة حرمت عَلَيْهِ امْرَأَته آخر الدَّهْر وَكَانَ أول من ظَاهر فِي الْإِسْلَام أَوْس بن الصَّامِت وَكَانَ بِهِ لمَم فلاحى امْرَأَته خَوْلَة بنت ثَعْلَبَة فَقَالَ لَهَا أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَرَاك إِلَّا وَقد حرمت عَلَيْهِ فجادلته امْرَأَته مرَارًا ثمَّ دعت الله فَأنْزل الله تَعَالَى قولَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوجهَا إِلَى آخر الْقِصَّة فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مريه فليعتق رَقَبَة قَالَت من أَيْن يجدهَا وَالله مَا لَهُ خَادِم غَيْرِي قَالَ فليصم شَهْرَيْن مُتَتَابعين قَالَت إِنَّه لَا يُطيق قَالَ فليطعم سِتِّينَ مِسْكينا قَالَت وَأَنِّي لَهُ ذَلِك إِنَّمَا هِيَ رخبة قَالَ فليأت أم الْمُنْذر كَانَ عِنْدهَا تمر الصَّدَقَة فليأخذ شطر وسق فليتصدق بِهِ على سِتِّينَ مِسْكينا فَفعل وَكَانَ يطعم مِسْكين مَدين وَهَذَا معنى الحَدِيث توفّي أَوْس فِي خلَافَة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَيُقَال كَانَت وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن ضمعج) ) أَوْس بن ضمعج بالضاد الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وَسُكُون الْمِيم وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَبعدهَا جِيم الْحَضْرَمِيّ وَيُقَال النَّخعِيّ الْكُوفِي روى عَن سلمَان وَابْن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُم وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَوْس بن عَائِذ الصَّحَابِيّ) قتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا 3 - (أَوْس بن عبد الله) 3 - (بن حجر الْأَسْلَمِيّ) سكن الْبَادِيَة مخرج حَدِيثه عَن وَلَده وَذريته وَهُوَ حَدِيث حسن فِي هِجْرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أبي بكر مرا بِهِ بدوحات بَين الْجحْفَة وهرشى وهما على جمل وَاحِد فحملها على فَحل إبِله وَبعث مَعَهُمَا غُلَاما يُقَال لَهُ مَسْعُود فَقَالَ لَهُ اسلك بهما مُخَارق الطَّرِيق وَلَا تفارقهما حَتَّى يقضيا حاجتهما مِنْك وَمن جملك وَأمره أَن يسم الْإِبِل فِي أعناقها قيد الْفرس 3 - (أَوْس بن عَوْف الثَّقَفِيّ) حَلِيف لَهُم من بني سَالم أحد الْوَفْد الَّذين قدمُوا بِإِسْلَام ثَقِيف مَعَ عبد ياليل ابْن عَمْرو فأسلموا 3 - (أَوْس بن الفاكة) الْأنْصَارِيّ الأوسي قتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا

أوس بن قيظي

3 - (أَوْس بن قيظي) بِالْقَافِ وَالْيَاء آخر الْحُرُوف والظاء الْمُعْجَمَة ابْن عَمْرو بن زيد الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ شهد أحدا هُوَ وابناه كباثة بِالْكَاف وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف ثاء رَابِعَة الْحُرُوف وَعبد الله وَله ابْن اسْمه عرابة بن أَوْس لم يحضر أحدا لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استصغره فَرده 3 - (ابْن المغراء القريعي) أَوْس بن مغراء القريعي أحد بني قريع بن عَوْف بن كَعْب يكنى أَبَا المغراء مخضرم شهد الْفتُوح وهاجى النَّابِغَة الْجَعْدِي وَكَانَ النَّابِغَة فَوْقه فِي الشّعْر قَالَ النَّابِغَة إِنِّي وأوساً لنبتدر بَيْتا مَا قُلْنَاهُ بعد لَو قد قَالَه أَحَدنَا لقد غلب على صَاحبه فقالأوس (لَعمرُك مَا تَبْلى سرابيلُ عامرٍ ... من اللؤم مَا دَامَت عَلَيْهَا جلودُها) فَقَالَ النَّابِغَة هَذَا هُوَ الْبَيْت وَغلب النَّاس أَوْسًا على النَّابِغَة وَلم يكن إِلَيْهِ وَلَا قَرِيبا مِنْهُ فِي هَذَا) الشّعْر وَبعد هَذَا الْبَيْت من الطَّوِيل (فلست بعافٍ عَن شتيمة عامرٍ ... وَلَا حابسي عمّا أَقُول وعيدُها) (ترى اللؤمَ مَا عاشوا جَدِيدا عَلَيْهِم ... وأبقَى ثيابِ اللابسين جَديدُها) وَبَقِي إِلَى أَيَّام مُعَاوِيَة وَقَالَ قصيدته الَّتِي عدد فِيهَا مَا كَانَ من بلائهم فِي الْفتُوح وَغَيرهَا وفخر فِيهَا وَمِنْهَا من الْبَسِيط (منّا البنيُّ الَّذِي قد عَاشَ مؤتمناً ... وصاحباه وعثمانُ بن عفّانا) (مَا تطلع الشَّمْس إلاّ عِنْد أوّلنا ... وَلَا تغَّيبُ إلاّ عِنْد أُخرانا) (تحالف النَّاس ممّا يعْملُونَ لنا ... وَلَا نُحالف إلاّ الله مَوْلَانَا) 3 - (أَوْس بن معير) بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْعين وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء ابْن لوذان بن ربيعَة الْقرشِي الجُمَحِي وَهُوَ أَبُو مَحْذُورَة مُؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غلبت عَلَيْهِ كنيته وَقيل اسْمه سَمُرَة وَأَخُوهُ أنيس قتل كَافِرًا وأمهما امْرَأَة من خُزَاعَة وَلَا عقب لَهما وَورث الْأَذَان عَن أبي مَحْذُورَة بِمَكَّة إِخْوَتهم من بني سلامان بن ربيعَة بن سعد بن جمح قَالَ ابْن محيريز رَأَيْت أَبَا مَحْذُورَة وَله شَعْرَة فَقلت يَا عَم أَلا تَأْخُذ من شعرك فَقَالَ مَا كنت لآخذ شعرًا مسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ ودعا فِيهِ بِالْبركَةِ وَقَالَ بعض شعراء قُرَيْش فِي أَذَان أبي مَحْذُورَة من الرجز (أما وربّ الْكَعْبَة المستوره ... وَمَا تَلا محمّد من سوره) (والنعرات من أبي محذوره ... لأفعلنّ فعلةً مذكوره)

أبو محذورة المؤذن

وَكَانَ أَبُو مَحْذُورَة أحسن النَّاس أذاناً وأنداهم صَوتا قَالَ لَهُ عمر يَوْمًا وسَمعه يُؤذن كدت أَن تَنْشَق مريطاؤك وَتُوفِّي رَضِي الله عَنهُ بِمَكَّة سنة تسع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وَقَالَ أَبُو مَحْذُورَة خرجت فِي نفر عشرَة فَكُنَّا فِي بعض الطَّرِيق حِين قفل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حنين فسمعنا صَوت الْمُؤَذّن وَنحن متنكبون فصرخنا نحكيه ونستهزئ بِهِ فَسمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأرْسل إِلَيْنَا إِلَى أَن وقفنا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ أَيّكُم الَّذِي سَمِعت صَوته قد ارْتَفع فَأَشَارَ الْقَوْم كلهم إِلَيّ وَصَدقُوا فأرسلهم وحبسني ثمَّ قَالَ قُم فَأذن بِالصَّلَاةِ فَقُمْت وَلَا شَيْء أكره إِلَيّ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا مِمَّا يَأْمُرنِي بِهِ) فَقُمْت بَين يَدَيْهِ فَألْقى عَليّ التأذين هُوَ بِنَفسِهِ فَقَالَ قل الله أكبر فَذكر الْأَذَان ثمَّ دَعَاني حِين قضيت التأذين فَأَعْطَانِي صرة فِيهَا شَيْء من فضَّة ثمَّ وضع يَده على ناصيتي ثمَّ بَين ثديي ثمَّ على كَبِدِي حَتَّى بلغت يَده سرتي ثمَّ قَالَ بَارك الله فِيك وَبَارك عَلَيْك فَقلت يَا رَسُول الله مرني بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّة قَالَ قد أَمرتك بِهِ فَذهب كل شَيْء كَانَ فِي نَفسِي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كَرَاهَة وَعَاد ذَلِك كُله محبَّة فَقدمت على عتاب بن أسيد عَامل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة فَأَذنت مَعَه بِالصَّلَاةِ عَن أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر تَمام الْخَبَر 3 - (أَبُو مَحْذُورَة الْمُؤَذّن) أَوْس بن معير على الصَّحِيح هُوَ أَبُو مَحْذُورَة الجُمَحِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة كَانَ من أحسن النَّاس وأنداهم صَوتا يُؤذن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام علمه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَذَان توفّي سنة ثَمَان وَخمسين لِلْهِجْرَةِ روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْبكْرِيّ) أَوْس الْبكْرِيّ بن بكر بن وَائِل من شعراء خُرَاسَان يَقُول فِي بعض حروبهم فِي رِوَايَة دعبل من الطَّوِيل (عصانَي قومِي والرشاد الَّذِي بِهِ ... أمرت وَمن يعضِ المجرِّبَ يندمِ) (فصبراً بني بكرٍ على الْمَوْت إنّني ... أرى عارِضاً ينهلُّ بِالْمَوْتِ والدمِ) (وَلَا تجْزعوا ممّا جنتْه أكُفُّكُم ... وَلَا تندموا مَاذَا بِحِين تندُّمِ) (أقِيمُوا صُدُور الْخَيل للْمَوْت سَاعَة ... وموتوا كراماً لَا تبوءوا بمأثمِ) (أَوسط بن عَمْرو البَجلِيّ) قَالَ ابْن عبد الْبر روى عَن أبي بكر الصّديق وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ سليم بن عَامر الخبائري (أوفى) 3 - (أوفى بن عرفطة) لَهُ ولأبيه عرفطة صُحْبَة وَاسْتشْهدَ أَبوهُ يَوْم الطَّائِف رَضِي الله عَنْهُمَا

أوفى بن موله

3 - (أوفى بن موله) بِفَتْح الْمِيم وَالْوَاو وَاللَّام التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ حَدِيثه فِي الإقطاع أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب لَهُم فِي أَدِيم قَالَ ابْن عبد الْبر لَيْسَ إِسْنَاد حَدِيثه بِالْقَوِيّ (الأوقص قَاضِي مَكَّة) اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرحمان (أُوقِيَّة الْمقري) عَامر بن عمر (أولاجا نَائِب صفد وَغَيرهَا) أولاجا الْأَمِير سيف الدّين كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ الْأَمِير زِيّ الدّين قراجا فِي الْأَيَّام الصالحية إِسْمَاعِيل حاجبين والنائب الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر السلاري والأمير سيف الدّين بيغرا فوشي بهم إِلَى الْملك الصَّالح ونسبوا إِلَى أَنهم فِي الْبَاطِن مَعَ النَّاصِر أَحْمد وَرُبمَا يكاتبونه فَأمْسك الْأَمِير سيف الدّين بيغرا والأمير شمس الدّين النَّائِب الْمَذْكُور والأميران سيف الدّين أولاجا وزين الدّين قراجا فِي أول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَقضى الله أمره فِي النَّائِب وَبَقِي الْأُمَرَاء الثَّلَاثَة معتقلين بالإسكندرية فشفع الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر نَائِب الشَّام فيهم فأفرج عَنْهُم فِي شهر رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو فِيمَا بعد شهر رَجَب وَترك الْأَمِير سيف الدّين بيغرا بالديار المصرية وجهز الْأَمِير سيف الدّين أولاجا وَأَخُوهُ إِلَى دمشق فأقاما بهَا بطالين إِلَى أَن توفّي الصَّالح رَحمَه الله تَعَالَى وَتَوَلَّى الْكَامِل شعْبَان فَأعْطِي سيف الدّين أولاجا إمرة طبلخاناه وجهز نَائِبا إِلَى حمص فَعمل النِّيَابَة بهَا على أتم مَا يكون ثمَّ جهز إِلَى نِيَابَة غَزَّة فأجاد مُبَاشرَة ذَلِك وَفِي تِلْكَ الْأَيَّام برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا نَائِب الشَّام إِلَى الجسورة وَخرج على الْكَامِل شعْبَان وَحضر إِلَيْهِ نَائِب حمص ونائب حماة ونائب طرابلس ونائب صفد وَطلب الْأَمِير سيف الدّين أولاجا من غَزَّة فَلم يحضر إِلَيْهِ وَأقَام فِي غَزَّة إِلَى أَن خلع الْكَامِل وَولي الْملك المظفر حاجي فرسم لَهُ بِالْعودِ إِلَى حمص نَائِبا فَأَقَامَ بهَا على الْقدَم الأولى من المهابة والعفة فَلَمَّا خرج يلبغا فِي الْأَيَّام المظفرية سير يَطْلُبهُ فدافعه وماطله وَلم يحضر إِلَيْهِ إِلَى أَن انفصلت قَضِيَّة يلبغا على مَا سَيَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة يلبغا وَلما انفصلت تِلْكَ الْوَاقِعَة ورسم للأمير سيف الدّين أرغون شاه بنيابة الشَّام رسم للأمير سيف الدّين أولاجا بنياية صفد فَتوجه إِلَيْهَا فِي أَوَائِل رَجَب سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ قد تعلق بِهِ وخم عَظِيم من حمص فَزَاد ضعفه بصفد وَطلب لَهُ طَبِيبا من دمشق فَجهز إِلَيْهِ وعالجه وتماثل من الضعْف ثمَّ إِنَّه نقض عَلَيْهِ الوخم الْحِمصِي فَمَاتَ رَحمَه الله فِي سادس شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأوصى إِلَى ثَلَاثَة أستاذداره وَهُوَ دواداره وَآخر من مماليكه وَجعل النّظر عَلَيْهِم إِلَى نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه

أويس

(أويس) 3 - (الْقَرنِي) أويس بن عَامر بن جُزْء بن مَالك الْمرَادِي الْقَرنِي الزَّاهِد سيد التَّابِعين قتل يَوْم صفّين مَعَ عَليّ بن أبي طالبٍ رَضِي الله عَنهُ سنة سبع وَثَلَاثِينَ أسلم على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمنعه من الْقدوم عَلَيْهِ بره بِأُمِّهِ وَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمر من أدْركهُ من الصَّحَابَة أَن يطلبوا مِنْهُ الاسْتِغْفَار لَهُم وَقَالَ هُوَ خير التَّابِعين وَقَالَ لعمر رضى الله عَنهُ أقره مني السَّلَام وَقَالَ لَو أقسم على الله لَأَبَره وَقَالَ يُقَال للعباد يَوْم الْقِيَامَة ادخُلُوا الْجنَّة وَيُقَال لأويس قف لتشفع فيشفعه الله فِي مثل عدد ربيعَة وَمُضر وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ يسْأَل عَنهُ وُفُود أهل الْيمن قَالَ ابْن عَبَّاس مكث عمر يسْأَل عَن أويس عشر سِنِين فَأعْلم أَنه بِالْكُوفَةِ فَأرْسل إِلَيْهِ بِالسَّلَامِ والقدوم عَلَيْهِ فَقدم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ عمر الاسْتِغْفَار لَهُ فَفعل وَقيل إِن عمر وعلياً اجْتمعَا بِهِ فِي عَرَفَات وَهُوَ يرْعَى الْإِبِل فَاسْتَغْفر لَهما وَعرض عَلَيْهِ عمر شَيْئا من الْعَطاء فَأبى وَكَانَ يسكن الْكُوفَة وَكَانَ أَهلهَا يسخرون مِنْهُ فَلَمَّا ظهر أمره اختفى وَكَانَ يحب الْخلْوَة وَجل مواعظه ذكر الْمَوْت وَيُقَال إِنَّه مَاتَ بِدِمَشْق وَإِن قَبره فِي مَقَابِر الْجَابِيَة وَهُوَ ظَاهر مَعْرُوف وَإِن هرم بن حَيَّان رَآهُ فِي مَسْجِد دمشق ملفوفاً فِي عباءة مَيتا فكشفها عَنهُ فَعرفهُ وكفنه وَدَفنه وَقَالَ ابْن سعد توفّي فِي خلَافَة عمر وَقيل شهد صفّين مَعَ عَليّ فَقتل فنظروا فَإِذا عَلَيْهِ نَيف وَأَرْبَعُونَ جِرَاحَة وَقيل غزا غَزْوَة أذربيجان فَمَاتَ فتنافس أَصْحَابه فِي حفر قَبره فَحَفَرُوا فَإِذا بصخرة محفورة ملحودة وتنافسوا فِي كَفنه فَإِذا فِي عيبته ثِيَاب لَيست مِمَّا نسج بَنو آدم فكفنوه فِيهَا ودفنوه فِي ذَلِك الْقَبْر وَقيل مَاتَ بالجزيرة وَقيل بسجستان وَقيل اسْتشْهد يَوْم نهاوند وَقيل مَاتَ وَقد خرج غازباً إِلَى ثغر أرمينية وَقَالَ عَلْقَمَة بن مرْثَد الْحَضْرَمِيّ انْتهى الزّهْد إِلَى ثَمَانِيَة نفر من التَّابِعين عَامر بن عبد قيس وأويس وهرم بن حَيَّان الْعَبْدي وَالربيع بن خثيم الثَّوْريّ وَأبي مُسلم الْخَولَانِيّ وَالْأسود بن يزِيد ومسروق وَالْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ كَانَ أويس يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أعْتَذر إِلَيْك من كل كبدٍ جائعةٍ وجسدٍ عارٍ وَلَيْسَ لي إِلَّا مَا على ظَهْري وَفِي بَطْني (الأويسي) اسْمه عبد الْعَزِيز بن عبد الله

إياد خادم النبي

(إياد خَادِم النَّبِي) (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) إياد أَبُو السَّمْح خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مَشْهُور بكنيته قَالَ ابْن عبد الْبر لم يرو عَنهُ فِيمَا علمت إِلَّا مَحل بن خَليفَة حَدِيثه فِي بَوْل الْجَارِيَة والغلام عِنْد يحيى بن الْوَلِيد وَيُقَال إِن إياداً ضل وَلَا يدْرِي أَيْن مَاتَ (اياز) 3 - (الْأَمِير فَخر الدّين الْمقري) أياز الْأَمِير الْكَبِير فَخر الدّين الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالمقري أحد حجاب الظَّاهِر وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ فِي الْمُهِمَّات ويثق بِهِ ترسل عَنهُ إِلَى أبغا وَإِلَى غَيره وَلما تملك الْمَنْصُور جعله أَمِير حَاجِب وَأَعْطَاهُ خبْزًا كَبِيرا وزادت مَنْزِلَته عِنْده حج من الشَّام ورد إِلَى مصر فَتوفي بهَا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وروى عَن ابْن المقير وَحدث بِالْقَاهِرَةِ ودمشق 3 - (أياز افتخار الدّين الْحَرَّانِي) كَانَ وَالِي دمشق وأضيف إِلَيْهِ النّظر فِي أَمر الْمَسَاجِد فِي سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة فَأمر أهل الْأَسْوَاق بِالصَّلَاةِ وعاقب من تخلف عَنْهَا وَكَانَ يَخْدمه شخص من أَبنَاء الْحَنَابِلَة يعرف بالفخر ابْن الصَّيْرَفِي وَله مَسْجِد بقبة اللَّحْم لَهُ فِيهِ كل شهر سِتُّونَ درهما فَتَركه بِحَالهِ وَلم ينقصهُ شَيْئا من جامكيته وَكَانَ الافتخار نقص سَائِر جوامك النَّاس فَقَالَ بعض أَئِمَّة الْمَسَاجِد من الْكَامِل (يَا والياً متزهِّداً ... متحنبلاً بتَصَلُّفِ) (لِمَ لَا تَسَاوِي بالمسا ... جد مَسْجِد ابْن الصَّيْرَفِي) فَأَجَابَهُ آخر على لِسَان الْوَالِي من الْكَامِل (قَالَ الْأَمِير الْحَنْبَلِيّ ... جوابَ مَن لم ينصفِ) (أَنا مبغضٌ للشَّافِعِيّ ... والمالكي والحنفي) (فلذاك أقصيهم وأر ... عى جَانب ابْن الصَّيْرَفِي) ) 3 - (نَائِب حلب) أياز الْأَمِير فَخر الدّين السِّلَاح دَار الناصري أَظُنهُ كَانَ بِمصْر قبل خُرُوجه إِلَى الشَّام من بعض مشدي الْعِمَارَة ثمَّ إِنَّه خرج فِي حَيَاة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون إِلَى طرابلس أَمِير عشرَة ثمَّ رسم بنقله إِلَى دمشق فِي أَوَاخِر أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز فَأَقَامَ بهَا ثمَّ لما توجه الفخري بعساكر الشَّام إِلَى مصر أَيَّام النَّاصِر أَحْمد كَانَ فِي جملَة الْعَسْكَر ورسم لَهُ بِالْقَاهِرَةِ بإمرة طبلخاناة وَحضر عَلَيْهَا إِلَى دمشق المحروسة ثمَّ إِنَّه لما توفّي

أياز حسيس

الْأَمِير سيف الدّين يُنجي مشد الواوين بِدِمَشْق المحروسة تولى الْأَمِير فَخر الدّين شدّ الدَّوَاوِين مَكَانَهُ بِدِمَشْق فَعمل الشد جيدا ثمَّ إِنَّه عزل من ذَلِك فِي أَيَّام الْأَمِير سيف طقزتمر وَتَوَلَّى حاجباً صَغِيرا وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي الْأَمِير سيف الدّين أللمش الْحَاجِب الْكَبِير بِدِمَشْق فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا فَأعْطَاهُ الحجوبية مَكَانَهُ وداخله وَصَارَ حظياً عِنْده لَا يُفَارِقهُ فِي الْحَضَر وَلَا فِي السّفر وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن ورد مرسوم الْملك المظفر حاجي بِطَلَبِهِ إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهَا ورسم لَهُ بنيابة صفد فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَبعد حُضُوره إِلَيْهَا بِقَلِيل خرج الْأَمِير سيف الدّين يلبغا على المظفر وَجرى لَهُ مَا جرى على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته وهرب فرسم للأمير فَخر الدّين بِأَن يركب خَلفه فَحَضَرَ فِي عَسْكَر صفد إِلَى دمشق وَتوجه بِهِ وبعسكر دمشق إِلَى حمص وَأقَام عَلَيْهَا فَلَمَّا أمسك يلبغا بحماة رَجَعَ الْأَمِير فَخر الدّين إِلَى صفد ورسم لَهُ بنيابة حلب فَتوجه فِي شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا وأحبه أَهلهَا فَإِنَّهُ عاملهم بلطف زَائِد فَلَمَّا كَانَت أول دولة الْملك النَّاصِر حسن حضر الْأَمِير ركن الدّين عمرشاه الناصري إِلَيْهِ إِلَى حلب يَطْلُبهُ إِلَى مصر على الْبَرِيد مخفاً فقابل ذَلِك بِالطَّاعَةِ فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْل سمع ركن الدّين عمرشاه أَنه رُبمَا أَن يَعْصِي وَمَا يروح إِلَى مصر فأركب الْأُمَرَاء والعسكر وَأَحَاطُوا بدار النِّيَابَة فَلَمَّا أحس بهم خرج إِلَيْهِم وَسلم سَيْفه بِيَدِهِ إِلَى ركن الدّين عمرشاه وَقَالَ أما مَمْلُوك السُّلْطَان وَتَحْت طَاعَته الشَّرِيفَة فأمسكوه وقيدوه وأطلعوه إِلَى قلعة حلب وطولع للسُّلْطَان بأَمْره وَكَانَ ذَلِك فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأحضره الْأَمِير سيف الدّين بلجك إِلَى قلعة دمشق مكبلاً فِي الْحَدِيد فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا يسيرَة وَطلب إِلَى مصر وجهز إِلَى الاسكندرية وَبَلغنِي أَنه قَالَ للأمير سيف الدّين أرغون شاه النَّائِب بِالشَّام لما استحضره فِي اللَّيْل وَقد جَاءَ من حلب وَالله يَا خوند رَأَيْت فِي الطَّرِيق) فلاحاً يَسُوق حمارا أعرج معقوراً وَهُوَ فِي أنحس حَال فتمنيت لَو كنت مثله فرق لَهُ وَقلت فِيهِ من الْكَامِل (لمّا أنار أيازُ فِي أفق العُلى ... خمدتْ سَرِيعا لامعاتُ عُلوِّه) (بالْأَمْس أصبح نعْمَة لصديقه ... واليومَ أَمْسَى رَحْمَة لعدوِّه) وَلم يزل معتقلاً بالإسكندرية إِلَى أَن أفرج عَنهُ وجهز إِلَى طرابلس بطالاً فَحَضَرَ من مصر إِلَى دمشق فِي خَامِس عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَفِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى أعطي طبلخاناه سنقر الجمالي بهَا ثمَّ نقل إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن وسط هُوَ وألجيبغا فِي شهر ربيع الآخر سنة خمسين وَسَبْعمائة على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة ألجيبغا 3 - (أياز حسيس) هُوَ أَبُو مَنْصُور المنجم يَأْتِي ذكره فِي حرف الْمِيم فِي اسْم مَنْصُور ابْن أياز النَّحْوِيّ الْحُسَيْن بن أياز

إياس

(إِيَاس) 3 - (إِيَاس بن أَوْس بن عتِيك) الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي قتل يَوْم أحد شَهِيدا 3 - (الصَّحَابِيّ) إِيَاس بن أبي البكير بن عبد ياليل الْكِنَانِي كَانَ من الْمُهَاجِرين شهد بَدْرًا وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ شهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا وَإِخْوَته خَالِد وعامر وعاقل 3 - (الْأنْصَارِيّ) إِيَاس بن ثَعْلَبَة أَبُو أُمَامَة الْحَارِثِيّ الْأنْصَارِيّ وَهُوَ ابْن أُخْت أبي بردة ابْن نيار وَيُقَال اسْمه ثَعْلَبَة بن سُهَيْل وَهُوَ مَشْهُور بكنتيه روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يقتطع رجل مَال امْرِئ مُسلم بِيَمِينِهِ إِلَّا حرم الله عَلَيْهِ الْجنَّة وَأوجب لَهُ النَّار وَإِن كَانَ سواكاً من أَرَاك 3 - (ابْن الْأَكْوَع الْأَسْلَمِيّ) إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع الْأَسْلَمِيّ الْمدنِي روى عَن أَبِيه وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَمِائَة) 3 - (إِيَاس بن عبد الْمُزنِيّ) يعد فِي الْحِجَازِيِّينَ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تَبِيعُوا المَاء قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أحفظ لَهُ غير هَذَا الحَدِيث 3 - (إِيَاس بن عبد الفِهري) أَبُو عبد الرحمان شهد حنيناً روى عَنهُ حَمَّاد بن سَلمَة عَن يعلى ابْن عَطاء عَن أبي همام عبد الله بن يسَار عَن أبي عبد الرَّحْمَن الفِهري شاهدت الْوُجُوه الحَدِيث بِطُولِهِ 3 - (إِيَاس بن عبد الله) ابْن أبي ذُبَاب بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وباءين موحدتين الدوسي مدنِي لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد الزُّهْرِيّ عَن عبد الله بن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لَا تضربوا إِمَاء الله الحَدِيث 3 - (إِيَاس بن عدي) الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ قتل يَوْم أحد شَهِيدا وَلم يذكرهُ ابْن إِسْحَاق

إياس بن قتادة بن أوفى

3 - (إِيَاس بن قَتَادَة بن أوفى) من بني مَنَاة بن تَمِيم من الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين وَأمه الفارعة بنت حميري ولأبيع صُحْبَة وَكَانَ إِيَاس شريفاً اعتم يَوْمًا وَهُوَ يُرِيد بشر بن مَرْوَان فَنظر فِي الْمرْآة فَإِذا شيبَة فِي ذقنه فَقَالَ يَا جَارِيَة انظري من بِالْبَابِ من قومِي فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالَ يَا قوم إِنِّي كنت قد وهبت لكم شَبَابِي فهبوا لي مشيبي لَا أَرَانِي حمير الْحَاجَات وَهَذَا الْمَوْت يقرب مني ثمَّ نفض عمَامَته وَاعْتَزل النَّاس يعبد ربه حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ 3 - (إِيَاس بن معَاذ) من بني عبد الْأَشْهَل وَلما قدم فتية من بني عبد الْأَشْهَل وَفِيهِمْ إِيَاس يَلْتَمِسُونَ الْحلف من قُرَيْش على قَومهمْ من الْخَزْرَج سمع بهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَاهُم فَجَلَسَ إِلَيْهِم وَقَالَ هَل لكم إِلَيّ خير مِمَّا جئْتُمْ لَهُ قَالُوا وَمَا ذَاك قَالَ أنارسول الله يعثني إِلَى الْعباد أدعوهم إِلَى أَن يعبدوا الله وَلَا يشركوا بِهِ شَيْئا وَأنزل عَليّ الْكتاب وَذكر لَهُم الْإِسْلَام وتلا عَلَيْهِم الْقُرْآن فَقَالَ إِيَاس بن معَاذ وَكَانَ حَدثا أَي قوم هَذَا وَالله خير مِمَّا جئْتُمْ فِيهِ فَأخذ أنس) بن رَافع حفْنَة من الْبَطْحَاء فَضرب بهَا وَجه إِيَاس وَقَالَ دَعْنَا مِنْك فلعمري لقد جِئْنَا لغير هَذَا فَصمت إِيَاس وَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَانْصَرفُوا إِلَى الْمَدِينَة فَكَانَت وقْعَة بُعَاث بن الْأَوْس والخزرج ثمَّ لم يلبث إِيَاس بن معَاذ أَن هلك وَلم يزل قومه يسمعونه يهلل الله ويكبره وَيَحْمَدهُ ويسبحه حَتَّى مَاتَ فَمَا كَانُوا يَشكونَ أَنه مَاتَ مُسلما 3 - (القَاضِي إِيَاس) إِيَاس بن مُعَاوِيَة بن قُرَّة أَو وَاثِلَة الْبَصْرِيّ الْمُزنِيّ قَاضِي الْبَصْرَة وَأحد الْأَعْلَام روى عَن أَبِيه وَأنس بن مَالك وَسَعِيد بن الْمسيب وَسَعِيد بن جُبَير وَغَيرهم روى لَهُ مُسلم وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ مُسلم شَيْئا فِي مُقَدّمَة الْكتاب وَالْبُخَارِيّ تَعْلِيقا قَالَ عبد الله ابْن شَوْذَب كَانَ يُقَال يُولد كل عَام بعد الْمِائَة رجل تَامّ الْعقل وَكَانُوا يرَوْنَ إِيَاس بن مُعَاوِيَة مِنْهُم وَكَانَ أحد من يضْرب بِهِ الْمثل فِي الذكاء والرأي والسؤدد وَالْعقل وَأول مَا ولي الْقَضَاء مَا قَامَ حَتَّى قضى سبعين قَضِيَّة وفصلها ثمَّ خرج إِيَاس من الْقَضَاء فِي قضيةٍ كَانَت فَاسْتعْمل عدي بن أَرْطَاة على الْقَضَاء الْحسن الْبَصْرِيّ وَقد اخْتلفُوا فِي هروبه من الْقَضَاء على أَقْوَال أَحدهَا أَنه رد شَهَادَة شريفٍ مُطَاع فآلى أَن يقْتله فهرب وَقَالَ خَالِد الْحذاء قضى إِيَاس بِشَاهِد وَيَمِين الْمُدَّعِي وَكَانَ عمر بن عبد الْعَزِيز قد ولاه الْقَضَاء لِأَنَّهُ كتب إِلَى نَائِبه بالعراق عدي بن أَرْطَاة أَن

اجْمَعْ بَين إِيَاس بن مُعَاوِيَة وَالقَاسِم بن ربيعَة الْحَرَشِي فول قَضَاء الْبَصْرَة أنفذهما فَجمع بَينهمَا فَقَالَ لَهُ إِيَاس أَيهَا الْأَمِير سل عني وَعَن الْقَاسِم فقيهي الْمصر الْحسن الْبَصْرِيّ وَمُحَمّد بن سِيرِين وَكَانَ الْقَاسِم يأتيهما وَإيَاس لَا يأتيهما فَعلم الْقَاسِم أَنه إِن سَأَلَهُمَا أشارا بِهِ فَقَالَ لَهُ لَا تسْأَل لَا عَنهُ وَلَا عني فو الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِن إِيَاس بن مُعَاوِيَة أفقه مني وَأعلم بِالْقضَاءِ فَإِن كنت كَاذِبًا فَمَا يحل لَك أَن توليني وَإِن كنت صَادِقا فَيَنْبَغِي لَك أَن تقبل قولي فَقَالَ لَهُ إِيَاس إِنَّك جِئْت برجلٍ أوقفته على شَفير جَهَنَّم فنجى نَفسه مِنْهَا بِيَمِين كاذبةٍ يسْتَغْفر الله مِنْهَا وينجو مِمَّا يخَاف فَقَالَ عدي بن أَرْطَاة أما إِذْ فهمتها فَأَنت لَهَا فاستقضاه وَقَالَ إِيَاس مَا غلبني قطّ سوى رجل وَاحِد وَذَاكَ أَنِّي كنت فِي مجْلِس الْقَضَاء بِالْبَصْرَةِ فَدخل عَليّ رجل شهد عِنْدِي أَن الْبُسْتَان الْفُلَانِيّ وَذكر حُدُوده هُوَ ملك فلَان فَقلت لَهُ كم عدد شَجَرَة فَسكت ثمَّ قَالَ مُنْذُ كم يحكم سيدنَا القَاضِي فِي هَذَا الْمجْلس فَقلت مُنْذُ كَذَا فَقَالَ كم) عدد خشب سقفه فَقلت لَهُ الْحق مَعَك وأجزت شَهَادَته وَقيل إِنَّه كَانَ يَوْمًا فِي مَوضِع فَحدث فِيهِ مَا أوجب الْخَوْف وَهُنَاكَ ثَلَاث نسْوَة لَا يعرفهن فَقَالَ هَذِه حَامِل وَهَذِه مرضع وَهَذِه عذراء فَقيل لَهُ من أَيْن علمت ذَلِك قَالَ إِن عِنْد الْخَوْف لَا يضع الْإِنْسَان يَده إِلَّا على أعز مَا لَهُ الَّذِي يخَاف عَلَيْهِ وَرَأَيْت الْحَامِل قد وضعت يَدهَا على جوفها والرضع وضعت يدعا على ثديها والعذراء وضعت يَدهَا على فرجهَا وَنظر يَوْمًا وَهُوَ بواسط إِلَى آجرة فَقَالَ تَحت هَذِه الآجرة دَابَّة فنزعوا الآجرة فَإِذا تحتهَا حَيَّة مطوقة فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت مَا بَين الآجرتين ندياً من بَين جَمِيع آجر تِلْكَ الرحبة فَعلمت أَن تحتهَا شَيْئا يتنفس وَمر يَوْمًا بمَكَان فَقَالَ أسمع صَوت كلب غَرِيب فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ عَرفته بخضوع صَوته وَشدَّة نباح غَيره من الْكلاب فكشفوا عَن ذَلِك فوجدوا كَلْبا مربوطاً وَالْكلاب تنبحه وَكَانَ يَوْمًا فِي بَريَّة فأعوزهم المَاء فَسمع نباح كلب فَقَالَ هَذَا على رَأس بِئْر فاستقروا النباح فوحدوه كَمَا قَالَ فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ لِأَنِّي سَمِعت صَوته كَالَّذي يخرج من بِئْر وتحاكم إِلَيْهِ اثْنَان فَقَالَ أَحدهمَا إِنِّي نزلت إِلَى النَّهر لأستحم ولي قطيفة خضراء جَدِيدَة وَضَعتهَا على جَانب النَّهر وَجَاء هَذَا وَعَلِيهِ قطيفة حَمْرَاء عتيقة فوضعها وَنزل المَاء وَلما طلعنا سبقني وَأخذ القطيفة الخضراء فَقَالَ ألكما بَيِّنَة فَقَالَا لَا فامر بِمشْط فَحَضَرَ فمشطهما بِهِ فَلَمَّا فعله خرج الصُّوف الْأَخْضَر من رَأس صَاحب القطيفة الخضراء فَأمر لَهُ بهَا وَنظر يَوْمًا إِلَى رجل فَقَالَ هَذَا غَرِيب من وَاسِط فَقِيه كتاب هرب مِنْهُ عبد فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أما إِنَّه من أهل وَاسِط فَإِن فِي ثِيَابه أثر تُرَاب وَاسِط وَأَنا أَنه غَرِيب فَإِنَّهُ يمشي وَيسْأل وَأما أَنه فَقِيه كتاب فَإِنَّهُ لَا يمِيل إِلَّا إِلَى الصغار وَلَا يأنس إِلَّا بهم وَلَا يسْأَل إِلَّا مِنْهُم وَأما أَنه هرب مِنْهُ عبد فَإِنَّهُ إِذا رأى أسود تلمحه وَنظر إِلَيْهِ طَويلا وَكَانَ إِيَاس يَقُول كل من لم يعرف عيب نَفسه فَهُوَ أَحمَق فَقيل لَهُ فَمَا عيبك قَالَ كَثْرَة الْكَلَام وَإيَاس فِي عداد السادات الطلس لِأَنَّهُ لم يكن بِوَجْهِهِ نَبَات

إياس بن وذفة

وروى المَسْعُودِيّ فِي شرح المقامات الحريرية إِن الْمهْدي لما دخل الْبَصْرَة رأى إِيَاس بن مُعَاوِيَة وَهُوَ صبي وَخَلفه وقدامه أَرْبَعمِائَة طيلسان من الْعلمَاء وَغَيرهم فَقَالَ الْمهْدي أُفٍّ لهَذِهِ العثانين أما كَانَ فيهم شيخ يتقدمهم غير هَذَا الْحَدث ثمَّ قَالَ لَهُ الْمهْدي كم سنك فَقَالَ سني أَطَالَ الله بَقَاء أَمِير الْمُؤمنِينَ سنّ أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة لما ولاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ) وَسلم جَيْشًا فيهم أَبُو بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا فَقَالَ تقدم بَارك الله فِيك وَكَانَ سنة سبع عشرَة سنة قلت وَفِيه يعد لِأَن إياساً توفّي فِي دولة بني أُميَّة وَقَالَ إِيَاس فِي الْعَام الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي وَأبي على فرسين فجريا مَعًا فَلم أسبقه وَلم يسبقني وعاش أبي سِتا وَسبعين سنة وَأَنا فِيهَا فَلَمَّا كَانَ آخر لياليه قَالَ أَتَدْرُونَ أَي لَيْلَة هَذِه استكملت فِيهَا عمر أبي ونام فَأصْبح مَيتا 3 - (إِيَاس بن وذفة) بِفَتْح الْوَاو والذال الْمُعْجَمَة وَالْفَاء الْأنْصَارِيّ وَقيل فِيهِ الدَّال الْمُهْملَة شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (مَمْلُوك الْكِنْدِيّ) إِيَاس هُوَ أَبُو الْجُود وَأَبُو الْفَتْح مولى الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ مشرف الْجَامِع الْأمَوِي الْمُتَكَلّم فِي بَسطه وحصره كَانَ حنفياً حدث عَن مُعْتقه وروى عَنهُ الدمياطي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (أَيَّانَ الساقي) أَيَّانَ الْأَمِير سيف الدّين الساقي الناصري كَانَ أَمِيرا بِمصْر يسكن فِي حكرجوهر النوبي شرى دَار الْأَمِير شرف الدّين أَمِير حُسَيْن بن جندر وَلما عَاد ابْن جندر إِلَى الْقَاهِرَة أَرَادَ ارتجاعها مِنْهُ فَدخل أَيَّانَ على الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي فَمَنعه مِنْهَا وَكَانَ السُّلْطَان قد رسم بإعادتها إِلَيْهِ ثمَّ إِنَّه أخرج إِلَى دمشق أَمِيرا فَمَكثَ بهَا مُدَّة ثمَّ إِنَّه طلبه قوصون أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا إِلَى مصر فَتوجه وَعَاد حاجباً صَغِيرا وتعاظم إِلَى أَن جهز إِلَى حمص نَائِبا فَأَقَامَ بهَا قَرِيبا من تِسْعَة أشهر ثمَّ عزل بالأمير سيف الدّين قطلقتمر الخليلي وجهز أَيَّانَ إِلَى غَزَّة مقدم عَسْكَر فَتوجه إِلَيْهَا مكْرها فَأَقَامَ بهَا مُدَّة شهر أَو أَكثر وَمرض مُدَّة اثْنَي عشر يَوْمًا وَتُوفِّي بهَا وَحمل إِلَى الْقُدس وَدفن بِهِ ووفاته فِي ثَالِث شهر رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة (أيبك) 3 - (الْملك الْمعز التركماني) أيبك بن عبد الله الصَّالِحِي الْملك الْمعز عز الدّين الْمَعْرُوف بالتركماني كَانَ مَمْلُوك الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب اشْتَرَاهُ فِي حَيَاة أَبِيه الْكَامِل

وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال عِنْده ولازمه فِي الشرق وَغَيره وَجعله جاشنكيره وَلِهَذَا رنكه صُورَة خونجه فَلَمَّا قتل الْمُعظم توران شاه ابْن الْملك الصَّالح وَبقيت الديار المصرية بِلَا ملك تشوف إِلَى السلطنة أَعْيَان الْأُمَرَاء فخيف من شرهم وَكَانَ عز الدّين أيبك مَعْرُوفا بالسداد وملازمة الصَّلَاة وَلَا يشرب خمرًا وَعِنْده كرم وسعة صدر ولين جَانب وَهُوَ من أَوسط الْأُمَرَاء فاتفقوا وسلطنوه فِي أَوَاخِر شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَركب بشعار السلطنة وحملت الغاشية بَين يَدَيْهِ وَأول مَا حملهَا الْأَمِير حسام الدّين ابْن أبي عَليّ وتداولها أكَابِر الْأُمَرَاء وَقَالُوا هَذَا مَتى أردنَا صرفه أمكننا ثمَّ إِنَّه البحرية اتَّفقُوا وَقَالُوا لابد من وَاحِد من بني أَيُّوب يجْتَمع الْكل على طَاعَته وَكَانَ الِاتِّفَاق من أقطاي الجمدار وبيبرس البندقداري وبلبان الرَّشِيدِيّ وسنقر الرُّومِي فأقاموا مظفر الدّين مُوسَى ابْن النَّاصِر يُوسُف ابْن الْملك المسعود ابْن الْكَامِل وَكَانَ عِنْد عماته وعمره نَحْو عشر سِنِين فأحضروه وسلطنوه وخطبوا لَهُ وَجعلُوا التركماني أتابكه وَذَلِكَ لخمس مضين من جُمَادَى الأولى بعد سلطنة الْمعز بِخَمْسَة أَيَّام وَكَانَت التواقيع تخرج وَصورتهَا رسم بِالْأَمر العالي المولوي السلطاني الملكي الأشرفي والملكي المعزي وَاسْتمرّ الْحَال على ذَلِك والمعز مُسْتَمر على التَّدْبِير وَيعلم على التواقيع وَالْملك الْأَشْرَف صُورَة فَلَمَّا ملك الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف دمشق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين خرج الْأَمِير ركن الدّين خَاص وَجَمَاعَة من الْعَسْكَر إِلَى غَزَّة فتلقتهم عَسَاكِر الْملك النَّاصِر فاندفعوا رَاجِعين واجتمعوا بِجَمَاعَة من الْأُمَرَاء فاتفقوا على مُكَاتبَة الْملك المغيث فتح الدّين عمر ابْن الْعَادِل أبي بكر ابْن الْكَامِل صَاحب الكرك والشوبك وخطبوا لَهُ بالصالحية يَوْم الْجُمُعَة لأَرْبَع مضين من جُمَادَى الْآخِرَة فَنَادَى الْمعز بِالْقَاهِرَةِ أَن الْبِلَاد للخليفة المستعصم وَالْملك الْمعز نَائِبه بهَا وحث على خُرُوج الْعَسْكَر وجددت الْأَيْمَان للأشرف بالسلطنة وللمعز بالأتابكية وَقصد الْملك النَّاصِر الْقَاهِرَة وَضرب مصافاً مَعَ العساكر المصرية فانكسروا كسرةً شنيعةً وَلم يبْق إِلَّا تملك الْملك النَّاصِر وخطب لَهُ فِي قلعة الْجَبَل وَغَيرهَا وَتَفَرَّقَتْ عَسَاكِر النَّاصِر خلف العساكر المصرية) طلب لنهبهم والناصر فِي شَرّ ذمَّة قَليلَة من أَعْيَان الْأُمَرَاء والملوك تَحت السناجق والكوسات تضرب وَرَاءه وتحير الْمعز فِي أمره إِذْ لَيْسَ لَهُ جِهَة يلتجئ إِلَيْهَا فعزم بِمن كَانَ مَعَه من الْأُمَرَاء على دُخُول الْبَريَّة والتوصل إِلَى مكانٍ يأمنون فِيهِ فاجتازوا بالناصر على بعدٍ فرأوه فِي نفرٍ يسير فحملوا عَلَيْهِ حَملَة رجل وَاحِد فَتَفَرَّقُوا وَقتل الْأَمِير شمس الدّين لُؤْلُؤ الأميني مُدبر الدولة وأتابك الْعَسْكَر والأمير ضِيَاء الدّين القيمري وهرب النَّاصِر لَا يلوي على شَيْء وَكسر الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل ابْن الْعَادِل والأشرف ابْن صَاحب حمص والمعظم توران شاه ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَغَيرهم واستمرت الكسرة عَلَيْهِم وَبلغ خبر ذَلِك الْأَمِير جمال الدّين مُوسَى بن يغمور وَقد قَارب بلبيس وَمَعَهُ قِطْعَة كَبِيرَة من الْجَيْش فَقَالَ مَا علينا نَحن قد ملكنا الْبِلَاد وَالسُّلْطَان يعود إِلَيْنَا وتوهم بعض الْأُمَرَاء أَن النَّاصِر قتل فَقَالَ الْأَمِير نجم الدّين الْحَاجِب لِابْنِ يغمور يَا خوند جمال الدّين حب الوطن من

الْإِيمَان نسبه إِلَى أَنه يخْتَار دُخُول مصر على كل حَال وَرُبمَا لَهُ بَاطِن مَعَ المصريين فَغَضب لذَلِك وثنى رَأس فرسه وَعَاد وَلَو كَانَ دخل بِمن مَعَه لملك الديار المصرية وَعَاد الْمعز إِلَى الْقَاهِرَة مظفراً منصوراً وَخرج الْملك الْأَشْرَف من القلعة للقائه ورسخت قدم الْمعز وَعظم شَأْنه وَاسْتمرّ لَهُ الْحَال إِلَى سنة إِحْدَى وَخمسين فَوَقع الِاتِّفَاق بَينه وَبَين النَّاصِر على أَن يكون لَهُ وللبحرية الديار المصرية وغزة والقدس وَمَا فِي الْبِلَاد الشامية للْملك النَّاصِر وَأَفْرج عَن الْملك الْمُعظم توران شاه ابْن صَلَاح الدّين وأخيه نصْرَة الدّين وَالْملك الْأَشْرَف ابْن صَاحب حمص وَغَيرهم من الاعتقال وتوجهوا إِلَى الشَّام وَعظم شَأْن الْأَمِير فَارس الدّين أقطاري الجمدار والتفت عَلَيْهِ البحرية كَمَا مر فِي تَرْجَمته وَكَانَ أَصْحَابه يسمونه الْملك الْجواد فَعمل عَلَيْهِ وَقَتله الْمعز كَمَا مر هُنَاكَ ثمَّ إِن الْمعز خلع الْأَشْرَف بعد قتل أقطاي وأنزله من قلعة الْجَبَل إِلَى عماته القطبيات وَركب الْمعز بالصناجق السُّلْطَانِيَّة واستقل بِالْأَمر بمفرده ثمَّ إِن العزيزية عزموا على قَبضه فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فشعر بذلك فَقبض على بَعضهم وهرب بَعضهم ثمَّ تقرر الصُّلْح بَين الْمعز والناصر على أَن يكون الشَّام جَمِيعه للناصر وديار مصر للمعز وحد مَا بَينهمَا بِئْر القَاضِي وَهُوَ مَا بَين الورادة والعريش بسفارة الشَّيْخ نجم الدّين الباذرائي وَتزَوج الْمعز بشجر الدّرّ سنة ثَلَاث وَخمسين ثمَّ بلغَهَا أَن الْمعز عزم على أَن يتَزَوَّج ابْنة بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل وَأَنه قد ترددت الرُّسُل بَينهمَا فَعظم ذَلِك عَلَيْهَا) وَطلبت صفي الدّين إِبْرَاهِيم بن مَرْزُوق وَكَانَ لَهُ تقدم فِي الدول ووجاهة عِنْد الْمُلُوك فاستشارته فِي الفتك بالمعز ووعدته أَن يكون هُوَ الْوَزير فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا ونهاها فَلم تصغ إِلَيْهِ وَطلبت مَمْلُوك الطواشي محسن الْجَوْجَرِيّ الصَّالِحِي وعرفته مَا عزمت عَلَيْهِ ووعدته وَعدا جميلاً إِن قَتله واتفقت مَعَ جمَاعَة من الخدم فَلَمَّا كَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّالِث وَالْعِشْرين من ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة لعب الْمعز بالكرة فِي ميدان اللوق وَصعد آخر النَّهَار إِلَى القلعة والأمراء فِي خدمته ووزيره شرف الدّين الفائزي وَالْقَاضِي بدر الدّين السنجاري فَلَمَّا دخل دَاره فَارقه الموكب وَدخل يستحم فِي الْحمام فَلَمَّا قلع ثِيَابه وثب عَلَيْهِ سنجر الْجَوْجَرِيّ والخدام ورموه إِلَى الأَرْض وخنقوه وَطلبت شجر الدّرّ صفي الدّين ابْن مَرْزُوق على لِسَان الْمعز فَركب حِمَاره وبادر وَكَانَت عَادَته ركُوب الْحمير فِي موكب السُّلْطَان فَدخل عَلَيْهَا فرآها وَهِي جالسة والمعز بَين يَديهَا ميت فخاف خوفًا شَدِيدا واستشارته فِيمَا تفعل فَقَالَ مَا أعرف وَكَانَ الْأَمِير جمال الدّين أيدغدي العزيزي معتقلاً فِي بعض الآدر مكرماً فأحضرته وَطلبت مِنْهُ أَن يقوم بِالْأَمر فَامْتنعَ وسيرت تِلْكَ اللَّيْلَة إِصْبَع الْمعز وخاتمه إِلَى الْأَمِير عز الدّين الْحلَبِي الْكَبِير وطلبته يقوم بِالْأَمر فَلم يَجْسُر وانطوت الْأَخْبَار عَن النَّاس تِلْكَ اللَّيْلَة وَلما كَانَ سحر الْأَرْبَعَاء ركب الْأُمَرَاء على عَادَتهم إِلَى القلعة وَلم يركب الفائزي وتحيرت

الأمير عز الدين الحلبي

شجر الدّرّ فَأرْسلت إِلَى الْملك الْمَنْصُور عَليّ ابْن الْملك الْمعز تَقول لَهُ عَن أَبِيه أَنه ينزل إِلَى الْبَحْر فِي جمع من الْأُمَرَاء لإِصْلَاح الشواني المجهزة إِلَى دمياط فَفعل وَلما تَعَالَى النَّهَار شاع الْخَبَر بقتْله واضطربت أَقْوَال النَّاس فِي قَتله فأحدق الْعَسْكَر بالقلعة ودخلها مماليك الْمعز والأمير بهاء الدّين بغدي الأشرفي مقدم الْحلقَة وطمع الْحلَبِي فِي التَّقَدُّم وساعده على ذَلِك جمَاعَة من الْأُمَرَاء الصالحية فَلم يتم لَهُم مُرَاد ثمَّ إِن الَّذين فِي القلعة استحضروا الفائزي الْوَزير وَاتَّفَقُوا على تمْلِيك الْملك الْمَنْصُور عَليّ ابْن الْملك الْمعز وعمره يَوْمئِذٍ نَحْو خمس عشرَة سنة فرتبوه وَنُودِيَ فِي الْبَلَد بشعاره وَاسْتقر أَمر النَّاس وتفرق الصالحية إِلَى دُورهمْ وامتنعت شجر الدّرّ مَعَ الَّذين قتلوا الْمعز فِي دَار السلطنة وَطلب مماليك الْمعز الهجوم عَلَيْهَا فَلم يمكنوهم مماليك الصَّالح فَحلف لَهَا مماليك الْمعز أَن لَا ينالوها بمساءة وطلبوا الصفي بن مَرْزُوق فَحَدثهُمْ بالقصة فصلب الْخَادِم محسن وَالَّذين اتَّفقُوا على قتل الْمعز وهرب سنجر مَمْلُوك الْجَوْجَرِيّ ثمَّ ظفر بِهِ فصلب إِلَى جَانب أستاذه وَكَانَ ذَلِك سنة خمس وَخمسين) وسِتمِائَة وَقَالَ السراج الْوراق يرثيه من الطَّوِيل (نُقِيم عَلَيْهِ مأتماً بعد مأتمٍ ... ونسفح دمعاً دون سفح المقطَّمِ) (وَلَو أننا نَبْكي على قدر فَقدْه ... لدمنا عَلَيْهِ نتبع الدمع بِالدَّمِ) (وَأرى بعد عَام للأسى جدة الصَّبِي ... كأنّ خطا الأيّام لم تتقدَّمِ) (وسَلْ صَفَراً يُنْبيك عنّيَ أنّني ... دعوتُ الْكرَى من بَعده بالمحرَّمِ) (يمثِّل لي شخصَ المعزِّ إِذا بدتْ ... لعينيَ اطلابُ الْخَمِيس العَرَمْرَمِ) (وتذكرنيه الخيلُ مَا بَين مُسْرجٍ ... غَدا مُلجمًا صبري وَمَا بَين مُلجمِ) (كأنْ لم يسْر والجيش قد مَلأ الفضا ... فَغَصَّ بِهِ والخيلُ بِالْخَيْلِ ترتمي) (كَأَن لم يكن وَالنَّاس مَا بَين معرق ... لأبوابه تسري وَمَا بَين مشئم) (كأنْ لم يتوًّج منبرٌ باسمه وَلَا ... علا وجْهَ دِينَار وَلَا وَجه درهمِ) (كأنْ لم يكن بالسمهريّة باحثاً ... على كلِّ شيءٍ مِن عُداه مكتّمِ) (أَلا نَمْ هَنِيئًا إنّ ثارك لم ينَمْ ... لَهُ أعينٌ قد حصَّنت كلَّ لَهْذَمِ) (بنى اللهُ بالمنصور مَا هدًّم الردى ... وإنّ بناءَ الله غير مهدَّمِ) (مليكُ الورى بُشْرى لمضمر طَاعَة ... وبؤسى لطاغٍ فِي زَمَانك مُجْرمِ) (فَمَا للَّذي قدّمتَ من متأخَّرٍ ... وَلَا للَّذي أخرَّتَ من متقدَّمِ) 3 - (الْأَمِير عز الدّين الْحلَبِي) أيبك بن عبد الله الْحلَبِي الْكَبِير كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء الصالحية وقدمائهم مِمَّن يضاهي الْمعز وَله المكانة الْعَظِيمَة يعْتَرف لَهُ الْأُمَرَاء بالتعظيم وَكَانَ لَهُ

أيبك الملك مجاهد الدين الدوادار مقدم جيوش العراق كان بطلا شجاعا موصوفا بالرأي

عدَّة مماليك أَعْيَان نجباء صَارُوا بعده أُمَرَاء أكَابِر مِنْهُم ركن الدّين أباجي الْحَاجِب وَبدر الدّين بيليك الجاشنكير وصارم الدّين أزبك الْحلِيّ وَغَيرهم وَلما حلف الْأُمَرَاء لعَلي بن الْمعز كَمَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْمعز توقف الْحلَبِي وَأَرَادَ الْقيام بِالْأَمر ثمَّ خَافَ على نَفسه وَوَافَقَ الْأُمَرَاء على ذَلِك وَقبض الْأَمِير سيف الدّين قطز والمعزية على الأميرعلم الدّين سنجر الْحلَبِي واعتقلوه وَركب الْأُمَرَاء الصالحية وَمِنْهُم عز الدّين الْحلَبِي الْمَذْكُور فتقطر بِهِ فرسه خَارج الْقَاهِرَة وَأدْخل إِلَيْهَا مَيتا وَكَذَلِكَ ركن الدّين خَاص ترك سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (أيبك الْملك مُجَاهِد الدّين الدوادار مقدم جيوش الْعرَاق كَانَ بطلاً شجاعاً مَوْصُوفا بِالرَّأْيِ) ) والإقدام كَانَ يَقُول لَو مكنني المستعصم لقهرت هولاكو وَكَانَ مغرماً بالكيمياء لَهُ دَار فِي دَاره فِيهَا عدَّة رجال يعلمُونَ هَذِه الصَّنْعَة وَلَا تصح قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت بِخَط كَاتب ابْن ودَاعَة قَالَ حَدثنِي الصاحب محيي الدّين ابْن النّحاس قَالَ ذهبت فِي الرسلية إِلَى المستعصم فَدخلت دَار الْملك مُجَاهِد الدّين وشاهدت دَار الكيمياء فَقَالَ لي بَينا أَنا رَاكب لَقِيَنِي صوفي وَقَالَ لي يَا ملك خُذ هَذَا المثقال وألقه على مائَة مِثْقَال فضَّة وألق الْمِائَة على عشرَة آلَاف تصير ذَهَبا خَالِصا فَفعلت ذَلِك فَكَانَ كَمَا قَالَ ثمَّ إِنِّي لَقيته بعد فَقلت لَهُ عَلمنِي هَذِه الصِّنَاعَة فَقَالَ مَا أعرفهَا لَكِن أَعْطَانِي رجل صَالح خَمْسَة مَثَاقِيل وَقد أَعطيتك مِنْهَا مِثْقَالا ولملك الْهِنْد مِثْقَالا ولشخصين مثقالين وَقد بَقِي معي مِثْقَال أعيش بِهِ ثمَّ حَدثنِي مُجَاهِد الدّين قَالَ عِنْدِي من يَدعِي هَذَا الْعلم وَكنت أخليت لَهُ دَارا على الشط وَكَانَ مغرى بصيد السّمك فأحضرت إِلَيْهِ من ذَلِك الذَّهَب وحكيت لَهُ الصُّورَة فَقَالَ هَذَا الَّذِي أعْجبك وَكَانَ فِي يَده شبكة يصطاد بهَا فَأخذ مِنْهُ بلاعة فولاذ فَوضع طرفها فِي نَار ثمَّ أخرجهَا وَأخرج من فِيهِ شَيْئا وذره على النّصْف المحمر فَصَارَ ذَهَبا خَالِصا وَالْآخر فولاذاً ثمَّ أَرَانِي مُجَاهِد الدّين تِلْكَ البلاعة إِلَى أَن النّصْف الفولاذ قد خالطه الذَّهَب شَيْئا يَسِيرا انْتهى قتل الْملك مُجَاهِد الدّين وَقت غَلَبَة الْعَدو على بَغْدَاد صبرا سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (الظَّاهِرِيّ نَائِب حمص) أيبك عز الدّين الظَّاهِرِيّ نَائِب حمص توفّي بهَا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ غاشماً ظَالِما وَفِيه تشيع 3 - (الزراد وَالِي قلعة دمشق) أيبك عز الدّين الزراد نَائِب قلعة دمشق كَانَ مهيباً محتشماً حسن السِّيرَة توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 3 - (الإسْكَنْدراني نَائِب الرحبة) أيبك الْأَمِير عز الدّين الإسْكَنْدراني الصَّالِحِي تولى الشوبك لأستاذه الصَّالح ثمَّ كَانَ من خَواص الْمعز ثمَّ ولي بعلبك مُدَّة للظَّاهِر بيبرس ثمَّ ولاه

عز الدين الدمياطي

الرحبة وَرَأَيْت بهَا كتب الظَّاهِر إِلَيْهِ وَتزَوج بابنة الشَّيْخ الْفَقِيه مُحَمَّد اليونيني وَكَانَ فِيهِ كرم وَدين وَتُوفِّي بالرحبة سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة) 3 - (عز الدّين الدمياطي) أيبك عز الدّين الدمياطي أَمِير كَبِير من أَعْيَان الصالحية فِيهِ شجاعة وجود وكرم حَبسه السُّلْطَان مُدَّة وَتُوفِّي بِمصْر وَقد نَيف على السّبْعين سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (نَائِب حصن الأكراد) أيبك عز الدّين الْموصِلِي نَائِب حصن الأكراد قتل فِي دَاره بالحصن غيلَة وَكَانَ كَافِيا ناهضاً وَفِيه تشيع وَكَانَت قتلته سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (الأفرم الْكَبِير) أيبك الْأَمِير عز الدّين الأفرم الْكَبِير الصَّالِحِي وأظن الجسر الَّذِي خَارج مصر هُوَ مَنْسُوب إِلَى هَذَا وَكَانَ ساقي الصَّالح سمع من ابْن رواج وَحدث وَكَانَ فِي كبار الدولة المصرية لَهُ أَمْوَال كَثِيرَة وأملاك عَظِيمَة وخبز جيد كَانَ يُقَال إِن لَهُ ثمن الديار المصرية وَكَانَت فِيهِ خبْرَة وشجاعة وَتُوفِّي سنّ خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة كنت بِالْقَاهِرَةِ وَقد وقف أَوْلَاده واشتكى عَلَيْهِم أَرْبَاب الدُّيُون للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَقَالَ السُّلْطَان يَا بشتاك هَؤُلَاءِ أَوْلَاد الأفرم الْكَبِير صَاحب الْأَمْلَاك وَالْأَمْوَال أبْصر كَيفَ حَالهم وَمَا سَببه إِلَّا أَن أباهم اتكلهم على أملاكهم فَمَا بقيت وَأَنا لأجل ذَلِك لَا أدخر لأولادي ملكا وَلَا مَالا وَكَانَ الأفرم أَمِير جاندار وَعمل نِيَابَة مصر مَرَّات 3 - (نَائِب طرابلس) أيبك الْأَمِير عز الدّين الْموصِلِي المنصوري نَائِب طرابلس كَانَ دينا عَاقِلا مهيباً وقوراً مُجَاهدًا مرابطاً جميل السِّيرَة من خِيَار الْأُمَرَاء توفّي بطرابلس سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (الْحَمَوِيّ نَائِب دمشق) أيبك الْأَمِير عز الَّذين التركي الْحَمَوِيّ نَائِب دمشق وَليهَا بعد الشجاعي ثمَّ فِي سنة خمس وَتِسْعين عزل وَجعل فِي قلعة صرخذ ثمَّ إِنَّه قبل مَوته بِشَهْر ولي نِيَابَة حمص فَمَاتَ بهَا وَنقل إِلَى تربته بِدِمَشْق الَّتِي شَرْقي عقبَة دمر كَانَ مَعْرُوفا بالشجاعة والإقدام وَكَانَت وَفَاته سنّ ثَلَاث وَسَبْعمائة 3 - (الشجاعي وَالِي الْوُلَاة) أيبك الْأَمِير عز الدّين الشجاعي الصَّالِحِي الْعِمَادِيّ

الأمير عز الدين صاحب صرخذ

وَالِي الْوُلَاة بالجهات الْقبلية كَانَ دينا خيرا) صَارِمًا عفيف السِّيرَة لين الْجَانِب شَدِيدا على أهل الريب وَكَانَ وجيهاً عِنْد الْمُلُوك ولي فِي حَال شبابه أستاذدارية الصَّالح إِسْمَاعِيل وتنقلت بِهِ الولايات وَكَانَ الظَّاهِر بيبرس يعْتَمد على أَمَانَته وَهُوَ مسموع الْكَلِمَة عِنْده سَأَلَ قطع خبزه اخْتِيَارا مِنْهُ فعزل وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ أول سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة دفن بسفح قاسيون 3 - (الْأَمِير عز الدّين صَاحب صرخذ) أيبك بن عبد الله المعظمي الْأَمِير عز الدّين صَاحب صرخذ اشْتَرَاهُ الْمُعظم عِيسَى سنة سبع وسِتمِائَة وترقى عِنْده حَتَّى جعله أستاذداره وَكَانَ يؤثره على أَوْلَاده وَلم يكن لَهُ نَظِير فِي حشمته ورياسته وَكَرمه وشجاعته ورأيه وعلو همته وَكَانَ يضاهي الْمُلُوك أقطعه الْمُعظم صرخذ وقلعتها وَلما توفّي الْمُعظم بَقِي فِي خدمَة وَلَده النَّاصِر دَاوُد وَلما حصر الْكَامِل كَانَ الْأَمِير عز الدّين هُوَ مُدبر الْحَرْب فَلَمَّا حصل الِاتِّفَاق على تَسْلِيم دمشق كَانَ هُوَ المتحدث فِي ذَلِك فَاشْترط للناصر من الْبِلَاد وَالْأَمْوَال مَا أرضاه ثمَّ شَرط لنَفسِهِ صرخذ وأعمالها وَسَائِر أملاكه بِدِمَشْق وَغَيرهَا وَأَن يسامح بِمَا يُؤْخَذ من المكوس على سَائِر مَا يَبِيع ويبتاع من سَائِر الْأَصْنَاف ويفسح لَهُ فِي الممنوعات وَأَن يكون لَهُ بِدِمَشْق حبس يحبس فِيهِ نوابه فَأُجِيب إِلَى ذَلِك جَمِيعه وَبَقِي على ذَلِك سَائِر الْأَيَّام الأشرفية والكاملية والصالحية الْعمادِيَّة إِلَى أول الْأَيَّام الصالحية النجمية فَحصل لَهُ وَحْشَة من الْملك الصَّالح أَيُّوب وَكَانَ مَعَ الخوارزمية لما كسروا على الْقصب سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فَمضى إِلَى صرخذ وَامْتنع بهَا ثمَّ أخذت مِنْهُ صرخذ أَوَاخِر السّنة الْمَذْكُورَة وَأخذ إِلَى مصر واعتقل بدار صَوَاب وَكَانَ ابْنه إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور فِي الأباره وشى بِهِ إِلَى الصَّالح وَقَالَ إِن أَمْوَال أبي بعث بهَا إِلَى الحلبيين وَأول مَا نزل بهَا من صرخذ كَانَت ثَمَانِينَ خرجا وأودعها لشمس الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وبلع الْأَمِير عز الدّين اجْتِمَاع وَلَده بالصالح فَمَرض وَوَقع إِلَى الأَرْض وَقَالَ هَذَا آخر عهدي يالدنيا وَلم يتَكَلَّم بعْدهَا حَتَّى مَاتَ وَدفن ظَاهر الْقَاهِرَة بِبَاب النَّصْر سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَقيل سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ نقل بعد ذَلِك إِلَى الْقبَّة الَّتِي بناها إِبْرَاهِيم برسم دَفنه فِي الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا على شرف الميدان ظَاهر دمشق من جِهَة الشمَال ووقفها على أَصْحَاب أبي حنيفَة وَله مدرسة أُخْرَى بالكجك 3 - (أيبك الميوي) ) أيبك بن عبد الله عز الدّين المحيوي مَمْلُوك الصاحب محيي

إيتاخ سياف النقمة

الدّين ابْن ندى الْجَزرِي برع فِي حسن الْخط حَتَّى بلغ الْغَايَة وَكَانَ يكْتب عَن مخدومه لمن تعن لَهُ مخاطبته من الْمُلُوك وَغَيرهم وَكَانَ خوشداشه علم الدّين أيدمر المحيو ينشىء ذَلِك وَهُوَ يَكْتُبهُ وَكَانَ عز الدّين الْمَذْكُور قد حفظ المقامات ومختار الحماسة ومختار شعر أبي تَمام وَأبي الطّيب وَغير ذَلِك مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ من المجالسات وَكَانَت عِنْده مُشَاركَة جَيِّدَة فِي معرفَة الاسطرلاب (إيتاخ سياف النقمَة) إيتاخ التركي كَانَ سيف النقمَة للخلفاء وَكَانَ المتَوَكل قد خافه فَجَلَسَ مَعَه لَيْلَة بالقاطول فعربد على المتَوَكل فَقَالَ لَهُ أَتُرِيدُ أَن تلعب بِي كَمَا لعبت بالخلفاء فهم بِهِ وافترقا على ضغينة فَدس إِلَيْهِ المتَوَكل من يُشِير عَلَيْهِ بِالْحَجِّ فَأذن لَهُ فَلَمَّا بلغ الْكُوفَة ولى مَكَانَهُ وَلما ورد أَرَادَ أَن يسْلك طَرِيق الْفُرَات إِلَى سر من رأى وَلَو فعل لقدر على المتَوَكل وَكَانَ المتَوَكل كتب إِلَى إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مُصعب مُتَوَلِّي بَغْدَاد بِمَا يعتمده فَلَمَّا وصل إيتاخ الْكُوفَة كتب إِلَيْهِ إِسْحَاق إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ رسم أَن تدخل بَغْدَاد ليتلقاك وُجُوه بني هَاشم وَتطلق الجوائز وتنزل دَار خُزَيْمَة بن خازم فجَاء إِلَى بَغْدَاد وتلقاه النَّاس وَفرق إِسْحَاق بَينه وَبَين غلمانه وأنزله فِي الدَّار الْمَذْكُورَة وَقبض عَلَيْهِ وَقَيده وكبله بالحديد ثَمَانِينَ رطلا وَقيل إِنَّه طلب المَاء فَلم يسق وَمَات عطشاً سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة خمس وَثَلَاثِينَ فأحضر إِسْحَاق الْقُضَاة والعدول وشهدوا أَنه مَاتَ حتف أَنفه واستصفى المتَوَكل أَمْوَاله فبلغت ألف ألف دِينَار وَحبس ابناه إِلَى أَن أطلقهما الْمُنْتَصر (أيتمش نَائِب الشَّام) أيتمش الْأَمِير سيف الدّين الناصري الجمدار كَانَ من مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون جمداراً لَهُ وَأمره طبلخاناه هُوَ وَسِتَّة أُمَرَاء فِي يَوْم وَاحِد وَهُوَ والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أرغون النَّائِب وبيدمر البدري وَذَلِكَ فِيمَا يُقَارب سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ كثير السّكُون والدعة لَيْسَ فِيهِ شَرّ الْبَتَّةَ وَولي الوزارة فِي آخر أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ عزل وَولي الحجوبية بالديار المصرية وَتزَوج ابْنَته الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي أَمِير آخور وَلما قتل الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه نَائِب الشَّام على مَا مر فِي تَرْجَمته ألزمهُ الْأُمَرَاء أَرْبَاب الْحل وَالْعقد بِبَاب السُّلْطَان على أَن يكون نَائِب الشَّام فَامْتنعَ فَلَمَّا فارقوه حَتَّى وَافق وَدخل دمشق على خيله فِي نفرٍ قَلِيل من جماعته فِي حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين

أيدغدي

وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا لَا يرد مرسوماً وَلَا يعْزل وَلَا يولي طلبا للسلامة وَلم يزل بهَا إِلَى أَن خلع السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسن وَتَوَلَّى السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَالح فَحَضَرَ إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين بزلار وحلفه وَحلف الْعَسْكَر الشَّامي ثمَّ إِنَّه طلب إِلَى مصر فَخرج من دمشق يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشْرين شهر رَجَب الْفَرد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَخرج الْعَسْكَر مَعَه وودعوه إِلَى الجسورة وَلما وصل إِلَى مصر سلم على السُّلْطَان وعَلى الْأُمَرَاء وَتوجه إِلَى الْأَمِير سيف الدّين قبلاي النَّائِب فأمسكه وجهز إِلَى إسكندرية وَلم يزل بهَا إِلَى أَن ورد مرسوم السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِلَى نواب الشَّام يَقُول لَهُم إِن الْأُمَرَاء بالأبواب الشَّرِيفَة وقفُوا وشفعوا فِي الْأَمِير سيف الدّين أيتمش وَقَالُوا إِن ذَنبه كَانَ خَفِيفا وسألوا الإفراج عَنهُ فتعرفونا مَا عنْدكُمْ فِي هَذَا الْأَمر فَأجَاب الْجَمِيع بِأَن هَذَا مصلحَة فأفرج عَنهُ وجهز على صفد ليَكُون بهَا مُقيما بطالاً إِن اشْتهى يركب وَينزل وَإِن اشْتهى يحضر للْخدمَة فوصل إِلَيْهَا فِي أول الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن (أيدغدي) 3 - (الْأَمِير جمال الدّين العزيزي) أيدغدي الْأَمِير الْكَبِير جمال الدّين العزيزي كَانَ الْكَبِير الْقدر شجاعاً كَرِيمًا محتشماً كثير الْبر وَالصَّدَََقَة وَالْمَعْرُوف يخرج فِي السّنة أَكثر من مائَة ألف دِرْهَم وَلَا يتَعَدَّى القباء النصافي كثير الْأَدَب مَعَ الْفُقَرَاء حضر مرّة سَمَاعا فَحصل للمغاني مِنْهُ وَمن جماعته نَحْو سِتَّة آلَاف دِرْهَم وحسبه الْمعز فِي قلعة الْجَبَل مكرماً سنة ثَلَاث وَخمسين إِلَى أَن أخرجه المظفر نوبَة عين جالوت وَاجْتمعَ بِهِ الظَّاهِر وشاوره فِي قَتله قطز فَلم يُوَافقهُ فَلَمَّا

الكبكي نائب صفد

تملك كَانَ عِنْده فِي أَعلَى الْمَرَاتِب وجهزه إِلَى سيس فَأَغَارَ وغنم وَعَاد فِي شهر رَمَضَان وَتوجه إِلَى صفد وَكَانَ يبْذل جهده ويتعرض للشَّهَادَة فجرح فَبَقيَ مُدَّة وألمه يتزايد ثمَّ حمل إِلَى دمشق وَتُوفِّي لَيْلَة عَرَفَة سنّ أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الرِّبَاط الناصري 3 - (الكبكي نَائِب صفد) أيدغدي الْأَمِير عَلَاء الدّين الكبكي الظَّاهِرِيّ مَمْلُوك الْأَمِير جمال الدّين بن الداية الْحَاجِب الناصري حضر الْوَقْعَة الَّتِي بَين الْمعز والناصر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَهُوَ صبي فاستولى عَلَيْهِ كبك فَعرف بِهِ وَكَانَ يُرَاعِي أَوْلَاد أستاذه جمال الدّين وَيحسن إِلَيْهِم وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَولي نِيَابَة صفد فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة والسعيدية وَولي نِيَابَة حلب وَغير ذَلِك وَكَانَ من الفرسان الْمَذْكُورين كَانَ يَسُوق من أول الميدان إِلَى آخِره وَتَحْت بهام رجله دِرْهَم فِي الركاب وَلَا يَقع توفّي بالقدس وَصلي عَلَيْهِ بِدِمَشْق غَائِبا وَهُوَ فِي عشر السِّتين وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الْأَمِير عَلَاء الدّين الْأَعْمَى) أيدغدي الْأَمِير عَلَاء الدّين الْأَعْمَى الركني الزَّاهِد نَاظر أوقاف الْقُدس والخليل عَلَيْهِ السَّلَام أنشأ العمائر والربط وَغير ذَلِك وَأثر الْآثَار الْحَسَنَة بالقدس والخليل وَالْمَدينَة النَّبَوِيَّة كَانَ من أحسن النَّاس سيرةً وأجملهم طَريقَة انعمرت الْأَوْقَاف فِي أَيَّامه وتضاعف مغلها واشتهر ذكره وَسَار وَكَانَ من أذكياء الْعَالم يُقَال عَنهُ إِنَّه خطّ حمام بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ورسم الأساس بِيَدِهِ وذره بالكلس للصناع وَكَانَ يحب الْخَيل ويستولدها وَقيل إِنَّه كَانَ إِذا مر بِهِ فرس من خيله عرفه وَقَالَ هَذَا من خيلي توفّي بالقدس سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة وَصلي عَلَيْهِ) بِدِمَشْق 3 - (أيدغدي الْأَمِير عَلَاء الدّين) أَمِير آخور كَانَ أَمِير آخوراً صَغِيرا مَعَ الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش وَلما جرى للأمير عَلَاء الدّين مغلطاي أَمِير آخور مَا جرى فِي أَيَّام النَّاصِر حسن من إمْسَاك النَّائِب بيبغا ومنجك الْوَزير طلع مغلطاي من الاصطبل وَبَقِي رَأس نوبَة ورتب هَذَا الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغدي عوضه أَمِير آخور وَلم يزل على الْوَظِيفَة الْمَذْكُورَة إِلَى أَن خلع النَّاصِر فرسم لَهُ بِالْخرُوجِ إِلَى طرابلس فوصل صُحْبَة زين الدّين عرب البريدي إِلَى دمشق فِي ثَالِث عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا بطالاً 3 - (الألدكزي نَائِب صفد) أيدغدي الْأَمِير عَلَاء الدّين الألدكزي بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون اللَّام وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَضم الْكَاف وَبعدهَا زَاي وياء النِّسْبَة وَكَانَ من مماليك الْملك الظَّاهِر بيبرس وَكَانَ نَائِب السلطنة بصفد فِي أَيَّام السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور قلاون وَكَانَ أعورن من فرسَان الْخَيل وأبطالها وَأقَام نَائِبا فِي صفد تَقْدِير خمس عشرَة سنة وَله بصفد حمام وتربة وَكَانَ قد غضب عَلَيْهِ وعزل من النِّيَابَة بالأمير فَارس الدّين ألبكي وَجعل الألد تمري وَالِي بصفد إهانةً لَهُ فَبَقيَ على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى

أيدغمش

وَلما كَانَ الْأَشْرَف على حِصَار عكا جَاءَتْهُ لَيْلَة اليزك فعمله وَخرج عَلَيْهِ فِي اللَّيْل من عكا جمَاعَة من الفرنج وشعثوا على الْمُسلمين فاعتاظ الْأَشْرَف عَلَيْهِ وَأخذ سَيْفه ورسم عَلَيْهِ وَكَانَ قد أبلى تِلْكَ اللَّيْلَة بلَاء حسنا فِي الفرنج وَقتل بِسَيْفِهِ مِنْهُم جمَاعَة وَلَكِن مَا مَعَ الْكَثْرَة شجاعة فَلَمَّا رأى السُّلْطَان سَيْفه وَهُوَ مثلوم وآثار الدِّمَاء عَلَيْهِ قَالَ مَا هَذَا سيف من فر وَلَا ولى وَلَا هرب ثمَّ أفرج عَنهُ وَحكى لي عَلَاء الدّين عَليّ دواداره بصفد وَكَانَ أخيراً من مقدمي الْحلقَة بهَا عَن الْأَمِير عَلَاء الدّين الْمَذْكُور رياساتٍ كَثِيرَة وَقَالَ لي كَانَ يشرب خلْوَة من غير إجهار وَكَانَ ينادمه شمس الدّين الكركي الْمُحْتَسب لَيْلًا فِي جمَاعَة قَليلَة من صبيانه وَكَانَ يَقُول من يسْتَعْمل معي إِلَى أَن نصبح فَلهُ مائَة دِرْهَم فَمن ثَبت مِنْهُم مَعَه وَقَالَ لَهُ يَا خوند صبحك الله بِالْخَيرِ يَأْمر الخازندار أَن يُعْطِيهِ مائَة دِرْهَم وَكَانَ ذَلِك قبل السبعمائة سنة (أيدغمش) 3 - (شمس الدّين صَاحب همذان) أيدغمش صَاحب همذان وأصبهان والري لقبه شمس الدّين أمره الْخَلِيفَة بالتقدم إِلَى همذان فَسَار وَأقَام ينْتَظر عَسْكَر الْخَلِيفَة فطال عَلَيْهِ الْأَمر فَرَحل نَحْو همذان فالتقاه عَسْكَر منكلي فقاتلوه وقتلوه فِي سنة عشر وسِتمِائَة وحملوا رَأسه إِلَى منكلي وتفرق أَصْحَابه وَكَانَ صَالحا كثير الصَّدقَات دينا صَائِما قَائِما عادلاً قَالَ الظهير غَازِي ابْن سنقر الْحلَبِي لما كَسره منكلي اجتاز بِبَعْض قلاع الإسماعيلية وَنزل تحتهَا فَبعث إِلَيْهِ مقدمها بالضيافات والإقامات وَقَالَ لَهُ أَنا أنجدك بالأموال وَالرِّجَال فَقَالَ لرَسُوله قل لَهُ إِن كنت مسلمان فأريه وَإِن كنت كَافِرَانِ فَمَا لَك عِنْدِي إِلَّا شمشير فَأرْسل إِلَيْهِ يَقُول نعم أَنا مسلمان فَقَالَ الْآن نعم شمشير السَّيْف وَقيل إِنَّمَا اجتاز بِبِلَاد جلال الدّين 3 - (الْأَمِير عَلَاء الدّين أَمِير أخور) أيدغمش الْأَمِير عَلَاء الدّين أَمِير أخور الناصري كَانَ من مماليك الْأَمِير سيف الدّين بلبان الطباخي لما جَاءَ السُّلْطَان من الكرك سنة تسع وَسَبْعمائة ولاه أَمِير آخور عوضا عَن الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الْحَاجِب وَأقَام على ذَلِك إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان فَكَانَ مِمَّن قَامَ بِأَمْر الْملك الْمَنْصُور أبي بكر ثمَّ لما توهم مِنْهُ قوصون اتّفق مَعَ أيدغمش على خلعه فوافقه وخلع الْمَنْصُور وجهز إِلَى قوص وَلَوْلَا اتفاقه مَعَ قوصون لم يتم لَهُ أَمر ثمَّ لما هرب ألطنبغا نَائِب الشَّام إِلَى مصر من الفخري وقارب بلبيس اتّفق الْأُمَرَاء مَعَ أيدغمش على الْقَبْض على قوصون وَحزبه فوافقهم على ذَلِك وَقبض على قوصون وجماعته

أيدكين

وجهزوا من التقى ألطنبغا والحاج أرقطاي وَمن جَاءَ مَعَهُمَا من أُمَرَاء الشَّام منهزمين من الفخري وقبضوا عَلَيْهِم وجهزوهم إِلَى إسكندرية وَكَانَ أيدغمش الْمَذْكُور فِي هَذِه الْمرة هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ وَإِن كَانَ هُوَ الَّذِي تولى كبرها فِي نوبَة الْمَنْصُور أبي بكر أَيْضا وَلكنه فِي هَذِه الْمرة كَانَ هُوَ الَّذِي يرجع إِلَيْهِ وجهز وَلَده وَمَعَهُ جمَاعَة من الْأُمَرَاء الْمَشَايِخ إِلَى الْملك النَّاصِر أَحْمد ليحضروه من الكرك فَلم يُوَافق على الْحُضُور ثمَّ لما بلغه حَرَكَة الفخري من دمشق إِلَى مصر توجه وَحده من الكرك فَلم يشعروا بِهِ إِلَّا وَهُوَ فِي القلعة وَجَاءَت الجيوش الشامية وَاسْتقر الْأَمر للْملك النَّاصِر فولى الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش نِيَابَة حلب فَخرج فَلَمَّا كَانَ على عين جالوت جَاءَهُ) كتاب السُّلْطَان بِالْقَبْضِ على الفخري وَكَانَ الفخري فِي رمل مصر فَلَمَّا أحس بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ هرب فِي جمَاعَة من مماليكه وَجَاء إِلَى أيدغمش مستجيرا بِهِ فَقبض عَلَيْهِ وجهزه مَعَ وَلَده أَمِير عَليّ إِلَى السُّلْطَان على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة قطلوبغا الفخري إِن شَاءَ الله ثمَّ إِن أيدغمش توجه إِلَى نِيَابَة حلب وَلم يزل بهَا إِلَى أَن تولى الصَّالح إِسْمَاعِيل فرسم بنيابة دمشق فَحَضَرَ الْأَمِير سيف لبدين ملكتمر السرجواني من مصر وَتوجه إِلَى حلب وأحضره إِلَى دمشق نَائِبا فَدَخلَهَا فِي يَوْم الْخَمِيس بكرَة عشْرين صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا نَائِبا إِلَى ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ ذَلِك يَوْم الثُّلَاثَاء فَركب بكرَة وَأطْعم الطُّيُور وَنزل وَقعد فِي دَار السَّعَادَة وقرئت عَلَيْهِ قصَص يسيرَة وَأكل الطَّعَام ثمَّ علم على فوطة العلائم وَعرض طلبه والمضافين إِلَيْهِ وَقدم جمَاعَة وَأخر جمَاعَة وَدخل إِلَيْهِ ديوانه فَرَأَوْا عَلَيْهِ مخازيم وَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين تزوجوا من جماعتي اقْطَعُوا مرتبهم وَأكل الطاري وَقعد هُوَ ورملة بن جماز يتحادثان فَسمع حس جمَاعَة من جواريه يتخاصمن فَأخذ الْعَصَا وَدخل إلَيْهِنَّ فَضرب وَاحِدَة مِنْهُنَّ ضربتين وَسقط مَيتا لم يتنفس فأمهلوه إِلَى بكرَة الْأَرْبَعَاء وَغسل وَدفن فِي خَارج ميدان الْحَصَا فِي تربةٍ عمرت لَهُ هُنَاكَ فسبحان الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت وَكَانَ مُدَّة نيابته فِي حلب ودمشق نصف سنة فَمَا حولهَا وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر قد أَمر أَوْلَاده الثَّلَاثَة أَمِير عَليّ وأمير حَاج وَأحمد وَكَانَ مكيناً عِنْد السُّلْطَان إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ كثير الْخلْع قل من سلم عَلَيْهِ إِلَّا خلع عَلَيْهِ (أيدكين) 3 - (الخازندار الصَّالِحِي النجمي) أيدكين الْأَمِير عَلَاء الدّين الخازندار الصَّالِحِي نَائِب قوص كَانَ بطلاً شجاعاً مَشْهُورا من كبار الْأُمَرَاء المصريين ضابطاً لأعماله لَهُ غَزْو ونكاية فِي النّوبَة وَخلف أَمْوَالًا عَظِيمَة وَكَانَ من مماليك الصَّالح أَيُّوب توفّي سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (الصَّالِحِي الْعِمَادِيّ) أيدكين الْأَمِير عَلَاء الدّين الصَّالِحِي مَمْلُوك الصَّالح إِسْمَاعِيل

الشهابي

أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار كَانَ دينا عَاقِلا شجاعاً رَئِيسا أَخذه الْملك الْمَنْصُور فِي نوبَة البحرية مَعَ الْملك النَّاصِر عِنْدَمَا أَسرُّوا أستاذه الصَّالح إِسْمَاعِيل وَلما تسلطن سنقر الْأَشْقَر بِدِمَشْق جعله أَمِير جانداره قَالَ قطب الدّين اليونيني حكى لي قَالَ طلبني السُّلْطَان على الْبَرِيد إِلَى مصر وَشرع يوبخني وَيَقُول أَمِير جاندار قلت نعم أَمِير جاندار وقاتلنا عسكرك وَهَا أَنا بَين يَديك افْعَل مَا تخْتَار فَقَالَ مَا أفعل إِلَّا خيرا وأنعم عَليّ غَايَة الإنعام واستنابه الْأَشْرَف فِي أَيَّامه على صفد وَكَانَ عِنْده كفاءة وحزم وَفِيه مَكَارِم واتضاع وَحسن تَدْبِير ولين جَانب وَحسن ظن بالفقراء ذُو ود وإخاء وَله فِي المواقف آثَار حميدة وَكَانَ الظَّاهِر يُحِبهُ ويحترمه ويقدمه على نظرائه وَحكى لي الشَّيْخ نجم الدّين خطيب صفد رَحمَه الله غير مرّة عَنهُ إِنَّه كَانَ يلْعَب مَعَ أَوْلَاد صفد الكرة فِي الميدان على رجلَيْهِ أَو قَالَ يَلْعَبُونَ وهم قدامه وَكَانَ ينزل بمقصورة الخطابة فِي جَامع صفد ويعاشر الْفُقَرَاء ويحاضر الْعلمَاء ويميل إِلَى الصُّور الملاح من غير فعل فَاحش وَتُوفِّي بصفد سنة تسعين وسِتمِائَة 3 - (الشهابي) أيدكين الْأَمِير عَلَاء الدّين الشهابي أحد أُمَرَاء دمشق وَصَاحب الخانقاه الشهابية هُوَ مَنْسُوب إِلَى شهَاب الدّين رشيد الصَّالِحِي الْخَادِم وَقد ولي نِيَابَة حلب مُدَّة وَمَات بِدِمَشْق كهلاً سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة وَله خانقاه جواً بَاب الْفرج 3 - (البندقدار) أيدكين عَلَاء الدّين البندقدار الْأَمِير الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ السُّلْطَان الظَّاهِر ركن الَّذين بيبرس كَانَ من كبار الْأُمَرَاء الصالحية وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة) وَصلي عَلَيْهِ بِدِمَشْق صَلَاة الْغَائِب وَكَانَ قد ناهز السّبْعين وَكَانَ مَمْلُوكا للأمير جمال الدّين مُوسَى بن يغمور ثمَّ انْتقل إِلَى الصَّالح نجم الدّين فَجعله بندقداره وَلما ملك الْملك الصَّالح عجلون رتب فِيهَا البندقدار بعسكر فَلَمَّا اسْتَقر بهَا تزوج بسرية الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن قليج النوري من غير مُشَاورَة الْملك الصَّالح فنقم عَلَيْهِ وَأمره أَن يخرج من عجلون وَيذْهب حَيْثُ شَاءَ مَالِكًا لأَمره فَخرج مُتَوَجها إِلَى الْعرَاق على الْبَريَّة فَلَمَّا بلغ الْملك الصَّالح خَبره نَدم وَكتب إِلَى سعيد بن بريد أَمِير آل مراء يَأْمُرهُ بإدراكه ورده تَحت الحواطة فَلَمَّا رده وافى الْملك الصَّالح بعمتا مُتَوَجها إِلَى دمشق سنة أَربع وَأَرْبَعين فَأمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ أَخذ مَا كَانَ مَعَه من المماليك وَغَيرهم وَكَانَ فِي جملَة من أَخذ مِنْهُ الْملك الظَّاهِر بيبرس وَقدمه على طائفةٍ من الجمدارية وَحبس البندقدار يعجلون وَلما مَاتَ الْملك الصَّالح سنة سبع وَأَرْبَعين وَملك بعده الْمُعظم وَلَده وَقتل وَأَجْمعُوا على الْأَمِير عز الدّين أيبك التركماني فولوه الأتابكية لأمر خَلِيل ثمَّ ملكوا الْملك الْأَشْرَف كَمَا تقدم

الجزء العاشر

(الْجُزْء الْعَاشِر)

الجزء 10

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) (أيدمر) 3 - (الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ الصَّالِحِي) أيدمر الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ الصَّالِحِي النجمي كَانَ من أكبر أُمَرَاء الدولة وأعظمهم محلا عِنْد الْملك الظَّاهِر وَكَانَ نَائِب السلطنة فِي حَال الْغَيْبَة لوثوقه بِهِ واعتماده عَلَيْهِ وَكَانَ قَلِيل الْخِبْرَة لَكِن رزق السَّعَادَة وَكَانَ محظوظاً من الدُّنْيَا لَهُ الْأَمْوَال الجمة والأملاك الوافرة وَأما مَا خلف من الْأَمْوَال وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْجمال وَالْعدة فيقصر الْوَصْف عَنهُ وَكَانَت وَفَاته بقلعة دمشق سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة ودفي بتربته بجوار مَسْجِد الْأَمِير جمال الدّين مُوسَى بن يغمور وَقد نَيف على السِّتين 3 - (الْأَمِير عز الدّين العلاني) أيدمر الْأَمِير عز الدّين العلاني أَخُو أيدكين الصَّالِحِي كَانَ أَمينا محياً للْعُلَمَاء والفقراء وَكَانَ الْملك الظَّاهِر يتَحَقَّق مِنْهُ الْأَمَانَة لأَنهم كَانُوا لما خَرجُوا وَكَانُوا يَأْكُلُون بقائم سيفهم فِي الأغوار كَانُوا إِذا جاؤوا إِلَى زرع وأطلقوا خيلهم فِيهِ أمسك العلاني فرسه بِيَدِهِ وَلم يطعمهُ إِلَّا مَا يشتر بِهِ بِمَالِه من الفلاحين فَلَمَّا ملك الظَّاهِر صفد ولاه النِّيَابَة بهَا وَكَانَ يَقُول هُوَ قَاضِي التّرْك اتّفق أَنه بعض البحرية نطفت الطوافة من يَده فَوَقَعت فِي مَكَان فِيهِ قشر أرز فَاحْتَرَقَ وَكَانَ هُنَاكَ حواصل منجنيقات فاحترقت فَمَا أمكن العلاني إِلَّا أَن يطالع الظَّاهِر بذلك وَقَالَ آخر المطالعة وَقد بذل الْمَذْكُور لبيت المَال ألف دِينَار فجَاء الْجَواب من الظَّاهِر أَن يشنق وَمَا لنا حَاجَة بِالذَّهَب فَأَعَادَ الْجَواب إِنَّه قد دفع فِي نَفسه ألفي دِينَار كل هَذَا وَذَلِكَ البحري مَا يعلم مَا جرى وَإِنَّمَا العلاني الْتزم بِأَن يزن ذَلِك من مَاله وَلَا يدْخل فِي شنق رجل احْتَرَقَ بِسَبَبِهِ خشب فجَاء الْجَواب من الظَّاهِر اشنقه بِلَا معاودة وَإِلَّا بعثنَا من يشنقك

المحيوي

ويشنقه فَقَالَ يَا مُسلمين وَاحِد تحترق خشبه بِغَيْر علمه أشنقه وَالله هَذَا لَا فعلته وَمهما أَرَادَ السُّلْطَان يقعل وأصر على عدم شنقه وَكَانَ النَّاس يخَافُونَ الظَّاهِر فَقَالَ وَالِي القلعة أَنا أشنقه فَأَخَذُوهُ وشنقوه فِي يَوْم ثلج وَلما فرغوا من شنقه كَانَ قد وصل إِلَى بَاب القلعة بَيت ذَلِك المشنوق من الديار المصرية على الْجمال فِي المحاير فَقَالُوا لَهُم بَيت من أَنْتُم قَالُوا بَيت فلَان فَقَالُوا لَهُم هُوَ ذَلِك المشنوق فراحوا بالجمال إِلَيْهِ وَعمِلُوا عزاءه فَلَمَّا بلغ العلاني ذَلِك ازْدَادَ تأسفه وحزنه وَتُوفِّي الْأَمِير عز الدّين العلاني سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة 3 - (المحيوي) أيدمر المحيوي فَخر التّرْك عَتيق محيي الدّين أبي المظفر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن ندى نقلت من خطّ ابْن سعيد المغربي فِي كتاب الْمشرق فِي أَخْبَار الْمشرق فِي تَرْجَمَة هَذَا قَالَ بِأَيّ لفظ أصفه وَلَو حشدت جيوش البلاغة لفضله لم أكن أنصفه نَشأ فِي الدوحة السعيدية فَنمت أزاهره وطلع بالسماء الندائية فتمت زواهره جمعت لأقرانه أَعْلَام الْفُنُون حَتَّى خرج آيَة فِي كل فن وبرع فِي المنثور وَالْمَوْزُون مَعَ الطَّبْع الْفَاضِل الَّذِي عضده وبلغه من رياسة هَذَا الشَّأْن مَا قَصده وَكنت قبل أَن أرتقي إِلَى السَّمَاء المحيوية كثيرا مَا أسمع الثَّنَاء فِي هَذِه الطَّرِيقَة عَلَيْهِ فيهوى السّمع وَالْعين وَالْقلب إِلَيْهِ لَا سِيمَا حِين سَمِعت قَوْله الَّذِي أَتَى فِيهِ بالإغراب وَترك مهياراً مُعَلّقا مِنْهُ بالأهداب من الوافر (بِاللَّه إِن جزت الغوير فَلَا تغر ... بالميل مِنْك معاطف الغزلان) (واستر شقائق وجنتيك هُنَاكَ لَا ... ينشق قلب شقائق النُّعْمَان) ) وَأورد لَهُ (الرَّوْض مقتبل الشبيبة مونق ... خضل يكَاد غضارة يتدفق) (نثر الندى فِيهِ لآلئ عقده ... فالزهر مِنْهُ متوج وممنطق) (وارتاع من مر النسيم بِهِ ضحى ... فغدت كمائم نوره تتفتق) (وسرى شُعَاع الشَّمْس فِيهِ فَالتقى ... مِنْهَا وَمِنْه سنا شموس تشرق) (والغصن مياس القوام كَأَنَّهُ ... نشوان يصبح بالنعيم ويغبق) (وَالطير ينْطق معرباً عَن شجوه ... فيكاد يفهم عَنهُ ذَاك الْمنطق) (غرداً يُغني للغصون فتنثني ... طَربا جُيُوب الظل مِنْهُ تشفق) (وَالنّهر لما رَاح وَهُوَ مسلسل ... لَا يَسْتَطِيع الرقص ظلّ يصفق) (وسلافة باكرتها فِي فتية ... من مثلهَا خلق لَهُم وتخلق) (شربت كثافتها الدهور فَمَا ترى ... فِي الكأس إِلَّا جذوةً تتألق)

(يسْعَى بهَا سَاق يهيج بِهِ الْهوى ... ويري سَبِيل الْعِشْق من لَا يعشق) (تتنادم الألحاظ مِنْهُ على سنا ... خد تكَاد الْعين فِيهِ تغرق) (راق الْعُيُون غَضَاضَة ونضارةً ... فَهُوَ الْجَدِيد ورق فَهُوَ مُعتق) (ورنا كَمَا لمع الحسام المنتضى ... وَمَشى كَمَا اهتز الْقَضِيب المورق) (وأظلنا من فَرعه وجبينه ... ليل تألق فِيهِ صبح مشرق) (وَكَأن مقلته تردد لَفْظَة ... لتقولها لَكِنَّهَا لَا تنطق) (فَإِذا الْعُيُون تجمعت فِي وَجهه ... فَاعْلَم بِأَن قلوبها تتفرق) مِنْهَا فِي المديح (بَطل تهيم عداته بسنانه ... عشقاً وَقد الرمْح مِمَّا يعشق) (فتضمه ضم الحبيب قلوبها ... يَوْم الوغى وَهُوَ الْعَدو الْأَزْرَق) وَأورد لَهُ أَيْضا (وافاك شهر الصَّوْم يخبر أَنه ... جَار بأيمن طَائِر مَأْمُون) (مَا زَالَ يمحق بدره شوقاً إِلَى ... لقياك حَتَّى عَاد كالعرجون) وَأورد لَهُ) (حللنا مقَاما كلنا عبد ربه ... فَلَا غر وَأَن نهدي لَهُ دررا العقد) وَأورد لَهُ (رعى الله لَيْلًا مَا تبدى عشاؤه ... لأعيننا حَتَّى تطلع صبحه) (كَأَن تغشيه لنا وانفراجه ... لقربهما إطباق جفن وفتحه) وَأورد لَهُ (وأغر مصقول الْأَدِيم تخاله ... زرت عَلَيْهِ جلابب من مَسْجِد) (ذِي منخر كفم المزادة زانه ... خد قَلِيل اللَّحْم غير مخدد) (وَكَأَنَّهُ نَالَ المجرة وثبةً ... فرمته وسط جَبينه بالفرقد) (صناه عَن وسم الْحَدِيد فَوَسمه ... بالشكر من نعم الْوَزير مُحَمَّد) وَأورد لَهُ (حبذا الْفسْطَاط من وَالِدَة ... جنبت أَوْلَادهَا در الجفا) (يرد النّيل إِلَيْهَا كدراً ... فَإِذا مازج أهليها صفا) وَأورد لَهُ (كَأَنَّمَا الهالة حول بدرها ... كمامة تفتقت عَن زهرها) وَأورد لَهُ يرثي سَهْما

(يَا سهم هاج رداك لي بلبالاً ... وأطار نومي والهموم أطالا) (مذ بنت مَا رَاع الْحمام حمامةً ... يَوْمًا وَلَا علق الْمنون غزالا) (ولطالما شوشت من سرب المها ... ألفا وَمن سطر الكراكي دَالا) (ولطالما أوجست نبأة طَائِر ... يَوْمًا فطرت فجست مِنْهُ خلالا) (قد كنت أعجب للقسي سقيمةً ... صفراً ترن كأنهن ثكالى) (فَإِذا بهَا علما بيومك فِي الردى ... كَانَت عَلَيْك تكابد الأهوالا) (عجبا من الْآجَال كَيفَ تقسمت ... فِيهِ وَكَانَ يقسم الآجالا) وَله أَيْضا (كم لدينا هماينا ... قد حوت مُحكم الْعَمَل) (فارغات من الدنا ... نير ملأى من الأمل) ) وَله أَيْضا (ذُو قصر بَين طوي ... لمين قد اجتاز بِنَا) (كَأَنَّهُ بَينهمَا دمامةً ... نون لنا) وَركب مَوْلَاهُ فِي الْبَحْر فانخرق بِهِ الْمركب فَقَالَ (غضب الْبَحْر من حجاب منيع ... حَائِل بَينه وَبَين أَخِيه) (نزقته حمية الشوق حَتَّى ... خرق الْحجب عله يلتقيه) وَكتب على قصيدة الشَّيْخ جمال الدّين بن الْحَاجِب فِي الْعرُوض الَّتِي وسمها الْقَصْد الْجَلِيل فِي علم الْخَلِيل عِنْد قرَاءَتهَا عَلَيْهِ (أَحييت بِالْقَصْدِ الْجَلِيل ... مَا مَاتَ من علم الْخَلِيل) (فجزيت عَنهُ خير مَا ... يجزى الْخَلِيل عَن الْخَلِيل) وَقَالَ موشحة بَات وسماره النجومساهر فَمن ترى علمك السهد يَا جفون (صبا إِلَى مَذْهَب التصابي ... صاب لَا يعدل) (فجنبه خافق الجناب ... نَاب مبلبل) (والطرف من دَائِم انسكاب ... كاب مخبل) لِسَانه للهوى كتومساتر لما جرى والشأن أَن تستر الشؤون

(سباه مستملح الْمعَانِي عان ... بِهِ الْبَصَر) (بِذكرِهِ عَن شدا الأغاني غان ... إِذا ادكر) (يَقُول مَا نَاظر يراني ... ران إِلَى الْقَمَر) يرنو إِلَى وَجْهي الحليمحائر لما يرى مرأى بِهِ تفتن الْعُيُون (من أَيْن للبدر فِي الْكَمَال مَالِي ... فيوصف) (والغصن هَل عطفه بحالي حَال ... مزخرف) (وعارض النَّقْص للهلال لالي ... والكلف) وَلَا فَم الشَّمْس مِنْهُ ميمظاهر لمن قراولا من الحاجبين نون (مَا كنت لَوْلَا درى بشاني شاني ... أخْشَى افتضاح) ) (أفدي الَّذِي رَاح للمثاني ثَانِي ... عطف المراح) (إِذا لمن صد أَو جفاني فَانِي ... فَلَا جنَاح) لما لوى الْجيد قلت ريم نافرثم انبرى يمشي كَمَا تتثنى الفصون (أيا نداملي إِن بالي بَال ... فغردوا) (صَوتا أَنا عَنهُ لانتقالي قَالَ ... فرددوا) (فِي رتب الْمجد والمعالي عَال ... مُحَمَّد) دَامَ لَهُ الْعِزّ وَالنَّعِيم قاهرمقتدرايعز من شَاءَ أَو يهين (طبتم وَطَابَتْ لكم أصُول ... صولوابها وَإِن) (شِئْتُم على الدَّهْر أَن تطولوا ... طولوافما وَمن) (وقطر جدواك إِذْ تنيل ... نيلهذا الزَّمن) وَعرف ذكراكم نسيمعاطر إِذا سرى طَاف بِهِ السهل والحزون (ومجدكم بَين ذَا الْعباد ... بادلا يختفي) (فَوق الربى مِنْهُ والوهاد ... هادمن يقتفي) (قُلْتُمْ لَهُ قُم بِكُل نَاد ... نادهل معتفي) فاعجب لَهُ وَهُوَ لَا يريمسائرمشمراتحدى بِهِ العيس والسفين (صلب على حَادث يقاسي ... قاسللزمن) (طود لَدَى موقف المراس ... راسلا ينثني) يلقى الوغى مِنْهُ فِي لباسباسمحصن لَيْث إِذا الْتفت الخصومخادر من الشرى لَهُ القنا فِي الوغى عرين (كم موقف لَيْسَ للسلاح ... لاحفي الأرؤس)

(وَكَاتب الْمَوْت بِالرِّمَاحِ ... ماحللأنفس) (جنابه ظَاهر افتضاح ... ضاحلم يرمس) رزنت إِذْ خفت الحلومشاهر مجوهرايفعل مَا تشْتَهي الْمنون وَقَالَ يُعَارض موشحة ابْن زهر الطَّبِيب (عهد الْبَين إِلَى عَيْني البكا ... ثمَّ أوصاها بِأَن لَا تهجعي) ) وَسَقَى قلبِي من خمرته فَهُوَ لَا يعقل من سكرته فَمَتَى ينقذ من غمرته (فِي سَبِيل الْحبّ قد هلكا ... شيع الركب وَلما يرجع) قَالَ لي العاذل لما نظرا من غَدا قلبِي بِهِ مشتهرا ألذا تعشق مَاذَا بشرا (حاش لله أرَاهُ ملكا ... مثل ذَا فاعشق وَإِلَّا فدع) هز عطف الْغُصْن من قامته مطلعاً للشمس من طلعته ثمَّ نَادَى الْبَدْر فِي ليلته (أَيهَا الْبَدْر تغيب ويحكا ... مَا احْتِيَاج النَّاس للبدر معي) أَنا علمت الْقَضِيب الميدا واستعار الظبي مني الجيدا وَكَذَا ذَا القرم من آل الندى (أبْصر الْبَحْر نداه فَحكى ... فَهُوَ إِن ظن سوى ذَا مدعي) من جَمِيع الْفضل يحيا عِنْده لَيْسَ للدّين بمحيي عِنْده قَالَ للتالي عَلَيْهِ حَمده (لي حسن الذّكر وَالْمَال لكا ... فاقترح تعط وَقل يستمع) آخذ بالحزم لَا يتْركهُ فِي سوى الْجُود بِمَا يملكهُ

السنائي

لَا ترى فِي الْجُود من يشركهُ (وَهُوَ فِي المَال كثير الشركا ... وَمن الْحَمد كثير الشيع) أَنْت يَا مُوسَى رَجَاء آنسا) نَار جدواه فَوَافى قابسا رحت فِي حَضْرَة قدس دايسا (فِي طوى السؤدد فاخلع نعلكا ... وادعه يَأْتِ بكبرى يُوشَع) رب يَوْم قد رَأَيْت الأفقا خَائفًا بالبرق أَن يحرقا وبدا الْبَدْر مروعاً مشفقا (لابساً لما تجلى فنكا ... وبدت شمس الضُّحَى فِي برقع) 3 - (السنائي) أيدمر السنائي هُوَ عز الدّين أيدمر بن عبد الله كَانَ جندياً وَله معرفَة بتعبير الرُّؤْيَا وَالْأَدب من شعره (تخذ النسيم إِلَى الحبيب رَسُولا ... دنف حَكَاهُ رقةً ونحولا) (يجْرِي الْعُيُون من الْعُيُون صبَابَة ... فتسيل فِي أثر الْفَرِيق سيولا) (وَيَقُول من جَسَد لَهُ يَا لَيْتَني ... كنت اتَّخذت مَعَ الرَّسُول سَبِيلا) وَمِنْه (بعلبك دَار وَلكنهَا ... دَار بِلَا أهل وجيران) (كَأَنَّهَا لَيْلَة وصل مَضَت ... وَأَهْلهَا لَيْلَة هجران) وأنشدني من لَفظه الشَّيْخ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (سفرت فخلت الصُّبْح حِين تبلجا ... فِي جنح فود كالظلام إِذا سجا) (قتانة فتاكة من طرفها ... كم حاول الْقلب النجَاة فَمَا نجا) (نحلت نضير الْغُصْن قامة قدها ... وحبت مهاة الْجزع طرفا أدعجا) (تفتر عَن برد نقي بدره ... بالرشف حر حشاشتي قد أثلجا)

الخطيري

(مَا إِن دخلت رياض جنَّة وَجههَا ... فَرَأَيْت عَنْهَا الدَّهْر يَوْمًا مخرجا) (لما رشفت رحيق فِيهَا ظامياً ... فازددت إِلَّا حرقةً وتوهجا) (تعطو برخص طرفته بعندم ... وتريك ثغراً كالأقاح مفلجا) (أَنى نظرت إِلَى رياض جمَالهَا ... عَايَنت ثمَّ مفوقاً ومدبجا) ) (زارت وَعمر اللَّيْل فِي غلوائه ... فغدا من الشَّمْس البهية أبهجا) (وسرى نسيم الرَّوْض يُنكر إثْرهَا ... فتعرفت آثاره وتأرجا) وأنشدني أَيْضا قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (ورد الْورْد فأوردنا المداما ... وأرح بِالرَّاحِ أرواحا هيامى) (واجلها بكرا على خطابها ... بنت كرم قد أَبَت إِلَّا الكراما) (ذَات ثغر جوهري رصفه ... فِي رحيق رشفه يشفي الأواما) (برقعت بِاللُّؤْلُؤِ الرطب على ... وجنة كالنار لَا تألو ضراما) (أَقبلت تسْعَى بهَا شمس الضُّحَى ... تخجل الْبَدْر إِذا يَبْدُو تَمامًا) (بجفون بابلي سحرها ... سقمها أبدى إِلَى جسمي السقاما) (ونضير الْورْد فِي جنتها ... نبته أنبت فِي قلبِي الغراما) (ودت الأغصان لما خطرت ... لَو حكت مِنْهَا التثني والقواما) (قَالَ لي خَال على وجنتها ... حِين ناديت أما تخشى الضراما) (مُنْذُ ألقيت بنفسي فِي لظى ... خدها ألفيت بردا وَسلَامًا) قلت شعر متوسط 3 - (الخطيري) أيدمر الْأَمِير عز الدّين الخطيري حَبسه السُّلْطَان لما جَاءَ من الكرك وسعى لَهُ مَمْلُوكه بدر الدّين بيليك استاداره مَعَ الْأَمِير سيف الدّين طغاي الْكَبِير إِلَى أَن خلص ثمَّ عظم عِنْد السُّلْطَان فَجعله أَمِير مائَة وَعشْرين فَارِسًا مقدم ألف وَكَانَ يجلس رَأس الميسرة وَلَا يُمكن من الْمبيت إِلَّا فِي القلعة وَله دَار فِي رحبة الْعِيد ينزل إِلَيْهَا فِي النَّهَار ويطلع إِلَى القلعة آخر النَّهَار فَكَانُوا يرَوْنَ ذَلِك تَعْظِيمًا وَكَانَ أَحْمَر الْوَجْه منور الشيبة فِيهِ كرم نفس وتجمل زَائِد قَالُوا لَهُ يَا خوند هَذَا السكر الَّذِي يعْمل فِي الطَّعَام مَا يضر إِن نعمله غير مُكَرر فَقَالَ لَا فَإِنَّهُ يبْقى فِي نَفسِي أَنه غير مُكَرر

الشمسي

عمر الْجَامِع الْمَشْهُور الَّذِي فِي رَملَة بولاق على الْبَحْر وَإِلَى جَانِبه الرّبع الْمَشْهُور يُقَال إِنَّه غرم عَلَيْهِمَا نَحوا من أَربع مائَة ألف دِرْهَم وَأكله الْبَحْر فِي حَيَاته ثمَّ إِنَّه أصلحه بجملة كَبِيرَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أظنّ وَكَانَ فِي الأَصْل مَمْلُوك شرف الدّين أوحد بن خطير وَهُوَ جد الْأَمِير بدر الدّين مَسْعُود بن خطير الْحَاجِب) وَكَانَ الْأَمِير عز الدّين أيدمر الْمَذْكُور مَا يلبس قبَاء مطرزاً وَلَا يدع عِنْده أحدا يلبس ذَلِك وَكَانَ يخرج الزَّكَاة وَخلف وَلدين أميرين أَحدهمَا عَليّ وَالْآخر مُحَمَّد 3 - (الشمسي) أيدمر الْأَمِير عز الدّين الشمسي كَانَ من جملَة أُمَرَاء الديار المصرية ثمَّ إِنَّه خرج إِلَى دمشق فِي أول دولة الْملك النَّاصِر حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فوصل إِلَيْهَا ثمَّ ورد المرسوم بِأَن يُجهز إِلَى صفد فَجهز إِلَيْهَا ثمَّ حضر لَهُ منشور بإقطاع جمال الدّين عبد الله ابْن الْأَمِير سيف الدّين اللمش بصفد ثمَّ إِنَّه نقل إِلَى دمشق 3 - (الزراق نَائِب غَزَّة) أيدمر الْأَمِير عز الدّين الزراق أحد أُمَرَاء الديار المصرية فِيهِ دين وَخير رسم لَهُ الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن النَّاصِر مُحَمَّد بنيابة غَزَّة فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ إِنَّه استعفى بعد موت الصَّالح رَحمَه الله فَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَلما كَانَت الكائنة على الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي فِي الْأَيَّام المظفرية رسم لَهُ أَن يتَوَجَّه إِلَى دمشق للحوطة على مَوْجُود يلبغا وَإِخْوَته وَمن كَانَ مَعَه فِي تِلْكَ الكائنة من الْأُمَرَاء فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَمَعَهُ الْأَمِير نجم الدّين دَاوُد بن الزيبق فِي شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة تزيد على الثَّلَاثَة أشهر إِلَى أَن بَاعَ مَوْجُود الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا مَعَ الْأَمِير سيد الدّين يلبغا ثمَّ توجه بالأموال جَمِيعهَا هُوَ والأمير شمس الدّين آقسنقر أَمِير جاندار فَلَمَّا وصلا بِالْمَالِ إِلَى الْملك المظفر حادي لم يلبثا إِلَّا قَلِيلا قَرِيبا من الشَّهْر وَخَرجُوا على المظفر وَلم يكن مَعَه من الْأُمَرَاء أحد إِلَّا الْأَمِير عز الدّين الزراق وآقسنقر والأمير عز الدّين أيدمر الشمي فنقم الخاصكية ذَلِك عَلَيْهِم وأخرجوهم إِلَى الشَّام فوصلوا إِلَى دمشق نَهَار الْعِيد أول شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ورسم لَهُ بالْمقَام بِدِمَشْق ثمَّ ورد مرسوم الْملك النَّاصِر حسن بتوجهه إِلَى حلب فَتوجه فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شَوَّال وَورد إِلَيْهِ منشوره فِيمَا بعد بإقطاع الْأَمِير سيف الدّين أسندمر الحسني وَلما عين لنيابة غَزَّة كنت بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع وَمِائَة فَكتبت بذلك تقليداً من رَأس الْقَلَم ارتجالاً وَهُوَ الْحَمد لله الَّذِي زَاد أَوْلِيَاء دولتنا الْقَاهِرَة عزا وَجعل أصفياء أيامنا الزاهرة كفاةً يَقُود الممالك) بهم حرْزا وجرد من أنصارنا كل نصل رَاع حدا وراق هزا ووفق آراءنا الشَّرِيفَة لِأَن يكون من نعتمد عَلَيْهِ يسند إِلَيْهِ الْعِزّ ويعزى نحمده على نعمه الَّتِي عَمت ومننه الَّتِي طلعت

أقمارها وتمت وعوارفه الَّتِي نمت أزهارها ففاحت شذىً ونمت وأياديه الَّتِي قادت الألطاف إِلَى حرمنا وزمت ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة مهد الْإِيمَان قَصدهَا وجدد الإيقان عهدها وشيد الإدمان مجدها وأيد الْبُرْهَان رشدها ونشهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي هدى بِهِ الْأمة وَبَدَأَ بِهِ الْأُمُور المهمة وجلا بأنوار بعثته من الْكفْر الدياجي المدلهمة وَنفى بإبلاغ رسَالَته ثُبُوت كل ثبور وألم كل ملمة صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين تلألأت أنوارهم وتوضحت فِي آفَاق الْمَعَالِي أقمارهم وتوشحت بلآلي السِّيَادَة أزهارهم وتفتحت للسعادة بصائرهم وأبصارهم صَلَاة ظلال رضوانها مديدة وخلال غفرانها عديدة مَا افتر ثغر صبح فس لعس ظلام واهتز فِي الْحَرْب قد رمح وتورد بِالدَّمِ قد حسام وَسلم سَلاما كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَإِن ممالكنا الشَّرِيفَة مِنْهَا مَا هُوَ عالي المكانة داني الْمَكَان موفر الاستكانة موفى النِّعْمَة بالسكان موطأ الأكناف موطد الْأَركان موسع الأفنية موشع الأفنان قد جاور الأَرْض المقدسة وبرز رافلاً من خمائله فِي حلله المقدسة ونوه الذّكر بمحاسنه لما نوع الِاعْتِدَال خَيره وجنسه كم فِيهِ من كثيب رمل أوعس وحديقة إِذا بَكَى الْغَمَام عَلَيْهَا تَبَسم ثغر زهرها الألعس وَروض حكى الْقد الأملد قضيبه الأملس قد اكتنفه الْبر وَالْبَحْر وأحاطت بِهِ المحاسن إحاطة القلادة بالنحر وبرز بَين مصر وَالشَّام برزخا وَكَثُرت خيراته فَهُوَ لَا يزَال مهب رخاء الرخا وَإِلَى غَزَّة المحروسة ترجع هَذِه الضمائر وعَلى سرها تدل هَذِه الأمائر كَاد النَّجْم ينزل إِلَى أرْضهَا ليتنزه وَقصر وصف الواصف عَنْهَا وَلَو أَنه كثير وَهِي عزة وَكَانَت فِي وَجه الشَّام غرَّة فنقطها سَواد الْعين بإنسانه فَصَارَت غَزَّة وكفاها فخرا بِمَا يرْوى عَنْهَا أَن الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ مِنْهَا وَلما كَانَ الْمجْلس العالي الأميري وألقابه ونعوته من أَعْيَان هَذِه الدولة وَأَعْوَان هَذِه الْأَيَّام الَّتِي زانها الصون والصولة قد اتّصف بالحلم والباس والأناة والإيناس والمهابة الَّتِي طودها راسخ راس والشجاعة الَّتِي مرامها صَعب المراس طالما جرد مِنْهُ حساماً حمدت مضاربه وجهز فِي جَيش نَصره الله تَعَالَى على من يحاربه وأطلع فِي أفق مُهِمّ شرِيف أحدقت بِهِ كواكبه اقْتَضَت آراؤنا الشَّرِيفَة إعلاء رتبته وإدامة بهجته وسرور مهجته وتوفير حركته وَأَن نفوض إِلَيْهِ تقدمة الْعَسْكَر) الْمَنْصُور بغزة المحروسة فَلذَلِك رسم بِالْأَمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الصَّالِحِي الْعِمَادِيّ أَن يسْتَقرّ فِي مَا أَشَرنَا إِلَيْهِ من ذَلِك اعْتِمَادًا على مَا علمناه من هممه واستناداً إِلَى مَا جربناه من شيمه واجتهاداً فِي وُقُوع اختيارنا الشريف عَلَيْهِ لما أحمدنا فِي الْإِخْلَاص ثُبُوت قدمه واعتقاداً فِي نهوضه بِهَذَا الْأَمر الَّذِي ألبسناه حلل نعمه وارتياداً لاحتفاله بِهَذَا المهم الَّذِي لَا يزَال طَائِعا طَائِفًا بحرمه فليستقر فِيمَا فوضناه إِلَيْهِ مُجْتَهدا فِي رضى الله تَعَالَى فَإِن ذَلِك أولى مَا نطق بِهِ اللِّسَان ورضى خواطرنا الشَّرِيفَة وَهُوَ مغدوق برضى الله الَّذِي أَمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان مُعْتَمدًا على طلب

إيرنجي التتري

الْحق الْجَلِيّ والإقبال على المستغيث بِهِ بِوَجْه وضي وَخلق رَضِي وعزم ملي حَتَّى ينصف الْمَظْلُوم من ظالمه ويرشد الضال عَن الصَّوَاب إِلَى معالمه ويبسط الْعدْل فِي رعايانا ويجريهم على مَا ألفوه من الْأَمْن والمن من سجايانا لِأَن الْعدْل يعمر الْبِلَاد والجور يدمر الْعباد وَالْحَاكِم الْعَادِل خير من الْمَطَر الوابل والأسد إِذا حطم خير من الْوَالِي إِذا ظلم وَهُوَ يعلم أَمر هَذِه الدُّنْيَا وَمَا إِلَيْهِ يؤول ويتحقق أَنه الْآن رَاع وكل رَاع مسؤول وَالشَّرْع الشريف فليتقدم بِرَفْع مناره وتعظيم شعاره فَإِنَّهُ الْحجَّة القوية والمحجة السوية فَمَا شددنا السَّيْف إِلَّا لنصرة الشَّرْع وَلَا نعتقد إِلَّا أَنه الأَصْل وَبَقِيَّة السياسات فرع والعسكر الْمَنْصُور فهم منا بمرأى ومسمع وعنايتنا بهم تَامَّة تمنحهم الْخَيْر وَالشَّر تمنع فليراع أَحْوَالهم ويرعها وَيتبع أصل أُمُورهم وفرعها إقطاع من مَاتَ مِنْهُم إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى لوَلَده أَو لقريبه وَكَبِيرهمْ وصغيرهم معامل بتوقيره وتوفير نصِيبه وليلزمهم بِعَمَل الأيزاك المهمة وَالرُّكُوب فِي كل موكب وَالنُّزُول فِي كل خدمَة حَتَّى يَكُونُوا على أهبة لوُرُود الْمُهِمَّات الشَّرِيفَة والحركات الَّتِي هِيَ بهم فِي كل وَقت مطيفة والوصايا كَثِيرَة وتقوى الله تَعَالَى ملاك الْأُمُور وفكاك الْأَعْنَاق من الأوزار وشباك الأجور وَلَا يبرح من حرمهَا المنيع وَلَا يسرخ فِي شوى روضها المريع فَإِن من لازمها سعد دنيا وَأُخْرَى وَحَازَ فِي الدَّاريْنِ منقبة وفخرا وَالله يزِيدهُ مِمَّا أولاه ويفيده الْإِعَانَة على مَا ولاه والخط الشريف أَعْلَاهُ الله تَعَالَى أَعْلَاهُ حجَّة فِي ثُبُوت الْعَمَل بِمَا اقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى (إيرنجي التتري) إيرنجي خَال القان خربندا كَانَ القان بو سعيد قد تبرم باستيلاء نَائِبه جوبان على الْأَمر واحتجاره عَلَيْهِ فتنفس إِلَى مقدمين يكْرهُونَ جوبان وهم إيرنجي هَذَا وقرمشي ودقماق فَقَالُوا إِن رسمت قَتَلْنَاهُ وَاتَّفَقُوا على أَن يبيتوه وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة وَوَافَقَهُمْ أَخُو دقماق وَمُحَمّد هُرَيْرَة ويوسف بكثا وَيَعْقُوب المسخرة فَهَيَّأَ قرمشي دَعْوَة ودعا جوبان فَأجَاب وَنفذ لَهُ تقدمة سنية فقبلها فنصحه تتري فتحفظ فِي الْهَرَب وَترك خيامه وَأَقْبل قرمشي فِي عشرَة آلَاف وَسَأَلَ عَن جوبان فَقيل فِي مخيمه فهجم عَلَيْهِ وثار أجناد جوبان فِي السِّلَاح والتحم الْقِتَال فَقتل نَحْو ثَلَاث مائَة وَنهب قرمشي حواصل جوبان وسَاق فِي طلابه وهرب هُوَ إِلَى مرند مَعَه وَلَده حسن وابنان فَأكْرمه صَاحب مرند وأمده بخيل وَرِجَال وأتى تبريز فَتَلقاهُ عَليّ شاه وزين الْبَلَد لَهُ وَجَاء فِي خدمته إِلَى بو سعيد وَأثْنى على جوبان وعَلى شفقته وَأَنه وَالِد ثمَّ دخل جوبان وَبِيَدِهِ كفن وَهُوَ باك وَقَالَ يَا خوند قتلت رجالي ونهبت أَمْوَالِي فَإِن كنت تُرِيدُ قَتْلِي فها أَنا فِي تصرفك فتنصل السُّلْطَان وتبرأ مِمَّا جرى وَقَالَ لَهُ حاربهم فَهَؤُلَاءِ أعداؤنا قَالَ فيساعدني السُّلْطَان فَجهز لَهُ جَيْشًا مَعَ طاز بن النوين كتبغا وَمَعَ قراسنقر وَركب السُّلْطَان مَعَ خواصه مَعَ الْعَسْكَر

إيغان سم الموت

وَأما إيرنجي فَإِنَّهُ قصد تبريز فِي طلب جوبان فأغلق الْبَلَد فِي وَجهه وَخرج الْوَالِي إِلَيْهِم فأهانوه وعلقوه منكوساً حَتَّى وزن أَربع مائَة ألف دِرْهَم ثمَّ سَارُوا إِلَى رنكان فَالتقى الْجَمْعَانِ فَلَمَّا رأى إيرنجي السُّلْطَان ورايته سقط فِي يَده وَقَالَ لأَصْحَابه السُّلْطَان علينا فَمَا الْعَمَل فَقَالَ قرمشي لَا بُد من الْحَرْب فالسلطان مَعنا وسير قرمشي إِلَى جوبان وَقَالَ أَنا مَعَك والتحم الْقِتَال وانكسر إيرنجي وتحول غَالب عسكره إِلَى تَحت راية السُّلْطَان ثمَّ أسر إيرنجي وقرمشي ودقماق وَعقد لَهُم مجْلِس بالسلطانية فَقَالُوا مَا تحركنا إِلَّا بِأَمْر القان فَأنْكر وكذبهم وَأمر بِقَتْلِهِم فَقَالَ إيرنجي هَذَا خطك معي أَنا فَأنْكر وَجحد فَضرب إيرنجي بسيخ فِي فَمه فَتلف وطيف بِرَأْسِهِ فِي خُرَاسَان وَالْعراق وَذَلِكَ سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة وَكَانَ إيرنجي وافر الْحُرْمَة وَقتل قرمشي ودقماق وَأمْسك أمراؤهم وَتمكن جوبان وأباد أضداده وَكَانَ دقماقاً مُسلما يحب الْعَرَب وَيكثر الصَّدَقَة فحلقوا ذقنه وطيف بِهِ ثمَّ رَمَوْهُ بالنشاب وأبيد من الْمغل خلق كثير) (إيغان سم الْمَوْت) إيغان الْأَمِير عز الدّين سم الْمَوْت الركني ثمَّ الظَّاهِرِيّ هُوَ مولى ركن الدّين بيبرس الَّذِي كسر الفرنج بغزة كَانَ أحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام وَله الْكَلِمَة النافذة غضب عَلَيْهِ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر بيبرس ورماه فِي الْجب بالقلعة إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة خمس وَسبعين وست مائَة (أَيفع بن ناكور ذُو الكلاع) أَيفع بن ناكور بالنُّون وَبعدهَا ألف وكاف وواو وَرَاء الصَّحَابِيّ يُقَال إِنَّه ابْن عَم كَعْب الْأَحْبَار أَبُو شُرَحْبِيل وَقيل أَبُو شرَاحِيل كَانَ رَئِيسا فِي قومه مُطَاعًا متبوعاً أسلم فَكتب إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي التعاون على الْأسود ومسيلمة وطليحة وَكَانَ الرَّسُول إِلَيْهِ جرير بن عبد الله البَجلِيّ فَأسلم وَخرج مَعَ جرير إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل اسْم ذِي الكلاع سميفع بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْمِيم وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَفَاء وَعين وَكَانَ هُوَ الْقَائِم بِأَمْر مُعَاوِيَة فِي حَرْب صفّين وَقتل قبل انْقِضَاء الْحَرْب ففرح مُعَاوِيَة بِمَوْتِهِ وَذَلِكَ أَنه بلغه أَن ذَا الكلاع ثَبت عِنْده أَن

أيلبا مملوك طغتكين

عليا بَرِيء من دم عُثْمَان وَأَن مُعَاوِيَة لبس عَلَيْهِم ذَلِك فَأَرَادَ التشتت على مُعَاوِيَة فعاجلته الْمنية بصفين سنة سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَلما قتل ذُو الكلاع أرسل ابْنه إِلَى الْأَشْعَث يرغب إِلَيْهِ فِي جثة أَبِيه ليأذن لَهُ فِي أَخذهَا وَكَانَ فِي الميسرة فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَث إِنِّي أَخَاف أَن يتهمني أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَكِن عَلَيْك سعيد بن قيس فَأذن لَهُ فَوَجَدَهُ قد ربط بِرجلِهِ طُنب فسطاط فَحله وَحمله إِلَى عَسْكَرهمْ قَالَ عَمْرو بن شُرَحْبِيل رَأَيْت عمار بن يَاسر وَذَا الكلاع فِي الْمَنَام فِي ثِيَاب بيض فِي أقبية الْجنَّة فَقلت ألم يقتل بَعْضكُم بَعْضًا فَقَالَا بلَى وَلَكنَّا وجدنَا الله وَاسع الْمَغْفِرَة (أيلبا مَمْلُوك طغتكين) أيلبا مَمْلُوك طغتكين كَانَ فِي خدمَة شمس الْمُلُوك ابْن أستاذه فاتفق أَن خرج شمس الْمُلُوك إِلَى صيدنايا يتصيد وَكَانَت سيرته قد ساءت فَانْفَرد شمس الْمُلُوك فَضَربهُ أيلبا بِالسَّيْفِ ضَرْبَة هائلة فَانْقَلَبَ السَّيْف فِي يَده وَرمى شمس الْمُلُوك بِنَفسِهِ إِلَى الأَرْض فَضَربهُ أُخْرَى فَوَقَعت فِي عنق الْفرس فأتلفته وَحَال بَينهمَا الْفرس وَانْهَزَمَ أيلبا وَعَاد إِلَى دمشق شمس الْمُلُوك سالما وَسَار الغلمان فِي طلب أيلبا فَقَاتلهُمْ وظفروا بِهِ فَلَمَّا جاؤوا بِهِ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ مَا الَّذِي حملك على هَذَا قَالَ لم أَفعلهُ إِلَّا تقرباً إِلَى الله تَعَالَى لأريح الْمُسلمين مِنْك لِأَنَّك قد ظلمت الْمَسَاكِين وضعفاء النَّاس وَإِن معي فلَانا وَفُلَانًا وكلنَا قد اتفقنا عَلَيْك فَجمع المتهومين وَقتل الْكل صبرا وَأول مَا قتل أيلبا وَلم يكفه قتل المتهومين حَتَّى اتهمَ أَخَاهُ سونج فَتَركه فِي بَيت وسد عَلَيْهِ الْبَاب فَمَاتَ جوعا وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة (إيل غَازِي) 3 - (صَاحب ماردين) إيل غَازِي الْأَمِير نجم الدّين بن أرتق بن أكسب التركماني صَاحب ماردين كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ سقمان من أُمَرَاء الْملك تتش صَاحب الشَّام إقطاعهما الْقُدس قبل الفرنج وَاسْتولى إيلغازي على ماردين وَحَارب الفرنج غير مرّة وَكَانَ شجاعاً مهيباً تملك حلب بعد أَوْلَاد رضوَان ابْن تتش وَملك ميافارقين وَتُوفِّي بميافارقين سنة سِتّ عشرَة

قطب الدين صاحب ماردين

وَخمْس مائَة وَاسْتولى بعده وَلَده حسام الدّين تمرتاش على ماردين وَولده شمس الدولة سُلَيْمَان على ميافارقين وَملك ماردين فِي يَد أَوْلَاده إِلَى الْيَوْم وَهُوَ جد الْمَذْكُور ثَالِثا فِي هَذَا الِاسْم 3 - (قطب الدّين صَاحب ماردين) إيل غَازِي الْملك قطب الدّين ابْن ألبي بن تمرتاش بن إيل غَازِي بن أرتق صَاحب ماردين وَليهَا مُدَّة طَوِيلَة بعد أَبِيه وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعَدْلِ والشجاعة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَخلف وَلدين صغيرين فأقيم أَحدهمَا وَهُوَ حسام الدّين فِي الْأَمر وَقَامَ بتدبيره مَمْلُوكه نظام الدّين البقش من تَحت جنَاح خَال أَبِيه شاه أرمن صَاحب خلاط فَلَمَّا مَاتَ ولي الْأَخ الآخر وَهُوَ قطب الدّين فامتدت أَيَّامه إِلَى أَن قتل البقش واستقل بِالْأَمر) 3 - (السعيد صَاحب ماردين) إيل غَازِي الْملك السعيد نجم الدّين أَبُو الْفَتْح صَاحب ماردين ابْن صَاحب ماردين أرتق بن إيلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق مَاتَ فِي الْحصار والوباء بقلعة ماردين كَانَ حازماً بطلاً شجاعاً ممدحاً ملك مُدَّة ديار بكر وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَقيل سنة تسع مرض مَرضا أشرف فِيهِ على الْمَوْت ثمَّ أبل وَبعث إِلَى هولاكو يطْلب سَابق الدّين بلبان فَبعث بِهِ إِلَيْهِ فاستماله مُدَّة مقَامه عِنْده وَأخْبرهُ بِمَا لَقِي أهل حلب وَأَشَارَ عَلَيْهِ بتسيير هَدِيَّة أُخْرَى بعد الْهَدِيَّة الَّتِي سَيرهَا فجهزها مَعَه وجهز مَعَه عز الدّين بطة فَقَالَ هولاكو لعز الدّين سرا اقْضِ لَهُ حَاجَة أقض لَك ألف حَاجَة قَالَ مَا هِيَ قَالَ تعرفنِي هَل الْملك السعيد مَرِيض حَقِيقَة أم لَا فَقَالَ كَانَ مَرِيضا وازداد مَرضا عِنْد أخذك حلب ثمَّ عوفي فَقَالَ إِذا ألزمته بالمجيء يَجِيء قَالَ لَا لأنكم لَا تفون وتهينون الْمُلُوك وتكلفونهم مَا لَا يُطِيقُونَ وَقد تحقق انك تقتله قَالَ فَإِن قصدته يقدر يمْنَع نَفسه مني قَالَ نعم لحصانة قلعته وَمَا فِيهَا من الذَّخَائِر والأقوات مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة فَأعْطَاهُ بالشت ذهب وَزنه سبع مائَة مِثْقَال وثياباً وَأصْبح استدعاه واستدعى سَابق الدّين وَكتب لَهما جَوَابا مضمونه أَنه أَعْفَاهُ من الْحُضُور وَاتفقَ مَعَ سَابق الدّين على استفساد من أمكنه من أَعْيَان ماردين وأمرائها وَكتب لَهُم فرمانات فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَن يسير للْملك المظفر ابْن السعيد ويطيب قلبه ثمَّ وصلا إِلَى السعيد وخلا بِهِ عز الدّين وعرفه ميل سَابق الدّين إِلَى هولاكو ثمَّ عَاد سَابق الدّين إِلَى هولاكو يعْتَذر إِلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ مَتى خلا بهولاكو أفسد عَلَيْهِ الْحَال فسير يَطْلُبهُ ليحمله رِسَالَة أُخْرَى وَكَانَ أَسد الدّين البختي أَمِير ماردين قد وصل إِلَيْهِ فرمان هولاكو فَجهز قَاصِدا على فرس عُرْيَان يعرفهُ بَاطِن الْقَضِيَّة وَأَن لَا يعود فَلحقه على دنيسر فَلم يعد واتصل بهولاكو وَعلم السعيد أَن التتار لَا بُد لَهُم من قَصده فَنقل مَا كَانَ فِي الْبَلَد من الذَّخَائِر إِلَى القلعة وَجَاء التتار ونزلوا على ماردين وَوصل ابْن قَاضِي خلاط برسالة هولاكو

السعيد صاحب ماردين الحفيد

أَن يفتح بَاب الْبَلَد ليدْخل الْعَسْكَر يمتارون ويرحلون فَأذن لَهُم فترددوا فِي الدُّخُول وَالْخُرُوج ثمَّ إِن التتار جردوا سيوفهم ودقوا طبولهم وهجموا الْبَلَد فَقَاتلهُمْ أهل الْبَلَد ودربوا شوارعهم ودام قِتَالهمْ ثَلَاثَة وَسِتِّينَ يَوْمًا إِلَى أَن فتح لَهُم بعض مقدمي الْبَلَد درباً فملكوه ودخلوا الْجَامِع وصعدوا المنابر ورموا النشاب فضعف أهل الْبَلَد واحتموا بالكنائس لباطن كَانَ لأصحابها) مَعَ التتار وانحاز أَكْثَرهم إِلَى القلعة فَملك التتار الْبَلَد ونصبوا المجانيق على القلعة فَلم يصل إِلَى القلعة إِلَّا ثَلَاثَة أَحْجَار وَاسْتمرّ الْقِتَال من ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة إِلَى أَن دخلت سنة تسع وَخمسين فَتوفي الْملك السعيد فِي سادس عشر صفر وَقيل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَكَانَ الوباء قد وَقع فِي أهل القلعة فَأهْلك أَكْثَرهم وَرمى أَحْمد بن الْفَارِس الشافصني بِنَفسِهِ من القلعة إِلَى التتار وَأخْبرهمْ بِمَوْتِهِ فبعثوا إِلَى وَلَده المظفر وطلبوا مِنْهُ الدُّخُول فِي الطَّاعَة وَكَانَ قد أقيم مقَام أَبِيه فأجابهم جَوَابا أرضاهم بِهِ وَأظْهر الدُّخُول فِي طاعتهم وَعمل على مداراتهم 3 - (السعيد صَاحب ماردين الْحَفِيد) إيل غَازِي الْملك السعيد نجم الدّين ابْن الْملك المظفر ابْن الْملك السعيد إيلغازي حفيد الْمَذْكُور أَولا توفّي سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وتملك بعده ماردين أَخُوهُ الْمَنْصُور نجم الدّين غَازِي (إِيمَاء بن رحضة) بِفَتْح الرَّاء والحاء الْمُهْملَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة بن خربة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء وَبعدهَا بَاء مُوَحدَة الْغِفَارِيّ لَهُ ولابنه خفاف صُحْبَة وَكَانَا ينزلان غيقة من بِلَاد غفار ويأتيان الْمَدِينَة كثيرا ولابنه خفاف رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسلم قَرِيبا من الْحُدَيْبِيَة وَكَانُوا مروا عَلَيْهِ ببدر وَهُوَ مُشْرك (أَيمن) 3 - (أَيمن بن عبيد الحبشي) وَهُوَ ابْن أم أَيمن مولاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي أم أُسَامَة ابْن

المكي الطويل

زيد بن حَارِثَة وأيمن هَذَا أَخُو أُسَامَة لأمه وَكَانَ أَيمن هَذَا مِمَّن بَقِي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين وَلم ينهزم وَقَالَ ابْن عَبَّاس هُوَ الَّذِي عَنى الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب بقوله (وثامننا لَاقَى الْحمام بِنَفسِهِ ... بِمَا مَسّه فِي الله لَا يتوجع) 3 - (الْمَكِّيّ الطَّوِيل) أَيمن بن نابل الحبشي الْمَكِّيّ الطَّوِيل الضَّرِير عداده فِي صغَار التَّابِعين كَانَ ابْن معِين حسن الرَّأْي فِيهِ وَقَالَ ابْن حَيَّان لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد روى لَهُ البُخَارِيّ والتِّرمذي والنَّسائي وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة 3 - (الْأَسدي) أَيمن بن خريم بن فاتك الْأَسدي كَانَ يسكن دمشق فِي القصاعين ثمَّ تحول إِلَى الْكُوفَة أخرج لَهُ الإِمَام أَحْمد فِي الْمسند حَدِيثا وَاحِدًا قَالَ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيبًا فَقَالَ أَيهَا النَّاس عدلت شَهَادَة الزُّور إشراكاً بِاللَّه ثَلَاثًا ثمَّ قَرَأَ فَاجْتَنبُوا الرجس من الْأَوْثَان وَاجْتَنبُوا قَول الزُّور وَقَالَ مَرْوَان بن الحكم يَوْم المرج لأيمن أَلا تخرج مَعنا فتقاتل فَقَالَ لَا إِن أبي وَعمي سُبْرَة شَهدا بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهد إِلَيّ أبي أَن لَا أقَاتل رجلا يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله فَإِن أتيتني بِبَرَاءَة من النَّار خرجت مَعَك فَسَبهُ مَرْوَان وَقَالَ اذْهَبْ فَلَا حَاجَة لنا بك فَقَالَ (وَلست مُقَاتِلًا رجلا يُصَلِّي ... على سُلْطَان آخر من قُرَيْش)

(لَهُ سُلْطَانه وَعلي إثمي ... معَاذ الله من جهل وطيش) (أأقتل مُسلما فِي غير شَيْء ... فَلَيْسَ بنافعي مَا عِشْت عيشي) وَدخل يَوْمًا على عبد الْملك وَكَانَ شَدِيد الشغف بِالْجِمَاعِ وَقد ازْدَادَ بِهِ غراماً وَلكنه ضعف عَنهُ فَقَالَ لَهُ كَيفَ قوتك يَا أَيمن فَقَالَ آكل الْجَذعَة من الضَّأْن بالصاع من الْبر وأشرب الْعس المملوء أعبه عباً وأرتحل الْبَعِير الصعب فأنضيه وأركب الْمهْر الأرن فأذلله وأفترع الْعَذْرَاء لَا يقعدني عَنْهَا الْكِير وَلَا يَمْنعنِي مِنْهَا إِلَّا السحر وَلَا يزويني الْغمر وَلَا يَنْقَضِي مني) الوطر فغاظ ذَلِك عبد الْملك وحسده وَمنعه الْعَطاء وحجبه وقصده بِمَا يكره فَقَالَت لَهُ امْرَأَته وَيحك اصدقني عَن حالك هَل لَك جرم فَقَالَ لَا وَالله قَالَت فَأَي شَيْء دَار بَيْنك وَبَين عبد الْملك آخر مَا لَقيته فَأَخْبرهَا فَقَالَت من هُنَا أتيت فَدخلت على عَاتِكَة زَوجته وَقَالَت أَسأَلك أَن تستعدي لي أَمِير الْمُؤمنِينَ على زَوجي قَالَت وَمَا لَهُ قَالَت مَا أَدْرِي أَنا مَعَ رجل أَو حَائِط وَلَا أَدْرِي أرجلاً هُوَ أَو امْرَأَة وَله مُدَّة لَا أعرف لَهُ فراشا فسليه أَن يفرق بَيْننَا فَخرجت عَاتِكَة إِلَى عبد الْملك وَذكرت لَهُ ذَلِك فَوجه إِلَى أَيمن فَأحْضرهُ وَسَأَلَهُ عَمَّا شكت مِنْهُ فاعترف بذلك فَقَالَ لَهُ أَو لم أَسأَلك عَام أول عَن ذَلِك فوصفت كَيْت وَكَيْت فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الرجل ليتجمل عِنْد سُلْطَانه ويتجلد على أعدائه بِأَكْثَرَ مِمَّا وصفت بِهِ نَفسِي وَأَنا الْقَائِل (لقِيت من الغانيات العجابا ... لَو أدْرك مني النِّسَاء الشبابا) (وَلَكِن جمع العذارى الحسان ... عناء شَدِيد إِذا الْمَرْء شَابًّا) (وَلَو كلت بِالْمدِّ للغانيات ... وضاعفت فَوق الثِّيَاب الثيابا) (إِذا لَا ينلهن من ذَاك ذَاك ... بغينك عِنْد الْأَمِير الكذابا) (يذدن بِكُل عَصا ذائد ... ويصبحن كل غَدَاة صعابا) (إِذا لم يخالطن كل الخلاط ... أصبحن مخرنطمات غضابا) (علام يكحلن حور الْعُيُون ... ويحدثن بعد الخضاب خضابا) (ويعركن بالمسك أجيادهن ... ويدنين عِنْد الحجال العيابا) (ويبرقن إِلَّا لما تعلمُونَ ... فَلَا تمنع الغانيات الضرابا) فَجعل عبد الْملك يضْحك من قَوْله ثمَّ قَالَ أولى لَك يَا ابْن خريم لقد لقِيت مِنْهُنَّ ترحاً فَمَا ترى أَن أصنع بَيْنك وَبَينهَا قَالَ تستأجلها أجل الْعنين فأداريها لعَلي أَسْتَطِيع

الأندلسي عاشق النبي

إِِمْسَاكهَا قَالَ أفعل ذَلِك وردهَا إِلَيْهِ وَأمر لَهُ بِمَا فَاتَ من عطائه وَعَاد إِلَى تقريبه وبره وَكَانَ أَيمن يتشيع وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الأندلسي عاشق النَّبِي) أَيمن بن مُحَمَّد البزولي الأندلسي الأَصْل التّونسِيّ يكنى أَبُو البركات قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان هُوَ جندي أنشدنا لَهُ بعض أَصْحَابنَا يهجو أَبَا سَلامَة نَاجِي بن الطواح التّونسِيّ أحد) الطّلبَة الأدباء بتونس وَكَانَ طَويلا رَقِيقا فِيهِ انحناء (نَاجٍ من النجو مُشْتَقّ وَمَا الْعذرَة ... يَوْمًا بأنجس من أرهاطه القذره) (حبس الخراء طَوِيل رق منحنياً ... كبائل قَائِم وَالْأَرْض منحدره) (غذته ألبان فسق أمه وأبى ... أَبوهُ إِلَّا الْخَنَا وَالْفرع للشجره) قلت لَعَلَّه أَبُو البركات الْمَعْرُوف بعاشق النَّبِي وَهُوَ أَيمن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَرْبَعَة عشر مُحَمَّدًا أَتَى إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة وَتُوفِّي بهَا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ قد الْتزم أَنه لَا يدْخل الْحرم النَّبَوِيّ إِلَّا بعد مَا ينظم قصيدة يمدح فِيهَا سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْشدني الشَّيْخ الإِمَام بهاد الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن إِمَام المشهد قَالَ أَنْشدني أَبُو البركات أَيمن لنَفسِهِ (فَرَرْت من الدُّنْيَا إِلَى سَاكن الْحمى ... فرار محب عَائِذ بحبيب) (لجأت إِلَى هَذَا الجناب وَإِنَّمَا ... لجأت إِلَى سامي الْعِمَاد رحيب) (وناديت مولَايَ الَّذِي عِنْده الشفا ... لداء عليل فِي الديار غَرِيب) (أمولاي دائي فِي الذُّنُوب وَلَيْسَ لي ... سواك طَبِيب يَا أجل طَبِيب) (تناومت فِي إظلام ليل شبيبتي ... فأيقظني إشراق صبح مشيبي) (وجئتك لما ضَاقَ ذرعي بزلتي ... وأشفقت من جُرْمِي بمحي سليب) (وَمَا أرتجي إِلَّا شفاعتك الَّتِي ... بهَا يبلغ الراجي ثَوَاب مثيب) (فَقَالَ لَك الْبُشْرَى ظَفرت من الرضى ... بِأَسْعَد حَظّ وافر وَنصِيب) (فدامت مسراتي وزادت بشائري ... وطاب حضوري عِنْده ومغيبي) (أَنا الْيَوْم جَار للنَّبِي بِطيبَة ... فَلَا طيب فِي الدُّنْيَا يُقَاس بطيبي) وَمن شعره أَيْضا (حللت بدار حلهَا أشرف الْخلق ... مُحَمَّد الْمَحْمُود بالخلق والخلق)

(وخلفت خَلْفي كل شَيْء يعوقني ... عَن الْقَصْد إِلَّا مَا لدي من الْعِشْق) (وَمَا بِي نهوض غير أَنِّي طَائِر ... بشوقي وَحسن العون من واهب الرزق) (مُحَمَّد يَا أوفى النَّبِيين ذمَّة ... ظمئت وَقد وافيت بابك أستسقي) ) (تعاظم إجرامي وجلت خطيئتي ... وأشفقت من فعلي الْقَبِيح وَمن نطقي) (وَأَنت شَفِيع فِي الذُّنُوب مُشَفع ... فَخذ لي أَمَانًا فِي الْقِيَامَة بِالْعِتْقِ) (صَلَاة وَتَسْلِيم عَلَيْك وَرَحْمَة ... على الْآل والصحب الْكِرَام أولي السَّبق) وَأَخْبرنِي غير وَاحِد أَنه كَانَ أَولا كثير الهجو والوقيعة فِي النَّاس ثمَّ أناب بعد ذَلِك وأقلع وَحج وألزم نَفسه أَنه فِي كل يَوْم ينظم قصيدة يمدح بهَا سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه فِي وَقت عزم على الْعود لزيارة أَهله بالغرب فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا البركات كَيفَ ترْضى بفراقنا أَو مَا هَذَا مَعْنَاهُ فَعَاد وَبَطل الْمُضِيّ إِلَى أَهله ابْن أَيمن الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك أم أَيمن الصحابية اسْمهَا بركَة الْأَئِمَّة الاثنا عشر الَّذين للشيعة أَوَّلهمْ عَليّ بن أبي طَالب وَالْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وَعلي بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب زين العابدين والباقر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وجعفر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الصَّادِق رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ ومُوسَى الكاظم بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وَالرِّضَا عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وَمُحَمّد التقي بن عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وَعلي التقي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وَالْحسن الزكي بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وَمُحَمّد الْغَائِب بن الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب

أيوب

(أَيُّوب) 3 - (ابْن تيموه الْحَنْبَلِيّ) أَيُّوب بن أَحْمد بن أَيُّوب بن تيموه بِالتَّاءِ ثَالِث الْحُرُوف وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَضم الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا هَاء الباجسرائي الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ سمع مُحَمَّد بن نَاصِر الدسكري وَأَبا الْحُسَيْن مُحَمَّد بن القَاضِي أَبى يعلى الْفراء وَحدث عَنهُ بأصبهان بِيَسِير سمع مِنْهُ أَبُو الْكَرم سعد بن الْحُسَيْن بن ظفر بن ولاد الْمَدِينِيّ توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن النّحاس الْحَنَفِيّ) أَيُّوب بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن إِبْرَاهِيم بن طَارق بن سَالم الإِمَام الْعَالم بهاء الدّين أَبُو صابر ابْن النّحاس الْأَسدي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ مدرس القليجية وَشَيخ الحَدِيث بهَا ولد سنة سبع عشرَة وَسمع من مكرم والموفق يعِيش وَابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَجَمَاعَة بحلب وَقَالَ إِنَّه سمع الصَّحِيح من ابْن روزبة وَسمع بِبَغْدَاد من الكاشغري وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (الأوحد صَاحب خلاط) أَيُّوب بن أبي بكر بن أَيُّوب الْملك الأوحد نجم الدّين صَاحب خلاط ابْتُلِيَ بأمراض مزمنة وَكَانَ يتَمَنَّى الْمَوْت مَعهَا وَكَانَ قد استزار أَخَاهُ الْأَشْرَف من حران فَأَقَامَ عِنْده أَيَّامًا وَاشْتَدَّ مَرضه فَطلب الرُّجُوع لِئَلَّا يتخيل مِنْهُ الأوحد فَقَالَ لَهُ الأوحد كم تلح وَالله إِنِّي ميت وَأَنت تَأْخُذ الْبِلَاد وَكَانَ قد صاغ للأشرف طلعة ذهب للصنجق وَزنهَا خَمْسمِائَة دِينَار وَبقيت فِي الخزانة فَتوفي الأوحد سنة تسع وست مائَة وَملك الْأَشْرَف وَأول ركُوبه فِي خلاط كَانَ بِتِلْكَ الطلعة وَتُوفِّي الأوحد بمنازكرد فَدفن بهَا فَأَحبُّوهُ وأطاعوه وَقدمُوا من الْبِلَاد وسروا بِمَوْت الأوحد وَكَانَ ملك الأوحد خلاط أقل من خمس سِنِين وَمن غَرِيب مَا اتّفق للأوحد بخلاط أَن الْمُلُوك اتَّفقُوا على الْعَادِل وَالِد الأوحد وهم سُلْطَان الرّوم وَصَاحب الْموصل وَصَاحب أربل وَصَاحب حلب وَصَاحب الجزيرة وَصَاحب سنجار وَمن تَابعهمْ وَأَن تكون الْخطْبَة بالسلطنة لخسرو شاه ابْن قليج أرسلان صَاحب الرّوم فأرسلوا إِلَى الكرج بِالْخرُوجِ إِلَى جِهَة خلاط وَخرج كل مِنْهُم إِلَى حُدُود بِلَاده والعادل مُقيم ثَابت بِظَاهِر حران وَعِنْده صهره صَاحب آمد ابْن قرا أرسلان وَنزل الكرج على خلاط سَابِع عشر) شهر ربيع الآخر سنة سبع وست مائَة ومقدمهم إيواني فزحفوا على الْبَلَد بَين الصَّلَاتَيْنِ يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر الشَّهْر وهجموا المربض فَوَقع إيواني مقدم الكرج بفرسه فِي حُفْرَة وَهُوَ سَكرَان فَأخذ أَسِيرًا وعرفه ياقوت الْخَادِم الْمَلْطِي فَحَمله إِلَى الأوحد فَأكْرمه وخلع عَلَيْهِ وَطلب مِنْهُ صد الكرج عَن

الجرايدي

الْبَلَد فَطلب لَهُ من يَثِق إِلَيْهِ مِنْهُم ليشاهده أَنه سَالم وَأمرهمْ بالرحيل عَن خلاط فرحلوا من وقتهم وَرغب إيواني أَن يفْدي نَفسه وبذل ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَإِطْلَاق ألفي أَسِير مُسلمين وَتَسْلِيم إِحْدَى وَعشْرين قلعة متاخمة لأعمال خلاط وتزويج بنته بأخي الأوحد لأمه وزواج الملكة للأوحد وَأَن يكون الكرج أبدا مَعَهم مسالمين فَعرف الأوحد وَالِده بذلك فاستطار فَرحا وَبَلغت الْأَخْبَار الْمُلُوك شرقاً وغرباً فتفللوا وردوا وَأخذُوا فِي الِاعْتِذَار إِلَى الْعَادِل وكل مِنْهُم يحِيل بالذنب على الآخر قَالَ عز الدّين ابْن تَاج الْأُمَنَاء من أعجب مَا سَمِعت أَن إيواني لما نزل على خلاط قَالَ لَهُ منجمه فِي بكره يَوْمه إِنَّك تدخل قلعة خلاط قريب الْعَصْر فِي زِيّ غير زيك فتخيل قَوْله فِي نَفسه وسكر ثمَّ ذكر قَول منجمه فَركب لوقته فَجرى مَا جرى 3 - (الجرايدي) أَيُّوب بن بكر بن مَنْصُور بن بدران أَبُو الْكَرم الْأنْصَارِيّ القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالجرايدي أَخُو تَقِيّ الدّين يَعْقُوب الْمقري قَرَأَ الْقرَاءَات على السخاوي وَغَيره وَسمع الحَدِيث وَكتب الْأَجْزَاء وَأكْثر عَن الضياء الْمَقْدِسِي والسخاوي وأجزاؤه مَوْقُوفَة بالأشرفية وكتابته مَعْرُوفَة وَحدث وأقرأ وأضر بِأخر كَانَ صوفياً إِمَام مَسْجِد غوى بكتب محيي الدّين بن عَرَبِيّ وَكتب مِنْهَا كثيرا وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (الْمُقْرِئ) أَيُّوب بن تَمِيم الدِّمَشْقِي مقرئ أهل الشَّام قَرَأَ على يحيى الذمارِي وَأبي عبد الْملك الذمارِي ثِقَة فِي الحَدِيث وَالْقِرَاءَة توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (ابْن الطَّوِيل) أَيُّوب بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَوْف بن حميد بن تَمِيم أَبُو سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بِابْن الطَّوِيل من أهل مَدِينَة الْفرج من الأندلس رَحل إِلَى الْمشرق وَسمع من ابْن أبي الْمَوْت وَمن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن شُعَيْب الشَّيْبَانِيّ وَعبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الله بن مسلمة بن) قُتَيْبَة وَغَيرهم واستقضاه الحكم الْمُسْتَنْصر بِبَلَدِهِ وَكَانَ حكيماً أديباً قدم قرطبة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث أَو اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الْقرْيَة) أَيُّوب بن زيد بن قيس بن زُرَارَة بن سَلمَة بن جشم بن مَالك يَنْتَهِي إِلَى عدنان الْمَعْرُوف بِابْن الْقرْيَة بِكَسْر الْقَاف وَتَشْديد الرَّاء وَالْيَاء آخر الْحُرُوف والقرية جدته وَاسْمهَا خماعة بنت جشم بن ربيعَة بن زيد مَنَاة بن عَوْف بن سعد بن الْخَزْرَج كَانَ أَعْرَابِيًا أُمِّيا وَهُوَ مَعْدُود من جملَة خطباء الْعَرَب الْمَشْهُورين بالفصاحة والبلاغة كَانَ قد أَصَابَته السّنة فَقدم

عين التَّمْر وَعَلَيْهَا عَامل للحجاج بن يُوسُف وَكَانَ الْعَامِل يغدي كل يَوْم ويعشي فَوقف ابْن الْقرْيَة بِبَابِهِ فَرَأى النَّاس يدْخلُونَ فَقَالَ أَيْن يدْخل هَؤُلَاءِ قَالُوا إِلَى طَعَام الْأَمِير فَدخل فتغدى وَقَالَ أكل يَوْم يصنع الْأَمِير مَا أرى فَقيل نعم وَكَانَ يَأْتِي كل يَوْم بَابه للغداء وَالْعشَاء إِلَى أَن ورد كتاب من الْحجَّاج على الْعَامِل وَهُوَ عَرَبِيّ غَرِيب لَا يدْرِي مَا هُوَ فَأخر لذَلِك طَعَامه فجَاء ابْن الْقرْيَة فَلم ير الْعَامِل يتغدى فَقَالَ مَا بَال الْأَمِير لَا يَأْكُل وَلَا يطعم فَقَالُوا اغتم لكتاب ورد عَلَيْهِ من الْحجَّاج عَرَبِيّ غَرِيب لَا يدْرِي مَا هُوَ قَالَ ليقرئني الْأَمِير الْكتاب فَأَنا أفسره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ خَطِيبًا لسناً بليغاً فَذكر ذَلِك للوالي فَدَعَا لَهُ فَلَمَّا قرئَ الْكتاب عَلَيْهِ عرف الْكَلَام وَفَسرهُ للوالي حَتَّى عرف جَمِيع مَا فِيهِ فَقَالَ لَهُ أفتقدر على جَوَابه قَالَ لست أَقرَأ وَلَا أكتب وَلَكِن ادْع كَاتبا يكْتب مَا أمليه فَفعل فَكتب جَوَاب الْكتاب فَلَمَّا قرئَ الْكتاب على الْحجَّاج رأى كلَاما عَرَبيا غَرِيبا فَعلم أَنه لَيْسَ من كَلَام كَاتب الْعَامِل وَلَا كتاب الْخراج فَدَعَا برسائل عين التَّمْر فَنظر فِيهَا فرآها لَيست ككتاب ابْن الْقرْيَة فَكتب الْحجَّاج إِلَى الْعَامِل أما بعد فقد أَتَانِي كتابك بَعيدا من جوابك بمنطق غَيْرك فَإِذا نظرت إِلَى كتابي هَذَا فَلَا تضعه من يدك حَتَّى تبْعَث بِالرجلِ الَّذِي صدر لَك الْكتاب وَالسَّلَام فَقَرَأَ الْعَامِل الْكتاب على ابْن الْقرْيَة وَقَالَ لَهُ تتَوَجَّه نَحوه قَالَ أَقلنِي قَالَ لَا بَأْس عَلَيْك وَأمر لَهُ بكسوة وَنَفَقَة وَحمله إِلَى الْحجَّاج فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ مَا اسْمك قَالَ أَيُّوب قَالَ اسْم نَبِي وَقَالَ أَظُنك أُمِّيا تحاول البلاغة وَلَا تستصعب عَلَيْك مقالها وَأمر لَهُ بِنزل ومنزل فَلم يزل يزْدَاد بِهِ عجبا حَتَّى أوفده على عبد الْملك بن مَرْوَان فَلَمَّا خلع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن قيس الْكِنْدِيّ الطَّاعَة بسجستان بَعثه الْحجَّاج إِلَيْهِ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ) لتقومن خَطِيبًا ولتخلعن عبد الْملك ولتسبن الْحجَّاج أَو لَأَضرِبَن عُنُقك قَالَ أَيهَا الْأَمِير إِنَّمَا أَنا رَسُول قَالَ هُوَ مَا أَقُول لَك فَقَامَ وخطب وخلع عبد الْملك وَشتم الْحجَّاج وَأقَام هُنَالك فَلَمَّا انْصَرف ابْن الْأَشْعَث مهزوماً كتب الْحجَّاج إِلَى عماله بِالريِّ وأصبهان وَمَا يليهما أَمرهم أَن لَا يمر بهم أحد من فل ابْن الْأَشْعَث إِلَّا بعثوا بِهِ أَسِيرًا وَأخذ ابْن الْقرْيَة فِيمَن أَخذ فَلَمَّا أَدخل على الْحجَّاج قَالَ أَخْبرنِي عَمَّا أَسأَلك عَنهُ قَالَ سلني عَمَّا شِئْت قَالَ أَخْبرنِي عَن أهل الْعرَاق قَالَ أسْرع النَّاس إِلَى فتْنَة وأعجزهم عَنْهَا قَالَ فَأهل الشَّام قَالَ أطوع النَّاس لخلفائهم قَالَ فَأهل مصر قَالَ عبيد من غلب قَالَ فَأهل الْبَحْرين قَالَ نبط استعربوا قَالَ فَأهل عمان قَالَ عرب استنبطوا قَالَ فَأهل الْموصل قَالَ أَشْجَع فرسَان وأقتل للأقران قَالَ فَأهل الْيمن قَالَ هم أهل سمع وَطَاعَة وَلُزُوم الْجَمَاعَة قَالَ فَأهل الْيَمَامَة قَالَ أهل جفَاء واختلاق أهواء وأصبر عِنْد اللِّقَاء قَالَ فَأهل فَارس قَالَ أهل بَأْس شَدِيد وَشر عتيد وزيف كثير وقرىً يسير قَالَ أَخْبرنِي عَن الْعَرَب قَالَ سلني قَالَ قُرَيْش قَالَ أعظمها أحلاماً وَأَكْرمهَا مقَاما قَالَ فبنو عَامر بن صعصعة قَالَ أطولها رماحاً وَأَكْرمهَا صباحاً قَالَ فبنو سليم قَالَ أعظمها مجَالِس وَأَكْرمهَا محابس قَالَ فثقيف قَالَ أكرمها جدوداً وأكثرها وفوداً قَالَ فبنو

زبيد قَالَ ألزمها للرايات وأدركها للترات قَالَ فقضاعة قَالَ أعظمها أخطاراً وَأَكْرمهَا نجاراً وأبعدها آثاراً قَالَ فالأنصار قَالَ أثبتها مقَاما وأحسنها إسلاماً وَأَكْرمهَا أَيَّامًا قَالَ فبكر بن وَائِل قَالَ أثبتها صُفُوفا وأحدها سيوفاً قَالَ فعبد الْقَيْس قَالَ أسبقها إِلَى الغايات وأضربها تَحت الرَّايَات قَالَ فبنو أَسد قَالَ أهل عدد وَجلد ونكد قَالَ فلخم قَالَ مُلُوك وَفِيهِمْ نوك قَالَ فجذام قَالَ يوقدون الْحَرْب ويسعرونها ويلقحونها ثمَّ يمرونها قَالَ فبنو الْحَارِث قَالَ رُعَاة للقديم حماة للحريم قَالَ فعك قَالَ لُيُوث جاهدة فِي قُلُوب فَاسِدَة قَالَ فتغلب قَالَ يصدقون إِذا لقوا ضربا ويسعرون للأعداء حَربًا قَالَ فغسان قَالَ أكْرم الْعَرَب أحساباً وأثبتهم أنساباً قَالَ فَأَي الْعَرَب كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة أَمنه من أَن تضام قَالَ قُرَيْش وَكَانُوا أهل ربوة لَا يُسْتَطَاع ارتقاؤها وهضبة لَا يرام انتزاؤها فِي بَلْدَة حمى الله ذمارها وَمنع جارها قَالَ فَأَخْبرنِي عَن مآثر الْعَرَب قَالَ كَانَت الْعَرَب تَقول حمير أَرْبَاب الْملك وَكِنْدَة لباب الْملَل ومذحج أهل الطعان وهمدان أحلاس الْخَيل والأزد آساد النَّاس قَالَ فَأَخْبرنِي عَن الْأَرْضين قَالَ سلني قَالَ الْهِنْد قَالَ) بحرها در وجبلها ياقوت وشجرها عود وورقها عطر وَأَهْلهَا طغام كقطيع الْحمام قَالَ فخراسان قَالَ مَاؤُهَا جامد وعدوها جَاحد قَالَ فعمان قَالَ حرهَا شَدِيد وصيدها عتيد قَالَ فالبحرين قَالَ كناسَة بَين المصرين قَالَ فاليمن قَالَ أهل الْعَرَب وَأهل البيوتات والحسب قَالَ فمكة قَالَ رجالها عُلَمَاء جُفَاة ونساؤها كساة عُرَاة قَالَ فالمدينة قَالَ رسخ الْعلم فِيهَا وَظهر مِنْهَا قَالَ فالبصرة قَالَ شتاؤها جليد وحرها شَدِيد وماؤها ملح وحربها صلح قَالَ فالكوفة قَالَ ارْتَفَعت عَن حر الْبَحْر وسفلت عَن برد الشَّام فطاب لَيْلهَا وَكثر خَيرهَا فواسط قَالَ جنَّة بَين حماة وكنة قَالَ وَمَا حماتها وكنتها قَالَ الْبَصْرَة والكوفة يحسدانها وَمَا ضرها ودجلة والزاب يتجاريان فِي إفَاضَة الْخَيْر عَلَيْهَا قَالَ فالشام قَالَ عروس بَين نسْوَة جُلُوس قَالَ ثكلتك أمك يَا ابْن الْقرْيَة لَوْلَا اتباعك لأهل الْعرَاق وَقد كنت أَنهَاك عَنْهُم أَن تتبعهم فتأخذ من نفاقهم ثمَّ دَعَا بالسياف وَأَوْمَأَ إِلَى السياف أَن أمسك فَقَالَ ابْن الْقرْيَة ثَلَاث كَلِمَات أصلح الله الْأَمِير كأنهن ركب وقُوف يكن مثلا بعدِي قَالَ هَات قَالَ لكل جواد كبوة وَلكُل صارم نبوة وَلكُل حَلِيم هفوة قَالَ الْحجَّاج لَيْسَ هَذَا وَقت المزاح يَا غُلَام أوجب جرحه فَضرب عُنُقه وَقيل لما أَرَادَ قَتله قَالَ الْعَرَب تزْعم أَن لكل شَيْء آفَة قَالَ صدقت الْعَرَب أصلح الله الْأَمِير قَالَ فَمَا آفَة الْحلم قَالَ الْغَضَب قَالَ فَمَا آفَة الْعقل قَالَ الْعجب قَالَ فَمَا آفَة الْكِرَام قَالَ مجاورة اللئام قَالَ فَمَا آفَة الْعلم قَالَ النسْيَان قَالَ فَمَا آفَة السخاء قَالَ الْمَنّ عِنْد الْبلَاء قَالَ فَمَا آفَة الشجَاعَة قَالَ الْبَغي قَالَ فَمَا آفَة الْعِبَادَة قَالَ الفترة قَالَ فَمَا آفَة الذِّهْن قَالَ حَدِيث النَّفس قَالَ فَمَا آفَة الحَدِيث قَالَ الْكَذِب قَالَ فَمَا آفَة المَال قَالَ سوء التَّدْبِير قَالَ فَمَا آفَة الْكَامِل من

الرِّجَال قَالَ الْعَدَم قَالَ فَمَا آفَة الْحجَّاج بن يُوسُف قَالَ أصلح الله الْأَمِير لَا آفَة لمن كرم حَسبه وطاب نسبه وزكا فَرعه قَالَ امْتَلَأت شقاقاً وأظهرت نفَاقًا اضربوا عُنُقه فَلَمَّا رَآهُ قَتِيلا نَدم وَكَانَ قَتله سنة أَربع وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَسَأَلَهُ بَعضهم عَن الدهاء مَا هُوَ قَالَ تجرع الْغصَص وتوقع الفرص وَمن كَلَامه فِي صفة العي التنحنح من غير دَاء والتثاؤب من غير رِيبَة والإكباب فِي الأَرْض من غير عِلّة وَقَالَ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي تَرْجَمَة مَجْنُون ليلى بعد أَن استوفى أخباره وَقد قيل إِن ثَلَاثَة أشخاص شاعت أخبارهم واشتهرت أَسمَاؤُهُم وَلَا حَقِيقَة لَهُم وَلَا وجود فِي الدُّنْيَا وهم) مَجْنُون ليلى وَابْن الْقرْيَة وَابْن أبي الْعقب الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ الْمَلَاحِم وَهُوَ يحيى بن عبد الله بن أبي الْعقب وَقيل إِنَّه لما أُتِي بِابْن الْقرْيَة قَالَ لَهُ الْحجَّاج ألم تكن فِي خمول من الدعة وَعدم من المَال وكدر من الْعَيْش وتضعضع من الْهَيْئَة ويأس من بُلُوغ مَا بلغت إِلَيْهِ فوليتك ولَايَة الْوَالِد وَلم تكن ولدا وَولَايَة الراجي عنْدك الْخَيْر وَلم أرجه عنْدك أبدا حَتَّى قُمْت خَطِيبًا وَقلت كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير أتيت إنْسَانا فِي مسك شَيْطَان فتهددني بتخويفه وقهرني بسلطانه فَنَطَقَ اللِّسَان بِغَيْر مَا فِي الْقلب والنصيحة لَك ثَابِتَة والمودة بَاقِيَة قَالَ كذبت يَا عَدو الله ثمَّ سَأَلَهُ مَا ذكرته ورد جَوَابه كَمَا ذكرت وَقيل قَالَ لَهُ فِيمَا سَأَلَهُ فَكيف رَأَيْت خطبتي فَسكت قَالَ أَقْسَمت عَلَيْك إِلَّا صدقتني قَالَ تكْثر الرَّد وتشير بِالرَّدِّ وَتقول أما بعد فَقَالَ لَهُ الْحجَّاج فَأَنت مَا تستعين بِيَدِك فِي كلامك قَالَ لَا أصل كَلَامي بيَدي حَتَّى يضيق بِي لحدي قَالَ فَأَخْبرنِي عَن أشعر بَيت قالته الْعَرَب قَالَ قَول الْقَائِل (فَمَا حَمَلتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلِها ... أبرَّ وأوفى ذمَّة من مُحَمَّد) وَقيل إِنَّه قَالَ لَهُ مَا أَعدَدْت لهَذَا الْموقف قَالَ أصلح الله الْأَمِير ثَلَاثَة حُرُوف كأنهن ركب وقُوف دنيا وآخرة ومعروف قَالَ اخْرُج مِمَّا قلت قَالَ أما الدُّنْيَا فَمَال حَاضر يَأْكُل مِنْهُ الْبر والفاجر وَأما الْآخِرَة فميزان عَادل وَشَهَادَة لَيْسَ فِيهَا بَاطِل وَأما الْمَعْرُوف فَإِن كَانَ عَليّ اعْترفت بِهِ وَإِن كَانَ لي اعْترفت قَالَ الْآن تعترف إِذا وَقع عَلَيْك السَّيْف فَقَالَ الْحجَّاج لأزيرنك جَهَنَّم قَالَ فأرحني فَإِنِّي أجد حرهَا فَضرب عُنُقه فَلَمَّا رَآهُ يشحط فِي دَمه نَدم عَلَيْهِ وَقَالَ لَو تَرَكْنَاهُ لسمعنا كَلَامه

أبو يحيى القرشي التميمي

3 - (أَبُو يحيى الْقرشِي التَّمِيمِي) أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال أَبُو يحيى الْقرشِي التَّمِيمِي مَوْلَاهُم روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة ذكره ابْن حَيَّان فِي الثِّقَات وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (كَاتب الإِمَام الْقَادِر) أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن أَيُّوب بن عِيسَى أَبُو الْفضل كَاتب الإِمَام الْقَادِر بِاللَّه الْبَغْدَادِيّ من أهل الْمَرَاتِب وَهُوَ وَالِد الْوَزير أبي طَالب مُحَمَّد قَالَ هِلَال بن الصَّابِئ توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَقد كَانَ أخرج من الاعتقال من دَار الْخلَافَة عليلاً مشفياً) 3 - (ابْن سُلَيْمَان بن عبد الْملك) أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن عبد الْملك بن مَرْوَان ولي غَزْو الصائفة ورشحه لولاية الْعَهْد فَمَاتَ قبل أَبِيه بأيام سنة ثَمَان وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَأم أَيُّوب بنت سُلَيْمَان بن الحكم وَقيل بنت خَالِد بن الحكم وَأمّهَا أم عمار بنت خَالِد بن عقبَة بن أبي معيط ومدحه جرير فَقَالَ (وَقد عرف النَّاس الْخَلِيفَة بعده ... كَمَا عرفُوا مجْرى النُّجُوم الطوالع) وَقَالَ أَيْضا (إِن الإِمَام الَّذِي ترجى فواضله ... بعد الإِمَام ولي الْعَهْد أَيُّوب) (كونُوا كيوسف لما جَاءَ إخْوَته ... واستسلموا قَالَ مَا فِي الْيَوْم تَثْرِيب) وَمَات أَيُّوب وعمره أَربع عشرَة سنة وَكَانَ من أحسن النَّاس وَجها وأطيبهم خلقا وَقَالَ ابْن حزم فِي نقط الْعَرُوس إِن سُلَيْمَان قتل ابْنه أَيُّوب سرا لِأَنَّهُ ارْتَدَّ إِلَى النَّصْرَانِيَّة كَانَ قد ضمه إِلَى عبد الله بن عبد الْأَعْلَى الشَّاعِر وَكَانَ زنديقاً فزندقه فَدس إِلَيْهِ سُلَيْمَان سما فَقتله قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة أَخطَأ ابْن حزم فَإِنَّهُم اتَّفقُوا على أَن سُلَيْمَان حزن

مؤذن النجيبي

عَلَيْهِ حَتَّى قَالُوا إِنَّه انفلقت كبده فَمَاتَ كمداً ثمَّ إِن ابْن أَربع عشرَة سنة من أَيْن تَأتيه الزندقة وَعبد الله بن عبد الْأَعْلَى لم يكن زنديقاً وَإِنَّمَا الْمُتَّهم بالزندقة أَخُوهُ عبد الصَّمد قلت وَلما مَاتَ أَيُّوب مَشى أَبوهُ فِي جنَازَته وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ وقف على قَبره وَقَالَ (وقوفاً على قبر مُقيم بقفرة ... مَتَاع قَلِيل من حبيب مفارق) ثمَّ قَالَ عَلَيْك السَّلَام يَا أَيُّوب ثمَّ أنْشد (كنت لنا أنسا ففارقتنا ... فالعيش من بعْدك مر المذاق) وَكَانَ بَين أَيُّوب وَأَبِيهِ اثْنَان وَأَرْبَعُونَ يَوْمًا 3 - (مُؤذن النجيبي) أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن مظفر الشَّيْخ الْمُقْرِئ المعمر نجم الدّين مُؤذن النجيبي كَبِير المؤذنين كَانَ يخرج بِالسَّوَادِ أَمَام خطباء الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق وَله صَوت جَهورِي طيب وَاسْتمرّ على ذَلِك زَمَانا وعاش تسعا وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ ريض الْأَخْلَاق لَهُ عدَّة أَوْلَاد مِنْهُم أَمِين الدّين مُحَمَّد وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَسبع مائَة 3 - (الْأَفْضَل وَالِد صَلَاح الدّين) ) أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان بن يَعْقُوب الْأَمِير نجم الدّين أَبُو الشُّكْر الدويني وَالِد الْمُلُوك كَانَ رجلا دينا خيرا كثير الصَّدقَات وافر الْعقل سَمحا كَرِيمًا قَالَ بعض المؤرخين كَانَ شاذي بن مَرْوَان من أهل دوين من أَبنَاء أعيانها المعتبرين وَكَانَ لَهُ صَاحب يُقَال لَهُ جمال الدولة الْمُجَاهِد بهروز وَكَانَ من أظرف النَّاس وَأخْبرهمْ بتدبير الْأُمُور وَكَانَا متحدين فجرت لبهروز قَضِيَّة فِي دوين فَخرج مِنْهَا حَيَاء وحشمةً لِأَنَّهُ اتهمَ بِزَوْجَة بعض الْأُمَرَاء فخصاه وَقصد خدمَة غياث الدّين مَسْعُود السلجوقي فاتصل باللالا الَّذِي لأولاده واختص بِهِ وفوض أُمُوره إِلَيْهِ وَصَارَ يركب مَعَ أَوْلَاد السُّلْطَان فَرَآهُ يَوْمًا مَعَ أَوْلَاده فَأنكرهُ فَقَالَ اللالا إِنَّه خَادِم مثلي ثمَّ صَار يسيره إِلَى السُّلْطَان فخف على قلبه وَلعب مَعَه الشطرنج والنرد وحظي عِنْده وَمَات اللالا فأقامه مَكَانَهُ فاشتهر ذكره فِي تِلْكَ الْبِلَاد فاستدعى شاذي بن مَرْوَان فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أكْرمه وَرَأى السُّلْطَان أَن يُوَجه بهروزاً إِلَى بَغْدَاد والياً عَلَيْهَا ونائباً عَنهُ فَتوجه إِلَيْهَا وَمَعَهُ شاذي وَأَوْلَاده وَأعْطى السُّلْطَان لبهروز تكريت فَلم يَثِق بهروز إِلَّا بشاذي فَأرْسلهُ إِلَيْهَا فَمضى إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة وَتُوفِّي بهَا فولى مَكَانَهُ نجم الدّين أَيُّوب فَنَهَضَ فِي أمرهَا وشكره بهروز

فاتفق أَن عماد الدّين زنكي صَاحب الْموصل قصد حِصَار بَغْدَاد أَيَّام المسترشد وَأرْسل إِلَى قراجا الساقي يستنجده فَأَتَاهُ وكبسهما فَأتى زنكي وَوصل إِلَى تكريت فخدمه نجم الدّين أَيُّوب وَأقَام لَهُ السفن وَعبر دجلة وَتَبعهُ أَصْحَابه فَأحْسن إِلَيْهِم وسيرهم وَبلغ ذَلِك بهروز فَأنْكر عَلَيْهِ وَقَالَ كَيفَ تظفر بعدونا فأحسنت إِلَيْهِ ثمَّ إِن أَسد الدّين شيركوه أَخا نجم الدّين أَيُّوب جَاءَت إِلَيْهِ بعض الْحرم باكية وَقَالَت أَنا دَاخِلَة فِي الْبَاب الَّذِي للقلعة تعرض إِلَيّ فلَان الإسبهسلار فَقَامَ شيركوه وَتَنَاول الحربة الَّتِي تكون للإسبهسلار وضربه بهَا فَقتله فأمسكه أَخُوهُ نجم الدّين واعتقله وَكتب إِلَى بهروز بالصورة فَعَاد جَوَابه إِن لأبيكما عَليّ حَقًا وَمَا يمكنني أَن أكافئكما بِسوء وَلَكِن اتركا خدمتي واخرجا من بلدي فقصدا عماد الدّين زنكي صَاحب الْموصل فَأحْسن إِلَيْهِمَا وأقطعهما إقطاعاً جيدا ثمَّ لما ملك قلعة بعلبك اسْتخْلف بهَا نجم الدّين أَيُّوب فعمر بهَا خانقاه يُقَال لَهَا النجمية وَلما قتل زنكي وَجَاء مجير الدّين ابق صَاحب دمشق إِلَى بعلبك وحصرها أرسل نجم الدّين إِلَى سيف الدّين غَازِي بن زنكي صَاحب الْموصل وَقد ملك بعد وَالِده يُنْهِي إِلَيْهِ الْحَال وَيطْلب مِنْهُ عسكراً ليرحل صَاحب) دمشق عَنهُ وَكَانَ غَازِي ذَلِك الْوَقْت أول ملكه مَشْغُولًا بإصلاح مُلُوك الْأَطْرَاف وَلم يتفرغ لَهُ وضاق الْأَمر على من فِي بعلبك وَخَافَ نجم الدّين أَن تُؤْخَذ قهرا فَأرْسل إِلَى مجير الدّين فِي تَسْلِيم القلعة وَطلب إقطاعاً ذكره فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَحلف لَهُ ووفى لَهُ صَاحب دمشق وَأَعْطَاهُ إقطاعاً جيدا وَصَارَ عِنْده مقدما من أكبر الْأُمَرَاء واتصل أَخُوهُ أَسد الدّين شيركوه بِخِدْمَة نور الدّين مَحْمُود بن زنكي بعد قتلة أَبِيه زنكي وَكَانَ يَخْدمه أَيَّام وَالِده فقربه نور الدّين وأقطعه وَكَانَ يرى مِنْهُ فِي الحروب آثاراً عَجِيبَة يعجز غَيره عَنْهَا وَجعله مقدم عسكره ثمَّ إِن نور الدّين حضر دمشق وملكها وَبَقِي شيركوه وَأَيوب فِي خدمَة نور الدّين إِلَى أَن توجه شيركوه إِلَى مصر نجدةً لشاور على الفرنج ثمَّ إِنَّه استنجد بهم مرّة ثَانِيَة فَتوجه صَلَاح الدّين مَعَ عَمه شيركوه وَجرى لَهُم مَا جرى ووزر صَلَاح الدّين بعد عَمه شيركوه للعاضد صَاحب مصر واستدعى أَبَاهُ نجم الدّين أَيُّوب فجهزه نور الدّين إِلَيْهِ سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَخرج العاضد لملتقاه إِلَى ظَاهر بَاب الْفتُوح عِنْد شَجَرَة الاهليلج وَلم يجر بذلك لَهُم عَادَة وَكَانَ من أعجب يَوْم شهده النَّاس وأقطعه وَلَده صَلَاح الدّين الاسكندرية ودمياط والبحيرة وأقطع أَخَاهُ شمس الدولة قوص وأسوان وعيذاب وَكَانَ عبرتها فِي هَذِه السّنة مِائَتي ألف وَسِتَّة وَسِتِّينَ ألف دِينَار وسلك مَعَه وَلَده صَلَاح الدّين من الْأَدَب مَا هُوَ اللَّائِق بِمثلِهِ وَعرض عَلَيْهِ الْأَمر كُله فَأبى وَقَالَ يَا وَلَدي مَا اختارك الله تَعَالَى لهَذَا الْأَمر إِلَّا وَأَنت لَهُ أهل وَلَا يَنْبَغِي أَن تغير مَوضِع السَّعَادَة وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن اسْتَقل صَلَاح الدّين بمملكة الديار المصرية وَخرج صَلَاح الدّين إِلَى الكرك ليحاصرها وَأَبوهُ بِالْقَاهِرَةِ فَركب يَوْمًا ليسير على عَادَة الْجند فَخرج من بَاب النَّصْر فشب بِهِ فرسه فَأَلْقَاهُ فِي وسط الطَّرِيق فَحمل إِلَى دَاره وَبَقِي

متألماً إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَدفن إِلَى جَانب أَخِيه أَسد الدّين شيركوه بِالدَّار السُّلْطَانِيَّة ثمَّ نقل صَلَاح الدّين تابوتيهما إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ودفنا بتربتهما الْمُجَاورَة للحجرة الشَّرِيفَة سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَلما عَاد صَلَاح الدّين من الكرك إِلَى الْقَاهِرَة بلغه خبر أَبِيه فشق عَلَيْهِ ذَلِك وَكتب إِلَى ابْن أَخِيه فروخشاه بن شاهنشاه بن أَيُّوب صَاحب بعلبك كتابا بِخَط الْفَاضِل يعزيه بجده نجم الدّين مِنْهُ وَمن جملَة الْمُصَاب بالمولى الدارج غفر الله ذَنبه وَسَقَى بِالرَّحْمَةِ تربه مَا عظمت بِهِ) اللوعة واشتدت بِهِ الروعة وتضاعفت لغيبتنا عَن مشهده الْحَسْرَة واستنجدنا بِالصبرِ فَأبى وأنجدت الْعبْرَة فيا لَهُ فقيداً فقد عَلَيْهِ العزاء وانتثر شَمل الْبركَة فَهِيَ بعد الِاجْتِمَاع أَجزَاء (وتخطفته يَد الردى فِي غيبتي ... هبني حضرت فَكنت مَاذَا أصنع) ورثاه الْفَقِيه عمَارَة اليمني بقصيدة أَولهَا (هِيَ الصدمة الأولى فَمن بَان صبره ... على هول مَا يلقى تضَاعف أجره) (وَلَا بُد من موت وفوت وَفرْقَة ... وَوجد بِمَاء الْعين يُوقد جمره) مِنْهَا (أصَاب الْهدى فِي نجمه بمصيبة ... تداعى سماك الجو مِنْهَا ونسره) (عدمنا أَبَا الْإِسْلَام وَالْملك والندى ... وفارقنا شمس الزَّمَان وبدره) مِنْهَا (وأسعد خلق الله من مَاتَ بَعْدَمَا ... رأى فِي بني أبنائه مَا يسره) (وَأدْركَ من طول الْحَيَاة مُرَاده ... وَمَا طَال إِلَّا فِي رضى الله عمره) ورثاه بقصيدة أُخْرَى أَولهَا (صفو الْحَيَاة وَإِن طَال المدى كدر ... وحادث الْمَوْت لَا يبقي وَلَا يذر) مِنْهَا (كم شامخ الْعِزّ ذاق الْمَوْت من يَدهَا ... مَا أَضْعَف الْقدر إِن ألوى بِهِ الْقدر) (أودى عَليّ وَعُثْمَان بمخلبها ... وَلم يفتها أَبُو بكر وَلَا عمر) (لَا قدست لَيْلَة كَانَت بصحبتها ال ... أكباد حزنا على أَيُّوب تنفطر) (تمخض الدَّهْر عَن أم النوائب عَن ... كَبِيرَة صغرت فِي جنبها الْكبر) (نجم هوى من سَمَاء الدّين منكدراً ... والنجم من أفقه يهوي وينكدر) وَكَانَ نجم الدّين يلقب الْأَجَل الْأَفْضَل وَمِنْهُم من يَقُول الْملك الْأَفْضَل وروى بِالْإِجَازَةِ عَن عون الدّين الْوَزير ابْن هُبَيْرَة وَله من الْأَوْلَاد السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف

البرمكي الحميري

والعادل أَبُو بكر مُحَمَّد وشمس الدولة توران شاه وَالِد عز الدّين فرخشاه صَاحب بعلبك وتقي الدّين عمر صَاحب حماة وشاهنشاه وَسيف الْإِسْلَام طغتكين وتاج الْمُلُوك بوري وَهُوَ أَصْغَرهم وست الشَّام وَرَبِيعَة خاتون) 3 - (الْبَرْمَكِي الْحِمْيَرِي) أَيُّوب بن سُوَيْد الْبَرْمَكِي الْحِمْيَرِي الشَّيْبَانِيّ قَالَ ابْن معِين يسرق الْأَحَادِيث لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ ابْن عدي يكْتب حَدِيثه فِي جملَة الضُّعَفَاء وَذكره فِي جملَة الثقاة ابْن حبَان لكنه قَالَ رَدِيء الْحِفْظ غرق فِي الْبَحْر قَالَ ابْن عَاصِم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاث وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو صَالح الْمعَافِرِي الْمَالِكِي) أَيُّوب بن صَالح بن سُلَيْمَان بن صَالح أَبُو صَالح الْمعَافِرِي الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي كَانَ إِمَامًا فِي مَذْهَب مَالك دارت عَلَيْهِ الْفَتْوَى فِي وقته وَكَانَ متصرفاً فِي البلاغة والنحو وَالشعر مجانباً للدولة لكنه ولي الْحِسْبَة فَأحْسن السِّيرَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الْوَزير) أَيُّوب بن الْعَبَّاس بن الْحسن بن أَيُّوب بن سُلَيْمَان أَبُو الْحُسَيْن كَانَ وَالِده وزيراً للمكتفي ثمَّ للمقتدر وروى أَيُّوب عَن أبي عَليّ بن همام أثرا رَوَاهُ عَنهُ أَبُو عَليّ التنوخي فِي كتاب الْفرج بعد الشدَّة 3 - (قَاضِي الْيَمَامَة) أَيُّوب بن عتبَة أَبُو يحيى اليمامي قَاضِي الْيَمَامَة قَالَ البُخَارِيّ لين وَقَالَ الفلاس سيء الْحِفْظ وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَقَالَ غَيره يُخطئ فِي الْإِسْنَاد روى لَهُ ابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة

ابن الفقاعي

3 - (ابْن الفقاعي) أَيُّوب بن عمر بن عَليّ بن مقلد أَبُو الصَّبْر الحمامي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الفقاعي روى تَارِيخ داريا عَن الخشوعي روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (الْمَكِّيّ الْأمَوِي) أَيُّوب بن مُوسَى الْأمَوِي ومُوسَى بن عَمْرو الْأَشْدَق وَأَيوب هُوَ الْفَقِيه الْمَكِّيّ يروي عَن عَطاء بن أبي رَبَاح وَمَكْحُول وغطاء بن ميناء وَنَافِع وَسَعِيد المَقْبُري وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قَالَ أَحْمد وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ ثِقَة وَقَالَ) أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (الْحَنَفِيّ قَاضِي الْيَمَامَة) أَيُّوب بن النجار بن زِيَاد الْحَنَفِيّ قَاضِي الْيَمَامَة كَانَ يُقَال إِنَّه من الأبدال وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ صَدُوق روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة 3 - (الْمسند زين الدّين الكحال) أَيُّوب بن نعْمَة بن مُحَمَّد بن نعْمَة بن أَحْمد بن جَعْفَر الشَّيْخ الْفَاضِل المعمر الْمسند زين الدّين النابلسي الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الكحال ولد سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة اشْتغل على طَاهِر الكحال وبرع فِي الصَّنْعَة وتميز وتكسب بهَا وَلم يكن لَهُ لحية بل شَعرَات يسيرَة فِي حنكه وَكَانَ فِيهِ ود وتواضع وَدين سمع من الشّرف المرسي والرشيد الْعِرَاقِيّ وَعُثْمَان ابْن خطيب القرافة وَعبد الله ابْن الخشوعي وَجَمَاعَة وَتفرد وروى الْكثير بِمصْر ودمشق انجفل إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة يعالج النَّاس ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وشاخ وَعجز وَنزل بدار الحَدِيث 3 - (السّخْتِيَانِيّ) أَيُّوب أَبُو بكر ابْن أبي تَمِيمَة كيسَان السّخْتِيَانِيّ الْبَصْرِيّ أحد

أبو أمية البصري

الْأَعْلَام من نجباء الموَالِي سمع عَمْرو بن سَلمَة الْجرْمِي وَأَبا الْعَالِيَة وَسَعِيد بن جُبَير وَعبد الله بن شَقِيق وَأَبا قلَابَة وَالْحسن الْبَصْرِيّ ومجاهداً وَابْن سِيرِين وخلقاً سواهُم قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَهُ نَحْو من ثَمَان مائَة حَدِيث وَقَالَ شُعْبَة كَانَ سيد الْفُقَهَاء وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة لم ألق مثله وَقد لَقِي الزُّهْرِيّ قيل لَهُ مَا لَك لَا تنظر فِي الرَّأْي قَالَ قيل للحمار أَلا تجتر فَقَالَ أكره مضغ الْبَاطِل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم يرو مَالك عَن أحد من الْعِرَاقِيّين إِلَّا عَن أَيُّوب فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ مَا حدثتكم عَن أحد إِلَّا وَأَيوب فَوْقه أَو كَمَا قَالَ وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي التثبت وَتُوفِّي شَهِيدا فِي الطَّاعُون الَّذِي كَانَ بِالْبَصْرَةِ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (أَبُو أُميَّة الْبَصْرِيّ) أَيُّوب بن أُميَّة ابْن خوط الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن معِين لَا يكذب حَدِيثه توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة) 3 - (أَبُو الْعَلَاء القصاب) أَيُّوب أَبُو الْعَلَاء القصاب مفتي أهل وَاسِط وعالمهم فِي زَمَانه قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ غَيره صَالح الحَدِيث روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة 3 - (الْملك الصَّالح نجم الدّين) أَيُّوب السُّلْطَان الْملك الصَّالح نجم الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الْكَامِل مُحَمَّد بن السُّلْطَان الْملك الْعَادِل أبي بكر مُحَمَّد بن أَيُّوب ولد سنة ثَلَاث وست مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وست مائَة وَلما قدم أَبوهُ دمشق فِي آخر سنة خمس

وَعشْرين استنابه على ديار مصر وَلما رَجَعَ انتقد عَلَيْهِ أحوالاً وَمَال عَنهُ إِلَى الْعَادِل وَلَده وَلما استولى الْكَامِل على حران وحصن كيفا وسنجار سلطنه وجهزه على هَذِه الْبِلَاد ملكا فَلَمَّا تولى الْعَادِل أَخُوهُ على مصر طمع الصَّالح وقويت نَفسه وَكَاتب الْأُمَرَاء واستخدم الخوارزمية وَكَانَ الْجواد بِدِمَشْق فخاف من الْعَادِل فكاتب الصَّالح وَاتفقَ مَعَه على أَن يُعْطِيهِ سنجار والرقة وعانة وَيَأْخُذ مِنْهُ دمشق فَقَدمهَا الصَّالح وملكها وَأقَام بهَا أشهراً فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ثمَّ سَار إِلَى نابلس وراسل المصريين واستمالهم وَكَانَ عَمه الصَّالح إِسْمَاعِيل على إمرة بعلبك فَقَوِيت نَفسه على دمشق وَكَاتب أَهلهَا وساعده الْمُجَاهِد صَاحب حمص وهجم على الْبَلَد فَأَخذهَا ورد الصَّالح أَيُّوب إِلَيْهَا فخذله عسكره فَجهز النَّاصِر دَاوُد من الكرك عسكراً قيضوا على الصَّالح بنابلس وَأتوا بِهِ إِلَيْهِ فاعتقله مكرماً وَتغَير المصريون على الْعَادِل وكاتبهم النَّاصِر وتوثق مِنْهُم وَأخرج الصَّالح وَشرط عَلَيْهِ شُرُوطًا كَثِيرَة إِن ملك مصر مِنْهَا أَن يُعْطِيهِ دمشق وأموالاً وذخائر ذكرهَا وَسَار إِلَى غَزَّة فبرز الْعَادِل إِلَى بلبيس بجيشه وَهُوَ شَاب غر فَقبض عَلَيْهِ مماليكه فساق النَّاصِر دَاوُد والصالح أَيُّوب إِلَى بلبيس وَنزل بالمخيم السُّلْطَان نجم الدّين أَيُّوب وَأَخُوهُ معتقل فِي خركاه فَقَامَ فِي اللَّيْل وَأخذ أَخَاهُ فِي محفة وَدخل قلعة الْجَبَل وَجلسَ على كرْسِي الْملك فندم الْأُمَرَاء وَاحْترز مِنْهُم وَأمْسك مِنْهُم جمَاعَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَكَانَ ملكا مهيباً جباراً ذَا سطوة وجلالة وَكَانَ فصيحاً حسن المحاورة عفيفاً عَن الْفَوَاحِش فَأمر مماليكه الأتراك وَلما خرج من مصر خَافَ أَخَاهُ الْعَادِل فَقتله سرا فَلم يمتع وَوَقعت الآكلة فِي رجله بِدِمَشْق فِي فَخذه وَنزل الإفرنس بجيوشه على دمياط فَأَخذهَا فَسَار إِلَيْهِ الصَّالح فِي محفة حَتَّى نزل بالمنصورة عليلاً ثمَّ عرض لَهُ إسهال إِلَى أَن توفّي لَيْلَة نصف) شعْبَان من السّنة الْمَذْكُورَة وأخفي مَوته حَتَّى أحضر وَلَده الْمُعظم توران شاه من حصن كيفاء وملكوه بعده فَدخل ابْن عَمه نَائِب السلطنة فَخر الدّين ابْن الشَّيْخ من الْغَد خيمة السُّلْطَان وَقرر مَعَ الطواشي محسن أَن يظْهر أَن السُّلْطَان أَمر بتحليف النَّاس لوَلَده الْمُعظم ولولي عَهده فَخر الدّين فَحَلَفُوا إِلَّا أَوْلَاد النَّاصِر توقفوا وَقَالُوا نُرِيد نبصر السُّلْطَان فَدخل الْخَادِم وَخرج وَقَالَ مَا يَشْتَهِي أَن تروه على هَذِه الْحَالة فَحَلَفُوا وَكَانَت أم وَلَده شجر الدّرّ ذَات رَأْي وشهامة قد وليت الْملك مُدَّة شَهْرَيْن أَو أَكثر وخطب لَهَا على المنابر وَبَقِي الْملك بعده فِي موَالِيه الأتراك إِلَى الْيَوْم وَدفن بتربته الصالحية الَّتِي بَين القصرين الَّتِي فِيهَا تدريس الْأَرْبَعَة مَذَاهِب وَدفن إِلَى مَا يخْتَص بالمالكية وَلذَلِك قَالَ فِيهِ ابْن السنينيرة الشَّاعِر (بنيت لأرباب الْعُلُوم مدارساً ... لتنجو بهَا من هول يَوْم المهالك)

الأنصاري

(وَضَاقَتْ عَلَيْك الأَرْض لم تلق منزلا ... تحل بِهِ إِلَّا إِلَى جنب مَالك) وَقَالَ جمَاعَة من أمرائه وَالله مَا نقعد على بَابه إِلَّا ونقول من هَاهُنَا نحمل إِلَى الْجبَاب وَكَانَ إِذا حبس إنْسَانا نَسيَه وَلَا يتجاشر أحد على مخاطبته فِيهِ وَكَانَ يحلف أَنه مَا قتل أحدا بِغَيْر حق وَهَذِه مُكَابَرَة ظَاهِرَة لِأَن خَواص أَصْحَابه حكوا أَنه لَا يُمكن إحصاء من قَتله من الأشرفية وَغَيرهم وَلَو لم يكن إِلَّا قتل أَخِيه الْعَادِل وَكَانَ قد نسر مخرجه وامتد إِلَى فَخذه الْيُمْنَى وَرجله وَكَانَ يركب فِي محفة وَهُوَ يتجلد وَلَا يطلع أحدا على حَاله وَلما عمر قلعة الجزيرة بِمصْر قَالَ سيف الدّين ابْن قزل المشد (يَا أَيهَا الْملك الْمُؤَيد عزمه ... انْظُر إِلَى الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ) (أنشأت بَينهمَا الجزيرة برزخاً ... لَا يبغيان سوى لقا السُّلْطَان) وَفِيه يَقُول الصاحب جمال الدّين بن مطروح (عز لمولانا وسلطاننا ... وناصر الْحق على الْبَاطِل) (الصَّالح ابْن الْكَامِل الْمُجْتَبى ... مُحَمَّد بن الْملك الْعَادِل) 3 - (الْأنْصَارِيّ) أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ اسْمه خَالِد بن زيد بن كُلَيْب يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْخَاء فِي مَكَانَهُ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ خَالِد بن زيد)

حرف الباء

(حرف الْبَاء) (البابا) 3 - (رَضِي الدّين الْمغل) كَانَ من كبار دولة المغلي ولي الْموصل فَأحْسن السِّيرَة وساس النَّاس أجمل سياسة ثمَّ قتل شَهِيدا سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَأَظنهُ وَالِد الْأَمِير بدر الدّين جنكلي وَالله أعلم بِالصَّوَابِ 3 - (المتنبي) البابا التركماني ظهر بالروم وَادّعى النُّبُوَّة وَكَانَ يَقُول قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله البابا ولي الله وَاجْتمعَ إِلَيْهِ خلق عَظِيم فَجهز إِلَيْهِ صَاحب الرّوم جَيْشًا فَالْتَقوا وَقتل بَينهم أَرْبَعَة آلَاف نفس وَقتل البابا أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائَة (الألقاب) ابْن البابا الْأَمِير بدر الدّين جنكلي ابْن بابجوك النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم ابْن بابجوك الْمُقْرِئ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن بابشاذ النَّحْوِيّ ظَاهر بن أَحْمد (بابك) 3 - (الخرمي) بابك الخرمي بِضَم الْخَاء وَفتح الرَّاء الْمُشَدّدَة وَالْمِيم يُقَال إِنَّه كَانَ

ولد زناء وَأمه عوراء تعرف برومية العلجة وَكَانَت فقيرة من قرى أذربيجان فشغف بهَا رجل من النبط من أهل السوَاد اسْمه عبد الله فَحملت بِهِ فَلَمَّا وَضعته جعلت تكتسب لَهُ إِلَى أَن بلغ فاستأجره أهل قريته بطعامه وَكسوته على رعي أغنامهم وَكَانَ بِتِلْكَ الْجبَال قوم من الخرمية وَعَلَيْهِم رئيسان يُقَال لأَحَدهمَا جاويدان وَالْآخر عمرَان وَكَانَا يتكافحان فَمر جاويدان بقرية بابك فتفرس فِيهِ الجلادة فاستأجره من أمه وَحمله إِلَى ناحيته فعشقته امْرَأَته فَمَا لبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى وَقع بَين جاويدان وَعمْرَان حَرْب فأصابت جاويدان جِرَاحَة فَمَاتَ مِنْهَا فَزَعَمت امْرَأَته أَنه قد اسْتخْلف بابك على أمره فصدقوها فَجمع بابك أَصْحَابه وَأمرهمْ أَن يقتلُوا بِاللَّيْلِ من لقوا من رجل أَو صبي فَأصْبح النَّاس قَتْلَى لَا يدرى من قَتلهمْ ثمَّ انضوى إِلَيْهِ الزراع وقطاع الطَّرِيق حَتَّى صَار عِنْده عشرُون ألف فَارس فأظهر مَذْهَب الباطنية واحتوى على مدن وحصون فأخرب الْحُصُون وَلما ولي المعتصم بعث أَبَا سعيد مُحَمَّد بن يُوسُف إِلَى أردبيل وَأمره أَن يَبْنِي الْحُصُون الَّتِي أخربها بابك فبناها ثمَّ بعث إِلَيْهِ الأفشين فحصره وقاتله وأسره وَلما أحضروه أركبه المعتصم فيلاً وَألبسهُ قبَاء ديباج وقلنسوة سمور وَهُوَ وَحده وَقد خضب الْفِيل بِالْحِنَّاءِ فَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الزيات (قد خضب الْفِيل لعاداته ... ليحمل شَيْطَان خُرَاسَان) (والفيل لَا تخضب أعضاؤه ... إِلَّا لذِي شَأْن من الشان) وَقَالَ المعتصم (لم يزل بابك حَتَّى ... صَار للْعَالم عبره) (ركب الْفِيل وَمن ير ... كب فيلاً فَهُوَ شهره) وَأمر جزاراً بِقطع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ فَقطعت وَأمر بذَبْحه وشق بَطْنه وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى خُرَاسَان وصلب بدنه بسر من رأى عِنْد الْعقبَة وَمَوْضِع خشبته مَشْهُور وَأمر بِحمْل أَخِيه عبد الله إِلَى بَغْدَاد مَعَ ابْن سروين البطريق إِلَى إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فَفعل بِهِ كَمَا فعل بأَخيه بابك وصلب بالجانب الشَّرْقِي بَين الجسرين وَيُقَال إِن أَخَاهُ عبد الله لما دخل بهما على المعتصم قَالَ لَهُ يَا) بابك إِنَّك قد عملت مَا لم يعمله أحد فاصبر صبرا لم يصبره أحد فَقَالَ سترى صبري فبدئ ببابك قبل أَخِيه وَقطعت يَده فَمسح بدمه وَجهه فَقَالَ المعتصم سلوه لم فعل هَذَا فَقَالَ فِي نفس الْخَلِيفَة أَن لَا يكويها ويدع دمي ينزف إِلَى أَن أَمُوت أَو يضْرب عنقِي فَخَشِيت إِذا خرج الدَّم من جَسَدِي يصفر وَجْهي فيعتقد من حضرني أَنِّي قد جزعت من الْمَوْت فغطيت وَجْهي بِالدَّمِ لهَذَا فَقَالَ المعتصم لَوْلَا أَن أَفعاله لَا توجب الصنيعة لعفوت عَنهُ ولكان حَقِيقا بالاستبقاء وَكَانَ قَتله سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ المعتصم بعث نفقات الجيوش بِسَبَب بابك فِي أول السّنة الْمَذْكُورَة ثَلَاثِينَ ألف ألف

دِرْهَم وَجعل المعتصم لمن أَتَى بِهِ حَيا ألفي ألف دِرْهَم وَلمن جَاءَ بِرَأْسِهِ ألف ألف دِرْهَم وَكَانَ بابك قد هرب واختفى فِي غيضة ثمَّ خرج مِنْهَا فالتقاه سهل البطريق فَبعث بِهِ إِلَى الأفشين بَعْدَمَا خبأه عِنْده فجَاء أَصْحَاب الأفشين وَأَحْدَقُوا بِهِ وأخذوه فَأعْطى المعتصم لسهل البطريق ألفي ألف دِرْهَم وَحط عَنهُ خراج عشْرين سنة وَكَانَ ظُهُور بابك سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ بِنَاحِيَة أذربيجان وَتَبعهُ خلق عَظِيم على رَأْيه فَأَقَامَ عشْرين سنة يهْزم جيوش الْمَأْمُون والمعتصم فَيُقَال إِنَّه قتل مائَة ألف وَخمسين ألفا وَخمْس مائَة إِنْسَان وَلما قَتله المعتصم وَفتح الأفشين مدينته وجد فِيهَا سَبْعَة آلَاف وست مائَة امْرَأَة مسلمة وَلما صلبت جثته جعلت إِلَى جَانب جثة المازيار صَاحب طبرستان وَقد مر ذكره فِي مُحَمَّد بن قَارن ومدح المعتصم عِنْد ذَلِك أَبُو تَمام بقصيدته الَّتِي أَولهَا (الْحق أَبْلَج وَالسُّيُوف عوار ... فحذار من أَسد العرين حذار) يَقُول فِيهَا (مَا زَالَ سر الْكفْر بَين ضلوعه ... حَتَّى اصطلى سر الزِّنَاد الواري) (نَارا يساور جِسْمه من حرهَا ... لَهب كَمَا عصفرت شقّ إِزَار) (طارت لَهَا شعل فهدم لفحها ... أَرْكَانه هدماً بِغَيْر غُبَار) (فصلن مِنْهُ كل مجمع مفصل ... وفعلن فاقرةً بِكُل فقار) (مشبوبةً رفعت لأعظم مُشْرك ... مَا كَانَ يرفع ضوءها للساري) (صلى لَهَا حَيا وَكَانَ وقودها ... مَيتا ويدخلها مَعَ الْفجار) (وكذاك أهل النَّار فِي دنياهم ... يَوْم الْقِيَامَة جلّ أهل النَّار) ) (وَلَقَد شفيت الْقلب من برحائه ... أَن صَار بابك جَار مازيار) (سود الثِّيَاب كَأَنَّمَا نسجت لَهُم ... أَيدي السمُوم مدارعاً من قار) (بَكرُوا وأسروا فِي بطُون ضوامر ... قيدت لَهُم من مربط النجار) (لَا يبرحون وَمن رَآهُمْ خالهم ... أبدا على سفر من الْأَسْفَار) (كَادُوا النُّبُوَّة وَالْهدى فتقطعت ... أَعْنَاقهم فِي ذَلِك الْمِضْمَار) (ثَانِيه فِي كبد السَّمَاء وَلم يكن ... كاثنين ثَان إِذْ هما فِي الْغَار) وَإِنَّمَا قيل لَهُ بابك الخرمي لِأَنَّهُ دَعَا النَّاس إِلَى مقَالَة الخرمية وَهُوَ لفظ أعجمي يُنبئ عَن الشَّيْء المستطاب المستلذ لأَنهم يَعْتَقِدُونَ إِبَاحَة الْأَشْيَاء وَهُوَ رَاجع إِلَى عدم التَّكْلِيف والتسلط على اتِّبَاع الشَّهَوَات وَهَذَا اللقب كَانَ للمزدكية وهم أهل الْإِبَاحَة من الْمَجُوس أَتبَاع مزدك الَّذِي نبغ فِي أَيَّام

الألقاب

قباذ وَالِد أنو شرْوَان ودعا مزدك قباذاً إِلَى مذْهبه فَأَجَابَهُ ثمَّ اطلع على حَاله فَقتله وَكَانَ مزدك يَقُول النُّور والظلمة قديمان أزليان فالنور سميع بَصِير حساس يفعل بِالْقَصْدِ وَالِاخْتِيَار والظلمة جاهلة عمياء تفعل عَن الْخبط والاتفاق وَكَانَ الخرمي بابك على هَذَا الْمَذْهَب وَكَذَلِكَ كَانَ اعْتِقَاد مُحَمَّد بن قَارن الْمَذْكُور ثمَّ إِن الأفشين ظهر للمعتصم أَن اعْتِقَاده كَانَ مَعَهُمَا فَقتله وصلبه إِلَى جانبهما وَاسم الأفشين خيدر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْخَاء فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهَذِه الطَّائِفَة إِحْدَى الطوائف الْمَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر (الألقاب) ابْن بابك الشَّاعِر اسْمه عبد الصَّمد بن مَنْصُور ابْن باتانة الْمُقْرِئ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك (باتكين سُلْطَان إربل) باتكين الْأَمِير أَبُو الْفضل الخليفتي الناصري مولى أم النَّاصِر قدم بَغْدَاد صَبيا سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وتأدب وَأحب الْفَضِيلَة وتأمر وأقطع الْبَصْرَة فِي الْأَيَّام الناصرية وَأثر بهَا الْآثَار الجميلة وَبنى بهَا الْمدَارِس وجدد جَامعهَا وَبنى البيمارستان والرباط وَبنى قبَّة على قبر طَلْحَة وَبنى سوراً على الْبَصْرَة وحصنها وَعدل فِي الرّعية واشتهر ذكره ثمَّ طلب وَولي سلطنة إربل فَتوجه إِلَيْهَا وَعدل فِي أَهلهَا وَكَانَ يرجع إِلَى دين وَخبر وَلما أخذت التتار إربل قدم بَغْدَاد وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة وَسمع الحَدِيث من ابْن عُبَيْدَة وَأحمد بن سكينَة وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن قَالَ محب الدّين بن النجار بَلغنِي أَن قوالاً أنْشد يَوْمًا بِحَضْرَتِهِ أبياتاً أَولهَا (مَا لَكمَا وَمَا ليا ... أطلتما ملاميا) (من لي بإصلاح ملو ... ل قد أَبى وصاليا) فَقَالَ الْأَمِير باتكين (يَا فاتِني لَا فاتَني ... فِي حبك الأمانيا) (وَهَا دمي يَا هادمي ... أرقه لَا تباليا) قلت فِي القافيتين لحن ظَاهر الأولى كَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول الْأَمَانِي وَالثَّانيَِة يُرِيد أَن يَقُول لَا تبل وَلَكِن هَذَا يستحسن من هَذَا الْأَمِير التركي لَا سِيمَا مؤاخاة هَذَا الجناس باجو الْأَمِير ركن الدّين من أكبر مشاهير الْأُمَرَاء توفّي بغزة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَتقدم ذكره قبل ذكر أبان لِأَن الصَّحِيح أَنه أباجو فليطلب هُنَاكَ

الألقاب

(الألقاب) الباجريقي عبد الرَّحِيم بن عبد الْمُنعم وَولده الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْبَاجِيّ أَبُو الْوَلِيد سُلَيْمَان بن خلف الْبَاجِيّ عَلَاء الدّين عَليّ بن خطاب باج الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن غَالب الباخرزي أَحْمد بن الحسني الباخرزي يُوسُف بن صاعد) ابْن باخل مُحَمَّد بن باخل ابْن باخل أَحْمد بن أبي الْمَنْصُور (باديس نصير الدولة) باديس بن مَنْصُور بن بلكين بن زيري بن مُنَاد أَبُو مُنَاد الْحِمْيَرِي الصنهاجي وَالِد الْمعز بن باديس كَانَ باديس يتَوَلَّى أفريقية نِيَابَة عَن الْحَاكِم العبيدي صَاحب مصر ولقبه الْحَاكِم نصير الدولة وَكَانَت ولَايَته بعد أَبِيه الْمَنْصُور وَكَانَ باديس ملكا كَبِيرا حَازِم الرَّأْي شَدِيد الْبَأْس إِذا هز رمحاً كَسره وَلم تزل أُمُوره جَارِيَة على السداد فَلَمَّا كَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشْرين ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة أَمر جُنُوده بِالْعرضِ فعرضوا بَين يَدَيْهِ وَهُوَ فِي قبَّة السَّلَام جَالس إِلَى وَقت الظّهْر وسره حسن عسكره وأبهجه زيهم وَانْصَرف إِلَى قصره وَركب عَشِيَّة ذَلِك النَّهَار فِي أجمل مركوب وَلعب الْجَيْش بَين يَدَيْهِ وَرجع إِلَى قصره تَامّ السرُور وَمد السماط وَأكل مَعَ خاصته فَلَمَّا مضى نصف اللَّيْل من لَيْلَة الْأَرْبَعَاء قضى نحبه سلخ ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة فأخفوا أمره ورتبوا أَخَاهُ كرامت بن الْمَنْصُور ظَاهرا حَتَّى وصل وَلَده الْمعز فولوه وَتمّ لَهُ الْأَمر وَكَانَ مولد باديس سنة أَربع وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَفِي كتاب الدول المنقطعة أَن سَبَب مَوته أَنه قصد طرابلس وَلم يزل على قرب مِنْهَا عَازِمًا على قتال أَهلهَا وَحلف أَنه لَا يرحل عَنْهَا حَتَّى يُعِيدهَا فَدَنَا للزِّرَاعَة لسَبَب اقْتضى ذَلِك فَاجْتمع أهل الْبَلَد عِنْد ذَلِك إِلَى الْمُؤَدب مُحرز وَقَالُوا يَا ولي الله قد بلغك مَا قَالَه باديس فَادع الله أَن يزِيل عَنَّا بأسه فَرفع يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء وَقَالَ يَا رب باديس اكْفِنَا باديس فَهَلَك فِي ليلته بالذبحة وَالله أعلم وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى ذكر جمَاعَة من أهل بَيته وحفدته كل وَاحِد مِنْهُم فِي مَوْضِعه من هَذَا الْكتاب

الألقاب

(الألقاب) ابْن الباذا أَحْمد بن يُوسُف الباذرائي نجم الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن ابْن الباذرائي جمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد الله ابْن الباذش الغرناطي أَحْمد بن أبي الْحسن ابْن الباذش عَليّ بن أَحْمد) باذنجانة الشَّاعِر اسْمه الْجُنَيْد الباذنجاني مُحَمَّد بن الْحسن (بارستكين بن بك أرسلان) (أَبُو مَنْصُور التركي) من أهل وَاسِط كَانَ أديباً يَقُول الشّعْر روى عَنهُ أَبُو الْكَرم خَمِيس بن عَليّ الْجَوْزِيّ شَيْئا من شعره فِي فَوَائده وَقدم بَغْدَاد ومدح الإِمَام الْمُقْتَدِي سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبع مائَة ورثى الشَّيْخ أَبَا إِسْحَق الفيروزابادي الشَّافِعِي بقصيدة (يهيب بِنَا وبكن المهيب ... فنأبى ونعلم أنّا نجيب) (ويفقدنا الْمَوْت سَادَاتنَا ... وَمن نصطفيه وَمَا نستريب) (وفيمن قضى نحبه عِبْرَة ... يطيب الْبكاء بهَا والنحيب) (موارد صاب أعدت لنا ... تحير فِيهَا الْحَكِيم اللبيب) (كَأَن الْفَتى وَهُوَ مستوطن ... بِحَيْثُ بِهِ فِي الدياجي نجيب) (يَسُوق بِنَا الصُّبْح نَحْو الردى ... وحادي الْأَصِيل لَدَيْهِ جنيب) (وَلَو أَيّنَا بثام مَا يَنْتَهِي ... إِلَيْهِ لما صافحته الذُّنُوب) (وَكَانَ كنصل نضا غمده ... فِرَاق وَلم تلف فِيهِ عُيُوب) (وَلَكِن آمالنا سدفة ... تمانعنا أَن نرى مَا ينيب) (فَإِن خرقتها لحاظ الأريب ... وَأحسن فِيمَا عَلَيْهِ يؤوب) (فَذَاك الَّذِي هُوَ من بَيْننَا ... وَإِن كَانَ منا قَرِيبا غَرِيب) (الألقاب) البارذ أَبُو تَمام عبد الْوَاحِد بن الْحُسَيْن

باغر التركي

ابْن الْبَارِزِيّ جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي شمس الدّين إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم بن هبة الله وَنجم الدّين عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم وَكَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم وَشرف الدّين عبد الله بن عبد الرَّحِيم وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم وَنجم الدّين عُثْمَان بن مُحَمَّد) البارساه الْحَنَفِيّ ركن الدّين عبيد الله بن مُحَمَّد البارع الشَّاعِر اسْمه الْحُسَيْن بن مُحَمَّد البارع النَّحْوِيّ اسْمه عبد الْكَرِيم بن عَليّ البارع الزوزني أسعد بن عَليّ البارع اللّغَوِيّ إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق ابْن باريس نصر بن مُحَمَّد البازيار أَحْمد بن نصر الباز الْأَشْهب علوي بن عبد الله ابْن باطيش عماد الدّين إِسْمَاعِيل بن هبة الله (باغر التركي) هُوَ الَّذِي فتك بالمتوكل رَحمَه الله تَعَالَى وَسَيَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة بغا الصَّغِير الشرابي حدث البحتري الشَّاعِر قَالَ كُنَّا عِنْد المتَوَكل مَعَ الندماء فتذاكروا أَمر السيوف فَقَالَ بعض من حضر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقع عِنْد رجل من أهل الْبَصْرَة سيف من الْهِنْد لَيْسَ لَهُ نَظِير فَأمر المتَوَكل بِالْكتاب إِلَى عَامل الْبَصْرَة يَطْلُبهُ فاتفق أَن اشْترِي بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فسر المتَوَكل بِوُجُودِهِ وانتضي فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ لِلْفَتْحِ اطلب لي غُلَاما تثق بنجدته وشجاعته وادفع إِلَيْهِ هَذَا السَّيْف ليَكُون وَاقِفًا بِهِ على رَأْسِي كل يَوْم وَمَا كنت جَالِسا فَلم يستتم المتَوَكل الْكَلَام حَتَّى دخل باغر التركي فَدَعَا بِهِ المتَوَكل فَدفع إِلَيْهِ السَّيْف وَأمره بِمَا أَرَادَ وَأمر أَن يُزَاد فِي مرتبه قَالَ البحتري فوَاللَّه مَا انتضي ذَلِك السَّيْف وَلَا أخرج من غمده مُنْذُ الْوَقْت الَّذِي دَفعه إِلَيْهِ المتَوَكل إِلَّا فِي اللَّيْلَة الَّتِي ضرب باغر التركي بِهِ المتَوَكل أستاذه وَاسْتمرّ باغر مُعظما بقتْله المتَوَكل على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة بغا الصَّغِير وَزَاد أمره فِي آخر أَيَّام المستعين إِلَى أَن وثب بغا ووصيف عَلَيْهِ فقتلاه وَذَلِكَ أَن باغر كَانَ قد أقطع ضيَاعًا تجاور إنْسَانا

باقوم الرومي

فَقبض باغر عَلَيْهِ وحبسه فهرب من الْحَبْس وَصَارَ إِلَى دَلِيل بن يَعْقُوب النَّصْرَانِي كَاتب بغا فعصمه دَلِيل من باغر وَحَال بَينه وَبَين التَّعَدِّي عَلَيْهِ فأوغر ذَلِك صدر باغر وَصَارَ إِلَى بغا وَهُوَ سَكرَان وبغا فِي الْحمام فانتظره إِلَى أَن خرج ثمَّ قَالَ لَهُ وَالله مَا من قتل دَلِيل بُد فَقَالَ لَهُ بغا وَمن يحول بَيْنك وَبَينه لَو أردْت قتل فَارس ابْني مَا منعتك ودس إِلَى دَلِيل من ينذره) ويأمره بالاستتار ورفق بغا بباغر حَتَّى انْصَرف رَاضِيا فَلَمَّا أصبح باغر وَقد صَحا خَافَ وَلزِمَ دَار الْمُنْتَصر وَأقَام بغا مَكَان دَلِيل كَاتبا غَيره وَأخذ بغا فِي الْعَمَل على باغر وأحس باغر بذلك فهم بقتل المستعين ودعا من كَانَ مَعَه فِي قتل المتَوَكل إِلَى قتل المستعين فَأَجَابُوهُ وَبلغ المستعين ووصيفاً وبغا ذَلِك فَحَضَرَ وصيف منزل بغا وَمَعَهُ أَحْمد بن صَالح كَاتبه فَوجه بغا إِلَى كَاتبه دَلِيل فَحَضَرَ إِلَيْهِ سرا وَوجه إِلَى باغر فَحَضَرَ فِي جمَاعَة فَلَمَّا دخل دَار بغا حيل بَينه وَبَين الْوُصُول وَقبض عَلَيْهِ وَحبس فِي حمام لبغا ثمَّ إِنَّه وَجه إِلَيْهِ من شدخه بالدبابيس والطبرزينات فشغب الْجند ونهبوا اسطبل المستعين فَركب المستعين الحراقة وَمَعَهُ بغا ووصيف وانحدروا إِلَى بَغْدَاد وَمَعَهُمْ أَصْحَاب الدَّوَاوِين ويلغ ذَلِك الأتراك فغمهم وصاروا إِلَى دَار دَلِيل بن يَعْقُوب وَأهل بَيته وجيرانه فنهبوها وخربوها وَفِي ذَلِك يَقُول أَحْمد بن الْحَارِث الْيَمَانِيّ (لعمري لَئِن قتلوا باغراً ... لقد هاج باغر حَربًا طحونا) (وفر الْخَلِيفَة والقائدا ... ن بِاللَّيْلِ يلتمسان السفينا) (وَمَا كَانَ قدر ابْن مارمّة ... ليكسبهم مِنْهُ حَربًا زبونا) (وَكَانَ دَلِيل سعى سعيةً ... فأخزى الْإِلَه بِهِ العالمينا) (فَحل بِبَغْدَاد قبل الشروق ... فَحل بهَا مِنْهُ مَا يكرهونا) (فليت السَّفِينَة لم تأتنا ... وغرقها الله والراكبينا) فَإِن المستعين لما وصل بَغْدَاد ثارت الْفِتَن بَين الأتراك وَبَين أَهلهَا وَأخرج الأتراك المعتز من الْحَبْس وَبَايَعُوهُ بالخلافة بسر من رأى فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت من الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ بعد ثَمَانِيَة أَيَّام من انحدار المستعين البافي الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد الباقر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن (باقوم الرُّومِي) روى عَنهُ صَالح مولى التَّوْأَمَة قَالَ صنعت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منبراً من طرفاء ثَلَاث دَرَجَات الْقعدَة ودرجتيه قَالَ ابْن عبد الْبر إِسْنَاد حَدِيثه لين لَيْسَ بالقائم

الألقاب

(الألقاب) الباقلاني القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن الطّيب الباقلاني الزَّاهِد عُثْمَان بن عِيسَى الباقلاني الْمُؤَدب مُحَمَّد بن عبد الْملك ابْن الباقلاني الشَّاعِر عَليّ بن الْحسن الباقلاني النَّحْوِيّ الْحسن بن معالي ابْن الباقلاني عَليّ بن الْحسن الباقلاني الْحلِيّ الشَّاعِر نصر بن الْفَتْح ابْن الباقلاني عَليّ بن عبيد الله ابْن الباقلاني الْمُقْرِئ عبد الله بن مَنْصُور ابْن الباقلاني مُحَمَّد بن هِلَال ابْن البالسي مُحَمَّد بن عَليّ ابْن بانه الْمُغنِي عَمْرو بن مُحَمَّد البانياسي مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر ابْن البانياسي الْفضل بن نبا الْبَاهِلِيّ الْأَشْعَرِيّ أَبُو الْحسن الْبَاهِلِيّ الطَّبِيب مُحَمَّد بن عبيد الله الببغاء الشَّاعِر اسْمه عبد الْوَاحِد بن نصر ببه الْهَاشِمِي اسْمه عبد الله بن الْحَارِث (بتخاص الْأَمِير سيف الدّين) (نَائِب صفد) بتخاص الْأَمِير سيف الدّين كَانَ بِدِمَشْق أَمِيرا وَهُوَ من جملَة البرجية ثمَّ حضر إِلَى صفد نَائِبا

الألقاب

فَأَقَامَ بهَا سِتّ سِنِين ومهد جبلها وقمع المفسدين وأفناهم أمسك سَابق شيحين وَسمر أَوْلَاده تَحت القلعة وَرمى أباهم فِي المنجنيق ووسط جمَاعَة وسمرهم وشنقهم وأبدع فِي الْهَلَاك أنواعاً غَرِيبَة ثمَّ عزل وجهز إِلَى مصر وَبَقِي بهَا من جملَة الْأُمَرَاء وَجَاء عوضه إِلَى صفد سنقرشاه المنصوري وَأما بتخاص فَإِنَّهُ حضر إِلَيْهَا بعد الْأَمِير سيف الدّين كراي المنصوري وَلم يزل بِمصْر من جملَة الْأُمَرَاء إِلَى أَن دخل السُّلْطَان إِلَى الْقَاهِرَة من الكرك فعزم على إِمْسَاكه وَكَانَ فِي القلعة مُقيما ببيته فِي برج فأحس بذلك فعصى فِي دَاره وأغلق الْأَبْوَاب وَرمى بالنشاب من الشباك وَكَانَ ذَلِك لَيْلًا فَأمر السُّلْطَان بإحراق دَاره بالنفط أَخْبرنِي من لَفظه الْأَمِير شرف الدّين حُسَيْن بن جندر قَالَ فَجئْت إِلَيْهِ ووقفت تَحت شباكه وناديته يَا بتخاص أَنا فلَان والك إيش هَذَا الَّذِي تعْمل تعال بِلَا فشار انْزِلْ كلم أستاذك يطلبك يتحدث مَعَك فِي أَمر ترمي بالنشاب تعال انْزِلْ ونفرت فِي مماليكه ونفرت فِي الَّذين جَاءُوا إِلَيْهِ من عِنْد السُّلْطَان قَالَ فانفعل وَنزل وأتينا بِهِ إِلَى السُّلْطَان فَأمر باعتقاله وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ وَكَانَ ذَلِك سنة عشر أَو إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة فِيمَا أَظن وَلم يبلغنَا عَن أحد غَيره من الْأُمَرَاء أَنه مَانع عَن نَفسه مِمَّن أمسكهم السُّلْطَان بعد الكرك إِلَى آخر وَقت (الألقاب) البتريّة فرقة من الرافضة هم أَصْحَاب كثير الأبتر يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْكَاف مَكَانَهُ ابْن بتنّه اسْمه عبد الْملك بن حسن البتّي الْكَاتِب اسْمه أَحْمد بن عَليّ ابْن البتّي نَاصِر بن عَليّ البتي أَحْمد بن عبد الْوَلِيّ (بثينة العذرية) (صَاحِبَة جميل المتيم) لَهَا ذكر فِي تَرْجَمَة جيمل بن عبد الله بن معمر العذري فِي حرف الْجِيم فِي مَكَانَهُ فليطلب من هُنَاكَ (بجالة بن عَبدة) (التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ) كَاتب جُزْء بن مُعَاوِيَة عَم الْأَحْنَف ابْن قيس توفّي رَحمَه الله فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ

الصحابي

البجدي مُحَمَّد بن أَحْمد (الصَّحَابِيّ) بجراه بِفَتْح الْيَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْجِيم ابْن عَامر قَالَ أَتَيْنَا النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فأسلمنا وسألناه أَن يضع عَنَّا صَلَاة الْعَتَمَة فَإنَّا نشتغل بحلب إبلنا فَقَالَ إِنَّكُم إِن شَاءَ الله ستحلبون إبلكم وتصلون (الْأَمِير التركي) بِحكم أَبُو الْخَيْر الْأَمِير التركي كَانَ أَمِير الْأُمَرَاء قتل ملك بني بويه وَكَانَ عَاقِلا يفهم الْعَرَبيَّة وَلَا يتَكَلَّم بهَا بل بالترجمان وَيَقُول أَخَاف أَن أخطئ وَالْخَطَأ من الرئيس قَبِيح وَكَانَ يَقُول أَنا وَإِن كنت لَا أحسن الْعلم وَالْأَدب فَأحب أَن يكون فِي الأَرْض أديب وَلَا عَالم إِلَّا تَحت ظِلِّي وَكَانَ قد استوطن واسطاً وَقرر مَعَ الراضي أَن يحمل إِلَيْهِ فِي كل سنة ثَمَان مائَة ألف دِينَار بعد أَن يربح الْعلَّة فِي مؤونة خَمْسَة آلَاف فَارس يُقِيمُونَ بهَا وَأظْهر الْعدْل وَكَانَ يتَوَلَّى رفع الْمَظَالِم بِنَفسِهِ وَبنى دَار الضِّيَافَة للضعفاء وَالْمَسَاكِين بواسط وابتدأ بعمارة البيمارستان بِبَغْدَاد وَهُوَ الَّذِي جدده عضد الدولة بالجانب الغربي وَكَانَت لَهُ أَمْوَال عَظِيمَة وَكَانَ يَأْخُذ الْأَمْوَال فِي الصناديق وَالرِّجَال فِي الصناديق وَيتَوَجَّهُ بهم إِلَى الْبَريَّة فَيفتح الصناديق عَن الرِّجَال وَيَأْمُرهُمْ بدفن المَال فِي الصَّحرَاء فَإِذا فرغوا أعادهم إِلَى الصناديق وَدخل بهم الْمَدِينَة فَلَا يَدْرُونَ مَكَان المَال وَكَانَ يَقُول إِنَّمَا أفعل هَذَا لِأَنِّي أَخَاف أَن يُحَال بيني وَبَين دَاري فَضَاعَت بِمَوْتِهِ تِلْكَ الدفائن وَجَاء إِلَيْهِ صوفي فوعظه بِالْفَارِسِيَّةِ والعربية إِلَى أَن أبكاه فَلَمَّا خرج من عِنْده أَمر لغلام عِنْده أَن يلْحقهُ بِأَلف دِرْهَم وَقَالَ ادفعها إِلَيْهِ ثمَّ إِنَّه قَالَ) لمن عِنْده هَذَا فَقير مَا يصنع بِالدَّرَاهِمِ وَمَا أَظُنهُ يَأْخُذهَا فَلَمَّا عَاد الْغُلَام وَيَده فارغة قَالَ كلنا صيادون وَلَكِن الشباك تخْتَلف وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَلما قَتله الأكراد نزل المتقي إِلَى دَاره بِبَغْدَاد وَنقل مَا كَانَ فِيهَا وحفر فِيهَا أَمَاكِن فَأخذ مِنْهَا مَا يزِيد على ألفي دِينَار عينا وورقاً وَقَالَ للَّذين حفروا خُذُوا التُّرَاب بأجرتكم فَأَبَوا فأعطوا ألفي دِرْهَم وَغسل التُّرَاب فَخرج مِنْهُ سِتَّة وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم وَظهر لَهُ من الْجَوْهَر والياقوت

بجير

والأواني وَالْخَيْل وَالثيَاب وَالْإِمَاء وَالْعَبِيد بِمِقْدَار مَا وجد لَهُ من الْعين ثمَّ ظهر لَهُ بعد ذَلِك وَبعد مَا نهب من دَاره مَا نهب سنة عشر قمقماً يحمل كل قمقم بالعتالين وَكَانَ بَين موت الراضي وَقتل بجكم أَرْبَعَة أشهر وَأَيَّام (بجير) 3 - (بجير بن أبي بجير الصَّحَابِيّ) بجير بن أبي بجير الْعَبْسِي وَقيل هُوَ من بليّ وَقيل جُهَيْنَة حَلِيف لبني دِينَار بن النجار شهد بَدْرًا وأحداً وَبَنُو دِينَار بن النجار يَقُولُونَ هُوَ مَوْلَانَا 3 - (بجير بن أَوْس الصَّحَابِيّ) بجير بن أَوْس بن حَارِثَة بن لأم الطَّائيّ هُوَ عَم عُرْوَة بن مُضرس قَالَ ابْن عبد الْبر فِي إِسْلَامه نظر 3 - (بجير بن عبد الله) 3 - (بن مرّة بن عبد الله بن صَعب بن أَسد بن خُزَيْمَة) هُوَ الَّذِي سرق عبيد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (ابْن بجرة الطَّائِي) بجير بن بجرة الطَّائِي الشَّاعِر لَهُ صُحْبَة شهد غَزْوَة دومة الجندل مَعَ خَالِد وفيهَا قَالَ شعرًا فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يفضضك الله وَله فِي خلَافَة أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فِي قتال أهل الرِّدَّة آثَار وأشعار ذكرهَا ابْن إِسْحَق وَهُوَ الْقَائِل حِين بعث الْقَادِسِيَّة عمر رَضِي الله عَنهُ

ابن زهير

(وَكَيف ثواني بِالْمَدِينَةِ بَعْدَمَا ... قضى وطراً مِنْهَا جميل بن معمر) وَشهد الْقَادِسِيَّة فاستشهد بهَا وَأَتَتْ عَلَيْهِ تسعون سنة مَا تحركت لَهُ سنّ وَلَا ضرس لبركة) دُعَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (ابْن زُهَيْر) بجير بن زُهَيْر قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ شَاعِرًا محسناً هُوَ وَأَخُوهُ كَعْب وَأما أَبوهُمَا فأحد المبرزين الفحول من الشُّعَرَاء وَكَعب بن زُهَيْر يتلوه فِي ذَلِك وَكَانَ كَعْب وبجير قد خرجا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا بلغا أبرق العزاف وَقَالَ الرشاطي الصَّوَاب أبرق العراف قَالَ كَعْب لبجير ألق هَذَا الرجل وَأَنا مُقيم لَك هُنَا فَقدم بجير على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسمع مِنْهُ وَأسلم وَقَالَ بجير فِي يَوْم الْفَتْح (نفى أهل الحبلق كل فج ... مزينة غدْوَة وَبَنُو خفاف) (ضربناهم بِمَكَّة يَوْم فتح الن ... بِي الْخَيْر بالبيض الْخفاف) (صبحناهم بِأَلف من سليم ... وَألف من بني عُثْمَان واف) (نطا أكتافهم طَعنا وَضَربا ... ورشقاً بالمريّشة اللطاف) (ترى بَين الصُّفُوف لَهَا حفيفاً ... كَمَا انضاء الفواق من الرصاف) (فرحنا والجياد تجول فيهم ... بأرماح مقومة الثقاف) (فأبنا غَانِمِينَ بِمَا اشتهينا ... وآبوا نادمين على الْخلاف) (وأعطينا رَسُول الله منا ... مواثيقاً على حسن التصافي) (وَقد سمعُوا مقالتنا فَهموا ... غَدَاة الروع منا بانصراف) الحبلق غنم صغَار ولبجير هَذَا شعر كثير فِي يَوْم حنين وَغَيره وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه كَعْب بن زُهَيْر إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْكَاف مَكَانَهُ (بحّاث بن ثَعْلَبَة الصَّحَابِيّ) بحّاث بن ثَعْلَبَة بن خزمة بِفَتْح الثَّلَاث ابْن أَصْرَم البلوي شهد بَدْرًا

بحر

وأحداً وَأَخُوهُ عبد الله بن ثَعْلَبَة هَكَذَا قَالَ الْكَلْبِيّ بِالْبَاء الْمُوَحدَة والحاء الْمُهْملَة وَقَالَ ابْن إِسْحَق نجاب بالنُّون وَالْجِيم وَالْبَاء وَقَالَ ابْن عبد الْبر القَوْل عِنْدهم قَول الْكَلْبِيّ وَقد قيل فِيهِ نحّاب من النحيب (بَحر) 3 - (أَبُو التيار الراجز) بَحر بن خلف أَبُو التيار الراجز مولى إِسْحَق بن الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن عَبَّاس وَقيل اسْم أبي التيار دليم وَكَانَ أُمِّيا راجزاً مقصداً وَادّعى بعده وَلَده بِالْيَمَامَةِ إِلَى أبي حنيفَة وَأَبُو التيار هُوَ الْقَائِل فِي رِوَايَة أبي هفان (أوقد فَإِن اللَّيْل ليل قر ... وَالرِّيح يَا وَاقد ريح صرّ) (كَيْمَا يرى نارك من يمرّ ... إِن جلبت ضيفاً فَأَنت حرّ) وَله فِي الْفضل بن يحيى (إِذا نزل الْفضل بن يحيى ببلدة ... رَأَيْت بهَا عشب السماحة ينْبت) (وَلَيْسَ بسعال إِذا سيل حَاجَة ... وَلَا بمكب فِي ثرى الأَرْض ينكت) وَله فِي يزِيد بن مزِيد (بني معن فشيد كل مجد ... وَهدم مَا بنى معن يزِيد) (إِذا مَا جِئْت أذكرهُ بوعد ... تقدم مِنْهُ قَول أَو وَعِيد) 3 - (بَحر بن الْعَلَاء) مولى بني أُميَّة حجازي أدْرك دولة بني أُميَّة وَعمر إِلَى أَيَّام الرشيد وهرم وَكَانَ لَهُ أَخ يُقَال لَهُ عَبَّاس وَكَانَ مغنياً حاذقاً غنى مُخَارق يَوْمًا للرشيد بِصَوْت فَقَالَ لمن هَذَا فَقَالَ لبحر فَأمر بإحضاره فَلَمَّا حَضَره قَالَ لَهُ غن فغناه فَسمع الصَّوْت مِنْهُ وَهُوَ حَائِل مرتعش فَلم يُعجبهُ واستثقله لولائه فِي بني أُميَّة وَوَصله وَصَرفه 3 - (ابْن كنيز السقاء) بَحر بن كنيز الْبَاهِلِيّ السقاء من أَعْيَان الْبَصْرَة وَهُوَ جد الفلاس الْحَافِظ روى لَهُ ابْن مَاجَه قَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ مِمَّن فحش خطأه) وَكثر وهمه توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة

الخولاني المصري

3 - (الْخَولَانِيّ الْمصْرِيّ) بَحر بن نصر بن سَابق الْخَولَانِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ وَثَّقَهُ ابْن أبي حَاتِم وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن ضبيع الرعيني) بَحر بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة والحاء الْمُهْملَة ابْن ضبيع الرعيني وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد فتح مصر واختط بهَا وخطته مَعْرُوفَة برعين وَمن وَلَده أَبُو بكر السمين بن مُحَمَّد بن بَحر ولي مراكب دمياط سنة إِحْدَى وَمِائَة فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز وَمن وَلَده مَرْوَان بن جَعْفَر ابْن خَليفَة بن بَحر الشَّاعِر وَكَانَ فصيحاً بليغاً وَهُوَ الْقَائِل يمدح جده (وجدي الَّذِي أعْطى الرَّسُول يَمِينه ... وحنت إِلَيْهِ من بعيد رواحله) (الألقاب) البحتري الشَّاعِر اسْمه الْوَلِيد بن عبيد البحراني الشَّاعِر عَليّ بن المقرب بن مَنْصُور بحشل الْحَافِظ اسْمه أسلم بن سهل وَالْآخر أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْبُحَيْرِي إِسْمَاعِيل بن عَمْرو الْبُحَيْرِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد (بحير بن وَرْقَاء) بحير بن وَرْقَاء الصريمي الْمصْرِيّ أحد الْأَشْرَاف والقواد بخراسان توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ البُخَارِيّ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن البُخَارِيّ الْمسند عَليّ بن أَحْمد ابْن البُخَارِيّ قَاضِي الْقُضَاة عَليّ بن أَحْمد

بختيار

ابْن البُخَارِيّ مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو البخْترِي اسْمه وهب بن وهب (بختيار) 3 - (عز الدولة بن بويه) بختيار عز الدولة أَبُو مَنْصُور بن معز الدولة أبي الْحُسَيْن أَحْمد بن بويه الديلمي تقدم ذكر أَبِيه ولي عز الدولة مملكة أَبِيه يَوْم وَفَاته وَتزَوج الإِمَام الطائع ابْنَته شاه زنان على صدَاق مبلغه مائَة ألف دِينَار وخطب حطبة العقد القَاضِي أَبُو بكر بن قريعة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ ملكا شَدِيد القوى يمسك الثور الْعَظِيم بقرنيه فيصرعه وَكَانَ متوسعاً فِي الإخراجات والكلف وَالْقِيَام بالوظائف قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى حكى بشر الشمعي بِبَغْدَاد قَالَ سئلنا عِنْد دُخُول عضد الدولة بن بويه وَهُوَ ابْن عَم عز الدولة الْمَذْكُور إِلَى بَغْدَاد لما ملكهَا بعد قتلة عز الدولة عَن وَظِيفَة الشمع الموقد بَين يَدي عز الدولة فَقُلْنَا كَانَت وَظِيفَة وزيره أبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن بَقِيَّة ألف منّ فِي كل شهر فَلم يعاوده التَّقَصِّي استكثاراً لذَلِك وَكَانَ بَين عز الدولة وَبَين ابْن عَمه عضد الدولة منافسات فِي الممالك أدَّت إِلَى التَّنَازُع وأفضت إِلَى التصاف والمحاربة فَالْتَقَيَا يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة فَقتل عز الدولة فِي المصاف وَكَانَ عمره سِتا وَثَلَاثِينَ سنة وَحمل رَأسه فِي دست وَوضع بَين يَدي عضد الدولة فَلَمَّا رَآهُ وضع منديله على عَيْنَيْهِ وَبكى رحمهمَا الله تَعَالَى وَقيل لَهُ يَا مَوْلَانَا قتلته وتبكي عَلَيْهِ فَقَالَ قتلته للْملك وأبكيه لِلْقَرَابَةِ وَقيل إِنَّه أحضرهُ أَسِيرًا بَين يَدَيْهِ فقدمه وَضرب عُنُقه وَمن شعر بختيار أوردهُ صَاحب الْيَتِيمَة (أيا حبذا روضتا نرجس ... يحيى الندامى بريحانها) ) (شربنا عَلَيْهَا كأحداقها ... عقارا بكأس كأجفانها) (ومسنا من السكر مَا بَينهَا ... نجرر ريطا كقضبانها)

الفقيه الكردي

وَمِنْه (اشرب على قطر السَّمَاء القاطر ... فِي صحن دجلة واعص زجر الزاجر) (مشمولة أبدى الزّجاج بكأسها ... درا نثيراً بَين نظم جَوَاهِر) (من كف أغيد يستبيك إِذا مَشى ... بدلال معشوق ونخوة شاطر) (وَالْمَاء مَا بَين العروب مُصَفِّق ... مثل القيان رقصن حول مزامر) قلت شعر جيد فِي الْغَايَة لَا سِيمَا الْمَقْطُوع الأول 3 - (الْفَقِيه الْكرْدِي) بختيار بن نامدار بن جَعْفَر أَبُو الْخَيْر الْكرْدِي الْفَقِيه حدث بِبَغْدَاد بِكِتَاب تَنْبِيه الغافلين لأبي اللَّيْث السَّمرقَنْدِي عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُوسَى الأشنهي وسَمعه عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم التكريتي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (نَائِب دمشق) بختيار السلار نَائِب طغتكين على دمشق كَانَ ورعاً نزهاً حسن السِّيرَة وافر الْحُرْمَة يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهِي عَن الْمُنكر كثير المحاسن حزن النَّاس عَلَيْهِ لما مَاتَ وَولي ابْنه عمر السلار بعده سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْحسن الصُّوفِي) بختيار بن عبد الله الْهِنْدِيّ أَبُو الْحسن الصُّوفِي عَتيق القَاضِي أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البوشنجي رَحل مَعَ مَوْلَاهُ إِلَى بَغْدَاد وَسمع أَبَا نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَعَاصِم بن الْحسن وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَأَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَسَماهُ مَوْلَاهُ بعد الْعتْق عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن وعمّر وَكَانَ شَيخا صَالحا متعبداً متخلياً عَن الدُّنْيَا وَقُرِئَ عَلَيْهِ كتاب السّنة للألكاي وَكَانَ متيقظاً وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة (بختيشوع) 3 - (بختيشوع بن جِبْرِيل الطَّبِيب) بختيشوع بن جِبْرِيل النَّصْرَانِي الطَّبِيب صَاحب التصانيف خدم الْمَأْمُون وَمن بعده من الْخُلَفَاء نكبه المتَوَكل مرّة ونفاه ثمَّ رده إِلَى المطبق وَقَيده وغله بِمِائَة رَطْل بالبغدادي حَتَّى هلك فِي حُدُود السِّتين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يضاهي المتَوَكل فِي اللّبْس وَالْفرس وَنقل لَهُ كتبا كَثِيرَة من كتب جالينوس وَكَانَ القَاضِي أَحْمد بن أبي دؤاد والوزير ابْن الزيات

بختيشوع بن جرجس الطبيب

يعملان عَلَيْهِ عِنْد المتَوَكل حَتَّى نكبه دخل يَوْمًا على المتَوَكل فَجَلَسَ مَعَه على عَادَته فِي السدة وَكَانَ عَلَيْهِ دراعة ديباج قد انفتق ذيلها قَلِيلا فَجعل المتَوَكل يحادث بختيشوع ويعبث بذلك الفتق حَتَّى بلغ النيفق وَدَار بَينهمَا كَلَام اقْتضى أَن المتَوَكل سَأَلَ بختيشوع بِمَاذَا يعلم أَن الموسوس يحْتَاج إِلَى الشد والوثاق قَالَ إِذا بلغ فِي فتق دراعة طبيبه إِلَى النيفق شددناه فَضَحِك المتَوَكل حَتَّى اسْتلْقى على ظَهره وَأمر لَهُ بخلعة وَمَال جزيل قَالَ أَبُو الريحان البيروني فِي كتاب الجماهير إِن المتَوَكل جلس يَوْمًا لهدايا النيروز فَقدم إِلَيْهِ كل علق نَفِيس وَإِن طبيبه بختيشوع دخل عَلَيْهِ وَفِي كمه درج آبنوس فَتحه عَن ملعقة كَبِيرَة جَوْهَر لمع مِنْهَا شهَاب فَرَأى المتَوَكل مَا لَا عهد لَهُ بِمثلِهِ فَقَالَ لَهُ من أبن لَك هَذَا قَالَ من النَّاس الْكِرَام ثمَّ إِنَّه حدث إِنَّه صَار إِلَى أبي من أم جَعْفَر فِي ثَلَاث مَرَّات مائَة ألف دِينَار أَحدهَا أَنَّهَا شكت عارضاً فِي حلقها منذراً بخناق فَأَشَارَ عَلَيْهَا بالفصد والتطفية والتغذي بحشو فأحضر فِي غضارة صيني فِيهَا هَذِه الملعقة فغمزني أبي على أَخذهَا فجاذبتها الْخَادِم وَدفع لي فِيهَا عشرَة آلَاف دِينَار فَامْتنعَ أبي وَقَالَ يَا ستي إِن ابْني لم يسرق قطّ فَلَا تفضحيه فِي أول أمره لِئَلَّا ينكسر قلبه فَضَحكت ووهبتها لَهُ وَسُئِلَ عَن الثَّانِيَة فَقَالَ اشْتَدَّ تغير النكهة على أم جَعْفَر وَذكرت أَن الْمَوْت أسهل عَلَيْهَا من ذَلِك فجوعها إِلَى الْعَصْر وأطعمها سمكًا ممقوراً وسقاها دردي نَبِيذ فغثيت نَفسهَا وقذفت وَكرر ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وَقَالَ تنكهي فِي وَجه من أخْبرك وَعَن الثَّالِثَة أَنَّهَا أشرفت على التّلف من فوَاق شَدِيد كَانَ بهَا فَأمر الخدام بإحضار خواب إِلَى سطح الصحن وتصفيفها حوله وَأَن تملأ مَاء وَأَن يجلس خَادِم خلف كل خابية حَتَّى إِذا صفق بِيَدِهِ على الْأُخْرَى دفعوها دفْعَة واحة فارتفع لذَلِك صَوت عَظِيم أرعبها فَوَثَبت وَزَالَ عَنْهَا الفواق) وَقيل إِنَّه كَانَ يَأْمر بالحقن وَالْقَمَر مُتَّصِل بالذنب فينحل القولنج من سَاعَته وَيَأْمُر بالدواء وَالْقَمَر على مناظرة الزهرة فيصلح العليل من يَوْمه 3 - (بختيشوع بن جرجس الطَّبِيب) بختيشوع بن جرجس النَّصْرَانِي رَأس الْأَطِبَّاء وَابْن شيخهم خدم الرشيد وَتقدم فِي أَيَّامه امتحنه الرشيد أول قدومه بِأَن قدمُوا لَهُ قَارُورَة فِيهَا بَوْل حمَار فَقيل مَا يصلح لصَاحب هَذِه القارورة فَقَالَ شعير جيد وبختيشوع مَعْنَاهُ عبد الْمَسِيح وَهُوَ لفظ سرياني توفّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة وَقيل إِنَّه مَاتَ بعد الرشيد وَهُوَ الصَّحِيح 3 - (بختيشوع بن يحيى الطَّبِيب) الْبَغْدَادِيّ كَانَ بارعاً فِي الطِّبّ وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة

بدر

(بدر) 3 - (أَبُو النَّجْم الأميري) بدر بن جَعْفَر بن عُثْمَان الأميري أَبُو النَّجْم الشَّاعِر الضَّرِير من قَرْيَة تعرف بالأميرية من نواحي النّيل نَشأ بواسط وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَالْأَدب وَسمع الحَدِيث وَقَالَ الشّعْر وَقدم بَغْدَاد وسكنها ومدح بهَا الصُّدُور والأعيان وَصَارَ أحد شعراء الدِّيوَان ينشد فِي التهاني والتعازي وَكَانَ شَيخا محسناً متديناً ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة وَمن شعره (عذيري من جيل غدوا وصنيعهم ... بِأَهْل النهى وَالْفضل شَرّ صَنِيع) (ولؤم زمَان مَا يزَال موكلاً ... بِوَضْع رفيع أَو بِرَفْع وضيع) (سأصرف صرف الدَّهْر عني بأبلج ... مَتى آته لَا آته بشفيع) وَمِنْه (أحن جوىً إِذا نفح النسيم ... وأصبو إِن بدا رشأ وريم) (لقد أعدى السقام إِلَيّ ظلما ... غزال طرف مقلته سقيم) (إِذا حاولت كتمان التصابي ... وشى بِي فِي الْهوى دمع نموم) (ألوامي سفاهاً لَو طَعِمْتُمْ ... لمى لمياء يَوْمًا لم تلوموا) (بعيد سلوتي عَنْهَا وتركي ... هَواهَا والغرام بهَا غَرِيم) ) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو سعد السَّاعِدِيّ الشَّافِعِي) بدر بن الْخضر السروي أَبُو سعد الْفَقِيه الشَّافِعِي قدم بَغْدَاد فِي طلب الْعلم وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي إِسْحَق الشيرزي وَقَالَ يمدحه لما قَرَأَ عَلَيْهِ كتاب التَّنْبِيه الَّذِي صنفه (يَا كوكباً مَلأ البصائر نوره ... من ذَا رأى لَك فِي الْأَنَام شَبِيها) (بَغْدَاد تاه على الْبِلَاد لكَونه ... فِيهِ إِمَامًا للعلوم نبيها) (ذمر إِذا مَا سل سيف لِسَانه ... يَوْم الْجِدَال عقولنا يسبيها) (كَانَت خواطرنا نياماً بُرْهَة ... فرزقن من تنبيهه تَنْبِيها) 3 - (النقاش) بدر بن أبي الرِّضَا بن إِسْمَاعِيل أَبُو مُحَمَّد النقاش كَانَ ينقش الْخشب وَكَانَ كثير الْمُجَاورَة بِمَكَّة ينقش فِيهَا الْخشب لسقف الْمَسْجِد الْحَرَام فَسمع هُنَاكَ من أبي مُحَمَّد

اللص

الْمُبَارك بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن الطباح الْبَغْدَادِيّ إِمَام الْحَنَابِلَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ شَيخا حسنا لَا بَأْس بِهِ وَسمعت مِنْهُ وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ سَابِع عشر ربيع الآخر من سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (اللص) بدر بن سعيد بن حبيب بن خَالِد الفقعسي أَخُو المرار الفقعسي وَسَيَأْتِي ذكر المرار فِي حرف الْمِيم مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ بدر هُوَ وَأَخُوهُ لصين وَبدر أشهر مِنْهُ بِالسَّرقَةِ وَأكْثر إغارات على النَّاس فَأَغَارَ بدر على ذود لبَعض بني غنم بن دودان فطردوها وَأخذ بدر وَرفع إِلَى عُثْمَان بن حَيَّان المري وَهُوَ يَوْمئِذٍ على الْمَدِينَة فحبسه وطرد المرار طريدة فَأخذ مَعهَا وَهُوَ يَبِيعهَا بوادي الْقرى فَرفع إِلَى عُثْمَان بن حَيَّان أَيْضا فحبسه فاجتمعا ومكثا فِي السجْن مُدَّة وَمَات بدر فِي سجنه وأفلت المرار وَمِمَّا قَالَه المرار يرثي بِهِ أَخَاهُ بَدْرًا (أنار بَدَت من كوَّة السجْن موهناً ... عَشِيَّة حل الْحَيّ بالجرع العفر) (عَشِيَّة حل الْحَيّ أَرضًا خصيبة ... يطيب بهَا مس الجنائب والقطر) (فيا واليي سجن الْيَمَامَة أطلقا ... أسيركما ينظر إِلَى الْبَرْق مَا يفري) (فَإِن تفعلا أحمدكما وَلَقَد أرى ... بأنكما لَا يَنْبَغِي لَكمَا شكري) ) (وَلَو فَارَقت رجْلي الْقُيُود وجدتني ... رَفِيقًا بِنَصّ الْعَيْش فِي الْبَلَد القفر) (جَدِيرًا إِذا أَمْسَى بِأَرْض مضلة ... بتقويمها حَتَّى يرى وضح الْفجْر) وَمن شعر بدر الْمَذْكُور (يَا حبذا حِين تمسي الرّيح بَارِدَة ... وَادي أشي وفتيان بِهِ هضم) (مجذمون كرام فِي مجَالِسهمْ ... وَفِي الرمال إِذا لاقيتهم خدم) (وَمَا أصَاحب من قوم فأذكرهم ... إِلَّا يزيدهم حبا إِلَيّ هم) 3 - (البديعي) بدر بن عبد الله أَبُو النَّجْم البديعي كَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بِعَمَل الاسطرلاب وَآلَة الْفلك وَكَانَ مشرفاً على الصاغة بالمخزن وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة

أبو القاسم المقرئ

3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ) من أهل بَاب الأزج حفظ الْقُرْآن بالروايات وَسمع الحَدِيث من ابْن كُلَيْب وَأبي الْقَاسِم بن السبط وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة متديناً توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (المغازلي العابد) بدر بن الْمُنْذر أَبُو بكر المغازلي العابد صَاحب الإِمَام أَحْمد كَانَ صَدُوقًا ثِقَة يعد من الْأَوْلِيَاء توفّي فِي حُدُود التسعين والمائتين 3 - (القَاضِي المعمر الْكُوفِي) بدر بن الْهَيْثَم بن خلف أَبُو الْقَاسِم اللَّخْمِيّ الْكُوفِي القَاضِي المعمر نزيل بَغْدَاد سمع أَبَا كريب وَهَارُون بن إِسْحَق الهمذاني وَهِشَام بن يُونُس وَعَمْرو بن عبد الله الأودي وَأَبا سعيد الْأَشَج وروى عَنهُ أَبُو عمر ابْن حيويه وَأَبُو بكر ابْن الْمقري وَعمر بن شاهين وَعِيسَى بن الْوَزير وَسمع الحَدِيث وَقد صَار ابْن أَرْبَعِينَ سنة قَالَ ابْن شاهين بَلغنِي أَنه بلغ مائَة وست عشرَة سنة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ بلغ مائَة وَسبع عشرَة سنة وَكَانَ نبيلاً أدْرك أَبَا نعيم الْفضل بن دُكَيْن وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (الْأَمِير بدر المعتضدي) بدر مولى المعتضد ومقدم جيوشه طلبه المكتفي فتخوف وَأرْسل إِلَيْهِ أَمَانًا وغدر بِهِ وَقتل) صبرا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَولي لمَوْلَاهُ إمرة دمشق وأصبهان وَكَانَ عادلاً حسن السِّيرَة قَالَ أَبُو نعيم كَانَ صَالحا مجاب الدعْوَة وَسَيَأْتِي شَيْء من خبر قَتله فِي تَرْجَمَة المكتفي بِاللَّه عَليّ بن أَحْمد فليطلب من هُنَاكَ وَإِلَى بدر هَذَا تنْسب البدرية وَبَاب بدر رَحمَه الله تَعَالَى

الأمير الأخشيدي

3 - (الْأَمِير الأخشيدي) بدر الأخشيدي نَائِب دمشق قبض عَلَيْهِ الْحسن بن الأخشيد فَهَلَك فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَمِير الجيوش) بدر أَمِير الجيوش أرمني الْجِنْس ولي إمرة دمشق من قبل الْمُسْتَنْصر سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة إِلَى أَن هرب خوفًا من الْجند وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ قد اشْتَرَاهُ جمال الدولة بن عمار وتربى عِنْده وَتقدم بِسَبَبِهِ وَكَانَ من الرِّجَال الْمَعْدُودين فِي ذَوي الآراء وَقُوَّة الْعَزْم والشهامة استنابه الْمُسْتَنْصر بِمَدِينَة صور وَقيل عكا وَلما ضعف حَال الْمُسْتَنْصر واختلت دولته وصف لَهُ بدر الْمَذْكُور فاستدعاه وَركب فِي الْبَحْر فِي الشتَاء فِي وَقت لم تجر الْعَادة بركوبه وَوصل إِلَى الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة فولاه تَدْبِير أُمُوره فَقَامَتْ بوصوله الْحُرْمَة وَأصْلح الدولة وَكَانَ وَزِير السَّيْف والقلم وَإِلَيْهِ قَضَاء الْقُضَاة والتقدم على الدعاة وساس الْأُمُور أحسن سياسة يُقَال إِن وُصُوله كَانَ أول سَعَادَة الْمُسْتَنْصر وَآخر فطوعه وَلما دخل على الْمُسْتَنْصر قَرَأَ قَارِئ بَين يَدي الْمُسْتَنْصر وَلَقَد نصركم الله ببدر آل عمرَان وَلم يتم الْآيَة فَقَالَ الْمُسْتَنْصر لَو أتمهَا ضربت عُنُقه وَهُوَ الَّذِي بنى الْجَامِع الَّذِي بالإسكندرية الَّذِي فِي سوق العطارين وَبنى مشْهد الرَّأْس بعسقلان وَلما مرض وزر وَلَده الْأَفْضَل أَبُو الْقَاسِم شاهنشاه وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه ولبدر هَذَا ذكر فِي تَرْجَمَة عَلْقَمَة الشَّاعِر 3 - (بدر الدّين الطواشي الصوابي) بدر الحبشي الصوابي الْخَادِم الطواشي الْأَمِير بدر الدّين أَبُو المحاسن وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى الطواشي صَوَاب العادلي كَانَ مَوْصُوفا بالشجاعة والرأي فِي الْحَرْب وَالْعقل والرزانة وَالْفضل والديانة وَالْبر وَالصَّدَََقَة وَالْإِحْسَان إِلَى أَصْحَابه وغلمانه وَكَانَ أَمِيرا مقدما أَكثر من) أَرْبَعِينَ سنة وخبزه مائَة فَارس قَالَ شمس الدّين قَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا سَمعه من ابْن عبد الدايم وَحج بِالنَّاسِ غير مرّة نَيف على الثَّمَانِينَ وَمَات فَجْأَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة بقرية الخيارة وَدفن بتربته الَّتِي بناها بلحف الْجَبَل شمَالي الناصرية

بدران

(بدران) 3 - (ابْن سيف الدولة) بدران بن صَدَقَة بن مَنْصُور بن دبيس بن عَليّ بن مزِيد الْأَسدي الملقب تَاج الْمُلُوك بن سيف الدولة ملك الْعَرَب صَاحب الْحلَّة تغرب عَن بَغْدَاد بعد قتل أَبِيه وَدخل الشَّام وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى مصر وَمَات هُنَاكَ سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَلما قتل أَبوهُ نفوه إِلَى حلب وأقطع خبزه سياسك الْكرْدِي فَقَالَ عَاصِم بن أبي النجُود الْكرْدِي الجاواني فِي ذَلِك (خليلي قد علقت نسابة الْعَرَب ... تناظرني فِي النَّحْو وَالشعر والخطب) (تَقول وأيري مسبطر ورجلها ... على كَتِفي هَذَا هُوَ الْعجب العَجَبْ) (بِمَ ارْتَفَعت رجلاي وَالْفِعْل وَاقع ... عَلَيْهَا وَهَذَا فَاعل فَلم انتصب) (فَقلت لَهَا كفي جعلت لَك الفدا ... ألم تعلمي أَن الزَّمَان قد انْقَلب) (قرى النّيل قد أضحى سياسك آمراً ... بهَا وَنَفَوْا بدران مِنْهَا إِلَى حلب) وَجمع شعر بدران ابْن الزبير وَسَماهُ جنان الْجنان ورياض الأذهان وَمن شعر بدران (لَا وَالَّذِي حج الحجيج لَهُ ... يَوْمًا وَمَا يقطعن من جلد) (مَا كنت بالراضي بمنقصة ... يَوْمًا وَإِلَّا لست من أَسد) (لأقلقلن الْخَيل دامية ... الأمراس من بلد إِلَى بلد) (إِمَّا يُقَال سعى فأحرزها ... أَو أَن يُقَال مضى فَلم يعد) وَمِنْه أَيْضا (من عذيري من صَاحب سيء العش ... رة لَا يَهْتَدِي لأمر مُسَدّد) (عسر النَّفس سحر بابل لَا ين ... فذ فِيهِ للسر رَاح مُجَرّد) (كخيوط الْمِيزَان فِي كل وَقت ... لَيْسَ تنفك دَائِما تتعقد) وَمِنْه (وَالله مَا قصرت فِي طلب العلى ... مَا بَين مطلع شمسها وَالْمغْرب) ) (لي همة لَو وَافَقت سَعْدا لَهَا ... لوضعت رجْلي فَوق أَعلَى كَوْكَب) وَمِنْه (أعَاد ذياك الْهوى وَالصبَا ... تألق البارق من نَحْو قبا)

صاحب قلعة جعبر

(إِذا بدا وَاللَّيْل طِفْل راضع ... أَعَادَهُ رياه كهلاً أشهبا) (يَبْدُو ويخبو مسرعاً كَأَنَّمَا ... تَبَسم الزنْجِي ثمَّ قطبا) (يذكرنِي عهد الْحمى سقى الْحمى ... مدامعي لَا أستميح السحبا) (منَازِل يلذ فِيهِنَّ الْهوى ... ويمرض الْقلب ويعتل الصِّبَا) وَمِنْه أَيْضا (تطل قلوصي من على شامخ الذرى ... تلاحظ ركباً مُتَّهمًا وتباصر) (روان بعينيها الْعرَاق بحسرة ... شواخص أبصار لَهَا ونواظر) (أيا غادياً يبري الفيافي ببازل ... يكلفها قطع الربى ويبادر) (إِذا جِئْت أَرض الجامعين فقف بهَا ... وقُوف امْرِئ تثنى عَلَيْهِ الخناصر) (وَخبر عني أسرتي وعشيرتي ... مقَال امْرِئ أوداه باد وحاضر) (فَإِن كُنْتُم عَنَّا رقوداً فإنني ... بذكركم فِي حندس اللَّيْل ساهر) قلت لَيست هَذِه الْقطعَة فِي طبقَة مَا تقدم بل هِيَ منحطة سافلة 3 - (صَاحب قلعة جعبر) بدران بن مَالك سَالم بن مَالك بن بدران بن مقلد بن الْمسيب الْعقيلِيّ صَاحب قلعة جعبر تَملكهَا وَقت وَفَاة أَبِيه فِي ربيع الأول سنة تسع وَعشْرين وَخمْس مائَة وَقَتله غلمانه بعد أشهر سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ عَاقِلا حازماً شجاعاً جريئاً بدوياً وَكَانَت أمه أمة إفرنجية تدلت بعد موت زَوجهَا مَالك من القلعة وهربت إِلَى سروج وَبهَا الإفرنج وَتَزَوَّجت بإفرنجي إسكافي (ابْن بدرون المغربي اسْمه عبد الْملك بن عبد الله) (بِدعَة الْمُغنيَة) جَارِيَة عريب كَانَت بديعة الْحسن فائقة الْغناء بذل فِيهَا إِسْحَق بن أَيُّوب مائَة ألف دِينَار فِيمَا قيل فَلم تفعل عريب وأعتقتها وَكَانَ لبدعة أَمْوَال وضياع توفيت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث مائَة) وفيهَا يَقُول الْحسن بن يحيى أَخُو عَليّ بن يحيى بن أبي مَنْصُور المنجِّم

بدل

(بِدعَة يَا أحسن من غنى ... وجمّع الْإِحْسَان والحسنا) (مَا أَنْت إِلَّا قمر طالع ... قربه خالقه منا) (فَنحْن فِي كل سرُور بِهِ ... وغبطة مَا لم يغب عَنَّا) (إِذا رَأَيْنَاك فبدر الدجى ... لنا قرين حَيْثُ مَا كُنَّا) لما قدم المعتضد من حَرْب وصيف وَجَاء بِهِ دخلت عَلَيْهِ بِدعَة فَقَالَت يَا سَيِّدي شيبتك وَالله هَذِه السفرة فَقَالَ دون مَا كنت فِيهِ يشيّب فَانْصَرَفت وَقَالَت هَذَا الشّعْر وغنته وَهُوَ (إِن تكن شبت يَا مليك البرايا ... لأمور عاينتها وخطوب) (فَلَقَد زادك المشيب جمالاً ... والمشيب البادي كَمَال الأديب) (فابق أَضْعَاف مَا مضى لَك فِي عز ... وَملك وخفض عَيْش وَطيب) فطرب المعتضد وَوَصلهَا وخلع عَلَيْهَا (بدل) 3 - (الْمُقْرِئ) بدل بن أبي طَاهِر بن شير شهر بن جاكاه بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ من أهل جيلان قَرَأَ بالروايات على الْحَافِظ أبي الْعَلَاء الْحسن بن احْمَد الْعَطَّار بهمذان وعَلى غَيره وَسمع الحَدِيث بأصبهان وَغَيرهَا وَقدم وسكنها إِلَى حِين وَفَاته قَرَأَ النَّاس عَلَيْهِ الْقُرْآن مُدَّة وَحدث بِشَيْء يسير وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْخَيْر التبريزي) بدل بن أبي المعمر بن إِسْمَاعِيل بن أبي نصر أَبُو الْخَيْر التبريزي الْمُحدث الْمُفِيد ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ظنا وَقدم دمشق وَهُوَ شَاب وعني بِالْحَدِيثِ وَكتب الْكثير وخطه رَدِيء وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة (بديل) 3 - (البرزندي الشَّافِعِي) بديل بن عَليّ بن بديل البرزندي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالرَّاء الساكنة

التبريزي الشافعي

وَالزَّاي الْمَفْتُوحَة بعْدهَا نون سَاكِنة ودال مُهْملَة أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو الْقَاسِم وَأَبُو عبد الله قدم بَغْدَاد واستوطنها وتفقه للشَّافِعِيّ وَسمع الْكثير من القَاضِي أبي الطّيب طَاهِر بن عبد الله الطَّبَرِيّ وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَأبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ يكْتب خطا عجيباً وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (التبريزي الشَّافِعِي) بديل بن عَليّ التبريزي أَبُو الْحُسَيْن الْفَقِيه الشَّافِعِي قدم بَغْدَاد ودرس الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف على الشَّيْخ أبي إِسْحَق الفيروزابادي وَكَانَ عَارِفًا بالأدب وَيُقَال إِنَّه عَاد إِلَى تبريز وَولي الْقَضَاء بنواحيها وَأَظنهُ الْمَذْكُور آنِفا 3 - (الصَّحَابِيّ) بديل بن سَلمَة السَّلُولي الْخُزَاعِيّ بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بني كَعْب يستنفرهم لغزو مَكَّة هُوَ وَبشير بن سُفْيَان الْخُزَاعِيّ وَهُوَ بديل بن أم أَصْرَم وَهُوَ أحد من نسب إِلَى أمه 3 - (الْعقيلِيّ الْبَصْرِيّ) بديل بن ميسرَة الْعقيلِيّ الْبَصْرِيّ روى عَن أنس وَأبي الجوزاء الربعِي أَوْس وَعبد الله بن شَقِيق وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة 3 - (الصَّحَابِيّ) بديل بن وَرْقَاء بن عبد الْعُزَّى الْخُزَاعِيّ أسلم هُوَ وَابْنه عبد الله بن بديل وَحَكِيم بن حزَام يَوْم الْفَتْح بمر الظهْرَان وَشهد بديل وَابْنه حنيناً والطائف وتبوك وَقيل إِنَّه أسلم قبل الْفَتْح رَوَت عَنهُ حَبِيبَة بنت شريق جدة عِيسَى بن مَسْعُود بن الحكم الزرقي وروى عَنهُ ابْنه سَلمَة بن بديل وَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بديلاً أَن يحبس سَبَايَا حنين وَالْأَمْوَال بالجعرانة حَتَّى يقدم عَلَيْهِ فَفعل)

الصحابي

3 - (الصَّحَابِيّ) بديل رجل آخر من الصَّحَابَة روى عَنهُ عَليّ بن رَبَاح الْمصْرِيّ قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسح على الْخُفَّيْنِ حَدِيثه عِنْد رشدين بن سعد عَن مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح عَن أَبِيه عَن بديل حَلِيف لَهُم (الألقاب) البديعي الْأَزْرَقِيّ الْحسن بن مُحَمَّد البديعي أَحْمد بن جَعْفَر بديع الزَّمَان الهمذاني صَاحب المقامات اسْمه أَحْمد بن الْحُسَيْن البديع الأسطرلابي اسْمه هبة الله بن الْحُسَيْن بن يُوسُف البديع الدِّمَشْقِي الْكَاتِب الشَّاعِر اسْمه طراد بن عَليّ البديع الْمُحدث اسْمه أَحْمد بن سعد البديهي أَبُو الْحسن الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن عبيد الله والبديهي آخر اسْمه مُحَمَّد بن وهيب البديهي الْوَاعِظ ناشب بن هِلَال البديهي الْموصِلِي مُحَمَّد بن سعد البديهي يُوسُف بن مُحَمَّد (بديح الْمُغنِي) بديح كَانَ يلقب بالمليح وَهُوَ مولى عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب وَكَانَت لَهُ صَنْعَة يسيرَة حُكيَ أَن عبد الله بن جَعْفَر دخل على عبد الْملك بن مَرْوَان وَهُوَ يتأوه فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو أدخلت عَلَيْك من يؤنسك بِأَحَادِيث الْعَرَب وفنون الأسمار قَالَ لست بِصَاحِب هزل وَالْجد مَعَ علتي أحجى بِي قَالَ وَمَا علتك قَالَ هاج عرق النسا فِي ساقي هَذِه فَبلغ مني فَقَالَ إِن بديحاً مولَايَ لأرقى خلق الله لَهُ فَوجه إِلَيْهِ عبد الْملك فَأتى بِهِ سَرِيعا فَقَالَ كَيفَ رقيتك لعرق النسا قَالَ أرقى الْخلق لَهُ فَمد رجله فتفل عَلَيْهَا ورقاها مرَارًا فَقَالَ عبد الْملك الله أكبر وجدت خفا يَا غُلَام ادْع فُلَانَة تكْتب الرّقية فَإنَّا لَا نَأْمَن هيجها بِاللَّيْلِ فَلَا نذعر بديحاً فَلَمَّا جَاءَت الْجَارِيَة قَالَ بديح يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ امْرَأَته طَالِق إِن كتبتها حَتَّى تعجل جزائي فَأمر لَهُ بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم فَلَمَّا صَارَت إِلَيْهِ قَالَ امْرَأَته طَالِق إِن

البراء

كتبتها أَو يصير المَال فِي منزلي فَحمل إِلَى منزله فَلَمَّا أحرزه قَالَ امْرَأَته طَالِق إِن كنت قَرَأت على ذَلِك إِلَّا أَبْيَات نصيب الَّتِي أُغني بهَا وَهِي (أَلا إِن ليلى العامرية أَصبَحت ... على النأي مني ذَنْب غَيْرِي تنقم) (وَمَا ذَاك من شَيْء أكون اجترمته ... إِلَيْهَا فتجزيني بِهِ حَيْثُ أعلم) (وَلَكِن إنْسَانا إِذا مل صاحباً ... وحاول صرماً لم يزل يتجرم) فَقَالَ لَهُ وَيلك مَا تَقول قَالَ امْرَأَته طَالِق إِن كَانَ رقي إِلَّا بِمَا قَالَ قَالَ فاكتمها عَليّ قَالَ وَكَيف ذَاك وَقد سَارَتْ بهَا الْبرد إِلَى أَخِيك بِمصْر فَطَفِقَ عبد الْملك ضَاحِكا يفحص برجليه (الْبَراء) 3 - (الصَّحَابِيّ) الْبَراء بن أَوْس بن خَالِد بن الْجَعْد بن عَوْف بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مَازِن بن النجار هُوَ أَخُو إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الرَّضَاع لِأَن زَوجته أم بردة أَرْضَعَتْه بلبنه 3 - (ابْن عَازِب) الْبَراء بن عَازِب بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ الْمدنِي نزيل الْكُوفَة صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستصغر يَوْم بدر وَشهد غير غَزْوَة وَقَالَ كنت أَنا وَابْن عمر لِدَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن مَالك الْأنْصَارِيّ) الْبَراء بن مَالك أَخُو أنس الْأنْصَارِيّ البُخَارِيّ أحد

الأنصاري

الْأَبْطَال الَّذين يضْرب بهم الْمثل فِي الفروسية توفّي سنة عشْرين لِلْهِجْرَةِ شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد قتل من الْمُشْركين مائَة مبارزة سوى من شَارك وَكتب عمر بن الْخطاب لَا تستعملوا الْبَراء بن مَالك على جَيش من جيوش الْمُسلمين فَإِنَّهُ مهلكة من المهالك يقدم بهم 3 - (الْأنْصَارِيّ) الْبَراء بن معْرور بن صَخْر الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ الخزرجي أَبُو بشر وَهُوَ أحد النُّقَبَاء لَيْلَة الْعقبَة الأولى وَكَانَ سيد الْأَنْصَار وَكَبِيرهمْ وَهُوَ أول من اسْتقْبل الْكَعْبَة للصَّلَاة إِلَيْهَا وَأول من أوصى بِثلث مَاله مَاتَ فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَزعم بَنو سَلمَة أَنه أول من بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشرط لَهُ وَاشْترط عَلَيْهِ وَأول من قَالَ لأَهله عِنْد مَوته استقبلوا الْكَعْبَة (الألقاب) البراذعي الْمَالِكِي خلف بن أبي الْقسم البراذعي الموله اسْمه إِبْرَاهِيم البرذعي الْحَافِظ اسْمه سعد بن عَمْرو والبرذعي المعتزلي اسْمه أَحْمد بن الْحُسَيْن) وَابْن البرذعي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن يحيى بن هِشَام والبرذعي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن يحيى البرتي أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن برّجان اسْمه عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن البرجمي الشَّاعِر ضَمْضَم بن وهب ابْن الْبراق المغربي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ البراتقيني مُحَمَّد بن عبد الستار (براق الرُّومِي) الشَّيْخ براق ورد إِلَى دمشق وَمَعَهُ جمَاعَة فِي أَيَّام الأفرم بعد قازان سنة خمس وَسبع مائَة كَانَ فِي الأَصْل مرِيدا لبَعض الشُّيُوخ فِي الْبِلَاد الرومية وَخرج القَاضِي قطب الدّين ابْن شيخ السلامية إِلَى القابون وعرضهم واستسماهم وحلاّهم وعدّهم وجهز بذلك ورقة إِلَى أَبْوَاب السُّلْطَان وَلما أَرَادَ الدُّخُول على الأفرم إِلَى الميدان أرْسلُوا عَلَيْهِ نعَامَة كَانَ قد عظم أمرهَا وتفاقم شَرها فَلَا يكَاد يقاومها أحد فَلَمَّا عّرضوه لَهَا قصدته فَتوجه إِلَيْهَا وَركب

عَلَيْهَا فطارت بِهِ فِي الميدان تَقْدِير خمسين ذِرَاعا إِلَى أَن قرب من الأفرم فَقَالَ لَهُ أطير بهَا إِلَى فَوق شَيْئا آخر فَقَالَ لَا ثمَّ أحسن تلقيه وَأكْرم نزله وَطلب التَّوَجُّه إِلَى الْقُدس فرتب لَهُ رواتب فِي الطَّرِيق فَمَا قبلهَا فَأعْطَاهُ الأفرم من خزانته ألفي دِرْهَم فَمَا قبضهَا وَأَخذهَا جماعته فزار وَعَاد وَدخل إِلَى الْبِلَاد وَمَات تَحت السَّيْف صُحْبَة قطليجا نَائِب قازان وَأول ظهر ذكر للقان قازان فَأحْضرهُ وسلط عَلَيْهِ سبعا ضَارِبًا فَركب على ظَهره وَلم ينل مِنْهُ شَيْئا فأعظم ذَلِك قازان ونثر عَلَيْهِ عشرَة آلَاف دِينَار رائج فَلم يتَعَرَّض لشَيْء مِنْهَا وَكَانَ مَعَه محتسب على جماعته يُؤَدب كل من ترك سنة من السّنَن عشْرين عَصا تَحت رجلَيْهِ وَمَعَهُ طبلخاناه وَكَانَ شعاره حلق الذقن وَترك الشَّارِب فَقَط وَحمل الجوكان على الْكَتف وَلكُل مِنْهُم قرنا لباد يشبهان قَرْني الجاموس وَهُوَ مقلد بِحَبل كعاب بقر محناة وَعَلَيْهِم الْأَجْرَاس وكل مِنْهُم مكسور الثَّنية الْعليا إِلَّا أَنه كَانَ يلازم الصَّلَاة والتعبد وَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أردْت بِهَذَا الشعار أَن أكون مسخرة للْفُقَرَاء وَرَأَيْت وَاحِدًا من أَتْبَاعه وَقد جَاءَ إِلَى صفد وَهُوَ بِهَذِهِ الصّفة إِلَّا أنني مَا أتحقق كسر ثنيته الْعليا وعَلى الْجُمْلَة فَكَانُوا أشكالاً عَجِيبَة) حَتَّى إِنَّهُم حاكوها فِي الخيال ونظم فيهم الأديب السراج المحار قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ يحيى الخباز قَالَ أَنْشدني المحّار (جتنا عجم من جوّا الرّوم ... صور تحير فِيهَا الأفكار) (لَهُم قُرُون مثل الثيران ... إِبْلِيس يَصِيح مِنْهُم زنهار) (جا كل وَاحِد لَو شَارِب ... طَوِيل ودقنو محلوقة) (كنّو على فمو عَثْرَة ... بِلَا خياطَة ملزوقة) (أَقوام خوارج غيرية ... مثل البهايم مرزوقة) (شي مَا نظرناه فِي الدُّنْيَا ... وَلَا سمعناه فِي الْأَخْبَار) (مَا أنزل الله بِهِ من سُلْطَان ... وَلَا رَضِي عنّو الْمُخْتَار) (الشَّيْخ براق الّي أغواهم ... وَاخْتَارَ لَهُم هَذَا الحلاس) (أكسى المريد مِنْهُم قرنين ... وَأَعْطَاهُ قلاده من أَجْرَاس) (وَأما الكعاب المصبوغة ... قَالَ هِيَ سبح هذي الْأَجْنَاس) (وايما مَكَان حلوا فِيهِ ... يسبحوا تَسْبِيح الفار) (وان زمزموا تسمع أصوات ... مقارع أهل النَّار فِي النَّار) (أعز من تبصر فيهم ... قبض الدكاكين فِي الْأَسْوَاق)

(خد من صغرهم عودهم ... لحس الزبادي والأمراق) (مَا يعرفوا آدَاب النَّاس ... وَلَا إيش تكون حسن الْأَخْلَاق) (ومحتسبهم قَالَ لي إِنْسَان ... كَانَ تربية وَاحِد خمّار) (تَعب عَلَيْهِ حَتَّى انّو جا ... مثلو نحارف قَود شلار) (جَازَ الْقَوْم وراموا فِيهَا ... غاره فِي سوق الجزارين) (على اللوايا المعلوفة ... وأكثرها مَعَ ذَا السلاخين) (وَرَاح يجردهم ماعو ... دايم فِي سوق الطباخين) (وَيطْلب البنجك مِنْهُم ... المخبوز الْخَاص والخشكار) (وَهُوَ يَدُور بَين الْبلدَانِ ... دايم وَيعْمل ذَا البيكار) (يَا شيخ براق وَالله إِنَّك ... قد جيت فِي الدُّنْيَا بدعه) ) (وَمَا رَأَيْنَاك فِي جَامع ... صليت سوى إِن كَانَ يَوْم جمعه) (وَكَانَ مرادك إِن يشهر ... لَك فِي بِلَاد الشَّام سَمعه) (وجيت ليهم فِي حَالَة ... ظهر عَلَيْك فِيهَا إِنْكَار) (وَمَا رَأينَا من قبلك ... فَقير بسبعين جوكندار) (يَا من لَا يتَحَقَّق شكلو ... أَقف نقل لَك كَيفَ وصفو) (إِنْسَان قرونو فَوق راسو ... وجوكانو من فَوق كتفو) (وَسيف خشب مغمود ماعو ... والطبلخاه من خلفو) (يصنجوا بالصينية ... والطبل مكه والمزمار) (شَيْء تضحك النَّاس من فعلو ... وقط مَا يُرْضِي الحضار) (يَا شيخ براق إِن كَانَ تعْمل ... شغل الفقيري من حَقًا) (تقَوِّي من زَاد التَّقْوَى ... واركب طَرِيق أهل الخرقا) (وَلَا تغرك ذِي الدُّنْيَا ... والآخره خير لَك وَأبقى) (وَإِن كَانَ فِي عزمك مَا تَبْرَح ... حليق وَمَا تخشى من عَار) (الْوَاجِب إِنَّك تتبع ... طَرِيق حميد ذَاك المحار) (أَنْت الْغَرِيب جبت فِي فنك ... ونا الوحيد جيت فِي فني) (نظمت أحسن مَا ينْقل ... عَنْك وَمَا يرْوى عني) (قِطْعَة مَا يسْمعهَا إِنْسَان ... إِلَّا ويطلبها مني) (تبقى على مر الْأَزْمَان ... تَدور على روس الأدوار)

برجوان

(وكنيتي مَا حلا ماجت ... مخفية بَين هذي الأسطار) (برجوان) برجوان الْأُسْتَاذ أَبُو الْفتُوح الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ حارة برجوان بِالْقَاهِرَةِ كَانَ من خدام الْعَزِيز صَاحب مصر ومدبري دولته وَكَانَ نَافِذ الْأَمر مُطَاعًا نظر فِي أَيَّام الْحَاكِم فِي ديار مصر والحجاز وَالشَّام والغرب وأعمال الحضرة وَكَانَ أسود وَأمر الْحَاكِم ريدان الصقلبي الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ الريدانية ظَاهر الْقَاهِرَة وَهُوَ كَانَ صَاحب المظلة فَضرب برجوان بسكين فِي جَوْفه فَقتله فِي الْقصر بِالْقَاهِرَةِ فَمَاتَ من ذَلِك سنة تسعين وَثَلَاث مائَة وَخلف ألف سروال دبيقي بِأَلف تكة حَرِير وَمن الملابس والفرش والآلات والطرائف مَا لَا يُحْصى كَثْرَة (البردان الْمُغنِي) البردان بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء وَقيل بردَان بِضَم الْبَاء وَهُوَ لقب عَلَيْهِ وَلم أقع لَهُ على علم كَانَ البردان مُغنِي أهل الْمَدِينَة أَخذ الْغناء عَن معبد وجميلة وَعزة الميلاء وَكَانَ مَقْبُول الشَّهَادَة وَكَانَ يتَوَلَّى السُّوق بِالْمَدِينَةِ قدم إِلَيْهِ رجل يَوْمًا خصما ادّعى عَلَيْهِ فَوَجَبَ الحكم عَلَيْهِ فَأمر بحبسه فَقَالَ لَهُ أَنْت بِغَيْر هَذَا أعلم مِنْك بِهَذَا فَقَالَ ردُّوهُ فَردُّوهُ فَقَالَ لَعَلَّك تَعْنِي الْغناء أَي وَالله إِنِّي بِهِ لعارف وَلَو سَمِعت شَيْئا جَاءَ البارحة لعَلِمت أَنِّي بِهِ عَارِف وَمهما جهلت إِنِّي بِوُجُوب الْحق عَلَيْك لعارف اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْحَبْس حَتَّى يخرج إِلَى غَرِيمه من حَقه (برد بن سِنَان) (أَبُو الْعَلَاء الدِّمَشْقِي) نزل الْبَصْرَة من جلة الْعلمَاء روى عَن وائلة بن الْأَسْقَع وَعبادَة بن نسي وَمَكْحُول وَعَطَاء وَعَمْرو بن شُعَيْب وَغَيرهم وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَغَيره وَقَالَ ابْن معِين هرب من مَرْوَان الْحمار إِلَى الْبَصْرَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَمَات سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة (بردي خَان) (اخْتِيَار الدّين الخورزمي) بردي خَان ولقبه اخْتِيَار الدّين الْخَوَارِزْمِيّ من أحد الْخَانَات الْأَرْبَعَة الَّذين نازلوا دمشق وَكَانَ شَيخا عَاقِلا خبيثاً ذَا رَأْي ودهاء وَكَانَ أَمِير حَاجِب السُّلْطَان جلال الدّين خوارزم شاه توفّي فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة

برزخ بن محمد

أَبُو بردة الْأَشْعَرِيّ القَاضِي اسْمه عَامر بن عبد الله بردويل الافرنجي اسْمه بغدوين يَأْتِي فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى ابْن برد المغربي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد (برزخ بن مُحَمَّد) (أَبُو مُحَمَّد الْعَرُوضِي مولى بجيلة) وَقَالَ الصولي أَظُنهُ مولى كِنْدَة وَقَالَ ابْن درسْتوَيْه وَمن عُلَمَاء الْكُوفَة برزخ بن مُحَمَّد الْعَرُوضِي وَهُوَ الَّذِي صنف كتابا فِي الْعرُوض نقض فِيهِ الْعرُوض بِزَعْمِهِ على الْخَلِيل وأبطل الدَّوَائِر والألقاب والعلل الَّتِي وَضعهَا ونسبها إِلَى قبائل الْعَرَب وَكَانَ كذابا وَحدث الصولي عَن جبلة بن مُحَمَّد قَالَ سَمِعت أبي يَقُول كَانَ النَّاس قد ألبوا على أبي مُحَمَّد برزخ الْعَرُوضِي لِكَثْرَة حفظه فسَاء ذَلِك عماراً وجنادا فدسا عَلَيْهِ من يسْقطهُ فَإِذا هُوَ يحدث بِالْحَدِيثِ عَن رجل فعل شَيْئا ثمَّ يحدث بِهِ عَن رجل آخر بعد ذَلِك ثمَّ يحدث بِهِ عَن آخر فَتَركه النَّاس حَتَّى كَانَ يجلس وَحده وَحدث ابْن قادم قَالَ سُئِلَ الْفراء عَن برزخ فَأَنْشد قَول زُهَيْر (أضاعت فَلم يغْفر لَهَا غفلاتها ... فلاحت بَيَانا عِنْد آخر معهد) يُرِيد أَن النَّاس اجتنبوه لشَيْء استبانوه مِنْهُ وَرُوِيَ لَهُ شعر مِنْهُ قَوْله (لَيْسَ بيني وَبَين قومِي إِلَّا ... أنني فَاضل لَهُم فِي الذكاء) (حسدوني فزخرفوا فِي قولا ... تتلقاه ألسن الْبغضَاء) (كنت أَرْجُو الْعَلَاء فيهم لعلمي ... فَأَتَانِي من الرَّجَاء بلائي) (شدَّة إستفدتها من رخاء ... وانتقاص جنيته من وفائي) وَقَالَ فِيهِ حَنش واسْمه خضير بن قيس (برزخ فقدت كلك من ثقيل ... فظلك حِين يُوزن وزن فيل) (تحبب بالتبغيض يَا مقيت ... وتختار الْقَبِيح على الْجَمِيل) (فَمَا تنفك إنْسَانا تُمَارِي ... جليسك مِنْهُ فِي هم الطَّوِيل) (وبالأشعار علمك حِين يقْضِي ... علينا بِالْقضَاءِ المستحيل) (يكون كعلم سنّور إِذا مَا ... أجاعوه بِأَكْل الزنجبيل) وَله كتاب بِنَاء الْكَلَام ومعاني الْعرُوض على حُرُوف المعجم والأوسط فِي الْعرُوض والنقض على الْخَلِيل وتغليظه وَتَفْسِير الْغَرِيب

الألقاب

(الألقاب) ) البرزالي جمَاعَة مِنْهُم الْحَافِظ زكي الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد وَالشَّيْخ علم الدّين الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن يُوسُف وبهاء الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو بَرزَة الحاسب الْفضل بن مُحَمَّد أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ نَضْلَة بن عبيد (برسبغا الْحَاجِب الناصري) برسبغا الْأَمِير سيف الدّين الْحَاجِب الناصري ولاه الحجوبية أستاذه الْملك النَّاصِر فَكَانَ دون الْأَمِير بدر الدّين مَسْعُود بن الخطير فِي الحجوبية ثمَّ بعد قَلِيل عظم عِنْد السُّلْطَان وَكَانَ يجهزه كاشفاً ثمَّ إِنَّه لما أمسك النشو وأقاربه وجماعته سلمُوا إِلَيْهِ فعاقبهم وصادرهم وَلم يكن لَهُ غَرَض فِي إِتْلَاف أحد مِنْهُم وَإِنَّمَا أمْسكهُ يَوْمًا الْأَمِير سيف الدّين بشتاك وتوعده على عدم إتلافهم فتلفوا عِنْده فِي الْعقُوبَة وَحضر مَعَ بشتاك إِلَى دمشق بعد إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَسلم أهل الْبَلَد المصادرين إِلَيْهِ وَجَمَاعَة تنكز فعاقبهم واستخرج مِنْهُم وَكَانَ مُقيما بالنجيبية على الميدان وَكَانَ يُعَاقب النَّاس فِي اللَّيْل وَلم يكن فِي نَفسه ظَالِما وَلَا شريراً لأنني كتبت عَنهُ إِلَى الْأَمِير سيف الدّين قوصون مطالعات عدَّة وَهُوَ يَقُول فِيهَا يَا خوند أدْرك أهل دمشق وادخل فيهم الْجنَّة فإنني بسطت عَلَيْهِم الْعقُوبَة وَأخذت جَمِيع مَا يملكونه وَلم يبْق مَعَهم شَيْء وَهَؤُلَاء مَا هم مثل أهل مصر بل هم أنَاس محتشمون مَا يحملون إهنة وَيكْتب إِلَى السُّلْطَان وَلما حضر مصر أَولا جهز مَعَه من مصر مقدم يضْرب بالمقارع فَلَمَّا رَآهُ بعد يَوْمَيْنِ وَهُوَ نحس فِي حق المصادرين نَفَاهُ وَقَالَ مَتى بت فِي دمشق قتلتك وَلم يزل يتلطف إِلَى أَن رسم لَهُ بِالْعودِ إِلَى مصر وَكَانَ قد أَقَامَ بعد بشتاك مديدة فَتوجه وَلم يزل على ذَلِك وَالسُّلْطَان يسلم إِلَيْهِ المصادرين وَهُوَ الَّذِي ضرب الصاحب أَمِين الدّين إِلَى أَن مَاتَ وَمَات السُّلْطَان وَتَوَلَّى وَلَده الْمَنْصُور أَبُو بكر فانتحس عِنْده وَعند قوصون وَأُرِيد إِخْرَاجه إِلَى الشَّام ثمَّ إِنَّه تدارك أمره عِنْد قوصون فَرضِي عَلَيْهِ وَلما تملك الْأَشْرَف كجك بعد الْمَنْصُور وَجَاء الفخري إِلَى دمشق أخرج برسبغا فِي جمَاعَة من الْعَسْكَر إِلَى غَزَّة فوصل إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة إِلَى أَن وصل إِلَيْهِ الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا مهزوماً فَتوجه مَعَه فَلَمَّا قاربوا مصر أمسك الْأَمِير سيف الدّين قوصون وجهز إِلَيْهِم من يمسكهم فهرب برسبغا إِلَى نَحْو الصَّعِيد) فَجهز وَرَاءه من أمْسكهُ وأحضره فَلَمَّا وصل إِلَى الْقَاهِرَة جهز إِلَى الاسكندرية معتقلاً فَبَقيَ إِلَى أَن حضر الْملك النَّاصِر أَحْمد من الكرك وَجَاء الْأَمِير سيف الدّين قطلوا بغا الفخري والأمير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر فَجهز الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن صبح إِلَى

برسق الأمير

الاسكندرية فَتَوَلّى قتل قوصون والطنبغا وبرسبغا وَكَانَ ذَلِك فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ برسبغا فِيمَن قتل خنقاً فِي سجن الاسكندرية ابْن برطلة إِسْمَاعِيل بن الْحسن (برسق الْأَمِير) برسق الْأَمِير كَانَ من كبار الدولة الملكشاهية وثب عَلَيْهِ باطني فَقتله فِي سنة تسعين وَأَرْبع مائَة (الألقاب) البرقاني الْحَافِظ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البرقي النَّحْوِيّ عَليّ بن عَليّ البرقي أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَالِد ابْن برق وَالِي دمشق اسْمه أَحْمد بن أبي بكر (بَرَكَات) 3 - (بَرَكَات بن الحلاوي الموصليد) كَانَ أَعور وَصفه البلطي بِكَثْرَة التهتك ورفض التنسك والتطرح فِي الحانات والديارات والتمسك بمعاشرة أهل البطالات يجبي أوقاف الْجَامِع بالموصل أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب قَوْله (صدت سليمى بِلَا جرم وَلَا سَبَب ... بل كَانَ ذَنبي إِلَيْهَا قلَّة الذَّهَب) (قَالَت وَقد أَبْصرت شَيخا أَخا ملق ... بفرد عين يروم الْوَصْل عَن كثب) (لم يكفني أَنه شيخ أَخُو عور ... حَتَّى يكون بِلَا مَال وَلَا نشب) 3 - (الصبان) بَرَكَات بن ظافر بن عَسَاكِر بن عبد الله الخزرجي الْمَعْرُوف بالصبان نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوسي فِي مُعْجَمه قَالَ أنشدنا أَبُو الْيمن بَرَكَات لنَفسِهِ فِي كتاب الْآيَات الْبَينَات للْإِمَام فَخر الدّين (هَذِه الْآيَات حَقًا شهِدت ... أَن من صنفها ذُو حمق) (لَيْت شعري مَا الَّذِي عظمها ... هِيَ إِلَّا محق علم الْمنطق)

الخشوعي

3 - (الخشوعي) بَرَكَات أَبُو الطَّاهِر بن الشَّيْخ أبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم ابْن الشَّيْخ أبي الْفضل طَاهِر بن بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْعَبَّاس بن هَاشم الخشوعي الدِّمَشْقِي الجيروني الْقرشِي الرفاء الْأنمَاطِي كَانَ لَهُ سماعات عالية وإجازات تفرد بهَا وَألْحق الأصاغر بالأكابر وَانْفَرَدَ فِي آخر عمره بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة من أبي مُحَمَّد هبة الله بن الْأَكْفَانِيِّ وَانْفَرَدَ بالاجازة عَن أبي مُحَمَّد الْقَاسِم ابْن الحريري صَاحب المقامات إجَازَة فِي اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة من الْبَصْرَة وَهُوَ من بَيت الحَدِيث حدث هُوَ وَأَبوهُ وجده وَسُئِلَ أَبوهُ لم سموا الخشوعيين فَقَالَ كَانَ جدنا الْأَعْلَى يؤم بِالنَّاسِ فَتوفي فِي الْمِحْرَاب فَسُمي الخشوعي نِسْبَة إِلَى الْخُشُوع وروى بَرَكَات بِالْإِجَازَةِ مُنْفَردا عَن الْمُقْرِئ أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن الفحام وَأبي بكر مُحَمَّد بن الْوَلِيد الطرطوشي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَليّ الْحداد وَأَبُو طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَحمل النَّاس عَنهُ علما جماً وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة (بركَة) 3 - (ملك القبجاق) بركَة بن توشي بن جنكزخان المغلي ملك القبجاق وصحراء سوراق وَهِي مملكة متسعة مسيرَة أَرْبَعَة أشهر وأكثرها براري ومروج وَبَينهَا وَبَين أذربيجان بَاب الْحَدِيد فِي الدربند الْمَعْرُوف وَهُوَ بَاب عَظِيم مغلق بَين المملكتين مُسلم إِلَى أَمِير كَبِير وبركة هَذَا هُوَ ابْن عَم هولاكو كَانَ قد أسلم وَكَاتب الظَّاهِر بيبرس وَبعث رَسُوله فِي الْبَحْر وطلع من إسكندرية وَملك بعده منكوتمر بن طغان بن سرطق بن جنكزخان وَجمع عساكره وبعثها مَعَ مقدم لقصد أبغا فَجمع أبغا أَيْضا وَسَار إِلَى أَن نزل على نهر كور وأحضر المراكب والسلاسل وَعمل جسرين وعدّى إِلَى منكوتمر وعدى منكوتمر وتلاقيا على النَّهر الْأَبْيَض وتراسلا بعد ثَلَاث سَاعَات حرك أبغا كوساته وَقطع النَّهر وَحمل عَلَيْهِ فَكَسرهُ وسَاق وَرَاءه بِالسَّيْفِ ثمَّ تناخى عَسْكَر منكوتمر وَرَجَعُوا فَثَبت أبغا ودام الْحَرْب إِلَى الْعشَاء الْآخِرَة ثمَّ إِن أبغا استظهر وغنم من عَسْكَر منكوتمر شَيْئا كثيرا وَعمل سوراً من خشب على النَّهر وقاسه من حد تفليس وَكَانَ جُزْء كل مقدم مائَة وَعشْرين ذِرَاعا وَفرغ فِي سَبْعَة أَيَّام وَكَانَ بركَة رَحمَه الله تَعَالَى يمِيل إِلَى الْمُسلمين ومملكته تفوق مملكة هولاكو من بعض الْوُجُوه وَكَانَ يعظم الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَمن أعظم الْوَاقِع بَينه وَبَين هولاكو كَونه قتل الْخَلِيفَة وَكَانَ مَعَه مَسَاجِد خيماً

أم أيمن

تحمل مَعَه وَلها مُؤذن ويقام فِيهَا الصَّلَوَات الْخمس وَكَانَت وَفَاة بركَة رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمس وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (أم أَيمن) بركَة بنت ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن حُصَيْن وَهِي أم أَيمن غلبت عَلَيْهَا كنيتها كنيت بابنها أَيمن بن عبيد وَهِي تعد أم أُسَامَة بن زيد تزَوجهَا زيد بن حَارِثَة بعد عبيد الحبشي فَولدت أُسَامَة وَهِي مولاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتعرف بِأم الظباء هَاجَرت الهجرتين إِلَى الْحَبَشَة وَإِلَى الْمَدِينَة وَكَانَت مولاة عبد الله بن عبد الْمطلب ثمَّ صَارَت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِيرَاثا وَقيل كَانَت مولاة لأمه وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أم أَيمن أُمِّي بعد أُمِّي وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يزورها وَكَانَ أَبُو بكر وَعمر يزورانها فِي منزلهَا كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يزورها) 3 - (ابْن السابح الْوَكِيل) بركَة بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن بركَة أَبُو مُحَمَّد الْوَكِيل الْمَعْرُوف بِابْن السابح الْبَغْدَادِيّ كَانَ أحد الوكلاء على أَبْوَاب الْقُضَاة ثمَّ ترقت بِهِ الْحَال حَتَّى صَار يتوكل بَين يَدي وكلاء الْخُلَفَاء وَكَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بصنعة الْوكَالَة وَكِتَابَة الشُّرُوط وصنف فِي ذَلِك كتابا حسنا أسماه كَامِل الْآلَة فِي صناعَة الْوكَالَة جمع فِيهِ فنون مَا يحْتَاج غليه الْوَكِيل من كِتَابَة كتب الْأَحْكَام وَكَيف يثنيها عِنْد الْقُضَاة والحكام إِلَّا أَنه كَانَ سيء الطَّرِيقَة مَذْمُوم الْأَفْعَال قَلِيل الدّين يرتكب الْمَحْظُورَات من إبِْطَال الْحُقُوق وَإِثْبَات الْبَاطِل مَشْهُورا بذلك يحذرهُ النَّاس ويخافونه إِلَى أَن أهلكه الله تَعَالَى فِي الاعتقال بعد الْعُقُوبَات المؤلمة والتعذيب سنة خمس وست مائَة وَقد جَاوز السِّتين 3 - (زعيم الدولة صَاحب الْموصل) بركَة بن الْمُقَلّد بن الْمسيب أَبُو كَامِل زعيم

أبو البركات الأنباري

الدولة الْعقيلِيّ كَانَ قد غلب على الْموصل وَغَيرهَا وقهر أَخَاهُ قرواشاً وعاث وأفسد وعسف وَانْحَدَرَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة إِلَى تكريت وَاسْتولى على الْعرَاق وَنهب الْبِلَاد فَانْتقضَ عَلَيْهِ جرح أَصَابَهُ من الغز فَمَاتَ فِي السّنة الْمَذْكُورَة فَاجْتمع جَيْشه على تأمير علم الدّين قُرَيْش بن بدران بن مقلد فَعَاد إِلَى الْموصل وَقتل عَمه قرواشاً فِيمَا قبل وَسَيَأْتِي ذكر قرواش وَذكر أَبِيه الْمُقَلّد فِي مكانيهما وَأقَام بركَة فِي الْإِمَارَة سنتَيْن وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة فَقَامَ مقَامه ابْن أَخِيه أَبُو الْمَعَالِي قُرَيْش بن أبي الْفَضَائِل بدران الَّذِي قتل عَمه قرواشاً 3 - (أَبُو البركات الْأَنْبَارِي) بركَة بن أبي يعلى بن أبي الغنايم الْأَنْبَارِي أَبُو البركات الضَّرِير يَقُول الشّعْر روى عَنهُ أَبُو بكر الْمُبَارك بن كَامِل الحفاف فِي مُعْجم شُيُوخه وَقد سمع مِنْهُ عمر بن طبرزد شَيْئا من شعره فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَأورد لَهُ محب الدّين بن النجار (أغالب وجدي فيهم وَهُوَ غَالب ... وأحبس دمعي وَهُوَ فِي الخد ساكب) (وَقد عيل صبري واعترتني وساوس ... تمانعني طيب الْكرَى وَهُوَ آيب) (وَقد حرت لما أصبح الركب راحلاً ... وَقد قوضت نيرانهم وَالْمُضَارب) (حدا بهم الْحَادِي فأضحيت بالحمى ... كئيباً وَقد ضَاقَتْ عَليّ الْمذَاهب) ) 3 - (الْخَوَارِزْمِيّ) بركَة خَان الْخَوَارِزْمِيّ من مُلُوك الخوارزمية الْأَرْبَعَة وَكَانَ هُوَ أَجلهم وأميرهم وَكَانَ مائلاً إِلَى الْخَيْر فِي الْجُمْلَة والرفق بِالنَّاسِ وَكَانَ الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب قد صاهره وَأحسن إِلَيْهِ ثمَّ خرج على الصَّالح وأعان أعداءه وَصَارَ من حزب الصَّالح إِسْمَاعِيل فَانْتدبَ لحربهم الْملك الْمَنْصُور صَاحب حمص وشمس الدّين لُؤْلُؤ نَائِب السلطنة بحلب والتركمان والتقى الْجَمْعَانِ على بحيرة حمص فَقتل بركَة خَان فِي المعركة سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَحمل رَأسه إِلَى حلب وَلم تقم بعْدهَا للخوارزمية قَائِمَة (بركياروق السُّلْطَان ركن الدّين) بركياروق أَبُو المظفر ركن الدّين ابْن السُّلْطَان ملكشاه ابْن

الألقاب

ألب رسْلَان ابْن دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق بن دقاق الملقب شهَاب الدولة مجد الْملك أحد الْمُلُوك السلجوقية ولي المملكة بعد موت أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ قد ملك مَا لم يملكهُ غَيره وَدخل سَمَرْقَنْد وبخارى وغزا بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ أَخُوهُ السُّلْطَان سنجر الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين نَائِبه على خُرَاسَان وَفِي محاربته قتل عَمه تَاج الدولة تتش ابْن ألب رسْلَان وَكَانَ مسعوداً عالي الهمة لم يكن فِيهِ عيب سوى ملازمته الشَّرَاب والإدمان عَلَيْهِ أَقَامَ فِي السلطنة اثْنَتَيْ عشرَة سنة واشهراً وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة ببروجرد شَابًّا لِأَنَّهُ أقيم فِي الْملك وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة (الألقاب) الْبَرْمَكِي جمَاعَة مِنْهُم يحيى بن خَالِد بن مَالك وَمِنْهُم الْفضل بن يحيى وَمِنْهُم جَعْفَر بن يحيى وَمِنْهُم مُوسَى بن يحيى وَمِنْهُم مُحَمَّد بن يحيى وَمِنْهُم خَالِد بن برمك أَبُو يحيى الْمَشْهُور وَمِنْهُم جحظة الْبَرْمَكِي وَمِنْهُم مُحَمَّد بن الْحسن الْبَرْمَكِي) برمة الصيدلاني مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن برنقا أَحْمد بن عَليّ ابْن برهَان بِفَتْح الْبَاء الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن عَليّ تقدم فِي الأحمدين وَابْن برهَان النَّحْوِيّ اسْمه عبد الْوَاحِد بن عَليّ ابْن برهون الشَّافِعِي الْحسن بن إِبْرَاهِيم ابْن برهَان الْمُقْرِئ الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم البرواناه معِين الدّين سُلَيْمَان بن عَليّ البروجردي إِسْحَق بن مَحْمُود بن ملكويه البروي الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَلَاثَة

برة

(برة) 3 - (برة بنت عَامر) 3 - (بن الْحَارِث بن السباق القرشية الْعَبْدَرِيَّة) كَانَت تَحت أبي إِسْرَائِيل من بني الْحَارِث وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي قصَّة الحَدِيث فِي الْبَدْر فَولدت لَهُ إِسْرَائِيل بن أبي إِسْرَائِيل وَقتل يَوْم الْجمل وَكَانَت برة من الْمُهَاجِرَات 3 - (برة بنت أبي نحراه الْعَبْدَرِيَّة) من خلفائهم مَكِّيَّة رَوَت عَنْهَا صَفِيَّة أم مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن من حَدِيثهَا فِي أَعْلَام النُّبُوَّة وَفِي الإبعاد عَن حَاجَة الْإِنْسَان 3 - (رَأس البريدية) بريد بن أبي أنيسَة رَأس البريدية المنسوبين إِلَيْهِ وهم أحد الْفرق الأباضية وَهِي ثَلَاث فرق حفصية وحارثية وبريدية وَسَيَأْتِي ذكر كل فرقة عِنْد اسْم رَأسهَا فَأَما بريد بن أبي أنيسَة الْمَذْكُور فَزعم أَن الله تَعَالَى سيبعث رَسُولا من الْعَجم ينزل عَلَيْهِ كتابا كتب من السَّمَاء ينزله عَلَيْهِ جملَة وَاحِدَة وَيكون على مِلَّة الصابئية الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن وَيتْرك شَرِيعَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتوالى بريد هَذَا من شهد لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن لم يدْخل فِي دينه قلت وَيلْزمهُ أَن يتوالى العيسوية من الْيَهُود فَإِنَّهُم يشْهدُونَ لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالنُّبُوَّةِ لكِنهمْ يَقُولُونَ هُوَ مَبْعُوث إِلَى الْعَرَب خَاصَّة) 3 - (الْأَسْلَمِيّ) بُرَيْدَة بن الْحصيب أَبُو عبد الله وَيُقَال أَبُو سهل وَيُقَال أَبُو ساسان

ابن بري

وَيُقَال أَبُو الحسيب الْأَسْلَمِيّ أسلم حِين اجتاز بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُهَاجرا إِلَى الْمَدِينَة وَذَلِكَ بالغميم هُوَ وَمن كَانَ مَعَه وَكَانُوا زهاء ثَمَانِينَ بَيْتا وَأقَام فِي مَوْضِعه حَتَّى مَضَت بدر وَأحد ثمَّ قدم وغزا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مغازيه بعد ذَلِك وَقيل إِنَّه لما أسلم حل عمَامَته ثمَّ شدها بِرُمْح وَقَالَ لَا يدْخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة إِلَّا وَمَعَهُ لِوَاء فَمشى بَين يَدَيْهِ حَتَّى دخل الْمَدِينَة وَشهد خَيْبَر وأبلى يَوْمئِذٍ وَشهد الْفَتْح وحنيناً وَكَانَ مَعَه أحد لِوَائِي أسلم وَاسْتَعْملهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صدقَات قومه وَكَانَ يحمل لِوَاء سامة لما بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أَرض البلقاء وَخرج مَعَ عمر إِلَى الشَّام لما رَجَعَ من شرع أَمِيرا على ربع أسلم وَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ يَا رَسُول الله نعم الرجل بُرَيْدَة لِقَوْمِهِ عَظِيم الْبركَة عَلَيْهِم مَرَرْنَا بِهِ لَيْلَة مَرَرْنَا وَنحن مهاجرون فَأسلم مَعَه من قومه من أسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم الرجل بُرَيْدَة لِقَوْمِهِ وَغير قومه قَالَ ابْن سعد كَانَ من سَاكِني الْمَدِينَة ثمَّ تحول إِلَى الْبَصْرَة ثمَّ خرج إِلَى خُرَاسَان غازياً فَمَاتَ بمرو فِي خلَافَة يزِيد بن مُعَاوِيَة وَبَقِي وَلَده بهَا قَالَ الْوَاقِدِيّ وَدفن بهَا سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَسِتِّينَ قَالَ غَيره وَمَات بعده الحكم بن عمر الْغِفَارِيّ وَهُوَ صَحَابِيّ وَدفن إِلَى جنبه وَعَن ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِتّ عشرَة غَزْوَة أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيح وَعنهُ شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتح خَيْبَر فَكنت فِيمَن صعد القلعة وَعلي ثوب أَحْمَر فقاتلت يَوْمئِذٍ حَتَّى أبليت فَمَا ارتكبت فِي الْإِسْلَام ذَنبا أعظم من ذَلِك للشهرة وَعنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُسَمِّيه بُرَيْدَة الزاملة وَذَلِكَ أَنه كَانَ إِذا غزا أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حمل بُرَيْدَة أزواد سِتَّة عشر أَو سَبْعَة عشر رجلا مِنْهُم على ظَهره فِي سَبِيل الله عز وَجل وَقد روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه (ابْن بري) أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ اسْمه عبد الله بن بري (بَرِيرَة مولاة عَائِشَة) (بنت أبي بكر رَضِي الله عَنْهُم) كَانَت مولاة لبَعض بني هِلَال فكاتبوها ثمَّ باعوها من عَائِشَة وَجَاء الحَدِيث فِي شَأْنهَا بِأَن الْوَلَاء لمن أعتق وعتقت تَحت زَوجهَا فَخَيرهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَت سنة وَاخْتلف فِي زَوجهَا هَل كَانَ عبدا أَو حرا فَمن

البزاز المحدث محمد بن عبد الله

نقل أهل الْمَدِينَة أَنه كَانَ عبدا يُسمى مغيث وَفِي نقل أهل الْعرَاق أَنه كَانَ حرا روى عبد الْخَالِق بن زيد بن وَاقد قَالَ حَدثنِي أبي أَن عبد الْملك حَدثهمْ قَالَ كنت أجالس بَرِيرَة بِالْمَدِينَةِ قبل أَن أَلِي هَذَا الْأَمر فَكَانَت تَقول لي يَا با عبد الْملك إِنِّي أرى فِيك خِصَالًا وَإنَّك لخليق أَن تلِي هَذَا الْأَمر فَإِن وليته فاحذر الدِّمَاء فإنِّي سمعتُ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن الرجل ليدفع عَن بَاب الْجنَّة بعد أَن ينظر بملء محجمه من دم يريقه من مُسلم بِغَيْر حق قَالَ ابْن عبد الْبر زيد بن وَاقد هَذَا ثِقَة من ثِقَات الشاميين لَقِي وائلة بن الْأَسْقَع (الْبَزَّاز الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الله) (بزان بن مامين) (الْأَمِير مُجَاهِد الدّين الْكرْدِي) أحد الموصوفين بالشجاعة والرأي والسماحة وَالصَّدقَات والصلات توفّي سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة بداره عِنْد بَاب الفراديس وَدفن بمدرسته المجاهدية وَلم يخل من باك عَلَيْهِ ومتأسف (الْبَزْدَوِيّ الْحَنَفِيّ عَليّ بن مُحَمَّد) (بزغش بن عبد الله الرُّومِي) أَبُو يُوسُف وَيُقَال أَبُو مَنْصُور مولى أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمدين الْبَغْدَادِيّ سمع مَعَ أَوْلَاد سَيّده من أبي الْحسن عَليّ بن هبة الله بن عبد السَّلَام الْكَاتِب وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأُرموي وَأبي الْمَعَالِي الْفضل بن سهل الأسفراييني وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن حمدين وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة

الألقاب

(الألقاب) البزكان الْوَاعِظ الْحسن بن أَحْمد) ابْن الْبزورِي مَحْفُوظ بن معتوق البزي الْمُقْرِئ اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد (البزيغية) طَائِفَة من فرقة الخطابية الَّذين هم من الروافض افْتَرَقت الخطابية أَربع فرق فرقة زعمت أَن الإِمَام بعد جَعْفَر الصَّادِق رجل يُسمى بزيغاً كَانَ يزْعم أَن جعفراً هُوَ الْإِلَه وَأَن كل مُؤمن يُوحى إِلَيْهِ وَزعم أَن فِي أَصْحَابه من هُوَ أفضل من جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَزعم أَن الْإِنْسَان إِذا بلغ الْكَمَال وَمَات لَا يُقَال مَاتَ بل يُقَال رفع إِلَى الملكوت والفرقة الثَّانِيَة تعرف بالمعمرية وَيَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ وَفرْقَة ثَالِثَة تعرف بالعمرية وَيَأْتِي ذكرهم فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ وَتسَمى هَذِه الطَّائِفَة العجلية وَفرْقَة رَابِعَة تسمى بالمفضلية وَيَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ (بسام بن أَحْمد بن حُبَيْش) (بن عمر بن عبد الله بن شَاكر أَبُو الرضى الغافقي الجياني) نزيل مالقة سمع من أَبِيه وَأبي عبد الله بن الفخار وَأبي جَعْفَر بن مضاء ونحبة بن يحيى وَابْن بشكوال وروى عَن أبي زيد السُّهيْلي وَأبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَجَمَاعَة وَكَانَ من أهل الْفضل والورع والعناية بِالْحَدِيثِ وَله حَظّ من الْعَرَبيَّة وَالشعر وَولي الْقَضَاء وَحدث توفّي بمالقة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة ومولده فِي شعْبَان سنة سبع وَخمسين وَخمْس مائَة (الألقاب) ابْن بسام الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر البساسيرسي اسْمه أرسلان البستي أَبُو الْفَتْح عَليّ بن مُحَمَّد (بسر) 3 - (الفِهري الصَّحَابِيّ) بسر بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَبعدهَا رَاء

ابْن أَرْطَأَة ابْن أبي أَرْطَأَة عُمَيْر وَقيل عُوَيْمِر الْقرشِي العامري أَبُو عبد الرَّحْمَن يُقَال إِنَّه لم يسمع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ قبض وَهُوَ صَغِير هَذَا قَول الْوَاقِدِيّ وَابْن معِين وَأحمد وَغَيرهم وَقَالُوا خرف فِي آخر عمره وَهُوَ أحد الَّذين بَعثهمْ عمر بن الْخطاب مدَدا إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ لفتح مصر على اخْتِلَاف فِيهِ قيل كَانُوا أَرْبَعَة الزبير وَعُمَيْر بن وهب وخارجة بن حذافة وَبسر بن أَرْطَأَة وَالْأَكْثَرُونَ على أَنهم الزبير والمقداد وَعُمَيْر وخارجة ولبسر بن أَرْطَأَة حديثان أَحدهمَا لَا تقطع الْأَيْدِي فِي الْمَغَازِي وَالثَّانِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول اللَّهُمَّ أحسن عاقبتنا فِي الْأُمُور كلهَا وأجرنا من خزي الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة وَكَانَ ابْن معِين يَقُول لَا تصح لَهُ صُحْبَة وَكَانَ يَقُول فِيهِ رجل سوء قَالَ ابْن عبد الْبر ذَاك لأمور عِظَام ركبهَا فِي الْإِسْلَام فِيمَا نَقله أهل الْأَخْبَار وَأهل الحَدِيث أَيْضا مِنْهَا ذبحه ابْني عبيد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وهما صغيران بَين يَدي أمهما قلت وسوف يَأْتِي ذَلِك فِي ذكر أمهما عَائِشَة بنت عبد المدان فِي حرف الْعين وَلما وَجهه مُعَاوِيَة لقتل شيعَة عَليّ بن أبي طَالب قَامَ إِلَيْهِ معن أَو عَمْرو بن يزِيد بن الْأَخْنَس السّلمِيّ وَزِيَاد بن الْأَشْهب الْجَعْدِي فَقَالَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نَسْأَلك بِاللَّه وَالرحم أَن لَا تجْعَل لبسر على قيس سُلْطَانا فَيقْتل قيسا بِمَا قتلت بَنو سليم من بني فهر وكنانة يَوْم دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فَقَالَ مُعَاوِيَة يَا بسر لَا إمرة لَك على قيس فَسَار حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة فَقتل ابْني عبيد الله وفر أهل الْمَدِينَة ودخلوا الْحرَّة حرَّة بني سليم وأغار بسر على هَمدَان وَقتل وسبى نِسَاءَهُمْ فَكُن أول مسلمات سبين فِي الْإِسْلَام وَقتل أَحيَاء من بني سعد حدث أَبُو سَلامَة عَن أبي الربَاب وَصَاحب لَهما انهما سمعا أَبَا ذَر يَدْعُو ويتعوذ فِي صَلَاة صلاهَا أَطَالَ قِيَامهَا وركوعها وسجودها قَالَ فَسَأَلْنَاهُ مِم تعوذت وفيم دَعَوْت قَالَ تعوذت بِاللَّه من يَوْم الْبلَاء وَيَوْم الْعَوْرَة فَقُلْنَا وَمَا ذَلِك قَالَ أما يَوْم الْبلَاء فتلتقي فئتان من الْمُسلمين فَيقْتل بَعضهم بَعْضًا وَأما يَوْم الْعَوْرَة فَإِن نسَاء من المسلمات يسبين فَيكْشف عَن سوقهن فأيتهن كَانَت أعظم ساقاً أسرت على عظم سَاقهَا فدعوت الله أَن لَا يدركني هَذَا الزَّمَان ولعلكما تدركانه قَالَ فَقتل عُثْمَان ثمَّ أرسل مُعَاوِيَة) بسر بن أَرْطَأَة إِلَى الْيمن فسبى نسَاء

مسلمات فأقمن فِي السُّوق وَقَالَ الْمِقْدَاد بن الْأسود وَالله لَا أشهد لأحد أَنه من أهل الْجنَّة حَتَّى أعلم مَا يَمُوت عَلَيْهِ فإنِّي سمعتُ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لقلب ابْن آدم أسْرع انقلاباً من الْقدر إِذا استجمعت غلياً وَقيل كَانَ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ عَامل الْمَدِينَة لعَلي بن أبي طَالب ففرّ أَبُو أَيُّوب وَلحق بعلي وَدخل بسر الْمَدِينَة فَصَعدَ منبرها فَقَالَ أَيْن شَيْخي الَّذِي عهدته بالْأَمْس يَعْنِي عُثْمَان ثمَّ قَالَ يَا أهل الْمَدِينَة وَالله لَوْلَا مَا عَهده إِلَيّ مُعَاوِيَة مَا تركت فِيهَا محتلماً إِلَّا قتلته ثمَّ أَمر أهل الْمَدِينَة بالبيعة لمعاوية وَأرْسل إِلَى بني سَلمَة فَقَالَ مَا لكم عِنْدِي وَلَا مبايعة حَتَّى تَأْتُونِي بجابر بن عبد الله فَأخْبر جَابر فَانْطَلق حَتَّى جَاءَ أم مسلمة أم الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهَا مَاذَا تَرين فَإِنِّي خشيت أَن أقتل وَهَذِه بيعَة ضَلَالَة فَقَالَت أرى أَن تبَايع وَقد أمرت ابْني عمر بن أبي سَلمَة أَن يُبَايع فَأتى جَابر بسراً فَبَايعهُ لمعاوية ثمَّ انْطلق حَتَّى أَتَى مَكَّة وَبهَا أَبُو مُوسَى فخافه أَبُو مُوسَى على نَفسه فهرب فَقيل ذَلِك لبسر فَقَالَ مَا كنت لأقتله وَقد خلع عليا وَلم يَطْلُبهُ ثمَّ توجه إِلَى الْيمن فَوجدَ عبيد الله بن الْعَبَّاس قد مر إِلَى عَليّ بن أبي طَالب وَولى مَكَانَهُ عبيد الله بن المدان الْحَارِثِيّ فَقتله وَقتل وَلَدي عبيد الله وَكَانَ بسر من الْأَبْطَال الطغاة وَكَانَ مُعَاوِيَة بصفين فَأمره أَن يلقى عليا وَقَالَ لَهُ سَمِعتك تتمنى لقاءه فَلَو ظفرك الله بِهِ حصلت على دنيا وآخرة وَلم يزل يشجعه ويمنيه حَتَّى رَآهُ فقصده فِي الْحَرْب والتقيا فصرعه عَليّ وَعرض لَهُ مَعَه كَمَا عرض لَهُ مَعَ عَمْرو بن الْعَاصِ لِأَن عمرا لما صرعه عَليّ انْكَشَفَ لَهُ فَكف عَليّ عَنهُ أَنَفَة وَفِي ذَلِك يَقُول الْحَارِث بن النَّضر السَّهْمِي وَكَانَ عدوا لعَمْرو ولبسر (أَفِي كل يَوْم فَارس لَيْسَ بنتهي ... وعورته وسط الْعَجَاجَة باديه) (يكف لَهَا عَنهُ عَليّ سنانه ... ويضحك مِنْهُ فِي الْخَلَاء مُعَاوِيه) (بَدَت أمس من عَمْرو فقنع رَأسه ... وعورة بسر مثلهَا حَذْو حاذيه) (فقولا لعَمْرو ثمَّ بسر أَلا انظرا ... سبيلكما لَا تلقيا اللَّيْث ثَانِيه) (وَلَا تحمدا إِلَّا الحيا وخصاكما ... هما كَانَتَا وَالله للنَّفس واقيه) (ولولاهما لم تنجوا من سنانه ... وَتلك بِمَا فِيهَا من الْعود ناهيه) (مَتى تلقيا الْخَيل المشيحة صبحةً ... وفيهَا عَليّ فاتركا الْخَيل ناحيه) (فكونا بَعيدا حَيْثُ لَا تبلغ القنا ... نحوركما إِن التجارب كافيه) ) قَالَ ابْن عبد الْبر إِنَّمَا كَانَ انصراف عَليّ رَضِي الله عَنهُ عَنْهُمَا وَعَن أمثالهما لِأَنَّهُ كَانَ لَا يرى فِي قتال الباغين عَلَيْهِ من الْمُسلمين أَن يتبع مُدبر وَلَا يُجهز على جريح وَلَا يقتل أَسِير وَتلك كَانَت سيرته فِي حروبه فِي الْإِسْلَام وعَلى مَا رُوِيَ عَن عَليّ فِي ذَلِك مَذَاهِب فُقَهَاء الْأَمْصَار بالحجاز

الصحابي

وَالْعراق إِلَّا أَن أَبَا حنيفَة قَالَ إِن انهزم الْبَاغِي إِلَى فِئَة اتبع وَإِن انهزم إِلَى غير فِئَة لم يتبع يعد بسر بن أَرْطَأَة فِي الشاميين وأتى الْيمن وَله دَار بِالْبَصْرَةِ وَمَات بِالْمَدِينَةِ وَقيل بل مَاتَ بِالشَّام فِي بَقِيَّة من أَيَّام مُعَاوِيَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ قد أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ لَيْسَ يُقَال لَهُ هَذَا أعَان على عُثْمَان إِلَّا قَتله وَقد ذكره بَعضهم بالشين الْمُعْجَمَة فَقَالَ بشر وَذكره الشَّيْخ شمس الدّين فِي بشر بالشين الْمُعْجَمَة وَابْن عبد الْبر ذكره فِي بسر بِالسِّين الْمُهْملَة 3 - (الصَّحَابِيّ) بسر بن جحاش بِالْجِيم والحاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف شين مُعْجمَة هَكَذَا ذكره ابْن أبي حَاتِم فِي بَاب بسر قَالَ ابْن عبد الْبر وَقد تقدم فِي بَاب بشر وَهُوَ الْأَكْثَر فِي اسْمه روى عَنهُ جُبَير بن نفير وَقَالَ أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ بسر بن جحاش بِالسِّين وَلَا يَصح فِيهِ بشر بالشين 3 - (الْخُزَاعِيّ) بسر بن سُفْيَان بن عَمْرو بن عُوَيْمِر الْخُزَاعِيّ أسلم سنة سِتّ من الْهِجْرَة وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عينا إِلَى قُرَيْش إِلَى مَكَّة وَشهد الْحُدَيْبِيَة وَهُوَ الْمَذْكُور فِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن الْمسور ومروان قَوْله حَتَّى إِذا كَانَ بغدير الأشطاط لقِيه عينه الْخُزَاعِيّ وَأخْبرهُ خبر قُرَيْش وجموعهم قَالُوا هُوَ بسر بن سُفْيَان هَذَا 3 - (الْحَضْرَمِيّ الشَّامي) بسر بن عبيد الله الْحَضْرَمِيّ الشَّامي روى عَن وائلة بن الْأَسْقَع ورويفع بن ثَابت وَغَيرهمَا من الصَّحَابَة وَأبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَهُوَ أحفظ أَصْحَاب أبي إِدْرِيس روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه توفّي بعد الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ

الدئلي

3 - (الدئلي) بسر بن محجن الدئلي روى عَن أَبِيه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ) 3 - (الْأَزْدِيّ) بسر بن الْمُغيرَة بن أبي صفرَة الْأَزْدِيّ هُوَ الْقَائِل لِعَمِّهِ الْمُهلب بن أبي صفرَة وَقد قدم عَلَيْهِ خُرَاسَان فَلم يحمده (جفاني الْأَمِير والمغيرة قد جَفا ... وَأمسى يزِيد لي قد ازور جَانِبه) (فيا عَم مهلا واصطنعني لغيرة ... من الدَّهْر إِن الدَّهْر جم نوائبه) (أَلا إِن للسيف المصمم نبوة ... ومثلي لَا تنبو عَلَيْك مضاربه) (جعلتم بنيكم دُوننَا إِذْ ملكتم ... وَأي بني الإخوان تأبى مناسبه) (فوليتموهم صفوة الْعَيْش دُوننَا ... وندعى إِذا مَا غص بِالْمَاءِ شَاربه) (وكلكم قد نَالَ شبعا لبطنه ... وشبع الْفَتى لؤم إِذا جَاع صَاحبه) 3 - (الْمَازِني) بسر السّلمِيّ وَيُقَال الْمَازِني نزل عِنْدهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأكل عِنْدهم ودعا لَهُم قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرف لَهُ غير هَذَا الْخَبَر وَهُوَ وَالِد عبد الله بن بسر لم يرو عَنهُ غير ابْنه عبد الله بن بسر وَلَيْسَ من الصماء فِي شَيْء يعد فِي أهل الشَّام (بسرة بنت صَفْوَان) (بن نَوْفَل بن أَسد بن عبد العُزَّى) القرشية الأَسدِية أمهَا سَالِمَة بنت أُميَّة بن حَارِثَة ابْن الأوقص السلمِيَّة وَهِي ابْنة أخي ورقة بن نوقل وَأُخْت عقبَة بن أبي معيط لأمه وَكَانَت عِنْد الْمُغيرَة بن أبي الْعَاصِ فَولدت لَهُ مُعَاوِيَة وَعَائِشَة وَكَانَت عَائِشَة تَحت مَرْوَان بن الحكم وَهِي أم عبد الْملك بن مَرْوَان وَقَالَ الزبير وَطَائِفَة إِن بسرة هِيَ أم مُعَاوِيَة بن الْمُغيرَة بن أبي الْعَاصِ وَجدّة عَائِشَة بنت مُعَاوِيَة وَعَائِشَة بنت مُعَاوِيَة هِيَ أم عبد الْملك بن مَرْوَان قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَيْسَ قَول من قَالَ إِنَّهَا من كنَانَة بِشَيْء وَالصَّوَاب أَنَّهَا من بني أَسد روى عَنْهَا من الصَّحَابَة أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وروى عَنْهَا مَرْوَان بن الحكم حَدِيث مس الذّكر وَهِي من المبايعات

بشار

(بشار) 3 - (ابْن برد الْأَعْمَى) بشار بن برد بن يرجوخ بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَسُكُون الرَّاء وَضم الْجِيم وَبعد الْوَاو الساكنة خاء مُعْجمَة الْعقيلِيّ بِضَم الْعين الْمُهْملَة مَوْلَاهُم الْمَشْهُور الشَّاعِر أَبُو معَاذ المرعث بِضَم الْمِيم وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْعين الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا ثاء مُثَلّثَة وَهُوَ الَّذِي فِي أُذُنه رعثات وَهِي القرط لِأَنَّهُ كَانَ فِي أُذُنه وَهُوَ صَغِير قرط ذكر صَاحب الأغاني فِي كِتَابه فِي أَسمَاء أجداد بشار سِتَّة وَعشْرين جدا أَسمَاؤُهُم أَعْجَمِيَّة وَذكر من أَحْوَاله وأخباره شَيْئا كثيرا وَيُقَال إِنَّه ولد على الرّقّ وأعتقته امْرَأَة عقيلية فنسب إِلَيْهَا وَكَانَ أكمه ولد أعمى جاحظ الْعَينَيْنِ قد تغشاهما لحم أَحْمَر وَكَانَ ضخماً عَظِيم الْخلق وَالْوَجْه مجدوراً طَويلا وَهُوَ فِي أول مرتبَة الْمُحدثين من الشُّعَرَاء المجيدين وَمن شعره قَوْله (هَل تعلمين وَرَاء الْحبّ منزلَة ... تدني إِلَيْك فَإِن الْحبّ أقصاني) وَقَوله (أَنا وَالله أشتهي سحر عَيْني ... ك وأخشى مصَارِع العشاق) وَقَوله (يَا قوم أُذُنِي لبَعض الْحَيّ عاشقة ... وَالْأُذن تعشق قبل الْعين أَحْيَانًا) (قَالُوا بِمن لَا ترى تهذي فَقلت لَهُم ... الْأذن كَالْعَيْنِ توفّي الْقلب مَا كَانَا) ) وَقَالَ (إِن من بردي جسماً ناحلاً ... لَو توكأت عَلَيْهِ لانهدم)

(ختم الْحبّ لَهَا فِي كَبِدِي ... مَوضِع الْخَاتم من أهل الذمم) (وَإِذا قلت لَهَا جودي لنا ... خرجت بِالصَّمْتِ من لَا وَنعم) وَلما أنْشد قَول الشَّاعِر (وَقد جعل الْأَعْدَاء ينتقصونها ... وتطمع فِينَا ألسن وعيون) (أَلا إِنَّمَا ليلى عَصا خيزرانة ... إِذا غمزوها بالأكف تلين) فَقَالَ بشار وَالله لَو زعم أَنَّهَا عَصا مخ أَو زبد لَكَانَ قد جعلهَا جافية خشنة إِذْ جعلهَا عَصا أَلا قَالَ كَمَا قلت (وحوراء المدامع من معد ... كَأَن حَدِيثهَا ثَمَر الْجنان) (إِذا قَامَت لمشيتها تثنت ... كَأَن عظامها من خيزران) وَهُوَ الَّذِي قَالَ مَا زلت مُنْذُ سَمِعت قَول امْرِئ الْقَيْس (كَأَن قُلُوب الطير رطبا ويابساً ... لَدَى وَكرها الْعنَّاب والحشف الْبَالِي) اجتهدت حَتَّى قلت (كَأَن مثار النَّقْع فَوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه) ولأرباب البلاغة على هَذَا الْبَيْت كَلَام طَوِيل مَذْكُور فِي كتبهمْ وَقد ضمنت أول هَذَا الْبَيْت فَقلت (وَلم أنس يَوْمًا حجبت فِيهِ شمسه ... فآذن إِذْ غَابَتْ بِضيق نفوسنا) (وسد علينا الجو نشر ضبابه ... كَأَن مثار النَّقْع فَوق رؤوسنا) وشعره كثير وأخباره فِي كتاب الأغاني كَثِيرَة وَقيل عَنهُ إِنَّه كَانَ يفضل النَّار على الأَرْض ويصوب رَأْي إِبْلِيس فِي امْتِنَاعه من السُّجُود لآدَم وَقَالَ (إِبْلِيس خير من أبيكم آدم ... فتنبهوا يَا معشر الْفجار) (إِبْلِيس من نَار وآدَم طِينَة ... وَالْأَرْض لَا تسمعوا سمو النَّار) وَقَالَ أَيْضا (الأَرْض مظْلمَة وَالنَّار مشرقة ... وَالنَّار معبودة مذ كَانَت النَّار) ) وَكَانَ بشار يرى رَأْي الكاملية وَهُوَ طَائِفَة من الرافضة يَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْكَاف فِي مَكَانَهُ وَفِي ترجمتهم شَيْء من ذكر بشار بن برد الْمَذْكُور ووفد على الْمهْدي وأنشده قصيدة يمدحه بهَا مِنْهَا (إِلَى ملك من هَاشم فِي نبوة ... وَمن حمير فِي الْملك وَالْعدَد الدثر) (من المشترين الْحَمد تندى من الندى ... يَدَاهُ ويندى عارضاه من الْعطر)

فَلم يحظ مِنْهُ فَقَالَ يهجوه (خليفةٌ يَزْنِي بعمّاته ... يلْعَب بالدُّبُّوق والصَّولجان) (أبدلنا الله بِهِ غَيره ... ودسَّ مُوسَى فِي حر الخيزران) وأنشدهما فِي حَلقَة يُونُس النَّحْوِيّ فسعى بِهِ إِلَى وزيره يَعْقُوب بن دَاوُد وَكَانَ بشار قد هجاه بقوله (بني أُميَّة هبوا طَال نومكم ... إِن الْخَلِيفَة يَعْقُوب بن دَاوُد) (ضَاعَت خلافتكم يَا قوم فالتمسوا ... خَليفَة الله بَين الناي وَالْعود) فَدخل الْوَزير يَعْقُوب على الْمهْدي وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن هَذَا الملحد الزنديق قد هجاك قَالَ بِمَ ذَاك فَقَالَ لَا أُطِيق أقوله فأقسم عَلَيْهِ فكتبهما فَلَمَّا وقف عَلَيْهِمَا كَاد ينشق غيظاً فانحدر إِلَى الْبَصْرَة فَلَمَّا بلغ البطيحة سمع أذاناً فِي وَقت ضحاء النَّهَار فَقَالَ انْظُرُوا مَا هَذَا فَإِذا بشار سَكرَان فَقَالَ يَا زنديق عجبت أَن يكون هَذَا غَيْرك أتلهو بِالْأَذَانِ فِي غير وَقت صَلَاة وَأَنت سَكرَان وَأمر بضربه فَضرب بالسياط بَين يَدَيْهِ على صدر الحراقة سبعين سَوْطًا تلف مِنْهَا وَكَانَ إِذا أَصَابَهُ السَّوْط قَالَ حسّ وَهِي كلمة تَقُولهَا الْعَرَب للشَّيْء إِذا أوجع فَقَالَ بَعضهم انْظُرُوا إِلَى زندقته وَكَيف يَقُول حسّ وَلَا يَقُول بِسم الله فَقَالَ بشار وَيلك أطعام هُوَ فأسمي الله عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ آخر أَفلا قلت الْحَمد لله فَقَالَ أَو نعْمَة هِيَ فَأَحْمَد الله عَلَيْهَا وَبَان الْمَوْت فِيهِ فألقي فِي سفينة حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقد بلغ نيفاً وَتِسْعين سنة وَقَالَ فِي حَال ضرب الجلاد لَهُ لَيْت عَيْني أبي الشمقمق تراني حَيْثُ يَقُول (هللينه هللينه ... طعن قثّاة لتينة) (إِن بشار بن برد ... تَيْس أعمى فِي سفينة) وَكَانَ بشار يخَاف لِسَان أبي الشمقمق ويصانعه فِي كل سنة بمبلغ من الذَّهَب حَتَّى يكف عَنهُ) وَوجد فِي أوراقه مَكْتُوب إِنِّي أردْت هجاء آل سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس فَذكرت قرابتهم من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَمْسَكت عَنْهُم وَالله أعلم بحالهم وَيُقَال إِن الْمهْدي لما بلغه ذَلِك نَدم على قَتله وَكَانَ كثيرا مَا ينشد قَوْله (سترى حول سَرِيرِي ... حسّراً لطمن لطما) (يَا قَتِيلا قتلته عَبدة ... الْحَوْرَاء ظلما) عَبدة اسْم محبوبته وَلما خرجت جنَازَته لم يتبعهَا إِلَّا أمة سندية لَهُ عجماء تَقول واشيداه واشيداه بالشين المعدمة وَمن شعر بشار بن برد (يَا ابْن نهيا رَأس عَليّ ثقيل ... وَاحْتِمَال الرأسين خطب جليل) (ادْع غَيْرِي إِلَى عبَادَة الِاثْنَيْنِ ... فَإِنِّي بِوَاحِد مَشْغُول)

بشارة الشبلي الحسامي الكاتب

(يَا ابْن نهيا بَرِئت مِنْك إِلَى الل ... هـ جهاراً وَذَاكَ مني قَلِيل) فأشاع حَمَّاد عجرد هَذِه الأبيات عَن بشار وَجعل حَمَّاد مَكَان بِوَاحِد عَن وَاحِد ليصحح عَلَيْهِ الزندقة وَالْكفْر بِاللَّه فَمَا زَالَت الأبيات تَدور أَيدي النَّاس إِلَى أَن انْتَهَت إِلَى بشار فاضطرب مِنْهَا وجزع وَقَالَ أشاط ابْن الزَّانِيَة بدمي وَالله وَغَيرهَا حَتَّى شهر فِي النَّاس مَا يهلكني وَقَالَ حَمَّاد فِي بشار (لقد صَار بشار بَصيرًا بدبره ... وناظره بَين الْأَنَام ضَرِير) (لَهُ مقلة عمياء واست بَصِيرَة ... إِلَى الاير من تَحت الثِّيَاب تُشِير) (على وده أَن الْحمير تنيكه ... وَإِن جَمِيع الْعَالمين حمير) وَمن شعره وَهُوَ فِي غَايَة الْحِكْمَة (إِذا بلغ الرَّأْي المشورة فَاسْتَعِنْ ... بحزم نصيح أَو نصاحة حَازِم) (وَلَا تحسب الشورى عَلَيْك غَضَاضَة ... فَإِن الخوافي رافد للقوادم) (وخل الهوينا للضعيف وَلَا تكن ... نؤوما فَإِن الْحر لَيْسَ بنائم) (وأدن من الْقُرْبَى المقرب نَفسه ... وَلَا تشهد الشورى امْرأ غير كاتم) (وَمَا خير كف أمسك الغل أُخْتهَا ... وَمَا خير سيف لم يويد بقائم) (فَإنَّك لَا تستطرد الْهم بالمنى ... وَلَا تبلغ الْعليا بِغَيْر المكارم) (بِشَارَة الشبلي الحسامي الْكَاتِب) مولى شبْل الدولة صَاحب الْمدرسَة والخانقاه عِنْد ثورا بِدِمَشْق سمع مَعَ مَوْلَاهُ حنبلاً وَابْن طبرزد وَغَيرهمَا وروى عَنهُ الدمياطي والأبيوردي وَجَمَاعَة وَهُوَ رومي الْجِنْس وَهُوَ أَبُو أَوْلَاد بِشَارَة الْمَشْهُورين بِدِمَشْق كَانَ يكْتب خطا حسنا وَذريته يدعونَ النّظر على الْمدرسَة والخانقاه المنسوبة إِلَى شبْل الدولة الْمَذْكُور وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَخمسين وست مائَة (بشتاك الناصري) بشتاك الْأَمِير سيف الدّين الناصري كَانَ شكلاً تَاما أهيف الْقَامَة حُلْو الْوَجْه قربه السُّلْطَان وَأَدْنَاهُ وَأَعْلَى مَنْزِلَته وَكَانَ يُسَمِّيه فِي غيبته بعد موت بكتمر بالأمير وَكَانَ زَائِد التيه والصلف لَا يكلم أستاذ الدَّار وَلَا الْكَاتِب إِلَّا بترجمان وَكَانَ إقطاعه سبع عشرَة طبلخاناة أكبر من إقطاع قوصون وَمَا يعلم قوصون بذلك وَلما مَاتَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَرثهُ فِي جَمِيع أَحْوَاله فِي دَاره واسطبله الَّذِي على الْبركَة وَفِي امْرَأَته أم أَمِير أَحْمد وشرى جَارِيَته خوبى بِسِتَّة آلَاف دِينَار وَدخل مَعهَا مَا قِيمَته عشرَة آلَاف دِينَار وَأخذ ابْن بكتمر

عِنْده وَكَانَت الشرقية تحمى لَهُ بعد بكتمر الساقي وَزَاد أمره وَعظم مَحَله وَثقل على السُّلْطَان وَأَرَادَ الفتك بِهِ فَمَا تمكن وَتوجه إِلَى الْحجاز وَأنْفق فِي الْأُمَرَاء وَأهل الركب والفقراء المجاورين بِمَكَّة وَالْمَدينَة شَيْئا كثيرا للغاية من آلَاف الدَّنَانِير إِلَى الدِّينَار على مَرَاتِب النَّاس وطبقاتهم وَلما عَاد من الْحجاز لم يدر بِهِ السُّلْطَان إِلَّا وَقد حضر إِلَيْهِ فِي نفر قَلِيل من مماليكه وَقَالَ إِن أردْت إمساكي فها أَنا قد جِئْت إِلَيْك برقبتي فكابره السُّلْطَان وَطيب خاطره وَكَانَ غير عفيف الذيل عَن الْمليح والقبيح وَبَالغ فِي ذَلِك وأفرط حَتَّى فِي نسَاء الفلاحين وَغَيرهم وَرمي بأوابد ودواهي من هَذِه الْمَادَّة وَكَانَ سَبَب قربه أَن السُّلْطَان قَالَ لمجد الدّين السلَامِي أُرِيد تشتري لي من الْبِلَاد مَمْلُوكا يشبه بو سعيد يَعْنِي ملك التتار فَقَالَ لَهُ هَذَا بشتاك يُشبههُ وجرده السُّلْطَان لإمساك الْأَمِير سيف الدّين تنكز فَحَضَرَ إِلَى دمشق بعد إِمْسَاكه هُوَ وَعشرَة أُمَرَاء وَنزل الْقصر الأبلق وَفِي خدمته الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي وبرسبغا وطاجار الدوادار وَغَيره وَحَال نُزُوله حلف الْأُمَرَاء كلهم للسُّلْطَان وَذريته واستخرج ودائع تنكز وَعرض حواصله ومماليكه وخيله وجواربه وكل مَا يتَعَلَّق بِهِ ووسط) طغاي وجنغاي مملوكي تنكز فِي سوق الْخَيل وأوزان أَيْضا فِي سوق الْخَيل بِحُضُورِهِ يَوْم الموكب وَأقَام بِدِمَشْق خَمْسَة عشر يَوْمًا أَو مَا حولهَا وَعَاد إِلَى مصر وَبَقِي فِي نَفسه من دمشق وَمَا يَجْسُر يفاتح السُّلْطَان فِي ذَلِك فَلَمَّا مرض السُّلْطَان وأشرف على الْمَوْت ألبس الْأَمِير سيف الدّين قوصون مماليكه فَدخل بشتاك وَعرف السُّلْطَان ذَلِك فَقَالَ لَهُ افْعَل أَنْت مثله ثمَّ إِنَّه جمع بَينهمَا وتصالحا قدامه وَنَصّ السُّلْطَان على أَن يكون الْملك بعده لوَلَده الْمَنْصُور أبي بكر فَلم يُوَافق وَقَالَ مَا أُرِيد إِلَّا سَيِّدي أَحْمد فَلَمَّا مَاتَ السُّلْطَان وسجي قَامَ قوصون إِلَى الشباك وَطلب بشتاك وَقَالَ لَهُ يَا أَمِير تعال أَنا مَا يجي مني سُلْطَان لِأَنِّي كنت أبيع الطمسا والبرغالي والكشاتوين وَأَنت اشْتريت مني وَأهل الْبِلَاد يعْرفُونَ ذَلِك مني وَأَنت مَا يجي مِنْك سُلْطَان لِأَنَّك كنت تبيع البوزا وَأَنا اشْتريت مِنْك وَأهل الْبِلَاد يعْرفُونَ ذَلِك منا فَمَا يكون سُلْطَانا من عرف بِبيع الطمسا والبرغالي وَلَا من عرف بِبيع البوزا وَهَذَا أستاذنا هُوَ الَّذِي أوصى لمن هُوَ أخبر بِهِ من أَوْلَاده وَهَذَا هُوَ فِي ذمَّته وَمَا يسعنا إِلَّا امْتِثَال أمره حَيا وَمَيتًا وَأَنا مَا أخالفك إِن أردْت أَحْمد أَو غَيره أَو لَو أردْت كل يَوْم تعْمل سُلْطَانا مَا خالفتك فَقَالَ بشتاك كل هَذَا صَحِيح وَالْأَمر أَمرك وأحضرا الْمُصحف وحلفا عَلَيْهِ بَعْضًا لبَعض وتعانقا وتباوسا ثمَّ قاما إِلَى رجْلي السُّلْطَان فقبلاهما ووضعا ابْن السُّلْطَان على الْكُرْسِيّ وباسا الأَرْض لَهُ وحلفا لَهُ وسمياه الْمَنْصُور ثمَّ إِن بشتاك طلب من السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور أبي بكر نِيَابَة دمشق فرسم لَهُ بذلك وَكتب تَقْلِيده وبرز إِلَى ظَاهر الْقَاهِرَة وَبَقِي هُنَاكَ يَوْمَيْنِ ثَلَاثَة ثمَّ إِنَّه طلع إِلَى السُّلْطَان ليودعه فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الفخري وَأمْسك سَيْفه وتكاثروا عَلَيْهِ فأمسكوه وجهزوه إِلَى الاسكندرية واعتقلوه بهَا ثمَّ إِنَّه قنل فِي الْحَبْس أول سلطنة الْملك الْأَشْرَف كجك فِي شهر ربيع الآخر تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان فِي يَوْم وَاحِد ألف ألف دِرْهَم ليَشْتَرِي بهَا قَرْيَة يبنا من عمل سَاحل الرملة وَأَخْبرنِي طغاي مَمْلُوك أَمِير حُسَيْن ابْن جندر وَكَانَ أَمِير مجْلِس عِنْد بشتاك قَالَ لنا رَأَيْت برسم الفحم للمشوي فِي كل يَوْم يمْضِي عشرُون

بشر

درهما وَلما توجه بأولاد السُّلْطَان إِلَى دمياط رَأَيْته فِي كل يَوْم يذبح لسماطه خمسين رَأس غنم وفرساً لَا بُد مِنْهُ خَارِجا عَن الدَّجَاج والإوز وبشتاك الْمَذْكُور هُوَ أول من أمسك من أُمَرَاء الدولة بعد الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وفتك بِهِ وَقتل وَفِيه قلت أَنا) (قَالَ الزَّمَان وَمَا سمعنَا قَوْله ... وَالنَّاس فِيهِ رهائن الأشراك) (من ينصر الْمَنْصُور من كيدي وَقد ... صَاد الردى بشتاك لي بشباك) (بشر) 3 - (بشر بن الْبَراء بن معْرور) الْأنْصَارِيّ الخزرجي من بني سَلمَة وَتقدم ذكر أَبِيه الْبَراء قَالَ ابْن إِسْحَق شهد الْعقبَة وبدراً وأحداً وَالْخَنْدَق وَمَات بِخَيْبَر سنة سبع فِي حِين افتتاحها من أَكلَة أكلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الشَّاة الَّتِي سم فِيهَا قيل إِنَّه لم يبرح من مَكَانَهُ حِين أكل مِنْهَا حَتَّى مَاتَ وَقيل بل لزمَه وَجَعه ذَلِك سنة ثمَّ مَاتَ مِنْهُ وَكَانَ من الرُّمَاة الْمَذْكُورين وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد آخى بَينه وَبَين وَاقد بن عبد الله التَّمِيمِي حَلِيف بني عدي وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سَأَلَ بني سَلمَة من سيدكم فَقَالُوا الْجد بن قيس على بخل فِيهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأي دَاء أدوي من الْبُخْل بل سيد بني سَلمَة الْأَبْيَض الْجَعْد بشر بن الْبَراء 3 - (بشر بن الْحَارِث) 3 - (بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم الْقرشِي السَّهْمِي) كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة هُوَ وَأَخُوهُ الْحَارِث بن الْحَارِث بن قيس وَمعمر بن الْحَارِث بن قيس 3 - (أيبرق) بشر بن الْحَارِث وَهُوَ أيبرق بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الظفري شهد أحدا وأخواه مُبشر وَبشير وَبشير هُوَ الشَّاعِر وَكَانَ منافقاً يهجو الصَّحَابَة وَكَانُوا أهل حَاجَة فَسرق بشير من رِفَاعَة بن زيد درعه ثمَّ ارْتَدَّ فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَلم يذكر لِأَخِيهِ بشر نفاق

الحافي

3 - (الحافي) بشر بن الْحَارِث بن عبد الرَّحْمَن بن عَطاء أَبُو نصر الْمروزِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الزَّاهِد الْكَبِير الْمَعْرُوف ببشر الحافي هُوَ ابْن عَم عَليّ بن خشرم الْمُحدث سمع إِبْرَاهِيم بن سعد وَحَمَّاد بن زيد وَأَبا الْأَحْوَص ومالكاً وشريكاً والفضيل بن عِيَاض وَعبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم وخَالِد بن عبد الله الطَّحَّان وَعبد الله بن الْمُبَارك وَكَانَ عديم النظير زاهداً وورعاً وصلاحاً كثير الحَدِيث إِلَّا أَنه كَانَ يكره الرِّوَايَة وَيخَاف من شَهْوَة النَّفس وَيَقُول أكره التحدث لِأَن نَفسِي) تُرِيدُ أَن أتحدث قَالَ شاطر سخي أحب إِلَى الله من صوفي بخيل وَقَالَ إِذا أعْجبك الْكَلَام فاصمت وَإِذا أعْجبك الصمت فَتكلم رَآهُ بعض الْفُقَرَاء فِي مَنَامه بعد مَوته فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَلكُل من تبع جنازتي وَلكُل من أَحبَّنِي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة توفّي قبل المعتصم بِسِتَّة أَيَّام سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة وَكَانَ من أَوْلَاد الرؤساء وَالْكتاب وَسبب تَوْبَته أَنه أصَاب فِي الطَّرِيق ورقة مَكْتُوب فِيهَا بِسم الله وَقد وطئتها الْأَقْدَام فَأَخذهَا وَاشْترى بِدَرَاهِم كَانَت مَعَه غَالِيَة وَطيب الورقة وَجعلهَا فِي شقّ حَائِط فَرَأى فِي النّوم كَأَن قَائِلا يَقُول لَهُ يَا بشر طيبت اسْمِي لأطيبن اسْمك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَلَمَّا انتبه من نَومه تَابَ ويحكى أَنه أَتَى بَاب الْمعَافى بن عمرَان فدق عَلَيْهِ الْحلقَة فَقيل من فَقَالَ بشر الحافي فَقَالَت لَهُ بنت من دَاخل الدَّار لَو اشْتريت نعلا بدانقين لذهب عَنْك اسْم الحافي وَإِنَّمَا لقب الحافي لِأَنَّهُ جَاءَ إِلَى إسكاف يطْلب مِنْهُ شسعاً لأحد نَعْلَيْه فَقَالَ لَهُ الإسكافي مَا أَكثر كلفتكم على النَّاس فَألْقى النَّعْل من يَده وَالْأُخْرَى من رجله وَحلف لَا يلبس نعلا بعْدهَا وَقيل لَهُ بِأَيّ شَيْء تَأْكُل الْخبز فَقَالَ أذكر الْعَافِيَة فأجعلها إدماً وَقَالَ بَعضهم أذكر الْعَافِيَة فأجعلها إدماً وَقَالَ بَعضهم سَمِعت بشرا يَقُول لأَصْحَاب الحَدِيث أَدّوا زَكَاة هَذَا الحَدِيث فَقَالُوا وَمَا زَكَاته فَقَالَ اعْمَلُوا من كل مِائَتي حَدِيث بِخَمْسَة أَحَادِيث وَكَانَ لَهُ ثَلَاث أَخَوَات وَهن مُضْغَة ومخة وزبدة وَكن زاهدات عابدات وأكبرهن مُضْغَة فَمَاتَتْ قبل أَخِيهَا بشر فَحزن عَلَيْهَا حزنا عَظِيما وَبكى بكاء كثيرا فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ قَرَأت فِي بعض الْكتب أَن العَبْد إِذا قصر فِي خدمَة ربه سلبه أنيسه وَهَذِه أُخْتِي كَانَت أنيستي فِي الدُّنْيَا وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد بن

العبدي

حَنْبَل دخلت امْرَأَة على أبي فَقَالَت لَهُ يَا عبد الله إِنِّي امْرَأَة أغزل فِي اللَّيْل على ضوء السراج وَرُبمَا طفئ السراج فأغزل على ضوء الْقَمَر فَهَل عَليّ أَن أبين غزل السراج من غزل الْقَمَر فَقَالَ لَهَا أبي إِن كَانَ عنْدك فرق بَينهمَا فَعَلَيْك أَن تبيني ذَلِك فَقَالَت لَهُ يَا أَبَا عبد الله أَنِين الْمَرِيض هَل هُوَ شكوى فَقَالَ لَهَا أبي أَرْجُو أَن لَا يكون شكوى وَلَكِن هُوَ اشتكاء إِلَى الله تَعَالَى ثمَّ انصرفت فَقَالَ لي أبي يَا بني مَا سَمِعت إنْسَانا قطّ يسألني عَن مثل مَا سَأَلت هَذِه الْمَرْأَة اتبعها قَالَ عبد الله فتبعتها إِلَى أَن دخلت دَار بشر الحافي فَعلمت أَن الْمَرْأَة أُخْت بشر الحافي وَقَالَ بشر الحافي تعلمت الْوَرع من أُخْتِي فَإِنَّهَا كَانَت تجتهد أَن لَا تَأْكُل مَا لمخلوق فِيهِ صنع وأخرجت جنَازَته بعد صَلَاة الصُّبْح فِي نَهَار صَائِف) فَمَا اسْتَقر فِي قَبره إِلَى الْعَتَمَة وَكَانَ ابْن الْمَدِينِيّ وَأَبُو نصر التمار يصيحان فِي الْجِنَازَة هَذَا وَالله شرف الدُّنْيَا قبل شرف الْآخِرَة وَرويت لَهُ المنامات الصَّالِحَة وآثاره وأخباره كَثِيرَة فِي رِسَالَة الْقشيرِي وَفِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر وَغَيره 3 - (الْعَبْدي) بشر بن الحكم الْعَبْدي النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه الزَّاهِد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (العسكري الْفَرَائِضِي) بشر بن خَالِد العسكري الْفَرَائِضِي نزيل الْبَصْرَة روى عَن غنْدر وَأبي أُسَامَة وشبابه وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَة وَأَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْخَثْعَمِي) بشر بن ربيعَة الْخَثْعَمِي صَاحب جبانة بشر بِالْكُوفَةِ شَاعِر مخضرم وَهُوَ أحد الفرسان وَهُوَ الْقَائِل لعمر بن الْخطاب بعد وَاقعَة الْقَادِسِيَّة (تذكر هداك الله وَقع سُيُوفنَا ... بِبَاب قديس وَالْمَكْر ضَرِير) (غَدَاة يود الْقَوْم لَو أَن بَعضهم ... أعير جناحي طَائِر فيطير) (إِذا مَا فَرغْنَا من قراع كَتِيبَة ... دلفنا لأخرى كالجبال نسير)

الواعظ الأفوه

3 - (الْوَاعِظ الأفوه) بشر بن السّري الْوَاعِظ بِمَكَّة الملقب بالأفوه روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (الْبَصْرِيّ الْمُتَكَلّم) بشر بن شبيب الْبَصْرِيّ الْمُتَكَلّم قَالَ يرثي الْحداد الجدلي لما سَأَلَهُ سعيد بن الْمُهلب خَليفَة عِيسَى بن جَعْفَر على الْبَصْرَة عَن أَسمَاء الله عز وَجل أقديمة هِيَ أم محدثة فَقَالَ بل محدثة مخلوقة وَاحْتج لذَلِك فَضَربهُ بالسياط حَتَّى مَاتَ فَقَالَ بشر يرثيه (انع للْمُسلمين دين الرَّسُول ... وابك للحق بالدموع الهمول) (فل سيف الْهدى وكل لِسَان ال ... حق فِي الناطقين عَن كل قيل) ) (شرح النَّاس الْيَوْم بالْكفْر صَدرا ... كلهم غير مَا أنَاس قَلِيل) (عبدُوا مَا يصورون وسووا ... بَين حَال الدَّلِيل والمدلول) (فليفجع عَليّ أبي عَمْرو اليو ... م قَتِيل التَّوْحِيد خير قَتِيل) (ولتمسك دون الْيَقِين عَلَيْهِ ... عِنْد تذكاره بحزن طَوِيل) (أمكن الله ثَائِر الدّين من وَا ... ل ظلوم بجوره مستطيل) (وَلَئِن ظلّ طالبوه لكم فِي ... نصْرَة الله من دم مطلول) 3 - (أَمِير الْمغرب) بشر بن صَفْوَان الْكَلْبِيّ أَمِير الْمغرب سَبْعَة أَعْوَام لما احْتضرَ اسْتخْلف على النَّاس بأفريقية فعاس بن قرط الْكَلْبِيّ مَاتَ سنة تسع وَمِائَة 3 - (بشر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ) بشر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ من بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا قَالَ ابْن سعد لم يُوجد لَهُ فِي الْأَنْصَار نسب وَيُقَال فِيهِ بشير 3 - (بشر بن عَبدة) سكن الْبَصْرَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمعه يَقُول إِن أَخَاكُم النَّجَاشِيّ قد مَاتَ فاستغفروا لَهُ لم يرو عَنهُ غير ابْنه عَفَّان

الجارود

3 - (الْجَارُود) بشر بن عَمْرو بن حَنش بن الْمُعَلَّى وَهُوَ الْجَارُود وَسمي الْجَارُود لقَوْله (جردناهم بالبيض من كل جَانب ... كَمَا جرد الْجَارُود بكر بن وَائِل) ويكنى أَبَا الْمُنْذر وَكَانَ نَصْرَانِيّا وَهُوَ ملك الْبَحْرين وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ رهطه بني جذيمة وَأسلم وَقَالَ (رَضِينَا بدين الله من كل حَادث ... وَبِاللَّهِ والرحمن نرضى بِهِ رَبًّا) وَقَالَ (شهِدت بِأَن الله حق وسامحت ... بَنَات فُؤَادِي بِالشَّهَادَةِ بالخفض) (فَإِن لَا تكن دَاري بِيَثْرِب فِيكُم ... فَإِنِّي لكم عِنْد الْقِيَامَة والنهض) (أصالح من صالحت من ذِي عَدَاوَة ... وَأبْغض من أَمْسَى على بغضكم بغضي) ) 3 - (المريسي) بشر بن غياث بن أبي كَرِيمَة أَبُو عبد الرَّحْمَن مولى زيد بن الْخطاب هُوَ بشر المريسي كَانَ من أَعْيَان أَصْحَاب الرَّأْي أَخذ عَن أبي يُوسُف وبرع فِي الْفِقْه وَنظر فِي الفلسفة وجرد القَوْل بِخلق الْقُرْآن وناظر عَلَيْهِ ودعا إِلَيْهِ وَكَانَ رَأس الْجَهْمِية أَخذ عَن الجهم بن صَفْوَان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فِيمَا أرى ثمَّ تبينت أَنه لم يدْرك الجهم قَالَ أَبُو النَّصْر هَاشم كَانَ أَبوهُ يَهُودِيّا قصاراً وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي نَاظر الشَّافِعِي بَين يَدي الرشيد وَقَالَ لَهُ مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِي إيَّايَ تَعْنِي فَقَالَ بشر نعم فَقَالَ مَخْلُوق فَسلم من شَره وَكَانَ بشر مرجئاً وَإِلَيْهِ تنْسب الطَّائِفَة المريسية وَكَانَ يَقُول إِن السُّجُود للشمس وَالْقَمَر لَيْسَ بِكفْر وَلكنه عَلامَة للكفر وَكَانَ لَا يعرف النَّحْو ويلحن لحناً فَاحِشا

الأسدي

3 - (الْأَسدي) بشر بن قطنة بن سِنَان بن الْحَارِث الْأَسدي شهد يَوْم الْيَمَامَة مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَقَالَ (أروح وأغدو فِي كَتِيبَة خَالِد ... على شطبة قد ضمهَا الْعَدو خيفق) (أَقُول لنَفْسي حِين خود وألها ... لَك الويل لما تشفقي حِين مُشفق) (رويدك لَا تستعجلي عل تنجلي ... غيابة هَذَا الْعَارِض المتألق) (إِذا قَالَ سيف الله كروا عَلَيْهِم ... كررنا وَلم نحفل وصاة المعوق) 3 - (أَخُو عبد الْملك بن مَرْوَان) بشر بن مَرْوَان أَمِير الْعرَاق الْأمَوِي كَانَ سَمحا جواداً ممدحاً ولي إمرة الْعرَاق لِأَخِيهِ عبد الْملك وَله دَار بِدِمَشْق عِنْد عقبَة الْكَتَّان وَهُوَ أول أَمِير مَاتَ بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ أول من أحدث الْأَذَان للعيد بِالْكُوفَةِ فأكبر النَّاس ذَلِك وأعظموه ووقف الفرزدق على قَبره ورثاه بِأَبْيَات فَمَا بَقِي أحد إِلَّا بَكَى عَلَيْهِ وعمره نَيف وَأَرْبَعُونَ سنة وَكَانَت وَفَاته سنة خمس وَسبعين لِلْهِجْرَةِ كتب إِلَى أَخِيه عبد الْملك (إِذا مت يَا خير الْبَريَّة لم تَجِد ... أَخا لَك يُغني عَنْك مثل غنائنا) (يواسيك فِي الضراء واليسر جهده ... إِذا لم تَجِد عِنْد الْحفاظ مواسيا) (سويحان أولى من سَواد وَحُمرَة ... تبدلته من وَاضح كَانَ صافيا) ) (فكم من رَسُول قد أَتَانِي بعتبه ... إِلَيّ ورسلي يكتمونك مَا بيا) فَلَمَّا قَرَأَهَا عبد الْملك قَالَ مَالك بن الريب أشعر مِنْهُ ولمالك الْمَذْكُور قصيدة على وزن هَذِه رثى فِيهَا نَفسه وَقَالَ لما قتل أَخُوهُ عبد الْملك عَمْرو بن سعيد الْأَشْدَق (لَو أَن أَبَا أُميَّة كَانَ حَيا ... لقد رَأس الْأُمُور وَقد براها) (غدرتم غدرةً تركت قُريْشًا ... شُعَاع الْأَمر مُخْتَلفا هَواهَا) (وأفسدتم خلافتكم وخنتم ... أَمينا لَو تحملهَا كفاها)

اليشكري

وَكَانَ لبشر من الْوَلَد الحكم أمه أم كُلْثُوم بنت أبي سَلمَة وَعبد الْملك وَأمه هِنْد بنت أَسمَاء بن خَارِجَة وَعبد الْعَزِيز بن بشر وَأمه ابْنة خَالِد بن عقبَة بن أبي معيط 3 - (الْيَشْكُرِي) بشر بن مَسْعُود الْيَشْكُرِي الْبَصْرِيّ من شعراء خُرَاسَان هُوَ الْقَائِل يمدح رجلا (بَحر إِذا حلت الوراد ساحته ... لم يثنهم علل مِنْهُ عَن الْعِلَل) (يسمو بِهِ شرف ناهيك من شرف ... فِي سادة الْيمن الأنجاب لم يزل) (لم يدر مَا قبْلَة الْإِسْلَام مُعْتَمر ... لم يدر أَنَّك مهوى قبْلَة الأمل) وَالْقَائِل أَيْضا (أَبُو الْأَشْعَث اللَّخْمِيّ نَفسِي فداؤه ... أغر كريم الْوَالِدين يماني) (دَعَاني إِلَى معروفه فأجبته ... وَقلت لَهُ لبيْك جين دَعَاني) (وقاني من الْأَيَّام ريش جنَاحه ... فَأَصْبَحْنَ لَا يدرين أَيْن مَكَاني) (لجأت إِلَيْهِ واعتصمت بحبله ... فأصحت عُيُون الدَّهْر لَيْسَ تراني) قلت وَمن هُنَا أَخذ أَبُو نواس قَوْله يمدح مُحَمَّد بن الْفضل بن الرّبيع (أخذت بِحَبل من حبال مُحَمَّد ... أمنت بِهِ من نَائِب الْحدثَان) (تغطيت من دهري بِظِل جنَاحه ... فعيني ترى دهري وَلَيْسَ يراني) (فَلَو تسْأَل الْأَيَّام مَا اسْمِي لما درت ... وَأَيْنَ مَكَاني مَا عرفن مَكَاني) 3 - (الْعَقدي) بشر بن معَاذ الْعَقدي الْبَصْرِيّ الضَّرِير روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة ووثَّقه ابْن حبَان وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين) 3 - (المعتزلي) بشر بن الْمُعْتَمِر الْبَصْرِيّ أَبُو سهل كَانَ أبرص وَكَانَ رِوَايَة شَاعِرًا نسابةً لَهُ الْأَشْعَار فِي الِاحْتِجَاج للدّين وَفِي غير ذَلِك وَذكر الجاحظ أَنه لم ير أحدا أقوى مِنْهُ على المخمس المزدوج وَله قصيدة فِي ثَلَاث مائَة ورقة احْتج فِيهَا لمذهبه وقصيدة فِي الغول وَهُوَ الْقَائِل

الحافظ أبو إسماعيل

(إِن كنت تعلم مَا تقو ... ل وَمَا أَقُول فَأَنت عَالم) (أَو كنت تجْهَل ذَا وَذَا ... ك فَكُن لأهل الْعلم لَازم) (أهل الرياسة من ينا ... زعهم رياستهم فظالم) (سهرت عيونهم وَأَن ... ت عَن الَّذِي قاسوه حالم) (لَا تَطْلُبن رئاسةً ... بِالْجَهْلِ أَنْت لَهَا مخاصم) (لَوْلَا مقامهم رَأْي ... ت الدّين مُضْطَرب الدعائم) وَكَانَ من رُؤُوس الْمُعْتَزلَة وَإِلَيْهِ تنْسب الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بالبشرية أفرط فِي التولد وَقَالَ بِهِ حَتَّى قَالَ يجوز أَن تقع الْأَعْرَاض من الطعوم والروائح والادراكات مُتَوَلّدَة فِي الْجِسْم من فعل الْغَيْر وَإِن النّظر يُولد الْعلم بالمنظور فِيهِ وَقَالَ الرب تَعَالَى قَادر على تَعْذِيب الطِّفْل وَلَو فعل كَانَ ظَالِما فِيهِ وَلكنه لَا يستحسن أَن يُقَال فِي حَقه تَعَالَى إِنَّه ظَالِم إِذا عذب الطِّفْل بل لَو عذبه لاستدللنا بتعذيبه لَهُ أَنه بَالغ وَقد عصى مَعْصِيّة اسْتحق عَلَيْهَا الْعقَاب فِي علم الله تَعَالَى وَهَذَا هذيان من الْكَلَام مَعَ بُطْلَانه فَإِنَّهُ إِذا جَازَ تَعْذِيب الطِّفْل من الرب تَعَالَى فَلَا فرق بَين كَونه ابْن يَوْم مثلا أَو ابْن سنة أَو مُمَيّزا فَكيف يجوز القَوْل بِأَنَّهُ إِذا عذبه يسْتَدلّ بتعذيبه لَهُ أَنه بَالغ وَهُوَ ابْن يَوْم مثلا لم يقل بِهَذَا أحد من الْعلمَاء وَالله أعلم وَكَانَ يفضل على أبان اللاحقي فِي النّظم وَتُوفِّي سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَقد علت سنه وَله مصنفات كَثِيرَة 3 - (الْحَافِظ أَبُو إِسْمَاعِيل) بشر بن الْمفضل بن لَاحق الْحَافِظ أَبُو إِسْمَاعِيل الرقاشِي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ روى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم قَالَ ابْن حَنْبَل إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي التثبت بِالْبَصْرَةِ توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (السّلمِيّ العابد) بشر بن مَنْصُور السّلمِيّ بِفَتْح السِّين وَكسر اللَّام الْبَصْرِيّ الزَّاهِد العابد روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هُوَ ثِقَة وَزِيَادَة وَقَالَ ابْن

الأسدي

الْمَدِينِيّ مَا رَأَيْت أخوف مِنْهُ) لله تَعَالَى وَقَالَ ابْن مهْدي مَا رَأَيْت أحدا أقدمه عَلَيْهِ فِي الْوَرع والرقة توفّي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الْأَسدي) بشر بن مُوسَى بن صَالح الْأَسدي الْبَغْدَادِيّ ولد سنة تسعين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ من بَيت حشمة قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة أَمينا عَاقِلا ركيناً 3 - (الصَّواف) بشر بن هِلَال النميري الصَّواف روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين 3 - (ابْن الْوَلِيد) بشر بن الْوَلِيد الْكِنْدِيّ الْفَقِيه كَانَ وَاسع الْفِقْه عَالما دينا عابداً ولي قَالَ قَضَاء بَغْدَاد فِي الْجَانِبَيْنِ فَنقل عَنهُ إِلَى الواثق أَنه لَا يَقُول بِخلق الْقُرْآن فحبسه فِي منزله ووكل بِبَابِهِ فَلَمَّا اسْتخْلف المتَوَكل أطلقهُ ثمَّ إِنَّه تكلم بِالْوَقْفِ فِي الْقُرْآن فَأمْسك المحدثون عَنهُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الْوَلِيد) بشر بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم يَقُول لما قتل الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك (عجب لَا يتَوَلَّى ... عجب قتل الْوَلِيد) (بَيْنَمَا الْملك لَهُ زا ... ل فأمسى ليزِيد) (أسلمته عبد شمس ... والبقايا من ثَمُود) (قَالَ يَوْم الدَّار لما ... مَسّه حر الْحَدِيد) (اتَّقوا الله وَكفوا ... أَيْن عقدي وعهودي)

الحتات

(قَتَلُوهُ ثمَّ قَالُوا ... هَالك غير فقيد) 3 - (الحتات) بشر بن يزِيد بن عَلْقَمَة هُوَ الحتات أَبُو منَازِل الْمُجَاشِعِي الدَّارمِيّ أحد وَفد بني تَمِيم الَّذين وفدوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين مُعَاوِيَة ووفد على مُعَاوِيَة وَمَات عِنْده وَورثه الفرزدق لِأَنَّهُ من بني عَمه وَهُوَ الَّذِي يُقَال إِنَّه أَجَارَ الزبير بن الْعَوام لما انْصَرف من) الْجمل وَقتل الزبير فِي جواره فجرير يعير مجاشعاً بذلك لِأَن الفرزدق مِنْهُم فَقَالَ (لَو كنت حرا يَا ابْن قين مجاشع ... شيعت ضيفك فرسخين وميلا) وَهَذَا الحتات هُوَ الْقَائِل للفرزدق وَأَرَادَ الْخُرُوج إِلَى عمان (كتبتَ إليّ تستهدي الْجَوَارِي ... لقد أنعَظتَ من بلد بعيد) (أقِم لَا تأتنا فعمان أَرض ... بهَا سمك وَلَيْسَ بهَا ثريد) وَفِي وراثة مُعَاوِيَة لَهُ يَقُول الفرزدق (أَبوك وَعمي يَا معاوي أورثا ... تراثاً فيحتاز التراث أَقَاربه) (فَمَا بَال مِيرَاث الحتات أَكلته ... وميراث صَخْر جامد لَك ذائبه) وَقَالَ الحتات (لعمر أَبِيك فَلَا تكذبن ... لقد ذهب الْخَيْر إِلَّا قَلِيلا) (لقد فتن النَّاس فِي دينهم ... وخلى ابْن عَفَّان شرا طَويلا) (وَحَال أَبُو حسن دونهَا ... فَمَا تَسْتَطِيع إِلَيْهَا سَبِيلا) وللحتات بنُون عبد الله وَعبد الْملك ومنازل ولوا لبني أُميَّة وَقَالَ الْأَصْمَعِي غزا الحتات وَجَارِيَة بن قدامَة والأحنف فَرجع الحتات فَقَالَ لمعاوية فضلت عَليّ محرقا ومخذلا قَالَ اشْتريت مِنْهُمَا دينهما قَالَ فاشتر مني ديني قَالَ يَعْنِي بالمحرق جَارِيَة ابْن قدامَة لِأَنَّهُ كَانَ حرق دَار الْإِمَارَة بِالْبَصْرَةِ والأحنف خذل عَن عَائِشَة وَالزُّبَيْر 3 - (بشر الطَّبَرَانِيّ) وَيُقَال بشير من قدماء مَشَايِخ الصُّوفِيَّة كَانَ من أهل طبرية قَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد السّلمِيّ سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَحْمد غُلَام أبي الأدنان يَقُول أغارت الرّوم على جواميس لبشر الطَّبَرَانِيّ فَلَمَّا بلغه الْخَبَر وجاءه عبيده الرُّعَاة وَأَخْبرُوهُ بذلك أَيْضا قَالَ وَأَنْتُم أَحْرَار وَكَانَ قيمتهم ألف دِينَار فَقَالَ ابْنه أفقرتنا فَقَالَ

بشرى بن مسيس الرومي

لَا يَا بني وَلَكِن الله أَرَادَ أَن يختبرني فَأَحْبَبْت أَن أشكره وأزيده وَلم يذكر السّلمِيّ وَفَاة بشر (بشرى بن مَسِيس الرُّومِي) (فَارس فاتن) بشرى بن مَسِيس بعد الْمِيم سينان مهملتان بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف أَبُو الْحسن الرُّومِي الفاتني مولى الْأَمِير فاتن مولى الْمُطِيع لله أسر من بلد الرّوم وَهُوَ كَبِير أَمْرَد قَالَ فأهداني بعض بني حمدَان لفاتن فأدبني وأسمعني وَورد أبي بَغْدَاد سرا ليتلطف فِي أخذي فَلَمَّا رَآنِي على تِلْكَ الصّفة من الْإِسْلَام والاشتغال بِالْعلمِ يئس مني وَرجع قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي يَوْم عبد الْفطر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة (الألقاب) ابْن بَشرَان اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل تقدم وَابْن بَشرَان الْوَاعِظ اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد ابْن البشيطاري شمس الدّين عُثْمَان بن مُحَمَّد ابْن بشكوال خلف بن عبد الْملك البشنوي الْحسن بن دَاوُد (بشير) 3 - (الْأنْصَارِيّ) بشير بن أنس بن أُميَّة بن عَامر بن جشم بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ شهد أحدا رَضِي الله عَنهُ 3 - (العكي) بشير بن جَابر بن غراب بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَقيل ابْن عراب بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة ابْن عَوْف بن ذؤالة العكي وَقيل الغافقي ذكره ابْن يُونُس فِيمَن شهد فتح مصر وَقَالَ لَهُ صُحْبَة وَلَيْسَت لَهُ رِوَايَة

الصحابي

3 - (الصَّحَابِيّ) بشير بن الْحَارِث روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ الشّعبِيّ ذكره ابْن أبي حَاتِم فِي الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم 3 - (السدُوسِي) بشير بن الخصاصية بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وصادين مهملتين وياء النِّسْبَة الخصاصية أمه وَهُوَ سدوسي وَكَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة زحماً بالزاي والحاء الْمُهْملَة وَالْمِيم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْت بشير روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث صَالِحَة روى عَنهُ بشير بن نهيك 3 - (نجم الدّين أَبُو النُّعْمَان الصُّوفِي) بشير بن أبي حَامِد بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن سُلَيْمَان بن عبد الله الإِمَام نجم الدّين أَبُو النُّعْمَان الْقرشِي الْهَاشِمِي الطَّالِبِيُّ الْجَعْفَرِي الزَّيْنَبِي التبريزي الصُّوفِي الْفَقِيه ولد بأردبيل سنة سبعين وَخمْس مائَة وَسمع الْكثير وروى وَله تَفْسِير مليح فِي عدَّة مجلدات وَحفظ الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف وناظر وَأفْتى وَدخل على ابْن الخوافي بِبَغْدَاد فسرقت مشايته فَكتب إِلَيْهِ (دخلت إِلَيْك يَا أملي بشيراً ... وَلما أَن خرجت خرجت بشرا) (أعد يائي الَّتِي سَقَطت من اسْمِي ... فيائي فِي الْحساب تعد عشرا) فَجهز إِلَيْهِ نصف مِثْقَال قلت وَكَانَ ابْن الخوافي عَارض الْجَيْش بِبَغْدَاد وَدخل نجم الدّين يهنئه بِهِلَال شهر على الْعَادة وَفِي قَوْله يائي تعد عشرا فِي الْحساب أَي فِي حِسَاب الْجمل وَأَرَادَ الثّمن عَن النَّعْلَيْنِ عشرَة)

بشير بن زبد الأنصاري

3 - (بشير بن زبد الْأنْصَارِيّ) اسْتشْهد أَبوهُ أَبُو زيد يَوْم أحد وَشهد زيد هَذَا وَأَخُوهُ ودَاعَة صفّين مَعَ عَليّ رَضِي الله عَنْهُم 3 - (أَبُو النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ) بشير بن سعد بن ثَعْلَبَة أَبُو مَسْعُود وَيُقَال أَبُو النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَالِد النُّعْمَان بن بشير قَالَ ابْن عَسَاكِر قَالَ ابْن القداح شهد الْعقبَة وبدراً والمشاهد بعْدهَا وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سريتين إِلَى بني مرّة وَهُوَ الَّذِي كسر على سعد بن عبَادَة الْأَمر يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة فَبَايع أَبَا بكر هُوَ وَأسيد بن حضير أول النَّاس وَاسْتشْهدَ بِعَين التَّمْر مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد بعد انصرافهم من الْيَمَامَة سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْ عشرَة وَله شعر يدل على أَنه أَتَى أَعمال دمشق مِنْهُ قَوْله (أَنَاخَ بهَا بطرِيق فَارس عائطا ... لَهُ من ذرى الجولان بقل وزاهر) هُوَ أول أَنْصَارِي بَايع أَبَا بكر وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كَيْفيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي قَالَ لعمر بن الْخطاب لما قَالَ لَو ترخصت فِي بعض الْأُمُور مَا كُنْتُم فاعلين فَقَالَ بشير لَو فعلت قومناك تَقْوِيم الْقدح 3 - (ابْن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ) بشير بن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ لَهُ القصيدة الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا ظعن الخليط فَقطع الأقرانا وفيهَا يَقُول (فلئن سَأَلت ليخبرنك عَالم ... وَالْعلم ينفع أَهله مَا كَانَا) (أَنا ننازل بِالسُّيُوفِ عدونا ... فنصد من مهوى الطعان طعانا)

أبو سهل السلمي

(وَإِذا الْجِيَاد رأيننا فِي مجمع ... أعظمننا فرحلن عَن مجرانا) (وَإِذا دَعَا دَاعِي الصَّباح أَجَابَهُ ... تَحت العماية كهلنا وفتانا) (تخشى بوادرنا ويؤمن فجعنا ... وتحتّ فِي السّنة الجماد ذرانا) (نأتي المكارم وَهِي منا شِيمَة ... وبذاك كَانَ كَبِيرنَا أوصانا) (فَلَو أَن دهراً كَانَ أبقى قبلنَا ... حَيا لطول تكرم أبقانا) (كذب امْرُؤ أَمْسَى بعد قَبيلَة ... نصرت بأجمعها النَّبِي سوانا) (فسل الْبَريَّة هَل أجبنا رَبنَا ... ووليه للحق حِين دَعَانَا) ) 3 - (أَبُو سهل السّلمِيّ) بشير بن عبد الله السّلمِيّ الْمدنِي أَبُو سهل يَقُول للْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن عبد الْملك يمدحه من قصيدة (لقد علمت حَقًا إِذا هِيَ حملت ... لأحسابها يَوْمًا وَقَامَ لَهَا الْفَخر) (بأنك يَا عَبَّاس غرَّة مَالك ... إِذا افتخرت يَوْمًا وَقَامَ لَهَا الْفَخر) (فَتى يَجْعَل الْمَعْرُوف من دون عرضه ... وينجز مَا منى كَمَا تنجز الْقدر) (فأقسم لَو كَانَ الخلود لوَاحِد ... من النَّاس عَن مجد لأخلدك الدَّهْر) 3 - (أَبُو لبَابَة) بشير بن عبد الْمُنْذر أَبُو لبَابَة النصاري وَقد اخْتلف فِي اسْمه فَقيل بشير وَقيل رِفَاعَة وَسَيَأْتِي ذكره مُسْتَوفى إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الرَّاء مَكَانَهُ 3 - (أَبُو الْيَمَان الْجُهَنِيّ) بشير بن عقربة أَبُو الْيَمَان الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة حديثين سكن فلسطين وَقدم دمشق فِي ولَايَة عبد الْملك حِين قتل عَمْرو بن الْأَشْدَق فَقَالَ لَهُ عبد الْملك يَا أَبَا الْيَمَان قد احتجت إِلَيْك فَقُمْ فَتكلم فَقَالَ أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول من قَامَ بِخطْبَة لَا يلْتَمس بهَا إِلَّا رِيَاء وَسُمْعَة وَقفه الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة موقف رِيَاء وَسُمْعَة

بشير بن عمرو الأنصاري

وَهُوَ الَّذِي قتل أَبوهُ يَوْم أحد فَجعل يبكي فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما ترْضى أَن أكون أَنا أَبَاك وَعَائِشَة أمك قَالَ بلَى وَمسح على رَأسه وَكَانَ أثر يَده من رَأسه أسود وسائره أَبيض 3 - (بشير بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ) بشير بن عَمْرو بن مُحصن أَبُو عمْرَة الْأنْصَارِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقتل بصفين رَضِي الله عَنهُ 3 - (بشير بن عمروالصحابي) بشير بن عَمْرو ولد فِي عَام الْهِجْرَة قَالَ رَضِي الله عَنهُ توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ابْن عشر سِنِين وَكَانَ عريف قومه زمن الْحجَّاج وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (بشير بن عَنْبَس الْأنْصَارِيّ) ) بشير بن عَنْبَس بن زيد بن عَامر الْأنْصَارِيّ الظفري شهد أُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقُتِلَ يَوْم جسر أبي عبيد ذكره الطَّبَرِيّ وَيعرف بشير هَذَا بِفَارِس الحواء اسْم فرس لَهُ 3 - (البلوي) بشير بن كَعْب بن بشير بن كَعْب البلوي كَانَ من رُؤَسَاء الدعاة إِلَى مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن وَهُوَ الْقَائِل (دَعَوْت أَبَا عبد الْإِلَه مُحَمَّدًا ... إِلَى نصْرَة وَالله بِالنَّاسِ خابر) (فَلَو كنت فِينَا يَا ابْن بنت نَبينَا ... حمتك قروم دَفعهَا عَنْك حَاضر) (حمتك قروم من بلي أعزة ... إِذا كَانَ يَوْم ذُو عرام قماطر) وَفِيه يَقُول (إِن يَك أَمْسَى فِي جُهَيْنَة نازلاً ... فَلَا يبعدن الله شخص مُحَمَّد) (هُوَ الْمَرْء يُرْجَى للخلافة وَالْهدى ... وَيُعْطِي عَطاء غير نزر مصرد) (وَفِيه عَلَامَات تنير بِوَجْهِهِ ... كضوء الشهَاب الثاقب المتوقد) 3 - (الْأَسْلَمِيّ) بشير بن معبد الْأَسْلَمِيّ روى أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيثه فِي الثوم من أكله فَلَا يناجينا هُوَ جد مُحَمَّد بن بشير الْأَسْلَمِيّ وروى عَنهُ ابْنه بشر وَهُوَ الْقَائِل إِنَّا نَأْخُذ الْخَيْر بأيماننا

بشير بن أبي مسعود الأنصاري

3 - (بشير بن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ) رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَغِيرا وَشهد صفّين رَضِي الله عَنهُ 3 - (قَاضِي مصر) بشير بن النَّضر قَاضِي مُضر كَانَ رزقه فِي الْعَام ألف دِينَار توفّي سنة سبعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو الشعْثَاء الْبَصْرِيّ) بشير بن نهيك أَبُو الشعْثَاء الْبَصْرِيّ روى عَن بشر بن الخصاصية وَأبي هُرَيْرَة وَله عَنهُ صحيفَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (الضبعِي) بشير بن يزِيد الضبعِي أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَله صُحْبَة روى عَنهُ أَشهب الضبعِي قَالَ قَالَ رَسُول) الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم ذِي قار الْيَوْم أول يَوْم انتصف فِيهِ الْعَرَب على الْعَجم 3 - (سَارِق الدرعين) بشير هُوَ أَبُو طعمة الظفري الأوسي بن أُبَيْرِق واسْمه الْحَارِث بن عَمْرو بن حَارِثَة بن الْهَيْثَم بن ظفر وَهُوَ كَعْب بن الْخَزْرَج بن عمر بن مَالك بن الْأَوْس وَهُوَ عَم قَتَادَة بن النُّعْمَان وسرق مِنْهُ درعين وَطَعَامًا وَله فِي ذَلِك حَدِيث مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأنزل الله تَعَالَى فِيهِ آيَات من الْقُرْآن وهرب إِلَى مَكَّة فَنزل على

الغفاري

سلافة بنت عَم سعد فَلم يزل عِنْدهَا يهجو أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وينحل ذَلِك غَيره وَمن قَوْله (أَو كلما قَالَ الرِّجَال قصيدةً ... قَالُوا الأبيرق لَا أَبَا لَك قَالَهَا) (متعصبين كأنني أخشاهم ... جدع الْإِلَه أنوفهم فأمالها) وَله يَقُول حسان بن ثَابت (وَمَا سَارِق الدرعين قد تعلمونه ... بِذِي كرم من الرِّجَال أوادعه) (وَقد أنزلته بنت سعد فأصبحا ... ينازعها جلد استه وتنازعه) فَلَمَّا أَتَاهَا الشّعْر نبذت رَحْله وَجعل لَا يقره أحد بِمَكَّة حَتَّى لحق ببني سليم فَمَاتَ فيهم كَافِرًا وَقد تقدم ذكر أَخِيه بشر فِي مَكَانَهُ 3 - (الْغِفَارِيّ) بشير الْغِفَارِيّ حَدِيثه عَن أبي يزِيد الْمَدِينِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رد الْجمل الشرود فِي البيع إِذا لم يبين وَقيل إِنَّه كَانَ لبشير هَذَا مقْعد من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يكَاد يخطئه 3 - (الْحَارِثِيّ) بشير الْحَارِثِيّ قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ مرْحَبًا بك مَا اسْمك قَالَ أكبر قَالَ بل أَنْت بشير روى عَنهُ ابْنه عِصَام بن بشير 3 - (بشير السّلمِيّ الصَّحَابِيّ) بشير السّلمِيّ حجازي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ ابْنه رَافع بن بشير ذكره ابْن أبي حَاتِم عَن أَبِيه

التابعي

3 - (التَّابِعِيّ) بشير بن كَعْب بن أبي أَيُّوب التَّابِعِيّ روى عَن أبي ذَر وَأبي الدَّرْدَاء وَأبي هُرَيْرَة وروى لَهُ) البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى قبل التسعين لِلْهِجْرَةِ (ابْن بصاقة) فَخر الْقُضَاة نصر الله بن هبة الله (بصرة بن أبي بصرة الْغِفَارِيّ) لَهُ ولأبيه صُحْبَة وهما معدودان فِيمَن نزل مصر من الصَّحَابَة يُقَال إِن عزة صَاحِبَة كثير لشاعر بنت ابْنه وَالله أعلم وَفِي الْمُوَطَّأ عَن يزِيد بن الْهَاد عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ فَلَقِيت بصرة بن أبي بصرة الْغِفَارِيّ فَقَالَ من أَيْن أَقبلت فَقلت من الطّور فَقَالَ لَو أَدْرَكتك قبل أَن تخرج إِلَيْهِ مَا خرجت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَا تعْمل الْمطِي إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد الحَدِيث لَا يُوجد فِي الْمُوَطَّأ إِلَّا لبصرة ابْن أبي بصرة وَإِنَّمَا الحَدِيث لأبي هُرَيْرَة (الألقاب) البصروي مُحَمَّد بن عُثْمَان الْبَصِير أَبُو عَليّ الْفضل بن جَعْفَر الْبَصِير الْموصِلِي الْعَرُوضِي مُحَمَّد بن سعيد ابْن بصيلة الْفَرح بن عمر

أبو بصير الصحابي

ابْن البصيص الْكَاتِب مُوسَى بن عَليّ (أَبُو بَصِير الصَّحَابِيّ) اخْتلف فِي اسْمه فَقيل عبيد بن أسيد بن حَارِثَة وَقيل عتبَة بن أسيد بن حَارِثَة وَقيل عتبَة بن أسيد بن حَارِثَة وَقيل هُوَ من قُرَيْش وَقيل بل هُوَ ثقفي لما رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْحُدَيْبِيَة إِلَى الْمَدِينَة جَاءَهُ أَبُو بَصِير مُسلما فَأرْسلت قُرَيْش فِي طلبه رجلَيْنِ فَقَالَا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَهْد الَّذِي جعلت لنا أَن ترد إِلَيْنَا كل من جَاءَك مُسلما فَدفعهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الرجلَيْن فَخَرَجَا حَتَّى بلغا بِهِ ذَا الحليفة فنزلوا يَأْكُلُون من تمر لَهُم فَقَالَ أَبُو بَصِير لأحد الرجلَيْن وَالله لأرى سَيْفك هَذَا جيدا يَا فلَان فاستله الآخر وَقَالَ أجل وَالله إِنَّه لجيد لقد جربت بِهِ ثمَّ جربت فَقَالَ أَبُو بَصِير أَرِنِي أنظر إِلَيْهِ فأمسكه مِنْهُ فَضَربهُ حَتَّى برد وفر الآخر حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة فَدخل الْمَسْجِد يعدو فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد رأى هَذَا ذعراً فَلَمَّا انْتهى إِلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قتل وَالله صَاحِبي وَإِنِّي لمقتول فجَاء أَبُو بَصِير فَقَالَ يَا رَسُول الله قد وَالله وفت ذِمَّتك وَقد رددتني إِلَيْهِم وَقد نجاني الله مِنْهُم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويل أمه مسعر حَرْب لَو كَانَ لَهُ أحد فَلَمَّا سمع ذَلِك علم أَنه سيرده إِلَيْهِم فَخرج حَتَّى أَتَى سيف الْبَحْر وانقلب مِنْهُم أَبُو جندل فلحق بِأبي بَصِير وَجعل لَا يخرج من قُرَيْش رجل قد أسلم إِلَّا لحق بِأبي بَصِير حَتَّى اجْتمعت مِنْهُم عِصَابَة فَمَا يسمعُونَ بعير خرجت لقريش إِلَّا اعْترضُوا لَهُم فَقَتَلُوهُمْ وَأخذُوا أَمْوَالهم فَأرْسلت قُرَيْش إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تناشده الله وَالرحم إِلَّا أرسل إِلَيْهِم فَمن أَتَاك مِنْهُم فَهُوَ آمن وَكَانَ أَبُو بَصِير يُصَلِّي لأَصْحَابه وَكَانَ يكثر أَن يَقُول الله الْعلي الْأَكْبَر من ينصر الله فَسَوف ينصر وَلما قدم عَلَيْهِم أَبُو جندل كَانَ هُوَ يؤمهم وَاجْتمعَ إِلَى أبي جندل نَاس من بني غفار وَأسلم وجهينة وَطَوَائِف من الْعَرَب حَتَّى بلغُوا ثَلَاث مائَة فأقاموا مَعَ أبي جندل وَأبي بَصِير وَكتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِمَا ليقدما عَلَيْهِ وَمن مَعَهُمَا من الْمُسلمين أَن يلْحقُوا ببلادهم وأهلهم فَقدم الْكتاب إِلَى أبي جندل وَأَبُو بَصِير يَمُوت فَمَاتَ رَضِي الله عَنهُ وَكتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ يقرأه فدفنه أَبُو جندل مَكَانَهُ وَصلى عَلَيْهِ وَبنى عَلَيْهِ مَسْجِدا وَهَذَا فِيهِ زيادات وَنقص لأَصْحَاب الْأَخْبَار (الألقاب) البطاح اسْمه آقوش) البطال أَبُو مُحَمَّد اسْمه عبد الله

بغا

ابْن بطال شَارِح البُخَارِيّ اسْمه عَليّ بن خلف ابْن بطانة الْوراق أَحْمد بن الْحسن البطائحي الْمُقْرِئ عَليّ بن عَسَاكِر البطرني شيخ الْقرَاءَات بتونس أَحْمد بن مُوسَى البطروخي الْحَافِظ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن البطريق مُحَمَّد بن مُنِير وَالْآخر عَليّ بن يحيى البطريق يحيى بن الْحسن البطليوسي ابْن بطلَان الطَّبِيب الْمُخْتَار ابْن بطلَان ابْن بطة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدَان وَولده عبيد الله بن مُحَمَّد ابْن البطي أَحْمد بن عبد الْبَاقِي وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْحَافِظ بطيطي إِبْرَاهِيم بن خَالِد البعرة الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن الْفضل البعيث الشَّاعِر اسْمه خِدَاش بن بشر (بغا) 3 - (الْكَبِير التركي) بغا الْكَبِير أَبُو مُوسَى التركي أحد قواد المتَوَكل وأكبرهم لَهُ فتوحات ووقعات وَكَانَ مَمْلُوك الْحسن بن سهل الْوَزير وَكَانَ يحمق ويجهل فِي رَأْيه وَقد بَاشر عدَّة حروب وَمَا جرح قطّ وَفِيه دين وَإِسْلَام توفّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين وَقيل فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل إِنَّه كَانَ يُبَاشر الحروب وَلم يكن يلبس سِلَاحا وَمَا جرح قطّ فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ الْأَجَل جوشن وَإِنِّي رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله أدع لي فَقَالَ لَا بَأْس عَلَيْك أَحْسَنت إِلَى رجل من أهل بَيْتِي فَعَلَيْك من الله واقية وَالرجل

الشرابي

الَّذِي خلصه كَانَ المعتصم قد أمره أَن يلقيه إِلَى السبَاع فَلم يفعل وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَكَانَ يَوْمًا مَذْكُورا 3 - (الشرابي) بغا التركي الصَّغِير الْمَعْرُوف بالشرابي الْأَمِير من كبار قواد المتَوَكل وَهُوَ أحد من دخل عَلَيْهِ وفتك بِهِ وَغلب على المستعين هُوَ ووصيف حَتَّى قَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك (خليفةٌ فِي قفصٍ ... بَين وصيفِ وبُغا) (يَقُول مَا قَالَا لَهُ ... كَمَا تَقول الببغا) وَخرج بغا على المعتز وَنهب من الخزائن مِائَتي ألف دِينَار وَسَار إِلَى السن عَازِمًا على الشَّرّ فَاخْتلف عَلَيْهِ أَصْحَابه فَكتب يطْلب أَمَانًا وفارقه عسكره فانحدر فِي زورق فَأَخَذته المغاربة فَقتله الْوَلِيد وَنصب رَأسه بِبَغْدَاد وَأعْطِي قَاتله عشرَة آلَاف دِينَار وَكَانَ ذَلِك فِي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ نقل الروَاة أَن بغا الصَّغِير لما عزم على قتل المتَوَكل بتدبير ابْنه الْمُنْتَصر دَعَا بباغر التركي الْمُقدم ذكره بَعْدَمَا مَلأ عينه بالصلات وَقَالَ لَهُ أَنْت تعلم تقديمي لَك ومكانك عِنْدِي وَأُرِيد أَن أسر إِلَيْك شَيْئا قَالَ قل مَا شِئْت قَالَ إِن ابْني قد فسد عَليّ وَصَحَّ عِنْدِي أَنه يُرِيد سفك دمي وَأُرِيد إِذا دخل عَليّ غَدا وَأَنت حَاضر إِذا وضعت قلنسوتي عَن رَأْسِي إِلَى الأَرْض أَن تقتله قَالَ نعم فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ من الْغَد لم ينْزع القلنسوة فَظن باغر أَنه نسي فغمزه بحاجبه فَلم ير الْعَلامَة وَانْصَرف ابْنه فَقَالَ بغا يَا باغر إِنِّي فَكرت فِي أَنه حدث وَولد وَأُرِيد أَن استصلحه ثمَّ أمسك عَنهُ مديدة وَقَالَ لَهُ إِن أخي قد فسد عَليّ) وَهُوَ عازم على أَن يقتلني وينفرد بمكاني وَأحب أَن تبادر غَدا إِذا دخل عَليّ وتقتله وَجعل لَهُ عَلامَة فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ لم ير الْعَلامَة ووقف حَتَّى خرج أَخُوهُ فَقَالَ لَهُ يَا باغر هُوَ أخي وَعَسَى أَن استصلحه وَهَا هُنَا أَمر هُوَ أعظم وأكبر من هَذَا كُله قَالَ لَهُ باغر وَمَا هُوَ قَالَ الْمُسْتَنْصر قد صَحَّ عِنْدِي أَنه عزم على الْإِيقَاع بِي وَأُرِيد قَتله فَكيف ترى نَفسك ففكر سَاعَة ونكس رَأسه طَويلا ثمَّ قَالَ هَذَا لَا يَجِيء مِنْهُ شَيْء قَالَ وَلم قَالَ أتقتل الابْن وَالْأَب بَاقٍ إِذا لَا يَسْتَوِي لَك شَيْء ويقتلكم كلكُمْ أَبوهُ قَالَ فَمَا الرَّأْي قَالَ تبدأ بِالْأَبِ وَيكون أَمر الصَّبِي أيسر قَالَ أَو تفعل هَذَا وَيحك قَالَ نعم وَأدْخل أَنا إِلَى قَتله وَأَنت خَلْفي فَإِن قتلته وَإِلَّا فاقتلني أَنْت وَقل أَرَادَ أَن يقتل مَوْلَاهُ فَعلم بغا الصَّغِير أَنه قَاتله فَتمكن لَهُ التَّدْبِير على قتل المتَوَكل وقتلوه وَحكي أَن سيفويه قَالَ على الْمِنْبَر وَهُوَ يقص فِي سلسلة ذرعها تسعون ذِرَاعا فَقَالَ

الدوادار الناصري

النَّاس مَا قَالَ الله تَعَالَى إِلَّا سَبْعُونَ ذِرَاعا قَالَ هَذِه أعدت لبغا وباغر ووصيف وأمثالهم وَأما السبعون فلكم أَنْتُم 3 - (الدوادار الناصري) بغا الداودار الناصري كَانَ دواداراً صَغِيرا وألجاي كَبِيرا فَلَمَّا مَاتَ ألجاي ظن بغا أَن السُّلْطَان مَا يعدل عَنهُ لِأَن بغا كَانَ أقدم مِنْهُ وأكبر فِي بَيت السُّلْطَان فولى صَلَاح الدّين يُوسُف دوادار قبجق الْوَظِيفَة فيئس بغا من ذَلِك فَلَمَّا كَانَ بعد سنة عزل السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَأخرجه إِلَى صفد واستقل بغا بالوظيفة وَكَانَ خيرا عَاقِلا إِلَّا أَنه كَانَ يمِيل إِلَى الشَّبَاب وَكَانَت بِهِ فرحة يتعلل بهَا وَيَنْقَطِع فِي حجَّة ذَلِك ويخلو بِنَفسِهِ مَعَ أُولَئِكَ الشَّبَاب وَرُبمَا اسْتعْمل شَيْئا من الشَّرَاب على مَا قيل وَاتفقَ أَن قدم قصَّة للسُّلْطَان على لِسَان ابْن الدجيجاتي التَّاجِر لِأَن النشو كَانَ قد رمى عَلَيْهِ شَيْئا من متجر الْخَاص فَلَمَّا علم النشو بذلك عمل عَلَيْهِ عِنْد السُّلْطَان هُوَ وَغَيره وَكَانَ ذَلِك اللّعب مِنْهُ على ذهن السُّلْطَان مِنْهُ وَفِي نَفسه مِنْهُ فَعَزله من الْوَظِيفَة وَأخرجه إِلَى صفد فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يسيرَة وَمَات فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أَظن وَلم تكن لَهُ طبلخاناه أبدا بل كَانَت لَهُ عشرَة رَحمَه الله تَعَالَى (بَغْدَاد بنت جوبان) بَغْدَاد خاتون ابْنة النوين جوبان كَانَ السُّلْطَان بو سعيد يُحِبهَا ويميل إِلَيْهَا ميلًا عَظِيما إِلَى الْغَايَة وَكَانَ أَبوهَا لَا يَدعهَا تقرب من الأردو وَلَكِن تكون غَائِبَة مَعَ زَوجهَا الشَّيْخ حسن هُنَا وَهنا فَلَمَّا قتل بو سعيد أخاها دمشق خواجا وهر بأبوها جوبان ثمَّ قتل وَدخل أَخُوهَا تمرتاش إِلَى مصر تمكن بو سعيد مِنْهَا وَأَخذهَا من زَوجهَا وَصَارَت عِنْده مكينة لَهَا الحكم فِي الممالك وَلها وزيرة وتركب فِي موكب من الخواتين وتشد فِي وَسطهَا السَّيْف وتحكمت وهرب مِنْهَا عَليّ باشا أَخُو أم بو سعيد وخاله وَلم يَأْخُذهُ فِي هَواهَا لومة لائم وَلم تزل كَذَلِك على مَا هِيَ عَلَيْهِ من المكانة عِنْد بو سعيد حَتَّى مَاتَ وتملك أربكوون الْمَذْكُور فِيمَا تقدم فَأَخذهَا وقتلها سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَت كَثِيرَة التنقيب على أَخْبَار أَخِيهَا تمرتاش الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف التَّاء فِي مَوْضِعه أَخْبرنِي الخواجا مجد الدّين إِسْمَاعِيل السلَامِي قَالَ لما كنت بالأردو وعزمت على الْحُضُور إِلَى خدمَة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر رحت إِلَيْهَا أودعها وأخدمها قَالَ فَقَالَت لي يَا خواجا سلم على السُّلْطَان وَقل لَهُ أَنا بنته وجاريته وأشتهي أَن لَا يخباني عَن حَاجَة فَأَنت ترى تصرفي وأمري فِي الأردو والممالك فَلَا يكون يطْلب من غَيْرِي فَقَالَ فَضربت لَهَا جوكا ودعوت فَقَالَت يَا خواجا أريدك تطلب أخي من السُّلْطَان حَتَّى آراه قَالَ فَضربت جوكا وبهت حيرةً لَا أَدْرِي مَا أَقُول ثمَّ ألهمني الله أَن قلت وَالله يَا خوندكار أَنا مَا أَنا قدر هَذَا الْكَلَام هَذَا مَا يتحدث فِيهِ إِلَّا قان كَبِير مثله فَقَالَت صدقت إِلَّا يَا خواجا قطّ مَا يَجِيء أحد من عنْدكُمْ فأساله عَن أخي فَيَقُول

بغدوين الإفرنجي

إِنِّي رَأَيْته فَقلت لما رَاح أَخُوك إِلَى الْمُسلمين قَالَ لَهُ السُّلْطَان أَي الْبِلَاد تُرِيدُ حَتَّى أُعْطِيك فخاف أَن يطْلب دمشق أَو حلب أَو غَيرهمَا من هَذِه الْبِلَاد الَّتِي هِيَ قريبَة إِلَى هَذِه الْبِلَاد فيتهمه أَنه يخْتَار الْعود إِلَى بِلَاده فَطلب مِنْهُ إسكندرية وَهِي خلف مصر إِلَى ذَاك الْجَانِب فَالَّذِي يروح من عنْدكُمْ إِلَى مصر مَا يعبر على إسكندرية وَلَا يصل إِلَيْهَا فَلهَذَا مَا يرونه فهزت رَأسهَا وَقَالَت يكون أَو كَمَا قَالَ (بغدوين الإفرنجي) بغدوين ملك الإفرنج الَّذِي أَخذ الْقُدس هلك من خراجة أَصَابَته يَوْم مصَاف طبرية كَانَ شجاعاً مهيباً خبيثاً استفحل شَره وَجمع العساكر وَسَار ليَأْخُذ مصر من بني عبيد إِلَى أَن قَارب تنيس فسبح فِي النّيل فَانْتقضَ الْجرْح عَلَيْهِ وَنزل بِهِ الْمَوْت بالسبخة الْمَعْرُوفَة بِهِ فِي رمل مصر فشقوا بَطْنه ورموا حشاه هُنَاكَ فَهِيَ ترْجم إِلَى الْيَوْم وَحَمَلُوهُ ودفنوه بالقمامة وَكَانَ القمص صَاحب الرهاء قد جَاءَ إِلَى الْقُدس زَائِرًا فوصى لَهُ بغدوين بِالْملكِ بعده وَكَانَ هَلَاكه فِي سنة ثَمَان وَخمْس مائَة (الألقاب) ابْن الْبَغْدَادِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن البغيديدي الْحُسَيْن بن أَحْمد الْبَغْل النَّحْوِيّ اسْمه مفرج بن مَالك ابْن أبي الْبَغْل اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَغَوِيّ أَبُو الْقَاسِم الْحَافِظ اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد وَالْبَغوِيّ صَاحب التَّفْسِير اسْمه الْحُسَيْن بن مَسْعُود بن مُحَمَّد ابْن البغويش الطَّبِيب اسْمه سعيد بن مُحَمَّد (بَقَاء) 3 - (ابْن العليق) بَقَاء بن أَحْمد بن بَقَاء بن عَليّ أَبُو مُحَمَّد بن أبي شَاكر الْمَعْرُوف بِابْن العليق الْبَغْدَادِيّ كَانَ فِي صباه سيء الطَّرِيقَة مخالطاً لأهل العيث وَالْفساد ثمَّ إِنَّه تَابَ

وَحسنت طَرِيقَته وَصَحب الْفُقَرَاء حَتَّى عرف واشتهر بصحبتهم ثمَّ إِنَّه انْقَطع فِي بَيته وَصَارَ النَّاس يغشونه ويطعمهم مَا يكون عِنْده فقصده الْفُقَرَاء وَصَارَ لَهُ أَتبَاع وَأَصْحَاب وقصده الأتراك وخدام دَار الْخلَافَة والجواري وَفتح عَلَيْهِ شَيْء كثير من المَال فَبنى لنَفسِهِ رِبَاطًا بِبَاب شَارِع الدَّقِيق وَأقَام بِهِ مظْهرا للزهد والتقشف وَالْعِبَادَة فَحصل لَهُ بذلك ناموس من الْعَوام وَكَانَ قد جمع شَيْئا كثيرا من أَجزَاء الحَدِيث وَادّعى أَنه سمع الحَدِيث من جمَاعَة من الْمُتَقَدِّمين كَأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الْملك بن خيرون وَأبي بكر أَحْمد بن عبد الْوَاحِد الدَّلال وأمثالهما وروى شَيْئا من ذَلِك وكشط أَسمَاء الْمَشَايِخ القدماء كَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن أَحْمد بن عمر الحريري وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَأبي الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَأبي مُحَمَّد يحيى بن عَليّ بن الطراح وأمثالهم وَكتب اسْمه مَوضِع كل اسْم من هَؤُلَاءِ وَألقى الْجُزْء الَّذِي فِيهِ الْإِجَازَة فِي البرز فَتَلَوَّنَ وخفي مَوضِع الكشط ثمَّ حمله إِلَى الشَّيْخ أبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ فنقله وَلم يتَحَقَّق الصُّورَة وَكَذَلِكَ نَقله عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي واستغفلهما بذلك وَكَانَ النَّاس يرَوْنَ هَذِه الْإِجَازَة لنقل هذَيْن الشَّيْخَيْنِ لَهَا فيعتمدون عَلَيْهِمَا وأخفى تِلْكَ الْأُصُول فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَحْمد بن سلمَان الْحَرْبِيّ شَيْئا كثيرا بِهَذِهِ الْإِجَازَة ثمَّ ظَهرت الْأُصُول بعد ذَلِك وَافْتَضَحَ وَظهر للنَّاس كذبه واختلافه وَرَجَعُوا عَن السماع مِنْهُ وأبطلوه قَالَ محب الدّين بن النجار ثمَّ إِنَّه كَانَ يحضر عِنْده جمَاعَة مِمَّن يسمع الحَدِيث وَلَا يفهم قَوَاعِده وَيدْفَع إِلَيْهِ الْأُصُول ويملي طبقَة صَحِيحَة بِخَط بعض أَصْحَاب الحَدِيث المعروفين وَيزِيد فِيهَا اسْمه ثمَّ يذكر التَّارِيخ فعل ذَلِك بِأَكْثَرَ من ألف جُزْء وَلما مَاتَ بِيعَتْ كتبه فِي ديوَان الزَّكَاة واشتريتها كلهَا فَلَقَد شاهدت فِيهَا من كذبه واختلاقه وتزويراته وأفعاله القبيحة مَا لم يبلغهُ كَذَّاب قبله وَلم أَجِدهُ فِي كتاب عَن أحد من الْكَذَّابين وَمن أعجب الْأَشْيَاء أنني وجدت جُزْءا فِيهِ رباعيات الشَّافِعِي تَخْرِيج الدَّارَقُطْنِيّ لَهُ وَكَانَ الْجُزْء بِخَط الدَّارَقُطْنِيّ وَعَلِيهِ طبقه سَماع على أبي الْفَتْح بن البطي وَأبي عَليّ بن الرَّحبِي فِيهَا أَسمَاء جمَاعَة مِنْهُم بَقَاء ابْن أبي) شَاكر بن العليق وَكَاتب الطَّبَقَة بِخَط عبد الله بن مُحَمَّد بن جرير فنقلت من ذَلِك الْجُزْء أَحَادِيث ومضيت إِلَى بَقَاء إِلَى رباطه بشارع الدَّقِيق وقرأتها عَلَيْهِ سنة سِتّ مائَة وَمضى على ذَلِك سنُون فَلَمَّا كَانَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَقع بيَدي أصل أبي عَليّ بن الرَّحبِي بذلك الْجُزْء وَعَلِيهِ طباق كَثِيرَة وَفِيه تِلْكَ الطَّبَقَة بِعَينهَا فتأملتها فَلم أجد فِيهَا اسْم بَقَاء من دون الْجَمَاعَة كلهم فشككت فِي سَمَاعه وَطلبت الأَصْل الَّذِي بِخَط الدَّارَقُطْنِيّ وتأملت تِلْكَ الطَّبَقَة الَّتِي عَلَيْهِ بِخَط ابْن جرير وأمعنت النّظر فِيهَا فَإِذا هِيَ بِخَط ولد عبد الله بن جرير واسْمه مُحَمَّد وَكَانَ يكْتب شَبِيها بِخَط أَبِيه وَإِذا هُوَ اجْتهد فِي التَّشْبِيه بِخَط أَبِيه فَثَبت عِنْدِي بِمُقْتَضى الْحَال أَنه فعل ذَلِك بِإِشَارَة بَقَاء فَضربت على سَمَاعي مِنْهُ وأبطلته وَلَا أروي عَنهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى شَيْئا فَإِنَّهُ لَا تحل الرِّوَايَة عَن مثله توفّي سنة إِحْدَى وست مائَة فِي الْحجاز

القفصي أبو علي

3 - (القفصي أَبُو عَليّ) بَقَاء بن أَحْمد بن مُحَمَّد القفصي أَبُو عَليّ الْمُقْرِئ روى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل شَيْئا من شعره فِي سلوة الأحزان من جمعه أورد لَهُ ابْن النجار قَوْله (يَا نفس مَا الدُّنْيَا بدار مقَام ... أبدا وَلَا فِيهَا مَحل دوَام) (فتأهبي لغد فيومك أيوم ... صَعب إِذا سقّيت كأس حمامي) (وتيقني أَن الرحيل وَإِن نأى ... مُتَقَارب وَالْيَوْم مثل الْعَام) 3 - (ابْن بكترمش) بَقَاء بن بكترمش الْبَغْدَادِيّ أورد لَهُ محب الدّين بن النجار قَوْله (عيس غَدَتْ بأحبتي ... مَا بالها عدمت قواها) (من غير حاد حثها ... بدرت تسارع فِي خطاها) (غاضت مواردها سدىً ... حَتَّى يَدُوم بهَا صداها) (من سَاعَة سرت بهم ... عَيْنَايَ قد عدمت ضياها) وَقَوله (عزت مداراة من أهواه إِذْ غَضبا ... لَوْلَا الْهوى كنت آبى الْوَصْل حِين أَبى) (لَكِن قلبِي أَسِير فِي محبته ... لَا يَسْتَطِيع خلاصاً أَيْنَمَا ذَهَبا) ) (وَكَيف لي بخلاص من يَدي قمر ... وحبه فِي شغَاف الْقلب قد نشبا) (إِذا تَأَمَّلت مَعْنَاهُ وَصورته ... يحير عَقْلِي لأفنان أرى عجبا) قلت شعر نَازل وَلَا يُقَال يحير إِنَّمَا يُقَال يحار 3 - (أَبُو المعمر الدقاق) بَقَاء بن عمر بن عبد الْبَاقِي بن جند الْبناء أَبُو المعمر الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَا الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَأَبا غَالب أَحْمد بن الْبناء وَأَبا الْقَاسِم هبة الله بن أَحْمد بن عمر الحريري وَأَبا الْفضل عبد الْملك بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَغَيرهم قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا متديناً محباً لأهل الْخَيْر ملازماً لأهل الحَدِيث يسمع مَعنا إِلَى آخر عمره وَكَانَ محباً للرواية طيب الْملقى قَلِيل الضجر توفّي سنة سِتّمائَة وَدفن بمقبرة الْفِيل

الألقاب

(الألقاب) أَبُو الْبَقَاء العكبري اسْمه عبد الله بن الْحُسَيْن ابْن الْبَقَّال الأصولي هُوَ أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْبَقَّال الشَّاعِر المغربي عبد الْعَزِيز بن أبي سهل ابْن الْبَقَّال الشَّافِعِي الْحُسَيْن بن أَحْمد ابْن الْبَقَّال يحيى بن عَليّ ابْن البقراني مُحَمَّد بن عَليّ ابْن البقشلام حَمْزَة بن عَليّ (بَقِي) 3 - (ابْن مخلد الْقُرْطُبِيّ) بَقِي بن مخلد بن يزِيد أَبُو عبد الرَّحْمَن الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْحَافِظ أحد الْأَعْلَام وَصَاحب التَّفْسِير والمسند أَخذ عَن يحيى بن يحيى اللَّيْثِيّ وَمُحَمّد بن عِيسَى الْأَعْشَى وارتحل إِلَى الْمشرق وَلَقي الْكِبَار وَسمع بالحجاز مصعباً وَالزهْرِيّ وَإِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الحرامي وطبقتهما وبمصر يحيى بن بكير وَزُهَيْر بن عباد وَأَبا الطَّاهِر ابْن السَّرْح وَطَائِفَة وبدمشق إِبْرَاهِيم بن هِشَام الغساني وَصَفوَان بن صَالح وَهِشَام بن عمار وَجَمَاعَة وببغداد أَحْمد بن حَنْبَل وطبقته وبالكوفة يحيى بن عبد الحميد الجماني وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير وَأَبا بكر بن أبي شيبَة وَطَائِفَة وبالبصرة من أَصْحَاب حَمَّاد بن زيد وعني بالأثر عنايةً عَظِيمَة لَا مزِيد عَلَيْهَا وَعدد شُيُوخه مِائَتَان وَأَرْبَعَة وَثَمَانُونَ رجلا وَكَانَ إِمَامًا صواماً زاهداً صَادِقا كثير التَّهَجُّد مجاب الدعْوَة قَلِيل الْمثل مُجْتَهدا لَا يُقَلّد أحدا بل يُفْتِي بالأثر ولد فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى

الألقاب

وَمِائَتَيْنِ وَمَات لليلتين بَقِيَتَا من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ ابْن حزم أقطع أَنه لم يؤلف فِي الْإِسْلَام مثل تَفْسِيره وَلَا تَفْسِير مُحَمَّد بن جرير وَلَا غَيره وَكَانَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأمَوِي صَاحب الأندلس محباً للعلوم عَارِفًا فَلَمَّا دخل ابْن بَقِي الأندلس بمصنف ابْن أبي شيبَة وَقُرِئَ عَلَيْهِ أنكر جمَاعَة من أهل الرَّأْي مَا فِيهِ من الْخلاف واستبشعوه ونشطوا الْعَامَّة عَلَيْهِ ومنعوه من قِرَاءَته فَاسْتَحْضرهُ الْأَمِير مُحَمَّد وإياهم وتصفح الْكتاب جُزْءا جُزْءا حَتَّى أَتَى على آخِره ثمَّ قَالَ لخازن كتبه هَذَا كتاب لَا تَسْتَغْنِي خزانتنا عَنهُ فَانْظُر فِي نُسْخَة لنا وَقَالَ لبقي انشر علمك وارو مَا عنْدك ونهاهم أَن يتَعَرَّضُوا لَهُ وَقَالَ ابْن حزم مُسْند بَقِي روى فِيهِ عَن ألف وَثَلَاث مائَة صَاحب ونيف ورتب حَدِيث كل صَاحب على أَبْوَاب الْفِقْه فَهُوَ مُسْند ومصنف وَمَا أعلم بِهَذِهِ الْمرتبَة لأحد قبله من ثقته وَضَبطه وإتقانه واحتفاله فِي الحَدِيث وَله مُصَنف فِي فَتَاوَى الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمن دونهم الَّذِي أربى فِيهِ على مُصَنف أبي بكر بن أبي شيبَة وعَلى مُصَنف عبد الرَّزَّاق ومصنف سعيد بن مَنْصُور ثمَّ ذكر تَفْسِيره فَقَالَ فَصَارَت تصانيف هَذَا الإِمَام الْفَاضِل قَوَاعِد الْإِسْلَام لَا نَظِير لَهَا وَكَانَ متخيراً لَا يُقَلّد أحدا وَكَانَ ذَا خَاصَّة فِي أَحْمد بن حَنْبَل وجارياً فِي مضمار البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ (الألقاب) ) ابْن بَقِي الشَّاعِر الأندلسي اسْمه يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن بَقِي الطليطلي يحيى بن أَحْمد ابْن بَقِي قَاضِي الْجَمَاعَة أَحْمد بن يزِيد ابْن البققي فتح الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد (بَقِيَّة) 3 - (أَبُو يحمد الكلَاعِي) بَقِيَّة أَبُو يحمد بِضَم الْيَاء آخر الْحُرُوف وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم وَبعدهَا دَال مُهْملَة ابْن الْوَلِيد الكلَاعِي الْحِمْيَرِي الْحِمصِي الميتمي أحد

بكا

العلام فِي الحَدِيث روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه قَالَ ابْن معِين وَأَبُو زرْعَة إِذا روى عَن ثِقَة فَهُوَ حجَّة وَقَالَ ابْن الْمُبَارك أعياني بَقِيَّة يُسَمِّي الكنى ويكني الْأَسَامِي وَقَالَ ابْن مسْهر احذر أَحَادِيث بَقِيَّة وَقَالَ النَّسَائِيّ إِذا قَالَ حَدثنَا فَهُوَ ثِقَة وَإِذا قَالَ عَن فلَان فَلَا وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل بَقِيَّة أحب إِلَيّ من إِسْمَاعِيل وَإِذا حدث عَن المجهولين فَلَا تقبلوه وَقَالَ الْعجلِيّ وَيَعْقُوب بن أبي شيبَة بَقِيَّة ثِقَة عَن المعروفين وَكَانَ يَقُول مَا أرحمني ليَوْم الثُّلَاثَاء مَا يَصُومهُ أحد توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وَقيل سنة ثَمَان ابْن بَقِيَّة الْوَزير المصلوب اسْمه مُحَمَّد بن بَقِيَّة (بكا) 3 - (الخضري) بكا الْأَمِير سيف الدّين الناصري الْمَعْرُوف ببكا الخضري من جملَة الْأُمَرَاء بالديار المصرية حضر صُحْبَة بشتاك فِي نوبَة إمْسَاك تنكز إِلَى دمشق أمسك بِالْقَاهِرَةِ ووسط فِي سوق الْخَيل هُوَ وَثَلَاثَة من مماليك السُّلْطَان وعلق على بَاب زويلة ثَلَاثَة أَيَّام نسب إِلَى الْخُرُوج مَعَ رَمَضَان بن الْملك النَّاصِر على أَخِيه السُّلْطَان الْملك الصَّالح بن النَّاصِر وَكَانَ ذَلِك فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَالله أعلم (بكار) 3 - (القَاضِي بكار) بكار أَبُو بكرَة بن قُتَيْبَة بن أبي برذعة بن عبيد الله بن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرَة نفيع بن الْحَارِث بن كلدة الثَّقَفِيّ صَاحب رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب

أبو عيسى المقرئ

وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِمصْر سنة ثَمَان أَو سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل قدمهَا مُتَوَلِّيًا من قبل المتَوَكل يَوْم الْجُمُعَة لثمان خلون من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَظهر من حسن سيرته وجمال طَرِيقَته مَا هُوَ مَشْهُور لَهُ مَعَ أَحْمد بن طولون أَخْبَار ووقائع مَذْكُورَة كَانَ يدْفع لَهُ كل سنة ألف دِينَار خَارِجا عَن الْمُقَرّر لَهُ فيتركها بختمها وَلَا يتَصَرَّف فِيهَا فَلَمَّا دَعَاهُ إِلَى خلع الْمُوفق بن المتَوَكل وَالِد المعتضد من ولَايَة الْعَهْد امْتنع بكار من ذَلِك فاعتقله أَحْمد وطالبه بجملة الْمبلغ فَحَمله إِلَيْهِ بختمه وَكَانَ ثَمَانِيَة عشر كيساً فِي كل كيس ألف دِينَار فاستحيى أَحْمد مِنْهُ وَأمره أَن يسلم الْقَضَاء إِلَى مُحَمَّد بن شَاذان الْجَوْهَرِي فَفعل وَجعله كالخليفة لَهُ وَبَقِي مسجوناً مُدَّة سِنِين وَكَانَ يحدث من السجْن فِي طاق لأَصْحَاب الحَدِيث لأَنهم شكوا إِلَى ابْن طولون انْقِطَاع سَماع الحَدِيث من بكار وسألوه أَن يَأْذَن لَهُ فِي الحَدِيث فَفعل وَكَانَت وِلَادَته بِالْبَصْرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة قَالَ ابْن خلكان وَتُوفِّي وَهُوَ بَاقٍ على الْقَضَاء مسجوناً يَوْم الْخَمِيس لست بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وقبره بِمصْر وَبقيت مصر بعده بِلَا قَاض ثَلَاث سِنِين وقبره بِالْقربِ من قبر الشريف طَبَاطَبَا مَشْهُور هُنَاكَ عِنْد مصلى بني مِسْكين على الطَّرِيق تَحت الْكَرم بَينه وَبَين الطَّرِيق مَعْرُوف باستجابة الدُّعَاء وَكَانَ القَاضِي بكار أحد البكائين التالين لكتاب الله تَعَالَى وَكَانَ إِذا خلا من الحكم تفرد بِنَفسِهِ وَعرض عَلَيْهَا) قصَص جَمِيع من تقدم إِلَيْهِ وَمَا حكم بِهِ وَبكى وَكَانَ يُخَاطب نَفسه وَيَقُول بكار تقدم رجلَانِ فِي كَذَا وَتقدم إِلَيْك خصمان فِي كَذَا وحكمت بِكَذَا فَمَا يكون جوابك غَدا وَكَانَ يكثر الْوَعْظ للخصوم إِذا أَرَادو الْيَمين وَيَتْلُو عَلَيْهِم قَوْله تَعَالَى إِن الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله ثمنا قَلِيلا إِلَى آخر الْآيَة وَكَانَ يُحَاسب أمناءه فِي كل قوت وَيسْأل عَن الشُّهُود فِي كل وَقت 3 - (أَبُو عِيسَى الْمُقْرِئ) بكار بن أَحْمد بن بكار بن بنان أَبُو عِيسَى الْمُقْرِئ بغدادي مَشْهُور بالإقراء أَقرَأ سِتِّينَ سنة قَرَأَ على عبد الله بن الصَّقْر السكرِي وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَنَفِيّ الْعَنْبَري) بكار بن الْحسن بن عُثْمَان الْعَنْبَري الْأَصْبَهَانِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ امتحن أَيَّام الواثق فَلم يجب القَاضِي فعزم القَاضِي حَيَّان بن بشر على نَفْيه من أَصْبَهَان فجَاء الْبَرِيد بِمَوْت الواثق فطرد الأعوان عَن دَاره فَقَالَ النَّاس ذهب بكار بالدست وخري القَاضِي فِي الطشت وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

الأمير متولي المدينة

3 - (الْأَمِير مُتَوَلِّي الْمَدِينَة) بكار بن عبد الله بن مُصعب بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير الْأَمِير أَبُو بكر ولي الْمَدِينَة للرشيد اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَكَانَ جواداً ممدحاً وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ الْبكاء الشَّيْخ عَليّ ابْن بكار الْحَافِظ يُوسُف بن الْحُسَيْن بن بدر ابْن بكار قَاضِي دمشق مُحَمَّد بن بكار (بكبرس) 3 - (نجم الدّين الحاجي) بكبرس بن يلنقلج أَبُو شُجَاع التركي مولى الإِمَام النَّاصِر يعرف بِنَجْم الدّين الزَّاهِد وبالحاجي كَانَ فَقِيها عَارِفًا بِمذهب أبي حنيفَة حدث عَن عبد الْعَزِيز بن منينا وروى عَنهُ شرف الدّين الدمياطي والقطب ابْن الْقُسْطَلَانِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الكنجي وَكَانَ عَارِفًا بالأصول قَالَ الدمياطي كَانَ مقدما على مماليك المستعظم وَقَالَ ابْن النجار جليل الْقدر وَله مصنفات قَرَأَ الْكثير بِنَفسِهِ على أَصْحَاب أبي الْوَقْت وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة (بكتاش) 3 - (الْأَمِير بدر الدّين أستادار) 3 - (ملك الْأُمَرَاء حسام الدّين لاجين) توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة 3 - (أَمِير سلَاح) بكتاش الْأَمِير بدر الدّين الفخري أَمِير سلَاح كَانَ من مماليك الْأَمِير

بكتمر

فَخر الدّين ابْن الشَّيْخ وَعَاد من أكَابِر الْأُمَرَاء الصالحية المترددين فِي الْغَزَوَات الْمَشْهُورين بِالْخَيرِ وَالصَّدقَات لما قتل الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة كَانَ الْأَمِير بدر الدّين الْمَذْكُور مُجَردا فِي حلب يَغْزُو بِلَاد سيس وَلما عَاد وَقرب من مصر أخبر بِمَا جرى من طغجي وكرجي وَمَا يقصدانه فَلَمَّا عزم على الدُّخُول إِلَى الْقَاهِرَة طلب الْأُمَرَاء الَّذين مَعَه وَمَشوا فِي خدمته وَركب طغجي لملتقاه فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لَهُ كَانَ لنا عَادَة من السُّلْطَان أنّا إِذا قدمنَا يتلقانا وَمَا أعلم مَا أوجب تَأْخِيره فَقَالَ طغجي مَا علم الْأَمِير بِمَا جرى إِن السُّلْطَان قتل فَقَالَ وَمن قَتله قَالَ كرد الْحَاجِب قَتله طغجي وكرجي فَأنْكر عَلَيْهِمَا وَقَالَ كلما قَامَ للْمُسلمين سُلْطَان تَقْتُلُونَهُ تقدم عني لَا تلتصق بِي وسَاق أَمِير سلَاح وَتَركه فتيقن طغجي أَنه مقتول فَأَرَادَ الهروب فانقض عَلَيْهِ بعض الْأُمَرَاء وأمسكه بدبوقته وضربه بِالسَّيْفِ وتكاثروا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَمَعَهُ ثَلَاثَة أخر وَركب كرجي فِي جمَاعَة لنصرته فَركب الْجَيْش جَمِيعه فِي خدمَة أَمِير سلَاح وَقتلُوا كرجي والكرموني وَدخل أَمِير سلَاح وَقعد والأمراء مَعَه ورتبوا حُضُور الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون من الكرك وإعادته إِلَى السلطنة وَأقَام أَمِير سلَاح إِلَى سنة) سِتّ وَسبع مائَة وَطلب النُّزُول عَن الإمرة وَلزِمَ دَاره وَتُوفِّي فِي السّنة الْمَذْكُورَة (بكتمر) 3 - (صَاحب خلاط) بكتمر سيف الدّين صَاحب خلاط مَمْلُوك صَاحبهَا أسرف فِي إِظْهَار الشماتة بِمَوْت صَلَاح الدّين رَحمَه الله تَعَالَى وَفَرح وَعمل تختاً وَجلسَ عَلَيْهِ ولقب نَفسه بالسلطان الْمُعظم صَلَاح الدّين وسمى نَفسه عبد الْعَزِيز وَظهر مِنْهُ رعونة وتجهز لقصد ميافارقين وَكَانَ مَمْلُوك شاه أرمن قد تزوج بابنة بكتمر وطمع فِي الْملك فَجهز على بكتمر من قَتله سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتملك بعده 3 - (الْأَمِير سيف الدّين الْحَاجِب) بكتمر الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب كَانَ أَولا أَمِيرا آخور ثمَّ قدم دمشق وَتَوَلَّى بهَا شدّ الدَّوَاوِين أَيَّام الأفرم وَلم يكن لأحد مَعَه كَلَام وَكَانَ عَارِفًا خَبِيرا بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ درباً مثقفاً خيرا يرْعَى أَصْحَابه وَيَقْضِي حوائجهم ثمَّ ولي

الحجوبية وَتوجه إِلَى صفد كاشفاً أَيَّام سنقر شاه على الْأَمِير ناهض الدّين عمر بن أبي الْخَيْر مشد صفد وَنزل بالميدان وَكَانَ مَعَه القَاضِي معِين الدّين ابْن حشيش وَنزل بالميدان وحرر الْكَشْف ودققه حَتَّى قَالَ زين الدّين عمر بن حلاوات موقع صفد (يَا قَاصِدا صفداً فعد عَن بَلْدَة ... من جور بكتمر الْأَمِير خراب) (لَا شَافِع تغني شَفَاعَته وَلَا ... جَان لَهُ مِمَّا جناه متاب) (حشر وميزان وَنشر صَحَائِف ... وجرائد معروضة وحساب) (وَبهَا زَبَانِيَة تبث على الورى ... وسلاسل ومقارع وعقاب) (مَا فاتهم من كل مَا وعدوا بِهِ ... فِي الْحَشْر إِلَّا رَاحِم وهاب) قلت وَهَذِه أَبْيَات لسبط التعاويذي مَعْرُوفَة فِي ديوانه أَولهَا (يَا قَاصِدا بَغْدَاد جز عَن بَلْدَة ... للجور فِيهَا زخرة وعباب) وَهِي سَبْعَة عشر بَيْتا قَالَهَا فِي الْوَزير ابْن الْبَلَدِي فَأتى ابْن حلاوات بِالْبَيْتِ الأول وَلَيْسَ للفاء فِي قَوْله فعد مَحل ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين توجه مَعَ السُّلْطَان لما جَاءَ من الكرك إِلَى مصر وولاه ثمَّ ولاه الوزارة ثمَّ إِنَّه قبض عَلَيْهِ لما قبض على أيدغوي شقير وَبَقِي فِي الاعتقال) مُدَّة سنة وَنصف ثمَّ أخرجه وجهزه إِلَى صفد نَائِبا وأنعم عَلَيْهِ بِمِائَة ألف دِرْهَم وَكَانَ قد أَخذ لَهُ مَالا كثيرا إِلَى الْغَايَة فَأَقَامَ بهَا عشرَة أشهر تَقْرِيبًا ثمَّ طلب إِلَى مصر وَكَانَ من جملَة الْأُمَرَاء الَّذين يَجْلِسُونَ وَإِذا تكلم السُّلْطَان فِي المشور لَا يرد عَلَيْهِ أحد غَيره لما عِنْده من الْمعرفَة والخبرة وَكَانَ قد تزوج ابْنة الْأَمِير جمال الدّين آقوش نَائِب الكرك وَعمر لَهُ دَارا ظَاهر بَاب النَّصْر على الْقَاهِرَة وَعمر هُنَاكَ مدرسة إِلَى جَانبهَا وَكَانَ لأَصْحَابه بِهِ نفع كَبِير بجاهه لَا يبخل على أحد مِمَّن يعرفهُ بذلك وإشاراته مَقْبُولَة عِنْد أَرْبَاب الدولة ثمَّ إِنَّه سرق لَهُ من الخزانة مَال كثير ادّعى فِي الظَّاهِر أَنه مبلغ مِائَتي ألف دِرْهَم وَكَانَ فِي الْبَاطِن على مَا قيل سبع مائَة ألف أَو أَكثر فَمَا جسر يَقُول الْكل خوفًا من السُّلْطَان وَكَانَ قدودار وَالِي الْقَاهِرَة فرسم لَهُ السُّلْطَان يتتبع ذَلِك فَيُقَال إِن القَاضِي فَخر الدّين وبكتمر الساقي والجمالي الْوَزير عاملوا فِي الْبَاطِن عَلَيْهِ وَحمل إِلَيْهِم بعض العملة فشرعوا يحجفون عَن المتهمين وَإِذا قَالَ السُّلْطَان للوالي إيش عملت فِي عملة الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب يَقُول القَاضِي فَخر الدّين يَا خوند لعن الله سَاعَة هَذِه العملة كل يَوْم يَمُوت النَّاس تَحت المقارع وَإِلَى مَتى يقتل الْمُتَّهم الَّذِي لَا ذَنْب لَهُ ثمَّ فِي آخر الْحَال وقف الْأَمِير سيف الدّين بكتمر للسُّلْطَان فِي دَار الْعدْل وشكا وتضور فَخرج السُّلْطَان وأحضر الْوَالِي وسبه وَأظْهر غيظاً عَظِيما فَقَالَ يَا خوند اللُّصُوص الَّذين أمسكتهم وعاقبتهم أقرُّوا بِأَن خزنداره سيف الدّين بخشي اتّفق مَعَهم على أَخذ المَال وَجَمَاعَة من ألزامه الَّذين فِي بَابه فَقَالَ السُّلْطَان للجمالي الْوَزير أحضر هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين وعاقبهم فأحضرهم وعاقبهم وعصر هَذَا بخشي وَكَانَ عَزِيزًا

الأمير سيف الدين الساقي

عِنْده قد زوجه بنته وَهُوَ واثق بعقله وَدينه وأمانته فَقَالَ بخشي يَا خوند أَنا وَالله الَّذِي تَحت يَدي لأستاذي مَا يعرفهُ وَلَا يدْرِي كم هُوَ فَمَا أحتاج أخلي غَيْرِي يَأْخُذ معي مَا أردْت أَن أسرقه وَلما بلغ الْأَمِير سيف الدّين عصر بخشي وجماعته علم أَن مَاله قد رَاح فَحصل لَهُ غيظ عَظِيم وغم وغبن فَمَاتَ فَجْأَة من الظّهْر إِلَى الْعَصْر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ لَهُ حرص عَظِيم فِي جمع المَال إِلَى الْغَايَة مفرط لَهُ الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة فِي كل مَدِينَة فِي الشَّام وَفِي الْقَاهِرَة ومصر بِحَيْثُ أَن لَهُ فِي كل مَدِينَة ديواناً فِيهِ مباشرون وَله قدور فول وحمص وَغير لَك من الْأَوَانِي والآلات الَّتِي تكرى وَكَانَ مبخلاً جدا حكى لي الشَّيْخ فتح الدّين قَالَ كنت عِنْده يَوْمًا وَبَين يَدَيْهِ صَغِير من أَوْلَاده وَهُوَ يبكي وَيتَعَلَّق فِي رقته ويبوس صَدره فَلَمَّا) طَال ذَلِك من الصَّغِير قلت لَهُ يَا خوند مَا بِهِ قَالَ شَيْطَان يُرِيد قصب مص فَقلت يَا خوند اقْضِ شَهْوَته قَالَ فَقَالَ يَا بخشي سير إِلَى السُّوق أَرْبَعَة فلوس هَات لَهُ عوداً فَلَمَّا حضر الْعود وجدوا الصَّغِير مِمَّا تغنى وتعذب قد نَام فَقَالَ الْأَمِير هَذَا قد نَام ردوا الْعود وهاتوا الْفُلُوس وَأخذ السُّلْطَان من مَاله شَيْئا كثيرا إِلَى الْغَايَة 3 - (الْأَمِير سيف الدّين الساقي) بكتمر الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي كَانَ أَولا من مماليك الْملك المظفر ركن الدّين بيبرس الجاشنكير ثمَّ انْتقل السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَجعله ساقياً وَكَانَ غَرِيبا فِي بَيت السُّلْطَان لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ خشداشية وَكَانَ هُوَ وَحده وَسَائِر الخاصكية حزباً عَلَيْهِ وعظمت مكانته عِنْد السُّلْطَان وزادت محبته لَهُ وَلما مَاتَ طغاي الْكَبِير كَانَ تنكز نَائِب الشَّام منتمياً إِلَيْهِ فَقَالَ السُّلْطَان لتنكز خل بكتمر يكون أَخَاك عوض طغاي وَكن أكتب إِلَيْهِ بِمَا تُرِيدُ ثمَّ إِنَّه زوج ابْنَته بِابْن بكتمر وَعظم شَأْن بكتمر فِي مملكة السُّلْطَان وَصَارَ هُوَ الدولة فَكَانَ يُقَال إِن السُّلْطَان وبكتمر لَا يفترقان إِمَّا أَن يكون بكتمر عِنْد السُّلْطَان وَإِمَّا أَن يكون السُّلْطَان فِي بَيت بكتمر وَلَا يَأْكُل إِلَّا فِي بَيت بكتمر مِمَّا تطبخه لَهُ أم أَحْمد بن بكتمر فِي قدر فضَّة وينام عِنْدهم وَيقوم حَتَّى كَانَ النَّاس يظنون أَن أَحْمد ابْن السُّلْطَان مِمَّا يُحِبهُ ويبوسه ويحمله وَكَانَ أَحْمد بن بكتمر قد عظم ذكره عِنْد النَّاس وتسامعوا بِهِ فَإِذا أهْدى النَّاس إِلَى السُّلْطَان شَيْئا أَو قدموه كَانَ مثله لبكتمر وَالَّذِي يَجِيء للسُّلْطَان يكون غالبه لبكتمر فعظمت أَمْوَاله وَكَانَ فِي اسطبله مائَة سطل نُحَاسا لمِائَة سائس كل سائس سِتَّة أرؤس غير مَاله فِي الجشارات وَمَعَ ذَلِك فَلم يكن لَهُ حماية وَلَا رِعَايَة وَلَا لِغِلْمَانِهِ ذكر بَاب اسطبله يغلق من الْمغرب وَمَا لأحد بِهِ حس وَعمر تِلْكَ الحارة الَّتِي على بركَة الْفِيل وَكَانَ قد استخدم فِيهَا نور الدّين الفيومي وَكَانَ صَاحِبي فَقلت كم نَفَقَة الْعِمَارَة كل يَوْم قَالَ مبلغ ألف وَخمْس مائَة دِرْهَم مَعَ جاه الْعَمَل لِأَن الْعجل من عِنْد السُّلْطَان والحجارين والفعول من المحابيس فَقلت لَهُ فكم يكون مِقْدَار ذَلِك لَو لم يكن جاه الْعَمَل فَقَالَ لي على الْقَلِيل كل يَوْم ثَلَاثَة آلَاف

دِرْهَم وَأَقَامُوا يعمرون فِيهَا مُدَّة عشرَة أشهر وَخرجت أَنا من الْقَاهِرَة وهم يعْملُونَ فِي الجرش وَلم يَكُونُوا وصلوا إِلَى الرخام وَلَا اللازورد وَلَا الذَّهَب وَلَا عرق اللُّؤْلُؤ وَلما توفّي فِي طَرِيق الْحجاز عَائِدًا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة خلف من الْأَمْوَال والجواهر) والأصناف والأمتعة والقماش مَا يزِيد عَن الْحَد قَالَ لي الْمُهَذّب كَاتبه أَخذ السُّلْطَان من خيله أَرْبَعِينَ فرسا قَالَ لي هَذِه لي مَا وهبته إِيَّاهَا وأبعنا الْبَاقِي على مَا انتهبه الخاصكية وأخذوه بِالثّمن البخس بِمَا مبلغه ألفا ألف دِرْهَم وَمِائَتَا ألف دِرْهَم وَثَمَانُونَ ألف دِرْهَم خَارِجا عَمَّا فِي الجشارات وأنعم السُّلْطَان بالزردخاناه وَالسِّلَاح خاناه الَّتِي لَهُ على الْأَمِير سيف الدّين قوصون بَعْدَمَا أَخذ مِنْهَا سرجاً وَاحِدًا وسيفاً وَاحِدًا فَقَالَ الْمُهَذّب كَاتبه قيمتهَا سِتّمائَة ألف دِينَار وَأخذ السُّلْطَان لَهُ ثَلَاثَة صناديق جوهراً مثمناً مَا لَا يعلم لَهَا قيمَة وأبيع لَهُ من الْآلَات والصيني والكتب والختم والربعات وَالْبُخَارِيّ نسخ مُخْتَلفَة وَمن الْأَدْوِيَة الفولاذ والمطعم واليصم وَغير ذَلِك وَالْفراء الْوَبر والأطلس وأنواع القماش الاسكندري والبغدادي وَغير ذَلِك شَيْء كثير إِلَى الْغَايَة المفرطة ودام البيع لذَلِك مُدَّة شهر وَكَانَ مَعَ ذَلِك كُله وافر الْعقل والسكون وَالْحُرْمَة والحشمة قَرِيبا من النَّاس يتلطف بهم ويسوسهم أحسن سياسة وَمن دخل فِي أمره قضي شغله على أكمل الْوُجُوه وَكَانَ السُّلْطَان لَا يُخَالِفهُ فِي شَيْء وَإِذا أنعم على أحد بوظيفة أَو غير ذَلِك يَقُول روح إِلَى الْأَمِير بوس يَده وَكَانَ يحجز على السُّلْطَان ويمنعه كثيرا عَن أَشْيَاء من الْمَظَالِم والعسف ظَهرت من السُّلْطَان بعد موت بكتمر رَحمَه الله تَعَالَى وَلما توجه السُّلْطَان إِلَى الْحجاز توجه مَعَه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَظهر بتجمل زَائِد وحشمة وافرة كنت فِي سرياقوس لما خَرجُوا وَرَأَيْت مَا هالني وَخرج ساقة للنَّاس كلهم فَكَانَ ثقله وحاله نَظِير مَا للسُّلْطَان وَلَكِن يزِيد على ذَلِك بالزراكش وآلات الذَّهَب وتنكر السُّلْطَان لَهُ فِي الطَّرِيق واستوحش كل مِنْهُمَا من صَاحبه فاتفق أَنه فِي الْعود مرض وَلَده أَحْمد وَمَات قبل وَالِده بِثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ إِن بكتمر مَاتَ بعد ذَلِك وَكَانَ السُّلْطَان قد عمل أَحْمد فِي تَابُوت وَحمله مَعَه فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ دفن الِاثْنَيْنِ فِي الطَّرِيق عِنْد نخل وحث السّير بعد ذَلِك وَكَانَ السُّلْطَان تِلْكَ السفرة كلهَا لَا يبيت إِلَّا فِي برج خشب وبكتمر عِنْده وقوصون على الْبَاب والأمراء الْمَشَايِخ كلهم حول البرج ينامون بسيوفهم فَلَمَّا مَاتَ بكتمر ترك الْمبيت فِي البرج فَعلم النَّاس أَن ذَلِك كَانَ خوفًا من بكتمر وَوجد فِي خزانَة بكتمر فِي طَرِيق الْحجاز خمس مائَة تشريف مِنْهَا مَا هُوَ أطلس بزركش وحوايص وكلوتات ذهب وَمَا دون ذَلِك من خلع المتعممين وَمن دونهم من الْأُمَرَاء والأجناد ووجدوا على مَا قيل فِيهَا قيوداً وزناجير وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْبَاطِن فِي ذَلِك وَيُقَال إِنَّه لما مرض دخل إِلَيْهِ السُّلْطَان يَوْمًا فَقَالَ لَهُ بكتمر بيني) وَبَيْنك الله تَعَالَى فَقَالَ السُّلْطَان كل من عمل شَيْئا يلتقيه وَلما مَاتَ صرخت أم أَحْمد امْرَأَته وبكت إِلَى أَن سَمعهَا النَّاس تَتَكَلَّم بِكَلَام قَبِيح فِي حق السُّلْطَان من جملَته أَنْت تقتل مملوكك إيش كَانَ وَلَدي فَقَالَ بس تفشرين هَاتِي مَفَاتِيح صناديقه فَأَنا كل شَيْء أَعْطيته من الْجَوْهَر أعرفهُ وَاحِدًا وَاحِدًا فرمت المفاتيح إِلَيْهِ فَأَخذهَا وَلما حضر السُّلْطَان إِلَى القلعة أظهر النَّدَم عَلَيْهِ والأسف وَأعْطى أَخَاهُ قماري إمرة مائَة وَجعل يَقُول مَا بَقِي يجينا مَمْلُوك مثل بكتمر ثمَّ

بكتمر الجوكندار الكبير

إِنَّه أَمر بِحمْل رمته ورمة وَلَده من طَرِيق الْحجاز وأحضرهما إِلَى تربتهما بالقرافة وَكَانَ للزمان بِهِ جمال ولبيت السُّلْطَان بِهِ رونق عَظِيم جَاءَ أَحْمد بن مهنا بعد مَوته إِلَى الْقَاهِرَة فَقَالَ بَيت السُّلْطَان الْآن يعوز شَيْئا وَذَلِكَ الشَّيْء هُوَ كَانَ بكتمر الساقي يُقَال إِنَّه لما مَاتَ فِي طَرِيق الْحجاز كَانَ فِي محفة سائراً وَالسُّلْطَان خَلفه بِقدر رمية نشاب يسير فَإِذا وقفُوا بِهِ وقف وَإِذا مَشوا بِهِ مَشى ويجهز إِلَيْهِ بغا الدوادار يكْشف خَبره فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ يَا خوند مَاتَ سَاق فِي مماليكه الخاصكية وَقَالَ للأمير سيف الْحَاج بهادر المعزي يَا أَمِير قف غسله وادفنه هُوَ وَولده فِي هَذَا الْمَكَان وخلاه وحث السّير فَنزل الْأَمِير سيف الدّين قوصون عَن هجينه بَعْدَمَا عرج عَن الطَّرِيق يظْهر أَنه يريق المَاء واستند إِلَى الهجين وَجعل يبكي والمنديل على عَيْنَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمَمْلُوك الَّذِي مَعَه يَا خوند ليش تبْكي مَا عَدوك فَقَالَ وَا لَك أَنا مَا أبْكِي إِلَّا على نَفسِي هَكَذَا يفعل ببكتمر وَمن فِينَا مثل بكتمر وَمن بَقِي بعد بكتمر مَا بَقِي إِلَّا أَنا وَكَانَ بكتمر من أحسن النَّاس شكلاً حسن الْوَجْه لَهُ لحية مُدَوَّرَة حَمْرَاء بسواد يسير أَبيض سَاطِع الْبيَاض مشرباً حمرَة قده مليح وَعبارَته عذبة وَكَانَ إِذا ركب فِي الْقَاهِرَة ركب فِي مِائَتي نفس ويركب نقيب النُّقَبَاء والنقباء فِي خدمته وقصره فِي سرياقوس بِخِلَاف قُصُور بَقِيَّة الْأُمَرَاء لِأَنَّهُ قبالة قصر السُّلْطَان بِحَيْثُ أَنَّهُمَا يتحادثان من دَاخل القصرين وَعمر لَهُ بالقرافة خانقاه وتربة مليحتين وَكَانَ عوناً لمن انْتَمَى إِلَيْهِ وركناً عَظِيما يرجع إِلَى مُرُوءَة زَائِدَة وَلما تزوج آنوك الْمُقدم ذكره ابْن السُّلْطَان بابنته كنت بِالْقَاهِرَةِ وَرَأَيْت الشوار الَّذِي حمل من دَاره الَّتِي على الْبركَة إِلَى بَاب القلعة وَكَانَ عدَّة الحمالين المساند الزركش عشرَة على أَرْبَعِينَ حمالاً المدورات سِتَّة عشر حمالاً الكراسي اثْنَا عشر حمالاً كراسي لطاف أَرْبَعَة حمالين فضيات تِسْعَة وَعِشْرُونَ حمالاً سلم للدكك أَرْبَعَة حمالين النّحاس الكفت ثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ حمالاً الصيني ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ حمالاً الزّجاج الْمَذْهَب) اثْنَا عشر حمالاً النّحاس الشَّامي اثْنَان وَعِشْرُونَ حمالاً البعلبكي المدهون اثْنَا عشر حمالاً الخونجات والمخافي والزبادي النّحاس تِسْعَة وَعِشْرُونَ حمالاً صناديق الْحَوَائِج خاناه سِتَّة حمالين وَالْبِغَال المحملة الْفرش واللحف والبسط والصناديق الَّتِي فِيهَا المصاغ تِسْعَة وَتسْعُونَ بغلاً وَقَالَ الْمُهَذّب كَاتبه الزركش والمصاغ ثَمَانِينَ قِنْطَارًا بالمصري أَو تسعين الشَّك مني وَكَانَ مِمَّا لَهُ من الْمُرَتّب على السُّلْطَان فِي كل يَوْم طَعَام مخفيتان يَأْخُذ من بَيت المَال كل يَوْم عَنْهُمَا دَرَاهِم ثمنا سبع مائَة دِرْهَم كل مخفية ثَلَاث مائَة وَخَمْسُونَ درهما 3 - (بكتمر الجوكندار الْكَبِير) بكتمر الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الجوكندار كَانَ السُّلْطَان يَدعُوهُ يَا عمي وَله ولد يعرف بِمُحَمد كَانَ هُوَ وَالسُّلْطَان لَا يتفارقان ويدعوه أخي وَكَانَ بكتمر أحد الْأُمَرَاء الَّذين يشار إِلَيْهِم أَيَّام سلار والجاشنكير ثمَّ إنَّهُمَا عملا عَلَيْهِ وَأَخْرَجَاهُ إِلَى قلعة الصبيبة نَائِبا فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ لما مَاتَ سنقر شاه المنصوري نَائِب صفد

بكتوت

حضر إِلَى صفد نَائِبا وَكَانَ لَهُ مائَة مَمْلُوك وَإِذا ركب فيهم كَانُوا قَرِيبا من عَسْكَر صفد فَأَقَامَ بهَا قَرِيبا من سنتَيْن وَلما حضر السُّلْطَان من الكرك لاقاه إِلَى دمشق وَتوجه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر نَائِب السُّلْطَان بِمصْر وَلما كَانَ فِي بعض الْأَيَّام وهما متوجهان إِلَى الْمطعم خرج السُّلْطَان من السرج وَمَال إِلَيْهِ وَقَالَ يَا عمي مَا بَقِي فِي قلبِي من أحد من هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء أَن أمْسكهُ إِلَّا فلَان وَفُلَان وَذكر لَهُ أميرين فَقَالَ لَهُ يَا خوند مَا تطلع من الْمطعم إِلَّا وتجدني قد أمسكتهما وَكَانَ ذَلِك يَوْم الثُّلَاثَاء فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان لَا يَا عمي أَلا دعهما إِلَى يَوْم الْخَمِيس أَو الْجُمُعَة تمسكهما فِي الصَّلَاة إِذا فرغا مِنْهَا فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة ثمَّ إِنَّه جهز إِلَيْهِ تَشْرِيفًا هائلاً ومركوباً مُعظما وإنعاماً فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس قَالَ لَهُ غَدا نمسكهما فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة قَالَ لَهُ فِي الصَّلَاة أَيْن هما قَالَ حاضران فَقَالَ بعد الصَّلَاة تقدم بِمَا قلت لَك فَلَمَّا انْقَضتْ الصَّلَاة قَالَ يَا عَم وَالله مَا لي وَجه أراهما وأستحي مِنْهُمَا وَلَكِن امسكهما إِذا دخلت أَنا إِلَى الدّور وَتوجه بهما إِلَى الْمَكَان الْفُلَانِيّ تَجِد منكلي بغا وقجليس سلمهما إِلَيْهِمَا وروح فَلَمَّا أمسكهما وَتوجه بهما إِلَى الْمَكَان الْمَذْكُور لَهُ وجد الأميرين قجليس ومنكلي بغا هُنَاكَ فقاما إِلَيْهِ وَقَالا لَهُ عَلَيْك سمعا وَطَاعَة لمولانا السُّلْطَان وأخذا سَيْفه فَقَالَ لَهما يَا خوشداش مَا هُوَ هَكَذَا السَّاعَة كَمَا فارقته وَقَالَ امسك هَؤُلَاءِ فَقَالَا لَهُ مَا الْقَصْد إِلَّا أَنْت فأمسكاه وأطلقا ذَيْنك الأميرين) وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة تَقْرِيبًا وَكَانَ فِيهِ خير وبر للصلحاء وَحج حجَّة أنْفق فِيهَا شَيْئا كثيرا وَأعْطى المجاورين بالحرمين الذَّهَب والقمصان والقمح وَكَانَ لَا يحب سفك الدِّمَاء فَكَانَ فِي صفد إِذا احضروا الْقَاتِل ضربه ضربا مبرحاً قَرِيبا من السَّبع مائَة عَصا ورماه فِي الْحَبْس وَيَقُول الْحَيّ خير من الْمَيِّت فَكثر الْعَبَث وَالْفساد فِي صفد وبلادها وَكَانَ هُوَ وَولده مُحَمَّد فِي اللّعب بالكرة فارسين وَولده أَفرس مِنْهُ وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد مُحَمَّد هَذَا وخليل وَإِبْرَاهِيم وَأحمد فِيمَا أَظن وَكَانَ يكثر اللّعب بالكرة فِي صفد وَيضْرب لَهُ خاماً على قَرْيَة بيريا ظَاهر صفد وَيُقِيم هُنَاكَ هُوَ وحريمه أَيَّامًا وَيعْمل المواكب هُنَاكَ ودور الْعدْل وَعمر المغارة الَّتِي بصفد وَأَنْشَأَ لَهَا غراساً وَدفن بهَا زَوجته ورتب للمغارة والسهريج على الدِّيوَان السلطاني مُرَتبا وَهُوَ إِلَى الْيَوْم وَلما كَانَ السُّلْطَان فِي الكرك كَانَ يكْتب إِلَيْهِ وَإِلَى ابْنه نَاصِر الدّين مُحَمَّد كثيرا ويخاطبه يَا أخي قل لِعَمِّي كَذَا وَطول روحك إِلَى أَن يقدر الله لنا الْخَيْر (بكتوت) 3 - (أستادار النَّاصِر) بكتوت الْأَمِير سيف الدّين العزيزي استادار الْملك النَّاصِر كَانَ ذَا حُرْمَة وافرة ورتبة عالية ومهابة شَدِيدَة وَيَد مبسوطة وَبِيَدِهِ الإقطاعات الضخمة وَله الْأَمْوَال الجمة وَكَانَ شجاعاً جيد السياسة توفّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة مُجَردا بالنواحي الْقبلية

العلائي

يُقَال إِن ابْن ودَاعَة سمه فِي بطيخة ومنذ توفّي وَقع الْخلَل فِي أَحْوَال النَّاصِر يُوسُف صَاحب الشَّام 3 - (العلائي) بكتوت العلائي الْأَمِير الْكَبِير كَانَ من أكبر أُمَرَاء دمشق محتشماً انْتقل إِلَى مصر وعلت رتبته فِي دولة الْملك الْأَشْرَف بن الْمَنْصُور وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَأَظنهُ الَّذِي بَاشر نِيَابَة السلطنة بِدِمَشْق أول دولة الْمَنْصُور قلاوون أَيَّامًا إِلَى أَن تولى النِّيَابَة لاجين 3 - (الأقرعي) بكتوت الْأَمِير بدر الدّين الأقرعي ولي شدّ دمشق فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس وعزل أَيَّام السعيد ابْنه وَولي شدّ الصُّحْبَة للمنصور وَهُوَ الَّذِي ضيق على قَاضِي الْقُضَاة ابْن الصايغ وَكَانَ ظَالِما جباراً لَا يقبل الرشا وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة وَلما مَاتَ رثاه عَلَاء الدّين) الْكِنْدِيّ الوداعي وَمن خطه نقلت (خبا الْبَدْر الَّذِي قد كَانَ يهدي ... إِلَى سبل النزاهة والصيانه) (فَقل للدهر إِن عزيت فِيهِ ... يُطِيل الله عمرك فِي الْأَمَانَة) 3 - (بدر الدّين المحمدي) بكتوت بدر الدّين بن عبد الله المحمدي اخبرني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لقطه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور قد اشْتغل عَليّ بِيَسِير من النَّحْو وأنشدنا لنَفسِهِ بحلق لي حبيب بوصله لَا يجود فقلبه قاسيون ودمع عَيْني يزِيد وأنشدنا لنَفسِهِ (من لي بِظَبْيٍ غرير ... باللحظ يسبي الممالك) (إِذا تبدى بلَيْل ... جلا سناه الحوالك) (من حور رضوَان أبهى ... لكنه نجل مَالك)

بكتي الخوارزمي

قلت شعر متوسط (بكتي الْخَوَارِزْمِيّ) بكتي الْأَمِير سيف الدّين الْخَوَارِزْمِيّ من قدماء الْأُمَرَاء وداره هِيَ الَّتِي سكنها بلبان التتري توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة (بكجور الْأَمِير أَبُو الفوارس) بكجور الْأَمِير التركي أَبُو الفوارس مولى سيف الدّين بن حمدَان ولي إمرة حمص ثمَّ إمرة دمشق للعزيز صَاحب مصر فَجَاز وظلم وصادر وَخرج عَن طَاعَة الْعَزِيز فَجهز إِلَيْهِ منيراً الْخَادِم فَالْتَقَيَا وتصالحا وَذهب بكجور إِلَى الرقة وَأقَام بهَا دَعْوَة الْعَزِيز ثمَّ قتل فِي حلب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة (بكر) 3 - (النَّاجِي) بكر بن الْأسود أَبُو عُبَيْدَة النَّاجِي قَالَ ابْن معِين كَذَّاب توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَالْمِائَة 3 - (الصَّحَابِيّ) بكر بن أُميَّة الضمرِي أَخُو عَمْرو بن أُميَّة حَدِيثه عِنْد مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن الْحسن بن الْفضل بن عمر بن أُميَّة عَن أَبِيه عَن عَمه بكر بن أُميَّة لَهُ صُحْبَة 3 - (ابْن الجلاح الْكَلْبِيّ) بكر بن جبلة بن وَائِل بن الجلاح الْكَلْبِيّ وَبكر يعرف بِعَبْد عَمْرو وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم وَقَالَ (أحب رَسُول الله إِذْ جَاءَ بِالْهدى ... فَأَصْبَحت بعد الْحَمد لله أوجرا) (وودعت لذات القداح وَقد أرى ... بهَا سدكاً عمري وللهو أصورا) (فآمنت بِاللَّه الْعلي مَكَانَهُ ... وأصبحت للأوثان مَا عِشْت مُنْكرا)

الصحابي

3 - (الصَّحَابِيّ) بكر بن الْحَارِث أَبُو مَنْفَعَة بالنُّون وَالْفَاء وَالْعين الْمُهْملَة الْأَنمَارِي مَذْكُور فِيمَن نزل حمص من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم 3 - (ابْن حبيب السَّهْمِي) بكر بن حبيب السَّهْمِي وَالِد عبد الله بن بكر الْمُحدث ذكره الزبيدِيّ وَغَيره فِي النَّحْوِيين أَخذ) عَن أبي إِسْحَق وَقَالَ ابْن أبي إِسْحَق لبكر بن حبيب مَا أَلحن فِي شَيْء قَالَ تفعل فَقَالَ لَهُ فَخذ عَليّ كلمة قَالَ هَذِه وَاحِدَة قل كلمة وَقربت مِنْهُ سنورة فَقَالَ لَهَا اخسي فَقَالَ لَهُ أَخْطَأت إِنَّمَا هُوَ اخسئي وَتُوفِّي ابْن لبَعض المهالبة فَأَتَاهُ شبيب بن شبيبة الْمنْقري يعزيه وَعِنْده بكر بن حبيب السَّهْمِي فَقَالَ شبيب بلعنا أَن الطِّفْل لَا يزَال محبنطئاً على بَاب الْجنَّة يشفع لِأَبَوَيْهِ فَقَالَ بكر إِنَّمَا هُوَ محبنطياً غير مَهْمُوز فَقَالَ شبيب أَتَقول لي هَذَا وَمَا بَين لابتيها أفْصح مني فَقَالَ بكر وَهَذَا خطأ ثَان مَا لِلْبَصْرَةِ وللوب لَعَلَّك غَرَّك قَوْلهم مَا بَين لابتي الْمَدِينَة يُرِيدُونَ الْحرَّة وَلَيْسَ لِلْبَصْرَةِ حرَّة وَلَا لابة والمحبنطي بِغَيْر همز المنتصب للشَّيْء المستبطئ لَهُ وبالهمز الْعَظِيم الْبَطن المنتفخ وَقَالَ ابْنه عبد الله كَانَ أبي يَقُول الْبَيْتَيْنِ وَالثَّلَاثَة وَهُوَ الْقَائِل (سير النواعج فِي بِلَاد مضلة ... يمشي الدَّلِيل بهَا على ملمال) (خير من الطمع الدني ومجلس ... بِفنَاء لَا طلق وَلَا مفضال) (فاقصد لحاجتك المليك فَإِنَّهُ ... يُغْنِيك عَن مترفع مختال) 3 - (أَبُو عَليّ الْوراق) بكر بخارجة الْكُوفِي الْوراق أَبُو عَليّ شَاعِر ماجن مأموني أفسدت الْخمر عقله آخر عمره وَهُوَ الْقَائِل (هَل لي إِلَيْك إِذا اعتذرت قبُول ... أم لَا فأربح مَا أُرِيد أَقُول) (اسْمَع فَإِنِّي حَالف بِجلَال من ... فِي ظلّ رَحمته الْعباد نزُول) (مَا كَانَ مَا زعم الرَّسُول فتدعي ... ذَنبا عَليّ بِمَا يَقُول رَسُول) وَهُوَ الْقَائِل وَقيل إِنَّهَا لغيره (وَحقّ الَّذِي فِي الْقلب مِنْك فَإِنَّهُ ... عَظِيم لقد حصنت سرك فِي صَدْرِي) (ولكنما أفشاه دمعي وَرُبمَا ... أَتَى الْمَرْء مَا يخشاه من حَيْثُ لَا يدْرِي)

أبو ثمامة الجذامي

(فَهَب لي ذنُوب الدمع إِنِّي أَظُنهُ ... بِمَا كَانَ مِنْهُ إِنَّمَا يَبْتَغِي ضري) (وَلَو لم يرد ضري لخلى ضمائري ... تمد على أسرار مكنونها ستري) وَمن شعر بكر بن خَارِجَة الْكُوفِي (يَا لقومي لما جنى السُّلْطَان ... لَا يكن للَّذي أهان الهوان) ) (سكبوا فِي التُّرَاب من حلب الْكر ... م عقارا كَأَنَّهَا الزَّعْفَرَان) (صبها فِي مَكَان سوء لقد صا ... دف سعد السُّعُود ذَاك الْمَكَان) (من كميت يُبْدِي المزاج لَهَا لؤ ... لؤ نظم والفصل فِيهَا جمان) (فَإِذا مَا اصطحبتها صغرت فِي ال ... قدر عِنْدِي الَّذِي أمه الخيزران) (كَيفَ صبري عَن بعض نَفسِي وَهل يص ... بر عَن بعض نَفسه الْإِنْسَان) فأنشدت هَذِه الأبيات للجاحظ فَقَالَ للمنشد من حق الفتوة أَن أكتب هَذِه الأبيات قَائِما إِلَّا أَن تعمدني لنقرس كَانَ بِهِ قلت ذكرت بِهَذِهِ الأبيات مَا قَالَه أَبُو الْحُسَيْن الجزار (قلت لما سكب السا ... قي على الأَرْض الشرابا) (غيرَة مني عَلَيْهِ ... لَيْتَني كنت تُرَابا) 3 - (أَبُو ثُمَامَة الجذامي) بكر بن سوَادَة الْفَقِيه بِمصْر أَبُو ثُمَامَة الجذامي روى عَن عبد الله بن عَمْرو وَسَهل بن سعد وَسَعِيد بن الْمسيب وَأبي سَالم الجيشاني وَعَطَاء بن يسَار وَطَائِفَة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَاسْتشْهدَ بِهِ البُخَارِيّ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة 3 - (ابْن صرد الْكَاتِب) بكر بن صرد مولى بني أُميَّة كَانَ يكْتب لجَعْفَر بن يحيى الْبَرْمَكِي وَهُوَ الَّذِي قَالَ للرشيد يحضه على الْبيعَة لِابْنِهِ الْقَاسِم المؤتمن بعد أَخَوَيْهِ الْأمين والمأمون وَرويت لغيره (يَا أَيهَا المَلِكُ الَّذِي ... لَو كَانَ نجماً كَانَ سَعْدا) (جدد لقاسم بيعَة ... واقدْحْ لَهُ فِي الْملك زَنْدا)

ابن عبد الله المزني

(اللهُ فَرد واحِدٌ ... فاجعْلْ وُلاة الْأَمر فَردا) فَوهبت لَهُ من الْقَاسِم خمسين ألف دِرْهَم وَاجْتمعَ بكر مَعَ مغن عِنْد أَسد بن يزِيد بن مزِيد فغنى الْمُغنِي بِشعر الْوَلِيد بن يزِيد (أآب هَذَا الحم فاكتسعا ... وَأمر النّوم فامتنعا) (فِي قباب وسط دسكرة ... حولهَا الزَّيْتُون قد ينعا) فَقَالَ بكر بن زِيَادَة فِي ذَلِك) (مَعَ جواد من بني مطر ... أتلفت كَفاهُ مَا جمعا) (كلما عدنا لنائله ... افتررنا جوده جذعا) فَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِرْهَم 3 - (ابْن عبد الله الْمُزنِيّ) بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام روى عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَأنس وَأبي رَافع وَجَمَاعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَكَانَ ثبتاً كثير الحَدِيث حجَّة فَقِيها قَالَ عزمت على أَن لَا أسمع قوما يذكرُونَ الْقدر إِلَّا قُمْت فَصليت توفّي سنة سِتّ وَمِائَة 3 - (الْأَمِير الْعجلِيّ) بكر الْأَمِير ابْن عبد الْعَزِيز ابْن أبي دلف الْعجلِيّ خرج على المعتضد وَلم يتم لَهُ أَمر وَمَات بطبرستان فِي حُدُود التسعين والمائتين 3 - (الْعجلِيّ وَالِي همذان) بكر بن عبد الْعَزِيز بن أبي دلف الْعجلِيّ كَانَ أَمِيرا جَلِيلًا ولي همذان للمعتضد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ثمَّ خَالفه فقصدته عساكره فَلم يزل يتنقل فِي الْبِلَاد إِلَى أَن مَاتَ بِأَرْض طبرستان كَاتبه عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى صَاحب الْأَلْفَاظ الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى استعرض عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور يَوْمًا جَارِيَة اسْمهَا دستان فسامها صَاحبهَا خمس مائَة دِينَار وَلم يكن عِنْده ثمنهَا فَقَالَ

الصابوني القيرواني

(يَا صَاحِبي صبا قلبِي لدستان ... بغادة وَجههَا والبدر سيان) (مَا دونهَا قصد تدمى أسستها ... إِلَّا المصاليت من أَبنَاء قحطان) (من كَانَ يملك ملْء الْكيس من ذهب ... زفت إِلَيْهِ وكيسي غير ملآن) (أَشْكُو إِلَى الله أَنِّي لَيْسَ يَنْفَعنِي ... علم الْخَلِيل وَلَا نَحْو ابْن سَعْدَان) (فِي است أم علمي وآدابي وفلسفتي ... وَلَو أحطت بِعلم الْأنس والجان) فَوَقَعت الأبيات إِلَى بكر الْمَذْكُور فَوَقع تحتهَا (يَا من شكا وصبا وجدا بدستان ... لَو عف طرفك لم يرجع بأحزان) (وَلَيْسَ يَجْزِي لعمري النَّحْو ذَا كلف ... وَلَا الْعرُوض وَلَا أشعار حسان) ) (وَقد أمرنَا بِمَا يَنْفِي الصدود وَمَا ... يدني النجاح بِمَا يهوى الشجيان) (فصر إِلَى غَانِم حَتَّى يوفرها ... وَابْشَرْ بجائزة أُخْرَى لدستان) ثمَّ وَقع إِلَى غَانِم الْوَكِيل بِإِخْرَاج خمس مائَة دِينَار إِلَى عبد الرَّحْمَن لثمن دستان وبعشرة أَثوَاب ألوان لَهَا 3 - (الصَّابُونِي القيرواني) بكر بن عَليّ الصَّابُونِي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَيخا معمراً شَاعِرًا مطبوعاً حلواً نَوَادِر ومقالعة وهجاء خَبِيث وأقدر النَّاس على مهاترة وبديهة وَهُوَ مَعَ ذَلِك نفي الشيبة وَالثيَاب حسن الصمت وَكَانَ مُولَعا بأذى أبي بكر ابْن الوسطاني وَضرب بَينه وَبَين القَاضِي محمّد بن عبد الله بن هَاشم عَدَاوَة كَانَت سَبَب خُرُوجه من القيروان ناجياً بِرُوحِهِ إِلَى مصر وَكَانَ قد صنع قبل ذَلِك قصيدة أَولهَا (أمرض بالوعظ الْقُلُوب الصِّحَاح ... مَا قَالَه الْهَاتِف عِنْد الصَّباح) (أيقظني من نومتي فِي الدجى ... شخص سَمِعت القَوْل مِنْهُ كفاح) (يَقُول كم ترقد يَا غافلاً ... والدهر إِن لم يغد بِالْمَوْتِ رَاح) (تركن للدنيا كَأَن لَا براح ... مِنْهَا وتغدو لاهياً فِي مزاح) (مَا الدَّهْر وَالْأَيَّام فِي مرها ... إِلَّا كبرق خاطف حِين لَاحَ) مدح فِيهَا عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب بعد مواعظ كَثِيرَة وهجا ابْن الوسطاني أقبح هجاء وَذكر أَنه يسْتَتر بالعزائم والرقي وَيسر الْفسق وَالزِّنَا وَزَاد على الإقذاع وأنشده إِيَّاهَا حذاء بَاب السَّلَام بِحَضْرَة أَشْيَاخ الدولة وَكَانَ الرَّائِي الشَّاعِر حَاضرا وَله عناية بِابْن الوسطاني فَقَالَ أتيت بِشعر غَيْرك تسفه بِهِ على أهل الرتب بَين أَيدي الْمُلُوك أَو الله إِنَّك مُسْتَحقّ للعقوبة قَالَ أما

قَوْلك تسفه فسفه مِنْك وَسُوء أدب لِأَنِّي جِئْت محتسباً فِيمَا يُعلمهُ الله وَالْقَاضِي وَجَمَاعَة الْمُسلمين وَأما قَوْلك أهل الرتب فَتلك الرُّتْبَة الَّتِي اشتكينا بِمَا سَمِعت لِأَنَّهَا رُتْبَة مصحفة وَأما قَوْلك شعر غَيْرك فَإِن أذن لي أَبُو مُحَمَّد عرفتك أَنه شعري فَقَالَ عبد الله للرائي مَا ترى فَقَالَ إيذن لَهُ فَقَالَ شَأْنك فَأَنْشد كَأَنَّمَا يملي شَيْئا يحفظه (سَأَلتك بالقمر الْأَزْهَر ... وبالعين والحاجب الأنور) (وبالسيد الْمَاجِد المرتجى ... لدفع الْمَظَالِم وَالْمُنكر) ) (حسام الْخلَافَة وَابْن الحسام ... وَمَنْصُور يَا جَوْهَر الْجَوْهَر) (أجرني من النَّاقِص الْأَعْوَر ... فلولاك فِي النَّاس لم يذكر) (هُوَ النحس حل بِهِ نحسه ... فَلَا خلق أنحس من أَعور) (إِذا رام خيرا وَمَا رامه ... أبته لَهُ شِيمَة البربر) قَالَ الرَّائِي قد انتقصت سيدنَا عدَّة الْعَزِيز بِاللَّه لِأَنَّهُ من البربر فَقَالَ بكر كَأَنَّهُ يخاصمه (لحى الله ناقصه بَيْننَا ... وَإِن كنت ذَاك وَلم تشعر) (وَفِي أَي شَيْء تنقصته ... وَقد حل فِي الْبَيْت من حمير) فَكَأَنَّمَا ألقمه حجرا وَدخل إِلَى صَاحب قيان فَوجدَ جمَاعَة من إخوانه يشربون مِنْهُم ابْن أبي حَفْص الْكَاتِب وَرَأى برذونه قَائِما فِي السَّقِيفَة فَقَالَ كَمَا لكم هَهُنَا فَقَالُوا كَذَا كَذَا يَوْمًا فَشرب نَهَاره أجمع وَلَيْلَته وَأَرَادَ الِانْصِرَاف من الْغَد فافتقد رِدَاءَهُ ودراهم كَانَت مَعَه وَسَأَلَ الْقَوْم فَمَا وَقع عَليّ عين وَلَا أثر فَقَالَ لِابْنِ أبي حَفْص سَأَلتك بِاللَّه إِلَّا مَا نزلت إِلَى هَذَا العَبْد الصَّالح فاستوهبت لنا مِنْهُ دَعْوَة بِأَن يفضح الله سارقنا أَو يجمع علينا مَا رَاح منا فَإِنَّهُ صَائِم النَّهَار قَائِم اللَّيْل قَالَ وَأي عبد يكون هَذَا قَالَ هُوَ برذونك يَا سَيِّدي فَضَحِك الْجَمَاعَة وَخرج وَهُوَ يَقُول (ذُو غرفَة نفس أَعْلَاهَا ... للفسق والعصيان أنشاها) (قد وضع الْمِيزَان فِي وَسطهَا ... وَكنت من أول قتلاها) (من يعرف الله فَلَا يأتها ... فَمَا بهَا من يعرف الله) وَمن هجائه (أذاب وَال بسوسة مخي ... يعرف بَين الْأَنَام بالفرخ) (يزْعم عبد الْعَزِيز وَالِده ... وأير عبد الْعَزِيز مسترخ) وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبع مائَة وَقد زاحم الْمِائَة

بكر بن مبشر بن جبر الأنصاري

3 - (بكر بن مُبشر بن جبر الْأنْصَارِيّ) قيل إِنَّه من بني عبيد روى عَنهُ إِسْحَق بن سَالم وأنيسن ابْن أبي يحيى يعد فِي أهل الْمَدِينَة 3 - (الْمَازِني) بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وَقيل بَقِيَّة وَقيل عدي بن حبيب الْمَازِني الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ كَانَ إِمَام) عصره فِي النَّحْو والآداب أَخذ الْأَدَب عَن أبي عُبَيْدَة والأصمعي وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وَأخذ عَنهُ الْمبرد وَكَانَ الْمبرد يَقُول مَا بعد سِيبَوَيْهٍ أعلم بالنحو من الْمَازِني وَله عَنهُ رِوَايَات كَثِيرَة وَله من التصانيف كتاب مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة وَكتاب الْألف وَاللَّام وَكتاب الْعرُوض وَكتاب القوافي وَكتاب الديباج على خلاف كتاب أبي عُبَيْدَة قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ الْمصْرِيّ سَمِعت القَاضِي بكار بن قُتَيْبَة قَاضِي مصر يَقُول مَا رَأَيْت نحوياً قطّ يشبه الْفُقَهَاء إِلَّا حَيَّان بن هرمة والمازني الْمَذْكُور قلت لم يكن القَاضِي بكار قد عاصر أَبَا الْفَتْح ابْن جني وَلَا أَبَا عَليّ الْفَارِسِي وَلَا ابْن عُصْفُور وَكَانَ الْمَازِني فِي غَايَة الْوَرع قَصده بعض أهل الذِّمَّة ليقْرَأ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وبذل لَهُ مائَة دِينَار فِي تدريسه إِيَّاه فَامْتنعَ فَقَالَ لَهُ الْمبرد جعلت فداءك أترد هَذِه الْمَنْفَعَة مَعَ فاقتك وَشدَّة إضاقتك فَقَالَ إِن هَذَا الْكتاب يشْتَمل على ثَلَاث مائَة وَكَذَا وَكَذَا آيَة من كتاب الله عز وَجل وَلست أرى أَن أمكن مِنْهَا ذِمِّيا غيرَة على كتاب الله وحمية لَهُ قَالَ الْمبرد فاتفق أَن غنت جَارِيَة بِحَضْرَة الواثق بقول العرجي (أظلوم أَن مصابكم رجلا ... يهدى السَّلَام عَلَيْكُم ظلم)

قلت كَذَا أوردهُ العرجي وَقَالَ آخَرُونَ وَهُوَ الصَّحِيح إِنَّه لِلْحَارِثِ ابْن خَالِد المَخْزُومِي من أَبْيَات أَولهَا (أقوى من آل ظليمة الحزم ... فالعنزتان فأوحش الخطم) وَبعد الْبَيْت الْمَذْكُور (أقصيته وَأَرَادَ سلمكم ... فليهنه إِذْ جَاءَك السّلم) عَاد القَوْل إِلَى كَلَام الْمبرد فَاخْتلف من بالحضرة فِي إِعْرَاب رجل فَمنهمْ من نَصبه وَجعله اسْم أَن وَمِنْهُم من رَفعه على أَنه خَبَرهَا وَالْجَارِيَة مصرة على أَن شيخها أَبَا عُثْمَان الْمَازِني لقنها إِيَّاه بِالنّصب فَأمر الواثق بإشخاصه قَالَ أَبُو عُثْمَان فَلَمَّا مثلت بَين يَدَيْهِ قَالَ من الرجل فَقلت من مَازِن قَالَ أَي الموازن أمازن تَمِيم أم مَازِن قيس أم مَازِن ربيعَة قلت من مَازِن ربيعَة فكلمني بِكَلَام قومِي وَقَالَ با اسبك لأَنهم يقلبون الْمِيم بَاء وَالْبَاء ميماً فَكرِهت أَن أُجِيبهُ على لُغَة قومِي لِئَلَّا أواجهه بالمكر فَقلت بكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَفطن لما قصدته وتعجب مِنْهُ ثمَّ قَالَ مَا تَقول فِي قَول الشَّاعِر أظلوم إِن مصابكم رجلا أترفع رجلا أم تنصبه فَقلت بل الْوَجْه النصب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ وَلم ذَاك قلت إِن مصابكم مصدر) بِمَعْنى إصابتكم فَأخذ اليزيدي فِي معارضتي قلت هُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك إِن ضربك زيدا ظلم فالرجل مفعول مصابكم وَهُوَ مَنْصُوب بِهِ وَالدَّلِيل عَلَيْهِ أَن الْكَلَام مُعَلّق إِلَى أَن تَقول ظلم فَيتم فَاسْتَحْسَنَهُ الواثق وَقَالَ هَل لَك من ولد قلت نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بنية قَالَ مَا قَالَت لَك عِنْد مسيرك قلت أنشدت قَول الْأَعْشَى (أيا أبتا لَا ترم عندنَا ... فَإنَّا بِخَير إِذا لم ترم) (أرانا إِذا أضمرتك البلا ... د نجفى وَيقطع منا الرَّحِم) قَالَ فَمَا قلت لَهَا قلت قَول جرير (ثقي بِاللَّه لَيْسَ لَهُ شريك ... وَمن عِنْد الْخَلِيفَة بالنجاح) قَالَ عَليّ النجاح إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ أَمر لي بِأَلف دِينَار وردني مكرماً قَالَ الْمبرد فَلَمَّا عَاد إِلَى الْبَصْرَة قَالَ لي كَيفَ رَأَيْت يَا أَبَا الْعَبَّاس رددنا لله مائَة فعوضنا ألفا وروى الْمبرد عَنهُ أَيْضا قَالَ قَرَأَ عَليّ رجل كتاب سِيبَوَيْهٍ فِي مُدَّة طَوِيلَة فَلَمَّا بلغ آخِره قَالَ لي أما أَنْت فجزاك الله خيرا وَأما أَنا فَمَا فهمت مِنْهُ حرفا وَقَالَ الزبيدِيّ قَالَ الْمَازِني كنت بِحَضْرَة الواثق يَوْمًا فَقلت لِابْنِ قادم وَابْن سَعْدَان قد كابرني كَيفَ تَقول نَفَقَتك دِينَارا أصلح من دِرْهَم فَقَالَ دِينَار بِالرَّفْع قلت فَكيف تَقول ضربك زيدا خير لَك فتنصب زيدا وطالبته بِالْفرقِ بَينهمَا فَانْقَطع وَكَانَ ابْن السّكيت حَاضرا فَقَالَ الواثق سَله عَن مَسْأَلَة فَقلت لَهُ مَا وزن نكتل من الْفِعْل فَقَالَ نَفْعل فَقَالَ الواثق غَلطت ثمَّ قَالَ لي فسره فَقلت نكتل تَقْدِيره نفتعل وَأَصله نكتيل فَانْقَلَبت الْيَاء ألفا لفتحة مَا قبلهَا فَصَارَ

لَفظهَا نكتال فأسكنت اللَّام للجزم لِأَنَّهُ جَوَاب الْأَمر فحذفت الْألف لالتقاء الساكنين فَقَالَ الواثق هَذَا الْجَواب لَا جوابك يَا يَعْقُوب فَلَمَّا خرجنَا قَالَ لي ابْن السّكيت مَا حملك على هَذَا بيني وَبَيْنك الْمَوَدَّة الْخَالِصَة فَقلت وَالله مَا أردْت تخطئتك وَلم أَظن أَنه يغرب عَنْك وَقَالَ الْمبرد سَأَلت الْمَازِني عَن قَول الْأَعْشَى (هَذَا النَّهَار بدا لَهَا من همها ... مَا بالها بِاللَّيْلِ زَالَ زَوَالهَا) فَقَالَ نصب النَّهَار على تَقْدِير هَذَا الصدود بدا لَهَا النَّهَار وَالْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْعرب تَقول زَالَ وأزال بِمَعْنى فَيَقُول زَالَ الله زَوَالهَا وَحدث الزبيدِيّ أَيْضا قَالَ وَقَالَ الْمَازِني وَحَضَرت يَوْمًا أَيْضا عِنْد الواثق فَقَالَ يَا مازني هَات مَسْأَلَة وَكَانَ عِنْده نحاة الْكُوفَة فَقلت مَا تَقولُونَ فِي) قَوْله تَعَالَى وَمَا كَانَت أمك بغياً لمَ لم يقل بغيةً وَهِي صفة لمؤنث فَأَجَابُوا بجوابات غير مرضية فَقَالَ الواثق هَات مَا عنْدك فَقلت لَو كَانَت بغي على تَقْدِير فعيل بِمَعْنى فاعلة لحقتها الْهَاء مثل كَرِيمَة وظريفة وَإِنَّمَا تحذف الْهَاء إِذا كَانَت فِي معنى مفعولة نَحْو الْمَرْأَة قَتِيل والكف خضيب وبغي هَهُنَا لَيْسَ بفعيل إِنَّمَا هُوَ فعول وفعول لَا تلْحقهُ الْهَاء فِي وصف التَّأْنِيث نَحْو امْرَأَة شكور وبئر شطون إِذا كَانَت بعيدَة الرشاء وَتَقْدِير بغي بغوي قلبت الْوَاو يَاء ثمَّ أدغمت فِي الْيَاء فَصَارَت يَاء ثَقيلَة نَحْو سيد وميت فَاسْتحْسن الْجَواب وسَاق ياقوت فِي مُعْجم الأدباء للمازني من هَذَا الضَّرْب كثيرا فِي تَرْجَمته والاقتصار على هَذَا أولى وَقَالَ الْمَازِني مَرَرْت ببني عقيل فَإِذا رجل أسود قصير أَعور أبرص أكشف قَائِم على تل سماد وَهُوَ يمْلَأ جواليق مَعَه من ذَلِك السماد وَهُوَ يُغني بِأَعْلَى صَوته (فَإِن تصرمي حبلي وتستكرهي وَصلي ... فمثلك مَوْجُود وَلَا تجدي مثلي) فَقلت صدقت وَالله مَتى تَجِد ويحها مثلك فَقَالَ بَارك الله عَلَيْك وأسمعك خيرا ثمَّ انْدفع ينشد (يَا ربة الْمطرف والخلخال ... مَا أَنْت من همي وَلَا أشغالي) (مثلك مَوْجُود ... ومثلي غالي) وللمازني شعر قَلِيل ذكره المرزباني مِنْهُ (شَيْئَانِ يعجز ذُو الرياضة عَنْهُمَا ... عقل النِّسَاء وإمرة الصّبيان) (أما النِّسَاء فَإِنَّهُنَّ عواهر ... وأخو الصِّبَا يجْرِي بِكُل عنان) وَقَالَ الجماز يهجو الْمَازِني (كادني الْمَازِني عِنْد أبي العب ... اس وَالْفضل مَا علمت كريم) (يَا شَبيه النِّسَاء فِي كل فن ... إِن كيد النِّسَاء كيد عَظِيم)

أبو أحمد صاحب ابن حنبل

(جمع الْمَازِني خمس خِصَال ... لَيْسَ يقوى بحملهن حَلِيم) (هُوَ بالشعر وَالْعرُوض وبالنح ... ووغمز الأيور طب عليم) (لَيْسَ ذَنبي إِلَيْك يَا بكر إِلَّا ... أَن ايري عَلَيْك لَيْسَ يقوم) (وكفاني مَا قَالَ يُوسُف فِي ذَا ... إِن رَبِّي بكيدهن عليم) وَاخْتلف فِي تَارِيخ وَفَاته فَقيل سنة تسع أَو ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ) وَالله أعلم 3 - (أَبُو أَحْمد صَاحب ابْن حَنْبَل) بكر بن مُحَمَّد بن الحكم أَبُو أَحْمد الْبَغْدَادِيّ من أَصْحَاب أَحْمد بن حَنْبَل القدماء كَانَ أَحْمد يقدمهُ ويكرمه وَعِنْده مسَائِل كَثِيرَة جدا سَمعهَا من أَحْمد ثمَّ إِنَّه تكلم فِي مَسْأَلَة اللَّفْظ فقلاه أَصْحَاب أَحْمد وَكَانَ قبل ذَلِك مقدما عِنْدهم وَكَانَ صَاحب ورع شَدِيد وَعلم وَعمل 3 - (الدخمسيني) بكر بن مُحَمَّد بن حمدَان أَبُو أَحْمد الصَّيْرَفِي الْمروزِي الدخمسيني بِضَم الدَّال وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمِيم وَكسر السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا نون لقب بذلك لِأَنَّهُ كَانَ يَقُول زد خمسين فبنوه من ذَلِك وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ مُحدث خُرَاسَان وَمَا أَظُنهُ جلس فِي حَانُوت قطّ فَإِنَّهُ كَانَ ينادم آل سامان لأدبه وفصاحته وتقدمه سمع عبد الْعَزِيز بن حَاتِم وَأَبا الموجه بمرو وَعبد الصَّمد بن الْفضل ببلخ وَأَبا حَاتِم بِالريِّ لَكِن عدم سَمَاعه مِنْهُ وَأَبا قلَابَة وَأحمد بن عبيد الله النَّرْسِي سمع مِنْهُ الْحَاكِم وَغَيره بمرو وروى عَنهُ هُوَ وَعبد الله بن عدي وَابْن مَنْدَه وَمُحَمّد بن أَحْمد الغنجار وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد الماسرجسي وَأَبُو الْفضل مَنْصُور الكاغدي وَخرج إِلَى سَمَرْقَنْد لميراث لَهُ من غُلَامه فَمَاتَ ببخارى سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة كَذَا أرخه الْحَاكِم وَقَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وَغَيره بل توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين 3 - (قَاضِي الْعرَاق الْمَالِكِي) بكر بن مُحَمَّد بن الْعَلَاء أَبُو الْفضل الْقشيرِي الْفَقِيه

شمس الأئمة الحنفي

الْمَالِكِي ولي الْقَضَاء بِنَاحِيَة الْعرَاق وصنف فِي الْمَذْهَب كتبا جليلة كتابا فِي الْأَحْكَام وَالرَّدّ على الْمُزنِيّ والأشربة ورد فِيهِ على الطَّحَاوِيّ وكتاباً فِي الْأُصُول وَالرَّدّ على الْقَدَرِيَّة وَالرَّدّ على الشَّافِعِي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (شمس الْأَئِمَّة الْحَنَفِيّ) بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفضل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام الْعَلامَة أَبُو الْفضل الجابري من ولد جَابر بن عبد الله البُخَارِيّ الزرنجري بالزاي الْمَفْتُوحَة وَالرَّاء الْمَفْتُوحَة وَالنُّون الساكنة وَالْجِيم الْمَفْتُوحَة وَالرَّاء وزرنجره من قرى بُخَارى الْكِبَار وَيعرف بشمس الْأَئِمَّة وَكَانَ فَقِيه) تِلْكَ الديار ومفتي مَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي حفظ مَذْهَب أبي حنيفَة وَكَانَ شمس الْأَئِمَّة تلميذ أبي مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْحلْوانِي وَكَانَ يُسمى أَبَا حنيفَة الْأَصْغَر وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأنساب والتواريخ وَسمع الحَدِيث وَتفرد بالرواية عَن جمَاعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عبد الْملك الْمصْرِيّ) بكر بن مُضر بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو عبد الْملك الْمصْرِيّ مولى شُرَحْبِيل بن حَسَنَة توفّي سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَلم يرو لَهُ ابْن مَاجَه 3 - (ابْن النطاح) بكر بن النطاح الْحَنَفِيّ أَبُو وَائِل قيل هُوَ عجلي كَانَ شَاعِرًا حسن

الشّعْر كثير التَّصَرُّف فِيهِ وَكَانَ صعلوكاً يُصِيب الطَّرِيق ثمَّ أقصر عَن ذَلِك وَكَانَ كثيرا مَا يصف نَفسه بالشجاعة والإقدام وَهُوَ الْقَائِل (هَنِيئًا لإخواني بِبَغْدَاد عيدهم ... وعيدي بحلوان قراع الْكَتَائِب) وأنشدها أَبَا دلف فَقَالَ لَهُ إِنَّك لتكثر من وصف نَفسك بالشجاعة وَمَا رَأَيْت عنْدك لذَلِك أثرا قطّ وَلَا فِيك فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير وَأي عناء يكون عِنْد الرجل الحاسر الأعزل فَقَالَ أَعْطوهُ سَيْفا وفرساً وَدِرْعًا ورمحاً فَأَعْطوهُ ذَلِك أجمع فَأَخذه وَركب الْفرس وَخرج على وَجهه فَلَقِيَهُ مَال لأبي دلف يحمل من بعض ضيَاعه فَأَخذه وَخرج جمَاعَة من غلمانه ومانعوه فجرحهم جَمِيعًا وقطعهم فَانْهَزَمُوا وَسَار بِالْمَالِ فَلم ينزل إِلَّا على عشْرين فرسخاً فَلَمَّا اتَّصل خَبره بِأبي دلف قَالَ نَحن جَنِينا على أَنْفُسنَا وَكُنَّا أَغْنِيَاء عَن إهاجته ثمَّ كتب إِلَيْهِ بالإمارة وسوغه المَال وَكتب إِلَيْهِ صر إِلَيْنَا فَلَا ذَنْب لَك عندنَا نَحن هجناك وحركناك فَرجع وَلم يزل مَعَه يمدحه حَتَّى مَاتَ وَكَانَ قد لحق أَبُو دلف إنْسَانا قد أرْدف آخر خَلفه فطعنهما يشكهما بِالرُّمْحِ فَتحدث النَّاس فِي ذَلِك فَلَمَّا عَاد دخل إِلَيْهِ بكر بن النطاح وأنشده (قَالُوا أينظم فارسين بطعنة ... يَوْم اللِّقَاء وَلَا يرَاهُ جَلِيلًا) (لَا تعجبوا لَو كَانَ مد قناته ... ميلًا إِذا نظم الفوارس ميلًا) فَأمر لَهُ أَبُو دلف بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَله فِيهِ أَيْضا) (لَهُ رَاحَة لَو أَن معشار جودها ... على الْبر كَانَ الْبر أندى من الْبَحْر) (وَلَو أَن خلق الله فِي جسم فَارس ... وبارزه كَانَ الخلي من الْعُمر) (أَبَا دلف بوركت فِي كل بَلْدَة ... كَمَا بوركت فِي شهرها لَيْلَة الْقدر) وَله فِيهِ أَيْضا (إِذا كَانَ الشتَاء فَأَنت شمس ... وَإِن حضر المصيف فَأَنت ظلّ) (وَمَا تَدْرِي إِذا أَعْطَيْت مَالا ... أتكثر فِي سماحك أم تقل) فَأعْطَاهُ عشرَة آلَاف دِرْهَم وَقصد مَالك بن طوق فمدحه فأثابه قلم يرض ثَوَابه فَخرج من عِنْده وَكتب رقْعَة وَبعث بهَا إِلَيْهِ وفيهَا (فليت جدا مَالك كُله ... وَمَا يرتجى مِنْهُ من مطلب) (أُصِيب بأضعاف أضعافه ... وَلم أنتجعه وَلم أَرغب) (أَسَأْت اخْتِيَاري فَقل الثَّوَاب ... لي الذَّنب جهلا وَلم يُذنب)

ابن وائل الكوفي

فَلَمَّا قَرَأَهَا وَجه جمَاعَة فِي طلبه وَقَالَ الويل لكم إِن فاتكم فلحقوه وردوه إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ وتلقاه وَقَالَ يَا أخي عجلت علينا وَمَا كُنَّا نقتصر على ذَلِك وَإِنَّمَا بعثنَا إِلَيْك نَفَقَة وعولنا بك على مَا يتلوها فَاعْتَذر إِلَيْهِ ثمَّ أعطَاهُ حَتَّى أرضاه فَقَالَ بكر بن النطاح يمدحه من ذَلِك (فَتى جاد بالأموال من كل جَانب ... وأنهبها فِي عوده وبداته) (فَلَو خذلت أَمْوَاله جود كَفه ... لقاسم من يرجوه شطر حَيَاته) (فَإِن لم تَجِد فِي الْعُمر قسْمَة باذل ... وَجَاز لَهُ الْإِعْطَاء من حَسَنَاته) (لجاد بهَا من غير كفر بربه ... وشاركهم فِي صَوْمه وَصلَاته) قلت فِي قَوْله من غير كفر بربه زِيَادَة مليحة وَهُوَ من بَاب حَشْو اللوزينج وَقَالَ (كريم إِذا مَا جِئْت طَالب فَضله ... حباك بِمَا تحوي عَلَيْهِ أنامله) (وَلَو لم يكن فِي كَفه غير نَفسه ... لجاد بهَا فليتق الله سائله) وَقد وجدت هَذِه الأبيات الأول والثواني فِي قصيدتي أبي تَمام المشهورتين والقطعة الأولى أوردهَا صَاحب الأغاني لِابْنِ النطاح والبيتان الثانيان أوردهما المرزباني فِي مُعْجَمه لِابْنِ النطاح وهما أخبر النَّاس بذلك وَهَذِه مصالتة لَا سَرقَة وَأما أَبُو الطّيب فَإِنَّهُ أَخذه وَقصر عَنهُ حَيْثُ قَالَ) (وَلَو يممتهم فِي يَوْم حشر ... لأعطوك الَّذِي صلوا وصاموا) وَمن شعر بكر بن النطاح (فرعاء تسحب من قيام شعرهَا ... وتغيب فِيهِ وَهُوَ جثل أسحم) (فَكَأَنَّهَا فِيهِ نَهَار مشرق ... وَكَأَنَّهُ ليل عَلَيْهَا مظلم) وَمِنْه أَيْضا (مَلَأت يَدي من الدُّنْيَا مرَارًا ... فَمَا طمع العواذل فِي اقتصاري) (وَمَا وَجَبت عَليّ زَكَاة مَال ... وَهل تجب الزَّكَاة على جواد) وَتُوفِّي بكر بن النطاح فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن وَائِل الْكُوفِي) بكر بن وَائِل بن دَاوُد التَّيْمِيّ الْكُوفِي روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَالْمِائَة

الألقاب

(الألقاب) ابْن الْبكْرِيّ إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الْبكْرِيّ الزنجاني إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْبكْرِيّ نور الدّين عَليّ بن يَعْقُوب بن جِبْرِيل الْبكْرِيّ النسابة أَبُو ضَمْضَم الْبكْرِيّ الْكَاتِب عَليّ بن الْمُبَارك (أَبُو بكر) 3 - (ابْن عبد الدايم) أَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الدايم بن نعْمَة الْمَقْدِسِي الشَّيْخ الصَّالح المعمر اليقظ مُسْند الْوَقْت الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي وَيعرف بالمحتال ولد بِكفْر بَطنا إِذْ وَالِده بهَا خطيب سنة خمس أَو سِتّ وَعشْرين وست مائَة وَسمع سنة ثَلَاثِينَ على الْفَخر الإربلي وَسمع الصَّحِيح كُله على ابْن الزبيدِيّ وَسمع من الناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وَسَالم بن صصرى وجعفر الْهَمدَانِي وَالشَّيْخ الضياء وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبه وأقرانه من بَغْدَاد وَحج ثَلَاث مَرَّات وأضر قبل مَوته بأعوام وَثقل سَمعه وَلَكِن كَانَ ذَا همة وجلادة وَفهم وَله عبَادَة وأذكار وَقد حدث فِي زمَان وَالِده وروى عَنهُ ابْن النجار وَابْن نَفِيس والقدماء وَحدث بِالصَّحِيحِ غير مرّة وَسمع مِنْهُ الْخلق وانْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد كوالده فِي زَمَانه وعاش كأبيه ثَلَاثًا وَتِسْعين سنة وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشْرين شهر رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة 3 - (إِمَام مَسْجِد حارة الْخَاطِب) أَبُو بكر بن أَحْمد بن عمر الْبَغْدَادِيّ الزَّاهِد إِمَام مَسْجِد حارة الْخَاطِب بِدِمَشْق كَانَ صَاحب عبَادَة ومجاهدة سمع بِمصْر من مَحْمُود بن مُحَمَّد الصَّابُونِي وبدمشق من إِسْمَاعِيل الجنزوري والكندي وَكَانَ يعرف بالمراوحي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وروى لنا عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْمَعَالِي بن البالسي قَالَ عمر بن الْحَاجِب سَأَلت شَيخنَا الضياء عَنهُ فَقَالَ بَلغنِي أَنه جاور بِمَكَّة سنة قَرَأَ فِيهَا ألف ختمة وروى عَنهُ أَبُو حَامِد بن الصَّابُونِي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة

ابن دشينة

3 - (ابْن دشينة) أَبُو بكر بن أَحْمد بن عمر البعلبكي الْمَعْرُوف بِابْن الحبال وَيعرف بِابْن دشينة بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وياء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَبعدهَا نون مَفْتُوحَة وهاء خلف لما مَاتَ تَرِكَة عَظِيمَة قيل إِنَّهَا تقَارب مائَة ألف دِينَار وَلم يرْزق ولد وَإِنَّمَا كَانَ لَهُ زَوْجَة وَبَنُو عَم فاحتاط الظَّاهِر على تركته وَأخذ مِنْهَا قريب أَربع مائَة ألف دِرْهَم وَأَفْرج لوَرثَته عَن الوثائق والأملاك فتمحق أَكثر ذَلِك وَكَانَ وقف فِي حَال حَيَاته وَقفا على وُجُوه الْبر يتَحَصَّل مِنْهُ فِي السّنة قريب خَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَقفه على نَفسه مُدَّة حَيَاته وَالْبَاقِي بعده يصرف فِي) وُجُوه الْبر وَكَانَ سَبَب هَذَا الْوَقْف لِأَن الحوطة لما حصلت فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة ورسم أَن لَا يفرج لأحد إِلَّا بعد ثُبُوت كِتَابه بِدِمَشْق فِي وَجه وَكيل بَيت المَال فَنظر الْمَذْكُور فَوجدَ عِنْده قريب مائَة كتاب وَرَأى أَنه يغرم على كل كتاب تسجيل وشهود طَرِيق قَرِيبا من خَمْسَة عشر درهما فَأوقف ذَلِك وَكَانَ زَائِد الشُّح على نَفسه إِلَى الْغَايَة وَلكنه كَانَ فِيهِ رفق بِمن يعامله قل أَن يحبس لَهُ غريماً توفّي ببعلبك سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة ظَاهر بَاب نحلة 3 - (ابْن اسباسلار وَالِي مصر) أَبُو بكر بن اسباسلار الْأَمِير سيف الدّين مُتَوَلِّي مصر كَانَ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر بيبرس يعرفهُ ويحترمه وَكَذَلِكَ بَقِيَّة الْأُمَرَاء الصالحية يعظمونه وَكَانَ الله تَعَالَى قد سلطه على الصاحب بهاء الدّين بن حنا وأغراه بأذاه يَأْتِي إِلَى بَابه من أَذَان الصُّبْح وَقد لبس قبَاء نصافياً مصقولاً فينام على الْبَاب وَقد رشوا المَاء على ذَلِك التُّرَاب فَمَا ينتبه إِلَّا والقباء قد تسود من الطين فَإِذا خرج الصاحب ركب قدامه فَإِذا صَارُوا بَين الكيمان انْفَرد بِهِ وَجَاء إِلَيْهِ وشبخه وقوده وسبه ولعنه وَيَقُول لَهُ كل قَبِيح فَإِذا تَلقاهُ النَّاس وَصَارَ فِي موكبه طرد النَّاس أَمَامه وَقَالَ بِسم الله مَوْلَانَا الصاحب بركَة الدول بِسم الله ويطلع إِلَى القلعة فيراه الْأُمَرَاء الْكِبَار وَيَقُولُونَ مَا هَذِه الْحَال هَذَا القباء فَيَقُول من نصف اللَّيْل نَائِم على بَاب الصاحب حَتَّى يخرج وَأَنا مَعَه فِي الذل الْعَظِيم فيمسكون الصاحب وَمِنْهُم من يعتبه وَمن الْأُمَرَاء من يسبه وَكَانَ إِذا بلغه أَن الصاحب قد عمل طَعَاما يطلع بِهِ إِلَى السُّلْطَان يسْأَل عَن ذَلِك الطَّعَام وَيعْمل مثله ويجتهد فِي التبكير بِهِ إِلَى السُّلْطَان وَيدخل يقدمهُ وَيَقُول يَا خوند كل مِنْهُ وَأَخْبرنِي أَنْت والأمراء ومماليكك فَيَأْكُلُونَ إِلَى أَن يشبعوا ثمَّ يَأْتِي طَعَام ابْن حنا فَلَا يُصَادف موقعاً وَيدخل بعد ذَلِك يَقُول يَا خوند بِاللَّه لَا ترد عَلَيْهِ الْآنِية فَإِن هَذَا الصيني وَالله كُله من مَال الكارم الْمَسَاكِين رعيتك وَيكون ذَلِك الطَّعَام فِي مِائَتي قِطْعَة صيني مفتخرة وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين يَوْمًا فِي موكبه وَهُوَ فِي مصر دَاخل فوقفت لَهُ عَجُوز فَقَالَت يَا سَيِّدي رحم الله سَيِّدي حنا أَيْن عينه تراك وَأَنت فِي موكب الوزارة عَيْني بِهِ وَهُوَ بقميص أَزْرَق يحمل قلال الزَّيْت الْحَار وينادي عَلَيْهِ فِي هَذِه الْأَزِقَّة كَأَن هَذَا الحَدِيث أمس فَقَالَ الصاحب بهاء الدّين يَا بو بكر ذَا

الزنكلوني الشافعي

شغلك قبحك الله والك ارْجع واستحي توفّي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشْرين ربيع الآخر سنة) تسع وَسبعين وست مائَة وَهُوَ وَالِي مصر وَاسْتقر عوضه اينبك الفخري وَكَانَ ضخم الْبدن عَظِيم السّمن خَبِيرا بِأَمْر الْولَايَة طَالَتْ فِيهَا مدَّته عشر سِنِين وللسراج الْوراق فِيهِ أمداح كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله قصيدة أَولهَا (لي فِي أظعانكم قلب مشوق ... أسأَل الرِّفْق بِهِ فَهُوَ رَفِيق) (لَا تضيعوا حَقه حاشاكم ... إِنَّه جَار وللجار حُقُوق) مِنْهَا (أَتَرَى كل محب واجداً ... ذَاك أم بَين المحبين فروق) (كأناس هم لانوا لَهُم ... تَحت رق وَأَبُو بكر عَتيق) (وَاجِد بِالْمَالِ مَا أَن علقت ... نَفسه والمرء بِالْمَالِ علوق) (كلما قيل لَهُ حق لَهُ ... حفظ كفيه تقاضته الْحُقُوق) وَقَالَ وَقد وقف على قَبره (ناديت يَا سيف فَمَا ... أجابني إِلَّا الصدى) (ندب سَيْفا مغمداً ... فِي لحده مُجَردا) 3 - (الزنكلوني الشَّافِعِي) أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ الإِمَام البارع الْمُفْتِي مجد الدّين الزنكلوني الشَّافِعِي سنكلوم من أَعمال بليس وَهِي بِالسِّين الْمُهْملَة وَالنُّون وَالْكَاف وَاللَّام وَالْمِيم هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَإِنَّمَا النَّاس غيروا ذَلِك وَقَالُوا الزنكلوني ولد سنة بضع وَسبعين وست مائَة وتفقه على جمَاعَة وَسمع من الأبرقوهي وَمُحَمّد بن عبد الْمُنعم بن شهَاب وَعلي بن الصَّواف وَيحيى بن أَحْمد الصَّواف وعدة ولازم الْحَافِظ سعد الدّين وَسمع مِنْهُ فِي الْمسند وبرع فِي الْمَذْهَب وشارك فِي الْأُصُول والعربية وَأفْتى ودرس وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وصنف التصانيف مَعَ التَّقْوَى وَالْعِبَادَة وَالْوَقار والتصون درس بِجَامِع الْحَاكِم وبالبيبرسية وَأعَاد بأماكن فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء قوص فَامْتنعَ ألف شرحاً للتّنْبِيه فِي خَمْسَة أسفار وشرحاً للتعجيز فِي ثَمَانِيَة وشرحاً للمنهاج لم يطوله وَاخْتصرَ الْكِفَايَة لِابْنِ الرّفْعَة وَخرج لَهُ تَقِيّ الدّين بن رَافع مشيخة وَحدث بهَا أَخذ عَنهُ شمس الدّين السرُوجِي وَابْن القطب وَأَبُو الْخَيْر الدهلي وَآخَرُونَ وَتُوفِّي فِي سَابِع شهر ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة وَدفن) بالقرافة وَكثر التأسف عَلَيْهِ

الحراني الزاهد

3 - (الْحَرَّانِي الزَّاهِد) أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل الْحَرَّانِي الزَّاهِد ذكره الْحَافِظ عبد الْقَادِر فَقَالَ كَانَ من مفاريد الزَّمَان اجْتمعت فِيهِ من خلال الْخَيْر أَشْيَاء لَو سطرت كَانَت سيرة كَانَ زاهداً ورعاً مُجَاهدًا مُجْتَهدا متواضعاً ذَا عزائم خَالِصَة بَصيرًا بآفات أَعمال الْآخِرَة وعيوب الدُّنْيَا ذَا تجارب ساح وخالط وَكَانَ لَا يَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم منقاداً للحق محباً للخمول عَارِيا من زِيّ أهل الدُّنْيَا وَتارَة يكون معمماً وَتارَة بِغَيْر عِمَامَة وَتارَة محلوقاً وَتارَة بِشعر إِذا وقف بَين جمَاعَة لَا يعرفونه وَلم يكن لَهُ فِي الْمَسْجِد مَوضِع يعرف بِهِ وَكَانَ إِذا قَالَ لَهُ أحد أُرِيد أَن أَتُوب على يدك يَقُول إيش تعْمل بيَدي تب إِلَى الله وَهُوَ الَّذِي جرّأ الْمُسلمين على محاصرة الرها سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة واشتهر بَين النَّاس أَنه يَوْم وقْعَة الثلمة الَّتِي بالرها دخل مِنْهَا الْمُسلمُونَ رَأَوْا رجلا قد صعد فِيهَا فَهزمَ من كَانَ بهَا من الفرنج وَصعد النَّاس بعده طوّل الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته وَذكر لَهُ كرامات وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخمْس وَمِائَة 3 - (الرشيد المكيني الْمُقْرِئ) أَبُو بكر بن أبي الدّرّ الرشيد المكيني الْمُقْرِئ قَرَأَ الْقرَاءَات على السخاوي بِدِمَشْق والزين الْكرْدِي وبالاسكندرية على أبي عِيسَى وجعفر الْهَمدَانِي وبمصر على أبي الْمَنْصُور عبد الله بن جَامع وعَلى جمَاعَة وَكَانَ بَصيرًا بالتجويد وَالْأَدَاء وَكَانَ يقرئ فِي أَيَّام السخاوي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة 3 - (القَاضِي السبري) أَبُو بكر بن أبي سُبْرَة الْقرشِي السبري الْمدنِي الْفَقِيه قَاضِي الْعرَاق ضعفه البُخَارِيّ وَغَيره وَقَالَ أَحْمد كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث وَكَانَ قد ولي قَضَاء مُوسَى الْهَادِي وَهُوَ ولي عهد وَولي قَضَاء مَكَّة مَاتَ بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة وَهُوَ فِي جملَة من يضع الحَدِيث وروى لَهُ ابْن مَاجَه

الزاهد

3 - (الزَّاهِد) أَبُو بكر بن أبي سَعْدَان الزَّاهِد توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَالثَّلَاث مائَة 3 - (نجم الدّين بن مشرف الْكَاتِب) ) أَبُو بكر بن أبي الْعِزّ بن مشرف بن بَيَان الشَّيْخ الْفَاضِل نجم الدّين الدِّمَشْقِي الْأنْصَارِيّ الْكَاتِب كَانَت لَهُ إجازات من جمَاعَة قَالَ قطب الدّين اليونيني مَا أَظُنهُ روى شَيْئا وَكَانَ من الْفُضَلَاء يكْتب خطا مَنْسُوبا طَريقَة ابْن البواب وَعِنْده فَضِيلَة تَامَّة وَله نظم حسن فَمن ذَلِك قصيدة مدح بهَا الْأَمِير علم الدّين الدواداري (إِن الْمحل إِذا علا ... وقف المفوه فِي الملا) (وأجاد فِي وصف القري ... ض مُجملا ومفصلا) (وأراك قساً فِي عكا ... ظ إِذا محاسنكم تَلا) (وأتى يطرز فِي الْبَدِيِّ ... ع طرازه قد كملا) (وَأرى امْرأ الْقَيْس ... البلاغة كَيفَ كَانَت أَولا) (وعَلى الْحَقِيقَة مجدكم ... يُعْطي البليغ المقولا) (يُعْطي النضار مَعَ البيا ... ن البديع على الولا) قلت نظم سَاقِط وَكَانَ مُولَعا بِكِتَابَة التَّعْجِيز فِي الْفِقْه وفرائض الْوَسِيط فَإِنِّي رَأَيْت ذَلِك بِخَطِّهِ كثيرا وملكت من ذَلِك نسخا وَهِي كِتَابَة صَحِيحَة إِلَى الْغَايَة نقشة متقنة وَوضع الرموز فِي أماكنها بالأحمر تَنْبِيها على الْخلاف بَين الْأَئِمَّة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة وَدفن بجبل قاسيون رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يتقعر فِي كَلَامه ويتفيهق فِي حَدِيثه قَرَأَ كتب الْأَدَب على الشّرف الأربلي وَأَجَازَ لَهُ ابْن اللتي وَغَيره وَلم يرو شَيْئا وَأَظنهُ أَخا شهَاب الدّين مُحَمَّد الْمسند وَقد مر ذكره فِي المحمدين 3 - (حسام الدّين بن منقذ) أَبُو بكر بن أبي الفوارس ابْن الْأَمِير عضد الدولة مرهف ابْن الْأَمِير مؤيد الدولة أُسَامَة ابْن منقذ الْكِنَانِي الْكَلْبِيّ حسام الدّين من بَيت إمرة وفضيلة ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة وَسَيَأْتِي ذكر جده عضد الدولة إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي بَابه 3 - (الغساني الْحِمصِي) أَبُو بكر بن أبي مَرْيَم الغساني الْمُحدث الْحِمصِي العابد شيخ

القاضي القرطبي

أهل حمص ضعفه أَحْمد وَغَيره لِكَثْرَة غلطه وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة) أَبُو بكر بن حَفْص بن عمر بن سعد بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ اسْمه عبد الله يَأْتِي فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين 3 - (القَاضِي الْقُرْطُبِيّ) أَبُو بكر بن خلف الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ القَاضِي أَبُو يحيى سمع من أبي إِسْحَق بن قرقول وَغَيره قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ فَقِيها إِمَامًا تَامّ النّظر عني بِالْحَدِيثِ والعلل وَالرِّجَال وَلم يعن بالرواية سمع مِنْهُ أَبُو الْحسن بن الْقطَّان واتصل بِصَاحِب مراكش وَحصل أَمْوَالًا وَولي قَضَاء مَدِينَة فاس وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (الْملك الْعَادِل) أَبُو بكر بن دَاوُد بن عِيسَى بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شاذي سيف الدّين الملقب بِالْملكِ الْعَادِل كَانَ قد جمع بَين حسن الوصاف وَمَكَارِم الْأَخْلَاق وَحسن الصُّورَة وسعة الصَّدْر وَحسن الْعشْرَة وَكَثْرَة الأفضال وَاحْتِمَال الْأَذَى وبذل الْمَعْرُوف مَا لَا يضاهيه فِي ذَلِك أحد من أَبنَاء جنسه وَكَانَ لَهُ ميل إِلَى الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَالْأَدب وَعِنْده ذكاء مفرط وحدة ذهن وَعبارَته حلوة وآدابه ملوكية لم ير فِي زَمَانه أوفر عقلا مِنْهُ وَلَا أَكثر وقاراً وحشمةً وَكَانَ لَهُ ميل إِلَى أَرْبَاب الْقُلُوب وَأَصْحَاب الإشارات يلازمهم ويقتدي بهم ويسلك مَا يأمرونه بِهِ ويزور الصلحاء حَيْثُ سمع بهم وروى عَن ابْن اللتي وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَصلي عله يَوْم الْجُمُعَة بالجامع الْأمَوِي وَحمل إِلَى تربة جده الْمُعظم بسفح قاسيون وَهُوَ فِي عشر الْأَرْبَعين لم يبلغهَا 3 - (مجد الدّين بن الداية) أَبُو بكر بن الداية مجد الدّين من أكبر الْأُمَرَاء النورية وَهُوَ أَخُو السُّلْطَان نور الدّين الشَّهِيد من الرضَاعَة ونائبه على حلب وَصَاحب أمره وَبَيت سره وَكَانَ بطلاً شجاعاً دينا عَاقِلا لَهُ خانكاه مَعْرُوفَة بحلب وَاتفقَ مَوته وَمَوْت الْعِمَادِيّ بِدِمَشْق فَحزن عَلَيْهِمَا نور الدّين وَقَالَ قصّ جناحاي وَأعْطى أَوْلَاد الْعِمَادِيّ بعلبك وَقدم على عساكره بعد ابْن الداية أَخَاهُ سَابق الدّين عُثْمَان وَكَانَت وَفَاة مجد الدّين ابْن الداية سنة خمس وَسِتِّينَ

ابن سكن المغربي

وَخمْس مائَة وللعمادي الْمَذْكُور بقاسيون تربة مَشْهُورَة شمَالي تربة سركس وَهِي أول تربة بنيت بِالْجَبَلِ واسْمه مَكْتُوب على بَابهَا وتقلت من خطّ الْحَافِظ اليغموري قَالَ أَوْلَاد الداية أَصْحَاب شيزر مجد الدّين أَبُو بكر) مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن نوشتكين الهمذاني النوري وَقيل اسْمه مُحَمَّد وَأمه فَاطِمَة بنت سودكين الداية وقفت رِبَاط النِّسَاء بحلب تَحت القلعة كَانَت داية نور الدّين الشَّهِيد وَتمكن مجد الدّين من نور الدّين واستنابه بحلب وَإِخْوَته من أمه يُقَال لَهُم أَوْلَاد الداية وَبنى مجد الدّين بحلب خَان السَّبِيل خَارج بَاب الْأَرْبَعين وأباح مَا حوله من الْأَرَاضِي لمن يعمر فِيهَا ووقف عَلَيْهِ وَقفا ووقف الْأَرَاضِي الَّتِي حول مقَام إِبْرَاهِيم بحلب خَارج بَاب الْعرَاق على الصُّوفِيَّة والخانقاه الَّتِي فِيهَا تربته فِي مقَام إِبْرَاهِيم وأوقافاً على فكاك أسرى الْمُسلمين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من الشُّيُوخ وَلما مَاتَ نور الدّين وَملك ابْنه الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَدخل حلب قبض على أَوْلَاد الداية فَلَمَّا تولى الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين حلب وَصَالح الصَّالح شَرط عَلَيْهِ أَن يُطلق أَوْلَاد الداية فَأَطْلَقَهُمْ فَجَاءُوا إِلَى صَلَاح الدّين فأكرمهم وأنعم عَلَيْهِم وسوف يَأْتِي ذكر بهاء الدّين عمر بن مُحَمَّد بن الداية فِي حرف الْعين مَوْضِعه 3 - (ابْن سكن المغربي) أَبُو بكر بن سكن من أهل شلب قَالَ ابْن الْأَبَّار لم أَقف على اسْمه وَأورد لَهُ فِي تحفة القادم من قصيدة (وكسفت الشَّمْس بنيرة من ... شهب ظبى بذرى الأسل) (أحرقت عداك إِذا مَرَدُوا ... من لمع شفارك بالشعل) (سجدت فِي الأَرْض رؤوسهم ... بظبى الأسياف على عجل) (كحلت بمراود سمركم ... حلق المازية كالمقل) (وجنت راحات بنودكم ... بحفيظتكم ثَمَر القلل) (أرْسلت حساماً ذَا لطع ... فسبى لعس الثغر الرتل) (وَبعثت حساماً ذَا زرق ... فَأتى بقضيب ذِي كحل) (شمس الْخُلَفَاء طلعت لنا بَدْرًا ... فأرحت جنى الْعِلَل) (عز الدُّنْيَا زين الْمحيا ... شرف الْعليا فَخر الدول) وَأورد لَهُ فِي حب الْمُلُوك (ودوح تهدل أغصانه ... وعى الْقلب من حسنه مَا اشْتهى) (فَمَا احمر مِنْهُ فصوص العقيق ... وَمَا اسود مِنْهُ عُيُون المهى) ) وَقَالَ ابْن الْأَبَّار وَقد قَالَ أَبُو عمر أَحْمد بن عبد الله بن حربون وأهداه (خُذُوا باكورة الثَّمر الْغَرِيب ... تحدثكم عَن الْأَلَم الشنيب)

الفقيه المدني

(وَمَا حب الْمُلُوك بعثت لَكِن ... بعثت إِلَيْكُم حب الْقُلُوب) حكى بعض الأدباء أَن ابْن سكن هَذَا كَانَ بِمَجْلِس أُنس على نهر شلب بالجسر بِحَيْثُ ينصبّ النَّهر السلسال فِي الْبَحْر العجاج وينساب العذب الزلَال فِي الْملح الأجاج وَقد تعرضت هُنَاكَ إِحْدَى الْجَوَارِي لجَوَاز الجسر وذكرته عُيُون المهى بَين الرصافة والجسر فَلَمَّا بصرت بِهِ رجعت عَن وَجههَا وسترت مَا ظهر من محَاسِن وَجههَا فَقَالَ (وعقيلة لاحت بشاطئ نهرها ... كَالشَّمْسِ طالعة لَدَى آفاقها) (فَكَأَنَّهَا بلقيس وافت صرحها ... لَو أَنَّهَا كشفت لنا عَن سَاقهَا) ثمَّ لَقِي أَبَا بكر بن المنخّل فأنشده الْبَيْتَيْنِ فَقَالَ فِي ذَلِك (مَا ضرها وَهِي الْجمال بأسره ... لَو أَنَّهَا زفت إِلَى عشاقها) 3 - (الْفَقِيه الْمدنِي) أَبُو بكر بن سُلَيْمَان ابْن أبي خَيْثَمَة القُرَشي العَدَوي المَدَني الْفَقِيه روى عَن أَبِيه وجدته الشفّاء وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عمر وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (حسام الدّين الْوَاعِظ) أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن سَالم حسام الدّين الْحَمَوِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْوَاعِظ فِي الأعزية الْحَنَفِيّ ولد سنة بضع وَخمسين وَخمْس مائَة وَسمع من الْأَمِير أُسَامَة بن منقذ والخشوعي وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وحنبل وَابْن طبرزد وَأخذ الْوَعْظ عَن وَالِده وَوعظ بِمَسْجِد أبي الْيمن أَكثر من خمسين سنة روى عَنهُ الدمياطي وَأَبُو عَليّ ابْن الْخلال وَأَبُو مُحَمَّد الفارقي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد الكنجي وَأَبُو الْمَعَالِي ابْن البالسي وَجَمَاعَة وَكَانَ خيرا معدلاً وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (ابْن سمحون الْمُقْرِئ) أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن سمحون الْأنْصَارِيّ الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْمُقْرِئ ولقب تلميذ ابْن الطراوة وَكَانَ يَقُول مَا يجوز على الصِّرَاط أنحا من ابْن الطراوة توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ)

المعتضد بالله

وَخمْس مائَة 3 - (المعتضد بِاللَّه) أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن أبي المسترشد مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الْفَتْح المعتضد بِاللَّه ابْن مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي الرّبيع المستكفي بِاللَّه بُويِعَ لَهُ بالخلافة بِالْقَاهِرَةِ المحروسة بعد وَفَاة أَخِيه الْحَاكِم بِأَمْر الله أَحْمد بن المستكفي 3 - (تَقِيّ الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ) أَبُو بكر بن شرف بن محسن بن معن الشَّيْخ الإِمَام تَقِيّ الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخْبرنِي الشَّيْخ شمس الدّين ابْن قيم الجوزية قَالَ هُوَ رَفِيق الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فِي الِاشْتِغَال وَله تصانيف وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بعد الْعشْرين وَسبع مائَة أَو قبلهَا تَقْرِيبًا 3 - (الْأَبْهَرِيّ) أَبُو بكر بن طَاهِر الْأَبْهَرِيّ كَانَ يتَكَلَّم على علم الظَّاهِر والحقيقة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَالثَّلَاث مائَة 3 - (أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة) أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْقرشِي أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة بِالْمَدِينَةِ وكنيته اسْمه وَعَادَة المؤرخين أَن يذكرُوا من كنيته اسْمه فِي الْحَرْف الْمُوَافق لأوّل الْمُضَاف إِلَيْهِ وَمِنْهُم من يفرد للكنى بَابا

أمين الدين ابن الرقاقي

بِرَأْسِهِ وَكَانَ أَبُو بكر من سَادَات التَّابِعين وَكَانَ يُسمى رَاهِب قُرَيْش وجده الْحَارِث أَخُو أبي جهل بن هِشَام من جلة الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم ومولده فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَهَذِه السّنة كَانَت تسمى سنة الْفُقَهَاء لِأَنَّهُ مَاتَ فِيهَا مِنْهُم جمَاعَة وَهَؤُلَاء الْفُقَهَاء السَّبْعَة كَانُوا بِالْمَدِينَةِ فِي عصر وَاحِد وعنهم انْتَشَر الْعلم والفتيا فِي الدُّنْيَا وَقد جمعهم بعض الْعلمَاء فِي بَيْتَيْنِ فَقَالَ (أَلا كل من لَا يَقْتَدِي بأئمة ... فقسمته ضيزى عَن الْحق خَارجه) (فخذهم عبيد الله عُرْوَة قَاسم ... سعيد سُلَيْمَان أَبُو بكر خَارجه) وَسَيَأْتِي ذكر كل وَاحِد مِنْهُم فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَإِنَّمَا قيل لَهُم الْفُقَهَاء السَّبْعَة لِأَن الْفَتْوَى بعد الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم صَارَت إِلَيْهِم وشهروا بهَا وَكَانَ فِي عصرهم جمَاعَة) من الْعلمَاء مثل سَالم بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُم وَأَمْثَاله وَلَكِن الْفَتْوَى لم تكن إِلَّا لهَؤُلَاء السَّبْعَة وَكَانَ لأبي بكر عدَّة إخْوَة وَهُوَ أَجلهم وروى عَن أَبِيه وَعَن عمار بن يَاسر وَأبي مَسْعُود البدري وَعَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن بن مُطِيع وَأبي هُرَيْرَة وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس وَجَمَاعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان يُكرمهُ وَيَقُول إِنِّي لأهم بالسوء أَفعلهُ بِأَهْل الْمَدِينَة لسوء أَثَرهم عندنَا فأذكر أَبَا بكر فأستحيي مِنْهُ 3 - (أَمِين الدّين ابْن الرقاقي) أَبُو بكر بن عبد الْعَظِيم القَاضِي أَمِين الدّين ابْن وجيه الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الرقاقي الْمصْرِيّ الْكَاتِب لَهُ مباشرات عديدة بالديار المصرية من نظر بَيت المَال وَنظر الْبيُوت وَنظر الدَّوَاوِين بِمصْر وَالشَّام وَكَانَ مشكوراً فِي مباشراته وباشر نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق مُدَّة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِالْقَاهِرَةِ سنة عشر وَسبع مائَة 3 - (جمال الدّين اليزدي) أَبُو بكر بن عبد الله بن مَسْعُود جمال الدّين اليزدي الْبَغْدَادِيّ التَّاجِر الْمُقِيم بِدِمَشْق تعرف بالأمير جمال الدّين آقوش النجيبي رَحمَه الله تَعَالَى لما كَانَ نَائِب السلطنة بِالشَّام فولاه نظر الْجَامِع الْأمَوِي والبيمارستان النوري والخوانق وَجعله شيخ الشُّيُوخ وَرفع من قدره فَبَقيَ على ذَلِك مُدَّة وأذهب رُؤُوس الْعمد من الْجَامِع ورخم الْحَائِط الشمالي وأعجله الْعَزْل فَلم يتمه وَأصْلح كثيرا من الْمَوَاضِع المشعثة وَكَذَلِكَ فعل فِي غَيره وَكَانَ عِنْده نهضة ثمَّ إِنَّه صرف بعد عزل النجيبي وسفره إِلَى مصر فغرم مبلغا وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن توفّي سنة سبع وَسبعين وست مائَة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الصاحب ضِيَاء الدّين النشائي) أَبُو بكر بن عبد الله بن أَحْمد بن مَنْصُور بن أَحْمد

نجم الدين بن فتيان القبة

بن شهَاب الصاحب ضِيَاء الدّين النشائي بالنُّون والشين الْمُعْجَمَة توفّي سنة سِتّ عشرَة وَسبع مائَة قيل إِنَّه توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سلخ شهر رَمَضَان وزر أَيَّام الْملك المظفر ركن الدّين بيبرس الجاشنكير وَكَانَ ابْن سعيد الدولة مَعَه مُشِيرا وَكَانَ الْأَمر كُله لِابْنِ سعيد الدولة وَالِاسْم لضياء الدّين وَولي نظر النظار بالديار المصرية ثمَّ تولى) نظر الخزانة وَكَانَ فَقِيها فرضياً مُحدثا من أَصْحَاب الشَّيْخ سيف الدّين الدمياطي وَفِيه يَقُول (إِن بَكَى النَّاس بالمدامع حمراً ... فَهُوَ شَيْء يُقَال من حنّاء) (فاختم الدست بالنشائي فَإِنِّي ... لَا أرى الْخَتْم دَائِما بالنشاء) 3 - (نجم الدّين بن فتيَان الْقبَّة) أَبُو بكر بن عَليّ بن مَكَارِم بن فتيَان الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الإِمَام الْخَطِيب أبي الْحسن الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولد سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة وَسمع من البوصيري والأرتاحي وَفَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر وَزوجهَا ابْن نجا الْوَاعِظ وَسمع بِدِمَشْق من دَاوُد بن ملاعب وَغَيره وروى عَنهُ الدمياطي والشريف عز الدّين وَعلم الدّين الدواداري وَالشَّيْخ شعْبَان والمصريون وَكَانَ يلقب بالقبة وَمَات سنة سِتِّينَ وست مائَة 3 - (الوهراني خطيب داريا) أَبُو بكر بن عَليّ بن عبد الله بن الْمُبَارك الْمُفَسّر خطيب داريا الوهراني فَاضل صنف تَفْسِيرا وَشرح أَبْيَات الْجمل وَله نظم توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع عشرَة وست مائَة وَمن شعره 3 - (الكلوتاتي) أَبُو بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد الكلوتاتي سمع من ابْن النّحاس والنجيب أجَاز لي بخطّه سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة بِمصْر 3 - (شهَاب الدّين الْفَارِسِي) أَبُو بكر بن عمر بن حسن بن خواجا إِمَام شهَاب الدّين الْفَارِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو ضِيَاء الدّين سمع من عمر بن طبرزد وَغَيره وَمن الطّلبَة من سَمَّاهُ شَاكر الله قَالَ أَبُو شامة كَانَ صَالحا سليم الصَّدْر بِهِ نوع اختلال وَكَانَ أحد فُقَهَاء الشامية وروى عَنهُ ابْن الخباز وآحاد الطّلبَة وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وست مائَة 3 - (ابْن السلار) أَبُو بكر بن عمر بن السلار بتَشْديد اللَّام بعد السِّين الْمُهْملَة وَبعد

رضي الدين القسنطيني النحوي

الْألف رَاء نَاصِر الدّين توفّي سنة سِتّ عشرَة وَسبع مائَة فِي شهر الله الْمحرم وَكَانَ من بَيت إمرة وحشمة روى عَنهُ عَن ابْن عبد الله الدايم قَالَ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي وكتبنا عَنهُ وَكَانَ واصلاً لَهُ عبَادَة) حَسَنَة وَنظر فِي الْفَضَائِل وذهن جيد وَشعر كثير وَكَانَ عسير النَّفس انْتهى قلت أَخْبرنِي شَيخنَا الْخَطِيب نجم الدّين حسن بن الصَّفَدِي قَالَ جرت بيني وَبَينه مبَاحث كَثِيرَة فِي أصُول الدّين وَمن شعره (إِن عتبنا فعذرنا قد تحقق ... حِين فارقتم الرفاق وجلق) (كُنْتُم روحهم فصاروا جسوماً ... مزقت بالغرام كل ممزق) (وَكَذَا الرّوح إِذْ تفارق جسماً ... بعد وصل أوصاله تتمزق) وَمِنْه دوبيت (يَا حسن ذؤابة بَدَت للنَّاس ... فِي أسمر رمح قده المياس) (مَا وَاصل إِلَّا خلت أَنِّي ملك ... أولوه لِوَاء من بني الْعَبَّاس) وَمِنْه (وشاد زارني لَيْلًا فَقلت لَهُ ... فِي حسن وَجهك مَا يُغني عَن الْقَمَر) (فخلنا بك نخلو لَا سمير لنا ... فَفِي حَدِيثك مَا يُغني عَن السمر) 3 - (رَضِي الدّين القسنطيني النَّحْوِيّ) أَبُو بكر بن عمر بن عَليّ بن سَالم الإِمَام الْعَلامَة رَضِي الدّين القسنطيني الشَّافِعِي النَّحْوِيّ ولد سنة سبع وسِتمِائَة وَسمع بِبَيْت الْمُقَدّس وَبِه نَشأ من أبي عَليّ الأوقي وبمصر من يُوسُف بن المخيلي وَابْن المقبر وَابْن عَوْف الزُّهْرِيّ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن زين الدّين ابْن معطي وجمال الدّين ابْن الْحَاجِب وَسمع من ابْن معط ألفيّته وصاهره وَتزَوج بابنته وَكَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة بِالْقَاهِرَةِ بحث رَضِي الدّين التاذفي عَلَيْهِ مُدَّة فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَسمع مِنْهُ جمَاعَة كَثِيرَة وَكَانَ صَالحا خيّراً سَاكِنا متواضعاً ناسكاً لَهُ معرفَة تَامَّة بالفقه ومشاركة فِي الحَدِيث وأضر بِأخرَة وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة 3 - (الشقراوي) أَبُو بكر بن عمر بن أبي بكر الشقراوي بالشين الْمُعْجَمَة وَالْقَاف وَالرَّاء نِسْبَة إِلَى وَادي الشقراء سمع من ابْن عبد الدايم وَغَيره وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق 3 - (ابْن عَيَّاش العابد) ) أَبُو بكر بن عَيَّاش بن سَالم الْكُوفِي الْأَسدي الحنّاط مولى

وَاصل بن حَيَّان الْأَسدي الأحدب فِي اسْمه عدَّة أَقْوَال قيل اسْمه كنيته وَقيل شُعْبَة وَهُوَ أشهرها وَقيل عبد الله وَقيل مُحَمَّد وَقيل مطرف وَقيل سَالم وَقيل عنترة وَقيل أَحْمد وَقيل عَتيق وَقيل رؤبة وَقيل حَمَّاد وَقيل حُسَيْن وَقيل قَاسم وَقيل لَا يعرف لَهُ اسْم مولده سنة سبع وَتِسْعين فِي أَيَّام سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا هَارُون الرشيد قبله بِشَهْر وَهُوَ أنبل أَصْحَاب عَاصِم وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة رُبمَا غلط وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم خلا مُسلم وَكَانَ يَقُول أَنا نصف الْإِسْلَام وَقَالَ الْحُسَيْن بن فهم وَقد ذكر جمَاعَة لَا تعرف أَسمَاؤُهُم مِنْهُم أَبُو بكر ابْن أبي مَرْيَم وَأَبُو بكر بن أبي سُبْرَة وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو بكر بن عَيَّاش وَأَبُو بكر ابْن أبي العرامس وَقَالَ أَبُو الْحسن الْأَهْوَازِي إِنَّمَا وَقع الِاخْتِلَاف فِي اسْم أبي بكر ابْن عَيَّاش لِأَنَّهُ كَانَ رجلا هيوباً فَكَانُوا يهابون سُؤَاله فروى كل وَاحِد مَا وَقع لَهُ وَكَانَ مُعظما عِنْد الْعلمَاء وَلَقي الفرزدق وَذَا الرمة وروى عَنْهُمَا شَيْئا من شعرهما حدث المرزباني بِإِسْنَادِهِ إِلَى زَكَرِيَّاء بن يحيى الطَّائِي قَالَ سَمِعت أَبَا بكر بن عَيَّاش يَقُول إِنِّي أُرِيد أَن أَتكَلّم الْيَوْم بِكَلَام لَا يخالفني فِيهِ أحد إِلَّا هجرته ثَلَاثًا قَالُوا قل يَا أَبَا بكر قَالَ مَا ولد لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام مَوْلُود بعد النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ أفضل من أبي بكر الصّديق قَالُوا صدقت يَا أَبَا بكر وَلَا يُوشَع بن نون وَصِيّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ وَلَا يُوشَع بن نون إِلَّا أَن يكون نَبيا ثمَّ فسره فَقَالَ قَالَ الله تَعَالَى كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير هَذِه الْأمة أَبُو بكر وَقَالَ زَكَرِيَّاء بن يحيى سَمِعت ابْن عَيَّاش يَقُول لَو أَتَانِي أَبُو بكر وَعمر وَعلي رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم فِي حَاجَة لبدأت بحاجة عَليّ قبل حَاجَة أبي بكر وَعمر لِقَرَابَتِهِ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلِأَن أخر من السَّمَاء إِلَى الأَرْض أحب إِلَيّ من أَن أقدمه عَلَيْهِمَا وَكَانَ يقدم عليا على عُثْمَان وَلَا يغلو وَلَا يَقُول إِلَّا خيرا وَذكر النَّبِيذ عِنْد الْعَبَّاس بن مُوسَى فَقَالَ إِن ابْن

الخابوري قاضي بعلبك

إِدْرِيس يحرمه فَقَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش إِن كَانَ النَّبِيذ حَرَامًا فَالنَّاس كلهم أهل ردة وَقَالَ كنت أَنا وسُفْيَان الثَّوْريّ وَشريك نتماشى بَين الْحيرَة والكوفة فَرَأَيْنَا شَيخا أَبيض الرَّأْس واللحية حسن السمت والهيئة فظننا أَن عِنْده شَيْئا من الحَدِيث وَأَنه قد أدْرك النَّاس وَكَانَ سُفْيَان أطلبنا للْحَدِيث فَتقدم إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا هَذَا هَل عنْدك شَيْء من الحَدِيث فَقَالَ أما حَدِيث) فَلَا وَلَكِن عِنْدِي عَتيق سنتَيْن فَنَظَرْنَا فَإِذا هُوَ خمّار وَحدث الْمَدَائِنِي كَانَ أَبُو بكر بن عَيَّاش أبرص وَكَانَ رجل من قُرَيْش يرْمى بِشرب الْخمر فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر بن عَيَّاش يداعبه زَعَمُوا أَن نَبيا قد بعث يحل الْخمر فَقَالَ الْقرشِي إِذا لَا أومن بِهِ حَتَّى يُبرئ الأكمه والأبرص وَقيل كُنَّا عِنْد أبي بكر بن عَيَّاش يقْرَأ علينا كتاب مُغيرَة فغمض عَيْنَيْهِ فحركه جُمْهُور وَقَالَ لَهُ تنام يَا أَبَا بكر فَقَالَ لَا وَلَكِن مر ثقيل فغمضت عَيْني وَحضر عِنْد هَارُون الرشيد فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا بكر قَالَ لبيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ إِنَّك أدْركْت أَمر بني أُميَّة وأمرنا فأسألك بِاللَّه أَيهمَا كَانَ أقرب إِلَى الْحق فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أما بَنو أُميَّة فَكَانُوا أَنْفَع للنَّاس مِنْكُم وَأَنْتُم أقوم بِالصَّلَاةِ مِنْهُم فَجعل هَارُون يُشِير بِيَدِهِ وَيَقُول إِن فِي الصَّلَاة إِن فِي الصَّلَاة ثمَّ خرج فَأمر لَهُ بِثَلَاثِينَ ألفا فقبضها وَقَالَ مُحَمَّد بن كناسَة يذكر أَصْحَاب أبي بكر بن عَيَّاش (لله مشيخة فجعت بهم ... كَانَت تريغ إِلَى أبي بكر) (سرج لقوم يَهْتَدُونَ بهم ... وفضائل تنمي وَلَا تحري) وينسب إِلَى أبي بكر بن عَيَّاش (إِن الْكَرِيم الَّذِي تبقى مودته ... ويكتم السِّرّ إِن صافى وَإِن صرما) (لَيْسَ الْكَرِيم الَّذِي إِن زل صَاحبه ... أفشا وَقَالَ عَلَيْهِ كل مَا علما) 3 - (الخابوري قَاضِي بعلبك) أَبُو بكر بن عَيَّاش هُوَ القَاضِي جمال الدّين الخابوري قَاضِي بعلبك توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (الْقطَّان ابْن الرضي) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الجبّار الْمَقْدِسِي الْقطَّان ابْن الرضي أجَاز لَهُ سبط السلَفِي وَأَجَازَ لي بِدِمَشْق بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْن قوام الصَّالح) أَبُو بكر بن قوام بن عَليّ بن قوام بن مَنْصُور بن مُعلى البالسي أحد مَشَايِخ الشَّام وجد أبي عبد الله بن قوام كَانَ شَيخا زاهداً عابداً قَانِتًا لله عديم النظير كثير

البالسي

المحاسن وافر النَّصِيب من الْعلم وَالْعَمَل صَاحب أَحْوَال وكرامات وَجمع حفيده أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عمر مناقبه فِي جُزْء ضخم وَصَحبه وَحفظ عَنهُ وَذكر أَنه ولد بمشهد صفّين سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَنَشَأ) ببالس وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق لطيف الصِّفَات وافر الْأَدَب وَالْعقل دَائِم الْبشر كثير التَّوَاضُع شَدِيد الْحيَاء متمسكاً بالآداب الشَّرْعِيَّة تخرج بِصُحْبَتِهِ غير وَاحِد من الْعلمَاء والمشايخ وتتلمذ لَهُ خلق كثير وَقصد بالزيارة قَالَ كنت فِي بدايتي تطرقني الْأَحْوَال كثيرا فَأخْبر شَيْخي فنهاني عَن الْكَلَام فِيهَا وَيَقُول مَتى تَكَلَّمت فِي هَذَا ضربتك بِهَذَا السَّوْط وَيَقُول لَا تلْتَفت إِلَى شَيْء من هَذِه الْأَحْوَال إِلَى أَن قَالَ لي سيحدث لَك فِي هَذِه اللَّيْلَة أَمر عَجِيب فَلَا تجزع فَذَهَبت إِلَى أُمِّي وَكَانَت ضريرةً فَسمِعت صَوتا من فَوقِي فَرفعت رَأْسِي فَإِذا نور كَأَنَّهُ سلسلة متداخل بعضه فِي بعض فالتف على ظَهْري حَتَّى أحسست بِبرْدِهِ فِي ظَهْري فَرَجَعت إِلَى الشَّيْخ فَأَخْبَرته فَحَمدَ الله وقبلني بَين عينيّ وَقَالَ الْآن تمت عَلَيْك النِّعْمَة يَا بني أتعلم مَا هَذِه السلسلة فَقلت لَا قَالَ هَذِه سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأذن لي فِي الْكَلَام حِينَئِذٍ قَالَ حفيده وحَدثني الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين الخابوري قَالَ سَأَلت الشَّيْخ عَن قَوْله إِنَّكُم وَمَا تَعْبدُونَ من دون الله حصب جَهَنَّم فقد عبد عِيسَى وعزير فَقَالَ تَفْسِيرهَا إِن الَّذين سبقت لَهُم منا الْحسنى أُولَئِكَ عَنْهَا مبعدون فَقلت يَا سَيِّدي أَنْت لَا تعرف تكْتب وَلَا تقْرَأ فَمن أَيْن لَك هَذَا فَقَالَ يَا أَحْمد وعزه الْمَعْهُود لقد سَمِعت الْجَواب فِيهَا كَمَا سَمِعت سؤالك قلت هَذَا جَوَاب حسن لَائِق بِهَذَا الشَّيْخ فَأَما من يعرف الْعَرَبيَّة لَا يشكل عَلَيْهِ لِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ وَمَا تَعْبدُونَ وَلم يقل من تَعْبدُونَ فقد قرر أهل الْعلم أَن مَا لما لَا يعقل وَمن لمن يعقل فَيدْخل فِي قَوْله تَعَالَى وَمَا تَعْبدُونَ الْأَصْنَام وَالْكَوَاكِب وَمَا لَا يعقل وَالله أعلم وَبعث إِلَيْهِ الْملك الْكَامِل على يَد فَخر الدّين عُثْمَان خَمْسَة عشر ألف دِرْهَم فَلم يقبلهَا وَقَالَ لَا حَاجَة لنا بهَا أنفقها فِي جند الْمُسلمين وجاءته امْرَأَة يَوْمًا فَقَالَت عِنْدِي دَابَّة قد مَاتَت وَمَا لي من يجرها عني فَقَالَ امْضِي وحصلي حبلاً حَتَّى أبْعث من يجرها فمضت وَفعلت فجَاء بِنَفسِهِ وجر الدَّابَّة فَحَضَرَ النَّاس وجروها عَنهُ وَكَانَ لَا يدع أحدا يقبل يَده وَيَقُول من مكن أحدا من تَقْبِيل يَده نقص من حَاله شَيْء وَتُوفِّي فِي سلخ شهر رَجَب بقرية علم وَدفن بهَا وَأوصى أَن يدْفن فِي تَابُوت وَقَالَ لِابْنِهِ يَا بني لَا بُد أَن أنقل إِلَى الأَرْض المقدسة فَنقل بعد اثْنَتَيْ عشرَة سنة إِلَى دمشق سنة سبعين وست مائَة وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (البالسي) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن قوام بن عَليّ بن قوام بن مَنْصُور بن مُعلى

الأنصاري قاضي المدينة

البالسي) الشَّافِعِي ولد فِي الْيَوْم السَّابِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست مائَة وَتُوفِّي لَيْلَة الْخَمِيس سادس شهر رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن من الْغَد بتربة جده بسفح قاسيون وَهُوَ الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد العابد الناسك نجم الدّين بن قوام صَاحب رِوَايَة وَحَال وكرم ونوال يتلَقَّى الواردين بإحسانه ويوليهم الميسور من يَده وَلسَانه اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَأخذت من فَوَائده وأكلت على موائده وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بعلة الاسْتِسْقَاء وَصلى نَائِب الشَّام على جنَازَته وَكَانَت حافلة 3 - (الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْمَدِينَة) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ الْمدنِي قَاضِي الْمَدِينَة وأميرها كَانَ أعلم أهل زَمَانه بِالْقضَاءِ فِيمَا قيل روى عَن عباد بن تَمِيم وسلمان الْأَغَر وَعبد الله بن قيس بن مخرمَة وَعَمْرو بن سليم الزرقي وَأبي حَبَّة البدري وخالته عمْرَة وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتهجد قَالَ أَبُو الْغُصْن الْمدنِي رَأَيْت فِي يَده خَاتم ذهب فصه ياقوتة حَمْرَاء وَقيل مَا اضْطجع على فرَاشه بِاللَّيْلِ أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ لَهُ فِي الشَّهْر ثَلَاث مائَة دِينَار روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة 3 - (الْعَادِل الصَّغِير) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أيُّوب السُّلْطَان الْملك الْعَادِل الصَّغِير سيف الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الْكَامِل ابْن السُّلْطَان الْملك الْعَادِل الْكَبِير تملك الديار المصرية سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة بعد موت وَالِده وَهُوَ شَاب طري لَهُ عشرُون سنة وَكَانَ نَائِبه على دمشق الْملك الْجواد يُونُس بن مَمْدُود فهمّ بمسك الْجواد فكاتب الْجواد الْملك الصَّالح وأقدمه دمشق وَسلمهَا إِلَيْهِ وعوضه عَنْهَا ثمَّ إِن أُمَرَاء الدولة اخْتلفُوا على الْعَادِل وَقد برز إِلَى بلبيس قَاصد الشَّام وقبضوا عَلَيْهِ وَأَرْسلُوا إِلَى الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب يعرّفونه ذَلِك ويحثونه على الْوُصُول إِلَيْهِم فَسَار إِلَيْهِم وَمَعَهُ النَّاصِر دَاوُد وَابْن موسك فِي جمَاعَة أُمَرَاء فقدموا بلبيس وَنزل الصَّالح فِي مخيم أَخِيه وَأَخُوهُ الْعَادِل معتقل فِي خركاة من المخيم وَكَانَ محيي الدّين

غرس الدين الأربلي

يُوسُف بن الْجَوْزِيّ بِمصْر وَقد خلع على الْعَادِل وعَلى الْوَزير الْفلك المسيري من جِهَة الْخَلِيفَة ثمَّ إِن النَّاصِر شرب لَيْلَة وهم فِي بلبيس وشطح فِي خركاة الْعَادِل فَخرج من الخركاة وَقبل الأَرْض بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَيفَ رَأَيْت مَا أَشرت عَلَيْك بِهِ وَلم تقبل مني فَقَالَ يَا خوند التَّوْبَة فَقَالَ لَهُ طيب) قَلْبك السَّاعَة أطلقك ثمَّ جَاءَ إِلَى الصَّالح ووقف فَقَالَ لَهُ بِسم الله اجْلِسْ فَقَالَ مَا أَجْلِس حَتَّى تطلق الْعَادِل فَقَالَ نعم وَجعل يطاوله إِلَى أَن نَام من سكره فَمَا صدق الصَّالح بنوم النَّاصِر وَقَامَ فِي اللَّيْل فَأخذ الْعَادِل فِي محفة وَدخل بِهِ الْقَاهِرَة وَبعث إِلَى النَّاصِر بِعشْرين ألف دِينَار فَردهَا وَبَقِي الْعَادِل فِي الْحَبْس عشر سِنِين قَالَ أَبُو شامة أنبأني سعد الدّين مَسْعُود بن شيخ الشُّيُوخ قَالَ فِي خَامِس شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين جهز الْملك الصَّالح أَخَاهُ الْعَادِل مَعَ نِسَائِهِ إِلَى الشوبك فَبعث إِلَيْهِ الْخَادِم محسن إِلَى الْحَبْس وَقَالَ يَقُول لَك السُّلْطَان لَا بُد من رواحك إِلَى الشوبك فَقَالَ إِن أردتم قَتْلِي فَهُنَا أولى وَلَا أروح أبدا فلامه وعذله فَرَمَاهُ الْعَادِل بِدَوَاةٍ فَخرج وَعرف الصَّالح فَقَالَ دبر أمره فَأخذ ثَلَاثَة مماليك ودخلوا عَلَيْهِ لَيْلَة ثَانِي عشر شَوَّال فخنقوه بِوتْر وَقيل بشاش وعلقوه بِهِ وأظهروا أَنه شنق روحه وأخرجوا جنَازَته مثل الغرباء وَتُوفِّي وعمره إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة مِنْهَا عشرَة أَعْوَام فِي سجن أَخِيه الصَّالح وَكَانَ ملكه بضعَة عشر شهرا وَلم يَعش الصَّالح بعد أَخِيه الْعَادِل إِلَّا شهرا 3 - (غرس الدّين الأربلي) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم غرس الدّين الأربلي كَانَ دينا خيرا صَالحا كثير الذّكر والتلاوة عِنْده فَضِيلَة وَمَعْرِفَة بالنحو وَحل المترجم قَادر على النّظم وَعمل الألغاز وحلها وَمن نظمه الألفية فِي الألغاز المخفية وَهِي ألف لغز فِي ألف اسْم توفّي بِدِمَشْق ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وست مائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة رَحمَه الله تَعَالَى وَمن شعره (وَبِي رشأ أحوى حوى الْحسن كُله ... بمشرف صدغيه وعامل قده) (تبدى فخلنا الْبَدْر تَحت لثامه ... وماس فخلنا الْغُصْن فِي طي برده) (وقفت لَهُ أَشْكُو إِلَيْهِ توجعي ... وَمَا نَالَ قلبِي من مرَارَة صده) (وسعرت الأنفاس نَار صبابتي ... فَمن حرهَا أثر الْحَرِيق بخده) (وَلَوْلَا ارتشافي من برود رضابه ... لأحرقت نبت الآس من حول خَدّه) وَمِنْه (دنا نافراً عَنَّا كخشف غزال ... وماس فخلنا الْغُصْن تَحت هِلَال) (وأسبل لَيْلًا من غدائر شعره ... وَأبْدى بِذَاكَ الشّعْر نور كَمَال) (نَبِي بهاء حَاز فِي الْحسن خَدّه ... وَرب جمال فاق كل جمال) ) (يُرِيك سَواد الْعين فِي صحن خَدّه ... فتحسبه خالاً وَلَيْسَ بخال)

الملك المنصور

(وأعجب من ذَا أَن من رقة بِهِ ... يُؤثر فِيهِ وهم طيف خيال) قلت شعر متوسط مَا فِيهِ غوص 3 - (الْملك الْمَنْصُور) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قلاوون السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور أوصى لَهُ أَبوهُ بِالْملكِ بعده دون أَخِيه الْملك النَّاصِر أَحْمد وَأحمد هُوَ أكبر سنا مِنْهُ وَقد جرى ذكر طرف من هَذَا فِي تَرْجَمَة بشتاك فَجَلَسَ يَوْم الْخَمِيس عشْرين ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ثَانِي يَوْم وَفَاة أَبِيه وَكَانَ الَّذِي قَامَ فِي أمره الْأَمِير سيف الدّين قوصون وَخَالف بشتاك واشتمل على طاجار الدوادار فَحسن لَهُ الْقَبْض على قوصون وَقَالَ لَهُ مَا يتم لَك أَمر وقوصون هَكَذَا فتحدثوا فِي إِمْسَاكه وَعِنْده جمَاعَة من خاصكية وَالِده فَاجْتمعُوا بقوصون وعرفوه أَنه قد عزم على الْقَبْض عَلَيْهِ وعَلى غَيره فاتفق قوصون مَعَ الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش أَمِير آخور وَغَيره وخلعوه من الْملك وخذله أيدغمش فَإِنَّهُ أَرَادَ الرّكُوب فَمَنعه وَلَو قدر اله تَعَالَى لَهُ بالركوب لنجا وَلم يمض لقوصون أَمر لِأَن النَّاس كَانُوا يقصدون السُّلْطَان وكل من لَا عِنْده علم إِذا ركب مَا يَقُول إِلَّا السُّلْطَان وأجلسوا السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف عَلَاء الدّين كجك وَهُوَ صَغِير تَقْدِير عمره سِتّ سِنِين وَمَا حولهَا وَجلسَ قوصون فِي النِّيَابَة وجهزوا الْملك الْمَنْصُور إِلَى قوص وَمَعَهُ الْأَمِير سيف الدّين بهادر بن جركتمر مثل الترسيم عَلَيْهِ وأخويه يُوسُف ورمضان وَعرفُوا طاجار الدوادار وَقتلُوا بشتاك فِي السجْن واعتقلوا جمَاعَة من الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا حوله ثمَّ دس قوصون عَلَيْهِ عبد الْمُؤمن مُتَوَلِّي قوص فَقتله وَحمل رَأسه إِلَى قوصون سرا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وكتموا ذَلِك فَلَمَّا أمسك قوصون تحقق النَّاس ذَلِك وَجَاء من حاقق بهادر وطلبوا عبد الْمُؤمن واعترف بذلك وسمره أَخُوهُ الْملك النَّاصِر أَحْمد بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ الْمَنْصُور أَبُو بكر سُلْطَانا معطاءً حمل إِلَيْهِ مَال بشتاك وَمَال الْأَمِير سيف الدّين آقبغا عبد الْوَاحِد وَمَال الْأَمِير سيف الدّين برسبغا مَا يُقَارب الْأَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَأكْثر فَوَهَبَهَا جَمِيعًا لخاصكية وَالِده مثل الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي والأمير عَلَاء الدّين الطنبغا المارداني والأمير سيف الدّين يلبغا اليحيوي وطاجار الدوادار وَلما جلس الْمَنْصُور وَاسْتقر أمره ألبس) الْأَمِير سيف الدّين طقزدمر وَهُوَ حموه وَأَجْلسهُ فِي دست النِّيَابَة وَلم يكن لمصر نَائِب بعد الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار وألبس الْأَمِير نجم الدّين ابْن شروين وَأَجْلسهُ فِي دست الوزارة وَلم يكن بعد الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي وَزِير بالديار المصرية ومشت الْأَحْوَال وانتظمت الْأُمُور على أحسن مَا يكون وَلم يجر بَين النَّاس خلاف وَلَا

ابن الرضي

وَقع سيف وَلَو ترك القطا لَيْلًا لنام ورموه بأوابد ودواهي وَادعوا أَنه ركب فِي اللَّيْل فِي المراكب فِي بَحر النّيل وَقَالُوا أَشْيَاء الله اعْلَم بهَا وَكَانَت مُدَّة ملكه شَهْرَيْن وأياماً رَحمَه الله تَعَالَى وسامحه وَكَانَ شَابًّا حُلْو الصُّورَة فِيهِ سَمُرَة وهيف قوام تَقْدِير عمره مَا هُوَ حول الْعشْرين سنة وَكَانَ أفحل الْإِخْوَة وأشجعهم زوجه وَالِده بنت الْأَمِير سيف الدّين طقز دمر وَلما جَاءَ أَخُوهُ النَّاصِر أَحْمد عمل النَّاس عزاءه وَدَار جواريه فِي اللَّيْل بالداردك فِي شوارع الْقَاهِرَة وأبكين النَّاس ورحمه النَّاس وتأسفوا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ خذل وَعمل عَلَيْهِ وَأخذ بَغْتَة وَقتل غضاً طرياً وَلَو اسْتمرّ لَكَانَ جَاءَ مِنْهُ ملك عَظِيم كَانَ فِي عزمه أَن لَا يُغير قَاعِدَة من فواعد جده الْمَنْصُور وَيبْطل مَا كَانَ أَبوهُ أحدثه من إقطاعات العربان وإنعاماتهم وَغير ذَلِك 3 - (ابْن الرضي) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الرضي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الْمَقْدِسِي الجماعيلي ثمَّ الصَّالِحِي الْقطَّان الشَّيْخ الصَّالح الْمُقْرِئ مُسْند وقته ولد سنة تسع وَأَرْبَعين أَو خمسين وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة أجَاز لَهُ عِيسَى الْخياط وسبط السلَفِي وسبط الْجَوْزِيّ ومجد الدّين ابْن تَيْمِية وَخلق وَحضر خطيب مردا والعماد عبد الحميد بن عبد الْهَادِي ثمَّ سمع مِنْهُ فِي سنة سبع وَسبع مائَة وَمن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَعبد الله ابْن الخشوعي وَمن ابْن عبد الدايم والرضي ابْن الْبُرْهَان صَحِيح مُسلم سوى فَوت مَجْهُول يسير وَحضر أَيْضا مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَتفرد بأجزاء وعوالي وروى الْكثير أَكثر عَنهُ الْمُحب وَأَوْلَاده وَأَخُوهُ السرُوجِي والذهلي وابنا السفاقسي وَخلق وَكَانَ شَيخا مُبَارَكًا خيرا كثير التِّلَاوَة حسن الصُّحْبَة حميد الطَّرِيقَة وَحدث بأماكن 3 - (بهاء الدّين ابْن غَانِم) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن غَانِم ذكر تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة أَخِيه أَحْمد بن مُحَمَّد هُوَ أحد الْإِخْوَة كَانَ كَاتب إنْشَاء بطرابلس ثمَّ حضر إِلَى دمشق وَكتب الدرج قُدَّام الصاحب شمس الدّين ثمَّ) لما عزل زين الدّين عمر بن حلاوات من توقيع صفد توجه بهاء الدّين إِلَيْهَا وَأقَام بهَا تَقْدِير تسع سِنِين فَلَمَّا توفّي زين الدّين ابْن حلاوات بطرابلس سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة جهز بهاء الدّين إِلَى طرابلس كَاتب سر عوضه وَلم يزل بهَا إِلَى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فَتوفي فِي هَذِه السّنة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ حسن الشكل لطيف الْعشْرَة عَلَيْهِ أنس فِي السماع وَله حَرَكَة فِي الرقص وَكَانَ قد حصل لَهُ ميل إِلَى طقصبا وَهُوَ صبي يُغني وَكَانَ يعْمل بِهِ السماعات ويرقص على غنائه وَيحصل لَهُ وجد عَظِيم أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (لَا ترجى مَوَدَّة من مغن ... فمعنّى الْفُؤَاد من يرتجيها)

(أبدا لَا تنَال مِنْهُ وداداً ... وَلَك السَّاعَة الَّتِي أَنْت فِيهَا) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ (كدت أبلى ببليه ... من جفون بابليه) (فتكت فِي الْقلب لَكِن ... كَانَت التَّقْوَى تقيه) وأنشدني لنَفسِهِ (يَا من غَدا مشتغلاً ... عَمَّن بِهِ يشْتَغل) (بَيْتك قلبِي وَهُوَ من ... هجرك لي يشتعل) وأنشدني لنَفسِهِ فِي بدر الدّين ابْن الخشاب وَشرف الدّين ابْن كسيرات وَكَانَ لَهُ عذبة (يَا ماعراً صفداً مذ حل منصبها ... وَحل بالشد عقدا من مآثرها) (دقَّتْ بدرة نحس لَا خلاق لَهُ ... أما ترَاهَا علت أكتاف ناظرها) وأنشدني لنَفسِهِ (يَا سيداً حسنت مَنَاقِب فَضله ... فعلت بِمَا فعلت على الْآفَاق) (حاشاك تكسر قلب عبد لم يزل ... توليه حسن صنائع الإشفاق) (هَب أَنه أخطا وأذنب مرّة ... مولَايَ أَيْن مَكَارِم الْأَخْلَاق) وجهز إِلَيّ من طرابلس وَأَنا بِدِمَشْق وَقد تَأَخَّرت مكاتباتي عَنهُ ثَلَاثَة أوصال وَرقا أَبيض وَكتب فِي ذيلها وَلم يكْتب غير ذَلِك (سُبْحَانَ من غير أَخْلَاق من ... أحسن فِي حسن الوفا مذهبا) ) (كَانَ خَلِيلًا فغدا بعد ذَا ... لما انْقَضى مَا بَيْننَا طقصبا) أَشَارَ إِلَى أَمر طقصبا الْمَذْكُور وَكَانَ لَهُ عَم أسود زوج أمه فَكَانَ ينغص علينا الِاجْتِمَاع بِحُضُورِهِ وَلما كتب هَذِه الأبيات كَانَ طقصبا الْمَذْكُور قد توفّي بصفد من مُدَّة لحسن إبراز هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي هَذِه الصُّورَة فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ (يَا باعث العتب غلي عَبده ... وَمَا كَفاهُ العتب أَو ندبا) (ومذكري عهدا لبسنا بِهِ ... ثوب سرُور بالبها مذهبا) (مر فَلم يحل لنا بعده ... عَيْش وَلم نلق الْهوى طيبا) (مَا كل ذِي ود خَلِيل وَلَا ... كل مليح فِي الورى طقصبا)

(فحبذا تِلْكَ اللَّيَالِي الَّتِي ... كم يسر الله بهَا مطلبا) (مَا أحد فِي مثلهَا طامع ... هَيْهَات فَاتَت فِي المنى أشعبا) وَيُنْهِي بعد دُعَاء يرفعهُ فِي كل بكرَة وأصيل وَوَلَاء حصل مِنْهُ على النَّعيم الْمُقِيم وَلَا يَقُول وَقع فِي العريض الطَّوِيل وثناء إِذا مر فِي الرياض النافحة صَحَّ أَن نسيم السحر عليل وحفاظ ود يتَمَنَّى كل من جالسه لَو أَن لَهُ مثل الْمَمْلُوك خَلِيل وَورد الْمِثَال الْكَرِيم فقابل مِنْهُ الْيَد الْبَيْضَاء بل الديمة الوطفاء بل الكاعب الْحَسْنَاء وتلقى مِنْهُ طرة صبح لَيْسَ للدجى عَلَيْهَا أذيال وغرة نجح مَا كدر صفاءها خيبة الآمال فَلَو كَانَ كل وَارِد مثله لفضل المشيب على الشَّبَاب وَنزع المتصابي عَن التستر بِالْخِطَابِ ورفض السوَاد وَلَو كَانَ خالاً على الوجنة وعد الْمسك إِذا ذَر على الكافور هجنة وَأَيْنَ سَواد الدجى إِذا سجى من بَيَاض النَّهَار إِذا انهار وَأَيْنَ وجنات الكواعب النقية من الأصداغ المسودة بِدُخَان العذار وَأَيْنَ نور الْحق من ظلمَة الْبَاطِل وَأَيْنَ العقد الَّذِي كُله در من العقد الَّذِي فِيهِ السبج فواصل يَا لَهُ من وَارِد تنزه عَن وَطْء الأقلام المسودة وَعلا قدره عَن السطور الَّتِي لَا تزَال وجوهها بالمداد مربدة حَتَّى جَاءَ يتلألأ بَيَاضًا ويتقد وأتى يتهادى فِي النُّور الَّذِي تعتقد فِيهِ الْمَجُوسِيَّة مَا تعتقد وَلَكِن توهم الْمَمْلُوك أَن تكون صحف الود أمست مثله عفاء وَظن بِأَبْيَات العهود السالفة أَن تكون كهذه المراسلة من الرقوم خلاء (لَو أَنَّهَا يَوْم الْمعَاد صحيفتي ... مَا سر قلبِي كَونهَا بَيْضَاء) فَلَقَد سودت حَال الْمَمْلُوك ببياضها وَعدم من عدم الْفَوَائِد البهائية مَا كَانَ يغازله من صحيحات) الجفون ومراضها وَمَا أَحَق تِلْكَ الأوصال الوافدة بِلَا فَائِدَة الجائدة بزيارتها الَّتِي خلت من الْجُود بِالسَّلَامِ وَإِن لم تخل زورتها من الإجادة أَن ينشدها الْمَمْلُوك قَول البحتري أبي عبَادَة (أخجلتني بندى يَديك فسودت ... مَا بَيْننَا تِلْكَ الْيَد الْبَيْضَاء) (وقطعتني بالوصل حَتَّى أنني ... متخوف أَلا يكون لِقَاء) يَا عجبا كَيفَ اتخذ مَوْلَانَا هَذَا الصَّامِت رَسُولا بعد هَذِه الفترة وَكَيف ركن إِلَيْهِ فِي إبلاغ مَا فِي ضَمِيره وَلم يحملهُ من در الْكَلَام ذرة وَكَيف أهْدى عروس تحيته وَلم يقلدها من كَلَامه بشذرة مَا نطق هَذَا الْوَارِد إِلَّا بالعتاب مَعَ مَا نذر وَندب وَلَا أبدى غير مَا قرر من الإهمال وَقرب (على كل حَال أم عَمْرو جميلَة ... وَإِن لبست خلقانها وجديدها) وَبِالْجُمْلَةِ فقد مر ذكر الْمَمْلُوك بالخاطر الْكَرِيم وَطَاف من حنوه طائف على الْمَوَدَّة الَّتِي أَصبَحت كالصريم وَإِذا كَانَ الشَّاعِر قد قَالَ

(وَيدل هجركم على ... أَنِّي خطرت ببالكم) فَكيف بِمن دخل ذكره الضَّمِير وَخرج وَذكر على مَا فِيهِ من عوج وَمَا استخف بِي من أَمرنِي وَمن ذَكرنِي فَمَا حقرني وَالله تَعَالَى يديم حَيَاته الَّتِي هِيَ الْأمان والأماني ويمتع أَلْفَاظه الفريدة الَّتِي هِيَ أطرب من المثالث والمثاني فَكتب إِلَيّ الْجَواب عَن ذَلِك (يَا هاجراً من لم يزل قلبه ... إِلَيْهِ من دون الورى قد صبا) (أرْسلت من بعد الجفا أسطراً ... أرقص مِنْهَا السّمع مَا أطربا) (شفت فؤاداً شفه وجده ... من بعد مَا قد كَاد أَن يذهبا) (قَالَ لَهَا العَبْد وَقد أَقبلت ... أَهلا وسهلاً بك يَا مرْحَبًا) (أحلهَا قلباً صَحِيح الولا ... مَا كَانَ فِي صحبته قلّبا) (وَلَا نسي عهد خَلِيل لَهُ ... قديم عهد كَانَ مَعَ طقصبا) وَقبل مواقع تِلْكَ الأنامل الَّتِي يحِق لَهَا التَّقْبِيل وقابل بالإقبال تِلْكَ الْفَضَائِل الْمَخْصُوصَة بالتفضيل وقابلها بالثناء الَّذِي إِذا مر بالمندل الرطب جر عَلَيْهِ من كمائم كمه فضل المنديل وتأملها بِطرف مَا خلا من تصور محَاسِن صديق وَلَا أخل بِمَا يجب من التلفت إِلَى مَوَدَّة) خَلِيل وَشَاهد مِنْهَا الرَّوْضَة الْغناء بل الدوحة الفيحاء بل الطلعة الغراء فَوَجَدَهَا قد تسربلت من الْمعَانِي البديعة بِأَحْسَن سربال وتحلت من الْمعَانِي البديهة بِمَا هُوَ أحلى فِي عين الْمُحب المهجور وَقَلبه من طيف الخيال لَكِن مَوْلَانَا غَابَ عَن محبه غيبَة مَا كَانَت فِي الْحساب وهجره وَهُوَ من خاطره بِالْمحل الَّذِي يَظُنّهُ أَنه إِذا ناداه بالأشواق أجَاب وَاتخذ بِدعَة الْإِعْرَاض عَن الْقَائِم بِفَرْض الْوَلَاء سنة واشتغل عَمَّن لَهُ عين رضى عَن نِسْيَان مَا مضى كليلة دمنة فخشي الْمَمْلُوك من تطاول الْمدَّة وخامر قلبه تقلبات الْأَيَّام فخاف أَن تبقى أَسبَاب المقاطعة ممتدة ووثق بنما يتَيَقَّن من حسن الموافاة ويعتقد فَاقْتضى حكم التذْكَار لطف الِاخْتِصَار توصلاً إِلَى تفقد التودد وَمن عادات السادات أَن تفتقد تذكر أَيَّام حلت مَسَرَّة وهناء وليال أحلى من سَواد الشَّبَاب أولت بوصال الأحباب الْيَد الْبَيْضَاء (لَو أَن ليلات الْوِصَال يعدن لي ... كَانَت لَهَا روح الْمُحب فدَاء) فيا لَهَا من مليحة أَقبلت بعد إعراضها ولطيفة رمقت بإيماء جفن مواصلتها وإيماضها وبديعة استخرج غواص مَعَانِيهَا من بحار معاليها كل ذرة وصنيعة أبدى نظام لآليها من غرر أياديها أجمل غرَّة ورفيعة جددت السرُور وشرحت الصُّدُور فعلت بِمَا فعلت إكليل المجرة ومتطولة رغبت المقصر فِيمَا يختصر وحببت ومتفضلة قَضَت بِحَق تفضيلها على مَا سبق وأوجبت (مودتها فِي مهجتي لَا يزيلها ... بعاد وَلَا يبلي الزَّمَان جديدها)

شرف الدين بن شمس الدين محمود

وَالله تَعَالَى يشْكر مَا حواه من فضل هَذِه الْمَعَالِي والمعاني ويمتع بفضائله الَّتِي تغني أغانيها عَن المثالث والمثاني وَكَانَت بيني وَبَينه محاورات ومناقضات ومعارضات ومناقشات ومنافسات ومجاراة ونظم ونثر وبدآت ومراجعات وَهَذِه النبذة أنموذج تِلْكَ الْجُمْلَة 3 - (شرف الدّين بن شمس الدّين مَحْمُود) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد القَاضِي شرف الدّين ابْن القَاضِي شمس الدّين وَقد مرّ ذكره فِي المحمدين ابْن القَاضِي شهَاب الدّين أبي الثَّنَاء مَحْمُود وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَاتب السِّرّ ابْن كَاتب السِّرّ ابْن كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق حسن الشكل تَامّ الْخلق حسن الصُّورَة والدقن ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة لم أر وَلَا علمت أَن أحدا كتب المطالعة وأتقنها أحسن مِنْهُ وَلَا قَرِيبا مِنْهُ قد أحكمها ودربها ودرب مَا تطوى عَلَيْهِ وَمَا يقدم فِيهَا) بالأهم من الْفُصُول الَّتِي يطالع بهَا وأتقن الرّقاع ومزجه بالنسخ وَكتب الثُّلُث جيدا والرقاع غَايَة لم أر أكتب مِنْهُ مَعَ السرعة وتوفية الْمَقَاصِد والنظافة فِي الْكِتَابَة تولى كِتَابَة السِّرّ بعد القَاضِي محيي الدّين ابْن فضل الله فَإِن القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير لما أبطل بالفالج طلب السُّلْطَان القَاضِي محيي الدّين وَولده القَاضِي شهَاب الدّين وَالْقَاضِي شرف الدّين وولاه كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وَأَجْلسهُ قدامه بدار الْعدْل فِي مصر وَوَقع قدامه فِي الدست ورسم لَهُ أَن يحضر دَار الْعدْل ويوقع قُدَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَلم يكن كتّاب السِّرّ قبل ذَلِك يَجْلِسُونَ فِي دَار الْعدْل بِدِمَشْق فباشر ذَلِك وَكَانَ إِذا توجه مَعَ نَائِب الشَّام إِلَى مصر يحضرهُ السُّلْطَان قدامه ويخلع عَلَيْهِ وينعم عَلَيْهِ وَقَالَ يَوْمًا لطاجار الدوادار يَا طاجار هَذَا شرف الدّين كَأَنَّهُ ولد موقعاً وَكَانَ يُعجبهُ سمته ولباسه فَلَمَّا توجه مَعَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى مصر سنة توجه السُّلْطَان إِلَى الْحجاز وَهِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة ولاه السُّلْطَان كِتَابَة السِّرّ بالديار المصرية وجهز القَاضِي محيي الدّين وَأَوْلَاده إِلَى دمشق على وظائفهم وَتوجه القَاضِي شرف الدّين مَعَ السُّلْطَان إِلَى الْحجاز وَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير صَلَاح الدّين يُوسُف الدوادار وَطَالَ النزاع بَينهمَا وَكَثُرت الْمُخَاصمَة وَدخل الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي رَحمَه الله تَعَالَى بَينهمَا وَغَيره فَمَا أَفَادَ فقلق وَطلب الْعود إِلَى دمشق وَلم يقر لَهُ قَرَار فَأَعَادَهُ السُّلْطَان إِلَى دمشق على وظيفته وَكَانَت ولَايَته لكتابة السِّرّ بِمصْر تَقْدِير ثَمَانِيَة أشهر وَلما عَاد إِلَى دمشق فَرح بِهِ الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَقَامَ لَهُ وعانقه وَقَالَ لَهُ مرْحَبًا بِمن نحبه ويحبنا وَأقَام تَقْدِير سنة وَنصف وَوَقع بَينه وَبَين حَمْزَة فَأوحى إِلَى نَائِب الشَّام مَا أوحاه من الْمَكْر والافتراء عَلَيْهِ فَكتب إِلَى السُّلْطَان فَعَزله بِالْقَاضِي جمال الدّين عبد الله ابْن كَمَال الدّين ابْن الْأَثِير وَبَقِي فِي بَيته بطّالاً مُدَّة فَكتب السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير سيف الدّين تنكز يَقُول لَهُ إِمَّا أَن تَدعه يُوقع قدامك وَإِمَّا أَن تجهزه إِلَيْنَا وَإِمَّا أَن ترَتّب لَهُ مَا يَكْفِيهِ فرتب لَهُ ثَلَاث مائَة دِرْهَم وَثَلَاث غَرَائِر وَلما أمسك تنكز رسم السُّلْطَان أَن يكون موقعاً بالدست وَأَن يستخدم وَلَده شهَاب الدّين أَحْمد فِي جملَة الموقعين

فاستمر على ذَلِك إِلَى أَن تولى السُّلْطَان الْملك الصَّالح عماد الدّين إِسْمَاعِيل فولاه وكَالَة بَيت المَال بِالشَّام مُضَافا إِلَى مَا بِيَدِهِ وَعِنْده تجمل زَائِد وكرم نفس وَفِيه تصميم وبسطة إِذا خلا بِمن يَثِق إِلَيْهِ وَله نظم ونثر وَأقَام فِي الْوكَالَة سنة أَو قَرِيبا ثمَّ إِنَّه توجه للوقوف على قَرْيَة يَشْتَرِيهَا الْأَمِير سيف الدّين الْملك ليوقفها على جَامعه) بِالْقَاهِرَةِ فَتوفي بالقدس الشريف فَجْأَة فِي شهر ربيع الأوّل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وسامحه أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (على خَدّه الوردي خَال منمق ... عَلَيْهِ بِهِ لِلْحسنِ معنى ورونق) (وَفِي ثغره الدّرّ النظيم منضد ... يجول بِهِ مَاء الْحَيَاة المروق) (وَمَا كنت أَدْرِي قبل حبه مَا الْهوى ... إِلَى أَن تبدى مِنْهُ خصر ممنطق) (عَلَيْهِ من الْحسن البديع دَلَائِل ... تعلم ساليه الغرام فيعشق) وأنشدني أيضاَ من لَفظه لنَفسِهِ (رَأَتْ مقلتي من وَجهه منْظرًا أَسْنَى ... يفوق على الْبَدْر الْمُنِير بِهِ حسنا) (غزال من الأتراك أصل بليتي ... معاطفه النشوى وألحاظه الوسنى) (رنا نحونا عجبا وماس تدللاً ... فَمَا أرخص الْجَرْحى وَمَا أَكثر الطعنى) (لَهُ مبسم كالدر والشهد رِيقه ... وَلَيْسَ بِهِ لكنه قَارب الْمَعْنى) وَكتب إِلَيّ ملغزاً فِي القرط (مَا اسْم ثلاثي ترى ... حلته مفوّفه) (اعمد إِلَى تركيبه ... فِيهِ وصحف أحرفه) (تَجِد جنى يبطئ فِي ال ... عود بِهِ من قطفه) (واعكسه إِن تركته ... من بعد أَن تحرّفه) (ترى بِهِ ذَا طرق ... بَين الورى مُخْتَلفه) (أبنه يَا من فَضله ... يعجز من قد وَصفه) فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك (يَا سيداً قد زانه ... رب العلى وشرفه) (وَقدر الصَّوَاب فِي ... أقلامه المحرّفه) (وأوضح الْفضل لمن ... يَطْلُبهُ وعرفه) (أبدعت لغزاً حسنا ... صِفَاته مستطرفه)

(مثلث الْحُرُوف كم ... ربع رب معرفه) (خضرته يانعة ... بهيئة مشرفه) ) (كم زَان رضَا أقفرت ... ووجنةً مزخرفه) (فَالثُّلُث مِنْهُ سُورَة ... آياتها مشرّفه) (بل جبل أحَاط با ... لأرض وَذَاكَ معرفه) (وَانْظُر لثلثيه تَجِد ... كليهمَا فِي طرفه) (بقيت مَا جر النسي ... م فِي الرياض مطرفه) (فِي ظلّ سعد ترتقي ... من النَّعيم غرفه) وَكتب إِلَيّ ملغزاً فِي حلفا (يَا ماجداً نجهد فِي وَصفه ... وفضله من بعد ذَا أوفى) (مَا اسْم إِذا مَا رمت إيضاحه ... عز وَعَن فكرك لَا يخفى) (وَهُوَ رباعي وَفِي لَفظه ... ترَاهُ حَقًا ناقضاً حرفا) (صحفه واحذف ربعه تلفه ... مَدِينَة كم قد حوت لطفا) (وَهَذِه الْبَلدة تصحيفها ... خلق يفوق الْحَد والوصفا) (وَإِن تصحف بَعْضهَا فَهِيَ مَا ... زَالَت ترى فِي أذن شنفا) (وَذَلِكَ الِاسْم على حَاله ... حرفه يرجع للصَّبِيّ حلفا) (لم ير ذَا حَرْب وَكم شب من ... نَار لغير الروع مَا تطفا) (وَإِن تشأ صحفه وَانْظُر تَجِد ... خلقا سوياً قطّ مَا أغفى) (أبنه يَا من لم يزل فكره ... يرفع عَن بكر النهى سجفا) (لَا زلت تبدي للورى كل مَا ... يستوقف الأسماع والطرفا) فَكتبت الْجَواب عَن ذَلِك (يَا سيداً ألسن أقلامه ... كم صرفت عَن عَبده صرفا) (ومحسناً مَا زَالَ طيب الثنا ... عَلَيْهِ حَتَّى زين الصحفا) (ألغزت شَيْئا لم يلن مَسّه ... فراح إِذْ صحفته حلفا) (ومفرد إِن ألف عوضت ... أولاه يردع بعد ذَا ألفا) (وَنصفه حل وَإِن تحذف ال ... أول من أحرفه لفا) (وَلَيْسَ بالبدر على أَنه ... بِاللَّيْلِ كم قد نزل الطرفا)

قطب الدين ابن المكرم

) (أمامنا فِي بر مصر وَإِن ... صحفت يصبح بعد ذَا خلفا) (إِن زاحم الشَّاعِر يذكر بِهِ ... كشحا جماً فِي الْحَال والرفا) (لَا زلت ترقى فِي الْعلَا صاعداً ... مَا نظم الشَّاعِر أَو قفى) (فِي ظلّ عَيْش قد صفا ورده ... وَرَاح بالإقبال قد حفا) وَكتب إِلَيّ ملغزاً فِي الْهَوَاء (أيا ماجداً مَا وَهِي فَضله ... وَنجم مكارمه مَا هوى) (أبن أَيّمَا اسْم خفى منْظرًا ... وخف ويلفى شَدِيد القوى) (وَلَا وزن فِيهِ وَفِي وَزنه ... إِذا أَنْت حققت عمدا سوى) فَكتبت الْجَواب عَن ذَلِك (أيا من تقصر أوصافنا ... وأمداحنا فِيهِ عَمَّا حوى) (كَأَنَّك ألغزت لي فِي الَّذِي ... غَدا وَله النشر فِيمَا انطوى) (إِذا مر فِي الرَّوْض خرت لَهُ ... غصون الْأَرَاك وَبَان اللوى) (يمد وَيقصر فِي لَفظه ... فللجو هَذَا وَذَا للجوى) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ أَيْضا بالديار المصرية (وَالله قد حرت فِي حَالي وَفِي عَمَلي ... وضاق عَمَّا أرجي مِنْكُم أملي) (أَبيت والشوق يذكي فِي الْفُؤَاد لظى ... نَار تؤجج فِي الأحشاء ذِي شعل) (وَيُصْبِح الْقلب لَا يلهو بغيركم ... وَأَنْتُم عَنهُ فِي لَهو وَفِي شغل) (الله فِي مهجة قد حثها أجل ... إِن لم يكن صدكم عني إِلَى أجل) 3 - (قطب الدّين ابْن المكرم) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن مكرم بن عَليّ بن أَحْمد القَاضِي الْكَبِير الزَّاهِد الأوحد قطب الدّين ابْن المكرم أحد كتاب الْإِنْشَاء السلطاني بِالْقَاهِرَةِ اجْتمعت بِهِ غير مرّة بديوان الْإِنْشَاء بقلعة الْجَبَل ورافقته مُدَّة وَكَانَ يسْرد الصَّوْم وَيكثر الْمُجَاورَة بالحرمين الشريفين وبالقدس الشريف وتنجز من السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد توقيعاً بِأَن يُقيم حَيْثُ شَاءَ من الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وَيكون معلومه راتباً عَلَيْهِ وَمن بعده لأولاده ولأولاد أَوْلَاده أبدا وَلم أره يكْتب شَيْئا لِأَن صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء يجله لتخليه ومولده فِي أحد الربيعين سنة سبعين وست مائَة)

السلمي

وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة بالقدس الشريف عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَأشهر رَحمَه الله تَعَالَى وَعَفا عَنهُ وسامحه 3 - (السّلمِيّ) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عنتر السّلمِيّ أجَازه سبط السلَفِي وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق 3 - (نجم الدّين) أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد نجم الدّين توفّي يَوْم عيد الْفطر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ 3 - (ابْن الْملك الْأَشْرَف) أَبُو بكر بن الْملك الْأَشْرَف أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْكَبِير ولد بِمصْر سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَنَشَأ بحلب وَسمع من حَنْبَل وَابْن طبرزد وَدخل بَغْدَاد وَكَانَ لَهُ حُرْمَة وافرة وَهُوَ أَمِير جليل مَاتَ بحلب سنة سبع وَخمسين وست مائَة 3 - (ابْن هِشَام الْأَزْدِيّ المغربي) أَبُو بكر بن هِشَام الْأَزْدِيّ الْكَاتِب من أهل قرطبة كَانَ من الْكتاب البلغاء وَهُوَ أَخُو أبي الْقَاسِم عَامر بن هِشَام وأبوهما أَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الله بن هِشَام أحد حكام قرطبه وَهُوَ الَّذِي صلى على أبي الْقَاسِم ابْن بشكوال عِنْد وَفَاته وَتُوفِّي أَبُو بكر هَذَا بالجزيرة الخضراء سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم اسْمه كنيته وَالنَّاس يكنونه أَبَا يحيى وَأورد لَهُ فِي لَيْلَة أنس (وَلما دنا الإصباح قَامَ مودعي ... وخلفني فِي قَبْضَة الوجد هَالكا) (وَكَانَ سَواد اللَّيْل أَبيض ناصعاً ... فَعَاد بَيَاض الْفجْر أسود حالكاً) وَأورد لَهُ (يَا واحدي وَهُوَ لَا جمع يقاومه ... فِي حَالَة النَّفْع أَو فِي حَالَة الضَّرَر) (هَل من سَبِيل لذات الظل وَالشَّجر ... ومذنب من معِين المَاء منفجر) (وَذي حنين كَأُمّ الخشف فاقدة ... لَهُ وَقد ضل بَين الضال والسمر) (حَتَّى أكون بِحَيْثُ الْجِسْم فِي دعة ... وَفِي قَرَار وطرف الْعين فِي سفر)

عماد الدين الحنفي

) (تهدي إِلَيْنَا الصِّبَا فِيهَا بِلَا عوض ... مسكاً إِذا سحبت ذيلاً على الزهر) (فَإِن تجب دَاعيا مني فَلَا عجب ... وَإِن تجبني على شعري فَأَنت حري) وَقَالَ يُرَاجع مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن السماد (لله من نفحات الْعود عاطرة ... هبت علينا تحييّنا وتحيينا) (ظمئت شوقاً فأجرت لي لوافحها ... معِين مَاء يسقّينا ويروينا) (هَذَا السَّلَام وَهَذَا الود نعرفه ... يَا لَيْت شعري مَتى يقْضى تلاقينا) (يَا دَاعيا بِلِسَان الصدْق إِنَّك قد ... أسمعت قلب فَتى يهواكم دينا) (دَعوتنَا للتصابي إِذْ دَعَوْت لنا ... فأصغ منا إِلَى لبيْك آمينا) قلت شعر متوسط 3 - (عماد الدّين الْحَنَفِيّ) أَبُو بكر بن هِلَال بن عباد عماد الدّين الْحَنَفِيّ معيد الْمدرسَة الشبلية كَانَ عَالما صَالحا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مشتغلاً بِنَفسِهِ ونفع من يقْرَأ عَلَيْهِ مولده سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وست مائَة وَسمع وَهُوَ كَبِير من الْقَاسِم بن صصري وَمن ابْن الزبيدِيّ وَلَو سمع صَغِيرا لَكَانَ أسْند أهل الأَرْض وَكَانَ يعرف بالعماد الجيلي وَسمع البرزالي وَابْن الخباز 3 - (الشاغوري النَّحْوِيّ) أَبُو بكر بن يَعْقُوب الطَّبِيب النَّحْوِيّ الشاغوري شهَاب الدّين توفّي بِالْيمن كهلاً سنة ثَلَاث وَسبع مائَة وَأَظنهُ كَانَ من تلامذة الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وَكَانَ قد جود الْعَرَبيَّة ويظن أَنه يَلِي مَكَان الشَّيْخ جمال الدّين إِذا توفّي فَلَمَّا أخرجت الْوَظِيفَة عَنهُ تألم من ذَلِك وَكَانَ شرح التسهيل عِنْده كَامِلا لمصنفه فَأَخذه مَعَه وَتوجه إِلَى الْيمن حرجاً وغضباً على أهل دمشق وَبَقِي الشَّرْح مخروماً بَين ظهر النَّاس فِي هَذِه الْبِلَاد حَتَّى جَاءَ الشَّيْخ الْعَلامَة أثير الدّين فَوضع لَهُ الشُّرُوح المستوفاة وَحكى لي من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين عَن هَذَا الشاغوري أَنه كَانَ يدع النَّاس بالجامع الْأمَوِي يصلونَ الْمغرب فِي الْحَائِط الشمالي ويتمشى هُوَ على الْعَادة من الْحَائِط الشَّرْقِي إِلَى الغربي ويري النَّاس أَنه غير مكترث بِالصَّلَاةِ فجَاء إِلَيْهِ إِنْسَان وَقَالَ لَهُ لَو أظهرت من الزندقة مَا عَسى أَن تظهر مَا دعوناك نحوياً أَو كَمَا قَالَ) 3 - (أَسد الدّين ابْن الأوحد) أَبُو بكر بن يُوسُف بن شادي يَأْتِي تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة وَالِده الْأَمِير أَسد الدّين بن الْأَمِير صَلَاح الدّين بن الأوحد أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق كَانَ حسن الشكل مليح الْقَامَة متجسماً خيرا رصيناً حج بالركب فِي سنة خمس وَخمسين وَسبع مائَة وَكنت مَعَه فَمَا رأى النَّاس فِي تِلْكَ الْمرة أحسن حجَّة مِنْهُ لنيته الْمُبَارَكَة لم يزل بِدِمَشْق أَمِيرا إِلَى

الحكيم تقي الدين

أَن ورد مرسوم للسُّلْطَان بِأَن يتَوَجَّه كل من لَهُ إقطاع بصفد إِلَى صفد وَيُقِيم هُنَاكَ فَتوجه إِلَيْهَا فَضَاقَ عطنه بهَا لِأَنَّهُ فَارق من دمشق بأوراق من سنا الَّذِي لَيْسَ بِدِمَشْق مثل عِمَارَته فَحصل لَهُ ضعف وَورد إِلَى دمشق ليتداوى بهَا فَأَقَامَ يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سَابِع عشر شهر رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وَسبع مائَة 3 - (الْحَكِيم تَقِيّ الدّين) أَبُو بكر بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْحَكِيم تَقِيّ الدّين نزيل الرّوم كَانَ من الرؤساء الْفُضَلَاء استوطن الرّوم وَتقدم عِنْد سُلْطَانه وَكَانَ يتَرَدَّد فِي الرسائل من الرّوم إِلَى الشَّام ومصر فتمول وأثرى وأدركه أَجله بِدِمَشْق فأوصى بِثلث مَاله يصرف فِي الصَّدَقَة وفكاك الأسرى وَأسْندَ الْوَصِيَّة إِلَى الْأَمِير جمال الدّين مُوسَى بن يغمور وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَخمسين وست مائَة 3 - (ابْن الزراد) أَبُو بكر نَاصح الدّين ابْن يُوسُف بن أبي بكر بن أبي الْفرج بن يُوسُف ابْن هِلَال الْمُحدث الْمُقْرِئ الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الزراد ولد بحران سنة أَربع عشرَة وست مائَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات وتفقه وَسمع بِدِمَشْق وحلب وروى عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه وَكَانَ رَفِيقه فِي الطّلب وَكتب الْكثير وخطه مَعْرُوف وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة فِي جُمَادَى الأولى بحلب 3 - (زين الدّين الحريري الْمزي) أَبُو بكر بن يُوسُف بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عُثْمَان بن عَبدة الإِمَام الْمُقْرِئ الْمدرس بَقِيَّة الْمَشَايِخ زين الدّين الْمزي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي يعرف بالحريري لِأَن أمه تزوجت بالشمس الحريري نقيب ابْن خلكان فرباه ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست مائَة تَقْرِيبًا وَتُوفِّي سنة سِتّ) وَعشْرين وَسبع مائَة تَلا بالسبع على الزواوي وَغَيره وَسمع من الصَّدْر الْبكْرِيّ وخطيب مردا وَجَمَاعَة ودرس التَّنْبِيه وَغَيره ودرس بالقليجية الصُّغْرَى وَغَيرهَا وَولي مشيخة الْقرَاءَات والنحو بالعادلية مُدَّة وَسمع ابْنه وَابْن ابْنه شرف الدّين وَكَانَ فِيهِ ود وَخير وَسمع مِنْهُ قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين ابْن جمَاعَة وَابْنه والطلبة 3 - (الزَّاهِد الشعيبي) أَبُو بكر الشّعبِيّ الزَّاهِد الْوَلِيّ والشعيبية من قرى ميافارقين قَالَ سعد الدّين الْجُوَيْنِيّ كَانَ من صلحاء الأبدال صَاحب علم وَعمل ورياضات ومجاهدات سَأَلَني السُّلْطَان الْملك المظفر أَن أَقُول لَهُ أَن يَأْذَن لَهُ فِي زيارته فَلم يجب وَقَالَ أَنا أَدْعُو لَهُ أَن يصلحه الله لنَفسِهِ ولرعيته فيجتهد أَن لَا يظلم قَالَ وَكَانَ أَكثر أوقاته يتَكَلَّم على الخاطر وَكَانَ كثيرا مَا يَقُول عقب كَلَامه اللَّهُمَّ ارحمنا فَسَأَلته عَن التتار قبل أَن يطرقوا الْبِلَاد فزفر زفرَة ثمَّ أنْشد من الطَّوِيل

المعتزلي

(وَمَا كل أسرار النُّفُوس مذاعة ... وَلَا كل مَا حل الْفُؤَاد يُقَال) خرج إِلَى قريته الشعيبية وَقَالَ لأولاده احفروا لي قبراً فَأَنا أَمُوت بعد يَوْمَيْنِ فَحَفَرُوا لَهُ ثمَّ مَاتَ فِي الْيَوْم الَّذِي عينه سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (المعتزلي) أَبُو بكر الْأَصَم المعتزلي صَاحب هِشَام بن عَمْرو الفوطي وسوف يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْهَاء فِي مَكَانَهُ ذهب أَبُو بكر إِلَى أَن الْإِمَامَة لَا تَنْعَقِد إِلَّا بِإِجْمَاع الْأمة عَن بكرَة أَبِيهِم وَقصد بذلك الطعْن على إِمَامَة عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهَا كَانَت فِي أَيَّام الْفِتْنَة وَلم يتَّفق عَلَيْهَا أهل الْعَصْر وَحكي عَنهُ أَنه قَالَ الْقُرْآن جسم مَخْلُوق وَأنكر الْأَعْرَاض أصلا وَكَانَ يَقُول كَقَوْل أستاذه هِشَام الْجنَّة وَالنَّار لم يخلقا إِلَى الْآن 3 - (صَلَاح الدّين الدينَوَرِي) أَبُو بكر الدينَوَرِي الرجل الصَّالح صَلَاح الدّين صَاحب الشَّيْخ عَزِيز الدّين عمر الدينَوَرِي وَهُوَ الَّذِي بنى لَهُ الزاوية بالصالحية وَصَارَ هُوَ وجماعته يذكرُونَ فِيهَا عقيب الصُّبْح بِأَصْوَات طيبَة فَلَمَّا مَاتَ الشَّيْخ رَحمَه الله بَقِي الصّلاح يقوم بِهَذِهِ الْوَظِيفَة وَمَات فِي ذِي قعدة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة) 3 - (الْعَنْبَري) أَبُو بكر الْعَنْبَري السجْزِي أورد لَهُ الثعالبي فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة قَوْله يُخَاطب من زوج ابْنَته (أنكحت حرتك الكري ... مة عَامِدًا إجلالها) (من لم يكن كُفؤًا سوا ... هـ الْيَوْم فِي الدُّنْيَا لَهَا) (مَا كنت إِلَّا منكحاً ... شمس السَّمَاء هلالها) (فضممت مَحْمُود الفعا ... ل إِلَى الْيَمين شمالها) (ستقر عَيْنك عَن قري ... ب إِذْ ترى أشبالها) الصحاب أَبُو بكر الثَّقَفِيّ اسْمه نفيع بن الْحَارِث يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف النُّون فِي مَكَانَهُ

بكران الملطي الصوفي

(بكران الْمَلْطِي الصُّوفِي) بكران الْمَلْطِي الصُّوفِي قَالَ السّلمِيّ كَانَ من بطارقة الثغر لَهُ آيَات وكرامات ينتمي إِلَى سهل بن علية وَهُوَ مِمَّن يَنْقَلِب لَهُ الْأَعْيَان وَلم يذكر وَفَاته ابْن بكروس الْحَنْبَلِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك (بكير) 3 - (ابْن الْأَشَج) بكير بن عبد الله بن الْأَشَج الْمدنِي الْفَقِيه مولى الْمسور بن مخرمَة نزل مصر وَهُوَ أَخُو يَعْقُوب وَعمر روى عَن أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف وَسَعِيد بن الْمسيب وَأبي صَالح السمان وَبشر بن سعيد وحمران مولى عُثْمَان وكريب وَسليمَان بن يسَار وَطَائِفَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة مجمع على ثقته وجلالته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الصَّحِيح أَنه توفّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة 3 - (ابْن مِسْمَار الْمدنِي) بكير بن مِسْمَار الْمدنِي مولى سعد بن أبي وَقاص روى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَأَشَارَ ابْن حبَان إِلَى ضعفه فَوَهم وَإِنَّمَا ذَاك بكير بن مَعْرُوف الدَّامغَانِي مَعَ أَن الدَّامغَانِي صَدُوق توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة

أبو معاذ الدامغاني

3 - (أَبُو معَاذ الدَّامغَانِي) بكير بن مَعْرُوف أَبُو معَاذ الْمُفَسّر قَاضِي نيسابور سكن دمشق مُدَّة قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا أرى بِهِ بَأْسا وَوَثَّقَهُ ابْن حبَان وَقَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ مَا حَدِيثه بالمنكر جدا ويروى عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ ذَاهِب الحَدِيث توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة 3 - (ابْن وشاح التَّمِيمِي) بكير بن وشاح التَّمِيمِي أحد بني عَوْف بن سعد من شعراء خُرَاسَان أورد لَهُ المرزباني فِي مُعْجَمه قَوْله (ترك التقية من أَتَاك مشمراً ... بِالسَّيْفِ يخْطر كالهزبر الضغيم) (إِن الْقَرَابَة طيعتها وَائِل ... فَاضْرب بسيفك هَامة المستلئم) وَلما خلع عبد الله بن خازم بخراسان قَالَ (أبلغ بني خازم إِنِّي مفارقهم ... وَقَائِل لجياد غدْوَة بيني) (غَنِي امْرُؤ غَرَض من كل منزلَة ... لَا شدتي ترتجى فِيهَا وَلَا ليني) بكير بن ماهان أَبُو هَاشم الْحَارِثِيّ أحد دعاة بني الْعَبَّاس قدم على مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس إِلَى البلقاء وَأقَام عِنْده وَأخذ عَنهُ وَبَعثه إِلَى خُرَاسَان دَاعيا وَقدم عل إِبْرَاهِيم بن) مُحَمَّد الإِمَام بعد ذَلِك فَبعث بِهِ إِلَى خُرَاسَان وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْحَافِظ الدِّمَشْقِي أَنه قَالَ يَلِي من ولد الْعَبَّاس أَكثر من ثَلَاثِينَ رجلا مِنْهُم سِتَّة يسمون باسم وَاحِد يفتح أحد الثَّلَاثَة الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَكَانَ بكير يبث الدعاة بخراسان فَبعث عمار بن يزِيد إِلَى خُرَاسَان فِي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة فَغير اسْمه بخداش قَالَ سبط الْجَوْزِيّ فِي مرْآة الزَّمَان قد ولي من بني الْعَبَّاس من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست مائَة سِتَّة وَثَلَاثُونَ خَليفَة أَوَّلهمْ السفاح وَآخرهمْ المستعصم فَمنهمْ سَبْعَة اسْم كل وَاحِد مِنْهُم عبد الله وهم السفاح والمنصور والمأمون والمستكفي والقائم والمقتدي والمستعصم وَمِنْهُم ثَمَانِيَة اسْم كل وَاحِد مِنْهُم مُحَمَّد وهم الْمهْدي والمعتصم والأمين والمعتز والمهتدي والقاهر

الجرجاني الصوفي

والراضي وَالظَّاهِر وَمِنْهُم سِتَّة اسْم كل وَاحِد مِنْهُم أَحْمد وهم المستعين وَالْمُعْتَمد والمعتضد والقادر والمستظهر والناصر وَمِنْهُم اثْنَان اسْم كل وَاحِد مِنْهُمَا جَعْفَر وهما المتَوَكل والمقتدر وَوَاحِد اسْمه عَليّ وَهُوَ المكتفي وَوَاحِد اسْمه مُوسَى وَهُوَ الْهَادِي وَوَاحِد اسْمه إِبْرَاهِيم وَهُوَ المتقي وَاثْنَانِ اسْم كل مِنْهُمَا هَارُون وهما الرشيد والواثق وَوَاحِد اسْمه عبد الْكَرِيم وَهُوَ الطائع وَوَاحِد اسْمه الْحسن وَهُوَ المستضيء وَوَاحِد اسْمه يُوسُف وَهُوَ المستنجد فَهَؤُلَاءِ سِتَّة وَثَلَاثُونَ قد اتّفقت مِنْهُم سِتَّة أَسمَاء كَمَا ذكر بكير وَلم يتَّفق مِنْهُم ثَلَاثَة أَسمَاء وَنَرْجُو أَن يتَّفق ذَلِك وَيكون فتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة على يَد الثَّالِث فَإِن الْخلَافَة بَاقِيَة فِي بني الْعَبَّاس إِلَى يَوْم الدّين بِالْحَدِيثِ الثَّابِت انْتهى قلت وَقد اتّفق فِي اسْم أَحْمد اثْنَان آخرَانِ فَيكون للاتفاق ثَمَانِيَة وهما الْحَاكِم الَّذِي بُويِعَ بالخلافة بالديار المصرية أَيَّام الظَّاهِر وَهُوَ وَالِد المستكفي سُلَيْمَان وَالْحَاكِم أَحْمد بن المستكفي وَهُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي هَذَا الْعَصْر أدام الله أَيَّامه 3 - (الْجِرْجَانِيّ الصُّوفِي) بكير الْجِرْجَانِيّ قَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد السّلمِيّ هُوَ من الْمُتَأَخِّرين يَعْنِي فِي الصُّوفِيَّة من أَقْرَان المرتعش والخالدي سَمِعت جَعْفَر ابْن أَحْمد يَقُول لما حضرت بكير الْوَفَاة قَالَ لأَصْحَابه اجْتَمعُوا عِنْدِي ختمة فَإِنَّهُ قرب أَمْرِي فَلَمَّا اجْتَمعُوا وقرأوا الختمة وفرغوا مِنْهَا مَاتَ فِي سَاعَته 3 - (الشرَاك الصُّوفِي) بكير الشرَاك كَانَ من صوفية بَغْدَاد وَكَانَ ينزل بالشونيزية قَالَ السّلمِيّ سَمِعت الْحُسَيْن بن) أَحْمد يَقُول لم أر فِي مَشَايِخ الصُّوفِيَّة أحسن لُزُوما للْفَقِير مِنْهُ مَاتَ سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة

الألقاب

(الألقاب) البلاذري أَحْمد بن يحيى البلاشاغوني مُحَمَّد بن مُوسَى (بِلَال) 3 - (بِلَال بن مَالك الْمُزنِيّ) بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بني كنَانَة فأشعروا بِهِ فَلم يصب مِنْهُم إِلَّا فرسا وَاحِدًا وَذَلِكَ فِي سنة خمس من الْهِجْرَة بِلَال رجل من الْأَنْصَار مَعْدُود فِي الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم ولاه عمر بن الْخطاب عمان ثمَّ عَزله وَضمّهَا إِلَى عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أَقف على نسبه وَخَبره هَذَا مَشْهُور 3 - (مُؤذن النَّبِي) 3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) بِلَال بن رَبَاح الحبشي مولى أبي بكر وَأمه حمامة أَبُو عبد الْكَرِيم مؤذي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من السَّابِقين الْأَوَّلين شهد بَدْرًا وَغَيرهَا وعذب فِي الله روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة عشْرين لِلْهِجْرَةِ بِدِمَشْق أذن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طول حَيَاته حضرا وسفراً إِلَّا يَوْم أذن أَخُو صداء وَأذن يَوْم الْفَتْح على ظهر الْكَعْبَة وَقيل أذن لأبي بكر مُدَّة خِلَافَته وَأذن لعمر الْجَابِيَة مرّة وَأول من أظهر الْإِسْلَام سَبْعَة رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأَبُو بكر وعمار وَأمه سميَّة وصهيب وبلال والمقداد وَقيل خباب مَكَان الْمِقْدَاد وَسَماهُ عُرْوَة بن الزبير بِلَال الْخَيْر وَهُوَ أحد الَّذين نزل فيهم وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم وَمن النَّاس من يشري نَفسه وَعَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السباق أَرْبَعَة أَنا سَابق الْعَرَب وصهيب سَابق

أبو عمرو الدمشقي

الرّوم وسلمان سَابق الْفرس وبلال سَابق الْحَبَش وَعنهُ اشتاقت الْجنَّة إِلَى ثَلَاثَة عَليّ وعمار وبلال وَعنهُ يحْشر بِلَال على نَاقَة من نُوق الْجنَّة فينادي بِالْأَذَانِ مَحْضا فَإِذا بلغ اشْهَدْ أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله شهد بهَا) جَمِيع الْخَلَائق من الْمُؤمنِينَ الْأَوَّلين والآخرين فَقبلت مِمَّن قبلت مِنْهُ وَيُؤْتى بحلتين من حلل الْجنَّة فيكساهما وَجَاء فِي حَقه من هَذَا كثير وَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ أَبُو بكر سيدنَا وَأعْتق سيدنَا يَعْنِي بِلَالًا وَلما حَضرته الْوَفَاة كَانَ يَقُول غَدا نلقى الْأَحِبَّة مُحَمَّدًا وَحزبه وافرحتاه وَقد اخْتلف فِي مَكَان وَفَاته وزمانها فَقيل بِدِمَشْق وَقيل بحلب وَقيل مَاتَ سنة سبع عشرَة وَقيل ثَمَان عشرَة وَعشْرين وَإِحْدَى وَعشْرين فِي طاعون عمواس وَله بضع وَسِتُّونَ سنة 3 - (أَبُو عَمْرو الدِّمَشْقِي) بِلَال بن سعد بن تَمِيم أَبُو عَمْرو الدِّمَشْقِي الْمُذكر واعظ الشَّام وعالمها روى عَن أَبِيه وَله صُحْبَة وَعَن مُعَاوِيَة وَجَابِر بن عبد الله وَغَيرهم وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَكَانَ لَهُ فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ألف رَكْعَة توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وَذكر أَبُو مسْهر أَن بِلَال بن سعد كَانَ بِالشَّام مثل الْحسن الْبَصْرِيّ بالعراق وَكَانَ قَارِئ الشَّام وَكَانَ جهير الصَّوْت قَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ يُصَلِّي اللَّيْل أجمع فَكَانَ إِذا غَلبه النّوم فِي الشتَاء وَكَانَ فِي دَاره بركَة مَاء فَيَجِيء فيطرح نَفسه مَعَ ثِيَابه فِي المَاء حَتَّى ينفر النّوم عَنهُ فعوتب فِي ذَلِك فَقَالَ مَاء الْبركَة فِي الدُّنْيَا خير من صديد جَهَنَّم وَالله أعلم 3 - (الْمُزنِيّ الصَّحَابِيّ) بِلَال بن الْحَارِث أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمُزنِيّ الصَّحَابِيّ من أهل بادية الْمَدِينَة شهد الْفَتْح حَامِلا أحد ألوية مزينة وَكَانَ فِيمَن غزا دومة الجندل مَعَ خَالِد وَكَانَ

ابن أبي بردة الأشعري

يسكن جبلي مزينة الْأَشْعر والأجرد وَيَأْتِي الْمَدِينَة كثيرا وَيُقَال كَانَ أول من قدم من مزينة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رجال مِنْهُم فِي رَجَب سنة خمس من الْهِجْرَة وَقدم مصر لغزو أفريقية وَحمل لِوَاء مزينة وأقطعه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معادن الْقبلية والعقيق وَكَانَ مُسْتَعْملا على الْحمى أَيَّام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتِّينَ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَله ثَمَانُون سنة وَله دَار بِالْبَصْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (ابْن أبي بردة الْأَشْعَرِيّ) بِلَال بن أبي بردة عَامر بِي أبي مُوسَى عبد الله بن قيس أَبُو عَمْرو وَيُقَال أَبُو عبد الله الْأَشْعَرِيّ الْبَصْرِيّ ولي أَمر الْبَصْرَة وَحدث عَن أَبِيه وَعَمه أبي بكر وَأنس بن مَالك وروى عَنهُ قَتَادَة وثابت وَغَيرهمَا وَفد على عمر بِي عبد الْعَزِيز لما ولي الْخلَافَة بخناصرة فهنأه) فَقَالَ من كَانَت الْخلَافَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ شرفته فقد شرفتها وَمن كَانَت زانته فقد زينتها وَأَنت وَالله كَمَا قَالَ مَالك بن أَسمَاء (وتزيدين أطيب الطّيب طيبا ... أَن تمسيه أَيْن مثلك أَيّنَا) (وَإِذا الدّرّ زَان حسن وُجُوه ... كَانَ للدر حسن وَجهك زينا) فجزاه عمر خيرا وَلزِمَ بِلَال الْمَسْجِد يُصَلِّي وَيقْرَأ ليله ونهاره فهم عمر أَن يوليه الْعرَاق ثمَّ قَالَ هَذَا رجل لَهُ فضل فَدس إِلَيْهِ ثِقَة لَهُ فَقَالَ لَهُ إِن عملت لَك فِي ولَايَة الْعرَاق مَا تُعْطِينِي فضمن لَهُ مَالا جَلِيلًا فَأخْبر بذلك عمر فنفاه وَأخرجه وَقَالَ يَا أهل الْعرَاق إِن صَاحبكُم أعطي مقولاً وَلم يُعْط معقولاً وزادت بلاغته ونقصت زهادته وَكَانَت ولَايَته لِلْبَصْرَةِ من جِهَة خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي تولى بهَا الشرطة وَالصَّلَاة وَالْقَضَاء فَبَقيت ولَايَته عشر سِنِين فَلَمَّا ولي الْعرَاق يُوسُف بن عمر الثَّقَفِيّ حَبسه وَكَانَ من عَادَته أم من مَاتَ فِي السجْن سلمه إِلَى أَهله فَأعْطى بِلَال للسجان مائَة ألف دِرْهَم على أَن يعلم يُوسُف بن عمر أَنه مَاتَ رَجَاء أَن يُسلمهُ إِلَى أَهله فَقَالَ يُوسُف أرنيه مَيتا فجَاء السجان فغمه إِلَى أَن مَاتَ وَأرَاهُ إِيَّاه وَقيل لذِي الرمة لم خصصت بِلَال بن أبي بردة بمدحك قَالَ لِأَنَّهُ أوطأ مضجعي وَأكْرم مجلسي فَحق لي إِذْ وضع معروفه عِنْدِي أَن يستولي على شكري وَكَانَ بِلَال ذَا رَأْي ودهاء وَكَانَ من الْأكلَة ذكر الْمَدَائِنِي أَنه أرسل إِلَى قصاب سحرًا قَالَ فَدخلت عَلَيْهِ فَوَجَدته وَبَين يَدَيْهِ كانون وَعِنْده تَيْس ضخم فَقَالَ اذبحه واسلخه وكبب لَحْمه وَجعل يشوي شَيْئا بعد شَيْء فَأَكله اجْمَعْ وَجَاءَت

قاضي دمشق

جَارِيَة بِقدر فِيهَا دجاجتان وفرخان وَصفَة مغطاة فَقَالَ وَيحك مَا فِي بَطْني مَوضِع فضعيها على رَأْسِي فضحكنا مِنْهُ ودعا بشراب فَشرب مِنْهُ خَمْسَة أقداح وَكَانَ خَالِد بن صَفْوَان التَّمِيمِي الْمَشْهُور بالبلاغة يدْخل على بِلَال بن أبي بردة فيحدثه طَويلا ويلحن فِي كَلَامه فَلَمَّا كثر ذَلِك على بِلَال قَالَ لَهُ يَا خَالِد تُحَدِّثنِي أَحَادِيث الْخُلَفَاء وتلحن لحن السقّاءات فَصَارَ خَالِد بعد ذَلِك يَأْتِي الْمَسْجِد ويتعلم الْإِعْرَاب وكف بَصَره وَكَانَ إِذا مر بِهِ موكب بِلَال يَقُول من هَذَا فَيُقَال الْأَمِير فَيَقُول خَالِد سَحَابَة صيف عَن قَلِيل تقشع فَقيل ذَلِك لِبلَال فَقَالَ لَا تقشع وَالله حَتَّى تصيبك مِنْهَا بشؤبوب وَأمر بِهِ فَضرب مِائَتي سَوط 3 - (قَاضِي دمشق) بِلَال بن أبي الدَّرْدَاء أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ القَاضِي بِدِمَشْق روى عَن أَبِيه وَأم الدَّرْدَاء امْرَأَة) أَبِيه وَكَانَ أسن مِنْهَا وَقيل كَانَ أَمِيرا على دمشق وَلما اسْتخْلف عبد الْملك عزل بِلَالًا وَولى أَبَا إِدْرِيس الْخَولَانِيّ قَالَ الْوَلِيد بن مُسلم حَدثنِي خَالِد بن يزِيد عَن أَبِيه قَالَ رَأَيْت بِلَال بن أبي الدَّرْدَاء على الْقَضَاء فِي زمن عبد الْملك فرأيته لَا يضْرب شَاهد الزُّور بِالسَّوْطِ وَلَكِن يوقفه بَين عمد الدرج وَيَقُول هَذَا شَاهد زور فَاعْرِفُوهُ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين أَو سنة اثْنَتَيْنِ 3 - (الطواشي حسام الدّين المغيثي) بِلَال الطواشي الْأَمِير حسام الدّين المغيثي أَبُو المناقب الحبشي الجمدار الصَّالِحِي كَانَ لالا الْملك الصَّالح عَليّ بن عبد الْملك الْمَنْصُور قلاوون ثمَّ جعله الْعَادِل كتبغا يتحدث فِي أَمر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَهُوَ كَبِير الخدام المقيمين بِالْحرم النَّبَوِيّ وَله أَمْوَال عَظِيمَة وغلمان وَحُرْمَة فِي الدول حدث بِمصْر ودمشق وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين عدَّة أَجزَاء يَرْوِيهَا عَن ابْن رواج وَكَانَ فِيهِ دين وبر وصدقات حضر المصاف ورد فأدركه أَجله بالسوادة سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة فَحمل إِلَى قطبا وَدفن بهَا وَكَانَ ضخماً مهيباً تَامّ الشكل حالك السوَاد

الصوفي

3 - (الصُّوفِي) بِلَال الْخَواص الصُّوفِي قَالَ السّلمِيّ فِي تَارِيخ الصُّوفِيَّة كَانَ من متأخري مَشَايِخ الصُّوفِيَّة بِبَيْت الْمُقَدّس يُقَال إِنَّه كَانَ يرى الْخضر ويسأله عَن مسَائِل (بلبان) 3 - (الزيني) بلبان الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين الزيني الصَّالِحِي كَانَ مقدم البحرية فِي أول دولة التّرْك حَبسه السُّلْطَان مُدَّة ثمَّ أطلقهُ وَأَعْطَاهُ إمرةً بِدِمَشْق وَكَانَ ذَا نهضة وشهامة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وست مائَة 3 - (بلبان بن عبد الله الزردكاش) الْأَمِير سيف الدّين كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء بِالشَّام وَكَانَ الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبرس الْوَزير نَائِب السلطنة بِالشَّام إِذا غَابَ عَن دمشق فِي بعض الْمُهِمَّات استنابه عَنهُ فِي دَار الْعدْل ونيابة السلطنة وَكَانَ دينا خيرا يحب الْعدْل وَالصَّلَاح توفّي سنة سِتِّينَ وست مائَة 3 - (النَّوْفَلِي العزيزي) بلبان الْأَمِير نَاصِر الدّين النَّوْفَلِي العزيزي أحد أُمَرَاء دمشق كَانَ من أَعْيَان العزيزية فِيهِ دين وَخير وَكَانَ فِي جملَة الْجَيْش بسيس وَمَات فِي المعترك وَهُوَ من مماليك الْعَزِيز صَاحب حلب توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة 3 - (الساقي) بلبان الْأَمِير علم الدّين الساقي كَانَ فِي الْجَيْش بسيس أَيْضا وَتُوفِّي وَهُوَ رَاجع سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة 3 - (الدوادار) بلبان الْأَمِير سيف الدّين الرُّومِي الدوادار من أَعْيَان الْأُمَرَاء ونجبائهم كَانَ الْملك الظَّاهِر يعْتَمد عَلَيْهِ ويحمله أسراره إِلَى القصاد وَلم يؤمره إِلَّا الْملك السعيد وَاسْتشْهدَ بمصاف حمص سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَلم يكن مَعَه صَاحب ديوَان فاتفق أَنه جَاءَ يَوْمًا وَقَالَ لمحيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر اكْتُبْ لفُلَان مرسوماً بِأَن يُطلق لَهُ من الخزانة الْعَالِيَة بِدِمَشْق عشرَة آلَاف دِرْهَم نصفهَا عشرُون ألف دِرْهَم فَكتب المرسوم كَمَا قَالَ لَهُ وجهز إِلَى دمشق فأنكروه وأعادوه إِلَى السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر وَقَالُوا مَا نعلم هَل هَذَا المرسوم بِعشْرين نصفهَا عشرَة أَو هُوَ بِعشْرَة نصفهَا خَمْسَة فَطلب السُّلْطَان محيي الدّين وَأنكر ذَلِك عَلَيْهِ فَقَالَ يَا خوند هَكَذَا قَالَ لي الْأَمِير سيف الدّين بلبان الدوادار فَقَالَ السُّلْطَان يَنْبَغِي أَن يكون للْملك كَاتب سر)

الطباخي نائب حلب

يتلَقَّى المراسيم مِنْهُ شفاهاً وَكَانَ السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور حَاضرا يسمع هَذَا الْكَلَام وَخرج الظَّاهِر عقيب ذَلِك إِلَى نوبَة البلستين فَلَمَّا توفّي الظَّاهِر وتملك الْمَنْصُور اتخذ كَاتب سر 3 - (الطباخي نَائِب حلب) بلبان الْأَمِير سيف الدّين ملك الْأُمَرَاء الطباخي مَمْلُوك الْمَنْصُور أَمِير جليل مَوْصُوف بالشجاعة والحشمة وَكَثْرَة المماليك وَالْعدَد وَالْخَيْل وجودة السياسة عمل نِيَابَة حلب مُدَّة ونيابة حصن الأكراد ونيابة طرابلس وَغير ذَلِك وَتُوفِّي بالسَّاحل سنة سِتّ وَسبع مائَة وأبلى فِي نوبَة قازان بلَاء حسنا وروع التتار وغالب مماليكه تأمروا أَيَّام الْملك النَّاصِر وَكَانُوا كبار الدولة مِنْهُم الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش أَمِير آخور نَائِب الشَّام والأمير سيف الدّين طرغاي الجاشنكير نَائِب حلب وَغَيرهمَا 3 - (الجوكندار) بلبان الْأَمِير سيف الدّين الجوكندار كَانَ نَائِب القلعة بصفد فِي نوبَة قازان فَلَمَّا كسر الْمُسلمُونَ وهرب الْأُمَرَاء جَاءَ الْملك المظفر ركن الدّين بيبرس الجاشنكير والأمير سيف الدّين سلار على وَادي التيم ثمَّ حَضَرُوا إِلَى صفد وطلبوا مِنْهُ مركوباً ليحملهم فَلم يعطهم شَيْئا فَلَمَّا وصلوا إِلَى مصر عزل وجهز إِلَى دمشق فَأكْرمه الأفرم وأنزله عِنْده ثمَّ إِنَّه ولاه شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَسلم الْأَمر إِلَيْهِ فَعمل الشد نَائِبا يولي ويعزم وَيحكم بِمَا أَرَادَ قيل إِنَّه فعل ذَلِك بِهِ لميله إِلَى وَلَده الْأَمِير عَلَاء الدّين قطليجا وَكَانَ وَلَده هَذَا طبجياً ملحياً ثمَّ إِنَّه عزل وجهز إِلَى نِيَابَة حمص فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ نائبها فِي سنة سِتّ وَسبع مائَة 3 - (بلبان طرنا) بلبان الْأَمِير سيف الدّين طرنا كَانَ أَمِير جاندار بالديار المصرية ثمَّ إِنَّه جهزه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى صفد نَائِبا فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام فَعَزله السُّلْطَان ورسم بتوجهه إِلَى دمشق بِطَلَبِهِ فَلَمَّا وصل إِلَيْهَا وَدخل إِلَيْهِ ليبوس يَده وَيسلم عَلَيْهِ أمْسكهُ وَبَقِي فِي الاعتقال عشر سِنِين فَمَا حولهَا ثمَّ إِنَّه شفع فِيهِ فَأخْرج من الاعتقال وَجعل أَمِير مائَة مقدم ألف ثمَّ إِنَّه أقبل عَلَيْهِ واختص بِهِ وَكَانَ يشرب مَعَه الْقَمَر وَلم يزل إِلَى أَن توفّي بعد الْأَرْبَع وَالثَّلَاثِينَ وَسبع مائَة وَدفن فِي تربته جواد دَاره عِنْد مئذنة فَيْرُوز) 3 - (السناني) بلبان الْأَمِير سيف الدّين السناني أحد أُمَرَاء الدولة الناصرية لَهُ دَار فِي رَأس الصليبة بِالْقَاهِرَةِ عِنْد جَامع الْأَمِير سيف الدّين شيخو أخرجه الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل إِلَى نِيَابَة تغر البيرة فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَتوجه إِلَيْهَا وَلم يزل بهَا إِلَى أَن أمسك الْملك النَّاصِر حسن الْوَزير منجك فِي رَابِع عشْرين شَوَّال فسير طلب الْأَمِير سيف الدّين بلبان إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر فِي طلبه الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سرتقطاي وَتوجه إِلَيْهَا وَجعل أستاذدار

بلبل الصفار

(بلبل الصفار) قَالَ المرزباني فِي مُعْجَمه متوكلي عمر دهراً طَويلا وَهُوَ الْقَائِل (إِذا مَا أَتَت للمرء سَبْعُونَ والتقت ... عَلَيْهِ مَعَ السّبْعين عشر كوامل) (فَلم يبْق إِلَّا أَن يودع مَا مضى ... ويعتد لِلْأَمْرِ الَّذِي هُوَ نَازل) (وَمَا صَاحب السّبْعين وَالْعشر بعْدهَا ... بأقرب مِمَّن حنكته القوابل) (وَلَكِن آمالاً يؤملها الْفَتى ... وفيهن للراجين حق وباطل) وَالْقَائِل أَيْضا (وَلما رَآهَا العاذلات عذرنني ... فصدقنني فِيمَا شَكَوْت من الوجد) (وقمن يفصلن الحَدِيث بذكرها ... وَمَا مسني فِيهَا من الصد والجهد) (وماذا عَسى مثلي يَقُول وَمَا لَهُ ... شَفِيع إِلَيْهَا من شباب وَمن نقد) ابْن بلبل النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن بلبل الزَّعْفَرَانِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (بلجك الْأَمِير سيف الدّين الناصري) ابْن أُخْت الْأَمِير سيف الدّين قوصون كَانَ أَمِيرا أَيَّام خَاله وَرَأى من السَّعَادَة فِي الْأَيَّام الناصرية بِوَاسِطَة خَاله شَيْئا كثيرا وَتزَوج بابنة الْأَمِير سيف الدّين تنكز أُخْت زَوْجَة السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أخرج بعد قتل خَاله إِلَى الشَّام وَلم يزل بحلب أَمِيرا إِلَى أَن أمسك الْأَمِير فَخر الدّين أياز نَائِب حلب فَحَضَرَ مَعَه مُتَوَجها بِهِ إِلَى بَاب السُّلْطَان فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فرسم لَهُ بِالْإِقَامَةِ هُنَاكَ وَفِي شهر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين أعْطى تقدمة ألف وَلم تخرج زَوجته الْمَذْكُورَة مَعَه إِلَى الشَّام لما خرج ثمَّ إِنَّه لما عزل الْأَمِير أَحْمد من نِيَابَة غَزَّة رسم للأمير سيف الدّين بلجك بنيابة غَزَّة فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي الْمحرم سنة خمسين وَسبع مائَة وَإِنَّمَا خرج من الْقَاهِرَة لنيابة البيرة فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق عوقه الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه فِي دمشق وَكتب فِي الْوَقْت إِلَى السُّلْطَان يَقُول لَهُ إِن هَذَا مَا يصلح لنيابة البيرة وَكَانَت غَزَّة قد خلت من نائبها لِأَنَّهُ طلب إِلَى الْقَاهِرَة فرسم للأمير سيف الدّين بلجك بنيابة غَزَّة فَتوجه من دمشق إِلَيْهَا نَائِبا وَأقَام بهَا ثمَّ لما قتل أرغون شاه رسم لَهُ أَن يكون فِي غَزَّة نَائِبا على قَاعِدَة الْأَمِير علم الدّين الجاولي فِي الْمرة الأولى لِأَنَّهُ كَانَ يكْتب إِلَيْهِ نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بغزة المحروسة ثمَّ إِنَّه لما أمسك الجاولي رسم لنواب غَزَّة أَن يكْتب إِلَيْهِم مقدم الْعَسْكَر المنصورة بغزة المحروسة ثمَّ إِنَّه الْأَمِير سيف الدّين بلجك جرت بَينه وَبَين العربان وَاقعَة وَأسر وَبَقِي عِنْدهم مُقيما يَوْمَيْنِ ثمَّ أطلق فغص ذَلِك مِنْهُ ورسم بعزله من غَزَّة

الألقاب

بالأمير سيف الدّين دلنجي وَأَن يحضر بلجك إِلَى دمشق أَمِيرا وَذَلِكَ فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر رَجَب الْفَرد سنة خمسين وَسبع مائَة فَأَقَامَ بِدِمَشْق أَمِيرا ثمَّ أعطي إمرة مائَة وتقدمة ألف فِي شهر ربيع الأول سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة (الألقاب) الْبَلْخِي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن الْفضل الْبَلْخِي أَبُو زيد اسْمه أَحْمد بن سهل ابْن الْبَلَدِي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله ابْن الْبَلَدِي الْوَزير أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْبَلَدِي الخباز أَحْمد بن مسرور) ابْن الْبَلَدِي أسعد بن أَحْمد الْبَلَدِي النَّحْوِيّ عبيد الله بن أَحْمد (بلرغي) الْأَمِير سيف الدّين الأشرفي توفّي رَحمَه الله تَعَالَى جوعا فِي سجن قلعة الْجَبَل بِمصْر سنة عشر وَسبع مائَة كَانَ أَمِيرا كَبِيرا ذَا وجاهة وَلما توجه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من دمشق إِلَى الْقَاهِرَة أخرجه المظفر بيبرس يزكاً فِي وَجه النَّاصِر فخامر على المظفر من الرمل وسَاق إِلَى النَّاصِر وَدخل مَعَه مصر فأمسكه فِي جملَة من أمْسكهُ من أُمَرَاء مصر (الألقاب) البلطي عُثْمَان بن عِيسَى ابْن الْحَاج البلفيقي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن البلفياني القَاضِي زين الدّين عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْحَاكِم البلعمي الْوَزير اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله الْبُلْقَاوِيُّ الْوَلِيد بن مُحَمَّد (بلقيس بنت سُلَيْمَان) (بن أَحْمد بن الْوَزير نظام الْملك الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَق الطوسي) المدعوة خاتون ولدت بأصبهان سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة ونشأت بهال وَسمعت من

بلك الجمدار نائب صفد

فَاطِمَة الجوذرانية وَسَعِيد بن أبي الرَّجَاء وَالْحُسَيْن بن عبد الْملك الْخلال سمع مِنْهَا جمَاعَة وَحدث عَنْهَا يُوسُف بن خَلِيل وَغَيره توفيت ثامن شهر رَجَب الْفَرد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة (بلك الجمدار نَائِب صفد) بلك الْأَمِير سيف الدّين الجمدار الناصري حضر مَعَ الْأَمِير سيف الدّين بشتاك لما ورد للحوطة على مَوْجُود الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى بِالشَّام فِي جملَة أُمَرَاء الطبلخانات الَّذين حَضَرُوا مَعَه ثمَّ توجه مَعَه إِلَى مصر وَأقَام بهَا إِلَى أَن رسم للأمير سيف الدّين طقتمر الأحمدي بنيابة حماة وَكَانَ بصفد نَائِبا فَحِينَئِذٍ رسم فِي الْأَيَّام الصالحية إِسْمَاعِيل للأمير سيف الدّين بلك هَذَا بنيابة صفد فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا بَقِيَّة الْأَيَّام الصالحية وَلما توفّي الصَّالح رَحمَه الله تَعَالَى وَتَوَلَّى الْكَامِل شعْبَان أخرج الْأَمِير سيف الدّين الْملك نَائِب مصر إِلَى صفد نَائِبا عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين بلك فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَعَاد الْأَمِير سيف الدّين بلك إِلَى الديار المصرية وَأقَام بهَا أَمِيرا مقدم ألف وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَلم يزل بهَا مُقيما إِلَى أَن ورد الْخَبَر بِمَوْتِهِ فِي الْقَاهِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَذَلِكَ بعد عيد شهر رَمَضَان فِي الطَّاعُون الْكَائِن فِي السّنة الْمَذْكُورَة (بلكّين صَاحب أفريقية) بلكّين بن زيري بن مُنَاد الْحِمْيَرِي الصنهاجي وَهُوَ جد باديس الْمُقدم ذكره واسْمه يُوسُف أَيْضا وَلَكِن بلكّين بِضَم الْبَاء وَاللَّام وَتَشْديد الْكَاف الْمَكْسُورَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا نون وَهُوَ الَّذِي اسْتَخْلَفَهُ الْمعز ابْن الْمَنْصُور العبيدي على أفريقية عِنْد توجهه إِلَى الديار المصرية وَأمر النَّاس بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة لَهُ وَسلم إِلَيْهِ الْبِلَاد وَخرجت الْعمَّال وجباة الْأَمْوَال باسمه وأوصاه الْمعز بِأُمُور كَثِيرَة وأكد عَلَيْهِ فِي فعلهَا ثمَّ قَالَ إِن نسيت مَا أوصيتك بِهِ فَلَا تنس ثَلَاثَة أَشْيَاء إياك أَن ترفع الجباية عَن أهل الْبِلَاد من الْبَادِيَة وَالسيف عَن البربر وَلَا تول أحدا من إخْوَتك وَبني عمك فَإِنَّهُم يرَوْنَ أَنهم أَحَق بِهَذَا الْأَمر مِنْك وَافْعل مَعَ أهل الْحَاضِرَة خيرا وفارقه على ذَلِك وَعَاد من وداعه وَتصرف فِي الْولَايَة وَلم يزل حسن السِّيرَة تَامّ النّظر فِي مصَالح دولته ورعيته إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَلَاث مائَة بِموضع يُقَال لَهُ واركلان مجاوراً لأفريقية وَكَانَت علته القولنج وَقيل خرجت فِي يَده بثرة فَمَاتَ مِنْهَا وَكَانَ لَهُ أَربع مائَة حظية وَيُقَال إِن البشائر وفدت عَلَيْهِ فِي يَوْم وَاحِد بِوِلَادَة سَبْعَة عشر ولدا

الألقاب

(الألقاب) ابْن البلكايش سُلَيْمَان بن أَيُّوب ابْن بلوع الْمُغنِي اسْمه حنين البلوطي القَاضِي اسْمه مُنْذر بن سعد البلوطي النَّحْوِيّ يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن بليمة الْحسن بن خلف (بنان) 3 - (الْحمال الزَّاهِد) بنان بن مُحَمَّد بن حمدَان بن سعيد الوَاسِطِيّ أَبُو الْحسن الزَّاهِد الْكَبِير وَيعرف بالحمال نزيل مصر كَانَ ذَا منزلَة عِنْد الْخَاص وَالْعَام يضْربُونَ بِعِبَادَتِهِ الْمثل وَلَا يقبل من السلاطين شَيْئا من كَلَامه مَتى يفلح من يشره مَا يضرّهُ أَمر ابْن طولون بِالْمَعْرُوفِ فَأمر أَن يلقى بَين يَدي السَّبع فَجعل يشمه وَلَا يضرّهُ فَلَمَّا أخرج من بَين يَدَيْهِ قيل لَهُ مَا الَّذِي كَانَ فِي قَلْبك حِين شمك فَقَالَ كنت أتفكر اخْتِلَاف النَّاس فِي سُؤْر السبَاع ولعابها ثمَّ ضرب سبع دُرَر فَقَالَ لَهُ حَبسك الله بِكُل درة سنة فحبس ابْن طولون سبع سِنِين وَتُوفِّي بنان الْحمال سنة سِتّ عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (جَارِيَة المتَوَكل) بنان جَارِيَة المتَوَكل كَانَت شاعرة ذكرهَا أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ قَالَت خرج المتَوَكل يَوْمًا يمشي فِي صحن الْقصر وَهُوَ متكئ على يَدي وَيَد فضل الشاعرة فَمشى شَيْئا ثمَّ أنْشد (تعلمت أَسبَاب الرضى خوف هجرها ... وَعلمهَا حبي لَهَا كَيفَ تغْضب) ثمَّ قَالَ أجيزي هَذَا الْبَيْت

بندار

(تصد وأدنو بالمودة جاهداً ... وتبعد عني بالوصال وَأقرب) فَقلت (وَعِنْدِي لَهَا العتبى على كل حَالَة ... فَمَا مِنْهُ لي بُد وَلَا عَنهُ مَذْهَب) ابْن البنّاء الْحسن بن أَحْمد (بنْدَار) 3 - (ابْن لره الْحَافِظ) بنْدَار بن عبد الحميد الكرجي الْأَصْبَهَانِيّ يعرف بِابْن لرة أَخذ عَن أبي الْقَاسِم بن سَلام وَأخذ عَنهُ ابْن كيسَان قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي عَن أَبِيه الْقَاسِم كَانَ بنْدَار يحفظ سبع مائَة قصيدة أول كل قصيدة بَانَتْ سعاد وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء بَلغنِي عَن الشَّيْخ الإِمَام أبي مُحَمَّد بن الخشاب أَنه قَالَ أمعنت التفتيش والتنقير فَلم أقع على أَكثر من سِتِّينَ قصيدة أَولهَا بَانَتْ سعاد وَكَانَ بنْدَار مُتَقَدما فِي علم اللُّغَة وَرِوَايَة الشّعْر وَكَانَ استوطن الكرج ثمَّ خرج مِنْهَا إِلَى الْعرَاق فَظهر هُنَاكَ فَضله حدث مُحَمَّد بن أبي الْأَزْهَر قَالَ كنت يَوْمًا فِي مجْلِس بنْدَار وَعِنْده جمَاعَة من أَصْحَابه إِذْ هجم علينا برذعة الموسوس وَمَعَهُ مخلاة فِيهَا دفاتر وجزازات وَقد تبعه الصّبيان عني فَقَالَ لَهُم أطردوهم عَنهُ فَوَثَبت أَنا من بَين أهل الْمجْلس وَصحت عَلَيْهِم فَجَلَسَ سَاعَة ثمَّ وثب فَنظر هَل يرى مِنْهُم أحدا فَلَمَّا لم يرهم رَجَعَ وَجلسَ ثمَّ قَالَ اكتبوا حَدثنِي مُحَمَّد بن عَسْكَر عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر قَالَ سُئِلَ الشّعبِيّ مَا اسْم امْرَأَة إِبْلِيس فَقَالَ هَذَا عرس لم أشهد إملاكه ثمَّ أقبل على بنْدَار وَقَالَ يَا شيخ مَا معنى قَول الشَّاعِر (وَكنت إِذا مَا جِئْت ليلى تبرقعت ... فقد رَابَنِي مِنْهَا الْغَدَاة سفورها) فَقَالَ لنا بنْدَار أَجِيبُوهُ فَقَالَ يَا مَجْنُون أَسأَلك ويجيب غَيْرك علم أَنَّهَا قد حذرته من بحضرتها ليحجم عَن كَلَامهَا فَضَحِك وَمسح بِيَدِهِ على رَأس بنْدَار وَقَالَ أَحْسَنت يَا كيس وَكَانَ بنْدَار قد قَارب ذَلِك الْوَقْت تسعين سنة 3 - (الزَّاهِد الصُّوفِي) بنْدَار بن الْحُسَيْن الشِّيرَازِيّ أَبُو الْحسن الزَّاهِد نزيل أرّجان لَهُ

الألقاب

لِسَان مَشْهُور فِي عُلُوم الْحَقَائِق وَكَانَ الشبليّ يعظمه توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ عَالما بالأصول وَله رد على مُحَمَّد بن خَفِيف فِي مَسْأَلَة الْإِعَانَة وَغَيرهَا لِأَن ابْن خَفِيف رد على أقاويل الْمَشَايِخ فصوب بنْدَار أقاويل الْمَشَايِخ ورد عَلَيْهِ مَا رد عَلَيْهِم قَالَ بنْدَار أول مَا دخلت على الشبلي كَانَ معي جهاز نَحْو أَرْبَعِينَ ألف دِينَار فَنظر الشبلي فِي الْمرْآة فَقَالَ يَا بَاب الصَّغِير الْحُسَيْن إِن الْمرْآة تَقول إِن ثمَّ سَببا فَقلت صدق الْمرْآة فَحملت إِلَيْهِ سِتّ بدر ثمَّ) بعد ذَلِك نظر فِي الْمرْآة وَقَالَ الْمرْآة تَقول إِن ثمَّ سَببا فَقلت صدق الْمرْآة وَكلما اجْتمع عِنْدِي من جهاز شَيْء كَانَ ينظر فِي الْمرْآة وَيَقُول الْمرْآة تَقول إِن ثمَّ سَببا حَتَّى حملت جَمِيع مَالِي إِلَيْهِ فَنظر فِي الْمرْآة وَقَالَ الْمرْآة تَقول لَيْسَ ثمَّ سَبَب قلت صدق الْمرْآة وَلما توفّي بنْدَار رَحمَه الله تَعَالَى غسله أَبُو زرْعَة الطَّبَرِيّ (الألقاب) ابْن اللَّبن اسْمه الْحُسَيْن بن الْحسن بن مُحَمَّد وَالْآخر نَفِيس الدّين الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن البنداري قوام الدّين الْفَتْح بن عَليّ بن مُحَمَّد البندار البسري عَليّ بن أَحْمد بنْدَار الْحَافِظ مُحَمَّد بن بشار ابْن بنْدَار يُوسُف بن عبيد الله البندقدار الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدكين الْبَنْدَنِيجِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي أَبُو نصر اسْمه مُحَمَّد بن هبة الله والمسند عَليّ بن مُحَمَّد بن مَمْدُود والفقيه الْحسن بن عبيد الله (بنفشا جَارِيَة المستضيء) بنفشا فتاة المستضيء كَانَت أحب سراريه إِلَيْهِ وقفت مدرسة

بنة الجهني الصحابي

بِبَاب الأزج وعمرت عدَّة مَسَاجِد وَكَانَت كَثِيرَة الرَّغْبَة فِي أَفعَال الْبر وَهِي الَّتِي أشارت على الْخَلِيفَة أَن يَجْعَل ولي عَهده ابْنه النَّاصِر لدين الله أَحْمد وَتوفيت سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة (بنّة الْجُهَنِيّ الصَّحَابِيّ) وَيُقَال بنية روى عَنهُ جَابر بن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تعاطوا السَّيْف مسلولاً كَذَا قَالَ فِيهِ قوم عَن ابْن لَهِيعَة عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن بنة الْجُهَنِيّ أخبرهُ الحَدِيث (بنيمان) 3 - (أَبُو الْفَتْح الْأَصْبَهَانِيّ) بنيمان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو الْفَتْح الْأَصْبَهَانِيّ سكن بَغْدَاد وَسمع بهَا أَبَا الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش وَأَبا عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن البرداني وَأَبا الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الجبّار بن أخبرنَا الصَّيْرَفِي وَأَبا الْعِزّ مُحَمَّد بن الْمُخْتَار بن الْمُؤَيد وَغَيرهم وَحدث باليسير 3 - (الشَّاعِر) ابْن بنيمان الشَّاعِر اسْمه شرف الدّين سُلَيْمَان بن بنيمان يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين (بهادر) 3 - (وَالِي الْعرَاق) بهادر الْخَوَارِزْمِيّ الْأَمِير أول من ولي الْعرَاق لهولاكو وَكَانَ على ظلمه لَهُ ميل إِلَى الْإِسْلَام وَعلم أَوْلَاده الْقُرْآن وَكَانَ رُبمَا صلى بالعربي وَفِيه دهاء ومكر قَتله التتار لأمور نقموها عَلَيْهِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (صَاحب سميساط) بهادر الْأَمِير شمس الدّين صَاحب سميساط وَابْن صَاحبهَا قدم إِلَى دمشق مُهَاجرا قبل مَوته بِثَلَاث سِنِين فَأعْطَاهُ الْملك الظَّاهِر بيبرس إمرةً وأكرمه فَمَاتَ كهلاً سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة

ابن بيجار

3 - (ابْن بيجار) بهادر الْأَمِير الْكَبِير بهاء الدّين ابْن الْأَمِير حسام الدّين بيجار توفّي بغزة سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين كَانَ مَوْصُوفا بالشجاعة والنجدة وَهُوَ كَانَ السَّبَب فِي قدوم أَبِيه إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام توفّي صُحْبَة الْجَيْش وَأَبوهُ حَيّ إِذْ ذَاك بِمصْر وَقد كف بَصَره وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الْحَاج بهادر) بهادر الْحَاج المنصوري الْأَمِير سيف الدّين نَائِب طرابلس كَانَ بالديار المصرية أَمِيرا مُتَعَيّنا فِيهَا مَعْرُوفا بالجرأة وَحب الْفِتَن وَإِقَامَة الشرور فَأخْرج إِلَى حلب على إمرة ثمَّ نقل إِلَى دمشق ثمَّ أعطي بهَا تقدمة الْألف وَأقَام بهَا مُدَّة وداخل الأفرم وَصَارَ من أخصائه أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ كَانَ يَخْلُو بالأفرم فِي مجَالِس أنسه ويداخله فِي أُمُور لهوه وإطرابه إِلَى أَن تسلطن الجاشنكير وَفَرح بِهِ الأفرم الْفَرح المفرط فَتغير الْحَاج بهادر عَلَيْهِ وَأخذ فِي تعيير الْأُمَرَاء عَلَيْهِ وَيَقُول لكل من يَخْلُو بِهِ هَؤُلَاءِ الجراكسة مَتى تمكنوا منا أهلكونا وراحت أَرْوَاحنَا مَعَهم فَقومُوا بِنَا نعمل شَيْئا قبل أَن يعملوا بِنَا وتحالف هُوَ وقطلو بك الْكَبِير على الفتك بالأفرم إِن قدرُوا عَلَيْهِ وَبلغ الأفرم هَذَا فاحترز مِنْهُمَا ثمَّ إِن الأفرم لم يزل بالحاج الْمَذْكُور إِلَى أَن استصلحه على ظَنّه وَقَالَ الأفرم بعد أَن سلمت من لسع هَذِه الْحَيَّة مَا بقيت أُبَالِي بذلك الْعَقْرَب يَعْنِي بالحية الْحَاج بهادر وبالعقرب قطلو بك ثمَّ إِن الْملك) النَّاصِر لما تحرّك فِي الكرك أرسل الأفرم قطلو بك الْكَبِير لَهُ والحاج بهادر يزكا قدامه فَنزلَا على الفوار وأظهرا النصح للأفرم وأبطنا الْغدر لَهُ قَالَ حكى لي كشلي البريدي وَكَانَ دوادار الْحَاج بهادر قَالَ طلبني الْحَاج بهادر وقطلو بك وأرسلاني إِلَى السُّلْطَان بالكرك وَمَعِي نسخ أَيْمَان حلفا عَلَيْهِمَا فَلَمَّا أَتَيْته أكرمني وأعادني وَمَعِي رجلَانِ مَا أَعْرفهُمَا أظنهما من مماليكه وأتيناهما بالأجوبة وجددا الْأَيْمَان ثمَّ إنَّهُمَا سارا إِلَى لِقَائِه ودخلا مَعَه إِلَى دمشق ثمَّ إِن السُّلْطَان ولاه نِيَابَة طرابلس فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ قَالَ وَكَانَ متظاهراً بِشرب الْخمر متهتكاً فِيهِ قَالَ وَحكى لي أَنه كَانَ يشرب وَهُوَ رَاكب وَرُبمَا مر بَين القصرين وَهُوَ يتَنَاوَل الْخمر ويشربه لَا يُبَالِي وَفعل هَذَا بِدِمَشْق غير مرّة يدْخل من الصَّيْد ويشق السُّوق والساقي يناوله الْخمر وَهُوَ يشرب قَالَ وَحكى لي وَالِدي أَنه كَانَ أشبه النَّاس بِالْملكِ الظَّاهِر بيبرس 3 - (الْأَمِير سيف الدّين) بهادر آص الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين أكبر أُمَرَاء دمشق كَانَ من المنصورية وَكَانَ هُوَ الْقَائِم بِأَمْر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر لما كَانَ فِي الكرك تَجِيء رسله إِلَيْهِ فِي

المعزي

الْبَاطِن وتنزل عِنْده وَهُوَ الَّذِي يفرق الْكتب وَيَأْخُذ أجوبتها ويحلّف النَّاس فِي الْبَاطِن إِلَى أَن استتب لَهُ الْأَمر وَكَانَ آخر من يبوس الأَرْض وَيَد السُّلْطَان فِي الشَّام وَكَانَ ذَا رخت عَظِيم وعدة كَامِلَة وَسلَاح هائل وَتوجه إِلَى صفد نَائِبا وَأقَام بهَا مُدَّة تقَارب سنة وَنصفا ثمَّ عَاد إِلَى دمشق على حَاله وَحضر إِلَى صفد بعد الْأَمِير سيف الدّين قطلو بك الْكَبِير ثمَّ عزل بالأمير سيف الدّين بلبان طرنا الْمُقدم ذكره وَلما كَانَ مَعَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز على ملطية أَشَارَ بِشَيْء فِيهِ خِلَافه فَقَالَ بهادر آص كَمَا نَحن فِي الصبينة فحقدها عَلَيْهِ وَكتب إِلَى السُّلْطَان فَقبض عَلَيْهِ وَأقَام فِي الاعتقال مُدَّة سنة وَنصف أَو أَكثر ثمَّ أفرج عَنهُ وأعيد إِلَى مكانته وإقطاعه وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أَظن وَدفن فِي تربته برّا بَاب الْجَابِيَة وَخلف خَمْسَة أَوْلَاد ذُكُور الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد والأمير عَلَاء الدّين عَليّ وأمير عمر وأمير أَبَا بكر وأمير أَحْمد فَلحقه أَمِير عمر وَكَانَ أحْسنهم صُورَة ثمَّ أَمِير أَحْمد وَهُوَ أَصْغَرهم ثمَّ أَمِير عَليّ وَكَانَ أَمِير عشرَة ووقفت على ورقة فِيهَا أَسمَاء أَمَاكِن إقطاع الْأَمِير سيف الدّين بهادر آص الْمَذْكُور قبل الروك وَهِي من دمشق نهر قلوط بِكَمَالِهِ من حمص النَّهر بِكَمَالِهِ وَأَرْض المزارات من الجولان قَرْيَة سملين وقرية حلين بكمالهما من الْبِقَاع ثلث كفر رند) ثلث عين دير الغزال بكمالها ربع الرَّمَادَة مخمسة بكمالها ربع الدلهمية قرقما بكمالها تعناييل بكمالها حقل حَمْزَة بكمالها ربع علين مزرعة الساروقية بكمالها سدس عين حليا القناطر بكمالها علاف بكمالها ربع قناة ربع بونين من بيروت سبعل بكمالها من أَذْرُعَات سدس كفرتا نصف بَيت الراس وَربع حديجه ربع شطنا ربع مهرنا ربع كفر عصم نصف عونا من بصرى نصف صرخد المحروسة ربع نجيح قيسما بكمالها نصف السعف ربع قارا من زرع من جبل عَوْف العربة بكمالها صوفة بكمالها حنيك بكمالها نصف دلاعا من البلقاء نصف ماجد بيرين بكمالها ثَلَاث مزارع بكمالها من الدِّمَشْقِي خرنوبة بكمالها خلدا بكمالها أخصاص العوجا بكمالها البيرة بكمالها من عكا عشرَة أرماح بكمالها من صفد الْمنية بكمالها المناوات بكمالها المعثوقة بكمالها كفر كُنَّا وَعوض عَن ذَلِك بعد الروك الناصري نمرين من غور زغر بكمالها الكفرين بكمالها من نابلس مردا بكمالها ثلثا رويسون دير بجالا بكمالها 3 - (المعزي) بهادر الْأَمِير سيف الدّين المعزي كَانَ أَمِيرا كَبِيرا قبض عَلَيْهِ السُّلْطَان وَبَقِي فِي الاعتقال مُدَّة زمانيةً ثمَّ أخرجه فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أَظن وَأَقْبل عَلَيْهِ إقبالاً زَائِدا وَكَانَ يُسَمِّيه الْحَاج وَجعله أَمِير مائَة مقدم ألف وَكَانَ يجلس فِي دَار الْعدْل مَعَ الْأُمَرَاء

بهادر التمرتاشي

الْمَشَايِخ وَكَانَ يمِيل إِلَى مماليكه وَيَشْتَرِي الملاح مِنْهُم وينعم عَلَيْهِم كثيرا وَلَمْ يزل عَلَى حَاله إِلَى أَن توفّي أَوَاخِر سنة تسع وَثَلَاثِينَ أَو أَوَائِل سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أَظن 3 - (بهادر التُّمُرْتَاشِيّ) بهادر الْأَمِير سيف الدّين التُّمُرْتَاشِيّ كَانَ قد ورد إِلَى الْبِلَاد صُحْبَة تمرتاش فَرَآهُ السُّلْطَان فَأَحبهُ وَلما قتل تمرتاش أَخذه السُّلْطَان وقربه وَبَالغ فِي تَقْدِيمه فلامه الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَقَالَ يَا خوند كل وَاحِد من مماليك يقْعد فِي خدمتك مَا شَاءَ الله حَتَّى تقدمه لإمرة عشرَة ثمَّ تنقله لإمرة أَرْبَعِينَ وَبعد مُدَّة حَتَّى يكون أَمِير مائَة فخالفه وَأَعْطَاهُ إمرة مائَة فَارس وَقدمه على ألف وزوجه إِحْدَى بَنَاته وَصَارَ أحد الْأَرْبَعَة المقدمين الَّذين يبيتُونَ لَيْلَة بعد لَيْلَة عِنْد السُّلْطَان وهم قوصون وبشتاك وطغاي تمر وبهادر هَذَا وَسَماهُ النَّاس بهادر الناصري وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن تمرّض وطالت بِهِ علته وابتلي برمد مزمن وقرحة ولازمه) إِنْسَان مغربي غَرِيب من الْبِلَاد وعالجه بأَشْيَاء لم يُوَافقهُ الْأَطِبَّاء عَلَيْهَا فَلَزِمَ بَيته وَامْتنع من الطُّلُوع إِلَى القلعة إِلَّا فِي الأحيان وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن تولى السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فاستحوذ على الْأَمر لكَونه زوج أُخْته وَسكن فِي الأشرفية دَار قوصون وَصَارَ الْأَمر والمنتهى لَهُ وَأخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا المارداني إِلَى نِيَابَة حماة وَلما نقل الْأَمِير سيف الدّين طقز تمر من نِيَابَة حلب إِلَى نِيَابَة دمشق نقل الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا إِلَى نِيَابَة حلب وَأخرج الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى نِيَابَة حماة وَلم يزل على حَاله فِي نَفاذ الْكَلِمَة وتدبير الْملك إِلَى أَن جَاءَ الْخَبَر بِدِمَشْق بوفاته فِي أَوَائِل شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ابْن الكركري بهادر الْأَمِير سيف الدّين ابْن الكركري عهدي بِهِ وَهُوَ مشد الدَّوَاوِين بحمص فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز ثمَّ نقل إِلَى شدّ الدَّوَاوِين بصفد وَولَايَة الْوُلَاة بهَا بطبلخاناه فَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر لما كَانَ نَائِب صفد وقاسى مِنْهُ غبوناً كَثِيرَة وَلم يقدر على أَن يَنَالهُ بمكروه لأجل الْأَمِير سيف الدّين تنكز فَلَمَّا قبض على تنكز وَمن كَانَ لَهُ بِهِ أدنى علاقَة وَتقدم الْأَمِير سيف الدّين طشتمر عِنْد السُّلْطَان بإمساك تنكز لم يُعْط النَّاس بهادر بن الكركري حَيَاة فَمَا كَانَ إِلَّا أَن سَخَّرَهُ الله لَهُ وَطَلَبه من السُّلْطَان وَأَخذه مَعَه إِلَى حلب مشد الدَّوَاوِين بهَا لِأَنَّهُ كَانَ يتَحَقَّق مِنْهُ الْعِفَّة وَالْأَمَانَة وَلم يزل بحلب إِلَى أَن هرب طشتمر على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته فَمَا وفى لَهُ الْأَمِير سيف الدّين بهادر وَمَال عَلَيْهِ فَلَمَّا عَاد طشتمر من الْبِلَاد الرومية اعتقله بحلب وَتوجه إِلَى مصر وَقتل طشتمر بالكرك على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته ثمَّ خلص ابْن الكركري من الاعتقال وَبَقِي بطالاً فحضرا إِلَى دمشق فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر ورتب لَهُ راتب على الدِّيوَان ثمَّ إِنَّه رتب فِي شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَهُوَ بطال من الإمرة فَأَقَامَ قَلِيلا ثمَّ جهز إِلَى حمص مشداً ثمَّ إِلَى صفد ثمَّ إِلَى حمص ثمَّ

الدواداري

إِلَى صفد مرَارًا كَثِيرَة ثمَّ حضر إِلَى دمشق فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه فَجعله شاداً على الْخَاص بداريا ودومة ثمَّ طلبه الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد نَائِب صفد لشد الدِّيوَان بصفد فَجهز إِلَيْهَا فَأَقَامَ قَلِيلا وَكَانَ ذَلِك أَيَّام الطَّاعُون بهَا فَحسب النَّاس أَنه يَمُوت بهَا فَطَلَبه الْأَمِير بدر الدّين مَسْعُود بن خطير من السُّلْطَان أَن يكون مشداً بطرابلس على عشرَة قد انْحَلَّت بهَا) فرسم لَهُ بالتوجه إِلَيْهَا وَأقَام قَرِيبا من شهر ثمَّ توفيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة 3 - (الدواداري) بهادر الدواداري سيف الدّين بهادر أستاذدار السلطنة بِدِمَشْق كَانَ من مماليك الدواداري وَأول مَا أعرف من أمره أَنه كَانَ قد ولاه الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى فِي صيدا فَأَقَامَ فِيهَا مُدَّة يخْدم النَّاس وَفِي كل شهر يتَوَجَّه إِلَى صيدا مقدم بجماعته من عَسْكَر صفد وَهُوَ يخْدم الْجَمِيع وَلَا يروح أحد إِلَّا وَهُوَ مغمور بإحسانه سَمِعت ذَلِك من غير وَاحِد الْعَسْكَر وَكَانَ يخْدم لكل من يصل إِلَى صيدا كَائِنا من كَانَ وَلما مَاتَ تنكز رَحمَه الله تَعَالَى عزل من صيدا وَتَوَلَّى بنابلس ثمَّ تولى كرك نوح والبقاعين وَهُوَ على ذَلِك الطَّرِيقَة ثمَّ إِنَّه تولى الْأُسْتَاذ دارية بِدِمَشْق وَنزل عَن إقطاعه لِوَلَدَيْهِ وَبَقِي بطالاً مُدَّة ثمَّ أعطي إمرة عشرَة فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا أَو فِي أَيَّام أرغون شاه وَلم يزل عَلَيْهَا إِلَّا أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي يَوْم عَرَفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة وَكَانَ شَيخا طَويلا نقي الشيبة مهيباً أَحْمَر الْوَجْه 3 - (حلاوة الأوشاقي) بهادر الْأَمِير سيف الدّين الأوشاقي الناصري الْمَعْرُوف بحلاوة لِأَنَّهُ كَانَ إِذا جَاءَ إِلَى مَرْكَز الْبَرِيد قَالَ للسواق أَو لأحد من غلْمَان الْبَرِيد تَأْكُل حلاوة فَإِذا قَالَ لَهُ نعم ضربه بالمقرعة فَسُمي بذلك كَانَ أشقر أَحْمَر أَبيض عبل الْبدن وَكَانَ يَسُوق فِي الْبَرِيد وَهُوَ أوشاقي بالكوفية الْبَيْضَاء وَكَانَ فِيهِ همة وقدرة على السُّوق فَقضى أشغالاً كَثِيرَة فقدمه السُّلْطَان وَلبس الكلوتة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يُحِبهُ ويدعوه ابْني تَارَة بالعربي وَتارَة بالتركي وَكلما حضر فِي الْبَرِيد أعطَاهُ قبَاء فروقرظ مغشى بكمخا هَذَا على الدَّوَام وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن حضر طاجار الدوادار إِلَى تنكز وَجرى مَا ذكر فِي تَرْجَمته عِنْد الْقَبْض عَلَيْهِ وَتوجه وأغرى السُّلْطَان بإمساكه فَبعث السُّلْطَان بهادر هَذَا حلاوة إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طشتمر الساقي إِلَى صفد وَأمره بإمساكه فَحَضَرَ مَعَه إِلَى دمشق وَلما خرج الْأَمِير سيف الدّين تنكز مَعَهم إِلَى نَاحيَة ميدان الْحَصَا بَقِي يمشي متمهلاً وَلم يَجْسُر أحد على كَلَامه فَقَالَ بهادر هَذَا بالتركي يَا أُمَرَاء عجلوا بِالْمَشْيِ فَقَالَ لَهُ تنكز أَنْت الآخر يَا روسبي وضربه بالمقرعة على أكتافه فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ وَقيد أَخذ سَيْفه وَتوجه بِهِ إِلَى السُّلْطَان فوعده بإمرة طبلخاناه وَلما حضر) الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا إِلَى نِيَابَة دمشق تَأمر بهادر هَذَا طبلخاناه ورسم لَهُ السُّلْطَان بِأَن يكون مقدم

بهرام شاه

البريدية بِالشَّام فَأَقَامَ على ذَلِك مُدَّة ثمَّ إِن الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا ولاه بر دمشق فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة وخدم الْأَمِير سيف الدّين قطلو بغا الفخري أتم خدمَة لما أَقَامَ على خَان لاجين وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توجه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد إِلَى مصر فَقطع خبزه ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ وَلما ورد الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش إِلَى نِيَابَة دمشق خرج إقطاع للبهادر أَيْضا لأحد أَوْلَاده ثمَّ أُعِيد لَهُ إقطاع آخر بالإمرة وَأقَام مُتَوَلِّي الْبر إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر إِلَى نِيَابَة دمشق فورد مرسوم السُّلْطَان الْملك الصَّالح بنقلته إِلَى أُمَرَاء حلب فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا من جملَة الْأُمَرَاء مُدَّة تقَارب الْأَرْبَعَة أشهر أَو مَا يزِيد عَلَيْهَا وَتُوفِّي فِي ثَالِث عشر صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ لَهُ همة وَفِيه مُرُوءَة (بهْرَام شاه) 3 - (الْملك الأمجد) بهْرَام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أَيُّوب السُّلْطَان الْملك الأمجد مجد الدّين أَبُو المظفر صَاحب بعلبك ولي بعلبك خمسين سنة بعد أَبِيه وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا جواداً ممدحاً لَهُ ديوَان شعر مَوْجُود أخذت مِنْهُ بعلبك سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وملكها الْأَشْرَف مُوسَى وَسلمهَا إِلَى أَخِيه الصَّالح فَقدم الأمجد إِلَى دمشق وَأقَام بهَا قَلِيلا وَقَتله مَمْلُوك لَهُ مليح وَدفن بتربة وَالِده على الشّرف الشمالي فِي شهر شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين وست مائَة وحصره الْأَشْرَف مُوسَى وأعانه صَاحب حمص أَسد الدّين شيركوه فَلَمَّا قدم دمشق اتّفق أَنه كَانَ لَهُ غُلَام مَحْبُوس فِي خزانَة فِي الدَّار فَجَلَسَ لَيْلَة يلهو بالنرد فولع الْغُلَام بَرزَة الْبَاب ففكها وهجم على الأمجد فَقتله ثَانِي وَعشْرين شَوَّال وهرب الْغُلَام وَرمى بِنَفسِهِ من السَّطْح فَمَاتَ وَقيل لحقه المماليك عِنْد وقعته فقطعوه وَيُقَال إِنَّه رَآهُ بعض أَصْحَابه فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ (كنت من ذَنبي على وَجل ... زَالَ عني ذَلِك الوجل) (أمنت نَفسِي بوائقها ... عِشْت لما مت يَا رجل) وَمن شعر الْملك الأمجد قَوْله وَالصَّحِيح إِنَّهَا لغيره

(طلبت بِمَاء فِي إِنَاء فَجَاءَنِي ... غُلَام بهَا صرفا فأوسعته زجرا) ) (فَقَالَ هِيَ المَاء القراح وَإِنَّمَا ... تجلى لَهَا خدي فأوهمك الخمرا) وَكتب إِلَيْهِ الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ (لَا تضجرنكم كتبي وَإِن كثرت ... فَإِن شوقي أَضْعَاف الَّذِي فِيهَا) (وَالله لَو ملكت كفي مسالمة ... من اللَّيَالِي الَّتِي حظي يحاكيها) (لما تصرم لي فِي غير داركم ... عمر وَلَا مت إِلَّا فِي نَوَاحِيهَا) فَكتب إِلَيْهِ الْملك الأمجد الْجَواب (إِنَّا لتتحفنا بالأنس كتبكم ... وَإِن بعدتم فَإِن الشوق يدنيها) (وَكَيف نضجر مِنْهَا وَهِي مذهبَة ... من وَحْشَة الْبَين لوعات نعانيها) (فَإِن وصفتم لنا فِيهَا اشتياقكم ... فعندنا مِنْكُم أَضْعَاف مَا فِيهَا) (سلوا نسيم الصِّبَا يهدي تحيتنا ... إِلَيْكُم فَهُوَ يدْرِي كَيفَ يهديها) نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (طُوبَى لقيمنا أحنى على قمر ... يجلو براحته عَن وَجهه الكلفا) (أَو درة كمنت فِي خدرها فغدا ... يفض باللطف عَن أنوارها الصدفا) ونقلت مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (أما هَوَاك وَإِن تقادم عَهده ... فشفيع وَجهك مَا زيال يجده) (لَا تحسبن على التقاطع والنوى ... ينساك مشتاق تفاقم وجده) (يهواك مَا هَب النسيم وحبذا ... نفح النسيم الحاجري وبرده) (مَا كَانَ يُكَلف بالرياح صبَابَة ... لَوْلَا تجنيه وَلَوْلَا بعده) (تسري إِلَيْهِ بصوعة من عقده ... إِن المنى فِيمَا تضمن عقده) (مَاذَا الملام مَعَ الغرام وَفِي الحشا ... مِنْهُ لهيب هوى تضرم وقده) (عَنهُ إِلَيْك بِهِ فَإِن ضلاله ... فِي الوجد لَو حاققت نَفسك رشده) (أيروم عاذله المضلل رده ... عَن رَأْيه هَيْهَات خيب قَصده) (مَاذَا عَلَيْهِ إِذا تضَاعف مَا بِهِ ... حَتَّى يعود وَقد تناهى حَده) (إِن الْهوى طمع يُولد داءه ... أمل يقويه الجوى ويمده) (فلكم تملك رق حر عنْوَة ... أَمْسَى وَأصْبح وَهُوَ فِيهِ عَبده) ) (وبأيمن الْوَادي غزال أراكة ... أصبو إِلَيْهِ وَإِن تزايد صده) (يختال والأغصان تعطفها الصِّبَا ... فتغار مِنْهُ إِذا تمايل قده)

صاحب بعلبك

(والأقحوان إِذا تَبَسم ثغره ... والورد مطلول الجوانب خَدّه) (قد كَانَ سوفني الْوِصَال وليته ... من بعد مطل أَن ينجز وعده) ونقلت مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (قُولُوا لجيران العقيق لَا النقا ... حتام تهدون إِلَيْنَا القلقا) (يَا سَاكِني قلبِي عَسى مُبشر ... يُخْبِرنِي مَتى يكون الْمُلْتَقى) (مَا لبقائي لفراقي لكم ... معنى فَإِن لقيتكم طَابَ البقا) (أشقاني الدَّهْر فَإِن أسعدني ... بِجمع شَمل بكم زَالَ الشقا) (أهواكم وأتقي وَقل من ... يجمع مَا بَين الغرام والتقى) (حبكم سفينة ركبتها ... مَأْمُونَة فَكيف أخْشَى الغرقا) (حاشى لمن أصبح يَرْجُو الْوَصْل أَن ... يُمْسِي بِنَار هجركم محترقا) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (يَمِينا لقد بالغت يَا خل فِي العذل ... وَمَا هَكَذَا فعل الأخلاء بالخل) (إِذا أَنْت لم تسعد خَلِيلك فِي الْهوى ... فذره لقد أَمْسَى عَن العذل فِي شغل) (وَلَا تحسبن اللوم يهب وجده ... فلومك بالمحبوب يغرب وَلَا يسلي) (وَمَا كنت مِمَّن يذهب الوجد حزمه ... لعمرك لَوْلَا أسْهم الْأَعْين النجل) قلت شعر متوسط 3 - (صَاحب بعلبك) بهْرَام شاه بن شاهنشاه بن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب صَاحب بعلبك مَاتَ بِبَغْدَاد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَقد وخطه المشيب وناهز الْخمسين وَلبس غلمانه المسوح 3 - (ضِيَاء الدّين الكفرتوثي) بهْرَام بن الْخضر الْوَزير ضِيَاء الدّين الكفرتوثي وَزِير الأتابك زنكي وزر لَهُ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى على وزارته سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتَوَلَّى الوزارة بعده أَبُو الرضى ابْن صَدَقَة) 3 - (بهروز شحنة بَغْدَاد) بهروز بن عبد الله أَبُو الْحسن الْخَادِم الْأَبْيَض الملقب مُجَاهِد الدّين مولى السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه السلجوقي ولي وزارة الْعرَاق نيفاً وَثَلَاثِينَ سنة وَبنى بِبَغْدَاد رِبَاطًا للصوفية على دجلة ورباطاً آخر للخدم بِأَعْلَى الْبَلَد وَعمر النهروان وأجرى المَاء فِيهِ بعد أَن

بهز

كَانَ قد خرب وَولي الشحنكية بِبَغْدَاد قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ حسن السِّيرَة متديناً توفّي فِي رَجَب سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَكَانَ ظلوماً قلت وَفِي تَرْجَمَة أَيُّوب وَالِد السُّلْطَان صَلَاح الدّين لَهُ ذكر فيطلب هُنَاكَ (بهز) 3 - (الْقشيرِي الْبَصْرِيّ) بهز بن حَكِيم بن مُعَاوِيَة الْقشيرِي الْبَصْرِيّ روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد أَحَادِيثه صِحَاح وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة 3 - (النجيرمي) بهزاد بن أبي يَعْقُوب يُوسُف بن يَعْقُوب بن خّرزاذ النجيرمي راوية نحوي فِي طبقَة أَبِيه مَاتَ قبل أَبِيه بِمَا يُقَارب الثَّلَاث شهور بِمصْر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَقَالَ السَّمْعَانِيّ نجيرم محلّة بِالْبَصْرَةِ البهشمية الْمُعْتَزلَة منسوبون إِلَى أبي هَاشم ابْن مُحَمَّد 3 - (بهلوان صَاحب أذربيجان) بهلوان شمس الدّين صَاحب أذربيجان ابْن الأتابك الدكز ملك أذربيجان وعراق الْعَجم وَكَانَ أَبوهُ الأتابك كَبِير الْقدر وَقد تقدم ذكره وَتُوفِّي شمس الدّين بهلوان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة

بهلول

(بهْلُول) 3 - (الزَّاهِد المغربي) بهْلُول بن رَاشد الزَّاهِد المغربي القيرواني الْفَقِيه قيل كَانَ ثِقَة صَادِقا مُجْتَهدا مجاب الدعْوَة خيرا وَاسع الْعلم ضربه أَمِير إفريقية بالسياط ثمَّ مَاتَ بعد ذَلِك سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الْمَجْنُون) بهْلُول بن عَمْرو أَبُو وهيب الصَّيْرَفِي الْمَجْنُون من أهل الْكُوفَة حدث عَن أَيمن بن نابل وَعَمْرو بن دِينَار وَعَاصِم بن أبي النجُود وَكَانَ من عقلاء المجانين وسوس لَهُ كَلَام مليح ونوادر وأشعار استقدمه الرشيد أَو غَيره من الْخُلَفَاء ليسمع كَلَامه توفّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا تعرضوا لَهُ بِجرح وَلَا تَعْدِيل قَالَ الْأَصْمَعِي رَأَيْت بهلولاً قَائِما وَمَعَهُ خبيص فَقلت لَهُ إيش مَعَك قَالَ خبيص قلت أَطْعمنِي قَالَ لَيْسَ هُوَ لي قلت لمن هُوَ قَالَ لحمدونة بنت الرشيد أَعْطِنِي آكله لَهَا وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك رَأَيْت بهلولاً فِي بعض الْمَقَابِر وَقد دلى رجلَيْهِ فِي قبر وَهُوَ يلْعَب بِالتُّرَابِ فَقلت لَهُ مَا تصنع هَاهُنَا فَقَالَ أجالس أَقْوَامًا لَا يؤذونني وَإِن غبت لَا يغتابونني فَقلت قد غلا السّعر بِمرَّة فَهَل تَدْعُو الله فَيكْشف عَن النَّاس فَقَالَ وَالله مَا أُبَالِي وَلَو حَبَّة بِدِينَار إِن الله علينا أَن نعبده كَمَا أمرنَا وَإِن عَلَيْهِ أَن يرزقنا كَمَا وعدنا ثمَّ صفق يَده وَأَنْشَأَ يَقُول (يَا من تمتّع بالدنيا وَزينتهَا ... وَلَا تنام عَن اللَّذَّات عَيناهُ) (شغلت نَفسك فِيمَا لست تُدْرِكهُ ... تَقول لله مَاذَا حِين تَلقاهُ) وَقَالَ الْحسن بن سهل بن مَنْصُور رَأَيْت الصّبيان يرْمونَ بهلولاً بالحصى فأدمته حَصَاة فَقَالَ (حسبي الله توكلت عَلَيْهِ ... من نواصي الْخلق طراً بيدَيْهِ) (لَيْسَ للهارب فِي مهربه ... أبدا من رَاحَة إِلَّا إِلَيْهِ)

(رب رام لي بأحجار الْأَذَى ... لم أجد بدا من الْعَطف عَلَيْهِ) فَقلت لَهُ تعطف عَلَيْهِم وهم يرمونك فَقَالَ اسْكُتْ لَعَلَّ الله يطلع على غمي ووجعي وَشدَّة فَرح هَؤُلَاءِ فيهب بَعْضنَا من بعض وَقَالَ عبد الله بن عبد الْكَرِيم كَانَ لبهلول صديق قبل أَن يجن فَلَمَّا أُصِيب بعقله فَارقه صديقه فَبينا بهْلُول يمشي فِي بعض طرقات الْبَصْرَة إِذا) بصديقه فَلَمَّا رَآهُ صديقه عدل عَنهُ فَقَالَ بهْلُول (ادن مني وَلَا تخافن غدري ... لَيْسَ يخْشَى الْخَلِيل غدر الْخَلِيل) (إِن أدنى الَّذِي ينالك مني ... ستر مَا يتقى وَبث الْجَمِيل) قَالَ الْفضل بن سُلَيْمَان كَانَ بهْلُول يَأْتِي سُلَيْمَان بن عَليّ فيضحك مِنْهُ سَاعَة ثمَّ ينْصَرف فَجَاءَهُ يَوْمًا فَضَحِك مِنْهُ سَاعَة ثمَّ قَالَ لَهُ عنْدك شَيْء نَأْكُل فَقَالَ لغلامه هَات لبهلول خبْزًا وجبناً فَأكل ثمَّ انْصَرف ثمَّ أَتَاهُ يَوْمًا آخر فَضَحِك مِنْهُ سَاعَة ثمَّ قَالَ هَل عنْدك شَيْء نَأْكُل فَقَالَ يَا غُلَام هَات لبهلول خبْزًا وَزَيْتُونًا فَأكل ثمَّ قَامَ لينصرف فَقَالَ لِسُلَيْمَان بن عَليّ يَا صَاحب إِن جِئْنَا إِلَى بَيتكُمْ يَوْم الْعِيد يكون عنْدكُمْ لحم قَالَ فَخَجِلَ وَجَاء إِلَى بعض أَشْرَاف الْكُوفَة فَقَالَ لَهُ أَتُرِيدُ أَن آكل عسلاً بسرقين قَالَ نعم قَالَ فَادع بهما فَدَعَا يهما فأمعن فِي أكل الْعَسَل وَحده فَقَالَ لَهُ الرجل قد نقضت الشَّرْط مَا لَك لَا تَأْكُل السرقين قَالَ هُوَ وَحده أطيب وعبث بِهِ الصّبيان يَوْمًا ففر مِنْهُم والتجأ إِلَى دَار بَابهَا مَفْتُوح فَدَخلَهَا وَصَاحب الدَّار قَائِم لَهُ ضفيرتان فصاح بِهِ مَا أدْخلك دَاري فَقَالَ يَا ذَا القرنين إِن يَأْجُوج وَمَأْجُوج مفسدون فِي الأَرْض وَسَأَلَهُ يَوْمًا عَليّ بن عبد الصَّمد الْبَغْدَادِيّ هَل أحدثت فِي رقة الْبشرَة شَيْئا فَقَالَ اكْتُبْ (أضمر أَن أضمر حبِّي لَهُ ... فيشتكي إِضْمَار إضماري) (رق فَلَو مرت بِهِ ذرة ... لخضبته بِدَم جاري) فَقلت لَهُ أُرِيد أرق من هَذَا فَقَالَ (أضمر أَن يَأْخُذ المراة لكَي ... ينظر تمثاله فأدناها) (فَجَاز وهم الضَّمِير مِنْهُ ... إِلَى وجنته فِي الْهوى فأدماها) فَقلت أُرِيد أرق من هَذَا أَيهَا الْأُسْتَاذ قَالَ نعم وَمَا أَظُنهُ اكْتُبْ (شبهته قمراً إِذا مر مُبْتَسِمًا ... فكاد يجرحه التَّشْبِيه أَو كلما) (وَمر فِي خاطري تَقْبِيل وجنته ... فسيلت فكرتي من عارضيه دَمًا) فَقلت أُرِيد أرق من هَذَا فَقَالَ يَا ابْن الفاعلة أرق من هَذَا كَيفَ يكون رويدك لأنظر فَعَسَى طبخ فِي الْمنزل حريرة أرق من هَذَا وروى بَعضهم هَذِه الْوَاقِعَة لخَالِد الْكَاتِب وسوف تَأتي تَرْجَمَة خَالِد وَهِي أبسط من هَذَا)

بهيز بن الهيثم

(بهيز بن الْهَيْثَم) (بن عَامر بن نابي الْحَارِثِيّ الْأنْصَارِيّ) شهد الْعقبَة وأحداً مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكره الطَّبَرِيّ (بهيس بن سلمى التَّمِيمِي) قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَا يحل لمُسلم من مَال أَخِيه إِلَّا مَا أعطَاهُ عَن طيب نفس مِنْهُ (الألقاب) ابْن بهليقا يحيى بن عمر ابْن البهلول أَحْمد بن إِسْحَق (بهية) 3 - (الصماء) بهية أُخْت عبد الله بن بشر تعرف بالصماء رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن صِيَام يَوْم السبت إِلَّا فِي فَرِيضَة روى عَنْهَا أَخُوهَا عبد الله بن بشر قَالَ أَبُو زرْعَة قَالَ لي دُحَيْم أهل بَيت أَرْبَعَة صحبوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشر وابناه عبد الله وعطية وَابْنَته أختهما الصماء 3 - (بهية بنت عبد الله البكرية) من بكر بن وَائِل وفدت مَعَ أَبِيهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت فَبَايع الرِّجَال وصافحهم وَبَايع النِّسَاء وَلم يُصَافِحهُنَّ وَنظر إِلَيّ فدعاني وَمسح رَأْسِي ودعا لي ولولدي فولد لَهَا سِتُّونَ ولدا أَرْبَعُونَ رجلا وَعِشْرُونَ امْرَأَة

بولش الفرنسيس الفرنجي

(بولش الفرنسيس الفرنجي) بولش هُوَ الْملك ريد افرنس الْمَعْرُوف بالفرنسيس أجل مُلُوك الفرنج وأعظمهم قدرا وَأَكْثَرهم عَسَاكِر وأموالاً وبلاداً قصد الديار المصرية وَاسْتولى على طرف مِنْهَا وَملك دمياط سنة سلبع وَأَرْبَعين وست مائَة وَاتفقَ موت الْملك الصَّالح نجم الدّين وتملك الْمُعظم توران شاه الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه وَقتل فَقدر الله تَعَالَى بأسره فَبَقيَ فِي أَيدي الْمُسلمين مُدَّة ثمَّ أطلق بعد تَسْلِيم دمياط إِلَى الْمُسلمين وَتوجه إِلَى بِلَاده وَفِي قلبه مِمَّا جرى عَلَيْهِ من ذهَاب أَمْوَاله وَأسر رِجَاله فَبَقيت نَفسه تحدثه بِالْعودِ إِلَى مصر لأخذ ثَأْره فاهتم بذلك اهتماماً كثيرا فِي مُدَّة سِنِين إِلَى سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَقصد مصر فَقيل لَهُ إِن قصدت مصر رُبمَا يجْرِي لَك مثل الْمرة الأولى وَالْأولَى أَن تقصد تونس وَكَانَ ملكهَا يَوْمئِذٍ مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْوَاحِد الملقب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فَإنَّك إِن ظَهرت عَلَيْهِ تمكنت من قصد مصر فِي الْبر وَالْبَحْر فقصد تونس وَكَاد يستولي عَلَيْهَا وَمَعَهُ جمَاعَة من الْمُلُوك فأوقع الله فِي عسكره وباءً عَظِيما فَهَلَك ريد افرنس سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَرجع من بَقِي من عسكره إِلَى بِلَادهمْ بالخيبة ووصلت الْبُشْرَى بذلك إِلَى الْملك الظَّاهِر بيبرس وَلما أسر ريد افرنس نوبَة دمياط بعد قتل أَصْحَابه تسلمه الطواشي جمال الدّين محيسن هُوَ وَجَمَاعَة كَانُوا مَعَه على تل بالأمان وَضرب فِي رجلَيْهِ قيد واعتقل فِي الدَّار الَّتِي كَانَ بهَا فَخر الدّين بن لُقْمَان كَاتب الْإِنْشَاء نازلاً وَذَلِكَ بالمنصورة ووكل الطواشي جمال الدّين صبيح المعظمي فَلذَلِك قَالَ الصاحب جمال الدّين بن مطروح لما بلغ الْمُسلمين عود ريد افرنس إِلَى الديار المصرية (قل للفرنسيس إِذا جِئْته ... مقَال صدق من قؤول نصيح) (آجرك الله على مَا جرى ... من قتل عباد يشوع الْمَسِيح) (أتيت مصرا تبتغي ملكهَا ... تحسب أَن الزمر يَا طبل ريح) (فساقك الْحِين إِلَى أدهم ... ضَاقَتْ بِهِ عَن ناطريك الفسيح) (وكل أَصْحَابك أوردتهم ... بِسوء أفعالك بطن الضريح) (خَمْسُونَ ألفا لَا ترى مِنْهُم ... إِلَّا قَتِيلا أَو أَسِيرًا جريح) (وفقك الله لأمثالها ... لَعَلَّ عِيسَى مِنْكُم يستريح) ) (إِن كَانَ باباكم بذا رَاضِيا ... فَرب غش قد أَتَى من نصيح) (وَقل لَهُم إِن أضمروا عودة ... لأخذ ثار أَو لقصد صَحِيح) (دَار ابْن لُقْمَان على حَالهَا ... والقيد بَاقٍ والطواشي صبيح)

الألقاب

واشتهرت هَذِه الأبيات وسارت بهَا الركْبَان خُصُوصا الْبَيْت الْأَخير مِنْهَا فَلهَذَا قَالَ بعض المغاربة لما قصد ريد افرنس تونس (يَا فرنسيس هَذِه أُخْت مصر ... فتيقن لما إِلَيْهِ تصير) (لَك فِيهَا دَار ابْن لُقْمَان قبر ... وطواشيك مُنكر وَنَكِير) وَقَالَ آخر فِي الْمَعْنى الأول (قل للفرنسيس أَن كلا ... لَهُ من الْمُسلمين بشاكر) (لِأَنَّهُ محسن إِلَيْنَا ... بقوده نحونا العساكر) (سَاق إِلَى مصر مَا اقتناه ... أمة عِيسَى من الذَّخَائِر) (وَأورد الْجمع بَحر حَرْب ... مصدره بالمنون زاخر) (أركبهم أدهماً خضماً ... ورابح الشَّرّ فَهُوَ خاسر) (ورام باباهم أموراً ... فأخلفت ظَنّه المقادر) (وأذهل الْقَوْم هول حَرْب ... تشخص من خَوفه النواظر) (لم تعم أَبْصَارهم وَلَكِن ... قد عميت مِنْهُم البصائر) (وَلم يغد وفْق فيلسوف ... طلسمه كَاهِن وساحر) (فَإِن يعد طَالبا لثأر ... من أَرض دمياط فليبادر) (فَذَلِك الْبَحْر تعرفوه ... وَالسيف مَاض والجيش حَاضر) (أَعَادَهُ الله عَن قريب ... لمثلهَا إِنَّه لقادر) (بِحَيْثُ لم يبْق لِلنَّصَارَى ... من بعد كسر الصَّلِيب جَابر) (ويستريح الْمَسِيح مِنْهُم ... من كل علج وكل كَافِر) (الألقاب) البورقي مُحَمَّد بن سعيد البوزجاني الحاسب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى) البوصيري الْمسند أَمِين الدّين اسْمه هبة الله وَيُسمى سيد الْأَهْل بن عَليّ بن مَسْعُود والبوصيري صَاحب الْبردَة مُحَمَّد بن سعيد ابْن بوش الْمسند الْبَغْدَادِيّ اسْمه يحيى بن أسعد الْبونِي اسْمه عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْبونِي مَرْوَان بن عَليّ

بوران

ابْن البويز المعري اسْمه عَليّ بن جَعْفَر بن الْحسن ابْن بوقه الْمُفَسّر الْأَصْبَهَانِيّ اسْمه الْوَلِيد بن أبان ابْن البوقي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن هبة الله وَمِنْهُم الْحسن بن هبة الله وَمِنْهُم هبة الله بن يحيى (بوران) 3 - (ملكة الْفرس) بوران بنت كسْرَى ملكة الْفرس توفيت سنة عشْرين من الْهِجْرَة وملكوا بعْدهَا أُخْتهَا أزرمي قَالَه أَبُو عُبَيْدَة 3 - (بنت الْحسن بن سهل) بوران بنت الْحسن بن سهل وَسَيَأْتِي ذكر أَبِيهَا فِي حرف الْحَاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَيُقَال إِن اسْمهَا خَدِيجَة وَالْأول أشهر كَانَ الْمَأْمُون قد تزَوجهَا لمَكَان ابْنهَا مِنْهُ وَرَأَيْت ابْن بدرون قد ذكر فِي شرح قصيدة ابْن عبدون لاتصالها بالمأمون خَبرا ظريفاً وَلَكِن فِيهِ طول فليوقف عَلَيْهِ هُنَاكَ واحتفل أَبوهَا بأمرها وَعمل من الولائم والأفراح مَا لم يعْهَد مثله وَهُوَ مَذْكُور فِي التواريخ وَكَانَ ذَلِك بِفَم الصُّلْح وانْتهى أمره إِلَى أَن نثر على الهاشميين والقواد ووجوه النَّاس وَالْكتاب بَنَادِق مسك فِيهَا رقاع بأسماء ضيَاع وَأَسْمَاء جوَار وصفات دَوَاب وَغير ذَلِك فَكَانَت البندقة إِذا وَقعت فِي يَد الرجل فتحهَا وَقَرَأَ مَا فِيهَا وَإِذا علم بِمَا فِيهَا مضى إِلَى الْوَكِيل المرصد لذَلِك فيدفعها إِلَيْهِ ويتسلم مِنْهُ مَا فِيهَا سواءاً كَانَ ذَلِك ضَيْعَة أم ملكا آخر أَو فرسا أَو جَارِيَة أَو مَمْلُوكا ثمَّ نثر بعد ذَلِك على سَائِر النَّاس الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير ونوافج الْمسك وبيض العنبر وَأنْفق على الْمَأْمُون وقواده وَجَمِيع أَصْحَابه وَسَائِر من كَانَ مَعَه من) أجناده وَأَتْبَاعه وَكَانُوا خلقا لَا يُحْصى حَتَّى على الجمالين والمكارية والملاحين وكل من ضمه عسكره فَلم يكن فيهم من يَشْتَرِي شَيْئا لنَفسِهِ وَلَا لدوابه وَأقَام الْمَأْمُون تِسْعَة عشر يَوْمًا وَكَانَ مبلغ النَّفَقَة كل يَوْمَيْنِ خمسين ألف ألف دِرْهَم وَأمر لَهُ الْمَأْمُون عِنْد مُنْصَرفه بِعشْرَة آلَاف ألف دِرْهَم وأقطعه فَم الصُّلْح وَقَالَ بعض المؤرخين وفرش لِلْمَأْمُونِ حَصِير منسوج بِالذَّهَب فَلَمَّا

وقف عَلَيْهِ نثرت على قَدَمَيْهِ لآلئ كَثِيرَة فَلَمَّا رأى تساقط اللآلئ الْمُخْتَلفَة على الْحَصِير قَالَ قَاتل الله أَبَا نواس كَأَنَّهُ شَاهد هَذِه الْحَالة حِين قَالَ فِي صفة الْخمر والحباب الَّذِي يعلوها عِنْد المزاج (كَأَن صغرى وكبرى من فواقعها ... حَصْبَاء در على أَرض من الذَّهَب) وَأطلق لَهُ الْمَأْمُون خراج فَارس وكور الأهواز مُدَّة سنة وَقَالَت الشُّعَرَاء والخطباء فِي ذَلِك وأطنبوا وَمن أظرف مَا قيل قَول مُحَمَّد بن حَازِم الْبَاهِلِيّ (بَارك الله لِلْحسنِ ... ولبوران فِي الختن) (يَا إِمَام الْهدى ظف ... رت وَلَكِن ببنت من) فَلَمَّا نمي هَذَا الشّعْر إِلَى الْمَأْمُون قَالَ وَالله مَا نَدْرِي أخيراً أَرَادَ أم شرا وَقَالَ الطَّبَرِيّ دخل الْمَأْمُون على بوران اللَّيْلَة الثَّالِثَة من وُصُوله إِلَى فَم الصُّلْح فَلَمَّا جلس مَعهَا نثرت عَلَيْهِ جدَّتهَا ألف درة كَانَت فِي صينية ذهب فَأمر الْمَأْمُون أَن تجمع وسألها عَن عدد الدّرّ كم هُوَ فَقَالَت ألف حَبَّة فوضعها فِي حجرها وَقَالَ هَذَا نحلتك وسلي حوائجك فَقَالَت لَهَا جدَّتهَا كلمي سيدك فقد أَمرك فَسَأَلته الرضى عَن إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي فَقَالَ قد فعلت وأوقد تِلْكَ اللَّيْلَة شمعة من عنبر وَزنهَا أَرْبَعُونَ منا فِي تور من ذهب فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِم وَقَالَ هَذَا سرف ويحكى أَنه لما قَامَ إِلَى بَيت الْخَلَاء وجد ستارة الْبَيْت من جنس الْحلَّة الَّتِي عَلَيْهِ فَغَضب وأحرقها بالشمعة الَّتِي مَعَه فَلَمَّا عَاد فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة وجد آخر مثله فأحرقه فَلَمَّا عَاد فِي اللَّيْلَة الثَّالِثَة وجد آخر مثله فهم بإحراقه فَقَالَت الْجَارِيَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تتعب فمعنا من هَذَا أَرْبَعُونَ حلَّة وَقيل إِن الْمَأْمُون لما هم بِالدُّخُولِ بهَا دافعوه لعذر بهَا فَلم يقبل فَلَمَّا دخل بهَا وجدهَا حَائِضًا فَقَالَت أَتَى أَمر الله فَلَا تستعجلوه فَتَركهَا فَلَمَّا قعد للنَّاس دخل أَحْمد بن يُوسُف الْكَاتِب عَلَيْهِ وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَنَّأَك الله بِمَا أخذت من الْيمن وَالْبركَة وَشدَّة الظفر بالمعركة فَأَنْشد الْمَأْمُون) (فَارس مَاض بحربته ... عَارِف بالطعن فِي الظُّلم) (رام أَن يدمي فريسته ... فاتقته من دم بِدَم) فَعرض بحيضها وَهَذَا من أحسن الْكِنَايَات وَكَانَ هَذَا الْعرس فِي شهر رَمَضَان سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَعقد عَلَيْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي الْمَأْمُون وَهِي فِي عصمته وَبقيت بعده إِلَى أَن توفيت سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وعمرها ثَمَانُون سنة ودفنت فِي قبَّة مُقَابلَة مَقْصُورَة جَامع السُّلْطَان وَتُوفِّي الْمَأْمُون سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت قيمَة بِعلم النُّجُوم يُؤَيّد ذَلِك مَا ذكره الجهشياري فِي كتاب الوزراء فِي تَرْجَمَة أَخِيهَا الْفضل بن الْحسن وَسَيَأْتِي ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى

بوري

(بوري) 3 - (تَاج الْمُلُوك ابْن أَيُّوب) بوري بن أَيُّوب بن شادي بن مَرْوَان مجد الدّين تَاج الْمُلُوك أَبُو سعيد كَانَ أَصْغَر أَوْلَاد أَبِيه وَهُوَ أَخُو السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَكَانَ أديباً فَاضلا لَهُ ديوَان شعر نوفي على حلب سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وعاش ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وشهوراً من طعنة أَصَابَت ركبته يَوْم نزل أَخُوهُ عَلَيْهَا فَمَرض مِنْهَا وَكَانَ السُّلْطَان قد أعد للصالح إِسْمَاعِيل صَاحب حلب ضِيَافَة فِي المخيم بعد الصُّلْح فَجَاءَهُ الْحَاجِب وَهُوَ على السماط فَأسر إِلَيْهِ موت بوري أَخِيه فَلم يتَغَيَّر وَأمر بتجهيزه وَدَفنه سرا وَأعْطى الضِّيَافَة حَقّهَا وَكَانَ يَقُول مَا أَخذنَا حلب رخيصة وبوري بالعربي ذِئْب وَمن شعره فِي أحد مماليكه وَقد أقبل من جِهَة الْمغرب رَاكِبًا على فرس أَشهب (أقبل من أعشقه رَاكِبًا ... من جَانب الغرب على أَشهب) (فَقلت سُبْحَانَكَ يَا ذَا الْعلَا ... أشرقت الشَّمْس من الْمغرب) وَمِنْه (يَا غزالاً يُمِيت طوراً ويحيي ... وَهُوَ برْء السقام سقم الصَّحِيح) (هَذِه المعجزات لَيست لظبي ... إِنَّمَا هَذِه فعال الْمَسِيح) وَمِنْه قَوْله (أيا حَامِل الرمْح الشبيه بقده ... وَيَا شاهراً سَيْفا حكى لحظه عضبا) ) (ضع الرمْح واغمد مَا سللت فَرُبمَا ... قتلت وَمَا حاولت طَعنا وَلَا ضربا) وَمِنْه أَيْضا (شربت من الْفُرَات ونيل مصر ... أحب إِلَيّ من شط الْفُرَات) (ولي فِي مصر من أصبو إِلَيْهِ ... وَمن فِي قربه أبدا حَياتِي) (فَقلت وَقد ذكرت زمَان وصل ... تَمَادى بعده روح الْحَيَاة) (أرى مَا أشتهيه يفر مني ... وَمن لَا أشتهيه إِلَيّ باتي)

تاج الملوك

وَمِنْه قَوْله (يَا حَياتِي حينى يرضى ... ومماتي حِين يسْخط) (آه من ورد على خد ... يَك بالمسك منقط) (بَين أجفانك سلطا ... ن على ضعْفي مسلط) (قد تصبرت وَإِن بر ... ح بِي الشوق وأفرط) (فَلَعَلَّ الدَّهْر يَوْمًا ... بالتلاقي مِنْك يغلط) وَمِنْه (رَمَضَان بل مرضان إِلَّا أَنهم ... غلطوا إِذا فِي قَوْلهم وأساءوا) (مرضان فِيهِ تخالفا فنهاره ... سل وَأما ليله استسقاء) 3 - (تَاج الْمُلُوك) بوري تَاج الْمُلُوك ابْن ظهير الدّين طغتكين صَاحب دمشق ملكهَا بعد وَالِده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة ووثب عَلَيْهِ الباطنية فجرحوه وَمَات سنة سِتّ وَعشْرين وَخمْس مائَة (بو سعيد القان ملك التتار) بو سعيد ملك التتار صَاحب الْعرَاق وخراسان وأذربيجان وَالروم والجزيرة القان بن القان خربندا بن أرغون بن أبغا بن هولاكو المغلي أَكثر النَّاس يَقُولُونَ أَبُو سعيد على أَنه كنيته وَالصَّحِيح على أَنه علم بِلَا ألف هَكَذَا رَأَيْت كتبه الَّتِي كَانَت ترد مِنْهُ على السُّلْطَان الْملك النَّاصِر يكْتب على ألقابه الذهبية بو سعيد باللازورد الْفَائِق ويزمّك بِالذَّهَب لما هادن الْملك النَّاصِر أَرَادَ النَّاصِر أَن يبتدئه بالمكاتبة فَبَقيَ كَاتب السِّرّ القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير يُطَالِبهُ السُّلْطَان بالمكاتبة وَهُوَ يَقُول لَهُ يَا خوند إِن كتبنَا لَهُ الْمَمْلُوك قد لَا يكْتب لنا الْمَمْلُوك وَإِن كتبنَا وَالِده أَو أَخُوهُ قَبِيح ثمَّ إِنَّه قَالَ لَهُ يَوْمًا يَا خوند رَأَيْت أَن نكتب مَوضِع الِاسْم ألقاب مَوْلَانَا السُّلْطَان بالطومار ذَهَبا ونكتب على الْكل مُحَمَّد نِسْبَة طغره المناشير فَقَالَ هَذَا جيد فَلَمَّا كتبُوا ذَلِك وَعَاد الْجَواب من بو سعيد جَاءَ كَذَلِك خلا بو سعيد فَإِنَّهَا باللازورد الْمليح المعدني فَقَالَ السُّلْطَان وَنحن نكتب كَذَلِك فَقَالَ لَهُ ابْن الْأَثِير لَا يَا خوند لأَنا نَكُون قد قلدناهم فاستمرت الْمُكَاتبَة بَينهمَا على حَالهَا وَرَأَيْت بعض النَّاس يَقُول إِنَّمَا هُوَ بو صيد بالصَّاد الْمُهْملَة وَإِنَّمَا النَّاس عربوه توفّي بو سعيد بالأردو بِأَذربِيجَان فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَله نَيف وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَت دولته عشْرين سنة وَكَانَ قد أنشأ لَهُ تربة بالسلطانية فَنقل إِلَيْهَا وَكَانَ مُسلما قَلِيل الشَّرّ وداعاً

بوزبا مملوك صاحب حماة

يكره الظُّلم ويؤثر الْعدْل وينقاد للشَّرْع وَيكْتب خطا قَوِيا مَنْسُوبا ويجيد ضرب الْعود وصنف مَذَاهِب فِي النغم نقلت عَنهُ أبطل بوساطة وزيره مُحَمَّد بن الرشيد مكوساً كَثِيرَة وفواحش وخموراً وَهدم كنائس بَغْدَاد وخلع على من أسلم من الذِّمَّة وَأسْقط مكوس الْفَاكِهَة من سَائِر ممالكه وَورث ذَوي الْأَرْحَام وَكَانَ قبل مَوته بِسنة قد حج ركب الْعرَاق وَكَانَ الْمُقدم عَلَيْهِ بطلاً شجاعاً فَلم يُمكن أحدا من الْعَرَب يَأْخُذ من الركب شَيْئا فَلَمَّا كَانَت السّنة الثَّانِيَة خرج الْعَرَب على الركب ونهبوه وَأخذُوا مِنْهُم شَيْئا كثيرا فَلَمَّا عَادوا شكوا إِلَيْهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الْعَرَب فِي مملكتنا أَو فِي مملكة النَّاصِر وَإِنَّمَا هَؤُلَاءِ فِي الْبَريَّة لَا يحكم عَلَيْهِم أحد يعيشون بقائم سيفهم مِمَّن يمر عَلَيْهِم وَقَالَ هَؤُلَاءِ فُقَرَاء كم مِقْدَار مَا يَأْخُذُونَ من الركب نَحن نَكُون نحمله إِلَيْهِم من عندنَا كل سنة وَلَا ندعهم يَأْخُذُونَ من الرعايا شَيْئا فَقَالُوا لَهُ يَأْخُذُونَ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار ليراها كَثِيرَة فيطلبها فَقَالَ هَذَا الْقدر مَا يَكفهمْ وَلَا يكفيهم) اجْعَلُوهَا كل سنة سِتِّينَ ألف دِينَار وَتَكون تحمل من بَيت المَال كل سنة إِلَيْهِم صُحْبَة متسفر من عندنَا فَمَاتَ تِلْكَ السّنة رَحمَه الله تَعَالَى وَلم يسفر شَيْء وهادن سُلْطَان الْإِسْلَام وهاداه وانقرض بَيت هولاكو بِمَوْتِهِ وَجَرت بعده أُمُور يطول الشَّرْح فِيهَا وَقيل إِنَّه كَانَ عنيناً (بوزبا مَمْلُوك صَاحب حماة) بوزبا الْأَمِير أَبُو سعيد التقوي مَمْلُوك تَقِيّ الدّين عمر صَاحب حماة كَانَ من جملَة الْعَسْكَر الَّذين دخلُوا الْمغرب وخدم من السُّلْطَان عبد الْمُؤمن جَاءَ الْخَبَر سنة إِحْدَى وسِتمِائَة أَنه مَاتَ غريقاً وعَلى بركَة الْفِيل دَار تعرف بدار بوزبا وَهِي قُدَّام بَاب جَامع قوصون على بَابهَا عامود وَمَا أَدْرِي هَل هِيَ كَانَت لبوزبا هَذَا أَو لغيره وَالله أعلم ابْن البوقا الْوَزير إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد (بولص الحبيس الراهب) بولص الراهب الْمَعْرُوف بالحبيس قيل اسْمه ميخائيل كَانَ كَاتبا أَولا ثمَّ ترهب وَانْقطع فِي جبل حلوان بالديار المصرية يُقَال إِنَّه ظفر بِمَال دَفِين فِي مغارة فواسى بِهِ الْفُقَرَاء من كل مِلَّة وَقَامَ عَن المصادرين بجمل وافرة وَكَانَ أول ظُهُور أمره أَنه وَقعت نَار بحارة الباطلية سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة فأحرقت ثَلَاثًا وَسِتِّينَ دَارا جَامِعَة ثمَّ كثر الْحَرِيق بعد ذَلِك حَتَّى احْتَرَقَ ربع فَرح وَكَانَ وَقفا على أَشْرَاف الْمَدِينَة وَالْوَجْه المطل على النّيل من ربع الْعَادِل واتهم بذلك النَّصَارَى فعزم الظَّاهِر على استئصال النَّصَارَى وَالْيَهُود وَأمر بِوَضْع الحلفا والأحطاب فِي حفيرة كَانَت فِي القلعة وَأَن تضرم النَّار فِيهَا ويلقى فِيهَا الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَجمعُوا حَتَّى لم يبْق مِنْهُم إِلَّا من هرب وكتفوا ليرموا فِيهَا فشفع فيهم الْأُمَرَاء وَأمر أَن يشتروا أنفسهم

بويه مؤيد الدولة

فقرر عَلَيْهِم فِي كل سنة خمس مائَة ألف دِينَار وضمنهم الحبيس الْمَذْكُور فَحَضَرَ مَوضِع الجباية مِنْهُم فَكَانَ أَي من عجز عَمَّا قرر عَلَيْهِ وزن الحبيس عَنهُ سَوَاء كَانَ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا وَكَانَ يدْخل الحبوس وَمن كَانَ عَلَيْهِ دين وَزنه عَنهُ وسافر إِلَى الصَّعِيد وَإِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَوزن عَن النَّصَارَى مَا قرر عَلَيْهِم وَكَانَ النَّاس قد عرفوه فَكَانَ بعض النَّاس يتخيل عَلَيْهِ فَإِذا رَآهُ قد دخل الْمَدِينَة أَخذ مَعَه اثْنَيْنِ بعصى صُورَة أَنَّهُمَا من رسل القَاضِي أَو الْمُتَوَلِي وأخذا يَضْرِبَانِهِ ويجذبانه فيستغيث بِهِ يَا أَبونَا يَا أَبونَا فَيَقُول مَا باله فَيَقُولَانِ عَلَيْهِ دين أَو اشتكت عَلَيْهِ زَوجته فَيَقُول على كم فَيُقَال لَهُ على أَلفَيْنِ أَو أقل أَو) أَكثر فَيكْتب لَهُ على شقفة أَو غَيرهَا إِلَى بعض الصيارف بذلك الْمبلغ فيقبضه مِنْهُ وَقيل إِن مبلغ مَا وصل إِلَى السُّلْطَان وَمَا واسى بِهِ النَّاس فِي مُدَّة سنتَيْن سِتّمائَة ألف دِينَار مضبوطة بقلم الصيارف الَّذين كَانَ يَجْعَل عِنْدهم المَال وَذَلِكَ خَارِجا عَمَّا كَانَ يُعْطي من يَده وَكَانَ لَا يَأْكُل من هَذَا المَال وَلَا يشرب بل النَّصَارَى يتصدقون عَلَيْهِ بِمَا يمونه فَلَمَّا كَانَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة أحضرهُ الْملك الظَّاهِر بيبرس وَطلب مِنْهُ المَال انم يحضرهُ أَو يعرفهُ من أَيْن وصل إِلَيْهِ فَجعل يغالطه ويدافعه وَلَا يفصح لَهُ بِشَيْء وَهُوَ عِنْده دَاخل الدّور فَعَذَّبَهُ حَتَّى مَاتَ وَلم يقر بِشَيْء فَأخْرج من قلعة الْجَبَل وَرمي ظَاهرهَا على بَاب القرافة وَكَانَت قد وصلت إِلَى الظَّاهِر فَتَاوَى فُقَهَاء إسكندرية بقتْله وعللوا ذَلِك بخوف الْفِتْنَة من ضعفاء نفوس الْمُسلمين الْبُوَيْطِيّ صَاحب الشَّافِعِي اسْمه يُوسُف بن يحيى البويز الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن جَعْفَر (بويه مؤيد الدولة) بويه مؤيد الدولة أَبُو مَنْصُور ابْن ركن الدولة كَانَ وزيره الصاحب ابْن عباد فضبط مَمْلَكَته وَأحسن التَّدْبِير وَكَانَ قد تزوج بنت عَمه زبيدة بنت معز الدولة أنْفق فِي عرسه عَلَيْهَا سبع مائَة ألف دِينَار توفّي فِي جرجان بالخوانيق فِي ثَالِث عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَله ثَلَاث وَأَرْبَعُونَ سنة

الألقاب

(الألقاب) بَنو بويه جمَاعَة مُلُوك مِنْهُم عماد الدولة عَليّ بن بويه وَمِنْهُم معز الدولة أَحْمد بن بويه وَمِنْهُم ركن الدولة الْحسن بن بويه وَمِنْهُم عز الدولة بختيار بن أَحْمد وَمِنْهُم عضد الدولة فناخسرو وَمِنْهُم مؤيد الدولة أَبُو مَنْصُور بويه الْمَذْكُور وَمِنْهُم شرف الدولة شيرويه بن فناخسرو وَمِنْهُم فَخر الدولة عَليّ بن الْحسن) وَمِنْهُم بهاء الدولة أَحْمد بن فناخسرو وَمِنْهُم سُلْطَان أَبُو شُجَاع ابْن أَحْمد وَمِنْهُم شرف الدولة أَبُو عَليّ ابْن بويه وَمِنْهُم جلال الدولة أَبُو طَاهِر فَيْرُوز وَمِنْهُم صمصام الدولة الْمَرْزُبَان بن فناخسرو وعضد الدولة وَمِنْهُم بهاء الدولة ابْن عضد الدولة فَيْرُوز بن فناخسرو (بَيَان) 3 - (رَئِيس البيانية) بَيَان بن سمْعَان التَّمِيمِي النَّهْدِيّ كَانَ من الغلاة فِي عَليّ وَإِلَيْهِ تنْسب الطَّائِفَة البيانية وغلا فِي عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ حَتَّى قَالَ هُوَ إِلَه وَحل فِيهِ جُزْء إلهي اتَّحد بناسوته بِهِ كَانَ يعلم الْغَيْب ويظفر بالكفار وَبِه اقتلع بَاب خَيْبَر وَأَن روح الْإِلَه تَعَالَى حلت فِي عَليّ ثمَّ من بعده فِي ابْنه مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة ثمَّ من بعده فِي ابْنه أبي هَاشم ثمَّ من بعده فِي بَيَان نَفسه وَذهب لَعنه الله إِلَى أَن معبوده على صُورَة إِنْسَان عضوا فعضواً وَأَنه يهْلك إِلَّا وَجهه لقَوْله تَعَالَى كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه تَعَالَى الله عز وَجل عَن قَوْله وافترائه علوا كَبِيرا وَكتب بَيَان إِلَى مُحَمَّد الباقر رَضِي الله عَنهُ كتابا دَعَاهُ فِيهِ إِلَى نَفسه وَكَانَ من

العنبري

جملَته أسلم تسلم وترقى فِي سلم فَإنَّك لَا تَدْرِي حَيْثُ يَجْعَل الله النُّبُوَّة فَأمر الباقر رَضِي الله عَنهُ رَسُول بَيَان أَن يَأْكُل كِتَابه فَأَكله فَمَاتَ من سَاعَته وَلَا خَفَاء بِكُفْرِهِ وَكفر تابعيه وَلما ظهر عَن بَيَان هَذَا مَا ظهر قَتله خَالِد ابْن عبد الله الْقَسرِي 3 - (الْعَنْبَري) بَيَان الْعَنْبَري من شعراء خُرَاسَان يَقُول فِي قتل قُتَيْبَة بن مُسلم (فَقل للباهلي أَلَيْسَ جهلا ... بكاؤك من قضا دين الْغَرِيم) (أتجزع إِن أسابك مَا لَقينَا ... من الْأَحْدَاث والدهر الغشوم) (أَرَادوا قسْمَة ضيزى وأنّا ... لنا فِي قسْمَة الْحق الظلوم) (قددنا بالمثال أَدِيم قيس ... وَقد سبقوا إِلَى قد الْأَدِيم) ) (جزيناهم بِمَا اصطنعوا إِلَيْنَا ... وكل غير ذِي بقيا رَحِيم) 3 - (ابْن عَمْرو البُخَارِيّ) بَيَان بن عَمْرو البُخَارِيّ أحد الْعلمَاء الْعباد روى عَنهُ البُخَارِيّ كَانَ يقْرَأ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة الْقُرْآن ثَلَاث مَرَّات وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمائتين (الألقاب) ابْن البيار يحيى بن إِبْرَاهِيم البياسي الْمَالِكِي اسْمه عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن البياسي الأديب يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البياضي الشريف مَسْعُود بن المحسن البيابانكي عَلَاء الدولة أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بَيَان الْحق الغزنوي اسْمه مَحْمُود بن الْحسن أَبُو الْبَيَان مُحَمَّد بن الحوراني

بيبرس

(بيبرس) 3 - (الْملك الظَّاهِر بيبرس) بيبرس بن عبد الله السُّلْطَان الْأَعْظَم الْملك الظَّاهِر ركن الدّين أَبُو الْفَتْح الصَّالِحِي قَالَ عز الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن شَدَّاد أَخْبرنِي الْأَمِير بدر الدّين بيسري أَن مولد الْملك الظَّاهِر بِأَرْض القبجاق سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وَلما أزمع التتار على قصد بِلَادهمْ كاتبوا أنص قان ملك الأولاق أَن يعبروا بَحر سوداق إِلَيْهِ ليجيرهم من التتار فأجابهم إِلَى ذَلِك وأنزلهم وَاديا بَين جبلين لَهُ فوهة إِلَى الْبَحْر وَالْأُخْرَى إِلَى الْبر وَكَانَ عبورهم إِلَيْهِ سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة فَلَمَّا اطمأنوا غدر بهم وَشن الْغَارة عَلَيْهِم فَقتل وسبى وَكنت أَنا وَالْملك الظَّاهِر فِيمَن أسر فَبيع فِيمَن بيع وَحمل إِلَى سيواس فاجتمعت بِهِ فِي سيواس ثمَّ افترقنا وَاجْتمعت بِهِ فِي حلب بخان ابْن قليج ثمَّ افترقنا فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة وشراه الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدكين البندقداري وَبَقِي عِنْده فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب أَخذ الْملك الظَّاهِر فِي جملَة مَا استرجعه وَقدمه على طَائِفَة من الجمدارية فَلَمَّا مَاتَ الصَّالح وَملك بعده الْمُعظم وَقتل وولوا عز الدّين أيبك التركماني الأتابكية ثمَّ اسْتَقل وَقتل الْفَارِس أقطاي) الجمدار ركب الظَّاهِر والبحرية وقصدوا القلعة فَلم ينالوا مَقْصُودا فَخَرجُوا من الْقَاهِرَة مجاهرين بالعداوة للتركماني مُهَاجِرين إِلَى النَّاصِر صَاحب الشَّام وَكَانَ الظَّاهِر وبلبان الرَّشِيدِيّ وأزدمر السيفي وسنقر الرُّومِي وسنقر الْأَشْقَر وبيسري الشمسي وقلاوون الألفي وبلبان المستعرب وَغَيرهم فأكرمهم النَّاصِر وَأطلق للظَّاهِر ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَثَلَاثَة قطر بغالاً وَثَلَاثَة قطر جمالاً وخيلاً وملبوساً وَفرق فِي الْبَقِيَّة الْأَمْوَال وَالْخلْع وَكتب إِلَيْهِ الْمعز أيبك يحذرهُ مِنْهُم فَلم يصغ إِلَيْهِ وَعين للظَّاهِر إقطاعاً بحلب فَسَأَلَهُ الْعِوَض عَن ذَلِك بزرعين وحنين فَأَجَابَهُ فَتوجه إِلَيْهِمَا ثمَّ خَافَ النَّاصِر فَتوجه بِمن مَعَه من خوشداشيته إِلَى الكرك فَجهز صَاحبهَا مَعَه عسكراً إِلَى مصر فَخرج إِلَيْهِ عَسْكَر من مصر فكسروهم وَنَجَا الظَّاهِر وبيليك الخزندار فَعَاد الظَّاهِر إِلَى الكرك وتواترت عَلَيْهِ كتب المصريين يحرضونه على قصد مصر وجاءه جمَاعَة من عَسْكَر النَّاصِر

وَخرج عَسْكَر مصر مَعَ الْأَمِير سيف الدّين قطز وَفَارِس الدّين أقطاي المستعرب فَلَمَّا وصل المغيث وَالظَّاهِر إِلَى غَزَّة انْعَزل إِلَيْهِمَا من عَسْكَر مصر أيبك الرُّومِي وبلبان الكافوري وسنقرشاه العزيزي وأيبك الجواشي وَبدر الدّين ابْن خَان بغدي وأيبك الْحَمَوِيّ وَهَارُون القيمري واجتمعوا بهما فَقَوِيت شوكتهما وتوجها إِلَى الصالحية والتقيا بعسكر مصر سنة سِتّ وَخمسين واستظهرا عَلَيْهِم ثمَّ انكسرا وهرب المغيث وَالظَّاهِر وَأسر جمَاعَة وَضربت رقابهم صبرا مِمَّن ذكرته أَولا ثمَّ حصل بَين الظَّاهِر والمغيث وَحْشَة ففارقه وَعَاد إِلَى النَّاصِر على أَن يقطعهُ مائَة فَارس من جُمْلَتهَا قَصَبَة نابلس وجينين وزرعين فَأَجَابَهُ إِلَى نابلس لَا غير وَمَعَهُ جمَاعَة حلف لَهُم النَّاصِر وهم بيسري الشمسي وأوتامش السَّعْدِيّ وطيبرس الوزيري وآقوش الرُّومِي الدوادار وكشتغدي الشمسي ولاجين الدرفيل وأيدغمش الْحلَبِي وكشتغدي المشرقي وأيبك الشيخي وخاص ترك الصَّغِير وبلبان المهراني وسنجر الإسعردي وسنجر الهمامي والبلان الناصري ويكنى الْخَوَارِزْمِيّ وطمان وأيبك العلائي ولاحين الشقيري وبلبان الإقسيسي وسلطان الإلدكزي ووفى لَهُم فَلَمَّا قبض الْملك المظفر قطز على ابْن أستاذه حرض الْملك الظَّاهِر للْملك النَّاصِر على قصد مصر ليملكها فَلم يجبهُ فَسَأَلَهُ أَن يقدمهُ على أَرْبَعَة آلَاف فَارس أَو يقدم غَيره ليتوجه إِلَى شط الْفُرَات لمنع التتار من العبور إِلَى الشَّام فَلم يُمكنهُ الصَّالح لباطن كَانَ لَهُ مَعَ التتار ثمَّ إِن الظَّاهِر فَارق النَّاصِر وَتوجه إِلَى الشهرزورية وَتزَوج مِنْهُم ثمَّ جهز إِلَى المظفر من اسْتَخْلَفَهُ لَهُ وَعَاد) إِلَى الْقَاهِرَة ودخلها سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة مخرج المظفر للقائه وأنزله فِي دَار الوزارة وأقطعه قصبه قليوب لخاصه فَلَمَّا خرج المظفر للقاء التتار جهز الظَّاهِر فِي عَسْكَر لكشف أخبارهم فَأول مَا وَقعت عينه عَلَيْهِم ناوشهم الْقِتَال وَلما انْقَضتْ الْوَقْعَة بِعَين جالوت تَبِعَهُمْ الظَّاهِر يقْتَصّ آثَارهم إِلَى حمص وَعَاد فَوَافى المظفر بِدِمَشْق وَلما توجه المظفر إِلَى مصر اتّفق الظَّاهِر مَعَ الرَّشِيدِيّ وبهادر المعزي وبكتوت الجوكنداري وبيدغان الركني وبلبان الهاروني وأنص الْأَصْبَهَانِيّ على قتل المظفر فَقَتَلُوهُ على الصُّورَة الَّتِي تذكر فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَسَارُوا إِلَى الدهليز فَبَايع الْأَمِير فَارس الدّين الأتابك للْملك الظَّاهِر وَحلف لَهُ ثمَّ الرَّشِيدِيّ ثمَّ الْأُمَرَاء وَركب وَمَعَهُ الأتابك وبيسري وقلاوون والخزندار وَجَمَاعَة من خواصه وَدخل قلعة الْجَبَل سَابِع عشر ذِي الْقعدَة وَجلسَ فِي إيوَان القلعة وَكتب إِلَى الْأَشْرَف صَاحب حمص وَإِلَى الْمَنْصُور صَاحب حماة وَإِلَى مظفر الدّين صَاحب صهيون وَإِلَى الإسماعيلية وَإِلَى عَلَاء الدّين ابْن صَاحب الْموصل نَائِب حلب وَالِي من فِي الشَّام يعرفهُمْ مَا جرى وَأَفْرج عَمَّن فِي الحبوس من أَصْحَاب الجرائم وَأقر الصاحب زين الدّين بن الزبير على الوزارة وَكَانَ قد تلقب بِالْملكِ

القاهر فَقَالَ لَهُ الصاحب زين الدّين ابْن الزبير مَا لقب أحد بِالْملكِ القاهر فأفلح لقب بِهِ القاهر بن المعتضد فَلم تطل أَيَّامه وخلع ثمَّ سمل وتلقب بِهِ القاهر ابْن صَاحب الْموصل فسم وَلم تزد أَيَّامه فِي المملكة على سبع سِنِين فَأبْطل الْملك القاهر وتلقب بِالظَّاهِرِ وَزَاد إقطاعات من رأى اسْتِحْقَاقه من الْأُمَرَاء وخلع عَلَيْهِم وسير آفوش المحمدي بتواقيع الْأَمِير علم الدّين الْحلَبِي فَوَجَدَهُ قد تسلطن بِدِمَشْق فشرع الظَّاهِر فِي استفساد من عِنْده فَخَرجُوا عَلَيْهِ ونزعوه من السلطنة وَتوجه إِلَى بعلبك فأحضروه مِنْهَا وتوجهوا بِهِ إِلَى مصر وَصفا الْملك بِالشَّام للْملك الظَّاهِر وَضبط الْأُمُور وساس الْملك أتم سياسة وَفتح الفتوحات وباشر الحروب بِنَفسِهِ وَكَانَ جباراً فِي الْأَسْفَار والحصارات والحروب وخافه الأعادي من التتار والفرنج وَغَيرهم لِأَنَّهُ روعهم بالغارات والكبسات وخاض الْفُرَات بِنَفسِهِ فَأَلْقَت العساكر بأنفسها خَلفه وَوَقع التتار فَقتل مِنْهُم مقتلة عَظِيمَة وَأسر تَقْدِير مِائَتي نفس وَفِي ذَلِك قَالَ محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر (تجمع جَيش الشّرك من كل فرقة ... وظنوا بِأَنا لَا نطيق لَهُم غلبا) ) (وَجَاءُوا إِلَى شاطي الْفُرَات وَمَا دروا ... بِأَن جِيَاد الْخَيل تقطعها وثبا) (وَجَاءَت جنود الله فِي الْعدَد الَّتِي ... تميس بهَا الْأَبْطَال يَوْم الوغى عجبا) (فعمنا بسد من حَدِيد سباحةً ... إِلَيْهِم فَمَا اسطاع الْعَدو لَهُ نقبا) وَقَالَ بدر الدّين يُوسُف بن المهمندار (لَو عَايَنت عَيْنَاك يَوْم نزالنا ... وَالْخَيْل تطفح فِي العجاج الأكدر) (وَقد اطلخم الْأَمر واحتدم الوغى ... ووهى الجبان وساء ظن المجتري) (لرأيت سداً من حَدِيد مائراً ... فَوق الْفُرَات وفوقه نَارا تري) (طفرت وَقد منع الفوارس مدها ... يجْرِي وَلَوْلَا خَيْلنَا لم تطفر) (وَرَأَيْت سيل الْخَيل قد بلغ الزبى ... وَمن الفوارس أبحراً فِي أبحر) (لما سبقنَا أسهماً طاشت لنا ... مِنْهُم إِلَيْنَا بالخيول الضمر) (لم يفتحوا للرمي مِنْهُم أعيناً ... حَتَّى كحلن بِكُل لدن أسمر) (فتسابقوا هرباً وَلَكِن ردهم ... دون الْهَزِيمَة رمح كل غضنفر) (مَا كَانَ أجْرى خَيْلنَا فِي أَثَرهم ... لَو أَنَّهَا برؤوسهم لم تعثر) (كم قد فلقنا صَخْرَة من صرخة ... وَلكم ملأنا محجراً من محجر)

(وَجَرت دِمَاؤُهُمْ على وَجه الثرى ... حَتَّى جرت مِنْهَا مجاري الْأَنْهُر) (وَالظَّاهِر السُّلْطَان فِي آثَارهم ... يذري الرؤوس بِكُل عضب أَبتر) (ذهب الْغُبَار مَعَ النجيع بصقله ... فَكَأَنَّهُ فِي غمده لم يشهر) وَقَالَ نَاصِر الدّين حسن بن النَّقِيب (وَلما ترامينا الْفُرَات بخيلنا ... سكرناه منا بالقوى والقوائم) (فأوقفت التيار عَن جَرَيَانه ... إِلَى حَيْثُ عدنا بالغنى والغنائم) وَقَالَ يُوسُف بن لُؤْلُؤ الذَّهَبِيّ (دَعَوْت هلاوون اللعين بعزمة ... فأغنتك عَن سُلَيْمَان السيوف الصوارم) (وَقد كَانَ شَيْطَانا على كل بَلْدَة ... فأقلع لما جِئْته بالعزائم) وَقَالَ أَيْضا (منعُوا جَانب الفرا ... ت بِحَدّ الصفائح) ) (كَيفَ تحمونه وَقد ... جَاءَهُم كل سابح) وَقَالَ الْحَكِيم موفق الدّين عبد الله بن عمر الْأنْصَارِيّ (الْملك الظَّاهِر سلطاننا ... نفديه بِالْمَالِ وبالأهل) (اقتحم المَاء ليطفي بِهِ ... حرارة الْقلب من الْمغل) وَقَالَ شهَاب الدّين مَحْمُود من أَبْيَات (لما تراقصت الرؤوس وحركت ... من مطربات قسيك الأوتار) (خضت الْفُرَات بسابح أقْصَى منى ... هوج الصِّبَا من فعله الْآثَار) (حَملتك أمواج الْفُرَات وَمن رأى ... بحراً سواك تقله الْأَنْهَار) (وتقطعت فرقا وَلم يَك طودها ... إِذْ ذَاك إِلَّا جيشك الجرار) (رَشَّتْ دِمَاؤُهُمْ الصَّعِيد فَلم يطر ... مِنْهُم عَليّ الْجَيْش السعيد غُبَار) (شكرت مساعيك المعاقل والورى ... والترب والآساد والأطيار) (هذي منعت وَهَؤُلَاء حميتهم ... وسقيت تِلْكَ وَعم ذِي الإيثار) وَعمر الجسور الْبَاقِيَة إِلَى الْيَوْم بالسَّاحل والأغوار وَأمن النَّاس فِي أَيَّامه وطالت إِلَى أَن

عَاد من وقْعَة البلستين وَأقَام بِالْقصرِ الأبلق فِي دمشق فأحس فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر الْمحرم يشرب القمز وَبَات على هَذِه الْحَال فأحس يَوْم الْجُمُعَة فِي نَفسه توعكاً فَشَكا ذَلِك إِلَى الْأَمِير شمس الدّين سنقر السلحدار فَأَشَارَ عَلَيْهِ بالقيء فاستدعاه فاستعصى عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ بعد الصَّلَاة ركب من الْقصر إِلَى الميدان على عَادَته والألم يقوى عَلَيْهِ فَلَمَّا أصبح اشْتَكَى حرارة فِي بَطْنه فصنعوا لَهُ دَوَاء فشربه وَلم ينجع فَلَمَّا حضر الْأَطِبَّاء أَنْكَرُوا اسْتِعْمَاله الدَّوَاء وَأَجْمعُوا على أَن يسقوه مسهلاً فسقوه فَلم ينجع فحركوه بدواء آخر فأفرط الإسهال بِهِ وَدفع دَمًا محتقناً فتضاعفت حماه وضعفت قواه فتخيل خواصه أَن كبده تتقطع وَأَن ذَلِك من سم شربه فعولج بالجوهر وَذَلِكَ يَوْم عاشره ثمَّ أجهده الْمَرَض إِلَى أَن توفّي يَوْم الْخَمِيس بعد الظّهْر الثَّامِن وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة فأخفوا مَوته وَحمل إِلَى القلعة لَيْلًا وغسلوه وحنطوه وصبروه وكفنه مهتاره الشجاع عنبر والفقيه كَمَال الدّين الاسكندري الْمَعْرُوف بِابْن المبنجي والأمير عز الدّين الأفرم وَجعل فِي تَابُوت وعلق فِي بَيت من بيُوت البحرة بقلعة دمشق وَقد ذكر فِي تَرْجَمَة الْملك القاهر عبد الْملك بن الْمُعظم عِيسَى) فصل لَهُ تعلق بِسَبَب وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى فليؤخذ من هُنَاكَ وَكتب بدر الدّين بيليك الخزندار مطالعة بِيَدِهِ إِلَى وَلَده الْملك السعيد وَركب الْأُمَرَاء يَوْم السبت وَلم يظهروا الْحزن وَكَانَ الظَّاهِر أوصى أَن يدْفن على السابلة قَرِيبا من داريا وَأَن يبْنى عَلَيْهِ هُنَاكَ فَرَأى الْملك السعيد أَن يدفنه دَاخل السُّور فَابْتَاعَ دَار العقيقي بِثمَانِيَة وَأَرْبَعين ألف دِرْهَم وَأمر أَن تبنى مدرسة للشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة وَدَار حَدِيث وقبة للمدفن وَلما نجزت حضر الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بِأبي خرص والطواشي صفي الدّين جَوْهَر الْهِنْدِيّ إِلَى دمشق لدفن الْملك الظَّاهِر وَكَانَ النَّائِب عز الدّين أيدمر فعرفاه مَا رسم بِهِ الْملك السعيد فَحمل تابوته لَيْلًا وَدفن خَامِس شهر رَجَب الْفَرد من السّنة فَقَالَ محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر وَمن خطه نقلت (صَاح هَذَا ضريحه بَين جفني ... فزوروا من كل فج عميق) (كَيفَ لَا وَهُوَ من عقيق جفوني ... دفنوه مِنْهَا بدار العقيق) وَقَالَ عَلَاء الدّين الوداعي (قل للملوك الميتين بجلق ... يهنيكم هَذَا المليك الْجَار) (قومُوا إِلَيْهِ تلتقوا تابوته ... فِي جانبيه سكينَة ووقار) وَفِي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة عملت أعزية الْملك الظَّاهِر بالديار المصرية وتقرر أَن يكون أحد عشر يَوْمًا فِي مَوَاضِع مفرقة ونصبت الْخيام الْعَظِيمَة وصنعت الْأَطْعِمَة الفاخرة وَاجْتمعَ الْخَاص وَالْعَام وحملت الْأَطْعِمَة إِلَى الرَّبْط والزوايا وَحضر الْقُرَّاء والوعاظ إِلَى صَلَاة الْفجْر وخلع على جمَاعَة من الْقُرَّاء والوعاظ وأجيز بَعضهم بالجوائز السّنيَّة ذكر أَوْلَاده رَحمَه الله تَعَالَى الْملك السعيد نَاصِر الدّين مُحَمَّد بركَة وَأمه بنت حسام الدّين بركَة خَان الْخَوَارِزْمِيّ وَالْملك نجم الدّين خضر أمه أم ولد وَالْملك بدر الدّين سلامش وَله من

ذكر وزرائه

الْبَنَات سبع من بنت سيف الدّين دماجي التتري ذكر زَوْجَاته رَحمَه الله تَعَالَى بنت بركَة خَان وَبنت سيف الدّين نوكاي التتري وَبنت الْأَمِير سيف الدّين كراي التتري) وَبنت الْأَمِير سيف الدّين دماجي التتري وشهرزورية تزَوجهَا لما توجه إِلَيْهِ وَلما ملك طَلقهَا 3 - (ذكر وزرائه) الصاحب زين الدّين ابْن الزبير ثمَّ استوزر الصاحب بهاء الدّين ابْن حنا ووزر فِي الصُّحْبَة وَلَده فَخر الدّين مُحَمَّد بن الصاحب بهاء الدّين إِلَى أَن توفّي ثمَّ رتب مَكَانَهُ وَلَده الصاحب تَاج الدّين ووزر لَهُ فِي الصُّحْبَة أَيْضا أَخُوهُ الصاحب زين الدّين أَحْمد ووزر لَهُ لصَاحب عز الدّين مُحَمَّد بن الصاحب محيي الدّين أَحْمد بن الصاحب بهاء الدّين نِيَابَة عَن جده وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَة آلَاف مَمْلُوك 3 - (فتوحاته) رَحمَه الله تَعَالَى قيسارية أرسوف صفد طبرية يافا الشقيف أنطاكية بغراس الْقصير حصن الأكراد حصن عكار القرين صافيتا مرقية حَلبًا وناصف الفرنج على المرقب وبلنياس وبلاد أنطرطوس وعَلى سَائِر مَا بَقِي فِي أَيْديهم من الْبِلَاد والحصون وَولى فِي نصِيبه لولاة والعمال واستعاد من صَاحب سيس درب ساك ودركوش وبليش وَكفر دنين ورعبان والمزربان وَملك من الْمُسلمين دمشق وبعلبك وعجلون وَبصرى وصرخد والصلت وحمص وتدمر والرحبة وزليبا وتل بَاشر وصهيون وبلاطنس وبرزيه وحصون الاسماعيلية والشوبك والكرك وشيزر والبيرة وَفتح الله عَلَيْهِ بِلَاد النّوبَة ودنقلة وَغَيرهَا 3 - (عمائره) رَحمَه الله تَعَالَى عمر بقلعة الْجَبَل دَار الذَّهَب وبرحبة الحبارج قبَّة عَظِيمَة مَحْمُولَة على اثْنَي عشر عموداً من الرخام الملون وطبقتين مطلتين على رحبة الْجَامِع وعشاً لبرج الزاوية المجاور لباب السِّرّ وَأخرج مِنْهُ رواشن وَبنى عَلَيْهِ قبَّة وزخرفها وَأَنْشَأَ جواره طباقاً للمماليك وَأَنْشَأَ برحبة بَاب القلعة دَارا كَبِيرَة لوَلَده الْملك السعيد وَأَنْشَأَ دوراً كَثِيرَة لِلْأُمَرَاءِ ظَاهر الْقَاهِرَة مِمَّا يَلِي القلعة وإسطبلات جمَاعَة وَأَنْشَأَ حَماما بسوق الْخَيل لوَلَده والجسر الْأَعْظَم والقنطرة الَّتِي على الخليج والميدان بالبورجي وَعمر بِهِ المناظر والقاعات وَنقل إِلَيْهِ النخيل وَكَانَ أُجْرَة النَّقْل سِتَّة عشر ألف دِينَار وجدد الْجَامِع الْأَقْمَر وَالْجَامِع الْأَزْهَر وَبنى جَامع الْعَافِيَة بالحسينية) وَأنْفق عَلَيْهِ فَوق الْألف ألف دِرْهَم وزاوية للشَّيْخ خضر وحماماً وطاحوناً وفرناً وقبةً على المقياس مزخرفة وعدة جَوَامِع فِي الْأَعْمَال المصرية وجدد قلعة الجزيرة وقلعة العمودين ببرقة وقلعة السويس وَعمر جِسْرًا بالقليوبية وجدد الجسر الْأَعْظَم على بركَة الْفِيل وَأَنْشَأَ قنطرته الْمَعْرُوفَة بقنطرة السبَاع الَّتِي هدمها الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وقنطرة على بَحر ابْن منجا لَهَا سَبْعَة

أَبْوَاب وقنطرة بمنية السيرج وقنطرتين عِنْد الْقصير بسبعة أَبْوَاب تعبرها المراكب وست عشرَة قنطرة يسْلك مِنْهَا إِلَى دمياط وقنطرة على خليج الْقَاهِرَة للمرور عَلَيْهَا إِلَى الميدان وقنطرة عَظِيمَة على خليج الْإسْكَنْدَريَّة وحفر خليج الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ ارتدم وحفر بَحر أشموم وَكَانَ قد عمي وحفر ترعة الصّلاح وخور سرخسا وحفر المجايري والكافوري وترعة كنساد وَزَاد فِيهَا مائَة قَصَبَة وحفر بَحر الصمصام بالقليوبية وحفر السردوس وحفر فِي ترعة أبي الْفضل ألف قَصَبَة وتمم عمَارَة حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعمل منبره وأحاط بالضريح درابزيناً وَذهب سقوفه وجددها وبيض جدرانه وجدد البيمارستان بِالْمَدِينَةِ وَنقل إِلَيْهِ سَائِر المعاجين والاكحال والأشربة وَبعث إِلَيْهِ طَبِيبا من الديار المصرية وجدد قبر الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ورم شعثه وَأصْلح أبوابه وميضاته وبيضه وَزَاد فِي راتبه المجرى عَلَيْهِ وعَلى قوامه ومؤذنيه وإمامه ورتب لَهُ من مَال الْبَلَد مَا يجْرِي على الواردين عَلَيْهِ والمقيمين بِهِ وجدد بالقدس الشريف مَا كَانَ تداعى من قبَّة الصَّخْرَة وجدد قبَّة السلسلة وزخرفها وَأَنْشَأَ خَانا للسبيل نقل بَابه من دهليز كَانَ للخلفاء المصريين بِالْقَاهِرَةِ وَبنى بِهِ مَسْجِدا وطاحوناً وفرناً وبستاناً وَبنى على قبر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قبَّة ومسجداً وَهُوَ عِنْد الْكَثِيب الْأَحْمَر قبلي أرِيحَا ووقف عَلَيْهِ وَقفا وَبنى على قبر أبي عُبَيْدَة بن الْجراح رَضِي الله عَنهُ مشهداً بعمتا من الْغَوْر ووقف عَلَيْهِ وَقفا وجدد بالكرك برجين كَانَا صغيرين فهدمهما وكبرهما وعلاهما ووسع مشْهد جَعْفَر الطيار ووقف عَلَيْهِ وَقفا زِيَادَة على وَقفه وَعمر جسر دامية بالغور ووقف عَلَيْهِ وَقفا برسم مَا عساه يتهدم من عِمَارَته وَأَنْشَأَ جسوراً كَثِيرَة بالسَّاحل والغور وَعمر قلعة قاقون وَبنى بهَا جامعاُ ووقف عَلَيْهِ وَقفا وَبنى حَوْض السَّبِيل وجدد جَامع الرملة وَأصْلح مصانعها وَأصْلح جَامع زرعين وَمَا عداهُ من جَمِيع الْبِلَاد الساحلية وجدد باشورة لقلعة صفد أَنْشَأَهَا بِالْحجرِ الهرقلي وَعمر كَذَلِك أبراجاً وبدنات وبغلات مسفحة وَبنى بالقلعة برجاً زَائِد الِارْتفَاع يصعد الْجمل إِلَى أَعْلَاهُ بِحمْلِهِ طوله) ثَمَانُون ذِرَاعا وَلم يكمل إِلَّا فِي الْأَيَّام المنصورية وَبنى بالربض الَّذِي بصفد جَامعا حسنا وَكَانَت الشقيف قطعتين متجاورتين فَجمع بَينهمَا وَبنى بهَا جَامعا وحماماً وَدَار نِيَابَة وجدد عمَارَة قلعة الصبيبة بَعْدَمَا خربها التتار وَكَانَ التتار هدموا شراريف قلعة دمشق ورؤوس أبراجها فجدد ذَلِك وَبنى الطارمة الَّتِي على سوق الْخَيل وَبنى حَماما خَارج بَاب النَّصْر وجدد ثَلَاث اسطبلات على الشّرف الْأَعْلَى وَبنى الْقصر الأبلق بالميدان وَلم يكن مثله وجدد مشْهد زين العابدين بِجَامِع دمشق وَأمر بِغسْل الأساطين ودهان رؤوسها ورخم الْحَائِط الشمالي وجدد بَاب الْبَرِيد وفرشه بالبلاط ورم شعث قبَّة الدَّم وَبنى دور الضِّيَافَة للرسل والمترددين مجاورة للحمام وجدد مَا تهدم من قلعة صرخد وجامعها ومساجدها وَكَذَلِكَ فعل

ببصرى وعجلون والصلت وجدد نما تهدم من قلعة بعلبك وجدد قبر نوح عَلَيْهِ السَّلَام وجدد أسوار حصن الأكراد وقلعتها عمرها وعقدها حنايا وَحَال بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة بخندق وَبنى عَلَيْهَا أبرجة بطلاقات وجدد من حصن عكار مَا كَانَ استهدم وَزَاد الأبرجة وَبنى الْجَامِع وجدد خَان المحدثة وَعمل بِهِ الخفراء وَبنى من الْقصير إِلَى المناخ إِلَى قارا إِلَى حمص عدَّة أبرجة فِيهَا الْحمام والخفراء وَكَذَلِكَ من دمشق إِلَى تدمر والرحبة إِلَى الْفُرَات وجدد سفح قلعة حمص والدور السُّلْطَانِيَّة بهَا وَأَنْشَأَ قلعة شميمس بجملتها وَأصْلح قلعة شيزر وقلعتي الشغر وبكاس وقلعة بلاطنس وَبنى قلاع الإسماعيلية الثمان وَبنى مَا تهدم من قلعة عين تَابَ والراوندان وَبنى بأنطاكية جَامعا مَكَان الْكَنِيسَة وَكَذَلِكَ ببغراس وَأَنْشَأَ قلعة البيرة وَبنى بهَا الأبرجة ووسع خندقها وجدد جَامعهَا وَأَنْشَأَ بالميدان الْأَخْضَر شمَالي حلب مصطبة كَبِيرَة مرخمة وَأَنْشَأَ دَار الْخَيْر للقلعة وَبنى فِي أَيَّامه مَا لم يبن فِي أَيَّام غَيره وَكَانَت العساكر بالديار المصرية فِي الْأَيَّام الكاملية والصالحية عشرَة آلَاف فَارس فضاعفها أَرْبَعَة أَضْعَاف وَكَانَ أُولَئِكَ مقتصدين فِي النَّفَقَات وَالْعدَد وَعَسْكَره بالضد من ذَلِك وَكَانَت كلف المطبخ الصَّالِحِي النجمي ألف رَطْل لحم بالمصري كل يَوْم فضاعف ذَلِك فَكَانَت فِي أَيَّام الظَّاهِر عشرَة آلَاف رَطْل كل يَوْم عَنْهَا وَعَن توابلها عشرُون ألف دِرْهَم وَيصرف فِي خزانَة الْكسْوَة كل يَوْم عشرُون ألف دِرْهَم وَيصرف فِي الكلف الطارئة الْمُتَعَلّقَة بالرسل والوفود كل يَوْم عشرُون ألف دِرْهَم وَيصرف فِي ثمن القرط لدوابه ودواب من يلوذ بِهِ كل سنة ثَمَان مائَة ألف دِرْهَم وَيقوم بكلف الْخَيل وَالْبِغَال وَالْحمير خَمْسَة عشر ألف عليقة عَنْهَا سِتّمائَة إِرْدَب) وَيصرف للمخابز الجرايات خلا مَا يصرف لأرباب الرَّوَاتِب بِمصْر خَاصَّة كل شهر عشرُون ألف إِرْدَب قَالَ بعض الشُّعَرَاء ملغزا فِي اسْمه (مَا اسْم إِذا صحفت مكتوبه ... فالطرد فِي التَّصْحِيف كالعكس) (لَا يختفي لما غَدا ظَاهرا ... حَتَّى على الدِّينَار والفلس) وَكَانَ الظَّاهِر رَحمَه الله تَعَالَى قد منع الْخمر والحشيش وَجعل الْحَد على ذنك السَّيْف فَأمْسك ابْن الكازروني وَهُوَ سَكرَان فصلب وَفِي حلقه جرة خمر فَقَالَ الْحَكِيم شمس الدّين ابْن دانيال (لقد كَانَ حد السكر من قبل صلبه ... خَفِيف الْأَذَى إِذْ كَانَ فِي شرعنا جلدا) (فَلَمَّا بدا المصلوب قلت لصاحبي ... أَلا تب فَإِن الْحَد قد جَاوز الحدا) وَقَالَ القَاضِي نَاصِر الدّين ابْن الْمُنِير (لَيْسَ لإبليس عندنَا طمع ... غير بِلَاد الْأَمِير مَأْوَاه) (منعته الْخمر والحشيش مَعًا ... أحرمته مَاءَهُ ومرعاه)

وَقَالَ نَاصِر الدّين حسن بن النَّقِيب (منع الظَّاهِر الْحَشِيش مَعَ الخم ... ر فولى إِبْلِيس من مصر يسْعَى) (قَالَ مَا لي وللمقام بِأَرْض ... لم أمتع فِيهَا بِمَاء ومرعى) وَقَالَ ابْن دانيال (لقد منع الإِمَام الْخمر فِينَا ... وصير حَدهَا حد الْيَمَانِيّ) (فَمَا جسرت مُلُوك الْجِنّ خوفًا ... لأجل الْخمر تدخل فِي القناني) وَقَالَ أَيْضا قصيدة سينية أَولهَا (مَاتَ يَا قوم فَجْأَة إِبْلِيس ... وخلا مِنْهُ ربعه المأنوس) وَقَالَ آخر (الْخمر يَا إِبْلِيس إِن لم تقم ... وَتوسع الْحِيلَة فِي ردهَا) (لَا نفقت سوق الْمعاصِي وَلَا ... أفلحت يَا إِبْلِيس من بعْدهَا) وَفِيه يَقُول السراج الْوراق (يَا حبذا الْملك الَّذِي ملكه ... إِلَى أقاصي الْهِنْد والصين) (مَا سمي الظَّاهِر إِلَّا وَقد ... أظهره الله على الدّين) ) وَقَالَ القَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر لما دخل الْملك الظَّاهِر بِلَاد الأرمن (يَا وَيْح سيس أَصبَحت نهبةً ... كم عوق الْجَارِي بهَا الجاريه) (وَكم بهَا قد ضَاقَ من مَسْلَك ... يستوقف الْمَاشِي بهَا الماشيه) وَقَالَ أَيْضا (يَا مَالك الأَرْض الَّذِي عزمه ... كم عَامر للكفر مِنْهُ خرب) (قلبت سيساً فَوْقهَا تحتهَا ... وَالنَّاس قَالُوا سيس لَا تنْقَلب) وَقَالَ أَيْضا (مَا هادن الأرمن سلطاننا ... إِلَّا لأمر فِيهِ إذلالهم) (حَتَّى لَهُ تكْثر أَمْوَالهم ... وللظبى تكْثر أطفالهم) وَلما أَرَادَ الْملك الظَّاهِر أَن يُقرر القطيعة على الْبَسَاتِين واحتاط عَلَيْهَا وعَلى الْأَمْلَاك والقرى وَهُوَ نَازل على الشقيف قَالَ لَهُ القَاضِي شمس الدّين عبد الله بن عَطاء الْحَنَفِيّ هَذَا مَا يحل

وَلَا يجوز لأحد أَن يتحدث فِيهِ وَقَامَ مغضباً وَتوقف الْحَال وصقعت الْبَسَاتِين وعدمت الثِّمَار جملَة كَافِيَة فَقَالَ فِي ذَلِك مجد الدّين ابْن سَحْنُون خطيب النيرب (واهاً لأعطاف الغصون وَمَا الَّذِي ... صَنعته أَيدي الْبرد فِي أثوابها) (صبغت خمائلها الصِّبَا فَكَأَنَّهَا ... قد ألبست أسفا على أَرْبَابهَا) وَقَالَ نور الدّين أَحْمد بن مُصعب (لهفي على حلل الغصون تبدلت ... من بعد خضرَة لَوْنهَا بسواد) (وأظنها حزنت لفرقة أَهلهَا ... فلذاك قد لبست ثِيَاب حداد) وَظن النَّاس أَن السُّلْطَان يرحمهم لذَلِك فَلَمَّا أَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى مصر أحضر الْعلمَاء وَأخرج فتاوي الْحَنَفِيَّة باستحقاقها بِحكم أَن دمشق فتحهَا عمر بن الْخطاب عنْوَة ثمَّ قَالَ من كَانَ مَعَه كتاب عَتيق أجريناه وَإِلَّا فَنحْن فتحنا هَذِه الْبِلَاد بسيوفنا ثمَّ قرر عَلَيْهِم ألف ألف دِرْهَم فَسَأَلُوهُ تقسيطها فَأبى وَتَمَادَى الْحَال ثمَّ إِنَّهُم عجلوا لَهُ مِنْهَا أَربع مائَة ألف دِرْهَم بوساطة فَخر الدّين الأتابك وَزِير الصُّحْبَة ثمَّ أسقط الْبَاقِي عَنْهُم بتوقيع قرئَ على الْمِنْبَر وَفِي وَاقعَة الأبلستين يَقُول القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود أَنْشدني ذَلِك إجَازَة (كَذَا فلتكن فِي الله هذي العزائم ... وَإِلَّا فَلَا تجفو الجفون الصوارم) ) (عزائم جارتها الرِّيَاح فَأَصْبَحت ... مخلفةً تبْكي عَلَيْهَا الغمائم) (سرت من حمى مصر إِلَى الرّوم فاحتوت ... عَلَيْهِ وسوراه الظبا واللهاذم) (بِجَيْش تظل الأَرْض مِنْهُ كَأَنَّهَا ... على سَعَة الأرجاء فِي الضّيق خَاتم) (كتائب كالبحر الخضم جيادها ... إِذا مَا تهادت موجه المتلاطم) (تحيط بمنصور اللِّوَاء مطفر ... لَهُ النَّصْر والتأييد عبد وخادم) (مليك يلوذ الدّين من عزماته ... بِرُكْن لَهُ الْفَتْح الْمُبين دعائم) (مليك لأبكار الأقاليم نَحوه ... حنين كَذَا تهوى الْكِرَام الكرائم) (فكم وطِئت طَوْعًا وَكرها جياده ... معاقل قرطاها السها والنعائم) (مليك بِهِ للدّين فِي كل سَاعَة ... بشائر للْكفَّار فِيهَا مآتم) (جلاحين أقذى أعين الْكفْر للهدى ... ثغوراً بَكَى الشَّيْطَان وَهِي بواسم) (إِذا رام شَيْئا لم يعقه لبعدها ... وشقتها عَنهُ الإكام الطواسم) (فَلَو نَازع النسرين أمرا لَنَالَهُ ... وَذَا وَاقع عَجزا وَذَا بعد حائم)

(وَلما رمى الرّوم المنيع بخيله ... وَمن دونه سد من الصخر عَاصِم) (يروم عِقَاب الجو قطع عِقَابه ... إِلَيْهِ فَلَا تقوى عَلَيْهِ القوادم) (غَدا وَهُوَ من وَقع السنابك ذَا ثرى ... تطأه فتستوطي ثراه المناسم) (وَلما امتطت أَعْلَاهُ أَعْلَام جَيْشه ... وَفد لَاحَ فِيهَا للفلاح علائم) (تراءت عُيُون الْكَافرين خلالها ... بروق سيوف صوبهن الجماحم) (فَلم يثن عَنْهَا الطّرف خوفًا وحيرةً ... ومالت على كره إِلَيْهَا الغلاصم) (وأبرزت الأَرْض الكمين وَقد علت ... عَلَيْهَا طيور للحمام حوائم) (فَأَهوى إِلَيْهِم كل أجرد ضامر ... تطير بِهِ نَحْو الْهياج القوائم) (يَخُوض الوغى لم تثنه اللجم راقصاً ... دلالاً وَيَغْدُو وَهُوَ فِي الدَّم عائم) (وسالت عَلَيْهِم أَرضهم بمواكب ... لَهَا النَّصْر طوع وَالزَّمَان مسالم) (أدارت بهم سوراً منيعاً مشرفا ... بسمر العوالي مَاله الدَّهْر هَادِم) (من التّرْك أما فِي الْمعَانِي فَإِنَّهُم ... شموس وَأما فِي الوغى فضراغم) (غَدا ظَاهرا بِالظَّاهِرِ النَّصْر فيهم ... يبيد اللَّيَالِي والعدى وَهُوَ دَائِم) ) (فأهووا إِلَى لثم الأسنة فِي الوغى ... كَأَنَّهُمْ العشاق وَهِي المباسم) (وصافحت الْبيض الصفاح رقابهم ... وعانقت السمر القدود النواعم) (فكم حَاكم فيهم على ألف دارع ... غَدا حاسر وَالرمْح فِي فِيهِ حَاكم) (وَكم ملك مِنْهُم رأى وَهُوَ موثق ... خَزَائِن مَا يحويه وَهِي غَنَائِم) (توسوست السمر الدقاق فَأَصْبَحت ... لَهَا من رُؤُوس الدارعين تمائم) (فيا ملك الْإِسْلَام يَا من بنصره ... على الْكفْر أَيَّام الزَّمَان قواسم) (تهن بِفَتْح سَار فِي الأَرْض ذكره ... سرى الْغَيْث تحدوه الصِّبَا والنعائم) (بذلت لَهُ فِي الله نفسا نفيسةً ... فوافاك لَا يثنيه عَنْك اللوائم) (وَلما هزمت الْقَوْم أَلْقَت زمامها ... إِلَيْك الْحُصُون العاصيات العواصم) (ممالك حاطتها الرماح فكم سرت ... على وَجل فِيهَا الرِّيَاح النواسم) (تبيت مُلُوك الأَرْض وَهِي مُنَاهُمْ ... وَلَيْسَ بهَا مِنْهُم مَعَ الشوق حالم) (ولولاك مَا أَوْمَأ إِلَى الْبَرْق ثغرها ... لغرة مثواه من الشَّام شائم) (أَقمت لَهَا بِالْخَيْلِ سوراً كَأَنَّهُ ... أساور أضحت وَهِي فِيهَا معاصم) (فَلَا زلت مَنْصُور اللِّوَاء مؤيداً ... على الْكفْر مَا ناحت وَأَنت حمائم)

الجالق

3 - (الجالق) بيبرس الْأَمِير ركن الدّين الجالق الصَّالِحِي كَانَ من أكبر الْأُمَرَاء توفّي سنة سبع وَسبع مائَة 3 - (الْملك المظفر) بيبرس الْملك المظفر ركن الدّين الْبُرْجِي الجاشنكير المنصوري وَكَانَ يعرف بالعثماني كَانَ أَبيض أشقر مستدير اللِّحْيَة فِيهِ عقل وَدين وَله أَمْوَال لَا تحصى وَله إقطاع كَبِير فِيهِ عدَّة إقطاعات لأمراء كَانَ أستاذ دَار الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وسلار نَائِبا فحكما فِي الْبِلَاد وتصرفا فِي الْعباد وللسلطان الِاسْم لَا غير وَكَانَ نواب الشَّام خوشداشية الجاشنكير وَحزبه من البرجيه قوي فَلَمَّا توجه الْملك النَّاصِر إِلَى الْحجاز ورد من الطَّرِيق إِلَى الكرك وَأقَام بهَا لعب الْأَمِير سيف الدّين سلاّر بالجاشنكير وسلطنه وَسمي الْملك المظفر وفوض الْخَلِيفَة إِلَيْهِ ذَلِك وَأفْتى جمَاعَة من الْفُقَهَاء لَهُ بذلك وَكتب تَقْلِيده وَركب بخلعة الْخلَافَة) السَّوْدَاء والعمامة المدورة والتقليد على رَأس الْوَزير وناب لَهُ سلاّر واستوسق لَهُ الْأَمر فأطاعه أهل الشَّام ومصر وحلفوا لَهُ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَإِلَى وسط سنة تسع فَغَضب مِنْهُ الْأَمِير سيف الدّين نغاي وَجَمَاعَة من الخاصكية نَحْو الْمِائَة وخامروا عَلَيْهِ إِلَى الكرك فَخرج النَّاصِر من الكرك وَحضر إِلَى دمشق وَسَار فِي عَسْكَر الشَّام إِلَى غَزَّة فَجهز المظفر يزكاً قدم عَلَيْهِم الْأَمِير سيف الدّين برلغي فخامر إِلَى النَّاصِر فذل المظفر وهرب فِي مماليكه نَحْو الغرب ثمَّ إِنَّه رَجَعَ بَعْدَمَا اسْتَقر الْملك النَّاصِر فِي قلعة الْجَبَل وَكتب إِلَيْهِ الَّذِي أعرفك بِهِ أنني قد رجعت إِلَيْك لأقلدك بغيك فَإِن حبستني عددت ذَلِك خلْوَة وَإِن هججتني عددت ذَلِك سياحة وَإِن قتلتني كَانَ ذَلِك عَليّ شَهَادَة فعين لَهُ صهيون فَسَار إِلَيْهَا مرحلَتَيْنِ ثمَّ إِن النَّاصِر رده وأحضره قدامه وسبه وعنفه وَعدد عَلَيْهِ ذئوباً ثمَّ خنقه قدامه بِوتْر إِلَى أَن كَاد يتْلف ثمَّ سبه حَتَّى أَفَاق وعنفه وَزَاد فِي شَتمه ثمَّ خنقه فَمَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَسبع مائَة وَقيل سقِِي كأس سم أهلكته فِي الْحَال وَالله أعلم وَكَانَ كثير الْخَيْر وَالْبر عمر الْجَامِع الحاكمي بعد الزلزلة وأوقف عَلَيْهِ الْكتب النفيسة الْكَثِيرَة وَكتب خَتمه بِالذَّهَب فِي سَبْعَة أَجزَاء قطع الْبَغْدَادِيّ كتبهَا لَهُ شرف الدّين مُحَمَّد بن الوحيد بقلم الْأَشْعَار ذَهَبا أَخذ لَهَا ليقة ألف وست مائَة دِينَار وزمكها وذهبها صندل الْمَشْهُور وَغرم عَلَيْهَا جملَة من الْأجر وَلم يعد يتهيأ لأحد إنْشَاء مثلهَا وَلَا من تسمو همته إِلَى أَن يغرم عَلَيْهَا مثل ذَلِك وَعمر الخانقاه الركنية مجاورة الخانقاه سعيد السُّعَدَاء ورتب لَهَا فِيمَا قيل أَربع مائَة صوفي وصنع داخلها للْفُقَرَاء بيمارستاناً وَلما حضر السُّلْطَان من الكرك لم يسْتَمر لَهَا إِلَّا بِمِائَة صوفي لَا غير وَكَانَ فِي كل قَلِيل يُؤْخَذ من حاصلها السبعون ألفا وَالْخَمْسُونَ والأقل وَالْأَكْثَر

علاء الدين العديمي المسند

3 - (عَلَاء الدّين العديمي الْمسند) بيبرس الشَّيْخ الْمسند الْكَبِير الْجَلِيل عَلَاء الدّين أَبُو سعيد ابْن عبد الله التركي العديمي مولى الصاحب مجد الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن العديم مولده فِي حُدُود الْعشْرين وست مائَة ارتحل مَعَ أستاذه وَسمع بِبَغْدَاد جُزْء البانياسي من الكاشغري وجزء العيسوي من ابْن الخازن وَأَسْبَاب النُّزُول من ابْن أبي السهل وَتفرد بأَشْيَاء وَسمع من ابْن أبي قميرة وَحدث بِدِمَشْق وحلب وَسمع مِنْهُ علم الدّين البرزالي وَابْن حبيب وَأَوْلَاده والواني وَابْن خلف وَابْن خَلِيل الْمَكِّيّ وعدة وَكَانَ مليح الشكل أُمِّيا فِيهِ عجمةً توفّي بحلب سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة) 3 - (الْأَمِير ركن الدّين الْحَاجِب) بيبرس الْحَاجِب كَانَ أَولا أَمِير آخور فَلَمَّا حضر السُّلْطَان من الكرك عَزله بالأمير عَلَاء الدّين أيدغمش الْمَذْكُور فِي حرف الْهمزَة ثمَّ ولى الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الحجوبية فَكَانَ حاجباً إِلَى أَن جرد إِلَى الْيمن هُوَ وَجَمَاعَة من الْعَسْكَر الْمصْرِيّ فَغَاب مُدَّة بِالْيمن وَلما حضر نقم السُّلْطَان عَلَيْهِ أموراً نقلت إِلَيْهِ فاعتقله وَكَانَ قبل تجريده إِلَى الْيمن قد حضر إِلَى دمشق نَائِبا لما توجه الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى الْحجاز فَأَقَامَ بهَا نَائِبا مُدَّة غيبَة الْحجاز ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَلما فرج عَنهُ جهز إِلَى حلب أَمِيرا فَبَقيَ هُنَاكَ مُدَّة ثمَّ لما توجه الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى مصر سنة تسع وَثَلَاثِينَ طلبه من السُّلْطَان أَن يكون عِنْده فِي دمشق فرسم لَهُ بذلك فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَنزل بدار أيدغدي شقير وَلم يزل إِلَى أَن توجه قطلو بغا الفخري من دمشق هُوَ وطشتمر إِلَى مصر فِي نوبَة الْملك النَّاصِر أَحْمد فأقره على نِيَابَة الْغَيْبَة بِدِمَشْق هُوَ والأمير سيف الدّين أللمش الْحَاجِب وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد يكْتب إِلَيْهِ وَكَانَ قد أسن فَحصل لَهُ مَا شراه فِي وَجهه أَقَامَ مَعهَا تَقْدِير جُمُعَة ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَله دَار دَاخل الْقَاهِرَة جواً بَاب الزهومة مَشْهُورَة الْأَمِير ركن الدّين الدوادار بيبرس الْأَمِير ركن الدّين الدوادار المنصوري الخطاي رَأس الميسرة وكبير الدولة عمل نِيَابَة السلطنة بِمصْر ثمَّ سجن مُدَّة وَأطلق وأعيد إِلَى رتبته وصنف تَارِيخا كَبِيرا بإعانة كَاتبه ابْن كبر النَّصْرَانِي وَغَيره وَكَانَ عَاقِلا وافر الهيبة ذَا منزلَة وَكَانَ السُّلْطَان يقرم لَهُ وَيَأْذَن لَهُ بِالْجُلُوسِ مَاتَ وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ بِمصْر سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة

الأحمدي

حَاجِب صفد بيبرس الْأَمِير ركن الدّين حَاجِب صفد كَانَ مَنْسُوبا إِلَى سلاّر فَأخْرجهُ السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون إِلَى صفد بعد سبع وَعشْرين وَسبع مائَة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن توفّي الْأَمِير عَلَاء الدّين أقطوان الكمالي الْحَاجِب فرسم لَهُ بحجوبية صفد وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا مَأْمُونا خيّراً عديم الشَّرّ فَلَمَّا رسم السُّلْطَان للأمير بهاء الدّين أصلم بنيابة صفد رسم لَهُ أَن يكون من جملَة أُمَرَاء دمشق حَتَّى لَا يجتمعا لِأَن الْأَمِير بهاء الدّين كَانَ سلاّرياً ثمَّ إِنَّه بعد موت السُّلْطَان طلب العودة إِلَى صفد فَعَاد إِلَيْهَا حاجباً وَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي أول شهر رَجَب الْفَرد) سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة 3 - (الأحمدي) بيبرس الْأَمِير ركن الدّين الأحمدي أَمِير جاندار من كبار الدولة كَانَ أَيَّام النَّاصِر مُحَمَّد أَمِير جاندار وَهُوَ مقدم ألف فِيهِ بر وكرم نفس وإيثار للْفُقَرَاء وَكَانَ أحد من يشار إِلَيْهِ بعد الْملك النَّاصِر فِي التَّوْلِيَة والعزل وَهُوَ الَّذِي قوّى عزم قوصون على تَوْلِيَة الْملك الْمَنْصُور أبي بكر وَخَالف بشتاك وَقَالَ لَهُ هَذَا السُّلْطَان أستاذكم قد ولى وَلَده وَمَا اخْتَار الَّذِي تختاره أَنْت وأبوهما أخبر بهما وَلما نسب إِلَى السُّلْطَان أبي بكر مَا نسب من اللَّهْو واللعب وَاسْتِعْمَال الشَّرَاب حضر إِلَى بَاب الْقصر وَبِيَدِهِ دمرداش وَقَالَ إيش هَذَا اللّعب فانفلّ الْجَمَاعَة الَّذين كَانُوا عِنْد السُّلْطَان أبي بكر وَلما توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فرغ عَن الْوَظِيفَة وَولى مَكَانَهُ أروم بغا ثمَّ إِن النَّاصِر أَحْمد لما ولي الْملك ولاه نِيَابَة صفد فَخرج إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مديدة وَلما انهزم الفخري من رمل مصر وصل إِلَى جينين قَاصِدا الأحمدي هَذَا وَأَشَارَ عَلَيْهِ مماليكه بذلك وَنزل هُوَ من صفد وَلَو اجْتمعَا مَا نَالَ أحد مِنْهُمَا غَرضا ثمَّ إِن الفخري قَالَ لَا هَذَا أيدغمش على عين جالوت هُنَا وَهُوَ أقرب فجَاء إِلَيْهِ فأمسكه على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة قطلوبغا الفخري ثمَّ إِن النَّاصِر حقد عَلَيْهِ ذَلِك وهم بإمساكه فأحس بذلك فَخرج من صفد هُوَ ومماليكه ملبسين عدَّة السِّلَاح واتبعهم عَسْكَر صفد فَخرج من عَسْكَر صفد وَاحِد وَقتل البتخاصي الْحَاجِب الصَّغِير ثمَّ إِنَّه قصد دمشق وَجَاء إِلَيْهَا وَلَيْسَ بهَا نَائِب يَوْمئِذٍ فَخرج الْأُمَرَاء إِلَيْهِ لإمساكه فَقَالَ أَنا قد جِئْت إِلَيْكُم غير محَارب فَإِن جَاءَ أَمر السُّلْطَان بإمساكي أمسكوني وَأَنا ضيف عنْدكُمْ فأخرجوا لَهُ الْإِقَامَة وَبَات تِلْكَ اللَّيْلَة وَأصْبح والأمراء مَعَه وَجَاء الْبَرِيد من الكرك بإمساكه فَكتب الْأُمَرَاء إِلَى السُّلْطَان أَحْمد يسألونه فِيهِ وَأَن هَذَا مملوكك ومملوك والدك وَهُوَ ركن من أَرْكَان الدولة وَمَا لَهُ ذَنْب وَالْيَوْم يعِيش وَغدا يَمُوت ونسأل صدقَات السُّلْطَان الْعَفو

بيبغا

عَنهُ وَأَن يكون أَمِيرا بِدِمَشْق فَرد الْجَواب بإمساكه فَردُّوا الْجَواب بالسؤال فِيهِ فَأبى ذَلِك وَقَالَ أمسكوه وانهبوه وخذوا أَمْوَاله لكم وابعثوا إِلَيّ بِرَأْسِهِ فَأَبَوا ذَلِك وخلعوا طَاعَته وشقوا الْعَصَا عَلَيْهِ وَبعد أَيَّام قَليلَة ورد الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الصلاحي من مصر مخبرا بِأَن المصريين خلعوا أَحْمد وولوا السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَبَقِي الأحمدي هَذَا مُقيما بقصر الْأَمِير سيف الدّين تنكز بالمزة إِلَى أَن ورد مرسوم) الْملك الصَّالح لَهُ بنيابة طرابلس فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا قَرِيبا من شَهْرَيْن ثمَّ طلب إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهَا وَحضر بدله إِلَى طرابلس الْأَمِير سيف الدّين أروم بغا نَائِبا ثمَّ إِن الأحمدي جهز إِلَى الكرك يحاصر السُّلْطَان أَحْمد فحصره مُدَّة وَبَالغ فَلم ينل مِنْهُ مَقْصُودا وَتوجه إِلَى مصر وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ شكلاً تَاما ذَا شيبَة منورة وَوَجهه أَحْمَر وَمَات فِي عشر الثَّمَانِينَ وَلما جَاءَ حَرِيم طشتمر من الكرك بعد نهبهن بالكرك وسلبهن كَانَ الأحمدي بِدِمَشْق فَدفع إلَيْهِنَّ خَمْسَة آلَاف دِرْهَم (بيبغا) 3 - (الأشرفي) بيبغا الأشرفي الْأَمِير سيف الدّين كَانَ فِي وَقت نَائِب الكرك فِيمَا بعد الْعشْرين وَسبع مائَة فِيمَا أَظن ثمَّ إِنَّه عزل مِنْهَا وَحضر إِلَى دمشق وجهز إِلَى صرخد فِيمَا أَظن وَكَانَ قد أضرّ بِأخرَة وَالله أعلم وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (المؤيدي) بيبغا الْأَمِير سيف الدّين مَمْلُوك الْملك الْمُؤَيد صَاحب حماة كَانَ من جملَة أُمَرَاء الطبلخاناه بحماة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بحماة 3 - (نَائِب مصر) بيبغا آروس الْأَمِير سيف الدّين نَائِب السلطنة بالديار المصرية أول مَا ظهر وشاع ذكره فِي الْأَيَّام الصالحية ثمَّ لما كَانَ فِي قتلة المظفر حاجي ظهر واشتهر وباشر النِّيَابَة بِمصْر على أحسن مَا يكون وأجمل مَا بَاشرهُ غَيره لِأَنَّهُ أحسن إِلَى النَّاس وَلم يظلم أحدا وَكَانَ إِذا مَاتَ أحد أعْطى إقطاعه لوَلَده فَأَحبهُ النَّاس محبَّة كَثِيرَة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين منجك أَخُوهُ فولاه الوزارة فَاخْتلف النَّاس من الْأُمَرَاء الخاصكية لأجل أَخِيه فأرضاهم بعزله يويمات ثمَّ إِنَّه أخرج الْأَمِير شهَاب الدّين أَمِير شكار إِلَى نِيَابَة صفد ثمَّ أخرج بعده الْأَمِير سيف الدّين الجيبغا إِلَى دمشق على مَا تقدم فِي تَرْجَمته ثمَّ الْأَمِير حسام الدّين لاجين العلائي زوج أم المظفر إِلَى حماة وَلم يزل على حَاله فِي النِّيَابَة لَا يفعل إِلَّا خيرا وَلَا يسمع عَنهُ سوء وَهُوَ محسن إِلَى

النَّاس وَلما كَانَ فِي زمن الوباء أعْطى أَوْلَاد من يَمُوت إقطاع أَبِيهِم وَحَضَرت إِلَيْهِ امْرَأَة مَعهَا بنتان وَقَالَت هَؤُلَاءِ مَاتَ أبوهن وَلم يتْرك لي وَلَهُم شَيْئا غير إقطاعه فَقَالَ لناظر) الْجَيْش اكشف عِبْرَة هَذَا الإقطاع فكشفه فَقَالَ يعْمل خَمْسَة عشر ألفا فَقَالَ من يُعْطي فِي هَذَا عشْرين ألف دِرْهَم وَيَأْخُذهُ فَقَالَ وَاحِد أَنا أعطي فِيهِ اثْنَي عشر ألفا فَقَالَ هَاتِهَا فوزنها فَقَالَ للْمَرْأَة خذي هَذِه الدَّرَاهِم وجهزي بنتيك بهَا وَكَانَ فِيهِ خير كثير إِلَى أَن عزم على الْحَج وَلما تعين رَوَاحه حضر إِلَيْهِ أَخُوهُ منجك الْوَزير وَقَالَ لَهُ بِاللَّه لَا تروح يتم لنا مَا جرى للفخري ولطشتمر فَلم يسمع مِنْهُ وَتوجه إِلَى الْحجاز هُوَ وَأَخُوهُ فَاضل ومامور والأمير سيف الدّين طاز والأمير سيف الدّين بزلار وَغَيرهم من الْأُمَرَاء فَأمْسك بعده الْأَمِير سيف الدّين منجك الْوَزير بأيام قَلَائِل على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة منجك وَأمْسك هُوَ على الينبع فِي سادس عشْرين الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة فَقَالَ لطاز أَنا ميت لَا محَالة فبالله دَعْنِي أحج فقيده وَأَخذه إِلَى الْحَج وَحج وَطَاف وَهُوَ مُقَيّد وسعى على كديش وَلم يسمع بِمثل ذَلِك فِي وَقت وَلما عَاد من الْحجاز تَلقاهُ الْأَمِير سيف الدّين طينال الجاشنكير وَأَخذه وَحضر بِهِ إِلَى الكرك وَسلمهُ إِلَى النَّائِب بهَا وتوجهوا بأَخيه فَاضل إِلَى الْقَاهِرَة مُقَيّدا وَكَانَ دُخُوله إِلَى الكرك فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة وَقلت أَنا فِيهِ (تعجب لصرف الدَّهْر فِي أَمر بيبغا ... وَلَا عجب فالشمس فِي الْأُفق تكسف) (لقد سَاس أَمر الْملك خير سياسة ... وَلم يَك فِي بذل الندى يتَوَقَّف) (وَأمْسك فِي درب الْحجاز فَلم يكن ... لَهُ فِي رضى السُّلْطَان عَن ذَاك مصرف) (وَسلم للأقدار طَوْعًا وَمَا عَنَّا ... وَلَو شَاءَ خلى السَّيْف بِالدَّمِ يرعف) (وَسَار إِلَى الْبَيْت الْحَرَام مُقَيّدا ... وريح الصِّبَا تعتل وَالْوَرق تهتف) (فيا عجبا مَا كَانَ فِي الدَّهْر مثله ... يطوف وَيسْعَى وَهُوَ فِي الْقَيْد يرسف) (وعاجوا بِهِ من بعد للكرك الَّتِي ... على ملكهَا نفس الْمُلُوك تأسف) (وأودع فِي حصن بهَا شامخ الذرى ... ترَاهُ بأقرط النُّجُوم يشنف) (سيؤيه من آوى الْمَسِيح بن مَرْيَم ... وينجو كَمَا نجى من الْجب يُوسُف) وَلم يزل فِي الاعتقال بالكرك إِلَى أَن خلع الْملك النَّاصِر حسن وَتَوَلَّى الْملك السُّلْطَان الصَّالح صَلَاح الدّين فرسم بالإفراج عَنهُ وَعَن الْأَمِير سيف الدّين شيخو وَبَقِيَّة الْأُمَرَاء المعتقلين بالإسكندرية وَوصل إِلَى الْقَاهِرَة فوصله وخلع عَلَيْهِ ورسم لَهُ بنيابة حلب عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي لما رسم لَهُ بنيابة الشَّام فَحَضَرَ إِلَى دمشق نَهَار السبت ثَالِث) عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة وَمَعَهُ الْأَمِير عز الدّين طقطاي ليقره فِي نِيَابَة حلب وَيعود وَلما

بيبغا

وصل إِلَى غَزَّة عمل لَهُ الْأَمِير سيف الدّين بيبغا تتر نَائِب غَزَّة سماطاً فَأَكله وَلما فرغ مِنْهُ أمْسكهُ وجهزه إِلَى الكرك مُقَيّدا ليعتقل بِهِ على مَا بَلغنِي فِي ذَلِك 3 - (بيبغا) الْأَمِير سيف الدّين بيبغا تتر الْمَعْرُوف بحارس الطير تولى نِيَابَة غَزَّة بعد وَفَاة الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون قُم إِنَّه عزل وَأقَام بِمصْر إِلَى أَن أمسك الْوَزير منجك على مَا سَيَأْتِي شَرحه فِي تَرْجَمته وَأمْسك أَخُوهُ الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس النَّائِب فِي الْحجاز فِي شهر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع وَمِائَة فولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسن كَفَالَة الْملك بالديار المصرية عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس الْمَذْكُور فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن خلع النَّاصِر وَتَوَلَّى الْملك الصَّالح وَلما خرج مغلطاي أَمِير آخور ومنكلي بغا الفخري على الْملك الصَّالح وَأخذ مغلطاي هرب منكلي بغا الفخري وَدخل على الْأَمِير سيف الدّين بيبغا تتر فِي دَاره مستجيراً بِهِ فأجاره وَأخذ سَيْفه وَسلمهُ إِلَيْهِم وعزله السُّلْطَان بعد ذَلِك من كَفَالَة الْملك وولاها الْأَمِير سيف الدّين قبلاي فَتوجه إِلَى غَزَّة فَأَقَامَ بهَا نَائِبا شهرا أَو أَكثر بِقَلِيل وَلما ورد إِلَى غَزَّة الْأَمِير سيف الدّين بيفا آروس مُتَوَجها إِلَى نِيَابَة حلب عمل بهنائب غَزَّة سماطاً فَأَكله وأمسكه وَقَيده وجهزه إِلَى الكرك ليعتقل بِهِ وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة (بيبى راوية الْجُزْء الْمَشْهُور) بيبى بنت عبد الصَّمد بن عَليّ بن مُحَمَّد من الْفضل وَأم عزي الهرثمية الهروية راوية الْجُزْء الْمَنْسُوب إِلَيْهَا عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي شُرَيْح صَاحب الْبَغَوِيّ وَابْن صاعد توفيت سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة (بيجار الرُّومِي) بيجار الْأَمِير حسام الدّين اللاوي الرُّومِي ابْن بختيار كَانَ لَهُ بِبِلَاد الرّوم قلاع وأموال وحشمة فنزح إِلَى الْمُسلمين مُهَاجرا فِي أَوَاخِر الدولة الظَّاهِرِيَّة وَحج وَأنْفق أَمْوَالًا كَثِيرَة ثمَّ رَجَعَ وَلزِمَ بَيته وَترك الإمرة قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين جَاوز الْمِائَة بسنين كَذَا وكف بَصَره وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَقد تقدم ذكر وَلَده الْأَمِير سيف الدّين بهادر مَكَانَهُ (ابْن أبي البير) مُحَمَّد بن نزار

بيدرا نائب الأشرف

(بيدرا نَائِب الْأَشْرَف) بيدرا الْأَمِير بدر الدّين بيدرا نَائِب الدولة الأشرفية كَانَ أعز النَّاس عِنْد أستاذه الْملك الْمَنْصُور قلاوون من كبار المقدمين فِي دولته فَلَمَّا ملك الْأَشْرَف جعله أتابكاً وَكَانَ يرجع إِلَى دين وَعدل وعقل وَيُحب الْكتب فِي أَنْوَاع الْعُلُوم واقتنى مِنْهَا جملَة واستنسخ مِنْهَا أَيْضا جملَة وملكت من كتبه الْكَامِل لِابْنِ الْأَثِير فِي اثْنَتَيْ عشرَة مجلدة كتبهَا لَهُ الوطواط جمال الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْوراق الْمَذْكُور فِي المحمدين وَكَانَ يحب الْفُضَلَاء ويقدمهم ويكرمهم لكنه خرج على مخدومه وسَاق إِلَيْهِ وَقَتله هُوَ وحسام الدّين على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الْملك الْأَشْرَف وَرجع تَحت عصائب السلطنة وحلفوا لَهُ ووعدوه بِالْملكِ فَلم يتم لَهُ أَمر وقتلوه من الْغَد فِي ثَالِث عشر الْمحرم وَلم يتكهل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وَله فِي تَرْجَمَة الْملك الْأَشْرَف ذكر وَكَانَ حسن الْوَجْه وَلما عَاد الْأَشْرَف من فتح قلعة الرّوم إِلَى دمشق توجه بيدرا بالعساكر المصرية إِلَى بعلبك وقصدوا جبل الجردتين والكسروانتين ثمَّ حصل الفتور فِي أَمرهم لِأَن بعض الْعَسْكَر طلع الْجَبَل فأمسكوهم وَعَاد الْبَاقُونَ مكسورين وَآخر الْأَمر اتّفق الْأَمر على إِخْرَاج جمَاعَة من الفلاحين من الحبوس وانصلحت قضيتهم وَعَاد بيدرا إِلَى دمشق فَلَقِيَهُ الْأَشْرَف وَأَقْبل عَلَيْهِ وترجل لَهُ للسلام عَلَيْهِ وَنبهَ الْوَزير ابْن) السلعوس للسُّلْطَان على أَن بيدرا ارتشى من أهل الْجَبَل فَعَاتَبَهُ السُّلْطَان على ذَلِك فانزعج لذَلِك وَمرض مَرضا شَدِيدا وشنع أَنه سقِِي السم ثمَّ عوفي من مَرضه وَعمل ختمة عَظِيمَة فِي الْجَامِع الْأمَوِي وحضرها الْأُمَرَاء والقضاة وَالْعُلَمَاء وأشعلوا الْجَامِع مثل لَيْلَة النّصْف وَتصدق السُّلْطَان عَنهُ بِصَدقَة كَثِيرَة قبل ذَلِك وسامح بالبواقي الَّتِي على الضَّمَان وَأطلق أهل السجون وَتصدق بيدرا من مَاله بِشَيْء كثير وَنزل عَن كثير مِمَّا كَانَ قد اغتصبه من الضمانات وَمَا يجْرِي مجْراهَا وجرح مرّة بِالرُّمْحِ فِي وَجهه فَقَالَ السراج الْوراق وَمن خطه نقلت (عجبا لرمح فِي يَمِينك طرفه ... من جرْأَة فِيهِ لطرفك طامح) (وَلَو أَنه فِي غير كفك مَا ارْتقى ... يَوْمًا وَلَو كَانَ السماك الرامح) ونقلت من خطّ عَلَاء الدّين الوداعي (عمرت بعدلكم الْبِلَاد وَأَقْبَلت ... فنرى ربوعاً أَو ربيعاً أخضرا) (وَالنَّاس كلهم لِسَان وَاحِد ... دَاع أدام الله دولة بيدرا) (بيرح الطَّاحِي) بيرح بِالْبَاء الْمُوَحدَة مَفْتُوحَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَالرَّاء مَفْتُوحَة

الحاج بيدمر

والحاء الْمُهْملَة ابْن أَسد الطَّاحِي بِالطَّاءِ الْمُهْملَة والحاء الْمُهْملَة قدم الْمَدِينَة بعد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأيام وَقد كَانَ رَآهُ جرى ذكره فِي حَدِيث عمر بن الْخطاب فِي قصَّة أَرض عمان (الْحَاج بيدمر) بيدمر الْأَمِير سيف الدّين الْمَعْرُوف بالحاج بيدمر من الْأُمَرَاء الناصرية أخرجه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى صفد فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ نائبها الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي يعظمه وينادمه وَهُوَ بِلَا إمرة ثمَّ نقل إِلَى دمشق وَأعْطِي إمرة عشرَة فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين إِلَى الْبِلَاد الرومية لإحضار الْأَمِير سيف الدّين طشتمر نَائِب حلب ثمَّ إِن النَّاصِر أَحْمد أعطَاهُ إمرة طبلخاناه وَلم يزل بِدِمَشْق إِلَى أَن توفّي فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة (البدري نَائِب حلب) بيدمر الْأَمِير سيف الدّين البدري كَانَ بِالْقَاهِرَةِ وَخرج إِلَى دمشق وَله تربة حَسَنَة بِالْقَاهِرَةِ عمرها وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة إِلَى أَن طلبه السُّلْطَان الْملك الْكَامِل شعْبَان إِلَى الْقَاهِرَة فولاه نِيَابَة طرابلس فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة قَليلَة بَعْدَمَا طلب مِنْهَا الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر الناصري فَلَمَّا برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي نَائِب الشَّام إِلَى ظَاهر دمشق فِي الْأَيَّام الكاملية كَانَ الْأَمِير سيف الدّين بيدمر مِمَّن حضر إِلَيْهِ من النواب فَلَمَّا انتصروا طلب البدري هَذَا إِلَى مصر وولاه السُّلْطَان الْملك المظفر نِيَابَة حلب فَحَضَرَ إِلَى دمشق وَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى أَن طلبه السُّلْطَان الْملك المظفر فَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَتَوَلَّى مَكَانَهُ فِي نِيَابَة حلب الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه وَكَانَ قد تولى البدري النِّيَابَة بحلب عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الأحمدي وَأقَام البدري بِالْقَاهِرَةِ قَرِيبا من شَهْرَيْن ثمَّ إِنَّه أخرج هُوَ والأمير نجم الدّين مَحْمُود بن شروين الْوَزير والأمير سيف الدّين طغاي تمر الدوادار إِلَى الشَّام على الهجن فَلَمَّا وصلوا إِلَى غَزَّة لحقهم الْأَمِير سيف الدّين منجك وَقضى الله أمره فيهم فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ يكْتب الربعات بِخَطِّهِ ويعتني بالختم رَحمَه الله تَعَالَى وَذكر لي زين الدّين ابْن الفرفور كَاتبه أَنه كَانَ لَهُ فِي كل شهر مبلغ خَمْسَة آلَاف دِرْهَم للصدقة وَكَانَ لَهُ ورد من الصَّلَاة فِي اللَّيْل (بيسري الْأَمِير بدر الدّين الشمسي) بيسري الْأَمِير الْكَبِير بدر الدّين الشمسي الصَّالِحِي

بيغرا

كَانَ من أَعْيَان الدولة الموصوفين بالشجاعة وَقد مر لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة الظَّاهِر وَكَانَ أحد من ذكر للسلطنة جرت لَهُ فُصُول وتنقلات وَقبض عَلَيْهِ الْملك الْمَنْصُور وَبَقِي فِي السجْن تسع سِنِين وَأخرجه الْملك الْأَشْرَف وَأَعْطَاهُ خبْزًا وَأعَاد رتبته ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْمَنْصُور لاجين ثمَّ لما قَامَ فِي الْملك ثَانِيَة الْملك لم يُخرجهُ وَتُوفِّي بقلعة الْجَبَل فَمَاتَ فِي الْجب سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة وَعمل لَهُ عزاء تَحت قبَّة النسْر بِدِمَشْق وحضره ملك الْأُمَرَاء والقضاة والدولة وَله دَار كَبِيرَة بَين القصرين وَكَانَ محتشماً كثير المَال والتجمل (بيغرا) الْأَمِير سيف الدّين بيغرا الناصري كَانَ أخيراً بعد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون من أكَابِر الْأُمَرَاء المقدمين وَحضر إِلَى دمشق لما تولى الْملك الْأَشْرَف كجك لتحليف الْأُمَرَاء لَهُ فِي غَالب ظَنِّي أَو فِي نوبَة الْكَامِل وَالله أعلم وَعمل أَمِير حَاجِب أَو أَمِير جاندار وَلم يزل مُعظما إِلَى أَن تولى الْملك الصَّالح فَأخْرجهُ إِلَى حلب أَمِيرا فَدَخلَهَا فِي شهر رَجَب الْفَرد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة (الألقاب) البيروني أَبُو الريحان أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَيْضَاوِيّ الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَأَبُو عبد الله سبط أبي الطّيب طَاهِر الْبَيْضَاوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَلَاثَة ابْن البيطار العشاب عبد الله بن أَحْمد ابْن البيطار عبد الْحق بن عبد الْملك البيطار الْأمَوِي زِيَاد بن عبد الله ابْن البيع الْمُؤَدب عبد الله بن عبيد الله البيع الفاسر عَليّ بن سعيد البيكندي الْحَافِظ مُحَمَّد بن سَلام البيكندي مُحَمَّد بن عَليّ) (بيليك) 3 - (الخزندار) بيليك بن عبد الله الْأَمِير بدر الدّين الخزندار الظَّاهِرِيّ نَائِب السلطنة

أمير سلاح

بالممالك ومقدم الجبوش كَانَ أَمِيرا جليل الْمِقْدَار عالي الهمة وَاسع الصَّدْر كثير الْبر وَالْمَعْرُوف وَالصَّدَََقَة لين الْكَلِمَة حسن الْمُعَامَلَة وَالظَّن بالفقراء يتفقد أَرْبَاب الْبيُوت ويسد خلتهم وَعِنْده ديانَة وَفهم وَإِدْرَاك وذكاء ويقظة سمع الحَدِيث وطالع التواريخ وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَله وقف بالجامع الْأَزْهَر على زَاوِيَة لمن يشْتَغل بِمذهب الشَّافِعِي وَبهَا درس وَله أوقاف أخر على جِهَات الْبر ويحكى أَنه لما أحضرهُ التَّاجِر من الْبِلَاد قَالَ للظَّاهِر يَا خوند وَهُوَ يكْتب مليحاً فَأمره السُّلْطَان أَن يكْتب فَأخذ الْقَلَم وَكتب (لَوْلَا الضرورات مَا فارقتكم أبدا ... وَلَا ترحلت من نَاس إِلَى نَاس) فأعجب السُّلْطَان كَونه كتب هَذَا الْبَيْت دون غَيره وَزَاد رَغْبَة فِي مشتراه وَقيل إِن التَّاجِر الْمَذْكُور افْتقر فِي آخر أمره فجَاء إِلَيْهِ وَقد عظم وَصَارَ نَائِبا وَكتب إِلَيْهِ (كُنَّا جميعين فِي بؤس نكابده ... وَالْعين وَالْقلب منا فِي قذىً وأذى) (والآن أَقبلت الدُّنْيَا عَلَيْك بِمَا ... تهوى فَلَا تنسني إِن الْكِرَام إِذا) فوصله بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَت لَهُ الإقطاعات الْعَظِيمَة بالديار المصرية وبالشام وَله قلعة الصبيبة وبانياس وأعمالها وَبَيت جن وَالشعرَاء وَغير ذَلِك وَلما مَاتَ الْملك الظَّاهِر سَاس الْأُمُور أحسن سياسة وَلم يظْهر مَوته وَكتب إِلَى الْملك السعيد مطالعة بِخَطِّهِ وَسَار بالجيوش إِلَى مصر على أحسن نظام بِحَيْثُ أَنه لم يظْهر لمَوْت الظَّاهِر أثر وَلما وصل إِلَى الْقَاهِرَة مرض عقب وُصُوله وَلم يطلّ مَرضه وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى لَيْلَة الْأَحَد سادس شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة بقلعة الْجَبَل وَدفن يَوْم الْأَحَد بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالقرافة الصُّغْرَى وَوجد النَّاس عَلَيْهِ وجدا عَظِيما وحزنوا لفقده وَشَمل مصابه الْخَاص وَالْعَام وَكَانَت لَهُ جَنَازَة مَشْهُودَة وأقيم النوح عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ والقلعة ثَلَاث لَيَال مُتَوَالِيَات والخواتين وَنسَاء الْأُمَرَاء يدرن فِي شوارع الْقَاهِرَة لَيْلًا بالشمع والنوائح والطارات وصدع مَوته الْقُلُوب وَقيل إِنَّه مَاتَ مسموماً ومنذ مَاتَ اضْطَرَبَتْ أَحْوَال الْملك السعيد وَظَهَرت أَمَارَات الإدبار عَلَيْهِ وعَلى الدولة الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ عمره تَقْديرا خمْسا وَأَرْبَعين سنة وَخلف تَرِكَة عَظِيمَة) تفوت الْحصْر وَخلف ابْنَيْنِ وَكتب إِلَيْهِ شهَاب الدّين ابْن يغمور وَقد أهْدى إِلَيْهِ شاهيناً بَدْرِيًّا (يَا سيد الْأُمَرَاء يَا من قد غَدا ... وَجه الزَّمَان بِهِ منيراً ضَاحِكا) (وافى لَك الشاهين قبل أَوَانه ... ليفوز قبل الحائمات ببابكا) (حَتَّى الْجَوَارِح قد غَدَتْ بدرية ... لما رَأَتْ كل الْوُجُود كذالكا) 3 - (أَمِير سلَاح) بيليك الْأَمِير الْكَبِير بدر الدّين أَمِير سلَاح الصَّالِحِي وَقيل بكتاش

المسعودي

وَقد تقدم ذكره أحد الشجعان الْمَذْكُورين لَهُ غزوات ومواقف مَشْهُودَة وَفِيه تجمل وسياسة شاخ وأسن وَلم يزل مُعظما والدول تنْقَلب عَلَيْهِ سُئِلَ كَيفَ سلمت دون غَيْرك مَعَ هَذِه الْأَهْوَال الَّتِي مرت فَقَالَ لِأَنِّي لم أعارض سعيداً فَإِذا رَأَيْت أحدا أقبل سعده لم أعارضه فِي شَيْء توفّي سنة سِتّ وَسبع مائَة وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ 3 - (المَسْعُودِيّ) بيليك الْأَمِير بدر الدّين المَسْعُودِيّ أحد الْأُمَرَاء بِمصْر اسْتشْهد على عكا سنة تسعين وست مائَة 3 - (أَبُو شامة) بيليك الْأَمِير بدر الدّين أَبُو أَحْمد المحسني الصَّالِحِي الْحَاجِب أَبُو شامة عمل الحجوبية للمنصور مُدَّة وَأعْطى بِدِمَشْق خبْزًا يعد التسعين ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ عَاقِلا خيرا لَهُ ميل إِلَى الْخَيْر وَالدّين روى عَن ابْن المقير وَابْن رواج وَابْن الجميزي وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة البيلقاني الْمُتَكَلّم زكي بن الْحسن بن عمر البيلقاني الشَّافِعِي هبة الله ابْن أبي الْقَاسِم 3 - (بيمند صَاحب طرابلس الفرنجي) بيمند بن بيمند متملك طرابلس كَانَ حسن الشكل مليح الصُّورَة قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين اليونيني رَأَيْته وَقد حضر إِلَى بعلبك إِلَى خدمَة كتبغا نوين وَصعد إِلَى قلعة بعلبك ودارها وحدثته نَفسه أَن يطْلبهَا من هولاكو ويبذل لَهُ مَا يرضيه وشاع ذَلِك ببعلبك فشق على أَهلهَا وَعظم لديهم فَحصل بِحَمْد الله ومنته كسرة التتار فِي آخر شهر مَا آمنهم من ذَلِك وَلما ملك) الْملك الْمَنْصُور قلاوون طرابلس فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست مائَة نبش النَّاس عِظَام بيمند الْمَذْكُور من الْكَنِيسَة وألقوها فِي الطرقات وَكَانَت وَفَاة بيمند الْمَذْكُور بطرابلس سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة وملكها من بعده ابْنه بَعْدَمَا دفن فِي الْكَنِيسَة (بيهس) 3 - (أَبُو الْمِقْدَام الْجرْمِي) بيهس بن صُهَيْب بن عَامر بن عبد الله بن قضاعة أَبُو الْمِقْدَام فَارس شُجَاع شَاعِر من شعراء الدولة الأموية كَانَ مَعَ الْمُهلب بن أبي صفرَة فِي حروبه

للأزارقة وَكَانَت لَهُ مَوَاقِف مَشْهُورَة وبلاء حسن اخْتلف فِي أَمر صفراء الَّتِي يذكرهَا فِي شعره قيل إِنَّهَا كَانَت زَوجته وَولدت لَهُ ابْنا ثمَّ طَلقهَا فَتزوّجت رجلا من بني أَسد وَمَاتَتْ عِنْده فَقَالَ يرثيها (هَل بالديار الَّتِي بالقاع من أحد ... بَاقٍ فَيسمع صَوت المدلج الساري) (تِلْكَ الْمنَازل من صفراء لَيْسَ بهَا ... نَار تضيء وَلَا أصوات سمار) (عفت معارفها هوجاء مغبرة ... تسفي عَلَيْهَا تُرَاب الأبطح الهار) (حَتَّى تنكر مِنْهَا كل معرفَة ... إِلَّا الرماد نحيلاً بَين أَحْجَار) (طَال الْوُقُوف بهَا وَالْعين تسبقني ... فَوت الرِّدَاء بوادي دمعها الْجَارِي) (إِن أصبح الْيَوْم لَا أهل ذَوُو لطف ... ألهو لديهم وَلَا صفراء فِي الدَّار) (أرعى بعيني نُجُوم اللَّيْل مرتفقاً ... يَا طول ذَلِك من ليل وأسهار) (كَذَلِك الدَّهْر إِن الدَّهْر ذُو غير ... على الْأَنَام وَذُو نقض وإمرار) (قد كَانَ يعتادني من ذكرهَا جزع ... لَوْلَا الْحيَاء وَإِلَّا رهبة الدَّار) (سقى الْإِلَه قبوراً فِي بني أَسد ... حول الربيعة غيثاً صوب مدرار) (من الَّذِي بعدكم أرْضى بِهِ بَدَلا ... أم من أحدث حاجاتي وأسراري) الْبَيْهَقِيّ الْكَبِير أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ عَليّ بن زيد الْبَيْهَقِيّ الأديب مُحَمَّد بن مَنْصُور

حرف التاء

(حرف التَّاء) (تَاج) 3 - (الْعلوِي الرَّمْلِيّ) تَاج العلى الْأَشْرَف بن الْأَعَز بن هَاشم الْعلوِي الحسني الرَّمْلِيّ الرافضي كَانَ بآمد وَتُوفِّي بحلب سنة عشر وست مائَة وَاجْتمعَ هُوَ وَابْن دحْيَة فَقَالَ لَهُ إِن دحْيَة لم يعقب فَتكلم فِيهِ ابْن دحْيَة ورماه بِالْكَذِبِ فِي مسَائِله الموصلية وَذكره يحيى بن أبي طي فِي تَارِيخه فَقَالَ شَيخنَا الْعَلامَة الْحَافِظ النسابة الْوَاعِظ الشَّاعِر قَرَأت عَلَيْهِ نهج البلاغة وَكَثِيرًا من شعره أَخْبرنِي أَنه ولد بالرملة غرَّة الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وعاش مائَة وثمانياً وَعشْرين سنة وَقَالَ إِنَّه لَقِي ابْن الفحام وَقَرَأَ عَلَيْهِ بالسبع فِي كِتَابه الَّذِي صنفه قَالَ وَكنت بِالْبَصْرَةِ وَسمعت من الحريري خطْبَة المقامات ثمَّ أَخْبرنِي أَنه دخل الغرب وَسمع من الكروجي كتاب التِّرْمِذِيّ وَدخل دمشق والجزيرة وحلب وَأَخذه ابْن شيخ السلامية وَزِير صَاحب آمد وَبنى فِي وَجهه حَائِطا ثمَّ خلص بشفاعة الطَّاهِر لِأَنَّهُ هجا ابْن شيخ السلامية وَجعل لَهُ الطَّاهِر كل يَوْم دِينَارا صورياً وَعشرَة مكاكي حِنْطَة وَلَحْمًا وَله كتاب نكت الْأَبْنَاء فِي مجلدين وجنة النَّاظر وجنة المناظر خمس مجلدات فِي تَفْسِير مائَة آيَة وَمِائَة حَدِيث وَكتاب فِي تَحْقِيق غيبَة المنتظر وَمَا جَاءَ فِيهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن الْأَئِمَّة وَوُجُوب الْإِيمَان بهَا وَشرح القصيدة البائية الَّتِي للسَّيِّد الْحِمْيَرِي وقدح عَيْنَيْهِ ثَلَاث مَرَّات وَكَانَت الْعَامَّة تطعن عَلَيْهِ عِنْد السُّلْطَان وَلَا يزِيدهُ إِلَّا محبَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا كَانَ هَذَا إِلَّا وقحاً جَريا على الْكَذِب انْظُر كَيفَ ادّعى هَذِه السن وَكَيف كذب فِي لِقَاء ابْن الفحام والحريري 3 - (أم أَيمن الواعظة) تَاج النِّسَاء بنت رستم بن أبي الرَّجَاء الْأَصْبَهَانِيّ أم أَيمن الواعظة سَمِعت صَحِيح

الألقاب

البُخَارِيّ من أبي الْوَقْت وَسمعت من أبي طَالب ابْن خضير وَلها إجَازَة من أبي مَنْصُور الْقَزاز وَأبي الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَجَمَاعَة من هَذِه الطَّبَقَة وجاورت بِمَكَّة إِلَى أَن توفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة بِمَكَّة وَهِي من بَغْدَاد وَكَانَت شيخة الْحرم نبيلةً فاضلةً زاهدةً عابدة عمرت طَويلا وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى بكرا قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَدخلت عَلَيْهَا بِمَكَّة وقرأت عَلَيْهَا شَيْئا يَسِيرا بِجهْد وتعسر) (الألقاب) التابوت المظفر بن يُوسُف تَاج الرؤساء عبيد الله بن هبة الله تَاج الدّين الذَّهَبِيّ مظفر بن محَاسِن تَاج الدّين اليمني عبد الْبَاقِي تَاج الدّين بن حنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ زيد بن الْحسن التاذفي مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد التاذفي مُحَمَّد بن أَيُّوب التاريخي الرعيني عبد الله بن الْحُسَيْن تازي كره الْفضل بن حُسَيْن التائب أَحْمد بن التكين ابْن أبي التائب عبد الله بن الْحُسَيْن (تاشفين بن عَليّ) (بن يُوسُف بن تاشفين اللمتوني وتاشفين بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف

آخر الحروف ونون سوف يأتي ذكر والده علي في مكانه من حرف العين وذكر جده يوسف بن تاشفين في مكانه أيضا من حرف الياء إن شاء الله تعالى أما تاشفين هذا فإنه لما خرج عبد المؤمن بن علي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف العين وقصد البلاد الغربية ليأخذها من

وَألف بعْدهَا شين مُعْجمَة وياء) آخر الْحُرُوف وَنون سَوف يَأْتِي ذكر وَالِده عَليّ فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين وَذكر جده يُوسُف بن تاشفين فِي مَكَانَهُ أَيْضا من حرف الْيَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى أما تاشفين هَذَا فَإِنَّهُ لما خرج عبد الْمُؤمن بن عَليّ الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين وَقصد الْبِلَاد الغربية ليأخذها من عَليّ بن يُوسُف وَالِد هَذَا الْمَذْكُور كَانَ مسير عبد الْمُؤمن على طَرِيق الْجبَال فسير عَليّ بن يُوسُف صَاحب مراكش وَلَده تاشفين هَذَا ليَكُون قبالة عبد الْمُؤمن وَمَعَهُ جَيش فَسَارُوا فِي السهل وَأَقَامُوا على هَذَا مُدَّة فَتوفي عَليّ بن يُوسُف فَقدم أَصْحَابه وَلَده إِسْحَق بن عَليّ وجعلوه نَائِب أَخِيه تاشفين الْمَذْكُور فَلَمَّا ظهر أَمر عبد الْمُؤمن ودانت لَهُ الْبِلَاد وَهِي الْجبَال الَّتِي فِيهَا غمارة وتالدة والمصامدة وهم أُمَم لَا تحصى فخاف تاشفين بن عَليّ مِنْهُ واستشعر الْقَهْر وتيقن زَوَال دولتهم فَأتى مَدِينَة وهران وَهِي على الْبَحْر وَقصد أَن يَجْعَلهَا مقره فَإِن غلب ركب فِي الْبَحْر وَسَار إِلَى الأندلس كَمَا أَقَامَ بَنو أُميَّة وَفِي ظَاهر وهران ربوة على الْبَحْر تسمى صلب الْكَلْب وبأعلاها رِبَاط يأوي إِلَيْهِ المتعبدون فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة صعد تاشفين إِلَى ذَلِك الرِّبَاط ليحضر الْخَتْم فِي جمَاعَة يسيرَة من خواصه وَكَانَ عبد الْمُؤمن قد أرسل منسراً إِلَى وهران فوصلوها فِي سادس عشْرين شهر رَمَضَان ومقدمهم الشَّيْخ أَبُو حَفْص عمر بن يحيى صَاحب الْمهْدي فكمنوا عَشِيَّة وأعلموا بانفراد تاشفين فِي ذَلِك الرِّبَاط فقصدوه وَأَحَاطُوا بِهِ فأيقن الَّذين فِيهِ بِالْهَلَاكِ فَخرج تاشفين رَاكِبًا فرسه وَشد الركض عَلَيْهِ ليثب الْفرس النَّار وينجو فترامى الْفرس هَارِبا لروعته وَلم يُمكنهُ اللجام حَتَّى تردى من جرف هُنَالك إِلَى جِهَة الْبَحْر على حِجَارَة فِي وعر فتكسر تاشفين وَهلك فِي الْوَقْت وَقتل الْخَواص الَّذين كَانُوا مَعَه وَكَانَ عسكره فِي نَاحيَة أُخْرَى لَا علم لَهُم بِمَا جرى فِي اللَّيْل وَجَاء الْخَبَر بذلك إِلَى عبد الْمُؤمن فوصل إِلَى وهران وسمى الْموضع الَّذِي فِيهِ الرِّبَاط صلب الْفَتْح وَمن ذَلِك الْوَقْت نزل عبد الْمُؤمن من السهل وَتوجه إِلَى تلمسان (الألقاب) التَّارِيخ الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل) ابْن تامتيت أَحْمد بن خزعل التاريخي الأندلسي مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن أبي التائب عبد الله بن حُسَيْن

تبر بن مودود صاحب تكريت

ابْن التبَّان دلف التبريزي تَاج الدّين عَليّ بن عبد الله التبريزي الْخَطِيب يحيى بن عَليّ ابْن التبلي أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور التَّبُوذَكِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل (تبر بن مودود صَاحب تكريت) تبر وَيُقَال طبر بِالطَّاءِ كَانَ غُلَاما لأبي مظفر الدّين كوكبوري وَأَصله من حمص فولاه قلعة الْعمادِيَّة ثمَّ نَقله إِلَى قلعة تكريت فَلَمَّا كسر زين الدّين وَالِد مظفر الدّين وعزم على الِانْتِقَال إِلَى إربل سلم الْبِلَاد الَّتِي لَهُ إِلَى قطب الدّين فعصى تبر هَذَا فِي تكريت وسير إِلَى قطب الدّين مودود يَقُول لَهُ أَنْت مَا تقيم بتكريت وَلَا بُد لَك فِيهَا من نَائِب وَأَنا ذَلِك النَّائِب فَلم يقدر على مشاققته خوفًا مِنْهُ أَن يُسَلِّمهَا إِلَى الْخَلِيفَة فَسكت عَنهُ وَأقرهُ على حَاله وَلما امْتنع تبر من التَّسْلِيم كَانَ زين الدّين يَقُول سود الله وَجهك يَا تبر كَمَا سودت وَجْهي مَعَ قطب الدّين وَلم يزل تبر بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَلم يكن لَهُ سوى بنت فَتَزَوجهَا ابْن أَخِيه فَخر الدّين عِيسَى بن مودود الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ وَملك تكريت (تَبُوك بن الْحسن) (أَبُو بكر الدِّمَشْقِي الْكلابِي) تَبُوك بن الْحسن بن الْوَلِيد بن مُوسَى أَبُو بكر الْكلابِي الدِّمَشْقِي الْعدْل أَخُو عبد الْوَهَّاب روى عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز الْحلَبِي وَأحمد بن جوصا وَمُحَمّد بن يُوسُف الْهَرَوِيّ وروى عَنهُ أَخُوهُ عبد الْوَهَّاب وَتَمام وَعلي بن السمسار وَجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مائَة (تتش تَاج الدولة) تتش تَاج الدولة أَبُو سعيد ابْن ألب رسْلَان بن دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق بن دقاق السلجوقي كَانَ صَاحب الْبِلَاد الشرقية فَلَمَّا حاصر أَمِير الجيوش بدر الجمالي دمشق من جِهَة صَاحب مصر وَكَانَ صَاحب دمشق يَوْمئِذٍ أتسز بن أوق الْخَوَارِزْمِيّ سير أتسز

تجني الوهبانية المعمرة

إِلَى تتش يستنجد بِهِ فَسَار إِلَيْهِ بِنَفسِهِ وَخرج أتسز إِلَى تلقيه فَقبض عَلَيْهِ تتش وَقَتله وَاسْتولى على مَمْلَكَته وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع مائَة لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من شهر ربيع الآخر ثمَّ تملك حلب بعد ذَلِك سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة ثمَّ جرى بَينه وَبَين أَخِيه بركيا روق منافرات ومشاجرات أدَّت إِلَى الْمُحَاربَة فَتوجه إِلَيْهِ وتصافا بِالْقربِ من مَدِينَة الرّيّ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وانكسر تتش الْمَذْكُور وانكسر فِي المعركة ومولده سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَخلف وَلدين أَحدهمَا فَخر الْملك رضوَان وَالْآخر شمس الْمُلُوك أَبُو نصر دقاق فاستقل رضوَان بِملك حلب ودقاق بمملكة دمشق وَكَانَ قد خطب لنَفسِهِ بالسلطنة وراسل الْخَلِيفَة بِأَن يخْطب لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب إِنَّمَا تصلح الْخطْبَة إِذا حصلت الدُّنْيَا بحكمك والخزائن الَّتِي بأصبهان وَتَكون صَاحب الْمشرق وخراسان وَلم يبْق من أَوْلَاد أَخِيك من يخالفك أما فِي هَذِه الْحَال فَلَا سَبِيل إِلَى مَا التمست فَلَا تعد حد العبيد وَليكن خطابك ضراعةً لَا تحكماً وسؤالاً لَا تخيراً وَإِن أَبيت قابلناك ورديناك وأتاك من الله مَا لَا قبل لَك بِهِ وَلما قتل تتش حمل رَأسه إِلَى بَغْدَاد وطيف بِهِ ثمَّ وضع رَأسه فِي خزانَة الرؤوس (تجنّي الْوَهْبَانِيَّة المعمرة) تجنّي أم عتب الْوَهْبَانِيَّة عتيقة أبي المكارم ابْن وهبان شيخة مُسندَة معمرة وَهِي آخر من سمع فِي الدُّنْيَا من طراد الزَّيْنَبِي وَابْن طَلْحَة النعالي روى عَنْهَا أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَالشَّيْخ الْمُوفق والبهاء عبد الرَّحْمَن والناصح بن نجم الْحَنْبَلِيّ وَعبد الرَّحِيم بن عمر بن عَليّ الْقرشِي وَعمر بن عبد الْعَزِيز بن النَّاقِد وَعبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن سكينَة وَأَبُو الْفتُوح نصر بن الحصري وَهبة الله بن الْحسن الدوامي وسيدة بنت عبد الرَّحِيم بن السهروردي وَمُحَمّد بن عبد الْكَرِيم السيدي وزهرة بنت حَاضر وفخر النِّسَاء بنت الْوَزير مُحَمَّد بن عبد الله بن رَئِيس الرؤساء ويوسف بن يحيى الْبَزَّاز وَأَبُو الْوَلِيد مَنْصُور بن عبد الله بن عفيجة وَإِبْرَاهِيم بن الْخَيْر وَيحيى بن القميرة وَآخَرُونَ وَقَالَ ابْن الدبيثي أجازت لنا وَتوفيت فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة (أَبُو تحيا الْكُوفِي) اسْمه حَكِيم بن سعد

أبو تراب

(أَبُو تُرَاب) 3 - (أَبُو تُرَاب الصُّوفِي الرَّمْلِيّ) كَانَ من كبار مشايخها قَالَ السّلمِيّ صَاحب تَارِيخ الصُّوفِيَّة سَمِعت عبد الله بن مُحَمَّد الرَّازِيّ يَقُول خرج أَبُو تُرَاب الرَّمْلِيّ سنة من السنين من مَكَّة فَقَالَ لأَصْحَابه خُذُوا أَنْتُم طَرِيق الجادة حَتَّى آخذ طَرِيق تَبُوك فَقَالُوا لَهُ الْحر شَدِيد قَالَ لَا بُد وَلَكِن إِذا دَخَلْتُم الرملة فانزلوا عِنْد فلَان صديق لي قَالَ فَدَخَلُوا الرملة فنزلوا عَلَيْهِ فشوى لَهُم أَربع قطع لحم فَلَمَّا وضع بَين أَيْديهم جَاءَت الحدأة فَأخذت قِطْعَة مِنْهَا فَقَالُوا لم يكن رزقنا وأكلوا الْبَاقِي فَلَمَّا كَانَ بعد يَوْمَيْنِ خرج أَبُو تُرَاب من الْمَفَازَة فَقَالُوا لَهُ هَل وجدت فِي الطَّرِيق شَيْئا قَالَ لَا إِلَّا يَوْم كَذَا رمت لي حدأة بِقِطْعَة شواء حَار فَقَالُوا لَهُ قد تغدينا جَمِيعًا فَإِنَّهُ من عندنَا أَخَذتهَا فَقَالَ (الألقاب) أَبُو تُرَاب كَذَا يكون الصدْق أَبُو تُرَاب كنية عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَأَبُو تُرَاب الزَّاهِد اسْمه عَسْكَر بن الْحصين) أَبُو تُرَاب الشعراني اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْفرج أَبُو تُرَاب الْبَغْدَادِيّ يحيى بن إِبْرَاهِيم (ترْكَان) 3 - (ترْكَان خاتون) ترْكَان خاتون الْجِهَة الأتابكية بنت السُّلْطَان عز الدّين مَسْعُود بن قطب الدّين مودود بن زنكي بن آقسنقر زوج الْملك الْأَشْرَف مظفر الدّين مُوسَى توفيت فِي شهر ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة ودفنت بتربتها والمدرسة الَّتِي لَهَا بقاسيون 3 - (صَاحِبَة أَصْبَهَان) ترْكَان بنت طغراج الْملك من نسل أفراسياب ملك الْفرس كَانَت شهمة حازمة قادت الجيوش وَكَانَ فِي خدمتها عشرَة آلَاف فَارس إِلَى أَن توفيت سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة دبرت الْأُمُور بعد موت ملكشاه وحفظت أَمْوَال التُّجَّار فَلم يذهب لَهُم عقال وَكَانَت صَاحِبَة أَصْبَهَان تباشر الحروب قيل إِنَّهَا سمت فِي الطَّرِيق 3 - (الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ) ترْكَان شاه بن مُحَمَّد بن تركانشاه أَبُو المظفر الْكَاتِب

ترك بن محمد

الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَاهُ وَأَبا عبد الله هبة الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْموصِلِي وَعبد الْوَاحِد بن عَليّ بن فَهد العلاف وَعلي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاف وَأحمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي وَغَيرهم بِبَغْدَاد وَسمع بِالريِّ عبد الوحد بن إِسْمَاعِيل الرَّوْيَانِيّ وَكَانَ يكْتب خطا مليحاً قَالَ ابْن النجار روى لنا عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مائَة (ترك بن مُحَمَّد) (أَبُو بكر الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ) ترك بن مُحَمَّد بن بركَة بن عمر بن الْعَطَّار أَبُو بكر الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ سمع فِي صباه أَبَا الْفَتْح مُفْلِح بن أَحْمد الدومي الْوراق وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْكَرْخِي وَأحمد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدَّلال وَغَيرهم ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل وَكَانَ متأدباً متيقظاً عَارِفًا بمسموعاته حَافِظًا لأسماء مشايخه ذَاكِرًا لأحوالهم حفظَة للحكايات والأشعار مليح النَّوَادِر دمث الْأَخْلَاق محباً للرواية قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا حسن الطَّرِيقَة مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَقَالَ أنشدنا لنَفسِهِ (إِذا بلغت مِنْك المكاره غَايَة ... يقصر عَنْهَا الصَّبْر من أَن ينالها) (فَقُمْ شاكراً لله جلّ جَلَاله ... وَلَا ترتقب من بعد إِلَّا زَوَالهَا) ابْن التركماني تَاج الدّين أَحْمد بن عُثْمَان أَخُوهُ عَلَاء الدّين عَليّ بن عُثْمَان التِّرْمِذِيّ جمَاعَة مِنْهُم الْمُحدث صَاحب الصَّحِيح اسْمه مُحَمَّد بن عِيسَى والفقيه الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر (ترمشين سُلْطَان بَلخ المغلي) ترمشين بن دوا المغلي صَاحب بَلخ وسمرقند وبخارى ومرو وَكَانَت دولته سِتّ سِنِين وَاسْتشْهدَ إِلَى رضوَان الله كَانَ ذَا إِسْلَام وتقوى وَعدل وَخير أبطل مكوس مَمْلَكَته وَعمر الْبِلَاد وألزم جنده بالكف عَن الْأَذَى وَأَن يزرعوا الْأَرَاضِي ويتبلغ التتار من الزِّرَاعَة وَأكْرم الْأُمَرَاء الْمُسلمين وقربهم وجفا الْكَفَرَة مِنْهُم وأبعدهم ولازم الصَّلَوَات الْخمس فِي الْجَمَاعَة وَأمر بِالشَّرْعِ وَترك السياسات وَاسْتعْمل أَخَاهُ على مَدِينَة فَقتل رجلا ظَالِما فَسَار أَهله إِلَى ترمشين وَشَكوا إِلَيْهِ فبذل لَهُم أَمْوَالًا ليعفوا فَقَالُوا نطلب حكم الله فسلمه إِلَيْهِم فَقَتَلُوهُ ودعا النَّاس لَهُ ثمَّ قوي بِهِ الدّين والتأله وعزم على ترك الْملك والتبتل بِرَأْس جبل وسافر معرضًا عَن السلطنة فظفر بِهِ أَمِير كَانَ يبغضه فَأسرهُ ثمَّ كَاتب بزان الَّذِي

تريك الخياط الصوفي

ملك بعده فَبعث إِلَيْهِ فَقتله صبرا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ من أَبنَاء الْأَرْبَعين أَو نَحْوهَا وَلم تطل مُدَّة الْقَائِم بعده (تريك الْخياط الصُّوفِي) قَالَ محب الدّين ابْن النجار ذكره عبد الْوَاحِد ابْن الشاه الشِّيرَازِيّ فِي كتاب تَارِيخ الصُّوفِيَّة فِي جملَة مَشَايِخ بَغْدَاد وَكَانَ عَالما من كبار الْمَشَايِخ لَهُ أَحْوَال عجز عَنْهَا غَيره وَذكر أَن الْجُنَيْد قَصده ليسمع كَلَامه (الألقاب) التطيلي الشَّاعِر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد تعاسيف قَيْصر بن أبي الْقسم بن عبد الْغَنِيّ تعاشير هُوَ أَبُو الْحُسَيْن يحيى الجزار ابْن التعاويذي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله (أَبُو تغلب الفاروثي) أَبُو تغلب بن أَحْمد بن أبي تغلب ابْن أبي الْغَيْث وَالشَّيْخ نجم الدّين الفاروثي بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَالْوَاو والثاء ثَالِثَة الْحُرُوف ولد سنة خمس وست مائَة بِبَغْدَاد وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة وَلَو سمع فِي صغره لروى عَن الْحَافِظ ابْن الْأَخْضَر وطبقته وَقد سمع بِنَفسِهِ وروى صَحِيح البُخَارِيّ عَن ابْن الزبيدِيّ وَسمع من ابْن ماسويه ويوسف الساوي وَكَانَ شَيخا حسنا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت عَلَيْهِ أَحَادِيث من البُخَارِيّ التفكري يُوسُف بن الْحسن (تقية أم عَليّ الشاعرة) تقية أم عَليّ بنت أبي الْفرج غيث بن عَليّ بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن جَعْفَر السّلمِيّ الأرمنازي الصُّورِي وَهِي أم تَاج الدّين أبي الْحسن عَليّ بن فَاضل يَنْتَهِي إِلَى مُحَمَّد بن صمدون الصُّورِي كَانَت فاضلة وَلها شعر قصائد ومقاطيع وصحبت الْحَافِظ السلَفِي زَمَانا بالإسكندرية وَذكرهَا فِي بعض تعاليقه وَأثْنى عَلَيْهَا وَقَالَ عثرت فِي منزل سكناي

تكش خوارزم شاه

فانجرح أخمصي فشقت وليدة فِي الدَّار خرقَة من خمارها وعصبته فأنشدت تقية الْمَذْكُورَة فِي الْحَال لنَفسهَا (لَو وجدت السَّبِيل جدت بخدي ... عوضا من خمار تِلْكَ الوليده) (كَيفَ لي أَن أقبل الْيَوْم رجلا ... سلكت دهرها الطَّرِيق الحميده) قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى نظرت فِي هَذَا الْمَعْنى إِلَى قَول هَارُون بن يحيى المنجم (كَيفَ نَالَ العثار من لم يزل من ... ع مُقيما فِي كل خطب جسيم) (أَو ترقى الْأَذَى إِلَى قدمٍ لم ... تَخْطُ إلاَّ إِلَى مقامٍ كريم) وَمن شعر تقية (نأيت وَمَا قلبِي على النأي بالراضي ... فَلَا تغترر مني بصدى وإعراضي) (وَإِنِّي لمشتاق إِلَيْهِم متيم ... وَقد طعنوا قلبِي بأسمر عراض) (إِذا مَا تذكرت الشآم وَأَهله ... بَكَيْت دَمًا حزنا على الزَّمن الْمَاضِي) (ومذ غبت عَن وَادي دمشق كأنني ... يقْرض قلبِي كل يَوْم بمقراض) ) (أَبيت أراعي النَّجْم والنجم راكد ... وَقد حجبوا عَن مقلتي طيب إغماضي) (فَهَل طَارق مِنْهُم يلم بناظري ... فَإِن لِقَاء الطيف أكبر أغراضي) (لَعَلَّ اللَّيَالِي أَن تجرد صَارِمًا ... على الْبَين أَو يقْضِي لنا حكمه قَاض) وَلها غير ذَلِك أَشْيَاء حَسَنَة وَحكى لي الْحَافِظ زكي الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ أَن تقية الْمَذْكُورَة نظمت قصيدة تمدح بهَا الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر ابْن أخي السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَكَانَت القصيدة خمرية ووصفت آلَة الْمجْلس وَمَا يتَعَلَّق بِالْخمرِ فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا قَالَ الشيخة تعرف هَذِه الْأَحْوَال من صباها فبلغها ذَلِك فنظمت قصيدة أُخْرَى حربية ووصفت الْحَرْب وَمَا يتَعَلَّق بهَا أحسن وصف ثمَّ سيرت إِلَيْهِ تَقول علمي بِهَذَا كعلمي بِهَذَا وَكَانَ قَصدهَا بَرَاءَة ساحتها مِمَّا نسبت إِلَيْهِ ومولدها سنة خمس وَخمْس مائَة بِدِمَشْق وَتوفيت سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة رَحمهَا الله تَعَالَى (تكش خوارزم شاه) السُّلْطَان عَلَاء الدّين خوارزم شاه يَأْتِي ذكره فِي خوارزم شاه إِن شَاءَ الله تَعَالَى التكريتي الشَّافِعِي يحيى بن الْقَاسِم

تكين متولي مصر ودمشق

(تكين مُتَوَلِّي مصر ودمشق) تكين بن عبد الله أَبُو مَنْصُور الخزري مولى المعتضد أَمِير الْمُؤمنِينَ يعرف بتكين الْخَاصَّة ولاه الإِمَام المقتدر مصر بعد وَفَاة عِيسَى النوشري سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فَأَقَامَ بهَا إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث مائَة ثمَّ عزل عَنْهَا وَولي الْإِمَارَة بِدِمَشْق فَقَدمهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة ثمَّ عزل عَنْهَا سنة سبع وَثَلَاث مائَة وَولي مصر ثَانِيًا سنة تسع وَثَلَاث مائَة ثمَّ عزل عَنْهَا سنة إِحْدَى عشرَة ثمَّ ولي مصر وَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن قتل المقتدر سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة فأقره القاهر عَلَيْهَا إِلَى أَن توفّي تكين بِمصْر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَقد روى عَن يُوسُف بن يَعْقُوب القَاضِي وروى عَنهُ عَليّ بن أَحْمد بن رستم المادرائي (التلب) بِفَتْح التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَكسر اللَّام وَبعدهَا بَاء مُوَحدَة وَيُقَال التلب بِكَسْر التَّاء وَسُكُون اللَّام ابْن ثَعْلَبَة بن ربيعَة الْعَنْبَري التَّمِيمِي يكنى أَبَا الملقام روى عَنهُ ابْنه ملقام بن التلب أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَقلت اسْتغْفر لي يَا رَسُول الله قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر للتلب وارحمه وَكَانَ شُعْبَة يَقُول الثلب بالثاء رَابِعَة الْحُرُوف لِأَنَّهُ كَانَ ألثغ لَا يبين التَّاء من الثَّاء (تِلْكَ) 3 - (الأرغوني) تِلْكَ الْأَمِير سيف الدّين الحسني الأرغوني أَصله من مماليك الْأَمِير جمال الدّين آقوش الأفرم رَحمَه الله تَعَالَى والأرغوني نِسْبَة إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار نَائِب مصر وحلب حضر إِلَى دمشق من الْقَاهِرَة أَمِير طبلخاناه فِي تَاسِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ورسم لَهُ بالحجوبية الصَّغِيرَة فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين أيتمش نَائِب الشَّام فِي سنة خمسين وَسبع مائَة فباشرها إِلَى أَن ورد المرسوم فِي خَامِس عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة يَطْلُبهُ إِلَى الْقَاهِرَة على خيله لِأَنَّهُ كَانَ يتحدث فِي ديوَان الْأَمِير سيف الدّين شيخو ويرتمي

الأمير سيف الدين الحسني

إِلَيْهِ فَأَقَامَ بِمصْر حاجباً صَغِيرا إِلَى أَن أخرج الْأَمِير سيف الدّين قردم إِلَى الشَّام فَجعل الْأَمِير سيف الدّين تِلْكَ الْمَذْكُور أَمِير آخور مَكَانَهُ على إقطاع الإمرة وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَسبع مائَة 3 - (الْأَمِير سيف الدّين الحسني) تِلْكَ الْأَمِير سيف الدّين الحسني الأرغوني أَصله من مماليك الْأَمِير جمال الدّين آقوش الأفرم رَحمَه الله تَعَالَى والأرغوني نِسْبَة إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار نَائِب مصر وحلب حضر إِلَى دمشق من الْقَاهِرَة أَمِير طبلخاناه فِي تَاسِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ورسم لَهُ بالحجوبية الصَّغِيرَة فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين أيتمش نَائِب الشَّام فِي سنة خمسين وَسبع مائَة فباشرها إِلَى أَن ورد المرسوم فِي خَامِس عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة بِطَلَبِهِ إِلَى الْقَاهِرَة على خيله لِأَنَّهُ كَانَ يتحدث فِي ديوَان الْأَمِير سيف الدّين شيخو ويرتمي إِلَيْهِ فَأَقَامَ بِمصْر حاجباً صَغِيرا إِلَى أَن أخرج الْأَمِير سيف الدّين قردم إِلَى الشَّام فَجعل الْأَمِير سيف الدّين تِلْكَ الْمَذْكُور أَمِير آخور مَكَانَهُ على إقطاع الإمرة وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَسبع مائَة 3 - (الشّحْنَة) تِلْكَ الْأَمِير سيف الدّين الْمَعْرُوف بالشحنة أحد مقدمي الألوف بِالشَّام حضر إِلَى دمشق على إقطاع الْأَمِير بدر الدّين أَمِير مَسْعُود ابْن الخطير فِي سنة خمسين وَسبع مائَة وَكَانَ بِدِمَشْق أكبر مقدمي الألوف يحضر إِلَيْهِ قبَاء الشتَاء من الْبَاب الشريف وَتوجه إِلَى سنجار وَلم يزل) بهَا مُقيما أَعنِي فِي دمشق إِلَى أَن ورد المرسوم يَطْلُبهُ إِلَى الْبَاب الشريف صُحْبَة سيف الدّين منكلي بغا السلحدار وَحضر الْأَمِير سيف الدّين قردم أَمِير آخور على إقطاعه فِي سادس عشْرين شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَسبع مائَة (الألقاب) الشَّاعِر التلعفري الأديب الشَّاعِر الْمُتَأَخر اسْمه مُحَمَّد بن يُوسُف تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ التلعفري الْمُقْرِئ اسْمه مُحَمَّد بن جَوْهَر ابْن التلميذ مُعْتَمد الْملك يحيى بن صاعد ابْن التلميذ هبة الله بن صاعد أَمِين الدولة التمار أَبُو نصر الزَّاهِد اسْمه عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز (تماضر بنت عَمْرو الخنساء) تماضر بنت عَمْرو بن الْحَارِث السلمِيَّة ولقبها الخنساء قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يستنشدها شعرهَا وتعجبه وَيَقُول هيه يَا خناس ويومئ بِيَدِهِ وأخواها صَخْر وَمُعَاوِيَة وفيهَا يَقُول دُرَيْد بن الصمَّة وَكَانَ قد خطبهَا فَردته وَكَانَ قد رَآهَا تهنأ بَعِيرًا لَهَا (حيوا تماضر واربعوا صحبي ... وقفُوا فَإِن وقوفكم حسبي) (أخناس قد هام الْفُؤَاد بكم ... وأصابه تبل من الْحبّ) (مَا إِن رَأَيْت وَلَا سَمِعت بِهِ ... كَالْيَوْمِ طالي أينق جرب) (متبذلاً تبدو محاسنه ... يضع الهناء مَوَاضِع النقب)

وَلما خطبهَا دُرَيْد بعثت خادمة لَهَا وَقَالَت لَهَا انظري إِلَيْهِ إِذا بَال فَإِن كَانَ بَوْله يخرق الأَرْض ويخد فِيهَا فَفِيهِ بَقِيَّة وَإِن كَانَ بَوْله يسيح على وَجههَا فَلَا بَقِيَّة فِيهِ فَوَجَدته وبوله يسيح على وَجه الأَرْض فَأَخْبَرتهَا فَأرْسلت إِلَيْهِ مَا كنت لأدع بني عمي وهم وهم مثل عوالي الرماح وأتزوج شَيخا فَقَالَ (وَقَالَت إِنَّنِي شيخ كَبِير ... وَمَا أنبأتها أَنِّي ابْن أمس) (فَلَا تلدي وَلَا ينكحك مثلي ... إِذا مَا لَيْلَة طرقت بنحس) (تُرِيدُ شرنبث الْكَفَّيْنِ شثناً ... يُبَاشر بالعشية كل كرس) ) فَقَالَت الخنساء (معَاذ الله ينكحني حبركى ... يُقَال أَبوهُ من جشم بن بكر) (وَلَو أَصبَحت فِي جشم هَديا ... إِذا أَصبَحت فِي دنس وفقر) وَأما أَخُوهَا صَخْر فَإِنَّهُ اكتسح أَمْوَال بني أَسد وسبى نِسَاءَهُمْ فتبعوه واقتتلوا قتالاً شَدِيدا فطعن ربيعَة بن ثَوْر الْأَسدي صخراً فِي جنبه وَفَاتَ الْقَوْم فَلم يقعص وجوى مِنْهَا فَمَرض حولا حَتَّى مله أَهله فَسمع امْرَأَة وَهِي تسْأَل امْرَأَته سلمى كَيفَ بعلك فَقَالَت لَا حَيّ فيرجى وَلَا ميت فينعى لَقينَا مِنْهُ الْأَمريْنِ فَقَالَ صَخْر لما سمع ذَلِك مِنْهَا (أرى أم صَخْر لَا تمل عيادتي ... وملت سليمى مضجعي ومكاني) (وَمَا كنت أخْشَى أَن تكون جَنَازَة ... عَلَيْك وَمن يغتر بالحدثان) (أهم بِأَمْر الحزم لَو أستطيعه ... وَقد حيل بَين العير والنزوان) (لعمري لقد نبهت من كَانَ نَائِما ... وأسمعت من كَانَت لَهُ أذنان) (وللموت خير من حَيَاة كَأَنَّهَا ... محلّة يعسوب بِرَأْس سِنَان) (وَإِن امْرَءًا سَاوَى بِأم حَلِيلَة ... فَلَا عَاشَ إِلَّا فِي شقاً وهوان) فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ الْبلَاء وَقد نتأت قِطْعَة مثل الْيَد من جنبه من الطعنة قَالُوا لَهُ لَو قطعتها لرجونا أَن تَبرأ فَقَالَ شانكم فأحموا لَهُ شفرة ثمَّ قطعوها فَمَاتَ فَقَالَت الخنساء ترثيه (أَلا مَا لعينك أم مَالهَا ... لقد أخضل الدمع سربالها) (أبعد ابْن عَمْرو من آل الشري ... د حلت بِهِ الأَرْض أثقالها) (فَإِن تَكُ مرّة أودت بِهِ ... فقد كَانَ يكثر تقتالها)

(سأحمل نَفسِي على خطة ... فإمَّا عَلَيْهَا وَإِمَّا لَهَا) مِنْهَا (نهين النُّفُوس وهون النفو ... س يَوْم الكريهة أبقى لَهَا) (وقافية مثل حد السنا ... ن تبقى وَيذْهب من قَالَهَا) (نطقت ابْن عَمْرو فسهلتها ... وَلم ينْطق النَّاس أَمْثَالهَا) (فزان الْكَوَاكِب من فَقده ... وجللت الشَّمْس إجلالها) وَهِي طَوِيلَة سَاقهَا صَاحب الأغاني) وَقَالَت ترثيه أَيْضا (قذى بِعَيْنَيْك أم بِالْعينِ عوار ... أم أقفرت إِذْ خلت من أَهلهَا الدَّار) (تبْكي لصخر هِيَ العبرى وَقد ثكلت ... ودونه من جَدِيد الترب أَسْتَار) (لَا بُد من ميتَة فِي صرفهَا غير ... والدهر فِي صرفه حول وأطوار) مِنْهَا (يَوْمًا بأوجد مني يَوْم فارقني ... صَخْر وللدهر إحلاء وإمرار) (فَإِن صخراً لوالينا وَسَيِّدنَا ... وَإِن صخراً إِذا نشتو لنحار) (وَإِن صخرا لتأتم الهداة بِهِ ... كَأَنَّهُ علم فِي رَأسه نَار) (مثل الرديني لم تنفذ شبيبته ... كَأَنَّهُ تَحت طي الْبرد أسوار) وَهِي طَوِيلَة مَذْكُورَة فِي الأغاني وَلها فِيهِ مراث كَثِيرَة وَأما أَخُوهَا مُعَاوِيَة فغزا بني مرّة بن سعد بن ذبيان وَبني فَزَارَة وَمَعَهُ خفاف بن ندبة فاعتوره هَاشم ودريد ابْنا حَرْمَلَة المريان فاستطرد لَهُ أَحدهمَا ثمَّ وقف وَشد الآخر عَلَيْهِ فَقتله فَلَمَّا تنادوا قتل مُعَاوِيَة فَقَالَ خفاف قتلني الله إِن دمت حَتَّى أثأر بِهِ فَشد على مَالك بن حمَار الشمخي وَكَانَ سيد بني شمخ فَقتله وَقَالَ خفاف فِي ذَلِك (فَإِن تَكُ خيلي قد أُصِيب صميمها ... فعمداً على عَيْني تيممت مَالِكًا) (أَقُول لَهُ وَالرمْح يأطر مَتنه ... تَأمل خفافاً إِنَّنِي أَنا ذلكا) مِنْهَا (تيممت كَبْش الْقَوْم لما عَرفته ... وجانبت شُبَّان الرِّجَال الصعالكا) (فجادت لَهُ مني يَمِيني بطعنة ... كست مَتنه من أسود اللَّوْن حالكا) فَقَالَت الخنساء ترثي مُعَاوِيَة (أَلا لَا أرى فِي النَّاس مثل مُعَاوِيَة ... إِذا طرقت إِحْدَى اللَّيَالِي بداهيه)

(بداهية يضغي الْكلاب حَسِيسهَا ... وَيخرج من سر النحي علانيه) (أَلا لَا أرى كالفارس الْورْد فَارِسًا ... إِذا مَا دَعَتْهُ جرْأَة وَعَلَانِيَة) (وَكَانَ لزاز الْحَرْب عِنْد شبوبها ... إِذا شمرت عَن سَاقهَا وَهِي ذاكيه) (وقواد خيل نَحْو أُخْرَى كَأَنَّهَا ... سعال وعقبان عَلَيْهَا زبانيه) ) (فأقسمت لَا يَنْفَكّ دمعي وعولتي ... عَلَيْك بحزن مَا دَعَا الله دَاعِيَة) (بلينا وَمَا يبْلى تعار وَمَا يرى ... على حدث الْأَيَّام إِلَّا كَمَا هيه) وَقيل لَهَا يَوْمًا مَا مدحت أَبَاك حَتَّى هجوت أَخَاك فَقَالَت (جارى أَبَاهُ فَأَقْبَلَا وهما ... يتعاوران ملاءة الْحَضَر) (حَتَّى إِذا جد الجراء وَقد ... ساوت هُنَاكَ الْعذر بالعذر) (وَعلا هتاف النَّاس أَيهمَا ... قَالَ الْمُجيب هُنَاكَ لَا أَدْرِي) (برقتْ صفيحة وَجه وَالِده ... وَمضى على غلوائه يجْرِي) (أولى فَأولى أَن يُسَاوِيه ... لَوْلَا جلال السن وَالْكبر) (وهما كَأَنَّهُمَا وَقد برزا ... صقران قد حطا إِلَى وكر) قيل لأبي عُبَيْدَة لَيْسَ هَذَا فِي مَجْمُوع شعر الخنساء فَقَالَ الْعَامَّة أسقط من أَن يجاد عَلَيْهَا بِمثل هَذَا وَقيل إِن الخنساء لم تزل تبْكي على أخويها صَخْر وَمُعَاوِيَة حَتَّى أدْركْت الْإِسْلَام فَأقبل بهَا بَنو عَمها إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَهِي عَجُوز كَبِيرَة فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذِه الخنساء قد قرحت مآقيها من الْبكاء فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام فَلَو نهيتها لرجونا أَن تَنْتَهِي فَقَالَ لَهَا عمر اتقِي الله وأبقني بِالْمَوْتِ فَقَالَت أَنا أبْكِي أبي وخيري مُضر صخراً وَمُعَاوِيَة وَإِنِّي لموقنة بِالْمَوْتِ فَقَالَ عمر أتبكين عَلَيْهِم وَقد صَارُوا جَمْرَة فِي النَّار فَقَالَت ذَاك أَشد لبكائي عَلَيْهِم فَكَأَن عمر رق لَهَا فَقَالَ خلوا عجوزكم لَا أَبَا لكم فَكل امْرِئ يبكي شجوه ونام الخلي عَن بكاء الشجي وَذكر الزبير بن بكار عَن مُحَمَّد بن الْحسن المَخْزُومِي عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله عَن أَبِيه عي أبي وجرة عَن أَبِيه قَالَ حضرت الخنساء بنت عَمْرو بن الشريد حَرْب الْقَادِسِيَّة وَمَعَهَا بنوها أَرْبَعَة رجال فَقَالَت لَهُم من أول اللَّيْل إِنَّكُم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين وَوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه غَيره أَنكُمْ لبنو رجل وَاحِد كَمَا أَنكُمْ بَنو امْرَأَة وَاحِدَة مَا خُنْت أَبَاكُم وَلَا فضحت خالكم وَلَا هجنت حسبكم وَلَا غيرت نسبكم وَقد تعلمُونَ مَا أعد الله للْمُسلمين من الثَّوَاب الجزيل فِي حَرْب الْكَافرين وَاعْلَمُوا أَن الدَّار الْبَاقِيَة خير من الدُّنْيَا الفانية يَقُول الله يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابطُوا وَاتَّقوا الله لَعَلَّكُمْ تفلحون فَإِذا أَصْبَحْتُم غَدا إِن شَاءَ الله سَالِمين

فاغدوا إِلَى قتال عَدوكُمْ مستبصرين وَبِاللَّهِ على أعدائه مستنصرين فَإِذا رَأَيْتُمْ الْحَرْب قد شمرت عَن سَاقهَا واضطرمت لظى على) سباقها وجللت نَارا على أوراقها فَتَيَمَّمُوا وطيسها وجالدوا رئيسها عِنْد احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة فِي دَار الْخلد والمقامة فَخرج بنوها قابلين لنصحها عازمين على قَوْلهَا فَلَمَّا أَضَاء لَهُم الصُّبْح باكروا مراكزهم وَأَنْشَأَ أَوَّلهمْ يَقُول (يَا إخوتي إِن الْعَجُوز الناصحه ... قد نصحتنا إِذْ دعتنا البارحه) (مقَالَة ذَات بَيَان واضحه ... فباكروا الْحَرْب الضروس الكالحه) (وَإِنَّمَا تلقونَ عِنْد الصائحه ... من آل ساسان كلايا نابحه) (قد أيقنوا مِنْكُم بِوَقع الجائحه ... وَأَنْتُم بَين حَيَاة صَالحه) أَو ميتَة تورث غنما رابحه وَتقدم فقاتل حَتَّى قتل رَحمَه الله ثمَّ حمل الثَّانِي وَهُوَ يَقُول (إِن الْعَجُوز ذَات حزم وَجلد ... وَالنَّظَر الأوفق والرأي السدد) (قد أمرتنا بالسداد والرشد ... نصيحة مِنْهَا وَبرا بِالْوَلَدِ) (فباكروا الْحَرْب حماة فِي الْعدَد ... إِمَّا لفوز بَارِد عان الكبد) (أَو ميتَة تورثكم غنم الْأَبَد ... فِي جنَّة الفردوس والعيش الرغد) فقاتل إِلَى أَن اسْتشْهد رَحمَه الله ثمَّ حمل الثَّالِث وَهُوَ يَقُول (وَالله لَا نعصي الْعَجُوز حرفا ... قد أمرتنا حَربًا وعطفا) (نصحاً وَبرا صَادِقا ولطفاً ... فباكروا الْحَرْب الضروس زحفا) (حَتَّى تلفوا آل ساسان لفا ... أَو تكشفوهم عَن حماكم كشفا) (إِنَّا نرى التَّقْصِير عَنْهُم ضعفا ... وَالْقَتْل فِيكُم نجدة وَعرفا) فقاتل حَتَّى اسْتشْهد رَحمَه الله ثمَّ حمل الرَّابِع وَهُوَ يَقُول (لست لخنساء وَلَا للأحزم ... وَلَا لعَمْرو ذِي السناء الأقدم) (إِن لم أرد فِي الْجَيْش جَيش الْأَعْجَم ... مَاض على الهول خضم خضرم) (إِمَّا لفوز عَاجل ومغنم ... أَو لوفاة فِي السَّبِيل الأكرم) فقاتل حَتَّى قتل رَحمَه الله فبلغها الْخَبَر فَقَالَت الْحَمد لله الَّذِي شرفني بِقَتْلِهِم وَأَرْجُو من رَبِّي أَن يجمعني بهم فِي مُسْتَقر رَحمته وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ يُعْطي الخنساء أرزاق أَوْلَادهَا الْأَرْبَعَة لكل وَاحِد مِائَتي دِرْهَم حَتَّى قبض)

تمام

(تَمام) 3 - (تَمام بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب) أمه أم ولد رُومِية تسمى سبا وشقيقه كثير ابْن الْعَبَّاس روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لَا تدْخلُوا عَليّ قلحاً استاكوا من حَدِيث مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن أبي عَليّ الصيقل عَن جَعْفَر بن تَمام بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب عي أَبِيه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ تَمام والياً لعَلي بن أبي طَالب على الْمَدِينَة وَكَانَ من أَشد النَّاس بطشاً وَكَانَ الْعَبَّاس يحملهُ وَيَقُول (تَمُّوا بِتمَام فصاروا عشره ... يَا رب فاجعلهم كراماً برره) وَاجعَل لَهُم ذكرا وأنم الثَّمَرَة فَكَانَ أَوْلَاد الْعَبَّاس عشرَة وَتَمام أَصْغَرهم 3 - (الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم البَجلِيّ) تَمام بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الله بن الْجُنَيْد الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بن الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن البَجلِيّ الرَّازِيّ الدِّمَشْقِي الْمُحدث كَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ وَمَعْرِفَة الرِّجَال وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو غَالب الْمعَافِرِي) تَمام بن عبد الله بن تَمام أَبُو غَالب الْمعَافِرِي الطليطلي حج وَسمع من ابْن الْأَعرَابِي وَمن أبي الْحسن ابْن أبي عَيَّاش حَدثهُ بغزة عَن الطهراني عَن عبد الرازق كتب عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن أبي تَمام الشَّاعِر) تَمام بن حبيب بن أَوْس الطَّائِي ولد أبي تَمام الشَّاعِر

ابن التيان اللغوي

الْمَشْهُور كَانَ شَاعِرًا ومدح مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر الْأَمِير دخل عَلَيْهِ فَسلم ثمَّ قَالَ أَيهَا الْأَمِير (هُنَاكَ رب النَّاس هناكا ... مَا لجمال الْملك أعطاكا) (بَغْدَاد من أَجلك قد أشرقت ... وأورق الْعود لجدواكا) (مُحَمَّد يَا ذَا الحجى والندى ... قرت بِمَا وليت عيناكا) فَقَالَ من هَذَا قَالُوا لَهُ تَمام بن أبي تَمام الطَّائِي فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد ابْن عبد الله وَأَنت عافاك الله) وبياك (حياك رب النَّاس حياكا ... إِن الَّذِي أملت أخطاكا) (وافيت شخصا قد خلا كيسه ... وَلَو حوى شَيْئا لواساكا) فَقَالَ تَمام أَيهَا الْأَمِير إِن الشّعْر بالشعر رباء فَاجْعَلْ بَينهمَا رضخا من دَرَاهِم حَتَّى يطيب لي ذَلِك قَالَ يَا غُلَام أعْطه ألف دِرْهَم هَذَا لكلامك لَا لشعرك 3 - (ابْن التيان اللّغَوِيّ) تَمام بن غَالب بن عَمْرو أَبُو غَالب الأندلسي المرسي الْمَعْرُوف بِابْن التيان بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالْيَاء آخر الْحُرُوف مُشَدّدَة وَبعد الْألف نون قَالَ سعد الْخَيْر مرسية بَلْدَة حَسَنَة من بِلَاد الأندلس كَثِيرَة التِّين يجلب مِنْهَا إِلَى سَائِر الْبلدَانِ فَلَعَلَّهُ نسب إِلَى بيع التِّين وَذكره الْحميدِي كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وثقة فِي إيرادها مَذْكُورا بالورع والديانة مَاتَ بالمرية سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَله كتاب تلقيح الْعين فِي اللُّغَة لم يؤلف مثله اختصاراً وإكثاراً وَله فِيهِ قصَّة تدل على فَضله وَذَلِكَ أَن الْأَمِير أَبَا الْجَيْش مُجَاهِد بن عبد الله العامري وَهُوَ أحد المتغلبين على تِلْكَ النواحي وَجه إِلَى أبي غَالب هَذَا أَيَّام غلبته على مرسية وَأَبُو غَالب بهَا سَاكن ألف دِينَار أندلسية على أَن يزِيد فِي تَرْجَمَة هَذَا الْكتاب مِمَّا أَلفه تَمام بن غَالب لأبي الْجَيْش مُجَاهِد فَرد لَهُ الدَّنَانِير وَلم يفعل وَقَالَ وَالله لَو بذل لي ملك الدُّنْيَا مَا فعلت وَلَا استجزت الْكَذِب فَإِنِّي لم أجمعه لَهُ خَاصَّة لَكِن لكل طَالب علم عَامَّة قَالَ الْحميدِي فاعجب لهمة هَذَا الرئيس وعلوها واعجب لنَفس هَذَا الْعَالم ونزاهتها

أبو الخطاب الطائي

3 - (أَبُو الْخطاب الطَّائِي) تَمام أَبُو الْخطاب ابْن أبي الْخطاب الطَّائِي بَصرِي من نَافِلَة خُرَاسَان قَالَ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء صَار إِلَى سر من رأى وَله مَعَ سُلَيْمَان بن وهيب خبر وَهُوَ الْقَائِل فِيهِ بعد مَوته (أيا آل وهب مضى شيخكم ... مروع الْفُؤَاد مطار الحشا) (فدار الْخِيَانَة قد أقفرت ... وَربع القيادة قد أوحشا) (فَمن كَانَ يعرف أكرومة ... فَمَا يعرف الشَّيْخ غير الرشا) (أَظن أَبَا قَاسم بعده ... سيتبع مَا كَانَ فِيهِ نشا) ) 3 - (شهَاب الدّين بن الشيرجي) تَمام بن أَحْمد عبد الرَّحْمَن بن عَليّ شهَاب الدّين أَبُو المكارم الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الشيرجي من بَيت عَدَالَة وَكِتَابَة وَتقدم سمع الخشوعي وَعبد اللَّطِيف الصُّوفِي وحنبل بن عبد الله روى عَنهُ الشَّيْخ زين الدّين الفارقي وَأَبُو عَليّ بن الْخلال وَمُحَمّد الأرموي وَالْمجد عبد الرَّحْمَن بن الأسفراييني وَمَات فِي شعْبَان سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة وَأَجَازَ لأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ التمتام الْبَصْرِيّ اسْمه مُحَمَّد بن غَالب بَنو تَمام جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ مُحَمَّد أَحْمد بن تَمام وَمِنْهُم تَقِيّ الدّين عبد الله بن أَحْمد (تمريغا) تمريغا الْأَمِير سيف الدّين الْعقيلِيّ أحد مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون كَانَ خيرا عَاقِلا أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد ابْن فضل الله قَالَ أَخْبرنِي بعض مماليكه قَالَ قَالَ لي أَن أستاذي هَذَا عمره مَا نكح وَعِنْده الزَّوْجَة المليحة والجواري الملاح قلت لَعَلَّه كَانَ عنيناً وَالله أعلم بِحَالهِ وَكَانَ آخر أمره بالكرك نَائِبا فَتوفي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِي طاعون الكرك رَحمَه الله تَعَالَى (تمرتاش) 3 - (المضافري) تمرتاش بن بختكين بن عبد الله التركي المضافري أَبُو عبد الله المجلد

ابن جوبان

الْبَغْدَادِيّ سمع مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن حَمْزَة الساوي وَأَبُو الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْمَدِينِيّ وَالْحِفْظ السلَفِي توفّي سنة خمس وَخمْس مائَة 3 - (ابْن جوبان) تمرتاش بن جوبان النوين كَانَ حَاكم الْبِلَاد الرومية فتتح بلاداً وَكسر جيوشاً وَكَانَ إِذا كَانَ وَقت اللِّقَاء نزل قعد على الأَرْض وَأمر أَصْحَابه بِالْقِتَالِ وَاسْتعْمل الْخمر فَإِذا انتشى ركب جَوَاده وَحمل فَلَا يثبت لَهُ أحد وَيَقُول لأَصْحَابه أَي من مَاتَ فإقطاعه لوالده أَو لِقَرَابَتِهِ لَا يخرج عَنهُ شَيْء وَأي من هرب فَأَنا خَلفه أَيْنَمَا توجه أحضرهُ وَمَا أبقيه فَالْأولى بِهِ أَن لَا يهرب وَكَانَ قد خطر لَهُ أَنه الْمهْدي وَتسَمى بذلك فَبلغ أَبَاهُ جوبان الْخَيْر فَأَتَاهُ واستتوبه من ذَلِك وأحضره مَعَه إِلَى خدمَة بو سعيد فَلَمَّا حضر مَعَه إِلَى الأردو رأى النَّاس ينزلون قَرِيبا من خام الْملك فَقطع بِالسَّيْفِ أطناب الخيم ووقف على بَاب خام السُّلْطَان وَرمى بالطومار وَقَالَ أَيْنَمَا وَقع ينزل النَّاس على دائرته فاعجب ذَلِك بو سعيد فَلَمَّا مَاتَ أَخُوهُ دمشق خواجا وهرب أَبوهُ اجْتمع هُوَ بالأمير سيف الدّين أيتمش وَطلب الْحُضُور إِلَى مصر وَحلف لَهُ فَحَضَرَ فِي جمع كَبِير وَخرج الْأَمِير سيف الدّين تنكز وتلقاه وَتوجه إِلَى الديار المصرية وَلم يخرج لَهُ السُّلْطَان وَأمر برد من حضر مَعَه الا الْقَلِيل واعطى لكل وَاحِد خمس مائَة دِرْهَم وخلعة فَعَاد الْجَمِيع إِلَّا نفر يسير فَأَرَادَ السُّلْطَان أَن نقطعه شَيْئا من أخباز الْأُمَرَاء فَقَالَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب يَا خوند إبش يُقَال عَنْك أَنَّك وَفد عَلَيْك وَاحِد مَا كَانَ فِي بلادك مَا تقطعه حَتَّى أخذت لَهُ من أخباز الْأُمَرَاء فرسم لَهُ بقطياً ثمَّ أَمر لَهُ كل يَوْم بِأَلف دِرْهَم إِلَى أَن ينْحل لَهُ إقطاع يُنَاسِبه وَكَانَ يَأْخُذ من بَيت المَال كل يَوْم ألف دِرْهَم ورسم لَهُ السُّلْطَان على لِسَان الْأَمِير سيف الدّين قجليس أَن يُطلق من الخزانة وَمن الاسطبل مَا يُريدهُ وَيَأْخُذ مِنْهُمَا مَا يخْتَار فَمَا فعل من ذَلِك شَيْئا وَنزل إِلَى الْحمام الَّتِي عِنْد حَوْض ابْن هنّس فَأعْطى الحمامي خمس مائَة دِرْهَم وللحارس ثَلَاث مائَة دِرْهَم وَكَانَ النَّاس كل يَوْم موكب) يقدون الشمع بَين القصرين وَيجْلس النِّسَاء وَالرِّجَال على الطّرق يَقُولُونَ نَنْتَظِر أَنهم يؤمرون تمرتاش وعبرت عينه على النَّاس من مماليك السُّلْطَان الخاصكية الْأُمَرَاء وَكَانَ يَقُول هَذَا كَانَ كَذَا وَهَذَا كَانَ كَذَا وَهَذَا ألماس كَانَ جمالاً فَمَا حمل السُّلْطَان مِنْهُ ذَلِك وألبس يَوْمًا قبَاء من أقبية الشتَاء ألبسهُ إِيَّاه حَاجِب صَغِير فَرَمَاهُ عَن كتفه وَقَالَ مَا ألبسهُ إِلَّا من يَد ألماس الْحَاجِب الْكَبِير وَلم يزل فِي الْقَاهِرَة إِلَى أَن قتل أَبوهُ جوبان فِي تِلْكَ الْبِلَاد فأمسكه السُّلْطَان واعتقله فَوجدَ لذَلِك ألماً عَظِيما وَقعد أَيَّامًا لَا يَأْكُل شَيْئا إِنَّمَا يشرب مَاء وَيَأْكُل الْبِطِّيخ لما يجد فِي بَاطِنه من النَّار وَكَانَ قجليس يدْخل إِلَيْهِ وَيخرج ويطيب خاطره وَيَقُول لَهُ إِنَّمَا فعل السُّلْطَان هَذَا لِأَن رسل السُّلْطَان بو سعيد على وُصُول وَمَا يهون على بو سعيد أَن يبلغهُ أَن السُّلْطَان أكرمك وَقد حلف كل مِنْهُمَا

صاحب ميافارقين

للْآخر فَقَالَ لَهُ يَوْمًا أَنا ضَامِن عنْدكُمْ انْكَسَرَ عَليّ مَال إِن كَانَ شَيْء فالسيف وَإِلَّا فَمَا فَائِدَة الْحَبْس وَالله مَا جزائي إِلَّا أَن أسمر على جمل وَيُطَاف بِي فِي بِلَادكُمْ وَيُقَال هَذَا جَزَاء وَأَقل جَزَاء من يَأْمَن إِلَى الْمُلُوك أَو يسمع من أَيْمَانهم ثمَّ إِن الرُّسُل حَضَرُوا يطْلبُونَ من السُّلْطَان تجهيز تمرتاش إِلَى بو سعيد فَقَالَ مَا أسيره وَلَكِن خُذُوا رَأسه فَقَالُوا مَا مَعنا أَمر أَن نَأْخُذهُ إِلَّا حَيا وَأما غير ذَلِك فَلَا فَأمروا أَن يقفوا على قَتله وَأخرج من سجنه وَمَعَهُ أيتمش وقجليس وَغَيرهمَا وخنق جوّا بَاب القرافة فَكَانَ يستغيث وَيَقُول أَيْن أيتمش يَعْنِي الَّذِي حلف لي وأيتمش يختبئ حَيَاء مِنْهُ وَقَالَ مَا عنْدكُمْ سيف تضربونني بِهِ ثمَّ حز رَأسه وجهز إِلَى بو سعيد من جِهَة السُّلْطَان وَلم يتسلمه الرُّسُل وَكتب السُّلْطَان إِلَى بو سعيد يَقُول فقد جهزت إِلَيْك غريمك فَجهز إِلَيّ غريمي قراسنقر فَمَا وصل الرَّأْس حَتَّى مَاتَ قراسنقر حتف أَنفه فَقيل لبو سعيد أَلا تجهز رَأس قراسنقر إِلَيْهِ فَقَالَ لَا إِن الله أَمَاتَهُ بأجله وَلم أَقتلهُ أَنا وَكَانَت قتلته فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة ودفنت جثته برا بَاب القرافة وَلما وصل إِلَى مصر أَقَامُوا الْأَمِير شرف الدّين حُسَيْن بن جندر من الميمنة إِلَى الميسرة وأجلسوه فِي دَار الْعدْل وشاور السُّلْطَان الْأَمِير سيف الدّين تنكز فِي إِمْسَاكه فَلم يشر بذلك ثمَّ إِنَّه شاوره فِي قَتله فَقَالَ الْمصلحَة استبقاؤه فَلم يرجع إِلَى رَأْيه ثمَّ إِن الدَّهْر ضرب ضرباته وحالت الْأَيَّام والليالي فَظهر فِي بِلَاد التتار إِنْسَان بعد موت بو سعيد وَادّعى أَنه تمرتاش وَقَالَ أَنا كنت عِنْد بكتمر الساقي وبكتمر الساقي جهزني خُفْيَة إِلَى بِلَاد الْبَحْر وَقتل غَيْرِي) وَاحِد يشبهني وجهز رَأسه إِلَى بو سعيد وَصدق على ذَلِك وَأَقْبل عَلَيْهِ أَوْلَاده ونساءه والتف عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة وحشد عَظِيم وعزم على الدُّخُول إِلَى الشَّام إِلَى أَن كفى الله شَره وَلم يزل أمره يقوى حَتَّى إِن السُّلْطَان كَابر نَفسه وحسه وَقَالَ رُبمَا إِن الْأَمر صَحِيح وَقد يكون مماليكي خانوا فِي أمره ونبش قَبره وأخرجت عِظَامه وأحضر المنجمين وَغَيرهم مِمَّن يضْرب المندل وأحضر سيف تمرتاش وَقَالَ صَاحب هَذَا يعِيش أَو مَاتَ فَقَالُوا لَهُ مَاتَ وَلم يزل شكه إِلَى أَن مَاتَ هَذَا الدعي وَخلف تمرتاش من الْأَوْلَاد الشَّيْخ حسن ومصر ملك وجمدغان وبير حسن وتودان وشيدون 3 - (صَاحب ميافارقين) تمرتاش بن أيلغازي بن أرتق الْأَمِير حسام الدّين التركماني الأرتقي صَاحب ميافارقين ولي الْملك بعد وَالِده وَكَانَت مدَّته نيفاً وَثَلَاثِينَ سنة وَولي بعده نجم الدّين ألبي وَالْملك فِي عقبه إِلَى الْآن وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَكَانَ حسام الدّين تمرتاش الْمَذْكُور صَاحب ماردين وديار بكر وَكَانَ شجاعاً عادلاً جواداً يحب الْعلمَاء

تمرجين قان ملك التتار

والفضلاء ويبحث مَعَهم فِي فنون الْعلم وَلَا يرى الْقَتْل وَلَا الْحَبْس وَكَانَ لَهُ من الذِّمَّة وَحفظ الْجوَار مَا لم يكن للْعَرَب العرباء وَكَانَ ملْجأ للقاصدين (تمرجين قان ملك التتار) تمرجين قان ملك التتار الَّذِي ملك بعد أَبِيه جنكز خَان لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة أَبِيه فِي حرف الْجِيم فليطلب هُنَاكَ (تمنّي بنت الْمُبَارك) (بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبيد الله بن عبد الْغفار السمسمي) أتم الرَّجَاء الواعظة امْرَأَة صَالِحَة متدينة تعظ النِّسَاء بِبَغْدَاد وَمَاتَتْ وَهِي بكر وَلم تتَزَوَّج وَكَانَت تعرف بابنة الدباس وَلها رِبَاط بالريحانيين سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاف وخالها الْمُبَارك بن فاخر بن يَعْقُوب بن الدباس النَّحْوِيّ وروى عَنْهَا عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين وَعَاشَتْ ثَمَانِينَ سنة وَتوفيت رَحمهَا الله سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة (تملك الشيبية الْعَبْدَرِيَّة الصحابية) من بني شيبَة بن عُثْمَان حَدِيثهَا فِي وجوب السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة رَوَت عَنْهَا صَفِيَّة بنت شيبَة حَدِيث الْعسيلَة من رِوَايَة مَالك فِي الْمُوَطَّأ (تمو صلت الْأسود) وَيُقَال طرملت الْأَمِير أَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ الرافضي ولي دمشق للْحَاكِم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة عزّر رجلا مغربياً على حمَار هَذَا جَزَاء من يحب أَبَا بكر وَعمر وَمَات فِي صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة (تَمِيم) 3 - (تَمِيم بن يعار) بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَالْعين الْمُهْملَة مفتوحتين ابْن قيس بن عدي بن أُميَّة الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وأحداً

تميم بن نسر

3 - (تَمِيم بن نسر) بالنُّون وَالسِّين الْمُهْملَة ابْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد أحدا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (تَمِيم بن الْحَارِث) 3 - (بن قيس بن عديّ القرشيّ السهميّ) كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَقتل يَوْم أجنادين وأخواه سعيد بن الْحَارِث وَأَبُو قيس بن الْحَارِث كَانَا أَيْضا من مهاجرة الْحَبَشَة وأخوهم الرَّابِع عبد الله بن الْحَارِث قتل يَوْم الطَّائِف شَهِيدا وأخوهم الْخَامِس السَّائِب بن الْحَارِث جرح يَوْم الطَّائِف وَقتل يَوْم فَحل وَلَهُم أَخ سادس يُسمى الْحجَّاج بن الْحَارِث أسر يَوْم بدر وَكَانَ أبوهم الْحَارِث أحد الْمُسْتَهْزِئِينَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ ابْن الغيطلة بالغين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف والطاء الْمُهْملَة وَاللَّام 3 - (تَمِيم الْأنْصَارِيّ) مولى بني غنم شهد بَدْرًا وأحداً 3 - (تَمِيم مولى خرَاش بن الصمَّة) شهد مَعَ مَوْلَاهُ خرَاش بَدْرًا وَهُوَ مَعْدُود فيهم وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين خباب مولى عتبَة بن غَزوَان وَشهد تَمِيم أحدا بعد بدر 3 - (تَمِيم بن أَسد) وَيُقَال أسيد أَبُو رِفَاعَة قَالَ أَحْمد بن زُهَيْر سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين يَقُولَانِ أَبُو رِفَاعَة الْعَدوي تَمِيم بن أسيد وَقطع الدَّارَقُطْنِيّ بِأَنَّهُ ابْن أسيد 3 - (تَمِيم الْمَازِني الْأنْصَارِيّ) وَالِد عباد بن تَمِيم أَخُو عبد الله وحبِيب ابْني زيد بن عَاصِم ويعرفون بني أم عمَارَة وكناية) تَمِيم أَبُو الْحسن روى عَنهُ ابْن عباد فِي الْوضُوء

تميم بن حجر

3 - (تَمِيم بن حجر) أَبُو أَوْس الْأَسْلَمِيّ الصَّحَابِيّ كَانَ ينزل الجدوات بِنَاحِيَة العرج 3 - (الدَّارِيّ) تَمِيم الدَّارِيّ بن خَارِجَة اللَّخْمِيّ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي سنة أَرْبَعِينَ من الْهِجْرَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وكنيته أَبُو رقية وَهُوَ من بني عدي بن الدَّار بن هَانِئ كَانَ نَصْرَانِيّا وَأسلم سنة تسع وَكَانَ فِي جملَة وَفد الداريين بعد منصرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من تَبُوك وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي رَكْعَة وَرُبمَا ردد الْآيَة الْوَاحِدَة اللَّيْل كُله إِلَى الصَّباح وَهُوَ أول من أَسْرج السراج فِي الْمَسْجِد روى عَنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قصَّة الدَّجَّال ولجساسة فِي خطْبَة خطبهَا فَقَالَ حَدثنِي تَمِيم الدَّارِيّ وَذكر الْقِصَّة وروى عَنهُ عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ وَعبد الله بن موهب وسليم بن عَامر وشرحبيل بن مُسلم وَقبيصَة بن ذُؤَيْب قَالَ ابْن عبد الْبر وَلم يُولد لَهُ غَيرهَا يَعْنِي ابْنَته رقية وَسكن الْمَدِينَة ثمَّ انْتقل إِلَى الشَّام بعد قتلة عُثْمَان وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَقيل نزل بفلسطين وَلما كَانَ فِي ثَالِث الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وقفت بديوان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق على النُّسْخَة الَّتِي بيد الداريين الَّتِي كتبهَا لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة تسع من الْهِجْرَة بعد مُنْصَرفه من غَزْوَة تَبُوك فِي قِطْعَة أَدَم من خف أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَهِي بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا مَا أنطأ مُحَمَّد رَسُول الله لتميم الدَّارِيّ وأخويه جرون والمرطوم وَبَيت عينون وَبَيت إِبْرَاهِيم وَمَا فِيهِنَّ نطية بت بِذِمَّتِهِمْ ونفدت وسلمت ذَلِك لَهُم ولأعقابهم فَمن آذاهم آذاه الله فَمن آذاهم لَعنه الله شهد عَتيق ابْن أبي قُحَافَة وَعمر بن الْخطاب وَعُثْمَان بن عَفَّان وَكتب عَليّ بن أبي طَالب وَشهد كَذَا رَأَيْته فِي النُّسْخَة بِإِثْبَات الْألف فِي أَبُو قُحَافَة وبإسقاطها فِي بو طَالب وَأما الْأدم فرأيته وَقد احمر وأخلق وَلم أر من الْكِتَابَة فِيهِ إِلَّا لَهُم وَأَعْقَابهمْ لَا غير 3 - (تَمِيم بن أسيد) تَمِيم بن أسيد هُوَ أَبُو رِفَاعَة وَقيل ابْن أَسد وَقيل اسْمه عبد الله

المسلي التابعي

بن الْحَارِث بن أَسد بن عدي كَانَ من فضلاء الصَّحَابَة نزل الْبَصْرَة روى عَنهُ حميد بن هِلَال وصلَة بن أَشْيَم قتل بكابل) سنة أَربع وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْمسلي التَّابِعِيّ) تَمِيم بن طرفَة الطَّائِي وَيُقَال الْمسلي بِضَم الْمِيم وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَكسر اللَّام تَابِعِيّ سمع عدي بن حَاتِم وَجَابِر بن سَمُرَة وروى عَنهُ سماك بن حَرْب وَعبد الْعَزِيز بن رفيع مَاتَ فِي سنة الْفُقَهَاء وَهِي سنة أَربع وَتِسْعين وَهُوَ صَالح الحَدِيث وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو قَتَادَة التَّابِعِيّ) تَمِيم بن نَذِير بِضَم النُّون وَفتح الذَّال الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْبَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء الْعَدوي الْبَصْرِيّ من بني عدي بن منَاف تَابِعِيّ سمع عمر بن الْخطاب وَعمْرَان بن حُصَيْن وروى عَنهُ مُحَمَّد بن سِيرِين وَحميد بن هِلَال ومورق الْعجلِيّ وكنيته أَبُو قَتَادَة 3 - (تَمِيم بن الْمُنْتَصر) 3 - (بن تَمِيم بن الصَّلْت) روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين بعد الْمِائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْبَنْدَنِيجِيّ) تَمِيم بن أَحْمد بن أَحْمد بن كرم بن غَالب الْبَنْدَنِيجِيّ الْبَزَّاز أَبُو الْقَاسِم بن أبي بكر مُفِيد بَغْدَاد قَالَ محب الدّين بن النجار أَخُو شَيخنَا الْحَافِظ أَحْمد سمع فِي صباه من أبي بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَأبي الْوَقْت الصُّوفِي وَأبي مُحَمَّد ابْن المادح وَأبي الْفَتْح ابْن البطي وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير من أَصْحَاب أبي الْخطاب ابْن البطر وَأبي عبد الله بن طَلْحَة وَأبي الْحُسَيْن ابْن الطيوري وَأبي الْحسن بن العلاف وَأبي مُحَمَّد ابْن السراج وَأبي الْقَاسِم ابْن بَيَان وَأبي عَليّ ابْن نَبهَان وَأبي الغنايم ابْن النَّرْسِي وَأبي طَالب بن يُوسُف وأمثالهم وَلم يزل يسمع من أَصْحَاب ابْن الْحصين وَابْن كادش وَأبي غَالب ابْن الْبناء وَأبي بكر الْأنْصَارِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن

وزير المهدي

السَّمرقَنْدِي وَمِمَّنْ دونهم إِلَى حِين وَفَاته وَكتب بِخَطِّهِ للنَّاس ولنفسه كثيرا وَكَانَ يُفِيد الطّلبَة وَيسْعَى مَعَهم إِلَى الشُّيُوخ وَكَانَ يحفظ أَسمَاء الْكتب والأجزاء المروية فِي ذَلِك الْوَقْت وَيدل عَلَيْهَا الغرباء ويعيرهم الْأُصُول وَكَانَ يعرف أَحْوَال الشُّيُوخ الَّذين أدركهم ويحفظ مواليدهم ووفياتهم وَله فِي ذَلِك همة وافرة مَعَ قلَّة معرفَة بِالْعلمِ سَمِعت مَعَه وبإفادته كثيرا وَسمعت مِنْهُ جُزْءا وَاحِدًا) اتِّفَاقًا وَكَانَ متساهلاً فِي الرِّوَايَة ينْقل السماعات من حفظه على الْفُرُوع من غير مُقَابلَة بالأصول رَأَيْت مِنْهُ ذَلِك مرَارًا وأذكر مرّة وَأَنا وَاقِف مَعَه وَقد أَتَاهُ بعض الطّلبَة بِجُزْء فَأرَاهُ إِيَّاه وَسَأَلَهُ هَل هُوَ مسموع فِي ذَلِك الْوَقْت أم ل فَقَالَ لَهُ هُوَ سَماع فلَان ابْن فلَان وَتقدم إِلَى دكان خباز وَأخذ مِنْهُ دَوَاة وقلماً وَنقل لَهُ على ذَلِك الْجُزْء وَكَانَ صحيفَة سَماع ذَلِك الشَّيْخ من حفظه وَدفعه إِلَيْهِ وَقَالَ اذْهَبْ فاسمعه فَأَخذه ذَلِك الطَّالِب وَمضى واشتهر ذَلِك مِنْهُ فَامْتنعَ جمَاعَة من حفاظ الحَدِيث من السماع بنقله توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (وَزِير الْمهْدي) تَمِيم الْوَزير صَاحب ديوَان الْمهْدي حدث عَن الْمهْدي مُحَمَّد بن عبد الله الْمَنْصُور روى عَنهُ مسلمة بن الصَّلْت قَالَ حَدثنِي الْمهْدي أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن أَبِيه ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ آخر أربعاء فِي الشَّهْر يَوْم نحس مُسْتَمر قلت هَذَا حَدِيث مَوْضُوع 3 - (النَّهْشَلِي) تَمِيم بن خُزَيْمَة بن خازم النَّهْشَلِي صَاحب الدعْوَة بغدادي هُوَ الْقَائِل (قَالُوا عشقت صَغِيرَة فأجبتهم ... أشهى الْمطِي إِلَيّ مَا لم يركب) (كم بَين حَبَّة لؤلؤٍ مثقوبة ... نظمت وحبة لُؤْلُؤ لم تثقب) فأجابته عنان جَارِيَة النطاف (إِن المطية لَا يلذ ركُوبهَا ... مَا لم تذلل بالزمام وتركب) (والدر لَيْسَ بنافعٍ أربابه ... مَا لم يؤلف بالنظام ويثقب) 3 - (تَمِيم بن الْمعز صَاحب الْقَاهِرَة) تَمِيم بن الْمعز بن الْمَنْصُور بن الْقَائِم بن الْمهْدي هُوَ أَبُو عَليّ ابْن الْمعز صَاحب الْقَاهِرَة كَانَ تَمِيم الْمَذْكُور فَاضلا شَاعِرًا ماهراً لطيفاً ظريفاً وَلم يل الْملك لِأَن ولَايَة الْعَهْد كَانَت لِأَخِيهِ الْعَزِيز فوليها بعد أَبِيه وللعزيز أَيْضا أشعار وَتُوفِّي أَبُو عَليّ تَمِيم الْمَذْكُور سنة أَربع وَسبعين وَثَلَاث مائَة بِمصْر وَحضر أَخُوهُ الْعَزِيز الصَّلَاة عَلَيْهِ فِي بستانه وغسله القَاضِي مُحَمَّد بن النُّعْمَان وكفنه فِي سِتِّينَ ثوبا وَأخرجه مَعَ الْمغرب من الْبُسْتَان وَصلى

عَلَيْهِ بالقرافة وَحمله إِلَى الْقصر وَدَفنه فِي الْحُجْرَة الَّتِي فِيهَا قبر أَبِيه الْمعز وَقيل توفّي سنة خمس وَسبعين ومولده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَمن شعره يصف بركَة) (فِي قبَّة سمكها فِي الجو مشرقة ... على اطراد مياه تكسير) (كَأَنَّمَا مَاؤُهَا وَالرِّيح تدرجه ... على نقا يقق من غير تكدير) (نقش المبارد صيغت بَعْدَمَا جليت ... بَعْضًا لبَعض بِتَقْدِير وتدبير) وَمِنْه قَوْله من أَبْيَات (صدعن فؤاداً كَاد ينهل أدمعاً ... وَقَلْبًا غَدَاة الْبَين كَاد يطير) (أوانس فِي أثوابهن وَفِي الملا ... غصون وَفِي تنقيبهن بدور) (إِذا مَا دجا جنح الظلام أناره ... لَهُنَّ تراق وضّح ونحور) (كَأَن نقا خبت لَهُنَّ روادف ... تأزرنها والأقحوان ثغور) وَمِنْه أَيْضا (سرى الْبَرْق فارتاع الْفُؤَاد المعذب ... وَجَاز الْكرَى فِي الْعين فَهُوَ مذبذب) (أرقت لهَذَا الْبَرْق حَتَّى كَأَنَّمَا ... بدا فبدت مِنْهُ لعَيْنِي زَيْنَب) (يلوح ويخبو فِي السَّمَاء كَأَنَّهُ ... سيوف بأرجاء السَّحَاب تقلب) (يؤم رعيل الْغَيْم وَإِنَّمَا ... يؤم خيال من سليمى محبب) (وَإِلَّا فَلم وافى كَأَن نسيمه ... وَمَا فِيهِ طيب بالعبير مُطيب) (وَلم جَاءَ والطيف المعاود مضجعي ... مَعًا وَمضى لما مضى المتأوب) (فواصلني تَحت الْكرَى وَهُوَ عَاتب ... وَلَوْلَا الْكرَى مَا زارني وَهُوَ يعتب) (وَبَات ضجيعي مِنْهُ أهيف ناعم ... وأدعج نشوان وألعس أشنب) (كَأَن الدجى فِي لون صدغيه طالع ... وشمس الضُّحَى فِي لون خديه تغرب) (فَلَمَّا أجَاب اللَّيْل دَاعِي صبحه ... وَكَاد توالي نجمه يتصوب) (ثنى عطفه لما بدا الصُّبْح ذَاهِبًا ... وَمَا كَاد لَوْلَا طالع الصُّبْح يذهب) (إِلَى الله أَشْكُو سر شوق كتمته ... فنم بِهِ واش من الدمع مُعرب) وَمِنْه (سقاني مثل خديه مداماً ... بأصفى من مروقة الظنون)

صاحب أفريقية

(كَأَن الراح وردة جلنار ... تبدت فِي غلالة ياسمين) وَمِنْه) (اشرب على ودّ نَهَار بدا ... وَاللَّيْل تال قد بدا بالسعود) (كَأَنَّمَا الْأُفق بِهِ لابس ... نور الثنايا واحمرار الخدود) وَمِنْه (اشرب على بدر بدا كَامِلا ... فِي أنجم مَشْهُورَة كالشرر) (كَأَنَّهُ فِي ليله غرَّة ... تمّ سناها بسواد الطّور) وَمِنْه (أعذب الْأَشْيَاء عِنْدِي ... قبْلَة فِي صحن خد) (وثنايا عطرات ... خلقت من مَاء شهد) (وحبِيب لَيْسَ يرضى ... لمحبيه بصد) وَمِنْه (إِذا خلوت بمحبوب تجشمه ... فاملأ محَاسِن خديه من الْقبل) (وأضحك الْوَصْل بالهجران مِنْهُ ومل ... على التحكم فِي اللَّذَّات والغزل) (لَا شَيْء أحسن من كف تغمزها ... كف وَمن مقل ترنو إِلَى مقل) (وَمن فَم فِي فَم عذب مقبله ... كَأَن ريقته ضرب من الْعَسَل) (حَتَّى إِذا مَا نلْت مَا تهوى بِلَا كذب ... فَاجْعَلْ مَنَامك بَين الْمَتْن والكفل) (وَقل لمن لَام فِي لَهو تسر بِهِ ... عني إِلَيْك فَإِنِّي عَنْك فِي شغل) (إِن الثقيل هُوَ المحروم لذته ... لَا بَارك الله فِيمَن رَاح ذَا ثقل) وَله عدَّة مدائح فِي أَبِيه الْمعز وأخيه الْعَزِيز 3 - (صَاحب أفريقية) تَمِيم بن الْمعز بن باديس بن الْمَنْصُور ابْن بلكين بن زيري بن مُنَاد الْحِمْيَرِي الصنهاجي ملك أفريقية وَمَا والاها بعد أَبِيه الْمعز كَانَ حسن الْآثَار مَحْمُود

الفحل متولي دمشق

السِّيرَة محباً للْعُلَمَاء مُعظما للأدباء وأرباب الْفَضَائِل قَصده الشُّعَرَاء من الْآفَاق على بعد الدَّار كَابْن السراج الصُّورِي وأنظاره وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ الْحسن بن رَشِيق (أصح وَأَعْلَى مَا روينَاهُ فِي الندى ... من الْخَبَر الْمَأْثُور مُنْذُ قديم) (أَحَادِيث ترْوِيهَا السُّيُول عَن الحيا ... عَن الْبَحْر عَن كف الْأَمِير تَمِيم) ) وَكَانَ يُجِيز الجوائز السّنيَّة وَيُعْطِي الْعَطاء الجزيل ومولده بالمنصورية الَّتِي تسمى صبرَة من أفريقية سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وفوض إِلَيْهِ أَبوهُ ولَايَة الْعَهْد بالمهدية سنة خمس وَأَرْبَعين وَلم يزل بهَا إِلَى أَن توفّي وَالِده فاستبد بِالْملكِ وَلم يزل إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة وَدفن فِي قصره ثمَّ نقل إِلَى قصر السيدة بالمنستير وَخلف من الْبَنِينَ أَكثر من مائَة وَمن الْبَنَات سِتِّينَ على مَا ذكر حفيده أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن شَدَّاد بن تَمِيم فِي كتاب أَخْبَار القيروان وَفِي أَيَّام ولَايَته اجتاز الْمهْدي مُحَمَّد بن تومرت بأفريقية عِنْد عوده من بِلَاد الشرق وَأظْهر بهَا الْإِنْكَار على من رَآهُ خَارِجا عَن سنَن الشَّرِيعَة وَمن هُنَاكَ توجه إِلَى مراكش وَكَانَ من أمره مَا ذكرته فِي تَرْجَمته فِي المحمدين وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده يحيى بن تَمِيم فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَله هُنَاكَ ذكر أَيْضا وللأمير تَمِيم شعر وفضائل فَمن شعره (إِن نظرت مقلتي لمقلتها ... تعلم مِمَّا أُرِيد نَجوَاهُ) (كَأَنَّهَا فِي الْفُؤَاد ناظرة ... تكشف أسراره وفحواه) وَمِنْه أَيْضا (سل الْمَطَر الْعَام الَّذِي عَم أَرْضكُم ... أجاء بِمِقْدَار الَّذِي فاض من دمعي) (إِذا كنت مطبوعاً على الصد والجفا ... فَمن أَيْن لي صَبر فأجعله طبعي) وَمِنْه أَيْضا (فَكرت فِي نَار الْجَحِيم وحرها ... وَا ويلتاه ولات حِين مناص) (فدعوت رَبِّي أَن خير وسيلتي ... يَوْم الْمعَاد شَهَادَة الْإِخْلَاص) 3 - (الْفَحْل مُتَوَلِّي دمشق) تَمِيم بن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف بالفحل قدم دمشق مُتَوَلِّيًا عَلَيْهَا من قبل الْحَاكِم صَاحب مصر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ثمَّ وَليهَا سنة تسعين وَثَلَاث مائَة وَمَات فِيهَا وَولي بعده عَليّ بن جَعْفَر بن فلاح

أبو كعب

3 - (أَبُو كَعْب) تَمِيم بن أبي مقبل بن عَوْف بن حنيف بن قُتَيْبَة بن العجلان يكنى أَبَا كَعْب وَكَانَ أَعور جَافيا فِي الدّين أدْرك الْإِسْلَام وَأسلم وَكَانَ يبكي أهل الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ الْقَائِل) (مَا أنعم الْعَيْش لَو كَانَ الْفَتى حجرا ... تنبو الْحَوَادِث عَنهُ وَهُوَ ملموم) (لَا يحرز الْمَرْء إدحاء الْبِلَاد وَلَا ... تبنى لَهُ فِي السَّمَوَات السلاليم) 3 - (الراجز) تَمِيم بن مقبل بن مَيْمُون بن الذَّيَّال بن مقبل العيسي أحد رجاز خُرَاسَان يَقُول فِي قصَّة الْكرْمَانِي بخراسان أَيَّام نصر بن سيار ويفخر من أرجوزة طَوِيلَة (الدَّهْر قد أبدل عرفا مُنْكرا ... وَلَا ألوم الدَّهْر إِن تغيرا) (والأزد قد أمست تناوي مضرا ... سفاهةً من رأيها وبطرا) (نَحن وجدنَا فِي الْحفاظ أصبرا ... نَحن ادرعنا الْحلق المسمرا) (ثمَّ لبسنا فَوْقه السنورا ... ثمَّ ركبنَا الْخَيل قباً ضمرا) (ثمَّ تنادينا يَقِينا البشرا ... على الْهدى نضرب من تحيرا) (فَمَا تركنَا من سوانا معشرا ... إِلَّا منعناه الجناب الأخضرا) (والعذب حَتَّى يشرب المكدرا ... فَالْحَمْد لله الَّذِي تكبرا) (وَجعل الْفضل لمن تنزرا ... ثمت أخزى مذحجاً وحميرا) (فَمَا تركنَا ليمان مفخرا ... وَلَا تَرَكْنَاهُ يطول المنبرا) (أَمْسَى الْحَصَى والترب قد تضمرا ... فَإِن عست أكرومة أَن تذكرا) كَانَت لنا كَالشَّمْسِ لَا بل أشهرا 3 - (الْكُوفِي) تَمِيم بن سَلمَة الْكُوفِي يروي عَن شُرَيْح القَاضِي وَعبد الرَّحْمَن بن هِلَال الْعَبْسِي وَعُرْوَة بن الزبير قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا نعلم لَهُ رِوَايَة عَن الصَّحَابَة روى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة مائَة لِلْهِجْرَةِ

أبو كامل الطائي

3 - (أَبُو كَامِل الطَّائِي) تَمِيم بن المفرج أَبُو كَامِل الطَّائِي قصد غزنة وَرُبمَا أَنه توفّي هُنَاكَ قَالَ يمدح الْوَزير أَبَا الْقَاسِم عَليّ بن عبد الله الْجُوَيْنِيّ (ودعينا إِن كنت أزمعت جَاره ... قبل أَن يمْنَع الْفِرَاق الزياره) (زودي وامقاً أجد ارتحالاً ... مَا قضى فِي مقَامه أوطاره) ) (مغرماً مَا عَلَيْهِ يَا أم عَمْرو ... أَيْن صَار الْهوى بِهِ يَوْم صاره) (لم يزل يحذر التَّفَرُّق حَتَّى ... حققوا يَوْم رامتين حذاره) (كَانَ يَكْفِيهِ والمحب قنوع ... وَقْفَة أَو تَحِيَّة أَو إشاره) (ذَات ثغر كَأَنَّهُ حِين يَبْدُو ... عقد در أَو أقحوان قراره) (منظر مَا رَأَيْته قطّ إِلَّا ... قلت بدر لتمه وسط دَاره) (كاعب فِي الحجال يمْنَعهَا الزو ... ر حَيَاء يصونها وغراره) مِنْهَا فِي المديح (كَانَ لله فِي الْبَريَّة لطف ... يَوْم أفْضى إِلَيْهِ أَمر الوزاره) (إِن فِيهِ لكل وَهِي سداداً ... ولديه لكل وَهن جباره) وَمن شعر أبي كَامِل الْمَذْكُور (قل للغزالة وَهِي غير غزالة ... والجؤذر النعسان غير الجؤذر) (بمذكر الخطوات غير مؤنث ... ومؤنث الخلوات غير مُذَكّر) (قومِي إِلَى الشَّيْء الَّذِي متْنا بِهِ ... بالْأَمْس فاتشري بِذَاكَ الْجَوْهَر) (فتنبهت هيفاء غير بطية ... عَمَّا التمست وَلَا سحوب المئزر) (تفتر عَن برد وتنظم مثلهَا ... عقدا وَتنظر عَن جفون فتر) (وتيممت دنين فِي مطمورة ... كَانَا مَعًا فِيمَا أَظن لقيصر) وَمن شعر أبي كَامِل الطَّائِي (قُم إِلَى الراح مَعَ الصب ... ح إِذا قَامَ الْمُؤَذّن) (وَإِذا أعلن لل ... هـ فَقل للعود أعلن) (إِن تسئ يَا أَيهَا العب ... د فَإِن الله محسن) قلت لَوْلَا هَذَا الْبَيْت الثَّالِث لما أثبت الَّذِي قبله وَهُوَ الثَّانِي لِأَن فِيهِ تجرياً لَا تحرياً وَلَو أَن لي فِي الثَّالِث حكما لَقلت فَإِن الرب محسن ليَكُون فِيهِ مُقَابلَة اثْنَيْنِ بِاثْنَيْنِ لِأَن الْإِسَاءَة يقابلها الْإِحْسَان وَالْعَبْد يُقَابله الرب وَلقَائِل أَن يَقُول وَالله هُوَ الرب وَلَكِن الرب هُنَا أصرح وأليق وَمن شعر أبي كَامِل

الألقاب

(سلا عَن بانة الطلل اليبابا ... بِحَيْثُ يُقَابل الْبَرْق الهضابا) ) (وعيش غضارة لَو دَامَ لَكِن ... تكدر ذَاك حِين صفا وطابا) (ليَالِي فِي الْخُدُور محجبات ... يدعن الْقلب مختبلاً مصابا) (كعين سويقة حدقاً وَلَكِن ... رَأينَا هَاهُنَا شنباً عذَابا) (وأعطافاً إِذا رمن انعطافاً ... أَبَت أردافها إِلَّا جذابا) (وأطرافاً يحار الْحلِيّ فِيهَا ... فَلَيْسَ يكَاد يضطرب اضطرابا) (يطفن بملء عين الصب حسنا ... وَإِن كَانَت لمهجته عذَابا) قلت شعر جيد فِي الرُّتْبَة الْعليا (الألقاب) ابْن تَمِيم مجير الدّين الْحَمَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن يَعْقُوب وَابْن تَمِيم المغربي اسْمه مُحَمَّد بن تَمِيم وَابْن تَمِيم كَاتب الدرج بِالْيمن اسْمه مُحَمَّد بن تَمِيم التَّمِيمِي الطَّبِيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد ابْن التنبي نجم الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد ابْن التنبي فَخر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عقيل (تنكز) الْأَمِير الْكَبِير المهيب سيف الدّين أَبُو سعيد نَائِب السلطنة بِالشَّام جلب إِلَى مصر وَهُوَ حدث فَنَشَأَ بهَا وَكَانَ أَبيض إِلَى السمرَة رَشِيق الْقد مليح الشّعْر خَفِيف اللِّحْيَة قَلِيل الشيب حسن الشكل طريفه جلبه الخواجا عَلَاء الدّين السيواسي فَاشْتَرَاهُ الْأَمِير حسام الدّين لاجين فَلَمَّا قتل لاجين فِي سلطنته صَار من خاصكية السُّلْطَان وَشهد مَعَه وَاقعَة وَادي الخزندار ثمَّ وقْعَة شقحب أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن القيسراني قَالَ قَالَ لي يَوْمًا أَنا والأمير سيف الدّين طينال من مماليك الْملك الْأَشْرَف سمع صَحِيح البُخَارِيّ غير مرّة من ابْن الشّحْنَة وَسمع كتاب الْآثَار للطحاوي وصحيح مُسلم وَسمع من عِيسَى الْمطعم وَأبي بكر ابْن عبد الدايم وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ المقريزي هُوَ الشَّيْخ محيي الدّين عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن تَمِيم المقريزي الْحَنْبَلِيّ جد وَالِد أبي عَليّ بن عبد الْقَادِر

ثلاثيات البُخَارِيّ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أمره السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إمرة عشرَة قبل توجهه إِلَى الكرك وَكَانَ قد سلم إقطاعه إِلَى الْأَمِير صارم الدّين صاروجا المظفري وَكَانَ على مصطلح التّرْك آغا لَهُ وَلما توجه إِلَى الكرك كَانَ فِي خدم السُّلْطَان وجهزه مرّة إِلَى دمشق رَسُولا إِلَى الأفرم فاتهمه أَن مَعَه كتبا إِلَى أُمَرَاء الشَّام فَحصل لَهُ مِنْهُ مَخَافَة شَدِيدَة وفتش وَعرض عَلَيْهِ الْعقُوبَة فَلَمَّا عَاد إِلَى السُّلْطَان عرفه بذلك فَقَالَ لَهُ إِن عدت إِلَى الْملك فَأَنت نَائِب دمشق فَلَمَّا حضر من الكرك جعل الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار نَائِب السلطنة بِمصْر بعد إمْسَاك الجوكندار الْكَبِير وَقَالَ لتنكز ولسودي احضرا كل يَوْم عِنْد أرغون وتعلما مِنْهُ النِّيَابَة وَالْأَحْكَام فبقيا كَذَلِك سنة يلازمانه فَلَمَّا مهْرا جهز سيف الدّين سودي إِلَى حلب نَائِبا وَسيف الدّين تنكز إِلَى دمشق نَائِبا فَحَضَرَ إِلَيْهَا على الْبَرِيد هُوَ والحاج سيف الدّين أرقطاي والأمير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار فَكَانَ وصولهم إِلَيْهَا فِي شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة وَتمكن فِي النِّيَابَة وَسَار بالعساكر إِلَى ملطية فافتتحها وَعظم شَأْنه وهابه الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ونواب الشَّام وَأمن الرعايا بِهِ وَلم يكن أحد من الْأُمَرَاء وَلَا من أَرْبَاب الجاه يقدر يظلم أحدا ذِمِّيا أَو غَيره خوفًا مِنْهُ لبطشه وَشدَّة إِيقَاعه وَلم يزل فِي ارتقاء وعلو دَرَجَة يتضاعف إقطاعه وإنعامه وعوائده من الْخَيل والقماش والطيور الْجَوَارِح حَتَّى كتب لَهُ اعز الله أنصار الْمقر الْكَرِيم العالي الأميري وَفِي الألقاب الأتابكي الزَّاهدِيّ العابدي وَفِي النعوت معز الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين سيد) الْأُمَرَاء فِي الْعَالمين وَهَذَا لم تعهده يكْتب عَن سُلْطَان لنائب وَلَا غير نَائِب على اخْتِلَاف الْوَظَائِف والمناصب وَكَانَ السُّلْطَان لَا يفعل شَيْئا فِي الْغَالِب حَتَّى يسير إِلَيْهِ ويستشيره فِيهِ وقلما كتب إِلَى السُّلْطَان فِي شَيْء فَرده وَمهما قَرَّرَهُ من إمرة ونيابة ووظيفة وَقَضَاء وإقطاع وَغير ذَلِك ترد التواقيع السُّلْطَانِيَّة بإمضائها وَلم اسْمَع أَنا وَلَا غَيْرِي أَنه أعْطى لأحد إقطاعاً وَلَا إمرة وَلَا وَظِيفَة كَبِيرَة كَانَت أَو صَغِيرَة فَأخذ عَلَيْهَا رشا بل كَانَ عفيف الْيَد والفرج وَقَالَ لي شرف الدّين النشو إِن إنعامه الَّذِي خصّه من السُّلْطَان فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بلغ ألف ألف دِرْهَم وَخمسين ألف دِرْهَم خَارِجا عَن إنعامه من الْخَيل والسروج وَمَا لَهُ على الشَّام من الْعين وَالْغلَّة وَالْغنم ثمَّ رَأَيْت أوراقاً بِيَدِهِ فِيهَا كلفته وَهِي ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ قَائِمَة بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي أمره من جملَة ذَلِك طبلاً باز ذَهَبا صرفا زنتهما ألف مِثْقَال والقباء العفير الَّذِي يلْبسهُ آخرا قَالَ لي النشو إِنَّه يتقوم على السُّلْطَان بألفي دِينَار مصرية فِيهِ ألف وَخمْس مائَة دِينَار ثمَّ توجه بعد ذَلِك أَربع مَرَّات فِيمَا أَظن وَفِي كل مرّة يتضاعف لَهُ الإنعام وَزَاد تمكنه وهيبته إِلَى أَن كَانَ أُمَرَاء مصر من الخاصكية يخافونه وَلَقَد حَدثنِي الْأَمِير سيف الدّين قرمشى الْحَاجِب إِن السُّلْطَان قَالَ لَهُ يَا قرمشي لي ثَلَاثِينَ سنة وَأَنا أحاول من النَّاس أَن يفهموا عني مَا أرومه فِي حق الْأَمِير وَلم يفهم النَّاس عني ذَلِك وناموس الْملك يمْنَع من قولي ذَلِك بلساني وَهُوَ أَنِّي لَا أَقْْضِي حَاجَة لأحد إِلَّا على لِسَانه أَو بِشَفَاعَتِهِ ودعا لَهُ بطول الْعُمر فَبَلغهُ ذَلِك فَقَالَ بل أَمُوت فِي حَيَاة مَوْلَانَا السُّلْطَان فَلَمَّا أنهى ذَلِك الْأَمِير سيف الدّين قرمشي إِلَى السُّلْطَان قَالَ لَهُ قل لَهُ لَا أَنْت إِذا عِشْت بعدِي نفعتني فِي أَوْلَادِي وحريمي وَأَهلي وَإِذا مت قبلي إيش أعمل مَعَ أولادك أَكثر مَا يكونُونَ أُمَرَاء وَهَا هم

الْآن أُمَرَاء فِي حياتك أَو كَمَا قَالَ وَاعْتمد شَيْئا مَا سمعناه عَن غَيره وَهُوَ أَنه كَانَ لَهُ كَاتب لَيْسَ لَهُ شغل وَلَا عمل غير عمل حِسَاب مَا يدْخل خزانته من الْأَمْوَال وَمَا يسْتَقرّ لَهُ فَإِذا حَال الْحول عمل أوراقاً بِمَا يجب عَلَيْهِ صرفه من الزَّكَاة فيأمر بِإِخْرَاجِهِ وَصَرفه إِلَى ذَوي الِاسْتِحْقَاق وزادت أَمْوَاله وأملاكه عمر الْجَامِع الْمَعْرُوف بِهِ بحكر السماق بِدِمَشْق وَأَنْشَأَ إِلَى جَانِبه تربة وحماماً وَعمر تربة إِلَى جَانب الخواصين لزوجته وَعمر دَارا لِلْقُرْآنِ إِلَى جَانب دَاره دَار الذَّهَب وَأَنْشَأَ بالقدس رِبَاطًا وَعمر الْقُدس وسَاق إِلَيْهِ المَاء وَأدْخلهُ إِلَى الْحرم على بَاب الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَعمر بِهِ حمامين وقيسارية مليحة إِلَى الْغَايَة وَعمر بصفد البيمارستان) الْمَعْرُوف بِهِ وجدد القنوات بِدِمَشْق وَكَانَت مياهها قد تَغَيَّرت وجدد عمائر الْمَسَاجِد والمدارس ووسع الطرقات بهَا واعتنى بأمرها وَله فِي سَائِر الشَّام آثَار وعمائر وأملاك وَلم يكن عِنْده دهاء وَلَا لَهُ بَاطِن وَلَا يحْتَمل شَيْئا وَلَا يصبر على أَذَى وَلم يكن عِنْده مداراة لِلْأُمَرَاءِ وَلَا يرفع بهم رَأْسا وَكَانَ النَّاس فِي أَيَّامه آمِنين على أَمْوَالهم ووظائفهم وَكَانَ فِي كل سنة يتَوَجَّه إِلَى الصَّيْد بالعسكر إِلَى نواحي الْفُرَات وعدي بعض فِي السفرات الْفُرَات وَأقَام فِي ذَلِك الْبر خَمْسَة أَيَّام يتصيد وَكَانَ النَّاس ينجفلون قدامه إِلَى بِلَاد توريز وسلطانية وَكَذَلِكَ بِلَاد ماردين وبلاد سيس وَكَانَ مَا لَهُ غَرَض غير الْحق وَالْعَمَل بِهِ ونصرة الشَّرْع خلا أَنه كَانَ بِهِ سَوْدَاء يتخيل بهَا الْأَمر فَاسِدا ويبنى عَلَيْهِ فَهَلَك بذلك أنَاس وَلَا يقدر أحد من مهابته يُوضح لَهُ الصَّوَاب وَلَا يَقُول لَهُ الْحق فِيمَا يَفْعَله وَكَانَ إِذا غضب لَا سَبِيل لَهُ إِلَى الرضى وَلَا الْعَفو وَإِذا بَطش بَطش بَطش الجبارين وَيكون الذَّنب يَسِيرا نزراً فَلَا يزَال يكبره ويزيده ويوسعه إِلَى أَن يخرج فِيهِ عَن الْحَد وَرَأَيْت من سعادته أَشْيَاء مِنْهَا إِذا غضب على أحد فِي الْغَالِب لَا يزَال فِي خمول وتعاسة إِلَى أَن يَمُوت قَالَ القَاضِي شرف الدّين أَبُو بكر ابْن الشهَاب مَحْمُود وَالله مازلت فِي هم وَخَوف وتوقع لمثل هَذَا حَتَّى أمسك وَمَات وَمَا غضب على أحد ثمَّ رَضِي عَلَيْهِ حكى لي قوام الدّين أَحْمد بن أبي الفوارس الْبَغْدَادِيّ قَالَ قلت لَهُ يَوْمًا وَالله يَا خوند أَنا رَأَيْت أكبر مِنْك أكبر وَأكْثر أَمْوَالًا مِنْك فَلَمَّا سمع هَذَا الْكَلَام تنمر وَقَالَ لي بغيظ من رَأَيْت أكبر مني وَأكْثر مَالا فَقلت لَهُ خربندا وجوبان وبو سعيد فَلَمَّا سمع ذَلِك سكن غيظه ثمَّ قلت لَهُ إِلَّا أَنهم لم تكن الرعايا تحبهم هَكَذَا وَلَا يدعونَ لَهُم مِثْلَمَا يَدْعُو رعاياك لَك وَلَا كَانَت رعاياهم فِي هَذَا الْأَمْن وَهَذَا الْعدْل فَقَالَ لي يَا فلَان أَي لَذَّة للْحَاكِم إِذا لم يكن رعاياه آمِنين مُطْمَئِنين وَمن إيثاره للعدل أَنه كَانَ يَوْمًا يَأْكُل مَعَه بعض خواصه أنسيت اسْمه فَنظر إِلَى أسبعه مربوطة فَسَأَلَهُ عَن السَّبَب فَأنكرهُ فَم يزل بِهِ حَتَّى قَالَ يَا خوند وَاحِد قواس عمل قوساً ثَلَاث مَرَّات فأغاظني فلكمته فَلَمَّا سمع كَلَامه الْتفت عَن الطَّعَام وَقَالَ أقيموه ورماه وضربه على مَا قيل أَربع مائَة عَصا وَقطع إقطاعه وَبَقِي غَضْبَان عَلَيْهِ سِنِين حَتَّى شفع فِيهِ فَرضِي عَلَيْهِ وَقَالَ لي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن كوندك دواداره بعد موت تنكز بسنين وَالله مَا رَأَيْته مُدَّة مَا كنت فِي خدمته غافلاً عَن نَفسه فِي وَقت من الْأَوْقَات وَلَا أرَاهُ إِلَّا كَأَنَّهُ وَاقِف بَين يَدي) الله تَعَالَى وَمَا كَانَ يَخْلُو ليله من قيام إِلَّا بِوضُوء جَدِيد أَو كَمَا قَالَ وَكَانَ الشَّيْخ حسن بن دمرتاش قد أهمه

أمره وخافه فَيُقَال إِنَّه تمم عَلَيْهِ عِنْد السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ إِنَّه قصد الْحُضُور إِلَى عِنْدِي والخامرة عَلَيْك فتنكر السُّلْطَان وَكَانَ ذَلِك وهم فِي عزم حُضُور الْأَمِير سيف الدّين بشتاك وَسيف الدّين يلبغا اليحيوي وَعشْرين أَمِيرا من الخاصكية ببنتي السُّلْطَان من مصر إِلَى دمشق ليزوجوهما بولدي الْأَمِير سيف الدّين تنكز فَبعث يَقُول يَا خوند إيش الْفَائِدَة فِي حُضُور هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء الْكِبَار إِلَى دمشق والبلاد الساحلية فِي هَذِه السّنة ممحلة وَيحْتَاج الْعَسْكَر إِلَى كلفة عَظِيمَة أَنا أحضر بولدي إِلَى الْبَاب وَيكون الدُّخُول هُنَاكَ فَجهز إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين طاجار الدوادار وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان يسلم عَلَيْك وَيَقُول لَك إِنَّه مَا بَقِي يطلبك إِلَى مصر وَلَا يُجهز إِلَيْك أَمِيرا كَبِيرا حَتَّى لَا تتوهم فَقَالَ أَنا أتوجه مَعَك بأولادي إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ لَو وصلت إِلَى بلبيس ردك وَأَنا أكفيك هَذَا المهم وَبعد ثَمَانِيَة أَيَّام أكون عنْدك بتقليد جَدِيد وإنعام جَدِيد فلبثه بِهَذَا الْكَلَام وَلَو كَانَ توجه إِلَى السُّلْطَان كَانَ كَانَ خيرا لَهُ وَلَكِن ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا وَكَانَ أهل دمشق فِي تِلْكَ الْمدَّة قد أرجفوا بِأَنَّهُ قد عزم على التَّوَجُّه إِلَى بِلَاد التتار فَوَقع ذَلِك الْكَلَام فِي سمع طاجار الدوادار وَكَانَ قد عَامله تنكز فِي هَذِه الْمدَّة مُعَاملَة لَا تلِيق بِهِ فَتوجه من عِنْده مغضباً وَكَأَنَّهُ حرف الْكَلَام وَالله أعلم فَتغير السُّلْطَان تغيراً عَظِيما وجرد خَمْسَة آلَاف فَارس أَو عشرَة مقدمهم بشتاك وَحلف عَسْكَر مصر أجمع وَخَافَ وجهز على الْبَرِيد إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طشتمر نَائِب صفد يَأْمُرهُ بالتوجه إِلَى دمشق لقبض تنكز وَكتب إِلَى الْحَاجِب وَإِلَى الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الفخري وَإِلَى الْأُمَرَاء بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وَقَالَ إِن قدرتم على تعويقه عَن التَّوَجُّه فَهُوَ المُرَاد والعساكر تصل إِلَيْكُم من مصر فوصل الْأَمِير سيف الدّين طشتمر الظّهْر إِلَى المزة وجهز إِلَى الْأَمِير سيف الدّين الفخري وَكَانَ دواداره قد وصل بكرَة النَّهَار وَاجْتمعَ بالأمراء فاتفقوا وَتوجه الْأَمِير سيف الدّين اللمش الْحَاجِب إِلَى القابون ووعر الطَّرِيق وَرمى الأخشاب فِيهَا وَالْجمال وأحمال التِّبْن وَقَالَ للنَّاس إِن غَرِيم السُّلْطَان يعبر السَّاعَة عَلَيْكُم فَلَا تمكنوه وَركب الْأُمَرَاء واجتمعوا على بَاب النَّصْر هَذَا كُله وَهُوَ فِي غَفلَة عَمَّا يُرَاد بِهِ ينْتَظر وُرُود طاجار الدوادار وَكَانَ قد خرج ذَلِك النَّهَار إِلَى الْقصر الَّذِي بناه فِي القطائع عِنْد حريمه فَتوجه إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين قرمشي وعرفه بوصول الْأَمِير طشتمر فبهت لذَلِك وَسقط فِي يَده فَقَالَ لَهُ مَا) الْعَمَل قَالَ ندخل إِلَى دَار السَّعَادَة فَحَضَرَ وَدخل إِلَى دَار السَّعَادَة وغلقت أَبْوَاب الْمَدِينَة وَأَرَادَ اللّبْس والمحاربة ثمَّ إِنَّه علم أَن النَّاس ينهبون ويلعب السَّيْف فِي دمشق فآثر إخماد الْفِتْنَة وَأَن لَا يجرد سِلَاحا وأشاروا عَلَيْهِ بِالْخرُوجِ فَجهز إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طشتمر وَقَالَ لَهُ فِي أَي شَيْء جِئْت ادخل إِلَيّ فَقَالَ أَنا جئْتُك رَسُولا من عِنْد أستاذك فَإِن خرجت إِلَيّ قلت لَك مَا قَالَ لي وَإِن رحت إِلَى مطلع الشَّمْس تبعتك وَلَا أرجع إِلَّا إِن مَاتَ أَحَدنَا وَالْمَدينَة مَا أَدخل إِلَيْهَا فَخرج إِلَيْهِم وعاين الْهَلَاك فاستسلم وَأخذ سَيْفه وَقيد خلف مَسْجِد الْقدَم وجهز إِلَى السُّلْطَان وجهز مَعَه الْأَمِير ركن الدّين بيبرس السِّلَاح دَار الْعَصْر ثَالِث عشْرين ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة وتأسف أهل دمشق عَلَيْهِ وَيَا طول أسفهم فسبحان مزيل النعم الَّذِي لَا يَزُول ملكه وَلَا يتَغَيَّر عزه وَلَا تطرأ عَلَيْهِ الْحَوَادِث وَلَقَد رَأَيْته بعيني فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة

وَقد خرج لَهُ السُّلْطَان فِي أمرائه وَأَوْلَاده إِلَى بِئْر الْبَيْضَاء يتلقاه فَلَمَّا قاربه ترجل لَهُ وَقبل رَأسه وضمه إِلَيْهِ وَبَالغ فِي إكرامه بَعْدَمَا كَانَ يَجِيء إِلَيْهِ أَمِير بعد أَمِير وَيسلم عَلَيْهِ ويبوس يَده وركبته رَاجِلا والأمير سيف الدّين قوصون جَاءَ إِلَى تلقيه إِلَى منزلَة الصالحية وَأما الإنعامات الَّتِي كَانَ يفيضها عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السّنة من الرمل فِي كل يَوْم وَإِلَى أَن خرج فِي مُدَّة تقَارب الْخمسين يَوْمًا فشيء خَارج عَن الْحَد وَلَقَد رَأَيْته وَهُوَ فِي الصَّيْد تِلْكَ السّنة بالصعيد وَقد جَاءَ إِلَيْهِ السُّلْطَان وقدامه المراء ملك تمر الْحِجَازِي ويلبغا اليحيوي والطنبغا المارداني وآقسنقر وَآخر أنسيته الْآن وعَلى يَد كل وَاحِد مِنْهُم طير من الْجَوَارِح فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير أَنا أَمِير شكارك وَهَؤُلَاء بازداريتك وَهَذِه طيورك فَأَرَادَ النُّزُول ليبوس الأَرْض فَمَنعه ثمَّ رَأَيْته بعيني يَوْم أمسك وَقيد والحداد يقيمه ويقعده أَربع مَرَّات والعالم واقفون أَمَامه فَكَانَ ذَلِك عِنْدِي عِبْرَة عَظِيمَة واحتيط على حواصله وأودع طغاي وجنغاي مملوكاه فِي القلعة وَبعد مُدَّة يسيرَة حضر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك وطاجار الدوادار والحاج أرقطاي وتتمة عشرَة أُمَرَاء ونزلوا الْقصر الأبلق وَحَال وصولهم حلفوا الْأُمَرَاء وشرعوا فِي عرض حواصله وأخرجوا ذخائره وودائعه وَتوجه بشتاك إِلَى مصر وَمَعَهُ من مَاله ثَلَاث مائَة ألف وَسِتَّة وَثَلَاثُونَ ألف دِينَار مصرية وَألف ألف وَخمْس مائَة ألف دِرْهَم وجواهر بلخش أَحْجَار مثمنة وَقطع غَرِيبَة ولؤلؤ غَرِيب الْحبّ وطرز زركش وكلوتات زركش وحوايص ذهب بجامات مرصعة وأطلس وَغَيره من القماش مَا كَانَ جملَته ثَمَان مائَة حمل) وَأقَام بعده برسبغا وَتوجه بَعْدَمَا استخلص من النَّاس وَمن بقايا أَمْوَال تنكز وَمَعَهُ أَرْبَعُونَ ألف دِينَار وَألف ألف وَمِائَة ألف دِرْهَم وَأخذ مماليكه وجواريه وخيله المثمنة إِلَى مصر وَأما هُوَ فَإِنَّهُ جهز إِلَى إسكندرية وَحبس بهَا مُدَّة دون الشَّهْر ثمَّ قضى الله تَعَالَى فِيهِ أمره يُقَال إِن الْمُقدم إِبْرَاهِيم ابْن صابر توجه إِلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ وَمَات وَصلى عَلَيْهِ أهل الْإسْكَنْدَريَّة وقبره الْآن يزار ويدعى عِنْده رَحمَه الله تَعَالَى (فَكَأَنَّهُ برق تألق بالحمى ... ثمَّ انطوى فَكَأَنَّهُ لم يلمع) ثمَّ ورد مرسوم السُّلْطَان بتقويم أملاكه فَعمل ذَلِك بالعدول وأرباب الْخِبْرَة وشهود الْقيمَة وَحَضَرت بذلك محَاضِر إِلَى ديوَان الْإِنْشَاء لتجهز إِلَى السُّلْطَان فنقلت مِنْهُ مَا صورته دَار الذَّهَب بمجموعها واسطبلاتها سِتّ مائَة ألف دِرْهَم دَار الزمرد مِائَتَا ألف وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم دَار الزردكاش وَمَا مَعهَا مِائَتَا ألف وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم الدَّار الَّتِي بجوار جَامعه بِدِمَشْق مائَة ألف دِرْهَم الْحمام الَّتِي بجوار الْجَامِع مائَة ألف دِرْهَم خَان الْعَرَصَة مائَة ألف وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم اسطبل حكر السماق عشرُون ألف دِرْهَم الطَّبَقَة الَّتِي بجوار حمام ابْن يمن أَرْبَعَة آلَاف وَخمْس مائَة دِرْهَم قيسارية المرحليين مِائَتَا ألف وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم الفرن والحوش بالقنوات من غير أَرض عشرَة آلَاف دِرْهَم حوانيت التَّعْدِيل ثَمَانِيَة آلَاف دِرْهَم الأهراء من اسطبل بهادر آص عشرُون ألف دِرْهَم خَان الْبيض وحوانيته مائَة ألف وَعشرَة آلَاف دِرْهَم حوانيت بَاب الْفرج خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم حمام القابون عشرُون ألف دِرْهَم حمام الْقصير الْعمريّ سِتَّة آلَاف دِرْهَم الدهشة وَالْحمام مِائَتَا ألف وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم بُسْتَان الْعَادِل مائَة ألف وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم

بُسْتَان النجيبي وَالْحمام والفرن مائَة ألف وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم بُسْتَان الْحلِيّ بحرستا أَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم الحدائق بهَا مائَة ألف وَخَمْسَة وَسِتُّونَ ألف دِرْهَم بُسْتَان القوصي بهَا سِتُّونَ ألف دِرْهَم بُسْتَان الدردور بزبدين خَمْسُونَ ألف دِرْهَم الجنينة الْمَعْرُوفَة بالحمام بهَا سَبْعَة آلَاف دِرْهَم بُسْتَان الرزاز خَمْسَة وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم الجنينة وبستان غيث بهَا ثَمَانُون ألف دِرْهَم المزرعة الْمَعْرُوفَة بتهامة بهَا سِتُّونَ ألف دِرْهَم مزرعة الرُّكْن البوقي والعنبري مائَة ألف دِرْهَم الْحصَّة بِالدُّفُوفِ الْقبلية بِكفْر بَطنا ثلثاها ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم بُسْتَان السقلاطوني بالمنيحة خَمْسَة وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم حقل البيطارة بهَا خَمْسَة عشر ألف دِرْهَم الفاتكيات والرشيدي والكروم من زملكا مائَة ألف وَثَمَانُونَ ألف دِرْهَم) مزرعة المرفع بالقابون مائَة ألف وَعشرَة آلَاف دِرْهَم الْحصَّة من غراس غيضة الأعجام عشرُون ألف دِرْهَم نصف الغيضة الْمَعْرُوفَة بزربنة خَمْسَة آلَاف دِرْهَم غراس قَائِم فِي جوَار دَار الجالق ألفا دِرْهَم النّصْف من غراس الهامة ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم الحوانيت الَّتِي قبالة الْجَامِع مائَة ألف دِرْهَم الاسطبلات الَّتِي عِنْد الْجَامِع ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم بيدر زبدين ثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم أَرض خَارج بَاب الْفَرح سِتَّة عشر ألف دِرْهَم الْقصر وَمَا مَعَه خمس مائَة ألف وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم ربع القصرين ضَيْعَة مائَة وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم نصف البيطارية مائَة وَثَمَانُونَ ألف دِرْهَم حِصَّة من البويضا مائَة ألف وَسَبْعَة وَثَمَانُونَ ألف دِرْهَم نصف بوابة مائَة ألف وَثَمَانُونَ ألف دِرْهَم العلائية بعيون الفاسريا ثَمَانُون ألف دِرْهَم حِصَّة دير ابْن عصرون خَمْسَة وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم حِصَّة دوير اللَّبن ألف وَخمْس مائَة دِرْهَم الدَّيْر الْأَبْيَض خَمْسُونَ ألف دِرْهَم التنورية اثْنَان وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم العديل مائَة ألف وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم حوانيت دَاخل بَاب الْفَرح أَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم الْأَمْلَاك الَّتِي بِمَدِينَة حمص الْحمام بحمص خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم الحوانيت سَبْعَة آلَاف دِرْهَم الرّبع سِتُّونَ ألف دِرْهَم الطاحون الراكبة على العَاصِي ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم زور قبجق خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم الخان مائَة ألف دِرْهَم الْحمام الملاصقة للخان سِتُّونَ ألف دِرْهَم الحوش الملاصق لَهُ ألف وَخَمْسمِائة دِرْهَم المناخ ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم الحوش المجاور للخندق ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم حوانيت العريضة ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم الراضي المحتكرة سَبْعَة آلَاف دِرْهَم بيروت الخان مائَة ألف وَخَمْسَة وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم الحوانيت والفرن مائَة وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم المصبنة بآلاتها عشرَة آلَاف دِرْهَم الْحمام عشرُون ألف دِرْهَم المسلخ عشرَة آلَاف دِرْهَم الطاحون خَمْسَة آلَاف دِرْهَم قَرْيَة زلايا خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم الْقرى الَّتِي بالبقاع مرج الصفاء سبع مائَة ألف دِرْهَم التل الْخضر مائَة ألف وَثَمَانُونَ ألف دِرْهَم الْمُبَارَكَة خَمْسَة وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم المسعودية مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم الضّيَاع الثَّلَاثَة الْمَعْرُوفَة بالجوهري أَربع مائَة ألف وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم السَّعَادَة أَربع مائَة ألف دِرْهَم أبروطيا سِتُّونَ ألف دِرْهَم نصف يبرود والصالحية والحوانيت أَربع مائَة ألف دِرْهَم الْمُبَارَكَة

والناصرية مائَة ألف دِرْهَم رَأس المآبيم الروس سَبْعَة وَخَمْسُونَ ألف وَخمْس مائَة دِرْهَم حِصَّة من خربة روق اثْنَان وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم رَأس المَاء والدلي بمزارعها) خمس مائَة ألف دِرْهَم حمام صرخد خَمْسُونَ ألف دِرْهَم طاحون الفوار ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم السالمية سَبْعَة آلَاف وَخمْس مائَة دِرْهَم طاحون المغار عشرَة آلَاف دِرْهَم قيسارية أَذْرُعَات اثْنَا عشر ألف دِرْهَم قيسارية عجلون مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم الْأَمْلَاك بقارا الْحمام خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم الهري سِتّ مائَة ألف دِرْهَم الصالحية والطاحون والأراضي مِائَتَا ألف وَخَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم راسليثا ومزارعها مائَة ألف وَخَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِرْهَم القصيبة أَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم القريتين الْمَعْرُوفَة إِحْدَاهمَا بالمزرعة وَالْأُخْرَى بالبينسية تسعون ألف دِرْهَم هَذَا جَمِيعه خَارج عَمَّا لَهُ من الْأَمْلَاك ووجوه الْبر بصفد وعجلون والقدس الشريف ونابلس والرملة وجلجولية والديار المصرية عمر بصفد بيمارستاناً مليحاً وَله بهَا بعض أوقافه وَعمر بالقدس رِبَاطًا وحمامين وقياسرة وَله بجلجولية خَان مليح إِلَى الْغَايَة أَظُنهُ سَبِيلا وَله بالرملة وَله بِالْقَاهِرَةِ فِي الكافوري دَار عَظِيمَة وحمام وَغير ذَلِك من حوانيت وَلما كَانَ فِي أَوَائِل شهر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة حضر تابوته من الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى دمشق وَدفن فِي تربته جوَار جَامعه الْمَعْرُوف بإنشائه رَحمَه الله فَقلت فِي ذَلِك (إِلَى دمشق نقلوا تنكزاً ... فيا لَهَا من آيَة ظَاهره) (فِي جنَّة الدُّنْيَا لَهُ جثة ... وَنَفسه فِي جنَّة الْآخِرَة) وَقلت أَيْضا (فِي نقل تنكز سر ... أَرَادَهُ الله ربه) (أَتَى بِهِ نَحْو أَرض ... يُحِبهَا وتحبه) وَقلت كأنني أخاطبه (أعَاد الله شخصك بعد دهر ... إِلَى بلد وليت فَلم تخنها) (أَقمت بهَا تدبرها زَمَانا ... وتأمر فِي رعاياها وتنهى) (فَلَا هَذَا الدُّخُول دخلت فِيهَا ... وَلَا ذَاك الْخُرُوج خرجت مِنْهَا) وَكنت قلت فِيهِ بَعْدَمَا قبض عَلَيْهِ أرثيه رَحمَه الله تَعَالَى (كَذَا تسري الخطوب إِلَى الْكِرَام ... وتسعى تَحت أذيال الظلام) (وتغتال الْحَوَادِث كل لَيْث ... هزبر عَن فريسته محام) ) (وتبذل بعد عز وَامْتِنَاع ... وُجُوه لم تعرض للطام) (فكم ملك غَدا فِي الْأَمْن دهراً ... وَآل إِلَى انْتِقَال وانتقام)

(إِذا مَا أبرم الْمِقْدَار امراً ... رَأَيْت الصَّقْر من صيد الْحمام) (وَهل يُرْجَى من الدُّنْيَا وَفَاء ... وَلم تطبع على رعي الذمام) (إِذا ضَاقَتْ جوانحنا بهم ... توسعه بأنواع السقام) (أقَال الله عثرتنا فَإنَّا ... رمانا الدَّهْر فِي شَرّ المرامي) (ورد الله عقبانا لخير ... فقد أَمْسَى الزَّمَان بِلَا زِمَام) (تنكر يَوْم تنكز كل عرف ... وسام الذل فِينَا كل سَام) (وَمَال إِلَى الْمنية كل مولى ... وَحَام على الرزية كل حام) (وأذهل يَوْمه الْأَلْبَاب حَتَّى ... كأنا فِيهِ صرعى بالمدام) (بَكَيْت دمشق لما غَابَ عَنْهَا ... وأوحش أفقها بدر التَّمام) (فيا تمزيق شَمل الْعدْل فِينَا ... وَيَا تَفْرِيق ذَاك الإنتظام) (وَيَا لمصيبة بِدِمَشْق حلت ... شدائدها بأحداث عِظَام) (فَم من مقلة للحزن تجْرِي ... مدامعها بأَرْبعَة سجام) (رعاه الله من رَاع أَمِين ... أَنَام بعدله عين الْأَنَام) (وكف حوادث الْأَيَّام عَنْهُم ... فَلم تطرق حماهم بانتقام) (وَكَيف ينوبهم خطب ملم ... وناب الدَّهْر نَاب غير تَامّ) (حنو زَاد فَقَالَ إفراط بر ... يسكن برده لَهب الضرام) (وتدبير خلا عَن حَظّ نفس ... وناب الرعب فِيهِ عَن الحسام) (ودست حكمه فِي دَار عدل ... تأيد بِالْمَلَائِكَةِ الْكِرَام) (وَكم جَبَّار قوم ذِي عتو ... تهيب أَن يرَاهُ فِي الْمَنَام) (يُسَاوِي عِنْده فِي الْعدْل بَين ال ... كرام الغر والسود اللئام) (وهيبته سرت شرقاً وغرباً ... وشاعت عَنهُ فِي مصر وشام) (يراع الْمغل فِي توريز مِنْهُ ... ويطرق أَرضهم فِي كل عَام) (وَكم قطع الْفُرَات وصاد حَتَّى ... توغل فِي فضا تِلْكَ الموامي) ) (إِذا مَا قيل هَذَا اللَّيْث وافى ... مضوا هربا كأمثال النعام) (فرائسه فرائصها ترَاهَا ... دوامي لَا تزَال على الدَّوَام) (وَلم نر قبله ليثاً أَتَتْهُ ... أفاعي الْقَيْد تنذر بالحمام) (وَقد رقت لَهُ فتئن حزنا ... عَلَيْهِ فِي الْقعُود وَفِي الْقيام) (أَلا فَاذْهَبْ سقيت أَبَا سعيد ... فقد روى زَمَانك كل ظام)

الألقاب

(فَأَنت وَدِيعَة الرَّحْمَن منا ... تحوطك فِي الرحيل وَفِي الْمقَام) (وليت فَلم تخن لله عهدا ... وَلم تجذبك فِيهِ عرى الملام) (حاشا أَن يراك الله يَوْمًا ... تعديت الْحَلَال إِلَى الْحَرَام) (ونلت من السَّعَادَة والمعالي ... منالاً حَاز غايات المرام) (وَكنت تحب نور الدّين طبعا ... لأنكما سَوَاء فِي الْتِزَام) (رعيت كَمَا رعى وحميت مَا قد ... حمى نفديك من رَاع وَحَام) (وَكنت إِذا دجا ليل القضايا ... وَكَانَت من مهمات جسام) (تفرجها بقول مِنْك فصل ... لِأَن القَوْل مَا قَالَت حذام) تنكز بغا الْأَمِير سيف الدّين مشد الشرابخاناه اشْتهر وَذكر فِي أَيَّام النَّاصِر حسن وَلما أمسك الْوَزير منجك وَجرى مَا جرى أعطي إمرة مائَة وتقدمة ألف واختص بالسلطان الْملك النَّاصِر وَصَارَت لَهُ الْمنزلَة الْعَالِيَة فَخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي وطاز على السُّلْطَان وركبا إِلَى قبَّة النَّصْر وجهر إِلَيْهِ أَن جهز إِلَيْنَا النمجا وتنكز بغا فَجهز مَا طلبوه وخلعوه وَجرى مَا جرى ثمَّ إِن الصَّالح أفرج عَنهُ وَحضر مَعَه إِلَى الشَّام فِي نوبَة بيبغا وَتوجه مَعَه عَائِدًا وَلما وصل إِلَى مصر رسم لَهُ بإمرة طبلخاناه مائَة فَارس وتقدمة ألف وَعظم شَأْنه وارتفع قدره فِي الْأَيَّام الناصرية حسن فِي الْمرة الثَّانِيَة وَعين لنيابة الشَّام فِي إخماد ذَلِك ثمَّ إِنَّه تعلل وَمرض وطالت علته فَصَارَ يقوم تَارَة وَيَقَع وَيصِح تَارَة ويسقم إِلَى أَن ورد الْخَبَر بوفاته رَحمَه الله تَعَالَى فِي شَوَّال سنة تسع وَخمسين وَسبع مائَة (الألقاب) التنوخي أَبُو عَليّ المحسن بن عَليّ القَاضِي الأديب القَاضِي التنوخي عَليّ بن المحسن) التنوخي الْحَنَفِيّ عَليّ بن مُحَمَّد التهامي الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن فَهد (توبل الشهرزوري) توبل ابْن الْأَمِير بهاء الدّين الشهرزوري من أُمَرَاء دمشق كَانَ من

توبة

الْأَبْطَال الشجعان والفرسان الْمَعْدُودين اسْتشْهد يَوْم المصاف يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شهر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وست مائَة ظَاهر حمص بعد أَن قَاتل قتالا كثيراُ وأنكى فِي الْعَدو نكايات كَثِيرَة وَقتل مِنْهُم عدَّة وافرة بِيَدِهِ وَكَانَ قد نَيف على السِّتين رَحمَه الله تَعَالَى (تَوْبَة) 3 - (تَوْبَة بن الْحمير) تَوْبَة بن الْحمير الخفاجي أحد المتيمين صَاحب ليلى الأخيلية وسوف يَأْتِي ذكرهَا فِي حرف اللَّام فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ يهوى ليلى فَخَطَبَهَا إِلَى أَبِيهَا فَأبى أَن يُزَوجهُ وَزوجهَا فِي بني الأولغ فَكَانَ يكثر زيارتها فشكوه إِلَى قومه فَلم يقْلع فشكوه إِلَى السُّلْطَان فأهدر دَمه إِن أَتَاهُم فَعلمت بذلك ليلى ثمَّ إِن قَومهَا كمنوا لَهُ فِي الْموضع الَّذِي يلقاها فِيهِ فَلَمَّا جَاءَ خرجت إِلَيْهِ سافرة حَتَّى جَلَست فِي طَرِيقه فَلَمَّا رَآهَا سافرة فطن لما أَرَادَت وركض فرسه وَنَجَا وَقَالَ قصيدته الَّتِي أَولهَا (نأتك بليلى دارها لَا تزورها ... وشطت نَوَاهَا وَاسْتمرّ مريرها) مِنْهَا (وَكنت إِذا مَا جِئْت ليلى تبرقعت ... فقد رَابَنِي مِنْهَا الْغَدَاة سفورها) ثمَّ إِن تَوْبَة قتلته بَنو عَوْف بن عقيل فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ فَقَالَت ليلى ترثيه (نظرت ودوني من عِمَامَة منْكب ... وبطن الرِّدَاء أَي نظرة نَاظر) (وتوبة أحيى من فتاة حيية ... وأجرأ من لَيْث بخفان خادر) (وَنعم فَتى الدُّنْيَا وَإِن كَانَ فَاجِرًا ... وَنعم الْفَتى إِن كَانَ لَيْسَ بفاجر) وَهِي قصيدة طَوِيلَة أوردهَا صَاحب الأغاني كَامِلَة وَلها فِيهِ مراث أخر ثمَّ إِن ليلى أَقبلت من سفر فمرت بِقَبْر تَوْبَة وَمَعَهَا زَوجهَا وَهِي فِي هودج فَقَالَت وَالله لَا أَبْرَح حَتَّى أسلم على تَوْبَة فَجعل الزَّوْج يمْنَعهَا وَهِي تأبى إِلَّا أَن تلم بِهِ فَتَركهَا فَصَعدت أكمة عَلَيْهَا قبر تَوْبَة) فَقَالَت السَّلَام عَلَيْك يَا تَوْبَة ثمَّ حولت وَجههَا إِلَى الْقَوْم فَقَالَت مَا عرفت لَهُ كذبة قطّ قبل هَذِه فَقَالُوا وَكَيف قَالَت أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل (وَلَو أَن ليلى الأخيلية سلمت ... عَليّ ودوني جندل وصفائح)

الصاحب تقي الدين

(لسلمت تَسْلِيم البشاشة أوزقا ... إِلَيْهَا صدى من جَانب الْقَبْر صائح) (وأغبط من ليلى بِمَا لَا أناله ... أَلا كل مَا قرت بِهِ الْعين صَالح) فَمَا باله لم يسلم عَليّ كَمَا قَالَ وَكَانَت إِلَى جَانب الْقَبْر بومة كامنة فَلَمَّا رَأَتْ الهودج واضطرابه فزعت وطارت فِي وَجه الْجمل فنفر فَرمى بليلى على رَأسهَا فَمَاتَتْ من وَقتهَا فدفنت إِلَى جَانِبه قلت مَا كذب بعد مَوته لِأَنَّهُ قَالَ أَو زقا إِلَيْهَا صدى من جَانب الْقَبْر والصدى هُوَ ذكر البوم وَهَذَا من عجائب الاتفاقات ولتوبة بن الْحمير قصَّة مَعَ مَالك بن الريب الْمَازِني اللص الشَّاعِر سَوف يَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة مَالك وَأما ليلى الأخيلية فَيَأْتِي لَهَا تَرْجَمَة مُفْردَة فِي حرف اللَّام 3 - (الصاحب تَقِيّ الدّين) تَوْبَة بن عَليّ بن مهَاجر بن شُجَاع بن تَوْبَة الصاحب تَقِيّ الدّين أَبُو الْبَقَاء الربعِي التكريتي الْمَعْرُوف بِالْبيعِ ولد يَوْم عَرَفَة بِعَرَفَة سنة عشْرين وست مائَة وتعانى التِّجَارَة وَالسّفر وَعرف السُّلْطَان حَال إمرته وعامله وخدمه فَلَمَّا تسلطن مخدومه الْملك الْمَنْصُور ولاه وزارة الشَّام ثمَّ عَزله ثمَّ ولي وصودر غير مرّة ثمَّ يُسلمهُ الله تَعَالَى وَكَانَ مَعَ ظلمه فِيهِ مُرُوءَة وَحسن إِسْلَام وتقرب إِلَى أهل الْخَيْر وَعدم خبث وَله همة عالية وَفِيه سماحة وَحسن خلق ومزاح واقتنى الْخَيل المسومة وَبنى الدّور الْحَسَنَة وَاشْترى المماليك الملاح وَعمر لنَفسِهِ تربة كَبِيرَة تصلح للْملك وَبهَا دفن لما مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة وَحضر جنَازَته ملك الْأُمَرَاء والقضاة يُقَال عَنهُ أَنه كَانَ عِنْده مَمْلُوك مليح اسْمه أقطوان فَخرج لَيْلَة يسير وأقطوان خَلفه إِلَى وَادي الربوة فَمر على مسطول وَهُوَ نَائِم فَلَمَّا أحس بركض الْخَيل فتح عَيْنَيْهِ وَقَالَ يَا الله تَوْبَة فَقَالَ والك يَا أبلم إيش تعْمل بتوبة وَاحِد شيخ نحس أطلب مِنْهُ أقطوان أحب إِلَيْك ولشمس الدّين بن مَنْصُور موقع غَزَّة فِيهِ وَقد أُعِيد إِلَى الوزارة وَقد مر ذَلِك بِسَنَدِهِ فِي تَرْجَمته فِي المحمدين (عتبت على الزَّمَان وَقلت مهلا ... أَقمت على الْخَنَا ولبست ثَوْبه) ) (ففاق من التجاهل والتعامي ... وَعَاد إِلَى التقى وأتى بتوبه) ونقلت من خطّ عَلَاء الدّين عَليّ بن مظفر الوداعي مَا كتبه إِلَى الصاحب تَقِيّ الدّين وَقد سقط من على حصان (فَدَيْنَاك لَا تخش من وقْعَة ... فَإِن وقوعك للْأَرْض فَخر) (سُقُوط الْغَمَام بفصل الرّبيع ... فَفِي الْبر بر وَفِي الْبَحْر در)

التكريتي الزاهد

وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا وَمن خطه نقلت (لَا تخف يَا أَيهَا الصا ... حب من وَقع الحصان) (أَنْت غيث وَوُقُوع الغي ... ث من خصب الزَّمَان) وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا ونقلته من خطه (إِنِّي حَلَفت يَمِينا ... لم آتٍ فِيهَا بحوبه) (مذ أقعدتني اللَّيَالِي ... لَا قُمْت إِلَّا بتوبه) 3 - (التكريتي الزَّاهِد) تَوْبَة بن أبي البركات التكريتي صَاحب الشَّيْخ عبد الله اليونيني فَقير صَالح كَبِير الْقدر حدث عَن ابْن طبرزد قَالَ السَّيْف ابْن الْمجد كَانَ تَوْبَة أحد من يشار إِلَيْهِ بالزهد صحب الشَّيْخ عبد الله ولازمه وَكَانَ يُكرمهُ ويأنس بِهِ وَينزل إِذا قدم فِي مغارته على جبل الصوان بقاسيون وَقَالَ ابْن الْعِزّ عمر الْخَطِيب حَدَّثتنِي فَاطِمَة بنت أَحْمد بن يحيى ابْن أبي الْحُسَيْن الزَّاهِد قَالَت حَدَّثتنِي أُمِّي ربيعَة بنت الشَّيْخ تَوْبَة أَنَّهَا كَانَت تقعد فِي اللَّيْل فتجد والدها قَاعد وَهُوَ يَقُول يَا سَيِّدي اغْفِر لعبيدك قَالَت وَكَانَت أُمِّي ربيعَة ترجف وَقَالَت كنت أحكي للنَّاس كرامات الشَّيْخ فرأيته فِي الْمَنَام وَهُوَ يَقُول كم تهتكيني وسل عَليّ سَيْفا فَبَقيت أرجف وَمَا عدت أجسر أَن أحكي عَنهُ شَيْئا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة 3 - (تَوْبَة بن كيسَان) أَبُو الْمُوَرِّع الْعَنْبَري روى عَن أنس بن مَالك وَأبي بردة بن مُوسَى وَعَطَاء بن يسَار وَنَافِع وَالشعْبِيّ وَغَيرهم كَانَ صَاحب بدادة توفّي بالطاعون فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بالضبع وَهُوَ مَكَان عَن الْبَصْرَة يَوْمَيْنِ وَكَانَ ثِقَة روى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة وَحَمَّاد بن سَلمَة وَغَيرهم (توران شاه) 3 - (الْمُعظم صَاحب الْيمن) توران شاه الْملك الْمُعظم شمس الدولة بن أَيُّوب أَخُو

السُّلْطَان صَلَاح الدّين سيف الدّين وَكَانَ يلقب فَخر الدّين كَانَ أسن من صَلَاح الدّين وَكَانَ يرجحه على نَفسه وسيره سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة إِلَى بِلَاد النّوبَة ليفتحها فَلَمَّا قدمهَا وجدهَا لَا تَسَاوِي التَّعَب فَرجع بغنائم كَثِيرَة ورقيق ثمَّ أرْسلهُ إِلَى الْيمن وَبهَا عبد النَّبِي بن مهْدي قد استولى على أَكثر الْيمن فَقَدمهَا وظفر بِعَبْد النَّبِي وَقَتله وَملك مُعظم الْيمن وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين مَكَانَهُ وَكَانَ سَمحا جواداً ثمَّ إِنَّه قدم دمشق سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة فِي آخرهَا وَقد تمهدت لَهُ مملكة الْيمن لكنه كره الْمقَام بهَا وحن إِلَى الشَّام وثماره وَكَانَ قد جَاءَهُ رَسُول من أَخِيه صَلَاح الدّين يرغبه فِي الْمقَام بِالْيمن فَلَمَّا أدّى الرسَالَة طلب ألف دِينَار وَقَالَ لغلام امْضِ إِلَى السُّوق واشتر لي بهَا قِطْعَة ثلج فَقَالَ من أَيْن هُنَا ثلج فَقَالَ لَهُ فاشتر بهَا طبق مشمش فَقَالَ من أَيْن يُوجد ذَلِك فَأخذ يذكر لَهُ أَنْوَاع الْفَوَاكِه والغلام يَقُول مَا يُوجد فَقَالَ الْمُعظم للرسول لَيْت شعري مَا أصنع بالأموال إِذا لم أنتفع بهَا فِي شهواتي وَرجع الرَّسُول فَأذن لَهُ صَلَاح الدّين فِي الْقدوم وَكتب إِلَيْهِ صَلَاح الدّين من إنْشَاء القَاضِي الْفَاضِل (لَا تضجرن مِمَّا أبث فَإِنَّهُ ... صدر لأسرار الصبابة ينفث) (أما فراقك واللقاء فَإِن ذَا ... مِنْهُ أَمُوت وَذَاكَ مِنْهُ أبْعث) (حلف الزَّمَان على تفرق شملنا ... فَمَتَى يرق لنا الزَّمَان وَيحنث) (حول الْمضَاجِع كتبكم فكأنني ... ملسوعكم وَهِي الرقاة النفث) (كم يلبث الْجِسْم الَّذِي مَا نَفسه ... فِيهِ وَلَا أنفاسه كم يلبث) فَلَمَّا قدم دمشق استنابه بهَا صَلَاح الدّين لما رَجَعَ إِلَى مصر ثمَّ انْتقل توران شاه إِلَى مصر سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وَكَانَت وَفَاته بالإسكندرية فِي صفر سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة فنقلته شقيقته سِتّ الشَّام ودفنته فِي مدرستها الْمَعْرُوفَة بهَا فِي دمشق قَالَ ابْن الْأَثِير وَلما قدم من الْيمن وَعمل بنيابة دمشق ملك بعلبك ثمَّ عوضه أَخُوهُ عَنْهَا بالإسكندرية إقطاعاً فَذهب إِلَيْهَا وَكَانَ لَهُ أَكثر بِلَاد الْيمن ونوابه هُنَالك يحملون إِلَيْهِ الْأَمْوَال من زبيد وعدن وَمَا بَينهمَا) وَكَانَ أَجود النَّاس وأسخاهم كفا يخرج كل مَا يحمل إِلَيْهِ من الْبِلَاد وَمَعَ هَذَا مَاتَ وَعَلِيهِ نَحْو مِائَتي ألف دِينَار فوفاها أَخُوهُ صَلَاح الدّين عَنهُ وَكَانَ منهمكاً على اللَّهْو واللعب وَفِيه شَرّ وظلم

ابن السلطان صلاح الدين الكبير

وَقَالَ الْمُهَذّب مُحَمَّد بن عَليّ الخيمي رَأَيْت فِي النّوم شمس الدولة توران شاه بعد مَوته فمدحته بِأَبْيَات وَهُوَ فِي الْقَبْر فلف كَفنه وَرمى بِهِ إِلَيّ وَقَالَ (لَا تستقلن مَعْرُوفا سمحت بِهِ ... مَيتا فَأَصْبَحت مِنْهُ عاري الْبدن) (وَلَا تَظنن جودي شانه بخل ... من بعد بذلي ملك الشَّام واليمن) (إِنِّي خرجت من الدُّنْيَا وَلَيْسَ معي ... من كل ملكت كفي سوى كفني) وَلما جهز السُّلْطَان صَلَاح الدّين أَخَاهُ شمس الدولة توران شاه إِلَى غَزْو بِلَاد النّوبَة وَنزل على قلعة أبريم وافتتحها بعد ثَلَاثَة أَيَّام وغنم جَمِيع مَا كَانَ فِيهَا وَكتب بذلك إِلَى السُّلْطَان أنْشد أَبُو الْحسن ابْن الذروي قصيدة مِنْهَا (فَقدم الْعَزْم فَذا مبتداً ... يقصر ملك الأَرْض عَن منتهاه) (واسحب ذيول الْجَيْش حَتَّى أرى ... أنجمه طالعةً عَن دجاه) (سواك من ألْقى عَصَاهُ بهَا ... قناعةً لما اسْتَقَرَّتْ نَوَاه) (عَلَيْك بالروم ودع صَاحب ال ... تَاج إِذا شِئْت وتوران شاه) (فقد غَدَتْ أبريم فِي ملكه ... تبرم أمرا فِيهِ كبت العداه) (لَا بُد للنوبة من نوبَة ... ترضي بسخط الْكفْر دين الْإِلَه) (تظل من سوبة منسوبةً ... لعزمه كامنةً فِي أناه) (يكسو الْغُزَاة القاطني أرْضهَا ... مَا نسجت للحرب أَيدي الغزاه) (سود وتحمر الظبى حولهَا ... كأعين الرمد بَدَت للأساه) (أَولا فسمر تحتميها القنا ... مثل دنان بزلتها السقاه) (لله جَيش مِنْك لَا ينثني ... إِلَّا بنصر دميت شفرتاه) (مَا بَين عقبان وَلكنهَا ... خيل وفرسان كَمثل البزاه) (آساد حَرْب فَوق أَيْديهم ... أساود الطعْن فهم كالحواه) (تقلدوا الْأَنْهَار واستلأموا ال ... غُدْرَان فالنيران تجْرِي مياه) ) 3 - (ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْكَبِير) توران شاه هُوَ الْملك الْمُعظم أَبُو المفاخر آخر من بَقِي من إخْوَته ولد سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وَسمع بِدِمَشْق من يحيى الثَّقَفِيّ وَابْن صَدَقَة الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لَهُ عبد الله بن بري النَّحْوِيّ وَغَيره وانتقى لَهُ الدمياطي جُزْءا وَحدث بحلب ودمشق وروى عَنهُ الدمياطي وسنقر القضاي وَغَيرهمَا وَكَانَ كَبِير الْبَيْت الأيوبي وَكَانَ النَّاصِر الصَّغِير يحترمه ويجله ويثق بِهِ ويتأدب مَعَه وَكَانَ يتَصَرَّف فِي الخزائن وَالْأَمْوَال والغلمان وَلما

ابن الأمير عباس الحلبي

استولى التتار على حلب وبذلوا السَّيْف فِيهَا اعْتصمَ بقلعتها وحماها ثمَّ سلمهَا بالأمان وأدركه الْأَجَل على أثر ذَلِك وَلم يكن عدلا وَرُبمَا تعاطى الْمحرم فَإِن الدمياطي يَقُول أخبرنَا فِي حَال الاسْتقَامَة توفّي فِي سَابِع عشْرين شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَدفن بدهليز دَاره وَله ثَلَاثُونَ سنة 3 - (ابْن الْأَمِير عَبَّاس الْحلَبِي) الْمَعْرُوف بالشيخ شمس الدّين الزَّاهِد كَانَ من أحسن النَّاس صُورَة فتزهد فِي صباه وَصَحب الشَّيْخ عبد الله اليونيني وَلزِمَ الْعِبَادَة فَبنى لَهُ أَبوهُ الزاوية الْمَعْرُوفَة بِهِ بِظَاهِر حلب وَكَانَ صَاحب أَحْوَال ورياضات وجد وَكَانَ يُسمى عروس الشَّام قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين إِنَّه عمل خلْوَة أَرْبَعِينَ يَوْمًا بوقية تمر وَخرج مَعَه ثَلَاث تمرات وَقَالَ الشَّيْخ سُلَيْمَان الجعبري مَا رَأَيْت شَيخا أَصْبِر على حمل الْأَذَى من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن عَبَّاس وَقَالَ الشَّيْخ خضر بن الأكحل مَا رَأَيْت شَيخا أكْرم أَخْلَاقًا من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن عَبَّاس كَانَ يطعم الْفُقَرَاء ويخضع لَهُم ويباسطهم وَكَانَ صَاحب حلب يَجِيء إِلَى عِنْده فَمَا يلْتَفت عَلَيْهِ وَمَا يصدق مَتى يُفَارِقهُ وَكَانَ يمد للْفُقَرَاء الْأَطْعِمَة والحلاوات وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (الْمُعظم بن الصَّالح) توران شاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السُّلْطَان الْملك الْمُعظم غياث الدّين بن الصَّالح نجم الدّين بن الْكَامِل ابْن الْعَادِل لما توفّي الْملك الصَّالح وَالِده جمع فَخر الدّين بن الشَّيْخ الْأُمَرَاء وحلفوا لَهُ وَكَانَ بحصن كيفا وسيروا إِلَيْهِ الْفَارِس أقطايا فساق على الْبَريَّة وَعَاد بِهِ على الْبَريَّة لَا يعْتَرض عَلَيْهِ أحد من مُلُوك الشَّام فكاد يهْلك عطشاً وَدخل دمشق بأبهة السلطنة فِي أَوَاخِر رَمَضَان وَنزل القلعة وَأنْفق الْأَمْوَال وأحبه النَّاس ثمَّ سَار إِلَى مصر بعد عيد) الْأَضْحَى فاتفق كسرة الفرنج خذلهم الله عِنْد قدومه ففرح النَّاس وتيمنوا بِوَجْهِهِ لَكِن بَدَت مِنْهُ أُمُور نفرت النَّاس عَنهُ مِنْهَا أَنه كَانَ فِيهِ خفَّة وطيش وَكَانَ وَالِده الصَّالح يَقُول وَلَدي مَا يصلح للْملك وألح عَلَيْهِ يَوْمًا الْأَمِير حسام الدّين بن أبي عَليّ وَطلب إِحْضَاره من حصن كيفا فَقَالَ أُجِيبهُ إِلَيْهِم يقتلونه فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ أَبوهُ وَقَالَ سعد الدّين ابْن حمويه لما قدم الْمُعظم طَال لِسَان كل من كَانَ خاملاً أَيَّام أَبِيه ووجدوه مختل الْعقل سيء التَّدْبِير دفع خبز فَخر الدّين بن الشَّيْخ بحواصله لجوهر الْخَادِم لالاته وانتظر الْأُمَرَاء أَن يعطيهم كَمَا أعْطى أُمَرَاء دمشق فَلم يرَوا لذَلِك أثرا وَكَانَ لَا يزَال يُحَرك كتفه الْأَيْمن مَعَ نصف وَجهه وَكَثِيرًا مَا يولع بلحيته وَمَتى سكر ضرب الشمع بِالسَّيْفِ وَقَالَ هَكَذَا أفعل بمماليك أبي ويتهدد الْأُمَرَاء بِالْقَتْلِ فشوش قُلُوب الْجَمِيع ومقتوه وصادف بخله

قَالَ أَبُو المظفر ابْن الْجَوْزِيّ بَلغنِي أَنه كَانَ يكون على السماط بِدِمَشْق فَإِذا سمع فَقِيها يَقُول مَسْأَلَة قَالَ لَا نسلم يَصِيح بهَا وَمِنْهَا أَنه احتجب عَن أُمُور النَّاس وانهمك على الْفساد مَعَ الغلمان على مَا قيل وَمَا كَانَ أَبوهُ كَذَلِك وَيُقَال إِنَّه تعرض لحظايا أَبِيه وَمِنْهَا أَنه قدم الأراذل وَأخر خَواص أَبِيه وَكَانَ قد وعد الْفَارِس أقطايا لما جَاءَ إِلَيْهِ إِلَى حصن كيفا أَن يؤمره فَمَا وفى لَهُ فَغَضب وَكَانَت شجر الدّرّ زَوْجَة أَبِيه قد ذهبت من المنصورة إِلَى الْقَاهِرَة فجَاء هُوَ إِلَى المنصورة وَأرْسل إِلَيْهَا يتهددها ويطالبها بالأموال فعاملت عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم السَّابِع من الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة ضربه بعض البحرية وَهُوَ على السماط فَتلقى الضَّرْبَة بِيَدِهِ فَذَهَبت بعض أَصَابِعه فَقَامَ وَدخل البرج الْخشب الَّذِي هُنَاكَ وَصَاح من جرحني فَقَالُوا بعض الحشيشية فَقَالَ لَا وَالله إِلَّا البحرية وَالله لأفنينهم وخاط المزين يَده وَهُوَ يتهددهم فَقَالُوا فِيمَا بَينهم تمموه وَإِلَّا أبادنا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فهرب إِلَى أَعلَى البرج فرموا النَّار فِي البرج ورموه بالنشاب فَرمى بِنَفسِهِ وهرب إِلَى النّيل وَهُوَ يَصِيح مَا أُرِيد ملكا دَعونِي أرجع إِلَى حصن كيفا يَا مُسلمين مَا فِيكُم من يصطنعني فَمَا أَجَابَهُ أحد وَتعلق بذيل الْفَارِس أقطايا فَمَا أجاره وَنزل فِي الْبَحْر إِلَى حلقه ثمَّ قَتَلُوهُ وَبَقِي ملقىً على جَانب النّيل ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى شفع فِيهِ رَسُول الْخَلِيفَة فَوَارَوْهُ وَقيل إِن المَاء كشفه بعد أَيَّام فَركب وَاحِد فِي مركب وَألقى فِي جثته صنارة وجره فِي المَاء مثل السَّمَكَة إِلَى الْجَانِب الآخر من الْبَحْر وَدَفنه وَكَانَ الَّذِي بَاشر قَتله أَرْبَعَة فَلَمَّا قتل خطب على مَنَابِر الشَّام ومصر لأم) خَلِيل شجر الدّرّ ثمَّ تسلطن الْمعز أيبك التركماني كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته وَلكنه كَانَ قوي الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم حسن الْبَحْث ذكياً قَالَ ابْن وَاصل لما دخل الْمُعظم دمشق قَامَت الشُّعَرَاء فابتدأ شَاعِر فَأَنْشد قصيدة أَولهَا (قل لنا كَيفَ جِئْت من حصن كيفا ... حِين أرغمت للأعادي أنوفا) فَقَالَ الْمُعظم فِي الْوَقْت (الطَّرِيق الطَّرِيق يَا ألف نحس ... مرّة آمنا وطوراً مخوفا) وَفِيه يَقُول الصاحب جمال الدّين بن مطروح (يَا بعيد اللَّيْل من سحره ... دايما يبكي على قمره) (خل ذَا واندب معي ملكا ... ولت الدُّنْيَا على أَثَره) (كَانَت الدُّنْيَا تطيب لنا ... بَين نَادِيه ومحتضره) (سلبته الْملك أسرته ... واستووا غدراً على سرره) (حسدوه حِين فاتهم ... فِي الثَّبَات الغض من عمره) وَفِيه يَقُول نور الدّين عَليّ بن سعيد

توزون التركي

(لَيْت الْمُعظم لم يسر من حصنه ... يَوْمًا وَلَا وافى إِلَى أملاكه) (إِن الطبائع إِذْ رَأَتْهُ مكملاً ... حَسَدْته فاجتمعت على إهلاكه) قلت كَذَا وجدته وَأَظنهُ العناصر بدل الطبائع وَفِيه يَقُول وَقد خرج من دمشق فَوَقع مطر عَظِيم (إِن الْمُعظم خير أَمْلَاك الورى ... سرت بِهِ الدُّنْيَا وَتعذر فِيهِ) (أَو مَا رَأَيْت دمشق يَوْم قدومه ... ضحِكت وَيَوْم وداعه تبكيه) وَكَانَ ابْن قزل المشد قد كتب إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق لما جَاءَ من حصن كيفا مُتَوَجها إِلَى الديار المصرية (يَا أَيهَا الْملك الْمُعظم شانه ... بك أصبح الْإِسْلَام أَي عَظِيم) (ضاءت بطلعتك الْبِقَاع وأشرقت ... سبل الْهدى وأنار كل بهيم) (فَالْحَمْد لله الَّذِي رحم الورى ... بأغر وضاح الجبين كريم) 3 - (توزون التركي) ) كَانَ من خَواص بجكم غدر بالمتقي وَسلمهُ وَكَانَ تعتريه عِلّة الصرع وَلم يحل عَلَيْهِ الْحول بَعْدَمَا فعل ذَلِك بالمتقي وَكَانَ جباراً ظَالِما فَاسِقًا فاتكاً قتل خلقا كثيرا وَأخذ الْأَمْوَال وَهلك فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَت وَفَاته بهيت 3 - (توفيق النَّحْوِيّ) توفيق بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق أَبُو مُحَمَّد الأطرابلسي كَانَ جده الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن زُرَيْق يتَوَلَّى الثغور من قبل الطائع لله وانتقل ابْنه عبيد الله إِلَى الشَّام وَولد توفيق بطرابلس وَسكن دمشق وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا قَالَ ياقوت وَكَانَ يتهم بقلة الدّين والميل إِلَى مَذْهَب الْأَوَائِل وَتُوفِّي فِي صفر سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس وَكَانَ نحوياً أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَله معرفَة بِالْحِسَابِ والهندسة وَمن شعره

الألقاب

(وجلنار كأعراف الديوك على ... خصر يميس كأذناب الطواويس) (مثل الْعَرُوس تجلت يَوْم زينتها ... حمر الْحلِيّ على خضر الملابيس) (فِي مجْلِس بعثت أَيدي السرُور بِهِ ... لَدَى عَرِيش يحاكي عرش بلقيس) (سقى الحيا أَرْبعا تحيا النُّفُوس بهَا ... مَا بَين مقرى إِلَى بَاب الفراديس) (الألقاب) التوزي عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان توزون الطَّبَرِيّ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن تومرت المصمودي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن تومرت التّونسِيّ مجد الدّين اسْمه مُحَمَّد بن قَاسم ابْن توَلّوا عُثْمَان بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن (تياذوق الْحَكِيم طَبِيب الْحجَّاج) تياذوق الْحَكِيم كَانَ طَبِيبا فَاضلا صحب الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ وخدمه بالطب وجد الْحجَّاج فِي رَأسه صداعاً فَقَالَ تياذوق اغسل رجليك بِمَاء حَار وادهنهما فَقَالَ خصي على رَأسه وَالله مَا رَأَيْت طَبِيبا أقل معرفَة مِنْك شكا الْأَمِير صداعاً فِي رَأسه فوصفت لَهُ دَوَاء فِي رجلَيْهِ فَقَالَ أَنْت أكبر دَلِيل على قولي نزعت خصيتاك فَذهب شعر لحيتك فَضَحِك الْحجَّاج وَمن حضر مِنْهُ وشكا الْحجَّاج ضعفا فِي معدته وقصوراً فِي الهضم فَقَالَ يكون الْأَمِير يحضر بَين يَدَيْهِ فستقاً أَحْمَر القشر ويتنقل بِهِ فَبعث إِلَى حظاياه فَبعثت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ طبقًا مملوءاً فستقاً فَأكْثر من أكله فحصلت لَهُ هيضة فَشَكا ذَلِك إِلَى تياذوق فَقَالَ مَا وصفت لَك الفستق بقشره إِلَّا حَتَّى تكسر الْوَاحِدَة وتلوك قشرها الْأَحْمَر البراني لِأَن فِيهِ عطرية وقيضاً فَيكون ذَلِك تَقْوِيَة لمعدتك وصنف كناشاً وَله كتاب الْأَدْوِيَة وَغير ذَلِك وَتُوفِّي بواسط وَله قريب تسعين سنة فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّة (الألقاب) أَبُو التياح اسْمه يزِيد بن حميد ابْن التيان اللّغَوِيّ اسْمه تَمام بن غَالب ابْن التيتي إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عَليّ والصاحب شرف الدّين اسْمه أَحْمد بن عَليّ

وشمس الدّين نَائِب دَار الْعدْل بِمصْر اسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن تيموه الْحَنْبَلِيّ أَيُّوب بن أَحْمد ابْن تَيْمِية مجد الدّين عبد السَّلَام بن عبد الله وَشرف الدّين عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَحْمد بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام وعلاء الدّين عَليّ بن عبد الْغَنِيّ خطيب حران وَسيف الدّين عبد الْغَنِيّ وفخر الدّين عبد القاهر بن عبد الْغَنِيّ) ومجد الدّين عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز وشهاب الدّين عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام وَعلي بن عبد الْغَنِيّ وفخر الدّين مُحَمَّد بن الْخضر التيفاشي شرف الدّين أَحْمد بن يُوسُف التيناتي الأقطع اسْمه أَبُو الْخَيْر

حرف الثاء

(حرف الثَّاء) (ثَابت) 3 - (الصَّحَابِيّ) ثَابت بن أقرم بن ثَعْلَبَة من بني العجلان شهد بَدْرًا والمشاهد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأنْصَارِيّ رَدِيف النَّبِي) 3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثَابت بن الضَّحَّاك بن أُميَّة بن ثَعْلَبَة بن جشم بن مَالك بن سَالم بن عَمْرو بن عَوْف بن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ رَدِيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الخَنْدَق وَدَلِيله إِلَى حَمْرَاء الْأسد وَكَانَ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة بيعَة الرضْوَان وَهُوَ صَغِير مَاتَ فِي فتْنَة ابْن الزبير روى عَنهُ أَبُو قلَابَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (الْأنْصَارِيّ) ثَابت بن الدحداح هُوَ أَبُو الدحداح الْأنْصَارِيّ شهد أحدا وَقتل بهَا شَهِيدا طعنه خَالِد بن الْوَلِيد بِرُمْح فأنفذه وَقيل إِنَّه مَاتَ على فرَاشه مرجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْحُدَيْبِيَة وَلما توفّي رَضِي الله عَنهُ دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاصِم بن عدي فَقَالَ هَل كَانَ لَهُ فِيكُم نسب قَالَ لَا فَأعْطى مِيرَاثه ابْن أُخْته أَبَا لبَابَة بن الْمُنْذر 3 - (خطيب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ثَابت بن قيس بن شماس بن مَالك بن امْرِئ الْقَيْس الْأنْصَارِيّ

الخزرجي أَبُو مُحَمَّد شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَكَانَ من أكَابِر الصَّحَابَة وأعلام الْأَنْصَار شهد لَهُ النَّبِي صلى الله) عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ وَكَانَ خطيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وخطيب الْأَنْصَار وَاسْتشْهدَ يَوْم الْيَمَامَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة روى عَنهُ أنس بن مَالك وَمُحَمّد وَإِسْمَاعِيل وَقيس بنوه وَلما جَاءَ وَفد بني تَمِيم وَفِيهِمْ الْأَقْرَع بن حَابِس والزبرقان بن بدر وَعُطَارِد بن حَاجِب وَقيس بن عَاصِم وَعَمْرو بن الْأَهْتَم وطلبوا الْمُفَاخَرَة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقفُوا عِنْد الحجرات وَنَادَوْا بِصَوْت جَاف يَا مُحَمَّد اخْرُج فقد جئْنَاك نفاخرك وَجِئْنَاك بخطيبنا وشاعرنا فَخرج إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَلَسَ فَقَامَ الْأَقْرَع فَقَالَ وَالله إِن مدحي لزين وَإِن ذمِّي لشين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك الله عز وَجل فَقَالُوا إِنَّا لأكرم الْعَرَب فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكْرم مِنْكُم يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق ابْن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِم السَّلَام فَقَالُوا إيذن لخطيبنا وشاعرنا فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَلَسَ وَجلسَ مَعَه النَّاس فَقَامَ عُطَارِد فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي لَهُ الْفضل علينا وَهُوَ أَهله الَّذِي جعلنَا ملوكاً وَجَعَلنَا أعز أهل الْمشرق أَتَانَا أَمْوَالًا عظاماً نَفْعل فِيهَا الْمَعْرُوف وَلَيْسَ فِي النَّاس مثلنَا نروس النَّاس وَذَوي فَضلهمْ فَمن فاخرنا فليعدد مثل مَا عددنا وَلَو نشَاء لأكثرنا وَلَكنَّا نستحيي من الْإِكْثَار فِيمَا خولنا الله وأعطانا أَقُول هَذَا فَأتوا بقول أفضل من قَوْلنَا وَأمر أبين من أمرنَا ثمَّ جلس فَقَامَ ثَابت بن قيس بن شماس فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي السَّمَوَات وَالْأَرْض خلقه فَقضى فِيهِنَّ أمره ووسع كرسيه علمه وَلم يقْض شَيْئا إِلَّا من فَضله وَقدرته وَكَانَ من قدرته أَن اصْطفى من خلقه رَسُولا كَرِيمًا أكْرمهم حسباً وأصدقهم حَدِيثا وَأَحْسَنهمْ رَأيا فَأنْزل عَلَيْهِ كِتَابه وائتمنه على خلقه وَكَانَ خيرة الله من الْعَالمين صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْإِيمَان فَأَجَابَهُ من قومه وَذَوي رَحمَه الْمُهَاجِرُونَ أكْرم النَّاس أنساباً وَأصْبح النَّاس وُجُوهًا وَأفضل النَّاس أفعالاً ثمَّ كَانَ أول من اتبع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْعَرَب واستجاب لَهُ نَحن معاشر الْأَنْصَار فَنحْن أنصار الله ووزراء رَسُوله نُقَاتِل النَّاس حَتَّى يُؤمنُوا ويقولوا لَا إِلَه إِلَّا الله فَمن آمن بِاللَّه وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منح منا مَاله وَدَمه وَمن كفر بِاللَّه وَرَسُوله جاهدناه فِي الله وَكَانَ جهاده علينا يَسِيرا أَقُول قولي هَذَا وَأَسْتَغْفِر الله للْمُؤْمِنين وَالْمُؤْمِنَات فَقَامَ الزبْرِقَان وَتَمام الْخَبَر يَأْتِي فِي تَرْجَمَة حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى

أبو حية الأنصاري

3 - (أَبُو حَيَّة الْأنْصَارِيّ) ) ثَابت بن النُّعْمَان بن أُميَّة بن امْرِئ الْقَيْس بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ البدري وَفِي اسْمه وكنيته اخْتِلَاف كَبِير ذكره ابْن إِسْحَاق فِيمَن شهد بَدْرًا وَقَالَ أَبُو حَبَّة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة وَقيل هُوَ بالنُّون وَقيل بِالْيَاءِ من تحتهَا نقطتان وَالْأول أَكثر قتل يَوْم أحد شَهِيدا 3 - (ثَابت بن وَدِيعَة) وَقيل ثَابت بن يزِيد بن وَدِيعَة الْأنْصَارِيّ نزل الْكُوفَة وَحَدِيثه فيهم روى عَنهُ الْبَراء بن عَازِب وَزيد بن وهب وعامر بن سعد البَجلِيّ 3 - (ثَابت بن الْجذع) وَاسم الْجذع ثَعْلَبَة بن زيد بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ شهد الْعقبَة وبدراً والمشاهد كلهَا وَقتل يَوْم الطَّائِف شَهِيدا 3 - (ثَابت بن هزال) بتَشْديد الزَّاي بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ قتل يَوْم الْيَمَامَة بَعْدَمَا شهد الْمشَاهد كلهَا 3 - (ثَابت بن عَمْرو) 3 - (بن زيد بن عدي) شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا وَلم يذكرهُ ابْن إِسْحَق فِي الْبَدْرِيِّينَ 3 - (ثَابت بن خَالِد بن عَمْرو) 3 - (بن النُّعْمَان النجاري) قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَقيل بل قتل يَوْم بِئْر مَعُونَة شَهِيدا بَعْدَمَا شهد بَدْرًا وأحداً 3 - (ثَابت بن خنسا) 3 - (بن عَمْرو بن مَالك الْأنْصَارِيّ) شهد بَدْرًا فِي قَول الْوَاقِدِيّ دون غَيره 3 - (ثَابت بن صُهَيْب) 3 - (بن كرز بن عبد مَنَاة الْأنْصَارِيّ) شهد أحدا ذكره الطَّبَرِيّ

ثابت بن زيد بن مالك

3 - (ثَابت بن زيد بن مَالك) ) 3 - (الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي) هُوَ أَخُو سعد بن زيد الَّذِي شهد بَدْرًا يُقَال إِن ثَابتا هُوَ الَّذِي جمع الْقُرْآن على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ عَامر بن سعد 3 - (ثَابت بن وقش) بِفَتْح الْوَاو وَالْقَاف وَبعدهَا شين مُعْجمَة ابْن زغبة الأشْهَلِي قتل يَوْم أحد شَهِيدا 3 - (ثَابت بن الضَّحَّاك بن خَليفَة) ولد سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة سكن الشَّام وانتقل إِلَى الْبَصْرَة وَمَات سنة خمس وَأَرْبَعين روى عَنهُ أَبُو قلَابَة وَعبد الله بن معقل 3 - (ثَابت بن الصَّامِت الأشْهَلِي) حَدِيثه عِنْد عبد الرَّحْمَن ابْنه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه صلى فِي كسَاء ملتفاً بِهِ يضع يَدَيْهِ عَلَيْهِ يَقِيه برد الْحَصَا وَقيل إِن ثَابت بن الصَّامِت توفّي فِي الْجَاهِلِيَّة 3 - (ثَابت بن رفيع) وَقيل ابْن رويفع الْأنْصَارِيّ سكن الْبَصْرَة ثمَّ سكن مصر حدث عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ وَأهل الشَّام 3 - (ثَابت بن قيس بن الخطيم) 3 - (بن عَمْرو بن سوَادَة بن ظفر بن الْأنْصَارِيّ) مذكورٌ فِي الصَّحَابَة قَالَ ابْن عبد البرّ مَاتَ فِيمَا أَحسب فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَأَبوهُ قيس بن الخطيم أحد الشُّعَرَاء مَاتَ على كفره قبل قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَشهد ثَابت ابْنه صفّين مَعَ عَليّ والجمل والنهروان ولثابت ثَلَاث بَنِينَ عمر وَمُحَمّد وَيزِيد قتلوا يَوْم الْحرَّة

ثابت بن مسعود

3 - (ثَابت بن مَسْعُود) قَالَه صَفْوَان بن مُحرز قَالَ كَانَ جاري رجل من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحْسبهُ ثَابت بن مَسْعُود فَمَا رَأَيْت أحسن جواراً مِنْهُ وَذكر الْخَبَر 3 - (ثَابت بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ) روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن قتل رجل شهد بَدْرًا وروى عَنهُ الْحَارِث) بن يزِيد الْمصْرِيّ 3 - (ثَابت قطنة) ثَابت بن كَعْب أَخُو بني أَسد بن الْحَارِث بن العتيك قيل مَوْلَاهُم أَبُو الْعَلَاء وَيعرف بِثَابِت قطنة لِأَنَّهُ أَصَابَهُ سهم فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ فِي بعض حروب التّرْك فَذَهَبت فَجعل موضعهَا قطنة وَهُوَ شَاعِر شُجَاع وَكَانَ فِي صحابة يزِيد بن الْمُهلب ولي عملا فِي خُرَاسَان فَلَمَّا صعد الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة رام الْكَلَام فَتعذر عَلَيْهِ وَحصر فَقَالَ سَيجْعَلُ الله بعد عسر يسرا وَبعد عي بَيَانا وَأَنْتُم إِلَى أَمِير فعال أحْوج مِنْكُن إِلَى أَمِير قَوَّال هَذَا الْكَلَام ينْسب إِلَى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَالله أعلم ثمَّ أنْشد (وَألا أكن فِيكُم خَطِيبًا فإنني ... بسيفي إِذا جدَّ الوغى لخطيب) وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء يهجوه بذلك (أَبَا الْعَلَاء لقد لقِيت معضلةً ... يَوْم الْعرُوبَة من كرب وتحنيق) (أما الْقرَان فَلم تخلق لمحكمه ... وَلم تسدد من الدُّنْيَا بِتَوْفِيق) (لما رمتك عُيُون النَّاس هبتهم ... وكدت تشرق لما قُمْت بالريق) (تلوي اللِّسَان وَقد رمت الْكَلَام بِهِ ... كَمَا هوى زلق من شَاهِق النيق) وَلما ولي سعيد بن عبد الْعَزِيز خُرَاسَان جلس يعرض النَّاس فَرَأى ثَابتا وَكَانَ تَامّ السِّلَاح جميل الْهَيْئَة فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل هَذَا ثَابت قطنة وَهُوَ فَارس شُجَاع فأمضاه وَأَجَازَ على اسْمه فَلَمَّا انْصَرف قَالَ لَهُ رجل هَذَا الَّذِي يَقُول (إِنَّا لضرابون فِي خمس الوغى ... رَأس الْخَلِيفَة إِن أَرَادَ صدودا) فَقَالَ سعيد عَليّ بِهِ فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل إِنَّا لضرابون قَالَ نعم أَنا الْقَائِل (إِنَّا لضرابون فِي خمس الوغى ... رَأس المتوج إِن أَرَادَ صدودا) (عَن طَاعَة الرَّحْمَن أَو خلفائه ... أَو رام إفساداً ولج عنودا)

البناني التابعي

فَقَالَ لَهُ سعيد أولى لَك لَوْلَا أَنَّك خرجت مِنْهَا لضَرَبْت عُنُقك وأخباره مستوفاة فِي كتاب الأغاني 3 - (الْبنانِيّ التَّابِعِيّ) ثَابت بن أسلم هُوَ أَبُو مُحَمَّد الْبنانِيّ بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعدهَا نون وَبعد الْألف نون أُخْرَى) أحد أَئِمَّة التَّابِعين بِالْبَصْرَةِ روى عَن ابْن عمر وَعبد الله ابْن مُغفل وَابْن الزبير وَأنس بن مَالك وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَعمر بن أبي سَلمَة المَخْزُومِي وَأبي الْعَالِيَة وَأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ وَطَائِفَة وَكَانَ رَأْسا فِي الْعلم وَالْعَمَل ثِقَة ثبتاً رفيعاً وَلم يحسن ابْن عدي فِي كَامِله بإيراده وَلكنه اعتذر وَقَالَ مَا وَقع فِي حَدِيثه من النكرَة فَإِنَّمَا هُوَ من جِهَة الرَّاوِي عَنهُ لِأَنَّهُ روى عَنهُ جمَاعَة ضعفاء قَالَ بكر بن عبد الله من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى أعبد أهل زَمَانه فَلْينْظر إِلَى ثَابت الْبنانِيّ وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن فِي كل يَوْم وَلَيْلَة ويصوم الدَّهْر وَقَالَ كابدت الصَّلَاة عشْرين سنة وتنعمت بهَا عشْرين ومناقبه كَثِيرَة توفّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو حَمْزَة الثمالِي) ثَابت بن أبي صَفِيَّة دِينَار الثمالِي وثمالة من الأزد وكنية ثَابت أَبُو حَمْزَة وَيُقَال إِنَّه مولى الْمُهلب بن أبي صفرَة وَهُوَ كُوفِي سمع من مُحَمَّد بن عَليّ الباقر وروى عَنهُ وَكِيع وَابْن عُيَيْنَة قَالُوا كَانَ ضَعِيفا كثير الْوَهم فِي الْأَخْبَار وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الْحَنَفِيّ الْبَصْرِيّ) ثَابت بن عمَارَة الْحَنَفِيّ من أهل الْبَصْرَة سمع غنيم بن قيس

الأحنف

وروى عَنهُ وَكِيع وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ غَيره حسن الحَدِيث توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الْأَحْنَف) ثَابت بن عِيَاض الْأَحْنَف وَيُقَال لَهُ الْأَعْرَج مولى عمر بن عبد الرَّحْمَن ابْن زيد بن الْخطاب من أهل الْمَدِينَة حَدِيثه فِي الْحِجَازِيِّينَ 3 - (الزَّاهِد) ثَابت بن مُوسَى الزَّاهِد لَهُ ذكر فِي طَبَقَات الْمَجْرُوحين روى عَن شريك ابْن عبد الله القَاضِي وَهُوَ مَشْهُور بالصلاح وَالْعِبَادَة إِلَّا أَنه لم يتفرغ لحفظ الحَدِيث وَضَبطه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَيْسَ هُوَ بِثَابِت بن مُحَمَّد الْكُوفِي ذَاك أقدم وأوثق وَهَذَا صَاحب حَدِيث من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ توفّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْغُصْن التَّابِعِيّ) ) ثَابت بن قيس الْغِفَارِيّ مَوْلَاهُم الْمدنِي من صغَار التَّابِعين وكنيته أَبُو الْغُصْن قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَخطَأ من جعله حجَّة عَاشَ مائَة وَخمْس سِنِين وتوفيّ سنة ثَمَان وستّين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ

أمير الثغور

3 - (أَمِير الثغور) ثَابت بن نصر بن مَالك بن الْهَيْثَم الْخُزَاعِيّ الْأَمِير ولي إمرة الثغور سبع عشرَة سنة وَتُوفِّي بِالْمصِّيصَةِ فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَيذكر عَنهُ فضل وَصَلَاح 3 - (الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي) ثَابت بن يزِيد وَقيل نَذِير الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي مُصَنف كتاب الْجِهَاد كَانَ مائلاً إِلَى الحَدِيث وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وثلاثمائة 3 - (الطَّبِيب) ثَابت بن سِنَان بن ثَابت بن قُرَّة بن مَرْوَان الصابي أَبُو الْحسن الطَّبِيب المؤرخ توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَقيل سنة خمس وَوصل فِي تَارِيخه إِلَى سنة سِتِّينَ وَوَصله هِلَال بن المحسن من أول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ولثابت كتاب التَّارِيخ الَّذِي ابْتَدَأَ بِهِ من أول أَيَّام المقتدر وَله كتاب مُفْرد فِي أَخْبَار الشَّام ومصر مُجَلد وَاحِد وَكَانَ طَبِيبا حاذقاً وأديباً بارعاً وَكَانَ موفقاً فِي العلاج مطلعاً على أسرار الطِّبّ ضنيناً بِمَا يحسن قَالَ ابْن بطلَان أسكت الْوَزير ابْن بَقِيَّة وَقد حضر الْأَمِير عز الدولة بختيار والأطباء مجمعون على مَوته فَقَالَ أَبُو الْحسن أَيهَا الْأَمِير إِذا كَانَ قد مَاتَ مَا يضر فصده ففصده فرشح مِنْهُ دم يسير ثمَّ لم يزل يقوى إِلَى أَن صَار يجْرِي فأفاق الْوَزير فَلَمَّا أَن خلوت بِهِ سَأَلته فَقَالَ عَادَة الْوَزير أَن يستفرغ الدَّم كل ربيع من عروق الْقعدَة وَفِي هَذَا الْفَصْل انْقَطع جَرَيَانه فَلَمَّا فصدته ثَابت الْقُوَّة من خناقها وَلما دخل عضد الدولة بَغْدَاد دخل عَلَيْهِ أَبُو الْحسن وَغَيره من الْأَطِبَّاء قَالَ نَحن قي عَافِيَة وَلَا حَاجَة بِنَا إِلَيْهِم فَقَالَ سِنَان مَوضِع صناعتنا حفظ الصِّحَّة لَا مداواة الْمَرَض وَالْملك أحْوج النَّاس إِلَى ذَلِك فَقَالَ عضد الدولة صدقت فصارا ينوبان مَعَ أطبائه فَلَمَّا خرجا قَالَ سِنَان نَحن شَيخا بَغْدَاد ونترك هَذَا الْأسد يفترسنا وَكَانَ إِنْسَان يقلي الكبود إِذا اجتازا عَلَيْهِ دَعَا لَهما وَقَامَ قَائِما فَلَمَّا اجتازا عَلَيْهِ لم يجداه فسألا عَنهُ فَقيل مَاتَ فمضيا إِلَيْهِ وأحضرا لَهُ فاصداً فصده فصدة وَاسِعَة فَخرج مِنْهُ دم غليظ وَكلما خرج الدَّم خف عَنهُ حَتَّى) تكلم وَرجع إِلَى حانوته فِي الْيَوْم الثَّالِث وسئلا عَن ذَلِك فَقَالَا كَانَ يَأْكُل من الكبود الَّتِي يقليها وبدنه يمتلئ من الدَّم الغليظ حَتَّى إِذا فاض من الْعُرُوق إِلَى الأوعية غمر الْحَرَارَة الغريزية

الطبيب

وخنقها كَمَا يخنق الزَّيْت الْكثير الفتيلة فَلَمَّا نقص الدَّم خف عَن الْقُوَّة الْحمل الثقيل وانتشرت الْحَرَارَة وَالصَّحِيح أَن الَّذِي جرى لَهُ ذَلِك وحكاية الْوَزير أَيْضا إِنَّمَا هُوَ أَبُو الْحسن ثَابت بن قُرَّة وَلما مَاتَ أَبُو الْحسن ثَابت بن سِنَان قَالَ أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم ابْن هِلَال الصابي يرثيه وَهُوَ أَخُو ثَابت (أسامع أَنْت يَا من ضمه الجدف ... نشيج باك حَزِين دمعه يكف) (وزفرة من صمم الْقلب مبعثها ... يكَاد مِنْهَا حجاب الصَّدْر ينْكَشف) (أثابت بن سِنَان دَعْوَة شهِدت ... لِرَبِّهَا أَنه ذُو عِلّة أَسف) (مَا بَال طبك لَا يشفي وَكنت بِهِ ... تشفي العليل إِذا مَا شفه الدنف) (غالتك غول المنايا فاستكنت لَهَا ... وَكنت ذَا يَدهَا وَالروح تختطف) (فارقتني كفراق الْكَفّ صَاحبهَا ... أظنها ضَارب من زندها نقف) (ثوى بمغناك فِي لحد سكنت بِهِ ... الدّين الْعقل العلياء والشرف) وَكَانَ أَبُو الْحسن قد خدم الراضي وَمن قبله من الْخُلَفَاء بالطب 3 - (الطَّبِيب) ثَابت بن إِبْرَاهِيم بن زهرون أَبُو الْحسن الْحَرَّانِي الطَّبِيب كَانَ من كبار الْأَطِبَّاء بِبَغْدَاد وَهُوَ نَظِير ثَابت بن سِنَان وَله إصابات عَجِيبَة فِي العلاج وَقد مر ذَلِك فِي تَرْجَمَة ثَابت بن سِنَان وَالصَّحِيح أَن تِلْكَ الاتفافات إِنَّمَا وَقعت لهَذَا وَكَانَت وَفَاته سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (النَّاقِل الطَّبِيب) ثَابت النَّاقِل كَانَ متوسطاً فِي النَّقْل إِلَّا أَنه يفضل إِبْرَاهِيم بن الصَّلْت وَكَانَ مقلاً من النَّقْل وَمن نَقله كتاب الكيموس لِجَالِينُوسَ 3 - (الرقي النَّصْرَانِي) ثَابت بن هَارُون الرقي النَّصْرَانِي استدركه الباخرزي فِي الدمية على الثعالبي فِي الْيَتِيمَة لِأَن ثَابت هَذَا قَرَأَ ديوَان أبي الطّيب المتنبي عَلَيْهِ وَكتب المتنبي لَهُ خطه بذلك وَلما قتل المتنبي رثاه ثَابت واستثار لَهُ عضد الدولة على فاتك وَبني أَسد بقوله) (الدَّهْر أغدر والليالي أنكد ... من أَن تعيش لأَهْلهَا يَا أَحْمد) (قصدتك لما أَن رأتك نفيسها ... بخلا بمثلك والنفائس تقصد) (ذقت الكريهة بَغْتَة وفقدتها ... وكريه فقدك فِي الورى لَا يفقد) (مَا كَانَ تاركك الزَّمَان لأَهله ... إِن الزَّمَان على الغريبة يحْسد)

الطبيب

(قل لي إِن اسطعت الْخطاب فإنني ... صب الْفُؤَاد إِلَى خطابك مكمد) (أتركت بعْدك شَاعِرًا وَالله لَا ... لم يبْق بعْدك فِي الزَّمَان مقصد) (أما الْعُلُوم فَإِنَّهَا يَا رَبهَا ... تبْكي عَلَيْك بأدمع مَا تجمد) (غدر الزَّمَان بِهِ فخان وَلم تزل ... أَيدي الزَّمَان ببأسه تستنجد) (لَقِي الخطوب فبذها حَتَّى جرى ... غلط الْقَضَاء عَلَيْهِ وَهُوَ تعمد) (صه يَا بني أَسد فلست بنجدة ... أثرت فِيهِ بل الْقَضَاء يُقيد) (يَا أَيهَا الْملك الْمُؤَيد دَعْوَة ... مِمَّن حشاه بالأسى يتوقد) (هذي بَنو أَسد بضيفك أوقعت ... وحوت عطاءك إِذْ حواه الفدفد) (وَله عَلَيْك بِقَصْدِهِ يَا ذَا العلى ... حق التَّحَرُّم والذمام الأوكد) (فارع الذمام وَكن بضيفك طَالبا ... إِن الذمام على الْكَرِيم مؤبد) (ارع الْحُقُوق لقصده وقصيده ... عضد الْمُلُوك فَلَيْسَ غَيْرك يقْصد) 3 - (الطَّبِيب) ثَابت بن قُرَّة الْحَرَّانِي الطَّبِيب كَانَ مُقيما بحران وَهُوَ جد ثَابت سِنَان الْمَذْكُور أَولا استصحبه مَعَه مُحَمَّد بن مُوسَى لما انْصَرف من الرقة لِأَنَّهُ رَآهُ فصيحاً وَأدْخلهُ على المعتضد فِي جملَة المنجمين وَلم يكن لَهُ نَظِير فِي وقته فِي الطِّبّ وَله أرصاد حسان للشمس بِبَغْدَاد ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ورثاه يحيى بن عَليّ المنجم لما مَاتَ وَكَانَ بَينهمَا مَوَدَّة أكيدة فَقَالَ (أَلا كل شَيْء مَا خلا الله مائت ... وَمن يغترب يُرْجَى وَمن مَاتَ فَائت) (نعينا الْعُلُوم الفلسفيات كلهَا ... خبا نورها إِذْ قيل قد مَاتَ ثَابت) (وَلما أَتَاهُ الْمَوْت لم يغن طبه ... وَلَا نَاطِق مِمَّا حواه وصامت) (تهذبت حَتَّى لم يكن لَك مبغض ... وَلَا بك لما اغتالك الْمَوْت شامت) ) (وبرزت حَتَّى لم يكن لَك دَافع ... عَن الْفضل إِلَّا كَاذِب القَوْل باهت) وَقيل إِن حَدِيث القصاب وعلاجه جرى لِثَابِت هَذَا وَكَانَ فيلسوفا وَله يَد طَوِيلَة فِي

أبو طالب التميمي

الْحساب وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي عُلُوم الْأَوَائِل وَهُوَ الَّذِي أصلح كتاب إقليدس تعريب حنين بن إِسْحَاق وَله تصانيف كَثِيرَة وَكَانَ بارعاً فِي الهندسة والهيئة وَكَانَ ابْنه إِبْرَاهِيم رَأْسا فِي الطِّبّ ونال ثَابت رُتْبَة عالية عِنْد المعتضد وأقطعه ضيَاعًا وَكَانَ يجلس عِنْده والوزير قَائِم 3 - (أَبُو طَالب التَّمِيمِي) ثَابت بن الْحُسَيْن بن شراعة أَبُو طَالب التَّمِيمِي الأديب ذكره شيرويه فَقَالَ روى عَن ابْنه سَلمَة وَابْن عِيسَى وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله الرَّشِيدِيّ وَمَنْصُور بن رامش وَغَيرهم سَمِعت مِنْهُ وَكَانَ صَدُوقًا توفّي فِي صفر سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (اللّغَوِيّ الْكُوفِي) ثَابت بن أبي ثَابت عَليّ بن عبد الله قَالَ الزبيدِيّ كَانَ من أمثل أَصْحَاب أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَكَانَ لغوياً لَقِي فصحاء الْأَعْرَاب وَأخذ عَنْهُم وَهُوَ من كبار الْكُوفِيّين وَله كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب الْفرق كتاب الزّجر وَالدُّعَاء كتاب خلق الْفرس كتاب الوحوش كتاب مُخْتَصر الْعَرَبيَّة كتاب الْعرُوض قلت هَكَذَا أثْبته ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَذكر بعده ثَابت بن أبي ثَابت عبد الْعَزِيز اللّغَوِيّ وَقَالَ الَّذِي لَهُ كتاب خلق الْإِنْسَان من عُلَمَاء اللُّغَة يرْوى عَن أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَأبي الْحسن عَليّ بن الْمُغيرَة الْأَثْرَم واللحياني وَأبي نصر أَحْمد بن حَاتِم وَسَلَمَة بن عَاصِم التَّمِيمِي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن زِيَاد وَآخَرين روى عَنهُ أَبُو الفوارس دَاوُد بن مُحَمَّد ابْن صَالح الْمروزِي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِصَاحِب ابْن السّكيت وَابْنه عبد الْعَزِيز ابْن ثَابت وَاسم أبي ثَابت أَبِيه عبد الْعَزِيز من أهل الْعرَاق جليل الْقدر موثوق بِهِ مَقْبُول القَوْل فِي اللُّغَة يعرف بوراق أبي عبيد قلت وَلم يذكر لَهما وَفَاة وَالَّذِي أَظُنهُ أَن الترجمتين لوَاحِد وَهُوَ الأول وَالله أعلم 3 - (أَبُو الْفتُوح الْجِرْجَانِيّ) ثَابت بن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ أَبُو الْفتُوح ذكره الْحميدِي فِي الأندلسيين قَالَ دخل الأندلس وجال فِي أقطارها وَبلغ ثغورها وَلَقي مُلُوكهَا وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة مُتَمَكنًا فِي الْأَدَب قَالَ ابْن بشكوال قتل فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة قَتله باديس أَمِير صنهاجة لتهمة) لحقته عِنْده فِي الْقيام عَلَيْهِ مَعَ ابْن عَمه ومولده سنة خمسين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ مَعَ تمكنه فِي الْأَدَب قيمًا بِعلم الْمنطق وأملى بالأندلس شرحاً للجمل وروى بِبَغْدَاد عَن ابْن جني وَعلي ابْن عِيسَى الربعِي وَعبد السَّلَام بن الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ وروى كثيرا من علم الْأَدَب

قاضي سرقسطة

3 - (قَاضِي سرقسطة) ثَابت بن عبد الله بن ثَابت بن سعيد بن ثَابت أَبُو الْقَاسِم السَّرقسْطِي قَاضِي سرقسطة من بَيت فضل وجلالة توفّي سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو الزهر البلنسي) ثَابت بن مفرج بن يُوسُف أَبُو الزهر الْخَثْعَمِي البلنسي الشَّاعِر نزيل مصر تفقه بهَا على مَذْهَب الشَّافِعِي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وشعره جيد من شعره قَوْله 3 - (ثَابت بن تاوان) بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق وَبعد الْألف وَاو وَألف وَنون ابْن أَحْمد الإِمَام نجم الدّين أَبُو الْبَقَاء التفليسي الصُّوفِي لَهُ معرفَة بالفقه وَالْأُصُول والعربية وَالْأَخْبَار والأشعار والسلوك وَله رياضات ومجاهدات وَهُوَ من كبار أَصْحَاب الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي وَأذن لَهُ أَن يصلح مَا رَآهُ فِي تصانيفه من الْخلَل قدم مصر رَسُولا من الدِّيوَان وَهُوَ مليح الْكِتَابَة والإنشاء وَكتب الْأَجْزَاء وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي المعجم أَنْشدني نجم الدّين أَبُو الْبَقَاء لنَفسِهِ (شَرّ مَال حُزْته ذَاك الَّذِي ... حزت حد الْعلم فِي اسْتِحْقَاقه) (اكْتسبت الْإِثْم فِي تَحْصِيله ... وَحرمت الْأجر فِي إِنْفَاقه) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ (إِن شام قلبِي عَنْك بارق سلوة ... طفق الغرام إِلَى هَوَاك يحثه) (أَو كَاد يُبْدِي ضره قَالَ الْهوى ... لَا كَانَ من يشكو الْهوى ويبثه) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا (اشتبهت فِي وقتنا الطعمه ... لَا نَعْرِف الْحل من الحرمه) (لَكِن يَد أقصر من غَيرهَا ... ولقمة أَصْغَر من لقمه) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ) (اغتنم يَوْمك هَذَا ... إِنَّمَا يَوْمك ضيف)

أبو الحسن الحلبي

(واتنهز فرْصَة عمر ... حَاضر فالوقت سيف) (لَا تضيع هَذِه الأن ... فاس فالتضييع حيف) (عد عَن سَوف أَو السا ... عة أَو أبن وَكَيف) 3 - (أَبُو الْحسن الْحلَبِي) ثَابت بن أسلم بن عبد الْوَهَّاب أَبُو الْحسن الْحلَبِي أحد عُلَمَاء الشِّيعَة كَانَ من كبار النُّحَاة صنف كتابا فِي تَعْلِيل قِرَاءَة عَاصِم وَأَنَّهَا قِرَاءَة قُرَيْش تولى خزانَة الْكتب بحلب فَقَالَ الإسماعيلية هَذَا يفْسد الدعْوَة لِأَنَّهُ صنف كتابا فِي كشف عوارهم وَابْتِدَاء دعوتهم وَكَيف بنيت على المخاريق فَحمل إِلَى مصر فصلب وأحرقت خزانَة الْكتب بحلب وَكَانَت لسيف الدولة وفيهَا عشرَة آلَاف مجلدة وَكَانَ صلبه فِي حُدُود السِّتين والأربع مائَة 3 - (أَبُو رزين الكلَاعِي) ثَابت بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن خِيَار أَبُو الْحسن الكلَاعِي الأندلسي اللبلي الملقب بِأبي رزين نزيل غرناطة أحد الْقرَاءَات عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن نوار وَحمل عَنهُ تصانيف أبي عَمْرو الداني وَسمع بقرطبة من ابْن بشكوال وَأبي خَالِد بن رِفَاعَة وَأبي بكر القشالشني وَجَمَاعَة وَقَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على أبي عبد الله بن مَالك المرشاني وَحمل جَامع التِّرْمِذِيّ عَن أبي الْحسن ابْن كوثر وَأخذ بوادي آش عَن أبي تَمام الْعَوْفِيّ وَأَجَازَ لَهُ السلَفِي وَغَيره وأقرأ الْقُرْآن والنحو بجيان وغرناطة قَالَ ابْن الْأَبَّار روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس النباتي وَغَيره توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (عَلَاء الدّين الخجندي) ثَابت بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد الخجندي ثمَّ الْأَصْبَهَانِيّ الصَّدْر الإِمَام عَلَاء الدّين أَبُو سعد ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ حضوراً من أبي الْوَقْت سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع من أبي الْفضل مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشحام وَهُوَ آخر من حضر مجْلِس أبي الْوَقْت وَكَانَ بأصبهان إِلَى أَن دَخلهَا التتار بِالسَّيْفِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فَسلم وَذهب إِلَى شيراز فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ القَاضِي تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ وَجَمَاعَة) 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الدينَوَرِي الْمُقْرِئ) ثَابت بن بنْدَار بن إِبْرَاهِيم بن بنْدَار بن الْحسن بن

أبو العز الكيلي

بنْدَار الدينَوَرِي أَبُو الْمَعَالِي بن أبي الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ كَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء وثقات الْمُحدثين سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وروى أَكثر مسموعاته قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى القَاضِي أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَأَمْثَاله وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله الْحرفِي وَأبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَأبي بكرٍ أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب البرقاني وَخلق كثير غَيرهم وَلم يزل يقرئ وَيحدث إِلَى أَن مَاتَ قَالَ أَبُو بكر ابْن الخاضبة ثَابت ثَابت وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو الْعِزّ الكيلي) ثَابت بن مَنْصُور بن الْمُبَارك أَبُو الْعِزّ الكيلي وَكيل قَرْيَة أَسْفَل بَغْدَاد سمع الْكثير من أبي مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَأبي الْحُسَيْن عَاصِم بن الْحسن وَأبي الغنايم مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي عُثْمَان وَأبي عبد الله مَالك بن أَحْمد بن عَليّ البانياسي وَأبي الفوارس طراد بن الزَّيْنَبِي وَأبي الْخطاب ابْن البطر وَمُحَمّد بن الباقرجي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الجبان وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن طلحه النعالي وَجَمَاعَة غَيرهم وَحدث بِقِطْعَة من مسموعاته وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (وَزِير الْمَأْمُون) ثَابت بن يحيى بن يسَار أَبُو عباد الرَّازِيّ كَاتب الْمَأْمُون كَانَ من الكفاة وَلم يزل بِالريِّ ذَا قدرَة ووجاهة ورياسة مذ كَانَ حَدثا وَفِيه يَقُول أَبُو الهداهد (إِذا مَا زمَان السوء مَال بركنه ... علينا عدلناه بِإِحْسَان ثَابت) (كريم يفوق النَّاس سرواً وكتبةً ... وَلَيْسَ الَّذِي ترجوه مِنْهُ بفائت) لما أَن مان أَحْمد بن أبي خَالِد كَاتب الْمَأْمُون أحضر أَبَا عباد ليجعله مَكَانَهُ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي صَاحب حِسَاب وَضبط للأعمال وَهَذَا الْأَمر يحْتَاج إِلَى لسن وأدب وفصاحة وبلاغة وَهَذَا مُجْتَمع لَك فِي أَحْمد بن يُوسُف وَكَأن الْمَأْمُون كره قَوْله فَقَالَ لَهُ إِن عقد أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأَمر لِأَحْمَد للعرض عَلَيْهِ وَالْكتاب بَين يَدَيْهِ ضبطت لَهُ مَا سوى ذَلِك فَأَجَابَهُ الْمَأْمُون إِلَى قَوْله واستوزر أَحْمد بن يُوسُف فَلَمَّا مَاتَ أَحْمد أجبر الْمَأْمُون أَبَا عباد على) الْعرض عَلَيْهِ فَعرض على الْمَأْمُون شهوراً ورتب النَّاس فِي الْمُكَاتبَة كَمَا رتبهم أَحْمد بن أبي خَالِد لِأَن أَحْمد بن يُوسُف نقص النَّاس فِي الْمُكَاتبَة فَشكر النَّاس أَبَا عباد وَلم يزل عَلَيْهِ مديدة إِلَى أَن زَاد عَلَيْهِ

أَمر النقرس وَكَانَ يعتاده كثيرا إِلَّا أَنه زَاد عَلَيْهِ حَتَّى أبْطلهُ فاستخلف على الْعرض أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن يزْدَاد وَكَانَ الْمَأْمُون رُبمَا احْتَاجَ إِلَى مشافهة أبي عباد فِي الْأُمُور فَيحمل فِي محفة حَتَّى يخاطبه بِمَا يُرِيد ثمَّ ينْصَرف كتب أَحْمد بن أبي خَالِد وَقد سَأَلَهُ فكاك أسرى قد فككنا أسراك قَالَ لَا فك الله من أياديك رِقَاب الْأَحْرَار وَقَالَ أَبُو عباد مَا جلس أحد بَين يَدي إِلَّا تمثل لي أنني جَالس بيد يَدَيْهِ علما مني بتنقل الْأُمُور وَتصرف الدهور وَفِيه يَقُول دعبل الْخُزَاعِيّ (مَا للخليفة عيب ... إِلَّا أَبُو عباد) (قرد بنوه قرود ... تأوي إِلَى قرّاد) وَفِيه يَقُول أَيْضا (أولى الْأُمُور بضيعة وَفَسَاد ... أَمر يدبره أَبُو عباد) (خرق على جُلَسَائِهِ بذواته ... فمزمل ومخضب بمداد) (وَكَأَنَّهُ من دير هِرقل مفلت ... حرد يجر سلاسل الأقياد) (فاشدد أَمِير الْمُؤمنِينَ وثَاقه ... فأصح مِنْهُ بغية الْحداد) وَقيل لِلْمَأْمُونِ إِن دعبلاً هجاك فَقَالَ من جسر أَن يهجو أَبَا عباد مَعَ عجلته وانتقامه جسر أَن يهجوني مَعَ تأني وعفوي وَتُوفِّي أَبُو عباد سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ ومولده سنة خمس وَخمسين وَمِائَة الثابتي الحزقي الشَّافِعِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الثابتي الشَّافِعِي أَبُو نصر أَحْمد بن عبد الله آخر الْجُزْء الْعَاشِر من كتاب الوافي بالوفيات ويتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثامر بن مزروع الزعبي البدوي الْحَمد لله رب الْعَالمين وصلواته على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم

الجزء 11

(الْجُزْء الْحَادِي عشر) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) (ثامر) 3 - (ثامر بن مزروع الزعبي) ثامر بن مزروع الزعبي البدوي من قَبيلَة زعب من قيس عيلان بِالْعينِ الْمُهْملَة قدم بَغْدَاد سنة ثَلَاث أَو أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَلم يكن رَأْي الْحَضَر قبل ذَلِك وَكَانَ قدومه مَعَ شرف الدّين أبي الْبَدْر ظفر ابْن الْوَزير أبي المظفر ابْن هُبَيْرَة لما قدم من الْحَج ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (أَلا يَا ذرى أَعْلَام فردة أيقظي ... لعَيْنِي نَارا لَا ينَام وقودها) (تشق سَواد اللَّيْل وَهِي مُقِيمَة ... خلال الأثافي لَا تشد قتودها) (كَأَن بجسمي رعدةً خيبريةً ... إِذا قيل خيم الْحَيّ مَال عمودها) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الْبَسِيط (لله ضَيْعَة أيمانٍ مجددةٍ ... دب البلى من زمانٍ فِي نَوَاحِيهَا) (صرفتم النَّفس عَنْكُم فانثنت أنفًا ... مِنْكُم وكنتم من الدُّنْيَا أمانيها) (كُنْتُم نَصِيبا لآمالي أشح بِهِ ... وحاجة فِي ضمير النَّفس أخفيها) (كُنْتُم حنيني إِذا أَبْصرت بارقةً ... ودمع عَيْني إِذا مَا سَالَ واديها) (وَمَا ذكرتكم والعيس حائرة ... إِلَّا اهتدي فِي ظلام اللَّيْل حاديها) (فَلم يزل سوء مَا تأتون من عمل ... حَتَّى تداعت من الذكرى دواعيها) (قرت نوافر عَيْني بَعْدَمَا قرحت ... جفونها وأطاعتني عواصيها)

الخفاجي

(فَلَا سقى الله أَيَّامًا مضين لنا ... وَلَا أعَاد خيالاً من لياليها) 3 - (الخفاجي) ثامر بن دراج من عرب خفاجة أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور من لَفظه لنَفسِهِ بقلعة الْجَبَل سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة من الْخَفِيف (رَأَتْ الْبَرْق لامعاً فاستطارت ... وبكت بالدموع سَحا رذاذا) (قلت مَاذَا فَقَالَت الْبَرْق قُلْنَا ... ألبرقٍ على الْحمى كل هَذَا) (ثبيتة) 3 - (ثبيتة مولاة سَالم) ثبيتة بنت يعار بن زيد بن عبيد الْأَنْصَارِيَّة كَانَت من الْمُهَاجِرَات الأول وَمن فضلاء نسَاء الصَّحَابَة وَهِي زوج أبي حُذَيْفَة بن عتبَة الْأمَوِي وَهِي مولاة سَالم بن معقل قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر أختلف فِي اسْم مولاة سَالم الَّذِي يُقَال لَهُ سَالم مولى حُذَيْفَة فَقَالَ مُصعب ثبيتة وَقَالَ أَبُو طوالة عمْرَة بنت يعارٍ الْأَنْصَارِيَّة ابْن إِسْحَاق فِي رِوَايَة الْأمَوِي عَنهُ سلمى 3 - (بنت الضَّحَّاك) ثبيتة بنت الضَّحَّاك بن خَليفَة ولدت على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي أُخْت أبي جبيرَة ابْن الضَّحَّاك قَالَ ابْن عبد الْبر هَكَذَا هِيَ عِنْد أَكْثَرهم بالثاء وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ إِنَّمَا هِيَ نبيتة بالنُّون وَلم يقلهُ غَيره فِيمَا أعلم وَهِي الَّتِي كَانَ مُحَمَّد بن مسلمة يطردها حِين أَرَادَ نِكَاحهَا قَالَ سهل بن أبي حثْمَة كنت جَالِسا عِنْد مُحَمَّد بن مسلمة وَهُوَ على إجَازَة لَهُ يطارد ثبيتة بنت الضَّحَّاك فَجعل ينظر إِلَيْهَا فَقلت سُبْحَانَ الله تفعل هَذَا وَأَنت صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا ألْقى الله فِي قلب إمرىءٍ خطْبَة امرأةٍ فَلَا بَأْس أَن ينظر إِلَيْهَا

ابن الثردة

(ابْن الثردة) (عَليّ بن إِبْرَاهِيم العكلي) أَبُو ثروان العكلي أحد بني عكل وعكل اسْم امرأةٍ حضنت ولد عَوْف بن وَائِل بن قيس بن عَوْف بن عبد مَنَاة وَهِي أمة لَهُم وأمهم بنت ذِي اللِّحْيَة من حمير كَانَ أَبُو ثروان ثطا فَسُمي بضد صفته وَكَانَ أَعْرَابِيًا بدوياً تعلم فِي الْبَادِيَة وَكَانَ فصيحاً وَله من الْكتب كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب خلق الْفرس (الثريا ابْنة عَليّ الصحابية) الثريا ابْنة عَليّ بن عبد الله بن الْحَارِث بن أُميَّة الْأَصْغَر بن عبد شمس ابْن عبد منَاف الأموية قَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف هِيَ الثريا ابْنة عبد الله وَلم يذكر عليا ثمَّ قَالَ وَقتيلَة بنت النَّضر جدَّتهَا لِأَنَّهَا كَانَت تَحت الْحَارِث ابْن أُميَّة وَعبد الله والدها هُوَ وَالِد الثريا وَكَانَت الثريا مَوْصُوفَة بالجمال وَعمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي بهَا يتغزل فِي شعره وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ قد تزَوجهَا سُهَيْل بن عبد الرَّحْمَن ن عوفٍ الزُّهْرِيّ ونقلها إِلَى مصر فَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي من الْخَفِيف (أَيهَا المنكح الثريا سهيلاً ... عمرك الله كَيفَ يَلْتَقِيَانِ) (هِيَ شامية إِذا مَا اسْتَقَلت ... وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يمَان) وَهَذِه الثريا وَأُخْتهَا عَائِشَة أعتقتا الْغَرِيض الْمُغنِي الْمَشْهُور صَاحب معبدٍ (ثَعْلَبَة) 3 - (ابْن زَهْدَم) ثَعْلَبَة بن زَهْدَم بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْهَاء وَفتح الدَّال الْمُهْملَة التَّمِيمِي الْحَنْظَلِي قَالَ الثَّوْريّ لَهُ صُحْبَة وَقَالَ البُخَارِيّ لَا تصح صحبته وروى عَنهُ نفر من الصَّحَابَة روى عَنهُ الْأسود بن هِلَال

أبو مالك القرظي

3 - (أَبُو مَالك الْقرظِيّ) ثَعْلَبَة بن أبي مَالك وَاسم مَالك عبد الله بن سَام الْقرظِيّ الْمدنِي هُوَ أَبُو مَالك وَقيل أَبُو يحيى وَيُقَال إِنَّه من كِنْدَة قدم أَبوهُ أَبُو مَالك من الْيمن على دين الْيَهُود فَتزَوج امْرَأَة من بني قُرَيْظَة وَهُوَ إِمَام مَسْجِد بني قُرَيْظَة يُقَال أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يرو عَنهُ شَيْئا وَقد روى عَن نفرٍ من الصَّحَابَة روى عَنهُ الزُّهْرِيّ 3 - (ابْن ضبيعة) ثَعْلَبَة بن ضبيعة روى عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان وَهُوَ تَابِعِيّ عَزِيز الحَدِيث روى عَنهُ أَبُو بردة وَقد يخْتَلف فِي اسْمه 3 - (ابْن عنمة الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن عنمة بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالنُّون وَالْمِيم متحركات بن عدي بن نابي الْأنْصَارِيّ شهد الْعقبَة فِي البيعتين وبدراً وأحداً وَهُوَ أحد الَّذين كسروا آلِهَة بني سَلمَة قتل يَوْم الخَنْدَق شَهِيدا قَتله هُبَيْرَة بن أبي وهبٍ المَخْزُومِي وَقيل قتل يَوْم خَيْبَر 3 - (ابْن سعدٍ الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن سعد بن مَالك بن خَالِد بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ قتل يَوْم أحدٍ شَهِيدا وَهُوَ عَم أبي حميدٍ السَّاعِدِيّ وَعم سهل بن سعدٍ) 3 - (ابْن عَمْرو الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن عَمْرو بن عبيد بن مُحصن الْأنْصَارِيّ النجاري شهِد بَدْرًا وأُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاخْتلف فِي وَفَاته فَقيل فِي خلَافَة عُثْمَان بِالْمَدِينَةِ وَقيل لم يدْرك عُثْمَان وَلكنه قتل يَوْم جسر أبي عبيد روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن حَدِيثه عِنْد يزِيد بن أبي حبيب أَن رجلا سرق جملا لبني فلانٍ فَقطع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده

ابن حاطب الصحابي

قَالَ ثَعْلَبَة فَكَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ حِين قطعت يَده وَمن حَدِيثه أَيْضا للفارس ثَلَاثَة أسْهم وللفارس سَهْمَان 3 - (ابْن حَاطِب الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن حَاطِب بن عَمْرو بن عبيد بن أُميَّة بن زيد بن مَالك بن عَوْف بن عَمْرو بن عَوْف آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين معتب بن عَوْف بن الصَّحرَاء شهد بَدْرًا وأحداً وَهُوَ مَانع الصداقة فِيمَا قَالَه قَتَادَة وَسَعِيد بن جُبَير وَفِيه نزلت وَمِنْهُم من عَاهَدَ الله لَئِن آتَانَا من فَضله لنصدقن ولنكونن من الصَّالِحين الْآيَات إِلَى آخر الْقِصَّة توفّي فِي خلَافَة عمر وَقيل فِي خلَافَة عُثْمَان قَالَ يَا رَسُول الله أدع الله أَن يَرْزُقنِي مَالا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَلِيل تُؤدِّي شكره يَا ثَعْلَبَة خير من كثير لَا تُطِيقهُ فِي حَدِيث طَوِيل 3 - (ابْن سَلام الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن سَلام مخفف اللَّام أَخُو عبد الله بن سَلام فِيهِ وَفِي أَخِيه عبد الله وَفِي سعنة بالنُّون ومبشر وأسدٍ بني كَعْب نزلت من أهل الْكتاب أمة قَائِمَة يَتلون آيَات الله آنَاء اللَّيْل الْآيَة ذكره ابْن جريجٍ 3 - (ابْن سعية الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن سعية بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف هُوَ أحد الثَّلَاثَة الَّذين أَسْلمُوا يَوْم قُرَيْظَة فمنعوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ لَهُم خبر فِي السّير يخرج فِي أَعْلَام نبوة مُحَمَّد ص قَالَ البُخَارِيّ توفّي ثَعْلَبَة بن سعية وَأسيد بن سعية فِي حَيَاة النَّبِي ص)

ابن سهيل الصحابي

3 - (ابْن سُهَيْل الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن سُهَيْل أَبُو أُمَامَة الْحَارِثِيّ مَشْهُور بكنيته وَاخْتلف فِي اسْمه فَقيل إِيَاس بن ثَعْلَبَة وَقيل الأول وَقيل إِيَاس أصح لَهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا من اقتطع مَال امْرِئ مُسلم بِيَمِينِهِ وَالثَّانِي البذاذة من الْإِيمَان وَالثَّالِث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلّى على أمه بعد أَن دفنت وَهُوَ ابْن أُخْت أبي بردة بن نيارٍ لم يشْهد بَدْرًا وَكَانَ قد أجمع على الْخُرُوج إِلَيْهَا مَعَ النَّبِي ص وَكَانَت أمه مَرِيضَة فَأمره بالْمقَام على أمه فَرجع من بدرٍ وَقد توفيت فصلى عَلَيْهَا 3 - (ابْن الحكم الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن الحكم اللَّيْثِيّ الصَّحَابِيّ نزل الْبَصْرَة ثمَّ تحول إِلَى الْكُوفَة روى عَنهُ سماك بن حربٍ قَالَ كنت غُلَاما على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَصَابُوا غنما فانتهبوها فَبعث رَسُول الله ص اكفئوا الْقُدُور فَإِن النهبة لَا تصلح 3 - (ابْن صعير الصَّحَابِيّ) ثَعْلَبَة بن صعير بِضَم الصَّاد الْمُهْملَة وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَرَاء وَيُقَال ابْن صعير بن عَمْرو بن زيد بن سِنَان روى عَنهُ عبد

الحنفي

الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك وَابْنه عبد الله بن ثَعْلَبَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَهما صُحْبَة يَعْنِي ثَعْلَبَة وَابْنَة 3 - (الْحَنَفِيّ) ثَعْلَبَة بن عُمَيْر الْحَنَفِيّ من بني عدي بن حنيفَة إسلامي من أهل الْيَمَامَة وَكَانَ يدان كثيرا فخافت امْرَأَته أَن يذهب مَاله فِي الدّين فَقَالَت أَلا تقسم مَالك بَين بنيك فَقَالَ من الوافر (وعاذلةٍ تلوم فَلم أطعها ... قَدِيما مَا عصيت العاذلينا) (أَلا مَالِي وَمَا أهلكت مِنْهُ ... لمن أُبْقِي لأي الْوَارِثين) (أللمحتال حِين أَمُوت بعدِي ... بِجمع المَال أم للمنشدينا) (أرى المضعوف والمحتال كلا ... يعِيش برزق رب العالمينا) فاستعدى عَلَيْهِ غرماؤه للمهاجرين عبد الله وَالِي الْيَمَامَة وحبسوه فَقَالَ (إِذا مَا قضيت الدّين بِالدّينِ لم يكن ... قَضَاء وَلَكِن كَانَ غرماً على غرم) ) 3 - (رَأس الثعالبة من الْخَوَارِج) ثَعْلَبَة بن عَامر رَأس الثعالبة من فرق الْخَوَارِج كَانَ مَعَ عبد الْكَرِيم ابْن عجردٍ يدا وَاحِدَة إِلَى أَن اخْتلفَا فِي أَمر الاطفال فَقَالَ ثَعْلَبَة إِنَّا على ولائهم صغَارًا وكباراً إِلَى أَن نرى مِنْهُم إِنْكَار الْحق والرضى بالجور فتبرأ عبد الْكَرِيم مِنْهُ وَأَصْحَابه وَتَفَرَّقَتْ الثعالبة سبع فرق الأخنسية والرشيدية والمكرمية والمعبدية والشيبانية والمعلومية والمجهولية فالأخنسية أَتبَاع أخنس بن قيس والرشيدية أَتبَاع رشيد الطوسي وَيُقَال لَهُم العشرية والمكرمية أَصْحَاب ابْن الْمُعَلَّى والمعبدية أَصْحَاب معبد بن عبد الرَّحْمَن والشيبانية أَصْحَاب شَيبَان بن سَلمَة الْخَارِج فِي أَيَّام أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي والمعلومية والمجهولية سمو بذلك أما المعلومية فلقولهم من لم يعرف الله تَعَالَى بِجَمِيعِ صِفَاته وأسمائه فَهُوَ جَاهِل وَمن عرفه بِجَمِيعِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاته فَهُوَ عَالم مُؤمن بِهِ وَأما المجهولية فلقولهم من عرف بعض أَسْمَائِهِ وَصِفَاته فقد عرف الله تَعَالَى وَهَؤُلَاء كلهم متقاربون فِي الْبدع والضلالات مُخْتَلفُونَ فِي بعض فروعها قَالَ أخنس بن قيس أتوقف فِي جَمِيع من كَانَ فِي دَار التقية من أهل الْقبْلَة إِلَّا من عرف مِنْهُ إمان فأتوالاه أَو كفر فأتبرأ مِنْهُ وَكَانَ شَيبَان يَقُول بالجبر وَنفي الْقُدْرَة الْحَادِثَة وَقَالَ مكرم من ترك الصَّلَاة فَهُوَ كَافِر وَهَكَذَا كل من ارْتكب كَبِيرَة كفر وَلكنه لَا يكفر بِفِعْلِهِ الْكَبِيرَة لَكِن بجهله بِاللَّه سُبْحَانَهُ إستدلالاً بقوله عَلَيْهِ السَّلَام لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن الحَدِيث قَالَ هَذَا إِشَارَة إِلَى متعاطي الْمعْصِيَة لَا يُبَالِي بهَا

ثعلب

(ثَعْلَب) 3 - (صَاحب الفصيح) ثَعْلَب الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ الفصيح إسمه أَحْمد بن يحيى وَقد مر ذكره فِي الأحمدين فِي مَوْضِعه 3 - (الخباز الْبَغْدَادِيّ) ثَعْلَب بن أبي بكر بن بنْدَار الخباز وَيعرف بِحَمْزَة الشواء وَهُوَ أَخُو غزال القصاب سمع أَبَا الْعِزّ ثَابت بن مَنْصُور الكيلي وَحدث بِيَسِير سمع مِنْهُ عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي توفّي قبل أَخِيه غزال بِزَمَان طَوِيل وَحدث سنة سِتّ وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (السراج الْبَغْدَادِيّ) ثَعْلَب بن جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن السراج أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي مُحَمَّد من أَوْلَاد الْمُحدثين أسمعهُ وَالِده بِدِمَشْق من أبي الْقَاسِم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الحنائي وَأبي الْحسن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أبي الْحَدِيد السّلمِيّ وَأبي مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الكتاني وَعبد الدَّائِم بن الْحسن الْهِلَالِي وَأبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب وروى عَنهُ أَبُو بكر الْمُبَارك ابْن كَامِل الْخفاف وَأَخُوهُ ذَاكر وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن المحاية) ثَعْلَب بن عَليّ بن نصر بن عَليّ أَبُو نصر الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المحاية وسمى نَفسه نصرا كَانَ أحد الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة تولى الْإِعَادَة بمدرسة ابْن الْمطلب وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأدب وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة قَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار وَمَا أظنُّه روى شَيْئا وَبَلغنِي أَن مولده كَانَ سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (الأكاف) ثَعْلَب بن مَذْكُور بن أرنب الأكاف الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحصين كَانَ عريف الحراس فِي سرادق الإِمَام المستنجد وَكَانَ ممتعاً بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ يخضب بِالْحِنَّاءِ) سَمعه وَالِده من أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي غَالب بن الْبناء وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَكَانَ سيء الطَّرِيقَة غير مرضِي السِّيرَة ترك السماع جمَاعَة مِنْهُ وأسقطوه وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (القاهري الْعَطَّار) ثَعْلَب بن أبي الْحُسَيْن بن ثَعْلَب شرف الدّين القاهري الْعَطَّار أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من الطَّوِيل

ثقف بن عمرو

(تمتعت بالتوفيق والعز والبقا ... وحوشيت من كشف ألم وَمن كسف) (وَلَا زلت فِي عز ولين ورفعة ... مُقيما بصدر الْآي من سُورَة الْكَهْف) (ثقف بن عَمْرو) (أَبُو مَالك الْأَسْلَمِيّ) ثقف بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ وَيُقَال الْأَسدي أَبُو مَالك حَلِيف بني عبد شمس وَيُقَال ثقاف بألفٍ شهد هُوَ وأخواه مدلاح بن عَمْرو وَمَالك بن عَمْرو بَدْرًا وَقتل يَوْم أحدٍ شَهِيدا وَقيل يَوْم حنين قَتله أسيد الْيَهُودِيّ (ثقب بن عَم أبي أسيد السَّاعِدِيّ) ثقب بِالْبَاء الْمُوَحدَة ابْن فَرْوَة بن الْبدن الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ وَقيل ثقيب مُصَغرًا وَقيل ثقف بِالْفَاءِ وَالصَّحِيح الأول وَهُوَ ابْن عَم أبي أسيد السَّاعِدِيّ قتل يَوْم أحد شَهِيدا (الألقاب) الثَّقَفِيّ الْحَافِظ عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ الشيعي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن الثِّقَة عَطاء الله بن عَليّ ابْن الثلاج عبد الله بن مُحَمَّد (ثمال) 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الْوَاعِظ) ثمال بن مُحَمَّد بن منيع الغنوي أَبُو الْمَعَالِي الْوَاعِظ حدث بالأنبار بالأربعين حَدِيثا لأبي نصر مُحَمَّد بن عَليّ بن ودعان الْموصِلِي عَن أبي الْفَتْح عبد الْجَبَّار بن الْحُسَيْن الْمَقْدِسِي الْوَاعِظ عَنهُ وَرَوَاهَا أَبُو مَنْصُور عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْأَنْبَارِي وَذكر أَنه سَمعهَا فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (معز الدولة صاحل حلب) ثمال بن صَالح ابْن الزّوقلّية بالزاي وَبعد الْوَاو قَاف وَلَام وياء آخر الْحُرُوف مُشَدّدَة الْأَمِير معز الدولة أَبُو علوان الْكلابِي رَئِيس بني كلاب تملك

الألقاب

حلب وَغَيرهَا وَكَانَ بطلاً شجاعاً حَلِيمًا كَرِيمًا أغْنى أهل حلب بِمَالِه وَأحسن إِلَى الْعَرَب وعزله الْمُسْتَنْصر صَاحب مصر وردّه وَكَانَ الْفُضَلَاء يقصدونه وَيَأْخُذُونَ جوائزه وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ الظَّاهِر صَاحب مصر قد أرسل جَيْشًا إِلَى أبي علوان فَهَزَمَهُ على حماة فَقَالَ ابْن أبي حَصِينَة قصيدة يمدحه بهَا أَولهَا من الْبَسِيط (مَا قدم الْبَغي إِلَّا أخر الرشد ... وَالنَّاس يلقون عُقبى كل مَا اعتقدوا) مِنْهَا (ثمَّ اسْتَقَلت إِلَى السَّعْدِيّ ظعنهم ... فمنذ صَارُوا إِلَى السَّعْدِيّ مَا سعدوا) ) (ولوا وَمن خَلفهم جَيش فوارسه ... قد أنجدتنا بِهِ الجوزاء والأسد) وَكَانَ قد جَاءَ عَلَيْهِم فِي تِلْكَ اللَّيْلَة مطر عَظِيم أذهب مَالهم وخيمهم وَجَمِيع ثقلهم (لم يعلمُوا حِين بَات السَّيْل يدهمهم ... أَن المدود لنا من خَلفهم مدد) (ترى الْخيام على التيار طافيةً ... كَأَنَّمَا هِيَ فِي حافاتها زبد) (والسيل قد جر مَا ضمت غنائمهم ... حَتَّى تشابهت الأمواج والزرد) (بلغ تحيتنا طياً وَقل لَهُم ... مَا ضرنا ذَلِك الحشد الَّذِي حشدوا) (عققتمونا وَقد قمنا ببركم ... كَمَا يقوم ببر الْوَالِد الْوَلَد) (فَمَا رعت حَقنا كلب وَلَا حفظت ... لنا الصنيعة قحطان وَلَا أدد) (هجمتم الشَّام إِذْ غَابَتْ فوارسه ... وَالذِّئْب يعرض حَتَّى يحضر الْأسد) (وأطمعتكم حماة فِي ممالكنا ... والمطمع السوء مقرون بِهِ النكد) (وَمَا حماة وَإِن بَانَتْ بضائرةٍ ... وَالظفر إِن قصّ لم يألم لَهُ الْجَسَد) (ويستعاد وميض الْهِنْد ثَانِيَة ... إِذا نزلنَا وَمن قبلينا صدد) (الألقاب) الثمانيني النَّحْوِيّ اسْمه عمر بن ثَابت ابْن الثمانيني النَّحْوِيّ إِبْرَاهِيم بن نصر (ثُمَامَة) 3 - (ثُمَامَة ابْن بجاد الصَّحَابِيّ) ثُمَامَة بن بجاد بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْجِيم رجل من عبد قيس لَهُ صُحْبَة كُوفِي روى عَنهُ الْعيزَار بن حُرَيْث وَأَبُو إِسْحَاق السبيعِي ذكره ابْن أبي حَاتِم

ابن حزن القشيري

3 - (ابْن حزن الْقشيرِي) ثُمَامَة بن حزن الْقشيرِي يعد فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من التَّابِعين حَدِيثه عِنْد الْبَصرِيين روى عَن ابْن عمر وَأبي الدَّرْدَاء وَسمع عَائِشَة روى عَنهُ الْأسود بن شَيبَان الْبَصْرِيّ والجريري وَأَبوهُ حزن بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي 3 - (ابْن شفي) ثُمَامَة بن شفي بِضَم الشين وَفتح الْفَاء وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف الْهَمدَانِي الأصبحي أَبُو عَليّ تَابِعِيّ عداده فِي أهل مصر سمع فضَالة بن عبيد وروى عَنهُ عَمْرو بن الْحَارِث وَمُحَمّد بن إِسْحَاق 3 - (قَاضِي الْبَصْرَة) ثُمَامَة بن عبد بِاللَّه بن أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ روى عَن جده وَعَن الْبَراء بن عَازِب وَولي قَضَاء الْبَصْرَة وَكَانَ يَقُول صَحِبت جدي وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد والترميذي وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة 3 - (ابْن أَثَال الصَّحَابِيّ) ثُمَامَة بن النُّعْمَان بن مسلمة بن عبيد بن يَرْبُوع بن الدؤل بن حنيفَة بن صَعب بن عَليّ بن بكر بن وَائِل لما اغْتسل وَجَاء إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ يَا

رأس الثمامية من المعتزلة

مُحَمَّد مَا كَانَ على الأَرْض وَجه أبْغض إليّ من وَجهك وَمَا على الأَرْض وَجه أحبّ إليّ من وَجهك وَالله لَا يحمل إِلَى مَكَّة حَبَّة من طَعَام يسلمُوا فَقدم الْيَمَامَة فحبس عَنْهُم فشقّ ذَلِك عَلَيْهِم فَكَتَبُوا إِلَى النبيّ ص إِنَّك تَأمر بصلَة الرَّحِم وَإِن ثُمَامَة حبس عَنَّا الْحمل فَكتب إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحمل إِلَيْهِم وَكَانَ ثُمَامَة مِمَّن ثَبت حِين الرِّدَّة على الْإِسْلَام وَله مقَام مَحْمُود فِي الرَّد على مُسَيْلمَة وَلما) أغْلظ لمُسَيْلمَة وَبرئ مِنْهُ قَالَ مَا قضيت حق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد فَجمع بني حنيفَة فخطبهم فَقَالَ يَا بني حنيفَة إِنِّي أرى فِيكُم بغياً ولجاجة وَالْبَغي هَلَاك واللجاج نكد فِي كَلَام قَالَ فِيهِ وَإِنَّكُمْ وَالله لَو قاتلتم أمثالكم لما خفت أَن يغلبوكم وَلَكِنَّكُمْ تقاتلون النُّبُوَّة بالكهانة وَالْقُرْآن بالشعر وَالْأَنْصَار بالكفار والمهاجرين بالأعراب فَلَو كَانَ لنَادِم إِقَالَة أَو لشاك بَقَاء لم نكره أَن تذوقوا عواقب مَا أَنْتُم فِيهِ وَلكنه هَلَاك الْأَبَد فأعظمه الْقَوْم أَن يُجِيبُوهُ وثبتوا على أَمرهم فَرجع مغضباً وَقَالَ من الطَّوِيل (أهم بترك القَوْل ثمَّ يردني ... إِلَى القَوْل إنعام النبيّ مُحَمَّد) (شكرت لَهُ فكي من الغل بَعْدَمَا ... رَأَيْت خيالاً فِي حسام مهند) وَقَالَ من الطَّوِيل أَيْضا (دَعَانَا إِلَى ترك الدّيانَة وَالْهدى ... مُسَيْلمَة الْكذَّاب إِذْ جَاءَ يسجع) (فيا عجبا من معشرٍ قد تتابعوا ... لَهُ فِي سَبِيل الغي والغي أشنع) مِنْهَا (وَفِي الْبعد عَن دَار وَقد ضل أَهلهَا ... هدى واجتماع كل ذَلِك مهيع) 3 - (رَأس الثمامية من الْمُعْتَزلَة) ثُمَامَة بن أَشْرَس النميري كَانَ جَامعا بَين سخافة الدّين والخلاعة مَعَ اعْتِقَاده بِأَن الْفَاسِق يخلد بالنَّار إِذا مَاتَ على فسقه من غير تَوْبَة وَهُوَ فِي حَال حَيَاته فِي منزله بَين منزلتين وَانْفَرَدَ عَن أَصْحَابه الْمُعْتَزلَة بمسائل مِنْهَا قَوْله إِن الْأَفْعَال المتولدة لَا فَاعل لَهَا إِذْ يُمكن إضافتها إِلَى فَاعل أَسبَابهَا حَتَّى يلْزم أَن يضيف الْفِعْل إِلَى ميت مِثْلَمَا إِذا فعل السَّبَب وَمَات وَوجد الْمُتَوَلد بعده وَلم يُمكن إضافتها إِلَى الله تَعَالَى لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى فعل الْقَبِيح وَذَلِكَ محَال فتحير فِيهِ وَقَالَ المتولدات أَفعَال لَا فَاعل لَهَا وَمِنْهَا قَوْله فِي الْكفَّار وَالْمُشْرِكين

ثوبان

والمجموس وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى والزنادقة والدهرية إِنَّهُم يصيرون فِي الْقِيَامَة تُرَابا وَكَذَلِكَ قَوْله فِي الْبَهَائِم والطيور وَأَطْفَال الْمُؤمنِينَ وَمِنْهَا قَوْله الِاسْتِطَاعَة هِيَ السَّلامَة وَصِحَّة الْجَوَارِح وخلوها من الْآفَات وَهِي قبل الْفِعْل وَمِنْهَا قَوْله إِن الْمعرفَة مُتَوَلّدَة من النّظر وَهُوَ لَا فَاعل لَهُ كَسَائِر المتولدات وَمِنْهَا قَوْله فِي) تَحْسِين الْعقل وتقبيحه وَإِيجَاب الْمعرفَة قبل وُرُود السّمع مثل أَصْحَابه غير أَنه زَاد عَلَيْهِم فَقَالَ من الْكفَّار من لَا يعلم خالقه وَهُوَ مَعْذُور وَقَالَ إِن المعارف كلهَا ضَرُورِيَّة وَإِن من لم يضْطَر إِلَى معرفَة الله تَعَالَى فَهُوَ مسخر للعباد كالحيوان وَمِنْهَا قَوْله لَا فعل للْإنْسَان إِلَّا الْإِرَادَة وَمَا عَداهَا فَهُوَ حدث لَا مُحدث لَهُ وَحكى ابْن الريوندي عَنهُ أَنه قَالَ الْعَالم فعل الله بطباعه قَالَ الشهرستاني وَلَعَلَّه أَرَادَ بذلك مَا تريده الفلاسفة من الْإِيجَاب بِالذَّاتِ دون الإيجاد على مُقْتَضى الْإِرَادَة وَلَكِن يلْزمه على اعْتِقَاده ذَلِك مَا يلْزم الفلاسفة من القَوْل بقدم الْعَالم إِذْ الْمُوجب لَا يَنْفَكّ عَن الْمُوجب وَكَانَ ثُمَامَة فِي زمن الْمَأْمُون وَكَانَ عِنْده بمَكَان (ثَوْبَان) 3 - (ثَوْبَان مولى النَّبِي) ثَوْبَان بن بجدد هُوَ أَبُو عبد الله وَيُقَال أَبُو عبد الرَّحْمَن وَقيل فِي أَبِيه جحدر وثوبان مولى رَسُول الله ص سبي من نواحي الْحجاز وَقيل إِنَّه من حمير وَقيل إِنَّه حكمي من حكم بِهِ سعد الْعَشِيرَة اشْتَرَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأعْتقهُ وَلم يزل مَعَه سفرا وحضراً إِلَى أَن توفّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج إِلَى الشَّام وَنزل الرملة ثمَّ انْتقل إِلَى حمص وَتُوفِّي بهَا سنة أَربع وَخمسين وروى عَنهُ شَدَّاد ابْن أَوْس وَجبير بن نفير وَأَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ ومعدان بن طَلْحَة وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (الْفَيْض ذُو النُّون الْمصْرِيّ) ثَوْبَان بن إِبْرَاهِيم وَقيل الْفَيْض بن إِبْرَاهِيم الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف

بِذِي النُّون الْمصْرِيّ الصَّالح الْمَشْهُور أحد رجال الطَّرِيقَة كَانَ أوحد وقته علما وورعاً وَحَالا وأدباً وَهُوَ مَعْدُود فِي جملَة من روى الْمُوَطَّأ عَن الإِمَام مَالك كَانَ أَبوهُ نوبياً وَقيل من أهل إخميم مولى لقريش وَسُئِلَ عَن سَبَب تَوْبَته فَقَالَ خرجت من مصر لبَعض الْقرى فَنمت فِي الطَّرِيق فِي بعض الصحارى ففتحت عَيْني فَإِذا أَنا بقنبرة عمياء سَقَطت من وَكرها على الأَرْض فانشقت الأَرْض) فَخرج مِنْهَا سكرجتان إِحْدَاهمَا ذهب وَالْأُخْرَى فضَّة وَفِي إِحْدَاهمَا سمسم وَفِي الْأُخْرَى مَاء فَجعلت تَأْكُل من هَذِه وتشرب من هَذِه فَقلت حسبي قد تبت ولزمت الْبَاب إِلَى أَن قبلني وَكَانَ قد سعوا بِهِ إِلَى المتَوَكل فَاسْتَحْضرهُ من مصر فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ وعظه فَبكى المتَوَكل ورده مكرماً وَكَانَ المتَوَكل إِذا ذكر أهل الْوَرع بَين يَدَيْهِ يبكي وَيَقُول إِذا ذكر أهل الْوَرع فحي هلا بِذِي النُّون وَكَانَ رجلا نحيفاً تعلوه حمرَة لَيْسَ بأبيض اللِّحْيَة وَشَيْخه فِي الطَّرِيقَة شقران العابد وَمن كَلَامه إِذا صحت الْمُنَاجَاة بالقلوب استراحت الْجَوَارِح وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم السَّرخسِيّ بِمَكَّة سَمِعت ذَا النُّون يَقُول وَفِي يَده الغل وَفِي رجلَيْهِ الْقَيْد وَهُوَ يساق إِلَى المطبق وَالنَّاس يَبْكُونَ حوله وَهُوَ يَقُول هَذَا من مواهب الله وَمن عطاياه وكل فعاله عذب حسن طيب وَأنْشد من الْخَفِيف (لَك من قلبِي الْمَكَان المصون ... كل لومٍ عَليّ فِيك يهون) (لَك عزم بِأَن أكون قَتِيلا ... فِيك وَالصَّبْر عَنْك مَا لَا يكون) قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وقفت فِي بعض المجاميع على شئ من أَخْبَار ذِي النُّون الْمصْرِيّ رَحمَه الله فَقَالَ إِن بعض الْفُقَرَاء من تلامذته فَارقه من مصر وَقدم بَغْدَاد فَحَضَرَ بهَا سَمَاعا فَلَمَّا طَابَ الْقَوْم وتواجدوا أنْشد الْمُغنِي أَبْيَات ابْن التعاويذي من الْبَسِيط سقاك سارٍ من الوسمي هتان إِلَى أَن قَالَ مِنْهَا (بَين السيوف وَعَيْنَيْهِ مشاركةٌ ... من أجلهَا قيل للأغماد أجفان)

العثماني

قَامَ ذَلِك الْفَقِير وَدَار واستمع وصرخ وَوَقع فحركوه فوجدوه مَيتا فوصل خَبره إِلَى شَيْخه ذِي النُّون فَقَالَ لأَصْحَابه تجهزوا حَتَّى نمشي إِلَى بَغْدَاد فَلَمَّا فرغوا من أشغالهم خَرجُوا إِلَيْهَا فقدموا عَلَيْهَا وَسَاعَة قدومهم الْبَلَد قَالَ ائْتُونِي بذلك الْمُغنِي فأحضروه إِلَيْهِ فأله عَن قصَّته مَعَ ذَلِك الْفَقِير فَقص عَلَيْهِ قصَّته فَقَالَ لَهُ أنْشد ذَلِك الشّعْر وَشرع هُوَ وجماعته فِي الْغناء بذلك الشّعْر فَلَمَّا ذكر الْبَيْت فَعِنْدَ ابْتِدَائه صرخَ الشَّيْخ على ذَلِك الْمُغنِي فَوَقع مَيتا فَقَالَ الشَّيْخ قَتِيل بقتيل أَخذنَا ثأر صاحبنا ثمَّ أَخذ فِي التجهز وَالرُّجُوع إِلَى الديار المصرية وَلم يلبث بِبَغْدَاد وَعَاد) من فوره وَتُوفِّي ذُو النُّون فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَقيل سنة سِتّ وَقيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ رَحمَه الله وَدفن فِي القرافة الصُّغْرَى وعَلى قَبره مشْهد وَفِي المشهد قُبُور جمَاعَة من الصلحاء قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ روى أَحَادِيث عَن مَالك فِيهَا نظر وَكَانَ واعظاً فصيحاً وَكَانَ أهل ناحيته يسمونه الزنديق فَلَمَّا مَاتَ أظلت الطير جنَازَته فاحترموا بعد ذَلِك قَبره وَله تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي تَارِيخ دمشق 3 - (العثماني) ثَوْبَان القَاضِي العثماني اليمني لَهُ أمداح فِي عَليّ بن مُحَمَّد الصليحي أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب من الرمل (إِن من يعرف أَيَّام الصِّبَا ... صد إِذْ أبْصر شيبي وصبا) (وَالَّتِي تعرف مهري أدهماً ... أنكرته إِذْ رَأَتْهُ أشهبا) (اخوتي هبوا فقد هبت لنا ... نَغمَة الطير وأنفاس الصِّبَا) (فاصرفوا الْهم إِذا مَا ضامكم ... وخذوا من عيشنا مَا ذَهَبا) (ضم شَمل الود منا مجْلِس ... ترقص الْأَركان فِيهِ طَربا) (كل سمح الْكَفّ لَو تسأله ... كل مَا يملك جوداً وهبا) مِنْهَا (رب شَمْطَاء نزلناها وَقد ... ركب اللَّيْل وأرخى الطنبا) (قَالَت الطراق من قلت أَنا ... وأصيحابي فَقَالَت مرْحَبًا) (ثمَّ أومت نَحْو مِصْبَاح لَهَا ... كَاد يخبو سحرًا أَو قد كبا) (دفعت فِي الصحن دنٍ خلت فِي ... جنبات الْبَيْت مِنْهُ لهبا) (فسقوني مِنْهُ حَتَّى صرت من ... سكرتي أَحسب مهري أرنبا)

الألقاب

(الألقاب) ابْن ثوابة الْكَاتِب أَحْمد بن مُحَمَّد وَابْن أَخِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَيْضا) وَابْن ثوابة الْكَاتِب مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن ثَوْبَان اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن (ثَوْر) 3 - (ثَوْر الدئلي) ثَوْر بن زيد الدئلي الْمدنِي سمع عِكْرِمَة وَأَبا المغيث روى عَن ابْن عَبَّاس مُرْسلا روى عَنهُ مَالك بن أنس وَسليمَان بن بِلَال عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد مَاتَ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (الكلَاعِي الْحِمصِي) ثَوْر بن يزِيد الكلَاعِي الشَّامي الْحِمصِي سمع خَالِد بن معدان وروى عَنهُ الثَّوْريّ وَيحيى بن سعيد مَاتَ سنة خمس وَخمسين وَمِائَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَكَانَ ثَوْر الكلَاعِي من كبار الْعلمَاء قَالَ ابْن معِين وَغَيره ثِقَة وَقَالَ سُفْيَان اتَّقوا ثوراً لَا ينطحكم بقرنه كَأَنَّهُمْ رَمَوْهُ بِالْقدرِ وَرُبمَا رَجَعَ عَنهُ مَاتَ بالقدس وَالله أعلم 3 - (ابْن أبي فَاخِتَة) ثَوْر بن أبي فَاخِتَة سعيد بن علاقَة مولى أم هَانِئ بنت أبي طَالب وَقيل مولى جعدة بن هُبَيْرَة المَخْزُومِي روى عَن أَبِيه وروى عَن الثَّوْريّ وَإِسْرَائِيل مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة

ثور بن معن

3 - (ثَوْر بن معن) ثَوْر بن معن بن يزِيد بن الْأَخْنَس لِأَبِيهِ صُحْبَة توفّي ثَوْر سنة سبعين لِلْهِجْرَةِ (الألقاب) ) أَبُو ثَوْر صَاحب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنْهُمَا إِبْرَاهِيم بن خَالِد بن أبي الثِّيَاب عبد الرَّزَّاق بن الْحسن

حرف الجيم

(حرف الْجِيم) (أَبُو جري الهُجَيْمِي الصَّحَابِيّ) جَابر بن سليم هُوَ أَبُو جري بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء وَيُقَال سليم بن جَابر وَالْأول أَكثر قَالَ البُخَارِيّ أصح شيءٍ عِنْدَمَا فِي أبي جري الهُجَيْمِي جَابر بن سليم وَهُوَ تميمي نزل الْبَصْرَة وَحَدِيثه عِنْدهم وَهُوَ من المقلين روى عَنهُ مُحَمَّد بن سِيرِين وَأَبُو تَمِيم الهُجَيْمِي (جَابر) 3 - (ابْن سَمُرَة الصَّحَابِيّ) جَابر بن سَمُرَة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَضم الْمِيم ابْن جُنَادَة بِضَم الْجِيم وَبعدهَا نون وَبعد الْألف دَال مُهْملَة السوَائِي بِضَم السِّين الْمُهْملَة لَهُم ولأبيه سَمُرَة صُحْبَة قيل فِي نسبه غير هَذَا وَهُوَ ابْن أُخْت سعد بن أبي وَقاص وَأمه خالدة بنت أبي وَقاص نزل الْكُوفَة وَمَات بهَا سنة أَربع وَسبعين وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ روى عَنهُ سماك بن حربٍ وعامر الشّعبِيّ وحصين بن عبد الرَّحْمَن وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (ابْن عبد الله الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) جَابر بن عبد الله بن عَمْرو بن سَواد بن سَلمَة

ابن عتيك الأنصاري

الْأنْصَارِيّ من مشاهير الصَّحَابَة وَأحد المكثرين من الرِّوَايَة شهد هُوَ وَأَبوهُ الْعقبَة الثَّانِيَة وَلم يشْهد الأولى وَشهد بَدْرًا وَقيل لم يشهدها وَشهد بعْدهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشر غزوات وَقدم مصر وَالشَّام وَأَبوهُ أحد أَلا ثني عشر نَقِيبًا وكف بصر جَابر بآخرةٍ روى عَنهُ أَبُو سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن عَليّ الباقر وَعَطَاء بن أبي ريَاح وَأَبُو الزبير) فَأكْثر وَمُحَمّد بن المتكدر وَخلق سواهُم وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَلما توفّي وقف الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم بَين عمودي سَرِيره فَأخْرجهُ الْحجَّاج ووقف مَكَانَهُ وَصلى عَلَيْهِ وَأخرجه أَيْضا من حفرته واقتحمها الْحجَّاج حَتَّى فرغ مِنْهُ وَقيل أَن هَذَا لم يثبت لِأَنَّهُ مَاتَ وَالْحجاج على إمرة الْعرَاق وعاش أَرْبعا وَتِسْعين سنة وَمَات سنة أَربع وَسبعين وَقيل سبع وَسبعين وَقيل ثَمَان وَسبعين وَهُوَ آخر من مَاتَ بِالْمَدِينَةِ من الصَّحَابَة فِي قَول وَلما أَرَادَ شُهُود بدر خَلفه أَبوهُ على إخْوَته وَكن تسعا وَقَالَ أخرجني خَالِي لَيْلَة الْعقبَة وَأَنا لَا أَسْتَطِيع أَن أرمي بِحجر 3 - (ابْن عتِيك الْأنْصَارِيّ) جَابر بن عتيكٍ بن قيس بن الْأسود الْأنْصَارِيّ من بني النجار قَالَ ابْن عبد الْبر هُوَ جَابر بن عتيكٍ الْأنْصَارِيّ المعاوي من بني عَمْرو بن عَوْف بن مَالك بن الْأَوْس وَيُقَال جبر بن عتِيك كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق جبر مدنِي شهد بَدْرًا وَجَمِيع الْمشَاهد بعْدهَا روى عَنهُ ابناه عبد الله وَأَبُو سُفْيَان مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَله إِحْدَى وَتسْعُونَ سنة 3 - (ابْن رِئَاب الْأنْصَارِيّ) جَابر بن عبد الله بن رِئَاب الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد بَدْرًا

الصدفي

وأحداً وَالْخَنْدَق وَسَائِر الْمشَاهد وَهُوَ أول من أسلم من الْأَنْصَار قبل الْعقبَة الأولى بعام لَهُ حَدِيث عِنْد ابْن الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَنهُ فِي قَوْله تَعَالَى يمحو الله مَا يَشَاء قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ غَيره 3 - (الصَّدَفِي) جَابر الصَّدَفِي روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِنَّه يكون بعدِي خلفاء وَبعد الْخُلَفَاء أُمَرَاء وَبعد الْأُمَرَاء مُلُوك وَبعد الْمُلُوك جبابرة يخرج من أهل بَيْتِي رجلُ يمْلَأ الأَرْض عدلا 3 - (جَابر الزرقي) ) جَابر بن سُفْيَان الْأنْصَارِيّ الزرقي قدم سُفْيَان وابناه جَابر وجنادة من أَرض الْحَبَشَة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السفينتين اللَّتَيْنِ قدمتا الْمَدِينَة من أَرض الْحَبَشَة وأخوهما لِأُمِّهِمَا شُرَحْبِيل بن حَسَنَة 3 - (جَابر البلوي) جَابر بن النُّعْمَان بن عُمَيْر البلوي السوادي وَسَوَاد فَخذ من بلي لَهُ صُحْبَة وعداده فِي الْأَنْصَار ذكره ابْن الْكَلْبِيّ وَهُوَ من رَهْط كَعْب بن عجْرَة 3 - (ابْن عُمَيْر الْأنْصَارِيّ) جَابر بن عُمَيْر الْأنْصَارِيّ مديني روى عَنهُ عَطاء بن أبي رَبَاح جمعه مَعَ جَابر بن عبد الله فِي حَدِيث 3 - (ابْن أبي صعصة الْمَازِني) جَابر بن أبي صعصة أَخُو قيس بن أبي صعصة وهم أَرْبَعَة قيس والْحَارث وَجَابِر وَأَبُو كلاب من بني مَازِن بن النجار وَقتل جَابر وَأَبُو كلاب يَوْم مُؤْتَة سنة ثمانٍ لِلْهِجْرَةِ 3 - (جَابر الطَّائِي) جَابر بن ظَالِم بن حَارِثَة بن عتاب الطَّائِي البحتري ذكره الطَّبَرِيّ

ابن حابس

فِي من وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من طي قَالَ وَكتب لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتابا فَهُوَ عِنْدهم 3 - (ابْن حَابِس) جَابر بن حَابِس حَدِيثه عِنْد حُصَيْن بن نمير عَن أَبِيه عَن جده 3 - (جَابر الْعَبْدي) جَابر بن عبيد الْعَبْدي أحد وَفد عبد الْقَيْس حَدِيثه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْأَشْرِبَة لم يرو عَنهُ إِلَّا ابْنه عبد الله بن جَابر 3 - (جَابر الأحمسي) ) جَابر بن عَوْف وَيُقَال ابْن طَارق وَيُقَال ابْن أبي طَارق الأحمسي كُوفِي روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انه دخل وَعِنْده قرع فَقَالَ نكثر بِهِ طعامنا روى عَنهُ ابْنه حَكِيم بن جَابر 3 - (الرَّحبِي الصُّوفِي) جَابر بن عبد الله الرَّحبِي الصُّوفِي كَانَ من أستاذين الْجُنَيْد وَهُوَ قدماء الصُّوفِيَّة تكلم فِي بلدته فِي كرامات الْأَوْلِيَاء فأنكروا عَلَيْهِ فَخرج وَركب السَّبع وَدخل الرحبة فَعجب النَّاس مِنْهُ 3 - (الْجعْفِيّ الرافضي) جَابر بن يزِيد الْجعْفِيّ أخذُوا عَنهُ الْعلم على ضعفه ورفضه

أحد الأئمة الستة

روى عَن أبي الطُّفَيْل وَالشعْبِيّ وَمُجاهد وَأبي الضُّحَى وَعِكْرِمَة وَطَائِفَة وَقَالَ شُعْبَة هُوَ صَدُوق وَقَالَ أبن معِين لَا تكْتبُوا حَدِيث جَابر الْجعْفِيّ وَلَا كَرَامَة وَقَالَ زايدة كَانَ جَابر الْجعْفِيّ وَالله كذابا يُؤمن بالرجعة وَقَالَ أَبُو حنيفَة مَا رَأَيْت اكذب من جَابر مَا أَتَيْته بِشَيْء من رَأْي إِلَّا أَتَانِي فِيهِ بأثر وَزعم أَن عِنْده ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث وَعَامة مَا قَذَفُوهُ أَنه آمن برجعة عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ إِلَى الدُّنْيَا توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (أحد الْأَئِمَّة السِّتَّة) جَابر بن زيد الْأَزْدِيّ أحد الْأَئِمَّة السِّتَّة من أَصْحَاب عبد الله بن عَبَّاس سمع ابْن عَبَّاس وَابْن عمر روى عَنهُ عَمْرو بن دِينَار وَقَتَادَة توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَيُقَال لَهُ الجوفي بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْوَاو وبالفاء وكنية جَابر أَبُو الشعْثَاء وَرُوِيَ لَهُ الْجَمَاعَة) 3 - (ابْن عباد الْبَصْرِيّ) جَابر بن عباد الْبَصْرِيّ مؤدب ولد عبد الله بن طَاهِر خرج يُرِيد الْحَج فَعرض لَهُ الأكراد فِي طَرِيق الْجَبَل فحماه أَبُو دلفٍ الْعجلِيّ فَلَمَّا رَجَعَ كتب إِلَى أبي دلف من أبياتٍ من الوافر (جرت بدموعها الْعين الذروف ... وظل من الْبكاء لَهَا أليف) (بِلَاد تنوفةٍ وَمحل قفر ... وَبعد أحبة وَنوى قذوف) (أَبَا دلفٍ وَأَنت زعيم بكر ... وَأَنت الْعِزّ والشرف المنيف)

أبو أيوب الإشبيلي

(تلق عِصَابَة هَلَكت فَمَا إِن ... بهَا إِن لم تؤيدها حقوف) (كفعلك فِي الْبَدِيِّ وَقد تداعت ... من الأكراد مقبلة زحوف) (فَلَمَّا أَن رأوك بهَا خفيراً ... وخيلك حولهَا عصب عكوف) (طَوَوْا كشحاً وَقد سخنت عُيُون ... بِمَا لاقوا وَقد رغمت أنوف) فَأَجَابَهُ أَبُو دلفً من الوافر (وَدون يَد المحاول مَا حذرتم ... سيوف فِي عواقبها سيوف) (رجال لَا تروعهم المنايا ... وَلَا يشجيهم الْأَمر الْمخوف) (فطعن بالقنا الخطي حَتَّى ... تحل بِمن أخافكم الحتوف) (وَنصر الله عصمتنا جَمِيعًا ... وبالرحمن ينتصر اللهيف) 3 - (أَبُو أَيُّوب الإشبيلي) جَابر بن مُحَمَّد بن بَاقِي أَبُو أَيُّوب الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي النَّحْوِيّ أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْقَاسِم بن الرمال وَكَانَ يعرف كتاب سِيبَوَيْهٍ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْوَادي آشي الْمُقْرِئ) جَابر بن مُحَمَّد بن قَاسم بن حسان الإِمَام أَبُو مُحَمَّد الأندلسي الْوَادي آشي نزيل تونس وَالِد أبي عبد الله مولده سنة عشر حج وَدخل الشَّام وَالْعراق وَقَرَأَ لأبي عَمْرو وعَلى السخاوي وَسمع مِنْهُ الشاطبية وَسمع من ابْن القبيطي وَعز الدّين عبد الرَّزَّاق وَرجع إِلَى الأندلس واستوطن تونس سمع مِنْهُ ابْنه وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (تلميذ جَعْفَر الصَّادِق) ) جَابر بن حَيَّان أَبُو مُوسَى الطرسوسي قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان ألف كتابا يشْتَمل على ألف ورقة يتَضَمَّن رسائل جَعْفَر الصَّادِق وَهِي خَمْسمِائَة رِسَالَة فِي الكيمياء قلت وَأَنا أنزة الإِمَام جعفراً الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ عَن الْكَلَام فِي الكيمياء وَإِنَّمَا هَذَا الشَّيْطَان أَرَادَ الإغواء بِكَوْنِهِ عزا ذَلِك إِلَى أَن يَقُوله مثل جَعْفَر الصَّادِق لتتلقاه النُّفُوس بِالْقبُولِ ورأيته إِذا ذكر الْحجر يَقُول بَعْدَمَا يرمزه وَقد أوضحته فِي الْكتاب الْفُلَانِيّ فيتعب الطَّالِب حَتَّى يظفر بذلك المُصَنّف المشؤوم فيجده قد قَالَ وَقد بَينته فِي الْكتاب الْفُلَانِيّ فَلَا يزَال

الألقاب

يحِيل على شَيْء بعد شَيْء وَوجدت بعض الْفُضَلَاء قد كتب على بعض تصانيفه إِمَّا الفردوسي أَو غَيره من مجزوء الْكَامِل (هَذَا الَّذِي بمقاله ... غر الْأَوَائِل والأواخر) (مَا أَنْت إِلَّا كاسر ... كذب الَّذِي سماك جَابر) وتصانيفه فِي هَذَا الْفَنّ كَثِيرَة وَلَيْسَ تحتهَا طائل واستطرد الْكَلَام معي فِي أول شرح لامية الْعَجم إِلَى الْكَلَام على الكيمياء وحقيقتها وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه (الألقاب) ابْن الجابي عَليّ بن الْحسن الجاجرمي الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْفضل الجاحظ الْمُتَكَلّم الأديب اسْمه عَمْرو بن بَحر (الْجَارُود) 3 - (الْجَارُود التَّابِعِيّ) الْجَارُود الْهُذلِيّ أحد الْأَشْرَاف بِالْبَصْرَةِ توفّي سنة عشْرين وَمِائَة وَهُوَ ابْن أبي سُبْرَة التَّابِعِيّ روى عَن أنس بن مَالك وَهُوَ صَالح بِالْحَدِيثِ روى عَنهُ قَتَادَة وَعَمْرو بن أبي حجاج 3 - (ابْن الْمُعَلَّى الصَّحَابِيّ) الْجَارُود بن الْمُعَلَّى بن الْعَلَاء وَقيل ابْن عَمْرو بن الْعَلَاء

جاريك تمر

أَبُو غياث وَقيل أَبُو عتاب كَانَ الْجَارُود نَصْرَانِيّا قدم مَعَ وَفد عبد الْقَيْس فَدَعَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَمن قَوْله لما حسن إِسْلَامه من الطَّوِيل (شهِدت بِأَن الله حق وسامحت ... بَنَات فُؤَادِي بِالشَّهَادَةِ والنهض) (فأبلغ رَسُول الله عني رِسَالَة ... بِأَنِّي حنيف حَيْثُ كنت من الأَرْض) (وَأَنت أَمِين الله فِي كل وحيه ... على الْوَحْي من بَين القضيضة والقض) فِي أَبْيَات وَقيل أَن عُثْمَان بن بِأبي الْعَاصِ بعث الْجَارُود فِي بعث نَحْو سَاحل فَارس فَقتل فِي مَوضِع يُقَال لَهُ عقبَة الْجَارُود وَكَانَ قبل ذَلِك يعرف بعقبة الطين وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَيُقَال إِنَّه بشر بن عَمْرو وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْجَارُود لِأَنَّهُ أغار فِي الْجَاهِلِيَّة على بكر بن وَائِل فَأَصَابَهُمْ فجردهم وَهُوَ الْجَارُود الْعَبْدي وَلِهَذَا قَالَ الْمفضل الْعَبْدي من الطَّوِيل (ودسناهم بِالْخَيْلِ من كل جَانب ... كَمَا جرد الْجَارُود بكر بن وَائِل) وروى عَن الْجَارُود مطرف بن عبد الله بن الشخير وَابْن سِيرِين وَأَبُو مُسلم الجذمي وَزيد بن عَليّ أَبُو القموص وروى عَنهُ من الصَّحَابَة عبد الله ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ) وروى عَنهُ جمَاعَة من كبار التَّابِعين (جاريك تمر) (الْأَمِير سيف الدّين المارداني) كَانَ من مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد أَخذه من السُّلْطَان فِي بعض السفرات الَّتِي كَانَ يتَوَجَّه فِيهَا إِلَى مصر وَأقَام عِنْده فِي دَار السَّعَادَة وَلما كَانَ فِي آخر سفرةٍ توجهها إِلَى مصر أَخذ لَهُ إمرةً فِيمَا أَظن وَلما أمسك توجه إِلَى مصر ورسم لَهُ بِالْإِقَامَةِ بهَا وَخرج مَعَ الفخري لما خرج إِلَى الكرك وَوصل مَعَه إِلَى دمشق وَفِي آخر الْأَمر كَانَ حاجباً صَغِيرا ثمَّ إِنَّه جهز إِلَى الكرك نَائِبا عوضا عَن الْأَمِير وَلم يزل بهَا نَائِبا إِلَى أَن أمسك الْوَزير منجك فِي أَيَّام النَّاصِر حسن فرسم لَهُ بالتوجه إِلَى البيرة نَائِبا بهَا وَحضر إِلَى الكرك بدله الْأَمِير سيف الدّين أر آي فَأَقَامَ بالبيرة إِلَى أَن خلع النَّاصِر حسن وَولي الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين صَالح فرسم لَهُ بالتوجه إِلَى الْقَاهِرَة (جَارِيَة) 3 - (جَارِيَة السَّعْدِيّ الصَّحَابِيّ) جَارِيَة بن قدامَة التَّمِيمِي السَّعْدِيّ وَقَالَ بَعضهم جَارِيَة بن

ابن هرم التابعي

قدامَة ابْن مَالك بن زُهَيْر وَيُقَال جَارِيَة بن مَالك بن زُهَيْر بن حصن وَهُوَ ابْن عَم الْأَحْنَف بن قيس وَكَانَ صَاحب عَليّ بن أبي طَالب فِي حروبه روى عَن الْأَحْنَف بن قس قَالَ ابْن عبد الْبر وَمن قَالَ إِنَّه عَم الْأَحْنَف فَلَعَلَّهُ عَمه لأمه وَإِلَّا فَلَا يَجْتَمِعَانِ إِلَّا فِي سعد بن زيد مَنَاة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وَله صُحْبَة 3 - (ابْن هرم التَّابِعِيّ) جَارِيَة بن هرم التَّمِيمِي وَيُقَال لَهُ جَارِيَة بن بلج من التَّابِعين روى عَن أبي بن لبا وسمراء بنت نهيك 3 - (الصَّحَابِيّ) جَارِيَة بن جميل الْأَشْجَعِيّ أسلم وَصَحب النَّبِي ص مِمَّن ذكره الطَّبَرِيّ) 3 - (الصَّحَابِيّ) جَارِيَة بن ظفر اليمامي وَالِد نمران بن جَارِيَة سكن الْكُوفَة وروى عَنهُ ابْن نمران ومولاه عقيل أَن دَارا كَانَت بَين أَخَوَيْنِ فحظرا فِي وَسطهَا حظاراً ثمَّ هلكا وَترك كل وَاحِد مِنْهُمَا عقباً وَادّعى كل وَاحِد مِنْهُمَا أَن الحظار لَهُ من دون صَاحبه فاختصم عقباهما إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأرْسل حُذَيْفَة بن الْيَمَان فَقضى بَينهمَا لمن وحد معاقد القمط تليه ثمَّ رَجَعَ فَأخْبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أصبت أَو أَحْسَنت 3 - (الصَّحَابِيّ) جَارِيَة بن زيد الصَّحَابِيّ ذكره ابْن الْكَلْبِيّ فِي من شهد صفّين من الصَّحَابَة

الألقاب

(الألقاب) ابْن جَارِيَة الْقصار اسْمه مُحَمَّد بن الْمُبَارك (جاغان المنصوري الحسامي) الْأَمِير سيف الدّين كَانَ فِيهِ عقل وَدين توفّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة كَانَ مَمْلُوك السُّلْطَان حسام الدّين لاجين الملقب بالمنصور عمل شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق لما كَانَ الْأَمِير سيف الدّين قبجق بهَا نَائِبا وَكَانَ قد وَقع بَينهمَا الْوَاقِع إِلَى أَن قفز قبجق وَتوجه إِلَى بِلَاد التتار (جاكير الْكرْدِي) جاكير الشَّيْخ الزَّاهِد أحد شُيُوخ الْعرَاق كَانَ كَبِير الْقدر صَاحب أَحْوَال وكرامات وَأَتْبَاع وَعبادَة وَله أَصْحَاب مَشْهُورُونَ وَفِيهِمْ دين وَتعبد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بَلغنِي أَنه صحب الشَّيْخ عَليّ بن الهيتي وَتُوفِّي سنة تسعين وَخَمْسمِائة أَو بعد ذَلِك بعام وَذكر لي الشَّيْخ شُعَيْب التركماني أحد من اخْتصَّ وخدم بَيت الشَّيْخ فِي صباه أَن اسْم الشَّيْخ جاكير مُحَمَّد بن دشم الْكرْدِي الْحَنْبَلِيّ وَأَنه لم يتَزَوَّج ثمَّ ذكر لي عَنهُ كرامات وَأَن زاويته وضريحه بقرية راذان وَهِي على بريد من سر من رأى وَأَن أَخَاهُ الشَّيْخ أَحْمد قعد فِي المشيخة بعده ثمَّ بعده ابْنه الْغَرْس ثمَّ وَليهَا بعد الْغَرْس وَلَده مُحَمَّد ثمَّ وَلَده الآخر أَحْمد ثمَّ جلس فِي المشيخة بعد أَحْمد ابْنه عَليّ بن أَحْمد وَهُوَ حَيّ وَفِيه مُخَالطَة للتتار مخلط على نَفسه كثير الخباط وَقد أَبيض رَأسه ولحيته وَهُوَ فِي الكهولة (الألقاب) الجالق الْأَمِير اسْمه بيبرس (جَامع) 3 - (الْمحَاربي) جَامع بن شَدَّاد الْمحَاربي الْكُوفِي أَبُو صَخْرَة أحد الْعلمَاء روى

بلبل

عَن حمْرَان بن أبان وَأبي بردة وَصَفوَان بن مُحرز وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (بلبل) جَامع بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْقسم الْمُقْرِئ الملقب ببلبل من أهل أَصْبَهَان قدم بَغْدَاد وَهُوَ طيب الصَّوْت يقْرَأ بالألحان ويغني وَكَانَ مَوْصُوفا كتب عَنهُ الْحَافِظ السلَفِي وَحدث بِبَغْدَاد عَن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ السمسار وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة بأصبهان 3 - (أَبُو الْخَيْر الصُّوفِي) جَامع بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أبي نصر أَبُو الْخَيْر النَّيْسَابُورِي الصُّوفِي الرَّامِي كَانَ يعلم الشبَّان بِالرَّمْي وَكَانَ صَالحا مَسْتُورا سمع أَبَا سعيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الصفار وَأَبا بكر بن خلف وَأَبا بكرٍ مُحَمَّد بن يحي الْمُزَكي رُوِيَ عَنهُ الْمُؤَيد الطوسي وَعبد الرَّحِيم بن السَّمْعَانِيّ وَغَيرهمَا ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة توفّي سنة سبع أَو ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَالَ عبد الرَّحِيم سَمِعت مِنْهُ كتاب الْأَمْثَال والاستشهادات للسلمي عَن الصفار عَن السّلمِيّ وطبقات الصُّوفِيَّة عَن الصفار عَن السّلمِيّ المُصَنّف وَكتاب محن الْمَشَايِخ الصُّوفِيَّة عَن مُحَمَّد بن يحي الْمُزَكي عَن مُصَنفه السّلمِيّ (الألقاب) الجاواني الحلوي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الجاولي إسمه سنجر) ابْن جانجان اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم جالينوس الصيدلاني اسْمه أَحْمد بن إِسْحَاق الْجَامِع الباقولي النَّحْوِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن (جاهمة بن الْعَبَّاس الصَّحَابِيّ) جاهمة بن الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ الصَّحَابِيّ حجازي روى عَنهُ

جاولي الأمير صاحب أذربيجان

ابْنه مُعَاوِيَة قَالَ أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَسْتَشِيرهُ فِي الْجِهَاد فَقَالَ آلك وَالِدَة قلت نعم قَالَ اذْهَبْ فأكرمها فَإِن الْجنَّة تَحت رِجْلَيْهَا (جاولي الْأَمِير صَاحب أذربيجان) جاولي الْأَمِير صَاحب أذربيجان كَانَ شهماً شجاعاً يخافه مَسْعُود وَغَيره وَهُوَ الَّذِي جمع على مَسْعُود فَلم يثبت لَهُ ثمَّ اتفقَا وَلما حبس مَسْعُود أَخَاهُ سُلَيْمَان شاه رَجَعَ عَنهُ جاولي وَأقَام ببلاده وَلم يلْتَفت على مَسْعُود افتصد جاولي وَركب فَعَن لَهُ أرنب فَرَمَاهُ بِسَهْم فانفجر عَلَيْهِ فصاده وَلم يقدر الطَّبِيب على حبس الدَّم فَمَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة (جَبَّار) 3 - (جَبَّار الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) جَبَّار بن صَخْر بن أُميَّة بن خنساء الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ وَجعله ابْن إِسْحَاق من ولد خنساء وَقيل خناس وخنيس وخنساء وَاحِد وَقيل خناس وخنساء أَخَوان شهد الْعقبَة وبدراً وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَكَانَ أحد السّبْعين لَيْلَة الْعقبَة وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين الْمِقْدَاد بن الْأسود روى عَنهُ شُرَحْبِيل بن سعد وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ قَالَ ابْن إِسْحَاق كَانَ جَبَّار بن صَخْر خارصاً بعد عبد الله بن رَوَاحَة 3 - (الْكلابِي الصَّحَابِيّ) جَبَّار بن سلمى بن مَالك بن جَعْفَر بن كلابٍ الْكلابِي هُوَ الَّذِي قتل عَامر بن فهَيْرَة يَوْم بِئْر مَعُونَة ثمَّ أسلم بعد ذَلِك ذكره إِبْرَاهِيم بن سعد عَن ابْن إِسْحَاق وَكَانَ مِمَّن حضر بِئْر مَعُونَة وَكَانَ يَقُول مِمَّا دَعَاني إِلَى الْإِسْلَام أَنِّي طعنت رجلا مِنْهُم فسمعنه

جبارة بن المغلس الحماني

يَقُول فزت وَالله فَقلت فِي نَفسِي مَا فَازَ أَلَيْسَ قد قتلته حَتَّى سَأَلت بعد ذَلِك عَنهُ فَقَالُوا الشَّهَادَة فَقلت فَإِذا حمد الله (جبارَة بن الْمُغلس الْحمانِي) جبارَة بن الْمُغلس أَبُو مُحَمَّد الْحمانِي قَالَ البُخَارِيّ مُضْطَرب الحَدِيث وَعَن ابْن معِين أَنه كَذَّاب وَقيل كَانَ يوضع لَهُ الحَدِيث فيتحدث بِهِ توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ (الألقاب) ابْن جبارَة مِنْهُم عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة وَمِنْهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن جبارَة وَمِنْهُم شرف الدّين عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْجبَاب الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن خَالِد ابْن الْجبَاب هُوَ القَاضِي الجليس عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن ابْن الْجبَاب فَخر الْقُضَاة أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الجباس أَحْمد بن مَنْصُور الجبائي شيخ الاعتزال اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الجبابيني أَحْمد بن أبي غَالب ابْن الجيان اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الجبان عبد الْوَهَّاب بن عبد الله الجبان أَبُو يَعْقُوب (جبر) 3 - (جبر بن عتِيك) يُقَال هُوَ جَابر بن عتِيك وَقد تقدم ذكره فِي جَابر

جبر القبطي

3 - (جبر القبطي) جبر بن عبد الله القبطي مولى أبي بصرة الْغِفَارِيّ هُوَ الَّذِي أَتَى بمارية من عِنْد الْمُقَوْقس مَعَ حَاطِب 3 - (أَبُو البركات الزهيري) جبر بن عَليّ بن عِيسَى بن الْفرج بن صَالح أَبُو البركات الربعِي الزهيري ووالده أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى هُوَ النَّحْوِيّ الْمَشْهُور صَاحب أبي عَليّ الْفَارِسِي وَكَانَ أَبُو البركات هَذَا هُوَ أحد الأدباء البلغاء الفصحاء قَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك الهمذاني كَانَ يَنُوب عَن الوزراء بِبَغْدَاد وَله الْيَد الطُّولى فِي الْكِتَابَة وجن فِي شبيبته فَكَانَ يتعمم بِحَبل الْبِئْر وأدعى النُّبُوَّة فِي ذَلِك الْوَقْت وعولج حَتَّى برِئ وللبصروي وَغَيره فِيهِ مدائح وَمَات فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الْأَسْلَمِيّ) جبر بن خَالِد بن عقبَة بن سَلمَة بن عَمْرو بن الْأَكْوَع الْأَسْلَمِيّ يكنى أَبَا المشيع مدنِي شَاعِر راوية للأشعار وَالْأَخْبَار روى عَنهُ اسحق الْموصِلِي وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (أمنزلتي جملٍ سَلام عَلَيْكُمَا ... وَإِن هجتما شوقاً وَلم تنفعا صبا) (أَلا طالما غَّيضتُما برح الْهوى ... بقلب سليم لم يطق للهوى شعبًا) (الألقاب) ابْن الجبراني النَّحْوِيّ ابْن الجبراني النَّحْوِيّ الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن هبة الله بن سعد الله (جِبْرِيل) 3 - (جِبْرِيل أَمِين الدّين الْمُحدث) جبرئيل بن أبي الْحسن بن جبرئيل بن إِسْمَاعِيل الْمُحدث الْمسند أَمِين الدّين أَبُو الْأَمَانَة الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولد سنة عشرٍ وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع من ابْن المقير وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي وَابْن الجميزي وطبقتهم ورحل إِلَى دمشق وَأدْركَ أَصْحَاب ابْن عَسَاكِر وَكَانَ مُحدثا نبيها عَارِفًا جيد الْمُشَاركَة فِي الْعلم وَقد أعَاد بالظاهرية عِنْد الدمياطي وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين باستدعائه وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (الزَّاهِد) جِبْرِيل بن عبد الله الزَّاهِد مُرِيد الشَّيْخ عبيد الله الأخميمي الزَّاهِد من

الحريري المصري

شُيُوخ الصَّعِيد لَهُ أَحْوَال ومقامات وانتفع بِصُحْبَة جماعةٍ من الصَّالِحين توفّي بمنية بني حضيب سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (الحريري الْمصْرِيّ) جِبْرِيل بن مَحْمُود بن مُوسَى أَبُو الْأَمَانَة الْمصْرِيّ الحريري سمع من الْعَلامَة ابْن بري وَسَعِيد المأموني وروى عَنهُ الحافظان المندزي والدمياطي وَجَمَاعَة وبالإجازة أَبُو الْفضل بن البرزالي وَأَبُو الْمَعَالِي بن البالسي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الهمذاني) جِبْرِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سيدوك أَبُو الْقَاسِم الهمذاني الْحرفِي الْعدْل روى عَن عَبدُوس بن أَحْمد السراج وَعلي بن الْحسن بن سعيد الْبَزَّاز وَأبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الْأَشْقَر وَمُحَمّد بن عبد بن عَامر السَّمرقَنْدِي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن زيادٍ الطَّيَالِسِيّ وَأبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْفَقِيه وجماعةٍ وَكَانَ أسْند من فِي زَمَانه وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 3 - (اللواتي الْمصْرِيّ) ) جِبْرِيل بن جميل بن مَحْبُوب بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه أَبُو الْأَمَانَة الْقَيْسِي اللواتي الْمصْرِيّ بالحنفي سمع من عُثْمَان بن فَرح الْعَبدَرِي وَعلي بن هبة الله الكاملي وخلقٍ بِمصْر وَسمع الْحَافِظ السلَفِي وَطَائِفَة بالثغر وَسمع الْكثير وَتُوفِّي بطرِيق مَكَّة سنة سِتّمائَة 3 - (الصعبي) جِبْرِيل بن صارم بن أَحْمد بن عَليّ بن سَلامَة أَبُو الْأَمَانَة الصعبي من أهل مصر قدم بَغْدَاد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ خامل سيء الْحَال فتفقه على مَذْهَب ابْن حَنْبَل وَقَرَأَ الْخلاف وَصَارَ يتَكَلَّم فِي الْمسَائِل مَعَ الْفُقَهَاء وجالس النُّحَاة وَحصل طرفا صَالحا من الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر ومدح الإِمَام النَّاصِر وأثرى ونبل قدره واشتهر ذكره فنفذ من الدِّيوَان الْعَزِيز رَسُولا إِلَى خوارزم شاه وَسمع الحَدِيث من مَشَايِخ خُرَاسَان وَحصل نسخا بِمَا سمع وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَصَارَ لَهُ الغلمان التّرْك والمراكب وَلم يزل يترسل إِلَى خوارزم شاه مُحَمَّد بن تكش إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ لسَبَب ظهر مِنْهُ فسجن بدار الْخلَافَة وَانْقطع خَبره عَن النَّاس قَالَ محب الدّين بن النجار اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَكَانَ كيساً حسن الْأَخْلَاق وَلم يتَّفق لي أَن أكتب شَيْئا من شعره وَأورد لَهُ من الْبَسِيط

ابن زطينا

(لَا غَزْو إِن أضحت الأبام توسعني ... فقرا وغيري بالإثراء مَوْسُوم) (فالحرف فِي كل حَال غير منتقص ... وَيدخل الِاسْم تَصْغِير وترخيم) وَأورد لَهُ أَيْضا من المتقارب (أَتَانَا الْمليح بتفاحةٍ ... كحمرة توريد وجناته) (فَقلت لَهُ طعمها سَيِّدي ... كريقك فِي طيب لذاته) وَأورد لَهُ أَيْضا من السَّرِيع (يَا مخجل الْغُصْن وَبدر التَّمام ... بطلعة الشَّمْس ولين القوام) (أدرت كأس اللحظ لي مترعاً ... فلست أصحو من خمار المدام) (يَا لائمي قد ذبت فِي حبه ... فلست أصغي أبدا للملام) (أَبيت ليلِي ساهراً قَائِلا ... مَا أطول اللَّيْل على المستهام) (لَوْلَا محياه وأصداغه ... مَا أجتمع الصُّبْح وجنح الظلام) ) قلت شعر مَقْبُول 3 - (ابْن زطينا) جِبْرِيل بن الْحسن بن غَالب بن مُوسَى بن زطينا أَبُو الْفضل الْكَاتِب كَانَ نَصْرَانِيّا فَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَكَانَ لَهُ كَلَام مليح على طَريقَة أَرْبَاب الْحَقَائِق ونظم وَجمع من ذَلِك شَيْئا كثيرا قَالَ محب الدّين ين النجار وَكَانَ يتَوَلَّى كِتَابَة ديوَان الْمجْلس وَقد رَأَيْته كثيرا وَأورد شَيْئا من كَلَامه مِنْهُ قَوْله إِذا نطق اللِّسَان عَن الْقلب وهجس الْقلب عَن إلهام الرب ظهر الإعجاز فِي ضمن الإيجاز ووضح الْبُرْهَان وَصَحَّ الإيقان وَأورد لَهُ جملَة من هَذَا النَّوْع وَقَالَ توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (لَا تَكِلنِي إِلَى سواك فَإِنِّي ... أكره الذل يَا دَلِيل الْعُقُول) (وتفضل بِلَا وسيط فَإِنِّي ... اكرهالفضل من يَد الْمَفْضُول) 3 - (النظام الْمعلم الْمصْرِيّ) جِبْرِيل بن نَاصِر بن الْمثنى النظام السّلمِيّ الْمصْرِيّ كَانَ كتاب يعلم فِيهِ الْأَوْلَاد على بَاب جيرون بِدِمَشْق ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى مصر لما كَانَت الدولة الناصرية الصلاحية ثمَّ إِنَّه قصد الْيمن لما فتحهَا الْمُعظم توران شاه وَكَانَ قد وعده بِأَلف دِينَار فقبضها مِنْهُ وَلم يزل بِمصْر مُسْتَقِيم الْحَال إِلَى أَن نسب إِلَيْهِ وَالِي قوص أَنه واطأ الْخَارِجِي بالصعيد فأمسكه وصلبه وَأخذ سلبه بقوص وَمن شعره فِي مليح لبس كراً يمنياً من الْخَفِيف (كرّ فِي الْكر مِنْهُ فَارس حسن ... لحظه سَيْفه وعطفاه رمحه)

الأعرج الصوفي

وَمِنْه من الرمل (إِن فِي الْحبّ فنوناً خفيت ... لم تلح إِلَّا لأرباب الفطن) (تشحذ الأفهام بالشوق كَمَا ... يشحذ المدية وَالسيف المسن) (وَبِه يَغْدُو جبان بطلاً ... وَبِه يكْسب ذُو العي اللسن) مِنْهَا فِي المديح) (يبتدي بالجود من يَقْصِدهُ ... فَإِذا مَا جَاءَهُ قَالَ تمن) (نائل أحلى من الْمَنّ وَمَا ... أعذب الْمَنّ الَّذِي مَا فِيهِ منّ) وَقَالَ فِي غُلَام نحوي من مجزوء الرمل (زَاد بِي شوقي فنحت ... وَجرى دمعي فبحت) (أَيهَا العذل هَل يث ... ني لِسَان العذل صمت) (إِن نعت الشَّمْس والبد ... ر لمن أهواه نعت) (قمر فِي خلقَة النح ... وَله مرعىً ونبتُ) (كلما أقبل يختا ... ل إِلَى الْحلقَة قلت) (ليتنا ظرفا مكانٍ ... أَنا فَوق وَهُوَ تَحت) قلت شعر متوسط 3 - (الْأَعْرَج الصُّوفِي) جِبْرِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أبي نصرٍ أَبُو الْأَمَانَة الأوحد الصُّوفِي الْمَعْرُوف بالأعرج الإربلي كَانَ رجلا فَاضلا قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات السَّبع واتصل بِخِدْمَة الْملك الْكَامِل وَولد بالموصل منتصف جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة بخامس عشر صفر سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ بالمشهد الْحُسَيْنِي وَدفن بِخَط بالمشاهد بَين الْقَاهِرَة ومصر وَمن نظمه مَا أوردهُ لَهُ الْأَمَام نَاصِر الدّين شَافِع فِي كِتَابه قلائد الفرائد من (إِن جِئْت يَمِين الأجرع الْفَرد فحي ... ظَبْيًا خنيث الدَّلال من أكْرم حَيّ) (إِن عرض لي فَقل على عَهْدك حَيّ ... مهما هتف الدَّاعِي إِلَى الله بحي) 3 - (ابْن بختيشوع الطَّبِيب) جِبْرِيل بن بختيشوع كَانَ مَشْهُورا بِالتَّصَرُّفِ فِي المداواة

ابن عبد الله الطبيب

حظيا عِنْد الْخُلَفَاء وَأول اتِّصَاله كَانَ بِجَعْفَر وَاتفقَ أَن تمطأت حظية للرشيد وَرفعت يَدهَا فَبَقيت منبسطة لَا يُمكنهَا ردهَا فعالجها الْأَطِبَّاء بالتمريخ والأدهان وَلم يفدها شَيْئا) فَشَكا الرشيد ذَلِك إِلَى جَعْفَر وَقَالَ قد بقيت هَذِه الصبية رَحْمَة فأحضر جَعْفَر لجبريل فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لَهُ أَي شَيْء تعرف فَقَالَ أبرد الْحَار وأسخن الْبَارِد وأرطب الْيَابِس وأيبس الرطب فَضَحِك الرشيد وَقَالَ هَذِه عَامَّة صناعَة الطِّبّ وَشرح لَهُ حَال الصبية فَقَالَ لَهُ إِن لم يسْخط على أَمِير الْمُؤمنِينَ فلي حِيلَة فَأمر بإحضارها فَلَمَّا حضرت نكس رَأسه وَعدا إِلَيْهَا وَأمْسك ذيلها وأوهمها أَنه يُرِيد كشفها فانزعجت وَمن شدَّة الْحيَاء استرسلت أعضاؤها وانبسطت يَدهَا فأعجب الرشيد ذَلِك وَأمر لَهُ بِخَمْسِمِائَة ألف دِرْهَم وَقَالَ الرشيد وَهُوَ حَاج بِمَكَّة لجبريل أعلمت أمنزلتك عِنْدِي غَايَة قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَيفَ لَا أعلم قَالَ وَالله دَعَوْت لَك فِي الْموقف دُعَاء كثيرا ثمَّ الْتفت إِلَى من حَضَره وَقَالَ أنكرتم قولي قَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذمِّي هُوَ قَالَ نعم وَلَكِن صَلَاح بدني بِهِ وَصَلَاح الْمُسلمين بِي فصلاحهم بصلاحه فَقَالُوا صدق أَمِير الْمُؤمنِينَ وَجِبْرِيل هَذَا هُوَ الَّذِي عناه أَبُو نواس بقوله من المجزوء الوافر (سَأَلت أخي أَبَا عِيسَى ... وَجِبْرِيل لَهُ فضل) (فَقلت الراح يُعجبنِي ... فَقَالَ كثيرها قتل) (فَقلت لَهُ فَقدر لي ... فَقَالَ وَقَوله فصل) (وجدت طبائع الإنسا ... ن أَرْبَعَة هِيَ الأَصْل) (فَأَرْبَعَة لأربعةٍ ... لكل طبيعة رَطْل) 3 - (ابْن عبد الله الطَّبِيب) جِبْرِيل بن عبد الله بن بختيشوع كَانَ فَاضلا مُتَقَدما وَله تصانيف جليلة طلب الصاحب بن عباد من عضد الدولة طَبِيبا لأمر صَعب حدث لَهُ فِي معدته فَأمر عضد الدولة بِجمع الْأَطِبَّاء وَأَن يختاروا لَهُ طَبِيبا فَأَجْمعُوا عَلَيْهِ طلبا لبعده فَأطلق لَهُ مَالا وجهزه فَلَمَّا وصل تَلقاهُ الصاحب وأكرمه وأنزله فِي دَار بفراشٍ وطباخ وخازنٍ وبواب ثمَّ أَنه استدعاه وَعِنْده جمَاعَة من أهل الْعلم ورتب لَهُ من يناظره) فَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء من أَمر النبض فَأَجَابَهُ وَأورد شكوكاً قَوِيَّة وحلها فَخلع عَلَيْهِ الصاحب ووهبه مَالا جزيلاً وَطلب مِنْهُ الصاحب كناشاً فَعمل لَهُ الكناش الصَّغِير فَبعث إِلَيْهِ ألف دِينَار وَعَاد من عِنْده بأثاث وبحمل كثيرٍ وَتقدم بذلك عِنْد عضد الدولة وَأَرَادَ الْأَمِير ممهد الدولة أَن يسْقِيه دَوَاء مسهلاً فَقَالَ لَهُ يجب أَن تَأْخُذهُ من سحر فَأَخذه الْأَمِير من أول اللَّيْل فَلَمَّا أصبح أَتَى إِلَيْهِ وَأخذ نبضه وَسَأَلَهُ عَن فعل الدَّوَاء فَقَالَ مَا فعل معي شَيْئا امتحاناً لَهُ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل النبض يدل على نَفاذ الدَّوَاء وَهُوَ أصدق فَضَحِك الْأَمِير ثمَّ قَالَ لَهُ كم ظَنك بالدواء قَالَ يعْمل مَعَ الْأَمِير خَمْسَة وَعشْرين مَجْلِسا فَقَالَ الْأَمِير عمل إِلَى الْآن ثَلَاثَة وَعشْرين مَجْلِسا فَقَالَ وَهُوَ يكمل مَا قلت وَخرج من عِنْده مغضباً وَأمر غلمانه بتجهيز أَسبَاب السّفر فَأحْضرهُ الْأَمِير وَقَالَ لَهُ مَا مُوجب ذَلِك فَقَالَ مثلي أشهر من أَن

الألقاب

يحْتَاج إِلَى تجربةٍ فأرضاه وَحمل إِلَيْهِ مَالا ومراكب وَله الكناش الْكَبِير وَالصَّغِير الْمُسَمّى بالكافي ومقالة لم جعل القربان من الْخمر وَأَصله محرم (الألقاب) الجبلاني يُونُس بن ميسرَة (جبلة) 3 - (جبلة ابْن عَمْرو الْأنْصَارِيّ) جبلة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ وَيُقَال هُوَ أَبُو مسعودٍ الْأنْصَارِيّ فِي أهل الْمَدِينَة عداده روى عَنهُ سُلَيْمَان بن يسَار وثابت بن عبيد قَالَ سُلَيْمَان بن يسَار كَانَ جبلة فَاضلا من فضلاء الصَّحَابَة وَشهد صفّين مَعَ عَليّ وَسكن مصر 3 - (ابْن الْأَزْرَق الْكِنْدِيّ) جبلة بن الْأَزْرَق الْكِنْدِيّ الصَّحَابِيّ روى عَنهُ راشدين سعد وعداده فِي أهل الشَّام 3 - (ابْن الْأَشْعر الْخُزَاعِيّ) جبلة بن الْأَشْعر الْخُزَاعِيّ الْكَلْبِيّ الصَّحَابِيّ أختلف فِي اسْم أَبِيه قَالَ الْوَاقِدِيّ قتل مَعَ كرز بن جَابر بطرِيق مَكَّة عَام الْفَتْح 3 - (ابْن مَالك الدَّارِيّ) جبلة بن مَالك الدَّارِيّ الصَّحَابِيّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْصَرفه من تَبُوك فِي رهطٍ من قومه 3 - (ابْن الْأَيْهَم الغساني) جبلة بن الْأَيْهَم الغساني ملك آل جَفْنَة كتب إِلَى عمر رَضِي

الله عَنهُ يُعلمهُ بِإِسْلَامِهِ ويستأذنه فِي الْوُفُود عَلَيْهِ فسر بذلك هُوَ والمسلمون فَكتب إِلَيْهِ عمر أَن أقدم فلك مَا لنا وَعَلَيْك مَا علينا فَقدم فِي خَمْسمِائَة فَارس من عدد جَفْنَة فَلَمَّا دنا من الْمَدِينَة ألبسهم الوشي المنسوج بِالذَّهَب وَالْحَرِير الْأَصْفَر وجلل الْخَيل بِجلَال الديباج وطوقها بِالذَّهَب وَالْفِضَّة وَلبس جبلة تاجه وَفِيه قرطا مَارِيَة فَلم يبْق بِالْمَدِينَةِ أحد إِلَّا خرج للقائه وَفَرح الْمُسلمُونَ بقدومه وإسلامه ثمَّ حضر الْمَوْسِم من عَامه ذَلِك فَبينا هُوَ يطوف بِالْبَيْتِ إِذْ وطئ على إزَاره رجل من فَزَارَة فَحله فَالْتَفت إِلَيْهِ جبلة مغضباً ولطمه فهشم أَنفه فاستعدى عَلَيْهِ إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ فَبعث إِلَيْهِ جبلة يَقُول مَا دعَاك إِلَى أَن لطمت أَخَاك فهشمت أَنفه قَالَ إِنَّه وطئ أزاري فَحله فلولا حُرْمَة الْبَيْت لأخذت الَّذِي فِيهِ عَيناهُ فَقَالَ لَهُ عمر أما أَنْت فقد أَقرَرت فإمَّا أَن ترضيه وَإِلَّا) أقدته مِنْك قَالَ أتقيده مني وَأَنا ملك وَهُوَ سوقة قَالَ عمر يَا جبلة إِنَّه قد جمعك وإياه الْإِسْلَام فَمَا تفضله إِلَّا بالعافية قَالَ وَالله لقد رَجَوْت أَن أكون فِي الْإِسْلَام أعز مني فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ عمر هُوَ ذَاك قَالَ إِذا أتنصر قَالَ إِن تنصرت ضربت عُنُقك فَقَالَ جبلة أخرني إِلَى غدٍ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ ذَلِك لَك فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل خرج هُوَ وَأَصْحَابه فَلم يلبث أَن دخل قسطنطينية على هِرقل فَتَنَصَّرَ فأعظم قدومه وسر بِهِ وأقطعه الْأَمْوَال وَالْأَرضين والرباع فَلَمَّا بعث عمر رَسُولا إِلَى هِرقل يَدعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام أَجَابَهُ إِلَى الْمُصَالحَة على غير الْإِسْلَام فَلَمَّا أَرَادَ الْعود قَالَ لَهُ هِرقل ألقيت ابْن عمك هَذَا الَّذِي ببلدنا يَعْنِي جبلة قَالَ مَا لَقيته قَالَ ألقه ثمَّ ائْتِنِي أعطك جوابك فَذهب الرَّسُول إِلَى بَاب جبلة فَإِذا عَلَيْهِ من القهارمة والحجاب والبهجة وَكَثْرَة الْجمع مثل مَا على بَاب هِرقل قَالَ الرَّسُول فَدخلت عَلَيْهِ فَرَأَيْت رجلا أصهب اللِّحْيَة ذَا سبال وَكَانَ عهدي بِهِ أسود اللِّحْيَة وَالرَّأْس فَنَظَرت إِلَيْهِ فأنكرته فَإِذا هُوَ قد دَعَا بسحالة الذَّهَب فذرها فِي لحيته حَتَّى عد أصهب وَهُوَ قَاعد على سَرِير قوائمه أَرْبَعَة أسودٍ من ذهب فَلَمَّا عرفني رفعني مَعَه على السرير وَجعل يسألني عَن الْمُسلمين فَذكرت لَهُ خيرا وَقلت لَهُ قد تضاعفوا أضعافاً على مَا تعرف فَقَالَ وَكَيف تركت عمر بن الْخطاب قلت لَهُ بِخَير فأغمه ذَلِك وانحدرت عَن السرير فَقَالَ لم تأبى الْكَرَامَة الَّتِي أكرمناك بهَا قلت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن هَذَا قَالَ نعم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَكِن نق قَلْبك من الدنس وَلَا تبال على مَا قعدت فَلَمَّا صلى على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طمعت بِهِ فَقلت وَيحك يَا جبلة أَلا تسلم وَقد عرفت الْإِسْلَام وفضله فَقَالَ أبعد مَا كَانَ مني قلت نعم فعل ذَلِك رجل من بني فَزَارَة أَكثر مِمَّا

فعلت أرتد عَن الْإِسْلَام وَضرب وُجُوه الْإِسْلَام بِالسَّيْفِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَام فَقبل ذَلِك مِنْهُ وخلفته بِالْمَدِينَةِ مُسلما قَالَ ذَرْنِي من هَذَا إِن كنت تضمن لي أَن يزوجني عمر أبنته ويوليني الْأَمر بعده رجعت إِلَى) الْإِسْلَام فضمنت لَهُ التَّزْوِيج وَلم أضمن الْأَمر فَأَوْمأ إِلَى خَادِم بَين يَدَيْهِ فَذهب مسرعاً فَإِذا خدم قد جاؤوا يحملون الصناديق فِيهَا الطَّعَام فَوضعت ونصبت مَوَائِد الذَّهَب وصحاف الْفضة وَقَالَ لي كل فقبضت يَدي وَقلت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْأكل فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة فال نعم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَكِن نق قَلْبك وكل فِيمَا أَحْبَبْت فَأكل فِي الذَّهَب وَالْفِضَّة وأكلت فِي الخلبخ فَلَمَّا رفع بِالطَّعَامِ جئ بطساس الْفضة وأباريق الذَّهَب فَقَالَ إغسل يدك فأبيت وَغسل فِي الذَّهَب وَالْفِضَّة وغسلت فِي الصفر ثمَّ أَوْمَأ إِلَى خَادِم بَين يَدَيْهِ فَمر مسرعاً فَسمِعت حسا فَالْتَفت فَإِذا خدم مَعَهم كراسٍ مرصعة بالجوهر فَوضعت عشرَة عَن يَمِينه وَعشرَة عَن يسَاره ثمَّ سَمِعت حسا فَالْتَفت فَإِذا عشر جوارٍ قد أقبلن مضمومات الشُّعُور متكسرات فِي الْحلِيّ عَلَيْهِنَّ ثِيَاب الديباج وَلم أر قطّ وُجُوهًا أحسن مِنْهُنَّ فأقعدهن على الكراسي ثمَّ سَمِعت حسا فَالْتَفت فَإِذا جَارِيَة كَأَنَّهَا الشَّمْس حسنا على رَأسهَا تَاج على ذَلِك التَّاج طَائِر لم أر أحسن مِنْهُ وَفِي يَدهَا الْيُمْنَى جَام فِيهِ مسك وَعَنْبَر فتيت وَفِي يَدهَا الْيُسْرَى جَام فِيهِ مَاء وردٍ فأومأت إِلَى الطَّائِر أَو قَالَ صفرت بالطائر فَوَقع فِي جَام الماورد فاضطرب فِيهِ ثمَّ أَوْمَأت إِلَيْهِ فَوَقع فِي جَام الْمسك والعنبر فتمرغ فِيهِ ثمَّ أَوْمَأت إِلَيْهِ أَو قَالَ صفرت بِهِ فطار حَتَّى نزل على صَلِيب فِي تَاج جبلة فَلم يزل يرفرف حَتَّى نفض مَا فِي ريشه عَلَيْهِ فَضَحِك جبلة من شدَّة السرُور حَتَّى بَدَت أنيابه ثمَّ الْتفت إِلَى الْجَوَارِي اللواتي عَن يَمِينه فَقَالَ لَهُنَّ بِاللَّه أضحكننا فاندفعن يغنين بخفق عيدانهن وَيَقُلْنَ من الْكَامِل (لله در عِصَابَة نادمتهم ... يَوْمًا بجلق فِي الزَّمَان الأول) (يسقون من ورد البريص عَلَيْهِم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل) (أَوْلَاد جَفْنَة حول قبر أَبِيهِم ... قبر ابْن مَارِيَة الْجواد الْمفضل) (يغشون حَتَّى مَا تهر كلابهم ... لايسألون عَن السوَاد الْمقبل) (بيض الْوُجُوه كَرِيمَة أحسابهم ... شم الأنوف من الطّراز الأول) قَالَ فَضَحِك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه ثمَّ قَالَ أَتَدْرِي من قَائِل هَذَا قلت لَا قَالَ قَائِله حسان بن ثَابت شَاعِر رَسُول الله ص ثمَّ الْتفت إِلَى الْجَوَارِي اللواتي عَن يسَاره فَقَالَ لَهُنَّ أبكيننا فاندفعن يغنين بخفق عيدانهن) وَيَقُلْنَ من الْخَفِيف (لمن الدَّار أقفرت بمعان ... بَين أَعلَى اليرموك فالجمان)

ابن سحيم

(ذَاك مغنى لآل جَفْنَة فِي الده ... ر محلا لحادثات الزَّمَان) (قد أَرَانِي هُنَاكَ دهراً مكيناً ... عِنْد ذِي التَّاج مقعدي ومكاني) (ودنا الفصح والولائد ينظم ... ن سرَاعًا أَكلَة المرجان) قَالَ فَبكى حَتَّى جعلت الدُّمُوع تسيل على لحيته ثمَّ قَالَ أَتَدْرِي من قَائِل هَذِه الأبيات قلت لَا قَالَ حسان بن ثَابت ثمَّ أنشأ يَقُول من الطَّوِيل (تنصرت الْأَشْرَاف من أجل لطمةٍ ... وَمَا كَانَ فِيهَا لَو صبرت لَهَا ضَرَر) (تكنفني مِنْهَا لجاجٌ ونخوةٌ ... وبعت لَهَا الْعين الصَّحِيحَة بالعور) (فيا لَيْت أُمِّي لم تلدني وليتني ... رجعت إِلَى القَوْل الَّذِي قَالَه عمر) (وَيَا لَيْتَني أرعى الْمَخَاض بقفرةٍ ... وَكنت أَسِيرًا فِي ربيعَة أَو مُضر) ثمَّ سَأَلَني عَن حسان بن ثَابت أَحَي هُوَ قلت نعم فَأمر لي بِمَال وَكِسْوَة ونوق موقرة برا ثمَّ قَالَ لي إِن وجدته مَيتا فأدفعها إِلَى أَهله وانحر الْجمال على قَبره فَلَمَّا قدمت على عمر أخْبرته خبر جبلة وَمَا دَعوته إِلَيْهِ من الْإِسْلَام وَالشّرط الَّذِي اشْتَرَطَهُ وَأَنِّي لم أضمن لَهُ الْأَمر فَقَالَ لي هلا ضمنت لَهُ الْأَمر فَإِذا أَفَاء الله بِهِ إِلَى الْإِسْلَام قضى علينا بِحكمِهِ عز وَجل ثمَّ ذكرت لَهُ الْهَدِيَّة الَّتِي أهداها إِلَيّ حَيَّان بن ثَابت فَبعث إِلَيْهِ فَأتى وَقد كف بَصَره وقائد يَقُودهُ فَلَمَّا دخل قَالَ إِنِّي أجد ريح آل جَفْنَة عنْدك قَالَ نعم هَذَا رجل أقبل من عِنْده قَالَ هَات يَا بن أخي مَا بعث إِلَيّ مَعَك قلت وَمَا علمك قَالَ يَا بن أخي إِنَّه كريم من عصبَة كرام مدحته فِي الْجَاهِلِيَّة فَحلف أَن لَا يلقى أحدا يعرفنِي إِلَّا أهْدى إِلَيّ مَعَه شَيْئا قَالَ فَدفعت إِلَيْهِ المَال وَالثيَاب وأخبرته بِمَا كَانَ أَمر بِهِ فِي الْإِبِل إِن وجدته مَيتا قَالَ وددت لَو كنت مَيتا فنحرت على قَبْرِي قَالَ ثمَّ جهزني عمر إِلَى قَيْصر وَأَمرَنِي أَن أضمن لجبلة مَا اشْتَرَطَهُ) فَلَمَّا قدمت الْقُسْطَنْطِينِيَّة وجدت النَّاس رَاجِعين من جنَازَته فَعلمت أَن الشَّقَاء عَلَيْهِ مَكْتُوب فِي أم الْكتاب قلت قَوْله وبعت لَهَا الْعين الصَّحِيحَة بالعور يُرِيد بالعوراء فَوضع الْمصدر مَوضِع الصّفة وَقد يكون أَرَادَ بِذَات العور فَحذف الْمُضَاف وَأبقى الْمُضَاف إِلَيْهِ 3 - (ابْن سحيم) جبلة بن سحيم بِالسِّين الْمُهْملَة المضمومة وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة

الكلبي أخو زيد

وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا مِيم التَّيْمِيّ وَقيل الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي روى عَن مُعَاوِيَة وَابْن عمر وحَنْظَلَة أحد الصَّحَابَة وَابْن الزبير وثقة يحيى الْقطَّان وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة خمي وَعشْرين وَمِائَة 3 - (الْكَلْبِيّ أَخُو زيد) جبلة بن حَارِثَة الْكَلْبِيّ أَخُو زيد بن حَارِثَة مولى النَّبِي ص وَهُوَ أكبر من زيد روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَأَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ (الألقاب) الجبيبي اسْمه حسان بن مُحَمَّد (جُبَير) 3 - (جُبَير بن إِيَاس الْأنْصَارِيّ) جُبَير بن إِيَاس بن خَالِد بن مخلد الْأنْصَارِيّ الزرقي شهد بَدْرًا وأحداً كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق ومُوسَى بن عقبَة والواقدي وَأَبُو معشرٍ وَقَالَ غَيرهم هُوَ جبر مكبراً غير مصغر 3 - (ابْن بُحَيْنَة) جُبَير بن بُحَيْنَة هُوَ ابْن مَالك بن القشب وَهُوَ أَخُو عبد الله بن بُحَيْنَة أمهما بُحَيْنَة ابْنة الْحَارِث بن عبد الْمطلب قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (ابْن مطعم الصَّحَابِيّ) جُبَير بن مطعم بن عديّ بن نَوْفَل بن عبد منَاف الْقرشِي

ابن حية التابعي

كنيته أَبُو أُميَّة وَقيل أَبُو عدي أسلم قبل الْفَتْح وَنزل الْمَدِينَة وَمَات بهَا سنة أَربع وَخمسين وَقيل سبع وَقيل تسع روى عَنهُ ابناه نَافِع وَمُحَمّد وَسليمَان بن صرد وَغَيرهم وَكَانَ من أنسب قُرَيْش لقريش وَمن عُلَمَائهمْ وَأَبوهُ الَّذِي قَامَ فِي نقض الصَّحِيفَة وأجار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى طَاف بِالْبَيْتِ وَمَات مُشْركًا أَعنِي أَبَا جُبَير وَكَانَ جُبَير يَقُول إِنَّمَا أخذت النّسَب من أبي بكر رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ جُبَير قدم الْمَدِينَة مُشْركًا فِي فدَاء أُسَارَى بدرٍ ثمَّ أسلم وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (ابْن حَيَّة التَّابِعِيّ) جُبَير بن حَيَّة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف بن مَسْعُود بن معتب الثَّقَفِيّ تَابِعِيّ مَشْهُور ثِقَة مَاتَ زمن عبد الْملك بن مَرْوَان سمع النُّعْمَان بن مقرن روى عَنهُ زِيَاد بن جُبَير 3 - (ابْن أبي سلمَان التَّابِعِيّ) جُبَير بن أبي سلمَان بن جُبَير بن مطعم بن عدي الْقرشِي تَابِعِيّ) روى عَن ابْن عمر وَغَيره وروى عَنهُ عبَادَة بن مُسلم وَجبير هَذَا حفيد الصَّحَابِيّ الْمَذْكُور أَولا 3 - (ابْن نفير التَّابِعِيّ) جُبَير بن نفير بِضَم النُّون وَفتح الْفَاء وَسُكُون الْيَاء آخر

الألقاب

الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء ابْن مَالك بن عَامر الْحَضْرَمِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن تَابِعِيّ مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَهُوَ من ثِقَات الشاميين وَحَدِيثه فيهم توفّي سنة ثَمَانِينَ بِالشَّام روى عَن أبي بكر وَعمر وَأبي الدَّرْدَاء وَأبي ذَر روى عَنهُ سليم بن عَامر وَأَبُو الزَّاهِرِيَّة وَابْنه عبد الرَّحْمَن وَأدْركَ زمَان النَّبِي ص وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة (الألقاب) الجبيري إسمه مُحَمَّد بن عبد السَّلَام (جثجاث أَبُو عقيل صَاحب الصَّاع) جثجاث أَخُو بني أنيف حَلِيف بني عَمْرو بن عَوْف اشْتهر بكنيته وَهِي أَبُو عقيل أَتَى بِصَاع تمر فأفرغه فِي الغرفة فتضاحك بِهِ المُنَافِقُونَ وَقَالُوا إِن الله لَغَنِيّ عَن صَاع أبي عقيل فَنزل فيهم الَّذين يَلْمِزُونَ الْمُطوِّعين وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حض على الصَّدَقَة يَوْمًا فَأتى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بِنصْف مَاله أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَأَرْبع مائَة دِينَار وأتى عَاصِم بن عدي بِمِائَة وسق تمر فلمزهما المُنَافِقُونَ وَقَالُوا هَذَا رِيَاء فَنزلت الْآيَة وَالَّذين لَا يَجدونَ إِلَّا جهدهمْ هُوَ أَبُو عقيل أَتَى بصاعه وَقَالَ مَالِي غير صَاعَيْنِ نقلت فيهمَا المَاء على ظَهْري حبست أَحدهمَا لِعِيَالِي وَجئْت بِالْآخرِ (الجحاف بن حَكِيم الْقَيْسِي) الجحاف بن حَكِيم بن عَاصِم بن قيس بن سِبَاع بن خزاعى بن محَارب ابْن مرّة بن فالج بن ذكْوَان بن ثَعْلَبَة بن بهتة بن سليم بن مَنْصُور لما كَانَت سنة ثلاثٍ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وَقتل عبد الله بن الزبير وهدأت الْفِتْنَة وَاجْتمعَ النَّاس على عبد الْملك وتكافت قيس وتغلب عَن الْمَغَازِي بِالشَّام والجزيرة وَظن كل واحدٍ من الْفَرِيقَيْنِ أَن عِنْده فضلا لصَاحبه وَتكلم عبد الْملك فِي ذَلِك وَلم يحكم الصُّلْح فِيهِ فبيناهم على تِلْكَ الْحَال إِذْ أنْشد الأخطل عبد الْملك وَعِنْده وُجُوه قيس من الطَّوِيل (أَلا سَائل الجحاف هَل هُوَ ثَائِر ... بقتلي أُصِيبَت من سليم وعامر) (أجحاف إِن نهبط عَلَيْك فتلتقي ... عَلَيْك بحور طاميات الزاواخر)

الألقاب

(تكن مثل أقذاء الْحباب الَّذِي جرى ... بِهِ الْبَحْر تسقيه ريَاح الصراصر) فَوَثَبَ الجحاف يجر مطرفه وَمَا يعلم من الْغَضَب فَقَالَ عبد الْملك للأخطل مَا أحسبك إِلَّا قد اكسبت قَوْمك شرا فافتعل عهدا من عبد الْملك على صدقَات بكر وتغلب فصحبه من قومه نَحْو من ألف فَارس فَسَار بهم حَتَّى بلغ الرصافة ثمَّ كشف لَهُم أمره وأنشدهم مَا قَالَه الأخطل وَقَالَ إِنَّمَا هِيَ النَّار أَو الْعَار فَمن صَبر فليقدم وَمن كره فَليرْجع فَقَالُوا نَحن مَعَك فصاروا إِلَى الْبشر وَهُوَ وَاد لبني تغلب فَأَغَارُوا عَلَيْهِم لَيْلًا وقتلوهم وبقروا من النِّسَاء من كَانَت حَامِلا وَمن كَانَت غير حاملٍ قتلوها وَقتل ابْن للأخطل يُقَال لَهُ غياث ثمَّ إِن الجحاف هرب من بعد ذَلِك وَفرق عَنهُ أَصْحَابه وَلحق بالروم فَلحقه عُبَيْدَة بن تَمام التغلبي دون الدَّرْب فكر عَلَيْهِ الجحاف فَهَزَمَهُ وَهزمَ أَصْحَابه وَمكث زميناً فِي الرّوم وَقَالَ فِي ذَلِك من الطَّوِيل (فَإِن تطردوني تطردوني وَقد جرى ... بِي الْورْد يَوْمًا فِي دِمَاء الأراقم) (لدن ذَر قرن الشَّمْس حَتَّى تلبست ... ظلاماً بركض المقربات الصلادم) وَأقَام هُنَاكَ حَتَّى سكن غضب عبد الْملك وكلمته القيسية فِي أَن يُؤمنهُ فلَان لَهُم فَقيل لَهُ إِنَّا وَالله لَا نَأْمَنهُ على الْمُسلمين أَن يَأْتِي بالروم فَأَمنهُ فَأقبل فَلَمَّا قدم على عبد الْملك لقِيه الأخطل فَقَالَ لَهُ الجحاف من الطَّوِيل) (أَبَا مالكٍ هَل لمتني إِذْ حضضتني ... على الْقَتْل أم هَل لامني فِيك لائمي) (أَبَا مالكٍ إِنِّي أطعتك فِي الَّتِي ... حضضت عَلَيْهَا فعل حران حَازِم) (فَإِن تدعني أُخْرَى أجبك بِمِثْلِهَا ... وَأَنِّي لطّب بالوغى جد عَالم) فَرَأى عبد الْملك أَنه إِن تَركهم على حَالهم كَأَنَّهُ لم يحكم الْأَمر فَأمر الْوَلِيد بن عِنْد الْملك فَحمل الدِّمَاء الَّتِي كَانَت قبل ذَلِك بَين قيس وتغلب وَضمن الجحاف قَتْلَى الْبشر وألزمه إِيَّاهَا عُقُوبَة لَهُ فَأدى الْوَلِيد الحمالات وَلم يكن عِنْد الجحاف مَا يُؤَدِّي فلحق بالحجاج يسْأَله لِأَنَّهُ من هوَازن فَسَأَلَهُ الْإِذْن فَمَنعه فلقي أَسمَاء بن خَارِجَة فعصب حَاجته بِهِ فَقَالَ إِنِّي لَا أقدر لَك على مَنْفَعَة قد علم الْأَمِير بمكانك وأبى أَن يَأْذَن لَك فَقَالَ لَا وَالله لَا ألزمها غَيْرك ثمَّ إِن الْحجَّاج أعطَاهُ مِائَتي ألفٍ وَخمسين ألفا ثمَّ إِن الجحاف تأله بعد ذَلِك وَحج وَمَعَهُ مشيخة قد حزموا أنفسهم ولبسوا الصُّوف وَمَشوا إِلَى مَكَّة وَخرج النَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِم وَسمع عبد الله بن عمر الجحاف وَقد تعلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ اغْفِر لي وَمَا أَرَاك تفعل فَقَالَ لَهُ ابْن عمر يَا هَذَا لَو كنت الجحاف مَا زِدْت على هَذَا القَوْل قَالَ فَأَنا الجحاف فَسكت وسَمعه مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا وَهُوَ يَقُول ذَلِك فَقَالَ لَهُ يَا عبد الله قنوطك من عَفْو الله أعظم من ذَنْبك (الألقاب) جحى أَبُو الْغُصْن دجين بن ثَابت يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الدَّال فِي مَكَانَهُ

جحوش بن فضالة الخفاجي

جحى أَبُو الْغُصْن صَاحب النَّوَادِر ذكر الجاحظ أَن اسْمه نوح يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف النُّون فِي مَوْضِعه جحظة الْبَرْمَكِي اسْمه أَحْمد بن جَعْفَر بن مُوسَى (جحوش بن فضَالة الخفاجي) جحوش بن فضَالة الكليبي الخفاجي من عرب الْبَادِيَة مدح سيف الدولة صَدَقَة بن مزِيد صَاحب الْحلَّة وَقدم بَغْدَاد ومدح الْوَزير عميد الدولة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهير وَأورد لَهُ محب الدّين بن النجار من الطَّوِيل (ألم تلْتَفت للربع لما تنكرا ... وَقد كنت تلقى مِنْهُ خيماً وسمرا) مِنْهَا (قطوف الخطا لَو يدرج الذَّر فَوْقهَا ... لأدمى جديل الْمَتْن مِنْهَا وأثرا) (وَتَبَسم عَن در عذابٍ كَأَنَّهَا ... ذرى أقحوان حَيْثُ بهى ونورا) (إِذا استل من بَين الثنايا رضابها ... محب براه الشوق حَتَّى تغبرا) (سقى دارها بِالْعينِ من وابل الحيا ... ثقيل التوالي كلما رَاح زمجرا) (أجش جمادي كَأَن ربابه ... بَخَاتِي كرمانٍ إِذا مَا تحدرا) مِنْهَا (لَو أَن ابْن مَنْصُور يعد جميله ... وقطر السما كَانَت أياديه اكثرا) (أَلا إِن ذيلاً يَا ابْن مَنْصُور التقى ... عَلَيْك بسرٍ كَانَ ذيلاً مطهرا) (مَتى تجهز الدُّنْيَا بمثلك مثلنَا ... جزيل العطا سبط البنانين أزهرا) (فَإِن ترض عَنَّا فالعراق محلنا ... وَإِلَّا نزلنَا منزلا عَنهُ أزورا) (الألقاب) أَبُو صحيفَة السوَائِي اسْمه وهب بن عبد الله جخجخ النَّحْوِيّ اسْمه عبيد الله بن أَحْمد (الْجد بن قيس) الْجد بن قيس بن صَخْر بن خنساء بن سنانٍ الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ هُوَ خَال جَابر بن عبد الله كَانَ منافقاً ثمَّ حسنت تَوْبَته روى عَنهُ جَابر وَأَبُو هُرَيْرَة وَيُقَال أَنه مَاتَ فِي خلَافَة عُثْمَان وَعَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ فِي الْجد بن قيس نزلت ائْذَنْ لي وَلَا تفتني

الألقاب

وَذَلِكَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُم فِي غَزْوَة تَبُوك اغزوا الرّوم تنالوا بَنَات الْأَصْفَر فَقَالَ الْجد قد علمت الْأَنْصَار أَنِّي إِذا رَأَيْت النِّسَاء لم أَصْبِر حَتَّى افْتتن وَلَكِن أعينك بِمَالي فَنزلت وَمِنْهُم من يَقُول ائْذَنْ لي وَقد كَانَ سَاد فِي الْجَاهِلِيَّة جَمِيع بني سَلمَة فَانْتزع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سؤدده وسود فيهم عَمْرو بن الجموح وَقَالَ جَابر بَايعنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْحُدَيْبِيَة على أَن لَا نفر كلنا إِلَّا الْجد بن قيس اخْتَبَأَ تَحت بطن نَاقَته وَقد قيل إِنَّه تَابَ وَحسنت تَوْبَته (الألقاب) ابْن الْجد المغربي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله ابْن جدعَان اسْمه عَليّ بن زيد جَوَاب الدولة أَحْمد بن مُحَمَّد جَرَادَة الْوَاعِظ اسْمه مَنْصُور بن الْمُبَارك جربان ضِيَاء الدّين عَليّ بن أَحْمد الجربي مُحَمَّد بن جَعْفَر (الْجراح) 3 - (ابْن عبد الله الْحكمِي) الْجراح بن عبد الله الْحكمِي الْأَمِير أَبُو عقبَة ولي الْبَصْرَة وَله تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر وَكَانَ من صلحاء الْأُمَرَاء ومجاهديهم توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وَمِائَة 3 - (الْأَشْجَعِيّ) الْجراح الْأَشْجَعِيّ الصَّحَابِيّ مَذْكُور فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود فِي قصَّة بروع بنت واشق عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ صدَاق امْرَأَة من نسائها وَلها الْمِيرَاث وَعَلَيْهَا الْعدة فِي الَّذِي مَاتَ عَنْهَا قبل أَن يدْخل بهَا وَلم يكن فرض لَهَا

ابن مليح

3 - (ابْن مليح) الْجراح بن مليح الرُّؤَاسِي الْكُوفِي وَالِد وَكِيع وناظر بَيت المَال بِبَغْدَاد للرشيد وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ ابْن سعد كَانَ ضَعِيف الحَدِيث توفّي سنة ستّ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة (الألقاب) ابْن الْجراح عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى ابْن الْجراح عَليّ بن عِيسَى ابْن الْجراح عِيسَى بن دَاوُد ابْن الْجراح عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن دَاوُد ابْن الْجراح الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن الْجراح يحيى بن مَنْصُور ابْن الجرادي الْكَاتِب أجمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الجراوي صَاحب الحماسة أَحْمد بن عبد السَّلَام الجراوي المالقي أَحْمد بن الْحسن) الجراوي عبد الله بن مُحَمَّد الجرايدي أَيُّوب بن بدر الجرايدي الشَّاعِر الْمُقْرِئ يَعْقُوب بن بدران ابْن عماد الدّين مُحَمَّد بن يَعْقُوب

جرثوم أبو ثعلبة الخشني

(جرثوم أَبُو ثَعْلَبَة الْخُشَنِي) جرثوم أَبُو ثَعْلَبَة الْخُشَنِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة ضرب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسهمه يَوْم خَيْبَر وأرسله إِلَى قومه فأسلموا توفّي سنة خمس وَسبعين روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة (جرجي الدوادار) جرجي الْأَمِير سيف الدّين الدوادار كَانَ دواداراً صَغِيرا فِي الْأَيَّام الصالحية وَلما قتل الْأَمِير سيف الدّين طغيتمر النجمي الدوادار الْكَبِير فِي أَوَاخِر أَيَّام المظفر حاجى جَاءَ الْأَمِير سيف الدّين جرجي الْمَذْكُور إِلَى الشَّام مُتَوَجها إِلَى حماه فِي وَاقعَة يلبغا اليحيوي وَلما عَاد إِلَى مصر جعله المظفر دواداراً كَبِيرا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَلَمَّا قتل المظفر فِي شهر رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة أخرج الْأَمِير سيف الدّين جرجي إِلَى دمشق أَمِير عشرَة وَجعل الْأَمِير سيف الدّين طشبغا دواداراً عوضه ثمَّ أَنه طلب إِلَى مصر وَأعْطِي إمرة طبلخاناه بالديار المصرية (الألقاب) الْجِرْجَانِيّ القضي الشَّافِعِي أَبُو الْحسن عليّ بن عبد الْعَزِيز الْجِرْجَانِيّ الأديب عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن الْجِرْجَانِيّ الْوراق الشَّاعِر مُحَمَّد بن أَحْمد الجرجرائي الْكَاتِب مُحَمَّد بن الْفضل الجرجرائي الْوَزير أَحْمد بن الخصيب الجرجرائي رَجَاء بن أبي الضَّحَّاك)

جرجس بن يوحنا اليبرودي

الجرجرائي عَليّ بن أَحْمد (جرجس بن يوحنا اليبرودي) جرجس بن يوحنا بن سُهَيْل بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْفرج اليبرودي بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وباء ثَانِيَة الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء ويبرود قَرْيَة إِلَى جَانب صيدنايا من عمل دمشق كَانَ من النَّصَارَى اليعاقبة وَكَانَ بقريته من جملَة فلاحيها يجمع الشيح من بر دمشق وَيدخل يَبِيعهُ فِي دمشق فاتفق يَوْمًا أَن دخل فِي بَاب توما فَوجدَ طَبِيبا يفصد إنْسَانا قد عرض لَهُ رُعَاف شَدِيد من الْجِهَة الَّتِي وَقع الفصد فِيهَا فَوقف ينظر إِلَيْهِ وَقَالَ لم تفعل هَذَا قَالَ لقطع الدَّم فَقَالَ إِن كَانَ الْأَمر هَكَذَا فإننا فِي موضعنا قد اعتدنا أَنه مَتى كَانَ نهر جارٍ وأردنا قطع المَاء عَنهُ فإننا نجْعَل لَهُ مسيلاً إِلَى نَاحيَة أُخْرَى غير مسامتةٍ لَهُ فافعل أَنْت كَذَلِك فَفعل فَانْقَطع الدَّم فَقَالَ الطَّبِيب لليبرودي لَو أَنَّك مشتغل بالطب جَاءَ مِنْك طَبِيب جيد فمالت نَفسه إِلَى الطِّبّ واشتغل بِهِ وَلما تبصر فِي الطِّبّ قصد أَبَا الْفرج بن الطّيب كَاتب الجاثليق بِبَغْدَاد وَقَرَأَ عَلَيْهِ الطِّبّ وَالْحكمَة إِلَى أَن مهر وَعَاد إِلَى دمشق وَأقَام بهَا وَقَالَ اِسْعَدْ بن الياس بن المطران كَانَ بِدِمَشْق فاصد يُقَال لَهُ أَبُو الْخَيْر فصد فِي بعض الْأَيَّام شَابًّا فَوَقَعت الريشة فِي شريانٍ فَجرى الدَّم وسال وحار وتبلد الفاصد فَاجْتمع النَّاس عَلَيْهِ وَجَاء اليبرودي وَهُوَ صبي يَسُوق دَابَّة تحمل الشيح فَرَآهُ فَقَالَ يَا عماه افصده فِي الْيَد الْأُخْرَى ففصده فَقَالَ شدّ الفصاد الأول فشده وَوضع عَلَيْهِ لازوقاً كَانَ عِنْده فَوقف الدَّم فَقَالَ من أَيْن لَك مَا أَمرتنِي بِهِ فَقَالَ أَنا أرى لما يسقى الْكَرم إِذا انْفَتح شقّ من النَّهر وَخرج المَاء مِنْهُ فتح فتحا آخر ينقص بِهِ المَاء الأول الْوَاصِل إِلَى ذَلِك الشق ثمَّ يسده بعد ذَلِك قَالَ فَمَنعه الجرايحي من بيع الشيح وشغله بالطب فَكَانَ مِنْهُ اليبرودي وَقَالَ الطرطوشي فِي كتاب سراج الْمُلُوك حَدثنِي بعض الشاميين أَن رجلا خبازاً بَينا هُوَ يخبز فِي تنوره بِمَدِينَة دمشق إِذْ عبر عَلَيْهِ رجل يَبِيع المشمش فَاشْترى مِنْهُ وَجعل يَأْكُلهُ بالخبز الْحَار فَلَمَّا فرغ سقط مغشياً عَلَيْهِ فنظروا فَإِذا هُوَ ميت فقضوا بِمَوْتِهِ وَغسل وكفن وَصلي عَلَيْهِ) وَخَرجُوا بِهِ إِلَى الْجَبانَة فَبينا هم فِي الطَّرِيق على بَاب الْبَلَد اسْتَقْبَلَهُمْ طَبِيب يُقَال لَهُ اليبرودي فَسمع النَّاس يلهجون بأَمْره فَسَأَلَهُمْ عَن الْقِصَّة فأخبروه بهَا فَقَالَ حطوه حَتَّى أرَاهُ فوضعوه فَنظر فِي أَمَارَات الْحَيَاة مِنْهُ فَسَقَاهُ شَيْئا أَو قَالَ حقنه فَانْدفع مَا هُنَالك فَإِذا الرجل قد فتح عَيْنَيْهِ وَقَامَ إِلَى حانوته وَتُوفِّي اليبرودي بِدِمَشْق سنة وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بكنيسة اليعاقبة عِنْد بَاب توما وَوجد فِي تركته ثَلَاثمِائَة دِرْهَم مقطع رومي وَخَمْسمِائة فضَّة ألطفها ثَلَاثمِائَة دِرْهَم وَكَانَت لَهُ مراسلات إِلَى ابْن رضوَان بِمصْر وَغَيره من الْأَطِبَّاء المصريين وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الطِّبّ وَلَا سِيمَا من كتب جالينوس وشروحها وجوامعها (جرديك النوري الأتابكي) كَانَ من كبار أُمَرَاء الدولة وَهُوَ

الألقاب

الَّذِي تولى قتلة شاور بِمصْر وَقَتله ابْن الخشاب بحلب وَكَانَ بطلاً شجاعاً وَولي إمرة الْقُدس وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة أَربع وَتِسْعين وخمسائة وَولي الْقُدس فِي الْأَيَّام الصلاحية (الألقاب) الجرذ القَاضِي أَحْمد بن إِسْحَاق الجرذ الْكَاتِب هبة الله بن الْحُسَيْن ابْن جرموز قَاتل الزبير اسْمه عُمَيْر بن جرموز الْجرْمِي النَّحْوِيّ اسْمه صَالح بن إِسْحَاق (جرهد بن خويلد) جرهد بن خويلد بن بحرة بن عبد ياليل الْأَسْلَمِيّ الْمدنِي كَانَ من أهل الصّفة توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وروى عَنهُ بنوه عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَسليمَان وَمُسلم وجرهد هَذَا هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُول الله ص غط فخذك وحفيده زرْعَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ (جرهم بن ناشب) جرهم بن ناشب الْخُشَنِي أَبُو ثَعْلَبَة وَقيل هُوَ الجرثوم بن ناشب وَقيل ناشم وَهُوَ مَشْهُور بكنيته بَايع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيعَة الرضْوَان وَضرب لَهُ السهْم يَوْم خَيْبَر وأرسله إِلَى قومه فأسلموا نزل الشَّام وَبهَا مَاتَ سنة خمس وَسبعين وَقيل مَاتَ فِي زمن مُعَاوِيَة روى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَجبير بن نفير وَمَكْحُول

جرول الحطيئة

(جَرْوَل الحطيئة) جَرْوَل هُوَ الحطيئة الشَّاعِر الْمَشْهُور أَبُو مليكَة ابْن أَوْس بن مَالك من بني عبس لقب بالحطيئة لقُرْبه من الأَرْض فَإِنَّهُ كَانَ قَصِيرا وَقيل ضرط ضرطة بَين قومه فَقيل مَا هَذَا فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ حطأة وَهُوَ من فحول الشُّعَرَاء وفصحائهم وَكَانَ ذَا شَرّ وسفه وَنسبه متدافع بَين الْقَبَائِل كَانَ ينتمي إِلَى كل وَاحِدَة مِنْهَا إِذا غضب على الْأُخْرَى وَهُوَ مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام فَأسلم ثمَّ ارْتَدَّ وَقَالَ فِي ذَلِك من الطَّوِيل (أَطعْنَا رَسُول الله إِذْ كَانَ بَيْننَا ... فيا لعباد الله مَا لأبي بكر) (أيورثها بكرا إِذا مَاتَ بعده ... وَتلك لعمر الله قاصمة الظّهْر) وَقَالَ يهجو أمه من الوافر (تنحي فاجلسي عني قَلِيلا ... أراح الله مِنْك العالمينا) (أغربالاً إِذا اسْتوْدعت سرا ... وكانوناً على المتحدثينا) وَالْتمس يَوْمًا إنْسَانا يهجوه فَلم يجد فَضَاقَ عَلَيْهِ ذَلِك فَقَالَ من الطَّوِيل (أَبَت شفتاي الْيَوْم إِلَّا تكلماً ... بشرٍ فَمَا أَدْرِي لمن أَنا قَائِله) وَجعل يدهور هَذَا الْبَيْت فِي حلقه وَلَا يرى إنْسَانا فَاطلع فِي ركي أَو حَوْض فَرَأى وَجهه فَقَالَ (أرى لي وَجها قبح الله خلقه ... فقبح من وَجه وقبح حامله) وَقدم الْمَدِينَة فِي سنة مُجْدِبَة فَجمع أَشْرَافهَا لَهُ من بَينهم شَيْئا إِلَى أَن تكمل لَهُ أَرْبَعمِائَة دِينَار وَأَعْطوهُ إِيَّاهَا فَإِذا بِهِ يَوْم الْجُمُعَة وَقد اسْتقْبل الإِمَام يُنَادي من يحملني على نَعْلَيْنِ كَفاهُ الله كبة

جَهَنَّم قَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ الحطيئة جشعاً سؤولاً محلفاً دني النَّفس كثير الشَّرّ قَلِيل الْخَيْر بَخِيلًا قَبِيح المنظر رث الْهَيْئَة مغموز النّسَب فَاسد الدّين وهجا الزبْرِقَان بن بدر بالأبيات السينية الَّتِي مِنْهَا من الْبَسِيط (دع المكارم لَا ترحل لبغيتها ... واقعد فَإنَّك أَنْت الطاعم الكاسي) فاستدعى عَلَيْهِ الزرقان إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ فرفعه عمر إِلَيْهِ واستنشده فَقَالَ عمر لحسان أتراه هجاه فَقَالَ نعم وسلح عَلَيْهِ فحبسه عمر وَقيل جعله فِي بئرٍ ثمَّ ألقِي عَلَيْهِ شَيْء فَقَالَ) من الْبَسِيط (مَاذَا تَقول لأفراخ بِذِي مرخ ... زغب الحواصل لَا مَاء وَلَا شجر) (ألقيت كاسبهم فِي قَعْر مظلمةٍ ... فَاغْفِر عَلَيْك سَلام الله يَا عمر) (أَنْت الإِمَام الَّذِي من بعده صَاحبه ... أَلْقَت إِلَيْك مقاليد النهى الْبشر) (لم يؤثروك بِهِ إِذْ قدموك لَهَا ... لَكِن لأَنْفُسِهِمْ كَانَت بك الْأَثر) فَأخْرجهُ وَقَالَ إياك وهجاء النَّاس فَقَالَ إِذا تَمُوت عيالي جوعا هَذَا مكسبي وَمِنْه معاشي قَالَ فإياك والمقذع من القَوْل قَالَ وَمَا المقذع قَالَ أَن تخاير بَين النَّاس فَتَقول فلَان خير من فلَان وَآل فلَان خير من آل فلَان قَالَ فَأَنت وَالله أهجا مني ثمَّ قَالَ لَوْلَا أَن تكون سبة لَقطعت لِسَانه وَلَكِن اذْهَبْ فَأَنت لَهُ يَا زبرقان فَألْقى الزبْرِقَان فِي رقبته عِمَامَة فاقتاده بهَا فعارضته غطفان فَقَالَت لَهُ يَا أَبَا شذرة إخْوَتك وَبَنُو عمك فهبه لنا فوهبه لَهُم وَقيل إِن عمر رَضِي الله لما أطلقهُ اشْترى مِنْهُ أَعْرَاض الْمُسلمين بِثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم ليؤكد قلت لم يخف عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَن ذَلِك هجو وَلكنه أَرَادَ درا الْحَد بِالشُّبْهَةِ وَقَالَ العسكري فِي كتاب الْأَوَائِل بَعْدَمَا أورد الأبيات الرائية للحطيئة فَأخْرجهُ عمر وَجلسَ على كرْسِي وَأخذ شفرةً وأوهمه أَنه يُرِيد قطع لِسَانه فَضَجَّ وَقَالَ أَنا وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد هجوت أبي وَأمي وهجوت نَفسِي وامرأتي فبتسم عمر وَقَالَ مَا الَّذِي قلت قَالَ قلت لأبي وَأمي من الْكَامِل (وَلَقَد رَأَيْتُك فِي النِّسَاء فسؤتني ... وَأبي ينيك فساءني فِي الْمجْلس) وَقلت فِي امْرَأَتي من الوافر (تنحي واقعدي مني بَعيدا ... أراح الله مِنْك العالمينا) (ألم أظهر لَك الْبغضَاء مني ... وَلَكِن لَا أخالك تعقلينا) (أغربالاً إِذا اسْتوْدعت سرا ... وكانوناً على المتحدثينا) وَقلت فِي نَفسِي من الطَّوِيل) (أَبَت شفتاي الْيَوْم إِلَّا تكلماً ... بِسوء فَلَا أَدْرِي لمن أَنا قَائِله)

(أرى لي وَجها شوه الله خلقه ... فقبح من وجهٍ وقبح حامله) فَأخذ عمر عَلَيْهِ أَن لَا يهجو أحدا وَجعل لَهُ ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم اشْترى بهَا أَعْرَاض الْمُسلمين فَقَالَ الحطيئة من الْكَامِل (أخذت أَطْرَاف الْكَلَام فَلم تدع ... شتماً يضر وَلَا مديحاً ينفع) (ومنعتني عرض الْبَخِيل فَلم يخف ... شتمي وَأصْبح آمنا لَا يجزع) وَلما حضرت الحطيئة الْوَفَاة اجْتمع إِلَيْهِ قومه فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا مليكَة أوص فَقَالَ ويل للشعر من رِوَايَة السوء فَقَالُوا أوص يَرْحَمك الله يَا حطي فَقَالَ من الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (إِذا أنبض الرامون عَنْهَا ترنمت ... ترنم ثَكْلَى أوجعتها الْجَنَائِز) قَالُوا الشماخ قَالَ أبلغوا غطفان أَنه اشعر الْعَرَب فَقَالُوا لَهُ وَيحك أوص بِمَا ينفعك فَقَالَ أبلغوا أهل ضابىء أَنه شَاعِر حَيْثُ يَقُول من الطَّوِيل (لكل جديدٍ لَذَّة غير أنني ... وجدت جَدِيد الْمَوْت غير لذيذ) فَقَالُوا أوص وَيحك بِمَا ينفعك قَالَ أبلغوا امْرأ الْقَيْس أَنه أشعر الْعَرَب حَيْثُ يَقُول من الطَّوِيل (فيا لَك من ليلٍ كَأَن نجومه ... بِكُل مغار الفتل شدت بيذبل) فَقَالُوا إتق الله ودع عَنْك قَالَ أبلغوا الْأَنْصَار أَن شَاعِرهمْ اشعر الْعَرَب حَيْثُ يَقُول من الْكَامِل (يغشون حَتَّى مَا تهر كلابهم ... لَا يسْأَلُون عَن السوَاد الْمقبل) فَقَالُوا إِن هَذَا لايغني عَنْك شَيْئا فَقل غير مَا أَنْت فِيهِ فَقَالَ من الرجز (الشّعْر صَعب وطويل سلمه ... إِذا ارْتقى فِيهِ الَّذِي لايعلمه) (زلت بِهِ إِلَى الحضيض قدمه ... يُرِيد أَن يعربه فيعجمه) قَالُوا هَذَا مثل الَّذِي كنت فِيهِ فَقَالَ من الرجز (قد كنت أَحْيَانًا شَدِيد الْمُعْتَمد ... وَكنت ذَا غربٍ على الْخصم أَلد) ) فوردت نَفسِي وَمَا كَادَت ترد قَالُوا يَا أَبَا مليكَة أَلَك حَاجَة قَالَ لَا وَالله وَلَكِن أجزع على المديح الْجيد يمدح بِهِ من لَيْسَ لَهُ أَهلا قَالُوا فَمن اشعر النَّاس فَأَوْمأ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ وَقَالَ هَذَا الجحير إِذا طمع فِي خير واستعبر باكياً فَقَالُوا لَهُ قل لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ من الرجز (

جرول بن الحمارس اليشكري

قَالَت وفيهَا حيرة وذعر ... عوذ بربي مِنْكُم وَحجر) قَالُوا لَهُ مَا تَقول فِي عبيدك وإمائك فَقَالَ هم عبيد قن مَا عاقب اللَّيْل النَّهَار قَالُوا فأوص للْفُقَرَاء بِشَيْء قَالَ الإلحاح فِي الْمَسْأَلَة فَإِنَّهَا تِجَارَة لَا تبور وآست المسؤول أضيق قَالُوا فَمَا تَقول فِي مَالك قَالَ للْأُنْثَى من وَلَدي مثل حَظّ الذّكر قَالُوا لَيْسَ هَكَذَا قضى الله عز وَجل قَالَ لكني هَكَذَا قضيت قَالُوا فَمَا توصي لِلْيَتَامَى قَالَ كلوا أَمْوَالهم ونيكو أمهاتهم قَالُوا فَهَل شَيْء تعهد فِيهِ غير هَذَا قَالَ نعم تحملوني على أتان وتتركوني راكبها حَتَّى أَمُوت فَإِن الْكَرِيم لَا يَمُوت على فرَاشه والأتان مركب لم يمت عَلَيْهِ كريم فَحَمَلُوهُ على أتان وَجعلُوا يذهبون بِهِ ويجيئون حَتَّى مَاتَ وَهُوَ يَقُول من الرجز (لَا أحد ألأم من حطيه ... هجا بنيه وهجا المريه) من لؤمه مَاتَ على قريه الْقرْيَة الأتان وَقَالَ أَبُو حَاتِم بخلاء الْعَرَب أَرْبَعَة الحطيئة وَحميد الأرقط وَأَبُو الْأسود الثَّلَاثَة لِلْهِجْرَةِ (جَرْوَل بن الحمارس الْيَشْكُرِي) هُوَ الْقَائِل يهجو الفرزدق فِي رِوَايَة عمر بن شبة من الطَّوِيل (لقد بشرت أم الفرزدق أَهلهَا ... بألأم مَوْلُود وأخبث مَوضِع) (خصاك جرير يَا بن قين فَإِن تعد ... لشتم كريم بعد خصيك تجدع) (بَكَى الْقَيْن لما رأى الْحَرْب شمرت ... جزعت ابْن قين اللؤم لَا حِين مجزع) (وَإنَّك يَا بن الْقَيْن لست بمدرك ... مآثر بكرٍ فأت جهدك أَو دع) (الألقاب) ابْن جرو عبيد الله بن مُحَمَّد ابْن جريح اسْمه عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز (جرير البَجلِيّ الصَّحَابِيّ) جرير بن عبد الله البَجلِيّ بِفَتْح الْبَاء ثَانِي الْحُرُوف

الأحمسي اليمني وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم فِي رَمَضَان وَكَانَ بديع الْجمال مليح الصُّورَة إِلَى الْغَايَة طَويلا يصل إِلَى سَنَام الْبَعِير وَكَانَ نَعله ذِرَاعا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على وَجهه مسحة ملك وَقَالَ عمر جرير يُوسُف هَذِه الْأمة وَقَالَ جرير أسلمت قبل موت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا روى عَنهُ أنس بن مَالك وَقيس بن أبي حَازِم وَالشعْبِيّ وَبَنوهُ عبيد الله وَالْمُنْذر وَإِبْرَاهِيم وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة نزل الْكُوفَة وسكنها زَمَانا ثمَّ انْتقل إِلَى قرقيسيا وَمَات بهَا سنة إِحْدَى وَخمسين وَقيل سنة أَربع وَخمسين أورد المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لجرير البَجلِيّ قَوْله حِين نافر الفرافصة بن الأحوض الْكَلْبِيّ إِلَى الْأَقْرَع بن حَابِس من الرجز (يَا أَقرع بن حَابِس يَا أَقرع ... إِن يصرع الْيَوْم أَخُوك تصرع) وَقَوله أَيْضا من الرجز (يَا ابْن نزار انصرا أخاكما ... إِن أبي وجدته أَبَاكُمَا) لن يخذل الْيَوْم أَخ والاكما) فنفره الْأَقْرَع على الفرافصة انْتهى قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق قدم رَسُولا من عَليّ إِلَى مُعَاوِيَة يطْلب مِنْهُ الْبيعَة لَهُ ووفد على مُعَاوِيَة مرّة أُخْرَى فِي خِلَافَته وَلم يزل مُعْتَزِلا لعَلي

جرير

وَمُعَاوِيَة بنواحي الجزيرة انْتقل من الْكُوفَة إِلَى قرقيسيا وَقَالَ لَا أقيم فِي بَلْدَة يشْتم فِيهَا عُثْمَان وَكَانَ سيداً فِي قومه وَبسط لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثوبا ليجلس عَلَيْهِ وَقت مبايعته لَهُ وَقَالَ لأَصْحَابه إِذا جَاءَكُم كريم قومٍ فأكرموه وَوَجهه إِلَى ذِي الخلصة طاغية دوس فَهَدمهَا ودعا لَهُ حِين بَعثه إِلَيْهَا وَشهد مَعَ الْمُسلمين يَوْم الْمَدَائِن وَله فِيهِ أَخْبَار مأثورة وَشهد غَيره من فتوحات الْعرَاق والعجم وَكَانَ على الميمنة يَوْم الْقَادِسِيَّة وَكَانَ أَعور ذهبت عينه بهمذان حِين وَليهَا فِي زمَان عُثْمَان ودعا لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اللَّهُمَّ ثبته واجعله هادياً مهدياً وَقَالَ اللَّهُمَّ اشرح قلبه للايمان وَلَا تَجْعَلهُ من أهل الرِّدَّة وَلَا تكْثر لَهُ فيطغى وَلَا تملي عَلَيْهِ فينسى وَقَالَ جرير مَا حجبني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْذُ أسلمت وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسم وَقَالَ ص جرير منا أهل الْبَيْت وَكَانَت وُفُود الْعَرَب تَأتي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيبعث إِلَى جرير فيلبس حلته ثمَّ يَجِيء فيباهي الْوُفُود بِهِ وَقَالَ لَهُ إِنَّك امْرُؤ قد حسن الله خلقك فَأحْسن خلقك وَفِي جرير قَالَ الشَّاعِر من الرجز (لَوْلَا جرير هَلَكت بجيلة ... نعم الْفَتى وبئست الْقَبِيلَة) فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ مَا مدح من هجي قومه (جرير) 3 - (ابْن حَارِثَة الطَّائِي) جرير بن أَوْس بن حَارِثَة بن لأمٍ الطَّائيّ الصَّحَابِيّ وَيُقَال فِيهِ خريم ابْن أَوْس قَالَ ابْن عبد الْبر أَظن أَخَاهُ هَاجر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فورد عَلَيْهِ مُنْصَرفه من تَبُوك فَأسلم وَهُوَ ابْن عَم عُرْوَة بن مُضرس الطَّائِي وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ مُعَاوِيَة من سيدكم الْيَوْم فَقَالَ من أعْطى سائلنا وأغضى عَن جاهلنا واغتفر زلتنا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة أَحْسَنت يَا جرير وروى جرير شعر الْعَبَّاس الَّذِي مدح بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ابن حازم البصري

3 - (ابْن حَازِم الْبَصْرِيّ) جرير بن حَازِم بن زيد الْأَزْدِيّ الْعَتكِي الْبَصْرِيّ مولى حَمَّاد بن زيد ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ يُقَال أَنه سمع أَبَا الطُّفَيْل وَبعده خلقا من التَّابِعين مِنْهُم أَبُو رَجَاء وَمُحَمّد بن سِيرِين روى عَنهُ الثَّوْريّ وَابْن الْمُبَارك وَمَات سنة سبعين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة وَثَّقَهُ النَّاس وَلكنه تغير قَلِيلا قبل مَوته فحجبه ابْنه وهب فَمَا سمع مِنْهُ أحد فِي اخْتِلَاطه وَله أَحَادِيث ينْفَرد بهَا فِيهَا نَكَارَة وغرابة وَلِهَذَا يَقُول البُخَارِيّ رُبمَا يهم وَقَالَ ابْن معِين هُوَ فِي قَتَادَة ضَعِيف 3 - (أَبُو عبد الله الضَّبِّيّ الرَّازِيّ) جرير بن عبد الحميد الْحَافِظ أَبُو عبد الله الضَّبِّيّ الْكُوفِي ثمَّ الرَّازِيّ أحد الْأَئِمَّة مولده سنة عشر وَمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة

الجفشيش

3 - (الجفشيش) جرير بن معدان الْكِنْدِيّ وَيُقَال الْحَضْرَمِيّ وَيعرف بالجفشيش بِالْجِيم وَالْفَاء وشينين معجميتين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف وَقيل بِالْحَاء مُهْملَة وَقيل بِالْخَاءِ مُعْجمَة يكنى أَبَا الْخَيْر) قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد كِنْدَة وَخَاصم إِلَيْهِ رجلا فِي أرضٍ فَجعل الْيَمين على أَحدهمَا فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن حلف دفعت إِلَيْهِ أرضي فَقَالَ يَا رَسُول الله دَعه فَإِنَّهُ إِن حلف بِاللَّه كَاذِبًا لم يغْفر لَهُ 3 - (ابْن حَازِم الْجَهْضَمِي) جرير بن حَازِم الْجَهْضَمِي الْبَصْرِيّ قَالَ المرزباني توفّي فِي صدر الدولة الهاشمية وَكَانَ يرْمى فِي دينه ومدح عباد بن عبادٍ المهلبي بعدة مائح مِنْهَا قَوْله لمّا بنى دَاره من الطَّوِيل (حبا الله عباداً بِأَفْضَل منزلٍ ... وأجزله للعابد الدَّائِم الْفِكر) (فيا بن قروم الأزد كن شاكراً لمن ... حباك بِهِ وَالله زَائِد من شكر) (عمرت فأحسنت الْعِمَارَة فاغتنم ... عمَارَة دَار الْحق فِي عَابِر الْعُمر) 3 - (الْأمَوِي) جرير بن عبد الله بن عَنْبَسَة بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس يَقُول للمهدي فِي راوية مُصعب الزبيرِي من الرمل (يَا أَمِين الله قد قلت لكم ... قَول ذِي رَأْي وَدين وَحسب) (من يقل غير مقالي فَلَقَد ... قَالَ زوراً وتعدى وَكذب) (عبد شمس كَانَ يلتو هاشماً ... وهما بعد لأم ولأب) (ثمَّ مَا فرق حَتَّى آدم ... بَيْننَا الرَّحْمَن فِي جذم النّسَب) (لكم الْفضل علينا وَلنَا ... بكم الْفضل على الْعَرَب) (فابد بالأقرب منا إننا ... عصب نَأْتِيك من دون عصب) (القرايات شَدِيد ودها ... عقدهَا أوثق من عقد الكرب) (فصلوا الْأَرْحَام منا واحفظوا ... عبد شمس عَم عبد الْمطلب)

ابن يزيد البجلي

3 - (ابْن يزِيد البَجلِيّ) جرير بن يزِيد بن خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي البَجلِيّ قَالَ المرزباني رَشِيدِيّ يَقُول من الطَّوِيل (أيا رب قد نزهتني مذ خلقتني ... عَن اللؤم والأدناس فِي الْعسر واليسر) (وأوليتني الْحسنى قَدِيما وحطتني ... وبصرتني رشدي وعرفتني قدري) ) (فيا رب لَا تجْعَل عَليّ لساقط ... وَلَا للئيم نعْمَة آخر الدَّهْر) (فَإِنِّي أرى مر اللَّيَالِي على امرئٍ ... كريم لَهُ من أقبح الخدع والعفر) (حياتهم موت ونفعهم عَنى ... ونيل الْغنى مِنْهُم أَشد من الْفقر) 3 - (ابْن الخطفي التَّمِيمِي) جرير بن عَطِيَّة بن الخطفي بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَالْفَاء أَبُو حزرة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي قبل الرَّاء التَّمِيمِي الشَّاعِر الْمَشْهُور كَانَ من فحول الشُّعَرَاء فِي الْإِسْلَام وَكَانَ بَينه وَبَين الفرزدق مهاجاة ونقائض وَهُوَ أشعر من الفرزدق عِنْد أَكثر أهل الْعلم قيل إِن بيُوت الشّعْر أَرْبَعَة فَخر ومديح وهجاء ونسيب وَفِي الْأَرْبَعَة فاق جرير غَيره فالفخر قَوْله من الوافر (إِذا غضِبت عَلَيْك بَنو تَمِيم ... حسبت النَّاس كلهم غضابا) والمديح قَوْله من الوافر (ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى الْعَالمين بطُون رَاح) والهجاء قَوْله من الوافر (فغض الطّرف إِنَّك من نميرٍ ... فَلَا كَعْبًا بلغت وَلَا كلابا) والنسيب قَوْله من الْبَسِيط (إِن الْعُيُون الَّتِي فِي طرفها حور ... قتلننا ثمَّ لم يحيين قَتْلَانَا) (يصرعن ذَا اللب حَتَّى لَا حراك بِهِ ... وَهن أَضْعَف خلق الله أركانا) قَالَ أَبُو عُبَيْدَة رَأَتْ أم جرير فِي نومها وَهِي حَامِل بِهِ كَأَنَّهَا ولدت حبلاً من شعر أسود فَلَمَّا وَقع جعل ينزو فَيَقَع فِي عنق هَذَا فيخنقه حَتَّى فعل ذَلِك بِرِجَال كثير فانتبهت

مَذْعُورَة فأولت الرُّؤْيَا فَقيل لَهَا تلدين غُلَاما شَاعِرًا ذَا شَرّ وَشدَّة وشكيمة وبلاء على النَّاس فَلَمَّا وَلدته سمته جَرِيرًا باسم الْحَبل الَّذِي رَأَتْ أَنه خرج مِنْهَا والجرير الْحَبل وَقَالَ رجل لجرير من أشعر النَّاس فَقَالَ لَهُ قُم حَتَّى أعرفك الْجَواب فَأخذ بِيَدِهِ وَجَاء بِهِ إِلَى أَبِيه عَطِيَّة وَقد أَخذ عَنْزًا فاعتقلها وَجعل يمص ضرْعهَا فصاح بِهِ أخرج يَا أبه فَخرج شيخ ذميم رث الْهَيْئَة وَقد سَالَ لبن العنز على لحيته) فَقَالَ لَهُ أَتَرَى هَذَا قَالَ نعم قَالَ أَو تعرفه قَالَ لَا قَالَ هَذَا أبي أفتدري لم كَانَ يشرب من ضرع العنز قَالَ لَا قَالَ مَخَافَة أَن يسمع صَوت الْحَلب فيطلب مِنْهُ اللَّبن ثمَّ قَالَ أشعر النَّاس من فاخر بِمثل هَذَا الْأَب ثَمَانِينَ شَاعِرًا وقارعهم ففلهم جَمِيعًا وَدخل على عبد الْملك بن مَرْوَان فأنشده من الوافر (أتصحو أم فؤاداك غير صَاح ... عَشِيَّة هم صحبك بالرواح) (تَقول العاذلات علاك شيب ... أَهَذا الشيب يَمْنعنِي مراحي) (تعزت أم حزرة ثمَّ قَالَت ... رَأَيْت الموردين ذَوي لقاح) (ثقي بِاللَّه لَيْسَ لَهُ شريك ... وَمن عِنْد الْخَلِيفَة بالنجاح) (ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى الْعَالمين بطُون رَاح) (سأشكر إِن رددت عَليّ ريشي ... وَأنْبت القوادم فِي جناحي) قَالَ جرير فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَى هَذَا الْبَيْت كَانَ عبد الْملك مُتكئا فَاسْتَوَى جَالِسا وَقَالَ من مَدْحنَا مِنْكُم فليمدحنا بِمثل هَذَا أَو فليسكت ثمَّ الْتفت إِلَيّ وَقَالَ يَا جرير أَتَرَى أم حزرة ترْوِيهَا مائَة نَاقَة من نعم بني كُلَيْب فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن لم تَرَوْهَا فَلَا أرواها الله فَأمر لي بهَا كلهَا سود الحدق قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نَحن مَشَايِخ وَلَيْسَ بأحدنا فضل رَاحِلَته وَالْإِبِل أبان فَلَو أرت لي بالرعاء فَأمر لي بِثمَانِيَة وَكَانَ بَين يَدَيْهِ صحاف من الذَّهَب وَبِيَدِهِ قضيب فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ والمحلب وأشرت إِلَى إِحْدَى الصحاف فنبذها إِلَيّ بالقضيب وَقَالَ خُذْهَا لَا نفعتك وَإِلَى هَذَا أَشَارَ جرير فِي قَوْله من الْبَسِيط (أعْطوا هنيدة تتلوها ثَمَانِيَة ... مَا فِي عطاياهم من وَلَا سرف) وَلما مَاتَ الفرزدق وَبلغ خَبره جَرِيرًا بَكَى وَقَالَ أما وَالله إِنِّي لأعْلم أَنِّي قَلِيل الْبَقَاء بعده لقد كَانَ نجمنا وَاحِدًا وَكَانَ كل واحدٍ منا مَشْغُولًا بِصَاحِبِهِ وقلما مَاتَ ضد أَو صديق إِلَّا تبعه صَاحبه فَكَانَ كَذَلِك وَتُوفِّي جرير سنة عشر وَمِائَة وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة بِالْيَمَامَةِ وَعمر نفيا وَثَمَانِينَ سنة) وَقَالَ عُثْمَان التَّمِيمِي رَأَيْت جَرِيرًا وَمَا يضم شَفَتَيْه من التَّسْبِيح فَقلت لَهُ وَمَا ينفعك هَذَا وَأَنت تقذف الْمُحْصنَات فَقَالَ سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد الله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات وعد من الله حق وَقيل إِنَّه مَاتَ بعد الفرزدق بِشَهْر وَاحِد

الألقاب

(الألقاب) الطَّبَرِيّ الإِمَام ابْن جرير الطَّبَرِيّ اسْمه مُحَمَّد بن جرير تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ ابْن جرير الْوَزير اسْمه عَليّ بن جرير الْجريرِي اسْمه الْمعَافى بن زَكَرِيَّاء الْجريرِي سعيد بن اياس الْجُزُولِيّ النَّحْوِيّ اسْمه عِيسَى بن عبد الْعَزِيز يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ ابْن جزلة الطَّبِيب اسْمه يحيى بن عِيسَى بن جزلة ابْن جزنا اسْمه مُحَمَّد بن هبة الله الجزار أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن عبد الْعَظِيم ابْن الجزار الطَّبِيب اسْمه احْمَد بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي المؤرخ شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي الصاحب شمس الدّين عبد الحميد بن مُحَمَّد الْجَزرِي عَليّ بن مُحَمَّد الْجَزرِي النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن يُوسُف الجزيري الأصولي نجم الدّين اسْمه الْفَتْح بن مُحَمَّد الْجَصَّاص جمَاعَة مِنْهُم طَاهِر بن الْحسن الزَّاهِد وَابْن الْجَصَّاص الْجَوْهَرِي التَّاجِر اسْمه الْحُسَيْن بن عبد الله يَأْتِي ذكره فِي حرف الْحَاء فِي مَكَانَهُ الجصاني اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الجعابي الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد) (جُزْء) 3 - (جُزْء أَخُو الشماخ) جُزْء بن ضرار أَخُو الشماخ الْغَطَفَانِي شَاعِر مَشْهُور مخضرم وَهُوَ الْقَائِل يمدح قومه من الطَّوِيل (

الفقعسي

فقيرهم يُبْدِي الْغنى وغنيهم ... لَهُ ورق للسائلين رطيب) (ذلولهم صَعب القيادة وصعبهم ... ذَلُول لحق الراغبين ركُوب) (إِذا رنقت أَخْلَاق قوم مُصِيبَة ... تصفى بهَا أَخْلَاقهم فتطيب) وَهُوَ الْقَائِل يرثي عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ من الطَّوِيل (جزى الله خيرا من أَمِير وباركتْ ... يدُ الله فِي ذَاك الأديمِ المُمَزَّقِ) وَرُوِيَ هَذَا لِأَخِيهِ الشماخ وَرويت لِأَخِيهِ مزرد وَرويت للجن وَالصَّحِيح أَنَّهَا لجزءٍ الْمَذْكُور 3 - (الفقعسي) جُزْء بن كُلَيْب الفقعسي إسلامي خطب إِلَيْهِ رجل فَقَالَ من الطَّوِيل (وَإِنَّا على عض الزَّمَان الَّذِي ترى ... نعالج من كره المخازي الدواهيا) (فَلَا تطلبنها يَا بن كَون فَإِنَّهُ ... عدا النَّاس مذ قَامَ النَّبِي الجواريا) (فَإِن الَّذِي حدثتها فِي أنوفنا ... وأعناقنا من الْآبَاء كَمَا هيا) 3 - (التَّابِعِيّ) جُزْء بن مُعَاوِيَة بن حُصَيْن بن عبَادَة بن سعدٍ التَّمِيمِي عَم الْأَحْنَف بن قيس روى عَنهُ بجالة بن عَبدة ذكر فِي أَخذ الدِّيَة من الْمَجُوس وَهُوَ من التَّابِعين 3 - (ابْن جحجنا) جُزْء بن مَالك بن عَامر بن جحجنا ذكره مُوسَى بن عقبَة فِي من اسْتشْهد يَوْم الْيَمَامَة من الْأَنْصَار وَذكره الطَّبَرِيّ فِي من شهد أحدا قَالَ ابْن عبد الْبر وَفِيهِمَا نظر وَرُبمَا كَانَا وَاحِدًا وَالله أعلم وَقَالَ ابْن إِسْحَاق جُزْء بِضَم الْجِيم ابْن للْعَبَّاس) (جزي) 3 - (جزي أَبُو جري) جزي وَيُقَال جري بالزاي وَالرَّاء حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي

والد حنان بن جزي

الضَّب والسبع والثعلب وخشاش الأَرْض قَالَ ابْن عبد الْبر لَيْسَ إِسْنَاده بقائم لِأَنَّهُ يَدُور على عبد الْكَرِيم بن أبي أُميَّة 3 - (وَالِد حنان بن جزي) جزي السّلمِيّ وَيُقَال الْأَسْلَمِيّ وَالِد حنان بن جزي أسلم وكساه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بردين فِي حديثٍ فِيهِ طول قَالَ ابْن عبد الْبر إِسْنَاده أَيْضا قَائِما (صَاحب جعبر) جعبر بن سَابق الْقشيرِي الْأَمِير سَابق الدّين الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ قلعة جعبر كَانَ قد أسن وَعمي وَكَانَ لَهُ ولدان يقْطَعَانِ الطَّرِيق ويخيفان السَّبِيل وَلم يزل على ذَلِك والقلعة بِيَدِهِ حَتَّى أَخذهَا مِنْهُ السُّلْطَان ملكشاه بن ألب ارسلان السلجوقي ثمَّ قتل بعد ذَلِك سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة تسع وَسبعين (الألقاب) ابْن الجسور أَحْمد بن مُحَمَّد الجعبري جمَاعَة مِنْهُم تَاج الدّين صَالح بن ثامر بن حَامِد وَالشَّيْخ برهَان الدّين اسْمه إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم (جعدة) 3 - (ابْن هُبَيْرَة المَخْزُومِي الصَّحَابِيّ) جعدة بن هُبَيْرَة بن أبي وهب الْقرشِي المَخْزُومِي أمه أم هانىء بنت أبي طَالب ولاه خَاله عَليّ بن أبي طَالب على خُرَاسَان قَالُوا كَانَ فَقِيها وَهُوَ من الصَّحَابَة وَهُوَ الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (أبي من بني مَخْزُوم إِن كنت سَائِلًا ... وَمن هَاشم أُمِّي لخير قبيل) (فَمن ذَا الَّذِي يَأْتِي عَليّ بخاله ... كخالي عَليّ ذِي الندى وَعقيل) روى عَنهُ مُجَاهِد بن حبر وَيُقَال إِن أمه ولدت من هُبَيْرَة ثَلَاثَة بَنِينَ وَقيل أَرْبَعَة جعدة هَذَا وعمراً وهانئاً ويوسف

ابن هبيرة الأشجعي الصحابي

3 - (ابْن هُبَيْرَة الْأَشْجَعِيّ الصَّحَابِيّ) جعدة بن هُبَيْرَة الْأَشْجَعِيّ الصَّحَابِيّ كُوفِي روى عَنهُ يزِيد الأودي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ خير النَّاس قَرْني حَدِيثه عِنْد إِدْرِيس وَدَاوُد ابْني يزِيد الأودي عَن أَبِيهِمَا عَنهُ 3 - (ابْن خَالِد الصَّحَابِيّ) جعدة بن خَالِد بن الصمَّة حَدِيثه عِنْد إِدْرِيس وَدَاوُد ابْني يزِيد الأودي عَن أَبِيهِمَا عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لرجل سمين يومىء بِيَدِهِ إِلَى بَطْنه لَو كَانَ هَذَا فِي غير هَذَا كَانَ خيرا لَك 3 - (بنت عبيد الصحابية) جعدة بنت عبيد الْأَنْصَارِيَّة أُخْت عفراء وَأم حَارِثَة بن النُّعْمَان والْحَارث بن الْحباب بن الأرقم كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي إِلَى منزلهَا وَكَانَ يَأْكُل عِنْدهَا قَالَه الْعَدوي وَابْن القداح ذكر ذَلِك ابْن عبد الْبر (الْجَعْد) 3 - (الْجَعْد بن دِرْهَم) الْجَعْد بن دِرْهَم مؤدب مَرْوَان الْحمار وَلِهَذَا يُقَال لَهُ مَرْوَان الْجَعْدِي كَانَ الْجَعْد أول من تفوه أَن الله لَا يتَكَلَّم وَقد هرب من الشَّام يُقَال إِن الجهم بن صَفْوَان أَخذ عَنهُ مقَالَة خلق الْقُرْآن وَأَصله من حران يرْوى أَن خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي خطب النَّاس يَوْم الْأَضْحَى بِوَاسِطَة وَقَالَ أَيهَا النَّاس ضحوا تقبل الله مِنْكُم ضَحَايَاكُمْ فَإِنِّي مضح بالجعد بن دِرْهَم إِنَّه زعم أَن الله لم يتَّخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَلم يكلم مُوسَى تكليماً ثمَّ نزل وذبحه وَهِي قصَّة مَشْهُورَة رَوَاهَا قُتَيْبَة بن سعيد وَالْحسن بن الصَّباح وَذَلِكَ فِي حُدُود سنة عشْرين وَمِائَة وَأخذ

شعر الزنج

جعد عَن أبان بن سمْعَان وَأخذ أبان من طالوت ابْن أُخْت لبيد بن الأعصم الْيَهُودِيّ الَّذِي سحر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخذ طالوت من لبيد وَكَانَ لبيد يَقُول بِخلق التَّوْرَاة وَأول من صنف فِي ذَلِك طالوت وَكَانَ زنديقاً وَأفْشى الزندقة وَقَالَ عَليّ بن الْقَاسِم الخوافي من الوافر (أبينوا أَيْن جعد أَيْن جهم ... وَمن والأهم لَهُم الثبور) (كَأَن لم ينظم النظام قولا ... وَلم تسطر لجاحظهم سطور) (وَأَيْنَ الملحد ابْن أبي دؤاد ... لقد ضلوا وغرهم الْغرُور) 3 - (شعر الزنج) أَبُو الْجَعْد الْمَعْرُوف بِشعر الزنج كَانَ وقاداً بِبَغْدَاد قصَّته طَوِيلَة وَأمره عَجِيب اقْتَضَت بِهِ الْحَال فِي تَصَرُّفَاته إِلَى أَن صَار وقاداً فِي أتون حمام عشق علاماً فَأخذ فِي قَول الشّعْر فِيهِ فجوده وَاشْتَدَّ حبه فِي الْغُلَام وَكَانَ الْغُلَام ظريفاً مغرماً بالتفاح لَا يُفَارِقهُ فِي أَوَانه فجَاء يَوْمًا شعر الزنج فَقعدَ بِإِزَاءِ الْغُلَام وبيد الْغُلَام تفاحة أهديت لَهُ فَجعل يقبلهَا تَارَة ويشمها أُخْرَى ويدنيها من خَدّه تَارَة وَمن فِيهِ تَارَة فَقَالَ شعر الزنج من السَّرِيع (تفاحة أكرمها رَبهَا ... يَا لَيْتَني لَو كنت تفاحة) ) (تقبل الْحبّ وَلَا تَسْتَحي ... من مسكه بالكف نفّاحه) (تجْرِي على خديه جوالة ... نَفسِي إِلَى شمك مرتاحه) فَلَمَّا سمع الْغُلَام ذَلِك رمى بهَا فِي الطَّرِيق فَأَخذهَا شعر الزنج وَاشْتَدَّ كلفه بالغلام وَاشْتَدَّ إِعْرَاض الْغُلَام عَنهُ فَعمد شعر الزنج إِلَى تفاحة حَمْرَاء عَجِيبَة فَكتب عَلَيْهَا بِالذَّهَب من الْبَسِيط (إِنِّي لأعذركم فِي طول صدكم ... من راقب الله أبدى بعض مَا كتما) (لَكِن صدودكم يودي بِمن علقت ... بِهِ الصبابة حَتَّى ترجعوا الكلما) وَرمى بالتفاحة إِلَى الْغُلَام فَقَرَأَ مَا فِيهَا وَقَامَ فَأَبْطَأَ وَعَاد بهَا فَرمى بهَا فِي حجر شعر الزنج فَأَخذهَا وَهُوَ يظنّ أَنه قد رق لَهُ فَإِذا بهَا هُوَ قد كتب بالأسود تَحت كل سطر من الْبَسِيط (نصد عَنْكُم صدودالمبغضين لكم ... فَلَا تردوا إِلَيْنَا بعْدهَا كلما) (وَمَا بِنَا النَّاس لَو أَنا نريدكم ... فاصبر فُؤَادك أَو مت هَكَذَا ألما) فاشتعلت نيران شعر الزنج وتضاعف وجده ثمَّ ظن أَن الْغُلَام يستوضع حرفته بالوقادة فَتَركهَا وَصَارَ ناطوراً يحفظ الْبَسَاتِين بِبَاب الْحَدِيد وَقصد بساتين التفاح الَّتِي لَا يُوجد فِي بَغْدَاد أكبر مِنْهَا تفاحاً فَأتى إِلَى صَاحب لَهُ وَمَعَهُ تفاح كثير وَقَالَ أحب أَن تهدي بعض هَذَا التفاح إِلَى الْغُلَام وتعمد

الْمَكْتُوب مِنْهُ فَنظر ذَلِك وَإِذا بِهِ قد كتب على تفاحة حَمْرَاء ببياض من نفس التفاحة لما كَانَت على شجرتها من مجزوء الرجز (جودوا لمن هيمه ... حبكم فهاما) (وَصَارَ ضوء يَوْمه ... من حزنه ظلاما) وَكتب على أُخْرَى من الْمَنْسُوخ (مهجة نفس أتتك مرتاحه ... تَشْكُو هَواهَا بِلَفْظ تفاحة) فأهدى ذَلِك التفاح إِلَيْهِ فَلَمَّا قَرَأَ مَا عَلَيْهِ قَامَ وَقد خجل وَصَارَ شعر الزنج يخْتَار التفاح وَيكْتب عَلَيْهِ الشّعْر ويحتال بصنوف الْحِيَل فِي إيصاله إِلَى الْغُلَام قَالَ الحاكي لهَذِهِ الْحَال فَإِنِّي يَوْمًا لجالسن أَنا والغلام إِذْ اجتاز بِنَا بَائِع فَاكِهَة جلّ مَا مَعَه التفاح فأجلسه الْغُلَام وابتاع مِنْهُ التفاح بِمَا أَرَادَ دون مماكسة وسر الْغُلَام برخص مَا ابتاعه وَجعل يقلب التفاح ويعجب من حسنه فَإِذا هُوَ فِي التفاح بتفاحة صفراء مَكْتُوب فِيهَا) بالأحمر من السَّرِيع (تفاحة تخبر عَن مهجة ... أذابها الهجر وأضناها) (يَا بؤسها مَاذَا بهَا وَيْلَهَا ... أبعدها الْحبّ وأقصاها) فَفطن حِينَئِذٍ وغالطني وَقَالَ مَا ترى مَا يكتبونه النَّاس على التفاح طلبا للمعاش فتغافلت عَنهُ وَإِذا بِشعر الزنج قد دفع ذَلِك التفاح إِلَى البَائِع وَقَالَ لَهُ تلطف فِي أَن يرَاهُ الْغُلَام وبعه إِيَّاه بِمَا قَالَ ثمَّ إِن شعر الزنج أهْدى إِلَيّ يَوْمًا تفاحاً كثيرا أَحْمَر كالشقائق وأبيض كالفضة وأصفر كالذهب مِنْهُ مَا كتب عَلَيْهِ ببياض فِي حمرَة وبحمرة فِي بَيَاض وعَلى إِحْدَاهَا من السَّرِيع (نبت فِي الأغصان مخلوقةً ... من قلب ذِي شوق وأحزان) (صفرني سقم الَّذِي سقمه ... يخبر عَن حَالي وأحزاني) وعَلى أُخْرَى بأحمر من السَّرِيع (تفاحة صيغت كَذَا بِدعَة ... صفراء فِي لون المحبينا) (زينها ذُو كمد مدنف ... بدمعه إِذْ ظلّ مَحْزُونا) (فَامْنُنْ فقد جِئْت لَهُ شافعاً ... وقيت من بلواه أَمينا) وعَلى أُخْرَى من السَّرِيع (كتبت لما سفكت مهجتي ... بِالدَّمِ كي ترحم بلوائي) رفعت هذي قصتي اشْتَكَى الهجر فَوَقع لي بإعفائي قَالَ فرحمته وأدركتني رقة لَهُ فخطفت التفاح جَمِيعه وعملت دَعْوَة ودعوت الْغُلَام وأخواته واجتمعنا على مجْلِس أنس وأحضرت التفاح فِيمَا أحضرته فَرَأَوْا مِنْهُ شَيْئا لم يرَوا مثله ثمَّ تَعَمّدت وضع التفاح الْمَكْتُوب بَين يَدي الْغُلَام فتعجب مِنْهُ وَقَرَأَ مَا عَلَيْهِ وَقَالَ لي خُفْيَة ترى من كتب هَذَا

الألقاب

التفاح قلت الَّذِي كتب على ذَلِك التفاح الَّذِي ابتعته ذَلِك الْيَوْم فَقَالَ وَمن كتبه قلت شعر الزنج فَخَجِلَ واستهدانيه فَقلت لَا تستهده فَإِنَّهُ لَك عمل وَمن أَجلك حضر ثمَّ أخذت فِي رياضته على الْحُضُور مَعَ شعر الزنج للْحَدِيث والفكاهة فَوَجَدته شَدِيد النفور عَنهُ والبغض لَهُ فتركته وَعدلت إِلَى أَبِيه وَقلت لَهُ هَل أَنا عنْدك بمتهم فِي ولدك فَقَالَ حاش لله وَلَا) فِي أَهلِي فحكيت لَهُ خبر شعر الزنج مَعَ وَلَده من أَوله إِلَى آخِره وَقلت لَهُ إِن هَذَا الْأَمر إِن تَمَادى ظهر حَاله واشتهر ولدك وَصَارَ أحدوثة للخاص وَالْعَام وَأَنا أرى أَن اجتماعه بِهِ فِي منزلي بِمحضر من أَهله سواك مِمَّا يكف لِسَانه وَيسْتر أمره فَقَالَ افْعَل مَا ترَاهُ مصلحَة فَأَنت مِمَّن لَا يتهم قَالَ فَعرفت شعر الزنج مَا جرى وَقلت لَهُ إِذا كَانَ لَيْلَة كَذَا فَاحْضُرْ وادخل بِغَيْر اسْتِئْذَان كأنّا لم نشعر بك واجلس إِلَى أَن نومئ إِلَيْك بِالْقيامِ ثمَّ دَعَوْت الْغُلَام وأخواته فِي اللَّيْلَة المحدودة واجتمعنا فِي مجْلِس إنس وَشرب الْغُلَام وأخواته فَلم نشعر إِلَّا وَشعر الزنج دَاخل علينا فَلَمَّا رَآهُ الْغُلَام خجل واستوحش وهم بِالْخرُوجِ فمنعناه وَكَانَ بحضرتنا تفاح كثير أَحْمَر والفتى يكثر شمه والعبث بِهِ والتنقل مِنْهُ فِي أثْنَاء شربه فَجعل شعر الزنج يتَأَمَّل الْغُلَام ثمَّ قَالَ من السَّرِيع (يَا قمراً فِي سعد أبراجه ... وَبَيت أحزاني وأتراحي) (وَيَا قضيتاً مائلاً مائلاً ... أَكثر فِي حبي لَهُ اللاحي) (أبصرته مجْلِس سَاعَة ... وَاللَّيْل فِي حلَّة إمساح) (فِي فتية كلهم سيد ... صالت عَلَيْهِم سطوة الراح) (يعَض تفاحاً بتفاحة ... وَيشْرب الراح على الراح) فَخَجِلَ الْغُلَام واحمر فَقَالَ شعر الزنج عدَّة مقاطيع والغلام يزْدَاد خجلاً وتوريداً فَقُلْنَا لشعر الزنج يَكْفِيك قد أخجلت الْفَتى فأومأنا إِلَيْهِ بِالْقيامِ على الوفق الَّذِي كَانَ بَيْننَا فَوَثَبَ قَائِما يبكي وينشد أشعاراً وَانْصَرف وَقد انهار اللَّيْل فَلم نزل فِي ذكره بَقِيَّة ليلتنا إِلَى أَن أَصْبَحْنَا وتفرقنا (الألقاب) الْجَعْد النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عُثْمَان (جَعْفَر) 3 - (جَعْفَر بن أبي طَالب) 3 - (أَخُو عَليّ بن أبي طَالب) جَعْفَر بن أبي طَالب عبد منَاف بن عبد الْمطلب بن

هَاشم أَبُو عبد الله الْهَاشِمِي الطيار ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذُو الجناحين اسْلَمْ وَهَاجَر الهجرتين وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على غَزْوَة مُؤْتَة بعد زيد بن حَارِثَة فاستشهد بهَا ومؤتة بِأَرْض البلقاء وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَقيل سنة سبع وَكَانَ هَاجر إِلَى الْحَبَشَة فَأسلم النَّجَاشِيّ على يَده وجهزه إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فوافقه وَقد فتح خَيْبَر فَتَلقاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واعتنقه وَقبل بَين عَيْنَيْهِ وَقَالَ مَا ادري أَنا بِفَتْح خَيْبَر أفرح أم بقدوم جَعْفَر وَكَانَت امْرَأَته أَسمَاء بنت عُمَيْس الَّتِي تزَوجهَا بعده أَبُو بكر الصّديق مَعَه فِي هِجْرَة الْحَبَشَة فَولدت لَهُ هُنَاكَ عبد الله وعوفاً ومحمداً وَكَانَ أَمِير الْمُهَاجِرين إِلَى الْحَبَشَة وَكَانَ أَوْلَاد أبي طَالب الذُّكُور أَرْبَعَة طَالب وَعقيل وجعفر وَعلي بَين كل وَاحِد وَالَّذِي بعده فِي السن عشر سِنِين وَكلهمْ أسلم إِلَّا طَالبا وأمهم فَاطِمَة بنت أَسد بنت هَاشم أسلمت قَالَ ابْن إِسْحَاق أسلم بعد جَعْفَر بعد أحد وَثَلَاثِينَ إنْسَانا أسلم هُوَ وَامْرَأَته أَسمَاء وَقيل كَانَ الثَّالِث فِي الْإِسْلَام بعد عَليّ وَزيد بن حَارِثَة وَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أشبهت خلقي وَخلقِي وَأَنت من الشَّجَرَة الَّتِي أَنا مِنْهَا وَهُوَ أحد النجباء الرفقاء وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكنيه أَبَا الْمَسَاكِين وَلما كَانَ يَوْم مُؤْتَة وَقتل زيد بن حَارِثَة أَخذ جَعْفَر اللِّوَاء وَنزل عَن فرس لَهُ شقراء فعقرها وَهُوَ أول من عقر فِي الْإِسْلَام ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل وَكَانَ يَقُول من الرجز (يَا حبذا الْجنَّة واقترابها ... طيبَة وبارد شرابها) (الرّوم روم قد دنا عَذَابهَا ... عَليّ إِن لاقيتها ضرابها) وَأخذ اللِّوَاء بِيَمِينِهِ فَقطعت فَأَخذه بِشمَالِهِ فَقطعت فَاحْتَضَنَهُ بعضديه حَتَّى قتل وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة قَتَلُوهُ بِالرِّمَاحِ وَوجد فِي مقدم جسده بضعَة وَأَرْبَعُونَ ضَرْبَة وَوجد النَّبِي صلى الله) عَلَيْهِ وَسلم وجدا شَدِيدا وَجعل يخبر النَّاس بالواقعة وَهُوَ يبكي وَيَقُول إِن الْمَرْء كثير بأَخيه وَابْن عَمه وَأخْبر عَن جَعْفَر أَنه دخل الْجنَّة وَهُوَ يطير فِيهَا بجناحين من ياقوت حَيْثُ شَاءَ مِنْهَا

الحافظ الحصيري

3 - (الْحَافِظ الحصيري) جَعْفَر بن أَحْمد بن نصر أَبُو مُحَمَّد الْحَافِظ النَّيْسَابُورِي الْمَعْرُوف بالحصيري أحد أَرْكَان الحَدِيث ثِقَة عَابِد سمع إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبا كريب وَأَبا مَرْوَان العثماني وَأَبا مُصعب وَجَمَاعَة وروى عَنهُ أَبُو حَامِد بن الشَّرْقِي وَأحمد بن الْخضر الشَّافِعِي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي وَأَبُو عَمْرو بن حمدَان وَغَيرهم قَالَ الْحَاكِم قَالَ لي مُحَمَّد بن أَحْمد السكرِي سبط جَعْفَر كَانَ جدي قد جزأ اللَّيْل ثَلَاثَة أَجزَاء يُصَلِّي ثلثا وينام ثلثا ويصنف ثلثا وَمرض ثَلَاثَة أَيَّام لَا يفتر فِيهَا عَن قِرَاءَة الْقُرْآن وَقَالَ أَحْمد بن الْخضر الشَّافِعِي لما قدم أَبُو عَليّ عبد الله بن مُحَمَّد الْبَلْخِي نيسابور عجز النَّاس عَن مذاكرته فذاكر جَعْفَر بن أَحْمد بِأَحَادِيث الْحَج فَكَانَ يسْرد فَقَالَ لَهُ جَعْفَر سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبّى بِحجَّة وعمرةٍ مَعًا فبهت وَجعل يَقُول التَّيْمِيّ عَن أنس فَقَالَ جَعْفَر ثَنَا يحيى بن حبيب ثَنَا مُعْتَمر عَن أَبِيه فَذكر الحَدِيث وَتُوفِّي الحصيري سنة ثَلَاث وثلاثمائة 3 - (أَبُو مُحَمَّد السراج) جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ السراج الْقَارئ سمع أَبَا عَليّ ابْن شَاذان والخلال وَابْن شاهين وَابْن شيطا وَجَمَاعَة وروى عَنهُ جمَاعَة السلَفِي وَابْن الْخلّ وشهدة الكاتبة قَالَ ابْن عَسَاكِر وَكَانَ ذَا طَريقَة جميلَة ومحبة للْعلم وَالْأَدب وَله شعر لَا بَأْس بِهِ وَخرج لَهُ شَيخنَا الْخَطِيب فَوَائِد وَتكلم عَلَيْهَا فِي خَمْسَة أَجزَاء وَكَانَ يُسَافر إِلَى مصر وَغَيرهَا وَتردد إِلَى صور عدَّة دفعات ثمَّ قطن بهَا زَمَانا وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا

أبو الفضل الوراق الاسكندري

إِلَى أَن توفّي بهَا سنة خَمْسمِائَة وَله تصانيف مِنْهَا مصَارِع العشاق وَجعله أَجزَاء وَكتب على كل جُزْء أبياتاً من نظمه كتب على الأول من الْكَامِل) (هَذَا كتاب مصَارِع العشاق ... صرعتهم أَيدي نوى وفراق) (تصنيف من لدغ الْفِرَاق فُؤَاده ... وتطلب الراقي فعز الراقي) وَمن تصانيفه حكم الصّبيان ومناقب السودَان ونظم أشعاراً كَثِيرَة فِي الزّهْد وَالْفِقْه وَغير ذَلِك 3 - (أَبُو الْفضل الْوراق الاسكندري) جَعْفَر بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو الْفضل اللَّخْمِيّ الاسكندري النَّحْوِيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالوراق كتب عَنهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره بَيَاض فِي الأَصْل 3 - (أَبُو الْفضل الغافقي) جَعْفَر بن أَحْمد بن عَليّ بن بَيَان أَبُو الْفضل الغافقي الْمصْرِيّ رَافِضِي كَذَّاب زعم أَنه سمع من عبد الله بن يُوسُف التنيسِي وَيحيى بن بكير روى عَنهُ أَبُو أَحْمد عبد الله بن عدي وَالْحسن بن رَشِيق حدث سنة أَربع وثلاثمائة وعاش بعْدهَا قَلِيلا أَو مَاتَ فِيهَا 3 - (المقتدر بِاللَّه) جَعْفَر بن أَحْمد أَبُو الْفضل المقتدر بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ ابْن المعتضد أبي الْعَبَّاس ابْن أبي أَحْمد طَلْحَة بن المتَوَكل بُويِعَ بعد أَخِيه المكتفي بِاللَّه عَليّ فِي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَسنة ثَلَاث عشرَة سنة وَلم يل أَمر الْأمة قبله أَصْغَر مِنْهُ وَلِهَذَا انخرم النظام فِي أَيَّامه وَجَرت تِلْكَ العظائم وخلع أَوَائِل خِلَافَته وبويع عبد الله بن المعتز فَلم يتم الْأَمر وَقتل

ابْن المعتز وأعيد المقتدر إِلَى الْخلَافَة ثمَّ خلع فِي سنة سبع عشرَة وَكتب خطه لَهُم بخلع نَفسه وَبَايَعُوا أَخَاهُ القاهر بِاللَّه مُحَمَّدًا ثمَّ أُعِيد بعد ثَلَاثَة أَيَّام وجددت لَهُ الْبيعَة وَكَانَ ربعَة جميل الْوَجْه أَبيض مشرباً حمرَة قد عالجه الشيب بعارضيه وَكَانَ لَهُ يَوْم قتل ثَمَان وَثَلَاثُونَ سنة قَالَ المحسن التنوخي كَانَ جيد الْعقل صَحِيح الرَّأْي ولنه كَانَ مؤثراً للشهوات لقد سَمِعت أَبَا الْحسن عَليّ بن عِيسَى يَقُول مَا هُوَ إِلَّا أَن يتْرك هَذَا الرجل يَعْنِي المقتدر النَّبِيذ خَمْسَة أَيَّام وَكَانَ رُبمَا يكون فِي أَصَالَة الرَّأْي كالمأمون والمعتضد) رَمَاه بربري بحربةٍ فَقتله فِي شَوَّال سنة عشْرين وثلاثمائة وَكَانَت قتلته فِي الموكب رَمَاه الْبَرْبَرِي غُلَام بليق وَولي الْخلَافَة من أَوْلَاده ثَلَاثَة الراصي والمقتفي والمطيع وَكَذَلِكَ اتّفق للمتوكل قتل وَولي من وَأَوْلَاده ثَلَاثَة الْمُنْتَصر والمعتز وَالْمُعْتَمد والرشيد ولي من أَوْلَاده ثَلَاثَة الْأمين والمأمون والمعتصم وَأما عبد الْملك بن مَرْوَان فولي من أَوْلَاده أَرْبَعَة وَلَا نَظِير لذَلِك إِلَّا فِي الْمُلُوك لِأَن الْعَادِل ولي من أَوْلَاده أَرْبَعَة الْمُعظم والأشرف والكامل والصالح اسماعيل وَالْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون ولي من أَوْلَاده أَبُو بكر الْمَنْصُور والأشرف كجك والناصر والصالح اسماعيل والكامل شعْبَان والمظفر حاجي والناصر حسن والصالح صَالح وَكَانَت أم المقتدر أم ولد يُقَال لَهَا شغب صقلبية كَانَت لأم الْقَاسِم بنت مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر فاشتراها المعتضد وَكَانَ الْأَمر لَهَا فِي خلَافَة ابْنهَا وَهُوَ يتدبر بتدبيرها وَمَاتَتْ بعد قَتله فِي الْعَذَاب والمطالبة فِي يَد القاهر بِاللَّه وَكتب لَهُ عدَّة من الوزراء أَوَّلهمْ الْعَبَّاس بن الْحسن بن أَيُّوب ثمَّ قتل وَكتب لَهُ بعده عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْفُرَات ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَكتب لَهُ مُحَمَّد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقَان وَصَرفه يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وثلاثمائة ثمَّ كتب لَهُ عَليّ بن عِيسَى بن دَاوُد بن الْجراح وَصَرفه يَوْم التَّرويَة سنة أَربع وثلاثمائة ثمَّ استكتب ابْن الْفُرَات ثمَّ صرفه واستكتب أَبَا مُحَمَّد حَامِد بن الْعَبَّاس سنة سِتّ وثلاثمائة وَصَرفه فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمائة واستكتب ابْن الْفُرَات ثَالِثَة ثمَّ صرفه واستكتب عَليّ بن عِيسَى ثَانِيَة ثمَّ صرفه واستكتب أَبَا عَليّ مُحَمَّد بن عَليّ بن مقلة ثمَّ صرفه واستكتب أَبَا الْقَاسِم سُلَيْمَان بن الْحسن بن مخلد بن الجرّاح ثمَّ استكتب أَبَا الْقَاسِم عبيد الله بن مُحَمَّد الكلوذاني ثمَّ استكتب أَبَا عَليّ الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب ولقبه عميد الدولة ثمَّ استكتب أَبَا الْفَتْح الْفضل بن جَعْفَر بن الْفُرَات الْمَعْرُوف بِابْن حنزا بِهِ سِتَّة أشهر فَقتل وَكَانَ حَاجِبه سوسن ثمَّ نصر القشوري ثمَّ ياقوت مولى أبي طَلْحَة ثمَّ مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم ابْنا رائق وَنقش خَاتمه لله المقتدر بِاللَّه وَقيل الْملك لله وَقَالَ ابْنه الراضي بِاللَّه يرثيه من الطَّوِيل) (كفى حزنا أَن بت مستشعر البلى ... وَبت بِمَا خولتني متمنعا) (وَلَو أنني ناصفتك الود لم أعش ... خِلافك حَتَّى ننطوي فِي الثرى مَعًا)

القايني الشافعي قاضي غورج

3 - (القايني الشَّافِعِي قَاضِي غورج) جَعْفَر بن أَحْمد أبي طَالب ابْن مُحَمَّد بن عوَانَة أَبُو الْفَخر القايني الشَّافِعِي قَاضِي غورج وَهِي قَرْيَة كَبِيرَة على بَاب هراة سمع جُزْءا من حَدِيث عَليّ بن الْجَعْد من أبي صاعد من أبي صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي وَسمع من شيخ الْإِسْلَام أبي إِسْمَاعِيل روى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَابْنه عبد الرَّحِيم وَقَالَ كَانَ مولده فِي صفر سنة تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بغورج سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْمُفَوض بن الْمُعْتَمد) جَعْفَر بن أَحْمد الْمُعْتَمد على الله بن جَعْفَر المتَوَكل على الله بن المعتصم بِاللَّه بن الرشيد عقد لَهُ أَبوهُ بِولَايَة الْعَهْد من بعده ولقبه بالمفوض إِلَى الله ثمَّ عهد بالخلافة بعده لِأَخِيهِ أبي أَحْمد الْمُوفق مُحَمَّد بن المتَوَكل فَمَاتَ الْمُوفق فِي حَيَاة الْمُعْتَمد فَخَطب الْمُعْتَمد بِولَايَة الْعَهْد لولد الْمُوفق أَحْمد ولقبه المعتضد بعد وَلَده الْمُفَوض ثمَّ بعد مُدَّة خلع وَلَده الْمُفَوض هَذَا من ولَايَة الْعَهْد وخطب للمعتضد وَحده فَلَمَّا مَاتَ الْمُعْتَمد ولي الْخلَافَة بعده المعقضد وَبَقِي الْمُفَوض بعد أَبِيه زماناَ إِلَى أَن قَتله المعتضد سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ فِي دَار المعتضد ليلاَ وَنَهَارًا لَا يخرج مِنْهَا وَرُبمَا نادمه 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الْمروزِي) جَعْفَر بن أَحْمد الْمروزِي أَبُو الْعَبَّاس قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم هُوَ أحد جمّاعي الْكتب ومؤلفيها فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وَكتبه كَثِيرَة جدا وَهُوَ أول من ألف كتابا فِي المسالك والممالك وَلم يتم مَاتَ بالأهواز وحملت كتبه إِلَى بَغْدَاد وبيعت سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَله كتاب الْآدَاب الْكَبِير الْآدَاب الصَّغِير تَارِيخ الْقُرْآن لتأييد كتب السُّلْطَان وَله كتاب البلاغة والخطابة 3 - (الْعلوِي الْمصْرِيّ) جَعْفَر بن أَحْمد الْعلوِي الأديب الْمصْرِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي قَالَ أَنْشدني الشريف الْمَذْكُور لنَفسِهِ فِي مهندس جميل) الصُّورَة من الطَّوِيل (وَذي هَيْئَة يزهى بِحسن وصنعة ... أَمُوت بِهِ فِي كل يومٍ وأبعث) (محيطٌ بأشكال الملاحة وَجهه ... كَأَن بِهِ اقليدساً يتحدث)

وزير المهتدي

(فعارضه خطّ استواءٍ وخاله ... بِهِ نقطةٌ والصدغ بشكل مثلث) قَالَ وادعاها النفيس أَبُو الْعَبَّاس القطرسي لنَفسِهِ وَذكرهَا هَذَا الشريف جَعْفَر فِي ديوانه وَقَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي تَشْبِيه طارٍ بيد مغن من السَّرِيع (غنى بطارٍ طَار قلبِي لَهُ ... بأنملٍ كالأنجم الْخمس) (كَأَنَّهُ والطار فِي كَفه ... بدر الدجى يلْعَب بالشمس) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (وافيت نحوكم لأرفع مبتدا ... شعري وأنصب خَفق عيشٍ أغبرا) (حاشاكم أَن تقطعوا صلَة الَّذِي ... أَو تصرفوا من غير شَيْء جعفرا) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي طفاءة الْقَنَادِيل مجزؤء الرجز (طفاءة تنفث فِي ... وسط الْقَنَادِيل الهبا) (كَأَنَّهَا نعَامَة ... تلقط مِنْهَا لهبا) 3 - (وَزِير الْمُهْتَدي) جَعْفَر بن أَحْمد بن عمار أَبُو صَالح الْكَاتِب ولي أَبُو صَالح هَذَا الوزارة للمهتدي بِاللَّه مُحَمَّد بن هَارُون الواثق خلع عَلَيْهِ فَبَقيَ مديدة وَلم يمش لَهُ أَمر لضَعْفه وخوفه وَقلة استقلاله بِالْأَمر فَلَمَّا تبين الْمُهْتَدي ذَلِك مِنْهُ عَزله 3 - (ابْن الغاسلة) جَعْفَر بن أَحْمد بن عبد الْملك بن مَرْوَان اللّغَوِيّ أَبُو مَرْوَان الإشبيلي يعرف بِابْن الغاسلة روى عَن القَاضِي أبي بكر بن رزب وَأبي عون ابْنه والمعيطي والربيدي وَكَانَ بارعاً فِي الْأَدَب واللغة ومعاني الشّعْر وَالْخَبَر ذَا حَظّ من الحَدِيث توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ومولده سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْخياط) ) جَعْفَر بن الأسعد بن أبي الْقَاسِم بن سعد أَبُو الْقَاسِم الْخياط الْبَغْدَادِيّ طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير بعد علو سنه من أبي الْفَتْح بن شاتيل وَابْن كُلَيْب وَنصر الله بن عبد الرَّحْمَن الْقَزاز وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن يحيى البرداني وَأبي الْخَيْر أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْقزْوِينِي وَأبي الْفضل مَسْعُود بن عَليّ بن النَّادِر وذاكر بن كَامِل وَابْن بوسن وَابْن المعطوش وَجَمَاعَة وَلم يزل يسمع من الشُّيُوخ طبقَة طبقَة حَتَّى سمع من أقرانه ورفقائه وَحصل الْأُصُول وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا مَعَ ضعف يَده ورداءة خطه وأوقف كتبه بِمَسْجِد الشريف الرندي بدار

ابن أبي علي القالي

دِينَار وَكَانَ صَدُوقًا حسن الْأَخْلَاق دينا قَالَ نحب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَأثْنى عَلَيْهِ ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (ابْن أبي عَليّ القالي) جَعْفَر بن إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم القالي هُوَ ولد أبي عَليّ القالي الْمُقدم ذكره كَانَ جَعْفَر هَذَا أَيْضا أديباً فَاضلا أريباً وَهُوَ الْقَائِل فِي الْمَنْصُور بن أبي عَامر مُحَمَّد بن أبي عَامر أَمِير الأندلس من الْكَامِل (وكتيبةٍ للشيب جَاءَت تبتغي ... قتل الشَّبَاب ففر كالمذعور) (فَكَأَن هَذَا جَيش كل مثلثٍ ... وَكَأن تِلْكَ كَتِيبَة الْمَنْصُور) 3 - (أَبُو بشر الْيَشْكُرِي) جَعْفَر بن إِيَاس أَبُو بشر الْيَشْكُرِي الْبَصْرِيّ ثمَّ الوَاسِطِيّ أحد الْأَئِمَّة الْكِبَار حدث عَن سعيد بن جُبَير وَالشعْبِيّ وَحميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي وَطَاوُس وَمُجاهد وَعَطَاء وَعِكْرِمَة وَنَافِع وَمَيْمُون بن مهْرَان وَطَائِفَة وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أَبُو بشر أحب إِلَيْنَا من الْمنْهَال بن عُمَيْر وأوثق مَاتَ سَاجِدا خلف الْمقَام سنة خمسٍ وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (الْكلابِي الْجَزرِي) جَعْفَر بن برْقَان الْكلابِي الْجَزرِي الرقي ضعفه أَحْمد بن حَنْبَل فِي الزُّهْرِيّ خَاصَّة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن) مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة 3 - (كَمَال الدّين الأدفوي) جَعْفَر بن تغلب كَمَال الدّين أَبُو الْفضل الأدفوي الْفَقِيه الأديب الْفَاضِل الشَّافِعِي مولده سنة بضع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة رَأَيْته بسوق الْكتب بِالْقَاهِرَةِ مَرَّات

سراج الدين الأسنائي

وَسمعت كَلَامه وأنشدني شَيْئا من شعره وَهُوَ ضحوك السن لَهُ نظم ونثر وَعِنْده خبْرَة بالموسيقى لَازم شَيخنَا الْعَلامَة أثير الدّين كثيرا وَله معرفَة تَامَّة بالتواريخ وَالْأَخْبَار وَكَثِيرًا مَا يُقيم بِبَلَدِهِ أدفو ببستان لَهُ فِيهَا أَيَّام بطالة الدُّرُوس ثمَّ يعود إِلَى الْقَاهِرَة صنف كتابا سَمَّاهُ الإمتاع فِي أحام السماع وجوده وصنف الطالع السعيد فِي تَارِيخ الصَّعِيد وجوده وَقد نقلت مِنْهُ عدَّة تراجم فِي هَذَا التَّارِيخ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى على مَا جَاءَ الْخَبَر بوفاته إِلَى دمشق فِي أَوَائِل سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (سراج الدّين الأسنائي) جَعْفَر بن حسان بن عَليّ بن حسان سراج الدّين أَبُو الْفضل الأسنائي كَانَ رَئِيسا كَرِيمًا ممدحاً فَاضلا شَاعِرًا وَكَانَ يهدي إِلَى الْملك الْكَامِل ويكاتبه فاتفق أَن الْملك الْعَادِل حضر يَوْمًا هُوَ وَجَمَاعَة من مُلُوك الشَّام وتذاكروا الرؤساء فَذكره الْكَامِل وَقَالَ فِي مثل هَذَا الْيَوْم من كل سنة تصل إِلَيّ هديته فوصل الْبَرِيد فِي ذَلِك الْوَقْت بهدية ابْن حسان وَله عمل ابْن شمس الْخلَافَة سيرة وَجمع فِيهَا مدائحه وَأَسْمَاء من مدحه من شعراء بَلَده وَغَيرهم فِي مُجَلد ضخم وَسَماهُ الأرج الشائق إِلَى كرم الْخَلَائق ومدحه فِي صدر الْكتاب الْمَذْكُور بِأَبْيَات من الطَّوِيل (تفوح ريَاح الْمسك من نفحاتها ... كَأَن سراج الدّين أهْدى لَهَا عرفا) (أَبُو الْفضل من أضحى لَهُ الْفضل شِيمَة ... كَأَنَّهُمَا خلان قد عقدا حلفا) (عَظِيم إِذا استنجدته لملمة ... كَفاك وَكَانَ الْقلب وَالسيف والكفا) (فأقسم لَو أَن الْبحار تمدنا ... لما إِن كتبنَا من مناقبه النصفا) توفّي بِبَلَدِهِ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة) 3 - (جَعْفَر بن الْحسن الدارزيجاني) جَعْفَر بن الْحسن الدارزيجاني الزَّاهِد الْمُقْرِئ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ صحب القَاضِي أَبَا يعلي مُحَمَّد بن الْحسن بن الْفراء وتفقه عَلَيْهِ وَصَحب من بعده الشريف أَبَا جَعْفَر بن أبي مُوسَى وتفقه عَلَيْهِ وَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده حَتَّى مهر فِي تِلَاوَته وَسمع

ابن سنان الدولة

الحَدِيث من الْحسن بن أَحْمد بن الْبناء وَقَالَ محب الدّين بن النجار وَكَانَ من عباد الله الصَّالِحين أماراً بِالْمَعْرُوفِ قوالاً بِالْحَقِّ ناهياً عَن الْمُنكر لَا تَأْخُذهُ فِي الله لوم لائم وَكَانَ مهيباً وقوراً لَهُ حُرْمَة عِنْد الْمُلُوك والسلاطين توفّي فِي الصَّلَاة سَاجِدا فِي شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وَدفن بداره بدارزيجان 3 - (ابْن سِنَان الدولة) جَعْفَر بن حسن بن عَليّ بن حُسَيْن بن دواس أَبُو الْفضل الكتامي الْمصْرِيّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن سِنَان الدولة ولد سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة بِمصْر وَسمع البوصيري وَغَيره روى عَنهُ الدمياطي وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (تَاج الدّين الدَّمِيرِيّ الْحَنَفِيّ) جَعْفَر بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه تَاج الدّين أَبُو الْفضل الدَّمِيرِيّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ الْعدْل قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الجيوش عَسَاكِر بن عَليّ وتفقه على الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن سعد الله والبدر عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف وَسمع من عبد الله بن بري وَأبي الْفضل الغزنوي وَجَمَاعَة ودرس بمدرسة السيوفيين مُدَّة وَنسخ بِخَطِّهِ الْمليح كثيرا وَكَانَ حسن السمت منجمعاً عَن النَّاس ولد فِي حُدُود سنة خمس وَخمسين روى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ وَقَالَ توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (أَبُو الْفضل الكثيري) جَعْفَر بن الْحسن بن مَنْصُور أَبُو الْفضل الكثيري القومسي البيادري العابر وَكَانَ كثير جده لأمه ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ فَقَالَ أديب فَاضل شَاعِر عَابِر سمع عبد الْوَاحِد بن الْقشيرِي وطبقته) وَتُوفِّي ببخاري عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة روى عَنهُ هُوَ ووالده عبد الرَّحِيم وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من المتقارب (توالت غمومي فَلم لَا تولت ... وحلت همومي فَلم لَا تجلت) (ووعد الْإِلَه وَقَول النَّبِي ... إِذا مَا الهموم توالت تولت) وَمِنْه من الْكَامِل (محن الزَّمَان لَهَا عواقب تنقصي ... لَا بُد فاصبر لانقضاء أوانها) (إِن المحالة فِي إِزَالَة شَرها ... قبل الأوان تكون من أعوانها)

جعفر بن الحسين أبو الفضل الشيبي

3 - (جَعْفَر بن الْحُسَيْن أَبُو الْفضل الشيبي) جَعْفَر بن الْحُسَيْن أَبُو الْفضل الشيبي الْمَكِّيّ أورد لَهُ الباخرزي فِي الدمية من قِطْعَة مدح بهَا وزيراً من الطَّوِيل (وَمَا قدر ملكٍ فَاتَهُ مِنْك حَظه ... إِذا مَا عدمت السَّيْف لم ينفع الغمد) (فأبشر بتصريف الْأُمُور ودولةٍ ... نظمت معاليها كَمَا نظم الغقد) (كَأَنِّي بك استوليت من كل وجهةٍ ... عَلَيْهَا كَمَا استولى على الْجَسَد الْجلد) (فدونكها من رتبةٍ عضديةٍ ... بهَا تمّ أَمر الْملك واستحكم العقد) (تجلك سَادَات الْبَريَّة كلهَا ... وَيَأْتِي إِلَيْك الْوَفْد يتبعهُ الْوَفْد) (وتبلغ أقْصَى مَا تُرِيدُ ميسرًا ... وَمَالك عَن شَيْء تحاوله رد) (وعش وأبق فِي عز وَفِي ظلّ نعْمَة ... وَقدر رفيع مَا يُحِيط بِهِ حد) (وجرر ذيولاً فِي برود أحوكها ... من الشّعْر مَا يَحْكِي محاسنها برد) (يروح بهَا مثن عَلَيْك وَيَغْتَدِي ... ويرتاح من يشدو إِلَيْهَا وَمن يَحْدُو) وَقَالَ فِي الشَّيْخ العميد أبي الْفضل الخشاب من الوافر (تولى الصَّبْر تتبعه الدُّمُوع ... لترجعه وَقد عز الرُّجُوع) (وطار بمهجتي للبين حاد ... يقصر دونه الْوَهم السَّرِيع) (وأوحشني الخيال وَكَانَ أنسي ... لَو أَن الْعين كَانَ لَهَا هجوع) (أرى أَدَم الظباء لَهَا امْتنَاع ... وَأطيب مَا يفاز بِهِ المنوع) ) (وَفِي العشاق مفتون بِمَعْنى ... وَمَوْضِع فتنتي مِنْك الْجَمِيع) (وَمِنْهُم من يُشِير وَلَا يُسمى ... وَمِنْهُم فِي الْمحبَّة من يذيع) (بنفسي من يخون الصَّبْر فِيهِ ... وَلَا تغني المذلة والخضوع) (حبيب لَا أَزَال وَبِي نزاع ... إِلَيْهِ وَلَيْسَ لي عَنهُ نزوع) (يطير الْقلب من شوق إِلَيْهِ ... فتمسكه لشقوتي الضلوع) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ) جَعْفَر بن حمدَان بن سُلَيْمَان أَبُو الْفضل بن أبي دَاوُد النَّيْسَابُورِي

العبرتاني

الْمُقْرِئ الْمُؤَدب نزيل دمشق قَرَأَ على هَارُون الْأَخْفَش وَكَانَ من جلة أَصْحَابه قَرَأَ عَلَيْهِ عبد الله بن عَطِيَّة وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الجبني وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 3 - (العبرتاني) جَعْفَر بن حمدون بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد النديم العبرتاني من بَيت مَشْهُور بِالْفَضْلِ وَالْأَدب ومنادمة الْخُلَفَاء وَتقدم ذكر جده إِسْمَاعِيل قَالَ جَعْفَر حَدثنِي أبي أَن أَبَا شيبَة وَالِد أبي بكر وَعُثْمَان كَانَ على قَضَاء وَاسِط فَجَاءَتْهُ ظريفة فَقَالَت عَليّ كَفَّارَة يَمِين فَبِأَي شئ أكفر فَقَالَ بخبزاً بدقيقٍٍ بسويقٍٍ بتمراً فَقَالَت ترك الْكَفَّارَة وَالله أَهْون من اسْتِمَاع هَذَا اللّحن 3 - (أَبُو الْفضل الحبي) جَعْفَر بن حمود بن المحسن بن عَليّ أَبُو الْفضل التنوخي الْحلَبِي اسْتشْهد فِي أَخذ حلب وَهُوَ أَخُو الْأمين عبد المحسن يروي عَن الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وستمئة 3 - (الْفَارِسِي) جَعْفَر بن درسْتوَيْه الْفَارِسِي من شعراء الدمية أورد لَهُ الباخرزي قَوْله من الرمل (لي خمس وَثَمَانُونَ سنة ... فَإِذا قدرتها كَانَت سنة) (إِن عمر الْمَرْء مَا قد سره ... لَيْسَ عمر الْمَرْء عد الأزمنه) ) 3 - (جَعْفَر بن ربيعَة الْكِنْدِيّ الْمصْرِيّ) جَعْفَر بن ربيعَة بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة الْكِنْدِيّ الْمصْرِيّ ولأبيه ربيعَة رُؤْيَة ورأي هُوَ ابْن جُزْء الزبيدِيّ الصَّحَابِيّ روى عَن أبي الْخَيْر مرْثَد بن عبد الله وَأبي سَلمَة وعراك بن مَالك والأعرج وَجَمَاعَة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَغَيره وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ومئة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (جَعْفَر بن زيد أَبُو زيد الْحَمَوِيّ) جَعْفَر بن زيد بن جَامع أَبُو زيد الْحَمَوِيّ قدم بَغْدَاد وَسمع

أخو عبد الله بن الزبير

أَبَا سعد أَحْمد بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَأَبا طَالب بن يُوسُف وَأَبا الْقَاسِم بن الْحصين وَأَبا الْعِزّ بن كادس وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْن الْجَوْزِيّ وَأَبُو عبد الله بن اللزبيدي وَعِنْده عَنهُ رِسَالَة الْبُرْهَان من تصنيفه ينتصر فِيهَا لقدم الْقُرْآن وَيرد على الْمُخَالفين وَتُوفِّي سنة أَربع وخميس وَخَمْسمِائة 3 - (أَخُو عبد الله بن الزبير) جَعْفَر بن الزبير بن الْعَوام بن خُويلِد بن اسد بن عبد العُزَّى بن قُصَيّ بن كلاب بن مرَّة بن كَعْب بن لؤَي بن غَالب وَأمه زَيْنَب بنت بشر بن عبد عمرٍ وَمن بني قيس بن ثَعْلَبَة شهد جَعْفَر بن الزبير مَعَ أَخِيه عبد الله حربه وَاسْتَعْملهُ على الْمَدِينَة وَقَاتل يَوْم قتل عبد الله بن الزبير حَتَّى جمد الدَّم على يَدَيْهِ وَفِي ذَلِك يَقُول من الطَّوِيل (لعمرك إِنِّي يَوْم أجلت ركائبي ... لطيب نفسٍ بالجلاد لَدَى الرُّكْن) (ضنين بِمن خَلْفي شحيح بطاعتي ... طراد رجال لَا مطاردة الْحصن) وَكَانَت بَين جَعْفَر وَبَين أَخِيه عُرْوَة معاتبة فَقَالَ فِي ذَلِك من الطَّوِيل (لَا تلحيني يَا ابْن أُمِّي فإنني ... عَدو لمن عاديت يَا عرو جَاهد) (وَفَارَقت إخْوَانِي الَّذين تتابعوا ... وَفَارَقت عبد الله وَالْمَوْت عَائِد) (وَلَوْلَا يَمِين لَا أَزَال أبرها ... لقد جمعتنَا بِالْغنَاءِ المقاعد) ) 3 - (جَعْفَر بن سُلَيْمَان مُتَوَلِّي الْحجاز وَالْبَصْرَة) جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْأَمِير

الحرشي

ولي إمرة الْحجاز وَالْبَصْرَة وَكَانَت لَهُ مآثر وَهُوَ أول من وقف على المنقطعين وَأَعْقَابهمْ وَأول من نقلهم عَن أوطانهم وأمصارهم وَكَانَ قد علم علما حسنا وَمَات سنة أَربع أَو خمس وَسبعين ومئة 3 - (الْحَرَشِي) جَعْفَر بن سُلَيْمَان أَبُو سُلَيْمَان الْحَرَشِي وَيُقَال لَهُ الضبعِي لِأَنَّهُ كَانَ نازلاً فِي بني ضبيعة بِالْبَصْرَةِ سمع ثَابتا الْبنانِيّ وَمَالك بن دِينَار وروى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَعبد الله بن الْمُبَارك مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين ومئة 3 - (جَعْفَر بن أبي سُفْيَان) جَعْفَر بن أبي سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب شهد حنيناً وَهُوَ وَأَبوهُ من مسلمة الْفَتْح مَاتَ فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ 3 - (جَعْفَر بن صَدَقَة أَبُو المكارم الْكَاتِب) جَعْفَر بن صَدَقَة بن عَليّ بن صَدَقَة أَبُو المكارم بن أبي الْمَنْصُور الْكَاتِب أَخُو أبي الْقَاسِم عَليّ بن صَدَقَة وَزِير الإِمَام المقتفي كَانَ أديباً فَاضلا يكْتب

أبو طالب الكاتب

خطا مليحاً على طَريقَة ابْن البواب تولى النّظر بواسط وأعمالها أَيَّام المستضيء ثمَّ عزل فَلَزِمَ بَيته إِلَى أَن توفّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو طَالب الْكَاتِب) جَعْفَر بن ظفر بن يحيى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة أَبُو طَالب كَانَ جده وَزِير المقتفي وَولي أَبُو طَالب هَذَا النّظر بواسط وأعمالها وَكَانَ أديباً فَاضلا وَتُوفِّي وَهُوَ نَاظر وَاسِط سنة عشر وسِتمِائَة وَمن شعره من مجزوء الْكَامِل (من للْفَقِير توده ... والحادثات تمده) (وَإِذا تواضع للغن ... ي يَقُول مَاذَا قَصده) ) (ويظن جهلا أَنه ... قد جَاءَ يسْأَل رفده) (فاترك مصافاة امْرِئ ... فِي فِيهِ يسكن وده) قلت فِي الثَّالِث لحن فِي القافية 3 - (جَعْفَر بن عبد الله جَعْفَر الْأَصْغَر بن الْمَنْصُور) جَعْفَر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَهُوَ جَعْفَر الْأَصْغَر بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأمه أم ولد كردية حج بِالنَّاسِ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ومئة وَله من الْوَلَد مُحَمَّد ومُوسَى وَصَالح وَإِبْرَاهِيم وَأم عبد الله ولبابة يُقَال إِنَّه كَانَ يَقُول بالاعتزال وَيقرب أَصْحَاب الْكَلَام ويشتهيه وَهُوَ الَّذِي جرى لَهُ مَعَ حَمَّاد الراوية مَا جرى لما أنْشدهُ قَول الشَّاعِر من الْكَامِل (وَتقول بوزع قد دببت على الْعَصَا ... هلا هزئت بغيرنا يَا بوزع) 3 - (ابْن الْمُقْتَدِي) جَعْفَر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو الْفضل بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُقْتَدِي بن الْقَائِم بن الْقَادِر بن المقتدر بن المعتضد بن الْمُوفق بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور وَأمه الخاتون بنت السُّلْطَان ملكشاه بن ألب رسْلَان السلجوقي ولد سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو مَنْصُور بن الدَّامغَانِي) جَعْفَر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الدَّامغَانِي أَبُو مَنْصُور بن أبي جَعْفَر ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الْبَغْدَادِيّ من بَيت قَضَاء وعدالة

مهذب الدين شلعلع

وَعلم وَرِوَايَة تولى الْأَشْرَاف على ديوَان الْأَبْنِيَة نِيَابَة عَن كَمَال الدّين ابْن رَئِيس الرؤساء وَكَانَ شَيخا نبيلاً سمع الْكثير من جماعةٍ وَحدث بالكثير وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (مهذب الدّين شلعلع) جَعْفَر بن عبد الله أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بشلعلع بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة واللامين وَبَينهمَا عين) مُهْملَة سَاكِنة وَبعد اللَّام الْأَخِيرَة عين أُخْرَى مُعْجمَة الْمصْرِيّ مهذب الدّين نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ غزلاً من الطَّوِيل (عضضت لَهُ دِينَار خد مضرج ... فلَان ليدرى أَنه غير بهرج) (وَكَانَ صقيلاً أملساً فنقشته ... فَأقبل يمحوه بصدغٍ معوج) (وَمَا زَاد إِلَّا بالمحك إبانةً ... بِأَن نضار الصدغ غير مضرج) قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ يهجو عُمَّال الزَّكَاة من المسرح (عُمَّال مَال الزَّكَاة إِن جهلوا ... وعيرونا بِأَكْلِهِ صدقه) (فَقل لَهُم يَا معيرين بِهِ ... مَا بالكم تأكلونه سَرقه) قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ يهجو تلميذاً للشَّيْخ أبي مُحَمَّد بن بري بِكَثْرَة الصنان من السَّرِيع (لنا صديق ذُو صنان ترى ... أديمه مِنْهُ بحشً حشي) (رد ابْن بري بِهِ أعمشاً ... ليدعي النَّحْو عَن الْأَخْفَش) قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ من المتقارب (تصاممت فِيك عَن العذل ... وسليت عَنْك فَلم أقبل) (وحملني فِيك عبء الْهوى ... وَلَوْلَا جمالك لم يحمل) (اذات اللمى لم حميت الظما ... سَبِيلا إِلَى ريقك السلسل) (بِمَا بَين برديك من صعدةٍ ... وَمَا بَين جفنيك من منصل) (صلي من بحبك يُصَلِّي جوىً ... مَتى تحم أدمعه تشعل) (وجودي لمن جاد فِي ... بخيل وصالٍ وَلم يبخل) (ومني عَلَيْهِ بِبَعْض المنى ... وَمَا نلْت من ودة نولي) (ورقي لرقة قلبٍ لَهُ ... حصلت عَلَيْهِ وَلم يحصل) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (

ابن المأمون

شدت مطربات الْوَرق فِي عذب البان ... فَهد بهَا من صبره مَا بنى الْبَانِي) (شج شاجراً العذال فِي الْحبّ بُرْهَة ... يُقيم على صدق الْهوى كل برهَان) (إِلَى أَن هفت هيف القدود بلبه ... وأفناه نور يَسْتَنِير بأفنان) (معنى بعناب البنان تدير مَا ... سقى من قداح الراح تفاح لبنان) ) (نشتك يَا شادي الأراكة مطرباً ... أعد شجوك الحاني عَليّ بألحان) (تذكرني عهدا قَدِيما برامةٍ ... وآرامها وأندب زمانة أزماني) (مَضَت ببروق أَوْمَضْت ثمَّ أرْسلت ... سوابح دمع من سوافح أجفان) قلت شعر متوسط مَقْبُول 3 - (ابْن الْمَأْمُون) جَعْفَر بن عبد الله بن هَارُون بن مُحَمَّد هُوَ ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَأْمُون ابْن الرشيد روى عَن وَالِده وَأمه أم ولدٍ اسْمهَا ترنجة توفّي سنة خمسٍ وَسبعين ومئتين 3 - (ابْن سيد بونه) جَعْفَر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سيد بونه أَبُو أَحْمد الْخُزَاعِيّ الأندلسي الزَّاهِد من أهل قسطنطانية عمل دانية ذكره الابار فَقَالَ أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن بن النِّعْمَة ببلنسية وَحج فِي حَيَاة السلَفِي وَرجع مائلاً إِلَى الزَّاهِد والتخلي وَكَانَ شيخ الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه علا ذكره وَبعد صيته فِي الْعِبَادَة إِلَّا أَنه كَانَت فِيهِ غَفلَة وَقد رَأَيْته توفّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَمَات علو سنّ نَحْو الْمِائَة وشيعه بشر كثير وانتاب النَّاس زِيَادَة قَبره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد سمع الْيَسِير من ابْن هُذَيْل بِقِرَاءَة خَاله الْحسن بن أَحْمد بن سيد بونه الْخُزَاعِيّ 3 - (الفناكي) جَعْفَر بن عبد الله بن يَعْقُوب الفناكي بِفَتْح الْفَاء وَالنُّون الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف كَاف الرَّازِيّ روى عَنهُ هبة الله اللالكائي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة

أبو البركات قاضي القضاة

3 - (أَبُو البركات قَاضِي الْقُضَاة) جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الثَّقَفِيّ الْكُوفِي الأَصْل قَاضِي الْقُضَاة أَبُو البركات ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي جَعْفَر ولي أَبوهُ قَضَاء الْعرَاق سنة خمس وَخمسين فاستناب وَلَده هَذَا ثمَّ توفّي بعد اشهر فولي مَكَان) وَالِده فِي صفر سنة سِتّ فَلَمَّا مَاتَ الْوَزير عون الدّين سنة سِتِّينَ نَاب أَبُو البركات فِي الوزارة مُضَافا إِلَى قَضَاء الْقُضَاة فَلَمَّا قدم أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن الْبَلَدِي من وَاسِط فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ قلد الوزارة سمع أَبُو البركات من أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَهبة بن البطر وجماعةٍ سمع مِنْهُ أَبُو المحاسن القريشي وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَله سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة ذكره ابْن الدبيثي وَغَيره وَقَالَ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ سَبَب مَوته أَنه طُولِبَ بِمَال أخرجه عَلَيْهِ رجل من أهل الْكُوفَة فَضَاقَ صَدره وأشرف على بيع عقاره وَكَلمه الْوَزير ابْن الْبَلَدِي بِكَلِمَات خشنة فغار دَمه وَمَات بقيان الدَّم 3 - (قَاضِي الْقُضَاة) جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي قَاضِي الْقُضَاة بِبَغْدَاد عَزله المستعين عَن الْقَضَاء ونفاه إِلَى الْبَصْرَة توفّي سنة ثَمَان وَخمسين ومئتين 3 - (جَعْفَر بن عبيد الله أَبُو الْفضل الدِّمَشْقِي) جَعْفَر بن عبيد الله أَبُو الْفضل الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي كتب عَنهُ بِبَغْدَاد أَبُو البركات هبة الله بن الْمُبَارك السَّقطِي وَأَبُو الْوَفَاء أَحْمد بن الْحُسَيْن سمع مِنْهُ سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة ومولده سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعر من الطَّوِيل (شربت على زهر البنفسج قهوةً ... بجنح الدياجي وَهِي الكاس مقباس)

الحارثي

(توهمها فِي الكاس وهمي فخلتها ... لرقتها نورا يلوح بِهِ الكاس) (وقبلتها أحسو لذيذ شرابها ... فَقلت فمي الْمشكاة والراح نبراس) وَمِنْه من الْبَسِيط (الله يَوْم سرُور قد نعمت بِهِ ... فِيهِ على الراح وَالريحَان معتكف) (والكأس كالبدر فِي ليل الْكُسُوف إِذا ... قد انجلى بعضه وَالْبَعْض منكسف) قلت شعر فِيهِ غوص) 3 - (الْحَارِثِيّ) جَعْفَر بن علية بن ربيعَة الْحَارِثِيّ يكنى أَبَا عَارِم وَهُوَ مخضرم الدولتين الأموية والعباسية وَكَانَ أَبُو شَاعِرًا وَهُوَ شَاعِر مقل غزل فَارس حُكيَ عَنهُ أَنه شرب حَتَّى سكر فَأَخذه السُّلْطَان فحبسه فَقَالَ من الطَّوِيل (لقد زَعَمُوا أَنِّي سكرت وَرُبمَا ... يكون الْفَتى سَكرَان وَهُوَ حَلِيم) (لعمرك مَا بالسكر عَار على الْفَتى ... وَلَكِن عاراً أَن يُقَال لئيم) (وَإِن فَتى دَامَت مواثيق عَهده ... على مثل لَا قيته لكريم) ثمَّ حبس مَعَه رجل من قومه يُقَال لَهُ دودان فَقَالَ جَعْفَر من الطَّوِيل (إِذا بَات دودان ترنم فِي الدجى ... وَشد بأغلالٍ علينا وأقفال) (وَأَقْبل ليل قَامَ علج بجلجل ... بِلَا رُؤْيَة حَتَّى الصَّباح بأعمال) (وحراس سوءٍ مَا ينامون حوله ... فَكيف لمظلومٍ بحيلة محتال) (ويصبر فِيهِ ذُو الشجَاعَة والندى ... على الذل والمأمور والعلج والوالي) وَخرج فِي غَارة أغارها على عقيل وَمَعَهُ عَليّ بن جعد الْحَارِثِيّ وَالنضْر بن مضَارب فَأَغَارُوا عَلَيْهِم فَخرج فِي طَلَبهمْ بَنو عقيل وافترقوا عَلَيْهِم فِي الطَّرِيق وَوَضَعُوا عَلَيْهِم الأرصاد على المضايق وَكَانُوا كلما أفلتوا من عصبَة لقيتهم أُخْرَى حَتَّى أَتَوا بِلَاد نهد فَرجع عَنْهُم بَنو عقيل بَعْدَمَا فتكوا فيهم فَقَالَ جَعْفَر قصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل (أَلا لَا أبلي بعد يومي بسحبلٍ ... إِذا لم أعذب أَن يَجِيء حماميا) وَهِي مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني

جعفر بن علي ابن المكتفي

3 - (جَعْفَر بن عَليّ ابْن المكتفي) جَعْفَر بن عَليّ المكتفي بِاللَّه بن أَحْمد المعتضد بن الْمُوفق مُحَمَّد بن المتَوَكل جَعْفَر بن المعتصم مُحَمَّد بن الرشيد هَارُون أَبُو الْفضل كَانَ فَاضلا لَهُ معرفَة بالعلوم الْقَدِيمَة وَيَد باسطة فِي علم النُّجُوم روى عَنهُ القَاضِي أَبُو عَليّ المحسن بن عَليّ التنوخي حكايات وأناشيد فِي كتاب الْفرج وَكتاب النشوار سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة 3 - (ابْن دواس) ) جَعْفَر بن عَليّ بن دواس أَبُو طَاهِر الكتامي الْمَعْرُوف بقمر الدولة من أهل مصر نَشأ بطرابلس الشَّام وَكَانَ شَاعِرًا رَشِيق الْأَلْفَاظ عذب الْإِيرَاد لطيف الْمعَانِي وَله فِي الْغناء وَضرب الْعود طَريقَة حَسَنَة بديعة قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا فِي خدمَة قسيم الدولة البرسقي وَكَانَ نديماً لَهُ وَمن شعره) من مخلع الْبَسِيط ( (إِن صَار مولَايَ ذَا يسَار ... فإنني ذَلِك الْمقل) (كَالشَّمْسِ إِن زيدت ارتفاعاً ... يقصر فَيْء لَهَا وظل) وَمِنْه من المنسرح لما رَأَيْت المشيب فِي الشّعْر الْأسود قد لَاحَ صحت واحزني (هَذَا وَحقّ الْإِلَه أَحْسبهُ ... أول خيط سدي من الْكَفَن) وَمِنْه من الْخَفِيف (أَنا مِمَّن إِذا أَتَى ... صَاحب الدَّار للكبرى) (تَتَجَافَى جنُوبهم ... كل وَقت عَن الْكرَى) وَمِنْه من الْخَفِيف (لَا يظنّ الْعَدو أَن انحنائي ... كبر عِنْدَمَا عدمت شَبَابِي) (ضَاعَ مني أعز مَا كَانَ مني ... فَأَنا نَاظر لَهُ فِي التُّرَاب)

صاحب المسيلة

قلت أرشق مِنْهُ قَول الْقَائِل من الوافر (وعهدي بالصبا زمناوقدي ... حكى ألف ابْن مقلة فِي الْكتاب) (وَقد أَصبَحت منحنياً كَأَنِّي ... أفتش فِي التُّرَاب على شَبَابِي) وَمن شعر ابْن دواس من الْبَسِيط (تعجبت در من شيبي فَقلت لَهَا ... لاتعجبي فطلوع الْبَدْر فِي السدف) (وزادها عجبا أَن رحت فِي سمل ... وَمَا درت در أَن الدّرّ فِي الصدف) ومنهمن مجزوء الرمل (أجملي يَا جمل إِنِّي ... رجل مَا فِيهِ قلبه) (أَو يكن ذَاك فَإِنِّي ... قمر مَا فِيهِ قلبه) ) قلت قلبه الثَّانِي يُرِيد رقماً لِأَن ذَلِك قلب قمر وَهُوَ وَاضح وَمِنْه من السَّرِيع (قلت لمن نادمني لَيْلَة ... عِنْد التداني نح قمصانك) (فامتثل المرسوم من وقته ... فَقلت عِنْد الصُّبْح قُم صانك) قلت شعر جيد منسجم فِيهِ غوص 3 - (صَاحب المسيلة) جَعْفَر بن عَليّ بن أَحْمد بن حمدَان الأندلسي أَبُو عَليّ صَاحب المسيلة بِفَتْح الْمِيم وَكسر السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا لَام بالزاي وَبعد الْألف بَاء ثَانِيَة الْحُرُوف من أَعمال إفريقية كَانَ شَيخا كبيرأ كثير الْعَطاء مؤثراً لأهل الْعلم وَلأبي الْقَاسِم مُحَمَّد بن هَانِئ فِيهِ المدائح الفائقة وَمن أمداحه من الْكَامِل (المدنفان من الْبَريَّة كلهَا ... جسمي وطرف بابلي أحور) (والمشرقات النيرات ثَلَاثَة ... الشَّمْس وَالْقَمَر الْمُنِير وجعفر) وَكَانَ أَبُو عَليّ جَعْفَر هَذَا قد بنى المسيلة وَهِي مَعْرُوفَة بهم وَكَانَ بَينه وَبَين زيري جد الْمعز بن باديس إحن ومشاجرات أفضت إِلَى الْقِتَال فتواقعا وَجَرت بَينهم معركة عظمية فَقتل زيريى فِيهَا ثمَّ قَامَ وَلَده بلكين وَاسْتظْهر على جَعْفَر فَعلم أَنه لَيْسَ بِهِ طَاقَة فَترك بِلَاده وهرب إِلَى الأندلس فَقتل بهَا سنة أَربع وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الضير الْمُقْرِئ) جَعْفَر بن عَليّ بن مُوسَى أَبُو مُحَمَّد الضَّرِير الْمُقْرِئ

ابن هارون الرشيد

الْبَغْدَادِيّ كَانَ أحد الْفُقَهَاء الْمَشْهُورين وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ إِمَامًا فِي جَامع الْمَنْصُور يَوْم الْجُمُعَة صَلَاة الْعَصْر قَرَأَ على وَالِده وعَلى حَمْزَة بن عمَارَة بن الْحسن الْمُقْرِئ وَأبي بكر أَحْمد بن الْعَبَّاس بن مُجَاهِد وَأبي بكر أَحْمد بن أبي قَتَادَة وَإِدْرِيس بن عبد الْكَرِيم الْحداد وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن جَعْفَر الْخُزَاعِيّ وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وروى عَنهُ وَحدث باليسير عَن ابْن مُجَاهِد وَأبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبيد الله الزُّهْرِيّ) توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة 3 - (ابْن هَارُون الرشيد) جَعْفَر بن عَليّ بن هَارُون الرشيد صَاحب أَخْبَار وأدب روى عَنهُ عون بن مُحَمَّد بن الْكِنْدِيّ وَأحمد بن إِسْمَاعِيل نطاحه 3 - (أَبُو الْفضل الإسكندري الْمَالِكِي) جَعْفَر بن عَليّ بن أبي البركات هبة الله بن جَعْفَر بن يحيى بن أبي الْحسن بن مُنِير بن أبي الْفَتْح أَبُو الْفضل الهمذاني الإسْكَنْدراني الْمُقْرِئ المجود الْمُحدث الْفَقِيه الْمَالِكِي ولد عَاشر صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَحدث بِبَلَدِهِ وبمصر ودمشق وَكتب الْكثير وَرَوَاهُ وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ قد قدم إِلَى دمشق صُحْبَة النَّاصِر دَاوُد بن الْمُعظم عِيسَى 3 - (الْمَعْرُوف بالْحسنِ الْبَصْرِيّ) جَعْفَر بن عَليّ بن جَعْفَر بن الرشيد الشَّيْخ المعمر شرف الدّين الْموصِلِي الْمُقْرِئ ولد بالموصل سنة أَربع وسِتمِائَة وَكَانَ شَيخا فَاضلا حفظَة للْأَخْبَار وَالشعر وَالْأَدب قَالَ علم الدّين الرزالي ذكر أَنه سمع عَن السهروردي كتاب العوارف بالموصل وبدمشق من ابْن الزبيدِيّ وبمصر من ابْن الجميزي وبالثغر من ابْن رواح وروى عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه شعرًا وَقَالَ فِيهِ الْمَعْرُوف بالْحسنِ الْبَصْرِيّ توفّي بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (جَعْفَر بن عَمْرو الضمرِي التَّابِعِيّ) جَعْفَر بن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي تَابِعِيّ يعد فِي أهل الْمَدِينَة

أبو عون العمري

وَهُوَ أَخُو عبد الْملك بن مَرْوَان من الرضَاعَة مَاتَ فِي زمن الْوَلِيد بن عبد الْملك كثير الحَدِيث ثِقَة سمع أَبَاهُ وَسمع مِنْهُ الزُّهْرِيّ 3 - (أَبُو عون الْعمريّ) جَعْفَر بن عون بن جَعْفَر أَبُو عون الْعمريّ الْكُوفِي أحد الْأَثْبَات) روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة سبع وَمِائَتَيْنِ فِي أوائلها وَقَالَ البُخَارِيّ سنة سِتّ 3 - (زين الدّين البعلبكي) جَعْفَر بن أبي الْغَيْث هُوَ زين الدّين البعلبكي شيخ الشِّيعَة توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 3 - (جَعْفَر بن الْفضل الْوَزير ابْن حنزابه) جَعْفَر بن الْفضل بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْحسن بن الْفُرَات الْوَزير الْمُحدث أَبُو الْفضل ابْن الْوَزير أبي الْفَتْح ابْن حنزابة بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة

وَسُكُون النُّون وَبعدهَا زَاي وَبعد الْألف بَاء ثَانِيَة الْحُرُوف وَهِي الْمَرْأَة القصيرة الغليظة الْبَغْدَادِيّ نزيل مصر وزر أَبوهُ للمقتدر فِي السّنة الَّتِي قتل فِيهَا المقتدر وتقلد أَبُو الْفضل وزارة كافور الأخشيدي بِمصْر وَحدث عَن مُحَمَّد بن هَارُون الْحَضْرَمِيّ وَالْحسن بن مُحَمَّد الداركي الْأَصْبَهَانِيّ وَمُحَمّد بن زُهَيْر الأبلي وَمُحَمّد بن حَمْزَة بن عمَارَة وَأبي بكر مُحَمَّد بن جَعْفَر الخرائطي وَمُحَمّد بن سعيد الْحِمصِي وَجَمَاعَة قَالَ الْخَطِيب كَانَ يذكر أَنه سمع من أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ مَجْلِسا وَلم يكن عِنْده وَكَانَ يَقُول من جَاءَنِي بِهِ أغنيته وَكَانَ يملي الحَدِيث بِمصْر وبسببه خرج الدَّارَقُطْنِيّ إِلَى هُنَاكَ فَإِن ابْن ضزابة كَانَ يُرِيد أَن يصنف مُسْندًا فَأَقَامَ عِنْده مُدَّة وَحصل لَهُ مِنْهُ مَال كثير وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ أَحَادِيث وَولد ابْن حنزابة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة وَمن شعره من الْبَسِيط (من أخمل النَّفس أَحْيَاهَا وروحها ... وَلم يبت طاوياً مِنْهَا على ضجر) (إِن الرِّيَاح إِذا اشتدت عواصفها ... فَلَيْسَ ترمي سوى العالي من الثَّمر) قلت مَأْخُوذ من قَول أبي تَمام الطَّائِي من الْبَسِيط (إِن الرِّيَاح إِذا مَا أعصفت قصفت ... عيدَان نجد وَلم يعبأن بالرتم) وَرَأى جَعْفَر سِيبَوَيْهٍ الموسوس الْوَزير أَبَا الْفضل بن حنزابة بعد موت كافور وَقد ركب فِي) موكب عَظِيم فَقَالَ مَا بَال أبي الْفضل قد جمع كِتَابه ولفق أَصْحَابه وحشد بَين يَدَيْهِ حجابه وشمر أَنفه وسَاق العساكر خَلفه أبلغه أَن الْإِسْلَام طرق أَو أَن ركن الْكَعْبَة سرق فَقَالَ لَهُ رجل هُوَ الْيَوْم صَاحب الْأَمر ومدبر الدولة فَقَالَ يَا عجبا أَلَيْسَ بالْأَمْس نهب الأتراك دَاره ودكدكوا آثاره وأظهروا عواره وهم الْيَوْم يَدعُونَهُ وزيرا ثمَّ قد صيروه أَمِيرا مَا عجبي مِنْهُم كَيفَ نصبوه بل عجبي كَيفَ تولى أَمر عدوهم ورضوه قَالَ السلَفِي كَانَ ابْن حنزابة من الْحفاظ الثِّقَات المتبجحين بِصُحْبَة أَصْحَاب الحَدِيث مَعَ جلالة ورئاسة يروي ويملي بِمصْر فِي حَال الوزارة وَلَا يخْتَار على الْعلم وصحبة أَهله شَيْئا وَعِنْدِي من أَمَالِيهِ فَوَائِد وَمن كَلَامه على الحَدِيث وتصرفه الدَّال على حِدة فهمه ووفور علمه وَقد روى عَنهُ حَمْزَة الْكِنَانِي الْحَافِظ مَعَ تقدمه وَقَالَ غَيره إِن ابْن حنزابة بعد موت كافور وزر لأبي الفوارس أَحْمد بن عَليّ الأخشيذ فَقبض على جمَاعَة من أَرْبَاب الدولة وصادر يَعْقُوب بن كلس وَأخذ مِنْهُ أَرْبَعَة آلَاف دِينَار فهرب إِلَى الْمغرب وَآل أمره إِلَى أَن وزر لبني عبيد ثمَّ إِن ابْن حنزابة لم يقدر على رضى الأخشيدية فاختفى مرَّتَيْنِ ونهبت دَاره ثمَّ قدم أَمِير الرملة أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عبيد الله بن طغج وَغلب على الْأُمُور فصادر الْوَزير ابْن حنزابة وعذبه فنزح إِلَى الشَّام سنة ثَمَان وَخمسين ثمَّ أَنه بعد ذَلِك رَجَعَ إِلَى

مصر وَمِمَّنْ روى عَنهُ الْحَافِظ وَعبد الْغَنِيّ بن سعيد قَالَ الْحسن بن أَحْمد بن صَالح السبيعِي قدم علينا الْوَزير أَبُو الْفضل جَعْفَر إِلَى حلب فَتَلقاهُ النَّاس فَكنت فيهم فَعرف أَنِّي مُحدث فَقَالَ لي تعرف اسناداً فِيهِ أَرْبَعَة من الصَّحَابَة كل وَاحِد يروي عَن صَاحبه قلت نعم وَذكرت لَهُ حَدِيث السَّائِب بن يزِيد عَن حويطب بن عبد الْعُزَّى عَن عبد الله بن السَّعْدِيّ عَن عمر رَضِي الله عَنْهُم فِي العمالة فَعرف لي ذَلِك وَصَارَ بِهِ لي عِنْده منزلَة وَقَالَ بَعضهم خرج الدَّارَقُطْنِيّ لَهُ الْمسند وَقد رَأَيْت عِنْد أبي إِسْحَاق الحبال من الْأَجْزَاء الَّتِي خرجت لَهُ جملَة كَثِيرَة جدا وَفِي بَعْضهَا الموفي ألفا من مُسْند كَذَا والموفي خَمْسمِائَة من مُسْند كَذَا) وَكَانَ الْوَزير يَعْقُوب بِهِ كلس قد زوج أَبَا الْعَبَّاس ابْن الْوَزير أبي الْفضل بن حنزابة بابنته فَدخل إِلَيْهِ يَوْمًا فَأكْرمه وأجله وَقَالَ يَا أَبَا الْعَبَّاس يَا سَيِّدي مَا أَنا بِأَجل من أَبِيك وَلَا بِأَفْضَل أَتَدْرِي مَا أقعد أَبَاك خلف النَّاس شيل أَنفه بِأَبِيهِ يَا أَبَا الْعَبَّاس لَا تشل أَنْفك بأبيك أَتَدْرِي مَا الأقبال نشاط وتواضع وَتَدْرِي مَا الإدبار كسل وترافع وَكَانَ ابْن حنزابة يفْطر وينام نومَة ثمَّ ينْهض فِي اللَّيْل فيتوضأ وَيدخل بَيت مُصَلَّاهُ ويصف قَدَمَيْهِ إِلَى الْغَدَاة وَقَالَ مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي سَمِعت أَبَا إِسْحَاق الحبال يَقُول لما قصد هَؤُلَاءِ مصر ونزلوا قَرِيبا مِنْهَا لم يبْق أحد من الدولة العباسية إِلَّا خرج لتلقيهم إِلَّا الْوَزير ابْن حنزابة فَدخل إِلَيْهِ مَشَايِخ الْبَلَد وعاتبوه فِي فعله وَقَالُوا لَهُ إِنَّك تغري بدماء أهل السّنة ويجعلون تأخرك عَنْهُم سَببا للانتقام فَقَالَ الْآن أخرج فَخرج للسلام فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ أكْرمه وأجله وَأَجْلسهُ وَفِي قلبه شَيْء وَكَانَ إِلَى جنبه ابْنه وَولي عَهده فَغَفَلَ الْوَزير عَن السَّلَام عَلَيْهِ فَأَرَادَ أَن يمتحنه بسببٍ يكون إِلَى الوقيعة بِهِ فَقَالَ لَهُ حج الشَّيْخ فَقَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ وزرت الشَّيْخَيْنِ فَقَالَ شغلت بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْهُمَا كَمَا شغلت بأمير الْمُؤمنِينَ عَن ولي عَهده السَّلَام عَلَيْك يَا ولي عهد الْمُسلمين وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فأعجب من فطانته وتداركه فأغفل عَنهُ وَعرض عَلَيْهِ الوزارة فَامْتنعَ فَقَالَ إِذا لم تل لنا شغلاً فَنحب أَلا تخرج عَن بِلَادنَا فَإنَّا لَا نستغني عَن أَن يكون فِي دولتنا مثلك فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ الْوَزير فِي أَيَّامه ينْفق على أهل الْحَرَمَيْنِ من الْأَشْرَاف وَغَيرهم

الأمير ابن فلاح

إِلَى أَن تمّ لَهُ أَن اشْترى دَارا إِلَى جَانب الْمَسْجِد من أقرب الدّور إِلَى الْقَبْر لَيْسَ بَينه وَبَين الْقَبْر إِلَّا حَائِط وَطَرِيق وَأوصى أَن يدْفن فِيهَا وَقرر عِنْد الْأَشْرَاف ذَلِك فَأَجَابُوهُ فَلَمَّا مَاتَ حمل تابوته من مصر إِلَى الْحَرَمَيْنِ وَخرج الْأَشْرَاف من مَكَّة لتلقيه والنيابة فِي حمله إِلَى أَن حجُّوا بِهِ وطافوا بِهِ ووقفوا بِهِ بِعَرَفَة ثمَّ ردُّوهُ إِلَى الْمَدِينَة ودفنوه فِي الدَّار الَّتِي اشْتَرَاهَا وَحضر جنَازَته القَاضِي الْحُسَيْن بن عَليّ بن النُّعْمَان وقائد القواد وَسَائِر الأكابر وَدفن فِي) مجْلِس بداره الْمَعْرُوفَة بدار الْعَامَّة وَقَالَ المسجي أَنه لما غسل جعل فِي فِيهِ ثَلَاث شَعرَات من شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ابتاعها بمالٍ عَظِيم وَكَانَت عِنْده فِي درج ذهب مختومة الْأَطْرَاف بالمسك وَأوصى بِأَن تجْعَل فِي فِيهِ إِن هُوَ مَاتَ فَفعل بِهِ ذَلِك وَقَالَ الشريف مُحَمَّد بن أسعد بن عَليّ الجواني الْمَعْرُوف بِابْن النَّحْوِيّ كَانَ الْوَزير يهوى النّظر إِلَى الحشرات من الأفاعي والحيات والعقارب وَأم أَرْبَعَة وَأَرْبَعين وَمَا يجْرِي هَذَا المجرى وَكَانَ فِي دَاره الَّتِي تقَابل دَار الشنكاتي قبل قاعة لَطِيفَة مرخمة فِيهَا سلل الْحَيَّات وَلها قيم وفراش وحاوٍ من الحواة مستخدمون برسم الْحَيَّات وَنقل سلل الْحَيَّات وحطها وَكَانَ كل حاوٍ فِي مصر وأعمالها يصيد لَهُ مَا يقدر عَلَيْهِ من الْحَيَّات ويتباهون فِي ذَوَات الْعجب من أجناسها وَفِي الْكِبَار وَفِي الغريبة مِنْهَا وَكَانَ يثيبهم على ذَلِك أجلّ ثَوَاب ويبذل لَهُم الجزيل حَتَّى يجتهدوا فِي تَحْصِيلهَا وَكَانَ لَهُ وَقت يجلس فِيهِ على دكة مُرْتَفعَة وَيدخل المستخدمون والحواة فَيخْرجُونَ مَا فِي السلل ويطرحونه على ذَلِك الرخام ويحرشون بَين الْهَوَام وَهُوَ يتعجب من ذَلِك ويستحسنه فَلَمَّا كَانَ ذَات يَوْم أنفذ إِلَى ابْن الْمُدبر الْكَاتِب وَكَانَ من كتاب أَيَّامه ودولته وَهُوَ عَزِيز عِنْده ويسكن فِي جواره يَقُول لَهُ فِي رقْعَة بإنه لما كَانَ البارحة وَعرض الحواة الحشرات الْجَارِي بهَا الْعَادَات انساب إِلَى دَاره مِنْهَا الْحَيَّة وَذَات القرنين الْكُبْرَى والعقربان الْكَبِير وَأَبُو صوفة وَمَا حصلوا لنا بعد عناء ومشقة وَجُمْلَة بذلناها للحواة نَحن نأمر الشَّيْخ وَفقه الله بالتوقيع إِلَى حَاشِيَته وصبيته بصون مَا وجد مِنْهَا إِلَى أَن ننفذ الحواة لأخذها وردهَا إِلَى سللها فَلَمَّا وقف ابْن الْمُدبر عَلَيْهَا قلب بالرقعة وَكتب أَتَانِي أَمر سيدنَا الْوَزير أدام الله نعْمَته وحرس مدَّته بِمَا أَشَارَ إِلَيْهِ من أَمر الحشرات وَالَّذِي اعْتمد عَلَيْهِ فِي ذَلِك أَن الطَّلَاق يلْزمه ثَلَاثَة إِن بَات هُوَ أَو أحد من أَوْلَاده فِي الدَّار السَّلَام 3 - (الْأَمِير ابْن فلاح) جَعْفَر بن فلاح الْأَمِير وَالِي دمشق من قبل الْمعز صَاحب مصر وَهُوَ أول أميرٍ وَليهَا لبني عبيد وَكَانَ قد خرج الْمَذْكُور مَعَ الْقَائِد جَوْهَر وَفتح مَعَه مصر ثمَّ)

جعفر بن القاسم الهاشمي أمير البصرة

سَار فغلب على الرملة سنة ثَمَان وَخمسين وَبعد أَيَّام غلب على دمشق بعد أَن قَاتل أَهلهَا أَيَّامًا وَكَانَ بهَا مَرِيضا على نهر يزِيد فَسَار لحربه الْحسن بن أَحْمد القرمطي وَقَتله سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وَقتل من خَواص الْأَمِير جَعْفَر جمَاعَة وَكَانَ رَئِيسا جليل الْقدر ممدحاً وَفِيه يَقُول أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد بن هَانِئ الأندلسي من الْبَسِيط (كَانَت مسائلة الركْبَان تُخبرنِي ... عَن جَعْفَر بن فلاح أطيب الْخَيْر) (حَتَّى الْتَقَيْنَا فَلَا وَالله مَا سمعَت ... أُذني بأحسنَ مِمَّا قد رأى بَصرِي) 3 - (جَعْفَر بن الْقَاسِم الْهَاشِمِي أَمِير الْبَصْرَة) جَعْفَر بن الْقَاسِم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عَليّ الْهَاشِمِي ولي إِمَارَة الْبَصْرَة للواثق وَكَانَ فصيحاً خَطِيبًا وَهُوَ قَلِيل الشّعْر وهجا الواثق بِأَبْيَات وَهِي من الْكَامِل (جدي عَليّ وَالنَّبِيّ وفاطم ... لَا من مهجنةٍ وَلَا من خَادِم) (فَمَتَى تنَال خلَافَة بِوِلَادَة ... وَأَنا أَحَق من الإِمَام الْقَائِم) (لَو قيل للمهدي من لخلافه ... من بعد فقدك يَا بن خير الْعَالم) (لحكى حِكَايَة عالمٍ بمقاله ... إِن الْخَلِيفَة جَعْفَر بن الْقَاسِم) فاغتاظ الواثق عَلَيْهِ وعزله وأجابه يزِيد بن مُحَمَّد المهلبي فَقَالَ من الْكَامِل (أَنْت الوضيع بِنَفسِهِ لَا بَيته ... مَا أَنْت من أَعلَى الْعُيُوب بسالم) (وَلكُل بَيت دمة وقمامة ... تلقى وَأَنت قمامة من هَاشم) 3 - (رَضِي الدّين بن دبوقا) جَعْفَر بن الْقَاسِم بن جَعْفَر بن عَليّ بن حُبَيْش الشَّيْخ رَضِي الدّين أَبُو الْفضل الربعِي الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي المجود الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن دبوقا ولد فِي حُدُود الْعشْرين وَقَرَأَ على السخاوي وتعانى الخدم وَالْكِتَابَة وأضر فِي آخر عمره وَانْقطع إِلَى الإقراء والإمامة بِمَسْجِد رَأس الخواصين ويقرئ عِنْد قبر هود وَكَانَ فصيح التِّلَاوَة لَهُ عبَادَة وَمَعْرِفَة متوسطة بالقراءات وَله مُشَاركَة فِي الْأَدَب قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَكِن حَدثنِي شمس الدّين الرقي أَنه كَانَ يدْخل روحه فِي السيمياء وَالسحر) قَرَأَ عَلَيْهِ الْبُرْهَان بن الكحال وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِبَعْض الرِّوَايَات الشَّيْخ بدر الدّين مُحَمَّد بن بضحان وروى الحَدِيث عَن السخاوي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة

أبو القاسم الكاتب

3 - (أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب) جَعْفَر بن قدامَة بن زِيَاد الْكَاتِب أَبُو الْقَاسِم ذكره الْخَطِيب فَقَالَ هُوَ أحد مَشَايِخ الْكتاب وعلمائهم وَكَانَ وافر الْأَدَب حسن الْمعرفَة وَله صِفَات فِي الْكِتَابَة وَغَيرهَا حدث عَن أبي العيناء وَحَمَّاد بن إِسْحَاق الْموصِلِي والمبرد وَمُحَمّد بن عبد الله بن مَالك الْخُزَاعِيّ وَنَحْوهم وروى عَنهُ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ ياقوت قَرَأت فِي كتاب المحاضرات لأبي حَيَّان قَالَ وَقلت للعروضي أَرَاك منخرطاً فِي سلك ابْن قدامه ومنصباً إِلَيْهِ ومتوفراً عَلَيْهِ وَكَيف يتَّفق بَيْنكُمَا وَكَيف تأتلفان وَلَا تختلفان فَقَالَ اعْلَم أَن الزَّمَان وَقت الِاعْتِدَال وَالرجل كَمَا تعرفه فِي غَايَة الْبرد والغثاثة وجباسة الطَّبْع وَأَنا كُنَّا تعرفنِي تثبتني فاعتدلنا إِلَى أَن يتَغَيَّر الزَّمَان ثمَّ نفترق ونختلف وَلَا نتفق وَأَنْشَأَ يَقُول من السَّرِيع (وصاحبٍ أصبح من برده ... كَالْمَاءِ فِي كانون أَو فِي شباط) (ندمانه من ضيق أخلاقه ... كَأَنَّهُ فِي مثل سم الْخياط) (نادمته يَوْمًا فَأَلْفَيْته ... مُتَّصِل الصمت قَلِيل النشاط) (حَتَّى لقد أوهمني أَنه ... بعض التماثيل الَّتِي فِي الْبسَاط) وَمن شعره ابْن قدامه من الوافر (تسمع مت قبلك بعض قولي ... وَلَا تتسللن مني لِوَاذًا) (نعم أسقمت بالهجران جسمي ... ومت بغصتي فَيكون مَاذَا) وَكَانَت وَفَاة ابْن قدامَة فِي سنة تسع أَو ثَمَان وثلاثمائة 3 - (المشتهي الدِّمَشْقِي) جَعْفَر بن المحسن أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بالمشتهي الدِّمَشْقِي أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة من المنسرح (كَأَنَّمَا الفستق المملح إِذْ ... جَاءَ بِهِ سقاك صهباء) (مثل المناقير حِين تفتحها ... زرق حمام لتشرب المَاء) وَله أَيْضا من الْبَسِيط) (أنظر إِلَى الفستق المملوح حِين بدا ... مثقفاً فِي لطيفات الطيافير) (وَالْقلب مَا بَين قشريه يلوح لنا ... كألسن الطير مَا بَين المناقير)

جعفر بن محمد الصادق

وَله أَيْضا من الطَّوِيل (وروضة ابذنج تَأَمَّلت نبتها ... لَهَا منظر يزهى بِغَيْر نَظِير) (وَقد لَاحَ فِي أعماقه فَكَأَنَّهُ ... قُلُوب ظباء فِي اكف صقور) وَله من الطَّوِيل (وَقد كنت أَرْجُو أَن أرى مِنْك صبوة ... تصون صابات الْهوى عَن نفا تها) (وَلَكِن قَضَت نفس الْمَوَدَّة نحبها ... لديك وَمَا أعلمتني بوفاتها) وَله من الطَّوِيل (وَمَا قلت شعرًا رَغْبَة فِي لِقَاء امْرِئ ... يعوضني جاهاً ويكسبني برا) (وَلَا طَربا مني إِلَى شرب قهوة ... وَلَا لحبيب إِن نأى لم أطق صبرا) (ولكنني أيقنت أَنِّي ميت ... فَقلت عساه أَن يخلد لي ذكرا) وَقَالَ فِي الجرب من الوافر (رَآنِي الْفضل فِي سَمَاء ... فَأطلع ذِي الْكَوَاكِب فِي حبا) (وكف بهَا يَدي عَن كل وغد ... يقبل ظهرهَا وكساه رعْبًا) (وأوقع بَين أظفاري وبيني ... لتأْخذ ثأرهن لدي غصبا) (لِأَنِّي كنت أنهبهن قصاً ... فصيرني لهنا لدهر نهبا) 3 - (جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم هُوَ الْمَعْرُوف بالصادق الإِمَام الْعلم الْمدنِي وَهُوَ سبط الْقَاسِم بن مُحَمَّد فَإِن أمه فَرْوَة ابْنة الْقَاسِم وَأمّهَا أَسمَاء بنت عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَلِهَذَا كَانَ يَقُول جَعْفَر الصَّادِق ولدني الصّديق مرَّتَيْنِ مولده سنة ثَمَانِينَ وَالظَّاهِر أَنه رأى سهل بن سعد وَغَيره من الصَّحَابَة روى عَن

جده الْقَاسِم من الصَّحَابَة روى عَن جده الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلم أرَ لَهُ عَن جده زين العابدين شَيْئا وَقد أدْركهُ وَهُوَ مراهق وروى عَن أَبِيه بن وَعُرْوَة بن الزبير وعطاءٍ وَنَافِع) وَالزهْرِيّ وَابْن الْمُنْكَدر وَله أَيْضا عَن عبيد بن أبي رَافع وَحدث عَنهُ أَبُو حنيفَة وَابْن جريج وَشعْبَة والسيانان وَمَالك ووهيب وحاتم بن اسماعيل وَيحيى الْقطَّان وَخلق عيرهم كَثِيرُونَ أخرهم وَفَاة أَبُو عَاصِم النَّبِيل وثقة يحيى بن معِين وَالشَّافِعِيّ وَجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة لَا يسْأَل عَن مثله قَالَ أَبُو حنيفَة مَا رَأَيْت أفقه من جَعْفَر بن مُحَمَّد وَكَانَ يَقُول سلوني قبل تفقدوني فَإِنَّهُ لَا يُحَدثكُمْ بعدِي بِمثل حَدِيثي وروى عَليّ بن الْجَعْد عَن زُهَيْر بن مُحَمَّد قَالَ قَالَ أبي لجَعْفَر بن مُحَمَّد إِن لي جاراً يزْعم أَنَّك تَبرأ من أبي بكر وَعمر فَقَالَ برِئ الله من جَارك وَالله إِنِّي لأرجو أَن يَنْفَعنِي الله بِقَرَابَتِي من أبي بكر وَلَقَد اشتكيت شكاية فأوصيت إِلَى خَالِي عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم وَله مَنَاقِب كَثِيرَة وَكَانَ أَهلا للخلافة لسؤدده وشرفه وَقد كذبت عَلَيْهِ الرافضة أَشْيَاء لم يسمع بهَا كَمثل كتاب الجفر وَكتاب اخْتِلَاج الْأَعْضَاء وَنسخ مَوْضُوعَة ومحاسنه جمة تغمده الله برحمة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والترميزي وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ومئة وَدفن بِالبَقِيعِ فِي قبر فِيهِ أَبُو مُحَمَّد الباقر وجده عَليّ زين العابدين وَعم جده الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم فَللَّه دره من قبر مَا أكْرمه وأشرفه ولقب بالصادق لصدقه فِي مقاله وَحكى كشاجم فِي كتاب المصايد والمطارد أَب جعفراً الصَّادِق سَأَلَ أَبَا حنيفَة رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ مَا تَقول فِي محرم كسر ربَاعِية ظَبْي فَقَالَ يَا بن رَسُول الله مَا أعلم فِيهِ شَيْئا فَقَالَ لَهُ أَنْت تداهي أَولا تعلم أَن الظبي لَا تكون لَهُ تكون ربَاعِية وَهُوَ ثني أبدا وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور لعَمْرو بن عبيد يَا أَبَا عُثْمَان مَا عنْدك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي اتِّخَاذ الْكَلْب فَقَالَ عَمْرو روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من اتخذ كَلْبا لغير حراسة زرع أَو مَاشِيَة نقص من أجره كل يَوْم قيراطان قَالَ وَلم ذَلِك قَالَ لَا أَدْرِي هَكَذَا جَاءَ الحَدِيث فَأقبل أَبُو جَعْفَر على أبي عبد الله جَعْفَر الصَّادِق فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله مَا عنْدك فِي هَذَا فَقَالَ) أَبُو عبد الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ خُذ الْعلم بِحقِّهِ من معدنه إِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ ينبح على الضَّيْف وَيرد السَّائِل فَقَالَ جَعْفَر أشهد أنْ لَا إِلَه إلاّ الله وأنّ مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله رَأَيْت البارحة فِيمَا يرى النَّائِم كَأَنِّي دخلت مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرجل جَالس فِي نَاحيَة الْمَسْجِد عَلَيْهِ السكينَة وَالْوَقار وَالنَّاس قد حفوا بِهِ يسألونه وَهُوَ يُجِيبهُمْ فَسَأَلته عَن هَذَا السُّؤَال فَأَجَابَنِي بِهَذَا الْجَواب فَقلت من هَذَا قَالُوا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ وَاسْتَأْذَنَ أهل مَكَّة وَالْمَدينَة على الْمَنْصُور وَعِنْده أَبُو عبد الله فَأذن لأهل مَكَّة قبل أهل الْمَدِينَة فَقَالَ أَبُو عبد الله أتأذن لأهل مَكَّة قبل أهل الْمَدِينَة فَقَالَ الْمَنْصُور يَا أَبَا عبد الله إِن مَكَّة العش قَالَ صدقت وَالله وفقهت وَأمر برد أهل مَكَّة وَأَن يقدم أهل الْمَدِينَة وَقضى حوائجهم

أبو القاسم الإسكافي

وأسنى جوائزهم ثمَّ أذن لأهل مَكَّة وَقيل أَن الذُّبَاب وَقع على الْمَنْصُور فذبه عَنهُ فَعَاد فذبه حَتَّى أضجره فَدخل جَعْفَر بن مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور يَا أَبَا عبد الله لم خلق الله الذُّبَاب فَقَالَ ليذل بِهِ الْجَبَابِرَة وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق لَا تكون الصداقة إِلَّا بحدودها فَمن كَانَ فِيهِ شَيْء من هَذِه الْخِصَال أَو بَعْضهَا فانسبه إِلَى الصداقة ثمَّ حَدهَا فَقَالَ أول حُدُودهَا أَن تكون سَرِيرَته وعلانيته لَك سَوَاء وَالثَّانيَِة أَن يرى شينك شينه وزينك زينه وَالثَّالِثَة لَا يُغَيِّرهُ مَال وَلَا ولَايَة الرَّابِعَة لَا يمنعك شَيْئا تناله يَده وَالْخَامِسَة وَهِي تجمع هَذِه الْخِصَال وَهِي أَن لَا يسلمك عِنْد النكبات وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق كَانَ جدي عَليّ بن حُسَيْن رَحْمَة الله عَلَيْهِ يَقُول من خَافَ من سُلْطَان ظلامة أَو تغطرساً فَلْيقل أللهم آحرسني بِعَيْنِك الَّتِي لَا تنام واكنفني بكنفك الَّذِي لَا يرام وأغفر لي بقدرتك عَليّ وَلَا أهلكن وَأَنت رجائي فكم من نعْمَة قد أَنْعَمت بهَا عَليّ قل لَك عِنْدهَا شكري وَكم بلية آبتليتني بهَا قل لَك عِنْدهَا صبري فيا من قل عِنْد نعْمَته شكري فَلم يحرمني وَيَا من قل عِنْد بليته صبري فَلم يخذلني وَيَا من رَآنِي على الْخَطَايَا فَلم يفضحني) وَيَا ذَا النعماء الَّتِي لَا تحصى وَيَا ذَا الأيادي الَّتِي لَا تَنْقَضِي بك أستدفع مَكْرُوه مَا أَنا فِيهِ وَأَعُوذ بك من شَره يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ 3 - (أَبُو الْقَاسِم الإسكافي) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم بن جَعْفَر الإسكافي أحد فضلاء الْمُعْتَزلَة بِبَغْدَاد كَانَ كَاتبا بليغاً رد إِلَيْهِ المعتصم أحد دواوينه وَله مُصَنف فِي الْإِمَامَة وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الْمُعْتَزلَة مقدما عِنْد المعتصم يبجله ويعظمه ويصغي إِلَى كَلَامه وَأَصله من سمر قند 3 - (المتَوَكل على الله) جَعْفَر بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل المتَوَكل على الله ابْن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور بُويِعَ لَهُ بالخلافة بعد موت أَخِيه هَارُون الواثق بمشاورة فِي ذَلِك فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ومئتين وَولد سنة سبع ومئتين وَقتل سنة سبع وَأَرْبَعين ومئتين

وَكَانَ أسمر مليح الْعين نحيف الْجِسْم خَفِيف العارضين إِلَى الْقصر أقرب وَأمه أم ولد اسْمهَا شُجَاع وَلما اسْتخْلف أظهر السّنة وَتكلم بهَا فِي مَجْلِسه وَكتب إِلَى الْآفَاق بِرَفْع المحنة وَإِظْهَار السّنة وَبسط أَهلهَا ونصرهم وَأقَام الْحَج للنَّاس سنة سبع وَعشْرين قبل الْخلَافَة وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ قَاضِي الْبَصْرَة الْخُلَفَاء ثَلَاثَة أَبُو بكر الصّديق قَاتل أهل الرِّدَّة حَتَّى اسْتَجَابُوا وَعمر بن عبد الْعَزِيز رد مظالم بني أُميَّة والمتوكل محا الْبدع وَأظْهر السّنة وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب إِنِّي جعلت دعائي فِي الْمشَاهد كلهَا للمتوكل وَذَلِكَ أَن صاحبنا عمر بن عبد الْعَزِيز جَاءَ الله بِهِ يرد الْمَظَالِم وَجَاء الله بالمتوكل يرد الدّين وَقَالَ يزِيد المهلبي قَالَ لي المتَوَكل يَوْمًا يَا مهلبي إِن الْخُلَفَاء كَانَت تتعصب على الرّعية لتطيعها وَأَنا أَلين لَهُم ليحبوني ويطيعوني يُقَال أَنه سلم عَلَيْهِ بالخلافة ثَمَانِيَة كل مِنْهُم ابْن خَليفَة مَنْصُور بن الْمهْدي وَالْعَبَّاس بن الْهَادِي) وَأَبُو أَحْمد بن الرشيد وَعبد الله بن الْأمين ومُوسَى بن الْمَأْمُون وَأحمد بن المعتصم وَمُحَمّد بن الواثق وَابْنه الْمُنْتَصر بن المتَوَكل وَكَانَ جواداً ممدحاً يُقَال مَا أعْطى خَليفَة مَا أعْطى المتَوَكل وَبَايع بِولَايَة الْعَهْد لوَلَده الْمُنْتَصر ثمَّ أَرَادَ عَزله وتولية أَخِيه المعتز لمحبته لأمه وَكَانَ يحضر مجَالِس الْعَامَّة ومحط مَنْزِلَته ويتهدده ويشتمه لِأَنَّهُ سَأَلَهُ النُّزُول فَأبى وَاتفقَ أَن التّرْك انحرفوا عَن المتَوَكل لِأَنَّهُ صادر وصيفاً وبغا فاتفقوا مَعَ الْمُنْتَصر على قتل أَبِيه فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فِي مجْلِس لهوه فِي اللَّيْل وقتلوه رَآهُ بَعضهم فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي بِقَلِيل من السّنة أحييتها ورؤي أَيْضا كَأَنَّهُ بَين يَدي الله تَعَالَى فَقيل لَهُ مَا تصنع هَهُنَا قَالَ أنْتَظر مُحَمَّدًا ابْني أخاصمه إِلَى الله الْحَلِيم الْكَرِيم الْعَظِيم وَلم يَصح عَنهُ النصب وَقيل أَنه كَانَ لَهُ أَرْبَعَة آلَاف سَرِيَّة وطئ الْجَمِيع وَلم يعلم أحد مُتَقَدم فِي هزل أَو جد إِلَّا حظي فِي دولته وَدخل دمشق وعزم على الْمقَام بهَا لِأَنَّهَا أَعْجَبته وَنقل دواوين الْملك إِلَيْهَا وَأمر بِالْبِنَاءِ بهَا ثمَّ استوبل الْبَلَد لِأَن الْهَوَاء بهَا بَارِد ندي وَالْمَاء ثقيل وَالرِّيح يهب فِيهَا مَعَ الْعَصْر فَلَا يزَال يشْتَد حَتَّى تمْضِي عَامَّة اللَّيْل وَهِي كَثِيرَة البراغيث وغلت عَلَيْهِ الأسعار وَحَال الثَّلج بَين السابلة والميرة فَأَقَامَ بهَا شَهْرَيْن وأياماً ثمَّ رَجَعَ إِلَى سر من رأى وَكَانَ قد بنى بِأَرْض داريا قصراً عَظِيما وَوَقعت من قلبه بالموافقة وَقَالَ يزِيد بن الْمُهلب يمدحه لما عزم على الْمقَام بِدِمَشْق بِأَبْيَات مِنْهَا من الوافر (أَظن الشَّام تشمت بالعراق ... إِذا عزم الإِمَام على انطلاق) (فَإِن تدع الْعرَاق وساكنيها ... فقد تمنى المليحة بِالطَّلَاق) وَصَارَت لَيْلَة المتَوَكل مثلا يضْرب لكل لَيْلَة سرُور يصاب فِيهَا صَاحبهَا قَالَ الشَّاعِر من الْكَامِل (

أبوالفضل الطيالسي

كم آمنٍ متحصنٍ فِي جوسقٍ ... قد بَات مِنْهُ بليلة المتَوَكل) ) وَكَانَ المتَوَكل قد أَمر فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ بهدم قبر الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ وَهدم مَا حوله من الدّور وَأَن بِعَمَل مزارع وَمنع النَّاس من زيارته وحرث وَبَقِي صحراء وَكَانَ مَعْرُوفا بِالنّصب فتألم الْمُسلمُونَ لذَلِك وَكتب أهل بَغْدَاد شَتمه على الْحِيطَان وهجاه الشُّعَرَاء دعبل وَغَيره وَفِي ذَلِك يَقُول يَعْقُوب بن السّكيت وَقيل هِيَ للبسامي عَليّ بن أَحْمد وَقد بَقِي إِلَى بعد الثَّلَاث مائَة من الْكَامِل (بِاللَّه إِن كَانَت أُميَّة قد أَتَت ... قتل ابْن بنت نبيها مَظْلُوما) (فَلَقَد أَتَاهُ بَنو أَبِيه بِمثلِهِ ... هَذَا لعمرك قَبره مهدوما) (أسفوا على أَن لَا يَكُونُوا شاركوا ... فِي قَتله فتتبعوه رميما) وَمن شعر المتَوَكل من الطَّوِيل (صبرت على ذل الْهوى لمغاضب ... فَزَاد لذلي عزة وتجنبا) (أقلب طرفِي فِي الْجَمِيع فَلَا أرى ... نظيراً لمن أَهْوى وَإِن كَانَ مذنبا) وَأَقْبل مرّة على وَلَده الْمُنْتَصر فَلم يقم لَهُ إِلَى أَن قرب مِنْهُ وَكَانَ قد ولاه الْعَهْد فَقَالَ من الطَّوِيل (هم سمنوا كَلْبا ليَأْكُل بَعضهم ... وَلَو أخذُوا بالحزم مَا سمنوا الكلبا) وَشعر المتَوَكل كثير وَهُوَ غير مرضِي كَقَوْلِه يرثي والدته من المجتث إِنِّي وجدت الْيَوْم حَقًا فَوق وجد العالمينا (رحم الله عجوزاً ... تركت شخصا حَزينًا) وَله فِيهَا مرثية وَمِنْهَا بَيت مُخْتَار وَهُوَ من الطَّوِيل (تصبرت لما فرق الدَّهْر بَيْننَا ... وعزيت نَفسِي بِالنَّبِيِّ مُحَمَّد) 3 - (أبوالفضل الطَّيَالِسِيّ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أبي عُثْمَان أَبُو الْفضل الطَّيالسيّ سمع عَفَّان بن مُسلم وَسليمَان بن حَرْب وَمُسلم بن إِبْرَاهِيم ومسدّداً وَابْن معِين وَغَيرهم وروى عَنهُ

أبو معشر المنجم

يحيى بن صاعد وَإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الصفّار وَأَبُو بكر الشَّافِعِي وَكَانَ ثِقَة ثبتاً حسن الْحِفْظ مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ومئتين 3 - (أَبُو معشر المنجّم) ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عمر الْبَلْخِي أَبُو معشر المنجم الْمَشْهُور كَانَ إِمَام وقته فِي فنّه وَله التصانيف المفيدة فِي علم النِّجامة مِنْهَا كتاب الْمدْخل وَكتاب الرّيح والألوف والمواليد وَغير ذَلِك وَكَانَت لَهُ إصابات عجيبةٌ قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى رَأَيْت فِي بعض المجاميع أَنه كَانَ مُتَّصِلا بِخِدْمَة بعض الْمُلُوك وَأَن ذَلِك الْملك طلب رجلا من أَتْبَاعه وأكابر دولته ليعاقبه بِسَبَب جريمة صدرت مِنْهُ وَعلم أَن أَبَا معشر يدل عَلَيْهِ بالطرائق الَّتِي يسْتَخْرج بهَا الخفايا والأشياء الكامنة فَأَرَادَ أَن يعْمل شَيْئا لَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ وَيبعد عَنهُ حدسه فَأخذ طستاً وَجعل فِيهِ دَمًا وَجعل فِي الدَّم هاوناً وَقعد على الهاون أَيَّامًا وتطلبَّب الْملك ذَلِك الرجل وَبَالغ فِي الطّلب فَلَمَّا عجز عَنهُ أحضر أَبَا معشر وَقَالَ تعرّفني مَوْضِعه بِمَا جرت بِهِ عادتك فَعمل الْمَسْأَلَة الَّتِي يسْتَخْرج بهَا الخبايا وَسكت زَمَانا حائراً فَقَالَ لَهُ الْملك مَا سَبَب سكوتك وحيرتك قَالَ أرى شَيْئا عجيباً فَقَالَ وَمَا هُوَ قَالَ أرى الرجل الْمَطْلُوب على جبل نُحَاس والجبل فِي بَحر دم وَلَا أعلم فِي الْعَالم موضعا بِهَذِهِ الصّفة فَقَالَ لَهُ أعد نظرك وغيِّر الْمَسْأَلَة وجدِّد أَخذ الطالع فَفعل ثمَّ قَالَ مَا أرَاهُ إِلَّا كَمَا ذكرت وَهَذَا شَيْء مَا وَقع لي مثله فَلَمَّا يئس الْملك من الْقُدْرَة عَلَيْهِ بِهَذَا الطَّرِيق نَادَى فِي الْبِلَاد بالأمان للرجل وَلمن أخفاه وَأظْهر من ذَلِك مَا وثق بِهِ فَلَمَّا اطْمَأَن الرجل خرج وَحضر بَين يَدي الْملك فَسَأَلَهُ عَن الْموضع الَّذِي كَانَ فِيهِ فَأخْبرهُ بِمَا اعْتَمدهُ فأعجبه حسن احتياله فِي إخفاء نَفسه ولطافة أبي معشر فِي استخراجه وَله غير ذَلِك فِي الإصابات وَذكر مُحَمَّد بن اسحاق النديم أَن أَبَا معشر كَانَ من أَوْلَاد الْمُحدثين وَكَانَ يضاغن الْكِنْدِيّ ويغري بِهِ الْعَامَّة ويشنع عَلَيْهِ بعلوم الفلاسفة فدسّ عَلَيْهِ الْكِنْدِيّ من حسن لَهُ النّظر فِي علم الْحساب والهندسة فَدخل فِي ذَلِك لَهُ فَعدل لمّا كمل لَهُ ذَلِك إِلَى علم أَحْكَام النُّجُوم وَانْقطع شرُّه عَن الْكِنْدِيّ وَيُقَال إِنَّه تعلم النُّجُوم بعد سبع وَأَرْبَعين سنة من عمره وَقَالَ أَبُو أَحْمد عبد الله بن عمر بن الْحَارِث الْحَارِثِيّ قَالَ حَدثنِي أبي قَالَ كنت أحد من

اليزيدي

يعْمل فِي خَزَائِن السِّلَاح للمهتدي فَكنت يَوْمًا قَائِما بِحَضْرَة الْمُوفق فِي عسكره لقِتَال صَاحب الزّنج وبحضرته أَبُو معشر ومنجم آخر سمّاه أبي وأنسيته أَنا فَقَالَ لَهما خذا الطالع فِي شَيْء قد أضمرته مُنْذُ البارحة أسألكما عَنهُ وأمتحنكما بِهِ فأخرجا ضميري فأخذا الطالع وَعَملا زايرجه وَقَالا جَمِيعًا تسألنا عَن حملٍ لَيْسَ لإنسي فَقَالَ هُوَ كَذَلِك فَمَا هُوَ ففكرا جَمِيعًا) طَويلا وَقَالا عَن حمل بقرةٍ قَالَ هُوَ كَذَلِك فَمَا تَلد قَالَا جَمِيعًا نور قَالَ فَمَا شينه قَالَ أَبُو معشر أسود فِي جَبهته بَيَاض وَقَالَ الآخر بل رَأس ذَنبه أَبيض وَله غرّة فَقَالَ الْمُوفق ترَوْنَ مَا أجسر هَؤُلَاءِ أحضروا الْبَقَرَة فأحضرت وَهِي مقرب فَقَالَ اذبحوها فذبحت وشقّ بَطنهَا فَأخْرج مِنْهَا ثورٌ صغيرٌ أسود أَبيض طرف الذَّنب وَقد التف ذَنبه فَصَارَ على وَجهه فَعجب الْمُوفق وَمن حَضَره من ذَلِك عجبا شَدِيدا وأسنى جائزتهما وَقَالَ أَيْضا حَدثنِي أبي قَالَ كنت أَيْضا بِحَضْرَة الْمُوفق فأحضر أَبَا معشر المنجم وَهَذَا المنجم الآخر وَقَالَ لَهما معي خبر فَمَا هُوَ فَقَالَ أَحدهمَا بعد أَن أَخذ الطالع وَعمل الزايرجه وفكّر طَويلا هُوَ فِي شَيْء من الْفَاكِهَة وقالأبو معشر هُوَ فِي شَيْء من الْحَيَوَان فَقَالَ الْمُوفق للأخير أَحْسَنت وَقَالَ لأبي معشر أَخْطَأت وَرمى من يَده تفاحة وَأَبُو معشر قَائِم فتحيّر وعاود النّظر فِي الزايرجه سَاعَة ثمَّ غَدا يسْعَى نَحْو التفاحة حَتَّى أَخذهَا وَكسرهَا ثمَّ قَالَ الله أكبر وقدَّمها إِلَى الْمُوفق فَإِذا هِيَ تنفش بالدود فهال الْمُوفق مَا رَآهُ من إِصَابَته وَأمر لَهُ بجائزة عَظِيمَة توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين ومئتين وَقد جَاوز المئة 3 - (اليزيدي) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد يحيى بن الْمُبَارك اليزيدي من الْبَيْت الْمَشْهُور بِالْفَضْلِ وَالْأَدب وَنقل الْقرَاءَات واللغة وَالْأَخْبَار قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سنة نَيف وَثَلَاثِينَ ومئتين 3 - (العضل الإسكاف) جَعْفَر بن مُحَمَّد الإسكاف أَبُو الْقَاسِم الْكَرْخِي الْبَغْدَادِيّ كَانَ يلقب بالعضل بِالْعينِ الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة الْمَفْتُوحَة وَبعدهَا لَام كَانَ مختلطاً بالشعراء وَأهل الْأَدَب وَكَانَ يمدح عضد الدولة وَيَأْخُذ الْجَائِزَة وَله مَعَ هَذِه الْحَالة معيشة فِي سوق الأساكفة وصناعةٌ فِيهَا بِيَدِهِ وبصناعته فِي الشّعْر بِحَيْثُ تسلم من الْكسر واللحن وَكَانَ أَكثر زَمَانه مُنْقَطِعًا إِلَى أبي الْخطاب بن عون ومهيار الديلمي والجهرمي والمطرِّز وَمن جرى مجراهم ويكثرون ممازحته وَطَرحه فِيمَا يعسر عَلَيْهِ من البديهة وَله مَعَهم حكايات كَثِيرَة وَكَانَ يخْطب فِي الاملاكات ويؤذّن فِي مسجدٍ بالكرخ وقارب الثَّمَانِينَ واستوفاها وَمن شعره من المديد (لَو ثوت فِي المزن رَاحَته ... سَالَ من أرجائه الذَّهَب)

أبو يحيى الرازي

) وَمِنْه أَيْضا (أَهلا وسهلاً بغرَّة الْعِيد ... ومرحباً بالمدام والعيد) (فَاشْرَبْ على حسنه وبهجته ... مَعَ فاتنٍ باللحظ والجيد) 3 - (أَبُو يحيى الرَّازِيّ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو يحيى الرَّازِيّ الزَّعْفَرَانِي قَالَ ابْن أبي حَاتِم سَمِعت مِنْهُ وَهُوَ صَدُوق توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِية والمئتين 3 - (التِّهامي) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن نَاصِر بن يحيى بن حسن بن الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم التِّهامي الْمَكِّيّ أَبُو مُحَمَّد الشَّاعِر دخل بَغْدَاد ومدح بهَا وروى عَنهُ ابْن السَّمْعَانِيّ وَقَالَ كَانَ شَاعِرًا يمدح الأكابر إلاّ أَنه كَانَ فِي رَأسه دعاوى عريضة خَارِجَة عَن الحدّ فَجرى يَوْمًا حَدِيث ثَعْلَب النَّحْوِيّ وبتحُّره فِي اللُّغَة فَقَالَ وَمن ثَعْلَب أَنا أفضل مِنْهُ وأنشدني لنَفسِهِ من الْبَسِيط (مَا لي بِمن جرّ طرفه قبل ... كَانَت غراماً لقلبي نظرة قبل) (مَا دلّ ناسك شوقي دلُّ غانيةٍ ... وَلَا أقادت فُؤَادِي الْأَعْين النجل) (وَلَا دَعَاني إِلَى لمياء كتم لمىً ... وَلَا أَطَالَ وُقُوفِي باكياً طلل) (وَإِنَّمَا الْحِين أَعْرَاض إِذا عرضت ... لعاقل عاقه من لبِّه خبل) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر (أما لظلام ليلِي من صباح ... أما للنجم فِيهِ من براح) (كأنّ الْأُفق سدَّ فَلَيْسَ يُرْجَى ... لَهُ نهجٌ إِلَى كل النواحي) (كأنّ الشَّمْس قد مسخت نجوماً ... تسير مسير أذوادٍ كلاح) (كأنّ اللَّيْل منفيٌّ طريدٌ ... كأنّ اللَّيْل بَات صريع رَاح) (كأنّ بَنَات نعشٍ متن حزنا ... كأنّ النِّسر مكسور الْجنَاح) (خلوت ببثِّ بثّي فِيهِ أَشْكُو ... إِلَى من لَا يبلِّغني اقتراحي) (وَكَيف أكفّ عَن نزوات دهري ... وَقد هبَّت ريَاح الارتياح) (وإنَّ بعيد مَا أَرْجُو قريبٌ ... سَيَأْتِي فِي غدوّي أَو رواحي) ) قلت رَأَيْت بعض الأفاضل قد كتب على هَامِش النُّسْخَة أنّ هَذِه الأبيات لأبي نصر بن أبي

الإسكافي الكاتب

الخرجين الْحلَبِي وَالظَّاهِر أَن ذَلِك صَحِيح لِأَن هَذَا النَّفس غير النَّفس الَّذِي فِي الأبيات الأولى فَإِن هَذِه أَربع وَتلك أحطُّ وأرك 3 - (الإسكافيّ الْكَاتِب) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن ثوابة بن خَالِد بن يونسٍ أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب الإسكافي صَاحب ديوَان الرسائل كَانَ فَاضلا بليغاً وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ ومئتين بالرِّي وَدفن بهَا وَمن شعره من مجزوء الرمل (قل لمملوكٍ حقيق ... أَن يسمّى بمليك) كم قَتِيل لَك مَا بَين عبيد وملوك وَطَرِيق لي إِلَى وصلك مَمْنُوع السلوك يَا نهيك الْخضر مَا ترثي لذِي جسم نهيك 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْموصِلِي الشَّافِعِي) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن حمدَان أَبُو الْقَاسِم الْفَقِيه الشَّافِعِي الْموصِلِي كَانَ مضطلعاً بعلوم كَثِيرَة من الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْحكمَة والهندسة وَالْأَدب وَالشعر وَله مصنفات كَثِيرَة فِي جَمِيع ذَلِك دخل بَغْدَاد ومدح المعتضد والوزير الْقَاسِم بن عبيد الله وَكَانَ صديقا لكل وزراء عصره مدّاحاً لَهُم آنساً بهم وبالمبرد وثعلب وأمثالهما من عُلَمَاء الْوَقْت وَكَانَت لَهُ فِي بَلَده دَار علم قد جعل فِيهَا خزانَة فِيهَا من جَمِيع الْعُلُوم وَقفا على كل طَالب علم لَا يمْنَع أحد من دُخُولهَا إِذا جاءها أَو إِن كَانَ مُعسرا قد أعطَاهُ وَرقا يفتحها كل يَوْم وَيجْلس فِيهَا إِذا عَاد من ركُوبه ويجتمع إِلَيْهِ النَّاس فيملي عَلَيْهِم من شعره وَشعر غَيره ومصنفاته مثل الباهر وَغَيره من المصنفات الحسان ثمَّ يملي من حفظه من الحكايات المستطابة وشيئاً من النّوادر الْمُؤَلّفَة وطرفاً من الْفِقْه وَمَا يتَعَلَّق بِهِ ولد سنة أَرْبَعِينَ ومئتين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمئة وَكَانَ جمَاعَة من أهل الْموصل حسدوه على مَحَله وجاهه عِنْد الْخُلَفَاء والوزراء وَالْعُلَمَاء وَكَانَ قد جحد بعض أَوْلَاده وَزعم أَنه لَيْسَ مِنْهُ فعاندوه بِسَبَبِهِ وجهدوا أَن يلحقوه بِهِ فَمَا بتم لَهُم فَاجْتمعُوا وَكَتَبُوا فِيهِ محضراً وشهدوا فِيهِ عَلَيْهِ بِكُل قبيحة وعظيمة ونفوه من الْموصل فانحدر) هَارِبا إِلَى بَغْدَاد ومدح المعتضد بقصيدة يشكو فِيهَا مَا ناله ويصف مَا يحسن من الْعُلُوم وَيسْتَشْهد بثعلب والمبرد وَغَيرهمَا أوَّلها من الطَّوِيل (أجدَّك مَا ينفكُّ طيفك ساريا ... مَعَ اللَّيْل مجتاباً إِلَيْنَا الفيافيا)

(يذكرنَا عهد الْحمى وماننا ... بنعمان وَالْأَيَّام تُعْطِي الأمانيا) (لياليّ مغنى آل ليلى على الْحمى ... ونعمان عادٍ بالأوانس غانيا) (وعهد الصِّبَا منهنّ فينان مُورق ... ظَلِيل الضُّحَى من حَائِط اللَّهْو دانيا) (قريب المدى نائي الجوى داني الْهوى ... على مَا يَشَاء المستهام مؤاتيا) (حَلَفت بأخياف المخيّم من منى ... وَمن حلَّ جمعا والرّعان المتاليا) مِنْهَا (أَأدْخل تَحت الضيم والبيد والسُّرى ... وأيدي المطايا الناجيات عناديا) (سأخرج من جِلْبَاب كل ملمةٍ ... خُرُوج الْمُعَلَّى والسَّنيح ورائيا) (إِذا أَنا قابلت الإِمَام مناجياً ... لَهُ بِالَّذِي من ريب دهري عنانيا) (رميت بآمالي إِلَى الْملك الَّذِي ... أذلّت مساعيه الْأسود الضواريا) (وَمَا هِيَ إلاّ رَوْحَة وادِّلاجةٌ ... تنيل الْأَمَانِي أَو تقيم البواكيا) (وليفي أَمِير الْمُؤمنِينَ مدائحٌ ... مَلَأت بهَا الْآفَاق حسن ثنائيا) (وأمَّت بِي الآمال لَا طَالبا جدىً ... وَلَا شاكياً إنقاص من حَالي وماليا) (ولكنني أَشْكُو عدوّاً مسلّطاً ... عليَّ عداني بغيه عَن بلاديا) (أيا بن الْوُلَاة الْوَارِثين مُحَمَّدًا ... خِلَافَته دون الموَالِي مواليا) (إِذا مَا اعتزمت الْأَمر أبرمت قلبه ... وَلم تَكُ عَن إمضائك الحزم وانيا) (فَلَو تَكُ للمظلوم ناداك فِي الدُّجى ... لغربته وَالدَّفْع للظلم نَاسِيا) (وعش سَالم الْأَيَّام للْملك رَاعيا ... وَدم عالي الْأَحْوَال تعلي المعاليا) وَهِي مئة وَخَمْسُونَ بَيْتا فِيهَا بعد الْمَدْح مَا يُحسنهُ من الْعُلُوم الدِّينِيَّة والأدبية وتبجّح بمعرفته إقليدس وأشكاله وزيادات زَادهَا فِي أَعماله وَقَالَ من الْخَفِيف رب ليلٍ كالبحر هولاً وكالدهر امتداداً وكالمداد سوادا) خضته والنجوم يوقدن حَتَّى أطفأ الْفجْر ذَلِك الإيقادا وَقَالَ من الطَّوِيل (على الْخيف من أكناف برقة أطلال ... دوارس عضَّتها ببرقة أَحْوَال) (ومبنى خيامٍ من فريق تفرّقوا ... أيادي سبا والبين للشَّمل مغتال) (وهنَّ نجومٌ للنجوم ضرائر ... وَهن لأقمار الحنادس أَمْثَال) (أَلا إنّ آجال الظباء سوانحاً ... لمن عالج الوجد المبرّح آجال)

ابن الفرات الكاتب

وَقَالَ من مجزوء الرمل أيّها القرم الَّذِي أعوزنا فِيهِ النَّديد وأعانته على الْمجد مساعٍ وجدود عجِّل النُّجح فإنَّ المطل بالوغد وَعِيد قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء هَذَا معنى عنَّ لي قبل أَن أَقف على هَذِه الأبيات وَكنت أعجب كَيفَ فَاتَ الْأَوَائِل اشتماله على مُطَابقَة التَّجْنِيس حسن الْمَعْنى حَتَّى وقفت على مَا هَهُنَا فَعلمت أنّ أَكثر مَا ينْسب إِلَى السرقات للشعراء إِنَّمَا هُوَ تواردٌ وَوُقُوع حافرٍ على حافر وَأما أبياتي فَهِيَ من الْبَسِيط (يَا سيداً بذَّ من يمشي على قدمٍ ... علما وحلماً وآباءً وأجدادا) (مَاذَا دعَاك إِلَى وعدٍ تصيِّره ... بالخلف والمطل والتسويف إيعادا) (لَا تعجلنَّ بوعد ثمَّ تخلفه ... فيثمر الود بعد المطل احقادا) (فالوعد بذر ولطف القَوْل منبته ... وَلَيْسَ يجدي إِذا لم يلق حصّادا) قلت قَول الأول أحسن من قَول ياقوت فَإِن الْوَعْد والوعيد أقرب إِلَى الجناس من الْوَعْد والايعاد مَعَ رشاقة نظم الْموصِلِي 3 - (ابْن الْفُرَات الْكَاتِب) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْحسن بن الْفُرَات أَبُو عبد الله أَخُو أبي الْحسن عَليّ وَزِير المقتدر ولاّه أَخُوهُ ديوَان الْخراج والضياع الْعَامَّة بنواحي الْمشرق وَالْمغْرب وَلم يجمعا لأحد قبله قَالَ الصولي كَانَ من جلّة الْعلمَاء والمتصرفين وأفضلهم وأزهدهم أَقَامَ بِمَكَّة مجاوراً يقْرَأ الْقُرْآن ويواصل الصَّوْم إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين ومئتين فِي وزارة أَخِيه أبي) الْحسن 3 - (ابْن المعتصم بِاللَّه) جَعْفَر بن المعتصم بِاللَّه بن هَارُون الرشيد قَالَ الصولي حجَّ بِالنَّاسِ فِي سنة سبع وَعشْرين ومئتين فِي خلَافَة الواثق فِيهِ 3 - (ابْن حدار وَزِير الْعَبَّاس بن طولون) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حدار الْكَاتِب أَبُو الْقَاسِم ذكره الصولي فِي كتاب أَخْبَار شعراء مر وَقَالَ لم يكن بِمصْر فِي وقته مثله كثير الشّعْر حسن البلاغة عَالم لَهُ ديوَان شعر ومكاتبات كَثِيرَة حَسَنَة وَكَانَ الْعَبَّاس بن أَحْمد بن طولون قد خرج على أَبِيه بنواحي برقة عِنْد غيبَة أَبِيه بِالشَّام وَتَابعه أَكثر النَّاس ثمَّ غدر بِهِ قومه وَخرج عَلَيْهِ آخَرُونَ من نواحي القيروان فظفر بِهِ أَبوهُ وَكَانَ بن حدار وَزِير الْعَبَّاس وَصَاحب أمره

ابن الأزهر الأخباري

فَقبض عَلَيْهِ بنواحي الْإسْكَنْدَريَّة وَأدْخل إِلَى الْفسْطَاط على بغل على قتب مقيّداً سنة سبع وَسِتِّينَ ومئتين وَنصب لكتابه وَخرج بهم إِلَى مَا خرج إِلَيْهِ على دكة عَظِيمَة رفيعة وَجلسَ ابْن طولون فِي علوّ يوازيها وَشرع من ذَلِك الْعُلُوّ إِلَيْهَا طَرِيقا وَكَانَ الْعَبَّاس قَائِما بَين يَدي أَبِيه فِي حفتان ملحم وعمامة وخفّ وَبِيَدِهِ سيف مَشْهُور فَضرب ابْن حدار ثلاثمئة سَوط وَتقدم غليه الْعَبَّاس فلقطع يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ من خلافٍ وَأُلْقِي من الدكة إِلَى الأَرْض وَفعل مثل ذَلِك بالمنتوف وبأبي معشر وَاقْتصر بغيرهم على ضرب السِّيَاط فَلم تمض أَيَّام حَتَّى مَاتُوا وَقيل إِن أَحْمد بن طولون تولّى قطع يَدي ابْن حدار وَرجلَيْهِ بِيَدِهِ وَمن شعره من المديد (زارني زورٌ ثكلتهم ... وأصبوا حَيْثُ مَا سلكوا) (أكلُوا حَتَّى إِذا شَبِعُوا ... حملُوا الْفضل الَّذِي تركُوا) 3 - (ابْن الْأَزْهَر الأخباري) جَعْفَر بن محد بن الْأَزْهَر بن عِيسَى الإخباري أحد أَصْحَاب السِّير وَمن عني بِجمع الْأَخْبَار والتواريخ ولد سنة مِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَسمع من ابْن الْأَعرَابِي وطبقته وَله من الْكتب التَّارِيخ على السنين وَهُوَ من جيد الْكتب 3 - (الصُّوفي الْخُلْدِيِّ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نصير بن قَاسم أَبُو وَمُحَمّد الْبَغْدَادِيّ الْخُلْدِيِّ الخوّاص شيخ الصُّوفِيَّة) وَكَبِيرهمْ ومحدّثهم صحب الْجُنَيْد وَغَيره وَكَانَ الْمرجع إِلَيْهِ فِي علم الْقَوْم وتصانيفهم وحكاياتهم وثّقه الْخَطِيب قَالَ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الطَّبَرِيّ سَمِعت الْخُلْدِيِّ يَقُول مضيت إِلَى عبّاس الدُّوري وَأَنا حدثٌ فَكتبت عَنهُ مَجْلِسا وَخرجت فلقيني بعض الصُّوفِيَّة فَقَالَ إيش هَذَا فأريته فَقَالَ وَيحك تدع علم الحرق وَتَأْخُذ علم الْوَرق ثمَّ خرّق الأوراق فَدخل كَلَامه فِي قلبِي فَلم أعد إِلَى عَبَّاس توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين

شرف الدين العباس

وثلاثمئة وَكَانَ قد حجَّ سِتِّينَ حجَّة 3 - (شرف الدّين الْعَبَّاس) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشريف الْأَفْضَل أَبُو مُحَمَّد العباسي الْمَكِّيّ الْبَغْدَادِيّ المحدِّث كَانَ عالي الهمة فِي تَحْصِيل هَذَا الشَّأْن جيد الْفَهم ذكياً نبيلاً لقبه شرف الدّين سمع من ابْن شاتيل وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وخمسمئة رَاجعا من حماه إِلَى بَغْدَاد وَله سبع وَعشْرين سنة 3 - (ابْن شمس الْخلَافَة) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُخْتَار وَهُوَ الْأَمِير مجد الْملك أَبُو الْفضل ابْن شمس الْخلَافَة أبي عبد الله الْأَفْضَل الْمصْرِيّ القوصيّ الشَّاعِر الأديب ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وخمسمئة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وستمئة وَلَقي الأدباء وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وخطه مَعْرُوف وَكَانَ من الأذكياء وَله مجاميع تدل على فَضله وحدَّث بديوانه وامتدح جمَاعَة من الْأَعْيَان وَله الأرج الشائق إِلَى كرم الْخَلَائق جمع فِيهِ الشُّعَرَاء الَّذين مدحوا سراج الدّين جَعْفَر بن حسّان الأسنائي وروى عَنهُ الزكيّ الْمُنْذِرِيّ والشَّهاب القوصي وَذكره ابْن الشعار فِي تَارِيخه فَقَالَ هُوَ جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ من كبراء بَلَده قدم مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين أَمِيرا وَمَعَ ابْنه الْعَزِيز ثمَّ قدم حلب وخدم مَعَ صَاحبهَا غَازِي ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر وَكَانَ شَاعِرًا فَاضلا ذكياً لَهُ هجو مقذع فِي الْملك الْعَادِل وَفِي القَاضِي الْفَاضِل توفّي بِمصْر سنة عشر قَالَ الشَّيْخ شمي الدّين غلط فِي وَفَاته وَفِي اسْمه قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي الوفيات توفّي فِي ثَانِي عشر الْمحرم فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَمن شعره من المديد (دع جَاهِلا غرَّه تمكُّنه ... وضنَّ بالجود وَهُوَ مقتدر) (فكم غنيّ للنَّاس عَنهُ عَنى ... وَكم فقيرٍ إِلَيْهِ يفْتَقر) ) وَمِنْه من الْكَامِل (هِيَ شدّة يَأْتِي الرّخاء عقيبها ... وأسىً يبشر بالسرور العاجل)

(وَإِذا نظرت فَإِن بؤساً زائلاً ... للمرء خير من نعيم زائل) وَقَالَ فِي صفي بن شكر وَقيل فِي الْفَاضِل من الْكَامِل (مدحتك أَلْسِنَة الْأَنَام مَخَافَة ... وتشاهدت لَك بالثناء الْأَحْسَن) (أَتَرَى الزَّمَان مُؤَخرا فِي مدتي ... حَتَّى أعيش إِلَى انطلاق الألسن) نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي فَتى يستجدي بالرقاع من الْبَسِيط (رقاع كديته فِي بَيت كلّ فَتى ... على اتِّفَاق معانٍ وَاخْتِلَاف رُوِيَ) (قد طبَّق الأَرْض من عجم وَمن عرب ... كَأَنَّهُ خطه ذَاك السائح الْهَرَوِيّ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الشريف إِسْمَاعِيل بن ثَعْلَب من الْكَامِل (إنّ الشريف بل الوضيع عدمته ... وعدمت من يخشاه أَو يرجوه) (يعطيك من طرف اللِّسَان حلاوة ... ويروغ عَنْك كَمَا يروغ أَبوهُ) قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي سراج الدّين بن حسان من السَّرِيع (جود ابْن حسان وإنعامه ... لَا يُمكن الْعَاقِل أَن يُنكره) (إنعامه هطل وَلَكِن على ... فوّاد أَو بغاء أَو مسخره) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي صديقين لَهُ مُسلم وَنَصْرَانِي من مخلع الْبَسِيط (محَاسِن ابْن الغليظ أضحى ... للأسعد البقطريّ جارا) (هَذَا على الْمُسلمين عارٌ ... وَذَاكَ عارٌ على النَّصَارَى) قَالَ وأنشدني فِي الْعِمَاد جِبْرِيل أخي الْعلم صَاحب الدِّيوَان وَقد وَقع من السّلم وانكسرت يَده من الْبَسِيط (إِن الْعِمَاد بن جِبْرِيل أخي علم ... لَهُ يدٌ قد غَدَتْ مذمومة الْأَثر) (تَأَخّر الْقطع عَنْهَا وَهِي سارقة ... فَجَاءَهَا الْكسر يستقصي عَن الْخَبَر) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من المنسرح (اطلب من الدَّهْر كل ممتنعٍ ... تَجدهُ إلاّ مواهب ابْن هبه) ) (فَإِنَّهَا فِي النُّجُوم كامنةٌ ... وَإِنَّهَا بالنجوم محتجبه) قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (صَحا وَكَأَنِّي بالصبابة منتشي ... حبيب غَدا طوع البغيض المحرِّش) (يروّح قلبِي ذكره وَهُوَ متعبي ... وَيُؤْنس طرفِي شخصه وَهُوَ موحشي) (وأعجب مَا فِي الْأَمر أَنِّي طالبٌ ... شفَاه غليلي من عوارف معطشي)

الحافظ الفريابي

(تقنع قبلي بالمعمَّم معشرٌ ... وَلم أَرض إِلَّا بالحبيب المشربش) (إِذا الْخَوْف مِنْهُ قَالَ عِنْد لِقَائِه ... تجنَّبه قَالَ الوجد خاطر وجمّش) (يَجِيش ولي فِي كل وَقت عساكراً ... من الْحسن لَوْلَا محنتي لم يحيِّش) (نسيمٌ لمن قد شمَّ بالمسك قد وشى ... طرازٌ لمن قد شام بالْحسنِ قد وشي) (وبدرٌ منيرٌ من محيّاه قد بدا ... بليلٍ من الصُّدع المبلبل أغطش) (فتيَّم بالصِّدَّين نورٍ وظلمة ... وَقَاتل بالجيشين روم وأحبش) (عجبت لقلبي كَيفَ يَبْغِي مساءتي ... ودمعي الَّذِي قد دلّ كلَّ مفتش) (فيا قلب حَتَّى أَنْت من جملَة العدى ... وَيَا دمع حتَّى أَنْت مِمَّن بِنَا تشي) (أرى الدَّهْر يَأْبَى غير ضرّي كَأَنَّمَا ... نوائبه ترشى عليّ فترتشي) (إِذا سرني مِنْهُ وَذَلِكَ نادرٌ ... صباحٌ أَتَانِي بِالَّذِي أكره الْعشي) (وَلَو كنت ذَا مالٍ سموت إِلَى العلى ... وَهل ينْهض الْبَازِي ولمّا يريِّش) (وموقع قدر الْفضل من قلب ناقصٍ ... كموقع ضوء الشَّمْس من عين أعمش) (سأطَّرح النَّاس اطّراح مجرّب ... حشاه بيأسٍ من نوالهم حشي) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (قلبِي وطرفي فِي هَوَاك على خطر ... أفناهما الشوق المبرِّح والسَّهر) يَا طلعة الْقَمَر الْمُنِير وقامة الْغُصْن النَّضِير إِذا تبدَّى أَو خطر (أخجلت مني وامقاً بك واثقاً ... يَا مخجل الشَّمْس المنيرة وَالْقَمَر) (وَلكم حبيب راعني بصدوده ... فعذرته وحملت ذَاك على الْقدر) (لم يدن مني وَصله حَتَّى نأى ... عنّي وَلَا ورد الرِّضا حَتَّى صدر) (مَا حدّثني النَّفس عَنْك بسلوةٍ ... سيَّان فِيك سلا محبٌّ أَو غدر) ) قلت شعر متوسط مَقْبُول 3 - (الْحَافِظ الفريابيّ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحسن بن المستفاض أَبُو بكر الْفرْيَابِيّ

الحافظ جعفرك

الْحَافِظ المصنّف قَاضِي الدّينور وَأحد أدعية الْعلم والفهم طوَّف الدائرة الاسلامية ورحل من التّرْك إِلَى مصر وَلما ورد بَغْدَاد اسْتقْبل بالطَّيارات والزبازب وحزر من حضر لسماعه بِثَلَاثِينَ ألفا وَكَانَ المستملون ثلاثمئة وَسِتَّة عشر ولد سنة سبع ومئتين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وثلاثمئة وَكَانَ ثِقَة حجَّة قَالَ أَبُو عَليّ ابْن الصوَّاف سمعته يَقُول كلُّ من لَقيته لم أسمع مِنْهُ إلاّ من لَفظه إلاّ مَا كَانَ من شيخين أبي مُصعب الزُّهري فَإِنَّهُ ثقل لِسَانه والمعلَّى بن مهْدي بالموصل فَكتبت عَنهُ 3 - (الْحَافِظ جعفرك) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُوسَى النَّيْسَابُورِي أَبُو مُحَمَّد الْحَافِظ وَيعرف بجعفرك الْمُفِيد رَحل وَسمع وروى عَن مُحَمَّد بن يحيى الذهلي وَالْحسن بن عَرَفَة وَهَذِه الطَّبَقَة وروى عَنهُ الحافظات أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَأَبُو إِسْحَاق بن حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ وجماعةٌ وَتُوفِّي بحلب غَرِيبا سنة سبع وثلاثمئة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الجروليّ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن وَزِير أَبُو الْقَاسِم الجروليّ الْمصْرِيّ الْبَغْدَادِيّ روى عَن أَحْمد بن الْمِقْدَام الْعجلِيّ وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ وَغَيرهمَا بِبَغْدَاد وبمصر وروى عَنهُ مُحَمَّد بن الْحسن الْفَارِسِي شيخ اللالكائي وَأَبُو الْحسن أَحْمد بن عبد الله بن حميد بن زُرَيْق المَخْزُومِي وَغَيرهمَا وَتُوفِّي بتنيس فِي شعْبَان سنة تسع وَعشْرين وثلاثمئة 3 - (قَاضِي شنتمرية) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو الْفضل الشَّنتمري ولي قَضَاء شنتمرية روى عَن أَبِيه عَن جدّه أبي الْحجَّاج يُوسُف الأعلم جَمِيع رواياته وتصانيفه وروى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَابْن خير وَكَانَ فَقِيها مشاوراً مفتياً كَاتبا شَاعِرًا اسْتشْهد بشنتمرية سنة سِتّ وَأَرْبَعين وخمسمئة وَمن شعره

ابن ورقاء

3 - (ابْن وَرْقَاء) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن وَرْقَاء بن مُحَمَّد بن وَرْقَاء أَبُو مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ أَخُو أَحْمد بن وَرْقَاء كَانَ) من بَيت إمرة وَتقدم وأدب ولد بسرَّ من رأى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ومئتين وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمئة وَكَانَ قد تقلد المعاون بِالْكُوفَةِ سنة سِتّ عشرَة وثلاثمئة وَكَانَ المقتدر يجريه مجْرى بني حمدَان وتقلَّد عدَّة ولايات وَكَانَ شَاعِرًا كَاتبا جيد البديهة والرويّة كَانَ يَأْخُذ الْقَلَم وَيكْتب مَا أَرَادَ من نثر ونظم كَأَنَّهُ عَن حفظ وَكَانَت بَينه وَبَين سيف الدولة مكاتبات بالشعر والنثر مَشْهُورَة وَمن شعره من المتقارب (وَلما عبثن بعيدانهنَّ ... قبيل التبلُّج أيقطنني) (جسس البموم وأتبعها ... بنقر المثانيفهيجنني) (عمدن لإِصْلَاح أوتارهن ... فأصلحنهنَّ وأفسدنني) وَمِنْه من السَّرِيع (الْحَمد لله على مَا قضى ... فِي المَال لمّا حفظ المهجة) (وَلم تكن من ضيقةٍ هَكَذَا ... إِلَّا وَكَانَت بعْدهَا فرجه) وَمِنْه من الطَّوِيل (هززتك لَا أَنِّي علمتك نَاسِيا ... لحقي وَلَا أَنِّي أردْت التقاضيا) (وَلَكِن رَأَيْت السَّيْف من بعد سلّه ... إِلَى الهزِّ مُحْتَاجا وَإِن كَانَ مَاضِيا) وَمِنْه من الْبَسِيط (قَالُوا تعزَّ فقد أسرفت فِي جزع ... فالموت كاسٌ عميمٌ مر مشربه) (فَقلت إنّ عزائي والفقيد مَعًا ... بانا فَمَا أَنا مَشْغُول بمطلبه)

ابن ابن شرف القيرواني

(قَالُوا فعينيك أجممها فقد رمدت ... من فيض دمع ملثّ الْقطر منسكبه) (فَقلت مَالِي فِيهَا بعده أربٌ ... هَل يحفظ الْمَرْء شَيْئا لَيْسَ من أربه) (مَا كنت أذخرها إِلَّا لرُؤْيَته ... وللبكاء عَلَيْهِ إِن فجعت بِهِ) 3 - (ابْن ابْن شرف القيرواني) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أبي سعيد بن شرف أَبُو الْفضل الجذاميّ القيروانيّ نزيل الأندلس شَاعِر ابْن شَاعِر وَقد مر ذكر أَبِيه فِي المحمدين كَانَ من جملَة الأدباء وكبار الشُّعَرَاء طَال عمره وَأخذ النَّاس عَنهُ وَله تصانيف حسان فِي الْأَمْثَال والآداب وَالشعر وَكَانَ من جلساء صَاحب المريَّة ابْن صمادح وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وخمسمئة وَمن شعره) بَيَاض فِي الأَصْل 3 - (أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مكي بن مُحَمَّد بن مُخْتَار أَبُو عبد الله الْقَيْسِي اللّغَوِيّ الْقُرْطُبِيّ لَهُ الْيَد الطُّولى الباسطة فِي علم اللِّسَان توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وخمسمئة 3 - (الْحَافِظ المستغفري) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن المعتز مُحَمَّد بن المستغفر بن الْفَتْح بن

تاج الدين بن معبة

إِدْرِيس الْحَافِظ المستغفري النَّسَفِيّ مؤلف تَارِيخ نسف وكشن وَمَعْرِفَة الصحاية والدَّعوان وَكتاب المنامات وفضائل الْقُرْآن وَالشَّمَائِل وَغير ذَلِك توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وأربعمئة 3 - (تَاج الدّين بن معبَّة) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الأديب الْعَلامَة المترسل تَاج الدّين العلويُّ الحسنيُّ الْمَعْرُوف بِابْن معبَّة بِفَتْح الْمِيم وَالْعين الْمُهْملَة وَالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف الْمُشَدّدَة وَبعدهَا هَاء توفّي بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وستمئة وَقد كفَّ بَصَره 3 - (بدر الدّين بن الْآمِدِيّ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ الصاحب بدر الدّين أَبُو الْفضل الْآمِدِيّ أَخُو موفق الدّين عَليّ ولد سنة سبع وَتِسْعين بحصن كيفاء وَكَانَ من بَيت حشمة وَكِتَابَة قدم هُوَ وَأَخُوهُ الشَّام فِي دولة الْكَامِل فعرفا بالبراعة فِي الْكِتَابَة الديوانية وَالْأَمَانَة فِي التَّصَرُّف وَولي بدر الدّين نظر الشَّام وَكَانَ حسن الْبشر ليّن الْكَلِمَة يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْأَمَانَة وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وستمئة 3 - (ضِيَاء الدّين الصعيدي الشَّافِعِي) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن حجون بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الإِمَام الْمُفْتِي ضِيَاء الدّين أَبُو الْفضل الصعيدي الشَّافِعِي الْحُسَيْنِي أفتى بضعاً وَأَرْبَعين سنة ودرّس بمشهد الْحُسَيْن وبمدرسة زين التُّجَّار وبرع فِي الْمَذْهَب وناظر ولد سنة ثَمَان عشرَة وَسمع وَهُوَ شَاب من ابْن الجمَّيزي وَأبي الْقَاسِم السِّبط وَتُوفِّي سنة سِتَّة وَتِسْعين وستمئة 3 - (ابْن قولويه) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُوسَى ابْن قولويه أَبُو الْقَاسِم الشيعي السَّهْمِي كَانَ هَذَا من كبار أَئِمَّة الشِّيعَة وَمن عُلَمَائهمْ الْمَشْهُورين بَينهم وَكَانَ من أَصْحَاب سعد بن عبد الله وَهُوَ شيخ) الشَّيْخ الْمُفِيد وَقَالَ فِيهِ الْمُفِيد كل مَا يُوصف النَّاس بِهِ من فقه وَدين وثقة

التنوخي المقرىء

فَهُوَ فَوق ذَلِك وَله كتبٌ حسانٌ مِنْهَا كتاب الصَّلَاة وَكتاب الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة كتاب قيام اللَّيْل كتاب الصّداق كتاب قسْمَة الزَّكَاة كتاب الشُّهُور والحوادث وَله غير ذَلِك من كتب الْفِقْه حمل عَنهُ الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان الْمُفِيد وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن يَعْقُوب وَأَبُو الْحُسَيْن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحُسَيْنِي وَأحمد بن عبدون وَالْحُسَيْن بن عبيد الله الغضايري وحيدرة بن نعيم السّمرقندي وَمُحَمّد بن سليم الصَّابُونِي سمع عَلَيْهِ الصَّابُونِي بِمصْر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأَحْسبهُ من أهل مصر ذكر ابْن أبي طيّ وَفَاته سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ وثلاثمئة 3 - (التنوخي المقرىء) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن اللهلول أَبُو مُحَمَّد التنوخي الْأَنْبَارِي الْبَغْدَادِيّ المقرىء ولد سنة ثَلَاث وثلاثمئة وَكَانَ يقرىء بِحرف عَاصِم وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَسمع هُوَ وَأَخُوهُ عَليّ من الْبَغَوِيّ وَأبي بكر بن أبي دَاوُد وَغَيرهمَا وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء بَغْدَاد فأباه تورعاً توفّي سنة سبع وَسبعين وثلاثمئة 3 - (ابْن المتأبد بن يحيى المعتلي) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْقَاسِم بن عمر بن سُلَيْمَان بن إِدْرِيس المتأبد بن يحيى المعتلي وصل الشَّيْخ أثير الدّين نسبه إِلَى الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وأنشدني من لَفظه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من الرمل (لَا تلمنا إِن رقصنا طَربا ... لنسيمٍ هبَّ من ذَاك الخبا) (طبًّق الأَرْض بنشيرٍ عاطر ... فِيهِ للعشاق سرٌّ ونبا) (يَا أهيل الحيّ من كاظمةٍ ... قد لَقينَا من هواكم نصبا) (قُلْتُمْ جز لترانا بالحمى ... وملأتم حيكم بالرُّقبا) (لَيْسَ أخْشَى الْمَوْت فِي حبكم ... لَيْسَ قَتْلِي فِي هواكم عجبا) (إِنَّمَا أخْشَى على عرضكم ... أَن يَقُول النَّاس قولا كذبا) (استحلوا دَمه فِي حبِّهم ... فاجعلوا وَصلي لقتلي سَببا) قلت شعر عذب متوسط 3 - (

وزير المعتز

أَمِين الدّين شرف) ) جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان أَمِين الدّين بن مُحي الدّين الْحُسَيْنِي وَقد تقدم ذكر وَالِده كَانَ أَمِين الدّين نقيب الْأَشْرَاف بِدِمَشْق وناظر الدَّوَاوِين وَهُوَ عَم السَّيِّد عَلَاء الدّين بن زين الدّين نقيب الْأَشْرَاف بِدِمَشْق يَوْمئِذٍ توفّي سنة أَربع عشرَة وسبعمئة فِي حَيَاة وَالِده وَلما توفّي أَخُوهُ الشريف زين الدّين الْحُسَيْن بن مُحَمَّد تولّى أَمِين الدّين نظر الدَّوَاوِين ونقابة الْأَشْرَاف 3 - (وَزِير المعتز) جَعْفَر بن مَحْمُود أَبُو الْفضل الإسكافي ولي الوزارة للمعتز حِين خرج المستعين إِلَى بَغْدَاد وَبَايع الأتراك المعتز بسرّ من رأى فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين ومئتين وَلم يكن للوزير أدب وَكَانَ ثقيلاً على قلب المعتز وَكَانَ يصبر عَلَيْهِ لميل الأتراك إِلَيْهِ وَكَانَ وزيره أَيَّام الْفِتْنَة وَبعد أَن صحَّت لَهُ الْخلَافَة أشهراً وَكَانَ المغاربة يبغضونه لحب الأتراك إِيَّاه حَتَّى وَقعت بَينهم حروب وَشَكَوْهُ إِلَى المعتز فَقَالَ جَعْفَر يضرّب بَيْنكُم فَعَزله فِي شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ومئتين ونفاه إِلَى تكريت وَكَانَ جَعْفَر من كبار الشِّيعَة ثمَّ أَنه ولي الوزارة للمهتدي حِين ولي الْخلَافَة وَأخذ لَهُ الْبيعَة على النَّاس فوزر لَهُ مديدة ثمَّ إِن الهاشميين دخلُوا على الْمُهْتَدي وَقَالُوا لَهُ إِنَّه رَافِضِي وَأَن أَصْحَابه يكاتبون العلوية بخراسان بأخبار المملكة فنفاه إِلَى بَغْدَاد وحبسه وَفِي جَعْفَر يَقُول بعض الْكتاب من الْكَامِل (لسنا نؤمِّل جعفراً لسداد ... بل جَعْفَر أصلٌ لكل فَسَاد) (مترفضٌ بِالنَّقْصِ لَا ببصيرة ... لَا يَهْتَدِي جهلا لأمر رشاد) (يزري على لبس السوَاد فوجهه ... من أجل ذَاك مربَّدٌ بسواد) (قل للخليفة يَا بن عمّ محمدٍ ... كن من خيانته على أرصاد) (لَا تركننَّ إِلَى لعينٍ مبغض ... يختصّ غَيْركُمْ بصفو وداد) (شرّد بِهِ يَابْنَ الخلائف وآنفه ... لأشطِّ قطرٍ نازعٍ وبلاد)

ابن مكي الحاجب الشافعي

(وتوقّ آراءً لَهُ معكوسةً ... تمْضِي بأخبث نيةٍ وعناد) وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يولّي أحدا نَاحيَة قَالَ فِي مَجْلِسه أُرِيد من أولّيه نَاحيَة كَذَا ثمَّ يتقدَّم إِلَى أَصْحَاب الْأَخْبَار أَن يكاتبوه بقول النَّاس وَمن الَّذِي يرجفون لَهُ بهَا فَإِن أرجفوا لواحدٍ ولاّه وَأَن أرجفوا لجماعةٍ اخْتَار مِنْهُم وَاحِدًا وَكَانَ يَقُول من مُرُوءَة الْكَاتِب كَمَال آلَة دواته وَتُوفِّي فِي المحرَّم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ ومئتين) 3 - (ابْن مكي الْحَاجِب الشَّافِعِي) جَعْفَر بن مكي بن عَليّ بن سعيد أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ حفظ الْقُرْآن فِي صباه وَقَرَأَ على جمَاعَة من الشُّيُوخ بالروايات ثمَّ قَرَأَ الْفِقْه للشَّافِعِيّ وَالْخلاف والأصولين وشذا طرفا صَالحا من الْمنطق والعلوم الْقَدِيمَة واشتغل بالأدب اشتغالاً تَاما وسافر إِلَى الْموصل وَأقَام بهَا عِنْد أبي حَامِد بن يُونُس الْفَقِيه يقْرَأ عَلَيْهِ ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بالنظامية وَأثبت فِي شعراء الدِّيوَان وَكَانَ ينشد فِي مجَالِس الوزراء وخدم فِي المخزن فِي عدَّة أشغال ورتب على الْبَرِيد ونادم الإِمَام النَّاصِر وَكَانَ حسن المفاكهة مليح النشوار ثمَّ عزل عَن الْبَرِيد ورتب حاجباً بالديوان ثمَّ ارْتَفع ورتب حاجباً بِبَاب الْمَرَاتِب ومولده سنة ثَلَاث وَسبعين وخمسمئة ووفاته سنة تسع وَثَلَاثِينَ وستمئة وَمن شعره من الطَّوِيل (إلهي يَا مولى الموَالِي وَخير من ... تمدّ إِلَيْهِ الراح عِنْد سُؤال) (قطعت رجائي عَن سواك لأنني ... رجوتك إِذْ كنت الْعَلِيم بحالي) (وَمن يَك فِي كل الْأُمُور مفوِّضاً ... إِلَيْك فقد حَاز المنى بِكَمَال) وَمِنْه من الْبَسِيط (لَا أوحش الله ممّن لَا أرى أحدا ... من الْأَنَام إِذا مَا غَابَ يخلفه) (اشبهت يَعْقُوب فِي حزني لفرقته ... وَشدَّة الشوق لما بَان يوسفه) (عَلَيْك مني سَلام الله مَا عبثت ... يَد النسيم بِغُصْن البان تعطفه) وَله أمداح فِي الإِمَام النَّاصِر قصائد مُطَوَّلَة شعر متوسط 3 - (ابْن الْهَادِي) جَعْفَر بن مُوسَى الْهَادِي بن محد الْمهْدي بن عبد الله الْمَنْصُور ذكر أَحْمد بن أبي طَاهِر أَن مُوسَى الْهَادِي خلع الرشيد من ولَايَة الْعَهْد وَبَايع لِابْنِهِ جَعْفَر وَكَانَ عبد الله بن مَالك على الشرطة فَلَمَّا توفّي الْهَادِي هجم خُزَيْمَة بن خازم فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَأخذ جعفراً من فرَاشه فَقَالَ وَالله لأضربنَّ عُنُقك أَو تخلعها فَلَمَّا كَانَ من الْغَد ركب النَّاس إِلَى دَار جَعْفَر فَأتى بِهِ

ابن الحداد النحوي

خُزَيْمَة وأقامه على بَاب الدَّار فِي العلوّ والأبواب مغلقة فَجعل جَعْفَر يُنَادي يَا معشر النَّاس من كَانَت لي فِي عُنُقه بيعةٌ فقد أحللته مِنْهَا والخلافة لِعَمِّي هَارُون لَا حقَّ لي فِيهَا وزوّج الرشيد جعفراً ابْنَته حمدونة فِي خِلَافَته) 3 - (ابْن الحدّاد النَّحْوِيّ) جَعْفَر بن مُوسَى يعرف بِابْن الْحداد النَّحْوِيّ كتب النَّاس عَنهُ شَيْئا من اللُّغَة وغريب الحَدِيث وَمَا كَانَ من كتب أبي عبيدٍ مِمَّا سَمعه من أَحْمد بن يُوسُف التغلبي وَغير ذَلِك وَكَانَ من ثِقَات الْمُسلمين وخيارهم توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ ومئتين 3 - (ابْن مَيْمُون الْأنمَاطِي) جَعْفَر بن مَيْمُون الْأنمَاطِي روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمئة 3 - (المعتزلي رَأس الجعفرية) جَعْفَر بن ميسَّر المعتزلي رَأس الجعفرية وَهن طَائِفَة ينسبون إِلَيْهِ قَالُوا إِن الله لَا يقدر على ظلم الْعُقَلَاء وَيقدر على ظلم الْأَطْفَال والمجانين وَقَالَ جَعْفَر هَذَا فسّاق هَذِه الْأمة شرٌّ من الزَّنَادِقَة وَالْمَجُوس وسارق الحبَّة منخلعٌ من الْإِيمَان وَأثبت الخلود فِي النَّار بِالْعقلِ قبل وُرُود الشَّرْع وَإِن الله تَعَالَى خلق الْقُرْآن فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَلَا يجوز أَن ينْتَقل وَمَا نقرأه نَحن فَهُوَ حِكَايَة عَن الْمَكْتُوب فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَالْقِرَاءَة فعلنَا وخلقنا 3 - (الْبَرْمَكِي وَزِير هَارُون) جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد بن برمك بن جاماس بن يستاسف

الْبَرْمَكِي وَزِير هَارُون الرشيد كَانَ من علّو الْقدر ونفاذ الْأَمر وَبعد الهمة وَعظم الْمحل وجلالة الْمنزلَة عِنْد هَارُون الرشيد بحالةٍ انْفَرد بهَا وَلم يُشَارك فِيهَا وَكَانَ سمح الْأَخْلَاق طلق الْوَجْه ظَاهر الْبشر وأمّا جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فَكَانَ أشهر من أَن يذكر وَكَانَ من ذَوي الفصاحة الْمَشْهُورين باللسن والبلاغة يُقَال إِنَّه وَقع لَيْلَة بِحَضْرَة هَارُون الرشيد زِيَادَة على ألف توقيع وَلم يخرج فِي شَيْء مِنْهَا عَن مُوجب الْفِقْه وَكَانَ أَبوهُ قد ضمه إِلَى القَاضِي أبي يُوسُف الْحَنَفِيّ حَتَّى علّمه وفقهه إعتذر إِلَيْهِ رجلٌ فَقَالَ لَهُ جَعْفَر قد أَغْنَاك الله بالعذر منّا عَن الاعتدار إِلَيْنَا وأغنانا بالمودة لَك عَن سوء الظَّن بك ووقَّع إِلَى بعض عَمَّا لَهُ كثر شاكوك وقلَّ شاكروك فإمّا اعتدلت وإمّا اعتزلت وبلغه أَن الرشيد مغموم لأنَّ منجماً من الْيَهُود دخل إِلَيْهِ وَزعم أَنه يَمُوت فِي تِلْكَ السّنة فَركب جَعْفَر وأتى إِلَى الرشيد فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ أَن تتزعم أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ يَمُوت إِلَى كَذَا وَكَذَا يَوْمًا) قَالَ نعم قَالَ وَأَنت كم عمرك قَالَ كَذَا وَكَذَا أمداً طَويلا فَقَالَ للرشيد حَتَّى تعلم أهـ كَاذِب فِي أمدك كَمَا كذب فِي أمده فَقتله وَذهب مَا كن بالرشيد وصلب الْيَهُودِيّ فَقَالَ أَشْجَع السّلمِيّ من الطَّوِيل (سل الرَّاكِب الموفي على الْجزع هَل ... رأى لراكبه نجماً بدا غير أَعور) (وَلَو كَانَ نجمٌ مخبرا عَن منيّةٍ ... لأخبره عَن رَأسه المتحيّر) (يعرفنا موت الإِمَام كَأَنَّهُ ... يعرّفه أنباء كسْرَى وَقَيْصَر) (أتخبر عَن نحسٍ لغيرك شؤمه ... ونجمك بَادِي الشَّرّ يَا شرَّ مخبر) وَمضى دم المنجم هدرا بحمقه وَحكى ابْن الصابىء فِي كتاب الأماثل والأعيان عَن

إِسْحَاق النديم الْموصِلِي عَن إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي قلا خلا جَعْفَر بن يحيى يَوْمًا فِي دَاره وأحضر ندماءه وَكنت فيهم فَلبس الْحَرِير وتضمَّخ بالخلوق وَفعل بِنَا مثله وَتقدم بِأَن يحجب عَنهُ كلُّ أحد إلاّ عبد الْملك بن بحران قهرمانه فَسمع الْحَاجِب عبد الْملك دون ابْن بحران وَعرف عبد الْملك بن صَالح الْهَاشِمِي مقَام جَعْفَر بن يحيى فِي دَاره فَركب إِلَيْهِ فَأرْسل الْحَاجِب أَن قد حضر عبد الْملك فَقَالَ أدخلهُ فَمَا رَاعنا إِلَّا دُخُول عبد الْملك بن صَالح فِي سوَاده ورصافيته فأربدَّ وَجه جَعْفَر وَكَانَ ابْن صَالح لَا يشرب النَّبِيذ وَكَانَ الرشيد دَعَاهُ إِلَيْهِ فَامْتنعَ فَلَمَّا رأى عبد الْملك حَالَة جَعْفَر دَعَا غُلَامه فَنَاوَلَهُ سوَاده وقلنسوته فِي بَاب الْمجْلس الَّذِي كنّا فِيهِ وسلّم وَقَالَ أشركونا فِي أَمركُم وافعلوا بِنَا فعلكم بِأَنْفُسِكُمْ فَجَاءَهُ خَادِم فألبسه حريرة واستدعى بِطَعَام فَأكل وبنبيذٍ فَأتى برطل فَشرب مِنْهُ ثمَّ قَالَ لجَعْفَر وَالله مَا شربته قبل الْيَوْم ليخفَّف عني فَأمر أَن يَجْعَل بَين يَدَيْهِ باطيةٌ يشرب مِنْهَا مَا يَشَاء وتضمَّخ بالخلوق ونادمنا أحسن منادمة وَكَانَ كلما فعل من هَذَا شَيْئا سرّي عَن جَعْفَر فَلَمَّا أَرَادَ الانصارف قَالَ لَهُ جَعْفَر اذكر حوائجك فإنني مَا أَسْتَطِيع مُقَابلَة مَا كَانَ مِنْك قَالَ إِن فِي قلب أَمِير الْمُؤمنِينَ عليَّ موجدةً فتخرجها من قلبه وتعيده إِلَى جميل رَأْيه فيّ قَالَ قد رَضِي عَنْك أَمِير الْمُؤمنِينَ وَزَالَ مَا عِنْده عَنْك فَقَالَ وعليّ أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم دينا قَالَ تقضى عَنْك وَإِنَّهَا لحاضرةٌ وَلَكِن كَونهَا من مَال أَمِير الْمُؤمنِينَ أشرف لَك وأدلُّ على حسن مَا عِنْده لَك قَالَ وَإِبْرَاهِيم ابْني أُرِيد أرفع قدره بصهر من ولد الْخلَافَة قَالَ زوّجه أَمِير الْمُؤمنِينَ إبنته الْعَالِيَة قَالَ وأوثر التَّنْبِيه على مَوْضِعه بِرَفْع لواءٍ على رَأسه قَالَ قد ولاّه أَمِير الْمُؤمنِينَ مصر وَخرج عبد الْملك وَنحن) متعجبون من قَول جَعْفَر وإقدامه من غير اسْتِئْذَان فِيهِ وركبنا من الْغَد إِلَى بَاب الرشيد وَدخل جَعْفَر وقفنا فَمَا كَانَ بأسرع من أَن دعِي بِأبي يُوسُف القَاضِي وَمُحَمّد بن الْحسن وَإِبْرَاهِيم بن عبد الْملك وَلم يكن بأسرع من خُرُوج إِبْرَاهِيم وَالْخلْع عيه واللواء بَين يَدَيْهِ وَقد عقد لَهُ على الْعَالِيَة بنت الرشيد وحملت إِلَيْهِ وَمَعَهَا المَال إِلَى منزل عبد الْملك بن صَالح وَخرج جَعْفَر فتقدَّم إِلَيْنَا باتّباعه إِلَى منزله وصرنا مَعَه فَقَالَ أَظن قُلُوبكُمْ تعلّقت بأوّل أَمر عبد الْملك بأحببتنم علم آخِره قُلْنَا هُوَ كَذَلِك فَقَالَ وقفت بَين يَدي أَمِير الْمُؤمنِينَ وعرَّفته مَا كَانَ من أَمر عبد الْملك من ابْتِدَائه إِلَى انتهائه وَهُوَ يَقُول أحسن أحسن فَمَا صنعت مَعَه فعرَّفته مَا كَانَ من قولي فاستصوبه وأمضاه وَكَانَ مَا رَأَيْتُمْ فَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي فوَاللَّه مَا أَدْرِي أَيهمْ أعجب فعلا عبد الْملك فِي شربه النَّبِيذ ولباسه مَا لَيْسَ من لبسه وَكَانَ رجل جدٍّ وتعفف ووقار وناموس أَو إقدام جَعْفَر على الرشيد بِمَا أقدم أَو إِمْضَاء الرشيد مَا حكم بِهِ جَعْفَر وَحكى القادسيّ فِي أخبارالوزير أَن جعفراً اشْترى جَارِيَة بِأَرْبَعِينَ ألف دِينَار فَقَالَت لبائعها اذكر مَا عاهدتني عَلَيْهِ أَنَّك لَا تَأْكُل لي ثمنا فَبكى مَوْلَاهَا وَقَالَ اشْهَدُوا أَنَّهَا حرَّة وَقد تَزَوَّجتهَا فوهب لَهُ جَعْفَر المَال وَلم يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَبلغ من علو الْمنزلَة عِنْده مَا لم يبلغهُ سواهُ حَتَّى أَن الرشيد اتخذ ثوبا لَهُ زيقان فَكَانَ يلْبسهُ هُوَ وجعفر جملَة وَلم يكن للرشيد عَنهُ صَبر وَكَانَ الرشيد أَيْضا شَدِيد الْمحبَّة لأخته العبَّاسة ابْنة الْمهْدي وَهِي من أعزّ النِّسَاء عيه وَلَا يقدر على مفارقتها وَكَانَ مَتى مَا غَابَ أَحدهمَا لَا يتمّ لَهُ سرُور فَقَالَ يَا جَعْفَر إِنَّه لَا يتمُّ لي سرُور إلاّ بك وبالعباسة

وَإِنِّي سأزوجك مِنْهَا ليحلَّ لكل مِنْكُمَا أَن تجتمعا وَلَكِن إياكما أَن تجتمعا وَأَنا دونكما فتزوّجها على هَذَا الشَّرْط فاتفق أَن العبّاسة أحبت جعفراً وراودته فَأبى وَخَافَ فَلَمَّا أعيتها الْحِيلَة بعثت إِلَى عتابة أم جَعْفَر أَن أرسليني إِلَى جَعْفَر كأنيجارية من جواريك الَّتِي ترسلين إِلَيْهِ وَكَانَت أمه ترسل إِلَيْهِ كل جُمُعَة جَارِيَة بكرا عذراء وَكَانَ لَا يطَأ الْجَارِيَة حَتَّى يَأْخُذ شَيْئا من النَّبِيذ فَبت عَلَيْهَا أم جَعْفَر فَقَالَت لَئِن لم تفعلي لأذكرن لأخي أَنَّك خاطبتيني بَكَيْت وَكَيْت وَلَئِن اشْتَمَلت من ابْنك على ولدٍ ليكوننَّ لكم الشّرف وَمَا عَسى أخي أَن يفعل إِذا علم أمرنَا فأجابتها أم جَعْفَر وَجعلت تعد ابْنهَا أَنَّهَا تهدي إِلَيْهِ جَارِيَة حسناء عِنْدهَا من هيئتها وَمن صفتهَا وَهُوَ يطالبها بالعدة حَتَّى علمت أَنه قد اشتاق إِلَيْهَا فَأرْسلت إِلَى العباسة أَن تهيِّىء اللَّيْلَة فأدخلتها على جَعْفَر وَكَانَ لم يثبت صورتهَا لِأَنَّهُ لم يكن) رأها إِلَّا عِنْد الرشيد وَكَانَ لَا يرجع طرفه إِلَيْهَا مَخَافَة فَلَمَّا قضى وطره مِنْهَا قَالَت لَهُ كَيفَ رَأَيْت خديعة بَنَات الْمُلُوك فَقَالَ وَأي بنت ملك أَنْت قَالَت أَنا مولاتك العبّاسة فطار السكر من رَأسه وَذهب إِلَى أمّه وَقَالَ يَا أمّاه بعتيني رخيصاً واشتملت العباسة مِنْهُ على ولد وَلما وَلدته وكلت بِهِ غُلَاما يسمَّى رياشاً وحاضنة يُقَال لَهَا برَّة وَلما خَافت ظُهُور الْأَمر بعثتهم إِلَى مَكَّة وَكَانَ يحيى أَبُو جَعْفَر ينظر على قصر الرشيد وَحرمه ويغلق أَبْوَاب الْقصر وينصرف بالمفاتيح حَتَّى ضيٌّ على حرم الرشيد فشكته زبيدة إِلَى الرشيد فَقَالَ لَهُ يَا أبه مالزبيدة تشكوك قَالَ أمتَّهمٌ أَنا فِي حَرمك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَا قَالَ فَلَا تقبل قَوْلهَا فيّ وَزَاد يحيى عَلَيْهَا غلظة وتشديداً فشكته إِلَى الرشيد فَقَالَ يحيى عِنْدِي غير متّهم فِي حرمي قَالَت فَلم لَا يحفظ ابْنه مِمَّا ارْتَكَبهُ قَالَ وَمَا هُوَ فخبَّرته بِخَبَر العبّاسة فَقَالَ وَهل على ذَلِك دَلِيل قَالَت وَأي دَلِيل أدلّ من الْوَلَد قَالَ وَأَيْنَ هُوَ قَالَت بعثته إِلَى مَكَّة قَالَ أوعلم بذلك سواك قَالَت لم يبْق بِالْقصرِ جَارِيَة إلاّ وَعرفت بِهِ فَسكت عَنْهَا وَأظْهر الْحَج فَخرج وَمَعَهُ جَعْفَر فَكتبت العبّاسة إِلَى الْخَادِم والداية بِالْخرُوجِ بِالصَّبِيِّ إِلَى الْيمن وَوصل الرشيد إِلَى مَكَّة فبحث عَن أَمر الصَّبِي فَوَجَدَهُ صَحِيحا فأضمر السوء للبرامكة وَقيل بل سلّم الرشيد إِلَى جَعْفَر يحيى بن عبد الله بن الْحُسَيْن الْخَارِجِي عَلَيْهِ وحبسه عِنْده فَدَعَا بِهِ يحيى إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا جَعْفَر اتَّقِ الله فِي أَمْرِي وَلَا تتعرضنَّ أَن يكون خصمك جدِّي مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فوَاللَّه مَا أحدثت حَدثا فرقّ لَهُ جَعْفَر وَقَالَ اذْهَبْ حَيْثُ شِئْت من الْبِلَاد قَالَ أَخَاف أَن أوخذ فأردّ فَبعث مَعَه من أوصله إِلَى مأمنه وَبلغ الْخَبَر الرشيد فَدَعَا بِهِ وطاوله الحَدِيث فَقَالَ يَا جَعْفَر مَا فعل يحيى قَالَ بِحَالهِ قَالَ بحيات فَوَجَمَ وأحجم وَقَالَ لَا وحياتك أطلقته حَيْثُ علمت أَن لَا سوء عِنْد فَقَالَ نعم الْفِعْل وَمَا عددت مَا فِي نَفسِي فلمّا نَهَضَ جَعْفَر أتبعه بَصَره وقلا قتلني الله إِن لم أَقْتلك وَقد اخْتلف النَّاس اخْتِلَافا كثيرا فِي سَبَب إِيقَاع الرشيد بالبرامكة وَسُئِلَ سعيد بن سَالم عَن ذَلِك فَقَالَ وَالله مَا كَانَ مِنْهُم مَا وَيجب بعض عمل الرشيد بهم وَلَكِن طَالَتْ أيامهم وكل طَوِيل

مملول وَالله لقد استطال النَّاس الَّذين هم خِيَار النَّاس أَيَّام عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَمَا رَأَوْا مثلهَا عدلا وَأمنا وسعة أَمْوَال وفتوح وَأَيَّام عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ حَتَّى قتلوهما وَرَأى الرشيد مَعَ ذَلِك أنس النِّعْمَة بهم وَكَثْرَة حمد النَّاس لَهُم ورميهم بِأَمْوَالِهِمْ دونه والملوك) تنافس بِأَقَلّ من هَذَا فتعنَّت عَلَيْهِم وتجنَّى وَطلب مساوئهم وَوَقع مِنْهُم بعض الإدلال خَاصَّة جَعْفَر وَالْفضل دون يحيى فَإِنَّهُ كَانَ أحكم خبْرَة وَأكْثر ممارسةً للأمور ولاذ من أعدائهم بالرشيد كالفضل بَين الرّبيع فستروا المحاسن وأظهروا القبائح حَتَّى كَانَ مَا كَانَ وَقَالَ والواقدي نزل الرشيد الْعُمر بِنَاحِيَة الأنبار سنة سبع وَثَمَانِينَ ومئة منرفاً من مَكَّة وَغَضب على البرامكة وَقتل جعفراً فِي أول يَوْم من صفر وصلبه على الجسر بِبَغْدَاد وَجعل رَأسه على الجسر وَفِي الْجَانِب الآخر جسده انْتهى وَقَالَ غَيره دَعَا الرشيد ياسراً غُلَامه وَقَالَ قد انتخبتك لأمر لم أر لَهُ مُحَمَّدًا أَلا وَلَا عبد الله وَلَا الْقَاسِم فحقّق ظَنِّي وَاحْذَرْ أَن تخَالف فتهلك فَقَالَ لَو أَمرتنِي بقتل نَفسِي لفَعَلت فَقَالَ اذْهَبْ إِلَى جَعْفَر بن يحيى وجئني بِرَأْسِهِ السَّاعَة فَوَجَمَ لَا يحير جَوَابا فَقَالَ مَالك وَيلك فَقَالَ الْأَمر عَظِيم وددت أنني متُّ قبل وقتي هَذَا فَقَالَ لَهُ أمض لأمري فمضي حَتَّى دخل على جَعْفَر وَأَبُو زكّار بغنيه من الوافر (فَلَا تبعد فَكل فَتى سَيَأْتِي ... عَلَيْهِ الْمَوْت يطْرق أَو يغادي) (وكل ذخيرةٍ لَا بُد يَوْمًا ... وَإِن بقيت تصير إِلَى نفاد) (وَلَو فوديت من حدث اللَّيَالِي ... فديتك بالطرَّيف وبالتلاد) فَقَالَ لَهُ يَا يَاسر سررتني بإقبالك وسؤتني بدخولك من غير إِذن قَالَ الْأَمر أكبر من ذَلِك قد أَمرنِي أَمِير الْمُؤمنِينَ بِكَذَا كَذَا فَأقبل جَعْفَر يقبل قدمي يَاسر وَقَالَ دَعْنِي أَدخل أوصِي قَالَ لَا سَبِيل إِلَيْهِ أوص بِمَا شيئت قَالَ لي عَلَيْك حق وَلَا تقدر على مكافأتي إلاّ فِي هَذِه السَّاعَة فَقَالَ تجدني سَرِيعا إلاّ فِيمَا يُخَالف أَمر أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ فَارْجِع فَأعلمهُ بقتلي فَإِن نَدم كَانَت حَياتِي على يدك وإلاّ أنفذت أمره فيَّ قَالَ لَا أقدر قَالَ فأسير مَعَك إِلَى مضربه وأسمع كَلَامه ومراجعتك فَإِن أصرَّ فعلت قَالَ أمّا هَذَا فَنعم وسارا إِلَى مضرب الرشيد فَلَمَّا سمع حسِّه قَالَ لَهُ مَا وَرَاءَك فَذكر لَهُ قَول جَعْفَر قَالَ يَا ماصّ بظر أمّه وَالله لَئِن راجعتني لأقدّمنك قبله فَرجع وَقَتله وجاءه بِرَأْسِهِ فَلَمَّا وَضعه بَين يَدَيْهِ أقبل عَلَيْهِ مليّاً وَقَالَ يَا يَاسر جئني بفلان وَفُلَان فَلَمَّا أَتَاهُ بهما قَالَ لَهما اضربا عنق يَاسر فَلَا أقدر أرى قَاتل جَعْفَر ذكر ذَلِك ابْن بدرون فِي شرح قصيدة ابْن عبدون وَأكْثر الشُّعَرَاء فِي مراثيهم الْأَقْوَال فَمن ذَلِك قَول الرِّقاشي من الوافر

) (هَذَا الخالون من شجوي فَنَامُوا ... وعيني لَا يلائمها مَنَام) (وَمَا سهرت لِأَنِّي مستهامٌ ... إِذا أرق المحبُّ المستهام) (ولكنّ الوادث أرّقتني ... فلي سهرٌ إِذا هجد النيِّام) (أصبت بسادةٍ كَانُوا نجوماً ... بهم نسقى إِذا انْقَطع الْغَمَام) مِنْهَا (على الْمَعْرُوف وَالدُّنْيَا جَمِيعًا ... لدولة آل برمكٍ السَّلام) (فَلم أر قبل قَتلك يَا بن يحيى ... حساماً فلَّه السَّيْف الحسام) (أما وَالله لَوْلَا خوف واشٍ ... وعينٌ للخليفة لَا تنام) (لطفنا حول جذعك واستلمنا ... كَمَا للنَّاس بِالْحجرِ استلام) وَقَالَ يرثيه وأخاه الْفضل من الطَّوِيل (أَلا إِن سَيْفا برمكياً مهنداً ... أُصِيب بسيفٍ هاشميّ مهند) (فَقل للمطايا بعد فضلٍ تعطّلي ... وَقل للرّزايا كل يَوْم تجدَّدي) قَالَ دعبل الخزاعيّ من الطَّوِيل (وَلما رَأَيْت السَّيْف جلّل جعفراً ... ونادى منادٍ للخليفة فِي يحيى) (بَكَيْت على الدُّنْيَا وأيقنت أَنه ... قصارى الْفَتى مِنْهَا مُفَارقَة الدُّنْيَا) وَقَالَ صَالح بن طَرِيق من الرمل (يَا بني برمك واهاً لكم ... ولأيامكم المقتبله) (كَانَت الدُّنْيَا عروساً بكم ... وَهِي الْيَوْم ثكولٌ أرمله) وَقَالَ الْأَصْمَعِي وجَّه إليّ الرشيد بعد قَتله جعفرٍ فَجئْت فَقَالَ أَبْيَات أردْت أَن تسمعها فَقلت إِذا شَاءَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فأنشدين من الْكَامِل (لَو أنّ جَعْفَر خَافَ أَسبَاب الردى ... لنجابه مِنْهَا طمرٌ ملجم) (ولكان من حذر الْمنية حَيْثُ لَا ... يَرْجُو اللَّحاق بِهِ الْعقَاب القشعم) (لكنه لما أَتَاهُ يَوْمه ... لم يدْفع الْحدثَان عَنهُ منجِّم) فَعلمت أَنَّهَا لَهُ فَقلت إِنَّهَا أحسن أَبْيَات فِي مَعْنَاهَا فَقَالَ إلحق الْآن بأهلك يَابْنَ قريب إِن شِئْت وَبعث الرشيد بعد قتلة جَعْفَر إِلَى يحيى وَالْفضل أبي جَعْفَر وأخيه وحبسهما فِي حبس) الزَّنَادِقَة وَقتل مِنْهُم فِي يَوْم وَاحِد على مَا قيل ألفٌ وَخَمْسمِائة برمكي وَكَانَ الرشيد بعد ذَلِك إِذا ذكرُوا عِنْده بِسوء أنْشد من الطَّوِيل

(أقلّوا عَلَيْهِم لَا أَبَا لأبيكم ... من اللّوم أَو سدُّوا الْمَكَان الَّذِي سدّوا) وَحكى ابْن بدرون أَن عليَّة بنت الْمهْدي قَالَت للرشيد بعد إِيقَاعه بالبرامكة يَا سَيِّدي مَا رَأَيْت لَك يَوْم سرُور تَامّ مُنْذُ قتلت جَعْفَر فلأيّ شَيْء قَتله قَالَ لَهَا يَا حَياتِي لَو علمت أنّ قَمِيصِي يعلم السَّبَب فِي ذَلِك لمزقته وَقيل إِنَّه رفعت إِلَى الرشيد قصةٌ لم يعرف رافعها وفيهَا من السَّرِيع (قل لأمين الله فِي أرضه ... وَمن إِلَيْهِ الحلُّ وَالْعقد) (هَذَا ابْن يحيى قد غدامالكا ... مثلك مَا بَيْنكُمَا حدُّ) (أَمرك مَرْدُود إِلَى أمره ... وَأمره لَيْسَ لَهُ رد) وَقد بنى الدَّار الَّتِي مَا بنى الْفرس لَهَا مثيلاً وَلَا الْهِنْد (الدّرّ الْيَاقُوت حصباؤها ... وتربها العنبر والندُّ) (وَنحن نخشى أَنه وَارِث ... ملك ان غيبك اللَّحْد) (وَلنْ يباهي العَبْد أربابه ... إِلَّا إِذا مَا بطر العَبْد) فَوقف الرشيد عَلَيْهَا وأضمر لَهُ السوء وَلأبي نواس من الهزج أَلا قل لأمين الله وَابْن القادة السَّاسه إِذا مَا ناكث سرك أَن تثكله رَأسه (فَلَا تقتله بِالسَّيْفِ ... وزوَّجه بعبّاسه) وَهَذَا يدل على أَن السَّبَب هُوَ مَا تقدم من ذكر اخته عبّاسة وَقَالَ مُحَمَّد بن غسّان بن عبد الرَّحْمَن صَاحب صَلَاة الْكُوفَة دخلت عَليّ والدتي يَوْم نحر فَوجدت عِنْدهَا امْرَأَة بَرزَة فِي ثِيَاب رثَّة فَقَالَت والدتي أتعرف هَذِه قلت لَا قَالَت هَذِه عتابة أم جَعْفَر الْبَرْمَكِي فَأَقْبَلت عَلَيْهَا بوجهي وأكرمتها وتحادثنا سَاعَة ثمَّ قلت يَا أمّاه مَا أعجب مَا رَأَيْت قَالَت لقد أَتَى عليَّ عمد مثل هَذَا وعَلى رَأْسِي أربعمئة وصيفة وَإِنِّي لأعدُّ ابْني عاقاً لي وَلَقَد أَتَى عليّ هَذَا الْعِيد وَمَا مناي إلاّ جلد شَاتين أفترش أَحدهمَا وألتحف الآخر قَالَ فَدفعت لَهَا خمسمئة دِرْهَم فَكَادَتْ تَمُوت فَرحا وَلم تزل تخْتَلف إِلَيْنَا حَتَّى فرّق الدَّهر بَيْننَا قَالَ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء) كتب الرشيد إِلَيْهِ لثلاث بَقينَ من شعْبَان فِي رِوَايَة الْغلابِي من الْخَفِيف (سل عَن الصَّوْم يَا بن يحيى تَجدهُ ... راحلاً نحونا من النهروان) لنصون المدام شهرا ونلقى الهجر من الْأَصْوَات والعيدان (فأتنا نصطبح ونله كِلَانَا ... فِي ثلاثٍ بَقينَ فِي شعْبَان) فَصَارَ إِلَيْهِ وَقَالَ

ابن عتال الداني

إنّ يَوْمًا كتبت فِيهِ إِلَى عَبدك يومٌ يسود كلَّ الزَّمَان يَوْم لَهو كَأَنَّهُ طلعة الكاس إِذا قابلت خدود الغواني فاصطبح واغتبق فقد صانني الله مَا دمت لي من الْحدثَان فَلَمَّا نكبهم قَالَ مَا دمت وَلَا صانه الله من الْحدثَان بل كمنت لَهُ كمون الأفعوان فِي الريحان فَلَمَّا قابلني بالشَّم تلقيته السَّم وَلما بلغ سُفْيَان بن عُيَيْنَة خبر جَعْفَر وَقَتله وَمَا نزل بالبرامكة حوّل وَجهه إِلَى الْقبْلَة وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّه قد كفاني مؤونة الدُّنْيَا فاكفه مؤونة الْآخِرَة قَالَ الجهشياري وَلم يدْفع الرشيد خَاتمه بعد نكبة البرامكة إِلَى أحد وَكَانَت تختم بِحَضْرَتِهِ فَإِذا شغل عَن ذَلِك أَمر أَبَا صَالح يحيى بن عبد الرَّحِيم متولّي الْخَتْم وَرُبمَا أَمر حَمْزَة بن بزيع بذلك وَلما استقرَّ الْمَأْمُون بالعراق أحسن إِلَى أَوْلَاد جَعْفَر وَإِلَى عِيَاله وَإِلَى جمَاعَة من عرف حُقُوقه من البرامكة ومواليهم وردَّ ضياعهم عَلَيْهِم ووصلهم وَكَانَ يتذاكر أيامهم ويصفهم وَيذكر نضارة أيامهم وحسنها ويشكر جَعْفَر بن يحيى ويعتدّ لَهُ بِمَا كَانَ مِنْهُ فِي أمره واجتهد فِي اصطناع ابْنه الْفضل فَلم يكن فِيهِ فضل وقلد مُوسَى بن يحيى السِّند وَأحسن إِلَيْهِ وَلما قصد الْفضل بن الرّبيع فعد قتلة جَعْفَر وولايته الوزارة حفظ خدمَة الرشيد فِي حَضرته وإضاعة مَا وَرَاء بَابه فسد الْحَال وَضاع الْأَمر وعادت أُمُور الْبَرِيد فِي الْأَخْبَار فِي أَيَّام الرشيد مُهْملَة وَكَانَ مسرور الْخَادِم يتقلد الْبَرِيد والخرائط ويخلفه ثَابت الْخَادِم عَلَيْهَا قَالَ الْفضل بن مَرْوَان حَدثنِي ثَابت الْخَادِم أَن الرشيد توفّي وَعِنْده أَرْبَعَة آلَاف خريطة لم تفض 3 - (ابْن عتال الداني) جَعْفَر بن يحيى أَبُو الحكم الْمَعْرُوف بِابْن عتالٍ من أهل دانية ولسلفه بهَا نباهة وَهُوَ الْقَائِل من مخلع الْبَسِيط) (حبك لذّ بِكُل معنى ... إِلَى كرى ملت أَو سهاد) (إِن كَانَ لَا بدَّ من مَنَام ... فأضلعي هاك عَن وساد) (ونم على خفقها هدوّاً ... كالطفل فِي نهنه المهاد) قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم أَبُو بكر يحيى بن بقيّ كَانَ أظرف معنى وألطف ذهناً حَيْثُ يَقُول من الْكَامِل

ابن الحكاك

(باعدته عَن أضلع تشتاق ... كي لَا ينَام على وساد خافق) على أَن بعض الأدباء نسبه إِلَى الْجفَاء لما قَالَ باعدته عَن أضلع تشتاقه وَلم يقل باعدت عَنهُ أضلعاً تشتاقه وهذاتنبيه حسن انْتهى قلت وَقد نظمت هَذَا الْإِيرَاد على ابْن بَقِي وَقلت معارضه فِي وَزنه وروّيه من الْكَامِل (باعدته من بعد مَا زحزحته ... مَا أَنْت عِنْد ذَوي الغرام بعاشق) (هَذَا يدل النَّاس مِنْك على الجفا ... إِذْ لَيْسَ هَذَا فعل صبٍّ وامق) (إِن شِئْت قل أبعدت عَنهُ أضالعي ... ليَكُون فعل المستهام الصّادق) (أَو قل فَبَاتَ على اضْطِرَاب جوانحي ... كالطفل مُضْطَجعا بمهد خافق) رَجَعَ الْكَلَام إِلَى ابْن الأبّار قَالَ وَله فِي غُلَام وسيم لسعته نحلةٌ فِي شفته من السَّرِيع (إِن لسعت لسعاءه نحلة ... وَلم تسعها رخصةٌ فِي اللَّحم) (عذرتها إِذْ أخذت شَهِدَهَا ... من شفةٍ تشهد فِيهِ لفم) (لَا غرو فِي النَّحْل ويوحى لَهَا ... أَن تلثم الزهر إِذا مَا ابتسم) قَالَ وَدخل هُوَ وَأَبُو بكر بن مغاور وصاحبٌ لَهما من الأدباء حمّام بيار من جِهَة شاطبة فصادف هَوَاء بَارِدًا فَقَالَ ابْن مغاور من الْكَامِل (شرفت بحمام النوار بيار ... فدخانه تعشى بِهِ الْأَبْصَار) وَقَالَ الآخر من الْكَامِل (بَيْنَمَا تروم تنعماً فِي دفئه ... يغشاك قرٌ مَا عَلَيْهِ قَرَار) وَقَالَ أَبُو الحكم بن عتال من الْكَامِل (لَو أَن لي فِيهَا عَصا مُوسَى على ... آياتها مَا فرّ مني الفار) فَقَالَ ابْن مغاور على أَنَّك ابْن الهزال مصفِّراً بِاللِّسَانِ العجمي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن) غثّال رَأَيْته قد ضَبطهَا بِالْغبنِ الْمُعْجَمَة والثاء ثَالِثَة الْحُرُوف الْمُشَدّدَة كَانَ أديباً كَاتبا منشئاً لَهُ خطبٌ ارْض بهَا ابْن نَبَاته وأقرأ الْعَرَبيَّة وَمَات فِي سجن الدولة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وخمسمئة 3 - (ابْن الحكّاك) جَعْفَر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله التَّمِيمِي أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن الحكّاك من أهل مَكَّة سمع بهَا أَبَا الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَخْر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ وَأَبا نصر عبيد الله بن سعيد بن حَاتِم الوائلي وَالْقَاضِي أَبَا عبد الله

رأس الإسكافية

مُحَمَّد بن سَلامَة بن جَعْفَر الْقُضَاعِي وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد وخرَّج لأبي الْحُسَيْن ابْن النَّقور فَوَائِد فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وَتكلم عَلَيْهَا وَسمع مِنْهُ وَمن أَمْثَاله وَكَانَ مَوْصُوفا بالمعرفة والإتقان وَالْحِفْظ والثقة والصدق وَكَانَ يترسّل من ابْن أبي هَاشم أَمِير مَكَّة إِلَى الْخُلَفَاء والملوك ويتولى قبض الْأَمْوَال مِنْهُم وَيحمل كسْوَة الْكَعْبَة ولد سنة سِتّ عشرَة وأربعمئة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ الباخرزي أَنْشدني أَبُو الْفضل لنَفسِهِ من الوافر (توقَّر من جماحك فِي الزَّمام ... وأسفر عَن قناعك واللِّثام) (وزع من غرب لفظك فِي مقالٍ ... تعرَّف عيَّه عِنْد الْمقَام) (وَلَا تبذخ بهود فهود منّا ... تحدَّرنا جَمِيعًا من غمام) (وَلَا تَفْخَر بقومٍ أَنْت مِنْهُم ... مَكَان المنسمين من السِّنام) (وَلَا تحسب جوابي ذَا وَلَكِن ... جوابي صدر رُمْحِي أَو حسامي) 3 - (رَأس الإسكافية) أَبُو جَعْفَر الإسكافي رَئِيس الْفرْقَة الإسكافية من فرق الْمُعْتَزلَة زعم أَن الله تَعَالَى لَا يقدر على ظلم الْعُقَلَاء وَيقدر على ظلم الْأَطْفَال والمجانين (الألقاب) ابْن الجعفرية مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بو جعفرك اللّغَوِيّ حمد بن عَليّ الْجعل الْحَنَفِيّ الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن جعوان أَحْمد بن عَبَّاس بن جعوان والحافظ شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد) (جعيفران بن عَليّ الموسوس) جعيفران بن عَليّ بن أصفر بن السَّري بن عبد الرَّحْمَن الْأَنْبَارِي من سَاكِني سرَّ من رأى ومنشأه بَغْدَاد وَكَانَ أَبوهُ من أَبنَاء الْجند الخراسانية وَظهر لِأَبِيهِ أَنه يخْتَلف إِلَى بعض سرائره فطرده أَبوهُ عَن دَاره وَحج فَشَكا ذَلِك إِلَى مُوسَى بن جَعْفَر الكاظم فَقَالَ لَهُ مُوسَى إِن كنت صَادِقا عَلَيْهِ فَلَيْسَ يَمُوت حَتَّى يفقد عقله وَإِن كنت قد تحققت ذَلِك عَلَيْهِ فَلَا تساكنه فِي مَنْزِلك وَلَا تطعمه شَيْئا من مَالك فِي حياتك وَأخرجه عَن ميراثك وَسَأَلَ الْفُقَهَاء عَن

حِيلَة حَتَّى تخرجه من مِيرَاث مَاله فدلّوه على الطَّرِيق إِلَى ذَلِك فاشهد بِهِ وَأوصى إِلَى رجل فَلَمَّا مَاتَ حَاز الرجل مِيرَاثه وَمنع مِنْهُ جعيفران فاستعدى عَلَيْهِ أَبَا يُوسُف القَاضِي فأحضر الوصيَّ وَسَأَلَ جعيفران البيِّنة على نسبه وتركة أَبِيه وَأقَام بَيِّنَة عُدُولًا وأحضر الْوَصِيّ بَيِّنَة عُدُولًا على الْوَصِيَّة يشْهدُونَ على أَبِيه بِمَا كَانَ احتال على مَنعه مِيرَاثه فَلم ير أَبُو يُوسُف ذَلِك شَيْئا وعزم على أَن يورّثه فَقَالَ الْوَصِيّ أَنا أدفَع هَذَا عَن هَذَا الْمِيرَاث بِحجَّة وَاحِدَة فَأبى أَبُو يُوسُف أَن يسمع مِنْهُ وجعيفران يَقُول قد ثَبت عنْدك أَمْرِي فَلَا تدفعني وَقَالَ الوصيّ إسمع مني حجتي مُنْفَردا فَقَالَ أَبُو يُوسُف لَا اسْمَع مِنْك إِلَّا بِحَضْرَتِهِ فَقَالَ أجِّلني إِلَى غَد فأجّله فجَاء إِلَى منزله وَكتب رقْعَة فِيهَا خَبره وَمَا قَالَه مُوسَى بن جَعْفَر وَدفعهَا لصديق إِلَى أبي يُوسُف فَلَمَّا قَرَأَهَا دَعَا بالوصي فاستحلفه على ذَلِك فَحلف بِالْيَمِينِ الْغمُوس وَقَالَ اغْدُ غَدا عليّ مَعَ صَاحبك فَحَضَرَ إِلَيْهِ فَحكم أَبُو يُوسُف للوصيّ فَلَمَّا أمضى الحكم عَلَيْهِ وسوس جعيران وَاخْتَلَطَ مُنْذُ يومءذ وَكَانَ إِذا ثاب إِلَيْهِ عقله قَالَ الشّعْر الجيّد وَعَن عبد الله بن عُثْمَان الْكَاتِب عَن أَبِيه قَالَ كنت لَيْلَة أشرف من سطحٍ على دَار جعيفران وَهُوَ فِيهَا وَحده وَقد تحرّكت عَلَيْهِ السّوداء وَهُوَ يَدُور فِي الدَّار طول ليلته وَيَقُول من الرجز (طَاف بِهِ طيف من الوسواس ... نفّر عَنهُ لَذَّة النُّعاس) (فَمَا يرى يأنس بالأناس ... ولايلذّ عشرَة الجلاَّس) فَهُوَ غَرِيب بَين هَذَا النَّاس وَلم يزل يُرَدِّدهَا حَتَّى أصبح ثمَّ سقط كَأَنَّهُ بقلة ذابلة وَعنهُ قَالَ غَابَ عنّا أَيَّامًا وجاءنا عُرْيَان وَالصبيان خَلفه وهم يصيحون بِهِ يَا جعيفران يَا خرَّا فِي الدَّار فَلَمَّا بلغ إليّ وقف عِنْدِي وتقرّقوا عَنهُ فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله وَمن الهزج) (رَأَيْت النَّاس يدعوني ... بمجنونٍ على حَال) (وَلَكِن قَوْلهم هَذَا ... لإفلاسي وإقلالي) (وَلَو كنت أَخا وفرٍ ... رخيّ ناعم البال) (رأوني حسن الْعقل ... أحلّ الْمنزل العالي) (وَمَا ذَاك على خبرٍ ... وَلَكِن هَيْبَة المَال) قَالَ فأدخلته منزل يفأكل وسقيته أقداحاً ثمَّ قلت لَهُ تقدر على أَن تغير تِلْكَ القافية فَقَالَ نعم ثمَّ قَالَ بديهة من غير فكر وَلَا توقف من الهزج (رَأَيْت النَّاس يرموني ... أَحْيَانًا بوسواس)

جعيل

(وَمن يضْبط يَا صَاح ... مقَال النَّاس فِي النَّاس) (فدع مَا قَالَه النَّاس ... وَنَازع صفوة الكاس) (فَتى حرا صَحِيح الودّ ... ذَا برٍّ وإيناس) (وَإِن الْخلق مغرورٌ ... بأمثالي وأجناسي) (وَلَو كنت أَخا مالٍ ... أَتَوْنِي بَين جلاّسي) (يحيُّوني ويحيون ... على الْعَينَيْنِ والرَّاس) ويدعوني عَزِيزًا غير أنّ الذل إفلاسي ثمَّ قَالَ ليبول فَقَالَ بعض من حضر أَي شَيْء معنى عشرتنا هَذَا الْمَجْنُون الْعُرْيَان وَالله مَا أَنا مِنْهُ وَهُوَ صَاح فَكيف إِذا سكر وفطن جعيفران للمعنى فَخرج إِلَيْنَا وَقَالَ من مجزوء الرمل (وندامى أكلوني ... إِذْ تغيبت قَلِيلا) زَعَمُوا أَنِّي مَجْنُون أرى العري جميلا كَيفَ لَا أعرى وَمَا أبْصر فِي النَّاس منيلا إِن يكن قد ساءكم قربي فخلّوا لي السبيلا (وأتمّوا يومكم سرَّكم ... الله طَويلا) قَالَ فلفقنا بِهِ واعتذرنا إِلَيْهِ وَقُلْنَا لَهُ وَالله مَا نلتذ إلاّ بقربك وأتيناه بِثَوْب لبسه وأتممنا يَوْمنَا ذَلِك مَعَه (جعيل) 3 - (ابْن سراقَة الضّمري) جعيل بن سراقَة الْأنْصَارِيّ وَقيل الضَّمي أثنى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووكله إِلَى إيمَانه وَذَلِكَ أَنه أعْطى أَبَا سُفْيَان مئة من الْإِبِل وَأعْطى الْأَقْرَع بن حَابِس مئة من الْإِبِل وَأعْطى عُيَيْنَة بن حصن مئة وَأعْطى سُهَيْل بن مرو مئة فَقَالُوا يَا رَسُول الله تُعْطِي هَؤُلَاءِ وَتَدَع جعيلاً وَكَانَ من بني غفار فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جعيل خيرٌ من طلاع الأَرْض مثل هَؤُلَاءِ وَلَكِن هَؤُلَاءِ أتألَّفهم وَأكل جعيلاً إِلَى مَا جعل الله عِنْده من

الأشجعي

الْإِيمَان 3 - (الْأَشْجَعِيّ) جعيل الْأَشْجَعِيّ كوفيّ روى عَنهُ عبد الله بن أبي الْجَعْد حَدِيثا حسنا فِي أَعْلَام النُّبُوَّة قَالَ كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض غَزَوَاته على قرس لي ضَعِيفَة عجفاء فِي أخريات النَّاس فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سر فَقلت إِنَّهَا عجفاء ضَعِيفَة فضربها بمخفقةٍ كَانَت مَعَه وَقَالَ بَارك الله لَك فِيهَا فَلَقَد رَأَيْتنِي أول النَّاس مَا أملك رَأسهَا وبعت من بَطنهَا بِاثْنَيْ عشر ألفا (جغربيك صَاحب خُرَاسَان) جغربيك الْأَمِير دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق أَخُو السُّلْطَان طغرلبك ووالد السُّلْطَان ألب رسْلَان توفّي بسرخس فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين وأربعمئة وَنقل إِلَى مرووعاش سبعين سنة وَكَانَ صَاحب خُرَاسَان وَهُوَ فِي مُقَابلَة آل سبكتكين وَكَانَ فِيهِ عدلٌ وخيرٌ وَكَانَ يُنكر على أَخِيه ظلمه (الألقاب) الجفشيش الصَّحَابِيّ تقدّم اسْمه جرير بن معدان يُقَال فِيهِ بِالْجِيم والحاء وَالْخَاء (جفينة النَّهدي) كتب إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرقع بكتابه الدَّلو ثمَّ أَتَى بعد مُسلما حَدِيثه عِنْد أبي بكر الدَّاهري عَن الثَّوْريّ لم يرو عَنهُ غَيره قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا يحتجُّ بِهِ لضعف الدَّاهري (جقر بن يَعْقُوب نَائِب الْموصل) جقر بن يَعْقُوب أَبُو سعيد الهمذاني نصير الدّين كَانَ نَائِب

الألقاب

عماد الدّين زنكي صَاحب الْموصل والجزيرة استنابه بالموصل وَكَانَ جباراً عسوفاً سفاكاً للدِّماء مستحلاً للأموال قيل إِنَّه لما أحكم عمَارَة سور الْموصل أعجبه إحكامه فناداه مَجْنُون نِدَاء عَاقل هَل تقدر أَن تعْمل سوراً يسدُّ الْقَضَاء النَّازِل وَفِي ولَايَته قصد المسترشد الْموصل وحاصرها فقاتل الْخَلِيفَة وَرجع عَنْهَا وَلم ينل مِنْهَا مَقْصُودا وَكَانَ بالموصل فرُّوخ شاه إِبْنِ السُّلْطَان مَحْمُود السلجوقي الْمَعْرُوف بالخفاجي وَذكر ابْن الْأَثِير فِي تَارِيخ دولة ابْن أتابك أنّ الخفاجي صَاحب هَذِه الْوَاقِعَة هُوَ ألب رسْلَان بن مَحْمُود لتربية عماد الدّين زنكي وَلذَلِك سمي أتابك فَإِنَّهُ الَّذِي يُربي أَوْلَاد الْمُلُوك وَكَانَ جقر يُعَارضهُ ويعانده فِي مقاصده فلمّا توجه عماد الدّين زنكي لمحاصرة قلعة البيرة قرر الخفاجي مَعَ جمَاعَة من أَتْبَاعه أَن يقتلُوا جقر فَحَضَرَ يَوْمًا إِلَى بَاب الدَّار للسلام فنهضوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وخمسمئة وولّي عماد الدّين مَكَان جقر زين الدّين عَليّ بن بكتكين وَالِد مظفر الدّين صَاحب إربل وَكَانَ جقر قد ولى بالموصل رجلا ظَالِما يُقَال لَهُ الْقزْوِينِي فَسَار سيرة قبيحة وشكا النَّاس مِنْهُ فَعَزله وَجعل مَكَانَهُ عمر بن شكْلَة فأساء السِّيرَة أَيْضا فَقَالَ الْحُسَيْن بن أَحْمد بن شقَاق الْموصِلِي من المديد) (يَا نصير الدّين يَا جقر ... ألف قزويني وَلَا عمر) (لَو رَمَاه الله فِي سقرٍ ... لَا شتكت من ظلمه سقر) (الألقاب) ابْن الجكر اسْمه عبد السيّد الجكّار عبد الْعَزِيز بن يُوسُف ابْن الجلاّب الْمَالِكِي اسْمه عبيد الله بن الْحُسَيْن أَوْلَاد جكينا جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَمِنْهُم البرغوث الْحسن بن أَحْمد الجلاّبي الشَّافِعِي الْحسن بن أَحْمد ابْن الْجلَال الْحسن بن عَليّ ابْن الجلاجلي يحيى بن مُحَمَّد جلالة الدولة القَاضِي أَحْمد بن عَليّ

الجلد بن أيوب البصري

ابْن جلجل الطَّبِيب اسْمَعْهُ سُلَيْمَان بن حسان ابْن الجلخت هبة الله بن مُحَمَّد (الْجلد بن أَيُّوب الْبَصْرِيّ) صَاحب الْقَصَص والمواعظ يروي عَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة وَعَمْرو بن شُعَيْب ضعَّفه إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَقَالَ الدّارقطني مَتْرُوك وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ ومئة (جِلْدك) 3 - (شُجَاع الدّين وَالِي دمياط) جِلْدك بن عبد الله المظفَّري التَّقويّ شُجَاع الدّين وَالِي دمياط نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني شُجَاع الدّين جِلْدك لنَفسِهِ من الطَّوِيل (خُذُوا حذركُمْ من سَاحر الطَّرف أغيد ... فكم قتل العشاق عمدا وَلَا يَدي) (وَلَا تردوا مَاء بمدين حبِّه ... فَلَيْسَ بهَا مَا ينفع الهائم الصَّدي) (وَلما نزلنَا وَادي الودِّ لم أزل ... أبلّ ثراه لاثماً بتودَّد) (ونادى كليم الشوق مَوْلَاهُ رُؤْيَة ... فَلَمَّا تجلى دكَّ طور تجلُّدي) (وخرَّ فُؤَادِي صاعقاً لم أفق لما ... بدا من سنا ذَاك الْجمال المحمدي) (سألتكما يَا أهل نجدٍ وحاجرٍ ... على جمرات الوجد من هُوَ منجدي) (وَكم لَيْلَة أفنيت بالرّشف ثغره ... وَجَرت على ذَاك الشَّتيت المنضَّد) (وَبَات كَمَا شَاءَ اخْتِيَاري على المنى ... وبتُّ وإياه كحرفٍ مشدّد) إنتهى كَلَام القوصي قلت أَخذ هَذَا الْمَعْنى من ابْن سناء الْملك فَإِنَّهُ قَالَ من الطَّوِيل

جلدك الفائزي

(وَلَيْلَة بتنا بعد سكري وسكره ... نبذت وِسَادِي ثمَّ وسَّدته يَدي) (وبتنا كجسم وَاحِد من عناقنا ... وإلاّ كحرف فِي الْكَلَام مشدّد) وَسمع جِلْدك كثيرا من الحَدِيث النَّبَوِيّ على الْحَافِظ السِّلفي وروى عَنهُ وَعَن مَوْلَاهُ الْملك تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بِشَيْء من شعره وَولي نِيَابَة الاسكندرية ودمياط وشدّ الديار المصرية ذكر أَنه نسخ بِيَدِهِ أَرْبعا وَعشْرين ختمة وَكَانَ سَمحا جواداً محبّاً للْعُلَمَاء مكرماً لَهُم يساعدهم بِمَالِه وجاهه وَله غزوات مَشْهُودَة ومواقف بالسَّاحل ومدح بالشعر وروى عَنهُ القوصي والزكيّ الْمُنْذِرِيّ والرشيد الْعَطَّار وَالْجمال ابْن الصَّابوني واستفكّ مئة) وَثَلَاثِينَ أَسِيرًا من المغاربة عِنْد مَوته وَبنى بحماة مدرسة وَقَالَ النفيس أَحْمد القطرسي قصيدة مِنْهَا من مجزوء الْكَامِل أحرقت يَا ثغر الحبيب حشاي لمّا ذقت بردك أتظن غُصْن البان يُعجبنِي وَقد عَايَنت قدَّك أَو خلت آس عذارك الممشوق يحمي مِنْك وردك يَا قلب من لانت معاطفه علينا مَا أشدّك (أتظنني جلد القوى ... أَو أنّ لي عَزمَات جِلْدك) وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وستمئة 3 - (جِلْدك الفائزي) جِلْدك الرُّومِي الفائزي الْأَمِير ولي عدَّة ولايات وَكَانَ فَاضلا وَله شعر وسيرة مشكورة توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وستمئة وَقيل سنة خمس وَمن شعره فِي مليح زَارَهُ وَفِي يَده كأس خمر من الوافر (ومعشوق يَقُول لعاشقيه ... إِذا جنَّ الدجى قرب المزار) (تمنَّينا الدُّجى شوقاً إِلَيْهِ ... فوافانا وَفِي يَده النَّهَار) (أَبُو جلدَة بن عبيد الوائلي) أَبُو جلدَة بن عبيد بن منقذ بن حجر بن عبد الله بن مسلمة بن حبيب الوائلي شَاعِر إسلامي من شعراء الدولة الأموية من سَاكِني الْكُوفَة كَانَ مِمَّن خرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث فَقتله الْحجَّاج وَلما أُتِي بِرَأْسِهِ وَوضع بَين يَدَيْهِ قَالَ كم من سرٍّ أودعته فِي هَذَا الرَّأْس فَلم يخرج حَتَّى أتيت بِهِ مَقْطُوعًا وَقَالَ الْحجَّاج يَوْمًا لجلسائه مَا حرَّض عليَّ أحدٌ كَمَا حرَّض أَبُو جلدَة فَإِنَّهُ نزل عَن سَرْجه

فِي وسط عَسْكَر ابْن الْأَشْعَث ثمَّ نزع سراويله فَوَضعه وسلح فَوْقه وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ وَيلك مَالك أجننت مَا هَذَا الْفِعْل فَقَالَ كلكُمْ قد فعل مثل هَذَا إلاّ أَنكُمْ سترتموه وأظهرته فَشَتَمُوهُ وحملوا عليَّ فَمَا أنساه وَهُوَ يقدمهم ويرتجز (نَحن جلبنا الْخَيل من زرنجا ... مَالك يَا حجاج منا منجى) (لتبعجنَّ بِالسُّيُوفِ بعجا ... أَو لتقرَّنَّ فَذَاك أحجى) فوَاللَّه لقد كَاد أهل الشَّام يَوْمئِذٍ يتضعضعون لَوْلَا أَن الله تَعَالَى أيّد بنصره وَكَانَ أَبُو جلدَة يَوْم الزاوية خرج بَين الصَّفين ثمَّ أقبل على أهل الْكُوفَة فأنشدهم قصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا من الطَّوِيل (فَقل للحواريّات يبْكين غَيرنَا ... وَلَا يبكنا إلاّ الْكلاب النوابح) (بكين إِلَيْنَا خشيَة أَن تبيحها ... رماح النَّصَارَى وَالسُّيُوف الْجَوَارِح) (بكين لكيما تمعوهنّ مِنْهُم ... وتأبى قلوبٌ أضمرتها الجوانح) (وناديننا أَيْن الْفِرَار وكنتم ... تغارون أَن تبدو البرى والوشائح) (أأسلمتمونا للعدوّ وطرتم ... شلالاً وَقد طاحت بهنَّ الطوائح) (وَلَا صَبر للحرب الْعوَان على القنا ... إِذا انتزعت مِنْهَا الْقُرُون النواطح) (فَمَا غَار مِنْكُم عائرٌ لحليلة ... وَلَا عزبٌ عزّت عَلَيْهِ لمناكح) فَلَمَّا أنشدهم هَذِه الأبيات أنفوا وثاروا وشدّوا تضعضع لَهَا عَسْكَر الْحجَّاج وَثَبت لَهُم الْحجَّاج وَصَاح يَا أهل الشَّام فتراجعوا وثبتوا فَكَانَت الدائرة لَهُ فَجعل يقتّل ويأسر بَقِيَّة يَوْمه وَكَانَ الْقَعْقَاع بن سُوَيْد لما تولى سجستان قد اسْتعْمل أَبَا جلدَة على بست والرُّخج وَكَانَ يَوْمًا فِي قَرْيَة من قرى بست يُقَال لَهَا الجنزوان وَمَعَهُ عَمْرو بن صوحان أَخُو صعصعة فِي جمَاعَة) يتحدثون وَيَشْرَبُونَ فقان أَبُو جلدَة ليبول فضرط وَكَانَ عَظِيم الْبَطن فتضاحك الْقَوْم مِنْهُ فسلَّ سَيْفه وَقَالَ لأضربنَّ كل من لم يضرط فِي مجلسي أمنّي تضحكون لَا أرْضى لكم بذلك فَمَا زَالَ حَتَّى ضرطوا جَمِيعًا غير عَمْرو بن صوحان فَقَالَ لَهُ قد علمت أَن عبد الْقَيْس لَا تضرط وَلَك بدلهَا عشر فسوات قَالَ لَا وَالله أَو تفضح بهَا فَجعل يَجِيء وينحني وَلَا يقدر عَلَيْهَا فَتَركه وَقَالَ أَبُو جلدَة فِي ذَلِك من الطَّوِيل (أَمن ضرطة بالجنزوان ضرطتها ... تشدّد مني تَارَة وتلين)

الجلا أبو كثير الرومي

(فَمَا هُوَ إلاّ السَّيْف أَو ضرطة لَهَا ... يثور دُخان ساطعُ وطنين) (الجلا أَبُو كثير الرُّومِي) الجلا بِضَم الْجِيم وَفِي آخِره حاء أَبُو كثير الرُّومِي مولى عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان كَانَ لَهُ فضل ومعرفةٌ جعله عمر بن عبد الْعَزِيز قاص الاسكندرية روى عَن حَنش الصَّنعاني وَأبي عبد الرَّحْمَن الْجبلي وَتُوفِّي سنة عشْرين ومئة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ (الْجلاس بن سُوَيْد الْأنْصَارِيّ) الْجلاس بن سُوَيْد بن صَامت الْأنْصَارِيّ كَانَ مُتَّهمًا بالنفاق وَهُوَ ربيب عُمَيْر بن سعد زوج أمّه وقصته مَعَه مَشْهُورَة فِي التفاسير عِنْد قَوْله تَعَالَى يحلفُونَ بِاللَّه مَا قَالُوا وَلَقَد قَالُوا كلمة الْكفْر فَقَالَ تَعَالَى وَإِن يتوبوا يَك خيرا لَهُم فَتَابَ الجلاّس وَحسنت تَوْبَته فراجع الحقَّ وَكَانَ قد آلى أَن لَا يحسن إِلَى عُمَيْر وَكَانَ من تَوْبَته أَنه لم ينْزع من خير كَانَ يصنعه إِلَى عُمَيْر قَالَ ابْن سِيرِين لم ير بعد ذَلِك من الجلاّس شَيْء يكره وَكَانَ ممّن تخلف من الْمُنَافِقين فِي غَزْوَة تَبُوك وَكَانَ يثبّط النَّاس عَن الْخُرُوج فَقَالَ وَالله إِن كَانَ مُحَمَّدًا صَادِقا فَنحْن شرٌّ من الْحمير وَكَانَت أمّ عُمَيْر بن سعيد تحثّه وَكَانَ عُمَيْر يَتِيما فِي حجره لَا مَال لَهُ فَكَانَ يكلفه وَيحسن إِلَيْهِ فَسَمعهُ عُمَيْر يَقُول هَذِه الْكَلِمَة فَقَالَ عُمَيْر يَا جلاس وَالله لقد كنت أحبَّ النَّاس إليّ وَأَحْسَنهمْ عِنْدِي يدا وأعزهم على أَن يدْخل عَلَيْهِ شَيْء يكرههُ وَلَقَد قلت مقَالَة لَئِن ذكرتها لافضحنك وَلَئِن كتمتها لأهلكنّ ولإحداهما أَهْون عليّ من الْأُخْرَى فَذكر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقَالَة الْجلاس فَبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْجلاس فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَ عُمَيْر فَحلف بِاللَّه مَا تكلم بِهِ قطّ وَأَن عُمَيْرًا لَكَاذِب فَقَامَ عُمَيْر من عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ أنزل على رَسُولك بَيَانا لما تَكَلَّمت بِهِ فَأنْزل الله يحلفُونَ بِاللَّه مَا قَالُوا الْآيَة فَتَابَ بعد ذَلِك الْجلاس) وَحسنت تَوْبَته وَلم ينْزع عَن خير كَانَ يصنعه إِلَى عُمَيْر (جليبي الصّحابي) جليبي روى حَدِيثه أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ فِي إنكاح رَسُول الله إِيَّاه إِلَى رجل من الْأَنْصَار وَكَانَت فِيهِ دمامة وَقصر فكأنَّ الْأنْصَارِيّ وَامْرَأَته كرها ذَلِك فَسمِعت ابنتهما بِمَا

الألقاب

أَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذَلِك فتلت وَمَا كَانَ لمُؤْمِن وَلَا مؤمنةٍ إِذا قضى الله وَرَسُوله أمرا أَن تكون لَهُم الْخيرَة قَالَت رضيت وسلمت لما يرضى لي بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَعَا لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ اصبب عَلَيْهَا الْخَيْر صبّا وَلَا تجْعَل عيشها كدّا ثمَّ قتل عَنْهَا جليبيب فَلم يكن فِي الْأَنْصَار أيمٌ أنْفق مِنْهَا وَذَلِكَ أَنه غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعض غَزَوَاته فَفَقدهُ وَأمر بِهِ يطْلب فَوجدَ قد قتل سَبْعَة من الْمُشْركين ثمَّ قتل وهم حوله مصرّعين فَدَعَا لَهُ وَقَالَ هَذَا منّي وَأَنا مِنْهُ وَدَفنه وَلم يصلّ عَلَيْهِ (الألقاب) أَبُو جلنك الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن أبي بكر ابْن الْجلاء أَحْمد بن عبد الْبَاقِي جلال الدولة بن بويه اسْمه فَيْرُوز ابْن أبي الجليد عبيد بن مسْعدَة الجلودي رَاوِي صَحِيح مُسلم اسْمه مُحَمَّد بن عِيسَى القَاضِي الجليس ابْن الحبَّاب اسْمه عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن (جمال النِّسَاء أم الْخَيْر البغدادية) جمال النِّسَاء بنت أبي بكر أَحْمد بن أبي سعيد بن الغراف أمّ الْخَيْر البغدادية سمَّعها أَبوهَا من ابْن البطي وَأبي المظفر أَحْمد بن مُحَمَّد الكاغدي وشجاع بن خَليفَة الْحَرْبِيّ وَغَيرهم وَكَانَت امْرَأَة صَالِحَة حجّت غير مرّة وروت وَكَانَ أَبوهَا يروي عَن هبة الله بن الْحصين أجازت للفخر إِسْمَاعِيل بن عَسَاكِر وَفَاطِمَة بنت سُلَيْمَان والقاضيين ابْن الخوبيّ وتقي الدّين سُلَيْمَان وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم وَابْن سعدٍ وَابْن الشّحْنَة وجماعةٍ وَتوفيت سنة أَرْبَعِينَ وستمئة (جمانة بنت أبي طَالب) جمانة بنت أبي طَالب ذكر ابْن إِسْحَاق أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعْطَاهَا من خَيْبَر ثَلَاثِينَ وسْقا وَلم يكن ليعطيها

جمرة

إلاّ وَهِي مسلمة وَذكرهَا ابْن عبد البرِّ فِي بَاب أم هانىء فِي أَوْلَاد فَاطِمَة بنت أَسد أم عَليّ وأخوته (جَمْرَة) 3 - (العذري) جَمْرَة بن النُّعْمَان العذري قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد بني عذرة قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرفهُ بِغَيْر هَذَا 3 - (الكندية الصحابية) جَمْرَة بنت قُحَافَة الكنديَّة الصّحابيّة روى عَنْهَا شبيب بن غرقدة وروت عَنْهَا ابْنَتهَا أم كُلْثُوم (الألقاب) أَبُو الْجمَاهِر الدِّمَشْقِي مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن أبي جَمْرَة المغربي أَبُو مُحَمَّد بن أبي جَمْرَة ابْن جملَة القَاضِي جمال الدّين يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن جملَة ابْن جمَاعَة القَاضِي بدر الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله وَلَده القَاضِي عز الدّين عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْجمل الْمصْرِيّ الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام الْجمال الْكَاتِب مُحَمَّد بن عمر الجمّاز الشَّاعِر الماجن اسْمه مُحَمَّد بن عَمْرو) ابْن جَمِيع الطَّبِيب اسْمه هبة الله بن زين بن حُسَيْن ابْن الجميزي عليُّ بن هبة الله بن سَلامَة ابْن جَمِيع الصَّيداوي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد (جميل) 3 - (ابْن عَامر الصَّحَابِيّ) جميل بن عَامر بن خديم بن سلامان أَخُو سعيد بن عامرٍ

جميل بن معمر ذو القلبين

قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَهُوَ جدّ نَافِع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجُمَحِي المحدّث الْمَكِّيّ 3 - (جميل بن معمر ذُو القلبين) جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة الْقرشِي الجُمَحِي وَهُوَ أَخُو سُفْيَان بن معمر وَعم حَاطِب وحطّابابني الْحَارِث بن معمر وَكَانَا من مهاجرة الْحَبَشَة ولجميل خير فِي إِسْلَام عمر وإخباره قُريْشًا بذلك مَعْرُوف فِي الْمَغَازِي وَكَانَ يسمّى ذَا القلبين وَفِيه نزلت مَا جعل الله لرجل من قلبين فِي جَوْفه أسلم عَام الْفَتْح وَكَانَ مسناً وَشهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حنيناً فَقتل زُهَيْر بن الأغرِّ الْهُذلِيّ مأسوراً فَلذَلِك قَالَ أَبُو خراشٍ الْهُذلِيّ يُخَاطب جميل بن معمر من الطَّوِيل (فأقسم لَو لاقيته غير موثق ... لآبك بالجزع الضبّاع النَّواهل) (وَكنت جميل أَسْوَأ النَّاس صرعةً ... ولكنَّ أَقْرَان الظهورمقاتل) (فَلَيْسَ كَعبد الدّار يَا أمَّ مَالك ... وَلَكِن أحاطت بالرِّقاب السلَاسِل) وَفِي جميل هَذَا يَقُول الْقَائِل من الطَّوِيل (وَكَيف ثوائي بِالْمَدِينَةِ بعد مَا ... قضيى وطراً مِنْهَا جميل بن معمر) 3 - (أَبُو بصرة) جميل بن بصرة بن وقّاص بن حبيب بن غفار هُوَ أَبُو بصرة الْغِفَارِيّ مَشْهُور بكنيته لَهُ ولابنه ولجدّه صحبةٌ وَقد تقدم ذكر ابْنه فِي حرف الْبَاء سكن الْحجاز ثمَّ تحوَّل إِلَى مصر من حَدِيثه الْعَصْر والمحافظة عَلَيْهَا وأنّه لَا صَلَاة بعْدهَا حَتَّى يطلع الشَّاهِد وَالشَّاهِد النَّجْم

العذري المتيم

3 - (العذريّ المتيم) جميل بن عبد الله بن معمر بن صباح بِضَم الصَّاد الْمُهْملَة ظبْيَان العذري الشَّاعِر الْمَشْهُور) صَاحب بثينة أحد متيمي الْعَرَب أحبّها وَهُوَ صَغِير فَلَمَّا كبر خطبهَا فردّ عَنْهَا فَقَالَ الشّعْر فِيهَا وَكَانَ يَأْتِيهَا سرّاً ومنزلهما وَادي الْقرى قيل لَهُ لَو قَرَأت الْقُرْآن لَكَانَ أَعُود عَلَيْك من الشّعْر فَقَالَ هَذَا أنس بن مَالك أَخْبرنِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن من الشّعْر حِكْمَة وَذكر صَاحب الأغاني أنّ كثير عزَّة كَانَ رِوَايَة جميل وَجَمِيل رِوَايَة هدبة بن خشرم وهدبة راوية الحطيئة والحطيئة رِوَايَة زُهَيْر بن أبي سلمى وَابْنه كَعْب قَالَ كثير عزَّة لَقِيَنِي مرّة جميل فَقَالَ من أَيْن أَقبلت قلت من عِنْد أبي الخبيثة يَعْنِي بثينة فَقَالَ وَإِلَى أَيْن تمضيقلت إِلَى الخبيثة يَعْنِي عزّة فَقَالَ لَا بدّ أَن ترجع عودك على بدئك فتتخذ لي موعداً من بثينة فَقلت عهدي بك السّاعة وَأَنا أستحيي أَن أرجع فَقَالَ لَا بدّ من ذَلِك فَقلت مَتى عَهْدك ببثينة فَقَالَ من أول الصَّيف وَقعت سَحَابَة بِأَسْفَل وَادي الدَّوم فَخرجت مَعهَا جَارِيَة لَهَا

تغسل ثيابًا فَلَمَّا رأتني أنكرتني فَضربت يَدهَا إِلَى ثوب فِي المَاء فالتحفت بِهِ وعرفتني الْجَارِيَة فأعادت الثَّوْب إِلَى المَاء وتحدَّثنا سَاعَة حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس فسألتها الْموعد فَقَالَ أَهلِي سائرون وَمَا لقيتها بعد ذَلِك وَلَا وجدت أحدا آمنهُ فَأرْسلهُ إِلَيْهَا فَقَالَ لَهُ كثير فَهَل لَك أَن آتِي الحيَّ فأتعرّض بِأَبْيَات من الشّعْر أذكر فِيهَا هَذِه الْعَلامَة إِن لم أقدر على الْخلْوَة بهَا قَالَ وَذَلِكَ الصّواب فَخرج كثير حَتَّى أَنَاخَ بهم فَقَالَ لَهُ أَبوهَا ردَّك يَا بن أخي قَالَ قلت أبياتاً فَأَحْبَبْت أَن أعرضها عَلَيْك قَالَ هَاتِهَا فأنشده وبثينة تسمع من الطَّوِيل (فَقلت لَهَا عزّ أرسل صَاحِبي ... إِلَيْك رَسُولا وَالرَّسُول مُوكل) (بِأَن تجعلي بيني وَبَيْنك موعداً ... وَأَن تَأْمُرِينِي بِالَّذِي فِيهِ أفعل) (وَآخر عهدي مِنْك يَوْم لقيتني ... بِأَسْفَل وَادي الدَّوم وَالثَّوْب يغسل) فَضربت بثينة جَانب خدرها وَقَالَت إخسأ إخسأ فَقَالَ لَهَا أَبوهَا مَهيم يَا بثينة قَالَت كلب يأتينا إِذا نوم النَّاس من وَرَاء الرّابية ثمَّ قَالَت لِلْجَارِيَةِ ابغينا من الدَّومات حطباً لنذبح لكثيِّر شَاة ونشويها لَهُ فَقَالَ كثير أَنا أعجل من ذَلِك وَرَاح إِلَى جميل فَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ جميل الْموعد الدَّومات وَخرجت بثينة وصواحبها إِلَى الدَّومات وَجَاء جميل وَكثير إِلَيْهَا فَمَا برحوا حَتَّى برق الصُّبْح فَكَانَ كثير يَقُول مَا رَأَيْت مَجْلِسا قطّ أحسن من ذَلِك الْمجْلس وَلَا مثل علم) أَحدهمَا بضمير صَاحبه مَا أَدْرِي أَيهمَا كَانَ أفهم وَقدم جميل بن معمر مصر على عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان ممتدحاً فَأذن لَهُ وَسمع مديحه وأسن جائزته وَسَأَلَهُ عَن حبّ بثينة فَذكر وجدا كثيرا فوعده فِي أمرهَا وَأمره بالْمقَام وَأمر لَهُ بمنزل وَمَا يصلحه فَمَا أَقَامَ إلاّ قَلِيلا حَتَّى مَاتَ هُنَاكَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقَالَ عَبَّاس بن سهل السَّاعِدِيّ بَينا أَنا بِالشَّام إِذْ لَقِيَنِي رجل من أَصْحَابِي فَقَالَ لي هَل لَك فِي جميل فَإِنَّهُ ثقيل نعوده فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَنظر إليّ ثمَّ قَالَ يَا بن سهل مَا تَقول فِي رجل لم يشرب الْخمر قطُّ وَلم يزن قطّ وَلم يقتل النَّفس وَلم يسرق يشْهد أَن لَا إِلَه إلاّ الله قلت أَظُنهُ قد نجا وَأَرْجُو لَهُ الْجنَّة فَمن هَذَا الرجل قَالَ أَنا قلت وَالله مَا أحسبك سلمت وَأَنت تشبّب عشْرين سنة ببثينة فَقَالَ لَا نالتني شَفَاعَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنِّي لفي يَوْم من آخر أَيَّام الدُّنْيَا إِن كنت وضعت يَدي عَلَيْهَا لريبة فَمَا برحنا حَتَّى مَاتَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي حَدثنِي رجلٌ شهد جميلاً لما حَضرته الْوَفَاة بِمصْر أنّه دَعَا بِهِ فَقَالَ لَهُ هَل لَك أَن أُعْطِيك كلَّ مَا أخلّفه على أَن تفعل شَيْئا أعهده إِلَيْك قَالَ فَقلت اللَّهُمَّ نعم قَالَ إِذا أَنا متّ فَخذ حلّتي هَذِه واعزلها جانباً وكلّ شَيْء سواهَا هُوَ لَك وارحل إِلَى رَهْط بثينة فَإِذا صرت

البغدادي

إِلَيْهِم فارتحل نَاقَتي هَذِه واركبها ثمَّ البس حلَّتي هَذِه واشققها ثمَّ اعْل على شرفٍ وَصَحَّ بِهَذِهِ الأبيات وخلاك ذمٌّ من الْكَامِل (بكر النَّعُّي وَمَا كنى بجميل ... وثوى بِمصْر ثواء غير قفول) (وَلَقَد أجرُّ الْبرد فِي وَادي الْقرى ... نشوان بَين مزارع ونخيل) (قومِي بثينة فاندبي بعويل ... وابكي خَلِيلك دون كلٍّ خَلِيل) قَالَ فَفعلت مَا أَمرنِي بِهِ فَمَا استتممت الأبيات حَتَّى خرجت بثينة كَأَنَّهَا بدر فِي دجنةٍ وَهِي تتثنى فِي مرْطهَا حَتَّى أَتَتْنِي فَقَالَت وَالله يَا هَذَا إِن كنت كَاذِبًا لقد فضحتني وَإِن كنت صَادِقا لقد قتلتني قلت وَالله مَا أَنا إلاّ صَادِق وأخرجت حلته فَلَمَّا رأتها صَاحب بِأَعْلَى صَوتهَا وصكّت وَجههَا وَاجْتمعَ نسَاء الْحَيّ يبْكين مَعهَا ويندبنه حَتَّى صعِقَتْ فَمَكثت مغشياً عَلَيْهَا سَاعَة ثمَّ قَامَت وَهِي تَقول من الطَّوِيل (وإنّ سلوِّي عَن جميلٍ لساعةٌ ... من الدَّهر مَا حانت وَلَا حَان حينها) (سواءٌ علينا يَا جميل بن معمر ... إِذا متَّ بأساء الْحَيَاة ولينها) ) وَمن شعر جميل رَحمَه الله تَعَالَى من الطَّوِيل (وَإِنِّي لراضٍ مِنْك يَا بثن بِالَّذِي ... لَو أيقنه الواشي لقرَّت بلابله) (بِلَا وَبِأَن لَا أَسْتَطِيع وبالمنى ... وبالوعد حَتَّى يسأم الْوَعْد ماطاله) (وبالنظرة العجلى وبالحول نَلْتَقِي ... أواخره لَا نَلْتَقِي وأوائله) وَمِنْه من الطَّوِيل (إِذا قلت مَا بِي يَا بثينة قاتلي ... من الوجد قَالَت ثابتٌ وَيزِيد) (وَإِن قلت ردّي بعض عَقْلِي أعش بِهِ ... بثينة قَالَت ذَاك مِنْك بعيد) وأخبار جميل وشعره مُسْتَوفى فِي الأغاني وتاريخ ابْن عَسَاكِر 3 - (الْبَغْدَادِيّ) جميل بن مُحَمَّد بن جميل الْبَغْدَادِيّ من الرؤساء الظرفاء كَانَ إِذا أَرَادَ الرّكُوب فِي كل يَوْم يَقُول اللَّهُمَّ أعوذ بك من السَّبع فَقيل لَهُ تركب فِي الكرخ وأيّ سبع فِي الكرخ فَقَالَ لَو أردْت ذَلِك لَقلت السَّبع وَلَكِنِّي استعيذ من سبع خِصَال فَأَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من السَّبع وأضمرها وَهِي اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من السّعي الخائب وَالرِّبْح العائب والحائط المائل والميزاب السَّائِل ومشحّمات الروايا والمطايا الَّتِي تحمل البلايا والتهور فِي البلاليع

جميله

والركايا قلت سبقه أَبُو العيناء إِلَى شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول إِذا خرج من بَيته اللَّهُمَّ أعوذ بك من الركاب والركب والآجرِّ والحطب والروايا والقرب (جميله) 3 - (الصحابية) جميلَة امْرَأَة أَوْس بن الصَّامت وَيُقَال اسْمهَا خَوْلَة وَيُقَال خُوَيْلَة صحابيّة 3 - (امْرَأَة عمر بن الْخطاب) جميلَة هَذِه هِيَ الَّتِي غيّر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمهَا وَهِي صحابية وَقد جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات أَنَّهَا ابْنة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ ابْن عبد الْبر وَابْن مَاكُولَا أَنَّهَا زَوْجَة عمر بن الْخطاب قَالَ ابْن عبد الْبر هِيَ جميلَة بنت ثَابت بن أبي الأقلح الْأَنْصَارِيَّة اخت عَاصِم بن ثَابت تكنى أمّ عَاصِم بابنها عَاصِم بن عمر وَكَانَ اسْمهَا عاصية فغيَّره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطلّقها عمر فتزوجّت زيد بن حَارِثَة 3 - (إبنة أبي بن سلول الصحابية) جميلَة بنت أبيّ بن سلول أُخْت عبد الله كَانَت تحث ثَابت بن قيس ابْن شماس فنشزت وخالعته روى عَنْهَا ابْن عَبَّاس وَعبد الله بن رَبَاح وَلما نشزت أرسل إِلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا جميلَة مَا كرهت من ثَابت فَقَالَت وَالله مَا كرهت مِنْهُ شَيْئا إلاّ دمامته فَقَالَ لَهَا أتردّين الحديقة قَالَت نعم وفرّق بَينهمَا 3 - (المغنّية) جميلَة مولاة بني سليم كَانَ لَهَا زوج من بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج

جناب الكلبي

وَكَانَت تنزل فيهم فغلب عَلَيْهَا وَلَاء زَوجهَا فَقيل إِنَّهَا مولاة الْأَنْصَار وَقيل إِنَّهَا كَانَت لرجل من الْأَنْصَار ينزل بالسنح وَهُوَ الْموضع الَّذِي كَانَ ينزل بِهِ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ كَانَت جميلَة أصلا من أصُول الْغناء وعنها أَخذ معبد وَابْن عَائِشَة وحبَّابة وسلامة وعقيلة العقيقيّة والشَّماسيَّتان خليدة وربيحة وفيهَا يَقُول عبد الرَّحْمَن بن أَرْطَأَة من المتقارب (إنّ الدَّلال وَحسن الْغِنَا ... ء وسط بيُوت بني الخرزج) (وتلكم جميلَة زين النّساء ... إِذا هِيَ تزدان للمخرج) (إِذا جِئْتهَا بذلك ودَّها ... بوجهٍ منيرٍ لَهَا أَبْلَج) كَانَ معبد يَقُول أصل الْغناء جميلَة وفرعه نَحن وَلَوْلَا جميلَة لم تكن نَحن مغنين وسئلت جميلَة أنّي لَك قَالَت وَالله مَا هُوَ إلهام وَلَا تَعْلِيم ولكنّ أَبَا جَعْفَر سائب خائر كَانَ لنا) جاراً وَكنت أسمعهُ يُغني وَيضْرب بِالْعودِ فَلَا أفهمهُ فَأخذت تِلْكَ النغمات فبنيت علها غنائي فَجَاءَت أَجود وَكَانَت جميلَة ذَات فضل وأدب وأخبار وَكَانَت آلت على نَفسهَا أَن لَا تغني أحدا إلاّ فِي دارها وَكَانَ يَجِيء إِلَيْهَا أَشْرَاف النَّاس وسراتهم فيقيمون عِنْدهَا فتطعمهم الْأَطْعِمَة الفاخرة والأشربة المنوَّعة وَلها جوارٍ كثيرات وأخبارها فِي كتاب الأغاني كَثِيرَة (جناب الْكَلْبِيّ) جناب الْكَلْبِيّ أسلم يَوْم الْفَتْح روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَمعه يَقُول لرجل إنّ جِبْرِيل عَن يَمِيني وَمِيكَائِيل عَن يساري وَالْمَلَائِكَة قد أظلت عسكري فَخذ فِي بعض هنائك فَأَطْرَقَ الرجل شَيْئا ثمَّ طفق يَقُول من الْكَامِل (يَا ركن معتمدٍ وعصمة لائذٍ ... وملاذ منتجعٍ وجار مجاور) (يَا من تخيَّره الْإِلَه لخلقه ... فحباه بالخلق الزكيّ الطَّاهِر) (أَنْت النبيُّ وَخير عصبَة آدمٍ ... يَا من يجود كفيض بحرٍ زاخر) (ميكال مَعَك وجبرئيل كِلَاهُمَا ... مددٌ لنصرك من عزيزٍ قاهر) قَالَ فَقلت من هَذَا الشَّاعِر فَقيل حسان بن ثَابت فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو لَهُ وَيَقُول لَهُ خيرا

الألقاب

(الألقاب) ابْن أبي الْجِنّ القَاضِي اسماعيل بن إِبْرَاهِيم وَمِنْهُم أَمِين الدّين جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان وَمِنْهُم القَاضِي الْحسن بن عَبَّاس وَمِنْهُم فَخر الدولة حَمْزَة بن الْحسن وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد وَمِنْهُم أَبُو تُرَاب المحسِّن بن مُحَمَّد وَمِنْهُم نَاصِر الدّين يُونُس بن أَحْمد الجنابذي الْحَافِظ اسْمه عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود الجنّابي القرمطي أَبُو مُحَمَّد اسْمه الْحسن بن أَحْمد بن سعيد) الجنّابي أَبُو طَاهِر سُلَيْمَان بن الْحسن الجنابي الْحسن بن بهْرَام جنَاح الدولة صَاحب حمص اسْمه الْحُسَيْن بن ملاعب رَأس الجناحيَّة عبد الله بن مُعَاوِيَة (جنَّاد) 3 - (الْكُوفِي الرِّوَايَة) جنَّاد بن واصلٍ الكوفيّ أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو وَاصل مولى بني غاضرة من رُوَاة الْأَخْبَار والأشعار لَا علم لَهُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ يصحِّف وَيكسر الشّعْر وَلَا يميّز بَين الأعاريض الْمُخْتَلفَة فيخلط بَعْضهَا بِبَعْض وَهُوَ من عُلَمَاء الْكُوفِيّين القدماء وَكَانَ كثير الْحِفْظ فِي رُتْبَة حَمَّاد الراوية وَقَالَ المرزباني قَالَ عبد الله بن جَعْفَر أخبرنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن عَليّ الطوسي قَالَ مَا كَانُوا يشكّون بِالْكُوفَةِ فِي شعر وَلَا يغرب عَنْهُم اسْم شَاعِر إلاّ سَأَلُوا عَنهُ جنّاداً فوجدوه لذَلِك حَافِظًا وَبِه عَارِفًا على لحن كَانَ فِيهِ وَكَانَ كثير اللّحن جدا فَوق لحن حَمَّاد وَرُبمَا قَالَ من الشّعْر الْبَيْت والبيتين وَقَالَ الثَّوْريّ اتّكل أهل الْكُوفَة على حَمَّاد وجنّاد ففسدت رواياتهم من رجلَيْنِ كَانَا يرويان وَلَا يدريان كثرت رواياتهما وقلَّ علمهما وحدّث عبد الله بن جَعْفَر عَن جبلة بن مُحَمَّد الْكُوفِي عَن أَبِيه قَالَ مَرَرْت بجنَّاد مولى الغاضرين وَهُوَ ينشد من الْكَامِل

جنادة

(علم بِأَن الحقّ مركبه ... إلاّ على أهل التقى مستصعب) (فاقدر بذرعك فِي الْأُمُور فَإِنَّمَا ... رزق السَّلامة من لَهَا يتسبَّب) فَقلت لَهُ أبرقت يَا جنّاد قَالَ وأنّى ذَلِك قلت فِي هذَيْن الْبَيْتَيْنِ قَالَ فَلم يستبن ذَلِك فتركته وانصرفت قَالَ عبد الله وَإِنَّمَا أنكر عَلَيْهِ أَن الْبَيْت الأول ينقص من عروضه وتد وَالثَّانِي تَامّ فَكَسرهُ وَلم يعلم وَالْعرب لَا تغلط بِمثل هَذَا وَإِنَّمَا يغلطون بِأَن يدخلُوا عروضين فِي ضرب وَاحِد من الشّعْر لتشابههما فَأَما هَذَا فَالصَّوَاب فِيهِ أَن يَقُول من الْكَامِل (اعْلَم بِأَن الْحق مركب ظَهره ... إلاّ على أهل التقى مستصعب) وَمعنى قَوْله أبرقيت أَي خلطت بَيْتا مكسوراً بِبَيْت صَحِيح فَصَارَ كالجبل الأبرق على لونين والبرقاء من الأَرْض وَالْحِجَارَة ذَات اللونين بَين سَواد وَبَيَاض (جُنَادَة) 3 - (الْأنْصَارِيّ الجُمَحِي) جُنَادَة بن سُفْيَان الْأنْصَارِيّ وَيُقَال الجمحيّ قدم جُنَادَة وَأَخُوهُ جَابر وأبوهما سُفْيَان من أَرض الْحَبَشَة وهلكوا ثَلَاثَتهمْ فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب 3 - (الْأَزْدِيّ) جُنَادَة بن مَالك الْأَزْدِيّ كُوفِي حَدِيثه عِنْد الْقَاسِم بن الْوَلِيد عَن مُصعب بن عبد الله بن جُنَادَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من أَمر الْجَاهِلِيَّة النِّيَاحَة على الْمَيِّت 3 - (الصَّحَابِيّ) جُنَادَة بن عبد الله بن عَلْقَمَة بن الْمطلب بن عبد منَاف الصَّحَابِيّ قتل رَضِي الله عَنهُ يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (ابْن جَراد العيلاني) جُنَادَة بن جرادٍ العيلاني الْأَسدي سكن الْبَصْرَة وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن سمة الابل فِي وجوهها وأنّ فِي تسعين حقَّتين مُخْتَصرا قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بإبلٍ قد وسمتها فِي أنفها فَقَالَ لي يَا جُنَادَة أما وجدت فِيهَا عظما تسمه إلاّ فِي الْوَجْه

ابن مالك الأزدي الصحابي

أما إنّ أمامك الْقصاص قَالَ أمرهَا إِلَيْك يَا رَسُول الله قَالَ ائْتِنِي مِنْهَا بِشَيْء لَيْسَ عَلَيْهِ وسمٌ فَأَتَيْته بِابْن لبونٍ وحقةٍ فَوضعت الميسم حِيَال الْعُنُق فَقَالَ أخِّر أخِّر حَتَّى بلغ الْفَخْذ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بركَة الله فوسمتها فِي أفخاذها وَكَانَت صدقتها حقتين 3 - (ابْن مَالك الْأَزْدِيّ الصَّحَابِيّ) جُنَادَة بن أبي أُميَّة مالكٍ الأزديّ ثمَّ الزُّهري كَانَ من صغَار الصَّحَابَة وَسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ وَعَن الصَّحَابَة شهد فتح مصر وَولي الْبَحْر لمعاوية على غَزْو الرّوم توفّي سنة ثَمَانِينَ وروى جُنَادَة عَن معاذٍ وَأبي الدَّرْدَاء وَعبادَة بن الصَّامت وَعمر بن الْخطاب وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (اللُّغوي الْأَزْدِيّ) جُنَادَة بن مُحَمَّد أَبُو أُسَامَة الْأَزْدِيّ الهرويّ اللّغَوِيّ كَانَ علاّمة لغوياً أديباً وَكَانَ بَينه وَبَين الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الْأَزْدِيّ الْمصْرِيّ وَأبي الْحسن عَليّ بن سُلَيْمَان الْأَنْطَاكِي المقرى ؤ النَّحْوِيّ) اتِّحَاد ومذاكرةٌ وصحبة بِمصْر فَقتله الْحَاكِم صبرا وَقتل الْأَنْطَاكِي سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمئة واختفى عبد الْغَنِيّ وَلم يكن فِي زمَان جُنَادَة مثله فِي اللُّغَة (الألقاب) ابْن الجنّان الشاطبي قديم اسْمه عبد الْحق بن خلف الشَّاعِر ابْن الجنّان متأخِّر اسْمه مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد ابْن الجنّان مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ

جندب

(جُنْدُب) 3 - (أَبُو ذّر الْغِفَارِيّ) جُنْدُب بن جُنَادَة وَيُقَال جُنْدُب بن السَّكن بن كَعْب بن سُفْيَان بن عبيد بن حرَام أَبُو ذَر الْغِفَارِيّ وَفِي نسبه اسْمه خلاف كثير وَهُوَ من أَعْلَام الصَّحَابَة وزهّادهم الْمُهَاجِرين وَهُوَ أول من حيَّا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتحيّة الْإِسْلَام وَأسلم قَدِيما يُقَال كَانَ خَامِسًا فِي الْإِسْلَام ثمَّ انْصَرف إِلَى قومه فَأَقَامَ عِنْدهم إِلَى أَن قدم الْمَدِينَة بعد الخَنْدَق ثمَّ سكن الرَّبذة إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان وَصلى عَلَيْهِ ابْن سمعود وَيُقَال إنّ ابْن مَسْعُود عَبَّاس وَأنس بن مَالك وَعبادَة بن الصَّامِت وَزيد بن وهب وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَقيس بن أبي حَازِم وخلقٌ سواهُم وَكَانَ آدم جسيماً كثَّ اللِّحْيَة يوازي ابْن مَسْعُود فِي الْعلم قَالَ أَبُو دَاوُد لم يشْهد أَبُو ذّر بَدْرًا وَإِنَّمَا ألحقهُ عمر مَعَ الْقُرَّاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أقلَّت الغبراء وَلَا أظلَّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذَر حسَّنه التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو 3 - (البَجلِيّ) جُنْدُب بن عبد الله بن سُفْيَان البَجلِيّ العلقي الأحمسي وَيُقَال لَهُ جُنْدُب

الجهني

بن سُفْيَان فينسب إِلَى جدّه وَيُقَال لَهُ جُنْدُب البَجلِيّ وجندب العلقي بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَاللَّام وَبعدهَا قَاف وجندب الأحمسي وجندب الْخَيل وَابْن أم جُنْدُب وَكَانَ بِالْكُوفَةِ ثمَّ انْتقل إِلَى الْبَصْرَة ثمَّ خرج مِنْهَا وَمَات فِي فتْنَة ابْن الزبير بعد أَربع سِنِين مِنْهَا وروى عَنهُ سَلمَة بن كهيل وَالْأسود بن قيس وَالْحسن الْبَصْرِيّ وَمُحَمّد بن سِيرِين وَبكر بن عبد الله الْمُزنِيّ 3 - (الْجُهَنِيّ) ) جُنْدُب بن مكيث بن عبد الله الْجُهَنِيّ أَخُو رَافع بن مكيث يعدُّ فِي أهل الْمَدِينَة وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولاّه على صدقَات جُهَيْنَة روى عَنهُ مُسلم بن عبد الله وَأَبُو سُبْرَة الْجُهَنِيّ 3 - (الغامدي) جُنْدُب بن زُهَيْر بن الْحَارِث الغامدي الْأَزْدِيّ يُقَال لَهُ صُحْبَة توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الجندعي) جُنْدُب بن صَخْرَة الجندعي لما نزلت ألم تكن أَرض الله وَاسِعَة فتهاجروا فِيهَا قَالَ اللَّهُمَّ قد أبلغت فِي المعذرة وَالْحجّة وَلَا معذرة لي وَلَا حجَّة ثمَّ خرج وَهُوَ شيخ كَبِير فَمَاتَ فِي بعض الطَّرِيق فَقَالَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ قبل أَن يُهَاجر فَمَا يدْرِي أَعلَى ولائه هُوَ أم لَا فَنزلت من يخرج من بَيته مُهَاجرا إِلَى الله وَرَسُوله ثمَّ يُدْرِكهُ الْمَوْت الْآيَة 3 - (قَاتل السَّاحر) جُنْدُب بن كَعْب الْعَبْدي وَقيل الْأَزْدِيّ وَقيل الغامدي وَهُوَ عِنْد

الألقاب

أَكْثَرهم قَاتل السَّاحر بَين يَدي الْوَلِيد بن عقبَة وَقَالَ جُنْدُب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ حدُّ السَّاحر ضربةٌ بِالسَّيْفِ وَقيل قَاتل السَّاحر جُنْدُب بن زُهَيْر وَقد تقدَّم ذكره وَعَن أبي عُثْمَان قَالَ رَأَيْت الَّذِي يلْعَب بَين يَدي الْوَلِيد بن عقبَة فيري أَنه يقطع رَأس رجلٍ ثمَّ يُعِيدهُ فَقَامَ إِلَيْهِ جُنْدُب بن كَعْب فَضرب وَسطه بالسّيف وَقَالَ قُولُوا لَهُ فليحيي نَفسه الْآن قَالَ فحبس جندباً وَكتب إِلَى عُثْمَان فَكتب عُثْمَان أَن خلِّ سَبيله فَتَركه وَلما حبس جُنْدُب انقضَّ ابْن أَخِيه وَكَانَ فَارس الْعَرَب وَقتل صَاحب السجْن وَأخرج جندباً وَقَالَ من الطَّوِيل (أَفِي مضرب السّحّار يسجن جندبٌ ... وَيقتل أَصْحَاب النَّبِي الْأَوَائِل) (فَإِن يَك ظنّي بِابْن سلمى ورهطه ... هُوَ الْحق يُطلق جُنْدُب أَو يُقَاتل) وَقَالَ فِي عُثْمَان من هَذِه القصيدة ثمَّ انْطلق إِلَى الرّوم فَلم يزل بهَا يُقَاتل أهل الرّوم حَتَّى مَاتَ لعشر سنوات مضين من خلَافَة مُعَاوِيَة (الألقاب) ابْن جُنْدُب المقرىء عبد الله بن مُسلم (جندل) 3 - (أَبُو عَليّ الْكُوفِي) جندل بن والق بن هجرسٍ أَبُو عَليّ التغلبي الْكُوفِي روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين ومئتين 3 - (الصَّالح الزَّاهِد) جندل بن مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ الصَّالح كَانَ زاهداً عابداً صَاحب كرامات وأحوال لَهُ جدّ واجتهاد وَمَعْرِفَة بطرِيق الْقَوْم وَكَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الرَّحْمَن الفزاريّ يتودّد إِلَيْهِ وَله بِهِ اخْتِصَاص كثير قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين اجْتمعت بِهِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وستمئة

ضياء الدين الحموي

فَأَخْبرنِي أنّه بلغ من الْعُمر خمْسا وَتِسْعين وَتُوفِّي بقرية منين فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسبعين وستمئة (ضِيَاء الدّين الْحَمَوِيّ) جندي بن عبد الله ضِيَاء الدّين الْحَمَوِيّ توفّي بحماه سنة إِحْدَى وَخمسين وستمئة أَو سنة خمسين لَهُ شعر مِنْهُ قَوْله من السَّرِيع (ومشرفٍ ناظره عاملٌ ... يعْمل فِينَا عمل المشرفي) (أسرف إِذْ أشرف فِي حكمه ... واكلفي بالمشرف المسرف) (مَمْلُوك تنكز) جنغاي مَمْلُوك الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى لم نسْمع وَلم نعلم أنّ أستاذه أحب أحدا وقرّبه مثله كَانَ لَا يَدعه يقف قدّامه فِي الْخلْوَة أَخْبرنِي القَاضِي علم الدّين بن قطب الدّين مُسْتَوْفِي ديوَان تنكز قَالَ كَانَ الْأَمِير قد رسم بِأَن يُطلق من الخزانة الْعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَمَا دونهَا لمن أَرَادَ قَالَ وَلم نعلم أنّه مضى يَوْم من الْأَيَّام وَلم ينعم عَلَيْهِ بِشَيْء إلاّ فَمَا ندر انْتهى وَكُنَّا نرَاهُ فِي الصَّيْد إِذا خرج يركب اسناذه نَاحيَة ويركب هُوَ نَاحيَة فِي طلب آخر بازداريّة وكلابزيّه وأناسٍ فِي خدمته وَيكون مَعَه فِي الصَّيْد مئتا عليقه وَيكون على السِّيبا لَهُ خمس سِتّ حوايص ذَهَبا وعَلى الْجُمْلَة فَمَا نعلم أَن أحدا رزق حظوته عِنْده وَكَانَ أهيف رَقِيقا مصفر الْوَجْه بِهِ قرحةٌ لَا يزَال ينفث الدَّم والقيح وَكَانَ لأجل ذَلِك قد أذن لَهُ فِي اسْتِعْمَال الشَّرَاب وَكَانَ يُقَال أَنه قرَابَته وَالله أعلم ثمَّ أَنه فِي الآخر أرجف بِأَنَّهُ هُوَ وطفاي أَمِير آخور قد حسَّنا لأستاذهما التَّوَجُّه إِلَى بِلَاد التار فطلبهما السُّلْطَان مِنْهُ فَلم يجهِّزهما وَلما أمسك تنكز رَحمَه الله تَعَالَى قبض عَلَيْهِمَا وأودعا معتقلين فِي قلَّة دمشق فَلَمَّا حضر بشتاك إِلَى دمشق على مَا تقدم أحضرهما وسلَّمهما إِلَى برسبغا فَقَتَلَهُمَا بالمقارع قتلا عَظِيما إِلَى الْغَايَة فِي اللَّيْل وَالنَّهَار واستخرج ودائعهما وقرّرهما على مَال استاذهما ثمَّ بعد جُمُعَة وسطوهما فِي سوق الْخَيل يَوْم موكب بِحُضُور بشتاك والأمراء فسبحان من لَا يَزُول عزه وَلَا ملكه (ملك التتار) جنكز خَان طاغية التتار ولمكهم الأول الَّذِي ضرب الْبِلَاد وَقتل الْعباد وَلم يكن للتتار قبله ذكرٌ إِنَّمَا كَانُوا ببادية الصين فملّكوه عَلَيْهِم وأطاعوه طَاعَة أَصْحَاب نبيٍّ

لنبيهم بل طَاعَة الْعباد المخلصين لرب الْعَالمين وَكَانَ مبدأ ملكه سنة تسع وَتِسْعين وخمسمئة وَاسْتولى على بُخَارى وسمرقند سنة سِتّ عشرَة وَاسْتولى على مدن خُرَاسَان سنة ثَمَان عشرَة وَآخر سنة سبع عشرَة وَلما رَجَعَ من حَرْب السُّلْطَان جلال الدّين خوارزم شاه على نهر السَّنَد وصل إِلَى مَدِينَة تنكت من بِلَاد الخطا فَمَرض بهَا وَمَات فِي رَابِع شهر رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وستمئة فَكَانَت أَيَّامه خمْسا وَعشْرين سنة وَكَانَ اسْمه قبل أَن يَلِي الْملك تمرجين وَمَات على دينهم وكفرهم وخلّف من الْأَوْلَاد الَّذين يصلحون للسلطنة سِتَّة وفوّض الْأَمر إِلَى أوكتاي أحدهم بَعْدَمَا اسْتَشَارَ الْخَمْسَة البَاقِينَ فِي ذَلِك فَلَمَّا هلك امْتنع أوكتاي من الْملك وَقَالَ فِي إخوتي وأعمامي من هم أكبر مني فَلم يزَالُوا بِهِ نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا حَتَّى تملك على الْمُلُوك ولقبوه الْقَائِد الْأَعْظَم وَمَعْنَاهُ اللخيفة فِيمَا قبل وَبث جيوشه وَفتح الفتوحات وطالبت أَيَّامه وَولي بعده الْأَمر مونكوكا وَهُوَ الْقَائِد الَّذِي كَانَ هولاكو من جملَة مقدَّميه ونوابه على خُرَاسَان وَولي بعد مونكوكا أَخُوهُ قبلاي وطالت أَيَّام قبلاي وَبَقِي فِي الْأَمر نيفاً وَأَرْبَعين سنة كأخيه وعاش إِلَى سنة أَربع وسبعمئة وَمَات بِمَدِينَة خَان بالق يُقَال إِنَّه لما كَانَ السُّلْطَان خوارزم شاه يصدّ هَؤُلَاءِ التتار ويغزوهم ويقتّلهم وَيَسْبِي دراريهم وَأَوْلَادهمْ ويمنعهم من الْخُرُوج عَن حُدُود بِلَادهمْ اجْتمع التتار وَشَكوا حَالهم وَمَا هم فِيهِ من الضّيق وَالْبَلَاء مَعَ خوارزم شاه فَقَالَ لَهُم جنكز خَان إِن ملكتموني عَلَيْكُم والتزمتم لي بِالطَّاعَةِ وَاتِّبَاع اليسق الَّذِي أصنعه لكم شرعةً ومنهاجاً تتبعونه وتلتزمون بِالْعَمَلِ بِهِ أَبَد الدَّهْر رددت خوارزم شاه عَنْكُم فالتزموا لَهُ بذلك فَكَانَ مِمَّا وَضعه لَهُم أَن قَالَ كل من أحبّ امْرَأَة بِنْتا كَانَت أَو غَيرهَا لَا يمْنَع من التَّزَوُّج وَلَو كَانَ زبّالاً وَالْمَرْأَة بنت ملك وَكَانَ غَرَضه بذلك أَن يتناكحوا بِشَهْوَة شَدِيدَة ليتضاعف التناسل بَينهم ويتضاعف عَددهمْ فَلَمَّا تقرر ذَلِك دخلُوا على خوارزم شاه وعقدوا مهادنته عشْرين سنة فَمَا جَاءَت الْعشْرُونَ سنة إلاّ وهم أُمَم لَا يُحصونَ وَلَا يحصرون وَكَانَ مِمَّا قَرَّرَهُ أنّه من رعف وَهُوَ يَأْكُل قتل كَائِنا من كَانَ وقرّر لَهُم أنّ كل من لم يمض) حكم اليسق وَلم يعْمل بِهِ قتل أَيْضا فَأَرَادَ أَن يذهب الْكِبَار الَّذين فيهم لعلمه أَنهم يداخلهم الْحَسَد لَهُ ويستصغرونه فتركهم يَوْمًا وهم على سماطه ورعّف نَفسه فَلم يَجْسُر أحد أَن يمْضِي فِيهِ حكم اليسق لمهابته وجبروته فَتَرَكُوهُ وَلم يطالبوه بِمَا قَرَّرَهُ وهابوه فِي ذَلِك فتركهم أَيَّامًا وَجمع مقدميهم وأمراءهم وَقَالَ لأي شَيْء مَا أمضيتم حكم اليسق فيَّ وَقد رعفت وَأَنا آكل بَيْنكُم قَالُوا لم نجسر على ذَلِك فَقَالَ لم تعملوا باليسق وَلَا أمضيتم أمره وَقد وَجب قتلكم فَقَتلهُمْ أَجْمَعِينَ واستراح من أُولَئِكَ الأكابر

ابن البابا

وَالتّرْك يَزْعمُونَ أَنه ولد الشَّمْس لأنّ لَهُم فِي صحاريهم أَمَاكِن فِيهَا غابٌ فَمن أَرَادَ من نِسَائِهِم إِعْتَاق فرجهَا تروح إِلَى ذَلِك الغاب وتعذّب فِيهِ وَذَلِكَ الغاب لَا يقربهُ أحد من ذكرانهم وَأَن أمه أعتقت فرجهَا وراحت إِلَى ذَلِك الغاب وَغَابَتْ فِيهِ مُدَّة وأتتهم بِهِ وَقَالَت هَذَا من الشَّمْس لِأَن الشَّمْس دخلت فِي فَرجي فِي بعض الْأَيَّام وَأَنا أَغْتَسِل فحبلت بِهَذَا وَيُقَال إِنَّه كَانَ حداداً (ابْن البابا) جنكلي بن البابا الْأَمِير الْكَبِير بدر الدّين كَبِير الدولة الناصريّة وَرَأس الميمنة بعد الْأَمِير جمال الدّين آقوش نَائِب الكرك خطبه الْملك الْأَشْرَف بن قلاوون وَهُوَ فِي تِلْكَ الْبِلَاد ورغبه وَبَالغ فِي حُضُوره إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام وَكتب منشوره بالإقطاع الَّذِي عينّه وجهزه غليه فَلم يتَّفق حُضُوره ثمَّ إِنَّه وَفد على السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بن قلاوون فَأكْرمه وأمَّره وَذَلِكَ سنة أَربع وسبعمئة وَلم يزل عِنْده مُعظما مكرماً مبجلاً وَكَانَ يُجهز إِلَيْهِ الذَّهَب مَعَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَمَعَ غَيره وَيَقُول لَهُ عَن السُّلْطَان لَا تبوس الأَرْض على هَذَا وَلَا تنزله فِي ديوانك كَأَنَّهُ يُرِيد إخفاء ذَلِك وَكَانَ يجلس أَولا ثَانِي نَائِب الكرك فَلَمَّا أخرج إِلَى طرابلس جلس الْأَمِير بدر الدّين رَأس الميمنة وَهُوَ من الحشمة وَالْعقل والسُّكون والدّين الوافر وعفة الْفرج فِي الْمحل الْأَقْصَى قَالَ لي وَلَده الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى إِن وَالِدي يعرف ربع الْعِبَادَات من الْفِقْه من أحسن مَا يكون فِي معرفَة خلاف الْفُقَهَاء وَالْأَئِمَّة وَله ولدان أميران أَحدهمَا الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَقد مرَّ ذكره فِي المحمدين وَالْآخر الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد وَكَانَ السُّلْطَان قد زوّج ابْنه إِبْرَاهِيم بابنة الْأَمِير بدر الدّين كَمَا مرّ فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم) وَلم يزل معظَّماً من حِين ورد إِلَى هَذِه الْبِلَاد إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعَصْر سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسبعمئة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ رَحمَه الله ركنا من أَرْكَان الْمُسلمين ينفع الْعلمَاء والصلحاء والفقراء وَأهل الْخَيْر وَغَيرهم بِحَالهِ وجاهه وَكَانَ عفيف الْفرج صيّناً وَلم تزل رتبته عِنْد الْمُلُوك تعلو وتزداد إِلَى آخر وَقت وَيُقَال إِنَّه يتَّصل نسبه بإبراهيم بن أدهم رَضِي الله عَنهُ وَقلت وَلم أكتب بِهِ إِلَيْهِ من المتقارب (محيّا حَبِيبِي إِذا مَا بدا ... يَقُول لَهُ الْبَدْر يَا مخجلي) (بلغت الْكَمَال ولي مُدَّة ... أدور عَلَيْهِ وَمَا تمّ لي) (فبالله قل لي وَلَا تخفني ... سرقت المحاسن من جنكلي) وَقلت أَيْضا وَلم أكتب بِهِ إِلَيْهِ من السَّرِيع

الجنيد

(لَا تنس لي يَا قاتلي فِي الْهوى ... حشاشةً من حرقي تنسلي) (لَا ترس لي ألْقى بِهِ فِي الْهوى ... سِهَام عَيْنَيْك منى ترسل) (لَا تخت لي يشرف قدري بِهِ ... إلاّ إِذا مَا كنت بِي تختلي) (لَا جنك لي تطرب أوتاره ... إلاّ ثَنَا يملى على جنكلي) وَحكى لي من لَفظه الَّذِي لَحِقَنِي من الكلفة بِسَبَب السُّلْطَان أَحْمد النَّاصِر بن النَّاصِر مُحَمَّد فِي توجهنا إِلَيْهِ إِلَى الكرك وإحضاره مِنْهَا للجلوس على كرْسِي الْملك بقلعة الْجَبَل والتقدمة لَهُ بعد ذَلِك وَفِي حَالَة التَّوَجُّه إِلَيْهِ لمحاصرته بالكرك مبلغ ألف ألفٍ وأربعمئة ألفٍ وَتُوفِّي الْأَمِير بدر الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسبعمئة (الْجُنَيْد) 3 - (الصُّوفِي رَضِي الله عَنهُ) الْجُنَيْد أَبُو الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن الْجُنَيْد النهاونديّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ القواريري الخزاز قيل أَن أَبَاهُ كَانَ قواريرياً يَعْنِي زجّاجاً وَكَانَ هُوَ خزازاً وَكَانَ شيخ العارفين وقدوة السالكين وَعلم الْأَوْلِيَاء فِي زَمَانه ولد بِبَغْدَاد بعد الْعشْرين ومئتين وتفقه على أبيثور وَسمع من الْحسن بن عَرَفَة وَغَيره واختصَّ بِصُحْبَة السَّري السّقطي والْحَارث المحاسبي وَأبي حَمْزَة الْبَغْدَادِيّ وأتقن الْعلم ثمَّ أقبل على شانه ورزق من الذكاء وصواب الْأَجْوِبَة مَا لم يرْزق مثله فِي زَمَانه وَكَانَ ورده فِي كل يَوْم ثلاثمئة رَكْعَة وَكَذَا كَذَا ألف تَسْبِيحَة وَقَالَ غير مرَّة علمنَا مضبوط بِالْكتاب وَالسّنة كَانَ المترسَّلون الكتّاب يحضرونه لألفاظه والمتكلمون لزمام علمه والفلاسفة لدقة مَعَانِيه وَقَالَ كنت العببين يَدي السَّري السَّقطِي وَأَنا ابْن سبع سِنِين وَبَين يَدَيْهِ جمَاعَة يَتَكَلَّمُونَ فِي الشُّكْر فَقَالَ لي يَا غُلَام مَا الشُّكْر فَقلت أَن لَا تَعْصِي الله بِنِعْمَة فَقَالَ أخْشَى أَن يكون حظك من الله لسَانك قَالَ فَلَا أَزَال أبْكِي على هَذِه

الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا لي قَالَ أَبُو بكر العطوي كنت عِنْد الْجُنَيْد حِين احْتضرَ فختم الْقُرْآن ثمَّ ابْتَدَأَ فَقَرَأَ من الْبَقَرَة سبعين آيَة ثمَّ مَاتَ وَقَالَ أَبُو نعيم أخبرنَا الخالديّ كِتَابَة قَالَ رَأَيْت الْجُنَيْد فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ طاحت تِلْكَ الإشارات وَغَابَتْ تِلْكَ الْعبارَات وفيت تِلْكَ الْعُلُوم ونفدت تِلْكَ الرسوم وَمَا نفعنا إلاّ رَكْعَات كنّا نركعها فِي الأسحار وَقَالَ الْجُنَيْد قاللي خَالِي سريّ السَّقطي تكلَّم على النَّاس وَكَانَ فِي قلبِي حشمة عَن النَّاس فإنّي كنت أتهم نَفسِي فِي اسْتِحْقَاق ذَلِك فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَكَانَت لَيْلَة جُمُعَة فَقَالَ لي تكلَّم على النَّاس فانتبهت وأتيت بَاب السِّري قبل أَن يصبح فدققت الْبَاب فَقَالَ لي لم تصدّقنا حَتَّى قيل لَك فَقَعَدت فِي غدٍ للنَّاس بالجامع وانتشر فِي النَّاس أَن الْجُنَيْد قعد يتَكَلَّم فَوقف عليَّ غُلَام نَصْرَانِيّ متنكراً وَقَالَ أَيهَا الشَّيْخ مَا معنى قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتَّقوا فراسة الْمُؤمن فَإِنَّهُ ينظر بِنور الله فأطرقت ثمَّ رفعت رَأْسِي فَقلت اسْلَمْ فقد) حَان إسلامك فَأسلم وَقَالَ مَا نتفعت بِشَيْء انتفاعي بِأَبْيَات سَمعتهَا قيل لَهُ وَمَا هِيَ قَالَ مَرَرْت بدرب الْقَرَاطِيس فَسمِعت جَارِيَة تغني من دَار فأنصت فسمعتها تَقول من الطَّوِيل (إِذا قلت أهْدى الهجر لي حلل الضنى ... تَقُولِينَ لَوْلَا الهجر لم يطب الْحبّ) (وَإِن قلت هَذَا الْقلب أحرقه الْهوى ... تَقول بنيران الْهوى شرف الْقلب) (وَإِن قلت مَا أذنبت قلت مجيبةً ... حياتك ذنبٌ لَا يُقَاس بِهِ ذَنْب) فصعقت وَصحت فَبينا أَنا كَذَلِك إِذا بِصَاحِب الدَّار قد خرج فَقَالَ مَا هَذَا يَا سيّدي فَقلت لَهُ ممّا سَمِعت قَالَ أشهدك أَنَّهَا هبة مني لَك فَقلت قد قبلتها وَهِي حرةٌ لوجه الله تَعَالَى ثمَّ دفعتها لبَعض أَصْحَابنَا بالرباط فَولدت لَهُ ولدا نبيلاً وَنَشَأ أحسن نشوء وحجّ الْجُنَيْد على قَدَمَيْهِ ثَلَاثِينَ حجَّة على الْوحدَة وَصَحبه أَبُو الْعَبَّاس ابْن سُرَيج الْفَقِيه الشَّافِعِي فَكَانَ إِذا تكلم فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع أعجب الْحَاضِرين فَيَقُول أَتَدْرُونَ من أَيْن لي هَذَا هَذَا من بركَة مجالستي أَبَا الْقَاسِم الْجُنَيْد وَسُئِلَ عَن الْعَارِف فَقَالَ من نطق عَن سرّك وَأَنت سَاكِت

القايني الصوفي

ورثي وَفِي يَده سبْحَة فَقيل لَهُ أَنْت مَعَ شرفك تَأْخُذ بِيَدِك سبْحَة فَقَالَ طَرِيق وصلت بِهِ إِلَى ربّي لَا أفارقه وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين ومئتين وَدفن عِنْد قبر خَاله سريّ السَّقطِي وحزر الْجمع الَّذِي صلى عَلَيْهِ فَكَانَ سِتِّينَ ألفا وَكَانَ الْجُنَيْد يُفْتِي وَله عشرُون سنة وَقيل كَانَ على مَذْهَب سُفْيَان الثَّوري وَقيل على مَذْهَب أبي ثَوْر صَاحب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ 3 - (القايني الصُّوفِي) الْجُنَيْد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم بن أبي مَنْصُور الصُّوفِي منأهل قاين نزل هراة واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مُحدثا صَدُوقًا مَوْصُوفا بالزهد وَالْعِبَادَة وتفقّه على أبي المظفر السَّمْعَانِيّ ثمَّ على أسعد المهيني وعلق الْخلاف عَنْهُمَا وَسمع الْكثير ورحل فِي طلب الحَدِيث وحصّل الْأُصُول والنسخ وحدَّث بِجَمِيعِ مَا سمع وَصَحب الصُّوفِيَّة أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَقدم بَغْدَاد فَسمع مِنْهُ الْحَافِظ بن نَاصِر وَأَبُو المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ وَأَبُو بكر الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف وَسَعِيد بن الْمُوفق النِّيسابوري والحافظ أَبُو الْقَاسِم عليّ بن الْحسن بن هبة الله وَتُوفِّي بهراة سنة سبع وَأَرْبَعين وخمسمئة) 3 - (باذنجانة الْكَاتِب) الْجُنَيْد بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ الْكَاتِب الملقب باذنجانة كَانَ من شعراء الْعَسْكَر بسرّ من رأى ذكره المرزباني فِي كتاب الألقاب وَمن شعره فِي إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصّولي وَكَانَ يَلِي ديوَان الضّيَاع ومُوسَى بن عبد الْملك وَكَانَ يَلِي ديوَان الْخراج أَيَّام المتَوَكل من الوافر (إِذا ولي ابْن عَبَّاس ومُوسَى ... فَأمر النَّاس لَيْسَ بِمُسْتَقِيم) (فديوان الضّيَاع بِفَتْح ضادٍ ... وديوان الْخراج بِغَيْر جِيم) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْحَنْبَلِيّ) الْجُنَيْد بن يَعْقُوب بن الْحسن بن الْحجَّاج بن يُوسُف الجيلي أَبُو الْقَاسِم بن أبي يُوسُف بن أبي عَليّ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ نزل بَغْدَاد وَأقَام بهَا وَقَرَأَ الْفِقْه على القَاضِي يَعْقُوب البرزيني وَالْأَدب على أبي مَنْصُور الجواليقي وَكتب بخطّه الْكثير من الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف والْحَدِيث وَالْأَدب وَكَانَ خطّه رديئاً وَسمع رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وعَلى بن

أمير خراسان

أَحْمد بن يُوسُف الهكّاري وعليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ العلاّف وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وخمسمئة 3 - (أَمِير خُرَاسَان) الْجُنَيْد بن عبد الرَّحْمَن المرّي أَمِير خُرَاسَان والسِّند من جِهَة هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ من الأجواد وَلكنه لم يحمد فِي الحروب توفّي سنة خمس عشرَة ومئة 3 - (أَبُو جُمُعَة الصَّحَابِيّ) جُنَيْد بن سِبَاع الْأنْصَارِيّ وَقيل الْكِنَانِي وَقيل الْقَارِي وَاخْتلف فِي اسْمه فَقيل حبيب وَقيل جبيب يعدّ فِي الشاميين من حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله هَل أحد خيرٌ منا قَالَ نعم قوم يجيئون بعدكم يَجدونَ كتابا بَين لوحين يُؤمنُونَ بِهِ ويصدِّقون وَهُوَ مَشْهُور بكنيته وكنيته أَبُو جُمُعَة (الألقاب) ابْن جنيدب الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن الْحسن ابْن الْجُنَيْد الْأَصْبَهَانِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْجُنَيْد ابْن جنّي النَّحْوِيّ أَبُو الْفَتْح عُثْمَان بن جني (الْأَمِير فَخر الدّين الناصري) جهاركس بن عبد الله الناصري الْأَمِير فَخر الدّين كَانَ من أكَابِر الْأُمَرَاء الصّلاحية وَكَانَ كَرِيمًا نبيل الْقدر عالي الهمة بنى بِالْقَاهِرَةِ القيسارية الْكُبْرَى المنسوبة إِلَيْهِ قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى رَأَيْت جمَاعَة من التُّجَّار الَّذين طافوا الْبِلَاد يَقُولُونَ لم نر فِي شَيْء من الْبِلَاد مثلهَا فِي حسنها وعظمها وإحكام بنائها وَبنى بِأَعْلَاهَا مَسْجِدا كَبِيرا وربعاً مُعَلّقا

الألقاب

وَتُوفِّي سنة ثَمَان وستمئة بِدِمَشْق وَدفن بجبل الصالحية وتربته مَشْهُورَة هُنَاكَ وَكَانَ الْعَادِل أعطَاهُ بانياس وتبنين والشَّقيف فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَلما مَاتَ أقرّ الْعَادِل وَلَده على مَا كَانَ لَهُ وَكَانَ أكبر من بَقِي من الْأُمَرَاء الصَّلاحية وَقيل فِي اسْمه ايازجاركش يَعْنِي أَنه اشْترِي بأربعمئة دِينَار (الألقاب) ابْن جهيل عبد الْملك بن نصر الله وشهاب الدّين أَحْمد بن يحيى ومحيي الدّين إِسْمَاعِيل بن يحيى ومجد الدّين طَاهِر بن نصر الله الجهشياري صَاحب كتاب الوزراء اسْمه مُحَمَّد بن عَبدُوس مرّ ذكره فِي المحمدين أَبُو جهل يَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة معَاذ بن عَمْرو بن الجموح فِي حرف الْمِيم (الجهجاه الصَّحَابِيّ) الجهجاه بن مَسْعُود وَقيل ابْن سعيد بن سعد بن حرَام بن غفار الغفاريّ يُقَال إِنَّه شهد بيعَة الرضْوَان تَحت السَّمرة وَكَانَ قد شهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَزْوَة الْمُريْسِيع وَكَانَ يَوْمئِذٍ أَجِيرا لعمر بن الْخطاب وَوَقع بَينه وَبَين سِنَان بن وبرة الجهنيّ فِي تِلْكَ الْغُزَاة شَيْء فَنَادَى الجهجاه يَا للمهاجرين ونادى سِنَان يَا للْأَنْصَار وَكَانَ حليفاً لبني عَوْف بن الْخَزْرَج وَكَانَ ذَلِك سَبَب قَول عبد الله بن أبي بن سلول فِي تِلْكَ الْغُزَاة لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجنَّ الأعزُّ مِنْهَا الْأَذَل وَمَات الجهجاه رَضِي الله عَنهُ بعد عُثْمَان بِيَسِير روى عَنهُ عَطاء بن يسارٍ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُؤمن يَأْكُل فِي معاء وَاحِد وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة

جهم

أمعاء لِأَن الجهجاه شرب حلاب سبع شِيَاه قبل أَن يسلم ثمَّ إِنَّه اسْلَمْ فَلم يستتم يَوْمًا آخر حلاب شاةٍ وَاحِدَة فَعَلَيهِ خَاصَّة كَانَ مخرج هَذَا الحَدِيث والجهجاه هُوَ الَّذِي تنَاول الْعَصَا من يَد عُثْمَان وَهُوَ يخْطب فَكَسرهَا ثمَّ أَخَذته فِي ركبته الآكلة وَكَانَ عَصا رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ عَطاء وَسليمَان بن يسَار وَنَافِع مولى ابْن عمر (جهم) 3 - (رَأس الْجَهْمِية) جهم بن صَفْوَان رَأس الْجَهْمِية الَّذِي ينسبون إِلَيْهِ من المجبّرة ظَهرت بدعته بترمذ وَقَتله سَالم بن أحوز الْمَازِني فِي آخر ملك بني أُميَّة ذهب إِلَى أَن الْإِنْسَان لَا يُوصف بالاستطاعة على الْفِعْل بل هُوَ مجبور بِمَا يخلقه الله تَعَالَى من الْأَفْعَال على حسب مَا يخلقه فِي سَائِر الجمادات وَأَن نِسْبَة الْفِعْل إِلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ بطرِيق الْمجَاز كَمَا يُقَال جرى المَاء وطلعت الشَّمْس وتغيَّمت السَّمَاء إِلَى غير ذَلِك وَوَافَقَ الْمُعْتَزلَة فِي نفي صِفَات الله الأزليّة وَزَاد عَلَيْهِم بأَشْيَاء مِنْهَا أَنه نفى كَونه حيّاً عَالما وَأثبت كَونه عَالما قَادِرًا وَمِنْهَا أَنه أثبت للباري تَعَالَى علوماً حَادِثَة لَا فِي محلّ وَمِنْهَا أَنه قَالَ لَا يجوز أَن يعلم الله تَعَالَى الشَّيْء قبل خلقه قَالَ لِأَنَّهُ لَو علم بِهِ قبل خلقه لم يخل إمّا أَن يكون علمه بِأَنَّهُ سيوجده يبْقى بعد أَن يوجده أم لَا لَا جَائِز أَن يبْقى لِأَنَّهُ بعد أَن أوجده لَا يبْقى الْعلم بِأَنَّهُ سيوجده لأنّ الْعلم بأنّه أوجده غير الْعلم بِأَنَّهُ سيوجده ضَرُورَة وإلاّ لانقلب الْعلم جهلا وَهُوَ على الله سُبْحَانَهُ محَال وَإِن لم يبْق علمه بِأَنَّهُ سيوجده بعد أَن أوجده فقد تغير والتغيّر على الله محَال وَإِذا ثَبت هَذَا تعيّن أَن يكون علمه حَادِثا بحدوث الإيجاد لِأَن ذَلِك

ابن خلف المازني

يُؤَدِّي إِلَى أنّ ذَاته مَحل للحوادث وَهُوَ محَال وإمّا أَن يحدث فِي مَحل وَهُوَ أَيْضا محَال لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى أَن يكون الْمحل مَوْصُوفا بِعلم الْبَارِي تَعَالَى وَهُوَ محَال بتعيّن أَن يكون علمه حَادِثا لَا فِي مَحل وَمِنْهَا أَنه قَالَ الثَّوَاب وَالْعِقَاب والتكليف جبرٌ كَمَا أَن أَفعَال الْعباد جبرٌ وَمِنْهَا أَنه قَالَ إِن حركات أهل الْجنَّة وَالنَّار تَنْقَطِع وَمِنْه أَخذ أَبُو الْهُذيْل وَأَتْبَاعه من الْمُعْتَزلَة وَمِنْهَا أَن النَّار والجنّة يفنيان بعد دُخُول أهلهما إِلَيْهِمَا قَالَ لِأَنَّهُ لَا يتَصَوَّر حركات لَا تتناهى أَولا فَكَذَلِك لَا يتصوَّر حركاتٌ لَا تتناهى آخرا وَحمل قَوْله تَعَالَى خَالِدين فِيهَا أبدا على الْمُبَالغَة واستدلّ على الِانْقِطَاع بقوله تَعَالَى إِلَّا مَا شَاءَ رَبك وَلَو كَانَ مُؤَبَّدًا بِلَا انْقِطَاع لما اسْتثْنى وَوَافَقَ الْمُعْتَزلَة فِي نفي الرُّؤْيَة وَإِثْبَات خلق الْكَلَام وَإِيجَاب المعارف بِالْعقلِ وَكَانَ السّلف الصَّالح رَضِي الله عَنْهُم من أَشد النَّاس ردّاً على جهم لبدعه القبيحة وَكَانَت قتلته فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمئة وَكَانَ ذَا أدب وَنظر وذكاءٍ وفكر وجدال ومراء وَكَانَ كَاتب الْأَمِير الْحَارِث بن شُرَيْح التَّمِيمِي الَّذِي وثب على نصر بن سيّار وَكَانَ جهم هُوَ وَمُقَابل بن سُلَيْمَان) بخراسان طرفِي نقيض هَذَا يُبَالغ فِي النَّفْي والتعطيل وَهَذَا يسرف فِي الْإِثْبَات والتجسيم فَيَقُول إِن الله جسم وَلحم وَدم على صُورَة الْإِنْسَان تَعَالَى الله عَن ذَلِك ترك الصَّلَاة أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَأنْكر عَلَيْهِ الْوَالِي فَقَالَ إِذا ثَبت عِنْدِي من أعبده صليت لَهُ فَضرب عُنُقه 3 - (ابْن خلف الْمَازِني) جهم بن خلف الْمَازِني الْأَعرَابِي من مَازِن تَمِيم لَهُ اتِّصَال فِي النّسَب بِأبي عَمْرو بن الْعَلَاء الْمَازِني المقرىء وَكَانَ جهم راوية علاّمة بالغريب وَالشعر وَكَانَ فِي عصر خلف الْأَحْمَر والأصمعي وَكَانَ الثَّلَاثَة متقاربين فِي معرفَة الشّعْر ولجهمٍ شعر مَشْهُور فِي الحشرات والجوارح من الطير وَمن شعره فِي الْحَمَامَة من مجزوء الوافر

ابن قيس الصحابي

مطوقة كساها الله طوقاً لم يكن ذَهَبا (جمود الْعين مبكاها ... يزِيد أَخا الْهوى نصبا) (مفجّعة بَكت شجواً ... فبتُّ لشجوها وصبا) (على غُصْن تميل بِهِ ... جنوب مرّة وصبا) ترن عَلَيْهِ إِمَّا مَال من شوقٍ أَو انتصبا (وَمَا فغرت فَمَا وبكت ... بِلَا دمع لَهَا انسكبا) وَقَالَ ابْن مناذر يمدح جهماً من الْكَامِل (سمِّيتم آل الْعَلَاء لأنكم ... أهل الْعَلَاء ومعدن الْعلم) (وَلَقَد بنى آل الْعَلَاء لمازنٍ ... بَيْتا أحلّوه مَعَ النَّجْم) 3 - (ابْن قيسٍ الصَّحَابِيّ) جهم بن قيس بن عبد شُرَحْبِيل بن هَاشم بن عبد منَاف بن عبد الدَّار ابْن خُزَيْمَة هَاجر إِلَى الْحَبَشَة مَعَ امْرَأَته أم حَرْمَلَة بنت عبد الْأسود الْخُزَاعِيَّة وَتوفيت بِأَرْض الْحَبَشَة وَهَاجَر مَعَه ابناه عَمْرو وَخُزَيْمَة ابْنا جهم وَيُقَال فِيهِ جهيم 3 - (البلوي الصَّحَابِيّ) جهم البلويّ الصَّحَابِيّ روى عَنهُ ابْنه عليّ بن الجهم أَنه وافى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحُدَيْبِية (الألقاب) ) أَبُو الجهم بن حُذَيْفَة اسْمه عَامر بن حُذَيْفَة يَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الرَّقيّ الصّوفي) جهم الرَّقيّ الصُّوفِي قَالَ السّلمِيّ فِي تَارِيخ الصُّوفِيَّة إِنَّه من تأخّري الفتيان والمشايخ وَكَانَ من الْفُقَرَاء الصَّادِقين وَكَانَ مشتهراً بِالسَّمَاعِ والهاً فِيهِ سَمِعت أَبَا سعيد السِّجزيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن الرقي يَقُول كُنَّا مَعَ جهم على تلٍ عَظِيم فَقَالَ قوّالٌ شَيْئا فَرمى جهم بِنَفسِهِ من أَعلَى التل إِلَى أَسْفَل وَقَامَ فِي تواجده وَلم يصبهُ شَيْء وَتُوفِّي بَين السَّجدتين

جهور

(جهور) 3 - (صَاحب قرطبة) جهور بن مُحَمَّد بن جهور بن عبد الله أَبُو الحزم رَئِيس قرطبة وأميرها وصاحبها جعل نَفسه ممسكاً لِلْأَمْرِ إِلَى أَن يتهيأ من يصلح للخلافة وَانْفَرَدَ برئاسة الْمصر إِلَى أَن توفّي فِي الْمحرم سنة خمس وَثَلَاثِينَ وأربعمئة وَدفن بداره وصلّى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو الْوَلِيد ابْن جهور الْقَائِم بعده بِالْأَمر 3 - (المغربي) جهور أوردهُ أَبُو سعيد عُثْمَان بن سعيد الْمَعْرُوف بحرقوص فِي كِتَابه وَقَالَ شاعرمطبوع ومحسن مجوّد ومشهور من شعراء بلدنا وَهُوَ شرِيف الْبَيْت رفيع النّسَب وَأورد لَهُ من الْبَسِيط (أسرّ من سرَّه مَا كَانَ يكتتم ... مغرورقٌ من مآقيه ومنسجم) (لَا يبعد الله أَيَّامًا غنيت بهَا ... فِي خفض عَيْش وَشَمل الحيّ ملتئم) (بانوا فَبين الحشا من بَينهم حرقٌ ... تكَاد من حرّها الأحشاء تضطرم) (بِكُل ناعمة الْأَطْرَاف بهكنة ... تنجاب فِي اللَّيْل من إشراقها الظُّلم) (كَأَنَّهَا دمبةٌ بل كَوْكَب شرقٌ ... بل رَوْضَة أنفٌ زهراء بل صنم) (حوراء دنت لَهَا دون الْأَنَام كَمَا ... أنّ النّدى لأبي مَرْوَان وَالْكَرم) قلت شعر متوسط لَكِن المخلص جويّد (أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ) جهير بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن جهير الثَّعلبي أَبُو الْقَاسِم بن أبي نصر الْبَغْدَادِيّ من بَيت الوزارة والتقدم قعدبه الزَّمَان فَكَانَ ينْسَخ الْكتب ويبيعها ويتقوّت مِنْهَا هُوَ وَعِيَاله سمع من مُحَمَّد بن عبيد الله بن سَلامَة الْكَرْخِي والشريف أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العباسي الْمَكِّيّ وَسَعِيد بن أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء وَغَيرهم توفّي سنة

الألقاب

ستمئة (الألقاب) ابْن جهير الْوَزير فَخر الدولة اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهير وَولده الْوَزير عميد الدولة اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَلَاثَة وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَمِنْهُم المظفر بن عَليّ (جهيم) 3 - (ابْن الصَّلت الصَّحَابِيّ) جهيم بن الصّلت بن مخرمَة الْقرشِي المطَّلبي أسلم عَام خَيْبَر وَأَعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خَيْبَر ثَلَاثِينَ وسْقا وَهُوَ الَّذِي رأى الرُّؤْيَا بِالْجُحْفَةِ حِين نفرت قريس لتمنع عَن عيرها ونزلوا بِالْجُحْفَةِ ليزوّدوا من المَاء لَيْلًا فَغلبَتْ جهيماً عينه فَرَأى فَارِسًا وقف عَلَيْهِ فنعى إِلَيْهِ أشرافاً من قُرَيْش 3 - (الألقاب) جهيم بن قيس يُقَال فِيهِ جهم بن قيس وَقد تقَّدم (عز الدّين ابْن أَمِير الغرب) جواد بن سُلَيْمَان بن غَالب بن معِين بن مغيث بن أبي المكارم بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم وَيَنْتَهِي نسبه إِلَى النُّعْمَان بن الْمُنْذر هُوَ عز الدّين جواد بن أَمِير الغرب رجل من أتقن النَّاس للصنائع برع فِي جَمِيع مَا يعمله بِيَدِهِ من الْكِتَابَة المنوّعة المنسوبة الَّتِي هِيَ غايةٌ إِلَى الصياغة إِلَى عمل النشاب بالكزلك والنجارة الدق والتطعيم والخياطة والتطريز والزّركش والخردفوشية والبيطرة والحدادة وَنقش الفولاذ ومدَّ قوساً بَين يَدي الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى زنته مئة وَثَلَاثَة وَعِشْرُونَ رطلا بالدمشقي وَكتب مُصحفا مضبوطاً مشكولاً يقْرَأ فِي اللَّيْل وزن ورقه سَبْعَة دَرَاهِم وَربع وَجلده خَمْسَة دَرَاهِم وَكتب آيَة الْكُرْسِيّ على أرزَّة وَعمل زرّ قبع لِابْنِ تنكز رَحمَه الله تَعَالَى اثْنَتَيْ عشرَة قِطْعَة وَزنه ثَلَاثَة دَرَاهِم يفك ويركب بِغَيْر مِفْتَاح وَكتب عَلَيْهِ حفراً مجْرى بسواد سُورَة الْإِخْلَاص والمعوّذتين والفاتحة وَآيَة الْكُرْسِيّ وَغير ذَلِك يقْرَأ عَلَيْهِ ذَلِك وَهُوَ مركب وَمن دَاخله أَسمَاء الله الْحسنى لَا يبين مِنْهَا حرف وَاحِد إِلَى حِين يفكك وَجعل لمن يفكه ويركبه مئة دِرْهَم فَلم يجد من يفكه ويركبه وَأَرَادَ تنكز رَحمَه الله تَعَالَى

الألقاب

أَن يَجعله زردكاشاً فِي وقتٍ وَأَعْطَاهُ إقطاعاً فِي الْخلقَة وقرّبه وَأَدْنَاهُ وَكتب لَهُ قصَّة قصّاً فِي قصّ فِي قصّ وَأما عمل الْخَوَاتِم وإتقان عَملهَا وَمَا فِي تحريرها وإجراء الميناء عَلَيْهَا وطلاها فأمرٌ باهر معجز لَا يلْحقهُ فِيهِ أحد وَلَا ريت مثل أَعماله وإتقاتها وَحفظ الْقُرْآن الْكَرِيم وشدا طرفا من الْفِقْه والعربية وَلعب بِالرُّمْحِ وَرمي النشاب وجَّوده وعَلى الْجُمْلَة فَلم أر من أتقن الْكِتَابَة المنسوبة فِي السَّبْعَة أَقْلَام وَلَا من أتقن الصَّنَائِع الَّتِي يعملها بِيَدِهِ لِأَنَّهَا غَايَة فِي التَّحْرِير وَنِهَايَة فِي الإتقان ومولده فِي خَامِس المحرّم سنة خمس وسبعمئة وَفِيه مَعَ هَذَا كُله كرمٌ وسيادة وَرَأَيْت لامية الْعَجم قد كتبهَا قصّاً فِي غَايَة الْحسن وَأهْدى إليّ شَيْئا من طرائف الْجَبَل وهدايا بيروت فَكتبت إِلَيْهِ من السَّرِيع (يَا سيداً جَاءَت هداياه لي ... على المنى مني ووفق المُرَاد) (أَنْت جواد سَابق بالندى ... من ذَا الَّذِي يُنكر سبق الْجواد) وَكتب هُوَ إليّ جَوَابا من الْبَسِيط (وافى مثالك مطويّاً على نزهٍ ... يحار مسمعه فِيهَا وناظره) (فالعين ترتع فِيمَا خطّ كَاتبه ... والسمع ينعم فِيمَا قَالَ شاعره) ) (وَإِن وقفت أَمَام الحيّ أنْشدهُ ... ودّ الخرائد لَو تقنى جواهره) (الألقاب) الْجواد صَاحب دمشق يُونُس بن مَمْدُود الْجواد الْوَزير مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي مَنْصُور الْجواد مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر الجوّاز مُحَمَّد بن مَنْصُور ابْن الجواليقي جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن إِسْحَاق بن موهوب وَمِنْهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر وَمِنْهُم إِسْحَاق بن موهوب وَمِنْهُم إِسْمَاعِيل بن موهوب وَمِنْهُم الْحسن بن إِسْحَاق وَمِنْهُم موهوب بن أَحْمد الجواليقي عَبْدَانِ بن أَحْمد والجواليقي مهْدي بن أَحْمد ابْن جوالق اسْمه مُسلم بن ثَابت

ابن قطبة العذري

الجوَّاني الشريف مُحَمَّد بن أسعد الجاواني شَارِح المقامات اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله أَبُو الجوائز الوَاسِطِيّ الْحسن بن عَليّ (ابْن قُطْبَة العذري) جوّاس بنقطبة الغذري أحد بني الأحبّ رَهْط بثينة وجوَّاسٌ وَأَخُوهُ عبد الله الَّذِي كَانَ يهاجي جميلاً ابْنا عَمها دنية وَكَانَ جوَّاس شريفاً فِي قومه شَاعِرًا لما هاجاه جميل تنافرا إِلَى يهود تيماء فَقَالُوا لجميل يَا جميل قل فِي نَفسك مَا شِئْت وَلَا تذكرنّ يَا جميل أَبَاك بفخر فَإِنَّهُ كَانَ يسوف مَعنا الْغم بتيماء وَعَلِيهِ شملةٌ لَا تواري استه ونفّروا عَلَيْهِ جواساً ونشب الشرُّ بَين جميل وجوَّاس وَكَانَت تَحْتَهُ أمُّ الجسير أُخْت بثينة وَهُوَ الْقَائِل فِيهَا من الْخَفِيف (يَا خليليَّ إنَّ أمَّ جسيرٍ ... حِين يدنو الضجيع من علله) (روضةٌ ذَات حنوةٍ وخزامى ... جاد فِيهَا الرّبيع من سبله) وَغَضب لجميل نفر من قومه يُقَال لَهُم بَنو سُفْيَان فجاؤوا إِلَى جوّاس لَيْلًا وَهُوَ فِي بَيته فضربوه وعرَّوا أم الجسير فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَقَالَ جميل من الطَّوِيل (مَا عزَّ جوَّاس استها إِذْ يسبُّهم ... بصقري بني سُفْيَان قيس وَعَاصِم) (همّا جرّدا أمَّ الجسير وأوقعا ... أمرّ وأدهى من وقيعة سَالم) فَقَالَ جوَّاس من الطَّوِيل (مَا ضرب الجوّاس إِلَّا فجاءةً ... على غفلةٍ من عينه وَهُوَ نَائِم) (فإلاّ تعجّلني الْمنية نصطبح ... بكأسك حصناكم حصينٌ وَعَاصِم) (ويعط بَنو سُفْيَان مَا شِئْت عنْوَة ... كَمَا كنت تُعْطِينِي وأنفك راغم) (جوبان) 3 - (أَمِين الدّين القواس) جوبان بن مَسْعُود بن سعد الله أَمِين الدُّنيسري القواس التوزي الشَّاعِر كَانَ من أذكياء بني آدم وَله النّظم الْجيد كتب عبد الرَّحْمَن السّبتي وَغَيره وَقَالَ شمس الدّين الْجَزرِي اسْمه رَمَضَان والجوبان وَقَالَ لم لم يكن يعرف الْخط وَلَا النَّحْو قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله قَالَ شَيخنَا شهَاب الدّين مَحْمُود ابْن جوبان

كَانَ يدّعي الأميّة وَكَانَ بِخِلَاف ذَلِك قَرَأَ وَكتب وَحفظ المفصّل وَكَانَت كِتَابَته من هة التَّتوير فِي غَايَة الْقُوَّة بِحَيْثُ أَنه اسْتعَار من القَاضِي عماد الدّين مُحَمَّد بن الشِّيرَازِيّ درجاً بِخَط ابْن البوّاب وَنقل مَا فِيهِ إِلَى درج بورق التُّوز وألزق التُّوز على خشبٍ وأوقف عَلَيْهِ ابْن الشِّيرَازِيّ فعجبه وَشهد لَهُ أنّ فِي بعض ذَلِك شَيْئا أقوى من خطّ ابْن البوّاب واشتهر ذَلِك بِدِمَشْق وَبَقِي النَّاس يقصدونه يتفرّجون عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُ ذهن خارق وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وستمئة وَمن شعره من الطَّوِيل (إِذا افترّ جنح اللَّيْل عَن مبسم الْفجْر ... ولاح بِهِ ثغرٌ من الأنجم الزُّهر) (وفاحت لَهُ من عابق الرَّوْض نفحةٌ ... رشفنا بِهِ برد الرضاب من الْخمر) (وعهدي بِوَجْه الأَرْض مُبْتَسِمًا فَلم ... تغرغر فِيهَا الدمع فِي مقل الْعذر) (إِذا رجف المَاء النسيم لوقته ... كَسَاه شُعَاع الشَّمْس درعاً من التبر) (وبحر الرياض الْخضر بالزهد مزبدٌ ... كأنّا فِي فلك مَجْلِسنَا نسري) (وَمن شهب الكاسات بِالنَّجْمِ نهتدي ... إِذا تاه ساري الْعقل فِي لجّة السكر) (نصون الحميَّا فِي القناني وَإِنَّمَا ... نصون القناني بالحميَّا وَلَا نَدْرِي) (وَلما حكى الرَّاووق فِي الْعين شكله ... وَقد علِّق العنقود فِي سالف الدَّهْر) (تذكّر عهدا بالكروم فكله ... عُيُون على أَيَّام عصر الصِّبا تجْرِي) (عجبت لَهُ والرّاح تبْكي بِهِ فَلم ... غَدَتْ بحباب الكأس باسمة الثغر) (إِذا مَا أَتَانِي كأسها غير مترعٍ ... تحققت عين الشَّمْس فِي هَالة الْبَدْر) (يناولنيها فاتر اللحظ أغيدٌ ... فَللَّه ذَاك الأغيد المخطف الخصر) (ينادمنا نظماً ونثراً وَلَفظه ... ومبسمه يُغني عَن النّظم والنثر) ) (فَلم يسقني كأس المدامة دون أَن ... سقاني بِعَيْنيهِ كوؤساً من السحر) (وَقَالَ وفرط السُّكر يثني لِسَانه ... إِلَى غير مَا يُرْضِي التقى وَهُوَ لَا يدْرِي) (ردوا من رضابي مَا يَنُوب عَن الطِّلا ... إِذا كَانَ وَجْهي فِيهِ مغنٍ عَن الزهر) (وَمن كَانَ لَا تحوي ذراعاه مئزري ... فدون الَّذِي تحوي أنامله خصري) قلت قَوْله ولمّا حكى الرّاووق الْبَيْتَيْنِ يشبه قَول الآخر فِي النَّار من الطَّوِيل (كَأَن نضيد الفحم خوف شراره ... إِذا النَّار مسّت جلده فتلوّنا) (تذكِّر أَيَّام السَّحَاب الَّذِي جرى ... بمنبته لما تأوّد أغصنا)

(فأنبت مِنْهُ الآبنوس بنفسجاً ... وأثمر عنّابا وأورق سوسنا) وَقَوله وَقد علق العنقود بعض النَّاس يظنّه مفعول مَا لم يسم فَاعله فيرفع العنقود وَصَوَابه النصب على أَنه مفعول حكى وعَلى هَذَا شكله بدلٌ من الرّاووق وَمن شعر أَمِين الدّين الجوبان من الدوبيت (جَاءَت سحرًا تشقَّ بَحر الْغَلَس ... كالطِّيف تَوَارَتْ فِي ظلال الخلس) (مَا أطيب مَا سَمِعت من منطقها ... لاتسأل مَا لاقيته من حرسي) وَمِنْه من الدوبيت (يمشي مرحاً بتيهه وَالْعجب ... كالرّيم إِذا رام لحاق السّرب) (مَا يسْرع فِي المشية إلاّ حذرا ... أَن ترسم عَيْني شخصه فِي قلبِي) وَمِنْه من الدوبيت (زارت سحرًا تراقب السُّمّارا ... رعياً وتراعى بِالْبُيُوتِ النّارا) (بالمهجة أفدي خاطراً عنّ لَهَا ... حَتَّى ركبت من أَجلي الأخطارا) وَمِنْه من الدوبيت (لَا أستمع الحَدِيث من غَيْركُمْ ... من لذّه فكري واشتغالي بكم) (ألوي نَظَرِي كأنني أفهمهُ ... من قَائِله وخاطري عنْدكُمْ) وَمِنْه من الدوبيت (فِي وجنته من مهج العشاق ... مَا قَامَ دَلِيله على الإهراق) (والسّالف قد دبَّ على جمرتها ... قالورد يرى من خلل الأوراق) ) وَمِنْه فِي كشتوان من الْخَفِيف (أَنا عونٌ على بُلُوغ المرام ... ولي اسْم بالعون والنفع سَام) أَنا بِي يتَّقى الْحَرِير من اللّبْس ولبسي فِي غَايَة الابهام وَمِنْه من السَّرِيع (يعبث عجبا بقلوب الورى ... فِي الشُّح بالوصل وبذل السَّماح) (يؤيس بالنرجس من يجتني ... فَإِن لوى أطْعمهُ بالإقاح) وَأورد لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين فِي تَرْجَمَة عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم بن سبعين من مخلع الْبَسِيط (مظَاهر الْحق لَا تعدُّ ... وَالْحق فِيهَا فَلَا يحدُّ) (فباطنٌ لَا يكَاد يخفى ... وَظَاهر لَا يكَاد يَبْدُو) (إِن بطن العَبْد فَهُوَ ربٌّ ... أَو ظهر الربّ فَهُوَ عبد)

النوين

(فعين كل عين زل وجودا ... قبضٌ وبسطٌ أخذٌ ورد) وَمن شعر جوبان أَيْضا قَوْله من الْمُحدث (سَار مَذْمُوم ركبهمْ ... وَهُوَ عنّي مجنَّب) (فَأَنا الْيَوْم بعدهمْ ... بالمغاني أسبِّب) وَكتب على قَوس من الْخَفِيف (أَنا عون على هَلَاك عداكا ... زادك الله نصْرَة وحماكا) (فادعني فِي الوغى تجدني صبوراً ... نَافِذ السّهم فِي العدى فتاكا) بِي فِي الْحَرْب نلْت مطلبك الْأَقْصَى وَمَا بِي من قدرَة لولاكا وَمن شعره من مجزوء الوافر (قطعت الْعُمر منعكفاً ... على نضييع أوقاتي) (فَمن أسفٍ على الْمَاضِي ... وَمن حرصٍ على الْآتِي) وَمِنْه من السَّرِيع (لما بدا الشَّعر على سالفيه ... سعى بِهِ من كَانَ يسْعَى إِلَيْهِ) (مَا عَايَنت من قبله مقلتي ... بَدْرًا عراه النّقص من جانبيه) وَقيل إِنَّه كَانَ يهوى غُلَاما حسنا عِنْد معلّم فَكَانَ إِذا توجَّه إِلَى حانوته أَشَارَ إِلَيْهِ الْغُلَام بِأَن لَا) يقف خوفًا من معلّمه فَقَالَ من المنسرح (أقصد حانوته فيغمرني ... أَن لَا تقف عندنَا لتهتكنا) (فإنّ هَذَا معلّمي رجلٌ ... قد لَاطَ قسطاً من عمره وزنى) (لَا جمّل الله من معلّمه ... بالسِّتر عرقاً إِن عَاشَ أَو دفنا) (علَّمه صَنْعَة يعِيش بهَا ... مَعَه وَأُخْرَى بهَا أَمُوت أَنا) قلت سكّن الْفَاء من يقف وَهِي مَفْتُوحَة وَلِهَذَا لحنٌ وسكَّن الْعين من مَعَه واللغة الفصحى تحريكها 3 - (النوين) جوبان النوين الْكَبِير نَائِب المملكة المغليَّة كَانَ بطلاً شجاعاً مهيباً شَدِيد الْوَطْأَة كَبِير الشَّأْن كير الْأَمْوَال عالي الهمة صَحِيح الْإِسْلَام ذَا حَظّ من صلاةٍ وبرٍّ بذل الذَّهَب الْكثير حَتَّى أوصل المَاء إِلَى مَكَّة وَجرى بهَا وَلم يبْق للْمَاء ثمن يُبَاع بِهِ وَإِنَّمَا الثّمن لأجرة نقلة لَا غير وَأَنْشَأَ مدرسة مليحة بِالْمَدِينَةِ النبويّة وتربةً ليدفن بهَا وَكَانَ لَهُ ميل كثير إِلَى الْإِسْلَام وَهُوَ أحد الْأَسْبَاب الْكِبَار فِي تَقْرِير الصُّلْح بَين السُّلْطَان بو سعيد مخدومه وَالسُّلْطَان الْملك النَّاصِر

الألقاب

أَخْبرنِي جمَاعَة من أهل رحبة مَالك بن طوق أَنه لما نزل خربندا عَلَيْهَا وَنصب المجانيق فِي منجنيق قراسنقر حجرا تعتع القلعة وشقّ مِنْهَا برجاً وَلَو رمى غَيره هدمها وَكَانَ الجوبان يطوف على العساكر وَشَاهد المحاصرين فَلَمَّا رأى ذَلِك أحضر المنجنيقي وَقَالَ لَهُ تُرِيدُ أَن أقطع يدك السَّاعَة وسبّه وذمّه بانزعاج وحنق وَقَالَ والك فِي شهر رَمَضَان نحاصر الْمُسلمين ونرميهم بحجارة المناجنيقلو أَرَادَ الْقَائِد أَن يَقُول لهَؤُلَاء الْمغل الَّذين مَعَه ارموا على هَذِه القلعة مخلاة تُرَاب كلّ واحدٍ كَانُوا طمّوها وَإِنَّمَا هُوَ يُرِيد أَن يَأْخُذهَا بالأمان من غير سفك دمٍ وَالله مَتى عدت رميت حجرا آخر سمَّرتك على سهم المنجنيق وَحكى لي مِنْهُم عَنهُ غير وَاحِد أنّه كَانَ ينْزع النَّصل من النشاب وَيكْتب عَلَيْهِ إيّاكم تذعنوا أَو تسلِّموا وطوِّلوا روحكم فَهَؤُلَاءِ مَا لَهُم مَا يَأْكُلُونَهُ وَكَانَ يحذرنا هَكَذَا بعدة سهامٍ كَانَ يرميها إِلَى القلعة وَاجْتمعَ بالوزير وَقَالَ لَهُ هَذَا القان مَا يُبَالِي وَلَا يَقع عَلَيْهِ عتبٌ وَفِي غَد وَبعده ذَا تحدّث النَّاس أيش يَقُولُونَ نزل خربندا على الرَّحبة وَقَاتل أَهلهَا وَسَفك دِمَاءَهُمْ وهدمها فِي شهر رَمَضَان فَيَقُول النَّاس فَمَا كَانَ لَهُ نَائِب مُسلم وَلَا وَزِير مُسلم وقرّر مَعَه أَن يحدّثا القان) خربندا فِي ذَلِك ويحسّنا لَهُ الرحيل عَن الرحبة فدخلا إِلَيْهِ وَقَالا لَهُ الْمصلحَة أَن تطلب كبار هَؤُلَاءِ وقاضيهم ويطلبوا مِنْك الْأمان ونخلع عَلَيْهِم ونرحل بحرمتنا فَإِن الطابق وَقع فِي خَيْلنَا وَمَا للمغل مَا تَأْكُل خيلهم وَإِنَّمَا هم يَأْخُذُونَ قشور الشّجر ينحتونها ويطعمونها خيلهم وَهَؤُلَاء مُسلمُونَ وَهَذَا شهر رَمَضَان وَأَنت مُسلم وَتسمع قراءتهم الْقُرْآن وضجيج الْأَطْفَال وَالنِّسَاء فِي اللَّيْل فوافقهم على ذَلِك وطلبوا القَاضِي وَأَرْبَعَة أنفس من كبار البحرية وحضروا قُدَّام خربندا وخلعوا عَلَيْهِم وأعادوهم وَبَاتُوا فَمَا أصبح للمغل أثر وَتركُوا المناجنيق وأثقالها رصاصاً وَالطَّعَام والعجين وَغَيره لم يصبح لَهُ أثر هَذِه الْحَرَكَة تكفيه عِنْد الله تَعَالَى حقن دِمَاء الْمُسلمين وَرفع الْأَذَى عَنْهُم لكنه أباد عددا كثيرا من الْمغل وَجرى لَهُ مَا تقدم فِي تَرْجَمَة ايرنجي وَأخذ من الرشيد الْوَزير ألف ألف دِينَار وَقد مرَّ ذكر ابْنه تمرتاش وَابْنَته بغداذ وَكَانَ ابْنه دمشق قَائِد عشرَة آلَاف فَزَالَتْ سعادتهم وتنمّر لَهُم بوسعيد وَقتل دمشق خواجا وَلَده وهرب أَبوهُ إِلَى وَالِي هراة لائذاً بِهِ فآواه وأطلعه إِلَى القلعة ثمَّ قَتله وَنقل تَابُوت جوبان إِلَى الْمَدِينَة النبويّة لِأَن ابْنَته بغداذ جهَّزته مَعَ الركب ليدفن فِي تربته فَمَا تمّ لَهُ ذَلِك وَبلغ الْخَبَر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فجَّهز الهجن إِلَى الْمَدِينَة وَأمرهمْ أَن لَا يمكّن من الدّفن فِي تربته فَدفن تابوته فِي البقيع وَكَانَت قتلته فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وسبعمئة وَكَانَ من أَبنَاء السِّتين لِأَنَّهُ لما قدم دمشق مَعَ قازان كَانَ من أكبر قواده رَحمَه الله تَعَالَى وَخلف من الْأَوْلَاد تمرتاش وَتقدم ذكره ودمشق ملك وصرغان شيرا وبغبصطي وسلجوكشاه وَالْملك الْأَشْرَف وَالْملك الأشتر (الألقاب) أَبُو الْجُود المقرىء اسْمه غياث بن فَارس

جورجيس

الْحَافِظ جرجي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد (جورجيس) 3 - (الطَّبِيب السّرياني) جورجيس بن جِبْرِيل الطَّبِيب السّرياني قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فارسيٌ وَلَيْسَ بِهِ كَانَت لَهُ خبْرَة بالعلاج وخدم الْمَنْصُور وَكَانَ سَبَب اتِّصَاله أَن الْمَنْصُور فَسدتْ معدته فَتقدم إِلَى الرّبيع أَن يجمع الْأَطِبَّاء ويسألهم عَن رجل فَاضل حَيْثُ كَانَ فَقَالُوا لَيْسَ فِي وقتنا مثل جورجيس رَئِيس جندى سَابُور فَطَلَبه فَلَمَّا وصل قَالَ لَهُ مَا بِهِ فخفّف غذاءه ولطّف تَدْبيره فَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَطلب إِحْضَار ابْنه مِنْهُ فَقَالَ إِنَّه سدَّ مَكَاني لَكِن لي تلاميذ فأحضر عِيسَى بن سهلا فَسَأَلَهُ الْمَنْصُور عَن أَشْيَاء فَأجَاب فَقَالَ لجورجيس مَا أحسن مَا وصفت هَذَا التلميذ ثمَّ إِن الْمَنْصُور سيّر إِلَى جورجيس جواري يتسرّى بهنّ فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ النَّصَارَى لَا يَتَزَوَّجُونَ أَكثر من وَاحِدَة وَإِذا كَانَت فِي الْحَيَاة لَا يتخذون غَيرهَا فَحسن موقعه من الْمَنْصُور وَأدْخلهُ على نِسَائِهِ وَحرمه فَلَمَّا كَبرت سنّه طلب دستوراً فَأعْطَاهُ وتمكّن ابْن سهلا وَوضع يَده على الأساقفة وَأخذ أَمْوَالهم وَكتب إِلَى مطران نَصِيبين يَسْتَدْعِي مِنْهُ أَشْيَاء من آلَات الْبيعَة ويتهدّده وَيَقُول لَهُ أَلَسْت تعلم أَن أَمر الْملك بيَدي إِن شِئْت أمرضته وَإِن شِئْت عافيته فاحتال المطران فِي إِيصَال الْكتاب إِلَى الرّبيع فَأوقف الْمَنْصُور عَلَيْهِ فَأمر بنفيه وَطلب بختيشوع بن جورجيس فَلم يزل عِنْد الْخُلَفَاء إِلَى أَيَّام هَارُون الرشيد وَقد تقدم ذكره وَلما عَاد جورجيس إِلَى بِلَاده أعطَاهُ الْمَنْصُور عشرَة آلَاف دِينَار وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود السِّتين والمئة 3 - (اليبرودي الطَّبِيب) جورجيس بن يوحنا بن سهل بن إِبْرَاهِيم الْحَكِيم أَبُو الْفرج اليبروديّ النَّصراني اليعقوبي كَانَ فِي أول أمره يحمل الشِّيخ على دابّة ويبيعه فمرّ يَوْمًا على شيخ يفصد لإِنْسَان بِهِ رعافٌ فَقَالَ لَهُ لم تفصد هَذَا ألم يكفه الرعاف فَقَالَ لِأَن هَذَا يجذبه إِلَى مسامتة الْجِهَة الْأُخْرَى فَقَالَ لَهُ إِذا كَانَ الْأَمر على مَا تَقوله فَنحْن اعتدنا أَنه مَتى كَانَ نهر جَار وأردنا أَن نقطع المَاء عَنهُ جعلنَا لَهُ مسيلاً إِلَى جِهَة أُخْرَى فَيَنْقَطِع وَأَنت فَلم لَا تفعل ذَلِك من النَّاحِيَة الْأُخْرَى فَفعل ذَلِك فَانْقَطع الرُّعاف فَقَالَ لَهُ لَو اشتغلت بصناعة الطِّبّ لجاء مِنْك فَمَا اليبرودي إِلَى قَوْله وتردّد إِلَى الشَّيْخ وَترك أَهله وَأقَام بِدِمَشْق وَسَأَلَ عَمَّن يشْتَغل عَلَيْهِ فَدلَّ على بَغْدَاد فَأخذ سوار أمه) فَبَاعَهُ وتوصّل بِهِ إِلَى بَغْدَاد واشتغل بالطب والمنطق وَالْحكمَة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَاعْتَرضهُ قيّم حمام وَقَالَ لَهُ حلقت رَأْسِي وَأَجد الْآن فِي وَجْهي كُله انتفاخاً وحرارة عَظِيمَة وَأمره بتلطيف التَّدْبِير وَاسْتِعْمَال نقوع حامض فَامْتنعَ أَن تحدث لَهُ مَا شرا وَمن جملَة مَا خلّف اليبرودي ثلاثمئة مقطع وَخَمْسمِائة قطة فضية وزن الْقطعَة من الطفارية ثلاثمئة دِرْهَم

الألقاب

(الألقاب) ابْن الْجَوْزِيّ الْحَافِظ الْكَبِير جمال الدّين أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد ومحي الدّين يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن وَعبد الرَّحْمَن بن يُوسُف وسبط أبي الْفرج صَاحب الْمرْآة فِي التَّارِيخ يُوسُف بن قزغلي الجوزذانيّة اسْمهَا فَاطِمَة بنت عبد الله ابْن جوصا الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن عُمَيْر بن يُوسُف ابْن أبي الْجُوع الْوراق عبد الله بن مُحَمَّد جونقا الْكَاتِب عليُّ بن الْهَيْثَم الجون مُوسَى بن عبد الله (جَوْهَر) 3 - (الْقَائِد باني الْقَاهِرَة) جَوْهَر أَبُو الْحسن الْقَائِد الرُّومِي الْمَعْرُوف بالكاتب مولى الْمعز أبي تَمِيم قدم من الْمغرب جهّزه المعزّ إِلَى ديار مصر فِي الجيوش والأهبة الوافرة فِي سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمئة فاستولى على إقليم مصر وَبنى الْقَاهِرَة وَكَانَ عالي الْأَمر نَافِذ الْكَلِمَة وَكَانَ بعد موت كافور قد انخرم النظام وأقيم فِي الْملك أَحْمد بن عَليّ بن الأخشيد وَهُوَ صَغِير وَكَانَ يَنُوب عَنهُ ابْن عَم وَالِده الْحسن بن عبيد الله بن طغج والوزير جَعْفَر بن حنزابة فقلّت الْأَمْوَال على الْجند فَكتب جمَاعَة إِلَى المعزّ يطْلبُونَ مِنْهُ عسكراً ليسلموا إِلَيْهِ مصر فنفَّذ جوهراً فِي نَحْو مئة ألف فَارس وَأكْثر فَنزل بتروجة فراسله أهل مصر فِي طلب الْأمان وَتَقْرِير أملاكهم لَهُم فأجابهم إِلَى ذَلِك وَكتب الْعَهْد فَعلم الأخشيدية بذلك فتأهّبوا لِلْقِتَالِ فجاءتهم الْكتب والعهود

بنت الدوامي

فاختلفت كلمتهم ثمَّ أمّروا عَلَيْهِم ابْن الشُّويزاني وتوجّهوا لِلْقِتَالِ نَحْو الجزيرة وحفظوا الجسور فوصل جَوْهَر إِلَى الجزيرة وَوَقع بَينهم الْقِتَال فِي حادي عشر شعْبَان ثمَّ سَار جَوْهَر إِلَى منية الصيادين وَأخذ مخاضة شلقان وَوصل إِلَى جوهرطائفة من الْعَسْكَر فِي مراكب وَحفظ أهل مصر الْبَلَد فَقَالَ جَوْهَر للأمير جَعْفَر بن فلاح لهَذَا الْيَوْم خبّأك الْمعز فَعبر عُريَانا بسراويل وَهُوَ فِي مركب وَمَعَهُ الرِّجَال خوضاً فوصلوا إِلَيْهِم وَوَقع الْقِتَال بَينهم فَقتل خلقٌ كثير من الأخشيدية وَانْهَزَمَ الْبَاقُونَ ثمَّ أرْسلُوا يطْلبُونَ الْأمان فأمَّنهم جَوْهَر وَحضر رَسُوله وَمَعَهُ بند أَبيض وَطَاف بالأمان وَمنع من النّهب وَفتحت الْأَسْوَاق وَدخل جَوْهَر من الْغَد فِي طبوله وبنوده وَعَلِيهِ ثوب ديباجٍ مَذْهَب وَنزل مَوضِع الْقَاهِرَة الْيَوْم واختطها وحفر أساس الْقصر لليلته وَأرْسل إِلَى مَوْلَاهُ المعزّ يبشره بِالْفَتْح وَبعث إِلَيْهِ برؤوس الْقَتْلَى وَقطع خطْبَة بني الْعَبَّاس وَلبس السّواد وألبس الخطباء الْبيَاض وَأمرهمْ أَن يَقُولُوا فِي الْخطْبَة اللَّهُمَّ صلى على مُحَمَّد الْمُصْطَفى وعَلى عَليّ المرتضى وعَلى فَاطِمَة البتول وعَلى الْحسن وَالْحُسَيْن سبطي الرَّسُول وَصلى الله على الْأَئِمَّة آبَاء أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمعز بِاللَّه ثمَّ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَخمسين أذَّنوا فِي مصر بحيّ على خير الْعَمَل واشتهر ذَلِك وَكتب إِلَى الْمعز يبشّره بذلك وَفرغ من بِنَاء جَامع الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَالظَّاهِر أَنه الْجَامِع الْأَزْهَر) وَكَانَ جَوْهَر حسن السِّيرَة فِي الرّعية وَلما مَاتَ رثاه جمَاعَة من الشُّعَرَاء وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمئة وَكَانَ عبيديّ العقيدة وَلما خرج الْمعز لوداعه من الغرب وقف جَوْهَر بَين يَدي الْمعز مُتكئا على قوسه يحدثه زَمَانا طَويلا ثمَّ قَالَ لأولاده انزلوا لوداعه فنزلوا عَن خيولهم وَنزل أهل الدولة ثمَّ قبَّل جَوْهَر يَد الْمعز وحافر فرسه فَقَالَ لَهُ اركب وَسَار بالعساكر وَلما رَجَعَ الْمعز إِلَى قصره أنفذ لجوهر ملبوسه وكلَّ مَا كَانَ عَلَيْهِ وفرسه سوى خَاتمه وسراويله وَكتب المعزّ إِلَى عَبده أَفْلح صَاحب برقة أَن يترجل للقائه وَيقبل يَده لِقَائِه فبذل أَفْلح مئة ألف دِينَار على أَن يُعْفَى من ذَلِك فَلم يعفه وَفعل مَا أَمر بِهِ 3 - (بنت الدَّوامي) جَوْهَرَة بنت هبة الله بن الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن الدَّوامي البغدادية كَانَت من أَوْلَاد الرؤساء وصحبت الشَّيْخ أَبَا النجيب وَسمعت مَعَه الحَدِيث واشتغلت بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة وَتَزَوَّجت بِابْنِهِ عبد الرَّحِيم وَهِي أم ابْنَته سيّدة وَسمعت أَبَا الْوَقْت قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنْهَا وَكَانَت صَالِحَة صَادِقَة وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة أَربع وستمئة بعد أَن تَوَضَّأت وصلت عشَاء الْآخِرَة وَكَانَت واعظة وَهِي أُخْت الشَّيْخ أبي عَليّ الْحسن بن الدّوامي

الألقاب

(الألقاب) الْجَوْهَرِي صَاحب الصِّحَاح فِي اللُّغَة أَبُو نصر إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد الْجَوْهَرِي مُسْند بَغْدَاد عَليّ بن الْجَعْد الْجَوْهَرِي الصاحب بدر الدّين مُحَمَّد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي الْحَافِظ إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي الشَّاعِر اسْمه يُوسُف (جوَيْرِية) 3 - (أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا) جوَيْرِية أم الْمُؤمنِينَ بنت الْحَارِث المصطلقيَّة سباها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْمُريْسِيع سنة خمس كَانَ اسْمهَا برّة فغيَّره قَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَت امْرَأَة حلوة ملاّحة لَا يَرَاهَا أحد إلاّ أخذت بِنَفسِهِ وَكَانَت قد وَقعت فِي سهم ثَابت بن قيس بن شماس فكاتبها فَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتَابَتهَا وتزوّجها سنة سِتّ وَتوفيت سنة سِتّ وَخمسين وَقيل سنة خمسين وروى لَهَا البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن قدامَة التَّمِيمِي) جوَيْرِية بن قدامَة التَّمِيمِي قَالَ أَبُو حَاتِم وَلَيْسَ بعمّ الْأَحْنَف بن قيس ذَاك جَارِيَة بن قدامَة

أبو مخارق البصري

روى عَن عمر بن الْخطاب روى عَنهُ أَبُو حَمْزَة الضّبعي 3 - (أَبُو مُخَارق الْبَصْرِيّ) جوَيْرِية بن إِسْمَاعِيل بن عبد بن مِخْرَاق الضُّبعي الْبَصْرِيّ سمع نَافِعًا روى عَنهُ ابْن ابْنه عبد الله بن مُحَمَّد وَكَانَ أحد الثِّقَات قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ومئة الْجُوَيْنِيّ الْكَاتِب الشَّاعِر اسْمه الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْجُوَيْنِيّ الصّوفي مُحَمَّد بن الْمُؤَيد بن عبد الله الْجُوَيْنِيّ عَلَاء الدّين صَاحب الدِّيوَان عطا ملك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (جيّاش) 3 - (صَاحب زبيد) جيّاش بن نجاح الحبشي ملك زبيد لَهُ حكايات مَشْهُورَة فِي إِخْرَاجه عَن ملكه وتغرّبه فِي بِلَاد الْهِنْد وَرُجُوع الْملك لَهُ وَهُوَ مَذْكُور فِي الخريدة وَقيل إِن ديوانه فِي عدَّة مجلدات نظماً ونثراً وَهُوَ الَّذِي صنّف كتاب الْمُفِيد فِي أَخْبَار زبيد وَمن شعره من الطَّوِيل (ويحسدني قومِي فأكرمهم فَهَل ... سواي حوى الْإِكْرَام مِنْهُ حسوده) (وَلَو متُّ قَالُوا أظلم الجوُّ بعده ... وغاض الحيا الهطّال مذ غاض جوده) وَمِنْه من الْخَفِيف مَا انْتِظَار الدجّال إِذْ أَنا ألْقى الْيَوْم كم من مداهن دجال

الألقاب

(لَيْسَ فيهم من سائلٍ عَن صلاحٍ ... لي وَلَا من مقصِّر فِي سُؤَالِي) وَمِمَّا أَجَاد فِيهِ الْملك أَبُو الطّامي جياش قَوْله من الطَّوِيل (كثيب نقاً من فَوْقه خوط بانةٍ ... بأعلاه بدر فَوْقه ليل ساهر) وَقَالَ من الطَّوِيل (إِذا كَانَ لمالمرء عون عدوّه ... عَلَيْهِ فإنَّ الْجَهْل أبقى وأروح) (وَفِي الصفح ضعفٌ والعقوبة قوةٌ ... إِذا كنت تَعْفُو عَن كفورٍ وتصفح) وَمِنْه من الوافر (تذوب من الحيا خجلاً بلحظي ... كَمَا قد ذبت من نَظَرِي إليكا) (أهابك ملْء صَدْرِي إِذْ فُؤَادِي ... بجملته أسيرٌ فِي يديكا) وَكتب إِلَيْهِ ابْن القمّ الشَّاعِر من الْكَامِل (يَا أَيهَا الْملك الَّذِي خضعت لَهُ ... غلب الْمُلُوك نواكسي الأذقان) (أَتَرَى الَّذِي وسع الْخَلَائق كلَّها ... يَا بن النَّصير يضيق عَن إِنْسَان) فَأَجَابَهُ جياش من الْكَامِل (لَا وَالَّذِي أرسى الْجبَال قواعداً ... ذِي العزّة الْبَاقِي وكلٌّ فان) (مَا إِن يضيق برحبنا لَك منزلٌ ... وَلَو أَنه فِي بَاطِن الأجفان) ) قلت شعر جيد (الألقاب) ابْن جيّان الْكَاتِب المغربي اسْمه مُحَمَّد بن عَطِيَّة الجيّاني الأندلسي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الجيروني أَبُو الْفضل إِسْمَاعِيل بن عَليّ الجيزي صَاحب الشَّافِعِي الرّبيع بن سُلَيْمَان (جَيش) 3 - (ابْن طولون) جَيش بن خمارويه بن طولون تملك بعد قتل أَبِيه بِدِمَشْق ثمَّ صَار

القائد أمير دمشق

إِلَى مصر فَوَثَبَ عَلَيْهِ أَخُوهُ هَارُون فَقتله لكَونه قتل عميّه وَكَانَت قتلته فِي حُدُود التسعين والمئتين 3 - (الْقَائِد أَمِير دمشق) جَيش بن مُحَمَّد بن صمصامة أَمِير دمشق الْقَائِد أَبُو الْفَتْح وَليهَا من قبل خَاله أبي مَحْمُود الكتامي سنة ثَلَاث وسين وثلاثمئة ثمَّ إِنَّه وَليهَا سنة سبعين بعد موت خَاله ثمَّ وَليهَا وسع وَثَمَانِينَ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ جبّاراً ظَالِما سفّاك الدِّمَاء أخّاذاً للأموال كثر دُعَاء أهل دمشق عَلَيْهِ وابتهالهم إِلَى الله تَعَالَى فِيهِ فَهَلَك فالجذام سنة تسعين وثلاثمئة (العمانى) جَيْفَر بن الجلندي الْعمانِي والصحابي كَانَ رَئِيس عمان هُوَ وَأَخُوهُ عبد بن الجلندي أسلما على يَد عَمْرو بن الْعَاصِ حَيْثُ بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى عمان وَلم يقدما على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يرياه وَكَانَ إسلامهما بعد خَيْبَر (الألقاب) الجيلي قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين نصر بن عبد الرَّزَّاق الجيلي الشَّافِعِي اسْمه شَافِع بن عبد الرشيد وعماد الدّين أَبُو بكر بن هِلَال بن عيّاد وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم شَارِح التَّنْبِيه ابْن جياء الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة

حرف الحاء

الجيهاني مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر (حرف الْحَاء) (حَابِس) (أَبُو حيّة التَّمِيمِي) حَابِس أَبُو حيَّة بن ربيعَة التَّمِيمِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة فِيمَا يُقَال يعدّ فِي الْبَصرِيين روى عَنهُ ابْنه حيّة وَفِي حَدِيثه اخْتِلَاف على يحيى بن أبي كثير يُقَال إِنَّمَا رَوَاهُ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الطَّائِي قَاضِي حمص) حَابِس بن سعد الطَّائِي ولي قَضَاء حمص زمن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَقتل يَوْم صفّين سنة سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ مَعَ مُعَاوِيَة وَهُوَ صَحَابِيّ دَعَاهُ

حاتم

عمر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ لَهُ إِنِّي أُرِيد أوليَّك قَضَاء حمص فَكيف أَنْت صانع فَقَالَ أجتهد رَأْيِي وأشاور جلسائي فَقَالَ انْطلق فَلم يمض إلاّ يَسِيرا حَتَّى رَجَعَ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي رَأَيْت رُؤْيا أَحْبَبْت أَن أقصّها عَلَيْك قَالَ هَاتِهَا قَالَ رَأَيْت كَأَن الشَّمْس أَقبلت من الْمشرق وَمَعَهَا جمع عَظِيم وكأنّ الْقَمَر أقبل من الْمغرب وَمَعَهُ جمع عَظِيم فَقَالَ لَهُ عمر مَعَ أَيهمَا كنت قَالَ مَعَ الْقَمَر فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ كنت مَعَ الْآيَة الممحوة لَا وَالله لاتلي لي عملا أبدا وردّه فَشهد صفي مَعَ) مُعَاوِيَة وَكَانَت مَعَ راية طيءٍ فَقتل وَهُوَ ختن عديّ بن حَاتِم الطَّائِي وخال ابْنه زيد بن عدي وَقتل زيدٌ قَاتله غدراً فأقسم أَبوهُ عديٌّ ليدفعنه إِلَى أوليائه فهرب إِلَى مُعَاوِيَة (حَاتِم) 3 - (الْأَصَم الزَّاهِد) حَاتِم الْأَصَم الزَّاهِد توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ لَهُ كَلَام عَجِيب فِي الزّهْد والوعظ وَالْحكم وَكَانَ يُقَال لَهُ لُقْمَان هَذِه الْأمة حكى عَنهُ سعيد بن الْعَبَّاس الصّيرفي وَالْحسن بن سعد السقاء وَغَيرهمَا وَكَانَ قد صحب شقيقاً الْبَلْخِي وتأدب بآدابه قَالَ السلفيّ هُوَ حَاتِم بن عنوان وَيُقَال ابْن يُوسُف روى عَن شَقِيق الْبَلْخِي وَسَعِيد بن عبد الله الماهياني قَالَ وروى عَنهُ عبد الله بن سهل الرَّازي وَأحمد بن خضرويه البلخيّ الزَّاهِد وَمُحَمّد بن فَارس الْبَلْخِي وَقَالَ حَاتِم مَرَرْت براهب فِي صومعة فَسَأَلته عَن مَسْأَلَة فَقَالَ مَكَانك ثمَّ أدحل رَأسه فِي صومعته فَلَمَّا كَانَ بعد أُسْبُوع أخرج رَأسه وَقَالَ أَنْت هَا هُنَا فَقلت نعم للموعد فَمَا الَّذِي حَبسك عني فَقَالَ كنت على غير طهرٍ فَعرض لقلبي شَيْء فَلم أزل أكفر فِيهِ إِلَى الْيَوْم ثمَّ قَالَ لي من أَيْن كنت قلت من بلخٍ قَالَ إِلَى من كنت تجْلِس قلت إِلَى

السلمي

شَقِيق الْبَلْخِي قَالَ فايش سمعته يَقُول قلت سمعته يَقُول لَو كَانَت السَّمَاء من نُحَاس وَالْأَرْض من حَدِيد فَلَا السَّمَاء تمطر وَلَا الأَرْض تنْبت وَكَانَ عيالي مَا بَين الْخَافِقين لم أبال فَقَالَ الراهب لَا تجْلِس إِلَيْهِ قلت وَلم قَالَ لِأَنَّهُ يفكر فِيمَا لم يكن كَيفَ لم يكن وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يفكر فِيمَا كَانَ كَيفَ كَانَ لَا تجالسه فَإِنَّهُ فَاسد الْفِكر 3 - (السلميّ) حَاتِم بن أبي سحيم السُّلمي كَانَ مَعَ عبد الله بن حَازِم بخراسان وَهُوَ الْقَائِل يفخر بوقائع ابْن حَازِم من الطَّوِيل (أَلا هَل أَتَى أهل الْعرَاق مناخنا ... نقسّم بَين النَّاس بؤسى وأنعما) (بأبيض معقودٍ بِهِ التَّاج ماجدٍ ... وفتيان صدقٍ لَا يهابون مقدما) (ونضرب صنديد الكتيبة فِي الوغى ... ونركب أَطْرَاف العوالي تكرما) (فَتلك الَّتِي لَا خير فِي الْعَيْش بعْدهَا ... إِذا أَسْلمُوا فِيهَا الرئيس المعمَّما) 3 - (ابْن مدرك السُّلمي) ) حَاتِم بن مدرك السّلمِيّ مدنِي مُحدث كَانَ فِي عصر الرشيد يَقُول لِابْنِ أبي صبح الْمُزنِيّ وَقد اصطلحا بعد نبوة كَانَت بَينهمَا من الطَّوِيل (دَعَاني أَبُو عَمْرو إِلَى الله دَعْوَة ... أصَاب بهَا مَا فِي فُؤَادِي وَلَا يدْرِي) (إِلَى خلق من خير من وطىء الْحَصَا ... وَفِي يَوْمه من فِي الأساطين والقبر) (فتبنا وأشهدنا الْإِلَه وَإِن نعد ... بنقضٍ فَمَا من توبةٍ آخر الدّهر) 3 - (الْحَافِظ أَبُو اسماعيل) حَاتِم بن إِسْمَاعِيل الْحَافِظ أَبُو اسماعيل الْمدنِي مولى بن عبد المدان أَصله كوفيّ قَالَ ابْن حَنْبَل هُوَ أحبّ إليّ من الدَّراوردي وَقَالَ غير واحدٍ ثقةٌ قبل مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ ومئة وَهُوَ الصَّحِيح وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد

الألقاب

وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (الألقاب) أَبُو حَاتِم السجسْتانِي اسْمه سهل بن مُحَمَّد يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين الْحَاتِمِي اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ اسْمه مُحَمَّد بن إِدْرِيس ابْن حَاتِم البعلبكي إِبْرَاهِيم بن أَحْمد (حَاجِب) 3 - (المنبجي) حَاجِب بن سُلَيْمَان المنبجي روى عَن عَطاء بن يزِيد قَالَ النَّسَائِيّ هُوَ ثِقَة وَقَالَ فِي مَوضِع آخر لَا بَأْس بِهِ 3 - (الأشْهَلِي الصّحابي) حَاجِب بن يزِيد الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي قُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَهُوَ فِي عداد الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم 3 - (ابْن زيد الصّحابي) حَاجِب بن زيد بن تيم بن خفاف بن بياضة شهد أحدا ذكره الطَّبَرِيّ فِي الصّحابة رَضِي الله عَنْهُم 3 - (أَبُو أَحْمد الشاميء) حَاجِب بن الْوَلِيد الْأَعْوَر أَبُو أَحْمد الشَّامي الْمُؤَدب نزيل بَغْدَاد روى عَنهُ مُسلم وَأحمد بن سعيد الدّارمي والذهلي وَابْن

أبو محمد الطوسي

أبي الدُّنْيَا وَثَّقَهُ بن حبَّان وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين ومئتين 3 - (أَبُو مُحَمَّد الطوسي) حَاجِب بن أَحْمد بن يرحم بن سُفْيَان أَبُو مُحَمَّد الطوسي كَانَ يزْعم أَنه ابْن مئة وثمان سِنِين توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمئة 3 - (الثقفيّ أَخُو عِيسَى) حَاجِب بن عمر الثَّقَفِيّ أَخُو عِيسَى بن عمر وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين ومئة (الألقاب) ابْن الْحَاج الْقُرْطُبِيّ القنائي الْمَالِكِي اسْمه شِيث بن إِبْرَاهِيم الحاجي مُحَمَّد بن سهل بن الْحَاج إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَآخر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن الْحَاجِب مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْحَاجِب الشَّاعِر تقدّم ذكره فِي المحمدين ابْن الْحَاجِب الْحَافِظ اسْمه عمر بن مُحَمَّد بن مَنْصُور) ابْن الْحَاجِب جمال الدّين النَّحْوِيّ عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر ابْن حَاجِب النُّعْمَان جماعةٌ مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز وَمِنْهُم عليّ بن عبد الْعَزِيز الحاجري حسام الدّين عِيسَى بن سنجر (حاجيّ) 3 - (المظفر بن النَّاصِر) حاجيّ بن مُحَمَّد بن قلاوون السُّلْطَان الْملك المظفر سيف الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور ولد أَبوهُ فِي الْحجاز سنة اثْنَتَيْنِ

وَثَلَاثِينَ وسبعمئة كَانَ أَخُوهُ الْملك الْكَامِل شعْبَان قد حَبسه وَأَرَادَ إهلاكه وَقيل أَنه أَمر أَن يبْنى عَلَيْهِ حائطٌ وَكَانَ الْأُمَرَاء قد كتبُوا إِلَى نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا بِأَن يبرِّز إِلَى ظَاهر دمشق فيرَّز كَمَا يَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمته فِي حرف الْيَاء فَاحْتَاجَ الْكَامِل إِلَى أَن يجرّد إِلَى الشَّام عسكراً فَخَرجُوا إِلَى السّعيدية أَو الخطَّارة وَرَجَعُوا إِلَيْهِ فَركب وَنزل إِلَيْهِم فنصرهم الله عَلَيْهِ وجرحوا الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي فِي وَجهه وخلعوا الْكَامِل وصعدوا إِلَى القلعة وأخرجوا حاجيّ من سجنه وأجلسوه على كرْسِي الْملك وحلفوا لَهُ وَكَانَ الْقَائِم بذلك الْأُمَرَاء سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي وشمس الدّين آقسنقر والأمير سيف الدّين أرغون شاه وَالَّذِي جرح العلائي الْأَمِير شُجَاع الدّين اغرلو وَكَانَ جُلُوس الْملك المظفر على تخت الْملك فِي مستهلّ جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وسبعمئة وخلع فِي ثَانِي عشر شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسبعمئة فَكَانَ ملكه سنة وَثَلَاثَة أشهر واثني عشر يَوْمًا وَورد الْأَمِير سيف الدّين بيغرا إِلَى الشَّام وَحلف عَسْكَر الشَّام للْملك المظفر عقيب جُلُوسه على التخت وانتظمت لَهُ الْأَحْوَال وسكنت الدولة وصفت الْأُمُور إِلَى أَن أمسك الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي والأمير شمس الدّين آقسنقر وَسيف الدّين قرابغا وَسيف الدّين يتمش وَسيف الدّين صمغار وَسيف الدّين بزلار وَسيف الدّين طقبغا وَأمْسك جمَاعَة من أَوْلَاد الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ فنفرت الْقُلُوب مِنْهُ وتوحّش الْأَمِير سيف الدّين يلبغا وَجرى مِنْهُ مَا جرى على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَكَانَ الَّذِي فعل لَهُ ذَلِك وَقَامَ بإمساك الْمَذْكُورين الْأَمِير شُجَاع الدّين أغرلو فأمسكه وفتك بِهِ بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَنسب النَّاس ذَلِك إِلَى مواطأته مَعَ الْأَمِير سيف الدّين الجيبغا) الخاصكي ثمَّ إِنَّه همَّ بالجيبغا وَغَيره وفرّق أَكثر مماليك السُّلْطَان وأخرجهم إِلَى الشَّام وَإِلَى الْوَجْه البحري والقبلي بَعْدَمَا قتل الْأَمِير سيف الدّين بيدمر البدري والأمير سيف الدّين طغيتمر الدّوادار والأمير نجم الدّين مَحْمُود بن شيروين الْوَزير قبل الفتك بأغرلو وَهَؤُلَاء الْأُمَرَاء وَالَّذين قبلهم هم كَانُوا بَقِيَّة الدولة الناصرية وكبارها وَله الْمَعْرُوف وَالْخَيْر والصَّدقات فَزَاد توحش النَّاس مِنْهُ وَركب الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي النَّائِب بِمصْر وغالب الْأُمَرَاء والخاصكيّة إِلَى قبَّة النَّصْر فَجَاءَهُ الْخَبَر فَركب فِي من بَقِي عِنْده بالقلعة وهم مَعَه فِي الظَّاهِر دون الْبَاطِن فَلَمَّا ترَاءى الْجَمْعَانِ سَاق بِنَفسِهِ إِلَيْهِم فجَاء إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين بيبغا أروس أَمِير مجْلِس وطعنه وَقَلبه إِلَى الأَرْض وضربه الْأَمِير سيف الدّين طان يرق بالطّبر من خَلفه فجرح وَجهه وأصابعه وكتفوه وأحضروه إِلَى بَين يَدي الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي ليَقْتُلهُ فَلَمَّا رَآهُ نزل وترجّل وَرمى عَلَيْهِ قباءه وَقَالَ أعوذ بِاللَّه هَذَا سُلْطَان ابْن سُلْطَان مَا أَقتلهُ فأخذون ودخلوا بِهِ إِلَى تربة هُنَاكَ وَقضى الله أمره فِيهِ فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور ثمَّ إِن الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ اجْتَمعُوا وَكَتَبُوا إِلَى نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه يعرِّفونه الْقَضِيَّة وَيطْلبُونَ مِنْهُ وَمن الْأُمَرَاء بِالشَّام من يصلح للسلطنة وجهّزوا الْكتاب على يَد الْأَمِير سيف الدّين اسنبغا

الحارث

المحمودي السِّلَاح دَار وَكَانَ ذَلِك فِي بكرَة الْأَحَد ثَانِي عشر شهر رَمَضَان فَلَمَّا كَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر الشَّهْر الْمَذْكُور عقدوا أَمرهم على أَن يولُّوا الْملك أَخَاهُ الْملك النَّاصِر نَاصِر الدّين حسن بن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون فَأَجْلَسُوهُ على الْكُرْسِيّ وحلفوا وَكَتَبُوا إِلَى الشَّام بذلك وَحلف عَسْكَر الشَّام للناصر حسن فسبحان من لَا يَزُول ملكه وَقلت فِي ذَلِك وَفِيه لُزُوم مَا لَا يلْزم من الْفَاء المشدّدة من المجتث (خَان الرَّدى للمطفّر ... وَفِي التُّرَاب تعفّر) (كَمَا قد أباد أَمِيرا ... على الْمَعَالِي توفَّر) (وَقَاتل النَّفس ظلما ... ذنُوبه مَا تكفَّر) وَقيل إِنَّه مِمَّا كَانَ السَّبب فِي خلعه وَقَتله أَن الْأَمِير سيف الدّين ألجيبغا الخاصكي أَتَى إِلَيْهِ يَوْمًا فَوَجَدَهُ فَوق سطح يلْعَب بالحمام فلمّا أحس بِهِ نزل فَقَالَ من هَذَا قبل لَهُ ألجيبغا فَطَلَبه فَصَعدَ إِلَيْهِ وَكَانَت الوحشة قد ثارت فَقَالَ لَهُ مَا يَقُول النَّاس فَقَالَ خيرٌ فألحّ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ خوند أَنْت تدبّر الْملك بِرَأْي الخدّام وَالنِّسَاء وتلعب بِهَذِهِ الْحمام فاعتاظ مِنْهُ وَقَالَ مَا بقيت) أَلعَب بهَا ثمَّ أَخذ مِنْهَا طائرين وذبحهما وَلما رآهما مذبوحين طَار عقله وَقَالَ وَالله لَا بدَّ مَا أحزّ رَأسك هَكَذَا فَتَركه وَمضى فَنزل المظفر وَقَالَ لخواصّه يَا صبيان مَتى دخل هَذَا إِلَى بضّعوه بِالسُّيُوفِ فَسمع ذَلِك بعض الجمداريّة فَخرج إِلَى الْأَمِير سيف الدّين ألجيبغا وَقَالَ لَهُ لَا تعد تدخل إِلَيْهِ وعرّفه الصُّورَة فَخرج وَعمل على مُقْتَضى ذَلِك وَضاع ملكه وروحه مِنْهُ لأجل الْحمام فَقلت من الْخَفِيف (أَيهَا الْعَاقِل اللبيب تفكر ... فِي المليك المظفر الضرغام) (كم تَمَادى فِي الْبَغي والغيِّ حَتَّى ... كَانَ لعب الْحمام جدّ الْحمام) (الْحَارِث) 3 - (الْأنْصَارِيّ الصّحابي) الْحَارِث بن أَوْس بن معَاذ بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ وَهُوَ ابْن أخي سعد بن معَاذ شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحدٍ شَهِيدا وَله يَوْمئِذٍ ثَمَان وَعِشْرُونَ سنة وَلَا تعرف لَهُ رِوَايَة 3 - (ابْن البرصاء) الْحَارِث بن مَالك بن قيس بن عوذ اللَّيثي من لَيْث بن بكر

الجعفي العابد

الْمَعْرُوف بِالْحَارِثِ بن البرصاء وَهِي أمّه وَيُقَال أم أَبِيه وَهِي البرصاء بنت ربيعَة وَقيل بنت عبد الله بن ربيعَة وَهُوَ حجازي أَقَامَ بِمَكَّة ثمَّ نزل الْكُوفَة روى عَنهُ عبيد بن جريج وَالشعْبِيّ 3 - (الْجعْفِيّ العابد) الْحَارِث بن قيس الْجعْفِيّ الْكُوفِي العابد صحب عليا وَابْن مَسْعُود وَلَا يكَاد يُوجد لَهُ حَدِيث مُسْند توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأَشْعَرِيّ) الْحَارِث بن الْحَارِث الْأَشْعَرِيّ يعدُّ من الشامّيين روى عَنهُ أَبُو سلاّم الحبشيّ وَعبد الرَّحْمَن بن غنم 3 - (الغامدي) الْحَارِث بن الْحَارِث الغامدي روى الفردوس سرَّة الْجنَّة قَالَ وَهُوَ كَقَوْلِك بطن الْوَادي وَهُوَ أسرّ مَا هُنَاكَ وَأحسنه وَمن حَدِيثه أنّه سمع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لابنته زَيْنَب حمِّري عَلَيْك نحرك وَكَانَ) قد بدا نحرها وَهِي تبْكي لمّا نزل برَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم من قُرَيْش مَا نزل فَقَالَ لَهَا لَا تخافي على أَبِيك غيلَة وَلَا ذلاً رَوَاهُ عَنهُ الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الجرشِي 3 - (فَارس النَّبِي أَبُو قَتَادَة) الْحَارِث بن ربعيّ الْأنْصَارِيّ أَبُو قَتَادَة وَاخْتلف فِي اسْمه قيل هُوَ النُّعْمَان بن ربعي وَقيل النُّعْمَان بن عَمْرو بن تلمدة وَقيل عَمْرو بن ربعي الْأنْصَارِيّ هُوَ أَبُو قَتَادَة فَارس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخْتلف فِي شُهُوده بَدْرًا وَشهد أحدا وَمَا بعْدهَا

والي مكة

من الْمشَاهد روى عَنهُ ابْنه عبد الله وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَخمسين وَقيل مَاتَ فِي خلَافَة عليّ بن أبي طَالب بِالْكُوفَةِ وَكَانَ شهد مَعَه مشاهده كلهَا وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَصلى عَلَيْهِ عليّ فكبّر عَلَيْهِ سبعا وَهُوَ مِمَّن غلبت عَلَيْهِ كنيته ذكر الْوَاقِدِيّ قَالَ حَدثنِي يحيى بن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه أبي قَتَادَة قَالَ أدركني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم ذِي قرد فَنظر إليّ وَقَالَ اللَّهُمَّ بَارك فِي شعره وبشره وَقَالَ أَفْلح وَجهك قلت ووجهك يَا رَسُول الله قَالَ فَمَا الَّذِي بِوَجْهِك قلت سهم رميت بِهِ يَا رَسُول الله قَالَ فادن شَيْئا فدنوت مِنْهُ فبصق عليّ فَمَا ضرب عليَّ قطّ وَلَا قاح وَقيل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأبي قَتَادَة من اتخذ شعرًا فليحسن إِلَيْهِ أَو ليحلقه وَقَالَ لَهُ أكْرم جمَّتك وَأحسن إِلَيْهَا فَكَانَ يرجّلها غبّاً 3 - (وَالِي مَكَّة) الْحَارِث بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بن هَاشم صحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَولد لَهُ على عَهده عبد الله بن الْحَارِث الَّذِي يُقَال لَهُ ببَّه اصْطلحَ عَلَيْهِ أهل الْبَصْرَة حِين مَاتَ مُعَاوِيَة كَذَا قَالَه مُصعب الزُّبيري وَقَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ الْحَارِث على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا وَأسلم عِنْد إِسْلَام أَبِيه نَوْفَل وَكَانَت تَحْتَهُ درّة بنت أبي لَهب بن عبد الْمطلب قَالَ غَيرهمَا ولّى أَبُو بكر الْحَارِث مَكَّة ثمَّ انْتقل إِلَى الْبَصْرَة من الْمَدِينَة واختط بِالْبَصْرَةِ دَارا فِي ولَايَة عبد الله بن عَامر وَمَات بهَا فِي آخر خلَافَة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ 3 - (ابْن خَالِد التَّيميّ) الْحَارِث بن خَالِد بن صَخْر بن عَامر الْقرشِي التَّيْمِيّ كَانَ قديم الْإِسْلَام بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى) الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة مَعَ امْرَأَته ريطة بنت الْحَارِث فَولدت لَهُ مُوسَى وَزَيْنَب وَإِبْرَاهِيم وَعَائِشَة وهلكوا بِالْحَبَشَةِ وَقيل خَرجُوا مَعَ أَبِيهِم فَلَمَّا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق

ابن قيس السهمي

شربوا من مَاء فهلكوا جَمِيعًا إلاّ الْحَارِث وَجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فزوّجه بنت يزِيد بن هَاشم بن الْمطلب وَمن وَلَده مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث المحدِّث الْمدنِي 3 - (ابْن قيس السَّهْمِي) الْحَارِث بن قيس الْقرشِي السَّهمي كَانَ أحد أَشْرَاف قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة وَإِلَيْهِ كَانَت الْحُكُومَة وَالْأَمْوَال الَّتِي كَانَت يسمّونها لآلهتهم ثمَّ اسْلَمْ وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة مَعَ بنيه الْحَارِث وَبشر وَمعمر 3 - (ابْنه) الْحَارِث بن الْحَارِث بن قيس ابْن الَّذِي تقدّم اسْلَمْ وَهَاجَر مَعَ أَبِيه وأخوته إِلَى الْحَبَشَة كَمَا تقدّم 3 - (أَبُو خزمة الصَّحَابِيّ) الْحَارِث بن خزمة بِسُكُون الزَّاي أَبُو خزمة وَقيل الْحَارِث بن خُزَيْمَة شهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَمَات بِالْمَدِينَةِ رَضِي الله عَنهُ سنة أَرْبَعِينَ وَهُوَ الَّذِي جَاءَ بِنَاقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ضلّت فِي غَزْوَة تَبُوك حِين قَالَ المُنَافِقُونَ هُوَ لَا يعلم خبر مَوضِع نَاقَته فَكيف يعلم خبر السَّمَاء فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ بلغه قَوْلهم إِنِّي لَا أعلم إلاّ مَا علّمني الله وَقد أعلمني مَكَانهَا وَهِي فِي الْوَادي فِي شعبكذا حبستها شَجَرَة فَانْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا بهَا فَانْطَلقُوا فجاؤا بهَا وَكَانَ الَّذِي جَاءَ بهَا من الشّعب الْحَارِث بن خُزَيْمَة وجد زمامها قد تعلق بشجرة 3 - (الثَّقَفِيّ) الْحَارِث بن عبد الله بن أَوْس بن ربيعَة الثَّقَفِيّ وربّما قيل لَهُ الْحَارِث بن أَوْس يعدّ فِي الحجازّيين سكن الطَّائِف يروي حَدِيث طواف الْحَائِض بِالْبَيْتِ طواف الْوَدَاع روى عَنهُ الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن وَعَمْرو بن عبد الله بن أَوْس

السهمي الباهلي

3 - (السّهمي الْبَاهِلِيّ) الْحَارِث بن عَمْرو بن الْحَارِث بن سهم بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة السَّهمي الْبَاهِلِيّ حَدِيثه عِنْد) البصريّين وعدادهم فيهم شهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجَّة الْوَدَاع وروى عَنهُ ابْن ابْنه زُرَارَة بن كريم 3 - (أَبُو وَاقد اللَّيقيّ) الْحَارِث بن عَوْف اللَّيثي اخْتلف فِي اسْمه وَنسبه فَقيل الْحَارِث بن مَالك وَقيل عَوْف بن الْحَارِث هُوَ أَبُو وَاقد قديم الْإِسْلَام قيل إِنَّه شهد بَدْرًا وَكَانَ مَعَه لِوَاء بني لَيْث وضمرة وَسعد بني بكر يَوْم الْفَتْح وَقيل إِنَّه من مسلمة الْفَتْح وَالْأول أصحُّ عداده فِي أهل الْمَدِينَة وجاور بِمَكَّة سنة وَمَات بهَا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَقيل سنة خمس وَسِتِّينَ وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة وَقيل ابْن خمس وثماين سنة روى عَنهُ عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة وَأَبُو مرّة مولى عقيل بن أبي طَالب وَدفن بفخّ 3 - (ابْن عميرَة الْأَسدي) الْحَارِث بن قيس بن عميرَة الْأَسدي وَيُقَال قيس بن الْحَارِث كُوفِي وَهُوَ جدّ قيس بن الرّبيع وَهُوَ الَّذِي أسلم وَعِنْده نسوةٌ

الطبيب

فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اختر منهنّ أَرْبعا 3 - (الطَّبِيب) الْحَارِث بن كلدة بِفَتْح الْكَاف واللاّم وَالدَّال الْمُهْملَة الثَّقَفِيّ الطَّبِيب مولى أبي بكرَة وَقيل هُوَ وَالِده فناه فَقَالُوا مَوْلَاهُ لَهُ ذكر فِي كتب الطِّبّ وَقد أوردهُ ابْن مندة وَغَيره فِي أَسمَاء الصَّحَابَة وَقَالَ ابْن عبد الْبر عِنْد ذكر أَبِيه الْحَارِث بن حَارِث بن كلدة الصَّحَابِيّ وَأما أَبوهُ الْحَارِث بن كلدة فَمَاتَ فِي أول الْإِسْلَام وَلم يصحّ إِسْلَامه وَذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أمّر سعد بن أبي وَقاص أَن يَأْتِي الْحَارِث بن كلدة فيستوصفه كَانَ الْحَارِث كَافِرًا وَإِن ذَلِك دَلِيل على جَوَاز الْأَخْذ بِصفة أهل الْكفْر إِذا كَانُوا من أهل الطِّبّ وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تأريخ الْأَطِبَّاء كَانَ من الطَّائِف وسافر الْبِلَاد وتعلّم الطِّبّ وَبَقِي أَيَّام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَيَّام أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي بن أبي طَالب وَمُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُم وَلما عَاد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سعد بن أبي وَقاص قَالَ ادعوا لَهُ الْحَارِث فَإِنَّهُ رجل يطبُّ فَلَمَّا عَاده الْحَارِث قَالَ لَيْسَ عَلَيْهِ باس اتَّخذُوا لَهُ فريقة بِشَيْء من تمر عَجْوَة يطحنان فتحسّاها فَحصل لَهُ الْبُرْء وَلما وَفد على كسْرَى قَالَ مَا صناعتك قَالَ الطِّبّ قَالَ فَمَا صنع الْعَرَب بالطبيب مَعَ جهلها) وَسُوء أغذيتها فَقَالَ أَيهَا الْملك إِذا كَانَت هَذِه صفتهَا كَانَت أحْوج إِلَى من يصلح جهلها ويسوس أبدانها فَإِن الْعَاقِل يعرف ذَلِك من نَفسه ويحترز من الأدواء بِحسن سياسته قَالَ فَمَا تحمد من أَخْلَاق الْعَرَب قَالَ أنفسّ سخية وَقُلُوب جريّة ولغة فصيحة وأنساب صَحِيحَة فأمرء بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ وَقَالَ مَا الدَّاء قَالَ ادخال طَعَام على طَعَام قَالَ مَا تَقول فِي الشَّرَاب قَالَ أطيبه أهنأه وأرقّه أمرؤه لَا تشربه صرفا فيورثك صداعاً ويثير عَلَيْك من الأدواء أنواعاً قَالَ فَمَا تَقول فِي الْفَوَاكِه قَالَ كلهَا فِي إقبالها واتركها إِذا أَدْبَرت قَالَ فَفِي أَي الْأَوْقَات الْإِتْيَان افضل قَالَ عِنْد إدبار اللَّيْل قَالَ وَلم قَالَ يكون الْجوف أخلى وَالنَّفس أهدا وَالْقلب أشهى والحرّ أدفا فَقَالَ لَهُ كسْرَى لله درّك من أعرابيّ لقد أَعْطَيْت علما وأحسنت وَصفا وفهما وَأمر بتدوين مَا نطق بِهِ 3 - (العكلي الْفَقِيه الْكُوفِي) الْحَارِث بن الْجَارُود العكلي أحد الْفُقَهَاء الْأَعْلَام ولي قَضَاء الْموصل للمنصور وَهُوَ من أَئِمَّة الْكُوفَة لَهُ مذهبٌ توفّي فِي

أبو عبد الله الأشهلي

حُدُود السِّتين والمئة 3 - (أَبُو عبد الله الأشْهَلِي) الْحَارِث بن حَاطِب الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي أَبُو عبد الله رده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين توجّه إِلَى بدر من الرَّوحاء فِي شَيْء أمره بِهِ إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف وَضرب لَهُ بسهمه وأجره وَكَانَ كمن شَهِدَهَا وَقَالَ الْوَاقِدِيّ شهد أحدا وَالْخَنْدَق والحُديبية وقُتل يَوْم خَيْبَر رَمَاه رجل من فَوق الْحصن فدمغه 3 - (الجُمَحِي) الْحَارِث بن حَاطِب بن الْحَارِث بن معمر الْقرشِي الجُمَحِي ولد بِأَرْض الْحَبَشَة هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد بن حَاطِب والْحَارث أسن وَاسْتعْمل ابْن الزبير الْحَارِث على مَكَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقيل أَنه كَانَ يَلِي المساعي أَيَّام مَرْوَان 3 - (الْعَدوي) الْحَارِث بن عَمْرو بن مؤمِّل الْقرشِي الْعَدوي هَاجر فِي الرَّكب الَّذِي هجروا من بني عدّي بن كَعْب عَام خَيْبَر وهم سَبْعُونَ رجلا وَذَلِكَ حِين أوعبت بَنو عدي بِالْهِجْرَةِ وَلم يبْق مِنْهُم بِمَكَّة رجل) 3 - (ابْن عزية الْمُزنِيّ) الْحَارِث بن عمر بن عزيَّة المزنيّ توفّي سنة سبعين وَهُوَ فِي عداد الْأَنْصَار قَالَ ابْن عبد الْبر وَأَظنهُ الْحَارِث بن عزيّة الَّذِي روى مُتْعَة النِّسَاء حرَام 3 - (خَال الْبَراء بن عَازِب أَو عَمه) الْحَارِث بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ خَال الْبَراء بن عازبٍ وَقيل عَمه قَالَ الْبَراء مرَّ عمي وَمَعَهُ رايةٌ فَقلت أَيْن تُرِيدُ بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى رجل نكح امْرَأَة أَبِيه أَمرنِي أَن أضْرب عُنُقه وآخذ مَاله

ابن قابوس

3 - (ابْن قَابُوس) الْحَارِث بن عقبَة بن قَابُوس قدم مَعَ عمّه وهب بن قَابُوس من جبل مزينة بغنمٍ لَهما إِلَى الْمَدِينَة لوجداها خلوا فسألا أَيْن النَّاس فَقيل لَهما بأحدٍ يُقَاتلُون الْمُشْركين فَأَسْلمَا وخرجا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقاتلا وقتلا 3 - (الْأنْصَارِيّ الزرقي ابْن المعلَّى أَبُو سعيد) الْحَارِث وَقيل أَوْس بن المعلَّى قَالَ ابْن عبد الْبر وأصحّ مَا قيل فِيهِ الْحَارِث بن نفيع المعلَّى الْأنْصَارِيّ الزرقي كنيته أَبُو سعيد روى عَنهُ حَفْص بن عَاصِم وَعبيد بن حُسَيْن مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ ابْن أَربع وَسِتِّينَ سنة قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يعرف فِي الصَّحَابَة إلاّ بحديثين أَحدهمَا عِنْد شُعْبَة قَالَ كنت أُصَلِّي فناداني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آته حَتَّى قضيت صَلَاتي ثمَّ أَتَيْته قَالَ مَا مَنعك أَن تُجِيبنِي قَالَ كنت أُصَلِّي قَالَ ألم يقل الله اسْتجِيبُوا لله وللرَّسول إِذا دعَاكُمْ لما يُحْيِيكُمْ ثمَّ قَالَ أَلا أعلمك سُورَة الحَدِيث نَحْو حَدِيث أبي بن كَعْب وَالثَّانِي عِنْد اللَّيْث بن سعد قَالَ كنّا نغدو إِلَى السُّوق على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنمرّ على الْمَسْجِد نصلي فِيهِ فمررنا يَوْمًا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَاعد على الْمِنْبَر فَقلت لقد حدث أَمر فَجَلَست فَقَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْآيَة قد نرى تقلُّب وَجهك فِي السَّماء حَتَّى فرغ من الْآيَة فَقلت لصاحبي تعال نركع رَكْعَتَيْنِ قبل أَن ينزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنكون أوَّل من صلى فصلّينا هما ثمَّ نزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلّى للنَّاس الظّهْر يَوْمئِذٍ

ابن هشام المخزومي

) 3 - (ابْن هِشَام المَخْزُومِي) الْحَارِث بن هِشَام بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي يكنى أَبَا الْمُغيرَة وَقيل أَبَا عبد الرَّحْمَن وَهُوَ وَأَخُوهُ أَبُو جهل بن هِشَام عداده فِي أهل الْحجاز كَانَ شريفاً مَذْكُورا أسلم يَوْم الْفَتْح استأمنت لَهُ أمّ هانىء بنت أبي طَالب فَأَمنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخرج إِلَى الشَّام فَقتل باليرموك سنة خمس عشرَة وَقيل مَاتَ بِالشَّام فِي طاعون عمواس الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَكَانَ مِنْهُم ثمَّ إِنَّه حسن إِسْلَامه وَخرج إِلَى الشَّام زمن عمر بن الْخطاب رَاغِبًا فِي الْجِهَاد فَخرج أهل مَكَّة يَبْكُونَ لفراقه فَقَالَ إِنَّهَا النقلَة إِلَى الله وَمَا كنت لأوثر عَلَيْكُم أحدا فَلم يزل بِالشَّام إِلَى أَن مَاتَ وَفِيه يَقُول الشَّاعِر من الْكَامِل (أحسبت أنَّ أَبَاك يَوْم تسبني ... فِي الْمجد كَانَ الْحَارِث بن هِشَام) (أولى قريشٍ بالمكارم كلهَا ... فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ وَالْإِسْلَام) وَشهد بَدْرًا كَافِرًا مَعَ أَخِيه أبي جهل وفرَّ حِينَئِذٍ وَقتل أَخُوهُ وعيِّر الْحَارِث بفراره ذَلِك وَفِيه قَالَ حسّان بن ثَابت من الْكَامِل (إِن كنت كَاذِبَة الَّذِي حدَّثنني ... فنجوت منجا الْحَارِث بن هِشَام) (ترك الأحبّة أَن يُقَاتل دونهم ... وَنَجَا بِرَأْس طمرَّةٍ ولجام) وَاعْتذر الْحَارِث من فراره ذَلِك فَقَالَ من الْكَامِل (الله يعلم مَا تركت قِتَالهمْ ... حَتَّى رموا فرسي بأشقر مُزْبِد)

أبو سعد النجاري

(وَوجدت ريح الْمَوْت من تلقائهم ... فِي مأزقٍ وَالْخَيْل لم تتبدّد) (وَعلمت أَنِّي إِن أقَاتل وَاحِدًا ... أقتل وَلَا يضرر عدوّي مشهدي) (فصدفت عَنْهُم والأحبّة دونهم ... طَمَعا لَهُم بعقاب يَوْم مُفسد) وَلما أسلم قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَمد الله الَّذِي هداك مَا كَانَ مثلك يجهل الْإِسْلَام وَلما خرج إِلَى الشَّام غازياً وَخرج أهل مَكَّة يشيعونه ويبكون لإحسانه إِلَيْهِم قَالَ يَا أَيهَا النَّاس وَالله مَا رغبت بنفسي عَنْكُم وَلَا اخْتَرْت بَلَدا غير بلدكم وَلَكِن كَانَ هَذَا الْأَمر فَخرجت فِيهِ رجال من قُرَيْش وَالله مَا كَانُوا من ذَوي أسنانها وَلَا فِي بيوتاتها فأصبحنا وَالله لَو أَن جبال مَكَّة ذهب فأنفقناها فِي سَبِيل الله عز وَجل مَا أدركنا يَوْمًا من أيامهم وأيم الله لَئِن) فاتونا فِي الدُّنْيَا لنلتمسنَّ من أهل بَيته فَلم يرجع مِنْهُم إلاّ أَرْبَعَة عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث وَعبد الله بن أبي عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة وريطة بنت سعيد بن سهم وَالْمُهَاجِر بن خَالِد بن الْوَلِيد 3 - (أَبُو سعد النجاري) الْحَارِث بن الصِّمَّة بن عَمْرو بن عتِيك أَبُو سعد النّجاري كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد آخى بَينه وَبَين صُهَيْب بن سِنَان وَكَانَ فِيمَن خرج مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر فَكسر بالرَّوحاء فردّه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَضرب لَهُ بسهمه وَشهد مَعَه أحدا فَثَبت مَعَه يَوْمئِذٍ حِين انْكَشَفَ النَّاس وَبَايَعَهُ على الْمَوْت وَقتل عُثْمَان بت عبد الله بن الْمُغيرَة يَوْمئِذٍ وَأخذ سلبه فسلبه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يسلب يَوْمئِذٍ غَيره وَشهد بِئْر مَعُونَة قتل يَوْمئِذٍ شَهِيدا وَكَانَ هُوَ وَعَمْرو بن أميّة فِي السّرح فأريا الطير تعكف على منزلهم فَأتوا فَإِذا أَصْحَابهم مقتولون فَقَالَ لعَمْرو مَا ترى فَقَالَ أرى أَن ألحق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ الْحَارِث مَا كنت لأتأخَّر عَن موطن قتل فِيهِ الْمُنْذر فَأقبل حَتَّى لحق الْقَوْم فقاتل حَتَّى قتل قَالَ عبد الله بن أبي بكر مَا قَتَلُوهُ حَتَّى أشرعوا لَهُ الرماح فنظموه بهَا حَتَّى مَاتَ وَأسر عَمْرو بن أُميَّة وَفِي قَالَ الشَّاعِر من الرجز (يَا ربّ إنّ الْحَارِث بن الصمَّة ... أهل وفاءٍ صادقٍ وذمَّه) (أقبل فِي مهامهٍ ملمَّه ... فِي ليلةٍ ظلماء مدلهمه) (يَسُوق بالنبيّ خادي الأمَّه ... فيلتمس الجنّة فَمَا ثمَّه) 3 - (المرّي) الْحَارِث بن عَوْف المرّي قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم وَبعث مَعَه رجلا

الذهلي

من الْأَنْصَار إِلَى قومه فَقتل الْأنْصَارِيّ وَلم يسْتَطع الْحَارِث على الْمَنْع مِنْهُ وَفِيه يَقُول حسّان من الْكَامِل (يَا حَار من يغدر بذمّة جَاره ... مِنْكُم فَإِن مُحَمَّدًا لم يغدر) (وَأَمَانَة المرّيِّ مَا استودعته ... مثل الزجاجة صَدعهَا لم يجْبر) فَجعل الْحَارِث يعْتَذر وَبعث الْقَاتِل إبِلا فِي دِيَة الْأنْصَارِيّ فقبلها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدفعهَا لوَرثَته) 3 - (الذهلي) الْحَارِث بن يزِيد الذُّهلي وَيُقَال الْحَارِث بن حسّان بن كلدة من بني الْحَارِث بن ذهل يعدُّ فِي الكوفيّين قَلِيل الحَدِيث روى عَنهُ أَبوهُ وَائِل شَقِيق بن سَلمَة قَالَ قدمت الْمَدِينَة فَأتيت الْمَسْجِد فَإِذا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر وبلال قَائِم متقلدٌ سَيْفا وَإِذا رايات سودٌ فَقلت من هَذَا قَالُوا هَذَا عَمْرو بن الْعَاصِ قدم من غزَاة قَالَ أَبُو حَاتِم والْحَارث بن حسان هَذَا هُوَ الَّذِي سَأَلَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن حَدِيث عادٍ قوم هودٍ وَكَيف هَلَكُوا بِالرِّيحِ الْعَقِيم فَقَالَ يَا رَسُول الله على الْخَبِير بهَا سَقَطت فارسلها مثلا وَكَانَ قد قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقطعهُ أَرضًا من بِلَادهمْ فَإِذا بعجوزٍ من تَمِيم تسأله ذَلِك فَقَالَ الْحَارِث يَا رَسُول الله أعوذ بِاللَّه أَن أكون كقيل بن عثر وَافد عادٍ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعالمٌ أَنْت بِحَدِيثِهِمْ قَالَ نعم نَحن ننتجع بِلَادهمْ وَكَانَ آبَاؤُنَا يحدِّثونا عَنْهُم يروي ذَلِك الْأَصْغَر عَن الْأَكْبَر فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ايه يستطعمه الحَدِيث فَذكر الْخَبَر ذكره أهل الْأَخْبَار وَأهل النفسير سنيد وَغَيره 3 - (المصطقلي) الْحَارِث بن أبي ضرار المصطلقي الخزاعيّ وَالِد جوَيْرِية بنت الْحَارِث قَالَ ابْن إِسْحَاق تزوّج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جوبرية بنت الْحَارِث بن سَبَايَا بن المصطلق من خُزَاعَة فَوَقَعت فِي السّهم لِثَابِت بن قيس بن شماسٍ قَالَ فَأقبل أَبوهَا الْحَارِث بِفِدَاء ابْنَته فَلَمَّا كَانَ

الهمداني الكوفي

بالعقيق نظر إِلَى الْإِبِل الَّتِي جَاءَ بهَا للْفِدَاء فَرغب فِي بَعِيرَيْنِ فغيّبهما فِي شعب من شعاب العقيق ثمَّ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّد أصبْتُم ابْنَتي وَهَذَا فداؤها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَيْنَ البعيران اللَّذَان غيّبت بالعقيق فِي شعب كَذَا وَكَذَا فَقَالَ الْحَارِث أشهد أنّ لَا إِلَه إِلَّا اللهُ وَأَنَّك رَسُول الله فوَاللَّه مَا أطلع على ذَلِك إلاّ الله وَأسلم الْحَارِث وَأسلم مَعَه ابْنَانِ وناس من قومه 3 - (الْهَمدَانِي الْكُوفِي) الْحَارِث بن عبد الله الْهَمدَانِي الْأَعْوَر الْكُوفِي صَاحب عَليّ بن أبي طَالب كَانَ فَقِيها فَاضلا من عُلَمَاء الْكُوفَة لكنّه ليّن الحَدِيث توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ) وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن سُوَيْد الْكُوفِي) الْحَارِث بن سُوَيْد التَّميمي الْكُوفِي روى عَن عَمْرو عَليّ وَعبد الله ابْن مَسْعُود وَكَانَ كَبِير الْقدر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (المتنبي الْكذَّاب) الْحَارِث بن سعيد الكذّاب الَّذِي ادّعى النُّبُوَّة بِالشَّام مولى أبي

أمير البصرة

الْجلاس كَانَ زاهداً متعبداً لَو لبس جبَّة ذهب رُؤِيَ عَلَيْهِ زهاده أَتَى الْقُدس مختفياً ثمَّ أُتِي بِهِ عبد الْملك بن مَرْوَان فَأمر لَهُ بخشبةٍ فَنصبت وصلبه وَأمر رجلا بحربةٍ فطعنه فَأصَاب ضلعاً من أضلاعه فكفّت الحربة فصاح النَّاس الْأَنْبِيَاء لَا يجوز فيهم السّلاح فَلَمَّا رأى ذَلِك رجلٌ من الْمُسلمين تنَاول الحربة وطعنه بهَا فأنفذها قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ أحد الدجالين الَّذين يخرجُون بَين يَدي السّاعة وَكَانَت قتلته فِي حُدُود الثَّمَانِينَ من الْهِجْرَة 3 - (أَمِير الْبَصْرَة) الْحَارِث بن عبد الله بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي الْمَعْرُوف بالقباع ولي إمرة الْبَصْرَة روى عَن عمر وَعَائِشَة وأمِّ سَلمَة سمّي بالقباع لِأَنَّهُ وضع مكيالاً سمّاه القباع أَي الضخم قيل أمه حبشيّة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو وابصة المَخْزُومِي) الْحَارِث بن خَالِد بن الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله أَبُو وابصة الْقرشِي المَخْزُومِي الشَّاعِر روى عَن عَائِشَة قيل إِنَّه ولي مَكَّة لمعاوية وَلَا يصحّ وَولي أَبوهُ خَالِد مَكَّة لعُثْمَان فَقتل عُثْمَان وَهُوَ واليها فَعَزله عليّ وولاّه يزِيد بن مُعَاوِيَة مكّة أَيَّام ابْن الزبير فَلم تتمّ الْولَايَة قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان كَانَ شَاعِرًا غزلاً مكثراً شريفاً وأخباره فِي الأغاني مسطورة وَأمه بنت أبي سعيد بن الْحَارِث بن هِشَام وَقدم على عبد الْملك بن مَرْوَان فَلم ير عِنْده مَا أحبّ فَقَالَ من الطَّوِيل (صحبتك إِذْ عَيْني عَلَيْهَا غشاوةٌ ... فَلَمَّا انجلت قطعت نَفسِي ألومها) وَهُوَ الْقَائِل من الْكَامِل)

قاضي مصر

(أظلوم أَن مصابكم رجلا ... يهدى السَّلَام عَلَيْكُم ظلم) قلت قد مرَّ الْكَلَام على إِعْرَاب هَذَا الْبَيْت فِي تَرْجَمَة بكر الْمَازِني النَّحْوِيّ فِي حرف الْبَاء وَمن شعر الْحَارِث بن خَالِد من الطَّوِيل (سأبكي وَمَالِي غَيره من معوَّلٍ ... عَلَيْك وَمَالِي غير حبّك من جرم) (لعلَّ انسكاب الدَّمع أَن يذهب الأسى ... ويشفي ممّا فِي الضّمير من السُّقم) وَأَخذه ذُو الرَّمة فَقَالَ من الطَّوِيل (لعلَّ انحدار الدَّمع يعقب راحةٍ ... من الوجد أَو يشفي نجيَّ البلابل) وَكَانَ الْحَارِث بن خَالِد قد تزوّج حميدة بنت النُّعْمَان بن بشير بِدِمَشْق لما قدم على عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَت فِيهِ من المتقارب (نكحت المدينيَّ إِذْ جَاءَنِي ... فيا لَك من نكحةٍ غاليه) (كهول دمشق وشبانها ... أحبُّ إِلَيْنَا من الجاليه) (صنانٌ لَهُم كصنان التُّيوس ... أعيى على الْمسك والغاليه) فَقَالَ الْحَارِث يجيبها من الْخَفِيف أسنا ضوء نَار صَخْرَة بالقفرة أَبْصرت أم سنا ضوء برق قاطنات الْحجُون أشهى إِلَى الْقلب من السّاكنا دور دمشق يتضوَّعن لَو تضمَّخن بالمسك صناناً كأنّه ريح مرق وطلَّقها الْحَارِث فخلف عَلَيْهَا روح بن زنباع وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة روح بن زنباع مَا جرى لَهما مَعَه أَيْضا وَلما بلغ عبد الْملك بن مَرْوَان قَول حميدة قَالَ لَوْلَا أَنَّهَا قدَّمت الكهول على الشبَّان لعاقبتها 3 - (قَاضِي مصر) الْحَارِث بن مِسْكين بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْمصْرِيّ رأى اللَّيْث بن

المحاسبي الصوفي

سعدٍ وَسَأَلَهُ وَسمع سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الله بن وهب وَعبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم روى عَنهُ خلق من المصريّين وَالنَّسَائِيّ وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب مَالك بن أنس وَكَانَ ثِقَة فِي الحَدِيث ثبتاً حمله الْمَأْمُون إِلَى بَغْدَاد ليقول بِخلق الْقُرْآن فَلم يجب وَولي قَضَاء مصر ولد سنة أَربع وَخمسين وَمَات سنة خمسين ومئتين قَالَ ابْن معِين لَا بَأْس بِهِ وَأقَام فِي سجن المحنة بِبَغْدَاد) وَلما ولي المتَوَكل أطلقهُ فَرجع إِلَى مصر وَكَانَ رجل مسرفٌ على نَفسه فَمَاتَ فرؤى فِي النّوم فَقَالَ إِن الله غفر لي بِحُضُور الْحَارِث بن مِسْكين جنازتي وَإنَّهُ استشفع لي فشفَّع فيّ 3 - (المحاسبي الصُّوفِي) الْحَارِث بن أَسد المحاسبي الْبَغْدَادِيّ الصُّوفِي الزَّاهِد الْعَارِف صَاحب المصنّفات فِي أَحْوَال الْقَوْم كَانَ أَبوهُ واقفياً أَي يقف فِي الْقُرْآن فَلَا يَقُول هُوَ مَخْلُوق وَلَا غير مَخْلُوق وَمَات وخلّف مَالا كثيرا فَلم يتَنَاوَل الْحَارِث مِنْهُ شَيْئا وَقَالَ أهل مّتين لَا يتوارثون وَكَانَ كَبِير الْقدر غالي الْمثل توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ومئتين ويحكى عَن المحاسبي أَنه كَانَ إِذْ مدّ يَده

الدوسي

إِلَى طَعَام فِيهِ شُبْهَة تحرّك على أُصْبُعه عرق فَكَانَ يمْتَنع مِنْهُ 3 - (الدَّوسي) الْحَارِث بن الطُّفَيْل بن عَمْرو بن عبد الله بن مَالك شَاعِر فَارس من مخضرمي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَأَبوهُ الطُّفَيْل شَاعِر وَهُوَ أول من وَفد من دوس على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَيَأْتِي ذكر الطُّفَيْل فِي حرف الطَّاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن شعر الْحَارِث من السَّرِيع (يَا دَار من ماويّ بالسَّهب ... بنيت على خطب من الْخطب) (إِذْ لَا ترى إلاّ مقاتلةً ... وعجانساً يرقلن بالرَّكب) (ومدجَّجاً يسْعَى بشكَّته ... محمرَّةً عَيناهُ كَالْكَلْبِ) (ومعاشراً صدأ الْحَدِيد بهم ... عبق الهناء مخاطم الجرب) (لما سَمِعت نزال قد دعيت ... أيقنت أَنهم بَنو كَعْب) كَعْب بن عَمْرو لَا ككعب بني العنقاء والتّبيان فِي النّسَب (فرميت كَبْش الْقَوْم مُعْتَمدًا ... فَمضى وراشوه بِذِي لغب) (شكُّوا بخصويه القداح كَمَا ... ناط المعرّض أقدح القضب) (فَكَأَن مهري ظلَّ مقتسماً ... بشبا الأسنة مغرة الجدب) بل رب مَرْفُوع وضعت وموضوع رفعت بمنزل اللّصب (وخليل غانية هتكت قَرَارهَا ... تَحت الوغى بشديدة العضب) (كَانَت على حبِّ الْحَيَاة فقد ... جللتها فِي منزل غرب) (جانيك من يجني عَلَيْك وَقد ... تعدِي الصِّحَاح مبارك الجرب) ) 3 - (الْحَضْرَمِيّ) الْحَارِث بن يزِيد الخصومي نزيل برقة كَانَ يُصَلِّي كلَّ يَوْم سِتّمائَة رَكْعَة

ابن يعقوب العابد

روى عَن جُبَير بن نضير وَعبد الرَّحْمَن بن حجيرة وثّقه أَبُو حَاتِم وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ ومئة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن يَعْقُوب العابد) الْحَارِث بن يَعْقُوب مصريّ نبيل الْقدر روى عَن أبي الْحباب سعيد بن يسَار وَعبد الرَّحْمَن بن شماسَة كَانَ العبّاد إِذا انْصَرف من الْعشَاء الْآخِرَة دخل بَيته فيصلّي رَكْعَتَيْنِ ويجاء بعشائه فَيَقُول أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَلَا يزَال يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يصبح فَيكون عشاؤه سحوره وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ ومئة وروى لَهُ مُسلم والترمذيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (الجرشيّ الدِّمَشْقِي) الْحَارِث بن عبد الرَّحْمَن بن الْغَاز بن ربيعَة الجرشيّ من وُجُوه أهل دمشق وفصحائهم وَكَانَ قد سوِّد بالغوطة قبل وُصُول مَرْوَان إِلَى مصر وَكَتَبُوا إِلَيْهِ بِولَايَة دمشق وَكَانَ بداريّا يَأْتِيهِ الْأَشْرَاف يسلمُونَ عَلَيْهِ إِلَى أَن أقبل عبد الله بن عَليّ فَنزل دمشق وَقدم الْحَارِث وافداً على الْمَنْصُور مستعطفاً لأهل الشَّام فَقَامَ وَقَالَ أصلح الله أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّا لسنا وَفد مباهاة وَلَكنَّا وَفد تَوْبَة وَقد ابتلينا بفتنة استفزّت كريمنا واستخفت حليمنا فَنحْن بِمَا قدّمنا معترفون وَمِمَّا سلف منّا معتذرون فَإِن تعاقبنا فِيمَا أجرمنا وَإِن تعف عنّا بِفَضْلِك علينا فاصفح عنّا إِذا ملكت وآمنن إِذا قدرت وَأحسن فطالما أَحْسَنت فَقَالَ الْمَنْصُور قد فعلت 3 - (أَبُو الْقَاسِم الورّاق) الْحَارِث بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الورّاق الْبَغْدَادِيّ كَانَ من رُؤَسَاء الْمُعْتَزلَة فِي زَمَانه وَله مصنفاتٌ جَيِّدَة وردودٌ على ابْن الرِّيوندي وَله مَعَ أبي عَليّ الجبّائي مناظراتٌ وَكن ورّاقاً يَبِيع الْكتب ويورِّق للنَّاس وَقد روى عَنهُ أَبُو عَليّ الكوكبيّ الأخباري وَذكره الْبَلْخِي فِي كتاب المحاسن فَقَالَ كَانَ من أهل الدّين والورع والتقى قَلِيل النظير فِي زَمَانه 3 - (الْحَافِظ ابْن أبي أُسَامَة) الْحَارِث بن مُحَمَّد بن أبي أُسَامَة داهر المحدّث أَبُو مُحَمَّد

الإباضي

التَّمِيمِي الْبَغْدَادِيّ مُسْند بَغْدَاد فِي وقته ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ومئة وَسمع عبد الْوَهَّاب بن عَطاء وَيزِيد بن هَارُون وخلقاً كثيرا) وروى عَنهُ أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ وَغَيره قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ صَدُوق وَذكره ابْن حبّان فِي الثِّقَات وَله مُسْند كَبِير توفّي يَوْم عَرَفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ومئتين 3 - (الإباضي) الْحَارِث الإباضيّ افْتَرَقت الإباضيّة وهم منسوبون إِلَى عبد الرَّحْمَن بن إباضٍ الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين إِلَى ثَلَاث فرق حفصية وحارثية وبريديّة فأمّا الحفصية فَيَأْتِي ذكرهم وَأما البريدية فقد مرّ ذكرهم وَأما الحارثية المسوبون إِلَى هَذَا فَإِنَّهُم خالفوا الإباضيّة فِي قَوْلهم بِالْقدرِ على مَذْهَب الْمُعْتَزلَة فِي إِثْبَات طاعةٍ لَا يُرَاد بهَا وَجه الله تَعَالَى 3 - (أَبُو فراس بن حمدَان) الْحَارِث بن أبي الْعَلَاء سعيد بن حمدَان بن حمدون الحمداني الْأَمِير أَبُو فراس ابْن عَم نَاصِر الدولة وَسيف الدولة قَالَ الثعالبي كَانَ فَرد دهره وشمس عصره أدباً وفضلاً وكرماً ومجداً وبلاغة وبراعةً وفروسية وشجاعة وشعره مَشْهُور سيّار بَين الْحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة وَمَعَهُ رواء الطّبع وسمة الظّرف وعزّة الْملك وَلم تَجْتَمِع هَذِه الْخلال قبله إلاّ فِي شعر عبد الله بن المعتز وَأَبُو فراس يعدّ أشعر مِنْهُ عِنْد أهل الصَّنْعَة بِنَقْد الْكَلَام وَكَانَ الصاحب ابْن عباد يَقُول بدىء الشّعْر بِملك وَختم بِملك يَعْنِي أمرأ الْقَيْس وَأَبا فراس وَكَانَ المتنبي يشْهد لَهُ بالتقدم والتبريز ويتحامى جَانِبه فَلَا ينبري لمباراته وَلَا يجترىء على مجاراته وَإِنَّمَا لم يمدحه ومدح من دونه من آل حمدَان تهيباً لَهُ وإجلالاً لَهُ لَا إغفالاً وَلَا إخلالاً وَكَانَ أَبُو فراس يعجب جدا بمحاسن أبي فراس ويميزّه بالإكرام على سَائِر قومه ويستصحبه فِي غَزَوَاته ويستخلفه فِي أَعماله وَكَانَت الرّوم قد أسرته فِي بعض وقائعها وَهُوَ جريح قد أَصَابَهُ نصلٌ فِي فَخذه ونقلته إِلَى

خرشنة ثمَّ مِنْهَا إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمئة وقداه سيف الدولة سنة خمس وخسمين قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى هَكَذَا قَالَ أَبُو الْحسن عَليّ بن الزّراد الدَّيلمي وَقد نسبوه فِي ذَلِك إِلَى الْغَلَط وَقَالُوا أسر أَبُو فراس مرّتين فالمرة الأولى) بمغارة الْكحل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَمَا تعدَّوا بِهِ خرشنة يُقَال إِنَّه ركب فرسه وركضه بِرجلِهِ فَأَهوى بِهِ من أَعلَى الْحصن إِلَى الْفُرَات والمرة الثَّانِيَة أسرته الرّوم على منبج فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَحَمَلُوهُ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَأقَام فِي الْأسر أَربع سِنِين وَله فِي أسره أشعار كَثِيرَة مثبتةٌ فِي ديوانه وَكَانَت منبج إقطاعه وَقَالَ ثَابت بن سِنَان الصّابي فِي تَارِيخه قَالَ فِي يَوْم السبت لليلتين خلتا من جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وثلاثمئة جرت حَرْب بَين أبي فراس وَكَانَ مُقيما بحمص وَبَين أبي الْمَعَالِي بن سيف الدولة وَاسْتظْهر عَلَيْهِ أَبُو الْمَعَالِي فَقتله فِي الْحَرْب وَأخذ رَأسه وَبقيت جثته مطروحة فِي البريّة إِلَى أَن جَاءَ بعض الْأَعْرَاب وكفّنه وَدَفنه وَقَالَ غَيره كَانَ أَبُو فراس خَال أبي الْمَعَالِي فَلَمَّا بلغت وَفَاته أم أبي الْمَعَالِي لطمت وَجههَا وقلعت عينهَا وَكَانَ مولده سنة عشْرين وثلاثمئة فَعَاشَ سبعا وَثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ ابْن خلكان رَأَيْت فِي ديوانه أنّه لما حَضرته الْوَفَاة كَانَ ينشد ابْنَته مُخَاطبا لَهَا من مجزوء الْكَامِل (نوحي عليَّ بحسرةٍ ... من خلف سترك والحجاب) (قولي إِذا كلَّمتني ... فعييت عَن ردِّ الْجَواب) زين الشّباب أَبُو فراس لم يمتَّع بالشباب وَهَذَا يدل على أَنه لم يقتل أَو يكون قد جرح وَتَأَخر مَوته ثمَّ مَاتَ من الْجراحَة وَمن شعره من الْكَامِل (الْمَرْء نصب مصائب لَا تَنْقَضِي ... حَتَّى يوارى جِسْمه فِي رمسه) (فمؤجَّلٌ يلقى الرَّدى فِي غَيره ... ومعجَّل يلقى الردى فِي نَفسه) وَمِنْه من الطَّوِيل (مرام الْهوى صعبٌ وَسَهل الْهوى وعر ... وأوعر مَا حاولته الحبُّ والصَّبر) (أواعدتي بالوصل وَالْمَوْت دونه ... إِذا متّ ظمآناً فَلَا نزل الْقطر) (بدوت وَأَهلي حاضرون لأنّني ... أرى أنّ دَارا لست من أَهلهَا قفر)

(وَمَا حَاجَتي فِي المَال أبغي وفوره ... إِذا لم يفر عرضٌ فَلَا وفر الوفر) (هُوَ الْمَوْت فاختر مَا علا لَك ذكره ... فَلم يمت الْإِنْسَان مَا حييّ الذّكر) (وَقَالَ أصيحابي الْفِرَار أَو الرّدى ... فَقلت هما أَمْرَانِ أحلاهما مرُّ) ) (سيذكرني قومِي إِذا جدَّ جدّهم ... وَفِي اللَّيْلَة الظلماء يفتقد الْبَدْر) (وَلَو سدّ غَيْرِي مَا سددت اكتفوا بِهِ ... وَمَا كَانَ يغلو التبر لَو نفق الصُّفر) (وَنحن أناسٌ لَا توسُّط عندنَا ... لنا الصَّدْر دون الْعَالمين أَو الْقَبْر) (تهون علينا فِي الْمَعَالِي نفوسنا ... وَمن طلب الْحَسْنَاء لم يغلها مهر) وَمن شعره من الطَّوِيل (أَسَاءَ فزادته الْإِسَاءَة حظوةً ... حبيبُ على مَا كَانَ من حبيب) (يعدّ عليّ الواشيان ذنُوبه ... وَمن أَيْن للْوَجْه الْمليح ذنُوب) وَمِنْه من الْكَامِل (وَقد كنت عدَّتي الَّتِي أسطو بهَا ... ويدي إِذا اشتدّ الزَّمَان وساعدي) (فرميت مِنْك بِغَيْر مَا أمَّلته ... والمرء يشرق بالزلال الْبَارِد) وَمِنْه من الْبَسِيط (سكرت من لحظه لَا من مدامته ... وَمَال بالنَّوم عَن عَيْني تمايله) (فَمَا السُّلاف دهتني بل سوالفه ... وَلَا الشَّمول ازدهتني بل شمائله) (ألوت بعزمي أصداغٌ لوين لَهُ ... وغال قلبِي بِمَا تحوي غلائله) وَمِنْه فِي مَمْلُوكه من الْخَفِيف (يَا غلامي بل سيّدي مَا أملّك ... هَب لمولاك لَا عدمتك فضلك) (خوف أَن يصطفيك بعدِي غَيْرِي ... لَا أرى أَن أَقُول قدِّمت قبلك) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل لَا تطلبنَّ دنوَّ دَار من خَلِيل أَو معاشر أبقى لأسباب الموددة أَن تزار وَلَا تجاور وَمِنْه من الطَّوِيل (أيا عاتباً لَا أحمل الدَّهر عَتبه ... عليّ وَلَا عِنْدِي لأنعمه جحد) (سأسكت إجلالاً لعلمك إِنَّنِي ... إِذا لم تكن خصمي لي الْحجَج اللُّدُّ) وَمِنْه من الوافر (أما من أعجب الْأَشْيَاء علجٌ ... يعرّفني الْحَلَال من الْحَرَام) )

مجد الدين البهنسي الوزير

(بَنو الدُّنْيَا إِذا مَاتُوا سواءٌ ... وَلَو عمر المعمِّر ألف عَام) 3 - (مجد الدّين البهنسي الْوَزير) الْحَارِث القَاضِي الْجَلِيل مجد الدّين أَبُو الأشبال ابْن الرئيس الْعَالم النَّحْوِيّ مهذّب الدّين أبي الْحسن الْمُهلب بن حسن بن بَرَكَات بن عليبن غياث المهلّبي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي البهنسي اتَّصل بِابْن شكر وسافر مَعَه إِلَى الشَّام وَغَيرهَا وترسّل إِلَى الدِّيوَان وَإِلَى مُلُوك النواحي ووقف وَقفا بِمصْر على الزاوية الَّتِي كَانَ وَالِده يقرىء بهَا بالجامع الْعَتِيق وَكَانَ مجد الدّين لَهُ الْيَد الطُّولى فِي اللُّغَة وَله شعر ووزر للاشرف بحرّان ثمَّ إِنَّه نكبه وصادره وحبسه مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَمَات بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَعشْرين وستمئة نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي رجل يثلب أَعْرَاض النَّاس من المتقارب (طَغى ابْن فلَان على ربِّه ... وَمَا مِنْهُ فِي الْخلق من سَالم) (وَذَاكَ قليلٌ وَإِن ضوعفوا ... دَعوه يسبُّ إِلَى آدم) (كنوز المعايب فِي عرضه ... يفرّق مِنْهَا على الْعَالم) (حَارِثَة) 3 - (ابْن النُّعْمَان الصَّحَابِيّ) حَارِثَة بن النُّعْمَان بن نفيع بن زيد بن عبيد بن ثَعْلَبَة بن غنم بن مَالك بن النجار الْأنْصَارِيّ أَبُو عبد الله شهِد بَدْرًا وأُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة قَالَ مَرَرْت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ جِبْرِيل جَالِسا بالمقاعد فسلّمت عَلَيْهِ وجزت فَلَمَّا رجعت وَانْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لي هَل رَأَيْت الَّذِي كَانَ معي قلت نعم قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيل وَقد ردّ عَلَيْك السَّلَام وَقد رُوِيَ هَذَا بِغَيْر هَذَا الْمَعْنى وَقَالَت عَائِشَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نمت فرأيتني فِي الْجنَّة فَسمِعت قَارِئًا فَقلت من هَذَا قَالُوا

ابن بدر التميمي

حَارِثَة بن النُّعْمَان فَقَالَ رَسُول الله صلى الله وَسلم كَذَلِك البرُّ وَكَانَ أبرّ النَّاس بأمّه توفّي رَضِي الله عَنهُ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَقيل إِنَّه ذهب بَصَره فَاتخذ خيطاً فِي الْموضع من مصلاّه إِلَى بَاب حجرته وَوضع عِنْده مكتلاً فيتمر فَكَانَ إِذا جَاءَ الْمِسْكِين يسْأَل أَخذ من ذَلِك) المكتل ثمَّ أَخذ بِطرف الْخَيط حَتَّى يناوله وَكَانَ أَهله يَقُولُونَ نَحن نكفيك فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول مناولة الْمِسْكِين تفي ميتَة السُّوء 3 - (ابْن بدر التَّمِيمِي) حَارِثَة بن بدر بن حصن بن قطن كَانَ مَعَ بني تَمِيم ووجوهها وساداتها وشعرائها وَلَيْسَ من الْمُتَقَدِّمين فِي الشّعْر المتصرفّين فِي فنونه وَكَانَ من معاقري الْخمر فعابه الْأَحْنَف بن قيس على ذَلِك وأوجعه عتاباً وَقَالَ فضحت نَفسك وأسقطت قدرك فَقَالَ لَهُ إِنِّي سأعتبك فَانْصَرف الْأَحْنَف طامعاً فِي صَلَاحه فَلَمَّا أَمْسَى جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ إسمع أَبَا بحرٍ مَا قلت قَالَ هَات فأنشده من الطَّوِيل (يذم أَبُو بَحر أموراً أريدها ... ويكرهها للأريحيّ المسوَّد) (فَإِن كنت عرّاباً فَقل مَا أريده ... ودع عَنْك توبيخي فلست بأوحد) (سأشربها صهباء كالمسك رِيحهَا ... أسرُّ بهَا فِي كل نادٍ ومشهد) فِي أَبْيَات طَوِيلَة مَذْكُورَة فِي الأغاني فَقَالَ الْأَحْنَف حَسبك فإنّي لَا أَرَاك مقلعاً عَن غيّك وَلنْ أعاتبك بعْدهَا أبدا وَقَالَ أَيْضا لما عاتبه أنس بن زنيم وَقَالَ وأنشده أبياتاً يَقُول فِيهَا من الطَّوِيل (فحتى مَتى أَنْت ابْن بدر مخيمٌ ... وصحبك تُحِسُّونَ الحليب من الْكَرم) (فَإِن كَانَ شرّاً فآله عَنهُ وخلّه ... لغيرك من أهل التَّخبّط وَالظُّلم) (وَإِن كَانَ خيرا يَا بن بدرٍ فقد أرى ... سئمت من الْإِكْثَار فِي ذَلِك الْغنم) (وَإِن كنت ذَا علمٍ بِمَا فِي احتسائها ... فمالك إِذْ تَأتي المآثم عَن علم) (تق الله وَاقْبَلْ يَا بن بدرٍ نصيحتي ... ودعها لمن أَمْسَى بَعيدا من الجرم) (فَلَو أنّها كَانَت شرابًا محلَّلاً ... وَقلت لَك اتركها لأوضعت فِي الحكم) (وأيقنت أنّ الْحلم مَا قلت فَانْتَفع ... بِقَوْلِي وَلَا تجْعَل كَلَامي من الجرم) (فربَّ نصيح الجيب ردَّ مقاله ... عَلَيْهِ بِلَا ذنبٍ وعونجل بالشَّتم)

ابن سراقة

وَكَانَ جَوَاب حَارِثَة أَنه قَالَ من الطَّوِيل (يعيب عليَّ الراح من لَو يذوقها ... لجنَّ بهَا حَتَّى يغيَّب فِي الْقَبْر) (فعبها أَو أمدحها فإنّا نحبُّها ... صراحاً كَمَا أغراك ربُّك بالهجر) ) (علام تذم الراح والراح كاسمها ... تريح الْفَتى من همَّه آخر الدِّهر) (ولمني فأنّ اللوم مِمَّا يزيدني ... غراماً بهَا إِن الْمَلَامَة قد تغري) فِي أَبْيَات طَوِيلَة مثبتة فِي الأغاني ولمّا ندب حَارِثَة بن بدر لقِتَال الْأزَارِقَة بدولاب لَقِيَهُمْ فَلَمَّا حميت الْحَرْب بَينهم قَالَ لأَصْحَابه كرنبوا ودولبوا وَحَيْثُ شِئْتُم فاذهبوا ثمَّ انهزم فَقَالَ غوث بن الْحباب يهجوه من الطَّوِيل (أحاربن بدرٍ دُونك الكأس إِنَّهَا ... بمثلك أولى من قراع الْكَتَائِب) (عَلَيْك بهَا صهباء كالمسك رِيحهَا ... يظلُّ أَخُوهَا للعدى غير هائب) (ودع عَنْك أَقْوَامًا وليت قِتَالهمْ ... فلست صبوراً عِنْد وَقع النوائب) (وخذها كعين الدّيك تشفي من الجوى ... وتترك ذَا التهمام جم الْمذَاهب) 3 - (ابْن سراقَة) حَارِثَة بن الرُّبيّع والرُّبيّع تَصْغِير بيع وَهِي أمه وَأَبوهُ سراقَة بن الْحَارِث بن عدي بن مَالك بن عدي بن عَامر بن بني النجار الْأنْصَارِيّ والرُّبيّع أمه عمّة أنس بن مَالك شهد بَدْرًا وَقتل يَوْمئِذٍ شَهِيدا قَتله حيّان بن العرقة بِسَهْم وَهُوَ يشرب من الْحَوْض وَكَانَ خرج نظاراً يَوْم بدر رَمَاه بِسَهْم أصَاب حجزته وَهُوَ أول قَتِيل قتل ببدرٍ من الْأَنْصَار فَجَاءَت أمه إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت يَا رَسُول الله قد علمت منزل حَارِثَة مني فَإِن يَك فِي الْجنَّة أَصْبِر وأحتسب وَإِن تَكُ الْأُخْرَى ترى مَا أصنع فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيحك أَو جنَّة وَاحِدَة هيإنما هِيَ جنَّات كَثِيرَة وإنّه فِي جنَّة الفردوس 3 - (ابْن وهب الْخُزَاعِيّ) حَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِيّ أَخُو عبيد الله بن عمر بن الْخطاب

ابنا قطن

لأمّه وعداده فِي الكوفّيين روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السَّبيعي ومعبد بن خَالِد الْجُهَنِيّ وَكَانَت أمّه تَحت عمر بن الْخطاب فَولدت لَهُ عبيد الله بن عمر قَالَ صلّيت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمنى وَالنَّاس أَكثر مَا كَانُوا فصلّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ فِي حجَّة الْوَدَاع 3 - (ابْنا قطن) حَارِثَة وحصن إبنا قطن بن زابر بن كَعْب بن حصن بن عليم الْكَلْبِيّ من قضاعة ذكرهمَا ابْن الْكَلْبِيّ فِيمَن وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قضاعة وَكتب لَهما كتاب من مُحَمَّد) رَسُول الله لحارثة وحصن إبني قطن لأهل الْعرَاق مني بن جناب من المَاء الْجَارِي الْعشْر وَمن العثري نصف الْعشْر فِي السّنة فِي عمائر كلب 3 - (الزرقي) حَارِثَة بن مَالك بن عضب بن جشم الْأنْصَارِيّ الزرقي ذكره الْوَاقِدِيّ فِيمَن شهد بَدْرًا 3 - (الْأَشْجَعِيّ) حَارِثَة بن حميِّر الْأَشْجَعِيّ حَلِيف بنى سَلمَة من الْأَنْصَار وَقيل لِلْخُرُوجِ ذكره مُوسَى بن عقبَة فِيمَن شهد بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ عبد الله بن حميِّر وَقَالَ غَيره ابْن خمير بِالْخَاءِ منقوطة

الألقاب

(الألقاب) الْحَارِثِيّ عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن أَحْمد سعد الدّين الْحَارِثِيّ مَسْعُود بن أَحْمد (حَازِم) 3 - (الْغِفَارِيّ) حَازِم بن حَرْمَلَة بن مَسْعُود الْغِفَارِيّ وَيُقَال الاسليم لَهُ حَدِيث وَاحِد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ يَا حَازِم أَكثر من قَول لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم فَإِنَّهَا كنز من كنوز الْجنَّة يعدُّ من أهل الْمَدِينَة روى عَن مَوْلَاهُ أَبُو زَيْنَب 3 - (الْخُزَاعِيّ) حَازِم بن حزَام الْخُزَاعِيّ ذكره الْعقيلِيّ فِي الصَّحَابَة مخرج حَدِيثه عَن وَلَده مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عقبَة بن شبيب بن حَازِم بن حزَام 3 - (أَبُو قيس الأحمسي) حَازِم بن أبي حَازِم الأحمسيّ أَبُو قيس وَاسم أبي حَازِم عبد عَوْف ابْن الْحَارِث كَانَ حَازِم وقيسٌ أَخُوهُ مُسلمين على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يرياه وَقتل حازمٌ بصفين مَعَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ تَحت راية أحمس وبجبيلة يَوْمئِذٍ 3 - (هني الدّين أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ المغربي) حَازِم بن القَاضِي مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن خلف شيخ البلاغة وَالْأَدب أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ المغربي توفّي وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وستمئة من أهل)

الألقاب

قرطاجنّة بالأندلس وَكَانَ يلقب بهني الدّين (الألقاب) الْحَازِمِي الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن مُوسَى بن عُثْمَان مرَّ ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ أَبُو حَازِم الْأَعْرَج اسْمه سَلمَة بن دِينَار الحاضري مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُوسَى (حَاطِب) 3 - (أَخُو سُهَيْل بن عَمْرو) حَاطِب بن عَمْرو بن عبد شمس بن عبدودّ أَخُو سُهَيْل بن عَمْرو أسلم قبل دُخُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَهَاجَر إِلَى أَرض الْحَبَشَة الهجرتين جَمِيعًا وَقيل أول من قدم أَرض الْحَبَشَة حَاطِب بن عَمْرو فِي الْهِجْرَة الأولى 3 - (الجُمَحِي) حَاطِب بن الْحَارِث بن معمر الْقرشِي الجُمَحِي مَاتَ بِأَرْض الْحَبَشَة مُهَاجرا وَكَانَ خرج إِلَيْهَا مَعَ امْرَأَته فَاطِمَة بنت المجلَّل بن عبد الله بن أبي قيس القرشية وَولدت لَهُ هُنَاكَ إبنيه مُحَمَّد بن حَاطِب والْحَارث بن حَاطِب وأتى بهما من هُنَاكَ غلامين 3 - (ابْن عتِيك) حَاطِب بن عَمْرو بن عتِيك بن أميّة شهد بَدْرًا قَالَ ابْن عبد الْبر وَلم يذكرهُ ابْن إِسْحَاق فِي البدريّين 3 - (ابْن أبي بلتعة) حَاطِب بن أبي بلتعة واسْمه عَمْرو وَقيل رَاشد بن معَاذ

الألقاب

اللّخمي من ولد لخم بن عدي وَهُوَ حَلِيف للزبير بن العوّام وَقيل بل كَانَ عبدا لِعبيد الله بن حميد بن زُهَيْر بن الْحَارِث وكاتبه فأدّى كِتَابَته يَوْم الْفَتْح وَهُوَ من أهل الْيمن وَالْأَكْثَر أَنه حَلِيف لبني أَسد بن عبد الْعُزَّى شهد بَدْرًا وَمَا بعد ذَلِك من الْمشَاهد وَمَات سنة ثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ ابْن خمس وَسِتِّينَ سنة روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن وَجَابِر بن عبد الله وَابْن عمر وَكَانَ حَاطِب كتب إِلَى أهل مَكَّة عَام الْفَتْح يُخْبِرهُمْ بِبَعْض مَا عزم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْغَزْو إِلَيْهِم وَبعث كِتَابه مَعَ امْرَأَة) فَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عليا والمقداد وَقيل الزبير فأدركا الْمَرْأَة بروضة خَاخ فَأخذ الْكتاب وَأَتيا بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعتب حَاطِبًا فَاعْتَذر وَقَالَ مَا فعلته رَغْبَة عَن ديني فَقَالَ عمر بن الْخطاب يَا رَسُول الله دَعْنِي أضْرب عُنُقه فَقَالَ وَمَا يدْريك لعلّ الله اطلع إِطْلَاعَة على أهل بدر فَقَالَ إعملوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم (الألقاب) الْحَافِظ خَليفَة مصر اسْمه عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد الْحَافِظ صَاحب جعبر أرسلان شاه بن أبي بكر ابْن الْحَافِظ القَاضِي الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن حسن ابْن الْحَافِظ مُحَمَّد بن دَاوُد الحافظي الطَّبِيب سُلَيْمَان بن الْمُؤَيد بن عَامر حافي رَأسه النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز الْحَاكِم يُطلق على جمَاعَة مِنْهُم الْحَاكِم الْكَبِير الْحَافِظ أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَالْحَاكِم ابْن البيِّع أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله وَالْحَاكِم العبيدي خَليفَة مصر اسْمه مَنْصُور وَالْحَاكِم العبَّاسي الْمصْرِيّ أَمِير الْمُؤمنِينَ أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر الحاكمي الْخَوَارِزْمِيّ مُحَمَّد بن عَليّ (حَامِد) 3 - (أَبُو المطهَّر الْأَصْبَهَانِيّ) حَامِد بن رَجَاء بن حَامِد بن رَجَاء بن عمر أَبُو المطهَّر ابْن أبي الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ من بَيت مَشْهُور بِالْعلمِ والرِّواية حدَّث

وزير المقتدر

هُوَ وَأَبوهُ وجدّه سمع الْحسن بن أَحْمد الحدّاد وحدَّث باليسير ومولده سنة أَربع وخمسمئة 3 - (وَزِير المقتدر) حَامِد بن الْعَبَّاس بن الْفضل أَبُو مُحَمَّد وَزِير المقتدر لم يزل يتقلّد الْأَعْمَال الجليلة من طساسيج السَّواد ويتصرف مَعَ الْعمَّال وَضمن الْخراج والضياع بِالْبَصْرَةِ وكور دجلة مَعَ الإشراف بكسكر ودستميسان والجامدة وَلم يزل على ذَلِك سِنِين فِي وزارة ابْن الْفُرَات الثَّانِيَة وَيحسن إِلَى أهل هَذِه النواحي وَيرْفَع الْمُؤَن عَنْهُم وَصَارَ لَهُم كَالْأَبِ وَلَا يحجب عَنهُ أكّاراً وَلَا غَيره وَربح أَمْوَالًا جليلة إِلَى الْغَايَة حَتَّى أَمر أَن يعْمل لَهُ حجرَة وَجعل مستراحاً بهَا وَكَانَ يتَقَدَّم إِلَى وَكيله أَن يبْتَاع لَهُ الدَّنَانِير وَيَجِيء إِلَيْهِ بهَا فَكلما حصّل كيساً أَخذه تَحت ثِيَابه وَقَامَ كَأَنَّهُ يَبُول فَيدْخل إِلَى المستراح فيلقي فِيهِ الْكيس وَيخرج من غير أَن يصب فِيهِ مَاء وَلَا يَبُول ويوهم الفرّاش من أَنه قد فعل ذَلِك فَإِذا خرج أقفل المستراح وَلم يدْخلهُ غَيره على رسم مستراحات السَّراة الَّتِي هم يختصُّون بهَا فَإِذا أَرَادَ الدُّخُول فَتحه الْخَادِم المرسوم بِالْوضُوءِ وَذَلِكَ الْخَادِم أَيْضا لَا يعلم السرَّ فِي ذَلِك فَلَمَّا تَكَامل فِيهِ أربعمئة ألف دِينَار قَالَ هَذَا المستراح ضيق قَبِيح الْبناء سدّوه فسدّ وعطِّل المستراح وَكَانَ حَامِد يُجِيز من يمدحه ويثيب من يَقْصِدهُ وَكَثُرت صدقاته وَصلَاته ورواتبه على النَّاس حَتَّى أَنه اجتاز بواسط رجل من أهل الكرح وَأمر غُلَامه أَن يَشْتَرِي لَهُ خبْزًا بِدِينَار ويتصدّق بِهِ فَأَبْطَأَ الْغُلَام عَلَيْهِ إِلَى أَن تَعَالَى النَّهَار ثمَّ جَاءَ فَقَالَ لَهُ مَا حَسبك قَالَ بتعت الْخبز وَجَلَست عِنْد الخباز أراعي من يجتاز من أهل المسكنة لأفرقه عَلَيْهِم فَلم أر أحدا فَلَمَّا أطلت قَالَ لي الخباز مَا بالك قلت أُرِيد أَن أفرق هَذَا الْخبز على الْمَسَاكِين فَقَالَ الخباز إِنَّك لَا تَجِد أحدا يَأْخُذهُ مِنْك لأنّ جَمِيع من فِي الْبَلَد من الضُّعَفَاء فِي جراية حَامِد بن الْعَبَّاس وَلكُل وَاحِد مِنْهُم فِي الْيَوْم رطلا خبز حوَّاري ودانق فضَّة وَقد مَنعهم من قبُول صَدَقَة غَيره فهم لَا يدعونَ راتبهم الحوَّاري وَيَأْخُذُونَ رطلي خشكار بحبتين وَكَانَ حَامِد بن الْعَبَّاس يقدّم على موائده فِي) كل يَوْم بِعَدَد من يحضر الموائد جدياً لكل وَاحِد يوضع بَين يَدَيْهِ وَلَا يُشَارِكهُ فِيهِ غَيره فَحَضَرَ يَوْمًا رجلٌ فَلَمَّا رأى ذَلِك هاله وَقَالَ أَيهَا الْوَزير أَنْت أحدثت فِي الطَّعَام من الْكَرم كل شَيْء حسن وَأحسنه أَمر هَذَا الجدي وَهُوَ أمرٌ لم تسبق إِلَيْهِ فَكيف وَقع لَك ذَلِك فَقَالَ كنت مرّة فِي دعوةٍ قبل علوّ حَالي

فقدِّم على الْمَائِدَة جديٌ وَكَانَ فِي فمي لقْمَة أَنا مَشْغُول بهَا فلمحت موضعا من الجدي استطيبته وعملت على أَن أمدَّ يَدي إِلَيْهِ فَأَخذه من كَانَ إِلَى جَانِبي وَأكله فنغّص عليَّ طَعَامي فاعتقدت فِي الْحَال إِن الله وسَّع عليّ ومكنني أَن أجعَل على مائدتي لكل من حضرها جدياً يخصُّ كل واحدٍ لَا يُشَارِكهُ فِيهِ غَيره ليَأْكُل مَا أحبَّ من الجدي وَلما قبض المقتدر على أبي الْحسن ابْن الْفُرَات فِي وزارته الثَّانِيَة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وثلاثمئة طلب المقتدر حَامِد بن الْعَبَّاس وَخرج النَّاس لتلقّيه فَدخل بَغْدَاد وخلع عَلَيْهِ للوزارة وتوّجه إِلَى دَار ابْن الْفُرَات بالمخرّم ونزلها وَأمر وَنهى فتوجَّهت أم مُوسَى القهرمانة وَنصر الْحَاجِب وشفيع المقتدريّ وَابْن الحوارى إِلَى أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن الجرّاح وَقَالُوا لَهُ إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ ولّى حَامِد بن الْعَبَّاس الوزارة وَإنَّهُ ضَعِيف عَن أمرهَا فَاخْرُج أَنْت فتقلَّدها قَالَ لَا أفعل قَالُوا فعاونه ودع الإسم يكن لَهُ وَالْأَمر كلّه لَك فَأبى فعرّفوا الصُّورة المقتدر فَأمر بإجباره على ذَلِك فجَاء عليُّ بن عِيسَى فَجَلَسَ بَين يَدي حَامِد فرفعه وجذبه حَتَّى الْتَصق مَعَه فسارّه فِي مُطَالبَة ابْن الْفُرَات بالأموال فَقَالَ لَهُ عليُّ بن عِيسَى أما الْأَعْمَال كلهَا فاعملها للوزير واكفيه أمرهَا وأمّا مُطَالبَة هَؤُلَاءِ فالوزير أولى بهَا وأقدر عَلَيْهَا فَكتب لَهُ حَامِد كتابا قَلّدهُ فِيهِ دواوين الْخراج والضياع العامّة والخاصة والمحدثة والمقبوضة مَعَ حَامِد لما وصل بَغْدَاد أربعمئة غُلَام يحملون السِّلاح وتصرَّف عَليّ بن عِيسَى تصرّف الوزراء واشتغل حَامِد بن الْعَبَّاس بمطالبة ابْن الْفُرَات وَوَقعت بَينه وَبَين عَليّ بن عِيسَى المشاجرات والمناظرات فِي الْأَمْوَال فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء من مخلع الْبَسِيط (أعجب من كلّ مَا ترَاهُ ... أنّ وزيرين فِي بِلَاد) (هَذَا سوادٌ بِلَا وَزِير ... وَذَا وزيرٌ بِلَا سَواد) (فَمَا رَأينَا كذين مثلا ... وَلَا ترَاهُ إِلَى التناد) واستخرج حَامِد بن الْعَبَّاس من ابْن الْفُرَات ألف ألف دِينَار وعذبه بأنواع الْعَذَاب وَلما فرغ من المصادرة بَقِي بِلَا عمل إلاّ إسم الوزارة وَالرُّكُوب يومي الموكب بسواد وَسَقَطت حرمته) عِنْد المقتدر وَبَان عَجزه فأفرد عَليّ بن عِيسَى بالأمور كلهَا وَبَطل حَامِد بن الْعَبَّاس لَا يَأْمر فِي شَيْء وَلَا ينْهَى فَاسْتَأْذن حَامِد المقتدر فِي ضَمَان السّواد وأصبهان وَبَعض نواحي الْمغرب بمالٍ عقده على نَفسه ونجَّمه فأمضاه المقتدر وتوّجه حَامِد إِلَى نواحي ضَمَانه وَأقَام بواسط فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء من الرجز (أنظر إِلَى الدَّهْر فَفِي عجائبه ... معتبرٌ ينسيك عَن نوائبه)

أبو غانم الدهلي

(ويوئس الْعَاقِل من رغائبه ... حَتَّى ترَاهُ حذرا من جَانِبه) (مستوحشاً من إلفه وَصَاحبه ... صَار الْوَزير عَاملا لكَاتبه) (يأمل أَن يرفق فِي مكاسبه ... لسيتدرَّ النَّفْع من مطالبه) وَلم يزل الْحَال كَذَلِك أَربع سِنِين وَعشرَة أشهر وَأَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا إِلَى أَن تولّى ابْن الْفُرَات الوزارة الثَّالِثَة وأحضر حَامِد بن الْعَبَّاس إِلَى بَغْدَاد وتسلمه وَقبض عَلَيْهِ فَأخذ مِنْهُ أَمْوَالًا عَظِيمَة إِلَى الْغَايَة ثمَّ سلمه إِلَى ابْنه المحسّن فعذَّبه وَأنزل بِهِ المكاره إِلَى أَن لم يبْق لَهُ غير ضَيْعَة بواسط فنفذه إِلَى هُنَاكَ فاشتهى فِي الطَّرِيق بيض نيمرشت فَوضع لَهُ فِيهَا سمّ فَلَمَّا حساه مَاتَ فِي ثَلَاث عشرَة لَيْلَة خلت من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وثلاثمئة بالإسهال ولمّا سلّم إِلَى المحسِّن بن الْفُرَات كَانَ يُخرجهُ إِذا شرب فيلبسه جلد قردٍ لَهُ ذنبٌ وَيُقِيم من يرقصه ويصفعه وَهُوَ يشرب على ذَلِك وَفعل بِهِ مَعَ الْعَذَاب كل قَبِيح وَلما مَاتَ جعل النَّاس يصلونَ على قَبره بواسط أَيَّامًا مُتَوَالِيَة ثمَّ إِنَّه استخرج من قَبره بعد ابْن الْفُرَات وَحمل إِلَى بَغْدَاد وَدفن فِي مَقْبرَة تعرف بِهِ بالجانب الغربي وَكَانَ رَحمَه الله لما اشتدت بِهِ الْمُطَالبَة وَالْعَذَاب قد دلّهم على المستراح المقدّم ذكره فَأَخذه مِنْهُ أربعمئة ألف دِينَار وحامد بن العبّاس هُوَ الَّذِي تولّى مناظرة الحلاّج فِي أَيَّامه وخاطب المقتدر فِي قَتله وَصله كَمَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الحلاّج 3 - (أَبُو غَانِم الدُّهلي) حَامِد بن فَارس بن الْحُسَيْن أَبُو غَانِم الدُّهلي كَانَ متأدباً يَقُول الشّعْر أورد لَهُ محب الدّين بن النجار من الطَّوِيل (سقى الله أَعْلَام اللوى حِين تبرق ... وجاد أعاليها السّحاب المروَّق) (وَلَا بَرحت غرُّ السَّحَاب تصونه ... وريح الصَّبا فِي حافتيه تصفِّق) ) (عهِدت بِهِ والدهر يجمع شملنا ... غزالاً إِلَيْهِ للقلوب تشوّق) (ويابانة الْوَادي ببطحاء مكةٍ ... عَلَيْك سلامي كلما لَاحَ رونق) (فقلبي إِلَى تِلْكَ الديار وَأَهْلهَا ... يروح وَيَغْدُو هائماً يتملّق) قلت شعر نَازل وتواف غير متمكنة وَالِده فَارس إِذا قيل لَهُ أيّ ولديك أحبُّ إِلَيْك حَامِد أَو شُجَاع يَقُول لَو ضَاعَ شُجَاع وَجَاء وَاحِد بشّرني بِهِ أَعْطيته حامداً وَتُوفِّي حَامِد سنة خمس وَثَمَانِينَ وأربعمئة بِبَغْدَاد 3 - (الصفّار الْحَنْبَلِيّ) حَامِد بن مُحَمَّد بن حَامِد الصفار أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا حنبلياً وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ وَالْأَدب سمع أَبَاهُ وَأَبا طَاهِر مُحَمَّد بن أبي نصر التَّاجِر الْمَعْرُوف بهاجر وَأَبا الْخَيْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الباغيان وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد حاجّاً وَسمع بهَا سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وخمسمئة 3 - (أَخُو الْعِمَاد الْكَاتِب) حَامِد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَله أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ أَخُو

عم العماد الكاتب

الْعِمَاد الْكَاتِب قدم بَغْدَاد واستوطنها وَسمع بهَا من أبي زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي وَأبي الْمَعَالِي عبد الْملك بن عَليّ الهرّاسي وَغَيرهمَا وَكَانَ لَهُ إجَازَة من أبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وحدّث باليسير وَكَانَ متديناً حسن الطَّرِيقَة من ذَوي الأقدار والرفعة توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وخمسمئة بِبَغْدَاد ووفد رَسُولا على صَلَاح الدّين من بَغْدَاد ووقف مكتئباً للأيتام بِبَغْدَاد 3 - (عَم الْعِمَاد الْكَاتِب) حَامِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله الْمَعْرُوف بأله بِفَتْح الْهمزَة وضمّ اللَّام وَبعدهَا هَاء وَهُوَ الْعقَاب نَفِيس الدّين أَبُو الرَّجَاء جدّ الْعِمَاد الْكَاتِب توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة نَيف وَتِسْعين وأربعمئة كَانَ يحفظ شعر البحتري وَكَثِيرًا من شعر الْعَرَب أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب قَوْله من الْكَامِل (فكأنَّ وجنته وخطّ عذارد ... أمنٌ أحيط من الردى بمكاره) (قلت امح هَذَا الْخط عَنهُ فَقَالَ لي ... هَذَا دخانٌ ساطعٌ من ناره) (فَكَأَنَّمَا قتل الظلام بخدّه ... وَاللَّيْل يرْكض فِي تطلّب ثاره) ) وَقَوله من والوافر (وَلما أَن ترَاخى الْوَصْل مِنْكُم ... وَطَالَ الْعَهْد بَيْنكُم وبيني) (وجدت الْيَأْس من لقياك حظي ... وَكَانَ الْيَأْس إِحْدَى الراحتين) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو أَحْمد التفليسي الأديب) حَامِد بن يُوسُف بن الْحُسَيْن أَبُو أَحْمد التَّفليسي الأديب سَافر وَلَقي أَبَا الْعَلَاء المعري وَغَيره وَكَانَ من أَصْحَاب تَاج الْملك وَزِير ملكشاه سلك طَرِيق الزّهْد وَكَانَ غزير الْفضل سمع بالقدس أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْبَيْهَقِيّ وَأَبا بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي جيدٍ البشنوي وبمكة أَبَا الْحسن عليّ بن إِبْرَاهِيم العاقولي وببغداد أَبَا حَكِيم عبد الله بن إِبْرَاهِيم الخيريّ وحدّث عَنْهُم وَعَن أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله الأبيوردي وَغَيره وروى عَنهُ شُجَاع بن فَارس الذُّهليُّ والحافظ بن نَاصِر وَكَانَ زيّه لما تزهّد زيّ الرهبان مدرعة صوف وعمَّة صوف 3 - (ابْن سمجون الطَّبِيب) حَامِد بن سمجون هُوَ أَبُو بكر الطَّبِيب الْفَاضِل المتميّز فِي قوى الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ ابْن أبي أصيبعة وَكتابه فِيهَا جيد ألّفه فِي أَيَّام الْمَنْصُور الْحَاجِب بن أبي عَامر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمئة وَله من الْكتب الْأَدْوِيَة المفردة

شمس الدين القزويني الشافعي

وانقراباذين 3 - (شمس الدّين الْقزْوِينِي الشَّافِعِي) حَامِد بن أبي العميد بن أَمِيري بن ورشي بن عمر أَبُو الرضاء الْقزْوِينِي الْمُفْتِي الْفَقِيه الشَّافِعِي شمس الدّين ويكنى أَبَا المظفر أَيْضا قَرَأَ شَيْئا من الْخلاف على القطب النَّيْسَابُورِي وَكَانَ فَقِيها بارعاً رَئِيسا سمع من شهدة بنت الأبري وخطيب الْموصل وَيحيى الثقفيّ روى عَنهُ مجد الدّين بن العديم وَأَبوهُ شهَاب الدّين عبد الْحَلِيم بن تيميّة وبالإجازة القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَأَبُو نصر مُحَمَّد بن الْمزي وَغَيرهمَا ولد بقزوين سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَقيل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمَات بحلب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وستمئة وَولي قَضَاء حمص ودرّس بحلب وَكَانَ ابْنه عماد الدّين مُحَمَّد مدرّساً (الألقاب) ) حَامِل كَفنه اسْمه مُحَمَّد بن يحيى الحامض أَبُو مُوسَى النَّحْوِيّ اسْمه سُلَيْمَان بن مُحَمَّد حامض رَأسه عبد الله بن مُحَمَّد حامض راسه مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَبُو حَامِد الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن عَامر أَبُو حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ الشَّافِعِي أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو حَامِد المرورُّوذي الشَّافِعِي أَحْمد بن بشر ابْن الحايك اللّغَوِيّ الإخباري اسْمه الْحسن بن أَحْمد بن يَعْقُوب ابْن الحايك النَّحْوِيّ هرون (المغنيّية حبَّابة) جاريةٌ مولّدة من مولّدات الْمَدِينَة لرجل يعرف برمَّانة وَقيل إِن ميناء هُوَ الَّذِي أدَّبها وخرَّجها وَقيل بل كَانَت لآل لَاحق المكيّين كَانَت حلوةً جميلَة الْوَجْه ظريفة حَسَنَة الْغناء طيّبة الصَّوْت ضاربةً بِالْعودِ أخذت عَن ابْن سُرَيج وَابْن مخرز ومالكٍ ومعبدٍ وجميلة وعزّة الميلاء وَكَانَت تسمّى الْعَالِيَة فَلَمَّا اشْتَرَاهَا يزِيد سمّاها حبّابة وَقَالَ يزِيد بن عبد الْملك مَا تقرّ عَيْني بِمَا أُوتيت من الْخلَافَة حَتَّى أَشْتَرِي سلاّمة جَارِيَة

الألقاب

مُصعب بن سهيلٍ الزُّهري وحبَّابة جَارِيَة اللاحقي المكيّة فَلَمَّا اشتراهما واجتمعتا عِنْده قَالَ أَنا الْآن كَمَا قَالَ الْقَائِل من الطَّوِيل (فَأَلْقَت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى ... كَمَا قرَّ عينا بالإياب الْمُسَافِر) وسوف يَأْتِي خبر مَوتهَا فِي تَرْجَمَة يزِيد بن عبد الْملك وفيهَا يَقُول يزِيد من الْبَسِيط (أبلغ حبابة أسْقى ربعهَا الْمَطَر ... مَا للفؤاد سوى ذكراكم وطر) (إِن سَار صحبي لم أملك تذكُّركم ... أَو عرَّسوا فهموم النَّفس والسَّهر) وأخبارها مَعَ يزِيد بن عبد الْملك كَثِيرَة وَهِي مَذْكُورَة فِي ترجمتها فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ (الألقاب) ابْن حبَّان الْحَافِظ مُحَمَّد بن حبَان) ابْن الحبال أَبُو بكر بن أَحْمد بن عمر الحبَّال الْحَافِظ إِبْرَاهِيم بن سعيد (الْحباب) 3 - (الْأنْصَارِيّ) الْحباب بن الْمُنْذر بن الجموح الْأنْصَارِيّ ذُو الرَّأْي الَّذِي قَالَ يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة أَنا جذيلها المحكَّك وعذيقها المرجّب توفّي فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَشهد بَدْرًا وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة كَذَا قَالَ الواقديّ وَكلهمْ ذكره فِي البدريّين إلاّ ابْن إِسْحَاق فِي رِوَايَة سَلمَة عَنهُ كَانَ يُقَال إِنَّه ذُو الرَّأْي وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينزل على مَاء بدر للقاء الْقَوْم قَالَ ابْن عَبَّاس فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ

البياضي

الرَّأْي مَا أَشَارَ بِهِ الْحباب وَشهد أُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الَّذِي قَالَ منّا أَمِير ومنكم أَمِير وروى عَنهُ أَبُو الطُّفيل عَامر بن وائلة 3 - (البياضي) الْحباب بن زيد بن تيم بن أميّة الْأنْصَارِيّ البياضي شهد أحدا مَعَ أَخِيه حَاجِب بن زيدٍ 3 - (ابْن ظفر) الْحباب بن جُزْء بن عَمْرو بن عبد رزاح بن ظفرٍ ذكره الطبريّ فِيمَن شهد أحدا 3 - (حَلِيف بني أميّة) الْحباب بن جُبَير حَلِيف بني أميّة وَابْنه عرفطة بن الْحباب اسْتشْهد يَوْم الطَّائِف مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (حبَّان) 3 - (ابْن عَليّ الْكُوفِي) حبَّان بن عَليّ الْكُوفِي أَخُو منْدَل بن عَليّ كَانَ أحد فُقَهَاء الْعلمَاء أشخصهما الْمهْدي من الْكُوفَة فَقَالَ أيكما منْدَل فَقَالَ هَذَا حبَّان يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ بالقويّ عِنْدهم وَقَالَ النَّسائي ضعيفٌ وروى لَهُ ابْن ماجة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين ومئة 3 - (الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ) حبّان بن هِلَال الْبَاهِلِيّ وَيُقَال الْكِنَانِي الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن حَنْبَل إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي الثبت بِالْبَصْرَةِ روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي

ابن موسى المروزي

حُدُود الْعشْرين ومئتين 3 - (ابْن مُوسَى الْمروزِي) حبّان بن مُوسَى المروزيُّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وبواسطة الترمذيُّ والنسَّائي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ومئتين قَالَ ابْن معِين لَا بَأْس بِهِ (حبش) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الشهرستاني) حبش بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهرستاني أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الْحَنَفِيّ طلب الحَدِيث وَقَرَأَ وَسمع كثيرا وَكتب بِخَطِّهِ من أنوشتكين الرّضواني وَنصر بن نصر العكبري وَأبي بكر بن الزَّاغُونِيّ وَأبي الْكَرم بن الشهرزوري وأمثالهم وحدَّث باليسير 3 - (أَبُو الْجنُوب السّلولي) حبشيُّ بن جُنَادَة بن نصر بن أُسَامَة بن الْحَارِث من بني بكر من هوَازن السّلولي أَبُو الْجنُوب رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع وعداده فِي الْكُوفِيّين روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن وَأَبُو إِسْحَاق السَّبيعي وعامر الشّعبِيّ توفّي

وزير زنكي

فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (وَزِير زنكي) حبشيُّ بن مُحَمَّد بن حبشيّ أَبُو الْغَنَائِم ابْن أبي طَالب من أهل الحلَّة السَّيفيّة ولي النّظر بواسط وَكَانَ أديباً فَاضلا كَاتبا شَاعِرًا سَافر إِلَى ماردين وَولي الوزارة لصَاحِبهَا تمرتاش ثمَّ وزر بِالشَّام لزنكي إِلَى أَن قَتله الْمَلَاحِدَة وَمن شعره من الطَّوِيل) (هجرتكم إِن كنت أضمرت هجركم ... وسافرت عَنْكُم إِن رجعت إِلَى السَّفر) (وَإِن خطرت بِالنَّفسِ صُحْبَة غَيْركُمْ ... فَلَا بَرحت مَحْمُولَة بِي على الْخطر) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَطَعْت العلى فِي هجر ليلى وإنني ... لأضمر مِنْهَا مِثْلَمَا يضمر الزُّبد) (قريبَة عهد لم يكن من رجالها ... سواي من العشاق قبلٌ وَلَا بعد) (رَأَيْت فِرَاق النَّفس أَهْون لوعةً ... عليَّ من الْعقل الَّذِي يكره الْمجد) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل مَا لي على صرف الزَّمَان وريبه يَا صَاح أَمر (لَو كَانَ ذَلِك لم يبت ... خلف الثرى والترب خصر) واغتاله مَعَ ذَلِك القدِّ الرشيق الغضّ عمر (لكنَّ ليل صبابتي ... مذ بَان لَا يتلوه فجر) ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَأثْنى على فَضله 3 - (أَبُو الْغَنَائِم الوَاسِطِيّ) حبشيُّ بن مُحَمَّد بن شُعَيْب الشَّيباني أَبُو الْغَنَائِم الضَّرِير النَّحْوِيّ الوَاسِطِيّ قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بِشَيْء من الْأَدَب ثمَّ إِنَّه قدم بَغْدَاد واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وحمسمئة وَقَرَأَ على الشريف الشجري ولازمه حَتَّى برع فِي

الألقاب

النَّحْو وَبلغ الْغَايَة وَسمع شَيْئا من الحَدِيث وَكتب الْأَدَب ودواوين شعر الْعَرَب من الْحَافِظ مُحَمَّد بن نَاصِر وحد ث باليسير وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من أهل بَغْدَاد كمصدِّق بن شبيب قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَكَانَ مَعَ هَذَا الْعلم إِذا خرج إِلَى الطَّرِيق بِغَيْر قَائِد لَا يَهْتَدِي كَمَا يَهْتَدِي العميان حَتَّى سوق الْكتب الَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ كل لَيْلَة عشْرين سنة وَلم يكن بَعيدا عَن منزله (الألقاب) الحبطي الضَّرِير أَحْمد بن شبيب ابْن الحبوبيّ يحيى بن مُحَمَّد ابْن حبوس الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الله ابْن حبُّون اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن حبُّون الشَّاعِر) ابْن حبيباتٍ يزِيد بن خَالِد (حُبَيْش) 3 - (ابْن خَالِد الْأَشْعر) حُبَيْش بن خَالِد بن منقذ بن ربيعَة وَقع فِي جدَّه خلافٌ الصَّحَابِيّ أَبُو معبد وَقيل أَبُو صَخْر وَيُقَال لِأَبِيهِ خَالِد الْأَشْعر وَقيل فِي حُبَيْش خُنَيْس بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الْمَضْمُونَة وَنون مَفْتُوحَة وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف سينُ مهملةٌ وَالْأول أصحُّ وَهُوَ صَاحب حَدِيث أم معبدٍ الخزاعيَّة قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لَهُ حَدِيثا غَيره وَيُقَال لَهُ ولأبيه قَتِيل الْبَطْحَاء 3 - (أَبُو قلَابَة الراوية) حُبَيْش بن عبد الرَّحْمَن أَبُو قلَابَة الْجرْمِي كَانَ أحد الروَاة

صاحب الأغاني

الفهمة وَكَانَت بَينه وَبَين الْأَصْمَعِي مماظَّة لِأَن حبيشاً كَانَ شِيعِيًّا رَافِضِيًّا وَلما بلغته وَفَاة الْأَصْمَعِي شمت بِهِ وَقَالَ من السَّرِيع (أَقُول لمّا جَاءَنِي نعيه ... بعدا وَسُحْقًا لَك من هَالك) (يَا شرّ ميتٍ خرجت نَفسه ... وشرَّ مَدْفُوع إِلَى مَالك) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْخَفِيف (لعن الله أعظماً حملوها ... نَحْو دَار البلى على خشبات) أعظماً تبغض النبيَّ وَأهل الْبَيْت والطيبين والطيبات وَكَانَ أَبُو قلَابَة صديقا لعبد الصَّمد بن المعذَّل وَبَينهمَا مجالسةٌ وممازحةٌ وَله مَعَه أخبارٌ قَالَ المرزبانيُّ قَالَ عبد الصّمد أنشدت أَبَا قلَابَة قولي فِيهِ من الرجز (يَا ربّ إِن كَانَ أَبُو قلابه ... يشْتم فِي خلوته الصحابه) (فَابْعَثْ عَلَيْهِ عقرباً دبَّابه ... تلسعه فِي طرف السّبابه) (واقرن إِلَيْهِ حَيَّة منسابه ... وَابعث على جوخانه سحابه) قَالَ وَأَبُو قلابةٌ ساكتٌ فَلَمَّا قلت وَابعث على جوخانه سحابه قَالَ الله الله لَيْسَ مَعَ ذهَاب الْخَيْر عملٌ 3 - (صَاحب الأغاني) حُبَيْش بن مُوسَى الصِّيني صَاحب كتاب الأغاني الَّذِي ألَّفه للمتوكل ذكر فِي هَذَا الْكتاب أَشْيَاء لم يذكرهَا إِسْحَاق وَلَا عَمْرو بن بانه وَذكر من أَسمَاء المغنّين والمغنيات فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام) كل ظريفٍ عريبٍ وَله كتاب الأغاني على حُرُوف المعجم كتاب مجردات الْمُغَنِّيَات (حَبَّة) 3 - (ابْن الجوين العرني) حبَّة بن الجوين العرني الكوفيّ أَبُو قدامَة روى عَن عَليّ وَابْن مسعودٍ وَحُذَيْفَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ

أبو السنابل

3 - (أَبُو السَّنابل) حبَّة بن بعكك بن الْحجَّاج بن الْحَارِث أَبُو السَّنابل الْقرشِي الْعَبدَرِي أمُّه عمْرَة ابْنة أوسٍ من بني عذرة من مسلمة الْفَتْح كَانَ شَاعِرًا وَمَات بِمَكَّة روى عَنهُ الْأسود بن يزِيد قصَّته مَعَ سبيعة الاسلميَّة وَذكره ابْن إِسْحَاق فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم 3 - (السُّوائي الصّحابي) حبَّة بن خَالِد السُّواني وَقيل الْخُزَاعِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ وَأَخُوهُ سَوَاء بن خَالِد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهما لَا تيأسا من الرزق مَا تهزَّزت رؤوسكما فَإِن الْإِنْسَان تلده أمه لَيْسَ عَلَيْهِ قشرٌ ثمَّ يُعْطِيهِ الله وَيَرْزقهُ يعدُّ فِي الْكُوفِيّين (حبيب) 3 - (حبيب الرّوم) حبيب بن مسلمة بن مَالك بن وهب بن ثَعْلَبَة القرشيُّ الفهريُّ كَانَ يُقَال لَهُ حبيب الرّوم لِكَثْرَة مجاهدته لَهُم ولاَّه عمر بن الْخطاب أَعمال الجزيرة إِذْ عزل عَنْهَا عِيَاض بن غنمٍ وضمّ إِلَى حبيبٍ أرمينية وأذربيجان وَكَانَ فَاضلا مجاب الدّعوة مَاتَ بِالشَّام وَقيل بأرمينية سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وكنيته أَبُو عبد الرَّحْمَن وَفِيه يَقُول حسان بن ثَابت من الْبَسِيط (

ابن أبي ثابت الكوفي

إلاّ تبوؤا بحقِّ الله تعترفوا ... بغارةٍ عصبٍ من فَوْقهَا عصب) (فيهم حبيب شهَاب الْمَوْت يقدمهم ... مشّمراً قد بدا فِي وَجهه الْغَضَب) 3 - (ابْن أبي ثَابت الْكُوفِي) حبيب بن أبي ثَابت قيس بن دِينَار وَقيل قيس بن هِنْد مولى بني أَسد بن خُزَيْمَة كَانَ أَعور روى عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وَأبي وَائِل وَسَعِيد بن جُبَير وخلقاً وَكَانَ كوفياً أحد الْأَعْلَام وَهُوَ وَحَمَّاد بن سَلمَة فَقِيها الْكُوفَة وَقَالَ عليُّ بن الْمَدِينِيّ سمع من عَائِشَة وَقَالَ البُخَارِيّ لم يسمع وَقَالَ غير وَاحِد حبيبٌ ثقةٌ وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة ومئة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن الزبير) حبيب بن الزبير الْأَصْبَهَانِيّ مولى لبني هِلَال سكن الْبَصْرَة وَهُوَ من ثِقَات الْأَئِمَّة وَمن مَشَايِخ شُعْبَة صَدُوق صَالح الحَدِيث

مولى النعمان بن بشير

3 - (مولى النُّعْمَان بن بشير) حبيب بن سَالم مولى النُّعْمَان بن بشير وكاتبه روى عَنهُ وروى عَن حبيب بشير بن ثَابت وَمُحَمّد بن الْمُنْتَشِر وَإِبْرَاهِيم بن مهاجرٍ 3 - (ابْن الشَّهِيد الْبَصْرِيّ) حبيب بن الشَّهِيد البصريّ كَانَ يكنى أَبَا مُحَمَّد وَقيل أَبَا مَرْزُوق وَأَبا شَهِيد فَترك هَذِه الكنية الْأَخِيرَة سمع الْحسن الْبَصْرِيّ وَابْن سِيرِين وَعِكْرِمَة وَسمع مِنْهُ قُرَيْش بن أنسٍ وَغَيره توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين ومئة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة) 3 - (ابْن أبي فضَالة الْمَالِكِي) حبيب بن أبي فضَالة وَيُقَال ابْن فضَالة الْمَالِكِي تَابِعِيّ حسن الحَدِيث سمع عمرَان بن حُصَيْن وَأنس بن مَالك وروى عَنهُ زِيَاد بن أبي مُسلم وسلاّم مشدّد اللَّام ابْن مِسْكين وصرد الْبَصْرِيّ 3 - (كَاتب مَالك) حبيب بن أبي حبيب مَرْزُوق أَبُو مُحَمَّد الْمدنِي كَاتب مَالك كَانَ

أبو تمام الطائي

يقْرَأ الْمُوَطَّأ للنَّاس على مَالك فِي بعض الْأَوْقَات وبقراءته سمع يحيى بن بكير مرّة قَالَ ابْن معِين أشرُّ السَّماع عرض حبيب على مَالك كَانَ يقْرَأ فَإِذا انْتهى صفح أوراقاً وَكتب بلغ وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم روى أَحَادِيث شَبيهَة بالموضوعة وعامّة سَماع المصريّين عرض حبيب قَالَ ابْن معِين سَأَلُونِي عَنهُ بِمصْر فَقلت لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث توفّي سنة ثَمَان عشرَة ومئتين 3 - (أَبُو تَمام الطَّائِي) حبيب بن أَوْس بن الْحَارِث بن قيس بن الْأَشَج بن يحيى بن مردان يَنْتَهِي إِلَى طَيء أَبُو تَمام الشَّاعِر الْمَشْهُور وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْحسن بن بشر الْآمِدِيّ

وَالَّذِي عِنْد أَكثر النَّاس فِي نسب أبي تَمام أَن أَبَاهُ كَانَ نَصْرَانِيّا من أهل جاسم قَرْيَة من قرى دمشق يُقَال لَهُ تذوس الْعَطَّار فجعلوه أَوْسًا وَكَانَ أوحد عصره فِي ديباجة لَفظه وصناعة شعره وَحسن أسلوبه وَكَانَ لَهُ من المحفوظات مَا لَا يلْحقهُ فِيهِ غَيره قبل إِنَّه كَانَ يحفظ أَرْبَعَة عشر ألف أرجوزة للْعَرَب غير المقاطيع والقصائد وَله كتاب الحماسة وَهُوَ كتاب يدل على حسن اخْتِيَاره قلت هِيَ أَرْبَعَة آلَاف بَيت وَمِائَتَا بَيت وَثَمَانِية أَبْيَات يكون الْجيد فِيهَا ألف بَيت وَقد اخْتَرْت جيدها فَكَانَ ألف بَيت وَمِائَة بَيت وَثَلَاثَة وَعشْرين بَيْتا وسمَّيت ذَلِك نفائس الحماسة بَعْدَمَا رتبت كل بَاب مِنْهَا على حُرُوف المعجم وَمِمَّنْ شرح الحماسة أَبُو عَليّ الْحسن بن أَحْمد الاستراباذي وحماسة البحتري أحسن مِنْهَا وأكبر وَأكْثر أنواعاً وَإِنَّمَا سميت الحماسة لِأَن أول بَاب فِيهَا هُوَ بَاب الحماسة وَهَذَا من بَاب تَسْمِيَة الشَّيْء باسم جزئه كَالصَّلَاةِ وَالصَّلَاة الدُّعَاء وَالدُّعَاء بعض أَجزَاء الصَّلَاة وَهَذَا نوع من الْمجَاز وَأَبُو تَمام لَهُ الحماسة الْكُبْرَى والحماسة الصُّغْرَى) وَقد عمل النَّاس حماسات كَثِيرَة مِنْهَا حماسة البحتري والحماسة البصرية وحماسة الأعلم الشنتمري وحماسة الشجري وحماسة ابْن أَفْلح وحماسة البيّاسي وحماسة شميم الحلّي وحماسة الجراوي والحاسة المحدثة لِابْنِ عمارس وحماسة الجصَّاني وحماسة ابْن الْمَرْزُبَان مُحَمَّد بن خلف وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي أمره وَأمر المتنبي أَيهمَا أشعر والأذكياء على أَن المتنبي أشعر وَالشَّيْخ أثير الدّين مذْهبه أَن أَبَا تَمام أشعر وفاوضناه يَوْمًا فِي ذَلِك فَقَالَ بعد مَا ذكرنَا محَاسِن المتنبي ومعايب أبي تَمام أَنا مَا أسمع عذلاً فِي حبيب فأعجبنا مِنْهُ ذَلِك وسكتنا وَهَذَا كَانَ مَذْهَب شَيْخه بهاء الدّين بن النّحاس وَالَّذِي أقوله أَنا إِنَّنِي اخْتَرْت شعر الْإِثْنَيْنِ فجَاء مُخْتَار المتنبي ألفا وستمئة بَيت من جملَة سِتَّة آلَاف بيتٍ وَجَاء مُخْتَار أبي تَمام قَرِيبا من ثمانمئة بَيت من جملَة ثَمَانِيَة آلَاف بَيت أَو مَا حولهَا وَلَا شكَّ أنّ من لَهُ ألف وستمئة من سِتَّة آلَاف أشعر مِمَّن لَهُ ثمانمئة من ثَمَانِيَة آلَاف والإنصاف يقْضِي بذلك لَكِن أَبُو تَمام مُتَقَدم وَهُوَ الَّذِي فتح بَاب البديع وغاص على الْمَعْنى الدَّقِيق وَمَات وَله من الْعُمر ثَلَاثُونَ سنة وكسورٌ فَلَو عمِّر عمر المتنبي وَتَأَخر زَمَانه حَتَّى يرى أَقْوَال من تقدّمه كَانَ أشعر من المتنبي لِأَن المتنبي تقدّمه فحول من الشُّعَرَاء مثل أبي تَمام والبحتري وَابْن الرُّومِي وَابْن المعتز وأمثالهم فَأخذ محاسنهم وَرَأى أنموذج جيدهم فنسج على ذَلِك المنوال وَفِي أبي تَمام قَالَ مخلد بن بكارٍ الْموصِلِي من السَّرِيع (أنظر إِلَيْهِ وَإِلَى ظرفه ... كَيفَ تطايا وَهُوَ منثور)

(وَيحك من أَلْقَاك فِي نسبةٍ ... قَلْبك مِنْهَا الدَّهر مذعور) ومدح أَبُو تَمام الْخُلَفَاء وَأخذ جوائزهم وجاب الْبِلَاد وَقصد الْبَصْرَة وَبهَا عبد الصَّمد بن المعذَّل الشَّاعِر وَكَانَ فِي جمَاعَة من غلمانه وَأَتْبَاعه فخاف عبد الصَّمد أَن يمِيل النَّاس إِلَيْهِ ويعرضوا عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ دُخُوله قبل دُخُوله من الْخَفِيف أَنْت بَين اثْنَتَيْنِ تبرز للنَّاس وكلتاهما بوجهٍ مذال (لست تنفكّ راجياً لوصالٍ ... من حبيبٍ أَو طَالبا لنوال) (أيّ ماءٍ يبْقى لوجهك هَذَا ... بَين ذلِّ الْهوى وذل السُّؤَال) فَلَمَّا وقف أَبُو تَمام على الأبيات أضْرب عَن قَصده وَرجع وَقَالَ قد شغل هَذَا مَا يَلِيهِ فَلَا حَاجَة) لنا فِيهِ وَقيل إِنَّه لما وقف على الأبيات قَلبهَا وَكتب فِي ظهرهَا جَوَابا من الْبَسِيط (أفيَّ ينظم قَول الزُّور والفند ... وَأَنت أنقص من لَا شَيْء فِي الْعدَد) (أشرجت قَلْبك من غيظٍ على حنقٍ ... كَأَنَّهَا حركات الرّوح فِي الْجَسَد) (أقدمت وَيلك من هجوي على خطرٍ ... كالعير يقدم من خوف على الْأسد) فَلَمَّا وقف عبد الصَّمد على الأول قَالَ مَا أحسن علمه بالجدل أوجب زِيَادَة ونقصاً على مَعْدُوم وَلما وقف على الثَّانِي قَالَ الإشراج من عمل الفراشين وَلَا مدْخل لَهُ هَهُنَا وَلما وقف على الثَّالِث عضَّ على شفته وَقَالَ قتل وَقد تنوّع الإخباريون فِي إِيرَاد هَذِه الأبيات اللاّمية فَتَارَة يوردونها لِابْنِ المعذَّل وَتارَة يوردونها لبَعض الغلمان المردان وَأَنه طلع تلقَّى أَبَا تَمام وتعرَّض لَهُ وأطعمه فِي نَفسه فَلَمَّا عرَّض لَهُ أَبُو تَمام بِطَلَب الْوِصَال أنْشدهُ هَذِه الأبيات فاستحيى أَبُو تَمام وكرَّ رَاجعا من حَيْثُ أتلى وَلم يدْخل الْبَلَد وَتارَة يوردونها على غير هَذِه الصُّورَة واشتهرت هَذِه الأبيات بَين أهل الْأَدَب حَتَّى قَالَ مجير الدّين مُحَمَّد بن تَمِيم من الْخَفِيف أَنْت بَين اثْنَتَيْنِ يَا نجل يَعْقُوب وكلتاهما مقرُّ السياده (لست تنفك رَاكِبًا أير عبدٍ ... مسبطرّاً أَو حَامِلا خفَّ غاده) (أَي مَاء لحرّ وَجهك يبْقى ... بَين ذل البغا وذل القياده) وَكَانَ أَبُو تَمام أسمر طَويلا حُلْو الْكَلَام فِيهِ تمتمةٌ يسيرَة قيل إِن الْحسن ابْن وهب عني بِهِ فولاّه بريد الْموصل فَأَقَامَ بِهِ أقلّ من سنتَيْن وَتُوفِّي وَلما قصد أَبُو تَمام عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بخراسان وامتدحه بالقصيدة الَّتِي أوّلها هنَّ عوادي يوسفٍ وصواحبه أنكر عَلَيْهِ أَبُو سعيد الضَّرِير وَأَبُو العميثل هَذَا الِابْتِدَاء وَقَالا لَهُ لم لَا تَقول مَا يفهم فَقَالَ لَهُم لم لَا تفهمان مَا يُقَال فَاسْتحْسن مِنْهُ هَذَا الْجَواب على الْفَوْر

وَأنْشد أَبُو تَمام لأبي دلفٍ قصيدته الَّتِي يمدحه بهَا وَهِي من الطَّوِيل (على مثلهَا من أربعٍ وملاعبٍ ... أذيلت مصونات الدُّمُوع السَّواكب) فاستحسنها وَأَعْطَاهُ خمسين ألف دِرْهَم ثمَّ قَالَ لَهُ وَالله إِنَّهَا لدوّنَ شعرك ثمَّ قَالَ لَهُ وَالله مَا مثل هَذَا القَوْل فِي الْحسن إلاّ مَا رثيت بِهِ مُحَمَّد بن حميد الطوسي فَقَالَ وَأي ذَلِك أَرَادَ) الْأَمِير قَالَ قصيدتك الرائية الَّتِي أوّلها من الطَّوِيل (كَذَا فليجل الْخطب وليفدح الْأَمر ... فَلَيْسَ لعين لم يفض مَاؤُهَا عذر) وددت وَالله أَنَّهَا لَك فيّ فَقَالَ أفدي الْأَمِير بنفسي وَأَهلي وأكون المقدَّم قبله فَقَالَ أَبُو دلف أَنه لم يمت من رثي بِهَذَا الشّعْر وَيُقَال أَنه مدح بعض الْخُلَفَاء بقصيدته الَّتِي أوّلها من الْكَامِل (مَا فِي وقوفك سَاعَة من باس ... نقضي حُقُوق الْأَرْبَع الأدراس) فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله (إقدام عَمْرو فِي سماحة حَاتِم ... فِي حلم أحنف فِي ذكاء إِيَاس) فَقَالَ لَهُ الْوَزير تشبّه أَمِير الْمُؤمنِينَ بأجلاف الْعَرَب فَأَطْرَقَ سَاعَة ثمَّ رفع رَأسه وَأنْشد من الْكَامِل (لَا تنكروا ضربي لَهُ من دونه ... مثلا شرودا فِي الندى والباس) (فَالله قد ضرب الأقلَّ لنوره ... مثلا من الْمشكاة والنِّبراس) وَلما أخذت القصيدة مِنْهُ لم يُوجد هَذَانِ البيتان فِيهَا فعجبوا من سرعَة فطنته وَقَالَ الْوَزير للخليفة أيّ شَيْء طلب أعْطه إِيَّاه فَإِنَّهُ لَا يعِيش أَكثر من أَرْبَعِينَ يَوْمًا لِأَنَّهُ قد ظهر فِي عَيْنَيْهِ الدَّم من شدَّة الفكرة فَقَالَ لَهُ الْخَلِيفَة مَا تشْتَهي فَقَالَ أُرِيد الْموصل فَأعْطَاهُ إِيَّاهَا فتوجّه إِلَيْهَا وَلم يصل إِلَيْهَا بل مَاتَ فِي الطَّرِيق وَلَا صِحَة لهَذَا لكنَّ هَذِه الْحِكَايَة استطارت وَالَّذِي ذكره الصولي أَنه لما أنْشد هَذِه القصيدة لِأَحْمَد بن المعتصم وَجرى مَا جرى كَانَ أَبُو يُوسُف الْكِنْدِيّ حَاضرا قَالَ هَذَا الْفَتى يَمُوت قَرِيبا قيل إِنَّه سمع ختيشوع بن جِبْرِيل الطَّبِيب أَبَا تَمام ينشد الْحسن بن سهل أبياتاً لَهُ من قصيدة وَهِي

من الوافر (فَتى كشفت لَهُ حدق الْمعَانِي ... محاجرها بأجفان الْقُلُوب) (فأعرق فِي دَقِيق الْفِكر حَتَّى ... كأنَّ ضَمِيره بعض الغيوب) (سليل أبوَّة وجدوا العطايا ... غيوثاً عِنْد عربدة الجدوب) (صفت أفهامهم حَتَّى كأنيّ ... مقيمٌ فِي أنَاس من قُلُوب) (كَلَام كالخدود من العذارى ... إِذا أرسى بسمع من أديب) (جرى فِي جدوليه لِسَان فكرٍ ... بِأَلْفَاظ مشققة الْجُيُوب) ) (أرقَّ من المدامع فِي التَّصابي ... وَأحلى من مشافهة الذُّنُوب) فَقَالَ هَذَا كَلَام رجلٍ قد أحرق الْفِكر دَمه وَمَا أقلَّ بَقَاءَهُ فاستكثروا مِنْهُ فَلم تطل مُدَّة أبي تَمام بعد هَذَا حَتَّى اخترم وَقَالَ شمس الدّين ابْن خلكان قد تتبعت هَذِه الْولَايَة للموصل وحققتها فَلم أجد سوى أَن الْحسن بن وهب ولاّه بريد الْموصل فَأَقَامَ أقلّ من سنتَيْن ثمَّ مَاتَ بهَا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ومئتين وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين ومئتين وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ومولده سنة تسعين ومئة وَقيل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقيل سنة اثْنَيْنِ وَسبعين وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ومئة وَبنى عَلَيْهِ أَبُو نهشل بن حميدٍ الطوسي قبَّة خَارج بَاب الميدان على حافة الخَنْدَق وَحكى عفيف الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن عَدْلَانِ الموصليُّ النَّحْوِيّ المترجم قَالَ سَأَلت شرف الدّين بن عنين عَن معنى قَوْله من الطَّوِيل (سقى الله روح الغوطتين وَلَا ارتوت ... من الْموصل الحدباء إلاّ قبورها) وَلم حرمهَا وخصَّ الْقُبُور فَقَالَ لأجل أبي تَمام وَلما مَاتَ رثاه الْحسن بن وهب بقوله من الْكَامِل (فجع الريض بِخَاتم الشُّعَرَاء ... وغدير روضته حبيب الطَّائِي) (مَاتَا مَعًا فتجاورا فِي حفرةٍ ... وكذاك كَانَا قبل فِي الْأَحْيَاء) وَقَالَ الْحسن أَيْضا من الوافر (سقى بالموصل الْقَبْر الغريبا ... سحائب تنتحبن لَهُ نحيبا) (إِذا أظللنه أظللن فِيهِ ... شُعَيْب المزن تتبعه شعيبا) (ولطّمن البروق بِهِ خدوداً ... وشقَّقن الرعود بِهِ جيوبا)

ابن صالح الطائي الحمصي

(فإنّ تُرَاب ذَاك الْقَبْر يحوي ... حبيباً كَانَ يدعى لي حبيبا) وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات وَقيل أَبُو الزِّبرقان عبد الله بن الزبْرِقَان الْكَاتِب مولى بني أُميَّة من الْكَامِل (نبأٌ أَتَى من أعظم الأنباء ... لما ألمّ مقلقل الأحشاء) (قَالُوا حبيبُ قد ثوى فأحبتهم ... ناشدتكم لَا تجعلوه الطَّائِي) وَقَالَ الْعلمَاء خرج من طَيء ثلاثةٌ من كل واحدٍ مِنْهُم مجيدٌ فِي بَابه حَاتِم الطَّائِي فِي جوده وَدَاوُد بن نصير الطَّائِي فِي زهده وَأَبُو تَمام فِي شعره) قَرَأت بعض ديوَان أبي تَمام الطَّائِي بصفد سنة سِتّ وَعشْرين وسبعمئة فِي شهر رَمَضَان على الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الأديب الْفَقِيه أبي الْحسن عَليّ بن عَتيق بن عبد الرَّحْمَن بن الصيَّاد الْمَالِكِي الفاسي بَعْدَمَا رَوَاهُ لي اجْمَعْ عَن الشَّيْخ أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر اللَّخْمِيّ الأشبيلي عَن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس أَحْمد الأندرشي بالنُّون والشين الْمُعْجَمَة عَن القَاضِي أبي الْحجَّاج ابْن يسعون بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف والسّين وَالْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَبعد الْوَاو نونٌ عَن ابْن عون الْمصْرِيّ عَن أبي مَالك وَأبي عون الْكِنْدِيّ وَابْن مهْدي جَمِيعًا عَن أبي تَمام الطَّائِي 3 - (ابْن صَالح الطَّائِي الْحِمصِي) حبيب بن صَالح الطَّائِي الْحِمصِي كَانَ من ثِقَات الشاميّين توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين ومئة وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو مُحَمَّد العجمي الزَّاهِد) حبيبُ العجميُّ البصريُّ أَبُو محمدٍ الزَّاهِد أحد الْأَعْلَام توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين والمئة حكى عَن الْحسن وَابْن سِيرِين وَغَيرهمَا وَقدم الشَّام وَلَقي الفرزدق فَقَالَ لَهُ الفرزدق قَالَ لي أَبُو هُرَيْرَة أَنه سيأتيك قومٌ يؤيسونك من رَحْمَة الله فَلَا تايس وَكَانَ الْحسن هُوَ الَّذِي وعظه حَتَّى زهَّده فَلم ير إلاّ صَائِما أَو قَائِما أَو ذَاكِرًا وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَعَن الْمُعْتَمد بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه قَالَ مَا رَأَيْت أحدا قطُّ أعبد من الْحسن وَمَا رَأَيْت أحدا قطّ أورع من ابْن سِيرِين وَلَا رَأَيْت أحدا قطّ أزهد من مَالك بن دِينَار وَلَا رَأَيْت أحدا قطّ أخشع الله من مُحَمَّد بن وَاسع وَلَا رَأَيْت أحدا قطّ أصدق

حبيبة

يَقِينا من حبيب أبي مُحَمَّد وَقَالَ المعلَّى الْوراق كُنَّا إِذا دَخَلنَا على حبيب قَالَ افْتَحْ جونة الْمسك وهات الترياق المجرّب قَالَ جونة الْمسك الْقُرْآن والترياق المجرّب الدُّعَاء وجزع عِنْد الْمَوْت وَقَالَ أُرِيد أَن أسافر سفرا مَا سافرته قطّ أُرِيد أَن أسلك طَرِيقا مَا سلكته قطّ أُرِيد أَن أَزور سيداً وَمولى مَا رَأَيْته قطّ أُرِيد أَن أشرف على أهوالٍ مَا رَأَيْت مثلهَا قطّ أُرِيد أَن أَدخل تَحت التُّرَاب فأبقى إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ أَقف بَين يَدي الله عزّ وَجل فَأَخَاف أَن يَقُول لي يَا حبيب هَات تَسْبِيحَة وَاحِدَة سبّحتني من سِتِّينَ سنة لم يظفر بك الشَّيْطَان فِيهَا بِشَيْء فَمَاذَا أَقُول وَلَيْسَ لي حِيلَة أَقُول يَا رب هُوَ ذَا أَتَيْتُك مَقْبُوض الْيَدَيْنِ إِلَى عنقِي) (حَبِيبَة) 3 - (بنت جحش) حَبِيبَة بنت جحس بن رِئَاب الأسديَّة أُخْت زينت بنت جحش وَأُخْت حمْنَة كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَكَانَت تستحاض هِيَ وَأُخْتهَا حمْنَة وَقيل أم حَبِيبَة وَقبل أم حبيب وَمن جعل اسْمهَا حَبِيبَة قَلِيل وَهِي حَبِيبَة بنت عبيد الله بن جحش هَاجَرت مَعَ أَبِيهَا إِلَى الْحَبَشَة فتنصَّر أَبوهَا هُنَاكَ وَمَات نَصْرَانِيّا وقدمت الْمَدِينَة مَعَ أمهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (بنت خَارِجَة) حَبِيبَة بنت خَارِجَة بن زيد بن أبي زُهَيْر بن مَالك وَقيل هِيَ بنت زيد بن خَارِجَة وَيُقَال اسْمهَا مليكَة والصوات الأول وَهِي زَوْجَة أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ تَعَالَى الَّتِي قَالَ أَبُو بكر فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ مَعَه لعَائِشَة إِنَّمَا هِيَ أَخَوَاك

زوج النبي

وَأُخْتَاك فَقَالَت عَائِشَة إِنَّمَا هِيَ أَسمَاء فَمن الْأُخْرَى قَالَ ذُو بطن بنت خَارِجَة فَولدت بعد مَوته بِنْتا فسمتها عَائِشَة أمَّ كُلْثُوم تزوَّجها طَلْحَة بن عبيد الله فَولدت لَهُ زَكَرِيَّاء وَعَائِشَة ابْني حَبِيبَة فحبيبة هَذِه أم عَائِشَة بنت طَلْحَة الْآتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين 3 - (زوج النبيّ) 3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أمّ حَبِيبَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الرَّاء فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (بنت أبي أُمَامَة وَأم أبي أُمَامَة) حَبِيبَة ابْنة أسعد بن زُرَارَة تزوَّجها سهل بن حنيف فَولدت لَهُ أَبَا أُمَامَة فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسعد وكنّاه أَبَا أُمَامَة وَأُخْتهَا الفارعة امْرَأَة نبيط بن جابرٍ من بني مَالك بن النجار قَالَت زَيْنَب بنت نبيط امْرَأَة أنس بن مَالك أوصى أَبُو أُمَامَة بأمي وخالتي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقدم عَلَيْهِ حليٌ من ذهب ولؤلؤ يُقَال الرَّعاث فحلاهنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك الرعاث قَالَت زَيْنَب فأدركت بعض ذَلِك الحليّ عِنْد أَهلِي 3 - (الْأَنْصَارِيَّة) ) حَبِيبَة بنت سهلٍ الْأَنْصَارِيَّة الصّحابية الَّتِي اخْتلعت من ثَابت بن قيس فِيمَا روى أهل الْمَدِينَة وَقد رَوَت عَنْهَا عمْرَة وَجَائِز أَن تكون حَبِيبَة هَذِه وجميلة بنت أبيّ بن سلول اختلعتا من ثَابت بن قيس بن شماس وَلما اخْتلعت حَبِيبَة أَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن يَتَزَوَّجهَا 3 - (العبدريّة) حَبِيبَة بنت أبي تجراة الشيبيَّة العبدريَّة الصّحابيّة مكيَّة حَدِيثهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْعوا فَإِن الله كتب عَلَيْكُم السَّعي مثل حَدِيث تملك الشيبيَّة رَوَت عَنْهَا صَفِيَّة الشيبيّة وَقد روى الشَّافِعِي وَغَيره هَذَا الحَدِيث 3 - (بنت أم حَبِيبَة) حَبِيبَة قَالَ ابْن عبد الْبر أظنها حَبِيبَة بنت أم حَبِيبَة ابْنة أبي سُفْيَان روى الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة عَن حَبِيبَة بنت أمِّ حَبِيبَة عَن أمهَا أم حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحش قَالَت إستيقظ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من نومٍ محمّراً وَجهه وَهُوَ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله ويل

بنت العباس

للْعَرَب من شرٍّ قد اقْترب الحَدِيث قَالَ سُفْيَان لَا أحفظ من الزُّهْرِيّ وَفِي هَذَا الحَدِيث أَربع نسْوَة صحابيّات كلهنَّ قد رأين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثِنْتَيْنِ من أَزوَاجه أم حَبِيبَة وَزَيْنَب بنت جحش وثنتين ربيبتاه أم سَلمَة وحبيبة بنت أم حَبِيبَة 3 - (بنت الْعَبَّاس) أم حَبِيبَة وَيُقَال أم حبيب كَذَلِك يَقُول أَكثر أهل النّسَب بنت الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو بلغت أم حَبِيبَة بنت الْعَبَّاس وَأَنا حيُّ لتزوجتها وَتَزَوجهَا الْأسود بن سُفْيَان بن عبد الْأسد المَخْزُومِي 3 - (أم عبد الرَّحْمَن) حَبِيبَة بنت عبد الرَّحْمَن الشيخة الصَّالِحَة المسندة أم عبد الرَّحْمَن بنت زين الدّين ابْن الإِمَام جمال الدّين أبي بكرٍ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي حضرت على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن أبي الْفَهم اليلداني وخطيب مردا وَسمعت من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَأَجَازَ لَهَا سبط السّلفي وَمن بَغْدَاد إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الرعبي وَفضل الله بن عبد الرَّزَّاق وَغَيرهمَا وأجازت لي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وسبعمئة فَكتب عَنْهَا فإذنها عبد الله بن أَحْمد بن المحبِّ الْمَقْدِسِي وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى فِي خَامِس شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ) وسبعمئة ودفنت بمقبرة الشَّيْخ موفق الدّين ابْن قدامَة 3 - (بنت الشَّيْخ أبي عمر) حَبِيبَة بنت الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي أم أَحْمد زَوْجَة الإِمَام تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن مَحْمُود المراتبي وَأم أَوْلَاده رَوَت عَن حَنْبَل وَابْن طبرزد وَأَجَازَ لَهَا سكينَة وَعَائِشَة بنت معمرٍ وجماعةٌ وَكَانَت صَالِحَة قَوَّامَة تاليةً لكتاب الله تلقن نسَاء الدَّير وَكَانَت تنكر على أَخِيهَا الشَّيْخ شمس الدّين دُخُوله فِي الْقَضَاء وَفِي التوسُّع من الدُّنْيَا وَكَثْرَة الْأَوَانِي والقماش روى عَنْهَا الدِّمياطيُّ وَابْن الخبّاز وَابْن الزَّراد وَابْن الْعَطَّار وَغير واحدٍ

الألقاب

وَتوفيت سنة أَربع وَسبعين وستمئة (الألقاب) ابْن حبيب الْحلَبِي الْحسن بن عمر ابْن حبيب التنوخي مُحَمَّد بن حبيب ابْن حبيب الأخباري مُحَمَّد بن حبيب ابْن الحبير الزَّاهِد يحيى بن المظفر الحبيس النَّصْرَانِي اسْمه بولص وَقيل ميخائيل ابْن الحبير مُحَمَّد بن يحيى ابْن الحبوبي إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن حُبَيْش عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن حُبَيْش مُحَمَّد بن الْحسن (ابْن خَالِد الْأَشْعر) حُبَيْش بن خَالِد بن منقذ الْخُزَاعِيّ الكعبي أَبُو صخرٍ هُوَ صَاحب حَدِيث أم معبد الخزاعيّة وَهُوَ أَخُو أم معبد وَكَانَ ابْن سعد يَقُول فِيهِ خُنَيْس بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْأَكْثَر على أَنه حُبَيْش بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء الموحَّدة يُقَال لَهُ ولأبيه قَتِيل الْبَطْحَاء الحتات بن يزِيد بن عَلْقَمَة بتاءين ثَالِثَة الْحُرُوف الْمُجَاشِعِي التَّمِيمِي واسْمه بسر بن يزِيد تقدم ذكره فِي حرف الْبَاء (حجّاج) 3 - (الْأنْصَارِيّ) حجّاج بن عَمْرو بن غزيَّه بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ حَدِيثه عِنْد الحجازيّين يعدُّ فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ كثير بن الْعَبَّاس وَعِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس وَعبد الله بن رَافع وَهُوَ الَّذِي ضرب مَرْوَان يَوْم الدَّار فأسقطه وَحمله مَوْلَاهُ أَبُو حَفْصَة وَهُوَ لَا يعقل

البصري الأحول

3 - (البصريّ الْأَحول) حجاج بن حجاج الْبَاهِلِيّ البصريُّ الْأَحول توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين والمئة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (الْبَصْرِيّ العابد) حجّاج بن فرافصة الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ العابد توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين والمئة 3 - (ابْن ارطأه الْكُوفِي) حجاج بن أرطاه بن ثَوْر بن هُبَيْرَة أَبُو أَرْطَاة النَّخعِيّ الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام على لين حَدِيثه سمع جمَاعَة لَهُ عَن الشّعبِيّ حَدِيث وَاحِد وَعَن الحكم وَعَطَاء وَعَمْرو بن شُعَيْب وَزيد بن جُبَير الطَّائِي ورباح بن عُبَيْدَة وَعِكْرِمَة وَمَكْحُول وَخلق سواهُم وَقد ولي قَضَاء الْبَصْرَة وَأفْتى وَله سِتّ عشرَة سنة وَكَانَ فِيهِ بأوٌ وتيهٌ ومحبّةٌ للسؤدد والتجمل وَكَانَ يَقُول أهلكني حب الشّرف قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق يُدَلس عَن الضُّعَفَاء وَقَالَ ابْن معِين صَدُوق لَيْسَ بالقويّ يُدَلس عَن مُحَمَّد بن عبد الله الْعَزْرَمِي عَن عَمْرو بن شُعَيْب يعْنى فَيسْقط مُحَمَّدًا وَقَالَ أَبُو حَاتِم إِذا قَالَ حَدثنَا فَهُوَ صَالح لَا يرتاب فِي صدقه) وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق مدلّسٌ لَهُ ستمئة حَدِيث أَو نَحْو ذَلِك قَالَ ابْن حَنْبَل لَيْسَ يكَاد لحجاج حَدِيث إلاّ وَفِيه زيادةٌ قَالَ ابْن إِدْرِيس سَمِعت حجاج بن أرطاه يَقُول لَا تتمّ مُرُوءَة

السهمي

الرجل حَتَّى يدع الصَّلَاة فِي جمَاعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذِه كلمة مقيتة بل لَا تتمّ مُرُوءَة الرجل وَدينه حَتَّى يلْزم الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة وَهَذَا قَالَه حجاج لما فِي طباعه فِي البذخ والرئاسة لِأَنَّهُ يرى مزاحمة النَّاس فِي الصَّلَاة يُنَافِي ماهو فِي من الصّلف والتيه فَالله يسامحه وَهُوَ من طبقَة أبي حنيفَة فِي الْعلم وَلَكِن رفع الله أَبَا حنيفَة بالورع وَالْعِبَادَة قَالَ بَعضهم لحجاج بن أرطاه مَا رَأَيْت أحسن أَصَابِع مِنْك قَالَ إِنَّهَا مدارج للكرم وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين ومئة وروى لَهُ مُسلم مَقْرُونا وروى لَهُ الْأَرْبَعَة الْبَاقُونَ 3 - (السَّهمي) حجاج بن الْحَارِث بن قيس بن عدي السَّهمي هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَانْصَرف إِلَى الْمَدِينَة بعد أحد وَهُوَ أَخُو السَّائِب وَعبد الله وَأبي قيس بن الْحَارِث بن قيس بن عديّ لأبيهم وأمهم 3 - (الْأَسْلَمِيّ) الْحجَّاج بن مَالك بن عُوَيْمِر الْأَسْلَمِيّ كَانَ ينزل العرج لَهُ حديثٌ وَاحِد رَوَاهُ عَنهُ عُرْوَة بن الزبير لم يسمعهُ مِنْهُ عُرْوَة لِأَنَّهُ أَدخل بَينه وَبَينه فِيهِ ابْنه الْحجَّاج بن الْحجَّاج أَنه سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يذهب عني مذمة الرَّضَاع قَالَ الغرَّة عبد أَو أمةٌ 3 - (ابْن يُوسُف الثَّقَفِيّ) الحجّاج بن يُوسُف بن الحكم الثَّقَفِيّ أَمِير الْعرَاق ولد سنة

أَرْبَعِينَ أَو إِحْدَى وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين روى عَن ابْن عَبَّاس وَسمرَة بن جُنْدُب وَأَسْمَاء بنت الصّديق وَابْن عمر قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَلَا مأمونٍ وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء مَا رَأَيْت أحدا أفْصح من الْحجَّاج وَالْحسن وَالْحسن أفصحهما وَقَالَ عون كنت إِذا سَمِعت الْحجَّاج يقْرَأ عرفت أَنه طالما درس الْقُرْآن وَقيل إِنَّه كَانَ يَقْرَؤُهُ كل لَيْلَة وَقَالَ عتبَة بن عَمْرو مَا رَأَيْت عقول النَّاس إلاّ قَرِيبا بَعْضهَا من بعض إلاّ الْحجَّاج وَإيَاس ابْن مُعَاوِيَة فَإِن عقولهما كَانَت ترجح على عقول النَّاس أحصي مَا قتل صبرا فَبلغ ذَلِك مئة وَعشْرين ألفا وَعرضت بعد مَوته السجون فَوجدَ فِيهَا ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ ألفا لم يجب على أحدهم قطعٌ وَلَا صلب وَقَالَ الْهَيْثَم بن عدي مَاتَ الحجّاج وَفِي سجنه ثَمَانُون ألفا مِنْهُم ثَلَاثُونَ ألف امْرَأَة وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لَو) تخابثت الْأُمَم وَجِئْنَا بالحجاج لغلبناهم مَا كَانَ يصلح لدينا وَلَا آخِرَة وَلما توفّي لَيْلَة سبع وَعشْرين من شهر رَمَضَان وَله خمسٌ وَخَمْسُونَ سنة توفّي بواسط وعفّي قَبره وَأجْرِي عَلَيْهِ المَاء وَكَانَ يَقُول وَهُوَ فِي السِّيَاق اللَّهُمَّ اغْفِر لي فَإِن النَّاس يَزْعمُونَ أَنَّك لَا تغْفر لي وَكَانَ ينشد قَول عبيد بن سُفْيَان العكليّ من الْبَسِيط (يَا ربّ قد حلف الْأَعْدَاء واجتهدوا ... أَيْمَانهم أنني من سَاكِني النَّار)

(أيحلفون على عمياء ويحهم ... مَا علمهمْ بعظيم الْعَفو غفار) وَكتب إِلَى الْوَلِيد بن عبد الْملك كتابا يُخبرهُ فِيهِ بمرضه وَكتب فِي آخِره من الطَّوِيل (إِذا مَا لقِيت الله عنّي رَاضِيا ... فَإِن سرُور النَّفس فِيمَا هُنَالك) (فحسبي حَيَاة الله من كل ميتٍ ... وحسبي بَقَاء الله من كل هَالك) (لقد ذاق هَذَا الْمَوْت من كَانَ قبلنَا ... وَنحن نذوق الْمَوْت من بعد ذَلِك) وَكَانَ مَرضه بالآكلة وَقعت فِي بَاطِنه فَدَعَا بالطبيب لينْظر إِلَيْهَا فَأخذ لَحْمًا وعلّقه فِي خيط وسرَّحه فِي حلقه وَتَركه سَاعَة ثمَّ أخرجه وَقد لصق بِهِ دود كثير وسلط الله عَلَيْهِ الزَّمْهَرِير فَكَانَت الكوانين تجْعَل حوله مَمْلُوءَة نَارا وتجدنى مِنْهُ حَتَّى تحرق جلده وَهُوَ لَا يحسّ بهَا وشكا مَا يجده إِلَى الْحسن الْبَصْرِيّ فَقَالَ لَهُ قد نهيتك أَن تتعرّض إِلَى الصَّالِحين فلججت فَقَالَ لَهُ يَا حسن لَا أَسأَلك أَن تسْأَل الله أَن يفرّج عني وَلَكِنِّي أَسأَلك أَن تسأله أَن يعجل قبض روحي وَلَا يُطِيل عَذَابي فَبكى الْحسن بكاء عَظِيما وَأقَام الْحجَّاج على هَذِه الْحَالة خَمْسَة عشر يَوْمًا وَلما بلغت الْحسن وَفَاته قَالَ اللَّهُمَّ قد أمتَّه فأمت عنّا سنَّته قَالَ ذَلِك بعد مَا سجد شكراَ لله تَعَالَى وَلما حَضرته الْوَفَاة أحضر منجماً وَقَالَ لَهُ هَل ترى فِي علمك ملكا يَمُوت فَقَالَ نعم وَلست هُوَ فَقَالَ كَيفَ ذَلِك قَالَ المنجم إِن الَّذِي يَمُوت اسْمه كُلَيْب فَقَالَ الْحجَّاج أَنا هُوَ وَالله بذلك سمَّتني أُمِّي وَأوصى عِنْد ذَلِك وَقَالَ المَسْعُودِيّ فِي مروج الذَّهَب إِن الفارعة أم الْحجَّاج بنت همام بن عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ كَانَت تَحت الْحَارِث بن كلدة الثَّقَفِيّ حَكِيم الْعَرَب فَدخل مرّة عَلَيْهَا سحرًا فَوَجَدَهَا تتخلَّل فَبعث إِلَيْهَا بِطَلَاقِهَا فَقَالَت لم بعثت إليّ بطلاقي هَل لشَيْء رَابَك مني قَالَ نعم دخلت عَلَيْك فِي السَّحر وَأَنت تتخللين فَإِن كنت بادرت الغدا فَأَنت شرهة وَإِن كنت بتِّ والطّعام بَين أسنانك فَأَنت قذرة فَقَالَت كل ذَلِك لم يكن لكنني تخللت من شظايا السِّوَاك فتزوّجها بعده يُوسُف عقيل الثَّقَفِيّ فَولدت لَهُ الْحجَّاج مشوّهاً لَا دبر لَهُ) فَنقبَ عَن دبره وأبى أَن يقبل ثدي أمه أَو غَيرهَا وأعياهم أمره فَيُقَال إِن الشَّيْطَان تصور لَهُم فِي صُورَة الْحَارِث بن كلدة وَقَالَ لَهُم اذبحوا جدياً أسود وأولفوه دَمه فَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي فافعلوا بِهِ كَذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث فاذبحوا لَهُ تَيْسًا أسود وأولفوه دَمه ثمَّ اذبحوا لَهُ أسود سالخاً فأولفوه دَمه وأطلوا بِهِ وَجهه فإنّه يقبل الثدي فِي الْيَوْم الرَّابِع فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِك فَكَانَ لَا يصبر عَن سفك الدِّمَاء وَكَانَ يَقُول أنّ أكبر لذاته سفك الدِّمَاء وارتكاب الْأُمُور الَّتِي لَا يقدم عَلَيْهَا غَيره وَقَالَ ابْن عبد ربّه إِن الفارعة الْمَذْكُورَة كَانَت امْرَأَة الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَإنَّهُ هُوَ الَّذِي طَلقهَا لأجل الْحِكَايَة الْمَذْكُورَة وَذكر أَيْضا أَن الْحجَّاج وأباه كَانَا يعلمَانِ الصّبيان بِالطَّائِف ثمَّ أَن الْحجَّاج لحق بِروح بن زنباع وَزِير عبد الْملك وَكَانَ فِي عداد شرطته إِلَى أَن رأى عبد الْملك انحلال عسكره وَأَن النَّاس لَا يرحلون برحيله وَلَا ينزلون بنزوله فَشَكا ذَلِك إِلَى روح بن زنباع فَقَالَ إِن فِي شرطتي رجلا لَو قلّده أَمِير الْمُؤمنِينَ عسكره لأرحل النَّاس برحيله وأنزلهم بنزوله يُقَال لَهُ الْحجَّاج بن يُوسُف قَالَ فإنّا قد قلّدناه ذَلِك فَكَانَ لَا يقدر أحدٌ أَن يتَخَلَّف عَن الرحيل وَالنُّزُول

إلاّ أعوان روح بن زنباع فَوقف عَلَيْهِم وَقد رَحل النَّاس وهم على طَعَام يَأْكُلُون فَقَالَ لَهُم مَا منعكم أَن ترحلوا لرحيل أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالُوا لَهُ إنزل يَا بن اللحناء وكل مَعنا فَقَالَ لَهُم هَيْهَات ذهب ذَلِك ثمَّ أَمر بهم فجلدوا بالسياط وطوَّفهم فِي الْعَسْكَر وَأمر بفسطاط روح فَأحرق بالنَّار فَدخل روحٌ على عبد الْملك باكياً وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إنّ الْحجَّاج الَّذِي كَانَ فِي شرطتي ضرب غلماني وأحرق فساطيطي قَالَ عليّ بِهِ فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ مَا حملك عَلَى مَا فعلت قَالَ أَنا مَا فعلت قَالَ وَمن فعل ذَلِك قَالَ أَنْت إِنَّمَا يَدي يدك وسوطي سَوْطك وَمَا على أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يخلف لروحٍ مَا ذهب لَهُ عوض الْفسْطَاط فسطاطين وَعوض الْغُلَام غلامين وَلَا يكسرني فِيمَا قدّمني لَهُ فأخلف لروحٍ مَا ذهب لَهُ وتقدّم الْحجَّاج فِي مَنْزِلَته وَكَانَ ذَلِك أوّل مَا عرف من كفاتيه وَكَانَ للحجاج فِي الفتك والسَّفك والعقوبات غرائب لم يسمع بِمِثْلِهَا وَهِي مَشْهُورَة عَنهُ مدوّنة وَيُقَال إِن زِيَاد بن أَبِيه أَرَادَ أَن يتشبه بعمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي ضبط الْأُمُور والحزم والصّرامة وَإِقَامَة السياسات فأسرف وَتجَاوز الحدَّ وَأَرَادَ الْحجَّاج أَن يتشبّه بِزِيَاد فَأهْلك ودمّر وخطب يَوْمًا فَقَالَ فِي أثْنَاء كَلَامه أَيهَا النَّاس إِن الصَّبْر عَن محارم الله أَهْون من الصَّبْر على عَذَاب الله فَقَامَ إِلَيْهِ رجل) فَقَالَ لَهُ وَيحك يَا حجاج مَا أصفق وَجهك وأقلّ حياءك فَأمر بِهِ فحبس فَلَمَّا نزل عَن الْمِنْبَر دَعَا بِهِ وَقَالَ لقد اجترأت عليّ فَقَالَ أتجترىء على الله وَلَا تنكره وتجترىء عَلَيْك فتنكره فخلّى سَبيله وَذكر أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ فِي تلقيح فهوم أهل الْأَثر أَن الفارعة أم الْحجَّاج هِيَ المتمنيّة وَلما تمنّت كَانَت تَحت الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة نصر بن حجاج فِي حرف النُّون فِي بَابه وَقيل إِن عُرْوَة بن الزبير كنى أَخَاهُ عِنْد عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ لَهُ الْحجَّاج أتكني أَخَاك الْمُنَافِق عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا أمّ لَك فَقَالَ عُرْوَة أَلِي تَقول هَذَا يَا ابْن المتمنيّة وَأَنا ابْن عَجَائِز الْجنَّة صفيّة وَخَدِيجَة وَعَائِشَة وَحكى أَبُو أَحْمد العسكري فِي كتاب التَّصْحِيف أَن النَّاس غبروا يقرأون الْقُرْآن فِي مصحف عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ نيفاً وَأَرْبَعين سنة إِلَى أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان ثمَّ كثر التَّصْحِيف وانتشر بالعراق فَفَزعَ الْحجَّاج إِلَى كتَّابه وسألهم أَن يضعوا لهَذِهِ الْحُرُوف المشتبهات عَلَامَات فَيُقَال إِن نصر بن عاصمٍ قَامَ بذلك فَوضع النُّقط أفراداً وأزواجاً وَخَالف بَين أماكنها فغبر النَّاس بذلك زَمَانا لَا يَكْتُبُونَ إلاّ منقوطاً وَكَانَ مَعَ اسْتِعْمَال النقط يَقع التَّصْحِيف فأحدثوا الإعجام فَكَانُوا يتَّبعون النقط والإعجام فَإِذا أغفل الِاسْتِقْصَاء عَن الْكَلِمَة لم توفّ

حُقُوقهَا إعترى التَّصْحِيف فالتمسوا حِيلَة فَلم يقدروا فِيهَا إلاّ على الْأَخْذ من أَفْوَاه الرِّجَال بالتلقين وَالْحجاج هُوَ الَّذِي بنى وَاسِط وَكَانَ شُرُوعه فِيهَا فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَفرغ مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَفتح عَلَيْهِ جملةٌ من الْبِلَاد مِنْهَا بُخَارى وبلخ والصُّغد وَقتل من الصَّحَابَة عبد الله بن الزبير وَرمى الْكَعْبَة بالمنجنيق وَختم جمَاعَة من الصَّحَابَة فِي أَعْنَاقهم وأيديهم مِنْهُم جَابر وَأنس بن مَالك وَقَالَ لَو أدْركْت عبد هُذَيْل لضَرَبْت عُنُقه يَعْنِي ابْن مَسْعُود وَقَالَ كذبت أمّ أَيمن وَقَالَ إِن كَانَ سُلَيْمَان لحسود يَعْنِي ابْن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام وَقتل من سَادَات التَّابِعين سعيد بن جُبَير وَغَيره وَأَرَادَ قتل الْحسن الْبَصْرِيّ مرَارًا فعصمه الله عَنهُ قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَهُوَ الْخَبَر الَّذِي أخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بخرج فِي ثَقِيف وَكَانَ عمر وعليُّ يدعوان على أهل الْعرَاق بتعجيل الْغُلَام الثَّقَفِيّ وَهُوَ الْحجَّاج وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ سَمِعت الْحجَّاج يَقُول يزْعم أهل الْعرَاق أَنِّي بَقِيَّة ثَمُود وَنعم وَالله البقيّة بَقِيَّة ثَمُود مَا نجا مَعَ صَالح أحد إلاّ الْمُؤمنِينَ وَكَانَ شيد النصح لدولة بني مَرْوَان مُجْتَهدا فِيهَا يرى إِبَاحَة قتل من كَانَ يخالفهم أَو يطعن عَلَيْهِم وَبِهَذَا التَّأْوِيل قتل من قتل وَقَالَ فِي بعض خطبه اسمعوا) وَأَطيعُوا لخليفة الله وصفيّه عبد الْملك وَالله لَو أمرت النَّاس أَن يخرجُوا من الْمَسْجِد فَخَرجُوا من بَاب آخر لحلَّت لي دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ وَالله لَو أخذت ربيعَة بمضر لَكَانَ ذَلِك لي من الله حَلَالا وَقَالَ فِي وَصيته عِنْد الْمَوْت هَذَا مَا أوصى بِهِ الْحجَّاج بن يُوسُف وفيهَا وَلَا يعرف إلاّ طَاعَة الْوَلِيد بن عبد الْملك عَلَيْهَا يحيى وَعَلَيْهَا يَمُوت وَعَلَيْهَا يبْعَث وَأوصى بتسعمئة درع جَدِيد ستمئة مِنْهَا لمنافقي أهل الْعرَاق يغرون بهَا وثلاثمئة للترك وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَنْبَسَة بن سعيد بن الْعَاصِ قيل للحجاج بن يُوسُف حِين أجلى النبط من الْأَمْصَار إِلَى أصولهم مَاذَا دعَاك إِلَى إجلائهم فَقَالَ حَدثنِي ثَلَاثَة عشر من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا ازدادت النبط فِي الْإِسْلَام عزّاً إلاّ ازْدَادَ الْإِسْلَام ذلاً فَذَلِك الَّذِي دَعَاني إِلَى إجلائهم وَعَن ثَابت عَن أنسٍ قَالَ حدثت الْحجَّاج بِحَدِيث العرنيّين فَلَمَّا كَانَت الْجُمُعَة قَامَ يخْطب فَقَالَ أتزعمون أَنِّي شَدِيد الْعقُوبَة هَذَا أنس حَدثنِي عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قطع أَيدي رجال وأرجلهم وسمل أَعينهم قَالَ أنسٌ فوددت أَنِّي مت قبل أَن أحدثه وَقَالَ عمر بن

عبد الْعَزِيز وَذكر الْحجَّاج لقد ولي الْعرَاق وَهُوَ أوفر مَا يكون من الْعِمَارَة فأخسَّ بِهِ إِلَى أَرْبَعِينَ ألف ألف وَلَقَد أدِّي بِهِ إليّ فِي عَامي هَذَا ثَمَانُون ألف ألف وَإِن بقيت إِلَى قَابل رَجَوْت أَن يؤدَّى إليّ مَا أدّي إِلَى عمر بن الْخطاب مئة ألف ألف وَعشرَة آلَاف الف وَقَالَ مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر كَانَ عمر بن عبد الْعَزِيز يبغض الحجّاج فَنَفْس عَلَيْهِ بكلمةٍ قَالَهَا عِنْد الْمَوْت اللَّهُمَّ اغْفِر لي فَإِنَّهُم يَزْعمُونَ أَنَّك لَا تفعل وَقيل لِلْحسنِ كنت تَقول الآخر شرٌّ وَهَذَا عمر بن عبد الْعَزِيز بعد الْحجَّاج فَقَالَ الْحسن لَا بدَّ للنَّاس من متنفسات وأرجف النَّاس بِمَوْتِهِ فَخَطب وَقَالَ إِن طَائِفَة من أهل الْعرَاق وَأهل الشقاق والنفاق نَزغ الشَّيْطَان بَينهم فَقَالُوا مَاتَ الْحجَّاج وَمَات الْحجَّاج فَمه وَهل يَرْجُو الْحجَّاج الْخَيْر إلاّ بعد الْمَوْت وَالله مَا يسرُّني أَن لَا أَمُوت وأنّ لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَمَا رَأَيْت الله رَضِي التخليد إلاّ لأهون خلقه عَلَيْهِ إِبْلِيس حَيْثُ قَالَ إِنَّك من المنظرين فأنظره إِلَى يَوْم الدّين وَلَقَد دَعَا الله العَبْد الصَّالح فَقَالَ هَب ي ملكا لَا يَنْبَغِي لأحد من بعدِي فأعطاهالله الْبَقَاء فَمَا عَسى أَن يكون أَيهَا الرجل وكلكم ذَلِك الرجل كَأَنِّي وَالله بِكُل حيٍّ مني ومنكم مَيتا وَبِكُل رطب يَابسا ثمَّ نقل فِي ثِيَاب أَكْفَانه إِلَى ثَلَاثَة أَذْرع طولا فِي ذِرَاع عرضا فَأكلت الأَرْض لَحْمه ومصَّت صديده وَانْصَرف الحبيب من وَلَده فقسم الحبيب من مَاله إِن الَّذين يعْقلُونَ) يعْقلُونَ مَا أَقُول ثمَّ نزل قَالَ الزبْرِقَان كنت عِنْد أبي وَائِل فَجعلت أسبُّ الْحجَّاج وأذكر مساوئه فَقَالَ لَا تسبّه وَمَا يدْريك لَعَلَّه قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لي فغفر لَهُ وَقَالَ رجل لِسُفْيَان أشهد على الْحجَّاج وعَلى أبي مُسلم أَنَّهُمَا فِي النَّار فَقَالَ لَا إِذا أقرّا بِالتَّوْحِيدِ وَسمع ابْن سِيرِين رجلا يسبُّ الْحجَّاج فَقَالَ مَه أَيهَا الرجل إِنَّك لَو وافيت يَوْم الْقِيَامَة كَانَ أَصْغَر ذَنْب عملته قطّ أعظم عَلَيْك من أعظم ذَنْب عمله الْحجَّاج وَاعْلَم أَن الله حكمٌ عدلٌ إِن أَخذ من الْحجَّاج لمن ظلمه شَيْئا فسيأخذ للحجّاج مِمَّن ظلمه فَلَا تشغلنَّ نَفسك بسبّ أحد ورؤي فِي الْمَنَام هُوَ وَعبد الْملك يسحبان أمعاءهما فِي النَّار وَفِي مَنَام آخر قَالَ قتلني بِكُل قتلة قتلت بهَا إنْسَانا ثمَّ عزلت مَعَ الْمُوَحِّدين وَلم يخلِّف الْحجَّاج لما مَاتَ غير ثلاثمئة دِرْهَم ومصحفاً وسيفاً وسرجاً ورحلاً وَكَانَ يَقُول عِنْد احتضاره مَا لي وَلَك يَا سعيد بن جُبَير وَلما مَاتَ لم يعلم بِمَوْتِهِ أحد حَتَّى أشرفت جاريةٌ فَقَالَت أَلا إِن مطعم الطَّعام ومفلَّق الْهَام وَسيد أهل الشَّام قد مَاتَ من الْبَسِيط (الْيَوْم يَرْحَمنَا من كَانَ يغبطنا ... وَالْيَوْم يأمننا من كَانَ يخشانا) وَبَقِي الْحجَّاج والياً للحجاز ثَلَاث سِنِين وللعراق عشْرين سنة لعبد الْملك وتسعاً للوليد وَمَات الْوَلِيد بعد الْحجَّاج بِتِسْعَة أشهر وَالْحجاج أول من أطْعم على ألف خوان كل خوان عَلَيْهِ عشرَة رجال وَعَلِيهِ جنب شواء وثريدة وسمكة ورنيّة فِيهَا عسل وَأُخْرَى فِيهَا لبن وَكَانَ يَقُول لمن يحضر غداءه رَسُولي إِلَيْكُم الشَّمْس إِذا

ابن الشاعر

طلعت فاغدوا على عدائكم وَإِذا غربت فروحوا إِلَى عشائكم وَكَانَ يحمل الْحجَّاج فِي محفةٍ ويدار بِهِ على الموائد يتفقّدها وَيَقُول إكسروا الأرغفة لِئَلَّا تُعَاد عَلَيْكُم وَرَأى يَوْمًا أوزّة وَلَيْسَ عَلَيْهَا سكّر فَأمر بِضَرْب الطبّاخ مئتي سَوط وَكَانَ الغلمان لَا يَمْشُونَ إلاّ وخرائط السكر على أوساطهم وَكَانَ طَعَامه لأهل الشَّام خاصّة دون أهل الْعرَاق فَلَمَّا ولي يُوسُف بن عمر لهشام كَانَ طَعَامه للنَّاس عامَّة 3 - (ابْن الشَّاعِر) حجّاج بن يُوسُف حجاج أَبُو مُحَمَّد ابْن الشَّاعِر الثَّقَفِيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ أَبوهُ يلقب لقُوَّة بِكَسْر اللَّام وَسُكُون الْقَاف وَفتح الْوَاو وَبعدهَا هَاء نَشأ بِالْكُوفَةِ وَقَالَ الشّعْر وَصَحب أَبَا نواس وَنَشَأ) ابْنه حجاج بِبَغْدَاد وَطلب الحَدِيث وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد قَالَ ابْن أبي حَاتِم ثِقَة حَافظ وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين ومئتين 3 - (أَبُو مُحَمَّد المؤدّب) حجاج بن يُوسُف بن قُتَيْبَة أَبُو مُحَمَّد الْهَمدَانِي الْأَزْرَق الْمُؤَدب عَاشَ مئة وَعشْرين سنة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ ومئتين 3 - (الْأَمِير أَبُو جَعْفَر) حجاج بن هُرْمُز الْأَمِير أَبُو جَعْفَر استنابه السُّلْطَان بهاء الدولة بالعراق وندبه لِحَرْب الأكراد توفّي سنة أربعمئة وَكَانَ مقدما فِي دولة عضد الدولة وبنيه عَارِفًا بالحروب شجاعاً مهيباً ذَا رَأْي وجلالة وأبهة وسطوة خرج عَن بَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فكثرت بهَا العملات وَوَقعت الْفِتَن وأسنَّ وعمِّر 3 - (الفساطيطي) حجاج بن بَصِير أَبُو مُحَمَّد الفساطيطي قَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف

ابن عبد الملك

تركُوا حَدِيثه توفّي سنة ثَلَاث عشرَة ومئتين 3 - (ابْن عبد الْملك) حجاج بن عبد الْملك بن مَرْوَان سَمَّاهُ أَبوهُ عبد الْملك باسم عَامله الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ وَقَالَ من الرجز (سميته الْحجَّاج بالحجاج ... بالناصح المعاون الدمَّاج) نصحاً لعمري غير ذِي مداجي فوهب لَهُ الْحجَّاج دَاره بِدِمَشْق وبالحجاج بن عبد الْملك هَذَا سمي قصر حجاج ظَاهر بَاب الْجَابِيَة قلت وَهَذِه الدَّار هِيَ الَّتِي كَانَت لأيدغدي شقير ثمَّ إِنَّهَا اتَّصَلت لبكتمر الْحَاجِب ثمَّ لبليان طرفا ثمَّ لبيبرس الْحَاجِب ثمَّ لِابْنِ الْأَفْضَل وَهِي عِنْد مأذنة فيزوز بِجَانِب حمام كرجي وَيُقَال إِن أمّ حجاج الْمَذْكُور هِيَ بنت مُحَمَّد بن يُوسُف أخي الْحجَّاج 3 - (الصّوّاف) حجاج بن أبي عُثْمَان الصوّاف الْبَصْرِيّ وَصفه التِّرْمِذِيّ بِالْحِفْظِ ووثّقه جمَاعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ومئة) 3 - (الْأَعْوَر) حجاج الْأَعْوَر بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد المصِّيصِي مولى سُلَيْمَان بن مجالدٍ ترمذي الأَصْل سكن بَغْدَاد قَالَ الإِمَام أَحْمد مَا كَانَ أضبطه وَأَصَح أَحَادِيثه وَأَشد تعاهده للحروف وَرفع أمره جدّاً مَاتَ بِبَغْدَاد سنة سِتّ ومئتين وَقد تغيرعقله وروى لَهُ

ابن منهال

البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن منهال) حجاج بن مهال الْأنمَاطِي الْبَصْرِيّ أَبُو مُحَمَّد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَة قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة فَاضل وَقَالَ العجليُّ ثِقَة رجل صَالح وَكَانَ صَاحب سنَّةٍ يظهرها توفّي بِالْبَصْرَةِ سنة سِتّ عشرَة ومئتين 3 - (ابْن حسّان الْحَنَفِيّ) حجاج بن حسان الْحَنَفِيّ وَيُقَال العائشي والعيشي والتيمي من تيم الله بن ثَعْلَبَة تَابِعِيّ يعدُّ فِي الْبَصرِيين سمع أنس بن مَالك وَعبد الله بن بُرَيْدَة وَعِكْرِمَة وَسمع مِنْهُ يحيى بن سعيد وَيزِيد بن هَارُون 3 - (أَبُو مُحَمَّد السّلمي) حجاج بن علاط بن خَالِد أَبُو كلاب وَيُقَال أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو عبد الله السّلمي ثمَّ الْبَهْزِي أسلم عَام خَيْبَر وَهُوَ الَّذِي قدم مَكَّة بِفَتْح خَيْبَر وَأخْبر بِهِ الْعَبَّاس سرا وَأخْبر قُريْشًا بضدّه عَلَانيَة حَتَّى جمع مَاله بهَا وَخرج عَنْهَا وَسكن الْمَدِينَة وَبنى

الألقاب

بهَا دَارا ومسجداً يعرف بِهِ ثمَّ تحوّل إِلَى دمشق وَكَانَ لَهُ بهَا دَار عرفت بعده بدار الخالديين وَصَارَت بعده إِلَى ابْن هـ خَالِد بن الْحجَّاج وَكَانَ خَالِد ابْنه أَمِير دمشق من قبل بعض بني أُميَّة وَقيل إِن الْحجَّاج نزل حمص وعقبه بهَا وَله دَار تعرف بدار الخالديّين وَاسْتعْمل مُعَاوِيَة ابنيه عبيد الله وَنصر بن حجاج وَهُوَ أول من بعث بِصَدَقَتِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَعْدن بني سليم وَكَانَت مَعَه يَوْم حنين إِحْدَى الرَّايَات الثَّلَاث لنَبِيّ سليم وَقيل إِنَّه مدفون بقالي قلا بِأَرْض الرّوم وَهُوَ أَبُو نصر بن حجاج الْمَشْهُور وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ وَخرج حجاج هَذَا قبل إِسْلَامه فِي ركبٍ من قومه إِلَى مَكَّة فلمّا جنَّ عَلَيْهِ اللَّيْل كَانَ فِي وَاد وَحش مخوف فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه يَا أَبَا كلاب قُم فاتّخذ لنَفسك وَأَصْحَابك أَمَانًا فَقَامَ الْحجَّاج يطوف حَولهمْ ويكلؤهم) وَيَقُول من الرجز (أعيذ نَفسِي وأعيذ صحبي ... من كل جنّي بِهَذَا النقب) حَتَّى أؤوب سالما وركبي فَسمع قَائِلا يَقُول يَا معشر الجنِّ وَالْإِنْس إِن اسْتَطَعْتُم أَن تنفذوا من أقطار السَّمَوَات وَالْأَرْض فانفذوا لَا تنفذون إلاّ بسُلْطَان فَلَمَّا قدم مَكَّة خبَّر بذلك فِي نَادِي قومه فَقَالُوا لَهُ صَبَأت يَا أَبَا كلاب إِن هَذَا فِيمَا يزْعم محمدٌ أَنه أنزل عَلَيْهِ قَالَ وَالله لقد سمعته وسَمعه هَؤُلَاءِ ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه ورخّص لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَقُول فِيهِ بِمَا شَاءَ عِنْد أهل مَكَّة عَام خَيْبَر من أجل مَاله وَولده حَتَّى جمع مَاله بهَا من أهل وَولد (الألقاب) الْحَجَّاجِي الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب ابْن الْحجَّاج شَاعِر اسْمه أَحْمد بن الْحجَّاج ابْن حجاج الشَّاعِر محتسب بَغْدَاد اسْمه الْحُسَيْن بن أَحْمد أَبُو الْحجَّاج الأقصريّ يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْحجَّاج عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد

الديرقطاني

الْحَجَّاجِي الشَّافِعِي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن الْحجَّاج عبد الْحق بن عبد الله الحجَّة الصّوفي اسْمه عبد المحسن أَبُو الْحجَّاج الأقصري يُوسُف بن عبد الرَّحِيم الحجار الْمسند أَحْمد بن نعْمَة (الديرقطاني) حجازيُّ بن أَحْمد بن حجاز صفي الدّين الديرقطاني قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي فِي تارخ الصَّعيد كَانَ كَرِيمًا كَاتبا أديباً ناظماً لطيفاً توفّي بِبَلَدِهِ سنة إِحْدَى وسبعمئة وَأورد لَهُ من السَّرِيع (قل للمطايا قد بلغت النَّقا ... فهنّها يَا صَاح بالملتقى) (وخلّها ترعى عرار الْحمى ... إنّ عرار الْحَيّ يجلو الشَّقا) (وَقد تملى باللقا عاشق ... كَانَ لطيف الْمُلْتَقى شيّقا) (وَقد محا الْوَصْل حَدِيث الخفا ... حَتَّى كأنَّ الهجر لن يخلقا) قَالَ وَكَانَ يُعجبهُ غناء البصيصة المغنّية وَكَانَت تغني من شعره فَحَضَرت يَوْمًا فَقَالَ من الْخَفِيف (أدخلي تدخلي علينا سُرُورًا ... أَنْت وَالله نزهة العشاق) (لَا تميلي إِلَى الْخُرُوج سَرِيعا ... تخرجي عَن مَكَارِم الْأَخْلَاق) (الألقاب) الْحِجَازِي هُوَ الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر (حجر) 3 - (ابْن حجر التَّابِعِيّ) حجر بن حجرٍ حَدِيثه فِي الشاميّين فِي الطَّبَقَة الأولى من تابعيهم يروي عَن العرباص بن سَارِيَة روى عَنهُ خَالِد بن معدان 3 - (حجر الشرّ) حجر بن يزِيد الْكِنْدِيّ الْمَعْرُوف بِحجر الشرّ لِأَنَّهُ كَانَ شريراً لَهُ وفادة وَشهد الْحكمَيْنِ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ

أبو العنبس

3 - (أَبُو العنبس) حجر بن عَنْبَس الْحَضْرَمِيّ أَبُو العنبس مخضرم كَبِير صحب عليا وروى عَن عَليّ وَعَن وَائِل بن حجر وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (حجر الْخَيْر) حجر بن عدي الأدبر وَإِنَّمَا سمي الأدبر لِأَنَّهُ طعن مولِّياً هُوَ أَبُو عبد الرَّحْمَن الْكِنْدِيّ الْكُوفِي وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمع عليّاً وَعمَّارًا وشراحيل ابْن مرّة وَيُقَال شُرَحْبِيل وغزا الشَّام فِي الْجَيْش الَّذين افتتحوا عذراء الَّتِي قتل بهَا وَهِي من قرى دمشق وقبره بهَا مَعْرُوف وَشهد مَعَ عليٍّ الْجمل وصفّين أَمِيرا وَكَانَ برّاً بِوَالِديهِ عابداً وَكَانَ فِي أَلفَيْنِ وخمسمئة من الْعَطاء وَشهد فتح الْقَادِسِيَّة وَقَتله مُعَاوِيَة وَقتل أَصْحَابه بمرج عذراء وَقتل إبناه عبد الله وَعبد الرَّحْمَن قَتلهمَا مُصعب بن الزبير صبرا وَكَانَا يتشيّعان وَكَانَ حجر ثِقَة مَعْرُوفا قَالَ أَبُو معشر كَانَ حجر بن عدي رجلا من كِنْدَة وَكَانَ عابداً قَالَ وَلم يحدّث قطّ إِلَّا تَوَضَّأ وَلم يهرق مَاء إِلَّا توضّأ وَمَا تَوَضَّأ إلاّ صلى وَقَالَ ابْن سعد حجر فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من تَابِعِيّ الْكُوفَة وَهَذَا حجر يعرف بِحجر الْخَيْر فصلا بَينه وَبَين حجر الشَّرّ وَهُوَ حجر بن يزِيد وَقد تقدم ذكره وَكَانَ سَبَب قَتله أَنه كَانَ من أَصْحَاب عليّ فَكَانَت تصدر مِنْهُ حركات لَا تعجب وُلَاة الْكُوفَة فَقَالَ لَهُ زِيَاد بن أَبِيه إِنِّي أحذِّرك أَن تركب أعجاز أمورٍ قد هلك من ركب صدورها فَلم ينْتَه فنفذ زِيَاد إِلَى مُعَاوِيَة إِن كَانَ لَك بالعراق حاجةٌ فَاكْفِنِي حجرا وَأَصْحَابه فَأمر بهم مُعَاوِيَة فَقتلُوا نصفهم بعذراء سنة إِحْدَى وَخمسين وَكَانُوا أَرْبَعَة عشر وَقيل ثَلَاثَة عشر وَكَانَ حجر مِمَّن قتل وَقيل قتل سنةٌ أَو سَبْعَة وَجَاء رَسُول مُعَاوِيَة بِالْعَفو عَنْهُم وَقدم) عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام برسالة عَائِشَة تسأله أَن يخلي سبيلهم فَقدم وَقد قتلوا فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَيْن عزب عَنْك حلم أبي سُفْيَان فَقَالَ غيبَة مثلك عني من قومِي وحجَّ مُعَاوِيَة فَاسْتَأْذن على

ذو اللسانين

عَائِشَة فَحَجَبَتْهُ ثمَّ أَذِنت لَهُ فَقَالَت لَهُ مَا حملك على قتل أهل عذراء حجر وَأَصْحَابه قَالَ يَا أم الْمُؤمنِينَ إِنِّي رَأَيْت قَتلهمْ صلاحاً للأمَّة وَإِن بقاءهم فَسَاد للْأمة فَقَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول سيقتل بعذراء أناسٌ يغْضب الله لَهُم وَأهل السَّمَاء أما خشيت أَن أخبىء لَك رجلا فيقتلك فَقَالَ لَا إِنِّي فِي بَيت أَمَان وَكَانَ يَقُول عِنْد مَوته إنّ يومي من ابْن الأدبر لطويل وانتحب ابْن عمر لما بلغه قَتله وَنَدم مُعَاوِيَة على قَتله وَعرف مِنْهُ النَّدَم وَالْخَوْف عِنْد الْمَوْت وَقَالَ مَا قتلت أحدا إلاّ وَأَنا أعرف فيمَ قتلته وَمَا أردْت بِهِ مَا خلا حجرا وَكَانَ يُقَال أول ذلٍّ دخل على أهل الْكُوفَة قتل حجر بن عدي وَقَالَت هِنْد ابْنة زيد بن مخرمَة الْأَنْصَارِيَّة حِين سَار حجر إِلَى مُعَاوِيَة من الوافر (ترفّع أَيهَا الْقَمَر الْمُنِير ... تبصَّر هَل ترى حجرا يسير) (يسير إِلَى مُعَاوِيَة بن حَرْب ... ليَقْتُلهُ كَمَا زعم الخيبر) (تجبّرت الجبابر بعد حجرٍ ... فطاب لَهَا الخورنق والسَّدير) (وأصبحت الْبِلَاد لَهُ محولاً ... كَأَن لم يحيها زمنٌ مطر) (أَلا يَا حجر حجر بن عديٍ ... تلقّتك السَّلامَة وَالسُّرُور) (أَخَاف عَلَيْك مَا أردى عليّاً ... وشيخاً فِي دمشق لَهُ زئير) (فَإِن تهْلك فكلُّ عميد قومٍ ... إِلَى هلكٍ من الدُّنْيَا بَصِير) وَأنْشد حجرٌ عِنْد قَتله من الطَّوِيل (كفى بشفاه الْقَبْر بعدا لهالك ... وبالموت قطّاعاً لحبل الْقَرَائِن) وَقَالَ لأَصْحَابه بِالْكُوفَةِ عِنْد وداعهم من الطَّوِيل (فَمن لكم مثلي لَدَى كل غارةٍ ... وَمن لكم مثلي ذَا الباس أصحرا) (وَمن لكم مثلي إِذا الْحَرْب قلَّصت ... وأوضع فِيهَا المستميت وشمّرا) فأجابته امْرَأَة أنصاريّة من الطَّوِيل (فَمن صادعٌ بِالْحَقِّ بعْدك نَاطِق ... يتقوى وَمن إِن قيل بالجور عيرًا) (فَنعم أَخُو الْإِسْلَام أَنْت وإنني ... لأطمع أَن تجنى الخلود وتحبرا) ) وَقد رُوِيَ الشعران لغَيْرِهِمَا 3 - (ذُو اللسانين) حجر بن عقبَة بن حصن بن حُذَيْفَة بن بدر الْفَزارِيّ كَانَ يلقّب ذَات اللسانين لِكَثْرَة شعره وهوالقائل من الطَّوِيل (ألم يَأْتِ قيسا كلهَا أنّ عزّها ... غَدَاة غدٍ من دارة الدّور ظاعن)

والد وائل بن حجر

هُنَالك حارت بالدموع مَوَانِع الْعُيُون وسالت بالفراق الظعائن 3 - (وَالِد وَائِل بن حجر) حجر بن ربيعَة بن وَائِل وَالِد وَائِل بن حجر رُوِيَ عَنهُ حَدِيث وَاحِد أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْجد على جَبهته وَأَنْفه ولولده وَائِل صُحْبَة (الألقاب) الحجراوي سلم ين يحيى الحجري المغربي عبد الله بن مُحَمَّد الْحجَّة المنتظر مُحَمَّد بن الْحسن (بنت نصيب الْأَصْغَر) الحجناء بنت نصيب الْأَصْغَر الحبشي مولى الْمهْدي وَسَيَأْتِي ذكر والدها إِن شَاءَ الله فِي حرف النُّون مَكَانَهُ لَهَا مدائح فِي الْمهْدي فَمن ذَلِك قَوْلهَا من الوافر (أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا تَرَانَا ... خنافس بَيْننَا جعلٌ كَبِير) (أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا تَرَانَا ... كأنّا من سَواد اللَّيْل قير) (أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا تَرَانَا ... فقيراتٍ ووالدنا فَقير) (أضرَّ بِنَا شقاء الجدّ مِنْهُ ... فَلَيْسَ يميرنا فِي من يمير) (وأحواض الْخلَافَة مترعات ... لَهَا عرفٌ ومعروف كَبِير) (أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَنت غيث ... يعمّ النَّاس وابله غزير) (يعاش بِفضل جودك بعد موت ... إِذا عالوا وينجبر الكسير) (حُجَيْر) 3 - (التَّمِيمِي) حُجَيْر بن إهَاب التميميّ حَلِيف بني نَوْفَل لَهُ صُحْبَة رَوَت عَنهُ مَارِيَة مولاته خبر زيد بن عَمْرو بن نوفلٍ 3 - (أَبُو مخشي بن حُجَيْر) حُجَيْر الهلاليُّ يُقَال إِنَّه حنفيٌ وَقيل إِنَّه من ربيعَة بن

ابن بيان

نزار وَهُوَ أَبُو مخشي بن حُجَيْر حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض 3 - (ابْن بَيَان) حُجَيْر بن بَيَان يعدّ فِي أهل الْعرَاق روى عَنهُ أَبُو قزعة حَدِيثا مَرْفُوعا فِي التَّشْدِيد فِي منع الصَّدقة عَن ذِي الرَّحم (أَبُو عمر اليمامي) حجين بن المثنَّى أَبُو عمر اليماميّ نزيل بَغْدَاد كَانَ ثِقَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين والمئتين (أَبُو خرَاش الصَّحَابِيّ) حَدْرَد أَبُو خرَاش الْأَسْلَمِيّ وَيُقَال السلميُّ روى عَنهُ ابْن أبي أنس عمرَان أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول من هجر أَخَاهُ سنة كَانَ سفك دَمه حَدِيثه عِنْد أهل مصر (الألقاب) ابْن حدار جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن الْحداد الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد والشاعر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان وشارح الشاطبية عبد الرَّحْمَن بن اسماعيل وَبدر الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف

أخت الرسول صلى الله عليه وسلم

والقيرواني الشَّاعِر اسْمه سعيد بن مُحَمَّد والنحوي جَعْفَر بن مُوسَى والحداد الرافضي مبارك بن حَامِد ابْن أبي الْحَدِيد جمَاعَة مِنْهُم الْمُحدث مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان وموفق الدّين أَحْمد بن هبة الله بن مُحَمَّد وَأَخُوهُ عز الدّين عبد الحميد بن هبة الله بن مُحَمَّد والدمشقي اسْمه أَحْمد بن عُثْمَان ابْن حَدِيد اسْمه عبد المحسن ابْن حَدِيدَة الْوَزير اسْمه سعيد بن عَليّ بن أَحْمد بن حَدِيدَة أَحْمد بن الْقَاسِم الحديدي سعيد بن أَحْمد ابْن حدير المغربي الشَّاعِر عبد الله بن مُوسَى (أُخْت الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حذافة بنت الْحَارِث السَّعدية أُخْت الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الرضَاعَة أمهَا حليمة السعدية قَالَ ابْن إِسْحَاق يُقَال لَهَا الشيماء وَكَانَت تحضن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أمهَا إِذْ كَانَ عِنْدهم (الألقاب) الحذّاء اسْمه خَالِد الْحذاء النَّحْوِيّ عُبَيْدَة بن حميد (حُذَيْفَة) 3 - (أَبُو سريحَة) حُذَيْفَة بن اسيد بن خَالِد الْغِفَارِيّ كَانَ ممّن بَايع تَحت الشَّجَرَة بيعَة الرِّضوان وعداده فِي الكوفيّين روى عَنهُ أَبُو الطُّفَيْل وَالشعْبِيّ وكنية حُذَيْفَة أَبُو سريحَة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة 3 - (ابْن الْيَمَان) حُذَيْفَة بن الْيَمَان أَبُو عبد الله الْعَبْسِي حَلِيف بني عبد الْأَشْهَل صَاحب سر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ وَأَبوهُ من سَادَات الصَّحَابَة الْمُهَاجِرين شهد اليرموك وَأمه امْرَأَة من الْأَنْصَار من الْأَوْس

وأرسله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سريَّةً وَحده فِي لَيْلَة بَارِدَة فِي حَرْب الخَنْدَق يستعلم خبر الْقَوْم فَرجع وَهُوَ يمشي فِي مثل الْحمام ودعا لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ رامياً وَاسْتَعْملهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بعض الصَّدَقَة وَاسْتَعْملهُ عمر على الْمَدَائِن وَفتح كثيرا من بِلَاد الْعَجم وَقتل أَبوهُ يَوْم أحد وجاءه نعي عُثْمَان وَهُوَ بِالْمَدَائِنِ وَمَات بهَا بعد عُثْمَان بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ قتل فِي أَولهَا وَقيل مَاتَ بِالْكُوفَةِ وَلم يشْهد بَدْرًا لِأَنَّهُ وأباه هاجرا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيَّام بدر منعهما الْمُشْركُونَ وَقتل الْمُسلمُونَ أَبَاهُ يَوْم أحد غَلطا فتصدّق حُذَيْفَة بديته على الْمُسلمين فزاده ذَلِك عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خيرا وَقَالَ حُذَيْفَة خيّرني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين الْهِجْرَة والنصرة فاخترت النُّصْرَة) وَقَالَ سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كل شَيْء وَقَالَ لقد حَدثنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يكون حَتَّى تقوم السَّاعَة وَكَانَ النَّاس يسألونه عَن الْخَيْر وَكنت أسأله عَن الشَّرّ مَخَافَة أَن أقع فِيهِ وأعلمه بأسماء الْمُنَافِقين الإثني عشر الَّذِي بخسوا بِهِ لَيْلَة الْعقبَة مردعه من تَبُوك وَلم يكن فيهم قرشيٌّ والكلُّ من الْأَنْصَار

الأحمق المطاع

وَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لِحُذَيْفَة ولأمه وَهُوَ أحد النجباء الوزراء الرفقاء الْأَرْبَعَة عشر الَّذين قَالَ فيهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه لم يكن نبيّ قبلي إلاّ أعطي سَبْعَة رُفَقَاء نجباء وزراء وَإِنِّي أَعْطَيْت أَرْبَعَة عشر فَذكر حَمْزَة وجعفراً وعلياً وحسناً وَحسَيْنا وَأَبا بكر وَعمر والمقداد وَحُذَيْفَة وسلمان وعمّاراً وبلالاً وَابْن مَسْعُود وَأَبا ذَر وَكَانَ عمر بن الْخطاب إِذا بعث عَاملا كتب فِي عَهده أَن اسمعوا لَهُ وأطيعوه مَا عدل فِيكُم فَلَمَّا اسْتعْمل حُذَيْفَة على الْمَدَائِن كتب فِي عَهده أَن اسمعوا لَهُ وَأَطيعُوا وَأَعْطوهُ مَا سألكم وروى لِحُذَيْفَة البخاريُّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد والترمذيُّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (الأحمق المطاع) حُذَيْفَة هُوَ عُيَيْنَة بن حصن بن بدر الْفَزارِيّ قَالَ المزرباني قَالَ الْحَافِظ اسْم عُيَيْنَة حُذَيْفَة ويكنى أَبَا مَالك وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ محمَّقاً وَكَانَ سيّد قومه وَله يَقُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأحمق المطاع لما وصّى أَبوهُ وَأمر بنيه أَن يطيعوه من الوافر (أَطَعْت أباعيينة فِي هَوَاهُ ... وَلم تخلج صريمتي الظنون) (وَلم أنكر عَلَيْهِ وكلُّ أَمر ... إِذا هوَّنته يَوْمًا يهون) (فَإِن يَك بَدْء هَذَا الْأَمر غثّاً ... فآخره بني بدر سمين) وَله أَيْضا من السَّرِيع (يَا أَيهَا السَّائِل عَن قَومنَا ... نَحن لَك الْخَيْر كرام الْبشر) (أكْرم يذبيان إِذا حصّلوا ... يَوْمًا وَأكْرم بهم من نفر) 3 - (العسكري) حُذَيْفَة بن غياث أَبُو الْيَمَان العسكري نزيل أَصْبَهَان توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ ومئتين (حذيم) 3 - (السَّعْدِيّ) حذيم بن عَمْرو السّعدي التَّمِيمِي يعدُّ فِي الْكُوفِيّين شهد حجَّة الْوَدَاع وروى حَدِيثا وَاحِدًا روى عَنهُ ابْنه زِيَاد بن حذيم 3 - (ابْن حذيم) حذيم بن حنيفَة بن حذيم روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ ابْنه حَنْظَلَة بن حذيم ذكره أَبُو حَاتِم وَقَالَ أَنه

حرام

كَانَ أَعْرَابِيًا من بادية الْبَصْرَة (حرَام) 3 - (الْأنْصَارِيّ الْمدنِي) حرَام بن سعد بن محيَّصة بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف الْمُشَدّدَة وَبعدهَا صَاد مُهْملَة الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ الْمدنِي روى عَن أَبِيه والبراء بن عَازِب وروى عَنهُ الزُّهريُّ فَقَط وَهُوَ ثِقَة توفّي سنة ثَلَاث عشرَة ومئة وَهُوَ ابْن سبعين سنة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن ملْحَان الْأنْصَارِيّ) حرَام بن ملْحَان بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون اللاّم والحاء الْمُهْملَة وَبعد الْألف نون وَاسم ملْحَان مَالك الْأنْصَارِيّ النَّجّاريّ خَال أنس بن مَالك قتل يَوْم بِئْر مَعُونَة مَعَ الْمُنْذر بن عَمْرو وعامر بن فهَيْرَة قَتله عَامر بن الطُّفَيْل وَشهد بَدْرًا وأحداً وَهُوَ الَّذِي قَالَ يَوْم قتل طَعنا فزت وربِّ الْكَعْبَة وَكَانَ يَوْم بِئْر مَعُونَة سنة أَربع من الْهِجْرَة وَقَالَ حرَام بن ملْحَان يَوْم طعن فِي رَأسه فزت وربِّ الْكَعْبَة وتلقّى دَمه بكفه ثمَّ أَنه نضحه على رَأسه وَوَجهه وَقيل إِنَّه ارتثّ يَوْم بِئْر مَعُونَة فَقَالَ الضَّحَّاك بن سُفْيَان الْكلابِي وَكَانَ مُسلما يكتم إِسْلَامه لامرأةٍ من قومه هَل لَك فِي رجل إِن صحَّ كَانَ نعم الرّاعي فضمته إِلَيْهَا فعالجته فَسَمعته يَقُول من الطَّوِيل (أَتَت عامرٌ ترجو الهوادة بَيْننَا ... فَهَل عامرٌ إلاّ عدوٌّ مداجن) (إِذا مَا رَجعْنَا ثمَّ لم تَكُ وقعةٌ ... بأسيافنا فِي عامرٍ أَو نطاعن) ) (فَلَا ترجونَّا أَن تقَاتل بَعدنَا ... عشائرنا والمقربات الصَّوافن)

ابن أبي كعب السلمي

فَوَثَبُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ 3 - (ابْن أبي كَعْب السّلمي) حرَام بن أبي كَعْب الأنصاريُّ السلميُّ وَيُقَال حزم بن أبي كَعْب هُوَ الَّذِي صلى خلف معاذٍ فَلَمَّا طوَّل معاذٌ فِي الصَّلَاة خرج من إِمَامَته وَأتم لنَفسِهِ فَشكى بَعضهم بَعْضًا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفتّانٌ أَنْت يَا معَاذ الحَدِيث (الألقاب) ابْن حرّار اسْمه الْحُسَيْن بن أبي مَنْصُور الْحَرَّانِي عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن الحرّاني وَالِي دمشق اسْمه مُحَمَّد بن اياز تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ ابْن الْحَرَّانِي الصاحب عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد (حَرْب) 3 - (الثَّقَفِيّ) حَرْب بن عبيد الله بن عُمَيْر الثَّقَفِيّ مُخْتَلف فِي اسْمه وَحَدِيثه روى حَدِيثه فِي الْجِهَاد عَطاء بن السَّائب وَاخْتلف عَنهُ فَرَوَاهُ سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عطاءٍ عَن حَرْب عَن جدَّه أبي أمه عَن أَبِيه وَقَالَ جرير عَن عَطاء عَن حَرْب بن هِلَال الثَّقَفِيّ عَن أبي أمّه 3 - (الْعَبْدي الْبَصْرِيّ) حَرْب بن الحكم بن الْمُنْذر بن الْجَارُود الْعَبْدي الْبَصْرِيّ أورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجم الشُّعراء قَوْله من الطَّوِيل (وقبلي أبكى كلَّ من كَانَ ذَا هوى ... هتوف البواكي والديار البلافع) (وهنَّ على طول التلهف بالضحى ... نوائح لن تخضلّ مِنْهَا المدامع) (وَمن قطع الْيَاقُوت صيغت عيونها ... مخطّمة بالدرّ خضرًا روائع) (لهنَّ خدودٌ كالزُّمرُّد ناصعاً ... خواضب بالحنّاء مِنْهَا الْأَصَابِع) (لَهَا طررٌ فَوق الخوافي كَأَنَّهَا ... حَوَاشِي برود أحكمتها الوشائع) 3 - (ابْن ريطة) ) حَرْب بن ريطة بن عَمْرو بن مَازِن بن وهب بن الرّبيع السّلمِيّ قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ جمَاعَة من أَهله فَلَقوهُ بَين جحفة وَالْمَدينَة فَمَاتَ بَعضهم واشتكى بَعضهم فتطيّروا وَرَجَعُوا إِلَى بِلَادهمْ فَقَالَ حسان بن ثَابت

الحافظ أبو الخطاب

يهجوهم من الْكَامِل (ضلاً بحارثة بن سامة أَنهم ... تركُوا لحينهم الطَّرِيق الواضحا) وَهِي أَبْيَات كَثِيرَة آخرهَا (لاه ابْن ريطة لَو أطاعوا أمره ... تبعوا الرَّسُول وَكَانَ حَقًا لائحاً) فَقَالَ حَرْب بن ريطة من الطَّوِيل (أَلا أبلغا عنّي الرَّسُول مُحَمَّدًا ... رِسَالَة من أَمْسَى بِصُحْبَتِهِ صبّا) (حَلَفت بربّ الراقصات عشيّةً ... حوارج من بطحاء تحسبها سربا) (لقد بعث الله النبيَّ مُحَمَّدًا ... بحقٍّ وبرهان الْهدى يكْشف الكربا) (لَهُ دعوةٌ مَيْمُونَة رِيحهَا الصّبا ... بهَا ينْبت الله الحصيدة والأبّا) (أومل أَن ألْقى النبيَّ مُهَاجرا ... على بيعَة الرَّحْمَن أَو أعتنق كَعْبًا) 3 - (الْحَافِظ أَبُو الْخطاب) حَرْب بن شدّاد أَبُو الْخطاب اليشكريٌ الْبَصْرِيّ الْحَافِظ كَانَ يحيى ابْن سعيد لَا يحدّث عَنهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد علم تعنّت يحيى بن سعيد فِي الرِّجَال وَبعد هَذَا فيروي عَن مجَالد يقوِّيه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ومئة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ (ابْن قيس الْفَزارِيّ) الحرُّ بن قيس بن حُصَيْن بن بدر بن حُذَيْفَة الْفَزارِيّ وَهُوَ ابْن أخي عُيَيْنَة بن حصن كَانَ أحد الْوَفْد الَّذين قدمُوا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرجعه من تَبُوك (الألقاب)

اللغوي النحوي

أَبُو بكر الْحَرْبِيّ الْحَنْبَلِيّ اسْمه أَحْمد بن غَالب الْحَرْبِيّ الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن رشيد الْحَرْبِيّ الْفَقِيه أَبُو إِسْحَاق اسْمه إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق ابْن الحرستاني عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل وزين الدّين مُحَمَّد بن عبد الْغنى والخطيب محيى الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم وجمال الدّين اسْمه عبد الصَّمد بن عبد الْكَرِيم وقاضي الْقُضَاة جمال الدّين اسْمه عبد الصَّمد وعماد الدّين الْخَطِيب اسْمه عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد وَكَمَال الدّين عبد الْجَبَّار بن عبد الْغَنِيّ ابْن حرِّكها الْحَنَفِيّ المظفر بن الْمُبَارك (اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ) الحرمازي اسْمه الْحسن بن عَليّ يَأْتِي اسْمه فِي هَذَا الْحَرْف فِي مَكَانَهُ (حَرْمَلَة) 3 - (صَاحب الشَّافِعِي) حَرْمَلَة أَبُو حَفْص بن يحيى بن عبد الله بن حَرْمَلَة التجِيبِي صَاحب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ الْحَافِظ الْمصْرِيّ روى عَنهُ مُسلم وَابْن ماجة وروى النَّسَائِيّ عَن أَحْمد بن الْهَيْثَم عَنهُ ورورى عَنهُ بقيّ بن مخلد قَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحتجُّ بِهِ ولد

مولى أسامة بن زيد

سنة ستٍّ وَسِتِّينَ ومئة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين ومئتين وَله الْمَبْسُوط والمختصر 3 - (مولى أُسَامَة بن زيد) حَرْمَلَة مولى أُسَامَة بن زيد مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَابِعِيّ قَلِيل الحَدِيث يروي عَن أُسَامَة حَدِيثه عِنْد الحجازيِّين 3 - (أَبُو زبيد الطَّائِي) حَرْمَلَة بن الْمُنْذر بن معد يكرب بن حَنْظَلَة بن النُّعمان بن حيَّة بن سعنة هُوَ أَبُو زبيد الطَّائِي كَانَ نَصْرَانِيّا وَهُوَ أحد المعمَّرين يُقَال إِنَّه عَاشَ مئة وَخمسين سنة وَأدْركَ الْإِسْلَام وَلم يسلم وَاسْتَعْملهُ عمر بن الْخطاب على صدقه قومه وَلم يسْتَعْمل عمر نَصْرَانِيّا غَيره وَبَقِي إِلَى أَيَّام مُعَاوِيَة ورثى عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَ ينادم الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط بِالْكُوفَةِ فلمّا خرج الْوَلِيد عَنْهَا وَشهد عَلَيْهِ بِشرب الْخمر قَالَ أَبُو زبيد من الْخَفِيف فلعمر الْإِلَه لَو كَانَ للسيف مصالٌ وللسِّنان مجَال (مَا تناسيتك الصفاء وَلَا الودَّ ... وَلَا حَال دُونك الأشغال) (ولحمَّيت لحمك المتغضي ... ضلَّةً من ضلالهم مَا اغتالوا) (غير مَا طَالِبين ذحلاً وَلَكِن ... مَال دهرٌ على أنَاس فمالوا) وَكَانَ أَبُو زبيد من زوّار الْمُلُوك خاصّة مُلُوك الْعَجم وَكَانَ عَالما بسيرتهم فَكَانَ عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عونه يقرِّبه ويدني مَجْلِسه فيتذاكران مآثر الْعَرَب وَأَشْعَارهَا فَالْتَفت إِلَيْهِ عُثْمَان وَقَالَ لَهُ يَا أَخا تبَّع الْمَسِيح أسمعنا بعض قَوْلك فقد أنبئت أنّك تجيد الشّعْر فأنشده قَوْله يصف الْأسد من الْبَسِيط (من مبلغٌ قومِي النائين إِذْ شحطوا ... أَن الْفُؤَاد إِلَيْهِم شيقٌ ولع) (وَالدَّار إِن تنئهم عني فإنّ لَهُم ... ودّي ونصري إِذا أعداؤهم نصعوا) )

مِنْهَا فِي ذكر الْأسد (كَأَنَّمَا يتفادى أهل أَمرهم ... من ذِي زَوَائِد فِي أرساغه فدع) (ضرغامة أهرت الشدقين ذِي لبد ... كَأَن برنساً فِي القاع مدّرع) (بالثّني أَسْفَل من جمّاء لَيْسَ لَهُ ... إلاّ بنيه وإلاّ عرسه شيع) (ابنَّ عرنسةً عنّابها أشبٌ ... وَدون غايتها مستوردٌ شرع) (شَاس الهبوطرنا الحاميين مَتى ... ينشع بوادره يحدث لَهَا فزع) (أَبُو شتيمين من حصّاء قد أفلت ... كَأَن أطباءها فِي رَفعهَا رقع) (أعطتهما جهدها حَتَّى إِذا وحمت ... وصدّا فَلَا غيل وَلَا جذع) (ثمَّ استفاها وَلم يقطع فطاءهما ... عَن التصبب لَا شعب وَلَا قذع) (وردين قد أخذا أَخْلَاق شيخهما ... ففيهما جرْأَة الظلماء والجشع) (غذاهما بدماء الْقَوْم مذ شديا ... فَمَا يزَال بوصلي رَاكب يضع) (على جناجنه من ثَوْبه هببٌ ... فيهنَّ من صائك مستكره دفع) (أفرَّ عَنهُ بَنو الخالات جرأته ... لَا الصَّيد يمْنَع مِنْهُ وَهُوَ مُمْتَنع) (فِيمَا اكتسبن رئيسٌ غير منتقص ... وَلَيْسَ فِيمَا يرى من كَسبه طمع) (مستصرع مَا دنا منهنّ مكتنت ... بالعرق محتلماً مَا فَوْقه قنع) (على حطامٍ من القصباء عِنْدهمَا ... من شكَّة الْقَوْم مجزوع ومنصدع) (سهمٌ وقوسٌ وعكّازٌ وَذُو شطب ... لم يتَّرك لومةً فِي رقّه الصَّنع) (مفراً وَآخر مُرْتَد بداميةٍ ... ومحنق بَعْدَمَا التجنيق مطلع) (ألفاه غيَّر بعد الْقَوْم رحلته ... فَلم يعرِّج عَلَيْهِ الْقَوْم واندفعوا) (فأبصرته وَرَاء الْقَوْم كالئة ... عينٌ وَلَو أرقت مَا إِن بهَا قمع) (فأجمرت حرجاً خوصاً وَقد ذبلت ... وأيقنت أَنه قد كلل الشِّبَع) (وَقد دَعَا دَعْوَة والسّاق شاخصةٌ ... فَوق الْعِرَاقِيّ فَلم يلووا وَقد سمعُوا) (وثار إعصار هيج بَينهم وخلت ... بالكور لأياً وبالأنساع تمتصع) (شَجرا وغدراً وعيناً غير غافلة ... عَن الْغُبَار وظناً أَن ستتَّبع)

(وخرَّ مُسْتَلْقِيا مِنْهَا لهامته ... وشنّه حبلها فِي خربه قطع) ) فَقَالَ لَهُ عُثْمَان تالله تفتأ تذكر الْأسد مَا حييت إِنِّي لأحسبك جَبَانًا هيداناً فَقَالَ كلاّ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَكِنِّي شهِدت مشهداً وَرَأَيْت مرأى لَا يزَال ذكره بقلبي فَقَالَ لَهُ عُثْمَان وأنى كَانَ ذَلِك قَالَ خرجت فِي صيابةٍ أشرافٍ من أفناء قبائل الْعَرَب ذَوي هَيْئَة وشارةٍ حسنةٍ ترتمي بِنَا المهارى بأكساء القروانات وعبداننا على فتوِّ الْخَيل وَالْبِغَال وَنحن نُرِيد الْحَارِث بن الشمر الغسّاني ملك الشَّام فاخروطّ بِنَا السّير فِي حمارَّة القيظ فأصابنا عَطش شَدِيد حَتَّى إِذا عصبت الأفواه وذبلت الشفاه وشالت الْمِيَاه وأذكت الجوزاء المعزاء وذاب الصَّيد وصرّض الجندب وضاف العصفور الضبَّ فِي وجاره قَالَ قَائِل أَيهَا الركب غوّروا بِنَا فِي ضوج الْوَادي لنقيل وَإِذا وادٍ قد بدا لنا كثير الدَّغل دَائِم الغلل شجراؤه مغنَّة وأطياره مرنَّة فحططنا رحالنا بأصول دوحات كنهبلات ونبعات متهدلات فأصبنا من فضلات المزاود وأتبعناها بِالْمَاءِ الْبَارِد وَإِنَّا لنصف حرَّ يَوْمنَا ومماطلته إِذْ صرَّ أقْصَى الْخَيل أدنيه وفحص الأَرْض بيدَيْهِ فوَاللَّه مَا لبث أَن جال وحمحم وبال ثمَّ فعل فعله الْفرس الَّذِي يَلِيهِ وَاحِدًا وَاحِدًا فتضعضعت الْخَيل وتكعكعت الْإِبِل وتقهقرت البغال فَمن نافر بشكاله وناهض بعقاله فَعلمنَا أَن قد أَتَيْنَا وَأَنه السَّبع لَا محَالة فِينَا فَفَزعَ كل امرىء منا إِلَى سَيْفه فاستلّه من

جربانه ووقفنا زعفاً أَرْسَالًا رزدقاً وَأَقْبل أَبُو الْحَارِث من أجمته يتظالع فِي مشيته كَأَنَّهُ مجنوب أَو فِي هجار معصوب لصدره نحيط ولبلاعمه غطيط ولطرفه وميض ولأرساغه نقيض كَأَنَّمَا يخبط هشيماً أَو يطَأ صريماً وَإِذا هامةٌ كالمجنّ وخدّ كالمسنّ وعينان سجراوان كَأَنَّهُمَا سراجان يقدان وقصرةٌ ربلة ولهزمةٌ رهلةٌ وكتد مغبط وزورٌ مغرط وعضدٌ مفتول وساعدٌ مجدول وكفَّ شثنة البراثن إِلَى مخالب كالمحاجن فَضرب بِيَدِهِ فأرهج وكشر فأفرج عَن أَنْيَاب كالمعاول مصقولةٍ غير مغلولة وفم أشدق كالغار الأخرق ثمَّ تمطّى فأشربيديه ثمَّ حفز وركه برجليه حَتَّى صَار طوله مثلَيْهِ ثمَّ أقعى فاقشعرَّ ثمَّ مثل فاكفهرَّ ثمَّ تجهّم فازبأرَّ فَلَا وَذُو بَيته فِي السَّمَاء مَا اتَّقيناه إلاّ بِأول أخٍ لنا من فَزَارَة ضخم الجزارة فوقصه ثمَّ أقعصه ثمَّ نفضه

نفضةً فقصقص مَتنه وبقر بَطْنه وَجعل يلغ فِي ذمه فذمَّرت أَصْحَابِي فَبعد لأيٍ مَا استقدموا فهجهجنا بِهِ فكرَّ مقشعراً بزبرةٍ كأنّ بهَا شيهماً حوليّاً فاختلج من دُوننَا رجلا أعجز ذَا حوايا فنفضه نفضةً تزايلت لَهَا مفاصله ثمَّ نهم فقرقر ثمَّ زفر فبربر ثز زأر فجرجر ثمَّ لحظ فزمجر فوَاللَّه لخلت الْبَرْق يتطاير من تَحت جفونه عَن شِمَاله وَيَمِينه فأرعشت الْأَيْدِي) واصطكَّت الأرجل وأطَّت الأضلاع وارتجت الأسماع وَلَحِقت الْمُتُون بالبطون وشخصت الْعُيُون وَسَاءَتْ الظنون واحزألَّت الْمُتُون ثمَّ تبهنس وحلَّق ثمَّ حدّق وحملق فَإِذا لَهُ عينان سجراوان مثل وهج الشرر كَأَنَّمَا نقر بالمناقير عَن عرض حجر لَونه ورد وزئيره رعدٌ وجبهته عَظِيمَة وهامته شتيمة إِن استقبلته قلت أدرع وَإِن استدبرته قلت أقدع وَإِذا اللَّيْل اعرنكس تبغَّى وتحسَّ هوله شَدِيد وشرّه عنيد وخيره بعيد من قَاسم ظلم وَمن بارز حطم وَمن مَال غشم من الطَّوِيل (عبوسٌ شموخ مطرخمٌّ مكابر ... جريء على الْأَعْدَاء للقرن قاهر) (براثنه شثنٌ وَعَيناهُ فِي الدُّجى ... كجمر غضاً فِي وَجهه الشَّرُّ طَائِر) (بدلُّ بأنياب حدادٍ كَأَنَّهَا ... إِذا قلّص الأشداق عَنْهَا حناجر) فحبق أحد الْحَاضِرين فَقَالَ لَهُ عُثْمَان مَه رضَّ الله فَاك فَلَقَد رعَّبت الْمُسلمين هلاّ قلت كَمَا قَالَ بشر بن أبي عوَانَة الْأَسدي من الوافر (أفاطم لَو شهِدت بِبَطن خبثٍ ... وَقد لَاقَى الهزبر أَخَاك بشرا)

أبو حفص التجيبي

الأبيات 3 - (أَبُو حَفْص التجِيبِي) حَرْمَلَة بن عمرَان بن قرادٍ أَبُو حَفْص التجِيبِي الْمصْرِيّ جد الْفَقِيه حَرْمَلَة بن يحيى روى عَن أبي عشانة وَأبي قبيلٍ المعافريّين وَأبي يُونُس سليم بن جُبَير وجماعةٍ وروى عَنهُ جرير بن حازمٍ وَهُوَ من أقرانه وَابْن الْمُبَارك وَابْن وهب وَأَبُو عبد الرَّحْمَن المقرىء وَعبد الله بن صَالح وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ ومئة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن هَوْذَة العامري) حَرْمَلَة بن هَوْذَة العامري قدم هُوَ وَأَخُوهُ خَالِد بن هَوْذَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسرَّ بهما وهما معدودان فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم 3 - (الْعَنْبَري) حَرْمَلَة بن عبد الله بن الياس الْعَنْبَري تميمي يعدُّ فِي هَل الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد ابْنَتي ابْنه صفيّة ودحيبة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إيت الْمَعْرُوف واجتنب الْمُنكر) 3 - (المدلجي) حَرْمَلَة المدلجيّ أَبُو عبد الله كَانَ ينزل بينبع لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة حَدِيثه قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِنَّا نحبُّ الْهِجْرَة وَأَرْضنَا أرْفق فِي الْمَعيشَة قَالَ إِن الله لَا يلتك من عَمَلك شَيْئا حَيْثُ مَا كنت

الأسلمي

3 - (الْأَسْلَمِيّ) حَرْمَلَة بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ وَالِد عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة الْمدنِي حجازي نزيل يَنْبع لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة حَدِيثه عِنْد ابْنه عبد الرَّحْمَن قَالَ حججْت حجَّة الْوَدَاع مردفي عمّي سِنَان فَلَمَّا وقفنا بِعَرَفَات رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاضِعا إِحْدَى أصبعيه على الْأُخْرَى فَقلت لِعَمِّي مَاذَا يَقُول قَالَ يقو إرموا الحجار بِمثل حَصى الْخذف (حرمّى) 3 - (أَبُو عَليّ الْعَتكِي) حرميّ بن حَفْص أَبُو عَليّ الْعَتكِي الْقَسْمَلِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمئتين 3 - (أَبُو روح الْعَتكِي) حرميُّ بن عمَارَة بن أبي حَفْصَة أَبُو روح الْعَتكِي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن معِين صَدُوق

مجد الدين حرمي

وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى ومئتين 3 - (مجد الدّين حرميّ) حرمي بن قَاسم بن يُوسُف الفاقوسي القَاضِي مجد الدّين الْمصْرِيّ وَكيل بَيت المَال ونائب القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة ونائب القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي بِالْقَاهِرَةِ مولده تَقْرِيبًا سنة تسع وَأَرْبَعين وستمئة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسبعمئة كَانَ سَاكِنا خيّراً قلَّ أَن يَمُوت أحدٌ من الْأُمَرَاء الْكِبَار إلاّ وَأسْندَ وصيَّته إِلَيْهِ فَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ هُوَ آدم أَبُو الْبشر وَكَانَ شَيخا طوَالًا رَقِيقا صَغِير الذقن أَخْبرنِي الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن السُّبْكِيّ الشَّافِعِي من لَفظه قَالَ قَرَأَ القَاضِي مجد الدّين حرمي على الشَّيْخ عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ الأصولي وَقَرَأَ على السَّيْف الْبَغْدَادِيّ فِي الموجز والإرشاد وَسمع من قَاضِي الْقُضَاة عبد الرَّحْمَن ابْن بنت الأعزَّ قصيدة من نظمه وحدَّث بهَا وَكَانَ يدرس بقبة الشَّافِعِي رَحمَه الله) قَالَ وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير على كبر وَحكى لي عَن مروءته فِي السَّعْي مَعَ النَّاس لقَضَاء أشغالهم أمرا عجيباً وَعَن الشفاعات وَكَانَ وَكيل بَيت الظَّاهِر بيبرس ومملوكه ايبك الخزندار وبكتمر الجوكندار الْكَبِير (أم مُحَمَّد السّلميّة) حرمية بنت تَمام بن اسماعيل بن تمامٍ أم مُحَمَّد السَّلميَّة الدمشقيّة امْرَأَة صَالِحَة عابدة ولدت فِي حُدُود الستمئة وعمِّرت وروت بِالْإِجَازَةِ عَن عين الشَّمْس الثقفية وجماعةٍ وَسمع مِنْهَا البرزالي وَابْن سيّد النَّاس وَالشَّيْخ كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الزملكاني وَجَمَاعَة وَتوفيت سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستمئة (الألقاب) ابْن الحرَّوس الشَّافِعِي الْمعَافى بن اسماعيل ابْن الحرون الأديب اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن تقدم ذكره فِي المحمدين والحرون أَحْمد بن صَالح والحرون الْعلوِي الَّذِي ظهر بِالْكُوفَةِ اسْمه الْحسن بن مُحَمَّد ابْن حريبة الْقَائِد أَبُو الْمجد المغربي اسْمه مُحَمَّد بن سعيد (حُرَيْث) 3 - (ابْن قبيصَة)

الطائي

حُرَيْث بن قبيصَة روى عَن أبي هُرَيْرَة وروى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ 3 - (الطَّائِي) حُرَيْث بن عتّاب بن مطر بن سلسلة بن كَعْب بن عَوْف الطَّائِي شَاعِر أموي لَيْسَ بمذكور وَلَا مَشْهُور فِي الشُّعَرَاء بدويّ مقل كَانَ يهوى امْرَأَة من بني عتود يُقَال بهَا حبَّى بنت الْأسود فَخَطَبَهَا وَلم ترضه وَتَزَوَّجت غَيره من بني ثعلٍ فَطَفِقَ يهجو بني ثعل وَمن ذَلِك من الطَّوِيل (بني ثعل أهل الْخَنَا مَا حديثكم ... لكم منطقٌ غاوٍ وَلِلنَّاسِ منطق) (كأنكم معزىً فواصع جرّةٍ ... من العيِّ أَو طيرٌ بخفّان ينعق) (ديافيّة قلفٌ كَأَن خطيبهم ... سَوَاء الضُّحى فِي سلحه يتمطَّق) وَفِي حبَّى الْمَذْكُورَة يَقُول من الْبَسِيط (هَل قَلْبك الْيَوْم عَن شنباء منصرف ... أم أَنْت مَا عِشْت محزون بهَا كلف) (ماتذكر الدَّهر إلاّ صدَّعت كبداً ... حرّى عَلَيْهَا وأذرت أدمعاً تكف) (يَدُوم ودّي لمن دَامَت مودّته ... فأصرف النَّفس أَحْيَانًا فتنصرف) (يَا وَيْح كلَّ محبِّ كَيفَ أرحمه ... لأنني عارفٌ صدق الَّذِي يصف) (لَا تأمنن بعد حبّى صلَة أبدا ... على الْخِيَانَة إِن الخائن الظّرْف) (كأننا ريشةٌ فِي عرض بلقعةٍ ... من حَيْثُمَا واجهتها الرّيح تَنْصَرِف) (ينسي الخليلين طول النأي بَينهمَا ... وتلتقي طرقٌ شتّى فتأتلف) 3 - (الْمَازِني) حُرَيْث بن محفِّض الْمَازِني من بني مَازِن بن مَالك بن عَمْرو بن تَمِيم مخضرم لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة أشعار وَأدْركَ زمَان الْحجَّاج وسَمعه على الْمِنْبَر ينشد بعد قتال ابْن لأشعث من الطَّوِيل (بَنو الْمجد لَا تقعد بهم أمهاتهم ... وآباؤهم آبَاء صدقٍ فأنجبوا) فَقَامَ ليه حريثٌ وَهُوَ شيخٌ كَبِير فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير من يَقُول هَذَا فَقَالَ الحريث بن محفَّض الْمَازِني فَلَمَّا نزل دَعَاهُ وَقَالَ مَا حملك على أَن قطعت عليَّ الْخطْبَة قَالَ أَنا الحريث بن) محفِّض فَلَمَّا أنشدت شعري أخذتني لذَلِك أريحيةٌ فخلاّه وَقبل هَذَا الْبَيْت

ابن زيد الخيل

(ألم تَرَ قومِي إِن دعاهم أخوهم ... أجابوا وَإِن يغْضب إِلَى السَّيْف يغضبوا) (إِذا مَا انتموا زادوا على كل منتمٍ ... وَإِن قَدَحُوا يَوْم التناصح أثقبوا) 3 - (ابْن زيد الْخَيل) حُرَيْث بن زيد الْخَيل الطَّائِي مخضرم صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد الردّة وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (أَلا بكرَّ النّاعي بأوس بن خالدٍ ... أخي الشَّتوة الغبراء والزَّمن الْمحل) (فَلَا تجزعي يَا أمَّ أوسٍ فَإِنَّهُ ... تصيب المنايا كلَّ حافٍ وَذي نعل) (وَلَوْلَا الأسى مَا عِشْت فِي النَّاس سَاعَة ... وَلَكِن إِذا مَا شِئْت أسعدني مثلى) 3 - (الألقاب) حُرَيْث بن حسّان الشَّيْبَانِيّ الْبكْرِيّ وَهُوَ الْحَارِث بن يزِيد وَقد تقدَّم ذكره ابْن حُرَيْث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَالِكِي ابْن حريق البلنسي الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد الحريري صَاحب المقامات اسْمه الْقَاسِم بن عَليّ الحريري الشَّيْخ عَليّ بن أبي الْحسن بن مَنْصُور وَابْنه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الحريري قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ هُوَ شمس الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان الحريري الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم (حريز) 3 - (أَبُو عون الْحَافِظ) حريز بن عُثْمَان بن جبر الرَّحبي المشرقي الْحِمصِي الْحَافِظ

أبو مروان البلنسي

يكنى أَبَا عون وَأَبا عُثْمَان من صغَار التَّابِعين كَانَ فِيهِ نصبٌ قَالَ أَبُو حَاتِم لَا يصحّ عِنْدِي مَا يُقَال فِي رَأْيه وَلَا أعلم بِالشَّام أثبت مِنْهُ وَقَالَ ابْن حَنْبَل ثِقَة ثِقَة قيل إِنَّه كَانَ يَقُول لَا أحبُّ من قتل لي جدَّين قَالَ جرير كَانَ حريزٌ يشْتم عليّاً على الْمِنْبَر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين صحَّ أَنه ترك ذَلِك وَجَاء عَن غير وَاحِد عَن يزِيد بن هَارُون أَنه رُؤِيَ فِي النّوم فَقَالَ غفر لي رَبِّي وعاتبني فِي روايتي عَن حريز وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ومئة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَقَالَ ابْن الْأَثِير فِي جَامع الْأُصُول أخرج عَنهُ البُخَارِيّ حديثين (أَبُو مَرْوَان البلنسي) حزب الله بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو مَرْوَان الْأَزْدِيّ البلنسيّ أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي عبد الله بن أبي إِسْحَاق وَكَانَ يحفظ الْكَامِل للمبرد والنوادر لأبي عَليّ القالي وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وخمسمئة (الألقاب) ابْن الحزقة الْحُسَيْن بن يحيى ابْن حزم الشَّاعِر المغربي اسْمه مُحَمَّد بن يحيى آخر هُوَ الْوَزير أَبُو الحكم عَمْرو بن مذْحج بن حزم ابْن حزم الظَّاهِرِيّ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد بن سعيد الحزين الشَّاعِر عَمْرو بن عبيد (حزن) 3 - (المَخْزُومِي الصَّحَابِيّ) حزن بن أبي وهب المَخْزُومِي سَمَّاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

الألقاب

سهلاً تكلم خَالِد بن الْوَلِيد بعقب خطبةٍ خطبهَا أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ حزن من أَبْيَات من الطَّوِيل (وَقَامَت رجالٌ من قريشٍ كثيرةٌ ... فَلم يَك فِي الْقَوْم الْقيام كخالد) (ترقَّى فَلم تزلق بِهِ صدر نَعله ... وكفّ فَلم يعرض لتِلْك الولائد) (فجَاء بهَا غرّاء كالبدر سهلة ... فسمّيتها فِي الْحسن أمَّ القلائد) (أخالد لَا يعْدم لؤيُّ بن غالبٍ ... قيامك فِيهَا عِنْد حذف الجلامد) (وَكنت لمخزوم بن نقطة جنَّةً ... كلا اسميك فِيهَا ماجد وَابْن ماجد) (الألقاب) الحزنبل الأخباري اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الحذّاء الْقُرْطُبِيّ اسْمه مُحَمَّد بن يحيى (حسام) 3 - (المكين) حسام بن عزّ بن ضرغام بن مَحْمُود بن درع الْقرشِي الْمصْرِيّ المنعوت بالمكين أَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ غزوليّاً جيّد الْأَدَب أَنْشدني لنَفسِهِ من قصيدة من الْكَامِل (حَاز الْكَمَال بصورةٍ قمرية ... تجلو عَلَيْك مَشَارِق الْأَنْوَار) (وحوى الْكَمَال بسيرة عمريّةٍ ... تتلو عَلَيْك مَنَاقِب الْأَبْرَار) وأنشدني لنَفسِهِ يهنىء بالقدوم من الْحجاز من الْبَسِيط (مسافرٌ سافرٌ عَن بدر واحبه ... تضيء من وَجهه الظلماء والأفق) (قريب عهدٍ من الْبَيْت الْحَرَام غَدَتْ ... تطوى بأيدي المطايا تَحْتَهُ الطّرق) (لماء زَمْزَم رشحٌ من معاطفه ... وَطيب طيبَة من أردانه عبق) 3 - (المحلّي) حسام بن عزِّ بن يُونُس الْفَقِيه عماد الدّين أَبُو المناقب الْمصْرِيّ

الألقبا

المحلّي الشَّافِعِي الأديب تفقّه) على الإِمَام شهَاب الدّين مُحَمَّد بن مَحْمُود الطوسي وَسمع من البوصيري وَغَيره وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة وَتُوفِّي بهَا سنة تسع وَعشْرين وستمئة وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ حسن المحاضرة وترسَّل عَن الْعَادِل الْكَبِير إِلَى شرف الدّين مَحْمُود إِلَى بِلَاد الكرج وَمن شعره من الْخَفِيف قيل لي من تحبُّه عَبث الشّعْر بخدّيه قلت مَا ذَاك عاره جمر خديه أحرقت عنبر الْخَال فَمن ذَلِك الدُّخان عذاره نقلت من خطاب شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الإِمَام عماد الدّين لنَفسِهِ فِي الشَّيب من الْخَفِيف لعب الشيب فِي عِذَارَيْ بالشطرنج لعباً مَا تشتهيه النُّفُوس (ثمَّ مَا زَالَ قَائِم الدست حتّى ... غلب العاج فأنثنى الآبنوس) (الألقبا) حسام الْأَدَب اسْمه أَحْمد بن الْفَتْح حسام الدّين قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ الْحسن بن أَحْمد حسام الدّين القرمي الْحسن بن رَمَضَان ابْن الحسام إِبْرَاهِيم بن أبي الْغَيْث (حسَّان) 3 - (ابْن ثَابت الْأنْصَارِيّ) حسّان بن ثَابت بن الْمُنْذر بن حرامٍ أَبُو الْوَلِيد وَيُقَال أَبُو

عبد الرَّحْمَن وَيُقَال أَبُو الحسام الْأنْصَارِيّ النّجَّاريّ شَاعِر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد على عَمْرو بن الْحَارِث بن أبي شمرٍ وعَلى جبلة بن الْأَيْهَم وعَلى مُعَاوِيَة حِين بُويِعَ سنة أَرْبَعِينَ قَالَ ابْن سعد بن عَاشَ فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ ابْن سعد عَاشَ فِي الْجَاهِلِيَّة سِتِّينَ سنة وَفِي الْإِسْلَام مثلهَا وَكَانَ قديم الْإِسْلَام وَلم يشْهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مشهداً وَكَانَ يجبَّن قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر نعم كَانَ جهاده بِشعرِهِ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينصب لَهُ منبراً فِي الْمَسْجِد يقوم عَلَيْهِ ينافح عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ ذَلِك على قُرَيْش أَشد من رشق النبل وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أجب عَن رَسُول الله اللَّهمَّ أيِّده بِروح الْقُدس وَفِي رِوَايَة أهجم وهاجم جِبْرِيل مَعَك وَفِي رِوَايَة إِن روح الْقُدس مَعَك مَا هاجيتهم وَفِي رِوَايَة وَجِبْرِيل يعينك وَفِي رِوَايَة أَن الله يُؤَدِّي حسان بِروح الْقُدس مَا نافح عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى كَلَام ابْن عَسَاكِر وَقَالَ صَاحب الأغاني فِيمَا يرويهِ عَن مُحَمَّد بن جرير قَالَ كَانَ حسان بن ثَابت يَوْم الخَنْدَق فِي حصن بِالْمَدِينَةِ مَعَ النِّسَاء وَالصبيان لجبنه قَالَ فمرّ رجل من الْيَهُود فَجعل يطِيف بالحصن فَقَالَت صفيّة بنت عبد الْمطلب رَحمهَا الله تَعَالَى يَا حسّان إِن هَذَا الْيَهُودِيّ كَمَا ترى

يطِيف بالحصن وإنّي وَالله مَا آمنهُ أَن يدلَّ على عورتنا من وَرَاءَنَا من الْيَهُود وَقد شغل عَنَّا رَسُول الله وَأَصْحَابه فَانْزِل إِلَيْهِ فاقتله فَقَالَ يغْفر الله لَك يَا بنت عبد الْمطلب لقد عرفت مَا أَنا بِصَاحِب هَذَا قَالَت فَلَمَّا قَالَ لي ذَلِك وَلم تَرَ عِنْده شَيْئا اعتجرت ثمَّ أخذت عموداً ثمَّ نزلت من الْحصن فضربته بالعمود حَتَّى قتلته فَلَمَّا فرغت مِنْهُ رجعت إِلَى الْحصن وَقَالَت يَا حسان انْزِلْ إِلَيْهِ فاسلبه فَإِنَّهُ لم يَمْنعنِي من سلبه إلاّ أَنه رجل فَقَالَ مَا لي بسلبه حَاجَة يَا بنت عبد الْمطلب قَالَ ويحكى أَنه كَانَ قد ضرب وتداً فِي ذَلِك الْيَوْم فِي جَانب الأطم فَكَانَ إِذا حمل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه على الْمُشْركين حمل على الوتد وضربه بِالسَّيْفِ وَإِذا حمل الْمُشْركُونَ انحاز عَن الوتد كَأَنَّهُ يُقَاتل قرنا انْتهى) قلت وَقد رَأَيْت بَعضهم يُنكر جبنه وَاعْتذر لَهُ بِأَن قَالَ أنّه كَانَ يهاجي قُريْشًا وَيذكر مساؤئهم وَلم يبلغنَا أَن حدا عيّره بالجبن والفرار من الحروب وَقد هجا الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي بالبيتين اللَّذين تقدّما فِي تَرْجَمته وَمَا أَجَابَهُ بِمَا ينْقض عَلَيْهِ بل اعتذر عَن فراره أَو كَمَا قَالَ وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ أَن حسَّان كَانَ لسناً شجاعاً فأصابته علّة أحدثت لَهُ الْجُبْن فَكَانَ بعد ذَلِك لَا يقدر بِنَظَر إِلَى قتال وَلَا يشهده قَالَ ابْن عَسَاكِر قَالَ عَطاء بن أبي رَبَاح دخل حسّان على عَائِشَة بَعْدَمَا عمي فَوضعت لَهُ وسَادَة فَدخل عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فَقَالَ أجلسته على وسَادَة وَقد قَالَ مَا قَالَ فَقَالَ أَنه تعنَّى كَانَ يُجيب عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويشفي صَدره من أعدائه وَقد عمي وإنّي لأرجو أَن لَا يعذَّب فِي الْآخِرَة انْتهى قلت أَرَادَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر مَا قَالَه حسّان فِي قصَّة الْإِفْك لِأَن الَّذين تحدثُوا فِي شَأْن عَائِشَة كَانُوا جمَاعَة عبد الله بن أبي بن سلون ومسطح بن أَثَاثَة وحسّان بن ثَابت وَحمْنَة بنت جحش وَقَوله تَعَالَى وَالَّذِي تولَّى كبره مِنْهُم لَهُ عذابٌ عَظِيم قَالَ الْمُفَسِّرُونَ هُوَ حسان بن ثَابت أَو عبد الله بن أبيّ بن سلول وَتَابَ الله على الْجَمَاعَة إلاّ عبد الله السّلوليّ فَإِنَّهُ مَاتَ منافقاً وَقيل لعَائِشَة لم تأذنين لحسّان عَلَيْك وَالله يَقُول والَّذي تولَّى كبره مِنْهُم لَهُ عذابٌ عظيمٌ فَقَالَت وأيُّ عَذَاب أشدّ من الْعَمى وَلما أنْشد حسّان عَائِشَة شعره الَّذِي مِنْهُ قَوْله من الطَّوِيل (حصان رزانٌ مَا تزنُّ بريبة ... وتصبح غرثى من لُحُوم الغوافل) قَالَت لَهُ لكنك لست كَذَلِك وَقعد صَفْوَان بن المعطّل لحسان بِسَبَب قصَّة الْإِفْك وضربه بِالسَّيْفِ وَهَذِه الْقِصَّة مَذْكُورَة فِي مواطنها من كتب التَّفْسِير والْحَدِيث مستوفاة هُنَاكَ وَلَيْسَ هَذَا مَكَان استقصائها وَقَالَ حسان للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما طلبه بهجو قُرَيْش لأسلَّنك مِنْهُم سلّ الشعرة من الْعَجِين ولي مقول مَا أحب أنّ لي بِهِ مقول أحدٍ من الْعَرَب وإنّه ليفري مَا لَا تفريه الحربة ثمَّ أخرج لِسَانه فَضرب بِهِ أَنفه كَأَنَّهُ لِسَان شُجَاع بطرفه شامة سَوْدَاء ثمَّ ضرب بِهِ ذقنه وَقَالَ لأفرينَّهم فري

الْأَدِيم فصبَّ على قُرَيْش مِنْهُ شابيب شرّ فَقَالَ اهجهم كَأَنَّك تنضحهم بِالنَّبلِ فهجاهم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد شفيت يَا حسان وأشفيت وَعَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَاك حاجز بَيْننَا وَبَين الْمُنَافِقين لَا يُحِبهُ إلاّ مُؤمن وَلَا يبغضه إلاّ مُنَافِق) وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ كَانَ يهجو النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جماعةٌ من قُرَيْش عبد الله بن الزِّبعري وَأَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب وَعَمْرو بن الْعَاصِ فَقَالَ حسّان يَا رَسُول الله ايذي لي فِي الرَّدِّ عَلَيْهِم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكيف وَهُوَ منّي يَعْنِي أَبَا سُفْيَان فَقَالَ وَالله لأسلنَّه مِنْك كَمَا تسلُّ الشَّعرة من الْعَجِين فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا حسان فَائت أَبَا بكرٍ فَإِنَّهُ أعلم بأنساب الْقَوْم مِنْك فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ كفَّ عَن فُلَانَة وَاذْكُر فُلَانَة فَقَالَ حسّان من الوافر (هجوت مُحَمَّدًا فأجبت عَنهُ ... وَعند الله فِي ذَاك الْجَزَاء) (فإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمّدٍ مِنْكُم وقاء) (أتهجوه وَلست لَهُ بكفءٍ ... فشرُّكما لخيركما الْفِدَاء) قلت قَالَ عُلَمَاء الْأَدَب هَذَا أنصف بَيت قالته الْعَرَب وَلما ورد وَفد تَمِيم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للمفاخرة على مَا ذكر فِي تَرْجَمَة ثَابت بن قيس بن شماس وَقَامَ خطيبهم وَقَالَ مَا قَالَ وَقَامَ ثَابت بن قيس وَقَالَ مَا قَالَ قَامَ الزبْرِقَان من الْوَفْد الْمَذْكُور وَقَالَ من الْبَسِيط (نَحن الْمُلُوك فَلَا حيٌّ يقاربنا ... منا الْمُلُوك وَفينَا يُوجد الرّبع) (كم قد قسرنا من الْأَحْيَاء كلِّهم ... عِنْد النِّهاب وَفضل العزِّ يتَّبع) (وننحر الكوم عبطاً فِي مَنَازلنَا ... للنازلين إِذا مَا استطعموا شَبِعُوا) (وَنحن نطعم عِنْد الْقَحْط مَا أكلُوا ... من العبيط إِذا لم يظْهر القزع) (ونبصر النَّاس تَأْتِينَا سراتهم ... من كل أوبٍ فنمضي ثمَّ نتَّبع) فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى حسان فجَاء فَأمره أَن يجِيبه فَقَالَ من الْبَسِيط (إِن الذوائب من فهرٍ وإخوتهم ... قد بيَّنوا سنَّةً للنَّاس تتَّبع) (يرضى بهم كلُّ من دَانَتْ سَرِيرَته ... تقوى الْإِلَه وبالأمر الَّذِي شرعوا) (قومٌ إِذا حَاربُوا ضرّوا عدوَّهم ... أَو حاولوا النَّفع فِي أشياعهم نفعوا) (إِن كَانَ فِي النّاس سبّاقون بعدهمْ ... فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبع) (سجيَّة تِلْكَ مِنْهُم غير محدثةٍ ... إِن الْخَلَائق يَوْمًا شرُّها الْبدع)

(لَا يرقع النَّاس مَا أوهت ألفَّهم ... عِنْد الدِّفاع وَلَا يوهون مَا رتعوا) (أعفَّةٌ ذكرت فِي الْوَحْي عفَّتهم ... لَا يطمعون وَلَا يزرى لَهُم طمع) ) (وَلَا يضنّون عَن جارٍ بفضلهم ... وَلَا يمسُّهم من مطمع طبع) (يسمون للحرب تبدو وَهِي كالحةٌ ... إِذا الزَّعانف فِي أظفارها خشعوا) (لَا يفرحون إِذا نالوا عدوَّهم ... وَإِن أصيبوا فَلَا خورٌ وَلَا جزع) (كَأَنَّهُمْ فِي الوغى وَالْمَوْت مكتنعٌ ... أسود بيشة فِي أرساغها قدع) (خُذ مِنْهُم مَا أَتَوا عفوا وَإِن غضبوا ... فَلَا يكن همُّك الأمرالذي منعُوا) (فإنّ فِي حربهم فاترك عداوتهم ... سمّاً يخاض عَلَيْهِ الصّاب والسَّلع) (أكْرم بقومٍ رَسُول الله قائدهم ... إِذا تفرّقت الْأَهْوَاء والشِّيع) (أهْدى لَهُم مدحي قلبٌ يؤازره ... فِيمَا أَرَادَ لسانٌ حائكٌ صنع) (إِنَّهُم أفضل الْأَحْيَاء كلِّهم ... إِن جدَّ بالبأس جدّ القَوْل أَو سمعُوا) (أَتَيْنَاك كَيْمَا يعلم النسا فضلنَا ... إِذا اجْتَمعُوا وَقت احتضار المواسم) (بأنّا فروع النَّاس فِي كلِّ موطنٍ ... وَأَن لَيْسَ فِي ارْض الْحجاز كدارم) فَقَامَ حسّان فَقَالَ من الطَّوِيل (منعنَا رَسُول الله من غضب لَهُ ... على أنف راضٍ من معدٍّ وراغم) (هَل الْمجد إلاّ السؤدد الْفَرد والندى ... وجار الْمُلُوك وَاحْتِمَال العظائم) فَقَالَ الْأَقْرَع بن حَابِس وَالله إِن هَذَا الرجل لمؤتَّى لَهُ وَالله لشاعره أشعر من شَاعِرنَا ولخطيبه أمهر من خَطِيبنَا وأصواتهم أرفع من أصواتنا أَعْطِنِي يَا مُحَمَّد فَأعْطَاهُ فَقَالَ زِدْنِي فزاده فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّه سيّد الْعَرَب فَنزلت فيهم إنَّ الَّذين يُنَادُونَك من وَرَاء الحجرات ثمَّ إِن الْقَوْم أَسْلمُوا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة فضل حسان الشُّعَرَاء بِثَلَاث كَانَ شَاعِر الْأَنْصَار فِي الْجَاهِلِيَّة وشاعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْإِسْلَام وشاعر الْيمن كلهَا وَكَانَ أشعر أهل المدن وَقَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام سنة أَربع وَخمسين وَتُوفِّي حَكِيم بن حزامٍ وَحُوَيْطِب بن عبد العزَّى وَسَعِيد بن يَرْبُوع المَخْزُومِي وحسَّان بن ثابتٍ قَالَ وَيُقَال إِن هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة مَاتُوا وَقد بلغ كل وَاحِد مِنْهُم عشْرين وَمِائَة سنة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بلغنَا أَن حسّاناً وأباه وجدّه وجدّ أَبِيه عَاشَ كل مِنْهُم مئة وَعشْرين سنة

وَمن شعر حسّان رَضِي الله عَنهُ من الْكَامِل (أسألت رسم الدَّار أم لم تسْأَل ... بَين الجوابي فالبضيع فحومل) ) (فالمرج مرج الصفَّرين فجاسمٍ ... فديار لسمى درَّساً لم تحلل) (أقرى فعطَّل مِنْهُم فَكَأَنَّهُ ... بعد البلى أَي الْكتاب الْمنزل) (دمنٌ تعفَّتها الرِّيَاح دوارسٌ ... والمدجنات من السِّماك الأعزل) (فالعين عانيةٌ تفيض دموعها ... لمنازلٍ درست وَإِن لم تؤهل) (دارٌ لقومٍ قد أَرَاهُم مرّة ... فَوق الأعزّة عزُّهم لم ينْقل) (لله در عِصَابَة نادمتهم ... يَوْمًا بجلق فِي الزَّمَان الأول) (أَوْلَاد جَفْنَة حول قبر أَبِيهِم ... قبر ابْن مَارِيَة الْكَرِيم الْمفضل) (يسقون منورد البريض عَلَيْهِم ... بردى يصفَّق بالرَّحيق السَّلسل) (يسقون درياق المدام وَلم تكن ... تدعى ولائدهم لنقف الحنظل) (يغشون حَتَّى مَا تهرّ قلابهم ... لَا يسْأَلُون عَن السوَاد الْمقبل) (بيض الْوُجُوه كريمةٌ أحسابهم ... شمُّ الأنوف من الطّراز الأول) (يَمْشُونَ لي الْحلق المضاعف نسجه ... مشي الْجمال إِلَى الْجمال البزَّل) (والخالطون فقيرهم بغنيَّهم ... والمنعمون على الضَّعِيف المرمل) (فَلَبثت أزماناً طوَالًا فيهم ... ثمَّ ادَّكرت كأنني لم أفعل) (إِمَّا تري رَأْسِي تغيَّر لَونه ... شُمْطًا فاصبح كالثَّنام المخمل) (فَلَقَد يراني الموعدي وكأنّني ... فِي قصر دومة أَو سَواد الهيكل) (وَلَقَد شربت الْخمر فِي حانوتها ... صهباء صَافِيَة كطعم الفلفل) (باكرت لذَّتها وَمَا ماطلتها ... بزجاجةٍ من خمر كرمٍ أهدل) (يسْعَى عليَّ بكأسها متمنطقٌ ... فيعلُّني مِنْهَا وَإِن لم أنهل) (إِن الَّتِي ناولتني فرددتها ... قتلت قتلت فهاتها لم تقتل) (كلتاهما حلب الْعصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصل) (بزجاجة رقصت بِمَا فِي دنِّها ... رقص القلوص براكبٍ مستعجل) (نسي أصيلٌ فِي الْكِرَام ومذودي ... يكوي مناسمه جنوب المصطلي) (وفتى يحب الْحَمد يَجْعَل مَاله ... من دون وَالِده وَإِن لم يسْأَل) (وَلَقَد تقلّدني الْعَشِيرَة أمرهَا ... فأطيق حمل المعضلات واعتلي) ) (ويسود سيدنَا جحاجح سادةً ... ويصيب قائلنا سَوَاء الْمفصل)

(وتزور أَبْوَاب الْمُلُوك رِكَابنَا ... وَمَتى نحكَّم فِي الْبَريَّة نعدل) قَول حسّان أَن الَّتِي ناولتني فرددتها الْبَيْتَيْنِ حدّث أَبُو ظبْيَان الحمّاني قَالَ اجْتمع قوم على شراب لَهُم فغنّاهم مغنٍ بقول حسّان إِن الَّتِي ناولتني فرددتها الْبَيْتَيْنِ فَقَالَ بَعضهم امْرَأَتي طَالِق إِن لم أسَال اللَّيْلَة عبيد الله بن الْحسن القَاضِي عَن عِلّة هَذَا الشّعْر لم قَالَ إِن الَّتِي فوحّد ثمَّ قَالَ كلتاهما مثنّى فأشفقوا على صَاحبهمْ وَتركُوا مَا كَانُوا عَلَيْهِ ومضوا يتخطَّون الْقَبَائِل حَتَّى انْتَهوا إِلَى بني شَعْرَة وَعبيد الله بن الْحسن يُصَلِّي فَلَمَّا فرغ من صلَاته قَالُوا قد جئْنَاك فِي أَمر دعت إِلَيْهِ ضَرُورَة وشرحوا لَهُ أَمرهم وسألوه عَن الْجَواب فَقَالَ إِن الَّتِي ناولتني عني بهَا الْخمر الممزوجة بِالْمَاءِ ثمَّ قَالَ من بعد كلتاهما حلب الْعصير يُرِيد الْخمر المتحلبة من الْعِنَب وَالْمَاء المتحلّب من السّحاب كنى عَنهُ بالمعصرات فِي قَوْله تَعَالَى وأنزلنا من المعصرات مَاء ثجاجاً قَالَ الحريري صَاحب المقامات وَقد بَقِي فِي الشعرما يحْتَاج إِلَى كشف سرّه أمّا قَوْله إِن الَّتِي ناولتني فرددتها قتلت فَإِنَّهُ خَاطب بهَا السّاقي الَّذِي كَانَ نَاوَلَهُ كأساً ممزوجة لِأَنَّهُ يُقَال قتلت الْخمر إِذا مزجتها فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يُعلمهُ أَنه فطن لذَلِك ثمَّ مَا قنع حَتَّى دَعَا بِالْقَتْلِ فِي مُقَابلَة المزج وَقد أحسن كل الْإِحْسَان فِي تجنيس اللَّفْظ ثمَّ إِنَّه عقّب الدُّعَاء عَلَيْهِ بِأَنَّهُ استعطى مَا لم يقتل يَعْنِي الصِّرف الَّتِي لم تمزج وَقَوله أرخاهما للمفصل يَعْنِي بِهِ اللِّسَان وسمّي مفصلا بِكَسْر الْمِيم لِأَنَّهُ يفصل بَين الْحق وَالْبَاطِل وَقَالَ النَّقِيب ابْن الشجري وَهَذَا التَّأْوِيل يمْنَع مِنْهُ ثَلَاثَة وُجُوه أَحدهَا أَنه قَالَ كلتاهما حلب الْعصير وكلتا مَوْضُوعَة لمؤنثين وَالْمَاء مُذَكّر والتذكير أبدا يغلب على التَّأْنِيث كتغليب الْقَمَر على الشَّمْس فِي قَول الفرزدق لنا قمراها والنجوم الطّوالع وَلَيْسَ للْمَاء اسْم آخر مؤنَّث فَيحمل على الْمَعْنى كَمَا قَالُوا أَتَتْهُ كتابي فاحتقرها لِأَن الْكتاب فِي معنى الصَّحِيفَة وكما قَالَ الشَّاعِر من السَّرِيع (قَامَت تبكِّيه على قَبره ... من لي من بعْدك يَا عَامر) (تَرَكتنِي فِي الدَّار ذَا غربةٍ ... قد ذلَّ من لَيْسَ لَهُ نَاصِر) وَكَانَ الْوَجْه أَن يَقُول ذَات غربَة وَإِنَّمَا ذكّر لِأَن الْمَرْأَة إِنْسَان فَحمل على الْمَعْنى وَالثَّانِي أَنه قَالَ أرخاهما للمفصل وأفعل هَذَا مَوْضُوع للمشتركين فِي معنى وَأَحَدهمَا يزِيد) على الآخر فِي الْوَصْف بِهِ كَقَوْلِك زيدٌ أفضل الرجلَيْن فزيد وَالرجل المضموم إِلَيْهِ مشتركان فِي الْفضل إلاّ أَن فضل زيد يزِيد على فضل المقرون بِهِ وَالْمَاء لَا يُشَارك الْخمر فِي إرخاء الْمفصل وَالثَّالِث قَوْله فالخمر عصير الْعِنَب وَقَول حسَّان حلب الْعصير يمْنَع من هَذَا لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْعصير الْخمر والحلب هُوَ الْخمر فقد أضيفت الْخمْرَة إِلَى نَفسهَا وَالشَّيْء لَا يُضَاف إِلَى نَفسه والصّواب أَنه أَرَادَ كلتا الخمرتين الصِّرف والممزوجة

السلمي

حلب الْعِنَب فناولني اشدّهما إرخاءً للمفصل 3 - (السّلمِيّ) حسّان بن جَابر وَيُقَال ابْن أبي جَابر السّلمي شهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّائِف وَرُوِيَ عَنهُ حديثٌ واحدٌ باسناد مَجْهُول من وَرَايَة بَقِيَّة بن الْوَلِيد 3 - (الْبكْرِيّ الذهلي) حسان بن حوطٍ الْبكْرِيّ ثمَّ الذهلي كَانَ شريفاً فِي قومه وَكَانَ وَافد بكر بن وَائِل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله بنُون جمَاعَة مِنْهُم الْحَارِث وبشرز شهد الْجمل مَعَ عليّ رَضِي الله عَنهُ وَبشر هُوَ الْقَائِل يَوْمئِذٍ من الرجز (أَنا ابْن حسان بن حوطٍ وَأبي ... رَسُول بكر كلهَا إِلَى النبيّ) 3 - (النَّابِغَة الْجَعْدِي) حسان بن قيس بن عبد الله وَقيل حيّان وَقيل قيس وَقيل غير ذَلِك هُوَ النَّابِغَة الْجَعْدِي الصَّحَابِيّ الشَّاعِر يَأْتِي ذكره مُسْتَوفى إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ أوّل حرف النُّون 3 - (ابْن مَالك) حسّان بن مَالك بن بَحْدَل هُوَ الَّذِي قَامَ بِأَمْر الْبيعَة لمروان توفّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَمِير الْمغرب)

ابن بلال المزني

حسّان بن النُّعْمَان أَمِير الْمغرب كَانَ شجاعاً بطلاً غزّاءً توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن بِلَال المزنّي) حسّان بن بِلَال الْمُزنِيّ الْبَصْرِيّ روى عَن عمار بن يَاسر وَحَكِيم بن حزَام وَغَيرهمَا وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود المئة لِلْهِجْرَةِ) 3 - (أَبُو الْوَلِيد الشَّافِعِي) حسان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون بن حسّان بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَنْبَسَة بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس أَبُو الْوَلِيد الْفَقِيه الشَّافِعِي قَالَ فِيهِ الْحَاكِم إِمَام أهل الحَدِيث بخراسان وأزهد من رَأَيْت من الْعلمَاء وأعبدهم درس على ابْن سُرَيج وَسمع خلقا وَهُوَ صَاحب وجهٍ وَمن غَرَائِبه أَن الْمُصَلِّي إِذا كرّر الْفَاتِحَة مرَّتَيْنِ بطلت صلَاته وَهُوَ خلاف نَص الشَّافِعِي حَكَاهُ أَبُو حامدٍ الأسفراييني فِي تعليقته عَن الْقَدِيم وَمِنْهَا الْحجامَة تفطر الحاجم والمحجوم وادّعى أَنه الْمَذْهَب لصِحَّة الحَدِيث وَذَلِكَ غلط لِأَن الشَّافِعِي قَالَ الحَدِيث مَنْسُوخ وصنّف المخرَّج على الْمَذْهَب للشَّافِعِيّ والمخرّج على صَحِيح مُسلم وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمئة 3 - (أَبُو عَليّ الاستجيّ) حسان بن عبد الله بن حسّان أَبُو عَليّ الأندلسي من أهل أستجَّة كَانَ نبيلاً فِي الْفِقْه معتنياً بِالْحَدِيثِ متصرّفاً فِي اللُّغَة والآداب وَلم يكن بأستجَّة مثله روى عَن عبيد الله بن يحيى والأعناقي وَعبد الله بن الْوَلِيد وجماعةٍ وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمئة 3 - (الْوَزير أَبُو عَبدة) حسان بن مَالك بن أبي عُبَيْدَة أَبُو عَبدة الْقُرْطُبِيّ الْوَزير كَانَ من

أبو علي الجهني الطبيب

أَئِمَّة اللُّغَة وَالْأَدب وَمن بَيت جلالةٍ ووزارة وَمَات عَن سنٍّ عالية سنة سِتّ عشرَة وأربعمئة دخل يَوْمًا على الْمَنْصُور بن أبي عَامر وَبَين يَدَيْهِ كتاب أبي السَّري سهل بن أبي غَالب الَّذِي ألّف فِي أَيَّام الرشيد وَسَماهُ كتاب ربيعَة وَعقيل وَهُوَ من أحسن مَا ألّف فِي هَذَا الْمَعْنى وَفِيه من أشعاره ثلاثمئة بَيت فَوجدَ الْمَنْصُور مُتَعَجِّبا بِالْكتاب فَخرج من عِنْده وَعمل مثله كتابا وَفرغ مِنْهُ تأليفاً ونسخاً وَجَاء بِهِ فِي مثل ذَلِك الْيَوْم من الْجُمُعَة الْأُخْرَى وَأرَاهُ إِيَّاه فسرَّ بِهِ وَوَصله بجملة وَكتب إِلَى المستظهر عبد الرَّحْمَن بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار بن عبد الرَّحْمَن النَّاصِر أَيَّام الْفِتْنَة وَكَانَ وزيره من الطَّوِيل (إِذا غبت لم أحضر وَإِن جِئْت لم أسل ... فسيّان مني مشهدٌ ومغيب) (فَأَصْبَحت تيميّاً وَمَا كنت قبلهَا ... لتيمٍ ولكنّ الشبية نسيب) أَشَارَ فِي ذَلِك إِلَى قَول الشَّاعِر من الوافر) (وَيقْضى الْأَمر حَيْثُ تغيب تيمٌ ... وَلَا يستأذنون وهم شُهُود) وَمن شعره من الطَّوِيل (سقى بَلْدَة أَهلِي بهَا وأقاربي ... غوادٍ بأثقال الحيا وروائح) (وهبّت عَلَيْهِم بالعشيّ وبالضحى ... نواسم بردٍ والظلال فوائح) (ذكرتهم والنأي قد حَال بَينهم ... وَلم أنس لَكِن أوقد الْقلب لافح) أَبُو عَليّ المنيعيّ حسان بن سعيد أَبُو عليّ المنيعي المرُّوذي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بلغنَا أَنه من ذُرِّيَّة خَالِد بن الْوَلِيد سمع وحدَّث وَبنى الْمَسَاجِد والرُّبط وجامع مرو الرُّوذ وَكَانَ فِيهِ خيرٌ كثيرٌ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وأربعمئة 3 - (أَبُو عَليّ الْجُهَنِيّ الطَّبِيب) حسّان بن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن حسان بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْفَقِيه أَبُو عَليّ الْجُهَنِيّ الْمَهْدَوِيّ المغربي ثمَّ الاسكندراني الْمَالِكِي الطَّبِيب حدّث عَن السِّلفي وَقَرَأَ الْأُصُول والطبّ وبرع فِي ذَلِك وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ

ابن عطيه الدمشقي

وستمئة 3 - (ابْن عطيه الدِّمَشْقِي) حسان بن عطيه الدِّمَشْقِي أحد أَئِمَّة الشاميين روى عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ وَسَعِيد بن المسيِّب وَأبي كَبْشَة السَّلولي وَأبي الاشعث الصَّنعاني وَمُحَمّد بن أبي عَائِشَة وَكَانَ من أهل بيروت وثَّقه ابْن معِين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمئة 3 - (قَاضِي كرمان) حسان بن إِبْرَاهِيم الْكرْمَانِي الْفَقِيه أَبُو هِشَام قَاضِي كرمان روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو عَليّ الوَاسِطِيّ) حسان بن عبد الله الوَاسِطِيّ أَبُو عَليّ الْكِنْدِيّ نزيل مصر روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى النَّسائي وَابْن ماجة عَنهُ بِوَاسِطَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ومئتين 3 - (الْأَمِير عماد الدولة) ) حسان بن رَابِع بن مقبل بن بدران بن مقلدٍ أَبُو سُلْطَان الْأَمِير عماد الدولة بن يَمِين الدولة بن تَاج الدولة هُوَ من جملَة أُمَرَاء عرب الْبَادِيَة المتصلين بِولَايَة الْعرَاق كتب عَنهُ أَبُو الْفضل أَحْمد بن الخازن أورد لَهُ ابْن الخازن من المتقارب

اليمني الكندي

(وغيدٍ أوانس مثل البدور ... فِي وَحْشَة اللَّيْل آنسنني) (فَلَمَّا تبلّج ضوء الصَّباح ... سكنَّ الْفُؤَاد وفارقنني) 3 - (اليمني الْكِنْدِيّ) حسان بن عبد الله بن عَليّ اليمني الْكِنْدِيّ الشَّاعِر من أهل الْبَادِيَة سكن بَغْدَاد وروى بهَا شَيْئا من شعره وَذكره السِّلفيّ فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ شيخ صَالح وَأورد لَهُ من الْبَسِيط (عينٌ لهنَّ عيونٌ طالما فتكت ... بِنَا وقين من الْآفَات والرَّمد) (من كلِّ من وقفت للشمس فانكسفت ... فِيمَا تقَابلهَا كسفاً من الْحَسَد) (يغنين مَا عشن عَن شمسٍ وَعَن قمرٍ ... ويبتسمن كَمَا يضحكن عَن برد) 3 - (عرقلة الدِّمَشْقِي) حسان بن نمير بن عجلٍ أَبُو النَّدى الْكَلْبِيّ الدِّمَشْقِي الشَّاعِر النديم الخليع المطبوع الْمَعْرُوف بعرقلة كَانَ وعده السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِن أَخذ الديار المصرية أَن يُعْطِيهِ ألف دِينَار فَلَمَّا أَخذهَا قَالَ من الْبَسِيط (قل للصلاح معيني عِنْد إقتاري ... يَا الفل مولَايَ أَيْن الْألف دِينَار) (أخْشَى من الْأسر إِن حاولت أَرْضكُم ... وَمَا تفي جنَّة الفردوس بالنَّار) (فجد بهَا عاضديَّات موفرةً ... من بعد مَا خلَّف الطاغي أَخُو الْعَار) (حمراً كأسيافكم غرَّاً كخيلكم ... عتقا ثقالاً كأعدائي وأطماري) فَأعْطَاهُ ألفا وَأخذ لَهُ من إخْوَته مثلهَا فَجَاءَهُ الْمَوْت فَجْأَة وَلم ينْتَفع بفجعة الْغِنَا وَكَانَت وَفَاته سنة سبعٍ وَسِتِّينَ وخمسمئة وَكَانَ أَعور وَمن شعره من الْبَسِيط (أمّا دمشق فجناتٌ مزخرفةٌ ... للطالبين بهَا الْولدَان والحور) (مَا صَاح فِيهَا على أوتاره قمرٌ ... إلاّ وغنَّاه قمريٌّ وشحرور) (يَا حبّذا ودروع المَاء ينسجها ... أنامل الرّيح إلاّ أَنَّهَا زور) وَمِنْه من الطَّوِيل) (ترى عِنْد من أحببته لَا عدمته ... من السُّوق مَا عِنْدِي وَمَا أَنا صانعُ) (جميعي إِذا حدَّثْتُ عَن ذَاك أعينٌ ... وكلّي إِذا نوجيت عَنهُ مسامح) وَمِنْه وَقد تولّى صَلَاح الدّين شحنكيَّة دمشق لنُور الدّين الشَّهِيد من المتقارب (رويدكم يَا لصوص الشَّام ... فَإِنِّي لكم ناصحٌ فِي الْمقَال)

أَتَاكُم سميُّ النَّبِي الْكَرِيم يُوسُف رب الحجى وَالْجمال (فَذَاك يقطّع أَيدي النسا ... وَهَذَا يقطّع أَيدي الرِّجَال) وَمِنْه من الْبَسِيط (عِنْدِي إِلَيْكُم من الأشواق والبرحا ... مَا صيَّر الْجِسْم من بعد الضنى شبحا) (أحبابنا لَا تظنّوا بِي سلوَّكم ... الْحَال مَا حَال والتبريح مَا برحا) (لَو كَانَ يسبح صبُّ فِي مدامعه ... لَكُنْت ول من فِي دمعه سبحا) (أَو كنت أعلم أَن الْبَين يقتلني ... مَا بنت عَنْكُم وَلَكِن فَاتَ مَا ذبحا) وَمِنْه من الْكَامِل (يَا ليل طرَّته وصبح جَبينه ... أنصرتماه وأنتما أضداد) (بل يَا سنا برق الْجمال بثغره ... كَيفَ انخدعت فأحدقت بك صَاد) أمبلبلي بفتون فَتْرَة طرفه النبال حسبي خدَّك الزرَّاد وَكَانَ العرقلة أَعور وَكَانَ يجلس على حَانُوت خياط بِدِمَشْق يعرف بِأبي الْحُسَيْن الْأَعْرَج وَكَانَ لَهُ طبعٌ فِي قَول الشّعْر فَقَالَ لَهُ العرقلة يَوْمًا يداعبه من الوافر (أَلا قل للربيع أبي الْحُسَيْن ... أَرَانِي الله عَيْنك مثل عَيْني) فَقَالَ الْأَعْرَج مجاوباً لَهُ من الوافر (أَلا قل لِابْنِ كلب لَا ابْن عجل ... أَرَانِي الله رجلك مثل رجْلي) فَخَجِلَ العرقلة وَانْصَرف عَنهُ وَقَالَ يُشِير إِلَى عوره من الْبَسِيط (أَقُول وَالْقلب فِي همٍّ وتعذيب ... يَا كل يُوسُف أرْحم نصف يَعْقُوب) وَقَالَ فِي مَحْبُوب لَهُ أَحول من المنسرح (يَا لائمي هَل رَأَيْت أعجب من ... ذِي عورٍ هائم بِذِي حول) (أقلُّ فِي عينه وَيكثر فِي ... عَيْني بضدِّ الْقيَاس والمثل) ) (مَا آفتي غير ورد وجنته ... والورد لَا شكّ آفَة الْجعل) (مهفهفٌ كالقضيب معتدل ... وَحكمه فيَّ غير معتدل) قد ذقت مِنْهُ هجراً أمرَّ من الصّبر ووصلاً أحلى من الْعَسَل وَكَانَ قد سَافر إِلَى حلب فاتفق لَهُ أَن ذهبت إِحْدَى عَيْنَيْهِ بهَا فَقَالَ من الطَّوِيل (جفاني صديقي حِين أَصبَحت معدما ... وأخَّرني دهري وَكنت مقدّما) (وسافرت جهلا فانعورت وَإِن أعد ... إِلَى سفرةٍ أُخْرَى قدمت على الْعَمى) (وَكم من طيب قَالَ تبرا أَجَبْته ... كذبت وَلَو كنت الْمَسِيح بن مريما)

وَقَالَ وَقد جهَّز إِلَيْهِ السُّلْطَان صَلَاح الدّين عشْرين دِينَارا من السَّرِيع (يَا ملكا مَا بَرحت كفُّه ... تجود بِالْمَالِ على كفّي) (أَفْلح بالعشرين من لم يزل ... فِي رَأس عشْرين من الْكَهْف) (يَا ألف مولَايَ وَلكنهَا ... محسوبةٌ من جملَة الْألف) وَمن شعر عرقلة من الْكَامِل (كتم الْهوى فوشت عَلَيْهِ دُمُوعه ... من حرِّ جمرٍ تحتويه ضلوعه) (صبٌ تشغل بِالربيعِ وزهره ... قومٌ وَفِي وَجه الحبيب رَبِيعه) (يَا لائمي فِي من تمنَّع وَصله ... عَن بغيتي حلى الْهوى ممنوعه) (كَيفَ التخلُّص أَن تجنّى أَو جنى ... وَالْحسن شيءٌ مَا يردُّ شفيعه) (شمسٌ وَلَكِن فِي فُؤَادِي حرُّها ... بدرٌ وَلَكِن فِي القباء طلوعه) (قَالَ العوازل مَا الَّذِي استحسنته ... فِيهِ وَمَا يسبيك قلت جَمِيعه) وَمِنْه فِي الخريف من الْكَامِل (خرف الخريف وَأَنت فِي شغلٍ ... عَن بهجة الْأَيَّام والحقب) (وراقه صفرٌ وقهوتنا ... صفراء مثل الشَّمْس فِي لَهب) (يَأْتِي بهَا غَيْرِي وأشربها ... ذَهَبا على ذهبٍ بِلَا ذهب) وَقَالَ فِي أبي الْوَحْش ابْن غيلَان من مخلع الْبَسِيط (يَا من إِذا جِئْته سؤولاً ... وَلست بالسَّائل اللَّجوج) (حرَّك لي موعداً بمطلٍ ... حادي عشرٍ من البروج) ) وَقَالَ يهجو من المتقارب (صِفَات القويضي فَتى مشرقٌ ... يحار لَهَا الْعَالم الرَّاسخ) (ذكيٌّ ولكنَّه لاذنٌ ... أصيلٌ وَلكنه كامخ) وَقَالَ من الطَّوِيل (يَقُولُونَ قد أرخصت شعرك فِي الورى ... فَقلت لَهُم إِذْ مَاتَ أهل المكارم) (أجازى الشّعْر الشّعير وانه ... كثيرٌ إِذا خلَّصته من بهائم) وَقَالَ فِي نَاصِر الدّين وَفتح الدّين ابْني شيركوه من السَّرِيع (لله شبلا أسدٍ خادرٍ ... مَا فيهمَا جبنٌ وَلَا شحُّ)

الجبيبي

(مَا أَقبلَا إلاّ وَقَالَ الورى ... قد جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح) 3 - (الجبيبيُّ) حسّان بن مُحَمَّد الجبيبي بِضَم الْجِيم وَفتح الْبَاء الأولى الموحَّدة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَكسر الْبَاء الثَّانِيَة الإشبيلي أَبُو جَعْفَر أَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حيّان قَالَ رَأَيْته بغرناطة وَله معرفَة باللغة وَالْأَدب فِي كنف السُّلْطَان الْغَالِب بِاللَّه أبي عبد الله بن الْأَحْمَر ملك الأندلس وقفت لَهُ على قصيدته بِخَطِّهِ وَكَانَ حسن الْخط مِنْهَا من الوافر (هم الْأَنْصَار مَا حلّوا حزاما ... بنصرته وَلَا تنزعوا لجاما) (هُوَ النبع الصَّرِيح بِغَيْر ريبٍ ... إِذا مَا كَانَ غَيرهم الثُّماما) مِنْهَا (لقد أبكيت عين الْكفْر لما ... رَأَيْت بثغر ملَّتك ابتساما) (وزهرة ملكهَا أَصبَحت حَقًا ... وَلَيْسَ سوى عزائمك الكماما) (وَمَا اتَّكلت علاك على قديم ... وَإِن كَانُوا من الْمجد القدامى) (وَلَكِن قُمْت معتصماً بنفسٍ ... علت حَتَّى غَدَوْت بهَا عصاما) وَمن شعره من الطَّوِيل (وَذي خطلٍ فِي نصحه لَا أجيزه ... يعاتبني فِي أَن أطلت مقَامي) (يقيّدني فِي أَرض أندلس الَّتِي ... قصرت عَلَيْهَا صبوتي وغرامي) (فَقلت لَهُ إِن الْبِلَاد بربّها ... لَهَا عِنْد أهل الرَّعْي خير دمام) ) (إِلَيْك فصرفي دون أيسر بعضه ... إِزَالَة ركني يذبل وشمام) قلت شعرٌ مقبولٌ خالٍ من الغوص (حسانة المزنية) حسّانة المزنيَّة كَانَ اسْمهَا جثامة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل أَنْت حسَّانة وَكَانَت صديقَة خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت عَائِشَة جَاءَت عجوزٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهَا من أَنْت قَالَت أَنا جثامة المزنيّة فَقَالَ بل أَنْت حسّانة كَيفَ حالكم كَيفَ أَنْتُم بَعدنَا قَالَت بِخَير بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله فَلَمَّا خرجت قلت من هَذِه الْعَجُوز تقبل عَلَيْهَا هَذَا الإقبال قَالَ إِنَّهَا كَانَت تَأْتِينَا أَيَّام خَدِيجَة وإنَّ حسن الْعَهْد من الْإِيمَان وَقد رُوِيَ هَذَا فِي حق

الصحابي

حولاء بنت تويت وَالأَصَح أَنه فِي حق حسّانة هَذِه وَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي مَكَانَهُ (الصَّحَابِيّ) حسل بن خَارِجَة الْأَشْجَعِيّ وَيُقَال حسيل مصغَّراً وَقيل حَنْبَل بالنُّون وَالْيَاء والموحّدة اسْلَمْ يَوْم خَيْبَر وَشهد فتحهَا وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أعْطى الْفَارِس يَوْمئِذٍ ثَلَاثَة أسهمٍ سَهْمَان لفرسه وسهمٌ لَهُ وأسهم للرّاجل سَهْما وَاحِدًا (الْحسن) 3 - (ابْن زولاق) الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن زولاق أَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ اللّيثي من أَعْيَان عُلَمَاء أهل مصر ووجوهها وَله عدَّة تصانيف فِي تواريخ مصر توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء لخمسٍ بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمئة فِي أَيَّام الْعَزِيز وَقيل مَاتَ سنة سبع وَثَمَانِينَ فِي أَيَّام الْحَاكِم وَمن تصانيفه سيرة مُحَمَّد بن طغج الأخشيذ كتاب سرة جَوْهَر كتاب سيرة المادرانين التَّارِيخ الْكَبِير على السّنين كتاب فَضَائِل مصر كتاب سيرة كافور كتاب سيرة الْمعز كتاب سيرة الْعَزِيز وَغَيره وَكَانَ قد سمع الحَدِيث وَرَوَاهُ فَسمع مِنْهُ عبد الله بن وهبان بن أَيُّوب بن صَدَقَة وَغَيره وَلم يؤرّخه ابْن عَسَاكِر وَقد رَحل إِلَى دمشق بعد الثَّلَاثِينَ ومولده سنة سِتّ وثلاثمئة 3 - (القَاضِي أَبُو عَليّ بن برهون الشَّافِعِي) الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن برهون أَبُو عَليّ الفارقي الْفَقِيه الشَّافِعِي العلاّمة تفقه بميَّا فارقين على أبي عبد الله مُحَمَّد بن بيانٍ الكازروني تلميذ الْمحَامِلِي ثمَّ إِنَّه رَحل إِلَى الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَحفظ الْمُهَذّب وتفقَّه على ابْن الصّباغ وَحفظ الشَّامِل وَهُوَ زاهد ورع وتولّى الْقَضَاء بواسط بعد أبي تغلب فَظهر من عدله وَحسن سيرته مَا زَاد على الظّن بِهِ وَسمع من الْخَطِيب أبي بكر وَمن طبقته وَله كتاب الْفَوَائِد على المهذّب وَعنهُ

فخر الكتاب الكاتب

أَخذ القَاضِي أَبُو سعد عبد الله بن أبي عصرون وَكَانَ يلازم الدَّرْس من الشَّامِل إِلَى أَن توفّي بواسط سنة ثَمَان وَعشْرين وخمسمئة ومولده بميَّا فارقين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وأربعمئة 3 - (فَخر الكتَّاب الْكَاتِب) الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ فَخر الْكتاب الجوينيّ المجوِّد كَانَ أوحد زَمَانه فِي براعة الْخط كتب عَلَيْهِ خلق بِبَغْدَاد وخطه يتغالى فِيهِ بِالثّمن الوافر مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وخمسمئة 3 - (أَبُو عَليّ المالقي) الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مفرَّج بن الْغَيْث بن تَقِيّ أَبُو عَليّ الجذامي من أهل مالقة خرج من بِلَاده وَسمع بالاسكندرية من أبي الْحسن عَليّ الْأنمَاطِي وَغَيره وسافر إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا وَسمع الحَدِيث ثمَّ قدم بَغْدَاد وَسمع من شيوخها وروى بهَا شَيْئا من شعره وَخرج إِلَى الْعرَاق وَسمع بأصبهان وَدخل خُرَاسَان ونيسابور وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة خمس وَعشْرين) وخمسمئة وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث قيّماً باللغة والنحو محققاً لما يَقُوله ضابطاً صَدُوقًا ورعاً ديّناً وقوراً سَاكِنا على قانون السَّلف وَمن شعره من الْبَسِيط (الغرب يعرف أَنِّي كنت سيّده ... شيخ الشُّيُوخ لعمري كنت محتلما) (لكنما شرف الْإِنْسَان بلدته ... لَا يعرف الْأَمر إلاّ من مَشى قدما) (لَا تبخلنَّ فَمَا الدُّنْيَا بباقية ... ركن الْبَخِيل إِذا مَا مَاتَ قد هدما) (وَصَاحب الْجُود لَا تفنى محامده ... تبلى العطايا وَلَا يبلي الندى الكرما) قلت شعر نَازل 3 - (أَبُو مُحَمَّد التنوخي الْحلَبِي) الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن أَبُو مُحَمَّد التنوخي الحلبيُّ الشَّاعِر روى عَنهُ أهل بَغْدَاد وَكَانَ أَقَامَ بهَا بعد الْخَمْسمِائَةِ وَمن شعره من المجتث (يَا من كساني سقاماً ... وجسمه مِنْهُ عَار) (رضيت لَو كنت ترْضى ... فِيهِ بذلّي وعاري) وَمِنْه من الطَّوِيل

الأصطخري الشافعي

(إِذا طيف بالثور السّمين وفوقه ... ثيابٌ وأجراصٌ وقطنٌ مزعفر) (فَلَا شكّ أَن الثور من بعد ساعةٍ ... سيسلب مَا قد خوَّلوه وينحر) قلت هُوَ من قَول الآخر من مجزوء الْكَامِل خلعوا عَلَيْهِ وزينوه وأهلوه لكل رَفعه وكذاك يفعل بالجمال لنحرها فِي كلّ جمعه 3 - (الأصطخري الشَّافِعِي) الْحسن بن أَحْمد بن يزِيد أَبُو سعد الأصطخري شيخ الشَّافِعِيَّة ولي قَضَاء قمّ وحسبة بَغْدَاد فَأحرق مَكَان الملاهي وَكَانَ ورعاً زاهداً متقللاً من الدُّنْيَا وَله تصانيف مفيدةٌ مِنْهَا كتاب أدب القَاضِي لَيْسَ لأحد مثله وَله وجهٌ فِي الْمَذْهَب وَقيل إِن قَمِيصه وعمامته وطيلسانه وسراويله كَانَ من شقَّةً واحدةٍ واستقضاه المقتدر على سجستان واستفتاه فِي الصابئين فأفتاه بِقَتْلِهِم لأَنهم يعْبدُونَ الْكَوَاكِب فعزم الْخَلِيفَة على ذَلِك فَجمعُوا لَهُ مَالا كثيرا وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمئة) 3 - (الجنّابي القرمطي) الْحسن بن أَحْمد بن أبي سعيد الجنَّابي بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد النُّون وَبعد الْألف يَاء مُوَحدَة نِسْبَة إِلَى جنَّابة وَهِي بلدةٌ صَغِيرَة من سواحل فَارس بن جنّابة وسيراف أربعةٌ وَخَمْسُونَ فرسخاً القرمطي الْمَعْرُوف بالأعصم بهمزةٍ وَعين مُهْملَة وصاد مُهْملَة بعْدهَا مِيم مولده بالاحساء وَتُوفِّي بالرَّملة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمئة غلب على الشَّام وَكَانَ كَبِير القرامطة واستناب على دمشق وشاح بن عبد الله وَقدم إِلَى دمشق نَائِبا وَكسر جَيش المصريين

وَقتل مِنْهُم جَعْفَر بن فلاح ثمَّ أنّه توجَّه إِلَى مصر وحاصرها شهوراً واستخلف على دمشق ظَالِم بن مرهوب الْعقيلِيّ وَكَانَ يظْهر طَاعَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الطائع وَلما قصد القرمطي أَبُو عَليّ أَحْمد مصر جرت بَينه وَبَين جَوْهَر الْقَائِد حربٌ بِعَين شمسٍ وَانْهَزَمَ القرمطي وَرجع إِلَى الأحساء من أَرض الْبَحْرين ثمَّ أنّه تجهَّز وَعَاد إِلَى الشَّام وَجَرت لَهُ بهَا خطوبٌ وحروبٌ وَاجْتمعَ مَعَ الفتكين الشرابي التركي غُلَام معز الدَّولة لما انهزم من بَغْدَاد من عضد الدولة على حَرْب الْعَزِيز صَاحب مصر وواقعهما الْعَزِيز على بَاب دمشق وَجَرت بَينهم حربٌ شديدةٌ معروفةٌ فِي التواريخ أسر فِيهَا الفتكين وَانْهَزَمَ أَبُو عَليّ القرمطي إِلَى الأحساء ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام وتردَّدت الرُّسُل بَينه وَبَين صَاحب مصر حَتَّى استقرّت الْحَال على المهادنة وقرَّروا لَهُ مَالا يحمل إِلَيْهِ فِي كل عامٍ حَتَّى كفَّ عَن أَعْمَالهم وَضمن حراسة الحجيج فِي صدرهم عَن مصر وَالشَّام وعودهم وَمن شعره يصف الحجل من الطَّوِيل (ولابسةٍ ثوبا من الخزِّ أدكنا ... وَمن أَحْمَر الديباج راناً ومعجرا) (مطوَّقة فِي النَّحْر سبْحَة عنبرٍ ... على أَنَّهَا لم تلتمس أَن يعطرا) (لَهَا مقلنا جزع يمانٍ تحملت ... مآقيهما فِي مَوضِع الْكحل عصفرا) (مطرَّزة الكمين طرزاً تخالها ... إِذا لحظتها الْعين ثوبا محيِّرا) (ترَاهَا تعاني الضحك عجبا بِنَفسِهَا ... إِذا أمنت من أَن تخَاف وتذعرا) (كَمثل الْفَتى الغضّ الشبيبة مظْهرا ... لفرط التصابي والنشاط تبخترا) (فتظهر عِنْد الْأَمْن مِنْهَا تبرُّجا ... وَتظهر عِنْد الْخَوْف مِنْهَا تستُّرا) وَمِنْه من الْكَامِل (مَا ضرَّ من لبس الملاحة مغفراً ... والبدر سَيْفا والغزالة جوشنا) ) (لَو كَانَ أنعم أَو أَقَامَ على الوفا ... أَو كَانَ أجمل أودنا أَو أحسنا) (يَا قلبه القاسي ورقة خدّه ... ألاّ نقلت إِلَى هُنَا من هَهُنَا) وَكَانَ أَبُو عَليّ القرمطي يعشق أَبَا الذوَّاد المفرّج بن دَغْفَل بن الجرَّاح فَدخل عَلَيْهِ يَوْمًا وَفِي وَجهه أثرٌ فَسَأَلَهُ عَنهُ فَقَالَ

قبلتني الحمَّى فَقَالَ من الْخَفِيف (قبلته الحمَّى ولي أتمنَّى ... قبْلَة مِنْهُ من زمانٍ طَوِيل) (حَاجَة طالما تردَّدت فِيهَا ... قضيت للغريب قبل الْخَلِيل) وَفِيه يَقُول من المجتث هَل لنا فرجةٌ إِلَيْك أبن يَا مفرَّج لامني فِيك معشرٌ هم إِلَى اللوم أحْوج كَيفَ لم يسبهم عذارك هَذَا المدرَّج وَكَانَ أَبُو عَليّ القرمطي قد وقَّع فِي آخر يومٍ من أَيَّام حَيَاته توقيعاً بِخَطِّهِ لم يفهم من ضعف يَده فاستثبت فِيهِ فبيَّنه ثمَّ قَالَ وَمَات من يَوْمه من الوافر (رَأَوْا خطّي نحيلاً فاستدلّوا ... بِهِ منّي على جسمٍ نحيل) (وَقد قوَّيت أسطره بجهدي ... وَلَكِن مَا اسْتَحَالَ من الذبول) وَكَانَ أَبُو عَليّ قَصِيرا وَلَا يركب من الْخَيل إلاّ كلَّ جبَّارٍ فَكَانَ لَهُ كرسيٌ من خشبٍ لطيف يصعد عَلَيْهِ حَتَّى ينَال الْفرس فيركبه قَالَ صَاحب كتاب الْإِشْعَار بِمَا للملوك من النَّوَادِر والأشعار أنّ أَبَا عليٍّ الْحسن بن أَحْمد القرمطي قَالَ فِي بعض اللَّيَالِي لكَاتبه أبي نصر بن كشاجمٍ مَا يحضرك فِي هَذِه الشموع فَقَالَ إِنَّمَا نحضر مجْلِس السيّد لنسمع من كَلَامه ونستفيد من أدبه فَقَالَ القرمطي بديهاً من المتقارب (ومجدولةٍ مثل صدر الْقَنَاة ... تعرَّت وباطنها مكتس) (لَهَا فعلةٌ هِيَ روحٌ لَهَا ... وتاجٌ على هَيْئَة الْبُرْنُس) (إِذا غازلتها الصَّبا حرَّكت ... لِسَانا من الذَّهَب الأملس) (وَإِن رنقت لنعاسٍ عرا ... وقطَّت من الرَّأْس لم تنعس) (وتنتج فِي وَقت تلقيحها ... ضِيَاء يجلي دجى الحندس) (فَنحْن من النُّور فِي أسعدٍ ... وَتلك من النَّار فِي أنحس) ) فَقَامَ أَبُو نصرٍ وقبَّل الأَرْض وَقَالَ من المتقارب (وليلتنا هَذِه ليلةٌ ... تشاكل أشكال إقليدس) (فيا ربَّة الْعود حثّي الْغِنَا ... وَيَا حَامِل الْعود لَا تجْلِس) وَمن شعر القرمطي أَيْضا من الْبَسِيط (إِنِّي وقومي فِي أَحْسَاب قَومهمْ ... كمسجد الْخيف فِي بحبوحة الْخيف) (مَا علِّق السِّيف منّا بِابْن عاشرةٍ ... إِلَّا وهمَّته أمضى من السَّيف) وَمِنْه من الْكَامِل

أبو علي الفارس

(زعمت رجال الْعَرَب أَنِّي رهبتها ... فدمي إِذا مَا بَينهَا مطلول) (يَا مصر إِن لم أسق أَرْضك من دمٍ ... يروي ثراك فَلَا سقاني النّيل) وَمِنْه يردّ على من عيَّره بِالْقصرِ من الْخَفِيف (زَعَمُوا أنني قصيرٌ لعمري ... مَا تكال الرِّجَال بالقفزان) إِنَّمَا الْمَرْء بِاللِّسَانِ وبالقلبب وَهَذَا قلبِي وَهَذَا لساني وكنيته أَبُو محمدٍ وَقيل أَبُو عَليّ وَكَانَ يعرف أَيْضا بالقصير الثِّيَاب وَسَيَأْتِي ذكر جدِّه أبي سعيدٍ الْحسن بن بهرامٍ القرمطي أصل القرامطة وَذكر سُلَيْمَان بن الْحسن فِي حرف السّين فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (أَبُو عَليّ الْفَارِس) الْحسن بن أَحْمد بن عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبان الْفَارِسِي النَّحْوِيّ أَبُو عَليّ ولد بِمَدِينَة فسا واشتغل بِبَغْدَاد وَدخل إِلَيْهَا سنة سبع وثلاثمئة وَكَانَ إِمَام وقته فِي النَّحْو وَدَار الْبِلَاد وَأقَام بحلب عِنْد سيف الدولة بن حمدَان مُدَّة وَكَانَ قدومه عَلَيْهِ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمئة وَجَرت بَينه وَبَين المتنبي مجَالِس ثمَّ أَنه انْتقل إِلَى بِلَاد فَارس وَصَحب عضد الدولة بن بويه وتقدَّم عِنْده وعلت مَنْزِلَته حَتَّى قَالَ عضد الدولة أَنا غُلَام أبي عَليّ الفسويّ فِي النَّحْو وصنف لَهُ الْإِيضَاح والتكملة ويحكى أَنه كَانَ يَوْمًا فِي ميدان شيراز يُسَايِر عضد الدولة فَقَالَ لَهُ أم انتصب الْمُسْتَثْنى فِي قَوْلنَا قَامَ الْقَوْم إلاّ زيدا فَقَالَ الشَّيْخ بفعلٍ مقدّر تَقْدِيره اسْتثْنى زيدا فَقَالَ لَهُ عضد الدولة هلاَّ رفعته وقدَّرت الْفِعْل امْتنع زيدٌ فَانْقَطع الشَّيْخ وَقَالَ لَهُ هَذَا الْجَواب ميدانيٌ ثمَّ أَنه رَجَعَ إِلَى منزله وَوضع لَهُ فِي ذَلِك كلَاما وَحمله إِلَيْهِ) فَاسْتَحْسَنَهُ وَذكر فِي الْإِيضَاح أَنه انتصب بِالْفِعْلِ المتقدِّم بتقوية إلاّ وَحكى أَبُو الْقَاسِم بن أَحْمد الأندلسي قَالَ جرى ذكر الشّعْر بِحَضْرَة أبي عَليّ وَأَنا حَاضر فَقَالَ إِنِّي لأغبطكم على قَول الشّعْر فَإِن خاطري لَا يوافقني على قَوْله مَعَ تحقيقي الْعُلُوم الَّتِي هِيَ موادّه فَقَالَ لَهُ رجل فَمَا قلت قطُّ شَيْئا مِنْهُ قَالَ مَا أعلم أنَّ لي شعرًا إلاّ ثَلَاثَة أَبْيَات فِي الشيب

وَهِي قولي من الوافر (خضبت الشيب لمّا كَانَ عَيْبا ... وخضب الشيب أولى أَن يعابا) (وَلم أخضب مَخَافَة هجر خلٍ ... وَلَا عَيْبا خشيت وَلَا عتابا) (ولكنّي خشيت يُرَاد منّي ... عقول ذَوي المشيب فَلَنْ يصابا) قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَكنت مرّة رَأَيْت فِي الْمَنَام سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وستمئة وَأَنا يومئذٍ بِالْقَاهِرَةِ كأنني قد خرجت إِلَى قليوب وَدخلت إِلَى مشهدٍ بهَا فَوَجَدته شعثاً وَهُوَ مارةٌ قديمةٌ وَرَأَيْت بِهِ ثَلَاثَة أشخاص مقيمين مجاورين فسألتهم عَن المشهد وَأَنا متعجبٌ لاتقان بُنْيَانه وتشييده ترى هَذِه عمَارَة من فَقَالُوا لَا نعلم ثمَّ قَالَ أحدهم إِن الشَّيْخ أَبَا عَليّ الْفَارِسِي جاور فِي هَذَا المشهد سِنِين عديدةً وتفاوضنا حَدِيثه فَقَالَ وَله مَعَ فضائله شعرٌ حسنٌ فَقلت مَا وقفت لَهُ على شعرٍ فَقَالَ أَنا أنْشد لَهُ من شعره ثمَّ أنْشد بصوتٍ رقيقٍ ثَلَاثَة أَبْيَات فَاسْتَيْقَظت فِي أثر الإنشاد ولذَّة صَوته فِي أُذُنِي وعلق على خاطري مِنْهَا هَذَا الْبَيْت الْأَخير وَهُوَ من الْبَسِيط (النَّاس فِي الْخَيْر لَا يرضون عَن أحدٍ ... فَكيف ظَنك سيموا الشرَّ أَو ساموا) وَأَبُو عليّ أَخذ النَّحْو عَن جماعةٍ من أَعْيَان هَذَا الشَّأْن كَأبي إِسْحَاق الزّجاج وَأبي بكر السرّاج وَأبي بكر مبرمان وَأبي بكر الْخياط وبرع لَهُ غلْمَان حذّاقٌ قرأوا عَلَيْهِ مثل عُثْمَان بن جنّي وعليّ بن عِيسَى الرَّبعي وَقَالَ أَبُو الْحسن طَاهِر بن أَحْمد بن بابشاذ النحويّ فِي كتاب شرح الْجمل للزجاجي فِي بَاب التصريف مِنْهُ يحْكى عَن أبي عَليّ الْفَارِسِي أَنه حضر يَوْمًا مجْلِس أبي بكر الْخياط فَأقبل أَصْحَابه على أبي بكرٍ يكثرون عَلَيْهِ الْمسَائِل وَهُوَ يُجِيبهُمْ وَيُقِيم الدَّلَائِل فَلَمَّا أنفذوا اقبل على أكبرهم سنا وَأَكْثَرهم عقلا وأوسعهم علما عِنْد نَفسه فَقَالَ لَهُ كَيفَ تبني من سفرجل مثل عنكبوت فَأَجَابَهُ مسرعاً سفرروت فحين سَمعهَا قَامَ من مَجْلِسه وصفق بيدَيْهِ وَخرج وَهُوَ يَقُول سفرروت سفرروت سفرروت فَأقبل أَبُو بكرٍ على أَصْحَابه وَقَالَ لَا بَارك) الله فِيكُم وَلَا أحسن جزاكم خجلاً مِمَّا جرى واستحيى من أبي عَليّ وَمِمَّا يشْهد بصفاء ذهن أبي عليٍ أَنه سُئِلَ قبل أَن ينظر فِي الْعرُوض خرم متفاعلن متفكّر وانتزع الْجَواب فِيهِ من النَّحْو فَقَالَ لَا يجوز لأنَّ متفاعلن ينْقل إِلَى مستفعلن إِذا خبن فَلَو خرم لتعرَّض للابتداء بالسَّاكن وكما لَا يجوز الِابْتِدَاء بالسّاكن لَا يجوز التعرُّض لَهُ هُنَا والخرم حذف الْحَرْف الأول من الْبَيْت والخبن تسكين ثَانِيَة وَقيل إنّ أَبَا عَليّ لما صنَّف الْإِيضَاح وَحمله إِلَى عضد الدولة قَالَ لَهُ مَا زِدْت على مَا أعرف شَيْئا وَإِنَّمَا يصلح هَذَا للصبيان فَمضى أَبُو عَليّ وصنَّف التكملة وَحملهَا إِلَيْهِ فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا عضد الدولة قَالَ غضب الشَّيْخ وَجَاء بِمَا لَا نفهمه نَحن وَلَا هُوَ وَكَانَ يرْمى بالاعتزال وَحكى ابْن جني عَن أبي عَليّ أَنه كَانَ يَقُول أخطىء فِي مائَة مَسْأَلَة لغوية وَلَا أخطىء فِي وَاحِدَة قياسيّةٍ وَكَانَ أَبُو طَالب الْعَبْدي يَقُول لَيْسَ بَين سِيبَوَيْهٍ وَأبي عَليّ أبْصر بالنحو من أبي عَليّ وَكَانَ بعض تلامذته يفضّله على المبرّد وتوفّي سنة سبع وَسبعين وثلاثمئة فِي شهر بيع الأول وَمن تصانيفه كتاب الحجَّة كتاب التَّذْكِرَة الْإِيضَاح الشعري الْإِيضَاح النَّحْوِيّ أَبْيَات الْإِعْرَاب مُخْتَصر

الحافظ أبو محمد السبيعي

عوامل الْإِعْرَاب الْمسَائِل الحلبية الْمسَائِل البغدادية الْمسَائِل الشيرازية الْمسَائِل القصريّة الأغفال وَهُوَ مسَائِل أصلحها على الزّجاج الْمَقْصُور والممدود نقض الهاذور التَّرْجَمَة الْمسَائِل المنشورة الْمسَائِل الدمشقية أَبْيَات الْمعَانِي التتبُّع لكَلَام أبي عَليّ الجبَّائي فِي التَّفْسِير تَفْسِير قَوْله تَعَالَى إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة الْمسَائِل البصرية الْمسَائِل العسكرية الْمسَائِل الْمصلحَة من كتاب ابْن السراج الْمسَائِل المشكلة الْمسَائِل الكرمانيَّة الْمسَائِل العسكرية الْمسَائِل الذَّهبيَّة 3 - (الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد السَّبيعي) الْحسن بن أَحْمد بن صَالح أَبُو مُحَمَّد الْهَمدَانِي السَّبيعي الْحلَبِي من أَوْلَاد أبي إِسْحَاق السبيعِي وَإِلَيْهِ ينْسب بحلب درب السِّبيعي وَكَانَ حَافِظًا متقناً سمع وروى عَنهُ الدَّراقطني وَالْبرْقَانِي وثّقه ابْن أبي الفوارس وَكَانَ وجيهاً عِنْد سيف الدولة وَكَانَ يزوره فِي دَاره وصنّف لَهُ كتاب التَّبْصِرَة فِي فَضِيلَة العترة المطهَّرة وَكَانَ لَهُ فِي الْعَامَّة سوقٌ وَهُوَ الَّذِي وقف حمام السَّبيعي على العلويّين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمئة وَكَانَ الْحَافِظ أَبُو محد هَذَا قد طَاف الدُّنْيَا وَهُوَ عسر الرِّوَايَة وَكَانَ الدَّارَقُطْنِيّ يجلس بَين يَدَيْهِ كجلوس الصبيِّ بَين يَدي معلّمه هَيْبَة لَهُ وَقَالَ قدم علينا حلب الْوَزير جَعْفَر بن الْفضل فَتَلقاهُ النَّاس وَكنت فيهم) فَعرف أَنِّي من أَصْحَاب الحَدِيث فَقَالَ أتعرف حَدِيثا فِيهِ إِسْنَاد أَرْبَعَة من الصَّحَابَة كل واحدٍ عَن صَاحبه فَقلت نعم حَدِيث السّايب بن يزِيد عَن حويطب بن عبد الْعُزَّى عَن عبد الله بن السَّعدي عَن عمر بن الْخطاب فِي العمالة فَعرف صِحَة قولي فأكرمني قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيدٍ وَثمّ حديثان أَحدهمَا يرويهِ أربعةٌ من الرِّجَال وَالثَّانِي أربعةٌ من النِّسَاء الأول حَدِيث نعيم بن هماز عَن الْمِقْدَام بن معدي كرب عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ عَن عَوْف بن مَالك فِي الْأَمر بِالطَّاعَةِ والوصيَّة بِكِتَاب الله وَالثَّانِي فَرَوَاهُ الزُّهري عَن عُرْوَة بن الزبير عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن حَبِيبَة بنت أم حَبِيبَة عَن أمهَا أمّ حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحشٍ فِي فتح ردم سدّ باجوج وماجوج 3 - (الْأسود اللّغَوِيّ) الْحسن بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي الْمَعْرُوف بالأسود

الفقيه ابن البناء

الغندجاني اللّغَوِيّ النسّابة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وغندجان بلد قَلِيل المَاء لَا يخرج مِنْهُ إلاّ أديب أَو حَامِل سلَاح وَكَانَ الْأسود صَاحب دنيا وثروة وَكَانَ مُسْتَنده فِيمَا يرويهِ عَن مُحَمَّد بن أَحْمد أبي النّدى وَهُوَ رجلٌ مجهولٌ وَكَانَ ابْن الهبَّاريَّة أَبُو يعلى الشَّاعِر يعيَّره بذلك وَيَقُول لَيْت شعري من هَذَا الْأسود الَّذِي قد وضَّف نَفسه على الردّ على الْعلمَاء وتصدّى للأخذ على الْأَئِمَّة القدماء بِمَاذَا يصحِّح قَوْله وَيبْطل قَول الْأَوَائِل وَلَا تعويل لَهُ فِيمَا يرويهِ إلاّ على أبي النَّدى وَمن أَبُو النَّدى فِي الْعَالم لَا شيخٌ مشهورٌ وَلَا ذُو علمٍ مَذْكُور وَكَانَ الْأسود لَا يقنعه أَن يردَّ على أَئِمَّة الْعلم ردّاً جميلاً حَتَّى يَجعله من بَاب السخريَّة والتهكم والظَّنِّ بهم وَيُقَال أَنه كَانَ يتعاطى تسويد لَونه ويدَّهن بالقطران وَيقْعد فِي الشَّمْس ليحقق لنَفسِهِ التلقيب بالأعرابي وَكَانَ قد رزق فِي أَيَّامه سَعَادَة لِأَنَّهُ كَانَ فِي كنف الْوَزير أبي مَنْصُور بهرامٍ وَزِير الْملك أبي كاليجار فَكَانَ إِذا صنَّف كتابا جعله باسمه وَكَانَ يفضل عَلَيْهِ إفضالاً جمَّاً قَالَ ياقوت صنّف فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وأربعمئة وقرىء عَلَيْهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وأربعمئة وَله كتاب السَّلِّ والسَّرقة كتاب فرحة الأديب فِي الردّ على يُوسُف بن أبي سعيدٍ السِّيرافي فِي شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ كتاب ضالَّة الأديب فِي الردّ على ابْن الْأَعرَابِي فِي النَّوَادِر الَّتِي رَوَاهَا ثَعْلَب قيد الأوابد فِي الردّ على السِّيرافي فِي شرح أَبْيَات إصْلَاح الْمنطق الردّ على النَّمري فِي شرح مُشكل أَبْيَات الحماسة كتاب نزهة الأديب فِي الردِّ على أبي عليّ فِي التَّذْكِرَة كتاب الْخَيل مرتَّب على حُرُوف) المعجم كتاب أَسمَاء الْأَمَاكِن 3 - (الْفَقِيه ابْن البنّاء) الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء الْفَقِيه أَبُو عَليّ المقرىء المحدّث الحنبليُّ ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمئة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وأربعمئة قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن الحمامي وَغَيره وَسمع من ابْن بَشرَان وَغَيره وتفقه على القَاضِي أبي يعلى وصنَّف

فِي كل فنٍّ وَبَلغت تصانيفه مائَة وَخمسين كتابا مِنْهَا شرح الْإِيضَاح لأبي عَليّ قَالَ السَّمْعَانِيّ سَمِعت أَبَا الْقَاسِم ابْن السَّمرقندي يَقُول كَانَ واحدٌ من أَصْحَاب الحَدِيث اسْمه الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي وَكَانَ قد سمع الْكثير وَكَانَ ابْن الْبناء يكشط من التسميع بوري ويمدّ السِّين وَقد صَار الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله إِبْنِ البنَّاء قَالَ كَذَا قيل أَنه كَانَ يفعل قَالَ أَبُو الْفرج وَهَذَا القَوْل بعيدٌ من الصِّحَّة فَإِنَّهُ قَالَ كَذَا قيل وَلم يحك عَن علمه بذلك وَلَا يثبت هَذَا وَالثَّانِي أَن الرجل مكثرٌ وَلَا يحْتَاج إِلَى الاستزادة لما يسمع ومتدينٌ وَلَا يحسن أَن يظنَّ بالمتديّن الْكَذِب وَالثَّالِث أَنه قد اشتهرت كَثْرَة رِوَايَة أبي عَليّ ابْن الْبناء فَأَيْنَ هَذَا الرجل الَّذِي يُقَال لَهُ الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي وَمن ذكره وَمن يعرفهُ وَمَعْلُوم أَن اشتهار سَمَاعه لَا يخفى انْتهى قلت قد رَأَيْت محبّ الدّين بن النجار ذكر فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي الصّوفي وَقَالَ سمع الْكثير من أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عمر الحمامي المقرىء وَأَمْثَاله وروى الْخَطِيب عَنهُ كثيرا فِي التَّارِيخ وفياتٍ وَغَيرهَا ثمَّ ذكر بعده تَرْجَمَة ابْن الْبناء وَقَالَ أخبرنَا جَعْفَر بن عَليّ المقرىء بالاسكندرية قَالَ أخبرنَا أَبُو طَاهِر السِّلفي قَالَ سَأَلت أَبَا غَالب شُجَاع بن فارسٍ الذهليَّ عَن أبي عَليّ الْحسن بن الْبناء فَقَالَ كَانَ أحد الْقُرَّاء المجوّدين والشيوخ الْمَذْكُورين سمعنَا مِنْهُ قِطْعَة صَالِحَة من حَدِيثه وتصانيفه وَلَا أذكر عَنهُ أَكثر من هَذَا قَالَ السِّلفي كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى ضعفه ثمَّ ذكر ابْن النجار شَيْئا آخر يُؤَيّد قَول ابْن السَّمعاني وَكتب إِلَيْهِ بعض أَصْحَابه قَول الْخَلِيل بن أَحْمد من الْبَسِيط (إِن كنت لست معي فالذكر مِنْك معي ... يراك قلبِي وَإِن غيِّبت عَن نَظَرِي) (الْعين تبصر مَا تهوى وتفقده ... وباطن الْقلب لَا يَخْلُو من النّظر) فَكتب أَبُو عَليّ ابْن الْبناء لنَفسِهِ من الطَّوِيل (إِذا غيِّبت أشباحنا كَانَ بَيْننَا ... رسائل صدقٍ فِي الضَّمِير تراسل) ) (وأرواحنا فِي كلِّ شرقٍ ومغربٍ ... تلاقي بإخلاص الوداد تواصل) (وثمّ أمورٌ لَو تحققت بَعْضهَا ... لَكُنْت لنا بالعذر فِيهَا تقَابل) (وَكم غَائِب فِي الصَّدر مِنْهُ مسلِّم ... وَكم زائرٍ فِي الْقلب مِنْهُ بلابل) (فَلَا تجزعن يَوْمًا إِذا غَابَ صاحبٌ ... أمينٌ فَمَا غَابَ الصَّديق المجامل) وَقَالَ ابْن الْبناء أذكرني أَبُو بكر الْخَطِيب فِي تَارِيخه بالصِّدق أَو بِالْكَذِبِ فَقَالُوا مَا ذكرك فِي التَّارِيخ أصلا فَقَالَ ليته

الاستراباذي النحوي

ذَكرنِي فِي الكذَّابين 3 - (الاستراباذي النَّحْوِيّ) الْحسن بن أَحْمد الاستراباذي أَبُو عليٍّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب الْفَاضِل قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء حَسَنَة طبرستان وأوحد لَك الزَّمَان لَهُ من التصانيف شرح الفصيح وَشرح الحماسة 3 - (الطرائفي الشَّافِعِي) الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد بن الطَّرائفي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الشَّافِعِي الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا تفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَعبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَاحْمَدْ بن مُحَمَّد بن النَّقور وَغَيرهم وحدَّث باليسير وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وأربعمئة فِي الطَّاعون 3 - (ابْن فنجلة المقرىء) الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الْوَاحِد النسَّاج أَبُو عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن فنجلة بِضَم الْفَاء وَسُكُون النُّون وَضم الْجِيم وَفتح اللَّام قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ الْخياط وَغَيره وَسمع مِنْهُ وَمن أبي مُحَمَّد عبد الله بن محمدٍ الصَّريفيني وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن محمدٍ بن طَلْحَة وَأبي الْخطاب نصر بن حمد بن عبد الله بن البطر وَغَيرهم وحدَّث باليسير وَتُوفِّي سنة وَعشْرين وخمسمئة بِبَغْدَاد 3 - (ابْن مَحْبُوب الْقَزاز) الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن سعد بن عَليّ بن مَحْبُوب الْقَزاز الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير من النَّقِيب طرَّاد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَأبي الْخطاب ابْن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي وثابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَغَيرهم وَكتب الْكثير وخرَّج التَّارِيخ وحدَّث بالكثير وَكَانَ صَدُوقًا متديَّناً وَتُوفِّي سنة خمس وخمسمئة) 3 - (الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الْعَطَّار) الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو

أبو الغنائم المقرىء

الْعَلَاء الْحَافِظ الْعَطَّار كَانَ إِمَام همذان فِي عُلُوم الْقرَاءَات والْحَدِيث وَالْأَدب والزهد وَحسن الطَّرِيقَة والتمسُّك بالسنن قَرَأَ الْقُرْآن بأصبهان على أبي عَليّ الحدَّاد وَغَيره وبواسط على أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القلانسي وببغداد على البارع الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الديَّاس وعَلى جماعةٍ آخَرين وصنَّف فِي الْقرَاءَات كتبا حَسَنَة وَفِي عُلُوم الْقُرْآن والْحَدِيث وَسمع بِبَلَدِهِ من جمَاعَة وبأصبهان وببغداد وبخراسان وحصَّل الْأُصُول الْكَثِيرَة والكتب الْكِبَار الحسان بالخطوط الْمُعْتَبرَة وحدّث بِأَكْثَرَ مسموعاته وَسمع مِنْهُ الْكِبَار والحفاظ وَرووا عَنهُ وتردَّد إِلَى بَغْدَاد مرّات ثمَّ عَاد إِلَى همذان وَعمل دَارا للكتب وخزانةً وأوقف جَمِيع كتبه فِيهَا وَانْقطع لإقراء الْقُرْآن وَرِوَايَة الحَدِيث إِلَى آخر عمره ومولده سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وأربعمئة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وخمسمئة قَالَ حفظت كتاب الْجمل للجرجاني فِي النَّحْو فِي يومٍ واحدٍ من الْغَدَاة إِلَى الْعَصْر وَقَالَ حفظت يَوْمًا ثَلَاثِينَ ورقة من الْقِرَاءَة وَكَانَ يَقُول لَو أنَّ أحدا يَأْتِي إليّ بحديثٍ واحدٍ من أَحَادِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يبلغنِي لملأت فَمه ذَهَبا وَحفظ كتاب الجمهرة لِابْنِ دُرَيْد وَكتاب الْمُجْمل لِابْنِ فَارس وَكتاب النّسَب للزبير بن بكار وصنَّف الْعشْرَة والمفردات فِي الْقرَاءَات وَالْوَقْف والابتداء والتجويد والمئات وَالْعدَد وَمَعْرِفَة الْقُرَّاء وَهُوَ نَحْو الْعشْرين مجلّداً وَله زَاد الْمُسَافِر نَحْو خمسين مجلداً وَجمع بَعضهم كتابا فِي أخباره وأحواله وكراماته وَمَا مدح بِهِ من الشّعْر وَمَا كَانَ عَلَيْهِ وَأورد من ذَلِك ياقوت فِي مُعْجم الأدباء قِطْعَة جَيِّدَة وَكَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة 3 - (أَبُو الْغَنَائِم المقرىء) الْحسن بن أَحْمد بن طاهرٍ أَبُو الْغَنَائِم الْبَغْدَادِيّ أحد الْقُرَّاء الْمَشْهُورين قَرَأَ بالرِّوايات على الْمَشَايِخ وَسمع الحَدِيث من أبي يعلى أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن جعفرٍ الحريري وطبقته وَكَانَ رجلا صَالحا وَتُوفِّي سنة خمسين وأربعمئة النحويُّ الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله النَّحْوِيّ ذكره عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن برهَان الْأَسدي فَقَالَ كَانَ يحسن الْكتاب وَلم يقْرَأ إلاّ الْقَلِيل على الْمُتَأَخِّرين وَكَانَ فِي التصريف نَاقِصا وَفِي فهم الْكتاب صحفياً لِأَنَّهُ لم يقرأه وتتلمذ لَهُ جماعةٌ لَا نباهة لَهُم وَلم يتخرَّجوا حقَّ التَّخْرِيج وروى الحَدِيث) وَكَانَ ثِقَة ثبتاً عدلا رضى لم يقل فِيهِ إلاّ الْخَيْر وَله كتاب الترجمان فِي النَّحْو غثّ التصريف يحْتَاج إِلَى ترجمان وَقَالَ لي ابْن عُمَيْر الْكِنَانِي النَّحْوِيّ لَهُ كتابٌ لطيفٌ فِي الْألف واللاَّم النَّيْسَابُورِي الْكَاتِب الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله الْكَاتِب النَّيْسَابُورِي كَانَ كَاتبا

فَاضلا حسن الخطِّ مليح الشّعْر ورد بَغْدَاد مَعَ السُّلْطَان ملكشاه وولاّه العمادة بِبَغْدَاد مدَّةً ثمَّ عَزله أورد لَهُ ابْن النجار فِي ذيله من المديد (عررٌ لكِنهمْ عررٌ ... إِن قرنت الْخَبَر بالْخبر) (بقرٌ لكنّنا لَهُم ... فِي امْتِثَال الْأَمر كالبقر) (يشربون الصَّفو من زمنٍ ... مَا نهنَّى فِيهِ بالكدر) أَبُو طَاهِر الْحَنَفِيّ الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن عسكرٍ أَبُو طَاهِر الْبَنْدَنِيجِيّ الحنفيُّ البغداديُّ من أَوْلَاد الْقُضَاة والعدول سمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم سعيد بن الْبناء وَغَيره وَكَانَ أديباً فَاضلا لَهُ النّظم والنثر توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وخمسمئة أَبُو مُحَمَّد الدمغاني الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الدّامغاني أَبُو مُحَمَّد أَخُو قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد تولَّى الْقَضَاء بِربع الكرخ ولي الْقَضَاء بواسط أَقَامَ بهَا حَاكما إِلَى أَن عزل أَخُوهُ عَن قَضَاء الْقُضَاة وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَلزِمَ منزله ثمَّ أَعَادَهُ أَبُو طَالب روح بن أَحْمد الحديثي لما ولي الْقَضَاء إِلَى قَضَاء وَاسِط فَأَقَامَ بهَا مدَّةً ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد سمع الحَدِيث وَرَوَاهُ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وخمسمئة الجلاّبي الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجلاَّبي أَبُو الْحُسَيْن الْفَقِيه الشافعيُّ الطَّبَرِيّ قدم بَغْدَاد وَكَانَ يحضر مجْلِس الْفَقِيه أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز الدَّاركي ثمَّ درَّس فِي حَيَاته وَكَانَت لَهُ معرفةٌ بِالْحَدِيثِ وَحفظ وحدَّث بِبَغْدَاد عَن أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد الْفَقِيه وَغَيره وَمَات قبل الدَّاركي بسبعة عشر يَوْمًا فِي شهر رَمَضَان سنة خمسٍ وَسبعين وثلاثمئة والجلاَّبي بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد اللَّام وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة) أَبُو مُحَمَّد ابْن جكينا البرغوث الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جكِّينا أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي عبد الله الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ كَانَ من ظرّاف الشُّعَرَاء الخلعاء وَأكْثر شعره مقطعات ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب وَقَالَ أجمع أهل بَغْدَاد على أَنه لم يرْزق أحدٌ من الشُّعَرَاء لطافة طبعه توفّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وخمسمئة وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي تَرْجَمَة أَمِين الدولة ابْن التلميذ واسْمه هبة

الله بن صاعدٍ وَكَانَ البرغوث محدوداً لم ينل بالشعر دنيا وَمن شعره وَكَانَ يلقب بالبرغوث من المديد (لَا فتضاحي فِي عوارضه ... سببٌ وَالنَّاس لوَّام) (كَيفَ يخفى مَا أكابده ... وَالَّذِي أهواه نمَّام) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل (إِن الَّتِي لفتورها ... فِي قتل عاشقها نشاط) (عينٌ مخيَّطةٌ لَهَا ... فِي الْقلب جرحٌ مَا يخاط) وَمن شعر ابْن جكِّينا من السَّرِيع (يَا ابْن الْحدانِي بِمَا بَيْننَا ... من حُرْمَة الصُّحبة والأنس) (أُرِيد أَن تنظر فِي طالعي ... وَتظهر السَّعد من النَّحس) (فَقَامَ فِي الشَّمْس بآلاته ... يَأْخُذ بالتخمين والحدس) (وَلَيْسَ يدْرِي وَهِي فِي كفّه ... أَمن حديدٍ هِيَ أم مسِّ) (فَقلت أَيْن الشَّمْس قَالَ الْفَتى ... فِي الثور قلت الثور فِي الشَّمْس) وَمِنْه من الْكَامِل (مَا ضرّك الجدراء عي ... باً حِين عَابَ العائب) (أيضرُّ وَجهك أَنه ... بدرٌ عَلَيْهِ كواكب) وَمِنْه من الْخَفِيف لَيْسَ فِي منزلي وَقد هدم الدَّهْر عناداً عراصه والرُّبوعا هُوَ خالٍ من السرُور وَقد حاط من الْفقر بالفتون جَمِيعًا فتراني فِيهِ إِذا قسم الْغَيْث على النَّاس برَّه متُّ جوعا وَإِذا مَا غسلت أَجْلِس من تَحت ثِيَابِي حَتَّى تجفَّ جَمِيعًا) وَمِنْه من الْكَامِل (سلَّمت وَقت غدائه ... يَوْمًا فَمَا ردَّ السَّلاما) (من لَيْسَ يشبعني كلَاما ... كَيفَ يشبعني طَعَاما) وَمِنْه من المنسرح (قَالُوا نرَاهَا من بعد مَا ألفت ... وصلت لحَّ الواشي فبدَّلها)

(فَقلت لَا تنكروا تنقلها ... فالشمس تجْرِي لَا مستقرّ لَهَا) وَمِنْه من ابْن العكبري الْوَاعِظ من المنسرح (أَصبَحت من كلِّ من أعاشره ... إلاّ الدَّواتيّ نَاقص الحظِّ) (لأجل هَذَا أعي بمدحهم ... كالعكبري الْمِسْكِين فِي الْوَعْظ) (يُعِيد مَا قَالَ أمس فِي غده ... بِلَا اخْتِلَاف الْمَعْنى وَلَا اللَّفظ) (حضرت بعض الْأَيَّام مَجْلِسه ... فَكل مَا قَالَه على حفظي) وَمِنْه من المنسرح (الدَّهر مَا تَنْقَضِي عجائبه ... مَا بَين فرحاته وترحاته) (فِي كل يَوْم لنا ابْن زانيةٍ ... يظْهر لَا بدَّ من مداراته) وَمِنْه من مجزوء الرجز (وَصَاحب أكلت فِي ... منزله خمس لقم) (فَانْقَطَعت جائزتي ... هَذَا على الكرِّ بكم) قلت قد مرّ هَذَا بِعَيْنِه فِي تَرْجَمَة شهَاب الدّين أَحْمد بن غانمٍ وَمِنْه من الْخَفِيف (وكأنَّ الوهاد بالدَّم كاسات ... عقارٍ فِيهَا الرؤوس حباب) (كلما ذمَّت العدى مَا أَتَاهُم ... من عِقَاب أثنت عَلَيْك الْعقَاب) وَمِنْه من مجزوء الْخَفِيف (للنُّميري نكهةٌ ... طَال فِيهَا تحيُّري) (قلت لما شممتها ... من خري وسط منخري) هِيَ أفس إِذا تنفَّس من ألف مبعر وَمِنْه من السَّرِيع) (مَا بَال أشعاريوقد ضمِّنت ... مدحكم ترجع بالدلق) (مَا فِيكُم بخلٌ وَلَا بِي غنى ... عَن نائلٍ وَالْخَيْر فِي الصِّدق) (وَلست استبطي ولكنني ... يَنْقَطِع الْغَيْث فأستسقي) وَمِنْه من الْكَامِل (قد بَان لي عذر الْكِرَام فصُّدهم ... عَن أَكثر الشُّعَرَاء لَيْسَ بِعَارٍ) (لم يسأموا بذل النوال وَإِنَّمَا ... جمد النَّدى لبرودة الْأَشْعَار) وَمِنْه من المنسرح (تزيد القَوْل فِيهِ أَن لَهُ ... وردا جنيّاً فِي صفحة الخدِّ)

(فنكرشت عارضاه تشعر أنّ ... الشّوك لَا بدَّ مِنْهُ للورد) وَمِنْه من الْخَفِيف (قيل لي مَا تَقول فِي شعراتٍ ... رحَّلت حسن ذَلِك الخدِّ عَنهُ) (ولحوني على تزايد وجدي ... قلت غطّى شَيْئا بِأَحْسَن مِنْهُ) (فتلافيت قلبه حِين حانت ... عارضاه بأنَّني لم أخنه) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل لما بدا خطّ العذار يزين خدَّيه بمشق وظننت أنَّ سوَاده فَوق الْبيَاض كتاب عتقي فَإِذا بِهِ من سوء حظي عهدةٌ كتبت برقي وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (ولائمٍ فِي اكتحالي ... يَوْم استباحوا دم الْحُسَيْن) (فَقلت دَعْنِي أحقُّ عضوٍ ... ألبس فِيهِ السَّواد عَيْني) قلت أحسن مِنْهُ قَول أبي الْحُسَيْن الجزار من السَّرِيع (وَيعود عَاشُورَاء يذكرنِي ... رزء الْحُسَيْن فليت لم يعد) (فليت عينا فِيهِ قد كحلت ... بمسرَّةٍ لم تخل من رمد) (ويداً بِهِ لمشاتةٍ خضبت ... مَقْطُوعَة من زندها بيَدي) (يومٌ سبيلي حِين أذكرهُ ... أَن لَا يَدُور الصَّبر فِي خلدي) ) (أمَّا وَقد قتل الْحُسَيْن بِهِ ... فَأَبُو الْحُسَيْن أحقُّ بالكمد) قلت مَا أحسن قَوْله مَقْطُوعَة من زندها بيَدي وَهُوَ جزارٌ لقد ظرَّف إِلَى الْغَايَة وَمن شعر ابْن جكّينا من الْبَسِيط (يَا من تواضعه للنَّاس عَن ضعةٍ ... مِنْهُ فَمن أجلهَا بِالْكبرِ يتَّهم) (قعدت عَن صلَة الرّاجي وَقمت لَهُ ... وَهَذَا وثوبٌ على الطلاَّب لَا لَهُم) وَمِنْه من المنسرح (ومظهرٍ ودَّه لسائله ... يكفُّ عَنهُ الأطماع بالياس) (يقوم للنَّاس مكرماً فَإِذا ... راموا نداه يقوم للنَّاس)

النبال مقرىء مكة

وَمِنْه أَيْضا من السَّرِيع (قصدت فتعالى بِهِ قدري ... فدتك النَّفس من قَاصد) (وَمَا رأى الْعَالم من قبلهَا ... بحراً سعى قطُّ إِلَى وَارِد) 3 - (النبَّال مقرىء مَكَّة) الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد النبَّال القوَّاس مقرىء مَكَّة توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين ومئتين 3 - (البزكان الْوَاعِظ) الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الْأنْصَارِيّ أَبُو عَليّ الْوَاعِظ الصُّوفِي الملقب بالبزكان بِضَم الْيَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الزَّاي وَبعدهَا كَاف وَبعد الْألف نون الْبَغْدَادِيّ كَانَ لَهُ كلامٌ على لِسَان أهل الطَّرِيقَة سمع جمَاعَة مِنْهُم الْحُسَيْن بن أَحْمد النِّعالي ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَالْقَاضِي أَبُو يُوسُف الأسفراييني وَغَيرهم وسافر إِلَى الشَّام ومصر وَالْجِبَال وَصَحب المشاريخ الْكِبَار وخدمهم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وخمسمئة وَمن شعره من الطَّوِيل (سأصبر جهدي مَا اسْتَطَعْت وَلَا أبدي ... فَمَا قصدهم قصدي وَلَا وجدهم وجدي) (وأكتم حبا قد تقادم عَهده ... لعلّي أنال الْقرب من دونهم وحدي) وَمِنْه من الْبَسِيط (إِن النُّجُوم لترثي لي وترحمني ... مِمَّا أَبيت أقاسيه من السَّهر) (أَبيت فِي وَصله من هجره وجلاً ... أذري الدُّموع على خدَّيَّ كالمطر) قلت شعر مَقْبُول) 3 - (ابْن الحويزي) الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان العباسي الْمَعْرُوف بِابْن الحويزي نَشأ بِبَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن بالروايات على أبي الْكِرَام الْمُبَارك بن الشهرزوري وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن السَّمرقندي والحافظ بن نَاصِر وَغَيرهم قَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد بن الخشاب وَسكن واسطاً إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة ثَلَاث وَسبعين وخمسمئة وَكَانَ يقرىء الْقُرْآن بهَا وَالْأَدب ويعلّم الصّبيان الْغناء بالألحان وَكَانَ يعرف الموسيقى وَكَانَ مشتهراً بِالسَّمَاعِ وَحُضُور أَمَاكِن الْغناء وَكَانَ أديباً فَاضلا حسن الْمعرفَة بالنحو وَيَقُول الشّعْر وَكَانَ متصوّفاً ظريفاً لطيفاً جميل الْهَيْئَة كثير الْعِبَادَة متنسِّكاً

أبو طاهر كاتب المرتضى

صَالحا أورد لَهُ محب الدّين بن النجار من الوافر (غرامٌ كل يومٍ مستجدُّ ... وشوقٌ مَاله أمدٌ وحدُّ) (وجبٌّ كلما يزْدَاد قلبِي ... بِهِ شغفاً تزايد مِنْهُ صدُّ) (فيا أملي إِذا أمّلت شَيْئا ... وَيَا ذخري وَيَا كنزي المعدُّ) (أرى موتِي إِذا أَعرَضت عني ... وَإِن واصلتني روحي تردُّ) وَأورد لَهُ أَيْضا من الرجز (الصَّبْر على الغرام أجمل ... والعاشق للبلاء أحمل) (يَا عاذل كفَّ عَن ملامي ... كم اسمح والحبيب يبخل) (كم اجرك فِي خلاص قلبِي ... من زلقته وَقد توحَّل) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو طَاهِر كَاتب المرتضى) الْحسن بن أَحْمد بن نصير أَبُو طَاهِر المتكلَّم كَاتب الشريف المرتضى أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن الزَّينبي حدَّث بيسيرٍ وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وأربعمئة 3 - (أَبُو مُحَمَّد إِبْنِ المنجم) الْحسن بن أَحْمد بن يحيى بن عَليّ بن المنجم أَبُو مُحَمَّد أديبٌ فاضلٌ شاعرٌ من بيتٍ مشهورٍ بمنادمة الْخُلَفَاء وسافر من بَغْدَاد إِلَى الصاحب ابْن عباد وَكَانَ خصيصاً بِهِ مَاتَ وَمن شعره من السَّرِيع) (يَا ليل يَا ليل إِلَى أَيْن ... أحبس على ذين الضجيعين) (ناشدتك الله اتئد سَاعَة ... فالصبح منا موعد الْبَين) وَمِنْه (يَقُولُونَ صبحٌ فاضحٌ فتفرّقا ... فأطبقت جفني خوف أَن أتحقَّقا) (فيا لَيْلَة الهجر الَّتِي مَالهَا فَنًّا ... صلي لَيْلَة الهجر الَّتِي مَالهَا بقا) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْكُوفِي) الْحسن بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم الكوفيُّ الْكَاتِب سكن بَغْدَاد وَكَانَ أديباً مُرْسلا شَاعِرًا حسن المذاكرة بأخبار الْخُلَفَاء والوزراء عَالما بأيام الْفرس وأخبارها أحد الأجواد الظرفاء كتب إِلَيْهِ عبد الله بن المعتز من الوافر (بدأتك بِالْكتاب وَأَنت لاهٍ ... وحزت عَلَيْك فضل الِابْتِدَاء) (فصرت الْآن أفضل مِنْك ودَّاً ... وَكُنَّا قبل ذَاك على السَّواد)

أبو محمد المخلدي

فَأجَاب من الطَّوِيل (بدأت بفضلٍ لم تزل ربّ مثله ... فيا مُؤثر الْحسنى على الْقرب والنأي) (وَمَا أَنا فِي حبّيك إلاّ مبرَّدٌ ... وعقدي فِيهِ بالدّيانة والرَّأي) 3 - (أَبُو مُحَمَّد المخلدي) الْحسن بن أَحْمد بن محمّد بن الْحسن بن عليّ بن مخلد بن شَيبَان أَبُو مُحَمَّد المخلدي النَّيْسَابُورِي الْعدْل شيخ الْعَدَالَة وبقيَّة أهل الْبيُوت سمع وروى وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وثلاثمئة 3 - (ابْن شَاذان) الْحسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن مُحَمَّد بن شَاذان أَبُو عَليّ ابْن أبي بكر الْبَغْدَادِيّ الزاز ولد فِي شهر ربيع الأول سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وأربعمئة سَمعه أَبوهُ من أبي عمر وَابْن السماك وجماعةٍ قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا صَحِيح السماع يفهم الْكَلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَيشْرب النَّبِيذ على مَذْهَب الْكُوفِيّين ثمَّ تَركه بِآخِرهِ حدَّث مُحَمَّد بن يحيى الْكرْمَانِي قَالَ كنت يَوْمًا بِحَضْرَة أبي عَليّ ابْن شَاذان فَدخل شابٌ فسلَّم) ثمَّ قَالَ أَيّكُم أَبُو عَليّ ابْن شَاذان فأشرنا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَيهَا الشَّيْخ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقَالَ سل عَن أبي عَليّ ابْن شَاذان فَإِذا لَقيته فأقره مني السَّلَام قَالَ ثمَّ انْصَرف الشابُّ فَبكى أَبُو عليّ وَقَالَ مَا أعرف لي عملا استحقُّ بِهِ هَذَا اللَّهم إلاّ أَن يكون صبري على قِرَاءَة الحَدِيث وتكرير الصَّلَاة على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلما جَاءَ ذكره قَالَ الْكرْمَانِي وَلم يلبث بعد ذَلِك إلاّ شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة حَتَّى مَاتَ 3 - (ابْن أبي سَلمَة الْكَاتِب) الْحسن بن أَحْمد بن يحيى أَبُو أَحْمد ابْن أبي سَلمَة الْكَاتِب النَّيْسَابُورِي أحد المعروفين بِالْفَضْلِ وَالشعر سمع من الْأَمِير أبي الْفضل الميكالي وَأبي الْحُسَيْن عبد الغافر وَتُوفِّي سنة عشرٍ وخمسمئة تقدّم ذكر وَالِده أَحْمد بن يحيى بن سَلمَة فِي الأحمدين وَكَانَ يعرف بالشيخ أميرك

ابن العنصري المالكي

وَعَمه أَبُو الْحسن عليُّ بن يحيى وَمن شعر الْحسن هَذَا من الطَّوِيل (وَلما رَأَيْت الدَّهْر أشرق وَجهه ... وانجز وَعدا لم ير الْخلف واعده) (صرفت عنان الْقَصْد عَن كل وجهةٍ ... إِلَى من قُلُوب الآملين قواصده) (أقرَّ لَهُ أهل الزَّمَان بأنّه ... بِلَا مريةٍ فَرد الزّمان وواحده) (هزبر هياج مَا تكلّ نيوبه ... وبحر نوالٍ مَا تجفُّ موارده) قلت هُوَ أشعر من أَبِيه وَمن عَمه عَليّ بن يحيى الْمَذْكُور وسوف يَأْتِي ذكر عَمه فِي حرف الْعين 3 - (ابْن العنصري الْمَالِكِي) الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن مُوسَى بن غلُّورا وجدته مضبوطاً بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وضمِّ اللَّام المسدَّدة وَسُكُون الوار وَبعد الرَّاء ألفٌ أَبُو عل الغافقي الْمَعْرُوف بِابْن العنصري من أهل ميورقة كَانَ فَقِيها مالكيّاً سمع بِبَلَدِهِ عبد الرَّحْمَن بن سعيدٍ الْفَقِيه وَابْن عَمه الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن غلوز وبالقدس مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن مُحَمَّد الطُّرطوشي وَحمد ابْن عَليّ الرهاوي وبدمشق مُضر بن إِبْرَاهِيم النابلسيّ وَأَبا محمدٍ ابْن فُضَيْل وَأَبا الْفضل ابْن الْفُرَات وبمكة الْحُسَيْن بن عَليّ الطبريّ وَمُحَمّد بن ثَابت الْبَنْدَنِيجِيّ وببغداد من النَّقِيب طرادٍ الزينبيَّ وَأبي الْخطاب ابْن البطر وَغَيرهمَا وَكتب عَنهُ أَبُو عامرٍ الْعَبدَرِي وَتوجه إِلَى بِلَاده من دمشق سنة إِحْدَى وَتِسْعين وأربعمئة) 3 - (ابْن الحكّاك) الْحسن بن أَحْمد بن محمودٍ الخجندي السِّنجاري الْمَعْرُوف بِابْن الحكَّاك الرئيس صفيُّ الدّين كَانَ من فضلاء سنجار توفّي سنة أَربع وستمئة ورد إِلَى الشَّام ومدح السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْكَبِير وَولده الظَّاهِر وَمن شعره فِي كلب من الْبَسِيط (أوصيك يَا بني بحامي الشَّاء وَالْإِبِل ... وجالب الضَّيْف من سهلٍ وَمن جبل) (يسرُّ بالضيف قبلي ثمَّ يسْبقهُ ... نحوي ويرقص لي من شدّة الجذل) ونقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني بسنجار حِين مقدمي إِلَيْهَا رَسُولا عَن الْملك الْعَادِل لنَفسِهِ فِي الْغَزل من الْخَفِيف (أَيهَا المستحل قَتْلِي بلحظٍ ... هُوَ أمضى من الحسام الصَّقيل) (مَا سمعنَا من قبل أَن المنايا ... كامناتٌ فِي كل طرفٍ كحيل) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي مدح البومة من الْبَسِيط

قاضي القضاة حسام الدين الحنفي

(يَا بومة القبَّة الخضراء قد أنست ... روحي بروحك إِذْ يستبشع البوم) (وَيَا أنيسَة أحزاني برنَّتها ... حوشيت مَا فِيك مكروهٌ وَلَا شوم) زهدت فِي عَامر الدُّنْيَا فاسكنك الزّهْد الخراب فَمن يشناك مَذْمُوم 3 - (قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين الْحَنَفِيّ) الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن أنوشروان قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين أَبُو الْفَضَائِل ابْن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين أبي المفاخر الرّازي ثمَّ الرُّومي الْحَنَفِيّ ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ باقصرا وَولي قَضَاء ملطيّة أَكثر من عشْرين سنة ثمَّ نزح إِلَى الشَّام سنة خمسٍ وَسبعين وستمئة خوفًا من التتار وَأقَام بِدِمَشْق وَولي قضاءها سنة سبعٍ وَسبعين بعد القَاضِي صدر الدّين سُلَيْمَان وامتدت أَيَّامه إِلَى أَن تسلطن حسام الدّين لاجين فَسَار إِلَيْهِ سنة ستٍ وَتِسْعين فَأقبل عَلَيْهِ وولاّه الْقَضَاء بالديار المصرية وَولي ابْنه جلال الدّين مَكَانَهُ بِدِمَشْق وَبَقِي معظّماً وافر الْحُرْمَة إِلَى أَن قتل السُّلْطَان حسام الدّين وَهُوَ عِنْده فَلَمَّا زَالَت دولة حسام الدّين قدم دمشق على مناصبه وقضائه بِدِمَشْق وعزل وَلَده وَكَانَ مَجْمُوع الْفَضَائِل كثير المكارم متودِّداً إِلَى النَّاس لَهُ أدبٌ وشعرٌ وَفِيه خيرٌ ومروءة وحشمةٌ خرج إِلَى المصافِّ وَشهد الْغُزَاة وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ فِي سنة تسع وَتِسْعين وسمتئة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين والأضح أَنه لم يقتل بالغزاة وصحَّ) مروره مَعَ المنهزمين بِنَاحِيَة جبل الجرديّين وَأَنه أسر وَبيع للفرنج وَأدْخل إِلَى قبرس هُوَ وجمال الدّين المطروحي وَقيل أَنه تعاطى الطبَّ والعلاج وَأَنه جلس يطبّب بقبرس وَهُوَ فِي الْأسر وَلَكِن لم يثبت ذَلِك وَالله أعلم انْتهى قلت وَلما كنت بِدِمَشْق سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وسبعمئة جَاءَ الْخَبَر إِلَى وَلَده القَاضِي جلال الدّين على مَا شاع بِدِمَشْق أَن وَالِده القَاضِي حسام الدّين حيٌّ يرْزق بقبرس وَأَنه يُرِيد الْحُضُور إِلَى الشَّام وَيطْلب مَا يفكّ بِهِ من الْأسر ثمَّ إِن القضيّة سكنت 3 - (الْمُوفق بن الديباجي) الْحسن بن أَحْمد هُوَ القَاضِي موفق الدّين بن أبي المكارم بن أبي الْحُسَيْن ابْن الدِّيباجي المصريُّ الْكَاتِب بديوان الْإِنْشَاء للْملك الْكَامِل توجّه رَسُولا وَعَاد فَأدْرك أَجله بِدِمَشْق فِي شهر رَجَب سنة سبع عشرَة وستمئة وَمن شعره 3 - (أَبُو هلالٍ القيرواني) الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن أبي هلالٍ التجِيبِي من أَبنَاء القيروان أَبُو هلالٍ غلبت عَلَيْهِ كنيته قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج أوطن سوسة

العز الإربلي الطبيب

وَهُوَ شاعرٌ مَعْرُوف حسن الطَّرِيقَة متصرف بَين التَّصنيع والاسترسال أَحْيَانًا صَاحب مكاتبات ومتضمرات ومعمّى ومطيَّرات وملح وفكاهات ومدحه قليلٌ وَأورد لَهُ من الْخَفِيف (والحاظك الَّتِي تَرَكتنِي ... عرضا للسِّهام مَا دمت حيّاً) وَالَّذِي أجتنيه من ورد خديك ليَالِي الْوِصَال غضّاً طريّاً وتثنيك ذَا الَّذِي أذهل الْعقل وَأبقى بَين الجوانح كيّاً مَا تحاكيك أرام وجرة فِي الْحسن وَلَا الْبَدْر فِي سناه المضيّا (أَنْت أَسْنَى من بدر تمٍّ وَأحلى ... من ظبا القفر مبسماً ومحيّاً) قلت كَذَا وجدت الْبَيْت الرَّابِع وَأَظنهُ (مَا تحاكي آرام وجرة ذَا الْحسن ... وَلَا الْبَدْر السناء المضيّا) ويخلص من الزحاف واللحن وعَلى كلّ حالٍ فَهُوَ مَأْخُوذ من قَول البحتري من الْخَفِيف أَترَانِي مستبدلاً بك مَا عِشْت خَلِيلًا أَو واجداً مِنْك بدّا حاش الله أَنْت أفتن ألحاظا وَأحلى شكلاً وأرشق قدّاً) 3 - (العزّ الإربلي الطَّبِيب) الْحسن بن أَحْمد بن زفر الْحَكِيم عزُّ الدّين الإربلي سمع ابْن الخلاَّل والموازيني وخلقاً قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ مظلماً فِي دينه ونحلته متفلسفاً صَادِقا فِي نَقله حصّل اثبات سماعاته وألَّف كتبا وتواريخ مِنْهَا السّيرة فِي مجلّدين وَسمع مَعنا كثيرا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وسبعمئة قلت ومجاميعه بِخَطِّهِ مَعْرُوفَة وغالبها تراجم شعراء وتواريخ ووفيات وَيعرف بالعزّ الإربلي الطَّبِيب 3 - (الشَّيْخ حسن) حسن بن ارتنا هُوَ الْأَمِير الشَّيْخ حسن وَقد تقدّم ذكر وَالِده كَانَ هَذَا الشَّيْخ حسن الْمَذْكُور من أحسن الأشكال وأتمها سمع بن مرّة الْأَمِير سيف الدّين طشتمر نَائِب حلب وَأَنه وصل إِلَى بهسنا لِأَنَّهُ كَانَ قد توجَّه رَسُولا إِلَى الشَّيْخ حسن الْكَبِير فِي بَغْدَاد فَكتب إِلَى نَائِب بهسنا بِطَلَبِهِ فَحَضَرَ إِلَيْهِ وَأَعْجَبهُ شكله وسمته وخلع عَلَيْهِ خلعةً سنيّةً وَأَعَادَهُ إِلَى وَالِده وَكَانَ وَالِده قد خطب لَهُ ابْنة صَاحب ماردين الْملك الصَّالح شمس الدّين فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وجهَّزها إِلَيْهِ وَمَا أَظُنهُ دخل بهَا بل مرض فِي سيواس وَكَانَ وَالِده فِي قيصريَّة فَحَضَرَ إِلَيْهِ وَتُوفِّي

أبو علي العطار

رَحمَه الله فِي شوّال سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وسبعمئة وَكتب أَبوهُ إِلَى صَاحب ماردين يَقُول لَهُ إِن لي ابْنا آخر يصلح لزواجها وَأَعْطَاهَا مَدِينَة خرتبرت 3 - (أَبُو عَليّ الْعَطَّار) الْحسن بن إِسْحَاق بن عَليّ أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ العطّار وثّقه الْخَطِيب توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين 3 - (ابْن أبي عبَادَة اليمني) الْحسن بن إِسْحَاق بن أبي عبَادَة اليمني النَّحْوِيّ من وُجُوه الْيمن كَانَ يصحب الْفَقِيه يحيى بن أبي الْخَيْر وعمّه إِبْرَاهِيم بن أبي عبادٍ نحويٌّ أَيْضا وصنَّف الْحسن هَذَا مُخْتَصرا فِي النَّحْو يقرأه المبتدئون قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَهُوَ قريب الْعَهْد تقَارب وَفَاته سنة تسعين وخمسمئة وَهُوَ الْقَائِل من المتقارب (لعمرك مَا اللّحن من شيمتي ... وَلَا أَنا من خطأ أَلحن) (ولكنَّني قد عرفت الْأَنَام ... أخاطب كلا بِمَا يحسن) ) 3 - (أَبُو عَليّ بن الجواليقي) الْحسن بن إِسْحَاق بن موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الجواليقي أَبُو عَليّ بن أبي طاهرٍ العلاَّمة أَبُو منصورٍ من أهل الْعلم وَالدّين سَمَاعه صحيحٌ وَسمع الكثيرّ فِي صِباه من أبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر الزَّاغوني وَأبي الْقَاسِم نصر بن نصر بن العكبري وَأبي الرقت عبد الأول السجْزِي وَأبي زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طاهرٍ الْمَقْدِسِي وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ شَيخا حسنا مرضيّ الطَّرِيقَة متديناً صَدُوقًا سَاكِنا حسن السَّمت ولد سنة أَربع

ابن أسد الفارقي

وَأَرْبَعين وخمسمئة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وستمئة 3 - (ابْن أَسد الفارقي) الْحسن بن أَسد بن الْحسن الفارقي أَبُو نصرٍ شاعرٌ رَقِيق حَوَاشِي النّظم كثير التَّجْنِيس كَانَ فِي أَيَّام نظام الْملك وَالسُّلْطَان ملكشاه شَمله مِنْهُمَا الجاه بعد أَن قبض عَلَيْهِ وأساء إِلَيْهِ فَإِنَّهُ قد تولَّى آمد وأعمالها واستبدَّ بِاسْتِيفَاء مَالهَا فخلَّصه الْكَامِل الطَّبِيب وَكَانَ نحوياً رَأْسا وإماماً فِي اللُّغَة يقْتَدى بِهِ وصنَّف فِي الْآدَاب تصانيف وَله شرح اللُّمع كبيرٌ كتاب الإفصاح فِي العويص شرح فِيهِ أبياتاً مشكلةً وأجاد فِيهِ كتبته بخطي جَمِيعه وَكتاب الألغاز اتّفق أَنه كَانَ شاعرٌ من الْعَجم يعرف بالغسَّاني وَفد على أَحْمد بن مَرْوَان وَكَانَت عَادَته إِذا وَفد عَلَيْهِ الشَّاعِر يُكرمهُ وينزله وَلَا يستحضره إلاّ بعد ثَلَاثَة أيامٍ وَاتفقَ أنّ الغساَّني لم يكن أعدَّ شعرًا يمدحه بِهِ ثِقَة بِنَفسِهِ فَأَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام وَلم يفتح عَلَيْهِ بِشَيْء فَأخذ قصيدةً من شعر ابْن أسدٍ وَلم يغيّر فِيهَا غير الِاسْم فَغَضب الْأَمِير وَقَالَ هَذَا العجميُّ يسخر منَّا فَأمر أَن يكْتب ذَلِك إِلَى ابْن أسدٍ فَأعْلم الغسانيُّ بعض الْحَاضِرين بذلك فجهَّز الغسَّانيُّ غُلَاما لَهُ جلدا إِلَى ابْن أسدٍ يدْخل عَلَيْهِ ويعرِّفه الْعذر فوصل الْغُلَام إِلَى ابْن أسدٍ قبل وُصُول قَاصد ابْن مَرْوَان فَلَمَّا علم ذَلِك كتب الْجَواب إِلَى ابْن مَرْوَان أَنه لم يقف على هَذِه القصيدة أبدا وَلم يرهَا إلاّ فِي كِتَابه فَلَمَّا وقف ابْن مَرْوَان على الْجَواب أَسَاءَ إِلَى السّاعي وسبَّه وَقَالَ إِنَّمَا تُرِيدُونَ فَضِيحَتِي بَين الْمُلُوك ويحملكم الْحَسَد ثمَّ أَنه أحسن إِلَى الغسَّانس وأكرمه غَايَة الاكرام وَعَاد إِلَى بِلَاده فَلم يمض على ذَلِك إلاّ مُدَّة حَتَّى اجْتمع أهل ميّا فارقين ودعوا ابْن أسدٍ إِلَى أَن يؤمِّروه عَلَيْهِم وَإِقَامَة الْخطْبَة للسُّلْطَان ملكشاه وَإِسْقَاط اسْم ابْن مَرْوَان فأجابهم إِلَى ذَلِك فحشد ابْن مَرْوَان وَنزل على ميَّافارقين فأعجزه أمرهَا فأنفذ إِلَى نظام الْملك) وَالسُّلْطَان يستمدهما فأنفذا إِلَيْهِ جَيْشًا ومدداً مَعَ الغسَّاني الشَّاعِر الْمَذْكُور وَكَانَ قد تقدَّم عِنْد السُّلْطَان فصدقوا الحملة على ميّافارقين فملكوها وأخذوها عنْوَة وَقبض على ابْن أسدٍ وَجِيء بِهِ إِلَى ابْن مَرْوَان فَأمر بقتْله فَقَامَ الغسَّاني وجرَّد الْعِنَايَة فِي الشَّفَاعَة حَتَّى خلصه وكفله بعد عناءٍ شديدٍ فاستحيى مِنْهُ وَأطْلقهُ فَاجْتمع بِهِ وَقَالَ أتعرفني قَالَ لَا وَالله وَلَكِنِّي أعرف أَنَّك ملكٌ من السَّمَاء منَّ الله بك عليَّ لبَقَاء مهجتي فَقَالَ أَنا الَّذِي أدَّعيت قصيدتك وسترت عليَّ وَمَا جَزَاء الاحسان إلاّ

الاحسان فَقَالَ ابْن أسدٍ مَا سَمِعت بقصيدةٍ جحدت فنفعت صَاحبهَا مثل هَذِه فجزاك الله خيرا وَانْصَرف الغسَّانيُّ من حَيْثُ جَاءَ وَأقَام ابْن أسدٍ مُدَّة ونزحت حَاله وجفاه اخوانه وعاداه أعوانه وَلم يقدم أحدٌ على مرافدته حَتَّى أضرَّ بِهِ الْعَيْش ونظم قصيدةً مدح بهَا ابْن مَرْوَان فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا غضب وَقَالَ مَا يَكْفِيهِ أَن يخلص منا رَأْسا برأسٍ حَتَّى يُرِيد منا الرِّفد لقد أذكرني بِنَفسِهِ اصلبوه فصلب سنة سبعٍ وَثَمَانِينَ وأربعمئة وَمن شعره من الوافر (أريقاً من رضابك أم رحيقا ... رشفت فلست من سكري مفيقا) (وللصهباء أسماءٌولكن ... جهلت بأنَّ فِي الْأَسْمَاء ريقا) وَمِنْه من الْكَامِل (ولربَّ دانٍ مِنْك يكره قربه ... وتراه وَهُوَ غشاء عَيْنك والقذى) (فاعرف وخلّ مجرّباً هَذَا الورى ... واترك لقاءك ذَا كفافاً والق ذَا) وَمِنْه من الْبَسِيط (يَا من جلا ثغره الدرَّ النظيم وَمن ... تخال أصداغه السود العناقيدا) (اعطف على مستهامٍ صيم من أسفٍ ... على هَوَاك وَفِي حَبل العناقيدا) وَمِنْه من الطَّوِيل (بَعدت فأمَّا الطَّرف مني فشاهدٌ ... لشوقي وأمَّا الطّرف مِنْك فراقد) (فسل عَن سهادي انجم اللَّيْل إِنَّهَا ... ستشهد لي يَوْمًا بذلك الفراقد) (قطعتك إِذا أَنْت الْقَرِيب لشقوتي ... وواصلني قومٌ إليَّ اباعد) (فيا أهل ودِّي إِن أَبى وعد قربنا ... زمانٌ فَأنْتم لي بِهِ إِن أَبى عدوا) وَمِنْه من الْبَسِيط (لَا يصرف الهمَّ إلاّ شدو محسنةٍ ... أَو منظرٌ حسنٌ تهواه أَو قدح) ) (والراح لهمّ أنقاها فَخذ طرفا ... مِنْهَا ودع أمَّةً فِي شربهَا قَدَحُوا) (بكرٌ تخال إِذا مَا المزج خالطها ... سقاتها أَنَّهَا زنداً بهَا قَدَحُوا) وَمِنْه من السَّرِيع (تراك يَا متْلف جسمي وَيَا ... مكثر إعلالي وإمراضي) (من بعد مَا أضنيتني ساخطٌ ... عليَّ فِي حبِّك أم رَاض) وَمِنْه من الْبَسِيط (قد كَانَ قلبِي صَحِيحا كالحمى زَمنا ... فمذ أبحت الْهوى مِنْهُ الْحمى مَرضا)

نظام الدين ابن القلانسي

(فَلم سخطت على من كَانَ شيمته ... وَقد أتحت لَهُ فِيك الْحمام رضى) (يَا من إِذا فوًّقت سَهْما لواحظه ... أضحى لَهَا كل قلبٍ قلبٍ غَرضا) (أَنا الَّذِي إِن يمت حبّاً يمت أسفا ... وَمَا قضى فِيك من أغراضه غَرضا) (ألبست ثوب سقامٍ فِيك صَار لَهُ ... جسمي لدقَّته من سقمه عرضا) (وصرت وَقفا على همٍ بجاذبني ... أَيدي الصَّبابة فِيهِ كلما عرضا) (مَا إِن قضى الله شَيْئا فِي خليقته ... أشدَّ من زفرات الحبِّ حِين قضى) (فَلَا قضى كلفٌ نحبي فأوجعني ... إِن قيل إنّ المحبَّ المستهام قضى) 3 - (نظام الدّين ابْن القلانسي) الْحسن بن أسعد الصّدر نظام الدّين أَخُو الصَّاحب عز الدّين بن القلانسي توفّي سنة خمس عشرَة وسبعمئة 3 - (نَاصِر الدّين بن درباس) الْحسن بن اسماعيل بن عبد الْملك بن درباس الشَّيْخ نَاصِر الدّين ابْن القَاضِي صدر الدّين مدرِّس مدرسة سيف الْإِسْلَام الَّتِي بالبندفانيّين بِالْقَاهِرَةِ توفّي سنة سِتّ وَسبعين وستمئة وَكَانَ أديباً شَاعِرًا وَمن شعره 3 - (أَبُو مُحَمَّد الضرّاب الْمصْرِيّ) الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن محمدٍ الضرَّاب الْمصْرِيّ أَبُو مُحَمَّد مصنّف الْمُرُوءَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمئة وَسمع أَحْمد بن مَرْوَان الدينَوَرِي وَأَبا الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْحَدِيد الْمصْرِيّ وَأحمد بن مَسْعُود الْمَقْدِسِي وَعُثْمَان بن مُحَمَّد الذَّهَبِيّ وَغَيرهم وَسمع بعسقلان وروى) عَنهُ ابْنه عبد الْعَزِيز وَأحمد بن عَليّ بن هاشمٍ المقرىء ورشأ بن نظيفٍ الدِّمَشْقِي وجماعةٌ 3 - (الشَّيْخ حسن الْكَبِير) حسن بن أقبغا بن ايلكان النوين الْكَبِير الشَّيْخ حسن صَاحب بَغْدَاد كَانَ أَولا زوج بَغْدَاد خاتون ابْنة جوبان وَقد تقدَّم ذكرهَا فأحبَّها القان بو سعيدٍ وَأَخذهَا مِنْهُ بعد مَا أَتَت مِنْهُ بِابْنِهِ الْأَمِير أيلكان وَأبْعد الشَّيْخ حسن الْكَبِير وَلم يزل إِلَى أَن ملك

الغياثي البصري

بَغْدَاد وَنزل بهَا وَجَرت لَهُ حروبٌ وخطوبٌ وكروبٌ بعد موت بو سعيدٍ مَعَ طغاي بن سوتاي وَإِبْرَاهِيم شاه بن سوتاي وَأَوْلَاد تمرتاش وَغَيرهم وَنَصره الله عَلَيْهِم ثمَّ أَنه تزوّج بعد موت بو سعيدٍ بالخاتون دلشاذ ابْنة دمشق خواجا فَهِيَ ابْنة أخي بَغْدَاد وَمَال إِلَى مُلُوك مصر وهادنهم وانتظمت كلمة الْوِفَاق بَينه وَبَين مُلُوك مصر وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بكتب إِلَيْهِ وَترد الرُّسُل بَينهمَا والهدايا وَمَال إِلَى الْمُسلمين ميلًا كثيرا وَجرى فِي أَيَّامه فِي بَغْدَاد الغلاء الْعَظِيم حَتَّى أبيع الْخَبَر على مَا قيل بشح الدَّراهم ونزح النَّاس عَن بَغْدَاد وَعدم مِنْهَا حَتَّى الْوَرق ثمَّ أَنه أظهر الْعدْل والأمن فتراجع النَّاس غليها فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسبعمئة وَفِي أول سنة تسع وَأَرْبَعين توجَّه إِلَى ششتر ليَأْخُذ من أَهلهَا قطيعةً كَانَ قرَّرها عَلَيْهِم فَلَمَّا أَخذهَا وَعَاد وجد نوَّبه قد وجدوا فِي رواق الْعَزِيز بِبَغْدَاد ثَلَاثَة أجباب نُحَاس مثل أجباب الهريسة طول كل جبٍّ مَا يُقَارب الذراعين وَالنّصف وَهِي مَمْلُوءَة ذَهَبا مصريّاً وصوريّاً ويوسفيّاً وَفِي بعضه سكَّة الإِمَام النَّاصِر وَكَانَ وزن ذَلِك أَرْبَعَة آلَاف رطلٍ بالبغدادي يكون ذَلِك مَثَاقِيل خمسمسة ألف مِثْقَال 3 - (الغياثي الْبَصْرِيّ) الْحسن بن زدغان بضمِّ الْبَاء الموحّدة وَسُكُون الزَّاي وضمِّ الدّال الْمُهْملَة وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف نون ابْن ايلدكز الغياثي الْبَصْرِيّ توفّي بِبَغْدَاد فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من صفر سو تسع وَأَرْبَعين وستمئة أَنْشدني من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أنشدنا للمذكور الْحَافِظ شرف الدّين الدِّمياطي من الْبَسِيط (يَا حبَّذا ليلةٌ بَات الحبيب بهَا ... يجلو عليَّ كؤوس الرَّاح فِي الغسق) فاعجب لبدر دجى يسْعَى بشمس ضحى وفرعه كالدُّجا وَالْفرق كالفلق (جلَّت مَعَانِيه عَن وصف يُحِيط بهَا ... فَلَا شَبيه لَهَا فِي الْخلق والخلق) (نادمته وَسَوَاد الْفَرْع يسترنا ... لَوْلَا بَيَاض ثنايا ثغره اليقق) ) (يصغي حَيَاء إِذا عاتبته خجلاً ... حَتَّى تبلَّلّ صدغاه من الْعرق) (وتغرب الشَّمْس شمس الراح فِي فَمه ... فينجلي فَوق خدَّيه سنا الشَّفق) قلت شعر متوسط وَهَذَا الْمَعْنى متداولٌ وَأحسن مَا فِيهِ قَول الْقَائِل من الْبَسِيط (يَا صاحبيَّ امزجا كأس المدام لنا ... كَيْمَا يضيء لنا من نورها الغسق) (خمرًا إِذا مَا نديمي همَّ يشْربهَا ... أخْشَى عَلَيْهِ من اللألاء يَحْتَرِق) (لَو رام يحلف أَن الشَّمْس مَا غربت ... فِي فِيهِ كذَّبه فِي خدِّه الشَّفق) 3 - (ابْن بشر الْآمِدِيّ) الْحسن بن بشر بن يحيى أَبُو الْقَاسِم الآمديُّ النَّحْوِيّ الْكَاتِب

سمع من إِبْرَاهِيم بن عَرَفَة نفطويه النَّحْوِيّ وَغَيره وَأخذ الْعلم عَن الْأَخْفَش والزجَّاج وَابْن دُرَيْد وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء بِالْبَصْرَةِ سنة نَيف وَخمسين وثلاثمئة رجلٌ لم يكن عِنْدهم بِمَنْزِلَة من صرف بِهِ لِأَنَّهُ ولي صارفاً لأبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي فَقَالَ فِيهِ أَبُو الْقَاسِم الْحسن بن بشر الْآمِدِيّ من المتقارب رَأَيْت قلنسية يستغيث من فَوق راسٍ تنادي خذوني وَقد قلقت وَهِي طورا تميل من عَن يسارٍ وَمن عَن يَمِين (فطوراً ترَاهَا فويق الْقَفَا ... وطوراً ترَاهَا فويق الجبين) (فَقلت لَهَا أَي شيءٍ دهاك ... فردَّت بقول كئيبٍ حَزِين) (دهاني أَن لست فِي قالبي ... وأخشى من النَّاس أَن يبصروني) (وَأَن يعبثوا بمزاحٍ معي ... وَإِن فعلوا ذَاك بِي قطَّعوني) (فَقلت لَهَا مرَّ من تعرفين ... من المنكرين لهذي الشؤون) (وَمن كَانَ يصفع فِي الدِّين لَا ... يملّ ويشتد فِي غير لين) ويسلخ ملاك كيل التَّمام إمّا على صحّةٍ أَو جُنُون (ففارقها ذَلِك الانزعاج ... وعادت إِلَى حَالهَا والسُّكون) وَقَالَ فِي أبي محمدٍ المافرُّوخي وَكَانَ عَالما فَاضلا لَا يجارى لكنه كَانَ تمتاماً وَهُوَ معنى مليحٌ من الْكَامِل (لَا تنظرنَّ إِلَى تعتقه إِذا ... رام الْكَلَام وَلَفظه المعتاص) ) (وَانْظُر إِلَى الحكم الَّتِي يَأْتِي بهَا ... تشفيك عِنْد تطلّق وخلاص) (فالدرُّ لَيْسَ يَنَالهُ غوَّاسه ... حَتَّى يقطع أنفس الغوَّاص) وَولد أَبُو الْقَاسِم بِالْبَصْرَةِ وَقدم إِلَى بَغْدَاد وَكتب بهَا لأبي جعفرٍ هَارُون بن وَمُحَمّد الضّبي خَليفَة أَحْمد بن هِلَال صَاحب عمان بِحَضْرَة المقتدر ووزارته وَلغيره من بعده وَكتب بِالْبَصْرَةِ لأبي الْحسن أَحْمد وَطَلْحَة ابْني الْحسن بن المثنَّى وبعدهما لقَاضِي الْبَلَد أبي جَعْفَر ابْن عبد الْوَاحِد الْهَاشِمِي على الْوُقُوف الَّتِي تَلِيهَا الْقُضَاة وبحضرته فِي مجْلِس حكمه ثمَّ لِأَخِيهِ أبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد لما ولي قَضَاء الْبَصْرَة ثمَّ أَنه لزم بَيته إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سبعين وثلاثمئة وَقيل قبل السَّبعين وَقيل سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمئة وَمن تصانيفه كتاب المؤتلف والمختلف فِي

أبو علي الهمداني الكوفي

أَسمَاء الشُّعَرَاء كتاب نثر المنظوم كتاب الموازنة بَين أبي تَمام والبحتري وَهُوَ كتاب جيدٌ وَنسب فِيهِ إِلَى الْميل مَعَ البحتري والتعصُّب على أبي تمامٍ وَكتاب فِي أَن الشاعرين لَا تتفق خواطرهما كتاب مَا فِي عيار الشّعْر لِابْنِ طَبَاطَبَا من الْخَطَأ كتاب فرق مَا بَين الخاصّ والمشترك من مَعَاني الشّعْر كتاب تَفْضِيل شعر امرء الْقَيْس على شعر الْجَاهِلِيَّة كتاب فِي شدَّة حَاجَة الْإِنْسَان إِلَى أَن يعرف نَفسه كتاب تَبْيِين غلط قدامَة بن جَعْفَر فِي نقد الشّعْر كتاب مَعَاني شعر البحتري كتاب الرّد على ابْن عمارٍ فِيمَا خطَّأ فِيهِ أَبَا تمامٍ كتاب فعلت وافعلت لم يصنًّف مثله كتاب الْحُرُوف من الْأُصُول فِي الأضداد وَله غير ذَلِك وَله ديوَان شعره وَهُوَ صغيرٌ 3 - (أَبُو عَليّ الْهَمدَانِي الْكُوفِي) الْحسن بن بشر بن سلمٍ أَبُو عليٍّ الْهَمدَانِي البجليُّ الْكُوفِي قَالَ أَبُو حَاتِم صدوقٌ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ ابْن عدي لَيْسَ هُوَ بمنكر الحَدِيث وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين ومئتين 3 - (ابْن سُفْيَان الصّوفي المغربي) الْحسن بن أبي بكر بن سُفْيَان الصَّيرفي ذكره ابْن رَشِيق فِي الانموذج وَقَالَ من أهل الْعلم بِهَذِهِ الصِّنَاعَة وَالذكر والتقدّم فِيهَا وَله فِي النُّجُوم نظرٌ جيدٌ وَعَمه الْفَقِيه أَبُو عمر ابْن سُفْيَان أحد فُقَهَاء بلدنا وعبَّاده وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا من الْعلمَاء بِالشَّرْعِ وَأورد لَهُ من السَّرِيع (يَا لَيْلَة بتُّ بهَا معجباً ... مَا كَانَ أحلى طعمها فِي فمي) ) (بتُّ وَبَات الْبَدْر لي صاحباً ... فِي مجلسٍ قد حفَّ بالأنعم) (يسْقِي من الراح سلافاتها ... فِي أكؤسٍ صيغت من الأنجم) (مَا زَالَ يلهيني وألهو بِهِ ... حَتَّى انثنى الظَّبي على معصمي) (وَكلما حاول أَن يَهْتَدِي ... نكَّس بالرَّاس كَفعل الحم) (رقَّ لَهُ قلبِي فقلَّبته ... نقدي للدِّينار والدِّرهم)

الجنابي

(وَلم أزلأدنيه من مهجتي ... حَتَّى لقد اسكنته أعظمي) (جعلته من مقلتي ناظري ... وَمن فُؤَادِي فِي مَكَان الدَّم) (أسْتَغْفر الله فكم من لذةٍ ... قد نلتها مِنْهُ بِلَا محرم) قلت شعرٌ منسجمٌ بِلَا غوص 3 - (الجنّابيُّ) الْحسن بن بهرامٍ أَبُو سعيدٍ الجنَّابي بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد النُّون وَبعد الْألف باءٌ مُوَحدَة كَبِير القرامطة ظهر سنة ستٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْبَحْرَيْنِ وَاجْتمعَ إِلَيْهِ جماعةٌ من الْأَعْرَاب والقرامطة وَقَوي أمره فَقتل من حوله من الْقرى وَكَانَ أَبُو سعيدٍ أَولا يَبِيع للنَّاس الطَّعَام ويحسب لَهُم بيعهم ثمَّ أَن أَمرهم عظم وقربوا من نواحي الْبَصْرَة فجهّز إِلَيْهِم المعتضد جَيْشًا مقدمه العبَّاس بن عَمْرو الغنوي فتواقعوا وقْعَة شَدِيدَة وَانْهَزَمَ العبَّاسيون وَأسر العبَّاس وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة سبعٍ وَثَمَانِينَ وَقتل أَبُو سعيد الأسرى وحرقهم بالنَّار واستبقى الْعَبَّاس ثمَّ أطلقهُ بعد أيامٍ وَقَالَ لَهُ امْضِ إِلَى صَاحبك وعرِّفه مَا رَأَيْت فَدخل إِلَى المعتضد وخلع عَلَيْهِ ثمَّ إِن القرامطة دخلُوا بِلَاد الشَّام سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَجَرت بَين الطَّائِفَتَيْنِ وقعاتٌ وَكَانَ أَبُو سعيد قد استولى على هجر والقطيف والطائف وَسَائِر بِلَاد الْبَحْرين فلمّا كَانَ سنة إِحْدَى وثلاثمئة كَانَ لأبي سعيدٍ غلامٌ صقلبي أَرَادَهُ على الْفَاحِشَة فِي الْحمام فَقتله وَخرج فَدَعَا رجلا من رُؤَسَاء اصحابه وَقَالَ لَهُ السَّيِّد يستدعيك فَلَمَّا دخل قَتله وَمَا زَالَ يفعل ذَلِك بِوَاحِد بعد وَاحِد حَتَّى قتل أَرْبَعَة من الْأَعْيَان ثمَّ دَعَا الْخَامِس فَلَمَّا رأى الْقَتْلَى صَاح فصاح النِّسَاء واجتمعوا على الْغُلَام فَقَتَلُوهُ وَكَانَ المعتضد قد وادع الجنَّابي وكفَّ عَن قِتَاله وَبَقِي بناحيةٍ من هجر فِي البريّة إِلَى أَن قتل وَكَانَ عَليّ بن عِيسَى الْوَزير قد كَاتبه وأعذر إِلَيْهِ وحضَّه على الطَّاعَة ووبَّخه على مَا يحْكى عَنهُ وَعَن أَصْحَابه من ترك الصَّلَوَات وَالزَّكَاة واستباحة) المحرَّمات ثمَّ توعَّده وهدَّده فَبلغ الرُّسُل مَقْتَله وهم بِالْبَصْرَةِ فهمُّوا بِالْعودِ فَكتب إِلَيْهِم أَن يتوجَّهوا إِلَى من قَامَ بعده وأوصلوا الْكتاب إِلَى أَوْلَاده فَكَتَبُوا جَوَابه وَقَالُوا نَحن لم ننفرد عَن الطَّاعَة وَالْجَمَاعَة بل أفردنا عَنْهَا وأخرجنا من دِيَارنَا واستحلَّت دماؤنا وكنَّا قبل مستورين مُقْبِلين على تِجَارَتِنَا ومعايشنا ننزِّه أَنْفُسنَا عَن الْمعاصِي ونحافظ على الْفَرَائِض فنقم علينا سُفَهَاء النَّاس وتظاهروا وشهدوا علينا بالزور وَأَن نِسَاءَنَا بَيْننَا بالسَّوية وأنّا لَا نحرِّم حَرَامًا وَلَا نحلُّ حَلَالا فخرجنا هاربين وَجعلُوا السَّلاسل فِي رِقَاب من بَقِي منّا وأجلونا إِلَى هَذِه الجزيرة وحاربونا فحاكمناهم إِلَى الله تَعَالَى وأمّا مَا ادُّعي علينا من الْكفْر وَترك الصَّلَاة فَنحْن تائبون مُؤمنُونَ بِاللَّه فَكتب الْوَزير بعدهمْ الاحسان وَقَامَ بعد أبي سعيدٍ وَلَده أَبُو طَاهِر سُلَيْمَان وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين وَقد حرَّر ذكر القرامطة وَسَاقه جيدا ابْن الْأَثِير فِي تَارِيخه الْكَامِل

ركن الدولة صاحب أصبهان

3 - (ركن الدولة صَاحب أَصْبَهَان) الْحسن بن بويه أَمِير أَصْبَهَان تقدَّم نسبه عِنْد ذكر أَخِيه أَحْمد وَهُوَ ركن الدَّولة أَخُو معزّ الدولة الدَّيلمي كَانَ ركن الدَّولة صَاحب أَصْبَهَان والريّ وهمذان وَجَمِيع عراق الْعَجم وَهُوَ وَالِد عضد الدولة فناخسرو ومؤيد الدولة أبي مَنْصُور بويه وفخر الدولة أبي الْحسن عَليّ وَكَانَ ركن الدولة ملكا جليل الْقدر عالي الهمَّة وَكَانَ ابْن العميد أَبُو الْفضل وزيره وَلما توفّي ابْن العميد استوزره وَلَده أَبَا الْفَتْح عليّاً وَكَانَ الصاحب ابْن عبادٍ وَزِير وَلَده مؤيد الدولة وَلما توفّي وزر لفخر الدولة وَكَانَ مسعوداً فِي ملكه ورزق السَّعَادَة فِي أَوْلَاده الثَّلَاثَة وَقسم عَلَيْهِم الممالك فَقَامُوا بهَا أحسن قيام وَكَانَ ركن الدولة الْمَذْكُور أَوسط الْإِخْوَة الثَّلَاثَة وهم عماد الدولة أَبُو الْحسن عَليّ وركن الدولة الْحسن الْمَذْكُور ومعز الدولة أَحْمد أَصْغَرهم وَملك أَرْبعا وَأَرْبَعين سنة وشهراً وَتِسْعَة أَيَّام وَمَات بالريّ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة ومولده تَقْديرا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (النوين الشَّيْخ حسن) الْحسن بن تمرتاش بن جوبان الْمَعْرُوف بالشيخ حسن تقدَّم ذكر وَالِده وجدّه وَكَانَ هَذَا الشَّيْخ حسن داهيةً مَاكِرًا ذَا رويةٍ وفكرةٍ وحيل قَالَ يَوْمًا مَا يَمْنعنِي من العبور إِلَى الشَّام ودوسه وَملكه إلاّ هَذَا تنكز وَقد حصَّلت لَهُ إِحْدَى عشرَة حِيلَة إِن لم يرح بِهَذِهِ رَاح بِهَذِهِ فَمَا كَانَ إلاّ) أَن جَاءَ رَسُوله إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَكَانَ مِمَّا قَالَه لَهُ عَنهُ إِن تنكز كتب إليَّ فِي الْبَاطِن يُرِيد الْحُضُور إِلَى عِنْدِي فاستوحش السُّلْطَان من الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى وَتغَير وَكَانَ السَّبَب فِي إِمْسَاكه وَجرى مَا جرى على مَا تقدَّم فِي تَرْجَمَة تنكز فَلَمَّا أمسك قَالَ الشَّيْخ حسن وَالله أَنا كنت أعتقد أنّ قلع تنكز صعبٌ وَقد رَاح بِأَهْوَن حِيلَة وَكَانَ الشَّيْخ حسن على مَا يحْكى عَنهُ وَيدخل إِلَى الْحمام ويخلو بِنَفسِهِ فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة وَهُوَ يفكر فِي مَا يعمله من الْحِيَل وَقيل عَنهُ أَنه مرَّةً شرب دَمًا وقاءه ليرتب على ذَلِك حيلاً يعملها وَكَانَ قد زَاد بطشه وَقتل جمَاعَة من كبار الْمغل وَقيل إِنَّه تهدّد زَوجته مرّة فخبأت عِنْدهَا لَهُ خَمْسَة من الْمغل وَأصْبح مخنوقاً وَوضع فِي تابوتٍ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بتوريز وَرَاح كَمَا رَاح أمس لم ينتطح فِي أمره عنزان وَجَاء الْخَبَر بوفاته فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وسبعمئة وَحصل للْمُسلمين وللمغل بِمَوْتِهِ فرحٌ عَظِيم وَكفى الله الْمُسلمين مِنْهُ شرّاً كَبِيرا

أبو علي البندنيجي

3 - (أَبُو عَليّ الْبَنْدَنِيجِيّ) الْحسن بن جَعْفَر بن الْحسن بن جَعْفَر بن أَحْمد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الهمذاني أَبُو عليٍ الْبَنْدَنِيجِيّ قدم بَغْدَاد ومدح الْوَزير نظام الْملك وَغَيره من الأكابر وحدَّث بهَا عَن أبي الْحسن عَليّ بن المظفر بن بدرٍ الشَّافِعِي الْبَنْدَنِيجِيّ بحديثٍ كتبه عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصرٍ الْحميدِي وَسمع شعره بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وأربعمئة وَمن شعره من المتقارب (بشرقيّ بَغْدَاد لي حاجةٌ ... سأقضي وَمَا خلتها تَنْقَضِي) (ديونٌ على ظالمٍ ماطل ... ووجدٌ بمستكبر معرض) (برغمي واتيت مَا لَا أَزَال ... أرَاهُ عنيفاً على الْمُقْتَضى) (أحنُّ إِلَيْهِ حنين الْمُحب ... ويهجرني هِجْرَة الْمُبْغض) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَلا بِأبي من صدَّ عنّي وإنّه ... على صدّه شخصٌ إليّ حبيب) تجًّنبني خوف الوشاة وَفِي الحشارسيس جوىً مَا يَنْقَضِي ووجيب (ولي كبد حرَّى عَلَيْهِ قريحةٌ ... وقلبٌ معنًّى فِي هَوَاهُ يذوب) (هم نسبوا حبي إِلَى غير عفَّةٍ ... وظنُّوا بِنَا سوءا وَذَلِكَ حوب) (وَوَاللَّه مَا حدثت نَفسِي بريبةٍ ... وحاشا لمثلي أَن يُقَال مريب) ) قلت شعر منسجم عذبٌ 3 - (أَبُو عَليّ الْهَاشِمِي المقرىء) الْحسن بن جَعْفَر بن عبد الصّمد ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل أَبُو عَليّ الْهَاشِمِي المقرىء سمع الْكثير من أبي غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الْبَقَّال وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاَّف وخلقٍ كثير غَيرهمَا وَجمع لنَفسِهِ مشيخةً وروى عَن جماعةٍ من الشُّعَرَاء والأدباء وصنَّف كتابا سَمَّاهُ سرعَة الْجَواب ومداعبة الأحباب وَكَانَ ينظم الشّعْر توفّي سنة أَربع وَخمسين وخمسمئة وَمن شعره من الْكَامِل

الحفري

(الدَّهر يعقب مَا يضرُّ وينفع ... والصَّبر أَحْمد مَا إِلَيْهِ يرجع) (والمرء فِيمَا مِنْهُ كَانَ مصيره ... حينا وَلَيْسَ عَن المنيَّة مدفع) (فاحذر مفاجأة الْمنون فَإِنَّهُ ... لَا يلتجى مِنْهَا وَلَا يستشفع) (أَيْن الَّذين تجمَّعوا وتحصَّنوا ... وتوثقوا وتجيَّشوا وتمنَّعوا) (وتعظَّموا وتحشَّموا وتجبَّروا ... وتكبَّروا وتموَّلوا وترفَّعوا) (صاحت بهم نوب الزَّمَان فَأَسْرعُوا ... وحدا بهم حادي البلى فتقطعوا) (ألاّ احتموا مِنْهُ بعضبٍ باترٍ ... أَو صانعوه بِالَّذِي قد جمَّعوا) قلت شعر منحطٌّ 3 - (الحفريُّ) الْحسن بن أبي جعفرن الْحَفرِي الْبَصْرِيّ قَالَ الفلاس صدقو مُنكر الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَسِتِّينَ ومئة 3 - (ابْن حامدٍ الْحَنْبَلِيّ) الْحسن بن حَامِد بن عَليّ بن مَرْوَان أَبُو عبد الله الورَّاق الْبَغْدَادِيّ شيخ الْحَنَابِلَة لَهُ المنصفات الْعَظِيمَة مِنْهَا كتاب الْجَامِع أَرْبَعمِائَة جُزْء يشْتَمل على اخْتِلَاف الْعلمَاء وَله مصنّفاتٌ فِي الْأُصُول على رَأْيهمْ وأصول الْفِقْه وَكَانَ مُعظما فِي النُّفُوس سمع وحدَّث وَكَانَ وجيهاً عِنْد السُّلْطَان والعوامِّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وأربعمئة 3 - (الحصائري الشَّافِعِي) ) الْحسن بن حبيب بن عبد الْملك الدِّمَشْقِي أَبُو عَليّ الشَّافِعِي

البصري

الحصائري حدَّث بِكِتَاب الأمِّ للشَّافِعِيّ عَن أَصْحَابه وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وثلاثمئة وَسمع الرّبيع بن سُلَيْمَان الْمُؤَذّن وَمُحَمّد بن عبد الله بن عبد الحكم وَأَبا أميّة الطرطوسي وَقَرَأَ على هَارُون بن مُوسَى الْأَخْفَش وروى عَنهُ عبد الْمُنعم بن غلبون وَابْن جَمِيع وَتَمام الرَّازي وَغَيره وَقَالَ عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي هُوَ ثقةٌ نبيلٌ حافظٌ لمَذْهَب الشَّافِعِي قَالَ ابْن عَسَاكِر كَانَ إِمَام مَسْجِد بَاب الْجَابِيَة 3 - (البصريّ) الْحسن بن حبيب بن ندبة الْبَصْرِيّ توفّي سنة سبع وَتِسْعين ومئة 3 - (الْكُوفِي النخعيُّ) الْحسن بن الحرِّ بن الحكم ابو محمدٍ وَيُقَال أَبُو الحكم النخفيُّ وَقيل الْجعْفِيّ الْكُوفِي قدم دمشق للتِّجَارَة وحدَّث بهَا وَهُوَ ابْن أُخْت عَبدة ابْن أبي لبَابَة وخال حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ روى عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة وَالشعْبِيّ وخاله عَبدة وَالقَاسِم بن مخيمرة وَالْحكم وَنَافِع وَهِشَام وَغَيرهم روى عَنهُ ابْن أُخْته حُسَيْن بن عَليّ الْمَذْكُور وَغَيره قَالَ الأوزاعيُّ مَا قدم علينا من الْعرَاق أحدٌ أفضل من الْحسن بن الحرّ وَعَبدَة بن أبي لبَابَة وَكَانَا شَرِيكَيْنِ قَالَ ابْن سعدٍ مَاتَ بِمَكَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث وَكَانَ يُؤثر النَّاس بِفضل مَاله وَقَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم ثقةٌ مأمونٌ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو مُحَمَّد الهاشميُّ) الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو مُحَمَّد

الْهَاشِمِي الْمدنِي روى عَن ابيه وَعَن زَوجته فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن وَعَن عبد الله بن جعفرٍ روى عَنهُ ابْنه عبد الله وَابْن عَمه الْحسن بن مُحَمَّد بن الحنفيّة وَإِبْرَاهِيم ابْن الْحسن وَغَيرهم كَانَ وصيّ أَبِيه الْحسن ووليّ صَدَقَة عَليّ بن أبي طَالب فاراد الْحجَّاج أَن يدْخل مَعَه عَمه عمر بن عَليّ فَلم يرضى ووفد على عبد الْملك بِدِمَشْق يشكو الْحجَّاج فَقَالَ عبد الْملك لَيْسَ لَهُ ذَلِك اكتبوا لَهُ كتابا لَا يتجاوزه فَلَمَّا مَاتَ عبد الْملك طلب عمر بن عَليّ من الْوَلِيد أَن يدْخلهُ مَعَه فَقَالَ الْوَلِيد لَا أَدخل على أَوْلَاد فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَيرهم وَكَانَ الْحسن هَذَا يشتدُّ على الرافضة قَالَ لرجلٍ مِنْهُم إنَّ قَتلك لقربةٌ إِلَى الله لَئِن أمكن الله مِنْكُم لنقطعنَّ أَيْدِيكُم وأرجلكم من خلافٍ وَلَا تقبل لكم تَوْبَة فَقَالَ لَهُ الرجل إِنَّك لمزحٌ فَقَالَ مَا هَذَا بمزاحٍ وَلَكِن من الجدّ وَقَالَ وَيحكم أحبُّونا لله فَإِن) أَطعْنَا الله فأحبوّنا وَإِن عصينا الله فأبغضونا فَلَو كَانَ الله نَافِعًا أحدا بقرابته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِغَيْر طاعةٍ لنفع بذلك أَبَاهُ وأمَّه قُولُوا فِينَا الْحق فَإِنَّهُ أبلغ تُرِيدُونَ وَنحن نرضى بِهِ مِنْكُم وَشهد قتل الْحُسَيْن بكربلاء فِي ذَلِك الْيَوْم استصغر فنجا وَضرب أَيَّام عبد الْملك بِالْمَدِينَةِ فِي ولَايَة هِشَام بن إِسْمَاعِيل لِأَن عبد الْملك طلب من هشامٍ أَن يُقيم آل عليٍ فيشتموا عليا وَيُقِيم آل الزبير فيشتموا الزبير فَأَبَوا ذَلِك وَكَتَبُوا وصاياهم فاشير على هِشَام أَن يَأْمر آل عليٍ فيشتموا آل الزبير وَآل الزبير ليشتموا آل عَليّ فأقيم الْحسن بن الْحسن فَلم يفعل فَضرب حَتَّى سَالَ دَمه وَلم يحضر عَليّ بن الْحُسَيْن وَلَا عَامر بن عبد الله بن الزبير وَلما مَاتَ الْحسن بن الْحسن أوصى إِلَى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَهُوَ أَخُوهُ لأمّه وَكَذَلِكَ دَاوُد وأمُّ الْقَاسِم إبنا مُحَمَّد بن طَلْحَة وَأما صَدَقَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ وَهِي مَا خَلفه من الفىء الَّذِي كَانَ لَهُ فَكَانَت بيد أبي بكرٍ ثمَّ بيد عمر ثمَّ سلمهَا إِلَى الْعَبَّاس وَعلي ثمَّ غَلبه عَليّ عَلَيْهَا وَكَانَت بِيَدِهِ ثمَّ بيد حسن بن عَليّ ثمَّ بيد حُسَيْن بن عَليّ ثمَّ بيد عَليّ بن حُسَيْن وَحسن بن حسن كِلَاهُمَا كَانَا يتداولانها ثمَّ بيد زيد بن الْحسن هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وَفِي رِوَايَة مسلمٍ فَكنت بيد عَليّ ثمَّ بيد حسن ثمَّ بيد حُسَيْن ثمَّ بيد عَليّ بن حُسَيْن ثمَّ بيد حسن بن حسن ثمَّ بيد زيد بن حسن قَالَ معمرٌ كَانَت بيد عبد الله بن حسن حَتَّى ولي بَنو الْعَبَّاس فقبضوها وَنظرت فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن إِلَى جَنَازَة زَوجهَا الْحسن بن الْحسن ثمَّ غطَّت وَجههَا وَقَالَت من الطَّوِيل (وَكَانُوا رَجَاء ثمَّ أَمْسوا رزيةً ... أَلا عظمت تِلْكَ الرزايا وجلتِ)

حفيد الحسن بن علي

واعتكفت على قَبره سنة وَفَاته أَيَّام خلَافَة الْوَلِيد وقيلَ سنة سبعٍ وَتِسْعين وروى لَهُ النَّسَائِيّ 3 - (حفيد الْحسن بن عَليّ) الْحسن بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب أَخُو عبد الله وَإِبْرَاهِيم مَاتَ فِي سجن الْمَنْصُور سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَمِائَة كَانَ من أجلِّ بني الْحسن المثنَّى حمله الْمَنْصُور مَعَ أَخِيه عبد الله وحبسه بالهاشمية وَمَات عَن ثمانٍ وَتِسْعين سنة وَمَات قبل أَخِيه بقليلٍ وَهُوَ القائلُ للسفاح لما أعطاهما لعطاء الْعَظِيم الْمَشْهُور إِنَّمَا سمِّيت السفاح لسفحك المَال لَا الدمَ فقد صدقت وصفك وأحسنت عطفك ووصلت رَحِمك وَرفعت فِي الثَّنَاء علمك وَكَانَ السفاح قد طَالب عبد الله بن الْحسن باحضار ابنيه مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم فَقَالَ وَالله مَا أعلم علمهما وَأعلم مني) بأمرهما عَمهمَا حسن فَوجه إِلَيْهِ أَن أَخَاك زعم أَن علمي ابنيه عنْدك وَمَا أريدهما إلاّ لما هُوَ خيرٌ لَهما فوجَّه إِلَيْهِ حسن يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم تنغِّض مَعْرُوفك عِنْد هَذَا الشَّيْخ وَقد علمت أَنه إِن كَانَ فِي قدر الله أَن يَلِي ابناه أَو أَحدهمَا شَيْئا من الْأَمر لم ينفعك ظهورهما وَإِن كَانَ لم يقدّر ذَلِك لم يَضرك استتارهما فَقَالَ السفاحُ صدق وَالله حسن لَا ذكرتهما بعد هَذَا وَكَانَ خَالِد المرِّي على الْمَدِينَة والياً من قبل الْوَلِيد فأساء لعبد الله وَالْحسن إساءةً عَظِيمَة فَلَمَّا عزل أَتَيَاهُ فَقَالَا لَا تنظر إِلَى مَا كَانَ بَيْننَا فإنَّ الْعَزْل قد محاه وكلِّفنا أَمرك كُله فلجأ إِلَيْهِمَا فبلغاه كلَّ مَا أَرَادَ فَجعل يَقُول الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسالاته واعقب من ولد الْحسن المثلث وَلَده عَليّ بن الْحسن وَكَانَ يعرف بالعابد وَكَانَ يلام على كَونه لَا يُوَافق أَقَاربه على طلب الْخلَافَة فَيَقُول من يشْتَغل بِاللَّه لَا يتفرَّغ للشغل بِغَيْرِهِ وَله ولدٌ آخر يسمَّى مُحَمَّدًا وَآخر يسمَّى الْحُسَيْن 3 - (أَبُو عَليّ المقرىء) الْحسن بن أبي الْحسن الدُّرزبيني أَبُو عليٍّ الضَّرِير المقرىء الْبَغْدَادِيّ حفظ الْقُرْآن وجوَّده على أبي الْحسن عَليّ بن عَسَاكِر البَطائحي وَغَيره بالروايات وَسمع الحَدِيث الْكثير من أبي الْفَتْح بن البطّي وَغَيره قَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار وَمَا أظنُّه روى شَيْئا وَلم أسمع قَارِئًا أطيب مِنْهُ صَوتا وَلَا أحسن تِلَاوَة وتجويداً وَكَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء ووجوه الأضرَّاء يدْخل دَار الْخلَافَة ويقرىء الْجِهَات والجواري والخواصّ وَكَانَ متجملاً ذَا نعمةٍ وَكَانَ حنبلياً توفّي سنة سبعٍ وَتِسْعين وخمسمئة

أبو محمد التغلبي متولي دمشق

3 - (أَبُو محمدٍ التغلبي مُتَوَلِّي دمشق) الْحسن بن الْحسن بن حمدَان ابْن الْأَمِير نَاصِر الدولة أَبُو محمدٍ التغلبي ولي إمرة دمشق بعد أَمِير الجيوش سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وأربعمئة إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ سنة أَرْبَعِينَ وسيِّر إِلَى مصر وَولي بعده طَارق الصَّقلي وَهَذَا هُوَ وَالِد الْأَمِير نَاصِر الدولة الْحُسَيْن بن الْحسن الحمداني الَّذِي أذلَّ الْمُسْتَنْصر العبيدي وَحكم عَلَيْهِ وَتُوفِّي أَبُو محمدٍ الْمَذْكُور سنة أَرْبَعِينَ وأربعمئة 3 - (قطب الدّين الأقساسي) الْحسن بن الْحسن بن عَليّ الرئيس الأديب النديم النَّقِيب قطب الدّين أَبُو عبد الله الْعلوِي الأقساسي الْبَغْدَادِيّ كَانَ من ظرفاء وقته بَدَت مِنْهُ كلمةٌ وَهِي نُرِيد حليقة حَدِيد يَعْنِي خَليفَة جَدِيد فبلغت النَّاصِر فَقَالَ لَا يَكْفِيهِ حليقةٌ بل حليقتان وَقَيده وَحمله إِلَى الْكُوفَة فَلَمَّا تولَّى ابْنه) الظَّاهِر أطلقهُ وَكَانَ نديماً للمستنثر بِاللَّه وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وستمئة 3 - (أَبُو عَليّ ابْن الْهَيْثَم) الْحسن بن الْحسن بن الْهَيْثَم أَبُو عَليّ هَكَذَا رَأَيْته فِي فهرست كتاب المناظر لَهُ وَهِي نسخةٌ قديمةٌ وَقَالَ ابْن أبي أصيبعة مُحَمَّد بن الْحسن وَالله أعلم أَصله من الْبَصْرَة ثمَّ انْتقل إِلَى الديار المصرية وَأقَام بهَا إِلَى آخر عمره وَكَانَ فَاضل النَّفس قويَّ الذكاء متفنناً فِي الْعُلُوم لم يماثله أحدٌ من أهل زَمَانه فِي الْعلم الرياضي وَلَا يُقَارِبه وَكَانَ دَائِم الِاشْتِغَال كثير التصنيف وافر التزهُّد محبّاً للخير وَقد لخَّص كثيرا من كتب أرسطو وَشَرحهَا وَكَذَلِكَ كتب جالينوس وَكَانَ خَبِيرا بأصول الطبِّ وقوانينه وَلما أَتَى مصر باستدعاء الْحَاكِم لَهُ لما بلغه عَنهُ من الْفَضَائِل كَانَ مقَامه بالجامع الْأَزْهَر وسيَّر إِلَيْهِ جملَة من المَال وَخرج الْحَاكِم للقائه والتقيا

بالخندق على بَاب الْقَاهِرَة وأكرمه غَايَة الاكرام وَلما استراح طلبه لما كَانَ بلغه عَنهُ منأمر النّيل وَأَنه يتوجَّه إِلَى الجنادل ويسلِّط النّيل فَأخذ الصنَّاع وَجَمِيع مَا يحْتَاج غليه فَلَمَّا توجَّه وَرَأى طول الأقليم والْآثَار الَّتِي فِيهِ من الأهرام والبرابي وَغير ذَلِك من جودة الهندسة انْكَسَرت همته وَقَالَ هَؤُلَاءِ علمُوا أَكثر مِمَّا علمت وعجزوا عَمَّا أردْت وَلَو أمكنهم فَعَلُوهُ وَعَاد إِلَى الْحَاكِم خجلاً وَاعْتذر إِلَيْهِ بِمَا قبله الْحَاكِم فِي الظَّاهِر وولاَّه بعض الدّواوين فتولاَّها رهبةً لَا رَغْبَة وَتحقّق الْغَلَط فِي الْولَايَة لِأَن الْحَاكِم كَانَ كثير الاستحالة مريقاً للدماء بِغَيْر سَبَب فأظهر الْجُنُون والخيال وَاخْتَلَطَ فاحتيط على موجوده وَجعل برسمه من يَخْدمه وَقيد وَترك فِي منزله وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن تحقق وَفَاة الْحَاكِم فأظهر الْعقل وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَخرج من دَاره وأعيد إِلَيْهِ مَاله من تَحت يَد الْحَاكِم واشتغل بالتنصيف والنسخ والإفادة وَكَانَ لَهُ خطّ قاعدٌ فِي غَايَة الصِّحَّة كتب بِهِ كثيرا من الْعلم الرياضي قَالَ ابْن أبي أصيبعة ذكر لي يُوسُف الفاسي الإسرائيلي الْحَكِيم بحلب أَن ابْن الْهَيْثَم كَانَ ينْسَخ فِي مدَّة سنةٍ ثَلَاثَة كتبٍ فِي ضمن اشْتِغَاله وَهِي اقليدس والمتوسطات والمجسطى ويشكّلها فَإِذا شرع فِي نسخهَا جَاءَهُ من يُعْطِيهِ فِيهَا مائَة وَخمسين دِينَارا أَو صَار ذَلِك كالرَّسم الَّذِي لَا يحْتَاج فِيهِ إِلَى مواكسةٍ وَلَا معاودةٍ وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاثِينَ وأربعمئة وَكَانَ على اعْتِقَاد الْأَوَائِل صرَّح بذلك فهرست تصانيفه مقَالَة فِي هَيْئَة الْعَالم مقَالَة فِي شرح مصادرات كتاب إقليدس كتاب فِي المناظر سبع مقالات) رَأَيْته بِمصْر فِي سبع مجلّدات مقَالَة فِي كَيْفيَّة الأرصاد مقَالَة فِي الْكَوَاكِب الْحَادِثَة فِي الجوّ مقالةٌ فِي ضوء الْقَمَر مقالةٌ فِي سمت الْقبْلَة بِالْحِسَابِ مقَالَة فِي قَوس قزَح والهالة مقالةٌ فِيمَا يعرض من الاختلافات فِي ارتفاعات الْكَوَاكِب مقالةٌ فِي حِسَاب المعالمات مقَالَة فِي مساحة الكرة مقَالَة فِي مساحة الْجِسْم المكافيء مقَالَة فِي المرآى المحرقة بالدَّوائر مقَالَة فِي المرآى المحرقة بالقطوع مقَالَة مختصرةٌ فِي بركارالدوائر الْعِظَام مقَالَة مشروحةٌ فِي بركار الدَّوَائِر الْعِظَام مقالةٌ فِي السَّمت مقالةٌ فِي التَّنْبِيه على مَوَاضِع الْغَلَط فِي كيفيَّة الرَّصد مقالةٌ فِي أَن الكرة أوسع الأشكال المجسَّمة مقَالَة فِي المناظر على رَأْي بطليموس مقالتان فِي تَصْحِيح الْأَعْمَال النجوميَّة مقَالَة فِي اسْتِخْرَاج أَربع خطوط بَين خطّين مقَالَة فِي تربيع الدائرة مقَالَة فِي استخارج خطّ نصف النَّهَار مقَالَة فِي خواصِّ الْقطع المكافىء مقالةٌ فِي خواصّ الْقطع الزَّائِد مقَالَة فِي نسب القسيِّ الزمانيَّة إِلَى ارتفاعها مقَالَة فِي كَيْفيَّة الاظلال مقَالَة فِي أنَّ مَا يرى من السَّمَاء هُوَ أَكثر من نصفهَا مقَالَة فِي حلِّ شكوك الْمقَالة الأولى من المجسطى مقَالَة فِي حلِّ شكٍّ فِي مجسمات كتاب اقليدس قولٌ فِي قسْمَة المقدارين الْمُخْتَلِفين الْمَذْكُورين فِي الشكل الأول من الْمقَالة الْعَاشِرَة من كتاب إقليدس مَسْأَلَة اخْتِلَاف المنظر قولٌ فِي اسْتِخْرَاج مقدَّمة ضلع المسبَّع قولٌ فِي قسْمَة الْخط الَّذِي اسْتَعْملهُ ارشميدس فِي كتاب الكرة والاسطوانة قَول فِي استخارج خطِّ نصف النَّهَار بطلٍّ وَاحِد مقالةٌ فِي عمل مخمَّسٍ فِي مربَّعٍ مقالةٌ فِي

أبو علي السامري

المجرَّة قالة فِي اسْتِخْرَاج ضلع المكعَّب مقَالَة فِي أضواء الْكَوَاكِب مقالةٌ فِي الْأَثر الَّذِي فِي ضوء الْقَمَر قولٌ فِي مسألةٍ عدديةٍ مقالةٌ فِي اعداد الوفق مقالةٌ فِي الكرة المتحركة على السَّطْح مقالةٌ فِي التَّحْلِيل والتركيب مقَالَة فِي المعلومات قولٌ فِي حلِّ شكِّ من الْمقَالة الثَّانِيَة وَالْعِشْرين من كتاب اقليدس مقالةٌ فِي حل الشكوك الَّتِي فِي الْمقَالة الأولى من كتاب اقليدس مقَالَة فِي حِسَاب الخطأين قَول فِي جَوَاب مَسْأَلَة المساحة مقالةٌ مختصرة فِي سمت الْقبْلَة مقَالَة فِي الضَّوْء مقَالَة فِي حَرَكَة الالتفاف مقالةٌ فِي الردّش على خَالفه فِي مَاهِيَّة المجرّة مقالةٌ فِي الشكوك على بطليموس مقَالَة فِي الْجُزْء الَّذِي لَا يتَجَزَّأ مقَالَة فِي خطوط السَّاعات مقَالَة فِي القرسطون مقَالَة فِي الْمَكَان مقَالَة فِي استخارج أعمدة الْجبَال مقَالَة فِي عمل الْحساب الْهِنْدِيّ مقَالَة فِي أعمدة المثلثات مثالة فِي خواصّ الدَّوَائِر مقَالَة فِي شكل بني مُوسَى مقالةٌ فِي عمل المسبَّع فِي الدائرة مقالةٌ فِي اسْتِخْرَاج ارْتِفَاع القطب مقَالَة فِي عمل) البنكام مقَالَة فِي الكرة المحرقة قولٌ فِي مسلة عددية مجسَّمة قَول فِي مسألةٍ هندسيَّةٍ مقالةٌ فِي صُورَة الْكُسُوف مقَالَة فِي أعظم الخطوط الَّتِي تقع فِي قطع الدائرة مقَالَة فِي حَرَكَة الْقَمَر مقَالَة فِي مسَائِل التلاقي مقَالَة فِي شرح المرمونيقي مقَالَة فِي الْأَخْلَاق قولٌ فِي قسْمَة المنحرف الكلّي مقَالَة فِي أدب الْكتاب كتاب فِي السياسات خمس مقالاتٍ تعليقٌ علقه إِسْحَاق بن يُونُس الطَّبِيب بِمصْر عَن ابْن الْهَيْثَم فِي كتاب أَبُو فنطس فِي مسَائِل الْجَبْر قولٌ فِي اسْتِخْرَاج مَسْأَلَة عدديةٍ 3 - (أَبُو عَليّ السامرّي) الْحسن بن الْحسن بن المحسِّن أَبُو عَليّ السّامرّي سكن تكريت وَكَانَ بهَا عدلا وحدَّث عَن أبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان ذكره عبد الله ابْن عَليّ بن سويدة فِي تَارِيخ تكريت 3 - (ابْن طَبَاطَبَا النسابة) الْحسن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن طَبَاطَبَا العلويّ الحسنيُّ النسَّابة حدث عَن أبي عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن العبَّاس الْجَوْهَرِي عَن الصُّولي وروى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن يُوسُف الجرجانيُّ بِالْإِجَازَةِ ذكر الْخَطِيب أَبَاهُ فِي تَارِيخه 3 - (ابْن أبي هُرَيْرَة الشَّافِعِي) الْحسن بن الْحُسَيْن أَبُو عَليّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن

السكري النحوي

أبي هُرَيْرَة قَرَأَ الْفِقْه على ابْن سُرَيج وَأبي غسحاق الْمروزِي وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وعلق عَنهُ الشَّرْح أَبُو عَليّ الطَّبَرِيّ ودرّس بِبَغْدَاد وَتخرج بِهِ جماعةٌ وانتهت إِلَيْهِ إِقَامَة العراقين وَكَانَ معظَّماً عِنْد السَّلاطين والرعايا وَله وجهٌ فِي الْمَذْهَب وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وثلاثمئة 3 - (السكرِي النَّحْوِيّ) الْحسن بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء بن أبي صفرَة الْمَعْرُوف بالسكري أَبُو سعيدٍ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الراوية الثِّقَة المكثر مولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ ووفاته سنة خمس وَسبعين ومئتين سمع يحيى بن معِين وَأَبا حاتمٍ السجسْتانِي وَالْعَبَّاس بن الْفرج الرياشي وَمُحَمّد بن حبيبٍ والْحَارث بن أبي أُسَامَة وَأحمد بن الْحَارِث الخزاز وخلقاً غَيرهم وَأخذ عَنهُ مُحَمَّد بن عبد الْملك التاريخي قَالَ الْخَطِيب وَكَانَ ثِقَة صَادِقا دينا يقريء الْقُرْآن وانتشر عَنهُ من كتب الْأَدَب مَا لم ينتشر عَن أحدٍ من نظرائه كَانَ إِذا جمع جمعا كَانَ الْغَايَة فِي الِاسْتِيعَاب) وَالْكَثْرَة قَالَ أَبُو الْكَرم خَمِيس بن عَليّ الْحَوْزِيِّ الْحَافِظ النَّحْوِيّ الوَاسِطِيّ فِي أَمَالِيهِ قَالَ قدم العسكري أَبُو سعيد بَغْدَاد وَحضر مجْلِس الْفراء أبي زَكَرِيَّاء وَهُوَ يومئذٍ شيخ النَّاس فأملى الْفراء بَابا فِي التصغير قَالَ فِيهِ الْعَرَب تَقول هُوَ الهن وتصغيره الهنيّ وتثنيته فِي الرّفْع الهنيّان وَفِي النصب والجر الهنتين وَأنْشد قَول الْقِتَال الْكلابِي من الْبَسِيط (يَا قَاتل الله صلعاناً تَجِيء بهم ... أم الهنيِّن من زند لَهَا وار) فَأمْسك أَبُو سعيد حَتَّى انفضَّ الْمجْلس وتقدَّم إِلَيْهِ وَأعَاد عَلَيْهِ مَا قَالَه ثمَّ قَالَ وَلَيْسَ هَكَذَا أنشدناه أشياخنا قَالَ الْفراء وَمن أشياخك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَأَبُو زيد والأصمعيُّ فَقَالَ الْفراء وَكَيف أنشدوه قَالَ زَعَمُوا أَن الهنبر على وزن الْخِنْصر ولد الضبع وَأَن الْقِتَال قَالَ من الْبَسِيط (يَا قَاتل الله صلعاناً تَجِيء بهم ... أمُّ الهنيبر من زند لَهَا وار) على التصغير ففكّر الْفراء سَاعَة ثمَّ قَالَ أحسن الله عَن الإفادة وَحسن الْأَدَب جَزَاك قَالَ

ابن حمكان الشافعي

ياقوت فِي مُعْجم الْأَدَب هَكَذَا وجدت هَذَا الْخَبَر فِي أمالي الْجَوْزِيّ وَهُوَ مَا علمت من الْحفاظ إلاّ أَنه غلط فِيهِ من وجوهٍ لِأَن السكرِي لم يلق الْأَصْمَعِي وَلَا أَبَا عُبَيْدَة وَلَا أَبَا زيد وَإِنَّمَا روى عَمَّن روى عَنْهُم كَابْن حبيب وَغَيره ثمَّ إِن ياقوت ذكر وَفَاة السكرِي ووفاة أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد والأصمعي ثمَّ قَالَ وَالْفراء فِي طبقَة هَؤُلَاءِ لِأَنَّهُ مَاتَ سنة سبع ومئتين ولعلّ هَذِه الْحِكَايَة عَن غير السكرِي وللسكري من الْكتب كتاب أشعار هُذَيْل كتاب النقائض كتاب النَّبَات كتاب الوحوش وجوَّده كتاب المناهل والقرى كتاب الأبيات السائرة وَعمل أشعار جماعةٍ مِنْهُم شعر امرىء الْقَيْس النَّابِغَة الذبياني النَّابِغَة الْجَعْدِي زُهَيْر لبيد تَمِيم بن أبي مقبل دُرَيْد بن الصِّمَّة الْأَعْشَى مهلهل متمم بن نُوَيْرَة أعشى باهلة الزبْرِقَان بن بدرٍ بشر بن أبي خازم المتلمِّس الرَّاعِي الشمَّاخ الْكُمَيْت ذُو الرمة الفرزدق قيس بن الخطيم هدبة بن خشرم مُزَاحم الْعقيلِيّ والأخطل وَلم يعْمل شعر جرير وَعمل شعر أبي نواس وَتكلم على مَعَانِيه وغريبه فِي نَحْو الف ورقة وأمّا أشعار الْقَبَائِل فَعمل مِنْهُ اشعار بني هُذَيْل أشعار بني شَيبَان أشعار بني يَرْبُوع أشعار بني طيءٍ أشعار بني يشْكر أشعار بني حنيفَة أشعار بني محَارب أشعار الأزد أشعار بني نهشل أشعار بني عديٍّ أشعار بني أَشْجَع أشعار بني نمير أشعار بني عبد ودّ أشعار بني مَخْزُوم أشعار بني سعد أشعار بني الْحَارِث أشعار الضبَّاب أشعار فهم وعدوان أشعار مزينة أشعار اللُّصُوص) 3 - (ابْن حمكان الشَّافِعِي) الْحسن بن الْحُسَيْن بن حمكان أَبُو عَليّ الهمذاني الشَّافِعِي الْفَقِيه نزيل بَغْدَاد قَالَ الْخَطِيب سَمِعت الأزهريَّ يصعّفه توفّي سنة خمس وأربعمئة 3 - (ابْن رامين الاستراباذي) الْحسن بن الالحسين بن رامين القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الاستراباذي قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَدُوقًا فَاضلا صَالحا وَكَانَ متكلماً أشعريّاً توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وأربعمئة

ابن الذهبي القيسراني

3 - (ابْن الذَّهَبِيّ القيسراني) الْحسن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن المفرّج سديد الدّين أَبُو محمدٍ القيسراني ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الذَّهَبِيّ كَانَ فَاضلا شَاعِرًا مليح الْخط وَجمع لنَفسِهِ مجموعاً هائلاً ذكر أَنه يكون فِي خمسين مجلداً روى عَنهُ من شعره الزكيُّ الْمُنْذِرِيّ وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وستمئة وَله ثَمَانُون سنة وَمن شعره 3 - (النوبختي الْكَاتِب) الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي سهل أَبُو مُحَمَّد النوبختي الْكَاتِب قَالَ الأزهريُّ كَانَ رَافِضِيًّا وَقَالَ البرقاني كَانَ معتزلياً وَقَالَ تبيَّن أَنه صَدُوق توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وأربعمئة 3 - (سجَّادة الْحَضْرَمِيّ) الْحسن بن حَمَّاد سجادة الْبَغْدَادِيّ الْحَضْرَمِيّ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وروى عَنهُ النَّسَائِيّ بواسطةٍ كَانَ من جلَّةٍ الْعلمَاء بِبَغْدَاد قَالَ ابْن حَنْبَل صَاحب سنَّةٍ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ومئتين 3 - (ابْن أبي الريان الْأَصْبَهَانِيّ) الْحسن بن حمد بن مُحَمَّد أَبُو عَليّ بن أبي الريَّان الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ وَالِده وزيراً لعضد الدولة وَسَيَأْتِي ذكر إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه وَكَانَ أَبُو

ظهير الدين النعماني

عَليّ هَذَا فَاضلا أديباً روى عَنهُ أَبُو عَليّ بن وشاحٍ وَأَبُو مَنْصُور بن العكبري توفّي سنة تسع وَعشْرين وأربعمئة 3 - (ظهير الدّين النعماني) الْحسن بن الخطير ابْن أبي الْحُسَيْن النُّعماني أبوعلي الفارسيُّ الْمَعْرُوف بالظهير كَانَ يذكر أَنه من أَوْلَاد النُّعْمَان بن مليكٍ توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَتِسْعين وخمسمئة روى ياقوت فِي) مُعْجم الأدباء عَن تِلْمِيذه الشريف مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الأدريسي الصّعيدي أَنه قَالَ أَنا نعمانيُّ لِأَنِّي من ولد النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَولدت بقريةٍ تعرف بالنعمانية وَمِنْهَا ارتحلت إِلَى شيراز فتفقَّهت بهَا وأنتحل مَذْهَب النُّعمان أبي حنيفَة وأنتصر لَهُ فِيمَا وَافق اجتهادي وَكَانَ عَالما بفنون من الْعلم كَانَ قَارِئًا بالعشر والشواذِّ عَالما بالتفسير والناسخ والمنسوخ وَالْفِقْه وَالْخلاف وَالْكَلَام والمنطق والحساب والهيئة والطبِّ مبرّزاً فِي النَّحْو واللغة وَالْعرُوض والقافية وَرِوَايَة أشعار الْعَرَب وأيامها وأخبار الْمُلُوك من الْعَرَب والعجم وَكَانَ يحفظ كتاب لباب التَّفْسِير لتاج الْقُرَّاء وَالْوَجِيز للغزَّالي وَالْجَامِع الصَّغِير لمُحَمد بن الْحسن ونظم النَّسَفِيّ وَنِهَايَة الأقدار للشهرستاني والجمهرة لِابْنِ دُرَيْد يسردها كَمَا يسْرد الْفَاتِحَة قَالَ كتبتها ألواحاً وحفظتها فِي مُدَّة أَربع عشر سنة والايضاح لأبي عَليّ وعروض الصاحب بن عبادٍ وأرجوزة ابْن سيناء فِي الْمنطق وَكَانَ قيمًا بِمَعْرِِفَة القانون فِي الطبِّ وَكَانَ عَارِفًا باللغة العبرانيَّة ويناظر بهَا أَهلهَا وَكَانَ عُثْمَان بن عِيسَى النَّحْوِيّ البلطي شيخ الديار المصريَّة يسْأَله سُؤال مستفيد عَن حُرُوف من حَوَاشِي اللُّغَة سَأَلَهُ يَوْمًا عَمَّا وَقع فِي كَلَام الْعَرَب على مِثَال شقحطب فَقَالَ هَذَا يسمَّى فِي كَلَام الْعَرَب المنحوت مَعْنَاهُ أَن الْكَلِمَة منحوتة من كَلِمَتَيْنِ كَمَا ينحت النجار الخشبتين ويجعلهما خَشَبَة وَاحِدَة فشقحطب منحوت من شقّ حطب فَسَأَلَهُ البلطيُّ أَن يثبت لَهُ مَا وَقع فِي هَذَا الْمِثَال فأملاها عَلَيْهِ فِي نَحْو عشْرين ورقة من حفظه وسمَّاها كتاب تَنْبِيه البارعين على المنحوت من كَلَام الْعَرَب وَكَانَ السعيد ابْن سناء الْملك يسْأَله على وَجه الامتحان عَن كلماتٍ من غَرِيب كَلَام الْعَرَب وَهُوَ يجب عَنْهَا بشواهدها وَكَانَ يدرِّس بِالْقَاهِرَةِ الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَكَانَ الظهير قد أَقَامَ بالقدس مُدَّة فاجتاز بِهِ الْملك الْعَزِيز عُثْمَان بن صَلَاح الدّين فرغبه فِي الْمصير مَعَه إِلَى مصر ليقمع بِهِ شهَاب الدّين أَبَا الْفَتْح الطوسيّ لشيءٍ كَانَ نقمه عَلَيْهِ فورد مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة وأجرى عَلَيْهِ فِي كل شهرٍ سِتِّينَ دِينَارا وَمِائَة رَطْل خبْزًا وخروفاً وشمعة كل يَوْم وَمَال إِلَيْهِ النَّاس من الْجند وَالْعُلَمَاء وَصَارَت لَهُ سوق وقرَّر الْعَزِيز المناظرة بَينهمَا فِي غَد عيدٍ فَركب السُّلْطَان وَركب مَعَه الظهير والطوسيُّ فَقَالَ الظهير للعزيز فِي أثْنَاء الْكَلَام أَنْت يَا مَوْلَانَا من أهل الْجنَّة فَوجدَ

ابن بليمة المقرىء

الطوسيُّ السَّبِيل إِلَى مَقْتَله فَقَالَ لَهُ وَمَا يدْريك أَنه من اهل الْجنَّة وَكَيف تزكّي على الله فَقَالَ الظهير قد زكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصحابَه فَقَالَ أَبُو بكر فِي الْجنَّة وَعمر فِي الْجنَّة فَقَالَ الطوسي أَبيت يَا مِسْكين إلاّ جهلا مَا تفرق بَين) التَّزْكِيَة عَن الله وَبَين التَّزْكِيَة على الله وَأَنت من أخْبرك أَن هَذَا من أهل الْجنَّة مَا أَنْت إِلَّا كَمَا زَعَمُوا أَن فَأْرَة وَقعت فِي دنّ خمرٍ فَشَرِبت فسكرت فَقَالَت أَيْن القطاط فلاح لَهَا هرٌ فَقلت لَا يُؤَاخذ الله السُّكارى بِمَا يَقُولُونَ وَأَنت شربت من دنِّ خمر هَذَا الْملك فسكرت فصرت تَقول خَالِيا أَيْن الْعلمَاء فَأبْلسَ الظهير وَلم يحر جَوَابا وَانْصَرف مكسور الْحُرْمَة عِنْد الْعَزِيز وشاعت هَذِه الْحِكَايَة بَين العوامّ وَصَارَت تحكى فِي الْأَسْوَاق وَكَانَ مآل أمره أَن انضوى إِلَى الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا الْأَمِير تركون الْأَسدي يدرّس بهَا الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ قد أمْلى تَفْسِيرا وصل فِيهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى تِلْكَ الرُّسل فضَّلنا بَعضهم على بعضٍ فِي نَحْو مئتين ورقة وَمَات وَلم يخْتم سُورَة الْبَقَرَة وَشرح الصَّحِيحَيْنِ على تَرْتِيب سَمَّاهُ كتاب الْحجَّة اخْتَصَرَهُ من كتاب الإفصاح فِي تَفْسِير الصِّحَاح للوزير ابْن هُبَيْرَة وَزَاد عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكتاب فِي اخْتِلَاف الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وفقهاء الْأَمْصَار وَلم يتم وَله خطبٌ وعظيَّةٌ وفصولوعظيَّةٌ مشحونةٌ بغريب اللُّغَة وحوشيها 3 - (ابْن بلّيمة المقرىء) الْحسن بن خلف بن عبد الله بن بلّيمة بِفَتْح الْبَاء الموحّدة وَكسر اللَّام المشدّدة وَسُكُون الْبَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا مِيم مفتوحةٌ وهاء أَبُو عليٍّ الْقَرَوِي المقرىء الاستاذ نزيل الاسكندريَّة مصنِّف تَلْخِيص الْعبارَات بلطيف الإشارات فِي الْقرَاءَات وَكَانَ هُوَ وَابْن الفحام أسْند من بَقِي بالديار المصرية وَمَاتَا بالاسكندرية وَتُوفِّي ابْن بلّيمه سنة أَربع عشرَة وخمسمئة سَمِعت هَذَا المصنِّف تَلْخِيص الْعبارَات من لفظ شَيخنَا الْعَلامَة أثير الدّين أبي حَيَّان فِي شهر رَجَب الْفَرد سنة ثمانٍ وَعشْرين وسبعمئة قَالَ قرأته وتلوته بمضمَّنه على الشَّيْخ الصَّالح المقرىء رشيد الدّين أبي محمدٍ عبد النصير بن عَليّ بن يحيى الْهَمدَانِي المريوطي بثغر اسكندريَّة قَالَ قرأته وتلوته بمضمَّنه على الْإِمَامَيْنِ أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمجِيد الصفراوي وَأبي الْفضل جَعْفَر بن عَليّ بن هبة الله الْهَمدَانِي قَالَا قرأناه وتلونا بِهِ على أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن خلف الله بن مُحَمَّد قَالَ قرأته وتلوت بمضمَّنه على مؤلّفه 3 - (الْحَكِيم المقرىء) الْحسن بن خلف بن يَعْقُوب بن أَحْمد أَبُو عَليّ المقرىء

الْمَعْرُوف بالحكيم أبي الْقَاسِم أَيْضا سكن مصر وحدَّث بهَا عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب بن ماسي وَعلي بن مُحَمَّد) بن أَحْمد بن لُؤْلُؤ الورَّاق وَعلي بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن كيسَان وَغَيرهم وروى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وأربعمئة آخر الْجُزْء الْحَادِي عشر من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْحسن بن دَاوُد أَبُو عَليّ الْكُوفِي

النَّحْوِيّ وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا

الجزء 12

(الْجُزْء الثَّانِي عشر) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) 3 - (النقاد الْكُوفِي) الْحسن بن دَاوُد أَبُو عَليّ الْكُوفِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالنقاد بالنُّون الْمَفْتُوحَة وَالْقَاف الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف دَال مُهْملَة توفّي فِي حُدُود الْخمسين والثلاثمائة وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة وَله كتاب مخارج الْحُرُوف 3 - (أَبُو عَليّ الرقي) الْحسن بن دَاوُد أَبُو عَليّ الرقي قَالَ أَبُو أَحْمد بن مُوسَى البردي سَمِعت من الْحسن بن دَاوُد الرقي بسر من رأى كِتَابه الَّذِي يُسَمِّيه كتاب الْحلِيّ وَكَانَ وَقت كتبنَا عَنهُ قد جَاوز الثَّمَانِينَ وَأخرج إِلَيّ أَبُو أَحْمد الْكتاب فَإِذا هُوَ الْكتاب الَّذِي سَمَّاهُ أَحْمد بن يحيى فصيح الْكَلَام وَكَانَ الْحسن بن دَاوُد مؤدب عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب وَزِير المعتضد 3 - (الْجَعْفَرِي) الْحسن بن دَاوُد الْجَعْفَرِي أورد لَهُ المرزباني فِي مُعْجَمه قَوْله من الطَّوِيل (حرامٌ على عينٍ أَصَابَت مقاتلي ... بأسهمها من مقلتي مَا استحلت) (دعت قلبِي المنقاد للحب فانثنى ... إِلَيْهَا فَلَمَّا أَن أجَاب تولت) 3 - (الْملك الأمجد بن النَّاصِر دَاوُد) الْحسن بن دَاوُد بن عِيسَى بن مُحَمَّد هُوَ الْملك الأمجد بن الْملك النَّاصِر بن الْملك الْمُعظم بن الْعَادِل ولد سنة نيفٍ وَعشْرين وسِتمِائَة توفّي

البشنوي

سنة سبعين وسِتمِائَة واشتغل بالفقه وَالْأَدب وشارك فِي الْعُلُوم وأتقن الْأَدَب وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَصَحب الْمَشَايِخ وَكَانَ كثير الْمَعْرُوف عالي الهمة عِنْده شجاعةٌ وإقدامٌ وصبرٌ وثباتٌ وَكَانَ إخْوَته يتأدبون مَعَه ويقدمونه وَكَذَلِكَ أُمَرَاء الدولة وَله نظمٌ ويدٌ فِي الترسل وخطه مَنْسُوب وَأنْفق أَكثر أَمْوَاله فِي الطَّاعَة وَكَانَ مقتصداً فِي ملبسه ومركبه وَتزَوج ابْنة الْملك الْعَزِيز عُثْمَان بن الْعَادِل ثمَّ تزوج أُخْت النَّاصِر الْحلَبِي فَجَاءَهُ صَلَاح الدّين وَكَانَ عِنْده من الْكتب النفيسة شيءٌ كثير فوهب معظمها وَكَانَ ذَا مُرُوءَة يقوم بِنَفسِهِ وَمَاله مَعَ من يَقْصِدهُ وَأمه هِيَ بنت الْملك الأمجد حسن ابْن الْعَادِل وَلما مَاتَ رثاه شهَاب الدّين مَحْمُود بقصيدة أَولهَا من الطَّوِيل (هُوَ الرّبع مَا أقوى وأضحت ملاعبه ... مشرعةٌ إِلَّا وَقد لَان جَانِبه) (عهِدت بِهِ من آل أَيُّوب ماجداً ... كريم الْمحيا زاكياتٍ مناسبه) (يزِيد على وزن الْجبَال وقاره ... وتكبر ذرات الرمال مناقبه) وروى الأمجد عَن ابْن اللتي وَغَيره وَمن شعر الأمجد رَحمَه الله أوردهُ لَهُ قطب الدّين من الْكَامِل (مَنْ حاكمٌ بيني وَبَين عَذولي ... الشجو شجوي والغليل غليلي) (عجبا لقومٍ لم تكن أكبادهم ... لجوىً وَلَا أَجْسَادهم لنحول) (دقَّتْ مَعَاني الْحبّ عَن أفهامهم ... فتأولوها أقبح التَّأْوِيل) (فِي أَي جارحةٍ أصون معذِّبي ... سلمتْ من التعذيب والتنكيل) (إِن قلت فِي عَيْني فثم مدامعي ... أَو قلت فِي قلبِي فثم غليلي) (لَكِن رَأَيْت مسامعي مثوىً لَهُ ... وحجبتها عَن عذل كل عذول) 3 - (البشنوي) الْحسن بن دَاوُد البشنوي الْكرْدِي ابْن عَم صَاحب فنك توفّي سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله ديوَان شعر كبيرٌ من شعره من الْخَفِيف (أدمنة الدَّار من ربَاب ... قد خصك الله بالرباب)

أبو المكارم الواعظ

(يحن قلبِي إِلَى طلولٍ ... بنهر قارٍ وبالروابي) مِنْهَا من الْخَفِيف (آل طه بِلَا نصيبٍ ... ودولة النصب فِي انتصاب) ) (إِن لم أجرد لَهَا حسامي ... فلست من قيسٍ فِي اللّبَاب) (مفاخر الكرد فِي جدودي ... ونخوة الْعَرَب فِي انتسابي) وَمِنْه من الطَّوِيل (على الْحر ضَاقَتْ فِي الْبِلَاد المناهج ... وكلٌ على الدُّنْيَا حريصٌ ولاهج) (وَلَا عيب فِينَا غير أَن جبابنا ... خلاطيةٌ مَا دبجتها المناسج) 3 - (أَبُو المكارم الْوَاعِظ) الْحسن بن ذِي النُّون بن أبي الْقَاسِم بن أبي الْحسن الشعرى أَبُو المكارم من أهل نيسابور سمع أَبَا الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن الْحسن الْفَرَائِضِي وَأَبا بكر عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشيروي وَمُحَمّد بن أبي مَنْصُور الركني الدمراحي وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد وَوعظ بهَا وَظهر لَهُ الْقبُول عِنْد الْعَامَّة وَوَقعت فتنٌ بِسَبَبِهِ وَحدث بِبَغْدَاد وَقيل كَانَ يمِيل للاعتزال وَكَانَ متفنناً كثير الْمَحْفُوظ توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ فَقِيها وذم الأشاعرة فِي بَغْدَاد وَأظْهر التحنبل وَبَالغ وَكَانَ هُوَ السَّبَب فِي إِخْرَاج أبي الْفتُوح الإِسْفِرَايِينِيّ من بَغْدَاد وَمَال إِلَيْهِ الْحَنَابِلَة ثمَّ ظهر أَنه معتزلي 3 - (البواري) الْحسن بن الرّبيع البواري بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَالْوَاو وَالرَّاء بعد الْألف والبورائي أَيْضا بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وراءٍ بعد الْوَاو أَبُو عَليّ البَجلِيّ الْقَسرِي الْكُوفِي الْحصار الخشاب روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَة وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم

أبو علي الكاتب

قَالَ الْعجلِيّ صَالح متعبدٌ وَكَانَ من أَصْحَاب ابْن الْمُبَارك توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عَليّ الْكَاتِب) الْحسن بن رَجَاء بن أبي الضَّحَّاك أَبُو عَليّ الْكَاتِب الجرجرائي الْبَغْدَادِيّ أحد البلغاء الْكتاب الشُّعَرَاء روى عَن أبي محلم وَبكر بن النطاح وروى عَنهُ الْمبرد وَكَانَ متكبراً متجبراً يحْكى أَن الْمبرد حدث سُلَيْمَان بن وهب عَن الْحسن بن رَجَاء بِشَيْء ثمَّ قَالَ بعده وَكَانَ صَدُوقًا فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان كَانَ الْحسن أتيه وأصلف وأنبل من أَن يكذب) قَلّدهُ الْمَأْمُون كور الْجَبَل وَضم أَبَا دلف إِلَيْهِ دخل الْمَأْمُون يَوْمًا إِلَى الدِّيوَان الَّذِي للخراج فَمر بِغُلَام جميل على أُذُنه قلمٌ فأعجبه مَا رأى من حسنه فَقَالَ من أَنْت يَا غُلَام قَالَ النَّاشِئ فِي دولتك وخريج أدبك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ المتقلب فِي نِعْمَتك والمؤمل بخدمتك الْحسن بن رَجَاء فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون يَا غُلَام بِالْإِحْسَانِ فِي البديهة تفاضلت الْعُقُول ثمَّ أَمر أَن يرفع عَن رُتْبَة الدِّيوَان وَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِرْهَم توفّي بِفَارِس سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ يتَوَلَّى حَرْب فَارس والأهواز وخراجهما وَمن شعره من السَّرِيع (مستشعر الصَّبْر لَهُ جنةٌ ... تقيه من عَادِية الدَّهْر) (مَاذَا ينَال الدَّهْر من ماجدٍ ... لَهُ عَلَيْهِ عدَّة الصَّبْر) (هَل هُوَ إِلَّا فقد خلانه ... وفقد مَا يملك من وفر) (مَا سر حرا فِي الْغنى ... من حَظه فِي الْحَمد وَالْأَجْر) وَمِنْه من الطَّوِيل (أرى ألفاتٍ كتبن على رَأْسِي ... بأقلام شيبٍ فِي صَحَائِف أنفاس) (فَإِن تسأليني من يخط حروفها ... فَكف اللَّيَالِي تستمد بأنفاسي) وَمِنْه من السَّرِيع (قد يصبر الْحر على السَّيْف ... وَلَا يرى صبرا على الحيف) (ويؤثر الْمَوْت على حالةٍ ... يعجز على قرى الضَّيْف) وَمِنْه من الطَّوِيل (ألم ترني داويت تَركك بِالتّرْكِ ... وآثرت أَسبَاب الْيَقِين على الشَّك)

ابن رشيق القيرواني الشاعر

(وَمَا ملني الْإِنْسَان إِلَّا مللته ... وَلَا فَاتَنِي شيءٌ فظلت لَهُ أبْكِي) قلت شعر جيد وَهُوَ نفس من كَانَ لَهُ نفسٌ أبيةٌ ماجدة 3 - (ابْن رَشِيق القيرواني الشَّاعِر) الْحسن بن رَشِيق القيرواني أحد البلغاء الأفاضل الشُّعَرَاء ولد بالمسيلة وتأدب بهَا قَلِيلا ثمَّ ارتحل إِلَى القيروان سنة ستٍ وَأَرْبَعمِائَة كَذَا قَالَ ابْن بسام وَقَالَ غَيره ولد بالمهدية سنة تسعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ) وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَت صَنْعَة أَبِيه فِي بَلَده وَهِي المحمدية الصياغة فَعلمه أَبوهُ صَنعته وَقَرَأَ الْأَدَب بالمحمدية وَقَالَ الشّعْر وتاقت نَفسه إِلَى التزيد مِنْهُ وملاقاة أهل الْأَدَب فَرَحل إِلَى القيروان واشتهر بهَا ومدح صَاحبهَا وَلم يزل بهَا إِلَى أَن هجم الْعَرَب عَلَيْهَا وَقتلُوا أَهلهَا وخربوها فانتقل إِلَى صقلية وَأقَام بمازر إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ أَبوهُ رومياً وَاخْتلف فِي تَارِيخ وَفَاته وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن شرف القيرواني مناقضات ومهاجاةٌ وصنف عدَّة رسائل فِي الرَّد عَلَيْهِ مِنْهَا رِسَالَة سَمَّاهَا ساجور الْكَلْب ورسالة نجح الْمطلب ورسالة قطع الأنفاس ورسالة نقض الرسَالَة الشعوذية وَالْقَصِيدَة الدعية والرسالة المنقوضة ورسالة رفع الْإِشْكَال وَدفع الْمحَال وَله كتاب أنموذج الشُّعَرَاء شعراء القيروان ورسالة قراضة الذَّهَب والعمدة فِي معرفَة صناعَة الشّعْر ونقده وعيوبه وَهُوَ كتاب جيد وَغير ذَلِك وَقد وقفت على هَذِه المصنفات والرسائل الْمَذْكُورَة جَمِيعهَا فَوَجَدتهَا تدل على تبحره فِي الْأَدَب واطلاعه على كَلَام النَّاس وَنَقله لواد هَذَا الْفَنّ وتبحره فِي النَّقْد وَله كتاب شذوذ اللُّغَة يذكر فِيهِ كل كلمة جَاءَت شَاذَّة فِي بَابهَا وَمن شعره من الوافر (أحب أخي وَإِن أَعرَضت عَنهُ ... وَقل على مسامعه كَلَامي)

(ولي فِي وَجهه تقطيب راضٍ ... كَمَا قطبت فِي وَجه المدام) (وَرب تقطبٍ من غير بغضٍ ... وبغضٍ كامنٍ تَحت ابتسام) وَمِنْه من المتقارب (إِذا مَا خففت معهد الصِّبَا ... أَبَت ذَلِك الْخمس والأربعونا) (وَمَا ثقلت كبرا وطأتي ... وَلَكِن أجر ورائي السنينا) وَمِنْه من الطَّوِيل (وقائلةٍ مَاذَا الشحوب وَذَا الضنى ... فَقلت لَهَا قَول المشوق المتيم) (هَوَاك أَتَانِي وَهُوَ ضيفٌ أعزه ... فأطعمته لحمي وأسقيته دمي) ) وَمِنْه من الْكَامِل (ذمت لعينك أعين الغزلان ... قمرٌ أقرّ لحسنه القمران) (ومشت فَلَا وَالله مَا حقف النقا ... مِمَّا أرتك وَلَا قضيب البان) (وثن الملاحة غير أَن ديانتي ... تأبى عَليّ عبَادَة الْأَوْثَان) مِنْهَا فِي المديح من الْكَامِل (يَا ابْن الأعزة من أكَابِر حميرٍ ... وسلالة الْأَمْلَاك من قحطان) (من كل أَبْلَج آمرٍ بِلِسَانِهِ ... يضع السيوف مَوَاضِع التيجان) وَمِنْه من السَّرِيع (فِي النَّاس من لَا يرتجى نَفعه ... إِلَّا إِذا مس بأضرار) (كالعود لَا يطْمع فِي طيبه ... إِلَّا إِذا أحرق بالنَّار) وَمِنْه من السَّرِيع (أَقُول كالمأسور فِي لَيْلَة ... أَلْقَت على الْآفَاق كلكالها) (يَا لَيْلَة الهجر الَّتِي ليتها ... قطع سيف الهجر أوصالها) (مَا أَحْسَنت جملٌ وَلَا أجملت ... هَذَا وَلَيْسَ الْحسن إِلَّا لَهَا) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَمن حَسَنَات الدَّهْر عِنْدِي ليلةٌ ... من الْعُمر لم نَتْرُك لأيامها ذَنبا)

الحافظ العسكري المصري

(خلونا بهَا تَنْفِي القذى عَن عيوننا ... بلؤلؤة مَمْلُوءَة ذَهَبا سكبا) (وملنا لتقبيل الثغور ولثمها ... كَمثل جنَاح الطير يلتقط الحبا) قَالَ الأيبوردي هَذَا أحسن من قَول ابْن المعتز من المنسرح (كم من عناقٍ لنا وَمن قبل ... مختلسات حذار مرتقب) (نقر العصافير وَهِي خائفة ... من النواطير يَانِع الرطب) قلت مقَام ابْن المعتز غير مقَام ابْن رَشِيق لِأَن ابْن رَشِيق ذكر أَنه فِي لَيْلَة أمنٍ وَهِي عِنْده من حَسَنَات الدَّهْر فَلهَذَا حسن تَشْبِيه التَّقْبِيل مَعَ الْأَمْن بالتقاط الطير الْحبّ لِأَنَّهُ يتوالى دفْعَة بعد دفعةٍ وَأما ابْن المعتز فَإِنَّهُ كَانَ خَائفًا يختلس التَّقْبِيل ويسرقه كَمَا يفعل العصفور فِي نقر الرطب اليانع لِأَنَّهُ يقدم جازعاً خَائفًا من الناطور فَلَا يطمئن فِيمَا يلتمسه أَلا ترى الآخر كَيفَ) قَالَ فَأحْسن من مجزوء الوافر (أقبله على جزعي ... كشرب الطَّائِر القزع) (رأى مَاء فواقعه ... وَخَافَ عواقب الطمع) وَمن شعر ابْن رَشِيق من مجزوء الْكَامِل قد حلمت مني التجارب كل شَيْء غير جودي أبدا أَقُول لَئِن كسبت لأقبضن يَدي شَدِيد حَتَّى إِذا أثريت عدت إِلَى السماحة من جَدِيد إِن الْمقَام بِمثل حَالي لَا يتم مَعَ الْقعُود (لَا بُد لي من رحْلَة ... تدني من الأمل الْبعيد) وَمِنْه من الطَّوِيل (معتقةٌ يَعْلُو الْحباب متونها ... فتحسبه فِيهَا نثير جمان) (رَأَتْ من لجينٍ رَاحَة لمديرها ... فطافت لَهُ من عسجدٍ ببنان) وَأخذ الْأَدَب ابْن رَشِيق من أبي عبد الله مُحَمَّد بن جَعْفَر الْقَزاز القيرواني النَّحْوِيّ وَغَيره من أهل قيروان 3 - (الْحَافِظ العسكري الْمصْرِيّ) الْحسن بن رَشِيق أَبُو محمدٍ العسكري عَسْكَر مصر

الكاتب الخراساني

الْمعدل الْحَافِظ رُوِيَ عَن النَّسَائِيّ وَغَيره وَكَانَ مُحدث الديار المصرية فِي عصره توفّي فِي سنة سبعين وثلاثمائة وروى ابْن رَشِيق عَن أَحْمد بن حمادٍ وَأحمد بن إِبْرَاهِيم أبي دُجَانَة الْمعَافِرِي والمفضل بن مُحَمَّد الجندي وَعلي بن سعيد وَيَمُوت بن المزرع وخلقٍ وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَعبد الْغَنِيّ وَأَبُو مُحَمَّد بن النّحاس وَإِسْمَاعِيل ابْن عمرٍو الْمُقْرِئ وَيحيى بن عَليّ بن الطَّحَّان وَآخَرُونَ من المغاربة والمصريين 3 - (الْكَاتِب الْخُرَاسَانِي) الْحسن بن أبي الرَّعْد الْكَاتِب الْخُرَاسَانِي قدم بَغْدَاد ومدح المعتضد واختص بِهِ وَصَارَ من ندمائه وَصَحبه إِلَى الشَّام وعلت مرتبته عِنْده فحسده أَحْمد ابْن الطّيب فوشى بِهِ وَتقول عِنْد المعتضد فأصغى إِلَيْهِ فَيُقَال إِنَّه أقدم عَلَيْهِ وَمَات بِالشَّام) وَمن شعره من الْكَامِل (وقفت كغصن البانة المياس ... وَسَوَاد وَجه اللَّيْل كالأنفاس) (فَكَأَن داجي اللَّيْل صبحٌ مسفرٌ ... وَكَأَنَّهَا قبسٌ من الأقباس) (جنية اللحظات إِلَّا أَنَّهَا ... إنسية الأشكال والأجناس) (قَالَت مَتى أحدثت وصل صدورنا ... وَمَتى قسوت وَكنت لست بقاس) (لأطيرن لذيذ نومك مِثْلَمَا ... طيرت عَن عَيْني لذيذ نعاسي) (ولأودعن الْيَوْم قَلْبك ضعف مَا ... أودعته قلبِي من الوسواس) (ارْفُقْ فَسَوف ترى فَقلت مَخَافَة ... يَا ابْن الْمُوفق يَا أَبَا الْعَبَّاس) (أَنْت الْأَمِير ابْن الْأَمِير فَهَل على ... من كنت عدَّة دهره من باس) (لَا تسلمني إِن سَيْفك قد حمى ... بالمشرقين مَعًا جَمِيع النَّاس) قلت مَا أَظُنهُ تقدم عِنْد المعتضد بِهَذَا الشّعْر فَإِنَّهُ نَازل

حسام الدين القرمي الشافعي

3 - (حسام الدّين القرمي الشَّافِعِي) الْحسن بن رَمَضَان بن الْحسن هُوَ القَاضِي حسام الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْخَطِيب معِين الدّين أبي الْحسن القرمي الشَّافِعِي كَانَ فَاضلا ذكياً حسن الشكل وَالْبزَّة بساماً مليح الْوَجْه حضر إِلَى صفد قَاضِيا أَيَّام الجوكندار الْكَبِير وَأقَام بهَا مُدَّة وَبنى بهَا حَماما عجيباً مَشْهُورا وَغير ذَلِك من الْأَمْلَاك ثمَّ إِنَّه عزل وَأَقْبل على شَأْنه بِدِمَشْق وَولى تدريس الرِّبَاط الناصري بالصالحية وَعَكَفَ على الِاشْتِغَال وَسَمَاع الحَدِيث وَلم يزل على خيرٍ اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَجَرت بيني وَبَينه مبَاحث غريبةٌ وَغير ذَلِك وذهنه فِي غَايَة الْجَوْدَة ثمَّ إِنَّه توفّي بطرابلس فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْعلوِي نقيب الْأَشْرَاف) الْحسن بن زهرَة بن الْحسن بن زهرَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِسْحَاق المؤتمن بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو عَليّ بن أبي المحاسن بن أبي عَليّ بن أبي الْحسن الْعلوِي نقيب الطالبيين بحلب من بَيت حشمة وَتقدم أديبٌ فَاضل لَهُ شعر) قدم بَغْدَاد حَاجا وروى بهَا شَيْئا من شعره مولده سنة ستٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل (سلامٌ على تِلْكَ الْمعَاهد إِنَّهَا ... رياض أماني الَّتِي ظلها دَان) (وَحي بهَا حَيا غَدا الْقلب عِنْدهم ... مُقيما وَقد وليت عَنْهُم بجثماني) وَمِنْه من الْخَفِيف برح الشوق بِي وَلم يطلّ الشوق فَمَا حيلتي إِذا مَا أطالا (فسقى عهدكم عهاد ثناءٍ ... لَيْسَ يألو غمامه هطالا) وَمِنْه من الْخَفِيف (فارقتني اللَّذَّات مذ بنت عَنْكُم ... وَأقَام الجوى وَسَار الْفَرِيق) (حَيْثُ خلفت مورد الْعَيْش عذباً ... فِيهِ روض الْإِحْسَان وَهُوَ وريق) (أزعجتني عَنهُ صروف اللَّيَالِي ... وَكَذَا الدَّهْر دأبه التَّفْرِيق) هَكَذَا قَالَ محب الدّين بن النجار وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ أَبُو عَليّ الْحُسَيْنِي الإسحاقي الْحلَبِي الشيعي نقيب حلب ورئيسها ووجهها وعالمها ووالد النَّقِيب السَّيِّد أبي الْحسن عَليّ ولد لَهُ هَذَا الْوَلَد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَولي النقابة أَيَّام الظَّاهِر

الأمير الزيدي

وَكَانَ أَبُو عَليّ عَارِفًا بالقراءات وَفقه الشِّيعَة والْحَدِيث والآداب والتواريخ وَله النّظم والنثر وَكَانَ صَدرا محتشماً وافر الْعقل حسن الْخلق والخلق فصيحاً مفوهاً صَاحب ديانَة وَتعبد ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء للظَّاهِر ثمَّ أنف من ذَلِك واستعفى وَأَقْبل على الِاشْتِغَال والتلاوة وَنفذ رَسُولا إِلَى الْعرَاق وَإِلَى سُلْطَان الرّوم وَإِلَى صَاحب الْموصل وَإِلَى الْعَادِل وَإِلَى صَاحب إربل وَلما توفّي الظَّاهِر طلب للوزارة فاستعفى وَلما مَاتَ من عوده من الْحجاز بالدرب أغلقت الْمَدِينَة وَعظم عزاؤه على النَّاس وَكَانَت وَفَاته سنة عشْرين وسِتمِائَة 3 - (الْأَمِير الزيدي) الْحسن بن زيد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن زيد بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الزيدي الْأَمِير) ظهر بطبرستان وَهزمَ جيوش الْخَلِيفَة وَدخل الرّيّ ثمَّ مَاتَ وَقَامَ بِالْأَمر من بعده أَخُوهُ مُحَمَّد بن زيد وَكَانَت وَفَاة الْحسن فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَتَيْنِ وخطب لِلْحسنِ هَذَا بالخلافة فِي بِلَاد الديلم وطبرستان فِي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَذَلِكَ فِي خلَافَة المستعين وَكَانَت طبرستان وبلاد الديلم بأيدي أَوْلَاد طَاهِر بن الْحُسَيْن فَأخْرجهُمْ مِنْهَا وَملك الرّيّ أَيْضا وَله فِي التواريخ وقائع مَشْهُورَة وسيرٌ حسنةٌ مشكورة وَكَانَ مهيباً عَظِيم الْخلق عطس يَوْمًا فَفَزعَ رجلٌ فِي المنارة وَهُوَ يُؤذن فَوَقع مِنْهَا فَمَاتَ وَكَانَ أقوى البغال لَا يحملهُ أَكثر من فرسخين وَكَانَ فِي آخر عمره يشق بَطْنه وَيخرج مِنْهَا الشَّحْم ثمَّ تخاط وَكَانَ مُقيما بالعراق فضاقت عَلَيْهِ الْأُمُور هُنَاكَ وَكَانَ كثير السُّؤَال عَن الْبِلَاد الممتنعة الوعرة الَّتِي تصلح للتحصن حَتَّى دلّ على بِلَاد الديلم فقصدها وَوَافَقَ فِيهَا جماعةٌ من الْعَجم لم يسلمُوا فأسلموا على يَده وتمذهبوا بمذهبه وَاسْتمرّ هَذَا الْمَذْهَب هُنَاكَ وَكَانَ جواداً كَرِيمًا ممدحاً ذَا ناموس فِي الدّين وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم الْجِرْجَانِيّ لما افتصد وسيرها إِلَيْهِ مَعَ هَدَايَا من الْخَفِيف إِنَّمَا غيب الطَّبِيب شبا المبضع عِنْدِي فِي مهجة الْإِسْلَام (سرت الأَرْض حِين صب عَلَيْهَا ... دم خير الورى وَأَعْلَى الْأَنَام)

القاضي أبو علي اللؤلؤي

وَكَانَ أديباً شَاعِرًا عَارِفًا بِنَقْد الْأَشْعَار قَالَ الصولي حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن الْمُعَلَّى قَالَ أَنا أحترس من مُحَمَّد ابْن زيد إِذا امتدحته لعلمه بالأشعار وَكَذَلِكَ من أَخِيه الْحسن بن زيد وَلما حبس الصفار أَخَاهُ مُحَمَّد بن زيد بنيسابور قَالَ الْحسن بن زيد من الْبَسِيط (نصفي أسيرٌ لَدَى الْأَعْدَاء مرتهنٌ ... يَرْجُو النجَاة بإقبالي وإدباري) وَقد تقدم ذكر مُحَمَّد بن زيد فِي مَكَانَهُ فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ وَقَالَ الْحسن أَيْضا من السَّرِيع (لم نمْنَع الدُّنْيَا لفضل بهَا ... وَلَا لأَنا لم نَكُنْ أَهلهَا) (لَكِن لنعطى الْفَوْز من جنَّة ... مَا إِن رأى ذُو بصرٍ مثلهَا) (هاجرها خير الورى جدنا ... فَكيف نرجو بعده وَصلهَا) ) وَقَالَ من الوافر (وَمَا نشر المشيب عَليّ إِلَّا ... مصافحة السيوف لَدَى الصُّفُوف) (فَأَنت إِذا رَأَيْت عَليّ شَيْئا ... فمكتسب من ألوان السيوف) وَقَالَ من الطَّوِيل (إِذا مت فانعيني إِلَى الْبَأْس والندى ... وخيلين خيلي مأزق ورهان) (وَقَوْلِي جَزَاك الله بِالْبرِّ رحمةٌ ... وَصلى عَلَيْك الرّوح والملكان) (فقد كنت تغشى الْبَأْس من حَيْثُ يتقى ... فَهَلا فدَاك الْمَوْت كل جبان) (ولي إبلٌ إِن غبت لم تخش ثائرا ... وتعرف أقْصَى الْعُمر حِين تراني) (على أَن حد السَّيْف مِنْهَا معودٌ ... توقى مهازيلي بنحر سماني) 3 - (القَاضِي أَبُو عَليّ اللؤْلُؤِي) الْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي الْفَقِيه أَبُو عَليّ مولى الْأَنْصَار ولي الْقَضَاء ثمَّ استعفى

الأنصاري الكاتب

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قد سَاق الْخَطِيب فِي تَرْجَمته أَشْيَاء لَا يَنْبَغِي ذكرهَا وَكَانَ حَافِظًا لقَوْل أَصْحَاب الرَّأْي فَكَانَ إِذا جلس ليحكم ذهب عَنهُ التَّوْفِيق حَتَّى يسْأَل أَصْحَابه عَن الحكم فَإِذا قَامَ عَاد إِلَيْهِ حفظه وَتُوفِّي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأنْصَارِيّ الْكَاتِب) حسن بن زيد بن إِسْمَاعِيل أَبُو عَليّ الْأنْصَارِيّ كَانَ من المقدمين فِي ديوَان المكاتبات بِمصْر فِي أَيَّام العبيديين قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب أثنى القَاضِي الْفَاضِل عَلَيْهِ صنع ابْن قادوس بَيْتَيْنِ هجا فيهمَا حسنا ولد الْحَافِظ ودسهما فِي رقاع الْأنْصَارِيّ هَذَا ثمَّ سعى بِهِ إِلَى الْمَذْكُور فوجدا مَعَه فَضرب رقبته

الطبيب المصري

وَمن شعره من الطَّوِيل (سرى واصلاً طيف الْكرَى بَعْدَمَا صدا ... فَهَل خطأ أبدى الزِّيَارَة أَو عمدا) (وَلما أَتَى عطلاً من الدّرّ جيده ... نظمت دموعي فَوق لباته عقدا) وَمِنْه من المتقارب (لَعَلَّ سنا البارق المنجد ... يخبر عَن سَاكِني ثهمد) (وَيَا حبذا خطرةٌ للنسيم ... تجدّد من لوعة المكمد) ) (وَفِي ذَلِك الْحَيّ خمصانةٌ ... لَهَا عنق الشادن الأجيد) (تتيه بغرة بدر التَّمام ... وسالفة الرشأ الأغيد) (وتلحف عطف قضيب الْأَرَاك ... رِدَاء من الأسحم الأجعد) (أعاذل أنحيت لوماً عَليّ ... تروح بعذلك أَو تغتدي) (ففضلي يبكي على نَفسه ... بكاء لبيدٍ على أَرْبَد) (فَلَا تيأسن بمطل الزَّمَان ... فَإِنِّي مِنْهُ على موعد) (وَلَا تشك دهرك إِلَّا إِلَيْك ... فَمَا فِي الْبَريَّة من مسعد) (وَلَا تغترر بعطاء اللئام ... فقد ينضح المَاء من جلمد) وَقد سَاق الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة قِطْعَة جَيِّدَة من ترسله فِي تهانٍ وتعازٍ وَغير ذَلِك 3 - (الطَّبِيب الْمصْرِيّ) الْحسن بن زيرك كَانَ طَبِيبا بِمصْر أَيَّام أَحْمد بن طولون يَصْحَبهُ فِي الْإِقَامَة فَإِذا سَافر صُحْبَة سعيد بن نوقيل الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَلما توجه أَحْمد بن طولون إِلَى دمشق فِي شهور سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وامتد مِنْهَا إِلَى الثغور لإصلاحها وَدخل أنطاكية أَكثر من اسْتِعْمَال لبن الجاموس فَأَدْرَكته هيضةٌ لم ينجع فِيهَا معالجة سعيد بن نوقيل وَعَاد بهَا إِلَى مصر وَهُوَ ساخطٌ على سعيد فَلَمَّا دخل الْفسْطَاط أحضر الْحسن بن زيرك وشكا إِلَيْهِ من سعيد فسهل عَلَيْهِ ابْن زيرك أَمر علته وأعلمه أَنه يَرْجُو لَهُ السَّلامَة فَخفت عَنهُ بالراحة والطمأنينة وهدوء النَّفس واجتماع الشمل وَحسن الْقيام وبر الْحسن وَكَانَ يسر التَّخْلِيط مَعَ الْحرم فازدادت ثمَّ دَعَا الْأَطِبَّاء ورغبهم وخوفهم وكتمهم مَا أسلفه من سوء التَّدْبِير والتخليط واشتهى على بعض حظاياه سمكًا قريساً فأحضرته إِيَّاه سرا فَمَا تمكن من معدته حَتَّى تتَابع الإسهال فأحضر ابْن زيرك فَقَالَ لَهُ أَحسب الَّذِي سقيتنيه الْيَوْم غير صَوَاب فَقَالَ يَأْمر الْأَمِير بإحضار الْأَطِبَّاء إِلَى دَاره فِي غَدَاة كل يَوْم حَتَّى يتفقوا على مَا يَأْخُذهُ فِي كل كل يَوْم وَمَا سقيتك تولى عجنه ثقتك وجميعها يفِيض الْقُوَّة الماسكة فِي معدتك وكبدك فَقَالَ أَحْمد وَالله لَئِن لم تنجعوا فِي تدبيركم لَأَضرِبَن أَعْنَاقكُم

بهاء الدين بن صصرى

فَخرج من بَين يَدَيْهِ وَهُوَ يرعد وَكَانَ شَيخا كَبِيرا فحميت كبده من سوء فكره وخوفه وتشاغله عَن الْمطعم وَالْمشْرَب فاعتاده إسهالٌ ذريع وَاسْتولى الْغم عَلَيْهِ فخلط حَتَّى مَاتَ فِي) غَد ذَلِك الْيَوْم 3 - (بهاء الدّين بن صصرى) الْحسن بن سَالم بن الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ بن صصرى الصَّدْر الْجَلِيل بهاء الدّين أَبُو الْمَوَاهِب كَانَ شَيخا نبيلاً مهيباً دينا سمع الْكِنْدِيّ وَابْن طبرزد وروى عَنهُ الدمياطي وقاضي الْقُضَاة نجم الدّين أَحْمد بن صصرى وَأَبُو عَليّ بن الْخلال وَأَبُو الْمَعَالِي بن البالسي وَأَبُو الْفِدَاء ابْن الخباز وَلم يدْخل بهاء الدّين فِي المناصب وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 3 - (نجم الدّين بن سَالم) الْحسن بن سَالم بن عَليّ بن سَلام الصَّدْر الْكَبِير نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد الطرابلسي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْكَاتِب وَالِد الْمُحدث أبي عبد الله مُحَمَّد سمع من يحيى الثَّقَفِيّ وَابْن صَدَقَة وَغَيرهمَا وَولي الزَّكَاة ثمَّ نظر الدَّوَاوِين وَكَانَ سَمحا جواداً لَهُ دارٌ للضيافة لكنه دخل فِي أَشْيَاء وَقَامَ فِي أَمر الصَّالح إِسْمَاعِيل وَفرق الذَّهَب فِي بَيته على الْأُمَرَاء حَتَّى جَاءَ وَأخذ دمشق فَذكر الصاحب معِين الدّين ابْن الشَّيْخ قَالَ أَوْصَانِي الْملك الصَّالح نجم الدّين أنني إِذا فتحت دمشق أَن أعلق ابْن سَلام بِيَدِهِ على بَاب دَاره فستره الله بِالْمَوْتِ قبل أَن تفتح دمشق بأشهر وتمزقت أَمْوَاله وَنسب إِلَى تشيع وَلم يَصح عَنهُ روى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (الخونجي الشَّافِعِي) الْحسن بن سعد بن الْحسن الخونجي أَبُو المحاسن الْفَقِيه الْكَاتِب صَاحب الْوَزير أبي نصر بن نظام الْملك كَانَ يَنُوب عَنهُ فِي النّظر فِي الْمدرسَة النظامية تفقه على إِلْكيَا الهراسي وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وروى شَيْئا يَسِيرا وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَيخا صَالحا مسناً متديناً مليح الْخط والعبارة فطناً 3 - (الْحَافِظ الْقُرْطُبِيّ) الْحسن بن سعد بن إِدْرِيس بن خلف أَبُو عَليّ الكتامي الْقُرْطُبِيّ الْحَافِظ سمع من بَقِي بن مخلد مُسْنده وَجَمَاعَة) كَانَ يذهب إِلَى ترك التَّقْلِيد ويميل لقَوْل

المغربي الشافعي

الشَّافِعِي وَكَانَ يحضر الشورى فَلَمَّا رأى الْفتيا دَائِرَة على الْمَالِكِيَّة ترك شهودها وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 3 - (المغربي الشَّافِعِي) الْحسن بن سعيد بن أَحْمد بن عَمْرو بن الْمَأْمُون بن عَمْرو بن الْمَأْمُون بن المؤمل أَبُو عَليّ بن أبي مَنْصُور الْقرشِي من أَوْلَاد عتبَة بن أبي سُفْيَان بن حَرْب من أهل الجزيرة قدم بَغْدَاد شَابًّا فِي طلب الْعلم وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي حَتَّى برع وَسمع الحَدِيث من عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأنمَاطِي وَعلي بن أَحْمد بن البسري وَعمر بن عبيد الله بن الْبَقَّال وَغَيرهم وَعَاد إِلَّا بِلَاده وَولي الْقَضَاء بِجَزِيرَة ابْن عمر مُدَّة ثمَّ عزل وَخرج إِلَى رحبة مَالك بن طوق وَسكن آمد وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَحدث بهَا وَتُوفِّي بفنك سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (الشاتاني) الْحسن بن سعيد بن عبد الله بن بنْدَار أَبُو عَليّ الديار بكري الشاتاني علم الدّين بالشين الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف الأولى تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعد الْألف الثَّانِيَة نون وشاتان قلعة من ديار بكر أَقَامَ بالموصل قدم بَغْدَاد وتفقه على أبي عَليّ الْحسن بن سلمَان وَمن بعده على أبي مَنْصُور سعيد بن مُحَمَّد بن الرزاز وَعلي أبي عَليّ الْحسن بن إِبْرَاهِيم الفارقي قَاضِي وَاسِط وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي السعادات بن الشجري وَأبي مَنْصُور بن الجواليقي وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم بن الحُصَين وَأبي بكر بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز وَغَيرهم وَكَانَ ينظم الشّعْر وينشئ الرسائل ويعقد مجْلِس الْوَعْظ وَكَانَ يَأْتِي رَسُولا إِلَى بَغْدَاد من زنكي ومدح الْوَزير ابْن هُبَيْرَة وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة عشر وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْكَامِل (أهْدى إِلَيّ جَسَدِي الضنى فأعله ... وَعَسَى يرق لعَبْدِهِ وَلَعَلَّه) (مَا كنت أَحسب أَن عقد تجلدي ... ينْحل بالهجران حَتَّى حلّه) ) (يَا وَيْح قلبِي أَيْن أطلبه وَقد ... نَادَى بِهِ دَاعِي الْهوى فأضله) (إِن لم يجد بالْعَطْف مِنْهُ على الَّذِي ... أضناه من فرط الغرام فَمن لَهُ)

المطوعي المقرئ

(وَأَشد مَا يلقاه من ألم الْهوى ... قَول العواذل إِنَّه قد مله) 3 - (المطوعي الْمُقْرِئ) الْحسن بن سعيد بن جَعْفَر أَبُو الْعَبَّاس الْعَبادَانِي المطوعي الْمُقْرِئ المعمر نزيل اصطخر فِي آخر عمره كَانَ رَأْسا فِي الْقُرْآن وَحفظه وَفِي حَدِيثه لينٌ وَقَالَ أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه هُوَ ضَعِيف قَرَأَ لنافعٍ على أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الإصبهاني وَأبي مُحَمَّد الْمَلْطِي وَقَرَأَ لأبي عمرٍو على مُحَمَّد بن بدر الْبَاهِلِيّ صَاحب الدوري وَقَرَأَ على الْحُسَيْن بن عَليّ الْأَزْرَق بِرِوَايَة قالون وعَلى إِسْحَاق بن أَحْمد الْخُزَاعِيّ بِرِوَايَة البزي وعَلى ابْن مُجَاهِد بِرِوَايَة قنبل وَقَرَأَ بِدِمَشْق على مُحَمَّد بن مُوسَى الصُّورِي وبالإسكندرية على مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن يزِيد وَقَرَأَ على ابْن ذكْوَان وَقَرَأَ على أَحْمد بن فَرح الْمُفَسّر صَاحب الدوري وعَلى إِدْرِيس بن عبد الْكَرِيم الْحداد صَاحب خلف وَهُوَ أكبر شيخ لَهُ وَقَرَأَ على جمَاعَة مذكورين فِي الْمُبْهِج توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة وَقد قَارب الْمِائَة 3 - (المكربل) الْحسن بن سعيد أَبُو عَليّ الْعَسْقَلَانِي الْمَعْرُوف بالمكربل بلغ من الْعُمر مائَة وَلم يسمع لَهُ فِي المديح إِلَّا النزر الْيَسِير وَلَا قبل من أحد مبرةً وَلَا امْتَدَّ إِلَّا النزر الْيَسِير وَلَا قبل من أحد مبرةً وَلَا امْتَدَّ أمله إِلَى رَغْبَة وَمرض مرضة شَدِيدَة فَأَتَاهُ يَوْمًا رَسُول الشَّيْخ الْأَجَل أبي الْحسن عَليّ بن أبي أُسَامَة وَمَعَهُ صرةٌ من دَنَانِير وسفط ثِيَاب وَقَالَ لَهُ الشَّيْخ يسلم عَلَيْك وَيسْأل أَن تصرف هَذَا فِي بعض مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فَمَا زَاد على أَن قَالَ قل لَهُ لم يبلغ إِلَى هَذَا بعد وَلما كثر عَلَيْهِ عواده كتب على بَابه من مجزوء الرمل (لَا تزوروني فَمَالِي ... أحدٌ يغلق بَابا)

عظم الله لمن خفف أجرا وثوابا) وَفِيه يَقُول أَبُو الْفَتْح بن قَتَادَة وَكَانَ بَينهمَا تهاجٍ شديدٌ من الْكَامِل (قَالُوا المكربل قد قضى فأجبتهم ... مَاتَ الهجاء وعاش عرض الْعَالم) وَمن قَوْله فِي أبي الْفَتْح بن قَتَادَة من مجزوء الرمل يَا أَبَا الْفَتْح لعثنونك نصف شقّ جحري (فخرائي طول ليلِي ... ونهاري فِيهِ يجْرِي) وَهُوَ مَوْصُوف لذِي الْعلَّة من لحية مقري يَا أَبَا الْفَتْح وَأَنت الْيَوْم أقرا من بِمصْر فتفضل يَا أَبَا الْفَتْح تحز من ذَاك شكري (وأعرنيه إِلَى أَن ... تبصر السلح كبعر) فَهُوَ لَا يبطئ فِي شغلي هَذَا غير شهر (لَا تَكِلنِي يَا أَبَا الْفَتْح ... إِلَى زيدٍ وَعَمْرو) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْخَفِيف نقص التيه نور عَيْني أبي الْفَتْح وَمِنْه فِي النَّقْص نرجو الزياده نسبوه إِلَى الْعِبَادَة تصحيفا وَكَانَت من قبل ذَاك القياده وَقَالَ من مجزوء الرجز (غنى لنا أَبُو السّري ... فَقلت من فِيهِ خري) (ثمَّ انثنى مُحدثا ... وَهُوَ شَدِيد البخر) (فخلته أحدث إِذْ ... حَدثنِي فِي منخري) وَقَالَ من المنسرح (لَا تغرنكم عِبَادَته ... فَإِنَّهَا شِيمَة لعيار) (كلا وَلَا ميسم السُّجُود بِهِ ... فَإِنَّهُ ضربٌ خَارج الدَّار) وَقَالَ من الْكَامِل (إِن الشَّرِيعَة قد وهت أقسامها ... وتغيرت للنقص أَي تغير) بوزارة ابْن أسامةٍ وَشَهَادَة ابْن قَتَادَة وخطابة ابْن ميسر وَقَالَ يهجو ابْن الرصفي من مجزوء الْكَامِل) قَاض بفرنسة الْيَهُود أَحَق من قَاضِي الْقُضَاة فِي وَجهه أنفٌ كبظر عِيَاله سيال نات

أبو سعيد الخريبي

3 - (أَبُو سعيد الْخُرَيْبِي) الْحسن بن سعيد أَبُو سعيد الْخُرَيْبِي قَالَ المرزباني رَشِيدِيّ بَصرِي يَقُول لمُسلم بن الْوَلِيد فِي رِوَايَة الصولي من الْكَامِل (من ذَا يرجي من فَتى أكرومةً ... من بعد مؤتمن الْمَوَدَّة مُسلم) (وَلَقَد عهِدت لَهُ خلائق حرةٍ ... فتبدلت أَو قلت مَا لم أعلم) (ولربما جَاءَ الْفَتى بدنيةٍ ... ووراءها عذرٌ لَهُ لم يفهم) 3 - (ذُو القلمين) الْحسن بن أبي سعيد أَخُو عَليّ بن أبي سعيد الملقب ذَا القلمين وهما ابْنا خَالَة الْفضل وَالْحسن ابْني سهل وَالْحسن بن أبي سعيد هُوَ الْقَائِل لِلْمَأْمُونِ لما بَايع لعَلي بن مُوسَى بالعهد من بعده من كلمة أنشدها الْمَأْمُون من الْخَفِيف (بيعةٌ مثل بيعَة الرضْوَان ... أنست بالتقى وبالإيمان) (بيعَة للرضى رضى الله فِيهَا ... وَصَلَاح الدُّنْيَا مَعَ الْأَدْيَان) بيعَة أطلقت يَد الْجُود وَالْفضل وشلت بهَا يَد الشَّيْطَان عقدهَا جامعٌ لشمل رَسُول الله بالائتلاف بعد افتتان (فجزى الله ذَا الرياسات حسنا ... عَن رَسُول الْإِلَه ذِي الْإِحْسَان) بِالْإِمَامِ الْمَأْمُون تمت يَد الله ودان الْعباد بِالْقُرْآنِ 3 - (الْحَافِظ النسوي) الْحسن بن سُفْيَان بن عَامر أَبُو الْعَبَّاس الشَّيْبَانِيّ النسوي بالنُّون

أبو علي النهرواني الشافعي

الْحَافِظ صَاحب الْمسند سمع بِدِمَشْق دحيما وَهِشَام بن عمار وَغَيرهمَا وَسمع إِسْحَاق وَيحيى وَأحمد وَغَيرهم وَأخذ الْأَدَب عَن أَصْحَاب النَّضر بن شُمَيْل وَهُوَ مُحدث خُرَاسَان فِي عصره مقدمٌ فِي الثبت والرحلة وَالْكَثْرَة والفهم وَالْفِقْه وَالْأَدب تفقه عِنْد أبي ثَوْر وَكَانَ يُفْتِي على مذْهبه وصنف الْمسند الْكَبِير وَالْجَامِع والمعجم وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وثلاثمائة) 3 - (أَبُو عَليّ النهرواني الشَّافِعِي) الْحسن بن سلمَان بن عبد الله بن الْفَتى النهرواني أَبُو عَليّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الإصبهاني قَرَأَ على أبي بكر الخجندي حَتَّى برع وَحصل من الْأَدَب طرفا جيدا وَسمع الحَدِيث من أَبِيه وَمن الرئيس الْقَاسِم بن الْفضل الْبَيْهَقِيّ وَغَيرهمَا وَقدم بَغْدَاد وَولي تدريس النظامية ودرس بهَا إِلَى حِين وَفَاته سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَعقد مجْلِس الْوَعْظ وَكَانَ ينشئ الْخطب وَيَقُول الشّعْر وَله عِبْرَة حلوة وإيرادٌ مليحٌ وَكَانَ فصيحاً حسن الْكَلَام فِي المناظرة كثير الْمَحْفُوظ وَحدث باليسير وَكَانَ أَبوهُ أديباً يعرف بِابْن الْفَتى وَكَانَ يُؤَدب أَوْلَاد نظام الْملك وَسُئِلَ الْحسن الْمَذْكُور فِي بعض مجالسه وعظه عَن عَلامَة قبُول الصَّوْم فَقَالَ أَن تَمُوت فِي شَوَّال قبل التَّلَبُّس بسيئ من الْأَعْمَال فَمَاتَ فِي شَوَّال بعد مَا أدّى صَوْم رَمَضَان وَأظْهر عَلَيْهِ أهل بَغْدَاد من الْجزع مَا لم يعْهَد مثله وَمن شعره من المديد (قل لجيراني بِذِي سلم ... لم تسامحتم بسفك دمي) (لم يزل قلبِي يضن بكم ... وَهُوَ مطبوعٌ على الْكَرم) (الجفا والغدر شيمتكم ... والوفا وَالصُّلْح من شيمي) (وخصامي فيهم أبدا ... وهم خصمي وهم حكمي) 3 - (الْأَنْطَاكِي الْمُقْرِئ الْمُؤَدب النافعي) الْحسن بن سُلَيْمَان بن الْخَيْر

الحافظ قبيطة

الْأَنْطَاكِي الْمُقْرِئ كَانَ يُؤَدب أَوْلَاد الْوَزير ابْن حنزابة توفّي سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة وَكَانَ يعرف بِأبي عَليّ النافعي 3 - (الْحَافِظ قبيطة) الْحسن بن سُلَيْمَان بن سَلام أَبُو عَليّ الْفَزارِيّ الْبَصْرِيّ الْحَافِظ الْمَعْرُوف بقبيطة بِضَم الْقَاف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وطاء مُهْملَة مَفْتُوحَة أحد الْأَثْبَات وَثَّقَهُ ابْن يُونُس لِأَنَّهُ سكن مصر وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين والمائتين 3 - (القَاضِي بهاء الدّين بن رَيَّان) الْحسن بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن سُلَيْمَان بن رَيَّان القَاضِي بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد نَاظر) الْجَيْش ولد فِي شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَسمع مَعَ وَالِده وأخيه من ابْن مشرف وست الوزراء وَحفظ الختمة وَصلى بهَا وَنقل بعض الْقرَاءَات وَقَرَأَ الحاجبية على الشَّيْخ علم الدّين طَلْحَة وَكتب على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن بكتوت القرندلي وأتقن الأقلام السَّبْعَة وَتوجه إِلَى الْحجاز سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَتَوَلَّى مشارفة الْجَيْش بحلب ثمَّ إِن وَالِده القَاضِي جمال الدّين نزل لَهُ عَن وَظِيفَة نَاظر الْجَيْش بحلب فِي أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا الْحَاجِب وَلم يزل إِلَى أَن هرب الْأَمِير سيف الدّين طشتمر الساقي من حلب وَلما عَاد الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا الْحَاجِب من حلب إِلَى دمشق فِي نوبَة الفخري استصحب بهاء الدّين مَعَه إِلَى دمشق وَلما هرب ألطنبغا عَاد بهاء الدّين إِلَى حلب وَأقَام بهَا فَلَمَّا عَاد طشتمر من بِلَاد الرّوم نقم عَلَيْهِ ذَلِك ورسم عَلَيْهِ فِي قلعة حلب وَاسْتمرّ فِي الترسيم إِلَى أَن توجه طشتمر إِلَى مصر وباشر نِيَابَة مصر أول دولة الْملك النَّاصِر أَحْمد فقرر عَلَيْهِ مَا يحمل إِلَى بَيت المَال وَهُوَ مبلغ

خمسين ألف دِرْهَم فَصَبر بهاء الدّين لذَلِك ولجأ إِلَى الله تَعَالَى وَتوجه هُوَ ووالده فَمَا كَانَ إِلَّا عَن قَلِيل حَتَّى أمسك طشتمر وَكَانَ أَخُوهُ القَاضِي شرف الدّين حُسَيْن الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى قد توجه إِلَى مصر ليسعى لِأَخِيهِ فعوق بغزة وَمنع من الدُّخُول إِلَى مصر فَجَاءَهُ الْخَبَر وَهُوَ فِي غَزَّة فَقَالَ شرف الدّين حُسَيْن وأنشدني ذَلِك لنَفسِهِ من لَفظه من السَّرِيع (طشتمر الساقي سرى ظلمه ... إِلَى بني رَيَّان لَا عَن سبّ) (فأرسلوا مِنْهُم سِهَام الدعا ... عَلَيْهِ فِي جنح الدجى فَانْقَلَبَ) (وَهَذِه عَادَتهم قطّ مَا ... عاداهم الظَّالِم إِلَّا انعطب) ثمَّ إِن بهاء الدّين اسْتمرّ فِي نظر الْجَيْش إِلَى أَن قدم الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش إِلَى نِيَابَة حلب فَأَحبهُ وَأَقْبل عَلَيْهِ وَلما رسم لَهُ بنيابة دمشق كتب فِي حَقه إِلَى السُّلْطَان بِأَن يكون نَاظر جَيش دمشق ثمَّ فتر عزمه عَن ذَلِك فَلَمَّا جَاءَ الْأَمِير سيف الدّين طقمزتمر إِلَى حلب نَائِبا أحبه وَأَقْبل عَلَيْهِ وَلما حضر ألطنبغا المارداني إِلَى حلب أَقَامَ بهَا قَلِيلا وتنكر عَلَيْهِ ثمَّ إِنَّه أمْسكهُ وعزله من نظر جَيش حلب فسير إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين طقمزدمر يَطْلُبهُ مِنْهُ وَكَانَ ألطنبغا فِي تِلْكَ الْأَيَّام قد مرض) مرض الْمَوْت الَّذِي فَارق فِيهِ الْحَيَاة فأفرج عَنهُ وجهزه إِلَى دمشق وَمَات ألطنبغا بعد ذَلِك بيومين وَحضر بهاء الدّين إِلَى دمشق فَأكْرمه الْأَمِير سيف الدّين طقمزدمر وَكتب لَهُ إِلَى السُّلْطَان يطْلب توقيعه بِنَظَر جَيش حلب كَمَا كَانَ فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَحضر توقيعه وَتوجه بِهِ إِلَى حلب فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة قَليلَة وَحضر توقيع القَاضِي بدر الدّين بن الشهَاب مَحْمُود بِنَظَر الْجَيْش عوضا عَن القَاضِي بهاء الدّين ثمَّ قدم إِلَى دمشق فولاه الْأَمِير سيف الدّين طقزدمر نَائِب الشَّام فِي سنة خمس وَأَرْبَعين نظر الْوَقْف المنصوري وَنظر الْخَاص المرتجع فباشرهما قَلِيلا وَتوجه فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين إِلَى الْقَاهِرَة وَتَوَلَّى نظر جَيش حلب أَيْضا وَوصل إِلَيْهَا فَأَقَامَ بهَا شَهْرَيْن أَو دونهمَا ثمَّ عزل بدر الدّين بن الشهَاب مَحْمُود فِي أَيَّام الْكَامِل شعْبَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وباشر خَاص المرتجع عَن العربان وصحابة ديوَان الْحَرَمَيْنِ بِدِمَشْق وَأقَام كَذَلِك إِلَى أَن توجه إِلَى الْقَاهِرَة وَعَاد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَقد رسم لَهُ بِأَن يكون فِي جملَة موقعي الدست الشريف بِدِمَشْق بالمعلوم الَّذِي كَانَ لَهُ على ديوَان الْحَرَمَيْنِ الشريفين وَكنت قد وقفت على شيءٍ بِخَطِّهِ الْفَائِق الْمليح بصفد سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة فَكتبت إِلَيْهِ من الطَّوِيل (وقفنا على مَا سطرته الأنامل ... فَكَانَ لنا مِنْهُ عَن الرَّوْض شاغل) (وأذهلنا عَن وشي صنعاء رقمه ... وأهدت إِلَيْنَا السحر فِي الصُّحُف بابل) (وَشَاهد طرفِي مِنْهُ نور خمائلٍ ... تبدت عَلَيْهِ للشموس مخايل)

وزير المأمون

(فَمن ألفٍ كالغصن والهمز فَوْقهَا ... حمامٌ وَمَا غير السطور جداول) (كَأَن نَهَارا ساطعاً قد تطلعت ... عَلَيْهِ من اللَّيْل البهيم أَوَائِل) (وَإِلَّا كَأَن الصُّبْح ضَاعَ من الدجى ... وَقد قيدته للظلام سلاسل) (وَإِن شِئْت قل فِيهِ عذارٌ منمنمٌ ... بخدٍ أسيلٍ وَاقِف وَهُوَ سَائل) (وَإِن رمت تَحْقِيقا فعقدٌ منظم ... من الدّرّ والمسك الفتيت فواصل) (تلوح على تِلْكَ السطور طلاوةٌ ... كَمَا راق ذُو حسنٍ ورقت شمائل) (لقد رقمتها راحةٌ عَم جودها ... فَفِي كل قطر مِنْهُ برٌ ونائل) (فَلَا بَرحت فِي رفْعَة مَا تنكرت ... صِفَات امرئٍ واستوجب الرّفْع فَاعل) ) 3 - (وَزِير الْمَأْمُون) الْحسن بن سهل بن عبد الله السَّرخسِيّ تولى وزارة الْمَأْمُون بعد أَخِيه ذِي الرياستين الْفضل وحظي عِنْد الْمَأْمُون وَتزَوج ابْنَته بوران وَقد تقدم ذكرهَا فِي حرف الْبَاء وَكَانَ الْمَأْمُون قد ولاه جَمِيع الْبِلَاد الَّتِي فتحهَا طَاهِر بن الْحُسَيْن وَكَانَ عالي الهمة كثير العطايا للشعراء وَغَيرهم وقصده بعض الشُّعَرَاء فأنشده من الوافر (تَقول حليلتي لما رأتني ... أَشد مطيتي من بعد حل) (أبعد الْفضل ترتحل المطايا ... فَقلت نعم إِلَى الْحسن بن سهل) فأجزل عطيته وَخرج مَعَ الْمَأْمُون يَوْمًا يشيعه فَلَمَّا عزم على مُفَارقَته قَالَ لَهُ الْمَأْمُون يَا أَبَا مُحَمَّد أَلَك حَاجَة قَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تحفظ عَليّ قَلْبك فَإِنِّي لَا أَسْتَطِيع حفظه إِلَّا بك قَالَ بَعضهم حضرت مجْلِس الْحسن بن سهل وَقد كتب لرجل كتابا شَفَاعَة فَجعل الرجل يشكره فَقَالَ الْحسن يَا هَذَا علام تشكرنا إِنَّا نرى الشفاعات من زَكَاة مروءاتنا قَالَ وحضرته يَوْمًا آخر وَهُوَ يملي كتاب شفاعةٍ فَكتب فِي آخِره بَلغنِي أَن الرجل يسْأَل عَن فضل جاهه يَوْم الْقِيَامَة كَمَا يسْأَل عَن زَكَاة مَاله وَقَالَ لِبَنِيهِ يَا بني تعلمُوا النُّطْق فَإِن فضل الْإِنْسَان على سَائِر الْبَهَائِم بِهِ وَكلما كُنْتُم بِهِ أحذق كُنْتُم أَحَق بالإنسانية وَلم يزل الْحسن على وزارة الْمَأْمُون إِلَى أَن غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء وَكَانَ سَببهَا كَثْرَة جزعه على أَخِيه الْفضل لما قتل وَلم تزل تستولي السَّوْدَاء عَلَيْهِ حَتَّى حبس فِي بَيته ومنعته من التَّصَرُّف

وَقَالَ الطَّبَرِيّ إِن الْحسن غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء فِي سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ سَببهَا أَنه مرض مرضةً تغير فِيهَا حَتَّى شدّ فِي الْحَدِيد وَحبس فِي بَيت فاستوزر الْمَأْمُون أَحْمد بن أبي خَالِد وَدخل الْحسن بن سهل على الْمَأْمُون وَهُوَ يشرب فَقَالَ لَهُ بحياتي وبحقي عَلَيْك يَا أَبَا مُحَمَّد إِلَّا شربت معي قدحاً وصب لَهُ من نَبِيذ قدحاً فَأَخذه بِيَدِهِ وَقَالَ لَهُ من تحب أَن تغنيك فَأَوْمأ إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون غنه يَا عَم فغناه صَوتا وَمِنْه من الْبَسِيط تسمع للحلي وسواساً إِذا انصرفت) يعرض بِهِ لما كَانَ لحقه من السَّوْدَاء والاختلاط فَغَضب الْمَأْمُون حَتَّى ظن إِبْرَاهِيم أَنه سيوقع بِهِ ثمَّ قَالَ لَهُ أَبيت إِلَّا كفراناً يَا أكفر النَّاس لنعمة وَالله مَا حقن دمك عِنْدِي غَيره وَلَقَد أردْت قَتلك فَقَالَ إِن عَفَوْت عَنهُ فعلت فعلا لم يسبقك إِلَيْهِ أحدٌ فعفوت وَالله عَنْك لقَوْله أفحقه أَن تعرض بِهِ وَلَا تدع كيدك وَلَا دغلك أَو أنفت من إيمائه إِلَيْك بِالْغنَاءِ فَنَهَضَ إِبْرَاهِيم قَائِما وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم أذهب حَيْثُ ظَنَنْت وَلست بعائدٍ فَأَعْرض عَنهُ وَصَارَ أَبُو الْهُذيْل إِلَى سهل بن يخرون الْكَاتِب وَكَانَ خَاصّا بالْحسنِ بن سهل يسْأَله كَلَامه فِي أمره ويستعينه على إِضَافَة كَانَ فِيهَا فَصَارَ سهل إِلَى الْحسن مَعَه فَكَلمهُ وَقَالَ قد عرفت حَال أبي وَقدره فِي الْإِسْلَام وَأَنه مُتَكَلم أَهله والراد على أهل الْإِلْحَاد وَقد فزع إِلَيْك لإضاقة هُوَ فِيهَا فوعده أَن ينظر لَهُ فِيمَا يصلح لَهُ فَلَمَّا انْصَرف سهل إِلَى منزله كتب إِلَى الْحسن من الْكَامِل (إِن الضَّمِير إِذا سَأَلتك حَاجَة ... لأبي الْهُذيْل خلاف مَا أبدي) (فامنعه روح الْيَأْس ثمَّ امدد لَهُ ... حَبل الرَّجَاء بمخلف الْوَعْد) (وألن لَهُ كنفاً ليحسن ظَنّه ... فِي غير مَنْفَعَة وَلَا رفد) (حَتَّى إِذا طَالَتْ شقاوة جده ... بعناية فاجبهه بِالرَّدِّ) فَلَمَّا قَرَأَ الْحسن كِتَابه وَقع إِلَيْهِ هَذِه لَك الويل صِفَتك لَا صِفَتي وَأمر لأبي الْهُذيْل بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم وترجل لَهُ يَوْمًا عَليّ بن هِشَام فَأمر لَهُ بِأَلف دَابَّة قَالَ يحيى بن خاقَان فَبَقيت واجماً فَقَالَ يَا يحيى لَيْسَ لما أمرنَا بِهِ لَهُ نفعٌ وَفِيه عَلَيْهِ ضررٌ فَاكْتُبْ لَهُ مَعَ ذَلِك بِأَلف غُلَام وَأجر لَهُ أرزاق الغلمان وعلوفة الدَّوَابّ علينا وَتُوفِّي الْحسن سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ ومدحه يُوسُف الْجَوْهَرِي بقوله من الْبَسِيط

المجوز

(لَو أَن عين زُهَيْر عَايَنت حسنا ... وَكَيف يصنع فِي أَمْوَاله الْكَرم) (إِذا لقَالَ زُهَيْر حِين يبصره ... هَذَا الْجواد على العلات لَا هرم) وَكَانَ الْحسن من بَيت رياسةٍ فِي الْمَجُوس فَأسلم هُوَ وَأَخُوهُ الْفضل ذُو الرياستين مَعَ البرامكة) مَعَ أَبِيهِمَا فِي أَيَّام الرشيد واتصلوا بالبرامكة وَكَانَ الْحسن أحد الْجواد وَقيل إِن الَّذِي أنفقهُ فِي وَلِيمَة ابْنَته بوران أَرْبَعَة آلَاف ألف دِينَار 3 - (المجوز) الْحسن بن سهل بن عبد الْعَزِيز المجوز بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو وَبعدهَا زَاي ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ رُبمَا أَخطَأ توفّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْخَيْر الطَّبِيب) الْحسن بن سوار هُوَ أَبُو الْخَيْر الْمَعْرُوف بِابْن الْخمار وَكَانَ طَبِيبا نَصْرَانِيّا عَالما بأصول صناعَة الطِّبّ ماهراً فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة خَبِيرا بِالنَّقْلِ من السرياني إِلَى الْعَرَبِيّ قَرَأَ الْحِكْمَة على يحيى بن عدي ومولده سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة قَالَ ابْن أبي أصيبعة وصل بالطب إِلَى أَن قبل الْملك محمودٌ لَهُ الأَرْض وَكَانَ إِذا دَعَاهُ من يظْهر مِنْهُ الزّهْد وَالْعِبَادَة يمشي إِلَيْهِ رَاجِلا وَإِذا استدعاه السُّلْطَان يركب إِلَيْهِ فِي زِيّ الْمُلُوك وحجبه ثَلَاثمِائَة مَمْلُوك من الأتراك ووفى صناعته حَقّهَا بالتواضع للضعفاء والتكبر على العظماء وَهَذَا كَانَ رَأْي أبقراط وجالينوس قَالَ أَبُو الْفرج بن هندو فِي كتاب مِفْتَاح الطِّبّ أَنه رأى فِي بِلَاد الْعَجم جمَاعَة ينفون أَمر صناعَة الطِّبّ وَكَانَ زعيمهم يعادي أَبَا الْخَيْر وصنف فِي ذَلِك كتابا فاشتكى يَوْمًا ذَلِك الزعيم رَأسه واستفتى أَبَا الْخَيْر فِي دوائه فَقَالَ يَنْبَغِي أَن يضع كِتَابه الَّذِي نفى بِهِ صناعَة الطِّبّ تَحت رَأسه ليشفيه وَلأبي الْخَيْر كتابٌ جليل فِي الْمَرَض الكاهني الْمَعْرُوف بالصرع والوفاق بَين رَأْي الفلاسفة وَالنَّصَارَى ثَلَاث مقالات كتاب تَفْسِير إيساغوجي مَبْسُوط آخر مُخْتَصر مقَالَة فِي الصّديق والصداقة مقَالَة فِي سيرة الفيلسوف ومقالة فِي الْآثَار المخيلة فِي الجو على طَرِيق الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب مقَالَة فِي الإفصاح على رَأْي القدماء فِي الْبَارِي تَعَالَى وَفِي الشَّرَائِع مقَالَة فِي امتحان الْأَطِبَّاء كتاب فِي خلق الْإِنْسَان وتركيب أَعْضَائِهِ أَربع مقالات مقَالَة فِي تَدْبِير الْمَشَايِخ على طَرِيق الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب سِتَّة وَعِشْرُونَ بَابا كتاب تصفح مَا جرى بَين أبي زَكَرِيَّا يحيى وَبَين أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن بكوس تقاسيم إيساغوجي وقاطيغوياس لإلينوس الإسْكَنْدراني نَقله من السرياني إِلَى الْعَرَبِيّ) 3 - (أَبُو الْعَلَاء الْبَغَوِيّ) الْحسن بن سوار أَبُو الْعَلَاء الْبَغَوِيّ الْمروزِي قَالَ أَبُو حَاتِم

القاضي المنبجي الحنفي

صَدُوق وَوَثَّقَهُ أَحْمد وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرةَ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (القَاضِي المنبجي الْحَنَفِيّ) الْحسن بن سَلامَة بن ساعد أَبُو عَليّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ من أهل منبج قدم بَغْدَاد واستوطنها إِلَى أَن توفّي بهَا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وتفقه على قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الدَّامغَانِي حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَتَوَلَّى تدريس الموفقية وَتَوَلَّى الْقَضَاء بنهر عِيسَى وَكَانَ فَقِيها فَاضلا وشيخاً نبيلاً صَالحا وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر فِي مُعْجم شُيُوخه 3 - (أَبُو عَليّ الْعِرَاقِيّ) الْحسن بن سيف بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ أَبُو عَليّ الْعِرَاقِيّ من أهل شهرابان بِالْبَاء الْمُوَحدَة بَين الْأَلفَيْنِ وَالنُّون آخرا سكن بَغْدَاد وَسمع أَبَا الْقَاسِم زَاهِر بن طاهرٍ الشحامي وَغَيره وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره من المتقارب (حملت من الشوق عَبَثا ثقيلا ... فأوردت جسمي الْمَعْنى النحولا) وصيرني كلفاً بالغرام أندب حظاً وأبكي طلولا (نشدتكم الله يَا صَاحِبي ... إِن جزتما بلوى الطلح ميلًا) نسائل عَن خيم بالعراق هَل قوضت أم تراهم حلولا (لَئِن منع الْغَيْث أخلافه ... فأضحت رباهم جدابا محولا) (لأستمطرن لَهُم أدمعي ... فأسقي الوهاد وأروي التلولا) قلت شعر غير ناضج لِأَنَّهُ فج الْأَلْفَاظ 3 - (ابْن النَّقِيب) الْحسن بن شاور بن طرخان بن حسن هُوَ نَاصِر الدّين بن النَّقِيب الْكِنَانِي الْمَعْرُوف بِابْن الفقيسي) أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ جالسته بِالْقَاهِرَةِ مرَارًا وكتبت عَنهُ وَكَانَ نظمه حسنا قلت توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وروى عَنهُ الدمياطي وَالشَّيْخ فتح الدّين وَغَيره وَله كتاب سَمَّاهُ منَازِل الأحباب ومنازه الْأَلْبَاب ذكر فِيهِ المجاراة الَّتِي دارت بَينه وَبَين أهل عصره من البداءات والمراجعات وَهُوَ فِي مجلدين انتخبت مِنْهُ أَشْيَاء فِيمَا علقته فِي التَّذْكِرَة ووقفت على مقاطيعه بِخَطِّهِ وَهِي فِي مُجَلد ضخم ونقلت مِنْهَا جانباً جيدا وشعره جيد عذب منسجم فِيهِ التورية الرائقة اللائقة المتمكنة وَهُوَ أحد فرسَان تِلْكَ

الحلبة الَّذين كَانُوا فِي شعراء مصر فِي ذَلِك الْعَصْر ومقاطيعه جَيِّدَة إِلَى الْغَايَة خلاف قصائده أَنْشدني من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من الطَّوِيل (وَمَا بَين كفي وَالدَّرَاهِم عامرٌ ... وَلست لَهَا دون الورى بخليل) (وَمَا استوطنتها قطّ يَوْمًا وَإِنَّمَا ... تمر عَلَيْهَا عابرات سَبِيل) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع (مَا كَانَ عَيْبا لَو تفقدتني ... وَقلت هَل أتهم أَو أنجدا) (فعادة السَّادة مثلك فِي ... مثلي أَن يفتقدوا الأعبدا) (هَذَا سُلَيْمَان على ملكه ... وَهُوَ بأخبارٍ لَهُ يقْتَدى) (تفقد الطير وأجناسها ... فَقَالَ مَا لي لَا أرى الهدهدا) ونقلت أَنا من خطٍ لَهُ من الوافر (أَرَادَ الظبي أَن يَحْكِي التفاتك ... وجيدك قلت لَا يَا ظَبْي فاتك) (وفدى الْغُصْن قدك إِذْ تثنى ... وَقَالَ الله يبقي لي حياتك) (وَيَا آس العذار فدتك نَفسِي ... وَإِن لم أقتطف بفمي نباتك) (وَيَا ورد الخدود حمتك عني ... عقارب صُدْغه فأمن جناتك) (وَيَا قلبِي ثَبت على التجني ... وَلم يثبت لَهُ أحدٌ ثباتك) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْكَامِل (يَا من أدَار بريقه مشمولةً ... وحبابها الثغر النقي الأشنب) ) (تفاح خدك بالعذار ممسكٌ ... لكنه بِدَم الْقُلُوب مخضب) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْكَامِل (يَا مالكي ولديك ذلي شَافِعِيّ ... مَا لي سَأَلت فَمَا أُجِيب سُؤَالِي) (فوحدك النُّعْمَان إِن بليتي ... وشكيتي من طرفك الغزال) ونقلت مِنْهُ لَهُ من السَّرِيع (بِخَالِد الأشواق يحيا الدجي ... يعرف هَذَا العاشق الوامق) (فَخذ حَدِيث الوجد عَن جَعْفَر ... من دمع عَيْني إِنَّه الصَّادِق) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الوافر (أَقُول لنوبة الْحمى اتركيني ... وَلَا يَك مِنْك لي مَا عِشْت أوبه) (فَقَالَت كَيفَ يُمكن ترك هَذَا ... وَهل يبْقى الْأَمِير بِغَيْر نوبه) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الطَّوِيل

(نصبت عيوني للخيال حبائلا ... لَعَلَّ خيالاً فِي الْكرَى مِنْهُ يسنح) (وَكَيف إِذا غمضتهن أصيده ... وَمن عَادَة الأشراك للصَّيْد تفتح) ونقلت مِنْهُ لَهُ فِي مليحٍ اسْمه فتح من المنسرح (رضاب فتحٍ يشفى الغليل بِهِ ... والبرء فِي رشفه من البرح) (وشم آس العذار ينعشني ... مِنْهُ وتفاح خَدّه الفتحي) ونقلت مِنْهُ لَهُ من مخلع الْبَسِيط (حدثت عَن ثغره الْمحلى ... فمل إِلَى خَدّه المورد) (خد وثغر فجل ربٌ ... بمبدع الْخلق قد تفرد) (هَذَا عَن الْوَاقِدِيّ يروي ... وَذَاكَ يروي عَن الْمبرد) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الوافر (رميت بمهجتي جمرات شوقي ... وَلم تأخذك بالمشتاق رأفه) (فهرول دمع عَيْني فَوق خدي ... وَمَا حصلت لَهُ مَعَ ذَاك وَقفه) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْكَامِل (يَا من نسيت بسكرةٍ من لحظه ... ألم الْجراح بِهِ فقلبي ذاهل) ) (هَل فِي الجفون كنَانَة أم حانة ... أم حل فِيهَا نابلٌ أم بابل) (قَالُوا عذارك مخبرٌ عَن حالتي ... فأجبتهم هَيْهَات بل هُوَ سَائل) (أم هَل لخدك ملبسٌ من سندس ... أم هَل عَلَيْهِ من الشَّقِيق غلائل) (وَلَقَد أرق لَهُ إِذا شاهدته ... وَعَلِيهِ آس عذاره مُتَحَامِل) ونقلت مِنْهُ لَهُ من المنسرح (لما رنا سل سيف مقلته ... وَقَالَ لَا صلح وَلَا هدنه) وهز لي أسمر القوام فقتلاه بِلَا ضربةٍ وَلَا طعنه ونقلت مِنْهُ لَهُ من الوافر (أَنا العذري فاعذرني وسامح ... وجر عَليّ بِالْإِحْسَانِ ذيلا) (وَلما صرت كَالْمَجْنُونِ عشقاً ... كتمت زيارتي وأتيت لَيْلًا) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْبَسِيط (أُعِيذهُ كَاتبا بِاللَّه مَا سَمِعت ... وَلَا رَأَتْ مثله أُذُنِي وَلَا عَيْني) (صَحِيح خطٍ ولفظٍ قَالَ حسده ... كِتَابه الْجمع مَا بَين الصَّحِيحَيْنِ) ونقلت مِنْهُ لَهُ من السَّرِيع

(أَحْكَام أجفانك فِي مهجتي ... نافذةٌ فِي كل مَا تحكم) (وطالما قد نفذت مثلهَا ... أسنة المران والأسهم) ونقلت مِنْهُ لَهُ من المتقارب (أَقُول لمن جفْنه سَيْفه ... وَلكنه لَيْسَ يخْشَى نبوه) (تكلّف جفنك حمل الفتور ... وَأخرج فِيهِ من الضعْف قوه) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْبَسِيط (لي عِنْد خدك أقساطٌ من الْقبل ... فوفني الْبَعْض مِمَّا لي من الْجمل) (وَلَا تحلني على مَا كَانَ منكسراً ... من الجفون وَلَا المرضى من الْمقل) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْكَامِل (أعملت فكري فِي السَّمَاء وَقد بدا ... فِيهَا هلالٌ جِسْمه منهوك) (فَكَأَنَّمَا هِيَ شقةٌ ممدودةٌ ... وَكَأَنَّهُ من فَوْقهَا مكوك) ) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْكَامِل (قَالُوا فلانٌ ناظرٌ فأجبت مَا ... هُوَ ناظرٌ إِلَّا إِلَى أعطافه) (لم يدر مسح الأَرْض قلت أَزِيدكُم ... أُخْرَى وَلَا مسحاً على أَطْرَافه) ونقلت مِنْهُ لَهُ من السَّرِيع (الصب من بعدكم مفردٌ ... ودمعه النّيل وتغليقه) (وخده مِمَّا بكاكم دَمًا ... مقياسه وَالدَّم تخليقه) ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْخَفِيف (أَنْت حرٌ لم يكن مِنْك وعدٌ ... فَإِذا مَا وعدت صرت رَقِيقا) وَإِذا شِئْت أَن تكون عَتيق الرّقّ من موعدٍ فَكُن صديقا ونقلت مِنْهُ لَهُ من الطَّوِيل (مَا بِي سوى عينٍ نظرت لحسنها ... وَذَاكَ لجهلي بالعيون وغرتي) (وَقَالُوا بِهِ فِي الْحبّ عينٌ ونظرة ... لقد صدقُوا عين الحبيب ونظرتي) أحسن مِنْهُ قَول محَاسِن الشواء من الطَّوِيل (وَلما أَتَانِي العاذلون عدمتهم ... وَمَا فيهم إِلَّا للحمي قارض) (وَقد بهتُوا لما رأوني شاحباً ... وَقَالُوا بِهِ عينٌ فَقلت وعارض)

ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْخَفِيف (أبكمٌ قلدوه أَمر الرعايا ... وَهُوَ من حلية الوزارة عطل) (فَهُوَ بالبوق فِي الوزارة طبلٌ ... وَهُوَ فِي الدست حِين يجلس سطل) ونقلت مِنْهُ لَهُ من المنسرح (يَا غَائِبا لَو قضيت من أسفٍ ... من بعده مَا قضيت مَا يجب) (مَا ترك السقم بعد بعْدك لي ... وَالله جنبا عَلَيْهِ أنقلب) ونقلت مِنْهُ قَوْله من الْكَامِل (لَا تأسفن على الشَّبَاب وفقده ... فعلى المشيب وفقده يتأسف) (هذاك يخلفه سواهُ إِذا انْقَضى ... وَمضى وَهَذَا إِن مضى لَا يخلف) قلت هُوَ مَأْخُوذ من قَول الأول من الْبَسِيط) (الشيب كرهٌ وكرهٌ أَن يفارقني ... أحبب بِشَيْء على الْبغضَاء مودود) (يمْضِي الشَّبَاب فَيَأْتِي بعده بدلٌ ... والشيب يذهب مفقوداً بمفقود) ونقلت مِنْهُ لَهُ من السَّرِيع (يَقُول جسمي لنحولي وَقد ... أفرط بِي فرط ضنىً واكتئاب) (فعلت بِي يَا سقم مَا لم يكن ... يلبس وَالله عَلَيْهِ الثِّيَاب) وَمن شعر ابْن النَّقِيب من المنسرح (عجبت للشيب كنت أكرهه ... فَأصْبح الْقلب وَهُوَ عاشقه) (وَكنت لَا أشتهي أرَاهُ وَقد ... أَصبَحت لَا أشتهي أفارقه) وَمِنْه من السَّرِيع (قد خرج الشيب فِي تذاكره ... عَلَيْك مَا لَا تطِيق تخصمه) (والعمر فذلكت كل حَاصله ... وَإِن بَاقِيه لَيْسَ نعلمهُ) (وكل من كَانَ عَاملا عملا ... فَإِن ذَاك الْحساب يلْزمه) وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن الجزار لَهُ يَوْمًا أجز من الْخَفِيف لَا تسلني عَن المشيب إِذا حل وسل إِن جهلت شيبي عني فَقَالَ ابْن النَّقِيب مجيزاً لَهُ من الْخَفِيف خل شيبي وَمَا يَشَاء فَمَا يغلب جهلي حلمي وَمِنْه ومني وَمن شعره من الطَّوِيل

(وَجَرت مَعَ فقري وشيخوختي الَّتِي ... بهَا عَاد نومي عَن جفوني يشرد) (فَلَا يَدعِي غَيْرِي مقَامي فإنني ... أَنا ذَلِك الشَّيْخ الْفَقِير الْمُجَرّد) وَكتب إِلَى السراج الْوراق يصحف من المنسرح (مَا زلت مذ غبت عَنْك فِي بلدي ... حَتَّى إِذا مَا أزحت علتها) (أَقمت أجرانها على عجلٍ ... وَبعد هَذَا خزنت غَلَّتهَا) فَأجَاب السراج من المنسرح (قل لِابْنِ عِيسَى يَمِين مجتهدٍ ... بِاللَّه مُوسَى أبن خلقتها) (إِنِّي لأشتاق طلعة طلعت ... وخلفت فِي حشاي هيبتها) ) فَكتب إِلَيْهِ ابْن النَّقِيب من الطَّوِيل (وأرضٍ عَلَيْهَا رَاح نصف خراجها ... وخست وَأَرْجُو أَنَّهَا سَوف تخلف) (وَقد اقطعوها لِابْنِ حجرٍ لِأَنَّهَا ... بوادٍ بِهِ تلفى هُنَاكَ وتعرف) فَأجَاب السراج من الطَّوِيل (أتذكركم أرضٍ جريت بهَا وَكم ... جرى لي عَلَيْهَا مُنْذُ حِين تصرف) (وماسحها مُوسَى الدَّلِيل وَلَو أَبى ... مساحتها يَوْمًا لكَانَتْ تنتف) وَكتب إِلَيْهِ نور الدّين بن سعيد المغربي من أَبْيَات من الطَّوِيل (أيا سَاكِني مصرٍ غَدا النّيل جاركم ... فأكسبكم تِلْكَ الْحَلَاوَة فِي الشّعْر) (وَكَانَ بِتِلْكَ الأَرْض سحرٌ وَمَا بَقِي ... سوى أثرٍ يَبْدُو على النّظم والنثر) فَأَجَابَهُ ابْن النَّقِيب من الطَّوِيل (وَلما حللت الثغر زَاد حلاوةً ... وحليته أغْلى من الشذر والدر) (فرحت وَبِي شوقٌ وَمَا كنت شيقاً ... لمثلم ذَاك الثغر لولاك فِي الثغر) (فَلَا تطلبا سحر الْبَيَان بأرضنا ... فكم فِيهِ مُوسَى مُبْطلًا آيَة السحر) (وَلَا رقة الشّعْر الَّذِي كَانَ أَولا ... وَكَيف رَقِيق الشّعْر مَعَ قسوة الدَّهْر) وَكتب ابْن النَّقِيب إِلَى السراج الْوراق من مسدس الرجز

(يَا سَاكن الرَّوْضَة أَنْت المشتهى ... من هَذِه الدُّنْيَا وَأَنت الْمُقْتَضى) (وَيَا سرُور النَّفس بَين الشعرا ... أَنْت الرضي فيهم والمرتضى) (وَيَا سِرَاجًا لم تزل أنواره ... تعيد أسود اللَّيَالِي أبيضا) (مَا لي أَرَاك قَاطعا لواصلٍ ... ومعرضاً عَن مقبلٍ مَا أعرضا) فَأجَاب السراج من مسدس الرجز (يَا سهم عتب جَاءَ من كنَانَة ... أصبت من سَواد قلبِي الغرضا) (لَكِن أسوت مَا جرحته بِمَا ... أعقبته من العتاب بالرضى) (يَا ابْن النَّقِيب لَا أرى منقبةً ... إِلَّا وأولتك الثَّنَاء الأبيضا) (إِن ولائي حسنٌ فِي حسنٍ ... إِذْ مَا أرى لعمرٍ أَن يرفضا) وَكتب ابْن النَّقِيب إِلَى السراج أَيْضا من المنسرح) (ذكرت لي أَنَّك احْتَلَمت كَمَا ... يَحْتَلِم النائمون فِي النّوم) (فليت شعري مَا كَانَ مِنْك وَمَا ... جوَار ذِي الدَّار بعد ذَا الْيَوْم) فَأجَاب السراج من المنسرح (قد تمّ مَا تمّ مِنْك على تلكؤ ... وَكَانَ الحَدِيث فِي الصَّوْم) (فَخَل بحراً إِن خضت فِيهِ معي ... غرقت مَعَ مَا لديك من عوم) وَكَانَ يهدي إِلَيْهِ السراج عنباً فَكتب ابْن النَّقِيب من المتقارب (أيا كرم فَاضل هَذَا الزَّمَان ... سراج الْمُلُوك الْفَتى الْكَامِل) (وَيَا عنباً مِنْهُ مَا جَاءَنِي ... وَقَالَ سآتيك فِي قَابل) (لأَنْت أَحَق بِأَن لَا يُقَال ... سوى فِيك يَا عِنَب الْفَاضِل) (وَمَا زلت مني داني القطوف ... أرضع من دَرك الحافل) (ويلحفني ظلك المشتهى ... فَلَا كَانَ ظلك بالزائل) (وَإِن كنت زببت فَوق الْعَريش ... فَلَا تأتنا وابق فِي الْحَاصِل) فَأجَاب الْوراق من أَبْيَات من المتقارب (أَتَانِي عتبٌ حلا فَضله ... فصحفته عِنَب الْفَاضِل) (وَمَا أنس لَا أنس مطويةً ... على الْجد من لفظك الهازل) (وصفت الكروم بهَا فِي كلامٍ ... جلبت بِهِ الْخمر من بابل) (وَقد كنت فِي سنتي هَذِه ... عَن الْكَرم فِي شغلٍ شاغل) (أمورٌ بلغت بِهن الطَّلَاق ... فزلت وَمَا أَنا بالزائل) فو أسفاه لتِلْك القطوف دانيةً من فَم الْآكِل (فَنقرَ العصافير من خَارج ... وَنقل المدابير من دَاخل) (وَلَا تتهم كرمنا بالزبيب ... أُعِيذك من دهشة الذاهل) (فَإنَّا بنادره حصرماً ... لميل النُّفُوس إِلَى العاجل) وَقَالَ السراج الْوراق يرثيه وَمن خطه نقلت من الْبَسِيط

الحافظ البلخي

(شقَّتْ جُيُوب القوافي والقلوب مَعًا ... واستشعر الماضيان الْخَوْف والجزعا) (وأبحر الشّعْر غاضت عِنْدَمَا عدمت ... مِنْك الْخَلِيل ومجرى الشّعْر قد نبعا) ) (وَلَا تواتي الْمعَانِي من يمارسها ... بعد الْأَمِير وَقد كَانَت لَهُ تبعا) (وَلَيْسَ يفتح بابٌ فِي البديع وَقد ... أودى بعمدته دهرٌ وَقد فجعا) (لهفي على لسنٍ قد كَانَ من حسنٍ ... بِحَيْثُ إِن قَالَ أصغى القَوْل مستمعا) (إِذا أَفَاضَ على أملاكنا خلعا ... مِنْهُ أفاضت عَلَيْهِ المَال والخلعا) (خلت كنَانَة من سهمٍ يبلغهَا ... أغراضها بصواب حَيْثُمَا وَقعا) (سهمٌ مضى فَمَتَى يُرْجَى الرُّجُوع لَهُ ... هَيْهَات هَيْهَات سهم مر لَا رجعا) (عز الْقَبَائِل لَا تخصص قبيلته ... بمدرهٍ جمع الْإِقْدَام والورعا) (مرابطٌ فِي ثغور الْمُسلمين فَلم ... يهجع وَلَا سَيْفه فِي الله مَا هجعا) (يَا سَيِّدي ورضيعي من فَوَائِد قد ... رضعت أخلافها طفْلا وَقد رضعا) (أَبَا عليٍّ ومدحي الْمُصْطَفى لَك من ... خير ادخار وَخير ذخر مَا نفعا) (فَاذْهَبْ حميدا فكم أبقيت منقبةً ... يَا ابْن النَّقِيب وَكم مهدت مضجعا) 3 - (الْحَافِظ الْبَلْخِي) الْحسن بن شُجَاع بن رَجَاء أَبُو عَليّ الْبَلْخِي الْحَافِظ رَحل إِلَى الْعرَاق وَالشَّام ومصر وَحدث عَن أبي مسْهر وَأبي نعيم وَابْن الْمَدِينِيّ وَغَيرهم وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وَهُوَ رَفِيقه وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهمَا قَالَ قُتَيْبَة بن سعيد شباب خُرَاسَان أَرْبَعَة مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن السمر قندي وزَكَرِيا بن يحيى اللؤْلُؤِي وَالْحسن ابْن شُجَاع الْبَلْخِي توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (السَّيِّد ركن الدّين) الْحسن بن مُحَمَّد بن شرفشاه السَّيِّد ركن الدّين أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأستراباذي عَالم الْموصل ومدرس الشَّافِعِيَّة كَانَ من كبار تلامذة النصير الطوسي لَهُ تصانيف مَشْهُورَة كشرح الْمُخْتَصر لِابْنِ الْحَاجِب وَشرح مقدمتي ابْن الْحَاجِب

الحافظ المعمري

وَكَانَ وافر الْجَلالَة عِنْد التتار وَله عَلَيْهِم إدرارات جَيِّدَة تبلغ فِي الشَّهْر ألفا وَخَمْسمِائة دِرْهَم وَقد شرح الْحَاوِي فِي الْمَذْهَب شرحين وَتخرج بِهِ الْفُضَلَاء وَقيل إِنَّه كَانَ لَا يحفظ الختمة وَكَانَ يُوصف بحلم زَائِد وتواضع بِحَيْثُ إِنَّه كَانَ يقوم للسقاء إِذا دخل دَاره وَتُوفِّي وَله بضع) وَسَبْعُونَ سنة سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة 3 - (الْحَافِظ المعمري) الْحسن بن شبيب الْحَافِظ أَبُو عَليّ المعمري الْبَغْدَادِيّ سمع خلف ابْن هِشَام وشيبان بن فروخ وَجَمَاعَة قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أوعية الْعلم يذكر بالفهم ويوصف بِالْحِفْظِ وَفِي حَدِيثه غرائب توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عَليّ الْحَنْبَلِيّ العكبري الْكَاتِب) الْحسن بن شهَاب بن الْحسن بن عَليّ أَبُو عَليّ العكبري الْحَنْبَلِيّ شيخ جليل معمر طلب الحَدِيث وَهُوَ كَبِير وَنسخ الْخط الْمليح الْكثير وَكَانَ بارع الْكِتَابَة قَالَ كنت أَشْتَرِي كاغداً بِخَمْسَة دَرَاهِم فأكتب فِيهِ ديوَان المتنبي فِي ثَلَاث ليالٍ وأبيعه بِمِائَتي دِرْهَم وَأقله بِمِائَة وَخمسين درهما وَكَذَلِكَ كتب الْأَدَب الْمَطْلُوبَة توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ملك النُّحَاة) الْحسن بن صافي بن عبد الله أَبُو نزار بن أبي الْحسن الْمَعْرُوف بِملك النُّحَاة قَرَأَ مَذْهَب الشَّافِعِي على أَحْمد الأشنهي وَالْأُصُول على أبي عبد الله القيرواني وأصول الْفِقْه على أبي الْفَتْح بن برهَان وَالْخلاف على أسعد الميهني والنحو على أبي الْحسن عَليّ بن أبي زيد الفصيحي حَتَّى برع فِيهِ ودرس النَّحْو فِي الْجَامِع بِبَغْدَاد ثمَّ سَافر إِلَى خُرَاسَان وكرمان وغزنة وَعَاد إِلَى الشَّام واستوطن دمشق إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وَكَانَ صَحِيح الِاعْتِقَاد كريم النَّفس وصنف الْعُمر فِي النَّحْو والمنتخب فِي النَّحْو وَهُوَ كتاب جيد والمقتصد فِي التصريف وأسلوب الْحق فِي تَعْلِيل الْقرَاءَات الْعشْر وَشَيْء من الشواذ مجلدتان التَّذْكِرَة السفرية أربعمئة كراس الْعرُوض مُخْتَصر مُحَرر الْحَاكِم فِي

مَذْهَب الشَّافِعِي مجلدتان مُخْتَصر فِي أصُول الدّين المقامات حذا فِيهَا حَذْو الحريري ديوَان شعره قَالَ ابْن يعِيش النَّحْوِيّ كَانَ لأبي نزار غلامٌ سيئ الْعشْرَة قَلِيل المبالاة بمولاه أرْسلهُ يَوْمًا) فِي حَاجَة وَأَبْطَأ عَلَيْهِ وَجَاء بِغَيْر عذر جميل وَكَانَ بِحَضْرَتِهِ جماعةٌ من أَصْحَابه وتلاميذه فَغَضب أَبُو نزار وَخرج عَن حد الْوَقار وَقَالَ لَهُ وَيلك أَخْبرنِي مَا سَبَب قلَّة مبالاتك بِي أنكتك قطّ فبادر الْغُلَام وَقَالَ عجلا لَا وَالله يَا مولَايَ معَاذ الله أَن تفعل ذَلِك قَالَ وَيلك فنكتني قطّ فحرك الْغُلَام رَأسه بتعجب من كَلَامه وَسكت فَقَالَ ملك النُّحَاة أدركني وَيلك بِالْجَوَابِ فَمَا هَذَا مَوضِع السُّكُوت لَا رعاك الله يَا ابْن الفاعلة عجل قل مَا عنْدك قَالَ لَا وَالله قَالَ فَمَا السَّبَب فِي أَنَّك لَا تقبل قولي وَلَا تسرع فِي حَاجَتي فَقَالَ لَهُ إِن كَانَ سَبَب الانبساط لَا يكون إِلَّا هذَيْن فأعدك أَلا أَعُود لما تكره وَكَانَ ملك النُّحَاة مطبوعاً متناسب الْأَحْوَال وَالْأَفْعَال يحكم على أهل التَّمْيِيز بِحكم ملكه فَيقبل وَلَا يستثقل وَكَانَ يَقُول هَل سِيبَوَيْهٍ إِلَّا من رعيتي وَلَو عَاشَ ابْن جني لم يَسعهُ إِلَّا حمل غاشيتي مر الشتيمة حُلْو الشيمة يضم يَده على الْمِائَة والمائتين وَيَمْشي وَهُوَ مِنْهَا صفر الْيَدَيْنِ مولعٌ بِاسْتِعْمَال الحلاوات السكرية وإهدائها إِلَى جِيرَانه وخلع عَلَيْهِ نور الدّين مَحْمُود يَوْمًا خلعةً سنيةً فَمضى بهَا إِلَى منزله فَرَأى فِي طَرِيقه حَلقَة مَجْمُوعَة على تَيْس يخرج الخبايا فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ للفرجة قَالَ معلم التيس قد وقف فِي حلقتي رجلٌ عَظِيم الْقدر شَائِع الذّكر ملك فِي زِيّ سوقة أعلم النَّاس وَأكْرمهمْ وأجملهم فأرني إِيَّاه فشق ذَلِك التيس النَّاس وَخرج حَتَّى وضع يَده على ملك النُّحَاة فَلم يَتَمَالَك أَن ألْقى عَلَيْهِ تِلْكَ الخلعة فَبلغ ذَلِك نور الدّين فَعَاتَبَهُ وَقَالَ اسْتِخْفَافًا فعلت هَذَا بخلعتنا فَقَالَ عُذْري فِي ذَلِك واضحٌ لِأَن فِي هَذِه الْمَدِينَة زِيَادَة على مائَة ألف تَيْس فَمَا فيهم من عرفني إِلَّا هَذَا التيس فجازيته على ذَلِك فَضَحِك نور الدّين مِنْهُ وَكَانَ إِذا ذكر أحدٌ من النُّحَاة يَقُول كلبٌ من الْكلاب فَقَالَ لَهُ رجل يَوْمًا فَحِينَئِذٍ أَنْت ملك الْكلاب لست ملك النُّحَاة فاستشاط غَضبا وَقَالَ أخرجُوا عني هَذَا الْفُضُولِيّ وعضت يَده يَوْمًا سنورة فربطها بمنديل فَقَالَ فتيَان بن عَليّ بن فتيَان النَّحْوِيّ الْأَسدي من المتقارب (عتبت على قطّ ملك النُّحَاة ... وَقلت أتيت بِغَيْر الصَّوَاب) (عضضت يدا خلقت للندى ... وَبث الْعُلُوم وَضرب الرّقاب) (فَأَعْرض عني وَقَالَ اتئد ... أَلَيْسَ القطاط أعادي الْكلاب) ) فبلغته فاستحيى فتيَان وَانْقطع عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ ملك النُّحَاة جَوَابا عَن أَبْيَات يعْتَذر فِيهَا من الْخَفِيف

الهمداني الكوفي العابد

(يَا خليلي نلتما النعماء ... وتسنمتما الْعلَا والْعَلَاء) ألمما بالشاغور بِالْمَسْجِدِ المهجور واستمطرا لَهُ الأنواء (امنحا صَاحِبي الَّذِي كَانَ فِيهِ ... كل يومٍ تَحِيَّة وثناء) ثمَّ قولا لَهُ اعْتبرنَا الَّذِي فهت بِهِ مادحاً فَكَانَ هجاء (وَقَبلنَا فِيهِ اعتذارك عَمَّا ... قَالَه الجاهلون عَنْك افتراء) وَقَالَ فتيَان رَأَيْته بعد مَوته فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ أنشدته قصيدةً مَا فِي الْجنَّة مثلهَا فَتعلق بحفظي مِنْهَا من المنسرح (يَا هَذِه أقصري عَن العذل ... فلست فِي الْحل ويك من قبلي) (يَا رب هَا قد أتيت معترفاً ... بِمَا جنته يداي من زلل) (ملآن كفٍ بِكُل مأثمةٍ ... صفر يدٍ من محَاسِن الْعَمَل) (فَكيف أخْشَى نَارا مسعرةً ... وَأَنت يَا رب فِي الْقِيَامَة لي) قَالَ فو الله مُنْذُ فرغت من إنشادها مَا سَمِعت حسيس النَّار وَمن شعره من الْكَامِل (يَا ابْن الَّذين نرفعوا فِي مجدهم ... وعلت أخامصهم فروع شمام) (أَنا عَالم ملكٌ بِكَسْر اللَّام فِي ... مَا أدعيه لَا بِفَتْح اللَّام) 3 - (الْهَمدَانِي الْكُوفِي العابد) الْحسن بن صَالح بن حَيّ الْفَقِيه أَبُو عبد الله الْهَمدَانِي الْكُوفِي العابد أَخُو عَليّ بن صَالح قَالَ أَبُو زرْعَة اجْتمع فِي الْحسن بن صَالح إتقانٌ وَفقه وَعبادَة وزهد وَكَانَ وكيعٌ يعظمه ويشبهه بِسَعِيد بن حبير وَقَالَ عَبدة بن سُلَيْمَان إِنِّي لأرى أَن الله يستحي أَن يعذب الْحسن ابْن صَالح وَقَالَ ابْن عدي لم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة وَكَانَ يرى السَّيْف وَكَانَ من كبار الْفُقَهَاء لَهُ أَقْوَال تحكى فِي الخلافيات) روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة

الواسطي البزار

3 - (الوَاسِطِيّ الْبَزَّار) الْحسن بن الصَّباح الوَاسِطِيّ الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّار أحد الْأَئِمَّة روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين 3 - (الْموصِلِي) الْحسن بن طازاد الْموصِلِي كَانَ نَصْرَانِيّا فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فَأسلم وَحفظ الْقُرْآن وَالْعلم وَأفْتى بالموصل وروى عَن غَسَّان بن الرّبيع وَأحمد بن يُونُس ومسدد وَأبي جَعْفَر النُّفَيْلِي ورحل وَحصل وتزهد وَخرج من كل شَيْء لَهُ وَبَقِي يَأْكُل من النّسخ وَكَانَ يقوم نصف اللَّيْل وينام نصفه وَفِي الآخر صَار يحيي اللَّيْل كُله وينام بِالنَّهَارِ وَكَانَ زاهداً عابداً كَبِير الْقدر روى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد وَكَانَ إِسْلَامه سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ ووفاته بعد الْخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الإخشيدي) الْحسن بن طغج بن جف أَبُو المظفر الفرغاني الإخشيدي ولي إمرة دمشق نِيَابَة عَن أَخِيه ثمَّ ولي الرملة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الرستمي الشَّافِعِي) الْحسن بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الْحسن ابْن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن رستم أَبُو عبد الله بن أبي الطّيب الإصبهاني أحد الْأَئِمَّة الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة درس وَأفْتى أَكثر من خمسين سنة وَكَانَ زاهداً ورعاً خَاشِعًا بكاء عِنْد الذّكر سمع الْكثير صَبيا من أبي عمرٍو عبد الْوَهَّاب بن أبي عبد الله ابْن مندة وَأبي المظفر مَحْمُود بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الكوسج وَأبي نصر أَحْمد بن عمر بن سسويه وَجَمَاعَة كثيرين وَعمر حَتَّى حدث بالكثير وانتشرت عَنهُ الرِّوَايَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (القَاضِي ابْن أبي الْجِنّ) الْحسن بن الْعَبَّاس بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل ابْن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو مُحَمَّد بن أبي الْجِنّ) ولي قَضَاء دمشق أَيَّام الْحَاكِم وَكَانَ أصلهم من قُم فانتقل أَبوهُ الْعَبَّاس

الجمال المقرئ

إِلَى حلب وانتقل الْحسن وَإِخْوَته إِلَى دمشق وأرسله الْحَاكِم إِلَى أَمِير حلب فَقَالَ أَبُو الْحسن بن الدويدة المعري من الطَّوِيل (رأى الْحَاكِم الْمَنْصُور غَايَة رشده ... فَأرْسلهُ للْعَالمين دَلِيلا) (أُتِي مَا أُتِي الله الْعلي مَكَانَهُ ... فَأرْسل من آل الرَّسُول رَسُولا) توفّي بحلب سنة أَرْبَعمِائَة وَحمل إِلَى دمشق وَدفن بهَا 3 - (الْجمال الْمُقْرِئ) الْحسن بن الْعَبَّاس بن أبي مهْرَان الرَّازِيّ الْجمال بِالْجِيم الْمُقْرِئ المجود نزيل بَغْدَاد قَرَأَ على قالون وَثَّقَهُ الْخَطِيب توفّي فِي حُدُود التسعين والمائتين 3 - (الأبناوي الْيَمَانِيّ) الْحسن بن عبد الْأَعْلَى الأبناوي الْيَمَانِيّ البوسي بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة الصَّنْعَانِيّ رُوِيَ عَن عبد الرَّزَّاق وَغَيره وروى عَنهُ الطَّبَرَانِيّ وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (قَاضِي أرمنت) الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مرام التَّمِيمِي الأرمنتي كَانَ من الْقُضَاة الْفُضَلَاء تولى قَضَاء أرمنت وَهُوَ من الأخيار الكرماء مَعَ الْفَاقَة والضرورة وَحسن الْأَخْلَاق توفّي بقوص سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَحمل إِلَى أرمنت فَدفن بهَا ومولده سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بأرمنت وَمن شعره من الْبَسِيط (بكفك الثقتان الْخَبَر وَالْخَبَر ... بأنك البغيتان السؤل والوطر) (وفيك أَثْبَتَت الدَّعْوَى ببينةٍ ... أَقَامَهَا الشَّاهِدَانِ الْعين والأثر) (يمناك يمنٌ فكم ذَا قد حوت ملحاً ... يحار فِي وصفهَا الْأَلْبَاب والفكر) (ندىً وليناً وتقبيلاً فواعجباً ... أمزنةٌ أم حريرٌ أم هِيَ الْحجر) قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الإدفوي وَلما مَرَرْت بأرمنت زرت قَبره بظاهرها وَلم أَدخل الْبَلَد) ونظمت ارتجالاً من الطَّوِيل (أَتَيْنَا إِلَى أرمنت فانهل وابلٌ ... من الدمع أجراه الكآبة والحزن) (وجاوزتها كرها وَأي إِقَامَة ... بمغنىً رعاه الله لَيْسَ بِهِ حسن)

أبو محمد الرامهرمزي الخلادي

(فَتى كَانَ يَلْقَانَا ببشرٍ وراحةٍ ... وَلم نخش مِنْهُ لَا ملالا وَلَا منن) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الرامَهُرْمُزِي الخلادي) الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن خَلاد أَبُو مُحَمَّد الرامَهُرْمُزِي الْحَافِظ القَاضِي صَاحب كتاب الْمُحدث الْفَاصِل بَين الرَّاوِي والواعي حَافظ متقن صَاحب رحْلَة توفّي فِي حُدُود السِّتين والثلاثمائة سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ وقاضي الْكُوفَة أَبَا حصينٍ الوداعي وَمُحَمّد بن حَيَّان الْمَازِني وَعبيد بن غَنَّام وَغَيرهم وَأول سَمَاعه بِفَارِس سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ وَأول رحلته سنة بضع وَتِسْعين روى عَنهُ جمَاعَة من أهل فَارس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَوَقع لنا من تصنيفه أَيْضا كتاب الْأَمْثَال وروى عَنهُ القَاضِي أَبُو عبد الله أَحْمد بن إِسْحَاق النهاوندي وَالشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَمِيع الغساني فِي مُعْجَمه وَمن تصانيف الخلادي كتاب ربيع المتيم فِي أَخْبَار العشاق كتاب الْفلك فِي مُخْتَار الْأَخْبَار والأشعار كتاب أَمْثَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب الريحانتين الْحسن وَالْحُسَيْن كتاب إِمَام التَّنْزِيل فِي علم الْقُرْآن كتاب النَّوَادِر والشوارد كتاب أدب النَّاطِق كتاب الرثاء والتعازي كتاب رِسَالَة السّفر كتاب مباسطة الوزراء المناهل والأعطان والحنين إِلَى الأوطان وَكَانَ من أَقْرَان التنوخي وَقد مدح عضد الدولة أَبَا شُجَاع وَبَينه وَبَين الْوَزير المهلبي وَأبي الْفضل بن العميد مكاتباتٌ ومجاوباتٌ وَولي الْقَضَاء بِبِلَاد الخوز ورحل قبل التسعين وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره من السَّرِيع (قل لِابْنِ خلادٍ إِذا جِئْته ... مُسْتَندا فِي الْمَسْجِد الْجَامِع) ) (هَذَا زمانٌ لَيْسَ يحظى بِهِ ... حَدثنَا الْأَعْمَش عَن نَافِع) 3 - (المسيري) الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن هبة الله هُوَ ابْن الصاحب فلك الدّين المسيري وَهُوَ قطب الدّين كَانَ دمث الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة لَهُ معرفةٌ بالتاريخ وَالْأَدب وَأمه بنت شيخ الشُّيُوخ تَاج الدّين ابْن حمويه

الرفاء المسري

وخدم جندياً مُدَّة ثمَّ سكن بعلبك فِي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَلبس البقار وخدم ببعلبك فِي الدِّيوَان وَولي مشيخة الخانكاة النجمية وَتُوفِّي ببعلبك كهلاً سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وروى عَن جده وَعَن كَرِيمَة وَغَيرهمَا وَكتب عَنهُ البرزالي بِدِمَشْق وبعلبك 3 - (الرفاء المسري) الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الْكِنَانِي الْأُسْتَاذ الْمَعْرُوف بالرفاء المرسي قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم صَاحب مقطعات وتذييلات حسان وَكَانَ حُلْو النادرة فكهاً ممتعاً وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَأورد لَهُ من المتقارب (أَتَى فأسى كلما كلما ... وَبَان الأسى كلما كلما) (وروى الغليل وَمن بَعْدَمَا ... شفى الصب مَاء اللمى آلما) (وثلم مَا شَاءَ من قربه ... وَزَاد فقد ثل مَا ثلمًا) (وسل عَلَيْهِ حسام النَّوَى ... وَمن يأس مَا سل مَا سلما) (وضرم نَار الجوى فِي حشاه ... فألحفه ضرّ مَا ضرما) (وَعَدَمه الصَّبْر من بعده ... يرى فرْصَة عد مَا عدما) (أعينيه كفا فَأصل الأسى ... إِذا مَا اعترى وانتمى أَنْتُمَا) (وَيَا صَاحِبيهِ أَلا عذتما ... وهلا إِذا عذتما عدتما) (وَقد قلتما أَن سيقضي هوى ... وَمن قبله قلت مَا قلتما) خرج أَبُو عَليّ هَذَا وَأَبُو بحرٍ صَفْوَان بن إِدْرِيس وَأَبُو عبد الله بن مرج الْكحل إِلَى متنزهات مرسية فَمروا فِي طريقهم بِمَسْجِد فجلسوا فِيهِ يَسِيرا فَلَمَّا هموا بالانفصال كتب أَبُو بحرٍ فِي صفحة من حيطانه من مخلع الْبَسِيط) (قدست يَا بَيت فِي الْبيُوت ... ودمت للدّين ذَا ثُبُوت) فَكتب ابْن مرج الْكحل من مخلع الْبَسِيط (يعمرك النَّاس فِي سُجُود ... وَفِي رُكُوع وَفِي قنوت) فَكتب أَبُو عَليّ الْمَذْكُور من مخلع الْبَسِيط (وَإِن نبا بالغريب بيتٌ ... كنت لَهُ مَوضِع الْمبيت) 3 - (الشريف القناوي الْمَالِكِي) الْحسن بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن حجون الشريف

ابن أبي الشخباء

أَبُو مُحَمَّد القناوي صوفي فَاضل عَالم فَقِيه مالكي الْمَذْهَب من أَرْبَاب الْأَحْوَال والكرامات غير مدعٍ عديم السُّؤَال مَعَ فاقة وضرورة وَكَانَ ذَا خلق حسن قَرَأَ الشاطبية مرَّتَيْنِ على عبد الْغفار السبتي النَّحْوِيّ بقنا وَسمع من الْفَقِيه شِيث فِي سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر الْقُرْطُبِيّ وَمن الشَّيْخ عمر بن عَليّ بن أبي سعيد وَغَيرهم وخطه جيد وَكتب كثيرا من كتب الْأَدَب وَكتب الْإِحْيَاء قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الإدفوي نقل عَنهُ كَلَام الشَّيْخ أبي الْحسن بن الصّباغ تلميذ وَالِده الشَّيْخ عبد الرَّحِيم مِمَّا تحصل بِهِ وحشةٌ فَكتب الْحسن إِلَى أبي الْحسن من الطَّوِيل (طهرتم فطهرنا بفاضل طهركم ... وطبتم فَمن أنفاس طيبكم طبنا) (ورثنا من الْآبَاء حسن ولائكم ... وَنحن إِذا متْنا نورثه الإبنا) وَمن شعره من الطَّوِيل (وَلما رَأَيْت الدَّهْر قطب وَجهه ... وَقد كَانَ طلقاً قلت للنَّفس شمري) (لعَلي أرى دَارا أقيم بربعها ... على خفض عَيْش لَا أرى وَجه مُنكر) (وَمَا الْقَصْد إِلَّا حفظ دينٍ وخاطرٍ ... تكنفه التشويش من كل مجتري) (فَإِن نلْت مَا أبغيه مِمَّا أرومه ... بلغت وَإِلَّا قلت للهمة اعذري) وَمِنْه من الوافر (عرضنَا أنفساً عزت علينا ... لديكم فَاسْتحقَّ بهَا الهوان) (وَلَو أَنا منعناها لعزت ... وَلَكِن كل معروضٍ يهان) ولد بقنا سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بهَا سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة) 3 - (ابْن أبي الشخباء) الْحسن بن عبد الصَّمد وَقيل الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد الشَّيْخ الْمجِيد ابْن أبي الشخباء بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَبعد الْبَاء الْمُوَحدَة ألفٌ ممدودة الْعَسْقَلَانِي صَاحب الْخطب الْمَشْهُورَة والرسائل المحبرة كَانَ من فرسَان النثر قَالَ القَاضِي شمس الدّين بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى يُقَال إِن القَاضِي الْفَاضِل كَانَ جلّ اعْتِمَاده على حفظ كَلَامه وَإنَّهُ كَانَ يستحضر أَكْثَره قلت لَو كَانَ الْأَمِير كَمَا ذكره لَكَانَ الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى ينْزع منزعه وَيكون على كَلَامه مسحة مِنْهُ وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة الْمجِيد مجيدٌ كنعته قادرٌ على ابتداع الْكَلَام ونحته

وَأورد لَهُ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة قَوْله من الْكَامِل (مَا زَالَ يخْتَار الزَّمَان ملوكه ... حَتَّى أصَاب الْمُصْطَفى المتخيرا) (قل للألى ساسوا الورى وتقدموا ... قدماً هلموا شاهدوا المتأخرا) (تَجِدُوهُ أوسع فِي السياسة مِنْكُم ... صَدرا وَأحمد فِي العواقب مصدرا) (إِن كَانَ رأيٌ شاوروه أحنفاً ... أَو كَانَ بأسٌ نازلوه عنترا) (قد صَامَ والحسنات ملْء كِتَابه ... وعَلى مِثَال صِيَامه قد أفطرا) (وَلَقَد تخوفك الْعَدو بِجهْدِهِ ... لَو كَانَ يقدر أَن يرد مُقَدرا) (إِن أَنْت لم تبْعَث إِلَيْهِ ضمراً ... جردا بعثت إِلَيْهِ كيداً مضمرا) (يسري وَمَا حملت رجالٌ أبيضاً ... فِيهِ وَلَا ادرعت كماةٌ أسمرا) وَمن شعره من الْكَامِل (يَا سيف نصري والمهند يَا نعٌ ... وربيع أرضي والسحاب مصَاف) (أخلاقك الغر السجايا مَا لَهَا ... حملت قذى الواشين وَهِي سلاف) وَمِنْه من الطَّوِيل (حجابٌ وإعجابٌ وفرط تصلفٍ ... وَمد يدٍ نَحْو الْعلَا بتكلف) (وَلَو كَانَ هَذَا من وَرَاء كِفَايَة ... عذرت وَلَكِن من وَرَاء تخلف) وَتُوفِّي مقتولاً فِي خزانَة البنود سجن الْقَاهِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة) قَالَ ياقوت وَأَظنهُ كتب فِي ديوَان الرسائل بِمصْر للمستنصر لِأَن فِي رسائله جواباتٍ للفساسيري إِلَّا أَن أَكثر رسائله إخوانياتٌ وَأورد لَهُ مِنْهَا جملَة فِي تَرْجَمته وَأورد لَهُ من الْكَامِل (أخذت لحاظي من جنى خديك ... أرش الَّذِي لاقيت من عَيْنَيْك) (هَيْهَات إِنِّي قد وزنت بمهجتي ... نَظَرِي إِلَيْك فقد ربحت عَلَيْك) (غضي جفونك وانظري تَأْثِير مَا ... صنعت لحاظك فِي بنان يَديك) (هُوَ ويك نضح دمي وَعز عَليّ أَن ... أَلْقَاك فِي عرض الْخطاب بويك) (لَسَلَكْت فِي فيض الدُّمُوع مسالكاً ... قصرت بهَا يَد عامرٍ وسليك) (صانوك بالسمر اللدان وصنتهم ... بنواظرٍ فحميتهم وحموك) (لَو يشهرون سيوف لحظك فِي الورى ... مَا استقرءوا فِيهَا قِنَا أَبَوَيْك) قلت تحيل على إِثْبَات ويك فِي هَذِه القوافي وَاعْتذر لَهَا بِأَن خَاطب محبوبته وواجهها بِهَذِهِ اللَّفْظَة فَحسن موقعها وَجَاءَت غَايَة فِي الْحسن بليغة وَأما قافية حموك فَإِنَّهَا غَرِيبَة بَين هَذِه القوافي مَعَ جَوَاز ذَلِك

ابن قرقرينا

3 - (ابْن قرقرينا) الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن قرقرينا بقافين وراءين أَبُو مُحَمَّد الشَّاعِر روى عَنهُ أَبُو شُجَاع فارسٌ الذهلي وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عيشون أورد لَهُ ابْن النجار من الوافر (عجبت بِأَن شتوت بِغَيْر سحبٍ ... تجودك وبلها ومطرت قيظا) (فَلَا تعجب فَكل الدَّهْر خلفٌ ... وَمن حَيْثُ الْتفت وجدت غيظا) 3 - (الجروي الْمصْرِيّ) الْحسن بن عبد الْعَزِيز الجروي الْمصْرِيّ الجذامي نزيل بَغْدَاد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة كَانَ يَقُول من لم يردعه الْقُرْآن وَالْمَوْت ثمَّ تناطحت الْجبَال بَين يَدَيْهِ لم يرتدع توفّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن حربون المغربي) ) الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن حربون قَالَ ابْن رَشِيق تونسي الْأُبُوَّة شَاعِر مَشْهُور مبَاحث دراس يعرف يسْتَعْمل اللُّغَة وتركيب أَلْفَاظ الشّعْر ينحو نَحْو أبي الْقَاسِم بن هَانِئ فِي الإجلاب والتهويل وَإِن قصر ذَلِك بالمعاني وحصرها ويركب الأعاريض الطَّوِيلَة لتمكن مَا حاوله من ذَلِك وَرُبمَا انْقَلب عَلَيْهِ التَّشْبِيه ثمَّ قَالَ وَقد تصفحت جَمِيع مَا رَأَيْت لَهُ من الشّعْر فَلم أَجِدهُ ولد معنى انْفَرد بِهِ وَلَا زَاده زِيَادَة توجبه لَهُ وَمن شعره من الْكَامِل (لظبى المناصل والوشيج الذبل ... شرفٌ أناف على السماك الأعزل) (ولعزة الْإِسْلَام من أبياته ... نصرٌ يفل شبا الحسام المقصل) (غضبوا لدينهم فنالوا فَوق مَا ... أملوا بِكُل مهندٍ ومذبل) مِنْهَا من الْكَامِل (لبسوا الْقُلُوب على الدروع مفاضةً ... وردوا الشنار الأعظل) وَمِنْه من الطَّوِيل (إِذا لم تطَأ بض السيوف عزائمي ... إِذا قرعت عِنْد اللِّقَاء الظنابيب) (فَلَا صَحِبت كفي كعوب مثقفٍ ... وَلَا خَاضَ فِي غمر المهالك يعبوب) (خليلي حثا بِي الْمطِي فَمَا لنا ... على غير حَيّ الْمَالِكِيَّة أسلوب)

ابن الحصني المصري

(وَمَا هاجني إِلَّا بكاء حمامةٍ ... شجاني لَهُ من دوحة البان تطريب) (دعت سَاق حرٍ والظلام كَأَنَّهُ ... رقيبٌ لَهُ بَين السوامر مرقوب) قَالَ ابْن رَشِيق وَتوجه حسن إِلَى الْمشرق أول سنة تسع وَأَرْبَعمِائَة وَأقَام بِمَكَّة يتَوَلَّى خدمَة أبي الْفرج وتأديب وَلَده 3 - (ابْن الحصني الْمصْرِيّ) أَبُو الْحسن بن عبد الْعَظِيم بن أبي الْحسن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْمُحدث مكين الدّين ابْن الحصني الْمصْرِيّ ولد بِمصْر سنة سِتّمائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع الْكثير من الجم الْغَفِير وَكتب وتعب وَحصل وَفهم وَأكْثر عَن أَصْحَاب السلَفِي وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة فَاضلا متميزاً) 3 - (سبط زِيَادَة المعمر) الْحسن بن عبد الْكَرِيم بن عبد السَّلَام بن فتح الغماري المغربي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُقْرِئ المجود الصَّالح المعمر بَقِيَّة المسندين أَبُو مُحَمَّد الْمَالِكِي الملقن الْمُؤَدب سبط الْفَقِيه زِيَادَة بن عمرَان ولد سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة بِمصْر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ تَلا بالروايات على أَصْحَاب أبي الْجُود وَسمع من أبي الْقَاسِم بن عِيسَى جملَة صَالِحَة وَكَانَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بل مَا روى لنا عَنهُ سواهُ وَكَانَ عِنْده عَنهُ التَّيْسِير والتذكرة والعنوان فِي الْقرَاءَات وَكتاب الْمُحدث الْفَاصِل للوامهرمزي وَكتاب النَّاسِخ والمنسوخ لأبي دَاوُد وعدة أَجزَاء وَسمع الشاطبيتين من أبي عبد الله الْقُرْطُبِيّ تلميذ الشاطبي وَتفرد بمروياته وَكَانَ شَيخا حسنا متواضعاً طيب الْأَخْلَاق روى عَنهُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَفتح الدّين بن سيد النَّاس والواني وَابْن الْفَخر والعلامة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ 3 - (أَبُو عَليّ النجاد الْحَنْبَلِيّ) الْحسن بن عبد الله أَبُو عَليّ النجاد الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ صنف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين والثلاثمائة أَخذ عَن أبي مُحَمَّد البربهاري وَأبي الْحسن بن بشار وتفقه بِهِ عبد الْعَزِيز غُلَام الزّجاج وَأَبُو عبد الله بن حَامِد وَجَمَاعَة 3 - (السيرافي النَّحْوِيّ) الْحسن بن عبد الله بن الْمَرْزُبَان أَبُو سعيد السيرافي النَّحْوِيّ

القَاضِي نزيل بَغْدَاد حدث عَن أبي بكر بن زِيَاد النَّيْسَابُورِي وَابْن دُرَيْد وَمُحَمّد بن أبي الْأَزْهَر وروى عَنهُ جمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا كَبِير الشَّأْن كَانَ أَبوهُ مجوسياً أسلم وسموه عبد الله تصدر أَبُو سعيد لإقراء الْقرَاءَات والنحو واللغة وَالْفِقْه والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَكَانَ من أعلم النَّاس بِنَحْوِ الْبَصرِيين عَارِفًا بِفقه أبي حنيفَة) قَرَأَ الْقُرْآن على أبي بكر بن مُجَاهِد وَأخذ اللُّغَة عَن ابْن دُرَيْد والنحو عَن أبي بكر بن السراج

أبو أحمد العسكري

وَكَانَ لَا يَأْكُل إِلَّا من كسب يَده تديناً فَكَانَ لَا يجلس للْقَضَاء وَلَا الِاشْتِغَال حَتَّى ينْسَخ كراساً يَأْخُذ أجرته عشرَة دَرَاهِم قَالَ ابْن أبي الفوارس كَانَ يذكر عَنهُ الاعتزال وَلم يظْهر مِنْهُ شَيْء وَأفْتى فِي جَامع الْمَنْصُور خمسين سنة وَصَامَ أَرْبَعِينَ سنة شرح كتاب سِيبَوَيْهٍ وألفات الْقطع والوصل والإقناع فِي النَّحْو وكمله وَلَده يُوسُف وأخبار النُّحَاة وَالْوَقْف والابتداء وصناعة الشّعْر والبلاغة وَشرح مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد والمدخل إِلَى كتاب سِيبَوَيْهٍ وجزيرة الْعَرَب وَكَانَت بَينه وَبَين أبي الْفرج صَاحب الأغاني منافسةٌ جرت الْعَادة بِمِثْلِهَا بَين الْفُضَلَاء فَقَالَ أَبُو الْفرج من الْخَفِيف لسن صَدرا وَلَا قَرَأت على صدر وَلَا علمك البكي بشاف (لعن الله كل نحوٍ وشعرٍ ... وعروضٍ يَجِيء من سيراف) وَجَرت بَينه وَبَين مَتى بن يُونُس القنائي الفيلسوف مناظرةٌ طَوِيلَة قد سَاقهَا ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَهِي طَوِيلَة وَطول تَرْجَمته إِلَى الْغَايَة أَيْضا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَكَانَ أَبُو حَيَّان التوحيدي يعظمه وَقد مَلأ تصانيفه بِذكرِهِ وَالثنَاء عَلَيْهِ وَذكر فضائله 3 - (أَبُو أَحْمد العسكري) الْحسن بن عبد الله بن سعيد بن إِسْمَاعِيل بن زيد بن حَكِيم العسكري أَبُو أَحْمد اللّغَوِيّ الْعَلامَة مولده سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي الْأَدَب وَهُوَ صَاحب أخبارٍ ونوادر وَله رِوَايَة متسعة وتصانيف مفيدة مِنْهَا كتاب التَّصْحِيف وراحة الْأَرْوَاح وَالْحكم والأمثال وَتَصْحِيح الْوُجُوه والنظائر والزواجر والمواعظ وصناعة الشّعْر والمختلف والمؤتلف وَكَانَ قد سمع بِبَغْدَاد وَالْبَصْرَة وإصبهان وَغَيرهَا من شُيُوخ فيهم أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأَبُو دَاوُد السجسْتانِي وَبَالغ فِي الْكِتَابَة وعلت سنه واشتهر فِي الْآفَاق بِالدّينِ والدراية والتحديث) والإتقان وانتهت إِلَيْهِ رياسة التحديث والإملاء للآداب والتدريس بقطر خوزستان ورحل إِلَيْهِ الأجلاء للأخذ عَنهُ وَالْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَكَانَ يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته مَا يختاره من عالي رِوَايَته عَن أشياخه الْمُتَقَدِّمين

أبو هلال العسكري

وَمِنْهُم أَبُو مُحَمَّد عَبْدَانِ الْأَهْوَازِي وَأَبُو بكر بن دُرَيْد ونفطويه وَأَبُو جَعْفَر بن زُهَيْر ونظراؤهم وَمن متأخري أَصْحَابه الَّذين رووا عَنهُ الحَدِيث ومتقدميهم أَبُو عَليّ الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْمُقْرِئ الْأَهْوَازِي نزيل دمشق إِلَّا أَنه ان قد انْقَلب عَلَيْهِ اسْمه فَيَقُول فِي تصانيفه أخبرنَا أَبُو أَحْمد عبد الله بن الْحسن بن سعيد النَّحْوِيّ بعسكر مكرم قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بن جريرٍ الطَّبَرِيّ وَغَيره وَكَانَ الصاحب بن عباد يتَمَنَّى لقاءه وَيكْتب إِلَيْهِ ويطلبه فيعتل عَلَيْهِ بالشيخوخة وَالْكبر فَلَمَّا قرب من عَسْكَر مكرم صُحْبَة السُّلْطَان كتب إِلَيْهِ كتابا من جملَته من الطَّوِيل (وَلما أَبَيْتُم أَن تزوروا وقلتم ... ضعفنا فَمَا نقوى على الوخدان) (أَتَيْنَاكُم من بعد أرضٍ نزوركم ... على منزلٍ بكرٍ لنا وعوان) (نسائلكم هَل من قرى لنزيلكم ... بملء جفون لَا بملء جفان) فأملى الْجَواب عَن النثر نثراً وَعَن النّظم نظماً وَقَالَ فِيهِ من الطَّوِيل (أروم نهوضاً ثمَّ يثني عزيمتي ... تعوذ أعضائي من الرجفان) (فضمنت بَيت لبن الشريد كَأَنَّمَا ... تعمد تشبيهي بِهِ وعناني) (أهم بِأَمْر الحزم لَو أستطيعه ... وَقد حيل بَين العير والنزوان) ثمَّ نَهَضَ وَقَالَ لَا بُد من الْحمل على النَّفس فَإِن الصاحب لَا يقنعه هَذَا وَركب وقصده فَلم يتَمَكَّن من الْوُصُول إِلَيْهِ لاستيلاء الحشم فَصَعدَ تلعةً وَرفع صَوته بقول أبي تَمام من الْبَسِيط (مَا لي أرى الْقبَّة الفيحاء مقفلةً ... دوني وَقد طَال مَا استفتحت مقفلها) (كَأَنَّهَا جنَّة الفردوس معرضة ... وَلَيْسَ لي عملٌ زاكٍ فَأدْخلهَا) فناداه الصاحب ادخلها يَا أَبَا أَحْمد فلك السَّابِقَة الأولى فتبادر إِلَيْهِ أَصْحَابه فَحَمَلُوهُ حَتَّى جلس بَين يَدَيْهِ وَلما وقف الصاحب على جَوَاب العسكري استحسنه كثيرا وَقَالَ لَو عرفت أَن هَذَا المصراع يَقع فِي هَذِه القافية لم أتعرض لَهَا وَلَكِنِّي ذهلت عَنهُ وَذهب عني يُرِيد) قَوْله وَقد حيل بَين العير والنزوان 3 - (أَبُو هِلَال العسكري) الْحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهْرَان أَبُو هِلَال اللّغَوِيّ العسكري أَيْضا كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْأَدَب وَالشعر وَيعرف الْفِقْه أَيْضا وَمِمَّنْ روى عَنهُ أَبُو سعد السمان الْحَافِظ بِالريِّ وَأَبُو الْغَنَائِم بن حَمَّاد الْمُقْرِئ إملاءً

وَمن تصانيفه كتاب التَّلْخِيص فِي اللُّغَة وجوده وَكتاب صناعتي النّظم والنثر وَهُوَ مُفِيد وجمهرة الْأَمْثَال ومعاني الْأَدَب وَمن احتكم من الْخُلَفَاء إِلَى الْقُضَاة والتبصرة وَهُوَ مُفِيد وَشرح الحماسة وَالدِّرْهَم وَالدِّينَار المحاسن فِي تَفْسِير الْقُرْآن خمس مجلدات كتاب الْعُمْدَة فضل الْعَطاء على الْعسر مَا تلحن فِيهِ الْخَاصَّة أَعْلَام المغاني فِي مَعَاني الشّعْر كتاب الْأَوَائِل الْفرق بَين الْمعَانِي نَوَادِر الْوَاحِد وَالْجمع ديوَان شعره قَالَ ياقوت وَأما وَفَاته فَلم يبلغنِي فِيهَا شيءٌ غير أَنِّي وجدت فِي آخر كتاب الْأَوَائِل من تصنيفه وفرغنا من إملاء هَذَا الْكتاب يَوْم الْأَرْبَعَاء لعشرٍ خلت من شعْبَان سنة خمسٍ وَتِسْعين وثلاثمائة وَكَانَ يتبزز احْتِرَازًا من الطمع والدناءة والتبذل قلت وَقد ذكره الباخرزي فِي كتاب دمية الْقصر وَمن شعره من الطَّوِيل (جلوسي فِي سوقٍ أبيع وأشتري ... دليلٌ على أَن الْأَنَام قرود) (وَلَا خير فِي قومٍ يذل كرامهم ... ويعظم فيهم نذلهم ويسود) (وتهجوهم عني رثاثة ملبسي ... هجاء قبيحاً مَا عَلَيْهِ مزِيد) وَمِنْه من الطَّوِيل (إِذا كَانَ مَالِي مَال من يلقط الْعَجم ... وحالي فِيكُم حَال من حاك أَو حجم) (فَأَيْنَ انتفاعي بِالْأَصَالَةِ والحجى ... وَمَا ربحت كفي على الْعلم وَالْحكم) (وَمن ذَا الَّذِي فِي الدَّهْر يبصر حالتي ... فَلَا يلعن القرطاس والحبر والقلم) وَله قصيدة يفضل فِيهَا فصل الشتَاء على غَيره من الْفُصُول وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل) (علينا محاذاة المرامي سهامنا ... وَلَيْسَ علينا أَن نصيب وَلَا نخطي) قلت قد أَخذه من قَول الآخر من الْبَسِيط (وَمَا عَليّ إِذا مَا لم أنل غرضي ... إِذا رميت وسهمي فِيهِ تسديد) وَمِنْه أَيْضا من المنسرح (لي ذكرٌ لَا يزَال يفضحني ... كأنني مِنْهُ فَوق إرزبه) (عَاد قَمِيصِي بِهِ قلنسوةٌ ... وأصبحت جبتي بِهِ قبه) (فَإِن تكن كربةٌ تكابدها ... فَلَا تخف فَهُوَ كاشف الكربه) قلت من هُنَا أَخذ الْقَائِل قَوْله من السَّرِيع

الأمير ابن أبي حصينة

(وَيحك يَا أيري أما تَسْتَحي ... تخجلني مَا بَين جلاسي) (تطلع من طوقي كَذَا عَامِدًا ... تنكس الْعمة عَن راسي) وَمن شعر أبي هِلَال قَوْله من الْكَامِل (شوقي إِلَيْك وَإِن نأيت شَدِيد ... شوقٌ عَليّ بِهِ الْإِلَه شَهِيد) (طُوبَى لمن أَمْسَى يراك بِعَيْنِه ... وتراه عَيْنك إِنَّه لسَعِيد) وَمِنْه من الْخَفِيف (لَا يَغُرنكُمْ علو لئيم ... فعلوٌ لَا يسْتَحق سفال) (فارتفاع الغريق فِيهِ فضوحٌ ... وعلو المصلوب فِيهِ نكال) وَمن شعر أبي هِلَال العسكري قَوْله من الْبَسِيط (مَا بَال نَفسك لَا تهوى سلامتها ... وَأَنت فِي عرض الدُّنْيَا ترغبها) (دارٌ إِذا جَاءَت الآمال تعمرها ... جَاءَت مُقَدّمَة الْآجَال تخربها) (أَرَاك تطلب دنيا لست تدركها ... فَكيف تدْرك أُخْرَى لست تطلبها) وَمِنْه من الْخَفِيف (بركوب المقبحات جهارا ... يفْسد الجاه والمروءة تخرب) (فَاجْعَلْ الْجد بِالنَّهَارِ شعاراً ... واله بِاللَّيْلِ مَا بدا لَك والعب) (كم تسربلت من رِدَاء ظلامٍ ... ضحك اللَّهْو مِنْهُ إِذْ هُوَ قطب) (وَرَأَيْت الهموم بِاللَّيْلِ أدهى ... وكذاك السرُور بِاللَّيْلِ أعذب) ) قلت أحسن من هَذِه الْقطعَة مَا كتب بِهِ يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي إِلَى ابْنه الْفضل بن يحيى وَقد بلغه الانهماك على اللَّذَّات بِالنَّهَارِ وَهُوَ انصب نَهَارا لطلب الْعلَا 3 - (الْأَمِير ابْن أبي حَصِينَة) الْحسن بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْجَبَّار بن أبي حَصِينَة الْأَمِير أَبُو الْفَتْح السّلمِيّ المعري توفّي رَحمَه الله سنة سِتّ أَو سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة بحلب ومولده قبل التسعين مدح الْأَمِير أَسد الدولة أَبَا صَالح عَطِيَّة بن صَالح بن مرداس بقصيدة أَولهَا من الطَّوِيل (سرى طيف هندٍ والمطي بِنَا تسري ... فأخفى دجى ليلِي وَأبْدى سنا فجري) مِنْهَا من الطَّوِيل (خليلي فَكَأَنِّي من الْهم واركبا ... فجاج الموامي الغبر فِي النوب الغبر)

(إِلَى ملك من عامرٍ لَو تمثلت ... مناقبه أغنت عَن الأنجم الزهر) (إِذا نَحن أثنينا عَلَيْهِ تلفتت ... إِلَيْهِ المطايا مصغياتٍ إِلَى قتر) (وَفَوق سَرِير الْملك من آل صَالح ... فَتى وَلدته أمه لَيْلَة الْقدر) (فَتى وَجهه أبهى من الْبَدْر منْظرًا ... وأخلاقه أشهى من المَاء وَالْخمر) مِنْهَا من الطَّوِيل (أَبَا صَالح أَشْكُو إِلَيْك نوائباً ... عرتني كَمَا يشكو النَّبَات إِلَى الْقطر) (لتنظر نحوي نظرةً لَو نظرتها ... إِلَى الصخر فجرت الْعُيُون من الصخر) مِنْهَا من الطَّوِيل (وَفِي الدَّار خَلْفي صبيةٌ قد تَركتهم ... يطلون إطلال الْفِرَاخ من الوكر) (جنيت على روحي بروحي جِنَايَة ... فأثقلت ظَهْري بِالَّذِي خف من ظَهْري) (فَهَب هبة يبْقى عَلَيْك ثناءها ... بَقَاء النُّجُوم الطالعات الَّتِي تسري) قَالَ أُسَامَة بن مُرشد بن عَليّ بن مُقلَّد بن نصر بن مُنقذ فَلَمَّا فرغ من إنشادها أحضر الْأَمِير أَسد الدولة القَاضِي وَالشُّهُود وَأشْهد على نَفسه بِتَمْلِيك ابْن أبي حَصِينَة ضيعتين من ملكه لَهما ارتفاعٌ كبيرٌ وَأَجَازَهُ وَأحسن إِلَيْهِ فأثرى وتمول وَمن شعر ابْن أبي حَصِينَة من الطَّوِيل (وَلما وقفنا للوداع وقلبها ... وقلبي يبثان الصبابة والوجدا) ) (بَكت لؤلؤا رطبا وفاضت مدامعي ... عقيقاً فَصَارَ الْكل فِي نحرها عقدا) وَمِنْه من الْكَامِل (مَا بَال شمس الْحَيّ ذَات شماسٍ ... لما رَأَتْ وضح المشيب براسي) (يَا هَذِه لَو كنت جد شفيقةٍ ... لرثيت لي مِمَّا أَبيت أقاسي) (لَكِن فُؤَادك مثل فودك فاحمٌ ... وكذاك قَلْبك مثل قَلْبك قَاس) وَمِنْه من الطَّوِيل (أما وَالَّذِي حج الملبون بَيته ... فَمن ساجدٍ لله فِيهِ وَرَاكِع) (لقد جرعتني كأس بينٍ مريرةً ... من الْبعد سلمى بَين تِلْكَ الأجارع) (وحلت بِأَكْنَافِ الغضا فَكَأَنَّمَا ... حشت ناره بَين الحشا والأضالع) وَلما امتدح أَبُو الْفَتْح بن أبي حَصِينَة نصر بن صالحٍ بحلب قَالَ لَهُ تمن فَقَالَ

النخعي

أَتَمَنَّى أَن أكون أَمِيرا فَجعله أَمِيرا يجلس مَعَ الْأُمَرَاء ويخاطب بالأمير وقربه وَصَارَ يحضر مَجْلِسه فِي زمرة الْأُمَرَاء ثمَّ وهبه أَيْضا مَكَانا بحلب قبلي حمام الواساني فعمرها دَارا وزخرفها وعرضها وتمم بنيانها وكمل حَالهَا وَنقش على دائر الدرابزين من السَّرِيع (دارٌ بنيناها وعشنا بهَا ... فِي دعةٍ من آل مرداس) (قومٌ محوا بؤسي وَلم يتْركُوا ... عَليّ فِي الْأَيَّام من باس) (قل لبني الدُّنْيَا أَلا هَكَذَا ... فَلْيفْعَل النَّاس مَعَ النَّاس) وَلما تَكَامل عمل الدَّار عمل دَعْوَة وأحضر إِلَيْهَا نصر بن صَالح فَلَمَّا أكل الطَّعَام وَرَأى حسن بِنَاء الدَّار ونقوشها وَقَرَأَ الأبيات قَالَ يَا أَمِير كم خسرت على بِنَاء الدَّار فَقَالَ يَا مَوْلَانَا مَا لي علم بل هَذَا الرجل تولى عمارتها فَسَأَلَ ذَلِك المعمار فَقَالَ غرم عَلَيْهَا ألفي دينارٍ مصرية فأحضر لَهُ من سَاعَته ألفي دِينَار مصرية وثوب أطلسٍ وعمامةً مذهبَة وحصاناً بطوق ذهب وسحب ذهب وسرفسار ذهب وَقَالَ لَهُ من السَّرِيع (قل لبني الدُّنْيَا أَلا هَكَذَا ... فَلْيفْعَل النَّاس مَعَ النَّاس) وَبعد أَيَّام حضر رجلٌ من أهل المعرة ينبز بالزقوم كَانَ من أراذلها وَفِيه رجلة فَطلب خبز جندي فَأعْطِي ذَلِك وَجعل من أجناد المعرة فَلَمَّا وصل نظم أَحْمد بن مُحَمَّد الدويدة المعري من الْكَامِل) (أهل المعرة تَحت أقبح خطة ... وبهم أَنَاخَ الْخطب وَهُوَ جسيم) (لم يَكفهمْ تأمير ابْن حصينةٍ ... حَتَّى تجند بعده الزقوم) (يَا قوم قد سئمت لذاك نفوسنا ... يَا قوم أَيْن التّرْك أَيْن الرّوم) فاشتهرت الأبيات بالمعرة وحلب فَسَمعَهَا الْأَمِير أَبُو الْفَتْح فَعبر على بَاب ابْن الدويدة وَسلم عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ وَيلك يَا ابْن الدويدة هجوتني وَالله مَا بِي من هجوي مثل مَا بِي كونك قرنتني إِلَى الزقوم فَضَحِك ابْن الدويدة وَقَالَ الْآن وَالله كَانَ عِنْدِي الزقوم وَقَالَ وَالله مَا بِي من الهجو مَا بِي من كونك قرنتني بِابْن أبي حَصِينَة فَقَالَ لَهُ قبحك الله وَهَذَا هجو ثانٍ وَهَذَا الْأَمِير أَبُو الْفَتْح شَاعِر وَولده الْأَمِير أَبُو الذواد المفرج بن الْحسن شاعرٌ أَيْضا وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (النَّخعِيّ) الْحسن بن عبد الله النَّخعِيّ وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة

العرني الكوفي

3 - (العرني الْكُوفِي) الْحسن بن عبد الله العرني بِضَم الْعين وَفتح الرَّاء وَبعدهَا نون الْكُوفِي يروي عَن ابْن عَبَّاس وَعَمْرو بن حُرَيْث وَعبيد الله بن نَضْلَة وعلقمة بن قيس وَيحيى بن الجزار توفّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى التِّرْمِذِيّ 3 - (لكذة) الْحسن بن عبد الله الْمَعْرُوف بلغدة ولكذة الإصبهاني أَبُو عَليّ قدم بَغْدَاد وَكَانَ جيد الْمعرفَة بالأدب حسن الْقيام بِالْقِيَاسِ موفقاً فِي كَلَامه إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَكَانَ فِي طبقَة أبي حنيفَة الدينَوَرِي مشايخهما سواءٌ وَكَانَ بَينهمَا مناقضاتٌ وَحفظ فِي صغره كتب أبي زيد وَأبي عُبَيْدَة والأصمعي ثمَّ تتبع مَا فِيهَا فامتحن بهَا الْأَعْرَاب الوافدين على إصبهان وَكَانُوا يفدون على مُحَمَّد بن يحيى بن أبان ويضربون خيامهم بِفنَاء دَاره وَكَانَ أَبُو عَليّ يلقِي عَلَيْهِم مسَائِل مشكوكةً من كتب اللُّغَة وَيثبت تِلْكَ الْأَوْصَاف عَنْهُم فِي كتبه الَّذِي سَمَّاهُ كتاب النَّوَادِر ثمَّ لم يكن لَهُ آخر أَيَّامه نظيرٌ بالعراق وَمن كتبه كتاب الصِّفَات كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب خلق الْفرس وَالرَّدّ على الشُّعَرَاء نقضه) عَلَيْهِ أَبُو حنيفَة الدينَوَرِي كتاب النُّطْق الرَّد على أبي عبيدٍ فِي غَرِيب الحَدِيث كتاب علل النَّحْو كتابٌ مختصرٌ فِي النَّحْو الهشاشة والبشاشة كتاب التَّسْمِيَة شرح مَعَاني الْبَاهِلِيّ نقض علل النَّحْو الرَّد على ابْن قُتَيْبَة فِي غَرِيب الحَدِيث وَمن شعره من الْكَامِل (ذهب الرِّجَال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمرٍ مُنكر) (وَبقيت فِي خلفٍ يزين بَعضهم ... بَعْضًا ليستر معورٌ من معور) (الْجد انهض بالفتى من كده ... فانهض بجدٍ فِي الْحَوَادِث أَو ذَر) (وَإِذا تعسرت الْأُمُور فارجها ... وَعَلَيْك بِالْأَمر الَّذِي لم يعسر) 3 - (العثماني) الْحسن بن عبد الله العثماني أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِي ذكره عبد الغافر فِي كتاب السِّيَاق وَقَالَ مَاتَ فِي شهور سنة نيفٍ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَقَالَ هُوَ الإِمَام الْكَامِل البارع فِي فنه المعجز فِي نكته لَهُ التصانيف الْمَشْهُورَة فِي التَّذْكِير والخطب وطرف الْأَشْعَار والرسائل والموشحات الغريبة والصناعات البديعة والترصيعات الرشيقة فِي النّظم والنثر بِحَيْثُ يَسْتَفِيد مِنْهَا الأكابر والأماثل

ناصر الدولة

تفقه على الْجُوَيْنِيّ ثمَّ انْتقل إِلَى نَاحيَة بست وسكنها ووافى بهَا قبولاً بَالغا فَصَارَ مشاراً إِلَيْهِ فِي عصره قلت وَكتب إِلَيْهِ الباخرزي صَاحب الدمية من الْكَامِل (الله يعلم أنني متبجحٌ ... بمحاسن الْحسن بن عبد الله) (كم للظريف أبي عَليّ نكتةٌ ... غربت فَلم تدر الْخَلَائق مَا هِيَ) كجواهر الأصداف بل كزواهر الْآدَاب بل عظمت من الْأَشْبَاه (شَاهَت وُجُوه الطالبين لشأوه ... فهم البيادق وَهُوَ مثل الشاه) فَكتب العثماني الْجَواب إِلَيْهِ من الْكَامِل (يَا هدهداً هُوَ كالفيوج بِحمْلِهِ ... فِي هَامة الرَّأْس الْكتاب مضاهي) (اذْهَبْ إِلَيْهِ بِالْكتاب فألقه ... بِالْقربِ مِنْهُ وَإِن نهاك الناهي) (وتول عَنهُ وانظرن فِي خُفْيَة ... بِمَ يذكر الْحسن بن عبد الله) ) فَأجَاب الباخرزي من الْكَامِل (تِلْكَ الْجنان قطوفهن دوان ... تشدو حمائمها على الأغصان) (أم صدغ معشوقٍ تصولج مسكه ... من ورد وجنته على ميدان) (أم روضةٌ بيد السَّحَاب مروضةٌ ... لنسيمها لعبٌ بِغُصْن البان) (أم شعر أظرف من مَشى فَوق الثرى ... حسن بن عبد الله ذِي الْإِحْسَان) (عُثْمَان يَوْم الدَّار لم يَك جازعاً ... جزعي لحرقة فرقة العثماني) فَأجَاب العثماني وَهُوَ بقرية بَان من الْكَامِل (ريح الصِّبَا خلي قضيب البان ... هبي على قلبِي بقرية بَان) (هبي عَلَيْهِ سحرةً قولي لَهُ ... كم ذَا الْمقَام كَذَا بدار هوان) (قد كنت تولع بالبديع وشعره ... فَارْجِع فقد وافى بديع زمَان) (أَيْن البديع من الطريف الْفَاضِل ... بن الْفَاضِل الْفَرد الْعَلِيم الثَّانِي) (سلسل خطوطك مَا غَدا متسلسلاً ... شاطي الْحمام الْوَرق بالأغصان) وَمن شعر العثماني (لَا تعلون على السُّلْطَان طائفةٌ ... وَبعد ذَاك لتفعل كل مَا فعلت) (لَا تحرق النَّار إِلَّا كل نابتةٍ ... لِأَنَّهَا نازعتها فِي الْعلَا فعلت) 3 - (نَاصِر الدولة) الْحسن بن عبد الله بن حمدَان بن حمدون بن الْحَارِث بن لُقْمَان بن

ابن القريق المقرئ

رَاشد بن الْمثنى يَنْتَهِي إِلَى تغلب هُوَ أَبُو مُحَمَّد نَاصِر الدولة بن أبي الهيجاء صَاحب الْموصل وَمَا والاها تنقلت بِهِ الْأَحْوَال تاراتٍ إِلَى أَن ملك الْموصل بعد أَن كَانَ بهَا نَائِبا عَن أَبِيه ولقبه الْخَلِيفَة المتقي لله نَاصِر الدولة وَذَلِكَ سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة ولقب أَخَاهُ سيف الدولة فِي ذَلِك الْيَوْم وَعظم شَأْنهمَا وَكَانَ نَاصِر الدولة أكبر من سيف الدولة وأقدم منزلَة عِنْد الْخُلَفَاء وَكَانَ كثير التأدب مَعَه وَجَرت بَينهمَا وَحْشَة فَكتب إِلَيْهِ سيف الدولة من الْخَفِيف لست أجفو وَإِن جفيت وَلَا أترك حَقًا عَليّ فِي كل حَال إِنَّمَا أَنْت وَالِد وَالْأَب الجافي يجازى بِالصبرِ وَالِاحْتِمَال وَكتب إِلَيْهِ مرّة أُخْرَى من الطَّوِيل) (رضيت لَك الْعليا وَإِن كنت أَهلهَا ... وَقلت لَهُم بيني وَبَين أخي فرق) (وَلم يَك بِي عَنْهَا نكولٌ وَإِنَّمَا ... تجافيت بِي عَنْهَا فتم لَك الْحق) (وَلَا بُد لي من أَن أكون مُصَليا ... إِذا كنت أرْضى أَن يكون لَك السَّبق) قلت هَذِه الأبيات تنظر إِلَى قَول الشريف الرضى من الْكَامِل (مهلا أَمِير الْمُؤمنِينَ فإننا ... فِي دوحة العلياء لَا نتفرق) (مَا بَيْننَا هَذَا التَّفَاوُت كُله ... أبدا كِلَانَا فِي السِّيَادَة معرق) (إِلَّا الْخلَافَة ميزتك وَإِنَّمَا ... أَنا عاطلٌ مِنْهَا وَأَنت مطوق) وَكَانَ نَاصِر الدولة شَدِيد الْمحبَّة لِأَخِيهِ سيف الدولة فَلَمَّا توفّي سيف الدولة تَغَيَّرت أَحْوَال نَاصِر الدولة وَسَاءَتْ أخلاقه وَضعف عقله إِلَى أَن لم يبْق لَهُ حرمةٌ عِنْد أَوْلَاده وجماعته فَقبض عَلَيْهِ وَلَده عدَّة الدولة فضل الله الْمَعْرُوف بالغضنفر بالموصل باتفاقٍ من إخْوَته وسيره إِلَى قلعة أردمشت قَالَ ابْن الْأَثِير هِيَ القلعة الْمُسَمَّاة الْآن كواشي وَلم يزل بهَا مَحْبُوسًا إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة وَنقل إِلَى الْموصل وَدفن بتل تَوْبَة شَرْقي الْموصل وَكَانَت مُدَّة إمارته اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَقتل أَبوهُ بِبَغْدَاد وَهُوَ يدافع عَن الإِمَام القاهر سنة سبع عشرَة وثلاثمائة 3 - (ابْن القريق الْمُقْرِئ) الْحسن بن عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن القريق بقافين الأولى مَضْمُومَة وَبَينهمَا راءٌ مَكْسُورَة بعْدهَا يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة كَذَا وجدته مضبوطا قَرَأَ الْقُرْآن على أبي بكر بن مُجَاهِد وعَلى مُحَمَّد بن الْحسن النقاش وَأبي الْحسن مُحَمَّد

ابن رئيس الرؤساء

بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن جَعْفَر بن بويان الْحَرْبِيّ وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمروزِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو نصر مَنْصُور بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْمُقْرِئ الْعِرَاقِيّ وروى عَنهُ فِي كتاب الْإِشَارَة من جمعه وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (ابْن رَئِيس الرؤساء) الْحسن بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن عَليّ بن الْحسن بن الْمُسلم تَاج الدّين أَبُو عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن رَئِيس الرؤساء وَهُوَ أَخُو الْوَزير مُحَمَّد كَانَ من الْأَعْيَان الأماثل بِبَغْدَاد تولى النّظر بأعمال نهر الْملك وَغَيره وَكَانَ فَاضلا نبيلاً) سمع أَبَا مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الْملك بن خيرون وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (شرف الدّين بن الْجمال الْحَنْبَلِيّ) الْحسن بن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد الإِمَام شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال أبي مُوسَى الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة خمس وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع من الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَابْن ملاعب ومُوسَى بن عبد الْقَادِر وَابْن رَاجِح وَالشَّيْخ الْمُوفق وتفقه عَلَيْهِ وعَلى غَيره وأتقن الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس ورحل فِي طلب الحَدِيث ودرس بالجوزية وَكتب عَنهُ الدمياطي والأبيوردي وروى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الزراد وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَولي الْقَضَاء وَلَده شهَاب الدّين وناب عَنهُ أَخُوهُ شرف الدّين 3 - (أَبُو عَليّ الصّقليّ الْمُقْرِئ) الْحسن بن أبي عبد الله بن صَدَقَة بن أبي الْفتُوح الإِمَام الْمُقْرِئ الزَّاهِد أَبُو عَليّ الْأَزْدِيّ الصّقليّ ولد سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة قَرَأَ الْقُرْآن على السخاوي وَأقَام بِدِمَشْق وروى بِالْإِجَازَةِ عَن الْمُؤَيد الطوسي وَأبي روح الْهَرَوِيّ وَزَيْنَب الشعرية وَكَانَ من الْعباد وروى عَنهُ ابْن الخباز وعلاء الدّين بن الْعَطَّار 3 - (أَبُو عَليّ الرَّاشِدِي الْمُقْرِئ) الْحسن بن عبد الله بن ويحيان بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا ألف وَنون كَذَا وجدته مضبوطاً الرَّاشِدِي نِسْبَة إِلَى بني رَاشد قَبيلَة من البربر التلمساني الْمُقْرِئ أَبُو عَليّ شيخ صَالح صَاحب صدق ومعاملة كَانَ إِمَامًا حاذقاً بالقراءات بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ قدم الْقَاهِرَة وَقَرَأَ بالروايات على الْكَمَال بن الشجاع الضَّرِير وَجلسَ للإقراء وَعَلِيهِ قَرَأَ مجد الدّين التّونسِيّ وشهاب الدّين أَحْمد بن جبارَة الْمَقْدِسِي وَكَانَ كل مِنْهُمَا يُبَالغ فِي وَصفه بِالْعلمِ وَالْعَمَل

قاضي القضاة شرف الدين الحنبلي

وَلم يكن عَارِفًا بِالْأَسَانِيدِ وَلَا متقناً لتجويد الْحُرُوف لِأَنَّهُ لم يقْرَأ على متقن وَكَانَ فِي لِسَانه شيءٌ من رطانة البربر) وَكَانَ نَحوه نزراً قَرَأَ مُقَدّمَة ابْن بابشاذ وألفية ابْن معطي يحل ظَاهر ذَلِك لمن يقْرَأ عَلَيْهِ وَلم يتلمذ لغير الْكَمَال الضَّرِير وَلَا قَرَأَ مجد الدّين على غَيره وَقد اشْتهر مجد الدّين وَبعد صيته وَآخر من قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن جبارَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين الْحَنْبَلِيّ) الْحسن بن عبد الله بن الشَّيْخ الْقدْوَة الزَّاهِد أبي عمر محمّد بن أَحْمد بن محمّد ابْن قدامَة قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو الْفضل بن الْخَطِيب شرف الدّين أبي بكر الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة سمع من ابْن قميرة وَابْن مسلمة والمرسي واليلداني وَجَمَاعَة قَرَأَ الحَدِيث بِنَفسِهِ على الكفرطابي وَغَيره وتفقه على عَمه شمس الدّين وَصَحبه مدّةً وبرع فِي الْمَذْهَب وَكَانَ مليح الشكل مديد الْقَامَة حسن الْهَيْئَة لَهُ شيب يسير وَفِيه لطف وَمَكَارِم وسيادة ومروءة وديانة وصيانة وأخلاقه زكية وَسيرَته حَسَنَة فِي الْأَحْكَام سمع من البرزالي وَغَيره توفّي بِالْجَبَلِ وشيعه ملك الْأُمَرَاء والقضاة وَدفن بمقبرة جده ودرس بمدرسة جده وبدار الحَدِيث الأشرفية وَولي الْقَضَاء بعد نجم الدّين بن الشَّيْخ 3 - (ابْن الْحَافِظ الفاطمي) الْحسن بن عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد هُوَ ابْن الْحَافِظ لدين الله استوزره أَبوهُ وَجعله ولي الْعَهْد فظلم وعسف وَسَفك الدِّمَاء وَقتل أعوان الْوَزير الَّذِي قَتله حِين قيل أَرْبَعِينَ أَمِيرا فخافه أَبوهُ وجهز بحربه ودس أَبوهُ من سقَاهُ سما لكنه كَانَ يمِيل إِلَى السّنة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ مَوته سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (وَكيل المستظهر بِاللَّه) الْحسن بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن الْحسن بن الْحصين الدسكري أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْفَقِيه هُوَ ووالده كَانَ أَبُو الْقَاسِم من الْأَعْيَان الأماثل ولي الواكلة للمستظهر بِاللَّه وَالنَّظَر فِي المخزن بعد وَفَاة وَالِده وَكَانَ كثير الصَّدَقَة فِي السِّرّ سمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الصريفيني وَأحمد بن مُحَمَّد ابْن النقور وَأبي مَنْصُور عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن غَالب الْعَطَّار وَغَيرهم)

أبو محمد ابن الوزير

وَتوجه رَسُولا من الدِّيوَان إِلَى السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه بأصبهان وَحدث هُنَاكَ قَالَ ابْن النجار وَمَا أَظُنهُ روى شَيْئا بِبَغْدَاد وَتُوفِّي سنة خمس وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو مُحَمَّد ابْن الْوَزير) الْحسن بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن وهب أَبُو مُحَمَّد كَانَ وَالِده وَزِير المكتفي بِاللَّه وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين مَكَانَهُ كَانَ أَبُو مُحَمَّد لَهُ معرفَة بالفلسفة والمنطق صنف كتابا فِي شرح الْمُشكل من كتاب إقليدس وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وفجع فِيهِ أَبوهُ فَقَالَ عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر بن بسام من مخلع الْبَسِيط (أبلغ وَزِير الْأَنَام عني ... وناد يَا ذَا المصيبتبن) (يَمُوت حلف الندى وَيبقى ... حلف الْمَغَازِي أَبُو الْحُسَيْن) (فَأَنت من ذَا عميد قلبٍ ... وَأَنت من ذَا سخين عين) (حَيَاة هَذَا كموت هَذَا ... فالطم على الرَّأْس باليدين) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من مخلع الْبَسِيط (قل لأبي الْقَاسِم المرجى ... قابلك الدَّهْر بالعجائب) (مَاتَ لَك ابْن وَكَانَ زيناً ... وعاش ذُو النَّقْص والمعائب) (حَيَاة هَذَا كموت هَذَا ... فلست تَخْلُو من المصائب) وَقَالَ أَيْضا من الوافر (معَاذ الله من كذبٍ ومين ... لقد أبكت وفاتك كل عين) (هَلَكت أَبُو مُحَمَّد والليالي ... مولكةٌ بتشتيتٍ وَبَين) (إِذا رمنا العزاء أَبَت علينا ... سماحة ماجدٍ طلق الْيَدَيْنِ) وَلما بلغ المقطوعان الْأَوَّلَانِ للوزير عبيد الله أحضر ابْن بسام وَقَالَ يَا هَذَا مَالِي وَلَك تهجوني وتهتف بِي وتجدد أحزاني على وَلَدي مَعَ إحساني إِلَيْك وَإِلَى أَبِيك وَأهْلك فتنصل وَاعْتذر وَقَالَ مَا هَكَذَا قلت وَأنْشد من مخلع الْبَسِيط (قل لأبي الْقَاسِم المرجى ... لن يدْفع الْمَوْت كف غَالب) (لَئِن تولى بِمن تولى ... وَمَوته أعظم المصائب) ) (لقد تخطت بك المنايا ... عَن حاملٍ عَنْك للنوائب) فَقَالَ وَالله لقد قلت الأول وَالثَّانِي وأغضى عَنهُ

أبو علي البندنيجي الشافعي

3 - (أَبُو عَليّ الْبَنْدَنِيجِيّ الشَّافِعِي) الْحسن بن عبيد الله الْفَقِيه أَبُو عَليّ الْبَنْدَنِيجِيّ الشَّافِعِي صَاحب الشَّيْخ أبي حَامِد لَهُ عَنهُ تعليقة مَشْهُورَة وَله مصنفات كَثِيرَة درس بِبَغْدَاد الْفِقْه ثمَّ رَجَعَ إِلَى البندنيجين وَأفْتى وَكَانَ ورعاً صَالحا وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الإخشيدي) الْحسن بن عبيد الله بن طغج بن جف الإخشيدي لما أَقَامَ الْجند أَبَا الفوارس أَحْمد بن عَليّ بن الإخشيد جعلُوا خَلِيفَته فِي تَدْبِير الْأُمُور أَبَا مُحَمَّد الْحسن بن عبيد الله الْمَذْكُور وَهُوَ ابْن عَم أَبِيه وَكَانَ صَاحب الرملة من بِلَاد الشَّام وَهُوَ الَّذِي مدحه أَبُو الطّيب بقصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل (أَنا لائمي إِن كنت وَقت اللوائم ... علمت بِمَا بِي بَين تِلْكَ المعالم) وَقَالَ فِي مخلصها من الطَّوِيل (إِذا صلت لم أترك مصالاً لفاتكٍ ... وَإِن قلت لم أترك مقَالا لعالم) (وَإِلَّا فخانتني القوافي وعاقني ... عَن ابْن عبيد الله ضعف العزائم) وَتزَوج الْحسن فَاطِمَة ابْنة عَمه الإخشيد ودعوا لَهُ على الْمِنْبَر بعد ابْن عَمه أبي الفوارس أَحْمد بن عَليّ وَهُوَ بِالشَّام وَاسْتمرّ الْحَال على ذَلِك إِلَى يَوْم الْجُمُعَة لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة وَدخل إِلَى مصر رايات المغاربة الواصلين صُحْبَة الْقَائِد جَوْهَر فانقرضت دولة الإخشيدية وَكَانَت أَرْبعا وَثَلَاثِينَ سنة وَعشرَة اشهر وَأَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا وَكَانَ قد قدم ابْن عبيد الْمَذْكُور من الشَّام مُنْهَزِمًا من القرامطة وَدخل على ابْنة عَمه الَّتِي تزَوجهَا وَحكم وَتصرف وَقبض على الْوَزير جَعْفَر بن الْفُرَات وصادره وعذبه ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام فِي مستهل شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة وَكَانَ جَعْفَر بن فلاح رَسُول الْقَائِد جَوْهَر قد أسر الْحسن بن عبيد الله من الشَّام وسيره إِلَى) مصر مَعَ جمَاعَة من أُمَرَاء الشَّام إِلَى الْقَائِد جَوْهَر ودخلوا مصر سنة تسع وَخمسين وَكَانَ ابْن عبيد الله قد أَسَاءَ إِلَى المصريين فِي مُدَّة ولَايَته عَلَيْهِم فتركوهم وقوفاً مشهورين مِقْدَار خمس سَاعَات وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِم ويشمت بهم من فِي نَفسه مِنْهُم ثمَّ أنزلوا فِي مضرب الْقَائِد جَوْهَر مَعَ المعتقلين

الحسن بن عثمان القاضي الزيادي

وَقيل إِن الْقَائِد جَوْهَر بعث بِهِ مَعَ جملَة الْأُسَارَى إِلَى الْمعز وَقيل بل مَاتَ فِي الْقصر وَصلى عَلَيْهِ الْعَزِيز نزار بن الْمعز سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة 3 - (الْحسن بن عُثْمَان القَاضِي الزيَادي) الْحسن بن عُثْمَان بن حَمَّاد بن حسان بن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد أَبُو حسان الزيَادي الْبَغْدَادِيّ القَاضِي من أَعْيَان أَصْحَاب الْوَاقِدِيّ روى عَن الْهَيْثَم بن عدي وهشيم بن بشير وَغَيرهمَا وَكَانَ أديباً فَاضلا نسابةً أخبارياً جواداً كَرِيمًا سَمحا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ عَن تسع وَثَمَانِينَ سنة وَمَات هُوَ وَالْحسن بن عَليّ بن الْجَعْد فِي وَقت وَاحِد وَكَانَ الزيَادي قَاضِي مَدِينَة الْمَنْصُور وَكَانَ يصنف الْكتب وتصنف لَهُ وَكَانَت لَهُ خزانَة كتبٍ حَسَنَة وَله كتاب عُرْوَة بن الزبير طَبَقَات الشُّعَرَاء كتاب الْآبَاء والأمهات وَلَيْسَ هُوَ كَمَا يظنّ بِهِ أَنه من ولد زِيَاد بن أَبِيه وَلما أحضرهُ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المصعبي وَالِي بَغْدَاد مَعَ من أحضرهُ لما أَمر الْمَأْمُون بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن عرض ذَلِك عَلَيْهِ وَقَرَأَ كتاب الْمَأْمُون فَكل مِنْهُم غالط وَصرح إِلَّا هُوَ فَإِنَّهُ قَالَ الْقُرْآن كَلَام الله وَالله خَالق كل شَيْء وأمير الْمُؤمنِينَ إمامنا وبسببه سمعنَا عَامَّة الْعلم وَقد سمع مَا لم نسْمع وَعلم مَا لم نعلم وَقد قَلّدهُ الله أمرنَا فَصَارَ يُقيم حجنا وصلاتنا ونؤدي إِلَيْهِ زكوات أَمْوَالنَا ونجاهد مَعَه ونرى إِمَامَته فَإِن أمرنَا أتمرنا وَإِن نَهَانَا انتهينا قَالَ إِسْحَاق الْقُرْآن مَخْلُوق فَأَعَادَ مقَالَته قَالَ إِسْحَاق فَإِن هَذِه مقَالَة أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ قد تكون مقَالَته وَلَا يَأْمر بهَا النَّاس وَإِن أَخْبَرتنِي أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ أَمرك أَن أَقُول قلت مَا أَمرتنِي بِهِ قَالَ مَا أَمرنِي أَن أَقُول لَك شَيْئا قَالَ القَاضِي مَا عِنْدِي إِلَّا السّمع وَالطَّاعَة قَالَ رَأَيْت رب الْعِزَّة فِي النّوم فَرَأَيْت نورا عَظِيما لَا أحسن أصفه وَرَأَيْت شخصا خيل إِلَيّ) أَنه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَأَنَّهُ يشفع إِلَى رب الْعِزَّة فِي رجل من أمته وَسمعت قَائِلا يَقُول ألم يكفك أَنِّي أنزلت عَلَيْك فِي سُورَة الرَّعْد وَإِن رَبك لذُو مغفرةٍ للنَّاس على ظلمهم ثمَّ انْتَبَهت 3 - (أَبُو عَليّ الصرصري) الْحسن بن عُثْمَان بن الْحسن بن هِشَام أَبُو عَليّ الصرصري تفقه على أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَسمع الحَدِيث من عَليّ بن عمر بن الْحسن الْحَرْبِيّ السكرِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن المخلص وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ وَغَيرهم وَكَانَ يكْتب خطا حسنا حدث فِي سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وروى عَنهُ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الكرويي وَأَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن زَكَرِيَّاء الطريثيثي

السعيد صاحب الصبيبة

3 - (السعيد صَاحب الصبيبة) الْحسن بن عُثْمَان الْملك السعيد ابْن الْملك الْعَزِيز ابْن الْعَادِل صَاحب الصبيبة وبانياس توفّي أَبوهُ سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فَقَامَ بعده ابْنه الْملك الظَّاهِر ثمَّ توفّي فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فتملك بعده حسنٌ هَذَا وَبَقِي إِلَى أَن انتزع الصبيبة مِنْهُ الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَأَعْطَاهُ خبْزًا بِالْقَاهِرَةِ فَلَمَّا قتل الْمُعظم هرب إِلَى غَزَّة وَأخذ مَا فِيهَا وتزجه إِلَى الصبيبة وتسلمها فَلَمَّا ملك الْملك النَّاصِر الشَّام أَخذ الْملك السعيد حسنا واعتقله بقلعة البيرة فَلَمَّا دخل هولاكو الشَّام وَملك التتار البيرة أَخْرجُوهُ من السجْن وأحضر عِنْد الْملك بقيوده فَأَطْلقهُ وخلع عَلَيْهِ بسراقوج وَصَارَ من جُمْلَتهمْ وَمَال إِلَيْهِم بكليته وَكَانَ يَقع فِي الْملك النَّاصِر عِنْدهم ويحرض على هَلَاكه فَسَلمُوا إِلَيْهِ الصبيبة وبانياس وَبَقِي فِي خدمَة كتبغا نوين لَا يُفَارِقهُ وَحضر مَعَه مصَاف عين جالوت وَقَاتل مَعَ التتار قتالاً شَدِيدا وَكَانَ بطلاً شجاعاً فَلَمَّا كسروا حضر بَين يَدي السُّلْطَان قطز فَقَالَ هَذَا مَا يَجِيء مِنْهُ خيرٌ فَأمر بِضَرْب عُنُقه فَقتل سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (الْحسن بن عدي شيخ الأكراد) حسن بن عدي بن أبي البركات بن صَخْر بن مُسَافر بن إِسْمَاعِيل الملقب بتاج العارفين شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد شيخ الأكراد وجده أَبُو البركات هُوَ أَخُو الشَّيْخ الْقدْوَة عدي رَحمَه الله تَعَالَى) وَكَانَ شمس الدّين من رجال الْعَالم رَأيا ودهاءً وَله فضل وأدب وَشعر وتصانيف فِي التصوف وَله أتباعٌ ومريدون يبالغون فِيهِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَبَينه وَبَين الشَّيْخ عدي من الْفرق كَمَا بَين الْقدَم وَالْفرق وَبلغ من تَعْظِيم العدوية لَهُ فِيمَا حَدثنِي أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن أَحْمد الإربلي قَالَ قدم واعظٌ على الشَّيْخ حسنٍ هَذَا فوعظ حَتَّى رق حسنٌ وَبكى وَغشيَ عَلَيْهِ فَوَثَبَ بعض الأكراد على الْوَاعِظ فذبحوه ثمَّ أَفَاق الشَّيْخ حسن فَرَآهُ يخبط فِي دَمه فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالُوا والا أيشٍ هَذَا من الْكلاب حَتَّى يبكي سَيِّدي الشَّيْخ فَسكت حفظا لدسته وحرمته وَخَافَ مِنْهُ الْملك بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل حَتَّى قبض عَلَيْهِ وحبسه ثمَّ خنقه بوترٍ بقلعة الْموصل خوفًا من الأكراد لأَنهم كَانُوا يشنون الغارات على بِلَاده فخشي حَتَّى لَا يَأْمُرهُم بِأَدْنَى إِشَارَة فيخربون بِلَاد الْموصل وَفِي الأكراد طوائف إِلَى الْآن يَعْتَقِدُونَ أَن الشَّيْخ حسنا لَا بُد أَن يرجع وَقد تجمعت عِنْدهم زكواتٌ ونذور ينتظرون خُرُوجه وَمَا يَعْتَقِدُونَ أَنه قتل وَكَانَت قتلته سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَله من الْعُمر ثَلَاث وَخَمْسُونَ سنة

ابن عرفة

وَمن تصانيفه كتاب محك الْإِيمَان والجلوة لأرباب الْخلْوَة وهداية الْأَصْحَاب وَله ديوَان شعر فِيهِ شَيْء من الْإِلْحَاد من ذَلِك من الْبَسِيط (وَقد عصيت اللواجي فِي محبتها ... وَقلت كفوا فهتك السِّرّ أليق بِي) (فِي عشق غانيةٍ فِي طرفها حورٌ ... فِي ثغرها شنبٌ وجدي من الشنب) (فتنت عني بهَا يَا صَاح إِذْ برزت ... وغبت إِذْ حضرت حَقًا وَلم تغب) (وصرت فَردا بِلَا ثانٍ أقوم بِهِ ... وَأصْبح الْكل والأكوان تَفْخَر بِي) (وكل معناي مَعْنَاهَا وَصورتهَا ... كصورتي وَهِي تَدعِي ابْنَتي وَأبي) وَمِنْه من أرجوزة من الرجز (وشاهدت عَيْنَايَ أمرا هائلا ... جلّ بِأَن ترى لَهُ مماثلا) (فغبت عِنْد ذَاك عَن وجودي ... لما تجلى الْحق فِي شهودي) (وعاينت عَيْنَايَ ذَات الْبَارِي ... من غير شكٍ وَلَا تُمَارِي) (فَكنت من رَبِّي لَا محاله ... كقاب قوسين وَأدنى حَاله) ) وَمِنْه من الدوبيت الْحِكْمَة أَن تشرب فِي الحانات خمرًا قرنت بِسَائِر اللَّذَّات من كف مهفهفٍ مَتى مَا تليت آيَات صِفَاته بَدَت من ذاتي وَمِنْه من الطَّوِيل (سَطَا وَله فِي مَذْهَب الْحبّ أَن يَسْطُو ... مليحٌ لَهُ فِي كل جارحة قسط) (وَمن فَوق صحن الخد للنقط غايةٌ ... يدل على مَا يفعل الشكل والنقط) وَختم الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمَة الشَّيْخ حسن بَعْدَمَا أورد هَذِه الأبيات بِأَن قَالَ أَمْرَد وقهوة وقحبة أوراد أَرْبَاب الْهوى هذي طَرِيق الْجنَّة فَأَيْنَ طَرِيق النَّار 3 - (ابْن عَرَفَة) الْحسن بن عَرَفَة بن يزِيد الْعَبْدي مَوْلَاهُم الْبَغْدَادِيّ الْمُؤَدب مُسْند وقته تفرد عَن جمَاعَة من الْمَشَايِخ وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وروى عَنهُ النَّسَائِيّ فِي غير السّنَن بِوَاسِطَة سُئِلَ كم تعد فَقَالَ مائةٌ وَعشر سِنِين وَلم يبلغ أحد من أهل الْعلم هَذَا السن غَيْرِي وَكَانَ لَهُ عشرَة أَوْلَاد سماهم بأسماء الصَّحَابَة

الأمير الحرشي

قَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأَمِير الْحَرَشِي) الْحسن بن عريب بن عمرَان الْحَرَشِي من أُمَرَاء الْعَرَب بالعراق كَانَ شَاعِرًا جواداً سَمحا رُبمَا وهب الْمِائَة من الْإِبِل توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (صَحا قلبه لَا من ملام المؤنب ... وَلَا من سلوٍ عَن سليمى وَزَيْنَب) (سوى زاجرات الْحلم إِذْ وضحت لَهُ ... حَوَاشِي صبحٍ فِي دياجر غيهب) (وطار غراب الْجَهْل عَن روض رَأسه ... وكلت قلُوص الرَّاكِب المتحوب) (وقضيت أوطار الشبيبة وَالصبَا ... سوى رشفةٍ من بَارِد الظُّلم أشنب) قلت شعر جيد من سَاكن بادية وَلَكِن الْغُرَاب مَا هُوَ من طيور الرَّوْض 3 - (أَمِين الدولة وَزِير الصَّالح) أَبُو الْحسن بن غزال الطَّبِيب كَانَ سامرياً ثمَّ أسلم أَمِين الدولة الصاحب كَمَال الدّين وَزِير) الصَّالح إِسْمَاعِيل قَالَ أَبُو المظفر مَا كَانَ لَا سامرياً وَلَا مُسلما بل كَانَ يتستر بِالْإِسْلَامِ ويبالغ فِي هدم الدّين وَلَقَد بَلغنِي عَن الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الكوراني أَنه قَالَ لَهُ لَو بقيت على دينك كَانَ أصلح لَك لِأَنَّك تتمسك بدين فِي الْجُمْلَة أما الْآن فَأَنت مذبذب لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ قَالَ وَآخر أمره شنق بِمصْر وَظهر لَهُ من الْأَمْوَال والجواهر مَا لَا يُوصف وَبَلغنِي أَن قيمَة مَا ظهر لَهُ ثَلَاثَة آلَاف ألف دِينَار وَوجد لَهُ عشرَة آلَاف مجلدة من الْكتب النفيسة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَإِلَيْهِ تنْسب الْمدرسَة الأمينية ببعلبك حبس بقلعة مصر مُدَّة وَلما جَاءَ الْخَبَر الَّذِي لم يتم بِأخذ الْملك النَّاصِر صَاحب الشَّام الديار المصرية كَانَ السامري فِي الْجب هُوَ وناصر الدّين بن يغمور وَسيف الدّين القيمري والخوارزمي صهر النَّاصِر فَخَرجُوا من الْجب وعصوا فِي القلعة وَلم يوافقهم القيمري بل جَاءَ وَقعد على بَاب الدَّار الَّتِي فِيهَا حرم عز الدّين أيبك التركماني وحماها وَأما أُولَئِكَ فصاحوا بشعار النَّاصِر ثمَّ كَانَت الكرة للترك الصالحية فَجَاءُوا وفتحوا القلعة وشنقوا أَمِين الدولة وَابْن يغمور وَكَانَ الْمُهَذّب السامري وَزِير الأمجد عَمه وَكَانَ ذكياً فطناً داهيةً شَيْطَانا ماهراً فِي الطِّبّ عالج الأمجد واحتشم فِي أَيَّامه وَلما ملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بعلبك وزر لَهُ ودبر ملكه فَلَمَّا غلب على دمشق اسْتَقل بتدبير المملكة وَحصل لمخدومه أَمْوَالًا عَظِيمَة وعسف وظلم وَلما عجز الصَّالح عَن دمشق وتسلمها الصَّالح أَيُّوب احتاطوا على أَمِين الدولة واستصفوا أَمْوَاله وبعثوه إِلَى قلعة مصر وحبسوه فَبَقيَ مَحْبُوسًا خمس سِنِين ثمَّ شنق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة

وَقد ذكره ابْن أبي أصيبعة فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء وَطول فِي تَرْجَمته وَذكر أَنه طلب مِنْهُ نُسْخَة من تَارِيخه وَأَنه كتب لَهُ نُسْخَة وَحملهَا إِلَيْهِ فَأرْسل إِلَيْهِ المَال الجزيل وَالْخلْع الفاخرة وشكره وَكَانَ ابْن أبي أصيبعة قد مدحه بقصيدة جهزها إِلَيْهِ مَعَ الْكتاب أَولهَا من الوافر (فُؤَادِي فِي محبتهم أَسِير ... وأنى سَار ركبهمْ يسير) مِنْهَا من الوافر (وَإِن أَشك الزَّمَان فَإِن ذخري ... أَمِين الدولة الْمولى الْوَزير) ) (تسامى فِي سَمَاء الْمجد حَتَّى ... تأثر تَحت أَخْمُصُهُ الْأَثِير) (وَهل شعرٌ يعبر عَن علاهُ ... وَدون مَحَله الشعرى العبور) وَأورد لَهُ شعرًا كتب بِهِ أَمِين الدولة إِلَى برهَان الدّين وَزِير الْأَمِير عز الدّين المعظمي يعزيه فِي وَالِده الْخَطِيب شرف الدّين عمر من السَّرِيع (قولا لهَذَا السَّيِّد الْمَاجِد ... قَول حزينٍ مثله فَاقِد) (لَا بُد من فقدٍ وَمن فاقدٍ ... هَيْهَات مَا فِي النَّاس من خَالِد) (كن المعزي لَا المعزى بِهِ ... إِن كَانَ لَا بُد من الْوَاحِد) قلت وَله من الْكتب كتاب النهج الْوَاضِح فِي الطِّبّ وَهُوَ أجل كتاب صنف فِي الصِّنَاعَة الطّيبَة وَأجْمع لقوانينها الْكُلية والجزئية وَكتاب فِي الْأَدْوِيَة المفردة وقواها وَكتاب فِي الْأَدْوِيَة المركبة ومنافعها وَكتاب فِي تَدْبِير الأصحاء وعلاج الْأَمْرَاض وأسبابها وعلائمها وعلاجها وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من عمل الْيَد فِيهَا قَالَ وَكَانَت لَهُ نفس فاضلة وهمةٌ عالية فِي جمع الْكتب وتحصيلها واقتنى كتبا كَثِيرَة فاخرة فِي سَائِر الْعُلُوم وَكَانَت النساخ أبدا يَكْتُبُونَ لَهُ وَأَنه فرق تَارِيخ دمشق على عشرَة نساخ فَكتب لَهُ فِي نَحْو سنتَيْن وَقَالَ حكى لي الْأَمِير نَاصِر الدّين زكري الْمَعْرُوف بِابْن عليمة وَكَانَ من جمَاعَة الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب قَالَ لما حبس الصاحب أَمِين الدولة أرسل إِلَى منجم بِمصْر لَهُ خبْرَة فِي علم النُّجُوم وإصابات لَا تكَاد تخرم فِي أَحْكَامه وَسَأَلَهُ مَا يكون من حَاله وَهل يتَخَلَّص من الْحَبْس فَلَمَّا وصلت الرسَالَة إِلَيْهِ أَخذ ارْتِفَاع الشَّمْس للْوَقْت وحقق دَرَجَة الطالع والبيوت الاثنى عشر ومراكز الْكَوَاكِب ورسم ذَلِك كُله فِي تخت الْحساب وَحكم بِمُقْتَضَاهُ فَقَالَ يخلص هَذَا من الْحَبْس وَيخرج مِنْهُ وَهُوَ فرحان مسرور تلحظه السَّعَادَة إِلَى أَن يبْقى لَهُ أمرٌ مُطَاع فِي الدولة بِمصْر ويمتثل أمره وَنَهْيه جمَاعَة من الْخلق فَلَمَّا وصل الْجَواب إِلَيْهِ بذلك وعندما وَصله مَجِيء الْمُلُوك وَأَن النُّصْرَة لَهُم خرج وأيقن أَنه يبْقى وزيراً بِمصْر وَتمّ لَهُ مَا ذكره المنجم من الْخُرُوج من الْحَبْس والفرح وَالْأَمر وَالنَّهْي

الحسن بن علي بن أبي طالب

وَصَارَ لَهُ أمرٌ مُطَاع فِي ذَلِك الْيَوْم وَلم يعلم أَمِين الدولة بِمَا يجْرِي عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَأَن الله عز وَجل قد أنفذ مَا جعله عَلَيْهِ مُقَدرا) 3 - (الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب) 3 - (رَضِي الله عَنْهُمَا) الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا رَيْحَانَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَابْن بنته السيدة فَاطِمَة الزهراء ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة وَقيل فِي نصف شهر رَمَضَان لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة عَن أَبِيه وجده كَانَ يشبه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو بكرَة رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر وَالْحسن بن عَليّ إِلَى جنبه وَهُوَ يَقُول إِن ابْني هَذَا سيدٌ وَلَعَلَّ الله أَن يصلح بِهِ بَين فئتين من الْمُسلمين رَوَاهُ البُخَارِيّ وَتُوفِّي الْحسن فِي شهر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ فِي قَول الْوَاقِدِيّ وَفِي سنة خمسين فِي قَول جمَاعَة وَفد دمشق على مُعَاوِيَة مَرَّات فَأعْطَاهُ مرّة أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم وَكَانَ يُعْطِيهِ كل سنة مائَة ألف وَقيل ألف ألف وَلما ولد رَضِي الله عَنهُ تفل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي فِيهِ وَسَماهُ حسنا وَكَانَ عَليّ سَمَّاهُ حَربًا وَقيل حَمْزَة وَقيل جَعْفَر وَقيل جَعْفَر فَغَيره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمر بِهِ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ بعد وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بليالٍ وَهُوَ يلْعَب مَعَ الصّبيان فَحَمله على رقبته وَقَالَ وَا بِأبي شبه النَّبِي لَيْسَ شَبِيها بعلي وعليٌّ يبتسم وَقَالَ ابْن الزبير أَنا أحدثكُم بأشبه أَهله بِهِ يَعْنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأحبهم إِلَيْهِ الْحسن بن عَليّ رَأَيْته يَجِيء وَهُوَ ساجدٌ فيركب رقبته أَو قَالَ ظَهره فَمَا ينزله حَتَّى يكون هُوَ الَّذِي ينزل وَلَقَد رَأَيْته يَجِيء وَهُوَ رَاكِع فيفرج لَهُ رجلَيْهِ حَتَّى يخرج من الْجَانِب الآخر وَقَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ريحانتي من الدُّنْيَا وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أحبه وَأحب من يُحِبهُ وَعَن عَليّ كَانَ الْحسن أشبه النَّاس برَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم من وَجهه إِلَى سرته وَكَانَ الْحُسَيْن أشبه النَّاس برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا كَانَ أَسْفَل من ذَلِك وَعَن جَابر قَالَ دخلت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْحسن وَالْحُسَيْن على ظَهره وَهُوَ يمشي بهما على أَربع وَهُوَ يَقُول نعم الْجمل جملكما وَنعم العدلان أَنْتُمَا) وَعَن عَليّ أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاطِمَة أَن لَا تسبقه برضاع وَلَدهَا فسبقته برضاع الْحُسَيْن وَأما الْحسن فَإِنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صنع فِي فِيهِ شَيْئا لَا يدْرِي مَا هُوَ فَكَانَ أعلم الرجلَيْن وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ جملَة من فضائله وَقَالَ ابْن الزبير لَا وَالله مَا قَامَت النِّسَاء عَن مثله يَعْنِي الْحسن وَكَانَ الْحُسَيْن يجله وَيرد النَّاس عَنهُ إِذا ازدحموا عَلَيْهِ ويمتثل أوامره

وَنَشَأ الْحسن كَمَا وَصفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عابداً عَالما جواداً فَاضلا مهيباً وقوراً حَلِيمًا فصيحاً وَحج خمْسا وَعشْرين حجَّة مَاشِيا وَإِن النجائب لتقاد مَعَه وَلَقَد قَاسم الله مَاله ثَلَاث مَرَّات حَتَّى أَنه يُعْطي الْخُف ويمسك النَّعْل وَقَالَ ابْن سِيرِين كَانَ الْحسن يُجِيز الرجل الْوَاحِد بِمِائَة ألف دِرْهَم وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ مطلاقاً قيل إِنَّه أحصن بسبعين امْرَأَة وقلما تُفَارِقهُ أَربع حرائر وَكَانَ لَا يُفَارق امْرَأَة إِلَّا وَهِي تحبه وَكَانَ يَوْم الْجمل على الميمنة وَقيل على الميسرة وَكَانَ يكره الْقِتَال وَيُشِير على أَبِيه بِتَرْكِهِ وبويع بعد قتل أَبِيه بالخلافة بَايعه أهل الْكُوفَة وَكَانُوا تسعين ألفا أَو نَحْوهَا وأطاعوه وأحبوه أَشد من حبهم لِأَبِيهِ فَبَقيَ فِيهَا سِتَّة أشهر أَو سَبْعَة أَو نَحْو ذَلِك فتمت بهَا خلَافَة النُّبُوَّة ثَلَاثِينَ سنة ثمَّ إِنَّه صَالح مُعَاوِيَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بسواد الْكُوفَة فَسُمي عَام الْجَمَاعَة وَسلم الْأَمر إِلَيْهِ وَكَانَ هَذَا هُوَ الصُّلْح الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْحسن فوَاللَّه وَالله بعد أَن ولي لم يهرق فِي خِلَافَته ملْء محجمة من دم وَكَانَ أهل الْعرَاق قد خذلوه فِي قتال مُعَاوِيَة وَنهب سرادقه وَطعن بخنجر فَكتب إِلَى مُعَاوِيَة بِالصُّلْحِ فَقدم عَلَيْهِ وَبَايَعَهُ على أَن جعل الْعَهْد من بعده لِلْحسنِ وَاشْترط عَلَيْهِ أَخذ مَا فِي بَيت المَال وَكَانَ سَبْعَة آلَاف ألف دِرْهَم وَأَن لَا يسب عليا وَهُوَ يسمع وَأَن يحمل إِلَيْهِ خراج فسا ودارابجرد من أَرض فَارس كل عَام إِلَى الْمَدِينَة مَا بَقِي فَأَجَابَهُ مُعَاوِيَة إِلَى ذَلِك ثمَّ كَانَ يجْرِي عَلَيْهِ كل سنة ألف ألف دِرْهَم وَلم يحمل إِلَيْهِ الْخراج وَعرض لِلْحسنِ رجلٌ فَقَالَ يَا مسود وُجُوه الْمُسلمين وَقَالَ آخر يَا مسخم وُجُوه الْمُؤمنِينَ) وَكَانَ أَصْحَابه يَقُولُونَ يَا عَار الْمُؤمنِينَ فَيَقُول لَهُم الْعَار خيرٌ من النَّار ثمَّ إِنَّه مَاتَ مسموماً قيل إِن زَوجته جعدة بنت الْأَشْعَث بن قيس أمرهَا بذلك يزِيد بن مُعَاوِيَة لتَكون ولَايَة الْعَهْد لَهُ ووعدها أَن يَتَزَوَّجهَا فَلَمَّا مَاتَ الْحسن قَالَ يزِيد وَالله لم نرضك لِلْحسنِ فَكيف نرضاك لأنفسنا وَلم يَتَزَوَّجهَا وَكَانَ الْحسن تُوضَع تَحْتَهُ طست وترفع أُخْرَى نَحوا من أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَقَالَ الطَّبِيب هَذَا رجل قطع السم أمعاؤه وَأقَام نسَاء بني هَاشم عَلَيْهِ النواح شهرا وَلما مَاتَ ارتجت الْمَدِينَة صياحاً وَكَانَ قد أوصى أَن يدْفن فِي حجرَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا أَن تخَاف فتْنَة فحال مَرْوَان بِمن مَعَه دون ذَلِك فَقَالَ وَالله لَا يدْفن فِي الْحُجْرَة وَقد دفن عُثْمَان فِي البقيع وَبلغ ذَلِك مُعَاوِيَة فاستصوبه فَدفن عِنْد قبر أمه فَاطِمَة وَصلى عَلَيْهِ سعيد بن الْعَاصِ وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة

الأطروش العلوي

وَمَات وَله سبع وَأَرْبَعُونَ سنة أَو سِتّ وَأَرْبَعُونَ وَقيل ثَمَان وَخَمْسُونَ سنة رَضِي الله عَنهُ وَلما بَايع الْحسن مُعَاوِيَة قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ وَأَبُو الْأَعْوَر السّلمِيّ لَو أمرت الْحسن فَصَعدَ الْمِنْبَر فَتكلم فَإِنَّهُ عييٌّ فِي الْمنطق فيزهد فِيهِ النَّاس فَقَالَ مُعَاوِيَة لَا تَفعلُوا فوَاللَّه لقد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمص لِسَانه وشفته وَلنْ يعيي لِسَان مصه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوَ شفةٌ 3 - (الأطروش الْعلوِي) الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عمر بن عليّ زينِ العابدين ابْن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الناجم بطبرستان أَبُو مُحَمَّد الأطروش خرج بالديلم أَيَّام أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الساماني صَاحب خُرَاسَان فَهَزَمَهُمْ وَاسْتولى على طبرستان وَكَانَ شَاعِرًا وَمن شعره من الْكَامِل (لهفان جم بلابل الصَّدْر ... بَين الغياض بساحل الْبَحْر) (يَدْعُو الْعباد لرشدهم وَكَأن ... ضربوا على الأذقان بالوقر) (كَيفَ الْإِجَابَة للرشاد وهم ... أعداؤه فِي السِّرّ والجهر) (متبرمٌ بحياته قلقٌ ... قد مل صُحْبَة أهل ذَا الدَّهْر) ) (دفعُوا الْإِمَامَة عَن أسنهم ... أهل التقى وَالنَّهْي وَالْأَمر) (وبنوا معالمها على جرفٍ ... هارٍ وعقدتها على غدر) (جعلُوا الضَّرِير يَقُود مبصرهم ... وأخا الضلال دَلِيل ذِي الْخَبَر) (ولي النَّصَارَى حكم دينهم ... وَالتّرْك أهل الشّرك وَالْكفْر) (أَو مسرفٌ بادٍ ضلالته ... حلف المجون معاقر الْخمر) (تهدى رُؤُوس بني النَّبِي وهم ... جذلون من مصرٍ إِلَى مصر) (فَخَشِيت أَن ألْقى الْإِلَه وَمَا ... أبليت فِي أعدائه عُذْري) (فِي فتيةٍ باعوا نُفُوسهم ... لله بالغالي من الْأجر) (صَبَرُوا على غير الزَّمَان وَمَا ... لاقوا من البأساء والضر) (صَبَرُوا وَلَو شَاءُوا نَجوا فَأَبَوا ... إِلَّا جميل عواقب الذّكر) (فَجَمِيع مَا يَأْتِيهِ أمتنَا ... غَضبا على الْإِسْلَام للكفر) وَمن شعره من الطَّوِيل (عهود الصِّبَا سقيا لَكِن عهودا ... وَإِن كَانَ إسعافي لَهُنَّ زهيدا) (لقد حل مغنى كل حلم وَشَيْبَة ... يرى هَدْيه من هديكن بَعيدا)

العسكري والد الإمام المنتظر

(فَتى غادرت مِنْهُ الخطوب وصرفها ... طَبِيبا لأدواء الخطوب جليدا) (أمخترمي ريب الزَّمَان وَلم أقد ... خيولاً إِلَى أَعْدَائِنَا وجنودا) (وَلم أخضب المران من علق الكلى ... وأترك مِنْهُ فِي الْقُلُوب قصيدا) (بِكُل فَتى كالسيف يفْسد فِي العدى ... وَإِن كَانَ فِي دين الْإِلَه مجيدا) (إِلَى أَن أرى أثر المحلين قد عَفا ... وقائم زرع الظَّالِمين حصيدا) وَكَانَ خُرُوج الأطروش سنة إِحْدَى وثلاثمائة فغلب على طبرستان وَأخرج مِنْهَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم صعلوكاً صَاحب إِسْمَاعِيل بن أَحْمد صَاحب خُرَاسَان وتلقب بالناصر ثمَّ إِنَّه توفّي بآمل سنة أَربع وثلاثمائة فَبَايع وَلَده وَأَصْحَابه بعده الْحسن بن الْقَاسِم بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن الْحسن بن زيد بن الْحسن بن عَليّ 3 - (العسكري وَالِد الإِمَام المنتظر) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الرِّضَا بن مُوسَى بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد ابْن عَليّ زين) العابدين بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم أَبُو مُحَمَّد العسكري أحد أَئِمَّة الشِّيعَة الَّذين يدعونَ عصمتهم وَيُقَال لَهُ الْحسن العسكري لكَونه نزل سامر وَهُوَ وَالِد منتظر الرافضة توفّي يَوْم الْجُمُعَة وَقيل يَوْم الْأَرْبَعَاء لثماني ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول وَقيل جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَله تسع وَعِشْرُونَ سنة وَدفن إِلَى جَانب وَالِده وَأمه أمةٌ وَأما ابْنه مُحَمَّد الْحجَّة الْخلف الَّذِي تدعيه الرافضة فولد سنة ثَمَان وَخمسين وَقيل سِتّ وَخمسين عَاشَ بعد أَبِيه سنتَيْن وَمَات عدم وَلم يعلم كَيفَ مَاتَ وهم يدعونَ بَقَاءَهُ فِي السرداب من تِلْكَ الْمدَّة وَأَنه صَاحب الزَّمَان 3 - (المعمري) الْحسن بن عَليّ بن شبيب أَبُو عَليّ المعمري الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ

ابن وكيع التنيسي

صَاحب كتاب الْيَوْم وَاللَّيْلَة لَهُ رحْلَة سمع فِيهَا هِشَام بن عمار وَأحمد بن أبي الْحوَاري ودحيماً وَأَبا نصر التمار وَخلف بن هِشَام وَغَيرهم روى عَنهُ أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا وَإِسْمَاعِيل الخطبي وَأحمد بن كَامِل القَاضِي وَغَيرهم كَانَ من أوعية الْعلم يذكر بالفهم ويوصف بالفهم فِي حَدِيثه أَشْيَاء وغرائب يتفرد بهَا قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَا يتَعَمَّد الْكَذِب وَلَكِن أَحسب أَنه صحب قوما يصلونَ الحَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ صَدُوق عِنْدِي وَأما مُوسَى بن هَارُون فجرحه وَكَانَت بَينهمَا عَدَاوَة مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَدفن على الطَّرِيق عِنْد مَقَابِر البرامكة بِبَاب البردان بلغ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَشد أَسْنَانه بِالذَّهَب وَقيل لَهُ المعمري لِأَن أمه بنت سُفْيَان بن أبي سُفْيَان صَاحب معمر بن رَاشد 3 - (ابْن وَكِيع التنيسِي) الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف أَبُو مُحَمَّد الضَّبِّيّ التنيسِي الْمَعْرُوف بِابْن وَكِيع الشَّاعِر أَصله من بَغْدَاد ومولده بتنيس لَهُ كتاب الْمنصف بَين فِيهِ سرقات المتنبي قَالَ ابْن رَشِيق فِي كتاب أبكار الأفكار وَهُوَ أجور من سدوم قلت لِأَنَّهُ تحامل فِيهِ على أبي الطّيب كثيرا وَهُوَ خلاف التَّسْمِيَة إِلَّا أَنه دلّ على أَنه كَانَ لَهُ) اطلَاع عَظِيم إِلَى الْغَايَة وَلم يرض لَهُ بِالسَّرقَةِ من شَاعِر وَاحِد حَتَّى يعد الْجُمْلَة من الشُّعَرَاء ذَلِك الْمَعْنى الْمَسْرُوق وَكَانَ فِي لِسَانه عجمة وَيُقَال لَهُ الْعَاطِس وَتُوفِّي بعلة الفالج سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة قَالَ الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي حَدثنِي أَبُو مَنْصُور الْحلَبِي كَانَ ابْن وَكِيع هَذَا

سمساراً فِي بَلَده متأدباً ظريفاً سَأَلَني أَن أخرج مَعَه إِلَى تَوْبَة لنشرب فَخرجت مَعَه واستصحبت مغنياً يعرف بِابْن ديار رطوب وَألقى إِلَيْهِ أَن لَا يُغني إِلَّا بِشعرِهِ فغنى من مجزوء الْكَامِل (لَو كَانَ كل عليلٍ ... يزْدَاد مثلك حسنا) (لَكَانَ كل عليلٍ ... يود لَو كَانَ مضنى) (يَا أكمل النَّاس حسنا ... صل أكمل النَّاس حزنا) (غيبت عني وَمَالِي ... وجهٌ بِهِ عَنْك أغْنى) وَكَانَ قد صنف كتاب سرقات المتنبي وحاف عَلَيْهِ وعذلته فَلم يرجع قلت هَل تثقل عَلَيْك الْمُوَافقَة قَالَ لَا قلت أبياتك مَأْخُوذَة الأول من وَاحِد وَالثَّانِي من آخر فَالْأول من قَوْله من الوافر (فَلَو كَانَ الْمَرِيض يزِيد حسنا ... كَمَا تزداد أَنْت على السقام) (لما عيد الْمَرِيض إِذا وعدت ... شكايته من النعم الْعِظَام) وَالثَّانِي من قَول رؤبة من الرجز (مُسلم مَا أنساك مَا حييت ... لَو أشْرب السلوان مَا سليت) مَا لي غنى عَنْك وَإِن غنيت فَقَالَ وَالله مَا سَمِعت بِهَذَا فَقلت فَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فَاعْتَذر بِمثلِهِ للمتنبي وَمن شعر ابْن وَكِيع من الْخَفِيف (قلت للمعرض الَّذِي صد عني ... دم على الهجر واجتهد فِي بعادك) نَاب طيف الخيال لي عَنْك بالوصل فأغنى وداده عَن ودادك (قَالَ مَا زارك الخيال لبرٍّ ... أَنا أَرْسلتهُ لطرد رقادك) وَمِنْه من المتقارب) (لَهُ مضحك برقه خاطفٌ ... عقول الرِّجَال إِذا مَا ابتسم) (أَقُول لَهُ إِذْ بدا دره ... شَهِيدا لناظمه بالحكم) (أرى الدّرّ يثقبه الناظمون ... وَمَا ثقبوا ذَا فَكيف انتظم) وَمِنْه من السَّرِيع (حاسبني الدَّهْر على مَا مضى ... بدل فرحاتي بترحات) (فليته جازى بِمَا نلته ... لكنه أَضْعَف مَرَّات) وَمِنْه من الطَّوِيل (ونحرٍ كَأَن الله للثم صاغه ... وَبَعض نحور النَّاس يصلح للنحر)

وَمن شعره من الْكَامِل (إِن كَانَ قد بعد المزار فودُّنا ... باقٍ وَنحن على النَّوَى أحباب) (كم قاطعٍ للوصل يُؤمن وده ... ومواصل بوداده يرتاب) ذكرت هُنَا مَا كتب بِهِ السراج الْوراق إِلَى الرشيد المارديني وَقد بعث إِلَيْهِ تَمرا رديئاً ضمن قدور من الْكَامِل (يَا من غَدا لي وَاضِعا بقدوره ... قدرا لَهُ فَوق السَّمَاء قباب) (جَاءَت بأنواع النَّوَى فمجاببٌ ... أدماً وعارٍ مَا لَهُ جِلْبَاب) (وعَلى النقير لتمرها أثرٌ عَفا ... فهدى إِلَيْهِ الحائرين ذُبَاب) (أرجيع مَا لاك الْحجاز بعثته ... والرزق سد فَمَا لَدَيْهِ بَاب) (أم خلت زجاجاً أَخَاك ومصر من ... شُؤْم النَّوَى قفر الرحاب يباب) (وَإِذا تَبَاعَدت الجسوم فودنا ... بَاقٍ وَنحن على النَّوَى أحباب) وَلابْن وَكِيع الْمَذْكُور من السَّرِيع (أبصره عاذلي عَلَيْهِ ... وَلم يكن قبلهَا رَآهُ) (فَقَالَ لي لَو هويت هَذَا ... مَا لامك النَّاس فِي هَوَاهُ) (قل لي إِلَى من عدلت عَنهُ ... فَلَيْسَ أهل الْهوى سواهُ) (فظل من حَيْثُ لَيْسَ يدْرِي ... يَأْمر بالحب من نَهَاهُ) قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان كنت أنْشد هَذِه الأبيات لصاحبنا الْفَقِيه شهَاب الدّين) مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الْمَعْرُوف بِابْن الخيمي فأنشدني لنَفسِهِ فِي الْمَعْنى من الرمل (لَو رأى وَجه حَبِيبِي عاذلي ... لتفاصلنا على وجهٍ مليح) وَمن شعر ابْن وَكِيع من المتقارب (لقد قنعت همتي بالخمول ... وصدت عَن الرتب العاليه) (وَمَا جهلت طعم طيب الْعلَا ... وَلكنهَا تطلب العافيه) وَمِنْه من الوافر (ملا عَن حبك الْقلب المشوق ... فَمَا يصبو إِلَيْك وَلَا يتوق) (جفاؤك كَانَ عَنْك لنا عزاءً ... وَقد يسلي عَن الْوَلَد العقوق) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (أما ترى أنجم الدياجي ... تزهر فِي جوها النقي) (تحكي لنا لؤلؤاً نثيراً ... على بساطٍ بنفسجي)

صاحب أفريقية

وَمِنْه من المتقارب (وَقد شاكلت فِي أَدِيم السما ... نُجُوم الثريا للحظ الْمقل) (دَنَانِير أعطتكها راحةٌ ... سَواد الخضاب بهَا قد نصل) وَمِنْه قَوْله من الطَّوِيل (أَلا سقنيها والثريا كَأَنَّمَا ... كواكبها فِي جوها غُصْن مشمش) وَمِنْه من المتقارب (غَدِير تدرج أمواجه ... هبوب الرِّيَاح وَمر الصِّبَا) (إِذا الشَّمْس من فَوْقه أشرقت ... توهمته زرداً مذهبا) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَلَسْت ترى وشي الرياض المنمنما ... وَمَا رصع الربعِي فِيهِ ونظما) (وَقد حكت الأَرْض السَّمَاء بنورها ... فَلم أدر فِي التَّشْبِيه أَيهمَا السما) (فخضرتها كالجو فِي حسن لَونه ... ونوارها يَحْكِي لعينيك أنجما) وَمِنْه فِي زهر الْكَتَّان والسلجم من المنسرح (وهز كتانه ذوائبه ... فَفِيهِ جهد الصِّفَات تَقْصِير) ) (كَأَنَّهُ بسط سندس بهجٍ ... قد نثرت فَوْقه دَنَانِير) (وطلعٍ هتكنا عَنهُ جيب قَمِيصه ... فيا حسنه من منظرٍ حِين هتكا) (حكى صدر خودٍ من بني الرّوم هزها ... سماعٌ فشقت عَنهُ ثوبا مفركا) وَابْن وَكِيع هُوَ نَافِلَة مُحَمَّد بن خلف الضَّبِّيّ القَاضِي الْبَغْدَادِيّ وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين 3 - (صَاحب أفريقية) الْحسن بن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم بن المُعزّ بن باديس بن الْمَنْصُور ابْن بلكين بن زيري بن منادٍ الْأَمِير أَبُو يحيى ابْن الْأَمِير أبي الْحسن ابْن الْأَمِير أبي طَاهِر الْمعز ابْن الْأَمِير أَصْحَاب أفريقية وَمَا والاها قد تقدم ذكر جده الْأَكْبَر تَمِيم فِي حرف التَّاء وَسَيَأْتِي ذكر أَبِيه عَليّ وَذكر جده يحيى وَذكر تَمِيم وَذكر الْمعز كل وَاحِد مِنْهُم فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَأما جده الْأَكْبَر باديس فقد تقدم فِي حرف الْبَاء توفّي وَالِده عَليّ بن يحيى سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة بَعْدَمَا قوض الْأَمر إِلَى وَلَده أبي يحيى هَذَا ومولده بِمَدِينَة سوسة فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَكَانَت ولَايَته وعمره اثْنَتَا عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَركب والجيوش بِهِ محتفة

المذهب

وَجَرت فِي أَيَّامه حروب ووقائع يطول شرحها من ذَلِك رَجَاء الفرنجي صَاحب صقلية أَخذ طرابلس الغرب بِالسَّيْفِ عنْوَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقتل أَهلهَا وسبى الْحَرِيم والأطفال وَأخذ الْأَمْوَال ثمَّ عمرها وحصنها بِالرِّجَالِ وَالْعدَد ثمَّ أَخذ المهدية سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة لِأَن الْحسن هَذَا لما علم بعجزه عَن مقاومته خرج من المهدية هَارِبا واستصحب مَا خف حمله من النفائس وهرب أهل الْبَلَد أَيْضا إِلَّا من عجز فملكها الفرنج وَتوجه الْحسن هَذَا إِلَى قلعة الْمُعَلقَة وَهِي حَصِينَة بإفريقية تجاور تونس وصاحبها مُحرز بن زِيَاد أحد أُمَرَاء الْعَرَب فَأَقَامَ عِنْده قَلِيلا وَظهر لَهُ مِنْهُ الضجر فعزم على الْقَصْد إِلَى الديار المصرية ليَكُون عِنْد الْحَافِظ العبيدي فَبلغ الْخَبَر رجاراً فَجعل عشْرين شينياً فِي الْبَحْر عينا عَلَيْهِ لإمساكه فَرجع الْحسن عَن هَذَا وَأَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى عبد الْمُؤمن بن عَليّ بمراكش وجهز ثَلَاثَة من أَوْلَاده إِلَى صَاحب بجاية وَهِي آخر أَعمال أفريقية يَسْتَأْذِنهُ فِي الْوُصُول إِلَيْهِ وَبعد ذَلِك يتَوَجَّه إِلَى عبد الْمُؤمن فأضمر لَهُ الْغدر وَخَافَ من اجتماعه بِعَبْد الْمُؤمن أَن يتَّفقَا عَلَيْهِ فَكتب على) يَد أَوْلَاده إِلَيْهِ لَا حَاجَة لَك فِي الرواح إِلَى عبد الْمُؤمن وَنحن نَفْعل مَعَك ونصنع وأجزل لَهُ المواعيد الْحَسَنَة فَتوجه إِلَيْهِ فَلَمَّا قرب من بجاية لم يخرج للقائه وَعدل بِهِ إِلَى الجزائر وَهِي بَلْدَة فَوق بجاية من جِهَة الغرب وأنزلوه بهَا فِي مَكَان لَا يَلِيق بِمثلِهِ ورتبوا لَهُ من الْإِقَامَة مَا لَا يَكْفِي بعض أَتْبَاعه ومنعوه من التَّصَرُّف وَكَانَ وُصُوله إِلَى الجزائر فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ثمَّ إِن عبد الْمُؤمن فتح بجاية سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وهرب صَاحبهَا إِلَى قسطنطينة وَهلك رجار ثمَّ إِن عبد الْمُؤمن وصل إِلَى المهدية وملكها بعد جهد جهيد سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَولى بهَا نَائِبا وَكَانَ الْحسن هَذَا قد وصل مَعَه فرتبه مَعَ النَّائِب لتدبيرها لكَونه عَارِفًا بِحَالِهَا وأقطعه بهَا ضيعتين وَأَعْطَاهُ دوراً يسكنهَا هُوَ وَأَوْلَاده فسبحان من لَا يَزُول ملكه وَلَا يحول هَذَا الْحسن بعد أَن كَانَ ملكا أصبح سوقةً وَكَانَ هُوَ آخر من ملك إفريقية من أهل بَيته وَأول مُلُوك بَيته زيري وَيَأْتِي ذكره فِي حرف الزَّاي وهم تِسْعَة مُلُوك وَمُدَّة ولايتهم مِائَتَا سنة وَثَمَانِية أَعْوَام وانقرضت دولة بني إِدْرِيس وَهَذَا الْحسن بن عَليّ الْمَذْكُور هُوَ الَّذِي صنف لَهُ أُميَّة بن أبي الصَّلْت كتاب الحديقة 3 - (الْمَذْهَب) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن وهب التَّمِيمِي الْوَاعِظ أَبُو عَليّ الْمَذْهَب الْبَغْدَادِيّ رَاوِي الْمسند توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة

الأهوازي المقرئ

3 - (الْأَهْوَازِي الْمُقْرِئ) الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يزْدَاد بن هُرْمُز الْأُسْتَاذ أَبُو عَليّ الْأَهْوَازِي الْمُقْرِئ نزيل دمشق صنف الموجز وَالْوَجِيز والإيجاز وَغير ذَلِك فِي الْقرَاءَات وصنف كتابا فِي الصِّفَات وروى فِيهِ الموضوعات وَلم يضعفها وَمَا كَأَنَّهُ عرف بوضعها فَتكلم فِيهِ الأشاعرة لذَلِك وَلِأَنَّهُ كَانَ ينَال من الْأَشْعَرِيّ

العامري

قَالَ ابْن عَسَاكِر كَانَ مذْهبه مَذْهَب السالمية يَقُول بِالظَّاهِرِ ويتمسك بالأحاديث الضعيفة وَتُوفِّي سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة) 3 - (العامري) الْحسن بن عَليّ بن عَفَّان العامري أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي روى عَنهُ ابْن ماجة وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأَقْرَع الْمُؤَدب) الْحسن بن عَليّ بن عبد الله أَبُو عَليّ الْعَطَّار الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ وَالِد فَاطِمَة صَاحِبَة الْخط الْمَنْسُوب وَهُوَ الْمَعْرُوف بالأقرع الْمُؤَدب روى عَنهُ الْخَطِيب توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (المقنعي الْمسند) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي الشِّيرَازِيّ الْبَغْدَادِيّ المقنعي مُسْند الْعرَاق بل مُسْند الدُّنْيَا فِي عصره قيل لَهُ المقنعي لِأَنَّهُ كَانَ يتطلس ويلتف بهَا من تَحت حنكه توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الْوَزير نظام الْملك) الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن الْعَبَّاس الْوَزير أَبُو عَليّ نظام الْملك قوام الدّين الطوسي كَانَ مَجْلِسه عَامِرًا بالفقهاء والقراء أَمر بِبِنَاء الْمدَارِس فِي الْأَمْصَار وَرغب فِي الْعلم كل أحد وَسمع الحَدِيث وأملى فِي الْبِلَاد وَحضر مَجْلِسه الْحفاظ وزر للسُّلْطَان ألب أرسلان وَكَانَ يدبر أمره وَجرى على يَدَيْهِ من الرسوم المستحسنة وَنفي الظُّلم وَإِسْقَاط الْمُؤمن مَا شاع وذاع ثمَّ وزر بعده لملكشاه بن ألب أرسلان وَسمع هَذَا الْوَزير من أبي مُسلم مُحَمَّد بن عَليّ بن مهريزد الأديب بإصبهان وَمن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَأبي حَامِد الْأَزْهَرِي وَهَذِه الطَّبَقَة

وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْوَزير عَليّ بن طراد الزَّيْنَبِي وَالْقَاضِي أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن عمر الأرموي وَأَبُو الْقَاسِم نصر بن نصر بن عَليّ العكبري وَهُوَ أول من بنى الْمدَارِس فِي الْإِسْلَام بني نظامية بَغْدَاد ونظامية نيسابور ونظامية طوس ونظامية إصبهان وَغير ذَلِك من الرَّبْط وأنواع الْبر) وَدخل على الإِمَام الْمُقْتَدِي بِاللَّه فأجلسه وَقَالَ يَا حسن رَضِي الله عَنْك برضى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَنْك وَكَانَ كثير الإنعام على الصُّوفِيَّة فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ أَتَانِي صوفي وَأَنا فِي خدمَة بعض الْأُمَرَاء فوعظني وَقَالَ اخدم من ينفعك خدمته وَلَا تخْدم من تَأْكُله الْكلاب غَدا فَلم أعلم معنى كَلَامه فَشرب ذَلِك الْأَمِير من الْغَد وَكَانَت لَهُ كلابٌ كالسباع تفترس الغرباء فِي اللَّيْل فغلبه السكر فَخرج وَحده وَلم تعرفه الْكلاب فمزقته فَعلمت أَن الصُّوفِي كوشف بذلك فَأَنا أخدم الصُّوفِيَّة لعَلي أظفر بِمثلِهِ وَكَانَ إِذا سمع الْأَذَان أمسك عَمَّا هُوَ فِيهِ وَكَانَ يسمع الحَدِيث وَيَقُول إِنِّي لأعْلم لست أَهلا لذَلِك وَلَكِن أُرِيد أَن أربط نَفسِي فِي قطار النقلَة لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى ممدحاً أَكثر من فِي دمية الْقصر من الشُّعَرَاء شعراؤه ومادحوه وَكَانَت وِلَادَته سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة بنوقان وَتوجه صُحْبَة ملكشاه إِلَى إصبهان فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة السبت عَاشر شهر رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة أفطر وَركب فِي محفته فَلَمَّا بلغ قَرْيَة قريبَة من نهاوند قَالَ هَذَا الْموضع قتل فِيهِ خلق كثير من الصَّحَابَة زمن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُم فطوبى لمن كَانَ مِنْهُم فاعترضه صبيٌ ديلمي على هَيْئَة الصُّوفِيَّة مَعَه قصَّة فَدَعَا لَهُ وَسَأَلَهُ تنَاولهَا فَمد يَده ليأخذها فَضَربهُ بسكين فِي فُؤَاده فَحمل إِلَى مضربه وَمَات فِي التَّارِيخ رَحمَه الله وَقتل قَاتله فِي الْحَال بَعْدَمَا هرب فعثر فِي طُنب خيمة وَحمل الْوَزير إِلَى إصبهان وَدفن بهَا يُقَال إِن السُّلْطَان دس عَلَيْهِ من قَتله لِأَنَّهُ سئم طول حَيَاته واستكثر مَا بِيَدِهِ من الإقطاعات وَلم يَعش السُّلْطَان بعده سوى خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا فَقَالَ ختنه شبْل الدولة أَبُو الهيجاء مقَاتل بن عَطِيَّة بن مقَاتل الْبكْرِيّ يرثي الْوَزير من الْبَسِيط (كَانَ الْوَزير نظام الْملك لؤلؤة ... نفيسة صاغها الرَّحْمَن من شرف) (عزت فَلم تعرف الْأَيَّام قيمتهَا ... فَردهَا غيرَة مِنْهُ إِلَى الصدف) وَقَالَ صَدَقَة بن إِبْرَاهِيم التنوخي المعري من الْكَامِل (كَانَ النظام أَبُو عَليّ للورى ... صَدرا وللدين الْعَقِيم إِمَامًا) (حَتَّى إِذا قَتَلُوهُ ظلما مِنْهُم ... عَاد الضياء على الْأَنَام ظلاما) ) (لم يقتلُوا الشَّيْخ الْكَبِير وَإِنَّمَا ... قتلوا جَمِيع الْخلق والإسلاما)

الجويني الكاتب

وَقَالَ أَبُو الْمَعَالِي مُسلم بن مُحَمَّد الطرابلسي من الوافر (نظام الْملك مذ قتلوك عَادوا ... حيارى مَا لملكهم نظام) (نظام الْملك لَا يُرْجَى نظامٌ ... لملك التّرْك بعْدك وَالسَّلَام) وَقَالَ بعض شعراء إصبهان من الْكَامِل (مَاتَ الْوَزير فكلكم جذلان ... لَا تفرحوا فوراءه خذلان) (الْملك بعد أبي عليٍّ لعبةٌ ... يلهو بهَا النسوان وَالصبيان) قَالَ التَّمِيمِي كَانَ نظام الْملك ممدحاً فَيُقَال إِن مداحه كَانُوا خَمْسَة آلَاف شَاعِر وَزِيَادَة ومدح بثلاثمائة ألف قصيدة وَمن شعرائه أَبُو طَالب عَليّ بن الْحسن الْعلوِي وَمِنْهُم أَبُو الْفضل المظفر ابْن أَحْمد وَمِنْهُم أَبُو عبد الله ألكيا وَمِنْهُم أَبُو نصر الزوزني وَمِنْهُم أسعد ابْن عَليّ الزوزني وَأكْثر شعراء دمية الْقصر من مداحه وَمن شعر الْوَزير نظام الْملك من المنسرح (بعد الثَّمَانِينَ لَيْسَ قوه ... لهفي على قُوَّة الصبوه) (كأنني والعصا بكفي ... مُوسَى وَلَكِن بِلَا نبوه) وَمِنْه من الوافر (أتذكرها وَقد خرجت عشَاء ... بأتراب لَهَا كَالْعَيْنِ رَود) (فمدت من أصابعها وَقَالَت ... خضبناهن من علق الوريد) وَكَانَ لنظام الْملك عدَّة أَوْلَاد فَمنهمْ أَحْمد وزر لمُحَمد بن ملكشاه وللمسترشد وَعلي وزر لتاج الدولة تتش ولقبه فَخر الْملك ومؤيد الْملك عبيد الله وزركياروق وَمن أَوْلَاده عز الْملك وَعبد الرَّحِيم وَغَيرهم 3 - (الْجُوَيْنِيّ الْكَاتِب) الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْجُوَيْنِيّ أَبُو عَليّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن اللعيبة تَصْغِير لعبة صَاحب الْخط الْمليح كَانَ أديباً فَاضلا ذكره الْعِمَاد فِي الخريدة كَانَ من ندماء أتابك زنكي بِالشَّام وتخصص بِنور الدّين وَلَده بعده وأكرمه ثمَّ سَافر إِلَى) مصر أَيَّام ابْن رزبك وَأقَام بهَا قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَلَيْسَ بِمصْر من يكْتب مثله قَالَ محب الدّين بن النجار حَدثنِي سعد الإربلي الْكَاتِب بِمصْر قَالَ كَانَ الْجُوَيْنِيّ الْكَاتِب لي صديقا وَكَانَ مشتهراً بِشرب الْخمر فَحَدثني أَنه كَانَ يكْتب مُصحفا للسُّلْطَان فِي يَوْم بَارِد كثير

النقيب الأقساسي

الْغَيْم والإنداء قَالَ وَبَين يَدي مجمرة فِيهَا نَار فاشتدت ليقة الدواة وَلم يكن ماءٌ قَرِيبا مني فأتركه فِيهَا وَبَين يَدي قنينةٌ من الْخمر فَصَبَبْت مِنْهُ فِي الدواة ثمَّ كتبت بهَا وجهة من الْمُصحف وكببتها على المجمرة لتنشف فَصَعدت شرارة فأحرقت الْخط الْمَكْتُوب أجمعه من غير بَقِيَّة الكاغد فَرُعِبْت من ذَلِك وَقمت وغسلت الدواة والأقلام وَجعلت فِيهَا مداداً جَدِيدا واستغفرت الله من ذَلِك توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره يمدح صَلَاح الدّين بن أَيُّوب من الْخَفِيف ملكاه محسدان لما يرفع من حسن فعله الْملكَانِ صحباه مكرمين عَن السوء وَلم يكتبا سوى الْإِحْسَان يُقَال إِنَّه كتب مِائَتَيْنِ وَسِتَّة وَثَلَاثِينَ ختمة وربعة وَله حيل الْمُلُوك ومدائح أهل الْبَيْت ومدائح صَلَاح الدّين وخطه مليح مرغوبٌ فِيهِ 3 - (النَّقِيب الأقساسي) الْحسن بن عَليّ بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بِابْن الأقساسي من أهل الْكُوفَة ولي نقابة الطالبيين مُدَّة وَقدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ تولى النقابة بالحضرة سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى أَن عزل عَنْهَا سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَيخا نبيلاً جَلِيلًا أديباً مهيباً فَاضلا مدح الْخُلَفَاء والوزير ابْن هُبَيْرَة وَمن شعره من الْبَسِيط (مَا حَاجَة الْحسن فِي جيدٍ إِلَى سخبٍ ... لَوْلَا مُظَاهرَة فِي الدّرّ وَالذَّهَب) (وَمَا تقلدها مرصوفةً لحلي ... سنى الزجاجة أبدى رونق الحبب) (والبدر فِي التم لم تعلم فضائله ... حَتَّى تقلد للنظار بِالشُّهُبِ) ) (وَلَو محاها سناه حِين يشملها ... لفاتنا نظرٌ فِي منظر عجب) (والدر فِي عنق الْحَسْنَاء من شرف ... درٌ وَفِي عنق الْأُخْرَى كمخشلب) (وَالْحسن يكْسب مِنْهُ الحلى منقبةً ... والقبح أوضح مسلوب من السَّلب) قلت قعاقع مَا تحتهَا طائل 3 - (الْهمام الْبَغْدَادِيّ الْعَبْدي) الْحسن بن عَليّ بن نصر بن عقيل أَبُو عَليّ الْعَبْدي

أبو محمد بن عبيدة المقرئ

الوَاسِطِيّ الْبَغْدَادِيّ المنعوت بالهمام مدح طَائِفَة بِالشَّام وَالْعراق وَأقَام بِدِمَشْق وَكَانَ شِيعِيًّا روى عَنهُ القوصي واتصل بِخِدْمَة الأمجد وَتُوفِّي سنة ستٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَمن شعره من الْكَامِل (ذما معي قلبِي وليلي فِي الْهوى ... فكلاهما بالطيف نم وأخبرا) (ذَا أيقظ الرقباء فرط وجيبه ... بَين الضلوع وَذَاكَ أشرق إِذْ سرى) وَمِنْه قَوْله من الرمل (أَيْن من ينشد قلباً ... ضَاعَ يَوْم الْبَين مني) (تاه لما رَاح يقفو ... أثر الظبي الأغن) (سكن البيد فعلمي ... فيهمَا لَا رجم ظن) إِن هَذَا فِي لظى حزن وَذَا فِي روض حزن نح معي شوقا إِلَى البانة يَا ورق وغن كلنا قد علم الْحبّ بِنَا عاشق غُصْن 3 - (أَبُو مُحَمَّد بن عُبَيْدَة الْمُقْرِئ) الْحسن بن عَليّ بن بركَة بن عُبَيْدَة أَبُو مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الفرضي الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ بالروايات على مُحَمَّد بن عبد الْملك بن خيرون وَعبد الله بن أَحْمد ابْن عَليّ الْخياط وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْأَدَب على الشريف الشجري ولازمه إِلَى أَن برع وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وأقرأ النَّاس الْقُرْآن وَالْأَدب وروى الحَدِيث والكتب الأديبة وَتخرج بِهِ جمَاعَة) وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة متدينا ومدح الإِمَام المستضيئ بقصيدة مِنْهَا من الْخَفِيف هَذِه دولةٌ تخيرها الله فدامت لنا سجيس اللَّيَالِي (دولةٌ روضت رباها وجادت ... من لهاها بوابلٍ متوال) واستقادت صَعب المقادة بِالْعَدْلِ ودانت لَهَا قُلُوب الرِّجَال وأضاءت بالمستضيئ بِأَمْر الله لَا زَالَ ملكه فِي اتِّصَال

المهذب ابن الزبير

3 - (الْمُهَذّب ابْن الزبير) الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الزبير أَبُو مُحَمَّد الملقب بِالْقَاضِي الْمُهَذّب وَهُوَ أَخُو القَاضِي الرشيد أَحْمد بن عَليّ وَقد تقدم ذكره فِي الأحمدين توفّي القَاضِي الْمُهَذّب الْمَذْكُور فِي شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بِمصْر وَكَانَ كَاتبا مليح الْخط جيد الْعبارَة فصيح الْأَلْفَاظ وَكَانَ أشعر من أَخِيه الرشيد واختص بالصالح بن زريك وَيُقَال إِن أَكثر الشّعْر الَّذِي فِي ديوَان الصَّالح إِنَّمَا هُوَ شعر الْمُهَذّب هَذَا وَحصل لَهُ من مَال الصَّالح مالٌ جمٌ وَكَانَ القَاضِي عبد الْعَزِيز بن الْحباب هُوَ الَّذِي قدمه عِنْد الصَّالح وَلما مَاتَ ابْن الْحباب شمت بِهِ الْمُهَذّب وَمَشى فِي جنَازَته لابساً ثيابًا مذهبَة فنقص بِهَذَا السَّبَب واستقبح النَّاس فعله وَلم يَعش بعده إِلَّا شهرا وَاحِدًا وصنف الْمُهَذّب كتاب الْأَنْسَاب وَهُوَ أَكثر من عشْرين مجلدة كل مُجَلد عشرُون كراساً قَالَ ياقوت رَأَيْت بعضه فَوَجَدته مَعَ تحققي بِهَذَا الْعلم وبحثي عَن كتبه لَا مزِيد عَلَيْهِ وَكَانَ الْمُهَذّب قد مضى رَسُولا إِلَى الْيمن عَن بعض مُلُوك مصر واجتهد هُنَاكَ فِي تَحْصِيل كتب النّسَب وَجمع مِنْهَا مَا لم يجْتَمع عِنْد أحد وَمن شعره من الطَّوِيل (لقد طَال هَذَا اللَّيْل بعد فِرَاقه ... وعهدي بِهِ قبل الْفِرَاق قصير) (وَكَيف أرجي الصُّبْح بعدهمْ وَقد ... تولت شموسٌ بعدهمْ وبدور) وَمِنْه من الْبَسِيط (أقصر فديتك عَن لومي وَعَن عذلي ... أَو لَا فخ أَمَانًا من ظبى الْمقل) (من كل طرفٍ مَرِيض الجفن ينشدني ... يَا رب رامٍ بنجدٍ من بني ثعل) ) (إِن كَانَ فِيهِ لنا وَهُوَ السقيم شفا ... فَرُبمَا صحت الْأَجْسَام بالعلل) وَمِنْه فِي رفاء من الطَّوِيل (بليت برفاءٍ لواحظ طرفه ... بِنَا فعلت مَا لَيْسَ يَفْعَله النصل) (يجور على العشاق وَالْعدْل دأبه ... ويقطعني ظلما وصنعته الْوَصْل) وَمِنْه من الْكَامِل (وَلَئِن ترقرق دمعه يَوْم النَّوَى ... فِي الطّرف مِنْهُ وَمَا تناثر عقده) (فالسيف أقطع مَا يكون إِذا غَدا ... متحيراً فِي صفحتيه فرنده)

وَمِنْه يرثي صديقا لَهُ وَقع الْمَطَر يَوْم مَوته من الطَّوِيل (بنفسي من أبكى السَّمَوَات فَقده ... بغيثٍ ظنناه نوال يَمِينه) (فَمَا استعبرت إِلَّا أسىً وتأسفاً ... وَإِلَّا فَمَاذَا الْقطر فِي غير حِينه) وَمِنْه من السَّرِيع (لَا ترج ذَا نقصٍ وَإِن أَصبَحت ... من دونه فِي الرُّتْبَة الشَّمْس) (كيوان أَعلَى كوكبٍ موضعا ... وَهُوَ إِذا أنصفته نحس) وَمِنْه من الْكَامِل (فدع التمدح بالقديم فكم عَفا ... فِي هَذِه الآكام قصرٌ داثر) (إيوَان كسْرَى الْيَوْم بعد خرابه ... خيرٌ لعمرك مِنْهُ خصٌ عامرٌ) وَمِنْه من الطَّوِيل (إِذا أحرقت فِي الْقلب مَوضِع سكناهَا ... فَمن ذَا الَّذِي من بعد يكرم مثواها) (وَإِن نزفت مَاء الْعُيُون بهجرها ... فَمن أَي عينٍ تَأمل العيس سقياها) (وَمَا الدمع يَوْم الْبَين إِلَّا لآلىءٌ ... على الرَّسْم فِي رسم الديار نثرناها) (وَمَا أطلع الزهر الرّبيع وَإِنَّمَا ... رأى الدمع أجياد الغصون فحلاها) (وَلما أبان الْبَين سر صدورنا ... وَأمكن فِيهَا الْأَعْين النجل مرماها) (عددنا دموع الْعين لما تحدرت ... ردوعاً من الصَّبْر الْجَمِيل نزعناها) (وَلما وقفنا للوداع وترجمت ... لعَيْنِي عَمَّا فِي الضمائر عَيناهَا) (بَدَت صُورَة فِي هيكل فَلَو أننا ... ندين بأديان النَّصَارَى عبدناها) ) (وَمَا طَربا صغنا القريض وَإِنَّمَا ... جلا الْيَوْم مرْآة القرائح مرآها) (وَلَيْلَة بتنا فِي ظلام شبيبتي ... سراي وَفِي ليل الذوائب مسراها) (تأرج أَرْوَاح الصِّبَا كلما سرى ... بِأَنْفَاسِ ريا اللَّيْل آخر رياها) (وَمهما أدرنا الكأس باتت جفونها ... من الراح تسقينا الَّذِي قد سقيناها) مِنْهَا من الطَّوِيل (وَلَو لم يجد الندى فِي يَمِينه ... لسائله غير الشبيبة أَعْطَاهَا) (فيا ملك الدُّنْيَا وسائس أَهلهَا ... سياسة من سَاس الْأُمُور وقاساها) (وَمن كلف الْأَيَّام ضد طباعها ... وعاين أهوال الخطوب فعاناها) (عَسى نظرةٌ تجلو بقلبي وخاطري ... صداه فَإِنِّي دَائِما أتصداها) وَمِنْه من الطَّوِيل

(يَا صَاحِبي سجن الخزانة خليا ... نسيم الصِّبَا ترسل إِلَى كَبِدِي نفحا) (وقولا لضوء الصُّبْح هَل أَنْت عائدٌ ... إِلَى ناظري أم لَا أرى بعْدهَا صبحا) (وَلَا تيأسا من رَحْمَة الله أَن أرى ... سَرِيعا بِفضل الْكَامِل الْعَفو والصفحا) (فَإِن تحبساني فِي النُّجُوم تجبراً ... فَلَنْ تحبسا مني لَهُ الشُّكْر والمدحا) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَمَا كنت أَدْرِي قبل سجنكما على ... دموعي أَن يقطرن خوف المقاطر) (وَمَا لي من أَشْكُو إِلَيْهِ أذاكما ... سوى ملك الدُّنْيَا شُجَاع بن شاور) وَمِنْه وَمَا لي إِلَى مَاء سوى النّيل غلَّة وَلَو أَنه أسْتَغْفر الله زَمْزَم كَانَ القَاضِي الْمُهَذّب رَحمَه الله لما جرى لِأَخِيهِ الرشيد مَا جرى فِي تَرْجَمته من اتِّصَاله بصلاح الدّين بن ايوب لما كَانَ محاصر الْإسْكَنْدَريَّة قبض شاور على الْمُهَذّب وحبسه فَكتب إِلَى شاور شعرًا كثيرا يستعظمه فَلم ينجع فِيهِ حَتَّى التجأ إِلَى وَلَده الْكَامِل شُجَاع وَكتب إِلَيْهِ أشعاراً كَثِيرَة من جُمْلَتهَا هَذِه الَّتِي قدمتها فَقَامَ بأَمْره واصطنعه وضمه إِلَيْهِ بعد أَن أَمر أَبوهُ شاور بصلبه وَمن شعر القَاضِي الْمُهَذّب من الْكَامِل) (أعلمت حِين تجاور الْحَيَّانِ ... أَن الْقُلُوب مواقد النيرَان) (وَعلمت أَن صدورنا قد أَصبَحت ... فِي الْقَوْم وَهِي مرابض الغزلان) (وعيوننا عوض الْعُيُون أمدها ... مَا غادروا فِيهَا من الغدران) (مَا الوجد هز قناتهم بل هزها ... قلبِي لما فِيهِ من الخفقان) (وتراه يكره أَن يرى إظعانهم ... وكأنما أَصبَحت فِي الأظعان) وَمِنْه القصيدة الَّتِي كتبهَا إِلَى الدَّاعِي لما قبض على أَخِيه بِالْيمن يستعطفه على أَخِيه الرشيد فَأَطْلقهُ وأولها من الْكَامِل (يَا ربع أَيْن ترى الْأَحِبَّة يمموا ... هَل أنجدوا من بَعدنَا أَو أتهموا) (نزلُوا من الْعين السوَاد وَإِن نأوا ... وَمن الْفُؤَاد مَكَان مَا أَنا أكتم) (رحلوا وَفِي الْقلب الْمَعْنى بعدهمْ ... وجدٌ على مر الزَّمَان مخيم) (رحلوا وَقد لَاحَ الصَّباح وَإِنَّمَا ... تسري إِذا جن الظلام الأنجم) (وتعوضت بالأنس روحي وَحْشَة ... لَا أوحش الله الْمنَازل مِنْهُم) مِنْهَا من الْكَامِل

(إِنِّي لأذكركم إِذا مَا أشرقت ... شمس الضُّحَى من نحوكم فَأسلم) (لَا تبعثوا لي فِي النسيم تَحِيَّة ... إِنِّي أغار من النسيم عَلَيْكُم) (إِنِّي إمرؤٌ قد بِعْت حظي رَاضِيا ... من هَذِه الدُّنْيَا بحظي مِنْكُم) (فسلوت إِلَّا عَنْكُم وقنعت إِلَّا ... مِنْكُم وزهدت إِلَّا فِيكُم) (مَا كَانَ بعد أخي الَّذِي فارقته ... ليبوح إِلَّا بالشكاية لي فَم) (هُوَ ذَاك لم يملك علاهُ مالكٌ ... كلا وَلَا وجدي عَلَيْهِ متمم) (أقوت مغانيه وعطل ربعَة ... ولربما هجر العرين الضيغم) (ورمت بِهِ الْأَهْوَال همة ماجدٍ ... كالسيف يمْضِي غربه ويصمم) (يَا راحلاً بالمجد عَنَّا والعلا ... أَتَرَى يكون لكم علينا مقدم) (يفديك قومٌ كنت وَاسِط عقدهم ... مَا إِن لَهُم مذ غبت شملٌ ينظم) (جهلوا فظنوا أَن بعْدك مغنمٌ ... لما رحلت وَإِنَّمَا هُوَ مغرم) (ولد أقرّ الْعين أَن عداك قد ... هَلَكُوا بغيهم وَأَنت مُسلم) ) مِنْهَا من الْكَامِل (أقيال بأسٍ خير من حملُوا القنا ... وملوك قحطان الَّذين هم هم) (متواضعون وَلَو ترى ناديهم ... مَا اسطعت من إجلالهم تَتَكَلَّم) (وكفاهم شرفاً ومجداً أَنهم ... أَن أصبح الدَّاعِي المتوج مِنْهُم) (هُوَ بدر تمٍ فِي سَمَاء علائهم ... وبنوا أَبِيه بَنو زريعٍ أنجم) (ملكٌ حماه جنةٌ لعفاته ... لكنه للحاسدين جَهَنَّم) مِنْهَا من الْكَامِل (مَعَ أنني سيرت فِيك شوارداً ... كالدر بل أبهى لَدَى من يفهم) (تَغْدُو وهوج الذاريات رواكدٌ ... وتبيت تسري وَالْكَوَاكِب نوم) قلت شعر جيد فِي الذرْوَة مصقول اللَّفْظ مُحكم التَّرْكِيب وَفِيه غوصٌ على الْمعَانِي ابْن أثردي الْحسن بن عَليّ بن سعيد بن عليّ بن هبة الله بن عَليّ أَبُو عَليّ بن أثردي الطَّبِيب وسوف يَأْتِي ذكر جمَاعَة من أهل بَيته كلٌ مِنْهُم فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ فَاضلا فِي صناعَة الطِّبّ عَاملا بهَا متميزاً فِي عَملهَا وَعلمهَا اسْتعَار مِنْهُ همام الدّين الْعَبْدي الشَّاعِر كتاب مسَائِل حنين وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فَقَالَ وَكتب بذلك إِلَيْهِ من مجزوء الْكَامِل

ابن ناهوج الكاتب

(حياك رقراق الحيا ... عني وخفاف النسيم) فلأنت ذُو الْخلق الْكَرِيم وَأَنت ذُو الْخلق الوسيم (غدق الأنامل بالندى ... لبق الشَّمَائِل بالنعيم) 3 - (ابْن ناهوج الْكَاتِب) الْحسن بن عَليّ بن أبي سَالم المعمر بن عبد الْملك بن ناهوج الإسكافي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المولد وَالدَّار أَبُو الْبَدْر بن أبي مَنْصُور أحد الْكتاب المتصرفين فِي خدمَة الدِّيوَان الإمامي هُوَ وَأَبوهُ وَكَانَ فِيهِ فضلٌ وَله أدبٌ بارعٌ وعربية وَيكْتب خطا حسنا على طَريقَة ابْن مقلة قل نَظِيره فِيهِ) وَلَقي الْمَشَايِخ وصنف عدَّة تصانيف فِي الْأَدَب وتنقل فِي الولايات وَصَحب أَبَا مُحَمَّد بن الخشاب النَّحْوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعلق عَنهُ تعاليق وَحج وجاور بِمَكَّة ثمَّ صَار إِلَى الشَّام وَأقَام بحلب مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى مصر وسكنها إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة عَن سبع وَسِتِّينَ سنة وَطول ياقوت تَرْجَمته إِلَى الْغَايَة وَأورد من رسائله إِلَى القَاضِي الْفَاضِل جملَة وَمن شعره من الطَّوِيل (خليلي هَل تشفي من الوجد وقفةٌ ... بخيف منى والسامرون هجوع) (وَهل للييلات المحصب عودةٌ ... وعيشٍ مضى بالمازمين رُجُوع) (وَهل سرحةٌ بالسفح من ايمن الصَّفَا ... رعت من عهودي مَا أضاع مضيع) (وَهل قوضت خيمٌ على أبرق الْحمى ... وَمَا ذَاك من غدر الزَّمَان بديع) (وَهل تردا مَاء بشعب ابْن عامرٍ ... حوائم لَو يقْضى لَهُنَّ شُرُوع) (وَمَا ذَاك إِلَّا عارضٌ من طماعةٍ ... لَهُ بقلوب العاشقين ولوع) (وَإِنِّي مَتى أعص التجلد والأسى ... وللشوق مني والغرام مُطِيع) (فيا جيرتي إِذْ للزمان نضارةٌ ... وعودي نضارٌ والخيام جَمِيع) (بنعمان وَالْأَيَّام فِينَا حميدةٌ ... ووادي الْهوى للنازلين مريع)

الشاكر البصري

(وَمَا أزمع الْحَيّ اليمانون نِيَّة ... وَلَا ريع بالبين المشت مروع) (كفى حزنا أَنِّي أَبيت وبيننا ... من البيد معروض الفجاج وسيع) (أعالج نفسا قد تولى بهَا الأسى ... وطرفاً يجِف المزن وَهُوَ هموع) 3 - (الشاكر الْبَصْرِيّ) الْحسن بن عَليّ بن غَسَّان أَبُو عَمْرو وَيعرف بالشاكر الْبَصْرِيّ لَهُ فِي جَمِيع الْعُلُوم الْيَد الْبَيْضَاء والهمة العلياء وَكَانَ يغشى مَجْلِسه رُؤَسَاء الْبَصْرَة وفضلاؤها يقرأون عَلَيْهِ الْفِقْه والْحَدِيث وعلوم الْقُرْآن والقراءات وَكتب الْأَدَب وَكَانَ حسن الْهَيْئَة نظيف الثَّوْب مليح الْخط ظريف الشكل حسن الْخلق أبي النَّفس متين الدّين كثير الْوَرع وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَله عدَّة تصانيف فِي عدَّة فنون وَله شعر وخطب وأدعية وَكَانَ يبْذل) جهده فِي تَعْلِيم ولد لَهُ اسْمه عبد الرَّحْمَن وَيحسن تَرْبِيَته فَأبى الله تَعَالَى إِلَّا أَن ينشأ أقبح صفة واشتغل فِي حَيَاة أَبِيه مَعَ الكناسين وَمن أشبههم وَبَالغ أَبوهُ فِي استنقاذه وَلم يصل مَعَه إِلَى مَقْصُود وَمن كَلَامه فِي مُخَاطبَة وَلَده هَذَا أما بعد فَإِن الْعلم أفضل مَا التمس وأنفع مَا اقتبس وَبِه يحاز الْجمال وَالْأَجْر وَهُوَ الْغَايَة فِي الشّرف وَالْفَخْر من الوافر (إِذا مَا فاخر المثرون يَوْمًا ... بِمَا حازوه من مَال ووفر) (فخرت عَلَيْهِم بِالْعلمِ إِنِّي ... وجدت الْعلم غَايَة كل فَخر) 3 - (أَبُو عَليّ الْقطَّان الطَّبِيب) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْقطَّان أَبُو عَليّ الْمروزِي أَصله من بُخَارى وَولد بمرو سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمَات مقتولاً قَتله الغز لما وردوا خُرَاسَان وتغلبوا على مرو فقبضوا عَلَيْهِ فِيمَن قبضوا فَجعل يشتمهم وَجعلُوا يحثون التُّرَاب فِي فَمه حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَيخا فَاضلا كَبِيرا مُحْتَرما قد أَخذ بأطراف الْعُلُوم على اختلافها وَغلب عَلَيْهِ اسْم الطِّبّ وَله فِي كل نوع تصنيف مأثور وَكَانَ ينظر فِي الخزانة الَّتِي عملت فِي الْمدرسَة الخاتونية ووقف عَلَيْهَا من كتب نَفسه شَيْئا كثيرا وَمن تصانيفه كتاب دوحة الشّرف فِي نسب أبي طَالب ثَمَانِي مجلدات كتاب بِخَطِّهِ مشجر رِسَالَة سارحة الرموز وفاتحة الْكُنُوز سائك الذَّهَب الْعرُوض مشجر كتاب كيهان شناخت فِي الْهَيْئَة وَقد رَأَيْته وَهُوَ جيد فِي بَابه وَمن شعره فِي كتاب الدوحة فِي النّسَب من الطَّوِيل (حداني لحصر الطالبيين حبهم ... وَشد إِلَى مرقى علاهم تشوفي)

الحرمازي

(ففيهم ذَرَارِي النَّبِي مُحَمَّد ... فهم خير أخلاف تلوا خير مخلف) (مضى بعد تَبْلِيغ الرسالات موصياً ... بإكرام ذِي الْقُرْبَى وإعظام مصحف) (وَمَا رام أجرا غير ود أقاربٍ ... وأهون بِهِ أجرا فَهَل من بِهِ يَفِي) قَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ كَانَ فَاضلا عَالما بالطب واللغة وَالْأَدب وعلوم الْأَوَائِل المهجورة وَكَانَ ينصر مَذْهَبهم ويميل إِلَيْهِم واشتغل بالفقه والْحَدِيث فِي ابْتِدَاء عمره ثمَّ أعرض عَنهُ وَكَانَ يسمع الحَدِيث على كبر سنه ويشتغل بِهِ ويصححه على من يعلم من الغرباء الواردين) إِلَى مرو تستراً وإظهاراً للرغبة فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَالله أعلم بالعقيدة الْبَاطِنَة سمع كتاب فَضَائِل الْقُرْآن من أبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي 3 - (الحرمازي) الْحسن بن عَليّ الحرمازي أَبُو عَليّ مولى لبني هَاشم وَإِنَّمَا نزل بِالْبَصْرَةِ فِي بني الحرماز فنسب إِلَيْهِم قَالَ الْمبرد كَانَ الثَّوْريّ والحرمازي والجرمي يَأْخُذُونَ عَن أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ والأصمعي وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة أكبر أَصْحَابهم وَكَانَ من دونهم فِي السن إِبْرَاهِيم الزيَادي والمازني والرياشي واعتل الحرمازي وَكَانَ لَهُ صديق من الهاشميين فَلم يعده فَكتب إِلَيْهِ من الوافر (مَتى تنفك وَاجِبَة الْحُقُوق ... إِذا كَانَ اللِّقَاء على الطَّرِيق) (إِذا مَا لم يكن إِلَّا سلامٌ ... فَمَا يَرْجُو الصّديق من الصّديق) (مَرضت فَلم تعدني عمر شهر ... وَلَيْسَ كَذَاك فعل أخٍ شفيق) وَمن شعره أَيْضا من الوافر (رَأَيْت النَّاس قد صدقُوا ومانوا ... وَوَعدك كُله خلفٌ ومين) (وعدت فَمَا وفيت لنا بوعدٍ ... وموعود الْكَرِيم عَلَيْهِ دين) (أَلا يَا لَيْتَني استبقيت وَجْهي ... فَإِن بَقَاء وَجه الْحر زين) 3 - (الْمَدَائِنِي النَّحْوِيّ) الْحسن بن عَليّ الْمَدَائِنِي النَّحْوِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا تخرج بِهِ جمَاعَة وافرة الْعدَد وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة 3 - (ابْن الْمُصَحح النَّحْوِيّ) الْحسن بن عَليّ بن عمرٍو وَيُقَال عمار الْمَعْرُوف بِابْن الْمُصَحح أَبُو مُحَمَّد التَّيْمِيّ النَّحْوِيّ سمع أَبَا بكر عبد الله الحنائي وَأَبا بكر بن أبي الْحَدِيد وَأَبا

ابن مقلة الكاتب

نصر حَدِيد بن جَعْفَر الرماني وروى عَنهُ عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي ونجاء بن أَحْمد وَأَبُو الْقَاسِم النسيب وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ ثِقَة توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق) 3 - (ابْن مقلة الْكَاتِب) الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الله بن مقلة أَبُو عبد الله أَخُو الْوَزير أبي عَليّ مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين وَكَانَ أَبُو عبد الله هَذَا أكتب من أَخِيه فِي قلم الدفاتر والنسخ مُسلم لَهُ الْفضل فِي ذَلِك ولد أَبُو عبد الله سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَكَانَ أَبوهُمَا الملقب بمقلة كَاتبا مليح الْخط وَقد كتب فِي زمانهما وبعدهما جماعةٌ من أهلهما وولدهما وَلم يقاربوهما وَإِنَّمَا ينْدر للْوَاحِد مِنْهُمَا الْحَرْف بعد الْحَرْف والكلمة بعد الْكَلِمَة وَإِنَّمَا كَانَ الْكَمَال لأبي عَليّ مُحَمَّد وَأبي عبد الله هَذَا وَمِمَّنْ كتب من أولادهما أَبُو مُحَمَّد عبد الله وَأَبُو الْحسن ابْنا مُحَمَّد وَأَبُو أَحْمد سُلَيْمَان بن أبي الْحسن وَأَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن أبي عَليّ وَأَبُو الْفرج الْعَبَّاس بن عَليّ بن مقلة حدث أَبُو نصر قَالَ حَدثنِي أَبُو الْقَاسِم بن الرقي منجم سيف الدولة قَالَ كنت فِي صُحْبَة سيف الدولة فِي غزَاة وَقد انْكَسَرَ كسرةً قبيحةً سلم فِيهَا بِنَفسِهِ بعد أَن قتلت عساكره قَالَ فَسمِعت سيف الدولة يَقُول وَقد عَاد إِلَى حلب هلك مني من عرض مَا كَانَ معي خَمْسَة آلَاف ورقة بِخَط أبي عَليّ بن مقلة فاستعظمت ذَلِك وَسَأَلت بعض شُيُوخ خدمه الْخَاصَّة عَن ذَلِك فَقَالَ كَانَ أَبُو عبد الله مُنْقَطِعًا إِلَى بني حمدَان سِنِين كَثِيرَة يقومُونَ بأَمْره أحسن قيام وَكَانَ ينزل فِي دارٍ قوراء حسنةٍ وفيهَا فرشٌ يشاكلها مجْلِس دست وَله شَيْء للنسخ وحوضٌ فِيهِ محابر وأقلامٌ فَيقوم وَيَمْشي فِي الدَّار إِذا ضَاقَ صَدره ثمَّ يعود وَيجْلس فِي بعض تِلْكَ الْمجَالِس وينسخ مَا يخف عَلَيْهِ ثمَّ ينْهض وَيَطوف على جَوَانِب الْبُسْتَان ثمَّ يجلس فِي مجْلِس آخر وينسخ أوراقاً أخر على هَذَا فَاجْتمع فِي خزائنهم مَا لَا يُحْصى من خطه وَلما تولى الوزارة أَبُو عَليّ سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة قلد أَخَاهُ أَبَا عبد الله ديوَان الضّيَاع الْخَاصَّة وديوان الضّيَاع المستحدثة وديوان الدَّار الصَّغِيرَة وصودر أَبُو عبد الله فِي أَيَّام القاهر على خمسين ألف دِينَار بعد أَن حلف أَنه لَا يملك إِلَّا بساتين وَمَا وَرثهُ من زَوجته وَقِيمَة الْجَمِيع نَحْو مائَة ألف درهمٍ وَمن شعره من المتقارب (رَأَيْت كتابا بأيدي النِّسَاء ... فَقلت عزيزٌ على من ثوى) ) (يقلبه النَّاس جهلا بِهِ ... يُرَاد بِهِ البيع مَا يشترى) (فَقلت كَذَا كتبنَا بَعدنَا ... إِذا مَا أهالوا علينا الثرى)

أبو علي الزنجاني المقرئ

وَمِنْه من الطَّوِيل (شكرنا لدهرٍ عقنا فِي نفوسنا ... وأسعفنا فِيمَن نجل ونكرم) (فَقلت لَهُ نعماك فِيهِ أتمهَا ... ودع أمرنَا إِن المهم الْمُقدم) 3 - (أَبُو عَليّ الزنجاني الْمُقْرِئ) الْحسن بن عَليّ بن بنْدَار أَبُو عَليّ الزنجاني الْفَقِيه الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ حدث بِبَغْدَاد عَن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُقْرِئ الإصبهاني وروى عَنهُ أَبُو نصر عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون الشِّيرَازِيّ فِي فَوَائده 3 - (ابْن الْفراء المغربي) الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن الْحسن بن عمر الْأنْصَارِيّ أَبُو عليٍّ الْمَعْرُوف بِابْن الْفراء من أهل بطليوس خرج من بِلَاده وَدخل الْإسْكَنْدَريَّة وَسمع بهَا أَبَا بكر مُحَمَّد بن الْوَلِيد الطرطوشي والحافظ السلَفِي وَدخل الْعرَاق وَالْبَصْرَة وخراسان وَسكن نيسابور وَسمع بهَا الْكثير من أبي نصر عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن هوزان الْقشيرِي وَغَيره وَدخل بَغْدَاد وَحدث بهَا بِيَسِير ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة وَتوجه إِلَى الشَّام وحلب إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ شَيخا صَالحا غزير الدمعة عِنْد الذّكر عَالما فَاضلا قَرَأَ شَيْئا من علم الْكَلَام على أبي نصر الْقشيرِي وَتُوفِّي سنة ثمن وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد وصل إِلَى الثَّمَانِينَ 3 - (البربهاري الْحَنْبَلِيّ) الْحسن بن عَليّ بن خلف البربهاري شيخ الْحَنَابِلَة ومقدمهم الْفَقِيه العابد كَانَ شَدِيدا على أهل الْبدع يُقَال إِنَّه تنزه عَن مِيرَاث أَبِيه وَكَانَ سبعين ألف دِرْهَم وَكَانَ تقع الْفِتَن بَين الطوائف بِسَبَبِهِ فَتقدم الإِمَام القاهر إِلَى وزيره أبي عَليّ بن مقلة بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ لتنقطع الْفِتَن فاستتر فَقبض على جماعةٍ من أَصْحَابه وَنَفَوْا إِلَى الْبَصْرَة ثمَّ إِن البربهاري ظهر فِي أَيَّام الراضي وَظهر أَصْحَابه وانتشروا وعادوا إِلَى مَا نهوا عَنهُ فَتقدم الراضي بِاللَّه إِلَى بدر الخرشني صَاحب الشرطة بِبَغْدَاد بالركوب والنداء أَن لَا يجْتَمع) من أَصْحَاب البربهاري نفسان فاستتر البربهاري أَيْضا وَتُوفِّي فِي الاستتار الثَّانِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَمن شعره من المنسرح (من قنعت نَفسه ببلغتها ... أضحى غَنِيا وظل مُمْتَنعا)

ابن خطيب مالقة

(لله در القنوع من خلق ... كم من وضيع بِهِ قد ارتفعا) (تضيق نفس الْفَتى إِذا افْتَقَرت ... وَلَو عزى بربه اتسعا) وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ أصولاً وفروعاً وَلما دخل الْأَشْعَرِيّ بَغْدَاد قَالَ رددت على الْمُعْتَزلَة وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس وَقلت فَقَالَ البربهاري مَا أَدْرِي مِمَّا قلت لَا قَلِيلا وَلَا كثيرا وَلَا نَعْرِف إِلَّا مَا قَالَه أَحْمد بن حَنْبَل فَخرج الْأَشْعَرِيّ وصنف لَهُ الْإِبَانَة فَلم يقبله مِنْهُ وللبربهاري مصنفات مِنْهَا شرح السّنة وَله مقامات ومجاهدات 3 - (ابْن خطيب مالقة) الْحسن بن عَليّ بن صَالح أَبُو عَليّ الْهَمدَانِي من أهل مالقة يعرف بِابْن خطيب مالقة قدم بَغْدَاد سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة طَالبا للْحَدِيث وَسمع من شُيُوخ ذَلِك الْوَقْت وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحدث بِيَسِير وَكَانَت لَهُ كتب ملاحٌ أصُول بخطوط الْعلمَاء توفّي بإصبهان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة أَبُو عَليّ بن صَدَقَة جلال الدّين الْوَزير الْحسن بن عَليّ بن صَدَقَة أَبُو عَليّ بن أبي الْعِزّ الْوَزير الملقب بِجلَال الدّين ولد بنصيبين سنة تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وخدم بعد وَفَاة أَبِيه وَقد أناف على الْعشْرين من عمره الْأَمِير إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش بن مُسلم فَلَمَّا قبض على إِبْرَاهِيم هرب من الْموصل إِلَى بَغْدَاد وَولي النّظر فِي أَمْلَاك الوكلاء بواسط وَغير ذَلِك من الولايات وَتزَوج بابنة الْوَزير أبي الْمَعَالِي بن الْمطلب ثمَّ ولي نظر ديوَان الزِّمَام ثمَّ استعفى ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ثمَّ عزل ثمَّ ولي الْحلَّة وَبَقِي مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى الدِّيوَان وَلم يزل يخْدم تَارَة بِبَغْدَاد وَتارَة بأعمالها إِلَى أَن توفى الْوَزير أَبُو شُجَاع الْحُسَيْن ابْن الْوَزير أبي مَنْصُور بن أبي شُجَاع بإصبهان وَكَانَ أَبُو عَليّ بتكريت فكوتب من الدِّيوَان بالوزارة فَحَضَرَ بَغْدَاد وَولي الوزارة) ومالت قُلُوب النَّاس إِلَيْهِ وَلم يزل على ولَايَته عالي الْقدر إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وَحبس بدار الْخلَافَة وَنهب دَاره وهرب أَهله ثمَّ وَقع الرضى عَلَيْهِ وأعيد إِلَى الوزارة وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَلم يزل فِي علو قدر إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة فَقَالَ ابْن الأقفاصي يرثيه من الطَّوِيل (نزورك فِي ثوبي خشوع وذلة ... كَأَنَّك ترجى فِي الضريح وترهب) (ونلثم ترباً من رفيع محجبٍ ... كَمَا يلثم الْبَيْت الرفيع المحجب)

القحف الواعظ

(وترثى بِمَا قد كنت ممتدحاً بِهِ ... فيحزننا مِنْك الَّذِي كَانَ يطرب) وَمن شعر الْوَزير ابْن صَدَقَة مَا كتبه إِلَى المسترشد بِاللَّه من الطَّوِيل (تقسم أَمْرِي فِيك كَيفَ نسيتني ... وَأَنت بِأَن ترعى الْحُقُوق حقيق) (وَمَا ذَاك إِلَّا أَن شيمتك الْعلَا ... وَلَيْسَ لَهَا يَوْمًا إِلَيّ طَرِيق) (لِأَن صروف الدَّهْر حطت محلتي ... فمهبطها دون اللِّقَاء عميق) الْمُؤَدب الْبَصْرِيّ الْحسن بن عَليّ بن عبد الله الْبَصْرِيّ الْمُؤَدب أَبُو عَليّ أورد لَهُ محب الدّين بن النجار من الْبَسِيط (حَتَّى مَتى أَنْت باللذات مسرور ... وَكم ترى وَإِلَى كم أَنْت مغرور) (والشيب يخبر عَن نقص فَكُن حذرا ... من الْمَمَات فَإِن الْعُمر مبتور) (لَا تأمنن من الدُّنْيَا غوائلها ... وَلَا تغرنك الْبُنيان والدور) (فَكل حيٍّ وَإِن طَال الْبَقَاء بِهِ ... فَعَن قليلٍ بِبَطن الأَرْض مقبور) قلت نظم نَازل ابْن أبي قِيرَاط الْحسن بن عَليّ بن الْمُبَارك بن عبد الْعَزِيز أَبُو عَليّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن أبي قِيرَاط كَانَ أديباً شَاعِرًا وَمن شعره يمدح الْوَزير أَبَا المظفر بن هُبَيْرَة من المتقارب (يداك من الْجُود مخلوقتان ... وعزمك وَالْمجد طرفا رهان) ) وَلَو لم تكن مَالِكًا للزمان لم تَكُ مقصد أهل الزَّمَان (إِذا نَحن زرناك زرنا فَتى ... كريم الشَّمَائِل سبط البنان) (أغر الجبين طَوِيل الْيَمين ... بعيد القرين مشيد المباني) (يلوذ بِهِ خَائِف النائبات ... فَيُصْبِح من جورها فِي أَمَان) (يبيض وَجه الْعلَا للقرى ... وجنح الدجى أسود الطيلسان) (كريمٌ رأى الْحَمد مَالا لَهُ ... فَمَا هُوَ فِي كَسبه غير وان) إِذا الْعَام جف فَفِي راحتيه عينان بِالْخَيرِ نضاختان توَحد حَتَّى عَلَيْهِ اعْتِمَاد كل الْبَريَّة فِي كل شان حكى الشَّمْس حَتَّى غَدا أوحداوما فِي الْكَوَاكِب للشمس ثَان 3 - (القحف الْوَاعِظ) الْحسن بن عَليّ بن عمر الزنجاني أَبُو مُحَمَّد الْوَاعِظ الْمَعْرُوف

الباخرزي

بالقحف بِالْقَافِ والحاء الْمُهْملَة وَالْفَاء الْبَغْدَادِيّ سَافر إِلَى الشَّام ومصر وَلَقي الْفُضَلَاء وَأخذ عَنْهُم وَسمع من أبي الْعَلَاء المعري شَيْئا من شعره ثمَّ أَقَامَ بِبَغْدَاد وَكَانَ يعظ فِي التعازي ويقص فِي الْأَسْوَاق وَكَانَ يحفظ كثيرا من الحكايات والأناشيد وروى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب وَأَبُو بكر بن كَامِل وَحدث بِكِتَاب الشهَاب للقضاعي عَنهُ وَحدث بِكِتَاب ملقي السَّبِيل لأبي الْعَلَاء المعري عَنهُ وَقَالَ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ سمعتهم يَقُولُونَ إِنَّه كَانَ موثوقاً فِيمَا يذكرهُ وَيَرْوِيه 3 - (الباخرزي) الْحسن بن عَليّ بن أبي الطّيب الباخرزي هُوَ وَالِد عَليّ بن الْحسن بن عَليّ الباخرزي الشَّاعِر الْمَشْهُور وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده فِي حرف الْعين مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى من شعر الْحسن هَذَا قَوْله فِي الجرب من الطَّوِيل (لنا جربٌ بَين البنان نحكه ... رَضِينَا بِهِ والحاسدون غضاب) (وَكُنَّا مَعًا كالراح وَالْمَاء صُحْبَة ... علانا لطول الامتزاج حباب) قلت أخذت أَنا هَذَا الْمَعْنى وزدت عَلَيْهِ وَقلت وَقد كَانَ حصل لي وَلمن كنت أحبه جربٌ عِنْد) دخولنا الديار المصرية من الطَّوِيل (وَلما صُفُونا وامتزجنا محبَّة ... علانا حباب الْحبّ فِي سَاعَة المزج) (وَمَا ضرّ من قد خَاضَ بَحر غرامه ... وَعَاد وَفِي كفيه من لُؤْلُؤ اللج) وَمن شعر الباخرزي الْمَذْكُور قَوْله فِي غُلَام مطرب من مخلع الْبَسِيط (ومطربٍ صَوته وفوه ... قد جمع الطَّيِّبَات طرا) (لَو لم يكن صَوته بديعاً ... مَا مَلأ الله فَاه درا) وَمِنْه من السَّرِيع (إِنْسَان عَيْني قطّ لَا يرتوي ... من مَاء وَجه ملحت عينه) (كَذَلِك الْإِنْسَان لَا يرتوي ... من شرب ماءٍ ملحت عينه) وَمِنْه من الطَّوِيل (بنفسي ملول إِن أردْت اعتنقاه ... بَكَى ضجراً حَتَّى ضجرت بكاء) (وَيعرف إِن مَا زحته ورد خَدّه ... فأخشى عَلَيْهِ أَن يذوب حَيَاء) وَمِنْه من السَّرِيع

ابن زنجي الكاتب المغربي

(يَا ملكا قَالَ حَمَلْنَاكُمْ ... لما طَغى المَاء على الجاريه) (عَبدك هَذَا قد طَغى مَاؤُهُ ... يَا رب فاحمله على جاريه) وَمِنْه من الطَّوِيل (لنا صاحبٌ إِن يركب الْفَحْل ظَهره ... يفر قَرِيبا كي يكر فيرجعا) (فأفره بِهِ من مركبٍ أَي مركبٍ ... مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مَعًا) وَمِنْه من المتقارب (عَسى الشَّيْخ عَن حسن منهاجه ... فكاشفه إِن شِئْت أَو داجه) (فقد كَاد شوقاً ذُبَاب الحسام ... يطير إِلَى دم أوداجه) وَمِنْه يهجو مغنية من المتقارب (ومسمعةٍ صَوتهَا شاقني ... إِلَى نومها بل غلَّة مَوتهَا) (لَهَا نوبةٌ تستفيد الندام ... جَمِيع المسرات من فَوْقهَا) (فهم يطربون وهم يَضْحَكُونَ ... لَدَى صمتها وعَلى صَوتهَا) ) 3 - (ابْن زنجي الْكَاتِب المغربي) الْحسن بن عَليّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن زنجي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج من بَيت كِتَابَة ورياسة وَعلم وَكَانَ شَاعِرًا بارعاً ينعَت فِي صَنعته ويجيدها قَلِيل الاختراع والتوليد حسن الابتداءات وثاباً فِي أَكثر شعره صنع فِي قتلة الرافضة قصيدةً قدمهَا شَيخنَا أَبُو عبد الله على جَمِيع مَا صنع النَّاس كلهم وكل قصيدة فيهم أَخذ مِنْهَا وَترك إِلَّا هَذِه فَإِنَّهَا اختيرت بأجمعها وَهِي من الطَّوِيل (شفى الغيظ فِي طي الضَّمِير المكتم ... دِمَاء كلاب حللت فِي الْمحرم) (فَلَا أرقأ الله الدُّمُوع الَّتِي جرت ... أسىً وجوىً فِيمَا أريق من الدَّم) (هِيَ الْمِنَّة الْعُظْمَى الَّتِي جلّ قدرهَا ... وَسَار بهَا الركْبَان فِي كل موسم) (فيا سمراً أَمْسَى علالة منجدٍ ... وَيَا خَبرا أضحى فكاهة مُتَّهم) (وَيَا نعْمَة بالقيروان تباشرت ... بهَا حصبٌ حول الْحطيم وزمزم) (وأهدت إِلَى قبر النَّبِي وَصَحبه ... سَلاما كعرف الْمسك من كل مُسلم) (غزونا أعادي الدّين لَا الرمْح ينثني ... نبواً وَلَا حد الحسام المصمم) (بِكُل فَتى شهم الْفُؤَاد كَأَنَّمَا ... تسربل يَوْم الروع جلدَة شيهم) (إِذا أم لم يسدد عرى متخوفٍ ... وَإِن هم لم يحلل حبا متندم) مِنْهَا من الطَّوِيل (وَكُنَّا نظن الْكفْر فِي جاهليةٍ ... فتعساً لكل جاهليٍّ مخضرم)

الساسكوني

(يَقُولُونَ مَوْلَاهُم عليٌّ وَإِنَّهُم ... لأعظم بغضاً فِيهِ من آل ملجم) (سببتم عتيقاً والإمامين بعده ... فَلم تعنفوا يَوْم الْحَرِيق المضرم) (وسؤتم نَبِي الله فِي خير أَهله ... وَأفضل بكرٍ فِي النِّسَاء وأيم) (فكم عاثرٍ مِنْكُم إِذا صَافح الثرى ... من الذعر قُلْنَا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ) (فَلَا نفقٌ فِي الأَرْض أخْفى مَكَانكُمْ ... وَلَا شاهقٌ يرقى إِلَيْهِ بسلم) (لقد رفضتكم كل أَرض وبقعةٍ ... وَقد صرخت مِنْكُم بقاع جَهَنَّم) (فَذُوقُوا كَمَا ذقناه أَيَّام كفركم ... من الغيظ فِي أكبادنا والتألم) قَالَ ابْن رَشِيق هَذَا الْبَيْت تطفل فِيهِ على طفيل الغنوي وافتقر إِلَيْهِ لِأَنَّهُ قَالَ) (فَذُوقُوا كَمَا ذقنا غَدَاة محجرٍ ... من الغيظ فِي أكبادنا والتحوب) قَالَ وَمن جيد مَا سَمِعت لَهُ فِي الرثاء قَوْله فِي الشَّيْخ أبي عَليّ بن خلدون من الْكَامِل (لَوْلَا الْحيَاء وَأَن أجيء بفعلةٍ ... ينضي عَليّ بهَا سيوف ملام) (وأكون مُتبعا لأشنع سنه ... قد سنّهَا قبلي أَبُو تَمام) (للبست لبس الثاكلات وَكنت فِي ... سود الْوُجُوه كأنني من حام) أَشَارَ إِلَى مَا صنعه أَبُو تَمام يَوْم نعى مُحَمَّد بن حميد لِأَنَّهُ غمس طرف رِدَائه فِي مدادٍ ثمَّ ضرب بِهِ كَتفيهِ وصدره ثمَّ أنْشد كَلمته من الطَّوِيل (كَذَا فليجل الْخطب وليفدح الْأَمر ... فَلَيْسَ لعينٍ لم يفض مَاؤُهَا عذر) وَكَانَت وَفَاته بِجَزِيرَة صقلية سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَقد شَارف الْخمسين سنة 3 - (الساسكوني) الْحسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن كثير بن عَليّ العامري الساسكوني الشَّاعِر قَالَ يمدح الظَّاهِر غازياً (أروم هَذَا الْقلب برْء جراحه ... وسيوف لحظك تنتضى لكفاحه) (يَا مستبيح دم المتيم عَامِدًا ... أنسيت يَوْم الْبَعْث حمل جنَاحه) (نَظَرِي الَّذِي فِي الْحبّ قد أفسدته ... إفساده فِي الْحبّ عين صَلَاحه) (حتام تطرف طرف عَيْني بالبكا ... وإلام طرفِي مولع بطماحه) (يَا وَيْح مُودع سره فِي جفْنه ... فَلَقَد أَرَادَ السّتْر من فضاحه) (لَيْت الحبيب غَدَاة أثمر خَدّه ... لم يحم عَن عَيْني جنى تفاحه) (يَا لائم المشتاق يَبْغِي نصحه ... مره بهم لتَكون من نصاحه)

(أَو فَانْظُر الرشأ الَّذِي خلخاله ... لَو شَاءَ صيره مَكَان وشاحه) (يفتر عَن شبمٍ تلألأ نوره ... كالروض لَاحَ لديك نور أقاحه) (ويدير ناظره فيسكرنا فَقل ... رشأٌ يَنُوب بِعَيْنِه عَن راحه) مِنْهَا فِي المديح من الْكَامِل (ملكٌ إِذا رتج العدا أَبْوَابهم ... كَانَت مفاتحها رُءُوس رماحه) (يُرْجَى ويخشى فالمنية والمنى ... مقرونتان بصحفه وصفاحه) ) (سمحٌ لَو أَن الْغَيْث كلم قبله ... بشرا لعنفه لفرط سماحه) (هُوَ بَحر جودٍ فابتعد عَن لجه ... لَا يغرقنك وادن من ضحضاحه) وَقَالَ يمدح زين الدّين أتابك من الطَّوِيل (أعن لؤلؤٍ رطبٍ تبسمت أم ثغر ... وَمن ريقةٍ أسكرتني أم من الْخمر) (وعطفك تيهاً مَاس أم خوط بانةٍ ... وطرفك أم هاروت ينفث بِالسحرِ) (فعنك نهاني لائمي وَلَو أَنه ... يحاول نصحي بدل النَّهْي بِالْأَمر) (وَهَا أنذري إِن كنت ناذرةً دمي ... لديك وَيَا شوقي إِلَى ذَلِك النّذر) (وَإِنِّي لأهوى أَن تبوئي بقتلتي ... ليبعثني خصما لَك الله فِي الْحَشْر) قلت هَذَا يشبه قَول ابْن رَوَاحَة الْحَمَوِيّ من مخلع الْبَسِيط (عَسى يُطِيل الْوُقُوف بيني ... وَبَيْنك الله فِي الْحساب) وَقَالَ الساسكوني يهجو عروضياً نحوياً من المنسرح لَا تنكروا مَا ادّعى فلَان من الشّعْر إِذا قَالَ إِنَّه شَاعِر (فالنحو ثمَّ الْعرُوض قد شَهدا ... لَهُ على الشّعْر أَنه قَادر) (يقصر ممدوده وَيَرْفَعهُ ... فِي الْجَرّ نصب الغرمول فِي الآخر) (يُرِيك وَهُوَ الْبَسِيط دَائِرَة ... تجمع بَين الطَّوِيل والوافر) وَقَالَ فِي طراحة فيروزها أَخْضَر من الْخَفِيف (أَنا أرضٌ تغار مني السَّمَاء ... إِذْ يطاني بأخمصيه الْبَهَاء) (فاض من كَفه الندى فاستدارت ... فِي حَوَاشِي روضةٌ خضراء) وَقَالَ وَقد نَاوَلَهُ مليحٌ خَاتمًا بفص عقيق ولوزاتٍ من السَّرِيع (وأهيف ناولني خَاتمًا ... فخلته ناولني فَاه) (كَأَنَّمَا الفص ولوزاته ... لِسَانه بَين ثناياه)

الشيخ بدر الدين بن هود

(وَفضل فِيهِ أَنه خاتمٌ ... من فضةٍ صياغه الله) وَقَالَ من السَّرِيع (قد جبل الجبول من راحةٍ ... فَلَيْسَ يعرو ساكنيها هموم) (كَأَنَّمَا المَاء وأطياره ... فِيهِ سماءٌ زينت بالنجوم) ) (كَأَن سود الطير فِي بيضها ... خليط جيشٍ بَين زنجٍ وروم) 3 - (الشَّيْخ بدر الدّين بن هود) الْحسن بن عَليّ أَبُو عَليّ بن عضد الدولة أبي الْحسن أخي المتَوَكل على الله ملك الأندلس أبي عبد الله مُحَمَّد ابْني يُوسُف بن هود الجذامي أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ رَأَيْته بِمَكَّة وجالسته وَكَانَ يظْهر مِنْهُ الْحُضُور مَعَ من يكلمهُ ثمَّ تظهر الْغَيْبَة مِنْهُ وَكَانَ يلبس نوعا من الثِّيَاب مِمَّا لم يعده لبس مثله بِهَذِهِ الْبِلَاد وَكَانَ يذكر أَنه يعرف شَيْئا من عُلُوم الْأَوَائِل وَكَانَ لَهُ شعر أنشدنا لَهُ أَبُو الحكم بن هاني صاحبنا قَالَ أنشدنا أَبُو عَليّ الْحسن بن عضد الدولة لنَفسِهِ من الْبَسِيط (خضت الدجنة حَتَّى لَاحَ لي قبسٌ ... وَبَان بَان الْحمى من ذَلِك القبس) (فَقلت للْقَوْم هَذَا الرّبع ربعهم ... وَقلت للسمع لَا تَخْلُو من الحرس) (وَقلت للعين غضي عَن محاسنهم ... وَقلت للنطق هَذَا مَوضِع الخرس) وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ الشَّيْخ الزَّاهِد الْكَبِير أَبُو عَليّ بن هود المرسي أحد الْكِبَار فِي التصوف على طَريقَة الْوحدَة مولده سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بمرسية وَكَانَ أَبوهُ نَائِب السلطنة بهَا عَن الخليقة الملقب بالمتوكل حصل لَهُ زهدٌ مفرط وفراغٌ عَن الدُّنْيَا وسكرةٌ عَن ذَاته وغفلة عَن نَفسه فسافر وَترك الحشمة وَصَحب ابْن سبعين واشتغل بالطب وَالْحكمَة وزهديات الصُّوفِيَّة وخلط هَذَا بِهَذَا وَحج وَدخل الْيمن وَقدم الشَّام وَكَانَ ذَا هَيْبَة وَشَيْبَة وَسُكُون وفنون وتلامذة وزبون وعَلى رَأسه قبع دلك وعَلى جسده دلق كَانَ غارقاً فِي الْفِكر عديم اللَّذَّة متواصل الأحزان فِيهِ انقباضٌ عَن النَّاس وَحمل مرّة إِلَى وَالِي الْبَلَد وَهُوَ سَكرَان أَخَذُوهُ من حارة الْيَهُود فَأحْسن الْوَالِي بِهِ الظَّن وسرحه سقَاهُ الْيَهُود خبثاً مِنْهُم ليغضوا مِنْهُ بذلك قلت لِأَن الْيَهُود نالهم مِنْهُ أَذَى وَأسلم على يَده مِنْهُم جماعةٌ مِنْهُم سعيد وبركات وَكَانَ الشَّيْخ يحب الكوارع المغمومة فَدَعوهُ إِلَى بَيت وَاحِد مِنْهُم وَقدمُوا لَهُ ذَلِك فَأكل ثمَّ غَابَ ذهولاً على عَادَته فأحضروا الْخمر فَلم يُنكر حُضُورهَا وأداروها ثمَّ ناولوه مِنْهَا قدحا

فَاسْتَعْملهُ تشبهاً بهم فَلَمَّا سكر أَخْرجُوهُ على تِلْكَ الْحَال وَبلغ الْخَبَر إِلَى الْوَالِي فَركب) وَحضر إِلَيْهِ وأردفه خَلفه وَبَقِي النَّاس خَلفه يتعجبون من أمره وَهُوَ يَقُول لَهُم بعد كل فَتْرَة وأيشٍ قد جرى ابْن هود شرب الْعقار يعْقد الْقَاف كافاً فِي كَلَامه وَكَانَ يشْتَغل الْيَهُود عَلَيْهِ فِي كتاب الدّلَالَة وَهُوَ مصنفٌ فِي أصُول دينهم للرئيس مُوسَى قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ شَيخنَا عماد الدّين الوَاسِطِيّ أَتَيْته وَقلت لَهُ أُرِيد أَن تسلكني فَقَالَ من أَي الطّرق من الموسوية أَو العيسوية أَو المحمدية وَكَانَ إِذا طلعت الشَّمْس يستقبلها ويصلب على وَجهه وَصَحبه الشَّيْخ الْعَفِيف عمرَان الطَّبِيب وَسَعِيد المغربي وَغير وَاحِد من هَؤُلَاءِ صلى عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين بن جمَاعَة وَدفن بسفح قاسيون سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة قلت الَّذِي بَلغنِي عَنهُ كَمَا حَدثنِي بِهِ الشَّيْخ الإِمَام نجم الدّين الصَّفَدِي قَالَ كَانَ بعض الْأَيَّام يَقُول لتلميذه سعيد يَا سعيد أَرِنِي فَاعل النَّهَار فَيَأْخُذ بِيَدِهِ ويصعد بِهِ إِلَى سطحٍ فيقف باهتاً إِلَى الشَّمْس نصف نهارٍ وَكَانَ يمشي فِي الْجَامِع باهت الطّرف ذاهل الْعقل وَهُوَ رَافع إصبعه السبابَة كالمتشهد وَكَانَ يوضع فِي يَده الْجَمْر فَيقبض عَلَيْهِ ذهولاً عَنهُ فَإِذا أحرقه رَجَعَ إِلَى حسه وألقاه من يَده وَكَانَ يحْفر فِي طَرِيقه فَيَقَع فِيهَا ذهولاً وغيبةً وَمن شعره من الطَّوِيل (فُؤَادِي من مَحْبُوب قلبِي لَا يَخْلُو ... وسري على فكري محاسنه يجلو) (أَلا يَا حبيب الْقلب يَا من بِذكرِهِ ... على ظاهري من باطني شاهدٌ عدل) (تجليت لي مني عَليّ فَأَصْبَحت ... صفاتي تنادي مَا لمحبوبنا مثل) (أورى بِذكر الْجزع عَنهُ وبانه ... وَلَا البان مطلوبي وَلَا قصدي الرمل) (وأذكر سعدى فِي حَدِيثي مغالطاً ... بليلى وَلَا ليلى مرادي وَلَا جمل) (وَلم أر فِي العشاق مثلي لأنني ... تلذ لي الْبلوى ويحلو لي العذل) سوى معشرٍ حلوا النظام ومزقوا الثِّيَاب فَلَا فرضٌ عَلَيْهِم وَلَا نفل (مجانين إِلَّا أَن ذل جنونهم ... عزيزٌ على أعتابهم يسْجد الْعقل) وَمِنْه من مجزوء الرمل) (علم قومِي بِي جهل ... إِن شأني لأجل) (أَنا عبدٌ أَنا ربٌّ ... أَن عزٌ أَنا ذل) (أَنا دنيا أَنا أُخْرَى ... أَنا بعضٌ أَنا كلٌ)

ابن النشابي والي دمشق

(أَنا معشوقٌ لذاتي ... لست عني الدَّهْر أسلو) (فَوق عشرٍ دون تسعٍ ... بَين خمسٍ لي مَحل) وَمن شعر ابْن هود من الطَّوِيل (سَلام عَلَيْكُم صدق الْخَبَر الْخَبَر ... فَلم يبْق قَالَ القس أَو حدث الحبر) (خُذُوا خبري عني بقيت مشاهداً ... ذَروا مَا يَقُول الغر أَو يفهم الْغمر) (خُذُوا من غَرِيب الدَّار كل غَرِيبَة ... وحقكم من دونهَا حجر الْحجر) (عَلَيْك سَلام الله يَا خير قادمٍ ... على خير مقدوم عَلَيْهِ لَك الْبشر) (عَلَيْك السَّلَام اسْلَمْ وقيت الردى فدم ... على غابر الْأَيَّام لَا خانك الدَّهْر) (أتيتكم مستقضياً دين وَعدكُم ... فَمن قَوْلهم عِنْد القضا يعرف الْحر) (أذكركم عهدا لنا طَال عَهده ... وقولكم صبرا وَقد فني الصَّبْر) (فَلَا تحسبوا أَنِّي نسيت عهودكم ... فَإِنِّي وَحقّ الله عبدكم الْحر) (أأنسى عهوداً بالحمى طَابَ ذكرهَا ... ومثلي وفيٌ لَا يَلِيق بِهِ الْغدر) (تحييك عَنَّا الشَّمْس مَا أشرقت ضحا ... تحييك عَنَّا مَا تبدى لَك الْبَدْر) (يُحْيِيك عَنَّا كلما ذَر شارقٌ ... يُحْيِيك عَنَّا من غمائمه الْقطر) (يُحْيِيك عَنَّا الرّيح بِالروحِ قد بَدَت ... يُحْيِيك عَنَّا من منابته الزهر) (أَلا فاعجبوا من أمرنَا إِنَّه امرؤٌ ... أَلا فاعجبوا للقل من بعضه الكثر) 3 - (ابْن النشابي وَالِي دمشق) حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد عماد الدّين بن النشابي وَالِي دمشق تعلم الصياغة ثمَّ خدم جندياً وتقلبت بِهِ الْأَحْوَال وَولي ولاياتٍ بِالْبرِّ ثمَّ ولي دمشق مُدَّة ثمَّ تولى الْبر ثمَّ أعطي طبلخاناه وَكَانَ كَافِيا ناهضاً لَهُ خبْرَة بالأمور وَمَعْرِفَة بسياسة الْبَلَد وَكَانَ من أَبنَاء الْخمسين توفّي بالبقاع سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَحمل إِلَى دمشق وَدفن بقاسيون فِي تربته 3 - (شرف الدّين بن الصَّيْرَفِي) ) الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى بن الْحسن الإِمَام الْمُحدث شرف الدّين بن الصَّيْرَفِي اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ شيخ الحَدِيث بالفارقانية فَقِيه مُحدث مُفِيد صَدُوق خيرٌ دينٌ متواضع حسن الْأَخْلَاق مليح الشيبة سمع من عبد الْوَهَّاب بن رواج وَأبي الْحسن بن الجميزي ويوسف الساوي وفخر

أبو علي الخطيب المغربي

الْقُضَاة بن الْحباب والمؤتمن بن قميرة والزكي عبد الْعَظِيم والرشيد الْعَطَّار وَسمع بالإسكندرية من سبط السلَفِي وَجَمَاعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سَمِعت مِنْهُ وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ 3 - (أَبُو عَليّ الْخَطِيب المغربي) الْحسن بن عَليّ بن خلف أَبُو عَليّ الْأمَوِي الْقُرْطُبِيّ نزيل أشبيلية الْمَعْرُوف بالخطيب أجَاز لَهُ ابْن رشد مروياته وَكَانَ مائلاً إِلَى الْأَدَب وَله كتاب رَوْضَة الأزهار واللؤلؤ المنظوم فِي معرفَة الْأَوْقَات والنجوم وتهافت الشُّعَرَاء توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة 3 - (نَفِيس الدّين بن البن) الْحسن بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْحُسَيْن بن الْحسن الشَّيْخ نَفِيس الدّين أَبُو مُحَمَّد بن البن بِالْبَاء وَالنُّون الْأَسدي الدِّمَشْقِي ولد فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة سمع الْكثير من جده أبي الْقَاسِم وَتفرد عَنهُ بأَشْيَاء وَصَحب الْأَمِير مَحْمُود بن نعْمَة الشيزري زَمَانا وتأدب عَلَيْهِ وَكَانَت لَهُ أصُول يحدث مِنْهَا وَكَانَ ثِقَة ثبتاً كثير الصَّدَقَة وَالْإِحْسَان إِلَى النَّاس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ يسكن بالكجك وَأَظنهُ كَانَ خشاباً قَالَ ابْن الْحَاجِب كَانَ دَائِم السُّكُوت لَا يكَاد يتَكَلَّم وَإِذا نفر من شَيْء لَا يعود إِلَيْهِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن الزَّاغُونِيّ وَنصر بن نصر العكبري وروى عَنهُ الضياء والبرزالي وَابْن خَلِيل والشرف النابلسي وبلدياه سعد الْخَيْر وَنصر وَالْفَخْر بن البُخَارِيّ والتقي بن الوَاسِطِيّ وَالشَّمْس بن الْكَمَال والعز بن الْفراء وَالشَّمْس بن الوَاسِطِيّ والشهاب الأبرقوهي وَالشَّمْس بن عَبْدَانِ وَجَمَاعَة 3 - (ابْن ميجا الطَّبِيب) ) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن صَدَقَة الْحَكِيم البارع أَبُو مُحَمَّد الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِابْن ميجا بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَالْجِيم جاور بِمَكَّة سمع أَبَا الْفَتْح ابْن المندائي وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهمَا وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (الشهرزوري الشَّافِعِي) الْحسن بن عَليّ بن عبد الله أَبُو عبد الله الشهرزوري الْفَقِيه

الشيخ الحريري

الشَّافِعِي إِمَام عَلامَة زاهد قَائِم على الْمَذْهَب وَهُوَ من شُيُوخ الفرضى قَالَ ابْن الفوطي أفتى عدَّة سِنِين وَكَانَ يحفظ الْمُهَذّب لأبي إِسْحَاق وَكَانَ أُمِّيا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الشَّيْخ الحريري) الْحسن بن عَليّ بن أبي الْحسن بن مَنْصُور الشَّيْخ الصَّالح الزَّاهِد بَقِيَّة الْمَشَايِخ ابْن الشَّيْخ عَليّ الحريري ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَ شيخ الطَّائِفَة الحريرية وَكَانَ مهيباً مليح الشيبة حسن الْأَخْلَاق لَهُ مكانة عِنْد النَّاس وَحُرْمَة زَائِدَة قدم مَرَّات إِلَى دمشق من قَرْيَة بسر بِدِمَشْق وَتُوفِّي فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور 3 - (الْحَافِظ الوخشي) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو عَليّ الوخشي بِالْخَاءِ والشين المعجمتين من أهل وخش من نواحي طخارستان بَلخ أحد حفاظ الحَدِيث الْأَثْبَات الْفُضَلَاء لَهُ الرحلة الواسعة من بَلَده إِلَى الْعرَاق وَالشَّام ومصر وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وانتقى على الْحفاظ وَكتب بِخَطِّهِ سمع ببلخ مُحَمَّد بن عبد الله بن روزبة وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ وبنيسابور يحيى بن إِبْرَاهِيم الْمُزَكي وَمُحَمّد بن مُوسَى بن الْفضل الصَّيْرَفِي وَأحمد ابْن الْحسن الْحِيرِي وبهمذان مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مزدئن وبإصبهان الْحَافِظ أَبَا نعيم أَحْمد بن عبد الله وَأَبا سعيد بن حسنويه وببغداد عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مهْدي وَعلي بن مُحَمَّد بن عبد الله بن)

ابن السوادي الكاتب

بَشرَان وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان وَمُحَمّد بن أَحْمد بن أبي الفوارس وبالبصرة وبدمشق وبعسقلان وبتنيس وبالرملة وبالقدس وبعكا وبحلب جمَاعَة يطول ذكرهم وَحدث بِبَغْدَاد وَسمع مِنْهُ الْخَطِيب أَبُو بكر وروى عَنهُ فِي مصنفاته ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة ببلخ 3 - (ابْن السوادي الْكَاتِب) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبيد الله بن السوادي أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب الوَاسِطِيّ من أهل الْبيُوت الْكِبَار سمع الْكثير من عَمه أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن السوادي وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الصَّقْر وَعلي بن مُحَمَّد كَاتب الْوَقْف وَأبي الْكَرم خَمِيس بن عَليّ الْجَوْزِيّ وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن العجمي وَغَيرهم وَكَانَ كَاتبا سديداً لَهُ معرفَة بِالْحِسَابِ والمساحة قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بواسط 3 - (الإِمَام أَبُو عَليّ الحمادي) الْحسن بن عَليّ بن مكي بن إسْرَافيل بن حَمَّاد الإِمَام أَبُو عَليّ الحمادي النَّسَفِيّ كَانَ حنفياً فانتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَعمر دهراً وَهُوَ أحد الْأَعْلَام وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الذِّئْب الْبَصْرِيّ) الْحسن بن عَليّ بن زَكَرِيَّا بن صَالح أَبُو سعيد الْبَصْرِيّ الْعَدوي الملقب بالذئب نزيل بَغْدَاد قَالَ ابْن عدي كَانَ يضع الحَدِيث وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة وَالصَّحِيح سنة تسع عشر وثلاثمائة حدث فافترائه عَن عَمْرو بن مَرْزُوق ومسدد وطالوت بن عباد وكامل بن طَلْحَة وخراش بن عبد الله

ابن غلام الزهري

روى عَنهُ أَبُو بكر الْقطيعِي وَعمر الْكِنَانِي وَالدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو بكر ابْن شَاذان وَآخَرُونَ وَزعم أَنه ولد سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَمن مَوْضُوعَاته عَلَيْكُم بالوجوه الملاح والحدق السود) 3 - (ابْن غُلَام الزُّهْرِيّ) الْحسن بن عَليّ بن عَمْرو بن غُلَام الزُّهْرِيّ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ كَانَ حَمْزَة السَّهْمِي يسْأَله عَن الْجرْح وَالتَّعْدِيل توفّي سنة خمس وَسبعين وثلاثمائة 3 - (أَبُو عَليّ الدقاق) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو عَليّ الْأُسْتَاذ الدقاق الزَّاهِد النَّيْسَابُورِي شيخ الصُّوفِيَّة وَشَيخ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَالله أعلم 3 - (الْحَافِظ الْخلال) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْهُذلِيّ الْحلْوانِي الْخلال الريحاني الْحَافِظ نزيل مَكَّة روى عَنهُ الْجَمَاعَة كلهم إِلَّا النَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (المسوحي الزَّاهِد) الْحسن بن عَليّ المسوحي الزَّاهِد من كبار الصُّوفِيَّة بِبَغْدَاد صحب السّري السَّقطِي وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين والمائتين 3 - (أَخُو القَاضِي عبد الْوَهَّاب) الْحسن بن عَليّ بن نصر أَخُو القَاضِي عبد الْوَهَّاب الْمَالِكِي وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ أديباً فَاضلا صنف كتاب الْمُفَاوضَة للْملك الْعَزِيز جلال الدولة أبي مَنْصُور بن بويه جمع فِيهِ مَا شَاهده فِي ثَلَاثِينَ كراساً وَهُوَ من الْكتب الممتعة توفّي رَحمَه الله سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بواسط 3 - (ابْن الْأَمِير السَّيِّد) الْحسن بن عَليّ بن المرتضى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الدَّاعِي بن زيد بن حَمْزَة ابْن عَليّ بن عبيد الله بن الْحسن بن مُحَمَّد السيلقي بن الْحسن بن جَعْفَر بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو مُحَمَّد الحسني الْعلوِي الْمَعْرُوف بِابْن الْأَمِير السَّيِّد أسمعهُ أَبوهُ فِي صباه من أبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر الْحَافِظ وَعمر حَتَّى انْفَرد بالرواية عَنهُ)

القرميسيني الحنبلي

قَالَ محب الدّين بن النجار وَكَانَ دينا كريم الْأَخْلَاق تَامّ الْمُرُوءَة كَبِير النَّفس كتبت عَنهُ توفّي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (القرميسيني الْحَنْبَلِيّ) الْحسن بن عَليّ أَبُو مَنْصُور القرميسيني الْبَغْدَادِيّ كَانَ من فُقَهَاء الْحَنَابِلَة صحب أَبُو عبد الله بن حَامِد وَأَبا طَاهِر بن الغباري وَأَبا طَالب بن الْبَقَّال وَابْن الفقاعي وَالْقَاضِي أَبَا يعلى بن الْفراء وحاضر أَبَا حَفْص بن شاهين وطبقته وَسمع الْكثير وَكتب وَلم يحدث بِشَيْء لاشتغاله بالفقه توفّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو عَليّ البدوي) الْحسن بن عَليّ أَبُو عَليّ البدوي أورد لَهُ ابْن النجار من الطَّوِيل (ترحلت الأظعان فالعين تَدْمَع ... وقلبك بالأشواق وَالذكر موجع) (فَلَا دَارهم تَدْنُو وَلَا الصَّبْر يرتجى ... وَلَا خيرٌ يَأْتِي إِلَيْك فتطمع) (أعاذلتي مهلا فَلم يبْق حيلةٌ ... لمن بعد الْأَصْحَاب عَنهُ وأزمعوا) قلت شعر نَازل 3 - (أَبُو عَليّ الْمُؤَدب العلثي) الْحسن بن عَليّ العلثي بالثاء الْمُثَلَّثَة أورد لَهُ ابْن النجار قَوْله فِي صبي يَهُودِيّ من الْكَامِل (متهود لَوْلَا الغيار وذله ... تاهت ملاحته على الْأَرْوَاح) (وَكَأن صدغيه صوالج عنبر ... يلعبن فِي خديه بالتفاح) 3 - (ابْن عمار الْموصِلِي) الْحسن بن عَليّ بن الْحسن محيي الدّين الْموصِلِي الْخَطِيب الْمَعْرُوف بِابْن عمار شيخ واعظ حُلْو الْوَعْظ لَهُ تصانيف وَشعر توفّي بالموصل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره من الْكَامِل (مَا بَين منعرج اللوى والأبرق ... ريمٌ رماني فِي الغرام المونق) ) (أسر الْفُؤَاد المستهام بحسنه ... وَوَقعت مِنْهُ فِي الْعَذَاب الْمُطلق) (يصمي الْقُلُوب بطرفه السَّاجِي الَّذِي ... يرنو بِهِ وَإِذا رمى لَا يَتَّقِي) (بَانَتْ صباباتي ببانات اللوى ... فِي حبه ورثت لشجوي أينقي) (وَأَنا الَّذِي لَا أستفيق من الْهوى ... طفْلا وَهَا قد شَاب فِيهِ مفرقي)

ابن العلاف

قلت شعر مَقْبُول 3 - (ابْن العلاف) الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد بن بشار بن زِيَاد أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن العلاف الضَّرِير النهرواني الشَّاعِر الْمَشْهُور كَانَ من الشُّعَرَاء المجيدين وَحدث عَن أبي عمر الدوري الْمُقْرِئ وَحميد ابْن مسْعدَة الْبَصْرِيّ وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الحساني وروى عَنهُ عبد الله بن الْحسن بن النّحاس وَأَبُو الْحسن الخراجي القَاضِي وَأَبُو حَفْص بن شاهين وَغَيرهم وَكَانَ ينادم الإِمَام المعتضد حكى قَالَ بت لَيْلَة فِي دَار المعتضد مَعَ جمَاعَة من ندمائه فَأَتَانَا خادمٌ لَيْلًا فَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول أرقت اللَّيْلَة بعد انصرافكم فَقلت من الطَّوِيل (وَلما انتبهنا للخيال الَّذِي سرى ... إِذا الدَّار قفرٌ والمزار بعيد) وَقَالَ قد أرتج عَلَيْهِ تَمَامه فَمن أجَازه بِمَا يُوَافقهُ فِي غَرَضه أَمر لَهُ بجائزة قَالَ فأرتج على الْجَمَاعَة وَكلهمْ شَاعِر فَاضل فابتدرت وَقلت من الطَّوِيل (فَقلت لعَيْنِي عاودي النّوم واهجعي ... لَعَلَّ خيالاً طَارِقًا سيعود) فَرجع الْخَادِم ثمَّ عَاد فَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول قد أَحْسَنت وَأمر لَك بجائزة وَكَانَ لأبي بكر هرٌ يأنس بِهِ وَكَانَ يدْخل أبراج الْحمام الَّتِي لجيرانه وَيَأْكُل فراخها وَكثر ذَلِك مِنْهُ فأمسكه أَرْبَابهَا فذبحوه فرثاه بقصيدة اشتهرت وَقد قيل إِنَّه رثى بهَا عبد الله بن المعتز وخشي من الإِمَام المقتدر أَن يتظاهر بهَا لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي قَتله فنسبها إِلَى الهر وَعرض بِهِ فِي أَبْيَات مِنْهَا لصحبةٍ كَانَت بَينهمَا أكيدة وَقيل إِنَّمَا كنى بالهر عَن المحسن بن الْفُرَات أَيَّام محنته لِأَنَّهُ لم يَجْسُر أَن يذكرهُ ويرثيه وَقيل إِنَّمَا كنى بالهر عَن المحسن بن الْفُرَات أَيَّام محنته لِأَنَّهُ لم يَجْسُر أَن يذكرهُ يرثيه وَقيل إِن جَارِيَة لعَلي بن عِيسَى هويت غُلَاما لأبي بكر بن العلاف فَفطن بهما فقتلا جَمِيعًا) وسلخا وَحشِي جلودها تبناً فَقَالَ مَوْلَاهُ أَبُو بكر هَذِه القصيدة يرثيه بهَا وأولها من المنسرح (يَا هر فارقتنا وَلم تعد ... وَكنت عِنْدِي بمنزل الْوَلَد) (فَكيف ننفك عَن هَوَاك وَقد ... كنت لنا عدَّة من الْعدَد) (وَتخرج الفأر من مكامنها ... مَا بَين مفتوحها إِلَى السدد) (يلقاك فِي الْبَيْت مِنْهُم مددٌ ... وَأَنت تلقاهم بِلَا مدد) (لَا عددٌ كَانَ مِنْك منفلتاً ... مِنْهُم وَلَا وَاحِد من الْعدَد) (لَا ترهب الصَّيف عِنْد هاجرةٍ ... وَلَا تهاب الشتَاء فِي الجمد)

(وَكَانَ يجْرِي وَلَا سداد لَهُم ... أَمرك مَا بَيْننَا على السدد) (حَتَّى اعتقدت الْأَذَى لجيرتنا ... وَلم تكن للأذى بمعتقد) (وحمت حول الردى بظلمهم ... وَمن يحم حول حَوْضه يرد) (وَكَانَ قلبِي عَلَيْك مرتعداً ... وَأَنت تنساب غير مرتعد) (تدخل برج الْحمام متئداً ... وتبلع الفرخ غير متئد) (وتطرح الريش فِي الطَّرِيق لَهُم ... وتبلع اللَّحْم غير مزدرد) (أطمعك الغي لَحمهَا فَرَأى ... قَتلك أَصْحَابهَا من الرشد) (حَتَّى إِذا داوموك واجتهدوا ... وساعد النَّصْر كيد مُجْتَهد) (كادوك دهراً فَمَا وَقعت وَكم ... أفلت من كيدهم وَلم تكد) فحين أخفرت وانهمكت وكاشفت وأسرفت غير مقتصد (صادوك غيظاً عَلَيْك وانتقموا ... مِنْك وَزَادُوا وَمن يصد يصد) (ثمَّ شفوا بالحديد أنفسهم ... مِنْك وَلم يرعووا على أحد) مِنْهَا من المنسرح (فَلم تزل للحمام مرتصداً ... حَتَّى سقيت الْحمام بالرصد) (لم يرحموا صَوْتك الضَّعِيف كَمَا ... لم تَرث مِنْهَا لصوتها الغرد) (أذاقك الْمَوْت ربهن كَمَا ... أذقت أفراخه يدا بيد) (كَأَن حبلاً حوى بجودته ... جيدك للخنق كَانَ من مسد) وَمِنْهَا من المنسرح) (كَأَن عَيْني تراك مضطرباً ... فِيهِ وَفِي فِيك رغوة الزّبد) (وَقد طلبت الْخَلَاص مِنْهُ فَلم ... تقدر على حيله وَلم تَجِد) (فجدت بِالنَّفسِ والبخيل بهَا ... أَنْت وَمن لم يجد بهَا يجد) (فَمَا سمعنَا بِمثل موتك إِذْ ... مت وَلَا مثل عيشك النكد) (عِشْت حَرِيصًا يَقُودهُ طمعٌ ... ومت ذَا قاتلٍ بِلَا قَود) (يَا من لذيذ الْفِرَاخ أوقعه ... وَيحك هلا قنعت بالغدد) (ألم تخف وثبة الزَّمَان وَقد ... وَثَبت فِي البرج وثبة الْأسد) وَمِنْهَا من المنسرح (عَاقِبَة الظُّلم لَا تنام وَإِن ... تَأَخَّرت مُدَّة من المدد) (أردْت أَن تَأْكُل الْفِرَاخ وَلَا ... يَأْكُلك الدَّهْر أكل مضطهد)

ابن أبي السعود الكوفي

(هَذَا بعيدٌ من الْقيَاس وَمَا ... أعز فِي الدنو والبعد) (لَا بَارك الله فِي الطَّعَام إِذا ... كَانَ هَلَاك النُّفُوس فِي الْمعد) (كم دخلت لقمةٌ حَشا شرهٍ ... فأخرجت روحه من الْجَسَد) مَا كَانَ أَغْنَاك عَن تسلقك البرج وَلَو كَانَ جنَّة الْخلد وَمِنْهَا من المنسرح (قد كنت فِي نعْمَة وَفِي دعةٍ ... من الْعَزِيز الْمُهَيْمِن الصَّمد) (تَأْكُل من فأر بيتنا رغداً ... وَأَيْنَ بِالشَّاكِرِينَ للرغد) (وَكنت بددت شملهم زَمنا ... فَاجْتمعُوا بعد ذَلِك البدد) (فَلم يبقوا لنا على سبدٍ ... فِي جَوف أَبْيَاتنَا وَلَا لبد) (وفرغوا قعرها وَمَا تركُوا ... مَا علقته يدٌ على وتد) (وفتتوا الْخبز فِي السلال فكم ... تفتت للعيال من كبد) (ومزقوا من ثيابنا جدداً ... فكلنا فِي المصائب الجدد) وَدخل ابْن العلاف على المعتضد وَهُوَ يفرق دَرَاهِم الصَّدَقَة فَقَالَ هَل لي فِي هَذَا نصيبٌ فَقَالَ هَذِه دَرَاهِم الصَّدَقَة وَأَنا أشْفق عَلَيْك وأرفعك عَنْهَا فَقَالَ من المنسرح (إِن إِمَام الْهدى ليرفعني ... سؤدده عَن دَرَاهِم الصدقه) ) (يَا سيد النَّاس وَابْن سيدهم ... أعدمني الله هَذِه الشفقه) فَضَحِك وَوَصله وَقَالَ وَقد وَقع فِي حفرةٍ من الْبَسِيط (قَالَت كَأَنَّك فِي الْمَوْتَى فَقلت لَهَا ... قد مَاتَ من ذهبت وَالله عَيناهُ) (عَيْنَايَ كفاي لَا طرفٌ ألذ بِهِ ... وَكَيف يفرح من عَيناهُ كَفاهُ) توفّي ابْن العلاف سنة ثَمَان عشرَة وَقيل تسع عشرَة وثلاثمائة 3 - (ابْن أبي السُّعُود الْكُوفِي) الْحسن بن عَليّ بن أبي السُّعُود الأديب أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي نزيل الْقَاهِرَة لَهُ قصيدة نونية فِي الْقرَاءَات رَوَاهَا عَنهُ الشَّيْخ شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الدمياطي وَقَالَ توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره

أبو علي بن أبي جرادة

3 - (أَبُو عَليّ بن أبي جَرَادَة) الْحسن بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة أَبُو عَليّ كَانَ كَاتبا فَاضلا شَاعِرًا أديباً يكْتب النّسخ طَريقَة ابْن مقلة والرقاع طَريقَة ابْن البواب وخطه جيد حُلْو سمع أَبَاهُ بحلب وَكتب عَنهُ السَّمْعَانِيّ عِنْد قدومه حلب وَسَار فِي حَيَاة أَبِيه إِلَى مصر واتصل بالعادل أَمِير الجيوش وَزِير المصريين وَأنس بِهِ ثمَّ نفق بعده على الصَّالح بن رزيك وخدم فِي ديوَان الْجَيْش وَلم يزل بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكتب إِلَى أَخِيه عبد القاهر من الطَّوِيل (سرى من أقاصي الشَّام يسألني عني ... خيالٌ إِذا مَا زار يسلبني مني) (بذلت لَهُ قلبِي وجسمي كليهمَا ... فَلم يرض إِلَّا أَن يعرس فِي جفني) (وَإِنِّي ليدنيني اشتياقي إِلَيْكُم ... ووجدي بكم لَو أَن وجد الْفَتى يدني) (وأبعث آمالي فترجع حسراً ... وقوفاً على ضنٍ من الْوَصْل أَو ظن) (فليت الصِّبَا تسري بمكنون سرنا ... فتخبرني عَنْكُم وتخبركم عني) (وليت اللَّيَالِي الخاليات عوائدٌ ... علينا فنعتاض السرُور من الْحزن) وَقَالَ من الْبَسِيط) (مَا ضرهم يَوْم جد الْبَين لَو وقفُوا ... وزودوا كلفاً أودى بِهِ الكلف) (تخلفوا عَن وداعي ثمت ارتحلوا ... وأخلفوني وعودواً مَا لَهَا خلف) (وأوصلوني بهجرٍ بَعْدَمَا وصلوا ... حبلي وَمَا أنصفوني لَكِن انتصفوا) (فليتهم عدلوا فِي الحكم إِذْ ملكوا ... وليتهم أسعفوا بالطيف من شغفوا) قلت شعر جيد وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه 3 - (ابْن الْجلَال الدِّمَشْقِي) الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن يُونُس الشَّيْخ الْأَمِير الْخَيْر الْمسند بدر الدّين أَبُو عَليّ الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي القلانسي ابْن الْجلَال أحد المكثرين ولد فِي صفر سنة تسع وَعشْرين وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن اللتي وَابْن المقير ومكرم وَأبي نصر الشِّيرَازِيّ وجعفر الْهَمدَانِي وكريمة الزبيرية وَسَالم بن صصرى وَخلق كثير وَحضر ابْن غَسَّان والإربلي وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبة والسهروردي وَأَبُو الْوَفَاء ابْن مندة وَله إِثْبَات فِي سِتَّة أَجزَاء اعتنى بأَمْره خَال أمه الْمُحدث ابْن الْجَوْهَرِي روى شَيْئا كثيرا

شهاب الدين بن عمرون

بِدِمَشْق وحلب ومصر وروى عَنهُ الْمزي وَابْن تَيْمِية وَابْن البرزالي وَكَانَ يخرج أَمينا على الْقرى وَله فهمٌ وَعِنْده فَضِيلَة مَا 3 - (شهَاب الدّين بن عمرون) الْحسن بن عَليّ بن أبي نصر بن النّحاس الْمَعْرُوف بِابْن عمرون شهَاب الدّين الْحلَبِي التَّاجِر الْمَشْهُور كَانَ من الرؤساء الْأَعْيَان بحلب وَغَيرهَا وَكَانَت لَهُ صورةٌ ومنزلة عِنْد مُلُوك الشَّام ويسافر بحشمٍ وخدمٍ ويخفر من يَصْحَبهُ ويميره وَله معروفٌ فِي الرحلة وَالْمقَام توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 3 - (علم الدّين الشاتاني) الْحسن بن عَليّ بن سعيد بن عبد الله علم الدّين أَبُو عَليّ الشاتاني بالشين الْمُعْجَمَة وَبَين الْأَلفَيْنِ تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وشاتان من نواحي ديار بكر كَانَ يحب الحَدِيث وَكَانَ فِي كنف جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي مَنْصُور وَزِير الْموصل) وجيهاً عِنْده كثير الإفضال عَلَيْهِ ولاه البيمارستان بالموصل ووقوفه وَلما نكب الْوَزير وقف أمره فوفد على نور الدّين الشَّهِيد فَأكْرمه إِلَى أَن مَاتَ وَقصد السُّلْطَان صَلَاح الدّين سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة فَأكْرمه ومدحه وَهُوَ بِالشَّام بقصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل (أرى النَّصْر معقوداً برايتك الصفرا ... فسر وَافْتَحْ الدُّنْيَا فَأَنت بهَا أَحْرَى) (يَمِينك فِيهَا الْيمن واليسر فِي الْيُسْرَى ... فبشرى لمن يَرْجُو الندى مِنْهُمَا بشرى) وَقَالَ يمدح الْوَزير ابْن هُبَيْرَة من الْكَامِل (أهْدى إِلَيّ جَسَدِي الضنى فأعله ... وَعَسَى يرق لعَبْدِهِ وَلَعَلَّه) (مَا كنت أَحسب أَن عقد تجلدي ... ينْحل بالهجران حَتَّى حلّه) (يَا وَيْح قلبِي أَيْن أطلبه وَقد ... نَادَى بِهِ دَاعِي الْهوى فأضله) (إِن لم يجد بِالْعَفو مِنْهُ على الَّذِي ... قد ذاب من برح الغرام فَمن لَهُ) (وَأَشد مَا يلقاه من ألم الْهوى ... قَول العواذل إِنَّه قد مله) وَقد عَارض الشاتاني بِهَذِهِ القصيدة قصيدةً للعماد الْكَاتِب وأولها (سل سيف ناظره لماذا سَله ... وعَلى دمي لم دله قد دله) (واسأله كَيفَ أَبَاحَ فِي شرع الْهوى ... دم من يهيم بِهِ وَكَيف أحله) (سل عطفه فَعَسَى لطافة عطفه ... تعدِي قساوة قلبه وَلَعَلَّه) (كثرت لقسوة قلبه جفواته ... يَا مَا أرق وفاءه وَأقله)

ابن المحدث الكاتب

(يَا منجداً ناديته مستنجداً ... فِي خلتي والمرء ينجد خله) (سر حَامِلا سري فَأَنت بِحمْلِهِ ... أهلٌ وخفف عَن فُؤَادِي ثقله) (وَإِذا وصلت ففض عَن وَادي الغضا ... طرف الْمُرِيب وَحي عني أَهله) (أهد السَّلَام هديت للرشأ الَّذِي ... أعطَاهُ قلبِي رشده فأضله) ومولد علم الدّين سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ قد تأدب على ابْن الشجري وَابْن الجواليقي وَعقد لَهُ بِدِمَشْق مجْلِس وعظ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة) وَقيل إِنَّه تغير آخر عمره وَكَانَ تفقه بِبَغْدَاد على مَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع بهَا الحَدِيث وَكَانَ ينبز بِالْعلمِ قاع وَكَانَ علم الدّين الشاتاني الْمَذْكُور يستشيط غيظاً من كلمة فِيهَا الفقاع فَعمل الْعِمَاد الْكَاتِب أبياتاً لَا يَخْلُو كل بَيت مِنْهَا من هَذِه اللَّفْظَة وَكَانَت تنشد قدامه وَهُوَ يغْضب وعتب على الْعِمَاد وتهاجرا مُدَّة ثمَّ استعطفه الْعِمَاد بقصيدةٍ فَأَجَابَهُ عَنْهَا واصطلحا وَمن شعر علم الدّين الشاتاني من الطَّوِيل (خليلي كفا عَن ملامي وعرجا ... فأنفاس نجدٍ نشرها قد تأرجا) (وقولا لمن قد ضل عَن قصد حبه ... وصلنا إِلَى وصل الْأَحِبَّة منهجا) (وحطا بِأَكْنَافِ الْحمى فقد انْتهى ... مسير مطايا قد أضرّ بهَا الوجى) (فقد لَاحَ ضوء الصُّبْح بعد كمونه ... ومزق ثوبا لفقته يَد الدجى) (وحاكت يَد الأنواء للْأَرْض حلَّة ... تقدرها الْأَبْصَار ثوبا ممرجا) (وغرد فِي الأيك الهزار مطرباً ... وهيجه نوح الْحمام فهزجا) 3 - (ابْن الْمُحدث الْكَاتِب) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عدنان بن شُجَاع الحمداني بدر الدّين ابْن الْمُحدث المجود الْكَاتِب كَانَ فَاضلا ينظم وينثر وَله كتاب بربى بَاب الْجَابِيَة بِدِمَشْق وَكَانَ يكْتب الْعَصْر فِي الْمدرسَة الأمينية كتب عَلَيْهِ جمَاعَة وَكتب هُوَ على الشَّيْخ نجم الدّين بن البصيص كَانَ الْملك الأوحد لَهُ مَعَه صُحْبَة فَتحدث لَهُ مَعَ الأفرم أَن يدْخل فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فرسم لَهُ بذلك فَأبى فلامه الْملك الأوحد على ترك ذَلِك فَقَالَ أَنا إِذا دخلت بَين الموقعين مَا يرتب لي أَكثر من خَمْسَة دَرَاهِم فِي كل يَوْم وَمَا يجلسونني فَوق بني فضل الله وَلَا فَوق بني القلانسي وَلَا فَوق بني غَانِم فَم يجلسونني إِلَّا دونهم وَلَو تَكَلَّمت قَالُوا أبْصر

المصفعة وَاحِد كَانَ فَقِيه كتاب قَالَ يُرِيد يقْعد فَوق السَّادة من الموقعين وَإِذا جَاءَت سفرة مَا يخرجُون غَيْرِي فَإِن تَكَلَّمت قَالَ أبْصر المصفعة قَالَ يحتشم على السّفر فِي ركاب ملك الْأُمَرَاء وَهَذَا أَنا كل يَوْم يحصل لي من التكتيب الثَّلَاثُونَ درهما وَالْأَكْثَر والأقل وَأَنا كَبِير هَذِه الصِّنَاعَة وَأحكم فِي أَوْلَاد الرؤساء والمحتشمين ونظم فِي ذَلِك من الْخَفِيف (لائمي فِي صناعتي مستخفاً ... بِي إِذْ كنت للعلا مُسْتَحقّا) ) (مَا غزالٌ يقبل الْكَفّ مني ... بعد بري وَلم يضع لي حَقًا) (مثل تيسٍ أبوس مِنْهُ يدا ... قد صغرت من ندىً لأسأل رزقا) (فيولي عني ويلوي عَن رد ... سلامي ويزدريني حَقًا) فاقتصد وَاقْتصر عَلَيْهَا فَمَا عِنْد إِلَه السَّمَاء خيرٌ وَأبقى وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل (غَدَوْت بتعليم الصغار مؤجرا ... وحولي من الغلمان ذُو الأَصْل والفصل) (يقبل كفي مِنْهُم كل سَاعَة ... ويعطونني شَيْئا أَعم بِهِ أَهلِي) (وَذَاكَ بِأَن أسعى إِلَى بَاب جَاهِل ... أقبل كفيه أَحَي إِلَى مثلي) (أميرٌ إِذا ميزت لَكِن بِلَا حجىً ... وَكم قد رَأينَا من أَمِير بِلَا عقل) قلت هَذَا نظم عَجِيب التَّرْكِيب وَقَالَ فِي فرحة من السَّرِيع (مَا فرحتي إِلَّا إِذا واصلت ... فرحة بَين الكس والكاس) (لَا أَن أَرَاهَا وَهِي فِي مجْلِس ... مَا بَين طباخٍ وعداس) وَكَانَ قد أَنْشدني شَيْئا من شعره وَكتب إِلَيّ أبياتاً لامية ملزومة فأجبته عَنْهَا فِي وَزنهَا ورويها والتزمت الْمِيم قبل اللَّام وَلم أجد أبياته لعدمها عِنْد تَعْلِيق هَذِه التَّرْجَمَة فَمَا أثبتها وَلَا أبياتي إِذْ لَا فَائِدَة فِي ذَلِك وَكنت وقفت لَهُ على قصيدة بِخَطِّهِ نونية أَولهَا من الطَّوِيل (نعم هَذِه نجدٌ وهاتيك نعْمَان ... فمل إِن قلبِي للصبابة أوطان) وَفِي القصيدة جدولان مكتوبان بالحمرة من كل بَيت كلمتان الأولى من النّصْف الأول وَالثَّانيَِة من النّصْف الثَّانِي ومجموع الْجَدْوَل الأول قَوْله تَعَالَى إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار والفلك الَّتِي تجْرِي فِي الْبَحْر الْآيَة وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل (وَقد عنفوني فِي هَوَاهُ بقَوْلهمْ ... ستطلع مِنْهُ الذقن فاقصر عَن الْحزن) (فَقلت لَهُم كفوا فَإِنِّي واقعٌ ... وحقكم بالوجد فِيهِ إِلَى الذقن)

وَله يُعَارض القصيدة الهيئية من الهزج) (عَن الغي إِلَى الرشد ... عدلت الْآن عَن قصدي) وميلت وُجُوه الْهزْل عَن عمدٍ إِلَى الْجد وأجدي بِي أَن أعلم أَن الْجَهْل لَا يجدي لِأَنِّي نلْت من لذات دهري غَايَة الْقَصْد (فكم عاشرت من حرٍ ... وَكم حارفت من عبد) (وَكم صاحبت ذَا جهل ... وَكم خالطت ذَا رشد) (وَكم صافيت صوفيا ... وزاورت أَخا زهد) وعاشرت كبار الأَرْض فِي قرب وَفِي بعد (وَكم مازحت سوقياً ... وَكم مازجت من جندي) (وَكم لقلقت بالتركي ... وَكم بقبقت بالكردي) (وَكم نادمت فِي ليلِي ... أَمِيرا مَا لَهُ قصدي) إِلَى أَن صَار فِي كفي مَا يَكْفِي من الرفد (وَكم سَافَرت فِي الْبر ... لرؤيا الجزر وَالْمدّ) وَكم واكلت فِي الأسطول من برٍ وَمن وغد (وَكم خاللت من خلٍّ ... وَكم داريت من ضد) (وَكم سَافَرت فِي بحرٍ ... طَوِيل الْحر وَالْبرد) (وَكم لاقيت من نحسٍ ... وَكم صادفت من سعد) (وَكم غازلت غزلانا ... من النسوان والمرد) (وَكم قبلت من ثغرٍ ... وَكم عانقت من قد) وَكم غالبت من لاعب بالشطرنج والنرد (وَكم ظبيٍ رخيم الد ... ل يَحْكِي الْبَدْر فِي السعد) (ثنى نحوي عطفيه ... وَقد أنْجز لي وعدي) (فأضحى رِيقه خمري ... وَأمسى خَدّه وردي) وَكم من غادة لمياء قد مَالَتْ على زندي (وضمتني إِلَى صدرٍ ... تمليت بِهِ وحدي) ) (وعمداً واصلت وَصلي ... وَقد صدت عَن الصد)

وباتت وَهِي لي إِذْ بت أرضي قَصدهَا تفدي (فتهدي وافر النهد ... وأهدي وافر النهد) (ونادمت وغنيت ... وألهبت بِمَا أبدي) من الأسمار والأشعار والأسحار والوعد (وَكم سرمطت سرماطاً ... من الْحل إِلَى العقد) (وعزبرت وعزمت ... على الْكَفّ مَعَ الزند) (وَفِي المندل أحضرت ... بحرق الْعود والند) وجمعت جموع الجان فِي الْحَال إِلَى عِنْدِي (فَمنهمْ طائعٌ قولي ... وَمِنْهُم ناكث عهدي) وَمِنْهُم من لَهُ استخدمت حَتَّى صَار كَالْعَبْدِ وَمِنْهُم من لَهُ أحرقت إِذْ خَالف من جد (وَكم أرمدت من عين ... وَكم أبرأت من رمد) (وَكم قطعت ملبوساً ... من الصُّوف إِلَى الْبرد) إِلَى المنظر والجوخ السقلاط إِلَى الْهِنْدِيّ (وَكم قطعت من جلدي ... عباةً قطعت جلدي) (وَكم شقيت صهيوني ... وَكم كفنت من سندي) (وَكم شعشعت حلبوين ... لندماني على الْورْد) (وَكم أشعلت من شمع ... تروق الْعين بالوقد) وأقلامي بهَا أفعل فعل السَّيْف ذِي الْحَد وَهل من كاتبٍ مثلي من قبلي أَو بعدِي (إِذا والى لَهُ قلمٌ ... كَمثل الْبَحْر ذِي الْعد) (وَإِن عادى لَهُ كلم ... كَمثل النَّار فِي الوقد) وَكم قد طَال بل قد طَابَ فِي كسب الْعلَا سهدي وطالعت عُلُوم النَّاس عَن قصد وَعَن جهد) وعاشرت من الْكتاب أهل الْحل وَالْعقد وجالست ذَوي الْأَلْبَاب أهل الْجد وَالْجد وشكري دَائِما لله رَبِّي الصَّمد الْفَرد (لما يسر من فضل ... وَمَا أنعم من رفد)

(وَأَرْجُو مِنْهُ غفرانا ... إِذا أمسيت فِي لحدي) (فَمَا لي غَيره مولى ... لَهُ شكري مَعَ الْحَمد) وَله أَيْضا من الْخَفِيف (كم كَذَا فِيهِ تقعدي يَا تاجه ... مَا تزوري الحريف وَقت الحاجه) (وتغيبي شهرا وشهراً وَتَأْتِي ... هَكَذَا هَكَذَا تكون الخواجه) (خبروكي عني بِأَنِّي عديمٌ ... لَيْسَ لي قطّ قحبة هياجه) (كم أَتَتْنِي صبيةٌ مثل بدرٍ ... كسها قد رَبًّا مثل الكماجه) (مَا تجيني إِلَّا بنقلٍ وشمع ... وشرابٍ وخضرة ودجاجه) (وَإِذا نمت كفها فَوق زكلي ... وعَلى نيكه تطيل اللجاجه) (وَإِذا مَا عانقتها فِي فرَاش ... فَهِيَ تحتي شخارة غناجه) (كلما أَن ذاقت لقلقاس أيري ... أطعمته من حَيْضهَا زيرباجه) (لَا تقولي بسى من الشَّيْخ بسى ... إِن ترك الشُّيُوخ عِنْدِي سماجه) (كل ستٍ وكل بنتٍ إِلَى مَا ... قد علمتي يَا ستنا محتاجه) لَا تضيعي مثلي وعودي إِلَى الووخلي يَا سِتّ عَنْك الزلاجه وأنشدني من لَفظه شمس الدّين مُحَمَّد بن بَادِي قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ بدر الدّين حسن بن الْمُحدث لنَفسِهِ من المنسرح (كن عاذراً شاتم الْمُؤَدب إِذْ ... يَأْخُذ من عرضه ويشتمه) (لِأَنَّهُ ناكه على صغرٍ ... وَمن ينيك الصَّغِير يَظْلمه) (وكل فلسٍ حواه يَأْخُذهُ ... وكل قوت بِالضَّرْبِ يؤلمه) (نيكٌ وأخذٌ وَالضَّرْب بعدهمَا ... والحقد إِحْدَى الثَّلَاث يضرمه) قلت مَا جزم الشَّرْط وَلَا جَوَابه فِي الْبَيْت الثَّانِي) وَمن شعره أَيْضا من مجزوء الرجز (بقل هُوَ الله أحد ... أعيذ خداً قد وَقد) (وناظراً وسنانه ... عَلَيْهِ طرفِي مَا رقد) (أَقُول لما زارني ... أنْجز حرٌ مَا وعد) (من كأسه وخده ... تخال وردا قد ورد) (من حمل ثقل ردفه ... مَا قَامَ إِلَّا وَقعد) (وَلَا انثنى من لينه ... إِلَّا وَقد قلت انْعَقَد)

بدر الدين الغزي

(كالظبي إِلَّا أَنه ... يفعل أَفعَال الْأسد) (فِي جيد من عنفني ... عَلَيْهِ حبلٌ من مسد) 3 - (بدر الدّين الْغَزِّي) الْحسن بن عَليّ بن حمد بن حميد بن إِبْرَاهِيم بن شنار بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَبعد الْألف رَاء بدر الدّين الْغَزِّي سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة سِتّ وَسَبْعمائة بغزة شَاعِر جيدٌ جزل الْأَلْفَاظ متين التراكيب متسرع البديهة حسن التروي لَهُ غوصٌ على الْمعَانِي كتب الْمَنْسُوب وعارض ابْن شَهِيد فِي كِتَابه التوابع والزوابع وَوضع فِي تِلْكَ الْمَادَّة كتابا سَمَّاهُ قريض القرين وجوده وأنشدني بِدِمَشْق وصفد والديار المصرية غَالب شعره وَدخل ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا رَحمَه الله فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَلم يزَل إِلَى أَن توفّي رحمهُ الله وَعَفا عَنهُ وسامحه فِي لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن فِي مَقَابِر بَاب الصَّغِير بِدِمَشْق مرض بدوسنطاريا كبدية مُدَّة سِتَّة عشر يَوْمًا وبيني وَبَينه مكاتبات ومراجعات ذكرتها فِي كتاب ألحان السواجع أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي مليح على فَمه حبٌ مجزوء الرمل يَا فَم المعشوق سُبْحَانَ الَّذِي زادك زينا (قد تحليت بدرٍ ... فتحببت إِلَيْنَا) وأنشدني أَيْضا من الوافر) (توهم إِذْ رأى حبا يحاكي ... على شَفَتَيْه درا فِي عقيق) (فَقلت لَهُ وحقك لَيْسَ هَذَا ... سوى حببٍ على كأس الرَّحِيق) وأنشدني أَيْضا من المتقارب (وأغصان دوح زها دفها ... فَللَّه بالقصف تعميرها) (تغنى على الْعود ورقاؤها ... وينقر فِي الدُّف شحرورها) وأنشدني لَهُ أَيْضا من الوافر (شممت نسيم زهر اللَّوْن لما ... خرجنَا سبكرةً تَنْفِي الهموما) (فتحت الدوح شاهدنا بدوراً ... وَفِي أَعْلَاهُ عاينا نجوما) وأنشدني لَهُ أَيْضا من مجزوء الْكَامِل أَو مَا ترى الفوار قَارب أَن يقوض (والزهر فِي ورقٍ ... زمرده مفضض)

(كالخد عذر بعضه ... وَالْبَعْض أَبيض) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الْخَفِيف (ثغر من قد هويته يهدي ... فِي ظلام الدجنة الحالك) (بِالثُّرَيَّا شبهته ظلما ... والثريا أقل من ذَلِك) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الرمل (مَا ترى التفاح يهدي ... زهره نشراً ذكيا) (فاق زهر الْأُفق فَانْظُر ... وتأمله مَلِيًّا) (كل غُصْن مِنْهُ يَبْدُو ... فَوْقه ألف ثريا) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الطَّوِيل (وصفراء حَال المزج يصْبغ ضوءها ... أكف الندامى وَهُوَ فِي الْحَال ناصل) (وتهفو بألباب الرِّجَال لِأَنَّهَا ... دويهيةٌ تصفر مِنْهَا الأنامل) وأنشدني من لَفظه لَهُ من مسدس الرجز (أَنا الْقَلِيل الْعقل فِي صرفي الَّذِي ... أملكهُ فِي كلف المشارب) (مَا نلْت من تَضْييع موجودي سوى ... تصفية الكاسات فِي شواربي) ) وأنشدني من لَفظه لَهُ من مسدس الرجز (أعجب مَا فِي مجْلِس اللَّهْو جرى ... من أدمع الراووق لما انسكبت) (لم تزل البطة فِي قهقهة ... مَا بَيْننَا تضحك حَتَّى انقلبت) وأنشدني من لَفظه أَيْضا من مسدس الرجز (يَا من يلوم فِي التصابي خَلِّنِي ... فأذني عَن الملام قد نبت) (تصفية الكاسات فِي شواربي ... أضحكت البطة حَتَّى انقلبت) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الطَّوِيل (وأهيف كالغصن المرنح شاقني ... فطار إِلَيْهِ الْقلب من فرط شوقه) (رأى الْبَدْر يَحْكِي وَجهه وَهُوَ سَافر ... فَحَمله من جوره فَوق طوقه) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الْكَامِل (يَا صاحباً مَا زَالَ فِي إنعامه ... لثياب راجيه المؤمل رافي) (قد قطعت فرجيتي حَتَّى لقد ... ظهر القطوع بهَا على أكتافي) وأنشدني من لَفظه لَهُ من المتقارب (وأيكيةٍ هَتَفت سحرةً ... فهاجت عَليّ غراماً دَفِينا)

(تكَاد إِذا رجعت صَوتهَا ... قضيب الأراكة ينْقد لينًا) (تغني فتستوقف الصَّبْر عَن ... لجاجته وتحث الشجونا) (وتبكي وَلَكِن بِلَا أدمعٍ ... وَمَا هَكَذَا يَنْبَغِي أَن تَكُونَا) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الْكَامِل (غصنٌ رَشِيق الْقد لَان معاطفاً ... نشوى وبالشعر الْمرجل أورقا) (وبمثل بدر التم أثمر فانظروا ... هَذَا القوام أجل أم غُصْن النقا) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الطَّوِيل (سرت من بعيد الدَّار لي نفحة الصِّبَا ... فقد أَصبَحت حسرى من السّير ظالعه) (وَمن عرقٍ مبلولة الجيب بالندى ... وَمن تَعب أنفاسها متتابعه) وَكتب إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة من الْبَسِيط (ليل التجنب من أجفاننا شهبه ... ومجدب الرّبع مَا كَانَت دَمًا سحبه) ) (مَا للنوى أطلعت فِي غاربٍ قمراً ... يقلهُ البان يَوْم الْبَين لَا غربه) (تنظمت عبراتي فِي ترائبه ... عقدا كَمَا انتثرت فِي وجنتي سخبه) (يَا من وفى الدمع إِذْ خَان الوداد لَهُ ... غدر الحبيب وَفَاء الدمع أَو سَببه) (قد كنت أَحسب صبري لَا يذم وَقد ... مضى وَفِي ذمَّة الأشواق أحتسبه) (يَا نازحاً سكن الْقلب الخفوق وَمن ... إِحْدَى الْعَجَائِب نائي الْوَصْل مقتربه) (مَا لَاحَ برقٌ وَلَا ناحت مطوقةٌ ... وَلَا تناوح من بَاب الْحمى عذبه) أَلا تساعد قلبِي والدموع وأحناء الضلوع على شوقٍ علا لهبه (حكيت يَا برق قلبِي فِي الخفوق وَلم ... يفتك إِلَّا لهيب الوجد لَا شنبه) (من لي بأغيد بدر التم حِين بدا ... قد سَاءَ إِذْ رام تَشْبِيها بِهِ أدبه) (ممنعٌ بِالَّذِي ضمت غلائله ... من القنا وَبِمَا أصمت بِهِ هدبه) (بَين الأسنة محجوبٌ وَلَو قدرُوا ... مَا قَوس حَاجِبه أغنتهم حجبه) (سلبنني بالضنى لحمي لواحظه ... وهم أَسد الشرى المسلوب لَا سلبه) (لَو لم يكن رِيقه خمرًا ومرشفه ... كأساً لما كَانَ يَحْكِي ثغره حببه) (كَذَا ابْن ابْنك لَوْلَا مَا حواه لما ... عَن الْكَتَائِب أغنت فِي الوغى كتبه)

(ذاد الأولى عَن طَرِيق الْمجد ثمَّ نحا ... آثاره فعلت أحبالهم هضبه) (وآب يقطف من أغصانه ثمراً ... إِذا أَتَى غَيره بالشوك يحتطبه) (أقلامه فَرحا بِالْفَضْلِ أنملها ... كلٌ مخلق ثوب الْمجد مختضبه) (تكَاد ألسنها تمتد من شغف ... إِلَى أجل مَعَاني القَوْل تقتضبه) (يراعه روعت لامات أحرفها ... أحشاء منحرفٍ لاحاته يُلَبِّهِ) (أضحت مسببة الأرزاق حِين حكت ... سبابةً لعدوٍ قد وهى سَببه) (يَا من يجيل قداح الميسر ارْمِ بهَا ... وارم الفجاج لتيهٍ نجحه طلبه) (واقصد جناب صَلَاح الدّين تلق فَتى ... يهزه حِين يُتْلَى مدحه طربه) (بنت على عنق العيوق همته ... بَيْتا تمد على هام السها طنبه) (قد أَتعبت راحتاه الْكَاتِبين وَلم ... يُدْرِكهُ حِين جرى نَحْو الْعلَا تَعبه) (فاعجب لَهَا رَاحَة تَسْقِي اليراع ندىً ... إِذْ لم تكن أورقت فِي ظلها قضبه) ) (تناسب الدّرّ من ألفاظها فَإلَى ... بجر الندى لَا إِلَى بَحر الدنا نسبه) (يرضى ويغضب فِي حَالي ندىً وردىً ... وَبَين هذَيْن منهوك الْحمى نشبه) (رِضَاهُ للطالبي جدواه ثمَّ على ... مَا تحتوي يَده من مَاله غَضَبه) وَقَالَ موشحةً عَارض بهَا قَول ابْن سناء الْملك الراح فِي الزجاجة أذكى الجوى وهاجه برد اللمى فِي ثغر ريم مايس الْقد يحميه أَن أرومه لحظٌ أرى فرط الفتور سَيْفه الْهِنْدِيّ (ظبيٌ رمى فُؤَادِي ... من لحظه بِسَهْم) (وَقد حمى رقادي ... لما أَبَاحَ سقمي) (فالطرف للسهاد ... وللسقام جسمي) (واعجب من انقيادي ... إِلَيْهِ وَهُوَ خصمي) لَكِنَّهَا اللجاجة ترمي بهَا عقل الْحَلِيم سُورَة الوجد إياك أَن تلومه فاللوم فيهذي الْأُمُور قَلما يجدي (أفديه ظَبْي أنس ... ألمى الشفاه أحوى) (حشاشتي وَنَفْسِي ... مرعىً لَهُ ومثوى) (كذبت فِيهِ حسي ... إِذْ لم تلنه شكوى) (وجسمه بلمسي ... عِنْد العناق يطوى) يَا حسن الاندماجه فِي خصره المضنى السقيم وَهُوَ فِي الْبرد فالقامة القويمة بالخد

كالغصن النَّضِير ناضر الْورْد (لله مِنْهُ طرفٌ ... يدمي الْقُلُوب لحظا) (ووجنةٌ تشف ... وَلَا ينيل حظا) (يرق إِذْ يرف ... قلبِي لَهَا ليحظى) (تريك حِين تصفو ... جسماً يخال فظا) كالراح فِي الزجاجه تزهى بهَا كف النديم عِنْدَمَا تبدي أشعةً عَظِيمَة تندى إِذا شيمت وتوري جذوة تهدي (يَا لوعة الغرام ... زيدي وَيَا جفوني) (بأدمعي الهوامي ... جودي وَلَا تخوني) ) (فَهَتَفَ الْحمام ... قد هيجت شجوني) (وكل مستهامٍ ... مُسْتَأْنف الحنين) لَا تنكر انزعاجه للبرق فِي اللَّيْل البهيم مقلةٌ تهدي إِلَى الحشا السليمه خفقاً أباتته سميري لَيْلَة الصد (دع ذَا وَقل مديحا ... فِي أَحْمد بن يحيى) (من لم يزل مزيحا ... أعذار كل عليا) (منتسباً صَرِيحًا ... آخِرَة وَدُنْيا) (تخال مِنْهُ يوحا ... فِي الدست حسن رُؤْيا) إِذا رأى ابتهاجه للجود وللداعي المضيم سَاعَة الْجهد فالكف مِنْهُ ديمه وَالْوَجْه شمس ذَات نور فِي سَمَاء الْمجد (للسر مِنْهُ حصنٌ ... على الورى مطل) (لَيست بِهِ تظن ... عوراء تستدل) (غاراته تَشِنْ ... على العدى فتبلو) (أخبارهم ويعنو ... مِنْهُم لَهَا الْأَجَل) فَمن رأى هياجه سواهُ بالليث الكليم وَهُوَ فِي السرد وَنَفسه الكريمه فِي السّلم كالغيث للطير سَاعَة الرفد (وغادةٍ ثنتني ... أعطافها الرشاق) (لَكِنَّهَا أرتني ... أَن الدما تراق) (بالصد والتجني ... وَبعدهَا الْفِرَاق)

الفارقي

(قَالَت فرغت عني ... والصحبة اتِّفَاق) فَقلت بانحراجه يَا سِتّ خليني بشؤمي وانجزي وعدي قَالَ أَنا مقيمه فاعمل وهات لي قلت زوري فالذهب عِنْدِي 3 - (الفارقي) الْحسن بن عَليّ بن دَاوُد جمال الدّين الفارقي مولده سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْبَسِيط) (هَذَا عذارك أم ذَا مشْهد الْخضر ... فَلَيْسَ يبرح فِيهِ زائر الْبَصَر) (أنكرته فَرَأَيْت الزَّعْفَرَان بِهِ ... مضمخا فَعرفت الْقُدس بالأثر) وَمِنْه فِي مصلوب من الْكَامِل (صلبوه لَا لجنايةٍ لَكِن أَبَوا ... أَن ينظروه على التُّرَاب طريحا) (فَلَقَد علا عِنْد الْمنية جِسْمه ... وكذاك يَعْلُو فِي الْقِيَامَة روحا) (عذرا لعباد الصَّلِيب لأَنهم ... حسبوه من نورٍ عَلَيْهِ مسيحا) 3 - (أَبُو الجوائز الوَاسِطِيّ) الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن باري الْكَاتِب أَبُو الجوائز الوَاسِطِيّ أَقَامَ بِبَغْدَاد زَمنا طَويلا وَذكره الْخَطِيب فِي تَارِيخه وَقَالَ علقت عَنهُ أَخْبَارًا وحكاياتٍ وأناشيد رَوَاهَا لي عَن ابْن سكرة الْهَاشِمِي وَغَيره وَلم يكن ثِقَة فَإِنَّهُ ذكر لي أَنه سمع من ابْن سكرة وَكَانَ يصغر عَن ذَلِك وَكَانَ أديباً شَاعِرًا وَأورد لَهُ من الطَّوِيل (دع النَّاس طراً واصرف الود عَنْهُم ... إِذا كنت فِي أَخْلَاقهم لَا تسَامح) (وَلَا تَبْغِ من دهرٍ تظاهر رنقه ... صفاء بنيه فالطباع جوامح)

جمال الدين بن نباتة المشطوب

(وشيئان معدومان فِي الأَرْض درهمٌ ... حَلَال وخلٌ فِي الْمَوَدَّة نَاصح) وَمن شعره من مجزوء الرجز (واحزني من قَوْلهَا ... خَان عهودي وَلها) (وَحقّ من صيرني ... وفقاً عَلَيْهَا وَلها) (مَا خطرت بخاطري ... إِلَّا كستني وَلها) وَمِنْه من الطَّوِيل (براني الْهوى بري المدى وأذابني ... صدودك حَتَّى صرت أمحل من أمس) (فلست أرى حَتَّى أَرَاك وَإِنَّمَا ... يبين هباء الذَّر فِي ألق الشَّمْس) وَمن شعر أَبُو الجوائز الوَاسِطِيّ من المتقارب (غريرٌ على فطنتي غرني ... وَسلم للوصل واستسلما) (فَلَمَّا تملكني واحتوى ... على مهجتي سل مَا سلما) ) وَمِنْه من الْكَامِل (وافى كتابك فافتداني من يَدي ... أَجلي فظلت بمهجتي أفديه) (ولثمته ألفا وَبَات لناظري ... إلفاً كَأَنَّك أَو مثالك فِيهِ) قلت شعر متوسط متكلف توفّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (جمال الدّين بن نباتة المشطوب) الْحسن بن عَليّ بن نباتة جمال الدّين الفارقي الْكَاتِب المشطوب وَالِد أَوْلَاد المشطوب كتب فِي الإجازات أوردهُ الشَّيْخ شمس الدّين فِي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة ثمَّ قَالَ وَلم أتحقق مَوته 3 - (فَخر الدّين نقيب الْأَشْرَف) الْحسن بن عَليّ بن الْحسن ماهر بن طَاهِر بن أبي الْحسن فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحُسَيْنِي نقيب الْأَشْرَاف وَابْن نقيبهم ولد سنة ثَمَان وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة ببعلبك جمع تَارِيخا وَلم يتمه وَحضر بَين يَدي هولاكو فَلم يجد مِنْهُ إقبالاً فَعَاد على غير شَيْء من الولايات وَمن شعره (بعلبكٌ علت على الْبلدَانِ ... وَغدا كَون نورها النيرَان) رق فِيهَا الْهَوَاء إِذْ راق فِيهَا المَاء وافتر ثغرها الأقحواني (وتغنى الأطيار فِيهَا بِصَوْت ... لذ للسامعين فِي الأغصان) (حصنها باذخٌ على كل طودٍ ... ثَابت الأس شامخ الْبُنيان)

أبو محمد قاضي بغداد

قلت شعر مَقْبُول 3 - (أَبُو مُحَمَّد قَاضِي بَغْدَاد) الْحسن بن عمَارَة بن مضرب البَجلِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام ولي الْقَضَاء بِبَغْدَاد وَكَانَ شُعْبَة يتَكَلَّم فِيهِ وَقَالَ مُسلم وَغَيره مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ أمره أبين من قَول شُعْبَة) وَقَالَ الفلاس مَتْرُوك الحَدِيث صَدُوق يَعْنِي فِي نَفسه توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة 3 - (الْحسن بن عمر بن التمار الْمُقْرِئ) الْحسن بن عمر بن عبد الله أَبُو عَليّ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن التمار الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن الحمامي وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَختم خلقا كتاب الله وَكَانَ صَالحا حدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ) الْحسن بن عمر بن الْحسن بن يُونُس أَبُو عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ الْحَافِظ ثِقَة مكثر رحال توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن الْقيم الْكرْدِي) الْحسن بن عمر بن عِيسَى بن خَلِيل الدِّمَشْقِي الْكرْدِي الشَّيْخ الْمُقْرِئ الْمسند المعمر الْبَقِيَّة أَبُو عَليّ بن الْقيم كَانَ أَبوهُ قيمًا بتربة أم الصَّالح فأسمعه حضوراً فِي الرَّابِعَة من ابْن اللتي كثيرا وَسمع الْمُوَطَّأ من مكرم بن أبي الصَّقْر وَسمع من أبي الْحسن السخاوي وتلا عَلَيْهِ ختمة وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال ثمَّ صَار إِلَى مصر وَسكن بالجيزة وَكَانَ يُؤذن بمسجدٍ وَيبِيع الْوَرق للشُّهُود على بَاب الْجَامِع وخفي خَبره غَالب عمره إِلَى سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة فَعرف بثبتٍ كَانَ مَعَه فَأقبل إِلَيْهِ الطّلبَة وأحضر إِلَى الْقَاهِرَة مراتٍ ووصلوه بِدَرَاهِم ثمَّ شاخ وأصم وَحدث آخر عمره بالجزء الأول من حَدِيث ابْن السماك بتلقين القَاضِي تَقِيّ الدّين الْعَلامَة السُّبْكِيّ لَهُ أَخذ عَنهُ الواني وَابْن الْفَخر وَابْن رَافع وابنا الْمزي وَآخَرُونَ وَمَات سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَله تسعون سنة 3 - (ابْن حبيب الْحلَبِي) الْحسن بن عمر بن الْحسن بن حبيب بدر الدّين ابْن الْمُحدث

زين الدّين دمشقي الأَصْل حَلَبِيّ المولد والمنشأ قَرَأَ على القَاضِي فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين وَهُوَ يرتزق بِالشُّرُوطِ عِنْد الْحُكَّام بحلب) مولده سنة عشر وَسَبْعمائة وَمن شعره قصيدة مدح بهَا القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله من الْبَسِيط (جوانحي للقا الأحباب قد جنحت ... وعاديات غرامي نحوهم جنحت) (وعبرتي عِبْرَة للناظرين غَدَتْ ... لِأَنَّهَا بجفوني إِذْ جرت جرحت) (يَا حبذا جبرةٌ سفح النقا نزلُوا ... آيَات حسنهم ذكر الحسان محت) (صدوا فطرفي لبعد الدَّار ينشدهم ... يَا سَاكِني السفح كم عينٍ بكم سفحت) (آهاً لعيش تقضى فِي معاهدهم ... وَطيب أَوْقَات أنفاسٍ بهم نفحت) (حَيْثُ الحواسد والأعداء قد صدرت ... والسعد من فَوْقنَا أطياره صدحت) (والدهر قد غض طرف الحادثات لنا ... والزهر أعينه فِي الحضرة اتقحت) (وَالْوَرق ساجعةٌ والقضب راكعةٌ ... والسحب هامعةٌ والغدر قد طفحت) (وَالْعود عودان هَذَا نشره عطرٌ ... وَذَا بألحانه أحزاننا نزحت) (والراح تشرق فِي الراحات تحسبها ... أشعة الشَّمْس فِي الأقداح قد قدحت) (أكْرم بهَا بنت كرمٍ كف خاطبها ... كف الخطوب وإسداء الندى منحت) (مظلومةٌ سجنت من بعد مَا عصرت ... مَعَ أَنَّهَا مَا جنت ذَنبا وَلَا اجترحت) (كم أعربت عَن سرورٍ كَانَ مكتتماً ... وَكم صدورٍ لأرباب الْهوى شرحت) (تديرها بَيْننَا حوراء ساحرةٌ ... كَأَنَّهَا من جنان الْخلد قد سرحت) (ألحاظها لَو بَدَت للبيض لاحتجبت ... وقدها لَو رَأَتْهُ السمر لافتضحت) (ظلامةٌ للكرى عَن مقلتي حبست ... أما ترَاهَا ببحر الدمع قد سبحت) (وَرب عاذلةٍ فِيمَن كلفت بهَا ... تكلفت لملامي فِي الْهوى ولحت) (جَاءَت وَفِي زعمها نصحي وَمَا علمت ... أَنِّي أَزِيد غراماً كلما نصحت) (بِالروحِ أفدي من النُّقْصَان عَارِية ... تسربلت برداء الْحسن واتشحت) (غيداء من ظبيات الْإِنْس كانسةً ... لَكِنَّهَا عَن مغاني الْأنس قد سنحت) (عَيْني إِلَى غير مرأى حسن طلعتها ... وَغير فضل ابْن فضل الله مَا طمحت) (ذَاك الرئيس الَّذِي أيدى عنايته ... للظلم قد منعت والرفد قد منحت)

(لَوْلَا رئاسته مَا كَانَت اتّفقت ... على تقدمه الْأَيَّام واصطلحت) ) (إِمَام علمٍ لَهُ الْأَعْلَام قد خضعت ... شهَاب دينٍ بِهِ الدُّنْيَا قد انصلحت) (غوث الْوُجُود وغوث الْجُود ذُو نعمٍ ... تولي قريحة من يرجوه مَا اقترحت) (ورتبةٍ قد سمت فَوق السماك وَمَا ... منت بِذَاكَ وَلَا منت وَلَا بجحت) (وعزمةٍ ذَات آراء مسددة ... بَاب السَّعَادَة والعليا لَهُ فتحت) (وبسطةٍ بسطت للنَّاس نائلها ... وقدرة عَن ذنُوب الدَّهْر قد صفحت) (أَمْوَاله وموازين السماح لمن ... يَرْجُو عطاياه ذِي خفت وَذي رجحت) (أسطار أطراسه فِي عين ناظرها ... حلت وألفاظها فِي سَمعه ملحت) (ندمان لطف سجاياه قد اغتبقت ... بقهوة الشُّكْر لَا بالسكر واصطبحت) (شمس المفاخر والعلياء نيرةٌ ... أضحت وَلَوْلَا شهَاب الدّين مَا وضحت) (أَنْت الَّذِي عَنهُ أَخْبَار المكارم قد ... صحت وَمن خمر كاسات السقام صحت) (أَنْت الْهمام الَّذِي آفَاق همته ... نجومها لشياطين العداة دحت) (لَا أشتهي لعداك الْمَوْت عَن كثبٍ ... فَإِن كذن الأسى أكبادهم ذبحت) (بِاللَّه أَحْلف صدقا مَا هم بشرٌ ... لكِنهمْ أكلبٌ فِي الْحَيّ قد نبحت) (يَا من إِذا حل أَرضًا أنبتت وزهت ... وبالمياه على وَجه الفلا نضحت) (قد أَصبَحت مصر للأبصار مفتنةً ... لم لَا ومنك بِعَين الْقرب قد لمحت) (أنفاسها عبقت أزهارها رمقت ... أطيارها نطقت غزلانها مرحت) (ومنبر اللَّهْو منصوبٌ بروضتها ... لذا غَدَتْ مشتهى من نَفسه نزحت) (والنيل قد عَاد محمراً بهَا خجلا ... إِذْ شبهوه بنعماك الَّتِي طفحت) (لَوْلَا أياديك مَا زَادَت أَصَابِعه ... وَلَا الْخَلَائق مِنْهُ بالوفا فرحت) (أَنْت الخصيب بهَا لَيْسَ الَّذِي ذكرُوا ... يَا من سما كَفه بالجود قد سمحت) (لولاك مَا يمم الْعَافُونَ ساحتها ... وَلَا خواطر أهليها بهَا انفسحت) (دبرت إقليمها تَدْبِير مقتدر ... أقلامه بمياه الرزق قد رشحت) (لله أَقْلَام فضلٍ مِنْك قَاطِعَة ... عود القنا فضلت سهم القنا فضحت) (يَا سَاكِني مصر هنيتم بشخص فَتى ... أَقَامَ فِيكُم وذكرى جوده نزحت) (من فتيةٍ لأهل الْعلم نائلهم ... سوقاً بضائعهم فِي ربعه ربحت) ) (سَمَاء سؤددهم بِالْحَمْد قد رفعت ... وَأَرْض أنعامهم للوفد قد سطحت)

الفقيمي الكوفي

(كم بالندى جبروا فِي النَّاس منكسراً ... حوادث الدَّهْر فِي أَحْوَاله فدحت) (كم أَنْقِذُوا مقتراً يمتار أنعمهم ... من نَار فرط هموم وَجهه لفحت) (بشخص أَحْمد رسل الْجُود قد ختمت ... وبالأفاضل من أسلافه فتحت) (زَالُوا فبرح بالعافين فقدهم ... وألسن الشُّكْر مَا زَالَت وَمَا بَرحت) (يَا كعبة الْقَصْد مَا طَاف العفاة بهَا ... إِلَّا وَفِي بَابهَا حاجاتهم نجحت) (هَا قد أتيت نداك الطلق واضحه ... إِذْ أوجه الدَّهْر وَالْأَيَّام قد كلحت) (أَشْكُو إِلَيْك خمولاً فِي خمائله ... ريح المتاعب والأنكاد قد نفحت) (وَبعد أَن شمت برقاً من حماك فقد ... نأى وَعَن كاهلي أثقاله طرحت) (وَقد تهجمت فِي مدحٍ أتيت بِهِ ... سحب الْقُصُور على أبياته سفحت) (أَنْت الَّذِي فِي الورى مداح سؤدده ... تزداد فخراً وتشريفا إِذا مدحت) 3 - (الْفُقيْمِي الْكُوفِي) الْحسن بن عَمْرو الْفُقيْمِي الْكُوفِي وَثَّقَهُ أَحْمد وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الْكُوفِي أَخُو أبي بكر) الْحسن بن عَيَّاش بن سَالم أَخُو أَبُو بكر بن عَيَّاش الْكُوفِي كَانَ وَصِيّ سُفْيَان الثَّوْريّ وَثَّقَهُ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ وروى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَمَات كهلا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة 3 - (الْحسن بن عِيسَى بن ماسرجس) الْحسن بن عِيسَى بن ماسرجس أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى عَنهُ النَّسَائِيّ بِوَاسِطَة وَكَانَ من رُؤَسَاء النَّصَارَى فَأسلم على يَد ابْن الْمُبَارك لِأَنَّهُ دَعَا لَهُ بِالْإِسْلَامِ وَصَارَ من الْعلمَاء عد فِي مَجْلِسه بِبَاب الطاق اثْنَا عشر ألف محبرة وَحج فأنفق فِي الْحجَّة الَّتِي توفّي فِيهَا ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم وقبره بالثعلبية ووفاته سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (حفيد المقتدر) ) الْحسن بن عِيسَى ابْن الإِمَام المقتدر بن المعتضد قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَكَانَ دينا حَافِظًا لأخبار الْخُلَفَاء عَارِفًا بأيام النَّاس توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة

أبو القاسم الهمذاني

3 - (أَبُو الْقَاسِم الهمذاني) الْحسن بن الْفَتْح بن حَمْزَة بن الْفَتْح أَبُو الْقَاسِم الهمذاني من أَوْلَاد الوزراء استوطن بَغْدَاد وتفقه بِأبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَلَقي جمَاعَة من الْعلمَاء والأدباء وَكَانَ غزير الْفضل حفظَة للحكايات والأشعار مِنْهَا كثيرا بِبَغْدَاد وَله تَفْسِير حسن ويدٌ فِي الْفَرَائِض وَالْأَدب وَمن شعره من الطَّوِيل (نسيم الصِّبَا إِن هجت يَوْمًا بأرضها ... فَقولِي لَهَا حَالي علت عَن سؤالك) (فها أَنا ذَا إِن كنت يَوْمًا مغيثتي ... فَلم يبْق لي إِلَّا حشاشة هَالك) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الأديب الوَاسِطِيّ) الْحسن بن أبي الْفَتْح بن أبي النَّجْم بن وَزِير أَبُو مُحَمَّد الأديب الوَاسِطِيّ قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بن موهوب بن الجوالقي وَأبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحِيم العصار وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْأَدَب لنَفسِهِ وَلِلنَّاسِ وَسمع الْكثير من أبي الْفَتْح بن شاتيل وَأبي السَّعادات نصر الله بن عبد الرَّحْمَن الْقَزاز وَالْقَاضِي أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَجَمَاعَة وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وينقل نقلا صَحِيحا ويضبط مليحاً وَكَانَ فَاضلا عَالما بالنحو واللغة وَالْأَخْبَار صَدُوقًا حسن الطَّرِيقَة وَلما توفّي مُصدق النَّحْوِيّ ولي مشيخة رِبَاط نسيبه الشَّيْخ صَدَقَة مَكَان مُصدق وتصدر لإقراء الْآدَاب إِلَى حِين وَفَاته توفّي سنة عشْرين وسِتمِائَة بخليص بَين مَكَّة وَالْمَدينَة 3 - (الْحسن بن الْفضل أَبُو عَليّ الْآدَمِيّ) الْحسن بن الْفضل بن الْحسن بن الْفضل بن الْحسن بن عَليّ الْآدَمِيّ أَبُو عَليّ الأديب الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا أديباً كَامِلا لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ سمع مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن سكرويه وَسليمَان) بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْحسن بن ماجة الْأَبْهَرِيّ وَغَيرهم توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن سهلان الْوَزير) الْحسن بن الْفضل بن سهلان أَبُو مُحَمَّد ولي وزارة الْعرَاق لسلطان الدولة أبي شُجَاع بن عضد الدولة بعد فَخر الْملك أبي غَالب وَكَانَ ضَعِيف الصِّنَاعَة قَلِيل البضاعة فِي الْكِتَابَة سريع الْغَضَب حَدِيد الْخلق لَا يرد لِسَانه عَن قَول وَلَا يَده عَن بَطش حَتَّى إِنَّه رُبمَا نَهَضَ من مَجْلِسه إِلَى الديلمي ولكمه بِيَدِهِ

الشرمقاني المقرئ

وَكَانَ كَبِير النَّفس وَاسع الطَّعَام جميل الْمُرُوءَة ظَاهر الفتوة يطْلب فِي كل أُمُوره معالي الْأُمُور وَبلغ من هيبته فِي النُّفُوس وَقَتله العيارين وَإِظْهَار الصولة والسطوة وَمنع الديلم من النُّزُول فِي دور النَّاس مبلغا عَظِيما وَحكم بِبَغْدَاد نيفاً وَسبعين يَوْمًا ثمَّ إِنَّه صودر وَأطلق فَمضى إِلَى الْموصل وَأقَام فِي ضِيَافَة مُعْتَمد الدولة أبي المنيع فَضَاقَ صَدره وتطاولت بِهِ الْأَيَّام فَخرج يعتسف الطَّرِيق إِلَى الأهواز فَلَمَّا قرب مِنْهَا وضع عَلَيْهِ بنكير بن عِيَاض وَقَتله غيلَة سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الشرمقاني الْمُقْرِئ) الْحسن بن أبي الْفضل أَبُو عَليّ الشرمقاني الْمُؤَدب الْمُقْرِئ نزيل بَغْدَاد قَالَ الْخَطِيب كَانَ من الْعَالمين بالقراءات ووجوهها وَحدث وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (وَالِي بَغْدَاد) الْحسن بن أبي الْفضل أَبُو مُحَمَّد النسوي كَانَ صَارِمًا فاتكاً مهيباً ظلوماً يقتل النَّاس وَيَأْخُذ أَمْوَالهم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ صَاحب الشرطة بِبَغْدَاد 3 - (أَبُو عَليّ الدِّمَشْقِي الأخباري) الْحسن بن الْقَاسِم بن دُحَيْم أَبُو عَليّ الدِّمَشْقِي حدث عَن الْعَبَّاس ابْن الْوَلِيد البيروني وَكَانَ أخبارياً وَله فِي ذَلِك تصانيف وَتُوفِّي بِمصْر سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة وَقد أناف على الثَّمَانِينَ وَلَيْسَ هَذَا بالكوكبي فَإِن ذَلِك الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وَهَذَا الْحسن وَمن العجيب أَن وفاتيهما كَانَتَا) فِي هَذَا الْعَام 3 - (أَبُو عَليّ الرَّازِيّ النَّحْوِيّ) الْحسن بن الْقَاسِم أَبُو عَليّ الرَّازِيّ كَانَ يلازم مجْلِس الصاحب بن عباد وَكَانَ نحوياً لغوياً وَله كتاب الْمَبْسُوط فِي اللُّغَة 3 - (غُلَام الهراس الْمُقْرِئ) الْحسن بن الْقَاسِم بن عَليّ الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِغُلَام

أبو علي الطبري الشافعي

الهراس أَبُو عَليّ الْمُقْرِئ إِمَام الْحَرَمَيْنِ مَاتَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة بواسط سَافر فِي طلب الْإِسْنَاد للقراءات وأتعب نَفسه فِي التجويد وَالتَّحْقِيق حَتَّى صَار طبقَة أهل الْعَصْر ورحل إِلَيْهِ النَّاس من أقطار الأَرْض وكف بَصَره بأخرةٍ وَقد قدح قوم فِي قِرَاءَته وَقَالُوا ادّعى الْإِسْنَاد فِي شَيْء لَا حَقِيقَة لَهُ قَالَ ياقوت ذكر ذَلِك عَن ابْن خيرون الْأَمِير وَغَيره 3 - (أَبُو عَليّ الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي) الْحسن بن الْقَاسِم الطَّبَرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي أَخذ عَن أبي عَليّ الْحسن ابْن أبي هُرَيْرَة وعلق عَنهُ التعليقة المنسوبة إِلَيْهِ وَسكن بَغْدَاد ودرس بهَا بعد أستاذه أبي عَليّ الْمَذْكُور وَهُوَ أول من صنف فِي الْخلاف الْمُجَرّد وَله كتاب الإفصاح فِي الْفِقْه وَكتاب الْعدة وَهُوَ كَبِير يدْخل فِي عشرَة أَجزَاء وصنف كتابا فِي الجدل وكتاباً فِي أصُول الْفِقْه توفّي بِبَغْدَاد سنة خمسين وثلاثمائة 3 - (الدَّاعِي) الْحسن بن الْقَاسِم بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن الْحسن ابْن زيد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب بَايعه أَصْحَاب الْحسن بن عَليّ الأطروش الْمَذْكُور أَولا وَابْن الْحسن بعد موت الأطروش بآمل وتلقب الْحسن هَذَا بالداعي وَفتح جرجان ثمَّ خَالفه جَعْفَر بن النَّاصِر الْحسن بن عَليّ وَصَارَ إِلَى الديلم واستحاش وَعَاد إِلَى طبرستان فَأخْرج الْحسن الدَّاعِي فَمضى الدَّاعِي إِلَى دنباوند فَأسرهُ عَليّ بن أَحْمد بن نصر خَليفَة عَليّ بن وهشوذان بن حسان ملك الديلم فقيده وَحمله إِلَى عَليّ بن وهشوذان إِلَى الرّيّ فأنفذه إِلَى الديلم فحبسه فِي حصنه إِلَى أَن قتل عَليّ بن وهشوذان فَأطلق خسرو بن فَيْرُوز الدَّاعِي واستحاش الديلم) والجبل وَعَاد إِلَى طبرستان فهرب الْحسن بن الدَّاعِي وَأقَام جَعْفَر بن النَّاصِر بهَا مُدَّة ثمَّ مَاتَ فَأتى الْحسن الديلم فَكَانَ بهَا إِلَى أَن ظهر مَا كَانَ فَبَايع لَهُ وَأخرجه إِلَيْهِ وَمَات جَعْفَر

حسن بن قتادة

وَكَانَ افتصد وجامع وَدخل الْحمام وتطيب فَمَاتَ فبويع ابْن أَخِيه الْحسن ثمَّ قبض عَلَيْهِ مَا كَانَ بن كالي وأنفذه إِلَى أَخِيه بجرجان ليَقْتُلهُ فَأَقَامَ عِنْده ثمَّ سكر أَبُو الْحُسَيْن أَخُو ماكان فَأَرَادَ قتل الْحسن فِي سكره وَكَانَ مَعَ الْحسن سكين فاحتال على أبي الْحُسَيْن فشق بَطْنه وَنَجَا فَبَايع النَّاس الْحسن هَذَا وَهُوَ ابْن أَحْمد بن الْحسن الأطروش فاتصل الْخَبَر بِمَا كَانَ وأتى جرجان وَحَارب الْحسن النَّاصِر فَانْهَزَمَ مَا كَانَ إِلَى سَارِيَة وَأَتَاهُ الْحسن فحاربه بِسَارِيَة وهزمه ثَانِيَة وَصَارَ الْحسن إِلَى آمل وعاش أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ ركب إِلَى الميدان فَضرب بالصوالجة فعثر بِهِ فرسه فَمَاتَ فبويع أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الأطروش النَّاصِر الْكَبِير ثمَّ أَتَى مَا كَانَ من الرّيّ فكبس آمل وهرب أَبُو جَعْفَر إِلَى سَارِيَة وَبهَا أسفار بن شيرويه ثمَّ حَارب مَا كَانَ أسفار فَهزمَ أسفار إِلَى جرجان وَاسْتَأْمَنَ أَبَا بكر بن مُحَمَّد بن إلْيَاس ثمَّ أخرج مَا كَانَ أَبَا الْقَاسِم الدَّاعِي الحسني وقلده الرياسة ثمَّ خرج الْحسن إِلَى الرّيّ وَطلب مردويج بثأر خَاله هروشذان بن بنْدَار وَكَانَ الدَّاعِي قَتله بجرجان سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة وَانْصَرف مَا كَانَ إِلَى الديلم ثمَّ خرج إِلَى طبرستان فغلب عَلَيْهَا وَجعل الرياسة لأبي عَليّ النَّاصِر إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن الْحسن الأطروش النَّاصِر الْأَكْبَر وَكَانَ غُلَاما فَبَقيَ مُدَّة ثمَّ فعل كَفعل أَبِيه افتصد وجامع وَدخل الْحمام وتطيب وَمَات وَمضى أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن أَحْمد بن الأطروش النَّاصِر الْأَكْبَر إِلَى الديلم فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن غلب مرداويج على الرّيّ والجبل فَكتب إِلَيْهِ وَأخرجه عَن الديلم وَأحسن إِلَيْهِ فَلَمَّا غلب على طبرستان وَأخرج مَا كَانَ جعل الرياسة لأبي جَعْفَر فَأَقَامَ بهَا وَسمي صَاحب القلنسوة 3 - (حسن بن قَتَادَة) حسن بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن بن عبد الْكَرِيم بن مُوسَى بن عِيسَى ابْن سُلَيْمَان بن عبد) الله بن مُوسَى الجون بن عبد الله الْكَامِل بن الْحسن بن الْحسن ابْن عَليّ بن أبي طَالب كَانَ الْحسن هَذَا صَاحب مَكَّة بعد أَبِيه قَتَادَة لِأَن قَتَادَة كَانَ يَوْمًا بِالْحرم مَعَ الْأَشْرَاف إِذْ هجم عَلَيْهِ ولد لِابْنِهِ حسن هَذَا وترامى فِي حجره فَدخل الْحسن كَالْمَجْنُونِ يشْتَد فِي أَثَره وَألقى يَده فِي شعر ابْنه وجره من حجر وَالِده فاغتاظ قَتَادَة وَقَالَ هَكَذَا ربيتك وَلِهَذَا ذخرتك فَقَالَ حسن ذَاك الْإِخْلَال أوجب هَذَا الإدلال فَقَالَ قَتَادَة لَيْسَ هَذَا بإدلال وَلكنه إذلال وَانْصَرف حسن بولده فَالْتَفت قَتَادَة إِلَى من حوله وَقَالَ وَالله لَا أَفْلح هَذَا أبدا وَلم يفلح مَعَه فَلم يمر إِلَّا

الأمير الطائي

الْقَلِيل حَتَّى واطأ الْحسن جَارِيَة تخْدم أَبَاهُ فأدخلته لَيْلًا عَلَيْهِ فَقتله بمعونة الْجَارِيَة وغلامٍ آخر لَهُ على ذَلِك ثمَّ إِن حسنا الْمَذْكُور قَتلهمَا بعد ذَلِك وَقعد فِي مَكَان أَبِيه والعيون تنثني عَنهُ والقلوب تنفر مِنْهُ فامتعض رَاجِح بن قَتَادَة من قتل أَبِيه وَكَون قَاتله يَأْخُذ ملكه فَلَمَّا وصل آقباش التركي أَمِير الركب الْعِرَاقِيّ إِلَى مَكَّة اجْتمع بِهِ راجحٌ وَشرح لَهُ الْقِصَّة وَسَأَلَ مِنْهُ أَن يعضده فِي أَخذ ثأر أَبِيه ويلتزم من الْخدمَة وَالطَّاعَة مَا يجب للديوان الْعَزِيز فنهي الْخَبَر إِلَى حسنٍ الْمَذْكُور فأغلق أَبْوَاب مَكَّة وَمنع النَّاس من الدُّخُول إِلَيْهَا وَالْخُرُوج عَنْهَا واقتتلوا وَقتل الْأَمِير الْمَذْكُور وَنهب النَّاس وفتك بهم ثمَّ إِن حسنا الْمَذْكُور مَاتَ طريداً غَرِيبا لِأَن الْملك المسعود بن الْكَامِل بن أَيُّوب استولى على مَكَّة وهرب حسنٌ الْمَذْكُور إِلَى بَغْدَاد وَمرض بهَا وَكَانَ يرى أَبَاهُ فِي النّوم يَجِيء إِلَيْهِ وَيَضَع يَده فِي خناقه فينتبه مذعوراً ويسمعه من فِي الْبَيْت وَهُوَ يَقُول بِاللَّه لَا تفعل وَهُوَ كالمتخبط وَكَانَ فِي الزقاق الَّذِي سكن فِيهِ امرأةٌ مَشْهُورَة بالصلاح فَسَأَلَ أَن يحمل إِلَيْهَا على سَرِير فَلَمَّا حصل بَين يَديهَا قَالَ لَهَا أُرِيد مِنْك دَعْوَة وَأَنا على مُفَارقَة الدُّنْيَا قَالَت وَمَا هِيَ قَالَ أَن يغْفر الله لي فقد قتلت أبي وسفكت دِمَاء الْحجَّاج فِي الْحرم وصلبت أَمِيرهمْ فِي الْمَسْعَى وعصيت الْخَلِيفَة وَقطعت السبل وظلمت الْخلق وَمَا صليت للخالق رَكْعَة قطّ قَالَ الريحاني فضرطت بملء فِيهَا فَقَالَ مَا هَذَا وَأَيْنَ الَّذِي شهر مِنْك الصّلاح فَقَالَت لَهُ كل) شَيْء فِي مَكَانَهُ مليحٌ فَقَالَ احْمِلُونِي فَأَنا الْجَاهِل الَّذِي حسبت أَنه يَجِيء من نسَاء بَغْدَاد صالحةٌ أبدا وَمَات سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة ثمَّ إِن أَخَاهُ استولى بعد ذَلِك على ملك مَكَّة 3 - (الْأَمِير الطَّائِي) حسن بن قَحْطَبَةَ بن شبيب الطَّائِي كَانَ أَمِيرا من أكبر قواد الرشيد وَكَانَ من رجالات النَّاس توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة

الأمير فتح الدين

3 - (الْأَمِير فتح الدّين) حسن بن كرّ الْأَمِير الْكَبِير فتح الدّين الْبَغْدَادِيّ من أكبر الزعماء كَانَ مَوْصُوفا بِالْكَرمِ والشجاعة وأصالة الرَّأْي مَا أكل شَيْئا إِلَّا تصدق بِمثلِهِ وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء اسْتشْهد فِي ملتقى هولاكو سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (أَبُو الْعَالِيَة الشَّامي) الْحسن بن مَالك أَبُو الْعَالِيَة الشَّامي مولي العميين وَبَنُو الْعم قومٌ من فَارس نزلُوا الْبَصْرَة فِي بني تَمِيم أَيَّام عمر بن الْخطاب وَأَسْلمُوا وغزوا مَعَ الْمُسلمين فحمدوا بلاءهم فَقَالُوا لَهُم أَنْتُم وَإِن لم تَكُونُوا من الْعَرَب إخوتنا وأهلنا وَأَنْتُم الْأَنْصَار وَبَنُو الْعم فلقبوا بذلك وَنزل أَبُو الْعَالِيَة الْبَصْرَة ثمَّ قدم بَغْدَاد فأدب الْعَبَّاس بن الْمَأْمُون وَكَانَ أديباً شَاعِرًا راويةً من أَصْحَاب الْأَصْمَعِي وَكَانَ إِذا جَالس الْأَصْمَعِي أَو غَيره وَتكلم مَعَه انتصف مِنْهُ وَزَاد عَلَيْهِ وَمن شعره من الطَّوِيل (وَلَو أنني أَعْطَيْت من دهري المنى ... وَمَا كل من يعْطى المنى بمسدد) (لَقلت لأيامٍ مضين أَلا ارجعي ... وَقلت لأيام أتين أَلا ابعدي) حدث الْمبرد قَالَ قَالَ الجماز لأبي الْعَالِيَة كَيفَ أَصبَحت قَالَ أَصبَحت على غير مَا يحب الله وَغير مَا أحب أَنا وَغير مَا يحب إِبْلِيس لِأَن الله عز وَجل يحب أَن أطيعه وَلَا أعصيه وَلست كَذَلِك وَأَنا أحب أَن أكون على غير الْجدّة والثروة وَلست كَذَلِك وإبليس يحب أَن أكون منهمكاً فِي الْمعاصِي وَاللَّذَّات وَلست كَذَلِك وَمن شعره من المنسرح (أَذمّ بَغْدَاد وَالْمقَام بهَا ... من بعد مَا خبْرَة وتجريب) ) (مَا عِنْد سكانها لمختبطٍ ... رفدٌ وَلَا فرجةٌ لمكروب) (قومٌ مواعيدهم مطرزةٌ ... بزخرف القَوْل والأكاذيب) (خلوا سَبِيل الْعلَا لغَيرهم ... ونازعوا فِي الفسوق وَالْحوب)

الحسن بن المبارك بن الخل

(يحْتَاج راجي النوال عِنْدهم ... إِلَى ثلاثٍ من بعد تَعْذِيب) (كنوز قَارون أَن تكون لَهُ ... وَعمر نوحٍ وصبر أَيُّوب) 3 - (الْحسن بن الْمُبَارك بن الْخلّ) الْحسن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْخلّ أَبُو الْحُسَيْن بن أبي الْبَقَاء الشَّاعِر أَخُو أبي الْحسن مُحَمَّد الْمُقدم ذكره فِي المحمدين كَانَ شَاعِرًا ظريفاً رَشِيق القَوْل مليح الْمعَانِي مدح وهجا وتنوع فِي قَول الشّعْر وَقَالَ الدوبيت وَحدث بِشَيْء يسير وَسَماهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ أَحْمد قَالَ محب الدّين بن النجار روى شعره أَبُو بكر بن كَامِل الْخفاف وَأَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن بن هبة الله الدِّمَشْقِي فِي مُعْجم شيوخهما وَكلهمْ سَمَّاهُ الْحسن وَرَأَيْت بِخَطِّهِ وَكتب الْحسن وَتُوفِّي فجاءة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من مجزوء الرمل (روحا روحي براحي ... عوض المَاء القراح) (وادركاني بالأغاني ... قبل إِدْرَاك الصَّباح) (فَهُوَ يومٌ قد بَدَت ... فِيهِ أَمَارَات الْفَلاح) (يَوْم لهوٍ وفنون ... من مجون ومزاح) سِيمَا والغيم قد أقبل من كل النواح واستغاث المَاء قي دجلة من جور الرِّيَاح (ودعا عذلكما لي ... فِي فسادي أَو صلاحي) ففساد الْعقل أَن أبصرني ذَا الْيَوْم صاحي وَمِنْه من الْخَفِيف (زار طيف الخيال نضو خيال ... زورةٌ مَا تموهت بالوصال) (غير أَن الْمُحب يرضى بطيفٍ ... أَو بوعدٍ منغصٍ بمطال) ) (وعَلى أَنه يسر وَلَكِن ... حِين يسري عني يزِيد خبالي) آه من قلَّة التجلد وَالصَّبْر وويلي من كَثْرَة العذال (وبنفسي ذَاك الغزال وحاشا ... حسنه أَن أقيسه بالغزال) والبديع الَّذِي إِذا بلبل الأصداغ أعدى الْقُلُوب بالبلبال ومحياه كالهلال إِذا أقمر فِي تمه وَلَا كالهلال وَمِنْه من السَّرِيع

أبو علي الحنفي البغدادي

(قلت لَهَا لَا تقتلي مدنفا ... حبك قد هيج بلباله) (مَا زَالَ يَرْجُو مِنْك وصلا إِلَى ... أَن قطع الهجران أوصاله) (فابتسمت تيهاً وَقَالَت وَكم ... قد قتلت عَيْنَايَ أَمْثَاله) قلت قد تقدم فِي ذكر أَحْمد بن الْمُبَارك فِي الأحمدين مَا يتَعَلَّق بِهَذِهِ التَّرْجَمَة فليكشف من هُنَاكَ 3 - (أَبُو عَليّ الْحَنَفِيّ الْبَغْدَادِيّ) الْحسن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن يحيى الزبيدِيّ أَبُو عَليّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَا الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى السجْزِي وَأَبا عَليّ أَحْمد بن أَحْمد ابْن عَليّ بن الخراز وَأَبا جَعْفَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّائِي الهمذاني وَغَيرهم وَعمر حَتَّى حدث بالكثير قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ عَالما فَاضلا أَمينا متديناً صَالحا حسن الطَّرِيقَة لَهُ معرفَة تَامَّة بالنحو وَقد كتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب التفاسير والْحَدِيث والتواريخ وَالْأَدب وَكَانَت أوقاته مَحْفُوظَة توفّي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حدث بِبَغْدَاد وَمَكَّة وَكَانَ حنبلياً ثمَّ تحول شافعياً ثمَّ اسْتَقر حنفياً 3 - (الضراب الْحلِيّ) الْحسن بن المحسن أَبُو عَليّ الْحلِيّ روى عَنهُ أَبُو مَنْصُور بن الصّباغ فِي كتاب مَكَارِم الْأَخْلَاق من جمعه شَيْئا من شعره وَمن شعره من الْكَامِل (لَا خير فِي بذل ينَال بذلة ... وَهوى يحاول نيله بهوان) (تأبى لي أَن أقيم على أَذَى ... أَو أَن أَغضّ على القذى أجفاني) ) (أتراكما لم تعلما أَن الرضى ... بالهون فرض الْعَاجِز المتواني) 3 - (ابْن الْحَنَفِيَّة) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم أَبُو مُحَمَّد الْمدنِي هُوَ ابْن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وأخو عبد الله روى عَن جَابر وَعَن أَبِيه وَعبيد الله بن أبي رَافع وَسمع مِنْهُ عَمْرو بن دِينَار وَالزهْرِيّ توفّي فِي زمن عبد الْملك بن مَرْوَان

أبو علي الحراني

قَالَ ابْن سعد وَكَانَ من ظرفاء بني هَاشم وَهُوَ أول من تكلم فِي الإرجاء قلت والمرجئة جنس لأربعة أَنْوَاع الأول مرجئة الْخَوَارِج ومرجئة الْقَدَرِيَّة ومرجئة الجبرية والمرجئة الصَّالِحَة والإرجاء يستق من الرَّجَاء لأَنهم يرجون لأَصْحَاب الْمعاصِي الثَّوَاب من الله تَعَالَى فَيَقُولُونَ لَا يضر مَعَ الْإِيمَان مَعْصِيّة كَمَا أَنه لَا ينفع مَعَ الْكفْر طَاعَة وَقيل الإرجاء هُوَ تَأْخِير حكم أَصْحَاب الْكَبَائِر إِلَى الْآخِرَة فِي الدُّنْيَا وَلَا يقْضى عَلَيْهِم بِأَنَّهُم من أهل الْجنَّة وَكَانَ الْحسن بن مُحَمَّد هَذَا يكْتب بِهِ الْكتب إِلَى الْأَمْصَار إِلَّا أَنه لم يُؤَخر الْعَمَل عَن الْإِيمَان كَمَا قَالَ بِهِ بعض المرجئة وَقَالَ أَدَاء الطَّاعَات وَترك الْمعاصِي لَيْسَ من الْإِيمَان وَأَن اٌيمان لَا يَزُول بزوالها وَمن رجال الإرجاء سعيد بن جُبَير وطلق بن حبيب وَعَمْرو بن مرّة ومحارب بن دثار وَعَمْرو بن ذَر وَحَمَّاد بن سُلَيْمَان شيخ أبي حنيفَة وَأَبُو حنيفَة وَأَبُو يُوسُف وَمُحَمّد بن الْحسن وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان وَهَؤُلَاء هداة الدّين وأئمة الْمُسلمين وخالفوا الْقَدَرِيَّة والخوارج والمرجئة فِي أَنهم لم يكفروا أَصْحَاب الْكَبَائِر بالكبائر وَلَا حكمُوا بتخليدهم فِي النَّار وَلَا سبوا أحدا من الصَّحَابَة وَلَا وَقَعُوا فيهم وَلَا عقب لهَذَا الْحسن وَكَانَ يقدم على أَخِيه أبي هَاشم فِي الْفضل والهيئة قَالَ الزُّهْرِيّ كَانَ الْحسن أوثقهما قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ هُوَ مدنِي تَابِعِيّ ثِقَة وَهُوَ أول من وضع الإرجاء وَاخْتلف فِي تَارِيخ وَفَاته وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم) وَقَالَ عَمْرو بن دِينَار مَا رَأَيْت أحدا أعلم بِمَا اخْتلف فِيهِ النَّاس من الْحسن بن مُحَمَّد مَا كَانَ زهريكم إِلَّا غُلَاما من غلمانه 3 - (أَبُو عَليّ الْحَرَّانِي) الْحسن بن مُحَمَّد بن أعين الْحَرَّانِي أَبُو عَليّ روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَوَثَّقَهُ ابْن حبَان وَتُوفِّي سنة عشر وَمِائَتَيْنِ 3 - (الماسرجسي) الْحسن بن مُحَمَّد الماسرجسي حدث عَن أَبِيه عَن مُسلم

أبو نصر اليونارتي

3 - (أَبُو نصر اليونارتي) الْحسن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو نصر اليونارتي بياء آخر الْحُرُوف وَبعد الْوَاو نون وَبعد الْألف رَاء وَبعدهَا تَاء مثناة من فَوق سمع الْكثير بِبَلَدِهِ وسافر إِلَى خُرَاسَان وجال فِي بلادها وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ مليح الْخط سريع النَّقْل مَوْصُوفا بِحسن الْقِرَاءَة وَجمع لنَفسِهِ معجماً فِي عدَّة أَجزَاء وَحدث بِهِ وأملى بأصبهان عدَّة أمالٍ وَخرج لجَماعَة من أَصْبَهَان وبغداد فَوَائِد وَكَانَ مَوْصُوفا بالمعرفة والصدق والديانة توفّي سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (الْكرْمَانِي الصُّوفِي) الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن الْفضل بن غَالب الْكرْمَانِي الشيرجاني أَبُو عَليّ الصُّوفِي رَحل فِي طلب الحَدِيث إِلَى بِلَاد فَارس وَدخل الشَّام وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْكتب والأجزاء وَصَحب مَشَايِخ الصُّوفِيَّة سمع الْخَطِيب أَبَا بكر وَحدث باليسير لضَعْفه وَظُهُور الْكَذِب عَلَيْهِ مَعَ ديانَة وَعبادَة ونسك روى عَنهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي الْحَافِظ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي الْحَافِظ وَأَبُو البركات إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الصُّوفِي توفّي بِبَغْدَاد سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو عَليّ الْآمِدِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عَليّ الْآمِدِيّ قدم بَغْدَاد كَانَ شَاعِرًا حسن الْمعرفَة بالأدب) روى عَنهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ وَغَيره وَكَانَ عَارِفًا باللغة ناطح التسعين وَمن شعره من الطَّوِيل (لبست الحيا لما رَأَيْتُك عاتباً ... وحاضر ذهني كَانَ بالْأَمْس غَائِبا) (وفتشت عَن ذهني فَلَمَّا وجدته ... رميت الحيا عني وجئتك تَائِبًا)

قاضي الري الحنفي

وَمِنْه من الْبَسِيط (لله در حبيب دَار فِي خلدي ... بعد الشَّبَاب ولى وَلم يعد) (أَيَّام كَانَ لريعان الشَّبَاب على ... فودي نورٌ ونار الشيب لم تقد) (وللغنى وَالصبَا خيلٌ ركضت بهَا ... فِي حلبة اللَّهْو بَين الغي والرشد) (والآمدية فِي أنيابها شنبٌ ... عذبٌ بردت بِهِ حرا على كَبِدِي) (وَالله لَو لم تكن من أعظمٍ خلقت ... مَا كنت أحسبها إِلَّا حَصى برد) (وَمن فتور الحيا فِي لحظها مرضٌ ... تشفى بِهِ الْأَعْين المرضى من الرمد) قلت شعر جيد 3 - (قَاضِي الرّيّ الْحَنَفِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو مُحَمَّد بن أبي عبد الله الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الأستراباذي سمع أَبَاهُ وَأَبا الْفضل ظفر بن الدَّاعِي بن مهْدي الْعلوِي وَأَبا حَاجِب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الأستراباذي وَسمع بدهستان وببسطام وببلخ وَقدم بَغْدَاد وتفقه بهَا على قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الدَّامغَانِي حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَسمع من الشريفين أبي نصر مُحَمَّد وَأبي الفوارس طرادٍ ابْني مُحَمَّد ابْن عَليّ الزَّيْنَبِي وَأبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي عُثْمَان الدقاق وَغَيرهم وناب فِي الْقَضَاء على حَرِيم دَار الْخلَافَة لأقضى الْقُضَاة أبي سعد مُحَمَّد بن نصر الْهَرَوِيّ وَحدث بِبَغْدَاد ثمَّ تولى قَضَاء الرّيّ وَكَانَ بهي المنظر فصيح الْعبارَة حسن المحاورة كثير الْمَحْفُوظ عَارِفًا بآداب الْقَضَاء قَالَ محب النجار كتبت عَنهُ بِالريِّ وَكَانَ يرى الاعتزال وَيبْخَل مَعَ السعَة الْكَثِيرَة حَتَّى قَالَ قَائِل فِيهِ من المتقارب (وقاض لنا خبزه ربه ... ومذهبه أَنه لَا يرى) ) توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِالريِّ ومولده سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو عَليّ الباقرحي) الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد أَبُو عَليّ الباقرحي الْبَغْدَادِيّ هُوَ محدِّث ابْن محدِّث ابْن محدِّث ابْن محدِّث ابْن مُحدث سمع أَبَا الْقَاسِم عليّ بن المحسّن التنوخي ومحمّد بن عبد الْملك بن بَشرَان وَعلي ابْن عمر الْقزْوِينِي وَعبد الْوَاحِد بن شيطا وَجَمَاعَة توفّي سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة

أبو علي القيلوي خازن الكتب

3 - (أَبُو عَليّ القيلوي خَازِن الْكتب) الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْعِزّ بن عَليّ أَبُو عَليّ القيلوي ولد بالنيل وَدخل بَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْأَدَب وجالس الأدباء والفضلاء وَكَانَ يتجر فِي الْكتب ويسافر بهَا إِلَى الشَّام وبلاد الجزيرة وَكَانَت لَهُ معرفةٌ حَسَنَة بخطوط الْعلمَاء ويحفظ كثيرا من الْآدَاب وَالْأَخْبَار والحكايات وسير النَّاس وَكتب الْكثير من ذَلِك صِحَاح الْجَوْهَرِي سِتّ نسخ وَقَالَ كتبت ألفي مجلدة ثمَّ إِنَّه فَارق بَغْدَاد وَسكن الشَّام وَبَقِي فِي خدمَة الْملك الظَّاهِر صَاحب حلب واتصل بعد وَفَاته بالأشرف وَبَقِي مَعَه مُدَّة بحران ودمشق وَكَانَ يتَوَلَّى خزانَة الْكتب بهما قَالَ محب الدّين بن النجار علقت عَنهُ كثيرا بحلب وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَأورد لَهُ قصيدة كتبهَا إِلَى الظَّاهِر من الرجز (يَا ابْن صَلَاح الدّين يَا مولى الْبشر ... يَا ملكا فِي النَّاس مَحْمُود السّير) (جدواه أجدى من سحابٍ منهمر ... لِأَنَّهُ فِي كل وردٍ وَصدر) (بِالْمَاءِ يَأْتِي وَهُوَ يولي بالبدر ... وَوَجهه أحسن من وَجه الْقَمَر) (وعدله فِي ملكه مثل عمر ... مولَايَ إِنِّي عازمٌ على السّفر) (فِي خدمَة الْمولى الْوَزير الْمُعْتَبر ... فِي صِحَة الرَّأْي وَفِي حسن النّظر) (وحاجتي حويجةٌ تَنْفِي الْمَطَر ... أرفل فِيهَا تائهاً على الحبر) (ومالكي سمحٌ عطاياه غرر ... لَا زَالَ فِي سعدٍ وعزٍ وظفر) وَكَانَ يلقب بِالْقَاضِي وبعز الدّين وَحدث عَن الأبله الشَّاعِر وَله تاريخٌ كَبِير على الشُّهُور) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب) الْحسن بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُلَيْمَان أَبُو الْقَاسِم بن أبي طَالب الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ كَانَ يتَوَلَّى الْأَعْمَال بواسط وَكَانَ أديباً فَاضلا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره من الْكَامِل (عودتني من حسن رَأْيك عَادَة ... راشت جناحي والجناح كسير) (أَحْسَنت عِنْدِي والخطوب مسيئةٌ ... وحفظتني والحاسدون كثير) (ووقيتني نوب الزَّمَان وَصَرفه ... والدهر يسلمني وَأَنت تجير) (شكرا لأنعمك الجسام فإنني ... عبد لما أوليتنيه شكور) (بشرٌ وتقريبٌ وعطفٌ فِي ندىً ... لَا من يتبعهُ وَلَا تكدير)

أبو القاسم الأنباري

(أَنا من جنابك فِي ربيع ناضرٍ ... لي فِي حماه روضةٌ وغدير) (وألفت أَن لَا أبتغيك لحاجةٍ ... إِلَّا وقارن مطلبي التَّيْسِير) (قد نابني حدثٌ تدارك مثله ... سهلٌ عَلَيْك إِذا أردْت يسير) (وَإِذا أمرت أطَاع أَمرك كل من ... وطئ التُّرَاب رعيةٌ مَأْمُور) (حاشى لمثلك أَن يرد مطالبي ... أَو أَن يكدر عرفك التَّأْخِير) (أَو أَن أَذمّ من الزَّمَان صروفه ... وَجَمِيل رَأْيك عدةٌ وظهير) قلت شعر جيد وَكتب هَذِه الأبيات إِلَى رَئِيس الرؤساء أبي الْقَاسِم عَليّ ابْن الْحسن يستنصره فِي أَمر ضَيْعَة لَهُ أقطعت فارتجعها لَهُ 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْأَنْبَارِي) الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن زكرويه التَّمِيمِي أَبُو الْقَاسِم الْأَنْبَارِي الشَّاعِر قدم بَغْدَاد ومدح الْإِمَامَيْنِ الْمُقْتَدِي وَابْنه المستظهر وَكَانَ أديباً سمع مِنْهُ أَبُو الْحسن سعد الْخَيْر بن مُحَمَّد بن سهل الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عطاف الْموصِلِي وَمن شعره من الطَّوِيل (لَعَلَّ خزامى جاسم يتنسم ... فتبرد أنفاسي الَّتِي تتضرم) (أحسن إِلَى ذَاك الجناب وَأَهله ... وأسأل عَنهُ من لقِيت وعنهم) (وتعجبني أنفاس أرواحه الَّتِي ... تهب وساري برقه المتنسم) ) (وَإِنِّي وَإِن ساءت ظنوني بأَهْله ... وصدقها مَا قد بدا لي مِنْهُم) (لأعرض عَن واشيهم متكفتاً ... وأقطع حَبل الْوَصْل مِنْهُ وأصرم) (وَإِنَّهُم مَعَ مَا بهم من ملالة ... إِلَى الْقلب أدنى من أود وَأكْرم) (فليتهم إِذْ سهدونا ببعدهم ... وناموا أحلُّوا مَا من النّوم حرمُوا) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو عَليّ الديبلي قَاضِي السَّنَد) الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي سهل أَبُو عَليّ المضري الديبلي قَاضِي بِلَاد السَّنَد قدم بَغْدَاد حَاجا وأملى بهَا وَحدث عَن مَسْعُود بن أبي سمع مِنْهُ إلْيَاس ابْن جَامع الأربلي وَعَاد إِلَى بِلَاده سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة ثمَّ توفّي قَرِيبا من ذَلِك فِي بَلَده وَمن شعره من الطَّوِيل (تذكرنيه الشَّمْس والبدر إِن بدا ... ويذكرنيه اللَّيْث والغيث وَالْبَحْر)

أبو سعد بن حمدون

(وَمن أَيْن من تهتانه الْبَحْر والحيا ... وَمن أَيْن من شحنائه الشَّمْس والبدر) 3 - (أَبُو سعد بن حمدون) الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حمدون تَاج الدّين أَبُو سعد الْكَاتِب أسمعهُ أَبوهُ فِي صباه من مُحَمَّد بن عبيد الله بن الزَّاغُونِيّ والشريف أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر العباسي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن البطي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد ابْن اللحاس وَغَيرهم وَسمع بعد علو سنه كثيرا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب كثيرا من كتب الحَدِيث واللغة وَالْأَدب وَحصل الْأُصُول الملاح بخطوط الْفُضَلَاء وَكَانَت لَهُ همة وافرة فِي ذَلِك وخطه مليح وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد بن الجواليقي وَأبي الْحسن بن العصار وَكَانَ أديباً فَاضلا حسن الْأَخْلَاق قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ يتشيع وَمَا رَأَيْت شِيعِيًّا أَعقل مِنْهُ وَلَا أقل كلَاما وَولي النّظر بديوان الْأَبْنِيَة مُدَّة ثمَّ البيمارستان العضدي ثمَّ عطل مُدَّة ثمَّ رتب كَاتبا بديوان الْمجْلس إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وسِتمِائَة بِالْمَدَائِنِ وَمن شعره من مخلع الْبَسِيط) (نَار عقارٍ وَبرد ريق ... قد جمعا لَذَّة المشوق) (فِي ليلةٍ طَالَتْ اللَّيَالِي ... قصرهَا الْبَدْر بالطروق) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَلا لَيْت حظي مِنْك فِي حَال يقظتي ... كَمَا كَانَ حظي مِنْك عِنْد مَنَامِي) (عنَاق قضيبٍ فَوْقه قمر الدجى ... وتقبيل درٍ وارتشاف مدام) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الصلحي الْكَاتِب) الْحسن بن مُحَمَّد الصلحي أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب كَانَ من الْأَعْيَان بِبَغْدَاد تصرف فِي عدَّة أَعمال للسُّلْطَان تولى الْكِتَابَة لِابْنِ رائق الْأَمِير وَخَلفه على الحضرة مُدَّة ولَايَته ثمَّ تولى الْكِتَابَة للْإِمَام الْمُطِيع على ضيَاعه وداره روى عَنهُ القَاضِي أَبُو عَليّ المحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد التنوخي فِي كتاب النشوار توفّي فِي سنة ستٍ وَسبعين وثلاثمائة 3 - (الْوَزير المهلبي) الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هَارُون أَبُو مُحَمَّد الْوَزير المهلبي من ولد الْمُهلب بن أبي صفرَة كَاتب معز الدولة أبي الْحُسَيْن أَحْمد بن بويه وَلما مَاتَ

الصَّيْمَرِيّ قَلّدهُ معز الدولة مَكَانَهُ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وقربه وَأَدْنَاهُ واختص بِهِ وَعظم جاهه عِنْده وَكَانَ يدبر أَمر الوزارة للمطيع من غير تسميةٍ بوزارة ثمَّ جددت لَهُ الْخلْع من دَار الْخلَافَة بِالسَّوَادِ وَالسيف والمنطقة ولقبه الْمُطِيع بالوزارة ودبر الدولتين وَكَانَ ظريفاً نظيفاً قد أَخذ من الْأَدَب بحظٍ وافر وَله همة كَبِيرَة وصدرٌ وَاسع وَكَانَ جماعاً لخلال الرياسة صبوراً على الشدائد وَكَانَ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وسخاً فِي ثَوْبه وَنَفسه وَفعله فواكل الْوَزير المهلبي على مائدته وقدمت سكباجة وَافَقت من أبي الْفرج سعلة فبدرت من فَمه قِطْعَة بلغم سَقَطت فِي وسط الصحن فَقَالَ أَبُو مُحَمَّد ارْفَعُوا هَذَا وهاتوا من هَذَا اللَّوْن فِي غير هَذَا الصحن وَلم يبن فِي وَجهه استكراه وَلَا دَاخل أَبَا الْفرج حياءٌ وَلَا انقباضٌ وَكَانَ من ظرف الْوَزير المهلبي إِذا أَرَادَ أكل شَيْء من أرز بِلَبن وهرايس وحلوى رَقِيق وقف إِلَى جَانِبه الْأَيْمن غُلَام مَعَه نَحْو ثَلَاثِينَ ملعقةً زجاجاً مجروداً فَيَأْخُذ الملعقة من الْغُلَام) الَّذِي على يَمِينه وَيَأْكُل بهَا لقْمَة وَاحِدَة ويدفعها إِلَى الَّذِي على يسَاره لِئَلَّا يُعِيد الملعقة إِلَى فِيهِ دفْعَة ثَانِيَة وَلما كثر على الْوَزير اسْتِمْرَار مَا يجْرِي من أبي الْفرج جعل لَهُ مائدتين إِحْدَاهمَا كَبِيرَة عَامَّة وَالْأُخْرَى لَطِيفَة خَاصَّة يؤاكله عَلَيْهَا من يَدعُوهُ إِلَيْهَا وعَلى صنعه بِأبي الْفرج مَا كَانَ يصنعه مَا خلا من هجوه فَإِنَّهُ قَالَ من الْكَامِل (أبعين مفتقرٍ إِلَيْك رَأَيْتنِي ... فأهنتني وقذفتني من حالق) (لست الملوم أَنا الملوم لأنني ... أنزلت آمالي بِغَيْر الْخَالِق) وَقد روى تَاج الدّين الْكِنْدِيّ هذَيْن لأبي الطّيب المتنبي وَالله أعلم لمن هما وَكَانَ قبل وزارته قد سَافر مرّة وَلَقي فِي سَفَره مشقة شَدِيدَة واشتهى اللَّحْم فَلم يقدر عَلَيْهِ وَكَانَ مَعَه رَفِيق يُقَال لَهُ أَبُو عبد الله الصُّوفِي وَقيل أَبُو الْحسن الْعَسْقَلَانِي فَقَالَ المهلبي ارتجالاً من الوافر (أَلا موتٌ يُبَاع فأشتريه ... فَهَذَا الْعَيْش مَالا خير فِيهِ) (أَلا موتٌ لذيذٌ الطّعْم يَأْتِي ... يخلصني من الْمَوْت الكريه) (إِذا أَبْصرت قبراً من بعيدٍ ... وددت بأنني مِمَّا يَلِيهِ) (أَلا رحم الْمُهَيْمِن نفس حرٍ ... تصدق بالوفاة على أَخِيه)

فَلَمَّا سمع الأبيات اشْترى لَهُ بدرهمٍ لَحْمًا وطبخه وأطعمه وتفارقا وتنقلت الْأَحْوَال بالمهلبي وَولي الوزارة وَضَاقَتْ الْأَحْوَال برفيقه الصُّوفِي فقصده وَكتب إِلَيْهِ من الوافر (أَلا قل للوزير فدته نَفسِي ... مقَالَة مذكرٍ مَا قد نَسيَه) (أَتَذكر إِذْ تَقول لضيق عيشٍ ... أَلا موتٌ يُبَاع فأشتريه) فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا تذكره وَأمر لَهُ فِي الْحَال بسبعمائة دِرْهَم وَوَقع فِي رقعته مثل الَّذين يُنْفقُونَ أَمْوَالهم فِي سَبِيل الله كَمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل فِي كل سنبلة مائَة حبةٍ ثمَّ دَعَا بِهِ وخلع عَلَيْهِ وقلده عملا وَلما ترقت بِهِ الْحَال قَالَ من مجزوء الْكَامِل (رق الزَّمَان لفاقتي ... ورثى لطول تقلقي) فأنالني مَا أرتجيه وحاد عَمَّا أتقي) فلأصفحن عَنَّا أَتَاهُ من الذُّنُوب السَّبق (حَتَّى جانيه بِمَا ... صنع المشيب بمفرقي) وَمن شعره أَيْضا من الْخَفِيف قَالَ لي من أحب والبين قد جد وَفِي مهجتي لهيب الْحَرِيق (مَا الَّذِي فِي الطَّرِيق تصنع بعدِي ... قلت أبْكِي عَلَيْك طول الطَّرِيق) قَالَ أَبُو إِسْحَاق الصابي صَاحب الرسائل كنت يَوْمًا عِنْد الْوَزير المهلبي فَأخذ ورقة وَكتب فِيهَا فَقلت بديهاً من الْبَسِيط (لَهُ يدٌ برعت جوداً بنائلها ... ومنطقٌ دره فِي الطرس ينتثر) (فحاتم كامنٌ فِي بطن رَاحَته ... وَفِي أناملها سحبان يسْتَتر) وَمن شعره من الْبَسِيط (الْجُود طبعي وَلَكِن لَيْسَ لي مَال ... فَكيف يصنع من بالقرض يحتال) (فهاك خطي فَخذه مِنْك تذكرةً ... إِلَى اتساع فلي فِي الْغَيْب آمال) وَمِنْه من الوافر (أَتَانِي فِي قَمِيص اللاذ يسْعَى ... عدوٌّ لي يلقب بالحبيب) (فَقلت لَهُ فديتك كَيفَ هَذَا ... بِلَا واشٍ أتيت وَلَا رَقِيب) (فَقَالَ الشَّمْس أَهْدَت لي قَمِيصًا ... كلون الشَّمْس فِي شفق الْغُرُوب) (فثوبي والمدام ولون خدي ... قريبٌ من قريبٍ من قريب) وَمِنْه من المنسرح

ابن جدا الهيتي

(تطوي بأوتارها الهموم كَمَا ... تطوي دجى اللَّيْل بالمصابيح) (ثمَّ تغنت فخلتها سمحت ... بروحها خلعةً على روحي) كَانَ أَبُو النجيب شَدَّاد بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي الشَّاعِر الملقب بالطاهر كثير الْمُلَازمَة للوزير المهلبي فاتفق أَن غسل ثِيَابه وأنفذ يَدعُوهُ فَاعْتَذر إِلَيْهِ فَلم يقبله وألح فِي استدعائه فَكتب إِلَيْهِ من السَّرِيع (عَبدك تَحت الْحَبل عُرْيَان ... كَأَنَّهُ لَا كَانَ شَيْطَان) (يغسل أثواباً كَأَن البلى ... فِيهَا خليطٌ وَهِي أوطان) ) (أرق من ديني وَإِن كَانَ لي ... دينٌ كَمَا للنَّاس أَدْيَان) (كَأَنَّهَا حَالي من قبل أَن ... يصبح عِنْدِي لَك إِحْسَان) (يَقُول من يبصرني معرضاُ ... فِيهَا وللأقوال برهَان) (هَذَا الَّذِي قد نسجت فَوْقه ... عناكب الْحِيطَان إِنْسَان) فأنفذ إِلَيْهِ جُبَّة وقميصاً وعمامةً وَسَرَاويل وَخَمْسمِائة دِرْهَم وَقَالَ أنفذت إِلَيْك مَا تلبسه وَلَا تَدْفَعهُ إِلَى الْخياط فَإِن كنت غسلت التكة واللالكة عرفني لأنفذ لَك عوضهما وَمن شعر الْوَزير من الطَّوِيل (تصارمت الأجفان لما صرمتني ... فَمَا تلتقي إِلَّا على عِبْرَة تجْرِي) قلت شعر جيد إِلَى الْغَايَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة فِي طَرِيق وَاسِط وَحمل إِلَى بَغْدَاد وَطول ياقوت تَرْجَمته وَأورد جملَة من أخباره وشعره 3 - (ابْن جدا الهيتي) الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن أَحْمد بن عبد الْوَارِث بن الطّيب بن جدا بِكَسْر الْجِيم وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة وَبعدهَا ألف كَذَا وجدته مضبوطاً أَبُو عَليّ بن أبي سعد الشَّاعِر من أهل هيت قدم بَغْدَاد مراتٍ وروى بهَا شَيْئا من شعره وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل (أرى عزماتي نَحْو أرضٍ بعيدَة ... وَلَا بُد من أَن أجعَل الْبعد لي قربا) (فإمَّا أنال الْخَيْر فِي ذَاك عَاجلا ... فأنظره بِالْعينِ أَو أسكن التربا) وَمِنْه من الْكَامِل (وَجَمِيع من فِيهِ ذكاً وكياسةٌ ... صرف الزَّمَان موكلٌ بعناده) (ويسوؤه الدَّهْر الخؤون بِفِعْلِهِ ... ومجاري الأفلاك ضد مُرَاده)

أبو علي بن عبدوس الواسطي

قلت شعر نَازل 3 - (أَبُو عَليّ بن عَبدُوس الوَاسِطِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَبدُوس أَبُو عَليّ الشَّاعِر الوَاسِطِيّ سكن بَغْدَاد وَقَرَأَ الْأَدَب على مُصدق بن شبيب النَّحْوِيّ وَكتب الصِّحَاح فِي اللُّغَة بِخَطِّهِ ومدح الإِمَام النَّاصِر بقصائد كثيرةٍ وَصَارَ) من شعراء الدِّيوَان المختصين بالإنشاد فِي الهناء والعزاء بدار الْخلَافَة ومجالس الوزراء وسافر إِلَى الشَّام ومدح مُلُوكهَا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَقد قَارب الْأَرْبَعين وَمن شعره من الْبَسِيط (أشتاقهم وحواني الصَّدْر دَارهم ... وَلَيْسَ يرضى بِدُونِ النهلة الصادي) (وأستلذ بذكراهم وَإِن بعدوا ... والوجد يفعل مَا لَا يفعل الشادي) (يَا مَانِعا لزكاة الْحسن من وَجَبت ... لَهُ وباذل فضل المَاء والزاد) (هبني وَلَو زورةً فِي الدَّهْر وَاحِدَة ... أَنا الْمَرِيض وليلى بعض عوادي) (لَو شَاءَ من باح بالهوى كتمه ... وَكَيف يخفي عواده سقمه) (قَالُوا مَرِيض الْفُؤَاد قلت لَهُم ... والجسم أنفي بذلك التهمه) (فأوسعوني عذلاً عدمتهم ... مَا هَكَذَا عَاد سالمٌ سلمه) (نعم وَإِن ساءهم عشقت وَمَا ... فِي الْعِشْق عارٌ عِنْدِي وَلَا نقمه) (أهيف من شكله الْقَضِيب وَمن ... شبه بالغصن قده ظلمه) (أحسن من ضمه القباء فَلَو ... يسطيع من حبه لَهُ الْتَزمهُ) (قد اسْتَوَى سَهْمه وناظره ... عذب فنفسٌ أشقيتها نعمه) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو تَمام النَّقِيب) الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو تَمام الزَّيْنَبِي الْهَاشِمِي كَانَ يتَوَلَّى نقابة الْبَصْرَة وَالْقَضَاء بهَا قدم بَغْدَاد مَعَ معز الدولة أَحْمد بن بويه وَاشْترى الدَّار الشاطية بِبَاب خُرَاسَان بأَرْبعَة وَعشْرين ألف دِينَار فَقَالَ النَّاس قد خاس الْعقار وَلم يتق لَهُ حُرْمَة

البديعي الأزرق

وقلد النقابة على الهاشميين بِبَغْدَاد وَبَقِي فِيهَا تسعا وَعشْرين سنة ثمَّ صرف مِنْهَا وأعيدت إِلَى عبد الْوَاحِد بن الْفضل بن عبد الْملك ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وَقَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة على الْحسن الْكَرْخِي وروى عَن المفجع الْبَصْرِيّ شَيْئا من) شعره وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة 3 - (البديعي الْأَزْرَق) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَارُون بن إِسْحَاق أَبُو عَليّ البديعي الْأَزْرَق الشَّاعِر حدث عَن أبي عبيد الْمحَامِلِي وروى عَنهُ أَبُو بكر الشِّيرَازِيّ فِي كتاب الألقاب من جمعه وَمن شعره من الْبَسِيط (يَا ذَا الَّذِي لَيْسَ لي فِي غَيره غرضٌ ... وَمن هَوَاهُ عَليّ الدَّهْر مفترض) (لم لَا أكون لكم من غَيْركُمْ عوضا ... إِذْ لَيْسَ لي فِي البرايا مِنْكُم عوض) 3 - (ابْن الدهان النَّحْوِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رَجَاء أَبُو مُحَمَّد اللّغَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الدهان أحد أَئِمَّة النَّحْو الْمَشْهُورين قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات الْكَثِيرَة ودرس الْفِقْه على مَذْهَب أهل الْعرَاق وَالْكَلَام على مَذْهَب الاعتزال والعربية على عَليّ بن عِيسَى الرماني والسيرافي وَعلي بن عِيسَى الربعِي وَكَانَ متبحراً فِي اللُّغَة وَسمع من عَليّ وَعبد الْملك ابْني مُحَمَّد بن عبد الله ابْن بَشرَان وَحدث باليسير قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الْخَطِيب التبريزي كُنَّا نَقْرَأ اللُّغَة على الْحسن بن الدهان يَوْمًا وَلَيْسَ عَلَيْهِ سَرَاوِيل فانكشف عَوْرَته فَقَالَ لَهُ بعض من كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ مَعنا أَيهَا الشَّيْخ قمدك فتجمع ثمَّ انْكَشَفَ ثَانِيَة فَقَالَ لَهُ ذَلِك الرجل أَيهَا الشَّيْخ عردك فتجمع ثَانِيًا ثمَّ انْكَشَفَ ثَالِثا فَقَالَ لَهُ ذَلِك الرجل أَيهَا الشَّيْخ عجارمك فَخَجِلَ الشَّيْخ وَقَالَ لَهُ أَيهَا الْمُدبر مَا تعلمت من اللُّغَة إِلَّا أَسمَاء هَذَا المردريك وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ يلقب كل من يقْرَأ عَلَيْهِ فلقب أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ الْفَقِيه بالزبزب وَهُوَ دَابَّة تنبش الْقُبُور ولقب أَبَا الْبَيَان النهرواني درابة لطوله 3 - (مفتي الْفَرِيقَيْنِ الْوَركَانِي الشَّافِعِي) الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن فَخر الدّين مفتي

الْفَرِيقَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي الْوَركَانِي الشَّافِعِي كَانَ إِمَام أَصْبَهَان وَبهَا ولد عَاشَ نيفاً وَثَمَانِينَ سنة يدرس بالنظامية وَله طَريقَة فِي الْخلاف وَكَانَ فصيحاً مناظراً توفّي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة) أطنب الْعِمَاد الْكَاتِب فِي تَرْجَمته بِكِتَاب الخريدة وَأورد لَهُ من الرمل (يَا أحبائي بجرعاء الْحمى ... بكم مِنْكُم لقلبي المستجار) (لَيْت شعري مَا الَّذِي زهدكم ... فِي وصالي أدلالٌ أم نفار) (أم لِأَن كُنْتُم بدوراً وضحاً ... فِي دجى عيشي والعيش سرار) وَله من الطَّوِيل (أأحبابنا أما حَياتِي بعدكم ... فموتٌ وَأما مشربي فمنغص) (وأسعد شَيْء فِي قلبِي لِأَنَّهُ ... لديكم وجسمي بالبعاد مُخَصص) (عَسى الله أَن يقْضِي اجتماعاً معجلا ... يرد جنَاح الْبَين وَهُوَ مُخَصص) وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مَسْعُود القسام فتيا وَهِي من الْبَسِيط (يَا من تساهم فِيهِ الْفضل والشرف ... وَمن بِهِ قذفات الْعِزّ تأتلف) (قد حل فِي مدرج العلياء مرتبَة ... مطامح الشهب عَن غاياتها تقف) (أغرى بِوَصْف معاليه الورى شغفاً ... لكنه والمعالي فَوق مَا وصفوا) (إِن ناصبته العدى والدهر معتذرٌ ... وأنكروا فَضله فالمجد معترف) (تشاجر النَّاس فِي تَحْدِيد عشقهم ... شَتَّى الْمذَاهب فالآراء تخْتَلف) (فاكشف حَقِيقَته واستجل غامضه ... يَا من بِهِ شبه الآراء تنكشف) فَكتب الْجَواب بديهةً من الْبَسِيط (حد الْهوى إِنَّه يَا سائلي شغفٌ ... أدنى نكايته فِي أَهله التّلف) (نارٌ تأجج فِي الأحشاء جاحمها ... وَمَاء عين ترَاهُ دَائِما يكف) (وَقد يجن الْفَتى مِنْهُ لِشِدَّتِهِ ... فكم أناسٍ بِهِ فِي قَيده رسفوا) (يشب نيرانه فكرٌ ويطفئه ... وطءٌ كَذَا قَالَه الْقَوْم الأولى سلفوا) (فهاك مَا رمت من عِنْدِي حَقِيقَته ... فَإِنَّهُ وَاضح كَالشَّمْسِ تنكشف) (بديهةً لم أنقح لَفظه فَأتى ... كالدر ينشق عَن لألائها الصدف) قلت مَا رَأَيْت من حد الْعِشْق نظماً أعجز وَلَا أوجز من أبي الطّيب فَإِنَّهُ قَالَ الْحبّ مَا منع الْكَلَام الألسنا

أبو محمد البصري

وَقد تقدم ذكر وَالِد مفتي الْفَرِيقَيْنِ وَهُوَ مُحَمَّد بن الْحسن فِي المحمدين وَسَيَأْتِي ذكر أخي هَذَا) الْمَذْكُور وَهُوَ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن بابشاذ أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ سمع بهَا إِبْرَاهِيم بن طَلْحَة بن إِبْرَاهِيم بن غَسَّان وَتَمام بن الْحسن بن عَليّ الْقرشِي وَطَاف وَحل وَكتب الْكثير بالحجاز وبغداد وواسط وأصبهان وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأدب وَمن شعره من الْكَامِل (من كَانَ يفخر باللباس تجملاً ... فجمال مثلي لَيْسَ فِي ملبوسه) (ولخير مَا لبس الْفَتى ثوب التقى ... إِن كَانَ فِي نعماه أَو فِي بوسه) 3 - (ابْن رَئِيس الرؤساء) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن أَحْمد بن المسملمة أَبُو مُحَمَّد بن أبي نصر ابْن الْوَزير أبي الْقَاسِم الملقب برئيس الرؤساء سمع من عَم جده أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَحدث باليسير وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا وَله اخْتِصَاص بالمستظهر وبأولاده أبي مَنْصُور وَأبي الْحسن وَأبي عبد الله يزورهم ويزورونه وينبسطون وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْبَسِيط (وليلةٍ بت أجلو فِي غياهبها ... عروس خدر ثوت فِي الدن مذ حِين) (من كف أهيف ساجي الطّرف معتدل ... كالخيزرانة فِي قدٍّ وَفِي لين) (يظل يشدو وَقد مَال النعاس بِهِ ... شدوا ضَعِيفا بتطريب وتلحين) مَشوا إِلَى الراح مشي الرخّ وَانْصَرفُوا والراح تمشي بهم مشي الفرازين وَمِنْه من الْخَفِيف (هَب دموعي سترتها بردائي ... نَفسِي يَا معذبي كَيفَ يخفى) قسم الوجد فِي المحبين نِصْفَيْنِ فأعطوا نصفا وَأعْطيت نصفا (فَإِذا رمت سلوةً قَالَ قلبِي ... لَيْسَ ذَا فعل من يواصل إلفا) قلت شعر نَازل 3 - (أَبُو مُحَمَّد النَّقِيب) ) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الضَّوْء أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي الحسني نقيب المشهد بِبَاب التِّين بِبَغْدَاد روى عَنهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْكَامِل

أبو علي بن طوق

(من لي بإيناس الرقاد النافر ... فأبيت أنعم بالخيال الزائر) (وَلَقَد أَبيت النّوم لَوْلَا أَنه ... سببٌ إِلَى وصل الحبيب الهاجر) (أشتاق علوة أَن يمر خيالها ... بِالْعينِ بعض مروره بالخاطر) (نذرت دمي فوفت وَلم أعلم بِهِ ... إِن الْوَفَاء سجيةٌ من غادر) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو عَليّ بن طوق) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن طوق أَبُو عَليّ بن أبي البركات الْكَاتِب تفقه للشَّافِعِيّ بالنظامية بِبَغْدَاد وَسمع البُخَارِيّ على أبي الْوَقْت السجْزِي وتأدب وَقَالَ الشّعْر وَولي النّظر فِي الْعقار الْخَاص وديوان التركات ثمَّ عزل وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ سيئ الطَّرِيقَة مَذْمُوم السِّيرَة رَدِيء الْأَفْعَال وَكَانَ مليح الشيبة حسن الْوَجْه نظيفاً ظريفاً لباساً متنعماً وَكَانَ لَا يتجاسر على الظُّهُور من بَيته بعد عَزله وَكَانَ مَعَ جنَازَته حراس وَأَعْوَان يحفظونها من الْعَوام فَقَالَ مَجْنُون خرب الله بُيُوتهم هلا حفظوه بعد دَفنه من الزَّبَانِيَة 3 - (الزَّعْفَرَانِي الشَّافِعِي) الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح أَبُو عَليّ الزَّعْفَرَانِي نِسْبَة إِلَى الزعفرانية قَرْيَة قريب بَغْدَاد والمحلة الَّتِي بِبَغْدَاد وَتسَمى بدرب الزَّعْفَرَانِي منسوبةٌ إِلَى هَذَا الإِمَام لِأَنَّهُ أَقَامَ بهَا وَكَانَ أَبُو عَليّ هَذَا صَاحب الإِمَام الشَّافِعِي برع فِي الْفِقْه والْحَدِيث وصنف فِيهَا كتبا وَسَار ذكره فِي الْآفَاق لزم الشَّافِعِي وَمَا حمل أحدٌ محبرةً إِلَّا وَللشَّافِعِيّ عَلَيْهِ منَّة وَكَانَ يتَوَلَّى الْقِرَاءَة على الشَّافِعِي وَسمع من سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَمن فِي طبقته مثل وَكِيع بن الْجراح وَعَمْرو بن الْهَيْثَم وَيزِيد بن هَارُون وَغَيرهم) وَهُوَ أحد رُوَاة الْأَقْوَال الْقَدِيمَة عَن الشَّافِعِي ورواتها أَرْبَعَة هُوَ وَأَبُو ثَوْر وَأحمد بن حَنْبَل والكرابيسي ورواة الْأَقْوَال الجديدة سِتَّة وهم الْمُزنِيّ وَالربيع بن سُلَيْمَان الجيزي وَالربيع بن سُلَيْمَان الْمرَادِي والبويطي وحرملة وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى

ابن كسرى المالقي

وروى عَنهُ الْجَمَاعَة كلهم سوى مُسلم وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن كسْرَى المالقي) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ أَبُو عَليّ المالقي الْمَعْرُوف بِابْن كسْرَى قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم توفّي سنة ثَلَاث أَو أَربع وسِتمِائَة قَالَ فِي طِفْل قبله فاحمرت وجنته من المنسرح (وَا بِأبي رائق الشَّبَاب رنا ... بهجة خديه مَا أميلحها) (كأنني كلما أقبله ... أنفخ فِي وردة لأفتحها) وَقَالَ من الطَّوِيل (وخالق بِنُقْصَان جَمِيع الورى تسد ... فيا سوء مَا تَلقاهُ إِن كنت فَاضلا) (ألم تَرَ أَن الْبَدْر يرقب نَاقِصا ... وَيتْرك منسياً إِذا كَانَ كَامِلا) وَقَالَ من المجتث (يَا شَاعِرًا يتسامى ... وجده خلدون) (لم يكف أَنَّك خلٌّ ... إِلَّا بأنك دون) وَقَالَ فِي راقصة اسْمهَا نزهة وتعرف بيخط الشوق من الطَّوِيل (يخط يخط الشوق فِي الْقلب شخصها ... فَفِي كل مَا تَأتيه حسنٌ وتحسين) (وَلَيْسَت تطِيق الشين فِي كل عطفها ... فَمن أجل بعد الشين باعدها الشين) (إِذا رقصت أَبْصرت كل بديعة ... ترى ألفا حينا وحيناً هِيَ النُّون) (فيا نزهة الْأَبْصَار سميت نزهةً ... لكَي يُوضح الْمَعْنى بيانٌ وتبيين) وَالْبَيْت الثَّالِث مَأْخُوذ من قَول عبَادَة بن مَاء السَّمَاء من المنسرح (يُعجبنِي أَن تقوم قداما ... بفتل قبل الجفون أكماما) (كَأَنَّهَا فِي اعتدالها ألفٌ ... ترجع عِنْد انعطافها لاما) 3 - (ابْن الربيب التاهرتي) ) الْحسن بن مُحَمَّد التَّمِيمِي القَاضِي التاهرتي الْمَعْرُوف بِابْن الربيب طلب الْعلم بالقيروان وَكَانَ مُحَمَّد بن جَعْفَر الْقَزاز معينا بِهِ محباً لَهُ فَبلغ النِّهَايَة فِي الْأَدَب وَعلم الْخَبَر وَالنّسب وَله فِي ذَلِك تأليف مَشْهُور وَكَانَ يَقُول الشّعْر الْجيد توفّي سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقد جَاوز الْخمسين وَتَوَلَّى الْقَضَاء وَمن شعره من الطَّوِيل (فَلَمَّا التقى الْجَمْعَانِ واستمطر الأسى ... مدامع منا تمطر الْمَوْت والدما)

أبو طالب الدلائي المغربي

(لَدَى مأتم للبين غنى بِهِ الْهوى ... بشجوٍ وحن الشوق فِيهِ فأرزما) (تصدت فأشجت ثمَّ صدت فَأسْلمت ... ضميرك للبلوى عقيلة أسلما) وَمِنْه يرثي الْمَنْصُور بن مُحَمَّد بن أبي الْعَرَب من الْكَامِل (يَا قبر لَا تظلم عَلَيْهِ فطالما ... جلى بغرته دجى الإظلام) (أعجب بقبرٍ قيس شبرٍ قد حوى ... ليثاً وبحر ندىً وَبدر تَمام) وَمِنْه يرثي جمَاعَة قتلوا من الطَّوِيل (وهون وجدي أَنهم خمسةٌ مضوا ... وَقد أقعصوا خمسين قرماً مسوما) (وَكَانَ عَظِيما لَو نَجوا غير أَنهم ... رَأَوْا حسن مَا أَبقوا من الذّكر أعظما) وَقد طول ابْن رَشِيق تَرْجَمته فِي الأنموذج وَأورد لَهُ شعرًا كثيرا وَتكلم على مَعَانِيه وبديعه 3 - (أَبُو طَالب الدلائي المغربي) الْحسن بن مُحَمَّد بن هيثمون أَبُو طَالب الدلائي الْجُهَنِيّ قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَيخا ظريفاً ذَا رقة مفرطة ولطافة بَينه وافتتان أَدْرَكته وَقد أسن وَكَانَ مَشْهُورا بالمحبة وَالْكَلَام عَلَيْهَا وَالْوَفَاء فِيهَا مَوْصُوفا بالصيانة والعفة مَنْسُوبا إِلَى طلب الْعلم وصحبة الشُّيُوخ الجلة من أَهله كالغساني وَأبي الْحسن الدّباغ وَأبي مُحَمَّد التبَّان موسوماً بِكُل خير إِلَى أَن صنع أبياتاً كَانَ لَهَا سببٌ أوجبهَا وَهِي من الْخَفِيف (اجْعَل الْعلم يَا فَتى لَك قيدا ... وَاتَّقِ الله لَا تخنه رويدا) (لَا تكن مثل معشرٍ فقهاءٍ ... جعلُوا الْعلم للدراهم صيدا) (طلبوه فصيروه معاشا ... ثمَّ كَادُوا بِهِ الْبَريَّة كيدا) (فَلهَذَا صب الْبلَاء علينا ... مُسْتَحقّا ومادت الأَرْض ميدا) ) فَدخل فِي عَدَاوَة الْفُقَهَاء وعزل عَن إِمَامَة الْمَسْجِد وَلزِمَ دَاره قَالَ وَحكى لي عَنهُ غير وَاحِد أَنه فقد من أحبته نيفاً وَأَرْبَعين غريقاً فِي الْبَحْر فَصَارَ شعره كُله رثاء تفجعاً عَلَيْهِم ووفاءً لَهُم وَلم أر لَهُ تغزلاً إِلَّا بَيْتا وَاحِدًا وَهُوَ من الوافر (ولي عينان دمعهما عزيزٌ ... ونومهما أقل من الْوَفَاء) وبيتين من قصيدة وهما من الطَّوِيل (وَلَو أنني أنصفت شوقي إِلَيْكُم ... لأنضيت بزل العيس بالذملان) (وَلَو أنني أسطيع شوقاً لزرتكم ... على الرَّأْس إِن لم تسعد القدمان) 3 - (أَبُو الْقَاسِم بن حبيب) الْحسن بن مُحَمَّد بن حبيب أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ الْمُفَسّر

الصغاني

قَالَ ياقوت ذكره عبد الغافر فَقَالَ إِمَام عصره فِي مَعَاني الْقرَاءَات وعلومها وَقد صنف التَّفْسِير الْمَشْهُور بِهِ وَكَانَ أديباً نحوياً عَارِفًا بالمغازي والقصص وَالسير مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وصنف فِي الْقرَاءَات وَالْأَدب وعقلاء المجانين وَكَانَ يدرس لأهل التَّحْقِيق ويعظ الْعَوام وانتشر عَنهُ بنيسابور الْعلم الْكثير وسارت تصانيفه فِي الْآفَاق حدث عَن الْأَصَم وَعبد الله ابْن الصفار وَأبي الْحسن الكارزي وَكَانَ أَبُو إِسْحَاق الثَّعْلَبِيّ من خَواص تلاميذه وَكَانَ كرامي الْمَذْهَب ثمَّ تحول شافعياً وَكَانَ فِي دَاره بستانٌ وبئر وَكَانَ إِذا قَصده إِنْسَان من الغرباء إِن كَانَ ذَا ثروة طمع فِي مَاله وَأخذ مِنْهُ حَتَّى يقرئه وَإِن كَانَ فَقِيرا أمره بِنَزْع المَاء من الْبِئْر للبستان بِقدر طاقته وَكَانَ لَا يفعل هَذَا بِأَهْل بَلَده وَمن شعره من الطَّوِيل (بِمن يستغيث العَبْد إِلَّا بربه ... وَمن للفتى عِنْد الشدائد وَالْكرب) (وَمن مَالك الدُّنْيَا وَمَالك أَهلهَا ... وَمن كاشف الْبلوى على الْبعد والقرب) (وَمن يدْفع الغماء وَقت نُزُولهَا ... وَهل ذَاك إِلَّا من فعالك يَا رَبِّي) وَمِنْه من الْكَامِل (ومصائب الْأَيَّام إِن عاديتها ... بِالصبرِ رد عَلَيْك وَهِي مواهب) ) (لم يدج ليل الْعسر قطّ بغمة ... إِلَّا بدا لليسر فِيهِ كواكب) 3 - (الصغاني) الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن حيدر بن عَليّ الصغاني رَضِي الدّين الْعَلامَة أَبُو الْفَضَائِل الْقرشِي الْعَدوي الْعمريّ الْمُحدث الْفَقِيه الْحَنَفِيّ اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ وصاغان من بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر قَالَ ياقوت قدم الْعرَاق وَحج ثمَّ دخل الْيمن ونفق لَهُ بهَا سوقٌ وَله تصانيف فِي الْأَدَب مِنْهَا تَكْمِلَة العزيزي وَكتاب فِي التصريف ومناسك فِي الْحَج خَتمه بِأَبْيَات قَالَهَا وَهِي من الْبَسِيط (شوقي إِلَى الْكَعْبَة الغراء قد زادا ... فاستحمل القلص الوخادة الزادا) (أراقك الحنظل الْعَاميّ منتجعاً ... وَغَيْرك انتجع السعدان والرادا)

(أَتعبت سرحك حَتَّى آض عَن كثبٍ ... نياقها رزحاً والصعب منقادا) (فاقطع علائق مَا ترجوه من نشبٍ ... واستودع الله أَمْوَالًا وأولادا) قلت شعر نَازل وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ بعدن معالم السّنَن للخطابي وَكَانَ معجباً بِهِ وبكلام مُصَنفه وَيَقُول إِن الْخطابِيّ جمع لهَذَا الْكتاب جارميزه وَقَالَ لأَصْحَابه احْفَظُوا غَرِيب أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام فَمن حفظه ملك ألف دِينَار فَإِنِّي حفظته فملكتها وأشرت على بعض أَصْحَابِي بحفظه فحفظه فملكها قَالَ ياقوت وَفِي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة كَانَ بِمَكَّة وَقد رَجَعَ من الْيمن وَهُوَ آخر الْعَهْد بِهِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ صَاحب التصانيف ولد بِمَدِينَة لوهور سنة سبع وَسبعين وَنَشَأ بغزنة وَدخل بَغْدَاد سنة خمس عشرَة وَذهب مِنْهَا بالرياسة الشَّرِيفَة إِلَى صَاحب الْهِنْد سنة سبع عشرَة فَبَقيَ مُدَّة ثمَّ رَجَعَ وَقدم سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ أُعِيد رَسُولا إِلَيْهَا فَمَا رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد إِلَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسمع بِمَكَّة واليمن وبالهند من القَاضِي سعد الدّين خلف بن مُحَمَّد الحسنابادي والنظام مُحَمَّد بن الْحسن المرغيناني وببغداد وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي معرفَة اللِّسَان الْعَرَبِيّ) صنف كتاب مجمع الْبَحْرين فِي اللُّغَة اثْنَا عشر مجلداً والعباب الزاخر فِي اللُّغَة فِي عشْرين مجلداً وَلم يتمه قلت رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي دمشق وَرَأَيْت بِخَطِّهِ تعزيز بَيْتِي الحريري من نظمه وَرَأَيْت فِي بعض أبياته كسراً وزحافا غير جَائِز وَلَكِن خطٌ جيدٌ مُحَرر الضَّبْط وَله كتاب الشوارد فِي اللُّغَات وَكتاب توشيح الدريدية وَكتاب التراكيب وَكتاب فعال وَكتاب فعلان وَكتاب الانفعال وَكتاب يفعول وَكتاب الأضداد وَكتاب الْعرُوض وَكتاب أَسمَاء الْعَادة وَكتاب أَسمَاء الْأسد وَأَسْمَاء الذِّئْب وَكتاب فِي علم الحَدِيث ومشارق الْأَنْوَار فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ ومصباح الدجى وَالشَّمْس المنيرة وَشرح البُخَارِيّ فِي مُجَلد ودر السحابة فِي وفيات الصَّحَابَة وَكتاب الضُّعَفَاء والفرائض وَشرح أَبْيَات الْمفصل وَغير ذَلِك وَقَالَ شَيخنَا الدمياطي كَانَ شَيخا صَالحا صَدُوقًا صموتاً عَن فضول الْكَلَام إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْفِقْه والْحَدِيث قَرَأت عَلَيْهِ وَحَضَرت دَفنه بداره بِالْحَرِيمِ الظَّاهِرِيّ ثمَّ نقل بعد خروجي من بَغْدَاد إِلَى مَكَّة وَدفن بهَا وَكَانَ أوصى بذلك وَأعد خمسين دِينَارا لمن يحملهُ

أبو علي السهواجي

قلت وَتُوفِّي سنة خمسين وسِتمِائَة حُكيَ لي الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قَالَ حكى لي الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي أَن الصغاني كَانَ مَعَه مولد وَقد حكم فِيهِ بِمَوْتِهِ فِي وقتٍ فَكَانَ يترقب ذَلِك الْيَوْم فَحَضَرَ ذَلِك الْيَوْم وَهُوَ معافىً قَائِم لَيْسَ بِهِ قلبةٌ فَعمل لأَصْحَابه وتلاميذه طَعَاما شكران ذَلِك قَالَ وفارقناه وعديت إِلَى هَذَا الشط فلقيني من أَخْبرنِي بِمَوْتِهِ فَقلت لَهُ السَّاعَة فارقته فَقَالَ والساعة وَقع الْحمام بِخَير مَوته فجاءةً أَو كَمَا قَالَ 3 - (أَبُو عَليّ السهواجي) الْحسن بن مُحَمَّد السهواجي أَبُو عليٍّ قَالَ ياقوت أديب أريبٌ شاعرٌ لَبِيب مَشْهُور مَذْكُور وسهواج من قرى مصر صنف كتاب القوافي وَتُوفِّي بِمصْر سنة أَرْبَعمِائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (وَقد كنت أخْشَى الْحبّ لَو كَانَ نافعي ... من الْحبّ أَن أخشاه قبل وُقُوعه) (كَمَا حذر الْإِنْسَان من نوم عينه ... ونام وَلم يشْعر أَوَان هجوعه) ) وَمِنْه من الْبَسِيط (قومٌ كرامٌ إِذا سلوا سيوفهم ... فِي الروع لم يغمدوها فِي سوى المهج) (إِذا دجا الْخطب أَو ضَاقَتْ مذاهبه ... وجدت عِنْدهم مَا شِئْت من فرج) وَمِنْه من الطَّوِيل (كرام المساعي فِي اكْتِسَاب محامدٍ ... وَأهْدى إِلَى طرق الْمَعَالِي من القطا) (وأبوابهم معمورةٌ بعفاتهم ... وأيديهم مَا تستريح من العطا) وَمِنْه من الْخَفِيف (نطقت بالضحى حمامة أيكٍ ... فأثارت أسىً وأجرت دموعا) (ذكرت إلفها فحنت إِلَيْهِ ... فبكينا من الْفِرَاق جَمِيعًا) قلت شعر جَدِيد 3 - (أَبُو مَنْصُور اللّغَوِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَزِيز أَبُو مَنْصُور اللّغَوِيّ قَالَ ياقوت لَا أعرف من حَاله شَيْئا غير أَنِّي وجدت لَهُ كتابا فِي اللُّغَة فِي عشر مجلدات مُرَتبا على حُرُوف المعجم سَمَّاهُ ديوَان الْعَرَب وميدان الْأَدَب وخطه عَلَيْهِ بِالْقِرَاءَةِ فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة

أبو علي الصابوني

3 - (أَبُو عَليّ الصَّابُونِي) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن فَهد أَبُو عَليّ العلاف الْمَعْرُوف بالصابوني نسيب أبي عَليّ بن الْبناء كَانَ شَيخا صَالحا صحب عبد الصَّمد الْوَاعِظ زَمَانا يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وَيخْتم فِي شبيبته كل يَوْم وَلَيْلَة ختمةً عمر حَتَّى جَاوز الْمِائَة وَسَقَطت أَسْنَانه ثمَّ طلعت وَعَاد السوَاد إِلَى شعر لحيته سمع مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَمَّاد الْموصِلِي وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن مائَة سنة وَأَرْبع سِنِين إِلَّا يَوْمَيْنِ 3 - (أَبُو عَليّ الزنجاني) الْحسن بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزنجاني أَبُو عَليّ الأديب قدم همذان سنة أَربع وَسِتِّينَ) وَأَرْبَعمِائَة وَسمع مِنْهُ أهل همذان قَالَ شيرويه وَلم يقدر لي السماع مِنْهُ 3 - (أَبُو عَامر القومسي) الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ القومسي أَبُو عَامر النسوي الأديب النَّحْوِيّ الفرضي الصُّوفِي توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة كَانَ كثير الطّواف جم الْفَوَائِد دَائِم الْعِبَادَة وَالصَّوْم والتهجد يُقَال إِنَّه من الأبدال حدث عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ يعرف بِابْن الْمُقْرِئ بِمُسْنَد أبي يعلى بنيسابور ونشط للرُّجُوع إِلَى بلدته فَمَاتَ يَوْم وُرُوده إِلَيْهَا وَمن شعره من الطَّوِيل (وَمَا تركت سِتّ وَسِتُّونَ حجَّة ... لنا حجَّة أَن نركب اللَّهْو مركبا) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل (الْعلم يَأْتِي كل ذِي ... خفضٍ ويأبى كل آبي) كَالْمَاءِ ينزل فِي الوهاد وَلَيْسَ يصعد فِي الروابي وَمِنْه من الطَّوِيل (رويت قَدِيما مَا رووا وحديثا ... وَقد سرت سيراً فِي الْبِلَاد حثيثا) (فصرت حَدِيثا والْحَدِيث هُوَ الَّذِي ... يصير أَصْحَاب الحَدِيث حَدِيثا) 3 - (الْأَمِير معِين الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ) الْحسن بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الصاحب الْأَمِير مقدم الجيوش معِين الدّين أَبُو عَليّ ابْن شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين أبي الْحسن تقدم فِي الدولة الكاملية وَعظم شَأْنه فِي الدولة الصالحية ووزر للْملك الصَّالح وَقدم دمشق بالجيوش المصرية وبالخوارزمية وحاصرها وتسلمها من الصَّالح إِسْمَاعِيل وَمرض بالإسهال وَالدَّم وَمَات سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان وَله نَيف وَخَمْسُونَ سنة

العز الإربلي الضرير

وَكَانَ بَين حُصُول أمْنِيته وحلول منيته أَرْبَعَة أشهر وَنصف وَكَانَ فِيهِ دينٌ وكرم وسخاءٌ وَأخرج الصَّالح أَيُّوب أَخَاهُ فَخر الدّين ابْن الشَّيْخ فِي أثْنَاء السّنة من الْحَبْس بعد أَن لَاقَى شَدَائِد وسجنه ثَلَاث سِنِين ثمَّ أنعم عَلَيْهِ وقربه) وَأَوْلَاد شيخ الشُّيُوخ أَرْبَعَة فَخر الدّين وعماد الدّين ومعين الدّين وَكَمَال الدّين وَلِهَذَا قَالَ فيهم شرف الدّين بن عنين من مخلع الْبَسِيط (أَوْلَاد شيخ الشُّيُوخ قَالُوا ... ألقابنا كلهَا محَال) (لَا فَخر فِينَا وَلَا عمادٌ ... وَلَا معينٌ وَلَا كَمَال) وَلَقَد قَالَ غير الْحق لأَنهم كَانُوا سَادَات زمانهم وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمَة فَخر الدّين يُوسُف إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه 3 - (الْعِزّ الإربلي الضَّرِير) الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نجا الإربلي الرافضي الفيلسوف عز الدّين الضَّرِير كَانَ بارعاً فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب رَأْسا فِي عُلُوم الْأَوَائِل وَكَانَ فِي منزله بِدِمَشْق مُنْقَطِعًا يقرئ الْمُسلمين وَأهل الْكتاب والفلاسفة وَله حُرْمَة وافرة وَكَانَ يهين الرؤساء وَأَوْلَادهمْ بالْقَوْل إِلَّا أَنه كَانَ مجرماً تَارِك الصَّلَاة يَبْدُو مِنْهُ مَا يشْعر بانحلاله وَكَانَ يُصَرح بتفضيل عَليّ على أبي بكر وَكَانَ حسن المناظرة لَهُ شعر خَبِيث الهجو روى عَنهُ من شعره وأدبه الدمياطي وَابْن أبي الهيجا وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَلما قدم القَاضِي شمس الدّين بن خلكان ذهب إِلَيْهِ فَلم يحتفل بِهِ فَأَهْمَلَهُ القَاضِي وَتَركه قَالَ عز الدّين بن أبي الهيجاء لازمت الْعِزّ الضَّرِير يَوْم مَوته فَقَالَ هَذِه البنية قد تحللت وَمَا بَقِي يُرْجَى بَقَاؤُهَا واشتهى رزاً بِلَبن فَعمل لَهُ وَأكل مِنْهُ فَلَمَّا أحس بشروع خُرُوج الرّوح مِنْهُ قَالَ قد خرجت الرّوح من رجْلي ثمَّ قَالَ قد وصلت إِلَى صَدْرِي فَلَمَّا أَرَادَ لمفارقة بِالْكُلِّيَّةِ تَلا هَذِه الْآيَة أَلا يعلم من خلق وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير ثمَّ قَالَ صدق الله الْعَظِيم وَكذب ابْن سينا ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الآخر وَدفن بسفح قاسيون وَولد بنصيبين سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ قذراً زري الشكل قَبِيح المنظر لَا يتوقى النَّجَاسَات ابْتُلِيَ مَعَ الْعَمى بقروح وطلوعات وَكَانَ ذكياً جيد الذِّهْن أَنْشدني من لَفظه العلامةُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ عَلَاء الدّين عَليّ بن خطاب الْبَاجِيّ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ عز الدّين حسن الضَّرِير الإربلي من الدوبيت

(لَو كَانَ لي الصَّبْر من الْأَنْصَار ... مَا كَانَ عَلَيْهِ هتكت أستاري) ) (مَا ضرك يَا اسمر لَو بت لنا ... فِي دهرك لَيْلَة من السمار) وأنشدني بالسند الْمَذْكُور لعز الدّين الْمَذْكُور من الدوبيت (لَو ينصرني على هَوَاهُ صبري ... مَا كنت ألذ فِيهِ هتك السّتْر) (حرمت عَليّ السّمع سوى ذكرهم ... مَا لي سمرٌ سوى حَدِيث السمر) وَمن شعر الْعِزّ الضَّرِير فِي الْعِمَاد بن أبي زهران من المتقارب (تعمم بالطرف من ظرفه ... وَقَامَ خَطِيبًا لندمانه) (وَقَالَ السَّلَام على من زنى ... ولاط وقاد لإخوانه) (فَردُّوا جَمِيعًا عَلَيْهِ السَّلَام ... وكلٌ يترجم عَن شانه) (وَقَالَ يجوز التَّدَاوِي بهَا ... وكلٌ عليلٌ بأشجانه) (فَأفْتى بِحل الزِّنَا واللواط ... فَقِيه الزَّمَان ابْن زهرانه) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا وَقد لقب الْعِمَاد وَكَانَ يلقب أَولا بالشجاع من الهزج (شُجَاع الدّين عمدتا ... فَهَلا كنت شمستا) (خَطِيبًا قُمْت سكراناً ... وبالزكرة عممتا) وَمن شعره قَوْله من الطَّوِيل (توهم واشينا بليلٍ مزارنا ... فهم ليسعى بينتا بالتباعد) (فعانقته حَتَّى اتحدنا تلازما ... فَلَمَّا أَتَانَا مَا رأى غير وَاحِد) قلت وَهَذَا الْمَعْنى تداوله الشُّعَرَاء ولهجوا بِهِ قَالَ ابْن قزل من الوافر (وَلما زار من أهواه لَيْلًا ... وخفنا أَن يلم بِنَا مراقب) (تعانقنا لأخفيه فصرنا ... كأنا واحدٌ فِي عقد كَاتب) وَقَالَ آخر من السَّرِيع (كأنني عانقت رَيْحَانَة ... تنفست فِي لَيْلهَا الْبَارِد) (فَلَو تَرَانَا فِي قَمِيص الدجى ... حسبتنا فِي جسدٍ وَاحِد) وَقَالَ نفطويه النَّحْوِيّ من الطَّوِيل (وَلما الْتَقَيْنَا بعد بعدٍ بمجلسٍ ... تغازل فِيهِ أعين النرجس الغض) (جعلت اعتمادي ضمه وعناقه ... فلمم نفترق حَتَّى توهمته بَعْضِي) ) وَقَالَ غرس الدّين أَبُو بكر الإربلي من الْبَسِيط (هم الرَّقِيب ليسعى فِي تفرقنا ... لَيْلًا وَقد بَات من أهواه معتنقي)

شيخ الرافضة

(عانقته فاتحدنا والرقيب أَتَى ... فمذ رأى وَاحِدًا ولى على حنق) وَقد عقدت لهَذَا الْمَعْنى فصلا طَويلا فِي الْجُزْء الثَّامِن من التَّذْكِرَة وسقت فِيهِ كثيرا من هَذَا الْبَاب وَمن شعر الْعِزّ الإربلي أَيْضا من الدوبيت (إِن أجف تكلفاً وَفِي لي طبعا ... أَو خُنْت عهوده عهودي يرْعَى) (يَبْغِي لي فِي ذَاك دوَام الْأسر ... هَذَا ضررٌ يحسبه لي نفعا) وَمِنْه من السَّرِيع (وكاعبٍ قَالَت لأترابها ... يَا قوم مَا أعجب هَذَا الضَّرِير) (هَل تعشق العينان مَا لَا ترى ... فَقلت والدمع بعيني غزير) (إِن كَانَ طرفِي لَا يرى شخصها ... فَإِنَّهَا قد صورت فِي الضَّمِير) وَمِنْه من الْكَامِل (ذهبت بشاشة مَا عهِدت من الجوى ... وتغيرت أَحْوَاله وتنكرا) (وسلوت حَتَّى لَو سرى من نحوكم ... طيفٌ لما حَيَّاهُ طيفي فِي الْكرَى) وَمِنْه من الْبَسِيط (قُم يَا نديم إِلَى الإبريق والقدح ... هَات الثَّلَاث وسل مَا شِئْت واقترح) (وغن إِن غادرتني الكأس مطرحاً ... وَأَنت يَا صَاح صاحٍ غير مطرح) (عَلَيْك سقى ثَلَاث غير مازجها ... وَمَا عَلَيْك إِذا مني وَمن فرحي) (إِنِّي لأفهم فِي الأوتار تَرْجَمَة ... مَا لَيْسَ يفهمهُ النساك فِي السبح) قلت الرَّابِع مضمن وَشعر الْعِزّ شعر جيد 3 - (شيخ الرافضة) الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن شيخ الرافضة وعالمهم أَبُو عَليّ بن شيخ الرافضة وعالمهم الشَّيْخ أبي جَعْفَر الطوسي رحلت طوائف الشِّيعَة إِلَيْهِ إِلَى الْعرَاق وحملوا عَنهُ وَكَانَ ورعاً عَالما متألهاً كثير الزّهْد) وَبَين عَيْنَيْهِ كركبة العنز من أثر السُّجُود وَكَانَ يَسْتُرهَا أثنى عَلَيْهِ السَّمْعَانِيّ قَالَ الْعِمَاد الطَّبَرِيّ لَو جَازَت الصَّلَاة على غير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغير تلإمام لصليت عَلَيْهِ توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْحَافِظ صدر الدّين) الْحسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمروك

الحرون العلوي

بن مُحَمَّد يَنْتَهِي إِلَى مُحَمَّد بن الصّديق وَقد ذكر أَبوهُ فِي المحمدين هُوَ الشريف الْحَافِظ صدر الدّين أَبُو عَليّ الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ النَّيْسَابُورِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصُّوفِي ولد بِدِمَشْق سنة أَربع وَسبعين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع بِمَكَّة من جده وَمن أبي حفصٍ عمر بن الميانشي وبدمشق من ابْن طبرزذ وحنبل وَجَمَاعَة وبنيسابور من الْمُؤَيد الطوسي وبهراة ومرو وأصبهان وبغداد وإربل والموصل وحلب والقدس والقاهرة وَكتب العالي والنازل وَخرج وصنف وَشرع فِي جمع تَارِيخ ذبلاً لتاريخ دمشق وَحصل مِنْهُ أَشْيَاء حَسَنَة وَعدم بعد مَوته وروى الْكتب الْكِبَار كالأنواع لِابْنِ حبَان وَالصَّحِيح لأبي عوَانَة وَالصَّحِيح لمُسلم وَخرج الْأَرْبَعين البلدية وَحمل عَنهُ خلقٌ كثير وَولي مشيخة الشُّيُوخ بِدِمَشْق ونفق سوقه عِنْد الْمُعظم وانتقل آخر عمره إِلَى مصر وَمَات بهَا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَيْسَ هُوَ بِالْقَوِيّ ضعفه عمر بن الْحَاجِب قَالَ كَانَ كثير البهت الدعاوي عِنْده مداعبة ومجون دَاخل الْأُمَرَاء وَولي الْحِسْبَة 3 - (الحرون الْعلوِي) الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْعلوِي الْمَعْرُوف بالحرون بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَضم الرَّاء وَسُكُون الووا وَبعدهَا نون ظهر بِالْكُوفَةِ وَقَوي أمره وَحَارب جَيش المستعين وَقبض عَلَيْهِ وحبسه دهراً إِلَى أَن أطلقهُ الْمُعْتَمد ثمَّ عاث وَخرج بِأَرْض السوَاد وَطَرِيق مَكَّة فَأخذ وَأتي بِهِ إِلَى الْمُوفق فحبسه إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين) 3 - (ابْن قطرب اللّغَوِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن المستنير هُوَ ابْن قطرب اللّغَوِيّ لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة وَالِده فليطلب هُنَاكَ 3 - (زين الْأُمَنَاء بن عَسَاكِر) الْحسن بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عبد الله زين الْأُمَنَاء أَبُو البركات بن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة سمع الْكثير وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا خيرا متعبداً حسن الْهَدْي والسمت مليح التَّوَاضُع ولي نظر الخزانة والأوقاف ثمَّ ترك ذَلِك وَأَقْبل على شَأْنه وَكَانَ كثير الصَّلَاة حَتَّى لقب السَّجَّاد وأقعد فِي آخر عمره وَكَانَ يحمل فِي محفة إِلَى الْجَامِع وَإِلَى دَار الحَدِيث النورية وعاش ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة وَسمع من عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحسن الدارني وَأبي العشائر مُحَمَّد بن خَلِيل وَأبي

قطنبة

المظفر سعيد الفلكي وَأبي المكارم بن هِلَال وعميه الضياء بن هبة الله وَأبي الْقَاسِم الْحَافِظ وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن الْحُسَيْن بن البن وَعبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن القزة وَالْخضر بن شبْل الْحَارِثِيّ وَإِبْرَاهِيم بن الْحسن الحصني وَجَمَاعَة روى عَنهُ البرزالي وَعز الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن الْأَثِير والزكي الْمُنْذِرِيّ والكمال ابْن العديم وَابْنه أَبُو الْمجد والزين خَالِد والشرف النابلسي وَالْجمال ابْن الصَّابُونِي والشهاب القوصي والشهاب الأبرقوهي وتفقه على جمال الْأَئِمَّة أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن بن الماسح وَقَرَأَ بِرِوَايَة ابْن عَامر على أبي الْقَاسِم الْعمريّ وتأدب على عَليّ بن عُثْمَان السّلمِيّ بَالغ فِي وَصفه ابْن الْحَاجِب وَقَالَ السَّيْف سمعنَا مِنْهُ إِلَّا أَنه كَانَ كثير الِالْتِفَات فِي الصَّلَاة وَيُقَال إِنَّه كَانَ يشاري بِيَدِهِ فِي الصَّلَاة وَيُشِير بِيَدِهِ لمن يبْتَاع مِنْهُ وَقَالَ ابْن الْحَاجِب سَأَلت البرزالي عَنهُ فَقَالَ ثقةٌ نبيلٌ كريم صينٌ 3 - (قطنبة) الْحسن بن مُحَمَّد بن هبة الله شرف الدّين قطنبة بِضَم الْقَاف والطاء الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون وَبعدهَا بَاء ثَانِيَة الْحُرُوف وَبعدهَا هَاء الأصفوني شَاعِر ماجنٌ خَفِيف الرّوح كَانَ معاصر شخص آخر يُسمى نبيه الدّين عبد الْمُنعم شَاعِر) ماجن كَانَا يشبهان بِأبي الْحُسَيْن الجزار والسراج الْوراق صلى قطنبة صَلَاة الْعِيد الْأَضْحَى وَإِلَى جَانِبه آخر فَلَمَّا ذكر الْخَطِيب قصَّة الذَّبِيح بَكَى ذَلِك الشَّخْص زَمَانا طَويلا فَالْتَفت إِلَيْهِ قطنبة وَقَالَ لَهُ مَا هَذَا الْبكاء الطَّوِيل أما سمعته فِي الْعَام الْمَاضِي يَقُول إِنَّه سلم وَمَا أَصَابَهُ شَيْء وَاتفقَ أَن وَقع بَينه وَبَين أهل بَلَده وَحضر الْأَمِير عَلَاء الدّين حربدار وَالِي قوص وأخميم فقصد شكواهم فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَلم يرجع وَكَانَ مَعَ الْوَالِي آيتمش الْآمِدِيّ النَّاظر وَكَانَ شِيعِيًّا فَلَمَّا حَضَرُوا عِنْد الْأَمِير قفز قطنبة وَقَالَ يال أبي بكر فاغتاظ النَّاظر وَأنْشد قطنبة من الطَّوِيل (حديثٌ جرى يَا مَالك الرّقّ واشتهر ... بأصفون مأوى كل من ضل أَو كفر) (لَهُم مِنْهُم داعٍ كتيسٍ معممٍ ... وحسبك من تيسٍ تولى على بقر) (وَمن نحسهم لَا كثر الله فيهم ... يسب أَبُو بكر وَلَا يشتهى عمر) (فَخذ مَا لَهُم لَا تختشي من مآلهم ... فَإِن مآل الْكَافرين إِلَى سقر) فَقَالَ لَهُ النَّاظر أَنْت تتشارر مَا أَنْت مِنْهُم وصرفهم وَلم يحصل لَهُ قَصده فَقَالُوا لَهُ مَا قُلْنَا لَك نصطلح مَعَك مَا فعلت فَقَالَ أَنا مَا عرفت أَن هَذَا المشوم مِنْكُم

الشيخ نجن الدين الصفدي

وَكَانَ قد تزوج بِامْرَأَة لَهَا منزلٌ بَاعه أَمِين الحكم وخلى من اشْتَرَاهُ لَهُ فَتقدم قطنبة إِلَى الْأَمِير عَلَاء الدّين وأنشده من الْبَسِيط (سبت فؤاد الْمَعْنى من تثنيها ... فتانةٌ كل حسن مجمع فِيهَا) (إنسيةٌ مثل شمس الْأُفق قد بزغت ... وحشيةٌ فِي نفورٍ خوف واشيها) مِنْهَا من الْبَسِيط (قهرت بالجانب البحري طَائِفَة ... فول وَجهك يَا مولَايَ قبليها) (وَانْزِلْ بأصفون واكشف عَن قضيتها ... وكف كف شُهُود أَصْبحُوا فِيهَا) (عِنْدِي يتيمة تركيٍّ ظَفرت بهَا ... لَهَا من الله جدرانٌ تواريها) (تعاونوا مَعَ أَمِين الْملك واغتصبوا ... أخفوا وثائق فحوى خطهم فِيهَا) (حَتَّى أبيعت عَلَيْهَا نصف حصَّتهَا ... مَا حيلتي وَأمين الحكم شاريها) (مَا زلت أفحص عَن تِلْكَ الوثائق يَا ... مولَايَ حَتَّى أبان الله خافيها) ) (وَهَا هِيَ الْآن عِنْدِي وَهِي ثَابِتَة ... فَامْضِ الْولَايَة فِيمَن كَانَ يؤذيها) وَمَات لَهُ صاحبان كَانَا خصيصين بِهِ فَقَالَ الشهَاب أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن الأصفوني مَا لقطنبة تَأَخّر عَنْهُمَا فَبَلغهُ ذَلِك فَقَالَ من الْخَفِيف (مَا تَأَخَّرت عنكما عَن ملالٍ ... غير أَنِّي أروم صيد الشهَاب) فَأَنا مثل فَارس الْبَحْر لَا بُد بظفري أصيده أَو بنابي وَكَانَ قد وَقع بَينه وَبَين نجم الدّين بن يحيى الأرمنتي فهجاه بقصيدة مِنْهَا من الْخَفِيف يَا إلهي أرحتها مِنْهُ فِي الحكم أرحها من ابْنه فِي الخطابه فَقَالَ لَهُ الخفراء يَا قطنبة الياسرية جَاءُوا من أرمنت يُرِيدُونَ قَتلك أرسلهم ابْن يحيى وَمَا نقدر على ردهم انج بِنَفْسِك فَخرج من أصفون وَلم يعرف لَهُ خبرٌ وَالله أعلم 3 - (الشَّيْخ نجن الدّين الصَّفَدِي) الْحسن بن مُحَمَّد الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ كَمَال الدّين الْقرشِي الْقُرْطُبِيّ الكركي المولد الصَّفَدِي كَانَ بصفد وَالِده خطيب القلعة وَكَانَ يَنُوب عَن وَالِده وَكَانَ يكْتب الْإِنْشَاء بصفد ويوقع بَين يَدي النواب فَلَمَّا قدم الْأَمِير سيف الدّين بتخاص الْمَذْكُور فِي حرف الْبَاء إِلَى صفد حضر مَعَه الشَّيْخ شهَاب الدّين بن غَانِم الْمَذْكُور فِي حرف الأحمدين وَكَانَ زين الدّين عمر بن حلاوات قد قدمه الشَّيْخ

نجم الدّين وَجعله يكْتب عِنْده فَمَا زَالَ يسْعَى إِلَى أَن وَقع الِاتِّفَاق بَينهمَا وَبَين القَاضِي شرف الدّين حَاكم صفد وَغَيره وقرروا الْأَمر مَعَ النَّائِب وَقطع الشَّيْخ نجم الدّين من التوقيع وَبَقِي بِيَدِهِ خطابة الْجَامِع ثمَّ إِنَّهُم ضاروه حَتَّى توجه إِلَى دمشق خُفْيَة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين بلبان الجوكندار بِدِمَشْق يَوْمئِذٍ مشد الدَّوَاوِين وَله بِهِ معرفَة من صفد فاستخدمه فِي كتاب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَكتب قدامه وَكَانَ القَاضِي محيي الدّين بن فضل الله يَأْمَن إِلَيْهِ ويقدمه ويستكتبه عِنْده فِي السِّرّ وَغَيره وَكَانَ بِيَدِهِ خطابة جَامع جراح بِدِمَشْق وَلما أَتَى الْأَمِير سيف الدّين كراي إِلَى دمشق نَائِبا كَانَ يعرفهُ من صفد ويركن إِلَى أَمَانَته) فقلده الْأَمر وعذقه بِهِ فتعب تعباً مفرطاً ونصح مخدمه فعادى الدماشقة ومقتوه فَلَمَّا أمسك كراي اختفى فسلمه الله ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى صفد خَطِيبًا وموقعتاً وَكَانَ زين الدّين بن حلاوات قد انْفَرد بِالْأَمر فَدخل إِلَى النَّائِب وَقرر مَعَه مَا أَرَادَ فَلم يُمكن نجم الدّين من مُبَاشرَة شَيْء فَبَقيَ فِي صفد إِلَى أَن حضر لَهُ توقيعٌ ثانٍ وَكلما حضر شيءٌ يسْعَى فِي تعطيله إِلَى أَن أشركوا بَينهمَا فِي الوظيفتين فأقاما مُدَّة وَوَقع بَينهمَا فطلبا إِلَى دمشق وَقرر الْأَمِير سيف الدّين تنكز أَن يخيرا كل وَاحِد ينْفَرد بوظيفته فَاخْتَارَ الشَّيْخ نجم الدّين خطابة القلعة وَالْجَامِع بِالْمَدِينَةِ وَاسْتقر زين الدّين بن حلاوات فِي التوقيع وَلم يزل خَطِيبًا إِلَى أَن توفّي فجاءةً فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَلم تسمع أذناي خَطِيبًا أفْصح مِنْهُ وَلَا أعذب عبارَة وَلَا أصح أَدَاء كَأَنَّهُ يقْرَأ الْخطْبَة تجويداً لمخارج الْحُرُوف وَكَانَ لكَلَامه فِي الخطابة وقعٌ فِي السّمع وأثرٌ فِي الْقلب وَتخرج بِهِ جماعةٌ فضلاء وَقل من قَرَأَ عَلَيْهِ وَلم يتَنَبَّه وَلم أر مثله فِي مبادئ التَّعْلِيم كَانَ يفتق ذهن المشتغل ويوضح لَهُ طرق الِاشْتِغَال وَلم أر مثله فِي تَنْزِيل قَوَاعِد النَّحْو على قَوَاعِد الْمنطق وَكَانَ يحب فَسَاد الْحُدُود وَالرَّدّ عَلَيْهَا وَالْجَوَاب عَنْهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أَولا الْعَلامَة القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ وَغَيره وَكَانَ لي مِنْهُ رَحمَه الله نصيبٌ وافر وَأَجد مِنْهُ حنواً كثيرا وَبرا وَلم أَقرَأ على أحد قبله وَكَانَ شَدِيد الْمحبَّة لأَصْحَابه شفوقاً عَلَيْهِم صَادِق اللهجة مفرط الْكَرم وَكَانَت بَينه وَبَين الشَّيْخ صدر الدّين قرَابَة وَكَانَ هشاً بشاً بساماً وَعَمَّته مليحة وَلم أر أعف يدا وَلَا فرجا مِنْهُ رَحمَه الله وَكَانَ يكْتب خطا حسنا ونظمه سريعٌ إِلَى الْغَايَة ونظمه أرشق من نثره وَكَانَ قَادِرًا على الْإِنْشَاء وَلم أره يخْطب بِغَيْر الْخطب النباتية

وَكَانَ جيد الْمُشَاركَة أشعري العقيدة شَافِعِيّ الْمَذْهَب يحب الْكثير ويبالغ فِي الْحِرْص على اقتنائها والمنافسة فِيهَا رَأَيْته بعد مَوته بِمدَّة فِي الْمَنَام فَقُمْت إِلَيْهِ وصافحته وقبضت على يَده وَقلت لَهُ قل لي مَا الْخَبَر فَقَالَ لي لَا تعتقد إِلَّا وحدانيته فَقلت لَهُ هَذَا شيءٌ قد جبل اللَّحْم وَالدَّم عَلَيْهِ فَقَالَ) (بِاللَّه لَا تغْضب لما قد بدا ... فَأَنت عِنْدِي مثل عَيْني الْيَمين) (مَا أتعب النَّفس سوى من غَدا ... يجْحَد مَا أوليته أَو يَمِين) (وَأَنت عِنْدِي جوهرٌ قد صفا ... من دنس الذَّم نفيسٌ ثمين) (ووالدي يعلم مَا قلته ... أَخْبَار من أخْلص فِي ذَا الْيَمين) (مَا حلت عَن حسن الوفا فِي الْهوى ... فَأَنت فِي هَذَا المكين الْأمين) الْمَمْلُوك حسن بن مُحَمَّد يسْأَل الله تَعَالَى أَن يحرس تِلْكَ الروحانية الطاهرة من الكدر إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَكتبت أَنا جَوَابه عَن ذَلِك رَحمَه الله تَعَالَى من السَّرِيع (بررت فِيمَا قلت يَا سَيِّدي ... وَلست تحْتَاج إِلَى ذِي الْيَمين) (وَالله لم أغضب وحاشى لمن ... أرَاهُ عِنْدِي مثل عَيْني الْيَمين) (وَلم يكن غيظي إِلَّا لمن ... يمِيل عَن طرق الوفا أَو يَمِين) (ويفتري الْبَاطِل فِي قَوْله ... عني وَلَيْسَ النَّاس عَنهُ عمين) (وَيظْهر الود الَّذِي إِن بدا ... ظَاهره فالغش فِيهِ كمين) (فغثه غثى نفوس الورى ... مِمَّن ترى والسم مِنْهُ سمين) وَمن نظمه رَحمَه الله تَعَالَى مَا كتبه لمن أهْدى لَهُ قراصيا من الْبَسِيط (يَا سيداً أَصبَحت كَفاهُ بَحر ندىً ... تولي سحائبه الإنعام والقوتا) (كُنَّا عهدنا اللآلى من مواهبه ... وَالْيَوْم ننظرها فِينَا يواقيتا) وَمِنْه لمن أهْدى لَهُ بطيخاً أصفر وقرأته عَلَيْهِ من المنسرح (أهديت شَيْئا يروق منظره ... مَاء تبدى فِي جامد اللهب) (أَو شمس أفقٍ قد كورت فَبَدَا ... شعاعها مثل ذائب الذَّهَب) (لما تبدت لَهَا بروق مدىً ... أبدت حشاها أهلة الشهب) (وَكم أرتنا القسي عَن قزحٍ ... مُبَشِّرَات بواكفٍ سرب) (أخضرها قد زهى بأحمرها ... كورد خدٍّ بالآس منتقب)

) (وأرشفت من عقيق مبسمها ... خمرة ريقٍ أحلى من الضَّرْب) (فَبت من نشوة بهَا ثملاً ... أهز عطف السرُور من طرب) (ومذ ترشفت برد ريقتها ... خلت فُؤَادِي الْعَزِيز فِي حلب) وَكتب إِلَى الْأَمِير سيف الدّين تنكز يهنئه بِفَتْح ملطية وقرأته عَلَيْهِ من الطَّوِيل (مقَام العوالي تَحت ظلّ القواضب ... ونيل الْأَمَانِي فَوق جرد السلاهب) (وَإِدْرَاك غايات المفاخر والعلا ... بسمر العوالي أَو ببذل الرغائب) (ومجنى ثمار النَّصْر فِي حومة الوغى ... من الرَّأْي والإقدام بَين المواكب) (وَأكْرم بِهِ مجنىً يلذ شرابه ... إِذا مَا كؤوس الْمَوْت لذت لشارب) (وَلَا خمر إِلَّا من دِمَاء سواربٍ ... تدار بيض الْهِنْد بَين المقانب) (لَهَا رنةٌ تلهيك عَن كل مزهرٍ ... وتنسيك أنس الآنسات الكواعب) (وَلَا ليل إِلَّا من تراكم عثيرٍ ... وَلَا صبح إِلَّا من رقاق الْمضَارب) (يغيب سناه ساطعاً فِي مفارقٍ ... ويبدو كبرق لَاحَ بَين سحائب) (وَلَا نجم فيع غير لمع لهاذمٍ ... تلوح لمرأى الْعين مثل الْكَوَاكِب) (لَهَا فِي صُدُور الدارعين مغاربٌ ... فآونة فِي النَّحْر أَو فِي الترائب) (هُنَالك تمحو آيَة الشّرك فِي الوغى ... لوامع سيف الله بَين الْكَتَائِب) وَمِنْه وقرأته عَلَيْهِ ونقلته من خطه من الْكَامِل (يَوْم العقيق أسَال من أجفانه ... عقيان دمعٍ فاق عقد جمانه) (صبٌّ على خديه قد كتب الْهوى ... رفقا بِهِ إِن كنت من أعوانه) (رام العناق مودعاً غُصْن النقا ... وجدا عَلَيْهِ فخاف من نيرانه) (وَأَرَادَ لثم لثام بارق ثغره ... لَيْلًا فأدهشه سنا لمعانه) (وأدار كأساً من رحيق عذيبة ... صرفا فلج الْقلب فِي خفقانه) (وبدت تروحه نسيماتٌ سرت ... تهدي إِلَيْهِ النشر من نعمانه) (حملت شذاً من جيرةٍ سكنوا الْحمى ... وروت صَحِيحا مُسْندًا عَن بانه) وَمِنْه وقرأته عَلَيْهِ ونقلته من خطه من الطَّوِيل (سرى برق نعمانٍ فأذكره السقطا ... وَأبْدى عقيق الدمع فِي خَدّه سمطا) ) (ولاح كسيفٍ مَذْهَب سل نصله ... وروع وَسمي السحائب فانحطا) (وَأدّى رسالاتٍ عَن البان والنقا ... وأقرأه معنى الغرام فَمَا أخطا) (وَأهْدى إِلَيْهِ نسمَة سحريةً ... أعادت فؤاداً طالما عَنهُ قد شطا)

(تمر على روض الْحمى نفحاتها ... فتهدي إِلَى الأزهار من نشرها قسطا) (وتنثر عقد الطل فِي وجناتها ... فتظهر فِي لألاء أوجهنا بسطا) (وتطلع مِنْهُ فِي الدجى أَي أنجمٍ ... وتلبس عطف الْغُصْن من سندسٍ مِرْطًا) (وتوقظ فَوق الدوح ورق حمائمٍ ... جعلنَا قُلُوب العاشقين لَهَا لقطا) (هم نسبوا حزنا إِلَيْهَا وَمَا دروا ... وَمَا أرْسلت من جفنها أبدأً نقطا) (وَكم تيمت صبا بلحنٍ غَرِيبه ... رَوَاهُ الْهوى عَنْهَا وَمَا عرفت ضبطا) (فيا لَيْت شعري هَل بهَا مَا بمهجتي ... من الوجد أم لم ترع عهدا وَلَا شرطا) (وَهل هِيَ فِي دوحات كل خميلةٍ ... تغرد أَو ناحت على فقدها السبطا) (وَلَو أَنَّهَا قد تيمتها صبابةٌ ... لما طوقت جيدا وَلَا جَاوَزت شطا) (وَلَا عانقت غصناً بكفٍّ مخضبٍ ... وَلَا اتَّخذت من زهر أعطافه قرطا) (وَلَا لبست ثوبا يروق مدبجاً ... وَلَا نسيت عهد الهديل بِذِي الأرطى) (وَلَو ذكرت أيامنا بطويلعٍ ... لأجرت بدمعي مذ بَدَت لمتي شُمْطًا) (وَقد نفرت عني غرائب صبوتي ... غرائب دهرٍ جَار فِي الحكم واشتطا) (وَخط على فودي سطراً حُرُوفه ... رقمن بقلبي عَارض الحتف مذ خطا) (وَلكنه قد أودع الْفِكر حِكْمَة ... أفادته عرفاناً فيا نعم مَا أعْطى) (تجارب أيامٍ لَهَا الْغدر شيمةٌ ... فكم سترت فضلا وَكم أظهرت غمطا) (وَألبسهُ ثوبا من الْعلم معلما ... بدا لِذَوي جهل فأورثهم سخطا) (إِذا مَا رَوَت عَنهُ البلاغة منطقاً ... يرى النَّجْم فِي عليائه عَنهُ منحطا) (وَإِن غاص فِي لج الْبَيَان يراعه ... أرى جنَّة لَا أثل فِيهَا وَلَا خمطا) (بهَا حور عينٍ لَو رَآهَا زهيرها ... لصير خديه لأقدامها بسطا) (إِذا مَا تجلى للأفاضل حسنها ... أدارت عَلَيْهِم من لواحظها اسفنطا) (وتحجب عَمَّن قد تردى بجهله ... وَأصْبح جِلْبَاب الحيا عَنهُ منعطا) ) (وَلَا غرو أَن لَا يدْرك الشَّمْس ذُو عمى ... على قلبه مين الْجَهَالَة قد غطى) (صفاتٌ عرتها نسبةٌ قرشيةٌ ... إِلَى من سما مجداً وَأكْرم بِهِ رهطا) وشعره كثيرٌ إِلَى الْغَايَة وَهَذَا الْقدر أنموذج مِنْهُ كَاف وَله مدائح كَثِيرَة فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلما توفّي رَحمَه الله تَعَالَى كنت بحلب فَحصل لي ألمٌ عَظِيم زَائِد إِلَى الْغَايَة وكتبت إِلَى وَلَده الْخَطِيب كَمَال الدّين مُحَمَّد وَإِلَى غَيره من الْأَصْحَاب مراثي كَثِيرَة نظماً ونثراً ثمَّ جمعت ذَلِك وسميته ساجعات الْغُصْن الرطيب فِي مراثي نجم الدّين الْخَطِيب وَمِمَّا رثيته بِهِ قولي من الْبَسِيط

(يَا ذَاهِبًا عظمت فِيهِ مصيباتي ... بأسهمٍ رشقت قلبِي مصيبات) (قد كنت نجماً بأفق الْفضل ثمَّ هوى ... فاستوحشت مِنْهُ آفَاق السَّمَوَات) (سبقت من بَات يَرْجُو قرب خالقه ... وَلم تزل قبلهَا سباق غايات) (بَكَى الْغَمَام بدمع الْوَرق مذ عقدت ... حمائم البان من شجوي مناحات) (وَلَطم الرَّعْد خد السحب وانتشرت ... ذوائب الْبَرْق حمراً فِي الدجنات) (أَصمّ نعيك سَمْعِي عَن تحَققه ... وَهَان مَا لليالي من ملمات) (جنحت فِيهِ إِلَى تَكْذِيب قَائِله ... تعللاً بالأماني المستحيلات) (وكدت أَقْْضِي وَيَا لَيْت الْحمام قضى ... حسبي بِأَن الْأَمَانِي فِي المنيات) (وَرَاح دمعي يجاري فِيك نطق فمي ... فالشان فِي عبراتي والعبارات) (إِن أبدت الْوَرق فِي أفنانها خطباً ... فكم لوجدي وحزني من مقامات) (جرحت قلبِي فأجريت الدُّمُوع دَمًا ... ففيض دمعي من تِلْكَ الْجِرَاحَات) (لَو كنت تفدى رددنا عَنْك كل ردىً ... بأنفسٍ قد بذلناها نفيسات) (فآه من أكؤسٍ جرعتها غصصاً ... وَقد تركت لنا فِيهَا فضالات) (نسيت إِلَّا مساعيك الَّتِي بهرت ... عين الْمَعَالِي بأنوارٍ سنيات) (ومكرماتٍ مَتى تتلى محامدها ... تعطر الْكَوْن من ريا الرِّوَايَات) وَفضل حلم تخف الراسيات لَهُ وَعز علا السَّبع المنيرات (وَكم مَنَاقِب فِي علمٍ وَفِي عملٍ ... أضحت أسانيدها فِينَا صحيحات) ) مِنْهَا من الْبَسِيط (فَأَيْنَ لطفك بِي إِن هفوةٌ عرضت ... كَأَنَّمَا حسناتي فِي إساءاتي) (وَأَيْنَ فضلك إِن وافى أَخُو طلبٍ ... فيخجل الْغَيْث من تِلْكَ العطيات) (نبكي عَلَيْك وَقد عوضت من كفنٍ ... ألبسته بثيابٍ سندسيات) (وَمَا تلبثت فِي مثوى الضريح إِلَى ... أَن صرت مَا بَين أنهارٍ وجنات)

الصاحب قوام الدين بن الطراح

(تصافح الْحور والولدان مِنْك يدا ... كم أظهرت فِي الندى وَالْفضل آيَات) (من ذَا يُعِيد دروس النَّحْو إِن درست ... ربوعها بالعبارات الجليات) (وَمن لعلم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَمن ... يُبْدِي بعلميهما سر البلاغات) (وَمن يزف عروس النّظم سافرةً ... قد حليت بعقودٍ جوهريات) (إِذا أديرت على أسماعنا خلبت ... ألبابنا بكئوسٍ بابليات) (ويرقم الطرس أسطاراً فنحسبها ... سوالفاً عطفت من فَوق وجنات) (وَمن إِذا بِدعَة عنت يمزقها ... سَطَا براهينه بالمشرفيات) (وَإِن أَتَت مشكلاتٌ بَعْدَمَا اتضحت ... وَأَقْبَلت كالدياجي المدلهمات) (نضا نصول أصُول الدّين لامعة ... فَيقطع الشُّبُهَات الفلسفيات) (وَمن يُفِيد الورى فِي علمه حكما ... تجلى ويبدي رياضاً فِي الرياضات) (وَمن يذيب دموع الْعين من أسفٍ ... إِذا ارْتقى منبراً بَين الْجَمَاعَات) (ويوقظ الْأَنْفس اللَّاتِي غَدَتْ سفهاً ... من لهوها والتصابي فِي منامات) (وتقتفيه إِلَى الْعرْفَان تاركةً ... قَبِيح مَا ارتكبته من غوايات) (لِيهن قبرك مَا قد حَاز مِنْك فَمَا ... ضمت حَشا كل قبرٍ طَاهِر الذَّات) (وجاد تربتك الغراء ساريةٌ ... تحل فِيهَا الْعُقُود اللؤلؤيات) (وكل يَوْم تحياتي تباكرها ... فتفضح النسمات العنبريات) 3 - (الصاحب قوام الدّين بن الطراح) الْحسن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد الصاحب قوام الدّين ابْن الطراح أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ هُوَ من بَيت علم وَحَدِيث ورياسة وَله معرفَة بنحوٍ ولغة ونجوم وحساب وأدب وَغير ذَلِك) وَكَانَ فِيهِ تشيع يسير قَالَ لي وَإِنِّي أول من تشيع من أهل بيتنا وَكَانَ حسن الصُّحْبَة والمحاورة وَكَانَ لِأَخِيهِ فَخر الدّين أبي مُحَمَّد المظفر بن مُحَمَّد تقدم عِنْد التتار قدم علينا قوام الدّين الْقَاهِرَة ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام ثمَّ كرّ مِنْهَا رَاجعا إِلَى الْعرَاق مَعَ غازان وَكنت سَأَلته أَن يُوَجه إِلَيّ شَيْئا من أخباره وَعَمن أَخذ من أهل الْعلم وشيئاً من شعره فَوجه لي بذلك وَكتب لي من شعره بِخَطِّهِ من المنسرح (غَدِير دمعي فِي الخد يطرد ... ونار وجدي فِي الْقلب تتقد) ومهجة فِي هَوَاك أتلفهَا الشوق وقلبٌ أودى بِهِ الكمد (وَعدك لَا يَنْقَضِي لَهُ أمدٌ ... وَلَا ليل المطال مِنْك غَد) وَمِنْه من الطَّوِيل (لقد جمعت فِي وَجهه لمحبه ... بَدَائِع لم يجمعن فِي الشَّمْس والبدر) (حبابٌ وخمرٌ فِي عقيقٍ ونرجسٍ ... وآسٌ وريحانٌ وليلٌ على فجر) وَقَالَ كتب إِلَيّ أخي أَبُو مُحَمَّد المظفر يعاتبني على انقطاعي عَنهُ وَهُوَ الَّذِي رباني وكفلني بعد الْوَالِد من الْكَامِل (لَو كنت يَا ابْن أبي حفظت إخائي ... مَا طبت نفسا سَاعَة بجفائي)

العابر المصري

(وحفظتني حفظ الْخَلِيل خَلِيله ... ورعيت لي عهدي وَصدق وفائي) (خلفتني قلق الْمضَاجِع ساهراً ... أرعى الدجى وكواكب الجوزاء) (مَا كَانَ ظَنِّي أَن تحاول هجرتي ... أَو أَن يكون الْبعد مِنْك جزائي) فَكتبت إِلَيْهِ من الْكَامِل (إِن غبت عَنْك فَإِن ودي حَاضر ... رهنٌ بمحض محبتي وولائي) (مَا غبت عَنْك بِهِجْرَة تعتدها ... ذَنبا عَليّ وَلَا لضعف وفائي) (لكنني لما رَأَيْت يَد النَّوَى ... ترمي الْجَمِيع بفرقةٍ وتنائي) (أشفقت من نظر الحسود لوصلنا ... فَحَجَبَتْهُ عَن أعين الرقباء) 3 - (العابر الْمصْرِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَسَّال أَبُو عَليّ الْمصْرِيّ العابر لم يكن أحد يدانيه فِي وقته فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن الْأَزْهَر أَبُو مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ ابْن أُخْت أبي عوَانَة رَحل بِهِ خَاله وَكَانَ مُحدث عصره وَمن أَجود النَّاس أصولا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (أَبُو عَليّ الْأَشْعَرِيّ) الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن الْفَقِيه أَبُو عَليّ الساوي الشَّافِعِي الْمُتَكَلّم الْأَشْعَرِيّ حدث بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة 3 - (النَّاصِر بن النَّاصِر) حسن بن مُحَمَّد قلاوون السُّلْطَان الْملك النَّاصِر نَاصِر الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور قلاوون ولي السلطنة بعد خلع أَخِيه الْملك المظفر سيف الدّين حاجي فِي بكرَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة على الصُّورَة الْمَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة المظفر حاجي وَضربت البشائر وَحضر فِي الْبشَارَة إِلَى دمشق الْأَمِير سيف الدّين أسنبغا المحمودي السلاحدار وَلم يزل السُّلْطَان على حَاله والنائب الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس والوزير الْأَمِير سيف الدّين منجك وَزِير وأستاذدار والأمير سيف الدّين شيخو فِي آخر الْأَمر تقْرَأ الْقَصَص عَلَيْهِ بِحُضُور السُّلْطَان وَلَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء إِلَى أَن كَانَ فِي يَوْم السبت رَابِع عشْرين شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة قَالَ بِحُضُور الْقُضَاة الْأَرْبَع وأمراء الدولة أَنا مَا أَنا رشيد

وزير المعتمد

فَقَالُوا الله الله فَقَالَ مَا أَنا أهلٌ للسلطنة فَقَالُوا الله الله فَقَالَ إِن كَانَ الْأَمر هَكَذَا فامسكوا لي هَذَا وَأَشَارَ إِلَى الْوَزير فَأمْسك وَجرى مَا يَأْتِي شَرحه فِي تَرْجَمَة منجك وَفِي تَرْجَمَة شيخو وَكَانَ النَّائِب قد توجه إِلَى الْحجاز وشيخو فِي الصَّيْد بِنَاحِيَة طنان وَجرى لشيخو مَا يَأْتِي شَرحه فِي تَرْجَمته ثمَّ إِن السُّلْطَان حلف الْأُمَرَاء لنَفسِهِ وجهز الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبرس إِلَى دمشق وحماة وحلب ليحلف الْأُمَرَاء لَهُ فحلق الْجَمِيع وَكَانَ وُصُول طيبرس فِي سلخ شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة) وَلم يزل الْحَال على ذَلِك والأمير عَلَاء الدّين مغلطاي ومنكلي بغا الفخري هما القائمان بِالْأَمر إِلَى أَن خلع النَّاصِر فِي ثامن عشْرين شهر جُمَادَى الْآخِرَة نَهَار الِاثْنَيْنِ وأجلس السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين الصَّالح على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته 3 - (وَزِير الْمُعْتَمد) الْحسن بن مخلد بن الْجراح أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب لما توفّي عبيد الله بن يحيى بن خاقَان أحضر الْمُعْتَمد بن مخلدٍ هَذَا واستوزره وخلع عَلَيْهِ وَكَانَ يكْتب للموفق فاجتمعت لَهُ الوزارة وَكِتَابَة الْمُوفق إِلَى أَن دخل مُوسَى بن بغا سر من رأى فخافه فَاسْتَأْذن الْمُعْتَمد فِي الانحدار إِلَى بَغْدَاد لأموالٍ يقبضهَا من الْعمَّال وَدخل مُوسَى على الْمُعْتَمد وَسَأَلَهُ أَن يستوزر سُلَيْمَان بن وهب فَأَجَابَهُ وَبلغ ذَلِك ابْن مخلد فاستتر فِي بَغْدَاد وَكَانَت وزارته شهرا وشخص الْمُوفق إِلَى سر من رأى فَسَأَلَهُ مُوسَى أَن يسْتَكْتب عبيد الله بن سُلَيْمَان فَفعل فقوي أَمر سُلَيْمَان بذلك وَوجه سُلَيْمَان إِلَى بَغْدَاد يطْلب ابْن مخلد فظفر بِهِ وحبسه وعذبه وطالبه بالأموال إِلَى أَن أَخذ خطه بِأَلف ألف دِينَار وابتدأ بأَدَاء المَال شَيْئا بعد شَيْء إِلَى أَن دخلت سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فاعتل مُوسَى بن بغا وَتُوفِّي فضعف أَمر سُلَيْمَان وَابْنه فعطفا على مداراة الْحسن ابْن مخلد وَأَخْرَجَاهُ وأسقطا مَا كَانَ بَقِي من المَال وَردت عَلَيْهِ ضيَاعه وجعلاه ثالثهما فِي تَدْبِير المملكة وَلم يزل سُلَيْمَان وزيراً إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وعَلى ابْنه واستوزر الْحسن بن مخلد ثَانِيًا ثمَّ إِن الْمُوفق سَأَلَ الْمُعْتَمد أَن يولي وزارته إِسْمَاعِيل بن بلب فَفعل واستتر الْحسن ثمَّ إِن القواد سَأَلُوا الْمُعْتَمد أَن يولي الْحسن فَفعل فاستوزره ثَالِثا ثمَّ إِن الْمُوفق كره ابْن مخلد فَحمل الْجند على الْإِيقَاع بِهِ فقبضوا عَلَيْهِ وَحمل إِلَى الأنبار ثمَّ إِلَى مصر إِلَى ابْن طولون فأظهر إكرامه ثمَّ إِنَّه اتهمه بمكاتبة الْمُوفق فحبسه وَلم يزل مَحْبُوسًا إِلَى أَن مَاتَ مُثقلًا بالحديد فِي شَرّ حالٍ سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

الحسن بن المرتضى

وَكتب الْحسن بن مخلد من الرقة إِلَى عماله قبل حمله إِلَى مصر من الْبَسِيط (من للغريب الْبعيد النازح الوطن ... من للأسير أَسِير الْهم والحزن) (من للغريب الَّذِي لَا مستراح لَهُ ... من الهموم وَلَا حظٌ من الوسن) (خلى الْعرَاق وَقد كَانَت لَهُ وطناً ... لَا خير فِي عَيْش منقولٍ عَن الوطن) ) (لَا خير فِي عَيْش نائي الدَّار مغتربٍ ... يأوي إِلَى الْهم كالمصفود فِي قرن) (يَا أهل كم فَاتَنِي من حسن مستمعٍ ... مِنْكُم وفارقته من منظرٍ حسن) (وَكم تجرعت للأيام بعدكم ... من جرعة أزعجت روحي عَن الْبدن) وَكَانَ الْحسن عَظِيم الْجِسْم مهيب المنظر قوي الْحجَّة شَدِيد الْعَارِضَة لَا يقدم فِي وقته أحدٌ عَلَيْهِ وَلَا يُقَاس بِهِ وَكَانَ يُقَال مَا لَا يُعلمهُ الْحسن بن مخلد من الْخراج فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا وَكَانَ جواداً ممدحاً ومدحه البحتري وَغَيره وَكتب إِلَيْهِ البحتري وَهُوَ فِي الْحَبْس من الطَّوِيل (يعز علينا أَن نزورك فِي الْحَبْس ... وَلم نستطع نفديك بِالْمَالِ وَالنَّفس) (فَقدنَا بك الْأنس الطَّوِيل وعطلت ... مجَالِس كَانَت مِنْك تأوي إِلَى أنس) (فَإِن تحتجب بالجدر عَنَّا فَرُبمَا ... رَأينَا جلابيب السَّحَاب على الشَّمْس) 3 - (الْحسن بن المرتضى) الْحسن بن المرتضى بن مُحَمَّد بن زيد النَّقِيب السَّيِّد بهاء الدّين البقري الْحُسَيْنِي نقيب الْموصل كَانَ من أكَابِر الْبَلَد رياسةً وديناً وعقلاً وكرماً وأدباً توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره من مجزوء الْكَامِل (لَو كنت شَاهد عبرتي ... وصبابتي عِنْد التلاقي) (لرحمتنا مِمَّا بِنَا ... وَعَجِبت من ضيق العناق) 3 - (الْحسن بن مَسْعُود) الْحسن بن مَسْعُود بن الْحسن أَبُو عَليّ الْوَزير الدِّمَشْقِي الْحَافِظ أَصله من خوارزم وَكَانَ جده وَزِير تتش تَاج الدولة وتزيا أَبُو عَليّ بزِي الْجند مُدَّة ثمَّ اشْتغل بالفقه والْحَدِيث ورحل وَدخل إِلَى أَصْبَهَان وَأقَام بمرو وتفقه لأبي حنيفَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة

الحوري

3 - (الحوري) الْحسن بن مُسلم بن أبي الْحسن بن أبي الْجُود القادسي أَبُو عَليّ الحوري بِالْحَاء الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَبعد الْوَاو الساكنة رَاء قَرْيَة من عمل دجيل) كَانَ مجداً فِي الْعِبَادَة ملازماً للمحراب والسجادة أَقَامَ أَرْبَعِينَ سنة لَا يكلم أحدا يقْرَأ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة ختمةً صحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَالشَّيْخ حماداً الدباس وتفقه فِي شبيبته وَسمع من أبي البَدر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الكَرخي وَغَيره وروى عَنهُ يُوسُف بن خَلِيل والدبيثي وَابْن ناسويه وَآخَرُونَ وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر وَكَانَت السبَاع تأوي إِلَى زاويته وَتردد إِلَيْهِ الإِمَام النَّاصِر وزاره وَكَانَ يَعْتَقِدهُ وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ يُبَالغ فِي وَصفه وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة فِي الْمحرم وَقد بلغ تسعين سنة 3 - (الْحسن بن مظفر وَالِد الْحَاتِمِي) الْحسن بن مظفر بن الْحسن الْحَاتِمِي كَانَ أديباً شَاعِرًا وَهُوَ وَالِد أبي عَليّ مُحَمَّد ومدح الْحسن الإِمَام الْقَادِر بِاللَّه وَمن شعره من الْخَفِيف (حَيّ رسم الغميم تحي الرميما ... إِن فقدت الْهوى فحي الرسوما) واستمح مقلة الْغَمَام على أطلاله دِيمَة أَبَت أَن تدوما نثرت عقد دمعها فغدا النُّور بأعطاف روضها منظوما (هُوَ مأوى الظباء إنساً ووحشاً ... وَمحل الْأسود خلقا وخيما) (كل ريمٍ يعطو فيصطاد ليثا ... عِنْد ليثٍ يَسْطُو فيصطاد ريما) كم رعينا من البطاح وكأس الراح وَالْأَوْجه الملاح نجوما (حِين رضنا من التصابي جموحاً ... ونعشنا من الْوِصَال رميما) ودعتنا المنى إِلَى مرح الفتك ولكننا أجبنا الحلوما قلت شعر جيد 3 - (أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي) الْحسن بن مظفر النَّيْسَابُورِي أَبُو عَليّ أديبٌ نبيل شَاعِر كَانَ مؤدب أهل خوارزم ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم الْمشَار إِلَيْهِ وَهُوَ شيخ مَحْمُود الزَّمَخْشَرِيّ قبل أبي مُضر توفّي أبي عَليّ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة)

الشريف المنقذي

وَمن تصنيفه تَهْذِيب ديوَان الْأَدَب تَهْذِيب إصْلَاح الْمنطق كتاب ذيله على تَتِمَّة الْيَتِيمَة محَاسِن من اسْمه الْحسن زيادات أَخْبَار خوارزم ديوانه مجلدان رسائله مجلدان وَمن شعره من الْكَامِل (أَهلا بعيشٍ كَانَ جد مواتي ... أَحْيَا من اللَّذَّات كل موَات) (أَيَّام سرب الْأنس غير منفرٍ ... والشمل غير مروعٍ بشتات) (عيشٌ تحسر ظله عَنَّا فَمَا ... أبقى لنا شَيْئا سوى الحسرات) (وَلَقَد سقاني الدَّهْر مَاء حيائه ... والآن يسقيني دم الْحَيَّات) (لهفي لأحرار منيت ببعدهم ... كَانُوا على غير الزَّمَان ثقاتي) قلت شعر متوسط 3 - (الشريف المنقذي) الْحسن بن مظفر بن عبد الْمطلب بن عبد الْوَهَّاب بن مَنَاقِب بن أَحْمد الشريف الْعدْل شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحُسَيْنِي المنقذي الدِّمَشْقِي روى عَن الْفَخر الإربلي وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَعبد الْعَزِيز بن الدجاجية وَإِبْرَاهِيم الخشوعي نَاب الْحِسْبَة مديدة وَشهد تَحت السَّاعَات وابتلي بالبلغم وَكَانَ إِذا مَشى يعدو بِغَيْر اخْتِيَاره ثمَّ يسْقط ويستريح وَيقوم سمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (ابْن الباقلاني النَّحْوِيّ) الْحسن بن معالي بن مَسْعُود بن الْحُسَيْن بن الباقلاني أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ الْحلِيّ قدم بَغْدَاد فِي صباه وَقَرَأَ بهَا الْمَذْهَب وَالْكَلَام على الشَّيْخ يُوسُف بن إِسْمَاعِيل اللامغاني الْحَنَفِيّ وعَلى النصير عبد الله بن حسن الطوسي وَعلي المجير مَحْمُود بن الْمُبَارك وَقَرَأَ الْحِكْمَة على المَسْعُودِيّ غُلَام عمر بن سهلان الساوي صَاحب البصائر وَالْأَدب على أبي الْحسن بن بانويه وَأبي الْبَقَاء العكبري ومصدق الوَاسِطِيّ واللغة على القَاضِي أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن الْمَأْمُون وَغَيره ولازم الِاشْتِغَال والتحصيل إِلَى أَن برع فِي هَذِه الْعُلُوم وَصَارَ مشاراً إِلَيْهِ فِيهَا مُعْتَمدًا على مَا يَقُوله) وَسمع من أبي مُحَمَّد بن الْمَأْمُون الْمَذْكُور وَمن مَسْعُود بن عَليّ بن النَّادِر وَعبد الْوَهَّاب بن هبة الله ابْن أبي حَبَّة وَمن أبي الْفرج بن كُلَيْب وَآخَرين وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْأَدَب واللغة وَسَائِر الْفُنُون وَكَانَ لَهُ همةٌ عالية وحرصٌ شَدِيد وَتَحْصِيل الْفَوَائِد مَعَ علو سنه وَضعف بَصَره وَكَثْرَة محفوظه وَصدقه وثقته وَحسن طريه وتواضعه وكرم أخلاقه

العلوي

وانتقل آخر عمره إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وانتهت إِلَيْهِ رياسة النَّحْو مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره وَقد أمره بعض أصدقائه بِطَلَاق امْرَأَته لما كَبرت من الْبَسِيط (وقائلٍ لي وَقد شابت ذوائبها ... وأصبحت وَهِي مثل الْعود فِي النحف) (لم لَا تجذ حبال الْوَصْل من نصفٍ ... شَمْطَاء من غير مَا حسنٍ وَلَا ترف) (فَقلت هَيْهَات أَن أسلو مودتها ... يَوْمًا وَلَو أشرفت نَفسِي على التّلف) (وَأَن أخون عجوزاً غير خائنةٍ ... مُقِيمَة لي على الْإِتْلَاف والسرف) (يكون مني قبيحاً أَن أواصلها ... جنى وأهجرها فِي حَالَة الحشف) وَنفذ صُحْبَة الْأَمِير عَليّ بن الإِمَام النَّاصِر إِلَى تستر حِين صير ملكهَا ليعلمه النَّحْو وَكتب بِخَطِّهِ كتبا نفيسةً وَكَانَ حاذقاً فِي الذكاء 3 - (الْعلوِي) الْحسن بن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب كَانَ من مَشَايِخ أَهله ووجوههم حمل إِلَى الْمَنْصُور فحبسه لشَيْء اتهمه بِهِ فَمَا زَالَ فِي الْحَبْس إِلَى أَن مَاتَ الْمَنْصُور فَكتب إِلَى الْمهْدي من الْكَامِل (ارْحَمْ كَبِيرا سنه متهدماً ... فِي الْحَبْس بَين سلاسلٍ وقيود) (وَارْحَمْ صغَار بني يزيدٍ إِنَّهُم ... نقموا لفقدي لَا لفقد يزِيد) (وَارْحَمْ أخيته الَّتِي تبْكي لَهُ ... وبنيةً عمرت بطول سهود) (وَارْحَمْ فدَاك أبي وَأمي إِنَّه ... لم يبْق لي خلفٌ من الْمَفْقُود) (فلئن طلبت عَظِيم أمرٍ جَرّه ... لتذبحن لَهُ بِكُل صَعِيد) (أَو عدت للرحم الْقَرِيبَة بَيْننَا ... مَا جدنا من جدكم بعيد) ) (ولتلفيني شاكراً لَك دَاعيا ... فِيمَا اصطنعت إِلَيّ غير جحود) (أَدْعُوك يَا خير الْبَريَّة كلهَا ... فَارْحَمْ دُعَاء عبيدك المصفود) فَأَطْلقهُ الْمهْدي فَمَكثَ قَلِيلا وَمَات أول خلَافَة الْمهْدي وَقَوله صغَار بني يزِيد يَعْنِي أَوْلَاد أَخِيه يزِيد بن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن جَعْفَر وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو عَليّ الْبَزَّاز) الْحسن بن مكرم أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّاز روى عَنهُ الْمحَامِلِي والصفار وَجَمَاعَة وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ

الوزير أبو غالب

3 - (الْوَزير أَبُو غَالب) الْحسن بن مَنْصُور أَبُو غَالب الْوَزير الملقب ذَا السعادتين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة وَقتل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة تصرف بالأهواز وَخرج إِلَى شيراز وَولي أَعمال كرمان وَصَحب فَخر الْملك أَبَا غالبٍ بالعراق واستخلفه بِبَغْدَاد وَأقَام على ذَلِك مُدَّة ثمَّ أخرجه إِلَى فَارس للنَّظَر فِي الْأُمُور بِحَضْرَة السُّلْطَان سُلْطَان الدولة أبي شُجَاع فناخسرو وَخلف أَبَا الْقَاسِم جَعْفَر بن مُحَمَّد فسانجس الْوَزير وَلما قبض عَلَيْهِ ولي الوزارة مَكَانَهُ وَخرج سُلْطَان الدولة من بَغْدَاد وَأقَام على خدمَة مشرف الدولة أَخِيه وَأخرجه مشرف الدولة مَعَ الديلم الَّذين كَانُوا مَعَ أبي مُحَمَّد بن سهلان واستأمنوا إِلَى مشرف الدولة وَأَرَادُوا الْعود إِلَى مراكزهم فَلَمَّا حصل بالأهواز عاجلوه وقتلوه وَنَادَوْا بشعار سُلْطَان الدولة قَالَ الْوَزير أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الْفضل بن أردشير كنت بالشيرجان مَعَ أبي غَالب ابْن مَنْصُور فاتفق أَن شربت يَوْمًا عِنْده وسكرت سكرا سَقَطت مِنْهُ شستجة كَانَت فِي كمي وفيهَا عدَّة رقاعٍ أُرِيد عرضهَا عَلَيْهِ لجَماعَة وفيهَا رقْعَة فِيهَا من الرمل (يَا قَلِيل الْخَيْر مَأْمُون الصلف ... وَالَّذِي فِي الْبَغي قد جَازَ السَّرف) (كن لئيماً وتواضع تحْتَمل ... أَو كَرِيمًا يحْتَمل مِنْك الصلف) وَفِي الْأُخْرَى من الرجز (يَا طَارق الْبَاب على عبد الصَّمد ... لَا تطرق الْبَاب فَمَا ثمَّ أحد) ) فَأخذ الشستجة ووقف على الرّقاع وَوَقع فِي إِحْدَى الرقعتين يُطلق لَهُ ألفا دِرْهَم نَفَقَة وَفِي الْأُخْرَى يوظف لَهُ ألف دِرْهَم مشاهرة لاستقبال كَذَا وَوَقع فِي الرّقاع الْبَاقِيَة بِمَا سَأَلَهُ أَرْبَابهَا ورد الْجَمِيع إِلَى الْموضع الَّذِي نمت فِيهِ ثمَّ استدعاني من الْغَد إِلَى طَعَامه فَحَضَرت وَلم ير عِنْدِي علما بِمَا جرى فَقَالَ وقفت على شسجتك قلت لَا فَأمْسك فَلَمَّا خلوت بنفسي تَأَمَّلت الرّقاع فَوجدت مَا وَقع بِهِ فعدت إِلَيْهِ وشكرته واعتذرت عَمَّا كتبته فَقَالَ لَا تعتذر فَإنَّا نستحقه إِذْ لم نقض حَقًا وَلم نرع صاحباً 3 - (ابْن شواق) الْحسن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك جلال الدّين ابْن شواق الإسنائي كَانَ كَرِيمًا جواداً حَلِيمًا عَاقِلا أديباً لبيباً وَاسع الصَّدْر متواضعاً وَكَانَ بَنو السديد بإسنا يحسدونه ويعملون عَلَيْهِ فَعَلمُوا عَلَيْهِ بعض الْعَوام فَرَمَاهُ بالتشيع وَلما حضر بعض الكاشفين إِلَى إسنا حضر إِلَيْهِ شخصٌ يُقَال لَهُ عِيسَى بن إِسْحَاق وَأظْهر التَّوْبَة من الرَّفْض وأتى بِالشَّهَادَتَيْنِ وَقَالَ إِن شَيخنَا ومدرسنا فِي هَذَا جلال الدّين بن شواق فصادره الكاشف وَأخذ مَاله

فجَاء إِلَى الْقَاهِرَة وَعرض عَلَيْهِ أَن يكون فِي ديوَان الْإِنْشَاء فَلم يفعل وَقَالَ لَا تركت أَوْلَادِي يُقَال لَهُم من بعدِي والدكم خدم وَعرض عَلَيْهِ أَن يكون شَاهد ديوَان حسام الدّين لاجين قبل السلطنة فَلم يفعل قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَخْبرنِي الْفَقِيه الْعدْل حَاتِم بن النفيس الإسنائي أَنه تحدث مَعَه فِي شَيْء من مَذْهَب الشِّيعَة فَحلف أَنه يحب الصَّحَابَة ويعظمهم ويعترف بفضلهم قَالَ إِلَّا أَنِّي أقدم عليا عَلَيْهِم مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة ووفاته سنة سِتّ وَسَبْعمائة وَمن شعره من السَّرِيع (رَأَيْت كرماً ذاوياً ذابلاً ... وربعه من بعد خصب محيل) (فَقلت إِذْ عاينته مَيتا ... لَا غرو أَن شقَّتْ عَلَيْهِ النخيل) وَمِنْه من الرمل (كَيفَ لَا يحلو غرامي وافتضاحي ... وَأَنا بَين غبوقٍ واصطباح) ) (مَعَ رَشِيق الْقد معسول اللمى ... أسمرٍ فاق على سمر الرماح) (جوهري الثغر ينحو عجبا ... رفع المرضى لتعليل الصِّحَاح) (نصب الهجر على تَمْيِيزه ... وابتدا بالصد جدا فِي مزاح) (فَلهَذَا صَار أَمْرِي خَبرا ... شاع فِي الْآفَاق بالْقَوْل الصراح) (يَا أهيل الْحَيّ من نجدٍ عَسى ... تجبروا قلب أسيرٍ من جراح) (لم خفضتم حَال صبٍّ جازمٍ ... مَاله نَحْو حماكم من براح) (لَيْسَ يصغي قَول واشٍ سَمعه ... فعلى مَاذَا سَمِعْتُمْ قَول لَاحَ) (ومحوتم اسْمه من وصلكم ... وَهُوَ فِي رسم هواكم غير صَاح) (فلئن أفرطتم فِي هجره ... ورأيتم بعده عين الصّلاح) (فَهُوَ لاجٍ لأولي آل العبا ... مَعْدن الْإِحْسَان طراً والسماح) (قلدوا أمرا عَظِيما شَأْنه ... فَهُوَ فِي أَعْنَاقهم مثل الوشاح) (أُمَنَاء الله فِي السِّرّ الَّذِي ... عجزت عَن حمله أهل الصّلاح)

أبو النجيب الخراساني

(هم مصابيح الدجى عِنْد السرى ... وهم أَسد الشرى عِنْد الكفاح) 3 - (أَبُو النجيب الْخُرَاسَانِي) الْحسن بن مهْدي أَبُو النجيب الْعلوِي الْخُرَاسَانِي من أَعْيَان الْفُقَهَاء ذكره القَاضِي أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الصَّدَفِي الْمَعْرُوف بِابْن سكرة فِي مشيخته وَقَالَ لَقيته بِبَغْدَاد قدمهَا وعلقت عَنهُ شَيْئا من كَلَامه إِلَّا أَن عِبَارَته لم تكن بِذَاكَ وناظر الشَّاشِي بِبَغْدَاد 3 - (ابْن مهيار الديلمي) الْحسن بن مهيار بن مرزويه الشَّاعِر ابْن الشَّاعِر ذكره الباخرزي فِي دمية الْقصر وَأورد لَهُ من الرمل (يَا نسيم الرّيح من كاظمةٍ ... شدّ مَا هجت البكا والبرحا) (الصِّبَا إِن كَانَ لَا بُد الصِّبَا ... إِنَّهَا كَانَت لقلبي أروحا) (يَا نداماي بسلعٍ هَل أرى ... ذَلِك المغبق والمصطبحا) (اذكرونا ذكرنَا عهدكم ... رب ذكرى قربت من نزحا) ) (اذْكروا صبا إِذا غنى بكم ... شرب الدمع ورد القدحا) قلت كَذَا أوردهُ الباخرزي وَقَالَ أَنْشدني الأديب سلمَان النهرواني لَهُ وَالصَّحِيح أَن هَذَا الشّعْر من قصيدة لِأَبِيهِ مهيار وأولها من الرمل (من عذيري يَوْم شَرْقي الْحمى ... من هوى جد بقلبي مزحا) (نظرةٌ عارت فَعَادَت حسرةً ... قتل الرَّامِي بهَا من جرحا) وَهَذِه القصيدة كتبهَا مهيار إِلَى أبي المعمر بن الْمُوفق فِي يَوْم النوروز سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد النوبختي) الْحسن بن مُوسَى أَبُو مُحَمَّد النوبختي ابْن أُخْت أبي سهل إِسْمَاعِيل ابْن عَليّ بن نوبخت كَانَ متكلماً فيلسوفاً فَاضلا على مَذْهَب الشِّيعَة وَكَانَ جمَاعَة للكتب نسخ بِخَطِّهِ شَيْئا كثيرا

الأشيب

وَله مصنفات وتواليف فِي الْكَلَام والفلسفة مِنْهَا كتاب الآراء والديانات وَالرَّدّ على أَصْحَاب التناسخ والتوحيد وحدوث الْعَالم واختصار الْكَوْن وَالْفساد لأرسطو والاحتجاج لمعمر بن عبَادَة ونصرة مذْهبه وَكتاب الْإِمَامَة وَلم يتم 3 - (الأشيب) الْحسن بن مُوسَى الأشيب أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْموصل مرّة وحمص مرّة وطبرستان توفّي بِالريِّ سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (النصري) الْحسن بن مَيْمُون النصري بالنُّون أحد بني نصر بن قعين بن طريف روى عَنهُ مُحَمَّد بن النطاح وَكَانَ أخبارياً عَارِفًا ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَقَالَ لَهُ من الْكتب كتاب الدولة كتاب المآثر 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الكاغدي) الْحسن بن نَاصِر بن أبي بكر بن باناز بن مُحَمَّد أَبُو الْمَعَالِي الْبكْرِيّ الكاغدي السَّمرقَنْدِي قدم بَغْدَاد آخر سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَحج وَعَاد وَحدث بهَا فِي سنة تسع وأملى الحَدِيث بمشهد أبي حنيفَة وروى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ ابْن إِسْحَاق الطيان وَأبي بكر مُحَمَّد بن نصر النحاري سمع مِنْهُ الشريف عَليّ بن مَسْعُود بن نَاصِر الْعلوِي وروى عَنهُ) 3 - (ابْن نقيش) الْحسن بن نقيش تَصْغِير نقش بالنُّون وَالْقَاف والشين الْمُعْجَمَة أَبُو عَليّ الْمُؤَدب الْموصِلِي أَقَامَ بِبَغْدَاد يعلم الصّبيان وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا لَهُ مدائح فِي الْوَزير أبي عَليّ بن صَدَقَة وَغَيره ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَمن شعره من المنسرح (إِن وهبت بالحمى جآذرها ... سفك دمي لم تهب محاجرها) (مهاً أسود الفلا تحاذر من ... لحاظها مِثْلَمَا تحاذرها) (من كل خود خدورها أبدا ... بيض الظبى والقنا ستائرهم) (تبرقعت بالصباح غرتها ... واعتجرت بالدجى غدائرها) (هاجرةً لَا تزَال واصلةً ... هجرانها والوصال هاجرها) (لوصلها فِي الضلوع نَار أسىً ... قد مازجت أدمعي سرائرها) كَأَنَّمَا تستعير عزم جلال الدّين يَوْم الوغى محاجرها

أبو منصور القمري

قلت شعرٌ متوسط وَقَوله هاجرة لَا تزَال واصلة ينظر من طرف خَفِي إِلَى قَول المتنبي من المنسرح (ملولةٌ مَا يَدُوم لَيْسَ لَهَا ... من مللٍ دائمٍ بهَا ملل) 3 - (أَبُو مَنْصُور الْقمرِي) الْحسن بن نوح أَبُو مَنْصُور الْقمرِي كَانَ سيد وقته وَوَاحِد زَمَانه فِي صناعَة الطِّبّ مَحْمُود الطَّرِيقَة فِي أَعمالهَا فَاضلا فِي أُصُولهَا وفروعها حسن المعالجة جيد المداواة متميزاً عِنْد الْمُلُوك قَالَ ابْن أبي أصيبعة حَدثنِي الشَّيْخ شمس الدّين الخسروشاهي أَن الشَّيْخ ابْن سينا كَانَ قد لحق هَذَا وَهُوَ شيخ كَبِير وَكَانَ يحضر مجالسه ويلازم دروسه وانتفع بِهِ فِي صناعَة الطِّبّ وَله من الْكتب كتاب غنى وَمنى وَهُوَ كناش حسن قد استقصى فِيهِ ذكر الْأَمْرَاض ومداواتها على أفضل مَا يكون ولخص فِيهَا جملا من أَقْوَال المتعينين فِي صناعَة الطِّبّ خُصُوصا مَعَ مَا ذكره الرَّازِيّ مفرقاً فِي كتبه وَكتاب علل الْعِلَل 3 - (نجم الدّين الهذباني الشَّافِعِي) ) الْحسن بن هَارُون بن حسن الْفَقِيه الصَّالح نجم الدّين الهذباني الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب محيي الدّين النَّوَوِيّ دين خير ورعٌ سمع من ابْن عبد الدايم وَلم يحدث توفّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ كهل أَبُو نواس الْحسن بن هَانِئ بن عبد الأول بن الصَّباح أَبُو عَليّ الْحكمِي بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْكَاف الْمَعْرُوف بِأبي نواس كَانَ جده مولى الْجراح بن عبد الله الْحكمِي وَالِي خُرَاسَان ولد أَبُو نواس بِالْبَصْرَةِ وَنَشَأ بهَا ثمَّ خرج إِلَى الْكُوفَة مَعَ والبة بن الْحباب ثمَّ صَار إِلَى بَغْدَاد هَكَذَا قَالَ مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب الورقة وَقَالَ غَيره إِنَّه ولد بالأهواز وَنقل مِنْهَا وعمره سنتَانِ وَاسم أمه جلبان وَكَانَ أوبه من جند مَرْوَان آخر مُلُوك بني أُميَّة وَكَانَ من أهل دمشق وانتقل إِلَى الأهواز فَتزَوج بجلبان وأولدها عدَّة أَوْلَاد مِنْهُم أَبُو نواس وَأَبُو معَاذ قَالَ أَبُو نواس فأسلمته أمه إِلَى بعض العطارين فَرَآهُ يَوْمًا والبة بن الْحباب فاستحلاه فَقَالَ لَهُ إِنِّي أرى فِيك مخايل أرى أَن لَا تضيعها وستقول الشّعْر فاصحبني أخرجك فَقَالَ لَهُ

وَمن أَنْت قَالَ أَبُو أُسَامَة والبة بن الْحباب قَالَ نعم أَنا وَالله فِي طَلَبك وَلَقَد أردْت الْخُرُوج إِلَى الْكُوفَة بسبك لآخذ عَنْك وأسمع مِنْك شعرك فَصَارَ مَعَه وَقدم بِهِ بَغْدَاد فَكَانَ أول مَا قَالَه من الشّعْر وَهُوَ صبي من المقتضب (حَامِل الْهوى تَعب ... يستخفه الطَّرب) (إِن بَكَى يحِق لَهُ ... لَيْسَ مَا بِهِ لعب) (تضحكين لاهيةً ... والمحب ينتحب) (تعجبين من سقمي ... صحتي هِيَ الْعجب) قَالَ إِسْمَاعِيل بن نوبخت مَا رَأَيْت قطّ أوسع علما من أبي نواس وَلَا أحفظ مِنْهُ مَعَ قلَّة كتبه وَلَقَد فتشنا منزله بعد مَوته فَمَا وجدنَا إِلَّا قمطراً فِيهِ جزارٌ مشتملٌ على غريبٍ ونحوٍ لَا غير وَهُوَ فِي الطَّبَقَة الأولى من المولدين وشعره عشرَة أَنْوَاع وَهُوَ محيد فِي الْعشْرَة واعتنى بِشعرِهِ جماعةٌ من الْفُضَلَاء مِنْهُم أَبُو بكر الصولي وَعلي بن حَمْزَة وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الْمَعْرُوف بتوزون وَأجْمع هَذِه الرِّوَايَات جمع عَليّ بن حَمْزَة) وَسمع أَبُو نواس الحَدِيث من حَمَّاد بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن زِيَاد وَعرض الْقُرْآن على يَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ وَأخذ اللُّغَة عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ وَأبي عُبَيْدَة ومدح الْخُلَفَاء والوزراء وَكَانَ شَاعِر عصره وترجمته فِي تَارِيخ بَغْدَاد سبع وَرَقَات وَكَانَ يُقَال الشَّافِعِي شاعرٌ غلب عَلَيْهِ الْفِقْه وَأَبُو نواس فَقِيه غلب عَلَيْهِ الشّعْر وَإِنَّمَا قيل لَهُ أَبُو نواس لذؤابتين كَانَتَا تنوسان على عَاتِقيهِ حدث مُحَمَّد بن كثير الصَّيْرَفِي قَالَ دَخَلنَا على أبي نواس الْحسن بن هَانِئ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ لَهُ صَالح بن عَليّ الْهَاشِمِي يَا أَبَا عَليّ أَنْت الْيَوْم فِي أول يَوْم من أَيَّام الْآخِرَة وَآخر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا وَبَيْنك وَبَين الله هناتٌ فتب إِلَى الله من عَمَلك قَالَ فَقَالَ إيَّايَ تخوف بِاللَّه ثمَّ قَالَ أسندوني حَدثنِي حَمَّاد بن سَلمَة عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لكل نبيٍّ شَفَاعَة وَإِنِّي اخْتَبَأْت شَفَاعَتِي لأهل الْكَبَائِر من أمتِي أفترى لَا أكون مِنْهُم وَقَالَ عبد الله بن صَالح الْهَاشِمِي حَدثنِي من أَثِق بِهِ قَالَ رَأَيْت أَبَا نواس فِي النّوم وَهُوَ

فِي نعْمَة كَبِيرَة فَقلت لَهُ أَبَا نواس قَالَ نعم قلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَأَعْطَانِي هَذِه النِّعْمَة قلت ومم ذَاك وَأَنت كنت مخلطاً فَقَالَ إِلَيْك عني جَاءَ بعض الصَّالِحين إِلَى الْمَقَابِر فِي ليلةٍ من اللَّيَالِي فَبسط رِدَاءَهُ وصف قَدَمَيْهِ وَصلى رَكْعَتَيْنِ لأهل الْمَقَابِر قَرَأَ فيهمَا ألفي مرّة قل هُوَ الله أحدٌ وَجعل ثَوَابهَا لأهل الْمَقَابِر فغفر الله لأهل الْمَقَابِر عَن آخِرهم فَدخلت أَنا فِي جُمْلَتهمْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة أَبُو نواس للمحدثين كامرئ الْقَيْس للأولين هُوَ الَّذِي فتح لَهُم هَذِه الطّرق فِي الفطن ودلهم على هَذِه الْمعَانِي وَقَالَ أَبُو هفان إِنَّمَا أفسد شعر أبي نواس المنحولات لِأَنَّهَا خلطت بِشعرِهِ ونسبت إِلَيْهِ فَأَما مَا يعرف من خَالص شعره رِوَايَة فَإِنَّهُ أحكم شعرٍ وأتقنه فِي مَعَانِيه وفنونه وَقَالَ النظام كَأَنَّمَا كشف لأبي نواس عَن مَعَاني الشّعْر فَقَالَ أجوده وَاخْتَارَ أحْسنه قلت أما قصائده فطنانة رنانة وَأما بعض المقاطيع الَّتِي تقع لَهُ وغالبها فِي المجون فَهِيَ منحطةٌ عَن طبقته وَأرَاهُ كَانَ بكر الزَّمَان فِي المجون وخفة الرّوح وَقد انْفَتح للنَّاس بابٌ لم يعهدوه فَكَانُوا إِذا اجْتَمعُوا فِي مجْلِس شراب وَقد أخذت مِنْهُ الْخمر اقترحوا عَلَيْهِ شَيْئا أَو قَالَ هُوَ شَيْئا مَشى بِهِ الْحَال فِي ذَلِك الْوَقْت فَيخرج غير منقحٍ وَلَا منقى لم تنضجه الروية) وَلَا هذبه التفكر لقلَّة مبالاته بِهِ فيدون عَنهُ ويحفظ ويروى فَهَذَا هُوَ السَّبَب الَّذِي أرَاهُ فِي انحلال بعض شعره وَقيل إِنَّه كَانَ لَيْلَة نَائِما إِلَى جَانب والبة بن الْحباب فانتبه فَرَآهُ وَقد انْكَشَفَ استه وَهِي بَيْضَاء حَمْرَاء فَمَا تمالك أَن قبلهَا فَلَمَّا دنا مِنْهَا أَجَابَهُ بضرطة هائلة فَقَالَ وَيلك مَا هَذَا فَقَالَ لِئَلَّا يذهب الْمثل ضيَاعًا فِي قَوْلهم مَا جَزَاء من يقبل الأستاه إِلَّا الضراط وَكَانَ خَفِيف الرّوح نادم الْأمين وَكَانَ الْمَأْمُون يعيره بذلك وَيَقُول فِي خُرَاسَان من يكون أَبُو نواس نديمه لَا يصلح للخلافة وَلَو عَاشَ أَبُو نواس إِلَى أَن يدْخل الْمَأْمُون بَغْدَاد لَنَالَهُ مِنْهُ سوءٌ وَله أَخْبَار وحكايات ومجاراةٌ مَعَ شعراء عصره وَتُوفِّي سنة سِتّ أَو سنة سبع أَو سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وَمن شعره من الْبَسِيط (دع عَنْك لومي فَإِن اللوم إغراء ... وداوني بِالَّتِي كَانَت هِيَ الدَّاء) (صفراء لَا تنزل الأحزان ساحتها ... لَو مَسهَا حجرٌ مسته سراء) (من كف ذَات حرٍ فِي زِيّ ذِي ذكرٍ ... لَهَا محبان لوظيٌّ وزناء) (قَامَت بإبريقها وَاللَّيْل معتكرٌ ... فظل من وَجههَا فِي الْبَيْت لألاء) (فَأرْسلت من فَم الإبريق صَافِيَة ... كَأَنَّمَا أَخذهَا بِالْعقلِ إغفاء)

(رقت عَن المَاء حَتَّى لَا يلائمها ... لطافةً وجفا عَن شكلها المَاء) وَمِنْه من الطَّوِيل (وكأسٍ كمصباح السَّمَاء شربتها ... على قبْلَة أَو موعدٍ بلقاء) (أَتَت دونهَا الْأَيَّام حَتَّى كَأَنَّهَا ... تساقط نورٍ من فنون سَمَاء) (ترى ضوءها من ظَاهر الكأس ساطعاً ... عَلَيْك وَلَو غطيته بغطاء) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَلا دارها بِالْمَاءِ حَتَّى تلينها ... فَمَا تكرم الصَّهْبَاء حَتَّى تهينها) (أغالي بهَا حَتَّى إِذا مَا ملكتها ... أهنت لإكرام النديم مصونها) (وصفراء قبل المزج بَيْضَاء بعده ... كَأَن شُعَاع الشَّمْس يلقاك دونهَا) ) (ترى الْعين تستعفيك من لمعانها ... وتحسر حَتَّى مَا تقل جفونها) (كأنا حلولٌ بَين أكناف روضةٍ ... إِذا مَا سلبناها مَعَ اللَّيْل طينها) (كَأَن يواقيتاً رواكد حولهَا ... وزرق سنانيرٍ تدير عيونها) وَمِنْه من المديد (أَيهَا المنتاب عَن عفره ... لست من ليلى وَلَا سمره) (لَا أذود الطير عَن شجرٍ ... قد بلوت المر من ثمره) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَدَار ندامى عطلوها وأدلجوا ... بهَا أثرٌ مِنْهُم جديدٌ ودارس) (مساحب من جر الزقاق على الثرى ... وأضغاث ريحَان جنيٌّ ويابس) (أَقَمْنَا بهَا يَوْمًا وَيَوْما وثالثاً ... وَيَوْما لَهُ يَوْم الترحل خَامِس) (تَدور علينا الراح فِي عسجديةٍ ... حبتها بأنواع التصاوير فَارس) (قرارتها كسْرَى وَفِي جنباتها ... مهاً تدريها بالقسي الفوارس) (فللراح مَا زرت عَلَيْهِ جيوبها ... وللماء مَا دارت عَلَيْهِ القلانس) قلت هَذِه أبياتٌ سَار لَهَا ذكر وَصَارَ لَهَا شكرٌ بَين الأدباء أولعوا بهَا وبمعاني أبياتها قَالَ الجاحظ نَظرنَا فِي شعر القدماء والمحدثين فَوَجَدنَا الْمعَانِي تقلب ووجدناها بَعْضًا يسترق من بعضٍ إِلَّا قَول عنترة فِي الذُّبَاب من الْكَامِل (وخلا الذُّبَاب بهَا فَلَيْسَ ببارحٍ ... غرداً كَفعل الشَّارِب المترنم) (هزجا يحك ذراعه بذراعه ... قدح المكب على الزِّنَاد الأجذم) وَقَول أبي نواس فِي الكأس المصورة قرارتها كسْرَى الأبيات قلت قد ذكرت هَذِه

ابن الدوامي

الأبيات وأبيات عنترة فِي كتابي نُصرْة الثائر عَلَى الْمثل السائر وَبسطت الْكَلَام على ذَلِك وَذكرت مَا ورد للشعراء فِي ذَلِك من النَّظَائِر وَذكرت هُنَا مَا كتبه أَبُو الْحُسَيْن الجزار فِي يَوْم نوروز من الطَّوِيل (كتبت بهَا فِي يَوْم لهوٍ وهامتي ... تمارس من أهواله مَا تمارس) (وَعِنْدِي رجالٌ للمجون ترجلت ... عمائمهم عَن هامهم والطيالس) (فللراح مَا زرت عَلَيْهِ جيوبها ... وللماء مَا دارت عَلَيْهِ القلانس) ) (مساحب من جر الزقاق على الْقَفَا ... وأضغاث أنطاع جنيٌّ ويابس) لم أر لأحد مثل هَذَا التَّضْمِين وَلَا هَذَا الاهتدام كَيفَ نقل وصف الكأس المصورة إِلَى وصف الَّذين يتصافعون يَوْم النوروز وَمن شعر أبي نواس وَفِيه دلَالَة على أَنه كَانَ يعرف علم الْمنطق من الطَّوِيل (أَبَاحَ الْعِرَاقِيّ النَّبِيذ وشربه ... وَقَالَ حرامان المدامة وَالسكر) (وَقَالَ الْحِجَازِي الشرابان واحدٌ ... فَحلت لنا من بَين قوليهما الْخمر) وَقد امتحنت بهما جمَاعَة فَمَا رَأَيْت من يعرف مَعْنَاهُمَا وَهُوَ شكلٌ من أشكال الْمنطق 3 - (ابْن الدوامي) الْحسن بن هبة الله بن الْحسن بن عَليّ بن الدوامي أَبُو عَليّ بن أبي الْمَعَالِي أحد الْأَعْيَان الأماثل من أَوْلَاد الرؤساء تولى حجبة الْحجاب بِبَغْدَاد وَارْتَفَعت مَنْزِلَته ورتب صَدرا بالمخزن ورد إِلَيْهِ النّظر فِي أَعماله وأضيف إِلَيْهِ الْوكَالَة للْإِمَام النَّاصِر وَلم يزل على ذَلِك على أحسن طَريقَة إِلَى أَن عزل عَن الْوكَالَة وَالنَّظَر وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ صَدرا نبيلاً مهيباً غزير الْفضل محباً لأهل الْعلم وداره مجمع الأفاضل وَكَانَ يتشيع وَسمع الحَدِيث بإفادة عَمه من أبي الْفضل الأرموي قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَمن شعره من الْبَسِيط (كم لي أرقع ثوب الْعُمر مُجْتَهدا ... وَلَا يجد سوى الخلاق من خلق) (لم تتْرك السن من نَفسِي سوى رمقٍ ... قَلِيل لبثٍ وَمن شمسي سوى شفق) (يفرق الْمَوْت منا كل مجتمعٍ ... وَيجمع الْحَشْر منا كل مفترق)

ابن الوزير فخر الدولة

3 - (ابْن الْوَزير فَخر الدولة) الْحسن بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمطلب أَبُو المظفر بن الْوَزير أبي الْمَعَالِي فَخر الدولة كَانَ من الصُّدُور الْأَعْيَان ووالده وَزِير المستظهر وَنَشَأ أَبُو المظفر فِي الرياسة والرفعة وَأُرِيد أَن يَلِي الوزارة فَلم يفعل وزهد فِي الدُّنْيَا وَرغب عَن الولايات وَأحب طَرِيق التصوف والتشبه بالقوم وَأكْثر الْحَج والمجاورة بِمَكَّة) وَأنْفق أَمْوَاله فِي الطَّاعَات وَعمر مدرسةً لأَصْحَاب الشَّافِعِي ورباطاً للصوفية ومسجداً كَبِيرا مُتَّصِلا بهما وَأَنْشَأَ جَامعا كَبِيرا لصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا وَبنى فِيهِ بُيُوتًا للمجاورين من الْفُقَرَاء وأجرى لَهُم الجرايات وَعمل رِبَاطًا للنِّسَاء وأوقف أَكثر أملاكه وضياعه على ذَلِك وَكَانَ ملازماً لبيته مُحْتَرما مُعظما يَقْصِدهُ النَّاس فِي منزله وَلَا يمْضِي إِلَى أحد وَسمع الحَدِيث فِي صباه من الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد ب العلاف وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان الْكَاتِب وَغَيرهمَا وَحدث باليسير بعد جهدٍ شَدِيد وَامْتِنَاع وَكَانَ عسراً فِي الرِّوَايَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (تَاج الدّين بن رَئِيس الرؤساء) الْحسن بن هبة الله بن المظفر بن عَليّ بن الْحسن بن الْمسلمَة أَبُو عَليّ تَاج الدّين عَم الْوَزير أبي الْفرج مُحَمَّد بن عبد الله بن هبة الله بن رَئِيس الرؤساء كَانَ أحد الْأَعْيَان الْفُضَلَاء ذكره أَبُو الْفتُوح عبد السَّلَام بن يُوسُف الدِّمَشْقِي فِي كتاب أنموذج الْأَعْيَان كَانَ حسن الشيم وافر الْمُرُوءَة دمث الْأَخْلَاق طَاهِر الظَّاهِر وَالْبَاطِن وَكَانَ ينظم ألغازاً بديعة من ذَلِك قَوْله فِي القفل من الْكَامِل (أَخَوان مَا افْتَرقَا إِذا اجْتمعَا ... إِلَّا بثالثهم من الْجِنْس) (قد وكلا بِالْحِفْظِ مذ خلقا ... وَكِلَاهُمَا بعدا من الْحس) وَقَوله فِي الناعورة من المجتث (وَذي عُيُون يُغني ... بأنةٍ وزفير) (ويستهل بدمعٍ ... من الْعُيُون غزير) (كَأَنَّهُ حِين يَبْدُو ... أهلةٌ من بدور) 3 - (ابْن البوقي الشَّافِعِي) الْحسن بن هبة الله بن يحيى بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن البوقي أَبُو عَليّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الوَاسِطِيّ كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الْكِبَار سديد الْفَتَاوَى حَافِظًا لمَذْهَب الشَّافِعِي حسن المناظرة حُلْو المجالسة قدم بَغْدَاد شَابًّا وَسمع الحَدِيث من أبي زُرعة طَاهِر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَأبي الْفَتْح

الحاقظ ابن صصرى

بن البطي) وَعبد الله بن الْحُسَيْن بن الطَّاهِر الْوزان ثمَّ قدمهَا بعد ذَلِك وروى بهَا شَيْئا يَسِيرا وَتُوفِّي بواسط سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الحاقظ ابْن صصرى) الْحسن بن هبة الله بن أبي البركات مَحْفُوظ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن ابْن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن صصرى الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو الْمَوَاهِب بن أبي الْغَنَائِم الربعِي التغلبي الْبَلَدِي الدِّمَشْقِي الْمعدل ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ اسْمه أَولا نصر الله فَغَيره بالْحسنِ سمع بِدِمَشْق جده والفقيه نصر الله بن مُحَمَّد المصِّيصِي وعبدان بن رزين الْمُقْرِئ وَعلي بن حيدرة الْعلوِي وَنصر بن أَحْمد بن مقَاتل وَالْحُسَيْن ابْن البن الْأَسدي وَأَبا يعلى بن الحبوبي وَأَبا المظفر الفلكي وَحَمْزَة بن كروس وخلقاً كثيرا وَلزِمَ أَبَا الْقَاسِم الْحَافِظ فَأكْثر عَنهُ وَتخرج بِهِ وعني بِهَذَا الشَّأْن أتم عناية ورحل وَسمع بحماة الْحجَّة مُحَمَّد بن ظفر وبحلب أَبَا طالبٍ بن العجمي وَابْن ياسرٍ الجياني وبالموصل الْحسن بن عَليّ الكعبي وَغَيره وببغداد هبة الله بن الْحسن الدقاق وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي بن البطي وَيحيى بن ثَابت وشهدة الكاتبة وَجَمَاعَة وبهمذان أَبَا الْعَلَاء الْعَطَّار الْحَافِظ وبإصبهان مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَا شاذه صَاحب سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ وَغَيرهمَا وبتبريز مُحَمَّد بن أسعد العطاردي حفدة أَو لقِيه بالموصل وصنف التصانيف وَجمع المعجم لنَفسِهِ فِي سِتَّة عشر جُزْءا وصنف فَضَائِل الصَّحَابَة وفضائل الْقُدس وعوالي ابْن عُيَيْنَة وجزءاً فِي رباعيات التَّابِعين وَأطيب بكتبه فَإِنَّهَا احترقت بالكلاسة ثمَّ وقف بعد ذَلِك خزانَة أُخْرَى وَكَانَ ثِقَة مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة لين الْجَانِب سَمحا كَرِيمًا عَاشَ تسعا وَأَرْبَعين سنة وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه الْحُسَيْن فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الشَّمْس الإدفوي) الْحسن بن هبة الله بن عبد السَّيِّد شمس الدّين الإدفوي كَانَ حسن الْأَخْلَاق خَفِيف الرّوح لطيفاً قَلِيل الْغَيْبَة إِذا نقل عَن أحدٍ شَيْء أَوله وَحمله على وجهٍ حسن) حفظ الْمِنْهَاج للنووي وَسمع من أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد الدشناوي وَكَانَ أديباً شَاعِرًا أَقَامَ بإسنا سنتَيْن ثمَّ أَقَامَ بقوص إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود الْعشْرين وَسَبْعمائة بعد أَن انخلع

أبو محمد بن الصابي الكاتب

من الخلاعة وَالْتزم بالأشغال وَالْعلم وَالصَّلَاح وَدخل إِلَى مصر وَحضر الدُّرُوس وَكَانَ يعرف شَيْئا من الموسيقى وَمن شعره فِيمَن وَقع على نصفيته حبر من الْكَامِل (جَاءَ الْبَهَاء إِلَى الْعُلُوم مبادراً ... مَعَ مَا حوى من أجره وثوابه) (ملئت صحائفه بَيَاضًا ساطعاً ... غَار السوَاد فشن فِي أثوابه) وَمِنْه من الْكَامِل (إِن المليحة والمليح كِلَاهُمَا ... حضرا ومزمارٌ هُنَاكَ وعود) (وَالرَّوْض فتحت الصِّبَا أكمامه ... فَكَأَنَّهُ مسك يفوح وعود) (ومدامة تجلو الهموم فبادروا ... واستغنموا فرص الزَّمَان وعودوا) 3 - (أَبُو مُحَمَّد بن الصابي الْكَاتِب) الْحسن بن هِلَال بن مُحَمَّد بن هِلَال بن المحسِّن بن إِبْرَاهِيم بن الصابي أَبُو مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن أبي الْحسن الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ من بَيت رياسة وبلاغة وَكِتَابَة كَانَ وَالِده يعرف بالأشرف سمع أَبَا غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الْبَقَّال وَأَبا بكر أَحْمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي وَأَبا الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن مَيْمُون النَّرْسِي وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب قَالَ محب الدّين بن النجار وَحدثنَا عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن الْأَخْضَر وَكَانَ أديباً فَاضلا يَقُول الشّعْر توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل (وَقَالُوا كريمٌ والأقاويل جمة ... وأكثرها يَا جاهلون سقيم) (كَمَا قيل فِي أَرض الْهَلَاك مفازةٌ ... وَقيل لملدوغ الصلال سليم) قلت يشبه قَول إِبْرَاهِيم الْغَزِّي يهجو من الوافر (كَمَال سميرمٍ للْملك نقصٌ ... كَمَا سميت مهلكةً مفازه) (لَئِن رفعت محلته اللَّيَالِي ... فكم رفعت على كتفٍ جنازه) ) 3 - (الْحسن بن وصيف) الْحسن بن وصيف مولى عَليّ بن الجهم الشَّاعِر كَانَ قد رباه مَوْلَاهُ وَرَوَاهُ شعره وروى عَنهُ مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح

ابن العريف النحوي القرطبي

3 - (ابْن العريف النَّحْوِيّ الْقُرْطُبِيّ) الْحسن بن الْوَلِيد أَبُو الْقَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن العريف النَّحْوِيّ المغربي صنع لوَلَدي الْمَنْصُور أبي عَامر مَسْأَلَة فِيهَا من الْعَرَبيَّة مِائَتَا ألف وجهٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ ألف وجهٍ وثمانيةٌ وَسِتُّونَ وَجها وَهِي ضرب الضَّارِب الشاتم الْقَاتِل محبك وادك قاصدك معجباً خَالِدا وسرد ذَلِك وَعلله وبرهنه وَقد أثبتها فِي الْجُزْء الْحَادِي عشر من التَّذْكِرَة وَخرج إِلَى مصر فِي أَوَاخِر عمره وَرَأس فِيهَا وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (أَبُو عَليّ الجويمي) الْحسن بن وهب بن الْحسن أَبُو عَليّ الجويمي الْفَارِسِي قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا سمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأنمَاطِي ابْن بنت السكرِي وَكَانَ أديباً شَاعِرًا مدح الْمُقْتَدِي بِاللَّه ووزيره أَبَا مَنْصُور بن جهير ونظام الْملك وروى عَنهُ أَبُو البركات بن الطوسي وَمن شعره فِي نظام الْملك من الطَّوِيل (وَقد جِئْت أستقيك من أَرض بابلٍ ... وأشتام برق الْعَارِض المتألف) (فَإِن سقت لي سقيا وَإِلَّا فَلم أكن ... بِأول من شام البروق وَمَا سقِِي) (إِذا كنت عوني عِنْد كل ملمة ... فَقل لزماني مَا بدا لَك فأبرق) (فَإِن ورائي من يفل شباته ... وَيدْفَع عني والأسنة تلتقي) قلت شعر متوسط 3 - (الْكَاتِب الْمَشْهُور) الْحسن بن وهب بن سعيد بن عَمْرو بن حُصَيْن بن قيس بن قنان بن مَتى الْحَارِثِيّ أَبُو عَليّ الْكَاتِب كَانَ يذكر أَنه من ولد الْحَارِث بن كَعْب وَهُوَ معرق فِي الْكِتَابَة فآباؤه وأجداده كلهم كتبةٌ فِي الدولتين الأموية والعباسية) وَكَانَ الْحسن يكْتب بَين يَدي مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الزيات ثمَّ إِنَّه ولي ديوَان الرسائل وَولي بعض الْأَعْمَال بِدِمَشْق وَبهَا مَاتَ وَهُوَ يتَوَلَّى الْبَرِيد آخر أَيَّام المتَوَكل ومولده سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة

قَالَ المرزباني بَنو وهب أصلهم نَصَارَى من حضر سَابُور تعلقوا بنسبٍ فِي الْيمن فِي بني الْحَارِث بن كَعْب وَكَانَ عبيد الله وَابْنه الْقَاسِم يدفعان ذَلِك وَكتب الْحسن إِلَى أَخِيه سُلَيْمَان وَقد نكبه الواثق من الْكَامِل (اصبر أَبَا أَيُّوب صبرا يرتضى ... فَإِذا جزعت من الخطوب فَمن لَهَا) (الله يفرج بعد ضيقٍ كربها ... ولعلها أَن تنجلي ولعلها) وَكَانَ الْحسن جعل على نَفسه أَن لَا يَذُوق طيبا وَلَا يشرب شرابًا حَتَّى يتَخَلَّص أَخُوهُ سُلَيْمَان ووفى بذلك وَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان يَوْمًا أَرَاك الْيَوْم فَارغًا متخلياً قَالَ نعم وَلذَلِك لَا أعده من عمري ثمَّ قَالَ من الطَّوِيل (إِذا كَانَ يومي يَوْم غير مدامةٍ ... وَلَا يَوْم فتيانٍ فَمَا هُوَ من عمري) (وَإِن كَانَ معموراً بعودٍ وقهوةٍ ... فَذَلِك مسروقٌ من الدَّهْر) وَكَانَ الْحسن أَشد النَّاس شغفاً بنبات جَارِيَة مُحَمَّد بن حَمَّاد كَاتب رَاشد لَا يعد من عمره يَوْمًا لَا يَرَاهَا فِيهِ فَكَانَ يَوْمًا عِنْدهَا وَهِي تغني بَين يَدَيْهِ وَبَين يَدَيْهِ كانونٌ فِيهِ نارٌ فتأذت بالنَّار فَأمرت أَن تنحى عَنْهَا فَقَالَ الْحسن من الْكَامِل (بِأبي كرهت النَّار حَتَّى أبعدت ... فَعلمت مَا معناك فِي إبعادها) (هِيَ ضرةٌ لَك بالتماع ضيائها ... وَبِحسن صورتهَا لَدَى إيقادها) (وَأرى صنيعك فِي الْقُلُوب صنيعها ... بأراكها وسيالها وعرادها) (شركتك فِي كل الْجِهَات بحسنها ... وضيائها وصلاحها وفسادها) وَقَالَ من المنسرح (جراك عفوي على الذُّنُوب فَمَا ... تخَاف عِنْد الذُّنُوب إعراضي) (أَشد يَوْمًا أكونه غَضبا ... عَلَيْك فالقلب ضاحكٌ رَاض) (أَنْت أميرٌ عَليّ مقتدرٌ ... حكمك فِي قبض مهجتي مَاض) ) (والخصم لَا يرتجى الْفَلاح لَهُ ... يَوْمًا إِذا كَانَ خَصمه القَاضِي) وَقَالَ فِي نَبَات وَقد أفسدها الْحسن بن مخلد من الْكَامِل (إِن يمس بَيْتك يَا حَبِيبَة بذلةً ... لبما يحجب مرّة ويصان) (لما أَبَاحَ اللَّيْث غابة عرسه ... طن البعوض وزمزم الذبان) وَقَالَ من السَّرِيع (ابك فَمن أيسر مَا فِي البكا ... لِأَنَّهُ للوجد تسهيل) (وَهُوَ إِذا أَنْت تأملته ... حزنٌ على الْخَدين محلول)

وزارته يَوْمًا نَبَات جَارِيَة ابْن حَمَّاد وشرطت عَلَيْهِ أَن تَنْصَرِف وَقت الْعَتَمَة فَلَمَّا أقبل اللَّيْل كتب إِلَى مُؤذن على بَاب دَاره من الْخَفِيف (قل لداعي الصَّلَاة أخر قَلِيلا ... قد قضينا حق الصَّلَاة طَويلا) لَيْسَ فِي سَاعَة تؤخرها إِثْم تجازى بِهِ وتحيي قَتِيلا (وتراعي حق الْمَوَدَّة فِينَا ... وتعافى من أَن تكون ثقيلا) فَحلف الْمُؤَذّن أَن لَا يُؤذن عتمةً شهرا حكى الصولي فِي أخباره قَالَ كَانَ أَبُو تَمام يعشق غُلَاما خزرياً لِلْحسنِ ابْن وهب وَكَانَ الْحسن يعشق غُلَاما رومياً لأبي تَمام فَرَآهُ يعبث بغلامه فَقَالَ وَالله لَئِن سرت إِلَى الرُّومِي لأسيرن إِلَى الخزري فَقَالَ الْحسن لَو شِئْت حكمتنا واحتكمت فَقَالَ لَهُ أَبُو تَمام أَنا أشبهك بِدَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وأشبهني أَنا بخصمه فَقَالَ الْحسن لَو كَانَ هَذَا منظوماً فَقَالَ أَبُو تَمام من جملَة أَبْيَات من الْبَسِيط (أذكرتني أَمر دَاوُد وَكنت فَتى ... مصرف الْقلب فِي الْأَهْوَاء والفكر) (أعندك الشَّمْس تزهي فِي مطالعها ... وَأَنت مشتغل الأفكار بالقمر) (إِن أَنْت لم تتْرك السّير الحثيث إِلَى ... جآذر أعنقنا إِلَى الخزر) (وَرب أمنع مِنْهُ جانباً وَحمى ... أَمْسَى وتكته مني على خطر) (جردت فِيهِ جيوش الْعَزْم فَانْكَشَفَتْ ... عَنهُ غياهبها عَن سكةٍ هدر) (أَنْت الْمُقِيم فَمَا تَغْدُو رواحله ... وأيره أبدا مِنْهُ على سفر) وَقيل لأبي تَمام غلامك أطوع لِلْحسنِ بن وهب من غُلَامه لَك قَالَ أجل لِأَن غلامي يجد) عِنْده مَالا وَأَنا أعطي غُلَامه قيلاً وَقَالا وَكَانَ ابْن الزيات وقف على مَا بَينهمَا فِي غلاميهما فاتفق أَن عزم يَوْمًا غُلَام أبي تَمام على الاحتجام فَكتب إِلَى الْحسن بن وهب يُعلمهُ بذلك ويستدعيه مطبوخاً فَوجه إِلَيْهِ بِمِائَة دنٍّ وَمِائَة دِينَار وَكتب إِلَيْهِ من الْخَفِيف (لَيْت شعري يَا أَمْلَح النَّاس عِنْدِي ... هَل تداويت بالحجامة بعدِي) (دفع الله عَنْك لي كل سوءٍ ... باكرٍ رائحٍ وَإِن خُنْت عهدي) (قد كتمت الْهوى بأبلغ جهدي ... فَبَدَا مِنْهُ غير مَا كنت أبدي) وخلعت العذار إِذْ علم النَّاس بِأَنِّي إياك أصفي بودي فليقولوا بِمَا أَحبُّوا إِذا كنت وصُولا وَلم ترعني بصد وَاتفقَ أَن وضع الرقعة تَحت مصلاة وَبلغ مُحَمَّد بن الزيات خَبَرهَا فَوجه إِلَى الْحسن من

أبو محمد الكاتب

يشْغلهُ بِالْحَدِيثِ وَأمر من جَاءَهُ بِتِلْكَ الرقعة ففكها وَقرأَهَا وَكتب فِيهَا على لِسَان أبي تَمام الطَّائِي من الْخَفِيف (لَيْت شعري عَن لَيْت شعري هَذَا ... أبهزلٍ تَقوله أم بجد) (فلئن كنت فِي الْمقَال مجداً ... يَا ابْن وهب لقد تظرفت بعدِي) وتشبهت بِي وَكنت أرى أَنِّي أَنا العاشق المتيم وحدي لَا أحب الَّذِي يلوم وَإِن كَانَ حَرِيصًا على صلاحي وزهدي بل أحب الْأَخ المشارك فِي الْحبّ وَإِن لم يكن بِهِ مثل وجدي (كنديمي أبي عليٍّ وحاشا ... لنديمي من مثل شقوة جدي) (إِن مولَايَ عبد غَيْرِي وَلَوْلَا ... شُؤْم جدي لَكَانَ مولَايَ عَبدِي) وَمِنْه من مجزوء الرمل كثر الشَّرّ وَقل الْخَيْر حَتَّى سَاءَ ظَنِّي ونبا الدَّهْر كَأَن الدَّهْر قد أوحش مني فَهُوَ يرميني بإعراض وَصد وتجني لَيْسَ لي مِنْهُ وَإِن طَال سوى روح التَّمَنِّي عجبا من سَعَة الرزق الَّذِي قد ضَاقَ عني) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب) الْحسن بن يحيى بن عمَارَة أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب كَانَ شَيخا نبيلاً كَاتبا أديباً يتَوَلَّى الْكِتَابَة فِي أَعمال نهر عِيسَى سمع شَيْئا من الحَدِيث النَّبَوِيّ من أبي زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد طَاهِر الْمَقْدِسِي والوزير أبي المظفر يحيى بن هُبَيْرَة قَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار وَمَا أظنُّه روى شَيْئا وَلم يتَّفق لي أَن أكتب عَنهُ شَيْئا وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متودداً مضيء الْوَجْه وَأورد لَهُ من الطَّوِيل (فَخر الورى من عاف كل دنية ... وَكَانَ بِمَا دون الْعلَا غير قَانِع) (وأضرم نَار الْجُود فِي كل غاسقٍ ... ليهدي إِلَيْهَا كل عافٍ وقانع) وَمِنْه من الطَّوِيل (ركبت مطا الْيَأْس المريح فَسَار بِي ... إِلَى الْعِزّ لَا يلوي بذل المطامع) (فَمن شَاءَ عزا لَا بيَدي ومنعةً ... تزيد فيعلو متن هَذَا المطا معي)

أبو بكر المقرئ

توفّي سنة أَربع وسِتمِائَة 3 - (أَبُو بكر الْمُقْرِئ) الْحسن بن يحيى بن قيس أَبُو بكر الْمُقْرِئ سمع أَبَا بكر عبد الله بن سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث السجسْتانِي وَحدث بمختصر عمر بن الْحُسَيْن الْخرقِيّ فِي الْفِقْه عِلّة مَذْهَب ابْن حَنْبَل سمع مِنْهُ أَبُو عبد الله بن حَامِد الْفَقِيه وَأَبُو طَالب مُحَمَّد بن عَليّ العشاري وَغَيره 3 - (ابْن روبيل) الْحسن بن يحيى بن روبيل براءٍ بعْدهَا وَاو وَبعدهَا بَاء ثَانِيَة الْحُرُوف وياء آخر الْحُرُوف وَلَام أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الْأَبَّار كَانَ يَبِيع الإبر فِي دكانه وَكَانَ صَالحا ناسكاً لَا يشرب الْخمر وَلَا يقرب مُنْكرا وَكَانَ مَعَ ذَلِك مغرىً بِهِجَاء زَوجته لِأَنَّهَا أشارت عَلَيْهِ أَن يمدح كَبِيرا فَمَا نفع فهجاه فَقَالَ لَوْلَا زَوْجَتي لما صفعت وَلَوْلَا تغريرها بِي لما وَقعت) وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب من السَّرِيع (لي قطة أنظف من زَوْجَتي ... ودبرها انظف من فِيهَا) (وكل مَا صوره رَبنَا ... من الْخَنَا رَكبه فِيهَا) وَقَالَ وَكَانَ يسكن درب صَامت بِدِمَشْق من مجزوء الْكَامِل (فِي درب صَامت قحبةٌ ... قد أشبعت كل المدينه) (وَلها أخٌ فِي رَأسه ... قرنٌ وَلَا صاري سَفِينِهِ) (يرضى بِمَا ترْضى بِهِ ... وَيبِيع عنبلها بتينه) (لَو كَانَ سلمانٌ يعي ... ش لما رَضِي من ذَا بسينه) وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الْبَنْدَنِيجِيّ) الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد بن تَمِيم بن الْحُسَيْن أَبُو مُحَمَّد الْبَنْدَنِيجِيّ الْبَغْدَادِيّ معلم كتاب قَرَأَ شَيْئا من الْأَدَب على أبي مُحَمَّد بن الخشاب النَّحْوِيّ وَغَيره توفّي سنة سِتّمائَة وَأورد لَهُ محب الدّين بن النجار قَالَ قَالَ ذَلِك ارتجالاً وَهُوَ متمسك بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة من الْخَفِيف (يَا إلهي يَا غَافِر الذَّنب يَا مس ... دي العطايا يَا دَائِم الْإِحْسَان) عَبدك المسرف المفرط يَدْعُوك بذلٍّ خوفًا من النيرَان

أبو صادق المصري

(وَهُوَ مستمسكٌ ببيتك يَرْجُو ... رَحْمَة مِنْك مَعَ بُلُوغ الْأَمَانِي) (فَاغْفِر الْآن ذَنبه واعف عَنهُ ... وَتصدق عَلَيْهِ بالرضوان) 3 - (أَبُو صَادِق الْمصْرِيّ) الْحسن بن يحيى بن صباح بن الْحُسَيْن بن عَليّ أَبُو صَادِق الْقرشِي المَخْزُومِي الْمصْرِيّ الْكَاتِب نشء الْملك كَانَ عدلا دينا صَالحا سمع من الْفَقِيه عبد الله بن رِفَاعَة وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ آخر أَصْحَابه كَانَ يبْقى سِتَّة أشهر لَا يشرب المَاء قَالَ ابْن الْحَاجِب قلت لَهُ تركته لِمَعْنى قَالَ لَا أشتهيه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن بِالْجَبَلِ وَكَانَ قد استوطن دمشق بعد التسعين وَخَمْسمِائة وَشهد بهَا) قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَظُنهُ كَانَ من شُهُود الخزانة وروى عَنهُ الضياء وَابْن خَلِيل والبرزالي وَجَمَاعَة من الْحفاظ والعلامة جمال الدّين بن مَالك النَّحْوِيّ وَغَيرهم قلت أما كَونه كَانَ لَا يَشْتَهِي المَاء فَهُوَ دَلِيل على أَن كبده كَانَ ريا كثير الرُّطُوبَة بَارِدَة المزاج فَلَا تحْتَاج إِلَى المَاء لِأَن المَاء لَيْسَ لَهُ حظٌ فِي غذَاء الْجَسَد إِنَّمَا هُوَ لبذرقة الطَّعَام وَلابْن مندويه الطَّبِيب وَغَيره رِسَالَة فِي أَن المَاء لَا يغذو وَقد رَأَيْت الْأَمِير فَخر الدّين بن الشَّمْس لُؤْلُؤ يبْقى أَرْبَعَة أَيَّام وَخَمْسَة أَيَّام لَا يشرب المَاء وَإِن شربه فَيكون قَلِيلا إِلَى الْغَايَة بعد الْخَمْسَة أَيَّام 3 - (سني الدولة الْكَاتِب ابْن الْخياط) الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد الْخياط هُوَ سني الدولة أَبُو مُحَمَّد وَهُوَ ابْن أخي الشَّاعِر الدِّمَشْقِي قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب لقِيت وَلَده واستنشدته من شعر وَالِده فَذكر أَن يَده فِي النّظم قَصِيرَة ودرر فضائله عِنْده كَثِيرَة وَكتب لي من نثر وَالِده فصلٌ فِي جَوَاب مهزوم وصل كِتَابه فَأَما سَلَامَته فَلم نستبعدها وَلَا تعجبنا مِنْهَا إِذْ لم يقتحم الْحَرْب وَلَا بَاشر الطعْن وَالضَّرْب وَلَا لبث فِي حومتها إِلَّا بِقدر مَا شَاهد المنايا الْحمر والسود ورجالاً يفترسون الْأسود حَتَّى عاذ بالفرار وطار بِهِ الْخَوْف كل مطار وتجلل ملابس الخزي والعار وَأسلم من كَانَ مَعَه لأيدي الحتوف وأنياب الصروف وظبى السيوف وَأما دَلِيل الْوَعْد والتهديد فَإنَّا أَحَق بِأَن نطول ونصول ونوعد بالإقدام والوصول وَلكم بَين من منحه الله عقائل النَّصْر وصفاياه وخصائصه ومزاياه وَبَين من

الحسن البصري

رَاح مُنْهَزِمًا مكلوماً معنفاً من جماعته ملوما وَكَانَ الأولى أَن يُبْدِي مَا عِنْده من القلق والعويل والأسف 3 - (الْحسن الْبَصْرِيّ) الْحسن بن يسَار الْبَصْرِيّ الْفَقِيه الْقَارئ الزَّاهِد العابد سيد زَمَانه إِمَام أهل الْبَصْرَة بل إِمَام أهل الْعَصْر ولد بِالْمَدِينَةِ سنة إِحْدَى وَعشْرين فِي خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ وَكَانَت أمه خيرة مولاة لأم سَلمَة فَكَانَت تذْهب لمولاتها فِي حَاجَة وتشاغله أم سَلمَة بثديها فَرُبمَا در عَلَيْهِ ثمَّ نَشأ بوادي الْقرى سمع من عُثْمَان وَهُوَ يخْطب وَشهد يَوْم الدَّار وَرَأى طَلْحَة وعلياً وروى عَن عمرَان بن) حُصَيْن والمغيرة بن شُعْبَة وَعبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة وَأبي بكرَة والنعمان بن بشير وجندب بن عبد الله وَسمرَة بن جُنْدُب وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَعَمْرو بن ثَعْلَب وَعبد الله بن عَمْرو وَمَعْقِل بن يسَار وَأبي هُرَيْرَة وَالْأسود بن سريع وَأنس بن مَالك وَخلق كثير من الصَّحَابَة وكبار التَّابِعين كالأحنف بن قيس وحطان الرقاشِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَصَارَ كَاتبا فِي إمرة مُعَاوِيَة للربيع بن زِيَاد مُتَوَلِّي خُرَاسَان ومناقبه كَثِيرَة ومحاسنه غزيرة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ يُدَلس وَيُرْسل وَيحدث بالمعاني وَكَانَ رَأْسا فِي الْعلم والْحَدِيث إِمَامًا مُجْتَهدا كثير الِاطِّلَاع رَأْسا فِي الْقُرْآن وَتَفْسِيره رَأْسا فِي الْوَعْظ والتذكير رَأْسا فِي الْحلم وَالْعِبَادَة رَأْسا فِي الزّهْد والصدق رَأْسا فِي الفصاحة والبلاغة رَأْسا فِي الأيد والشجاعة روى الْأَصْمَعِي عَن أَبِيه قَالَ مَا رَأَيْت زنداً أعظم من زند الْحسن الْبَصْرِيّ كَانَ عرضه شبْرًا وَقد نسبه قوم إِلَى القَوْل بِالْقدرِ حدث حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب قَالَ لَا أعلم أحدا يَسْتَطِيع أَن يعيب الْحسن الْبَصْرِيّ إِلَّا بِهِ وَأَنا نازلته فِي الْقدر غير مرّة حَتَّى خوفته السُّلْطَان فَقَالَ لَا أَعُود فِيهِ بعد الْيَوْم وَقد أدْركْت الْحسن وَالله وَمَا يَقُوله وَقَالَ أَبُو سعيد بن الْأَعرَابِي فِي كتاب طَبَقَات النساك كَانَ يجلس إِلَى الْحسن طائفةٌ من هَؤُلَاءِ وَهُوَ يتَكَلَّم فِي الْخُصُوص حَتَّى نسبه الْقَدَرِيَّة إِلَى الْجَبْر وَتكلم فِي الِاكْتِسَاب حَتَّى نسبوه إِلَى الْقدر كل ذَلِك لافتنانه وتفاوت النَّاس عِنْده وَهُوَ بَرِيء من الْقدر وَمن كل بِدعَة وَقَالَ عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة عَن الْحسن قَالَ الْخَيْر بقدرٍ وَالشَّر لَيْسَ بقدرٍ هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمد بن عَليّ الْأَبَّار فِي تَارِيخه

أبو سعد التجيبي

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذِه هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي قَالَهَا الْحسن ثمَّ أَفَاق على نَفسه وَرجع عَنْهَا وَمَات الْحسن لَيْلَة الْجُمُعَة وغسله أَيُّوب وَحميد وَأخرج حِين انْصَرف النَّاس وازدحموا عَلَيْهِ حَتَّى فَاتَت النَّاس صَلَاة الْعَصْر لم تصل فِي جَامع الْبَصْرَة وَكَانَ توفيه سنة عشر وَمِائَة وعمره تسعٌ وَثَمَانُونَ سنة وَقيل ستٌّ وَتسْعُونَ سنة حدث أَبُو عَليّ الْأَهْوَازِي قَالَ سَمِعت أبي يَقُول كَانَ بَين الْحسن الْبَصْرِيّ وَبَين ابْن سِيرِين هِجْرَة فَكَانَ إِذا ذكر ابْن سِيرِين عِنْد الْحسن يَقُول دَعونَا من ذكر الحاكة وَكَانَ بعض أهل) ابْن سِيرِين حائكاً فَرَأى الْحسن فِي مَنَامه كَأَنَّهُ عريانٌ وَهُوَ قائمٌ على مزبلة يضْرب بِالْعودِ فَأصْبح مهموماً برؤياه فَقَالَ لبَعض أَصْحَابه امْضِ إِلَى ابْن سِيرِين فَقص عَلَيْهِ رُؤْيَايَ على أَنَّك أَنْت رَأَيْتهَا فَدخل على ابْن سِيرِين وَذكر لَهُ الرُّؤْيَا فَقَالَ ابْن سِيرِين قل لمن رأى هَذِه الرُّؤْيَا لَا تسْأَل الحاكة عَن مثل هَذَا فَأخْبر الرجل الْحسن بمقالته فَعظم لَدَيْهِ وَقَالَ قومُوا بِنَا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ ابْن سِيرِين قلم إِلَيْهِ وتصافحا وَسلم كل واحدٍ مِنْهُمَا على صَاحبه وجلسا يتعاتبان فَقَالَ الْحسن دَعْنَا من هَذَا فقد شغلت الرُّؤْيَا قلبِي فَقَالَ ابْن سِيرِين لَا تشغل قَلْبك فَإِن العري عريٌ من الدُّنْيَا لَيْسَ عَلَيْك مِنْهَا علقَة وَأما المزبلة فَهِيَ الدُّنْيَا وَقد انكشفت لَك أحوالها فَأَنت ترَاهَا كَمَا هِيَ فِي ذَاتهَا وَأما ضربك بِالْعودِ فَإِنَّهُ الْحِكْمَة الَّتِي تَتَكَلَّم بهَا وَينْتَفع بهَا النَّاس فَقَالَ لَهُ الْحسن فَمن أَيْن لَك أَنِّي أَنا رَأَيْت هَذِه الرُّؤْيَا قَالَ ابْن سِيرِين لما قصها عَليّ فَكرت فَلم أر أحدا يصلح أَن يكون رَآهَا غَيْرك وَقَالَ رجل لِابْنِ سِيرِين قبل موت الْحسن رَأَيْت كَأَن طائراً أَخذ أحسن حصاةٍ بِالْمَسْجِدِ فَقَالَ ابْن سِيرِين إِن صدقت رُؤْيَاك مَاتَ الْحسن فَلم يكن غير قَلِيل حَتَّى مَاتَ الْحسن وَلم يحضر ابْن سِيرِين جنَازَته لشَيْء كَانَ بَينهمَا ثمَّ توفّي ابْن سِيرِين بعده بِمِائَة يَوْم 3 - (أَبُو سعد التجِيبِي) الْحسن بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو بكر الأديب ابْن الأديب أَبُو سعد التجِيبِي كَانَ شَيخا فَاضلا مليح الْخط مَقْبُول الظَّاهِر حسن الْجُمْلَة ووالده الأديب صَاحب التصانيف وَكَانَ أستاذ أهل نيسابور فِي عصره غالياً فِي مَذْهَب الاعتزال دَاعيا إِلَى الشِّيعَة سمع أَبَا يَعْقُوب وَأَبا نصر عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي أَحْمد التَّاجِر وَالسَّيِّد أَبَا الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله الحسني وَأَبا سعيد مَسْعُود بن نَاصِر بن أبي زيد السجْزِي الْحَافِظ وَكَانَ يكْتب الحَدِيث بِخَطِّهِ وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة بنيسابور قَالَ وَالِده يَعْقُوب بَعْدَمَا أنْشد أبياتاً سَوف تَأتي فِي تَرْجَمَة وَالِده يَعْقُوب واقتدى بِي ابْني الْحسن حبرَة الله فَقَالَ وأجاد من الطَّوِيل

أمير المؤمنين المستضيئ بالله

(أعد عِلّة الْأَحْوَال مني صَحِيحَة ... وضاعف نداك الْغمر تنقص بِهِ فقري) (وبدد صروف الدَّهْر قبل التفافها ... على جَوف مَهْمُوز الْفُؤَاد من الضّر) ) قلت يُرِيد بذلك ألقاب الْأَفْعَال الْمَشْهُورَة وَهِي الصَّحِيح والمضاعف والمنقوص والمعتل والأجوف والمهموز واللفيف وَكتب الْحسن إِلَى الباخرزي من الوافر (نظامك مسكرٌ لَا الراح صرفا ... ونثرك لؤلؤٌ لَا مَا ينظم) (فَإِن تنظم فسحرٌ بابليٌّ ... وَإِن تنثر فمنثورٌ وأنعم) (عَليّ بقيت للعلياء تُكْسَى ... لِبَاس الْأَمْن فِي عيشٍ منعم) وَقَالَ فِي أوحال نيسابور من المديد (قل لمن يعذلني فِي انحجازي ... بعد أَن شاد الشتَاء رواقه) (لَا تلمني فِي لزومي لبيتي ... إِن عومي فِي الخرا لحماقه) قَالَ الباخرزي وَلم يزل يقرع سَمْعِي مَا بنيت عَلَيْهِ نيسابور من رهل التربة وابتلاع طينها رجل الْمَاشِي من الأخمص إِلَى الرّكْبَة حفائر حاشى الْوُجُوه تذكر قَارون وبليةً وَالْعِيَاذ بِاللَّه مِنْهَا تعيا الْقُرُون ووحلاً بلغ منْكب خائضه فالتحفه وأودع الْقلب مصحفه ودجناً يزم فِي الْهَوَاء كل سَارِيَة كلفا إِذا حلقت ألصقت بأشراف الْكَوَاكِب سنامها وَإِذا أسفت غلقت من آناف المتاعب زمامها وَذكر الْبَيْتَيْنِ 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ المستضيئ بِاللَّه) الْحسن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن جَعْفَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو مُحَمَّد المستضيئ بِأَمْر الله بن المستنجد بن المقتفي بن المستظهر بن الْمُقْتَدِي ابْن الْقَائِم بن الْقَادِر بن إِسْحَاق بن المقتدر بن المعتضد بن الْمُوفق ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور بُويِعَ بالخلافة بعد وَفَاة وَالِده المستنجد يَوْم الْأَحَد الْعَاشِر من شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وسنه يَوْمئِذٍ عشرُون سنة وَتِسْعَة أشهر ويومان ومولده سحرة يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشْرين شعْبَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأمه أم ولد أرمنية اسْمهَا غضة يُقَال إِن طالعه كَانَ بِالْقَوْسِ وَالْمُشْتَرِي) كَانَ حَلِيمًا رحِيما شفوقاً لينًا سهل الْأَخْلَاق كَرِيمًا جواداً معطاءً بذولاً كثير الصَّدَقَة وَالْمَعْرُوف شَدِيد الْبَحْث عَن الْفُقَرَاء وأحوالهم وتفقدهم بِالْبرِّ والعطايا

الباهلي الأشعري

وَكَانَت أَيَّامه مشرقةً بِالْعَدْلِ وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد أَحْمد وَهُوَ الإِمَام النَّاصِر وهَاشِم أَبُو مَنْصُور ونادى بِرَفْع المكوس ورد الْمَظَالِم الْكَثِيرَة وَفرق مَالا عَظِيما على الهاشميين والعلويين والمدارس والربط وَكَانَ دَائِم الْبَذْل لِلْمَالِ وخلع على أَرْبَاب الدولة ألفا وثلاثمائة قبَاء إبرسيم لما اسْتخْلف وَأمر سَبْعَة عشر مَمْلُوكا ثمَّ احتجب عَن النَّاس وَلم يركب إِلَّا مَعَ الخدم وَلم يدْخل عَلَيْهِ غير قايماز وَفِي أَيَّامه انْقَضتْ دولة بني عبيد مُلُوك مصر وَضربت السِّكَّة باسمه وَجَاء البشير إِلَى بَغْدَاد وغلقت الْأَسْوَاق وَضربت القباب وصنف ابْن الْجَوْزِيّ فِي ذَلِك كتاب النَّصْر على مصر وخطب لَهُ بِمصْر وأسوان وَالشَّام واليمن برقة وتوزر ودانت الْمُلُوك بِطَاعَتِهِ وَكَانَ يطْلب ابْن الْجَوْزِيّ ويأمره بِعقد مجْلِس الْوَعْظ وَيجْلس بِحَيْثُ يسمع ووزر لَهُ عضد الدولة ابْن رَئِيس الرؤساء وَأَبُو الْفضل زعيم الدّين ابْن جَعْفَر وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْأَنْبَارِي وَمَات فِي الوزارة ظهير الدّين ابْن الْعَطَّار وَكَانَ على قَضَاء قُضَاته أَبُو الْحسن بن عَليّ بن الدَّامغَانِي وحاجبه مجد الدّين أَبُو الْفضل بن الصاحب وَأَبُو سعد مُحَمَّد بن المعوج وَقَالَ فِيهِ الحيص بيص من الْخَفِيف ياإمام الْهدى عَلَوْت عَن الْجُود بِمَال وَفِضة ونضار فَوهبت الْأَعْمَار والمدن والبلدان فِي ساعةٍ مَضَتْ من نهارِ فبماذا أُثني عَلَيْك وَقد جَاوَزت فضل البحور والأمطار (إِنَّمَا أَنْت معجزٌ مستقلٌ ... خارق للعقول والأفكار) جمعت نَفسك الشَّرِيفَة بالبأس وبالجود بَين ماءٍ ونار 3 - (الْبَاهِلِيّ الْأَشْعَرِيّ) أَبُو الْحسن الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ الْمُتَكَلّم الْأَشْعَرِيّ أَخذ عَن الْأَشْعَرِيّ علم النّظر وبرع وَتقدم مَعَ) الدّين والتعبد قَالَ ابْن الباقلاني كنت أَنا والأستاذ أَبُو إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ والأستاذ ابْن فورك مَعًا فِي درس أبي الْحسن الْبَاهِلِيّ كَانَ يدرس لنا فِي كل جُمُعَة مرّة وَكَانَ من شدَّة اشْتِغَاله بِاللَّه مثل الواله الْمَجْنُون وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين والثلاثمائة 3 - (رَأس الخياطية) أَبُو الْحسن بن أبي عَمْرو الْخياط المعتزلي رَأس الْفرْقَة الخياطية

جلال الدين صاحب الألموت

من الْمُعْتَزلَة وَهُوَ أستاذ أبي الْقَاسِم الكعبي وَافق أَصْحَابه فِي مذاهبهم وَزَاد عَلَيْهِم بِأَن قَالَ إِن الْمَعْدُوم شيءٌ وَيُسمى أَيْضا جوهراً وعرضاً 3 - (جلال الدّين صَاحب الألموت) حسن الرئيس المطاع جلال الدّين حفيد الْحسن بن الصَّباح صَاحب الألموت وَملك الإسماعيلية كَانَ قد أظهر شعار الْإِسْلَام من الْأَذَان وَالصَّلَاة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَولي بعده وَلَده الْأَكْبَر عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن حسن فامتدت أَيَّامه إِلَى أَن حَاصَرَهُمْ هولاكو وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة سِنَان صَاحب حصن الْكَهْف حَدِيث الإسماعيلية ودعوتهم النزارية 3 - (ابْن الظريف الفارقي) أَبُو الْحسن ابْن الظريف الفارقي أورد لَهُ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي كتاب الحديقة فِيمَا أَظن من الْبَسِيط (عشقته ودواعي الْبَيْت تعشقه ... فَكل يَوْم لنا شملٌ تفرقه) (بدرٌ يجير فُؤَادِي ثمَّ يُسلمهُ ... ويسترق فُؤَادِي ثمَّ يعشقه) (وَقد تساعد قلبِي فِي مساعدتي ... على السلو وَلَكِن لَا أصدقه) (أهابه وَهُوَ طلق الْوَجْه زاهره ... وَكَيف يؤنسني للسيف رونفه) (إِذا أَذمّ لأحشائي فغدرته ... رهنٌ بِأول طيفٍ مِنْهُ يطرقه) وَأورد لَهُ أَيْضا من المتقارب (قصائد خابت وَلَو أنني ... قصدت الزَّمَان بهَا لم أخب) ) (وأبيات شعر أذيلت وَلَو ... مدحت الزَّمَان بهَا لم أشب) (فَإِن كذبُوا أملي فيهم ... فَإِنِّي سبقتهم بِالْكَذِبِ) قلت شعر جيد عالي الطَّبَقَة 3 - (الشَّيْخ حسن الْكرْدِي) حسن الْكرْدِي شيخ صَالح زاهد صَاحب حَال وكشف كبيرٍ عمر نَحوا من تسعين سنة وَكَانَ مُقيما بالشاغور من دمشق لَهُ جاكورة يزرع فِيهَا البقل والقنبيط ويرتفق بذلك وَيطْعم من يدْخل يزوره يُقَال إِنَّه أَخذ من شعره واغتسل واستقبل الْقبْلَة وَركع رَكْعَات وَمَات سنة سَبْعمِائة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (شرف الدّين الْحسن الْبَصْرِيّ) الْحسن الْبَصْرِيّ شرف الدّين جَعْفَر بن عَليّ 3 - (حسن) حسن بِضَم الْحَاء وَسُكُون السِّين جَارِيَة الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل اشْتَرَاهَا

ابن حسول

بعد موت زَوجته أم ابْنه عبد الله فَولدت لَهُ زَيْنَب وَالْحسن وَالْحُسَيْن توأمين وَمَاتَا بِالْقربِ من ولادتهما ثمَّ ولدت لَهُ الْحسن ومحمداً فعاشا حَتَّى قاربا الْأَرْبَعين ثمَّ ولدت بعدهمَا سعيداً قبل موت أَحْمد بن حَنْبَل بِخَمْسِينَ يَوْمًا وروت عَن أبي عبد الله مسَائِل كَثِيرَة (ابْن حسول) ابْن حسول عَليّ بن الْحسن بن حسول الهمذاني مُحَمَّد بن عَليّ (حسيل) 3 - (حسيل الْعَبْسِي) حسيل بن جابرٍ الْعَبْسِي الْقطعِي وَهُوَ الْمَعْرُوف باليمان وَالِد حُذَيْفَة ابْن الْيَمَان وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْيَمَان لِأَنَّهُ نسب إِلَى جده الْيَمَان بن الْحَارِث ابْن قطيعة شهد هُوَ وَابْنه حُذَيْفَة وَصَفوَان مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدأ فَأصَاب الْمُسلمُونَ حسيلاً فِي المعركة يَظُنُّونَهُ من الْمُشْركين وَلَا يَدْرُونَ وَحُذَيْفَة يَصِيح أبي أبي وَلَا يسمع فَتصدق حُذَيْفَة بديته على من أَصَابَهُ وَقيل إِن الَّذِي قَتله عتبَة بن مَسْعُود 3 - (حسيل الْأَشْجَعِيّ) حسيل بن نُوَيْرَة الْأَشْجَعِيّ كَانَ دَلِيل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْحُسَيْن) 3 - (أَبُو عبد الله الجورقاني) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر أَبُو عبد الله الجورقاني قَرْيَة بِنَاحِيَة همذان سمع الْكثير وَكتب وَحصل وصنف عدَّة كتب فِي علم الحَدِيث مِنْهَا كتاب الموضوعات أَجَاد تصنيفه روى عَن أبي الْغَنَائِم شيرويه بن شهردار الديلمي وَأبي سعيد سعد بن هَاشم بن عَليّ الْهَاشِمِي ووالده إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن وَأبي الْعَلَاء حمد بن نصر بن أَحْمد الْحَافِظ جمَاعَة كثيرين وَقدم بَغْدَاد وَحدث بهَا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (خطير الدولة الْكَاتِب) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب أَبُو عبد الله الْكَاتِب خطير الدولة كَانَ صَاحب الْخَيْر بالديوان الزمامي وَكَانَ شَيخا نبيلاً كَاتبا حاذقاً أديباً بليغاً شَاعِرًا منشئاً مليح الْخط أنشأ إِحْدَى وَخمسين مقامة سلك فِيهَا طَرِيق البديع الهمذاني وصنف كتاب جَوَامِع الْإِنْشَاء ونبذاً من أَخْبَار الوزراء وَكَانَ قد صحب الْخَطِيب التبريزي وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من مصنفاته مَعَ كتب الْأَدَب وَسمع شَيْئا) من الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَغَيره وروى شَيْئا يَسِيرا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة

ركن الدين بن خلكان

وَمن شعره من الطَّوِيل (أَلا لَيْت شعري هَل أقولن مرّة ... وَقد سكنت مِمَّا أجن الضمائر) (وَمَا لي إِلَى بَاب المحجب حاجةٌ ... وَلَا لي عَمَّا يحفظ الْعرض زاجر) (فَأَلْقَت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى ... كَمَا قر يَوْمًا بالإياب مُسَافر) وَكَانَ يتحدى بإنشاء الرسَالَة من آخرهَا إِلَى أَولهَا وَلِهَذَا قَالَ يفتخر من الطَّوِيل أَلَسْت الَّذِي أنشأ الرسائل عاكسا 3 - (ركن الدّين بن خلكان) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن خلكان ركن الدّين أَبُو يحيى الإربلي الْفَقِيه الشَّافِعِي درس بعده مدارس وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ صَالحا كثير التِّلَاوَة سمع من يحيى الثَّقَفِيّ وَحدث بإربل وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَأَظنهُ عَم قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان 3 - (ابْن برهَان الْمُقْرِئ) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ الْأَنْبَارِي كَانَ وَالِده يلقب برهَان بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي أَحْمد عبد الله بن الْحُسَيْن بن حسنون الْبَغْدَادِيّ صَاحب ابْن مُجَاهِد وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو عبد الله الدينَوَرِي) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الدينَوَرِي أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَت لَهُ أصُول وَكَانَ شَيخا صَالحا صَدُوقًا سمع الشريفين أَبَا نصر مُحَمَّد وَأَبا الفوارس طراداً ابْني مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَأَبا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ أَبُو الْكَرم عبد السَّلَام بن أَحْمد بن صبوخا الْمُقْرِئ قَالَ محب الدّين بن النجار وَلم يحدثنا عَنهُ سواهُ) وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (شرف الدّين الإربلي اللّغَوِيّ) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن يُوسُف الإِمَام شرف الدّين أَبُو عبد الله الهذباني الإربلي الشَّافِعِي اللّغَوِيّ ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بإربل وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة قدم الشَّام وَسمع من الخشوعي وحنبل وَعبد اللَّطِيف بن أبي سعد وَابْن طبرزد وَابْن الزنف والكندي وَطَائِفَة ورحل وَهُوَ كهل وَسمع من أبي عَليّ بن الجواليقي وَالْفَتْح بن عبد السَّلَام والداهري

ذو اللسانين النطنزي

وعني عناية وافرة بالأدب وَحفظ ديوَان المتنبي والخطب النباتية والمقامات الحريرية وَكَانَ يعرفهَا وَيحل مشكلها ويقرئها وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَكَانَ دينا ثِقَة وروى عَنهُ الدمياطي والخطيب شرف الدّين وَمُحَمّد بن الزراد وَعبد الرَّحِيم ابْن قَاسم الْمُؤَذّن وَأَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَأَخُوهُ قطب الدّين وَأَبُو عَليّ بن الْجلَال وَشَيخنَا شهَاب الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود وروى لي عَنهُ المقامات وديوان المتنبي وجماعةٌ أخر 3 - (ذُو اللسانين النطنزي) الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله النطنزي الإصبهاني النَّحْوِيّ الملقب بِذِي اللسانين من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة من شعره من الْكَامِل (الْعِزّ مخصوصٌ بِهِ الْعلمَاء ... مَا للأنام سواهُم مَا شَاءُوا) (إِن الأكابر يحكمون على الورى ... وعَلى الأكابر يحكم الْعلمَاء) وَمِنْه فِي مقص من الْكَامِل (مَا عاملٌ يَحْكِي إِذا استعملته ... وأعانه خمسٌ بِهن يَدُور) (صقراً يصيد أهلةً يلمعن من ... أَعلَى بدورٍ تحتهن بحور) وَكتب إِلَى أبي المطهر المعدائي الْفَقِيه وَقد عَاد من الْحَج رِسَالَة لَا تستحيل كل كلمة أَو كَلِمَتَيْنِ عِنْد الْقِرَاءَة بِالْعَكْسِ وَهِي يَا بَاب الإِمَام غمام الآلاء آمنا غانما أَضَاءَت إضاءة الصلاء وُجُوهنَا أَنه برٌ مربٍّ تَارِيخ خيرات ملْء علم ملْء حلم لَا زَالَ إِمَامًا آدباً عابداً) نازح الأحزان نامي الْإِيمَان وَقَالَ فِيهِ نظماً وَالثَّانِي كل كَلِمَتَيْنِ تقْرَأ مقلوباً من الوافر (لسيدنا الإِمَام أبي المطهر ... فَضَائِل أربعٌ كالزهر تزهر) (ضياءٌ فائضٌ رأيٌ عيارٌ ... عطاءٌ ساطعٌ رهطٌ مطهر) وَكتب إِلَى أبي المطهر أَيْضا أحصف فصحاء الْوَقْت قولا بارع الْإِعْرَاب نامي الْإِيمَان حامدٌ ماحٍ لزلل وللخلل وللعلل وَهُوَ أجل ملْجأ لكل آنٍ وناءٍ أقوى وقاءٍ لَا زَالَ آمراً صَارِمًا وَقَالَ من الأبيات المفردة من الرمل (أَسْوَأ الْأمة حَالا رجلٌ ... عالمٌ يقْضِي عَلَيْهِ جَاهِل) وَقَالَ من الْبَسِيط (مَال الْبَخِيل أسيرٌ تَحت خَاتمه ... وَلَيْسَ يُطلق إِلَّا عِنْد مأتمه)

الحسين بن أحمد الكوكبي

وَقَالَ من مطلع قصيدة من الْكَامِل (طرفِي لفرقة ذَات طرفٍ أكحل ... يجْرِي دَمًا فَكَأَن طرفِي أكحلي) وَقَالَ من المتقارب ألم تَرَ أَنِّي أَزور الْوَزير أمدحه ثمَّ اسْتغْفر (وأثني عَلَيْهِ ويثني عَليّ ... وكلٌ بِصَاحِبِهِ يسخر) وَقَالَ من الْبَسِيط (وافى المشيب فطرفي دامعٌ دَامَ ... وَبَان صبري فقلبي هائمٌ حام) (وابيض من دمعي المحمر ناصيتي ... واسود من شعري المبيض أيامي) وَقَالَ من الْكَامِل (بِأبي فمٌ شهد الضَّمِير لَهُ ... قبل المذاقة أَنه عذب) (كشهادةٍ لله خالصةٍ ... قبل العيان بِأَنَّهُ الرب) وَقَالَ من الوافر (أيا لهفي على عهد التصابي ... إِذْ الرشأ الرشيق لنا عشيق) (وَنقل شرابنا عضٌ وريقٌ ... وغصن شبابنا غضٌّ وريق) ) وَقَالَ من مخلع الْبَسِيط (جَوَاب مَا استفهموا بفاء ... يكون نصبا بِلَا امتراء) (كالأمر وَالنَّهْي وَالتَّمَنِّي ... وَالْعرض والجحد وَالدُّعَاء) 3 - (الْحُسَيْن بن أَحْمد الكوكبي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله الأرقط بن عَليّ ابْن الْحُسَيْن بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم وَيعرف الْحُسَيْن بالكوكبي ظهر بقزوين فغلب عَلَيْهَا وَأخرج عُمَّال السُّلْطَان مِنْهَا وَذَلِكَ فِي فتْنَة المستعين والمعتز وَكَانَ ظُهُوره فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَاجْتمعَ هُوَ وَأحمد بن عِيسَى الْعلوِي على الرّيّ فقتلا خلقا ثمَّ أسر أَحدهمَا وَقتل الآخر 3 - (المنتجب) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن يحيى بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الملقب بالمنتجب بِالْجِيم ابْن النَّاصِر ابْن الْهَادِي تقدم ذكر وَالِده النَّاصِر فِي الأحمدين وَسَيَأْتِي ذكر جده الهاجي فِي حرف الْيَاء ولي بعد أَبِيه النَّاصِر سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة مملكة الْيمن وَبَقِي إِلَى أَن توفّي رَحمَه

أبو زنبور الكاتب

الله تَعَالَى سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة وَولي بعده أَخُوهُ الْمُخْتَار الْقَاسِم بن أَحْمد وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْقَاف مَكَانَهُ 3 - (أَبُو زنبور الْكَاتِب) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عِيسَى بن رستم المادرائي أَبُو عَليّ الْكَاتِب الملقب بِأبي زنبور الْبَغْدَادِيّ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وثلاثمائة دخل مصر مَعَ أَخِيه عَليّ بن أَحْمد وَكَانَ يتَوَلَّى الوزارة لِأَحْمَد بن طولون فولاه خراج الشَّام وَتوجه إِلَى دمشق مَعَ أبي الْجَيْش خمارويه بن أَحْمد بن طولون وَضبط الْأُمُور وَبَان أَثَره وتوفره وَكَانَ حَلِيمًا عَاقِلا لَهُ دهاء ورأي وأفعال جميلَة وكرم وَلم يزل مَعَ أبي الْجَيْش إِلَى أَن قتل أَبُو الْجَيْش بِدِمَشْق فَبَايع لِابْنِهِ أبي العساكر جَيش وَأقَام) بِدِمَشْق وتجددت حوادث كَثِيرَة فَعَاد إِلَى أَخِيه إِلَى مصر وَولي خراج مصر دفعات من قبل المعتضد والمكتفي ثمَّ وَليهَا من قبل المقتدر مَرَّات وَكتب الحَدِيث بالعراق عَن عمر بن أَحْمد بن شبة وَغَيره وَأكل يَوْمًا بطيخاً فاعتل من أكله وَذهب شقَّه فَأَقَامَ أَيَّامًا وَمَات 3 - (أَبُو عبد الله الْحَرْبِيّ) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عمر بن الْحسن الْحَرْبِيّ أَبُو عبد الله من أَوْلَاد الْمُحدثين وَهُوَ أَخُو أبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّاعِر وَكَانَ أديباً يَقُول الشّعْر قَالَ شُجَاع بن فَارس الذهلي كتبت إِلَيْهِ أتشوقه وَهُوَ بتستر من الْكَامِل (ريح الشمَال إِذا مَرَرْت بتسترٍ ... وَالطّيب خصيها بِكُل سَلام) (وتعرفي خبر الْحُسَيْن فَإِنَّهُ ... مذ غَابَ أودعني لهيب ضرام) (قولي لَهُ مذ غبت عني لم أذق ... شوقاً إِلَى لقياك طيب مَنَام) (وَالله مَا يومٌ يمر وَلَيْلَة ... إِلَّا وَأَنت تزور فِي الأحلام) فَأجَاب الْحُسَيْن من الْكَامِل (مرت بِنَا بالطيب ثمَّ بتسترٍ ... ريحٌ روائحها كنشر مدام) (فتوقفت حسنا لدي وَبَلغت ... أَضْعَاف ألف تحيةٍ وَسَلام) (وَسَأَلت عَن بَغْدَاد كَيفَ تركتهَا ... قَالَت كَمثل الرَّوْض غب غمام) (فلكدت من فرحٍ أطير صبَابَة ... وأصول من جذلٍ على الْأَيَّام) (ونسيت كل عظيمةٍ وشديدٍ ... وظننتها حلماً من الأحلام)

أبو علي اليزدي الشافعي

3 - (أَبُو عَليّ اليزدي الشَّافِعِي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن محموية أَبُو عَليّ الْفَقِيه الشَّافِعِي اليزدي نزل بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ فَقِيها زاهداً مُقبلا على التَّعْلِيم قَالَ أَخُوهُ عَليّ بن أَحْمد أَنا وَأخي نحيي اللَّيْل كُله أقعد أَنا من أول اللَّيْل أنسخ شَيْئا أَو أطالع فِي شَيْء وينام هُوَ إِلَى أَن يضْرب طبل نصف اللَّيْل وَيقوم أخي نصف اللَّيْل وَيُصلي إِلَى الصُّبْح وأنام أَنا) 3 - (ابْن خالويه النَّحْوِيّ) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن خالويه بن حمدَان أَبُو عبد الله الهمذاني النَّحْوِيّ دخل بَغْدَاد وَطلب الْعلم سنة أَربع عشرَة وثلاثمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي بكر ابْن مُجَاهِد وَالْأَدب على أَبَوي بكر مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي وَمُحَمّد بن الْحسن بن دُرَيْد وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة نفطويه وَأبي عمر الزَّاهِد وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن مخلد الْعَطَّار الدوري وَغَيره ثمَّ دَخلهَا بعد علو سنه وأملى بهَا فِي جَامع الْمَدِينَة روى عَنهُ من أَهلهَا عُثْمَان بن أَحْمد بن الفلو وَالْقَاضِي الْمعَافى بن زَكَرِيَّا النهرواني وسافر إِلَى الشَّام وَسكن حلب واختص بِسيف الدولة بن حمدَان وبأولاده وانتشر ذكره فِي الْآفَاق وَتُوفِّي سنة سبعين وثلاثمائة بحلب

الشقاق الفرضي

وَأورد لَهُ الثعالبي قَوْله من الطَّوِيل (إِذا لم يكن صدر الْمجَالِس فَاضلا ... فَلَا خير فِيمَن صدرته الْمجَالِس) (وَكم قائلٍ مَالِي رَأَيْتُك رَاجِلا ... فَقلت لَهُ من أجل أَنَّك فَارس) وَكَانَت لَهُ مَعَ أبي الطّيب مجَالِس ومباحث بِحَضْرَة سيف الدولة وَمن تصانيفه كتاب الِاشْتِقَاق الْجمل فِي النَّحْو اطرغش لُغَة الْقرَاءَات إِعْرَاب ثَلَاثِينَ سُورَة الْمَقْصُور والممدود الْمُذكر والمؤنث الألفات وَله كتاب لَيْسَ كتابٌ كَبِير وَلم أر مثله يدل على إطلاع عَظِيم واستحضار كثير بناه على أَن يَقُول لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب كَذَا إِلَّا كَذَا وَكَذَا كَقَوْلِه لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب مَا مفرده مَمْدُود وَجمعه مَمْدُود إِلَّا دَاء وأدوات وَعمل بَعضهم كتابا سَمَّاهُ كتاب بل استدرك عَلَيْهِ أَشْيَاء أَبُو عبد الله بن الْبَقَّال الشَّافِعِي الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ بن الْبَقَّال أَبُو عبد الله الْبَغْدَادِيّ أحد الْفُقَهَاء الْأَعْيَان فِي مَذْهَب الشَّافِعِي قَرَأَ الْفِقْه على القَاضِي أبي الطّيب طَاهِر بن عبد الله الطَّبَرِيّ حَتَّى برع وَكَانَت لَهُ مقاماتٌ سنية فِي النّظر الْجِدَال وَكَانَ فَقِيها فَاضلا بارعاً كَامِلا مفتياً مدققاً محققاً جميل الطَّرِيقَة زاهداً متعبداً عفيفاً نزهاً على طَريقَة السّلف) ولاه القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الدَّامغَانِي الْقَضَاء بحريم دَار الْخلَافَة وَبَقِي على ذَلِك نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة سديد القضايا وَالْأَحْكَام على أكمل قَاعِدَة وَأسد طَريقَة وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر للمناظرة يحضرها أَعْيَان الْفُقَهَاء من الغرباء والبلدية سمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عبد الْملك بن مُحَمَّد بن بَشرَان وَالْقَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَحدث باليسير توفّي سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الشقاق الفرضي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ بن جَعْفَر أَبُو عبد الله الشقاق الفرضي الْبَغْدَادِيّ كَانَ يشق الْقُرُون لعمل القسي وَغَيرهَا قَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على أبي حَكِيم عبد الله بن إِبْرَاهِيم الخبري وَعلي أبي الْفضل عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم الهمذاني وبرع فيهمَا وَصَارَ إِمَامًا يرجع إِلَيْهِ فيهمَا وَلم يكن لَهُ نظيرٌ فِي فنه ولع تعليقة فِي الْحساب مَشْهُورَة وتصانيف فِي الْفَرَائِض وَقسم التركات سمع الحَدِيث من القَاضِي أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن المُهتدي وَغَيره وَحدث عَن أبي حَكِيم الخبري بِشَيْء من تصانيفه فِي الْفَرَائِض وَرَوَاهُ عَنهُ الْحَافِظ ابْن النَّاصِر وَكَانَ لَهُ ولد يتَعَرَّض بِالرَّمْي عَن قَوس الجلاهق وَكَانَ ماهراً فِي ذَلِك فَوَقَعت لَهُ وَاقعَة

أبو عبد الله الأنصاري الشافعي

توجب السياسة إِتْلَافه أَيَّام المستظهر فَكتب إِلَى الزعيم ابْن المعوج الْحَاجِب وَكَانَ قد قَرَأَ هُوَ وَأَوْلَاده عَلَيْهِ من الْكَامِل (أزعيم دولتنا السعيدة إِنَّنِي ... أرجوك فِي البأساء وَالضَّرَّاء) (أرجوك أَن تَعْفُو الجريمة إِنَّنِي ... من أجلهَا متقلقل الأحشاء) (وَاصْفَحْ فَإِن الصفح مِنْك مؤملٌ ... يَا مصطفىً من عنصر الْآبَاء) (هَا قد مددت يَدي إِلَيْك فَردهَا ... بِالْعَفو لَا بشماتة الْأَعْدَاء) فرق لَهُ ورد وَلَده إِلَيْهِ وَقَالَ إِنَّمَا سجنته إصلاحاً لَهُ وحفظاً لجانبك توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ أَخُو عبد السَّلَام بن أَحْمد تفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع كثيرا من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن الْحسن ابْن مُحَمَّد) الغضاري وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن الْمُغلس) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْمُغلس أَبُو عبد الله شَاعِر مدح الْقَادِر بِاللَّه وَله أشعار كَثِيرَة فِي اللغز والأحاجي وروى عَنهُ أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن وشاج الزَّيْنَبِي وَمن شعره من السَّرِيع (غَضْبَان من فرط الصِّبَا والدلال ... يكَاد يطغيه غلو الْجمال) (قد كتب الْحسن على خَدّه ... كل دمٍ يسفك طرفِي حَلَال) (يَا سحر عَيْنَيْهِ وَيَا ثغره ... وَيَا عذاريه فُؤَادِي بِحَال) وَمِنْه فِي محك الذَّهَب من الطَّوِيل (وملتمسٍ من صبغة اللَّيْل بردة ... تفوف طوراً بالنضار وتطلس) (إِذا سَأَلُوهُ عَن عويين أشكلا ... أجَاب يما يعيي الورى وَهُوَ أخرس) وَمِنْه فِي القبان من المتقارب (وأعور من بَين أضرابه ... وأنواعه وَبني جنسه) (لَهُ فِي دناباه ملمومةٌ ... تقوم مَا كَانَ من نكسه) (تنقل بَين فقاراته ... وتنبي بِمَا كَانَ فِي نَفسه) وَمِنْه فِي نَخْلَة على شاطي نهر من المتقارب (وهيفاء تهتز طوع النسيم ... إِذا هَب شرقيه أَو جنح) (إِذا المَاء مثل لي شخصها ... توهمتها مخوضًا فِي قدح) قلت شعر جيد ومقاصد حَسَنَة دقيقة

ابن البغيديدي

3 - (ابْن البغيديدي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن البغيديدي من أهل الْحلَّة كَانَ أَبوهُ يحمل الْجَنَائِز وَلذَلِك قَالَ من الطَّوِيل (أَنا ابْن الَّذِي للنعش من فَوق رَأسه ... مجالٌ وللعلياء من قومه بعد) (إِذا أَنا فاخرت الرِّجَال بمعشري ... تظلمت الأحساب وانتحب الْمجد) ) وَكَانَ العميد أَبُو مَنْصُور هبة الله بن حَامِد بن أَيُّوب اللّغَوِيّ كثير التطفل على النَّاس وَكَانَ رُبمَا أحضر مَعَه صهراً لَهُ يعرف بالسراج بن الدربي فَقَالَ ابْن البغيديدي من الْخَفِيف (يَا عميداً وَمَوْضِع الْمِيم نونٌ ... لَا تُخلّط يعرض لَك الإنفلاج) كن خَفِيف الْغذَاء وَإِلَّا تأذيت بداء يضل فِيهِ العلاج (فطعامٌ على بقايا طعامٍ ... عِنْد بقراط لَا يَصح العلاج) (مَا كفى النَّاس مَا بهم مِنْك حَتَّى ... صرت تغزوهم ومعك السراج) (فَإِذا زرت لَا تزر بجنيبٍ ... لَا يكون الطَّاعُون وَالْحجاج) وَمن شعره من الطَّوِيل (فَلَا تتبعني فِي الملام ملامةً ... فَمَا أَنا فِي ذمّ الرِّجَال بآثم) (فَلَو أنني أعْطى المنى كنت جاعلاً ... مَكَان لساني حد صارم) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو عبد الله الشيعي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْمَعْرُوف بالشيعي أَبُو عبد الله الْقَائِم بدعوة عبيد الله الْمهْدي جد مُلُوك مصر وقصته فِي الْقيام بالغرب مَشْهُورَة وَله بذلك سير مسطورة وَأَبُو عبد الله الْمَذْكُور أَصله من الْيمن من صنعاء وَكَانَ من الرِّجَال الدهاة الخبيرين بِمَا يصنعون لِأَنَّهُ دخل إفريقية وحيداً بِلَا مالٍ ورلا رجالٍ وَلم يزل يسْعَى إِلَى أَن ملكهَا وهرب ملكهَا أَبُو مُضر زِيَادَة الله آخر مُلُوك بني الْأَغْلَب مِنْهُ إِلَى بِلَاد الشرق وَمَات هُنَاكَ وَلما مهد الْقَوَاعِد للمهدي ووطد الْبِلَاد وَأَقْبل الْمهْدي من الشرق وَعجز عَن الْوُصُول إِلَى أبي عبد الله الْمَذْكُور وَتوجه إِلَى سجلماسة وأحس صَاحبهَا إليسع آخر مُلُوك بني مدرار فأمسكه واعتقله وَمضى إِلَيْهِ أَبُو عبد الله وَأخرجه من الاعتقال وفوض إِلَيْهِ أَمر المملكة وَاجْتمعَ بِهِ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد وَأحمد هُوَ الْأَكْبَر وندمه على مَا فعل وَقَالَ لَهُ تكون أَنْت صَاحب

ابن الحائك

الْبِلَاد والمستقل بأمورها وتسلمها إِلَى غَيْرك وَتبقى من جملَة الأتباع وَكرر عَلَيْهِ القَوْل فندم أَبُو عبد الله على مَا صنع وأضمر الْغدر فاستشعر مِنْهُمَا الْمهْدي فَدس إِلَيْهِمَا من قَتلهمَا فِي سَاعَة وَاحِدَة وَذَلِكَ فِي منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ بِمَدِينَة رقادة) 3 - (ابْن الحائك) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن يَعْقُوب أَبُو مُحَمَّد الهمذاني الْمَعْرُوف بِابْن الحائك اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ الأخباري الطَّبِيب صَاحب التصانيف كَانَ نادرة زَمَانه وَوَاحِد أَوَانه وَكَانَ جده يعرف بِذِي الدمينة الحائك وَعند أهل الْيمن الشَّاعِر هُوَ الحائك لِأَنَّهُ يحوك الْكَلَام وَله شعر مدائح فِي مُلُوك الْيمن وَله كتاب فِي عجائب الْيمن وَله كتاب جَزِيرَة الْعَرَب وَأَسْمَاء بلادها وأوديتها وَمن يسكنهَا وَله كتاب الإكليل فِي مفاخر قحطان وَذكر الْيمن وَله قصيدة سَمَّاهَا الدامغة فِي فضل قحطان أَولهَا من الوافر (أَلا يَا دَار لَوْلَا تنطقينا ... فَإنَّا سائلوك فخبرينا) وَقيل إِن اسْمه الْحسن غير مصغر وَكتاب فِي الطِّبّ وَكتاب المسالك والممالك وشعره سَائِر توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 3 - (أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن بطوية أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء فمما أنشدت من شعره من الطَّوِيل (وماذا عَلَيْهِم لَو أَقَامُوا فَسَلمُوا ... وَقد علمُوا أَنِّي مشوقٌ متيم) (سروا ونجوم اللَّيْل زهرٌ طوالعٌ ... على أَنهم فِي اللَّيْل للنَّاس أنجم) (وأخفوا على تِلْكَ المطايا مَسِيرهمْ ... فنم عَلَيْهِم فِي الظلام التبسم) 3 - (ابْن حجاج الشَّاعِر) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن حجاج أَبُو عبد الله الْكَاتِب الشَّاعِر ذُو المجون والخلاعة والسخف فِي شعره كَانَ فَرد زَمَانه فِي بَابه

وَإِمَام الشّعْر فِي أضرابه أول من فتح ذَلِك الْبَاب أَبُو نواس وَجَاء ابْن حجاج بعده بالطم والرم وَأكْثر فَأحْسن واستوعب الإجادة فأمعن وَأَنا أرَاهُ مِمَّن يُطلق عَلَيْهِ اسْم شَاعِر لِأَنَّهُ أَجَاد فِي الْمَدْح والهجو والرثاء والغزل وَالْوَصْف وَالْأَدب وَسَائِر أَنْوَاع الشّعْر لكنه فِي المجون إمامٌ وكل من أَتَى بعده بِشَيْء من) ذَلِك فَهُوَ لَهُ غُلَام وَلما أَتَى ابْن الهبارية الْمَذْكُور فِي المحمدين بعده وَأَرَادَ يسْلك طَريقَة قصر وَكَانَ الْأَلْيَق بِهِ الْإِمْسَاك عَن مجاراته لَو تبصر وَكَانَ حسن الْهَيْئَة واللبس والسمت وَالْوَقار والسكينة مدح ابْن حجاج الْمُلُوك والأمراء والوزراء والرؤساء وديوانه كَبِير إِلَى الْغَايَة أَكثر مَا يُوجد فِي عشر مجلدات ورأيته كثيرا فِي مجلدين وَفِي مُجَلد وَاحِد تولى حسة بَغْدَاد مَرَّات وَأقَام بهَا مُدَّة يُقَال إِنَّه عزل بِأبي سعيد الْإِصْطَخْرِي الْفَقِيه الشَّافِعِي قلت وَهَذَا لَا يَسْتَقِيم فَإِن أَبَا سعيد توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة وَابْن حجاج توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة بالنيل وَحمل إِلَى بَغْدَاد وَدفن عِنْد مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر رَضِي الله عَنهُ وَأوصى أَن يدْفن عِنْد رجلَيْهِ وَيكْتب على قَبره وكلبهم باسطٌ ذِرَاعَيْهِ بالوصيد وَكَانَ من كبار الشِّيعَة وَرَآهُ أَحْمد بن الخازن فِي الْمَنَام بعد مَوته فَسَأَلَهُ عَن حَاله فأنشده من مجزوء الرجز (أفسد حسن مذهبي ... فِي الشّعْر سوء مذهبي) (وحملي الْجد على ... ظهر حصان اللّعب) (لم يرض مولَايَ على ... سبي أَصْحَاب النَّبِي) (وَقَالَ لي وَيلك يَا ... أَحمَق لم لم تتب) (من سبّ قومٍ من رجا ... وَلَاء هم لم يخب) (رمت الرِّضَا جهلا بِمَا ... أصلاك ذَات اللهب) قلت أشهد أَن هَذَا الشّعْر نَفسه كَأَنَّهُ قَالَه حَيا وَلما مَاتَ رثاه الشريف الرضي بقصيدة من جُمْلَتهَا من المتقارب (نعوه على حسن ظَنِّي بِهِ ... فَللَّه مَاذَا نعى الناعيان) (رَضِيع ولاءٍ لَهُ شُعْبَة ... من الْقلب مثل رَضِيع اللبان) (وَمَا كنت أَحسب أَن الزَّمَان ... يفل مضَارب ذَاك اللِّسَان)

(بكيتك للشرد السائرات ... تفتق ألفاظها بالمعاني) (ليبك الزَّمَان طَويلا عَلَيْك ... فقد كنت خفَّة روح الزَّمَان) وَقد جمع أخباره أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن حمدون فِي مجلدة ذكر فِي أَولهَا قَالَ حَدثنِي) صديقٌ لي قَالَ رَأَيْت عِنْد بعض الوراقين جُزْءا من هَذَا الشّعْر فِيهِ خَمْسُونَ ورقة فَسَأَلته أَن يبعينه بِمَا شَاءَ فَامْتنعَ وَقَالَ لي هَذَا الْجُزْء فِي دكاني بِمَنْزِلَة جَارِيَة طيبَة الْغناء مليحة الْوَجْه فِي القيان يكتريه حرفاء لي مجانٌ طيابٌ إِذا اجْتَمعُوا للشُّرْب بِأُجْرَة قد اتفقنا عَلَيْهَا فأستثني عَلَيْهِم بعد الْأُجْرَة أَن يتنقصوا لي من مَأْكَلهمْ ومشروبهم وفاكهتهم بِمَا يحمل إِلَيّ مَعَ الْجُزْء إِذا ردُّوهُ وَقَالَ بَلغنِي عَمَّن يَقع إِلَيْهِ من طَبَقَات النَّاس فِي الْأَمْصَار والبلدان الْبَعِيدَة أَنهم يتهمون أَبَا عبد الله بسخفٍ فِي دينه ومروءته وَضعف عهدٍ فِي مودته وأمانته وتسلطه على الْأَعْرَاض برويته وبديهته فَإِذا أخْبرهُم من شَاهده عَمَّا فِيهِ من الْفضل وَالْحريَّة والديانة والمروءة والخفر وَالْحيَاء والتعلق بِالْخَيرِ والتبري من الشَّرّ وَالرُّجُوع فِي ذَلِك إِلَى أبوته الجليلة وقديمه الْمَشْهُور وبيته الْمَعْرُوف لم يصدقوه وَشَكوا فِي خَبره وَقَالَ ابْن حجاج أعانني على مذهبي أَن أبي كَانَ أباع مستغلات لَهُ مُتَّصِلَة بدوره فابتاعها قومٌ نقضوها وبنوها خاناتٍ أسكنوها الشحاذين والغرباء السّفل وَذَوي العاهات المكديين وكل دلوك وقطعي من الْخلد والربيدية فَكنت أسمع فِي ليَالِي الصَّيف خَاصَّة مشاتمات رِجَالهمْ وَنِسَائِهِمْ فَوق السطوح وَمَعِي دواةٌ وبياضٌ أثبت مَا أسمعهُ فَإِذا مر بِي مَا لَا أفهمهُ أثْبته على لَفظه واستدعيت من غدٍ من قد سَمِعت مِنْهُ ذَلِك وَأَنا عَارِف بلغاتهم لأَنهم جيراني فأسأله عَن التَّفْسِير وأكتبه وَلم أزل أصمعي تِلْكَ الْبَادِيَة مُدَّة وَقَالَ فِي سخف شعره من الوافر (أيا مولَايَ هزلي تَحت جدي ... وَتَحْت الْفضة انحرف اللحام) (وشعري سخفه لَا بُد مِنْهُ ... فقد طبنا وَزَالَ الاحتشام) (وَهل دارٌ تكون بِلَا كنيفٍ ... يكون لعاقلٍ فِيهَا مقَام) وَلما دخل أَبُو الطّيب المتنبي بَغْدَاد وأشير عَلَيْهِ بمدح الْوَزير المهلبي قَالَ حَتَّى يسير إِلَيّ الْجَائِزَة قبل ذَلِك فَإِذا رَأَيْتهَا مدحته على قدرهَا فَبلغ ذَلِك الْوَزير المهلبي فَغَضب وَأمر شعراء بَغْدَاد بهجوه فكلهم قَالَ مَا لَا وَقع قَرِيبا من مرماه فَقَالَ ابْن حجاج من المجتث (يَا دِيمَة الصفع صبي ... على قفا المتنبي) (وَأَنت يَا ريح بَطْني ... على سباليه هبي)

) القصيدة وَقَالَ غَيرهَا وَقد أَشرت إِلَى شَيْء من ذَلِك فِي تَرْجَمَة المتنبي فَلم يقر للمتنبي بِبَغْدَاد قرارٌ وَخرج مِنْهَا فَارًّا وَمن مَعَاني ابْن حجاج الغريبة من الْبَسِيط (تَقول لي وَهِي غَضبى من تدللها ... وَقد دعتني إِلَى شيءٍ فَمَا كَانَا) (إِن لم تنكني نيك الْمَرْء زَوجته ... فَلَا تلمني إِذا أَصبَحت قرنانا) (مَا بَال أيرك من شمعٍ رخاوته ... فَكلما عركته راحتي لانا) وَمِنْه وَقد صرف عَن الْحِسْبَة من المنسرح (قَالَ غلامي ومقلتاه تكف ... وجسمه ظَاهر السقام دنف) حسبتنا هَذِه الَّتِي كثر الإرجاف فِي أمرهتا فَلَيْسَ يقف (قد عزلونا عَنْهَا فَقلت نعم ... وصاد فا عين وَاو نون ألف) وَمِنْه من الْخَفِيف ورقيعٍ أَرَادَ أَن يعرف النَّحْو بزِي الْعيار لَا المستفتي (قَالَ لي لست تعرف النَّحْو مثلي ... قلت سلني عَنهُ أجب فِي الْوَقْت) قَالَ مَا الْمُبْتَدَأ وَمَا الْخَبَر الْمَجْرُور أخبر فَقلت ذقنك فِي استي وَمِنْه من المنسرح لَو كنت شاهين بنت جَارِيَة الْفضل وَكَانَ الْحَرِيم مَنْزِلك لَا بُد من عض عظم عصعص شبباك رواقات قنطرة حرك وَمِنْه من السَّرِيع (رَأَيْتهَا وَهِي على سطها ... قاعدةٌ فِي جَانب السَّطْح) (بشعرةٍ كرقشها يمتلي ... بصوفه دور بني الصلحي) (فَقلت بالمزح وَفِي طبعها ... فديتها صبرٌ على المزح) (أشعرةٌ فِي السَّطْح أم هَذِه ... لحية فِرْعَوْن على الصرح) (أغرك يَا ابْنة الْعشْرين سنٌّ ... ملكت بهَا الغضارة والنضاره) (فَلَا يعظم عَلَيْك بَيَاض شعري ... فَإِن سَواد شعرك فِي القصاره) وَمِنْه من المجتث) (الصَّوْم قد هد جسمي ... وَزَاد فِيهِ اصفراري) (وَقد بقيت خيالا ... لَكِن بِغَيْر إِزَار)

وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (من ولد التّرْك أعجميٌّ ... شباك بَاب استه مخرم) (فَكل يَك فِي الْكَوْن مِنْهُ ... قِيمَته صَاد هزار دِرْهَم) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل شعري الَّذِي أَصبَحت مِنْهُ فضيحةً بَين الملا (لَا يستجيب لخاطري ... إِلَّا إِذا دخل الخلا) وَمِنْه من الْخَفِيف (قيل إِن الْوَزير قد قَالَ شعرًا ... يجمع الْجَهْل شَمله ويعمه) (ثمَّ أخفاه فَهُوَ كالهر يخرا ... فِي زَوَايَا الْبيُوت ثمَّ يطمه) وَمِنْه من الهزج بقد مثل غُصْن البان أَمْسَى وَهُوَ رَيَّان وَعين مثل عين الظبي أضحى وَهُوَ عطشان (غزالٌ ناعس الطّرف ... وَلَا يُقَال نعسان) وَمِنْه من الْبَسِيط (سقاني الْخمر من فِيهِ وَمن يَده ... لما انْتَبَهت قبيل الصُّبْح وانتبها) (فَقلت يَا ملبسي ثوب الغرام بِهِ ... بِأَيّ شيءٍ مزجت الْخمر قَالَ بهَا) وَمِنْه من المنسرح (وَكلما رمت أَن أقابله ... على تماديه تيهاً فِي تعديه) (جَاءَت على غَفلَة محاسنه ... تلزمني الصفح عَن مساويه) وَمِنْه من الْخَفِيف وكبار الْمُلُوك مَا فتشوا قطّ وَكَانُوا إِلَّا كبار الأيور نعمٌ خصهم بهَا الله ختى استكملوا الْفضل فِي جَمِيع الْأُمُور وَمِنْه من الْخَفِيف) وَيحكم يَا شُيُوخ أَو يَا كهول الْفسق أَو يَا معشر الفتيان (اشربوها حَمْرَاء مِمَّا اقتناها ... آل دير العاقول للقربان) بكؤوسٍ كَأَنَّهَا ورق النسرين فِيهَا شقائق النُّعْمَان (اشربوها وكل إثمٍ عَلَيْكُم ... إِن شربتم بالرطل فِي ميزَان) (فِي ليالٍ لَو أَنَّهَا دفعتني ... وسط ظَهْري وَقعت فِي رَمَضَان)

ابن الدامغاني

(أَنا إِبْلِيس فاشربوها وغنوا ... أَنْت مثل الشَّيْطَان للْإنْسَان) (أَنا جوذابةٌ ودهني صديدي ... تَحت خصيي فِرْعَوْن أَو هامان) 3 - (ابْن الدَّامغَانِي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد هُوَ ابْن القَاضِي أبي الْحُسَيْن ابْن قَاضِي الْقُضَاة بن الدَّامغَانِي استنابه أَخُوهُ قَاضِي الْقُضَاة بِبَغْدَاد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسمع من ابْن الْحصين وَأبي غَالب بن الْبناء وعاش نيفاً وَسِتِّينَ سنة وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (الإِمَام أَبُو الْفضل اليزدي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سعد الإِمَام أَبُو الْفضل الهمذاني اليزدي الْحَنَفِيّ حدث بجدة عَن الشريف شميلة بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي وَتُوفِّي بقوص قَاصِدا مصر وَحمل إِلَى مصر وَدفن بالقرافة وَسمع مِنْهُ أَبُو الْجُود ندى بن عبد الْغَنِيّ وَقيل إِنَّه كَانَ تَحت يَده إِحْدَى عشرَة مدرسة توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (النَّقِيب بهاء الدّين) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن هبة الله الشريف أَبُو طَالب بهاء الدّين ابْن الْمُهْتَدي الْهَاشِمِي العباسي نقيب بني هَاشم بالعراق وخطيب جَامع الْقصر كَانَ صَدرا محتشماً كَبِير الْقدر ذَا دينٍ وعدالة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وشيعه الْأَعْيَان سوى الْوَزير وَابْن الْجَوْزِيّ الأشتاذدار وَمُجاهد الدّين وعلاء الدّين الدوادارين 3 - (الْمسند النعالي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة أَبُو عبد الله النعالي شيخ معمر من كبار المسندين توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة) 3 - (الْحَافِظ الصَّيْرَفِي الْبَغْدَادِيّ ابْن بكير) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد الله بن بكير أَبُو

الحافظ الشماخي

عبد الله الْبَغْدَادِيّ الصَّيْرَفِي الْحَافِظ سمع أَبَا جَعْفَر بن البخْترِي وَإِسْمَاعِيل الصفار وَعُثْمَان بن السماك وَأَبا بكر النجاد فَمن بعدهمْ روى عَنهُ أَبُو حَفْص بن شاهين وَهُوَ أكبر مِنْهُ وَأَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي وَعبيد الله الْأَزْهَرِي وَآخر من حدث عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي كنت أحضر عِنْد ابْن بكير وَبَين يَدَيْهِ أجزاءٌ فَأنْظر فِيهَا فَيَقُول لي أَيّمَا أحب إِلَيْك تذكر لي متن مَا تُرِيدُ من هَذِه الْأَجْزَاء حَتَّى أخْبرك بِإِسْنَادِهِ أَو تذكر إِسْنَاده حَتَّى أخْبرك بمتنه فَكنت أذكر لَهُ الْمُتُون فيحدثني بِالْأَسَانِيدِ كَمَا هِيَ حفظا وَفعلت هَذَا مَعَه مرَارًا وَكَانَ ثِقَة لكِنهمْ حسدوه وَتَكَلَّمُوا فِيهِ قَالَ الْخَطِيب قَالَ لي ابْن أبي الفوارس كَانَ يتساهل فِي الحَدِيث وَيلْحق فِي بعض أصُول الشُّيُوخ مَا لم يكن فِيهَا ويصل المقاطيع ولد سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة قَالَ بَعضهم حسدوه فتكلموا فِيهِ 3 - (الْحَافِظ الشماخي) الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَسد بن شماخ أَبُو عبد الله الشماخي الْحَافِظ الْهَرَوِيّ الصفار حدث بهراة وبغداد ودمشق عَن أَحْمد بن عبد الْوَارِث الْمصْرِيّ وَغَيره وَضَعفه أَبُو عبد الله بن أبي ذهل وَله مستخرجٌ على صَحِيح مُسلم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة 3 - (الْحَافِظ الْهَرَوِيّ) الْحُسَيْن بن إِدْرِيس بن الْمُبَارك بن الْهَيْثَم أَبُو عَليّ الْأنْصَارِيّ

ابن كرنيب

الْهَرَوِيّ الْحَافِظ وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَله تَارِيخ صنفه على وضع تَارِيخ البُخَارِيّ توفّي سنة إِحْدَى وثلاثمائة 3 - (ابْن كرنيب) الْحُسَيْن بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن زيد أَبُو أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن كرنيب الْكَاتِب) كَانَ من جلة الْمُتَكَلِّمين وَيذْهب مَذْهَب الفلاسفة الطبيعيين قَالَ ابْن أبي أصيبعة وَكَانَ فِي نِهَايَة الْفضل والمعرفة والاضطلاع بالعلوم الطبيعية الْقَدِيمَة وَله من المصنفات كتاب الرَّد على ثَابت بن قُرَّة فِي نَفْيه وجوب وجود سكونين بَين كل حركتين متساويتين ومقالة فِي الْأَجْنَاس والأنواع وَهِي الْأُمُور العامية 3 - (القَاضِي الْمحَامِلِي) الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سعيد بن أبان أَبُو عبد الله الضَّبِّيّ الْمحَامِلِي ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأول سَمَاعه سنة أَربع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة سمع أَبُو هِشَام الرِّفَاعِي وَعَمْرو بن عَليّ الفلاس وَعبد الرَّحْمَن بن يُونُس السراج وَزِيَاد بن أَيُّوب وَيَعْقُوب الدَّوْرَقِي وَأحمد بن الْمِقْدَام وَأحمد ابْن إِسْمَاعِيل السَّهْمِي وخلقاً كثيرا روى عَنهُ دعْلج وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن جَمِيع وَإِبْرَاهِيم بن خرشيد وَابْن الصَّلْت الْأَهْوَازِي وَأَبُو عمر بن مهْدي وَأَبُو مُحَمَّد بن البيع قَالَ الْخَطِيب كَانَ فَاضلا دينا شهد عِنْد الْقُضَاة وَله عشرُون سنة وَولي قَضَاء الْكُوفَة سِتِّينَ سنة

ابن إياز النحوي

وَكَانَ يحضر مَجْلِسه عشرَة آلَاف رجل واستعفي من الْقُضَاة قبل سنة عشْرين وثلاثمائة وَكَانَ مَحْمُودًا فِي ولَايَته قَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الإسكاف رَأَيْت فِي النّوم كَأَن قَائِلا يَقُول إِن الله ليدفع الْبلَاء عَن أهل بَغْدَاد بالمحاملي وَحَدِيثه بعلو عِنْد سبط السلَفِي 3 - (ابْن إياز النَّحْوِيّ) الْحُسَيْن بن إياز بِأَلفَيْنِ بَينهمَا ياءٌ آخر الْحُرُوف وَفِي الآخر زَاي الْعَلامَة جمال الدّين النَّحْوِيّ شيخ الْعَرَبيَّة بالمستنصرية بِبَغْدَاد لَهُ مصنفات فِي النَّحْو مِنْهَا كتاب المطارحة وجوده وَكتب عَنهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي وَابْن الفوطي وَجَمَاعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ تَاج الدّين الأرموي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره) 3 - (الْمصْرِيّ) الْحُسَيْن بن بشر أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ وَهُوَ غير الْحسن بن بشر الْآمِدِيّ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الشُّعَرَاء شَاعِر مَشْهُور مَذْكُور جيد الشّعْر عالي الطَّبَقَة مشهودٌ لَهُ بالفضيلة حدث أَبُو الْخطاب الحبلي قَالَ حَدثنِي عبد المحسن الصُّورِي قَالَ مَا رَأَيْت فِيمَن شاهدته من الشُّعَرَاء أَعلَى طبقَة من ابْن بشر وَلَا أحسن طَريقَة وَشَهَادَة عبد المحسن لَهُ بذلك مَعَ تقدمه وفضله وَالْإِجْمَاع على إحسانه فضيلةٌ لَهُ لَا تجحد ومزية لَا تدفع وشعره نَحْو خَمْسَة آلَاف بَيت وَمن شعره من الطَّوِيل (أيا دهر كم ترنو إِلَيْهِ تَعَجبا ... وَتَبَسم مَا يخفى بأنك عاشق) (وَقد زفت الدُّنْيَا إِلَيْهِ بقوله ... مَتى صنتها عَن طالبٍ فَهِيَ طَالِق) وَمِنْه من الطَّوِيل (حصلت من الدُّنْيَا على الشّعْر رُتْبَة ... قصاراي فِيهَا أَن يُقَال مجود) (فأكرمهم من برني باستماعه ... وأجودهم من قَالَ شعرك جيد) وَقَالَ عبد المحسن الصُّورِي كنت وَابْن بشرٍ نشرب فِي بعض اللَّيَالِي وَكَانَ فضلٌ الْقَائِد قد ورد يافا وَمَعَهُ عَسْكَر عَظِيم وَهُوَ غلامٌ حسن الصُّورَة حِين بقل وَجهه وَإِذا رَسُوله قد حضر

يستدغي ابْن بشر فَمضى إِلَيْهِ وَلم يكن بأسرع من أَن عَاد وَقد أَفَاضَ عَلَيْهِ خلعةً سنيةً وَحمله على بغلة بمركب ذهب فَسَأَلته عَن الْحَال فَقَالَ استدعاني وخاطبني بالجميل وَقَالَ أَنا أعرف لسَانك وخبثه وَأَنه لَا يسلم عَلَيْك أحدٌ وَأحب أَن تهب لي نَفسِي وَلَا تذكرني فِي شعرك وخلع عَليّ هَذِه الملابس وحملني على هَذَا المركوب فدعوت لَهُ وشكرته وَقلت معَاذ الله أَن أفعل هَذَا أبدا وأخذنا فِيمَا كُنَّا فِيهِ من الشّرْب فَعمل فِي الْحَال من مجزوء الرمل (فضل فِي الْعَالم فضلٌ ... لَيْسَ يحْتَاج إِلَيْهِ) (قائدٌ قَامَ علينا ... حِين سلمنَا عَلَيْهِ) ثغره الأشنب بالتقبيل أولى من يَدَيْهِ) فَقلت لَهُ وفيت وَمَا قصرت وَولي بعض النواحي مشرفاً فَخرج إِلَيْهَا رَاجِلا فَقَالَ من المتقارب (أولى الْخراج وكشف الضّيَاع ... وَذَا الزي زيي وَذي حالتي) (وأخشى إِذا جئتهم رَاجِلا ... يظنونني بعض رجالتي) وَقَالَ فِي الْحُسَيْن بن لسلة من مجزوء الْخَفِيف (شعراتٌ تسلسلت ... فِي عذار ابْن سلسله) يَا حُسَيْن ارث للخسين بن بشرٍ ورق لَهُ (أَنْت تَدْرِي بلوعتي ... بك مَا كل ذَا بله) وَقَالَ فِيهِ بعد ذَلِك من الْخَفِيف والعذار الَّذِي تسلسل بالْحسنِ هُوَ الْيَوْم ذقن تيسٍ كثيف (فَإِذا مَا نظرته قلت صوفٌ ... وَإِذا مَا لمسته قلت لِيف) (إِن عقلا يظنّ أَنِّي بعقلي ... كنت فِي زلقتي لعقلٌ ضَعِيف) قَالَ أَبُو الْخطاب الحبلي كَانَ ابْن بشر على خبث لِسَانه كثير الهجاء ليعقوب بن كلس الْوَزير مغرىً بهجائه وَكَانَ يبلغهُ ذَلِك عَنهُ فيحقده عَلَيْهِ وَكَانَ لِابْنِ كلس نديمٌ يعرف بالزلازلي وَكَانَ يدْخل إِلَى الْعَزِيز فيمازحه فِي خلواته فَقَالَ لَهُ يَوْمًا يَا زلازلي أَنْشدني أَبْيَات ابْن بشرٍ فِيك من مخلع الْبَسِيط (مَا غَابَ يَعْقُوب عَن مكانٍ ... يحضر فِيهِ الزلازلي) فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمن أَنا حَتَّى أهجي هَذَا قد هجاك وهجا وزيرك فَقَالَ بِمَاذَا قَالَ بقوله من الوافر (تنصر فالتنصر دين حقٍّ ... عَلَيْهِ زَمَاننَا هَذَا يدل)

الخالع الرافقي

فيعقوب الْوَزير أَب وَهَذَا الْعَزِيز ابنٌ وروح الْقُدس فضل وَهِي أَبْيَات كَثِيرَة فَقَالَ قد أبحت أَن يُؤَدب وَلَا يحْتَمل لَهُ مثل هَذَا القَوْل وَتقدم إِلَى ابْن كلس بِهَذَا وَكَانَ فِي قلبه عَلَيْهِ مَا فِيهِ وَكَانَ ابْن بشر نحيف الْجِسْم ضعيفه فتناوله وصفعه بدرة كَانَت محشوةً بالحصى فَمَاتَ من ليلته بمحبسه فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أنفذ الْعَزِيز يسْأَل عَن خَبره وَتقدم بِإِخْرَاجِهِ وَأَن يخلع عَلَيْهِ وَيُعْطى جَائِزَة يَسْتَكِف بهَا فَأخْبر بوفاته فساءه ذَلِك) وَأنْكرهُ 3 - (الخالع الرافقي) الْحُسَيْن بن أبي جَعْفَر بن مُحَمَّد الخالع الرافقي وَيُقَال إِنَّه من ذُرِّيَّة مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ من كبار النُّحَاة أَخذ عَن أبي سعيد السيرافي وَأبي عَليّ الْفَارِسِي وَله من المصنفات كتاب الشُّعَرَاء وَكتاب المواصلة والمفاصلة وَكتاب الْأَمْثَال وَكتاب الأودية وَالْجِبَال وَكتاب الرمال وَكتاب تخيلات الْعَرَب وَتَفْسِير شعر أبي تَمام وصناعة الشّعْر وَغير ذَلِك وَكَانَ من الشُّعَرَاء الْمَذْكُورين كَانَ مَوْجُودا فِي عشر الثَّمَانِينَ وثلاثمائة 3 - (عميد الجيوش) الْحُسَيْن بن أبي جَعْفَر أستاذ هُرْمُز أَبُو عَليّ عميد الجيوش ولد سنة خمسين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة كَانَ أَبوهُ من حجاب عضد الدولة وَجعل ابْنه أَبَا عَليّ يرسم ابْنه صمصام الدولة فخدم صمصام الدولة وبهاء الدولة وولاه الْعرَاق فَقَدمهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين والفتن قائمةٌ والذعار يفتكون بِالنَّاسِ ففتك بهم وَقتل وصلب وغرق خلقا كثيرا فَقَامَتْ الهيبة وَمنع أهل الكرخ من النِّيَاحَة يَوْم عَاشُورَاء وَأهل بَاب الْبَصْرَة من زيادرة قبر مُصعب بن الزبير وَبلغ من هيبته أَنه أعْطى غُلَاما لَهُ صينية فضَّة فِيهَا دَنَانِير وَقَالَ خُذْهَا على رَأسك وسر من النجمي إِلَى الماصر الْأَعْلَى فَإِن اعترضك معرضٌ فأعطه إِيَّاهَا واعرف الْمَكَان الَّذِي أخذت مِنْك فِيهِ فجَاء وَقد انتصف اللَّيْل وَقَالَ مشيت الْبَلَد جَمِيعه وَلم يلقني أحد عارضني فِيهَا وسارت سمعة عدله وَتمنى النَّاس فِي الْأَمْصَار أَن يَكُونُوا تَحت كنفه وَلما دخل عميد الجيوش بَغْدَاد كَانَ ابْن أبي طَاهِر المنجم قد قَالَ اقْتضى حكم النُّجُوم أَن يُقيم بِبَغْدَاد ثَمَانِي سِنِين وشهوراً وَبلغ عميد الجيوش ذَلِك فانزعج فَقيل لَهُ لَا تلْتَفت إِلَى قَول منجم فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ أَقَامَ على ولَايَة الْعرَاق ثَمَانِي سِنِين وَأَرْبَعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَلما مَاتَ تولى أمره الرضى الموسوي وَدفن بمقابر قُرَيْش

أمير حسين بن جندر بك

3 - (أَمِير حُسَيْن بن جندر بك) حُسَيْن بن جندر الْأَمِير شرف الدّين أَمِير حُسَيْن الرُّومِي كَانَ وَهُوَ أَمْرَد رَأس مدرج لحسام الدّين لاجين لما كَانَ نَائِب الشَّام وَكَانَ يؤثره لِأَنَّهُ كَانَ صياداً شجاعاً وَكَانَ يُحِبهُ لأجل أَخِيه) الْأَمِير مظفر الدّين وَرُبمَا تنادم مَعَهُمَا فِي الْخلْوَة وَلما ملك حسام الدّين الديار المصرية طلبه إِلَى مصر وخلع عَلَيْهِ خلعةً لم يرضها ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام وَطَلَبه فِيمَا أَظن ثَانِيًا ورسم لَهُ بِعشْرَة فَمَاتَ حسام الدّين لاجين فَأَقَامَ بِمصْر حَتَّى حضر الْملك النَّاصِر من الكرك فرسم لَهُ بِالْعشرَةِ وَحضر مَعَ الأفرم فِيمَا أَظن إِلَى دمشق ثمَّ أَخذ الطبلخاناه ونادم الأفرم وَلم يزل مَعَ الأفرم بِدِمَشْق إِلَى أَن هرب الْأُمَرَاء كلهم وقفزوا إِلَى الكرك وهرب الأفرم فلحق بِالْملكِ النَّاصِر وَدخل مَعَه وجهزه السُّلْطَان لإحضار المَال من الكرك فَتوجه هُوَ والأمير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى وَتوجه مَعَ السُّلْطَان إِلَى مصر وَدخل عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق بأنواع من الْحِيَل إِلَى أَن صَار قَرِيبا عِنْده وَكَانَ يَقُول يَا خوند إِن كُنَّا ندخل مصر فهذ الطير يصيد وَيَرْمِي الصَّقْر أَو الْجَارِح الَّذِي يكون مَعَه فيصيد فَنزل من قلبه وَكَانَ الْأَمِير شرف الدّين محظوظاً فِي الصَّيْد بالجوارح والضواري والنشاب لَا يكَاد يفوتهُ مِنْهُ شَيْء رَأَيْت هَذَا مِنْهُ مرَارًا عديدة لما كنت أسافر مَعَه فإنني كتبت لَهُ الدرج وترسلت عَنهُ وَكَانَ يستصحبني مَعَه فِي أَسْفَاره شاما ومصرا ثمَّ إِن السُّلْطَان أعطَاهُ إمرة مائَة وَقدمه على ألف وأفرد لَهُ زَاوِيَة من طيور الْجَوَارِح فَكَانَ أَمِير شكار مَعَ الْأَمِير كوجري وَحضر مَعَ السُّلْطَان إِلَى دمشق لما توجه إِلَى الْحجاز وَأقَام بِدِمَشْق لِأَنَّهُ وَقع فَانْكَسَرت رجله وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يحضر إِلَى زيارته كل قَلِيل وَلما عَاد السُّلْطَان عَاد مَعَه إِلَى مصر ولقى الْحُرْمَة الوافرة وحظي بالديار المصرية وَكَانَ ينتمي إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طغاي وينبسط مَعَه فحلا بقلب الخاصكية وَسلم لذَلِك لما أمسك الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب والأمير عَلَاء الدّين آيدغدي شقير وَمَا أعطَاهُ النَّاس فِي تِلْكَ الْوَاقِعَة سَلامَة ثمَّ إِنَّه توالت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض فرسم السُّلْطَان لَهُ بِالْعودِ إِلَى دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَهُوَ مستمرٌ عِنْد الْأَمِير سيف الدّين تنكز على تِلْكَ الْمحبَّة إِلَى أَن وَقع بَينهمَا بِسَبَب الْقصب الَّذِي فِي قَرْيَة عمتنا وتخاصما فِي سوق الْخَيل ورجعا إِلَى دَار السَّعَادَة وتحاكما ثمَّ إِنَّهُم سعوا بَينهمَا فِي الْمُصَالحَة فَقَامَ تنكز وَقَامَ حُسَيْن فَوضع يَده على عنق تنكز وَقبل) رَأسه فَمَا حمل تنكز مِنْهُ ذَلِك

قَالَ لي أَمِير حُسَيْن وَالله مَا تَعَمّدت ذَلِك وَلكنه كَانَ خطأ كَبِيرا فَكتب تنكز وطالع السُّلْطَان بأَمْره فَشد الفخري قطلوبغا مِنْهُ شداً كثيرا فَمَا أَفَادَ كَلَام تنكز ورسم السُّلْطَان للأمير شرف الدّين بِأَن يكون مقَامه بصفد وإقطاعه على حَاله وَجَاء كتاب السُّلْطَان إِلَيْهِ إِنَّك أَسَأْت الْأَدَب على نائبنا وَمَا كَانَ يَلِيق بك هَذَا وَحضر كتاب السُّلْطَان إِلَى نَائِب صفد بِأَن الْأَمِير شرف الدّين طرخان لَا تجرده إِلَى يزك وَلَا تلْزمهُ بِخِدْمَة إِن شَاءَ ركب وَإِن شَاءَ نزل فَأَقَامَ بصفد قَرِيبا من سنتَيْن وَنصف وَمن هُنَاكَ كتبت لَهُ الدرج ثمَّ لما حضر الْأَمِير سيف الدّين الجاي الدوادار لإحضار الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا من حلب ليتوجه إِلَيْهَا الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار نَائِبا كَأَنَّهُ قَالَ للأمير سيف الدّين تنكز لما جَاءَ ذكر الْأَمِير حُسَيْن وَالله مَا كَانَ السُّلْطَان هان عَلَيْهِ أمره فَحِينَئِذٍ صَحَّ الصُّلْح مَعَه وسير إِلَيْهِ وَهُوَ بالغور ليلتقيه إِلَى الْقصير فاصطلحا هُنَاكَ وخلع عَلَيْهِ ووعده بِأَنَّهُ إِذا عَاد من مصر أَخذه مَعَه إِلَى دمشق ففاوض السُّلْطَان فِي ذَلِك فَمَا وَافق على ذَلِك وَطلب الْأَمِير حُسَيْن إِلَى مصر فَأَخذه من الْغَوْر إِلَى دمشق وجهزه تنكز إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهِمَا على خيل الْبَرِيد وَكنت مَعَه فوصل إِلَيْهَا وأنعم عَلَيْهِ بِخبْز الْأَمِير بهاء الدّين أصلم السلاحدار فَأَقَامَ عَلَيْهِ إِلَى أَوَائِل سنة ثَمَان وَعشْرين فَتوفي رَحمَه الله بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بجوار جَامعه الَّذِي عمره فِي حكر جَوْهَر النوبي بِالْقَاهِرَةِ وحنا السُّلْطَان عَلَيْهِ حنواً كَبِيرا إِلَى الْغَايَة وَأعْطى الإقطاعات فِي الْحلقَة لمماليكه ورتب لَهُم الرَّوَاتِب وَأمر بعض أَقَاربه ورتب الرَّوَاتِب لبنَاته وزوجاته وأقاربه وَلم يتم هَذَا لغيره وَهُوَ الَّذِي عمر القنطرة على الخليج وَإِلَى جَانبهَا الْجَامِع الَّذِي لَهُ وَلما فرغ أحضر إِلَيْهِ المشد وَالْكَاتِب حشاب ذَلِك وَقَالا هَذَا حِسَاب هَذِه الْعِمَارَة فَرمى بِهِ فِي الخليج وَقَالَ أَنا خرجت عَن هَذَا لله تَعَالَى فَإِن خنتما فعليكما وَإِن وفيتما فلكما يُقَال إِنَّه غرم على ذَلِك فَوق المائتي ألف دِرْهَم وَكَانَ رَحمَه الله شحيحاً على الدِّرْهَم وَالدِّينَار من يَده وَأما من خَلفه فَمَا كَانَ يقف فِي شَيْء وَكَانَ الْفرس والقباء عِنْده هينٌ يُطلق ذَلِك كثيرا وَكَانَ خَفِيف الرّوح دَائِم الْبشر لطيف الْعبارَة وَكَانَت فِي عِبَارَته عجمة لكنه إِذا قَالَ الْحِكَايَة) أَو ندب أَو ندر يظْهر لكَلَامه حلاوة فِي الْقلب والسمع قَالَ لي الشَّيْخ فتح الدّين نَحن إِذا حكينا مَا يَقُوله مَا يكون لذَلِك حلاوته من فِيهِ وَكَانَ ظريفاً إِلَى الْغَايَة وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع الْأَبْيَض بالرملة وَعمر تِلْكَ المنارة العجيبة رَاح عَلَيْهَا مبلغ ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَكَانَ فِيهِ الْخَيْر وَالصَّدَََقَة وَلكنه كَانَ يَسْتَحِيل فِي الآخر وَلم يخلف إِلَّا ابْنَتَيْن رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يجلس فِي الميمنة فَلَمَّا حضر تمرتاش جلس مَكَانَهُ وَكَانَ هُوَ يجلس فِي الميسرة وَكَانَ السُّلْطَان يُحِبهُ ويؤثره كثيرا وَلم يخلص من مخاليب تنكز أحدٌمن الْأُمَرَاء غَيره

الخطيب الكوفي

أَبُو عمار الْمروزِي الْحُسَيْن بن حُرَيْث بن الْحسن بن ثَابت بن قُطْبَة أَبُو عمار الْمروزِي روى عَنهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو بكر بن خُزَيْمَة رَأَيْته فِي الْمَنَام بعد وَفَاته على مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ ثيابٌ بيض وعمامة خضراء وَهُوَ يقْرَأ أم يحسبون أَنا لَا نسْمع سرهم ونجواهم بلَى وَرُسُلنَا لديهم يَكْتُبُونَ فَأَجَابَهُ مجيبٌ من مَوضِع الْقَبْر حَقًا قلت يَا زين أَرْكَان الْجنَّة وَتُوفِّي بقرميسين منصرفاً من الْحَج سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ الْحُسَيْن بن الْحسن أَبُو عبد اله الْحَلِيمِيّ الْحُسَيْن بن الْحسن بن مُحَمَّد بن حَلِيم الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالحليمي الْجِرْجَانِيّ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَبعد الاام يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَبعدهَا مِيم ولد بجرجان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ قد حمل إِلَى بخاري وَكتب الحَدِيث عَن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن حبيب وَغَيره وتفقه على أبي بكر الأودني وَأبي بكرٍ الْقفال ثمَّ صَار إِمَامًا مرجوعاً إِلَيْهِ بِمَا وَرَاء النَّهر وَله فِي الْمَذْهَب وُجُوه حَسَنَة وَحدث بنيسابور روى عَنهُ الْحَافِظ الْحَاكِم مَعَ تقدمه وَغَيره وَكَانَ رَئِيس أَصْحَاب الحَدِيث وَأحد الشَّافِعِيَّة وأنظرهم بعد أستاذه أبي بكر الْقفال وَله مصنفات كَثِيرَة ينْقل مِنْهَا الْبَيْهَقِيّ كثيرا 3 - (الْخَطِيب الْكُوفِي) الْحُسَيْن بن الْحسن بن الخصيب العباسي مَوْلَاهُم أَبُو عبد الله بن أبي عَليّ الْخَطِيب الْكُوفِي) كَانَ خطيبها وَكَانَ أديباً يَقُول الشّعْر قدم بَغْدَاد غير مرّة وروى بهَا شَيْئا من شعره وَمن شعره من المنسرح (أَطُوف كَيْمَا أرى مثالكم ... لتشتفي الْعين مِنْهُ بِالنّظرِ) (لَا وَالَّذِي بالنوى عَليّ قضى ... فَدلَّ جفني بالدمع والسهر) (مَا نظرت مقلتي إِلَى صورٍ ... إِلَّا وَأَنْتُم أحلى من الصُّور)

ابن الوزير ابن سهل

وَمِنْه من الْكَامِل (قَالُوا أَتَى عاشور قلت لَهُم ... يَا حبذا الْمَذْكُور من وَفد) (قد أرجفوا بِفِرَاق ظالمتي ... فِيهِ فَزَاد تمقتاً عِنْدِي) قتل الْحُسَيْن بِهِ وَهَا أنذا الْمَقْتُول بالهجران والصد قلت شعر متوسط 3 - (ابْن الْوَزير ابْن سهل) الْحُسَيْن بن الْحسن بن سهل أَخُو مُحَمَّد بن الْحسن كَانَ وَالِده وَزِير الْمَأْمُون وَقد تقدم ذكره وَكَانَ الْحُسَيْن أديباً فَاضلا لَهُ نظمٌ حسن وَمن شعره فِي غُلَامه بدر وَقد نَاوَلَهُ وردا من المتقارب (مشارك بدر الدجى فِي اسْمه ... وَفِي الْحسن مِنْهُ وَفِي بعده) (يطيب بِهِ الْورْد إِن مَسّه ... وتخجله وردتا خَدّه) (وَلَا وصل أبعد من وَصله ... وَلَا صد أقرب من صده) (صَدُوق المحاسن لكنه ... كذوب المطامع فِي وعده) (هُوَ العَبْد لي وَأَنا عَبده ... فَمن ينصف العَبْد من عَبده) قلت شعر جيد 3 - (الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ الْمَقْدِسِي) الْحُسَيْن بن الْحسن بن عبد الله أَبُو عبد الله الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ الْمَقْدِسِي قدم بَغْدَاد شَابًّا وتفقه على قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن عَليّ الدَّامغَانِي وَسمع الحَدِيث من الشريف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن البشري وَمُحَمّد بن أبي نصر الْحميدِي وَغَيرهم وَقَرَأَ بالروايات على أَحْمد ابْن عَليّ) الصُّوفِي وَكَانَ إِمَام مشْهد أبي حنيفَة وَكَانَ صَالحا دينا توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن مَالك الْبَصْرِيّ) الْحُسَيْن بن الْحسن بن يسَار بن مَالك الْبَصْرِيّ روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة 3 - (أَمِير دمشق الحمداني) الْحُسَيْن بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عبد الله بن حمدَان نَاصِر الدولة أَبُو عَليّ التغلبي الْأَمِير أَمِير دمشق ولي أمرهَا للمصريين سنة خمسين

ابن البن

وَأَرْبَعمِائَة وَسَار إِلَى حلب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَجرى بَينه وَبَين بني كلاب وقْعَة الفنيدق بِظَاهِر حلب فَكسر ابْن حمدَان وأفلت هزيماً جريحاً إِلَى مصر وَولي بعده أَبُو مَنْصُور سبكتكين التركي فَبَقيَ بعده بِمصْر ثَلَاثَة أشهر وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَت يَده قد شلت فِي وَاقعَة الفنيدق وَفِيه يَقُول الفكيك الْحلَبِي الشَّاعِر من الْكَامِل (وَلَئِن غَلطت بِأَن مدحتك طَالبا ... جدواك مَعَ علمي بأنك باخل) (فالدولة الغراء قد غَلطت بِأَن ... سمتك ناصرها وَأَنت الخاذل) (إِن تمّ أَمرك مَعَ يدٍ لَك أَصبَحت ... شلاء فالأمثال عِنْدِي بَاطِل) وَفِي نَاصِر الدولة يَقُول الفكيك وَقد هَزَمه تَاج الْمُلُوك مَحْمُود بن نصر بن صَالح على حلب ثمَّ إِن الْمُسْتَنْصر جعله والياً على دمشق من الوافر (على حلبٍ بِهِ حلبت دماءٌ ... وَحكم فِيكُم الرمْح الْأَصَم) (وَقد أَرْسلتهُ وَالِي دمشقٍ ... يدٌ شلا وأمرٌ لَا يتم) 3 - (ابْن البن) الْحُسَيْن بن الْحسن بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم بن البن بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد النُّون الْأَسدي الدِّمَشْقِي الْفَقِيه سمع أَبَا الْقَاسِم بن أبي الْعَلَاء وَسَهل بن بشر وَأَبا عبد الله الْحسن بن أَحْمد بن أبي الْحَدِيد وَأَبا البركات بن طَاوُوس والفقيه نصر الْمَقْدِسِي وَعَلِيهِ تفقه وخلط على نَفسه وَلكنه تَابَ) تَوْبَة نصُوحًا روى عَنهُ ابْن عَسَاكِر الْحَافِظ وَابْنه الْقَاسِم والحافظ أَبُو الْمَوَاهِب بن صصرى وَأَخُوهُ أَبُو الْقَاسِم وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَأَبُو الْقَاسِم بن الحرستاني وَأَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن الْأَسدي حفيده وَآخَرُونَ توفّي بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة 3 - (الْحَافِظ أَبُو معِين) الْحُسَيْن بن الْحسن أَبُو معِين الرَّازِيّ أحد حفاظ الرّيّ توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين 3 - (الصُّوفِي التكريتي) الْحُسَيْن بن الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو عبد الله الصُّوفِي التكريتي أَقَامَ بِبَغْدَاد إِلَى أَن توفّي بهَا سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة سمع الحَدِيث بعد علو سنه من ابْن شاتيل فَمن دونه وَكَانَ حَافِظًا لكتاب الله دينا وَمن شعره من الطَّوِيل (تبَارك من لَا يعلم الْغَيْب غَيره ... وشكراً على مَا قد قَضَاهُ وَمَا حكم)

النقيب ابن الأقساسي

(إِذا كَانَ رَبِّي عَالما بسريرتي ... وَكنت بَرِيئًا عِنْده غير مُتَّهم) (فَقل لظلومٍ سَاءَنِي سوء فعله ... سينصف الْمَظْلُوم من كل من ظلم) (فيا نفس لي فِي يوسفٍ خير أسوةٍ ... فصبراً فَإِن الصَّبْر خيرٌ من النَّدَم) قلت شعر منحط 3 - (النَّقِيب ابْن الأقساسي) الْحُسَيْن بن الْحسن بن عَليّ بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو عبد الله بن أبي مُحَمَّد الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بِابْن الأقساسي الْكُوفِي وَقد تقدم ذكر جمَاعَة من أهل بَيته ولاه الْمُسْتَنْصر بِاللَّه نقابة الطالبيين سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وأضيف إِلَيْهِ الإشراف على المخزن ثمَّ عزل عَن الإشراف وَبَقِي على النقابة وَكَانَ صَدرا كَامِلا أديباً فَاضلا لَهُ نظم وَفِيه تواضع وَحسن أَخْلَاق وَمن شعره من السَّرِيع (لج بِي الشوق إِلَى شادنٍ ... مهفهفٍ كَالْقَمَرِ الطالع) ) (يميس كالنشوان من عجبه ... وينثني كالغصن اليانع) (ويرشق الْقلب إِذا مَا بدا ... بأسهمٍ من طرفه الرائع) (قد كنت أبْكِي قبل حبي لَهُ ... بأدمعٍ من جفني الهامع) (حَتَّى رسا الْحبّ بقلبي فَمَا ... أبْكِي بِغَيْر العلق الناصع) (أَغضّ أجفاني لَا من كرىً ... تشبهاً بالراقد الوادع) (لَعَلَّ طيفاً مِنْك يَأْتِي إِذا ... أبصرني فِي صُورَة الهاجع) (أعلل النَّفس بزور المنى ... عِلّة لَا راجٍ وَلَا طامع) (قناعةً مني بِمَا لَا أرى ... وَتلك عِنْدِي غَايَة القانع) 3 - (الْوَزير مؤيد الْملك الرخجي) الْحُسَيْن بن الْحسن أَبُو عَليّ الرخجي الملقب مؤيد الْملك ولد بالأهواز سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة كَانَ أَبُو عَليّ الْحسن ابْن أستاذ هُرْمُز الملقب عميد الجيوش قد سَار إِلَى الْعرَاق فاستصحب أَبَا عَليّ الرخجي نَاظرا فِي النِّيَابَة عَنهُ ومتولياً للأعمال بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا توفّي عميد الجيوش نظر أَبُو عَليّ فِي أُمُور الحضرة إِلَى أَن وزر فَخر الْملك أَبُو غَالب فأقره على أمره وَصَارَ يخلفه وَلما قبض عَلَيْهِ عرضت عَلَيْهِ الوزارة فأباها وَأَشَارَ بِأبي مُحَمَّد بن سهلان وَصَارَ نَائِبا عَنهُ

الشهراباني الشاعر

فَلَمَّا فسد أَمر ابْن سهلان ألزم أَبُو عليٍّ بالوزارة لمشرف الدولة أَبُو عَليّ ابْن بهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة وخلع عَلَيْهِ القباء وَالسيف والمنطقة ولقب مؤيد الْملك سيد الوزراء وَتَوَلَّى الْأُمُور ومشاها أحسن تمشية وَأَنْشَأَ البيمارستان بواسط ثمَّ شغب الغلمان شغباً أدّى إِلَى الْقَبْض عَلَيْهِ وألزم بِمِائَتي ألف دِينَار فوفى أَكْثَرهَا وَكَانَت وزارته سنتَيْن ويومين وَكَانَت لَهُ أفعالٌ كريمةٌ أَيَّام تصرفه ورعايةٌ مَشْهُورَة لأهل وده 3 - (الشهراباني الشَّاعِر) الْحُسَيْن بن أبي الْحسن أَبُو عبد الله الشهراباني الشَّاعِر من شعره من الْكَامِل (يَا بانة الْوَادي الَّتِي سفكت دمي ... بلحاظها بل يَا فتاة الأجرع) ) (مني عَليّ بنظرة فِيهَا رضى ... ثمَّ اصنعي مَا شِئْت بِي أَن تصنعي) (وتحققي أَنِّي بحبك مغرمٌ ... قَول المحق خلاف قَول الْمُدَّعِي) (وَإِذا تَوَاتَرَتْ الغيوم وأمطرت ... مِنْهَا سحائبها حكتها أدمعي) (وَإِذا رَأَيْت النَّار شب وقودها ... كلظى الْجَحِيم فمثلها فِي أضلعي) (لي أَن أبثك كل مَا أَلْقَاهُ من ... ألم الْهوى وَعَلَيْك أَن لَا تسمعي) وَمِنْه من المديد (من عذيري من هوى قمرٍ ... ظلّ ينساني وأذكره) (هاجري من غير مَا سببٍ ... وَأَنا بالرغم أعذره) (قلت للعذال إِذا أمروا ... بسلوٍّ عز أيسره) (مالكي فِي الْقلب مَسْكَنه ... فسلوي أَيْن أضمره) قلت شعر جيد 3 - (الْأَمِير نَاصِر الدّين بن حمدَان) الْحُسَيْن بن الْحسن بن الْحُسَيْن الْأَمِير نَاصِر الدّين حفيد الْأَمِير نَاصِر الدولة ابْن حمدَان توثب على الديار المصرية وَجَرت أمورٌ وحروبٌ وَكَانَ عَازِمًا على إِقَامَة الدولة العباسية بِمصْر وتهيأت لَهُ الْأَسْبَاب وقهر الْمُسْتَنْصر العبيدي ثمَّ وثب عَلَيْهِ الدكز التركي فِي جمَاعَة فَقَتَلُوهُ سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقد تقدم ذكر جده نَاصِر الدولة الْحُسَيْن بن الْحسن وَكَانَ نَاصِر الدّين قد لقب نَفسه سُلْطَان الجيوش وَاتفقَ مَعَ الدكز التركي وزوجه الدكز ابْنَته وتحالفا كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى الآخر فَركب ابْن حمدَان يَوْمًا إِلَى بعض أَعمال مصر مُرَتبا للعساكر والمراكب فِي طمأنينة فَركب الدكز فِي خمسين فَارِسًا وَله غلامٌ يدعى حسام الدولة كمشتكين فَقَالَ لَهُ أُرِيد أَن أطلعك على أَمر قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ قد علمت مَا فعل ابْن حمدَان بِالْمُسْلِمين من سفك الدِّمَاء والغلاء والجلاء وَقد عزمت على قَتله فَهَل فِيك مُوَافقَة

الحسين بن الحسين علاء الدين الغوري

على رَاحَة الْمُسلمين مِنْهُ فَقَالَ نعم وَقصد ابْن حمدَان وَهُوَ يتمشى فِي صحن دَاره فَمشى الدكز مَعَه وَتَأَخر عَنهُ وضربه بتافروت كَانَ مَعَه فِي خاصرته وضربه كمشتكين فَقطع رجلَيْهِ فصاح فعلتموها وحزوا) رَأسه وَكَانَ مَحْمُود بن ذبيان أَمِير بني سِنْبِسٍ فِي خزانَة السراب فَدَخَلُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ ثمَّ دخلُوا دَارا فِيهَا فَخر الْعَرَب بن حمدَان وَعِنْده شاور فَقَتَلُوهُمَا وَخَرجُوا إِلَى خيمة تَاج الْمَعَالِي بن حمدن أخي الْأَمِير نَاصِر الدولة فهرب واستتر فِي خرابة فَدلَّ عَلَيْهِ فَقتل وَفِي الْأَمِير نَاصِر الدّين يَقُول ابْن حيوس قصيدة أَولهَا من الْكَامِل (مَحْض الإباء وسؤدد الْآبَاء ... جعلاك مُنْفَردا على الْأَكفاء) (وَلَقَد جمعت حميةً وتقيةً ... تثني إِلَيْك عنان كل ثَنَاء) (الدَّهْر فِي أَيَّام عزك لَا انفضت ... متعوضٌ عَن ظلمَة بَيْضَاء) (حطت الرعايا بالرعاية رأفةً ... فاضت على الْقُرَبَاء والبعداء) 3 - (الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن عَلَاء الدّين الغوري) الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن الْملك عَلَاء الدّين الغوري صَاحب الْغَوْر توفّي بِبَغْدَاد سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة بعد محاصرة غزنة وَكَانَ من أَجود الْمُلُوك وتملك بعده وَلَده الْملك سيف الدّين مُحَمَّد 3 - (الأرمنتي) الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن بن يحيى أَبُو مُحَمَّد بن أبي عَليّ القَاضِي الأرمنتي توفّي بأرمنت سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة ذكره المؤرخ قطب الدّين عبد الْكَرِيم فِي تَارِيخه والفاضل مُحَمَّد بن عَليّ ابْن يُوسُف والفاضل جمال الدّين جَعْفَر الإدفوي فِي تَارِيخ السعيد وَأورد لَهُ من الطَّوِيل (غَلطت لعمري يَا أخي وإنني ... لفي سكرةٍ مِمَّا جناه لي الْغَلَط) (حططت بقدري إِذا رفعت أخسةً ... وَمن رفع الْأَطْرَاف حق بِأَن يحط) وَأورد لَهُ أَيْضا من السَّرِيع (أَقْسَمت لَا عدت لشكر امرئٍ ... يَوْمًا وَلَا أخلصت فِي ودي) (من قبل أَن تبدو أَفعاله ... فِي حَالَة الْقرب وَفِي الْبعد) (وكل من جرعني سمه ... فَهُوَ الَّذِي أطعمته شهدي) 3 - (الْهَمدَانِي) ) الْحُسَيْن بن حَفْص الْهَمدَانِي ثِقَة نبيل نقل علما كثيرا إِلَى أَصْبَهَان

الأمير ابن حمدان

كَانَ دخله فِي كل سنة مائَة ألف دِرْهَم فَمَا وَجَبت عَلَيْهِ زكاةٌ وروى لَهُ مُسلم وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأَمِير ابْن حمدَان) الْحُسَيْن بن حمدون الْأَمِير أَبُو عبد الله التغلبي عَم السُّلْطَان سيف الدولة قدم الشَّام لقِتَال الطولونية فِي جيشٍ من قبل المكتفي وَقدم دمشق لِحَرْب القرامطة أَيَّام المقتدر ثمَّ ولاه ديار ربيعَة فغزا وافتتح حصوناً وَقتل خلقا من الرّوم ثمَّ خَالف فَأتى لحربه رائقٌ فحاربه وأسره رائق سنة ثَلَاث وثلاثمائة فسجن بِبَغْدَاد ثمَّ قتل سنة سِتّ وثلاثمائة 3 - (أَمِين الدولة قَاضِي حماة) الْحُسَيْن بن حَمْزَة بن الْحُسَيْن بن حُبَيْش البهراني الحبيشي الْحَمَوِيّ الْقُضَاعِي أَمِين الدولة أَبُو الْقَاسِم قَاضِي حماة أحد الكرماء الأجواد كَانَ يضيف الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ صَلَاح الدّين يُكرمهُ ويجله وَكَانَ لَا يقبل بر أحد توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب 3 - (الْحُسَيْن بن الْخضر أَبُو عَليّ البُخَارِيّ) الْحُسَيْن بن الْخضر بن مُحَمَّد أَبُو عَليّ البُخَارِيّ الفشيدنزجي بِفَتْح الْفَاء وَكسر الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون وَفتح الزَّاي وَبعدهَا جِيم كَذَا رَأَيْته مضبوطاً الْفَقِيه الْحَنَفِيّ قَاضِي بُخَارى إِمَام عصره بِلَا مدافعة لَهُ أصحابٌ وتلامذة نَاظر الشريف المرتضى وقطعه فِي حَدِيث مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَة قَالَ للمرتضى إِذا جعلت مَا نَافِيَة خلا الحَدِيث من الْفَائِدَة فَإِن كل أحد لَا يخفى عَلَيْهِ أَن الْمَيِّت يَرِثهُ أقرباؤه وَلَا تكون تركته صَدَقَة وَلَكِن لما كَانَ الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام بِخِلَاف الْمُسلمين بَين ذَلِك فَقَالَ مَا تَرَكْنَاهُ صدقةٌ وَقد سمع أَبُو عَليّ هَذَا من ابْن شبوية وَغَيره وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (نَاصِر الدّين ابْن أَمِير الغرب) الْحُسَيْن بن خضر بن مُحَمَّد بن حجي بن كَرَامَة بن

بحتر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم ابْن الْحُسَيْن بن) إِسْحَاق بن مُحَمَّد التنوخي هُوَ الْأَمِير نَاصِر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن أَمِير الغرب هم بَيت حشمة وَمَكَارِم مقامهم بجبال الغرب من بِلَاد بيروت هُوَ وآباؤه لَهُم خدمٌ على النَّاس وتفضل وَالْحُسَيْن بن إِسْحَاق فِي أجداده هُوَ ممدوح أبي الطّيب فِي القصيدة القافية الَّتِي قَالَهَا فِيهَا من الطَّوِيل (شدوا بِابْن إِسْحَاق الْحُسَيْن فصافحت ... دفاريها كيرانها والنمارق) وَله فيهم أمداحٌ ومراثٍ وكرامة بن بحتر هُوَ الَّذِي هَاجر إِلَى نور الدّين الشَّهِيد فأقطعه الغرب وَمَا مَعَه بإمرته فَسُمي أَمِير الغرب قَالَ نَاصِر الدّين صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة ومنشوره إِلَى الْآن بِخَط عماد الدّين الْكَاتِب عندنَا وتحضر كَرَامَة بعد البداوة وَسكن حمص سلحمور من نواحي إقطاعه وَهُوَ على تلٍّ عالٍ بِغَيْر بِنَاء وانتشأ أَوْلَاده هُنَاكَ حصناً وَلم يزَالُوا إِلَى أَن كَانَ الْخضر وَكَانَ قذىً فِي عين صَاحب بيروت أَيَّام الفرنج وشجىً فِي حلقه ورام حصره مرَارًا فيتوعر الْوُصُول إِلَيْهِ فَلَمَّا صَار الْحَال إِلَى أَوْلَاده الشَّبَاب هادنهم صَاحب بيروت وسالمهم وَجعلُوا ينزلون إِلَى السَّاحِل وألفوا الصَّيْد بالطير وَغَيره فراسلهم وَطلب الِاجْتِمَاع بهم فِي الصَّيْد فَتوجه كبارهم وتصيدوا مَعَه إِلَى آخر النَّهَار فأكرمهم وَقدم لَهُم ضواري وطيوراً وكساهم قماشاً وَلمن مَعَهم وعادوا إِلَى حصنهمْ وَلم يزل يستدرجهم مرّة بعد مرّة إِلَى أَن أخرج ابْنه مَعَه وَهُوَ شَاب فَقَالَ قد عزمت على زواجه وأدعو لَهُ مُلُوك السَّاحِل وأريدكم تحضرون ذَلِك النَّهَار فَتوجه الثَّلَاثَة الْكِبَار وَبَقِي أخوهم الصَّغِير فِي الْحصن ووالدته وَجَمَاعَة قَليلَة وتوجهوا إِلَيْهِ وامتلأ السَّاحِل بالشواني وَالْمَدينَة بالفرنج الغتم وتلقوهم بالشمع والمغاني فَلَمَّا صَارُوا فِي القلعة وجلسوا مَعَ الْمُلُوك غدروا بهم وتكاثروا عَلَيْهِم وأمسكوهم وأمسكوا غلمانهم وغرقوهم وركبوا فِي اللَّيْل وَمَعَ صَاحب بيروت جَمِيع الْعَسْكَر القبرسي وَاشْتَغلُوا بالحصن فانجفل الفلاحون والحريم وَالصبيان إِلَى الْجبَال والشعاب والكهوف وطاولوهم وَعلم أهل الْحصن بِأَن الْجَمَاعَة قد أمسكوهم وغرقوهم ففتحوا الْبَاب فَخرجت الْعَجُوز وَمَعَهَا) وَلَدهَا الصَّغِير وعمره سبع سِنِين وَلم يبْق من بَيتهمْ سوى هَذَا الصَّبِي واسْمه حجي وَهُوَ جد وَالِد نَاصِر الدّين وَلما حضر السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَفتح صيدا وبيروت توجه إِلَى خدمته حجي وباس

الحسين بن داود أبو علي البلخي

رجل السُّلْطَان فِي ركابه فلمس رَأسه بِيَدِهِ وَقَالَ أَخذنَا ثأرك طيب قَلْبك أَنْت مَكَان أَبِيك وَأمر لَهُ بِكِتَابَة أَمْلَاك أَبِيه وَهِي القرايا الَّتِي بِأَيْدِيهِم بستين فَارِسًا وَلم يزَالُوا على ذَلِك إِلَى أَيَّام الْمَنْصُور قلاوون فَذكر أَوْلَاد تغلب من مشغرا قُدَّام الشجاعي أَن بيد الجبلية أملاكاً عَظِيمَة بِغَيْر اسْتِحْقَاق وَمن جُمْلَتهمْ أُمَرَاء الغرب وتوجهوا مَعَه إِلَى مصر فرسم الْمَنْصُور بإقطاع أَمْلَاك الجبلية مَعَ بِلَاد طرابلس لجندها وأمرائها فأقطعت لعشرين فَارِسًا من طرابلس فَلَمَّا كَانَ أَيَّام الْملك الْأَشْرَف توجهوا إِلَيْهِ وسألوه أَن يخدموا على أملاكهم بالعدة فرسم لَهُم بهَا وَأَن يزيدوها عشرَة أرماحٍ أخر وَلما كَانَ أَيَّام الروك فِي الْأَيَّام التنكزية وكشفها عَلَاء الدّين بن معبد حصل من تفضول فِي حَقهم فرسم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَن تستمر عَلَيْهِم بمضاعفة الْعدة فاستقرت عَلَيْهِم بستين فَارِسًا وَهِي إِلَى الْآن باقيةٌ على هَذَا الْحَال وَأما هَذَا نَاصِر الدّين فَإِنَّهُ كثير المكارم وَالْإِحْسَان يخْدم كل من يتَوَجَّه إِلَى تِلْكَ النَّاحِيَة وَهُوَ مقيمٌ بقرية أعبية بِالْجَبَلِ وَله دارٌ حَسَنَة فِي بيروت يخْدم الغادي والرائح وَيهْدِي إِلَى أكَابِر النَّاس وأعيان الدولة وَكنت قد تَوَجَّهت إِلَى بيروت وَلَك يكن بهَا فسير إِلَيّ قَاصِدا يطلبني لأتوجه إِلَيْهِ إِلَى أعبية فَرَأَيْت الْحَرَكَة تشق عَليّ فاعتذرت فَحَضَرَ هُوَ بعد أيامٍ بَعْدَمَا تفضل وَأحسن وَاجْتمعت بِهِ وَرَأَيْت مِنْهُ رياسةً كَثِيرَة وَهُوَ يعرف عدَّة صنائع أتقنها وَيكْتب جيدا ويترسل وَفِيه عدَّة فَضَائِل وَلما اجْتمعت بِهِ ببيروت أنشدته من الْكَامِل (مَا زرت فِي أعبية قصد الجفا ... ربعا تشرف بالأمير حُسَيْن) (ورأيته فِي ثغر بيروت الَّذِي ... بنداه أصبح مجمع الْبَحْرين) وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَلما كبر وأسن نزل عَن) إمرته لوَلَده الْأَمِير زين الدّين صَالح وَبَقِي بعد ذَلِك قَرِيبا من سنتَيْن ثمَّ إِنَّه توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي نصف شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة 3 - (الْحُسَيْن بن دَاوُد أَبُو عَليّ الْبَلْخِي) الْحُسَيْن بن دَاوُد بن معَاذ الأديب الْعَلامَة نزيل نيسابور أحد المتروكين توفّي فِي حُدُود التسعين والمائتين

العلوي

3 - (الْعلوِي) الْحُسَيْن بن دَاوُد بن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن الْحُسَيْن بن زيد ابْن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب النَّيْسَابُورِي قَالَ الْحَاكِم فِي تَرْجَمته شيخ آل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عصره بخرسان وَكَانَ من أَكثر النَّاس صَلَاة وَصدقَة صحبته بُرْهَة من الدَّهْر فَمَا سمعته ذكر عُثْمَان إِلَّا قَالَ الشَّهِيد وَبكى وَمَا سمعته يذكر عَائِشَة إِلَّا قَالَ الصديقة بنت الصّديق حَبِيبَة حبيب الله وَبكى توفّي سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة سمع جَعْفَر بن أَحْمد الْحَافِظ وَابْن شيروية وَابْن خُزَيْمَة وَكَانَ جده عَليّ بن عِيسَى أزهد العلوية فِي عصره وَأَكْثَرهم اجْتِهَادًا وَكَانَ عِيسَى يلقب بالفياض لِكَثْرَة عطائه وجوده وَكَانَ مُحَمَّد بن الْقَاسِم ينادم الرشيد وَكَانَ الْقَاسِم رَاهِب آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ أَبوهُ أَمِير الْمَدِينَة وَأحد من روى عَنهُ مالكٌ فِي الْمُوَطَّأ قَالَه الْحَاكِم 3 - (العوذي الْبَصْرِيّ) الْحُسَيْن بن ذكْوَان الْمعلم الْمكتب العوذي الْبَصْرِيّ سمع عبد الله بن بُرَيْدَة وَيحيى بن أبي كثير وَسمع مِنْهُ شُعْبَة وَعبد الْوَارِث وَابْن الْمُبَارك وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَأوردهُ الْعقيلِيّ فِي كتاب الضُّعَفَاء بِلَا سندٍ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الشيعي) الْحُسَيْن بن روح بن بَحر أَبُو الْقَاسِم قَالَ ابْن أبي طي هُوَ

الحسين بن زيد الزيدي

أحد الْأَبْوَاب لصَاحب الْأَمر نَص عَلَيْهِ بالنيابة أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سعيد الْعمريّ وَجعله من أول من يدْخل عَلَيْهِ حِين جعل الشِّيعَة طبقاتٍ وَقد خرج على يَدَيْهِ تواقيع كَثِيرَة) فَلَمَّا مَاتَ أَبُو جَعْفَر صَارَت النِّيَابَة إِلَى أبي الْقَاسِم وَجلسَ بِبَغْدَاد فِي الدَّار وَجلسَ الشِّيعَة حوله وَخرج ذكا الْخَادِم وَمَعَهُ عكازة ومدرج وحقة وَقَالَ إِن مَوْلَانَا قَالَ إِذا دفنني أَبُو الْقَاسِم وَجلسَ فَسلم إِلَيْهِ هَذَا وَإِذا فِي الْحق خَوَاتِيم الْأَئِمَّة ثمَّ قَامَ فِي آخر الْيَوْم وَمَعَهُ طَائِفَة فَدخل دَار أبي جَعْفَر مُحَمَّد وَكَثُرت غاشيته حَتَّى كَانَ الْأُمَرَاء يركبون إِلَيْهِ والوزراء والمعزولون عَن الوزارة والأعيان وتواصف النَّاس عقله وَلم يزل أَبُو الْقَاسِم على مثل هَذِه الْحَال حَتَّى ولي حَامِد بن الْعَبَّاس الوزارة فَجرى لَهُ مَعَه أمورٌ وخطوب يطول شرحها وَقبض عَلَيْهِ وسجن خَمْسَة أَعْوَام وَأطلق من الْحَبْس لما خلع المقتدر فَلَمَّا أُعِيد إِلَى الْخلَافَة شاوروه فِيهِ قَالَ دَعوه فبخطيئته جرى علينا مَا جرى وَبقيت حرمته على مَا كَانَت عَلَيْهِ وَرمي بِأَنَّهُ كَانَ يُكَاتب القرامطة ليحاصروا بَغْدَاد وَأَن الْأَمْوَال تجبى إِلَيْهِ وَكَانَ يُفْتِي الشِّيعَة ويفيدهم وَكَاد أمره يتم ويستفحل إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (الْحُسَيْن بن زيد الزيدي) الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم الزيدي الْكُوفِي الْمدنِي كَانَ بَقِيَّة أهل بَيته توفّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة وروى لَهُ ابْن ماجة 3 - (الْعلوِي الْكُوفِي) الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ الْعلوِي الْكُوفِي أحد الْأَشْرَاف النبلاء كَانَ شيخ الطالبية فِي عصره توفّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ 3 - (وَالِد السيدة نفيسة) الْحُسَيْن بن زيد بن السَّيِّد الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَالِد العابدة السيدة نفيسة المدفونة بِظَاهِر الْقَاهِرَة رَضِي الله عَنْهَا كَانَ من سروات بني هَاشم ولي الْمَدِينَة للمنصور خمس سِنِين ثمَّ عَزله وحبسه فَلَمَّا توفّي أخرجه الْمهْدي وَأَعْطَاهُ أَمْوَالًا عَظِيمَة وَلم يزل فِي صحابته ومدحه جماعةٌ من الشُّعَرَاء وتوفيّ سنة ثَمَان وستّين وَمِائَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ 3 - (أَبُو عَليّ الْآمِدِيّ) ) الْحُسَيْن بن سعد بن الْحُسَيْن أَبُو عَليّ الْآمِدِيّ كَانَ إِمَامًا فِي

الحسين بن سليمان شرف الدين بن ريان

اللُّغَة وَالْأَدب قدم بَغْدَاد وَسمع بهَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن غيلَان وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن حسنون النَّرْسِي وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء أَبَا يعلى وسافر إِلَى الشَّام وَسمع بِدِمَشْق مُحَمَّد بن مكي بن عُثْمَان الْأَزْدِيّ وبصور عبد الْوَهَّاب ابْن الْحُسَيْن بن عمر بن برهَان الغزال وَسَعِيد بن مُحَمَّد بن الْحسن الإدريسي والخطيب أَبَا بكر وَدخل بَغْدَاد ثَانِيًا وروى بهَا شَيْئا من شعره وَتوجه إِلَى أَصْبَهَان وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (لست أنسى وقوفنا نتشاكى ... بدموع الجفون حَتَّى الصَّباح) وفراقي لكم وَقد نشر الصُّبْح جناحيه خيفة الافتضاح وَمِنْه من الطَّوِيل (تصدر للتدريس كل مهوس ... بليدٍ تسمى بالفقيه الْمدرس) (فَحق لأهل العلن أَن يتمثلوا ... بيتٍ قديمٍ شاع فِي كل مجْلِس) (لقد هزلت حَتَّى بدا من هزالها ... كلاها وَحَتَّى سامها كل مُفلس) 3 - (الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان شرف الدّين بن رَيَّان) الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن شرف الدّين أَبُو عبد الله بن القَاضِي جمال الدّين أبي الرّبيع بن رَيَّان الطَّائِي تقدم ذكر أَخِيه القَاضِي بهاء الدّين الْحسن ولد شرف الدّين هَذَا بحلب سنة اثْنَيْنِ وَسَبْعمائة وَسمع البُخَارِيّ من ابْن مشرف وست الوزراء بِدِمَشْق حضوراً وَسمع المقامات على ابْن الصايغ وَقَرَأَ بحلب الحاجبية على الشَّيْخ علم الدّين طَلْحَة وَقَرَأَ على الشَّيْخ كَمَال الدّين بن الزملكاني أَوَائِل ضوء الْمِصْبَاح وَحفظ الْقُرْآن الْعَظِيم صَغِيرا وَصلى بِهِ وَنقل بعض الرِّوَايَات وَلما قدم مَعَ وَالِده إِلَى صفد قَرَأَ على الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي النَّحْو وطالع وَحصل وَكتب وأتقن الْإِعْرَاب وَمهر فِيهِ وَأما خطه البهج فأسحر من الطّرف الغنج وتولع بالنظم إِلَى أَن أَجَاد فِيهِ ونظم فِي سَائِر أَنْوَاعه من أوزان الْعَرَب والموشح والزجل) والبليق والمواليا والدوبيت فَأَما البلاليق الهزلية فَإِنَّهُ قوسان عصره ونوشادره بِحَيْثُ إِنَّنِي مَا أعلم أحدا فِي عصره يُقَارِبه فِيهِ ونظم صور الْكَوَاكِب ونظم فِي البديع كتابا سَمَّاهُ زهر الرّبيع وَأَنْشَأَ مفاخراتٍ عدَّة وَسمع على الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري وَأَجَازَهُ رِوَايَة مصنفاته

وَأما ذهنه فيتوقد ويعلو فِي الذكاء إِلَى أَن يسمو على الفرقد وَمَا يَخْلُو معرفَة مسَائِل فِي أصُول الدّين وَغير ذَلِك من عقليات فِي الطبيعي وَغَيره وَفِيه هشاشةٌ وطلاقة وَجه وكرم نفس وَعدم مبالاة بحوادث الزَّمَان قل أَن رَأَيْته اغتاظ من شَيْء وَتوجه إِلَى الْحجاز سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بَعْدَمَا وقفت على قصيدتين بِخَطِّهِ نظمهما فِي مَكَّة وَالْمَدينَة وَله أمداح من الموشحات وَغَيرهَا فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولي بِهِ أنسٌ كثيرٌ حضر إِلَى صفد بعد أَن خَرجُوا مِنْهَا أَولا مَعَ وَالِده وَهُوَ نَاظر الْجَيْش ووالده نَاظر المَال فِي آخر أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي ثمَّ توجه إِلَى حلب وَكتب الدرج بحلب وبطرابلس وَولي نظر قلعة الْمُسلمين ثمَّ أُعِيد إِلَى نظر الْجَيْش أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين طشتمر ثمَّ أُعِيد إِلَى نظر قلعة الرّوم ثمَّ إِنَّه تولى نظر الدَّوَاوِين بحماة المحروسة فِي أَوَائِل سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَكتبت إِلَيْهِ من الْقَاهِرَة كتابا وَفِيه أَبْيَات شذت عني وَقد عدمتها الْآن لفظا وَلَكِن الْمَعْنى باقٍ وَهِي من السَّرِيع (يَا شرف الدّين الَّذِي جوده ... قد غمر الْحَاضِر والغائبا) (جِئْت حماةً بَعْدَمَا قد غَدا ... مليكها عَن ربعهَا ذَاهِبًا) (بالْأَمْس قد كَانَت بِلَا صاحبٍ ... وَالْيَوْم أَصبَحت بهَا صاحبا) لِأَنَّهُ ورد إِلَيْهَا أَيَّام النواب بعد خُرُوجهَا عَن حكم مُلُوكهَا ونظار مَالهَا يدعونَ بالصاحب على الْعَادة فِي أَيَّام مُلُوكهَا وَطلب إِلَى مصر وَهُوَ ابْن بكتاش مشد الدِّيوَان وَعَاد إِلَيْهَا على عَادَته وَأقَام بهَا إِلَى أَوَاخِر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتوجه إِلَى مصر وَعَاد إِلَى حلب موقعاً فِي الدست وناظر القلاع فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ قد سَافر إِلَى مصر مَعَ وَالِده وَاجْتمعَ بالشيخ أثير الدّين أبي حَيَّان وَبحث عَلَيْهِ فِي ألفية ابْن مَالك وَأَجَازَهُ وَبحث على ابْن حَيَّان درساً فِي الحاجبية وَأَجَازَهُ) وبيني وَبَينه مكاتبات كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة ومراجعاتٌ تخجل أصوات الساجعات من ذَلِك مَا كتبه إِلَيّ وَأَنا بالرحبة من الْكَامِل (قرت بمنصبك الْجَلِيل عُيُون ... ورنت إِلَيْك من السُّعُود جفون) (وأتتك من رتب السَّعَادَة غادةٌ ... يسبيك مِنْهَا الْحَاجِب المقرون) (ودعتك للرتب الْعلية فَارقهَا ... فِي نعْمَة وقرينك التَّمْكِين) (واصعد إِلَى درج الْمَعَالِي راقياً ... أَعلَى الْعلَا فلأنت ثمَّ أَمِين) (والبس بهَا الْخلْع النفيسة دَائِما ... وَلَك السَّعَادَة فِي الْأُمُور تعين) (فلسوف تعلو بعْدهَا ويطير من ... أرجائها لَك طائرٌ مَيْمُون)

وَهَذِه من جملَة أَبْيَات فِي أثْنَاء كتاب وَفِي أَثْنَائِهِ من الْكَامِل (أبشر بهَا من رحبةٍ قد أَصبَحت ... كَهْف الْغَرِيب ومأمناً للسالك) (وحللتها يَا مالكي فلأجل ذَا ... قد أَصبَحت تدعى برحبة مَالك) فَكتبت إِلَيْهِ الْجَواب عَن ذَلِك من الْكَامِل (جَاءَت سطورك وَالسُّرُور قرين ... وَلها من الْحسن البديع فنون) (الله أكبر كم تلظت قبلهَا ... كَبِدِي عَلَيْك وَكم بكتك عُيُون) (وَلكم سرورٌ غَابَ عَن سري وَكم ... وَردت عَليّ لأجل ذَاك منون) (حَتَّى أَتَت غراء يفضح حسنها ... ليلى وَلَكِنِّي بهَا الْمَجْنُون) (يَا حسنها من رَوْضَة همزاتها ... فَوق السطور حمائمٌ وغصون) (أسْتَغْفر الله الْعَظِيم غَلطت فِي ... تشبيهها بالروض وَهُوَ الدون) (أعذر فَإِنِّي من بقايا دهشتي ... لما أَتَتْنِي بَغْتَة مفتون) (بل دِيمَة الْفضل الَّتِي كم قد سقت ... زهراً وَكم مِنْهَا اسْتهلّ هتون) (وغلطت أَيْضا بل هِيَ الْبَحْر الَّذِي ... ألفاظها در النهى الْمكنون) (وَأَنا أقيم أَدِلَّة ترْضى بهَا ... والصدق فِيمَا أَدعِي مَضْمُون) (من وَزنهَا بحرٌ وَمن ألفاظها ... دررٌ وقافية القصيدة نون) (مَا هَذِه عِنْدِي بِأول منةٍ ... مَا أجرهَا لتمامها ممنون) (عِنْدِي لفضلك كل طولٍ سابغٍ ... وعَلى مديحي فِي علاك دُيُون) ) وكتبت فِي أثْنَاء الْجَواب من الْكَامِل (وَلَقَد حللت ببلدةٍ حاشا لظىً ... وقبيح منظرها الشنيع الْهَالِك) (وسعت لأنواع الْعَذَاب على الْفَتى ... فلذاك سَموهَا برحبة مَالك) وَلما كَانَ بطرابلس عمل لغزاً فِي المئذنة فوقفت عَلَيْهِ وَأَنا بِدِمَشْق سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَهُوَ مَا اسْم شَيْء إِن قصد تَعْرِيفه فَهُوَ مَعْرُوف وَإِن طلب وجد فِي جملَة الظروف خماسيٌّ وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا أَرْبَعَة حُرُوف حَار النَّحْوِيّ فِي تصريفه وَعجز عَن تأليفه مفعول وَهُوَ مَرْفُوع محمولٌ وَهُوَ مَوْضُوع مبنيٌّ دخله الْإِعْرَاب مرفوعٌ وَهُوَ باقٍ على الانتصاب يقبل التصغير وَالتَّكْبِير وَفِيه التَّأْنِيث والتذكير لَا يَصح فِيهِ معنى الْعَطف وَلَا يدْخلهُ من الحركات إِلَّا الْوَقْف لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النداء وَلَا يعرب إِلَّا وَهُوَ باقٍ على الْبناء وَفِيه نَوْعَانِ من أدوات الشَّرْط وَالْجَزَاء لَهُ هيئةٌ إِلَى التَّبْصِرَة مفتقرة وشكل خطوطه فِي الهندسيات مُعْتَبرَة وأضلاعٌ قَامَت من الْبَسِيط على كرة وزواياه قائمةٌ حدثت عَن منفرجة ومعانٍ دقيقة زَادَت على دَرَجَة والفقيه يرى

أَنه محرم الابتياع وَينْدب إِلَى المناداة عَلَيْهِ بِشَرْط الِاتِّبَاع مَعَ أَنه عينٌ طَاهِرَة يَصح بهَا الِانْتِفَاع كم صلى خلف إِمَام واقتدى بِهِ وَهُوَ إِمَام حينا يُوجد فِي الشَّام وحيناً فِي بَيت الله الْحَرَام وحيناً ترَاهُ قَائِما فِي ظلام اللَّيْل وَالنَّاس نيام والعروضي يعلم أَنه بيتٌ برع حسنا واستقام وزنا نظم على الْبَسِيط وَهُوَ طَوِيل وَركب من سببين خفيفٍ وثقيل ينزحف بِحَذْف فاصلةٍ صغرى ويتغير وَزنه فترى فِيهِ كسراً خمساه حرف من الْحُرُوف وَبَعضه فِي بعضه يطوف وَإِن حذف أَوله فباقيه بلدٌ مَعْرُوف وَمَعَ ذَلِك فَكل حرفٍ مِنْهُ ساكنٌ يَصح عَلَيْهِ الْوُقُوف وَفِيه أعمالٌ أقصرت عَنْهَا واختصرت مِنْهَا خيفة الْملَل وتخفيفاً فِي الْعَمَل وَقد قصدت بَيَان الجناب ورصدت إتْيَان الْجَواب وَطلب مني الْجَواب عَن ذَلِك فَكتبت (وَإِن صخراً لتأتم الهداة بِهِ ... كَأَنَّهُ علمٌ فِي رَأسه نَار) لحقيق بِأَن يصفه مَوْلَانَا وصف الخنساء ويعدد محاسنه الَّتِي أربت كثرتها على رَملَة الوعساء ويستغرق أَوْصَافه الَّتِي استوعبت فِي سردها ويركض فِي ميادين البلاغة على مطهمات نعوته وجردها حَتَّى أبدع فِي مقاصده الَّتِي وقف لَهَا كل سَائل وَقَالَ فَلم يتْرك مقَالا) لقَائِل وَفتح بَابا لَيْسَ للنَّاس عَلَيْهِ طَاقَة وَأصْبح فِي التَّقَدُّم لعصابة الْأَدَب رَأْسا وَالنَّاس ساقة لَا جرم أَن هَذَا الملغز فِيهِ قَالَ بعض واصفيه من الْخَفِيف (علمٌ مفردٌ فَإِن رَفَعُوهُ ... رَفَعُوهُ قصدا لأجل الْبناء) أنثوه وَمِنْه قد عرف التَّذْكِير فَانْظُر تنَاقض الْأَشْيَاء وَأما الْمَمْلُوك فَيَقُول فِيهِ إِنَّه صَاحب الرِّبَاط والزاوية وَالْمقَام الَّذِي يُقَال لقاعديه الْجَبَل يَا سَارِيَة وَالْقِسْمَة الَّتِي هِيَ على صِحَة الِاخْتِلَاف مُتَسَاوِيَة كم فِي الزوايا مِنْهُ خبية حنية وَكم علق عَلَيْهِ ذُرِّيَّة من الْكَوَاكِب الدرية كم رأى النَّاس فِي قِيَامه من قَاعِدَة وَكم لشهادته من كلمةٍ إِلَى الْعَرْش صاعدة وَكم تليت على الصحن مِنْهُ آيَة من الْمَائِدَة يكَاد من علاهُ يسامر النُّجُوم فِي الدجنة ويرقى كل حينٍ وَلَيْسَ بِهِ فِي النَّاس جنَّة هلاله لَا يزِيد وَلَا ينقص فِي الطّرف وراقيه يعبد الله على حرف قد حسن مِنْهُ عَكسه الْمُصحف وَعظم قدره فِي الْبناء فَلَا بدع إِذا تشرف عجب الْعَرُوضِي من بسيطه الطَّوِيل الوافر ووقف على ساقٍ وَاحِدَة وَكم كَانَ لَهُ من حافر واستقام خطه وَفِيه الدائر وشاهدنا القرنصة فِيهِ وَهُوَ غير طَائِر وَأقَام مَكَانَهُ ونداؤه لسَائِر الْمُسلمين سَائِر يُجيب نداءه الْمُلُوك والملائك وَيرى من يعلوه وَهُوَ متكئٌ على الأرائك من الطَّوِيل (إِذا مَا اطمأنت دونه السحب إِنَّه ... لَهُ همةٌ لم ترض إِلَّا التناهيا) (وحسبك أَن القائمين بِحقِّهِ ... يحوزون فِي الدَّاريْنِ مِنْهُ المعاليا) (شَهَادَته مَا ردهَا غير كَافِر ... ويقبلها من كَانَ بِالْحَقِّ قَاضِيا) (يَقُول مَعَاني الطِّبّ يَا عجبا لَهُ ... يَصح وَقد ضمت حشاه المراقيا)

وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من المجتث (أَنا الْمُسَمّى حُسَيْنًا ... واسمي ترَاهُ مصغر) (لِأَن يصغر خيرٌ ... من أَن يُقَال تكبر) وأنشدني أَيْضا من مسدس الرجز (أَهْوى حلاوياً بَدَت خدوده ... ورديةً يَا مَا أحيلى سالفه) (صير قلبِي دنفاً ومدمعي ... سكباً وروحي بالبعاد تالفه) وَذكرت هُنَا مَا قلته أَنا من الطَّوِيل) (هويت حلاوياً غَدا سكب أدمعي ... على ردفه المنقوش إِن غَابَ أَو دنا) (لَهُ وجنةٌ ورديةٌ مَا ترق أَن ... أرى دنفاً حَتَّى أكون مكفنا) وأنشدني من لَفظه لَهُ فِي الْهلَال مُقَارن الزهرة من المتقارب (كَأَن الْهلَال نزيل السَّمَاء ... وَقد قَارن الزهرة النيره) (سوارٌ لحسناء من عسجدٍ ... على قفله وضعت جوهره) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ وَفِيه مَوَانِع الصّرْف من الْبَسِيط (أتيت حانة خمارٍ وصاحبها ... محارفٌ متقنٌ للنحو ذُو لسن) (وَحَوله كل هيفاءٍ منعمةٍ ... وكل علق رشيقٍ أهيفٍ حسن) (فَقَالَ لي إِذا رأى عَيْني قد انصرفت ... إِلَى النِّسَاء كَلَام الحاذق الفطن) (أنث وَركب وصف واعدل بِمَعْرِِفَة ... واجمع وزد واسترح من عجمةٍ وزن) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الطَّوِيل (يَقُولُونَ قد لَاحَ العذار بخده ... فَلم كنت فِيهِ للعذول تعَارض) (فَقلت لَهُم كفوا فجوهر حسنه ... على حَاله بل عَارض الخد عَارض) وأنشدني من لَفظه لَهُ من الْبَسِيط (انْظُر إِلَى ذهبيات الغصون وقم ... إِلَى المدام وواصلها إِلَى الغسق) (أما ترى النَّهر بالتصفيق أطربها ... فنقطت بدنانيرٍ من الْوَرق) كَانَ سمع قولي قَدِيما من الوافر (وَبِي أحوى أغنٌ كغصن بانٍ ... غَدا حُلْو الجنى مر التجني) (تزيد سيوف مقلته مضاءً ... إِذا كلت بعارضه المسني) فأنشدني من لَفظه لَهُ من المجتث (يَا قاتلي بلحاظٍ ... عَن الْبيض تغني)

(سننتها حِين كلت ... على العذار المسني) وَهَذَا أرشق وَأحسن من الأول وأنشدني لنَفسِهِ من لَفظه يضمن أَبْيَات المنازي الْمَشْهُورَة من الوافر (حللنا ضمنهَا فحنت علينا ... حنو المرضعات على الفطيم) ) (ركبنَا فِي المحارة إِذْ حجَجنَا ... فصانتنا من الْحر الْعَظِيم) (سقتنا من كراريزٍ زلالاً ... ألذ من المدامة للنديم) (رَأَيْت بهَا مساميراً حسانا ... مبيضةً بنظمٍ مُسْتَقِيم) (بِهن تروع حَالية العذارى ... فتلمس جَانب العقد النظيم) (تصد الشَّمْس أَنى واجهتنا ... فتحجبها وتأذن للنسيم) وأنشدني من لَفظه لَهُ من مجزوء الرجز كَأَنَّمَا عذاره الْأَشْقَر فِي الخد الندي (قنديل بلورٍ لَهُ ... سلسلةٌ من عسجد) وأنشدني من لَفظه لَهُ فِيهِ أَيْضا من مجزوء الرجز (لما بدا عذاره ... أشقر زادني الوله) كَأَنَّهُ فِي خَدّه الصافي الَّذِي قد حمله (قنديل بلورٍ لَهُ ... من العقيق سلسله) وأنشدني من لَفظه من السَّرِيع (وبحرة يظْهر فِيهَا الحيا ... فواقعا تعجب فِي المنظر) (مثل بِسَاط لَونه أزرقٌ ... مرصعٌ بالدر والجوهر) وأنشدني من لَفظه لَهُ من مخلع الْبَسِيط (انْظُر إِلَى النَّهر حِين يهمي ... من فَوْقه صيب الغيوم) (قد شابه الْأُفق فَهُوَ يُبْدِي ... فواقعاً فِيهِ كَالنُّجُومِ) وأنشدني من لَفظه لَهُ فِيمَا يكْتب على بطسين من مجزوء الرمل (أَنا بطسينٌ مليحٌ ... أبدع النّحاس شكلي) (قد حكاني الْبَدْر لما ... صَار فِي التدوير مثلي) وأنشدني من لَفظه لَهُ من مجزوء الرجز أَصبَحت من دون الْأَنَام للرقيب شاكرا (لِأَنَّهُ إِذا أَتَى ... كَانَ الحبيب حَاضرا)

شهاب الدين الكفري المقرئ

وَمِمَّا اخترته لَهُ من البليق وَإِن كَانَ لَفظه العذب فِي فحش الْمَعْنى كالورد فِي العليق قَوْله) والك قحبه ديري الثقبه ريحي نَفسك مَا ريد كسك ديري فلسك واثني الركبه شيلي قعرك وارخي ظهرك يبْقى جحرك مثل القبه عِنْدِي سفار يهوى الأبعار عمري جحار نياك ثقبه أركب قصك واكثر بعصك واخرج جعصك بأيرٍ كَبه أيري قدفاز بالزيج حِين حَاز كنو عكاز راسو حربه فِي الزيج يغطس مَا يهوى أَو كب مَا زلت اسحي أَلفَيْنِ سحبه وأرجع أرجع لأوّل وادفع حِين تسمع للنيك هبه صَارَت ستي تبْكي تحتي دقنك فِي استي تهذي القحبه هَذِه الفسعه نيك من حَقه مَا هِيَ نزقه فِي أول جذبه عِنْدِي جَرّه خير من دره لي فِي كبره فِي الزيج طربه رَبِّي غَافِر ذَنْب الْكَافِر إيش هُوَ الشَّاعِر يكذب كذبه أَرْجُو رَبِّي مَا زَالَ حسبي وإيش هُوَ ذَنبي مَا لَو نسبه لما يشفع أَحْمد ينفع مَا زَالَ يدْفع عَنَّا الكربه اصغوا يَا أَصْحَاب هَذِه الْآدَاب تحكي الْجلاب حلوة عذبه 3 - (شهَاب الدّين الكفري الْمُقْرِئ) الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة القَاضِي شهَاب الدّين الكفري بِفَتْح الْكَاف وَسُكُون الْفَاء وَبعدهَا رَاء الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ تَلا بالسبع على علم الدّين الْقَاسِم وَسمع من ابْن طَلْحَة وَمن ابْن عبد الدايم وتصدر للإقراء وَطَالَ عمره وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْنه القَاضِي شرف الدّين أَحْمد وَخلق من الْفُضَلَاء ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم وَكَانَ دينا خيرا عَالما توفّي سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ودرس بالطرخانية وَكَانَ شيخ الإقراء بالمقدمية والزنجيلية وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على ابْن أبي الْيُسْر وَكتب الطباق وأضر بأخرةٍ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (السنجي الشَّافِعِي) الْحُسَيْن بن شُعَيْب أَبُو عَليّ الْمروزِي السنجي بِكَسْر السِّين

ابن خيران الشافعي

الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون وَبعدهَا) جيمٌ الشَّافِعِي عَالم أهل مرو فِي وقته تفقه بِأبي بكر الْقفال الْمروزِي وَصَحبه حَتَّى برع ورحل وَسمع وَله وَجه فِي الْمَذْهَب توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَشرح الْفُرُوع الَّتِي لِابْنِ الْحداد الْمصْرِيّ شرحاً لم يُقَارِبه فِيهِ أحد مَعَ كَثْرَة شروحها فَإِن الْقفال شَيْخه شرحها وَالْقَاضِي أَبُو الطّيب شرحها وَشرح التَّلْخِيص لأبي الْعَبَّاس بن الْقَاص شرحاً كَبِيرا وَهُوَ قَلِيل الْوُجُود وَله كتاب الْمَجْمُوع وَقد نقل مِنْهُ الْغَزالِيّ فِي كتاب الْوَسِيط وَهُوَ أول من جمع بَين طريقتي الْعرَاق وخراسان 3 - (ابْن خيران الشَّافِعِي) الْحُسَيْن بن صَالح أَبُو عَليّ بن خيران بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَرَاء بعْدهَا ألف وَنون الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ من جملَة الْفُقَهَاء المتورعين وأفاضل الشُّيُوخ وَكَانَ يُعَاتب ابْن سُرَيج على ولَايَة الْقَضَاء وَيَقُول هَذَا الْأَمر لم يكن فِي أَصْحَابنَا إِنَّمَا كَانَ فِي أَصْحَاب أبي حنيفَة ووكل بداره على أَن يَلِي الْقَضَاء فَلم يفعل وَتخرج بِهِ جمَاعَة توفّي رَحمَه الله سنة عشْرين وثلاثمائة أَو فِي حُدُودهَا 3 - (الخليع بن الضَّحَّاك) الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك بن يَاسر أَبُو عَليّ الشَّاعِر الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بالخليع مولى لولد سُلَيْمَان بن ربيعَة الْبَاهِلِيّ الصَّحَابِيّ أَصله من خُرَاسَان وَهُوَ شاعرٌ ماجنٌ مطبوع حسن الافتنان فِي ضروب الشّعْر وأنواعه وَسمي بالخليع لِكَثْرَة مجونه وخلاعاته قَالَ المرزباني يعرف بِحُسَيْن الْأَشْقَر بلغ سنا عالية قَارب التسعين أَو جاوزها يُقَال إِنَّه ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة وَمَات سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَحكى يزِيد بن مُحَمَّد المهلبي عَنهُ قَالَ أذكر وَأَنا صبيٌّ موت شُعْبَة ابْن الْحجَّاج وَشعْبَة مَاتَ سنة سِتِّينَ وَمِائَة واتصل لَهُ من منادمة الْخُلَفَاء مَا لم يتَّصل لأحدٍ إِلَّا لإسحاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي فَإِنَّهُ قاربه فِي ذَلِك أَو ساواه جَالس الرشيد قبل أَن ينكب البرامكة ثمَّ جَالس من بعده من الْخُلَفَاء إِلَى) آخر أَيَّام الواثق وَصَحب الْأمين سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَلم يزل مَعَ الْخُلَفَاء إِلَى أَيَّام المستعين وَله يَقُول من السَّرِيع

(أسلفت أسلافك فِي خدمتي ... من مدتي إِحْدَى وستينا) (كنت ابْن عشْرين وستٍّ وَقد ... وفيت سبعا وثمانينا) وَكَانَ شَدِيد الْمُوَالَاة فِي الْأمين ورثاه بمراثٍ كَثِيرَة عَن حَمَّاد بن إِسْحَاق عَن أَبِيه قَالَ كنت بَين يَدي الْمَأْمُون وَاقِفًا إِذْ دخل ابْن البواب وَفِي يَده رقْعَة فِيهَا أَبْيَات وَقَالَ إِن رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يَأْذَن لي فِي إنشادها فظنها لَهُ فَقَالَ هَات فأنشده من الطَّوِيل (أجرني فَإِنِّي قد ظمئت إِلَى الْوَعْد ... مَتى ينجز الْوَعْد الْمُؤَكّد بالعهد) (أُعِيذك من خلقٍ ملولٍ وَقد ترى ... تقطع أنفاسي عَلَيْك من الوجد) (أيبخل فَرد الْحسن عني بنائلٍ ... قليلٍ وَقد أفردته بهوىً فَرد) إِلَى أَن بلغ قَوْله من الطَّوِيل (رأى الله عبد الله خير عباده ... فملكه وَالله أعلم بِالْعَبدِ) (إِلَّا إِنَّمَا الْمَأْمُون لله عصمةٌ ... مميزةٌ بَين الضَّلَالَة والرشد) فَقَالَ الْمَأْمُون أَحْسَنت يَا عبد الله فَقَالَ بل أحسن قَائِلهَا قَالَ وَمن هُوَ قَالَ عَبدك الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك فقطب ثمَّ قَالَ لَا حَيَّاهُ الله وَلَا بياه وَلَا قربه وَلَا أنعم لَهُ عينا أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (أعيني جودا وابكيا لمحمدٍ ... وَلَا تذخرا دمعاً عَلَيْهِ وأسعدا) (فَلَا تمت الْأَشْيَاء بعد مُحَمَّد ... وَلَا زَالَ شَمل الْملك فِيهِ مبددا) (وَلَا فَرح الْمَأْمُون بِالْملكِ بعده ... وَلَا زَالَ فِي الدُّنْيَا طريداً مشرداً) هَذَا بِذَاكَ فَلَا شَيْء لَهُ عندنَا فَقَالَ لَهُ ابْن البواب فَأَيْنَ فضل إِحْسَان أَمِير الْمُؤمنِينَ وسعة حلمه وعادته فِي الْعَفو فَأمر بإحضاره فَلَمَّا حضر سلم فَرد عَلَيْهِ خافياً ثمَّ أقبل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَخْبرنِي عَنْك هَل عرفت يَوْم قتل أخي مُحَمَّد رَحمَه الله هاشميةً قتلت وهتكت قَالَ لَا قَالَ فَمَا معنى قَوْلك من الطَّوِيل (وَمِمَّا شجى قلبِي وكفكف عبرتي ... محارم من آل النَّبِي استحلت) ) (ومهتوكةٌ بالخلد عَنْهَا سجوفها ... كعابٌ كقرن الشَّمْس حِين تبدت) (إِذا أخفرتها روعةٌ من منازعٍ ... بهَا المرط عاذت بالخشوع ورنت) (وسرب ظباءٍ من ذؤابة هاشمٍ ... هتفن بِدَعْوَى خير حيٍّ وميت) (أرد يدا مني إِذا مَا ذكرته ... على كبدٍ حرى وقلبٍ مفتت) (فَلَا بَات ليل الشامتين بغبطةٍ ... وَلَا بلغت آمالها مَا تمنت) فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لوعةٌ غلبتني وروعةٌ فجأتني ونعمةٌ سلبتها بعد أَن غمرتني

وإحسان شكرته فأنطقني وسيدٌ فقدته فأقلقني فَإِن عَاقَبت فبحقك وَإِن عَفَوْت فبفضلك فَدَمَعَتْ عين الْمَأْمُون وَقَالَ قد عَفَوْت عَنْك وَأمرت بإدرار رزقك عَلَيْك وإعطائك مَا فَاتَ مِنْهَا وَجعلت عُقُوبَة ذَنْبك امتناعي عَن استخدامك وللحسين بن الضَّحَّاك مَعَ أبي نواس أخبارٌ ونوادر قَالَ الْحُسَيْن أنشدت أَبَا نواس قولي من المنسرح وشاطري اللِّسَان مختلق التكريه شَاب المجون بالنسك حَتَّى بلغت قولي (كَأَنَّمَا نصب كأسه قمرٌ ... يكرع فِي بعض أنجم الْفلك) قَالَ فأنشدني لنَفسِهِ بعد أَيَّام من الطَّوِيل (إِذا عب فِيهَا شَارِب الْقَوْم خلته ... يقبل فِي داجٍ من اللَّيْل كوكبا) قَالَ فَقلت لَهُ يَا أَبَا عَليّ هَذِه مصالتةٌ قَالَ أفتظن أَن يرْوى لَك فِي الْخمر معنى جيدٌ وَأَنا حَيّ وَلما ولي المعتصم الْخلَافَة سَأَلَ عَن الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك فَأخْبر بمقامه بِالْبَصْرَةِ لانحراف الْمَأْمُون عَنهُ فَأمر بقدومه عَلَيْهِ فَلَمَّا دخل سلم وَاسْتَأْذَنَ فِي الإنشاد فَأذن لَهُ فأنشده من الْكَامِل (هلا رحمت تلدد المشتاق ... ومننت قبل فِرَاقه بتلاق) (إِن الرَّقِيب ليستريب تنفسي ... صعداً إِلَيْك وَظَاهر الإقلاق) (نَفسِي الْفِدَاء لخائفٍ مترقب ... جعل الْوَدَاع إِشَارَة بعناق) (إِذْ لَا مقَال لمفحمٍ متحيرٍ ... إِلَّا الدُّمُوع تصان بالإطراق) ) حَتَّى انْتهى إِلَى قَوْله من الْكَامِل (خير الْوُفُود مبشرٌ بخلافةٍ ... خصت ببهجتها أَبَا إِسْحَاق) (وافته فِي الشَّهْر الْحَرَام سليمةٌ ... من كل مشكلة وكل شقَاق) (سكن الزَّمَان إِلَى الإِمَام سَلامَة ... عف الضَّمِير مهذب الْأَخْلَاق) (فحمى رَعيته ودافع دونهَا ... وأجار مملقها من الإملاق) حَتَّى أتمهَا فَقَالَ لَهُ المعتصم أدن مني فَدَنَا مِنْهُ فَمَلَأ فَمه جوهراً من جَوْهَر كَانَ بَين يَدَيْهِ ثمَّ أمره أَن يُخرجهُ من فَمه فَأخْرجهُ وَأمر أَن ينظم وَيدْفَع إِلَيْهِ وَيخرج إِلَى النَّاس وَهُوَ فِي يَده ليعلم النَّاس موقعه من رَأْيه ويعفوا ثَمَرَة إحسانه وَمن شعره من الهزج (أيا من طرفه سحر ... وَيَا من رِيقه خمر)

الحسين بن عبد الله بن العباس

تجاسرت فكاشفتك لما غلب الصَّبْر وَمَا أحسن فِي مثلك أَن ينهتك السّتْر (فَإِن عنفني النَّاس ... فَفِي وَجهك لي عذر) وَمِنْه من الْخَفِيف (صل بخدي خديك تلق عجيباً ... من معانٍ يحار فِيهَا الضَّمِير) (فبخديك للربيع رياضٌ ... وبخدي للدموع غَدِير) 3 - (الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْعَبَّاس) الْحُسَيْن بن عبد الله بن عبيد الله بن الْعَبَّاس قَالَ أَبُو زرْعَة وَغَيره لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَكَانَ كثير الحَدِيث روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة وَعمر طَويلا حَتَّى بلغ التسعين أَو تجاوزها وَهُوَ الْقَائِل فِي امْرَأَته العائدة بنت سعيد بن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ من الطَّوِيل (أعائد حييتُمْ على النأي عَائِدًا ... وأسقاك رَبِّي المسبلات الرواعدا) (أعائد مَا شمس النَّهَار إِذا بَدَت ... بِأَحْسَن مِمَّا بَين عَيْنَيْك عَائِدًا) (وَمَا أَنْت إِلَّا دميةٌ فِي كَنِيسَة ... يظل لَهَا البطريق فِي اللَّيْل سَاجِدا) ) وَقَالَ فِي مَالك بن أبي السَّمْح وَكَانَ صديقه وأليفه من المنسرح لَا عَيْش إِلَّا بِمَالك بن أبي السَّمْح فَلَا تلحني وَلَا تلم (يزِيد فِي لَذَّة الْكَرِيم وَلَا ... ينهك حق الْإِسْلَام وَالْحرم) 3 - (الْوَاعِظ الكردلي) الْحُسَيْن بن عبد الله بن عَليّ بن الْقَاسِم بن الْبَقَّال الدَّلال أَبُو عبد الله الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بالكردلي بكاف قبل الرَّاء وَلَام بعد الدَّال الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَاهُ وَأَبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عمر الْبَرْمَكِي وَأَبا مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَأَبا يعلى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء وَأَبا الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ ابْن الْمَأْمُون وَأَبا جَعْفَر بن الْمسلمَة وَغَيرهم وروى عَنهُ الْحَافِظ السلَفِي وسلمان بن عَليّ صَاحب ابْن الذهبية وَأَبُو المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ وَأَبُو الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الْمَدِينِيّ الْمَعْرُوف بدولجة توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن وَرْقَاء الشَّاعِر) الْحُسَيْن بن عبد الله بن وَرْقَاء أَبُو صَفْوَان الشَّيْبَانِيّ من بَيت الْإِمَارَة والتقدم كَانَ أديباً شَاعِرًا روى عَنهُ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العكبري ذكر أَنه

أبو القاسم الإسكافي

سمع مِنْهُ بعكبرى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة وَمن شعره من الْبَسِيط (لم أُنْسُهَا يَوْم قَالَت وَهِي باكيةٌ ... عِنْد الرحيل لأتراب لَهَا عرب) (سكن قلبِي بأيديكن إِن لَهُ ... وهجاً يفوق ضرام النَّار واللهب) (لَيْت الْفِرَاق نعى روحي إِلَى بدني ... قبل التألف بَين الرحل والقتب) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الإسكافي) الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْخَطِيب أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ الإسكافي الشَّاعِر من شعره فِي الجعبة من السَّرِيع (مَا حاملٌ أَوْلَادهَا بَعْدَمَا ... ربين فِي الغرب وَفِي الشرق) ) (موتى قيامٌ فِي حشاها وَقد ... تعمموا بالخوذ الزرق) (حَتَّى إِذا مَا ركبُوا مَيتا ... جروا وحازوا غَايَة السَّبق) 3 - (أَبُو عبد الله التركي) الْحُسَيْن بن عبد الله التركي من شُيُوخ أبي بكر بن كَامِل الْخفاف روى لَهُ عَنهُ من شعره من السَّرِيع (أبصرتها يَوْمًا بِلَا رقبةٍ ... قَالَت فَمَا أجراك من ناسك) (قلت لَهَا لَا تعجبي إِنَّنِي ... أغتنم الْخلْوَة من ناسك) (قَالَت فَلم تهذي بِنَا دَائِما ... قلت لَهَا من نقل خناسك) (قَالَت فَمَا بالك مستوحشاً ... قلت لَهَا من فقد إيناسك) 3 - (الْخرقِيّ الْحَنْبَلِيّ) الْحُسَيْن بن عبد الله بن أَحْمد الْخرقِيّ الْحَنْبَلِيّ وَالِد الإِمَام صَاحب الْمُخْتَصر فِي مَذْهَب الإِمَام أَحْمد توفّي يَوْم عيد الْفطر سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ صلى صَلَاة الْعِيد وَرجع فَأكل ونام فَوَجَدَهُ أَهله مَيتا 3 - (ابْن الْجَصَّاص الْجَوْهَرِي) الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الْجَصَّاص الْجَوْهَرِي كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار ذَوي الثروة الواسعة واليسار وَلما بُويِعَ لعبد الله بن المعتز بالخلافة وانحل أمره وتفرق جمعه وَطَلَبه المقتدر اختفى عِنْد ابْن الْجَصَّاص هَذَا فوشى بِهِ خادمٌ صَغِير لِابْنِ الْجَصَّاص وصادره المقتدر على سِتَّة آلَاف ألف دِينَار

قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أخذُوا مِنْهُ مَا مِقْدَاره سِتَّة عشر ألف ألف دِينَار عينا وورقاً وقماشاً وخيلاً وَبَقِي لَهُ بعد المصادرة شيءٌ كثير إِلَى الْغَايَة من دور وقماش وأموال وضياع قَالَ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن المحسن بن عَليّ التنوخي إِذْنا عَن أَبِيه حَدثنِي أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جعلان قَالَ حَدثنِي أَبُو عَليّ أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن عبد الله بن الْجَصَّاص الْجَوْهَرِي قَالَ قَالَ لي أبي كَانَ بَدْء إكثاري أنني كنت فِي دهليز حرم أبي الْجَيْش خمارويه بن أَحْمد بن طولون وَكنت أتوكل لَهُ وَلَهُم فِي ابتياع الْجَوْهَر وَغَيره مِمَّا يَحْتَاجُونَ وَمَا كنت أُفَارِق الدهليز لاختصاصي بهم فَخرجت إِلَيّ قهرمانةٌ لَهُم فِي بعض الْأَيَّام وَمَعَهَا عقد جَوْهَر فِيهِ) مِائَتَا حَبَّة لم أر قبله أَفْخَر وَلَا أحسن مِنْهُ تَسَاوِي كل حَبَّة مِنْهُ مائَة ألف دِينَار عِنْدِي فَقَالَت نحتاج أَن نخرط هَذِه حَتَّى تصغر فتجعل لأَرْبَع عشرات اللّعب فكدت أَن أطير وأخذتها وَقلت السّمع وَالطَّاعَة وَخرجت فِي الْحَال مَسْرُورا فَجمعت التُّجَّار وَلم أزل أَشْتَرِي مَا قدرت عَلَيْهِ إِلَى أَن حصلت مائَة حَبَّة أشكالاً فِي النَّوْع الَّذِي قدرت عَلَيْهِ وأرادته وَجئْت بهَا عشياً وَقلت إِن خرط هَذَا يحْتَاج إِلَى زمانٍ وانتظار وَقد خرطنا الْيَوْم مَا قَدرنَا عَلَيْهِ وَهُوَ هَذَا فَدفعت إِلَيْهَا الْمُجْتَمع وَقلت الْبَاقِي يخرط فِي أَيَّام فقنعت بذلك وارتضت الْحبّ وَخرجت فَمَا زلت أَيَّامًا فِي طلب الْبَاقِي حَتَّى اجْتمع فَحملت إِلَيْهِم مِائَتي حَبَّة قَامَت عَليّ بأثمانٍ قريبةٍ تكون دون مائَة ألف درهمٍ أَو حواليها وحصلت جوهراً بِمِائَتي ألف دِينَار ثمَّ لَزِمت دهليزهم وَأخذت لنَفْسي غرفَة كَانَت فِيهِ فجعلتها مسكني وَكَانَ يلحقني من هَذَا أَكثر مِمَّا يُحْصى حَتَّى كثرت النِّعْمَة وانتهيت إِلَى مَا استفاض خَبره وَحكى ابْن الْجَصَّاص قَالَ كنت يَوْم قبض على المقتدر جَالِسا فِي دَاري وَأَنا ضيق الصَّدْر وَكَانَت عادتي إِذا حصل لي مثل ذَلِك أَن أخرج جَوَاهِر كَانَت عِنْدِي فِي درج معدة لمثل هَذَا من ياقوت أَحْمَر وأصفر وأزرق وحباً كبارًا ودراً فاخراً مَا قِيمَته خَمْسُونَ ألف دِينَار وأضع ذَلِك فِي صينية وألعب بِهِ فيزول قبضي فاستدعين بذلك الدرج فَأتي بِهِ بِلَا صينية ففرغته فِي حجري وَجَلَست على صحن دَاري فِي بُسْتَان فِي يَوْم بَارِد طيب الشَّمْس وَهُوَ مزهرٌ بصنوف الشقائق والمنثور وَأَنا أَلعَب بذلك إِذْ دخل النَّاس بالزعقات وَالْمَكْرُوه فَلَمَّا قربوا مني دهشت ونفضت جَمِيع مَا كَانَ فِي حجري من الْجَوْهَر بَين ذَلِك الزهر فِي الْبُسْتَان وَلم يروه وَأخذت وحملت وَبقيت مُدَّة فِي المصادرة وَالْحَبْس وانقلبت الْفُصُول على الْبُسْتَان وجف مَا فِيهِ وَلم يفكر أحدٌ فِيهِ فَلَمَّا فرج الله عني وَجئْت إِلَى دَاري وَرَأَيْت الْمَكَان الَّذِي كنت فِيهِ ذكرت الْجَوْهَر فَقلت ترى بَقِي مِنْهُ شيءٌ ثمَّ قلت هَيْهَات وَأَمْسَكت ثمَّ قُمْت بنفسي وَمَعِي غُلَام يثير الْبُسْتَان بَين يَدي وَأَنا أفتش مَا يثيره وآخذ مِنْهُ الْوَاحِدَة بعد الْوَاحِدَة إِلَى أَن وجدت الْجَمِيع وَلم أفقد مِنْهُ شَيْئا وَكَانَ ينْسب إِلَى الْحمق والبله مِمَّا يحْكى عَنهُ أَنه قَالَ فِي دُعَائِهِ يَوْمًا اللَّهُمَّ اغْفِر لي من ذُنُوبِي مَا تعلم وَمَا لَا تعلم وَدخل يَوْمًا على ابْن الْفُرَات الْوَزير فَقَالَ يَا سَيِّدي عندنَا فِي الحويرة كلاب لَا يتركوننا

ننام) من الصياح والقتال فَقَالَ الْوَزير أحسبهم جراء فَقَالَ لَا تظن أَيهَا الْوَزير لَا تظن ذَلِك كل كلب مثلي وَمثلك وَنظر يَوْمًا فِي الْمرْآة فَقَالَ لرجل آخر انْظُر ذقني هَل كَبرت أَو صغرت فَقَالَ إِن الْمرْآة بِيَدِك فَقَالَ صدقت وَلَكِن الْحَاضِر يرى مَا لَا يرى الْغَائِب ورؤي وَهُوَ يبكي وينتحب فَقيل لَهُ مَالك فَقَالَ أكلت الْيَوْم مَعَ الجوتري المخيض بالبصل فآذاني فَلَمَّا قَرَأت فِي الْمُصحف ويسألونك عَن الْمَحِيض قل هُوَ أَذَى فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض فَقلت مَا أعظم قدرَة الله قد بَين الله كل شَيْء حَتَّى أكل اللَّبن مَعَ الْجَوَارِي وَأَرَادَ مرّة أَن يدنو من بعض جواريه فامتنعت عَلَيْهِ وتشاحت فَقَالَ أعطي الله عهدا لَا قربتك إِلَى سنة لَا أَنا وَلَا أحدٌ من جهتي وَقَالَ يَوْمًا قد خربَتْ يَدي لَو غسلتها ألف مرّة لم تنظف حَتَّى أغسلها مرَّتَيْنِ وَمَاتَتْ أم أبي إِسْحَاق الزّجاج فَاجْتمع النَّاس عِنْده للعزاء فَأقبل ابْن الْجَصَّاص وَهُوَ يضْحك وَيَقُول يَا أَبَا إِسْحَاق وَالله سرني هَذَا فدهش الزّجاج وَالنَّاس فَقَالَ بَعضهم يَا هَذَا كَيفَ سرك مَا غمه وغمنا لَهُ قَالَ وَيحك بَلغنِي أَنه هُوَ الَّذِي مَاتَ فَلَمَّا صَحَّ عِنْدِي أَنَّهَا أمه سرني ذَلِك فَضَحِك النَّاس وَكَانَ يكسر يَوْمًا لوزاً فطفرت لوزةٌ وأبعدت فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله كل الْحَيَوَان يهرب من الْمَوْت حَتَّى اللوز وَقَالَ يَوْمًا فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنَّك تَجِد من تعذبه غَيْرِي وَأَنا لَا أجد غَيْرك يغْفر لي فَاغْفِر لي وَقَالَ يَوْمًا اللَّهُمَّ امسخني واجعلني جوَيْرِية وزوجني بعمر بن الْخطاب فَقَالَ لَهُ زَوجته سل الله أَن يزوجك من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كَانَ لَا بُد لَك من أَن تبقى جوَيْرِية فَقَالَ مَا أحب أَن أصير ضرَّة لعَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَأَتَاهُ يَوْمًا غُلَامه بفرخٍ وَقَالَ انْظُر هَذَا الفرخ مَا أشبهه بِأُمِّهِ فَقَالَ أمه ذكرٌ أَو أُنْثَى وَبنى ابْنه دَارا وأتقنها ثمَّ أَدخل أَبَاهُ ليراها وَقَالَ لَهُ انْظُر يَا أبه هَل ترى فِيهَا عَيْبا فَطَافَ بهَا وَدخل المستراح وَاسْتَحْسنهُ ثمَّ قَالَ فِيهِ عيب وَهُوَ أَن بَابه ضيقٌ لَا تدخل مِنْهُ الْمَائِدَة

الرئيس بن سينا

وَكتب إِلَى وكيلٍ لَهُ أَن يحمل لَهُ مائَة منٍّ قطناً فحملها إِلَيْهِ فَلَمَّا حلجت اسْتَقل المحلوج) وَكتب إِلَيْهِ أَن هَذَا لم يجِئ مِنْهُ إِلَّا الرّبع فَلَا تزرع بعْدهَا قطناً إِلَّا بِغَيْر حبٍّ وَيكون محلوجاً أَيْضا وَقَالَ يَوْمًا لصديقه وحياتك الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ وَتردد إِلَى بعض النَّحْوِيين ليصلح لِسَانه فَقَالَ لَهُ بعد مُدَّة الْفرس بِالسِّين أَو بالصين وَقَالَ قُمْت البارحة إِلَى المستراح وَقد طفئ الْقنْدِيل فَمَا زلت أتلمظ المقعدة حَتَّى وَجدتهَا وانبثق لَهُ كنيف فَقَالَ لغلامه بَادر أحضر من يصلحه لنتغدى بِهِ قبل أَن يتعشى بِنَا وَطلب يَوْمًا من البستاني الَّذِي لَهُ بصلاً بخلٍّ فأحضر إِلَيْهِ بصلاً بِلَا خلٍّ فَقَالَ لَهُ لأي شَيْء مَا تزرعه بخل وَالصَّحِيح أَنه كَانَ يتظاهر بذلك ليرى الوزراء مِنْهُ هَذَا التغفل فيأمنوه على أنفسهم إِذا خلا بالخلفاء 3 - (الرئيس بن سينا) الْحُسَيْن بن عبد الله بن سينا البُخَارِيّ أَبُو عَليّ الشَّيْخ الرئيس فيلسوف الْإِسْلَام قَالَ أَبُو عبيد عبد الْوَاحِد الْجوزجَاني ذكر الرئيس قَالَ كَانَ أبي رجلا من

أهل بَلخ وانتقل إِلَى بُخَارى أَيَّام نوح بن مَنْصُور واشتغل بالتصوف وأحضر لي معلم الْقُرْآن ومعلم الْأَدَب وكملت الْعشْر من الْعُمر وَقد أتيت على الْقُرْآن وعَلى كثيرٍ من الْأَدَب فَكَانَ يقْضى مني الْعجب وَكَانَ أبي مِمَّن أجَاب دَاعِي المصريين ويعد من الإسماعيلية وَقد سمع مِنْهُم ذكر النَّفس وَالْعقل على الْوَجْه الَّذِي يَقُولُونَهُ وَكَذَلِكَ أخي وَرُبمَا تذاكرا بِهِ وَأَنا أسمعهما وَأدْركَ مَا يقولانه وَلَا تقبله نَفسِي وابتدءوا يدعونني إِلَيْهِ ثمَّ جَاءَ إِلَى بُخَارى أَبُو عبد الله الناتلي وَكَانَ يَدعِي الفلسفة فأنوله أبي دَارنَا رَجَاء تعليمي مِنْهُ وَكنت قبل قدومه أشتغل بالفقه والتردد فِيهِ إِلَى إِسْمَاعِيل الزَّاهِد وأبحث وأناظر فِيهِ ثمَّ ابتدأت بِكِتَاب إيساغوجي على الناتلي وَلما ذكر لي حد الْجِنْس أَنه هُوَ الْمَقُول على كثيرين مُخْتَلفين بالحقائق فِي جَوَاب مَا هُوَ وأخذته فِي تَحْقِيق الْحَد بِمَا لم يسمع مثله وتعجب مني كل الْعجب وحذر وَالِدي من شغلي بِغَيْر الْعلم وَكَانَ أَي مَسْأَلَة قَالَهَا لي أتصورها خيرا مِنْهُ حَتَّى قَرَأت ظواهر الْمنطق عَلَيْهِ وَأما دقائقه فَلم يكن عِنْده مِنْهَا خبرٌ ثمَّ أخذت أَقرَأ الْكتب على نَفسِي وأطالع الشُّرُوح حَتَّى أحكمت الْمنطق وَكَذَلِكَ كتاب أقليدس فَقَرَأت من أَوله) خَمْسَة أشكالٍ أَو سِتَّة عَلَيْهِ ثمَّ توليت من نَفسِي حل بَقِيَّة الأشكال بأسره ثمَّ انْتَقَلت إِلَى المجسطي وَلما فرغت من مقدماته وانتهيت إِلَى الأشكال الهندسية قَالَ لي الناتلي تول قرَاءَتهَا وحلها بِنَفْسِك ثمَّ اعرضها عَليّ لأبين لَك صَوَابه من خطئه وَمَا كَانَ الرجل يقوم بِالْكتاب وَأخذت أحل ذَلِك الْكتاب فكم من شكلٍ مَا عرفه إِلَّا وَقت مَا عرضته عَلَيْهِ وفهمته إِيَّاه ثمَّ فارقنا الناتلي واشتغلت أَنا بتحصيل الْعلم من الفصوص والشروح من الطبيعي والإلهي فَصَارَت أَبْوَاب الْعلم تنفتح عَليّ ثمَّ رغبت فِي علم الطِّبّ وصرت أَقرَأ الْكتب المصنفة فِيهِ وَعلم الطِّبّ فَلَيْسَ من الْعُلُوم الصعبة فَلَا جرم أَنِّي برزت فِيهِ فِي أقل مُدَّة حَتَّى بَدَأَ فضلاء الطِّبّ يقرءُون عَليّ علم الطِّبّ وتعهدت المرضى فانفتح عَليّ من أَبْوَاب المعالجات المقتبسة من التجربة مَا لَا يُوصف وَأَنا مَعَ ذَلِك أختلف إِلَى الْفِقْه وأناظر فِيهِ وَأَنا فِي هَذَا الْوَقْت من أَبنَاء سِتّ عشرَة سنة ثمَّ توفرت على الْعلم وَالْقُرْآن سنة وَنصفا وأعدت قِرَاءَة الْمنطق وَجَمِيع أَجزَاء الفلسفة وَفِي هَذِه الْمدَّة مَا نمت

لَيْلَة وَاحِدَة وَلَا اشتغلت فِي النَّهَار بِغَيْرِهِ وجمعت بَين يَدي ظهوراً فَكل حجَّة أنظر فِيهَا أثبت مقدماتٍ قياسيةٍ ورتبتها فِي تِلْكَ الظُّهُور ثمَّ نظرت عساها تنْتج وراعيت شُرُوط مقدماته حَتَّى تحقق لي حَقِيقَة الْحق فِي تِلْكَ الْمَسْأَلَة وَكلما كنت أتحير فِي مَسْأَلَة وَلم أكن أظفر بِالْحَدِّ الْأَوْسَط فِي قياسٍ ترددت إِلَى الْجَامِع وَصليت وابتهلت إِلَى مبدع الْكل حَتَّى فتح لي المنغلق مِنْهُ وتيسر المتعسر وَكنت أشتغل بِالنَّهَارِ وَاللَّيْل فمهما غلبني النّوم أَو شَعرت بضعفٍ عدلت إِلَى شرب قدحٍ من الشَّرَاب ريثما تعود إِلَيّ قوتي ثمَّ ارْجع إِلَى الْقِرَاءَة وَمهما أَخَذَنِي أدنى نومٍ أحلم بِتِلْكَ الْمسَائِل بِأَعْيَانِهَا حَتَّى إِن كثيرا من الْمسَائِل اتَّضَح لي وجوهها فِي الْمَنَام وَكَذَلِكَ حَتَّى استحكم معي جَمِيع الْعُلُوم ووقفت عَلَيْهَا بِحَسب الْإِمْكَان الإنساني وَدلّ مَا عَلمته ذَلِك الْوَقْت فَهُوَ كَمَا هُوَ عَلَيْهِ لم أزدد فِيهِ إِلَى الْيَوْم حَتَّى أحكمت علم الْمنطق والطبيعي والرياضي ثمَّ عدلت إِلَى الإلهي وقرأت كتاب مَا بعد الطبيعة فَمَا كنت أفهم مَا فِيهِ والتبس عَليّ غَرَض وَاضعه حَتَّى أعدت قِرَاءَته أَرْبَعِينَ مرّة وَصَارَ لي مَحْفُوظًا وَأَنا مَعَ ذَلِك لَا أفهمهُ وَلَا أعلم مَا الْمَقْصُود بِهِ وأيست من نَفسِي وَقلت هَذَا لَا سَبِيل إِلَى فهمه وَإِذا أَنا فِي يَوْم من الْأَيَّام) قد حضرت الوراقين وبيد دلالٍ مُجَلد يُنَادي عَلَيْهِ فعرضه عَليّ فرددته رد متبرمٍ بِهِ مُعْتَقد أَن لَا فَائِدَة فِي هَذَا الْعلم فَقَالَ لي اشْتَرِ مني هَذَا فَإِنَّهُ رخيصٌ فاشتريته بِثَلَاثَة دَرَاهِم فَإِذا هُوَ كتابٌ لأبي نصرٍ الفارابي فِي أغراض كتاب مَا بعد الطبيعة فَرَجَعت إِلَى بَيْتِي وقرأته فانفتح عَليّ بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت أغراض ذَلِك الْكتاب بِسَبَب أَنه قد كَانَ لي على ظهر قلب وفرحت بذلك وتصدقت ثَانِي يَوْم بِشَيْء كثيرٍ على الْفُقَرَاء شكرا لله تَعَالَى وَكَانَ سُلْطَان بُخَارى فِي ذَلِك الْوَقْت نوح بن مَنْصُور الساماني فاتفق أَن مرض مَرضا تكع الْأَطِبَّاء فِيهِ وَكَانَ اسْمِي اشْتهر بَينهم بالتوفر على الْعلم وَالْقِرَاءَة فأجروا ذكري بَين يَدَيْهِ فَأمر بإحضاري وشاركتهم فِي مداواته وتوسمت بخدمته فَسَأَلته يَوْمًا دخولي دَار كتبهمْ ومطالعتها وَقِرَاءَة مَا فِيهَا من كتب الطِّبّ فَأذن لي فَدخلت دَارا ذَات بيُوت فِي كل بَيت صناديق كتب منضدة بَعْضهَا على الْبَعْض فِي بيتٍ الْعَرَبيَّة وَالشعر وَفِي آخر الْفِقْه وكل بَيت كتب علمٍ مُفْرد فطالعت فهرست كتب الْأَوَائِل وَطلبت مَا احتجت إِلَيْهِ وَرَأَيْت هُنَاكَ من الْكتب مَا لم يَقع إِلَيّ اسْمه فَقَرَأت تِلْكَ الْكتب وظفرت بفوائدها فَلَمَّا بلغت ثَمَانِيَة عشر من عمري فرغت من هَذِه الْعُلُوم وَكنت إِذْ ذَاك للْعلم أحفظ وَلكنه الْيَوْم معي أنضج وَإِلَّا فالعلم واحدٌ لم يَتَجَدَّد لي بعده شيءٌ وَكَانَ فِي جواري رجلٌ يُقَال لَهُ أَبُو الْحسن الْعَرُوضِي فَسَأَلَنِي أَن أصنف لَهُ كتابا جَامعا فِي هَذَا الْعلم فصنفته لَهُ وَهُوَ كتاب الْمَجْمُوع وسميته بِهِ وأتيت فِيهِ على سَائِر الْعُلُوم سوى

الرياضي ولي إِذْ ذَاك إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ فِي جواري أَيْضا رجلٌ يُقَال لَهُ أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ البرقي فَقِيه النَّفس متوجهٌ فِي التَّفْسِير فصنفت لَهُ كتاب الْحَاصِل والمحصول فِي قريب من عشْرين مجلداً وصنفت لَهُ فِي الْأَخْلَاق كتاب الْبر وَالْإِثْم وَهَذَا الكتابان فَلَا يوجدان إِلَّا عِنْده ثمَّ مَاتَ وَالِدي وتصرفت فِي الْأَعْمَال وتقلدت شَيْئا من أَعمال السُّلْطَان ودعتني الضَّرُورَة إِلَى الْإِخْلَال ببخارى لما اضْطَرَبَتْ أَحْوَال الدولة السامانية والانتقال إِلَى كركانج وقدمت إِلَى الْأَمِير بهَا وَهُوَ عَليّ بن الْمَأْمُون وَكنت على زِيّ الْفُقَهَاء بطيلسانٍ وَتَحْت الحنك وتنقلت فِي الْبِلَاد إِلَى جرجان وَكَانَ قصدي الْأَمِير قَابُوس فاتفق فِي أثْنَاء هَذَا أَخذ قَابُوس وحبسه) فِي بعض القلاع وَمَوته فمضيت إِلَى دهستان ومرضت وعدت إِلَى جرجان فاتصل بِي أَبُو عبيد الْجوزجَاني وأنشدت فِي حَالي قصيدةً فِيهَا الْبَيْت الْقَائِل من الْكَامِل (لما عظمت فَلَيْسَ مصرٌ واسعي ... لما غلا ثمني عدمت المُشْتَرِي) قَالَ أَبُو عبيد هَذَا مَا حَكَاهُ لي وَأما مَا شاهدته أَنا من أَحْوَاله فَإِنَّهُ كَانَ بجرجان رجلٌ يُقَال لَهُ أَبُو مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ يحب هَذِه الْعُلُوم فَاشْترى للشَّيْخ دَارا فِي جواره وأنزله إِلَيْهِ وَأَنا أختلف إِلَيْهِ فِي كل يَوْم أَقرَأ المجسطي وأستملي الْمنطق فأملى عَليّ الْمُخْتَصر الْأَوْسَط وصنف لأبي مُحَمَّد كتاب المبدأ والمعاد وَكتاب الأرصاد الْكُلية وصنف هُنَاكَ كتبا كَثِيرَة كأول القانون ومختصر المجسطي وَكَثِيرًا من الرسائل ثمَّ صنف فِي أَرض الْجَبَل بَقِيَّة كتبه وَذكر مِنْهَا جملَة ثمَّ انْتقل إِلَى الرّيّ واتصل بِخِدْمَة السيدة وَابْنهَا مجد الدولة وعرفوه بِسَبَب كتب وصلت مَعَه تَتَضَمَّن تَعْرِيف قدره وَكَانَ بمجد الدولة إِذْ ذَاك عِلّة السَّوْدَاء فاشتغل بمداواته وصنف هُنَاكَ كتاب الْمعَاد ثمَّ اتّفقت لَهُ أَسبَاب أوجبت خُرُوجه إِلَى قزوين وَمِنْهَا همذان واتفقت لَهُ معرفَة شمس الدولة وَحضر مَجْلِسه بِسَبَب قولنج أَصَابَهُ وعالجه فشفاه الله وفاز من ذَلِك الْمجْلس بخلعٍ كَثِيرَة وَصَارَ من ندمائه وسألوه تقلد الوزارة فتقلدها ثمَّ اتّفق تشويش الْعَسْكَر عَلَيْهِ وَأَشْفَقُوا على أنفسهم مِنْهُ فكبسوا دَاره وأخذوه إِلَى الْحَبْس وأغاروا على أَسبَابه وَجَمِيع مَا يملكهُ وساموا الْأَمِير قَتله فَامْتنعَ وعزل نَفسه عَن الدولة طلبا لمرضاتهم وتوارى أَرْبَعِينَ يَوْمًا فعاود شمس الدولة القولنج فَأحْضرهُ مَجْلِسه وَاعْتذر الْأَمِير شمس الدولة إِلَيْهِ بِكُل عذرٍ واشتغل بمعالجته وَأقَام عِنْده مكرماً مبجلاً وأعيد إِلَى الوزارة ثَانِيًا وَسَأَلته أَن يشْرَح لي كتب أرسطو فَذكر أَن لَا فرَاغ لَهُ فِي ذَلِك الْوَقْت وَلَكِن إِن رضيت مني بتصنيف كتابٍ أورد فِيهِ مَا صَحَّ عِنْدِي من هَذِه الْعُلُوم بِلَا مناظرة مَعَ الْمُخَالفين وَلَا الِاشْتِغَال بِالرَّدِّ عَلَيْهِم فعلت ذَلِك فرضيت مِنْهُ بذلك فابتدأ بالطبيعيات من كتاب سَمَّاهُ الشِّفَاء وَكَانَ قد صنف الأول من القانون فَكُنَّا نَجْتَمِع كل لَيْلَة فِي دَار طلبة الْعلم وَكنت أَقرَأ من الشفاد نوبَة وَيقْرَأ غَيْرِي من القانون نوبَة فَإِذا فَرغْنَا حضر المغنون على اخْتِلَاف طبقاتهم وعبئ مجْلِس الشَّرَاب بآلاته وَكُنَّا نشتغل بِهِ وَكَانَ التدريس

بِاللَّيْلِ لعدم الْفَرَاغ بِالنَّهَارِ خدمَة للأمير فقضينا على ذَلِك زَمنا ثمَّ توجه شمس الدولة لِحَرْب أَمِير الطرم وعاوده القولنج وانضاف إِلَى ذَلِك أمراضٌ أُخْرَى جلبها سوء) تَدْبيره وَعدم قبُول إشارات الشَّيْخ فخاف الْعَسْكَر وَفَاته فَرَجَعُوا بِهِ وَتُوفِّي فِي الطَّرِيق وبويع ابْن شمس الدولة وطلبوا وزارة الشَّيْخ فَأبى عَلَيْهِم وَكَاتب عَلَاء الدولة أَبَا جَعْفَر ابْن كاكويه سرا يطْلب خدمته والمسير إِلَيْهِ وَأقَام فِي دَار أبي غَالب الْعَطَّار مُتَوَلِّي الْمُهَذّب فطلبت مِنْهُ إتْمَام كتاب الشِّفَاء فَطلب الكاغد والمحبرة وَكتب فِي قريب من عشْرين جُزْءا رُءُوس الْمسَائِل فكتبها كلهَا بِلَا كتابٍ يحضرهُ وَلَا أصلٍ يرجع إِلَيْهِ وَفرغ مِنْهَا فِي يَوْمَيْنِ ثمَّ ترك تِلْكَ الْأَجْزَاء بَين يَدَيْهِ وَأخذ الكاغد فَكَانَ ينظر فِي كل مَسْأَلَة وَيكْتب شرحها فَكَانَ يكْتب كل يومٍ خمسين ورقة حَتَّى أَتَى على جَمِيع طبيعيات الشِّفَاء والإلهيات مَا خلا كتاب الْحَيَوَان وابتدأ بالْمَنْطق وَكتب مِنْهُ جُزْءا ثمَّ اتهمه تَاج الْملك بمكاتبة عَلَاء الدولة فَحَث فِي طلبه فَدلَّ عَلَيْهِ بعض أعدائه وودوه إِلَى قلعةٍ يُقَال لَهَا فردجان وَأنْشد هُنَاكَ قصيدةً مِنْهَا من الوافر (دخولي بِالْيَقِينِ كَمَا ترَاهُ ... وكل الشَّك فِي أَمر الْخُرُوج) وَبَقِي فِيهَا أَرْبَعَة أشهر ثمَّ قصد عَلَاء الدولة همذان وَأَخذهَا وَانْهَزَمَ تَاج الْملك ثمَّ رَجَعَ عَلَاء الدولة عَن همذان وَعَاد تَاج الْملك وَابْن شمس الدولة إِلَى همذان وحملوا الشَّيْخ مَعَهم إِلَى همذان وَنزل فِي دَار الْعلوِي واشتغل بتصنيف الْمنطق من كتاب الشِّفَاء وَكَانَ قد صنف بالقلعة كتاب الهدايات ورسالة حَيّ بن يقظان وَكتاب القولنج وَأما الْأَدْوِيَة القلبية فَإِنَّمَا صنفها أول وُرُوده إِلَى همذان وتقضى على هَذَا زمانٌ وتاج الْملك يمنيه بمواعيد جميلةٍ ثمَّ عَن لَهُ التَّوَجُّه إِلَى أَصْبَهَان فَخرج متنكراً وَأَنا وَأَخُوهُ وغلامان مَعَه فِي زِيّ الصُّوفِيَّة فقاسينا شَدَائِد إِلَى أَن قربنا من أَصْبَهَان فَخرج أصدقاؤه وندماء عَلَاء الدولة وخواصه وحملوا إِلَيْهِ المراكب الْخَاصَّة وَالثيَاب الفاخرة وَأنزل فِي مَكَان فِيهِ من الْآلَات جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ورسم لَهُ فِي ليَالِي الْجمع بمجالس النّظر بَين يَدَيْهِ ويحضره الْعلمَاء على اخْتِلَاف طبقاتهم فَمَا كَانَ يُطَاق فِي شيءٍ من الْعُلُوم وتمم بأصبهان كتاب الشِّفَاء ففرغ من الْمنطق والمجسطي وَكَانَ قد اختصر أقليدس والأرثماطيقي والموسيقى وَأورد فِي كل كتاب من الرياضيات زياداتٍ رأى أَن الْحَاجة إِلَيْهَا داعيةٌ أما فِي المجسطي فأورد فِيهِ عشرَة أشكال فِي اخْتِلَاف المنظر وَأورد فِي آخر المجسطي فِي الْهَيْئَة إيراداتٍ لم يسْبق إِلَيْهَا وَأورد فِي أقليدس شبها وَفِي الأرثماطيقي حَسَنَة وَفِي الموسيقى مسَائِل غفل عَنْهَا الْأَولونَ وَتمّ الْكتاب الْمَعْرُوف بالشفاء مَا خلا كتاب) النَّبَات وَكتاب الْحَيَوَان فَإِنَّهُمَا صنفا فِي السّنة الَّتِي توجه فِيهَا عَلَاء الدولة إِلَى سَابُور فِي الطَّرِيق وصنف فِي الطَّرِيق أَيْضا كتاب النجَاة

واختص بعلاء الدولة ونادمه إِلَى أَن عزم عَلَاء الدولة على قصد همذان وَخرج الشَّيْخ صحبته فَجرى لَيْلَة بَين يَدي عَلَاء الدولة ذكر الْخلَل الْحَاصِل فِي التقاويم المعمولة بِحَسب الأرصاد الْقَدِيمَة فَأمر الشَّيْخ بالاشتغال برصد هَذِه الْكَوَاكِب وَأطلق لَهُ من الْأَمْوَال مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وولاني اتِّخَاذ آلاتها واستخدام صناعتها حَتَّى ظهر كثيرٌ من الْمسَائِل وَكَانَ يَقع الْخلَل فِي الرصد لِكَثْرَة الْأَسْفَار وعوائقها وصنف الْكتاب العلائي وَكَانَ الشَّيْخ يَوْمًا جَالِسا بَين يَدي الْأَمِير عَلَاء الدولة وَأَبُو مَنْصُور حاضرٌ فَجرى فِي اللُّغَة مسألةٌ فَتكلم فِيهَا الشَّيْخ بِمَا حَضَره فَالْتَفت أَبُو مَنْصُور إِلَى الشَّيْخ وَقَالَ نقُول إِنَّك حكيمٌ وفيلسوفٌ وَلَكِن لم تقْرَأ من اللُّغَة مَا يُرْضِي كلامك فِيهَا فاستنكف الشَّيْخ من هَذَا الْكَلَام وتوفر على درس كتب اللُّغَة ثَلَاث سِنِين واستهدى كتاب تَهْذِيب اللُّغَة من خُرَاسَان وَبلغ فِي اللُّغَة طبقَة قَلما يتَّفق مثلهَا ونظم ثَلَاث قصائد وضمنها ألفاظاً غَرِيبَة وَكتب بهَا ثَلَاثَة كتب أَحدهَا على طَريقَة الصابي وَالْأُخْرَى على طَريقَة الصاحب وَالْأُخْرَى على طَريقَة ابْن العميد وجلدها وأخلق جلدهَا وورقها ثمَّ أوعز الْأَمِير عَلَاء الدّين فَعرض تِلْكَ المجلدات على أبي مَنْصُور وَقَالَ ظفرنا بهَا فِي الصَّيْد فِي الصَّحرَاء فَتَقول لنا مَا فِيهَا فَنظر فِيهَا أَبُو مَنْصُور وأشكل عَلَيْهِ كثيرٌ مِمَّا فِيهَا فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ إِن مَا تجهله من هَذَا فَهُوَ مذكورٌ فِي الْموضع الْفُلَانِيّ من كتاب فلانٍ وَذكر لَهُ كتبا كَثِيرَة من اللُّغَة الْمَعْرُوفَة فَفطن أَبُو مَنْصُور أَن تِلْكَ من وضع الشَّيْخ وَأَن الَّذِي حمله مَا جبهه بِهِ ذَلِك الْيَوْم فتنصل وَاعْتذر إِلَيْهِ ثمَّ صنف الشَّيْخ كتابا سَمَّاهُ لِسَان الْعَرَب لم يصنف فِي اللُّغَة مثله وَلم يَنْقُلهُ إِلَى الْبيَاض حَتَّى توفّي وَلم يهتد أحدٌ إِلَى تَرْبِيَته وَكَانَ قد حصل لَهُ تجارب كَثِيرَة فِيمَا بَاشَرَهَا من المعالجات وعزم على تدوينها فِي كتاب القانون وَكَانَ قد علقها فِي أجزاءٍ فَضَاعَت قبل تَمَامه كتاب القانون من ذَلِك أَنه صدع يَوْمًا فتصور أَن مَادَّة تُرِيدُ النُّزُول إِلَى حجاب رَأسه وَأَنه لَا يَأْمَن ورماً يحصل فِيهِ فَأمر بإحضار ثلج كثير ودقه ولفه فِي خرقةٍ وتغطية رَأسه بهَا فَفعل ذَلِك حَتَّى قوي الْموضع وَامْتنع من قبُول مادته وعوفي) وَمن ذَلِك امرأةٌ مسلولة بخوارزم أمرهَا أَن لَا تتَنَاوَل شَيْئا من الْأَدْوِيَة سوى الجلنجبين السكرِي حَتَّى تناولت على الْأَيَّام مِقْدَار مائَة منٍّ وشفيت الْمَرْأَة وَكَانَ قد صنف بجرجان الْمُخْتَصر الْأَوْسَط فِي الْمنطق وَهُوَ الَّذِي وَضعه بعد ذَلِك أول النجَاة وَوَقعت نسخةٌ إِلَى شيراز فَنظر فِيهَا جماعةٌ من أهل الْعلم هُنَاكَ فَوَقَعت لَهُم شبهٌ فِي مسَائِل مِنْهَا فكتبوها فِي جُزْء وَكَانَ قَاضِي شيراز من جملَة الْقَوْم فأنفذ الْجُزْء إِلَى أبي الْقَاسِم الْكرْمَانِي صَاحب إِبْرَاهِيم بن بَابا الديلمي المشتغل بِعلم المناظر وأنفذها على يَدي ركابي

قاصدٍ فَعرض الْجُزْء على الشَّيْخ عِنْد اصفرار الشَّمْس فِي يومٍ صائفٍ فَترك الْجُزْء بَين يَدَيْهِ وَنظر فِيهِ وَالنَّاس يتحدثون ثمَّ خرج أَبُو الْقَاسِم فَأمرنِي بإحضار الْبيَاض وَقطع أَجزَاء مِنْهَا فشددت خَمْسَة أَجزَاء كل وَاحِد عشرَة أوراق بِالربعِ الفرعوني وصلينا الْعشَاء وَقدم الشمع وَأمر بإحضار الشَّرَاب وأجلسني وأخاه وأمرنا بمناولة الشَّرَاب وابتدأ هُوَ بِجَوَاب تِلْكَ الْمسَائِل وَكَانَ يكْتب وَيشْرب إِلَى نصف اللَّيْل حَتَّى غلبني وأخاه النّوم فَأمرنَا بالانصراف وَعند الصَّباح قرع الْبَاب فَإِذا رَسُول الشَّيْخ يستحضرني فحضرته وَهُوَ على الْمصلى وَبَين يَدَيْهِ الْأَجْزَاء الْخَمْسَة فَقَالَ خُذْهَا وصر بهَا إِلَى الشَّيْخ أبي الْقَاسِم الْكرْمَانِي وَقل لَهُ استعجلت فِي الْإِجَابَة عَنْهَا لِئَلَّا بتعوق الركابي فَصَارَ هَذَا الحَدِيث تَارِيخا بَينهم وَوضع فِي حَال الرصد آلَات مَا سبق إِلَيْهَا وصنف فِيهَا رِسَالَة وَبقيت أَنا ثَمَانِي سِنِين فِي خدمَة الرصد وَكَانَ غرضي تبين مَا يحكيه بطليموس عَن نَصبه فِي الأرصاد وصنف الشَّيْخ كتاب الْإِنْصَاف وَكَانَ أَبُو عليٍّ قوي المزاج يغلب عَلَيْهِ حب النِّكَاح حَتَّى أنهكه مُلَازمَة ذَلِك وأضعفه وَلم يكن يُدَارِي مزاجه وَعرض لَهُ قولنج فحقن نَفسه فِي يَوْم وَاحِد ثَمَانِي مراتٍ فقرح بعض أمعائه وَظهر بِهِ سحجٌ وَاتفقَ سَفَره مَعَ عَلَاء الدولة فَحدث لَهُ الصرع الْحَادِث عقيب القولنج فَأمر باتخاذ دانقين من كرفس فِي جملَة مَا يحقن بِهِ وخلطه بهَا طلبا لكسر الرِّيَاح فقصد بعض الْأَطِبَّاء الَّذِي كَانَ يتَقَدَّم هُوَ إِلَيْهِ بمعالجته وَطرح من بزر الكرفس خَمْسَة دَرَاهِم لست أَدْرِي فعله عمدا أَو خطأ لأنني لم أكن مَعَه فازداد السحج بِهِ من حِدة ذَلِك البزر وَكَانَ يتَنَاوَل المثرود يطوس لأجل الصرع فَقَامَ بعض غلمانه وَطرح فِيهِ شَيْئا كثيرا من الأفيون وناوله فَأَكله وَكَانَ سَبَب ذَلِك خيانتهم لَهُ فِي مالٍ كثيرٍ من خزانته فتمنوا إهلاكه ليأمنوا) عَاقِبَة أَعْمَالهم وَنقل الشَّيْخ إِلَى أَصْبَهَان فاشتغل بتدبير نَفسه وَكَانَ من الضعْف بِحَيْثُ لَا يقدر على الْقيام وَلم يزل يعالج نَفسه حَتَّى قدر على الْمَشْي وَحضر مجْلِس عَلَاء الدولة وَلكنه مَعَ ذَلِك لَا يتحفظ وَيكثر التَّخْلِيط فِي أَمر المجامعة وَلم يبرأ كل الْبُرْء وَكَانَ ينتكس كل وقتٍ وَيبرأ ثمَّ قصد عَلَاء الدولة همذان فَسَار مَعَه الشَّيْخ فعاودته تِلْكَ الْعلَّة فِي الطَّرِيق إِلَى أَن وصل همذان وَعلم أَن قوته قد سَقَطت وَأَنَّهَا لَا تفي بِدفع الْمَرَض فأهمل مداواة نَفسه وَقَالَ الْمُدبر الَّذِي كَانَ يدبر بدني قد عجز عَن التَّدْبِير فَلَا تَنْفَع المعالجة ثمَّ اغْتسل وَتَابَ وَتصدق بِمَا مَعَه على الْفُقَرَاء ورد الْمَظَالِم على من عرفه وَأعْتق مماليكه وَجعل يخْتم فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام ختمةً ثمَّ انْتقل إِلَى جوَار ربه عز وَجل يَوْم الْجُمُعَة فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وعمره ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ سنة وَكَانَ مولده فِي صفر سنة سبعين وثلاثمائة انْتهى

قلت وَلم يَأْتِ فِي الْإِسْلَام بعد أبي نصر الفارابي من قَامَ بعلوم الفلسفة مثل الشَّيْخ الرئيس أَبُو عليٍّ إِلَّا أَن عِبَارَته أفْصح وأعذب وَأحلى وَأجلى وَمَا كَانَ كَلَام الْأَطِبَّاء قبله إِلَّا كَلَام عَجَائِز حَتَّى جَاءَ الرئيس وأتى بالقانون فَكَأَنَّهُ خطب لبلاغة مَعَانِيه وفصاحة أَلْفَاظه وَكَانَ الإِمَام فَخر الدّين لَا يُطلق لفظ الشَّيْخ إِلَّا عَلَيْهِ وَكَانَ يحفظ الإشارات الَّتِي لَهُ بِالْفَاءِ وَالْوَاو ويكتبها من حفظه وحكايته مَعَ القطب الْمصْرِيّ فِيمَا يدل على تَعْظِيم الرئيس مرت فِي تَرْجَمَة قطب الدّين إِبْرَاهِيم بن عيل الْمصْرِيّ وَلما اختصر الإِمَام فَخر الدّين الإشارات الَّتِي للرئيس جَاءَ إِلَى مقامات العارفين وَأوردهُ بِلَفْظِهِ لِأَنَّهُ لم يقدر على الْإِتْيَان بأحلى من تِلْكَ الْعبارَة وَقَالَ هَذَا الْبَاب لَا يقبل الانتخاب لِأَنَّهُ فِي غَايَة الْحسن وَمَا محَاسِن شَيْء كُله حسنٌ وَجَاء فِي كَلَام الرئيس فِي النمط التَّاسِع أَن قَالَ جلّ جناب الْحق أَن يكون شَرِيعَة لكل وَارِد أَو يطلع عَلَيْهِ إِلَّا واحدٌ بعد وَاحِد وَلذَلِك فَإِن مَا يشْتَمل عَلَيْهِ هَذَا الْفَنّ ضحكةٌ للمغفل عِبْرَة للمحصل فَمن سَمعه فاشمأز عَنهُ فليتهم نَفسه فَلَعَلَّهُ لَا يُنَاسِبه وكل ميسرٌ لما خلق لَهُ انْتهى قلت وَقد رَأَيْت القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله قَالَ فِي بعض فصوله وَقَالَ ابْن سينا قلقل الله) أنيابه بِكَلَالِيب جَهَنَّم جلّ جناب الْحق أَن يكون شرعةً لكل وَارِد أَو يطلع عَلَيْهِ إِلَّا واحدٌ بعد وَاحِد وَأخذ يعاكسه ويظن أجساد أَلْفَاظه تكون لهَذِهِ الْأَرْوَاح هياكل أَو أَن كَلِمَاته المزوقة تكون للباب هَذِه الْمعَانِي قشوراً فتشدق وتفيهق وتمطى وتمطق من الْبَسِيط (من أَيْن أَنْت وَهَذَا الشَّأْن تذكره ... أَرَاك تقرع بَابا عَنْك مسدودا) إِلَّا أَن الرئيس أَبَا عليٍّ كَانَ من فلاسفة الْإِسْلَام وعدة الْعلمَاء فِي الْحُكَمَاء قَالَ تَاج الدّين مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الشهرستاني فِي كتاب الْملَل والنحل الْمُتَأَخّرُونَ من فلاسفة الْإِسْلَام مثل يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْكِنْدِيّ وحنين بن إِسْحَاق وَيحيى النَّحْوِيّ وَأبي الْفَرح الْمُفَسّر وَأبي سُلَيْمَان السجْزِي وَأبي سُلَيْمَان مُحَمَّد بن مسعر الْمَقْدِسِي وَأبي بكر ثَابت بن قُرَّة الْحَرَّانِي وَأبي تَمام يُوسُف بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي وَأبي زيد أَحْمد بن سهل الْبَلْخِي وَأبي محَارب الْحُسَيْن بن سهل بن محَارب القمي وَأحمد بن الطّيب السَّرخسِيّ وَطَلْحَة بن مُحَمَّد النَّسَفِيّ وَأبي حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ وَعِيسَى بن عَليّ ابْن عِيسَى الْوَزير وَأبي عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مسكويه وَأبي زَكَرِيَّا يحيى ابْن عَليّ الصَّيْمَرِيّ وَأبي الْحسن العامري وَأبي نصر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن طرخان الفارابي وَغَيرهم وَإِنَّمَا عَلامَة الْقَوْم أَبُو عليٍّ الْحُسَيْن بن عبد الله بن سينا كلهم قد سلكوا طَريقَة أرسطاليس فِي جَمِيع مَا ذهب إِلَيْهِ وَانْفَرَدَ بِهِ سوى كلماتٍ يسيرةٍ رُبمَا رَأَوْا فِيهَا رَأْي أفلاطون والمتقدمين وَلما كَانَت طَريقَة

ابْن سينا أدق وَنَظره فِي الْحَقَائِق أغوص اخْتَرْت نقل طَرِيقَته من كتبه على إيجاز واختصار فَإِنَّهَا عُيُون كَلَامه ومتون مرامه وأعرضت عَن نقل طرق البَاقِينَ وكل الصَّيْد فِي جَوف الفرا وَقَالَ القَاضِي شهَاب الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الْمَعْرُوف بِابْن أبي الدَّم فِي كتاب الْفرق الإسلامية إِلَّا أَنه لم يقم أحدٌ من هَؤُلَاءِ بِعلم أرسطاليس مثل مقَام أبي نصرٍ الفارابي وَأبي عَليّ بن سيناء وَلَا صنف أحدٌ مِنْهُم مثل تصانيفهما وَكَانَ الرئيس أَبُو عَليّ بن سينا أقوم الرجلَيْن بذلك وأعلمهما بِهِ ثمَّ قَالَ فِيمَا بعد وَاتفقَ الْعلمَاء على أَن ابْن سينا كَانَ يَقُول بقدم الْعَالم وَنفى الْمعَاد الجسماني وَأثبت الْمعَاد النفساني وَنقل عَنهُ أَنه قَالَ إِن الله تَعَالَى لَا يعلم الجزئيات بعلمٍ جزئي وَإِنَّمَا يعلمهَا بعلمٍ كليٍّ وَقطع عُلَمَاء زَمَانه وَمن بعده الْأَئِمَّة الْمُعْتَبرَة أَقْوَالهم أصولاً) وفروعاً من الْحق بِكُفْرِهِ وبكفر أبي نصرٍ الفارابي بِهَذِهِ الْمسَائِل الثَّلَاث واعتقاده فِيهَا بِمَا يُخَالف اعْتِقَاد الْمُسلمين قلت وَكَانَ رَأْيه فِي الْفُرُوع رَأْي الإِمَام أبي حنيفَة ذكر تصانيفه كتاب الشِّفَاء جمع فِيهِ الْعُلُوم الْأَرْبَعَة وصنف طبيعياته وإلهياته فِي مُدَّة عشْرين يَوْمًا بهمذان وَلَا مزِيد لأحد على مَا فِيهِ من الْمنطق كتاب اللواحق يذكر أَنه شرحٌ للشفاء كتاب الْحَاصِل والمحصول صنفه أول عمره فِي قريب من وَعِشْرُونَ مجلدة كتاب الْبر وَالْإِثْم مجلدان كتاب الْإِنْصَاف جمع فِيهِ كتب أرسطو جَمِيعهَا وأنصف فِيهِ بَين المشرقيين والمغربيين ضَاعَ فِي نهب السُّلْطَان مَسْعُود وَهُوَ فِي عشْرين مجلداً كتاب الْمَجْمُوع وَيعرف بالحكمة العروضية صنفه لأبي حسن الْعَرُوضِي وعمره إِحْدَى وَعشْرين سنة كتاب القانون صنف بعضه بجرجان وتممه بِالريِّ وعول على أَن يعْمل لَهُ شرحاً قلت وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُسمى هَذَا القانون كتاب الشِّفَاء لكَونه فِي الطِّبّ وعلاج الْأَمْرَاض وَأَن يُسمى كتاب الشِّفَاء كتاب القانون لِأَن الشِّفَاء فِيهِ الْعُلُوم الْأَرْبَع الَّتِي هِيَ الْحِكْمَة والقانون هُوَ الْأَمر الْكُلِّي الَّذِي ينطبق على جَمِيع جزئيات ذَلِك الشَّيْء كتاب الْأَوْسَط الْجِرْجَانِيّ فِي الْمنطق كتاب المبدأ والمعاد فِي النَّفس كتاب الأرصاد الْكُلية كتاب الْمعَاد كتاب لِسَان الْعَرَب فِي اللُّغَة عشر مجلدات لم يَنْقُلهُ من الْبيَاض كتاب الإشارات والتنبيهات وَهُوَ آخر مَا صنف وأجوده وَقد سقت فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشرواني سنداً بِهَذَا الْكتاب كتاب الْهِدَايَة فِي الْحِكْمَة صنفه وَهُوَ مَحْبُوس بقلعة مردوخان لِأَخِيهِ عَليّ كتاب القولنج صنفه بِهَذِهِ القلعة كتاب الْأَدْوِيَة القلبية رِسَالَة حَيّ بن يقظان صنفها بِهَذِهِ القلعة وَقد عارضها جمَاعَة مِنْهُم ابْن رشد المغربي وَغَيره مقَالَة فِي النبض بِالْفَارِسِيَّةِ مقَالَة فِي مخارج

الْحُرُوف مقَالَة فِي القوى الطبيعية رِسَالَة الطير مرموزة فِيمَا يُوصل إِلَى علم الْحق كتاب الْحُدُود كتاب عُيُون الْحِكْمَة يجمع الْعُلُوم الثَّلَاث مقَالَة فِي عكوس ذَوَات الْجِهَة الْخطْبَة التوحيدية فِي الإلهيات والموجز الْكَبِير فِي الْمنطق وَأما الموجز الصَّغِير فَإِنَّهُ منطق النجَاة القصيدة المزدوجة فِي الْمنطق مقَالَة فِي تَحْصِيل السَّعَادَة تعرف بالحجج الْعشْر مقَالَة فِي الْقَضَاء وَالْقدر مقَالَة فِي الهندباء مقَالَة فِي الْإِشَارَة إِلَى علم الْمنطق مقَالَة فِي تقاسيم الْعُلُوم وَالْحكمَة رِسَالَة فِي) السكنجبين مقَالَة فِي أَن لَا نِهَايَة تعاليق علقها عَنهُ بعض الأفاضل مقَالَة فِي خَواص خطّ الاسْتوَاء المباحثات سُؤال بهمنيار تِلْمِيذه وَجَوَابه لَهُ عشر مسَائِل أجَاب عَنْهَا لأبي الريحان البيروني جَوَاب سِتّ عشرَة مَسْأَلَة لأبي الريحان مقَالَة فِي هَيْئَة الأَرْض وَكَونهَا فِي الْوسط كتاب الْحِكْمَة المشرقية وَلم يتم مقَالَة فِي تعقب الْمَوَاضِع الجدلية الْمدْخل إِلَى صناعَة الموسيقى وَهُوَ غير الَّذِي فِي النجَاة مقَالَة فِي الأجرام السماوية مقَالَة فِي الْخَطَأ الْوَاقِع فِي التَّدْبِير الطبي مقَالَة فِي كَيْفيَّة الرصد ومطابقته مَعَ الْعلم الطبيعي مقَالَة فِي الْأَخْلَاق رِسَالَة فِي الكمياء مقَالَة فِي آلةٍ رصدية صنفها عِنْد عمل الرصد لعلاء الدولة مقَالَة فِي غَرَض قاطيغورياس الرسَالَة الأصحوية فِي الْمعَاد معتصم الشُّعَرَاء فِي الْعرُوض مقَالَة فِي حد الْجِسْم الْحِكْمَة العرشية وَهُوَ كَلَام متفرعٌ فِي الإلهيات عهدٌ لَهُ مَعَ الله عَاهَدَ بِهِ نَفسه مقَالَة فِي أَن علم زيد غير علم عَمْرو كتاب تَدْبِير الْجند والممالك والعساكر وأرزاقهم وخراج الممالك مناظرات جرت لَهُ مَعَ أبي عَليّ النَّيْسَابُورِي فِي النَّفس خطبٌ وتحميداتٌ وأسجاعٌ جَوَاب يتَضَمَّن الِاعْتِذَار عَمَّا نسب إِلَيْهِ فِي الْخطب مُخْتَصر أوقليدس مقَالَة الأرثماطيقي عشر قصائد وأشعار فِي الزّهْد وَوصف أَحْوَاله رِسَالَة بالفارسي والعربي مخاطبات ومكاتبات وهزليات تعاليق مسَائِل حنين فِي الطِّبّ قوانين ومعالجات طبية عشرُون مَسْأَلَة سَأَلَهَا أهل الْعَصْر مسَائِل عدَّة طبية مسَائِل ترجمها بالتذكير جَوَاب مسَائِل كَثِيرَة رِسَالَة إِلَى عُلَمَاء بَغْدَاد يسألهم الْإِنْصَاف بَينه وَبَين رجل ادّعى الْحِكْمَة رِسَالَة إِلَى صديق لَهُ يسْأَله الْإِنْصَاف بَينه وَبَين الهمذاني الَّذِي يَدعِي الْحِكْمَة كَلَام لَهُ فِي تَبْيِين مَاهِيَّة الْحُرُوف شرح كتاب النَّفس لأرسطو يُقَال إِنَّه من الْإِنْصَاف مقَالَة فِي النَّفس تعرف بالفصول مقَالَة فِي إبِْطَال علم النُّجُوم كتاب الْملح فِي النَّحْو فُصُول إلهية فِي إِثْبَات الأول فُصُول فِي النَّفس وطبيعيات رِسَالَة إِلَى أبي سعد بن أبي الْخَيْر فِي الزّهْد مقَالَة فِي أَنه لَا يجوز أَن يكون الشَّيْء جوهراً وعرضيا مسَائِل جرت بَينه وَبَين بعض الْفُضَلَاء فِي فنون الْعُلُوم تعليقات استفادها أَبُو الْفرج الطَّبِيب الهمذاني من مَجْلِسه وجوابات مقَالَة فِي الممالك وبقاع الأَرْض مُخْتَصر فِي أَن الزاوية الَّتِي من الْمُحِيط والمماس لَا كمية لَهَا كتاب تَعْبِير الرُّؤْيَا قَالَ ابْن أبي الدَّم وَرُوِيَ أَنه رُوِيَ بعد مَوته فَقيل لَهُ مَا الْخَبَر فَأَنْشد من السَّرِيع

(أعوم فِي بحرك كَيْمَا أرى ... لَهُ على طول المدى قعرا) ) (فَلَا أرى فِيهِ سوى لجةٍ ... تسلمني مِنْهَا إِلَى أُخْرَى) وَقَالَ ابْن خلكان كَانَ الشَّيْخ كَمَال الدّين بن يُونُس رَحمَه الله يَقُول إِن مخدومه سخط عَلَيْهِ واعتقله وَمَات فِي السجْن وَكَانَ ينشد من المتقارب (رَأَيْت ابْن سينا يعادي الرِّجَال ... وبالحبس مَاتَ أخس الْمَمَات) (فَلم يشف مَا نابه بالشفا ... وَلم ينج من مَوته بالنجاة) يُرِيد بِالْحَبْسِ انحباس الْبَطن الَّذِي أَصَابَهُ وَمن شعر الرئيس أبي عَليّ بن سينا من الطَّوِيل (أَقَامَ رجَالًا فِي معارفه ملكي ... وأقعد قوما فِي غوايتهم هلكى) (نَعُوذ بك اللَّهُمَّ من شَرّ فتنةٍ ... تطوق من حلت بِهِ عيشةً ضنكا) (رَجعْنَا إِلَيْك الْآن فاقبل رجوعنا ... وقلب قلوباً طَال إعراضها عنكا) (فَإِن أَنْت لم تبرئ شكايا عقولنا ... وَتصرف عماياها إِذا فَلِمَنْ يشكى) (فقد آثرت نَفسِي رضاك وَقطعت ... عَلَيْك جفوني من جواهرها سلكا) وَمن شعره يصف النَّفس وَلم يكن لغيره مثلهَا من الْكَامِل (هَبَطت إِلَيْك من الْمحل الأرفع ... وَرْقَاء ذَات تعززٍ وتمنع) (وصلت على كرة إِلَيْك وَرُبمَا ... كرهت فراقك فَهِيَ ذَات تفجع) (محجوبةٌ عَن كل مقلة عارفٍ ... وَهِي الَّتِي سفرت وَلم تتبرقع) (أنفت وَمَا ألفت فَلَمَّا واصلت ... ألفت مجاورة الخراب البلقع) (وأظنها نسيت عهوداً بالحمى ... ومنازلاً بفراقها لم تقنع) (حَتَّى إِذا اتَّصَلت بهاء هبوطها ... من مِيم مركزها بِذَات الأجرع) (علقت بهَا ثاء الثقيل فَأَصْبَحت ... بَين الْمعلم والطلول الخضع) (تبْكي وَقد نسيت عهوداً بالحمى ... بمدامعٍ تهمي وَلما تقلع) (حَتَّى إِذا قرب الْمسير إِلَى الْحمى ... ودنا الرحيل إِلَى الفضاء الأوسع) (وغدت تغرد فَوق ذرْوَة شاهقٍ ... وَالْعلم يرفع كل من لم يرفع) (إِن كَانَ أهبطها الْإِلَه لحكمةٍ ... طويت عَن الفطن اللبيب الأروع) (فهبوطها لَا شكّ ضَرْبَة لازبٍ ... لتَكون سامعةً بِمَا لم تسمع) ) (وتعود عَالِمَة بِكُل خفيةٍ ... فِي الْعَالمين فخرقها لم يرقع) (فلأي شَيْء أهبطت من شاهقٍ ... سامٍ إِلَى قَعْر الحضيض الأوضع)

(إِذْ عاقها الشّرك الكثيف فصدها ... قفصٌ عَن الأوج الفسيح الأرفع) (فَكَأَنَّهَا برقٌ تألق بالحمى ... ثمَّ انطوى فَكَأَنَّهُ لم يلمع) وَقد خمسها جمَاعَة ونظم فِي مَعْنَاهَا جمَاعَة وَتقدم فِي تَرْجَمَة شهَاب الدّين السهروردي مُحَمَّد بن حبش أبياتٌ قافية فِي هَذِه الْمَادَّة وينسب إِلَيْهِ البيتان اللَّذَان أوردهما الشهرستاني فِي أول نِهَايَة الْإِقْدَام وهما من الطَّوِيل (لقد طفت فِي تِلْكَ الْمعَاهد كلهَا ... وسيرت طرفِي بَين تِلْكَ المعالم) (فَلم أر إِلَّا وَاضِعا كف حائرٍ ... على ذقنٍ أَو قارعاً سنّ نادم) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا من الْكَامِل (خير النُّفُوس العارفات ذواتها ... وحقيق كميات ماهياتها) (وَبِمَ الَّذِي حلت ومم تكونت ... أَعْضَاء بنيتها على هيآتها) (نفس النَّبَات وَنَفس حسٍّ ركبا ... هلا كَذَاك سماته كسماتها) (يَا للرِّجَال لعظم رزءٍ لم تزل ... مِنْهُ النُّفُوس تخب فِي ظلماتها) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا من الْخَفِيف (هذب النَّفس بالعلوم لترقى ... وذر الْكل فَهِيَ للْكُلّ بَيت) إِنَّمَا النَّفس كالزجاجة وَالْعلم سراجٌ وَحِكْمَة الله زَيْت وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا من الطَّوِيل (شربنا على الصَّوْت الْقَدِيم قديمَة ... لكل قديم أولٌ هِيَ أول) (وَلَو لم تكن فِي حيزٍ قلت إِنَّهَا ... هِيَ الْعلَّة الأولى الَّتِي لَا تعلل) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا من الرمل (نزل اللاهوت فِي ناسوتها ... كنزول الشَّمْس فِي أبراج يُوح) (قَالَ فِيهَا بعض من هام بهَا ... مثل مَا قَالَ النَّصَارَى فِي الْمَسِيح) (هِيَ والكأس وَمَا مازجها ... كأب متحدٍ وَابْن وروح) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا من الْكَامِل) (هَات اسقنا كأس الطلا كَدم الطلى ... يَا صَاحب الكأس الملا بَين الملا) (خمرًا تظل لَهَا النَّصَارَى سجدا ... وَلها بَنو عمرَان أخلصت الولا) (لَو أَنَّهَا قَالَت وَقد مَالَتْ بهم ... سكرا أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا من مجزوء الرمل (صبها فِي الكأس صرفا ... غلبت ضوء السراج)

(ظَنّهَا فِي الكأس نَارا ... فطفاها بالمزاج) قلت لَا يُقَال طفاه وَلَكِن أطفأه والرئيس يحاشى من ذَلِك وينسب إِلَيْهِ الأبيات الَّتِي يَقُولهَا بعض النَّاس عِنْد رُؤْيَة عُطَارِد عِنْد وَقت شرفه ويعتقد أَنَّهَا تفِيد علما وَخيرا وَهِي من الطَّوِيل (عُطَارِد قد وَالله طَال ترددي ... مسَاء وصبحاً كي أَرَاك فأغنما) (وَهَا أَنْت فامددني بِمَا أدْرك المنى ... وأحوي الْعُلُوم الغامضات تكرما) (ووقني الْمَحْذُور وَالشَّر كُله ... بِأَمْر مليكٍ خَالق الأَرْض والسما) وينسب إِلَيْهِ القصيدة الرائية وَهِي من الْكَامِل (احذر بني من الْقرَان الْعَاشِر ... وانفر بِنَفْسِك قبل نفر النافر) (لَا تشغلنك لذةٌ تلهو بهَا ... فالموت أولى بالظلوم الْفَاجِر) (واسكن بلاداً بالحجاز وقم بهَا ... واصبر على جور الزَّمَان الجائر) (لَا تركنن إِلَى الْبِلَاد فَإِنَّهَا ... سيعمها حد الحسام الباتر) (من فتيةٍ فطس الأنوف كَأَنَّهُمْ ... سيلٌ طما أَو كالجراد الناشر) (خزر الْعُيُون تراهم فِي ذلةٍ ... كم قد أبادوا من مليكٍ قاهر) (مَا قصدهم إِلَّا الدِّمَاء كَأَنَّهُمْ ... ثأرٌ لَهُم من كل ناهٍ آمُر) (وخراب مَا شاد الورى حَتَّى يرى ... قفراً عمارتهم برغم العامر) مِنْهَا بَعْدَمَا ذكر خراب الْبِلَاد (ويفر سفاك الدما مِنْهُم كَمَا ... فر الْحمام من الْعقَاب الكاسر) (فَهُوَ الْخَوَارِزْمِيّ يكسر جيشها ... فِي نصف شهرٍ من ربيع الآخر) (وَيَمُوت من كمدٍ على مَا ناله ... من ملكه فِي لج بَحر زاخر) ) مِنْهَا وَقد ذكر وَلَده (وَيكون آخر عمره فِي آمدٍ ... يسري إِلَيْهِ وَمَا لَهُ من سَائِر) (وَيعود عظم جيوشه مرتدةً ... عَنهُ إِلَى الْخصم الألد الْفَاجِر) (وديار بكر سَوف يقتل بَعضهم ... بِالسَّيْفِ بَين أصاغرٍ وأكابر) (وَالْوَيْل مَا تلقى النَّصَارَى مِنْهُم ... بالذل بَين أصاغرٍ وأكابر) (وَالْوَيْل إِن حلوا ديار ربيعةٍ ... مَا بَين دجلتها وَبَين الجازر) (ويخربون ديار بابل كلهَا ... من شهر زور إِلَى بِلَاد السامري) (وخلاط ترجع بعد بهجة منظرٍ ... قفراً تداس على اخْتِلَاف الْحَافِر)

ظهير الدين الغوري

(هَذَا وتغلق إربلٌ من دونهم ... تسعا وتفتح فِي النَّهَار الْعَاشِر) (ولربما ظَهرت عَسَاكِر موصلٍ ... تبغي الْأمان من الخؤون الْكَافِر) (وَترى إِلَى الثرثار نهباً وَاقعا ... ودما تسيل وهتك ستر السَّاتِر) (ولربما ظَهرت عَلَيْهِم فتيةٌ ... من آل صعصعةٍ كرام عشائر) (تلقاهم حلبٌ بجيشٍ لَو سرى ... فِي الْبَحْر أظلم كالعجاج الثائر) (وَإِذا مضى حد الْقرَان رَأَيْتهمْ ... يردون جلق وَهِي ذَات عَسَاكِر) (يفنيهم الْملك المظفر مِثْلَمَا ... فنيت ثمودٌ فِي الزَّمَان الغابر) (ويبيدهم نجل الإِمَام مُحَمَّد ... بحسامه فيهلكهم حسام النَّاصِر) (ولربما أبقى الزَّمَان عِصَابَة ... مِنْهُم فيهلكهم حسام النَّاصِر) (فِي أَرض كنعان تظل جسومهم ... مرعى الذئاب وكل نسرٍ طَائِر) (وَكَذَا الْخَلِيفَة جعفرٌ سيظل فِي ... أرضٍ وَلَيْسَ لسبلها من خاطر) (وَكَذَا الْعرَاق قُصُورهَا وربوعها ... تِلْكَ النواحي بالمشيد العامر) (وَالروم تكسرهم وتكسر بعدهمْ ... عَاما وَلَيْسَ لكسرها من جَابر) (تمحى خِلَافَته وينسى ذكره ... بَين الورى من صنع ربٍّ قَادر) (فترى الْحُصُون الشامخات مهدةً ... لم يبْق فِيهَا ملجأٌ لمسافر) (وَترى قراها والبلاد تبدلت ... بعد الأنيس بِكُل وحشٍ نافر) قلت يُرِيد بالقران الْعَاشِر على مَا زَعمه المنجمون قرَان المُشْتَرِي بزحل فِي برج الجدي) وَهُوَ أنحس البروج لكَونه برج زحل وزحل نحسٌ أكبر وَقد طنطن ابْن أبي أصيبعة وأعجب بِصِحَّة مَا حكم فِيهَا وَالَّذِي أرَاهُ أَن الَّذِي نظم القصيدة العينية فِي النَّفس مَا ينظم مثل هَذِه القصيدة الساقطة الرَّكِيكَة السمجة التَّرْكِيب وَأَنَّهَا نظم بعض الْعَوام أَرَادَ أَن يَحْكِي مَا جرى وَلم تنظم هَذِه القصيدة وَالله أعلم إِلَّا بعد خراب بَغْدَاد وَلم يقل ابْن سينا مِنْهَا كلمة وَاحِدَة وَلَا عرف هَذِه الوقائع قبل حدوثها بمائتين وَثَلَاثِينَ سنة تَقْرِيبًا سلمنَا أَنه علم كلياتها من حِسَاب النُّجُوم وَلَا نسلم أَن هَذَا كَلَامه وَلَا نظمه إنَّ فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلبٌ وَلم أوردهَا إِلَّا لِأَن بعض النَّاس يطنب فِي أمرهَا 3 - (ظهير الدّين الغوري) حُسَيْن بن عبد الله بن أبي بكر بن عَليّ ظهير الدّين الغوري بِضَم الْغَيْن الصُّوفِي الْحَنَفِيّ من كبار الصُّوفِيَّة بخانقاه السميساطي لَهُ معرفَة بالفقه والعربية

ابن رواحة الحموي

ومشاركة فِي الحَدِيث والتاريخ وَلم يزل حَرِيصًا على الْعلم والتحصيل وَهُوَ وَالِد شمس الدّين مُحَمَّد الغوري تقدم ذكره فِي المحمدين وَتُوفِّي ظهير الدّين سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (ابْن رَوَاحَة الْحَمَوِيّ) الْحُسَيْن بن عبد الله بن رَوَاحَة أَبُو عَليّ الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الشَّاعِر ابْن خطيب حماه ولد سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة سمع بِدِمَشْق من أبي المظفر الفلكي وَأبي الْحسن عَليّ بن سُلَيْمَان الْمرَادِي والصائن هبة الله وَجَمَاعَة وَوَقع فِي أسر الفرنج وَبَقِي عِنْدهم مُدَّة وَولد لَهُ بجزائر الْبَحْر عز الدّين عبد الله وَقدم بِهِ الْإسْكَنْدَريَّة وسَمعه الْكثير من السلَفِي وَكَانَ قد سَافر فِي الْبَحْر إِلَى الغرب فَأسر ثمَّ خلصه الله تَعَالَى وحصلت لَهُ الشَّهَادَة على عكا وَمن شعره من السَّرِيع (يَا قلب دع عَنْك الْهوى قسرا ... مَا أَنْت مِنْهُ حامداً أمرا) (أضعت دنياي بهجرانه ... إِن نلْت وصلا ضَاعَت الْأُخْرَى) وَعَكسه فَقَالَ من مجزوء الْكَامِل) (لاموا عَلَيْك وَمَا دروا ... أَن الْهوى سَبَب السعاده) (إِن كَانَ وصلٌ فالمنى ... أَو كَانَ هجرٌ فالشهاده) وَمن شعره من مخلع الْبَسِيط (إِن كَانَ يحلو لديك قَتْلِي ... فزد من الهجر فِي عَذَابي) (عَسى يُطِيل الْوُقُوف بيني ... وَبَيْنك الله فِي الْحساب) وَذكرت هُنَا مَا قلته فِي هَذَا الْمَعْنى من الْبَسِيط (زِدْنِي عذَابا وَلَا تتْرك لجارحةٍ ... مني حراكاً وَخذ روحي وجثماني) (عساك فِي الْحَشْر لما أَن يطول غَدا ... حسابنا تتملى مِنْك أجفاني) وَمن شعر ابْن رَوَاحَة من الْكَامِل (قل للروافض إِنَّكُم فِي سبكم ... أهل الْهدى فِي حبكم علم الْهدى) (مثل النَّصَارَى لَا نسب لأجلهم ... عِيسَى وَقد سبوا النَّبِي مُحَمَّدًا)

وَمِنْه فِي مليح اسْمه إِبْرَاهِيم من الرمل (صدني بعد اقترابٍ وجفاني ... قمرٌ يخجل مِنْهُ القمران) (لست أَدْعُو باسمه ضناً بِهِ ... غير أَنِّي بِالَّذِي أخفيه دَان) (ظمئي فِيهِ ظما آخِره ... لَيْتَني أَوله مِمَّا عراني) وَمِنْه فِي مليح اسْمه مبارك من الطَّوِيل (وأغيد لَا تحكي الأسنة لحظه ... وَلَا يملك الخطى لينًا بقده) (تألفني قرب السقام لبعده ... خالفني وصل الغرام بصده) (صباحي إِذا مَا زارني فِيهِ مثله ... وعيشي إِذا مَا صد عني بضده) وَمِنْه فِي مليح اسْمه إلْيَاس من السَّرِيع (أتيت من أهواه عكس اسْمه ... فَلم أنل مِنْهُ سوى الِاسْم) (وَكلما أطمعني ضِدّه ... عَاد بِهِ التيه إِلَى الرَّسْم) وَمِنْه فِي هجو إِنْسَان بِمصْر من الْخَفِيف (أحكمت عرسه ضروب الأغاني ... من ثقيلٍ فِي رَأسه وخفيف) (وتمنت عَلَيْهِ كل الملاهي ... غَيره وَحده لِمَعْنى لطيف) ) (فقضيباً لاسمٍ وناياً لشكلٍ ... ورباباً للجر والتصحيف) وَمِنْه من الوافر (أيحسن بعد ظَنك حسن ظَنِّي ... وَأجْمع بَين يأسي وَالتَّمَنِّي) (وَمَا نفعي بعطفك بعد فوتٍ ... كرقة شامتٍ من بعد دفن) (أأطمع أَن أكون شَهِيد حبٍّ ... فأصحب مِنْك حورياً بعدن) (ملكت عَليّ أجفاني وقلبي ... فأبعدت الْكرَى والعذل عني) (فكم أرعيت غير اللوم سَمْعِي ... وَكم أرعيت غير النّوم جفني) (صددت وَمَا سوى إفراط وجدي ... لَك الدَّاعِي إِلَى فرط التجني) (لقد أبديت لي فِي كل حسنٍ ... ضروباً أبدعت لي كل حزن) (فكم فنٍّ من الْبلوى عراني ... لعشق الْوَصْف مِنْك بِكُل فن) (كَأَنَّك رمت أَن أسلوك حَتَّى ... أَقمت الشّبَه فِي بدرٍ وغصن) (فألبس وَجهك الأقمار تماً ... وَعلم قدك البان التثني) (رماني فِي هَوَاك طماح طرفِي ... إِلَى حسنٍ فأخلف فِيهِ ظَنِّي) (فكم دمعٍ حملت عَلَيْهِ عَيْني ... وَكم ندمٍ قرعت عَلَيْهِ سني)

عماد الدين خطيب فوه

(غدرت وَمَا رَأَيْت سوى وفاءٍ ... فَهَلا قبل يغلق فِيك رهني) (أَقمت الْمَوْت لي رصداً فأخشى ... زيارته وَإِن يَك لم يزرني) وَخرج مِنْهَا إِلَى مدح السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فَقَالَ يصف الأساطيل والسبايا من الوافر (لقد جلب الْجَوَارِي بالجواري ... يمدن بِكُل قدٍّ مرجحن) (يزيدهم اجْتِمَاع الشمل بؤساً ... فمرنانٌ ينوح على مرن) (فَمَا من ظبيةٍ تفدى بليثٍ ... وَلَا ليثٍ فدا رشأٍ أغن) قَالَ أَبُو سَالم ابْن الزَّاهِد الْوَاعِظ الوَاسِطِيّ كنت جَالِسا مَعَ ابْن رَوَاحَة بحماه وَإِذا قد مر غلامٌ حسن فَدَعَاهُ فَقَالَ يَا فلَان مَا حملك على جفَاء فلَان وسمى شخصا قد مَاتَ مَعَ معرفتك بحبه لَك فَقَالَ الْغُلَام إِنِّي نَدِمت بعد ذَلِك فأنشدني ابْن رَوَاحَة فِي الْحَال لنَفسِهِ من الوافر (يرق لمن يَمُوت بِهِ شَهِيدا ... ويهجر دَائِما أهل الْبَقَاء) ) (لتعلم أَنه من حور عدنٍ ... منال وصاله بعد الفناء) وَمن شعر ابْن رَوَاحَة فِي مليح يقْرَأ الْقُرْآن من الطَّوِيل (تَلا فَدَعَا قلبِي إِلَى حب وَصله ... وعهدي بِمَا يتلوه ينْهَى عَن الْحبّ) (فَكيف اصْطِبَارِي عَنهُ لَو كَانَ مسمعي ... غناء الغواني من مقبله العذب) 3 - (عماد الدّين خطيب فوه) الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عماد الدّين أَبُو عبد الله الْقرشِي الفوي بِضَم الْفَاء وَتَشْديد الْوَاو الشَّافِعِي خطيب فوه من بِلَاد مصر ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة ولي الْقَضَاء بِبَعْض الْأَعْمَال قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأرْسل وَلَده شَيخنَا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَسمع الخلعيات من ابْن عمار وَحدث عَن الْفَقِيه أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن سَلامَة وروى عَنهُ الْحَافِظ زكي الدّين شَيْئا من شعره 3 - (أَبُو عبد الله الصَّيْرَفِي) الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله الصَّيْرَفِي أَبُو عبد الله الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالنباتي صحب أَبَا نصر بن نباتة الشَّاعِر السَّعْدِيّ وَنسب نَفسه إِلَيْهِ وروى عَنهُ وَعَن الْملك الْعَزِيز أبي مَنْصُور بن بويه والوزير أبي الْقَاسِم الْحُسَيْن بن عَليّ المغربي وروى عَنهُ أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز النديم العكبري توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره

أبو عبد الله الغزي الشافعي

3 - (أَبُو عبد الله الْغَزِّي الشَّافِعِي) الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مَحْبُوب الْأنْصَارِيّ الْغَزِّي أَبُو عبد الله الْفَقِيه أَصله من غَزَّة هاشمٍ وَولد بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي مُدَّة طَوِيلَة وَسمع الحَدِيث الْكثير من أبي غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الباقلاني وَأبي سعد مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن خشيش وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاّف وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير) وَكَانَ يورق للنَّاس وَكَانَ صَدُوقًا مرضِي الطَّرِيقَة مَحْمُود السِّيرَة ورعاً زاهداً صَابِرًا على الْفقر قانعاً باليسير توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن شأس) الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن شأس قَاضِي الْقُضَاة الْمَالِكِي تَقِيّ الدّين كَانَ عرافاً بِالْمذهبِ جيد النَّقْل عَلامَة لكنه كَانَ مَذْمُوم الْأَحْكَام متسرعاً سَمحا فِي التَّعْدِيل حدث عَن ابْن الجميزي وَغَيره وَهُوَ قَاضِي الديار المصرية توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الزلازلي) الْحِين بن عبد الرَّحِيم بن الْوَلِيد بن عُثْمَان بن جَعْفَر الْكلابِي الْمَعْرُوف بالزلازلي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِأبي الزلازل توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وثلاثمائة أحد الأدباء الْفُضَلَاء الشُّعَرَاء المصنفين حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر ابْن جَعْفَر الخرائطي وَأَبُو يَعْقُوب النجيرمي وصنف كتاب الأسجاع وَهُوَ مَا جَاءَ من أَخْبَار الْعَرَب مسجوعاً وجود فِيهِ وَمن شعره من الْخَفِيف (عيد يمنٍ مؤكدٌ بِأَمَان ... من تصاريف طَارق الْحدثَان) (جعل الله عيد عامك هَذَا ... خير عيدٍ يجريه خير زمَان) ثمَّ لَا زلت فِي زَمَانك فِي يسر وَمن طيب عيشه فِي أَمَان قلت شعر نَازل 3 - (الْجمل) الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالجمل توفّي

الخلال الإصبهاني

بِمصْر سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ كَانَ مدح الْمَأْمُون وَبني الْمُدبر والطولونية واكتسب مِنْهُم مَالا جماً وَلم يزل يَقُول الشّعْر من أَيَّام الرشيد إِلَى أَيَّام المعتصم وعلت سنه وَكَانَ نِهَايَة فِي الخلاعة وتشتهر نوادره وَكَانَ ابْن أبي دؤاد قد وعده أَن يدْخلهُ على الْمَأْمُون فَلم يفعل فَقَالَ من الوافر (سنفرغ للتضاحك من إياد ... وَلَا نبكي على حلق الرماد) ) (وَمن عجبٍ رجائي مِنْك خيرا ... وَلم تبصر نذالتك انتقادي) (عدمت مطامعا وقفت رجائي ... وآمالي على فقع الْبَوَادِي) (ألحت سَحَابَة فرجوت غيثاً ... وأغفلت الَّذِي صنعت بعاد) (فمعذرةً إِلَيْك بِأَن تراني ... أَعُود إِلَيْك يَا بَان أبي دؤاد) (مَتى ساقت إيادٌ يَوْم خيرٍ ... وَلَا سِيمَا قبيلك من إياد) 3 - (الْخلال الإصبهاني) الْحُسَيْن بن عبد الْملك بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّيْخ أَبُو عبد الله الإصبهاني الْخلال الأديب النَّحْوِيّ البارع الْمُحدث الأثري سمع من جماعةٍ وروى عَنهُ جماعةٌ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الشهراباني) الْحُسَيْن بن عبد الْوَاحِد الشهراباني الْمعلم الْمَعْرُوف بِابْن عجاجة ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ أنشدت لَهُ فِي ابْن رزين من الْخَفِيف (قبح الله باخلاً لَيْسَ فِيهِ ... طمعٌ واقعٌ لمن يرتجيه) سفلَة إِن قصدته يتلقاك على فرسخٍ بكبرٍ وتيه (أحمقٌ رَأسه إِذا فتشوه ... وجدوه بضد اسْم أَبِيه) 3 - (الغضائري) الْحُسَيْن بن عبيد الله بن إِبْرَاهِيم الغضائري كَانَ من كبار شُيُوخ الشِّيعَة وَكَانَ ذَا زهد وورع وَحفظ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة

جمال الدين بن رشيق المالكي

3 - (جمال الدّين بن رَشِيق الْمَالِكِي) الْحُسَيْن بن عَتيق بن الْحُسَيْن بن عَتيق بن الْحُسَيْن بن رَشِيق بن عبد الله الْفَقِيه الْعَالم جمال الدّين أَبُو عَليّ الربعِي الْمَالِكِي الْمصْرِيّ شهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين عبد الْملك بن درباس فَمن بعده وَأفْتى وصنف فِي الْمَذْهَب وتفقه بِهِ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ دينا ورعاً وروى عَنهُ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ وَهُوَ من بَيت فضلاء) 3 - (أَبُو عَليّ بن رَشِيق) الْحُسَيْن بن عَتيق بن الْحسن بن رَشِيق الربعِي الأندلسي أَخْبرنِي من لَفظه الإِمَام الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ بسبتة فِي كنف العرفيين يكنى أَبَا عَليّ لَهُ فنونٌ من المعارف وَله تصانيف وأدبٌ كثير قَالَ يمدح الرئيس أَبَا الْحسن عَليّ بن نصر صَاحب المرية من الْكَامِل (فعل النَّوَى ملغىً لبَعض نوالكا ... فاشف الخيال وَلَو بطيف خيالكا) (مَا ضرّ لَو سامحت مِنْهُ بزورةٍ ... أرد السراب بهَا مَكَان زلالكا) (مَا زورة الطيف المُرَاد وَإِنَّمَا ... صدق الْهوى يرضيه زور وصالكا) (يَا مَالِكًا رقي أما لَك رقةٌ ... أَو مَا ضياعة مهجتي من مَالِكًا) (حاشاك من إهمال عَبدك عِنْدَمَا ... ناداك مُضْطَرّا إِلَى إمهالكا) (أتظن قلبِي لست مَطْلُوبا بِهِ ... واللطخ من دَمه بصفحة خالكا) (كم ارتضي إذلال نَفسِي فِي الْهوى ... وأراك مرتكباً مدى إدلالكا) قلت قافية صعبة 3 - (الْأَمِير نَاصِر الدّين القيمري) حُسَيْن بن عَزِيز بن أبي الفوارس الْأَمِير نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي القيمري صَاحب الْمدرسَة القيمرية الْكُبْرَى الَّتِي بسوق الخريميين كَانَ من أعظم النَّاس وجاهةً وإقطاعاً وَكَانَ بطلاً شجاعاً وَهُوَ الَّذِي ملك النَّاصِر دمشق

ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

وَكَانَ أَبوهُ شمس الدّين من أجلاء الْأُمَرَاء وَتُوفِّي مرابطاً بالسَّاحل سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ الظَّاهِر قد أقطعه إقطاعاً جيدا وَجعله مقدم العساكر بالسَّاحل فَمَاتَ بِهِ وَعمل عزاؤه بالجامع وَكَانَ يضاهي الْمُلُوك فِي مركبه وتجمله وغلمانه وحاشيته وَقيل إِنَّه غرم على السَّاعَات الَّتِي على بَاب مدرسته مَا يزِيد على أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم 3 - (ابْن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا) الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا رَيْحَانَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَابْن ابْنَته فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله عَنْهَا وَأحد سَيِّدي شباب أهل الْجنَّة هُوَ وَأَخُوهُ وَأمه وَأَبوهُ أهل الْبَيْت الَّذين أذهب الله عَنْهُم الرجس وطهرهم تَطْهِيرا حدث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووفد على مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ وَتوجه غازياً إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة فِي الْجَيْش الَّذِي كَانَ أميره يزِيد بن مُعَاوِيَة ولد لليالٍ خلون من شعْبَان سنة أَربع من الْهِجْرَة وَقطع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سرته وتفل فِي فِيهِ وَسَماهُ حُسَيْنًا وَدفعه إِلَى أم الْفضل وَكَانَت ترْضِعه بِلَبن قثم وَقيل بَين الْحسن وَالْحُسَيْن طهرا وَاحِدًا وَقيل سنة وَعشرَة أشهر وَكَانَ عليٌّ سَمَّاهُ جعفراً وَقيل حَربًا فَغَيره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ الْحُسَيْن يشبه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّصْف الْأَسْفَل من جسده وَالْحسن رَضِي الله عَنهُ يشبه النّصْف الْأَعْلَى وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حُسَيْن مني وَأَنا من حُسَيْن أحب الله من أحب حُسَيْنًا حُسَيْن سبطٌ من الأسباط من أَحبَّنِي فليحب حُسَيْنًا وَكَانَ يَقُول لفاطمة ادعِي لي ابْني فيشمهما ويضمهما إِلَيْهِ وَقد مرت الْأَحَادِيث الَّتِي يشْتَرك هُوَ وأخيه فِي فَضلهَا فِي تَرْجَمَة أَخِيه الْحسن رَضِي الله عَنْهُمَا وَعَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ إِن ابْني هَذَا سيخرج من هَذَا الْأَمر وأشبه أَهلِي بِي الْحُسَيْن

وَكَانَ الْحسن يَقُول للحسين وددت أَن لي بعض شدَّة قَلْبك فَيَقُول الْحُسَيْن وَأَنا وددت أَن يكون لي بعض مَا بسط لَك من لسَانك وَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة لَو يعلم النَّاس مِنْك مَا أعلم لحملوك على رقابهم وَكَانَ على ميسرَة أَبِيه يَوْم الْجمل وَفِيه يَقُول الشَّاعِر من الْبَسِيط (مطهرون نقيات وُجُوههم ... تجْرِي الصَّلَاة عَلَيْهِم أَيْنَمَا ذكرُوا) وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أخبر أَنه يقتل بِأَرْض الْعرَاق بالطف بكربلاء وَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بتربة الأَرْض الَّتِي يقتل بهَا فشمها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَعْطَاهَا أم سَلمَة وَقَالَ لَهَا إِذا تحولت هَذِه التربة دَمًا فاعلمي أَن ابْني قتل ثمَّ جعلت تنظر) إِلَيْهَا وَتقول إِن يَوْمًا تحولين دَمًا ليومٌ عظيمٌ فَقتل يَوْم الْجُمُعَة وَقيل يَوْم السبت يَوْم عَاشُورَاء سنة سِتِّينَ أَو إِحْدَى وَسِتِّينَ أَو اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وَله سِتّ وَخَمْسُونَ سنة وَكَانَ أهل الْمَدِينَة قد نصحوه وَقَالُوا لَهُ تثبت فَإِن هَذَا موسم الْحَاج فَإِذا وصلوا اخْطُبْ فِي النَّاس وادعهم إِلَى نَفسك فنبايعك نَحن وَأهل هَذَا الْمَوْسِم ويتذكر بك النَّاس جدك ونمضي حينئذٍ فِي جُمْلَتهمْ فِي جمَاعَة ومنعةٍ وسلاحٍ وعدة فَلم يصبر فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الطَّرِيق لقِيه الفرزدق الشَّاعِر فَقَالَ الْحُسَيْن يَا أَبَا فراس كَيفَ تركت النَّاس وَرَاءَك فَعلم عَن أَي شَيْء يسْأَله فَقَالَ يَا ابْن بنت رَسُول الله تركت الْقُلُوب مَعكُمْ وَالسُّيُوف مَعَ بني أُميَّة فَقَالَ هَا إِنَّهَا مملوءةٌ كتبا وَأَشَارَ إِلَى حقيبة كَانَت تَحْتَهُ ثمَّ كَانَ مَا كَانَ وَرُوِيَ عَن أبي سعيد المَقْبُري قَالَ وَالله لرأيت حُسَيْنًا وَإنَّهُ ليمشي بَين رجلَيْنِ يعْتَمد على هَذَا مرّة وَمرَّة على هَذَا حَتَّى دخل مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول من الْخَفِيف لَا ذعرت السوام فِي غلس الصُّبْح مغيراً وَلَا دَعَوْت يزيدا (يَوْم أعطي مَخَافَة الْمَوْت ضيماً ... والمنايا يرصدنني أَن أحيدا) قَالَ فَعلمت عِنْد ذَلِك أَنه لَا يلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى يخرج فَمَا لبث حَتَّى لحق بِمَكَّة لما أخذت الْبيعَة ليزِيد بن مُعَاوِيَة لم يبايعه الْحُسَيْن وَكَانَ أهل الْكُوفَة كتبُوا إِلَى الْحُسَيْن يَدعُونَهُ إِلَى الْخُرُوج زمن مُعَاوِيَة وَهُوَ يَأْبَى فَقدم قومٌ مِنْهُم ثمَّ غلب على رَأْيه فَخرج وَمَعَهُ من أهل الْمَدِينَة تِسْعَة عشر رجلا نسَاء وصبيان وَتَبعهُ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وأعلمه أَن الْخُرُوج لَيْسَ بِرَأْي فَأبى الْحُسَيْن فحبس محمدٌ وَلَده وَخرج من مَكَّة مُتَوَجها إِلَى الْعرَاق فِي عشر ذِي الْحجَّة فَكتب يزِيد إِلَى عبيد الله بن زِيَاد أَن حُسَيْنًا صائرٌ إِلَى الْكُوفَة وَقد ابْتُلِيَ بِهِ زَمَانك من بَين الْأَزْمَان وبلدك من بَين الْبلدَانِ وَعِنْدهَا تعْتق أَو تعود عبدا

فندب لَهُ عبيد الله بن زِيَاد عمر بن سعد بن أبي وَقاص فَقَاتلهُمْ فَقَالَ الْحُسَيْن يَا عمر اختر مني إِحْدَى ثَلَاث إِمَّا تتركني أرجع أَو تسيرني إِلَى يزِيد فأضع يَدي فِي يَده فَيحكم فِي مَا يرى فَإِن أَبيت فسيرني إِلَى التّرْك فأقاتلهم حَتَّى أَمُوت فَأرْسل عمر بذلك إِلَى ابْن زِيَاد فهم أَن يسيره إِلَى يزِيد فَقَالَ شمر بن ذِي الجوشن لَا أَيهَا الْأَمِير إِلَّا أَن ينزل على حكمك) فَأرْسل إِلَيْهِ فَقَالَ الْحُسَيْن وَالله لَا أفعل وَأَبْطَأ عمر عَن قِتَاله فَأرْسل إِلَيْهِ ابْن زِيَاد شمراً وَقَالَ إِن تقدم عمر وَقَاتل وَإِلَّا فاقتله وَكن مَكَانَهُ فقاتلوه إِلَى أَن أَصَابَهُ سهمٌ فِي حنكه فَسقط عَن فرسه فَنزل الشمر وَقيل غَيره فاحتز رَأسه إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَقتل مَعَه يَوْم عَاشُورَاء إخْوَته بَنو أَبِيه جَعْفَر وعتيق وَمُحَمّد وَالْعَبَّاس الْأَكْبَر بَنو عَليّ وَابْنه الْأَكْبَر عَليّ وَهُوَ غير عَليّ زين العابدين وَابْنه عبد الله بن الْحُسَيْن وَابْن أَخِيه الْقَاسِم بن الْحسن وَمُحَمّد بن عبد الله بن جَعْفَر ابْن أبي طَالب وَأَخُوهُ عون وَعبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْنا مُسلم بن عقيل رَضِي الله عَنْهُم وَحمل رَأس الْحُسَيْن إِلَى يزِيد فَوَضعه فِي طستٍ بَين يَدَيْهِ وَجعل ينكت ثناياه بقضيبٍ فِي يَده وَيَقُول إِن كَانَ لحسن الثغر فَقَالَ لَهُ زيد ابْن أَرقم ارْفَعْ قضيبك فطالما رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلثم مَوْضِعه فَقَالَ إِنَّك شيخ قد خرفت فَقَامَ زيدٌ يجر ثَوْبه وَعَن مُحَمَّد بن سوقة عَن عبد الْوَاحِد الْقرشِي قَالَ لما أُتِي يزِيد بِرَأْس الْحُسَيْن تنَاوله بقضيب فكشف عَن ثناياه فوَاللَّه مَا الْبرد بأبيض من ثناياه ثمَّ قَالَ من الطَّوِيل (نفلق هاماً من رجالٍ أعزةٍ ... علينا وهم كَانُوا أعق وأظلما) فَقَالَ لَهُ رجل كَانَ عِنْده يَا هَذَا ارْفَعْ قضيبك فوَاللَّه لربما رَأَيْت هُنَا شفتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرفعه متذمماً عَلَيْهِ مغضباً وَذكر ابْن سعد أَن جسده دفن حَيْثُ قتل وَأَن رَأسه كَفنه يزِيد وأرسله إِلَى الْمَدِينَة فَدفن عِنْد قبر فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ثمَّ علق الرَّأْس على مَا قيل بِدِمَشْق ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ مكث الرَّأْس فِي خَزَائِن السِّلَاح حَتَّى ولي سُلَيْمَان الْخلَافَة فَبعث فجيء بِهِ وَقد بَقِي عظما أَبيض فَجعله فِي سفطٍ وطيبه وكفنه وَدَفنه فِي مَقَابِر الْمُسلمين فَلَمَّا دخلت المسودة نبشوه وأخذوه وَالله أعلم بمكانه الْآن من ذَلِك الْوَقْت قلت وَبَعْضهمْ زعم أَن الْخُلَفَاء الفاطميين لما كَانُوا بِمصْر تَتبعُوهُ فوجدوه فِي علبة رصاص بعسقلان فَحَمَلُوهُ إِلَى مصر وجعلوه فِي الْمَكَان الَّذِي هُوَ الْيَوْم مَعْرُوف بمشهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ ذَلِك عِنْدهم فِي دَاخل الْقصر يزورونه وَالله أعلم)

وَقيل اسودت السَّمَاء يَوْم قتل الْحُسَيْن وَسقط ترابٌ أَحْمَر وَكَانُوا لَا يرفعون حجرا إِلَّا وجدوا تَحْتَهُ دَمًا وَعَن عمر بن عبد الْعَزِيز لَو كنت فِي قتلة الْحُسَيْن وَأمرت بِدُخُول الْجنَّة لما فعلت حَيَاء أَن تقع عَيْني على مُحَمَّد وَلما قتل قَالَت مرْجَانَة ابْنة عبيد الله بن زِيَاد خَبِيث قتلت ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا ترى الْجنَّة أبدا وَقَالَ أَعْرَابِي انْظُرُوا ابْن دعيها قتل ابْن نبيها وَعَن رَأس الجالوت وَالله إِن بيني وَبَين دَاوُد سبعين أَبَا وَإِن الْيَهُود لتلقاني فتعظمني وَأَنْتُم لَيْسَ بَيْنكُم وَبَين نَبِيكُم إِلَّا أبٌ وَاحِد قتلتم وَلَده وَلما أصبح الْحُسَيْن يَوْم قتل قَالَ اللَّهُمَّ أَنْت ثقتي فِي كل كرب ورجائي فِي كل شدَّة وَأَنت لي فِي كل أمرٍ نزل بِي ثقةٌ وَأَنت ولي كل نعْمَة وَصَاحب كل حَسَنَة وعطش وَقد قَاتل أَشد الْقِتَال فَاسْتَسْقَى فجيء بِمَاء فرام الشّرْب فَرمي بِسَهْم فِي فِيهِ فَجعل يتلَقَّى الدَّم بِيَدِهِ ويحمد الله وَقيل إِنَّه رمى بِالدَّمِ نَحْو السَّمَاء وَقَالَ اطلب بِدَم ابْن بنت نبيك وَتوجه نَحْو الْفُرَات فعرضوا لَهُ وحالوا بَينه وَبَين المَاء أَشَارَ بذلك رجلٌ من بني أبان بن دارم فَقَالَ الْحُسَيْن اللَّهُمَّ أظمئه فَمَا لبث الأباني إِلَّا قَلِيلا حَتَّى رُؤِيَ وَإنَّهُ ليؤتى بعسٍّ يروي عدَّة فيشربه فَإِذا نَزعه عَن فِيهِ قَالَ اسقوني فقد قتلني الْعَطش وَبَقِي الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ فريداً وَقد قتل جَمِيع من كَانُوا مَعَه من الْمُقَاتلَة أَهله وَغَيرهم فَلم يَجْسُر أحدٌ أَن يتَقَدَّم إِلَيْهِ حَتَّى حرضهم شمر بن ذِي الجوشن فَتقدم إِلَيْهِ من طعنه وَمن ضربه بِالسَّيْفِ حَتَّى صرع عَن جَوَاده ثمَّ حز رَأسه قَالَ الزبير قَتله سِنَان بن أبي أنس النَّخعِيّ وأجهز عَلَيْهِ خولي بن يزِيد الأصبحي من حمير وَعَن ابْن عباسٍ قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وعَلى رَأسه ولحيته ترابٌ فَقتل مَالك يَا رَسُول الله قَالَ شهِدت قتل الْحُسَيْن آنِفا وَعَن ابْن عَبَّاس رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا يرى النَّائِم بِنصْف النَّهَار أغبر أَشْعَث وَبِيَدِهِ قَارُورَة فِيهَا دم فَقلت بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله مَا هَذَا فَقَالَ دم الْحُسَيْن وَأَصْحَابه لم أزل مُنْذُ الْيَوْم ألتقطه فأحصى ذَلِك الْيَوْم فوجدوه قد قتل يَوْمئِذٍ) وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة قد قتلوا سَبْعَة عشر شَابًّا كلهم قد ارتكضوا فِي رحم فَاطِمَة وَنَجَا ذَلِك الْيَوْم من الْقَتْل الْحسن وعمرٌو ابْنا الْحُسَيْن وعليٌّ الْأَصْغَر ابْن الْحُسَيْن وَالقَاسِم بن عبد الله بن جَعْفَر وَمُحَمّد الْأَصْغَر ابْن عقيل لصغرهم وضعفهم

أخو الباقر

وَقيل إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى فِي نَومه كَأَن كَلْبا أبقع ولغَ فِي دَمه فَلَمَّا قتل الْحُسَيْن وَكَانَ شمر بن ذِي الجوشن بِهِ وضحٌ تفسرت رُؤْيَاهُ ويروى لأبي الْأسود الدؤَلِي وَقيل لغيره من الوافر (أيرجو معشرٌ قتلوا حُسَيْنًا ... شَفَاعَة جده يَوْم الْحساب) وجدت لبَعْضهِم من الْخَفِيف عبد شمس قد أضرمت لبني هَاشم حَربًا يشيب مِنْهَا الْوَلِيد (فَابْن حربٍ للمصطفى وَابْن هندٍ ... لعليٍّ وللحسين يزِيد) وَقَالَ سُلَيْمَان بن قَتَّة الْعَدوي من الطَّوِيل (أَلا إِن قَتْلَى الطف من آل هاشمٍ ... أذلت رقاباً من قُرَيْش فذلت) فَقَالَ عبد الله بن حسن بن حسن وَيحك أَلا قلت أذلت رِقَاب الْمُسلمين (مَرَرْت على أَبْيَات آل مُحَمَّد ... فَلم أرها أَمْثَالهَا يَوْم حلت) (فَلَا يبعد الله الديار وَأَهْلهَا ... وَإِن أَصبَحت مِنْهُم برغمي تخلت) (وَكَانُوا غياثاً ثمَّ صَارُوا رزيئة ... أَلا عظمت تِلْكَ الرزايا وجلت) (ألم تَرَ الأَرْض أضحت مَرِيضَة ... لفقد حُسَيْن والبلاد اقشعرت) (فَإِن تَتبعُوهُ عَائِذ الْبَيْت تصبحوا ... كعادٍ تعمت عَن هداها فضلت) وَقد رثاه من الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين خلقٌ لَا يُحصونَ وخمسوا القصائد الْمَشْهُورَة مراثي فِيهِ وَمِنْهُم الْحَكِيم الْمُوفق الْمَعْرُوف بالورل خمس الدريدية مرثيةً فِيهِ والسراج الْوراق خمس قصيدتي أبي تَمام الطَّائِي مرثيةً فِيهِ الأولى قَوْله من الطَّوِيل (أَصمّ بك الناعي وَإِن كَانَ أسمعا ... وَأصْبح مغنى الْجُود بعْدك بلقعا) وَالْأُخْرَى قَوْله من الْبَسِيط (أَي الْقُلُوب عَلَيْكُم لَيْسَ تنصدع ... وَأي نومٍ عَلَيْكُم لَيْسَ يمْتَنع) 3 - (أَخُو الباقر) ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَخُو الباقر قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْحَافِظ أَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي) الْحُسَيْن بن عَليّ بن يزِيد بن دَاوُد بن يزِيد أَبُو عَليّ

الكرابيسي الشافعي

النَّيْسَابُورِي الصَّائِغ الْحَافِظ رَحل وطوف وَجمع وصنف وَسمع بِدِمَشْق أَبَا الْحسن بن جوصا وَغَيره وَإِبْرَاهِيم بن أبي طَالب وَغَيره قَالَ الْحَاكِم هُوَ وَاحِد عصره فِي الْحِفْظ والإتقان والورع والذاكرة والتصنيف ولد سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الْكَرَابِيسِي الشَّافِعِي) الْحُسَيْن بن عَليّ بن يزِيد الْكَرَابِيسِي الْبَغْدَادِيّ صَاحب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وأشهرهم بانتياب مَجْلِسه وأحفظهم لمذهبه وَله تصانيف كَثِيرَة فِي

مؤيد الدين الطغرائي

أصُول الْفِقْه وفروعه وَكَانَ متكلماً عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وصنف أَيْضا فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَأخذ عَنهُ خلق كثير وَتُوفِّي سنة خمس وَقيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين تكلم فِي أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ ابْن معِين لما بلغه ذَلِك مَا أحوجه إِلَى أَن يضْرب ولعنه وَكَانَ يَقُول كَلَام الله منزلٌ غير مَخْلُوق إِلَّا أَن لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مخلوقٌ وَمن لم يقل إِن لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر قَالَ أَبُو عبد الله بل هُوَ كَافِر أَي شَيْء قَالَت الْجَهْمِية غير ذَلِك 3 - (مؤيد الدّين الطغرائي) الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد العميد فَخر الْكتاب أَبُو إِسْمَاعِيل مؤيد الدّين الطغرائي بِضَم الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْغَيْن وَبعد الرَّاء ألف ممدودة وياء النّسَب هَذِه نِسْبَة إِلَى من يكْتب الطغراء وَهِي الطرة الَّتِي فِي أَعلَى المناشير والكتب فَوق الْبَسْمَلَة الْكَاتِب المنشئ ولي الْكِتَابَة مُدَّة بإربل وَكَانَ وَزِير السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد السلجوقي بالموصل وَلما جرى) بَينه وَبَين أَخِيه السُّلْطَان مَحْمُود المصاف بِالْقربِ من همذان وَكَانَت النُّصْرَة لمحمود أول من أَخذ الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْمَاعِيل وَزِير مَسْعُود فَأخْبر بِهِ وَزِير مَحْمُود وَهُوَ الْكَمَال نظام الدّين أَبُو طَالب عَليّ بن أَحْمد بن حَرْب السميرمي قَالَ الشهَاب أسعد وَكَانَ طغرائياً فِي ذَلِك الْوَقْت نِيَابَة عَن النصير الْكَاتِب هَذَا الرجل ملحد يَعْنِي الْأُسْتَاذ فَقَالَ وَزِير مَحْمُود من يكون ملحداً يقتل فَقتل ظلما وَقد كَانُوا خَافُوا مِنْهُ فاعتمدوا قَتله وَكَانَت هَذِه الْوَاقِعَة سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَقيل إِنَّه قتل سنة أَربع عشرَة وَقيل ثَمَانِي عشرَة وَقد جَاوز السِّتين وَقيل إِن أَخا مخدومه لما عزم على قَتله أَمر أَن يشد إِلَى شَجَرَة وَأَن يقف تجاهه جماعةٌ يرمونه بالنشاب وأوقف إنْسَانا خلف الشَّجَرَة من غير أَن يشْعر بِهِ ليسمع مَا يَقُول وَقَالَ لأرباب السِّهَام لَا ترموا إِلَّا إِذا أَشرت إِلَيْكُم فوقفوا تجاهه والسهام بِأَيْدِيهِم مفوقةٌ نَحوه فَأَنْشد الطغرائي من الْكَامِل (ولد أَقُول لمن يسدد سَهْمه ... نحوي وأسياف الْمنية شرع) (وَالْمَوْت فِي لحظات أخزر طرفه ... دوني وقلبي دونه يتقطع) (بِاللَّه فتش عَن فُؤَادِي هَل ترى ... فِيهِ لغير هوى الْأَحِبَّة مَوضِع) (أَهْون بِهِ لَو لم يكن فِي طيه ... عهد الحبيب وسره الْمُسْتَوْدع)

فرق لَهُ وَأمر بِإِطْلَاقِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت ثمَّ إِن الْوَزير عمل عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَقَتله رَحمَه الله ثمَّ وثب على الْوَزير عبدٌ من عبيد مؤيد الدّين الطغرائي فَقتله بعد سنة وَله القصيدة اللامية الْمَعْرُوفَة بلامية الْعَجم الَّتِي أَولهَا من الْبَسِيط (أَصَالَة الرَّأْي صانتني عَن الخطل ... وَحلية الْفضل زانتني لَدَى العطل) وَهِي من غرر القصائد ودرر الْفَوَائِد لما اشْتَمَلت عَلَيْهِ من لطف الْغَزل واحتوت عَلَيْهِ من الحكم والأمثال وَقد وضعت عَلَيْهَا شرحاً فِي أَربع مجلدات وتقوى بذهنه الْوَقَّاد حَتَّى حل رموز الكمياء وَله فِي ذَلِك تصانيف معتبرةٌ عِنْد أَرْبَاب هَذَا الْفَنّ مِنْهَا كتاب مَفَاتِيح الرَّحْمَة ومصابيح الْحِكْمَة وجامع الْأَسْرَار وَكتاب تراكيب الْأَنْوَار ورسالة وسمها بِذَات الْفَوَائِد وحقائق الاستشهادات يبين فِيهِ إِثْبَات صناعَة الكيمياء وَيرد على ابْن سينا فِي إِبْطَالهَا بمقدمات من كتاب الشِّفَاء وَله مقاطيع شعر فِي الكيمياء) وَمن شعره من الطَّوِيل (وَمن عجب الْأَشْيَاء أَنِّي واقفٌ ... على الْكَنْز من يظفر بِهِ فَهُوَ مبخوت) (وَأَن كنوز الأَرْض شرقاً ومغرباً ... مفاتحها عِنْدِي ويعجزني الْقُوت) (وَلَوْلَا مُلُوك الْجور فِي الأَرْض أَصبَحت ... وحصباؤها درٌّ لدي وَيَاقُوت) وَمِنْه من الْكَامِل (أما الْعُلُوم فقد ظَفرت ببغيتي ... فِيهَا فَمَا أحتاج أَن أتعلما) (وَعرفت أسرار الخليقة كلهَا ... علما أنار لي البهيم المظلما) (وورثت هرمس سر حكمته الَّذِي ... مَا زَالَ ظنا فِي الغيوب مرجما) (وملكت مِفْتَاح الْكُنُوز بفطنةٍ ... كشفت لي السِّرّ الْخَفي المبهما) (لَوْلَا التقية كنت أظهر معجزاً ... من حكمتي تشفي الْقُلُوب من الْعَمى) (أَهْوى التكرم والتظاهر بِالَّذِي ... عَلمته وَالْعقل ينْهَى عَنْهُمَا) (وَأُرِيد لَا ألْقى عيياً مُوسِرًا ... فِي الْعَالمين وَلَا لبيباً معدما) (وَالنَّاس إِمَّا ظالمٌ أَو جاهلٌ ... فَمَتَى أُطِيق تكرماً وتكلما) وَمِنْه من الطَّوِيل (سأحجب عني أسرتي عِنْد عسرتي ... وأبرز فيهم إِن أصبت ثراء) (ولي أسوةٌ بالبدر ينْفق نوره ... فيخفى إِلَى أَن يستجد ضِيَاء)

قلت أَخذه من قَول أبي بكر الْخَوَارِزْمِيّ من الطَّوِيل (رَأَيْتُك إِن أَيسَرت خيمت عندنَا ... لزاماً وَإِن أعسرت زرت لماما) (فَمَا أَنْت إِلَّا الْبَدْر إِن قل ضؤوه ... أغب وَإِن زَاد الضياء أَقَامَا) وَمن شعره من الطَّوِيل (وردنا سحيراً بَين يَوْم وَلَيْلَة ... وَقد علقت بالغرب أَيدي الركائب) (على حِين عرى منْكب الشرق جدبةٌ ... من الصُّبْح واسترخى عنان الغياهب) وَمِنْه من الطَّوِيل (ونفسٍ بأعقاب الخطوب بصيرةٌ ... لَهَا من طلاع الْغَيْب حادٍ وقائد) (وتأنف أَن يشفي الزلَال غليلها ... إِذا هِيَ لم تشتق إِلَيْهَا الْمَوَارِد) ) (إِنِّي لأذكركم وَقد بلغ الظما ... مني فأشرق بالزلال الْبَارِد) (وَأَقُول لَيْت أحبتي عاينتهم ... قبل الْمَمَات وَلَو بيومٍ وَاحِد) وَمِنْه من الْكَامِل (مرض النسيم وَصَحَّ والداء الَّذِي ... أشكوه لَا يُرْجَى لَهُ إفراق) (وهدا خفوق الْبَرْق وَالْقلب الَّذِي ... ضمت عَلَيْهِ جوانحي خفاق) وَمِنْه من الْبَسِيط (تالله مَا استحسنت من بعد فرقتكم ... عَيْني سواكم وَلَا استمتعت بِالنّظرِ) (إِن كَانَ فِي الأَرْض شيءٌ غَيْركُمْ حسنا ... فَإِن حبكم غطى على بَصرِي) وَمِنْه من الْخَفِيف (خبروها أَنِّي مَرضت فَقَالَت ... أضنىً طارفاً شكا أم تليدا) (وأشاروا بِأَن تعود وِسَادِي ... فَأَبت وَهِي تشْتَهي أَن تعودا) (وأتتني فِي خُفْيَة وَهِي تَشْكُو ... ألم الوجد والمزار البعيدا) (ورأتني كَذَا فَلم تتمالك ... أَن أمالت عَليّ عطفا وجيدا) وَمِنْه من المتقارب (غصون الْخلاف اكتست فانبرت ... لَهَا الطير دارسةً شجوها) مُقَدّمَة لوُرُود الرّبيع تشخص أبصارنا نَحْوهَا (أحست برحلة فصل الشتَاء ... فَجَاءَت وَقد قلبت فروها) يشبه قَول الآخر من السَّرِيع

(قد أقبل الصَّيف وَولى الشتا ... وَعَن قليلٍ نسأم الحرا) (أما ترى البان بأغصانه ... قد قلب الفرو إِلَى برا) وَقَالَ الطغرائي فِي الشمعة من الْكَامِل (يحيي بِمَا يفنى بِهِ من جِسْمه ... فحياته مرهونةٌ بفنائه) (ساويته فِي لَونه ونحوله ... وفضلته فِي بؤسه وشقائه) (هَب أَنه مثلي بحرقة قلبه ... وسهاده طول الدجى وبكائه) (أفوادعٌ طول النَّهَار مرفهٌ ... كمعذبٍ بِصَاحِبِهِ ومسائه) ) قلت شعر جيد فِي الذرْوَة وَأما قصيدته اللامية فَلَا بَأْس بإيرادها وَهِي من الْبَسِيط (أَصَالَة الرَّأْي صانتني عَن الخطل ... وَحلية الْفضل زانتني لَدَى العطل) (مجدي أخيراً ومجدي أَولا شرعٌ ... وَالشَّمْس رأد الضُّحَى كَالشَّمْسِ فِي الطِّفْل) (فِيمَا الْإِقَامَة بالزوراء لَا سكني ... بهَا وَلَا نَاقَتي فِيهَا وَلَا جملي) (ناءٍ عَن الْأَهْل صفر الرحل منفردٌ ... كالسيف عري متناه من الْخلَل) (فَلَا صديقٌ إِلَيْهِ مشتكى حزني ... وَلَا أنيسٌ إِلَيْهِ مُنْتَهى جزلي) (طَال اغترابي حَتَّى حن رَاحِلَتي ... ورحلها وقرى العسالة الذبل) (وضج من لغبٍ نضوي وعج لما ... يلقى ركابي ولج الركب فِي عذلي) (أَرْبَد بسطة كف أستعين بهَا ... على قَضَاء حقوقٍ للعلا قبلي) (والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الْغَنِيمَة بعد الكد بالقفل) (وَذي شطاطٍ كصد الرمْح معتقلٍ ... لمثله غير هبابٍ وَلَا وكل) (حُلْو الفكاهة مر الْجد قد مزجت ... بقسوة الْبَأْس مِنْهُ رقة الْغَزل) (طردت سرح الْكرَى عَن ورد مقلته ... وَاللَّيْل أغرى سوام النّوم بالمقل) (والركب ميلٌ على الأكوار من طربٍ ... صاحٍ وَآخر من خمر الْكرَى ثمل) (فَقلت أَدْعُوك للجلى لتنصرني ... وَأَنت تخذلني فِي الْحَادِث الجلل) (تنام عَيْني وَعين النَّجْم ساهرةٌ ... وتستحيل وصبغ اللَّيْل لم يحل) (فَهَل تعين على غيٍّ هَمَمْت بِهِ ... والغي يزْجر أَحْيَانًا عَن الفشل) (إِنِّي أُرِيد طروق الْحَيّ من إضمٍ ... وَقد حماه رماةٌ الْحَيّ من ثعل) (يحْمُونَ بالبيض والسمر اللدان بِهِ ... سمر الغدائر حمر الْحلِيّ وَالْحلَل) (فسر بِنَا فِي ظلام اللَّيْل مهتدياً ... فنفحة الصب تهدينا إِلَى الْحلَل)

(فالحب حَيْثُ العدا والأسد رابضةٌ ... حول الكناس لَهَا غابٌ من الأسل) (نَؤُم ناشئةً بالجزع قد سقيت ... نصالها بمياه الغنج والكحل) (قد زَاد طيب أَحَادِيث الْكِرَام بهَا ... مَا بالكرائم من جبنٍ وَمن بخل) (تبيت نَار الْهوى مِنْهُنَّ فِي كبدٍ ... حرى ونار الْقرى مِنْهُم على قلل) ) (يقتلن أنضاء حبٍّ لَا حراك بهَا ... وينحرون كرام الْخَيل وَالْإِبِل) (يشفى لديغ العوالي فِي بُيُوتهم ... بنهلةٍ من غَدِير الْخمر وَالْعَسَل) (لَعَلَّ إلمامةً بالجزع ثَانِيَة ... يدب مِنْهَا نسيم الْبُرْء فِي علل) (لَا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت ... برشقةٍ من نبال الْأَعْين النجل) (وَلَا أَخَاف الصفاح الْبيض تسعدني ... باللمح من صفحات الْبيض فِي الكلل) (وَلَا أخل بغزلانٍ تغازلني ... وَلَو دهتني أسود الغيل بالغيل) (حب السَّلامَة يثنى حب صَاحبه ... عَن الْمَعَالِي ويغري الْمَرْء بِالْكَسَلِ) (فَإِن جنحت إِلَيْهِ فَاتخذ نفقاً ... فِي الأَرْض أَو سلما فِي الجو فاعتزل) (ودع غمار الْعلَا للمقدمين على ... ركُوبهَا واقتنع مِنْهُنَّ بالبلل) (رضى الذَّلِيل بخفض الْعَيْش يخفضه ... والعز عِنْد رسيم الأينق الذلل) (فادرأ بهَا فِي نحور البيد جافلةً ... معارضاتٍ مثاني اللجم والجدل) (إِن الْعلَا حَدَّثتنِي وَهِي صادقةٌ ... فِيمَا تحدث أَن الْعِزّ فِي النَّقْل) (لَو كَانَ فِي شرف المثوى بُلُوغ منى ... لم تَبْرَح الشَّمْس يَوْمًا دارة الْحمل) (أهبت بالحظ لَو ناديت مستمعاً ... والحظ عني بالجهال فِي شغل) (لَعَلَّه إِن بُد فضلي ونقصهم ... لعَينه نَام عَنْهُم أَو تنبه لي) (أعلل النَّفس بالآمال أرقبها ... مَا أضيق الْعَيْش لَوْلَا فسحة الأمل) (لم أَرض بالعيش وَالْأَيَّام مقبلةٌ ... فَكيف أرْضى وَقد ولت على عجل) (غالى بنفسي عرفاني بِقِيمَتِهَا ... فصنتها عَن رخيص الْقدر مبتذل) (وَعَادَة النصل أَن يزهى بجوهره ... وَلَيْسَ يعْمل إِلَّا فِي يَدي بَطل) (مَا كنت أوثر أَن يَمْتَد بِي زمني ... حَتَّى أرى دولة الأوغاد والسفل) (تقدمتني أناسٌ كَانَ شوطهم ... وَرَاء خطوي إِذْ امشي على مهل) (هَذَا جَزَاء امْرِئ أقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الْأَجَل) (وَإِن علاني من دوني فَلَا عجبٌ ... لي أسوةٌ بانحطاط الشَّمْس عَن زحل) (فاصبر لَهَا غير محتال وَلَا ضجرٍ ... فِي حَادث الدَّهْر مَا يُغني عَن الْحِيَل)

ابن الخازن الكاتب

(أعدى عَدوك أدنى من وثقت بِهِ ... فحاذر النَّاس واصحبهم على دخل) ) (وَإِنَّمَا رجل الدُّنْيَا وواحدها ... من لَا يعرج فِي الدُّنْيَا على رجل) (غاض الْوَفَاء وفاض الْغدر وانفرجت ... مَسَافَة الْخلف بَين القَوْل وَالْعَمَل) (وَحسن ظَنك بِالْأَيَّامِ معجزةٌ ... فَظن شرا وَكن مِنْهَا على وَجل) (وشان صدقك عِنْد النَّاس كذبهمْ ... وَهل يُطَابق معوجٌ بمعتدل) (إِن كَانَ ينجع شيءٌ فِي ثباتهم ... على العهود فَسبق السَّيْف للعذل) (يَا وارداً سُؤْر عَيْش كُله كدرٌ ... أنفقت عمرك فِي أيامك الأول) (فِيمَا اعتراضك لج الْبَحْر تركبه ... وَأَنت يَكْفِيك مِنْهُ مصة الوشل) (ملك القناعة لَا يخْشَى عَلَيْهِ وَلَا ... يحْتَاج فِيهِ إِلَى الْأَنْصَار والخول) (ترجو الْبَقَاء بدارٍ لَا بَقَاء لَهَا ... فَهَل سَمِعت بظلٍّ غير منتقل) (وَيَا خَبِيرا على الْأَسْرَار مطلعاً ... اصمت فَفِي الصمت منجاةٌ من الزلل) (قد رشحوك لأمرٍ إِن فطنت لَهُ ... فاربأ بِنَفْسِك أَن ترعى مَعَ الهمل) 3 - (ابْن الخازن الْكَاتِب) الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو الفوارس الْمَعْرُوف بِابْن الخازن الْكَاتِب كَانَ فريد عصره فِي الْكِتَابَة كتب خَمْسمِائَة مصحف مَا بَين ربعةٍ وجامعٍ خلا مَا كتبه من كتب الْأَدَب وخطه مَشْهُور وَكتب من الأغاني ثَلَاث نسخ وَتُوفِّي فجاءة سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَله شعر مِنْهُ من المديد (عنت الدُّنْيَا لطلابها ... واستراح الزَّاهِد الفطن) (كل ملكٍ نَالَ زخرفها ... حَسبه مِمَّا حوى كفن) (يقتني مَالا ويتركه ... فِي كلا الْحَالين مفتتن) (أملي كوني على ثِقَة ... من لِقَاء الله مُرْتَهن) (أكره الدُّنْيَا وَكَيف بهَا ... وَالَّذِي تسخو بِهِ وَسن) (لم تدم قبلي على أحدٍ ... فلماذا الْهم والحزن) قلت شعر مَقْبُول 3 - (الْوَزير المغربي) ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن بَحر

بن بهْرَام ابْن الْمَرْزُبَان بن ماهان يَنْتَهِي إِلَى بهْرَام جور الْمَعْرُوف بِأبي الْقَاسِم الْوَزير المغربي وَهَارُون ابْن عبد الْعَزِيز الأوارجي الَّذِي مدحه المتنبي بالقصيدة الَّتِي أَولهَا من الْكَامِل (أَمن ازديارك فِي الدجى الرقباء ... إِذْ حَيْثُ كنت من الظلام ضِيَاء) هُوَ خَال أَبِيه كَانَ كَاتبا ناظماً ناثراً فَاضلا سَاق صَاحب الذَّخِيرَة لَهُ رِسَالَة سَأَلَ فِيهَا مسَائِل تدل على وفور فَضله وَوجد بِخَط وَالِده على ظهر مُخْتَصر إصْلَاح الْمنطق الَّذِي اخْتَصَرَهُ وَلَده الْوَزير أَبُو الْقَاسِم ولد سلمه الله وبلغه مبالغ الصَّالِحين أول وَقت طُلُوع الْفجْر من ليلةٍ صباحها يَوْم الْأَحَد الثَّالِث عشر من ذِي الْحجَّة سنة سبعين وثلاثمائة وَاسْتظْهر الْقُرْآن الْعَزِيز وعدة من الْكتب الْمُجَرَّدَة فِي النَّحْو واللغة وَنَحْو خَمْسَة عشر ألف بيتٍ من مُخْتَار الشّعْر الْقَدِيم ونظم الشّعْر وَتصرف فِي النثر وَبلغ من الْخط إِلَى مَا يقصر عَنهُ نظراؤه وَمن حِسَاب المولد والجبر والمقابلة إِلَى مَا يسْتَقلّ بِدُونِهِ الْكَاتِب وَذَلِكَ قبل استكماله أَربع عشرَة سنة وَاخْتصرَ هَذَا الْكتاب

فتناهى فِي اختصاره وأوفى على جَمِيع فَوَائده حَتَّى لم يفته شيءٌ من أَلْفَاظه وَغير من أبوابه مَا أوجب التَّدْبِير تَغْيِيره للْحَاجة إِلَى الِاخْتِصَار وَجمع كل نوع إِلَى مَا يَلِيق بِهِ ثمَّ ذكرت لَهُ نظمه بعد اختصاره فابتدأ بِهِ وَعمل مِنْهُ عدَّة أوراقٍ فِي لَيْلَة وَكَانَ جَمِيع ذَلِك قبل استكماله سبع عشرَة سنة وأرغب إِلَى الله فِي بَقَائِهِ ودوام سَلَامَته انْتهى وَكَانَ الْوَزير المغربي خَبِيث الْبَاطِن شَدِيد الْحَسَد على الْفَضَائِل وَكَانَ إِذا دخل إِلَيْهِ النَّحْوِيّ سَأَلَهُ عَن الْفِقْه وَإِذا دخل إِلَيْهِ الْفَقِيه سَأَلَهُ عَن النَّحْو وَإِذا دخل إِلَيْهِ الشَّاعِر سَأَلَهُ عَن الْقُرْآن قصدا للتبكيت وَقَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء من المجتث (ويلٌ وعولٌ وويه ... لدولة ابْن بويه) (سياسة الْملك لَيست ... مَا جَاءَ عَن سِيبَوَيْهٍ) وَكَانَ الْوَزير الْمَذْكُور من الدهاة العارفين وَلما قتل الْحَاكِم أَبَاهُ وَعَمه وَإِخْوَته هرب الْوَزير وَوصل إِلَى الرملة وَاجْتمعَ بِحسان بن مفرج بن دَغْفَل صَاحبهَا وأفسد نِيَّته وَنِيَّة جماعته على الْحَاكِم وَتوجه إِلَى الْحجاز وأطمع صَاحب مَكَّة فِي الْحَاكِم ومملكة الديار المصرية وَعمل) فِي ذَلِك عملا قلق الْحَاكِم بِسَبَبِهِ وَلم يزل الْحَاكِم يعْمل الْحِيَل إِلَى أَن استمال هَؤُلَاءِ فقصد الْوَزير الْعرَاق هَارِبا من الْحَاكِم وَقصد فَخر الْملك أَبَا غَالب بن خلفٍ الْوَزير فَرفع خَبره إِلَى الإِمَام الْقَادِر فاتهمه أَنه ورد لإفساد دولته وراسل فَخر الْملك فِي إبعاده فَاعْتَذر عَنهُ فَخر الْملك وَقَامَ فِي أمره وَانْحَدَرَ فَخر الْملك إِلَى وَاسِط وَأخذ الْوَزير أَبَا الْقَاسِم مَعَه وَلم يزل عِنْده فِي رعايةٍ وكرامة إِلَى أَن توفّي فَخر الْملك مقتولاً وَشرع الْوَزير فِي استعطاف قلب الإِمَام الْقَادِر حَتَّى صلح لَهُ بعض الصّلاح وَعَاد إِلَى بَغْدَاد قَلِيلا فاتفق موت كَاتب أبي المنيع قرواش فتقلد الْوَزير مَوْضِعه وَشرع يسْعَى فِي وزارة الْملك مشرف الدولة البويهي فَلَمَّا قبض على الْوَزير مؤيد الْملك أبي عَليّ كُوتِبَ الْوَزير أَبُو الْقَاسِم بالحضور من الْموصل إِلَى الحضرة وقلد الوزارة من غير خلعٍ وَلَا لقبٍ وَلَا مُفَارقَة الدراعة وَأقَام كَذَلِك حَتَّى خرج مشرف الدولة من بَغْدَاد فَخرج مَعَه وقصدا أَبَا سِنَان غَرِيب بن مُحَمَّد بن معن وَنزلا عَلَيْهِ وَأَقَامَا بأوانا وَبينا هُوَ كَذَلِك عرض لَهُ إشفاقٌ من مخدومه مشرف الدولة ففارقه وانتقل إِلَى أبي المنيع قرواش وَأقَام عِنْده ثمَّ تجدّد من سوء رَأْي الإِمَام الْقَادِر فِيهِ فَكتب إِلَى قرواشٍ بإبعاده فقصد أَبَا نصر بن مَرْوَان بميافارقين وَأقَام عِنْده إِلَى أَن توفّي ثَالِث عشر شهر رَمَضَان سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَحمل إِلَى الْكُوفَة بوصيةٍ مِنْهُ وَدفن بهَا فِي تربة تجاور مشْهد الإِمَام عليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَأوصى أَن يكْتب على قَبره من الْخَفِيف

كنت فِي سفرة الغواية وَالْجهل مُقيما فحان مني قدوم تبت من كل مأثم فَعَسَى يمحى بِهَذَا الحَدِيث ذَاك الْقَدِيم بعد خمسٍ وَأَرْبَعين لقد ماطلت إِلَّا أَن الْغَرِيم كريم وَقيل إِنَّه لم يكل مغربي الأَصْل وَإِنَّمَا أحد أجداده وَهُوَ الْحُسَيْن ابْن عَليّ بن مُحَمَّد كَانَت لَهُ ولَايَة فِي الْجَانِب الغربي بِبَغْدَاد وَلَيْسَ ذَلِك بِشَيْء فَإِنَّهُ قَالَ فِي أدب الْخَواص وَقد ذكر المتنبي وإخواننا المغاربة يسمونه المتنبه وَله ديوَان شعر وديوان ترسل واختصار إصْلَاح الْمنطق واختصار الأغاني وَكتاب الإيناس وأدب الْخَواص والمأثور فِي ملح الْخُدُور وَتَفْسِير الْقُرْآن فِي مُجَلد وَغير ذَلِك) وَرَأَيْت السِّيرَة النَّبَوِيَّة بِخَطِّهِ فِي أجزاءٍ صغَار وَهِي كتابةٌ مليحةٌ صَحِيحَة وَإِلَيْهِ كتب أَبُو الْعَلَاء المعرب رسَالَته الإغريضية الَّتِي أَولهَا السَّلَام عَلَيْك أيتها الْحِكْمَة المغربية وَنفذ الْوَزير المغربي إِلَى أبي الْعَلَاء المعري قصيدةً وَكَانَ من جملَة مَا كتب فِي تقريظها وَالله لَوْلَا أَن يُقَال غاليت لكتبت تَحت كل بَيت فليعبدوا رب هَذَا الْبَيْت وَمن شعره من الْكَامِل (لي كلما ابتسم النَّهَار تعلةٌ ... بمحدثٍ مَا شان قلبِي شانه) (فَإِذا الدجى وافى وَأَقْبل جنحه ... فهناك يدْرِي الْهم أَيْن مَكَانَهُ) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَقُول لَهَا والعيس تحدج للسرى ... أعدي لفقدي مَا اسْتَطَعْت من الصَّبْر) (سأنفق ريعان الشبيبة آنِفا ... على طب العلياء أَو طلب الْأجر) (أَلَيْسَ من الخسران أَن ليالياً ... تمر بِلَا نفعٍ وتحسب من عمري) وَمِنْه من الطَّوِيل (أرى النَّاس فِي الدُّنْيَا كراعٍ تنكرت ... مراعيه حَتَّى لَيْسَ فِيهِنَّ مرتع) (فماءٌ بِلَا مرعىً ومرعىً بِغَيْر مَا ... وَحَيْثُ ترى مَاء ومرعى فمسبع) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل إِنِّي أبثك عَن حَدِيثي والْحَدِيث لَهُ شجون (غيرت مَوضِع مرقدي ... لَيْلًا ففارقني السّكُون) (قل لي فَأول ليلةٍ ... فِي الْقَبْر كَيفَ ترى أكون) وَمِنْه من الْخَفِيف (حَلقُوا شعره ليكسوه قبحاً ... غيرَة مِنْهُم عَلَيْهِ وشحا)

(كَانَ صبحاً علاهُ ليلٌ بهيمٌ ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا) قلت وَأحسن من هَذَا قَول يلول الْكَاتِب لَوْلَا ثقل القافية بِالْهَمْزَةِ من الْكَامِل (حلقوك تقبيحاً لحسنك رَغْبَة ... فازداد وَجهك بهجةً وضياء) (كَالْخمرِ فك ختامها فتشعشعت ... كالشمع قطّ ذباله فأضاء) وَمِنْه من الوافر) (غزالٌ حبه للصبر غربٌ ... وَلَكِن وَجهه لِلْحسنِ شَرق) (رددت وَقد تَبَسم عَنهُ طرفِي ... وَقلت لَهُ ترى لي فِيك رزق) (سأرجو الْوَصْل لَا أَنِّي جديرٌ ... وَلَا قدري لقدرك فِيهِ وفْق) (وَلَكِن لست أول من تمنى ... من الدُّنْيَا الَّذِي لَا يسْتَحق) وَمِنْه فِي غُلَام يسبح من مجزوء الْكَامِل (علمت منطق حاجبيه ... والبين ينشر رايتيه) وَلَقَد أرَاهُ فِي الخليج يشقه من جانبيه وَالنّهر مثل السَّيْف وَهُوَ فرنده فِي صفحتيه (لَا تشْربُوا من مَائه ... أبدا وَلَا تردوا عَلَيْهِ) (قد دب فِيهِ السحر من ... أجفانه أَو مقلتيه) هَا قد رضيت من الْحَيَاة بنظرةٍ مني إِلَيْهِ وَمِنْه من الهزج (كساني الْحبّ ثوبا من ... نحولٍ مُسبل الذيل) (وَمَا يعلم مَا أُخْفِي ... من الدمع سوى ليلِي) (وَقد أرجف بالبين ... فَإِن صَحَّ فوا ويلي) وَمِنْه من السَّرِيع (قارعت الْأَيَّام مني امْرَءًا ... قد علق الْمجد بأمراسه) (يسْتَنْزل الرزق بأقدامه ... ويستدر الْعِزّ من باسه) (أروع لَا ينحط عَن قدره ... وَالسيف مسلولٌ على راسه) وَمِنْه من الطَّوِيل (أيا أمتا إِن غالني غائل الردى ... فَلَا تجزعي بل أحسني بعدِي الصبرا) (فَمَا مت حَتَّى شيد الْمجد والعلا ... فعالي واستوفت مناقبي الفخرا) (وَحَتَّى شفيت النَّفس من كل حاسدٍ ... وأبقيت فِي أعقاب أولادك الذكرا)

سعد الدين بن شبيب

وَولد للوزير أبي الْقَاسِم وَلَده أَبُو يحيى عبد الحميد فَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله مُحَمَّد صَاحب ديوَان الْجَيْش بِمصْر من مخلع الْبَسِيط) (قد أطلع الفأل مِنْهُ معنى ... يُدْرِكهُ الْعَالم الذكي) (رَأَيْت جد الْفَتى عليا ... فَقلت جد الْفَتى عَليّ) 3 - (سعد الدّين بن شبيب) الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن بكر بن شبيب الطَّيِّبِيّ أَبُو عبد الله الْكَاتِب سعد الدّين كَانَ من الْأَعْيَان الْفُضَلَاء الْمَشْهُورين بالأدب وَكَمَال الظّرْف اخْتصَّ بِخِدْمَة الإِمَام المستنجد بِاللَّه وقربه ومنادمته ولي الإشراف بالمخزن أَيَّام المستضيء وَلما عزل ابْن الْعَطَّار عَن نظر المخزن تولى سعد الدّين مَكَانَهُ أَيَّام النَّاصِر سنة خمس وَسبعين ثمَّ عزل سنته دخل على المستنجد يَوْمًا فَقَالَ لَهُ أَيْن شتيت فَقَالَ لَهُ عنْدك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فأعجبه هَذَا التَّصْحِيف مِنْهُ وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة فَقَالَ ابْن شبيبٍ حُلْو التشبيب رَقِيق نسيم النسيب وَقَالَ ابْن شبيب فِي المستنجد من الْبَسِيط (أَنْت الإِمَام الَّذِي يَحْكِي بسيرته ... من نَاب بعد رَسُول الله أَو خلفا) (أَصبَحت لب بني الْعَبَّاس كلهم ... إِن عددت بحروف الْجمل الخلفا) المستنجد هُوَ الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من الْخُلَفَاء ولب جمل حروفها اثْنَان وَثَلَاثُونَ ولد ابْن شبيب سنة خَمْسمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الْكَرْخِي وَمن شعر ابْن شبيب من الطَّوِيل (وأغيد لم تسمح لنا بوصاله ... يَد الدَّهْر حَتَّى دب فِي عاجه النَّمْل) (تمنيت لما اختط فقدان ناظري ... وَلم أر إنْسَانا تمنى الْعَمى قبل) (ليبقى على مر الزَّمَان خياله ... خيالي وَفِي عَيْني لمنظره شكل) وَمِنْه من الطَّوِيل (سرى والدجى تصبي غدائره الجون ... نسيمٌ على سر الْأَحِبَّة مَأْمُون) (فراحت قدود البان من سكر راحه ... نشاوى فقد كَادَت تميد الميادين)

(وشق لَهُ ورد الشقائق جيبه ... من الوجد وارتاحت إِلَيْهِ الرياحين) ) (وغنت لَهُ الورقاء بَين مُورق ... تجاوبها من جانبيه الوراشين) (فَبلغ من سر التحايا لطائماً ... فهاج غراماً بالأضالع مَكْنُون) (تهادى بِهِ طيف البخيلة واهتدى ... وَمن دُوننَا الْبَين المشت أَو الْبَين) (عَلَيْهِ من الظلماء ريطٌ ممسكٌ ... وَفِي جيده من لُؤْلُؤ الطل موضون) (وَمَا اسْتَيْقَظَ الواشون إِلَّا بنشره ... فَقَالُوا وَمَا قَالُوهُ حدسٌ وتخمين) (وعرج عَنَّا يَجْعَل اللَّيْل مركبا ... لَهُ وقمير الْفجْر فِي الشرق عرجون) (صبا أذكرت عهد الصِّبَا وصبابتي ... بأسماء إِذْ دَار الْأَحِبَّة دارين) (سرى حَيْثُ لَا تسري الشُّمُول ودونه ... هوى دافنٌ بَين الجوانح مدفون) (وبحر الْهوى حامي الغوارب مزبدٌ ... مخوفٌ وفلكي بالصبابة مشحون) (مشارع للعشاق فِيهَا مناسكٌ ... لدين التصابي والنفوس قرابين) (صَحا الْقلب إِلَّا عَن هَواهَا فإنني ... بهَا بعد هجران الغواية مفتون) (إِذا جن ليل جن حبي صبَابَة ... بهم وليالي العاشقين بحارين) (وَقد ظن خالٍ من جوى الْحبّ أَنما ... يخص بِهِ الماضون قيسٌ وَمَيْمُون) (لعمرك كم للعامريات من بِهِ ... جُنُون وَكم للدارميات مِسْكين) (وَكم لأمير الْمُؤمنِينَ صنائعٌ ... هِيَ الرمل مَا ضمت زرود ويبرين) وَمِنْه من المتقارب (إِذا حل تشرين فاحلل أوانا ... فَإِن لكل سرورٍ أوانا) (فَهَذَا الرّبيع ضفا ظله ... ورق النسيم سحيراً ولانا) مِنْهَا من المتقارب (وَقد سكنت نزوات الْعقار ... وَبَان الْوَقار عَلَيْهَا وآنا) (وصهباء لم تبتذلها الْيَهُود ... وَلَا دوستها النَّصَارَى أمتهانا) (تأنق فِي عصرها الْمُسلمُونَ ... بأيمانهم يملؤون الدنانا) (فمازج نشوتها عزةٌ ... فصالت على الْعقل حَتَّى استكانا) فقد حرموها لِأَن الوضيع من جَهله بالشريف استهانا (وندبٍ ندبنا لتحصيلها ... فَمَا جشر الصُّبْح حَتَّى أَتَانَا) ) (فجَاء بهَا عطرٌ نشرها ... فَأَهْدَتْ عَن السفح زندا وبانا) (وقمنا نقبل تيجانها ... ونشكر من بَاعهَا واشترانا)

(أهنا الكرائم فِي مهرهَا ... وَلنْ يكرم الْمَرْء حَتَّى يهانا) (وَطَاف بهَا وبضراتها ... غزالٌ إِذا صدق الْوَعْد مانا) (فَمَا درةٌ شدخت بالضياء ... نَهَارا وَمَا جبت عَنْهَا الصوانا) (تراءت فَكفر غواصها ... لَدَيْهَا وأسجدت المرزبانا) (بِأَحْسَن مِمَّن أدَار المدام ... فورست الكأس مِنْهُ البنانا) قلت شعر جيد وَقَوله فمازج نشوتها عزة الْبَيْتَيْنِ يشبه قَول الحيص بيص من الْخَفِيف لَا تَضَعْ من عظيمِ قدرٍ وَإِن كنت مشاراً إِلَيْهِ بالتعظيم (فالشريف الرفيع يسْقط قدرا ... بالتجري على الشريف الْعَظِيم) ولع الْخمر بالعقول رمى الْخمر بتنجيسها وبالتحريم وَكَانَ مقداماً على حل الألغاز لَا يكد يتَوَقَّف عَمَّا يسْأَل عَنهُ فتفاوض أَبُو غَالب بن الْحصين هُوَ وَأَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن سليمات بن قتلمش الَّذِي تقدم ذكره فِي المحمدين فِي أَمر ابْن شبيب هَذَا وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من حل اللغز فَقَالَ أَبُو مَنْصُور تعال حَتَّى نعمل لغزاً محالاً ونسأله عَنهُ ونظم أَبُو مَنْصُور من الوافر (وَمَا شيءٌ لَهُ فِي الرَّأْس رجلٌ ... وَمَوْضِع وَجهه مِنْهُ قَفاهُ) (إِذا غمضت عَيْنك أبصرته ... وَإِن فتحت عَيْنك لَا ترَاهُ) ونظم أَيْضا من الهزج (وجارٍ وَهُوَ تيار ... ضَعِيف الْعقل خوار) (بِلَا لحمٍ وَلَا ريشٍ ... وَلَكِن هُوَ طيار) (بطبعٍ باردٍ جدا ... وَلَكِن كُله نَار) وأنفذ اللغزين إِلَيْهِ فَكتب على الأول هُوَ طيف الخيال وَكتب على الثَّانِي هُوَ الزئبق فجاءا إِلَيْهِ وَقَالا لَهُ هَب اللغز الأول هُوَ طيف الخيال وَالْبَيْت الثَّانِي يساعدك عَلَيْهِ فَكيف تعْمل فِي الأول فَقَالَ لِأَن المنامات تفسر بِالْعَكْسِ لِأَن من بَكَى يُفَسر لَهُ بالضحك وَمن مَاتَ) فسر لَهُ بطول الْعُمر وَفسّر اللغز الثَّانِي فَقَالَ أَبُو مَنْصُور تكلم عَلَيْهِ كلَاما شَذَّ عني قلت قَوْله وَلَكِن هُوَ طيار أَرْبَاب صناعَة الكيمياء يرمزون للزئبق بالطيار والفرا والآبق وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا يُنَاسب صفته وَأما برده فَظَاهر ولإفراط برده ثقل جرمه وَكله نارٌ لسرعة حركته وتشكله فِي افتراقه والتئامه كألسنة النَّار وعَلى كل حَال فَفِي ذَلِك تسامحٌ يجوز فِي مثل هَذِه الْأَشْيَاء الْبَاطِلَة إِذا نزلت على الْحَقَائِق

حفيد الإمام الناصر

وَقد ذكر ابْن شرف القيرواني فِي كِتَابه أبكار الأفكار عَن رجلٍ يعرف بِأبي عَليّ التّونسِيّ وَأَنه وضع ألغازاً من هَذِه الْمَادَّة الَّتِي لَا حَقِيقَة لَهَا وأنشده إِيَّاهَا فيجيب عَنْهَا على الْفَوْر وينزلها على حقائق من ذَلِك أَنه صنع لَهُ لغزاً وَهُوَ من السَّرِيع (مَا طائرٌ فِي الأَرْض منقاره ... وجسمه ي الْأُفق الْأَعْلَى) (مَا زَالَ مَشْغُولًا بِهِ غَيره ... وَلَا يرى أَنه لَهُ شغلا) فَقَالَ للْوَقْت والساعة هِيَ الشَّمْس وَأخذ يتَكَلَّم على شرح ذَلِك وَذكر عدَّة ألغازٍ وَضعهَا لَهُ وَهُوَ ينزلها على حقائق وَيذكر لَهَا مناسباتٍ لائقةً بذلك وسرد الْجَمِيع فِي أبكار الأفكار 3 - (حفيد الإِمَام النَّاصِر) الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد النَّاصِر بن الْحسن المستضيء بن المستنجد يُوسُف بن المقتفي مُحَمَّد بن المستظهر أَحْمد أَبُو عبد الله وَهُوَ الْأَكْبَر من أَوْلَاد أَبِيه ولاه جده النَّاصِر بعد وَفَاة وَالِده بِلَاد خورستان وأعمالها وقلاعها ونواحيها سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة ولقبه الْملك الْمُؤَيد وسير مَعَه أَخَاهُ الْملك الْمُوفق أَبَا عليٍّ يحيى وَمضى فِي خدمتهما الْوَزير مؤيد الدّين القمي ونجاح الشرابي والأمراء والأعيان ودخلوها وخطبوا لَهُ ولأخيه من بعده بالمملكة والسلطنة هُنَاكَ على مَنَابِر خوزستان وَنزل هُنَاكَ وَأقَام فِي دَار المملكة وَعَاد مؤيد الدّين وَالْجَمَاعَة إِلَى أَن بَلغهُمْ أَن خوارزم شاه مَحْمُود بن تكش قد انْفَصل من الْعرَاق إِلَى بَغْدَاد فأعيد الْأَمِير أَبُو عبد الله إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ والرزانة والنبل والرياسة وَحسن الطَّرِيقَة وَكَانَ عوده إِلَى بَغْدَاد سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة ومولده سنة تسعين وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن الْأُسْتَاذ) ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي بكر بن أبي الْحسن بن عَليّ الربعِي أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْأُسْتَاذ ولد بإربل سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَنَشَأ بواسط وَكَانَ وَالِده من أهل بَغْدَاد يعلم الصّبيان الْخط وعانى أَبُو عبد الله هَذَا الْأَدَب وَالْكِتَابَة والإنشاء وَالشعر إِلَى أَن نَدبه الْأَمِير طاشتكين لتأديب وَلَده فَأَقَامَ عِنْده مُدَّة وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي كِتَابَة الْأُمَرَاء إِلَى أَن اخْتصَّ بِخِدْمَة الْوَزير مؤيد الدّين القمي فَكتب بَين يَدَيْهِ فِي ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة ولَايَته إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فَقبض على الْحُسَيْن هَذَا واعتقل مُدَّة وصودر على مَال كثير ثمَّ أطلق وَعَاد إِلَى خدمَة الْأُمَرَاء وَكَانَ فَاضلا حسن الْأَخْلَاق متواضعاً وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (أَيْن غزلان عالجٍ والمصلى ... من ظباءٍ سكن نهر الْمُعَلَّى) (أبتلك الكثبان أَغْصَان بانٍ ... وبدورٌ فِي أفقها تتجلى)

صاحب فخ العلوي

(أم لتِلْك الغزلان حسن وجوهٍ ... لَو تراءت للحزن أصبح سهلا) أَيْن ذَاك العرار من صبغة الْورْد إِذا جَاءَهُ النسيم وطلا (ألدار السَّلَام فِي الأَرْض شبهٌ ... معجزٌ أَن ترى لبغداد مثلا) كل يَوْم تبدي وُجُوهًا خلاف الأمس حسنا كَأَنَّمَا هِيَ حُبْلَى قلت شعر متوسط 3 - (صَاحب فخ الْعلوِي) الْحُسَيْن بن عَليّ بن حسن بن حسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَأمه زَيْنَب بنت عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ صَاحب فخ كَانَ وَالِده كثير الْعِبَادَة فَنَشَأَ الْحُسَيْن أحسن نشءٍ لَهُ فضلٌ فِي نَفسه وصلاحٌ وسخاءٌ وشجاعةٌ قدم على الْمهْدي بَغْدَاد فرعى حرمته وَحفظ قرَابَته ووهبه عشْرين ألف دِينَار ففرقها بِبَغْدَاد والكوفة على قرائبه ومواليه وَمَا عَاد إِلَى الْمَدِينَة إِلَّا بقرض وَمَا كسوته إِلَّا جبةٌ كَانَت عَلَيْهِ وإزارٌ كَانَ لفراشه) حَتَّى ولي الْهَادِي فَأمر على الْمَدِينَة رجلا من ولد عمر بن الْخطاب فأساء إِلَى الطالبيين واستأذنه بَعضهم فِي الْخُرُوج إِلَى مَوضِع فَلم يَأْذَن لَهُ حَتَّى كفله الْحُسَيْن فَلَمَّا مضى الْأَجَل طَالبه بِهِ فَسَأَلَهُ النظرة فَأبى وَغلظ عَلَيْهِ فَأمر بحبسه حَتَّى حلف لَهُ ليَأْتِيَن بِهِ من الْغَد فخلى سَبيله فَجمع أَهله وأعلمهم أَنه قد عزم على الْخُرُوج فَبَايعُوهُ على ذَلِك فَخرج يَوْم السبت عَاشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَكَانَ سخياً لَا يكبر عَلَيْهِ مَا يسْأَله وَكَانَ يَقُول إِنِّي لأخاف أَن لَا أؤجر على مَا أعطي لِأَنِّي لَا أكره نَفسِي عَلَيْهِ وَكَانَ محبباً كثير الصّديق أباع مواريثه كلهَا وأنفقها فَلَمَّا سمع بِحَالهِ الْعمريّ هرب وَانْفَرَدَ بِالْمَدِينَةِ وخطب النَّاس وَبَايَعَهُ أَكثر حَاج الْعَجم واستجابوا لَهُ وَتوجه إِلَى مَكَّة فَتَلَقَّتْهُ الجيوش بفخ وفيهَا سُلَيْمَان بن أبي جَعْفَر وَكَانَ أَمِير الْمَوْسِم ومُوسَى بن عِيسَى على الْعَسْكَر وَجرى الْقِتَال بَينهم والتحم فَتفرق عَنهُ أَصْحَابه وَبَقِي فِي نفرٍ قَلِيل فَقتل الْحُسَيْن وَمَعَهُ رجلَانِ من أهل بَيته سُلَيْمَان بن عبد الله بن حسن بن حسن وَعبد الله ابْن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن حسن وَكَانَ مقدم الْعَسْكَر يُقَال لَهُ يَقْطِين فَلَمَّا قتل الْحُسَيْن قطع رَأسه وَحمله إِلَى الْهَادِي ورماه بَين يَدَيْهِ متبجحاً فَقَالَ الْهَادِي ارْفُقْ فَلَيْسَ بِرَأْس جالوت وَلَا طالوت

ابن دبابا السنجاري

وَقَالَت فَاطِمَة بنت عَليّ لأَخِيهَا الْحُسَيْن وَالله لَا أسأَل عَنْك الركْبَان أبدا فَخرجت مَعَه حَتَّى شهِدت قَتله وَكَانَت تعتاد قَبره وَتلْزم زيارته وَفِي عُنُقهَا مصحف فتبكيه حَتَّى عميت وَتَأَخر قومٌ بَايعُوهُ فَلَمَّا فقدهم وَقت المعركة أنشأ يَقُول من الطَّوِيل (وَإِنِّي لأهوى الْخَيْر سرا وجهرةً ... وَأعرف مَعْرُوفا وَأنكر مُنْكرا) (ويعجبني الْمَرْء الْكَرِيم نجاده ... وَمن حِين أَدْعُوهُ إِلَى الْخَيْر شمرا) (يعين على الْأَمر الْجَمِيل وَإِن يرى ... فواحش لَا يصبر عَلَيْهَا وغيرا) وَقتل يَوْم التَّرويَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتقدم ذكر أَخِيه مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده عَليّ فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين 3 - (ابْن دبابا السنجاري) الْحُسَيْن بن عَليّ بن سعيد بن حَامِد بن عُثْمَان بن عَليّ بن جَار الْخَيل وَقيل جَار الْخَيْر أَبُو عبد الله الْبَزَّاز الْمَعْرُوف بِابْن دبابا بائين موحدتين من أهل سنجار) قَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَسكن بَغْدَاد ومدح الإِمَام النَّاصِر وَغَيره من الْأَعْيَان والصدور وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة عَن سِتّ وَسبعين سنة وَمن شعره من الوافر (تبصر هَل بِذِي العلمين نَار ... أم ابتسمت على إضمٍ نوار) (فَإِن تَكُ أوحشت مِنْهَا ديارٌ ... فقد أنست بحلتها ديار) (ذراني كي أسيل بهَا دموعي ... وأسألها مَتى شط المزار) (أصبراً بعدهمْ وَلنَا ثلاثٌ ... عدمت تصبري وهم جوَار) (أحن وَمَا الَّذِي يجدي حنيني ... حنين النوق فَارقهَا الحوار) (تَقول عواذلي وَاللَّيْل داجٍ ... وللجوزاء فِي الْأُفق انحدار) (تمتّع من شميم عرار نجدٍ ... فَمَا شيم البروق عَلَيْك عَار) قلت هَذَا الْبَيْت تَمَامه فَمَا بعد العشية من عرار وَهُوَ من قِطْعَة فِي الحماسة فَلَمَّا رأى هَذَا الشَّاعِر القافية مجرورةً كمله بنصفٍ من عِنْده لَيْسَ بَينه وَبَين الأول علاقةٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الأول للبرق ذكرٌ أَلْبَتَّة وَلَو قَالَ فَمَا شم العرار عَلَيْك عَار لَكَانَ أَتَى بنصفٍ جيد ملائم للْأولِ وَفِيه هَذَا الجناس الْمليح 3 - (أَبُو عبد الله النوبختي) الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْعَبَّاس النوبختي أَبُو عبد الله الْكَاتِب من بَيت الْفضل وَالْعلم وَالْأَدب وَالْكِتَابَة كَانَ يتَوَلَّى الْكِتَابَة للأمير أبي بكر مُحَمَّد بن رائق وَكَانَ

أبو طالب بن عزور

فِي مرتبَة الوزراء بِبَغْدَاد مُدبر الْأُمُور حَاكما على الدولة ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (أَبُو طَالب بن عزور) الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عزور أَبُو طَالب الْأنمَاطِي روى عَنهُ أَبُو شُجَاع الذهلي وَغَيره وَمن شعره من الطَّوِيل (وليلٍ عططنا جيبه بمدامةٍ ... كَأَن سناها جلدَة الشَّمْس والبدر) ) (على ربواتٍ شابه الْغَيْث تربها ... وألبسها وشي الحدائق والزهر) (وشربٍ كأمثال النُّجُوم أعزة ... أذلت ظبى أسيافهم نخوة الدَّهْر) (قسمت حَياتِي بَينهم خير قسمةٍ ... سَوَاء فَلَا شطرٌ يزِيد على شطر) (وأفرشتهم خدي وَهِي كريمةٌ ... عَليّ وَإِن كَانَت ثرى أَخْمص الْحر) وَمِنْه من الطَّوِيل (سقى الله لَيْلًا بالثنية بته ... إِلَى أَن بدا برد الظلام سحيقا) (عَشِيَّة كُنَّا فِي ملاءة صبوةٍ ... من الوجد ضمت شائقاً ومشوقا) (ليَالِي لَا الهجران نحوي شاخصٌ ... وَلَا يجد الواشي إِلَيّ طَرِيقا) قلت شعر جيد فِي التَّوَسُّط وَهُوَ من تاجرٍ كثيرٌ وَكَانَ شعره كثيرا إِلَى الْغَايَة وَقد اخْتَار مِنْهُ مهيار فِي كتاب الصفوة 3 - (ابْن أبي شريك الحاسب) الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُطَرز أَبُو عبد الله بن أبي شريك الحاسب الْبَغْدَادِيّ كَانَ أقوم أهل عصره بالهندسة وَعلم الْهَيْئَة والحساب والجبر والمقابلة وَالنِّسْبَة وَالضَّرْب وَله فِي ذَلِك الْيَد الطُّولى سمع الحَدِيث من الشريف عبد الْوَدُود بن عبد المتكّبر بن الْمُهْتَدي بِاللَّه وَمن عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن عبد الله الْحرفِي وَغَيرهمَا وَتُوفِّي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن نما الْحلِيّ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن نما بن حمدون أَبُو عبد الله بن أبي الْقَاسِم الْكَاتِب من الْحلَّة السيفية الْبَغْدَادِيّ كَانَ يكْتب لأمراء الجيوش وَفِيه فضل وأدب وَكَانَ رَافِضِيًّا توفّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره من الْكَامِل (أوميض برقٍ فِي الدجنة أومضا ... أم ثغر غانيتي بليلٍ قد أضا) (أسكبتم الأجفان فياض الحيا ... وكسوتم الأحشاء ألهوب الغضا) (يَا جامعي الأضداد لم لم تجمعُوا ... سخطاً ممضاً للفؤاد بِهِ الرِّضَا) (زمن الْوِصَال تقوضت أَيَّامه ... يَا لَيْت دهر الهجر كَانَ تقوضا)

) قلت شعر غث آخر الْجُزْء الثَّانِي عشر من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ممويه وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم طالعه إِبْرَاهِيم بن دقماق عَفا الله عَنهُ

الجزء الثالث عشر

(الْجُزْء الثَّالِث عشر)

الجزء 13

3 - (ابْن القمّ) الْحُسَيْن بن عليّ بن مُحَمَّد بن ممّويه أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن قمّ ولد بزبيد قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب هُوَ من شعراء الْقصر الْأَقْرَب عصره متقدّمٌ وَكَانَ معاصر ابْن سنانٍ الخفاجيّ أَو بعده بقريب وَكَانَ الْأَمِير المفضّل نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن فضّال ينشدني من شعره وَذكر أنّ ابْن القمّ سمع بَيْتا لِابْنِ الخفاجيّ قد ابتكر مَعْنَاهُ وَقد أحسن صياغة مفراه وَهُوَ من الطَّوِيل (طويت إِلَيْك الباخلين كأنني ... سريت إِلَى شمس الضُّحى فِي الغياهب) فَقَالَ ابْن القمّ يذكر أَنه مدح الممدوح فَأجَاز شعره وَأَجَازَهُ وفرةً (ولمّا مدحت الهبرزيَّ بن أَحْمد ... أجَاز وكافاني على الْمَدْح بالمدح) (فعوّض عَن شعري بشعرٍ وَزَادَنِي ... عطاه فَهَذَا رَأس مَالِي وَذَا ربحي) (لفظت مُلُوك الأَرْض حَتَّى رَأَيْته ... فَكنت كمن شقّ الظّلام إِلَى الصّبح) قَالَ وَكَانَ أَبوهُ يشْعر أَيْضا وساد فِي أَيَّام الدَّاعِي عليّ بن محمدٍ الصّليحي وَكتب وَلَده الْحُسَيْن هَذَا على طَرِيق ابْن مقلة وَحَكَاهُ وَكَانَ شَاعِرًا مترسلاً يكْتب عَن الحرّة وَأورد لَهُ من شعره قَوْله من الْبَسِيط (مشهّر الْفضل إِن شمس الضُّحى احْتَجَبت ... عَن الْعُيُون اضاء الْأُفق سودده)

(مَاتَ الْكِرَام فأحيتهم مآثره ... كأنَّ مبعث أهل الْفضل مولده) (لَوْلَا المخافة من أَن لَا تدوم لَهُ ... إِرَادَة الْبَذْل أَعْطَتْ نَفسهَا يَده) (كَأَنَّهُ خَافَ أَن ينسى السّماح فَمَا ... يزَال مِنْهُ لَهُ درسٌ يردِّده) مِنْهَا (الموقدون إِذا باتو فواضل مَا ... بَات الطِّعان بِأَيْدِيهِم يقصّده) (بكلِّ عضبٍ تخرُّ الْهَام سَاجِدَة ... إِذا رَأَتْهُ كأنَّ الْهَام تعبده) وَمِنْه يمدح عبد الْوَاحِد بن بِشَارَة من الْكَامِل (وَلَئِن ذكرت هوى الظعائن جملَة ... فالقصد صَاحِبَة الْبَعِير الْوَاحِد) (وكما يعدُّ الأكرمون جمَاعَة ... وَالْوَاحد المرجوُّ عبد الْوَاحِد) وَمِنْه من الطَّوِيل (معاليك لَا مَا شيَّدته الْأَوَائِل ... ومجدك لَا مَا قَالَه فِيك قَائِل) (وَمَا السَّعد إلاَّ يمَّمت قَاصِدا ... وَمَا النَّصر إلاَّ حَيْثُ ينزل نَازل) (إِذا رمت صيدا فالملوك طرائدٌ ... أمامك تسْعَى والرِّماح أجادل) (ومذ رمت إِيرَاد العوالي تيقَّنت ... نفوس الأعادي أنهنَّ مناهل) (وَقد عشقت أسيافك الْهَام مِنْهُم ... فكلُّ حسامٍ مرهف الحدِّ ناحل) (مليكٌ يفضُّ الْجَيْش والجيش حافلٌ ... ويخجل صوب المزن والمزن هاطل) (سحابٌ غواديه لجينٌ وعسجدٌ ... وَلَيْث عواديه قِنَا وقنابل) (توقَّى الأعادي بأسه وَهُوَ باسمٌ ... ويرجو الموالى جوده وَهُوَ صائل) قلت أَنا وَكتب رسَالَته الْمَشْهُورَة عَنهُ إِلَى أبي حمير سبأ بن أبي السُّعُود أَحْمد بن المظفر بن عليّ الصُّليحيّ اليمانيّ بعد انْفِصَاله عَنهُ رَوَاهَا الْحَافِظ أَبُو الطَّاهِر السِّلفي عَنهُ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة والرسالة الْمَذْكُورَة كتب عبد حَضْرَة السُّلطان الأجلِّ مولَايَ ربيع المجدبين وقريع المتأدبين جلاء الملتبس وذكاء المقتبس شهَاب الْمجد الثاقب ونقيب ذَوي المناقب أَطَالَ الله بَقَاءَهُ وأدام علوَّه وارتقاءه مَا أجابت العادية المستغير ولزمت الْيَاء التصغير وَجعل رتبته فِي الأوَّليَّة وافرة السِّهام كحرف الِاسْتِفْهَام وكالمبتدأ لِأَنَّهُ وَإِن تأخَّر فِي النَّية فَإِنَّهُ مقدَّمٌ فِي النِّيَّة وَلَا زَالَت حَضرته للوفود مزدحماً وَمن الْحَوَادِث حمى حَتَّى يكون فِي الْعَلَاء بِمَنْزِلَة حرف الاستعلاء فإنَّهنَّ لحروف اللين حصونٌ وَمَا جاورهنَّ على الإمالة مصونٌ وَلَا زَالَ عدوُّه كالألف فِي أنَّ حَالهَا يخْتَلف فَتسقط فِي صلَة الْكَلَام لَا سيَّما مَعَ اللاَّم وَلَا يكون أَولا بحالٍ وَإِن تقدمَّم همز فاستحال لِأَنَّهُ أدام الله علوَّه أحسن إليَّ ابْتِدَاء وَنشر عليَّ من فَضله رِدَاء أَرَادَ

إخفاءه فكشف خفاءه وَمن شرف الْإِحْسَان سُقُوط ذكره عَن اللِّسان) كالمفعول رفع رفع الْفَاعِل الْكَامِل لَّما حذف من الْكَلَام ذكر الْعَامِل يهدي إِلَيْهِ سَلاما مَا الرَّوض ضاحكه النَّوض غرس وحرس وَسقي وَوُقِيَ وغيث وصيب فأحذ من كل نوء بنصيبٍ زهاه الزَّهر وسقاه النَّهر جاور الأضا فَحسن وأضا رتعت فِيهِ الْفَوْر ومرح بِهِ العصفور فطَّلع من التِّمراد وَقد ظفر بالمراد فَنظر إِلَى أقاحيه تفترُّ فِي نواحيه وَإِلَى البهار يضاحك شمس النَّهَار فَجعل يلثم من ورده خدوداً ويهصر من أغصانه قدوداً ويقتبس النَّار من الجلَّنار ويلتمس العقيق من الشَّقِيق فغرَّد ثملاً وغنَّى خَفِيفا ورملاً بأطيب من نفحته المسكيَّة وأعطر من رَائِحَته الزكيَّة مَعَ أَنِّي وَإِن أهديته فِي كلِّ أوانٍ عَن أَدَاء مَا يجب عليّ غير وأنٍ أعدُّ نَفسِي السُّكيت لَّلاحق لما يجب عليَّ من الحقِّ أثرت فَعَثَرَتْ وجهدت فَمَا أثرت فَأَنا بِحَمْد الله فِي حَال خمولٍ وقنوعٍ وجنابٍ عَن غير الْغَيْر ممنوعٍ فَارَقت المتَّج بأزل ولزمت الخمول والاعتزال سعيى الجاهد وعيشي عَيْش الزَّاهِد ببلدٍ الأديب فِيهِ غريبٌ والأريب كالمريب إِن تكلًّم استثقل وَإِن سكت استقلل مَنَازِله كبيوت العناكب ومعيشته كعجالة رَاكب فَهُوَ كَمَا قَالَ أَبُو تَمام حَيْثُ قَالَ من الْكَامِل (أَرض الفلاحة لَو أَتَاهَا جرولٌ ... أَعنِي الحطيئة لاغتدى حرَّاثا) (لم آتِهَا من أيِّ بابٍ جِئْتهَا ... إلاَّ حسبت بيوتها أحداثا) (تصدى بهَا الأفهام بعد صقالها ... وتردُّ ذكران الْعُقُول إِنَاثًا) (ارضٌ خلعت اللَّهو خلعي خَاتمِي ... فِيهَا وطلَّقت السُّرور ثَلَاثًا) وَأما حَال عَبده بعد فِرَاقه فِي الْجلد فَمَا حَال أمِّ تسعةٍ من الْوَلَد ذكورٍ كَأَنَّهُمْ عقبان وكورٍ اخترم مِنْهُم ثمانيةٌ فَهِيَ على التَّاسِع حانية نَادَى النذير فِي الْبَادِيَة يَا للعادية بالعادية فَلَمَّا سَمِعت الدَّاعِي وَرَأَتْ الْخَيل وَهِي سواعي جعلت تنادي وَلَدهَا الأناة الأناة وَهُوَ يناديها الْقَنَاة الْقَنَاة من الْكَامِل (بطلٌ كأنَّ ثِيَابه فِي سَرْجه ... يحذى نعال السِّبت لَيْسَ بتوأم)

فحين رَأَتْهُ يختال فِي غُضُون الزَّرد المضون أنشأت تَقول من المتدارك (أشدٌ أضبط يمشي ... بَين طرفاءٍ وغيل) (لبسه من نسج دَاوُد ... كضحضاح المسيل) ) فَعرض لَهُ فِي العادية أسدٌ هصورٌ كأنَّ ذراعه مسدٌ معصورٌ من الْكَامِل (فتطاعنا وتوافقت خيالهما ... وَكِلَاهُمَا بَطل اللِّقاء مقنَّع) فَلَمَّا سَمِعت صياح الرعيل برزت من الصِّرم بصبرٍ قد عيل فَسَأَلت عَن الْوَاحِد فَقيل لَهَا لحده الَّلاحد من الوافر (فكرَّت تبتغيه فصادفته ... على دَمه ومصرعه السِّباعا) (عبثن بِهِ فَلم يتركن إلاَّ ... أديماً قد تمزَّق أوكراعا) بأشدَّ من عَبده تأسفاً وَلَا أعظم كمداً وَلَا تلهُّفاً وإنَّه ليعنِّف نَفسه دَائِما وَيَقُول لَهَا لائماً لَو فطنت لقطنت وَلَو عقلت لما انْتَقَلت وَلَو سعدت لما بَعدت فَتَقول لَهُ مجيبةً لَيْسَ كَمَا ظَنَنْت بل لَو قدمت لندمت وَلَو رجعت لما هجعت من الطَّوِيل (يُقيم الرِّجال الموسرون بأرضهم ... وَتَرْمِي النَّوى بالمقترين المراميا) (وَمَا تركُوا أوطانهم عَن ملالةٍ ... وَلَكِن حذاراً من شمات الأعاديا) أَيهَا السَّيِّد أَمن الْعدْل والإنصاف ومحاسن الشِّيم والأوصاف إكرام المهان وإذالة جواد الرِّهان يشْبع فِي ساجوره كلب الزِّبل ويسغب فِي خيشه أَبُو الشِّبل من الْكَامِل (للخطب والخطب البليغة أندب ... وَإِذا يحاس الحيس يدعى جُنْدُب) من الطَّوِيل (إِذا حلَّ ذُو نقصٍ محلَّة فاضلٍ ... وَأصْبح ربُّ الجاه غيروجيه) (فإنَّ حَيَاة الْمَرْء غير شهيَّةٍ ... إِلَيْهِ وَطعم الْمَوْت غير كريه) أَقُول لنَفْسي الدنيَّة هبي طَال نومك واستيقظي لَا عزَّ قَوْمك أرضيت بالعطاء المنزور

وقنعت بمواعيد الزُّور يقظةً فإنَّ الجدَّ قد هجع ونجعةً فَمن أجدب انتجع أعجزت فِي الإباء عَن خلق الحرباء أدلى لِسَانا كالرشاء وتسنّم أَعلَى الْأَشْيَاء ناط هيمته بالشمس مَعَ بعْدهَا عَن اللَّمْس أنف من ضيق الوجار ففرَّخ فِي الْأَشْجَار وسام البوس فغيَّر الملبوس وَكره الْعَيْش المسخوط فاستبدل خوطاً بخوط فَهُوَ كالخطيب على الْغُصْن الرَّطيب من الطَّوِيل (وإنَّ صَرِيح الحزم والرأي لامريءٍ ... إِذا بلغته الشَّمس أَن يتحوَّلا) وَقد أصحب عَبده هَذِه الأسطر شعرًا يقصر فِيهِ عَن وَاجِب الْحَمد وَإِن بنيت قافيته على المدِّ) وَمَا يعدُّ نَفسه إِلَّا كمهدي جلد السبنيِّ الأنمر إِلَى الديباج الْأَحْمَر أَيْن درُّ الْحباب من ثغور الأحباب وَأَيْنَ الشَّرَاب من السَّراب والرَّكيُّ من الواد ذِي الموادِّ أتطلب الصَّباحة من العتم والفصاحة من الغتم غلط من رأى الْآل فِي الْبَلَد القيِّ فشبَّهه بهلهال الدَّبيقيِّ هَيْهَات أَيْن مناسج الرِّياط بسيفي تنيس ودمياط لَا أَقُول إلاّ كَمَا قَالَ الْقَائِل من الرمل (من يساجلني يساجل ماجداً ... يمْلَأ الدَّلو إِلَى عقد الكرب) بل أَضَع نَفسِي فِي أقلِّ الْمَوَاضِع وَأَقُول لمولاي قَول الخاضع من الطَّوِيل (فأسبل عَلَيْهَا ستر مَعْرُوفك الَّذِي ... سترت بِهِ قدماً عليَّ عواري) وَهَا هِيَ هَذِه من الْخَفِيف (فِيك برَّحت بالعذول إباءً ... وعصيت اللُّوًّام والنُّصحاء) (فانثنى العاذلون أخيب مني ... يَوْم أزمعتم الرحيل رَجَاء) (من مجيري من فاتر الطَّرف ألمى ... جمع النَّار خدُّه وَالْمَاء) (فِيهِ للَّيل وَالنَّهَار صفاتٌ ... فَلهَذَا سرَّ الْقُلُوب وساء) (لازمٌ شِيمَة الْخلاف فَإِن لن ... تُ قسا أَو دَنَوْت مِنْهُ تناءى) (يَا غَرِيب الصِّفات حقَّ لمن كَا ... ن غَرِيبا أَن يرحم الغرباء) (حَربًا من صدوده وتجنِّي ... هـ وإشماته بِي الْأَعْدَاء) وَإِذا مَا كتمت مَا بَين الوجد أذاعته مقلتاي بكاء كعطايا سبا بن أَحْمد يخفيها فتزداد شهرة ونماء أريحي بهزه الْمَدْح للجود وَإِن لم تمدحه جاد ابْتِدَاء (ألمعيٌّ يكَاد ينبيك عمَّا ... كَانَ فِي الْغَيْب فطنةً وذكاء)

(وَإِذا أخلف السَّمَاء بأرضٍ ... أخلفت راحتاه ذَاك السَّمَاء) (بندىً يخجل الغيوث انهمالاً ... وشذىً ينهل الرماح الظِّماء) (مَا أُبَالِي إِذْ أحسن الدَّهْر فِيهِ ... أحسن الدَّهْر بالورى أم أَسَاءَ) (أَيهَا الطَّالِب الْغنى زره تظفر ... بعطاء يخجِّل الأنواء) تلق مِنْهُ الْمُهَذّب الْمَاجِد النّدب الْكَرِيم السَّميدع الأنَّاء) إِن سَطَا أرهب الضَّراغم فِي الآجام أَو جاد بخل الكرماء (راحةٌ فِي النَّدى تسيل نضاراً ... وحسامٌ فِي الرَّوع يهمي دِمَاء) شيم من ابيه أَحْمد مَا يَنْفَكّ عَنْهَا تقيُّلاً واقتفاء يَا با حميرٍ دعوتك للدهر فَكنت امْرَءًا تجيب الدُّعاء (قد تعاطى فِي الْمجد شأوك قومٌ ... عجزوا واحتملتبه العناء) (فَأبى الْبُخْل أَن يَكُونُوا أماماً ... وأبى الْجُود أَن يكون وَرَاء) (شرفاً شامخاً ومجداً منيفاً ... عد مَلِيًّا وَعزة قعساء) (أَنا أَشْكُو إِلَيْك جور زمانٍ ... دأبه أَن يعاند الأدباء) (مَال عني بِمَا أومل فِيهِ ... كلَّما قلت سَوف يأسو أساه) (أهملتني صروفه فكأنِّي ... ألف الْوَصْل ألغيت إِلْغَاء) رهن بَيت لَو اسْتَقر بِهِ اليربوع لم يرضه قاصعاء (نَقَصْتنِي نقص المرخَّم فِيهِ ... خلتني فِي فَم الزَّمَان نِدَاء) منعتني من التَّصَرُّف منع الْعِلَل التسع صرفهَا الْأَسْمَاء يَا با حميرٍ وَحُرْمَة إحسانك عِنْدِي مَا كَانَ حبي رِيَاء مَا ظَنَنْت الزَّمَان يبعدني عَنْك إِلَى أَن أُفَارِق الْأَحْيَاء غير أَنِّي فدتك نَفسِي من السوء وَإِن قلَّ أَن تكون فدَاء ضَاعَ سعيي وخبت خابت أعاديك وَمن يَبْتَغِي لَك الأسواء (واحتملت الحرمان والنَّقص والإب ... عَاد والذُّلَّ والعنا والجفاء)

أبو عبد الله النحوي

وتحملت واصطبرت فَمَا أبقى على عمودي الزَّمان لحاء (أَعلَى هَذِه الْمُصِيبَة صبرٌ ... لَا وَلَو كنت صَخْرَة صمَّاء) (وَلَو أنِّي لم أعْتَمد دون غَيْرِي ... لتأسَّيت أَن أَمُوت وَفَاء) (غير أنَّ التَّصْرِيح لَيْسَ بخافٍ ... عِنْد من كَانَ يفهم الْإِيمَاء) غير أنِّي مثن عَلَيْك وَمَا لمت على مَا لقِيت إلاَّ الْقَضَاء وسيأتيك فِي البعاد وَفِي الْقرب مديح يجمل الشُّعَرَاء فبشكر رحلت عَنْك وألقاك بِهِ إِن قضى الآله لِقَاء) لَيْسَ يبْقى فِي الدَّهْر غير ثناءفاكتسب مَا اسْتَطَعْت ذَاك الثَّناء 3 - (أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْوَلِيد أَبُو عبد الله النحويّ مدح عضد الدولة أَبَا شُجَاع من شعره من المتدارك (أخذت بفؤاد متيَّمها ... فمدامعه سكبٌ همل) (طلعت سحرًا وبدت قمراً ... فَبكى درراً لَهُم الرَّجل) (وَبَقِي بفراقهم سلباً ... كرباً يتعاهده الوجل) (أرقاً قلقاً سئماً ألماً ... بهم زَمنا فبه الخبل) (لتذكُّرهم وتشوُّقهم ... فديارهم درسٌ مثل) قلت شعرٌ رثّ غثّ 3 - (أَبُو عبد الله الطبريّ) الْحُسَيْن بن عَليّ الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الطبريّ الققيه نزيل مَكَّة ومحدِّثها رَحل وَسمع قَالَ السّمعاني كَانَ حسن الْفَتَاوَى تفقِّه على نَاصِر بن الْحُسَيْن الْعمريّ المروزيّ وَصَارَ لَهُ بِمَكَّة أولادٌ وأعقاب وَهُوَ شَافِعِيّ أشعريّ جليل توفّي سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الصَّيرفيّ المغربيّ) الْحُسَيْن بن عَليّ الصيرفيّ قَالَ ابْن رشيقٍ فِي الأنموذج شاعرٌ حُلْو الْأَلْفَاظ سَلس الطَّبع طيار الشِّعر خَفِيف أَرْوَاح الْكَلَام بَصِير بالمعمَّى قدير على استخراجه وصنعته حسن المناقشة والمفاتشة فِيهِ وَأورد لَهُ من الْبَسِيط

الجعل الحنفي

(يَا نعمةَ فزت من بَين الْأَنَام بهَا ... وسؤل نَفسِي بل يَا مُنْتَهى وطري) (يَا منَّةَ كنت مَمْلُوء الْيَدَيْنِ بهَا ... فعاقني دونهَا صرفٌ من الْقدر) (قد كنت تعلم حَالي فِي مغيبك عَن ... عَيْني وَإِن كنت لم أنجد وَلم أغر) (فَكيف ظنُّك بِي والدَّار نازحةٌ ... وَلم أجد مِنْك فِي كفي سوى الذِّكر) (وَالله لَا فَارَقت نَفسِي عَلَيْك أسىً ... وجدٍ عَلَيْك وَلَا عينيَّ من سهري) (وَلَا وحقِّك لَا أخليتُ قلبِي من ... وجدٍ عَلَيْك وَلَا عينيَّ من سهري) (وَلَا سَمِعت بموصولين نالهما ... سهم من الهجر أَو سهمٌ من السَّفر) ) (إلاَّ بَكَيْت وَمَا يُغني الْبكاء وَقد ... عاثت يَد الدَّهر فِي سَمْعِي وَفِي بَصرِي) (مَا أَحسب الْبعد إِلَى كَانَ يحسدني ... على دنوِّك يَا شمسي وَيَا قمري) وَأورد لَهُ من جزوء الْخَفِيف (قلقت فِيك هَذِه ... هَذِه كَيفَ تقلق) (فرَّقت يمن ميَّةٍ ... هِيَ من ميَّ تفرق) (فترى لحن مقتفٍ ... فتق من حلَّ يرتق) كل بيتٍ من هَذِه الأبيات يقْرَأ معكوساً وَهُوَ قدرةٌ على الْكَلَام لَيْسَ فِيهِ انسجامٌ وأبيات الحريريّ الَّتِي فِي المقامات وأولها من الرجز (أس أرملاً إِذا عرى ... وارع إِذا مَا الْمَرْء أسا) أعذب وأفصح 3 - (الْجعل الحنفيّ) الْحُسَيْن بن عَليّ البصريّ الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالجعل كَانَ مقدِّماً فِي الْفِقْه وَالْكَلَام عَاشَ ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ من كبار الْمُعْتَزلَة وَله تصانيف فِي ذَلِك ذكره أَبُو إِسْحَق فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء وَقَالَ كَانَ راس الْمُعْتَزلَة وصلَّى عَلَيْهِ أَبُو عَليّ الفارسيّ النحويّ وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة

حسينك ابن منينة

3 - (حسينك ابْن منينة) الْحُسَيْن بن عليّ بن مُحَمَّد بن يحيى أَبُو أَحْمد التميميّ النيسابوريّ يُقَال لَهُ حسينك وَيعرف بِابْن منينة من بَيت حشيمةٍ ورياسة تربَّى فِي حجر الإِمَام ابْن خُزَيْمَة وَكَانَ يقدِّمه على أَوْلَاده قَالَ الْحَاكِم صحبته حضرا وسفراً نَحْو ثَلَاثِينَ سنة فَمَا رَأَيْته يتْرك قيام اللَّيل وَيقْرَأ كلَّ ليلةٍ سبعا وَكَانَت صدقاته دارَّةً سرّاً وَعَلَانِيَة خرج مرَّةً عشرَة أنفس إِلَى الْغُزَاة بآلتهم بَدَلا عَن نَفسه ورابط غير مرّةٍ وأوّل سَمَاعه سنة خمس وَثَلَاث مائَة سمع من ابْن خُزَيْمَة وَأبي الْعَبَّاس السَّراج ورحل سنة تسع وَسمع عمر بن اسماعيل ابْن أبي غيلَان وَعبد الله بن مُحَمَّد البغويّ وَعبد الله بن زيد بن البجليّ وَأَبا عوَانَة الإِسْفِرَايِينِيّ وروى عَنهُ أَبُو بكر البرقانيّ وَالْحَاكِم وَعمر بن أَحْمد بن مسرور وَجَمَاعَة قَالَ الْخَطِيب كَانَ حجَّةً ثِقَة وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَخرج السُّلْطَان للصَّلَاة عَلَيْهِ) 3 - (المقرىء صَاحب الْمَنْظُومَة) الْحُسَيْن بن عَليّ بن ثَابت المقرىء صَاحب الْمَنْظُومَة فِي الْقرَاءَات السَّبع رَوَاهَا عَنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد العتيقيّ وَكَانَ حَافِظًا ذكياً ولد أعمى وَكَانَ يحضر مجْلِس ابْن الأبناريّ ويحفظ مَا يملي وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (قَاضِي مصر) الْحُسَيْن بن عَليّ بن النّعمان أَبُو عبد الله قَاضِي الْقُضَاة للْحَاكِم صَاحب مصر ولي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وعزل سنة أَربع وَتِسْعين وَفِي أوّل سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة قَتله الْحَاكِم وأحرق جثَّته وولِّى بعده ابْن عمِّه عبد الْعَزِيز 3 - (الشَّيح صفيّ الدِّين الأنصاريَ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي الْمَنْصُور صفيُّ الدّين الأنصاريّ الشِّيخ الْقدْوَة كَانَ صَاحب زَاوِيَة بالقرافة يُؤثر عَنهُ كرامات وكشف وَكَانَ الْوَزير وَغَيره من الأكابر بمشون إِلَيْهِ ويبرّكون بِهِ وَكتب فِي الإجازات وحدَّث عَن أبي الْحسن عليّ بن البنَّاء وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وستِّ مائةٍ عَن سبعٍ وَثَمَانِينَ سنة

الفراش

3 - (الفرَّاش) الْحُسَيْن بن عَليّ الفرّاش لّما بلغ بهاء الدولة بن فَخر الدولة بالأهواز انزعج لذَلِك وَندب الْحُسَيْن بن عَليّ الْمَذْكُور لِلْخُرُوجِ فِي هَذَا الْوَجْه وَالْقِيَام فِيهِ بتدبير الْحَرْب ولقَّبه بالصَّاحب مغايظةً للصَّاحب بن عبّادٍ وخلع عَلَيْهِ كَمَا يخلع على الصّاحب وقاد بَين يَدَيْهِ مواكب بمراكب الذَّهَب وَمَشى بَين يَدَيْهِ خمس مائةٍ من قواَّاد الدَّيلم وجهَّز مَعَه العساكر وَخرج بهاء الدَّولة لوداعه وَسَار مثل الْمُلُوك إِذْ مدَّ السِّماط يقوم بالدَّيلم والتُّرك سماطين وتدور عَلَيْهِم فنون الْأَطْعِمَة فَإِذا فرغ خرجت البقج فِيهَا الْخلْع للقوّاد وَإِذا جلس للشُّرب فعلما لم يَفْعَله ملك قبله وَكَانَ قبل ذَلِك يشدُّ وَسطه ويكنس الدَّار وَكَانَ الَّذِي أَشَارَ بِإِخْرَاجِهِ أَبُو الْحُسَيْن الْمعلم ليبعده عَن بهاء الدولة لِأَنَّهُ كَانَ قد غلب عَلَيْهِ فَلَمَّا حصل بواسط وَبعد عَنهُ حكيت عَنهُ حكايات انْفَسَخ بهَا رَأْي بهاء الدولة فِيهِ وَقَالُوا فِيهِ قد طمع فِي الْملك فَأمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وَبعث إِلَيْهِ جمَاعَة فأدركوا بمطارا فقبضوا عَلَيْهِ وقيَّدوه وبعثوا بِهِ إِلَى بَغْدَاد فأنزلوه فِي دَار نحرير الْخَادِم فتقدَّم بهَا الدولة بِإِخْرَاج لِسَانه من قَفاهُ فَفعل بِهِ ذَلِك وَرمي بِهِ فِي دجلة وَكَانَ بَين) الْخلْع عَلَيْهِ وَبَين قَتله شَهْرَان وَأَيَّام وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الجعفيّ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْوَلِيد الجعفيّ مَوْلَاهُم الكوفيّ المقرىء الزَّاهِد قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ ابْن حَنْبَل مَا رَأَيْت أفضل مِنْهُ وَقَالَ حميد بن الرّبيع رأى حُسَيْن الجعفيّ كأنَّ الْقِيَامَة قد قَامَت وكأنَّ منادياً يُنَادي ليقمْ الْعلمَاء فيدخلوا الجنَّة فَقَامُوا وَقمت مَعَهم قَالَ فَقيل لي إجلس لست مِنْهُم أَنْت لَا تحدِّث فَلم يزل يحدِّث بعد أَن لم يكن يحدِّث حَتَّى كتبنَا عَنهُ أَكثر من عشرَة آلَاف حَدِيث وروى لَهُ الجامعة وتوفِّي سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عبد الله النَّمريّ) الْحُسَيْن بن عليّ أبوعبد الله النَّمريّ صَاحب التصانيف لَهُ شعر وَكَانَ أديباً لغوياً لَهُ مصنَّف فِي أَسمَاء الفضّة وَالذَّهَب ومعاني الحماسة وَالْخَيْل والملمَّع وَكَانَ مُقيما بِالْبَصْرَةِ وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَمن شعره

الصيمري الحنفي

3 - (الصَّيمريّ الحنفيّ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو عبد الله الصَّيمريّ سكن بَغْدَاد فِي صباه وتفقَّه لأبي حنيفَة وبرع فِي الْمَذْهَب وَولي قَضَاء الْمَدَائِن وَربع الكرخ وحدَّث عَن جَامِعَة وتوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن مَاكُولَا) الْحُسَيْن بن عَليّ بن جَعْفَر بن علِّكان ابْن الْأَمِير أبي دلفٍ الْعجلِيّ الْفَقِيه قَاضِي الْقُضَاة أَبُو عبد الله الجرباذقانيّ الْمَعْرُوف بِابْن مَاكُولَا ولي قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد قَالَ الْخَطِيب لم نر قَاضِيا أعظم نزاهة مِنْهُ كَانَ عَارِفًا بِمذهب الشافعيّ وَهُوَ عمُّ الْحَافِظ الْأَمِير أبي نصر بن مَاكُولَا وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الكاشغريّ الْوَاعِظ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن خلف بن جِبْرِيل الألمعيّ الكاشغريّ وَيعرف بِالْفَضْلِ رَحل وَسمع وَوعظ وَكَانَ بكَّاء خَائفًا لَهُ الْمقنع فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَكتاب التَّوبة وَكتاب الْوَرع وَكتاب الزُّهد ذكر لَهُ السِّمعاني أَكثر من مائَة تصنيف فِي التصوُّف والآداب الدِّينِيَّة توفّي سنة أربعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة) 3 - (البسريّ محدِّث بَغْدَاد) الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابو عبد الله البسريّ بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة البندار محدِّث بَغْدَاد وَبَان محدِّثها كَانَ رجلا صَالحا تفرَّد بالرواية عَن عبد الله السُّكَّري وَسمع من غَيره توفّي سنة سبعٍ وَتِسْعين وَأَرْبع 3 - (ابْن سلاَّم) الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَق بن سلاّم الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الْمُفْتِي

نجم الدين الأسواني

شرف الدّين الشافعيّ كَانَ مفتي دَار الْعدْل أَيَّام الْأَمِير جمال الدّين الأفرم حكى لي من أَثِق بِهِ أَنه حضر بعض الدُّرُوس على عَادَة النَّاس فِي حُضُور أول درس يدَّرس فِيهِ المدّرس وَكَانَ فِيهِ فُقَهَاء الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَأَنه بحث مَعَهم وقطعهم وَكَانَ جيِّد المناظرة توفّي سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة 3 - (نجم الدِّين الأسوانيّ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن سيِّد الكلِّ الشَّيْخ نجم الدّين الأسوانيّ الشَّافعيّ شيخ مدرسة الْملك توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة أَخْبرنِي العلاَّمة قَاضِي الْقُضَاة تقيُّ الدّين السُّبْكِيّ قَالَ تجرَّد الْمَذْكُور مَعَ الْفُقَرَاء زَمَانا طَويلا وَكَانَ فِي وقتٍ فَقِيها فِي الْمدرسَة الشريفية فَحَضَرَ درس قَاضِي الْقُضَاة ابْن بنت الأعزِّ فَأَنْشد بعض النَّاس قصيدةً مديحاً فِي النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وَسلم فَصَرَخَ هُوَ على عَادَة النَّاس فَأنْكر القَاضِي ذَلِك وَقَالَ أيش هَذَا فَقَامَ وَقَالَ هَذَا شَيْء مَا تذوقه وَترك الْمدرسَة والفقاهة بهَا وَأَخْبرنِي أقضى الْقُضَاة تقيّ الدّين أَبُو الْفَتْح السِّبكي قَالَ كَانَ يقرىء فِي كلِّ شيءٍ فِي أيِّ كتابٍ كَانَ وانتفع بِهِ جمَاعَة وَأثْنى عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين فِي الْفِقْه وَكَانَ يُفْتِي ويدرِّس ويقرىء الطّلبَة وَهُوَ وَأَخُوهُ الْحسن وَالزُّبَيْر ثَلَاثَة من أهل الْخَيْر والتعبُّد وَقَالَ فِيهِ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي هُوَ الْحُسَيْن بن عَليّ بن سيِّد الْأَهْل ابْن أبي الْحسن بن قَاسم بن عمارٍ الْأَسدي الشَّيْخ نجم الدّين الأصفوني الْمَعْرُوف بِابْن أبي شيخة الشَّافِعِي كَانَ فَقِيها مشاركاً فِي الْأُصُول والنحو وَغير ذَلِك سمع من أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن طرخان وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْقوي وَمن ابي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ والحافظ شرف الدّين الدمياطيّ وحدَّث بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ الْفِقْه عَن أبي الْفضل جَعْفَر التزمنتي وَغَيره واشتغل عَلَيْهِ الطّلبَة طَائِفَة بعد طَائِفَة وَهُوَ يشغل) فِي غَالب الْعُلُوم ويفتي وَتَوَلَّى الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ الشريفية بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَأقَام مُدَّة بمدرسة الْملك يلقِي فِيهَا الدُّرُوس وتجَّرد مُدَّة مَعَ الْفُقَرَاء وسافر مَعَهم الْبِلَاد وَجرى على طريقهم فِي القَوْل بِالشَّاهِدِ وَأقَام بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ مُدَّة يشْتَغل ويشغل وَهُوَ قويُّ النَّفس حدُّ الْخلق مِقْدَام فِي الْكَلَام وَهُوَ من أهل بَيت معروفين بِالْعلمِ وَالصَّلَاح وَتُوفِّي فِي صفر سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (ابْن مصدَّق الصُّوفيّ) الْحُسَيْن بن عَليّ بن مصدَّق بن الْحسن الشَّيبانيّ الوَاسِطِيّ

القحف

شرف الدّين أَبُو عبد الله الصُّوفِي بخانقاة سعيد السُّعَدَاء رَأَيْته مَرَّات وَاجْتمعت بِهِ عِنْد الصاحب أَمِين الدّين رَحمَه الله وأنشدني جملَة من شعره من ذَلِك من مجزوء الْكَامِل (يَا من هَوَاهُ وحُّبه ... عطَّى على عَيْني وقلبي) (عطفا عليَّ بنظرة ... فإليك إيجابي وسلبي) وَمِنْه من الْخَفِيف (أَنا أهواكم وأهوى نسيماً ... صحَّ لما أرسلتموه عليلا) (لوأردتم عودي إِلَيْكُم سَرِيعا ... لبعثتم قلبِي إليَّ رَسُولا) وَمِنْه من الطَّوِيل (وأحور أحوى فاتن الطَّرف فاتر ... مسير بدور التَّم من دون سيره) (مَتى جِئْت أَشْكُو طرفه قَالَ قدُّه ... وَمن لم يمت بالسَّيف مَاتَ بِغَيْرِهِ) وَمِنْه من مجزوء الرجز (دمشق فِي أوصافها ... جنَّة خلدٍ راضيه) (أما ترى أَبْوَابهَا ... قد جعلت ثمانيه) 3 - (القحف) الْحُسَيْن بن عمر أَبُو عبد الله القاصّ المصريّ يعرف بالقحف قَالَ يرثي القَاضِي أَبَا الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي من الْخَفِيف (إنِّما الْعَيْش والحياة غرورٌ ... كلُّ حيٍّ إِلَى الْمَمَات يصير) (حكم الْمَوْت بَينهم حكم عدلٍ ... فتساوى غنيُّهم وَالْفَقِير) ) (رحَّلتهم عَن الدِّيار المنايا ... فحوتهم بعد الْقُصُور الْقُبُور) (وَإِذا كَانَ غَايَة الْحَيّ موتٌ ... فطويل الْحَيَاة عِنْدِي قصير) (كلُّ شيءٍ يفنيه كرُّ اللَّيَالِي ... لَيْسَ يبْقى إِلَّا اللَّطِيف الْخَبِير) قلت شعر مَقْبُول وَلَعَلَّه الْحسن بن عَليّ بن عمر الَّذِي تقدم ذكره وَالله أعلم بذلك 3 - (أَبُو عبد الله الموصليّ) الْحُسَيْن بن عمر بن حمائل بن عليّ الموصليّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ الصَّالح أَبُو عبد الله الْحُسَيْن الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِدِمَشْق عِنْد مقدمه من مكّة شرَّفها الله تَعَالَى من الْكَامِل

أبو عبد الله الكامل

(عزَّ النَّصير وقلَّ فِيك المسعد ... ووحدت من حبِّيك مَا لَا يُوجد) (فعلام أمحضك المحَّبة مخلصاً ... وأروم قربك بِالْوَفَاءِ وتبعد) (لم يبْق مني الشَّوق إلاَّ أضلعاً ... نحلت وأنفاساً بهَا تتصعَّد) (يَا من يرنِّح عطفه مرح الصِّبا ... فيكاد من لينٍ يحلُّ ويعقد) (لَو لم يبح قَتْلِي عذارك عَامِدًا ... مَا جَاءَ يَوْم الزَّحف وَهُوَ مزرَّد) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو عبد الله الْكَامِل) الْحُسَيْن بن أبي الفوارس أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بالكامل أوردهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ أَنْشدني أَبُو الْمَعَالِي الكتبي قَوْله من المنسرح (صبا إِلَى اللَّهو فِي هبوب صبا ... وقا قُم فالصَّبوح قد وجبا) (هَا أنجم الصُّبح من مخافتنا ... ميلٌ إِلَى الغرب تطلب الهربا) وأدهم اللَّيْل كلَّما حاول الحظوة من أَشهب الصَّباح كبا (والديك قد قَامَ فِي ممزَّجةٍ ... شمَّر أذيالها وشدَّ قبا) (يَصِيح إمَّا على الدُّجى أسفا ... مِنْهُ وإمَّا على الضُّحى طَربا) وَقَوله من الْبَسِيط (إشرب فقد جَادَتْ الأوتار بالفرح ... وأتحفتنا بأسبابٍ من الْمنح) (من كفِّ ظبيٍ تخيَّلناه حِين بدا ... يحثُّ فِي شربنا والديك لم يَصح) ) (بَدْرًا يناولنا فِي اللَّيْل من يَده ... شمساً من الرَّاح فِي صبحٍ من الْقدح) قلت شعر متوسٍّط 3 - (البجليّ الكوفيّ) الْحُسَيْن بن الْفضل بن عميرٍ البجليّ الكوفيّ النيسابوريّ المفسِّر الأديب إِمَام عصره فِي مَعَاني الْقُرْآن كَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة ستَّ مائَة رَكْعَة توفّي وَهُوَ ابْن مائَة وَأَرْبع سِنِين فِي حُدُود التسعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْقَاسِم الهمذاني) الْحُسَيْن بن الْفَتْح بن حَمْزَة أَبُو الْقَاسِم الهمذاني الأديب

عميد الدولة الوزير

من أَوْلَاد الوزراء كَانَ يعرف اللُّغَة والمعاني وَالْبَيَان وَله تَفْسِير حسن وَشعر توفّي فِي حُدُود الْخمس مائَة وَمن شعره 3 - (عميد الدولة الْوَزير) الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهبٍ أَبُو عَليّ وَأَبُو الْجمال الْوَزير ولي الوزارة للمقتدر سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مائَة وَلم يكن فِي وزراء بني الْعَبَّاس أعرف مِنْهُ فِي الوزارة لِأَنَّهُ وَزِير مكنيّ ابْن وَزِير مكنيّ ابْن وَزِير مكنيّ ابْن وَزِير مكنيّ ولقب بعميد الدولة ابْن ولي الدولة وَكَانَ أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر وزيراً أَيْضا وعزل عَن الوزارة سِتَّة عشْرين وَثَلَاث مائَة وَكَانَت وزارته سَبْعَة أشهر واعتقل بالرقة وَلما ظهر أَمر أبي الَّذِي كَانَ بِبَغْدَاد وتدَّعي الرافضة أَنه الْبَاب إِلَى الْأَمَام المنتظر وَجمع لَهُ الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء ونوظر وَكَتَبُوا بإراقة دَمه وأحرق وَظَهَرت عِنْده رقاعٌ من الْحُسَيْن بن الْقَاسِم الْوَزير يخاطبه فِيهَا بالآلهية وأنَّه ربُّه ورازقه ومحييه ومميته وَأَنه يسْأَله الْعَفو عَن ذنُوبه والصفح عَن تَقْصِيره وَشهد جمَاعَة بِأَنَّهَا خطه فَأفْتى الْفُقَهَاء بِإِبَاحَة دَمه فنفِّذ من بَغْدَاد من ضرب عُنُقه الرَّقة وَحمل رَأسه إِلَى بَغْدَاد فِي خلَافَة الراضي ووزارة أبي عليّ ابْن مقلة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَمن الْغَرِيب أَنه لما قطعت يَد ابْن مقلة جعلت فِي سفطٍ فِيهِ رَأس الْوَزير الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وأودع الخزانة ثمَّ إِن ابْنه الْقَاسِم بن الْحُسَيْن طلب الرَّأْس فَدفع إِلَيْهِ السَّفط بِمَا فِيهِ فسَّير الْيَد إِلَى الدِّينارية زَوْجَة ابْن مقلة وَدفن هورأس ابيه فِي مقاير قُرَيْش فسبحان الله الْعَظِيم يَد كتبت بِقطع رَأس فِي الرقة وَهِي فِي بَغْدَاد قطعت وَجمع بَينهمَا فِيمَا بعد فِي سفطٍ وَاحِد) 3 - (الكوكبيّ الأخباريّ) الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن جَعْفَر أَبُو عليّ الكوكبيّ الْكَاتِب الأخباريّ الأديب قَالَ الْخَطِيب مَا علمت من حَاله إِلَّا خيرا توفّي سنة سبعٍ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة سمع أَبَا بكر بن أبي الدُّنْيَا وَأحمد بن أبي خَيْثَمَة وَأَبا العيناء وروى عَنهُ الْمعَافى الجريريّ والدارقطنيّ وَإِسْمَاعِيل بن سُوَيْد

ابن شقشق

3 - (ابْن شقشق) الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن الْحُسَيْن بن عليّ أَبُو عبد الله ابْن أبي حربٍ الأديب الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن شقشق وَكَانَت لِابْنِ شقشق شقشقةٌ فِي الشّعْر هادرة مدح برهَان الدّين الْوَاعِظ الغزنويّ بِبَغْدَاد بقصيدةٍ أَولهَا من السَّرِيع (إِن جرت بالرمل وكثبانه ... فاقرأ تحياتي على بانه) (وَسَائِل الرَّبع الَّذِي قد عَفا ... مَا صنع الْبَين بسكّانه) (فالرَّبع مفجوعٌ بقطَّانه ... وَالْقلب موجوعٌ باشجانه) (وَإِن كتمت الحبَّ يَوْم النَّوى ... أظهره دمعي بتهتانه) (لَا تطلبا منِّي سلوَّاً فقد ... ضَاعَ عَلَيْهِ نهج سلوانه) (فِي حبِّ عذب الْوَصْل مرِّ الجفا ... أغيد ساجي الطَّرف وسنانه) قلت شعر مَقْبُول 3 - (ابْن الزَّبيديّ الحنبليّ) الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُسلم الشَّيْخ سراج الدّين أَبُو عبد الله ابْن أبي بكر الرَّبعيّ الزَّبيديّ الأَصْل البغداديّ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ البابصريّ الفرسيّ نِسْبَة إِلَى ربيعَة الْفرس ولد سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَسمع من أبي الْوَقْت السجري وَغَيره وَكَانَ فَقِيها فَاضلا متديناً متواضعاً درَّس بمدرسة الْوَزير عون الدّين وَفَرح بِهِ الْملك الْأَشْرَف لمَّا قدم وَأَخذه إِلَى القعة ولازمه وَسمع مِنْهُ الصَّحِيح فِي أيامٍ يسيرةٍ ثمَّ نزل إِلَى دَار الحَدِيث الأشرفية وَفد فتحت من نَحْو شهر فحشد النَّاس لَهُ وتزاحموا عَلَيْهِ وفرغوا عَلَيْهِ الصَّحِيح فِي شوَّال ثمَّ حدَّث بِالْكتاب وبمسند الشافعيّ بِالْجَبَلِ واشتهر اسْمه وَبعد صيته ثمَّ سَافر إِلَى بَلَده فَدخل ممرَّضاً وَتُوفِّي ثَالِث عشْرين صفر فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور) وَقد حدَّث من بَيته جمَاعَة 3 - (الْحُسَيْن بن مُحَمَّد) 3 - (الْحَافِظ أَبُو عليٍّ ابْن ماسرجس) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عِيسَى بن ماسرجس النَّيسابوري كثير السَّماع والرِّحلة إِلَى الشَّام ومصر وَالْعراق سمع أَبَاهُ

ابوعلي الجياني المحدث

وجدَّه وَغَيرهمَا روى عَنهُ الْحَاكِم والسلمي وَقَالَ الْحَاكِم هُوَ سيفنَّة عصره فِي كَثْرَة الْكِتَابَة والسَّماع والرِّحلة وَأثبت أَصْحَابنَا فِي السماع وَالْأَدَاء وصنَّف الْمسند الْكَبِير فِي الفٍ وَثَلَاث مائَة جُزْء مهذَّباً بالعلل قَالَ وَعِنْدِي أنَّه لم يصنَّف فِي الْإِسْلَام مسندٌ أكبر مِنْهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وصنَّف الْأَبْوَاب والشيوخ والتواريخ وَجمع حَدِيث الزهريّ جمعا لم يسْبقهُ إِلَيْهِ أحد وَكَانَ يحفظه مثل المَاء وصنَّف على البخاريّ كتابا وعَلى مسلمٍ كتابا وأدركته الْمنية فَتوفي سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة ومولده سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابوعليّ الجيَّانيّ المحدِّث) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الغساني الجيَّاني الأندلسي المحدَّث كَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث وَالْأَدب وَله كتاب مُفِيد سمَّاه تَقْيِيد الْمهل وتمييز الْمُشكل ضبط فِيهِ كلَّ لفظٍ يَقع فِي اللَّبس من رجال الصَّحِيحَيْنِ وَهُوَ فيجزئين وَكَانَ حسن الخطِّ جيِّد الضَّبط وَله معرفَة بالغريب وَالشعر والنَّسب وَكَانَ يجلس فِي جَامع قرطبة وَيسمع مِنْهُ أعيانها ورحل النَّاس إِلَيْهِ وعوَّلوا عَلَيْهِ ولد سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أبوعبد الله الونِّي الفرضي) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الونِّي بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد النُّون الفرضي الحاسب كَانَ إِمَامًا فِي الْفَرَائِض وَله فِيهَا تصانيف كَثِيرَة مليحة جوَّد فِيهَا وَسمع الحَدِيث من أَصْحَاب أبي عليّ الصَّفَّار وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ أَبُو حَكِيم عبد الله بن إِبْرَاهِيم الخبريّ صَاحب التَّلْخِيص فِي الْحساب والخطيب التبريزيّ وَغَيرهمَا وَهُوَ شيخ الخبريِّ فِي الْحساب والفرائض وانتفع بِهِ خلق كثر وَتُوفِّي شَهِيدا بِبَغْدَاد فِي فتْنَة البساسيري سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة وونُّ قَرْيَة من عمل قهستان

البارع الدباس

3 - (البارع الدبَّاس) ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبيد الله بن الْقَاسِم البكريّ الدبَّباس الْمَعْرُوف بالبارع الشَّاعِر النديم الْبَغْدَادِيّ كَانَ نحوياً لغوياً مقرئاً حسن الْمعرفَة بصنوف الْآدَاب أَقرَأ الْقُرْآن خلقا وَهُوَ من بَيت الوزارة لأنَّ جدَّه الْقَاسِم كَانَ وَزِير المعتضد والمكتفي بعده وَهُوَ الَّذِي سمَّ ابْن الرُّومِي كَمَا سَيَأْتِي وَكَانَ بَين البارع وَبَين ابْن الهبارية مداعبات لَطِيفَة فاتفق أنَّ البارع تعلق بِخِدْمَة بعض الْأُمَرَاء وحجَّ فَلَمَّا عَاد حضر غليه ابْن الهبارية مرَارًا فَلم يجده فَكتب إِلَيْهِ قصيدةً طَوِيلَة داليَّةً يعاتبه فِيهَا وَيُشِير إِلَى أَن تغيَّر عَلَيْهِ بِسَبَب الْخدمَة وأولها من الْخَفِيف (يَا ابْن ودِّي وَأَيْنَ منِّي ابْن ودي ... غيَّرت طرقه الرياسة بعدِي) (صدَّ عني وَلَيْسَ أوَّل خلٍّ ... رَاع ودِّي مِنْهُ بهجرٍ وصدِّ) شغتله عني الرياسة فاستعلى فخليته وَذَلِكَ جهدي افلما حججْت لَا قبل الله تَعَالَى مسعاك أنْكرت عهدي أَي حَرْب بيني وَبَيْنك هَل أَنْت سوى شَاعِر وَإِنِّي مكدّي (وَحرم الزَّمَان فَهِيَ يمينٌ ... برَّةٌ إنَّني سأفتح جندي) وأجاريك بالتبظرم لَو شِئْت بأصلي الزاكي وفضلي ومجدي (لَو تبظرمت جَازَ ذَاك وَلَكِن ... شَرط ظرفيأن لَا تجَاوز حدِّي) قد ترددت للزيارة شَهْرَيْن وَبَاب الكشخان قفرٌ بردِّي فشتمت الرئيس لَا التيس إِذْ يحجب مثلي وَلَا يرى حقَّ قصدي (ووحقِّ الْهوى لَئِن لم تجبني ... باعتذارٍ يزِيل ضغني وحقدي) (لأميلنَّ عَن هَوَاك مَالِي ... فِيهِ حظٌ لَوْلَا جنوني وردِّي) (كَانَ عزمي فِي أَن أعاتب صفعاً ... فاستحال العتاب شتماً لبعدي) وَمَتى مَا قدمت وفيتك الصفع بشوقٍ فإنَّ وعدي نقدي فَكتب البارع الْجَواب بقصيدة طَوِيلَة أَولهَا من الْخَفِيف وصلت رقْعَة الشريف أبي يعلى فحلَّت محلَّ لقيَاهُ عِنْدِي (فتلقَّيتها بأهلاً وسهلاً ... ثمَّ ألصقتها بطرفي وخدِّي)

وفضضت الختام عَنْهَا فَمَا ظَنك بالصَّاب إِذْ يشاب يشْهد) (بَين حلوٍ من العتاب ومرٍّ ... هُوَ أولى بِهِ وهزلٍ وجدِّ) (وتجنٍّ عليَّ من غير جرمٍ ... بملامٍ يكَاد يحرق جلدي) يَدعِي أنني حجبت وَقد زار مرَارًا حاشاه من قبح ردِّ (ثمَّ دع ذَا مَا للرياسة الحجِّ ... أبن لي من حلِّ أنفٍ وَعقد) (فبماذا علمت بِاللَّه أَنِّي ... قد تنكَّرت أَو تغيَّر عهدي) (من تراني عاملٌ أم وزيرٌ ... لأميرٍ أَو عارضٌ للجند) أَنا إِلَّا ذَاك الخليع الَّذِي تعرف أرْضى وَلَو بجرَّة دردي وَإِذا صحَّ لي مليح فَذَاك الْيَوْم عيدي وَصَاحب الدًّست عَبدِي أَترَانِي لَو كنت فِي النَّار مَعَ هامان أنساك أَو جنان الْخلد أَو لواني عصبت بالتاج أسلوك وَلَو كنت عانياً فِي القدِّ أَنا أَضْعَاف مَا عهِدت على الْعَهْد وَإِن كنت لَا تجازي بودّي مِنْهَا أم لِأَنِّي قنعت من سَائِر النَّاس بزوجٍ من الْكَلَام وفرد صان وَجْهي عَن اللثام وأولاني جميلاً مِنْهُ إِلَى غير حدِّ فتعفَّفت واقتنعت بتدفيع زماني وَقلت إنِّي وحدي لَا لِأَنِّي أنفت مَعَ ذَا من الكدية أَيْن الْكِرَام حَتَّى أكدِّي وَمن شعر البارع أَيْضا من السَّرِيع (أفنيت مَاء الْوَجْه من طول مَا ... أسأَل من لَا مَاء فِي وَجهه) (أنهِي إِلَيْهِ شرح حَالي الَّذِي ... يَا لَيْتَني متُّ وَلم أنهه) (فَلم ينلني كرماً ورفده ... وَلم أكد أسلم من جبهه) (وَالْمَوْت من دهرٍ نحاريره ... ممتدَّة الْأَيْدِي إِلَى بلهه) وللبارع ديوَان شعر وَله كتاب الشَّمْس المنيرة فِي الْقرَاءَات السَّبع الشهيرة وَأخذ الْقرَاءَات عَن الْأَشْيَاخ الْكِبَار وروى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن الْجَوْزِيّ وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة القَاضِي حُسَيْن) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد القَاضِي أَبُو عليٍّ المروزيّ وَيُقَال

أبو ثابت ابن زينة الحنفي

لَهُ المروالرُّوذي الشافعيّ فَقِيه خُرَاسَان فِي عصره كَانَ أحد أَصْحَاب الْوُجُوه تفقَّه على أبي بكر القفَّال وَله التَّعليق الْكَبِير والفتاوى وَعَلِيهِ تفقَّه صَاحب التَّتِمَّة وَصَاحب التَّهْذِيب محيي السُّنَّة وَكَانَ يُقَال لَهُ حبر الْأمة وَمِمَّا نقل فِي تَعْلِيقه أنَّ البيهقيّ نقل قولا للشافعيّ أنَّ الموذِّن إِذا ترك الترجيع فِي الْأَذَان لَا يصحّ أَذَانه ووجوهه غَرِيبَة فِي الْمَذْهَب وكل مَا قَالَه إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي نِهَايَة الْمطلب وَالْغَزالِيّ فِي الْبَسِيط والوسيط وَقَالَ القَاضِي فَهُوَ المُرَاد بالذِّكر لَا سواهُ وصنَّف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَالْخلاف وَلم يزل يحكم بَين النَّاس ويدرِّس ويفتي وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو ثَابت ابْن زِينَة الحنفيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن زِينَة أَبُو ثَابت بن أبي غَانِم الْأَصْبَهَانِيّ وَهُوَ من بَين فضل وَعلم وعدالة وَرِوَايَة وَكَانَت لَهُ معرفَة بالفقه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَيعرف الْأَدَب معرفَة حَسَنَة أَمَام بِبَغْدَاد مُدَّة يقرىء الْأَدَب وَسمع الحَدِيث من الْأَمِير الْعَبَّادِيّ وَغَيره وَكتب عَنهُ أَبُو مُوسَى الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ توفّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الوافر (بودِّي أَن ألاقيه وجاها ... وأذكر مَا أقاسيه شفاها) (وأنَّ مدامعي مذ صدَّعنِّي ... ترقرق دَائِما وَالْعقل تاها) (رجائي أَن يكون لنا وصالٌ ... فإنَّ الصَّبر منِّي قد تناهى) 3 - (الدّلفيّ المقدسيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَبُو عليّ الدّلفيّ المقدسيّ قَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي عَليّ أبي نصر بن الصَّبَّاغ بِبَغْدَاد وَسمع من الْحسن بن عليّ الْجَوْهَرِي وَكَانَ سمع بعسقلان مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عليّ الميماسي وبمكة حسن بن عبد الرَّحْمَن الشافعيّ وحدَّث باليسير وَكَانَ فَقِيها فَاضلا ورعاً زاهداً عابداً حسن الطَّرِيقَة على سمت السَّلف توفّي سنة أربعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْوَزير الرَّيب) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الرُّوذاراوري أَبُو مَنْصُور ابْن أبي شُجَاع الْوَزير ابْن الْوَزير كَانَ يلقَّب بالرَّبيب وَولي الرَّبيب الوزارة للمستظهر بِاللَّه بعد وَفَاة

السمسار الحنفي مفيد بغداد

الْوَزير أبي الْقَاسِم) ابْن جهير سنة ثمانٍ وَخمْس مائَة فَأَقَامَ وزيراً إِلَى أَن نفذ رَسُولا إِلَى السُّلْطَان أبي شُجَاع مُحَمَّد بن ملكشاه إِلَى أَصْبَهَان فخاطبه السُّلْطَان فِي أَن يَلِي لَهُ الوزارة فَأجَاب إِلَى ذَلِك سنة إِحْدَى عشرَة وَأقَام بأصبهان وَلم يعد إِلَى بَغْدَاد وَسَأَلَ المستظهر أَن يكون وَلَده أَبُو شُجَاع مُحَمَّد نَائِبا عَنهُ فِي ديوَان الْمجْلس فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك ثمَّ سَأَلَ السُّلْطَان أَن يسْأَل لَهُ المستظهر أَن يستوزر وَلَده أَبَا شجاعٍ مُحَمَّدًا وينفرد وَالِده بوزارة السُّلطان فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك واستوزر وَلَده وَهُوَ حينئذٍ صبي دون الْعشْرين سنة وَمَات السُّلْطَان بأصبهان وَقَامَ وَلَده مَحْمُود مقَامه والربيب على وزارته فَلَمَّا توفّي المستظهر بَقِي أَبُو شجاعٍ على حَاله وزيراً إِلَى أَن توفّي وَالِده الربيب بأصبهان فعزل وَلَده عَن الوزارة بِبَغْدَاد وَتُوفِّي الربيب سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة بهمذان وَله من الْعُمر سبعا وَأَرْبَعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَحمل تابوته إِلَى بَغْدَاد وَدفن بِبَاب الطَّاق وَكتب المستظهر إِلَى الربيب لما استوزره السُّلْطَان بأصبهان من الْبَسِيط (تبدَّلوا وتبدّلنا وأخسرنا ... من ابْتغى بَدَلا منَّا فَلم يجد) 3 - (السّمسار الحنفيّ مُفِيد بَغْدَاد) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خسرو البلخيّ أَبُو عبد الله السّمسار الحنفيّ مُفِيد أهل بَغْدَاد فِي وقته سمع الْكثير من مَالك بن أَحْمد بن عليّ البانياسيّ وَمُحَمّد بن عليّ بن أبي عُثْمَان الدقاق وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَعبد السّلام بن مُحَمَّد القزوينيّ وعليّ بن الْحُسَيْن بن قريشٍ وَعلي بن أَحْمد بن حميدٍ البزَّاز وَنصر بَين أَحْمد بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَأحمد بن عُثْمَان بن نَفِيس الواسطيّ وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن فهدٍ العلاَّف وَعبد الْوَاحِد بن علوان بن عقيل الشّيبانيّ وَفَارِس بن الْحُسَيْن الذّهليّ والنقيب طراد بن مُحَمَّد بن عليّ الزّينبيّ وخلقاً كثيرا وَأكْثر عَن أَصْحَاب أبي عليّ بن شَاذان وَأبين الْقَاسِم بن بَشرَان وَأبي طَالب بن غيلَان وَأبي الْقَاسِم التنوخي وَأبي محمدٍ الجوهريّ وأمثالهم وَبَالغ فِي الطّلب حَتَّى سمع من طبقته دون هَؤُلَاءِ من أَصْحَاب أبي الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي وَابْن النَّقور وَابْن الصريفيني وَابْن البشريّ حَتَّى كتب عَنهُ جمَاعَة من أقرانه وَكتب بخطّه الْكثير وَقَرَأَ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وَكَانَ يُفِيد الغرباء والطلاب والأحداث وانتفع بِهِ جمَاعَة وَجمع مُسْندًا لأبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ وخرَّج تخاريج وَلم يحدِّث إِلَّا باليسير قَالَ ابْن السَّمعانيّ سَأَلت أَبَا الْفَصْل بَين ناصرٍ عَن أبي عبد الله البلخيّ فَقَالَ كَانَ فِيهِ لين يذهب إِلَى) الاعتزال وَكَانَ حَاطِب ليل يسمع من كلِّ أحدٍ توفّي سنة ستٍّ وَعشْرين وَخمْس مائَة

الحجاجي الشاعفي الطبري

3 - (الحجَّاجيّ الشَّاعفيّ الطَّبريّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله الحجَّاجيّ البزَّازيّ أَبُو عبد الله بن أبي بكر الْفَقِيه الشّافعيّ من أهل طبرستان قدم بَغْدَاد فِي صباه وَأقَام بهَا وَقَرَأَ الْفِقْه على القَاضِي أبي الطيّب الطَّبَرِيّ ولازم بعده أَبَا إِسْحَق الشّيرازيَّ حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف وَصَارَ من جلَّة أَصْحَابه وتعيَّن بعده للتدريس وتولَّى تدريس النّظامية بعد الشريف أبي الْقَاسِم الدبوسي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة إِلَى أَن قدم أَبُو مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ فأشركوا بَينه وَبَين الطَّبَرِيّ يَوْمًا وَيَوْما ثمَّ صرفا بِأبي حَامِد الْغَزالِيّ فَلَمَّا توجه إِلَى الْقُدس أُعِيد الطَّبَرِيّ ثَانِيًا وَخرج من بَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين إِلَى أَصْبَهَان بعد قتل تَاج الْملك أبي الْغَنَائِم الْوَزير مطالباً بودائع كَانَت لَهُ هُنَاكَ عِنْده وَبَقِي هُنَاكَ إِلَى أَن توفيّ سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ قد سمع من الْخَطِيب أبي بكر وَغَيره 3 - (ابْن السِّيبي) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب بن هبة الله بن السِّيبيّ ابو المظفَّر البغداديّ من أهل الْبيُوت الْكَبِيرَة وَهُوَ أَخُو الْحسن بن مُحَمَّد وَكَانَ الْأَصْغَر ولي النّظر فِي أَعمال قوسان فنقم عَلَيْهِ وَقطعت يَده وَرجله وَمَات سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ شَابًّا ظريفاً متودِّداً لطيفاً ذَا كياسةٍ ورياسةٍ ونفاسةٍ حُلْو الشَّمَائِل حسن الْبَهْجَة لسن اللَّهجة بَاء ابْن البلديِّ فِي وزارته بوزر دمع وتوصَّل فِي قطع يَده وَقدمه فَلم يمض شَهْرَان حَتَّى انْقَضتْ أَيَّام المستنجد وفتك بالوزير المتبلّد وَلم ينم ثاره حَتَّى ظَهرت فِي تَبْدِيل الدّولة آثاره وَمن شهره من مخلّع الْبَسِيط (يَا ناجياً من عَذَاب قلبِي ... وسالماً من رسيس وجدي) (لَا تتقرَّب إِلَى ثِيَابِي ... فإنَّ دَاء الغرام يعدي) (تزْعم أنَّ الْفُؤَاد عِنْدِي ... لَو كنت عِنْدِي لَكَانَ عِنْدِي) (قد غيَّر الدَّهر كلَّ شيءٍ ... غير جفاكم وَحسن عهدي) وَمِنْه من الطَّوِيل (أعيذكم من لوعتي وشجوني ... ونار جوىً بَين الضُّلوع دَفِين) ) (وبرح أسىً لم يبْق فيَّ بقيَّةً ... سوى حركاتٍ تَارَة وَسُكُون) (أرى الْقلب أضحى بعد طارقة الأسى ... أَسِير صباباتٍ رهين شجون) (وَكنت أظنُّ الدَّمع ينقع غلَّتي ... فَزَاد نزاعي نحوكم وحنيني) (وَكَيف سَبِيل الْقرب مِنْكُم ودونكم ... رمال زرودٍ والأجارع دوني) (سلو مضجعي هَل قرَّ من بعد بعدكم ... وَهل عرفت طعم الرقاد جفوني)

نور الهدى الزينبي النقيب

(سهرنا بنعمان ونمتم ببابلٍ ... فيا لعيونٍ مَا وفت لعيون) قلت شعر جيد منسجم 3 - (نور الْهدى الزَّينبيّ النَّقيب) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الوهّاب أَو طالبن الزَّينبي الملقَّب نور الْهدى أَخُو أبي نصر مُحَمَّد وَأبي الفوارس طراد وَكَانَ الْأَصْغَر قَرَأَ الْقُرْآن على عليِّ بن عمر ابْن القزوينيّ الزّاهد فَعَادَت عَلَيْهِ بركته وَقَرَأَ الْفِقْه على قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن عليّ الدامغانيِّ حَتَّى برع وَأفْتى ودرِّس بالشَّرفيّة الَّتِي أَنْشَأَهَا شرف الْملك بِبَاب الطّاق وَكَانَ مدرِّسها وناظرها وترسَّل إِلَى مُلُوك الْأَطْرَاف وأمراء الْبِلَاد من قبل الْخَلِيفَة وَولي نقابة العباسيين والطالبيين مَعًا سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة مُدَّة ثمَّ استعفى وَكَانَ شرِيف النَّفس قويَّ الدِّين وافر الْعلم شيخ أَصْحَاب الرَّأْي فِي وقته وزاهدهم وفقيه بن الْعَبَّاس وراهبهم وَله الوجاهة الْكَبِيرَة عِنْد الْخُلَفَاء وانتهت إِلَيْهِ رياسة أَصْحَاب الرَّأْي ببغدادٍ وَسمع من عبيد الله بن أَحْمد بن عُثْمَان الصَّيْرَفِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غيلَان وَالْحسن بن عِيسَى بن المقتدر وجماعةٍ وجاور بمكَّة نَاظرا فِي مصَالح الْحرم وَسمع البُخَارِيّ من كَرِيمَة بنت أَحْمد المروزيَّة وَانْفَرَدَ بروايته عَنْهَا بِبَغْدَاد وروى عَنهُ جمَاعَة من الأكابر والحفَّاظ وَآخر من حدَّث عَنهُ أَبُو الْفرج بن كليبٍ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة وَقد مدحه أَبُو إِسْحَق الغزِّي بقصيدةٍ أوَّلها من الطَّوِيل (جفونٌ يصحُّ السُّقم فِيهَا فتسقم ... ولحظٌ بناجيه الضَّمِير فيفهم) (مَعَاني جمالٍ فِي عِبَارَات خلقه ... لَهَا ترجمانٌ صامتٌ يتكلَّم) (محا الله نونات الحواجب لم تزل ... قسيّاً لَهَا دعجٌ النَّواظر أسْهم) (وأطفأ نيران الخدود فَقل لمن ... رأى قبلهَا نَارا يقبِّلها الْفَم) ) مِنْهَا فِي المديح (بِنور الْهدى قد صحَّ معنى خطابه ... وكلُّ بعيدٍ من سنا النُّور مظلم) (رَقِيق الْمعَانِي جلَّ إيجاز لَفظه ... عَن الْوَصْف حَتَّى عَنهُ سحبان يفحم) (يجود ويخشى أَن يلام كأنَّه ... إِذا جاد من خوف الْمَلَامَة مجرم) (وَمَا حرَّم الدُّنيا ولكنَّ قدره ... من الْملك فِي الدُّنْيَا أجلُّ وَأعظم) 3 - (ابْن سكَّرة الصَّدفيّ المغربيّ أَبُو عليّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن فيّرة بن حيُّون أَبُو

ابن الفقاعي الحنبلي

عليّ الصَّدفيّ الْمَعْرُوف بِابْن سكّرة من أهل سرقسطة قَرَأَ بهَا الْقُرْآن على الْحسن بن مُحَمَّد بن مبشِّر الْمَعْرُوف بِابْن الإِمَام صَاحب أبي عمر والدانيّ وَسمع من عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد بن فورتش وَأبي الْوَلِيد الباجيّ وَمُحَمّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن الصَّرَّاف إِمَام الْجَامِع بهَا وجال فِي الأندلس وَسمع ببلنسية وبالمريَّة وبالمهديَّة وَدخل مصر والإسكندرية وَسمع بهما وبتنِّيس وحجَّ وَسمع بِمَكَّة وبالبصرة وبواسط وَدخل بَغْدَاد وَأقَام بهَا خمس سِنِين وعلق عَن أبي بكر الشاشيّ الشافعيّ تعليقته الْكُبْرَى فِي الْخلاف وتفقَّه عَلَيْهِ وَسمع الْكثير من خلقٍ كثيرٍ بِبَغْدَاد وحصَّل الْكتب والفوائد وَدخل الشَّام وَسمع بهَا وَعَاد إِلَى الْمغرب فَأَقَامَ بهَا وَأخذ النَّاس عَنهُ علما كثيرا وحدَّث بِبَغْدَاد بحديثٍ وَاحِد وَبعد صيته بالغرب ثمَّ إنَّ أهل مرسية وشرق الأندلس طلبُوا من أَمِير الْمُسلمين أبي الْحسن عليّ بن يُوسُف بن تاشفين أَن يقلَّده قضاءهم فقلَّده فَامْتنعَ وفرَّ بِنَفسِهِ إِلَى المريَّة فتردَّدت كتب ابْن تاشفين وألزم إشخاصه إِلَى مرسية وشدِّد عَلَيْهِ فتقلَّد ذَلِك مكْرها وَلم يزل مَحْمُود السّيرة إِلَى أَن عزل نَفسه واختفى فَكتب ابْن تاشفين بردِّه إِلَى الْقَضَاء ثمَّ شفع فِيهِ قَاضِي الْجَمَاعَة فَأَجَابَهُ إِلَى الإعفاء وَلما وجَّه ابْن تاشفين الجيوش إِلَى الثَّغر مَعَ أَخِيه الْأَمِير إِبْرَاهِيم سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة خرج فِيمَن خرج مَعَ المطوَّعة فَلَمَّا جرت الْهَزِيمَة على الْمُسلمين بقتندة كَانَ فِي من ختم لَهُ بالشَّهادة سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة قَالَ القَاضِي عِيَاض وَلَقَد حَدثنِي الْفَقِيه أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن جعفرٍ أَنه قَالَ لَهُ خُذ الصَّحيح فاذكر أيَّ متنٍ شِئْت مِنْهُ أذكر لَك سَنَده أَو أيَّ سندٍ شِئْت أذكر لَك مَتنه 3 - (ابْن الفقاعيّ الحنبليّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو عبد الله الْفَقِيه الحنبليّ الْمَعْرُوف بَان الفقاعيّ تفقَّه على أبي) عبد الله حامدٍ وزوَّجته بابنته وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء صَاحب فَتْوَى وَنظر وَكَانَت لَهُ حلقةٌ بِجَامِع الْمَدِينَة وَله تصانيف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وروى عَنهُ أَبُو بكر الْخَطِيب وَأَبُو عليِّ ابْن البنَّاء فِي مشيخته وتوفيّ سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (الْحَافِظ أَبُو عرُوبَة الحرَّانيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن مودودٍ أَبُو عرُوبَة الْحَرَّانِي

الراغب

السُّلميّ الْحَافِظ أحد أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن كَانَ ثِقَة نبيلاً رَحل النَّاس إِلَيْهِ إِلَى حرّان قَالَ ابْن عديّ كَانَ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (الرّاغب) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الرَّاغِب الأصبهانيّ أحد أَعْلَام الْعلم ومشاهير الْفضل مُتَحَقق بِغَيْر فنٍّ من الْعلم وَله تصانيف تدل على تَحْقِيقه وسعة دائرته فِي الْعُلُوم وتمكُّنه مِنْهَا 3 - (عز الدّين ابْن النيَّار) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن علوان الْمولى الْكَبِير عز الدّين أَخُو شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين بن النيَّار بِفَتْح النُّون وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف رَاء كَانَ وَكيل أَوْلَاد المستعصم وَكَانَ يدْرِي الْجَبْر والمقابلة وَلما شَاهد الْقَتْل فدى نَفسه بِعشْرَة آلَاف دِينَار فَأطلق وَتُوفِّي بعد شهرٍ سنة ستٍ وَخمسين وست مائَة وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه صدر الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ 3 - (أَبُو سعيدٍ الزَّعفرانيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو سعيدٍ الإصبهانيّ الزَّعفرانيّ كَانَ فِي مَا ذكر أَبُو نعيم بنْدَار الْبَلَد فِي كَثْرَة الْأُصُول والْحَدِيث صَاحب معرفةٍ وإتقانٍ صنَّف الْمسند والشيوخ وَله من المصنفات شَيْء كثير وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائةٍ وَسمع أَبَا الْقَاسِم البغويّ وَيحيى بن صاعد وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن زيد وروى عَنهُ أَبُو بكر بن أبي عليٍّ وَأَبُو نعيم وَأهل أَصْبَهَان 3 - (الْأنْصَارِيّ الْخَطِيب الطُّرطوشيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عريب الإِمَام أَبُو عليِّ الْأنْصَارِيّ الطرطوشيّ المقرىء أَخذ الْقرَاءَات بطرطوشة عَن أبي مُحَمَّد بن مُؤمن وبسرقسطة عَن ابْن الورَّاق) وتفقَّه بقاضي طرطوشة أبي الْعَبَّاس بن مسْعدَة وَغير وَاحِد وَسمع أدب الْكَاتِب بِبَلَدِهِ من أبي الْعَرَب الصِّقلِّي الشَّاعِر قِرَاءَة عَلَيْهِ وَرَوَاهُ بعلوً عَن أبي عمر بن عبد

المروروذي

الْبر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَغير واحدٍ وتصدَّر للإقراء بِبَلَدِهِ والخطابة وأقرأ بِجَامِع المريَّة فَلَمَّا دَخلهَا الفرنج استوطن مرسيةً وقدِّم للخطابة وأقرأ بهَا وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَت لَهُ حَلقَة عَظِيمَة وَكَانَ مَعَ فضائله متواضعاً ليِّن الْجَانِب وَكَانَ صَالحا أَخذ عَنهُ أَبُو الْخطاب بن واجبٍ وَأَبُو مُحَمَّد بن غلبون وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (المرورُّوذيَ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن بهْرَام المرو الرُّوذي المؤدِّب نزيل بَغْدَاد توفّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ وَالْعِشْرين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْحَافِظ القبانيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن زِيَاد أَبُو عليٍّ النَّيسابوريّ القبَّانيّ بالقاب وَالْبَاء الموحَّدة مشدَّدة وَبعد الْألف نون الْحَافِظ أحد أَرْكَان الحَدِيث بنيسابور سمع الْكثير وَرُوِيَ عَنهُ الْكثير وصنَّف الْمسند والأبواب والتاريخ والكنى توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ السِّنجيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن مُصعب بن زُرَيْق الْحَافِظ أَبُو عَليّ السِّنجيّ المروزيّ كَانَ يُقَال مَا فِي خراسنان أَكثر حَدِيثا مِنْهُ توفّي سنة خمس عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن أبي زرْعَة قَاضِي دمشق) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عُثْمَان أَبُو عبد الله ابْن القَاضِي

الخالع

أبي زرْعَة قَاضِي دمشق وَابْن قاضيها ثمَّ ولي قَضَاء مصر سنة أَربع وَعشْرين وَتُوفِّي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سبعٍ وَعشْرين وثلاثمائةٍ بِمصْر 3 - (الخالع) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن جعفرٍ أَبُو عبد الله البغداديّ الشَّاعِر يعرف بالخالع حدَّث عَن أَحْمد بن خُزَيْمَة وَغَيره وروى عَنهُ الْخَطِيب وَغَيره وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة من شعره 3 - (ابْن طَبَاطَبَا النسَّابة) ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم أَبُو عبد الله ابْن طَبَاطَبَا الْعلوِي النَّسَّابة قَالَ الْخَطِيب كَانَ متميزاً بِعلم النَّسب وَمَعْرِفَة الْأَيَّام وتاريخ النَّاس وَله حَظّ من الْأَدَب والشِّعر وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الْخَطِيب الدِّمشقي) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن طلاَّبٍ أَبُو نصرٍ الدِّمشقي الْخَطِيب روى عَن ابْن جَمِيع مُعْجَمه وَكَانَ يخْطب للمصريين ثمَّ تخلَّى عَن ذَلِك توفّي سنة سبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (السِّنديّ المدنيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أبي معشرٍ السنديّ المدنيّ الأَصْل البغداديّ حدَّث عَن وَكِيع وَلم يكن بالثقة فَتَركه النَّاس توفّي سنة خمسٍ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الوركانيّ) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحسن ظهير الدّين أَبُو المحاسن الْأَصْبَهَانِيّ

الشريف زين الدين الحسيني

الْوَركَانِي تقدم ذكر وَالِده فِي المحمدين وَذكر أَخِيه مفتي الْفَرِيقَيْنِ الْحسن بن مُحَمَّد فِي مكانيهما وَمَات ظهير قبل أَخِيه بستِّ سِنِين أَو سبعٍ ووفاة أَخِيه المذكورسنة تسعٍ وَخمسين وَخمْس مائَة والظهير هَذَا كَانَ أَصْغَر من مفتي الْفَرِيقَيْنِ الْحسن وَكَانَ فَاضلا عَالما شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَمن شعره مسمَّطه (أَهلا بطيفٍ طَارق فِي جنح ليلٍ غَاسِق ... مرقد صبٍّ عاشق مهاجرٍ مفارق) قد شفَّه طول السَّقم (يطوى على الأيانق صحايف السّمالق ... فَردا بِلَا مرافق من خوف واشٍ لَاحق) يطمس آثَار الْقدَم (لكنَّه لّما مَشى نمَّ عَلَيْهِ ووشى ... فايح نشرٍ قد نشا من صُدْغه وريَّشا) لكنَّ ريَّاه ينمّ (أرَّج مسراه الثرى لما تبدَّى وسرى ... وجرَّ ذيلاً فَجرى كأنَّ فِيهِ عنبرا) ينشره من الأكم 3 - (الشريف زين الدّين الْحُسَيْنِي) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عدنان الشريف زين الدّين الحسينيّ الْكَاتِب الْمَشْهُور خدم بكراك الشوبك) شَابًّا وَحضر إِلَى دمشق وتنقَّل فِي المباشرات ثمَّ انْتقل إِلَى نظر حلب ثمَّ إِلَى نقابة الْأَشْرَاف بِدِمَشْق والديوان إِلَى أَن استولى قازان على دمشق واستخرج مِنْهَا ذَلِك المَال الْعَظِيم وَكَانَ ظَاهره أَرْبَعَة آلَاف ألف دِرْهَم وتوزيعه مَا لَا يُحْصى فباشره زين الدّين ونوابه قَالَ ابْن الصقاعي وَلم يصل إِلَى قازان مِنْهُ عشره هَذَا غير مَا بذله النَّاس مداراةً وَمَا أَخذ من الحواصل وَلما عَادَتْ الدولة الإسلامية وشمس الدّين الأعسر المشدّ فِي شعْبَان سنة تسع وَتِسْعين وستِّ مائةٍ عُوقِبَ الشريف زين الدّين وَضرب هُوَ وَأَخُوهُ أَمِين الدّين بدار الْوَزير الْأَمِير شمس الدّين الأعسر وصودرا بأموالٍ كثيرةٍ وَأخذ إِلَى مصر ثمَّ إِن الْأَمِير جمال الدّين الأفرم أرسل فِي طلبه مرَارًا ليحاققه فَأرْسل إِلَيْهِ فولاَّه ديوانه وَنظر الْجَامِع ثمَّ أَعَادَهُ إِلَى الدّيونه فَتوفي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثمانٍ وَسبع مائَة وَقد تقدم ذكر أَخِيه أَمِين الدّين جَعْفَر وَهُوَ وَالِد السَّيِّد عَلَاء الدّين عَليّ نقيب الْأَشْرَاف بِدِمَشْق

الشريف شهاب الدين

3 - (الشّريف شهَاب الدّين) الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن زيد بن الْحُسَيْن بن مظفّر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله العوكلانيّ ابْن مُوسَى الكاظم بن الإِمَام جَعْفَر الصَّادِق بن الإِمَام مُحَمَّد الباقر بن الإِمَام عَليّ زين العابدين بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم القَاضِي السَّيِّد الإِمَام الْفَاضِل الْكَاتِب شهَاب الدّين أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الْعَسْكَر بَاشر كِتَابَة الْإِنْشَاء بِبَاب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَله عشرُون حولا وخطب بالسلطان فِي جَامع القلعة خطْبَة وَاحِدَة وحجَّ إِلَى بَيت الله الْحَرَام وَتوجه مَعَ بشتاك إِلَى قطيا صُحْبَة الْعَسْكَر لما خرج للقبض على الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وتوحّه صُحْبَة القَاضِي عَلَاء الدّين بن فضل الله إِلَى الكرك لّما توجّه صُحْبَة الْملك النَّاصِر أَحْمد وَأقَام بهَا إِلَى أَن عَاد الْجَمَاعَة ثمَّ رسم لَهُ بالتوقيع فِي الدَّست وقدَّام النَّائِب ثمَّ رسم لَهُ بالتوقيع قدّام السُّلْطَان الْملك الْكَامِل شعْبَان بن النَّاصِر فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ عِنْد خُرُوج القَاضِي تَاج الدّين مُحَمَّد بن الزين خضر إِلَى كِتَابَة سرّ الشَّام اجْتمعت بِهِ غير مرةٍ وكاتبته وكاتبني وأنشدني كثيرا من نظمه ونثره ورأيته يكْتب وينشىء وينشد وَهَذَا غَرِيب وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة ثمانٍ وَتِسْعين وستّ مائةٍ بِالْقَاهِرَةِ فِي دَار جده شمس الدّين قَاضِي الْعَسْكَر فِي سويقة الصاحب قَالَ وتوجهت إِلَى مَكَّة صُحْبَة وَالِدي سنة) إِحْدَى وَسبع مائةٍ واستجاز لي من جمَاعَة وَأَجَازَ لي الشَّيْخ تفيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد جَمِيع مَا يجوز لَهُ رِوَايَته وَأَجَازَ لي الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وَالشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن إِسْحَق بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الأبرقوهي وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائةٍ سَمِعت صَحِيح مُسلم وَفِي سنة أَربع عشرَة نظمت الشّعْر وَنَثَرت وأكملت التَّنْبِيه حفظا وبحثته وَفِي هَذِه السّنة اجْتمعت بقاضي الْقُضَاة بدر الدّين بن جمَاعَة وَأَجَازَ لي وَاجْتمعت بالشيخ عَلَاء الدّين القونوي وَحَضَرت دروسهما وفيهَا باشرت الْإِعَادَة بمدرستي الإِمَام السَّيِّد الْحُسَيْن ومدرسة الْأَمِير فَخر الدّين عُثْمَان عِنْد ابْن المرحَّل زين الدّين وأقضى الْقُضَاة نجم الدّين الْقَمُولِيّ وَفِي هَذِه السّنة خطبت بِجَامِع أبي الْجد القَاضِي محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر وَفِي أَوَائِل سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة كنت أنشأت خطباً وخطبت بِبَعْضِهَا وَفِي سنة ستّ عشرَة سَمِعت على الشيخة المعمَّرة زَيْنَب ابْنة أَحْمد الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَة ابْن سيِّد النَّاس وَفِي سنة عشْرين تَوَجَّهت إِلَى مَكَّة لأَدَاء فَرِيضَة الحجّ وَاجْتمعت بقاضيها نجم الدّين وخطيبها بهاء الدّين الطبريَّين وَفِي سنة ثلاثٍ وَعشْرين توجَّهت إِلَى مَكَّة متطوَّعاً ونظمت بِمَنْزِلَة رابغ من مجزوء الْكَامِل (لله لطفٌ سابغٌ ... شكرا فهذي رابغ) (بلِّغتموا مَا ترتجون ... فَفِي المحامد بالغوا) وأنشدني فِي لَفظه لنَفسِهِ قصيدتيه اللّتين مدح بهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أوّلهما إِلَى آخرهما وَأول الأولى من الْبسط

(بَانَتْ لعينيَّ أعلامٌ هِيَ السُّول ... ومعهدٌ برَسُول الله مأهول) وَأول الثَّانِيَة وَهِي مائَة وَتسْعُونَ بَيْتا من الْبسط (يَا حبَّذا طللٌ بالدّمع مطلول ... خلا وقلبي بِمن حلُّوه مأهول) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الطَّوِيل (هِيَ البانة الهيفاء تخطر أَو تخطو ... أَو الظّبية الوطفاء تنظر أَو تعطو) (بل الشَّمْس والجوزا وشاحٌ وقلبها ... هلالٌ وَمن نجم الثُّريا لَهَا قرط) (إِذا اهتزّ ذَاك القدُّ وارتجَّ ردفها ... فيا حبَّذا تِلْكَ الأراكة والسِّقط) (من الغيد تَغْدُو بالقلوب أسيرةً ... وتحكم منّا فِي الْقُلُوب فتشتطُّ) (إِذا ذلَّ مضناها تتيه تدلُّلاً ... وَإِن جدّ بالصَّبِّ الْهوى فلهَا بسط) ) (وَفِي شرعها أنَّ الْوِصَال محرّمٌ ... وأنَّ الجفا والصَّدَّ فِي حبّها شَرط) (سبتني غَدَاة الْبَين حِين ترحَّلت ... وأومت بتوديعي أناملها السُّبط) (وأبدت دنوّاً والبعاد وَرَاءه ... وربَّ رضى قد طَال من بعده السُّخط) (فَمَا روضةٌ صفَّت نمارق زهرها ... وَمن سندسيَّات الرّبيع لَهَا بسط) (بأبهى واذكى من سناها وَعرفهَا ... وَمِمَّا حوت تِلْكَ المطارف والنُّمط) (وَلما سرت ذَاك الخليط تبادرت ... مدامع طرفٍ بالدّماء لَهَا خلط) (حكت أدمعي لون الجمان بجيدها ... وَلَكِن لذا نظمٌ وَهَذَا لَهُ فرط) (بروحي الَّتِي فِي الْقرب شحَّت بنظرةٍ ... وَبَات ضجيعي طيفها والمدى شحط) (رأى نَار أشواقي فَلم يخط موضعي ... وزار كلمحٍ والصَّباح لَهُ وَخط) (وَلَو كنت أَدْرِي أَن يلمّ خيالها ... فرشت لَهُ خدِّي وَمن لي بِأَن يخطو) (وَمَا بَرحت تشتطُّ والشَّمل جامعٌ ... فَلم سمحت بالوصل والحيُّ قد شطُّوا) (خليليَّ قد نمَّت بوجدي عبرتي ... فَلَا تعذلاني واعذرا فالأسى فرط) (فَإِن أخفه فالزَّند بوجدي عبرتي ... وَإِن أبده قهرا فقد يظْهر السّقط) (فكم ذَا أَشْيَم الْبَرْق من أَيمن الغضا ... دجى أَو تبدّى لي ذوائبه الشُّمط) (وحتّام أرعى أنجم اللِّيل ساهراً ... كأنَّ لعلياء الجفون بهَا ربط) (تفرَّق مِنْهَا شملها وترجَّلت ... وبالغرب قد أضحى لأرجلها حطُّ) (حكتني وأحبابي افتراقاً وألفةً ... فمني لَهَا رحمى ومني لَهَا غبط) (كأنَّ بآفاق السَّمَاء قلائداً ... وَفِي كل قطرٍ من كواكبها سمط) (كأنَّ صغَار الشُّهب بَين كِبَارهَا ... سطورٌ من البلَّور زينها النفط)

(كأنّ مُرُور السُّحب فَوق نجومها ... رياض أقاحٍ مرَّ من فَوْقهَا مرط) (كأنّ رَقِيق الْغَيْم يحجب نورها ... خمارٌ على حسناء يَبْدُو وينحطُّ) (كأنّ كمون الْبَرْق ثمَّ ظُهُوره ... بنانٌ خضيبٌ شانه الْقَبْض والبسط) (كأنّ الدجا والزهر فرع مكلل ... لَهُ الْفجْر فرقٌ والثريا لَهُ مشط) (كأنّ نُجُوم الْأُفق وَالصُّبْح لائحٌ ... أزاهر فِي نهرٍ تلوح وتنعطُّ) (كأنّ يَد الإمساء تنثر لؤلؤاً ... وَتَأْتِي يَد الإصباح من دأبها اللَّقط) ) (كأنَّ انهمال الْغَيْث والبرق مضرمٌ ... أيادي عليٍّ حِين يسمح أَو يَسْطُو) (غياث الورى المدعوّ إِن جلَّ حادثٌ ... وغيث الورى المرجوّ إِن شَمل الْقَحْط) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من مجزوء الرمل حكم الرازق بالرزق فَمَا هَذَا التهافت (لم يقل من كدَّ وافه ... وَلمن عَنْك التهى فت) وَكتب إِلَى العلاَّمة شهَاب الدّين أبي الثَّنَاء مَحْمُود رَحمَه الله تَعَالَى من الْقَاهِرَة يقبّل الأَرْض لَا أبعد الله عَن الرُّوّاد ساحتها وَلَا أفقد الورّاد سماحتها وَلَا زَالَت محوطةً بعناية الله فِي ظعنها وإقامتها منوطةً بامتداد النِّعم وإدامتها مَرْفُوعَة إِلَى غايةٍ يقصر النَّجْم أَن يساميها وتضحي الشَّمْس دون وساميها وَلَا بَرحت رحال الرجاءتحطّ برحابها وجنائب الثَّنَاء تحثّ إِلَى جنابها ونتائج الْأَلْبَاب تهدي لبابها وَيُنْهِي شوقه الَّذِي تكَاد حَصَاة الْقلب مِنْهُ تذوب إِلَى لثم تِلْكَ الْيَد الَّتِي تعلم مِنْهَا الْغَيْث كَيفَ يصوب والأنعم الَّتِي وسمت بهَا مغناي وَهُوَ جديب والمكارم الَّتِي تجفّ ضروع المزن وَهِي حَلُوب حَيْثُ وضوح محجَّة الحجى واتساع أرجاء الرجا ومهب رخاء الرخا وانتظام سَحَاب السخاء إِذْ ظلال الْآدَاب وارفة وشمس الأفضال طالعة لَيست بكاسفة فرعى الله وحيَّ وَسَقَى وصان وَحمى وَوقى وَلَا عدمت أندية الْآدَاب أنداء ذَلِك السَّحَاب وَلَا غَابَ عَن غَابَ الأقلام بَأْس ذَلِك الضِّرغام مَا شوق العليل إِلَى الشِّفا والحجيج إِلَى الصَّفا والمشرد إِلَى الوطن والمسهَّد إِلَى الوسن والظمآن إِلَى المَاء والحرث إِلَى أَسمَاء بِأَكْثَرَ كلفاً وَلَا أَشد شغفاً من الْمَمْلُوك إِلَى اقتباس تِلْكَ الْفَوَائِد والتماس تِلْكَ الفرائد قرَّب الله مغناها مَا أسناها وَلَا أبعد مسراها فَمَا أسراها إِنَّهَا العقائل الشَّرِيفَة بشرف الْقَائِل وَلها من نَفسهَا طرب كَمَا فِي ابْنة الْعِنَب من الْخَفِيف لَا تخافي إِن غبت أَن نتناساك وَلَا إِن واصلتنا أَن نملاّ إِن تغيبي عَنَّا فسقيا ورعياأو تلمِّي بِنَا فأهلاً وسهلا أَيهَا السَّيِّد وَمَا خلت الْبِقَاع وَالْإِمَام الَّذِي انْعَقَد على فَضله الْإِجْمَاع والماجد الَّذِي محامده ملْء الْأَبْصَار والأفواه والأسماع صفحاً عَن قريحةٍ مَا أَوْمَضْت حَتَّى خبت وَلَا مَضَت حَتَّى كبت وَلَا مَضَت حَتَّى نبت وَلَا امتدّ لَهَا ظلّ الْعَيْش حَتَّى تقلّص وَلَا سَاغَ لَهَا ورده حَتَّى غصّص وتنغَّص وَلَا أطلّ سحابه حَتَّى أقلع وَلَا أظلّ حَتَّى تقشَّع وَلَا سلَّم بنان بَيَانهَا حَتَّى

ودَّع كرَّت) عَلَيْهَا الكروب وتخطَّت إِلَيْهَا الخطوب وتوالت عَلَيْهَا الهموم فَلم تدع لَهَا همَّه ورمتها الْحَوَادِث بِكُل ملمّة تسوِّد الْقلب وتبيِّض اللِّمَّة فَلَا غرو إِن أَصبَحت كليلةً من الأفراح ودمنةً من الأتراح تدعى وَلَا تجيب وَمَا ذَاك بعجيب إِن شَاءَ الْمَمْلُوك مِنْهَا إنْشَاء أَبَت إِلَى إباءً وَقَالَ النجَاة النجَاة فبضاعتك مزجاة عدِّ عَن هَذَا السَّبِيل لست من هَذَا الْقَبِيل فَقلت لما أَعْطَتْ منعهَا وَأَكْثَرت ردَّها وردعها لَا يكلِّف الله نفسا إِلَّا وسعهَا إِن الْهَدَايَا على مِقْدَار مهديها وَلما شجع الْمَمْلُوك نَفسه بِهَذِهِ الْمقَالة شفع هَذِه الرسَالَة بأبياتٍ تباريها فِي الثَّنَاء وتجاريها فِي حلبة الدُّعَاء وأقدم على هَذَا الْعرض الْأَدْنَى على ذَلِك الْجَوْهَر الْأَسْنَى وقابل ذَلِك الْمقَام بِهَذَا الْمقَال بعد أَن استقال وَقَالَ من الطَّوِيل (سلا قلبه إِن كَانَ عَن حبكم سلا ... وَهل مَال يَوْمًا عَن هوى ذَلِك الملا) (وَهل زَالَ من بعد البعاد وداده ... وَهل حَال عَن تِلْكَ المعاطف والحلا) (سقى الله أَيَّام الْوِصَال وعيشنا ... رَقِيق الْحَوَاشِي لَا ينغَّص بالقلى) (لياليَّ روض الْجزع فيهنَّ مَا ذوى ... ومعهد ليلى الأخيلية مَا خلا) (سحبت بهَا ذيل المسرَّة والصِّبا ... وحالفت لذِّاتٍ وخالفت عذَّلا) (لقد طَال ليلِي بعدهنَّ كَأَنَّهُ ... بسود فروع الغانيات توصَّلا) (فكم كلفٍ مثلي بمنعرج اللِّوى ... تكلّف أثقال الْهوى وتحمَّلا) (لَهُ مقلةٌ عبرى تجود بِمَائِهَا ... وقلبٌ من الْبَين المجدِّ تجدَّلا) (مَا كلُّ جفنٍ مثل جفني مسهَّد ... وَلَا كلُّ قلبٍ مثل قلبِي مبتلى) مِنْهَا (ولّما وقفنا بالمطايا عشيَّةً ... على الطلل الْبَالِي وَقُلْنَا لَهُ الا) (أذنَّنا لأخلاف الدُّمُوع فأحلفت ... وفاضت إِلَى أَن انبت العشب والكلا) مِنْهَا (وعاذلةٍ فِي سوء حظي جَهَالَة ... وَلَا ذَنْب لي فِي سوء حظي لتعذلا) (وَلَو يصلح الْإِنْسَان بالجدِّ حظَّه ... لأوسعت فِي إصْلَاح حَالي التَّحيُّلا) (وقائلةٍ قد جلَّ منصب جلَّقٍ ... فَقلت لَهَا مَا ذَاك بدعٌ وَكَيف لَا) (ومحمود ذُو الْجُود ابْن سلمَان حلَّها ... فحلَّى من الْآدَاب مَا قد تعطَّلا) ) (أعزُّ الوى جاراً وأنفع نائلاً ... وَأكْثر إفضالاً وأعذب منهلا) (وأوفاهم عهدا وأقربهم ندىً ... وأطوعهم باعاً وأفصح مقولا) (هُوَ الْبَدْر خلقا والنسيم خلائقاً ... هوالبحر كفا والجداول أنملا) (فوبل الحيا من ذَلِك الكفِّ يجتدى ... وشمس الضُّحى من ذَلِك الْوَجْه تجتلى)

(محّياً وسيمٌ وَالْوُجُوه عوابسٌ ... وكفٌّ بإثراء العديم تكفَّلا) (فَإِن حلَّ جدبٌ كَانَ كنزاً ومزنةً ... وَإِن جلَّ خطبٌ كَانَ حرْزا ومعقلا) مِنْهَا (أَتَاك قريضي قد تلَّفع بالحيا ... وأمَّك للاغضاء مِنْك مؤمِّلا) (وماهو إِلَّا قَول تلميذك الَّذِي ... روى خبر الإبداع عَنْك مسلسلا) (غَدا العفاة الْعَصْر مغنىً ومغنياً ... وَأصْبح للراجين مولى وموئلا) (فَإِن كَانَ ذَا عيبٍ فَلَنْ تضمن الْهدى ... وَإِن كَانَ ذَا حسنٍ فعنك تأصَّلا) وَهِي تِسْعَة وَسِتُّونَ بَيْتا وَكلهَا جيد فَكتب جَوَابه رَحمَه الله تَعَالَى يقبل الباسطة لَا زَالَت قضب أقلامها بالمعاني مثمرة وليالي أنفاسها بالأماني مُقْمِرَة وأنواء فضائلها بِمَاء النعماء ممطرة من الْبَسِيط (حَتَّى يرى كلُّ طرسٍ من أناملها ... روضاً تقَابل فِي أَثْنَائِهِ الثَّمر) (وللمعاني على أنفاسه لمعٌ ... كاللّيل أشرق فِي أرجائه الْقَمَر) فَهِيَ الْيَد الَّتِي شرِّف مقبِّلها وتغني مؤمِّلها وتباري الْغَيْث فيبين فَضلهَا عَلَيْهِ وتجاري الْبَحْر الَّذِي يهدي الدّرّ فيودُّ لَو أَهْدَت درَّها إِلَيْهِ من الْبَسِيط (يدٌ عهدتك للتقبيل تبسطها ... فتستقلُّ الثُّريَّا أَن تكون فَمَا) تقبيلاً يواليه حَتَّى يكَاد يثبت فِيهِ قبله ويتابعه إِلَى أَن تروى مِنْهَا غلله فَهُوَ لَا يُطيق عَن وردهَا صَدرا وَلَا يتعوَّض من عين معينها أثرا من الْبَسِيط (وَلَا يملُّ وروداً من مناهلها ... إِلَّا إِذا ملَّ طرف النَّاظر النَّظرا) وَينْهى وُرُود المشرَّفة الْكَرِيمَة بل دِيمَة الْفضل المربي دوامها على كل دِيمَة فقبَّل مِنْهَا مواقع كرمه وقابل مِنْهَا مطالع نعمه فشاهد بهَا أفق فضلٍ كلما أفل نجم أطلع بَدْرًا ووقف مِنْهَا) على بَحر علمٍ كلما أبرز لؤلؤاً رطبا قذف بعده درا فتحير كَيفَ يتَخَيَّر وتململ حِين تأمّل وَقَالَ مَا طَائِر هَذَا الْبَيَان مِمَّا يلج أوكار الأفكار وَلَا در هَذَا الانسجام مِمَّا ينظم فِي سخاب السّحاب إِن هَذَا إلاّ سحر وَلكنه حَلَال وَمَا هَذِه الْموَاد إِلَى بَحر وَلكنه العذب الزُّلال ثمَّ ثاب ذهنه فَقَالَ بل هَذَا لفظ من أُوتِيَ ملك البراعة وخطب بفضله على مَنَابِر الأنامل فِي شعار السوَاد خطيب البراعة فسيفه قلمه وجنده كَلمه وذخائره الْمعَانِي الَّتِي تنمى على الْإِنْفَاق وسراياه شوارد الْأَمْثَال الَّتِي تسري بهَا رفاق الْآفَاق وَعلم الْمُلُوك مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ هَذَا الْكتاب من إحسانٍ عميمٍ وفضلٍ صدر عَن كرم أصلٍ وشرفٍ جسيمٍ وودٍّ مثله من يرعاه وَلَا يرْعَى الودّ الْقَدِيم إِلَى الْكَرِيم وفضلٍ مَا وصف إِلَّا نَفسه فَإِنَّهُ لَا يُشَارك فِي الْفضل الجسيم فَشكر الْمَمْلُوك وَأثْنى وقبَّل فرائد سطوره مثنى مثنى وعوَّذ محَاسِن مهديه بأسماء الله الْحسنى وَقَالَ

إِن قبل هَذَا الدرّ فالدرّ دونه وَلكنه زهر الدراري بل اسنى وقرَّظ ذَلِك الْفضل الراسخ والبديع الَّذِي إِذا تعاطاه فَهُوَ الْمُبْدع وَإِن تعاطاه غَيره فَإِنَّهُ النَّاسِخ وكلّف فكره الْإِجَابَة فاستقال وعاوده فَمَا زَاد على أَن قَالَ كنت تقدر على هَذَا والبديهة مطاوعة والقريحة مسارعة والخاطر نقّاد والفكر منقاد والمواد مجتمعة والمسالك متّسعة والشباب جَامع لهَذِهِ الْأَسْبَاب والفراغ رادع عَن الإحجام عَن اقتحام هَذَا الْبَاب فأمّا الْآن فخاطرك مكدود وَبَاب نشاطك مسدود وعوارض الْكبر رادعة وهواجس الْفِكر فِي أَمر معادك صادَّة صادعة فَعلم الْمَمْلُوك صدق هَذَا الْجَواب وَكَاد يُوَافق الخاطر على التوجّه صوب هَذَا الصَّوْت وَلَكِن خشِي أَن ينْسب إِلَى إهمال حقِّ سيّده وَمن يَرْجُو بركَة سلفه ليومه وغده فسطَّرها الْمَمْلُوك معتذرةً عَن قصوره مقترنةً بنظمٍ تتطاول بيوته إِلَى مَنَارَة قصوره من الطَّوِيل (فَمَا هُوَ من أكفاء أبياتك الَّتِي ... سررت بهَا سرِّي وأعليت لي قدري) (وشتَّان مَا بَين الثريا إِلَى الثرى ... وَأَيْنَ السُّهى من طلعة الْقَمَر الْبَدْر) وَهِي من الطَّوِيل (ذكرت وَلم أنس الزَّمَان الَّذِي خلا ... فَعَاد غرامي مِثْلَمَا كَانَ أوَّلا) (وعاودني ذكرى حبيبٍ ومنزلٍ ... فَوَافَقت من يبكي حبيباً ومنزلا) (أحنُّ وَمَا يجدي الحنين وَبَين من ... أحبُّ وبيني الضَّعف والسِّنُّ والفلا) (إِذا نهضت بِي همَّة الشَّوق أقعدت ... عوائق أدناهنَّ يذبلن يذبلا) ) (فواهاً لأيام الشَّبَاب الَّتِي مَضَت ... وأبقت حنيناً بعْدهَا مَا انْقَضى وَلَا) (وَللَّه عيشٌ مرَّ فِي مصر لم يرق ... لنَفْسي عيشٌ مذ تقضَّى وَلَا حلا) (وإخوان صدقٍ كنت مِنْهُم مجاوراً ... شموس الْهدى سحب النَّدى شهب الْعلَا) (علوا شرفاً سادوا نهى كرموا ندىً ... زكوا سلفا طالوا علا كملوا حلا) (وعهدي بهم لَا أبعد الله عَهدهم ... يداوون دَاء الْخطب أعيى وأعضلا) (يفون بحقِّ الْجَار والدهر غادرٌ ... ويسخون إِذْ يلفى الْغَمَام مبخَّلا) (ويسري إِلَى عافيهم نشر جودهم ... فيهدي إِلَيْهِم من أَتَاهُم مؤمِّلا) (إِذا ذكرُوا فِي مجلسٍ خلت ذكرهم ... بأرجائه مسكاً ذكياً ومندلا) (وأقربهم عهدا عليٌ فإنَّه مضى ... وَبِه عقد العلى قد تكمَّلا) مِنْهَا (فقد كَانَ برّاً بِي أرَاهُ على الَّذِي ... يرى أنَّ فِيهِ راحتي متطفِّلا)

(وأورثني حبّ الشريف ابْن أُخْته ... وحسبي بِهَذَا منَّةً وتفضُّلا) (شهابٌ علا فَوق الْعلَا بمناسبٍ ... تطيل إليهنَّ النُّجُوم تأمُّلا) (فَلَو فاضلته الشَّمْس والبدر لاغتدى ... من الشَّمْس أضوا أَو من الْبَدْر أكملا) (هُوَ ابْن الأولى مَا خَابَ فِي الْحَشْر من بهم ... هُنَاكَ إِلَى عَفْو الْإِلَه توسَّلا) (توقَّل فِي هضب السِّيادة ذرْوَة ... رأى مرتقىً فِي أفقها فتنقَّلا) (وَلم يقتنع بِالْأَصْلِ حَتَّى غَدا لَهُ ... بآدابه فِي النَّاس علما مكمَّلا) (فنظمٌ إِذا مَا الدرُّ قايسته بِهِ ... وأنصفته أضحى من الدرِّ أفضلا) (شهيٌّ إِلَى الأسماع ألطف مسلكاً ... من المَاء معسول المدامة سلسلا) (وممتنعٌ سهلٌ بعيدٌ مناله ... قريب المدى لَا يتعب المتأمِّلا) وكتبت إِلَيْهِ من رحبة مَالك بن طوق من الْخَفِيف (مَا لقلبي عَن حبِّكم قطُّ سلوة ... كلُّ حالٍ مِنْكُم لَدَى الصَّبِّ حلوه) (إِن بخلتم حاشاكم بوفاءٍ ... أَو ثنتكم بعد التعطُّف قسوه) فلكم قد قضى وَمَا نقض الْعَهْد محبٌ ولي بذلك أسوه (يَا بن بنت النبيِّ قللي وَقَوْلِي ... يَا ابْن بنت النبيِّ أفضل دَعوه) ) (هَل بدا فِي الْوَفَاء منِّي نقصٌ ... أَو جرى فِي الْحفاظ منِّي هفوه) (فعلام الْإِعْرَاض والصَّدُّ عمَّن ... لم يجد فِي سوى معاليك صبوه) (كَيفَ أنسى سَاعَات وصلٍ تقضَّت ... وبعطفي مِنْهَا بقيَّة نشوه) (مَا خلت خلْوَة وَلم ألق فِيهَا ... من عذارى حَدِيثك العذب جلوه) حَيْثُ لي من فنون نظمك والنثر مَتى مَا أردْت كاسات قهوه (ومعانٍ كالحور زفَّ حلاها ... منطقٌ تشخص الأفاضل نَحوه) (كَانَ فِي مصر لي بقربك أنسٌ ... عَن أناسٍ لَهُم عَن الْخَيْر نبوه) وَأرى رقَّة الْحَوَاشِي الَّتِي عنْدك تغني عمَّن غَدا فِيهِ جفوه (وَإِذا مَا أتيت ألفيت صَدرا ... مِنْك لي فِي حماه حظٌّ وحظوه) (واقتعدت الفخار بَين البرايا ... وتسنَّمت فِي السِّيادة ذروه) (وَأرى أنَّ لي إِذا زرت أَرضًا ... أَنْت فِيهَا التَّشريف فِي كلِّ خطوه) (كَيفَ لَا وَالْوَلَاء فِي قَوْمك الغرِّ ... أرَاهُ فِي الدّين أوثق عروه) (منيتي أَن أرى حماك بعيني ... لَا أَرَاك الْحمى وَلَا دَار علوه) (آه لَو تنصف اللَّيَالِي إِذا مَا ... حكمت بالبعاد من غير عنوه)

(أَو لَو أنَّ الْفِرَاق يقبل مني ... فِي اقتراب الدِّيار من مصر رشوه) (يَا زَمَانا بِمصْر ولَّى حميدا ... هَل يُجيب الْإِلَه لي فِيك دَعوه) فَكتب إليّ الْجَواب عَنْهَا تِسْعَة وَسِتِّينَ بَيْتا فِي وَزنهَا ورويِّها وَهِي (أنسيم الصَّبا على الرَّوْض غدوه ... سحبت ذيلها على كلِّ ربوه) (وسرى لطفها إِلَى الدَّوح فارتاح ... فكم رنَّحت معاطف سروه) أم سقيط النَّدى على الْورْد كالياقوت إِذْ يَجْعَل اللآلىء حشوه (أم تثني الغصون فِي حلل الزَّهر ... ساقاها السَّحاب كاسات قهوه) (أم مسيل الْمِيَاه بَين رياضٍ ... بنضار الْأَصِيل أمست تموَّه) (أم غناء الْحمام غرَّد فِي البان ... وأضحى بِهِ يرجِّع شدوه) أم نُجُوم السَّمَاء زهر أم الْبَدْر منيرٌ أم مشرق الشَّمس ضحوه (أَو وصال الحبيب بعد صدودٍ ... فَأتى ذَا لذا فأسرع محوه) ) (أم بشير الْأمان من بعد خوفٍ ... لخليعٍ رأى الرَّبيع وزهوه) أم حَدِيث العذيب يعذب فِي كل لاةٍ لمن تذكَّر لهوه (أم كتابٌ قد جَاءَنِي من خليلٍ ... بارعٍ فالخليل لم ينح نَحوه) (رحب باعٍ لرحبة الشَّام وافى ... ذَا وفاءٍ وعفةٍ وفتوَّه) سامقٌ فَوق هضبة الْمجد والعز سبوقٌ لم يدْرك النَّاس شأوه (ناظمٌ ناثرٌ بليغٌ بديعٌ ... ماهرٌ باهر الْمقَالة أفوه) (حَيْثُ مَا حلَّ فِي الممالك حلَّى ... وَغدا وارداً من الْحَمد صَفوه) (بعد حَوْلَيْنِ قد أَتَانِي فأهلا ... وحباني عذب الْكَلَام وحلوه) (وعناني من بعد دارٍ وَلَكِن ... غصبته أَيدي الحواسد عنوه) (وَأَرَادُوا خمول ذكري فغاروا ... مِنْهُ لَّما أَعلَى بذكري ونوه) حجبوه عني فأظهره الله لعَيْنِي أتحجب الشَّمس هبوه قُمْت لله شاكراً ثمَّ حليتوقد حلَّ ساحتي كلّ حبوه (غير أَنِّي رَأَيْت فِيهِ عتاباً ... مضرماً مَا بَين الجوانح جذوه) (قَالَ أَنِّي بخلت بالودِّ كلّا ... مَا تعمَّدت إنِّما هِيَ سَهْوه) وَرمى أسهماً تمزَّق ثوب الصَّبْر مِنْهَا وَمِنْه أمَّلت رفوه (ألزم الذَّنب قبل ذنبٍ فأنصف ... وسل الْقلب هَل نوى عَنْك سلوه) لم يكن شأني الصدود بِلَا جرم وحاشى لوجه ودِّي يشوَّه

البغوي الشافعي

لَيْسَ مثلي مِمَّن يحول عَن الود وَلَا يُبدل المحبَّة جفوه (كَيفَ يهفو ثبير حلمك يَا ذَا ... الثَّبت لّما ظَنَنْت منِّي هفوه) أذكرتني أبياتك الغر أَبْيَات الإِمَام الْمَحْمُود أَنْفَع قدوه (سابقٌ قد هدى إِلَى النّجح قصدي ... لم يطق من سعى هُنَالك خطوه) وَمَعَ الْبعد كَانَ يدني بِي اللطف ويشكو لَهُ فُؤَادِي شجوه (كَانَ لي والداً وبرّاً شفوقاً ... فذووه لي فِي المحبَّة إخوه) مِنْهَا (يَا صَلَاح الدّين البديع نظاماً ... والّذي من إنشائه لي نشوه) ) (لَا تلمني على تأخُّر كتبي ... إذألَّمت بحدِّ ذهني نبوه) كنت فِي شدَّة وَقد فرج الله ونجَّى فصرت مِنْهَا بنجوه (ونسيت الصِّناعتين لأنِّي ... حججٌ قد مَضَت وَلم الق حظوه) (يرجع الحظُّ الْقَهْقَرِي فَإِذا مَا ... رمت أَن يمشي عاجلته كبوه) كلما قلت قد مضى الهمُّ إِذْ مر مساءٌ أرى المساءة غدوه (وأعادى ظلما وأقهر ممَّن ... مهلي للفخار يسْبق عدوه) (أَنا سبط النبيِّ وَابْن عليٍّ ... شرفٌ شامخٌ لأَرْبَع ذروه) (وَإِذا مَا اعْتَرَانِي الدَّهر بالعد ... وَإِن أَمْسَكت مِنْهُمَا أيَّ عروه) 3 - (البغويّ الشَّافعيّ) الْحُسَيْن بن مَسْعُود بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالفرّاء البغويّ الْفَقِيه الشافعيّ المحدِّث المفسِّر كَانَ بحراً فِي الْعُلُوم وَأخذ الْفِقْه عَن القَاضِي حُسَيْن بن مُحَمَّد وصنَّف التَّفْسِير الْمَشْهُور وأوضح المشكلات من قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى الحَدِيث ودرَّس وَكَانَ لَا يلقِي الدَّرْس إِلَّا على طهارةٍ وصنَّف التَّهْذِيب فِي الْفِقْه وَكتاب شرح السُّنَّة فِي الحَدِيث والمصابيح جمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَغير ذَلِك وَتُوفِّي بمرو الرُّوذسنة سِتَّة عشر وَخمْس مائةٍ وَدفن عِنْد شَيْخه القَاضِي حُسَيْن بمقبرة الطالقان وَمَاتَتْ لَهُ زَوْجَة فَلم يَأْخُذ من مِيرَاثهَا شَيْئا وَكَانَ يَأْكُل الْخبز الْبَحْث فعذل فِي ذَلِك فَصَارَ يَأْكُلهُ بالزيت

الأسدي

3 - (الأسديّ) الْحُسَيْن بن مطيرٍ تَصْغِير مطر الأسديّ من فحول الشّعراء مدح الدولتين وَله مدائح فِي المهديّ وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبعين وَمِائَة قَالَ صَاحب الأغاني هُوَ مولى بني سعد بن مَالك من بني أَسد وَهُوَ يذهب مَذْهَب الْأَعْرَاب وَكَانَ من سَاكِني ربالة وَقَالَ يمدح المهديّ من الطَّوِيل (إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ تعسَّفت ... بِي البيد هوجاء النَّجاء خبوب) (وَلَو لم يكن قدَّامها مَا تقاذفت ... جبالٌ بهَا مغبرَّةٌ وسهوب) (فَتى هُوَ من غير التخلُّق ماجدٌ ... وَمن غير تَأْدِيب الرِّجال أديب) (علا خلقه خلق الرِّجال وخلقه ... إِذا ضَاقَ أَخْلَاق الرِّجال رحيب) ) (إِذا شَاهد القواد سَار أمامهم ... جرىءٌ على مَا يتَّقون وثوب) (وَإِن غَابَ عَنْهُم شاهدتهم مهابة ... بهَا تقهر الْأَعْدَاء حِين يغيب) (يعفُّ ويستحيي إِذا كَانَ خَالِيا ... كَمَا عفَّ واستحيى بِحَيْثُ رَقِيب) فَلَمَّا أنشدها الْمهْدي أَمر لَهُ بسبعين ألف دِرْهَم وحصان جواد وَدخل عَلَيْهِ أَيْضا فأنشده من الْبسط (لَو يعبد النَّاس يَا مهْدي أفضلهم ... مَا كَانَ فِي النَّاس إِلَّا أَنْت معبود) (أضحت يَمِينك من جودٍ مصوَّرة ... لَا بل يَمِينك مِنْهَا صوِّر الْجُود) (لَو أنَّ من نوره مِثْقَال خردلةٍ ... فِي السُّود طرّاً إِذا لَا بيضَّت السُّود) وَقَالَ يرثي معن بن زَائِدَة من الطَّوِيل (ألمَّا على معنٍ وقولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعًا ثمَّ مربعًا) (أيا قبر معنٍ أَنْت أوَّل حفرةٍ ... من الأَرْض خطُّت للسَّماحة مضجعا) (وَيَا قبر معِين كَيفَ واريت جوده ... وَقد كَانَ مِنْهُ الْبر وَالْبَحْر مترعا) (بلَى قد وسعت الْجُود والجود ميِّتٌ ... وَلَو كَانَ حيّاً ضقت حَتَّى تصدَّعا) (فَتى عَيْش فِي معروفه بعد مَوته ... كَمَا كَانَ بعد السَّيل مجْرَاه مرتعا) (أَبى ذكر معنٍ أَن تَمُوت فعاله ... وَإِن كَانَ قد لَاقَى حَماما ومصرعا)

ابن حراز

وَولي الْمَدِينَة والٍ فَدخل عَلَيْهِ ابْن مطيرٍ فَقيل لَهُ هَذَا أشعر النَّاس فَأَرَادَ أَن يختبره وَقد كَانَت سَحَابَة مكفهرّة نشأت وتتابع مِنْهَا الرَّعد والبرق وَجَاءَت بمطرٍ جودٍ فَقَالَ لَهُ صف هَذِه فَقَالَ من الْكَامِل (مستضحكٌ بلوامعٍ مستعبرٌ ... بمدامعٍ لم تمرها الأقذاء) (فَلهُ بِلَا حزنٍ وَلَا بسمرَّةٍ ... ضحكٌ يراوح بَينه وبكاء) (كثرت لِكَثْرَة ودقه أطباؤه ... فَإِذا تحلَّب فاضت الْأَطِبَّاء) (وكأنَّ بارقه حريقٌ يلتقي ... ريحٌ عَلَيْهِ وعرفجٌ آلَاء) (لَو كَانَ من لجج السَّواحل مَاؤُهُ ... لم يبْق فِي لجج السَّواحل مَاء) وَمن شعره قَوْله من الطَّوِيل (فيا عجبا للنَّاس يستشرفونني ... كَأَن لم يرَوا بعدِي محباً وَلَا قبلي) ) (يَقُولُونَ لي اصرم يرجع الْعقل كُله ... وصرم حبيب النَّفس أذهب لِلْعَقْلِ) (وَيَا عجبا من حبِّ من هُوَ قاتلي ... كأنِّي أجزيه المودَّة من قَتْلِي) (وَمن بيِّنات الحبِّ إِن كَانَ أَهلهَا ... أحبَّ إِلَى قلبِي وعينيَّ من أَهلِي) وَمن شعر ابْن مطير من الطَّوِيل (وَقد تعذر الدّنيا فيضحي غنيُّها ... فَقِيرا ويغنى بعد بؤسٍ فقيرها) (فَلَا تقرب الْأَمر الْحَرَام فإنِّما ... حلاوته تفنى وَيبقى مريرها) (وَكم قد رَأينَا من تكدُّر عيشةٍ ... وَأُخْرَى صفا بعد اكدرارٍ غديرها) وَمِنْه من الطَّوِيل (مخصَّرة الأوساط زانت عقودها ... بِأَحْسَن مِمَّا زيَّنتها عقودها) (وصفرٌ تراقيها وحمرٌ أكفُّها ... وسودٌ نَوَاصِيهَا وبيضٌ خدودها) 3 - (ابْن حرّاز) الْحُسَيْن بن أبي مَنْصُور بن حرَّاز بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء المشدَّدة وَبعد الْألف زايٌ أَبُو عبد الله الهمامي وجيه الدّين وَهُوَ ابْن أُخْت أبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمعلم الهرثي كَانَ وجيه الدّين يعرف النَّحْو واللغة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الشُّعَرَاء سمعته يَقُول حفظت كتاب سِيبَوَيْهٍ بعد الْمفصل للزمخشري أَقَامَ بِمصْر فِي خدمَة الْكَامِل بن الْعَادِل وصادف عِنْده الْقبُول وَلما سيَّر الْكَامِل وَلَده إِلَى الْيمن ليفتحها نظم وجيه الدّين من الْبَسِيط (مهما أمرت يواتي أَمرك الْقدر ... سر بالعساكر مَقْرُونا بهَا الظَّفر) (لَك العزائم لَا تنبو مضاربها ... تضاءلت عِنْدهَا الهنديَّة البتر) (جيَّشت مِنْهَا جيوشاً خلتها سحباً ... لَهَا الصَّوارم برقٌ والدِّما مطر)

(قد أينعت سمرها مِمَّا ارتوت علقاً ... كَأَنَّمَا الْهَام فِي أطرافها ثَمَر) (بديهة الرَّأْي مِنْهَا كلما صدرت ... بالحزم فَهِيَ لأرباب النُّهى فكر) ثمَّ ذكر ابْنه فَقَالَ من الْبَسِيط (سَاق المقانب قد حفَّت بمقتبلٍ ... عَلَيْهِ ألوية الإقبال تنتثر) (إِذا رَأَتْهُ وَهُوَ وافى الْمُلُوك بهَا ... أَلْقَت إِلَيْهِ جنَاح الذُّلِّ تعتذر) (فَيمسك الْحلم مِنْهُ صوب بادرةٍ ... إنَّ الْكِرَام يرَوْنَ الْعَفو إِن قدرُوا) ) قَالَ وجيه الدّين كنت قلت إِن قدرُوا شرطا فَقَالَ الْكَامِل لَا تجْعَل هُنَا شرطا وَلَكِن قل أَن قدرُوا فَأَنا أوردهُ كَمَا أَرَادَ وَهُوَ لعمري أُصِيب لشاكلة الْمَعْنى وأحيز لخصل الْحسن وَأَجَازَهُ عَنْهَا الْكَامِل جَائِزَة سنيةً قَالَ وجيه الدّين اشْتغل عني الْكَامِل مُدَّة بأَخيه الْمُعظم وَنحن فِي نواحي أشموم من نواحي مصر فَكتبت إِلَيْهِ من الْكَامِل (مولَايَ إنَّ سهاد ليلى والبكا ... أَمْسَى رَقِيق عناهما إنساني) (وَزَوَال ذَاك الرِّقِّ مِنْكُم نظرةٌ ... مَا آن لي أَن تعتقوا أجفاني) فَلَمَّا وقف الْكَامِل عَلَيْهِمَا قَالَ لينصرف الجامعة وَيُؤذن لَهُ وَقَالَ فيهم أَيْضا من الْكَامِل (إيهاً بني أَيُّوب أَنْتُم روضةٌ ... وَأَبُو المظفَّر غيثها المدرار) (غصنٌ من الْمَعْرُوف يثني عطفه ... كرمٌ لَهُ الذّكر الْجَمِيل ثمار) (وكأنَّ مدحي فِيهِ معصم غادةٍ ... وندى يَدَيْهِ الْغمر فِيهِ سوار) وودع الْكَامِل يَوْمًا وَقد خرج إِلَى الصَّيْد فَلَمَّا رَجَعَ دخل إِلَيْهِ وأنشده من الْكَامِل (عتب الغرام عليَّ يَوْم وداعكم ... إِذْ كَانَ لي صبرٌ على التَّوديع) (وبجا على خدَّيَّ من ألم الجوى ... عقدٌ تنظَّم من سقيط دموعي) (وتولَّعت ريح الصَّبا بصبابتي ... فسرت بقلبٍ بالغرام ولوع) (وَرَأى السَّحَاب فضيض دمعي فِيكُم ... فغدا يجفنٍ للبكاء هموع) (مَالِي تؤنِّبني العواذل فِيكُم ... وَجَمِيع شوقي قد أذاب جميعي) فَقَالَ الْكَامِل لَو قلت ولبعض شوقي قد أذاب جميعي كَانَ أحسن قَالَ فرويته مثل مَا قَالَ قَالَ وجيه الدّين بَينا أَنا ذَات يَوْم فِي بعض شوارع الْقَاهِرَة إِذا برجلٍ من الصُّوفِيَّة قد لزم بأطواقي فارتعت لَهُ وَقلت وَيلك ماخبرك فَقَالَ أَنْت الْمُدَّعِي الَّذِي يَقُول من الْبَسِيط (قل للَّذين نأوا هَل عنْدكُمْ خبرٌ ... بأنَّ ليلِي عَلَيْكُم كلُّه سهر) (هذي النُّجُوم سلوها فَهِيَ تخبركم ... هلزار جفني كرىً أَو راقه سحر) فَقلت أَنا قَائِل ذَلِك وَمَا أنْكرت فِيهِ فَقَالَ وَيحك إنَّ الْجُنَيْد يَقُول وَقد وصفت رجلا

فأطنب ثمَّ قَالَ نعم الرجل هُوَ لَوْلَا أَنه يرتاح فِي الأسحار وَأَنت تَقول مَا راقني سحر فَمَا زلت أخضع لَهُ حَتَّى تركني وَقَالَ خرجت مرّة مَعَ الْكَامِل إِلَى الصَّيْد فَنَهَضَ بِاللَّيْلِ لصيد الطير وَأَمرَنِي بالكون مَعَه فَقلت يَا مَوْلَانَا لَا أحسن الصَّيْد وَلَا أحبه فاعفني فَلم يقبل وَمضى) بسفنه وَمن مَعَه وَتَرَكَنِي وَأمر رجلا من الحرس أَن يكون مني بِحَيْثُ أَن يرى مَا يكون مني فمنت فَلَمَّا انْتَبَهت لم أر أحدا البتَّة فَقلت من الْبَسِيط إِن كُنْتُم قد ولتعم بالجفاء وسسلمتم لي الهمَّ تسليمي إِلَى الحرس (فكلُّ ماءٍ سرت فِيهِ مراكبكم ... دمعي وكلُّ هواءٍ مزعجٍ نَفسِي) وَقَالَ وَقع بيني وَبَين أَوْلَاد الشَّيْخ وَاقع أوجب تركي لَهُم بعد ودٍّ أكيد فشكوني إِلَى الْكَامِل فتنكَّر لي وتنمَّر وَعَبس وَقَالَ مَا لي أرى فَخر الدّين عتْبَان عَلَيْك قلت لسوء مُعَامَلَته لي فَقلت إِن رسم مَوْلَانَا السلطات خلَّد الله ملكه أَن أكون جليس بَيْتِي وأنقطع عَن الْخدمَة فعلت ذَلِك دَاعيا لأيامه فَإِنِّي عَاجز عَن مداراة هَؤُلَاءِ فَقَالَ لَا أكلِّفك هَذَا وَلَكِن آمُر الغلمان أَنهم مَتى رأوك أخذُوا نعالك قَالَ فهوَّنت ذَلِك وَقلت مَا عَسى أَن يبلغ بِي إِذا ثمَّ أَمرنِي بالملازمة فَجعلت أجيء فَكَمَا يَقع عليَّ عين الغلمان أخذُوا نَعْلي من رجْلي فَأدْخل إِلَيْهِ مرّة حافياً وَمرَّة بخفافي وَقد تنجَّست بالطين فَإِذا أردْت أَن أَطَأ الْبسَاط نَادَى السُّلْطَان وَمن حَضَره لَا تنجِّس الْبسط فَدخلت إِلَيْهِ يَوْمًا وأنشدته من الْكَامِل (مولَايَ إنَّك قد قتلت حواسدي ... لَو يعلمُونَ بِأَحْسَن الألطاف) (مَا إِن أمرت بخلع نَعْلي دَائِما ... إِلَّا لتجعلني كبشر الحافي) قَالَ فتبسّم وَقَالَ نعم أحسناً إِلَيْك ورفعناك إِلَى هَذِه الدرجَة فاشكرنا إِذْ جعلناك مثل ذَلِك الرجل الصَّالح وَلم يغيِّر شَيْئا ثمَّ دخلت يَوْمًا وَقد رشُّوا الطَّرِيق بِالْمَاءِ فملأت خفافي بالطين وَصَاح الغلمان لَا تدس الْبسط فتقدمت وأنشدت من السَّرِيع (يَا ملك الدُّنْيَا وَمن حازها ... بعدله والبذل والباس) (أَمرتنِي أَن لَا أَطَأ حافياً ... بساطك المغتصَّ بِالنَّاسِ) (قلي مَا أصنع فِي قدرتي ... أجعَل رجليَّ على راسي) قَالَ فتبسّم وَلم يغيِّر شَيْئا فعجزت وَقصرت حيلتي وَجعلت أَحْلف لَهُ أَن ذَلِك بلغ مني مبلغا عَظِيما وَلَقِيت مِنْهُ شدّةً وأسأله الْعَفو فَلَا يزيدني على الضحك فشكوت ذَلِك إِلَى الصّلاح الإربلي الشَّاعِر فَقَالَ عِنْدِي لَك حِيلَة إِن شكرتها لي علَّكمتكها فَقلت مَا أشكرني لما يذهب عني هَذِه الوصمة فَقَالَ إِذا دخلت على السُّلْطَان فقع على نَعله وخذها بمنديلك وَقل يَا مَوْلَانَا إنَّ نَعْلي قد استجارت بِهَذِهِ النَّعْل كَمَا أَن صَاحبهَا ملك الْمُلُوك قَالَ فَفعلت ذَلِك) فَضَحِك حَتَّى اسْتلْقى وَقَالَ بحياتي من علَّمك هَذَا قلت صَلَاح الدّين قَالَ قد علمت أَنَّهَا من فعلاته وأعفاني وَمن شعره من الْكَامِل

الحلاج

(عاتبتها فسقت بنرجس لحظها ... وردا بفرط حيائه يتورَّد) (صنمٌ تعبَّد ناظري بجماله ... فلواحظي أبدا إِلَيْهِ تسْجد) وَكتب تحتهَا قولي فلوا حظي أبدا إِلَيْهَا تسْجد من البديع فَكتب الْكَامِل تَحْتَهُ أخذت هَذَا من قَول الشَّاعِر من المنسرح (ولي حبيبٌ لم تبد صورته ... للنَّاس إلاَّ صلَّت لَهُ الحدق) فأقسم لَهُ بحياته أَنه لم يسمع ذَلِك 3 - (الحلاَّج) الْحُسَيْن بن منصورٍ الحلاَّج الزَّاهِد الْمَشْهُور من أهل الْبَيْضَاء بَلْدَة بِفَارِس نَشأ بواسط وَالْعراق وَصَحب الْجُنَيْد وَغَيره وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي أمره فَمنهمْ من يُبَالغ فِي تَعْظِيمه وَمِنْهُم من يكفِّره قَالَ ابْن خلكان وَرَأَيْت فِي كتاب مشكاة الْأَنْوَار لأبي حَامِد الْغَزالِيّ فصلا طَويلا فِي حَاله وَقد اعتذر لَهُ عَن الْأَلْفَاظ الَّتِي كَانَت تصدر عَنهُ مثل قَوْله أَنا الحقّ وَمَا فِي الجبَّة إِلَّا الله وَهَذِه الإطلاقات الَّتِي ينبو السَّمع عَنْهَا وَعَن ذكرهَا وَحملهَا كلَّها على محامل حسنةٍ وأوَّلها وَقَالَ هَذَا من فرط المحبَّة وشدّة الوجد وَجعل هَذَا مثل قَول الْقَائِل من الرمل (أَنا من أَهْوى وَمن أَهْوى أَنا ... فَإِذا أبصرتني أبصرتنا) وَمن الشّعْر الْمَنْسُوب إِلَيْهِ على اصطلاحهم وإشاراتهم قَوْله من الْبَسِيط (لَا كنت إِن كنت أَدْرِي كَيفَ كنت وَلَا ... لَا كنت إِن كنت أَدْرِي كَيفَ لم أكن) وَقَوله أَيْضا على هَذَا الِاصْطِلَاح من الْبَسِيط (أَلْقَاهُ فِي اليمِّ مكتوفاً وَقَالَ لَهُ ... إيَّاك إيَّاك أَن تبتلَّ بِالْمَاءِ) وَقَالَ أَبُو بكر بن ثوابة القصري سَمِعت الْحُسَيْن بن مَنْصُور وَهُوَ على الْخَشَبَة يَقُول من الوافر

(طلبت المستقرَّ بكلِّ أرضٍ ... قلم أر لي بأرضٍ مستقَّرا) (أَطَعْت مطامعي فاستعبدتني ... وَلَو أنِّي قنعت لَكُنْت حرَّا) ) وَالْبَيْت الَّذِي قبل قَوْله لَا كنت إِن كنت أَدْرِي من الْبَسِيط (أرْسلت تسْأَل عني كَيفَ كنت وَمَا ... لاقيت بعْدك من همٍّ وَمن حزن) وَقيل أنّ بَعضهم كتب إِلَى أبي الْقَاسِم سمنون بن حَمْزَة الزَّاهِد يسْأَله عَن حَاله فَكتب إِلَيْهِ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَكَانَ جدّه مجوسياً وَصَحب الْجُنَيْد وَمن فِي طبقته وَأفْتى أَكثر عُلَمَاء عصره بِإِبَاحَة دَمه وَيُقَال أَن أَبَا الْعَبَّاس ابْن سُرَيج كَانَ إِذا سُئِلَ عَنهُ يَقُول هَذَا رجل خَفِي عني حَاله وَمَا أَقُول فِيهِ شَيْئا وَكَانَ قد جرى مِنْهُ كَلَام فِي مجْلِس حَامِد بن الْعَبَّاس الْوَزير بِحَضْرَة القَاضِي أبي عمر فَأفْتى بحلِّ دَمه وَكتب خطّه بذلك وَكتب مَعَه من حضر الْمجْلس من الْفُقَهَاء فَقَالَ لَهُم الحلاَّج ظَهْري حمى وَدمِي حرَام وَمَا يحلّ لكم أَن تتأوَّلوا عليّ بِمَا يبيحه وَأَنا اعتقادي الْإِسْلَام ومذهبي السُّنَّة وتفضيل الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَبَقِيَّة الْعشْرَة الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم ولي كتب فِي السّنَّة مَوْجُودَة فِي الورّاقين فَالله الله فِي دمي وَلم يزل يردِّد هَذَا القَوْل وهم يَكْتُبُونَ خطوطهم إِلَى أَن استكملوا مَا احتاجوا إِلَيْهِ ونهضوا من الْمجْلس وَحمل الحلاج إِلَى السِّجن وَكتب الْوَزير إِلَى المقتدر يُخبرهُ بِمَا جرى فِي الْمجْلس وسيَّر الْفَتْوَى فَعَاد الْجَواب بِأَن الْقُضَاة إِذا كَانُوا أفتوا بقتْله فليسلّم إِلَى صَاحب الشرطة وليتقَّدم إِلَيْهِ بضربه ألف سوطٍ فَإِن مَاتَ من الضَّرْب وَإِلَّا ضرب مرّة أُخْرَى ألف سوطٍ ثمَّ تضرب عُنُقه فسلّمه الْوَزير إِلَى الشرطي وَقَالَ لَهُ مَا رسم بِهِ المقتدر وَقَالَ إِن لم يتْلف بِالضَّرْبِ فتقطع يَده ثمَّ رجله ثمَّ يَده ثمَّ رجله ثمَّ تحزّ رقبته وَتحرق جثته وَإِن خدعك وَقَالَ لَك أَنا أجري الْفُرَات ودجلة ذَهَبا فَلَا تقبل ذَلِك مِنْهُ وَلَا ترفع الْعقُوبَة عَنهُ فتسلّمه الشرطي لَيْلًا وَأصْبح يَوْم الثُّلَاثَاء لسبعٍ بَقينَ أَو لستٍ بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة تسعٍ وَثَلَاث مائَة فَأخْرجهُ عِنْد بَاب الطَّاق وَاجْتمعَ من العامَّة خلق كثير لَا يُحْصى عَددهمْ وضربه الجلاد ألف سوطٍ وَلم يتأوَّه بل قَالَ الشرطي لما بلغ ستَّ مائةٍ ادْع بِي إِلَيْك فإنَّ لَك عِنْدِي نصيحةً تعدل فتح قسطنطينَّية فَقَالَ لَهُ قد قيل لي عَنْك أَن تَقول هَذَا وَأكْثر مِنْهُ وَلَيْسَ لي إِلَى أَن أَربع الضَّرْب عَنْك سَبِيل فَلَمَّا فرغ من ضربه قطع أَطْرَافه الْأَرْبَع ثمَّ حزَّ رَأسه وأحرق جثته وَلما صَارَت رَمَادا أَلْقَاهَا فِي دجلة وَنصب الرَّأْس على الجسر بِبَغْدَاد وَجعل أَصْحَابه يعدون نُفُوسهم بِرُجُوعِهِ بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا واتّفق أَنه مَا زَادَت الْفُرَات تِلْكَ السّنة زِيَادَة وافرةً فادَّعى أَصْحَابه أَن ذَلِك بِسَبَب إِلْقَاء رماده فِيهَا وادَّعى بعض أَصْحَابه أَنه لم يقتل وَإِنَّمَا ألقِي شبهه على) عدوه انْتهى قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَتَلُوهُ على الْكفْر والحلول والانسلاخ من الدّين نسْأَل الله الْعَفو كَانَ قد صحب الْجُنَيْد وَعَمْرو بن عُثْمَان الْمَكِّيّ وَغَيرهمَا وَقد أفرد ابْن الْجَوْزِيّ أخباره فِي تصنيفٍ سَمَّاهُ الْقَاطِع لمحال الحاجِّ بمحال الحلاّج أفتى الْفُقَهَاء بِبَغْدَاد بِكُفْرِهِ وَمن نظر فِي مَجْمُوع أمره علم أَن الرجل كَانَ كذابا مموِّهاً ممخرقاً حلولياً لَهُ كَلَام يستحوذ بِهِ على نفوس جهَّال العوامّ حَتَّى ادّعوا فِيهِ الربوبية وَكَانَ قد قبض عَلَيْهِ بالسوس وَحمل

الحسام الأسنائي الطبيب

إِلَى على بن أَحْمد الرَّاسِبِي فأقدمه إِلَى الحضرة فَجرى مَا جرى وَظهر بِبَغْدَاد وبالأهواز أَنه ادّعى الإلهية وَأَنه يَقُول بحلول اللاهوت فِي الاشراف ووجدوا فِي منزله رِقَاعًا فِيهَا رموز وَيكْتب إِلَى تلاميذه من النّور الشَّعشاني قَالَ مجد الدّين ابْن النجار وَذكر سنداً مِنْهُ يتَّصل بِالْقَاضِي أبي الْحسن عليّ بن عبد الْعَزِيز الْجِرْجَانِيّ حكى عَن أبي الْحسن العناد الصُّوفِي نه قَالَ حضرت بعض عقبات أَصْبَهَان فَرَأَيْت شَيخا ينزل عَن الْعقبَة فَكَانَ الشَّيْخ الْحُسَيْن بن مَنْصُور الحلاّج فعرفته بِصفتِهِ فسلَّمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام وَقَالَ أغلام النوريّ قلت نعم قَالَ فَجَلَسَ على حجرٍ وَقَالَ من الوافر (لَئِن أمسيت فِي ثوبي عديمٍ ... لقد بليا على حرٍّ كريم) (فَلَا يغررك أَن أَبْصرت حَالا ... مغيَّرةً عَن الْحَال الْقَدِيم) (فلي نفسٌ ستتلف أَو سترقى ... لعمرك بِي إِلَى خطبٍ جسيم) فَقلت الصُّحبة فَقَالَ الصُّحبة صعبة وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْهَوَاء فَطرح فِي ركوتي عشرَة دَنَانِير ثمَّ لم ألتق مَعَه إِلَى حِين ثمَّ الْتَقَيْنَا بجبال فَارس فسلَّمت عَلَيْهِ فَقَالَ أغلام النوريّ قلت نعم فَجَلَسَ فَقَالَ اكْتُبْ من مجزوء الْكَامِل دنيا تغالطني كأنِّي لست أعرف حَالهَا مدَّت إليَّ يَمِينهَا فرددتها وشمالها ورأيتها مكارةً فَوهبت جُمْلَتهَا لَهَا حظر المليك حرامها وَأَنا اجْتنبت حلالها وَمَتى أردْت وصالها حتَّى أَخَاف زَوَالهَا فَقلت الصُّحبة فَقَالَ إِنِّي أقصد قوما لَعَلَّهُم لَا يحتملونك ولعلك لَا تحتملهم وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْهَوَاء ثمَّ طرح فِي ركوتي دَنَانِير ثمَّ مضى على ذَلِك سِنِين فَلَقِيته يَوْمًا فِي الكرخ وَقد غطَّى) وَجهه بفوطةٍ وَكَانَ مَطْلُوبا فسلَّم عليّ وَقَالَ أغلام النوريّ قلت نعم فَجَلَسَ على عتبَة بَاب دارٍ وَأَنْشَأَ يَقُول من الطَّوِيل (لَئِن سهرت عَيْني لغيرك أَو بَكت ... فَلَا أدْركْت مَا أمَّلت وتمنَّت) (وَإِن طلبت نَفسِي سواك فَلَا رعت ... رياض المنى من وجنتيك وجنَّت) 3 - (الحسام الأسنائيّ الطَّبِيب) الْحُسَيْن بن منصورٍ حسام الدّين أَبُو عليّ الأسنانيّ الطَّبِيب كَانَ مشاركاً فِي فنونٍ من الْآدَاب والعقليات والنِّجامة وَكَانَ يطبّ وَيُعْطِي ثمن الْأَدْوِيَة لم يطبّه قَالَ ابْن شمس الْخلَافَة أَظُنهُ مَاتَ فِي أَوَائِل الْمِائَة السَّادِسَة وَمن شعره يمدح سراج الدّين بن حسان من الْبسط

الحسين بن موسى

(باحت أسارير من أَهْوى بأسراري ... ووازرته على تَعْظِيم أوزاري) (وأشرق النُّور من نورٍ بمبسمه ... فابتزَّ عَقْلِي بأنوارٍ ونوَّار) (وَمَا بخدَّيه من ماءٍ وَمن لهبٍ ... أَفَاضَ دمعي وأصلى الْقلب بالنَّار) (حَتَّى جعلت لظى قلبِي لَهُ قبساً ... ليهتدي بضياه طيفه السَّاري) (وَمَا خلعت عِذَارَيْ فِيهِ من سفهٍ ... لَوْلَا قيام عذاريه بإعذاري) (وَمَا أمات اصْطِبَارِي فِي الْهوى جزعاً ... إِلَّا بشفرة سيفٍ بَين أشفار) 3 - (الْحُسَيْن بن مُوسَى) 3 - (النَّقِيب الطَّاهر وَالِد الرّضيّ) الْحُسَيْن بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو أَحْمد الموسوي الملقب بالطّاهر وَالِد الرضي والمرتضى كَانَ من أهل الْبَصْرَة وَسكن بَغْدَاد وتقلّد نقابة الطالبيين سنة أَربع وَخمسين وَثَلَاث مائَة وعزل عَنْهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وتقلّدها أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن أَحْمد بن النَّاصِر جِيءَ بِهِ من الأهواز ثمَّ وَليهَا ثَانِيًا سنة أَربع وَسِتِّينَ ثمَّ عزل عضد الدّولة سنة تسع وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى فَارس واعتقل هُنَاكَ ثمَّ وَليهَا ثَالِثَة سنة ثَمَانِينَ ولاّه الإِمَام الطائع وَالنَّظَر فِي الْمَظَالِم وإمارة الحاجِّ واستخلف ولديه الرّضي والمرتضى وَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى حِين وَفَاته سنة أَربع مائَة ومولده سنة أَربع وَثَلَاث مائَة وَكَانَ قد أضرَّ وَدفن فِي دَاره ثمَّ نقل إِلَى جوَار الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن أبي طَالب ووف الثُّلث من أَمْوَاله وأملاكه على أَبْوَاب البِّر وتصدَّق) بصدقاتٍ كَثِيرَة وَهُوَ الَّذِي رثاه أَبُو الْعَلَاء المعري بقصيدة الفائية الَّتِي أَولهَا من الْكَامِل (أودى فليت الحادثات كفاف ... مَال المسيف وَعَنْبَر المستاف) وَهِي فِي سقط الزند مِنْهَا وَقد ذكر الْغُرَاب (لَا خَابَ سعيك من خفافٍ أسحمٍ ... كسحيمٍ الأسديِّ أَو كخفاف) (من شَاعِر للبين قَالَ قصيدةً ... يرثي الشَّريف على رويِّ الْقَاف)

صاحب حمص

(هلاَّ دفنتم سيقه فِي قَبره ... مَعَه فَذَاك لَهُ خليلٌ واف) (تكبيرتان حِيَال قبرك للفتى ... محسوبتان بعمرةٍ وَطواف) (فَارَقت دهرك ساخطاً أَفعاله ... وَهُوَ الجدير بقلَّة الْإِنْصَاف) (وَلَقِيت ربَّك فاستردَّ لَك الْهدى ... مَا نَالَتْ الْأَيَّام بِالْإِتْلَافِ) (أبقيت فِينَا كوكبين سناهما ... فِي الصُّبح والظَّلماء لَيْسَ بخاف) قدرين فِي الإرداء بل مطرين فِي الأجداء بل قمرين فِي الإسداف (والرَّاح إِن قبل ابْنة الْعِنَب اكتفت ... بأبٍ من الْأَسْمَاء والأوصاف) (مَا زاغ بَيتكُمْ الرَّفيع وإنَّما ... بالوهم أدْركهُ خفيُّ زحاف) قلت قَوْله يرثي الشريف على رويِّ الْقَاف يَعْنِي صَوت الْغُرَاب إِذا قَالَ غاقٍ وَأما هَذَا الْبَيْت الْأَخير فَإِنَّهُ بليغ الْمَعْنى وَمَا عزِّي كَبِير بِأَحْسَن مِنْهُ 3 - (صَاحب حمص) حُسَيْن بن ملاعبٍ جنَاح الدولة صَاحب حمص كَانَ مُجَاهدًا شجاعاً يُبَاشر الحروب بِنَفسِهِ نزل من قلعة حمص يَوْم الْجُمُعَة للصَّلَاة وَحَوله غلمانه بِالسِّلَاحِ فَلَمَّا حصل بمصلاَّه وثب عَلَيْهِ ثَلَاثَة من الباطنية الْعَجم وَمَعَهُمْ شيخ فَجعلُوا يدعونَ لَهُ ويستمنحونه وهم فِي زيِّ الْفُقَرَاء وضربوه بالسكاكين فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا مَعَه جمَاعَة من أَصْحَابه وَكَانَ فِي الْجَامِع عشرَة من صوفيَّة الْعَجم فَقتلُوا مظلومين عَن آخِرهم واضطرب أهل حمص وراسلوا طغتكين ودقاقاً يَلْتَمِسُونَ إِنْفَاذ نائبٍ بِتَسْلِيم القلعة قبل مَجِيء الفرنج فَسَار طغنكين ودقاق إِلَى حمص وصعدا القلعة وَجَاء الفرنج إِلَى الرّستن فحين عرفُوا ذَلِك تفَرقُوا وَكَانَ ذَلِك سنة خمسٍ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة) 3 - (الأيدبني قَاضِي نهاوند) الْحُسَيْن بن نصر بن عبيد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن علاَّن بن عمرَان النهاوندي أَو عبد الله ابْن أبي الْفَتْح كَانَ وَالِده يلقَّب بالمرهف من نهاوند وَولد الْحُسَيْن هَذَا بديار بكر بموضعٍ من الهكَّاريَّة يعرف بأيدبن بهمةٍ مفتوحةٍ وياءٍ آخر الْحُرُوف سَاكِنة ودالٍ مهملةٍ بعْدهَا بَاء موحَّدة وَنون سمع بآمد مُحَمَّد بن هبة الله ابْن يحيى الموصلّ وَقدم بَغْدَاد شَابًّا ولازم أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وتفقَّه عَلَيْهِ وبرع فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَالْخلاف وَسمع من الْحسن بن عليّ الجوهريّ وَالْقَاضِي أبي يعلى مُحَمَّد بن الْحسن بن الفّراء وَأحمد بن

الجهني قاضي الرحبة

مُحَمَّد بن النقّور وَأبي بكرٍ الْخَطِيب وَغَيرهم وَولي قَضَاء نهاوند مُدَّة ثمَّ قدم بَغْدَاد وحدّث بهَا وَسمع مِنْهُ أَبُو نصرٍ مَحْمُود بن الْفضل وَأَبُو طاهرٍ أَحْمد السِّلفي وَغَيرهمَا مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَخمْس مائَة 3 - (الجهنيّ قَاضِي الرَّحبة) الْحُسَيْن بن نصر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن خميسٍ بن عامرٍ الجهنيّ الكعبي أَبُو عبد الله الْموصِلِي دخل بَغْدَاد بعد الثَّمَانِينَ وَأَرْبع مائةٍ وَقَرَأَ الْفِقْه على الْغَزالِيّ وَسمع من النَّقِيب طرّاد الزَّينبي وَأبي الْخطاب بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَغَيرهم وَسمع بالموصل وَولي الْقَضَاء برحبة مَالك بن طوقٍ مُدَّة وَرجع إِلَى الْموصل وَقدم بَغْدَاد وحدّث بهَا وَله من المصنفات مَنْهَج التَّوْحِيد مَنْهَج المريد تَحْرِيك الْغَيْبَة أَخْبَار المنامات لؤلؤة الْمَنَاسِك مَنَاقِب الْأَبْرَار محَاسِن الأخيار فَرح الموضح على مَذْهَب زيد بن ثَابت وَكَانَ يلقَّب مجد الدّين تَاج الْإِسْلَام توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (الْحُسَيْن بن هبة الله) 3 - (ابْن رطبَة الشِّيعيّ) الْحُسَيْن بن هبة الله بن رطبَة وَاحِدَة الرُّطب أَبُو عبد الله من أهل سورا من أَعمال الحلَّة السَّيفيَّة كَانَ من فُقَهَاء الشِّيعَة ومشايخهم قدم بَغْدَاد وجالس أَبَا مُحَمَّد ابْن الخشاَّب وروى أمالي أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الْحسن الطوسي عَن ابْنه أبي عليّ الْحسن عَنهُ واشتغل بالحلَّة وسورا وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسبعين وَخمْس مائَة) 3 - (الْمسند أَبُو الْقَاسِم ابْن صصرى) الْحُسَيْن بن هبة الله بن محفوظٍ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن صصرى القَاضِي شمس الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الشَّيْخ الرئيس أبي الْغَنَائِم التغلبيّ البلديّ الأَصْل الدِّمَشْقِي أَخُو الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب وَقد تقدّم فِي

النوري الضرير

الْحسن ولد أَبُو الْقَاسِم بل الْأَرْبَعين وَخمْس مائةٍ وَسمع أَبَاهُ وجدَّه لأمه أَبَا المكارم عبد الْوَاحِد بن هِلَال وَسمع من جماعةٍ كَبِيرَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وخرَّج لَهُ الشَّيْخ البرزاليّ مشيخةً فِي سَبْعَة عشر جُزْءا بالسَّماع وَالْإِجَازَة وَكَانَ عدلا جَلِيلًا صَحِيح الرِّوَايَة قَرَأَ شَيْئا من الْفِقْه على ابْن أبي عصرون وَهُوَ مُسْند الشَّام فِي زَمَانه وَكَانَ خَالِيا من معرفَة الحَدِيث وَكَانَ متموِّلاً ورزىء فِي مَاله مرّاتٍ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وستّ مائَة 3 - (النُّوريّ الضَّرير) الْحُسَيْن بن هدّاب بن مُحَمَّد بن ثَابت الدَّيريّ أَبُو عبد الله الضِّرير المقرىء وَيعرف بالنوريّ نِسْبَة إِلَى النُّورية قَرْيَة على السِّيب من الْحلَّة السَّيفية والدير قَرْيَة من النُّعمانية سكن بَغْدَاد وَكَانَ يقرىء النَّحْو واللغة والقراءات ويحفظ عدَّة دواوين من شعر الْعَرَب وَكَانَ متفنناً فقهياً شافعياً عفيفاً صيِّناً كثير الْعِبَادَة منعكفاً على إقراء الْقُرْآن وَنشر الْعلم قَرَأَ بالروايات على أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بندارٍ الواسطيّ وَأبي بكرٍ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ المرزفيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وحدّث بِكِتَاب الْوَقْف والابتداء لأبي بكر بن الأنباريّ عَن المرزفي توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بِبَغْدَاد 3 - (قَاضِي مرو) الْحُسَيْن بن وَاقد قَاضِي مرو قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ ابْن حَنْبَل فِي بعض حَدِيثه نكرَة توفّي سنة سبعٍ وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (ابو الْقَاسِم القرطبيّ) الْحُسَيْن بن وليدٍ بن نصرٍ أَبُو الْقَاسِم القرطبيّ ابْن العريف النحويّ أَخُو الْحسن بن وليد النحويّ كَانَ أَيْضا عَارِفًا بالنحو بارعاً فِيهِ أَخذ عَن ابْن القوطيّة وحجّ وَسمع من أبي الطَّاهِر الذُّهليّ وَابْن رَشِيق وَأقَام بِمصْر أعواماً ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس فأدّب أَوْلَاد الْمَنْصُور محمدٍ بن أبي عَامر وَتُوفِّي بطليطلة سنة تسعين وَثَلَاث مائَة) 3 - (القطّان الْأَعْوَر) الْحُسَيْن بن يحيى بن عَيَّاش أَبُو عبد الله الْمُتَوَلِي البغداديّ

ابن الحزقة المالكي

القطّان الْأَعْوَر سمع أَحْمد بن الْمِقْدَام العجليّ وَالْحسن بن أبي الرّبيع وَالْحسن بن عَرَفَة وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الدارقطنيّ والقوّاس ووثّقه وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن جَمِيع وهلال الحفّار وَأَبُو عمر بن مهديّ وَإِبْرَاهِيم بن مخلدٍ وَأَبُو عمر الْهَاشِمِي وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الحزقَّة المالكيّ) الْحُسَيْن بن يحيى بن عبد الْملك بن حيّ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف مشددةٍ أَبُو عبد الله القرطبيّ الْمَعْرُوف بِابْن الحزقّة بضمّ الْحَاء الْمُهْملَة وَضم الزَّاي وَتَشْديد الْقَاف كَانَ عَارِفًا بِمذهب مالكٍ وَولي قَضَاء مَدِينَة سالمٍ ثمَّ مَدِينَة جيَّان توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبع مائَة 3 - (زكيّ الدّين بن مُحي الدّين) حُسَيْن بن يحيى القَاضِي زكيّ ابْن القَاضِي محيى الدّين ابْن الزكي كَانَ فَاضلا نبيلاً إِمَامًا مفتياً مَاتَ شَابًّا عَن سبعٍ وَعشْرين سنة سنة تسع وَسِتِّينَ وست مائَة من شعره 3 - (أَبُو الفوارس الصّوفيّ) الْحُسَيْن بن يلمش بن يزدمر التركي أَبُو الفوارس الصّوفيّ سمع أَبَا عبد الله مَالك بن أَحْمد البانياسيّ وَأَبا مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَأَبا بكرٍ أَحْمد بن عَليّ الطريثيثي وَغَيرهم وخرَّج لَهُ أَبُو بكر بن كَامِل فَوَائِد فِي جزءٍ وروى عَنهُ شَيْئا من شعره وَكَانَ يَقُول الشِّعر وينشئْ الرسائل انْقَطع إِلَى الله سِنِين وَكَانَ يتَكَلَّم على لِسَان الصُّوفِيَّة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائةٍ وَمن شعره من الْكَامِل المرفل يَا من أجن لَهَا الْفُؤَاد هوى سبيّاً بالجنون (منِّي بِتَصْدِيق المنى ... من قبل طارقة الْمنون) وارثي لمن رق الرقاد عَلَيْهِ من أرق الجفون وَمِنْه من الْكَامِل المرفل (صادفته قبل الزَّوَال ... كالبدر فِي غسق اللَّيَالِي) نشوان قد غرس النَّعيم بخدِّه ورد الدَّلال) (فحظيت مِنْهُ بنظرةٍ ... أحيت أماني البوالي)

أبو عبد الله اللامغاني

وَسَأَلته مَا يسْأَل الْمِسْكِين لَو أجدى سُؤَالِي وَمِنْه من الطَّوِيل (يَقُولُونَ لم يبكي المحبُّ إِذا التقى ... بمحبوبه أَضْعَاف يَوْم التَّفرُّق) (فَقلت لما لاقاه من ألم النَّوى ... فيحذر أَن يلقى الَّذِي كَانَ قد لَقِي) قلت شعر متوسِّطٌ 3 - (أَبُو عبد الله اللاّمغانيّ) الْحُسَيْن بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن اللامغاني أَبُو عبد الله تفقّه على وَالِده ودرَّس بعد وَفَاته بِجَامِع السُّلْطَان بِبَغْدَاد وَشهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي الْقَاسِم عبد الله بن الْحُسَيْن اللامغاني وترتَّب فِي عدَّة أشغالٍ لم تحمد سيرته فِيهَا وَظَهَرت مِنْهُ أَحْوَال تدل على قلّة عقله وَدينه وَظُهُور خيانته فعزل عَن الشَّهَادَة واعتقل مُدَّة وحدّث بشيءٍ يسيرٍ عَن الْحسن بن نَاصِر بن أبي بكر بن بانار البكريّ وَسمع مِنْهُ بعض الطّلبَة وَكَانَ مولده سنة ثلاثٍ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عبد الله ابْن القنديّ الْبَغْدَادِيّ) الْحُسَيْن بن يُوسُف بن الْحُسَيْن بن عليّ بن القنديّ أبوعبد الله الْكَاتِب كَانَ يتولَّى الْكِتَابَة بديوان التَّركات وَكَانَ أديباً فَاضلا سمع من شهدة الكاتبة وحدَّث باليسير وتوفيّ سنة ثلاثٍ وَعشْرين وستّ مائَة وَكَانَ ينظم وينثر وَمن شعره 3 - (الشَّيخ جمال الدّين ابْن المطهَّر) الْحُسَيْن بن يُوسُف بن المطهَّر الإِمَام العلاّمة ذُو الْفُنُون جمال الدّين ابْن المطهَّر الأسديّ الحلَّي المعتزليّ عَالم الشِّيعَة وفقيههم صَاحب التصانيف الَّتِي اشتهرت فِي حَيَاته تقدّم فِي دولة خربندا تقدماً زَائِدا وَكَانَ لَهُ مماليك وإدارات كَثِيرَة وأملاك جَيِّدَة وَكَانَ يصنِّف وَهُوَ رَاكب شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَهُوَ مشهورٌ فِي حَيَاته وَله كتاب فِي الْإِمَامَة ردَّ عَلَيْهِ الشَّيْخ تقيّ الدّين ابْن تَيْمِية فِي ثَلَاث مجلداتٍ وَكَانَ يُسَمِّيه ابْن المنجَّس وَكَانَ ابْن المطهَّر ريِّض الْأَخْلَاق مشتهر الذِّكر تخَّرج بِهِ أقوامٌ كثيرةٌ وحجَّ أَوَاخِر

النظام الكتبي الإسكندري

عمره وخمل وانزوى إِلَى الْحلَّة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَقيل سنة ستٍ وَعشْرين وَسبع مائَة فِي شهر المحرّم وَقد) ناهز الثَّمَانِينَ وَكَانَ إِمَامًا فِي الْكَلَام والمعقولات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قيل اسْمه يُوسُف وَله الْأَسْرَار الْخفية فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة 3 - (النظام الكتبيّ الإسكندري) الْحُسَيْن بن يُوسُف بن الْحسن بن عبد الحقِّ أَبُو عَليّ الصنهاجيّ الشاطبيّ الإسكندارني الكتبي النَّاسِخ ولد بالإسكندرية فِي المحرّم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وستِّ مائَة وَسمع من السلَفِي وَأبي الطَّاهِر ابْن عوفٍ الْفَقِيه وَأبي الْقَاسِم مخلوف بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن جَارة وَأبي الطّيب عبد الْمُنعم بن الخلوف وَغَيرهم وَحدث بالإسكندرية ومصر وَكَانَ يقظاً كتب الْكثير بِخَطِّهِ وَهُوَ أَخُو المحدِّث أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبد الجبّار العثمانيِّ لأمه وَأَجَازَ لِابْنِ مشرف وَابْن الشيرازيّ وَكَانَ يلقب بالنظام 3 - (ابْن زلاّلٍ المقرىء الضَّرير) الْحُسَيْن بن يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف بن فتوح أَبُو عليّ الأنصاريّ الأندلسيّ البلنسيّ الضَّرِير الْمَعْرُوف بِابْن زلاّلٍ بِضَم الزَّاي وَتَشْديد اللَّام وَبعد الْألف لَام أُخْرَى قَرَأَ الْقرَاءَات وَسمع الحَدِيث وَأخذ النَّاس عَنهُ وَكَانَ محقِّقاً مشاركاً فِي فنون عديدةٍ آيَة من آيَات الله فِي الفطنة والذكاء والحدس توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وستّ مائَة (الألقاب) أَبُو الْحُسَيْن البصريّ المعتزليّ اسْمه مُحَمَّد بن عليّ أَبُو الْحُسَيْن الجزّار اسْمه يحيى بن عبد الْعَظِيم أَبُو الْحُسَيْن الإشبيليّ النحويّ عبيد الله بن أَحْمد ابْن الحشيشيّ شمس الدّين مُحَمَّد ابْن حشيش معِين الدّين هبة الله بن مَسْعُود أَبُو حشيشة الطُّنبوريّ اسْمه مُحَمَّد بن عليّ القَاضِي ابْن حشيشة اسْمه مُحَمَّد بن عليّ الحصّار الأندلسيّ اسْمه أَحْمد بن يحيى بن عَليّ

حصين

الحصّار الفاسي عليّ بن محمدٍ بن مُحَمَّد) ابْن الحصّار عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحصائريّ الشافعيّ الْحسن بن حبيب الحصريّ إِبْرَاهِيم بن عليّ بن تَمِيم صَاحب زهر الْآدَاب وَهُوَ ابْن خَالَة أبي الْحسن عليّ الحصريّ والحصريّ الشَّاعِر والحصريّ المقرىء عبد الجبّار والحصريّ عليّ بن عبد الْغَنِيّ والحصريّ المصريّ نَاصِر بن ناهض ابْن الحصريّ الْحَافِظ نصر بن محمدٍ الحصريّ المنجِّم المؤمِّل بن مُفْلِح الحصكفيّ الْخَطِيب اسْمه يحيى بن سَلامَة بن الْحُسَيْن الحصينّ الحمويّ الشافعيّ إِبْرَاهِيم بن الْحسن الحصيريّ أَحْمد بن مَحْمُود الحصيريّ الْحَافِظ اسْمه جَعْفَر بن أَحْمد (حُصَيْن) 3 - (حُصَيْن السَّكونيّ) حُصَيْن بن نمير بن فاتك أَبُو عبد الرَّحْمَن الكنديّ ثمَّ السَّكونيّ من أهل حمص روى عَن بِلَال وَكَانَ بِدِمَشْق حِين عزم مُعَاوِيَة على الْخُرُوج إِلَى صفّين وَخرج مَعَه وَولي الصافية ليزِيد بن مُعَاوِيَة وَكَانَ أَمِيرا على جند حمص وَكَانَ فِي الْجَيْش الَّذِي وجَّهه يزِيد إِلَى الْمَدِينَة لقِتَال أهل الحرَّة وَأمر مُسلم بن عتبَة أَن يستخلفه على

الري

الْجَيْش إِن نزل بِهِ الْمَوْت فَمَاتَ مُسلم بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فحاصر حُصَيْن ابْن الزبير بِمَكَّة وَرمى الْكَعْبَة بالمنجنيق واحترقت فِي حصاره وَمَات يزِيد بن مُعَاوِيَة وَهُوَ بعد فِي الْحصار وَكَانَ مُسلم بن عقبَة قَالَ لَهُ قبل مَوته يَا برذعة الْحمار لَوْلَا عهد أَمِير الْمُؤمنِينَ إليَّ فِيك مَا عهِدت إِلَيْك اسْمَع عهدي لَا تمكِّن قُريْشًا من أُذُنك وَلَا تزدهم على ثلاثٍ الوقاف ثمَّ التفاف ثمَّ الِانْصِرَاف إِنَّك أَعْرَابِي جلف وَقَومه السَّكون خرجت مِنْهُم فتن كَثِيرَة كَانَ مِنْهُم من غزا عُثْمَان وسودان بن حمْرَان الَّذِي قتل عُثْمَان مِنْهُم وَابْن ملجم قَابل عليٍّ مِنْهُم وَمِنْهُم هَذَا حُصَيْن وَلما عرضوا على عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أعرض عَنْهُم وَقَالَ إِنِّي عَنْهُم لمتردِّد وَمَا مرَّ بِي قوم من الْعَرَب أكره إليَّ مِنْهُم ثمَّ أمضاهم وَكَانَ بعد يذكرهم بالكراهية ثمَّ قتل حُصَيْن عَام الخازر مَعَ عبيد الله بن زِيَاد سنة ستّ أَو سبعٍ وَسِتِّينَ قَتلهمْ إِبْرَاهِيم بن الأشتر وحرَّقهم بالنَّار وَبعث رؤوسهم إِلَى الْمُخْتَار فَنصبت بمكّة وَالْمَدينَة 3 - (الرِّيّ) الْحصين بن الْحمام بن ربيعَة بن مسابٍ بن حرَام بن وائلة بن سهم بن مرَّة بن عَوْف يَنْتَهِي إِلَى قيس بن عيلان بن مُضر كَانَ سيد بني سهم بن مرَّة وفارسها وَقَائِدهمْ ورائدهم وَكَانَ يُقَال لَهُ مَانع الضَّيم أَتَى ابْنه إِلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ لآذنه اسْتَأْذن لي على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ وَيحك لَا يكون هَذَا إلاّ عُرْوَة بن الْورْد أَو ابْن الْحصين بن الْحمام المريّ أدخلهُ فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ إِبْنِ من أَنْت قَالَ أَنا ابْن مَانع الضَّيم الْحصين بن الْحمام فَقَالَ لَهُ صدقت وَرفع مَجْلِسه وَقضى حَوَائِجه وَعَن أبي عُبَيْدَة أنَّ الْحمام أدْرك الْإِسْلَام وَأسلم ويدلّ على ذَلِك قَوْله من المتقارب (وقافيةٍ غير إنسَّيةٍ ... قرضت من الشِّعر أَمْثَالهَا) ) (شرودٍ تلمَّع بالخافقين ... إِذا أنشدت قيل من قَالَهَا) (وحيران لَا يَهْتَدِي بالنَّهار ... من الضَّلع يتبع ضلاَّلها) (وداعٍ دَعَا دَعْوَة المستغيث ... فَكنت كمن كَانَ لبَّى لَهَا) (إِذا الْمَوْت كَانَ شجاً بالحلوق ... وبادرت النَّفس أشغالها) (صبرت وَلم أك رعديدةً ... وللصَّبر فِي الرَّوع أنجى لَهَا)

المذحجي الجنبي أبو ظبيان

(ويومٍ تسعَّر فِيهِ الحروب ... لبست إِلَى الِّروع سربالها) (مضاعفة السِّرد عاديَّةً ... وعضب الْمضَارب مصقالها) (ومطَّرداً من ردينَّيةٍ ... أذود عَن الْورْد أبطالها) (فَلم يبْق من ذَاك إلاّ التُّقى ... ونفسٌ تعالج آجالها) (أمورٌ من الله فَوق السَّمَاء ... مقادير ينزل أدلالها) أعوذ بربي من المخزيات يَوْم ترى النَّفس أَعمالهَا (وخفَّ الموازين بالكافرين ... وزلزلت الأَرْض زِلْزَالهَا) (ونادى منادٍ بِأَهْل الْقُبُور ... فهبُّوا لتبرز أثقالها) (وسعِّرت النَّار فِيهَا الْعَذَاب ... وَكَانَ السَّلاسل أغلالها) 3 - (المذحجيّ الْجَنبي أَبُو ظبْيَان) الْحصين بن جُنْدُب بن عَمْرو بن الْحَارِث الْجَنبي الْمذْحِجِي من أهل الْكُوفَة تَابِعِيّ مَشْهُور بِالْحَدِيثِ سمع عليا وعمّاراً وَأُسَامَة بن زيد وروى عَنهُ ابْنه قَابُوس وَالْأَعْمَش مَاتَ بِالْكُوفَةِ سنة تسعين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ يكنى أَبَا ظبْيَان وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن مَالك) الْحصين بن مَالك بن الخشخاش جد القَاضِي عبيد الله بن الْحسن العنبريّ وَله صُحْبَة روى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو الْهُذيْل الْكُوفِي) حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن السُّلمي أَبُو الْهُذيْل الكوفيّ ابْن عمّ

ابن نمير الواسطي

مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر روى عَن جَابر بن سَمُرَة وَعمارَة بن رويبة الصحابيّين وَزيد بن وهب وَابْن أبي ليلى وَأبي وائلٍ وَابْن ظبْيَان وَسَعِيد بن جُبَير وَعَمْرو بن مَيْمُون الأوديّ وَكَانَ ثِقَة حَافِظًا عالي السَّند عَاشَ ثَلَاثًا) وَتِسْعين سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 3 - (ابْن نمير الواسطيّ) حُصَيْن بن نميرٍ الكوفيّ الواسطيّ كُوفِي الأَصْل ضَرِير وثَّقه أَبُو زرْعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي وَتُوفِّي فِي حُدُود التِّسعين وَالْمِائَة 3 - (ابْن عبد الّرحمن الأنصاريّ) حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن سعد بن معاذٍ الأشهليّ الأنصاريّ من أهل الْمَدِينَة روى عَن مَحْمُود بن عَمْرو ومحمود بن لبيد وروى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد 3 - (الأنصاريّ السَّالميّ) حُصَيْن بن مُحَمَّد السَّالميّ الأنصاريّ أحد بني سَالم بن غنم من ثِقَات تَابِعِيّ أهل الْمَدِينَة روى عَن عتْبَان بن مَالك وروى عَنهُ الزُّهري 3 - (ذُو الغصَّة الصّحابي) الْحصين بن يزِيد بن شدّاد الحارثيّ الصحابيّ من بني الْحَارِث بن كعبٍ ذُو الغصَّة وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكره ابْن الْكَلْبِيّ وَقَالَ إِنَّمَا قيل لَهُ ذُو الغصَّة لِأَنَّهُ كَانَ يلاحقه غصَّة وَكَانَ لَا يبين بهَا الْكَلَام فَسُمي ذَا الغصة

الذهلي الرقاشي

3 - (الذُّهلي الرقّاشي) حُصَيْن بن الْمُنْذر بالضاد الْمُعْجَمَة أَبُو ساسان وَقيل أَبُو مُحَمَّد الذُّهلي الرقاشيّ البصريّ من سَادَات قومه من كبار التَّابِعين سمع عُثْمَان وعلياً وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الْحسن البصريّ وعليّ بن سُوَيْد وَهُوَ شَاعِر فَارس توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَهُوَ بضمّ الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الضّاد الْمُعْجَمَة وَشهد الْجمل وصفِّين أَمِيرا مَعَ عَليّ ووفد على مُعَاوِيَة وَأدْركَ خلَافَة سُلَيْمَان وَهُوَ الَّذِي يُؤثر عَنهُ أَن ختنه على ابْنَته أَو أُخْته كَانَ إِذا تنحَّى لَهُ حضين عَن مَجْلِسه وَقَالَ مرْحَبًا بِمن كفا المؤونة وَستر الْعَوْرَة وَكَانَ بخراسان أَيَّام قُتَيْبَة بن مُسلم وَكَانَ قُتَيْبَة يستشيره فِي أُمُوره وَكَانَ من سَادَات ربيعَة وَكَانَ صَاحب راية عليّ يَوْم صفّين وَفِيه يَقُول عَليّ من الطَّوِيل (لمن رايةٌ سَوْدَاء يخْفق ظلُّها ... إِذا قيل قدِّمها حضين تقدَّما) ثمَّ ولاّه اصطخر وَكَانَ يبخل قَالَ ابْن عَسَاكِر وَلَا أعرف من تسمَّى بِالْحَاء والضّاد وَالنُّون) غَيره وَغير من ينْسب إِلَيْهِ من وَلَده وَقَالَ أَحْمد العجليّ هُوَ بَصرِي تَابِعِيّ ثِقَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد النّسائيّ وَابْن ماجة (الألقاب) ابْن الحُصَين الْمسند هبة الله بن مُحَمَّد ابْن أبي حَصِينَة هُوَ الْأَمِير الْحسن بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو الْفَتْح وَولده أَبُو الذوَّاد المفِّرج بن الْحسن القَاضِي رضيّ الله بن أبي حَصِينَة اسْمه يحيى بن سَالم

حطاب

(حطّاب) 3 - (حطّاب بن الْحَارِث) حطّاب بن الْحَارِث بن معمر بن حبيب بن وهيب بن حذاقة بن جمح القرشيّ الجمحيّ هَاجر إِلَى أَرض الْحَبَشَة مَعَ أَخِيه حَاطِب بن الْحَارِث وَهَاجَرت مَعَه امْرَأَته فكيهة بنت يسَار وَمَات خطّاب فِي الطَّرِيق وَلم يصل الْحَبَشَة وَقيل إِنَّمَا مَاتَ مُنْصَرفه من الْحَبَشَة كَذَلِك قَالَ مُصعب (حطّان) 3 - (الرَّقَّاشيّ التابعيّ) حطَّان بن عبد الله الرقَّاشي تابعيّ جليل بصريّ أزدي روى عَن عليّ وَأبي مُوسَى وَجَمَاعَة من الصَّحابة سمع مِنْهُ الْحسن وَيُونُس وَابْن جُبَير وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الجرميّ التابعيّ) حطّان بن خفاف بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة الجرميّ تَابِعِيّ سمع ابْن عَبَّاس ومعن بن يزِيد وروى عَنهُ ابْن عُيَيْنَة وَأَبُو عوَانَة وَعَاصِم بن كُلَيْب (الألقاب) الحطيئة الشَّاعِر اسْمه جَرْوَل ابْن الحطيئة الصَّالح اسْمه أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد ابْن حطيط مُحَمَّد بن النُّعْمَان الحظيري أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بن عَليّ) الحطيري الورَّاق أَبُو الْمَعَالِي سعد بن عَليّ

حفص

وَبَان الحظيري عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن مظفر الحفَّار مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد السَّلام مجد الدِّين حفدة اسْمه مُحَمَّد بن أسعد (حَفْص) 3 - (العدويّ التابعيّ) حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب القرشيّ الْعَدوي من جلّة التَّابِعين ثِقَة مجمع عَلَيْهِ كثير الحَدِيث سمع ابْن عمر روى عَنهُ الْقَاسِم بن مُحَمَّد وَسَالم ابْن عبد الله وَغَيرهمَا وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَمِير مصر) حَفْص بن الْوَلِيد أَبُو بكر أَمِير مصر من جِهَة هِشَام روى عَن الزُّهريّ وَهُوَ مقلّ وروى لَهُ النَّسائيّ قَتله حوثرة الباهليّ كَانَ ممَّن خلع مَرْوَان الْحمار فَلم يتمَّ لَهُ وَكَانَ أَمِيرا مُطَاعًا وَاسْتولى الحوثرة على ديار مصر وَكَانَت قتلة أبي بكر حَفْص سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة 3 - (الغاضريّ المقرىء) حَفْص بن سُلَيْمَان الأسديّ الغاضريّ الكوفيّ يُقَال لَهُ حَفْص بن أبي دواد وَكَانَ حجَّة فِي الْقِرَاءَة واهياً فِي الحَدِيث قَرَأَ على زوج أمه عَاصِم بن أبي النُّجود قَالَ ابْن حَنْبَل مَا بِهِ بَأْس وَقَالَ البخاريّ تَرَكُوهُ وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الإِمَام أَبُو عَمْرو قَاضِي الْكُوفَة) حَفْص بن غياث ين طلقٍ النَّخعيّ الإِمَام أَبُو عمر القَاضِي أحد الْأَعْلَام مولده سنة سبع عشرَة وَمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة ولي قَضَاء الْجَانِب الشرقيّ بِبَغْدَاد ثمَّ بعث على قَضَاء الْكُوفَة كَانَ يَقُول من لم يَأْكُل من طَعَامي لَا

الوزير الخلال

أحدثَّه وَإِذا كَانَ لَهُ يَوْم ضِيَافَة لَا يبْقى رَأس فِي الروَّاسين روى لَهُ الجامعة وَمَات سنة سِتّ وَقيل خمس وَتِسْعين 3 - (الْوَزير الخلاّل) حَفْص بن سُلَيْمَان أَبُو سَلمَة الكوفيّ الْمَعْرُوف بالخلاّل بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد اللَّام وَبعد) الْألف لَام أُخْرَى مولى السَّبيع من هَمدَان كَانَ من دعاة بني الْعَبَّاس وَكَانَ يعرف بوزير آل مُحَمَّد وَهُوَ أول من وَقع عَلَيْهِ اسْم الْوَزير فِي الْإِسْلَام قدم الحميمة من أَرض الشُّراة واشخصه مِنْهَا إِبْرَاهِيم الإِمَام بالكتب إِلَى النُّقباء بخراسان قَالَ أَحْمد بن سيَّار فِي أَسمَاء النُّقَبَاء الإثني عشر كلُّهم من مرو سَبْعَة من الْعَرَب وَخَمْسَة من الموَالِي فَلَمَّا قبض على إِبْرَاهِيم ظهر من أبي سَلمَة الْميل إِلَى أبي عَليّ فدسَّ عَلَيْهِ أَبُو مُسلم الخراسانيّ من قَتله سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة فَقَالَ سُلَيْمَان بن المُهَاجر البجليّ من الْكَامِل (إنَّ المساءة قد تسرُّ وربِّما ... كَانَ السُّرور بِمَا كرهت نذيرا) (إنَّ الْوَزير وَزِير آل محمدٍ ... أودى فَمن يشناك كَانَ وزيرا) وَكَانَ السَّفَّاح يأنس بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ ذَا مفاكهةٍ حسنةٍ ممتعاً فِي حَدِيثه أديباً عَالما بالسِّياسة وَالتَّدْبِير وَكَانَ ذَا يسارٍ وَأنْفق أَمْوَالًا كَثِيرَة فِي إِقَامَة الدولة العباسيّة ولمّا ولي السّفَّاح استوزره وَكَانَ السَّفَّاح لما أَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو مُسلم بقتْله قَالَ هَذَا الرجل بذل مَاله فِي خدمتنا ونصحنا وَقد صدرت مِنْهُ زلَّة فَنحْن نغفرها لَهُ فلمّا سمع أَبُو مُسلم ذَلِك سيَّر جمَاعَة كمنوا لَهُ لَيْلًا فَلَمَّا خرج من عِنْد السفَّاح لَيْلًا وَكَانَ يسمر عِنْده لَيْلًا بالأنبار وَثبُوا عَلَيْهِ وخبطوه بِالسُّيُوفِ وَأصْبح النَّاس يَقُولُونَ قَتله الْخَوَارِج وَكَانَت قتلته بعد بيعَة السفَّاح بأَرْبعَة أشهرٍ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَلما سمع السفَّاح بقتْله أنْشد من الطَّوِيل (إِلَى النَّار فليذهب وَمن كَانَ مثله ... على أيِّ شيءٍ فاتنا مِنْهُ نأسف) وَلم يكن خلاَّلاً وإنِّما كَانَ منزله فِي حارة الخلاَّلين وَكَانَ من مياسير الصَّيارف 3 - (قَاضِي عمان) حَفْص بن عمر بن حَفْص بن ابي السَّائب قَاضِي عمان توفّي سنة تسعين وَمِائَة أَو فِي حُدُودهَا

قاضي حلب

3 - (قَاضِي حلب) حَفْص بن عمر قَاضِي حلب توفّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة 3 - (قَاضِي نيسابور) حَفْص بن عبد الرَّحْمَن قَاضِي نيسابور الْفَقِيه الْمَشْهُور أحد الْأَعْلَام قَالَ أَبُو حَاتِم مُضْطَرب الحَدِيث وروى لَهُ النّسائيّ وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَتِسْعين وَمِائَة) 3 - (أَبُو عَمْرو السُّلميّ) حَفْص بن عبد الْملك بن رَاشد أَبُو عمروٍ السُّلميّ النَّيسابوريّ قَالَ مُحَمَّد بن عقيل كَانَ قَاضِيا عشْرين سنة لَا يحكم إِلَى بالأثر وَلَا يقْضِي بالرّأي البتَّة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عَمْرو الحوضيّ) حَفْص بن عمر بن الْحَارِث بن سَخْبَرَة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْبَاء الموحَّدة وَبعد الرَّاء هَاء أَبُو عَمْرو الأزديّ النمريّ من النمر بن غيان بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعد الْمِيم ألف وَنون البصريّ الْمَعْرُوف بالحوضيّ بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا ضاد مُعْجمَة ورى عَنهُ البخاريّ وَأَبُو دَاوُد وروى عَنهُ النّسائيّ بِوَاسِطَة وروى البخاريّ أَيْضا عَن صَاعِقَة عَنهُ وروى عَنهُ جمَاعَة قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ أجمع أهل الْبَصْرَة على عَدَالَته وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

الربالي الرقاشي

3 - (الرَّباليّ الرّقاشيّ) حَفْص بن عمر بن ربالٍ الرقاشيّ روى عَنهُ ابْن ماجة وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الدُّوريّ المقرىء) حَفْص بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن صهْبَان وَيُقَال صُهَيْب الإِمَام أبوعمر الدُّوريّ الأزديّ المقرىء الضَّرِير النحويّ نزيل سرَّ من رأى وَشَيخ المقرئين بالعراق صدَّقه أَبُو حَاتِم وصنَّف كتابا فِي الْقرَاءَات وَهُوَ ثِقَة فِي جَمِيع مَا يرويهِ وَتُوفِّي سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَرَأَ على الكسائيّ وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَيحيى اليزديّ وسليم وشجاع بن أبي نصر وَأبي عمَارَة حَمْزَة بن الْقَاسِم الْأَحول صَاحب حَمْزَة الزيات وَسمع الْحُرُوف من أبي بكر بن عَيَّاش وَيُقَال أَنه كَانَ أول من جمع الْقرَاءَات وألَّفها حدَّث عَن أبي إِسْمَاعِيل المؤدِّب وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وَإِسْمَاعِيل بن عيّاش وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأبي مُعَاوِيَة الضَّرِير وَمُحَمّد بن مَرْوَان السدِّي وَعُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الوقَّاصي وَيزِيد بن هرون وعدة حَتَّى أَنه روى عَن أَحْمد ابْن حَنْبَل وروى أَحْمد عَنهُ وَطَالَ عمره وَقصد من الْآفَاق وازدحم عَلَيْهِ الحذَّاق لعلوِّ سَنَده وسعة علمه وحدَّث عَنهُ ابْن ماجة فِي سنَنه وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وحاجب بن أركين وَمُحَمّد بن حَامِد خَال ولد السنّي وَخلق كثير وَذهب بَصَره آخر عمره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَوْلَا) تَأَخّر وَفَاته لذكرته مَعَ قالون وأقرانه 3 - (سنجة ألف) حَفْص بن عمر بن الصَّباح سنجة ألف كَانَ مُسْند الرقة فِي وقته توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْقَاسِم الأردبيليّ) حَفْص بن عمر الأردبيليّ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم كَانَ ثِقَة

الإباضي

عَارِفًا توفّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَسمع أَبَا حَاتِم الرازيّ وَيحيى بن أبي طَالب وَأَبا قلَابَة عبد الْملك الرقاشيّ وَإِبْرَاهِيم بن ديزيل وَله تصانيف وفوائد وروى عَنهُ أَحْمد بن طَاهِر المنانجي وَأحمد بن عليّ بن لال وَجَمَاعَة 3 - (الإباضيّ) حَفْص بن أبي الْمِقْدَام افْتَرَقت الإباضيَّة ثَلَاث فرق حفصية وحارثية وبريدية فَأَما حَفْص هَذَا فَإِنَّهُ تميز عَن الإباضية بِأَن قَالَ بَين الشِّرك وَالْإِيمَان خصْلَة وَاحِدَة هِيَ معرفَة الله تَعَالَى وَحده فَمن عرفه ثمَّ كفر بِمَا سواهُ من رسولٍ أَو كتابٍ أَو قيامةٍ أَو جنَّةٍ أَو نارٍ أَو ارْتكب الْكَبَائِر فَهُوَ كَافِر لكنه بَرِيء من الشِّرك وَأما الحراثية والبريدية فقد تقدم ذكرهم (حَفْصَة) 3 - (أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا) حَفْصَة هِيَ أم الْمُؤمنِينَ إبنة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُمَا زوج النبيّصلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة قَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَهِي الَّتِي كَانَت تساميني من أَزوَاجه قيل أَنَّهَا ولدت قبل النبوَّة بِخمْس سِنِين وَرُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طلَّقها تَطْلِيقَة ثمَّ ارتجعها أمره بذلك جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلام وَقَالَ إِنَّهَا صوَّامة قوَّامة وَهِي زَوجتك فِي الجنَّة وَتوفيت سنة خمس وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ فِيمَا قبل وَكَانَت قبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت خُنَيْس بن حذافة بن قيس بن عديّ السَّهميّ فَلَمَّا تأيَّمت ذكرهَا عمر لأبي بكر وعرضها عَلَيْهِ قلم يرجع أَبُو بكر كلمة فَغَضب من ذَلِك عمر ثمَّ عرضهَا على عُثْمَان حِين مَاتَت رقيَّة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ عُثْمَان مَا أُرِيد أَن أَتزوّج الْيَوْم فَانْطَلق عمر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَشَكا إِلَيْهِ عُثْمَان فَقَالَ

بنت عبد الرحمن

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَزَوَّج حَفْصَة من هُوَ خير من عُثْمَان ويتزوج عُثْمَان من هِيَ خير من حَفْصَة ثمَّ خطبهَا إِلَى عمر فتزوَّجها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلقي أبوبكر عمر فَقَالَ لَا تَجِد عليّ فِي نَفسك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ذكر حَفْصَة فَلم أكن لأفشي سرَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَو تَركهَا لتزوَّجتها وَأوصى عمر بعد مَوته إِلَى حَفْصَة وأوصت حَفْصَة إِلَى عبد الله بن عمر بِمَا أوصى بِهِ إِلَيْهَا عمر وبصدقة تصدّقت بهَا بمالٍ وقفته بالغابه وَتوفيت رَضِي الله عَنْهَا سنة خمسٍ وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا الجامعة كلهم 3 - (بنت عبد الرَّحمن) حَفْصَة بنت عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُم روى لَهَا مُسلم وَأَبُو دَاوُد والتِّرمذي وَابْن ماجة وَتوفيت فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (أم الْهُذيْل البصرية) حَفْصَة بنت سِيرِين أم الْهُذيْل البصرية رَوَت عَن أم عَطِيَّة وَأم الرابح والرباب وَأنس بن مَالك مَوْلَاهَا من أَعلَى وَأبي الْعَالِيَة كَانَت عديمة النظير فِي وَقتهَا فقيهة صَادِقَة فاضلة كَبِيرَة الْقدر وروى لَهَا الجامعة وَتوفيت فِي حُدُود الْعشْر وَمِائَة 3 - (الغرناطيّة) ) حَفْصَة بنت الحاجّ الرَّكونيّ من أهل غرناطة أورد لَهَا ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم من المجتث (يَا سيِّد النَّاس يَا من ... يؤمِّل النَّاس رفده) (أمنن عليَّ بصكٍّ ... يكون للدَّهر عدَّه) (تخطُّ يمناك فِيهِ ... وَالْحَمْد لله وَحده) ونقلت من خطّ ابْن سعيد المغربي فِي كتاب الغراميات قَالَ كَانَت أديبة شاعرة جميلَة مَشْهُورَة بالحسب وَالْمَال فاتّفق أَن بَات أَبُو جَعْفَر بن عبد الْملك بن سعيد هُوَ وَإِيَّاهَا فِي جنَّة من جنَّات غرناطة الَّتِي على نهر شنيل فَقَالَ أَبُو جَعْفَر من الطَّوِيل (رعى الله لَيْلًا لم يرح بمذمم ... عشيَّة وارانا بحور مؤمِّل)

الألقاب

(وَقد خَفَقت من نَحْو نجدٍ أريجةٌ ... إِذا نفحت هبَّت بريَّا القرنفل) (وغرَّد قمريٌّ على الدَّوح وانثنى ... قضيبٌ من الرَّيحان من فَوق جدول) (ترى الرَّوض مَسْرُورا بِمَا قد بدا لَهُ ... عناقٌ وضمٌّ وارتشاف مقبَّل) فَقَالَت حَفْصَة من الطَّوِيل (لعمرك مَا سرَّ الرياض بوصلنا ... وَلكنه أبدى لنا الغلَّ والحسد) (وَلَا صفَّق النَّهر ارتياحاً لقربنا ... وَلَا صحد القمريُّ إِلَّا لما وجد) (فَلَا تحسن الظَّنَّ الَّذِي أَنْت أَهله ... فَمَا هُوَ فِي كلِّ المواطن بالرَّشد) (فَمَا خلت هَذَا الْأُفق أبدى نجومه ... لأمرٍ سوى كَيْمَا تكون لنا رصد) قلت أبوجعفر هَذَا هُوَ عَم وَالِد عَليّ بن سعيد وَكَانَ يهوى حَفْصَة هَذِه (الألقاب) أَبُو حَفْص الشَّطرنجيّ عمر بن عبد الْعَزِيز (الجرايحيّ المصريّ) الحقير النافع كَانَ يَهُودِيّا من أهل مصر طَبِيبا جرايحياً حسن المعالجة كَانَ يرتزق بالجراحة وَهُوَ فِي غَايَة الخمول فاتفق أَن عرض للْحَاكِم عقر أزمن وَلم يبرأ مِنْهُ وَكَانَ ابْن مقشَّر الْحَاكِم والحظيّ عِنْده من الْأَطِبَّاء يعالجونه وَلَا يبرأ فأحضر لَهُ هَذَا اليهوديّ الْمَذْكُور فَلَمَّا رَآهُ طرح عَلَيْهِ دَوَاء يَابسا فجفَّفه وشفاه فِي ثَلَاثَة أيامٍ فَأطلق لَهُ الف دينارٍ وخلع عَلَيْهِ ولقَّبه بالحقير النَّافع وَجعله من أطباء الخاصّ وظرَّف الْقَائِل من المتقارب (طبيبٌ بِمصْر يسمَّى الحقير ... وَلكنه لَيْسَ بالنافع) (لَهُ حولةٌ حوَّلت كلَّ من ... بِمصْر إِلَى حومة الشَّافع) (الألقاب) ابْن الحكَّاك جَعْفَر بن يحيى وَبَان الحكَّاك الْحسن بن أَحْمد بن مَحْمُود (ابْن سلم الرازيّ) حكَّام بن سلم الرازيّ روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة قبل الوقفة بِمَكَّة

الحكم

(الحكم) 3 - (ابْن عمّ الْحجَّاج الثقفيّ) الحكم بن أَيُّوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفيّ ابْن عمّ الْحجَّاج بن يُوسُف حدَّث عَن أبي هُرَيْرَة وَكَانَ قد تزوج زَيْنَب بنت يُوسُف أُخْت الْحجَّاج وَخرج بهَا إِلَى الشَّام وَاسْتَعْملهُ الْحجَّاج على الْبَصْرَة وَكَانَ الْحجَّاج قد عرض على زَيْنَب أَن يزوّجها مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن الحكم بن أبي عقيل وَهُوَ يؤمئذ أشرف ثقفيّ فِي زَمَانه وعمره سبع عشرَة سنة فَاخْتَارَتْ الحكم وَهُوَ شيخ وَكَانَ بَخِيلًا وَهُوَ الَّذِي كَانَ يخْطب بِالْبَصْرَةِ حَتَّى يكَاد يخرج وَقت الصَّلَاة فَقَامَ إِلَيْهِ يزِيد الضبيّ وَقَالَ لَهُ الصَّلَاة يَرْحَمك الله فَضَربهُ وحبسه وَقَتله صَالح بن عبد الرَّحْمَن الْكَاتِب مَعَ جمَاعَة من آل الْحجَّاج فِي الْعَذَاب على مَا اختزلوه من الْأَمْوَال بِأَمْر سُلَيْمَان وَقَتله بعد التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الغفاريّ) الحكم بن عمر الغفاريّ أَخُو رَابِع لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَكَانَ صَالحا فَاضلا توفّي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن عتبَة الكنديّ) الحكم بن عتبَة أَبُو مُحَمَّد الكنديّ مَوْلَاهُم الكوفيّ أحد

العدني العابد

الْأَعْلَام روى عَن أبي جُحَيْفَة السُّوانيّ وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَالْقَاضِي شُرَيْح وَأبي وَائِل وعليّ ابْن الْحُسَيْن وَمُجاهد وَمصْعَب بن سعد وَإِبْرَاهِيم النخعيّ وَسَعِيد بن جُبَير وَخلق وَكَانَ إِذا قدم الْمَدِينَة أخلوا لَهُ سَارِيَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصلِّي إِلَيْهَا وَكَانَ يفضِّل عليا على أبي بكر وعمره رَوَاهُ الشَّاذكُونِي وَهُوَ ضَعِيف وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَمِائَة فِي قَول شُعْبَة 3 - (العدنيّ العابد) الحكم بن أبان العدنيّ العابد كَانَ إِذا هدأت الْعُيُون وقف فِي الْبَحْر إِلَى رُكْبَتَيْهِ يذكر الله تَعَالَى حَتَّى يصبح وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة 3 - (أَبُو مَرْوَان الأمويّ) الحكم بن أبي الْعَاصِ أَبُو مَرْوَان الأمويّ أسلم يَوْم الْفَتْح وَقدم الْمَدِينَة وَكَانَ يفشي سرّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسبَّه وطرده إِلَى بطن وجّ وَلم يزل طريداً إِلَى أَن ولي) عُثْمَان فَأدْخلهُ الْمَدِينَة وَوصل رَحمَه وَأَعْطَاهُ مائَة ألف دِرْهَم لِأَنَّهُ كَانَ عمَّه وَقيل نَفَاهُ إِلَى الطَّائِف لِأَنَّهُ كَانَ يحكيه فِي مشيته وَبَعض حركاته لَهُ عُمُوم الصُّحْبَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ جدُّ عبد الْملك بن مَرْوَان الأمويّ 3 - (ابْن سِنَان الباهليّ) الحكم بن سِنَان الباهليّ القربيّ بِكَسْر الْقَاف وَفتح الرَّاء وَبعدهَا بَاء موحَّدة توفّي سنة تسعين وَمِائَة 3 - (أَبُو مُطِيع البلخيّ) الحكم بن عبد الله أَبُو مُطِيع البلخيّ الْفَقِيه صَاحب كتاب الْفِقْه

أبو النعمان البصري

الْأَكْبَر تفقَّه بِأبي حنيفَة ووي قَضَاء بَلخ وَكَانَ بَصيرًا بِالرَّأْيِ وَكَانَ ابْن الْمُبَارك يعظِّمه عَن النَّضر بن شُمَيْل قَالَ أَبُو مُطِيع نزل الْإِيمَان وَالْإِسْلَام فِي الْقُرْآن على وَجْهَيْن وَهُوَ عِنْدِي على وَجه وَاحِد قلت ممَّن ترى الْغَلَط مِنْك أَو من الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلام أَو من جِبْرِيل أَو من الله تَعَالَى فَبَقيَ باهتاً وَقيل كَانَ من رُؤُوس المرجئة قَالَ ابْن معِين هُوَ ضَعِيف وَقَالَ أَبُو دَاوُد تركُوا حَدِيثَة لِأَنَّهُ كَانَ جهميّاً وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (أَبُو النُّعمان البصريّ) الحكم بن عبد الله أَبُو النُّعمان الْبَصْرِيّ كَانَ ثِقَة من الحفّاظ روى لَهُ البخاريّ وَمُسلم الترمذيّ والنّسائيّ توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة أَو مَا يُقَارب ذَلِك 3 - (ابْن معبد الحنفيّ) الحكم بن معبد الخزاعيّ الأديب صَاحب كتاب السُّنَّة كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الْحَنَفِيَّة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (قَاضِي حمص أَبُو الْيَمَان) الحكم بن نَافِع أَبُو الْيَمَان الْحِمصِي البهرانيّ مَوْلَاهُم روى عَن حريز بن عُثْمَان وعفير بنمعدان وَأبي بكر بن أبي مَرْيَم وَصَفوَان بن عَمْرو وأرطاة بن الْمُنْذر التَّابِعين وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وروى عَنهُ البخاريّ وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَة وَأحمد وَابْن معِين وَأَبُو عبيد والذّهليّ وَأَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَمُحَمّد بن عوفٍ وَعلي بن مُحَمَّد الجكَّاني وَخلق وَكَانَ ثِقَة نبيلاً إِمَامًا استقدمه الْمَأْمُون من حمص إِلَى دمشق ليولِّيه قَضَاء حمص قَالَ) أَبُو زرْعَة سَمِعت أَبَا الْيَمَان يَقُول ولدت سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَمَات سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

ابن عبدل الشاعر

3 - (ابْن عبدل الشَّاعِر) الحكم بن عبدل الْأَسدي ثمَّ الغاضريّ الْكُوفِي شَاعِر مَشْهُور القَوْل مجيد هجَّاء نَفَاهُ ابْن الزبير من الْعرَاق لما نفى عَنْهَا عُمَّال بني أُميَّة وَقدم دمشق وَكَانَ لَهُ من عبد الْملك بن مَرْوَان مَوضِع وَقَالَ ابْن مَاكُولَا هُوَ الشَّاعِر الْأَعْرَج كُوفِي مَشْهُور قَالَ غَيره قَالَ كَانَ يَأْتِي ابْن بشر فَيَقُول لَهُ أخمس مائةٍ أحبُّ إِلَيْك الْعَام أم ألف فِي قَابل فَيَقُول ألف فِي قَابل وَإِذا أَتَاهُ من قَابل قَالَ لَهُ ألف أحبُّ إِلَيْك الْعَام أم أَلفَانِ من قابلٍ فَيَقُول أَلفَانِ من قابلٍ قَالَ فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ ابْن بشر وَلم يُعْطه شَيْئا وَقَالَ صَاحب الأغاني كَانَ أعرج أحدب لَا تُفَارِقهُ الْعَصَا فَترك الْوُقُوف بِبَاب الْمُلُوك وَكَانَ يكْتب على عَصَاهُ حَاجته وَيبْعَث بهَا مَعَ رَسُوله فَلَا يحبس لَهُ رَسُول وَلَا تؤخَّر لَهُ حَاجَة فَقَالَ فِي ذَلِك يحيى بن نَوْفَل من الطَّوِيل (عَصا حكمٍ فِي الدارأوَّل داخلٍ ... وَنحن على الْأَبْوَاب نقصى ونحجب) (وَكَانَت عَصا مُوسَى لفرعون آيَة ... فهذي لعمر الله أَوْهَى وأعجب) (تطاع فَلَا تعصى ويحذر سخطها ... ويرغب فِي المرضاة مِنْهَا ويرهب) وشاعت هَذِه الأبيات بِالْكُوفَةِ وَضحك مِنْهَا النَّاس فَكَانَ الحكم يَقُول ليحيى يَا بن الزَّانِيَة مَا أردْت من عصاي حِين صيَّرتها ضحكة واجتنب أَن يكْتب عَلَيْهَا كَمَا كَانَ يفعل أَولا وَكَانَ لَهُ صديق أعمى يدعى أَبُو عليَّة وَكَانَ ابْن عبدل قد أقعد فَخَرَجَا لَيْلَة من منزلهما إِلَى منزل بعض إخوانهما وَالْحكم يحمل وَأَبُو علَّية يُقَاد فلقيهما صَاحب العسس بِالْكُوفَةِ وَأَخذهمَا فحبسهما فَلَمَّا استقرا فِي الْحَبْس نظر الحكم إِلَى عَصَاهُ مَوْضُوعَة بِجنب عَصا أبي عليَّة فَضَحِك وَقَالَ من مجزوء الْكَامِل حبسي وَحبس أبي علية من أَعَاجِيب الزَّمَان (أعمى يُقَاد ومقعدٌ ... لَا الرِّجل مِنْهُ وَلَا اليدان) هَذَا بِلَا بصرٍ هُنَاكَ وَبِي يخبُّ الحاملان يَا من رأى ضبَّ الفلاة قرين حوتٍ فِي مَكَان طرفِي وطرف أبي علية دَهْرنَا متوافقان) (من يفتخر بجواده ... فجوادنا عكَّازتان) (طرفان لَا علفاهما ... يشرى وَلَا يتصاولان)

صاحب الأندلس الربضي

وَقَالَ أَيْضا من أَبْيَات من الطَّوِيل (فَفِي حالتينا عبرةٌ وتفكُّر ... وأعجب مِنْهُ حبس أعمى ومقعد) (كِلَانَا إِذا العكَّاز فارقكفَّه ... يخرُّ صَرِيعًا أَو على الْوَجْه يسْجد) (فعكَّازه تهدي إِلَى السُّبل أكمهاً ... وَأُخْرَى مقَام الرِّجل قَامَت مَعَ الْيَد) وَكَانَ بِالْكُوفَةِ امْرَأَة موسرة وَكَانَ لَهَا على النَّاس دُيُون بالسَّواد فاستعانت بِابْن عبدل فِي دينهَا وَقَالَت إِنِّي لست بِزَوْج وَجعلت تعرِّض بِأَنَّهَا تزَوجه نَفسهَا فَقَامَ ابْن عبدل فِي دينهَا حَتَّى اقْتَضَاهُ فَلَمَّا طالبها بِالْوَفَاءِ كتبت إِلَيْهِ من الوافر (سيخطئك الَّذِي حاولت مني ... فقطِّع حَبل وصلك من حبالي) (كَمَا أخطاك مَعْرُوف ابْن بشرٍ ... وَكنت تعدُّ ذَلِك رَأس مَال) وَضرب الحجّاج الْبَعْث على المحتملين وَمن أنبت من الصِّبيان وَكَانَت الْمَرْأَة تَجِيء إِلَى ابْنهَا فتضمنه وَتقول يَا ابْني جزعاً عَلَيْهِ فسمِّي ذَلِك الْجَيْش جَيش با ابْني وأحضرابن عبدل وجرِّد فَوجدَ أحدب أعرج فأعفي من ذَلِك فَقَالَ من الطَّوِيل (لعمري لَئِن جرَّدتني فوجدتي ... كثير الْعُيُوب سيءِّ المتجرَّد) (فأعفيتني لّما رَأَيْت زمانتي ... ووفِّقت مني للْقَضَاء المسدَّد) (وَلست بِذِي شيخين يلتزمانه ... وَلَكِن يتيمٌ سَاقِط الرِّجل وَالْيَد) وَخرج لَيْلَة وَهُوَ سَكرَان مَحْمُولا فِي محفَّة فَلَقِيَهُ صَاحب العسس فَقَالَ لَهُ من أَنْت فَقَالَ لَهُ يَا بغيض أَنْت أعرف بِي من أَن تسْأَل عني اذْهَبْ إِلَى شغلك فَإِن اللُّصُوص لَا يخرجُون فِي اللَّيْل فِي محفَّة فَضَحِك الرجل وَانْصَرف وَكَانَت لَهُ جَارِيَة سَوْدَاء فَولدت لَهُ إبناً أسود وَكَانَ أعرم الصّبيان فَقَالَ فِيهِ من الرجز (يَا ربَّ خالٍ لَك مسودِّ الْقَفَا ... لَا يشتكي من رجله مسَّ الحفا) (كأنَّ عَيْنَيْهِ إِذا تشوَّفا ... عينا غرابٍ فَوق نيقٍ أشرفا) 3 - (صَاحب الأندلس الرَّبضي) الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن

المستنصر بالله الأموي

عبد الْملك بن مَرْوَان ملك الأندلس) ولي الْأَمر بعد وَالِده وامتدت أَيَّامه وَأقَام فِي الْأَمر بعد سبعا وَعشْرين سنة وشهراً ولقَّب نَفسه بالرَّبضي وَكَانَ فَارِسًا شجاعاً فاتكاً جباراً ذَا حزمٍ ودهاء كَانَ يمسك أَوْلَاد النَّاس الملاح فيخصيهم ويمسكهم لنَفسِهِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن خمسين سنة وَدفن فِي الْقصر وَصلى عَلَيْهِ ابْنه عبد الرَّحْمَن وَقيل كَانَ عمره يَوْم مَاتَ اثْنَتَيْنِ وَخمسين سنة وَله شعر وَقَامَ بعده وَلَده أَبُو المطرِّف عبد الرَّحْمَن وَمن شعره من الْبَسِيط (قضبٌ من البان ماست فَوق كُثْبَان ... ولَّين عني وَقد أزمعن هجراني) (ملكنني ملكاًذلَّت عَزَائِمه ... للحبِّ ذلَّ أسيرٍ موثقٍ عان) (من لي بمغتصبات الرّوح من بدني ... يغصبنني فِي الْهوى عزِّي وسلطاني) وَكَانَ لَهُ ألفا فرس مرتبطة على شاطىء النَّهر بقبليِّ قصره يجمعها داران وَكَانَ يعرف بالرَّبضيّ لِأَنَّهُ قتل أهل الربض القبليِّ وَهُوَ من جَانب شقندة فِي العدوة الْأُخْرَى من قرطبة وَرَاء الْوَادي وَهدم دِيَارهمْ وحرثها فَأَصْبَحت فدادين بعد حَرْب عَظِيمَة وَظهر فِي ذَلِك بشجاعة وبسالة وَكَانَ الحكم قد تظاهر فِي صدر ولَايَته بالخمور وَالْفِسْق فَقَامَتْ الْفُقَهَاء والكبار وخلعوه سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ ثمَّ أعادوه لما تنصَّل وَتَابَ فَقتل طَائِفَة من الْكِبَار وصلبهم بأزاء قصره قيل بلغُوا سبعين نفسا وَكَانَ يَوْمًا فظيعاً فمقتته الْقُلُوب وأضمروا لَهُ السوء وأسمعوه الْكَلَام المرّ فتحصّن واستعد وَجَرت لَهُ أُمُور يطول شرحها قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن حزمٍ كَانَ من المجاهرين بِالْمَعَاصِي سفَّاكاً للدماء وَقَالَ من الطَّوِيل (رَأَيْت صدوع الأَرْض بالسِّيف راقعاً ... وقدماً لأمت الشِّعب مذ كنت يافعا) (فسائل ثغوري هَل بهَا الْيَوْم ثغرةٌ ... أبادرها منتضي السِّيف دارعا) (وشافه على الأَرْض الفضاء جماجماً ... كأقحاف منثور الهبيد لوامعا) (تنبيك أَنِّي لم أكن فِي قراعهم ... بوانٍ وقدماً كنت بالسِّيف قارعا) (وَهل زِدْت أَن وفَّيتهم صَاع قرضهم ... فوافوا منابا قدِّرت ومصارعا) (فهاك سلاحي إِنَّنِي قد تركتهَا ... مهاداً وَلم أترك عَلَيْهَا منازعا) 3 - (الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الأمويّ) الحكم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن

عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الْأمَوِي المرواني هُوَ الْمُسْتَنْصر بِاللَّه صَاحب الأندلس ابْن النَّاصِر) لدين الله الأمويّ بَقِي فِي المملكة بعد أَبِيه سِتَّة عشر عَاما وعاش ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة وَقد تقدّم ذكر أَخِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَسَيَأْتِي ذكر أَخَوَيْهِ عبد الله وَعبد الْعَزِيز فِي مكانيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَيَأْتِي ذكر وَالِده عبد الرَّحْمَن فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين وَكَانَ حسن السِّيرة مكرماً للقادمين عَلَيْهِ جمع من الْكتب مَا لَا يحدّ وَلَا يُوصف كَثْرَة ونفاسة قيل أَنَّهَا كَانَت أَربع مائَة ألف مُجَلد ونهم لّما نقولها أَقَامُوا سِتَّة أشهر فِي نقلهَا وَكَانَ عَالما نبيها حسن السِّيرَة صافي السريرة سمع من قَاسم بن أصبغ وَأحمد بن دُحَيْم ومحمّد بن محمّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي وزكرياء بن خطاب وَأكْثر عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ ثَابت بن قَاسم وَكتب عَن خلق كثير سوى هَؤُلَاءِ وَكَانَ يستجلب المصنَّفات من الأقاليم والنواحي باذلاً فِيهَا مَا أمكن من الْأَمْوَال حَتَّى ضَاقَتْ عَنْهَا خزائنه وَكَانَ ذَا غرم بهَا قد آثر ذَلِك على لذات الْمُلُوك فاستوسع علمه ودق نظره وجمَّت استفادته وَكَانَ فِي الْمعرفَة بِالرِّجَالِ والأنساب وَالْأَخْبَار أحوذياً نَسِيج وَحده وَكَانَ أَخُوهُ الْأَمِير عبد الله الْمَعْرُوف بِالْوَلَدِ على هَذَا النمط من محبَّة الْعلم فَقيل فِي أَيَّامه أَبِيه وَكَانَ الحكم ثِقَة فِيمَا يَنْقُلهُ قَالَ ابْن الْأَبَّار هَذَا وأضعافه فِيهِ وَقَالَ عجبا لِابْنِ الفرضي وَلابْن بشكوال كَيفَ لم يذكراه ولي الْأَمر سنة خمسين وَثَلَاث مائَة بعد وَالِده وَقل مَا نجد لَهُ كتابا من خزائنه إِلَّا وَله فِيهِ قِرَاءَة أَو نظر فِي أَي فن كَانَ وَيكْتب فِيهِ نسب الْمُؤلف ومولده ووفاته وَيَأْتِي من بعد ذَلِك بِغَرَائِب لَا تكَاد تُوجد إِلَّا عِنْده لعنايته بِهَذَا الشَّأْن توفّي بقصر قرطبة فِي ثَانِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة مَاتَ بالفالج وَكَانَ قد شدد فِي إبِْطَال الْخمر فِي مَمْلَكَته تشديداً مفرطاً وَتَوَلَّى الْأَمر بعده ابْنه الْمُؤَيد بِاللَّه هِشَام وسنه يَوْمئِذٍ تسع سِنِين وَقَامَ بتدبير المملكة الْحَاجِب أَبُو عمر مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عَامر العامري القحطاني الملقب بالمنصور وَقد تقدم ذكره وَمن شعر الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَهُوَ جيد من الطَّوِيل (عجبت وَقد ودَّعتها كَيفَ لم أمت ... وَكَيف انْثَنَتْ بعد الْوَدَاع يَدي معي) (فيا مقلتي العبرى عَلَيْهَا اسكبي دَمًا ... وَيَا كَبِدِي الحرَّى عَلَيْهَا تقطَّعي)

أبو محمد العقيلي

وَمِنْه من الطَّوِيل (إِلَى الله أَشْكُو من شمائل مترفٍ ... عليَّ ظلومٍ لَا يدين بِمَا دنت) (نأت عَنهُ دَاري فاستزاد صدوده ... وَإِنِّي على وجدي الْقَدِيم كَمَا كنت) (وَلَو كنت أَدْرِي أنَّ شوقي بالغٌ ... من الوجد مَا بلِّغته لم أكن تبت) ) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْعقيلِيّ) الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الثقفيّ العقيليّ من آل أبي عقيل الكوفيّ سكن دمشق وحدّث عَن قَتَادَة وَعبد الله بن عُمَيْر وَحَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان وَأبي إِسْحَق الهمدانيّ وَمَنْصُور والثوريّ وَهِشَام بن عُرْوَة وَغَيرهم وروى عَنهُ هِشَام بن عمار والواليد بن مُسلم والهيثم بن خَارِجَة وَغَيرهم قَالَ يحيى بن معِين الحكم بن هِشَام كوفيّ ثِقَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَكَانَ من ولد سعيد بن الْعَاصِ وَكَانَ يَقُول وَمن مثل الْحجَّاج تزوّج أَرْبَعِينَ من قُرَيْش وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَكَانَ عسراً فِي الحَدِيث فَلَمَّا جَاءَهُ ابْن الْمُبَارك انبسط لَهُ وحدَّثه وَكَانَ مؤاخياً لأبي حنيفَة 3 - (وليُّ الْعَهْد) الحكم بن الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان جعله أَبوهُ وليَّ عَهده وَبَايع لَهُ بالخلافة من بعده وَبعده لِأَخِيهِ عُثْمَان بن الْوَلِيد فَلَمَّا قتل أَبوهُمَا حبسا وبويع يزِيد بن الْوَلِيد فَلَمَّا مَاتَ يزِيد سَار مَرْوَان بن مُحَمَّد إِلَى دمشق فالتقته جنود إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد فهزمت فَرَجَعُوا إِلَى دمشق وَذبح الغلامان فِي السجْن سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وهربوا وَجَاء مَرْوَان وبويع بالخلافة وَقَالَ الحكم فِي السجْن من الوافر (أتنزع بيعتي من أجل أُمِّي ... وَقد بايعتم بعدِي هجينا) (ومروانٌ بِأَرْض ابْني نزارٍ ... كليث الغاب مفترساً عرينا) (فَإِن أهلك أَنا ووليُّ عهدي ... فمروان أَمِير المؤمنينا) وَبِهَذَا الْبَيْت احتجَّ مَرْوَان فِي طلب الْخلَافَة وَكَانَ بَنو مَرْوَان يرَوْنَ أنَّ ذهَاب ملكهم على يَد خليفةٍ مِنْهُم ابْن أمِّ ولد وَكَانَ الحكم وَيزِيد بن الْوَلِيد ومروان بن مُحَمَّد كلُّهم أَوْلَاد أمَّهات أَوْلَاد 3 - (حكم الْوَادي الْمُغنِي) الحكم بن مَيْمُون وَيُقَال أَن يحيى بن مَيْمُون أَبُو يحيى الفارسيّ الْمَعْرُوف بِحكم الْوَادي من أهل وَادي الْقرى مولي عبد الْملك وَقيل مولى ابْنة الْوَلِيد

المخزومي أحد الأجواد

كَانَ مَعَ الْوَلِيد بن يزِيد لما قتل وَالْأَظْهَر أَنه كَانَ مَعَه عمر الْوَادي وَقد الحكم مَعَ إِبْرَاهِيم بن المهديّ لما ولي دمشق واستوهبه صحبته من الرشيد وَكَانَ حسن الصّوت والنَّقر وَكَانَ من أحسن النَّاس خلقا وَكَانَ) ابْن جُنْدُب الهذليّ يسميِّه وَأَصْحَابه القصّارين أَي أَنهم يقصرون الْأَشْعَار بالألحان 3 - (المخزوميّ أحد الأجواد) الحكم بن المطَّلب بن عبد الله بن المطَّلب القرشيّ المخزوميّ كَانَ من أجواد قُرَيْش من أهل الْمَدِينَة قدم منبج وسكنها مرابطاً إِلَى أَن مَاتَ بهَا حدَّث عَن أَبِيه وَأبي سعيد المقبريّ وَكَانَ ممدَّحاً وَكَانَ من أبرِّ النَّاس بِأَبِيهِ وَكَانَ أَبوهُ يُؤثر أَخَاهُ الْحَارِث بن الْمطلب على جَمِيع إخْوَته وَكَانَ الحكم يطْلب رضى أَبِيه فِي كل مَا يُرِيد مَعَ أَخِيه الْحَارِث فَاشْترى الحكم جَارِيَة مَشْهُورَة الْجمال بمالٍ كثير فحين أَرَادَ الدُّخُول عَلَيْهَا أمره أَبوهُ أَن يَهَبهَا لِلْحَارِثِ أَخِيه فَفعل وَفِي الحكم يَقُول ابْن هرمة من الْكَامِل (إنَّ الْقَرَابَة مِنْك تَأمل أَهلهَا ... صلَة وتأمن غلظةً وعقوقا) وَكَانَ قد اسْتَعْملهُ بعض وُلَاة الْمَدِينَة على بعض المساعي فَلم يرفع شَيْئا فَقَالَ لَهُ الْوَالِي أَيْن الْإِبِل وَالْغنم فَقَالَ أكلنَا لحومها بالخبز قَالَ فَأَيْنَ الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم قَالَ اعتقدنا بهَا الصَّنَائِع فِي رِقَاب الرِّجَال فحبسه فَقَالَ فِيهِ بعض ولد نهيك الْأنْصَارِيّ من الطَّوِيل (خليليَّ إنَّ الْجُود فِي السِّجن فابكيا ... على الْجُود إِذْ سدَّت علينا مرافقه) قيل لنصيب هرم شعرك فَقَالَ لَا وَلَكِن هرم الْجُود لقد مدحت الحكم بن الْمطلب فَأَعْطَانِي أَربع مائَة شَاة وَأَرْبع مائَة دِينَار وَأَرْبع مائَة نَاقَة وَقَالَ قبيل مَوته هَذَا ملك الْمَوْت يَقُول إِنِّي بكلّ سخيّ رَفِيق وَمَات عقيب كَلَامه 3 - (القنطريّ) الحكم بن مُوسَى بن أبي زُهَيْر أَبُو صَالح البغداديّ القنطريّ الزَّاهِد سمع بِدِمَشْق الْوَلِيد بن مُسلم وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَغَيرهمَا وروى عَنهُ مُسلم فِي الصَّحِيح وَأَبُو دَاوُد وَأحمد بن حَنْبَل وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهم وَرَأى مَالك بن أنس وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

الخضري الشاعر

3 - (الخضريّ الشَّاعِر) الحكم بن معمر أَبُو منيع الخضريّ بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة وَالْخضر ولد مَالك بن طريف وَإِنَّمَا سمّي الْخضر لِأَن مَالِكًا كَانَ شَدِيد الأدمة وَكَذَلِكَ وَلَده فسموا الْخضر بذلك وَكَانَ الحكم شَاعِرًا مجيداً وَكَانَ يهاجي الرمَّاح بن ميادة المِّريّ فَشَكَاهُ بني مرَّة إِلَى) وَالِي مَكَّة فتواعده فهرب إِلَى دمشق امتدح أسود بن بِلَال المحاربيّ الدَّارَانِي مَاتَ بِالشَّام غريقاً فِي بعض أنهاره وَكَانَ مدَّاحاً لبني العوَّام حَتَّى قَالَ من الْبَسِيط (لَو يعدل الْمَوْت فِي قومٍ لفضلهم ... مَا مَاتَ من ولد العوَّام ديّار) 3 - (ابْن قنبر البصريّ) الحكم بن مُحَمَّد بن قنبر الْمَازِني الْبَصْرِيّ كَانَ شَاعِرًا ظريفاً من شعراء الدولة الهاشمية قدم بَغْدَاد وَكَانَ يهاجي مُسلم بن الْوَلِيد مُدَّة ثمَّ غَلبه مُسلم اجْتمعَا يَوْمًا فِي مَسْجِد الرُّصافة يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا بأزاء صَاحبه فَبَدَأَ مُسلم فَأَنْشد قصيدته الَّتِي مِنْهَا من الطَّوِيل (أَنا النَّار فِي أحجارها مستكنَّةٌ ... فَإِن كنت ممَّن يقْدَح النَّار فاقدح) وتلاه ابْن قنبر فَأَنْشد من الْبَسِيط (قد كدت تهوي وَمَا قوسي بموترةٍ ... فَكيف ظنُّك بِي والقوس فِي وتر) فَوَثَبَ مُسلم وتواخذا حَتَّى حجز النَّاس بَينهمَا فتفرَّقا وَمن شعره من الْبَسِيط (ويلي على من أطار النّوم فامتنعا ... وَزَاد قلبِي على أوجاعه وجعا) (ظبيٌ أغنُّ ترى فِي وَجهه سرجاً ... تعشى الْعُيُون إِذا مَا نوره سطعا) (كَأَنَّمَا الشَّمْس فِي أثوابه بزغت ... حسنا أَو الْبَدْر فِي أردانه طلعا) (فقد نسيت الْكرَى من طول مَا عطلت ... مِنْهُ الجفون وطارت مهجتي قطعا) قلت شعر جيد 3 - (الزُّعيني) الحكم بن عمر وَيُقَال عَمْرو أَبُو سُلَيْمَان وَأَبُو عِيسَى الرُّعيني

طبيب معاوية

الْحِمصِي سمع عبد الله بن بشر صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَتَادَة السَّدوسيّ وَعمر بن عبد الْعَزِيز الْأمَوِي ومسلمة بن عبد الْملك بن مَرْوَان وَإِسْمَاعِيل بن معدي كرب الزبيدِيّ وروى عَنهُ خَالِد بن مرداس السَّراج وَغَيره وَقدم بَغْدَاد وحدَّث بهَا قَالَ شهِدت عمر بن عبد الْعَزِيز فِي زَمَانه وَأَنا ابْن عشْرين سنة وَقد هلك عمر بن عبد الْعَزِيز مُنْذُ اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة قَالَ وَصليت مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز فَكَانَ يجْهر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فِي كل سُورَة يقرأوها قَالَ يحيى بن معِين الرُّعيني لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ ضَعِيف لَا يكْتب حَدِيثه 3 - (طَبِيب مُعَاوِيَة) ) أَبُو حكم قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ طَبِيبا نَصْرَانِيّا عَالما بأنواع العلاج والأدوية وَله أَعمال مَذْكُورَة وصفات مَشْهُورَة وَكَانَ يستطبّه مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان ويعتمد عَلَيْهِ فِي تركيبات أدوية لأغراض قَصدهَا مِنْهُ وعمِّر أَبُو حكم هَذَا عمرا طَويلا حَتَّى تجَاوز الْمِائَة 3 - (الدِّمشقي الطَّبِيب) حكم الدمشقيّ الطَّبِيب كَانَ يلْحق بِأَبِيهِ فِي مَعْرفَته بالمداواة والأعمال الطبية وَالصِّفَات البديعة وَكَانَ مُقيما بِدِمَشْق وعمِّر أَيْضا عمرا طَويلا مثل أَبِيه (الألقاب) أَبُو الحكم الباهليّ الطَّبِيب عبد الله بن المظفَّر (حكيِّم) 3 - (العبديّ العابد) حكيِّم بن جبلة الْعَبْدي كَانَ متديناً عابداً وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو يحيى الكوفيّ) حكيِّم بن سعد بن تحيا بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف والحاء الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف أَبُو يحيى الْكُوفِي حدَّث عَن عَليّ وَأبي مُوسَى وَأم سَلمَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (حَكِيم بن عبد الله) حَكِيم بن عبد الله بن قيس حدَّث عَن نَافِع بن جُبَير وعامر بن

حكيمة الثقفية

سع وَعبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون وَرَأى عبد الله بن عمر وثّقه ابْن حبّان وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة 3 - (حكيمة الثقفية) حكيمة بنت غيلَان الثقفية امْرَأَة يعلي بن مرّة رَوَت عَن زَوجهَا يعلى قَالَ ابْن عبد البرّ لَا أَدْرِي سَمِعت من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم لَا 3 - (الْعَبْدي الْبَصْرِيّ) حَكِيم بن جبلة بن حصن بن أسود بن كَعْب بن عَامر بن عديّ بن الْحَارِث ابْن الدُّئل بن عَمْرو بن غنم بن وَدِيعَة بن كثير بن أفصى بن عبد القس بن أفصى بن دعمي بن حديلة بن أَسد بن ربيعَة بن نزار بن معدِّ بن عدنان الْعَبْدي الْبَصْرِيّ وَهُوَ من أجداد يَمُوت بن المزرّع كَانَ) حَكِيم من أعوان عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ لما بُويِعَ بالخلافة بَايعه طَلْحَة وَالزُّبَيْر فعزم عليّ على تَوْلِيَة الزبير الْبَصْرَة وتولية طَلْحَة الْيمن فَخرجت مولاة لعَلي بن أبي طَالب فسمعتهما يَقُولَانِ مَا بَايَعْنَاهُ إِلَّا بألسنتنا وَمَا بَايَعْنَاهُ بقلوبنا فَأخْبرت مَوْلَاهَا بذلك فَقَالَ وَمن نكث فإنَّما ينْكث على نَفسه وَبعث عُثْمَان بن حنيف الْأنْصَارِيّ إِلَى الْبَصْرَة وَبعث عبيد الله بن الْعَبَّاس إِلَى الْيمن فَاسْتعْمل عُثْمَان بن حنيف حَكِيم بن جبلة الْمَذْكُور على شرطة الْبَصْرَة ثمَّ إِن طَلْحَة وَالزُّبَيْر لَحقا بِمَكَّة وفيهَا عَائِشَة فاتفقوا وقصدوا الْبَصْرَة وفيهَا ابْن حنيف الْمَذْكُور فَأتى حَكِيم بن جبلة وَأَشَارَ عَلَيْهِ بمنعهم من دُخُول الْبَصْرَة فَأبى وَقَالَ مَا أَدْرِي رَأْي أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي ذَلِك فَدَخَلُوهَا وتلقَّاهم النَّاس فوقفوا فِي مربد الْبَصْرَة وَتَكَلَّمُوا فِي قتل عُثْمَان وبيعة عَليّ فَرد عَلَيْهِم رجل من عبد الْقَيْس فنالوا مِنْهُ ونتفوا لحيته وترامى النَّاس بِالْحِجَارَةِ واضطربوا فجَاء حَكِيم بن جبلة إِلَى ابْن حنيف فَدَعَاهُ إِلَى قِتَالهمْ فَأبى ثمَّ أَتَى عبد الله بن الزبير إِلَى مَدِينَة الرزق ليرزق أَصْحَابه من الطَّعَام فِيهَا وَعدا حَكِيم بن جبلة فِي سبع مائَة من عبد الْقَيْس فقاتله فَقتل حَكِيم بن جبلة وَسَبْعُونَ من أَصْحَابه وَرُوِيَ أَنه قَالَ لامْرَأَته وَكَانَت من الأزد لأعملنَّ بقومك الْيَوْم عملا يكونُونَ بِهِ حَدِيثا للنَّاس فَلَقِيَهُ رجل يُقَال بِهِ سحيم فَضرب عُنُقه فَبَقيَ مُعَلّقا بجلده فَاسْتَدَارَ رَأسه فَبَقيَ مُقبلا بِوَجْهِهِ على دبره وَكَانَ ذَلِك قبل وُصُول عليّ رَضِي الله عَنهُ بجيوشه إِلَيْهِم وَكَانَت قتلته فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من الْهِجْرَة

الأسدي الصحابي

3 - (الأسديّ الصَّحابي) حَكِيم بن حزَام بن خويلد القرشيّ هُوَ بِفَتْح الْحَاء وَكسر الْكَاف الأسديّ عمته خَدِيجَة وَهُوَ وَالِد هِشَام لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَشرف فِي قومه وحشمة حضر بَدْرًا مُشْركًا وَأسلم عَام الْفَتْح بِالطَّرِيقِ قبل أَن يدْخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة وَشهد حنيناً وَكَانَ إِذا اجْتهد فِي يَمِينه قَالَ لَا والّذي نجّاني يَوْم بدر من الْقَتْل وَولد فِي جَوف الْكَعْبَة أسلم وَله سِتُّونَ سنة وَكَانَ من المؤلَّفة أعتق فِي الْجَاهِلِيَّة مائَة رَقَبَة وَفِي الْإِسْلَام مائَة رَقَبَة وَهُوَ أحد من دفن عُثْمَان وَلما توفّي الزبير قَالَ لِابْنِهِ كم على أخي من الدَّين قَالَ ألف ألف دِرْهَم قَالَ عليَّ مِنْهَا خمس مائَة ألف دِرْهَم توفّي سنة أَربع وَخمسين وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَأَعْطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائَة بعير وعاش مائَة وَعشْرين سنة وَكَانَ أحد عُلَمَاء قُرَيْش بالنَّسب وَعَن الزهريّ) أَن حكيماً سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَمَّا يدْخل الجنَّة قَالَ لَا تسْأَل أحدا شَيْئا فَكَانَ حَكِيم لَا يسْأَل خادمه أَن يسْقِيه مَاء وَلَا يناوله مَا يتَوَضَّأ بِهِ وَقيل أَنه حضر يَوْم عَرَفَة وَمَعَهُ مائَة رَقَبَة وَمِائَة بَدَنَة وَمِائَة بقرة وَمِائَة شَاة وَقَالَ هَذَا كلُّه لله فَأعتق الرّقاب وَأمر بذلك فَنحر وَبَاعَ دَار الندوة من مُعَاوِيَة بِمِائَة ألف دِرْهَم وَقيل بِأَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَقَالَ وَالله إِن أَخَذتهَا فِي الْجَاهِلِيَّة إِلَّا بزقِّ خمرٍ واشهدوا أَن ثمنهَا فِي سَبِيل الله 3 - (الْأَعْوَر الْكَلْبِيّ) حَكِيم بن عيَّاش الكلبيّ الْأَعْوَر الشَّاعِر كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى بني أميِّة وَسكن المزَّة وانتقل إِلَى الْكُوفَة وَله شعر يفخر فِيهِ بِالْيمن نقضه عَلَيْهِ الْكُمَيْت بن زيد وافتخر بمضر وَهُوَ الْأَعْوَر الكلبيّ وَبِذَلِك يعرف وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (صلبنا لكم زيدا على جذع نخلةٍ ... وَلم نرد مهدياً على الْجذع يصلب) (وَقسم بعثمانٍ عليا سفاهةً ... وَعُثْمَان خيرٌ من عليٍّ وَأطيب) يُرِيد زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب

زوج عكرمة بن أبي جهل

3 - (زوج عِكْرِمَة بن أبي جهل) أم حَكِيم بنت الْحَارِث بن هِشَام زوج عِكْرِمَة بن أبي جهل ابْن عَمها أسلمت يَوْم الْفَتْح واستأمنت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزَوجهَا عِكْرِمَة بن أبي جهل وَكَانَ قد فر إِلَى الْيمن وَخرجت فِي طلبه فردَّته وثبتا على نِكَاحهمَا وَقتل زَوجهَا عَنْهَا بأجنادين فاعتدَّت اربعة أشهر وَعشرا وَكَانَ يزِيد بن أبي سُفْيَان يخطبها وخَالِد بن سعيد يُرْسل إِلَيْهَا يعرّض لَهَا فِي الْخطْبَة فَخطبت إِلَى خَالِد بن سعيد فَتَزَوجهَا على أَربع مائَة دِينَار فَلَمَّا نزل الْمُسلمُونَ على مرج الصُّفَّر وَكَانَ خَالِد شهد أجنادين وفحل ومرج الصُّفَّر فَأَرَادَ أَن يعرِّس بأمّ حَكِيم فَقَالَت لَهُ لَو أخّرت الدُّخُول حَتَّى يفضَّ الله هَذِه الجموع فَقَالَ خَالِد إنَّ نَفسِي تُحَدِّثنِي أَنِّي أصَاب فِي جموعهم قَالَت فدونك فأعرس بهَا عِنْد القنطرة الَّتِي بمرج الصُّفَّر وَبهَا سمِّيت قنطرة أم حَكِيم وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا ودعا أَصْحَابه على طَعَام فَمَا فرغوا من الطَّعَام حَتَّى صفَّت الرّوم صفوفها وبرز خَالِد فقاتل حَتَّى قتل رَحمَه الله وشدَّت أم حَكِيم عَلَيْهَا ثِيَابهَا وعات وإنّ عَلَيْهَا لدرع الخلوق وَقتلت أم حَكِيم يومئذٍ سَبْعَة من الرّوم بعمود الْخَيْمَة الَّتِي بَات فِيهَا خَالِد معرٍّساً) 3 - (بنت حرَام) أمُّ حَكِيم بنت حرَام قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر من أسر أمَّ حَكِيم بنت حرَام فَلْيخل سَبِيلهَا وَكَانَ رجل من الْأَنْصَار قد أسرها وشدها بذؤابتها فَلَمَّا سمع مناداة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أطلقها ولعلها أُخْت حَكِيم بن حزَام 3 - (بنت الزُّبيربن عبد المطَّلب) أم حَكِيم بنت الزُّبير بن عبد الْمطلب أُخْت ضباعة بنت الزُّبير كَانَت تَحت ربيعَة بن الْحَارِث بن عبد المطلَّب أسلمت وَهَاجَرت رَوَت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على ضباعة بنت الزبير فنهش عِنْدهَا كَتفًا ثمَّ صلَّى وَمَا توضَّأ من ذَلِك روى عَنْهَا ابْنهَا ابْن أم حَكِيم 3 - (الموصِّلة) أم حَكِيم كَانَت تسمَّى الموصِّلة بنت الموصِّلة وَقيل الْوَاصِلَة بنت الْوَاصِلَة لِأَنَّهُمَا وصلتا الْجمال بالكمال وَهِي وَأمّهَا من أجمل نسَاء قُرَيْش تزَوجهَا هِشَام بن عبد

الألقاب

الْملك وَكَانَت منهومة بِالشرابِ منهمكة عَلَيْهِ لَا تكَاد تصبر عَنهُ وَلها كأس اشتهرت بَين الشُّعَرَاء ومازالت فِي خَزَائِن الْخُلَفَاء وفيهَا يَقُول الْوَلِيد من الْخَفِيف (علِّلاني بعاتقان الكروم ... واسقياني بكأس أمِّ حَكِيم) (إنَّما تشرب المدامة صرفا ... فِي إناءٍ من الزّجاج عَظِيم) فَلَمَّا بلغ ذَلِك هشاماً قَالَ لَهَا أتفعلين ذَلِك قَالَت أَو تصدقه الْفَاسِق فِي شَيْء قَالَ لَا قَالَت هُوَ كبعض كذبه وَكَانَ لهشام مِنْهَا ولد يُقَال لَهُ مسلمة وكنيته أَبُو شَاكر وَكَانَ هِشَام يُحِبهُ وينِّوه بِهِ وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم مَكَانَهُ قَالَ إِسْمَاعِيل بن مجمع منا نخرج مَا فِي خَزَائِن الْمَأْمُون من الذَّهَب وَالْفِضَّة فنزكِّي عَنهُ وَكَانَ مِمَّا نزكِّي عَنهُ قَائِم كأس أم حَكِيم وَكَانَ فِيهِ من الذَّهَب ثَمَانُون مِثْقَالا وَكَانَ كأس زجاج أَخْضَر مقبضه من ذهب وَقَالَ أَحْمد بن الْهَيْثَم لما أخرج الْمُعْتَمد مَا فِي الخزائن ليباع فِي أَيَّام ظُهُور الناجم بِالْبَصْرَةِ أخرج إِلَيْنَا كأس مدوَّر على هَيْئَة القحف يسع ثَلَاثَة أَرْطَال فقوِّم أَرْبَعَة دَرَاهِم فعجبنا من حُصُوله فِي الخزائن مَعَ خساسته فسألنا الخازن عَنهُ فَقَالَ هَذَا كأس أم حَكِيم فرددناه إِلَى الخزانة (الألقاب) ) حَكِيم الزَّمَان الطَّبِيب اسْمه عبد الْمُنعم بن عمر أَبُو حكيمة رَاشد بن إِسْحَق (حليمة السَّعدية) حليمة بنت أبي ذُؤَيْب عبد الله بن الْحَارِث يَنْتَهِي إِلَى مُضر السّعدية أم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الرضَاعَة هِيَ الَّتِي أَرْضَعَتْه حَتَّى أكملت رضاعه وَرَأَتْ لَهُ برهاناً وعلماً جَلِيلًا وَجَاءَت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين فَقَامَ إِلَيْهَا وَبسط لَهَا رِدَاءَهُ فَجَلَست عَلَيْهِ رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنْهَا عبد الله بن جَعْفَر قلت كَذَا ذكره ابْن عبد البّر وَغَيره وَالظَّاهِر أَن الَّتِي أَتَت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا هِيَ الشيماء بنت حليمة السَّعدية لما أغارت خيل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على هوَازن وسبوها وَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الشين فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالله أَعلَى بِالصَّوَابِ

الألقاب

(الألقاب) ابْن الحلبيّ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْحلَبِي الْكَبِير الْأَمِير عز الدّين أيبك الحلبونيّ الزّاهد اسْمه عُثْمَان أَبُو حليقة الطَّبِيب اسْمه أَبُو الْوَحْش بن الْفَارِس وَولده علم الدّين إِبْرَاهِيم الْحَلِيمِيّ القَاضِي الشّافعي الْحُسَيْن بن الْحسن الحلِّي الشَّاعِر صفي الدّين عبد الْعَزِيز بن سَرَايَا الحلِّي النَّحْوِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحلاوي الشَّاعِر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء الحلاوي الدِّمَشْقِي غَازِي بن أبي الْفضل ابْن الحلوانية أَحْمد بن عبد الله بن أبي الْغَنَائِم ابْن حلاوات اسْمه عمر بن أَحْمد ابْن الْحلْوانِي عبد الرّحمن بن مُحَمَّد ابْن الْحلْوانِي عَليّ بن مُحَمَّد) ابْن الْحلْوانِي الشَّافِعِي يحيى بن عَليّ الْحلْوانِي المقرىء أَحْمد بن يزِيد (حمَّاد) 3 - (الكوفيّ) حمَّاد بن أبي سُلَيْمَان هُوَ الْفَقِيه الكوفيّ مولى الْأَشْعَرِيين أحد الْأَعْلَام

الرواية

أَصله من أَصْبَهَان روى عَن أنس وَابْن المسيِّب وَيزِيد بن وهب وَأبي وَائِل والشَّعبيّ وطبقتهم وَكَانَ سخياً جواداً يفطِّر كل لَيْلَة فِي رمكان خمس مائَة نفس ويعطيهم لَيْلَة الْعِيد مائَة مائَة وَقيل خمسين نفسا قَالَ النّسائيّ ثِقَة إِلَّا أَنه مرجىء خرَّج لَهُ مُسلم مَقْرُونا بِرَجُل آخر وَأهل السّنن الْأَرْبَعَة وَقَالَ ابْن عديّ يَقع فِي حَدِيثه الْإِفْرَاد والغرائب وَهُوَ متماسك فِي الحَدِيث لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي فِي قولٍ سنة تسع عشرَة وَمِائَة 3 - (الرِّوَايَة) حمَّاد بن أبي ليلى ميسرَة أَبُو سَابُور أَبُو الْقَاسِم الكوفيّ الْمَعْرُوف بالرواية وَلَاؤُه لبكر بن وَائِل كَانَ اخبارياً علاَّمة خَبِيرا بأيام الْعَرَب ووقائعها وشعرها وَكَانَت بَنو أُميَّة تقدَّمه وتؤثره وتحب مُجَالَسَته قيل أَن الْوَلِيد قَالَ لَهُ كم مِقْدَار مَا تحفظ من الشّعْر قَالَ أنْشدك على كلِّ حرف مائَة قصيدة طَوِيلَة سوى المقطّعات من شعر الْجَاهِلِيَّة دون الْإِسْلَام فامتحنه فأنشده أَلفَيْنِ وَسبع مائَة قصيدة فَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِرْهَم وَكَانَ غير موثوق بِهِ كَانَ ينْحل شعر الرجل غَيره وَيزِيد فِي الْأَشْعَار وَهُوَ أوّل من جمع شعر الْعَرَب قَالَ الْمَدَائِنِي وَمن أهل الْكُوفَة ثَلَاثَة نفر من بكر بن وَائِل أَئِمَّة أَبُو حنيفَة فِي الْفِقْه وَحَمْزَة الزيات فِي الْقرَاءَات وَحَمَّاد الراوية فِي الشِّعر وَكَانَ الْمَنْصُور يستخفّ مُطِيع بن إِيَاس ويحبّه فَذكر لَهُ حمّاداً وَكَانَ صديقه وَكَانَ حمّاد مطّرحاً مجفوّاً فِي أيامهم فَقَالَ لَهُ آتنا بِهِ لنراه فَأَتَاهُ مُطِيع وأعلمه بذلك فَقَالَ لَهُ حمّاد دَعْنِي فإنّ دَوْلَتِي كَانَت مَعَ بني أُميَّة وَمَا لي مَعَ هَؤُلَاءِ خير فَأبى مُطِيع وألزمه بالتَّوجُّه مَعَه إِلَى الْمَنْصُور فَأمره بِالْجُلُوسِ وَقَالَ لَهُ أَنْشدني قَالَ أَيهَا الْأَمِير لشاعر بِعَيْنِه أم لمن حضر قَالَ بل أَنْشدني لجرير قَالَ فسلخ وَالله شعر جرير من قلبِي إِلَّا قَوْله من الْكَامِل (بَان الخليط برامتين فودَّعوا ... أَو كلَّما عزموا لبينٍ تجزع) ) فاندفعت فَأَنْشَدته إِيَّاه حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى قَوْله

(وَتقول بوزع قد دببت على الْعَصَا ... هلا هزئت بغيرنا يَا بوزع) فَقَالَ لَهُ أعد هَذَا الْبَيْت فأعدته فَقَالَ بوزع أيش هُوَ فَقلت اسْم امْرَأَة فَقَالَ هُوَ بَرِيء من الله وَرَسُوله نفيّ من العبَّاس إِن كَانَت بوزع إِلَّا غولاً من الغيلان تَرَكتنِي يَا هَذَا وَالله لَا أَنَام اللَّيلة من فزع بوزع يَا غلْمَان فقاه قَالَ فصفعت حَتَّى لم أدر أَيْن أَنا ثمَّ قَالَ جرُّوا بِرجلِهِ فجروا برجلي حَتَّى أخرجت من بَين يَدَيْهِ محسوباً فتخرَّق السَّواد وانكسر جفن السِّيف فَلَمَّا انصرفت أَتَانِي مُطِيع يتوجَّع لي فَقلت لَهُ ألم أخْبرك أَنِّي لَا أُصِيب من هَؤُلَاءِ خيرا وأنَّ حظي قد مضى مَعَ بني أُميَّة وَكَانَ انْقِطَاع حمّاد إِلَى يزِيد بن عبد الْملك وَكَانَ هِشَام يجفوه فَلَمَّا ولي الْأَمر اختفى حمَّاد وَبَقِي سنة فِي بَيته لَا يخرج ثمَّ إِن هشاماً استقدمه من الْكُوفَة إِلَى دمشق فِي اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة وَدفع إِلَيْهِ مُتَوَلِّي الْكُوفَة خمس مائَة دِينَار وجملاً مرحولاً فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ فَإِذا جاريتان لم ير مِثْلَمَا وَفِي أذن كلِّ وَاحِدَة لؤلؤتان فِي حلقتين يوقدان فَقَالَ لَهُ بَيت خطر لي لم أدر لمن هُوَ وَهُوَ من الْخَفِيف (فدعوا بالصَّبوح يَوْمًا بجاءت ... قينةٌ فِي يَمِينهَا إبريق) فَقلت هَذَا يَقُوله عدي بن زيد فِي قصيدة فَقَالَ أنشدنيها فَأَنْشَدته بكر العاذلون فِي وضح الصُّبْح يَقُولُونَ لي أَلا تستفيق (ويلومون فِيك يَا ابْنة عبد الله ... وَالْقلب عنْدكُمْ موثوق) (لست أَدْرِي إِذْ أَكْثرُوا العذل عِنْدِي ... أعدوٌ يلومني أم صديق) (زانها حسنها وفرعٌ عميمٌ وأثيتٌ ... صلت الجبين أنيق) (وثنايا مفلَّجات عذابٌ ... لَا قصارٌ تزري وَلَا هنَّ روق) (فدعَتْ بالصَّبوح يَوْمًا فَجَاءَت ... قينةٌ فِي يَمِينهَا إبريق) (قدَّمته على عقارٍ كعين الدّيك ... صفَّى سلافها الرّاووق) (ثمَّ كَانَ المواج مَاء سحابٍ ... غير مَا آجنٍ وَلَا مطروق) فطرب هِشَام وَقَالَ يَا جَارِيَة اسقيه فسقته فَذهب ثلث عقله ثمَّ قَالَ أعد فَأَعَادَ فطرب فَقَالَ يَا جَارِيَة اسقيه فسقته فَذهب ثلثا عقله ثمَّ قَالَ لَهُ أعد فَأَعَادَ فَقَالَ سل حوائجك فَقَالَ إِحْدَى الجارتين فَقَالَ هما جَمِيعًا لَك بِمَا لَهما وَمَا عَلَيْهِمَا ثمَّ قَالَ للأولى اسقيه فسقته) فَسقط مَعهَا وَلم يعقل فَلَمَّا أصبح إِذا هُوَ بالجارتين عِنْد رَأسه وَعشرَة من الخدم مَعَ كل وَاحِدَة بدرة فَأخذ الْجَمِيع وَانْصَرف هَكَذَا أورد صَاحب الأغاني هَذِه الْحِكَايَة وَفِي

بَعْضهَا زِيَادَة وَقَالَ فِي الأول أَن هشاماً كتب إِلَى عَامله يُوسُف بن عمر بتجهيز حمّاد إِلَيْهِ قَالَ شمس الدّين ابْن خلكان هَكَذَا سَاق الحريري هَذِه الْحِكَايَة وَمَا يُمكن أَن تكون هَذِه الْوَاقِعَة مَعَ يُوسُف بن عمر الثقفيّ لِأَنَّهُ لم يكن والياً بالعراق فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور بل كَانَ توليه خَالِد بن عبد الله القسريّ قَالَ وَهِشَام لم يكن يشرب الْخمر قلت وَمَعَ سَعَة هَذِه الرِّوَايَة كَانَ لَا يحسن من الْقُرْآن إِلَّا أمَّ الْكتاب فألزموه فَقَرَأَ فِي الْمُصحف فصحَّف فِي مَوَاضِع مِنْهَا أَن اتَّخذي من الْجبَال بُيُوتًا وَمن الشَّجر وممَّا يغرسون بالغين الْمُعْجَمَة وَالسِّين الْمُهْملَة وَمَا كَانَ اسْتِغْفَار إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ إلاَّ عَن موعدةٍ وعدها أَبَاهُ بِالْبَاء الْمُوَحدَة وليكون لَهُم عدوّاً وحربا بالراء وَالْبَاء الْمُوَحدَة ويعزِّزوه بزايين ولكلِّ امرىءٍ مِنْهُم يومئذٍ شأنٌ يعنيه بِفَتْح الْيَاء وَالْعين الْمُهْملَة وهم أحسن أثاثاً وزيّا بالزاي وعذابي أُصِيب بِهِ من أَسَاءَ بِالسِّين الْمُهْملَة وَفتح الْهمزَة الثَّانِيَة ونبلو أحباركم بِالْحَاء الْمُهْملَة وصنعة الله وَمن أحسن من الله صَنْعَة بالنُّون وَالْعين الْمُهْملَة وسلامٌ عَلَيْكُم لَا نتبع الْجَاهِلين بالنُّون وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَالْبَاء وَالْمُوَحَّدَة وَالْعين الْمُهْملَة وَقل إِن كَانَ للرَّحمن ولدٌ فَأَنا أوَّل العايذين بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف والذال الْمُعْجَمَة كتب حمَّاد إِلَى بعض الْأَشْرَاف من الْخَفِيف (إنَّ لي حَاجَة فرأيك فِيهَا ... لَك نَفسِي فدى من الأوصاب) وَهِي لَيست مِمَّا يبلغهَا عيري وَلَا يستطيعها فِي كتاب غير أَنِّي أقولها حِين أَلْقَاك رويداً أسرُّها فِي حجاب فَكتب إِلَيْهِ الرجل اكْتُبْ لي حَاجَتك وَلَا تشهرني فِي شعرك فَكتب إِلَيْهِ حمَّاد من الْخَفِيف (إنَّني عاشقٌ لجبَّتك الدّكناء ... عشقاً قد حَال دون الشَّراب) (فاكسنيها فدتك نَفسِي وَأَهلي ... أتباها بهَا على الْأَصْحَاب) (وَلَك الله وَالْأَمَانَة أَن أجعلها ... عمرها أَمِير ثِيَابِي) فَبعث بهَا إِلَيْهِ وَقَالَ أَبُو الغول يهجوه من الْكَامِل (نعم الْفَتى إِن كَانَ يعرف ربَّه ... أَو حِين وَقت صلَاته حمَّاد) (ضمَّت مشافره الشّمول فأنفه ... مثل الْقدوم يسنُّها الحدَّاد) ) (وابيضَّ من شرب المدامة وَجهه ... فبياضه يَوْم الْحساب سَواد) وأخبارحمَّاد كَثِيرَة فِي كتاب الأغاني وَغَيره وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة

عجرد

3 - (عجرد) حمّاد عجرد بِالْعينِ الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَسُكُون الْجِيم وَفتح الرَّاء وَآخِرهَا دَال ومهملة وَقيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ مرَّ بِهِ أَعْرَابِي وَهُوَ غُلَام يلْعَب مَعَ الصِّبيان فِي يَوْم شَدِيد الْبرد وَهُوَ عُرْيَان فَقَالَ لَهُ لقد تعجردت يَا غُلَام والتعحرد التعرِّي وَهُوَ أَبُو يحيى بن عمر بن يُونُس بن كُلَيْب الْكُوفِي الوَاسِطِيّ مولى بن سوأة بن عَامر بن صعصعة وَهُوَ من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسيَّة ونادم الْوَلِيد بن يزِيد الْأمَوِي وَقدم بَغْدَاد أَيَّام الْمهْدي وَهُوَ من الشُّعَرَاء المجيدين وَبَينه وَبَين بشَّار بن برد أهاج فَاحِشَة وَله فِي بشَّار كل معنى غَرِيب وَأورد صَاحب الأغاني من هجائهما جملَة وَمن هجائه فِي بشَّار من مجزوء الوافر (أَلا من مبلغٌ عني ... الَّذي وَالِده برد) (إِذا نسب النَّاس ... فَلَا قبلٌ وَلَا بعد) (شَبيه الْوَجْه بالقرد ... إِذا مَا عمي القرد) فَلَمَّا سمع ذَلِك بشَّار صفق بيدَيْهِ وَقَالَ مَا حيلتي يراني ابْن الزَّانِيَة فيشبهني وَلَا أرَاهُ فأشبهه وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من السَّرِيع (لَو طلبت جلدته عنبراً ... لأفسدت جلدته العنبرا) (أَو طليت مسكاً ذكيّاً إِذا ... تحوَّل الْمسك عَلَيْهِ خرا) وَكَانَ أَبُو حنيفَة صديقا لحماد عجرد ثمَّ إنَّ أَبَا حنيفَة طلب الْفِقْه ونسك وَبلغ فِيهِ مَا بلغ ورفض حمَّاداً وَبسط لِسَانه فِيهِ فَجعل حمَّاد يلاطفه ليكفَّ عَن ذكره وَأَبُو حنيفَة يذكرهُ فَكتب إِلَيْهِ حَمَّاد من مجزوء الْكَامِل إِن كَانَ نسكك لَا يتم بِغَيْر شتمي وانتقاصي (أولم تكن إلاّ بِهِ ... ترجو النجَاة من الْقصاص) (فلطالما زكَّيتني ... وَأَنا الْمُقِيم على الْمعاصِي) أَيَّام تأخذها وتععي فِي أَبَارِيق الرَّصاص فَأمْسك عَنهُ أَبُو حنيفَة وَلم يذكرهُ خوف لِسَانه)

البصري

قيل أنَّ المهديَّ لم قتل بشَّاراً بالسِّياط على مَا تقدَّم حمل إِلَى منزله مَيتا وَدفن مَعَ حمَّاد عجرد على تلعةٍ فمرَّ بهما أَبُو هِشَام الباهليُّ الشَّاعر الضَّرِير وَكَانَ يهاجي بشَّاراً فَوقف على قبريهما وَقَالَ من السَّرِيع (قد تبع الْأَعْمَى قفا عجردٍ ... فأصبحا جارين فِي دَار) (قَالَت بقاع الأَرْض لَا مرْحَبًا ... بِقرب حمَّادٍ وبشَّار) (تجاورا بعد تنائيهما ... مَا أبْغض الْجَار إِلَى الْجَار) (صَارا جَمِيعًا فِي يَدي مالكٍ ... فِي النَّار وَالْكَافِر فِي النَّار) والحمَّادون ثَلَاثَة هَذَا وحمَّاد الراوية وحمَّاد بن الزِّبرقان كَانُوا يشربون الْخمر ويتَّهمون بالزندقة قَالَ خلف بن المثنَّى كَانَ يجْتَمع بِالْبَصْرَةِ عشرَة فِي مجْلِس لَا يعرف مثلهم فِي تضادّ أديانهم الْخَلِيل بن أَحْمد سُّنِّي والسَّيد الحميريّ رافضيّ وَصَالح بن عبد القدُّوس ثنويّ وسُفْيَان بن مجاشع صفَّريّ وبشَّار بن برد خليع ماجن وحمَّاد عجرد زنديق وَابْن رَأس الجالوت يهوديّ وَابْن نظيرا متكلِّم وَعَمْرو ابْن أُخْت الْمُؤَيد مجوسيّ وروح بن سنانٍ الحرَّانيّ صابئيّ فيتناشد الجامعة أشعاراً وَكَانَ بشار يَقُول أبياتك هَذِه يَا فلَان أحسن من سُورَة كَذَا وَكَذَا وَفِي حمَّاد عجرد يَقُول بشّار من الطَّوِيل (إِذا جِئْته فِي الحيِّ أغلق بَابه ... فَلم تلقه إلاّ وَأَنت كمين) (فَقل لأبي يحيى مَتى تبلغ العلى ... وَفِي كلِّ معروفٍ عَلَيْك يَمِين) وَفِيه يَقُول بشار أَيْضا نعم الْفَتى لَو كَانَ يعبد ربه الأبيات الْمُتَقَدّمَة فِي تردمة حمَّاد الراوية وَمن شعر حمَّاد عجرد من الطَّوِيل (فأقسمت لَو أَصبَحت فِي قَبْضَة الْهوى ... لأقصرت عَن لومي وأطنبت فِي عُذْري) (وَلَكِن بلائي مِنْك أنَّك ناصحٌ ... وأنَّك لَا تَدْرِي بأنَّك لَا تَدْرِي) وَقَتله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عليّ عَامل الْبَصْرَة بِظَاهِر الْكُوفَة على الزَّندقة سنة خمسٍ وَخمسين وَمِائَة وَقيل بل خرج من الأهواز يُرِيد الْبَصْرَة فَمَاتَ فِي طَرِيقه فَدفن فِي تلٍّ هُنَاكَ وَقيل مَاتَ سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَة وأخباره وأشعاره فِي الأغاني كَثِيرَة 3 - (البصريّ) ) حمّاد بن سَلمَة بن دِينَار مولى بني ربيعَة بن مَالك الإِمَام الْعلم أَبُو

الأزرق الحافظ

سَلمَة البزَّار الخرقيّ البطائنيّ شيخ أهل الْبَصْرَة هُوَ أعلم النّاس بِثَابِت البنانيّ وَقَالَ وهيب حَمَّاد أعلمنَا وسيِّدنا وَقَالَ ابْن معِين هُوَ أعلم من غَيره بِحَدِيث عليّ بن زيد وَقَالَ هُوَ ثِقَة وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ هُوَ عِنْدِي حجَّة فِي رجال وَهُوَ أعلمهم بِثَابِت وبعمار بن أبي عمار قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلِهَذَا احتجَّ بِهِ مُسلم فِي الْأُصُول بِمَا رَوَاهُ وَكَانَ إِمَامًا رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة فصيحاً بليغاً كَبِير الْقدر شَدِيدا على المبتدعة صَاحب أثر وسنَّة وَله تصانيف قَالَ عليّ بن الْمَدِينِيّ من سمعتموه يتَكَلَّم فِي حَمَّاد فاتَّهموه وَقَالَ يُوسُف النَّحويّ من حَمَّاد تعلمت الْعَرَبيَّة عَاد حَمَّاد بن سَلمَة سُفْيَان الثَّوريّ فَقَالَ يَا أَبَا سَلمَة أَتَرَى الله يغْفر لمثلي فَقَالَ حَمَّاد وَالله لَو خيِّرت بَين محاسبة الله ومحاسبة أبويّ لاخترت محاسبة الله تَعَالَى لِأَنَّهُ أرْحم لي من أبويّ توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْأَزْرَق الْحَافِظ) حمَّاد بن زيد بن دِرْهَم الإِمَام الأزديّ مَوْلَاهُم البصريّ الْأَزْرَق الضَّرير الْحَافِظ أحد الْأَعْلَام قَالَ ابْن معِين لَيْسَ أحد أثبت فِي أَيُّوب من حمَّاد بن زيد وَقَالَ أَحْمد حمَّاد من أَئِمَّة الدّين فِي الْمُسلمين وَهُوَ أحبُّ إليَّ من حَمَّاد بن سَلمَة وَقَالَ ابْن مهديّ لم أر أحدا قطُّ أعلم بالسُّنَّة وَلَا بِالْحَدِيثِ الَّذِي يدْخل فِي السُّنَّة من حمَّاد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين من خاصَّته أَنه لَا يدلِّس أبدا مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع شهر رَمَضَان سنة تسع وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 3 - (ابْن أبي حنيفَة) حمَّاد ابْن الإِمَام أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ كَانَ على مَذْهَب أَبِيه

ابن شعيب الحماني

وَكَانَ من الصَّلاح وَالْخَيْر على قدمٍ عَظِيم وَلما توفّي أَبوهُ كَانَ عِنْده ودائع كَثِيرَة من ذهب وَفِضة وَغير ذَلِك وأربابها غائبون وفيم أَيْتَام فحملها ابْنه حمَّاد إِلَى القَاضِي ليتسلَّمها مِنْهُ فَقَالَ القَاضِي مَا نقبلها مِنْك وَلَا نخرجها عَنْك فَإنَّك أهل لَهَا وموضعها فَقَالَ حمَّاد زنها واقبضها حَتَّى تَبرأ مِنْهَا ذمَّة أبي ثمَّ افْعَل مَا بدا لَك فَفعل القَاضِي ذَلِك وَبَقِي فِي وَزنهَا أَيَّامًا فَلَمَّا كمل وَزنهَا استتر حَمَّاد فَلم يظْهر حَتَّى دَفعهَا إِلَى غَيره وَكَانَ ابْنه إِسْمَاعِيل قَاضِي الْبَصْرَة وعزل عَنْهَا بِالْقَاضِي يحيى بن أَكْثَم وَقد تقدَّم ذكره فِي حرف الْهمزَة فِي بَاب إِسْمَاعِيل وَقد ليَّنوا حماداً من قبل حفظه وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة) 3 - (ابْن شُعَيْب الحمَّانيّ) حمَّاد بن شُعَيْب الحمَّاني بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمِيم وَبعد الْألف نون توفّي سنة تسعين وَمِائَة 3 - (الْحَافِظ أَبُو أُسَامَة) حمَّاد بن اسامة بن زيد الْحَافِظ أَبُو أُسَامَة الْكُوفِي مولى بني هَاشم روى عَن الْأَعْمَش وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَأُسَامَة بن زيد الليثيّ وَالْأَجْلَح الْكِنْدِيّ وَإِدْرِيس الأوديّ وبريد بن عبد الله بن أبي بردة وَهِشَام بن عُرْوَة وَخلق كثير وروى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي مَعَ تقدمُّه ونبله وَأحمد وَإِسْحَق وَابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْحَق الكوسج وخلائق قَالَ أَحْمد أَبُو أُسَامَة ثِقَة كَانَ أعلم النَّاس بِأُمُور النَّاس وأخبار الْكُوفَة وَمَا كَانَ أرواه عَن هِشَام بن عُرْوَة وَقَالَ أَيْضا كَانَ ثبتاً لَا يكَاد يخطىء وَقَالَ أَبُو أُسَامَة كتبت بأصبعيَّ هَاتين مائَة ألف حَدِيث وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة 3 - (الخرَّاط البزاعي) حمَّاد بن مَنْصُور البزاعي الْخَرَّاط قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب لَيْسَ فِي وقتنا هَذَا مثله رقَّة شعر وسلاسة نظم وسهولة عبارَة وَلَفظ ولطافة وَمعنى وحلاوة وَأورد لَهُ من المنسرح

(من لعليل الْفُؤَاد محزون ... متيَّمٍ بالملاح مفتون) (نافس مَجْنُون عامرٍ بهوى ... يعدُّ فِيهِ بِأَلف مَجْنُون) (غرَّر بالنَّفس فِي هوى قمرٍ ... بَايَعَهَا فِيهِ غير مغبون) لدن مهزِّ الأعطاف يخْطر كالقضيب فِي دقَّةٍ وَفِي لين (جوَّال عقد النِّطاق يجذبه ... نقاً نبا عَن أَدِيم يبرين) (يكسر بالوعد لي ممرَّضةً ... تميتني تَارَة وتحييني) (كَأَنَّمَا شام من لواحظها ... غرار صافي المتنين مسنون) أَقُول للنَّفس إِذْ تعزز بالجمال عزِّي إِن شِئْت أَو هوني (لَا صَبر لَا صَبر عَن محبَّة من ... أطيعه فِي الْهوى ويعصيني) (يسخطني بالجفا فالحظ من ... سخطي رِضَاهُ بِهِ فيرضيني) ) وَله من الوافر (أما أنباك طيفك إِذْ ألمَّا ... بِأَنِّي لم أذق للنَّوم طعما) (تؤرِّقني وتبعث لي خيالاً ... لقد أوسعت بالإنصاف ظلما) (وَلم تسمح بِهِ سنةٌ وَلَكِن ... يمثِّله لقلبي الشَّوق وهما) (فدتك النَّفس كم هَذَا التَّجنِّي ... وفيم تصدّ مجتنباً وَمِمَّا) (وَحقّ هَوَاك مَا أذنبت ذَنبا ... فتهجرني وَلَا أجرمت جرما) (أَلا يَا مالكي فِي الحبّ عشقاً ... حكمت فَمن يردُّ عَلَيْك حكما) وَمن شعره من السَّرِيع (صَافح بصدر الْعَيْش صدر النَّهار ... وانهض مَعَ الشَّمس لشمس الْعقار) (حيِّ بهَا وَجه الرَّبيع الَّذِي ... من جَوْهَر الزَّهر عَلَيْهِ نثار) وَمِنْه من الرجز (تولَّعي يَا نسمات نجد ... بالشِّيح من ذَاك الْحمى والرَّند) (لَعَلَّ ريَّاك إِذا مَا نفحت ... يعود حرُّ لوعتي بِبرد) (أصبو إِلَى ريح الصَّبا لَو أَنَّهَا ... تهدي حَدِيث الحيِّ فِيمَا تهدي) (أسألها هَل صافحت مواقفاً ... أودُّ لَو صافحتها بخدِّي) (اشتاق تَقْبِيل ثراها كلما ... هاج اشتياقي واستطار وجدي)

الخياط المدني

(أستودع الله بهَا قلبِي فقد ... طَال بِهِ بعد الْفِرَاق عهدي) (كَانَ معي قبل رحيلي عَنْهُم ... ثمَّ رحلت فَأَقَامَ بعدِي) 3 - (الخيَّاط المدنيّ) حمَّاد بن خالدٍ الخيَّاط المدنيّ روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ وَالله أعلم 3 - (أَبُو سعيد الباهليّ) حمَّاد بن مسْعدَة أَبُو سعيد التميميّ وَيُقَال الباهليّ مَوْلَاهُم روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ 3 - (غريق الْجحْفَة) حمَّاد بن عِيسَى بن عُبَيْدَة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الْبَاء الموحَّدة الجهنيّ الواسطيّ وَقيل) البصريّ وَيُقَال لَهُ غريق الْجحْفَة لِأَنَّهُ حجَّ فغرق بوادي الْجحْفَة سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ التِّرمذيّ وَابْن ماجة 3 - (الحرستانيّ) حمَّاد بن مَالك بن بسطَام أَبُو مَالك الأشجعيّ الدمشقيّ الحرستانيّ توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (المالكيّ البغداديّ) حمَّاد بن إِسْحَق بن إِسْمَاعِيل بن حمَّاد الأزديّ القَاضِي الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها قيِّماً بِمذهب مَالك رَضِي الله عَنهُ توفّي حُدُود السّبْعين وَمِائَتَيْنِ

أبو محمد النسفي

3 - (أَبُو مُحَمَّد النَّسفيّ) حمَّاد بن شَاكر بن سويَّة روى صَحِيح البُخَارِيّ عَن البُخَارِيّ وروى عَن عِيسَى بن أَحْمد وَمُحَمّد بن عِيسَى التِّرمذي وروى عَنهُ جمَاعَة قَالَ جَعْفَر المستغفريّ هُوَ ثِقَة مَأْمُون رَحل إِلَى الشَّام وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يعرف بِأبي مُحَمَّد النّسفيّ 3 - (ابْن ددُّوه) حمَّاد بن مُسلم بن ددُّوه بِفَتْح الدّال الأولى الْمُهْملَة وَضم الثَّانِيَة وتشديدها وَسُكُون الوار وَبعدهَا هَاء أَبُو عبد الله الدَّباس الرَّحبي برحبة مَالك بن طوق الزَّاهِد الْعَارِف ولد بالرحبة وَنَشَأ بِبَغْدَاد وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء أولي الكرامات صحب جمَاعَة وأرشدهم وَكَانَ أمِّياً لَا يكْتب وَلَا يقْرَأ وَكتب من كَلَامه مائَة جُزْء وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة من كَلَامه من هرب من الْبلَاء لم يصل إِلَى بَاب الْوَلَاء وَمِنْه إتِّصالك بالخلق هُوَ انفصالك عَن الحقّ وَمِنْه الْعلم محجة فَإِذا طلبته لغير الله صَار حجَّة وَقد طوَّل تَرْجَمته محبُّ الدّين بن النجّار فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد 3 - (البخاريّ) حمَّاد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل أَبُو المحامد من أهل بخارا من بَيت الْعلم والزُّهد شذا طرفا من الْكَلَام وَالْفِقْه وَالْأَدب وَكَانَ يؤمّ بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة فِي الصَّلَاة ويخطب غَيره وَكَذَا عَادَة أهل بخارا لَا يُصَلِّي بهم الْخَطِيب إلاّ من هُوَ أعلم مِنْهُ وَأحسن طَريقَة سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن أبي سهل العتَّابيّ وَمُحَمّد بن عَليّ ابْن حَفْص الْحلْوانِي وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد وحدَّث بهَا) وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الفوارس المقرىء) حمَّاد بن مزِيد بن خَليفَة أَبُو الفوارس الضَّرِير المقرىء البغداديّ قَرَأَ بالروايات على سعد الله بن الدّجاجيّ وَعلي بن عَسَاكِر البطائحي وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبين الْفَتْح بن البطِّي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ شَيخا صَالحا حسنا ورعاً زاهداً لَهُ معرفَة حَسَنَة بِوُجُوه الْقرَاءَات وَطَرِيقَة مليحة فِي الْأَدَاء والتجويد توفّي سنة ستّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (أَمِير تكريت) حمَّاد بن مقن بِفَتْح الْمِيم وَالْقَاف وَبعدهَا نون بن المقلّد بن جَعْفَر بن عَمْرو ابْن المهيّا من بَيت الْإِمَارَة والتقدّم كَانَت إِلَيْهِ إِمَارَة تكريت والجسر والدورين وَكَانَ

أبو الثناء الحراني

يَقُول الشّعْر وَله قصائد كتبهَا إِلَى عضد الدولة وَكَانَت بَينهمَا مكاتبات بالشعر وَمن شعره من الطَّوِيل (وقائلةٍ قد خالط الشِّيب رَأسه ... وَقد كَانَ ميَّاس المعاطف أغيدا) (وَكَانَ يصيد الغانيات بدلِّه ... إِذا كَانَ فِي الْأَصْحَاب أَو كَانَ أوحدا) (فَقلت لَهَا يَا ضلُّ حلمك إِنَّمَا ... تَرين من الكافور شَيْئا مبدّدا) قلت شعر نَازل 3 - (أَبُو الثَّناء الحرّانيّ) حمَّاد بن هبة الله بن حمَّاد بن الفضيل أَبُو الثَّناء التَّاجِر الحرَّانيّ رَحل وَسمع الْكثير بالعراق والشَّام ومصر وخراسان وَكتب بِخَطِّهِ وحصَّل النّسخ وَكَانَ فِيهِ فضل وأدب وَيَقُول الشّعْر وحدَّث بحرّان وديار مصر بالكثير وَكَانَ صَدُوقًا حسن الطَّرِيقَة متديِّناً وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمن شعرن من الْبَسِيط (غمزتها أقتضي إنجاز مَا وعدت ... وَمن عُيُون الأعادي حولنا مدد) (فَأرْسلت طرفها نحوي مخالسةً ... بِمَا أحبّ وَلم يشْعر بِنَا أحد) وَمِنْه من الْبَسِيط (تنقُّل الْمَرْء فِي الْآفَاق يكسبه ... محاسناً لم تكن فِيهِ ببلدته) (أما ترى بيذق الشِّطرنج أكسبه ... حسن التَّنقُّل فِيمَا فَوق رتبته) 3 - (حمَّاد الصُّوفيّ) ) من شعره من الْبَسِيط (لله قوم أَقَامَ الْمجد دولتهم ... حَتَّى غَدا مدحهم يلهو بِهِ الساري) (باتوا خماصاً وَذخر الزّاد عِنْدهم ... وأظهروا علما عالٍ من النَّار) (إِن ضلَّ ضيفٌ رأى أعلامهم ظَهرت ... آوى إِلَيْهِم رأى معروفهم جاري) (مَاتُوا وشكرهم باقٍ وَذكرهمْ ... لَا حِيلَة يَا فَتى فِيمَا قضى الْبَارِي) (طَوَوْا المكارم فِي الأكفان واندرجوا ... ناسين من كرمٍ عارين من عَار) قلت شعر فِي الرُّتْبَة الأولى من التَّوسُّط وَقَوله لَا حِيلَة يَا فَتى فِيمَا قضى الْبَارِي حشْوَة بَارِدَة وفيهَا حشْوَة أبرد مِنْهَا وَهِي قَوْله يَا فَتى

الألقاب

(الألقاب) ابْن حمَّاد جمال الدّين يُوسُف بن مُحَمَّد بن مظفَّر الحمَّادي حسن بن عليّ حمَار العزير الْكَاتِب اسْمه أَحْمد بن عبيد الله الحمَّال الشَّافعي رَافع بن نصر الحمَّال الْحَافِظ هرون بن عبد الْملك (القَاضِي أَبُو بكر القرطبيّ) حمام بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أكدر بن حمام بن حكم القَاضِي أَبُو بكرالقرطبيّ قَالَ ابْن حزم كَانَ أوحد عصره فِي البلاغة وسعة الرّواية وَكَانَ حسن الْخط قَوِيا على النّسخ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع مائَة (الألقاب) الحماحميّ اسْمه مُحَمَّد بن عليّ ابْن الحمامي عليّ بن الْحسن الحماميّ الْمصْرِيّ الشَّاعِر اسْمه نصير الْحَمَامَة يحيى بن أسعد (حمد) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الدُّنيسريّ) حمد بن حميد بن مَحْمُود بن حميد أَبُو مُحَمَّد من أهل دنيسر قَالَ ابْن النجار قدم علينا بَغْدَاد شَابًّا طَالبا سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَسكن الْمدرسَة النّظامية يقْرَأ الْفِقْه وَيسمع مَعنا من أبي كُلَيْب وَابْن الجوزيّ وَأبي طَاهِر بن المعطوش وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا كَامِل الْمعرفَة بالنحو وَله يَد فِي فنون من الْعُلُوم وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (ناديته وَالْقلب فِيهِ من الأسى ... نَار تحرِّقه وسقم دَائِم)

الزعفراني

(جد بالوصال وَلَا تكن متعدِّياً ... فَأَجَابَنِي إِنِّي لفعل لَازم) وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة بميّافارقين وأظنّه جَاوز السِّتين بِكَثِير قلت وروى لَهُ غير ابْن النجار قَوْله من الطَّوِيل (رَوَت لي أَحَادِيث الغرام صبابتي ... بإسنادها عَن بانة الْعلم الْفَرد) (عَن الدَّمع عَن طرفِي القريح عَن الجوى ... عَن الشَّوق عَن قلبِي الجريح عَن الوجد) 3 - (الزَّعفرانيّ) حمد بن عَليّ أَبُو الْفرج الزَّعفرانيّ الهمذانيّ أورد لَهُ الباخرزي فِي الدمية من الوافر (وَمَا أبواي وَيحك أدَّباني ... وَلَكِن مصبح وَمَسَاء ليل) (دَمًا بدمٍ غسلت وَمَا أَرَانِي ... أرقِّع جيب أطماري بذيلي) ) قلت الأول من قَول الأول وَهُوَ أحسن من مخلع الْبَسِيط (من لم يؤدِّبه والداه ... أدَّبه اللَّيل والنَّهار) وَقَالَ يهجو من السَّرِيع (جانس فِي اللُّؤم وَلَا مِثْلَمَا ... جانس فِي أشعاره البستي) (بخل وَعجب وحجاب مَعًا ... أَحْسَنت يَا جَامع فهرست) 3 - (ابْن شاتيل) حمد بن عبد الرَّحمن بن مُحَمَّد بن نجا بن شاتيل بشين مُعْجمَة وَبعد الْألف تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وياء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَبعدهَا لَام أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ تفقَّه على أبي الْخطاب الكلوذاني وَشهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي واستنابه القَاضِي أَبُو الْفَتْح عبد الله بن مُحَمَّد بن الْبَيْضَاوِيّ على الْقَضَاء وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِالْمَدَائِنِ وبنهر الْملك وَسمع الحَدِيث من أبين الخطّاب ابْن البطر وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة وَأبي مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَأبين الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف الهكّاري وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَأَبُو سعد ابْن السّمعاني وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الصَّقّال الْفَقِيه ولد سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الطبريّ) حمد ب عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم ابْن الْفَقِيه الإِمَام أبي المحاسن الرُّوبانيّ الطَّبري كَانَ وَالِده من كبار أَئِمَّة مَذْهَب الشَّافعي مَوْصُوفا بالورع والزُّهد لَهُ كتاب الْبَحْر فِي الْمذَاهب قتل شَهِيدا على يَد الْمَلَاحِدَة وَأَبُو الْقَاسِم ابْنه هَذَا تفقَّه على وَالِده بآمل طبرستان وَسمع مِنْهُ وَمن عَمه أبي مُسلم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَعلي

أبو محمد الأصبهاني

بن عبد الرَّحْمَن بن عَلَيْك النَّيْسَابُورِي وَغَيرهم وَسمع بجرجان المظفر بن حَمْزَة التَّاجِر وَإِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الخلاَّليّ وَغَيرهمَا وبنيسابور جمَاعَة وخرَّج لنَفسِهِ فَوَائِد فِي عدّة أَجزَاء عَن أشياخه وحدَّث بِبَغْدَاد وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَغَيره وَكَانَ قدمهَا حاجّاً سنة تسع وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الأصبهانيّ) حمد بن عُثْمَان بن سالار بن أبي الفوارس عبد الْملك أَبُو مُحَمَّد الأصبهانيّ عني بِطَلَب الحَدِيث من صباه وَقَرَأَ وَكتب وَأكْثر من ذَلِك وسافر فِي طلبه إِلَى همذان وشيراز وبغداد) وَكتب بخطّه الْكثير وَجمع لنَفسِهِ معجماً فِي مجلّدة ضخمة على أَسمَاء مشايخه وَسمع بأصبهان عبد الأوَّل أَبَا الْوَقْت وَغَيره توفّي سنة أَربع وستّين وَخمْس مائَة بالحلة المزيديّة 3 - (ابْن صرُّوف الْحَنْبَلِيّ) حمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركَة بن أَحْمد بن صديق بن صرُّوف بتَشْديد الرَّاء بعد الصَّاد الْمُهْملَة كَذَا وجدته الْفَقِيه موفَّق الدّين الْحَنْبَلِيّ الحرَّاني رَحل إِلَى بَغْدَاد وتفقَّه على نَاصح الْإِسْلَام أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن المنّي وَأبي الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع من عبد الحقّ اليوسفي وَعِيسَى الدُّوشابي وتجني الوهبانيّة وَأبي الْفَتْح بن شاتيل وَعبد المغيث بن زُهَيْر وَغَيرهم وَسمع بحرّان من أَحْمد بن أبي الْوَفَاء الصّايغ وَعبد الوهّاب بن أبي حبَّة وَأعَاد بمدرسة حرَّان مُدَّة وحدّث بهَا وبدمشق وَكَانَ ثِقَة فَقِيها صَحِيح السَّماع وروى الزّكيّ الْمُنْذِرِيّ والشَّرف بن النَّابلسي وَالْمجد بن الحلوانية والشَّهاب الأبرقوهي والبدر أَبُو عليّ بن الحلاّل وَآخَرُونَ وَتُوفِّي بِدِمَشْق وَدفن بقاسيون سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة 3 - (أَبُو عبد الله الزبيرِي) حمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن العبَّاس بن مُحَمَّد بن مُوسَى يَنْتَهِي إِلَى الزُّبير ابْن العوَّام أَبُو عبد الله الزُّبيري من أهل آمل طبرستان سمع الْكثير بِبَلَدِهِ وسافر إِلَى خُرَاسَان وَلَقي الْأَئِمَّة وجالس الْكِبَار وتفقَّه على نَاصِر بن الْحُسَيْن الْعمريّ وَولي الْقَضَاء بطبرستان وآستراباذ وَكَانَ لَهُ تقدُّم عِنْد السِّلاطين والوزراء وَكَانَ يطوف مَعَ الْعَسْكَر ويراسل بِهِ إِلَى الْأَطْرَاف وَقد جمع فِي الحَدِيث السُّنن وفضائل الصَّحَابَة وَغير ذَلِك من التَّارِيخ وَكَانَ متمسكاً بآثار السَّلف وَله لِسَان فِي النَّظر والوعظ وَقدم بَغْدَاد وناظر فِي حلق الْفُقَهَاء فأبان عَن فضل وافر توفّي بنيسابرو سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَحمل إِلَى آمل طبرستان وَدفن بهَا 3 - (أَبُو الْفرج ذُو المفاخر) حمد بن مُحَمَّد بن عليّ بن خلف أَبُو الْفرج ذُو المفاخر توفّي بعد الْخمسين والأربع مائَة تقدَّم ذكر أَبِيه فِي مَوْضِعه من المحمدين وَأما أَبُو الْفرج فَإِنَّهُ وَفد فِيمَا قيل على الْعَادِل أبي مَنْصُور ابْن مافنَّة الْوَزير وَلم يوفِّه حَقه فَكتب إِلَيْهِ وارتحل من الْكَامِل

وزير عضد الدولة

(مَاذَا يخّبر ذُو المفاخر أَهله ... إِن قيل كَيفَ معاده ومعاجه) (أيقول حاولت الْفُرَات فَلم أجد ... ريّاً لَدَيْهِ وَقد طغت أمواجه) ) (وَلَئِن شكرت تملُّقاً وتصُّعاً ... شكرا يكون من النِّفاق مزاجه) (فلتخبرن خصاصتي بتكذُّبي ... لكلما تخبِّر عَن قذاه زجاجه) (وعداوة الشُّعَرَاء داءٌ معضلٌ ... وَلَقَد يهون على الْكَرِيم علاجه) فَأرْسل فِي الْوَقْت من جَاءَ بِهِ وَاعْتذر إِلَيْهِ جعل ينشد وعداوة الشُّعراء داءٌ معضلٌ ثمَّ برَّه وأغناه وَوَصله وأرضاه وَمن شعره من الطَّوِيل (وَأنكر جاراتي خضاب ذؤابتي ... وهنَّ بِهِ حلَّين بيض الأنامل) (فيا عجبا منهنَّ ينكرن بَاطِلا ... عليَّ وَمَا يخلبن إِلَّا بباطل) قلت شعر جيد 3 - (وَزِير عضد الدولة) حمد بن مُحَمَّد أَبُو الرَّيَّان الْوَزير الإصبهانيّ وَكَانَ خَاله أَبُو الْقَاسِم الواذاري أستاذ دَار الْملك عضد الدولة أبي شُجَاع فَلَمَّا توفّي قلَّده عضد الدولة مَا كَانَ إِلَيْهِ فَلَمَّا أخرج عضد الدولة أَبَا الْقَاسِم المطهَّر بن عبد الله وزيره إِلَى البطائح لأخذها عِنْد وَفَاة عمرَان بن شاهين اسْتخْلف لَهُ أَبَا الريَّان بِحَضْرَتِهِ وَلم يكن لَهُ بضَاعَة فِي الْكِتَابَة وَلَا دربة بِالْأَعْمَالِ وَلَكِن دبَّر ذَلِك بعقله فَلَمَّا توفّي عضد الدولة قبض عَلَيْهِ الْغَد من مَوته ثمَّ استدعاه صمام الدولة أَبُو كاليجار ابْن عضد الدولة وقلَّده الوزارة وخلع عَلَيْهِ فدبَّر الْأُمُور سَبْعَة أشهر وَتِسْعَة أَيَّام ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسلَّمه إِلَى أبي الْفضل المظفَّر بن مَحْمُود الْحَاجِب وَهُوَ عدوه فَقتله وَلما ورد شرف الدولة أَبُو الفوارس بن عضد الدولة بحث عَن أمره فَأخْرجهُ بقيوده مَدْفُونا فِي دَار الْحَاجِب فسلَّمه إِلَى أَهله وَكَانَت قَتله سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الجزريّ الأديب) حمد بن مُحَمَّد الجزريّ الأديب الشَّاعر الصَّالح الديِّن المتعفّف كَانَ يعْمل المكاكي ويتصدَّق وَكَانَ شِيعِيًّا غالياً وَله قصيدة أَولهَا من السَّرِيع (نَار غرامي فِيك مَا تنطفي ... وَوجد قلبِي فِيك مَا يشتفي) (والجسم فِي حبِّك أضحى وَقد ... أذابه السُّقم فَلم يعرف) (يَا رشأ تفعل ألحاظه ... فِي الْقلب فعل الصّارم المرهف) ) وَهِي طَوِيلَة فِيهَا أَنْوَاع من الرَّفض وَكَانَ أهل الجزيرة أكراداً وَيَقُول خطيبهم اللَّهم ارْض عَن مُعَاوِيَة الْخَال وَيزِيد المفضال وَكَانَ حمد يتألم من ذَلِك وَكَانَ الأكراد يكفِّرونه ويمقتونه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وست مائَة

الخطابي

3 - (الخطَّابي) حمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خطَّاب الإِمَام أَبُو سُلَيْمَان الخطَّابي تقدم فِي الأحمدين (حمدَان) 3 - (إِبْنِ سهل الْحَافِظ) حمدَان بن سهل الْحَافِظ توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن نَاصِر الدولة) حمدَان ابْن نَاصِر الدَّولة قَالَ الوحيد الْآتِي ذكره يهجوه من الْكَامِل (فقرٌ بِوَجْهِك لَيْسَ تَبْرَح شاكياً ... فَتكون مُبْتَسِمًا كأنَّك عَابس) (وَإِذا بسطت يدا كأنَّك قابضٌ ... وَإِذا تقوم حسبت أَنَّك جَالس) (مستوحشٌ من كلّ خيرٍ يرتجى ... وكلِّ مخزيةٍ وعارٍ آنس) 3 - (الجرّار) حمدَان بن الْحسن الجرّار ذكره أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء الْمُحدثين من جمعه وَذكر أَنه بغداديّ ماجن معتضديّ وَهُوَ الْقَائِل يهجو الشّنوفيّ من المتقارب (رَأَيْت الشّنوفيّ لما هجا ... أُنَاسًا وحاول أمرا خطيراً) (كَمثل النِّعاج تباري الذّئاب ... وَمثل البغاث تباري الصُّقورا) 3 - (أَبُو حَامِد البخاريّ) حمدَان بن نيار البخاريّ أَبُو حامدٍ توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين (الألقاب) الحمدانيّ الخوافيّ عبد الله بن مُحَمَّد (حمدة) 3 - (الْوَادي آشيّة) حمدة بنت زِيَاد بن بقيّ الْعَوْفِيّ بِالْفَاءِ المؤدّب من أهل وَادي آش قَالَ ابْن الأبّار فِي تحفة القادم إِحْدَى المتأدِّبات المتصرِّفات المتغزِّلات المتعفِّفات حدِّثت عَن أبي الْكَرم جوديّ بن عبد الرَّحْمَن الأديب قَالَ أَنْشدني أَبُو الْقَاسِم بن البرَّاق قَالَ

الواعظة الهيتية

أنشدتني حمدة بنت زِيَاد العوفيَّة وَقد خرجت متنزِّهة بالرملة من وَادي آش فرأت ذَات وَجه وسيم أعجبها فَقَالَت من الوافر (أَبَاحَ الدَّمع أسراري بوادي ... بِهِ لِلْحسنِ آثارٌ بوادي) (فَمن نهرٍ يطوف بِكُل روضٍ ... وَمن روضٍ يطوف بِكُل وَاد) (وَمن بَين الظِّباء مهاة رملٍ ... سبت لبِّي وَقد ملكت قيادي) (لَهَا لحظٌ ترقِّده لأمرٍ ... وَذَاكَ اللحظ يَمْنعنِي رقادي) (إِذا سدلت ذوائبها عَلَيْهَا ... رَأَيْت الْبَدْر فِي جنح الدّآدي) (كَأَن الصُّبح مَاتَ لَهُ شَقِيق ... فَمن حزنٍ تسربل بالحداد) قَالَ وأنشدني الكاتبان أَبُو جَعْفَر بن عبيد الأركشي وَأَبُو إِسْحَق ابْن الْفَقِيه الجيّاني قَالَا أنشدنا القَاضِي أَبُو يحيى عتبَة بن مُحَمَّد بن عتبَة الجراوي لحمدة هَذِه من الطَّوِيل (وَلما أَبى الواشون إِلَّا فراقنا ... ومالهم عِنْدِي وعندك من ثار) (وشنُّوا على آذاننا كلَّ غارةٍ ... وقلَّت حماتي عِنْد ذَاك وأنصاري) (غزوتهم من قلتيك وأدمعي ... وَمن نَفسِي بالسَّيف والسَّيل والنَّار) وحدَّثني بعض قرَابَة الْأَمِير أبي عبد الله بن سعدٍ أنَّ هَذِه الأبيات لمهجة بنت عبد الرَّزَّاق الغرناطيّة وعاصرت حمدة هَذِه نزهون بنت القليعي الغرناطية وَسَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف النُّون فِي مَكَانَهُ 3 - (الواعظة الهيتيَّة) حمدة بنت واثقبن عليّ بن عبد الله الواعظة الهيتيَّة نزلت بَغْدَاد وسكنت بِبَاب الْمَرَاتِب وَكَانَت تعقد مجْلِس الْوَعْظ وَسمعت أَبَا بكرٍ أَحْمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي وروى عَنْهَا ابْن السَّمعانيّ قَالَ محبّ الدّين ابْن النجار قَالَ أَبُو سعدٍ ابْن السَّمعاني كَانَت تحضر مَعنا السَّماع عِنْد أبي الْقَاسِم بن السَّمرقندي لِأَنَّهَا من جِيرَانه وسألتها عَن مولدها فَقَالَت سنة سِتّ) وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة (حمدون) 3 - (القصَّار) حمدون القصَّار بن أَحْمد بن عمَارَة كَانَ فَقِيها على مَذْهَب سُفْيَان الثَّوْريّ وَكَانَ من الأبدال توفّي فِي عشر الثَّمَانِينَ والمائتين

حمدون الحامض

3 - (حمدون الحامض) حمدون الحامض هُوَ أَبُو أبي العبر المقدَّم ذكره فِي المحمَّدين انْتقصَ عليا فَرَمَاهُ الشّيعة من فَوق سطحٍ فَمَاتَ 3 - (النديم أَبُو عبد الله) حمدون بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْكَاتِب أَبُو عبد الله النَّديم كَانَ راويةً للْأَخْبَار والأشعار نديماً للخلفاء نادم المعتصم وَمن بعده إِلَى أَن توفّي فِي خلَافَة المعتزّ سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ جواداً وَمن شعره وَقد ولاَّه المتَوَكل مَوضِع الرَّسق وَهُوَ الشِّيز من أذربيجان من الْمُضَارع (ولَايَة الشِّيز عزلٌ ... والعزل عَنْهَا ولايه) (فولِّني الْعَزْل عَنْهَا ... إِن كنت بن ذَا عنايه) 3 - (الطَّبيب المغربيّ) حمدون بن أثا كَانَ فِي أَيَّام الْأَمِير مُحَمَّد بن عبد الرّحمن الْأَوْسَط وَكَانَ طَبِيبا حاذقاً مجرِّباً وَكَانَ صهر بني خَالِد وَكَانَ لَا يركب الدوَّاب إِلَّا من نتاجه وَلَا يَأْكُل إلاّ من زرعه وَلَا يلبس إِلَّا من كتَّان ضيعته وَلَا يستخدم إِلَّا من تيلادة أَوْلَاد عبيده (الألقاب) ابْن حمدون جمَاعَة مِنْهُم صَاحب التَّذكرة واسْمه مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد وَمِنْهُم الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن الْكَاتِب الشَّاعِر وَمِنْهُم عبد الله ابْن حمدون وَمِنْهُم أَبُو الْفضل الْعَبَّاس وَمِنْهُم مُحَمَّد بن الْحسن أَخُو صَاحب التَّذكرة وَمِنْهُم جَعْفَر بن حمدون الحمدونيّ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الحمدونيّ الشَّافعي يحيى بن عليّ) ابْن حمديس الصِّقلِّي الشَّاعِر عبد الجبَّار بن عبد الله (حمدين) 3 - (الْمَنْصُور بِاللَّه قَاضِي قرطبة) حمدين بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن

حمران

حمدين الثَّعلبيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو جعفرٍ قَاضِي الجامعة بقرطبة سمع أَبَاهُ وَولي الْقَضَاء سنة تسعٍ وَعشْرين وَخمْس مائَة بعد مقتل أبي عبد الله بن الحاجّ وَكَانَ من بَيت خشمةٍ وجلالة صَارَت إِلَيْهِ الرياسة عِنْد اختلال أَمر الملثَّمين وَقيام ابْن قسيّ عَلَيْهِم بغرب الأندلس وَهُوَ حينئذٍ على قَضَاء قرطبة ودعي لَهُ بالإمارة فِي رَمَضَان سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وتسمَّى بأمير الْمُسلمين الْمَنْصُور بِاللَّه ودعي لَهُ على أَكثر مَنَابِر الأندلس وَقيل أَن مُدَّة دولته كَانَت أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وتعاورته المحن فَخرج إِلَى العدوة فِي قصصٍ طويلةٍ ثمَّ قفل وَنزل مالقة إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَأما ابْن قسيّ فَإِنَّهُ خرج بغرب الأندلس واسْمه أَحْمد وَكَانَ فِي أول أمره يدَّعي الْولَايَة وَكَانَ ذَا حيل وشعبذةٍ وَمَعْرِفَة بالبلاغة وَقَامَ بحصن مارتلة ثمَّ اخْتلف عَلَيْهِ أَصْحَابه ودسُّوا عَلَيْهِ من أخرجه من الْحصن بحيلة وأسموا الْحصن إِلَى الموحَّدين فَأتوا بِهِ عبد الْمُؤمن فَقَالَ لَهُ بَلغنِي عَنْك أنَّك دعيت إِلَى الْهِدَايَة فَقَالَ أَلَيْسَ الْفجْر فجرين كَاذِب وصادق فَأَنا كنت الْفجْر الْكَاذِب فَضَحِك عبد الْمُؤمن وَعَفا عَنهُ وَلم يزل بِحَضْرَتِهِ إِلَى أَن قَتله صَاحب لَهُ (حمْرَان) 3 - (مولى عُثْمَان) حمْرَان بن أبان بن خَالِد النمري من سبي عين التَّمر مولى عُثْمَان بن عفَّان رَضِي الله عَنهُ وحاجبه قدم الْكُوفَة وَالْبَصْرَة ودمشق وَكَانَ لَهُ بهَا دَار وحدَّث عَن عُثْمَان وَابْن عمر وَمُعَاوِيَة وَأدْركَ أَبَا بكر وَعمر روى عَنهُ عُرْوَة وَأَبُو سَلمَة وَالْحسن وَنَافِع وَمُسلم بن يسَار وَابْن الْمُنْكَدر وَزيد بن اسْلَمْ وَغَيرهم وروى لَهُ الجامعة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَسبعين وَكَانَ حمْرَان أول سبيٍ دخل من الْمشرق إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ الَّذِي سباهم خَالِد بن الْوَلِيد وتحوَّل حمْرَان إِلَى الْبَصْرَة فنزلها وادَّعى وَلَده أَنهم من النَّمر بن قاسط بن ربيعَة وَكَانَ كثير الحَدِيث قَالَ الْأَصْمَعِي حَدثنِي رجل قَالَ قدم شيخ أَعْرَابِي فَرَأى حمْرَان فَقَالَ من هَذَا قَالُوا حمْرَان فَقَالَ لقد رَأَيْت هَذَا وَمَال رِدَاؤُهُ عَن عَاتِقه فَابْتَدَرَهُ مَرْوَان بن الحكم وَسَعِيد بن الْعَاصِ أَيهمَا يسوِّيه قَالَ أَبُو عَاصِم فحدثّت بِهِ رجلا من ولد عبد الله بن عامرٍ فَقَالَ حدَّثني أبي أَن حمْرَان بن أبان مدَّ رجله فَابْتَدَرَهُ مُعَاوِيَة وَعبد الله بن عَامر أَيهمَا يغمزه وَكَانَ الحجَّاج أغرمه مائَة الف دِرْهَم فَبلغ ذَلِك عبد الْملك فَكتب إِلَيْهِ إِن حمْرَان أَخُو من مضى وعمُّ من بَقِي فاردد عَلَيْهِ مَا أخذت مِنْهُ فَدَعَا بحمران فَقَالَ كم أغرمناك قَالَ مائَة ألف فبعثها إِلَيْهِ

حمزة

على غلْمَان وَكَانُوا عشرَة فَقَالَ هِيَ لَك مَعَ الغلمان فَقَسمهَا حمْرَان بَين أَصْحَابه واعتق الغلمان وَإِنَّمَا أغرمه الْحجَّاج بذلك لِأَنَّهُ كَانَ ولي لخَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد سَابُور (حَمْزَة) 3 - (عمّ النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَمْزَة عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ حَمْزَة بن عبد المطَّلب بن هَاشم وأخو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الرّضاعة أرضعتهما ثويبة الأسْلَمِيَّة يكنى أَبَا عمَارَة وَأَبا يعلى أسلم فِي السّنة الثَّانِيَة من النُّبوَّة وَقيل فِي السَّادِسَة كَانَ أسنَّ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَرْبَع سِنِين وَقيل بِسنتَيْنِ شهد بَدْرًا وأبلى فِيهَا بلَاء حسنا قيل أَنه قتل عتبَة بن ربيعَة مبارزةً يَوْم بدر كَذَا قَالَ مُوسَى بن عقبَة ويل بل قتل شيبَة بن ربيعَة كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَق وَقتل يومئذٍ طعيمة بن عديّ أَخا الْمطعم بن عديّ وَقتل يومئذٍ سباعاً الخزاعيّ وَقيل قَتله يَوْم أحد وَشهد أحدا فَقتله وحشيّ بن حَرْب الحبشيّ مولى جُبَير بن مطعم وَكَانَ يَوْم قتل ابْن تسع وَخمسين سنة وَدفن هُوَ وَابْن أُخْته عبد الله بن جحش فِي قبرٍ وَاحِد وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَمْزَة سيّد الشُّهداء وَرُوِيَ خير الشُّهَدَاء وَلَوْلَا أَن تَجِد صَفِيَّة لتركت دَفنه حَتَّى يحْشر من بطُون الطِّير والسِّباع وَلم يمثَّل بِأحد مَا مثِّل بِهِ قطعت هِنْد كبده وجدعت أَنفه وَقطعت أُذُنَيْهِ وبقرت بَطْنه فَقيل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا فعل بِهِ فَقَالَ لإن ظَفرت بقريشٍ لأمثِّلنَّ بِثَلَاثِينَ مِنْهُم وَمَا برح حَتَّى أنزل الله تَعَالَى قَوْله وَإِن عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمثل مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ الْآيَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل نصبر وكفَّر عَن يَمِينه وَلما أسلم حَمْزَة قَالَ أبياتاً مِنْهَا من الوافر (حمدت الله حِين هدى فُؤَادِي ... إِلَى الْإِسْلَام والدِّين الحنيف) (لدينٌ جَاءَ من ربٍ عزيزٍ ... خبيرٍ بالعباد بهم لطيف) وَقيل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلّى على حَمْزَة سبعين مرّة كلما قدِّمت لَهُ جَنَازَة صلَّى عَلَيْهَا

الأسلمي الصحابي

مَعهَا وَقَالَ كَعْب بن مَالك يرثي حَمْزَة رَضِي الله عَنهُ وَقيل عبد الله بن رَوَاحَة من الوافر (بَكت عَيْني وحقَّ لَهَا بكاها ... وَمَا يُغني الْبكاء وَلَا العويل) (على أَسد الآله غَدَاة قَالُوا ... لِحَمْزَة ذاكم الرجل الْقَتِيل) (أُصِيب المسلون بِهِ جَمِيعًا ... هُنَاكَ وَقد أُصِيب بِهِ الرًّسول) (أَبَا يعلى لَك الْأَركان هدَّت ... وَأَنت الْمَاجِد البرُّ الْوُصُول) ) (عَلَيْك سَلام ربَّك فِي جنانٍ ... يخالطها نعيمٌ لَا يَزُول) (أَلا يَا هَاشم الأخيار صبرا ... فكلُّ فعالكم حسنٌ جميل) (رَسُول الله مصطبرٌ كريمٌ ... بِأَمْر الله ينْطق إِذْ يَقُول) (أَلا من مبلغ عني لؤيّاً ... فَبعد الْيَوْم دائلة تدول) (وَقبل الْيَوْم مَا عرفُوا وذاقوا ... وقائعنا بهَا يشفى الغليل) (نسيتم ضربنا بقليب بدرٍ ... غَدَاة أَتَاكُم الْمَوْت العجيل) (غَدَاة ثوى أَبُو جهلٍ صَرِيعًا ... عَلَيْهِ الطَّير جاثمة تجول) (وَعتبَة وَابْنه خرّا جَمِيعًا ... وَشَيْبَة عضَّه السَّيف الصَّقيل) (أَلا يَا هِنْد لَا تبدي شماتاً ... بِحَمْزَة إنَّ عزَّكم ذليل) (أَلا يَا هِنْد فابكي لَا تملِّي ... فَأَنت الواله العبرى الهبول) 3 - (الأسلميّ الصَّحابيّ) حَمْزَة بن عَمْرو بن عُوَيْمِر أَبُو صَالح وَيُقَال أَبُو مُحَمَّد الأسلميّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة كَانَ البشير إِلَى أبي بكر بِفَتْح وقْعَة أجنادين وأمَّره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سريَّة وكنَّاه أَبَا صَالح وَكَانَ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك فَلَمَّا نفَّر المُنَافِقُونَ نَاقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعقبَة حَتَّى سقط بعض مَتَاع رَحْله قَالَ حَمْزَة فنوِّر لي فِي أصابعي فَأَضَاءَتْ حَتَّى جعلت ألقط مَا شذَّ من الْمَتَاع الصَّوط وَالْحَبل وَأَشْبَاه ذَلِك وَهُوَ الَّذين بشَّر كَعْب بن مَالك بتوبته فَكَسَاهُ كَعْب ثوبيه وَكَانَ يسْرد الصَّوم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّسائيّ 3 - (المقرىء) حَمْزَة بن حبيب بن عمَارَة بن إِسْمَاعِيل الإِمَام الْعلم أَبُو عمَارَة التَّيْمِيّ

ابن عبد الله بن عمر

الْكُوفِي الزيات أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة مولى آل عِكْرِمَة بن ربعي كَانَ عديم النَّظير فِي وقته علما وَعَملا وَكَانَ رَأْسا فِي الْوَرع قَرَأَ على حمْرَان بن أعين وَالْأَعْمَش وَجَمَاعَة وحدَّث عَن الحكم وَطَلْحَة بن مصرِّفٍ وعديّ بن ثَابت وَعَمْرو بن مرَّة وحبِيب بن أبي ثَابت وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وَجَمَاعَة وَكَانَ يجلب الزَّين من الْكُوفَة إِلَى حلوان ويجلب إِلَى الْكُوفَة الْجُبْن والجوز قَالَ سُفْيَان الثَّوري مَا قَرَأَ حَمْزَة حرفا إِلَّا بأثر وَهُوَ إِمَام الْكسَائي فِي الْهَمْز والإدعام قَالَ رجل لِحَمْزَة) بلغنَا أَن رجلا من أَصْحَابك همز حَتَّى انْقَطع زرُّه قَالَ لم آمُرهُم بِهَذَا كلِّه قَالَ ابْن معِين حَمْزَة ثِقَة وَقَالَ النّسائيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقد كره قِرَاءَة حَمْزَة بن إِدْرِيس الأودي وَأحمد بن حَنْبَل وَجَمَاعَة لفرط المدِّ والإمالة والسَّكت على السَّاكِن قبل الْهمزَة وَغير ذَلِك حَتَّى أَن بَعضهم رأى إِعَادَة الصَّلَاة وَهَذَا غلوّ وَقد اسْتَقر الْحَال وانعقد الْإِجْمَاع على ثُبُوت قِرَاءَته روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة 3 - (ابْن عبد الله بن عمر) حَمْزَة بن عبد الله أَبُو عمَارَة القرشيّ العدويّ المدنيّ حدًّث عَن أَبِيه وَعَائِشَة ووفد على بعض خلفاء بني أميِّة مستميحاً وَأمه أم سَالم أم ولد وَأَخُوهُ عبيد الله شقيقه وروى عَنهُ الزُّهري وَكَانَ قَلِيل الحَدِيث قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ سَمِعت يحيى ابْن سعيد يَقُول فُقَهَاء الْمَدِينَة إثنا عشر سعيد وَأَبُو سَلمَة وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَسَالم وَحَمْزَة وَزيد وَعبيد الله وبلال بَنو عبد الله بن عمر وَأَبَان بن عُثْمَان وَقبيصَة بن ذُؤَيْب وخارجة وَإِسْمَاعِيل ابْنا زيد بن ثَابت وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرَة وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْحَافِظ المصريّ) حَمْزَة بن مُحَمَّد بن عليّ بن الْعَبَّاس أَبُو الْقَاسِم الكنانيّ المصريّ الْحَافِظ سمع النَّسَائِيّ وَالْحسن بن أَحْمد بن الصِّيقل وَعمْرَان بن مُوسَى الطَّبِيب وَمُحَمّد بن سعيد السَّراج وَسَعِيد بن عُثْمَان الحرّاني وعبدان بن أَحْمد الأهوازيّ وابا يعلى الْموصِلِي وَمُحَمّد بن دَاوُد بن عُثْمَان الصّفدي وَجَمَاعَة كَثِيرَة ورحل وطوَّف وَجمع وصنَّف وروى عَنهُ ابْن مندة والحافظ عبد الْغنى وَمُحَمّد بن عمر بن الخطّاب وَالْحُسَيْن بن الْحسن اللوّاز

أبو يعلى الطبيب

وَغَيرهم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ حَافظ مصر بعد أبي سعيد بن يُونُس وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو يعلى الطَّبيب) حَمْزَة بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة أَبُو يعلى المهلَّبي النّيسابوريّ الطَّبِيب الحاذق توفّي سنة ستٍ وَأَرْبع مائَة 3 - (حَمْزَة بن سُلَيْمَان) حَمْزَة بن سُلَيْمَان بن عبد الله الْكَامِل بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب سَوف يَأْتِي) ذكر وَالِده فِي حرف السِّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى أخرجه بَنو إِدْرِيس وعترته إِلَى الغرب الْأَوْسَط وَكَانَ أشهر العترة حَمْزَة وَبعده إِبْرَاهِيم وَإِلَى حَمْزَة هَذَا ينْسب سوق حَمْزَة بالغرب الْأَوْسَط وتوارث بنوه الْأَمر هُنَالك وكثروا إِلَى أَن توجَّه جَوْهَر غُلَام المعزِّ العبيديّ برسم العلويين القائمين بالمغرب فَحمل كل مَشْهُور مِنْهُم إِلَى مَوْلَاهُ وخلعهم عَن ملكهم وَبقيت مِنْهُم بقايا فِي الْجبَال والأطراف وهم مَشْهُورُونَ مكرمون عِنْد قبائل البربر وَكَانَ لِحَمْزَة هَذَا شعر ضَعِيف مِنْهُ من الْكَامِل جدّي النَّبِي وبنته أُمِّي فمذا يَبْتَغِي عِنْدِي الْفُجُور المكذِّب (أبنوأميَّة أم بَنو العبَّاس من ... أكفائنا برقٌ لعمري حلَّب) وَلَيْسَ بعده من بني سُلَيْمَان من لَهُ شعر لغَلَبَة العجمة عَلَيْهِم وبعدهم عَن الحواضر الأدبية وتخلقهم بالأخلاق البربرية 3 - (الأنصاريّ) حَمْزَة بن أبي أسيد مَالك بن ربيعَة الأنصاريّ روى عَن أَبِيه والْحَارث بن زِيَاد الأنصاريّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الجرجانيّ الْحَافِظ) حَمْزَة بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن محمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الْقرشِي السَّهمي من ولد هِشَام بن الْعَاصِ أَبُو الْقَاسِم الجرجانيّ الْحَافِظ روى عَنهُ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره وصنَّف التَّصانيف وتكلَّم فِي الْجرْح والتَّعديل وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة

أبو يعلى الجعفري

3 - (أَبُو يعلى الجعفريّ) حَمْزَة بن مُحَمَّد الشَّريف أَبُو يعلى الجعفريّ الْبَغْدَادِيّ من أَوْلَاد جَعْفَر بن أبي طَالب كَانَ من كبار عُلَمَاء الشِّيعة لزم الشَّيخ الْمُفِيد وفَاق فِي الأصولين وَالْفِقْه على طَرِيق الإماميَّة وزوَّجه الْمُفِيد بابنته وصنَّف كتبا حسانا وَكَانَ من صالحي طائفته وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن القبيَّطي المقرىء) حَمْزَة بن عَليّ بن حَمْزَة بن فَارس بن مُحَمَّد أَبُو يعلى الحرّاني ابْن القبيَّطي الْبَغْدَادِيّ المقرىء من كبار الْقُرَّاء قَرَأَ بالروايات والطُّرق على الْمَشَايِخ وَسمع الْكثير وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة) وحصَّل مِنْهَا طرفا صَالحا قَرَأَ على وَالِده وعَلى عبد الله بن عليّ ابْن أَحْمد سبط أبي منصورٍ الْخياط وَعلي الْمُبَارك بن الْحسن الشَّهرزوري وَعمر بن الرَّحْمَن بن مُحَمَّد القزَّاز وَعبد الله بن عَليّ بن أَحْمد المقرىء وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نَبهَان الغنويّ الرَّقي والحافظ ابْن ناصرٍ وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وحصَّل الْأُصُول واحترقت كتبه وَكَانَ يقرىء عَلَيْهِ من أصُول غَيره ثمَّ أعَاد لنَفسِهِ بِخَطِّهِ أَجزَاء وَكَانَ يكْتب مليحاً وينقل صَحِيحا وَقَالَ ابْن النَّجار محبُّ الدّين وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا حجَّةً نبيلاً من أَئِمَّة القرَّاء المجوِّدين مَوْصُوفا بِحسن الْأَدَاء الْغُمَّة وَكَانَ يَقْصِدهُ النَّاس فِي ليَالِي شهر رَمَضَان من الْأَمْكِنَة الْبَعِيدَة وَمَا رَأَيْت قَارِئًا أحلى نَغمَة مِنْهُ وَلَا أحسن تجويداً مَعَ علو سنِّه وانقلاع ثنيته وَكَانَ تَامّ الْمعرفَة بِوُجُوه الْقرَاءَات وعللها وَحفظ أسانيدها وطرقها وَكَانَ فِي صباه من أحسن أهل زَمَانه وَجها وأظرفهم شكلاً مَعَ عفَّةٍ وصيانة وَقد أَكثر الشُّعَرَاء فِي وَصفه من ذَلِك قَول مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر ابْن الأديب الْكَاتِب من والوافر (تملَّك مهجتي ظبيٌ غريرٌ ... ضنيت بِهِ وَلم أبلغ مرادي) (فتصحيف اسْمه فِي وجنتيه ... وَمن ريقٍ بِفِيهِ وَفِي فُؤَادِي) وَمن شعر ابْن القبيَّطي كتب بِهِ إِلَى المستضيء من الْكَامِل (يَا ابْن الأولى سادوا وشادوا مَا بنوا ... بمكارمٍ إحصاؤها معتذِّر) (أَنْتُم وُلَاة الْأَمر بعد محمدٍ ... حَتَّى يضمَّ الْعَالمين الْمَحْشَر)

الأجل الوزير

(وإليكم إِسْنَاد كلِّ فضيلةٍ ... مِنْكُم وعنكم تستفاد وتؤثر) توفّي سنة اثْنَيْنِ وست مائَة وَهُوَ أَخُو أبي الْفرج مُحَمَّد وَتقدم وَكَانَ حَمْزَة الْأَكْبَر 3 - (الأجلّ الْوَزير) حَمْزَة بن إِبْرَاهِيم أَبُو الخطَّاب ربَّاه جَعْفَر بن المكتفي بِاللَّه وَكَانَ متوحدِّاً فِي علم النُّجُوم فتعلَّم مِنْهُ شَيْئا يتكسَّب بِهِ على الطَّرِيق فنفق بالنجوم على الموفَّق أبي عَليّ بن إِسْمَاعِيل وَكَانَ وَزِير الْملك بهاء الدَّولة فاستخلفه بِحَضْرَة بهاء الدَّولة فتقرَّب إِلَيْهِ وَاسْتولى على أُمُور المملكة فِي أَيَّامه وَأَيَّام ابْنه سُلْطَان الدولة وَكَانَ إِلَيْهِ الْأَمْوَال والحزائن والقلاع وخوطب بالأجلّ كَانَ بِحَضْرَة الْملك بهاء الدولة فِي يَوْم نوروز أَو مهرجان فَدخل عَلَيْهِ تركي من خَالص التّرْك يَخْدمه على حسب مَا جرت بِهِ عَادَتهم ثمَّ قَالَ لَهُ بالعجمية كلَاما مَعْنَاهُ تعيش) ألف سنة فَقَالَ لَهُ وَهل يعِيش إِنْسَان ألف سنة فَقَالَ نعم تعيش أَن مائَة سنة وتعمل عملا جميلاً تذكر بِهِ تسع مائَة سنة فَذَلِك ألف سنة لِأَن الثَّناء عمر ثانٍ توفّي سنة تسع عشرَة وَأَرْبع مائَة وخلَّف ألفي ألف دِينَار 3 - (أَبُو سعبد ابْن النَّباطيّ) حَمْزَة بن الْحُسَيْن أَبُو سعد ابْن النَّباطيّ من أهل عكبرا روى عَن أبي الْحسن عليّ بن عِيسَى الشّاكر الشَّاعر ديوَان شعره 3 - (ابْن البقشلام) حَمْزَة بن عَليّ طَلْحَة بن يُوسُف الرَّازي أَبُو الْفتُوح الْمَعْرُوف بِابْن البقشلام بِفَتْح الْبَاء الموحّدة وَسُكُون الْقَاف بعْدهَا شين مُعْجمَة وَبعد اللَّام ألف لَام يدعى كَمَا الدّين كَانَت أمه أرضعت المسترشد بلبنه وربي مَعَه فِي الدَّار فَلَمَّا ولي الْخلَافَة ولاَّه الحجبة بِبَاب النُّوبيّ ثمَّ ولاَّه وكَالَته وَجعله صَدرا بالمخزن وولاَّه النّظر فِي أَعماله وَأَعْلَى كَلمته وفوَّض إِلَيْهِ الْأَحْوَال حَتَّى دَان لَهُ الخاصّ والعامّ وساوى الوزراء وَلما مَاتَ المسترشد وَولي أَخُوهُ المقتفي أقرَّه على النّظر بالمخزن ثمَّ إِنَّه حجَّ وَعَاد وغيَّر زيَّه واستعفى من الْخدمَة فأعفي وَجلسَ فِي بَيته مكبّاً على الْعِبَادَة وَبنى مدرسة شافعية ووقف عَلَيْهَا ثلث أملاكه وَكَانَ من محَاسِن الزَّمَان وَقَالَ فِيهِ أَبُو الْحسن ابْن الْخلّ الْفَقِيه من السَّرِيع (يَا عضد الْإِسْلَام يَا من سمت ... إِلَى العلى همَّته الفاخره)

الأشرف الكاتب المصري

(كَانَت لَك الدُّنيا فَلم تَرضهَا ... ملكا مأخلدت إِلَى الْآخِرَه) توفّي سنة سِتّ وَخمسين وحمس مائَة 3 - (الْأَشْرَف الْكَاتِب المصريّ) حَمْزَة بن عَليّ بن عُثْمَان بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن مُسلم بن منبِّه القرشيّ المخزوميّ أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب من ولد عبد الله بن أبي ربيعَة المخزوميّ يلقَّب بالأشرف من أهل مصر كَانَ وَالِده صَاحب ديوَان مصر أَيَّام المصريين وَولي هُوَ الدِّيوَان أَيَّام صَلَاح الدّين وَكَانَ كَاتبا سديداً حاذقاً بليغاً لَهُ نظم ونثر وَكَانَ ينشىء الْكتاب من أَسْفَله إِلَى أَعْلَاهُ على أحسن مَا يكون من غير توقُّف واشتهر بذلك وَسمع الْكثير من السِّلفيّ وَمن دونه بالديِّار المصرية وحصَّل الْأُصُول الملاح وَخَافَ من ابْن شكر وَزِير الْعَادِل أَن) يَقْصِدهُ بأذىً فهرب إِلَى الشَّام واتصل بِخِدْمَة الظّاهر صَاحب حلب فَأكْرم نزله وَكَانَ يراسل بِهِ الأطرتاف وأرسله مرَّتين إِلَى بَغْدَاد وَتُوفِّي فجاءة بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس عشرَة وست مائَة وَمن شعره من الْبَسِيط (زِيَادَة الطُّول نقصٌ ظَاهر الْأَثر ... وَقد سرى ذَاك حَتَّى كَانَ فِي الشَّجر) (أنظر إِلَى الْحور لما عَاد معتلياً ... كَيفَ اعتذى وَهُوَ خَال الْغُصْن من ثَمَر) 3 - (نجم الدّين الأصفونيّ) حَمْزَة بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عبد الْمُنعم الصَّاحب نجم الدّين بن الأصفوني سمع من الشَّيْخ تقيّ الدّين القشيريّ وَحضر مجْلِس إمْلَائِهِ سنة تسعٍ وَخمسين وست مائَة بقوص وتنقَّل فِي الخدم الدّيوانية ثمَّ تولَّى النَّظر بِمصْر أَيَّام الْمَنْصُور قلاوون يُقَال أَن الشُّجاعيّ دسَّ عَلَيْهِ أحد عبيده وَكَانَ الصَّاحب نجم الدّين يثقق إِلَيْهِ وَيَأْكُل من يَده فَأعْطَاهُ الشُّجاعيّ مائَة دينارٍ وَقَالَ أشتهي مِنْك أَنَّك تدافع مخدومك عَن الْأكل حَتَّى يَنَالهُ الْجُوع فَإِذا طلب مِنْك شَيْئا يَأْكُلهُ ادْفَعْ إِلَيْهِ هَذِه الكعكة فَفعل ذَلِك فَكَانَت منيته فِيهَا وَلما مَاتَ أوَّل مَا طلب الشُّجاعيّ ذَلِك اعبد وَقَتله بالمقارع وَأخذ الْمِائَة دِينَار وَغَيرهَا مِنْهُ وَكَانَ نجم الدّين يحب الْقُرْآن والْحَدِيث لما مَاتَ تطلَّب الشُّجاعيّ أَصْحَابه ومعارفه بكلّ مَكَان وَكَانَ من جُمْلَتهمْ شرف الدّين مُحَمَّد النّصيبي فهرب مِنْهُ مدَّةً ثمَّ كتب إِلَى الشُّجاعي هَذِه الأبيات من الْكَامِل (دع عَنْك عذلي يَا عذولي فَإِن بِي ... من فرقة الأحباب مَا يَكْفِينِي) (لَا تلح فِي حزني وفيض مدامعي ... الْقلب قلبِي والجفون جفوني) (أنْكرت مني غير وَقْفَة ساعةٍ ... والرَّكب مرتحلٌ أبثُّ شجوني)

ابن شيخ السلامية

(هِيَ وقفةٌ قصرت وَطَالَ بلاؤها ... فَكَأَنَّمَا هِيَ دولة الأصفوني) (يَا حَمْزَة بن محمدٍ ألقيتنا ... فِي ذلِّ أحزانٍ وضيق سجون) (لم تمش هونا فِي الْأُمُور فكلُّنا ... من شُؤْم رَأْيك فِي عَذَاب الْهون) (مَا بَين مطرودٍ عَن الأوطان لَا ... يأوي بهَا حقّاً وَبَين رهين) (تجني ونؤخذ بِالْجِنَايَةِ هَكَذَا ... الْعُقَلَاء مأخوذون بالمجنون) فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا الشُّجاعيّ أمَّنه وَأمره بالظُّهور وَلم يتعرَّض إِلَيْهِ وَكَانَ قدحصل بَينه وَبَين أبي طَالب بن النّابلسيّ صُورَة فَقَالَ كَمَال الدِّين مُحَمَّد بن بشائر القوصيّ الإخميميّ من) الطَّوِيل (أَبَا طالبٍ مَا أَنْت قرنٌ لحمزةٍ ... لأنكما فِي الدِّين مُخْتَلِفَانِ) (دعَاك النبيُّ الهاشميُّ فَلم تجب ... وَحَمْزَة لبَّاه بكلِّ لِسَان) وَمن شعر نجم الدّين الأصفوني من الْكَامِل (وَلَقَد أحنُّ إِلَى العقيق ويثربٍ ... وقبا وهنَّ منَازِل الورَّاد) (وأحبُّهنَّ وَلَيْسَ هنَّ منازلي ... وأودُّهنَّ وَلَيْسَ هنَّ بلادي) وَله قصيدة يمدح بهَا سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (ابْن شيخ السلاميِّة) حَمْزَة بن مُوسَى الشَّيخ الإِمَام الْعَالم الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الخاقاني نِسْبَة إِلَى الْفَتْح بن خاقَان وَزِير المتَوَكل عز الدّين ابْن القَاضِي قطب الدّين ابْن شيخ السلامية يَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم مَكَانَهُ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة ستّ عشرَة وَسبع مائَة توفّي وَالِده وَهُوَ فِي الْجَيْش يُبَاشر مشارفة الجيوش بِدِمَشْق ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين تنكز أَخذ مِنْهُ مبلغ مائَة ألف دِرْهَم فِيمَا أَظن من غير ذَنْب وَلَا جِنَايَة لَكِن نقمةً على وَالِده فوزن ذَلِك من غير انزعاجٍ وَلَا إِكْرَاه ثمَّ ترك الخدم وَأَقْبل على الْعلم وزهد فِي المناصب وَأعْرض عَنْهَا إعْرَاضًا كلياً وأكبَّ على الِاشْتِغَال والمطالعة إِلَى أَن برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَصَارَ علاَّمةً فِي النُّقول وَمَعْرِفَة مَذَاهِب النَّاس وتولَّى تدريس الحنبليَّة الَّتِي عِنْد الرَّواحية دَاخل بَاب الفراديس وَشرح مَرَاتِب الْإِجْمَاع لِابْنِ حزم فِي عشرَة أسفار واستدرك عَلَيْهِ قيوداً أهملها وحسبك بِمن يسْتَدرك على الْحَافِظ ابْن حزمٍ واطِّلاعه وَشرح أَحْكَام الشَّيْخ مُحَمَّد الدّين بن تَيْمِية فِي مجلداٍ كَثِيرَة

أبو طالب الأسدي

3 - (أَبُو طَالب الأسديّ) حَمْزَة بن غاضرة بن مُحَمَّد بن العبَّاس أَبُو طَالب الأسديّ العاني الأديب سمع من جماعةٍ بِبَغْدَاد وَدخل خُرَاسَان وَسكن بوشنج وحدَّث بهَا وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا مَشْهُورا بالأدب قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب ترامت بِهِ الْأَسْفَار إِلَى بوشنج فاستوطن بهَا وبنيت فِيهَا مدرسة باسمه وانثالت التَّلامذة عَلَيْهِ كعرف الضَّبع وَاسْتقر فِيهَا اسْتِقْرَار الظُّفر فِي برثن السَّبع وَحسنت) آثاره على الْمُخْتَلفَة إِلَيْهِ المقتبسة مِمَّا لَدَيْهِ وَله شعر الأدباء والنحاة وَلَيْسَ مَعَ ذَلِك من صَخْر البلادة نحات قلت هَذَا من كَلَام الباخرزي فِي دمية الْقصر ترْجم لَهُ هَذِه التَّرْجَمَة وَأورد لَهُ من المتقارب (أضعت الشَّبَاب وخنت المشيب ... برفض الْوَقار وخلع الرَّسن) (وَلم ترع سمعا إِلَى واعظٍ ... فحتى مَتى ذَا أما آن أَن) وَأورد لَهُ من السَّرِيع (أَصبَحت فِي الحبِّ كَمَا قد ترى ... معذَّباً مَا بَين عذَّالي) (أعدُّ مَا شِئْت ليَوْم اللِّقا ... ملآن من قيلٍ وَمن قَالَ) (حَتَّى إِذا أبصرته مُقبلا ... لم يخْطر العب على بالي) توفّي سنة خمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن المعتز بِاللَّه) حَمْزَة بن المعتزِّ مُحَمَّد بن المتوكِّل أَخُو عبد الله روى عَن أَخِيه عبد الله 3 - (أَبُو يعلى الزَّينبي) حَمْزَة بن مُحَمَّد بن عليّ بن حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن العبَّاس بن عبد المطلَّلب أَبُو يعلى الْهَاشِمِي الزَّينبي أَخُو أبي نصر مُحَمَّد وَأبي الفوارس طراد وَأبي طَالب الْحُسَيْن من بَيت النّقابة والتقدُّم سمع عليَّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن قشيش وَأَبا الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَأَبا مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن الْحَلَال وَغَيرهم وحدَّث باليسير عَاشَ سبعا وَتِسْعين سنة وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمْس مائَة 3 - (القَاضِي فَخر الدَّولة ابْن أبي الجنّ) حَمْزَة بن الْحسن بن العبَّاس بن الْحسن بن أبي الجنّ القَاضِي فَخر الدَّولة أَبُو يعلى الْعلوِي الْحُسَيْنِي وَولي قَضَاء دمشق من قبل الظَّاهر العبيدي

الحنفي الشاعر

وَولي نقابة الْأَشْرَاف بِمصْر وجدَّد بِدِمَشْق مَنَابِر وقنياً وأجرى الفوّارة وَذكر أَنه وجد فِي تَذكرته كل سنة شبعة آلَاف دِينَار صَدَقَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ ممدَّحاً وممَّن مدحه ابْن حيُّوس 3 - (الحنفيّ الشَّاعِر) ) حَمْزَة بن بيضٍ بِكَسْر الْبَاء الموحّدة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَآخِرهَا ضاد مُعْجمَة الحنفيّ أحد بني بكر بن وَائِل كُوفِي شَاعِر مجيد سَائِر القَوْل كثير المجون كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى المهلَّب بن أبي صفرَة وَولده ثمَّ إِلَى بِلَال بن أبي بردة حصلت لَهُ أَمْوَال كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة من ذهبٍ وخيلٍ ورقيق قيل أَنه حصَّل ألف ألف دِرْهَم وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة أَتَى بِلَال بن أبي بردة وَكَانَ كثير المزاح مَعَه قَلما قدم عَلَيْهِ قَالَ لحاجبه اسْتَأْذن لِحَمْزَة بن بيض الْحَاجِب فَدخل الْحَاجِب فَأخْبرهُ بِهِ فَقَالَ اخْرُج فَقل لَهُ حَمْزَة بن بيض ابْن من فَقَالَ لَهُ ادخل فَقل لَهُ الَّذِي جِئْت إِلَيْهِ إِلَى بنيار الْحمام وَأَنت أَمْرَد تسأله لَان يهب لَك طائراً فأدخلك وناكك ووهب لَك الطّائر فشتمه الْحَاجِب فَقَالَ لَهُ مَا أَنْت وَذَا بَعثك برسالةٍ فَأخْبرهُ الْجَواب فَدخل الْحَاجِب وَهُوَ مغضب فلمَّا رَآهُ بِلَال ضحك وَقَالَ مَا قَالَ لَك قبَّحه الله فَقَالَ مَا كنت لأخبر الْأَمِير بِمَا قَالَ فَقَالَ يَا هَذَا أَنْت رَسُول أدِّ الْجَواب فَأبى فأقسم عَلَيْهِ حَتَّى أخبرهُ فَضَحِك حَتَّى فحص برجليه وَقَالَ قل لَهُ مد عرفنَا الْعَلامَة فَادْخُلْ فَدخل وأكرمه وَسمع مديحه وَأحسن صلته وَأَرَادَ بِلَال بقوله ابْن بيض ابْن من قَول الشَّاعِر فِيهِ من الْبَسِيط (أَنْت ابْن بيضٍ لعمري لست أنكرهُ ... فقد صدقت وَلَكِن من أَبُو بيض) وَقدم على مخلد بن يزِيد بن المهلَّب وَعِنْده الْكُمَيْت فأنشده من المتقارب (أَتَيْنَاك فِي حاجةٍ فاقضها ... وَقل مرْحَبًا يجب المرحب) (وَلَا لَا تكلنَّا إِلَى معشرٍ ... مَتى وعدوا عدَّة يكذبوا) (فإنَّك فِي الْفَرْع فِي أسرةٍ ... لَهُم خضع الشرق وَالْمغْرب) بلغت لعشر مَضَت من سنيك مَا يبلغ السّيد الأشيبُ (فهمُّك فِيهَا جسامُ الأمورِ ... وهمُّ لداتُكَ أَن يلعبوا) (وجدت فَقلت أَلا سائلٌ ... فَيعْطى وَلَا راغبٌ يرغب) (فمنك العطيِّة للسائلين ... وممَّن يَنُوبك أَن يطلبوا) فَأمر لَهُ بِمِائَة ألف درهمٍ فقبضها وَسَأَلَ عَن حَوَائِجه فَأخْبرهُ بهَا فقضاها جَمِيعًا وَقيل أَنه حسده الْكُمَيْت فَقَالَ لَهُ يَا حَمْزَة أَنْت كمهدي التَّمر إِلَى هجر فَقَالَ نعم وَلَكِن تمرنا طيب

من تمر هجر وأودع حَمْزَة عِنْد ناسكٍ ثَلَاثِينَ ألف درهمٍ وَمثلهَا عِنْد رجلٍ نبَّاذ فَأَما الناسك فَبنى بهَا دَاره زوَّج بَنَاته وأنفقها وجحده وَأما النَّبّاذ فأدَّى إِلَيْهِ الْأَمَانَة فِي مَاله فَقَالَ حَمْزَة من) المتقارب (أَلا لَا يغرَّنك ذُو سجدةٍ ... يظلُّ بهَا دائباً يخدع) (كَأَن بجهته حلبةً ... تسبِّح طوراً وتسترجع) (وَمَا للتُّقى لَزِمت وَجهه ... وَلَكِن ليعثر مستودع) (فَلَا تنفرنَّ من أهل النَّبيذ ... وَإِن قيل يشرب لَا يقْلع) فعندك علمٌ بِمَا قد خبرت إِن كَانَ علمٌ بهم ينفع (ثَلَاثُونَ ألفا حواها السُّجود ... فَلَيْسَتْ إِلَى أَهلهَا ترجع) (بنى الدَّار من غير مَا مَاله ... فَأصْبح فِي بَيته يرتع) (مهائر من غير مالٍ حواه ... يقاتون أَرْزَاقهم جوَّع) (وأدَّى أَخُو الكأس مَا عِنْده ... وَمَا كنت فِي ردهَا أطمع) وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان يعبث بِهِ فوجَّه إِلَيْهِ لَيْلَة رَسُولا وَقَالَ جئني بِهِ على أيِّ حالٍ وجدته فهجم الرَّسُول إِلَيْهِ فَوَجَدَهُ دَاخِلا إِلَى بَيت الْخَلَاء فَقَالَ أجب الْأَمِير فَقَالَ وَيحك أكلت كثيرا وشربت نبيذاً حلواً وَقد أَخَذَنِي بَطْني فَقَالَ لَا سَبِيل إِلَى مفارقتك فَأَخذه وأتى بِهِ فَوَجَدَهُ قَاعِدا فِي طارمةٍ وَعِنْده جَارِيَة جميلَة يتحظَّاها وَهِي تسجر البخور فَجَلَسَ يحادثه وَهُوَ يعالج مَا هُوَ فِيهِ من دَاء بَطْنه فعرضن لَهُ ريحٌ فسيَّبها ظنّاً أَن البخور يَسْتُرهَا قَالَ حَمْزَة فو الله لقد غلب رِيحهَا المنتن ذَلِك النَّدّ فَقَالَ مَا هَذَا يَا حَمْزَة قَالَ فَقلت عليَّ عهد الله وَعلي الْمَشْي وَالْهَدْي إِن كنت فعلتها وَمَا فعلهَا إِلَّا هَذِه الْجَارِيَة فَغَضب وخجلت الْجَارِيَة وَمَا قدرت على الْكَلَام ثمَّ جائتني أُخْرَى فسرَّحتها وسطع وَالله رِيحهَا فَقَالَ مَا هَذَا وَيلك أَنْت وَالله الآفة فَقلت امْرَأَتي طَالِق إِن كنت فعلتها فَقَالَ وَهَذِه الْيَمين لَازِمَة لي إِن كنت فعلتها وَمَا هُوَ إِلَّا عمل هَذِه الْجَارِيَة فَقَالَ وَيلك مَا قصتك قومِي إِلَى الْخَلَاء إِن كنت تجدين شَيْئا فأطرقت وطمعت فِيهَا فسرحت الثَّالِثَة فسطع من رِيحهَا مَا لم يكن فِي الْحساب فَغَضب عبد الْملك حَتَّى كَاد يخرج من جلده ثمَّ قَالَ يَا حَمْزَة خُذ بيد هَذِه الْجَارِيَة الزَّانِيَة فقد وهبتها لَك وامض فقد نغَّصت عليَّ لَيْلَتي فَأخذت بِيَدِهَا وَخرجت فلقيني خَادِم فَقَالَ لي مَا تُرِيدُ أَن تصنع فَقلت أمضي بهَا فَقَالَ وَالله لَئِن فعلت ليبغضنَّك بغضاً لَا تنْتَفع بِهِ بعده وَهَذِه مِائَتَا دِينَار فَخذهَا ودع هَذِه الْجَارِيَة فَقلت وَالله لَا نقصتك من خمس مائَة دِينَار فَقَالَ) لَيْسَ إِلَّا مَا قلت لَك فأخذتها وَأخذ الْجَارِيَة فَلَمَّا كَانَ بعد ثَلَاث دَعَاني عبد الْملك فلقيني الْخَادِم فَقَالَ هَذِه مائَة دِينَار أُخْرَى وَتقول مَا لَا يضرُّك ولعلَّه ينفعك فَقَالَ ماهو قَالَ إِذا دخلت إِلَيْهِ تدَّعي عِنْده أنَّ تِلْكَ

شمس الدين حمزة التركماني

الفسوات الثَّلَاث مِنْك فَقلت هَاتِهَا وَدخلت فَلَمَّا وقفت بَين يَدَيْهِ قلت لي الْأمان يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ قل فَقلت أَرَأَيْت تِلْكَ اللَّيْلَة مَا جرى من الفسوات قَالَ نعم قلت عليَّ وعليَّ إِن كَانَ فساهن غَيْرِي فَضَحِك حَتَّى سقط على قَفاهُ وَقَالَ فَلم وَيلك مَا أَخْبَرتنِي فَقلت أردْت خِصَالًا مِنْهَا أَن قُمْت وقضيت حَاجَتي وَمِنْهَا أَنِّي أخذت جاريتك وَمِنْهَا أَنِّي كافأتك على أذاك لي بِمثلِهِ حَيْثُ مَنَعَنِي رَسُولك من دفع أذاي قَالَ وَأَيْنَ الْجَارِيَة قلت مَا خرجت من دَارك وأخبرته الْخَبَر فسرَّ بذلك وَأمر لي بمائتين دينارٍ أُخْرَى وَقَالَ هَذِه لجميل فعلك وتركك أَخذ الْجَارِيَة وأخبار حَمْزَة فِي الأغاني كَثِيرَة وَكلهَا ظريف 3 - (شمس الدّين حَمْزَة التُّركمانيّ) حَمْزَة التركمانيّ هُوَ شمس الدّين كَانَ وافداً من تركمان الشّرق اتَّصل بِخِدْمَة الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ جريئاً مقداماً عَارِفًا بأخبار رستم الْمَذْكُور فِي كتاب شاهنامة وعَلى ذهنه شَيْء من أَخْبَار مُلُوك الْفرس فَدخل على تنكز وراج عَلَيْهِ وَأظْهر لَهُ معرفَة بِلَاد التَّتار فسيَّره مرّة إِلَيْهَا وَأمره أَن يَشْتَرِي لَهُ جَارِيَة فأحضرها فَأَعْجَبتهُ وَوَقعت من قلبه وَصَارَ يداخله بِتِلْكَ الْأَخْبَار الْمَذْكُورَة فِي كتاب شاه نامة إِلَى أَن بَقِي يسمر عِنْده فِي اللَّيْل طَال هَذَا الْأَمر وَكَانَ يُقيم عِنْده فِي اللَّيْل جانباً وافراً وَأخذ فِي الْحَط على نَاصِر الدّين الدَّوادار وَتلك الرِّفعة وقرَّر عِنْده أموراً وهم غافلون عَنْهَا إِلَى أَن تحقَّق بعض مَا أوحاه إِلَيْهِ فَعظم وَتمكن عِنْده وَلم يزل إِلَى أَن عقر نَاصِر الدّين الدوادار وَعمل على قتل ابْن مقلِّد وَأبْعد نَاصِر الدّين وَعمل على عزل القَاضِي شرف الدّين بن الشَّهاب مُحَمَّد كَاتب السِّرّ وعَلى علاءالدين بن القلانسيّ وعَلى القَاضِي جمال الدّين بن جملَة وأعطب جمَاعَة من البريدية وَغَيرهم وتقدَّم وَصَارَ فِي رُتْبَة نَاصِر الدّين الدَّوادار وَفِي مكانته وَصَارَ يتوجَّه فِي الْبَرِيد إِلَى السُّلطان ويحضر بأسرار وَعمل على جماعةٍ من مماليك تنكز الأقدمين وأبعدهم وَلم يبْق عِنْده أحد فِي رتبته حَتَّى أَنه كَانَ يَدعُوهُ رستم باسم رستم الْمَذْكُور فِي كتاب شاه نامة وتمرَّد وتجبَّر وتكبَّر وظلم وَبَالغ فِي العسف وعمَّر حمَّاماً عِنْد القنوات وزخرفه فكثرت الشَّكاوى عَلَيْهِ فتنمَّر لَهُ الْأَمِير سيف الدّين تنكز وسجنه وعذَّبه وَجَرت عَلَيْهِ شَدَائِد وَأخذ) أَمْوَاله ورماه بالبندق فِي جِسْمه وَهُوَ عُرْيَان لِأَنَّهُ كَانَ يَقُول لَهُ مثل ذَلِك ويأمره بِهِ فَذكر لَهُ هَذِه الْعقُوبَة وَلم يستعملها إِلَّا فِيهِ حَتَّى تورَّم وَخَافَ عَلَيْهِ الْهَلَاك وَعمل قماش لبسه النِّسَاء ذَلِك الْعَصْر وسمّي بندق حَمْزَة وَمَا رقَّ لَهُ أحد من سوء مَا عَامل بِهِ النَّاس ثمَّ إِنَّه نقل من القلعة إِلَى حبس بَاب الصّغير مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ ثمَّ إِنَّه تعرّض للنّائب رَحمَه الله تَعَالَى فَبعث بِهِ إِلَى مغارة زلاَّيا فَقطع لِسَانه من أَصله وَقيل قطِّعت أربعته وَهلك فِي شهر ربيع الأول سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَت مدَّته دون السَّنتين أَو مَا حولهَا وَله فِي الظّلم والفرعنة حكايات وجد الْجَزَاء فِي بَعْضهَا فِي الدُّنْيَا

الصاحب عز الدين ابن القلانسي

3 - (الصَّاحب عز الدّين ابْن القلانسيّ) حَمْزَة بن أسعد بن مظفر بن أسعد بن حَمْزَة هُوَ الصَّدْر المعظَّم رَئِيس الدماشقة الصَّاحب عز الدّين ابْن القلانسي التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي ولد سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَهُوَ عز الدّين بن مؤيد الدّين بن مظفر ابْن الْوَزير مؤيد الدّين وَسمع الصَّاحب عز الدّين من ابْن عبد الدايم والرضي بن الْبُرْهَان وَابْن أبي الْيُسْر وحجَّ مرَّتَيْنِ وحدَّث بِدِمَشْق والحجاز وَولي الوزارة بعد حُضُور السّلطان من الكرك فِي المرّة الثّانية وصادره الْأَمِير سيف الدّين كرآي المنصوريّ لما ولي النِّيَابَة بِدِمَشْق ورسم عَلَيْهِ وَمنع أَن لَا يدْخل إِلَيْهِ أحد وَكَانَ كل يَوْم يسيِّر إِلَيْهِ طبق طَعَام وطبق فاكهةٍ وصحن حلوى ومشروباً وَهُوَ تَحت الترسيم عِنْده وَكَانَ يستحضره فَإِذا رَآهُ قَامَ لَهُ فَمَا لبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى حضر المرسوم فإمساك كرآي والإفراج عَن ابْن القلانسي وَبعدهَا لم يل شَيْئا وَكَانَ ذَا حرمةٍ وافرةٍ فِي الدّولة يهادي مراء مصر وَالشَّام الْكِبَار وَإِذا ورد أحد إِلَى دمشق كَائِنا من كَانَ إِمَّا مُقيما أَو متوجِّهاً إِلَى بلدٍ غَيرهَا ربّ سيف أَو قلم يُبَادر إِلَيْهِ بالسالم ويجهز إِلَيْهِ ضِيَافَة متجملة وَكَانَ يركب مركوبه بعض الْأَوْقَات بِلَا خف رَأَيْته مرَارًا وَكَانَ على ذهنه تَارِيخ كثير ووقائع لأهل عصره ولآبائهم يستحضر مِنْهَا جملَة تَنْفَعهُ فِي نكاية من يُرِيد إنحاسه وَأَنْشَأَ خلقا وَكَانَ ذَا ثروةٍ وأملاكٍ وأموال وَكَانَ كثير المكارمة للنَّاس محسناً إِلَى أَهله وَإِلَى مماليكه وَأَوْلَادهمْ (الألقاب) الحمصيّ الشِّيعي مَحْمُود بن عَليّ) ابْن حمصة عَليّ بن عمر ابْن حمكان الشَّافعي الْحسن بن الْحُسَيْن حمك اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْحَمَوِيّ نَائِب دمشق الْأَمِير عز الدّين أيبك (حمل) 3 - (أَبُو نَضْلَة الْهُذلِيّ) حمل وَيُقَال حَملَة بن مَالك بن النّابغة الهذليّ نزل

إبن سعدانة الكلبي

الْبَصْرَة وَله بهَا دَار يكنى أَبَا نَضْلَة ذكره مُسلم بن الحجّاج فِي تَسْمِيَة مَنْ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهل الْمَدِينَة وَغَيره يعدّه فِي الْبَصرِيين ومخرج حَدِيثه فِي الْجَنِين عِنْد الْمَدَنِيين وَعند الْبَصرِيين أَيْضا كَانَت عِنْده امْرَأَتَانِ إِحْدَاهمَا مليكَة وَالْأُخْرَى أم عفيف رمت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بحجرٍ أَو مسطح أَو عَمُود فسطاطٍ فَأَلْقَت جَنِينا فَقضى فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعرَّة عبدٍ أَو أمة 3 - (إِبْنِ سعدانة الكلبيّ) حمل بن سعدانة بن حَارِثَة بن معقل الْكَلْبِيّ وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعقد لَهُ لِوَاء وَهُوَ الْقَائِل من الْكَامِل (لبث قَلِيلا يدْرك الهيجا حمل ... مَا أحسن الْمَوْت إِذا حَان الْأَجَل) وَشهد مَعَ خالدٍ مُشَاهدَة كلّها وَقد تمثَّل بقوله سعد بن معاذٍ يَوْم الخَنْدَق حَيْثُ قَالَ (حممة الصّحابيّ) قَالَ ابْن الْمُبَارك فِي كتاب الْجِهَاد لَهُ كَانَ رجل يُقَال لَهُ حممة من أَصْحَاب محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج إِلَى أَصْبَهَان غازياً فِي خلَافَة عمر فَقَالَ اللهمّ إنَّ حممة يزْعم أَنه يحب لقاءك فَإِن كَانَ حممة صَادِقا فاعزم لَهُ عَلَيْهِ وصدِّقه اللَّهُمَّ لَا ترد حممة من سَفَره هَذَا فَأَخذه بَطْنه فَمَاتَ (الألقاب) حمْنَة بنت جحس بن رِئَاب الأسديَّة

حميد

(حميد) 3 - (ابْن ثَوْر الهلاليّ) حميد بن ثورٍ الْهِلَالِي الشَّاعِر إسلامي اِدَّرَكَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالسِّن وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل أَنه أرك الْجَاهِلِيَّة وَفد على خلفاء بني أميَّة وعدَّه مُحَمَّد بن سلاَّمٍ فِي الطَّبقة الرَّابِعَة من شعراء الْإِسْلَام قَالَ الأصمعيّ الفصحاء من شعراء الْعَرَب فِي الْإِسْلَام أَرْبَعَة راعي الْإِبِل النميريّ وَتَمِيم بن مقبلٍ العجلانيّ وَابْن أَحْمَر الباهليّ وَحميد بن ثورٍ الهلاليّ وَكلهمْ من قيس عيلان وَقَالَ فِي قتلة عُثْمَان بن عفَّان رَضِي الله عَنهُ من الْبَسِيط (إِن الْخلَافَة لمَّا أظعنت ظعنوا ... من أهل يثرب إِذْ غير الْهدى سلكوا) (صَارَت إِلَى أَهلهَا مِنْهُم وأورثها ... لمَّا رأى الله فِي عُثْمَان مَا انتهكوا) (السَّافكي دَمه ظلما ومعصيةً ... وأيَّ دم لَا هُدُوا من غيَّهم سَفَكُوا) (والهاتكي ستر ذِي حقٍ ومحرمةٍ ... فأيَّ سترٍ على أشياعهم هتكوا) (والفاتحي بَاب قيلٍ لَا يزَال بِهِ ... قتلٌ بقتلٍ إِلَى دهرٍ ومعترك) وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا من الطَّوِيل (أَبى الله إلاَّ أنَّ سرحة مالكٍ ... على كلِّ أفنان العضاه تروق) (فقد ذهبت عرضا وَمَا فَوق طولهَا ... من السَّرح إلاَّ عشَّةٌ وسحوق) (فَلَا الظِّلَّ من برد الضُّحى تستطيعه ... وَلَا الظِّلَّ من برد العشيِّ تذوق) (فَهَل أَنا إِن علَّلت نَفسِي بسرحةٍ ... من السَّرح موجودٌ عليَّ طَرِيق) 3 - (الحميريّ) ) حميد بن عبد الرَّحْمَن الحميريّ روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة تسعين أَو فِي سنة مائَة لِلْهِجْرَةِ أَو فِي حُدُودهَا وروى عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي بكرَة وَابْن عمر وثلاثةٍ من ولد سعد بن أبي وقَّاس وَسَعِيد بن هِشَام 3 - (الزُّهريّ) حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهري وَأمه أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي

المقرىء الأعرج

معيط من الْمُهَاجِرَات وَهِي أُخْت عُثْمَان بن عفَّان لأمه روى عَن أَبِيه وَعُثْمَان وَسَعِيد بن زيد وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عبَّاس توفّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (المقرىء الْأَعْرَج) حميد بن قيس أَبُو صَفْوَان المكيّ الْأَعْرَج المقرىء قَرَأَ على مُجَاهِد ختماتٍ وتصدَّر للإقراء وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة كَانَ حميد الْأَعْرَج أفرضهم وأحسبهم يَعْنِي أهل مَكَّة وَكَانُوا لَا يَجْتَمعُونَ إِلَّا على قِرَاءَته وَلم يكن بِمَكَّة أَقرَأ مِنْهُ وَمن عبد الله بن كثير وَمَات سنة ثَلَاث أَو اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو هانىء المصريّ) حميد بن هانىء الخولانيّ المصريّ أَبُو هانىء صَدُوق روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الباهليّ) حميد بن مسْعدَة أَبُو عَليّ الباهليّ كَانَ صَدُوقًا مكثراً وَهُوَ من كبار شُيُوخ مُحَمَّد بن جرير توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْأَمِير الطُّوسيّ) حميد بن عبد الحميد الْأَمِير أَبُو غانمٍ الطُّوسيممدوح العكُّوك

حميد الطويل

وَسَيَأْتِي ذكره وَفِي ذَلِك شَيْء من خَبره مَعَه فليطلب هُنَاكَ توفّي بِفَم الصُّلح لما توجَّه صُحْبَة الْمَأْمُون للدخول على بوران بنت الْحسن وَفِيه يَقُول أَبُو الْعَتَاهِيَة يرثيه وَمَات يَوْم عيد الْفطر سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ من الطَّوِيل (أَبَا غانمٍ أمَّا ذراك فواسعٌ ... وقبرك معمور الجوانب مُحكم) (وَمَا ينفع المقبور عمرَان قَبره ... إِذا كَانَ فِيهِ جِسْمه يتهدَّم) وَفِيه يَقُول العكُّوك قصيدةً من جُمْلَتهَا من الطَّوِيل) (فأدَّبنا مَا أدَّب النَّاس قبلنَا ... ولكنَّه لم يبْق للصَّبر مَوضِع) وَمن أمداحه فِيهِ من السَّرِيع (دجلة تَسْقِي وَأَبُو غانمٍ ... يطعم من تَسْقِي من النَّاس) (فالنَّاس جسمٌ وَإِمَام الْهدى ... رأسٌ وَأَنت الْعين فِي الراس) وَمِنْهَا من الوافر (تكفَّل سَاكِني الدُّنيا حميدٌ ... فقد أضحوا لَهُ فِيهَا عيالاً) (كأنَّ أَبَاهُ آدم كَانَ أوصى ... إِلَيْهِ أَن يعولهم فعالا) قلت أحسن من هَذَا قَول الآخر من الْكَامِل (وكأنَّ آدم كَانَ حِين وَفَاته ... أَوْصَاك وَهُوَ يجود بالحوباء) (ببيه أَن ترعاهم فرعيتهم ... وكفيت آدم عيلة الْأَبْنَاء) وَقد تقدم ذكر الْأَمِير مُحَمَّد بن حميد فِي مَكَانَهُ من المحمَّدين وهم بَيت إمرةٍ وحمشة ورياسةٍ 3 - (حميد الطَّويل) حميد بن تيرويه الطَّوِيل البصريّ خَالِد حمّاد بن سَلمَة سمع أنسا وَالْحسن وَبكر بن عبد الله وَابْن أبي مليكَة وَجَمَاعَة وَكَانَ أحد الثِّقات وثِّقه ابْن معِين والعجليّ وَأَبُو حَاتِم وَلم يكن بالطويل وَلَكِن كَانَ طَوِيل الْيَدَيْنِ يغسل الْمَوْتَى فَإِذا وقف عِنْد رَأس الْمَيِّت

الأمير ابن قحطبة

تبلغ يَده رجل الْمَيِّت من طولهَا وَقيل كَانَ فِي جِيرَانه رجل قصير سميُّه فَقَالَ الْجِيرَان لَهُ الطَّوِيل تمييزاً وَلم يرو عَنهُ زَائِدَة لكَونه لبس سَواد العبَّاسيّين وَهَذَا غلو وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ يُصَلِّي قَائِما فَمَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (الْأَمِير ابْن قَحْطَبَةَ) حمبد بن قَحْطَبَةَ بن شبيب الطَّائي الْأَمِير كَانَ من كبار قوَّاد بني العبَّاس هُوَ وَأَبوهُ وَأَخُوهُ الْحسن ولي الجزيرة ثمَّ مصر ثمَّ خُرَاسَان وَكَانَ ابْنه من كبار الْأُمَرَاء توفّي سنة تسع وَخمسين وَمِائَة 3 - (الكرابيسيّ) حميد بن الْأسود الكرابيسيّ الْبَصْرِيّ وثَّقه أَبُو حَاتِم وَقَالَ ابْن حَنْبَل سُبْحَانَ الله مَا أنكر مَا يَجِيء بِهِ روى لَهُ الْأَرْبَعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ مقارنه وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة) 3 - (الرُّواسي) حميد بن عبد الرّحمن بن حميد أَبُو عَوْف الرُّواسي الْكُوفِي أحد الْأَثْبَات روى لَهُ الْجَمَاعَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة وَقيل سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الْحَافِظ ابْن زَنْجوَيْه) حميد بن زَنْجوَيْه الْحَافِظ الأزديّ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد والتِّرمذيّ وصنَّف كتاب الْأَمْوَال وَكتاب التَّرغيب والتَّرهيب وَكَانَ ثِقَة إِمَامًا كَبِير الْقدر قَالَ أَبُو حَاتِم الَّذِي أظهر السُّنَّة بنسا توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ قَالَ ابْن عَسَاكِر روى عَنهُ البخاريّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّائيّ والرازيان وَإِبْرَاهِيم الحربيّ وَعبد الله بن أَحْمد وَأَبُو زرْعَة النصريّ وَغَيرهم

الكوفي الحزاز

3 - (الكوفيّ الحزّاز) حميد بن الرَّبيع اللَّخمي الكوفيّ الخزَّاز كَانَ يدلِّس توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَتَيْنِ 3 - (القرطبيّ) حميد القرطبيّ هُوَ أَبُو بكر أَحْمد بن أبي مُحَمَّد بن الْحسن الزَّاهد الْقدْوَة الأنصاريّ القرطبيّ رَحل من الأندلس وَمَات بِمصْر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست مائَة وَكَانَ بديع النَّظم حسن الْخط والضَّبط وَمن شعره 3 - (المغربيّ الشَّاعر) حميد بن سعيد الخزرجيّ المغربيّ قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن حبيب المهدويّ الشَّاعر حضرت مجْلِس تَمِيم بن المعزّ فَالْتَفت حميد بن سعيد إِلَى غلامين من المماليك متناجيين قد ضمّا خدّاً إِلَى خد فَقَالَ حميد من المنسرح أنظر إِلَى لمتَّين قد حكتا فَقلت جنحي ظلامٍ على صباحين فَقَالَ حميد واعجب لغصنين كلَّما انعطفا فَقلت ماسا من اللِّين فِي وشاحين فَقَالَ حميد ظبْيَان يحمي حماهما أسدٌ

مكين الدولة ابن منقذ

فَقلت لولاه كَانَا لنا مباحين فَقَالَ حميد فَلَو تدانيت مِنْهُمَا لدنت) فَقلت منَّي فِي الْحِين أسْهم الْحِين 3 - (مكين الدَّولة ابْن منقذ) حميد بن مَالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن مُحَمَّد بن منقذ بن نصر بن هَاشم أَبُو الْغَنَائِم مكين الدَّولة ولد بشيزر تَاسِع جُمَادَى الآخرى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَنَشَأ بهَا وانتقل إِلَى دمشق فسكنها مدَّةً وَكتب فِي الْعَسْكَر وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن وَله شعر وَكَانَ فِيهِ شجاعة وعفاف وَتُوفِّي فِي نصف شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائةٍ بحلب وَمن شعره من الْبَسِيط (مَا بعد جلَّق للمرتاد منزلةٌ ... وَلَا كسكانها فِي الأَرْض سكان) (فلكُّها لمجال الطَّرف منتزهٌ ... وكلُّهم لصروف الدَّهر أَقْرَان) (وهم وَإِن بعدوا منِّي بنسبتهم ... إِذا بلوتهم بالودِّ إخْوَان) وَمِنْه من الْكَامِل (وسلامةٍ أزرى احمرار شعاعها ... بالورد والوجنات والياقوت) (جَاءَت مَعَ السّباقي تنير بكأسها ... فكأنَّها اللاّهوت فِي النَّاسوت) (الألقاب) الْحميدِي الأندلسيّ عَتيق بن عليّ أَبُو حميد السَّاعدي عبد الرَّحْمَن بن سعد الْحميدِي فَقِيه مَكَّة عبد الله بن الزُّبير ابْن حميدة شَارِح المقامات اسْمه مُحَمَّد بن عليّ بن أَحْمد الْحميدِي اسْمه مُحَمَّد بن فتُّوح (صَاحب مكَّة) حميضة بِالْحَاء الْمُهْملَة المضمومة وَفتح الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر

أبو بصرة الغفاري

الْحُرُوف وضاد مُعْجمَة هُوَ صَاحب مكَّة شرَّفها الله تَعَالَى توفّي مقتولاً سنة عشْرين وَسبع مائَة (أَبُو بصرة الْغِفَارِيّ) حميل بن بصرة أَبُو بصرة الْغِفَارِيّ وَيُقَال جميل بِالْجِيم والصَّواب الْحَاء الْمُهْملَة كَمَا قَالَه عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَنه خرج إِلَى الطُّور ليُصَلِّي فِيهِ وَقد تقدم ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمَة بصرة بن أبي بصرة فِي حرف الْبَاء (الألقاب) بَنو حنَّا مِنْهُم الصَّاحب بهاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم وَابْنه الصَّاحب فَخر الدّين مُحَمَّد بن عَليّ وَابْن ابْنه الصَّاحب تَاج الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الحنَّاط اسْمه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ابْن الحندقوقا اسْمه مُحَمَّد بن عليّ ابْن حنزابة الْفضل بن جَعْفَر ووزير مصر جَعْفَر بن الْفضل (حَنْبَل) 3 - (ابْن عمِّ الإِمَام أَحْمد) حَنْبَل بن إِسْحَق بن حَنْبَل أَبُو عَليّ الشّيبانيّ ابْن عمِّ الإِمَام أَحْمد وَأحد تلامذته صنَّف تَارِيخا حسنا وَكَانَ يفهم ويحفظ قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً توفّي سنة ثلاثٍ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ

حنش

(حَنش) 3 - (الْكِنَانِي الْكُوفِي) حَنش بن الْمُعْتَمِر الكنانيّ الْكُوفِي روى عَن عَليّ وَأبي ذَر وَتُوفِّي سنة تسعين لِلْهِجْرَةِ أَو فِي حُدُودهَا وروى لَهُ أَبُو دَاوُد التّرمذيّ 3 - (أَبُو رشدين التّابعيّ) حَنش بن عبد الله بن عَمْرو أَبُو رشدين السَّبائيّ من صنعاء دمشق صحب عليّ بن أبي طَالب وروى عَن ابْن عبّاس وفضالة بن عبيد ورويفع بن ثَابت وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وروى عَنهُ المصريّون قَالَ ابْن سعد كَانَ من الْأَبْنَاء وَنزل مصر وَمَات بهَا وَقَالَ ابْن يُونُس كَانَ مَعَ عَليّ بِالْكُوفَةِ وَقدم مصر بعد قتل عليّ وغزا الْمغرب مَعَ رويفع بن ثَابت وغزا الأندلس مَعَ مُوسَى بن نصير وَكَانَ فِيمَن ثار مَعَ ابْن الزُّبير على عبد الْملك فَأتي بِهِ عبد الْملك فِي وثاق فَعَفَا عَنهُ وَكَانَ أول من ولي عضور إفريقية فِي الْإِسْلَام توفّي بإفريقية سنة مائَة وَيُقَال أَن جَامع سرقسطة من بنائِهِ وَأَنه أول من اختطَّه وَقَالَ أَحْمد الْعجلِيّ حَنش مصري تَابِعِيّ ثِقَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة (حنْطَب الصَّحابيّ) حنْطَب بن الْحَارِث بن عبيد بن عَمْرو بن مَخْزُوم الْقرشِي جد المطّلب بن عبد الله بن حنْطَب من مسلمة الْفَتْح لَهُ حَدِيث وَاحِد إِسْنَاده ضَعِيف أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأبي بكر وَعمر هَذَانِ مني بِمَنْزِلَة السّمع وَالْبَصَر من الرَّأْس (حَنْظَلَة) 3 - (غسيل الْمَلَائِكَة) حَنْظَلَة بن أبي عَامر الراهب الْأنْصَارِيّ الأوسي وَاسم أبي

أبو عبيد الحنفي الصحابي

عَامر عَمْرو بن صَيْفِي وَكَانَ عَامر يعرف بِالرَّاهِبِ فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ هُوَ وَعبد الله بن أبي بن سلول قد نفسا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأمنَّ الله بِهِ عَلَيْهِ فَأَما عبد الله فَآمن ظَاهره وأضمر النِّفاق وَأما أَبُو عَامر فَخرج إِلَى مكّة ثمَّ قدم مَعَ قُرَيْش يَوْم أحدٍ مُحَاربًا فسمَّاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا عَامر الْفَاسِق فَلَمَّا فتحت مَكَّة لحق بهرقل هَارِبا إِلَى الرُّوم فَمَاتَ هُنَاكَ كَافِرًا سنة تسع وَقيل سنة عشر وَكَانَ مَعَه هُنَاكَ كنَانَة بن عبد ياليل وعلقمة بن علاثة فاختصما فِي مِيرَاثه إِلَى هِرقل فَدفعهُ إِلَى كنَانَة وَقَالَ لعلقمة هما من أهل الْمدر وَأَنت من أهل الْوَبر وحَنْظَلَة هَذَا فَقتل شَهِيدا يَوْم أحد قَتله أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَقَالَ حَنْظَلَة بحنظلة يَعْنِي بِهِ حَنْظَلَة ابْنه الَّذِي قتل ببدر وَقيل بل قَتله شدّاد بن الْأَوْس اللَّيثي وَقَالَ مُصعب الزُّبيريّ بارز أَبُو سُفْيَان حَنْظَلَة فصرعه حَنْظَلَة فَأَتَاهُ ابْن شعوب وَقد علاهُ فأعانه حَتَّى قتل حَنْظَلَة قَالَ أَبُو سُفْيَان من الطَّوِيل (وَلَو شِئْت نجّتني كميتٌ طمرَّة ... وَلم أكمل النَّعماء لِابْنِ شعوب) وَكَانَ حَنْظَلَة قد ألمَّ بأَهْله حِين خُرُوجه إِلَى أحد ثمَّ هجم عَلَيْهِ الْخُرُوج فِي النَّفير فأنساه الْغسْل أَو أعجله فَلَمَّا قتل شَهِيدا أخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَن الْمَلَائِكَة غسَّلته فسمِّي غسيل الْمَلَائِكَة وَعَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لامْرَأَة حَنْظَلَة مَا كَانَ شَأْنه قَالَت كَانَ جنبا وغسَّلت أحد شقَّي رَأسه فَلَمَّا سمع الهيعة خرج فَقتل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد رَأَيْت الْمَلَائِكَة تغسِّله وَكَانَت قتلته سنة ثَلَاث لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو عبيد الحنفيّ الصَّحابيّ) ) حَنْظَلَة بن حذيم بن حنيفَة أَبُو عبيد الحنفيّ قَالَ حذيم يَا رَسُول الله إِن حَنْظَلَة أَصْغَر بنيّ الحَدِيث كَذَا ذكره البخاريّ وَلم يجرِّده روى حَنْظَلَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يتم على غُلَام بعد احْتِلَام وَلَا على جَارِيَة إِذا هِيَ حَاضَت ويروي أَيْضا أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا متربِّعاً روى عَنهُ الذّيَّال بن عبيد 3 - (إِمَام مَسْجِد قبَاء) حَنْظَلَة الأنصاريّ إِمَام مَسْجِد قبَاء روى عَنهُ جبلة بن سحيم قَالَ ابْن عبد البِّر لَا أعلم أَنه روى عَنهُ غَيره

كاتب النبيصلى الله عليه وسلم

3 - (كَاتب النّبيصلى الله عَلَيْهِ وَسلم) حَنْظَلَة بن الرّبيع بن صَيْفِي التميميّ ثمَّ الأسديّ أحد كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهد مَعَ خَالِد حروبه بالعراق وَقدم مَعَه دومة الجندل من كور دمشق ثمَّ أَتَى مَعَه إِلَى سَوَاء ووجَّهه خَالِد مَعَ جرير وعديّ بالأخماس إِلَى أبي بكر قَالَ الواقديّ كتب للنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرّة كتاب فسمِّي بذلك الْكَاتِب وَكَانَت الْكِتَابَة فِي الْعَرَب قليلز وَقَالَ أَحْمد بن عبد الله بن البرقي وَإِنَّمَا سمِّي الْكَاتِب لِأَنَّهُ كتب الْوَحْي للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ بِالْكُوفَةِ فَلَمَّا شتم عُثْمَان انْتقل إِلَى قرقيسياء وَكَانَ معتزل الْفِتْنَة حَتَّى مَاتَ وَتُوفِّي سنة خمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم والتِّرمذي وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَلما توفّي حَنْظَلَة الْكَاتِب جزعت امْرَأَته عَلَيْهِ فَنَهَاهَا جاراتها وقلن لَهَا إِن هَذَا يحبط أجرك فَقَالَت من السَّرِيع (تعجبَّبت دعدٌ لمخزونةٍ ... تبْكي على ذِي شيبةٍ شاحب) (إِن تسأليني الْيَوْم مَا شفَّني ... أخْبرك قولا لَيْسَ بالكاذب) (إنَّ سَواد الْعين أودى بِهِ ... حزنٌ على حَنْظَلَة الْكَاتِب) وَمَات حَنْظَلَة رَضِي الله عَنهُ وَلَا عقب لَهُ 3 - (الأسلميّ) حَنْظَلَة بن عليّ الأسلميّ الْمدنِي روى عَن حَمْزَة بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ وَأبي هُرَيْرَة وخفاف بن إِيمَاء وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد النّسائيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة 3 - (الزُّرقيّ المدنيّ) حَنْظَلَة بن قيس الأنصاريّ الزُّرقيّ المدنيّ روى عَن عمر وَعُثْمَان إِن صَحَّ وَأبي الْيُسْر السُّلميّ) وَرَافِع بن خديج وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى التّرمذيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة

الأمير ابن صفوان

3 - (الْأَمِير ابْن صَفْوَان) حَنْظَلَة بن صَفْوَان الكلبيّ من أَشْرَاف الشَّاميين ولي إمرة مصر مرَّتَيْنِ وإمرة الْمغرب وَتُوفِّي فِي عشر الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَة 3 - (الجمحيّ المكِّي) حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان بن عبد الرَّحْمَن الجُمَحِي المكِّي روى لَهُ الْجَمَاعَة ووثَّقه غير وَاحِد وَقَالَ أَحْمد ثِقَة ثِقَة وتناكد ابْن عديّ فأبداه فِي كَامِله فَمَا أبدى شَيْئا يتَعَلَّق بِهِ منحذلق وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَة 3 - (أَبُو الطَّمحان) حَنْظَلَة بن الشرقيّ كَانَ شَاعِرًا فَارِسًا صعلوكاً وَهُوَ مِمَّن كَانَ قد أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ خَبِيث الدّين ولقبه أَبُو الطّمحان وَكَانَ ترباً للزُّبير بن عبد المطلّب ونديماً لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة قيل لَهُ مَا أدنى ذنوبك فَقَالَ لَيْلَة الدَّير قيل لَهُ وَمَا لَيْلَة الدَّير قَالَ نزلت بديرانيّة فَأكلت طفشيلاً بِلَحْم خِنْزِير وشربت من خمرها وزنيت بهَا وسرقت كساءها ثمَّ انصرفت عَنْهَا وَهُوَ الْقَائِل يمدح بجير بن أَوْس بن لأم الطّائي وَكَانَ أَسِيرًا فِي يَده من الطَّوِيل (إِذا قيل أيُّ النَّاس خير قَبيلَة ... وأصبر يَوْمًا لَا توارى كواكبه) (فإنَّ بني لأم بن عمروٍ أرومةٌ ... علت فَوق صعبٍ لَا توارى كواكبه) (أَضَاءَت لَهُم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللِّيل حَتَّى نظَّم الْجزع ثاقبه) (لَهُم مجلسٌ لَا يحْضرُون عَن النَّدى ... إِذا مطلب الْمَعْرُوف أجدب رَاكِبه) فَلَمَّا مدحه بِهَذِهِ القصيدة جزَّ ناصيته وَأطْلقهُ ومدحه بعْدهَا بعدة مدائح وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل (إِذا كَانَ فِي صدر ابْن عمِّك إحنةٌ ... فَلَا تستثرها سَوف يَبْدُو دفينها)

الألقاب

(وَإِن حمأة الْمَعْرُوف أَعْطَاك صفوها ... فَخذ عفوها لَا يلتبس بك طيبها) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَلا علِّلاني قبل نوح النَّوائح ... وَقبل ارتقاء النَّفس فَوق الجوانح) (وَقبل غدٍ يَا لهف نَفسِي على غدٍ ... إِذا رَاح أَصْحَابِي وَلست برائح) ) (الألقاب) ابْن الحنظلية الصَّحابيّ اسْمه سهل بن عَمْرو ابْن الْحَنَفِيَّة اسْمه مُحَمَّد بن عليّ (حنيف) 3 - (ابْن رِئَاب الأنصاريّ) حنيف بن رِئَاب الأنصاريّ من بني سَالم بن الحبلى وَسمي الحبلى لعظم بَطْنه شهد حنيف أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَاسْتشْهدَ يَوْم مُؤْتَة وَابْنه رِئَاب بن حنيف شهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ يَوْم بِئْر مَعُونَة وَابْنه عصمَة بن رِئَاب شهد الْحُدَيْبِيَة وَبَايع تَحت الشَّجَرَة وَشهد الْمشَاهد بعْدهَا وَاسْتشْهدَ يَوْم الْيَمَامَة ذكرهم ابْن القداح فِي كتاب نسب الْأَنْصَار 3 - (الألقاب) أَبُو حنيفَة جمَاعَة مِنْهُم الإِمَام الْأَعْظَم صَاحب الْمَذْهَب اسْمه النّعمان وَأَبُو حنيفَة الصّغير هُوَ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الله وَأَبُو حنيفَة النّعمان القَاضِي المغربيّ المالكيّ اسْمه النّعمان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور وَأَبُو حنيفَة الخطيبي اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو حنيفَة التَّغلبي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عُثْمَان وَأَبُو حنيفَة الأسواني اسْمه قحدم بِالْقَافِ والحاء الْمُهْملَة وَأَبُو حنيفَة اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ

حنين

(حنين) 3 - (ابْن بلُّوع المغنِّي) حنين بن بلُّوع كَانَ شيخ المغنين بالعراق وَاجْتمعَ بِابْن سُرَيج وَأقَام عِنْده وَأخذ كل مِنْهُمَا عَن الآخر قَالَ الْأَصْمَعِي لما حرَّم خَالِد بن عبد الله الْغناء دخل إِلَيْهِ ذَات يَوْم حنين بن بلّوع مُشْتَمِلًا على عوده فَلَمَّا لم يبْق فِي الْمجْلس من يحتشم مِنْهُ قَالَ أصلح الله الْأَمِير إِنِّي شيخ كَبِير السّنّ ولي صناعَة كنت أَعُود بهَا على عيالي وَقد حرَّمتها قَالَ وَمَا هِيَ فكشف عوده وَضرب وغنَّى من الْخَفِيف أيُّها الشامت المعيِّر بالشيب أقلَّنَّ بالشَّباب افتخارا (قد لبسنا الشَّباب غضّاً جَدِيدا ... فَوَجَدنَا الشَّبَاب ثوبا معارا) فَبكى خَالِد حَتَّى علا نحيبه ورقَّ وارتجع وَقَالَ قد أَذِنت لَك مَا لم تجَالس معربداً وَلَا سَفِيها وَكَانَ حنين بعد ذَلِك إِذا دعِي يقف على الْبَاب وَيَقُول أفيكم معربد أفيكم سَفِيه فَإِذا قَالُوا لَا دخل قَالَ إِسْحَق هوعبادي من أهل الْحيرَة وكنيته أَبُو الْأسود وَمن شعره الَّذِي غنى فِيهِ من المنسرح (أَنا حنينٌ ومنزلي النَّجف ... ومانديمي إلاّ الْمنزل القصف) (أقذف بالكاس وسط باطيةٍ ... مشمولةٍ مرّة وأغترف) (من قهوةٍ باكر التِّجار بهَا ... بَيت يهود أقرَّها الخزف) (والعيش غضٌّ ومنزلي خصبٌ ... لم تغذني شقوةٌ وَلَا عنف) وغنَّى لهشام بن عبد الْملك هُوَ وزامر من الْكُوفَة إِلَى العبَّاسية فَأمر لَهُ بِمِائَتي دِرْهَم وللزامر بِخَمْسِينَ درهما 3 - (الطَّيب) حنين بن إِسْحَق العباديّ الطَّبِيب الْمَشْهُور كَانَ إِمَام وقته فِي صناعَة الطِّب وَكَانَ يعرف اللّغة اليونانية معرفَة تامَّة وَهُوَ الَّذِي عرَّب كتاب أوقليدس وَجَاء ثَابت بن قرَّة المقدَّم ذكره فنقَّحه وهذَّبه وَكَذَلِكَ عرَّب حنين كتاب المجسطي وَكَانَ حنين أشدَّ أهل

الألقاب

زَمَانه اعتناء بتعريبها وَله كتب مصنَّفة مفيدة فِي الطّلب مِنْهَا كتاب الْمسَائِل قَالَ ابْن أبي أصيبعة وَلَيْسَ جَمِيعه لَهُ بل تِلْمِيذه وَابْن أُخْته حُبَيْش تمَّمه من أَوْقَات الْأَمْرَاض وَابْن أبي صَادِق يرى أَن الزِّيَادَة من) الْكَلَام فِي التِّرياق واستدلَّ على ذَلِك بِأَن لَهُ مقالتين فِي التِّرياق فَكَانَ يذكهرهما ويحيل عَلَيْهِمَا وَكَانَ حنين رَئِيس الأطبَّاء بِبَغْدَاد أَيَّام المتَوَكل وَكَانَ يشْتَغل هُوَ وسيبويه على الْخَلِيل بن أَحْمد فِي الْعَرَبيَّة كَذَا قَالَ ابْن أبي أصبيعة وَهَذَا شيءلا يَصح لِأَن سِيبَوَيْهٍ توفّي سنة ثمانٍ وَمِائَة ومولد حنين فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة وَكَلَامه فِي نَقله يدلّ على فَصَاحَته وفضله فِي الْعَرَبيَّة وخدم المتَوَكل بالطِّب وحظي أَيَّامه وَكَانَ يدْخل الحمَّام كل يومٍ ويقتصر على طائرٍ واحدٍ ورغيفٍ زنته مِائَتَا دِرْهَم وَفِي بعض الْأَوْقَات السَّفرجل والتُّفاح الشَّاميّ وينام ثمَّ يقوم وَيسْتَعْمل من الْخمر الْعَتِيق أَرْبَعَة أَرْطَال ومولده سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة ووفاته سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ الْمَأْمُون رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن رجلا على كرْسِي جَالِسا فِي الْمجْلس الَّذِي أَجْلِس فِيهِ فتعاظمته وتهيَّبته وَسَأَلت عَنهُ فَقيل هُوَ أرسطوطاليس فَقلت أسأله عَن شَيْء فَقلت مَا الْحسن فَقَالَ مَا استحسنته الْعُقُول قلت ثمَّ مَاذَا قَالَ مَا استحسنته الشَّريعة قلت ثمَّ مَاذَا قَالَ مَا استحسنه الْجُمْهُور قلت ثمَّ مَاذَا قَالَ ثمَّ لَا ثمَّ ثمَّ إِن الْمَأْمُون سَأَلَ عَن أرسطو فَقَالُوا لَهُ هُوَ رجل حَكِيم من اليونانيين فأحضر حنين بن إِسْحَق إِذا لم يجد من يضاهيه فِي نَقله وَسَأَلَهُ نقل كتب اليونان إِلَى اللَّعة العربيَّة وبذل لَهُ من الْأَمْوَال والعطايا شَيْئا كثيرا وَكتب الْمَأْمُون إِلَى ملك الرّوم يسْأَله الْإِذْن فِي إنقاذ مَا يخْتَار من الْعُلُوم الْقَدِيمَة المخزونة ببلاء الرّوم فَأجَاب إِلَى ذَلِك بعد امْتنَاع وَأخرج الْمَأْمُون لذَلِك جمَاعَة مِنْهُم الحجَّاج بن المطران وَابْن البطريق وسلمان صَاحب بَيت الْحِكْمَة وَغَيرهم فَأخذُوا مِمَّا وجدوا مَا اخْتَارُوا وَقيل أَن الْمَأْمُون كَانَ يُعْطِيهِ من الذَّهَب زنة مَا يَنْقُلهُ من الْكتب إِلَى العربيّ مثلا بِمثل (الألقاب) الحنيني مُحَمَّد بن الْحسن ابْن حنَّى اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد (حَوَّاء) 3 - (امْرَأَة قيس بن الخطم) حَوَّاء بنت يزِيد بن سِنَان الأنصاريَّة امْرَأَة قيس بن الخطيم أسلمت وَكَانَت تكْتم زَوجهَا قيسا إسْلَامهَا وَلما قدم قيس مَكَّة حِين خَرجُوا يطْلبُونَ الْحلف من قريشٍ عرض عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْإِسْلَام فاستنظره قيس حَتَّى يقدم الْمَدِينَة فَسَأَلَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن يجْتَنب زَوجته حوّاء وأوصاه بهَا خيرا وَقَالَ لَهُ أَنَّهَا قد أسلمت فَفعل قيس وَحفظ وصيِّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ وفَّى الأديعج هَذَا قَول مصعبٍ وَقد أنْكرت

جدة أبي بجيد

هَذِه القضيّة وَقيل أَن صَاحبهَا قيس ابْن شمِّاسٍ وَقَالَ أَن قيس بن الخطيم قتل قبل الْهِجْرَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَالْقَوْل عندنَا قَول مصعبٍ وَقيس بن شمّاس أسن من قيس بن الخطيم وَلم يدْرك الْإِسْلَام إِنَّمَا أدْركهُ ثَابت بن قيس 3 - (جدَّة أبي بجيد) حوّاء الأنصاريّة جدَّة أبي بجيد كَانَت من المبايعات قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أسفروا بالصُّبح فَإِنَّهُ كلما أسفرتهم عظم الْأجر وَقَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ردُّوا السّائل وَلَو بظلفٍ محترق وَقَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا نسَاء الْمُؤْمِنَات لَا تحقرنَّ إحداكنَّلجارتها وَلَو فرسن شاةٍ وَمِنْهُم من يَجْعَل هَذِه حوَّاء هِيَ الَّتِي قبلهَا وَقيل اسْمهَا بجيدة (الألقاب) ابْن أبي الحوافر الطَّبِيب اسْمه عُثْمَان بن هبة الله بن أَحْمد وَفتح الدّين أَحْمد بن عُثْمَان بن هبة الله وَأحمد بن عقيل ابْن حوارى الشَّاعر اسْمه مُحَمَّد بن الْمُؤَيد وَشرف الدّين نصر الله بن عبد الْمُنعم بن نضر الله وَمُحَمّد بن عبد الْمُنعم ابْن حواوا يحيى بن مُحَمَّد (حوثرة) 3 - (وَالِي مصر) حوثرة بن شَهِيد الباهليّ الْأَمِير وَالِي الدِّيار المصرية لمروان توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة أَو فِي حُدُودهَا 3 - (أَبُو عَامر البصريّ) حوثرة بن أَشْرَس أَبُو عَامر العدويّ الْبَصْرِيّ روى عَنهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو يعلى الموصليّ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

الألقاب

(الألقاب) الحوراني أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن مرى الحورافي يُوسُف بن مُحَمَّد الحوضي حَفْص بن عمر ابْن حوط الله اسْمه دَاوُد بن سُلَيْمَان دَاوُد وَالْآخر عبد الله بن سُلَيْمَان ابْن دَاوُد الحوفي النَّحوي صَاحب الْإِعْرَاب اسْمه عليّ بن إِبْرَاهِيم بن سعيد (ذُو ظليم) حَوْشَب بن طخية بِضَم الطَّاء الْمُهْملَة وَبعدهَا خاء مُعْجمَة سَاكِنة وياء آخر الْحُرُوف مَفْتُوحَة هُوَ ذُو ظليم بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وضمِّها الصَّحابي بعث إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَرِيرًا البَجلِيّ وَإِلَى ذِي الكلاع فِي التَّعاون على الْأسود الْعَنسِي وَكَانَا رئيسي قومهما وَقتل رَحمَه الله بصفِّين سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقد رُوِيَ الْمَنَام الَّذِي رُؤِيَ فِي تَرْجَمَة أَيفع لهَذَا حَوْشَب أَيْضا رَآهُ عَمْرو بن شُرَحْبِيل أَيْضا (حولاء القرشية) حولاء بنت ثويب بن حبيب بن أَسد بن عبد العزَّى القرشية كَانَت من الْمُهَاجِرَات المجتهدات فِي الْعِبَادَة وفيهَا جَاءَ الحَدِيث أَنَّهَا كَانَت لَا تنام اللَّيْل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّا الله لَا يملُّ حَتَّى تملُّوا تكلَّفوا من الْعَمَل مَا لكم بِهِ طَاقَة قَالَت عَائِشَة اسْتَأْذَنت الحولاء على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأذن لَهَا وَأَقْبل عَلَيْهَا وَقَالَ كَيفَ أَنْت فَقلت يَا رَسُول الله أتقبل على هَذِه هَذَا الإقبال فَقَالَ إِنَّهَا كَانَت تَأْتِينَا زمن خَدِيجَة وَإِن حسن الْعَهْد من الْإِيمَان كَذَا قَالَ مُحَمَّد بن مُوسَى الشَّاميّ عَن أبي عَاصِم وَقد تقدَّم هَذَا فِي تَرْجَمَة

الألقاب

حسَّانة وَهُوَ الصَّواب وَالله أعلم (الألقاب) الْحُوَيْرِث بن عبد الله بن خلف بن مَالك الْغِفَارِيّ هُوَ آبي اللَّحْم وَقد تقدَّم ذكره فِي حرف الْهمزَة مَكَانَهُ الحويزي الْحسن بن أَحْمد الحويزي الْوَزير أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان (أَبُو سعيد الأنصاريّ الحارثيّ) حويَّصة بن مَسْعُود بن كَعْب الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ أَبُو سعيد أَخُو محيَّصة لِأَبِيهِ وَأمه كَانَ حويَّصة أسنّ وَفِيهِمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكبر الْكبر إِذْ قَالَا لَهُ قصَّة ابْن عَمهمَا عبد الله بن سهل الْمَقْتُول بِخَيْبَر وَشَكوا ذَلِك إِلَيْهِ مَعَ أَخِيه عبد الرَّحْمَن بن سهل فاراد عبد الرَّحْمَن أَن يتَكَلَّم لمكانه من أَخِيه فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كبِّر كبِّر فِي حَدِيث الْقسَامَة شهد حويَّصة أحدا وَالْخَنْدَق وَسَائِر الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (القرشيّ العامريّ) حويطب بن عبد العزَّى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مَالك بن حسيل بن عَامر بن لؤَي أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو الْأصْبع الْقرشِي العامريّ أسلم عَام الْفَتْح وَشهد حنيناً والطَّائف وَأَعْطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ مائَة بعير وَخرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا مَعَ الْحَارِث بن هِشَام وَسُهيْل بن عمر وَهُوَ أحد النَّفر الَّذين أَمرهم عمر بن الخطّاب بتجديد أنصاب الْحرم وَكَانَ مِمَّن دفن عُثْمَان بن عَفَّان وَبَاعَ دَارا بِالْمَدِينَةِ بِأَرْبَعِينَ ألف دِينَار لمعاوية وَمَات فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة وَله مائَة وَعِشْرُونَ سنة وَقَالَ ابْن سعد مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَخمسين وَله دَار بِالْمَدِينَةِ بالبلاط عِنْد أَصْحَاب الْمَصَاحِف قَالَ شهَاب الدّين أَبُو شامة رَحمَه الله تَعَالَى وَلَيْسَ لحويطب رِوَايَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا روى السَّائب بن يزِيد عَن حويطب عَن عبد الله بن

الألقاب

السَّعدي عَن عمر بن الخطَّاب حَدِيثا فِي العمالة فِيهِ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعمر مَا جَاءَك من هَذَا المَال وَأَنت غير مستشرفٍ وَلَا سائلٍ فَخذه وَمَا لَا فَلَا تتبعه نَفسك وَهَذَا إِسْنَاد يمْتَحن فِيهِ الحفّاظ وَهُوَ أَنه اجْتمع فِيهِ أَرْبَعَة من الصَّحَابَة بَعضهم يروي عَن بعض وَقد امتحن بِهِ الْوَزير ابْن حنزابة لما قدم حلب وَقد نظمت ذَلِك فِي بَيْتَيْنِ من الْبَسِيط (وَفِي العمالة إسنادٌ بأربعةٍ ... من الصَّحابة فِيهِ عَنْهُم ظهرا) السَّائب بن يزِيد عَن حويطب عبد الله حدَّثه بِذَاكَ عَن عمرا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ انْتهى وَقَالَ مَرْوَان يَوْمًا لحويطب تأخَّر إسلامك أيُّها الشِّيخ حَتَّى سَبَقَك الْأَحْدَاث فَقَالَ حويطب الله الْمُسْتَعَان وَالله لقد) هَمَمْت بِالْإِسْلَامِ غير مَا مرَّةٍ كلُّ ذَلِك يعوقني أَبوك عَنهُ وينهاني وَيَقُول تضع شرفك وَتَدَع دينك وَدين آبَائِك لدينٍ محدثٍ وَتصير تَابعا فأسكت وَالله مَرْوَان وَنَدم على مَا كَانَ قَالَ لَهُ ثمَّ قَالَ حويطب أما كَانَ أخْبرك عُثْمَان بِمَا كَانَ لَقِي من أَبِيك حِين أسلم فازداد مَرْوَان غمّاً ثمَّ قَالَ حويطب مَا كَانَ فِي قريشٍ أحد من كبرائها الَّذين بقوا على دين قَومهمْ إِلَى أَن فتحت مَكَّة كره لما هُوَ عَلَيْهِ مني وَلَكِنِّي منعتني الْمَقَادِير وأمَّن حويطباً يَوْم الْفَتْح أَبُو ذرٍّ وَمَشى مَعَه وَجمع بَينه وَبَين عِيَاله حَتَّى نُودي بالأمان للْجَمِيع إِلَّا النَّفر الَّذين أَمر بِقَتْلِهِم ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه واستقرضه رَسُول اللهصلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم فأقرضه إيّاها (الألقاب) الحلاّج الْحُسَيْن بن مَنْصُور (حيّان) 3 - (أَبُو الهيّاج الأسديّ) حيّان بن حُصَيْن أَبُو الهيّاج الأسديّ توفّي فِي سنة ثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأنْصَارِيّ وَالِد عمرَان بن حيَّان) حيّان الأنصاريّ هُوَ وَالِد عمرَان بن حيَّان

ابن الأبجر الصحابي

روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه خطب النَّاس يَوْم خَيْبَر روى عَنهُ ابْنه عمرَان بن حيّان 3 - (ابْن الأبجر الصَّحابيّ) حيَّان بن الأبجر لَهُ صُحْبَة يعد فِي الكوفيّين شهد صفَّين مَعَ عليّ 3 - (الصّدائيّ الصَّحابيّ) حيَّان بن بخّ بِالْبَاء الموحَّدة الصُّدائيّ يعدّ فِي من نزل مصر من الصّحابة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لَا خير فِي الْإِمَارَة لمُسلم فِي حديثٍ طَوِيل حَدِيثه عِنْد بن لَهِيعَة 3 - (ابْن حيّان المؤرِّخ) حيَّان بن خلف بن حُسَيْن بن حيّان أَبُو مَرْوَان الْقُرْطُبِيّ مولى بني أُميَّة شيخ الْأَدَب ومؤرّخ الأندلس روى عَنهُ أَبُو عليٍّ الغسّانيّ وَوَصفه بالصِّدق وَكَانَ أَبُو مَرْوَان فصيحاً بليغاً لَهُ كتاب المقتبس فِي تَارِيخ الأندلس فِي عشر مجلدات وَكتاب الْمُبين فِي تَارِيخ الأندلس أَيْضا) سِتُّونَ مجلداً رَآهُ بَعضهم فِي النّوم فَسَأَلَهُ عَن التَّارِيخ الَّذِي عمله فَقَالَ لقد نَدِمت عَلَيْهِ إِلَّا أَن الله تَعَالَى أقالني وَغفر لي بِلُطْفِهِ وَكَانَ لَا يتَعَمَّد كذبا فِيمَا يَكْتُبهُ فِي تَارِيخه من الْقَصَص وَالْأَخْبَار توفّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (القَاضِي الحنفيّ) حيَّان بن بشر الْحَنَفِيّ كَانَ من كبار أَصْحَاب الرَّأْي ولي قَضَاء إصبهان فِي دولة الْمَأْمُون والشرقية بِبَغْدَاد فِي أَيَّام المتَوَكل قَالَ ابْن معِين لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أَعور رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الأنصاريّ البلنسيّ) حيّان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هِشَام بن حيّان أَبُو الْبَقَاء الْأنْصَارِيّ الأوسي البلنسي كَانَ نحوياً لغوياً أديباً شَاعِرًا حسن الْحَظ أَقرَأ النَّاس وقتا وَتُوفِّي سنة سبع وست مائَة وَمن شعره

الألقاب

(الألقاب) الفيلسوف أَبُو حيّان التِّوحيدي الأخباري الفيلسوف اسْمه عليّ بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ النَّحويّ أَبُو حيَّان أثير الدّين النَّحوي الْمُتَأَخر اسْمه مُحَمَّد بن يُوسُف تقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ (الشَّيْخ الحرّاني) حَيَاة بن قيس بن رحَّال بن سُلْطَان الْأنْصَارِيّ الحرَّاني الزَّاهِد شيخ حرَّان وصالحها وقدوة الزُّهّاد بهَا كَانَ عبدا صَالحا ناسكاً قَانِتًا لله صَاحب أحوالٍ وكراماتٍ وصدقٍ وإخلاصٍ وجدٍ واجتهادٍ وتعفُّفٍ وانقباض كَانَ الْمُلُوك والأعيان يزورونه ويتبّركون بِهِ وزاره السُّلْطَان نور الدّين واستشاره فِي جِهَاد الفرنج وقوَّى عزمه ودعا لَهُ وَلما توجَّه السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِلَى حَرْب صَاحب الْموصل دخل عَلَيْهِ وَطلب دُعَائِهِ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بترك الْمسير إِلَى الْموصل فَلم يقبل وَسَار إِلَيْهَا فَلم يظفر وَمن شُيُوخه أَبُو عبد الله الْحُسَيْن البواري تلميذ الشَّيْخ مجلى بن ياسين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده الشَّيْخ عمر فِي حرف الْعين مَكَانَهُ (حيدرة) 3 - (الْأَمِير أَبُو المعلَّى) حيدرة بن مبرور بن النّعمان الْأَمِير أَبُو المعلَّى الكتامي المغربي ولي إمرة دمشق بعد هروب أَمِير الجيوش عَنْهَا ثمَّ عزل بعد شَهْرَيْن بالأمير درِّي المستنصري وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو المنجَّا العابر) حيدرة بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو المنجا القحطاني الْأَنْطَاكِي

ابن الصوفي الوزير

المالكيّ العابر يحْكى أَنه كَانَ يحفظ فِي تَعْبِير الرُّويا عشرَة آلَاف ورقة وَثَلَاث مائَة ونيِّف وَسبعين ورقة توفّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الصّوفيِّ الْوَزير) حيدرة بن المفرّج بن الْحسن الْوَزير زين الدولة ابْن الصُّوفي أَخُو الرئيس الْوَزير مسيَّب لم يزل حَتَّى عمل على أَخِيه وقلعه من وزارة صَاحب دمشق مجير الدّين وَولي منصبه فأساء السِّيرَة وظلم وعسف وارتشى ومقت وَبلغ ذَلِك مجير الدّين فَطَلَبه إِلَى القلعة على الْعَادة فَعدل بِهِ الجاندارية إِلَى الحمَّام وَذبح صبرا وَنصب رَأسه على حافة الخَنْدَق وَذَلِكَ سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وطيف بِرَأْسِهِ وَالنَّاس يعلنون بلعنته ويصفون أَنْوَاع ظلمه وتفنُّنه فِي الْفساد ومقاسمته اللُّصوص وقطَّاع الطَّرِيق على أَمْوَال النَّاس المستباحة وزحف العوامُّ) والغوغاء على مَنَازِله ومخازنه وغلاّته وأثاثه وذخائره فانتبهوا مِنْهَا مَا لَا يُحْصى وغلبوا أعوان السُّلْطَان بِالْكَثْرَةِ وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه مؤيد الدولة المسيَّب فِي حرف الْمِيم 3 - (أَبُو الْحسن الصعَّاني) حيدرة بن عمر بن الْحسن بن الْخطاب أَبُو الْحسن الصغَّاني كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء على مَذْهَب دَاوُد بن عَليّ أَخذ الْفِقْه عَن أبي الْحسن عبد الله بن أَحْمد بن المغلِّس وَعنهُ الْفُقَهَاء الدّاودية بِبَغْدَاد وَله مُخْتَصر فِي مَذْهَب دَاوُد وَكتاب آخر عمله على الْجَامِع الصَّغِير لمُحَمد بن الْحسن وَقد حدَّث عَن أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن عقبَة الشّيبانيّ وَأبي الْحسن بن المغلِّس وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الرَّضيّ النَّقيب) حيدرة بن المعمَّر بن مُحَمَّد بن المعمَّر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد الله يَنْتَهِي إِلَى عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي الطَّالِب أَبُو الْفتُوح ابْن النَّقيب الطَّاهر أبي الْغَنَائِم كَانَ يلَّقب بالرِّضي حفظ الْقُرْآن فِي صباه وَقَرَأَ الْأَدَب وَسمع من أبي الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الجبَّار الصَّيرفي وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ مليحاً بعد وَفَاة أَبِيه وَكَانَ شَابًّا سرياً مليح الصُّورَة رائع الشَّبَاب ظريف الْمعَانِي اخترمته المنيَّة فِي عنفوان شبابه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة 3 - (سراج الدّين ابْن الْغمر القوصيّ) حيدرة بن الْحسن بن حيدرة بن عَليّ بن أَحْمد بن

الْغمر القَاضِي أَبُو المناقب سراج الدّين القوصيّ قَالَ كَمَال الدّين الأدفوي جَعْفَر كَانَ عَالما فَاضلا حَاكما بِالْأَعْمَالِ القوصيّة روى عَنهُ السّخاوي وَالْحسن بن مُحَمَّد بن الذّهبي وَغَيرهمَا قَالَ السخاوي أنسدنا ابْن الْغمر لنَفسِهِ فِي خَامِس شوّالٍ سنة ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائةٍ بقوص يرثي قزّازاً من الطَّوِيل (بَكَى فقدك المكُّوك والمقبض السِّنط ... وناح عَلَيْك النِّير والتَّخت والمشط) (وأعولت الألطاخ والمغزل الَّذِي ... تدوِّره فِيهَا أناملك السُّبط) (أنامل لم تخلق لشيءٍ سوى السَّدى ... أَو اللَّقط والتَّنخليص يَا حبَّذا اللَّقط) مِنْهَا (سقى وابل الوسميِّ قبرك دَائِما ... فَمَا كنت ذَا حيفٍ وَمَا كنت تشتطُّ) (فَمَا تنْتج الأيّام مثلك آخرا ... إِلَى أَن يبيض الذِّيب أَو ينبح البطُّ) ) وَمن شعره أَيْضا (تبْكي المواسير والألطاخ وَالْبكْر ... على ابْن سَمُرَة لما اغتاله الْقدر) (والمشط ينْدب والمتِّيت يسعده ... وحقَّ للنَّول أَن يبكيه والحفر) (إِذا اسْتَوَى فَوق ظهر النَّول وانبسطت ... رِجْلَاهُ فِي الزَّرزرايا وَهُوَ متَّزر) (وصابرت يَده المكُّوك وَاخْتلفت ... يسراه مقبضها والنِّير منحدر) (فَمَا المهلهل أَو سيف بن ذِي يزنٍ ... أَو من ربيعَة فِي الهيجاء أَو زفر) (كَأَنَّمَا مغزل الألطاخ فِي يَده ... إِذا تنَاوله صمصامةٌ ذكر) وَمن شعره يرثي ملاَّحاً من الْخَفِيف (من لجرِّ اللَّبان فِي النَّعلين ... ولإلقا المرسى على الأنبطين) واعتقال المدرا وَقد سكن الرّيح بزعم السُّفَّار فِي تشرين (والمجاذيف من بهَا مستقلّ ... بَعْدَمَا قد أَتَاك ريب الْمنون) (من يلالي لصحبه كلّ وقتٍ ... بنشيدٍ جزلٍ وصوتٍ حَزِين) (يطرب الأروع الْحَلِيم فيلهو ... ويسلِّي بالحسِّ لب الحزين) يَهْتَدِي فِي الظلام بالقطب والجدي وَفِي الصُّبح بالضِّياء الْمُبين

الخجندي

(فيشقُّ الْبحار فِي اللَّيل شقّاً ... حركاتٌ تَوَاتَرَتْ من سُكُون) (كَانَت الْمركب الَّتِي أَنْت فِيهَا ... حرما آمنا كحصنٍ حُصَيْن) (فَهِيَ الْيَوْم بعد فقدك عطلٌ ... بل حطامٌ ملقى ليَوْم الدِّين) (الخجنديّ) حيد الخجندي ذكره الثَّعالبي فِي تَتِمَّة الْيَتِيمَة وَقَالَ أستصفع بقوله من السَّرِيع (مَا أَن سَأَلت الله مذ أيقنت ... نَفسِي أَن الذُّلَّ تَحت السُّؤال) وَإِنَّمَا كتبته تعجُّباً من خرقه وحمقه فِي الترفع عَمَّا يدين بِهِ أفضل الْعَالم وسيّد ولد آدم نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنَظِيره فِي الْجَهْل الكثيف وَالْعقل السخيف الصُّوفِي الَّذِي كَانَ إِذا كرّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا يَقُول تبَارك وَتَعَالَى وَلَا عزل وَجل فَإِذا قيل لَهُ فِي ذَلِك أنْشد من الوافر (إِذا صفت المودَّة بَين قومٍ ... ودام إخاؤهم سمج الثَّناء) انْتهى كَلَام الثعالبي قلت وَقد أجزت حيدر الْمَذْكُور بِقَوْلِي من السَّرِيع (لَكِن أَنا أسأله دَائِما ... أَن لَا ترى إلاّ نتيف السِّبال) (الرُّويدشتي) حيدر بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن سراهنك الْعلوِي الرويندشتي السَّيِّد فَخر الدّين أَبُو الرِّضا كَانَ فَاضلا توفّي سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة بَعْدَمَا ناهز التسعين وَمن شعره من السَّرِيع (لَيْت نسيماً رقَّ قد رقَّ لي ... مِمَّا بقلبي الهائم المغرم) (فَأخْبر الظَّاعن عَن قاطنٍ ... وبلَّغ المنجد عَن مُتَّهم) (لَا خضلت أردانه سحرةً ... من سيب وادٍ مترعٍ مفعم) (وَلَا هفا وَهنا على زهرةٍ ... أَو أقحوانٍ طيِّب المنسم) (إِن لم يبلِّغ سهري مسهري ... أَو لم يصف سقمي للمسقم) (الألقاب) حيدرة النّحوي عَليّ بن سُلَيْمَان الحيريّث الشَّافِعِي أَحْمد بن الْحسن الحيزانيّ اسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حمد

ابن شريح المصري

الحيص بيص الشَّاعِر اسْمه سعد بن مُحَمَّد بن سعد حيكان الذُّهلي يحيى بن مُحَمَّد) (ابْن شُرَيْح المصريّ) حَيْوَة بن شُرَيْح بن صَفْوَان التُّجيبي أَبُو زرْعَة المصرين الْفَقِيه من رُؤُوس الْعلم وَالْعَمَل بديار مصر وَكَانَ يعرف بإجابة الدُّعَاء روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَخمسين وَمِائَة روى عَن ربيعَة بن يزِيد الْقصير وَعقبَة بن مسلمٍ التجِيبِي وَيزِيد بن أبي حبيبٍ وَأبي يُونُس سليم بن جُبَير وَطَائِفَة وروى عَنهُ ابْن الْمُبَارك وَابْن وهب وَعبد الله بن يحيى البرلُّسي وَأَبُو عَاصِم النَّبِيل وَأَبُو عبد الرَّحْمَن المقرىء وَجَمَاعَة آخِرهم هانىء بن المتَوَكل الإسْكَنْدراني ووثَّقه أَحْمد وَغَيره وَقَالَ ابْن وهب مَا رَأَيْت أحدا اشد استخفاءً بِعَمَلِهِ مِنْهُ (الألقاب) ابْن الْحَيَوَان تَاج الدّين مُوسَى بن مُحَمَّد وَابْنه بهاء الدّين يُوسُف بن مُوسَى ابْن حيُّوس الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن سُلْطَان بن مُحَمَّد حينئذٍ محيى الدّين عبد الْقَادِر بن أَحْمد ابْن حيُّويه مُحَمَّد بن العبَّاس (حييّ) 3 - (الْمعَافِرِي) حييّ بن عبد الله الْمعَافِرِي قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وروى لَهُ الأبعة وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَأَرْبَعين وَمِائَة المعافريّ حييّ بن هانىء المعافريّ الْمصْرِيّ أَبُو قبيل بِفَتْح الْقَاف وَبعد الْبَاء

ابن جارية الثقفي

الموحَّدة يَاء آخر الْحُرُوف قدم من الْيمن زمن مُعَاوِيَة وَسكن مر وروى عَن عقبَة بن عامرٍ وَعبد الله بن عمروٍ وشفي بن ماتع ووثَّقه ابْن معِين وروى لَهُ التّرمذيّ والنّسائي وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَمِائَة 3 - (ابْن جَارِيَة الثَّقفي) حييّ بن جَارِيَة الثَّقفي حَلِيف لبني زهرَة أسلم يَوْم الْفَتْح وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَق وَقَالَ الْوَاقِدِيّ حييّ بن جَارِيَة بِكَسْر الْحَاء ممال وَقَالَ ابْن عبد البِّر بِالْحَاء والثاء فِي أَبِيه 3 - (اللَّيثي الصّحابيّ) ) حييّ اللّيثي سكن مصر وَله صُحْبَة حَدِيثه عِنْد ابْن لَهِيعَة (الألقاب) أَبُو حيَّة النُّميري الْهَيْثَم بن الرّبيع أَبُو حيَّة الْأنْصَارِيّ اسْمه ثَابت بن النُّعْمَان

حرف الخاء

(حرف الْخَاء) (الخابوري خطيب حلب) اسْمه أَحْمد بن عبد الله (خاتون) 3 - (خاتون بنت الْأَشْرَف) خاتون بنت الْملك الْأَشْرَف مُوسَى بن الْملك الْعَادِل الَّتِي أثبتوا عدم رشدها وصادروا السامري بِسَبَبِهَا وَكَانَت زَوْجَة الْملك الْمَنْصُور مَحْمُود بن الصَّالح أبي الخيش وَهِي أم ولديه وَتوفيت سنة أَرْبَعَة وَتِسْعين وست مائَة وَمن جملَة أَمْلَاك خاتون الْمَذْكُورَة ذار السَّعَادَة وبظاهر دمشق النيرب الجواسق والقاعات والمجالس من الجسر الغربيّ من الْقرْيَة إِلَى جسر الزُّعيفرينة الشَّرْقِي وقرايا ومزارع بمرج دمشق وحوران وَلما قطع الظَّاهِر خبز زَوجهَا وأقامت بِمصْر شرعت فِي بيع أملاكها أَولا فأولاً إِلَى أَن لم يبْق مِنْهَا إِلَّا دَار السَّعَادَة فَإِنَّهُ مَا أقدم أحد على مشتراها حَتَّى توجه نَاصِر الدّين ابْن الْمَقْدِسِي إِلَى مصر وتحدَّث مَعَ الشُّجاعي فِي أَمر أملاكها وَأَقَامُوا من شهد بِأَنَّهَا سَفِيهَة واحتاطوا على مَا أباعت من الْأَمْلَاك ثمَّ إِنَّهَا رشدوها وأباعت الْجَمِيع وَجرى فِي ذَلِك أقاويل 3 - (وَالِدَة الْملك الْعَادِل) خاتون وَالِدَة السُّلْطَان الْملك الْعَادِل سيف الدّين أبي بكر بن أيّوب توفيت بِدِمَشْق بدارها الْمَعْرُوفَة بدار العقيقي الَّتِي صَارَت تربة الْملك الظَّاهِر توفيت سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة الخاتوني اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن خاثر المغنّي اسْمه السَّائِب يَأْتِي ذكره فِي حرف السِّين

خارجة

(خَارِجَة) 3 - (الأنصاريّ) خَارِجَة بن زيد بن أبي زُهَيْر اسْتشْهد يَوْم أحد وَهُوَ من بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج وَكَانَ ذَلِك سنة ثلاثٍ لِلْهِجْرَةِ وَدفن هُوَ وَسعد بن الرّبيع فِي قبرٍ وَاحِد وَكَانَ ابْن عَمه وَذَلِكَ كَانَ الشَّأْن فِي قَتْلَى أحد دفن الْإِثْنَيْنِ مِنْهُم وَالثَّلَاثَة فِي قبرٍ وَاحِد وَكَانَ خَارِجَة هَذَا من كبار الصّحابة صهراً لأبي بكر الصِّديق وَكَانَت ابْنَته تَحت أبي بكر وفيهَا قَالَ أَبُو بكرٍ حِين حَضرته الْوَفَاة إنَّ ذَا بطن بنت خَارِجَة وَذُو بَطنهَا أم كلثومٍ بنت أبي بكر وَكَانَ رَسُول الله آخى بَينه وَبَين أبي بكرٍ وَكَانَت الرِّماح قد أَخَذته يَوْم أحدٍ فجرح بضعَة عشر جرحا فَمر بِهِ صَفْوَان بن أُميَّة فَعرفهُ فأجهز عَلَيْهِ ومثَّل بِهِ وَقَالَ هَذَا مِمَّن قتل أَبَا عَليّ يَوْم بدر يَعْنِي أَبَاهُ أَبَا أُميَّة بن خلف وَيُقَال قَتله معَاذ بن عفراء وخارجة بن زيد وخبيب بن إساف 3 - (ابْن حذاقة الصَّحابيّ) خَارِجَة بن حذافة قَالَ ابْن مَاكُولَا لَهُ صُحْبَة وَشهد فتح مصر وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ لِلْهِجْرَةِ كَانَ من فرسَان قريشٍ يعدل بِأَلف فَارس كتب عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى عمر بن الخطَّاب يستمده بِثَلَاثَة آلَاف فَارس فأمده بخارجة بن حذافة هَذَا والزُّبير بن العوَّام والمقداد بن الْأسود وَشهد خَارِجَة فتح مصر وَقيل أَنه كَانَ قَاضِيا لعَمْرو بن الْعَاصِ بهَا وَقيل بل كَانَ على شرطة عمروٍ وَلم يزل فِي مصر إِلَى أَن قتل قَتله أحد الْخَوَارِج الثَّلَاثَة الَّذين كَانُوا انتدبوا لقتل عَليّ ومعاويى وَعَمْرو فَأَرَادَ الْخَارِجِي قتل عمروٍ فَقتل خَارِجَة وَهُوَ يظنُّه عمرا وَذَلِكَ أَن عمرا اسْتَخْلَفَهُ على الصَّلَاة فِي الصُّبح من ذَلِك الْيَوْم فَلَمَّا قَتله أَخذ وَأدْخل على عمروٍ فَقَالَ من هَذَا الَّذِي تدخلونني عَلَيْهِ فَقَالُوا عَمْرو بن الْعَاصِ فَقَالَ وَمن قتلت قيل خَارِجَة فَقَالَ أردْت عمرا وَأَرَادَ الله خَارِجَة وَقيل أَن عمرا قَالَ لَهُ أردْت عمرا وَأَرَادَ الله خَارِجَة وَيُقَال أَن الْقَاتِل كَانَ اسْمه زاذويه مولى لنَبِيّ العنبر وَقيل أَن الْمَقْتُول خَارِجَة من بني سهم رَهْط عَمْرو بن الْعَاصِ وَلَيْسَ بِشَيْء قَالَ ابْن عبد البّر وَلَا أعرف لخارجة هَذَا حَدِيثا غير رِوَايَته عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله أَمركُم بصلاةٍ هِيَ لَك خير من حمر النَّعم وَهِي الْوتر جعلهَا لكم فِيمَا بَين الْعشَاء إِلَى طُلُوع الْفجْر وَإِلَيْهِ ذهب بعض الكوفيّين فِي إِيجَاب الْوتر

الأشجعي الصحابي

ابْن جبلة الصَّحابيّ) خَارِجَة بن جبلة الصحابيّ روى عَنهُ فروى بن نَوْفَل فِي قل يَا أيُّها الْكَافِرُونَ أَنَّهَا بَرَاءَة من الشِّرك لمن قَرَأَهَا عِنْد نَومه قَالَ ابْن عبد البّر وَهُوَ حَدِيث كثير الِاضْطِرَاب العذري الصَّحابيّ خَارِجَة بن جريّ بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء العذري الصَّحَابِيّ قَالَ سَمِعت رجلا قَالَ يَوْم تَبُوك يَا رَسُول الله أيباضع أهل الجنَّة حَدِيثه عِنْد سعيد بن سِنَان عَن ربيعَة الجرشيّ عَنهُ يعد فِي الشاميين 3 - (الأشجعيّ الصّحابيّ) خَارِجَة بن حميِّر تَصْغِير حمَار الأشجعيّ الصِّحابي شهد بَدْرًا وَهُوَ وَأَخُوهُ عبد الله بن حميِّر هَكَذَا قَالَ ابْن إِسْحَق فِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة حَارِثَة بن الحميّر وَلم يَخْتَلِفُوا أَنه من أَشْجَع وَأَنه شهد بَدْرًا وأحدا وَقَالَ يُونُس بن بكير خميّر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة 3 - (خَارِجَة بن عقفان) خَارِجَة بن عقفان بِضَم الْعين وَسُكُون الْقَاف وَبعدهَا فَاء وَألف وَنون حَدِيثَة عِنْد وَلَده أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما مرض فَرَآهُ يعرق فَسمع فَاطِمَة تَقول واكرب أبي فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا كرب على أَبِيك بعد الْيَوْم لَيْسَ يَأْتِي حَدِيثه إِلَّا عَن وَلَده وَولد وَلَده وَلَيْسوا بالمعروفين 3 - (أحد الْفُقَهَاء السَّبعة) خَارِجَة بن زيد بن ثَابت أَبُو زيد الأنصاريّ أحد الْفُقَهَاء

خارجة بن عبد الله

السَّبعة بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ تابعياً جليل الْقدر أدْرك زمن عُثْمَان وأوبد بن ثَابت من أكَابِر الصَّحابة قَالَ ابْن سعد كَاتب الواقديّ فِي الطَّبَقَات قَالَ خَارِجَة رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي بنيت سبعين دَرَجَة فَلَمَّا فرغت مِنْهَا تدهورت وَهَذِه السّنة لي سَبْعُونَ سنة وَقد أكملتها فَمَاتَ فِيهَا سنة تسع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَلما مَاتَ قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز ثلمة وَالله فِي الْإِسْلَام 3 - (خَارِجَة بن عبد الله) خَارِجَة بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن زيد بن ثابتٍ الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن عدي لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَحْمد والدارقطنيّ ضَعِيف وَقد احْتج بِهِ النَّسَائِيّ وروى لَهُ التِّرمذي وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَة) 3 - (الضُّبعيّ السَّرخسي) خَارِجَة بن مُصعب بن خَارِجَة الضُّبعيّ السّرخسي عَالم أهل حراسان على لين فِيهِ رَحل فِي طلب الْعلم وَهُوَ كَبِير وَسمع الْكثير قَالَ ابْن معِين هُوَ مُسْتَقِيم الحَدِيث عندنَا لم ننكر من أَحَادِيثه إِلَّا مَا كَانَ يدلِّس عَن غيَّاث فَإنَّا كُنَّا نَعْرِف تِلْكَ الْأَحَادِيث وَقَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم هُوَ فِي نَفسه ثِقَة وَقَالَ ابْن عدي يغلط وَلَا يعْتَمد توفّي سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرمذي وَابْن ماجة 3 - (ابْن مُسلم بن الْوَلِيد) خَارِجَة بن مُسلم بن الْوَلِيد الْأنْصَارِيّ الشَّاعِر كَانَ البحتريّ يصف شعره وَيَقُول كَانَ مطبوعاً ظريف الْأَلْفَاظ وَكَانَ منطقعاً إِلَى الْفضل بن مَرْوَان وَزِير المعتصم فَلَمَّا صرف بِابْن عمارٍ بِابْن الزَّيات هجاهما ومدح الْفضل بن مَرْوَان فَقَالَ من السَّرِيع (عزلت طحّاناً بِذِي كَيْله ... مَا أشبه الْمُدبر بالمقبل) (كِلَاهُمَا لم يخل من منسفٍ ... وديّه ملىء وَمن مكتل) (هذاك من ميشان فِي منصبٍ ... واهٍ وَهَذَا من قرى جبُّل) (ردَّ لنا الْفضل فإنَّ الْعَصَا ... لَيست غَدَاة الرَّوع كالمنصل) وَقَالَ يهجو الْفضل بن الرّبيع من المجتث (آل الرّبيع رُكُوع ... فِي غير وَقت رُكُوع)

الألقاب

(من لم يكن حلقياً ... فَلَيْسَ بِابْن الرَّبيع) (الألقاب) الخارزنجي النَّحوي اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد الخارزنجي يُوسُف بن الْحسن الخاركي أَحْمد بن إِسْحَق ابْن الخازن الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل ابْن الخازن المغربي إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن الخازن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن الخازن عَليّ بن عَليّ) الخازن المغربي مُحَمَّد بن عبد السَّلَام خاشاد بن فناخسرو اسْمه فَيْرُوز (خاصّ) 3 - (الْأَمِير التَّركمانيّ) خاصّ بك التَّركمانيّ صبي ثفق على السّلطان وأحبه وَقدمه على سَائِر الْأُمَرَاء وَعظم شَأْنه وَصَارَ لَهُ من الْأَمْوَال مَا لَا يُحْصى حَتَّى أَنه لما قتل وجد لَهُ سَبْعُونَ ألف ثوب أطلس فِي جملَة تركته لما مَاتَ مَسْعُود وخطب لملك شاه وَقَالَ أُرِيد أَن أَقبض عَلَيْك وأنفذك إِلَى أَخِيك محمدٍ ليَأْتِي فنسلِّمه إِلَيْك وتحوز الْملك فَقَالَ افْعَل فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ وَنفذ إِلَى أَخِيه بذلك عرف مُحَمَّد خبثه فجَاء إِلَى همذان وَجَاء إِلَيْهِ النَّاس يخاطبونه فَقَالَ لَهُم مَا لكم معي كَلَام كلامكم مَعَ خَاص بك مهما أَشَارَ بِهِ فَهُوَ الْوَالِد والصاحب فوصل هَذَا القَوْل إِلَيْهِ فاطمأن فَلَمَّا التقيا قدم لَهُ تحفاً وأموالاً فأمسكه وَقَتله سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَبَقِي مطروحاً حَتَّى أَكلته الْكلاب 3 - (الْأَمِير ركن الدّين الظّاهري) خاصّ ترك الْأَمِير الْكَبِير من أَعْيَان الدولة كَانَ

الأمير سيف الدين الناصري

يدعى ركن الدّين توفّي بِدِمَشْق سنة أَربع وَسبعين وست مائَة وَدفن بقاسيون وَكَانَ عالي الرُّتْبَة عِنْد الْملك الظَّاهِر بيبرس 3 - (الْأَمِير سيف الدّين الناصري) خاصّ ترك الْأَمِير سيف الدّين الناصري كَانَ عِنْد أستاذه فِي تِلْكَ الدُّفعة الأولى الَّذين حَضَرُوا مَعَه من الكرك طغآي وكسَّاي وَغَيرهمَا وَكَانَ شكلاً حسنا أهيف الْقد مليح الْوَجْه وَتُوفِّي وَهُوَ عَلَيْهِ مسحة الْجمال وَتزَوج بابنة الْأَمِير سيف الدّين سلاّر وَسكن فِيمَا بعد لما اسْتَحَالَ عَلَيْهِ أستاذه بَين القصرين ثمَّ إِنَّه أخرجه إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَتُوفِّي فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة تَقْرِيبًا وَهُوَ وَالِد الْأَمِير غرس الدّين خَلِيل وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين الْمَذْكُور فِيمَا حُكيَ لي عَنهُ مِمَّن أَثِق بِهِ أَنه لطيف الْعشْرَة دمث الْأَخْلَاق ليِّن الْجَانِب زَائِد الْحلم (الألقاب) ابْن الخاضبة الدقاق اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد) ابْن الخاضبة المحدِّث مُحَمَّد بن نصر بن عبد الْبَاقِي الخاقاني الْوَزير اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله ابْن خاقَان الْوَزير الْأَمِير عبيد الله بن يحيى الخاقاني اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله ابْن خاقَان أَخُو الْوَزير أَحْمد بن عبيد الله خَال الشَّرفي اسْمه مُحَمَّد بن عمر (خَالِد) 3 - (الأمويّ) خَالِد بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس الْأمَوِي أَخُو عتَّاب ابْن اسيد اسْلَمْ عَام الْفَتْح وَقيل مَاتَ قبل الْفَتْح وَلم يسلم وَقيل فقد يَوْم الْيَمَامَة وَذكر أَبُو

القناص

الْحُسَيْن الرَّازِيّ أَن الدَّار والحمَّام المعروفين بِخَالِد فِي رحبة خَالِد هُوَ لخَالِد ابْن أسيد قَالَ ابْن عَسَاكِر وَيُشبه أَن يكون ذَلِك نِسْبَة إِلَى خَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد لِأَنَّهُ كَانَ بِدِمَشْق مَعَ عبد الْملك وخَالِد بن أسيد قديم الْوَفَاة وَكَانَ فِيهِ تيه شَدِيد فَلَمَّا أسلم نظر إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اللهمَّ زده تيهاً قَالَ ابْن سعد وان ذَلِك لفي وَلَده إِلَى الْيَوْم 3 - (القنّاص) خَالِد بن أبان أَبُو الْهَيْثَم الْكَاتِب الشَّاعِر الأنباريّ كَانَ يعرف بالقنَّاص بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد النُّون وَبعد الْألف صَاد مُهْملَة مولى الأزد ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الجرّاح فَقَالَ شَاعِر يُطِيل ويمدح وَله القصيدة الَّتِي فِي طرد النَّعام ألف بَيت رجز وَقَالَ الجهشياري شخص إِلَى مصر وتصرَّف هُنَاكَ وَتزَوج وَولد لَهُ أَوْلَاد وَحسنت حَاله وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن توفّي بِمصْر وَقَالَ فِي البعوض وَهِي طَوِيلَة من الْكَامِل (ومخبَّآتٍ بالنَّهار طرقنني ... بعد الهدوِّ وَمَا عليّ قَمِيص) 3 - (أَمِير خُرَاسَان) خَالِد بن أَحْمد الذُّهلي أَمِير خُرَاسَان مِمَّا وَرَاء النَّهر لَهُ آثَار محمودة أنْفق فِي طلب الحَدِيث ألف ألف دِرْهَم توفّي فِي حُدُود السّبْعين والمائتين 3 - (الْوَزير) ) خَالِد بن برمك أَبُو العبَّاس وزيرالسّفّاح بعد أبي سَلمَة حَفْص الخلاّل وَكَانَ يخْتَلف إِلَى مُحَمَّد بن عَليّ الإِمَام ثمَّ إِلَى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بعده قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَكَانَ خَالِد يتَّهم بدين الْمَجُوس وجوده وجود أهل بَيته مَشْهُور وَذكر صَاحب الأغاني أَنه هُوَ الَّذِي سمى السُّؤَال الزوّار لبشاعة لفظ السُّؤَال فمدحه بشار بن برد بأبياتٍ على ذَلِك وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَة ووزر خَالِد للمنصور نَحوا من سنتَيْن ثمَّ عَزله واستوزر أَبَا أَيُّوب الموريانيّ وَعقد لخَالِد بن برمك على إمرة فَارس وَقيل أَن الدفاتر فِي الدَّوَاوِين كَانَت صحفاً مدرجةً فَأول من جعلهَا دفاتر جلودٍ وقراطيس خَالِد بن برمك وَيُقَال أَن أحدا من وَلَده مَا بلغ مبلغه وَأَن الْفَضَائِل الَّتِي افْتَرَقت فيهم كَانَت فِيهِ مَجْمُوعَة وَكَانَ فَوق يحيى فِي

ابن البكير الليثي

رَأْيه وحلمه وَفَوق الْفضل فِي سخائه وَكَرمه وَفَوق جَعْفَر فِي فَصَاحَته وكتابته وَفَوق مُحَمَّد فِي سروره وَحسن آلَته وأبيَّته وَفَوق مُوسَى فِي شجاعته وبأسه وَكَانَ يحيى يَقُول مَا أَنا إِلَّا شرارة من نَار أبي وَكَانَ من كرمه يكرم نزل من يقدم عَلَيْهِ ويتعاهده بأنواع التُّحف فَإِذا تراخت أَيَّام الزائر بعث إِلَيْهِ جَارِيَة بكرا ناهداً وَلما سمى السُّؤَال الزوّار قَالَ يزِيد بن خَالِد الْكُوفِي من الطَّوِيل (حذا خَالِد فِي جوده حَذْو برمكٍ ... فمجدٌ لَهُ مستطرفٌ وأصيل) (وَكَانَ بَنو الإعدام يدعونَ قبله ... إِلَى اسمٍ على الإعدام فِيهِ دَلِيل) (يسمَّون بالسؤال فِي كلِّ موطنٍ ... وَإِن كَانَ فيهم نابهٌ وجليل) (فسمّاهم الزُّوار سترا عَلَيْهِم ... وَذَلِكَ من فعل النِّبال نبيل) وَلما بعث أَبُو مُسلم الْخُرَاسَانِي قَحْطَبَةَ بن شبيب الطَّائِي لمحاربة يزِيد بن عمر بن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ عَامل مَرْوَان على الْعرَاق كَانَ خَالِد بن برمك مَعَه فنزلوا فِي طريقهم بقرية فَبَيْنَمَا هم على سطح بعض دورها يتغدُّون إِذْ اقْبَلُوا على الصَّحرَاء وَقد أَقبلت أقاطيع الْوَحْش من الظباء وَغَيرهَا حَتَّى كَادَت تخالط الْعَسْكَر فَقَالَ خَالِد لقحطبة أَيهَا الْأَمِير نَاد فِي النَّاس ومرهم أَن يسرجوا ويلجموا قبل أَن تهجم الْخَيل عَلَيْهِم فَقَامَ قَحْطَبَةَ مذعوراً فَلم ير شَيْئا يروعه فَقَالَ يَا خَالِد مَا هَذَا الرَّأْي فَقَالَ قد نهد إِلَيْك الْعَدو أما ترى أقاطيع الْوَحْش قد أَقبلت إِن وَرَاءَهَا جمعا كثيرا فَمَا ركبُوا حَتَّى رَأَوْا الْغُبَار وَلَوْلَا خَالِد لهلكوا 3 - (ابْن البكير اللَّيثيّ) خَالِد بن البكير بن عبد ياليل اللّيثي أَخُو إِيَاس بن البكير وعامر بن البكير وعاقل ابْن البكير) شهد هُوَ وَإِخْوَته بَدْرًا قَالَ ابْن عبد البّر وَلَا أعلم لَهُم رِوَايَة وَقتل خَالِد بن البكير يَوْم الرَّجيع فِي صفر سنة أَربع من الْهِجْرَة مَعَ عَاصِم بن ثَابت بن أبي الأقلح ومرثد بن أبي مرثدٍ الغنوي قَاتلُوا هذيلاً ورهطاً من عضل والقارة حَتَّى قتلوا وَمَعَهُمْ أَخذ خبيببن عدي وصلب وَله يَقُول حسّان بن ثَابت من الطَّوِيل (أَلا لَيْتَني فِيهَا شهِدت ابْن طارقٍ ... وزيداً وَمَا تغني الْأَمَانِي ومرثدا) (فدافعت عَن حيَّي خبيبٍ وعاصمٍ ... وَكَانَ شِفَاء لَو تداركت خَالِدا) 3 - (الْحَافِظ الهُجَيْمِي) خَالِد بن الْحَارِث الهُجَيْمِي التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ أحد

صاحب الحرس لبني أمية

الْأَئِمَّة قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي التثُّبت بِالْبَصْرَةِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم إِمَام ثِقَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (صَاحب الحرس لبني أميَّة) خَالِد بن الريَّان الْمحَاربي مَوْلَاهُم ولي أَبوهُ الحرس لعبد الْملك بن مَرْوَان وَولي هُوَ الحرس لعبد الْملك والوليد وَسليمَان كَانَ حروري قد شتم سُلَيْمَان فَقَالَ لعمر مَاذَا ترى عليهقال أَن تشتمه كَمَا شتمك فَأمر سُلَيْمَان بِهِ فَضربت عُنُقه وَقَامَ سُلَيْمَان وَخرج عمر فَتَبِعَهُ خَالِد فَقَالَ يَا أَبَا حَفْص تَقول لأمير الْمُؤمنِينَ مَا أرى عَلَيْهِ إِلَّا أَن تشتمه كَمَا شتمك وَالله لقد كنت متوقِّعاً أَن يَأْمُرنِي بِضَرْب عُنُقك فَقَالَ عمر لَو أَمرك فعلت قَالَ أَي وَالله فَلَمَّا أفضت الْخلَافَة إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز جَاءَ خَالِد وَقَامَ مقَام صَاحب الحرس فَقَالَ عمر يَا خَالِد ضع هَذَا السَّيْف عَنْك اللَّهُمَّ إِنِّي قد وضعت لخَالِد بن الريَّان اللَّهم لَا ترفعه أبدا ثمَّ أَعلَى السَّيْف عَمْرو بن مهَاجر الْأنْصَارِيّ وولاَّه الحرس لِأَنَّهُ رَآهُ يحسن الصَّلَاة قَالَ نَوْفَل بن الْفُرَات فَمَا رَأَيْت شريفاً خمل ذكره حَتَّى لَا يذكر مثله إِن كَانَ النَّاس ليقولون مَا فعل خَالِد أحيّ أم قد مَاتَ 3 - (أَبُو أيُّوب الْأنْصَارِيّ) خَالِد بن زيد بن كُلَيْب أَبُو أيُّوب الأنصاريّ النَّجَّاري مضيف رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لمَّا قدم الْمَدِينَة نزل عَلَيْهِ فِي دَاره وَشهد الْعقبَة الثَّانِيَة وبدراً وأُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يزل مُجَاهدًا حَتَّى مَاتَ فِي غزَاة قسطنطينية سنة خمس وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ أَمِير الْجَيْش يزِيد بن مُعَاوِيَة من قبل أَبِيه فَلَمَّا مرض أَبُو أَيُّوب دخل) يزِيد يعودهُ وَسَأَلَهُ حَاجَة فَأَوْصَاهُ إِذا مَاتَ أَن يتَقَدَّم بِهِ إِلَى أَرض الْعَدو مَا اسْتَطَاعَ من غير مشقَّةٍ

أبو القاسم الأندلسي

على أحدٍ من الْمُسلمين ثمَّ يُوطأ قَبره حَتَّى لَا يعرف فَأخْبر يزِيد النَّاس بذلك فاستسلم النَّاس وَانْطَلَقُوا بجنازته إِلَى جَانب حَائِط القسطنطينيَّة فَدفن ثمَّ صلى عَلَيْهِ يزِيد وَكَانَ الرّوم يتعاهدونه ويرمُّونه ويستسقون إِذا قحطوا وآخرى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين مُصعب بن عُمَيْر وَحضر مَعَ عَليّ حَرْب الْخَوَارِج بالنَّهروان وحرس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليلى بنى بصفية فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَحِمك الله يَا أَبَا أَيُّوب مرَّتَيْنِ وَنزع من لحية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَذَى فَقَالَ لَا يصيبك السوء يَا أَبَا أَيُّوب وَكَانَ من أحب الصَّحَابَة إِلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي كذَّب مَا قيل فِي عَائِشَة فَنزلت لَوْلَا إِذْ سمعتموه الْآيَة أَي فَعلْتُمْ كَمَا فعل أَبُو أَيُّوب وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الأندلسيّ) خَالِد بن سعد أَبُو الْقَاسِم الأندلسيّ سمع مُحَمَّد بن فطيس وَسليمَان بن قُرَيْش وَسَعِيد بن عُثْمَان الأعناقي وطاهر بن عبد الْعَزِيز وخلقاً وَله كتاب فِي رجال الأندلس وَكَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث بَصيرًا بالعلل مقدَّماً على أهل زَمَانه بقرطبة وَكَانَ أحد الأذكياء قيل أَنه حفظ من سمعةٍ واحدةٍ عشْرين حَدِيثا وَكَانَ الْمُسْتَنْصر يَقُول إِذا فاخرنا أهل الْمشرق بِيَحْيَى بن معِين فاخرناهم بخالدٍ بن سعد وَكَانَ خَالِد بذيء اللِّسَان ينَال من أَعْرَاض النَّاس توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْأمَوِي الصَّحَابِيّ) خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف أَبُو سعيد الْقرشِي الأمويّ قديم الْإِسْلَام أسلم ثَالِثا أَو رَابِعا أَو خَامِسًا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو سرا وَكَانَ يلْزم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُصلي فِي نواحي مَكَّة خَالِيا فَبلغ أَبَاهُ فضيَّق عَلَيْهِ بِالضَّرْبِ وَالْحَبْس والجوع ثمَّ انفلت مِنْهُ مُهَاجرا إِلَى الْحَبَشَة فِي الْهِجْرَة الثَّانِيَة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَيْبَر مَعَ أَصْحَاب جَعْفَر فَأَسْهم لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خَيْبَر وَشهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك

المخزومي الصحابي

الْمشَاهد وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاملا على صدقَات الْيمن فَتوفي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على ولَايَته وَقيل أَن خَالِدا وأخاه عمرا هاجرا إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ قدما بعد بدرٍ بعام وَفِي روايةٍ وَقد فرغ) رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من وقْعَة بدرٍ فَحَزِنُوا أَن لَا يَكُونُوا شهدُوا بَدْرًا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا تَحْزَنُونَ أَن للنَّاس هِجْرَة وَاحِدَة وَلكم هجرتان وَلما جهَّز أَبُو بكرٍ الجيوش لفتح الشَّام أمَّره عَلَيْهِم وَلم يزلبه عمر حَتَّى عَزله وَاعْتذر إِلَيْهِ ثمَّ أوصى بِهِ الْأُمَرَاء وأبلى فِي حروب الشَّام بلَاء حسنا وَقتل خَالِد بمرج الصُّقَّر وَقيل بأجنادين وَقيل باليرموك وَقَالَ وَهُوَ يُقَاتل أعلاج الرّوم من الْكَامِل (هَل فارسٌ كره النِّزال يعيرني ... رمحاً إِذا نزلُوا بمرج الصُّفَّر) وَكَانَ خَالِد وسيماً جسيماً وَقَالَ ابْن سعدٍ وَلَيْسَ لخَالِد بن سعيدٍ الْيَوْم عقب وَقَتله سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (المَخْزُومِي الصَّحابي) خَالِد بن الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي قتل أَبوهُ يَوْم بدرٍ كَافِرًا قَتله عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ خَال عمر وولّى عمر خَالِدا هَذَا مَكَّة إِذْ عزل عَنْهَا نَافِع بن الْحَارِث الخزاعيّ وولاّه أَيْضا عُثْمَان بن عَفَّان لَهُ رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر وَيَقُولُونَ لم يسمع مِنْهُ روى عَنهُ ابْنه عِكْرِمَة ابْن خَالِد 3 - (أَخُو حَكِيم بن حزَام) خَالِد بن حزَام بالزاي بن خويلد بن أسدٍ أَخُو حَكِيم بن حزامٍ الْقرشِي الْأَسدي كَانَ مِمَّن هَاجر إِلَى أَرض الْحَبَشَة فَمَاتَ فِي الطَّرِيق وَكَانَت هجرته إِلَيْهَا فِي الْمرة الثَّانِيَة فنهشته حيَّة فَمَاتَ فِي الطَّرِيق وَقد رُوِيَ أَنه فِيهِ نزلت وَمن يخرج من بَيته مُهَاجرا إِلَى الله وَرَسُوله ثمَّ يُدْرِكهُ الْمَوْت فقد وَقع أجره على الله

فصيح العرب

3 - (فصيح الْعَرَب) خَالِد بن صَفْوَان بن عبد الله بن عَمْرو بن الْأَهْتَم أَبُو صَفْوَان التَّميمي الْمنْقري الأهتمي الْبَصْرِيّ أحد فصحاء الْعَرَب وَفد على عمر بن عبد الْعَزِيز وهشامٍ ووعظهما وَقَالَ إِنِّي عَاهَدت الله أَن لَا أَخْلو بملكٍ إِلَّا ذكَّرته الله عز وَجل قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ مَشْهُور بِرِوَايَة الْأَخْبَار قيل لَهُ مَا لَك لَا تنْفق فَإِن مَالك عريض فَقَالَ الدَّهْر أعرض مِنْهُ قيل لَهُ كَأَنَّك تأملأن تعيش الدَّهْر كُله قَالَ وَلَا أَخَاف أَن أَمُوت فِي أَوله وَدخل على عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ لَهُ عظني يَا خَالِد فَقَالَ إِن الله تَعَالَى لم يرض أحدا أَن يكون فَوْقك فَلَا ترض أَن يكون) أحد أولى بالشكر مِنْك فَبكى عمر حَتَّى أُغمي عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق فَقَالَ هيه يَا خَالِد لم يرض أَن يكون أحد فَوقِي فو الله لأخافنَّه خوفًا ولأحذرنَّه حذرا ولأرجونه رَجَاء ولأحبنه محبَّة ولأشكرنه شكرا ولأحمدنه حمداً يكون ذَلِك كلُّه أشدّ مجهودي وَغَايَة طاقتي ولأجتهدنّ فِي الْعدْل والنَّصفة والزهد فِي فَانِي الدُّنْيَا لزوالها وَالرَّغْبَة فِي بَقَاء الْآخِرَة لدوامها حَتَّى ألْقى الله عز وَجل فلعلي أنجو مَعَ الناجين وأفوز مَعَ الفائزين وَبكى حَتَّى غشي عَلَيْهِ 3 - (الْكُوفِي) خَالِد بن سعد الْكُوفِي مولى أبي مسعودٍ البدري روى عَن مَوْلَاهُ وَحُذَيْفَة وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وروى لَهُ البُخَارِيّ والنّسائي وَابْن ماجة وَتُوفِّي حُدُود الْمِائَة 3 - (ابْن الصَّمصامة الْكُوفِي) خَالِد بن الصَّمصامة من أهل الْكُوفَة كَانَ من أضْرب النَّاس بِالْعودِ قَالَ لما اشْتهر عَن الْوَلِيد بن يزِيد اشتهاره بِالْغنَاءِ وفدت إِلَيْهِ واستؤذن لي عَلَيْهِ فَدخلت فَأَلْفَيْته على سَرِيره وَبَين يَدَيْهِ معبد وَمَالك بن أبي السَّمح وَابْن عَائِشَة وَأَبُو كَامِل الدِّمشقيّ فَجعلُوا يغنُّونه حَتَّى بلغت النَّوبة إليَّ فغنَّيته من الوافر

القرشي

(سرى همي وهم الْمَرْء يسري ... وَغَابَ النَّجْم إِلَّا قيد فتر) (أراقب فِي المجرة كل نجمٍ ... تعرَّض أَو على مجْرَاه يجْرِي) (بهمٍّ مَا أَزَال لَهُ قرينا ... كَأَن الْقلب أبطن حر جمر) (على بكر أخي فَارَقت بكرا ... وَأي الْعَيْش يصلح بعد بكر) فَقَالَ أعد يَا خَالِد فَأَعَدْت فَقَالَ من يَقُول هَذَا الشّعْر قلت بقوله عُرْوَة بن أذينة يرثي أَخَاهُ بكرا فَقَالَ الْوَلِيد وأيُّ الْعَيْش يصلح بعد بكر هَذَا الْعَيْش الَّذِي نَحن فِيهِ وَالله لقد حجر وَاسِعًا على رغم أَنفه 3 - (الْقرشِي) خَالِد بن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان من نبلاء قُرَيْش ووجوهها من أهل الْمَدِينَة وَهُوَ أَخُو مُحَمَّد بن عبد الله الديباج لِأَبِيهِ وَفد على يزِيد بن عبد الْملك وَكَانَ خَالِد أسنّ ولد عبد الله بن عَمْرو وَكَانَ ذَا مروءةٍ وَقدر خطب إِلَيْهِ يزِيد بن عبد الْملك إِحْدَى أخواته فترغّب خَالِد فِي الصَّداق فَغَضب يزِيد وأشخصه إِلَيْهِ ثمَّ ردّه إِلَى الْمَدِينَة وَأمر أَن يخْتَلف بِهِ) إِلَى الكتّاب مَعَ الصّبيان يعلِّم الْقُرْآن فزعموا أَنه مَاتَ كمداً وَله عقب وَكَانَ لمّا خطب يزِيد أُخْته قَالَ إِن أبي قد سنَّ لنسائه عشْرين ألف دِينَار فَإِن أعطيتنيها وَإِلَّا لم أزَوجك فَقَالَ يزِيد أَو مَا تَرَانَا أكفاء إِلَّا بِالْمَالِ قَالَ بلَى وَالله إِنَّكُم لبنو عمنَا قَالَ إِنِّي لأظنك لَو خطب إِلَيْك رجل من قُرَيْش لزوجته بأقلِّ مِمَّا ذكرت من المَال قَالَ أَي لعمري لِأَنَّهَا تكون عِنْده مالكةً مملكة وَهِي عنْدكُمْ مَمْلُوكَة مقهورة 3 - (الْقَسرِي أَمِير الْعرَاق) خَالِد بن عبد الله بن يزِيد بن أَسد أَبُو الْهَيْثَم البجليّ الْقَسرِي أَمِير مَكَّة للوليد وَسليمَان وأمير العراقين لهشام وَهُوَ من أهل دمشق قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وداره بِدِمَشْق هِيَ الدَّار الْكَبِيرَة الَّتِي مربّعة سِنَان بِبَاب توما وَهُوَ الَّذِي قتل جعد ابْن دِرْهَم كَمَا مر فِي تَرْجَمَة جعد وَكَانَ جواداً سخياً ممدَّحاً فصيحاً إِلَّا أَنه كَانَ رجل سوءٍ كَانَ

يَقع فِي عَليّ ويذمّ بِئْر زَمْزَم كَانَ نَحوا من الْحجَّاج وَبَقِي على ولَايَة الْعرَاق بضع عشرَة سنة ثمَّ عَزله هِشَام وولَّى يُوسُف بن عمر الثَّقَفِيّ يُقَال أَن امْرَأَة أَتَتْهُ فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير إِنِّي امْرَأَة مسلمة وَإِن عاملك فلَانا المجوسيَّ وثب عليَّ فأكرهني على الْفُجُور وغصبني نَفسِي فَقَالَ لَهَا كَيفَ وجدت قلفته فَكتب بذلك كحسان النِّبطيّ إِلَى هِشَام وَعِنْده يومئذٍ رَسُول يُوسُف بن عمر فَكتب مَعَه إِلَيْهِ بِولَايَة الْعرَاق ومحاسبة خَالِد وعماله وَكَانَ بِالْيمن فاستخلف ابْنه الصّلت على الْيمن وَخرج يُوسُف فينفرٍ يسير فَسَار من صنعاء إِلَى الْكُوفَة على الرِّحال فِي سبع عشرَة يَوْمًا وَقدم الْكُوفَة سحرًا وَأخذ خَالِد وحبسه وحاسبه وعذبه ثمَّ قَتله أَيَّام الْوَلِيد جعل قديمه بَين خشبتين وعصرهما حَتَّى انقصفا ثمَّ على سَاقيه فانقصفا ثمَّ على وركيه فانقصفا ثمَّ على صلبه فَلَمَّا انقصف مَاتَ خَالِد فِي المحرّم سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة ويل سنة خمس وَعشْرين وَدفن بِالْحيرَةِ لَيْلًا وَهُوَ فيذلك كُله لَا يتأوَّه وَلَا ينْطق وَلما كَانَ فِي السّجن امتدحه أَبُو الشِّعب العبسيّ بقوله من الطَّوِيل (أَلا إنَّ خير النّاس حَيا وميِّتاً ... أَسِير ثقيفٍ عِنْدهم فِي السَّلاسل) (لعمري لَئِن عمَّرتم السِّجن خَالِدا ... وأوطأتموه وَطْأَة المتثاقل) (لقد كَانَ نهّاضاً بكلِّ ملمَّةٍ ... ومعطي اللُّهى غمراً كثير النَّوافل) (فَإِن تسجنوا القسريّ لَا تسجنوا اسْمه ... وَلَا تسجنوا معروفه فِي الْقَبَائِل) ) وَكَانَ يُوسُف قد جعل على خالدٍ كل يَوْم حملا يحملهُ وَإِن لم يقم بِهِ فِي يَوْمه عذَّبه فَلَمَّا وصلت الأبيات إِلَى خَالِد كَانَ قد حصّل من قسطه سبعين ألف دِرْهَم فأنفذها لَهُ وَقَالَ لَهُ اعذرني فقد ترى مَا أَنا فِيهِ قردَّها أَبُو الشّعب وَقَالَ لم أمدحك لمالٍ وَلَكِن لمعروفك وأفضالك فأقسم عَلَيْهِ ليأخذنها وَيُقَال أَن خَالِدا من ولد شقّ الكاهن وَيُقَال أَن أمه كَانَت نَصْرَانِيَّة وَأَنه بنى لَهَا كَنِيسَة تتعبَّد فِيهَا وَلذَلِك قَالَ الفرزدق يهجوه من الطَّوِيل (أَلا قبَّح الرَّحْمَن ظهر مطيّةٍ ... أَتَت تتهادى من دمشق بِخَالِد) (وَكَيف يؤمُّ النَّاس من كَانَ أمُّه ... تدين بأنّ الله لَيْسَ بِوَاحِد) (بنى بيعَة فِيهَا الصَّليب لأمّه ... ويهدم من بغضٍ منار الْمَسَاجِد) ولجده صُحْبَة وروى خَالِد عَن أَبِيه وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَكَانَ خَطِيبًا بليغاً قَالَ ابْن معِين رجل سوء يَقع فِي عَليّ وَقَالَ على الْمِنْبَر إِنِّي لأطعم كل يومٍ سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألفا من الْأَعْرَاب من تمرٍ وَسَوِيق وَفِي سنَن أبي دَاوُد أَنه أَضْعَف صَاع الْعرَاق بجعله سِتَّة عشر رطلا

الوزير أبو زيد القرطبي

وَقيل أَنه قبل الْولَايَة كَانَ يعرف بالخرِّيت وَذكر لَهُ صَاحب الأغاني تَرْجَمَة قبيحة إِلَى الْغَايَة وَالظَّاهِر أَنه تحامل عَلَيْهِ فِيهَا 3 - (الْوَزير أَبُو زيد الْقُرْطُبِيّ) خَالِد بن شام أَبُو زيد الْقُرْطُبِيّ وزر قَلِيلا للمؤيّد بِاللَّه وَسمع الحَدِيث وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الحذّاء) خَالِد بن مهْرَان أَبُو الْمنَازل بالنُّون وَالزَّاي وَاللَّام الْبَصْرِيّ الحذّاء بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الذّال الْمُعْجَمَة أحد الْأَئِمَّة الثّقات رأى أنس بن مَالك وروى عَن أبي عُثْمَان النّهدي وَعبد الله بن شَقِيق وَعبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة وَعِكْرِمَة وَابْن سِيرِين وأخوته حَفْصَة وَأنس وَأبي الْعَالِيَة وثَّقه ابْن معِين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم يكن حذّاء بل كَانَ يجلس فِي سوقهم أَحْيَانًا وَكَانَ حَافِظًا مهيباً لَيْسَ لَهُ كتاب وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (خَالِد بن عقبَة الصَّحابيّ) خَالِد بن عقبَة بن أبي معيط بن أبي عَمْرو بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف الْقرشِي الْأمَوِي وَاسم أبي معيط أبان وَاسم أبي عَمْرو ذكْوَان كَانَ هُوَ وأخواه الْوَلِيد وَعمارَة من) مسلمة الْفَتْح قَالَ ابْن عبد البّر لَيست لَهُ رِوَايَة فِيمَا علمت وَلَا خبر

العامري الصحابي

نَادِر إِلَّا أَن لَهُ أخباراًفي يَوْم الدَّار مِنْهَا قَول أَزْهَر بن سيحان فِي خَالِد هَذَا مُعَارضا لَهُ فِي أبياتٍ قَالَهَا مِنْهَا من الطَّوِيل (يلومني أَن جلت فِي الدَّار حاسراً ... وَقد فرَّ مِنْهَا خَالِد وَهُوَ دارع) وَفِي الموطّأ لعبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أه كَانَ مَعَه عِنْد دَار خَالِد بن عقبَة الَّتِي فِي السُّوق حَدِيث لَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون وَاحِد قَالَ ابْن عبد البّر وخَالِد بن عقبَة إِلَيْهِ ينْسب المعيطويون الَّذين عندنَا بقرطبة وَأورد ابْن عبد البّر بعد ترجمتين خَالِد بن عقبَة جعله اسْما وترجمةً برأسها وَقَالَ جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إقرأ عليَّ الْقُرْآن فَقَرَأَ عَلَيْهِ إنَّ الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان إِلَى آخر الْآيَة فَقَالَ لَهُ أعد فَأَعَادَ فَقَالَ وَالله إِن لَهُ لحلاوةً وإنّ عَلَيْهِ لطلاوةً وإنّ أَسْفَله لمعرقٌ وإنَّ أَعْلَاهُ لمثمرٌ وَمَا يَقُول هَذَا بشرٌ ثمَّ قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر لَا أَدْرِي إِن كَانَ خَالِد بن عقبَة بن أبي معيط أَو غَيره وظني أَنه غَيره وَالله أعلم 3 - (العامريّ الصَّحابي) خَالِد بن هَوْذَة بن ربيعَة العامري ثمَّ القشيريّ وَفد هُوَ وَأَخُوهُ حَرْمَلَة بن هَوْذَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكتب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خُزَاعَة يبشِّرهم بإسلامهما ذكره ابْن الْكَلْبِيّ هما من المؤلَّفة قُلُوبهم وخَالِد هَذَا هُوَ وَالِد العدَّاء بن خَالِد الَّذِي ابْتَاعَ مِنْهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم العَبْد وَالْأمة وَكتب لَهُ الْعهْدَة قَالَ الأصمعيّ أسلم العدّاء وَأَبوهُ خَالِد وَكَانَا سِّيدي قومهما وَلَيْسَ خَالِد هَذَا من بني أنف النَّاقة الَّذين مدحهم الحطيئة أُولَئِكَ فِي بني تَمِيم وَلكنه يُقَال لجدّ خالدٍ هَذَا أنف النَّاقة 3 - (ابْن عبَادَة الْغِفَارِيّ الصَّحابيّ) خَالِد بن عبَادَة الْغِفَارِيّ هُوَ الَّذِي دلاَّه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعمامته فِي البشري يَوْم الْحُدَيْبِيَة فماج فِي الْبِئْر فَكثر المَاء حَتَّى رُوِيَ النَّاس وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أخرج سَهْما من كِنَانَته فَأمر بِهِ فَوضع فِي قعرها وَلَيْسَ فِيهَا مَاء فنبع المَاء فِيهَا وَكثر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من رجل ينزل من الْبِئْر فَنزل فِيهَا خَالِد هَذَا وَقيل بل نزل نَاجِية بن جُنْدُب الْأَسْلَمِيّ

النهشلي التميمي الصحابي

3 - (النهشليّ التّميمي الصَّحابيّ) خَالِد بن ربعي النّهشليّ التَّمِيمِي وَيُقَال خَالِد بن مَالك بن ربعي أحد الْوُفُود الْوُجُوه من بني) تَمِيم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ خَالِدا مقدما فِي رهطه وَكَانَ قد تنافر هُوَ والقعقاع بن معبد إِلَى ربيعَة بن حدار أخي أَسد بن خُزَيْمَة فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ لَهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد عرفتكما وَأَرَادَ أَن يسْتَعْمل أَحدهمَا على بني تَمِيم فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله اسْتعْمل فلَانا وَقَالَ عمر يَا رَسُول الله اسْتعْمل فلَانا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما إنَّكُمَا لَو اجتمعتما لأخذت برأيكما ولكنكما تختلفان عليّ أَحْيَانًا فَأنْزل الله تَعَالَى يَا أيُّها الَّذين آمنُوا لَا تقدَّموا بَين يَدي الله وَرَسُوله هَكَذَا فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَأما حَدِيث ابْن الزبير فَفِيهِ أَن الرجلَيْن اللَّذين جرت هَذِه الْقَضِيَّة فيهمَا بَين أبي بكر وَعمر هما الْقَعْقَاع بن معبد والأقرع بن حَابِس 3 - (الكلاعيّ الحمصيّ) خَالِد بن معدان بن أبي كرب أَبُو عبد الله الكلاعيّ الحمصيّ كَانَ يتَوَلَّى شرطة يزِيد بن مُعَاوِيَة وروى عَن أبي عُبَيْدَة ومعاذ وَعبادَة وَأبي الدَّرداء وَأبي هُرَيْرَة وَعبد الله بن عَمْرو ومعانية وَغَيرهم وَأدْركَ سبعين من الصَّحَابَة وَكَانَ من فُقَهَاء الشَّام بعد الصّحابة لَهُ علم وَعمل وَكَلَام فِي المواعظ وَذكر الْمَوْت وَكَانَ علمه فِي مصحف لَهُ أزرار وعرى وَكَانَ الأوزاعيّ يعظِّمه وَقَالَ أَنا لَهُ قَعْب وَقَالَ الْعجلِيّ تَابِعِيّ ثِقَة وروى لخالدٍ الْجَمَاعَة وَمَات وَهُوَ صَائِم سنة ثَلَاث أَو أَربع أَو خمس أَو سِتّ أَو ثَمَان وَمِائَة بأنطرطوس

الذهلي السدوسي

3 - (الذُّهليّ السَّدوسيّ) خَالِد بن المعمَّر بن سلمَان الذُّهليّ السَّدوسيّ رَأس بكر بن وَائِل شهد الْجمل وصفّين مَعَ عَليّ أَمِيرا وَهُوَ الَّذِي غدر بالْحسنِ وَبَايع مُعَاوِيَة فَقَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل (معاوي أمِّر خَالِد بن معمَّر ... معاوي لَوْلَا خَالِد لم تؤمَّر) وَقدم على مُعَاوِيَة فولاه أرمينية فوصل إِلَى نَصِيبين فَمَاتَ بهَا وَهُوَ الْقَائِل لمعاوية من الطَّوِيل (ودع عَنْك شَيخا قد مضى لسبيله ... على أيِّ حاليه مصيباً وخاطبا) (فإنَّك لَا تسطيع ردَّ الَّذِي مضى ... وَلَا دافعاً شَيْئا إِذا كَانَ جائيا) (وَكنت امْرَءًا تهوى الْعرَاق وَأَهله ... إِذا أَنْت حجازيٌ فَأَصْبَحت شاميا) 3 - (سيف الله المخزوميّ) ) خَالِد بن الْوَلِيد بن المُغيرة بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم بن يقظة بن مرّة أَبُو سُلَيْمَان القرشيّ المخزوميّ سيف الله أسلم فِي هدنة الحيبية طَوْعًا فِي صفر

سنة ثَمَان وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض مغازيه وَاسْتَعْملهُ أَبُو بكر الصّديق على قتال مُسَيْلمَة وَمن ارتدَّ من الْأَعْرَاب بِنَجْد فَفتح الله على يَدَيْهِ ثمَّ وَجهه إِلَى الْعرَاق ثمَّ إِلَى الشَّام وأمَّره على جَمِيع أُمَرَاء الشَّام إِلَى أَن ولي عمر فَعَزله وَهُوَ أحد الْأُمَرَاء الَّذين ولوا فتح دمشق وَأحد الْعشْرَة الَّذين انْتهى إِلَيْهِم الشّرف من قُرَيْش من عشرَة بطُون وَوَصله الْإِسْلَام كَانَ مُبَارَكًا مَيْمُون النقيبة هَاجر بعد الْحُدَيْبِيَة هُوَ وَعَمْرو ابْن الْعَاصِ وَعُثْمَان بن طَلْحَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رمتكم مَكَّة بأفلاذ كَبِدهَا وَلم يزل يوليه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخَيل وَيكون فِي مقدمه فِي مهاجرة الْعَرَب وَشهد فتح مَكَّة وَدخل الزبير بن العّوام فِي مُقَدّمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار من أَعلَى مَكَّة وخَالِد من أَسْفَلهَا وَأمه لبَابَة الصّغرى بنت الْحَارِث أم بني الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَقد جَاءَ أَنه شهد خَيْبَر وَكَانَت خَيْبَر أول سنة سبع وَقيل أسلم فِي صفر سنة ثَمَان وَقَالَ الواقديّ الثّبت عندنَا أَن خَالِدا لم يشْهد خَيْبَر وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّناد كَانَ خَالِد بن أبي الْوَلِيد يشبه عمر فِي خلقه وَصفته فَكلم عَلْقَمَة بن علاثة عمر بن الخطّاب فِي السِّحر وَهُوَ يَظُنّهُ خَالِد بن الْوَلِيد لشبهه بِهِ وَكَانَ أَخُوهُ الْوَلِيد بن الْوَلِيد دخل فِي الْإِسْلَام قبله وَدخل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عمْرَة القصبة وتغيَّب خَالِد فَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ إِنِّي لم أر أعجب من ذهَاب رَأْيك عَن الْإِسْلَام وعقلك عقلك وَمثل الْإِسْلَام جَهله أحد وَقد سَأَلَني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَي خَالِد فَقلت يَأْتِي الله بِهِ فَقَالَ مَا مثل خَالِد جهل الْإِسْلَام وَلَو كَانَ جعل يكاتبه وَحده مَعَ الْمُسلمين على الْمُشْركين لَكَانَ خيرا لَهُ ولقدّمناه على غَيره فاستدرك يَا أخي مَا فاتك مِنْهُ فقد فاتتك يَا أخي مَوَاطِن صَالِحَة فَوَقع الْإِسْلَام فِي قلب خَالِد فاتَّعد هُوَ وَعُثْمَان بن طَلْحَة باجح وسارا مِنْهَا فلقيهما عَمْرو بن الْعَاصِ فَمَضَوْا لِلْإِسْلَامِ وسرَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقدومهم وَقَالَ خَالِد مَا زَالَ يتبسَّم إليّ حَتَّى وقفت عَلَيْهِ وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي هداك قد كنت أرى لَك عقلا ورجوت أَن لَا يسلومك إِلَّا إِلَى خير قلت يَا رَسُول الله قد رَأَيْت مَا كنت أشهد من تِلْكَ المواطن عَلَيْك ومعانداً عَن الحقّ فَادع الله يغفرها فَقَالَ الْإِسْلَام يجبُّ مَا كَانَ قبله وَكَانَ خَالِد يَوْم حنين فِي مُقَدّمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بني) سليم وجرح فَأَتَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَمَا هزمت هوَازن فِي رَحْله فنفث على دراحه فَانْطَلق مِنْهَا وَبَعثه إِلَى العغميصاء وَكَانَ بهَا قوم فاستباحهم فادّعوا الْإِسْلَام فؤدّاهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ حضر مُؤْتَة فَلَمَّا قتل الْأُمَرَاء الثَّلَاثَة مَال الْمُسلمُونَ إِلَى خَالِد فانحاز بهم وَبَعثه إِلَى العزَّى فأبادها وَبَعثه إِلَى دومة الجندل فسبا من سبا وصالحهم وَبَعثه إِلَى بلحارث بن كَعْب إِلَى نَجْرَان أَمِيرا وداعياً إِلَى الله وَحلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه فِي حجَّة الْوَدَاع فَأعْطَاهُ ناصيته

وَكَانَت فِي مقدم قلنسوته فَكَانَ لَا يلقى أحدا إِلَّا هَزَمه الله تَعَالَى وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ هَذَا سيف من سيوفك فانتقم بِهِ وَفِي رِوَايَة نعم عبد الله وأخو الْعَشِيرَة وَسيف من سيوف الله سَله الله على الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَكَانَ عمر يكلم أَبَا بكر فِي عزل خَالِد لما حرّق المرتدِّين وَقيل يَوْم مَالك بن نُوَيْرَة وَشهد قوم من السَّرية أَنهم كَانُوا أذَّنوا وصلّوا فَقَالَ عمر إِن فِي سَيْفه رهقاً فَقَالَ أَبُو بكر لَا أَشْيَم سَيْفا سلَّه الله تَعَالَى على الْكفَّار حَتَّى يكون الله يشيمه وَقَالَ خَالِد لقد قَاتَلت يَوْم مُؤْتَة فاندقَّ فِي يَدي تِسْعَة أسياف فَصَبَرت فِي يَدي صحيفَة لي يَمَانِية وَقَاتل يَوْم اليرموك قتالاً شَدِيدا قتل أحد عشر قَتِيلا مِنْهُم بطريقان وَكَانَ يرتجز وَيَقُول (أضربهم بصارمٍ مهنَّد ... ضرب صَلِيب الدّين هادٍ مهتد) وَكَانَ عمر يَقُول لإن صيَّر الله هَذَا الْأَمر لأعزلنَّ المثنَّى بن خَارِجَة عَن الْعرَاق وخَالِد بن الْوَلِيد عَن الشَّام حَتَّى يعلمَا أنَّما نصر الله دينه لَيْسَ إيَّاهُمَا نصر وَلما ولي عمر قَالَ مَا صدقت الله إِن كنت أَشرت على أبي بكر بأمرٍ فَلم أنفذه فَعَزله وولَّى أَمِين الْأمة أَبَا عُبَيْدَة بن الجرّاح وَصَارَ خَالِد أَمِيرا من جِهَته فَلَمَّا أجَاز الْأَشْعَث بِعشْرَة آلَاف فَكتب عمر إِلَى أبي عُبَيْدَة أَن يُقيم خَالِدا ويعقله بعمامته وَينْزع عَنهُ قلنسوته ويعزله على كل حَال ويقاسمه مَاله فَفعل ذَلِك وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يُكرمهُ ويفخِّمه ثمَّ كتب عمر إِلَى خَالِد يَأْمُرهُ بالإقبال إِلَيْهِ فَقدم على عمر فَشَكَاهُ وَقَالَ لقد شكوتكم إِلَى الْمُسلمين تالله إِنَّك فِي أَمْرِي غير مُجمل يَا عمر وَاعْتذر عَن المَال الَّذِي فرقه بِأَنَّهُ من مَاله فَقَالَ عمر وَالله إنّك عليَّ لكريم وَإنَّك إليَّ لحبيب وَلنْ تعاتبني بعد الْيَوْم على شَيْء وَاعْتذر عمر إِلَى النَّاس من أَجله ثمَّ كَانَ عمر يذكرهُ ويترحّم عَلَيْهِ ويتندَّم على مَا كَانَ صنع بِهِ وَيَقُول سيف من سيوف الله تَعَالَى وَقيل أَن خَالِدا لما قدم على عمر قَالَ متمثلاً من الطَّوِيل) (صنعت فَلم يصنع كصنعك صانعٌ ... وَمَا يصنع الأقوام فَالله أصنع) كتب عمر إِلَى الْأَمْصَار إِنِّي لم أعزل خَالِدا عَن سخطةٍ وَلَا خِيَانَة ولكنَّ النَّاس فتنُوا بِهِ فَخَشِيت أَن يوكّلوا إِلَيْهِ فَأَحْبَبْت أَن يعلمُوا أَن الله هُوَ الصّانع وَأَن لايكونوا بِعرْض فتْنَة عَن ابْن الضحَّاك أَن عمر بن الخطّاب كَانَ أشبه النَّاس بِخَالِد بن الْوَلِيد فَخرج عمر سحرًا فَلَقِيَهُ شيخ فَقَالَ مرْحَبًا بك يَا أَبَا سُلَيْمَان فَنظر إِلَيْهِ عمر فَإِذا هُوَ عَلْقَمَة بن علاثة فردّ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَة أعزلك عمر بن الخطّاب فَقَالَ لَهُ عمر نعم فَقَالَ مَا يشْبع لَا أشْبع الله بَطْنه فَقَالَ لَهُ عمر فَمَا عنْدك قَالَ مَا عِنْدِي إِلَّا السّمع والطّاعة فَلَمَّا أصبح دَعَا بخالدٍ وحضره عَلْقَمَة بن علاثة فَأقبل على خالدٍ فَقَالَ لَهُ مَاذَا قَالَ لَك عَلْقَمَة فَقَالَ مَا قَالَ لي شَيْئا فَقَالَ أصدقني فَحلف خَالِد بِاللَّه مَا لَقيته وَلَا قَالَ لَهُ شَيْئا فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَة حلا أَبَا سُلَيْمَان فَتَبَسَّمَ عمر فَعلم

المخزومي

خَالِد أَن عَلْقَمَة قد غلط فَنظر إِلَيْهِ فَفطن عَلْقَمَة فَقَالَ قد كَانَ ذَلِك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَاعْفُ عني عَفا الله عَنْك فَضَحِك عمر وَأخْبرهُ الْخَبَر وَلما حضرت خَالِدا الْوَفَاة بَكَى وَقَالَ لقد لقِيت كَذَا وَكَذَا زحفاً وَمَا فِي جَسَدِي شبر إِلَّا وَفِيه ضَرْبَة بِسيف أَو رمية بِسَهْم أَو طعنة بِرُمْح وهأنذا أَمُوت على فِرَاشِي حتف أنفي كَمَا يَمُوت العير فَلَا نَامَتْ عين الْجُبَنَاء وَلما مَاتَ لم تبقى امْرَأَة من بني الْمُغيرَة إِلَّا وضعت لمَّتها على قَبره أَي حلقت شعر رَأسهَا وَكَانَ مَوته سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بحمص وَأوصى إِلَى عمر وَجعل خيله وسلاحه فِي سَبِيل الله فَلَمَّا بلغ مَوته عمر اسْترْجع ونكس وَأكْثر التَّرحم عَلَيْهِ وَقَالَ قد ثلم فِي الْإِسْلَام ثلمة لَا ترتق 3 - (المَخْزُومِي) خَالِد بن المُهَاجر بن خَالِد بن الْوَلِيد بن المُغيرة بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم وَهُوَ حفيد خَالِد بن الْوَلِيد المَخْزُومِي حدَّث عَن عمر بن الخطّاب وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهري وَغَيره وَقد دمشق بعد وَفَاة عَمه عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد فَضَربهُ مُعَاوِيَة أسواطاً وحبسه وأغرمه ديتين ألفي دِينَار فَألْقى ألفا فِي بَيت المَال وَأعْطى وَرَثَة ابْن أَثَال ألفا وَلم يزل ذَلِك يجْرِي فِي دِيَة الْمعَاهد حَتَّى ولي عمر بن عبد الْعَزِيز فَأبْطل الَّذِي يَأْخُذهُ السُّلْطَان لنَفسِهِ وَبَقِي الَّذِي يدْخل بَيت المَال وَلم يخرج خَالِد من الْحَبْس حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَة وَكَانَ شَاعِرًا وَلذَلِك يَقُول مَا انْصَرف من دمشق إِلَى الْمَدِينَة وَقد قتل الْيَهُودِيّ الطَّبِيب ابْن أَثَال لِأَنَّهُ كَانَ قد سقى عَمه عبد الرَّحْمَن وَسَيَأْتِي ذكره سمّاً فَقتله يُخَاطب عُرْوَة بن) الزبير من الطَّوِيل (قضى لِابْنِ سيف الله بالحقِّ سَيْفه ... وعرِّي من حمل الرُّحول رواحله) (سل ابْن أَثَال هَل ثأرت ابْن خالدٍ ... وَهَذَا ابْن حرموزٍ فَهَل أَنْت قَاتله) وَقَالَ الزبير بن بكارٍ وَقد انقرض ولد خَالِد بن الْوَلِيد وَلم يبْق مِنْهُم أحد وَكَانَ وَفَاة خَالِد هَذَا فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ مُسلم 3 - (المحزوميّ) خَالِد بن هِشَام بن إِسْمَاعِيل بن هِشَام بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة القرشيّ المخزوميّ ابْن أبي أخي خَالِد بن الْوَلِيد وَأَبوهُ أول من أحدث الدراسة بِجَامِع دمشق وَفد خَالِد على الْوَلِيد بن عبد الْملك فسابق الْوَلِيد بَين الْخَيل وَكَانَ يجزع إِذا سبق فجَاء فرس خَالِد

ابن يزيد بن معاوية

سَابِقًا فَقَالَ الْوَلِيد لمن هَذَا الْفرس فَقَالَ خَالِد هَذَا فرس أَمِير الْمُؤمنِينَ الَّتِي أهديت لَهُ البارحة فَقَالَ وصل الله رَحِمك وَقد قبلنَا هديتك وسوَّغناك سَبَقَك وعوَّضناك مِنْهُ ألف دِينَار ثمَّ قَتله مَرْوَان بن مُحَمَّد فِي خِلَافَته لِأَنَّهُ قَاتله 3 - (ابْن يزِيد بن مُعَاوِيَة) خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان أَبُو هَاشم القرشيّ الأمويّ كَانَ من أعلم قُرَيْش بفنون الْعلم وَله كَلَام فِي صناعَة الكيمياء والطّبّ كَانَ بَصيرًا بِهَذَيْنِ العلمين متقناً لَهما وَله رسائل دَالَّة على مَعْرفَته وبراعته وَأخذ الكيمياء عَن مريانس الراهب الرّوميّ وَله فِيهَا ثَلَاث رسائل تَضَمَّنت إِحْدَاهَا مَا جرى لَهُ مَعَ مريانس وَصُورَة تعلُّمه مِنْهُ والرموز الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا وَله فِيهَا أشعار كَثِيرَة مطولات ومقاطيع وَله فِي غير ذَلِك أشعار مِنْهَا من الطَّوِيل (تجول خلاخيل النِّساء وَلَا أرى ... لرملة خلخالاً يجول وَلَا قبا) (أحبُّ بني العوَّام من أجل حبِّها ... وَمن أجلهَا أَحْبَبْت أخوالها كَلْبا) وَهِي طَوِيلَة وَله قصَّة مَشْهُورَة مَعَ عبد الْملك بن مَرْوَان وَكَانَ لَهُ أخر يسمَّى عبد الله فَجَاءَهُ يَوْمًا وَقَالَ إِن الْوَلِيد بن عبد الْملك يعبث بِي ويحتقرني فَدخل خَالِد على عبد الْملك والوليد عِنْده فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الْوَلِيد احتقر ابْن عَمه عبد الله واستصغره وَعبد الْملك مطرق فَرفع رَأسه وَقَالَ إنَّ الْمُلُوك إِذا دخلُوا قَرْيَة أفسدوها وَجعلُوا أعزة أَهلهَا أذَّلةً فَقَالَ خَالِد وَإِذا أردنَا أَن نهلك قَرْيَة أمرنَا متر فِيهَا ففسقوا فِيهَا فحقَّ عَلَيْهَا القَوْل

فدمَّرناها تدميرا) فَقَالَ عبد الْملك أَفِي عبد الله تكلمني وَالله لقد دخل عليَّ فَمَا أَقَامَ لِسَانه لحناً فَقَالَ خَالِد أفعلى الْوَلِيد يعوَّل فَقَالَ عبد الْملك إِن كَانَ الْوَلِيد يلحن فَإِن أَخَاهُ سُلَيْمَان فَقَالَ خَالِد وَإِن كَانَ عبد الله يلحن فَإِن أَخَاهُ خَالِد فَقَالَ الْوَلِيد أسكت يَا خَالِد فوَاللَّه مَا تعدّ فِي العير وَلَا فِي النفير فَقَالَ خَالِد اسْمَع يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ أقبل على الْوَلِيد وَقَالَ وَيحك وَمن العير والنفير غَيْرِي أَبُو سُفْيَان صَاحب العير جدي وَعتبَة صَاحب النفير جدي وَلَكِن لَو قلت غنيمات وحبيلات والطائف ورحم الله عُثْمَان لقلنا صدقت قالشمس الدّين ابْن خلكان وَالْعير عير قُرَيْش الَّتِي أقبل بهَا أَبُو سُفْيَان من الشَّام فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهَا هُوَ وَالصَّحَابَة ليغنموها فَبلغ الْخَبَر أهل مَكَّة فَخَرجُوا ليدفعوا عَن العير وَكَانَ المقدَّم على الْقَوْم عتبَة بن ربيعَة فَلَمَّا وصلوا إِلَى الْمُسلمين كَانَت وقْعَة بدر وكل وَاحِد من أبي سُفْيَان وَعتبَة جد خَالِد أما أَبُو سُفْيَان فَمن جِهَة أَبِيه وَأما عتبَة فَلِأَن ابْنَته هِنْد هِيَ أم مُعَاوِيَة جد خَالِد وَقَوله غنيمات وحبيلات إِشَارَة إِلَى أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما نفى الحكم بن أبي الْعَاصِ إِلَى الطَّائِف وَهُوَ جد عبد الْملك كَانَ يرْعَى الْغنم ويأوي إِلَى حبيلة وَهِي الكرمة وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى ولي عُثْمَان الْخلَافَة فَرده وَكَانَ الحكم عَمه وَيُقَال أَن عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أذن لَهُ فِي رده إِن أفْضى الْأَمر إِلَيْهِ قَالَ الزبير بن بكار كَانَ خَالِد وأخواه عبد الله وَعبد الرَّحْمَن من صالحي الْقَوْم جَاءَهُ رجل فَقَالَ لَهُ قد قلت فِيك بَيْتَيْنِ قَالَ فأنشدهما قَالَ على حكمي قَالَ نعم فأنشده من الطَّوِيل (سَأَلت النَّدى والجود حران أَنْتُمَا ... فَقَالَا جَمِيعًا إنّنا لِعبيد) (فَقلت فَمن مولاكما فتطاولا ... عليَّ وَقَالا خَالِد بن يزِيد) فَأعْطَاهُ مائَة ألف دِرْهَم وروى خَالِد عَن أَبِيه وَعَن دحْيَة الْكَلْبِيّ وروى الزُّهْرِيّ عَنهُ ورجاء بن حَيْوَة والعباسبن عبد الله بن عباسٍ وَغَيرهم وروى لَهُ أَبُو دَاوُد قَالَ شهَاب الدّين أَبُو شامة كَانَ يتعصّب لأخوال أَبِيه كلبٍ يعينهم على قيس فِي حربٍ كَانَت بَين قيس عيلان وكلب وَقَالَ الزبير بن بكار فولد يزيدبن مُعَاوِيَة مُعَاوِيَة وخالداً وَأَبا سُفْيَان وأمهم أم هَاشم بنت هَاشم بن عتبَة بن ربيعَة يَعْنِي ابْنة خَالَة أَبِيه وَقَالَ عمِّي مُصعب زَعَمُوا انه هُوَ الَّذِي وضع ذكر السفياني وكثَّره وَأَرَادَ أَن يكون للنَّاس فيهم مطمع حِين غَلبه مَرْوَان بن الحكم على الْملك وتزوَّج أمه أم هَاشم وَكَانَت أمه تكنى بِهِ وَقَالَ مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ كَانَ يُقَال أَنه أصَاب) علم الكيمياء قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا لم يَصح وداره بِدِمَشْق دَار الْحِجَارَة بَاب الدّرج شَرْقي الْمَسْجِد وَكَانَ أَخَوَاهُ مُعَاوِيَة وَعبد الرَّحْمَن وَهُوَ من صالحي الْقَوْم وَكَانَ خَالِد يَصُوم الأعياد كلهَا الْجُمُعَة والسبت والأحد وَكَانَ يُقَال ثَلَاثَة أَبْيَات من قُرَيْش توالت خَمْسَة خَمْسَة فِي الشّرف كل مِنْهُم أشرف أهل زَمَانه خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان بن حَرْب وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام بن الْمُغيرَة وَعَمْرو بن عبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة

العذري الصحابي

بن خلف وَتُوفِّي خَالِد سنة تسعين أَو مادونها فشهده الْوَلِيد بن عبد الْملك وَهُوَ خَليفَة وَصلى عَلَيْهِ وَقَالَ ليق بَنو أُميَّة الأردية على خالدٍ فَلَنْ يتحسروا على مثله جرى بَين خَالِد وَبَين مَرْوَان بن الحكم كلاهم فَقَالَ لمروان أَيْن أَنْت مني قَالَ بَين رجْلي أمك الرّطبَة فَدخل على أمه فَاخِتَة بنت ابي هَاشم بن عتبَة بن ربيعَة بن عبد شمس فَقَالَ هَذَا عَمَلك بِي وَالله لأقتلنَّك أَو لأقتلنَّ نَفسِي قَالَ لي مَرْوَان كَذَا قَالَت أما وَالله لَا يَقُولهَا لَك ثَانِيَة فَلَمَّا نَام مَرْوَان أَلْقَت على وَجهه وسَادَة وَجَلَست عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ وَعلم عبد الْملك خَبَرهَا فهمَّ بقتلها فَقيل لَهُ أما إِنَّه شَرّ عَلَيْك أَن يعلم النَّاس أَن أَبَاك قتلته امْرَأَة فكلَّ عَنْهَا وَحضر خَالِد مَعَ مَرْوَان فأبلى بلَاء حسنا حَتَّى أَن كلى فِي أهل الْحجاز فَقَالَ رجل مِنْهُم من الرجز (هَا إنَّ همَّ خالدٍ مَا همَّه ... أَن سلب الْملك ونيكت أمّه) فَجعل فتيَان مِنْهُم يرتجزون بهَا فَلم يخرج خَالِد لِلْقِتَالِ بعد ذَلِك وَكَانَ خَالِد شرِيف المناكح تزوّج أم كُلْثُوم بنت عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب وآمنة بنت سعيد بن الْعَاصِ ورملة بنت الزبير بن العوَّام 3 - (العذريّ الصَّحابيّ) خَالِد بن عرفطة العذريّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة توفّي فِي حُدُود السِّتين من الْهِجْرَة وروى لَهُ التّرمذي والنَّسائي لما سلم الْأَمر الْحسن بن عَليّ إِلَى مُعَاوِيَة خرج عَلَيْهِ عبد الله بن أبي الحوساء وَقيل ابْن أبي الحمساء بِالْمِيم بالنّخيلة فَبعث إِلَيْهِ الْحسن خَالِد بن عرفطة فِي جمع من أهل الْكُوفَة فَقتل ابْن أبي الحوساء فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فِيمَا ذكره أَبُو عُبَيْدَة والمدائني 3 - (ابْن عُمَيْر الْبَصْرِيّ) خَالِد بن عُمَيْر الْبَصْرِيّ روى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين) لِلْهِجْرَةِ

التجيبي قاضي إفريقية

3 - (التُّجيبي قَاضِي إفريقية) خَالِد بن أبي عمرَان التُّجيبي قَاضِي إفريقية روى عَن حَنش الصّنعاني ووهب ابْن منبّه وَعُرْوَة بن الزبير وَسليمَان بن يسَار وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَكَانَ مجاب الدعْوَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة 3 - (الفأفاء المَخْزُومِي) خَالِد بن سَلمَة المَخْزُومِي الْكُوفِي الفأفاء أحد الْأَشْرَاف روى عَن الشّعبِيّ وَعبد الله الْبَهِي وسعي دبن المسيِّب ومُوسَى بن طَلْحَة وَأبي بردة بن أبي مُوسَى وَجَمَاعَة وَهُوَ قَلِيل الحَدِيث يكون لَهُ عشرَة أَحَادِيث وثَّقه غير واحدٍ وَهُوَ ابْن عَم عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي المكَّي كَانَ مِمَّن قَامَ وَقعد فِي قتال بني الْعَبَّاس لما ظَهَرُوا ونادى مناديهم خَالِد بن سَلمَة آمن فَخرج فَقَتَلُوهُ غدراً سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (الْقَطوَانِي) خَالِد بن مخلد قطوان مَوضِع بِالْكُوفَةِ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالْبَاقُونَ سوى أبي دَاوُد عَن رجلٍ عَنهُ وَقَالَ أَبُو دَاوُد صَدُوق لكنه يتشيع توفّي بِالْكُوفَةِ سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ

الإيلي

3 - (الإيليّ) خَالِد بن نزار الإيلي كَانَ ثِقَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد النَّسائي وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (المهلَّبي) خَالِد بن خدّاش بن عجلَان المهلبيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ نزل بَغْدَاد وروى عَنهُ مُسلم وروى النَّسائي عَنهُ بِوَاسِطَة قَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره صَدُوق توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الإسْكَنْدراني الْمصْرِيّ) خَالِد بن يزِيد أَبُو الرَّحِيم الإسكندرانيّ الْمصْرِيّ الْفَقِيه توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 3 - (خَالِد الْمهْدي) خَالِد بن يزِيد الْمهْدي توفّي بالثَّغر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة) 3 - (الدِّمَشْقِي وَالِد عرَاك) خَالِد بن يزِيد الدِّمَشْقِي وَالِد عرَاك المقرىء توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة

الشيباني

3 - (الشِّيبانيّ) خَالِد بن يزِيد بن مزِيد أَبُو يزِيد الشِّيباني الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ الْأَمِير وخَالِد هَذَا من بَيت إمرةٍ ووجاهة وشجاعة وكرم ورئاسة وَقد تقدم ذكر أَخِيه مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكر أَبِيه يزِيد فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى كَانَ خَالِد قد تولّى الْموصل من جِهَة الْمَأْمُون فوصل إِلَيْهَا وَفِي صحبته أَبُو الشّمقيق الشّاعر فَلَمَّا دخل الْموصل نشب اللِّوَاء الَّذِي لَهُ فِي سقف بِالْمَدِينَةِ فاندقَّ فتطيَّر خَالِد من ذَلِك فأنشده ارتجالاً من الْكَامِل (مَا كَانَ مندقّ اللّواء لريبةٍ ... تخشى وَلَا سوء يكون معجَّلا) (لكنَّ هَذَا الرمْح اضعف مَتنه ... صغر الْولَايَة فاستقلَّ الْموصل) فَبلغ الْمَأْمُون مَا جرى فَكتب إِلَى يزِيد قد زِدْنَا فِي ولايتك بِلَاد ربيعَة كلهَا لكَون رمحك استقلَّ الْموصل ففرح بذلك وأضعف جَائِزَة أبي الشَّمقمق وَلما اخْتَلَّ أَمر أرمينية فِي أَيَّام الواثق جهَّز إِلَيْهَا خَالِد بن يزِيد فِي جَيش عَظِيم فاعتل فِي الطَّرِيق وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن بِمَدِينَة قبل أرمينية وَمن شعره من الطَّوِيل (وقائلةٍ حزنا عليَّ مَعَ الرَّدى ... وَقد قلت هَاتِي ناوليني سلاحيا) (لَك الْخَيْر لَا تعجل إِلَى قتل معشرٍ ... فريداً وحيداً وابغ نَفسك ثَانِيًا) (فَقلت أخي سَيفي ورمحي ناصري ... ودرعي لي حصنٌ ومهري بِلَا عَنَّا) (ستتلف نَفسِي أَو سأبلغ همَّتي ... فأغني وأقني من أردْت بماليا) (وتقصر يمنى من أَرَادَ بِي الرّدى ... إِذا أَوْمَأت يَوْمًا إِلَيْهِ شماليا) (فَلَا الْفقر أضناني وَلَا الْبُخْل عاقني ... ولكنَّ مَالِي ضَاقَ بِي عَن فعاليا)

المصري

3 - (الْمصْرِيّ) خَالِد بن يزِيد الْمصْرِيّ الْفَقِيه وثَّقه النَّسائي وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (الْكَاتِب) خَالِد بن يزِيد أَبُو الْهَيْثَم الْكَاتِب البغداديّ أَصله من خُرَاسَان وَكَانَ أحد كتَّاب الْجَيْش ولاَّه ابْن) الزَّيات الْإِعْطَاء بِبَعْض الثُّغور فَخرج فَسمع فِي طَرِيقه منشداً ينشد من الْبَسِيط (من كَانَ ذَا شجنٍ بِالشَّام يَطْلُبهُ ... فَفِي سوى الشّام أَمْسَى الْأَهْل والوطن) فَبكى حَتَّى سقط على وَجهه مغشياً عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق وَاخْتَلَطَ واتصل بِهِ ذَلِك إِلَى الوسواس وَبَطل وَكَانَ مغرماً بالصّبيان المرد وَينْفق عَلَيْهِم كل مَا يفِيدهُ فَهَوِيَ غُلَاما يُقَال لَهُ عبد الْحق وَكَانَ أَبُو تَمام الطَّائِي يهواه فَقَالَ فِيهِ خَالِد من مخلع الْبَسِيط (قضيب بانٍ جناه ورد ... تحمله جنَّة وَورد) (لم أثن طرفِي إِلَيْهِ إلاّ ... مَاتَ عزاءٌ وعاش وجد) (ملِّك طوع النّفوس حَتَّى ... علَّمه الدَّهر كَيفَ يَبْدُو) وَاجْتمعَ الصَّدُّ فِيهِ حَتَّى لَيْسَ لخلقٍ سواهُ صدُّ فَبلغ ذَلِك أَبَا تَمام فَقَالَ أبياتاً مِنْهَا من السَّرِيع (شعرك هَذَا كلُّه مفرط ... من برده يَا خَالِد الْبَارِد) فعلقها الصّبيان وَمَا زَالُوا يصيحون بِهِ يَا خَالِد الْبَارِد حَتَّى وسوس وهجاه أَبُو تَمام فَقَالَ من الْبَسِيط (يَا معشر المرد إِنِّي ناصحٌ لكم ... والمرء فِي القَوْل بَين الصّدق وَالْكذب) (لَا ينكحنَّ حبيبٌ مِنْكُم أحدا ... فدَاء وجعائه أعدى من الجرب) (لَا تأمنوا أَن تحولوا بعد ثالثةٍ ... فتركبوا عمدا لَيست من الْخشب)

وَمن شعر خَالِد الْكَاتِب من المتقارب (تملَّكت يَا مهجتي مهجتي ... وأسهرت يَا ناظري ناظري) (وَمَا كَانَ ذَا أملي يَا ملول ... وَلَا خطر الهجر فِي خاطري) (وفيك تعلّمت نظم القريض ... فلقَّبني النّاس بالشّاعر) وَمن شعره من الرمل (عش فحِّبيك سَرِيعا قاتلي ... والهوى إِن لم تصلني واصلي) (ظفر الشَّوق بقلبٍ دنفٍ ... فِيك والسُّقم بجسمٍ ناحل) (فهما بَين الثِّياب وطنّي ... تركاني كالقضيب الذابل) (وَبكى العاذل لي من رحمةٍ ... فبكائي لبكاء العاذل) ) وَمِنْه من المتقارب (رقدت وَلم تَرث للساهر ... وليل المحبِّ بِلَا آخر) وَلم تدر بعد ذهَاب الرقاد مَا فعل الدَّمع بالناظر وَتُوفِّي خَالِد فِي حُدُود السّبْعين والمائتين قَالَ بَعضهم رَأَيْت خَالِدا وَقد كبر ورقَّ عظمه وَهُوَ رَاكب قَصَبَة والصّبيان حوله فَقلت لَهُ يَا أستاذ مَا الَّذِي أصار بك إِلَى هَذَا فَقَالَ من المقتضب المجزوء (الهموم والسَّهر ... والسُّهاد والفكر) (سلِّطت على جسدٍ ... فيّ للهوى أثر) (لَا وَمن كلفت بِهِ ... مَا يُطيق ذَا بشر) فَقلت لَهُ يَا أستاذ أُرِيد أَن تنشدني أرقَّ مَا تعرف فَقَالَ اكْتُبْ من السَّرِيع (رقَّ فَلَو مرَّت بِهِ نملةٌ ... أرجلها منعلةٌ بالحرير) (لأثَّرت فِيهِ كَمَا أثَّرت ... سحابةٌ فِي يَوْم دجنٍ مطير) فَقلت يَا أستاذ أُرِيد أرقَّ من هَذَا فَقَالَ أكتب من السَّرِيع (أضمر أَن أضمر حبِّي لَهُ ... فيشتكي إِضْمَار إضماري) (رقَّ فَلَو مرَّت بِهِ نملةٌ ... لخضَّبته بدمٍ جَار) فَقلت يَا أستاذ أُرِيد أرقَّ من هَذَا فَقَالَ اكْتُبْ من المنسرح (صافحته فشتكت أنامله ... وَكَاد يبْقى بنانه بيَدي) (وَكنت إِذْ صافحت يَدَاهُ يَدي ... كأنَّني قابضٌ على الْبرد)

موفق الدين القيسراني

(لَو لحظته الْعُيُون مدمنةً ... لذاب من رقَّةٍ فَلم يجد) فَقلت يَا أستاذ أُرِيد أرقَّ من هَذَا فَقَالَ اكْتُبْ من السَّرِيع (رقَّته مَا مثلهَا رقَّة ... فَإِن جَفا فالويل من صدِّه) (قدرَة عَيْنَيْهِ على مهجتي ... كقدرة الْمولى على عَبده) (قد جال مَاء الْحسن فِي خدَّه ... وضجَّت الأغصان من قدّه) فَقلت يَا أستاذ أُرِيد أرقَّ من هَذَا قَالَ اكْتُبْ من الطَّوِيل (توهَّمه طرفِي فَأصْبح خدُّه ... وَفِيه مَكَان الْوَهم من نَظَرِي أثر) ) (وَصَافحهُ كفي فآلم كفَّه ... فَمن غمز كفّي فِي أنامله عقر) (ومرَّ بفكري خاطراً فجرحته ... وَلم أر جسماً قطُّ يجرحه الْفِكر) فَقلت يَا أستاذ أُرِيد أرق من هَذَا فَقَالَ أكتب من الطَّوِيل (تكوَّن من نور الْإِلَه بِلَا مسِّ ... بقول عزيزٍ كن من الرّوح بالقدس) (فلمّا رَأَتْهُ الشَّمْس أخمد نورها ... وَقَالَت لَهُ بِاللَّه أَنْت من الْإِنْس) (وَقَالَ لَهَا إِنِّي أظنُّك ضرَّتي ... وخمَّس بالكفِّ الْمليح على الشَّمْس) فَقلت يَا أستاذ أُرِيد أرقَّ من هَذَا فَقَالَ قد تقدّمت إِلَى الْمنزل عَسى أَن يصلحوا لي عدساً بسلق وَأَنا أَلْقَاك غَدا بِشَيْء رَقِيق وَتَرَكَنِي وَانْصَرف وَقد تقدَّمت هَذِه الْحِكَايَة فِي تَرْجَمَة بهْلُول وَهِي أخصر من هَذَا 3 - (موفّق الدّين القيسرانيّ) خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر بن صَغِير الرئيس موفق الدّين أَبُو الْبَقَاء الْكَاتِب البارع المَخْزُومِي الخالدي الْحلَبِي ابْن القيسراني وَزِير السُّلْطَان نور الدّين مَحْمُود بن زنكي كَانَ صَدرا نبيلاً وافر الْجَلالَة بارع الْكِتَابَة كتب المحقَّق وتفرّد بِهِ فِي زَمَانه سمع من عبد الله بن رِفَاعَة والسِّلفي وَسمع بِدِمَشْق من ابْن عَسَاكِر وحدّث بحلب وروى عَنهُ الموفّق بن يعِيش النحويّ وَغَيره وَتُوفِّي بحلب فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وحمس مائَة وَهُوَ أصل سَعَادَة بني القيسراني وَمِنْه تفرع الْبَيْت يُقَال أَن وَالِده مهذب الدّين بن القيسراني الشَّاعِر الْمُقدم

الزين خالد

ذكره فِي المحمدين كَانَ قد عمل لَهُ مولداً رصدياً وَرَأى فِيهِ لخَالِد هَذَا سَعَادَة فَكَانَ يَقُول أَبْطَأت عليَّ سادة خَالِد وَمَات وَلم يرهَا فاتفق أَن نور الدّين الشَّهِيد أَرَادَ كِتَابَة ربعه محقّقاً فوصف لَهُ فأخضره فَكتب بَين يَدَيْهِ فأعجبه فأحضر لَهُ الْوَرق والحبر والأقلام وأفرد لَهُ مَكَانا يكْتب فِيهِ فَأَقَامَ عِنْده سنة إِلَى أَن فرغت وَلم يقل للسُّلْطَان لَا أَهلِي وَلَا وَلَدي إِلَى أَن فرغت الربعة فَانْصَرف إِلَى دَاره فَوجدَ الخدم على بَابهَا ودخلها فَوجدَ الْبَيْت وَفِيه كل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وعَلى أَهله كسْوَة وبزة فاخرة فَسَأَلَ عَن ذَلِك فَقَالُوا يَوْمًا طلبت إِلَى السُّلْطَان جاءتنا هَذِه الخدم والجواري والقماش ورتِّب لنا مَا نحتاج إِلَيْهِ من اللّحم وَالْخبْز والأدم وَغير ذَلِك ثمَّ تقلَّب الزَّمَان فَجعله السُّلْطَان مُسْتَوْفيا ثمَّ إِنَّه جعله يكْتب لَهُ الْإِنْشَاء والرسالة الذّهبية الَّتِي للْقَاضِي الْفَاضِل كتبهَا لموفق الدّين هَذَا وَقد وقف لَهُ على خطّ بسطور ذهب وَهِي) مَشْهُورَة وسوف يَأْتِي شَيْء مِنْهَا فِي تَرْجَمَة القَاضِي الْفَاضِل وتقدّم عِنْد نور الدّين إِلَى أَن سيّره إِلَى مصر ليسترفع الْحساب من صَلَاح الدّين بن أَيُّوب فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أقبل عَلَيْهِ إقبالاً عَظِيما وتلقَّاه أكْرم تلقٍّ وَبَالغ فِي تَعْظِيمه ثمَّ قَالَ لَهُ السّمع وَالطَّاعَة الْحساب وَالْمَال حاصلان وَلَكِن توجه إِلَى إسكندرية واسترفع حِسَابهَا وخراجها وعد تَجِد الَّذِي هُنَا حَاصِلا فَلَمَّا توجَّه وَعَاد جَاءَ الْبر بوفاة نور الدّين فَلَمَّا ول موفق الدّين إِلَى السُّلْطَان صَلَاح الدّين لمير نه ذَلِك الاحتفال فَقَالَ لَهُ يَا خوند أحسن الله عزاك فِي مخدوم الْمَمْلُوك فَقَالَ لَهُ صَلَاح الدّين من أعلمك بذلك قَالَ لَهُ أَنْت لِأَنَّك عاملتين تِلْكَ الْمرة باحتفال لم أره الْآن فَسَأَلَهُ الْإِقَامَة عِنْد فَأبى وَقَالَ مَا أخرج عَن أَوْلَاد أستاذي 3 - (الزّين خَالِد) خَالِد بن يُوسُف بن سعد بن الْحسن بن مفرِّج بن بكّار الْحَافِظ الْمُفِيد زين الدّين أَبُو الْبَقَاء النّابلسيّ ثمَّ الدِّمشقي ولد بنابلس سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة وَقدم دمشق وَنَشَأ بهَا وَسمع من الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَمُحَمّد بن الْخَطِيب وبن طبرزد وحنبل وَطَائِفَة وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن شنيف وَابْن الْأَخْضَر وَابْن مينا وَكتب وحصّل الْأُصُول النفيسة وَنظر فِي اللُّغَة والعربية وَكَانَ إِمَامًا ذكياً فطناً ظريفاً حُلْو النادرة حُلْو المزاح وَكَانَ يعرف قِطْعَة كَبِيرَة من الْغَرِيب والأسماء والمختلف والمؤتلف وَله حكايات متداولة بَين الْفُضَلَاء وَكَانَ النَّاصِر يُحِبهُ ويكرمه روى عَنهُ محيى الدّين النَّوَوِيّ وَالشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَأَخُوهُ الْخَطِيب شرف الدّين وتقي الدّين بن دَقِيق الْعِيد والبرهان الذَّهَبِيّ وَأَبُو عبد الله

أم خالد الأموية

الملقّن وَجَمَاعَة وَكَانَ ضَعِيف الْكِتَابَة جدا ويعرج من رجله حدّث الشّرف النَّاسِخ أَنه كَانَ يحضرهُ النَّاصِر بن الْعَزِيز فَأَنْشد شَاعِر قصيدة يمدحه فِيهَا فَقلع الزين خَالِد سراويله وخلعه على الشَّاعِر فَضَحِك النَّاصِر وَقَالَ مَا حملك على هَذَا فَقَالَ لم يكن معي مَا أستغني عَنهُ غَيره فَعجب مِنْهُ وَوَصله وَولي مشيخة النورية وَكَانَ قَصِيرا شَدِيد السُّمرة يلبس قَصِيرا وَمن شعره من الطَّوِيل (أيا حسرتا إِنِّي إِلَيْك وَإِن نأت ... ركابي إِلَى بَغْدَاد مَا عِشْت تائق) (وَلَو عنت الأقدار قبلي لعاشقٍ ... لما عاقني عَن حسن وَجهك عائق) وَمِنْه من السَّرِيع) (يَا ربِّ بالمبعوث من هاشمٍ ... وصهره والبضعة الطُّهر) (لَا تجْعَل الْيَوْم الَّذِي لَا ترى ... عَيْني تَاج الدّين من عمري) 3 - (أم خَالِد الأمويّة) أم خَالِد بنت خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ الأموية ولدت لأَبِيهَا بِالْحَبَشَةِ وَلها صُحْبَة وَرِوَايَة توفّيت فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وروى لَهَا البُخَارِيّ وأو دَاوُد والنَّسائي (خالدة) 3 - (عمَّة عبد الله بن سلاّم) خالدة بنت الْحَارِث عمَّة عبد الله بن سلاّم ذكر ذَلِك ابْن إِسْحَق فِيمَا اقتصَّه من إِسْلَام عبد الله بن سلاّم وَإِسْلَام أهل بَيته قَالَ وَأسْلمت عَمَّتي خالدة 3 - (بنت الْأسود بن عبد يَغُوث) خالدة بنت الْأسود بن عبد يَغُوث دخل

الألقاب

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عَائِشَة وَعِنْدهَا امْرَأَة تصلي فِي المجسد فَقَالَ يَا عَائِشَة من هَذِه قَالَت إِحْدَى خَالَاتك قَالَ إنّ خَالَاتِي بِهَذِهِ الْبِلَاد لغرائب فأيُّ خَالَاتِي هَذِه قَالَت هَذِه خالدة بنت الْأسود قَالَ سُبْحَانَ الله يخرج الحيّ من المِّيت ووالد خالدة هَذِه الْأسود بن يَغُوث بن وهب بن عبد منَاف بن زهرَة وَالْأسود ابْن أخي آمِنَة أم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكرهَا بقيُّ بن مخلد فِي تَفْسِير سُورَة آل عمرَان (الألقاب) الشّاعران الخالديان اسْم أَحدهمَا مُحَمَّد بن هَاشم وَالْآخر سعيد بن هَاشم تقدّم الأول فِي المحمدين وَالْآخر يَأْتِي فِي حرف السِّين فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى الخالديّ الْوَزير اسْمه أَحْمد بن عبد الرّحمن ابْن أبي خَالِد الْوَزير أَحْمد بن يزِيد الخالع الرافقيّ الْحُسَيْن بن أبي جَعْفَر ابْن خالويه النَّحْوِيّ اسْمه الْحُسَيْن بن أَحْمد خالوه الْحلْوانِي أَحْمد بن عَليّ (صَاحب آذربيجان) خاموش بن الأتابك أزبك صَاحب آذربيجان ولد هَذَا أصمَّ أبكم وَكَانَ يفهَّمه وَيفهم عَنهُ رجل رباه لما استولى خوارزم على بِلَاد خاموش جَاءَ خاموش إِلَى خدمته بكنجة خاضعاً فقدَّم تحفاً من جُمْلَتهَا حياصة كيكاوس ملك الْفرس فِي الزَّمن الْقَدِيم فِيهَا عدّة جَوَاهِر لَا تقوَّم مِنْهَا قِطْعَة بذخشاني مَمْسُوح بالطول فِي قدر كفّ قد نقرفيها اسْم كيكاوس وَكَانَ خوارزم يشدّها فِي الأعياد إِلَى أَن كبسه التتار بآمد وظفروا بهَا ونفذوها إِلَى القان جنكيز خَان وَأقَام خاموش مُدَّة فِي الْخدمَة فَلم يحظ بعناية إِلَى أَن رقَّت حَاله فَفَارَقَ خوارزم شاه وَدخل حصن ألموت فأدركه الْمَوْت بعد شهر سنة ثَمَان وَعشْرين وست مائَة

خباب

(خبَّاب) 3 - (خبَّاب مولى عتبَة بن غَزوَان) توفّي بِالْمَدِينَةِ سنة تسع عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن الأرتّ الصَّحابيّ) خبَّاب بن الْأَرَت بن جندلة التَّميميّ من الْمُهَاجِرين الأوّلين بدريّ وَشهد الْمشَاهد وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَاخْتلف فِي نسبه فَقيل تميميّ وَهُوَ الصَّحِيح وَقيل خزاعيّ وَكَانَ من فضلاء الصَّحابة الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين شهد بَدْرًا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وكنايته قيل أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو يحيى وَقيل أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ ممَّن عذِّب فِي الله وصبر على دينه وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين تَمِيم مولى خرَاش بن الصّمّة وَقيل بَينه وَبَين جُبَير بن عتِيك وَنزل الْكُوفَة وَمَات بهَا فِي التَّارِيخ المتقدِّم وَقيل سنة تسع عشرَة بِالْمَدِينَةِ وصلَّى عَلَيْهِ عمر وَسَأَلَ عمر خبّاباً عَمَّا لَقِي من الْمُشْركين فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ انْظُر إِلَى ظَهْري فَنظر فَقَالَ مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ ظهر رجل قَالَ لقد أوقدت لي نَار وسحبت عَلَيْهَا فَمَا أطفأها إِلَّا ودك ظَهْري 3 - (الأنصاريّ الأشهليّ) خبَّاب بن قبْطِي بن عَمْرو بن سُهَيْل الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي قتل يَوْم أحدٍ شَهِيدا هُوَ وَأَخُوهُ صَيْفِي بن قبْطِي 3 - (مولى عتبَة بن غَزوَان) ) خبَّاب مولى عتبَة بن غَزوَان أَبُو مُحَمَّد وَقيل أَبُو يحيى شهد بَدْرًا مَعَ مَوْلَاهُ عتبَة وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ سنة تسع عشرَة وَهُوَ ابْن خمسين سنة وصلَّى عَلَيْهِ عمر بن الخطّاب

الألقاب

مولى فَاطِمَة بنت عتبَة خبَّاب مولى فَاطِمَة بنت عتبَة بن ربيعَة أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَاخْتلف فِي صحبته وَقد روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا وضوء إِلَّا من صوتٍ أَو ريحٍ روى عَنهُ صَالح بن خيران وَبَنوهُ أَصْحَاب الْمَقْصُورَة مِنْهُم السّائب بن خبّاب أَبُو مُسلم صَاحب الْمَقْصُورَة (الألقاب) ابْن الخبّازة مُحَمَّد بن عبد الله الخبّازيّ المقرىء عليّ بن مُحَمَّد الخبّازيّ المقرىء اسْمه مُحَمَّد بن عليّ ابْن الخبّازة نصر بن الْحُسَيْن الخبّاز المصريّ يحيى بن مُوسَى الخبّاز أَبُو أَحْمد سعود بن الْعَلَاء ابْن الخبّاز النّحويّ أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد والشّيخ عليّ الخبّاز الزّاهد وَابْن الخبّاز إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم الخبّاز البلديّ الشّاعر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان تقدم الخبّاز المصريّ الشّاعر اسْمه يحيى بن مُوسَى (الصّوفيّ الْمَشْهُور) مُوسَى الخبوشاني الصّوفيّ الْمَشْهُور اسْمه مُحَمَّد بن الموفَّق مرّ ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ

خبيب

(خبيب) 3 - (ابْن عدي الأنصاريّ) خبيب بن عديّ من بني عَمْرو بن عوفٍ الأنصاريّ الأوسي شهد بَدْرًا وَأسر فِي غَزْوَة الرّجيع سنة ثلاثٍ فَانْطَلق بِهِ إِلَى مَكَّة فَاشْتَرَاهُ بَنو الْحَارِث بن عَامر بن نَوْفَل وَكَانَ خبب قد قتل الْحَارِث بن عامرٍ يَوْم بدرٍ كَافِرًا فَاشْتَرَاهُ بنوه ليقتلوه بِهِ فَأَقَامَ عِنْدهم أَسِيرًا ثمَّ صلبوه بِالتَّنْعِيمِ وَكَانَ الَّذِي صلبه عقبَة بن الْحَارِث وَأَبُو هُبَيْرَة الْعَبدَرِي وخبيب أول من صلب فِي الْإِسْلَام وَأول من سنَّ صَلَاة رَكْعَتَيْنِ عِنْد الْقَتْل روى عَنهُ الْحَارِث بن البرصاء وَفِي تَرْجَمَة مَارِيَة فِي حرف الْمِيم شَيْء من ذكره فليطلب هُنَاكَ وَال خبيب عِنْدَمَا قتل من الطَّوِيل (لقد جمع الْأَحْزَاب حَولي وألَّبوا ... قبائلهم واستجمعوا كلَّ مجمع) (وَقد قرّبوا أَبْنَاءَهُم ونساءهم ... وقرِّبت فِي جذعٍ طويلٍ ممنَّع) (وكلُّهم يُبْدِي الْعَدَاوَة جاهداً ... عليّ لِأَنِّي فِي وثاقٍ بمضيع) (إِلَى الله أَشْكُو غربتي بعد كربتي ... وَمَا جمع الْأَحْزَاب لي عِنْد مصرعي) (فَذا الْعَرْش صبِّرني على مَا أصابني ... فقد بضعوا لحمي وَقد خلَّ مطمعي) (وَذَلِكَ فِي ذَات الآله وَإِن يَشَأْ ... يُبَارك على أوصال شلوٍ ممزَّع) (وَقد عرّضوا بالْكفْر وَالْمَوْت دونه ... وَقد ذرَّفت عَيْنَايَ من غير مدمع) (وَمَا بِي حذار الْمَوْت إِنِّي لميِّتٌ ... وَلَكِن حذَارِي حرُّ نارٍ تلفع) (فلست بمبدٍ للعدوِّ تخشُّعاً ... وَلَا جزعاً إِنِّي إِلَى الله مرجعي) (وَلست أُبَالِي حِين أقتل مُسلما ... على أيِّ جنبٍ كَانَ فِي الله مصرعي) وصلب خبيب بِالتَّنْعِيمِ رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ 3 - (الصّحابيّ) خبيب بن إساف وَيُقَال يسَّاف بِالْيَاءِ بن عتبَة بن عَمْرو بن خديج الْأنْصَارِيّ الخزرجيّ شهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق وَكَانَ نازلاً بِالْمَدِينَةِ قَالَ الواقديّ تأخَّر إِسْلَامه

ابن عبد الله بن الزبير

حَتَّى خرج رَسُول الله) صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر فَلحقه فِي الطَّرِيق وَأسلم وَشهد الْمشَاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات فِي خلَافَة عُثْمَان وَكَانَ تزوَّج حَبِيبَة بنت خَارِجَة بعد أَن توفّي عَنْهَا أَبُو بكرٍ رَضِي الله عَنهُ 3 - (ابْن عبد الله بن الزّبير) خبيب بن عبد الله بن الزبير بن العوّام ضربه عمر بن عبد الْعَزِيز بِأَمْر الْوَلِيد خمسين سَوْطًا وصبَّ على رَأسه قربَة فِي بَارِد وَأَوْقفهُ على بَاب الْمَسْجِد فَمَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وروى لَهُ النَّسائيّ (الألقاب) الخبري الفرضيّ اسْمه عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الخبزرزّي نصر بن أَحْمد الخبيت الزنْجِي عليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد ختن ثَعْلَب أَحْمد بن جَعْفَر الختن الشافعيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن الختنيّ يُوسُف بن عمر بن الْحُسَيْن خت شيخ البخاريّ اسْمه يحيى بن مُوسَى الخجندي جمَاعَة مِنْهُم جمال الْإِسْلَام مُحَمَّد بن ثَابت وَمِنْهُم ملك الْعلمَاء مَسْعُود بن مُحَمَّد بن ثَابت وَمِنْهُم ملك الْعلمَاء مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف صدر الدّين وَمِنْهُم عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف

خداش

(خِدَاش) 3 - (أَبُو سلاّمة الصَّحَابِيّ) خِدَاش بن سلاّمة أَبُو سلاّمة بتَشْديد اللَّام السلاّمي مشدداً يعد فِي الْكُوفِيّين روى ي عَنهُ حَدِيث وَاحِد قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوصِي امْرَءًا بأمّه أوصِي امْرَءًا بأمّه أوصِي امْرَءًا بأمّه ثَلَاث مراتٍ أوصِي امْرَءًا بِأَبِيهِ أوصِي امْرَءًا بمولاه الَّذِي يَلِيهِ الحَدِيث 3 - (عَم صفيَّة بنت تجراه) خِدَاش عَم صفيَّة بنت تجراه بِالتَّاءِ ثَلَاثَة الْحُرُوف وَالْجِيم والرّاء وَبعد الْألف هَاء عمَّة أَيُّوب بن ثَابت حَدِيثه فِي شَأْن الصَّحيفة 3 - (البعيث) خِدَاش بن بشر بن خالدٍ أَبُو يزِيد وَأَبُو مالكٍ التميميّ ثمَّ المجاشعيّ الْمَعْرُوف بالبعيث أحد الشُّعَرَاء المجيدين بَصرِي قدم الشَّام وَكَانَ خَطِيبًا شَاعِرًا وَكَانَ يهاجي جَرِيرًا وَفِيه يَقُول جرير من الْكَامِل (لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وصغا البعيث جدعت أنف الأخطل) وسميّ البعيث بقوله من الطَّوِيل (تبعَّث مني مَا تبعَّث بَعْدَمَا ... أمرَّت قواي واستمرَّعزيمتي) وَكَانَ البعيث قد هجاني صحب بَطنا من باهلة فَاسْتَعدوا عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم بن عدي فِي خلَافَة الْوَلِيد بن عبد الْملك فَضَربهُ بالسِّياط وطيف بِهِ فَقَالَ جرير من الْبَسِيط (لَئِن هجوت بني صحبٍ لقد تركُوا ... للأصبحيّة فِي جنبيك آثارا) (قوم هم الْقَوْم لَو عَاد الزبير بهم ... لم يسلموه وَزَادُوا الْحَبل إمرارا)

الألقاب

(الألقاب) الخدبّ النَّحوي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَاهِر (خَدِيجَة) 3 - (أم الْمُؤمنِينَ) خَدِيجَة بنت خويلد زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوَّجها قبل الْبعْثَة وعمره خمس وَعِشْرُونَ سنة وشهران وَعشرَة أَيَّام وَقيل غير ذَلِك وَهِي أول النَّاس إِيمَانًا بِهِ ثمَّ أَبُو بكرٍ وَكَانَت قبل عِنْد أبي هَالة هِنْد بن النبَّاش بن زُرَارَة التَّيْمِيّ فَولدت لَهُ هنداً ثمَّ خلف عَلَيْهَا عَتيق بن عَائِذ المَخْزُومِي ثمَّ أَنه خلف عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يخْتَلف الْعلمَاء أَنه ولد لَهُ مِنْهَا وَلَده كلهم خلا إِبْرَاهِيم زوَّجه بهَا عَمْرو بن أَسد بن عبد العزَّى وَقَالَ هَذَا الْفَحْل لَا يقذع أَنفه وَكَانَت إِذْ ذَاك بنت أَرْبَعِينَ سنة وأقامت مَعَه أَرْبعا وَعشْرين سنة توفيت وَهِي بنت أَربع وَسِتِّينَ وَسِتَّة أشهرٍ وَكَانَ لما تزّوج بهَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عمره إِحْدَى وَعشْرين سنة وَقيل ابْن خمسٍ وَعشْرين سنة وَهُوَ الْأَكْثَر وَقيل ابْن ثَلَاثِينَ وَأَجْمعُوا أَنَّهَا ولدت أَربع بناتٍ كُلهنَّ أدركن الْإِسْلَام وهاجرن وهنَّ زَيْنَب وَفَاطِمَة ورقيَّة وَأم كُلْثُوم وَولدت الْقَاسِم وَبِه كَانَ يكنى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل ولدت الطَّاهِر وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يسمع من الْمُشْركين شَيْئا يكرههُ إِلَّا فرّج الله عَنهُ بهَا تثبِّته وتصدِّقه وتخفِّف عَنهُ وتهوِّن عَلَيْهِ مَا يلقى من قومه قَالَت لَهُ يَا بن عَم أتستطيع أَن تُخبرنِي بصاحبك إِذا جَاءَك تَعْنِي جِبْرِيل فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ يَا خَدِيجَة هَذَا جِبْرِيل جَاءَنِي فَقَالَت لَهُ قُم يَا أَب نعم فَاقْعُدْ على فَخذي الْيُمْنَى فَفعل قَالَت هَل ترَاهُ قَالَ نعم قَالَت فتحَّول إِلَى الْيُسْرَى فَفعل قَالَت هَل ترَاهُ قَالَ نعم قَالَت فاجلس فِي حجري فَفعل قَالَت هَل ترَاهُ قَالَ نعم فَأَلْقَت خمارها وحسرت عَن صدرها فَقَالَت هَل ترَاهُ قَالَت لَا قَالَت أبشر فَإِنَّهُ وَالله ملك وَلَيْسَ بِشَيْطَان وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل نسَاء الْجنَّة خَدِيجَة بنت خويلد وَفَاطِمَة بنت مُحَمَّد وَمَرْيَم ابْنة عمرَان وآسية بنت مُزَاحم امْرَأَة فِرْعَوْن وَقَالَت عَائِشَة مَا غرت على امرأةٍ مَا غرت على خَدِيجَة وَمَا بِي أَن أكون أدركتها وَلَكِن ذَلِك لِكَثْرَة ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إيّاها وَإِن كَانَ ليذبح الشَّاة فيتتبَّع بذلك صدائق خَدِيجَة يهديها لهنَّ وَقَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لايكاد

الواعظة الشاهجانية

يخرج من الْبَيْت حَتَّى يذكر خَدِيجَة فَيحسن عَلَيْهَا الثّناء فَذكرهَا يَوْمًا من الْأَيَّام فأدركتني الْغيرَة فَقلت هَل كَانَت إِلَّا عجوزاً فقد أبدلك الله خيرا مِنْهَا فَغَضب حَتَّى اهتزَّ مقدَّم شعره من الْغَضَب ثمَّ قَالَ لَا وَالله مَا أبدلني خيرا آمَنت بِي إِذْ كفر) النَّاس وصدَّقني إِذْ كذّبني النَّاس وواستني فيمالها إِذْ حرمني النَّاس وَرَزَقَنِي الله مِنْهَا أَوْلَادًا قَالَت عَائِشَة فَقلت فِي نَفسِي لَا اذْكُرْهَا بسبَّةٍ أبدا وَفِي روايةٍ وحرمني ولد غَيرهَا فَقلت وَالله لَا أعاتبك فِيهَا بعد الْيَوْم وَتوفيت رَضِي الله عَنْهَا قَالَ قَتَادَة قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين وَقَالَ غَيره بِأَرْبَع سِنِين وَقيل بِخمْس سِنِين وَكَانَت وفاتها فِي شهر رَمَضَان ودفنت فِي الْحجُون 3 - (الواعظة الشّاهجانيّة) خَدِيجَة بنت مُحَمَّد بن عليّ الشاهجانية البغدادية الواعظة كتبت عَن ابْن سمعون بعض أَمَالِيهِ بخطها وَتوفيت سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائةٍ 3 - (بنت القيِّم الواعظة) خَدِيجَة بنت يُوسُف بن غنيمَة بن حُسَيْن العالمة الفاضلة أمة الْعَزِيز البغدادية ثمَّ الدمشقية تعرف ببنت القيِّم كَانَ أَبوهَا قيِّم حمام فحرص عَلَيْهَا لما رأى نجابتها وأسمعها الْكثير وعلَّمها الخطَّ وَالْقُرْآن والوعظ وَغير ذَلِك وَكَانَت تعظ النّساء ثمَّ تركت ذَلِك ولزمت بَيتهَا ولدت سنة ثمانٍ وَعشْرين وَتوفيت سنة تسعٍ وَتِسْعين وست مائَة وَسمعت من ابْن الشّيرازي وَابْن اللَّتيّ وَابْن المقير وكريمة وبمصر من عليّ بن مُخْتَار العامري وَابْن الجمَّيزي وحدَّثت بِدِمَشْق والعلا وتبوك وجودَّت على الوليّ وَابْن الشَّواء والرّضي والتونسي والنجَّار وَلَكِن لم تقو يَدهَا وقرأت مقدمتين فِي الْعَرَبيَّة أَو أَكثر وأعربت على النُّجاة تفرَّدت بِرِوَايَة المقامات الحريرية قَرَأَهَا البرزالي عَلَيْهَا وسمعها الشَّيْخ شمس الدّين 3 - (ابْنة المستعصم) خَدِيجَة السِّت النَّبَوِيَّة بَاب جَوْهَر ابْنة المستعصم مَاتَت بِبَغْدَاد واحتفل الْأَعْيَان بجنازتها وتذكّروا أَيَّام والدها وَبكوا وَكَثُرت النوائح والنوادب وَرفعت الطّرحات وَجلسَ صَاحب الدِّيوَان فِي العزاء على الأَرْض سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة

بنت عم محيى الدين ابن الزكي

3 - (بنت عَم محيى الدّين ابْن الزّكي) خَدِيجَة بنت الْحسن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز أم الْبَقَاء القرشية الدّمشقية كَانَت صَالِحَة زاهدة تحفظ الْقُرْآن وتشتغل بالفقه وَهِي بنت عَم القَاضِي محيى الدّين بن الزّكي سَمِعت من أَحْمد بن الموازيني وَهِي عمَّة وَالِد الْمعِين الْقرشِي المحدِّث توفيت سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة) قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حدّثنا عَنْهَا بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْمَعَالِي ابْن البالسي 3 - (بنت الغبيري) خَدِيجَة بنت أَحْمد بن الْحسن بن عبد الْكَرِيم النهرواني ابْن الغبيري فَخر النِّساء سَمِعت أَبَاهَا وَأَبا عبد الله الْحُسَيْن النّعالي وعمّرت حَتَّى حدَّثت بالكثير وَكَانَ سماعهَا صَحِيحا وَكَانَت صَالِحَة متدينِّة روى عَنْهَا جمَاعَة وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة سبعين وَخمْس مائَة 3 - (السُّلجوقية) خَدِيجَة بنت دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق المدعوة ارسلان خاتون ابْنة أخي السّلطان طغرل بك تزَوجهَا الإِمَام الْقَائِم بن الْقَادِر فِي بَيت الجودانك من دَار الْخلَافَة على صدَاق مبلغ مائَة ألف دِينَار وَحضر العقد عميد الْملك وَزِير السّلطان والأمائل والأعيان وخطب رَئِيس الرؤساء خطْبَة النِّكَاح سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائةٍ وَنقل الجهاز وَفِيه من الْجَوَاهِر الْيَتِيمَة وأواني الذَّهب المرصَّعة بالجواهر والخركاوات الديباج الروميّ المزركش منسوجة بالحبّ الْكِبَار ونثر رَئِيس الرؤساء عِنْد ذَلِك شَيْئا كثيرا من الذَّهَب والفضَّة وتوجهت أم الإِمَام الْقَائِم فِي المَاء إِلَى دَار المملكة إِلَيْهَا وَأَتَتْ بهَا فِي عماريّة مجلَّلة بالأطلس المرصَّع بِقطع الفيروزج وَفِي خدمتها ثَمَانُون جَارِيَة تركيةً على رؤوسهن القلانس والتيجان وَفِي أوساطهن المناطق الذَّهَب وَعَلَيْهِم أقبية الدّيباج المذهبة فَلَمَّا دخلت على الْخَلِيفَة قبلت الأَرْض دفعاتٍ بَين يَدَيْهِ فاستدناها إِلَيْهِ وَجعلهَا إِلَى جَانِبه وَطرح عَلَيْهَا فرجيّة كَانَت عَلَيْهِ مطمومة بِالذَّهَب وألبسها تاجاً مرصّعاً وَأَعْطَاهَا من الْغَد مائَة ثوب ديباج بِالذَّهَب وَالْفِضَّة وطاسة من الذَّهَب قد بيّت فِيهَا قطع الْيَاقُوت والفيروزج والبلخش وعقداً من الْحبّ الْكِبَار وأقامت عِنْده نَحوا من ثَمَان سِنِين ثمَّ

بنت المأمون

طلبت الْخُرُوج إِلَى خُرَاسَان مَعَ عَمها وَذكرت أَنَّهَا قد أسقطت فَخرجت مَعَه وَمَات بالرِّي ثمَّ عَادَتْ إِلَى بَغْدَاد وأقامت مَعَ الْقَائِم إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله ثمَّ تزوجت بالأمير عَليّ بن فرامرز بن أبي جَعْفَر بن كاكويه سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَلما كَانَت فِي عصمَة الْقَائِم جرى بَينهمَا أَمر فَحَضَرَ الْوَزير الْكِنْدِيّ ووقف على بَاب النّوبي وَأعْطى ابْن بكران الْحَاجِب مَكْتُوبًا وَقَالَ أوصله إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ وآتني بِالْجَوَابِ سرعَة فَأَنا على السَّرج لَا أنزل وَكَانَ فِيهِ مَكْتُوب يَقُول لَك سُلْطَان الْعَالم أَرَادَ بِهِ طغرلبك مَا أكرمناك بكريمتنا طَمَعا فِي ملبوسك ومأكولك ولكننا أكرمناك بكريمتنا لتَكون مَعهَا كَمَا يكون الرجلمع) زَوجته وَإِلَّا فخلّ سَبِيلهَا فَكتب الْخَلِيفَة الْجَواب من الْخَفِيف (ذهبت شرَّتي وولَّى الغرام ... وارتجاع الشّباب مَا لَا يرام) (أوهنت مني اللّيالي جليداً ... واللّيالي يضعفن والأيّام) (فعلى مَا عهدته من شَبَابِي ... وعَلى الغانيات مني السّلام) 3 - (بنت الْمَأْمُون) خَدِيجَة بنت أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله الْمَأْمُون غنّت شارية يَوْمًا بَين يَدي المتَوَكل شعر خَدِيجَة هَذِه فطرب لَهُ وَسَأَلَ لمن هُوَ وَأقسم عَلَيْهَا فَقَالَت لِخَدِيجَة بنت الْمَأْمُون وَهُوَ من السَّرِيع (بِاللَّه قُولُوا لي لمن ذَا الرَّشا ... المثقل الرِّدف الهضيم الحشا) (أظرف مَا كَانَ إِذا مَا صَحا ... وأملح النَّاس إِذا مَا انتشى) (وَقد بنى برج حمامٍ لَهُ ... أرسل فِيهِ طائراً مرعشا) (يَا لَيْتَني كنت حَماما لَهُ ... أَو باشقاً يفعل بِي مَا يشا) (لَو لبس القوهيَّ من رقَّةٍ ... أوجعهُ القوهيُّ أَو خدَّشا) (المغربيّة) خدُّوج قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج هَذِه امْرَأَة من أهل رصفة بساحل الْبَحْر اسْمهَا خَدِيجَة بنت أَحْمد بن كُلْثُوم المعافريّ وَهِي شاعرة حاذقة مَشْهُورَة بذلك فِي شبيبتها وَقد أسنَّت الْآن وكفَّت عَن كثير من ذَلِك وَأورد لَهَا قَوْلهَا من الْخَفِيف (جمعُوا بَيْننَا فلمّا اجْتَمَعنَا ... فرّقونا بالزُّور والبهتان) (مَا أرى فعلهم بِنَا الْيَوْم إِلَّا ... مثل فعل الشّيطان بالإنسان)

خراش

(لهف نَفسِي عليَّ يَا لهف نَفسِي ... مِنْك إِن بنت يَا أَبَا مَرْوَان) كَانَ أَبُو مَرْوَان هَذَا رجلا شَاعِرًا من أهل الأندلس كَانَ يودُّها فَظهر لَهُ تشبُّب بهَا فغار لذَلِك إخوتها وفرّقوا بَينهمَا واشتهر أَبُو مَرْوَان هَذَا فَقتله إخوتها ووجدها أحد إخوتها تكْتب رقْعَة فهمَّ بهَا فَكتبت إِلَيْهِ من الْكَامِل (أبغي رضاك بطاعةٍ مفرونةٍ ... عِنْدِي بِطَاعَة ربِّي القدُّوس) (فَإِذا زللت وجدت حلمك ضيّقاً ... عَن زلّتي أبدا لفرط نحوسي) (وَلَقَد رَجَوْت بِأَن أعيش كَرِيمَة ... فِي ظلِّ طودٍ دَائِم التّعريس) ) (بِبَقَاء عزّك لَا عدمت بَقَاءَهُ ... فَإِذا أَنا أصلى بَحر شموس) (يَا سَيِّدي مَا هَكَذَا حكم النُّهى ... حقُّ الرئيس الرِّفق بالمرؤوس) (فَإِذا رضيت إِلَيّ الهوان رضيته ... وَجعلت ثوب الذُّلِّ خير لبوسي) قلت شعر جيد (خرَاش) 3 - (الكعبي الصَّحابيّ) خرَاش بن أميّة الكعبيّ الخزاعيّ شهد بيعَة الرّضوان وَحلق رَأس النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يرو شَيْئا وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ أَو فِي حُدُودهَا 3 - (قَائِد الفرسان) خرَاش بن الصِّمَّة بن عَمْرو بن الجموح الأنصاريّ السُّلميّ شهد بَدْرًا وأحداً وجرح يَوْم أحد عشر جراحات وَكَانَ من الرُّماة الْمَذْكُورين وَكَانَ يُقَال لَهُ قَائِد الفرسان 3 - (الشّيبانيّ) خراشة الشّيباني خرج محكِّماً فقلته مُسلم بن بكَّار العقيليّ فِي سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة

الألقاب

(الألقاب) أَبُو خرَاش الهذليّ خويلد بن مرَّة ابْن خرَاش الْحَافِظ عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف ابْن الخرّاز القرطبيّ يحيى بن عبد الْعَزِيز ابْن الخرّاز البغداديّ يحيى بن عَليّ ابْن الْخَرَّاط الإشبيلي عبد الْحق بن عبد الرّحمن ابْن الخرّاط الشّافعيّ عليّ بن عُثْمَان الخرائطي صَاحب مصَارِع العشَّاق اسْمه مُحَمَّد بن جَعْفَر تقدّم ذكره فِي المحمّدين (ذُو الْيَدَيْنِ السُّلميّ) خرباق بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة وَبعد الرَّاء بَاء ثَانِيَة الْحُرُوف وَبعد الْألف قَاف السَّلميّ قَالَه سعيد بن بشير عَن قَتَادَة عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن خرباق السُّلميّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلّى الظّهْر فسلّم من رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ خرباق أشككت أم قصرة الصَّلَاة فَقَالَ مَا شَككت وَلَا قصرت الصَّلَاة وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصدق ذُو الْيَدَيْنِ قَالُوا نعم فصلَّى الرَّكْعَتَيْنِ ثمَّ سلَّم ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس ثمَّ سلّم قَالَ ابْن عبد البّر هَكَذَا ذكره العقيليّ عَن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عليّ بن عُثْمَان النّفيليّ عَن مُحَمَّد بن بكار عَن سعيد بن بشير بِإِسْنَادِهِ قَالَ أَبُو عمر وَرَوَاهُ أَيُّوب السّختيانيّ وَهِشَام بن حسّان عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة لم يذكرُوا خرباق وَإِنَّمَا أحفظ ذكر الْخِرْبَاق من حَدِيث عمرَان بن الْحصين فِي قصّة ذِي الْيَدَيْنِ قَالَ فَقَامَ رجل يُقَال لَهُ الْخِرْبَاق طَوِيل الْيَدَيْنِ وَقَالَ ابْن عبد البّر أَيْضا فِي تَرْجَمَة ذِي الْيَدَيْنِ فِي حرف الذَّال وَذُو الْيَدَيْنِ عَاشَ حَتَّى روى الْمُتَأَخّرُونَ عَنهُ وَشهد أَبُو هُرَيْرَة يَوْم ذِي الْيَدَيْنِ وَهُوَ الرّاوي لحديثه وَصَحَّ عَنهُ فِيهِ قَوْله صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث وَأَبُو هُرَيْرَة أسلم عَام خَيْبَر بعد بدرٍ بأعوام فَهَذَا يبين لَك أَن ذَا الْيَدَيْنِ الَّذِي رَاجع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَأْن

خربندا

الصّلاة لَيْسَ بِذِي الشّمالين الْمَقْتُول يَوْم بدر وَقد كَانَ الزّهريّ على علمه بالمغازي يَقُول أَنه ذُو الشّمالين الْمَقْتُول ببدرٍ وَأَن قصَّة ذِي الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة كَانَت قبل بدرٍ ثمَّ أحكمت الْأُمُور بعد وَذَلِكَ وهم مِنْهُ عِنْد أَكثر الْعلمَاء وَقد ذكرنَا مَا يجب فِي ذَلِك عندنَا فِي كتاب التَّمْهِيد انْتهى وَسَيَأْتِي الْكَلَام على قَوْله أقصرت الصّلاة أم نسيت فَقَالَ كل ذَلِك لم يكن فِي تَرْجَمَة أبي النَّجْم الرّاجز واسْمه الْفضل بن قدامَة (خربندا) خربندا ملك التّتار اسْمه مُحَمَّد بن أرغون تقدَّم فِي مَكَانَهُ فِي المحمَّدين فليطلب هُنَاكَ (الألقاب) ابْن أبين الخرجين مَنْصُور بن الْمُسلم (الإفرنجيّ وَزِير رجّار) خرخي الإفرنجي وَزِير الْملك رجّار المتعلَّب على مملكة صقلية كَانَ بطلاً شجاعاً من دهاة النَّصَارَى سَار فِي الْبَحْر وَأخذ المهدية من الْمُسلمين ثمَّ سَار فِي الْبَحْر بالجيوش وحاصر الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَدخل فَم الميناء وَأخذ عدَّة شوانيّ وَرمى أَصْحَابه بالنَّشاب فِي قصر الْملك وَجَرت لَهُ مَعَ صَاحب الْقُسْطَنْطِينِيَّة عدّة حروب ينصر فِي جَمِيعهَا على صَاحب الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَكَانَ لَا يصطلى لَهُ بِنَار فَهَلَك بالبواسير والحصى سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وحمس مائَة وَفرع النَّاس بِمَوْتِهِ (الألقاب) ابْن خرداذبة عبيد الله بن أَحْمد ابْن الخرزي يُوسُف بن أَحْمد ابْن حرزاذ النّجيرميّ يُوسُف بن يَعْقُوب (ابْن الحرّ الكوفيّ) خَرشَة بن الحرّ الْكُوفِي كَانَ يَتِيما فِي حجر عمر وَأُخْته

أبو الوفاء الكازروني

سلاّمة لَهَا صُحْبَة وروى عَن عمر وَأبي ذرٍّ وَعبد الله بن سلاّم وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ (أَبُو الْوَفَاء الكازروني) خرَّة فَيْرُوز بن شافيروز بن الكازروني أَبُو الْوَفَاء الْكَاتِب المترسّل كَانَت لَهُ معرفَة بالأدب وَيكْتب خطا حسنا روى عَن عليّ بن إِبْرَاهِيم بن هرون الْمَالِكِي وَابْن كادشٍ العكبري شَيْئا يَسِيرا وَمن شعره من مجزوء الرمل يَا بديع الْحسن قد زِدْت على بدر التّمام (تجْعَل اللّيل نَهَارا ... كلَّ أَوْقَات الظلام) وَمِنْه من السَّرِيع (يَا قلب لم ترغب فِي الزّاهد ... وتبتغي الْإِصْلَاح للفاسد) (إِن كنت لَا تسلو وَلَا ترعوي ... فاصبر لجهدٍ فِي الْهوى جَاهد) (آه من الحبِّ ولوعاته ... لَيْسَ بلائي فِيهِ بِالْوَاحِدِ) قلت شعر مَقْبُول (الألقاب) الخره قي أَحْمد بن الْمُبَارك بن نَوْفَل الْخرقِيّ القَاضِي أَبُو الْحسن أَحْمد بن عبد الله الْخرقِيّ صَاحب الْمُخْتَصر الْحُسَيْن بن عبد الله الْخرقِيّ عَمْرو بن الْحُسَيْن ابْن الخروف نظام الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عليّ بن يُوسُف الشّاعر ابْن خروف النَّحويّ اسْمه عليّ بن مُحَمَّد بن عليٍّ (خريم) 3 - (خريم الطّائي) خريم بن أَوْس بن حَارِثَة بن لأم الطَّائيّ أَبُو لَجأ بِاللَّامِ وَالْجِيم

الأسدي الصحابي

وَبعدهَا ألف مَهْمُوزَة قَالَ هَاجَرت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْصَرفه من تَبُوك فَسمِعت العبّاس عَمه يَقُول يَا رَسُول الله إِنِّي أُرِيد أَن أمتدحك فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل لَا يفضض الله فَاك فَأَنْشَأَ يَقُول من الوافر (من قبلهَا طبت فِي الظِّلال وَفِي ... مستودعٍ حَيْثُ يخصف الْوَرق) وَسَتَأْتِي الأبيات فِي تَرْجَمَة العبّاس 3 - (الْأَسدي الصَّحابيّ) خريم بن فاتك بن الأخرم أَبُو أَيمن أَو أَبُو يحيى الأسديّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة سكن دمشق وَهُوَ أَخُو سُبْرَة بن فاتك وَكَانَ على قسم الدُّور حِين فتحت دمشق وَيُقَال أَخُوهُ سُبْرَة هُوَ الَّذِي قسَّم الدُّور وَكَانَ الشّعبيّ يروي عَن أَيمن بن خريمٍ قَالَ إِن أبي وَعمي شَهدا بَدْرًا وعهدا إليّ أَن لَا أقَاتل قَالَ مُحَمَّد ابْن عمر وَهَذَا فِيمَا لَا يتعرف عندنَا وَلَا عِنْد أحد ممّن لَهُ علم بالسّيرة أَنَّهُمَا شَهدا بَدْرًا وَلَا أحدا وَلَا الخَنْدَق وَإِنَّمَا أسلما حِين أسلمت بَنو أسدٍ بعد فتح مَكَّة وتحوّلا إِلَى الْكُوفَة ونزلاها بعد ذَلِك وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم الرجل خريم لَوْلَا طول جمَّته وإسبال إزَاره فَبلغ ذَلِك خريماً فَجعل يَأْخُذ شفرة فَيقطع بهَا شعره إِلَى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ وَرفع إزَاره إِلَى أَنْصَاف سَاقيه وَكَانَ حسن السَّاقَيْن فَدخل على مُعَاوِيَة فَقَالَ مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ ساقين لَو أَنَّهُمَا لامْرَأَة فَقَالَ فِي مثل عجيزتك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَات بالرقَّة فِي عهد مُعَاوِيَة وَقيل بِالْكُوفَةِ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وروى لَهُ الْأَرْبَعَة

الألقاب

(الألقاب) الخزيمي الْوَاعِظ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عليّ ابْن خرِّين يُونُس بن الْحُسَيْن (المزنيّ) خزاعي بن عُثْمَان بن عبد نهمٍ الْمُزنِيّ عَم عبد الله بن المغفّل كَانَ سَادِن صم لمزينة فَكَسرهُ وَتوجه إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأنشده من الطَّوِيل (ذهبت إِلَى نهمٍ لأذبح عِنْده ... عنيزة نسكٍ كَالَّذي كنت أفعل) (فَقلت لنَفْسي حِين راجعت حزمها ... أَهَذا الآله إنّكم لَيْسَ تعقلوا) (أَبيت فديني الْيَوْم دين محمدٍ ... إِلَه السّماء الْمَاجِد المتفضِّل) (المصريّ) خزرج بن صَالح المصريّ توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة (أَبُو الْمجد البربريّ) خزرون أَبُو الْمجد البربريّ من أهل إشبيلية أورد لَهُ الأبَّار فِي تحفة القادم قَوْله يمدح الْأَمِير يحيى بن الحاجّ من الملثَّمين من الْكَامِل (هَذَا النسيم يهزُّ من زهر الرُّبا ... فَمر الْحَمَامَة يَا غضى أَن تندبا) (أبكى أوار الْبَرْق مقلة ديمةٍ ... فاستضحكت ثغر الأقاحة أشنبا) مِنْهَا (وفوارةٍ كالسّابرية نثرةً ... سحَّت مَكَان السَّمهريّة مذنبا) (قَالُوا هِيَ الْمَرْأَة أخْلص صقلها ... ولربّما صدئت فَكَانَ الطُّحلبا) (وَإِلَى الخميلة حَيْثُ أَلْقَت زورها ... أحوى أظلَّ صراره والرَّبربا) وَأورد لَهُ أَيْضا من الوافر (مضى يتلفّت السّحر الحلالا ... ويأنف أَن يَقُول رنا غزالا) (وَفِي خطواته نشوات تيهٍ ... تعربد فِي معاطفه دلالا) (بذلت لَهُ الْهدى فنأى مرَارًا ... وباعدت الْكرَى فَدَنَا خيالا) (وَدون الأجرعين مقيل خشفٍ ... توخّى الظّلَّ والشَّبم الزُّلالا)

تقي الدين المقرىء

(يناغم ظَبْيَة مئت حذاراً ... فتحسب كلَّ مَا وطِئت جبالا) قلت شعر جيد (تقيّ الدّين المقرىء) خزعل بن عَسْكَر بن خَلِيل العلاّمة تقيّ الدّين أَبُو الْمجد الشّنائيّ المصريّ المقرىء النحويّ اللغويّ نزيل دمشق ذكر أَنه سمع من السّلفيّ وَأَنه دخل بَغْدَاد وَقَرَأَ على الْكَمَال عبد الرَّحْمَن الأنباريّ أَكثر تصانيفه وَعند عوده أَخذ فِي الطّريق وراحت كتبه وَسكن دمشق وَصَارَ إِمَام مشْهد عليّ بن الْحُسَيْن أقعد فِي آخر عمره وازدهم عَلَيْهِ الطَّلبة وَكَانَ أعلم النَّاس بِكَلَام الْعَرَب وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وستّ مائَة (الألقاب) خزيفة البغداديّ عبد الله بن سعد (خُزَيْمَة) 3 - (ذُو الشَّهادتين) خُزَيْمَة بن ثَابت بن الْفَاكِه الْأنْصَارِيّ الخطمي بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطّاء الْمُهْملَة ذُو الشّهادتين يُقَال بدريّ وَالصَّحِيح أَنه شهد أحدا وَمَا بعْدهَا

خزيمة بن الحسن

وَقتل بصفين مَعَ عليّ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وروى لَهُ مُسلم والأبعة كَانَ يحمل راية بني خطمة وَشهد غَزْوَة مُؤْتَة فبارز رجلا فقلته وَأخذ من بيضته ياقوتة بَاعهَا فِي زمن عمر بِمِائَة دِينَار وَكَانَ هُوَ وَعُمَيْر بنعديّ بن خَرشَة يكسران أصنام بني خطمة وَأَجَازَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَهَادَته بشهادتين لِأَن يَهُودِيّا قَالَ يَا مُحَمَّد أقضني ديني فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أولم أقضك دينك قَالَ لَا إِن كَانَ لَك بَيِّنَة فهاتها فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه أَيّكُم يشْهد أَنِّي قضيت الْيَهُودِيّ مَاله فَقَالَ خُزَيْمَة أَنا أشهد يَا رَسُول الله فَقَالَ لَهُ وَكَيف تشهد بذلك وَأَنت لم تحضرنا وَلم تعلم ذَلِك فَقَالَ يَا رَسُول الله نَحن نصدِّقك فِي الْوَحْي من السّماء فَلَا نصدّقك فِي قَضَاء دين يَهُودِيّ فأنفذ شَهَادَته وسمّاه ذَا الشَّهادتين لِأَنَّهُ صيَّر شَهَادَته شَهَادَة اثْنَيْنِ وَقَالَ من شهد لَهُ خُزَيْمَة أَو شهد عَلَيْهِ فحسبه وافتخر الحيّان من الْأَنْصَار الْأَوْس والخزرج فَقَالَت الْأَوْس منّا غسيل الْمَلَائِكَة حَنْظَلَة بن الرّاهب وَمنا من اهتزَّ لَهُ عرش الرَّحْمَن سعد بن معَاذ وَمنا من حمته الدَّبر عَاصِم بن ثَابت وَمنا من أجيزت شَهَادَته برجلَيْن خُزَيْمَة بن ثَابت وَقَالَ الخزرجيون منا أَرْبَعَة جمعُوا الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيد بن ثَابت وَأَبُو زيد وأبيُّ بن كَعْب ومعاذ بن) جبل وَعَن مُحَمَّد بن عمَارَة بن خُزَيْمَة قَالَ كَانَ جدي كافّاً سلاحه يَوْم الْجمل وَيَوْم صفّين حَتَّى قتل عمار فَلَمَّا قتل عمار قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول تقتل عمار الفئة الباغية ثمَّ سل سَيْفه وَقَاتل حَتَّى قتل وَخُزَيْمَة هُوَ الْقَائِل من الْبَسِيط (مَا كنت أَحسب هَذَا الْأَمر منصرفاً ... من هاشمٍ ثمَّ مِنْهَا عَن أبي حسن) (أَلَيْسَ أول من صلّى لقبلتهم ... وَأعلم النَّاس بالفرقان والسُّنن) (من فِيهِ مَا فيهم لَا يمترونبه ... وَلَيْسَ فِي الْقَوْم مَا فِيهِ من الْحسن) 3 - (خُزَيْمَة بن الْحسن) خُزَيْمَة بن الْحسن قَالَ المرزباني مُحدث يرثي الْأمين بمراثٍ كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله من الْخَفِيف

أبو معمر الأنصاري الصحابي

(آذن الْملك رُكْنه بانهداد ... بعد ليثٍ من الْأَئِمَّة هاد) (ملكٌ همُّه السّماحة والبذل ... كريمٌ موفَّق للرشاد) (خانه الدَّهْر وَالزَّمَان خؤون ... جَائِر الحكم ظالمٌ للمعاد) وَقَوله من الْكَامِل (خلت الْقُصُور من الإِمَام مُحَمَّد ... وعفت معالم رسمها والمعهد) (واجتثَّ أصل الْملك بعد مضائه ... فالملك مضطربٌ بعيد الْمسند) 3 - (أَبُو معمر الْأنْصَارِيّ الصّحابيّ) خُزَيْمَة بن معمر أَبُو معمر الْأنْصَارِيّ الخطمي روى عَنهُ مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ ابْن عبد البّر لَا أعلم روى عَنهُ غَيره حَدِيثه فِي المرجومة فِي إِسْنَاده اضْطِرَاب كثير وَفِيه إِقَامَة الحدّ كفّارة 3 - (خُزَيْمَة بن خزمة الصّحابي) خُزَيْمَة بن خزمة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة والزّاي ابْن عديّ من القواقلة شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (خُزَيْمَة بن خزي الصّحابي) خُزَيْمَة بن خزيّ بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة والزّاي الْمَكْسُورَة السّلمي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ أَخُوهُ حبّان بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف ذكره أَبُو حَاتِم الرّازي فِي الصّحابة قَالَ ابْن عبد البّر وَفِيه نظر وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ جزيّ بِكَسْر الْجِيم) 3 - (العبديّ الصّحابي) خُزَيْمَة بن خزيّ بضمّ الْجِيم وَفتح الزّاي ابْن شهَاب العبديّ يعد من أهل الْبَصْرَة روى عَنهُ حَدِيث وَاحِد فِي الضّبّ يخْتَلف فِي إِسْنَاده وَمَتنه 3 - (خُزَيْمَة بن جهم) خُزَيْمَة بن جهم بن قيس كَانَ ممّن حمل النجاشيّ فِي السّفينة مَعَ عَمْرو ابْن أُميَّة ابْن أبي حَاتِم الرّازي عَن أَبِيه الصّحابة

خزيمة بن الحارث الصحابي

3 - (خُزَيْمَة بن الْحَارِث الصّحابي) خُزَيْمَة بن الْحَارِث الصّحابيّ مصري لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ يزِيد بن أبي حبيب حَدِيثه عِنْد ابْن لَهِيعَة عَن يزِيد عَنهُ 3 - (الأسديّ النَّحوي) خُزَيْمَة بن مُحَمَّد بن خُزَيْمَة الْأَسدي النَّحْوِيّ من أهل الحلّة المزيدية يُقَال أَنه أول من انْتَشَر عَنهُ النَّحْو بِتِلْكَ الْبِلَاد وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم ابْن جياء وَكَانَ لَهُ شعر مِنْهُ 3 - (إِمَام الأئمَّة) ابْن خُزَيْمَة إِمَام الأئمَّة الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن إِسْحَاق تقدم ذكره فِي المحمّدين فِي مَكَانَهُ (خسرو) 3 - (الْملك الْعَزِيز ابْن بويه) خسرو فَيْرُوز الْملك الْعَزِيز أَبُو مَنْصُور ابْن الْملك جلال الدولة ابْن بويه ولد بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَولي إمرة وَاسِط لِأَبِيهِ وبرع فِي الْآدَاب وَالْأَخْبَار الْعَرَبيَّة وأكبَّ على اللَّهْو والخلاعة وَلما مَاتَ أَبُو سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة فَارق واسطاً وَأقَام عِنْد أَمِير الْعَرَب دبيس بن مزِيد ثمَّ توجه إِلَى ديار بكر منتجعاً للملوك وَمَات بميَّافارقين وَمن شعره من الْبَسِيط (وراقصٍ يستحثُّ الكفَّ بالقدم ... مستملح الشَّكل والأعطاف والشِّيم) (ترى لَهُ نبراتٍ من أنامله ... كَأَنَّهَا نبضات الْبَرْق فِي الظُّلم) (يُرَاجع الحثَّ فِي الْإِيقَاع من طربٍ ... تراجع الرجل الفأفاء فِي الْكَلم) وَمِنْه من الْكَامِل (من ملَّني فليمض عني راشداً ... فَمَتَى عرضت لَهُ فلست براشد)

سبط بن الحمامية

(مَا ضَاقَتْ الدّنيا عليَّ بأسرها ... حَتَّى تراني رَاغِبًا فِي زاهد) وَمن شعر ركن الدولة من الطَّوِيل (إِذا خضب الْمَرْء الشّباب بعطره ... وأمَّل أَن يحظى بِذَاكَ لَدَى الْحور) (بذلن لَهُ زور الْمَوَدَّة إنّه ... كَذَاك يجازى صَاحب الزُّور بالزُّور) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَقَالُوا أفق من سكرة اللَّهْو والصِّبا ... فقد لَاحَ صبحٌ فِي دجاك عَجِيب) (فَقلت أخلائي دَعونِي ولذتي ... فَإِن الْكرَى عِنْد الصّباح يطيب) وَلم يكن الْملك الْعَزِيز يركب فِي زبزب أَو يقْعد فِي مجْلِس إِلَّا وَحَوله كتب الْأَدَب ينظر فِيهَا وكانيحضر مَجْلِسه جمَاعَة من أهل الْأَدَب مثل أبي الْحسن الخيشيّ وَأبي عَليّ البونسي وَأبي غالبٍ بن بَشرَان النحويّ ونظرائهم وَقد أعدُّوا مَا يذاكرون بِهِ من أَخْبَار ونوادر وملح وأشعار فَلَا يُورد أحدهم شَيْئا إِلَّا وسابقه الْملك الْعَزِيز إِلَيْهِ أَو عَارضه فِيهِ بِمثلِهِ وَزِيَادَة 3 - (سبط بن الحماميَّة) خسرو شاه بن سعد بن عبد السيّد بن أبي الفوارس أَبُو شُجَاع سبط أبي عليّ ابْن الحماميّة) ويسمَّى مُحَمَّدًا أَيْضا كَانَ أديباً فَاضلا لَهُ شعر وَقد حدَّث عَن الشريف أبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُهْتَدي بِيَسِير وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمْس مائةٍ وَمن شعره من الْبَسِيط (وليلةٍ جعلت فِي أرْضهَا فلكاً ... يديره عَبث الْقَيْنَات بالوتر) (فشمسه الكأس والمصباح كوكبه ... وبدره شادنٌ من أحسن الصُّور) (فسعدها بِتمَام اللّيل متّصلٌ ... ونحسها فرقةٌ يَأْتِي مَعَ السّحر) قلت شعر جيد 3 - (صَاحب غزنة) خسرو شاه سُلْطَان غزنة وَابْن سلاطينها ولي الْملك بعد أَبِيه بهْرَام شاه بن مَسْعُود ابْن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن سبكتكين وَكَانَ عادلاً حسن السِّيرَة فِي رعيَّته محباً للخير مقرِّباً للْعُلَمَاء يرجع إِلَى قَوْلهم وَكَانَ ملكه تسع سِنِين وَملك بعده ابْنه ملكشاه فلمّا ملك نزل عَلَاء الدّين ملك الْغَوْر فحاصر غزنة وَكَانَ الثَّلج كثيرا فَلم يُمكنهُ الْمقَام وَعَاد إِلَى بِلَاده وَكَانَت وَفَاة خسروشاه سنة خمسٍ وَخمسين وَخمْس مائَة

صاحب الألموت

3 - (صَاحب الألموت) خسرو شمس الشُّموس الْملك ركن الدّين ابْن عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن جلال الدّين الْحسن بن الصَّباح الباطني النّزاريّ صَاحب قلعة الألموت رَئِيس الإسماعيلية بِبِلَاد الْعَجم دَامَت الرياسة فِيهِ وَفِي أَبِيه وجدّه دهراً طَويلا وَكَانَ سِنَان الدّولة فِي الشَّام زمن صَلَاح الدّين من دعاة الْحسن بن الصّباح نزل هولاكو على قلعة الألموت وَأَخذهَا وَقتل ركن الدّين هَذَا وَقتل مَعَه طَائِفَة من الْمَلَاحِدَة سنة خمسٍ وَخمسين وستّ مائَة (الألقاب) الخسرو شاهي عبد الحميد بن عِيسَى بن محمويه بنت الخشّاب اسْمهَا فَاطِمَة الخشَّاب جمَاعَة مِنْهُم ابْن الخشّاب الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن الْقَاسِم والخشَّاب الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَابْن الخشَّاب النَّحوي اسْمه عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد الخشَّاب المحدِّث مُحَمَّد بن عليّ) ابْن الخشَّاب عقيل بن يحيى ابْن الخشّاب الْحلَبِي اسْمه إِبْرَاهِيم بن سعيد ابْن الخشّاب وَكيل بَيت المَال صدر الدّين أَحْمد بن عِيسَى ابْن خشنام إِبْرَاهِيم بن عليّ بن إِبْرَاهِيم ابْن خشنام عليّ بن مُحَمَّد الخشنامي أَحْمد بن عُثْمَان ابْن خشكنانكة الشَّاعِر النديم هُوَ أَحْمد بن عليّ بن فضل ابْن خشترين الْأَمِير فَخر الدّين عِيسَى بن خشترين (اللّغويّ الكوفيّ) خشّاف الكوفيّ صَاحب اللّغة توفّي سنة خمس وَسبعين وَمِائَة

الأمير جمال الدين الهكاري

(الْأَمِير جمال الدّين الهكّاري) خشترين الْأَمِير جمال الدّين الهكّاري هُوَ الَّذِي عمر الْمدرسَة الشَّافِعِيَّة بِالْقصرِ فِي الْقَاهِرَة لما توفّي صدر الدّين عبد الْملك بن درباس عزل أَخُوهُ القَاضِي ضِيَاء الدّين عُثْمَان بن عِيسَى بن درباس عَن نِيَابَة الحكم ووقفها وفوض تدريسها إِلَيْهِ كَانَ الْأَمِير جمال الدّين الْمَذْكُور حَيا بعد السّت مائَة توفّي سنة تسع عشرَة وست مائَة بإربل وتخرَّج على ابْن سَعَادَة الْحِمصِي (الخشخاش الصّحابي) الخشخاش بن الْحَارِث وَيُقَال ابْن مَالك العنبريّ التَّمِيمِي هُوَ بِالْخَاءِ مُعْجمَة وَقيل فِيهِ بِالْحَاء الْمُهْملَة لَهُ ولبنيه مَالك وَقيس وَعبيد صُحْبَة وَقد روى عَنْهُم وَعَن أَبِيهِم حُصَيْن بن أبي الْحر قَالَ أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومعني ابْن لي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنّك لَا تجني عَلَيْهِ وَلَا يجني عَلَيْك مثل حَدِيث أبي رمثة سَوَاء قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ غير هَذَا الحَدِيث (الْحَافِظ النَّسائيّ) خشيش بن أَصْرَم أَبُو عَاصِم النَّسائي الْحَافِظ مصنِّف كتاب الاسْتقَامَة فِي الردّ على أهل الْبدع سمع عبد الرَّزَّاق وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد والنِّسائيّ وثَّقة النَّسائي وَله رحْلَة إِلَى الشَّام ومصر واليمن وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ

الألقاب

(الألقاب) الخشوعي بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم وَمِنْهُم عبد الله بن بَرَكَات ابْن الخشكري اسْمه مزِيد بن عليّ خشُّوية عبد الله بن حسن ابْن أبي الْخِصَال الْكَاتِب الفافقي اسْمه عبد الْملك بن أبي الْخِصَال الخصَّاف أَبُو بكر الْفَقِيه على مَذْهَب أهل الْعرَاق اسْمه أَحْمد بن عَمْرو ابْن خصي الْبَغْل عبد القاهر بن المهنا (الخصيب) 3 - (الْحَارِثِيّ البصريّ) الخصيب بن نَاصح الْحَارِثِيّ الْبَصْرِيّ نزيل مصر روى عَن هِشَام بن حسان وَشعْبَة وَيزِيد بن إِبْرَاهِيم التستريّ وَنَافِع بن عمر وَهِشَام بن يحيى وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الرّبيع الْمرَادِي وبحر بن نصر الْخَولَانِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم وَسليمَان بن شُعَيْب الكيساني وَجَمَاعَة وَقَالُوا أَبُو زرْعَة مَا بِهِ بَأْس إِن شَاءَ الله وَلم يخِّرجوا بِهِ توفّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ أَو مَا بعْدهَا 3 - (الْمصْرِيّ) الخصيب بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الخصيب أَبُو الْحسن بن أبي بكر المصريّ ثِقَة توفّي سنة ستّ عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْعَلَاء التَّميمي) الخصيب بن المؤمَّل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سلم بن الْعَبَّاس بن

الطيب النصراني

الخصيب أَبُو الْعَلَاء التّميمي الْمُجَاشِعِي كَانَ أَبوهُ بصرياً سمع أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور وَغَيره وحدّث باليسير وروى عَنهُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَأَبُو سعد ابْن السّمعاني وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَكَانَ شِيعِيًّا غالياً وَمن شعره من الطَّوِيل (أَقْْضِي زماني باللتيا وبالتي ... وَمن دون إِدْرَاك المنى حادثٌ يقْضِي) (وأمزج من كأس المطامع والمنى ... مجاجة سمٍّ من خلاصته مَحْض) (وأغضي على حرمَان راجٍ يزورني ... بوعدٍ وَلَو شَاءَ الْغنى لي لم أَغضّ) 3 - (الطّيب النّصرانيّ) الخصيب كَانَ طَبِيبا نَصْرَانِيّا فَاضلا مقَامه بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ ماهراً فِي صناعته جيّد المعالجة قَالَ مُحَمَّد بن سلاّم الجُمَحِي مرض الحكم بن مُحَمَّد بن قنبر الْمَازِني الشَّاعِر الْبَصْرِيّ فَأتوهُ بخصيب الطّيب يعالجه فَقَالَ من مجزوء الرمل (وَلَقَد قلت لأهلي ... إِذْ أَتَوْنِي بخصيب) (لَيْسَ وَالله خصيبٌ ... للّذي بن بطبيب) (إنمّا يعرف دائي ... من بِهِ مثل الَّذِي بِي) ) وحدَّث أَيْضا قَالَ سقى خصيب الطَّبِيب مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس السّفاح شربة دَوَاء وَهُوَ على الْبَصْرَة فَمَرض بهَا وَحمل إِلَى بَغْدَاد وَمَات بهَا وَذَلِكَ أول سنة خمسين وَمِائَة فاتُّهم خصيب فحبس حَتَّى مَاتَ فَنظر فِي علّته إِلَى مَائه فَقَالَ قَالَ جالينوس إنَّ صَاحب هَذِه العلَّة إِذا صَار مَاؤُهُ هَكَذَا لَا يعِيش فَقيل لَهُ أنَّ جالينوس ربّما أَخطَأ فَقَالَ مَا كنت إِلَى خطائه قطُّ أحْوج مني غليه فِي هَذَا الْوَقْت وَمَات من علّته 3 - (صَاحب الْخراج بِمصْر) الخصيب بن عبد الحميد أَبُو نصر صَاحب ديوَان الْخراج بِمصْر قَصده أَبُو فراس من بَغْدَاد وامتدحه بقصيدته الرّائيّة الْمَشْهُورَة الَّتِي أوّلها من الطَّوِيل (أجارة بيتينا أَبوك غيور ... وميسور مَا يُرْجَى لديك عسير) مِنْهَا (ذَرِينِي أكثِّر حاسديك برحلةٍ ... إِلَى بلدٍ فِيهِ الخصيب أَمِير) (فَمَا جازه جودٌ وَلَا حلَّ دونه ... وَلَكِن يصير الْجُود حَيْثُ يصير) (فَتى يَشْتَرِي حسن الثَّنَاء بِمَالِه ... وَيعلم أَن الدّائرات تَدور)

(فَمن كَانَ أَمْسَى جَاهِلا بمقالتي ... فَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ خَبِير) وَقد اشتهرت هَذِه الأبيات وَهَذِه القصيدة وَأَشَارَ النَّاس إِلَيْهَا وعارضها الشّعراء وضمَّنوا من أبياتها فِي أشعارهم وَمِمَّنْ عارضها ابْن درّاج القسطلِّي بقصيدة طائلة هائلة وأولها من الطَّوِيل (دعِي عَزمَات المستضام تنير ... فتنجد فِي عرض الفلا وتغور) وَهِي قصيدة بليغة فصيحة وَقد ذكرت بَعْضهَا فِي تَرْجَمَة ابْن درّاج فِي مَكَانَهُ واسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْعَاصِ وَلما قلّد الرشيد هرون الخصيب خراج مصر وضياعها توجَّه إِلَى مصر وَلما اسْتَقر بهَا كتب إِلَى أبي نواس يستزيره وَكَانَ بِهِ خاصّاً فَخرج إِلَيْهِ وَخرج وَقت خُرُوجه جمَاعَة من الشُّعَرَاء ليمتدحوه وَلم يعرفوا خُرُوج أبي نواس واجتمعوا بالرقَّة فَقَالَ بَعضهم لبَعض هَذَا أَبُو نواس يمْضِي إِلَى الخصيب وَلَا فضل فِيهِ لأحدٍ مَعَه فاجعوا من قريب وَبلغ ذَلِك أَبَا نواس فَصَارَ إِلَيْهِم مسلِّماً وَقَالَ بَلغنِي مَا عزتم عَلَيْهِ فَلَا تَفعلُوا وامضوا حَتَّى نصطحب فَإِنِّي وَالله لَا أبدأ إلاّ بكم فشكروا لَهُ وَسَكنُوا إِلَى قَوْله ومضوا فَلَمَّا قدمُوا) مصر وَبلغ الخصيب خبر أبي نواس جلس لَهُ جُلُوسًا عَاما فِي مجلسٍ جليل وَدخل إِلَيْهِ الشُّعَرَاء فسلّم عَلَيْهِ وَقَالَ من الرجز قد استزرت عصبَة قد أَقبلُوا وعصبةٌ لم تستزرهم طفَّلوا رجوك فِي تطفيلهم وأمَّلوا وللرّجاء حرمةٌ لَا تجْهَل فافعل كَمَا كنت قَدِيما تفعل فَاسْتحْسن الخصيب ذَلِك وكل من حَضَره وَقَالَ الخصيب من هَؤُلَاءِ فعرَّفه أَبُو نواس خبرهم فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ وقدِّرلهم صلَاتهم على حسب مقاديرهم فِي نَفسك فقدَّر لَهُم أَبُو نواس صلَاتهم وعرضها عَلَيْهِ فوقَّع بإطلاقها فأطلقت من وَقتهَا وَقَالَ اخْرُج ففرِّقها عَلَيْهِم وَعَاد إِلَى الخصيب فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ حَتَّى اتفرَّغ لَك وللأنس بك وَفِيه يَقُول من الْكَامِل (أَنْت الخصيب وَهَذِه مصر ... فتدفّقا فكلماكما بَحر) (لَا تقعدا بِي عَن مدى أملي ... شَيْئا فَمَا لَكمَا بِهِ عذر) (ويحقُّ لي إِذْ صرت بَيْنكُمَا ... أَن لَا يحلَّ بساحتي فقر) وزار الخصيب رجل وَهُوَ يَلِي مصر مستميحاً فحرمه وَانْصَرف فَأَخذه أَبُو الندّى اللص وَكَانَ يقطع الطَّرِيق فَقَالَ لَهُ هَات مَا أَعْطَاك الخصيب فَقَالَ لم يُعْطِنِي شَيْئا فَضَربهُ مِائَتي مقرعة يقرّره على مَا ظن أَنه ستره عَنهُ ثمَّ قدم على الخصيب آخر فحرمه فَقَالَ لَهُ جعلت فدَاك تكْتب

أبو العلاء المجاشعي

لي إِلَيّ أبي النّدى اللّص تعرِّفه فِيهَا أَنَّك لم تعطني شَيْئا لِئَلَّا يضربني فَضَحِك مِنْهُ وبرَّه وَكَانَ يكْتب للخصيب جَابر بن دَاوُد البلاذريّ المؤلّف لكتاب الْبلدَانِ وَلغيره من الْكتب 3 - (أَبُو الْعَلَاء الْمُجَاشِعِي) الخصيب بن سلم أَبُو الْعَلَاء الْمُجَاشِعِي الشَّاعِر ولد سنة تسعٍ وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة من شعره من المتقارب (فواحسرتا لطلاّب المعاش ... وسعيي إِلَيْكُم بجسمٍ كدود) (وَمَا أَنا فِي ظلِّ هذي الْحَيَاة ... وفرط التَّمحُّل إلاّ كدود) وَقَالَ من الطَّوِيل) (أَقْْضِي زماني باللتيا وبالتي ... وَمن دون إِدْرَاك المنى حادثٌ يقْضِي) (وأمزج من كأس المطامع والمنى ... مجاجة سمٍّ من خلاصته مَحْض) (الألقاب) الخصيبيّ الْكَاتِب أَحْمد بن عبيد الله (الجزريّ الحرّاني) خصيف بِفَتْح الْخَاء وَكسر الصّاد الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف بن عبد الرَّحْمَن وَيُقَال ابْن يزِيد أبوعونٍ الجزريّ الحرّانيّ الخضري بخاءٍ معجمةٍ مَكْسُورَة هُوَ مولى بني أُميَّة وَهُوَ أَخُو خصاف وَكَانَا توأمين وخصيف أكبرهما حدّث عَن أنسٍ وَابْن خبيرٍ ومجاهدٍ وَعِكْرِمَة وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم روى عَنهُ ابْن إِسْحَق وَابْن جريج والثوريّ وَشريك وَغَيرهم وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي فِي الْأَرْبَعين وَمِائَة وَقَالَ كنت مَعَ مجاهدٍ فَرَأَيْت أنس بن مَالك فَأَرَدْت أَن آتيه فَمَنَعَنِي مُجَاهِد فَقَالَ لَا تذْهب إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرخّص فِي

الخضر

الطلاء قَالَ فَلم ألقه وَلم آته قَالَ عتّاب بن بشير فَقلت لخصيف مَا أحوجك إِلَى أَن تضرب كَمَا يضْرب الصَّبِي بالدرّة تدع أنس بن مَالك صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتقيم على كَلَام مُجَاهِد (الْخضر) 3 - (الْحَافِظ الْقزْوِينِي) الْخضر بن أَحْمد بن الْخضر الْحَافِظ القزوينيّ توفّي سنة أَربع وَسبعين وَثَلَاث التوماثيّ بِضَم التّاء والمثنّاة من فَوق وَبعد الوار السّاكنة مِيم وَألف ثمَّ ثاء مُثَلّثَة كَذَا وجدته مقيَّداً من نواحي برقعيد من بِلَاد الجزيرة قدم بَغْدَاد شَابًّا وتفقَّه بهَا للشَّافِعِيّ وَسمع الحَدِيث وَقَرَأَ الْأَدَب وَكَانَ فَاضلا وَتُوفِّي ببخارا سنة ثَمَانِينَ وحمس مائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (أَنْت فِي عمْرَة التَّنْعِيم تعوم ... لست تَدْرِي بأنَّ ذَا لَا يَدُوم) (كم رَأينَا من الْمُلُوك قَدِيما ... همدوا فالعظام مِنْهُم رَمِيم) مَا رَأينَا الزّمان أبقى على شخص شقاءً فَهَل يَدُوم النّعيم (والغنى عِنْد أَهله مستعارٌ ... فحميدٌ بِهِ وَمِنْهُم ذميم) قلت شعر متوسط وَكَانَ يحفظ الْمُجْمل وَشعر الهذّليين وأخبار الأصمعيّ وَشعر رؤبة بن العجَّاج وَذي الرُّمّة وَغَيرهمَا من المخضرمين وَأهل الْإِسْلَام والجاهلية 3 - (العابر) الْخضر بن مُحَمَّد بن عليّ أَبُو العبّاس العابر من أهل جَزِيرَة ابْن عمر ولد بهَا وَنَشَأ بالموصل وَأقَام بِبَغْدَاد وَكَانَت لَهُ معرفَة حَسَنَة بالتعبير وَتُوفِّي سنة خمسٍ وست مائةٍ بِبَغْدَاد وَأورد لَهُ أَبُو شامة رَحمَه الله تَعَالَى قَوْله من الوافر (أنست بوحشتي حَتَّى لَو أنيّ ... رَأَيْت الْإِنْس لاستوحشت مِنْهُ) (وَمَا ظَفرت يَدي بصديق صدقٍ ... أَخَاف عَلَيْهِ إِلَّا خفت مِنْهُ) (وَمَا ترك التجارب لي حبيباً ... أميل إِلَيْهِ إِلَّا ملت عَنهُ)

أبو طالب المقرىء

كَذَا وجدته 3 - (أَبُو طَالب المقرىء) الْخضر بن هبة الله بن أَحْمد بن عبد الله بن عليّ بن طَاوُوس أَبُو طَالب البغداديّ الأَصْل الدِّمَشْقِي المقرىء وَكَانَ أَبوهُ إِمَام الْجَامِع بِدِمَشْق وَولد أَبُو طَالب وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْوَحْش سبيعٍ بن الْمُسلم بن قيراطٍ المقرىء صَاحب أبي عليٍ الأهوازيّ وَسمع من الشريف أبي الْقَاسِم عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي الجنّ وَأبي الْحسن عليّ بن طاهرٍ النحويّ وَغَيرهمَا وَقدم) بَغْدَاد وأقرأ بهَا الْقُرْآن وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة ثمانٍ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (الطَّائيّ) الْخضر بن هبة الله بن أبي الهجَّام أَبُو البركات الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالطَّائيّ مدح الْوَزير أَبَا عليٍّ صَدَقَة فَقَالَ هَذَا الغليِّم من طيِّء قَالَ فَعرف بالطّائي ومدح الْخُلَفَاء والرؤساء ومدح مُلُوك الشّام وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة ومولده سنة تسعٍ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (جزى الله عني الْخَيْر كلَّ مبخَّلٍ ... تجنَّبته فِي غدوةٍ ورواح) (وقى مَنْكِبي عَبَثا من الذُّلٍّ مَنعه ... وأخرجني من تَحت رقِّ سماح) وَمِنْه من الْبَسِيط (عنقاء معكوسك اقنع تكتسب ... نشباً وَلَا تشدُّ على مهريّةٍ قتبا) (مَا فِي غدٍ لَيْسَ راجيه على ثقةٍ ... مِنْهُ وأمس بِمَا فِيهِ فقد ذَهَبا) (يَوْم الْغنى مثل يَوْم الْفقر منسلخٌ ... سيّان من سرِّ فِيهِ أَو من اكتأبا) (والعمر والرِّزق محتومان همُّهما ... فَمَا يزِيد الْفَتى فِي حرصه تعبا) قلت شعر متوسط 3 - (نشء الْملك المصريّ) الْخضر بن بدران القيسيّ نشء الْملك أَبُو الْحَيَاة نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الرجز (وشادنٍ لمّا بدا خلته ... والكاس فِي يمناه يسقينا) (بَدْرًا بدا يسْعَى على نانةٍ ... فِي كفّه شمسٌ تحييِّنا) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الْبَسِيط (أنظر إِلَى قمرٍ من تَحْتَهُ غصنٌ ... من فَوْقه وجف شعرٍ أسودٍ حلك)

الظافر ابن صلاح الدين

(كأنّما الْوَجْه شمسٌ والعذار لَهُ ... لما اسْتَدَارَ على خدِّيه كالفلك) قلت شعر متوسط 3 - (الظّافر ابْن صَلَاح الدّين) الْخضر أَبُو الدّوام وَيعرف بالشمِّر الْملك الظّافر مظفّر الدّين ابْن السّلطان صَلَاح الدّين وَإِنَّمَا) عرف بالشمَّر لِأَن أَبَاهُ لما قسم الْبِلَاد بَين أَوْلَاده الْكِبَار قَالَ وَأَنا مشمَّر ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ شَقِيق الْأَفْضَل توفّي بحرّان عِنْد عمّه الْأَشْرَف مُوسَى والأشرف قد مرّ بهَا لِحَرْب الخوارزمية سنة سبعٍ وَعشْرين وستّ مائَة وَلابْن السّاعاتي فِي الْملك الظافر مظفَّر الدّين هَذَا أمداح مليحة جَيِّدَة وَهِي فِي ديوانه مِنْهَا قصيدة كافيَّة كَافِيَة الْحسن والجودة مِنْهَا قَوْله من الْكَامِل (كفِّي كؤوسك فالمدامة مَا سقت ... عَيْنَاك لَا مَا صفَّقت كفّاك) (حَمْرَاء يصغر ذكر حاسٍ عِنْدهَا ... وسلافها ويقلُّ قدر حباك) (خلصت بِنَار الشَّمْس مهجة تبرها ... والتبر تخلصه لظى السُّبّك) (وكأنّ جوهرها أَفَاضَ شعاعه ... وَجه المظفِّر نيِّر الْأَمْلَاك) مِنْهَا (تقف الْمُلُوك لَهُ وَلَوْلَا قسرها ... وقفت لَدَيْهِ دوائر الأفلاك) (ملك النَّدى فلكفِّه فِي رقةٍ ... دون الْأَنَام تصرُّف الْأَمْلَاك) (كالغيث فَوق منابرٍ وأسرَّةٍ ... واللَّيث بَين أسنَّةٍ ومذاكي) وَمن ذَلِك قصيدة مِنْهَا من الطَّوِيل (ولذَّ مذاق الْيَأْس بعد مرارةٍ ... نعم وجلا صبري وَقد آن أَن يجلو) (وَإِن فَارَقت أَهلا ومالاً سوابقي ... بعند المليك الظافر المَال والأهل) (حننت إِلَيْهِ حنَّةً عَرَبِيَّة ... كَمَا أطلق المأسور طَال بِهِ الكبل) (هُوَ الباسل المجري دِمَاء عداته ... وَتلك دماءٌ لَا جرامٌ وَلَا بسل)

كمال الدين قاضي المقس

(غَدَاة النجيع النقس والصحف الْفِعْل ... ومملي الْحمام النَّصْر وَالْكَاتِب النصل) (وَحَيْثُ البروق الْبيض والركض رعدها ... وصفُّ البنود السحب والوابل النَّبل) وَمن ذَلِك قَوْله من قصيدة من الطَّوِيل (فَلَا خَابَ ظَنِّي فِي العقيق وَأَهله ... كَمَا لم يخب فِي الظافر الْملك سَائل) (هُوَ الْبَحْر كم مرَّت بِهِ من عجيبةٍ ... تحدّث عَنْهَا قبل ذَاك السَّواحل) (وَكم صَحِبت لدن العوالي يَمِينه ... فللتِّيه والإعجاب هنَّ عواسل) (وياكم لَهُ من قفةٍ ظافريةٍ ... بهَا أينعت أغصانهنَّ الذّوابل) ) 3 - (كَمَال الدّين قَاضِي المقس) الْخضر بن أبي بكر بن أَحْمد القَاضِي كَمَال الدّين الْكرْدِي قَاضِي المقس قَالَ قطب الدّين كَانَ مُحْتَرما عِنْد المعزِّ فعلق بِهِ حب الرياسة فَصنعَ خَاتمًا وَجعل تَحت فصّه وريقةً فِيهَا أَسمَاء جمَاعَة عِنْدهم فِيمَا زعم ودائع للفائزي وادَّعى أَن الْخَاتم للفائزي وَأظْهر بذلك التقرُّب إِلَى السُّلْطَان وَدخل فِي أذيّة النّاس وَجَرت خطوب ثمَّ وضح أمره فحبس وصفع فَقَالَ فِيهِ بعض شعراء عصره وَقد صفع من الرجز (مَا وفِّق الْكَمَال فِي أَفعاله ... كلا وَلَا سدِّد فِي أَقْوَاله) يَقُول من أبصره يصكُّ تأديبا على مَا كَانَ من محاله (قد كَانَ مَكْتُوبًا على جَبينه ... فَقلت لَا بل كَانَ فِي قذاله) وَكَانَ فِي الْحَبْس شخص يدّعي أَنه من أَوْلَاد الْخُلَفَاء مَاتَ وَله ولد فِي الْحَبْس فَلَمَّا خرج الكرديّ شرع فِي السّعي لوَلَده وتحدّث مَعَ جمَاعَة من الْأَعْيَان وَكتب مناشير وتواقيع بِأُمُور واّتخذ بنوداً فَبلغ الْخَبَر السُّلْطَان فشنق وعلِّقت البنود والتواقيع فِي حلقه وَذَلِكَ سنة سِتِّينَ وست مائَة 3 - (سعد الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ) الْخضر ويسمَّى مَسْعُود بن عبد السّلام ويسمَّى أَبُو عبد الله بن عمر بن عَليّ ابْن حمُّوية الشَّيْخ الْكَبِير سعد الدّين أَبُو سعد ابْن شيخ الشُّيوخ تَاج الدّين أَخُو شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة وَسمع من ابْن طبرزد والكندي وجماعةٍ وَأَجَازَ لَهُ ابْن كليبٍ وَأَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن المعطوش وَعبد الله بن أبي الْمجد الحربيّ وخدم فِي شبيبته وتعانى الجنديّة مَعَ بني عَمه الْأُمَرَاء الْأَرْبَعَة ثمَّ تصوُّف وَلبس البقيار وَأمه من ذُرِّيَّة أبي الْقَاسِم القشيريّ وَجمع تَارِيخا فِي

شيخ الملك الظاهر

مجلدين وَكَانَ لَدَيْهِ فَضِيلَة وَله شعر وَمرض أَوَاخِر عمره وقلَّ بَصَره روى عَنهُ ابْن الخبّاز وَابْن العطّار والدَّواداري وَجَمَاعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأَجَازَ لي مروياته وَكَانَ يُشَارك أَخَاهُ فِي المشيخة وَمن شعره 3 - (شيخ الْملك الظّاهر) خضر بن أبي بكر بن مُوسَى المهرانيّ العدويّ الشَّيْخ الْمَشْهُور شيخ الْملك الظّاهر كَانَ) صَاحب حَال وَنَفس ومؤثّرة وهمة وَحَال كاهنيّ أخبر الظَّاهِر بسلطنته قبل وُقُوعهَا فَلهَذَا كَانَ يعظمِّه وَينزل إِلَى زيارته مرّة ومرّتين وَثَلَاثَة ويطلعه على غوامض أسراره ويستصحبه فِي أَسْفَاره سَأَلَهُ وَهُوَ محاصر أرسوف حَتَّى تُؤْخَذ فعيَّن لَهُ الْيَوْم فَوَافَقَ ذَلِك وَكَذَلِكَ صفد وقيسارية وَلما عَاد إِلَى الكرك سنة خمسٍ وَسِتِّينَ استشاره فِي قَصده فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَن لَا يقصدها ويتوجّه إِلَى مصر فخالفه وتوجَّه فَوَقع عِنْد بركَة زيزا وانكسرت فَخذه وَقَالَ فِي بعلبكَّ وَالظَّاهِر على حصن الأكراد يَأْخُذهُ السُّلْطَان بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَوَافَقَ ذَلِك وَلما توجّه السُّلْطَان إِلَى الرّوم كَانَ الشَّيْخ خضر فِي الْحَبْس فَأخْبر أَن السُّلْطَان يظفر وَيعود إِلَى دمشق وأموت وَيَمُوت بعدِي بِعشْرين يَوْمًا فاتفق ذَلِك نقم السُّلطان عَلَيْهِ وأحضر من حاققه على أُمُور لَا تصدر من مُسلم فأشاروا بقتْله فَقَالَ هُوَ للسُّلْطَان أَنا أَجلي قريب من أَجلك وبيني وَبَيْنك أَيَّام يسيرَة فَوَجَمَ لَهَا السُّلْطَان وَتوقف فِي قَتله وحبسه وضيَّق عَلَيْهِ لكنه كَانَ يُرْسل إِلَيْهِ الْأَطْعِمَة الفاخرة والملابس وَكَانَ حَبسه فِي شوّال سنة إِحْدَى وَسبعين وَلما وصل الظَّاهِر من الرّوم إِلَى دمشق كتب إِلَى مصر بِإِخْرَاجِهِ فوصل الْبَرِيد بعد مَوته وَكَانَ قد بنى لَهُ عدَّة زَوَايَا فِي عدَّة بِلَاد وَكَانَ كل أحدٍ يتَّقي جَانِبه حَتَّى الصّاحب بهاء الدّين بن حنَّى وبيليك الخزندار وَإِذا كتب ورقة يَقُول من خضر نيَّاك الحمارة وَأخرج من السجْن مَيتا وَحمل إِلَى الحسينية وَدفن بزاويته قَالَ الشَّيْخ تقيُّ الدّين الشَّيْخ خضر مُسلم صَحِيح العقيدة لكنه قَلِيل الدّين باطوليٌّ لَهُ

الأمير موفق الدين الرحبي

حَال شيطاني وَكَانَت وَفَاته سنة ستّ وسبين وست مائَة وَكَانَ قد بنى لَهُ زَاوِيَة بالحسينية على الخليج محاذيةً لأرض الطبَّالة ووقف عَلَيْهَا أحكاراً يَجِيء مِنْهَا فِي السّنة ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم وَبنى لَهُ بالقدس زَاوِيَة وبالمزَّة بدشق زَاوِيَة وبظاهر بعلبكَّ زَاوِيَة وبحماة زَاوِيَة وبحمص زَاوِيَة وَهدم بِدِمَشْق كَنِيسَة الْيَهُود وكنيسة المصلَّبة بالقدس الَّتِي لِلنَّصَارَى وَقتل قسيسها بِيَدِهِ وعملها زَاوِيَة وَهدم بالإسكندرية كَنِيسَة الرّوم وصيَّرها مَسْجِدا وسماها الْمدرسَة الخضراء وَكَانَ وَاسع الصَّدْر يُعْطي الْفضة وَالذَّهَب وَيعْمل الْأَطْعِمَة فِي قدور مفرطة الْكبر يحمل الْقُدْرَة جمَاعَة عتالين وَفِي ملازمته للْملك الظَّاهِر يَقُول شرف الدّين مُحَمَّد ابْن رضوَان النَّاسِخ من الْكَامِل) مَا الظّاهر السُّلْطَان إِلَّا مَالك الدُّنْيَا بِذَاكَ لنا الْمَلَاحِم تخبر (وَلنَا دلل وَاضح كَالشَّمْسِ فِي ... وسط السّماء بكلِّ عينٍ تنظر) (لمّا رَأينَا الْخضر يقدم جَيْشه ... أبدا علمنَا أنّه الْإِسْكَنْدَر) 3 - (الْأَمِير موفَّق الدّين الرّحبيّ) خضر بن محَاسِن المقدّم موفَّق الدّين الرَّحبي الْأَمِير كَانَ من دهاة الْعَالم وشجعانهم كَانَ جمّاساً لشخص من الرّحبة فَمَاتَ فتزوّج بامرأته وَحَازَ تركته وتنقّلت بِهِ الْأَحْوَال وَصَارَ قراغلام بالرحبة أَيَّام الْأَشْرَف صَاحبهَا ثمَّ خدم نواب الظَّاهِر فوجدوه كَافِيا وتعّرف بِعِيسَى بن مهنَّا ثمَّ أعطي خبْزًا بتبعين وَتمكن إِلَى أَن ولي إمرة الرّحبة بعد موت الإسْكَنْدراني ودبّر الْأُمُور وجهّز القصَّاد فَلَمَّا انْكَسَرَ سنقر الْأَشْقَر وَلحق بالرحبة وَمَعَهُ ابْن مهنّا فَطلب من الموفّق تَسْلِيم الرحبة فخادعه وراوغه وَبعث الإقامات وطالع الْمَنْصُور بأحواله وتألَّف الْأُمَرَاء وأفسدهم على سنقر الْأَشْقَر فَلَمَّا قدم السُّلْطَان دمشق وَفد إِلَيْهِ بِهَدَايَا فَأقبل عَلَيْهِ لَكِن أَتَى تجار أخذُوا فوجدوا بعض قماشهم عِنْده فشكوه وعضده علم الدّين الحلبيّ فاعتقل فعزَّ عَلَيْهِ الْأَمر واغتمّ وَمرض وَمَات كمداً سنة ثَمَانِينَ وستّ مائةٍ وَقد قَارب السّبْعين 3 - (القَاضِي برهَان الدّين السِّنجاريّ) الْخضر بن الْحسن بن عليّ قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين الزرزاري السّنجاريّ الشافعيّ ولد سنة عشرَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة ولي قَضَاء مصر فِي الدولة الصّالحية فِيمَا قيل إِذْ أَخُوهُ بدر الدّين قاضٍ على الْقَاهِرَة وَبَقِي على

أبو العباس الإربلي

ذَلِك إِلَى أَيَّام الظَّاهِر فَعمل عَلَيْهِ الصّاحب بهاء الدّين وعزله وحبسه وَضرب وَبَقِي معزولاً فَقِيرا لَيْسَ بِيَدِهِ سوى الْمدرسَة المعزِّية فَلَمَّا مَاتَ ابْن حمى سيَّر لَهُ الْملك السعيد تقليداً بالوزارة فَأحْسن إِلَى آل ابْن حنَّا وَلم يؤذهم وَبَقِي فِي الوزارة إِلَى أَن تولَّى الشُّجاعي شدّ الدَّوَاوِين سعى فِي عَزله وضربه وَبَقِي معزولاً إِلَى أَن مَاتَ نجم الدّين الأصفونيّ الْوَزير فأعيد إِلَى الوزارة وَبَقِي مُدَّة ثمَّ سعى الشجاعي أَيْضا وآذاه وَلما توفّي القَاضِي بهاء الدّين بن الزكي بِدِمَشْق ذكر لقَضَاء الشّام ثمَّ زووه عَنهُ إِلَى ابْن الخوئيِّ ثمَّ ولي قَضَاء الْقَاهِرَة وَالْوَجْه البحريِّ خَاصَّة فَبَقيَ عشْرين يَوْمًا وَمَات يُقَال أَنه سمَّ وَولي بعده ابْن بنت الْأَعَز جَمِيع الديار المصرية وَكَانَ لَا بَأْس بسيرته فِيهِ مُرُوءَة وَقَضَاء حوائج النّاس وَقد روى جُزْءا عَن أبي اللّمط سمع مِنْهُ البرزاليّ) والمصريون وَمَا أحسن مَا كتب إِلَيْهِ السِّراج والورَّاق وَقد خلع عَلَيْهِ بالوزارة من الوافر (تهنَّ بخلعةٍ لبست جمالاً ... بوجهٍ مِنْك سبَّح مجتلوه) (وَقَالَ النَّاس حِين طلعت فِيهَا ... أَهَذا الْبَدْر قلت لَهُم أَخُوهُ) وَفِيه يَقُول الْحَكِيم شمس الدّين بن دانيال من الْكَامِل (إِن السَّناجرة الْكِرَام لمثلنا ... بهم إِذا جَار الزَّمان أَمَان) (لَا تجحد الْأَعْدَاء ذَاك جَهَالَة ... فلنا على مَا ندّعي الْبُرْهَان) وَفِيه يَقُول شهَاب الدّين المنازي (جبت الْبِلَاد فَلم أغادر غادراً ... إلاّ ظَفرت بغادرٍ خوَّان) (وَسَأَلت عَن سمحٍ فَأنكرهُ الورى ... فعطفت نَحْو الْخضر فضل عناني) (جَحَدُوا وجود الْجُود إِلَّا أنني ... أثبتُّ مَا جَحده بالبرهان) وَفِيه يَقُول محيى الدّين بن عبد الظَّاهِر لما جهز إِلَيْهِ التَّقْلِيد من الْخَفِيف بك زَالَ الْخلاف واصطلح الخصمان يَا دولة المليك السّعيد كلما قَالَت الوزارة بالبرهان قَالَ الْبُرْهَان بالتقليد 3 - (أَبُو العبّاس الإربليّ) الْخضر بن نصر بن عقيل بن نصرٍ أَبُو الْعَبَّاس الإربلي

عماد الدين بن دبوقا

الشَّافعيّ كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ والفرائض وَالْخلاف اشْتغل بِبَغْدَاد على الكيا الهرّاسي وَابْن الشَّاشِي وَلَقي عدَّة من أشياخها وَرجع إِلَى إربل وَبنى لَهُ بهَا الْأَمِير أَبُو مَنْصُور شرفتكين الزَّيني صَاحب إربل مدرسة القلعة ودرَّس فِيهَا زَمَانا وَهُوَ أول من درَّس بإربل وَله تصانيف حسان كَثِيرَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَله كتاب ذكر فِيهِ ستّاً وَعشْرين خطْبَة للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكلهَا مُسندَة وانتفع بِهِ خلق وَكَانَ صَالحا زاهداً وزعاً متقلِّلاً وممَّن تخرَّج عَلَيْهِ ضِيَاء الدّين أَبُو عمر وَعُثْمَان بن عِيسَى بن دراس الهذباني شَارِح المهذّب وَابْن أَخِيه عز الدّين أَبُو الْقَاسِم نصر بن عيل وَغَيرهمَا وولادته سنة ثمانٍ وَسبعين وَأَرْبع مائَة ووفاته سة سبعٍ وَسِتِّينَ وَخمْس مائةٍ بإربل 3 - (عماد الدّين بن دبُّوقا) الْخضر بن سعد الله بن عِيسَى بن حيش عماد الدّين الرَّبعيّ الْمَعْرُوف بِابْن دبُّوقا أديب كَاتب حسن الْعشْرَة كتب الْإِنْشَاء للمشدِّ عَلَاء الدّين الشقيريّ وَولي مشارفة بعلبك ونكب وصودر) وَله شعر روى عَن البلداني وَسمع مِنْهُ البرزالي وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (أَتَرَى الَّذِي أَحْسَنت فِيهِ يقيني ... بالوصل يَوْمًا من جفاه يقيني) (ظبيٌ من الْأَعْرَاب تبريني ظبى ... ألحاظه لَا من ظبا يبرين) (يَا بدر كَيفَ سكنت قلباً خافقاً ... أسمعت قطُّ بخافقٍ مسكون) (أسخطت حسّادي عَلَيْك لأجل مَا ... علمُوا بأنّ سواك لَا يرضيني) (يَا غُصْن بَان مذ تثنَّى مايساً ... هَاجَتْ عَلَيْهِ بلابلي وشجوني) (وَلكم سلبت قُلُوبنَا وعقولنا ... بفتور سحرٍ من فتون عُيُون) (كن كَيفَ شِئْت فَأَنت دائي والدوا ... وهواك دنياي وخالص ديني) (أَتَرَى أَرَاك مواصلي بعد الجفا ... يَوْمًا وأقضي من رضاك ديوني) (وعليَّ ذَاك الْيَوْم شكران الرِّضى ... روحي وَمَا حكمت عَلَيْهِ يَمِيني) كتب إِلَيْهِ الشَّيْخ مجد الدّين بن الظّهير الإربليّ ملغزاً من مجزوء الْخَفِيف (إسم من قد هويته ... ظاهرٌ غير طَاهِر)

الملك المسعود

(قسم الْبعد قلبه ... بَين قلبِي وناظري) فَأَجَابَهُ عماد الدّين من السَّرِيع (مولَايَ هَذَا لغز حلُّه ... مَا حلَّ عِنْدِي مِنْهُ تشويش) (إِن كانقد أُخْفِي عني فقد ... دلَّ بِمَعْنَاهُ قراقوش) 3 - (الْملك المسعود) خضر بن بيبرس الْملك المسعود ابْن الْملك الظَّاهِر تملَّك الكرك بعد أَخِيه الْملك السعيد ثمَّ اقْتَضَت الآراء إبعاده مَعَ أَخِيه سلامش إِلَى بِلَاد الأشكري النصرانيّ فَأَقَامَ هُنَاكَ دهراً وَتُوفِّي أَخُوهُ سلامش وأحضر خضر وَسكن مصر مُدَّة فَقيل أَنه سقِِي سنة ثَمَان وَسبع مائةٍ رَحمَه اللاه وَكَانَ من أحسن الرِّجَال شكلاً وعقلاً وَمَات كهلاً وَلما ختنه وَالِده الْملك الظَّاهِر قَالَ محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر من الرجز (هنِّئت بالعيد وَمَا ... على الهناء أقتصر) (بل انها بشارةٌ لَهَا ... الْوُجُود مفتقر) ) (بفرحةٍ قد جمعت ... مَا بَين مُوسَى وَالْخضر) (قد هيّأت لوردكم ... مَاء الْحَيَاة المنهمر) 3 - (الْمسند شمس الدّين) الْخضر بن عبد الرَّحْمَن بن الْخضر بن الْحُسَيْن بن الْخضر بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن عَبْدَانِ الشَّيْخ الْأَصِيل شمس الدّين بقيّة المسندين الدمشقيّ الْكَاتِب ارتزق بالخدم فِي جِهَات المكس وَغَيره ثمَّ آخر عمره عزل وَبَطل ولد سنة سبع عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة سبع مائةٍ وتفرّد بأَشْيَاء من المرويات والشيوخ وروى عَن النفيس ابْن البنّ معارر بن عايد وَعَن ابْن صصرى أبي الْقَاسِم وَأبي الْجد القزوينيّ وزين الْأُمَنَاء والمعافى بن أبي السِّنان وَالْمُسلم الْمَازِني وَابْن غسّان وَحضر ابْن أبي لقْمَة وَأَجَازَ لَهُ الْمُوفق وَالْفَتْح بن عبد السّلام وَسمع مِنْهُ خلق على ضعفه

الحارثي خطيب دمشق

3 - (الْحَارِثِيّ خطيب دمشق) الْخضر بن شبْل الْفَقِيه أَبُو البركات الحارثيّ الدمشقيّ الشَّافِعِي خطيب دمشق ومدرِّس الغزّالية والمجاهديّة كَانَ فَقِيها إِمَامًا كَبِير الْقدر بعيد الصّيت بنى نور الدّين مدرسته الَّتِي عِنْد بَاب الْفرج وَجعله مدرِّسها وَقَرَأَ على أبيالوحش سبيع وَسمع مِنْهُ وَمن ابْن الموازيني وَجَمَاعَة روى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْنه زين الْأُمَنَاء وَأَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ وَآخَرُونَ وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وسين وَخمْس مائَة وَدفن فِي مَقْبرَة بَاب الفراديس 3 - (ابْن الزين خضر) الْخضر بن مُحَمَّد بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عَليّ هُوَ القَاضِي زين الدّين ابْن القَاضِي تَاج الدّين ابْن زين الدّين ابْن جمال الدّين ابْن علم الدّين ابْن نور الدّين كَذَا أمْلى عليّ نسبه وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي سنة عشرٍ وَسبع مائَة لَيْلَة الْأَحَد رَابِع ذِي الحجّة كَاتب الْإِنْشَاء بالديار المصرية قَادر على الْكِتَابَة سريعها يكْتب من رَأس قلمه التواقيع والمناشير وَاعْتمد القَاضِي عَلَاء الدّين بن فضل الله عَلَيْهِ فَكَانَ يجلس عِنْده بَين يَدَيْهِ ينفّذ الْمُهِمَّات قلّ أَن رَأَيْت مثله فِي الصَّبْر على كِتَابَة أشغال الدِّيوَان وَهُوَ قَلِيل النّظم قَرَأَ الْقُرْآن وصلَّى بِهِ وَسمع البُخَارِيّ على الحجار وستّ الوزراء وعَلى غَيرهمَا وَأخذ النَّحْو عَن الشَّيْخ شهَاب الدّين بن الرحَّل وَحفظ الألفيتين المالكيّة والمعطيّة وَبحث المقرّب وصناعة الْكتاب لِابْنِ) النّحاس وَبَعض التَّنْبِيه تَقْدِير الرّبع وَحفظ عرُوض ابْن الْحَاجِب وقصيدة ابْن مالكٍ فِي الْفرق بَين الظَّاء وَالضَّاد والتجريد للبحراني فِي البديع وَدخل دَار الْعدْل أَيَّام الْملك النَّاصِر مُحَمَّد عوضا عَن وَالِده لما توجه كَاتب سر حلب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الطَّوِيل (يحركني مولَايَ فِي طوع أمره ... ويسكنني شانيه وسط فُؤَاده) (وَيقطع بِي إِن رام قطعا وَإِن يصل ... يشق بجدِّي الْوَصْل عِنْد اعْتِمَاده) وَلما طلبت أَيَّام السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَجَلَست

فِي ديوَان الْإِنْشَاء بقلعة الجيل تفل الْجَمَاعَة الموقعون وَكتب بَعضهم إليّ شعرًا من بَاب الهناء وأجبته ثمَّ بعد مُدَّة كتب إليَّ زين الدّين هَذَا من الطَّوِيل (تَأَخَّرت فِي مدحي لِأَنِّي مقصِّرٌ ... وَفضل صَلَاح الدّين مَا زَالَ يستر) (خَلِيل لَهُ الْآدَاب حَقًا ينالها ... جليل بِهِ الْأَصْحَاب تسمو تَفْخَر) (لقد آنس الْأَمْصَار لما أَتَى لَهَا ... وأوحش ربع الشَّام إِذْ كَانَ يقفر) (فَلَا شهِدت عَيْنَايَ سَاعَة بعده ... وَلَا سهدت شوقاً إِلَيْهِ فتسهر) (ودام عليَّ الْقدر يرقى إِلَى الْعلَا ... محامده بَين الْأَنَام تسطَّر) فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك من الطَّوِيل (تفضّلت زين الدّين إِذْ أَنْت أكبر ... وأشرف من مدحٍ بِهِ العَبْد يذكر) (فشرّفت قدريحين شنّفت مسمعي ... فيا من رأى شعرًا على الدرِّ يفخر) (فَمَا هُوَ شعر يحضر الْوَزْن لَفظه ... وَلكنه شيءٌ من السّحر يُؤثر) (يجوز بِلَا إذنٍ على الْأذن خفَّةً ... كأنّ الزلَال العذب مِنْهُ يفجَّر) (فها أَنا مِنْهُ فِي نعيمٍ مخلَّدٍ ... وعيشي بخضرٍ فِي رَبًّا مصر أَخْضَر) وَكتب إليَّ ملغزاً فِي قطن يَا سيد الْعلم والبلغاء وقدوة الكتّاب والأدباء مَا اسْم أوّل سورتين من الْقُرْآن وحرف من أول سورةٍ أُخْرَى وَهُوَ ثَلَاثَة أحرف ولقاه ثَمَانِيَة إِذا أفردت مَجْمُوعه سرا وجهراً أول حُرُوفه ينْسب إِلَيْهِ أحد الْجبَال وَآخِرهَا قسما لَا يزَال إِن حذفت أَوله وصحّفت ثَانِيه فَهُوَ ظن حَقِيقَته الآمال أَو صحّفت جملَته كَانَ وصف مؤمنٍ يجْرِي على هَذَا المنوال أَو حذفت أوسطه مَعَ) التحريف كَانَ عبدا لَا يعْتق أَو حذفت آخِره مَعَ بَقَاء التحريف كَانَ حَيَوَانا يسرق وَلَا يسرق ويأنس وينفر ويقيَّد بِالْإِحْسَانِ وَهُوَ مُطلق يطوف بِالْبَيْتِ ويأوي فِي الْمنَازل إِلَى الحيّ وَالْمَيِّت لَا يُبَاع وَلَا يشترى وعينه الْمجَاز حَقِيقَة تبلغ قيمَة تماثل جوهراً وَإِن أبقيت هَذَا الِاسْم على حَالَته فَهُوَ شَيْء لَا يَسْتَغْنِي عَنهُ مَسْجِد وَلَا جَامع وَلَا بيع وَلَا صوامع وَلَا مُسلم وَلَا كَافِر وَلَا قاطن وَلَا مُسَافر وَلَا غنيّ وَلَا فَقير صابر وَلَا قوي وَلَا ضَعِيف وَلَا مشروف وَلَا شرِيف وَلَا خائن وَلَا مَأْمُون وَلَا حيّ وَلَا من سقِِي بكاس الْمنون وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ جليل حقير قَلِيل كثير تملكه الْمَالِك والمملوك والمليّ والصّعلوك وَهُوَ شَيْء ممتهن ويعلو على رُؤُوس الْأُمَرَاء والوزراء والملوك قلبه بالتحريف فعل مضى وَاسم إِذا نطق بِهِ قد يرتضى وَهُوَ قد يَبْدُو بِهِ النُّور فِي الدّياجي وَعند الصَّباح يَنْقَطِع مِنْهُ أمل الراجي لَا يَسْتَغْنِي بَيت عَنهُ وَلَا بقْعَة وَمَعَ ذَلِك يُبَاع بفلسٍ ودينار وَفَوق ذَلِك فِي الرِّفعة وَهُوَ بيِّن وَاضح وحلِّله بميزان عقلك الرَّاجِح إِن شَاءَ الله تَعَالَى

الألقاب

(الألقاب) الخضري بِالضَّمِّ الحكم بن معمر الخضري الشَّاعِر صَخْر بن الْجَعْد الخضري الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد تقدم ذكره فِي المحمدين (خطّاب) 3 - (ابْن دِينَار الظَّفريّ) خطاب بن صَالح الْمدنِي توفّي فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (أَبُو الْمُغيرَة الإياديّ الْمَالِكِي) خطَّاب بن مسلمة بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو الْمُغيرَة الْإِيَادِي الْفَقِيه الْمَالِكِي سمع ابْن لبَابَة وَأسلم بن عبد الْعَزِيز وَأحمد بن خَالِد بن الحبّاب وَحج وَسمع من ابْن الْأَعرَابِي قَالَ عَنهُ رَفِيقه أَبُو بكر بن السَّليم القَاضِي هُوَ من الأبدال وَقَالَ القَاضِي عِيَاض كَانَ زاهداً مجاب الدعْوَة وَقَالَ ابْن الفرضي كَانَ حَافِظًا للرأي بَصيرًا بالنحو توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة 3 - (الْأَزْدِيّ أحد قواد الْمَنْصُور) خطّاب الْأَزْدِيّ أحد قواد الْمَنْصُور نظر إِلَيْهِ معن بن زَائِدَة يخْطر بَين يَدي الْمَنْصُور وَقد قد فتر عَن الْخَوَارِج فَقَالَ معن من الْكَامِل (هلاّ خطرت كَذَا غَدَاة لقيتهم ... وَصَبَرت عِنْد الْمَوْت يَا خطّاب) (نجّاك خوّار الْعَنَان كأنّه ... يَوْم الْهياج إِذا استحثَّ عِقَاب) (أسلمت صحبك والرّماح تنوشهم ... وَكَذَلِكَ من قعدت بِهِ الأحباب) فَأَجَابَهُ خطّاب فِي مقَامه والمنصور يسمع من الْكَامِل (أَنْت الشّجاع على العتاة تكبُّهم ... ثقل الْحَدِيد بأسوقٍ ورقاب) (وَإِذا توجَّهت الكماة وجرِّدت ... بيض القواضب فِي الْعَنَان الكابي) (ألقيت حريفه بِكَسْر هشيمه ... ولجت مسامعها جَوَاب عِقَاب)

التلمساني

(يَا معن لَو مارست مني نجدةً ... وَالْخَيْل ناكصةٌ على الأعقاب) (لمنيت بِالْمَوْتِ الزُّؤام وبهمةٍ ... تدع الكميَّ مضرَّج الْأَبْوَاب) 3 - (التّلمسانيّ) خطَّاب بن أَحْمد بن عديّ بن خطّاب بن خَليفَة بن خَليفَة بن عبد الله بن وليد أَبُو الْحُسَيْن التلمساني الْفَقِيه من أهل الْمغرب قدم بَغْدَاد وروى بهَا شَيْئا من شعره وَشعر غَيره وَكَانَ فَقِيها فَاضلا أديباً شَاعِرًا لَهُ معرفَة باللغة من شعره من الطَّوِيل) (حرامٌ على نَفسِي لذاذة عيشها ... إِلَى أَن تقرَّ النَّفس عينا بِمَا تَدْرِي) (بعلمٍ يزكّي النَّفس ند مليكها ... وتؤنسها أنواره فِي دجى الْقَبْر) (وتحشرإن أحضى الْأَنَام يظلُّها ... لِوَاء علومٍ يَوْم تدعى إِلَى الْحَشْر) (فَإِن نلْت مَا أمَّلته كنت فائزاً ... وإلاّ فنفسي قد أَقمت بهَا عُذْري) 3 - (الفوزي) خطّاب بن عُثْمَان الطَّائِي الفوزيّ الْحِمصِي أَبُو عَمْرو وَفَوْز من قرى حمص سمع إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَعِيسَى بن يُونُس وَمُحَمّد بن حمير وَجَمَاعَة روى عَنهُ البخاريّ وروى عَنهُ النّسائيّ بِوَاسِطَة وَإِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الْجوزجَاني وَإِسْمَاعِيل سمُّوية وقرابته سَلمَة بن أَحْمد الفوزي وَسليمَان بن عبد الحميد البهراني وَآخَرُونَ وَذكره ابْن حبّان فِي الثِّقات توفّي بعد الْمِائَتَيْنِ 3 - (أنف الْكَلْب) خطاب بن الْمُعَلَّى اللَّيْثِيّ يلقب أنف الْكَلْب قَالَ المرزباني بَصرِي شخص إِلَى مصر ومدح عَليّ بن صَالح بنعلي الْهَاشِمِي لما تقلدها فَلم يحمده فَقَالَ من الْخَفِيف (لعليّ بن صَالح بن عليٍّ ... حسبٌ لَو يزينه بالسّماح) ومواعيده بالرياح فَهَل أَنْت بكفَّيك قابضٌ للرياح

الخطابية

(الخطّابية) هم فرقة من الرافضة وهم أَتبَاع أبي الخطّاب مُحَمَّد بن أبي ذِئْب الْأَسدي الأجدع عزا نَفسه إِلَى جَعْفَر الصَّادِق فَلَمَّا وقف على باطله فِي دعاويه تبرّأ مِنْهُ ولعنه وَأمر أَصْحَابه بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُ وشدّد القَوْل فِي ذَلِك وَبَالغ فِيهِ وَفِي لعنته فَدَعَا أَبُو الْخطاب إِلَى نَفسه وَزعم أَن الْأَئِمَّة أَنْبيَاء ثمَّ آلِهَة وَأَن جَعْفَر الصَّادِق آله وآباه آلِهَة وهم أَبنَاء الله وأحبّاؤه والإلهية نور فِي النُّبُوَّة والنبوة نور فِي الْإِمَامَة وَلَا يَخْلُو الْعَالم من هَذِه الْأَنْوَار والْآثَار وَزعم مرّة أَن جعفراً هُوَ الآله فِي زَمَانه لكنه لَيْسَ هُوَ المحسوس الَّذِي يرى وَإِنَّمَا لما نزل إِلَى هَذَا الْعَالم لبس تِلْكَ الصُّور فَرَآهُ الْعَالم بهَا فبيلغ عِيسَى بن مُوسَى خَبره فَقتله فافترقت الخطابية بعده أَربع فرق البزيغية وَقد مرذكرهم فِي حرف الْبَاء والعجلية وَيَأْتِي ذكرهم فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى والمعمَّريَّة وَيَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ (الألقاب) الخطّابي المحدِّث اسْمه حمدبن مُحَمَّد وَقيل أحد وَهُوَ الصَّحِيح الخطَّابي أَبُو مُحَمَّد النّحوي اسْمَع عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الخطّاب الصّابىء اسْمه المفضَّل بن ثَابت الخطبيّ إِسْمَاعِيل بن عَليّ الخطيبي عبيد الله بنعلي الخطيبي عمر بن أَحْمد خطيب بَيت الْأَبَّار موفَّق الدّين عمر بن أبي بكر (الْأَمِير صارم الدّين) خطلبا الْأَمِير صارم الدّين التنِّيسي كَانَ غازياً مُجَاهدًا ديِّناً كثير الرِّباط والصَّدقات توفّي بِدِمَشْق سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة وَدفن بتربة جهاركس بِالْجَبَلِ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَهَا ووقف عَلَيْهَا من مَاله

خطلغ

(خطلغ) 3 - (أَمِير الْكُوفَة والحاجِّ) خطلغ بن بكتكين أَبُو مَنْصُور أَمِير الْكُوفَة والحاجِّ ذمَّه مُحَمَّد بن هِلَال الصّابي وذمّ سيرته وَكَانَ شجاعاً لَهُ وقائع مَعَ الْعَرَب فِي البريّة وَكَانُوا يخافونه وَكَانَ محافظاً على الصّلوات فِي الْجَمَاعَة وَيخْتم الْقُرْآن فِي كل يَوْم وَله آثَار جميلَة فِي الْمشَاهد والمساجد والجوامع والمصانع بطرِيق مَكَّة ولبث فِي إِمَارَة الحاجِّ اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وتأسَّف عَلَيْهِ الْوَزير نظام الْملك 3 - (الصّاحبي) خطلغ شاه بن سنجر الْملك نَاصِر الدّين الصّاحبي الْجُوَيْنِيّ شَاب أديب عَاقل كَانَ يَنُوب عَن مخدومه بِبَغْدَاد إِذا غَابَ عَنْهَا وَولي بَغْدَاد ثمَّ ابْتُلِيَ بمعاداة سعد الدولة الذِّمِّي فَعمل على قَتله ثمَّ نقل وَدفن برباط لَهُ بِبَغْدَاد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست مائَة (مقدَّم التتار) خطلو شاه نَائِب التتار كَانَ كَافِرًا مَاكِرًا شاطراً رفيع الرّتبة نزل فِي دمشق بِالْقصرِ الأبلق وَخرج إِلَيْهِ الشَّيْخ تقيّ الدّين ابْن تَيْمِية وكلَّمه فِي الرعيّة فتنمرَّ وَلم يلو عَلَيْهِ وَكَانَ مقدم التتار نوبَة شقحب فردَّ خاسئاً مهزوماً وَسَار بالمغل لمحاربة صَاحب جيلان فبيَّته الْملك دوياج وبثَّقوا عَلَيْهِم المَاء فغرق مِنْهُم جمَاعَة ورماه دوياج بِسَهْم فَقتله فِي سنة سبعٍ وَسبع مائَة وَكَانَ مَعَه الشَّيْخ براق الْمَذْكُور فِي حرف الْبَاء الْمُوَحدَة (الألقاب) الْخَطِيب أَبُو بكر خطيب بَغْدَاد اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب التبريزي الأديب اسْمه يحيى بن عَليّ ابْن خطيب جبرين القَاضِي فَخر الدّين عُثْمَان بن عَليّ خطيب بَيت الْأَبَّار دَاوُد بن عمر الخطيري الْأَمِير عز الدّين أيدمر تقدم فِي حرف الْهمزَة فِي مَكَانَهُ فليطلب هُنَاكَ يُوجد

خفاف

الخطير وَالِد أسعد بن ممَّاتي تقدّم ذكره فِي تَرْجَمَة وَلَده أسعد فِي حرف الْهمزَة فليطلب هُنَاكَ خطير الدولة الْكَاتِب الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الخفاجي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن صَدَقَة مر ذكره فِي المحمدين الخفاجيّ الْحلَبِي الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد ابْن خفاجة الشَّاعِر الأندلسيّ اسْمه إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح بن عبد الله (خفاف) 3 - (إِمَام بني غفار) خفاف بن إِيمَاء بن رحضة الْغِفَارِيّ كَانَ إِمَام بني غفار وخطيبهم شهد الْحُدَيْبِيَة وَتُوفِّي فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب بِالْمَدِينَةِ يعدُّ فِي الْمَدَنِيين روى عَنهُ عبد الله بن الْحَارِث وحَنْظَلَة بن عَليّ الْأَسدي ولخفاف ولإيماء أَبِيه ولجدّه رحضة صُحْبَة كلهم صَاحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأنْشد فِيمَا ذكره المرزباني من الْكَامِل (إِنِّي أَتَانِي فِي الْمَنَام مخبِّرٌ ... من جنِّ وجرة فِي الْأُمُور موَات) (يَدْعُو إِلَيْك ليالياً وليالياً ... ثمَّ احزألَّ وَقَالَ لست بآت)

السلمي

3 - (السُّلمي) خفاف بن ندبة ندبة أمه وَكَانَت سَوْدَاء وَشهد خفاف فتح مَكَّة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ يذكر خيله من الوافر (شهدن مَعَ النبيِّ مسوَّماتٍ ... حنيناً وَهِي دامية الحوامي) (ووقعة خالدٍ شهِدت وحكّت ... سنابكها على الْبَلَد الْحَرَام) (تعرّض للسيوف بكلِّ ثغرٍ ... خدوداً لَا تعرَّض للِّطامي) (وَلست بخالع عنِّي ثِيَابِي ... إِذا هرَّ الكماة وَلَا أرامي) (وَلَكِنِّي يجول الْمهْر تحتي ... إِلَى الغارات بالعضب الحسام) وَقيل أَنَّهَا لحريش بن هِلَال القريعي وَهِي فِي الحماسة لأبي تَمام 3 - (الْعجلِيّ) خفاف بن أَفْعَى العجليّ من شعراء خُرَاسَان هُوَ الْقَائِل من الْكَامِل (وَلَقَد شربت الْخمر حَتَّى خلتني ... لما خرجت أجرُّ فضل المئزر) (قَابُوس أَو عَمْرو بن هندٍ قَاعِدا ... يحبى لَهُ مَا بَين دارة قَيْصر) (فِي بتيةٍ سبطي الأكفِّ مسامحٍ ... عِنْد الفصال نديمهم لم يخسر) (الألقاب) ابْن خَفِيف أَبُو عبد الله الصّوفي اسْمه مُحَمَّد بن خَفِيف الخفيفي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم) الْخفاف عبد الْوَهَّاب بن عَطاء الْخفاف المقرىء عبد الوهّاب بن مُحَمَّد الْخفاف عبيد الله بن عبد الله الْخفاف يُوسُف بن الْمُبَارك بن الْمُبَارك الخلاطي عمر بن إِسْحَق بن هبة الله وَالشَّيْخ فَخر الدّين عبد الْعَزِيز بن عبد الْجَبَّار بن عمر ابْن الخلاّل الموفَّق اسْمه يُوسُف بن مُحَمَّد

النحوي

ابْن خلدون عمر بن أَحْمد الخلعي الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن (النَّحوي) ابْن خلصة النّحوي تقدَّم ذكره فِي المحمدين واسْمه مُحَمَّد بن خلصة وَقيل ابْن عبد الرَّحْمَن فليطلب هُنَاكَ (خلف) 3 - (الْحَنَفِيّ الضَّرير) خلف بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم الضَّرِير الشَّلجي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ على قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الدَّامغَانِي وَغَيره حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف وَعلم الْكَلَام وَكَانَ يدرِّس بمشهد أبي حنيفَة وَسمع الحَدِيث من الشريف أبي نصر الزَّيْنَبِي وَأبي عبد الله الدَّامغَانِي وَأبي الْحُسَيْن الْمُبَارك بن أَحْمد الصّيرفي وحدَّث باليسير وَسمع مِنْهُ السّلفي وَغَيره وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (خلف الْأَحْمَر) خلف الْأَحْمَر الشَّاعِر صَاحب البراعة فِي الْآدَاب يكنى أَبَا مُحرز مولى بِلَال بن أبي بردة حمل عَنهُ ديوانه أَبُو نواس وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وَكَانَ رِوَايَة ثِقَة علاّمة يسْلك الأصمعيّ طَرِيقه ويحذو حذوه حَتَّى قيل هُوَ معلِّم الْأَصْمَعِي وَهُوَ الأصمعيّ فتَّقا الْمعَانِي وأوضحا الْمذَاهب وبيَّنا المعالم وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ إِلَّا أَنه كَانَ يعْمل القصيدة يسْلك فِيهَا أَلْفَاظ الْعَرَب القدماء وينحلها أَعْيَان الشُّعَرَاء كَأبي دَاوُد والإيادي وتأبَّط

شرا والأنفري وَغَيرهم فَلَا يفرَّق بَين أَلْفَاظه وَأَلْفَاظهمْ ويرويها جلَّة الْعلمَاء لذَلِك الشَّاعِر الَّذِي نحله إيّاها فمّما نحله) تأبَّط شرّاً وَهِي فِي الحماسة من الرمل (إنّ بالشِّعب الَّذِي دون سلعٍ ... لقتيلاً دَمه لَا يطلُّ) وَمِمَّا مَحَله الشّنفري القصيدة الْمَعْرُوفَة بلامية الْعَرَب وَهِي من الطَّوِيل (أقِيمُوا بني أُمِّي صُدُور مطيِّكم ... فَإِنِّي إِلَى قومٍ سواكم لأميل) وَقَالَ الرياشيّ سَمِعت الْأَخْفَش يَقُول وَلم ندرك أحدا أعلم بالشعر من خلف الْأَحْمَر والأصمعيّ قلت أيُّهما كَانَ أعلم قَالَ الأصمعيّ قلت لم قَالَ لِأَنَّهُ كَانَ أعلم بالنحو قَالَ خلف الْأَحْمَر أَنا وضعت على النَّابِغَة القصيدة الَّتِي مِنْهَا من الْبَسِيط (خيل صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ ... تَحت العجاج وَأُخْرَى تعلك اللُّجما) وَقَالَ أَبُو الطّيب اللّغويّ كَانَ خلف الْأَحْمَر يصنع الشّعْر وينسبه إِلَى الْعَرَب فَلَا يعرف ثمَّ نسك وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن كلّ يَوْم وَلَيْلَة وبذل لَهُ بعض الْمُلُوك العظماء مَالا عَظِيما على أَن يتَكَلَّم فِي بَيت شعر شكوّا فِيهِ فَأبى ذَلِك وَقَالَ قد مضى لي فِيهِ مَا لَا أحتاج أَن أَزِيد عَلَيْهِ وَكَانَ قد قَرَأَ أهل الْكُوفَة عَلَيْهِ أشعارهم فَكَانُوا يقصدونه لما مَاتَ حَمَّاد الراوية فَلَمَّا نسك خرج إِلَى أهل الْكُوفَة يعرِّفهم الْأَشْعَار الَّتِي أدخلها فِي أشعار النَّاس فَقَالُوا لَهُ أَنْت كنت عندنَا فِي ذَلِك الْوَقْت أوثق مِنْك السَّاعَة فَبَقيَ ذَلِك فِي روايتهم إِلَى الْآن وَله من التصانيف كتاب جنَّات الْعَرَب وَمَا قيل فِيهَا من الشّعْر وَكَانَ خلف قد قَالَ لأبي نواس ارثني وَأَنا حيّ حَتَّى أسمع فَقَالَ من الرجز (لَو كَانَ حيٌّ وائلاً من التَّلف ... لوألت شغواء فِي أَعلَى شعف) وَهِي مَشْهُورَة فِي ديوانه فاستجودها وَقَالَ مليحة إِلَّا أَنَّهَا رجز وَأحب أَن تكون قصيدة فَقَالَ أَنا أنظم هَذِه الْمعَانِي قصيدة فَقَالَ من المنسرح (لَا تئل العصم فِي الهضاب وَلَا ... شغواء تغذو فرخين فِي لجف) مِنْهَا (لما رَأَيْت الْمنون آخذةً ... كلّ شديدٍ وكلّ ذِي ضعف) (بتُّ أعزِّي الْفُؤَاد عَن خلفٍ ... وَبَات دمعي إلاَّ يفض يكف) (إنسى الرزايا ميتٌ فجعت بِهِ ... أمس رهين التُّرَاب فِي جدف) (وَكَانَ ممّن مضى لنا خلفا ... فَلَيْسَ مِنْهُ إِذْ بَان من خلف)

أبو عبد الرحمن الكوفي

) 3 - (أَبُو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي) خلف بن تَمِيم بن أبي عتّاب مَالك أَبُو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي نزيل المصّيصة روى عَن سُفْيَان وزائدة وَأبي بكر النَّهشلي وَإِسْرَائِيل وَجَمَاعَة وروى عَنهُ أَبُو إِسْحَق الْفَزارِيّ مَعَ تقدُّمه وَأحمد بن الْخَلِيل البرجلاني وَأحمد بن بكرويه البالسي وَالْحسن بن الصّباح الْبَزَّاز وعباس الدّوري وَغَيرهم وَقَالَ ابْن شيبَة ثِقَة صَدُوق أحد النُّسّاك الْمُجَاهدين صحب إِبْرَاهِيم بن أدهم وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة وَقَالَ ابْن سعد توفّي سنة ثَلَاث عشرَة بِالْمصِّيصَةِ وَقَالَ أَبُو مُسلم النَّهْشَلِي وَغَيره توفّي سنة ستٍ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ النسائيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن أَيُّوب الْحَنَفِيّ) خلف بن أيّوب الْفَقِيه أَبُو سعيد العامريّ البخليّ الحنفيّ مفتي أهل بَلخ وزاهدهم وعابدهم أَخذ الْفِقْه عَن أبي يُوسُف وَقيل أَنه أدْرك مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وتفقّه عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ وَمن عَوْف الْأَعرَابِي وَمعمر وَإِبْرَاهِيم بن أدهم وَصَحبه مُدَّة روى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَأَبُو كريب وعليّ بن سَلمَة وَجَمَاعَة وَكَانَ من أَعْلَام الْأَئِمَّة جَاءَ إِلَيْهِ أَسد بن نوح السَّامانيّ صَاحب بَلخ وتحيَّن مَجِيئه إِلَى الْجُمُعَة فَلَمَّا رَآهُ ترجَّل وقصده فَقعدَ خلف وغطى وَجهه فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَأجَاب وَلم يرفع رَأسه فَرفع الْأَمِير أَسد رَأسه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ اللهمّ إنّ هَذَا العَبْد الصّالح يبغضنا فِيك وَنحن نحبّه فِيك ثمَّ ركب ومرّ فَأخْبر بعد ذَلِك أَنه مرض فعاده الْأَمِير وَقَالَ لَهُ هَل لَك من حَاجَة قَالَ نعم أَن لَا تعود إليّ وَإِن متّ فَلَا تصلِّ عليّ وَعَلَيْك السوَاد فَلَمَّا توفّي شهد جنَازَته رَاجِلا وَنزع السّواد وصلّى عَلَيْهِ فَسمع صَوتا بِاللَّيْلِ بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتتت الدولة فِي عقبك وتوفيخلفسنة

الأشجعي

خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ 3 - (الْأَشْجَعِيّ) خلف بن خَليفَة بن صاعد أَبُو أَحْمد الأشجعيّ مَوْلَاهُم نزيل وَاسِط ثمَّ بَغْدَاد وَهُوَ كوفيّ من بقايا صغَار التَّابِعين رأى عَمْرو بن حريب رَضِي الله عَنهُ وَرَآهُ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ ابْن سعد تغيَّر قبل مَوته وَاخْتَلَطَ قيل أَنه جَاوز الْمِائَة وتوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَمُسلم مُتَابعَة 3 - (المقرىء البزّاز) ) خلف بن هِشَام بن ثَعْلَب أَبُو مُحَمَّد البغداديّ المقرىء البزّاز أحد الْأَعْلَام لَهُ قِرَاءَة اخْتَارَهَا وثّقه ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ والدارقطنيّ كَانَ عابداً فَاضلا قَالَ أعدت الصَّلَاة أَرْبَعِينَ سنة كنت أتناول فِيهَا الشَّرَاب على مَذْهَب الْكُوفِيّين قيل أَن ابْن أُخْته قَرَأَ عَلَيْهِ سُورَة الْأَنْعَام حَتَّى بلغ قَوْله تَعَالَى ليميز الله الْخَبيث من الطَّيِّب فَقَالَ لَهُ يَا خَال إِذا ميَّز الله الْخَبيث من الطَّيب أَيْن يكون النَّبِيذ فَنَكس رَأسه طَويلا وَقَالَ مَعَ الْخَبيث فَقَالَ أترضى أَن تكون مَعَ الْخَبيث فَقَالَ يَا بني اذْهَبْ إِلَى الْمنزل فاصبب كل شَيْء فِيهِ فأعقبه الله الصّوم فصَام الدّهر إِلَى أَن مَاتَ قَالَ يحيى الفحام رَأَيْت خلف بن هِشَام فِي الْمَنَام فَقلت مَا فعل الله

قاضي الري

بك فَقَالَ غفر لي توفّي سنة تسعٍ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد 3 - (قَاضِي الرّيّ) خلف بن يحيى الْمَازِني البخاريّ قَاضِي الرِّيّ قَالَ أَبُو نعيم ولي قَضَاء إصبهان وروى عَن أبي مُطِيع الْبَلْخِي وَمصْعَب بن سلاّم وَإِبْرَاهِيم بن حَمَّاد الْبَصْرِيّ وعصام ابْن طليق وروى عَنهُ يحيى بن عَبدك الْقزْوِينِي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الإصبهاني وعليّ ابْن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم متَّرك لايشتغل بِهِ كَانَ يكذب توفّي بعد الْمِائَتَيْنِ وَعشْرين 3 - (الْوَزير اليمني) خلف بن أبي الطّاهر الْأمَوِي وَزِير الْملك جيَّاش بن نجاح صَاحب زبيد كَانَ من أَفْرَاد الدّهر صحب جيّاشاً حِين زَالَ ملكه وَدخل مَعَه الْهِنْد وَحلف لَهُ أَن يقاسمه الْأَمر إِذا عَاد إِلَيْهِ ملكه ونعته بقسيم الْملك فَلَمَّا عَاد جيّاش إِلَى ملكه وَبَقِي خلف وزيراً شرب ذَات لَيْلَة فغنّاه ابْن المصريّ وَكَانَ محسناً بقول قيس بن الرقيات من المنسرح (لَو كَانَ حَولي بَنو أميّة لم ... ينْطق رجالٌ إِذا هم نطقوا) (إِن جولسوا لم تضق مجَالِسهمْ ... أَو ركبُوا ضَاقَ عَنْهُم الْأُفق) (بحبِّهم عوِّد النِّسَاء إِذا ... مَا احمرَّ تَحت القلانس الحدق) فطرب الْوَزير وَشرب وخلع على من كَانَ فِي مَجْلِسه وهم ثَلَاثَة عشر رجلا ثَلَاث مراتٍ ووصلهم وَلم يزل يستعيد الصّوت ويغنيه وَقد ظَهرت امارات الطَّرب فِيهِ إِلَى أَن اصبح فَنقل الْمجْلس إِلَى جياش فتوهَّم مِنْهُ واستوحش خلف وفارقه فَكتب إِلَيْهِ جياش يستعطفه فَكتب خلف إِلَيْهِ من الطَّوِيل) (إِذا لم تكن أرضي لعرضي معزَّة ... فلست وَإِن نادت إليَّ مجيبها) (وَلَو أَنَّهَا كَانَت كروضة جنّةٍ ... من الطّيب لم يحسن مَعَ الذّل طيبها) (وسرت إِلَى أرضٍ سواهَا تعزُّني ... وَإِن كَانَ لَا يعوي من الجدب ذيبها) الْحَافِظ الهمذاني خلف بن عَامر الْهَمدَانِي مصنِّف الْمسند كَانَ من الحفَّاظ

كردوس الواسطي

وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (كرْدُوس الواسطيّ) خلف بن مُحَمَّد بن عِيسَى الوَاسِطِيّ كرْدُوس روى عَنهُ ابْن ماجة ووثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين 3 - (المغربي النَّحويّ) خلف بن الْمُخْتَار المغربي كَانَ من كبار عُلَمَاء الْعَرَبيَّة توفّي فِي حُدُود التسعين والمائتين 3 - (أَبُو مُحَمَّد العكبري) خلف بن عَمْرو أَبُو مُحَمَّد العكبري وثَّقه الدَّارَقُطْنِيّ وَكَانَ من ظرفاء بَغْدَاد ومحتشميهم نقل الْخَطِيب أَنه كَانَ لَهُ كلّ يومٍ خَاتم وعكّاز فَكَانَ لَهُ ثَلَاثُونَ خَاتمًا وَثَلَاثُونَ عكّازاً وَتُوفِّي سنة ستّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْقَاسِم المقرىء) خلف بن أبي الْفَتْح بن خلف بن أَحْمد بن عبد الله الْحَنَفِيّ أَبُو الْقَاسِم المقرىء البغداديّ سبط خلف الْفَقِيه كَانَ يقْرَأ الْقُرْآن بِتِلَاوَة حَسَنَة وَيتبع مظفر التوثي المغنّي ويغنّي مَعَه وَكَانَ يحفظ أشعاراً كَثِيرَة وَفِيه كيس وَحسن خلق توفّي سنة عشر وست مائَة 3 - (أَبُو الذُّخر المقرىء) خلف بن مُحَمَّد بن خلف أَبُو الذُّخر المقرىء الْبَغْدَادِيّ حفظ الْقُرْآن وتفقَّه لِابْنِ حَنْبَل ثمَّ سَافر إِلَى الْموصل وَأقَام بهَا وَسمع بهَا من أبي الْفضل عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الطُّوسيّ الْخَطِيب وَيحيى بن مَحْمُود الثقفيّ الأصبهانيّ وَمن غَيرهمَا وأقرأ الْقُرْآن وَكتب النَّاس عَنهُ وَكَانَ متدينَّاً صَالحا حسن الطَّرِيقَة توفّي بالموصل سنة تسع وَعشْرين وستّ مائَة

السعدي

أَبُو صَالح الخيّام خلف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نصر البُخَارِيّ أَبُو صَالح الخيّام وَهُوَ الَّذِي يخيط) الخيم كَانَ بنْدَار الحَدِيث ببخارا تكلم فِيهِ أَبُو سعد الإدريسيّ وليَّنه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (السَّعدي) خلف بن أَحْمد السعَّدي من قريةٍ تعرف بالسَّعدين جوَار المهديّة كَانَ شَاعِرًا مطبوعاً كثير الْأَخْبَار والحكايات مزّاحاً قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ لَهُ حمَار سَمَّاهُ مرزوقاً فَكتب إِلَى بعض إخوانه يستهدي لَهُ علفاً من مجزوء الرمل (إِن مرزوقاً يغنّي ... طَال شوقي للشّعير) (قوته أكل حبالي ... وقفافي وحصيري) فإذاما جنه اللَّيْل دهاني بالصَّفير (همَّتي فَوق الثُّريا ... وَنَصِيبِي فِي الحقير) وَصَحب الْأَمِير تَمِيم بن معدّ والأمراء إخْوَته بالمنصورية حينا طَويلا وامتدحهم وَكَانَت لَهُ عِنْدهم حظوة ومكانة وَدخل مصر فِي أَيَّام الْعَزِيز فَأفَاد وَأكْثر شعره فيهم فكتمه لتِلْك العلّة خوفًا مِمَّن لَا يعرف مخارج الْكَلَام ووجوهه حَتَّى زعم أَنه ضَاعَ جملَة وَلم يظْهر مِنْهُ سوى جُزْء أَوله من الْكَامِل (مَاذَا يُرِيك تصرُّف الْأَحْوَال ... وكرور أيامٍ ومرُّ لَيَال) وَرَأَيْت لَهُ قصيدة أَولهَا من الطَّوِيل (هجرت لذيذ الغمض مذ هجرت هِنْد ... فجري دموع الْعين بَينهمَا مدُّ) (وَمَا شيمتي رعي النُّجُوم لِأَنَّهَا ... حَيَاة وَلَا فِيهَا انْتِفَاع وَلَا رفد) (وَلكنه ذكر لما بَان وانقضى ... وردّ لما قد فَاتَ لَو أمكن الردُّ) (ذهَاب شبابٍ لم أكن بذهابه ... رشيدا وَلَكِن زَالَ عني بِهِ الرّشد) قلت شعر متوسط السُّميسر خلف بن فرج أبوالقاسم ابْن الإلبيري الْمَعْرُوف بالسُّميسر أورد لَهُ أُميَّة بن أبي الصلب فِي الحديقة من مخلع الْبسط

الحافظ ابن الدباغ

(يَا آكلا كلّما اشتهاه ... وشاتم الطِّبِّ والطبيب) ) (ثمار مَا قد غرست تجني ... فانتظر السُّقم عَن قريب) (تجمع الدَّاء كلَّ يومٍ ... أغذية السوء كالذُّنوب) وَأورد لَهُ أَيْضا من المتقارب المجزوء أأكل مَا يَشْتَهِي نهيت فَلم تَنْتَهِ (لأكلك مَا تشْتَهي ... بقيت وَمَا تشْتَهي) وَقَوله يهجو أَبَا الْحسن عليّاً العامري من مجزوء الرمل (جاد نزراً فَقبلنَا ... ردهم السّاقط بدره) (عجب النَّاس وَقَالُوا ... كَيفَ سلَّت مِنْهُ ذرَّه) (عملت فِيهِ رقانا ... فَلِذَا خَالف أمره) (هَل رَأَيْتُمْ بعد مُوسَى ... أحدا فجَّر صخره) 3 - (الْحَافِظ ابْن الدّباغ) خلف بن الْقَاسِم بن سهل بن أسود أَبُو الْقَاسِم ابْن الدّباغ الْحَافِظ الأندلسي رَحل إِلَى الْمشرق وَكَانَ حَافِظًا فهما عَارِفًا بِالرِّجَالِ صنَّف حَدِيث مَالك وَحَدِيث شُعْبَة وَأَشْيَاء فِي الزّهْد وَسمع بِمصْر أَبَا مُحَمَّد ابْن الْورْد الْبَغْدَادِيّ وَسلم بن الْفضل وَالْحسن بن رَشِيق وَجَمَاعَة وَسمع بدشق عليّ بن أبي الْعقب وَأَبا الميمون ابْن رَاشد وبمكة من بكير الْحداد وَأبي الْحسن الخزاعيّ والآجرِّي وبقرطبة من أَحْمد بن يحيى بن الشامة وَمُحَمّد بن مُعَاوِيَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَمِير بخارا) خلف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن اللّيث أَمِير بخارا وَابْن أميرها كَانَ

المبرقع الكلبي

أوحد الْمُلُوك فِي إجلال أهل الْعلم والإفضال على الْعلمَاء سمع عليّ بن بنْدَار الصّوفيّ وَمُحَمّد بن عَليّ الْمَالِينِي صَاحب عُثْمَان الدَّارمِيّ وبالحجاز عبد الله بن مُحَمَّد الفاكهي وببغداد أَبَا عَليّ ابْن الصوّاف وَأَبا بكر الشَّافِعِي ومولده سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي شَهِيدا فِي الْحَبْس بِبِلَاد الْهِنْد رَحمَه الله سنة تسعٍ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة روى عَنهُ الْحَاكِم مَعَ جلالته وانتخب لَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ ياقوت كَانَ فِي أول أمره على مَذْهَب أهل الرَّأْي وَكَانَ أهل مذْهبه يغرونه بقتل من خَالف مذْهبه فَقتل ألوفاً كَثِيرَة على ذَلِك الرَّأْي وَكَانَ يحيى بن عمَارَة فِي سجستان فيذلك الْوَقْت فالتحف) بملحفةٍ كالنسوان وَلحق بِبَعْض السِّفارة فتحمَّل مَعَهم على ذَلِك الْحَال قَاصِدا هراة ثمَّ إِن الْأَمِير أَحْمد رَجَعَ عَن مَذْهَب أهل الرَّأْي إِلَى مَذْهَب أهل الحَدِيث فَقتل خلقا كثيرا من أهل الرَّأْي وصنَّف فِي تَفْسِير الْقُرْآن كتابا كَبِيرا نَحْو مائَة وَعشْرين مجلداً وَله كتاب تَعْبِير الرُّؤْيَا سَمَّاهُ تحفة الْمُلُوك قبض عَلَيْهِ السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين وحبسه فِي قلعة فَشرب دَوَاء حَتَّى غَابَ رشده وخيِّل إِلَى الموكَّلين بِهِ أَنه قد مَاتَ فسلِّم إِلَى أَهله فجعلوه فِي تابوتٍ ومضوا بِهِ فَبلغ ذَلِك السُّلْطَان فَقبض عَلَيْهِ مرّة أُخْرَى فَفعل فعلته الأولى فَأمر السُّلْطَان أَن يَجْعَل فِي تابوتٍ ويغلق حَتَّى مَاتَ 3 - (المبرقع الْكَلْبِيّ) خلف بن سعيد بن عبد الله بن عُثْمَان بن زُرَارَة أَبُو الْقَاسِم ابْن المرابط الكلبيّ من ذرّية الأبرش الْكَلْبِيّ وَيعرف بالمبرقع الْمُحْتَسب الْقُرْطُبِيّ رَحل إِلَى الْمشرق مرَّتَيْنِ أولاهما سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَعشْرين سنة وَسمع أَبَا سعيد ابْن الْأَعرَابِي وَابْن الْورْد وَأَبا بكر الآجرِّي وروى عَنهُ أَبُو إِسْحَق ابْن شنظير وَأَبُو حَفْص الزهراويّ وَقَالَ ابْن شنظير توفّي فِي نَحْو الْأَرْبَع مائَة 3 - (الْحَافِظ الواسطيّ) خلف بن مُحَمَّد بن عليّ بن حمدون الواسطيّ الْحَافِظ مصنِّف الْأَطْرَاف رَحل وروى وَأثْنى عَلَيْهِ الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَتُوفِّي بعد الْأَرْبَع مائَة تَقْرِيبًا

أبو القاسم البريلي المالكي

3 - (أَبُو الْقَاسِم البريليّ الْمَالِكِي) خلف بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم البلنسي مولى يُوسُف بن بهْلُول كَانَ فَقِيها عَارِفًا بِمذهب مَالك لَهُ مُخْتَصر المدوّنة جمع فِيهِ أَقْوَال صَاحب مَالك وَهُوَ كثير الْفَائِدَة وَكَانَ عَارِفًا بِعلم الوثائق مقدِّماً فِيهِ وَيعرف بالبريلي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (خطيب قرطبة) خلف بن عبد الله بن سعيد بن عبّاس بن مدير أَبُو الْقَاسِم الأزديّ الْخَطِيب بِجَامِع قرطبة روى عَن ابْن عبد البّر كثيرا وَكَانَ ثِقَة كثير الْجمع وَالتَّقْيِيد كتب بِيَدِهِ كثيرا وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الأبرش الأندلسيّ) ) خلف بن يوسفبن فرتون أَبُو الْقَاسِم ابْن الأبرش الأندلسي الشنتريني النَّحْوِيّ كَانَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة واللّغة حفظ كتاب سِيبَوَيْهٍ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائةٍ وَمن شعره من الْبَسِيط (لَو لم يكن لي آبَاء أسود بهم ... وَلم يثبِّت رجال الْعَرَب لي شرفا) (وَلم أنل عِنْد ملك الْعَصْر منزلَة ... لَكَانَ فِي سِيبَوَيْهٍ الْفَخر لي وكفا) (فَكيف علمٌ ومجدٌ قد جمعتهما ... وكلُّ مختلقٍ فِي مثل ذَا وَقفا) وَأورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم من الوافر (رَأَيْت ثَلَاثَة تحكي ثَلَاثًا ... إِذا مَا كنت فِي التَّشْبِيه تنصف) (فتاجو النّيل مَنْفَعَة وحسناً ... ومصرٌ شنترين وَأَنت يُوسُف)

إمام جامع قرطبة

ثمَّ قَالَ ابْن الأبّار وَمَا أحسن قَول شَيخنَا أبي الْحسن ابْن حريق فِي هَذَا الْمَعْنى من الرمل (أَصبَحت تدمير مصرا شبها ... وَأَبُو يُوسُف فِيهَا يوسفا) وَأورد لِابْنِ الأبرش يرثي غُلَاما وسيماً غرق قَالَ أَو تمثل بِهِ وَهُوَ من السَّرِيع (الْحَمد لله على كلِّ حَال ... قد أطفأ المَاء سراج الْجمال) (أطفاه مَا قد كَانَ محياً لَهُ ... قد يطفىء الزَّيْت ضِيَاء الذُّبال) قَالَ وَقد أَكثر الشُّعَرَاء فِي رثاء الغريق فأجادوا من ذَلِك قَول أبي الْقَاسِم ابْن الْعَطَّار ابْن الإشبيلي فِي بعض الهزونيين وَمَات غريقاً فِي نهر طلبيرة عِنْد فتحهَا من الطَّوِيل (وَلما رَأَوْا أَن لَا مقرَّ لسيفه ... سوى هامهم لاذوا بأجرأ مِنْهُم) (وَكَانَ من النَّهر الْمعِين معينهم ... وَمن ثلم السدّ الحسام المثلّم) (فيا عجبا للبحر غالته نطفه ... وللأسد الضّرغام أرداه أَرقم) قلت وَقَالَ مجير الدّين مُحَمَّد بن تَمِيم فِي مليح غرق فِي نهر يزِيد بِدِمَشْق من الوافر (أَقُول وَقد قضى غرقاً حَبِيبِي ... وأعدم ناظري طيب الهجود) (عجبت لنَقص عمرك كَيفَ وافى ... إِلَيْك وَأَنت تسبح فِي يزِيد) مَسْعُود الدَّولة النّحويّ خلف بن طازنَّك بِالطَّاءِ الْمُهْملَة وَبعد الْألف زَاي مَفْتُوحَة وَنون مشدّدة ثمَّ كَاف مَسْعُود الدولة النَّحْوِيّ من شعره من الْخَفِيف) (مَا أطاقوا تأمُّل الْجَيْش حَتَّى ... كحِّلت كلُّ مقلةٍ بسنان) (غنَّت الْبيض فِي طلاهم غناء ... مَا سمعناه فِي كتاب الأغاني) (هُوَ ضرب من السُّريجيّ لَكِن ... حسنه فِي الرّقاب لَا فِي المثاني) قلت مَا أحسن قَوْله هُوَ ضرب من السريجي 3 - (إِمَام جَامع قرطبة) خلف بن يحيى بن خطّاب أَبُو الْقَاسِم القرطبيّ الزَّاهِد من أهل التصوف وَالْهدى كَانَ يُوصف بإجابة الدّعاء أمَّ بِجَامِع قرطبة مُدَّة مديدة ثمَّ رغب فِي الانقباض وَكَانَ يعظ ويقصده النَّاس للبركة وَتُوفِّي سنة ستٍّ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن بشكوال) خلف بن عبد الْملك بن مَسْعُود بن مسود بن بشكوال بن يُوسُف بن

داجة أَبُو الْقَاسِم الأنصاريّ الْقُرْطُبِيّ المحدِّث حَافظ الأندلس فِي عصره ومؤرِّخها ومسندها سمع العالي والنازل وَأسْندَ عَن شُيُوخه نيِّف وَأَرْبع مائَة ووصفوه بصلاح الدخلة وسلامة الْبَاطِن وصحّة التّواضع وَصدق الصّبر للطلبة وَطول الِاحْتِمَال وألَّف خمسين تأليفاً فِي أَنْوَاع الْعلم وَولي فِي إشبيلية قَضَاء بعض جهاتها لأبي بكر ابْن المقرىء وَعقد الشُّرُوط ثمَّ اقْتصر على اسماع الْعلم وصنَّف كتاب الصِّلة فِي عُلَمَاء الأندلس وصل بِهِ تَارِيخ ابْن الفرضي وَتُوفِّي فِي ثامن شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة وَدفن بِقرب قبر بحيى بن يحيى اللَّيثي وَله كتاب الحكايات المستغربة وغوامض الْأَسْمَاء المبهمة عشرَة أَجزَاء وَمَعْرِفَة الْعلمَاء الأفاضل أحد وَعِشْرُونَ جُزْءا طرق حَدِيث المغفر ثَلَاثَة أَجزَاء الْقرْبَة إِلَى الله بِالصَّلَاةِ على نبيِّه جُزْء كَبِير من روى الْمُوَطَّأ عَن مَالك جزآن اخْتِصَار تَارِيخ أبي بكر الفنشيّ تِسْعَة أَجزَاء أَخْبَار سُفْيَان بن عُيَيْنَة أَخْبَار ابْن الْمُبَارك أَخْبَار الْأَعْمَش أَخْبَار زِيَاد شبطون أَخْبَار المحاسبي أَخْبَار ابْن الْقَاسِم أَخْبَار إِسْمَاعِيل القَاضِي أَخْبَار ابْن وهب أَخْبَار أبي المطرّف عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان القنازعي قُضَاة قرطبة المسلسلات طرق من كذب عليَّ المعجم وَمِمَّنْ روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رشد وَأحمد بن عبد الْمجِيد المالقي وَأحمد بن مُحَمَّد بن الأصلع وَأَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن يزِيد بن بقيّ وَأحمد بن عياشٍ المرسيّ وَأحمد بن أبي حجَّة الْقَيْسِي وثابت بن محمدٍ الكلَاعِي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن صلتان وَمُحَمّد بن عبد الله الصفار) الْقُرْطُبِيّ ومُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الغرناطي وَأَبُو الْخطاب عمر بن دحْيَة وَأَخُوهُ عُثْمَان بن دحْيَة وبالإجازة أَبُو الْفضل جَعْفَر بن عَليّ الْهَمدَانِي وَأَبُو الْقَاسِم سبط السلَفِي وَآخَرُونَ

الزهراوي الطبيب

3 - (الزّهراوي الطَّبِيب) خلف بن عَبَّاس الزّهراوي قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ طَبِيبا فَاضلا خَبِيرا بالأدوية المفردة والمركبة جيِّد العلاج وَله تصانيف مَشْهُورَة فِي صناعَة الطبّ وأفضلها كِتَابه الْكَبِير الْمَعْرُوف بالزهراوي وَله كتاب التصريف لمن عجز عَن التَّأْلِيف وَهُوَ أكبر تصانيفه وأشهرها وَهُوَ كتاب تَامّ فِي مَعْنَاهُ 3 - (أَبُو الْقَاسِم القبتوري) خلف بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن خلف بن خلف بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الغافقي القبتوري بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الْبَاء الموحَّدة وَفتح التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا رَاء الإشبيليّ المولد والمنشأ ولد فِي شوّال سنة خمس عشرَة وستّ مائَة قَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي الْحُسَيْن الدبّاج كتاب سِيبَوَيْهٍ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بالسَّبع وَقَرَأَ الشِّفاء بسبتة على عبد الله بن الْقَاسِم الأنصاريّ وَله بَاعَ مديد فِي الترسّل مَعَ التَّقْوَى وَالْخَيْر وَله إجَازَة من الرضيِّ بن الْبُرْهَان والنجيب بن الصَّيقل وَكتب لأمير سبتة وحدَّث بتونس عَن الغرافي وجاور زَمَانا وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَسَبْعمائة وحجَّ مرَّتَيْنِ وجاور زَمَانا أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ قدم الْقَاهِرَة مرّتين وحجّ فِي الأولى وأنشدني قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الوافر (أسيلي الدَّمع يَا عَيْني وَلَكِن ... دَمًا ويقلُّ ذَلِك لي أسيلي) (فكم فِي التُّرب من طرفٍ كحيلٍ ... لتربٍ لي وَمن خدٍّ أسيل) وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْبَسِيط (مَاذَا جنيت على نَفسِي بِمَا كتبت ... كفِّي فيا وَيْح نفي من أَذَى كفِّي) (وَلَو يَشَاء الَّذِي أجْرى عليّ بذا ... قَضَاءَهُ الكفَّ عَنهُ كنت ذَا كفِّ) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْبَسِيط (واحسرتا لأمورٍ لَيْسَ يبلغهَا ... مَالِي وهنَّ منى نَفسِي وآمالي) (أَصبَحت كالآل لَا جدوى لديَّ وَمَا ... آلوت جهداً وَلَكِن جدّي الآلي)

الألقاب

) وأنشدني العلاّمة فتح الدّين ابْن سيد النَّاس من لَفظه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِالْحرم الشريف النَّبَوِيّ سنة ثَلَاث وَسبع مائَة من الطَّوِيل (رجوتك يَا رَحْمَن إِنَّك خيرُ من ... رجاه لغفران الجرايم مرتج) (فرحمتك الْعُظْمَى الَّتِي لَيْسَ بَابهَا ... وحاشاك فِي وَجه الْمُسِيء بمرتج) (الألقاب) الخلقاني إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّاء الخلنجي القَاضِي اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد (خلاّد) 3 - (أَبُو عَمْرو الأرقط) خلاّد بن يزِيد الأرقط الباهليّ أَبُو عَمْرو كَانَ بِهِ أثر جدريّ فسمّي الأرقط وَهُوَ مولّى لبني قراط وَكَانَ راوية لأخبار الْعَرَب وَأَشْعَارهَا أَخذ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَغَيره من الْعلمَاء 3 - (ابْن رَافع الْأنْصَارِيّ) خلاّد بن رَافع بن مَالك بن العجلان الْأنْصَارِيّ الزُّرقي شهد بَدْرًا مَعَ أَخِيه رِفَاعَة بن رَافع قَالَ ابْن عبد البّر يَقُولُونَ أَن لَهُ رِوَايَة وَالله أعلم 3 - (ابْن سُوَيْد الْأنْصَارِيّ الخزرجي) خلاّد بن سُوَيْد بن ثَعْلَب الْأنْصَارِيّ الخزرجي

ابن السايب الأنصاري

شهد الْعقبَة وَشهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق وَقتل يَوْم بني قُرَيْظَة شَهِيدا طرحت عَلَيْهِ رحى من أَطَم من آطامها فشدَّخته فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا يذكرُونَ إنَّ لَهُ أجر شهيدين وَيَقُولُونَ أنّ الَّتِي طرحت عَلَيْهِ الرَّحَى بنانة امْرَأَة من بني قُرَيْظَة ثمَّ قَتلهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ بني قُرَيْظَة إِذْ قتل من أنبت مِنْهُم وَلم يقتل امْرَأَة غَيرهَا 3 - (ابْن السّايب الْأنْصَارِيّ) خلاّد بن السّايب بن خلاّد الْأنْصَارِيّ يخْتَلف فِي صحبته وَفِي حَدِيثه فِي رفع الصّوت بِالتَّلْبِيَةِ اخْتِلَافا كثيرا روى عَنهُ عَطاء بن يسارٍ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَخَاف أهل الْمَدِينَة أخافه الله) 3 - (خلاّد بن عَمْرو بن الجموح) خلاّد بن عَمْرو بن الجموح الْأنْصَارِيّ السُّلمي شهد هُوَ وَأَبوهُ وَإِخْوَته معوِّذ وَأَبُو أَيمن ومعاذ بَدْرًا وَقتل هُوَ وَأَبوهُ وَأَخُوهُ أَبُو أَيمن فِي يَوْم أحدٍ شَهِيدا وَلم يخْتَلف فِي أنّ خلاّداً هَذَا شهد بَدْرًا وأحداً 3 - (الصّيرفيّ الْكُوفِي) خلاّد بن خَالِد وَقيل ابْن عِيسَى الشِّيباني الصّيرفيّ الْكُوفِي

أبو محمد السلمي

المقرىء الْأَحول صَاحب سليم القارىء قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد السُّلميّ) خلاّد بن يحيى بن صَفْوَان أَبُو مُحَمَّد السُّلمي الْكُوفِي سمع عِيسَى بن طهْمَان وَفطر بن خَليفَة وَعبد الْوَاحِد بن أَيمن وسُفْيَان الثوريّ وخلقاً وروى عَنهُ البخاريّ وروى أَبُو دَاوُد عَن رجل عَنهُ وَأَبُو زرْعَة وَمُحَمّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي وَبشير ابْن مُوسَى وَإِسْمَاعِيل بن يزِيد عمّ أبي زرْعَة وخال أبي حَاتِم وحنبل بن إِسْحَق قَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير صَدُوق إِلَّا أَن فِي حَدِيثه غَلطا قَلِيلا سكن مَكَّة وَمَات بهَا سنة ثَلَاث عشرَة أَو سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (الصفَّار البغداديّ) خلاّد بن أسلم الْبَغْدَادِيّ الصّفَّار أَبُو بكر سمع هشيم بن بشير ومروان بن شُجَاع وَعبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي وروى عَنهُ الترمذيّ والنسائيّ وَيحيى بن صاعد والمحاملي وَجَمَاعَة وَكَانَ ثِقَة توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ بسرّ من رأى وَكَانَ ذَا جود وسخاء (الألقاب) ابْن الخلوف المقرىء اسْمه يحيى بن خلف (الْحَافِظ الرامهرمزيّ) الخلاّديّ الْحَافِظ المحدّث اسْمه الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن خلاّد تقدم فِي حرف الْحَاء الْمُهْملَة (الهجريّ) خلاس بن عَمْرو الهجريّ روى عَن عليّ وعمار وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة

الألقاب

(الألقاب) ابْن خلصة النّحوي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الخلّ أَخَوان أَحدهمَا فَقِيه واسْمه مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد وَالْآخر شَاعِر واسْمه الْحسن بن الْمُبَارك وَولده عَليّ بن الْحسن ابْن خلِّكان قَاضِي عجلون مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَالْقَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الخلاّل الْوَزير حَفْص بن سُلَيْمَان (الْكَاتِب) ابْن الخلاّل صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِمصْر أَيَّام الفاطميين اسْمه يُوسُف بن مُحَمَّد يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الْيَاء الخلاّل الْفَقِيه اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن هرون الخلاّل الورَّاق أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الخلاّل أَحْمد بن مُحَمَّد بن هرون ابْن الخلاّل عليّ بن مُحَمَّد (خُلَيْد) 3 - (السَّلامانيّ) خُلَيْد بن سعد السَّلاماني وَيُقَال مولى أم الدّرداء وَيُقَال مولى أبي الدَّرْدَاء روى عَن أَحدهمَا وروى عَنهُ عَطاء الخرسانيّ وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر

مولى العباس

وَغَيرهمَا عَن ضَمرَة بن عليّ بن أبي حَملَة قَالَ مَا ضرب الناقوس بِبَيْت الْمُقَدّس قطّ إِلَّا وخويلد بن سعد قد جمع ثِيَابه وَقَامَ يُصَلِّي على الصَّخْرَة الَّتِي على شام الصَّخْرَة وَقَالَ ابْن جَابر كَانَ خُلَيْد بن سعد قَارِئًا حسن الصَّوْت وَكَانُوا يَجْتَمعُونَ فِي بَيت أم الدَّرْدَاء يقْرَأ عَلَيْهِم 3 - (مولى العبّاس) خُلَيْد مولى العبّاس بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي وَهُوَ وَالِد أبي العميثل عبد الله بن خُلَيْد وَأَصله من الرّي وخليد هُوَ الْقَائِل من الوافر (أما والرافضات بِذَات عرق ... وَمن صلى بنعمان الْأَرَاك) (لقد أضمرت حبك فِي فُؤَادِي ... وَمَا أضمرت حبا من سواك) (أريت الآمريك بِقطع حبلي ... مريهم فِي أحبتهم بِذَاكَ) (فَإِن هم طاوعوك فطاوعيهم ... وَإِن عاصوك فاعصي من عصاك) 3 - (السَّدوسيّ البصريّ) خُلَيْد بن دعْلج السَّدوسي البصريّ ثمَّ الْموصِلِي نزيل الْقُدس قَالَ أَحْمد ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ أَبُو خَاتم صَالح لَيْسَ بالمتين وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَقَالَ النّسائي لَيْسَ بِثِقَة توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة) (خليدة) 3 - (خليدة المكيّة) خليدة المكيَّة مولاة ابْن شماس كَانَت هِيَ وعقيلة وربيحة يعرفن بالشَّماسيات أخذت الْغناء عَن ابْن سُرَيج وَمَالك ومعبد وَكَانَت خليدة سَوْدَاء وفيهَا يَقُول الشَّاعِر من الْخَفِيف

خليدة الأنصاري السلمي

(فتنت كَاتب الْأَمِير رياحاً ... يَا لقومي خليدة المكيَّة) بعث إِلَيْهَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان أَبَا عون مَوْلَاهُ يخطبها عَلَيْهِ فَدخل وَعَلَيْهَا ثِيَاب رقاق لَا تسترها فَنَهَضت وَقَالَت إِنَّمَا ظننتك بعض سفهائنا وَلَكِنِّي ألبس إِلَيْك ثِيَاب مثلك فَفعلت وَقَالَت مَا حَاجَتك فَقَالَ أَرْسلنِي إِلَيْك مولَايَ وَهُوَ من تعلمين يخطبك فَقَالَت قد نسبته فأبلغت فاسمع نسبي إنّ أبي بيع على غير عقد الْإِسْلَام وَلَا عَهده فَعَاشَ عبدا وَمَات وَفِي رجله قيد على الْإِبَاق والسّرقة ولدتني أُمِّي مِنْهُ على غير رشدة وَمَاتَتْ وَهِي آبقة وَأَنا من تعلم فَإِن أَرَادَ صَاحبك نِكَاحا مُبَاحا وزناءً صراحاً فهلمّ إِلَيْنَا فَنحْن لَهُ فَقَالَ لَهَا إِنَّه لَا يدْخل فِي الْحَرَام فَقَالَت وَلَا يَنْبَغِي أَن يستحيي من الْحَلَال وَأما نِكَاح السِّرّ فَلَا وَالله لَا فعلته أبدا وَلَا كنت عاراً على القيان فَعَاد أَبُو عون فَأخْبر مَوْلَاهُ بذلك فَقَالَ وَيلك أَتَزَوَّجهَا مُعْلنا وَعِنْدِي بنت طَلْحَة بن عبيد الله لَا وَلَكِن ارْجع إِلَيْهَا وَقل لَهَا لتختلف إليَّ لأردِّد بَصرِي فِيهَا لعلِّي أسلو فَعَاد إِلَيْهَا وأبلغها الرسَالَة فَضَحكت وَقَالَت أمَّا هَذَا فَنعم لسنا نمنعه مِنْهُ قلت لَو كنت أَنا بدل أبي عون لعدت إِلَى مُحَمَّد مَوْلَاهُ وَقلت لَهُ قبِّل الأَرْض لله شكرا فَإِنَّهَا قد أَنْعَمت عَلَيْك السَّوْدَاء بذلك 3 - (خليدة الأنصاريّ السُّلميّ) خليدة بن قيس بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ السُّلمي شهد بَدْرًا كَذَا قالموسى ابْن عقبَة وَأَبُو معشر وَقَالَ ابْن إِسْحَق والواقدي خُلَيْد بن قيس وَقيل خَالِد بن قيس وَلم يخْتَلف فِي أَنه شهد بَدْرًا (الألقاب) ابْن خُلَيْد الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن عليّ بن خُلَيْد ابْن خُلَيْد القَاضِي يحيى بن أَحْمد الخليع الشّاعر الْحُسَيْن بن الضحَّاك (خَليفَة) 3 - (أَبُو هُبَيْرَة) خَليفَة بن خيّاط الْكَبِير الْعُصْفُرِي الْبَصْرِيّ جد الْحَافِظ خَليفَة بن خياط أَبُو هُبَيْرَة وثَّقه ابْن معِين وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة

الحافظ أبو عمرو

3 - (الْحَافِظ أَبُو عَمْرو) خَليفَة بن خيّاط بن خَليفَة بن خيّاط الْمَذْكُور أَولا الْحَافِظ أَبُو عَمْرو الْعُصْفُرِي الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بشباب كَانَ حَافِظًا نسَّابة إخبارياً عَالما بأيام النَّاس صنَّف التَّارِيخ والطبقات وَغير ذَلِك وروى الْكثير روى عَنهُ البخاريّ فِي حَدِيثه سَبْعَة أَحَادِيث أَو أَكثر وبقيُّ بن مخلد وليّنه بَعضهم وَقَالَ ابْن عدي مُسْتَقِيم الحَدِيث صَدُوق من متيقِّظي الروَاة وَقَالَ مطيَّن مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَأَرْبَعين 3 - (أَبُو الْمَاضِي الأسديّ) خَليفَة بن كُلَيْب الْأَسدي أَبُو الْمَاضِي الشَّاعِر روى عَنهُ أَبُو عَليّ الْحسن بن عَليّ المحوّلي وَمن شعره من الطَّوِيل (أهاجك شوقٌ أم شجاك غرام ... غرام ادِّكارٍ فالدموع سجام) (سجامٌ على خدٍّ تخدُّ سيوله ... خدوداً وَفِي الأحشاء مِنْهُ ضرام) (ضرام حنينٍ يَوْم زمَّت رِكَابهمْ ... وَقد رفعت للظاعنين خيام) (خيامٌ وفيهنَّ البدور كوامنٌ ... لخمسٍ وتسعٍ نورهنَّ تَمام) (تمامٌ وَفِي قلبِي محاق من الْهوى ... وَفِي الْقلب منى زفرةٌ وهيام) (هيام يزلُّ الْقلب عَن مستقرِّه ... إِذا سجعت فَوق الغصون حمام) (حمامٌ يهيِّجن الغرام لذِي الْهوى ... وشيكاً وَفِي سجع الْحمام حمام) (حمامٌ خفيّ فِي جنى النَّحْل كامنٌ ... وَلكنه للعاشقين سمام)

الأمير خليفة

قلت شعر جيد 3 - (الْأَمِير خَليفَة) خَليفَة بن الْمُبَارك الْأَمِير أَبُو الأغّر ولاَّه المعتضد قتل الْأَعْرَاب بطرِيق الحجّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة) 3 - (السَّديد ابْن أبي أصبيعة الكحَّال) خَليفَة بن يُونُس بن أبي الْقَاسِم بن خَليفَة الْحَكِيم سديد الدّين أَبُو الْقَاسِم الأنصاريّ الخزرجي السّعدي الْعَبَّادِيّ الكحَّال الْمَعْرُوف بِابْن أبي أصيبعة هُوَ وَالِد صَاحب تَارِيخ الْأَطِبَّاء موفق الدّين ولد بِالْقَاهِرَةِ واشتغل بهَا هُوَ وَأَخُوهُ الطَّبِيب رشيد الدّين وبرع السَّديد فِي الْكحل ورزق فِيهِ حظوةً وَكَانَ فِي البيمارستان النّوري وقلعة دمشق وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وستّ مائَة 3 - (أَبُو طَالب الإسكندريّ) خَليفَة بن الْمُسلم بن رَجَاء أَبُو طَالب التّنوخي الإسْكَنْدراني وَيعرف بِأَحْمَد اللَّخميّ سمع أَبَا عبد الله الرَّازِيّ وَأَبا بكر الطرطوشي وَعبد الْمُعْطِي بن مُسَافر وَكَانَ عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول ماهراً فِي علم الْكَلَام وَفِيه لين فِيمَا يرويهِ قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحسن بن الْفضل إلاّ أنّا لم نسْمع مِنْهُ إِلَّا من أُصُوله روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن رَوَاحَة وَعبد الوهّاب بن رواج وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (الْأَمِير نَاصِر الدّين) خَليفَة بن عَليّ شاه الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْوَزير يَأْتِي ذكر وَالِده فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفد إِلَى الْبِلَاد صُحْبَة الْأَمِير نجم الدّين مَحْمُود بن شيروين الْوَزير وَكَانَ شكلاً حسنا فأحبَّه الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَكتب إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر يسْأَله أَن يكون عِنْده بِدِمَشْق أَمِيرا فَأَعَادَهُ إِلَيْهِ ورسم لَهُ بطبلخاناة وَكَانَ خصيصاً بتنكز وَلما أمسك تنكز رَحمَه الله تَعَالَى لحق كلَّ من كَانَ يلازمه تِلْكَ الْأَيَّام شواظ من ناره خلا الْأَمِير نَاصِر الدّين خَليفَة فَإِن السُّلْطَان رَاعى فِيهِ خاطر أَخِيه لِأَنَّهُ كَانَ فِي تِلْكَ الْبِلَاد وتزوّج نَاصِر الدّين الْمَذْكُور بابنة الْأَمِير سيف الدّين كجكن وَكَانَ يلبسهَا لبس الخواتين فِي الْبِلَاد وَكَانَ مشداً فِي عمَارَة جَامع يلبغا وَقصد أَن يكون على زيّ جَوَامِع الْبِلَاد الشرقية فَلَمَّا أمسك الْأَمِير سيف الدّين يلبغ

الخليل

خشِي الْأَمِير نَاصِر الدّين أَن يُؤْخَذ بجريرته فسلمه الله تَعَالَى وَكَانَ إقطاعه بصفد فجهزَّه الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه إِلَيْهَا فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَحصل لَهُ ضعف فَحَضَرَ إِلَى دمشق ليتداوى بهَا فَأَقَامَ قَلِيلا وَهُوَ متمرِّض ثمَّ توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سادس عشْرين جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة والظّاهر أَنه كَانَ يتشيَّع) (الْخَلِيل) 3 - (الضّبعيّ) الْخَلِيل بن مرّة الضُّبعي الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن معِين ضَعِيف وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ صَالح لَيْسَ بالقويّ وَقَالَ قُتَيْبَة فِيهِ نظر توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرمذيّ 3 - (الفراهيديّ) الْخَلِيل بن أَحْمد بن عَمْرو بن تَمِيم الأزديّ الفراهيديّ بِالْفَاءِ وَالرَّاء وَالْألف وَالْهَاء وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا دَال البصريّ صَاحب الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض أحد الْأَعْلَام

روى عَن أَيُّوب وَعَاصِم الْأَحْوَال والعوّام بن حَوْشَب وغالب الْقطَّان أَخذ النَّحْو عَنهُ سِيبَوَيْهٍ والأصمعي والنَّضر بن شُمَيْل وهرون بن مُوسَى النحويّ ووهب بن جرير وعليّ بن نصر الْجَهْضَمِي كَانَ خيِّراً متواضعاً ذَا زهد وعفاف يُقَال أَنه دَعَا بِمَكَّة أَن يرزقه الله علما لم يسْبق إِلَيْهِ فَرجع إِلَى الْبَصْرَة وَقد فتح عَلَيْهِ بالعروض فَوَضعه فَهُوَ أول من وَضعه وصنَّف كتاب الْعين فِي اللُّغَة وَقد ذكره أَبُو حَاتِم ابْن حيّان فِي كتاب الثِّقات فَقَالَ يروي المقاطيع وَقَالَ النّضر بن شُمَيْل أَقَامَ الْخَلِيل بن أَحْمد فِي خصّ بِالْبَصْرَةِ وَلَا يقدر على فلسين وتلامذته يَكْسِبُونَ بِعِلْمِهِ الْأَمْوَال وَكَانَ آيَة فِي الذكاء وَكَانَ سَبَب مَوته أَنه قَالَ أُرِيد أَن أعمل نوعا من الْحساب تمْضِي بِهِ الْجَارِيَة إِلَى الفاميّ فَلَا يُمكنهُ أَن يُظِلّهَا فَدخل الْمَسْجِد وَهُوَ يعْمل فكره فصدمته سَارِيَة وَهُوَ غافل فانصرع وَمَات قيل سنة خمس وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة سبعين وَقيل سنة سِتِّينَ وَمِائَة وَكَانَت لَهُ معرفَة بالإيقاع والنغم وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي أحدث لَهُ علم الْعرُوض فَإِنَّهُمَا متقاربان فِي المأخذ وَقَالَ حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب التَّنْبِيه على حُدُوث التَّصحيف وَبعد فَإِن دولة الْإِسْلَام لم تخرج أبدع للعلوم الَّتِي لم تكن لَهَا أصُول عِنْد عُلَمَاء الْعَرَب من الْخَلِيل وَلَيْسَ على ذَلِك برهَان أوضح من علم الْعرُوض الَّذِي لَا عَن حكيمٍ أَخذه وَلَا على مِثَال تقدّمه احتذاه وَإِنَّمَا اخترعه من ممر لَهُ بالصفَّارين من وَقع مطرقة على طست لَيْسَ فيهمَا حجّة وَلَا بَيَان يؤديان إِلَى غير حليتهما أَو يفسدان عين جوهرهما فَلَو كَانَت أَيَّامه قديمَة ورسومه بعيدَة ليشكّ فِيهِ بعض الْأُمَم لصنعته مَا لم يَضَعهُ أحد مُنْذُ خلق الله الدُّنْيَا من اختراعه الْعلم الَّذِي قدمت ذكره وَمن تأسيسه بِنَاء كتاب الْعين الَّذِي يحصر فِيهِ لُغَة كلّ أمة من الْأُمَم قاطبة ثمَّ من إمداده) سِيبَوَيْهٍ فِي علم النَّحْو بِمَا صنف كِتَابه الَّذِي هُوَ زِينَة لدولة الْإِسْلَام وَقَالَ حَمْزَة أَيْضا فِي كتاب الموازنة بَين الْعَرَبيَّة والعجمية وللعرب فضل على غَيرهم من الْأُمَم بِمَا اتّفق لعلماء لغاتهم من تَقْيِيد ألفاظهم فِي بطُون الْكتب وعلماء الْفرس تدّعي مشاركتهم فِي هَذِه الْفَضِيلَة ويزعمون أَن لغتهم كَانَت منتشرةً ذَاهِبَة فِي الضّياع على غير نظام إِلَى أَن ظهر لجمعها بعد انتشارها فيلسوف دولة الْإِسْلَام الْخَلِيل بن أَحْمد الفرهودي وَمن الْفرس كَانَ أَصله لِأَنَّهُ من فراهيد الْيمن وَكَانُوا من بقايا أَوْلَاد الْفرس الَّذين فتحُوا بِلَاد الْيمن لكسرى وَكَانَ جدّ الْخَلِيل من أُولَئِكَ فَمن أجل أَن الْخَلِيل كَانَ من الْفرس صَارَت لنا مُشَاركَة فِي مفاخر الْعَرَب بِمَا أثّله الْخَلِيل بهم فزعموا أَن للخليل ثَلَاثَة أيادٍ عِنْد الْعَرَب كبار لم يشدّ مثلهَا إِلَيْهِم عَرَبِيّ مِنْهُم أَحدهَا مَا نهج لتلميذه سِيبَوَيْهٍ من التأتّي لتأليف كِتَابه حَتَّى علّمه كَيفَ يفرّق لَهُم جُمْهُور النَّحْو أبواباً ويجنِّس الْأَبْوَاب أجناساً ثمَّ يتنوّع

الْأَجْنَاس أنواعاً حَتَّى أخرجه معجز التَّأْلِيف فقيَّد بِهِ على الْعَرَب منطقهم حَتَّى سلم أَعْقَابهم للإعراب من هجنة اللّحن وخطاء القَوْل الثَّانِيَة اختراعه لأشعارهم ميزاناً حذاه على غير مِثَال وَهُوَ الْعرُوض الَّتِي إِلَيْهَا مفزع من خذله الطَّبْع وَلم يساعده الذَّوق من الشُّعَرَاء ورواة الْأَشْعَار فَصَارَ أَثَره لاختراع هَذَا الْعلم كأثر الفيلسوف ارسطاليس فِي شرح علم حُدُود الْمنطق الثَّالِثَة مَا منحهم فِي لغتهم من حصره إِيَّاهَا فِي الْكتاب الَّذِي سمّاه كتاب الْعين فَبَدَأَ فِيهِ بسياقه مخارج الْحُرُوف وَأظْهر فِيهِ حِكْمَة لم تقع مثلهَا للحكماء من اليونان فَلَمَّا فرغ من سرد مخارج الْحُرُوف عدل إِلَى إحصاء أبنية الْأَشْخَاص وأمثلة أَحْدَاث الْأَسْمَاء فَزعم أَن مبلغ عدد أبنية كَلَام الْعَرَب الْمُسْتَعْمل والمهمل على مراتبها الْأَرْبَع فِي الثُّنائي والثُّلاثي والرُّباعي والخماسي من غير تَكْرِير ينساق إِلَى اثْنَي عشر ألف ألف وَثَلَاث مائَة ألف وَخَمْسَة آلَاف وَأَرْبع مائَة واثني عشر ألفا الثّنائي مِنْهَا ينساق إِلَى سبع مائَة وستّ وَخمسين والثلاثي إِلَى تِسْعَة عشر ألف وست مائَة وَخمسين والرُّباعي إِلَى أَربع مائَة وَأحد وَتِسْعين ألفا وَأَرْبع مائَة والخماسي إِلَى أحد عشر ألف ألف وَسبع مائةٍ وَثَلَاثَة وَتِسْعين ألفا وستِّ مائَة قَالُوا فقد شاركنا الْعَرَب فِي فَضِيلَة لغتها ومزية نَحْوهَا وَحلية عرُوض قريضها إِذْ كَانَ الْخَلِيل مثيرها من مكمنها وَهُوَ منا) وَسَأَلَ الْخَلِيل بن أَحْمد رجل من أيِّ الْعَرَب أَنْت فَقَالَ فراهيدي وَسَأَلَهُ آخر فَقَالَ فرهوديّ قَالَ المبّرد قَوْله فراهيدي انتسب إِلَى فراهيد بن مَالك ابْن فهم بن عبد الله بن مَالك بن مُضر بن الأزد وَقَوله فرهودي انتسب إِلَى وَاحِد من الفراهيد وَهُوَ فرهود والفراهيد صغَار الْغنم وَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ لم يكن فِي الْعَرَب بعد الصّحابة أذكى من الْخَلِيل بن أَحْمد وَلَا أجمع وَلَا كَانَ فِي الْعَجم أذكى من ابْن المقفّع وَلَا أجمع وَكَانَ الْخَلِيل يحجّ سنة ويغزو سنة حَتَّى مَاتَ وَهُوَ أول من جمع حُرُوف المعجم فِي بَيت واحدٍ وَهُوَ من الْبَسِيط (صف خلق خودٍ كَمثل الشَّمْس إِذْ بزغت ... يحظى الضَّجيع بهَا نجلاء معطار) وَفِي تَرْجَمَة أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد اليزدي شَيْء يتَعَلَّق بِجمع حُرُوف المعجم فِي بيتٍ وَاحِد وَيُقَال أَنه كَانَ عِنْد رجل دَوَاء لظلمة الْعين ينْتَفع بِهِ النَّاس فَمَاتَ وأضرّ ذَلِك بِمن كَانَ يَسْتَعْمِلهُ فَقَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد أَله نُسْخَة مَعْرُوفَة قَالُوا لَا قَالَ فَهَل لَهُ آنِية كَانَ يعْمل فِيهَا قَالُوا نعم إِنَاء كَانَ يجمع فِيهِ الأخلاط فَقَالَ جيئوني بِهِ فجاؤه بِهِ فَجعل يشمّه وَيخرج نوعا نوعا حَتَّى ذكر خَمْسَة عشر نوعا ثمَّ سَأَلَ عَن جَمِيعهَا ومقدارها فَعرف ذَلِك مِمَّن يعالج مثله فعمله وَأَعْطَاهُ النَّاس فانتفعوا بِهِ مثل تِلْكَ الْمَنْفَعَة ثمَّ وجدت النُّسْخَة فِي كتب الرجل فوجدوا الأخلاط سِتَّة عشر خلطاً كَمَا ذكر الْخَلِيل لم يفته مِنْهَا إِلَّا خلط وَاحِد وَقَالَ الْخَلِيل ثَلَاثَة أَشْيَاء

ينسين المصائب مرّ اللَّيَالِي وَالْمَرْأَة الْحَسْنَاء ومحادثة الرِّجَال قَالَ عليّ بن نصر الْجَهْضَمِي رَأَيْت الْخَلِيل بن أَحْمد فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا صنع الله بك فَقَالَ أَرَأَيْت مَا كُنَّا فِيهِ لم يكن شَيْئا وَمَا وجدت أفضل من سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَالله أكبر وَقَالَ الْخَلِيل اجتزت فِي بعض أسفاري براهب فِي صومعة فوقفت عَلَيْهِ والمساء قد أزف جدا وَخفت من الصَّحرَاء فَسَأَلته أَن يدخلني فَقَالَ من أَنْت قلت الْخَلِيل بن أَحْمد فَقَالَ أَنْت الَّذِي يزْعم النَّاس أَنَّك وجيه وَاحِد فِي الْعلم بِعلم الْعَرَب فَقلت كَذَا يَقُولُونَ وَلست كَذَلِك فَقَالَ إِن أجبتني عَن ثَلَاث مسَائِل جَوَابا مقنعا فتحت لَك الْبَاب وأحسنت ضيافتك وَإِلَّا لم أفتح لَك فَقلت وماهي قلا أَلسنا نستدلّ على الْغَائِب بالشّاهد فَقلت بلَى قَالَ فَأَنت تَقول أَن الله تَعَالَى لَيْسَ بجسم وَلَا عرض ولسنا نرى شَيْئا بِهَذِهِ الصّفة وَأَنت تزْعم أَن النَّاس فِي الْجنَّة يَأْكُلُون وَيَشْرَبُونَ وَلَا يتغوّطون وَأَنت لم تَرَ آكلاً وَلَا شارباً إِلَّا متغِّوطاً وَأَنت تَقول أَن نعيم) أهل الْجنَّة لَا يَنْقَضِي وَأَنت لم تَرَ شَيْئا إِلَّا منقضياً قَالَ الْخَلِيل فَقلت لَهُ بِالشَّاهِدِ الْحَاضِر استدللت على ذَلِك كُله أما الله تَعَالَى فَإِنَّمَا استدللت عَلَيْهِ بأفعاله الدَّالَّة عَلَيْهِ وَلَا مثل لَهُ وَفِي الشَّاهِد مثل ذَلِك وَهُوَ الرّوح الَّتِي فِيك وَفِي كل حَيَوَان تعلم أَنَّك تحسّ بهَا وَهِي تَحت كل شَعْرَة منا وَنحن لَا نَدْرِي أَيْن هِيَ وَلَا كَيفَ هِيَ وَلَا مَا صفتهَا وَلَا مَا جوهرها ثمَّ نرى الْإِنْسَان يَمُوت إِذا خرجت وَلَا يحسّ بشيءٍ خرج مِنْهُ وَإِنَّمَا استدللنا عَلَيْهَا بأفعالها وبحركاتها وتصرّفنا بِكَوْنِهَا فِينَا وَأما قَوْلك أنّ أهل الْجنَّة لَا يتغّوطون مَعَ الْأكل فالشّاهد لَا يمْنَع ذَلِك أَلا ترى الْجَنِين يغتذي فِي بطن أمه وَلَا يتغوّط وَأما قَوْلك أَن نعيم أهل الْجنَّة لَا يَنْقَضِي مَعَ أَن أَوله مَوْجُود فَإنَّا نجد أَنْفُسنَا نبتدىء الْحساب بِالْوَاحِدِ ثمَّ لَو أردنَا أَن لَا يَنْقَضِي لما لَا نِهَايَة لَهُ لم نكرِّره واعداده تَضْعِيفه إِلَى انْقِضَاء مَا قَالَ فَفتح الْبَاب لي وَأحسن ضيافتي قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء هَذَا الْجَواب كَمَا شَرط الراهب إقناعي لَا قطعيّ وَكَانَ عبد الله بن الْحسن العنبريّ قَاضِي الْبَصْرَة يَأْتِي جاراً لَهُ يَقُول بالنجوم فَدخل فِي قلبه شَيْء بجاء لى الْخَلِيل فَقَالَ لَهُ أَنْت عبد الله بن الْحسن قَالَ نعم فَسَأَلَهُ عَن شيءٍ من الْقدر فَقَالَ الْخَلِيل أَخْبرنِي عَن الْحَاء من أَيْن مخرجها قَالَ من الْحلق قَالَ فَأَخْبرنِي عَن الْبَاء من أَيْن مخرجها فَقَالَ من طرف اللِّسان قَالَ تقدر أَن تخرج هَذِه من مخرج هَذِه قَالَ لَا قَالَ ثمَّ فإنّك مائق ثمَّ أنشأ يَقُول من الْخَفِيف (أبلغا عنِّي المنجم أنِّي ... كافرٌ بِالَّذِي قضته الْكَوَاكِب) عالمٌ أنَّ مَا يكون وَمَا كَانَ بحتمٍ من الْمُهَيْمِن وَاجِب وَيُقَال أَن الْخَلِيل بِمَا أَرَادَ أَن يضع الْعرُوض خلا فِي بَيت وَوضع بَين يَدَيْهِ طستاً أَو مَا أشبه

ذَلِك وَجعل يقرعه بِعُود وَيَقُول فاعلن مستفعلن فعولن فَسَمعهُ أَخُوهُ فَخرج إِلَى الْمَسْجِد وَقَالَ إنّ أخي قد أَصَابَهُ جُنُون وأدخلهم عَلَيْهِ وَهُوَ يضْرب الطّست فَقَالُوا يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن مَا لَك أأصابك شَيْء أتحبّ أَن نعالجك فَقَالَ وَمَا ذَاك فَقَالُوا أَخُوك يزْعم أَنَّك خولطت فَقَالَ من الْكَامِل (لَو كنت تعلم مَا أَقُول عذرتني ... أَو كنت تعلم مَا تَقول عذلتكا) (لَكِن جهلت مَقَالَتي فعذلتني ... وَعلمت أَن جاهلٌ فعذرتكا) قَالَ الناشىء يهجو دَاوُد بن عليّ الْأَصْبَهَانِيّ الْفَقِيه من الطَّوِيل) (أَقُول كَمَا قَالَ الْخَلِيل بن أحمدٍ ... وَإِن شيت مَا بَين النّظامين فِي الشّعْر) (عذلت على من لَو علمت بِقَدرِهِ ... بسطت وَكَانَ العذل واللوم من عُذْري) (جهلت وَلم تعلم بأنك جاهلٌ ... فَمن لي بِأَن تَدْرِي بأنك لَا تَدْرِي) وَأنْشد عليّ بن هرون عَن أَبِيه فِي مَعْنَاهُ من الْخَفِيف (يدَّعي الْعلم بالنجوم كَمَا قد ... يدَّعي مثل ذَلِك فِي كل أَمر) وَهُوَ فِي ذَاك لَيْسَ يدْرِي وَلَا يدْرِي من النّوك أَنه لَيْسَ يدْرِي والخليل مَعْدُود من الشُّعَرَاء الْعلمَاء وشعره كثير وَيُقَال أَن أول من تسمّى فِي الْإِسْلَام بِأَحْمَد هُوَ أَحْمد وَالِد الْخَلِيل وَمن تصانيفه الْعين الْجمل كتاب النغم كتاب الْعرُوض كتاب الشّواهد كتاب النقط والشَّكل وَرُوِيَ أَن اللَّيْث ابْن المظفر بن نصر بن سيّار صحب الْخَلِيل مُدَّة يسيرَة وَأَن الْخَلِيل عمل لَهُ كتاب الْعين وأحذاه طَرِيقَته وعاجلت الْخَلِيل الْمنية فتمّمه اللَّيْث بن المظفر وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمَة اللَّيْث قَالَ ياقوت وجدت على ظهر جُزْء من كتاب التَّهْذِيب لأبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي من مجزوء الرجز (إِبْنِ دريدٍ بقره ... وَفِيه عجبٌ وشره) (ويدَّعي بجهله ... وضع كتاب الجمهره) وَهُوَ كتاب الْعين إِلَّا أَنه قد غيّره (الأزهريُّ وزغه ... وحمقه حمق دَعه) (ويدَّعي بجهله ... كتاب تَهْذِيب اللغه) وَهُوَ كتاب الْعين إِلَّا أَنه قد صبغه (فِي الخارزنجيِّ بله ... وَفِيه حمق وَوَلِهَ) (ويدّعي بجهله ... وضع كتاب التكمله) وَهُوَ كتاب الْعين إِلَّا أَنه قد بدَّله

القاضي الحنفي

3 - (القَاضِي الْحَنَفِيّ) الْخَلِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخَلِيل بن مُوسَى بن عبد الله بن عاصمٍ السِّجزيّ أَبُو سعيد إِمَام فِي كلّ علم شَائِع الذّكر مَشْهُور الْفضل مَعْرُوف بِالْإِحْسَانِ فِي النّظم والنثر مَاتَ بفرعانة وَهُوَ على مظالمها سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مائَة ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ أدْرك) الْأَئِمَّة وَالْعُلَمَاء وصنّف التصانيف وَولي الْقَضَاء ببلدان شَتَّى من وَرَاء النَّهر حدَّث قَالَ قدم علينا سجستان وَأَنا قاضيها صَاحب جَيش من خُرَاسَان من قبل نصر بن أَحْمد وَمَعَهُ جَيش عَظِيم فَأكْثر أَصْحَابه الْفساد فِي الْبَلَد وامتدت أَيْديهم إِلَى النِّسَاء فِي الطرقات قهرا فَاجْتمع النَّاس إليَّ وَإِلَى فلَان الْفَقِيه وَشَكوا إِلَيْنَا الْحَال فَدخلت أَنا والفقيه وَجَمَاعَة من وُجُوه الْبَلَد إِلَيْهِ وَكَانَ المبتدىء بِالْخِطَابِ الْفَقِيه فوعظه وعرَّفه مَا يجْرِي فَقَالَ لَهُ يَا شيخ مَا ظننتك بِهَذَا الْجَهْل معي ثَلَاثُونَ ألف رجل نِسَاؤُهُم ببخارا فَإِذا قَامَت أيورهم كَيفَ يصنعون ينفذونها بسفاتج إِلَى حرمهم لَا بدّ لَهُم من أَن يضعوها فِي من هَهُنَا كَيفَ اسْتَوَى لَهُم هَذَا أَمر لَا يمكنني إِفْسَاد قُلُوب الْجَيْش بنهيهم عَنهُ فانصر قَالَ فخرجنا فَقَالَت لنا العامّة أيش قَالَ الْأَمِير فَأَعَادَ الْفَقِيه الْكَلَام عَلَيْهِم بِعَيْنِه فَقَالُوا هَذَا القَوْل مِنْهُ فسق وأمرٌ بِهِ ومكاشفة بِمَعْصِيَة الل فَهَل يحلّ لنا قِتَاله عنْدك بِهَذَا القَوْل فَقَالَ لَهُم الْفَقِيه نعم قد حل لكم قِتَاله فتبادرت الْعَامَّة فانسللنا من الْفِتْنَة فَلم نصلِّ الْمغرب من تِلْكَ اللَّيْلَة وَفِي الْبَلَد أحد من الخراسانيَّة لِأَنَّهُ اجْتمع من العامَّة مَا لَا يضْبط فَقتلُوا خلقا عَظِيما من الخراسانية ونهبت دَار الْأَمِير وطلبوه ليقتلوه فَأَفلَت على فرسه وكل من قدر على الهروب وَلم يجىء بعْدهَا جَيش من خُرَاسَان وَمن شعره من الطَّوِيل (رضيت من الدّنيا بقوتٍ يقيمني ... وَلَا أَبْتَغِي من بعده أبدا فضلا) (وَلست أروم الْقُوت إِلَّا لأنّه ... يعين على علمٍ أردُّ بِهِ الجهلا) (فَمَا هَذِه الدُّنيا بِطيب نعيمها ... لأصغر مَا فِي الْعلم من نكتةٍ عدلا) 3 - (القَاضِي أَبُو سعيد البستي) الْخَلِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد القَاضِي أَبُو سعيد البستي قدم نيسابور وحدَّث بهَا وَتُوفِّي بعد الْأَرْبَع مائَة تَقْرِيبًا

خطيب صرصر

3 - (خطيب صَرْصَر) الْخَلِيل بن أَحْمد بن عَليّ بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم وشاح الجوسقيّ أَبُو طَاهِر الْخَطِيب من أهل صَرْصَر قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَسمع من وَالِده وَأبي الْفَتْح ابْن البطّي والأسعد بن يلدرك وشهدة الكاتبة وَغَيرهم قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَهُوَ شيخ صَالح حسن الطَّرِيقَة متديِّن توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وستِّ مائَة) 3 - (فَخر الدّين الأنصاريّ المقدسيّ) خَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن نابت بالنُّون قبل الْألف المحدّث الْفَقِيه فَخر الدّين الأنصاريّ القدسيّ فَقِيه ذكي متيقّظ كثير الْعلم حسن الْبَحْث فَاضل فِي الحَدِيث رَحل إِلَى مصر ودمشق وَلَقي الْمَشَايِخ وَكتب وَكَانَ محدّث الْقُدس ومفيده روى عَن العزّ الحرّانيّ وروى عَنهُ ابْن الخبّاز وَتُوفِّي سنة سبع مائَة 3 - (أَبُو زكّار الشَّيبانيّ) الْخَلِيل بن زكريّاء الشَّيبانيّ أَبُو زكَّار البصريّ وَقدم بَغْدَاد وحدّث بهَا عَن حبيب ابْن الشّهيد وَهِشَام بن حسّان وَمُحَمّد بن ثَابت الْبنانِيّ وَعَمْرو بن عبيد ومجالد ابْن سعيد وَعبد الله بن عون وعامَّة أَحَادِيثه مَنَاكِير لم يُتَابع عَلَيْهَا قَالَ محبّ الدّين ابْن النَّجار وَلم أر لمن تقدم فِيهِ قولا وَقد تكلمُوا فِي من كَانَ خيرا مِنْهُ بدرجات لِأَن عامّة أَحَادِيثه مَنَاكِير 3 - (أَبُو إِبْرَاهِيم القرائيّ) الْخَلِيل بن عبد الْجَبَّار بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن زُهَيْر بن أَسد بن يزِيد بن عبيد الله التميميّ أَبُو ابراهيم القرائي من أهل

أبو إسماعيل الصوفي المرتب

قزوين من بَيت الحَدِيث وَالرِّوَايَة رَحل إِلَى خُرَاسَان والشّام ومصر وَلَقي الْمَشَايِخ وَهُوَ محدِّث ابْن محدِّث ابْن محدِّث ابْن محدِّث ابْن محدِّث خَمْسَة وبيتهم فِي الْعلم قديم قَالَ محبّ الدّين ابْن النَّجار وأمارة الصدْق على أزائه حِين تأملتها 3 - (أَبُو إِسْمَاعِيل الصّوفي الْمُرَتّب) الْخَلِيل بن عبد العفَّار بن يُوسُف السَّهرورديّ أَبُو إِسْمَاعِيل الصُّوفي الْمُرَتّب بِالْمَدْرَسَةِ النظامية كَانَ يذكر أَنه من ولد عمر بن عبد الْعَزِيز صحب أَبَا النجيب السَّهروردي مُدَّة وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وَمن جمَاعَة كَأبي الْفَتْح بن البطِّي وَأحمد بن المقرّب وَغَيره وَلم يرو من) الحَدِيث شَيْئا توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (الْحَافِظ الخليليّ) الْخَلِيل بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو يعلى الخليليّ القزوينيّ الْحَافِظ المحدّث مصنِّف الْإِرْشَاد فِي معرفَة المحدِّثين كَانَ ثِقَة حَافِظًا عَارِفًا بالعلل وَالرِّجَال عالي الْإِسْنَاد روى عَنهُ أَبُو بكر بن لال مَعَ تقدُّمه وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (صفيّ الدّين الحنبليّ) خَلِيل بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن صدّيق الإِمَام صفيّ الدّين أَبُو الصَّفا المراغي المقرىء الحنبليّ قَرَأَ الْقرَاءَات بِدِمَشْق على تقيّ الدّين ابْن ناسويه بالعشر وَسمع من ابْن الحرستاني وَأبي الْفتُوح الْبكْرِيّ وَابْن ملاعب وَغَيرهم وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ وَالْخلاف والطبّ وَغير ذَلِك درَّس وأقرأ الْقرَاءَات وَكَانَ وافر الدّيانَة كثير الْوَرع أَخذ عَنهُ الدِّمياطي وَابْن الظَّاهري وَالْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْحَارِثِيّ وَالشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَخلق وَقد نَاب فِي الحكم وشكرت سيرته وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وستّ مائَة 3 - (الجلاهقيّ) الْخَلِيل بن جمَاعَة المصريّ الجلاهقي نِسْبَة إِلَى الرّمي بقوس البندق كَانَ فِي زمن الرشيد بِاللَّه هرون أورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجم الشُّعراء من السَّرِيع

نجم الدين الحموي الحنفي

(تفاحةٌ من عِنْد تفاحةٍ ... قد أودعت مسكا نَوَاحِيهَا) (بتُّ أناجيها بِعَين الْهوى ... طوراً وأخشى من تجنِّيها) (فَلَو تراني واحتفالي بهَا ... كَأَن من أرسلها فِيهَا) 3 - (نجم الدّين الْحَمَوِيّ الحنفيّ) خَلِيل بن عليّ بن الْحُسَيْن نجم الدّين الحنفيّ الحمويّ قدم دمشق وتفقه بهَا وخدم المعظِّم وأرسله ابْن شكر إِلَى بَغْدَاد ودرَّس فِي الزّنجارية بِدِمَشْق وناب عَن القَاضِي الرفيع فِي الْقَضَاء وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وستّ مائَة 3 - (خليلان الْمُغنِي) الْخَلِيل بن عَمْرو المكيّ الْمعلم الْمُغنِي الْمَعْرُوف بخليلان مولى بني عَامر بن لؤَي قَالَ أَبُو الْفرج مثل لَا يعرف لَهُ صَنْعَة غير هَذَا الصَّوْت وَكَانَ يؤدّب الصِّبيان ويلقِّنهم الْقُرْآن والخط) ويلعَّم الْجَوَارِي الْغناء فِي مَوضِع وَاحِد قَالَ مُحَمَّد ابْن حُسَيْن كنت يَوْمًا عِنْده وَهُوَ يردد على صبيّ يقْرَأ بَين يَدَيْهِ وَمن النَّاس من يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث ليضلَّ عَن سَبِيل الله بِغَيْر علمٍ ثمَّ يلْتَفت إِلَى صبيَّة بَين يَدَيْهِ فيردد عَلَيْهَا من السَّرِيع (عَاد لهَذَا الْقلب بلباله ... إِذْ قرِّبت للبين أجماله) فَضَحكت ضحكاً مفرطاً لما فعله فَالْتَفت إليّ فَقَالَ وَيلك مَا لَك فَقلت أتنكر ضحكي مِمَّا تفعل وَالله مَا سَبَقَك إِلَى هَذَا أحد ثمَّ قلت انْظُر أيَّ شَيْء أخذت على الصَّبِي من الْقُرْآن وأيَّ شَيْء هُوَ ذَا تلقي على الصبيَّة وَالله إِنِّي لأظنك مِمَّن يَشْتَرِي لَهو الحَدِيث ليضل عَن سَبِيل الله فَقَالَ أَرْجُو أَن لَا أكون كَذَلِك إِن شَاءَ الله 3 - (خَلِيل بن خَاص ترك) الْأَمِير صَلَاح الدّين ابْن الْأَمِير سيف الدّين تقدّم ذكر وَالِده فِي مَكَانَهُ وَلما توفّي وَالِده رَحمَه الله أسْند وصيّته إِلَى الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى لِأَنَّهُ هَذَا الْأَمِير صَلَاح الدّين كَانَ صَغِيرا فربّاه أحسن تربية وأزوجه وَكَانَ يَوْم العقد حافلاً أنشأت صداقه وقرأته يَوْم ذَاك وَاسْتمرّ فِي إمرة الْعشْرَة إِلَّا أَن توجّه الفخريّ بالعسكر

الأمير ابن البرجمي

الشاميّ إِلَى الديار المصرية أَيَّام النَّاصِر أَحْمد فَلَمَّا رَآهُ السُّلْطَان أمره بالْمقَام فِي الْقَاهِرَة وَأَعْطَاهُ طبلخاناه فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ ممّن يتردّد إِلَى الْحِجَازِي فَلَمَّا أَن قتل الحجازيّ لحقه شواظ من ناره ثمَّ إِنَّه أخرج إِلَى الشَّام فِي أَوَائِل سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَهُوَ من أحسن الأشكال وأجمل الْوُجُوه لم ينْبت بِوَجْهِهِ شعر وَله بَين عَيْنَيْهِ خَال حسن فِي مَكَان البلج 3 - (الْأَمِير ابْن البرجميّ) خَلِيل ابْن البرجمي الْأَمِير حسان الدّين أعرفهُ وَهُوَ يتحدّث فِي نِيَابَة ديوَان الْأَمِير سيف الدّين بشتاك بِالشَّام ثمَّ إِنَّه تحدَّث فِي ديوَان الْكَامِل قبل أَن يَلِي الْملك وَلما ولي الْكَامِل الْملك طلبه إِلَى مصر ورسم لَهُ بطبلخاناه وشدّ الدَّوَاوِين بِالشَّام وخلع عَلَيْهِ وجهزّه إِلَى الشَّام وَمَعَهُ عَلَاء الدّين بن الحرَّاني نَاظر النُّظار بالشّام فباشر ذَلِك لم يزل على حَاله مُدَّة ولَايَة الْكَامِل وَلما خلع الْكَامِل أخذت الطبلخاناة من الْأَمِير حسام الدّين الْمَذْكُور وَاسْتمرّ بطّالاً إِلَى أَن كتب لَهُ بِعشْرَة الْأَمِير بدر لدين صَدَقَة ابْن الحاجّ بيدمر فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه فَلَمَّا حضر منشوره بذلك من مصر صُحْبَة البريدي كَانَ قد انْقَطع قبل بيومٍ وَنَفث دَمًا وَمَات ثَانِي) يومٍ تَاسِع عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ فِي طاعون دمشق رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْأَشْرَف بن قلاون) خَلِيل بن قلاون السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف صَلَاح الدّين ابْن السّلطان الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاون الصّالحيّ جلس على تخت الْملك فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وستّ مائَة بعد موت وَالِده واستفتح الْملك بِالْجِهَادِ وَسَار ونازل عكا وافتتحها ونظف الشَّام كُله من الفرنج ثمَّ سَار فِي السّنة الثَّانِيَة فنازل قلعة الرّوم وحاصرها خَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا وافتتحها وَفِي السّنة الثَّالِثَة جَاءَتْهُ مَفَاتِيح قلعة بهسنى من غير قتالٍ إِلَى دمشق وَلَو طَالَتْ مدَّته لملك الْعرَاق وَغَيرهَا فَإِنَّهُ كَانَ بطلاً شجاعاً مقداماً مهيباً عَليّ الهمة يملاً الْعين ويرجف الْقلب وَكَانَ ضخماً سميناً كَبِير الْوَجْه بديع الْجمال مستدير اللّحية على وَجهه رونق الْحسن

وهيبة السّلطنة وَكَانَ إِلَى جوده وبذله الْأَمْوَال فِي أغراضه الْمُنْتَهى تخافه الْمُلُوك فِي أقطارها أباد جمَاعَة من كبار الدولة وَكَانَ ومنهمكاً على اللّذات لَا يعبأ بالتحرّز على نَفسه لفرط شجاعته توجَّه من الْقَاهِرَة فِي ثَالِث المحرّم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة هُوَ والوزير شمس الدّين بن السّلعوس وأمراء دولته وفارقه وزيره من الطَّرَّانة إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وعسف فِيهَا وظلم وصادر النَّاس وَنزل الْأَشْرَف بِأَرْض الحمّامات للصَّيد وَأقَام إِلَى يَوْم السَّبت ثَالِث عشر المحرّم فَلَمَّا كَانَ وَقت الْعَصْر وَهُوَ بتروجه حضر نَائِب السَّلطنة بيدرا وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء وَكَانَ الْأَشْرَف أمره بكرَة أَن يمْضِي بالدِّهليز ويتقدم ليتصيّد هُوَ وَيعود عشيّةً فأحاطوا بِهِ وَلَيْسَ مَعَه إِلَّا شهَاب الدّين ابْن الأشلِّ أَمِير شكاره فَابْتَدَرَهُ بيدرا فَضَربهُ بالسّيف قطع يَده فصاح حسام الدّين لاجين عَلَيْهِ وَقَالَ من يُرِيد الْملك تكون هَذِه ضَربته وضربه على كتفه حلَّه فَسقط إِلَى الأَرْض وَلم يكن مَعَه سيف بل كَانَ مشدود الْوسط بالبند ثمَّ جَاءَ سيف الدّين بهادر رَأس نوبَة فَأدْخل السَّيْف من أَسْفَله وَشقه إِلَى حلقه وتركوه طريحاً فِي الْبَريَّة والتفّوا على بيدرا وحلفوا لَهُ وسَاق تَحت العصائب يطْلب الْقَاهِرَة وتسمَّى فِيمَا قيل بِالْملكِ الأوحد وَبَات تِلْكَ اللَّيْلَة وَأصْبح يسيِّر فَلَمَّا ارْتَفع النَّهَار إِذا بطلبٍ كبيرٍ قد أقبل يقدمهُ زين الدّين كتبغا وحسام الدّين أستاذ الدَّار يطْلبُونَ بيدرا بِدَم أستاذهم وَذَلِكَ بالطَّرَّانة فحملوا عَلَيْهِ فتفرَّق عَنهُ أَكثر من مَعَه وَقتل فِي) الْحَال وَحمل رَأسه على رمح وجاؤوا إِلَى الْقَاهِرَة فَلم يمكَّنهم الشُّجاعيّ من التَّعْدِيَة وَكَانَ نَائِب السلطنة فِي تِلْكَ السّفرة فَأمر بالشواني كلهَا فَربطت إِلَى الْجَانِب الآخر وَنزل الْجَيْش على الْجَانِب الغربي ثمَّ مشت بَينهم الرُّسُل على أَن يقيموا فِي السلطنة الْملك النَّاصِر مُحَمَّدًا أَخا الْأَشْرَف فتقرر ذَلِك وأجلسوه على التخت يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر الْمحرم وَأَن يكون كتبغا أتابكه ووزيره الشُّجاعي واختفى حسام الدّين لاجين وقراسنقر المنصوري وَغَيرهمَا مِمَّن شَارك فِي قتلته قَالَ شمس الدّين الْجَزرِي حَدثنِي الْأَمِير سيف الدّين أَبُو بكر المحفَّدار قَالَ كَانَ السُّلْطَان رَحمَه الله قد نفذني بكرَة إِلَى بيدرا بِأَن يتقدَّم بالعساكر فَلَمَّا قلت لَهُ ذَلِك نفر فيَّ وَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة كم يستعجلني ثمَّ إِنِّي حملت الزَّردخاه والثِّقل الَّذِي لي وَركبت فَبينا أَنا ورفيقي صارم الدّين الفخري وركن الدّين أَمِير جاندار عِنْد الْغُرُوب وَإِذا بنجَّاب قد أقبل فَقُلْنَا لَهُ أَيْن تركت السُّلطان فَقَالَ يطول الله أعماركم فِيهِ فبهتنا وَإِذا بالعصائب قد لاحت وَأَقْبل الْأُمَرَاء وبيدرا فِي الدّست فَجِئْنَا وَسلمنَا وسايره أَمِير جاندار وَقَالَ لَهُ يَا خوند هَذَا الَّذِي تمّ كَانَ بمشورة الْأُمَرَاء قَالَ نعم أَنا قتلته بمشورتهم وحضورهم وهاهم حُضُور وَكَانَ من جُمْلَتهمْ حسام الدّين لاجين وبهادر رَأس نوبَة وقراسنقر وَبدر الدّين بيسري ثمَّ إِن بيدرا شرع يعدِّد ذنُوبه وإهماله لأمور الْمُسلمين واستهتاره بالأمراء وتوزيره لِابْنِ السَّلعوس ثمَّ قَالَ رَأَيْتُمْ الْأَمِير زين الدّين كتبغا قُلْنَا

لَا فَقَالَ لَهُ أَمِير جاندار كَانَ عِنْده علم من هَذِه الْقَضِيَّة قَالَ نعم هُوَ أول من أَشَارَ بهَا فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جَاءَ كتبغا فِي طلب نَحْو أَلفَيْنِ من الخاصَّكية وَغَيرهم ثمَّ قَالَ كتبغا لبيدرا أَيْن السّلطان ورماه بالنشّاب ورموا كلّهم بالنشّاب وقتلوه وتفرَّق جمعه قَالَ فَلَمَّا رَأينَا ذَلِك التجأنا إِلَى جبلٍ واختلطنا بِالطَّلَبِ الَّذِي جَاءَ فَعرفنَا بعض أَصْحَابنَا فَقَالَ لنا شدّوا بالعجلة مناديلكم فِي أرقابكم إِلَى تَحت الْإِبِط يَعْنِي شعارهم قَالَ ابْن المحفَّدار وَسَأَلت شهَاب الدّين ابْن الأشلّ كَيفَ كَانَ قتل السُّلْطَان قَالَ جَاءَ إِلَيْهِ بعد رحيل الدّهليز الْخَبَر أَن بترُّوجة طيراً كثيرا فَقَالَ لي امش بِنَا حَتَّى نسبق الخاصَّكيَّة فَرَكبْنَا وسرنا فَرَأَيْنَا طيراً كثيرا فَرمى بالبندق وصرع كثيرا ثمَّ قَالَ أَنا جيعان فَهَل مَعَك شيءٌ تطعمني فَقلت مَا معي سوى فرُّوجة ورغيف فِي سولقي فَقَالَ هاته فناولته فَأَكله ثمَّ قَالَ امسك فرسي حَتَّى أبول قَالَ فَقلت مَا فِيهَا حِيلَة أَنْت رَاكب حصان وَأَنا رَاكب حجر وَمَا) يتفقان فَقَالَ انْزِلْ أَنْت واركب خَلْفي وأركب أَنا الْحجر الَّتِي لَك وَهِي تقف مَعَ الحصان إِذا كنت فَوْقه فَنزلت وناولته لجامها وَركبت خَلفه ثمَّ نزل هُوَ وَجعل يريق المَاء ويولع بِذكرِهِ ويمازحني ثمَّ ركب حصانه وَأمْسك الْحجر لي حَتَّى ركبت وَإِذا بغبار عَظِيم فَقَالَ لي سُقْ واكشف الْخَبَر فسقت وَإِذا ببيدرا والأمراء فسألتهم عَن سَبَب مجيئهم فَلم يردّوا عليّ وَسَاقُوا إِلَى السُّلْطَان وقتلوه ثمَّ إِنَّه بعد يَوْمَيْنِ طلع وَالِي ترّوجة وغسلوه وكفّنوه ووضعوه فِي تَابُوت وسيَّروا من الْقَاهِرَة الْأَمِير سعد الدّين كوجبا الناصري فأحضر التابوت وَدفن فِي تربة والدته وَذَلِكَ سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وستّ مائَة وَكَانَ من أَبنَاء الثَّلَاثِينَ أَو أقلّ ذكر فتوحاته عكا وصور وصيدا وبيروت وقلعة الرّوم وبهسنى وَجَمِيع السَّاحِل فِي أقرب مُدَّة وَكَانَ مُدَّة ملكه ثَلَاث سِنِين وشهرين وَخَمْسَة أَيَّام وَكَانَ كرمه زَائِدا وإطلاقاته عَظِيمَة وَكَانَت واقعته تسمَّى وقْعَة الْأَيْدِي والأكتاف لِأَن جَمِيع من وَافق عَلَيْهِ قطِّعت أَيْديهم أَولا وَفِيهِمْ من سمِّر وَفِيهِمْ من أحرق وَفِيهِمْ من قتل وَلم يجدَّد فِي زَمَانه مظْلمَة وَلَا استجد ضَمَان مكس وَكَانَ يحب الشّام وَأَهله وَحدثت أَنه كَانَ بِدِمَشْق قبل ولَايَة الْأَشْرَف يُؤْخَذ عِنْد بَاب الْجَابِيَة على كل حملٍ يحمل غلَّةً خَمْسَة دَرَاهِم مكساً فَأول ولَايَة الْأَشْرَف وَردت إِلَى دمشق محامحة بِإِسْقَاط ذَلِك المكس وَبَين سطور المرسوم بذلك بِخَطِّهِ بقلم الْعَلامَة ولتسقط عَن رعايانا هَذِه الظُّلامة ويستجلب الدُّعَاء لنا من الخاصّة والعامّة من الْبَسِيط (وأزرق الصُّبح يَبْدُو قبل أبيضه ... وَأول الْغَيْث قطرٌ ثمَّ ينسكب) قلت هَكَذَا حدِّثت فَإِن كَانَ هَذَا من عِنْد السُّلْطَان نَفسه فَهَذِهِ غَايَة فِي البراعة وَإِن كَانَ من الكتّاب أَملوهُ عَلَيْهِ وَقت الْعَلامَة فَهِيَ أَيْضا دَالَّة على تيقُّظه كَونه كتب ذَلِك بقلمه لِأَنَّهُ أعجبه ولاق بِقَلْبِه وَمَا الْأَمر بِبَعِيد فَإِن صَلَاح الدّين يُوسُف بن عبيد الله أحد كتاب الْإِنْشَاء بِمصْر

أَخْبرنِي أَن الْملك الْأَشْرَف لما تولَّى الْملك منعنَا أَن نكتب إِلَى أحد بدعاءٍ فِي أول الْمُكَاتبَة مثل حرس الله نعْمَة الْمجْلس العالي وَمَا أشبه ذَلِك وَقَالَ من هُوَ الَّذِي افْتتح خطابه بِالدُّعَاءِ لَهُ وَقَالَ كَانَ يتأمَّل مَا يعلم عَلَيْهِ من أَوله إِلَى آخِره فَمَا أرضاه علّم عَلَيْهِ وَمَا لم يرضه خرَّج فِيهِ مَا أَرَادَ وَقَالَ لي كَانَ قد عظم فِي الآخر إِلَى أَن صَار لَا يكْتب اسْمه وَإِنَّمَا يكْتب خَ إِشَارَة إِلَى أوَّل حرف من اسْمه وَقَالَ إِنَّه لما توفّي فتح الدّين بن عبد الظَّاهِر ورتِّب عماد الدّين بن الْأَثِير مَكَانَهُ جَاءَت إِلَيْهِ ورقة بخطّ السّلطان فِيهَا مَكْتُوب يَا عماد اكْتُبْ بَكَيْت وَكَيْت) ثمَّ بعد مدةٍ جَاءَت ورقة فِيهَا مَكْتُوب يَا عماد الدّين اكْتُبْ بِكَذَا وَكَذَا ثمَّ بعد مدةٍ جَاءَت ورقة مَكْتُوب فِيهَا يَا عماد الدّين كَاتب سرنا اكْتُبْ بِكَذَا وَكَذَا أَو كَمَا قَالَ وَكَانَ الموقّعون أَولا يَكْتُبُونَ فِي الطُّرَّة إِشَارَة إِلَى مَا يعلّمه السُّلْطَان على قدر الْمُكَاتبَة أما أَن يكْتب أَخُوهُ أَو يَقُولُونَ بيبرس أَو قلاون أَو خَلِيل بِحَسب من يكون من الْمُلُوك فَلَمَّا كَانَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف أبطل ابْن عبد الظَّاهِر خَلِيل وَكتب الِاسْم الشريف فأعجبه ذَلِك وَأمر لَهُ لكل حرف بِأَلف دِرْهَم وَكَانَ قد منع كتَّاب الْإِنْشَاء أَن يكتبوا لأحدٍ فِي ألقابه الزعيمي وَقَالَ من هُوَ زعيم الجيوش غَيْرِي وَقَالَ لي القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله كَانَ عندنَا فِي أوراق عمي شرف الدّين جملَة كَبِيرَة بِخَط الْملك الْأَشْرَف إِلَيْهِ فِيهَا مَقَاصِد مَا يَكْتُبهُ عَنهُ قَالَ وَهِي عبارَة مسددة ومقاصد مستوفاة للغرض الْمَقْصُود وَفِي بعض تِلْكَ الأوراق بخطّ يَده عجبا لذهنك الوقّاد وفكرك النقَّاد كَيفَ فاتك هَذَا وَكَانَ فِيهَا مَا يكْتب إِلَى أبي نميّ وَمن جملَة ذَلِك فركنت إِلَى الظّاهر وَهُوَ أَخبث الطَّير وَأَنت أحذر الْوَحْش ونقلت من خطّ القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر فِي سيرة الْأَشْرَف قَالَ مَا رَأَيْت وَلَا سَمِعت بأسبق من ذهنه إِلَى فهمٍ وَلَا أدْرك مِنْهُ لما يزِيل الْوَهم وَلَقَد كتبت عَنهُ واستكتبت فَمَا علَّم على مَكْتُوب قطُّ إِلَّا وقرأه جَمِيعه وَفهم أصُول الْمَكْتُوب وفروعه لَا بل واستدرك عليَّ وعَلى الكتَّاب وخرَّج أَشْيَاء كَثِيرَة مَعَه فِيهَا الصَّواب وَذَلِكَ بِحسن تعطّفٍ وتلطفٍ ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَمِمَّا جرى لَهُ أَنه فِي بعض الْأَيَّام جَالس فِي الميدان والقرّاء بَين يَدَيْهِ يقرأون الْقُرْآن فِي خلوته وَكَانَ وَالِده يحاصر طرابلس فَقَالَ نَصره الله تَعَالَى فِي هَذِه السَّاعَة أخذت طرابلس وشاع ذك عَنهُ وذاع وَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَذَلِكَ لأمر كشفه الله لذهنه الشريف وأطلعه عَلَيْهِ إِن الْمُلُوك نقيَّة الأذهان وَفِيه يَقُول شمس الدّين مُحَمَّد بن سلمَان بن غانمٍ من المتقارب (مليكان قد لقِّبا بالصَّلاح ... فَهَذَا خليلٌ وَذَا يُوسُف) (فيوسف لَا شكَّ فِي فَضله ... وَلَكِن خليلٌ هُوَ الْأَشْرَف) وَفِيه يَقُول الْحَكِيم شمس الدّين ابْن دانيال من الْبَسِيط (خليلٌ تكسِّر أصنام الزَّمَان وَكم ... جبرت قوما وَلَكِن بَعضهم هُبل) (وكلُّ نمروذ قد أودى بهامته ... ذُبَاب سَيْفك حَتَّى غاله الْأَجَل) ) نقلت من خطّ محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر قَالَ الشَّيْخ الْفَقِيه الْعَالم الْفَاضِل شرف الدّين

البوصيري رأى فِي مَنَامه قبل الْحَرَكَة إِلَى عكا فِي شَوَّال سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَقَالَ ذَلِك لجَماعَة شهدُوا بِصِحَّة ذَلِك وَكَأن قَائِلا ينشد من مخلع الْبَسِيط (قد أَخذ الْمُسلمُونَ عكّا ... وأشبعوا الْكَافرين صكّا) (وسَاق سلطاننا إِلَيْهِم ... خيلاً تدكُّ الْجبَال دكّا) (وَأقسم التُّرك مُنْذُ سَارَتْ ... لَا تركُوا للفرنج ملكا) وَقَالَ فِيهِ ابْن دانيال لما فتح عكا من الْخَفِيف (مَا رأى النَّاس مثل ملكك ملكا ... مَلأ الْخَافِقين للحرب تركا) وجيوشاً لَو صادمت جبل الشّرك لدكَّته بالسَّنابك دكا مِنْهَا قد رَأينَا وَأَنت أَنْت صَلَاح الدّين مَا كَانَ عَن سميِّك يحْكى صدت صيدا قنصا وصور وعثليث وبيروت بعد فتح عكّا وَله فِيهِ أمداح كَثِيرَة من ذَلِك من قصيدةٍ مدحه بهَا لما عمر الإيوان الَّذِي بالقلعة وَقد زخرفه وعلَّى قبَّته من الْبَسِيط (وقبَّة هِيَ للأفلاك عاشرةٌ ... ودونها فِي علوّ الشان كيوان) (كَأَنَّهَا الْعَالم العلويُّ تحرسها ... الْأَمْلَاك لم يدن مِنْهَا ثمَّ شَيْطَان) (علت فأفلاكها الأفلاك فِي شرفٍ ... وتبرها الشُّهب والأركان أَرْكَان) (وَأَنت يَا أشرف الْأَمْلَاك شمس علا ... سما بهَا وعَلى ظَنِّي سُلَيْمَان) (وَتَحْت دهليزك الزاهي بزركشه ... من كلما تتمنَّى النَّفس ألوان) (والجيش بالقبق الْمَنْصُور قد ولعوا ... بكلِّ طايشةٍ والقوس مرنان) (كَأَنَّمَا الْعرض يَوْم الْعرض إِذْ عرضوا ... عَلَيْهِ صفّاً وللإعطاء ميزَان) وَكَانَ مغرىً بالهدم لِأَنَّهُ هدم أَمَاكِن وَفِيه يَقُول عَلَاء الدّين الوداعيّ لما أَمر بهدم الْأَمَاكِن الَّتِي تجاور الميدان بِدِمَشْق ووزع عِمَارَته على الْأُمَرَاء وَمن خطه نقلت من السَّرِيع (إِن أَمر السُّلْطَان فِي جلَّقٍ ... بهدم مَا ضايق ميدانه) (فَإِنَّهُ قد غَار لمّا رأى ... غير بيُوت الله جِيرَانه) ) وَقَالَ أَيْضا من الوافر (أرى الْأُمَرَاء قد جدُّوا وجادوا ... وشدُّوا فِي بنائهم وشادوا) (وهم متسابقون وَلَا عجيبٌ ... فَفِي الميدان تستبق الْجِيَاد)

وَقَالَ أَيْضا من الوافر (جزيتم أَيهَا الْأُمَرَاء خيرا ... على إتقانكم هذي البنيّه) (فَلَا تخشوا على الميدان شَيْئا ... سوى سيل العطايا الأشرفيه) فاتفق أَن السُّلْطَان حضر بعد ذَلِك وَأنْفق فِي العساكر فِي الميدان فَقَالَ بَيْتَيْنِ أذكرهما فِي تَرْجَمَة الْأَمِير علم الدّين سنجر الشُّجاعي وَقَالَ أَيْضا فِي عمَارَة الميدان من الْكَامِل (لَئِن ادَّعى ميداننا شرفاً إِلَى ... شرفيه لم ينْسب إِلَى الْإِسْرَاف) (أَو مَا ترى الْأُمَرَاء فِي تعميره ... أضحوا فعول مجارفٍ وقفاف) وَلما فتح الْملك الْأَشْرَف عكا امتدحه القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود بقصيدته البائية الْمَشْهُورَة وَهِي من الْبَسِيط (الْحَمد لله زَالَت دولة الصُّلب ... وعزَّ بالتُّرك دين الْمُصْطَفى الْعَرَبِيّ) (هَذَا الَّذِي كَانَت الآمال لَو طلبت ... رُؤْيَاهُ فِي النّوم لاستحيت من الطّلب) (مَا بعد عكا وَقد هدَّت قواعدها ... فِي الْبَحْر للشِّرك عِنْد البِّر من أرب) (عقيلةٌ ذهبت أَيدي الخطوب بهَا ... دهراً وشدَّت عَلَيْهَا كفُّ مغتصب) (لم يبْق من بعْدهَا للكفر مذ خربَتْ ... فِي البِّر وَالْبَحْر مَا يُنجي سوى الْهَرَب) (كَانَت تخيّلنا آمالنا فنرى ... أنّ التفكُّر فِيهَا غَايَة الْعجب) (أمُّ الحروب فكم قد أنشأت فتنا ... شَاب الْوَلِيد بهَا هولاً وَلم تشب) (سوران برّاً وبحراً حول ساحتها ... دَارا وأدناهما أنأى من القطب) (خرقاء أمنع سوريها وأحصنها ... غلب الرِّجَال وأقواها على النُّوب) (مصفَّحٌ بصفاحٍ حولهَا أكمٌ ... من الرّماح وأبراجٌ من اليلب) (مثل الغمائم تهدي من صواعقها ... بالنَّبل أَضْعَاف مَا تهدي من السُّحب) (كَأَنَّمَا كلُّ برجٍ حوله فلكٌ ... من المجانيق يَرْمِي الأَرْض بالشُّهب) (ففاجأتها جنود الله يقدمهَا ... غَضْبَان لله لَا للْملك والنِّشب) ) (لَيْث أَبى أَن يردَّ الْوَجْه عَن أممٍ ... يدعونَ ربَّ العلى سُبْحَانَهُ بأب) (كم رامها ورماها قبله ملكٌ ... جمُّ الجيوش فَلم يظفر وَلم تجب) (لم يلهه ملكه بل فِي أَوَائِله ... نَالَ الَّذِي لم ينله النَّاس فِي الحقب) (لم ترض همَّته إِلَّا الَّذِي قعدت ... للعجز عَنهُ مُلُوك الْعَجم وَالْعرب) (فَأَصْبَحت وَهِي فِي بحرين ماثلةً ... مَا بَين مضطرمٍ نَارا ومضطرب)

(جيشٌ من التُّرك ترك الْحَرْب عِنْدهم ... عارٌ وراحتهم ضربٌ من الضَّرب) خَاضُوا إِلَيْهَا الرَّدى وَالْبَحْر فَاشْتَبَهَ الْأَمْرَانِ وَاخْتلفَا فِي الْحَال والسَّبب (تسنَّموها فَلم يتْرك تسنُّمهم ... فِي ذَلِك الْأُفق برجاً غير مُنْقَلب) (تسلَّموها فَلم تخل الرّقاب بهَا ... من فتك منتقمٍ أَو كفِّ منتهب) (أَتَوا حماها فَلم يمْنَع وَقد وَثبُوا ... عَنْهَا مجانيقهم شَيْئا وَلم تثب) (يَا يَوْم عكا لقد أنسيت مَا سبقت ... بِهِ الْفتُوح وَمَا قد خطَّ فِي الْكتب) (لم يبلغ النُّطق حدَّ الشُّكْر مِنْك فَمَا ... عَسى يقوم بِهِ ذُو الشّعْر والخطب) (كَانَت تمنِّي بك الْأَيَّام مبعدةً ... فَالْحَمْد لله نلنا ذَاك عَن كثب) (أغضبت عبّاد عِيسَى إِذْ أبدتهم ... لله أيُّ رضى فِي ذَلِك الْغَضَب) (وأطلع الله جَيش النَّصْر فابتدرت ... طلائع الْفَتْح بَين السُّمر والقضب) (وأشرف الْمُصْطَفى الْهَادِي البشير على ... مَا أسلف الْأَشْرَف السُّلْطَان من قرب) (فقرَّ عينا بِهَذَا الْفَتْح وابتهجت ... بفتحه الْكَعْبَة الغرّاء فِي الْحجب) (وَسَار فِي الأَرْض سير الرّيح سمعته ... فالبُّر فِي طربٍ وَالْبَحْر فِي حَرْب) (وخاضت الْبيض فِي بَحر الدِّمَاء وَمَا ... أبدت من الْبيض إلاَّ سَاق مختضب) (وغاص زرق القنا فِي زرق أَعينهم ... كنها شطنٌ تهوي إِلَى قلب) (توقَّدت وَهِي غرقى فِي دِمَائِهِمْ ... فزادها الطَّفح مِنْهَا شدَّة اللهب) (أجرت إِلَى الْبَحْر بحراً من دِمَائِهِمْ ... فراح كالراح إِذْ غرقاه كالحبب) (وذاب من حرِّها عَنْهُم حديدهم ... فقيَّدتهم بِهِ ذعراً يَد الرَّهب) (تحكَّمت وسطت فيهم قواضبها ... قتلا وعفَّت لحاويها عَن السَّلب) (كم أبرزت بطلاً كالطَّود قد بطلت ... حواسُّه فغدا كالمنزل الخرب) ) (كَأَنَّهُ وَسنَان الرمْح يَطْلُبهُ ... برجٌ هوى ووراه كَوْكَب الذَّنب) (بِشِرَاك يَا ملك الدُّنْيَا لقد شرفت ... بك الممالك واستعلت على الرُّتب) (مَا بعد عكّا وَقد لانت عريكتها ... لديك شيءٌ تلاقيه على تَعب) (فانهض إِلَى الأَرْض فالدّنيا بأجمعها ... مدَّت إِلَيْك فواصلها بِلَا نصب)

الشيخ صلاح الدين العلائي الشافعي

(كم قد دعت وَهِي فِي أسر العدى زَمنا ... صيد الْمُلُوك فَلم تسمع وَلم تجب) (أتيتها يَا صَلَاح الدّين مُعْتَقدًا ... بأنَّ دَاعِي صَلَاح الدّين لن يخب) (أسلت فِيهَا كَمَا سَالَتْ دِمَاؤُهُمْ ... من قبل إحرازها بحراً من الذَّهَب) (أدْركْت ثأر صَلَاح الدّين إِذْ غصبت ... مِنْهُ لسرٍّ طواه الله فِي اللَّقب) (وجئتها بجيوشٍ كالسيول على ... أَمْثَالهَا بَين آجامٍ من القضب) (وحطتها بالمجانيق الَّتِي وقفت ... إزاء جدرانها فِي جحفلٍ لجب) (مَرْفُوعَة نصبوا أضعافها فغدا ... للكسر والحطم مِنْهَا كلُّ منتصب) (ورضتها بنقوبٍ ذلَّلت شمماً ... مِنْهَا وأبدت محيّاها بِلَا تَعب) (وغنَّت الْبيض فِي الْأَعْنَاق فارتقصت ... أبراجها لعباً مِنْهُنَّ باللُّعب) (وخلَّقت بِالدَّمِ الأسوار فانفغمت ... طيبا وَلَوْلَا دِمَاء الْخبث لم تطب) (وأبرزت كلَّ خودٍ كاعبٍ نثرت ... رؤوسهم حِين زفوها بِلَا طربٍ) (باتت وَقد جاورتنا ناشزاً وغدت ... طوع الْهوى فِي يَدي جِيرَانهَا الْجنب) (بل أحرزتهم وَلَكِن للسيوف لكَي ... لَا يلتجي أحدٌ مِنْهُم إِلَى الْهَرَب) (وجالت النَّار فِي أرجائها وعلت ... فأطفأت مَا بصدر الدّين من كرب) (أضحت أَبَا لهبٍ تِلْكَ البروج وَقد ... كَانَت بتعليقها حمَّالة الْحَطب) (وأفلت الْبَحْر مِنْهُم من يخبِّر من ... يلقاه من قومه بِالْوَيْلِ وَالْحَرب) (وتمَّت النِّعْمَة الْعُظْمَى وَقد كملت ... بِفَتْح صور بِلَا حصرٍ وَلَا نصب) (أختَان فِي أنّ كلا مِنْهُمَا جمعت ... صليبة الْكفْر لَا أختَان فِي النّسَب) (لما رَأَتْ أُخْتهَا بالْأَمْس قد خربَتْ ... كَانَ الخراب لَهَا أعدى من الجرب) (الله أَعْطَاك ملك الْبَحْر إِذْ جمعت ... لَك السَّعَادَة ملك الْبر وَالْعرب) (من كَانَ مبدأه عكا وصور مَعًا ... فالصين أدنى إِلَى كفِّيه من حلب) ) (علا بك الْملك حَتَّى أَن قبَّته ... على البرايا غَدَتْ ممدودة الطنب) (فَلَا بَرحت قرير الْعين مبتهجاً ... بكلِّ فتحٍ مُبين الْمنح مرتقب) 3 - (الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي الشّافعي) خَلِيل بن كيكلدي الشَّيْخ الإِمَام العلاّمة

الْحَافِظ المحدّث الْفَقِيه الأصولي الأديب صَلَاح الدّين بن العلائي الدِّمَشْقِي الشّافعي ولد فِي أحد الربيعين سنة أَربع وَتِسْعين وستّ مائَة أول سَمَاعه صَحِيح مُسلم سنة ثلاثٍ وَسبع مائةٍ على الشَّيْخ شرف الدّين الْفَزارِيّ خطيب دمشق عَن الْمَشَايِخ الْأَرْبَعَة عشر وفيهَا كمَّل عَلَيْهِ ختم الْقُرْآن الْعَظِيم ثمَّ إِنَّه سمع البخاريّ على ابْن مشرّف سنة أَربع وَسبع مائَة وفيهَا ابْتَدَأَ بِقِرَاءَة الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا على الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي وَالْفِقْه والفرائض على الشَّيْخ زكيّ الدّين زكري ثمَّ إِنَّه جدَّ فِي طلب الحَدِيث سنة عشر وَسبع مائَة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على القَاضِي تقيّ الدّين سُلَيْمَان الْحَنْبَلِيّ الْكثير وعَلى أبي بكر بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى المطعِّم وَإِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم وَعبد الْأَحَد بن تيميَّة وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَابْن عَمه إِسْمَاعِيل وَهَذِه الطَّبَقَة وَمن بعْدهَا وشيوخه بالسّماع نَحْو سبع مائَة شيخ وَمن مسموعاته الْكتب السِّتَّة وغالب دواوين الحَدِيث وَقد علَّق ذَلِك فِي مُجَلد سَمَّاهُ إثارة الْفَوَائِد الْمَجْمُوعَة فِي الْإِشَارَة إِلَى الفرائد المسموعة وَمن تصانيفه أَيْضا كتاب النّفحات القدسية فِي مُجَلد كَبِير يشْتَمل على تَفْسِير آيَات وَشرح أَحَادِيث ذكره مواعيد حفظا بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَكتاب الْأَرْبَعين فِي أَعمال الْمُتَّقِينَ فِي سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا وَكتاب تحفة الرائض بعلوم آيَات الْفَرَائِض وبرهان التّيسير فِي عنوان التَّفْسِير وإحكام العنوان لأحكام الْقُرْآن ونزهة السَّفرة فِي تَفْسِير خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة والمباحث المختارة فِي تَفْسِير آيَة الدِّية والكفَّارة ونظم الفرائد لما تضمَّنه حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ من الْفَوَائِد وَتَحْقِيق المُرَاد فِي أنّ النَّهْي يَقْتَضِي الْفساد وتفصيل الْإِجْمَال فِي تعَارض الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال وَتَحْقِيق الْكَلَام فِي نيَّة الصِّيام وشفاء المسترشدين فِي حكم اخْتِلَاف الْمُجْتَهدين وَرفع الِاشْتِبَاه عَن أَحْكَام الْإِكْرَاه وَغير ذَلِك وَمن تصانيفه ممَّا لم يتمّ إِلَى يومئذٍ كتاب نِهَايَة الإحكام لدراية الْأَحْكَام وَكتاب الْأَرْبَعين الْكُبْرَى يَقع كل حَدِيث مِنْهَا بِطرقِهِ وَالْكَلَام عَلَيْهِ فِي مُجَلد وَله التعليقات الْأَرْبَع الْكُبْرَى وَالْوُسْطَى وَالصُّغْرَى والمصرية فِي اثْنَي عشر مجلداً وَمن الْأَجْزَاء الحديثية مَا يطول ذكره وخرّج للْقَاضِي تَقِيّ الدّين وَجَمَاعَة من الشُّيُوخ وَكَانَ أَولا يعاني الجندية ثمَّ إِنَّه فِي سنّ خمس) عشرَة وَسبع ماية عاود الِاشْتِغَال بالفقه والأصولين وَغير ذَلِك فحفظ التَّنْبِيه ومختصر ابْن الْحَاجِب ومقدمتيه فِي النَّحْو والتصريف ولباب الْأَرْبَعين فِي أصُول الدّين لسراج الدّين

الأرموي وَكتاب الْإِلْمَام فِي الْأَحْكَام وعلَّق عَلَيْهِ حَوَاشِي ثمَّ إِنَّه رَحل صُحْبَة الشَّيْخ كَمَال الدّين بن الزّملكاني إِلَى زِيَارَة الْقُدس سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة وَسمع من زَيْنَب ابْنة سكن وَغَيرهَا ولازم الشَّيْخ كَمَال الدّين الْمَذْكُور سفرا وحضراً وعلق عَنهُ كثيرا وَحج مَعَه سنة عشْرين وَسبع مائَة وَسمع بِمَكَّة من الشَّيْخ رَضِي الدّين الطَّبري ولازم الْقِرَاءَة على الشَّيْخ برهَان الدّين الْفَزارِيّ فِي الْفِقْه وَالْأُصُول مُدَّة سِنِين وخرّج لَهُ مشيخةً وَغَيرهَا وَولي تدريس الحَدِيث بالناصرية سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة ثمَّ إِنَّه درَّس بالأسدية سنة ثلاثٍ وَعشْرين وَسبع مائَة وَأفْتى بِإِذن الشَّيْخ كَمَال الدّين بن الزملكاني وقاضي الْقُضَاة سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة ثمَّ درّس بِحَلقَة صَاحب حمص سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة ثمَّ انْتقل إِلَى تدريس الْمدرسَة الصلاحية بالقدس سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأقَام بِهِ إِلَى يومئذٍ وتولّى مشيخة دَار الحَدِيث السيفية بالقدس اجْتمعت بِهِ غير مرةٍ بِدِمَشْق والقدس والقاهرة وَأخذت من فَوَائده فِي كل علمٍ وَقل أَن رَأَيْت مثله فِي تَحْقِيق مَا يَقُوله وتدقيقه ونقلت من خطله خطْبَة أَنْشَأَهَا لدرس دَار الحَدِيث بِحَلقَة صَاحب حمص وَهِي الْحَمد لله الَّذِي رفع متن الْعلمَاء وَجعل لَهُم من لَدنه سنداً وَأبقى حَدِيثهمْ الْحسن على الْإِمْلَاء أبدا وأمدَّهم بمتابعات كرمه الْمَشْهُور فوصل مَا كَانَ مَقْطُوعًا وأعزّ مَا كَانَ مُفردا وَحمى ضَعِيف قُلُوبهم من الِاضْطِرَاب حَتَّى غَدَتْ ثَابِتَة الأفكار وعدَّل مَوَازِين نظرهم حِين رجحت بفضلهم البيِّن بشواهد الِاعْتِبَار وأنجز لَهُم من صَادِق وعده علوّ قدرهم الْمَرْفُوع وأطاب بألسنة الأقلام وأفواه المحابر مشافهة ثنائهم المسموع وَجعل شرفهم مَوْقُوفا عَلَيْهِم وَشرف من عاداهم من جملَة الْمَوْضُوع أَحْمَده على حَدِيث نعمه الْحسن المتّصل المتسلسل وتواتر مننه الَّتِي يدْفع بهَا تَدْلِيس كل أَمر معضل ومزيد كرمه الَّذِي عَم الْمُخْتَلف والمؤتلف فَلَا يَنْقَطِع وَلَا يُوقف على أَن يعلَّل وَأشْهد أَن لَا إِلَيْهِ إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة أتخذها لمنتقى الْخَيْر منهجاً وآنس بهَا يَوْم أمسي فِي جَانب اللَّحد غَرِيبا وَفِي طيِّ الأكفان مدرجاً وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أفْصح من جَاءَ عَن ربه مُرْسلا وأنصح من خَاطب بوحيه حَتَّى أَمْسَى جَانب الشّرك متروكاً مهملاً الَّذِي رمى قُلُوب الْأَعْدَاء وجسومهم بالتجريح) وطاعن بالعوالي حَتَّى استقام وَقَوي متن الدّين الصَّحِيح صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَأَصْحَابه الَّذين أبادوا الْمُنكر وأربى على الْمُتَّفق والمفترق سنا مجدهم الْأَكْبَر صَلَاة مُعْتَبرَة الْإِيرَاد دَالَّة على أَنهم فِي فضل الدُّنْيَا وَالْآخِرَة نعم السّادة الْأَفْرَاد وَكتب إليّ من الْقُدس الشريف فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك من الطَّوِيل (أَتَانِي كتابٌ مَا ظَفرت بندّه ... لِأَن نسيم الرَّوض طَابَ بندّه) (وحلَّ فحلَّ ناظريَّ ومسمعي ... بلفظٍ يفوق الدرَّ فِي نظم عقده) (وَأهْدى إِلَى قلبِي هدوّاً فقدته ... وأطفأ من جمر الحشا حرَّ وقده) (وَمَا كنت أَرْجُو والحشا تلفت ظماً ... على نجل دهري أَن أفوز بورده) (فقبَّلت من شوقي شفَاه سطوره ... شفاهاً فروَّى غلَّتي طيب برده)

(وبتُّ أُنَاجِي فِيهِ إخلاص باطني ... وأتلو لما قد ضمَّ سُورَة حَمده) (فَإِن قلت روضٌ كَانَ فِي ذَا محاسنٌ ... سوى مَا لروض الْحزن من نفح ورده) (وَإِن قلت أفقٌ زَاد هَذَا بِأَنَّهُ ... بِهِ كلُّ نجمٍ حلَّ فِي أوج سعده) (بعثت بِهِ جبرا لكسرٍ أصابني ... وَمَا كلُّ مولى يَشْتَهِي جبر عَبده) (وحقَّقت أَن الودَّ مِنْك مؤكَّدٌ ... جزى الله مَوْلَانَا على حسن قَصده) (أَقمت على عهد الصَّفاء وَلم تخن ... وَمثلك من يرْعَى مواثيق عَهده) (جفاني أخلاّئي الَّذين ألفتهم ... وَأَنت خَلِيل سرَّتي حفظ ودِّه) (إِلَيْك صَلَاح الدّين أهدي على النَّوى ... تَحِيَّة صبٍّ ضَاقَ صَدرا لبعده) (فَإِن كَانَ يلقاك النسيم معنبراً ... فإنّ سلامي فِيهِ فاسمح بردّه) وكتبت إِلَيْهِ وَقد ورد من الْقُدس الشريف إِلَى دمشق فِي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة من الوافر (أتيت إِلَى دمشق وَقد تشكَّت ... إِلَيْك لطول بعدٍ وانتزاح) (وَكَانَت بعد بعْدك فِي فسادٍ ... وَجئْت لَهَا ففازت بالصلاح) وَقد أجَاز لي كل مَا يجوز لَهُ تسميعه وَيكْتب فِي الاستدعاء بَيْتا مُفردا حسنا وَهُوَ من الطَّوِيل (أجازهم المسؤول فِيهِ بِشَرْطِهِ ... خَلِيل بن كيكلدي العلائي كَاتبه) وَهُوَ مثل مَا أكتب أَنا أَيْضا من المنسرح) (أجَاز للسّائلين مَا سَأَلُوا ... فِيهِ خَلِيل بن أيبك الصّفدي) وَكتب هُوَ إليّ لغزاً فِي قفل نظماً ونثراً مطوّلاً وأجبته عَنهُ بِمثلِهِ وَقد سقت الأَصْل وَالْجَوَاب فِي كتابي ألحان السَّواجع بَين البادي والراجع وكتبت لَهُ عدَّة تواقيع بتدريس الْمدرسَة الصلاحية بالقدس الشريف مِنْهَا مَا كتبته لَهُ عَن السّلطان الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن الْملك النَّاصِر فِي سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة لما كنت بِالْقَاهِرَةِ وَلم تحضرني نسخته عِنْد تَعْلِيق هَذِه التَّرْجَمَة وَمِنْهَا أول توقيع كتبته لَهُ بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَهُوَ رسم بِالْأَمر العالي لَا زَالَت أوامره المطاعة تهدي إِلَى الْأَمَاكِن الشَّرِيفَة صلاحاً وترفع قدر من إِذا خطا فِي طلب الْعلم الشريف تضع لَهُ الْمَلَائِكَة جنَاحا أَن يرتب الْمجْلس السَّامِي الْفُلَانِيّ مدرساً بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية بالقدس الشريف أثاب الله واقفها لما اتّصف بِهِ من الْعُلُوم الَّتِي أتقنها حفظا وطرَّز بإيرادها المحافل فراقت فِي الْقُلُوب معنى وَفِي الأسماع لفظا فَهُوَ الحبر الَّذِي يفوق الْبَحْر بغزارة موادّه والعالم الَّذِي أصبح دم الشُّهَدَاء بأزاء مداده إِن نقل حكما فَمَا الْمُزنِيّ إِلَّا قَطْرَة فِي هتانه أَو رجَّح قولا فَمَا ابْن سريجٍ إِذا جاراه من خيل ميدانه أَو نَاظر خصما فَمَا ابْن الْخَطِيب مِمَّن يعد فِي أقرانه أَو استدلّ محتجَاً فَمَا يقطع السَّيْف إِلَّا بدليله وبرهانه فالماوردي حاوي مناقبه وَذكره وَأَبُو إِسْحَق صَاحب التَّنْبِيه على رفْعَة قدره وَمحله قد أضحت بِهِ وُجُوه

أبو الجيش بن طولون

الْأَصْحَاب سافرةً عَن الْحسن البارع والمنظر الْجَمِيل وأمست طرق الْمَذْهَب بدروسه وَاضِحَة الْإِمَارَة راجحة الدَّلِيل وَلذَلِك ندب لنشر الْعلم الشريف بذلك الْقطر الْجَلِيل وَاسْتحق لفضله الْأَقْصَى أَن تكون حَضْرَة الْقُدس مقَام الْخَلِيل فليورد من فَضله الباهر هُنَاكَ مَا يحيي مَذْهَب ابْن إِدْرِيس بدرسه وينشر ميت الْعلم حَتَّى يكون روحاً فِي قدسه وليتعهد الطّلبَة بِالْحِفْظِ والبحث فَإِنَّهُمَا للْعلم كالجناحين وليقف عِنْد مَا شَرطه الْوَاقِف أثابه الله الْجنَّة فَمَا يفْسد أَمر وَقع بَين صلاحين وتقوى الله عز وَجل زِينَة الْعلم فليجعلها طراز لبسه وجمال الْعلم فليدخرها فِي الْخَيْر على أمسه وَالله تَعَالَى يزِيدهُ فضلا إِلَى فَضله وينشر بِهِ أَعْلَام الْعلم الَّتِي تخفق على رُؤُوس أَهله بمنِّه وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى (أَبُو الْجَيْش بن طولون) خمارويه بن أَحْمد أَبُو الْجَيْش الْأَمِير ابْن الْأَمِير الطولوني ولي إمرة دمشق ومصر والثغور بعد أَبِيه وَكَانَ جواداً ممدَّحاً ولد سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ مُسْرِفًا فِي الْإِنْفَاق غنَّى لَهُ مغنٍّ بمرج عذراء قَول الشَّاعِر من الرجز (قد قلت لما هاج قلبِي الذكرى ... واعترضت وسط السَّما الشِّعرى) مَا أطيب الْعَيْش بسرَّ مرَّى فغيَّره المغنيِّ وَقَالَ مَا أطيب الْعَيْش بمرج عذرا فَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِينَار وَلما ولي المعتضد بعث إِلَيْهِ خمارويه بتحفٍ كثيرةٍ وَسَأَلَهُ أَن يزوِّج ابْنَته قطر النّدى لوده المستكفي بِاللَّه فَقَالَ بل أَنا أتزوَّج بهَا فتزوَّج بهَا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَدخل بهَا فِي آخر الْعَام وَأصْدقهَا

خمارتاش

ألف ألف درهمٍ وَأدْخل أَبوهَا مَعهَا ألف هاون ذهب وَالله أعلم بِصِحَّة ذَلِك وَالْتزم أَن يحمل للمعتضد فِي كل سنةٍ مِائَتي ألف دينارٍ بعد الْقيام بمصالح بِلَاده وَكَانَ كثير اللّواط بالخدم فَدخل الحمّام وَأَرَادَ الْفَاحِشَة من أمردٍ فتمنَّع فَأمر أَن يدْخل فِي دبره يَد كرنيب غليظ مدوَّر فَفعل بِهِ فصاح واضطرب فِي الحمّام إِلَى أَن مَاتَ فَأَبْغضُوهُ الخدم واستفتوا الْعلمَاء فِي حدّ اللواطيّ فَقَالُوا حدُّه الْقَتْل فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة فِي قصره بدير مرّان ظَاهر دمشق وهربوا فظفر بهم طغج بن جفّ الْأَمِير فأدخلهم مشهورين وَضرب أَعْنَاقهم وَنقل إِلَى مصر وَدفن عِنْد أَبِيه وَقيل أَنه دفن بحوران قَرِيبا من قبر أبي عبيدٍ البسريّ وَأَنه رُؤِيَ فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي ورحمني عَادَتْ عليّ مجاورة أبي عبيدٍ البسريّ وَكَانَ كثير التنزّه بمرج عذراء وَكَانَ مرّةً على نهر ثورا فانحدر أعرابيّ من الْجَبَل فأنشده من الْبَسِيط (إِن السِّنان وحدَّ السِّيف لَو نطقا ... لحدَّثا عَنْك بَين النّاس بالعجب) (أفنيت مَالك تعطيه وتنهبه ... يَا آفَة الفضّة الْبَيْضَاء والذّهب) وَفِي سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ تحرّك الأفشين مُحَمَّد بن أبي السّاج ذيوذاد ابْن يُوسُف من أرمينية وَالْجِبَال فِي جيشٍ عظيمٍ وَقصد مصر فَلَقِيَهُ خمارويه فِي بعض أَعمال دمشق وَانْهَزَمَ الأفشين وَاسْتَأْمَنَ أَكثر عسكره وَسَار خمارويه حَتَّى بلغ الْفُرَات وَدخل أَصْحَابه الرقّة ثمَّ عَاد وَقد ملك من الْفُرَات إِلَى بِلَاد النُّوبة وَكَانَ خمارويه يكْتب خطا حسنا ووزيره) أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن عليّ بن حمد المادرائي وَتقدم ذكره فِي مَكَانَهُ (خمارتاش) 3 - (ابْن عبد الله الرّوميّ) خمارتاش بن عبد الله أَبُو صَالح الرُّومِي مولى الْعدْل أبي الْحسن الْمُبَارك بن سعيد بن الخشّاب الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَا غَالب مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد البقّال وَأَبا الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الجبّار بن أَحْمد الصّيرفي وَأَبا محمدٍ جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن السراج وَأَبا الْحسن عليّ بن مُحَمَّد بن العلاف وَأَبا مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَليّ الحريري صَاحب المقامات وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو سعدٍ السّمعاني وَأَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن حَمْزَة بن الموازيني الدِّمَشْقِي فِي مُعْجَمه وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَخمسين وَخمْس مائَة

الرؤسائي

3 - (الرؤسائيّ) خمارتاش بن عبد الله أَبُو عبد الله الرؤسائيّ مولى أبي الْفرج هبة الله بن المظفر بن رَئِيس الرؤساء سمع مَعَ مَوْلَاهُ من أبي الْحسن عليّ بن مُحَمَّد بن العلاّف وَأبي غالبٍ شُجَاع بن فارسٍ الذُّهليّ وَسمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو المحاسن عمر بن عليّ الْقرشِي وروى عَنهُ جمَاعَة توفّي سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عُثْمَان التركيّ) خمارتاش أَبُو عُثْمَان بن عبد الله التركيّ الهيتيّ صادره إِلَى هيت فهرب إِلَى بَغْدَاد واستجار بوالدة الإِمَام النّاصر وَأثبت فِي مدرستها فَقِيها وَكَانَ يكْتب خطا مليحاً وصنّف كتاب الْخمر وصفاتها قَالَ ابْن أَنْجَب آخر عهدي بِهِ سنة خمس عشرَة وستّ مائَة وَبَلغنِي أَنه توفّي سنة عشْرين وست مائَة وَتوجه إِلَى دمشق ومدح الْأَشْرَف مُوسَى بقصيدةٍ غزلها فِي الْخمر فَلَمَّا أنْشدهُ إِيَّاهَا قَالَ لَهُ يَا فَقِيه تَقول بهَا فَقَالَ ونعمة السّلطان مَا قلت بأنثى فنفق عَلَيْهِ ونادمه وَمن شعره من المتقارب (أَخُو الحزم يكتم مهما اسْتَطَاعَ ... مأربه حذر العائب) (وعشق الْغُلَام إِذا مَا التحى ... بعيدٌ عَن الظنِّ فِي الْغَالِب) وَمِنْه من السَّرِيع (شَيْئَانِ لم يبلغهما واصفٌ ... فِيمَا مضى بالنَّظم والنَّثر) ) (مدح ابْنة العنقود فِي كأسها ... وذمُّ أَفعَال بني الدَّهر) وَمِنْه من الوافر (ولي قلبٌ لشقوته ألوفٌ ... ينغِّص عيشتي أُخْرَى اللَّيالي) (فَلَو أَنِّي ألفت الهجر يَوْمًا ... بَكَيْت عَلَيْهِ فِي زمن الْوِصَال) قلت الأَصْل فِي هَذَا قَول أبي الطّيب من الطَّوِيل (خلقت ألوفاً لَو رجعت إِلَى الصِّبى ... لفارقت شيبي موجع الْقلب باكيا) وَمِنْه من الْكَامِل (إِنِّي لأعجب من ضراعة سائلٍ ... وجمود مقتدرٍ على الْإِحْسَان) (كَيفَ استمالهما خداع رذيلة ... وَكِلَاهُمَا عمّا قَلِيل فَانِي) وَمِنْه من الْخَفِيف كَانَ رَأْيِي أَن لَا يكون الَّذِي كَانَ فيا لَيْتَني تركت ورايي لايزال الْإِنْسَان يَخْدمه السعد إِلَى أَن يَقُول بَيت أحمايي وَمِنْه من الْكَامِل

الألقاب

(المَال أفضل مَا ادخرت فَلَا تكن ... فِي مريةٍ مَا عِشْت فِي تفضيله) (مَا صنَّف النَّاس الْعُلُوم بأسرها ... إِلَّا لحيلتهم على تَحْصِيله) (الألقاب) ابْن خمارتاش الْوَاعِظ اسْمه مُحَمَّد بن مَحْمُود (الْحَافِظ أَبُو الْكَرم الحوزيّ) خَمِيس بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن الْحَافِظ أَبُو الْكَرم الوَاسِطِيّ الحوزيّ توفّي سنة عشر وَخمْس مائَة جمع بَين حفظ الْقُرْآن وَعلمه والْحَدِيث وَحفظه وَمَعْرِفَة رِجَاله وانتهت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِي وقته بواسط وَأورد لَهُ ياقوت من الطَّوِيل (وَحُرْمَة مَا حملِّلت من ثقل حبِّكم ... وأشرف محلوفٍ بِهِ حُرْمَة الحبِّ) (لَأَنْتُم وَإِن ضنَّ الزَّمان بقربكم ... ألذُّ إِلَى قلبِي من الْبَارِد العذب) (فَلَا تحسبوا أَن المحبَّ إِذا نأى ... وَغَابَ عَن الْعَينَيْنِ غَابَ عَن الْقلب) وَأورد لَهُ أَيْضا من الطَّوِيل (تركت مقالات الْكَلَام جَمِيعهَا ... لمبتدعٍ يَدْعُو بهنَّ إِلَى الرَّدى) (ولازمت أَصْحَاب الحَدِيث لأَنهم ... دعاةٌ إِلَى سبل المكارم وَالْهدى) (وَهل ترك الْإِنْسَان فِي الدّين غَايَة ... إِذا قَالَ قلَّدت النبيَّ محمَّدا) (ذَات الْخَال) خنث هِيَ ذَات الْخَال لِأَنَّهَا كَانَت ذَات خالٍ على شفتها الْعليا ولإبراهيم الْموصِلِي وَغَيره فِيهَا أشعار كَثِيرَة وَكَانَت جَارِيَة لقرين الْمَكِّيّ مولى العبّاسة بنت الْمهْدي وَكَانَت من أجمل النِّسَاء وأكملهن بلغ خَبَرهَا الرشيد فاشتراها بسبعين ألف درهمٍ فَقَالَ

لَهَا يَوْمًا إِنِّي صائر إِلَيْك غَدا فَلَمَّا اراد التَّوَجُّه إِلَيْهَا اعترضته حظيَّة أُخْرَى فَدخل عَلَيْهَا وَأقَام عِنْدهَا فشقَّ ذَلِك على ذَات الْخَال وَقَالَت وَالله لأغيظنّه فدعَتْ بمقراضٍ وقصّت خالها وَقيل أَن الْخَال كَانَ على خدّها فشق ذَلِك عَلَيْهِ ودعا بالعبّاس بن الْأَحْنَف وَحكى لَهُ الْوَاقِعَة وَقَالَ إصنع فِي ذَلِك شَيْئا فَقَالَ من الطَّوِيل (تخلَّصت ممّن لم يكن ذَا حفيظةٍ ... وملت إِلَى من لَا يغيِّره حَال) (فَإِن كَانَ قطع الْخَال لما تطلَّعت ... إِلَى غَيرهَا نَفسِي فقد ظلم الْخَال) فَنَهَضَ إِلَيْهَا مسترضياً وَأمر للعبّاس بألفي دينارٍ وغنّاه إِبْرَاهِيم الموصليّ وَقَالَ لَهَا الرشيد يَوْمًا أَسأَلك عَن شيءٍ فَإِن صدقتني وَإِلَّا صدقني غَيْرك قَالَت أَنا أصدقك قَالَ هَل كَانَ بَيْنك وَبَين إِبْرَاهِيم الْموصِلِي شَيْء قطّ وَأَنا أحلفه فيصدقني فتلكأت سَاعَة ثمَّ قَالَت نعم مرّة وَاحِدَة فأبغضها) وَقَالَ يَوْمًا فِي مَجْلِسه أَيّكُم لَا يُبَالِي أَن يكون كشخان حَتَّى أهب لَهُ ذَات الْخَال فبادر حمَّويه الوصيف فَقَالَ أَنا فَوَهَبَهَا لَهُ ثمَّ إِنَّه اشتاقه يَوْمًا بعد ذَاك فَقَالَ يَا حمَّويه وَيحك أوهبنا لَك الْجَارِيَة على أَن تسمع غناءها وَحدك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مر فِيهَا بِأَمْرك قَالَ نَحن غَدا عنْدك فَمضى واستعدّ لذَلِك واستعار لَهَا من الجوهرييِّن بَدَنَة وعقوداً ثمنهَا اثْنَا عشر ألف دينارٍ وأخرجها للرشيد وَهُوَ عَلَيْهَا فَأنكرهُ وَقَالَ وَيلك يَا حمَّويه من أَيْن لَك هَذَا وَمَا ولَّيتك عملا تكسب فِيهِ مثله وَلَا وصل إِلَيْك منى هَذَا الْقدر فَصدقهُ عَن أمره فَبعث الرشيد إِلَى أَصْحَاب الْجَوْهَر فأحضرهم وَاشْترى الْجَوْهَر مِنْهُم ووهبه لَهَا ثمَّ حلف أَن لَا تسأله فِي يَوْمه حَاجَة إِلَّا قَضَاهَا فَسَأَلته أَو يولِّي حمَّويه الْحَرْب وَالْخَرَاج بِفَارِس سبع سِنِين فَفعل ذَلِك وَكتب لَهُ عَهده وَشرط على وليِّ الْعَهْد بعده أَن يتممها لَهُ إِن لم تتمَّ فِي حَيَاته وَمن شعر إِبْرَاهِيم الموصليّ فِيهَا من الْبَسِيط (مَا بَال شمس أبي الخطّاب قد حجبت ... يَا صاحبيّ أظنُّ السَّاعَة اقْتَرَبت) (أَولا فَمَا بَال ريحٍ كنت أنسمها ... عَادَتْ عليّ بصدٍّ بعد مَا جنبت) (إِلَيْك أَشْكُو أَبَا الْخطاب جَارِيَة ... غريرةً بفؤادي الْيَوْم قد لعبت) (وَأَنت قيِّمها الأحفى وسيِّدها ... يَا ليتها قربت منى وَمَا عزبت) أَبُو الْخطاب هُوَ قرين النخّاس مَوْلَاهَا وَمِنْه أَيْضا فِيهَا من الطَّوِيل (أتحسب ذَات الْخَال راجيةً ربّا ... وَقد سلبت قلباً يهيم بهَا حبّا) (وَمَا عذرها نَفسِي فداها وَلم تدع ... على أعظمي لَحْمًا وَلم تبْق لي لبّا)

خنساء

وَكَانَت خنث إِحْدَى الثَّلَاث اللواتي يهواهنّ الرشيد ويتغزل فِيهِنَّ وفيهن قَالَ من الرمل (إنّ سحرًا وضياءً وخنث ... هنَّ سحرٌ وضياءٌ وخنث) (أخذت سحرٌ وَلَا ذَنْب لَهَا ... ثُلثي قلبِي وترابها الثُّلُث) وفيهن يَقُول أَيْضا من الْكَامِل (مَلَك الثلاثُ الآنِساتُ عِناني ... وحَلَلنَ من قلبِي بكلِّ مَكَان) الأبيات وَسَتَأْتِي فِي تَرْجَمَة هرون الرشيد ولإبراهيم الْموصِلِي فِيهَا أصوات كَثِيرَة تزيد على الْعشْرين صَوتا وَهِي مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج (خنساء) 3 - (خنساء بنت خدام) خنساء بنت خدام بن وَدِيعَة الْأَنْصَارِيَّة من الْأَوْس أنْكحهَا والدها وَهِي مُكْرَهَة فَرد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِكَاحهَا وَاخْتلفت الْأَحَادِيث فِي حَالهَا فَقيل كَانَت ثَيِّبًا فِي نقل مَالك عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم وَقيل كَانَت بكرا فِي نقل ابْن الْمُبَارك عَن الثَّوْريّ عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَق كَانَت أَيّمَا من رجلٍ فزوّجها أَبوهَا رجلا من عَوْف فَرفع شَأْنهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمر أَبَاهَا أَن يلْحقهَا يهواها فَتزوّجت أَبَا لبَابَة بن عبد الْمُنْذر (الألقاب) الخنساء الشّاعرة أُخْت صَخْر اسْمهَا تماضر تقدم ذكرهَا فِي حرف التَّاء مَكَانَهُ (خُنَيْس) 3 - (خُنَيْس القرشيّ الصّحابيّ) خُنَيْس بن حذاقة بن قيس بن عديّ القرشيّ السهميّ

الأشعر بن ربيعة الصحابي

كَانَ على حَفْصَة زوج النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبله وَكَانَ من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين شهد بَدْرًا بعد هجرته إِلَى أَرض الْحَبَشَة ثمَّ شهد أحدا ونالته جِرَاحَة مَاتَ مِنْهَا بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أَخُو عبد الله بن حذافة 3 - (الْأَشْعر بن ربيعَة الصّحابي) خُنَيْس بن خالدٍ وَهُوَ الْأَشْعر بن ربيعَة بن أَصْرَم أَبُو صخرٍ الْخُزَاعِيّ وَقيل فِيهِ حُبَيْش بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف (الألقاب) الخندف المقرىء هبة الله بن بدر (ابْن جُبَير الأنصاريّ) خوّات بن جُبَير الْأنْصَارِيّ صَاحب ذَات النِّحيين وَأما حَدِيث ذَات النّحيين فَكَانَت امْرَأَة من تيم الله حضرت سوق عكاظ وَمَعَهَا نحيا سمنٍ فاستخلى بهَا خوّات هَذَا ليبتاعهما مِنْهَا فَفتح أَحدهمَا وذاقه وَدفعه إِلَيْهَا فَأَخَذته بِإِحْدَى يَديهَا ثمَّ فتح الآخر وذاقه وَدفعه إِلَيْهَا فأمسكته بِيَدِهَا الْأُخْرَى ثمَّ غشيها وَهِي لَا تقدر على الدّفع عَن نَفسهَا لحفظها فَم النِّحيين وشحِّها على السّمن فَلَمَّا فرغ قَامَ عَنْهَا فَقَالَت لَا هَنَّأَك فَضرب بهَا الْمثل فِيمَن شغل فَقيل أشغل من ذَات النِّحيين وَذكر صَاحب الأغاني قَالَ خرجت عَاتِكَة بنت الملاءة إِلَى بعض بوادي الْبَصْرَة فَلَقِيت

بدوياً وَمَعَهُ أنحاء سمن فَقَالَت لَهُ يَا بدوي أتبيع هَذَا السّمن قَالَ نعم قَالَت أرناه فَفتح لَهَا نحياً فَنَظَرت إِلَى مافيه ثمَّ ناولته إِيَّاه وَقَالَت افْتَحْ آخر فَفتح فَنَظَرت إِلَيْهِ ثمَّ ناولته إيّاه فَلَمَّا شغلت يَدَيْهِ أمرت جواريها فَجعلْنَ يركلن برجلهن فِي استه وَجعلت تنادي يَا لثارات ذَات النِّحيين وسوف يَأْتِي ذكر عَاتِكَة هَذِه فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله فِي مَكَانَهُ وَكَانَ خولي بكنى أَبَا صالحٍ وَهُوَ أحد فرسَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهد بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ عبد الله فِي قَول بَعضهم خرج خوّات مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدرٍ فَلَمَّا بلغ الصَّفْرَاء أصَاب سَاقه حجر فَرجع فَضرب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسهمه وَتُوفِّي خوّات بِالْمَدِينَةِ سنة أَرْبَعِينَ لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن أربعٍ وَتِسْعين سنة وَكَانَ يخضّب بالحنّاء والكتم وروى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تَحْرِيم الْمُسكر مَا أسكر كَثِيره فقليله حرَام وروى فِي صَلَاة الْخَوْف وَسَأَلَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قصّته مَعَ ذَات النِّحيين وتبسّم فَقَالَ يَا رَسُول الله قد رزق الله خيرا وَأَعُوذ بِاللَّه من الْحور بعد الكور وَقَالَ خوّات خرجنَا حجّاجاً مَعَ عمر بن الْخطاب فسرنا فِي ركبٍ فيهم أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ الْقَوْم غنِّنا من شعر ضرار فَقَالَ عمر ادعوا الله فليغنّ من بنيات فُؤَاده يَعْنِي من شعره قَالَ فَمَا زلت أغنيهم حَتَّى كَانَ السَّحر فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ ارْفَعْ لسَانك يَا خوّات فقد أسحرنا وَقَالَ خوَّات فِي الْجَاهِلِيَّة عِنْد وَاقعَة ذَات النِّحيين (وَأم عيالٍ واثقين بعقلها ... خلجت لَهَا جارأستها خلجات) (فَأَخْرَجته ريّان ينطف رَأسه ... من الرامك المذوم بالمقرات) ) (شغلت يَديهَا إِذْ أَرَادَت خلاصها ... بنحيين من سمنٍ ذَوي عجرات) (فَكَانَت لَهَا الويلات من ترك سمنها ... وَإِن رجعت صفراً بِغَيْر بتات) (فشدَّت على النِّحيين كفّاً شحيحةً ... على سمنها والفتك من فعلاتي) (وَكنت إِذا مَا الْقَوْم همُّوا بغدرةٍ ... تنادوا على اسْمِي أيا أَخا الغدرات)

الألقاب

يُقَال أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ بَعْدَمَا أسلم مَا فعل الْجمل من شراده فَقَالَ وَالَّذِي بَعثك بالحقّ مَا أرابني مُنْذُ أسلمت (الألقاب) الخواجا نصير الدّين الطّوسي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الخوافي الشَّافِعِي أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الخوّام عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق الخوّاس جمَاعَة مِنْهُم سلم بن مَيْمُون الرّازي الزّاهد وَسليمَان الخوَّاس زاهد أهل الشَّام والخوَّاس الْخُلْدِيِّ كَبِير الصّوفيّة اسْمه جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نصير (خوارزم شاه) خوارزم شاه هُوَ السُّلْطَان عَلَاء الدّين تكش ابْن الْملك أرسلان شاه بن أطسز قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَذَا نسبه أَبُو شامة وَقَالَ هُوَ من ولد طَاهِر بن الْحُسَيْن ملك الدُّنْيَا من السّند والهند وَمَا وَرَاء النَّهر إِلَى خُرَاسَان إِلَى بَغْدَاد فَإِنَّهُ كَانَ نوَّابه فِي حلوان وَكَانَ فِي ديوانه مائَة ألف مقَاتل وَهُوَ الَّذِي كسر مَمْلُوكه ميانجق عَسْكَر الْخَلِيفَة وأزال دولة بني سلجوق وَكَانَ حاذقاً فِي الموسيقى وَلم يكن أحد أَلعَب مِنْهُ بِالْعودِ وَكَانَ يحْتَرز على

الألقاب

نَفسه فَقعدَ لَيْلَة يلْعَب بِالْعودِ فغنّى بَيْتا بالعجميّ مَعْنَاهُ أبصرتك وَكَانَ الباطنية قد زرَّقوا عَلَيْهِ من يقْتله فَلَمَّا سَمعه الباطني خَافَ وارتعد فهرب فَأَخَذُوهُ فقرَّروه فاعترف فقلته وَكَانَ يُبَاشر الحروب بِنَفسِهِ وَذَهَبت عينه فِي الْقِتَال وَكَانَ قد عزم على قصد بَغْدَاد وحشد فوصل إِلَى دهستان وَمَات سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائةٍ وَدفن فِي خوارزم عِنْد أَهله وَقَامَ بعده وَلَده مُحَمَّد الْمُقدم ذكره ولقّب عَلَاء الدّين لقب وَالِده وَقَالَ ابْن الْبزورِي كَانَ السُّلْطَان عَلَاء الدّين تكش لَهُ أدب وفضائل وَمَعْرِفَة بِمذهب أبي حنيفَة وَبنى بخوارزم مدرسة للحنفية وَله مقامات مَشْهُورَة فِي رضى الدِّيوَان مِنْهَا محاربة السُّلْطَان طغرليل وَقَتله وَوَقع بَينه وَبَين) الْوَزير مؤيِّد ثمَّ ثاب إِلَيْهِ عقله فندم وَاعْتذر وَطلب تَشْرِيفًا فنفذ لَهُ فلبسه وَلم يزل نَافِذ الْأَمر إِلَى أَن توفّي قَالَ ابْن الْأَثِير حصل لَهُ خوانيق فأشير عَلَيْهِ بترك الْحَرَكَة فَامْتنعَ وَسَار فَاشْتَدَّ مَرضه وَمَات (الألقاب) الْخَوَارِزْمِيّ الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن العبَّاس تقدَّم ذكره فِي المحمدين (شيخ الحنفيّة القديدي) خواهرزاذ شيخ الحنفيَّة اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو بكرٍ البخاريّ القديدي توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة (خَوْلَة) 3 - (زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خَوْلَة بنت الْهُذيْل التغلبية بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف والغين الْمُعْجَمَة تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَا ذكر الجرجانيّ النسّابة فَهَلَكت فِي الطَّرِيق قبل وصولها إِلَيْهِ

امرأة حمزة بن عبد المطلب

3 - (امْرَأَة حَمْزَة بن عبد المطَّلب) خَوْلَة بنت قيس بن فَهد بن قيس الْأَنْصَارِيَّة أم مُحَمَّد امْرَأَة حَمْزَة بن عبد المطِّلب وَقيل أَن امْرَأَة حَمْزَة خَوْلَة بنت ثامر وَقيل أَن ثامراً لقب قيس بن فَهد قَالَ ابْن عبد البّر وَالْأول أصحّ خلف عَلَيْهَا بعد حَمْزَة رجل من الْأَنْصَار من بني زُرَيْق روى عَنْهَا عيد أَبُو الْوَلِيد حَدِيث إنَّ الدّنيا حَضْرَة حلوة 3 - (امْرَأَة عُثْمَان بن مَظْعُون) خَوْلَة بنت حَكِيم وَيُقَال خُوَيْلَة السّلميّة امْرَأَة عُثْمَان بن مَظْعُون وَهِي أم شريك وَهِي الَّتِي وهبت نَفسهَا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَول بَعضهم وَكَانَ صَالِحَة روى عَنْهَا سعد بن أبي وَقاص من حَدِيث التَّعُّوذ عِنْد النُّزُول فِي السّفر 3 - (امْرَأَة أَوْس بن الصَّامت) خَوْلَة بنت ثَعْلَبَة وَيُقَال خُوَيْلَة وَخَوْلَة أَكثر وَقيل خَوْلَة بنت حكيمٍ وَقيل خَوْلَة بنت مَالك كَانَت تَحت أَوْس بن الصَّامِت أخي عبَادَة بن الصّامت وَظَاهر مِنْهَا وَهِي الَّتِي نزلت فِيهَا قد) سمع الله قولَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوجهَا إِلَى آخر القصّة فِي الظَّهار وَقيل إِنَّهَا جميلَة امْرَأَة أَوْس بن الصّامت وَالْأول

خولة بنت المنذر

أصحّ خرج عمر من الْمَسْجِد وَمَعَهُ الْجَارُود العبديّ فَإِذا بامرأةٍ بَرزَة على ظهر الطَّرِيق فسلّم عَلَيْهَا عمر فردَّت عَلَيْهِ السَّلام وَقَالَت هيها يَا عمر عهدتك وَأَنت تسمّى عُمَيْرًا فِي سوق عكاظ ترع الصّبيان بعصاك فَلم تذْهب الْأَيَّام حَتَّى سمِّيت عمر ثمَّ لم تذْهب الْأَيَّام حَتَّى سمِّيت أَمِير الْمُؤمنِينَ فَاتق الله فِي الرّعية وَاعْلَم أَنه من خَافَ الْوَعيد قرب عَلَيْهِ الْبعيد وَمن خَافَ الْمَوْت خشِي عَلَيْهِ الْفَوْت فَقَالَ الْجَارُود قد أكثرت أيتها الْمَرْأَة على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ عمر دعها أما تعرفها هَذِه خَوْلَة بنت حَكِيم امْرَأَة عبَادَة بن الصّامت الَّتِي سمع الله قَوْلهَا من فَوق سبع سمواتٍ فعمر وَالله أحقّ أَن يسمع قَوْلهَا 3 - (خَوْلَة بنت الْمُنْذر) خَوْلَة بنت الْمُنْذر هِيَ الَّتِي أرضعت إِبْرَاهِيم ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (أُخْت حُذَيْفَة بن الْيَمَان) خَوْلَة بنت الْيَمَان أُخْت حُذَيْفَة بن الْيَمَان روى عَنْهَا أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَا خير فِي جمَاعَة النّساء إِلَّا عِنْد ميّتٍ فإنهنَّ إِذا اجْتَمعْنَ وقلن قُلْنَ 3 - (خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) خَوْلَة خَادِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جدّة حَفْص بن سعيد يروي حَدِيثهَا حَفْص عَن أمهَا عَنْهَا فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى والضُّحى واللَّيل إِذا سجى

الجهنية

قَالَ ابْن عبد البّر لَيْسَ إِسْنَاد حَدِيثهَا فِي ذَلِك مِمَّا يحتجُّ بِهِ 3 - (الجهنيّة) خَوْلَة أمّ صبيَّة الجهنية حَدِيثهَا أَنَّهَا اخْتلفت يَدهَا وَيَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي إناءٍ واحدٍ قيل اسْمهَا خَوْلَة بنت قيسٍ الجهنيّة وَهِي جدة خَارِجَة بن الْحَارِث بن رَافع بن مكيث وحديثها عِنْد أهل الْمَدِينَة روى عَنْهَا النُّعْمَان بن خَرَّبُوذ فِي الْوضُوء 3 - (الْأَنْصَارِيَّة) خَوْلَة بنت عبد الله الْأَنْصَارِيَّة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول النَّاس دثارٌ وَالْأَنْصَار شعارٌ فِي إِسْنَاد حَدِيثهَا مقَال) 3 - (أمّ حَرْمَلَة الخزاعيّة) خَوْلَة بنت الْأسود بن حذافة أم حَرْمَلَة هَاجَرت مَعَ زَوجهَا جهيم بن قيس إِلَى الْحَبَشَة قَالَه مُوسَى بن عقبَة وَغَيره 3 - (بنت يسَار) خَوْلَة بنت يسارٍ قَالَت قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أحيض وَلَيْسَ لي إِلَّا ثوب وَاحِد قَالَ اغسلي ثَوْبك ثمَّ صلّي فِيهِ قلت يَا رَسُول الله يبْقى أثر الدّم قَالَ لَا يَضرك روى عَنْهَا أَبُو سَلمَة قَالَ ابْن عبد الْبر وأخشى أَن تكون خَوْلَة بنت الْيَمَان لِأَن إِسْنَاد حَدِيثهمَا وَاحِد إِنَّمَا هُوَ عليّ بن ثَابت عَن الْوَازِع بن نَافِع عَن أبي سَلمَة بِالْحَدِيثِ الَّذِي

خولي

ذكرنَا فِي اسْم اخولة بنت الْيَمَان وَبِالَّذِي ذكرنَا هَاهُنَا إِلَّا أنَّ من دون عليّ بن ثابتٍ يخْتَلف فِي الْحَدِيثين وَفِي ذَلِك نظر (خوليّ) 3 - (الأصبحي) خولي بن يزِيد الأصبحي من حمير هُوَ الَّذِي أجهز على الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ بعد سِنَان بن أنس النَّخعِيّ حزَّ خولي رَأسه وأتى بِهِ عبيد الله بن زِيَاد وَقَالَ فِي رِوَايَة مُصعب الزبيرِي (أوقر ركابي فضَّة وذهبا ... أَنا قتلت الْملك المحجَّبا) (قتلت خير النَّاس أما وَأَبا ... وَخَيرهمْ إذينسبون نسبا) قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان وَالشعْبِيّ وَأَبُو مخنف يرويان هَذِه الأبيات لسنان بن أنس وَالله أعلم 3 - (خولي الصَّحَابِيّ) خلي بن أبي خولي وَقيل خولي بن خولي الْعجلِيّ وَقيل الْجعْفِيّ كَانَ حليفاً للخطاب بن نفَيْل شهد بَدْرًا وَشهد مَعَه فِي قَول أبي معشرٍ والواقدي ابْنه وَلم يُسَمِّيَاهُ وَقَالَ ابْن اسحق شهد خولي وَأَخُوهُ مَالك الجعفيّان بَدْرًا وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة وَأَخُوهُ هِلَال بن أبي خولي وَمَات رَضِي الله عَنهُ فِي خلَافَة عمر 3 - (ابْن أَوْس الصَّحَابِيّ) خولي بن أَوْس الْأنْصَارِيّ زعم ابْن جريج أَنه مِمَّن نزل فِي قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ عليٍ وَالْفضل (الألقاب) ) ابْن خَوْلَة الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الونجي أفضل الدّين مُحَمَّد بن ناماور

التابعي

الخوانجي الشَّافِعِي الْحسن بن سعيد (التّابعي) الْخَولَانِيّ الدّاراني أَبُو مسلمٍ سيّد التَّابِعين اسْمه عبد الله الخويِّي القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن الْخَلِيل بن سَعَادَة وَولده شهَاب الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْخَلِيل (خويلد) 3 - (أَبُو ذُؤَيْب الهذليّ) خويلد بن خَالِد بن محرِّثٍ الهذليّ أَبُو ذُؤَيْب قَالَ صَاحب الأغاني كَانَ من الشُّعَرَاء المخضرمين وَأَنه حسن إِسْلَامه لما أسلم وَسُئِلَ حسان بن ثَابت من أشعر النَّاس حَيا قَالَ أشعر النَّاس حَيا هُذَيْل وَأشهر هُذَيْل غير مدافعٍ أَبُو ذُؤَيْب وَأخْبر مُحَمَّد بن معاذٍ المعمري أَن فِي التَّوْرَاة مَكْتُوبًا أَبُو ذُؤَيْب مؤلف زوراً وَكَانَ اسْم الشَّاعِر بالسُّريانية مؤلف زوراً وَقَالَ قصيدته العينيّة فِي بَنِينَ لَهُ خَمْسَة أصيبوا فِي عامٍ واحدٍ بالطاعون وَلما مَاتَ جَعْفَر بن الْمَنْصُور الْأَكْبَر مَشى الْمَنْصُور فِي جنَازَته من الْمَدِينَة إِلَى مَقَابِر قريشٍ وَمَشى النَّاس مَعَه أَجْمَعُونَ حَتَّى دَفنه ثمَّ انْصَرف عَن قَبره وَقَالَ يَا ربيع انْظُر فِي أَهلِي من ينشدني من الْكَامِل (أَمن الْمنون وريبها تتوجَّع ... والدهر لَيْسَ بمعتبٍ من يجزع) حَتَّى أسلّي عَن مصيبتي فَخرج إِلَى بني هاشمٍ وهم أجمعهم حُضُور فَسَأَلَهُمْ عَنْهَا فَلم يكن فيهم أحد يحفظها فَعَاد فَأخْبرهُ فَقَالَ وَالله مصيبتي بأهلي أَن لَا يكون فيهم أحد يحفظ هَذِه

أبو خراش الهذلي

القصيدة لقلّة رغبتهم فِي الْأَدَب أعظم وأشدّ عليّ من مصيبتي بِابْني ثمَّ قَالَ أنظر هَل فِي القوّاد أَو العوامّ من يعرفهَا فَإِنِّي أحب أَن أسمعها من إنسانٍ ينشدها فَخرج فَعرض النَّاس فَلم يجد أحدا يحفظها إِلَّا شَيخا مؤدِّباً فأوصله إِلَى الْمَنْصُور فاستنشده إِيَّاهَا فَلَمَّا قَالَ والدهر لَيْسَ بمعتب من يجزع قَالَ صدق وَالله أَنْشدني هَذَا الْبَيْت مائَة مرةٍ لتردِّد هَذَا المصراع عليَّ فأنشده ثمَّ مرَّ فِيهَا فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله من الْكَامِل (والدهر لَا يبْقى على حدثانه ... جون السَّراة لَهُ جدائد أَربع) ) قَالَ سلا أَبُو ذُؤَيْب عِنْد هَذَا القَوْل فَأمره بالانصراف وَأمر لَهُ بِمِائَة دِرْهَم وَأول هَذِه القصيدة (أَمن الْمنون وريبها تتوجَّع ... والدهر لَيْسَ بمعتبٍ من يجزع) وفيهَا يَقُول (وتجلُّدي للشَّامتين أريهم ... أَنِّي لريب الدَّهْر لَا أتضعضع) (وَإِذا المنيَّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلَّ تميمةٍ لَا تَنْفَع) (وَالنَّفس راغبةٌ إِذا رغَّبتها ... وَإِذا تردُّ إِلَى قليلٍ تقنع) وَقَالَ ابْن المرزباني كَانَ أَبُو ذُؤَيْب فصيحاً كثير الْغَرِيب مُتَمَكنًا فِي الشّعْر وعاش فِي الْجَاهِلِيَّة دهراً ودرك الْإِسْلَام وَأسلم وعامّة مَا قَالَ من الشّعْر فِي الْإِسْلَام وَهلك بأفريقية زمن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَيُقَال أَنه هلك بطرِيق مصر وتولّى عبد الله بن الزبير دَفنه وَقيل أَنه مَاتَ بِأَرْض الرّوم فِي خلَافَة عمر يُقَال أنّ أهل الْإِسْلَام أبعدوا فِي بِلَاد الرّوم فَمَا كَانَ وَرَاء قبر أبي ذُؤَيْب قبر يعلم للْمُسلمين وَمن شعر أبي ذُؤَيْب من الطَّوِيل (وعَيَّرها الواشون أَنِّي أحبُّها ... وَتلك شكاةٌ ظاهرٌ عَنْك عارها) (فَإِن أعْتَذر عَنْهَا فَإِنِّي مكذِّبٌ ... وَإِن تعتذر يردد عَلَيْك اعتذارها) 3 - (أَبُو خرَاش الهذليّ) خويلد بن مرّة أَبُو خراشٍ الهذليّ مخضرم أدْرك الْإِسْلَام كَبِيرا فَأسلم وَمَات فِي أَيَّام عمر بن الْخطاب وَله مَعَه أَخْبَار وَهُوَ الْقَائِل وَقد قتل أَخُوهُ عُرْوَة

أبو شريح الصحابي

ابْن مرّة قتلته ثمالة من الأزد وأسرت ابْنه خراشا فَدَعَا آسره رجلا للمنادمة فَرَأى خرَاش بن أبي خراشٍ موثقًا فِي الْقَيْد فَألْقى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ وَأَجَارَهُ وَأطْلقهُ فَلَمَّا قدم على أَبِيه قَالَ لَهُ من أجارك قَالَ وَالله مَا أعرفهُ فَقَالَ أَبُو خراشٍ وتزعم الرُّواة أَنَّهَا لَا تعرف رجلا مدح من لَا يعرفهُ غير أبي خرَاش وَهَذِه الأبيات من الطَّوِيل (حمدت إلهي بعد عُرْوَة إِذا نجا ... خرَاش وَبَعض الشرِّ أَهْون من بعض) (وَلم أدر من ألْقى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ ... سوى أَنه قد سلَّ من ماجدٍ مَحْض) (فو الله لَا أنسى قَتِيلا رزئته ... بِجَانِب قَوس مَا مشيت على الأَرْض) ) يعْنى عُرْوَة ثمَّ علم أَنه سينساه فَقَالَ (بلَى إِنَّهَا تَعْفُو الكلوم وإنِّما ... يوكَّل بالأدنى وَإِن جلَّ مَا يمْضِي) وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل (تَقول أرَاهُ بعد عُرْوَة لاهياً ... وَذَلِكَ رزءٌ مَا علمت جليل) (فَلَا تحسبي أَنِّي تناسيت عَهده ... ولكنَّ صبري يَا أميم جميل) 3 - (أَبُو شُرَيْح الصّحابي) خويلد بن عَمْرو أَبُو شُرَيْح الكعبي الْخُزَاعِيّ فِي اسْمه خلاف كثير والأصحّ أَنه خويلد أسلم يَوْم الْفَتْح وَصَحب وَقيل إِسْلَامه قبل الْفَتْح وَكَانَ يحمل أحد ألوية بني كَعْب كَانَ يَقُول إِذا رَأَيْتُمُونِي ابلغ من أنكحته وأنكحت إِلَيْهِ إِلَى السُّلْطَان فاعلموا أَنِّي مَجْنُون واكووني وَإِذا رَأَيْتُمُونِي أمنع جاري أَن يضع خَشَبَة فِي حائطي فاعلموا أَنِّي مَجْنُون واكووني وَمن وجد لأبي شريحٍ سمناً أَو لَبَنًا أَو جداية فَهُوَ لَهُ حلّ فليأكله وليشربه روى عَنهُ عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ وَأَبُو سعيد المَقْبُري وسُفْيَان بن أبي العوجاء وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الخزاعيّ) خويلد بن خَالِد بن منقذ بن ربيعَة الْخُزَاعِيّ أَخُو أم معبد قَالَ ابْن عبد

الألقاب

الْبر لم يذكروه فِي الصَّحَابَة وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَقد روى أَخُو حُبَيْش بن خَالِد وَرُوِيَ عَن أختهما أم معبدٍ الخزاعيّة حَدِيثهَا فِي مُرُور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا وَسَيَأْتِي خَبَرهَا فِي ترجمتها إِن شَاءَ الله تَعَالَى (الألقاب) ابْن أبي الْخِيَار مُحَمَّد بن أبي الْخِيَار الخيّاطيّة الْمُعْتَزلَة منسوبون إِلَى أبي الْحسن بن أبي عَمْرو خيّاط السُّنّة اسْمه زَكَرِيَّاء بن يحيى ابْن الخيّاط الشَّاعِر الدِّمَشْقِي اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الخيّاط الشّاعر الخيّاط الشَّاعِر الدمشقيّ الْمُتَأَخر اسْمه مُحَمَّد بن يُوسُف الخيّاط الْبَغْدَادِيّ جَعْفَر بن الأسعد) (خَيْثَمَة) 3 - (أَبُو الْحسن الطّرابلسي) خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان بن حيدرة أَبُو الْحسن الْقرشِي الطرابلسي أحد الثِّقَات الْمَشْهُورين قَالَ الْخَطِيب هُوَ ثِقَة قد جمع فَضَائِل الصَّحَابَة توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثلاثٍ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة

الجعفي الكوفي

3 - (الجعفيّ الْكُوفِي) خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سُبْرَة الْجعْفِيّ الْكُوفِي أَبوهُ وجدّه صحابيان روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَابْن عباسٍ وَعبد الله بن عَمْرو وعدي بن حَاتِم وسُويد بن غَفلَة وَلم يلق ابْن مسعودٍ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (خَيْثَمَة الأنصاريّ) خَيْثَمَة بن الْحَارِث بن مَالك بن كَعْب الأنصاريّ الأوسي هُوَ وَالِد سعد بن خَيْثَمَة قتل يَوْم أحدٍ شَهِيدا قَتله هُبَيْرَة بن أبي وهبٍ المَخْزُومِي وَقتل ابْنه سعد يَوْم بدرٍ شَهِيدا (الألقاب) ابْن أبي خَيْثَمَة اسْمه أَحْمد بن أبي خَيْثَمَة الْحَافِظ أَبُو خَيْثَمَة زُهَيْر بن حَرْب 3 - (النسَّاج) خير النسَّاج اسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بغدادي مَشْهُور كَانَت لَهُ حَلقَة

المزارع البغدادي

يتَكَلَّم فِيهَا صحب الْجُنَيْد وَغَيره وَكَانَ عمره أَكثر من مائَة سنة وَكَانَ أسود حجَّ مرّة فَلَمَّا أَتَى الْكُوفَة أَخذه رجل قَالَ أَنْت عَبدِي واسمك خير فَلم يكلمهُ وانقاد لَهُ فَاسْتَعْملهُ سِنِين فِي نسج الخزِّ ثمَّ بعد مدةٍ قَالَ مَا أَنْت عَبدِي وَأطْلقهُ فَقيل لَهُ أَلا تغيِّر اسْمك فَقَالَ لَا أغيّر اسْما سماني بِهِ رجل مُسلم وَله أَحْوَال وكرامات وَأخْبر أَنه يَمُوت عِنْد الْمغرب فَكَانَ كَذَلِك وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة (الْمزَارِع البغداديّ) خيران بن الْحسن بن خيران الْمزَارِع الصّحراوي الْبَغْدَادِيّ كَانَ إِمَامًا فِي الصَّلَوَات الْخمس بِجَامِع الرّصافة حدَّث عَن أبي طَالب مُحَمَّد بن عليّ بن عطيّة الْمَكِّيّ كَانَ صَالحا يتبَّرك بِهِ وبدعائه (أَبُو الْمَعَالِي الدبّاس) خيرون بن عبد الْملك بن الْحسن بن خيرون أَبُو الْمَعَالِي الدبّاس أَخُو أبي مَنْصُور مُحَمَّد وَكَانَ الْأَكْبَر سمع الْكثير من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن محمدٍ القادسي وَأبي على الْحسن بن عَليّ بن محمدٍ الْمَذْهَب وَعبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الغندجاني وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن الْحسن بن أَحْمد الشّهرزوري والحافظ ابْن نَاصِر وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَخمْس مائَة (التينّاتي الأقطع) أَبُو الْخَيْر التينّاتي الأطقع صَاحب الكرامات وَهُوَ من أهل الْمغرب نزل تينّات من أَعمال حلب كَانَ أسود اللَّوْن سيداً من السادات لَهُ كرامات ينسج الخوص بِإِحْدَى يَدَيْهِ وَلَا يعلم كَيفَ ذَلِك وتأوي السبَاع إِلَيْهِ وتأنس بِهِ وَله عجائب فِي أَحْوَاله وَلم تقطع يَده فِي حدٍ إِنَّمَا قطع مَعَ لصوصٍ أَخذ مَعَهم إِذْ دخل مغارةً وجدهم فِيهَا فَأخذُوا وَقطع مَعَهم وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَثَلَاث مائَة (أم الدَّرداء الْكُبْرَى الصّحابية) خيرة بنت أبي حَدْرَد أم الدَّرداء الْكُبْرَى الصحابية

أم هرون الرشيد

وَأما أم الدَّرْدَاء الصُّغْرَى فاسمها هجيمة بنت حييّ الوصابية أوالأوصابية وَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْهَاء فِي مَكَانَهُ توفيت أمّ الدَّرْدَاء الْكُبْرَى فِي حُدُود الْمِائَة (أم هرون الرشيد) الخيزران الجرشية مولاة الْمهْدي وحبيبته وَزَوجته وَأم ولديه الْهَادِي مُوسَى والرشيد هرون رزقت من سَعَادَة الدُّنْيَا مَا لَا يُوصف كَانَ مغلّها فِي السّنة مِائَتي ألف وَسِتِّينَ ألفا وَتوفيت سنة ثلاثٍ وَسبعين وَمِائَة وَإِيَّاهَا عَنى بشاربن برد فِي قَوْله من السَّرِيع (خليفةٌ يَزْنِي بعمّاته ... يلْعَب بالدُّبُّوق والصَّولجان) (أبدلنا الله بِهِ غَيره ... ودسَّ مُوسَى فِي حر الخيزران) (الألقاب) الخيشي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن الْخَيْر الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن خيران الشَّافِعِي الْحُسَيْن بن صَالح وَالْكَاتِب المصريّ اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن خيران ابْن خيرة الإشبيلي اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم

المقرىء الضرير المصري

الخّيطان بن السَّيِّد عليّ بن مُحَمَّد (المقرىء الضَّرِير الْمصْرِيّ) خيلخان بن عبد الْوَهَّاب بن مَحْمُود أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْعمريّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الضَّرِير المقرىء قَرَأَ الْقرَاءَات وتصدّر لإقرائها بالجامع الْعَتِيق وَقَرَأَ على الْكِبَار فَإِنَّهُ ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَسمع من البوصيري وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيرا قانعاً وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وست مائَة (الألقاب) ابْن الخيمي مهذّب الدّين مُحَمَّد بن عليّ بن عليّ بن عليّ وَمِنْهُم ابْن الخيمي شهَاب الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم وَمِنْهُم مجد الدّين إِبْرَاهِيم بن عليّ وَمِنْهُم شمس الدّين إِسْمَاعِيل بن عبد الْمُنعم

حرف الدال

(حرف الدّال) (الألقاب) ابْن دَاب النسّابة عِيسَى بن يزِيد الدّاراني أَبُو سُلَيْمَان اسْمه عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الدّاراني القَاضِي صدر الدّين سُلَيْمَان بن هِلَال الدّاركي المام الشّافعي اسْمه عبد الْعَزِيز بن عبد الله (أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب) دَارا بن الْعَلَاء بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عِيسَى بن يزدجرد ابْن شهريار أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب من أهل فَارس كَانَ من أَعْيَان الكتّاب وفضلائهم وَله نظم ونثر وَكَانَ يكْتب للسُّلْطَان ملكشاه وَسمع الحَدِيث مَعَ الْوَزير نظام الدّين من شُيُوخ الْعرَاق وأصبهان وَقدم بَغْدَاد وحدّث بهَا عَن القَاضِي أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن شكرويه وَغَيره وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي محمدٍ الْأسود وتوفِّي سنة تسعٍ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (قَالَت أُمَيْمَة إِذا رَأَتْ من عطلتي ... مَا استنكرته وحقَّ ذَا من شاني) (أنبا بك الدِّيوَان أم بك نبوةٌ ... عَنهُ فتقعد خَارج الدّيوان) (إِذْ أَنْت من شهد اليراعة أَنه ... فِي حلبتيها فَارس الفرسان) (أَو كنت من أفنى ثميلة عمره ... وشبابه فِي خدمَة السّلطان) (وَلكم مقامٍ قُمْت فِيهِ ومجلسٍ ... رفِّعت فِيهِ إِلَى أعزِّ مَكَان) (وَكِتَابَة سيّرت من أبرادها ... مَا سيَّرته الْبرد فِي الْبلدَانِ)

الألقاب

(فَلم اطُّرحت وَلم جفتك عصابةٌ ... لَهُم بحقك أصدق العرقان) (فأجبتها أنّ الأحاجي لم تزل ... مقدورةً لرجال كل زمَان) (إِن لم أنل مِنْهُم كفاء فضيلتي ... فالفضل ينْطق لي بِكُل لِسَان) (وَلَو أنّ نَفسِي طاوعتني لم أكن ... فِي نيل أَسبَاب الْغنى بالواني) (ولربما لحق الْجَوَاهِر بذلةٌ ... من بعد مَا رصِّعن فِي التِّيجان) قلت شعر متوسط (الألقاب) الدارع إِبْرَاهِيم بن أبي سُوَيْد (دارم) 3 - (أَبُو مُضر التَّميمي) دارم بن مَالك بن الطَّواف أَبُو مُضر التَّمِيمِي ذكره أَبُو الْعَرَب مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَافِظ فِي كتاب تَارِيخ القيروان وَذكر أَنه من ولد امرىء الْقَيْس بن زيد بن تَمِيم وَكَانَ مولده بِبَغْدَاد وَسكن سوسة وَبهَا مَاتَ سمع من هَوْذَة بن خَليفَة وَمن يحيى بن معنٍ وَغَيرهمَا وَلم يكن يضْبط مَا فِي كتبه وَكَانَ مغرىً بذلك يَقُول لَا يَنْبَغِي أَن يسمع من مثلي وَكَانَ صِحَاب صلاةٍ وَتعبد سَمِعت مِنْهُ أَنا وَجَمَاعَة بسوسة وأحسب مَوته بِالْقربِ من سنة ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْأَشْعَث التَّمِيمِي) دارم أَبُو الْأَشْعَث التميميّ الصّحابي رَضِي الله عَنهُ روى عَنهُ ابْنه الْأَشْعَث ابْن دارم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمتِي خمس طبقاتٍ الحَدِيث وَفِي إِسْنَاده ضعف (الألقاب) الدّاركي الشّافعيّ اسْمه عبد الْعَزِيز بن عبد الله ابْن دارة الشَّاعِر عبد الرَّحْمَن بن مسافع الدّارقطني الْحَافِظ أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر

دانيال

الدَّامغَانِي جمَاعَة من بيتٍ مِنْهُم مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة والدّامغاني عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عليّ بن محمدٍ أَيْضا وَمِنْهُم أَحْمد بن عَليّ وَمِنْهُم الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ وَمِنْهُم الْحُسَيْن بن أَحْمد وَمِنْهُم عبد الله بن الْحُسَيْن وَمِنْهُم عَليّ بن أَحْمد وَمِنْهُم جَعْفَر بن عبد الله الدّارميّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد ابْن داسة مُحَمَّد بن بكير دَاعِي الدعاة هبة الله من كَامِل الدّاعي المقرىء مُحَمَّد بن عمر ابْن دانكا الْفَقِيه أَحْمد بن مُحَمَّد (دانيال) 3 - (القَاضِي ضِيَاء الدّين) دانيال بن منكلي بن صرفا القَاضِي ضِيَاء الدّين أَبُو الْفضل التركماني الكركي القَاضِي بالشَّوبك شيخ متميز مليح الْهَيْئَة تَامّ الشكل مَجْمُوع الْفَضَائِل ولد سنة سبع عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة ستٍ وَتِسْعين وست مائَة وَسمع بالكرك من ابْن اللَّتي وَقَرَأَ الْقرَاءَات على السَّخاوي بِدِمَشْق وَسمع من كَرِيمَة وَمن جماعةٍ وَسبع بِبَغْدَاد من ابْن الخازن وَعبد الله بن عمر بن النخّال وَهبة الله بن الدّوامي وَإِبْرَاهِيم بن الْخَيْر وجماعةٍ وبحلب من ابْن خليلٍ وبمصر من يُوسُف السّاوي وَابْن الجمّيزي وَولي قَضَاء الشّوبك مُدَّة وَولي الْقَضَاء بأماكن وخرّج لَهُ عَلَاء الدّين عليّ بن بلبان مشيخةً قَرَأَهَا عَلَيْهِ شرف الدّين الْفَزارِيّ وخرّج لَهُ ابْن جعوان أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَسمع مِنْهُ المزّي والبرزالي وَتُوفِّي بالشّوبك رَحمَه الله 3 - (الطَّبِيب) دانيال الطَّبِيب قَالَ عبيد الله بن جِبْرِيل كَانَ دانيال لطيف الْخلقَة ذميم الْأَعْضَاء وَكَانَ معزُّ الدولة قد أشخصه لخدمته فَدخل يَوْمًا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَلَيْسَ عنْدكُمْ يَا دانيال أَن السفرجل إِذا أكل قبل الطَّعَام أمسك الطَّبْع وَإِذا أكل بعد الطَّعَام أسهل قَالَ بلَى قَالَ معز الدولة فَأَنا إِذا أَكلته بعد الطَّعَام عصمني فَقَالَ دانيال لَيْسَ هَذَا الطَّبْع للنَّاس فلكمه معز الدولة

الألقاب

بِيَدِهِ فِي صَدره وَقَالَ لَهُ قُم تعلّم أدب خدمَة الْمُلُوك وتعال فَخرج من عِنْده وَنَفث الدَّم إِلَى أَن مَاتَ قَالَ عبيد الله وَهَذِه من غلطات الْعلمَاء الَّتِي تهْلك وَإِلَّا مثل هَذَا لَا يخفى لِأَن هُنَا معداً ضَعِيفَة لَا يُمكنهَا دفع مَا فِيهَا فَإِذا أوردهَا السّفرجل قوّاها وأعانها على دفع مَا فِيهَا فتجيب الطبيعة وَقد رَأَيْت إنْسَانا إِذا أَرَادَ الْقَيْء شرب الشَّرَاب محلا أَو سكنجبين السفرجل فتيقيّأ مهما أَرَادَ (الألقاب) الدّاني أبوعمرو المقرىء اسْمه عُثْمَان بن سعيد بن عُثْمَان ابْن دانيال الْحَكِيم شمس الدّين اسْمه مُحَمَّد بن دانيال 3 - (الأهوازيّ) داهر بن نوح الأهوازيّ ذكره ابْن حيّان فِي الثِّقات سمع وروى وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ) وَمِائَتَيْنِ (دَاوُد) 3 - (أَبُو الْفضل الأذريّ) دَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن محمدٍ أَبُو الْفضل الأذري روى عَنهُ أَبُو طاهرٍ السِّلفي فِي مُعْجم شُيُوخه وَذكر أَنه كَانَ يتفقَّه مَعَه بِبَغْدَاد على الكيا الهراسي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع مائةٍ وَبعدهَا وَكَانَ لَازِما للطريقة المستقيمة سكيتاً مشتغلاً بِمَا يَنْفَعهُ 3 - (دَاوُد الشّافعي) دَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الشَّافِعِي من شُيُوخ شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر وَابْن البُخَارِيّ وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لي بخطّه سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائةٍ بِدِمَشْق 3 - (أَبُو الْفرج الدبّاس) دَاوُد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن أَبُو الْفرج بن أبي الْغَنَائِم الدبّاس

أبو البركات البغدادي

البغداديّ سمع بإفادة خَاله عمر بن الْمُبَارك بن سهلان من أبي غالبٍ أَحْمد بن الْحسن بن البنّاء وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن عليّ بن عبد الْوَاحِد الدّلاّل قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا حسنا حسن الْأَخْلَاق متيقِّظاً وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ) دَاوُد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن ملاعب أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ كَانَ وَالِده يتولّى بعض أَعمال السَّواد وَكَانَت لَهُ رياسة ونباهة وأسمع ابْنه هَذَا الْكثير فِي صباه من القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر بن الزّاغوني وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العباسي الْمَكِّيّ وَغَيرهم وحصَّل لَهُ النّسخ بِمَا سمع وَخرج إِلَى دمشق وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَكَانَ يتوكل على بَاب الْقُضَاة وَله مُرُوءَة وَكَانَ محباً للرواية وأصوله صَحِيحَة 3 - (أَبُو سُلَيْمَان الضَّرير الملهمي) دَاوُد بن أَحْمد بن يحيى بن الْخضر الملهمي أَبُو سُلَيْمَان الضَّرِير الدّاودي الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد بن شنيف وَأبي الْحسن على بن عَسَاكِر البطائحي وتفقّه على مَذْهَب أهل الظّاهر وَقَرَأَ الْأَدَب وبرع فِيهِ وَكَانَ مُولَعا بِشعر أبي) الْعَلَاء المعرِّي ويحفظ مِنْهُ كثيرا قَالَ محب الدّين ابْن النجار كنت أرَاهُ كثيرا يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَة وَمَا سَمِعت مِنْهُ كلمة أنقمها عَلَيْهِ وَكَانَ النَّاس يسيئون الثَّنَاء عَلَيْهِ ويرمونه بِسوء العقيدة توفّي سنة خمس عشرَة وست مائَة بِبَغْدَاد وَقد قَارب السّبْعين وَمن شعر الملهمي من الوافر (إِلَى الرَّحْمَن أَشْكُو مَا أُلَاقِي ... غَدَاة غدوا على هوج النِّياق) (نشدتكم بِمن زمَّ المطايا ... أمرَّ بكم أمرُّ من الْفِرَاق)

الداراني الزاهد

(وَهل داءٌ أمرُّ من التَّنائي ... وَهل عيشٌ ألّذُ من التَّلاقي) 3 - (الدّاراني الزّاهد) دَاوُد بن أَحْمد بن عطيّة الْعَنسِي أَخُو أبي سُلَيْمَان الدّاراني الزّاهد دمشقي سكن بَغْدَاد قَالَ السُّلمي لَهُ كَلَام مثل كَلَام أَخِيه فِي الرياضات والمعاملات قَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري قلت لداود الدّاراني مَا تَقول فِي الْقلب يسمع الصَّوْت الْحسن فيؤثر فِيهِ فَقَالَ كل قلب يُؤثر فِيهِ الصَّوت الْحسن ضَعِيف يداوى كَمَا تداوى النَّفس الْمَرِيضَة 3 - (أَبُو ليلى الصّحابي) دَاوُد بن بِلَال بن أحيحة بن الجلاح أَبُو ليلى وَالِد عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن وَفِي اسْم دَاوُد خلاف قيل اسْمه يسَار وَسَيَأْتِي ذكره وَدَاوُد فِي عداد الصّحابة رَضِي الله عَنْهُم 3 - (الأمويّ) دَاوُد بن بشر بن مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي قيل أَنه هوى فَاطِمَة بنت عبد الْملك وهويته وَكَانَت تَحت عمر بن عبد الْعَزِيز فَلَمَّا مَاتَ قَالَت لأَخِيهَا مسلمة إِنِّي قد اشْتهيت أَن أجد رَائِحَة الْوَلَد قَالَ وَيحك بعد عمر قَالَت لَا بُد من ذَلِك قَالَ لَا جرم لأتسوَّرن بك الْأزْوَاج قَالَت قد تسوّرت دَاوُد وَكَانَ أَعور قَبِيح المنظر فَقَالَ فِي ذَلِك الْأَحْوَص من المتقارب (أبعد الأغرِّ ابْن عبد الْعَزِيز ... قريع قريشٍ إِذا يذكر) (تزوجت دَاوُد مختارةً ... أَلا ذَلِك الْخلف الْأَعْوَر) وَقيل أَنَّهَا تزوجت سُلَيْمَان بن دَاوُد بن مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ الْخلف الْأَعْوَر وَقيل أَن الَّذِي) خلف عَلَيْهَا بعد عمر دَاوُد بن يحيى بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة وَكَانَ يسكن دير البخت من أَعمال دمشق 3 - (الجيلي الشَّافِعِي) دَاوُد بن بنْدَار بن إِبْرَاهِيم الجيلي أَبُو سُلَيْمَان الْفَقِيه الشَّافِعِي قدم بَغْدَاد فِي صباه وَأقَام بهَا وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْخلاف على يُوسُف الدِّمَشْقِي حَتَّى برع وتولَّى

نجم الدين ابن الزيبق

الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ النِّظامية ثمَّ التدريس بِالْمَدْرَسَةِ البهائية وَكَانَ فَاضلا كثير الْمَحْفُوظ متديِّناً سديد الْفَتَاوَى متعصباً لطّلاب الْعلم سمع الحَدِيث من أبي الْوَقْت عبد الأول السِّجزي وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وستّ مائَة 3 - (نجم الدّين ابْن الزَّيبق) دَاوُد بن أبي بكر بن مُحَمَّد هُوَ الْأَمِير نجم الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الزَّيبق عَاشَ من الْعُمر سِتا وَسبعين سنة وَلم يكن فِي وَجهه من الشَّيب إِلَّا مَا قلَّ كَانَ من رجال المباشرات وَأَصْحَاب السياسات لَهُ الْحُرْمَة الوافرة والهيبة الوافية وَفِيه عبسةٌ وإطراق وَصمت إِذا كَانَ فِي دسته ومنصبه وَإِذا خلا بِأَصْحَابِهِ زَالَ ذَلِك جَمِيعه وَكَانَ يرْعَى صَاحبه وَلَا ينساه ويخدم النَّاس وَفِيه تجمُّل وودّ وَحسن سياسة بَاشر ولَايَة نابلس وفتك فيهم وأراق دِمَاءَهُمْ وَبعد ذَلِك لما انْتقل عَنْهُم وَولي شدَّ الداووين بِدِمَشْق وَغَضب عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله وأمسكه ثمَّ طلب مِنْهُ مائَة ألف درهمٍ فجَاء أكَابِر جبل نابلس وَقَالُوا نَحن نزنها عَنهُ وَيعود إِلَيْنَا فَكَانَ ذَلِك من أَسبَاب الرضى عَنهُ أَخذ الْعشْرَة وباشر فِي أَيَّام سلاَّر خَاص السَّاحِل والجبل ثمَّ إِنَّه بَاشر خاصّ الْقبلية وَبعد ذَلِك الخاصّ بِدِمَشْق عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين بكتمر ثمَّ إِنَّه بَاشر شدَّ الدَّوَاوِين بحمص ثمَّ بَاشر شدَّ الْأَوْقَاف بِدِمَشْق ثمَّ تولى جبل نابلس ثمَّ أَنه نقل إِلَى شدِّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق عوضا عَن الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد بن الخشّاب ثمَّ عزل وَجرى مَا جرى على مَا تقدم ثمَّ بَاشر شدَّ غَزَّة والساحل والجبل وشكر للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَطَلَبه إِلَى مصر وولاّه ولَايَة مصر وشدَّ الْجِهَات والصناعة والأهراء وَأَعْطَاهُ طبلخاناة وَلم يداخل النِّشو نَاظر الْخَاص وراج عَلَيْهِ الْأَمِير عَلَاء الدّين بن المرواني وداخل النشو وَكَانَ إِذا حضرا عِنْده ينبسط ابْن المرواني بَين يَدي النشو مَعَ من يكون حَاضرا ويندّب وينشرح وَنجم الدّين فِي تصميمٍ وإطراقٍ أَو يرى أَنه) ناعس إِلَى أَن رأى النشو أَنه مَا يَجِيء مِنْهُ شَيْء وَلَا يدْخل فِي دائرته فاتفق مَعَ الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الحجازيّ وأتقن الْأَمر وأحضروا من شكا مِنْهُ فِي يَوْم دَار الْعدْل فَعَزله ورسم بِإِخْرَاجِهِ إِلَى دمشق إِكْرَاما للأمير سيف الدّين تنكز فِي يَوْمه ذَاك فَعَاد إِلَى دمشق فولاَّه شدّ الْأَوْقَاف وشدّ الخاصّ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن جرت وَاقعَة النَّصَارَى فِي حريق جَامع دمشق الْأمَوِي فسلّمهم الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَيْهِ فتولّى عقوبتهم وتقريرهم واستخراج أَمْوَالهم وصلبهم وحريقهم وَفِي ذَلِك جرت وَاقعَة تنكز وَأمْسك كل من كَانَ من جِهَته فَأمْسك أَيْضا وَكَانَ هُوَ الَّذِي عمر الخان الْمَشْهُور للأمير سيف الدّين طاجار الدوادار بقرية جينين وَهُوَ خَان عَظِيم لم يكن على درب مصر أحسن مِنْهُ فأفرج عَنهُ وتولَّى نابلس ثَانِيَة ثمَّ عزل أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش ثمَّ تولَّى بر دمشق فِي أَيَّام طقزتمر وَجعل وَلَده شُجَاع الدّين نَائِبه

وَطلب إِلَى مصر وتولَّى أَيَّام الصّالح شدَّ الخاصّ المرتجع عَن العربان بِالشَّام وصفد وحمص وحلب وحماة وطرابلس وَأقَام كَذَلِك وَولده فِي نيابته على ولَايَة الْبر إِلَى أَوَائِل الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي رَحمَه الله تَعَالَى وَتوجه يحمل الخاصَّ إِلَى مصر فتولَّى بهَا شدَّ الجيزيّة وَكَانَ بهَا كاشفاً ومشدّاً فَلَمَّا أمسك الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي وأقاربه وَمن كَانَ تسحَّب مَعَهم من الْأُمَرَاء حضر الْأَمِير نجم الدّين الْمَذْكُور هُوَ والصّاحب عَلَاء الدّين بن الحرّاني والأمير عز الدّين أيدمر الزرّاق للحوطة على موجودهم وإقطاعاتهم وَجعل الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر أَمِير جاندار يتحدث مَعَهم أَيْضا وَكَانَ قد عيِّن لَهُ إقطاع طبلخاناة وعزم على تَجْهِيزه إِلَيْهِ إِلَى الشّام فاعتلّ قَرِيبا من جمعةٍ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سادس شهر رَجَب سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ وَدفن بالصّالحية عِنْد تربة الشياح وَكَانَ قد حجّ سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة وكتبت لَهُ توقيعاً بشدّ الخاصّ بِدِمَشْق فِي الْأَيَّام التنكزيّة فِي عَاشر شوّالٍ سنة تسعٍ وَسبع مائَة ونسخته الْحَمد لله الَّذِي جعل نجم الدّين فِي آفَاق السّعادة طالعاً وسيره فِي منَازِل السَّعَادَة حَتَّى كَانَ الحكم بشرفه قَاطعا وقدّر لَهُ الْخَيْر فِي حركاته وسكناته مُسْتَقِيمًا وراجعاً وأبرزه فِي هَذِه الدولة الْقَاهِرَة لشمل مسرّاتها جَامعا نحمده على نعمه الَّتِي قربت من نأى بعد انتزاحه وأعادته إِلَى وَطنه الَّذِي طالما شام التماع برقه فِي الدُّجا بالتماحه وجبلته على إيثاره دون كل) قطرٍ يبسم روضه بثغر أقاحيّه وَمَا قُلْنَا أقاحه وخصّته بِمُبَاشَرَة خاصٍّ تأتَّى لَهُ وَتَأْتِي البركات فِيهِ على اقتراحه ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة نزل إِثْبَات التَّوْحِيد فِي أبياتها وَوجدت النُّفُوس لذَّاتها بإدمانها لذاتها ومدَّ الْإِيمَان أَيدي جنَّاتها إِلَى ثمار جنَّاتها وأوصل الإيقان راحات قاطفيها إِلَى راحاتها ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي بَعثه إِلَى الْخَاص وَالْعَام وأورثه من خَزَائِن جوده مزِيد الأفضال ومزايا الإنعام وحببه إِلَى قومٍ هم أنس الْإِنْس وجنبه قوما إِن هم إلاَّ كالأنعام وأيده بالكرامة وأمده بِالْكَرمِ وَنَصره بِالْمَلَائِكَةِ الْكِرَام صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين سدّوا مَا ولاّهم وسادوا من والاهم وشادوا مجد هَذِه الْأمة فهم أولاهم فِيهِ وَبِه أولاهم ووعدوا على مَا اتبّعوا جنّةً دَعوَاهُم فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهمّ صَلَاة يتضوَّع من طيِّها نشر شذاهم وتكفي من اتّبعهم شرّ أهل الْبدع وتقيه إِذا همَّ أذاهم وسلّم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَلَمَّا كَانَت وَظِيفَة شادّ الخاصّ الشريف بداريّا ودومة من أجلّ الْوَظَائِف وأنفس المناصب الَّتِي كم أمَّها عاف ورامها عايف وأشرف المباشرات الَّتِي من دونهَا بيض الصفائح لَا سود الصَّحائف يحْتَاج من بَاشَرَهَا إِلَى أَن يكون ممَّن علت هممه وغلت قيمه وعكرت شيمه حَتَّى يفِيض على العامّ من الخاصّ نعمه وتدرّ بداريا درره وتدوم على دومة ديمه وَكَانَ الْمجْلس السَّامِي الأميري النجمي دَاوُد بن الزيبق النصاري ممَّن تهادته المملكة الإسلامية شاماً ومصراً وَحَازَ نَوْعي

أبو سليمان الأموي

السّنا مدّاً وقصراً وَفَاتَ البلغاء من الْحصْر وَصفه حصراً وطرف عينا تروم الْعين وَوضع عَن الغلال أغلالاً وأصراً طلع فِي كل أفقٍ وَلَا غرو فهم النَّجْم وَأقَام على من خطف الْخَطفَة من رصد حفظه كَوْكَب رجم وصلب عوده على من أَرَادَ امتحان بأسه بغمزٍ أَو اختبار لينه بعجم وانتقل من جنَّة دمشق إِلَى مجاورة النّيل وَهُوَ نهر الجنّة وَعَاد إِلَى وَطنه ومصر مصرَّة على محبّته فأشواقها فِي سموم هوائها مستجنَّة وَحسنت مُبَاشَرَته فِي كل قطر مَحْدُود وباتت نخاريم سؤدده وسدادها مسدود وأضحى وَعمل عمله لَيْسَ لناظرٍ فِيهِ مخرج وَلَا دون فَضله بَاب مَرْدُود وأطربت مناقبه حَتَّى قَالَ النَّاس فِيهَا هَذِه مَزَامِير دَاوُد فَلذَلِك رسم بِالْأَمر العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري أَن يفوّض إِلَيْهِ شادّ الخاصّ على عَادَة من تقدَّمه فليباشر ذَلِك مُبَاشرَة تشخص لَهَا عين الْأَعْيَان ويتعلَّم الكتَّاب مِنْهَا تثمير أَقْلَام الدِّيوان والإبطال تَدْبِير عوالي المرّان مُجْتَهدا فِيمَا يدّبره مُعْتَمدًا على) حسن النّظر فِيمَا ينبَّه عَلَيْهِ أَو يثمّره فَمَا ندب لذَلِك إِلَّا لحسن الظنّ بسياسته وَلَا عيّن لهَذِهِ الْوَظِيفَة إِلَّا لجميل الْمعرفَة بِمَا جرِّب من سؤدده ورياسته وَمثله لَا ينبَّه على مصلحةٍ يبديها أَو منفعةٍ يعلنها أَو يعليها أَو فائدةٍ يهديها أَو يهديها أَو كلمة اجتهادٍ لَا يملّها من يَأْخُذهَا عَنهُ أَو يستمليها وَهُوَ بِحَمْد الله غَنِي عَن إطراء من يمدحه من الغاوين أَو يزهزه لَهُ بشد هَذَا الدِّيوَان فقد بَاشر قبله شدّ الدَّوَاوِين فَلَا يبْذل للنَّاس غير مَا ألفوه من سجاياه الحسان فِي الْإِحْسَان وَلَا يطو بئشره عَنْهُم فَمن رَآهُ لم يكن مَعَه بمحتاجٍ إِلَى بُسْتَان وَلَا يُعَامل الرفاق إِلَّا بالرفق فإنَّ كلَّ من عَلَيْهَا فانٍ وَالتَّقوى ملاك الْوَصَايَا فليجعلها لَهُ نجياً وقوام الْأُمُور فَلَا يتخذها ظهرياً وسداد كل عوز فَمن رامها تمثل لَهَا بشرا سوياً وَالله تَعَالَى يَتَوَلَّاهُ فِيمَا ولاه ويزيده من فَضله الأوفى على مَا أولاه والخط الْكَرِيم أَعْلَاهُ حجَّة بِمُقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (أَبُو سُلَيْمَان الْأمَوِي) دَاوُد بن الْحصين أَبُو سُلَيْمَان الْأمَوِي روى عَن أَبِيه

أبو محمد الكاتب

والأعرج وَعِكْرِمَة وَأبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمد وَغَيرهم وَهُوَ صَدُوق لَهُ غرائب تنكر عَلَيْهِ وثَّقه ابْن معِين وَغَيره مُطلقًا وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ مَا روى عَن عِكْرِمَة فمنكر وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَوْلَا أَن مَالِكًا روى عَنهُ ترك حَدِيثه وَقَالَ غَيره كَانَ قدرياً وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب) دَاوُد بن الجرّاح بن مهَاجر حسنبس بن صبار بخت بن شهريار أَبُو محمدٍ الْكَاتِب أَصله من فَارس كتب للمستعين وصنف كتاب التَّارِيخ وأخبار الكتّاب وَكتاب الْأُمَم السالفة جَامع كَبِير وَكتاب رسائله هُوَ جدُّ الْوَزير أبي الْحسن عَليّ بن دَاوُد وَكَانَ للجرّاح بنُون جمَاعَة مِنْهُم دَاوُد وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ومخلد وَكتب مِنْهُم دَاوُد وَمُحَمّد لإِبْرَاهِيم بن العبّاس الصُّولي وَكتب لَهُ الْحسن بن مخلد بن الجرّاح وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عَليّ الْأَوَانِي الْكَاتِب) دَاوُد بن جهور الأوانيّ أَبُو عليّ الْكَاتِب ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الجرّاح فَقَالَ كَاتب رسائل فصيح اللِّسَان كثير التنطُّع فِي رسائله وَله أشعار صَالِحَة وَمن شعره من الطَّوِيل (أرى صوراً تستنكر النَّفس حكمهَا ... عليَّ بِأَن أَدْرِي خلاف الَّذِي أَدْرِي) (وَمَا زَالَ بِي تشييع نفسٍ عزيزةٍ ... إِلَى الْقَبْر حَتَّى قد حننت إِلَى قَبْرِي) ) (يغرّون بالدنيا وهم يعرفونها ... وَقد آذنتهم بالغرور وبالغدر) (أَلا ربَّ محسودٍ على نعْمَة الْغنى ... وَلم أر محسوداً على نعْمَة الْأجر) 3 - (ابْن حوط الله الأندي) دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عمر بن خلف بن عبد الله بن عبد الرؤوف بن حوط الله المحدّث أَبُو سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ

أبو علي الطوسي

الأندي بالنُّون كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ أوسع أهل الأندلس رِوَايَة فِي وقتهما مَعَ الْجَلالَة وَالْعَدَالَة ولي قَضَاء الجزيرة الخضراء ثمَّ قَضَاء بلنسية وَتُوفِّي على قَضَاء مالقة وَحمل نعشه على الأكفّ سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو عَليّ الطّوسيّ) دَاوُد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَق بن الْعَبَّاس الطوسي أَبُو عَليّ من أهل أَصْبَهَان كَانَ جدّه أَبُو نصرٍ أَحْمد وَزِير المسترشد بِاللَّه وجدّه الْأَعْلَى أَبُو عليّ الْحسن نظام الْملك وَزِير ملكشاه وَقد تقدّم ذكرهمَا بكّر بِهِ فَسمع من أبي الْفضل جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد الثَّقَفِيّ وَأبي الْفَتْح إِسْمَاعِيل بن الْفضل بن أَحْمد السّراج وَأبي طَاهِر عبد الْكَرِيم بن عبد الرّزّاق وجماعةٍ غَيرهم وَقدم بَغْدَاد وحدّث بهَا بالكثير من مسموعاته قَالَ محبّ الدّين بن النجار وَسمعت مِنْهُ وَكَانَ شَيخا بهيّاً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً محبّاً للرواية مكرماً لأهل الْعلم توفّي سنة ستٍ وَتِسْعين وَخمْس مائةٍ بأصبهان 3 - (السّديد اليهوديّ الطّيب) دَاوُد بن سُلَيْمَان السّديد ابْن أبي الْبَيَان اليهوديّ الطَّبِيب الْمصْرِيّ كَانَ ماهراً فِي الطّب بارعاً فِي الْأَدْوِيَة المفردة والمركّبة خدم الْملك الْكَامِل وعاش فَوق الثَّمَانِينَ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وستّ مائةٍ وَله أنقراباذين فِي غَايَة الْحسن وَأخذ الطبّ عَن ابْن جَمِيع اليهوديّ وَعَن أبي الْفضل بن النَّاقِد وَفِيه قَالَ بعض الشُّعَرَاء من المتقارب (إِذا أشكل الدَّاء فِي باطنٍ ... أَتَى ابْن الْبَيَان لَهُ بِالْبَيَانِ) (فَإِن كنت ترغب فِي صحةٍ ... فَخذ لسقامك مِنْهُ الْأمان) 3 - (الأدلم المرّي) دَاوُد بن سلم الأدلم مولى بني تيم بن مرّة شَاعِر من أهل الْمَدِينَة قدم على حَرْب بن خَالِد بن) يزِيد بن مُعَاوِيَة ومدحه وَله مدائح مستحسنة مستفيضة لَهُ فِي قثم بن الْعَبَّاس فِيمَا ذكره الزبير بن بكار من الْبَسِيط (كَمَا صارخٍ بك من راجٍ وصارخةٍ ... تدعوك يَا قثم الْخيرَات يَا قثم) (هَذَا الَّذِي تعرف الْبَطْحَاء وطأته ... وَالْبَيْت يعرفهُ والحلُّ وَالْحرم)

ابن جلجل الطبيب

(يكَاد يعلقه عرفان رَاحَته ... ركن الْحطيم إِذا مَا جَاءَ يسْتَلم) (إِذا رَأَتْهُ قريشٌ قَالَ قَائِلهَا ... إِلَى مَكَارِم هَذَا يَنْتَهِي الْكَرم) (هَذَا الَّذِي لم يضع للْملك حرمته ... إنّ الْكَرِيم الَّذِي يحظى بِهِ الْحرم) وَقَالَ كَانَ الْحسن بن زيدٍ قد عوّد دَاوُد بن سلم عطايا فَلَمَّا مدح دَاوُد جَعْفَر ابْن سُلَيْمَان وَكَانَ بَينه وَبَين الْحسن تبَاعد شَدِيد أغضب ذَلِك الْحسن فَقدم من حجٍ أَو عمرةٍ فَدخل عَلَيْهِ دَاوُد مسّلماً فَقَالَ لَهُ الْحسن أَنْت الْقَائِل فِي جَعْفَر من الطَّوِيل (وَكُنَّا حَدِيثا قبل تأمير جعفرٍ ... وَكَانَ المنى فِي جعفرٍ أَن يؤمَّرا) (حوى المنبرين الطّاهرين كليهمَا ... إِذا مَا خطا عَن منبرٍ أمَّ منبرا) (كأنَّ بني حوّاء صفُّوا أَمَامه ... فخيِّر من أنسابه فتخيَّرا) قَالَ دَاوُد نعم جعلني الله فدَاك وَأَنا الَّذِي أَقُول من الطَّوِيل (لعمري لَئِن عَاقَبت أوجدت منعماً ... بعفوٍ عَن الْجَانِي وَأَن كَانَ معذرا) (لأَنْت بِمَا قدّمت أولى بمدحةٍ ... وَأكْرم فخراً إِن فخرت وعنصرا) (هُوَ الغرَّة الزهراء فِي فرع هاشمٍ ... وَيَدْعُو عليا ذَا الْمَعَالِي وجعفرا) (وَزيد النّدى والسِّبط سبط محمدٍ ... وعمُّك بالطَّفِّ الزكيِّ المطهرَّا) فَعَاد الْحسن إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَلم يزل يصله إِلَى أَن مَاتَ 3 - (ابْن جلجل الطَّبِيب) دَاوُد بن حسّان هُوَ أَبُو سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بِابْن جلجل بجيمين ولامين كَانَ طَبِيبا فَاضلا خَبِيرا بالمعالجات وَكَانَ فِي أَيَّام هِشَام المؤيّد بِاللَّه وخدمه بالطب وَكَانَ لَهُ بصر بقوى الْأَدْوِيَة المفردة وفسّر أَسمَاء الْأَدْوِيَة المفردة الَّتِي فِي كتاب ديسقوريدوس فِي شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَلَاثَة مائةٍ بِمَدِينَة قطربة لِأَنَّهُ اجْتمع بنقولا

الطبيب البغدادي

الراهب الَّذِي استقدمه النَّاصِر عبد الرَّحْمَن لأجل كتاب ديسقوريدوس لِأَنَّهُ كَانَ يعرف اللِّسَان اللطينيّ وَله مقَالَة فِي ذكر الْأَدْوِيَة) الَّتِي لم يذكرهَا ديسقوريدوس فِي كِتَابه مِمَّا يسْتَعْمل فِي صناعَة الطِّب وَينْتَفع بِهِ وَمَا لَا يسْتَعْمل لكل لَا يغْفل عَن ذكره وَقَالَ ابْن جلجل إنّ ديسقوريدوس أغفل ذَلِك إِمَّا لِأَنَّهُ لم يره وَلم يُشَاهِدهُ عيَانًا وَإِمَّا لِأَن ذَلِك كَانَ غير مُسْتَعْمل فِي دهره وَأَبْنَاء جنسه وَله رِسَالَة التَّبْيِين فِيمَا غلط فِيهِ بعض المتطِّببين وَكتاب يتَضَمَّن ذكر شَيْء من أَخْبَار الْأَطِبَّاء والفلاسفة فِي أَيَّام المؤيّد بِاللَّه وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّالِث مائَة 3 - (الطَّبيب البغداديّ) دَاوُد بن دَيْلَم كَانَ من الْأَطِبَّاء المتميِّزين بِبَغْدَاد المجيدين فِي المعالجة واختصَّ بالمعتضد وخدمه وَكَانَت التوقيعات تخرج بِخَط ابْن دَيْلَم لمحله مِنْهُ وَكَانَ يتردّد إِلَى دور المعتضد وَله مِنْهُ الْإِحْسَان الْكثير والإنعان الوافر وَكَانَت وَفَاته سنة تسعٍ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْخَوَارِزْمِيّ) دَاوُد بن رشيد الْخَوَارِزْمِيّ مولى بني هَاشم روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وروى البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ وَبَقِي بن مخلد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حاتمٍ وَأَبُو يعلى وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَغَيرهم وثَّقه ابْن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (شرف الدّين الْحَنَفِيّ) دَاوُد بن رسْلَان شرف الدّين نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني بِدِمَشْق لنَفسِهِ يُخَاطب الصاحب صفي الدّين بن شكر من الطَّوِيل (جزي ملك الْإِسْلَام خيرا صَالحا ... وَلَا زَالَ فِي الإقبال مَا بَقِي الدّهر) (كَمَا أَنه اخْتَار الْوَزير لأمرنا ... فتقَّف أَمر النَّاس حَتَّى اسْتَوَى الصَّعر)

النحوي المروزي

(صفا بصفيِّ الدّين كلُّ مكدَّرٍ ... من الْعَيْش وَالْأَيَّام ضاحكةٌ زهر) (عَلَوْت فاصحاب العمائم كلُّهم ... نجومٌ وَأَنت الشَّمْس وَالْقَمَر والبدر) وَأعَاد شرف الدّين هَذَا مُدَّة طَوِيلَة للْإِمَام برهَان الدّين مَسْعُود بِالْمَدْرَسَةِ النوريّة وَكَانَ حنفيّ الْمَذْهَب وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة 3 - (النَّحوي الْمروزِي) دَاوُد بن صَالح النَّحْوِيّ المرزوي قدم مصر قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْأَدَب وَمَات بهَا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ) 3 - (ابْن العاضد الْمصْرِيّ) دَاوُد بن عبد الله أَبُو سُلَيْمَان بن العاضد صَاحب مصر توفّي بقصر الْإِمَارَة فِي سنة أَربع وست مائَة وَلم يعقب سوى سُلَيْمَان وَسَيَأْتِي ذكره وَكَانَ الدعاة لقد لقبوا دَاوُد الحامد لله 3 - (مجير الدّين الْملك الزّاهر) دَاوُد بن شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شاذي الْملك الزَّاهِر مجير الدّين ابْن الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين ابْن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْملك أَسد الدّين الْحِمصِي ابْن صَاحب حمص من بَيت الحشمة كَانَ شَيخا مهيباً كثير التِّلَاوَة والتنفُّل روى بِالْإِجَازَةِ عَن المؤيّد الطوسي يَسِيرا وَهُوَ وَالِد الْملك الأوحد وإجازته على سَبِيل الْعُمُوم وَكَانَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ توفّي سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة 3 - (الكنديّ البصريّ) دَاوُد بن أبي الْفُرَات الْكِنْدِيّ الْمروزِي الْبَصْرِيّ وثَّقه ابْن معِين وَغَيره وروى لَهُ البُخَارِيّ والتِّرمذي والنَّسائي وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة

العطار المكي

3 - (العطَّار المكِّي) دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن العطّار الْمَكِّيّ كَانَ أَبوهُ عبد الرَّحْمَن نَصْرَانِيّا شامياً يتطبب فَقدم مَكَّة ونزلها وَولد لَهُ بهَا أَوْلَاد فأسلموا وَكَانَ يعلِّمهم الْقُرْآن وَالْفِقْه وَكَانَ يضْرب بِهِ الْمثل يُقَال أكفر من عبد الرَّحْمَن لقُرْبه من الْأَذَان وَالْمَسْجِد ولحال وَلَده وإسلامهم وَكَانَ يسلمهم فِي الْأَعْمَال السّرية ويحثّهم على الْأَدَب وَلُزُوم الْخَيْر وَأَهله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأَنا أتعجّب من تَمْكِين هَذَا النَّصْرَانِي من الْإِقَامَة بحرم الله تَعَالَى ولعلّهم اضطروا إِلَى طبِّه وَدَاوُد من كبار شُيُوخ الشَّافِعِي وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة 3 - (أَبُو أَحْمد ابْن رَئِيس الرؤساء) دَاوُد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن عَليّ بن الْحسن ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن الْمسلمَة أَبُو أَحْمد بن أبي نصر ابْن الْوَزير أبي الْفرج ابْن أبي الْفتُوح الْمَعْرُوف بِابْن رَئِيس الرؤساء من بَيت الوزارة والرياسة والتقدّم كَانَ وَالِده قد تصوّف وسلك الزّهْد فَنَشَأَ أَبُو أَحْمد على ذَلِك من لبس الْقصير وصحبة الصّالحين ومخالطة الْفُقَرَاء أسمعهُ وَالِده من خمارتاش مَوْلَاهُم وَمن أبي الْفَتْح بن شاتيل وشهدة الكاتبة وأمثالهم توفّي سنة سِتّ) عشرَة وست مائَة 3 - (الطّاهريّ) دَاوُد بن عليّ بن خلف الْأَصْبَهَانِيّ الْمَشْهُور بالظاهري كَانَ زاهداً متقلِّلاً كثير الْوَرع أَخذ الْعلم عَن إِسْحَق بن رَاهَوَيْه وَأبي ثَوْر وَكَانَ من أَكثر النَّاس تعصُّباً

للشَّافِعِيّ وصنَّف فِي فضائله وَالثنَاء عَلَيْهِ كتابين وَكَانَ صَاحب مذهبٍ مُسْتَقل وَتَبعهُ جمع كثير من الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ وَلَده أَبُو بكر مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي المحمدين على مذْهبه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم بِبَغْدَاد قيل أَنه كَانَ يحضر مَجْلِسه أَربع مائَة صَاحب طيلسان أَخْضَر وَكَانَ من عقلاء النَّاس قَالَ أَبُو الْعَبَّاس ثَعْلَب فِي حَقه كَانَ عقل دَاوُد أَكثر من علمه وَولد بِالْكُوفَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة إِحْدَى وَقيل سنة مِائَتَيْنِ وَنَشَأ بِبَغْدَاد وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ سمع سُلَيْمَان بن حَرْب والقعنبي وَعَمْرو بن مَرْزُوق وَمُحَمّد بن كثير الْعَبْدي ومسدَّداً وَأَبا ثورٍ الْفَقِيه وَإِسْحَق بن رَاهَوَيْه ورحل إِلَيْهِ إِلَى نيسابور وَسمع مِنْهُ الْمسند الْكَبِير وَالتَّفْسِير وجالس الْأَئِمَّة وصنَّف الْكتب قَالَ الْخَطِيب كَانَ إِمَامًا عَارِفًا ورعاً ناسكاً زاهداً وَفِي كتبه حَدِيث كثير لكنّ الرِّوَايَة عَنهُ عزيزة جدا روى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد وزكرياء السّاجي ويوسف بن يَعْقُوب الدَّاودِيّ وعباس بن أَحْمد المذكِّر وَغَيرهم وَكَانَ أَبوهُ حَنَفِيّ الْمَذْهَب وللعلماء قَولَانِ فِي دَاوُد قَالَ أَبُو إِسْحَق الإِسْفِرَايِينِيّ قَالَ الْجُمْهُور إِنَّهُم يَعْنِي نفاة الْقيَاس لَا يبلغون دَرَجَة الِاجْتِهَاد وَلَا يجوز تقليدهم الْقَضَاء قَالَ وَنقل الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ عَن أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وطائفةٍ من الشافعيين أَنه لَا اعْتِبَار بِخِلَاف دَاوُد وَسَائِر نفاة الْقيَاس فِي الْفُرُوع دون الْأُصُول وَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ الَّذِي ذهب إِلَيْهِ أهل التَّحْقِيق أنّ منكري الْقيَاس لَا يعدون من عُلَمَاء الْأمة وَلَا من حَملَة الشَّرِيعَة لِأَنَّهُ معاندون مباهتون فِيمَا ثَبت استفاضةً وتواتراً لِأَن مُعظم الشَّرِيعَة صادرة عَن الِاجْتِهَاد وَلَا تفي النُّصُوص بِعشر معشارها وَهَؤُلَاء ملتحقون بالعوامّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَول أبي الْمَعَالِي إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِيهِ بعض مَا فِيهِ فَإِنَّمَا قَالَه باجتهادٍ ونفيهم للْقِيَاس باجتهادٍ فَكيف يردّ الِاجْتِهَاد بِمثلِهِ قلت هَذَا الَّذِي قَالَه الشَّيْخ شمس الدّين خطأ وتعصُّب مِمَّن هُوَ غير قَادر على التعصّب لم يقل إِمَام الْحَرَمَيْنِ إِنِّي لَا أعتبر خلاف) الظَّاهِرِيَّة بِالِاجْتِهَادِ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك للدليل الْقَاطِع الْمُجْتَمع من الأدلَّة المتعددة الَّذِي صَار بِحَيْثُ لَا يحْتَمل فِي الْكَلَام على صِحَة مَا نفوه من إِثْبَات الْقيَاس ثمَّ رَأينَا هَذَا الدَّلِيل الظَّاهِر الَّذِي دلّ على أصل الْقيَاس شَيْء لَا يحْتَمل الْمُنَازعَة فِيهِ لظُهُوره وَقد نازعوا فِيهِ وَهَذِه الْمُنَازعَة لقَوْل الإِمَام الظَّاهِر أَنَّهَا

عناد وَمن عاند فِي الحقّ لَا عِبْرَة بقوله وَهَذَا ظَاهر وَإِن لم تكن عناداً كَمَا هُوَ المظنون بذوي الحجى فقد نفوا مَا ثَبت بِالدَّلِيلِ الْقَاطِع باجتهادٍ قصاراه إِفَادَة الظنّ الَّذِي لَا يُعَارض الْقطع الظَّاهِر ثمَّ أودع إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي كَلَامه مَا هُوَ كالدليل على مَا قَالَه وَهُوَ أَن من أنصف من نَفسه علم أَن النُّصُوص الَّتِي أخذت مِنْهَا الْأَحْكَام لَا تفي بِعشر معشار الْحَوَادِث الَّتِي لَا نِهَايَة لَهَا فَمَا الَّذِي يَقُوله الظَّاهِرِيّ فِي غير الْمَنْصُوص إِذا أَتَاهُ عاميّ وَسَأَلَهُ عَن حادثةٍ لَا نصّ فِيهَا أيحكم فِيهَا بشيءٍ أم يدع العامِّيِّ وجهله لَا قَائِل من الْمُسلمين بِالثَّانِي أَعنِي أنَّا نَدع العامِّيِّ يخبّط فِي دينه وَإِن حكم فِيهَا وَالْوَاقِع أَن لَا نصَّ فإمَّا أَن يقيس أَو يخترع من نَفسه حكما يلْزم النَّاس الْأَخْذ بِهِ إِن اخترع من عِنْد نَفسه وَنسبه إِلَى الحكم الشرعيّ كَانَ كَاذِبًا على الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِلَّا كَانَ ملزماً للنَّاس بفلتات لِسَانه فَمَا بَقِي إِلَّا أَنه لَا يخترعه من عِنْد نَفسه ويقيسه على الصُّور الْمَنْصُوص عَلَيْهَا والظاهريّ لَا يَقُول بذلك فَعَاد الْأَمر إِلَى أَنه إِمَّا أَن يدع العامّيَّ يخبِّط فِي دينه لما لم ينزل الله بِهِ سُلْطَانا أَو يكذب على الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو يلْزم النَّاس بهفواته وَالثَّلَاثَة لَا يَقُولهَا ذُو لبّ معَاذ الله ولعلَّ الشَّيْخ شمس الدّين يحاول اعْتِبَار خلافهم فِي الْإِجْمَاع وَمن ابْن الشَّيْخ شمس الدّين شَيخنَا وأستاذنا رَضِي الله عَنهُ وَهَذِه الْمسَائِل يَا مُسلمين عَاقل يَقُول فِي قَوْله عَلَيْهِ أفضل الصّلاة والسّلام لَا يبولنَّ أحدكُم فِي المَاء الدّائم ثمَّ يغْتَسل فِيهِ إِنَّه إِذا بَال الْإِنْسَان فِي ماءٍ دائمٍ ألف مرةٍ حلَّ لغيره التَّوضِّي فِيهِ وَحرم على البايل وينسب ذَلِك إِلَى مُرَاد أشرف الْخلق صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله لَا يبولنَّ أحدكُم وَهَذَا ابْن حزم يَقُول هَذَا ويغوِّش على من لَا يَقُول بِهِ فالإنسان إِذا ترك التعصُّب وَعلم أَنه يتلكم فِي دين الله علم أَن قَول إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي النِّهَايَة وعلماؤنا لَا يُقِيمُونَ لأهل الظَّاهِر وزنا قَول سديد أَو أحد يَقُول فِي قَوْله تَعَالَى وَلَا تقل لَهما أفٍّ أَنه يحرم على الْإِنْسَان أَن يَقُول لِأَبَوَيْهِ أُفٍّ وَلَا يحرم عَلَيْهِ أَن يَأْخُذ المقارع ويضربهما بهَا هَذَا هذيانٌ معَاذ الله أَن يدْخل فِي شَرِيعَة الْإِسْلَام وَمَا أحسن قَول الْحَافِظ ابْن مفوِّزٍ كَمَا حكى عَنهُ الشَّيْخ تقيّ الدّين فِي شرح الْإِلْمَام بعد أَن حكى كَلَام أبي مُحَمَّد) ابْن حزم فِي مَسْأَلَة البايل فتأمَّل رَحِمك الله مَا جمع هَذَا القَوْل من السُّخف وحوى من الشَّناعة ثمَّ يَزْعمُونَ أَنه الدّين الَّذِي شرَّعه الله وَبعث بِهِ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ اللَّائِق بشيخنا شيخ الْإِسْلَام شمس الدّين أحسن الله إِلَيْهِ أَن لَا يدْخل نَفسه فِيمَا لَا يعنيه وَلَا يعرفهُ وَلَا يفهمهُ دين الله مَا فِيهِ تعصب وَلَا سَلام أَي وَالله مَا الشَّيْخ شمس الدّين إِلَّا مقاوم إِمَام الْحَرَمَيْنِ

شرف الدين الشيخ السديد الطيب

الْعَاقِل يعرف مِقْدَار روحه ويسكت إِذا حسن السُّكُوت وَأَنا لَا أَقُول أَن خلاف دَاوُد لَا يعْتَبر مَعًا وَالله وَإِنَّمَا الْحق التَّفْصِيل كَمَا ذكر وحسبنا الله وَكفى وَقَالَ ابْن الصّلاح الَّذِي اخْتَارَهُ أَبُو مَنْصُور الْأُسْتَاذ وَذكر أَنه الصَّحِيح من الْمَذْهَب أَنه يعْتَبر خلاف دَاوُد قَالَ وَهَذَا الَّذِي اسْتَقر عَلَيْهِ الْأَمر آخرا كَمَا هُوَ الْأَغْلَب الأعرف من صفو الْأَئِمَّة الْمُتَأَخِّرين الَّذِي أوردوا مَذْهَب دَاوُد فِي مصنَّفاتهم الْمَشْهُورَة كالشيخ أبي حامدٍ الإِسْفِرَايِينِيّ وَالْمَاوَرْدِيّ وَالْقَاضِي أبي الطيِّب قَالَ وَأرى أَن يعْتَبر قَوْله إِلَّا فِيمَا خَالف فِيهِ الْقيَاس الجليّ وَمَا اجْتمع عَلَيْهِ القياسيون من أَنْوَاعه وبناه على أُصُوله الَّتِي قَامَ الدَّلِيل القطاع على بُطْلَانهَا فاتفاق من سواهُ إِجْمَاع مُنْعَقد لقَوْله فِي التغوُّط فِي المَاء الراكد وَتلك الْمسَائِل الشنيعة وَقَوله لَا رَبًّا إِلَّا فِي السِّتَّة الْمَنْصُوص عَلَيْهَا فخلافه فِي هَذَا وَنَحْوه غير مُعْتَبر لِأَنَّهُ مَبْنِيّ على مَا يقطع بِبُطْلَانِهِ وَقَالَ وَلَده أَبُو بكر مُحَمَّد بن دَاوُد رَأَيْت أبي دَاوُد فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وسامحني فَقلت غفر لَك فَبِمَ سامحك يَا بنيّ الْأَمر عَظِيم وَالْوَيْل كل الويل لمن لم يسامح 3 - (شرف الدّين الشَّيْخ السَّديد الطّيب) دَاوُد بن عليّ بن دَاوُد بن الْمُبَارك الْحَكِيم الْفَاضِل الشَّيْخ السّديد أَبُو مَنْصُور ابْن الشَّيْخ السَّديد وَيُقَال اسْمه عبد الله قَرَأَ الطبَّ على وَالِده وَأبي نصر عَدْلَانِ بن عين زربيّ وَسمع بالإسكندرية من أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن مكي بن عَوْف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْأَطِبَّاء بِمصْر وخدم مُلُوكهَا وحصّل مَالا كثيرا وتخرَّج بِهِ جمَاعَة وَغلب عَلَيْهِ لقب أَبِيه السّديد ولقبه شرف الدّين وخدم العاضد وَجَمَاعَة قبله ونال الْحُرْمَة الوافرة والجاه العريض وَأخذ عَنهُ نَفِيس الدّين بن الزبير شيخ الْأَطِبَّاء حصل لَهُ فِي يومٍ واحدٍ من الدولة ثَلَاثُونَ ألف دِينَار وظهَّر ابْني الْحَافِظ لدين الله فَحصل لَهُ من الذّهب نَحْو خمسين ألف دِينَار وَكَانَ صَلَاح الدّين) يحترمه ويعتمد عَلَيْهِ فِي الطِّب توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (الْكَاتِب ابْن أبي يَعْقُوب) دَاوُد بن عليّ بن دَاوُد الْكَاتِب هُوَ ابْن أبي يَعْقُوب بن دَاوُد وَزِير الْمهْدي قَالَ يرثي الْحسن بن عَليّ صَاحب فجٍّ من الْبَسِيط (يَا عين جودي بدمعٍ مِنْك مهتتنٍ ... فقد رَأَيْت الَّذِي لَاقَى بَنو حسن) (صرعى بفجٍّ تجر الرّيح فَوْقهم ... أذيالها وغوادي دلَّج المزن) (حَتَّى عفت أعظماً لَو كَانَ شَاهدهَا ... محمدٌ ذبَّ عَنْهَا ثمَّ لم تهن)

العباسي الأمير

(مَاذَا يَقُولُونَ والماضون قبلهم ... على الْعَدَاوَة والشّحناء والإحن) (مَاذَا صنعنَا إِذا قَالَ الرَّسُول لنا ... مَاذَا صَنَعْتُم بِنَا فِي سالف الزَّمن) 3 - (العباسيّ الْأَمِير) دَاوُد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس أَبُو سُلَيْمَان الْهَاشِمِي كَانَ بالحميمة من أَرض الشراة من البلقاء وَولي إمرة الْكُوفَة فِي زمن ابْن أَخِيه السّفاح ثمَّ ولاَّه الْمَدِينَة والموسم وَمَكَّة واليمن واليمامة روى عَن أَبِيه وروى عَنهُ الأوزاعيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَشريك وَمُحَمّد بن أبي ليلى القاضيان وَابْن جريج وَغَيرهم وَكَانَ بِدِمَشْق لما وصل الْخَبَر بوفاة هِشَام بن عبد الْملك فَكتب بذلك إِلَى أَخِيه مُحَمَّد وَعرض عَلَيْهِ أَن يُبَايع يزِيد بالخلافة فَأبى وَقيل أَنه كَانَ قدرياً وَسُئِلَ عَنهُ يحيى بن معِين فَقَالَ أَرْجُو أَنه لَيْسَ يكذب إِنَّه إِنَّمَا يحدِّث بحديثٍ واحدٍ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أعرض أهل الْجرْح عَن الْخُلَفَاء وَعَن آبَائِهِم وَعَن كشف حَالهم خوفًا من السّيف والضّرب وَمَا زَالَ هَذَا فِي كل دولةٍ قَائِمَة يصف المؤرِّخ محاسنها وبغضّ عَن مساؤئها وَكَانَ دَاوُد هَذَا من جبابرة الْأُمَرَاء لَهُ هَيْبَة ورواء وَعِنْده أدب وفصاحة وَسمع سَالم بن أبي حَفْصَة يطوف بِالْبَيْتِ وَيَقُول لبيَّك مهلك بني أُميَّة فَأَجَازَهُ دَاوُد بِأَلف دِينَار وَكَانَ دَاوُد لما ظهر أَبُو الْعَبَّاس بِالْكُوفَةِ وَصعد الْمِنْبَر ليخطب فحصر وَلم يتَكَلَّم فَوَثَبَ دَاوُد بن عَليّ بَين يَدي الْمِنْبَر فَخَطب وَذكر أَمرهم وخروجهم ومنَّى النَّاس وَوَعدهمْ الْعدْل فَتَفَرَّقُوا عَن خطبَته وحجّ بِالنَّاسِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ومائةٍ وَهِي أول حجةٍ حجّها ولد الْعَبَّاس وَمَات سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ومائةٍ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَخمسين سنة فَأدْرك من دولتهم ثَمَانِيَة أشهرٍ) وَقيل تِسْعَة أشهر وروى لَهُ الترمذيّ وحدَّث عَن أَبِيه عَن جده

عماد الدين بن الخطيب

3 - (عماد الدّين بن الْخَطِيب) دَاوُد بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عمر بن كَامِل الْخَطِيب عماد الدّين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو سُلَيْمَان الزبيدِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي خطيب بَيت الْآبَار وَابْن خطيبها ولد سنة ستٍ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة سمع من الخشوعي وَعبد الْخَالِق بن فَيْرُوز الْجَوْهَرِي وَعمر بن طبرزد وحنبل وَالقَاسِم بن عساكرٍ وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الدمياطي وزين الدّين الفارقي والعماد بن البالسي وَالشَّمْس نقيب الْمَالِكِي والخطيب شرف الدّين وَالْفَخْر بن عساكرٍ وَولده الشّرف مُحَمَّد وَطَائِفَة من أهل الْقرْيَة وَكَانَ مهذباً فصيحاً مليح الخطابة لَا يكَاد يسمع موعظته أحد إِلَّا وَبكى وخطب بِدِمَشْق ودرّس بالزاوية الغزالية سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائةٍ بعد الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام لما انْفَصل عَن دمشق ثمَّ عزل الْعِمَاد بعد سِتّ سِنِين وَرجع إِلَى خطابة الْقرْيَة 3 - (النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك) دَاوُد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَيُّوب السُّلْطَان الْملك

النَّاصِر صَلَاح الدّين أَبُو المفاخر وَأَبُو المظفَّر ابْن الْملك المعظّم ابْن الْملك الْعَادِل ولد بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثلاثٍ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة سمع بِبَغْدَاد من الْقطيعِي وَغَيره وبالكرم من ابْن اللَّتِّي وَأَجَازَ لَهُ الْمُؤَيد الطوسي وَأَبُو روح عبد الْمعز وَكَانَ حنفيّ الْمَذْهَب عَالما فَاضلا مناظراً ذكياً لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي الشّعْر وَالْأَدب لِأَنَّهُ حصّل طرفا جيدا من الْعُلُوم فِي دولة أَبِيه وَولي السلطنة سنة أَربع وَعشْرين بعد وَالِده وأحبّه أهل دمشق وَسَار عَمه الْكَامِل من مصر ليَأْخُذ دمشق مِنْهُ فاستنجد بِعَمِّهِ الْأَشْرَف فجَاء لنصرته وَنزل بالدهشة ثمَّ تغيِّر عَلَيْهِ وَمَال لِأَخِيهِ الْكَامِل وأوهم النَّاصِر أَنه يصلح قَضيته فاتفقا عَلَيْهِ وحاصراه أَرْبَعَة أشرعٍ وأخذا دمشق مِنْهُ وَسَار إِلَى الكرك وَكَانَت لوالده وَأعْطِي مَعهَا الصَّلْت ونابلس وعجلون وأعمال الْقُدس وَعقد نِكَاحه على عَاشُورَاء بنت عَمه الْكَامِل ثمَّ إِن الْكَامِل تغيّر عَلَيْهِ فَفَارَقَ ابْنَته قبل الدُّخُول بهَا ثمَّ إِن النَّاصِر بعد الثَّلَاثِينَ قصد الإِمَام الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وقدَّم لَهُ تحفاً ونفائس وَسَار إِلَيْهِ على البريّة وَمَعَهُ فَخر الْقُضَاة ابْن بصاقة وشمس الدّين الخسروشاهي والخواصُّ من مماليكه)

وألزامه وَطلب الْحُضُور بَين يَدَيْهِ كَمَا فعل بِصَاحِب إربل فَامْتنعَ فنظم القصيدة البائية وأولها من الطَّوِيل (ودانٍ ألمّت بالكثيب ذوائبه ... وجنح الدُّجى وحفٌ تجول غياهبه) (تقهقه فِي تِلْكَ الربوع رعوده ... وتبكي على تِلْكَ الطلول سحائبه) (أرقت لَهُ لمّا توالت بروقه ... وحلّت عزاليه وأسبل ساكبه) (إِلَى أَن بدا من أشقر الصُّبح قادمٌ ... يراع لَهُ من أدهم اللِّيل هاربه) (وَأصْبح ثغر الأقحوانة ضَاحِكا ... تدغدغه ريح الصِّبا وتداعبه) (تمرُّ على نبت الرياض بليلةً ... تجمشِّه طوراً وطوراً تلاعبه) (وَأَقْبل وَجه الأَرْض طلقاً وطالما ... غَدا ومكفهرّاً موحشاتٍ جوانبه) (كَسَاه الحيا وشياً من النبت فاخراً ... فَعَاد قشيباً غوره وغواربه) (كَمَا عَاد بالمستنصر بن محمدٍ ... نظام الْمَعَالِي حِين فلَّت كتائبه) (إمامٌ تحلَّى الدّين مِنْهُ بماجدٍ ... تحلَّت بآثار النبيِّ مناكبه) (هُوَ الْعَارِض الهتّان لَا الْبَرْق محلفٌ ... لَدَيْهِ وَلَا أنواره وكواكبه) (إِذا السّنة الشَّهْبَاء شحَّت بطلِّها ... سخا وابلٌ مِنْهُ وسحَّت سواكبه) (فأحيى ضِيَاء الْبَرْق ضوء جَبينه ... كَمَا نجَّلت ضوء الغوادي مواهبه) (لَهُ العزمات اللائي لَوْلَا نصالها ... تزعزع ركن الدّين وانهدَّ جَانِبه) (بصيرٌ بأحوال الزَّمَان وَأَهله ... حذورٌ فَمَا تخشى عَلَيْهِ نوائبه) (بديهته تغنيه عَن كلِّ مشكلٍ ... وَإِن حنَّكته فِي الْأُمُور تجاربه) (حوى قصبات السَّبق مذ كَانَ يافعاً ... وأربت على زهر النُّجُوم مناقبه) (تزيَّنت الدُّنْيَا بِهِ وتشرَّفت ... بنوها فأضحى خافض الْعَيْش ناصبه) (لَئِن نوَّهت باسم الإِمَام خلافةٌ ... ورفَّعت الرّاكي الْمنَار مناسبه) (فَأَنت الإِمَام الْعدْل والعرق الَّذِي ... بِهِ شرفت أنسابه ومناصبه) (جمعت شتيت الْمجد بعد انفراقه ... وفرَّقت جمع المَال فانهال كَاتبه)

(وأغنيت حَتَّى لَيْسَ فِي الأَرْض معدمٌ ... يجور عَلَيْهِ دهره ويحاربه) (أَلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمن غَدَتْ ... على كَاهِل الجوزاء تعلو مراتبه) ) (وَمن جدّه عمُّ النَّبِي وخدنه ... إِذا صارمته أَهله وأقاربه) (أيحسن فِي شرع الْمَعَالِي ودينها ... وَأَنت الَّذِي تعزى إِلَيْهِ مذاهبه) (وَأَنت الَّذِي يَعْنِي حبيبٌ بقوله ... أَلا هَكَذَا فليكسب الْمجد كاسبه) (بِأَنِّي أخوض الدوَّ والدوُّ مقفرٌ ... سبارتيه مغبرَّةٌ وسباسبه) (وأرتكب الهول الْمخوف مخاطراً ... بنفسي وَلَا أعبا بِمَا أَنا رَاكِبه) (وَقد رصد الْأَعْدَاء لي كلَّ مرصدٍ ... فلكُّهم نَحْو تدبُّ عقاربه) (وآتيك والعضب المهنَّد مصلتٌ ... طريرٌ شباه فاتناتٌ ذوائبه) (وَأنزل آمالي ببابك راجياً ... بواهر جاهٍ يبهر النَّجْم ثاقبه) (فَتقبل مني عبد رقٍّ فيغتدي ... لَهُ الدَّهْر عبدا طَائِعا لَا يغالبه) (وتنعم فِي حَقي بِمَا أَنْت أَهله ... وتعلي محلِّي فالسُّهى لَا يُقَارِبه) (وتلبسني من نسج ظلَّك حلَّةً ... تشرِّف قدر النيرين جلابيه) (وتركبني نعمى أياديك مركبا ... على الْفلك الْأَعْلَى تسير مواكبه) (وتسمح لي بِالْمَالِ والجاه بغيتي ... وَمَا الجاه إِلَّا بعض مَا أَنْت واهبه) (ويأتيك غَيْرِي من بلادٍ قريبةٍ ... لَهُ الْأَمْن فِيهَا صاحبٌ لَا يجانبه) (وَمَا اغبَّر من جوب الْفَلاح حرُّ وَجهه ... وَلَا اتَّصَلت بالسير فِيهَا ركائبه) (فَيلقى دنوّاً مِنْك لم ألق مثله ... ويحظى وَلَا أحظى بِمَا أَنا طَالبه) (وَينظر من لألاء قدسك نظرةً ... فَيرجع والنور الإماميُّ صَاحبه) (وَلَو كَانَ يعلوني بنفسٍ ورتبةٍ ... وَصدق ولاءٍ لست فِيهِ أصاقبه) (لَكُنْت أسلّي النَّفس عَمَّا أرومه ... وَكنت أذود الْعين عَمَّا تراقبه) (وَلكنه مثلي وَلَو قلت إِنَّنِي ... أَزِيد عَلَيْهِ لم يعب ذَاك عائبه) (وَمَا أَنا ممّن يمْلَأ المَال عينه ... وَلَا بسوى التَّقْرِيب تقضى مآربه) (وَلَا بِالَّذِي يرضيه دون نَظِيره ... وَلَو أنعلت بالنيِّرات مراكبه) (وَبِي ظَمَأٌ رُؤْيَاك مَنْهَلُ ريّه ... وَلَا غَرْوَ أَن تصفو لديَّ مشاربُهْ)

(وَمن عجبٍ أَنِّي لَدَى الْبَحْر واقفٌ ... وأشكو الظما وَالْبَحْر جمُّ عجائبه) (وَغير ملومٍ من يؤمِّل قَاصِدا ... إِذا عظمت أغراضه ومآربه) ) (وَقد رضت مقصودي فتمَّت صدوره ... ومنك أرجِّي أَن تتمَّ عواقبه) فَلَمَّا وقف الْخَلِيفَة عَلَيْهِ أَعْجَبته كثيرا فاستدعاه سرّاً بعد شطرٍ من اللَّيْل فَدخل من بَاب السِّرّ إِلَى إيوانٍ فِيهِ ستر مَضْرُوب فقبَّل الأَرْض فَأمر بِالْجُلُوسِ وَجعل الْخَلِيفَة يحدِّثه ويؤنسه ثمَّ أَمر الخدام فَرفعُوا السِّتر فقبَّل الأَرْض ثمَّ قبَّل يَده فَأمره بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ وجاراه فِي أنواعٍ من الْعُلُوم وأساليب الشّعْر وَأخرجه لَيْلًا وخلع عَلَيْهِ خلعةً سنيّة عِمَامَة مذهبّةً سَوْدَاء وجبّةً سَوْدَاء مذهبَة وخلع على أَصْحَابه ومماليكه خلعاً جليلةً وَأَعْطَاهُ مَالا جزيلاً وَبعث فِي خدمته رَسُولا مشربشاً من أكبر خواصِّه إِلَى الْكَامِل يشفع فِيهِ فِي إخلاص النيّة لَهُ وإبقاء مَمْلَكَته عَلَيْهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ وَخرج الْكَامِل إِلَى تلقيِّهما إِلَى الْقصير وَأَقْبل على النَّاس إقبالاً كثيرا وَنزل النَّاصِر بالقابون وَجعل رنكه أسود انتماءً إِلَى الْخَلِيفَة وَكَانَ الْخَلِيفَة زَاد فِي ألقابه الوليّ المُهَاجر مُضَافا إِلَى لقبه وتوجّه من دمشق وَالرَّسُول مَعَه ليرتبه فِي الكرك وَذَلِكَ سنة ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ وست مائَة قلت إِنَّمَا امْتنع الإِمَام الْمُسْتَنْصر من استحضار النَّاصِر مُرَاعَاة لعمّه الْكَامِل فَجمع بَين المصلحتين وأحضره فِي اللَّيْل وَلما كَانَ النَّاصِر بِبَغْدَاد حضر فِي المستنصريّة وَبحث وَاعْترض وَاسْتدلَّ والخليفة فِي روشنٍ يسمع وَقَامَ يومئذٍ الْوَجِيه القيرواني ومدخ الْخَلِيفَة وَمن ذَلِك من الْكَامِل (لَو كنت فِي يَوْم السَّقِيفَة حَاضرا ... كَانَت المقدَّم وَالْإِمَام الأروعا) فَقَالَ لَهُ النَّاصِر أَخْطَأت قد كَانَ العبّاس حَاضرا جدّ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلم يكن المقدّم إِلَّا أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَخرج الْأَمر بِنَفْي الْوَجِيه فَذهب إِلَى مصر وَولي تدريس مدرسة ابْن شكر رَجَعَ الْكَلَام ثمَّ وَقع بَين الْكَامِل والأشرف وَأَرَادَ كل مِنْهُمَا أَن يكون النَّاصِر مَعَه فَمَال إِلَى الْكَامِل وجاءه فِي الرسلية القَاضِي الْأَشْرَف ابْن الْفَاضِل وَسَار النَّاصِر إِلَى الْكَامِل فَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَأَعْطَاهُ الْأَمْوَال والتحف ثمَّ اتّفق موت الْكَامِل والأشرف والناصر بِدِمَشْق فِي دَار أُسَامَة فتشوّف إِلَى السلطنة وَلم يكن يومئذٍ أميز مِنْهُ وَلَو بذل المَال لحلفوا لَهُ فتسلطن

الْجواد فَخرج النَّاصِر عَن دمشق إِلَى القابون وَسَار إِلَى عجلون قندم فحشد وَجَاء فَخرج الْجواد بالعساكر وَوَقع المصافّ بَين نابلس وجينين فَكسر النَّاصِر وَأخذ الْجواد خزائنه وَكَانَت على سبع مائَة جمل فافتقر النَّاصِر وَلما ملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب دمشق وَسَار لقصد مصر جَاءَ عمّه الصَّالح إِسْمَاعِيل وَملك) دمشق فتسحّب نجم الدّين عَنهُ وَبَقِي فِي نابلس فِي جماعةٍ قَليلَة فَجهز النَّاصِر عسكراً من الكرك فأمسكوه وأحضروه إِلَى الكرك فاعتقله مكرماً عِنْده وَنزل النَّاصِر عِنْد موت الْكَامِل من الكرك على القلعة الَّتِي عمرها الفرنج بالقدس وحاصرها وملكها وطرد من بِهِ من الفرنج وَفِي ذَلِك يَقُول جمال الدّين ابْن مطروح من السَّرِيع (الْمَسْجِد الْأَقْصَى لَهُ عادةٌ ... سَارَتْ فَصَارَت مثلا سائرا) (إِذا غَدا للكفر مستوطناً ... أَن يبْعَث الله لَهُ ناصرا) (فناصرٌ طهَّره أَولا ... وناصرٌ طهَّره آخرا) ثمَّ إِنَّه اتّفق مَعَ الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب فِي أَنه إِن ملك مصر مَا يفعل فَقَالَ الصَّالح أَنا غلامك وَشرط عَلَيْهِ أَشْيَاء فَلَمَّا ملك مصر وَقع التسويق مِنْهُ والمغالطة فَغَضب النَّاصِر وَرجع ثمَّ إِن الصَّالح بعث عسكراً فاستولوا على بِلَاد النَّاصِر وَأخذ مِنْهُ أَطْرَاف بِلَاده ثمَّ إِن ابْن الشَّيْخ نازله فِي الكرك وحاصره أَيَّامًا ورحل فقلّ مَا عِنْد النَّاصِر من الذَّخَائِر وَالْأَمْوَال واشتدّ عَلَيْهِ الْأَمر فَجهز شمس الدّين الخسروشاهي وَمَعَهُ وَلَده إِلَى الصَّالح وَقَالَ تسلَّم مني الكرك وعوِّضني الشَّوبك وخبزاً بِمصْر فَأَجَابَهُ فَرَحل إِلَى مصر مَرِيضا ثمَّ إِن الْأَمر ضَاقَ عَلَيْهِ فَترك وَلَده

الْمُعظم نَائِبا على الكرك وَأخذ مَا يعزّ عَلَيْهِ من الْجَوَاهِر وَمضى إِلَى حلب مستجيراً بصاحبها فَأكْرمه ونزَّله وَسَار من حلب إِلَى بَغْدَاد وأودع مَا مَعَه من الْجَوَاهِر عِنْد الْخَلِيفَة وَكَانَت قيمتهَا أَكثر من مائَة ألف دينارٍ وَلم يصل بعد ذَلِك إِلَيْهَا وَكَانَ لَهُ ولدان الظَّاهِر والأمجد فتألمّا من النَّاصِر أَبِيهِمَا لكَونه استناب أخاهما الْمُعظم على الكرك وَهُوَ ابْن جَارِيَة وهما من بنت الْملك الأمجد ابْن الْعَادِل فأمهما بنت عَمه وبن عمّ الصَّالح فاتفقت مَعَ أمهما على الْقَبْض على المعظّم فقبضاه واستوليا على الكرك ثمَّ سَار الأمجد إِلَى المنصورة فَأكْرمه الصَّالح فَكَلمهُ فِي الكرك وتوثَّق مِنْهُ لنَفسِهِ وَإِخْوَته وَأَن يُعْطِيهِ خبْزًا بِمصْر فَأَجَابَهُ وسيّر الطواشي بدر الدّين الصّوابي إِلَى الكرك نَائِبا وأقطع أَوْلَاد النَّاصِر إقطاعات جليلة وَفَرح بالكرك وَبلغ النَّاصِر الْخَبَر وَهُوَ بحلب فَعظم ذَلِك عَلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ الصَّالح وتملّك ابْنه المعظّم توران شاه وَقتل عمَّه الصوابي فَأخْرج المغيث عمر بن الْعَادِل بن الْكَامِل بن حبس الكرك وملّكه الكرك والشَّوبك وَجَاء صَاحب حلب فَملك دمشق وَمَعَهُ الصَّالح إِسْمَاعِيل والناصر دَاوُد وَقد مرض صَاحب حلب فَقيل لَهُ أَن النَّاصِر سعى فِي السلطنة فَلَمَّا) عوفي قبض على النَّاصِر وحبسه بحمص ثمَّ إِنَّه أفرج عَنهُ بشفاعة الْخَلِيفَة فتوجّه إِلَى الْخَلِيفَة فَلم يُؤذن لَهُ فِي الدُّخُول إِلَى بَغْدَاد فَطلب وديعته فَلم تحصل لَهُ فَرد إِلَى دمشق ثمَّ سَار إِلَى بَغْدَاد لأجل الْوَدِيعَة وَالْحج وَكتب مَعَه النَّاصِر يُوسُف إِلَى الْخَلِيفَة يشفع فِيهِ فَيرد الْوَدِيعَة فسافر وَنزل بمشهد الْحُسَيْن بكربلاء وسيَّر قصيدة إِلَى الْخَلِيفَة بمدحه ويتلطَّف فَلم يرد عَلَيْهِ جَوَاب مُفِيد فحجّ وأتى الْمَدِينَة وَقَامَ بَين يَدي الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَأنْشد قصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل (إِلَيْك امتطينا اليعملات رواسماً ... يجبن الفلا مَا بَين رضوى ويذبل) ثمَّ أحضر شيخ الْحرم والخدّام ووقف بَين يَدي الضريح مستمسكاً بسجف الْحُجْرَة وَقَالَ اشْهَدُوا أَن هَذَا مقَامي من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد دخلت عَلَيْهِ مستشفعاً بِهِ إِلَى ابْن عَمه أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي رد وديعتي فأعظم النَّاس هَذَا وَبكوا وَكتب بِصُورَة مَا جرى إِلَى الْخَلِيفَة وَلما كَانَ الركب فِي الطَّرِيق خرج عَلَيْهِم أَحْمد بن حجي بن بريد من آل مرى فَوَقع الْقِتَال وكادوا يظفرون بأمير الْحَاج فشقّ النَّاصِر الصُّفُوف وكلّم أَحْمد بن حجي وَكَانَ أَبوهُ صَاحبه فَترك الركب وانقاد لَهُ وَنزل النَّاصِر بالحلّة فقرِّر لَهُ راتب يسير وَلم يحصل لَهُ مَقْصُود فجَاء إِلَى قرقيسياء وَمِنْهَا إِلَى تيه بني إِسْرَائِيل وانضم إِلَى عربان فخاف المغيث مِنْهُ وراسله وخادعه إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وعَلى

من مَعَه وحبسه بطور هرون فَبَقيَ ثَلَاث ليالٍ وَاتفقَ أَن المستعصم دهمه أَمر التتار فَكتب إِلَى صَاحب الشَّام يستمدّه وَيطْلب جَيْشًا يكون مقدَّمه النَّاصِر دَاوُد فَطَلَبه من المغيث فَأخْرجهُ وَقدم إِلَى دمشق وَنزل بقربة البويضا قرب الْبَلَد وَأخذ يتجهَّز للمسير فَجَاءَت الْأَخْبَار بِمَا جلى على بَغْدَاد من التتار وَعرض طاعون بِالشَّام عقيب وَاقعَة بَغْدَاد فطعن النَّاصِر فِي جنبه فَتوفي لَيْلَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَركب السُّلْطَان إِلَى البويضا وَأظْهر التأسف عَلَيْهِ وَقَالَ هَذَا كَبِيرنَا وَشَيخنَا ثمَّ حمل إِلَى تربة وَالِده بسفح قاسيون وَكَانَت أمه خوارزمية فَعَاشَتْ بعده مُدَّة وَكَانَ رَحمَه الله معتنياً بتحصيل الْكتب النفيسة ووفد عَلَيْهِ رَاجِح الحلِّي ومدحه فوصل إِلَيْهِ مِنْهُ مَا يزِيد على أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم وَأَعْطَاهُ على قصيدةٍ واحدةٍ ألف دِينَار وَأقَام عِنْد الخسروشاهي فوصله بأموالٍ جزيلة وَكتب الْملك النَّاصِر دَاوُد إِلَى وزيره فَخر الْقُضَاة أبي) الْفَتْح نصر الله ابْن بصاقة من الْكَامِل (يَا لَيْلَة قطَّعت عمر ظلامها ... بمدامةٍ صفراء ذَات تأجُّج) (بالسَّاحل النامي رَوَائِح نشره ... عَن روضه المتضوَّع المتأرِّج) (واليمُّ زاهٍ قد جرى تياره ... من بعد طول تقلُّق وتموُّج) (طوراً يدغدغه النسيم وَتارَة ... يكرى فتوقظه بَنَات الْخَزْرَج) (والبدر قد ألْقى سنا أنواره ... فِي لجِّه المتجعِّد المتدبِّج) (فَكَأَنَّهُ إِذْ قدَّصفحة مَتنه ... بشعاعه المتوقِّد المتوهِّج) (نهر تكوّن من نضارٍ يانعٍ ... يجْرِي على أرضٍ من الفيروزج) فَكتب إِلَيْهِ ابْن بصاقة وَأما الأبيات الجيميّة الجمَّة الْمعَانِي المحكمة المباني المعوَّذة بالسبع المثاني فَإِنَّهَا حَسَنَة النِّظام بعيدَة المرام مُتَقَدّمَة على شعر الْجَاهِلِيَّة وَمن عاصرها فِي الْإِسْلَام قد أخذت بِمَجَامِع الْقُلُوب فِي الإبداع واستولت على المحاسن فَهِيَ نزهة الْأَبْصَار والأسماع ولعبت بالعقول لعب الشَّمول إِلَّا أَن تِلْكَ خرقاء وَهَذِه صناع فَإِذا اعْتبرت ألفاظها كَانَت درّاً منظوماً وَإِذا اختبرت مَعَانِيهَا كَانَت رحيقاً مَخْتُومًا جلَّت بعلوِّها عَن الْمعَانِي المطروقة والمعاني المسروقة ودلَّت بعلوّها أَنَّهَا من نظم الْمُلُوك لَا السُّوقة فَلَو وجدهَا ابْن المعتزّ لألقى زورقه الْفضة فِي نهرها وَألقى حمولته العنبر فِي بحرها وألفى تشبيهاته بأسرها فِي أسرها وَلَو لقيها ابْن حمدَان لاغتمّ فِي قَوس الْغَمَام وانبرى بري السِّهَام وتعطّى من أذيال غلائله المصبغّة بذيل الظَّلام وَلَو سَمعهَا امْرُؤ

الْقَيْس لعلم أَن فكرته قَاصِرَة وكرَّته خاسرة وأيقن أَن وحوشه غير مَكْسُورَة وَأَن عِقَابه غير كاسرة فَأَيْنَ الْجزع الَّذِي لم يثقّب من الدّرّ الَّذِي قد تنظّم وَأَيْنَ ذَلِك الحشف الْبَالِي من هَذَا الشّرف العالي وَالله تَعَالَى يَكْفِي الخاطر الَّذِي سمح بهَا عين الْكَمَال الشحيحة ويشفي الْقُلُوب العليلة بِمَا روته هَذِه الأبيات الصَّحِيحَة وَمن شعر الْملك النَّاصِر من الْخَفِيف (صبِّحاني بِوَجْهِهِ القمريِّ ... وأصبحاني بالسلسبيل الرويِّ) (بدر ليلٍ يسْعَى بشمس نهارٍ ... فشهيٌّ ينتابنا بشهيٍّ) (وأعجبا لِاجْتِمَاع شمسٍ وبدرٍ ... فِي سنائي سنا كمالٍ بهيٍّ) مِنْهَا) (إِن تبدَّت بوجهها ذهبياً ... قلت هَذَا من وَجهه الفضِّيِّ) مِنْهَا (يَا ولوعاً بالنَّبل أصميت قلبِي ... بسهامٍ من لحظك البابليِّ) (رشقته من حاجبيك سهامٌ ... منبضاتٌ أحسن بهَا من قسيِّ) وَمن شعره من الْكَامِل (لَو عَايَنت عَيْنَاك حسن معذِّبي ... مَا لمتني ولكنت أول من عذر) (عين الرَّشا قدُّ القنا ردف النَّقا ... شعر الدُّجى شمس الضُّحى وَجه الْقَمَر) قلت كَذَا نقلته من خطٍ موثوقٍ بِهِ وَالظَّاهِر أَنه نور الضُّحَى وَإِلَّا فشمس الضُّحَى مَا لَهُ معنى وَمِمَّا نسب إِلَى النَّاصِر دَاوُد وَهُوَ غَايَة من الْخَفِيف (بِأبي أهيفٌ إِذا رمت مِنْهُ ... لثم ثغرٍ يصدُّني عَن مرامي) (قد حمى خدَّه بسور عذارٍ ... مقلتاه أضحت عَلَيْهِ مرامي) وَنسب إِلَيْهِ أَيْضا من الطَّوِيل (تراخيت عني حِين جدَّ بِي الْهوى ... وجرَّبت صبري عِنْدَمَا نفذ الصَّبْر) (فَلَو عَايَنت عَيْنَاك فِي اللَّيْل حالتي ... وَقد هزَّني شوقٌ وأقلقني فكر) (رَأَيْت سليما فِي ثِيَاب مسلِّمٍ ... ومستشعراً قد ضمَّ شرسوفه الشّعْر) وَمن شعره من الطَّوِيل (إِذا عَايَنت عَيْنَايَ أَعْلَام جلَّقٍ ... وَبَان من الْقصر المشيد قبابه) (تيقَّنت أنّ الْبَين قد بَان والنَّوى ... نأى شخصها والعيش عَاشَ شبابه)

وَمِنْه من الْكَامِل (طرفِي وقلبي قاتلٌ وشهيد ... وَدمِي على خدَّيك مِنْهُ شُهُود) (يَا أَيهَا الرشأ الَّذِي لحظاته ... كم دونهنَّ صوارمٌ وأسود) (من لي بطيفك بعد مَا منع الْكرَى ... عَن ناظريَّ الْبعد والتسهيد) (وَأما وحبَّك لست أضمر تَوْبَة ... عَن صبوتي ودع الْفُؤَاد يبيد) (وألذُّ مَا لاقيت فِيك منيَّتي ... وأقلُّ مَا بِالنَّفسِ فِيك أَجود) (وَمن الْعَجَائِب أَن قَلْبك لم يلن ... لي وَالْحَدِيد ألانه دَاوُد) ) وَحكى بعض المؤرخين أَنه لما حصلت المباينة بَين الْملك الْكَامِل وَالْملك الْأَشْرَف وعزما على الْمُحَاربَة وانضم إِلَى الْملك الْأَشْرَف جَمِيع مُلُوك الشَّام وسيّر الْأَشْرَف إِلَى النَّاصِر دَاوُد يَدعُوهُ إِلَى مُوَافَقَته على أَن يحضر إِلَيْهِ ليزوجه وَابْنَته ويجعله وليَّ عَهده ويملِّكه الْبِلَاد بعده وسيّر الْملك الْكَامِل إِلَى النَّاصِر دَاوُد أَيْضا يَدعُوهُ إِلَى الِاتِّفَاق مَعَه وَأَنه يجدد عقده على ابْنَته وَيفْعل مَعَه كل مَا يخْتَار وتوافى الرسولان عِنْد النَّاصِر دَاوُد بالكرك فرجح الْميل إِلَى الْكَامِل وسرح رَسُول الْأَشْرَف بجوابٍ إقناعي وَيُقَال أَنه إِنَّمَا فعل ذَلِك حَتَّى أَنه كتب الْجَواب إِلَى الْكَامِل عَن ميله إِلَيْهِ دون أَخِيه الْأَشْرَف وَاسْتشْهدَ فِيهِ بقول أبي الطّيب من الطَّوِيل (وَمَا شئتُ إِلَّا أَن أدُلَّ عواذلي ... على أَن رَأْيِي فِي هَوَاك صَوَاب) (وَيعلم قومٌ خالفوني وشرَّقوا ... وغرّبتُ أَنِّي قد ظفرتُ وخابوا) فاتفق أَن الْملك الْأَشْرَف توفّي رَحمَه الله تَعَالَى عقيب ذَلِك وَلَو كَانَ النَّاصِر توجّه إِلَيْهِ لَكَانَ فَازَ بزواج ابْنَته وبمملكة بِلَاده وَمَات الْكَامِل وَلم يحصل للناصر مِنْهُ مَا أَرَادَ وعَلى الْجُمْلَة فَلم يكن مَسْعُود الحركات لِأَنَّهُ قضى عمره فِي أَسْوَأ حالٍ مشرَّداً عَن الأوطان معكوس الْمَقَاصِد وَقيل أَنه كَانَ إِذا دخل فِي الشَّرَاب وَأخذ السّكر مِنْهُ يَقُول أشتهي أبْصر فلَانا طائراً فِي الْهَوَاء فَيرمى ذَلِك الْمِسْكِين فِي المنجنيق وَيَرَاهُ وَهُوَ فِي الْهَوَاء فيضحك ويسرّ بِهِ وَيَقُول أشتهي أشمّ رَوَائِح فلَان وَهُوَ يشوى فيحضر ذَلِك المعثَّر ويقطَّع لَحْمه ويشوى وَهُوَ يضْحك من فعلهم بذلك الْمِسْكِين وَله من هَذِه الْأَفْعَال الرديَّة أَنْوَاع كَثِيرَة وَفِي النَّاصِر دَاوُد يَقُول الصاحب جمال الدّين ابْن مطروح من السَّرِيع (ثلاثةٌ لَيْسَ لَهُم رابعٌ ... عَلَيْهِم مُعْتَمد الْجُود) (الْغَيْث وَالْبَحْر وعزِّزهما ... بِالْملكِ النَّاصِر دَاوُد)

الكاتب

وَكَانَ قد عمل خطْبَة بليغةً فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا سيف الدّين المشدّ قَالَ من المنسرح (وخطبةٍ أعربت بلاغتها ... عَن بَحر علمٍ وكنز تَوْحِيد) (مَا يُنكر الْمَرْء حِين يسْمعهَا ... بأنَّها من زبور دَاوُد) 3 - (الْكَاتِب) دَاوُد بن عِيسَى بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب أَخُو الْوَزير عَليّ بن عِيسَى ذكر ثَابت بن سِنَان فِي تَارِيخه أَنه توفّي فِي سنة أَربع وَثَلَاث مائَة) 3 - (العباسي الْأَمِير) دَاوُد بن عِيسَى بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْهَاشِمِي ابْن أخي الْمَذْكُور آنِفا روى عَن أَبِيه وَأبي بكر بكّار الزبيرِي وروى عَنهُ ابْن ابْنه مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن دَاوُد بن عِيسَى وَغَيره ولي إمرة الْحَرَمَيْنِ للأمين ثمَّ خرج إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا عشْرين شهرا فَكتب إِلَيْهِ أهل الْمَدِينَة يَلْتَمِسُونَ مِنْهُ الرُّجُوع ويفضلونها على مَكَّة فِي شعر لَهُم فأجابهم أهل مَكَّة بِشعر مثله وَحكم بَينهم رجل من بني عجل كَانَ مُقيما بجدّة فِي شعر لَهُ والقصة مَشْهُورَة وَقَالَ وَكِيع أهل الْكُوفَة الْيَوْم بِخَير أَمِيرهمْ دَاوُد بن عِيسَى وقاضيهم حَفْص بن غياث ومحتسبهم حَفْص الدَّورقي 3 - (صَاحب مَكَّة) دَاوُد بن عِيسَى بن فليتة بن قَاسم بن مُحَمَّد بن أبي هاضم العلويّ الحسني صَاحب مَكَّة توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة قَالَ ابْن الْأَثِير مَا زَالَت إمرة مَكَّة تكون لَهُ تَارَة ولأخيه تَارَة إِلَى أَن مَاتَ دَاوُد بن مُحَمَّد 3 - (الْأَمِير عماد الدّين الهكَّاري) دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَمِير الرئيس الْجَلِيل عماد الدّين ابْن الْأَمِير بدر الدّين الهكَّاري ولد سنة تسع وستّ مائَة وَتُوفِّي سنة سبع مائَة سمع من ابْن اللتّي وحامد بن أبي العميد الْقزْوِينِي والزكي والبرزاليّ وَابْن رَوَاحَة وَابْن

القاضي الخالدي

خَلِيل وَبَان قميرة بحلب والتاج ابْن أبي جَعْفَر بِدِمَشْق وعمار بن منيع بحرَّان وَعبد الْغَنِيّ بن بَين بِمصْر وَكَانَ فَاضلا نبيلاً شجاعاً كَرِيمًا وَلم يزل يركب ويتصيَّد إِلَى أَن مَاتَ وَولي نِيَابَة قلعة جعبر فِي دولة النَّاصِر حدَّث بِدِمَشْق والقدس 3 - (القَاضِي الخالدي) دَاوُد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن خالدٍ القَاضِي أَبُو سُلَيْمَان الخالدي الإربلي ثمَّ الحصكفي سمع أَبَا الْقَاسِم بن بَيَان بِبَغْدَاد وَأَبا منصورٍ مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود الكراعي بمرو وَقدم دمشق رَسُولا فحدَّث بهَا ثمَّ سكن الْموصل وحدّث بهَا بأَشْيَاء مِنْهَا صَحِيح البُخَارِيّ لكنه أسقط من إِسْنَاده إِلَى البُخَارِيّ رجلا وَاسْتمرّ الْوَهم عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن صصرى) وَالْقَاضِي أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ وَأَجَازَ للبهاء عبد الرَّحْمَن وَتُوفِّي بالموصل يَوْم النَّحر سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (السُّلْطَان السُّلجوقي) دَاوُد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه السُّلْطَان السّلجوقي قتل غيلَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس ومائةٍ وَنَجَا الَّذين قَتَلُوهُ 3 - (رضيّ الدولة المحلِّي) دَاوُد بن مِقْدَام رضيّ الدولة الْمحلي من شعره من الوافر (وَمن بعد الْغناء حملتموني ... على بغّاء ذِي داءٍ عضال) (يكلفني مَعَ البرطيل نيكاً ... وَذَلِكَ بَيْننَا سَبَب التَّقالي) (فَمَالِي مَاله فِيهِ مجالٌ ... ونيكي لَيْسَ يفضل عَن عيالي) 3 - (دَاوُد بن نصير الطَّائِي) دَاوُد بن نصير الطَّائِي الْكُوفِي الْفَقِيه الزَّاهِد أحد الْأَعْلَام

أبو سعد الأنباري

كَانَ من كبار أَصْحَاب الرَّأْي لكنه آثر الخمول وَالْإِخْلَاص أَرَادَ أَن يجرِّب نَفسه فِي الْعُزْلَة فَأَقَامَ فِي مجْلِس أبي حنيفَة سنة لَا ينْطق ثمَّ اعتزل النَّاس وَورث من أمه أَربع مائَة درهمٍ فتقوَّت بهَا ثَلَاثِينَ عَاما فَلَمَّا فرغت شرع ينْقض سقوف الدويرة حَتَّى أباع البواري واللِّبن حَتَّى بَقِي فِي نصف سقف وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة مَشْهُودَة مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقيل سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وروى لَهُ النَّسَائِيّ 3 - (أَبُو سعدٍ الْأَنْبَارِي) دَاوُد بن الْهَيْثَم بن إِسْحَق بن البهلول بن حسّان بن سِنَان أَبُو سعدٍ الأنباريّ أحد أَصْحَاب ابْن السِّكِّين ثمَّ ثَعْلَب مَاتَ بالأنبار سنة ستَّ عشرَة وَثَلَاث مائةٍ عَن ثمانٍ وَثَمَانِينَ سنة صنّف كتابا فِي اللُّغَة والنحو على مَذَاهِب الْكُوفِيّين وَله كتاب كَبِير فِي خلق الْإِنْسَان وَلَقي جمَاعَة من الأخباريين مِنْهُم حَمَّاد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي 3 - (دَاوُد بن أبي هِنْد) دَاوُد بن أبي هِنْد واسْمه دِينَار وَقيل طهْمَان بن عدافر أَبُو

الأمير عماد الدين بن موسك

بكرٍ وَيُقَال أَبُو محمدٍ الْقشيرِي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ حدَّث عَن مَكْحُول وَابْن المسيِّب وَالْحسن وَابْن سِيرِين وَالشعْبِيّ وَأبي عُثْمَان) النَّهدي وَعِكْرِمَة وَغَيرهم وروى عَنهُ شُعْبَة وَالثَّوْري والحمّادان ووهب بن خَالِد وهشيم وَيزِيد بن زُرَيْع وعليَّة وَغَيرهم وَقدم دمشق وحدّث بهَا وناظر غيلَان القدري وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث قَالَ مُحَمَّد بن سَلام سَمِعت وهيب بن خَالِد يَقُول دَار الْأَمِير بِالْبَصْرَةِ بَين أَرْبَعَة أَيُّوب وَيُونُس وَابْن عون وَسليمَان التَّيْمِيّ فَذكرت ذَلِك لأبي فَقَالَ فَأَيْنَ دَاوُد بن أبي هِنْد وَقَالَ ابْن جريج مَا رَأَيْت مثل دَاوُد بن أبي هِنْد إِن كَانَ ليفرِّع الْعلم فرعا وَكَانَ خيّاطاً رجلا صَالحا ثِقَة حسن الْإِسْنَاد وَكَانَ يُقَال لَهُ دَاوُد الْقَارِي وَصَامَ دَاوُد أَرْبَعِينَ سنة وَلَا يعلم بِهِ أَهله وَكَانَ يحمل غداءه مَعَه ويتصدّق بِهِ وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ ومائةٍ منصرف النَّاس من الْحَج أَو سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة بطرِيق مَكَّة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ 3 - (الْأَمِير عماد الدّين بن موسك) دَاوُد بن موسك بن جكّو بتَشْديد الْكَاف بن موسك الْأَمِير الْكَبِير عماد الدّين كَانَ فِي حبس النَّاصِر بالكرك فَمَرض فَأخْرجهُ وَقد خرج فِي عُنُقه خرَّاج فبطُّوها بِغَيْر اخْتِيَاره فَمَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وستّ مائَة وَكَانَ ذَا فتوَّةٍ ومروءة كم أغاث ملهوفاً وأعان مكروباً اتهمه النَّاصِر بِالْمَسِيرِ إِلَى صَاحب مصر فسجنه وَهُوَ أَخُو الْأَمِير أبي الثَّنَاء مَحْمُود الَّذِي روى الْأَرْبَعين عَن السّلفي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنَا ابْن الخلاَّل بهَا وسوف يَأْتِي ذكر ابْنه الْأَمِير أَسد الدّين سُلَيْمَان فِي حرف السِّين فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَذَلِكَ ذكروالده موسك وَفِي تَرْجَمَة موسك شَيْء يتَعَلَّق بِهَذَا عماد الدّين فِي واقعةٍ جرت لَهُ مَعَ الرُّكْن الوهراني 3 - (الأمويّ) دَاوُد بن مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي أدْرك عصر الصَّحَابَة وداره بِدِمَشْق فِي نَاحيَة البزوريين وَكَانَت لَهُ دَار أُخْرَى فِي جيرون وَإِلَيْهِ تنْسب الأَرْض الْمَعْرُوفَة بالداوودية فِي شام الأرزة من بَيت لهيا وَهُوَ الَّذِي مرّ بَين يَدي أبي سعيدٍ الْخُدْرِيّ وَهُوَ يصلِّي فَدفعهُ فَشَكَاهُ إِلَى

والد نجم الدين القحفازي

أَبِيه مَرْوَان قَالَ الزبير فولد مَرْوَان بن الحكم أبان وَعبيد الله درح وَعُثْمَان وَأَيوب وَدَاوُد ورملة تزَوجهَا أَبُو بكر بن الْحَارِث بن الحكم وأمهم أم أبان بنت عُثْمَان وَهِي الَّتِي نسب بهَا عبد الرَّحْمَن بن الحكم فَقَالَ من الطَّوِيل) (وواكبداً من غير جوعٍ وَلَا ظما ... وواكبداً من حبِّ أم أبان) 3 - (وَالِد نجم الدّين القحفازي) دَاوُد بن يحيى بن كَامِل القَاضِي عماد الدّين الْقرشِي الْحَنَفِيّ البصروي وَالِد الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي ولي تدريس العزيّة بالكجك وناب فِي الْقَضَاء وروى الحَدِيث عَن أبي الْقَاسِم بن صصرى فِيمَا قيل وَعَن أبي سحق الصريفيني وَعبد الرَّحْمَن النُّصولي وناب عَن القَاضِي مجد الدّين بن العديم وَكَانَ إِمَامًا محقِّقاً ولد سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (أَبُو سُلَيْمَان الغرناطي) دَاوُد بن يزِيد أَبُو سُلَيْمَان السَّعدي الغرناطي بَقِيَّة النُّحَاة بالأندلس أَخذ عَن أبي الْحسن ابْن الباذش وَكَانَ من أكبر تلامذته وَسمع من أبي مُحَمَّد بن عتابٍ وَأبي بَحر بن الْعَاصِ وَابْن مغيث وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ مُشَاركَة فِي علم الحَدِيث أَخذ النَّاس عَنهُ وَمن رُوَاته أَبُو بكر بن زمنين وَأَبُو الْحسن ابْن خروف وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَتُوفِّي عَن خمسٍ وَثَمَانِينَ سنة فِي سنة ثلاثٍ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (علم الدّين بن شوّاق) دَاوُد بن الْحسن بن مَنْصُور علم الدّين بن شوّاق الأسنائي قَرَأَ الْفِقْه على بهاء الدّين هبة الله القفطي وتأدَّب على أَبِيه كَانَ ظريفاً خَفِيف الرّوح توفّي سنة

الزاهر صاحب البيرة

سِتّ وَسبع مائَة وَقد تقدم ذكر أَبِيه وَلما توفّي دَاوُد قَالَ أَبوهُ يرثيه من الطَّوِيل (مصابك يَا دَاوُد لَيْسَ يهون ... فقد أينعت فِيك الْعُيُون عُيُون) ورثاه مُحَمَّد بن الحكم بقصيدةٍ مِنْهَا من الْبَسِيط (قصدت ربع بني شوّاق مبتغياً ... حجّاً فخبت لِأَنِّي لم أر العلما) وَمن شعر الْعلم يمدح طقصبا وَالِي قوص من الْخَفِيف المجزوء (لَاحَ برقٌ من الخبا ... إنَّ هَذَا لَهُ نبا) (وتنشقت نسمَة ... طرقتني مَعَ الصِّبا) (هَمت لمَّا شممتها ... وفؤادي لَهَا صبا) (وسرى النشر فِي الورى ... عمَّ شرقاً ومغربا) ) (هَذِه دولة الرِّضا ... وبلها جَاءَ صيِّبا) (جِئْت بالحقِّ ناطقاً ... لست يَا برق خلَّبا) (إِنَّمَا أَنْت بارقٌ ... لَاحَ عَن وَجه طقصبا) (سيف دينٍ مجرّدٌ ... ضيغمٌ ضمَّه قبا) (عَفوه وانتقامه ... قرن الذيب والظِّبا) (وغذا طوع أمره ... أسمر الْخط والظُّبى) 3 - (الزَّاهِر صَاحب البيرة) دَاوُد بن يُوسُف بن أَيُّوب الْملك الزَّاهِر أَبُو سُلَيْمَان مجير

المؤيد صاحب اليمن

الدّين صَاحب قلعة البيرة ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين كَانَ يحب الْعلمَاء وَأهل الْفضل يقصدونه من الْبِلَاد لما ولد بِالْقَاهِرَةِ كَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين بِالشَّام وَكَانَ الثَّانِي عشر من أَوْلَاده فَكتب إِلَيْهِ القَاضِي الْفَاضِل رِسَالَة يبشره بولادته من جُمْلَتهَا وَهَذَا الْمَوْلُود الْمُبَارك هُوَ الموفي لاثني عشر ولدا بل لاثني عشر نجماً متّقداً فقد زَاده الله تَعَالَى فِي أنجمه عَن أنجم يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام نجماً ورآهم الْمولى يقظةً وَرَأى هُوَ تِلْكَ الأنجم حلماً ورآهم الْمولى ساجدين لَهُ ورأينا الْخلق لَهُم سجوداً وَهُوَ تَعَالَى قَادر أَن يزِيد فِي جدود الْمولى إِلَى أَن يراهم آبَاء وجدوداً وَكَانَ الْملك الزَّاهِر يَقُول من أَرَادَ أَن يبصر صَلَاح الدّين فليبصرني فَأَنا أشبه أَوْلَاده بِهِ وَكَانَت وِلَادَته سنة ثلاثٍ وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَهُوَ شَقِيق الْملك الظَّاهِر غَازِي وَلما توفّي بالبيرة توجَّه إِلَيْهَا الْملك الْعَزِيز ابْن الْملك الظَّاهِر غَازِي وملكها 3 - (المؤيّد صَاحب الْيمن) دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن رَسُول التركماني الْملك المؤيّد هزبر الدّين ابْن المظفر صَاحب الْيمن ملك الْيمن نيِّفاً وَعشْرين سنة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة أحدى وَعشْرين وَسبع مائةٍ وَدفن عِنْد أَخِيه بِالْمَدْرَسَةِ عقدت لَهُ السلطنة بعد أَخِيه الْأَشْرَف فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَ قد تفنّن وَحفظ كِفَايَة المتحفظ ومقدمة ابْن بابشاذ وَبحث التَّنْبِيه وطالع وَسمع من المحبّ الطَّبَرِيّ وَغَيره واشتملت خزانته على مَا يُقَال على مائَة ألف مجلّد وَكَانَ محباً للخير مثابراً) على زِيَارَة الصَّالِحين وَقدم عَلَيْهِ عز الدّين الكولمي وَمَعَهُ من الْحَرِير والمسك والصيني مَا أدّى عَنهُ لصَاحب الْيمن ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَأَنْشَأَ الْمُؤَيد قصراً عديم الْمثل بديع الْحسن وَلما مَاتَ تولّى ابْنه الْمُجَاهِد واضطرب أَمر الْيمن مُدَّة وَتمكن الْملك الظَّاهِر ابْن الْمَنْصُور قبضوا على الْمُجَاهِد ثمَّ مَاتَ الْمَنْصُور وَكَانَ ديِّناً رحِيما ثمَّ ثار أُمَرَاء مَعَ الْمُجَاهِد وَاسْتولى على قلعة تعز ثمَّ قوي أمره وَجَرت على الرعيّة من النهب وافتضاض الْأَبْكَار مجارٍ عَظِيمَة لَا يعبَّر عَنْهَا ودام الْحَرْب

أبو الفتح الكاتب

بَين الظَّاهِر والمجاهد وَآل الْأَمر إِلَى أَن اسْتَقل الظَّاهِر وَبقيت تعز بيد الْمُجَاهِد فحوصر مُدَّة وَخَربَتْ لذَلِك تعز خراباً لَا يتدارك ثمَّ تمكن الْمُجَاهِد وأباد أضداده قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الْبَاقِي اليمني يمدح الْملك المؤيّد هزبر الدّين الدّين وَقد ركب فيلاً وَمن خطه نقلت من الْبَسِيط (الله أولاك يَا دَاوُد مكرمَة ... ورتبةً مَا أَتَاهَا قبل سُلْطَان) (ركبت فيلاً وظل الْفِيل ذَا رهجٍ ... مُسْتَبْشِرًا وَهُوَ بالسُّلطان فرحان) (لَك الْإِلَه أذلَّ الْوَحْش أجمعه ... هَل أَنْت دَاوُد فِيهِ أم سُلَيْمَان) وَقَالَ يمدحه لما بنى الْقصر الَّذِي بِظَاهِر زبيد وَمن خطه نقلت من الْبَسِيط (يَا ناظم الشّعْر فِي نعمٍ ونعمان ... وذاكر الْعَهْد من لبنى ولبنان) (ومعمل الْفِكر فِي ليلى وليلتها ... بالسَّفح من عقدات الضّال والبان) (قصِّر فبالعلوِّ من وَادي زبيد علا ... عالي الْمنَار عَظِيم الْقدر والشان) (بِهِ التغزل أحلى مَا يرى بهجاً ... فدع حَدِيث لييلاتٍ بعسفان) (قصرٌ بناه هزبر الدّين مفتخراً ... وشاد ذَلِك بانٍ أيُّما بَان) (هَذَا الخورنق بل هَذَا السَّدير أَتَى ... فِي عصر دَاوُد لَا فِي عصر نعْمَان) (فقف براحته تنظر لَهَا عجبا ... كم راحةٍ هطلت فِيهِ بِإِحْسَان) (أنسى بإيوانه كسْرَى فَلَا خبرٌ ... من بعد ذَلِك عَن كسى لإيوان) (سامى النُّجُوم عَلَاء فَهِيَ راجعةٌ ... عَن السُّموِّ لإيوان ابْن حسّان) (تودُّ فِيهِ الثريا لَو بَدَت سرجاً ... مثل الريا بِهِ فِي بعض أَرْكَان) (يحفُّه دوح زهرٍ كلُّه عجبٌ ... كم فِيهِ من فننٍ زاهٍ بأفنان) ) وَهِي طَوِيلَة اقتصرت مِنْهَا على هَذَا الْقدر 3 - (أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب) دَاوُد بن يُونُس بن الْحسن بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الْحَارِث الْكَاتِب ولي الْأَشْرَاف بديوان الزِّمَام سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة ثمَّ ولي النّظر بديوان الزَّمَان والصدرية بِهِ سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وعزل سنة تسع وَسبعين وَلم يزل لَازِما لبيته إِلَى حِين وَفَاته سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَكَانَ صَدرا نبيلاً مهيباً مليح الشيبة متديّناً صَالحا فَاضلا محباً لأهل الْخَيْر وَسمع من أبي مَنْصُور مَسْعُود بن عبد الْوَاحِد بن الْحصين وَأبي المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله بن مرزوقٍ الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيرهم كتب عَن محبّ الدّين بن النجار

الألقاب

(الألقاب) الداوودي البوشنجي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد 3 - (صَاحب السُّنن) أَبُو دَاوُد صَاحب السّنَن أحد الْكتب السِّتَّة اسْمه سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين فِي مَكَانَهُ 3 - (الطَّبِيب النَّصْرَانِي) دَاوُد بن أبي المنى أَبُو سُلَيْمَان كَانَ نَصْرَانِيّا بِمصْر زمن الْخُلَفَاء طَبِيبا حظيّاً عِنْدهم وَأَصله من الْقُدس وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنجوم وَكَانَ لَهُ خَمْسَة أَوْلَاد فَلَمَّا وصل الْملك ماري إِلَى الديار المصرية طلبه من الْخَلِيفَة وَنَقله هُوَ وَأَوْلَاده إِلَى القس وَنَشَأ للْملك ماري ولد مجذوم فَركب لَهُ الترياق الْفَارُوق وترهّب وَترك وَلَده الْأَكْبَر وَهُوَ المهذّب أَبُو سعيد خَلِيفَته على منزله وَإِخْوَته فاتفق أنّ ملك الفرنج أسر الْفَقِيه عِيسَى وَمرض فَأرْسلهُ الْملك إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ فِي الجبّ مُثقلًا بالحديد رَجَعَ إِلَى الْملك وَقَالَ هَذَا ذُو نعمةٍ وَلَو سقيته مَاء الْحَيَاة وَهُوَ على هَذِه الْحَال مَا انْتفع بِهِ قَالَ الْملك فَمَا نَفْعل قَالَ أطلقهُ من الجبّ وفكّ عَنهُ حديده وأكرمه فَمَا يحْتَاج إِلَى مداواةٍ أَكثر من هَذَا فَقَالَ الْملك نَخَاف أَن يهرب وقطيعته كَثِيرَة فَقَالَ سلمه إليّ وضمانه عليّ فَقَالَ تسلمه وَإِذا أَتَى بقطيعته لَك مِنْهَا ألف دِينَار فتوجّه إِلَيْهِ وتسلمه من الجبّ وَأقَام عِنْده فِي دَاره يَخْدمه فَلَمَّا حضرت قطيعته أَمر الْملك للمهذّب أبي سعيد بِأَلف) دينارٍ فوهب الْألف دِينَار للفقيه عِيسَى فَأَخذهَا الْفَقِيه عِيسَى وتوجّه إِلَى الْملك النَّاصِر فاتفق أَن الْحَكِيم سُلَيْمَان ظهر لَهُ من النِّجامة أنّ صَلَاح الدّين يملك الْقُدس فِي الْيَوْم الْفُلَانِيّ من السّنة الْفُلَانِيَّة وَأَنه يدْخل إِلَيْهَا من بَاب الرَّحْمَة فَقَالَ لوَلَده الْفَارِس أبي الْخَيْر ابْن سُلَيْمَان امْضِ إِلَى صَلَاح الدّين وبشِّره بذلك وَكَانَ أَبُو الْخَيْر قد تربّى مَعَ ابْن الْملك المجذوم وزيُّه زيُّ الأجناد فَمضى إِلَى النَّاصِر فاتفق وُصُوله وَالنَّاس يهنّونه بِسنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَمضى إِلَى الْفَقِيه عِيسَى ففرح وتوجّه بِهِ إِلَى السُّلْطَان وبلّغه بِشَارَة أَبِيه ففرح بذلك وأنعم عَلَيْهِ بجائزة سنية وَقَالَ لَهُ منى يسَّر الله مَا ذكرت اجعلوا هَذَا الْعلم الْأَصْفَر والنشّابة فَوق داركم فالحارة الَّتِي أَنْتُم فِيهَا تسلم جَمِيعهَا فِي خفارة داركم فَلَمَّا حضر الْوَقْت صحّ جَمِيع مَا قَالَه وَدخل الْفَقِيه عِيسَى إِلَى الدَّار الَّتِي للحكيم وَأقَام بهَا حفظا لَهَا وللحارة وَلم يسلم من الْقُدس من الْقَتْل والأسر والقطيعة سوى بَيت الْحَكِيم الْمَذْكُور وضاعف لأولاده مَا كَانَ لَهُم على الفرنج وَكتب كتبا إِلَى سَائِر ممالكه برا وبحراً بمسامحتهم بِجَمِيعِ الْحُقُوق اللَّازِمَة لِلنَّصَارَى وأعفوا مِنْهَا واستدعى السُّلْطَان الْحَكِيم أَبَا سُلَيْمَان وَقَامَ لَهُ قَائِما وَقَالَ لَهُ أَنْت شيخ مبارك وصلتنا بِشِرَاك وَتمّ لنا جَمِيع مَا قلت فتمنّ عليّ فَقَالَ حفظ أَوْلَادِي فَأخذ أَوْلَاده واعتنى بهم وسلَّمهم إِلَى الْعَادِل وأوصاه بإكرامهم

الألقاب

(الألقاب) ابْن الداية أَحْمد بن يُوسُف ابْن الداية مجد الدّين اسْمه أَبُو بكر ابْن دبابا الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن الدباب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الدباس الْفَقِيه إِمَام أهل الرَّأْي بالعراق اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُفْيَان ابْن الدبّاس المعتزلي أَحْمد بن عَليّ الدبّاس خيرون الدباس دَاوُد بن أَحْمد ابْن الدباس عَليّ بن أَحْمد الدباس عمر بن عبد الله) ابْن الدباس النَّحْوِيّ الْمُبَارك بن الفاخر ابْن الدبّاغ الْحَافِظ الأندلسي أَبُو الْقَاسِم خلف بن الْقَاسِم ابْن الدّباغ اللّغَوِيّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الدبّاج الإشبيلي عَليّ بن جَابر بن عَليّ ابْن الدباهي شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الدّباغ النَّحْوِيّ يُوسُف ابْن الدّباغ الدبابيسي الْمسند يُونُس بن إِبْرَاهِيم الدبوسي الْحَنَفِيّ اسْمه عبد الله بن عمر الدبوسي الشَّافِعِي عَليّ بن المطهَّر أَبُو الدبس العباسي مُحَمَّد بن عبد الله ابْن دبّوقا الْخضر بن سعد الله بن عِيسَى وَرَضي الدّين جَعْفَر بن الْقَاسِم ابْن جَعْفَر دبيران هُوَ نجم الدّين الكاتبي عَليّ بن عمر بن عَليّ

دبيس

ابْن الدبيثي الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن سعيد وَأحمد بن جَعْفَر الدبيثي 3 - (دبيس) 3 - (صَاحب الحلّة) دبيس بن صَدَقَة بن مَنْصُور بن دبيس بن عَليّ بن مزِيد الْأَسدي أَبُو الأعزّ نور الدّولة ملك الْعَرَب ابْن سيف الدولة أبي الْحسن النَّاشِرِيّ صَاحب الْحلَّة المزيدية كَانَ جواداً كَرِيمًا عِنْده معرفَة بالأدب وَالشعر وَتمكن فِي خلَافَة المسترشد وَاسْتولى على كثيرٍ من بِلَاد الْعرَاق وَهُوَ من بيتٍ كبيرٍ وَهُوَ الَّذِي عناه الحريريّ فِي المقامة التَّاسِعَة وَالثَّلَاثِينَ بقوله حَتَّى خيِّل لي أَنِّي الْقَرنِي أويس أَو الْأَسدي دبيس كتب إِلَيْهِ أَخُوهُ وَهُوَ نازح عَنهُ من الطَّوِيل (أَلا قل لمنصورٍ وَقل لمسيَّبٍ ... وَقل لدبيسٍ إِنَّنِي لغريب) (هَنِيئًا لكم مَاء الْفُرَات وطيبه ... إِذا لم يكن لي فِي الْفُرَات نصيب) فَكتب إِلَيْهِ دبيس من الطَّوِيل (أَلا قل لبدران الَّذِي حنَّ نازحاً ... إِلَى أرضه والحرُّ لَيْسَ يخيب) ) (تمتَّع بأيام السُّرور فَإِنَّمَا ... عذار الْأَمَانِي بالهموم يشيب) (وَللَّه فِي تِلْكَ الْحَوَادِث حكمةٌ ... وللأرض فِي كأس الْكِرَام نصيب) وَقد تقدم ذكر بدران أَخِيه وَكَانَ دبيس فِي خدمَة السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه السّلجوقي وهم نازلون على بَاب المراغة من بِلَاد أذربيجان وَمَعَهُمْ المسترشد فَهَجَمُوا خيمته وَقتلُوا المسترشد وَخَافَ أَن تنْسب الْقَضِيَّة إِلَيْهِ وَأَرَادَ أَن تنْسب إِلَى دبيس فَتَركه إِلَى أَن جَاءَ

أمير العرب

الْخدمَة وَجلسَ على بَاب خيمة السُّلْطَان فسيَّر بعض مماليكه فَجَاءَهُ من وَرَائه وَضرب رَأسه بِالسَّيْفِ فأبانه وَأظْهر السُّلْطَان أَنه إِنَّمَا فعل ذَلِك انتقاماً مِنْهُ بِمَا فعل فِي حقّ الإِمَام وَذَلِكَ بعد قتل الإِمَام بشهرٍ وَقيل أَن قتلته كَانَت سنة تسعٍ وَعشْرين وَخمْس مائَة قيل أَنَّهَا كَانَت على بَاب خوي وَقيل على بَاب تبريز وَكَانَ دبيس قد أحسّ بتغيير السُّلْطَان عَلَيْهِ مُنْذُ قتل المسترشد وعزم على الهروب مرَارًا والمنية تثِّبطه وَلما قتل حمل إِلَى زَوجته كهارخاتون وَدفن بالمشهد عِنْد صَاحب ماردين نجم الدّين ايلغازي وَالِد كهارخاتون وَتزَوج السُّلْطَان الْمَذْكُور ابْنة دبيس الْمَذْكُور وأمُّها شرف خاتون ابْنة عميد الدولة بن فَخر الدولة بن جهير وَأم شرف خاتون الْمَذْكُورَة زبيدة ابْنة الْوَزير نظام الدّين وَولي بعد دبيس ابْنه بهاء الدَّولة أَبُو كَامِل مَنْصُور وَكَانَ دبيس وقلّ من أَنْجَب مثله من أُمَرَاء الْعَرَب وَكَانَ شِيعِيًّا مثل وَالِده وقصده بعض الشُّعَرَاء وَهُوَ معتقل وامتدحه بقصيدةٍ وَلم يكن بِيَدِهِ شَيْء يُعْطِيهِ فَدفع لَهُ رقْعَة وفيهَا مَكْتُوب من الْبَسِيط (الْجُود فعلي وَلَكِن لَيْسَ لي مالٌ ... وَكَيف يفعل من بالقرض يحتال) (فهاك خطي إِلَى أَيَّام ميسرتي ... دينا عليَّ فلي فِي الْغَيْب آمال) فَلَمَّا أطلق لقِيه هَذَا الشَّاعِر فطالبه بِدِينِهِ فَقَالَ مَا أعلم أَن لأحد عَليّ دينا فَأرَاهُ خطّه فَلَمَّا رَآهُ عرفه وَقَالَ أيّ وَالله دين وَأي دين وَأَعْطَاهُ مائَة دينارٍ وخلعة 3 - (أَمِير الْعَرَب) دبيس بن عَليّ بن مزِيد أَبُو الأغرّ الْأَسدي جد الْمَذْكُور آنِفا كَانَ أَمِير الْعَرَب وَله المكانة الرفيعة عِنْد الْخُلَفَاء والملوك وَفِيه أدب وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة ومولده سنة أربعٍ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَولي الْإِمَارَة سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة وَقيل أَن سنَّه كَانَ فِي ذَلِك) الْوَقْت أَربع عشرَة سنة وَمن شعره من الوافر (حدا الْحَادِي بشعري حِين سَارُوا ... وبالأسحار أيقظهم أنيني) (وَكنت على فراقهم معينا ... لذَلِك لم أجد صبري معيني)

المدائني الشاعر

وَمِنْه أَيْضا من السرؤيع (حبُّ عَليّ بن أبي طالبٍ ... للنَّاس مقياسٌ ومعيار) (يخرج مَا فِي أصلهم مثل مَا ... تخرج غشَّ الذَّهَب النَّار) 3 - (الْمَدَائِنِي الشّاعر) دبيس الضّرير من أهل الْمَدَائِن شَاعِر دخل بَغْدَاد ومدح صدورها وَأورد لَهُ محب الدّين بن النجار (وَفِي قدود الرماح السُّمر منعطفٌ ... وَفِي خدود السُّريجيات توريد) (تغَّنت الْبيض فاهتزَّ القنا طَربا ... مثل اهتزازك إِذْ يَدْعُو بك الْجُود) قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة دبيس الْمَدَائِنِي ضَرِير بالأدب بَصِير لَقيته واستنشدته أشعاره وَهِي فِي غَايَة الرقة بعيدَة عَن التعسّف وارتكاب الْمَشَقَّة (أَبُو الْغُصْن الْيَرْبُوعي) الدُّجين أَبُو الْغُصْن بن ثابتٍ الْيَرْبُوعي الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بجحى رأى أنسا وروى عَن أسلم مولى عمر وَهِشَام بن عُرْوَة وروى عَنهُ ابْن الْمُبَارك وَمُسلم بن إِبْرَاهِيم وَأَبُو جابرٍ مُحَمَّد بن عبد الْملك وَبشر بن مُحَمَّد السكّريّ والأصمعي وَأَبُو عمر الحوضي وَآخَرُونَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهديٍ وَسُئِلَ عَن دجين بن ثابتٍ الَّذِي يري عَنهُ عَن أسلم قَالَ قَالَ لنا أول مرّة حَدثنِي مولى لعمر بن عبد الْعَزِيز فَقُلْنَا لَهُ أَن هَذَا لم يدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَتَركه فَمَا زَالَ يلقنونه حَتَّى قَالَ أسلم مولى عمر بن الْخطاب فَلَا يعتدّ بِهِ كَانَ يتوهمه وَلَا يدْرِي ماهو وَقَالَ النّسائيّ لَيْسَ بِثِقَة وروى ابْن عديّ لَهُ أَحَادِيث أَرْبَعَة ثمَّ قَالَ ولدجين غير مَا ذكرت شَيْء يسير وَمِقْدَار مَا يرويهِ لَيْسَ بِمَحْفُوظ ثمَّ روى عَن يحيى بن معِين قَالَ الدُّجي بن ثابتٍ هُوَ جحى ثمَّ قَالَ أَخطَأ من حكى هَذَا عَن ابْن معينٍ لِأَنَّهُ أعلم بِالرِّجَالِ من أَن يَقُول هَذَا والدُّجين بن ثَابت إِذا روى عَنهُ ابْن الْمُبَارك ووكيع وَعبد الصَّمد بن الْوَارِث وَغير هَؤُلَاءِ أعلم بِاللَّه من أَن يرووا عَن جحى والدُّجين أَعْرَابِي من بني يَرْبُوع قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَذَا قَالَ الشِّيرَازِيّ قي الألقاب أَنه جحى ثمَّ روى أَن مكّي بن إِبْرَاهِيم قَالَ رَأَيْت جحى وَالَّذِي يُقَال فِيهِ مَكْذُوب عَلَيْهِ وَكَانَ فَتى ظريفاً وَله جيران مخنَّثون يمازحونه وَيزِيدُونَ عَلَيْهِ قَالَ ابْن حبّان والدُّجين يتَوَهَّم أَحْدَاث أَصْحَابنَا أَنه جحى وَلَيْسَ كَذَلِك توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة

الألقاب

(الألقاب) ابْن الدَّجاجية مُحَمَّد بن مكّي بن مُحَمَّد ابْن الدجاجي الْوَاعِظ اسْمه سعد الله بن نصر ابْن الدجاجي الْمُحْتَسب اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الدجاجية مكّي بن أبي مُحَمَّد الدجاجي مُحَمَّد بن سعد الله أَبُو دُجَانَة الْأنْصَارِيّ اسْمه سماك بن خَرشَة أَبُو دبوس الواثق صَاحب الغرب اسْمه إِدْرِيس بن عبد الله ابْن دبّوقا رضيّ الدّين جَعْفَر بن الْقَاسِم) (المغنّي) دحمان الْمُغنِي الجمّال قدم الشَّام واستقدمه بعد ذَلِك الْوَلِيد بن يزِيد فَكَانَ أثيراً عِنْده لَهُ ذكر فِي كتاب الأغاني واسْمه عبد الرَّحْمَن بن عبد الله يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه (الألقاب) دُحَيْم الْحَافِظ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم

الجزء الرابع عشر

(الْجُزْء الرَّابِع عشر) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن)

الجزء 14

(دحْيَة) 3 - (دحْيَة الْكَلْبِيّ) دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ هُوَ الَّذِي كَانَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام يَأْتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صورته وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكتابه إِلَى قَيْصر فأوصله إِلَى عَظِيم بصرى وَشهد اليرموك أَمِيرا على كرْدُوس ثمَّ سكن دمشق بعد ذَلِك وَكَانَ بالمزة قَالَ ابْن سعد أسلم قَدِيما قبل بدر وَلم يشهدها وَشهد الْمشَاهد بعْدهَا وَكَانَ يشبه جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَبَقِي إِلَى زمن مُعَاوِيَة وَكَانَ دحْيَة رجلا جميلاً قَالَ رجل لعوانة بن الحكم أجمل النَّاس جرير بن عبد الله قَالَ لَهُ عوَانَة أجمل النَّاس من نزل جِبْرِيل على صورته يَعْنِي دحْيَة وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ كَانَ دحْيَة إِذا قدم لم تبْق معصر إِلَّا خرجت تنظر إِلَيْهِ المعصر الْجَارِيَة إِذا دنت من الْحيض وَيُقَال هِيَ الَّتِي أدْركْت وَقَالَ مُجَاهِد قد بعث رَسُول اله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن مَسْعُود وخباباً سَرِيَّة وَبعث دحْيَة سَرِيَّة وَحده وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين للجرة 3 - (دحْيَة بن الْمُغْضب) دحْيَة بن الْمُغْضب بن أصبغ بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان الْأمَوِي توفّي بِمصْر سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة قَتِيلا ابْن دحْيَة الْمُحدث اسْمه عمر بن حسن بن عَليّ وَلَده مُحَمَّد بن أبي الْخطاب (دخين بن عَامر الحجري) دخين بن عَامر الحجري كَاتب عقبَة بن عَامر

الألقاب

روى ن عقبَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة (الألقاب) الدخوار مهذب الدّين الطَّبِيب اسْمه عبد الرَّحِيم بن عَليّ الدخميتي أَحْمد بن أبي الْفَضَائِل الدخميسي اسْمه بكر ابْن الدخيل يُوسُف بن أَحْمد (دراج الْمصْرِيّ الْقَاص) دراج أَبُو السَّمْح الْمصْرِيّ الْقَاص مولى عبد لله بن عَمْرو بن الْعَاصِ روى عَن عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء الزبيدِيّ وَأبي الْهَيْثَم سُلَيْمَان بن عَمْرو العتواري وَأبي قبيل الْمعَافِرِي وَعبد الرَّحْمَن بن حجيرة وثقة ابْن معِين وَضَعفه أَبُو حَاتِم يَسِيرا فَقَالَ فِيهِ ضعف وَكَانَ مجاب الدعْوَة من الخاشعين قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مُنكر الحَدِيث روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة (الألقاب) ابْن دراج القسطلي الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن الْعَاصِ ابْن الدرا يُوسُف بن درة الدَّرَاورْدِي الإِمَام الْمُحدث اسْمه عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدرجي الْحَنَفِيّ إِبْرَاهِيم بن اسماعيل أم الدَّرْدَاء الصُّغْرَى اسْمهَا هجيمة أَبُو الدَّرْدَاء عُوَيْمِر بن قيس أم الدَّرْدَاء الْكُبْرَى اسْمهَا خيرة ابْن درسْتوَيْه النَّحْوِيّ اسْمه عبد الله بن جَعْفَر الدرفيل حسام الدّين لاجين الدوادار ابْن دُرَيْد اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن) ابْن دويد بِالْوَاو اسْمه مُحَمَّد بن سهل الدركاذو المغربي اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد ابْن ددوه حَمَّاد بن مُسلم

أبو ميمونة الفاسي

(أَبُو مَيْمُونَة الفاسي) دراس بن اسماعيل أَبُو مَيْمُونَة الفاسي سمع بِبَلَدِهِ وبإفريقية من ابْن اللباد ورحل فَسمع من ابْن مطر كتاب ابْن الْمَوَّاز وَابْن مطر هُوَ عَليّ بن عبد الله بن مطر الاسكندراني وَكَانَ أَبُو مَيْمُونَة فَقِيها عَارِفًا بنصوص مَالك أَخذ عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن أبي زيد وَأَبُو الْحسن الْقَابِسِيّ وَأَبُو الْفرج ابْن عَبدُوس وَخلف بن أبي جَعْفَر وَأَبُو عبد الله ابْن الشَّيْخ السبتي وَكَانَ رجلا صَالحا دخل الاندلس مُجَاهدًا وَتردد إِلَى الثغور وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة (دري) 3 - (شهَاب الدولة أَمِير دمشق) دري شهَاب الدولة المستنصري قدم دمشق أَمِيرا عَلَيْهَا لصَاحب مصر بعد عزل حيدرة وَولي الرملة فَقتل بهَا فِي شهر ربيع الآخر سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الظافري الْمصْرِيّ) دري الظافري الْمصْرِيّ الْأَمِير ولي إمراة الْإسْكَنْدَريَّة ودمياط ثمَّ تزهد وَأَقْبل على الِاشْتِغَال والتحصيل فبرع فِي عُلُوم الرافضة وصنف التصانيف من ذَلِك كتاب معالم الدّين على قَوَاعِد الرافضة والمعتزلة ومصنف فِي الْفِقْه مَشْهُور بَين الرافضة وَكَانَ ابْن رزيك يُحِبهُ ويحترمه (الألقاب) ابْن درباس الْحسن بن اسماعيل بن عبد الْملك وَكَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الْملك وَصدر الدّين عبد الْملك بن عِيسَى وعماد الدّين اسماعيل بن عبد الْملك وضياء الدّين عُثْمَان بن عِيسَى) وناصر الدّين الْحسن بن اسماعيل وَشرف الدّين يَعْقُوب بن مُحَمَّد الدرجي إِبْرَاهِيم بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم

درست

(درست) 3 - (الْمعلم الشَّاعِر) درست الْمعلم الْبَغْدَادِيّ شَاعِر ذكره عبد الله بن المعتز فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء وَذكر أَن الجاحظ احْتج بِشعر وَأَنه كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج وَكَانَ أرقع خلق الله إِلَّا أَنه كَانَ فصيح القَوْل جيد النّظم وَقَالَ حَدثنِي أَبُو نزار الْخَارِجِي قَالَ حَدثنِي من رأى درست الْمعلم يناظر فِي مَسْجِد الْبَصْرَة صنوف أهل الْعلم فيغلبهم لِأَنَّهُ كَانَ عمل فِي الْكَلَام فجود وَكَانَ ذَا بَيَان وَشدَّة عارضة وَمِمَّا روينَا لَهُ قَوْله فِي جِيرَانه (لي جيران ثقال كلهم ... وَإِذا خفهم مثل الرصاص) (قلت لما قيل لي قد غضبوا ... غضب الْخَيل على اللجم الدلاص) قَالَ وَمِمَّا يستملح من غزله قَوْله (أما وَالْخَال فِي الأسيل ... وطرف فاتر غنج كحيل) (وَقد مائل يحيكه غُصْن ... على دعص من الردف الثقيل) (لقد أبدي هَوَاك لنا سيوفاً ... فكم لسيوف حبك من قَتِيل) (أَنا الْمَقْتُول من بَين الأساري ... نحيل من لمحزون نحيل) (أَلا يَا عين قبل الْبَين جودي ... أرَاهُ سَوف يودي عَن قَلِيل) (درة) 3 - (بنت أبي لَهب) درة بنت أبي لَهب بن هَاشم كَانَت عِنْد الْحَارِث بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب فَولدت لَهُ عقبَة والوليد وَأَبا مُسلم رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ أَي النَّاس خيرٌ قَالَ أَتْقَاهُم لله وَآمرهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وانهاهمعن الْمُنكر وأوصلهم لرحمه وَمن حَدِيثهَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُؤْذى حَيّ بميت 3 - (بنت أبي سَلمَة) درة بنت أبي سَلمَة بن عبد الْأسد القرشية المخزومية ربيبة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبنت امْرَأَته أم سَلمَة مَعْرُوفَة عِنْد أهل الْعلم بالسير وَالْخَيْر والْحَدِيث فِي بَنَات أم سَلمَة ربائب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث أم حَبِيبَة قَالَت يَا رَسُول الله إِنَّا تحدثنا أَنَّك ناكح درة بنت أبي سَلمَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعلَى أم سَلمَة لَو أَنِّي لم أنكح أم سَلمَة لم تحل

ابن الصمة الهوازني

لي إِن أَبَاهَا أخي من الرضَاعَة (ابْن الصمَّة الهوازني) دُرَيْد بن الصمَّة أَبُو قُرَّة الهوازني الْجُشَمِي وَاسم الصمَّة مُعَاوِيَة وَفد على الْحَارِث بن أبي شمر ويعد من شعراء الْعَرَب وشجعانها وَذَوي أسنانها عَاشَ نَحوا من ماءتي سنة حَتَّى سقط حاجباه على عَيْنَيْهِ وَخرجت بِهِ هوَازن يَوْم حنين تتيمن بِرَأْيهِ فَقتل كَافِرًا وَلما انهزم الْمُشْركُونَ أدْرك ربيعَة بن رفيع السّلمِيّ دُرَيْد بن الصمَّة فَأخذ بِخِطَام جمله وَهُوَ يظنّ أَنه امْرَأَة لِأَنَّهُ كَانَ فِي شجار لَهُ فَأَنَاخَ بِهِ فَإِذا شيخ كَبِير ابْن مِائَتي سنة والغلام لَا يعرفهُ فَقَالَ لَهُ دُرَيْد مَا تُرِيدُ إِلَى الْكَبِير المرعش الفاني الأدرد فَقَالَ الْفَتى مَا أُرِيد إِلَى غَيره مِمَّن هُوَ على مثل دينه فَقَالَ لَهُ دُرَيْد وَمن أَنْت قَالَ أَنا ربيعَة بن رفيع السّلمِيّ وضربه بِسَيْفِهِ فَلم يغن شَيْئا فَقَالَ لَهُ دُرَيْد بئس مَا سلحتك أمك خُذ سَيفي من وَرَاء الرحل فِي الشجار فَاضْرب بِهِ وارفع عَن الْعِظَام واخفض عَن الدِّمَاغ فَإِنِّي كَذَلِك كنت أفعل بِالرِّجَالِ فَإِذا أتيت أمك فَأَخْبرهَا أَنَّك قتلت دُرَيْد بن الصمَّة فَرب يَوْم قد منعت فِيهِ نِسَاءَك فَزَعَمت بَنو سليم أَن ربيعَة لما ضربه تكشف للْمَوْت فَإِذا عجانه وبطون فَخذيهِ مثل الْقَرَاطِيس من ركُوب الْخَيل فَلَمَّا رَجَعَ ربيعَة إِلَى أمه أخْبرهَا بقتل دُرَيْد فَقَالَت واله لقد أعتق أُمَّهَات لَك ثلاثاُ فِي غَدَاة وَاحِدَة وجز نَاصِيَة أَبِيك قَالَ الْفَتى لم أشعر وَقَالَ عمْرَة بنت دُرَيْد ترثيه (جزى عَنَّا الْإِلَه بني سليم ... وأعقبهم بِمَا فعلوا عقاق) (وأسقانا إِذا سرنا إِلَيْهِم ... دِمَاء خيارهم عِنْد التلاقي) (فَرب عَظِيمَة دافعت عَنْهُم ... وَقد بلغت نُفُوسهم التراقي) (وَرب كريهة أعتقت مِنْهُم ... وَأُخْرَى قد فَككت من لوثاق) (وَرب منوهٍ بك من سايم ... أجبْت وَقد دعَاك بِلَا رماق) (لعمرك مَا خشيت على دُرَيْد ... بِبَطن سميرة جَيش الْعتاق) وَقَالَ ترثيه أَيْضا (قَالُوا قتلنَا دريداً قلت قد صدقُوا ... وظل دمعي على الْخَدين ينحدر) (لَوْلَا الَّذِي قهر الأقوام كلهم ... رَأَتْ سليم وَكَعب كَيفَ تقتدر) ) (إِذا لصبحهم منا وظاهرهم ... حَيْثُ اسْتَقَلت نواهم جحفل زفر)

الألقاب

(الألقاب) ابْن دُرَيْد اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن ابْن دِرْهَم تَاج الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الدسكري أَحْمد بن عُبَيْدَة الدسكري يُوسُف بن صَالح الدشتي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم الدشناوي تَاج الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن درشينة البعلبكي أَبُو بكر بن أَحْمد (الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر) دعبل بن عَليّ أَبُو عَليّ الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور لَهُ شعر رائق صنف كتابا فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء قَالَ إِن أَصله من الْكُوفَة وَقيل من قرقيسيا وَكَانَ أَكثر مقَامه بِبَغْدَاد وسفر إِلَى غَيرهَا من الْبِلَاد وَقدم دمشق ومدح نوح بن عَمْرو بن حوي السكْسكِي بعدة قصائد وَخرج مِنْهَا إِلَى مصر وَقيل إِن اسْمه مُحَمَّد وكنيته أَبُو جَعْفَر ودعبل لفب لَهُ وَيُقَال الدعبل للبعير المسن وَيُقَال الشَّيْء الْقَدِيم وَخرج إِلَى خُرَاسَان ونادم عبد الله بن طَاهِر قَالَ أَبُو سعيد ابْن يُونُس قدم إِلَى مصر هاراً من الْمَأْمُون لهجو هجاه بِهِ وَخرج مِنْهَا إِلَى الْمغرب إِلَى الْأَغْلَب قَالَ الْخَطِيب وَعَاد إِلَى بَغْدَاد بعد ذَلِك وَكَانَ خَبِيث اللِّسَان قَبِيح الهجاء وَقيل كَانَ أطرش فِي قَفاهُ سلْعَة واسْمه الْحسن وَقيل عبد الرَّحْمَن وَقيل مُحَمَّد وكنيته أَبُو جَعْفَر ولد سنة ثَمَان وأرعين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَله سبع وَتسْعُونَ سنة وَقيل قَتله المعتصم سنة عشْرين وَقيل هجا مَالك بن طوق فَجهز عَلَيْهِ من ضربه بعكازة مَسْمُومَة فِي قدمه فَمَاتَ من ذَلِك بعد يَوْم ولقبته دَابَّته لدعابته الَّتِي كَانَت فِيهِ قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ مداحاً لآل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هجاء لبني الْعَبَّاس وَغَيرهم أنْشد الْمَأْمُون من شعره) (سقيا ورعياً لأيام الصبابات ... أَيَّام أرفل فِي أَثوَاب لذاتي) (أَيَّام غصني رطيب من لدونته ... أصبو إِلَى غير كناتي وجاراتي)

(دع عَنْك ذكر زمَان فَاتَ مطلبه ... واقذف فِي متن الجهالات) (واقصد بِكُل مديح أَنْت قَائِله ... نَحْو الهداة بني بَيت الكرامات) فَلَمَّا أَتَى على القصيدة قَالَ لله دره مَا أغوصه وانصفه واوصفه ثمَّ قَالَ إِنَّه وجد وَالله مقَالا فَقَالَ وَقيل إِن الْمَأْمُون أقبل يجمع الْآثَار فِي فَضَائِل آل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَانْتهى إِلَيْهِ فِيمَا انْتهى من فضائلهم قَول دعبل (مدارس آيَات خلت من تِلَاوَة ... ومنزل وَحي مقفر العرصات) (لآل رَسُول الله بالخيف من منى ... وبالركن والتعريف والجمرات) فَمَا زَالَت تَتَرَدَّد فِي صدر الْمَأْمُون حَتَّى قدم عَلَيْهِ دعبل فَقَالَ أَنْشدني قصيدتك التائية وَلَا بَأْس عَلَيْك وَلَك الْأمان من كل شَيْء فِيهَا فَإِنِّي أعرفهَا وَقد رويتها إِلَّا أَنِّي أحب أَن أسمعها من فِيك فانشده حَتَّى صَار إِلَى هَذَا الْموضع (ألم تَرَ أَنِّي مذ ثَلَاثِينَ حجَّة ... أروح واغدو دَائِم الحسرات) (أرى فيئهم فِي غَيرهم متقسماً ... وأيديهم من فيئهم صفرات) (وَآل رَسُول الله نحف جسومها ... وَآل زِيَاد غلظ القصرات) (بَنَات زِيَاد فِي الْقُصُور مصونة ... وَبنت رَسُول الله فِي الفلوات) (إِذا وتروا مدوا إِلَى واتريهم ... أكفا عَن الأوتار منقبضات) (فلولا الَّذِي أرجوه فِي الْيَوْم أوغد ... لقطع قلبِي إثرهم حسراتي) فَبكى الْمَأْمُون حَتَّى اخضلت لحيته وَجَرت دُمُوعه على نَحره وَمن شعره فيهم (وَلَيْسَ حَيّ من الْحيَاء نعرفه ... من ذِي يمَان وَلَا بكر وَلَا مُضر) (إِلَّا وهم شُرَكَاء فِي دِمَائِهِمْ ... كَمَا تشارك أيسار على جزر) (أرى أُميَّة معذورين إِن قتلوا ... وَلَا أرى لبني الْعَبَّاس من عذر) (أَبنَاء حَرْب ومروان وأسرتهم ... بَنو معيط وُلَاة الحقد والوغر) ) (أَربع بطوس على الْقَبْر الزكي بِهِ ... إِن كنت تربع من دين على وطر) (هَيْهَات كل امْرِئ رهن بِمَا كسبت ... يَدَاهُ حَقًا فَخذ مَا شِئْت أَو فذر)

وَيُقَال إِن دعبلاً من ولد بديل بن وَرْقَاء وَيُقَال إِنَّه روى عَن الثَّوْريّ وَشعْبَة وَلَا يَصح وَحَدِيثه يَقع عَالِيا فِي جُزْء الحفار وَوَصله عبد الله بن طَاهِر بأموال بلغت ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَكَانَ يَقُول لي خَمْسُونَ سنة أحمل خشبتي على كَتِفي أدور على من يصلبني عَلَيْهَا فَمَا أجد من يفعل ذَلِك وَدخل إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي على الْمَأْمُون فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الله فضلك فِي نَفسك عَليّ وألهمك الرأفة وَالْعَفو عني وَالنّسب وَاحِد وَقد هجاني دعبل فانتقم لي مِنْهُ فَقَالَ مَا قَالَ لَعَلَّ قَوْله (نفر ابْن شكْلَة بالعراق واهله ... فهفا إِلَيْهِ كل أطلس مائق) فَقَالَ هَذَا من بعض هجائه فَقَالَ الْمَأْمُون لَك بِي أُسْوَة فقد قَالَ فِي قَوْله (أيسومني الْمَأْمُون خطة جَاهِل ... أَو مَا أرى بالمس رَأس مُحَمَّد) (إِنِّي من الْقَوْم الَّذين سيوفهم ... قتلت أَخَاك وشرفتك بمقعد) (شادوا بذكرك بعد طول خموله ... واستنفذوك من الحضيض الأوهد) وهجا ابْن أبي دؤاد بعد كَثْرَة إنعامه عَلَيْهِ حَتَّى قيل إِنَّه هجا خُزَاعَة قبيلته فَقَالَ (أخزاع غَيْركُمْ الْكِرَام فأقصروا ... وضعُوا أكفكم على الأفواه) (الراتقين ولات حِين مراتق ... والفاتقين شرائع الأستاه) وَقَالَ يهجو أَخَاهُ وَنَفسه (مهدت لَهُ ودي صَغِيرا ونصرتي ... وقاسمته مَالِي وبوأبه حجري) (وَقد كَانَ يَكْفِيهِ من الْعَيْش كُله ... رَجَاء ويأس يرجعان إِلَى فقر) (وَفِيه عُيُوب لَيْسَ يُحْصى عدادها ... فاصغرها عَيْبا يجل عَن الْفِكر) (وَلَو أنني أبديت للنَّاس بَعْضهَا ... لأصبح من بَصق الْأَحِبَّة فِي بَحر) (فدونك عرضي فاهج حَيا فَإِن أمت ... فباله إِلَّا مَا خريت على قَبْرِي) وَقَالَ يهجو امْرَأَته (يَا من أشبههَا بحمى نافض ... قطاعة لِلظهْرِ ذَات زئير) ) (يَا ركبتي جمل وسَاق نعَامَة ... وزبيل كناس وَرَأس بعير) (قبلتها فَوجدت طعم لثاتها ... فَوق اللثام كلسعة الزنبور)

الفقيه السجزي

وَقَالَ يهجو المعتصم (مُلُوك بني الْعَبَّاس فِي الْكتب سَبْعَة ... وَلم تاتنا فِي ثامن مِنْهُم الْكتب) (كَذَلِك أهل الْكَهْف فِي الْكَهْف سَبْعَة ... غَدَاة ثووا فِيهِ وثامنهم كلب) (لقد ضَاعَ أَمر النَّاس حَيْثُ يسوسهم ... وصيف وأشناس وَقد عظم الْخطب) (الْفَقِيه السجْزِي) دعْلج بن أَحْمد بن دعْلج أَبُو مُحَمَّد السجري الْفَقِيه قَالَ الْحَاكِم أَخذ عَن ابْن خُزَيْمَة المصنفات وَكَانَ يُفْتِي بمذهبه وَلم يكن فِي التُّجَّار أيسر مِنْهُ اشْترى بِمَكَّة دَار العباسية بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار قَالَ الْخَطِيب بَلغنِي أَنه بعث بالمسند إِلَى ابْن عقدَة لينْظر فِيهِ وَجعل فِي الْأَجْزَاء بَين كل ورقتين دِينَارا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَسمع من عَليّ بن عبد الْعَزِيز بِمَكَّة وهشامك بن عَليّ السيرافي وَمُحَمّد بن ابراهيم البوشنجي وَطَائِفَة بنيسابور وَعُثْمَان بن سعيد بهراة وَمُحَمّد بن غَالب وَمُحَمّد بن ربح الْبَزَّاز وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان الباغندي وَخلق بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وروى عَنهُ الدراقطني وَالْحَاكِم وَابْن رزقويه وَأَبُو عَليّ بن شَاذان وَأَبُو اسحاق الإِسْفِرَايِينِيّ وَعبد الْملك بن بَشرَان وَكَانَت لَهُ صدقَات جَارِيَة على أهل الحَدِيث بِمَكَّة وَالْعراق وسجستان وَقَالَ عمر الْبَصْرِيّ مَا رَأَيْت فِي بَغْدَاد فِيمَن انتخبت عَلَيْهِم أصح كتبا وَلَا أحسن سَمَاعا من دعْلج (الجبائي الضَّرِير) دعوان بن عَليّ بن حَمَّاد بن صَدَقَة الجبائي أَبُو مُحَمَّد الضَّرِير الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ من أَعْيَان الأضرار وَمن فضلاء الْقُرَّاء مَوْصُوفا بالديانة حسن الطَّرِيقَة قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي طَاهِر أَحْمد بن عَليّ بن سوار وَأبي الْخطاب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْجراح وَأبي الْقَاسِم يحيى بن أَحْمد بن أَحْمد السيبي وَغَيرهم وَسمع من الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النِّعالي وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن البسري وَأبي الْمَعَالِي ثَابت بن بنْدَار وَأبي طَاهِر بن سوار روى عَنهُ عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي وَختم خلقا كثيرا كتاب اله تَعَالَى توفّي سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة ورئي بعد مَوته بِخمْس وَعشْرين سنة فِي الْمَنَام وَعَلِيهِ ثِيَاب شَدِيدَة الْبيَاض وعمامة بَيْضَاء ملحية وَوَجهه عَلَيْهِ نور فَأخذ بيد الرَّائِي ومشيا إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة فَقَالَ لَهُ يَا سَيِّدي مَا

الألقاب

فعل الله بك قَالَ عرضت على الله تَعَالَى خمسين مرّة فَقَالَ لي أيش عملت فَقلت لَهُ قَرَأت الْقُرْآن وَأَقْرَأْته فَقَالَ لي أَنا أتولاك أَنا أتولاك السدُوسِي النساية دَغْفَل بن حَنْظَلَة السدُوسِي الذهلي الشَّيْبَانِيّ النسابة مُخْتَلف فِي صحبته روى عَنهُ الْحسن وَابْن سِيرِين وَسَعِيد بن أبي الْحسن وَعبد الله بن بُرَيْدَة واستقدمه مُعَاوِيَة وَأمره أَن يعلم يزِيد الْعَرَبيَّة وأنساب الْعَرَب والنجوم وَقَالَ ابْن سعد اِدَّرَكَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا وَقيل لَهُ بِمَ كنت مَا أدْركْت قَالَ بِلِسَان سؤؤل وقلب عقول وَكنت إِذا لقِيت عَالما أخذت مِنْهُ وأعطيته وَقيل إِنَّه جرت بَينه وَبَين أبي بكر الصّديق مُخَاطبَة لما كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرض نَفسه على الْقَبَائِل الْعَرَب قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بَلغنِي أَن دغفلاً غرق فِي يَوْم دولاب من فَارس فِي قتال الْخَوَارِج وَقيل توفّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ (الألقاب) ابْن الدغنة ربيعَة بن رفيع الدغولي الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن دفتر خوان عَليّ بن مُحَمَّد بن الرِّضَا وَمُنْتَخب الدّين دفتر خوان اسْمه أَحْمد بن عبد الْكَرِيم) الدفوفي الْمُحدث اسْمه أَحْمد بن عبد النصير (دقاق) 3 - (دقاق الْمُغنيَة) دقاق الْمُغنيَة كَانَت جميلَة محسنة قد أخذت عَن الأكابر وَكَانَت ليحيى بن الرّبيع فَولدت لَهُ ابْنه أَحْمد وَعمر عمرا طَويلا وَكَانَ عَالما بِأَمْر الْغناء والمغنين وَكَانَ يحيى لما مَاتَ تزوجت بعده بِجَمَاعَة من القواد وَالْكتاب وورثتهم فَقَالَ عِيسَى بن زَيْنَب يهجوها (قلت لما رَأَيْت دَار دقاق ... حسنها قد أضرّ بالعشاق)

شمس الملوك صاحب دمشق

(حذروا الرَّابِع الشقي دقاقاً ... لَا يكونن نهبه فِي محاق) (إِلَه عَن بَعْضهَا فَإِن دقاقاً ... شُؤْم حرهَا قد سَار فِي الْآفَاق) (لم تضاجع بعلاً فَهَب سليما ... بل جريحاً وجرحه غير راق) قَالَ أَبُو الجاموس الْبَزَّاز النَّصْرَانِي اليعقوبي مضيت وَأَنا غُلَام مَعَ أستاذي إِلَى بَاب حمدونة بنت الرشيد ومعنا بز نعرضه للْبيع فَخرجت إِلَيْنَا دقاق تقاولنا فِي ثمن الْمَتَاع وَفِي يَدهَا مروحة على أحد وجهيها منقوش الْحر إِلَى أيرين أحْوج من الأير إِلَى حُرَّيْنِ وعَلى الْوَجْه الْأُخَر كَمَا أَن الرَّحَى إِلَى بغلين أحْوج من الْبَغْل إِلَى رحيين وَكَانَت دقاق مَشْهُورَة بالظرف والمجون والفتوة قد انْقَطَعت إِلَى حمدونة بنت الرشيد ثمَّ إِلَى غضيض وَلما تزَوجهَا يحيى قَالَ فِيهِ أَبُو مُوسَى الْأَعْمَى قل ليحيى نعم صبرت على الْمَوْت وَلم تخش سهم ريب الْمنون كَيفَ قل لي أطقت وَيلك يَا يحيى على الضعْف مِنْك حمل الْقُرُون (وَيْح يحيى مَا مر بآست دقاق ... بَعْدَمَا غَابَ من سياط الْبُطُون) قَالَ ابْن حمدون كتبت دقاق إِلَى أبي تصف هنها لَهُ صفة أعجزه الْجَواب فَقَالَ لَهُ صديق ابْعَثْ إِلَى بعض المخنثين حَتَّى يصف متاعك فَيكون جوابها فأحضر مخنثاً وَقَالَ لَهُ الْخَبَر فَقَالَ اكْتُبْ إِلَيْهَا عِنْدِي القوق والبوق الأصلع المزبزق الْأَقْرَع المعروق المنتفخ الْعُرُوق يسد البثوق ويفتق الفتوق ويرم الخروق وَيَقْضِي الْحُقُوق أَسد بَين جملين بغل بَين حملين منار بَين صخرتين رَأسه رَأس كلب وَأَصله مترس درب إِذا دخل حفر وَإِذا خرج قشر لَو نطح الْفِيل كوره أَو دخل الْبَحْر كدره إِذا رق الْكَلَام تقَارب الْأَجْسَام والتقت السَّاق) بالساق ولطخ رَأسه بالبصاق وقرعت الْبيض الذُّكُور وَجعلت الرماح تمور بطعن الفقاح وشق الأحراح صَبرنَا فَلم نجزع وَسلمنَا طائعين فَلم نخدع قَالَ فقطعها 3 - (شمس الْمُلُوك صَاحب دمشق) دقاق شمس الْمُلُوك أَبُو نصر بن تتش بن ألب رسْلَان ولي بعد قتل أَبِيه تَاج الدولة دمشق سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ بحلب راسله خَادِم أَبِيه ونائبه بقلعة دمشق سرا من أَخِيه رضوَان ملك حلب فَقَدمهَا سرا وملكها ثمَّ عمل هُوَ والأتابك طغتكين زوج أمه على خَادِم أَبِيه الْمَذْكُور واسْمه ساوتكين فقتلاع ثمَّ قدم رضوَان إِلَى دمشق

الألقاب

وحصرها فَلم يقدر عَلَيْهَا فَرجع ثمَّ مرض دقاق وتطاول مَرضه إِلَى أَن مَاتَ فِي ثامن عشر شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة فغلب طغتكين الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى على دمشق وَدفن دقاق بخانقاه الطواويس رَحمَه الله تَعَالَى (الألقاب) ابْن دق اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن دقاق عبد الرَّحِيم بن أبي بكر الدقوقي الْحَنْبَلِيّ مَحْمُود بن عَليّ ابْن دقاق الأصولي الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر تقدم ذكره فِي المحمدين ابْن الدقاق أَخَوان أَحدهمَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن عَليّ وَالْآخر أَبُو تَمام مُحَمَّد بن عَليّ وَلَهُمَا أَخ ثَالِث اسْمه أَبُو الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ الدقاق شيخ الصُّوفِيَّة الْحسن بن عَليّ ابْن الدقاق صَاحب الْأَصْمَعِي اسْمه يَعْقُوب (الْأَعرَابِي اللّغَوِيّ) أَبُو الدقيش العرابي كَانَ أفْصح النَّاس حدث الْأَخْفَش قَالَ قَالَ الْخَلِيل دَخَلنَا على أبي الدقيش الْأَعرَابِي نعوده فَقلت لَهُ كَيفَ تجدك فَقَالَ أجد مَا لَا أشتهي مَا لَا أجد وَلَقَد أَصبَحت فِي زمَان سوء من جاد لم يجد وَمن وجد لم يجد قلت فَمَا الدقيش قَالَ لَا أَدْرِي قلت فاكتنيت بِهِ وَلَا تَدْرِي مَا هُوَ قَالَ إِنَّمَا الْأَسْمَاء والكنى عَلَامَات أَخذ عَنهُ أَعْيَان أهل الْعلم كَأبي عُبَيْدَة وَيُونُس والأصمعي والخليل بن أَحْمد قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الدقش دويبة رقطاء أَصْغَر من العظاءة والدقش شَبيه بالنقش (الألقاب) ابْن دَقِيق الْعِيد مجد الدّين عَليّ بن وهب بن مُطِيع وسراج الدّين مُوسَى بن عَليّ بن وهب

الياروقي صاحب تل باشر

وتاج الدّين أَحْمد بن عَليّ أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وجلال الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب وَلَده طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عَليّ أَخُوهُ عَامر بن مُحَمَّد أَخُوهُ عُثْمَان بن مُحَمَّد أَخُوهُ عمر بن مُحَمَّد أَخُوهُ عَليّ بن مُحَمَّد كلهم أَوْلَاد تَقِيّ الدّين الدقوقي مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود الدقيقي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك وَآخر اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ آخر نحوي سُلَيْمَان بن بَنِينَ الدقوقي عبد الرَّزَّاق) الدقيقي النَّحْوِيّ عَليّ بن عبيد الله (الياروقي صَاحب تل بَاشر) دلدلرم الْأَمِير الْكَبِير بدر الدّين الياروقي صَاحب تل بَاشر كَانَ مقدم الجيوش الحلبية مُدَّة توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة وَعمل عزاؤه بحلب (دلشاذ زوج النوين الْكَبِير) دلشاذ ابْنة دمشق خواجا بن جوبان الخاتون زوج النوين الشَّيْخ حسن الْكَبِير حَاكم بَغْدَاد كَانَ لَهَا عِنْد زَوجهَا حظوة عَظِيمَة وَهِي الحاكمة فِي مملكة الْعرَاق لَا يرد لَهَا أَمر وتكتب إِلَى نواب الشَّام ويقضون أشغالها ويكتبون إِلَيْهَا وَيطْلبُونَ مِنْهَا مَا يحاولونه فِي مهماتهم ورد الْخَبَر إِلَى دمشق صُحْبَة القصاد أَنَّهَا توفيت إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة ونقلت إِلَى مشْهد على ابْن أبي

جارية ابن طرخان

طَالب رَضِي الله عَنهُ ودفنت هُنَاكَ وَقيل إِن زَوجهَا سَقَاهَا اتهمها بالميل إِلَى عَمها الْأَشْرَف بن تمرتاش فِي الْبَاطِن وَالله أعلم لِأَنَّهُ بعْدهَا صادر نوابها وَمن كَانَ من جِهَتهَا وَكَانَت تميل إِلَى الْفُقَرَاء وتحسن إِلَيْهِم (جَارِيَة ابْن طرخان) دلفاء جَارِيَة ابْن طرخان كَانَت معاصرة أبي نواس ومروان بن أبي حَفْصَة دخل أَبُو نواس عَلَيْهِم وَدخل على أَثَره مَرْوَان بن أبي حَفْصَة فَأَجله مَوْلَاهَا وأكرمه وَرفع مَجْلِسه على أبي نواس فَوجدَ أَبُو النواس من ذَلِك ثمَّ إِن مَوْلَاهَا قَالَ لمروان يَا أَبَا السمط ألق عَلَيْهَا بَيْتا تجيزه فَقَالَ تجيز قَول جرير (غيضن من عبراتهن وقلن لي ... مَاذَا لقِيت من الْهوى ولقينا) فَقَالَت وَكَانَت تشبب بالرشيد (قد هجت بِالْبَيْتِ الَّذِي أنشدتني ... حبا بقلبي لَا يزَال دَفِينا) فَقَامَ أَبُو نواس عِنْد ذَلِك وَهُوَ ينشد (عَجنا من حَمَاقَة الدلفاء ... تتشهى فياشل الْخُلَفَاء) قَالَ ابْن فنن فأجزت أَنا قَول أبي نواس (لَو تشهيت غَيره كَانَ أولى ... من أيور الدناة والضعفاء) ) (إِن أولى الْأُمُور عِنْدِي منالاً ... شهوات الْأَكفاء للأكفاء) (دلف) 3 - (الشبلي الصُّوفِي) دلف بن جحدر وَقيل جَعْفَر بن يُونُس وَقيل غير ذَلِك أَبُو بكر الشبلي الصُّوفِي صَاحب الْأَحْوَال والشبلية قَرْيَة من قرى أسروشنة ومولده سر من رأى ولي خَاله إمرة لإسكندرية وَولي أَبوهُ حجابة الْحجاب وَولي هُوَ حجابة الْمُوفق فَلَمَّا عزل من ولَايَة الْعَهْد حضر الشبلي يَوْمًا مجْلِس خير النساج وَتَابَ فِيهِ وَصَحب الْجُنَيْد وَصَارَ أوحد الْوَقْت حَالا وَقَالا فِي حَال صحوة لَا فِي حَال غيبَة وَكَانَ فَقِيها مالكي الْمَذْهَب وَله كَلَام مَشْهُور أَرَادَ أَبُو عمرَان امتحانه فَقَالَ يَا أَبَا بكر

ابن التبان

إِذا اشْتبهَ على الْمَرْأَة دم الْحيض بِدَم الِاسْتِحَاضَة كَيفَ تصنع فَأَجَابَهُ بِثمَانِيَة عشر جَوَابا فَقَامَ إِلَيْهِ وَقبل رَأسه وَتُوفِّي الشبلي بِبَغْدَاد سنة أَربع ومجاهداته فِي أول أمره فَوق الْحَد بقال إِنَّه اكتحل بِكَذَا وَكَذَا منا من الْملح ليعتاد السهر وَلَا يَأْخُذهُ نوم وَكَانَ إِذا دخل شهر رَمَضَان جد فِي الطَّاعَات وَيَقُول هَذَا شهر عظمه رَبِّي فَأَنا أولى بتعظيمه وَدخل يَوْمًا على شَيْخه الْجُنَيْد فَوقف أَمَامه وصفق بيدَيْهِ وَأنْشد (عودوني الوصالل والوصل عذب ... ورموني بالصد والصد صَعب) (زَعَمُوا حِين أزمعوا أَن ذَنبي ... فرط حبي لَهُم وَمَا ذَاك ذَنْب) (لاوحق الخضوع عِنْد التلاقي ... مَا جزا من يحب إِلَّا يحب) فأجلبه الْجُنَيْد وتمنيت أَن أَرَاك فَلَمَّا رأيتكا غلبت دهشة السرورضي الله عَنهُ فَلم أملك البكا وَمن شعره (مَضَت الشبيبة والحبيبة فَالتقى ... دمعان فِي الْخَدين يزدحمان) (مَا أنصفتني الحادثات رمتني ... بمصيبتين وَلَيْسَ لي قلبان) ) وَقَالَ رَأَيْت يَوْم الْجُمُعَة معتوهاً عِنْد جَامع اللاصافة قَائِما عُرْيَان وَهُوَ يَقُول أَنا مَجْنُون الله أَنا مَجْنُون الله فَقلت لَهُ لم لاتدخل الْجَامِع وتتوارى وَتصلي فَقَالَ (يَقُولُونَ زرنا واقض وَاجِب حَقنا ... وَقد أسقطت حَالي حُقُوقهم عني) (إِذا أبصروا حَالي وَلم يأنفوا لَهَا ... وَلم يأنفوا مني أنفت لَهُم مني) وَقَالَ أَبُو الْحسن اليمني دخلت على أبي بكر فِي دَاره يَوْمًا وَهُوَ يهيج وَيَقُول على بعْدك لَا يصبر من عَادَته الْقرب وَلَا يقوى على هجرك من تيمه الْحبّ (فَإِن لم ترك الْعين ... فقد يبصرك الْقلب) 3 - (ابْن التبَّان) دلف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن التبَّان أَبُو الْخَيْر الْفَقِيه

أبو الفرج الخباز المقرئ

الْبَغْدَادِيّ صحب عبد الْقَادِر الجيلي وَسمع سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس وَمِائَة من الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَسعد الْخَيْر بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وَعبد الصبور بن عبد السَّلَام وَغَيرهم وَدخل خُرَاسَان وَأقَام فِي نيسابور يقْرَأ على مُحَمَّد بن يحيى وَيسمع من عبد الله بن مُحَمَّد الفراوي وَدخل خوارزم وسمرقند وَسمع بهَا مُحَمَّد بن نصر بن مَنْصُور الْمَدِينِيّ ومحمود بن عَليّ النَّسَفِيّ وَحدث هُنَاكَ وروى عَنهُ أَبُو المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ فِي مشيخته وَأَبُو بكر الفرغاني خطب سَمَرْقَنْد 3 - (أَبُو الْفرج الخباز الْمُقْرِئ) دلف بن كرم بن فَارس العكبري أَبُو الْفرج الخباز الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير بعد علو سنة وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول وَكَانَ شَيخا صَالحا سمع مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ واسماعيل بن أَحْمد بن عمر السمرفقندي وَعلي بن هبة الله بن عبد السَّلَام وَيحيى بن عَليّ بن الطراح وَغَيرهم وَلم يزل يسمع وَيسمع ولديه أَبَا هُرَيْرَة عبد الله وَأَبا الْكَرم مُحَمَّدًا إِلَى حِين وَفَاته وَحدث بالكثير وروى عَنهُ عبد الْعَزِيز بن مكي الطرابلسي وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ) وَخمْس وَمِائَة (نَائِب غَزَّة) دلنجي الْأَمِير سيف الدّين نَائِب غَزَّة كَانَ ابْن أُخْت الْأَمِير بدر الدّين بن البابا وَأقَام بِمصْر مُدَّة أَمِيرا وَلما جرى للأمير سيف الدّين تلجك فِي غَزَّة مَا جرى مَعَ الْعَرَب عزل بالأمير سيف الْيَد دلنجي وجضر إِلَيْهَا فِي أَوَائِل شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَسبع مائَة فلأقام بهَا إِلَى أَنى توفّي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشْرين جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ غَيره من نوابغزة يكْتب لَهُ مقدم الْعَسْكَر وَهَذَا كتب لَهُ نَائِب السلطنة وَلم يبْق فِي أَيَّامه لأحد حَدِيث فِي نابلس وَلَا فِي السَّاحِل وقاسى شَدَائِد من عرب جرم ومواقع وَجَرت بَينهم حروب وجراح وَقتل عدَّة من أُمَرَاء غَزَّة وَلم يزل على نِيَابَة غَزَّة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشْرين جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة وَتَوَلَّى النِّيَابَة بعده الْأَمِير فَارس الدّين ألبكي (الألقاب) الدَّمِيرِيّ علم الدّين مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أبي الدَّم قَاضِي حماة إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم ابْن دنينير إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدنيسري الطَّبِيب اسْمه مُحَمَّد بن عَبَّاس

المغنية

أَبُو دلف الْعجلِيّ الْأَمِير اسْمه الْقَاسِم بن عَليّ أَبُو دلف الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن هبة الله ابْن دمرتاش اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدمراوي أجمد بن أَحْمد الدندري مُحَمَّد بن عُثْمَان دلويه زِيَاد بن أَيُّوب الدماميني إِبْرَاهِيم بن مكي بن عمر الدمياطي الْحَافِظ عبد الْمُؤمن الدماميني عَتيق بن مُحَمَّد) (الْمُغنيَة) دَنَانِير جَارِيَة يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي كَانَت لرجل من أهل الْمَدِينَة كَانَ قد خرجها وأدبها وَكَانَت أروى النَّاس للغناء القديمو للشعر وَكَانَت صفراء صَادِقَة الملاحة من أحسن النَّاس وَجها وأظرفهن وأحسنهن أدباً وَلها كتاب مُجَرّد فِي الأغاني مَشْهُور وَكَانَ اعتمادها فِي مَا تغنيه على ماأخذته من بذل وَهِي الَّتِي جرجتها وَقد أخذت عَن الأكابر الَّذين أخذت بذل عَنْهُم مثل فليح وَإِبْرَاهِيم وَابْن جمع وَإِسْحَاق ونظرائهم وَلما رَآهَا يحيى أخذت بِقَلْبِه فاشتراها وَكَانَ الرشيد يسير إِلَى منزله فيسمعها وألفها وَاشْتَدَّ إعجابه بهَا ووهب لَهَا هبات سنية وَمِنْهَا أَنه وَهبهَا فِي لَيْلَة عيد عقدا قِيمَته ثَلَاثُونَ ألف دِينَار فَرد عَلَيْهِ فِي مصادرة البرامكة بعد ذَلِك وَعرفت أم جَعْفَر الْخَبَر فشكته إِلَى عمومته فعنفوه فَمَا أجدى قَالَ عباد البشري مَرَرْت بمنزل من منَازِل الْحجاز فِي طَرِيق مَكَّة يُقَال لَهُ النباج وَإِذا كتاب على حَائِط فِي الْمنزل فَقَرَأته فَإِذا هُوَ النيك أَرْبَعَة فَالْأول شَهْوَة وَالثَّانِي لَذَّة وَالثَّالِث شِفَاء وَالرَّابِع دَوَاء وحر إِلَى أيرين أحْوج من أير إِلَى حُرَّيْنِ وكتبت دَنَانِير مولاة البرامكة بخطها وأصابها الْعلَّة الْكَلْبِيَّة فَكَانَت لَا تصبر عَن الْأكل سَاعَة وَاحِدَة وَكَانَ يحيى يتَصَدَّق عَنْهَا فِي كل يَوْم من شهر رَمَضَان بِأَلف دِينَار لِأَنَّهَا كَانَت لَا تصومه وَبقيت عِنْد البرامكة مُدَّة طَوِيلَة

وفيهَا يَقُول أَبُو حَفْص الشطرنجي (اشبهك الْمسك وأشبهته ... قَائِمَة فِي لونهقاعده) (لَا شكّ إِذْ لونكما واحدٌ ... أنكما من طِينَة واحده) وفيهَا يَقُول الْقَائِل (هذي دَنَانِير تنساني فأذكرها ... وَكَيف تنسى محباً لَيْسَ ينساها) (أعوذ بِاللَّه من هجران جَارِيَة ... أَصبَحت من حبها أهذي بذكراها) (قد أكمل الْحسن فِي تركيب صورتهَا ... فارتج أَسْفَلهَا واهتز أَعْلَاهَا) (قَامَت تمشي فليت الله صورني ... ذَاك التُّرَاب الَّذِي مسته رجلاها) ) (وَالله وَالله لَو كَانَت إِذا برزت ... نفس المتيم فِي كفيه أَلْقَاهَا) ودعا الرشيد بِدَنَانِير بعد قتل البرامكة وأمرها أَن تغني فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي آلَيْت أَن لَا أُغني بعد سَيِّدي أبدا فَغَضب وَأمر بصفعهها فصفعت وأقيمت على رجلهَا وَأعْطيت الْعود فَأَخَذته وَهِي تبْكي أحر بكاء واندفعت فغنت (يَا دَار سلمى بنازح السَّنَد ... بَين الثنايا ومسقط اللبد) (لما رَأَيْت الديار قد درست ... أيقنت أَن النَّعيم لم يعد) فرق لَهَا الرشيد وَأمر بإطلاقها فَانْصَرَفت ثمَّ الْتفت إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وَقَالَ كَيفَ رَأَيْتهَا قَالَ رَأَيْتهَا تختله بِرِفْق وتقهره بحذق ثمَّ إِن عقيداً مولى صَالح بن الرشيد خطبهَا فَردته فاستشفع بمولاه صَالح وبذل وَالْحُسَيْن بن مُحرز فَلم تجبه وَكتب إِلَيْهَا شعرًا يستعطفها فَمَا أَجَابَتْهُ وأقامت على الْوَفَاء لمولاها إِلَى أَن مَاتَت ابْن كارة الْحَنْبَلِيّ دهبل بن عَليّ بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو الْحسن الخباز الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن كارة تفقه لِابْنِ حَنْبَل وَسمع من تاحسين بن عَليّ بن أَحْمد بن البسري وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان وَمُحَمّد بن سعيد بن نَبهَان وَأبي غَالب شُجَاع بن فَارس الذهلي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَعبد الرَّحْمَن بن الْأَبْيَض وَأَبُو عَليّ بن الْمُطَرز وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها فَاضلا زاهداً صَادِقا ثِقَة وأضر بِآخِرهِ وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة

الألقاب

(الألقاب) الدوركي مُحَمَّد بن مصطفى دوخلة عَليّ بن مَنْصُور الدولابي الْحَافِظ أَبُو بشر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الدهان جمَاعَة النَّحْوِيّ اسْمه الْحسن بن عَليّ بن رَجَاء تقدم فِي حرف الْحَاء) وَأَبُو مُحَمَّد سعيد بن الْمُبَارك وَعبد الله بن أسعد بن عَليّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن شُعَيْب الحاسب ابْن الدوامي هبة الله بن الْحسن بن هبة الله وَالْحسن بن هبة الله الدوري الْمُقْرِئ اسْمه حَفْص بن عمر بن عبد الْعَزِيز وَابْن الدوري مُحَمَّد بن عبد الله والدوري مُحَمَّد بن عَليّ ابْن دوست الشَّاعِر اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن دوست اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عمر الدولعي الْخَطِيب اسْمه عبد الْملك بن زيد الدولعي الْخَطِيب مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن زيد الدوركي مُحَمَّد بن مصطفى ابْن الدواليبي الْمسند مُحَمَّد بن عبد المحسن ابْن الدوابقي يُوسُف بن مُحَمَّد الدُّود أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ الشَّافِعِي عبد الله بن مُحَمَّد الدهلي سعيد بن عبد الله ابْن أبي دؤاد القَاضِي اسْمه أَحْمد بن فرج ابْن دواس اسْمه جَعْفَر بن عَليّ ابْن دواس القنا اسْمه عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ ابْن الدويدة اسْمه عَليّ بن أَحْمد

الأبرازروزي الكاتب

(الأبرازروزي الْكَاتِب) دلال بن مُحَمَّد بن طَاهِر أَبُو شُجَاع الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ كَانَ أديباً فَاضلا بليغاً يكْتب لأمراء التركمان وَسكن أبرازروز أورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار (قَامَت على عذل مَعَ العاذلين ... تَقول كم تغسل دينا بدين) (قلت لَهَا كفي وَلَا تيأسي ... من روح رَبِّي مَالك المشرقين) وَمِنْهَا (لَا بُد أَن أمعن فِي سفرة ... أظل مِنْهَا شاحب الوجنتين) (مهوناً فِيهَا عناء السرى ... وصابراً فِيهَا على الأصعبين) (عَزمَة مِقْدَام على مثلهَا ... مشمر الهمة بالفرقدين) (إِمَّا غنى فِي سفرتي هَذِه ... أَو قَائِل أودى الردى بالحسين) قلت شعر متوسط الدَّلال المخنث اسْمه نَافِذ (دَيْلَم) 3 - (الطَّبِيب الْبَغْدَادِيّ) دَيْلَم أَبُو دَاوُد تقجم ذكر وَلَده كَانَ دَيْلَم من الْأَطِبَّاء الْمَذْكُورين بِبَغْدَاد كَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْحسن بن مخلد وَزِير الْمُعْتَمد ويخدمه أَرَادَ الْمُعْتَمد أَن يقْصد فَقَالَ لِلْحسنِ بن مخلد اكْتُبْ جَمِيع من فِي خدمتنا من الْأَطِبَّاء حَتَّى نتقدم بِأَن يصل لكل وَاحِد مِنْهُم على قدره فَكتب الْأَسْمَاء وَأدْخل فِيهَا اسْم دَيْلَم الْمَذْكُور فَوَقع تَحت الْأَسْمَاء بالصلات فَقَالَ دَيْلَم إِنِّي لجالس فِي منزلي وَإِذا برَسُول بَيت المَال وَمَعَهُ كيس فِيهِ ألف دِينَار فسلمه إِلَيّ وَانْصَرف وَلم أدر مَا السَّبَب فِيهِ فبادرت بالركوب إِلَى ابْن مخلد وعرفته ذَلِك فَقَالَ لَهُ مَا جرى وَإِنِّي أدخلت فِي الْأَسْمَاء فَخرج لَك ألف دِينَار 3 - (ابْن فَيْرُوز) دَيْلَم بن أبي دَيْلَم وَيُقَال ابْن فَيْرُوز وَيُقَال ابْن الهوشع وَهُوَ من ولد حمير بن سبأ لَهُ صُحْبَة وَسكن مصر قَالَ ابْن عبد الْبر لم يرو عَنهُ فِيمَا أعلم غير حَدِيث وَاحِد فِي الْأَشْرِبَة رَوَاهُ عَنهُ المصريون وَرَاوِيه مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي وَهُوَ مَنْسُوب الْحِمْيَرِي الجيشاني)

الألقاب

(الألقاب) الديباج الْأمَوِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو ابْن الديباجي الْمُوفق اسْمه الْحسن بن أَحْمد الديباجي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن سعد الديباجي مُحَمَّد بن الْحسن الديريني عز الدّين عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الدياري إِبْرَاهِيم بن هبة الله الديبلي أَحْمد بن نصر ديك الْجِنّ الشَّاعِر اسْمه هبد السَّلَام بن رغبان الديمري الْقَاسِم بن مُحَمَّد أَبُو دلامة اسْمه زند بالنُّون بن الجون الدلاصي عبد الله بن عبد الْحق ابْن أبي الدُّنْيَا عبد الله بن مُحَمَّد ابْن دنينة الْوَاعِظ اسْمه عَليّ بن عُثْمَان بن مجلي دندن اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن دنين عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن ابْن الديناري اسْمه عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الديناري الْكَاتِب اسْمه أَحْمد بن الْحسن ابْن دِينَار عَليّ بن مُحَمَّد الديناري النَّحْوِيّ اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الديناري عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الديناري النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد

الأنصاري الصحابي

(الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) دِينَار الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ انْفَرد بالرواية عَنهُ ابْنه ثَابت بن دِينَار وَهُوَ جد عدي بن ثَابت حَدِيثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمُسْتَحَاضَة يضعفونه وَله حَدِيث آخر فِي الْقَيْء والعطاس وَالنُّعَاس والتثاؤب نم الشَّيْطَان وَلَا يَصح

حرف الذال

(حرف الذَّال) (ذَات الْخَال اسْمهَا خنث الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالنُّون والثاء) (الْخفاف الْبَغْدَادِيّ) ذَاكر بن كَامِل بن لأبي غَالب مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم بن أبي عَمْرو الْخفاف الْحذاء أَخُو الْمُبَارك الْبَغْدَادِيّ الْمَشْهُور سمع بإفادة أَخِيه من الْحسن بن مُحَمَّد بن اسحاق الباقرجي والمعمر بن مُحَمَّد بن جَامع البيع وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَأبي سعد أَحْمد الطيوري وَأبي الْغَنَائِم ابْن الْمُهْتَدي بِاللَّه وَأبي طَالب اليوسفي وَعبد الله بن السَّمرقَنْدِي وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الدوري وَأبي الْعِزّ القلانسي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن النَّرْسِي وأو الْقَاسِم بن بَيَان وَعبد الْغفار الشيروي وَأَبُو عَليّ الْحداد وَمُحَمّد بن طَاهِر الْحَافِظ وَأَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الحنائي الدِّمَشْقِي وَأَبُو الْحسن بن الموازيني وَخلق سواهُم وَحدث بالكثير وَكَانَ صَالحا خيرا قَلِيل الْكَلَام روى عَنهُ أَبُو عبد الله الدبيثي وَسَالم بن صصرى ويوسف بن خَلِيل وَمُحَمّد بن عبد الْجَلِيل الْبَغْدَادِيّ وَعلي بن معالي وَكَانَ ذَاكِرًا كاسمه صبوراً على قِرَاءَة الحَدِيث أَقَامَ أَرْبَعِينَ سنة مَا رُؤِيَ آكلاً بِالنَّهَارِ وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن أبي الدينة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة (ذَاكر الأبرقوهي اسْمه مُحَمَّد بن اسحاق تقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ) (الشيخي وَالِي الْقَاهِرَة) ذبيان نَاصِر الدّين شَيْخي حضر نم الشرق صُحْبَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الكواشي رَسُول الْملك أَحْمد إِلَى الْمَنْصُور قلاون) وَلما توفّي الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَسَتَأْتِي تَرْجَمته قيل إِن هَذَا نَاصِر الْيَد كَانَ يخيط الكوافي فَعمل الصَّنْعَة بِدِمَشْق ثمَّ توجه إِلَى مصر وتوصل إِلَى الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الجاشنكير إِلَى أَن

ذر

تولى الْولَايَة بالقاهة وَالْتزم بالمستظهر وعضده إِلَى أَن ولي الوزارة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وصودر ثمَّ توفّي رَحمَه الله سنة أَربع وَسبع مائَة بِمصْر صَاحب الذَّخِيرَة عَليّ بن بسام ذخيرة الدّين العباسي مُحَمَّد بن عبد الله (ذَر) 3 - (أَبُو عُمَيْر الْكُوفِي) ذَر بن عبد الله بن زُرَارَة أَبُو عُمَيْر الهمذاني المرهبي الْكُوفِي روى عَن الْمسيب بن نجبة وَسَعِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى وَعبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد وَسَعِيد بن جُبَير ويسيع الْحَضْرَمِيّ روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة أَو مَا قبلهَا بعد الْمِائَة (الألقاب) ابْن الذروي الشَّاعِر عَليّ بت يحيى أَبُو ذَر الْغِفَارِيّ اسْمه جُنْدُب بن جُنَادَة أَبُو ذَر الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن الْفضل أَبُو ذَر الباغندي أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (ذكْوَان) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ) ذكْوَان بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْعَبَّاس بن أَحْمد بن نحر بِفَتْح الْبَاء والحاء أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ من بَيت عَدَالَة وَأَمَانَة وَيُسمى اللَّيْث أَيْضا قدم بَغْدَاد حَاجا وَحدث بهَا عَن صَفِيَّة بنت الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن سليم وروى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل 3 - (الْفُقيْمِي) ذكْوَان بن عَمْرو الْفُقيْمِي من بني مرّة ين فقيم كَانَ الفرزدق قد عقر

أبو صالح السمان

نَاقَة لأم ذكْوَان وَهِي أمْرَأَة من بني يَرْبُوع فَلَمَّا ترحل غَالب أَبُو لبفرزدق يُرِيد كاظمة اعتره ذكْوَان فعقر بعيره وبعير ابْنَته جعثين أُخْت الفرزدق فَسقط غَالب فَلم يزل وجعاً من تِلْكَ السقطة حَتَّى مَاتَ بكاظمة فَقَالَ ذكْوَان (زعمتم بني الأقيان أَن لن نضركم ... بلَى وَالله ترجى لَدَيْهِ الرغائب) (لقد عظ سَيفي سَاق عود فتاتكم ... وخر على ذَات الجلاميد غَالب) (فكدح مِنْهُ أَنفه وجبينه ... وَذَلِكَ ثاراً إِن تبينت طَالب) وَلذَلِك قَالَ جرير ينعي ذَلِك على الفرزدق (رَأَيْتُك ل تتْرك لسيفك محملًا ... وَفِي سيف ذكْوَان بن عَمْرو محامله) (تفرد ذكْوَان بمقتل غَالب ... فَهَل أَنْت إِن لاقيت ذكْوَان قَاتله) 3 - (أَبُو صَالح السمان) ذكْوَان أَبُو صَالح السمان مولى جوَيْرِية الغطفانية من كبار عُلَمَاء أهل الْمَدِينَة كَانَ يجلب الزَّيْت وَالسمن إِلَى الْكُوفَة قيل إِنَّه شهد يَوْم الْحصار لعُثْمَان وَكَانَ عَظِيم اللِّحْيَة توفّي سنة إِحْدَى وَمِائَة 3 - (الْأنْصَارِيّ الزرقي) ذكْوَان بن عبد قيس بن خلدَة الْأنْصَارِيّ الزرقي شهد الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة ث خرج من الْمَدِينَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ مَعَه بِمَكَّة فَكَانَ يُقَال لَهُ مُهَاجِرِي أَنْصَارِي شهد بدا وَقتل فِي يَوْم أحد شهيداُ قَتله أَبُو الحكم بن الْأَخْنَس) فَشد عَليّ بن أبي طَالب على أبي الحكم وَهُوَ فَارس فَضرب رجله بِالسَّيْفِ فقطعها من نصف الْفَخْذ ث طَرحه من فرسه فذفف عَلَيْهِ 3 - (مولى عمر) ذكْوَان مولى عمر بن الْخطاب شهد يَوْم الدَّار وَوَلَاؤُهُ لعمر بن الْخطاب نزل الْكُوفَة وَهُوَ أول من ميز بَين قُرَيْش البطاح وقريش الظَّوَاهِر فَقَالَ للضحاك بن قيس الفِهري وَكَانَ الضَّحَّاك قد ضربه بِيَدِهِ بالسياط وَكَانَ الضَّحَّاك قَصِيرا وَلم يكن يَنَالهُ بِالسَّوْطِ فَقَالَ لَهُ الضَّحَّاك تقاصر لَا أم لَك فَقَالَ (تقاصرت للضحاك حَتَّى رَددته ... إِلَى حسب فِي قومه متقاصر)

مولى عائشة

(فَلَو شهدتني من قُرَيْش عِصَابَة ... قُرَيْش البطاح لَا قُرَيْش الظَّوَاهِر) (لعطوك حَتَّى لَا تحرّك بَينهم ... كَمَا عط فِي الدوارة المتزاور) (وَلَكنهُمْ غَابُوا وأصبحت شَاهدا ... فقبحت من حامي ذمار وناصر) 3 - (مولى عَائِشَة) ذكْوَان مولى عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا روى عَنْهَا عَليّ بن الْحُسَيْن وروى لَهُ جمَاعَة توفّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ (الألقاب) الذكي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْفرج ابْن ذكْوَان الْمُقْرِئ عبد الله بن أَحْمد أَبُو ذكْوَان الراوية الْقَاسِم بن اسماعيل الذَّهَبِيّ الشَّاعِر الْحلَبِي عَليّ بن الْقَاسِم بن مَسْعُود والذهبي الْحَافِظ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان والذهبي الإربلي مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب والذهبي الشَّاعِر يُوسُف بن لُؤْلُؤ الذَّهَبِيّ الْحَافِظ مُحَمَّد بن يحيى (ذُو القرنين) 3 - (وجيه الدولة ابْن حمدَان) ذُو القرنين بن الْحسن بن عبد الله بن حمدَان أَبُو المطاع ابْن نَاصِر الدولة وَقَالَ ابْن عَسَاكِر الْحسن بن عبد الله بن حمدَان وَالصَّوَاب الأول كَانَ يلقب بوجيه الدولة ولي الْإِمَارَة بِدِمَشْق مَرَّات للمصريين بعد الْأَرْبَع مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وجاءته الخلعة من الْحَاكِم وَتَوَلَّى بعد لُؤْلُؤ البشراوي سنة إِحْدَى وَأَرْبع مائَة ثمَّ عَزله بعد أشهر بِمُحَمد بن نزال ثمَّ وَليهَا سنة اثْنَتَيْ عشرَة للظَّاهِر ثمَّ عَزله بعد أَرْبَعَة أشهر بسختكين ثمَّ وَليهَا ثَالِثَة سنة خمس عشرَة وَبَقِي إِلَى سنة تسع عشرَة وعزل بالدزبري وَولي الْإسْكَنْدَريَّة

للظَّاهِر وَرجع إِلَى دمشق فِيمَا قيل وَمَات فِي صفر وَقَالَ محب الدبن ابْن النجار مَاتَ بِمصْر قلت وَالظَّاهِر أَن الصَّحِيح مَوته بِدِمَشْق وَمن شعره (لوكنت سَاعَة بَيْننَا مَا بَيْننَا ... وَشهِدت حِين نكرر التوديعا) (أيقنت أَن من الدُّمُوع مُحدثا ... وَعلمت أَن من الحَدِيث دموعا) وَمِنْه (ومفارق ودعت عِنْد فِرَاقه ... ودعت صبري عَنهُ فِي توديعه) (وَرَأَيْت مِنْهُ مثل لُؤْلُؤ عقده ... من ثغره وَحَدِيثه ودموعه) وَمِنْه (لوكنت أملك صبرا أَنْت تملكه ... عني لجازيت مِنْك التيه بالصلف) (أَو بت تضمر وجدا بت أضمره ... جزيتني كلفاً عَن شدَّة الكلف) (تعمد الرِّفْق يَا حب محتسباً ... فَلَيْسَ يبعد مَا تهواه من تلفي) وَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو عبد الله من سفرة كَانَ فِيهَا (لَو كنت أملك طرفِي مَا نظرت بِهِ ... من بعد فرقتكم يَوْمًا إِلَى أحد) (وَلست أعتده من بعدكم نظرا ... لِأَنَّهُ نظر من نَاظر رمد) فَكتب إِلَيْهِ وجيه الدولة (قد كَانَ بُرْهَة طرفِي برؤيتكم ... يَنُوب شَاهدهَا عَن كل مفتقد) ) (فَالْآن أشغلته من فقدكم ... حفظا لعهدكم بالدمع والسهد) وَمن شعره (لما الْتَقَيْنَا مَعًا وَاللَّيْل يسترنا ... من جنحه ظلم فِي طيها نعم) (بتنا أعز مبيت باته بشر ... وَلَا مراقب الإ الطّرف وَالْكَرم) (فَلَا مَشى من وشى عِنْد العذول بِنَا ... وَلَا سعت بِالَّذِي يسْعَى بِنَا قدم) وَمِنْه (ترى الثِّيَاب من الْكَتَّان يلمحها ... ضوء من الْبَدْر أَحْيَانًا فيبليها) (فَكيف تعجب أتبلى غلائلها ... والبدر فِي كل وَقت طالع فِيهَا) قلت هُوَ مثل قَول الآخر إِلَّا أَن هَذَا أخصر لفظا (كَيفَ لَا تبلى غلائله ... وَهُوَ بدر وَهِي كتَّان)

وَمن شعره وجيه الدولة (أَيهَا الشادن الَّذِي صاغه الل ... هـ بديعاً من كلف حسن وَطيب) (ظلّ بَين اللحاظ لحظك يَحْكِي ... سقم قلبِي عَلَيْك بَين الْقُلُوب) وَمِنْه (لَو كَانَ أمهلني وشيك فراقكم ... فَارَقت نَفسِي سَاعَة التوديع) (فخلصت من وجدي وَطول صبابتي ... وتحرقي وتلهفي ونزوعي) (إِن كَانَ ظَنك بِي غَدَاة فراقنا ... أَنِّي لخطب الْبَين غير جزوع) (فسلي رفاقاً شرفتهم صحبتي ... من تَابع فِي الْقَوْم أَو متبوع) (هَل كَاد يحرقهم ضرام تنفسي ... أسفا ويغرقهم سجام دموعي) (لله أَيَّام عصيت عواذلي ... فِيهَا وَصرف الدَّهْر فِيك مطيعي) (أما النَّهَار فَأَنت نصب لواحظي ... وَاللَّيْل أجمع أَنْت فِيهِ ضجيعي) وَمِنْه (لحى الله رَأيا زين الْبعد عَنْكُم ... وهمة قلب رخصت فِي الْقلب) (يطيب خَبِيث الْعَيْش بِالْقربِ مِنْكُم ... ويخبث عِنْدِي بعدكم كل طيب) (نأيت بشخص فِي الْبِلَاد مشرق ... وقلب إِلَيْكُم بالحنين مغرب) ) وَمِنْه (من كَانَ يرضى بِذُلٍّ فِي ولَايَته ... خوف الزَّوَال فَإِنِّي لست بالراضي) قَالُوا (فتركبُ أَحْيَانًا فقلتُ لَهُم ... تحتَ الصَّلِيب وَلَا فِي موكب القَاضِي) وَمِنْه (بِأبي من هويته فافترقنا ... وَقضى الله بعد ذَاك اجتماعا) (وافترقنا حولا فَلَمَّا اجْتَمَعنَا ... كَانَ تَسْلِيمه عَليّ وداعا) وَمِنْه (موع ظنا ... أنني بالبين أَشْقَى) (مَا أرى بَين مماتي ... وفراقي لَك فرقا) (لَا تهددني بينٍ ... لست مِنْهُ أتوقى) (إِنَّمَا يشقى بينٍ ... مِنْك من بعْدك يبْقى)

الآملي الفقيه

وَمن شعره وجيه الدولة (إِنِّي لأحسد لَا فِي أسطر الصُّحُف ... إِذا رَأَيْت عنَاق اللَّام بِالْألف) (وَمَا أظنهما طَال اجْتِمَاعهمَا ... إِلَّا لما لقيا نمن شدَّة الشغف) وَمِنْه (أفدي الَّذِي زرته بِالسَّيْفِ مُشْتَمِلًا ... ولحظ عَيْنَيْهِ أمضى من مضاربه) (فَمَا خلعت نجادي فِي العناق لَهُ ... حَتَّى لبست نجاداً من ذوائبه) وَمِنْه (قَالَت لطيف خيالٍ زارني وَمضى ... بِاللَّه صفه وَلَا تنقص وَلَا تزد) (فَقَالَ خلفته لَو مَاتَ من ظمأ ... وَقلت قف عَن وُرُود المَاء لم يرد) (قَالَ صدقت الوفا فِي الْحبّ شيمته ... يَا برد ذَاك الَّذِي قَالَت على كَبِدِي) وَمِنْه (تَقول لما رأتني ... نضواً كَمثل الْخلال) (هَذَا اللِّقَاء مَنَام ... وَأَنت طيف خيال) ) (فَقلت كلا وَلَكِن ... أَسَاءَ بَيْنك حَالي) (فَلَيْسَ تعرف مني ... حقيقتي من محالي) قلت شعر جيد غَايَة 3 - (الآملي الْفَقِيه) ذُو القرنين بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الآملي الْفَقِيه قدم بَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي عمر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي الْفَارِسِي وَحدث عَنهُ باليسير وَكتب عَنهُ الْخَطِيب أَحَادِيث وسمعها أَيْضا من أبي عمر وَإِنَّمَا كتب عَنهُ لغرابة اسْمه (الْحِمْيَرِي) ذُو الكلاع الْحِمْيَرِي ابْن عَم كَعْب الْأَخْبَار أدْرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره وَأسلم على يَد جرير بن عبد الله البَجلِيّ لما بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْيمن وَشهد اليرموك أَمِيرا على كرْدُوس وَكَانَ يسكن حمص وَكَانَت لَهُ بِدِمَشْق حوانيت وَشهد فتح دمشق وَيُقَال إِن مُعَاوِيَة أنزلهُ حِين قدم بِدِمَشْق فِي دَار الْمَدَنِيين وَشهد مَعَه صفّين وَقتل بهَا وَكَانَ على أهل حمص وهم الميمنة روى عَن عمر وَعَمْرو بن الْعَاصِ وعَوْف بن مَالك ووفاته سنة سبع وَثَلَاثِينَ والصف القبلي من الحوانيت عِنْد بَاب الْجَابِيَة كَانَ لذِي الكلاع

الإفرنجي الأندلسي

قَالَ ابْن مَاكُولَا وَهُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعتق أَرْبَعَة آلَاف بنت وَعَن علوان بن دَاوُد عَن رجل من قومه قَالَ بَعَثَنِي أَهلِي بهدية إِلَى ذِي الكلاع فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَبثت على بَابه حولا لم أصل إِلَيْهِ ثمَّ أَنه أشرف ذَات يَوْم من الْقصر فَلم يبْق أحد حول الْقصر إِلَّا خر لَهُ سَاجِدا قَالَ فَأمر بهديتي فَقبلت ثمَّ رَأَيْته بعد فِي الاسلام وَقد اشْترى لَحْمًا بدرهم فسمطه على فرسه وَهُوَ يَقُول (أُفٍّ للدنيا إِذا كَانَت كَذَا ... أَنا مِنْهَا كل يَوْم فِي أَذَى) (وَلَقَد كنت إِذا مَا قيل من ... أنعم النَّاس معاشاً قيل ذَا) (ثمَّ بدلت بعيشي شقوة ... حبذا هَذَا شقاء حبذا) ) وَكَانَ مِمَّن يدْخل الْمَدِينَة متعمماً من جماله مَخَافَة أَن يفتن بهم وهمك ذُو الكلاع وَجَرِير بن عبد الله البَجلِيّ والزبرقان بن بدر وَعَمْرو بن حممة وَزيد الْخَيل وامرؤ الْقَيْس بن حجر (الإفرنجي الأندلسي) ذون بطرو وَقيل ذون بترو الْملك الْكَبِير الطاغية الفرنجي الأندلسي قتل فِي سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة وسلخ وَحشِي قطناً وعلق على بَاب غرناطة وَكَانَ من خَبره أَن الفرنج حشدوا ونفروا من الْبِلَاد وَذهب سلطانهم ذون بطرو إِلَى طليطلة فَدخل على الْبَاب فَسجدَ لَهُ وتضرع وَطلب ليستأصل مَا بَقِي من الْمُسلمين بالأندلس وأكد عزمه فقلق الْمُسلمُونَ وعزموا على الاستنجاد بالمريني ونفذوا إِلَيْهِ فَلم ينجع فلجأ أهل غرناطة إِلَى الله تَعَالَى وَأَقْبل الفرنج فِي جَيش لَا يُحْصى فِيهِ خَمْسَة وَعِشْرُونَ ملكا فَقتل الْجَمِيع عَن بكرَة أَبِيهِم وَأَقل مَا قيل أَنه قتل فِي هَذِه الملحمة خَمْسُونَ ألفا من النَّصَارَى وَأكْثر مَا قيل ثَمَانُون ألفا وَكَانَ نصرا عَزِيزًا وَيَوْما مشهوداً وَالْعجب أَنه لم يقتل من الأجناد سوى ثَلَاثَة عشر فَارِسًا وَأَن عَسْكَر الاسلام كَانُوا نَحْو ألف وَخمْس مائَة فَارس والرجالة نَحوا من أَرْبَعَة أُلَّاف راجل وَقيل دون ذَلِك وَكَانَت الْغَنِيمَة تفوق الْوَصْف وَطلبت الفرنج الْهُدْنَة فعقدت وَبَقِي ذون بطرو مُعَلّقا على بَاب غرناطة سنوات (الألقاب) أَبُو الذواد صَاحب الْموصل اسْمه مُحَمَّد بن الْمسيب ذُو النُّون الْمصْرِيّ اسْمه ثَوْبَان تقدم فِي حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة فليطلب هُنَاكَ ذُو الرمة الشَّاعِر اسْمه غيلَان بن عقبَة ذُو اللسانين حجر بن عقبَة ذُو الشهادتيين خُزَيْمَة بن ثَابت

ابن أخي النجاشي

ذُو الشمالين عُمَيْر بن عبد عَمْرو ذُو الشامة مُحَمَّد بن عَمْرو ذُو الكلاع أَيفع بن ناكور) ذُو اللِّحْيَة اسْمه شُرَيْح ذُو الْيَدَيْنِ خرباق ذُو الجوشن شُرَحْبِيل بن الْأَعْوَر ذُو الغصة الْحصين بن يزِيد ذُو السيفين أَبُو الْهَيْثَم بن الهيتان ذُو الرَّأْي حباب بن الْمُنْذر ذُو السيفين أَبُو دُجَانَة سماك بن خَرشَة ذُو النُّور عبد الله بن الطُّفَيْل ذُو النُّور الطُّفَيْل بن عَمْرو ذُو النورين عُثْمَان بن عَفَّان ذُو النجادين عبد الله بن عبد نهم فَهُوَ عَم عبد الله بن مُغفل ذُو كناز عمَارَة بن عبد الْأَكْبَر ذُو القلمين الْحسن بن أبي سعيد ذُو اللسانين الْحُسَيْن بن ابراهيم (ابْن أخي النَّجَاشِيّ) ذُو مخمر وَيُقَال ذُو مخبر بِالْبَاء الْمُوَحدَة الحبشي ابْن أخي النَّجَاشِيّ هَاجر وخدم الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين من الْهِجْرَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة (ذُؤَيْب) 3 - (ذُؤَيْب الْخَولَانِيّ) ذُؤَيْب بن كُلَيْب بن ربيعَة الْخَولَانِيّ كَانَ أول من أسلم

ذؤيب بن حلحلة

بِالْيمن فَسَماهُ الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَكَانَ الْأسود الْكذَّاب قد أَلْقَاهُ فِي النَّار لتصديقه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم تضره النَّار ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه فَهُوَ شَبيه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام رَوَاهُ ابْن وهب عَن ابْن لَهِيعَة 3 - (ذُؤَيْب بن حلحلة) ذُؤَيْب بن حلحلة وَيُقَال ابْن حبيب بن حلحلة بن عَمْرو بن كُلَيْب صَاحب بدن رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كَانَ يبْعَث مَعَه الْهَدْي ويأمره إِن عطب مِنْهُ شَيْء قبل مَحَله أينحره ويخلي بَين النَّاس وَبَينه وَهُوَ وَالِد قبيصَة بن ذُؤَيْب قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد بعث بدن الْهَدْي إِن غضب مِنْهَا شَيْء قبل مَحَله فَخَشِيت عَلَيْهِ موتا فانحرها ثمَّ اغمس نعلها فِي دَمهَا ثمَّ اضْرِب بِهِ صفحتها وَلَا تطعمها أَنْت وَلَا أحد من رفقتك 3 - (ذُؤَيْب بن شعثن) ذُؤَيْب بن شعسن بالشين الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَبعدهَا ثاء رَابِعَة الْحُرُوف وَنون الْعَنْبَري ذكره الْعقيلِيّ فِي الصَّحَابَة وَقَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعرفهُ وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم ذُؤَيْب بن شعثم بِالْمِيم بدل النُّون قَالَ ابْن أبي حَاتِم يعرف بالكلاخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ مَا اسْمك فَقَالَ الكلاخ قَالَ اسْمك ذُؤَيْب وَكَانَت لَهُ ذؤابة طَوِيلَة فِي رَأسه أَبُو ذئيب الْهُذلِيّ اسْمه خويلد ابْن ذؤابة عَليّ بن سعيد) (الصَّالح العابد) ذَيَّال بن أبي الْمَعَالِي بن رَاشد بن نَبهَان بن مرجى أَبُو عبد الْملك الْعِرَاقِيّ كَانَ صَالحا عابداً لَهُ أَحْوَال وكرامات توفّي سنة عشرَة وست مائَة (الألقاب) الذِّئْب الْبَصْرِيّ الْحسن بن عَليّ ابْن أبي ذِئْب الإِمَام الْمدنِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن تقدم ذكره

حرف الراء

(حرف الرَّاء) (رَابِعَة) 3 - (رَابِعَة العدوية) رَابِعَة بنت اسماعيل أم عَمْرو العدوية وَقيل أم الْخَيْر ولاؤها للعتكيين وَقد أورد ابْن الْجَوْزِيّ أَخْبَارهَا فِي جُزْء وَقَالَ وَفِي الشاميات رَابِعَة العابدة وَكَانَت عَبدة بنت أبي شَوَّال معاصرة لَهَا وَرُبمَا تداخلتأخبارها ونسبها بَعضهم إِلَى الْحُلُول لإنشادها (وَلَقَد جعلتك فِي الْفُؤَاد محدثي ... وأبحت جسمي من أَرَادَ جلوسي) (فالجسم مني للجليس مؤانس ... وحبِيب قلبِي فِي الْفُؤَاد أنيسي) وَهُوَ جهل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا أسب أأحدا نَسَبهَا إِلَى ذَلِك إِلَّا حلولي مباحي لينفق بهَا زندقته وَذكر أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي أَنَّهَا كَانَت تَقول فِي مناجاتها إلهي تحرق بالنَّار قلباً يحبك فَهَتَفَ بهَا مرّة هَاتِف مَا كُنَّا نَفْعل هَذَا فَلَا تظني بِنَا ظن السوء وَقَالَ يَوْمًا عِنْدهَا سُفْيَان الثَّوْريّ واحزناه فَقَالَت لَا تكذب قل وَإِذا قلَّة حزناه وَلَو كنت مَحْزُونا لم يتهيأ لَك أَن تتنفس وَقَالَ بَعضهم كنت أَدْعُو لرابعة فرأيتها فِي النّوم تَقول لي هداياك تَأْتِينَا على أطباق من نور مخمرة بمناديل من نور وَكَانَت تَقول مَا ظهر من أعمالي فَلَا أعده شَيْئا وَقَالَ اكتموا حسناتكم كَمَا تكتمون سَيِّئَاتكُمْ وَكَانَت تصلي اللَّيْل كُله فغذا طلع الْفجْر هجعت فِي مصلاها هجعةً خَفِيفَة حَتَّى يسفر لبفجر فَكَانَت تَقول إِذا وَثَبت من مرقدها وَهِي فزعة يَا نفس كم تنامين وَإِلَى كم تقومين يُوشك أَن تنامي نومَة لَا تقومين مِنْهَا إِلَّا لصرخة يَوْم النشور وَكَانَ هَذَا دأبها حَتَّى مَاتَت سنة خمس) وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة وقبرها بِظَاهِر الْقُدس

رابعة

على جبل الطّور يزار وَقد زرته مرَارًا وأخبارها كَثِيرَة (رَابِعَة) 3 - (السيدة النَّبَوِيَّة) رَابِعَة بنت ولي الْعَهْد أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن المعتصم بِاللَّه وتعرف بالسيدة النَّبَوِيَّة صَاحِبَة الصاحب الْملك هَارُون ابْن الصاحب شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَأم أَوْلَاده الْمَأْمُون عبد الله والأمين أَحْمد وزبيدة توفيت بِبَغْدَاد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة ودفنت عِنْد أمهَا وَفِي هَذِه الْأَيَّام قتل زَوجهَا هَارُون فَلم يعلم أحد مِنْهُمَا بِمَوْت الآخر وَكَانَ صَدَاقهَا مائَة ألف دِينَار وَهَذَا مَا سمع بِمثلِهِ إِلَّا لملك فَإِن الْقَائِم بِأَمْر الله أصدق زَوجته خَدِيجَة السلجوقية مائَة ألف دِينَار كَذَلِك المقتفي زوج زبيدة ابْنَته بالسلطان مَسْعُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه على صدَاق مائَة ألف دِينَار 3 - (أم المغيث) رَابِعَة بنت مَحْمُود بن عبد الْوَاحِد بن مَحْمُود أم المغيث الأصبهانية كَانَت عمَّة أبي نصر مَحْمُود بن الْفضل وَكَانَت عَالِمَة صَالِحَة صَادِقَة سَمِعت بن أَحْمد الْعيار وَأحمد بن الْفضل الْبَاطِرْقَانِيُّ وَعَائِشَة بنت الْحسن الْوَركَانِي وقدمت بَغْدَاد طالبة لِلْحَجِّ وَسمع مِنْهَا عبد الوهلب الْأنمَاطِي وَأَبُو مَنْصُور بن الجواليقي وروى عَنْهَا مُحَمَّد بن نَاصِر وَعمر بن ظفر المغازلي وَتوفيت سنة سبع وَخمْس مائَة (رَاجِح) 3 - (الْحلِيّ الشَّاعِر) رَاجِح بن اسماعيل بن أبي الْقَاسِم الْأَسدي أَبُو الْوَفَاء الشَّاعِر الْحلِيّ دخل الشَّام وجال فِي بلادها ومدح مُلُوكهَا ونادمهم وَكَانَ فَاضلا جيد النّظم عذب الْأَلْفَاظ حسن الْمعَانِي توفّي بِدِمَشْق سنة سيع وَمن شعره (يَا سعد تِلْكَ رسوم سعدى ... فاحبس فماللعيس مغدا) (قف لي أرجع أنة ... بعراصها وأبث وجدا) دمن بهَا مَاء الجفون يزِيد نَار الْقلب وقدا سقيا لَهَا حَيْثُ الظباء يصدن باللحاظ أسدا (وبكاء عين سحابها ... يستضحك الزهر المندى) (أَيَّام أجني لهوها ... غضا وأجني الْعَيْش رغدا) (والطل ينظم درة ... فِي جيد غُصْن البان عقدا) يَا معهدا ضيعت فيهذا حشاشتي وحفظت عهدا

(مَا بَال أثلك ضوعت ... نفحاته باناً ورندا) وأراك قفرا من مهاك فَكيف حَال ثراك ندا (قل لي أجرت فَوْقه ... سعدى غَدَاة الْبَين بردا) (أم حملت ريح الصِّبَا ... نشراً ألم بِهِ فأعدى) (واهاً لقلبٍ مثلت ... خفقاته للقلب نجداً) (ولزور طيف هاج لي ... مسراه وجدا مستجدا) (إِنِّي لأعجب والمدى ... متقاذف أَنى تهدى) (وأغن يمزج عجبه ... ودلاله بالوصل صدا) كالحقف ردفا والقضيب تأودا والورد خدا وَسنَان مَا طرف السنان كطرفه طرفا وحدا (ساجي اللواحظ كم رنا ... متعطفاً لَو كَانَ أجدى) (يَا من يحل عزائمي ... إِن شدّ فَوق الخصر بندا) ) (ته كَيفَ شِئْت فَمَا أرى ... لي عَنْك مهما عِشْت بدا) وَمِنْه وَهُوَ تَحت كرم معرش (أيا الله يَوْم صَحَّ فِيهِ ... سروي وَهُوَ معتل النسيم) (وصبح الكأس يطلع شمس رَاح ... تنير على ندامى كَالنُّجُومِ) (نقلبها ويسترنا أَبوهَا ... فكم للكرم من فعل كريم) وَمِنْه (وَذي هيف فِي البان مِنْهُ وَفِي النقا ... مشابه جلت أَن تضم وتهصرا) (تأود غصناً فاجبتنيت صبَابَة ... وصدت غراماً إِذْ تلفت جؤذرا) (وأرخى على ديباجة الخد صُدْغه ... فسبحان كاسيه الْجمال مشهرا) (وَلَيْلَة صحت لي مواعيد وَصله ... وَقد كَانَ مِنْهَا جَانب الزُّور أزورا) (خلوت بِهِ أَشْكُو جوى خامر الحشا ... ومورد حب لم أجد عَنهُ مصدرا) (وعاطيته عذراء لم يَك عطفه ... وَقد أخذت من عطفه متعذرا) (شمولاً تمشت فِي شمائله فَلم ... تدع جانباً من خلقه متوعرا) (فيا منَّة للسكر أصفيت شكرها ... وَقد زنقت فِي عينه سنة الْكرَى)

(فجاد بلفت الْجيد كالظبي عاطياً ... وَقد سكنت مِنْهُ الحميا منفرا) (أقبل برق الثغر بفتر أبيضاً ... وَأتبعهُ غيثاً من الدمع أحمرا) (فيا حبذا من وَجهه لي جنَّة ... وَردت بهَا من رِيقه العذب كوثرا) (فَذَاك رضاب سَوف ينقع برده ... غليل إِذا يَوْم من الهجر هجرا) وَأنْشد بَين يَدي السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر قَول الشَّاعِر (أقطب حِين أرمقه ... كَأَنِّي لست أعشقه) وَأحذر أعين الرقباء ترشقني وترشقه (حبيب صد عَن جفني ... كراه فَلَيْسَ يطرقه) (قصصت عَلَيْهِ مَا يجني ... عَليّ فكدت أحرقه) (وَيقسم أَنه مثلي ... وَلَكِن من يصدقهُ) أيا قمرا تحكم فِي مغربه ومشرقه) (وَيَا غصناً يؤرقني ... إِذا مَا اهتز مورقه) أهيم إِلَى سلاف بَات ثغرك لي يعتقهُ (فأصحو من تلألوه ... ويسكرني تنشقه) (إِذا لم تطف لوعاتي ... بِهِ فَلِمَنْ تروقه) فَأمر الظَّاهِر راجحاً أَن ينظم مثلهَا فَقَالَ (لمن سهم تفوقه ... إِلَى قلبِي فيرشقه) (وَمَا حبب على خمر ... رضابي تعتقه) (وَمن هَذَا الَّذِي أبدى ... بديع السحر مَنْطِقه) وماذا طارحت عيناهذا قلباً بَات يعشقه (فيا لله طرف لَا ... يرق لَهُ مؤرقه) (وَلَا أبقى سوى دمع ... غَدَاة الْبَين يُنْفِقهُ) (وَذي هيف يزر على ... قضيب البان يلمقه) (تثنى فِي ذوابته ... فِرَاق الطّرف مؤرقه) (أَلا حَظه فَلَا رَمق ... لقلبي حِين أرمقه) (ويعذب فِيهِ تعذيبي ... على خلق ينزقه)

(وجاري أدمعي أبدا ... على الْعَادَات يُطلقهُ) لَهُ خد يروقك منهذا بهجته ورونقه (فَمن نَار تلينه ... وَمن مَاء يرقرقه) (فليت وصاله حظاً ... ينَال فَكنت أرزقه) (فيا رشاء متيمه ... بِنَار الشوق يحرقه) (أما تحنو على دنف ... سيول الدمع تغرقه) (أتظمي طرفه أبدا ... وبالعبرات تشرقه) (فَهَب للمستهام كرى ... لَعَلَّ الطيف يطرقه) (رضيت بزورة زوراً ... فدع وَعدا يصدقهُ) (وَكم ليل مضى وَالله ... ويسرقني وأسرقه) ) (أدرت عَليّ شمس الرا ... ح حَتَّى انجاب مغسقه) (على روض يروق العي ... ن أبيضه وأزرقه) (تمر رياحه نشوى ... على روض تفتقه) (وَإِن نشر الخزامى فا ... ح قُمْت إِلَيْهِ أنشقه) (بِحَيْثُ حمامه غرد ... لَهُ نعم يشوقه) (تظل الدوح راقصه ... وجدوله مصفقه) (كَأَن مدائح السلطا ... ن يتلوها مطوقه) (مليك يوسفي الخي ... م مَحْض الأَصْل معرقه) وَمن شعر رَاجِح الْحلِيّ من الْبَسِيط (من أطلع الْبَدْر فِي ديجور طرته ... وأودع السحر فِي تكسير مقلته) (وَمن أدَار يَوَاقِيت الشفاه على ... كأس من الدّرّ يحمي خمر ريقته) (وَمن لتبريد قلب بَاب يلهبه ... ترديد مَاء الصَّبِي فِي نَار وجنته) (مَا لي وَمَا لرشادي فِيهِ أنْشدهُ ... والغي يقتاد قلبِي فِي أزمته) (يَا مُرْسل الصدغ مَا هَذَا الدَّلال وَقد ... بلغت عَن طرفه آيَات فترته) (أرشد سواي فقد مثلته صنماً ... مَا سَاءَنِي أنني من جاهليته) (من لي بأغيد ساجي الطّرف أجيدلا ... يرضيه شَيْء سوى ذلي لعزته)

راجح بن قتادة

(يجفو النسيم عَلَيْهِ من لطافته ... والدهر أَلين مِنْهُ عِنْد قسوته) (لم أنسه والدجى مرخى الْإِزَار وَقد ... زار اختلاساً فأحياني بزورته) (ثنت شمائله كأس الشُّمُول فَمَا ... قابلت منتها إِلَّا بقبلته) (ودمت أكرع فِي عذب الرضاب فَقل ... فِي شَاعِر دأبه إِفْسَاد تَوْبَته) (فليت شعري وَقد قبلت مبسمه ... أَمن ثنيته سكري أم ثنيته) (رتعت فِي ورد خديه ونرجس عي ... نيه وآس عذاريه وخضرته) (فالشكر للسكر لولاه لما ظَفرت ... كفي بتسهيل صَعب من عريكته) (لم أوت شَيْئا من الدُّنْيَا ألذ بِهِ ... إِلَّا وَزَاد عَلَيْهِ حسن صورته) (مَا حرم العذل إِلَّا فِي الغرام بِهِ ... وَلَا التهتك إِلَّا عِنْد جفوته) ) (وَلَا أرانا يدا بَيْضَاء من كرم ... ترجى وتخشى سوى مُوسَى وآيته) قلت شعر جيد 3 - (رَاجِح بن قَتَادَة) رَاجِح بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن بن عبد الْكَرِيم بن مُوسَى بن عِيسَى بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُوسَى الجون بن عبد الله الْكَامِل بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب صَاحب مَكَّة سَوف يَأْتِي ذكر أَخِيه الْحسن وَذكر أَبِيه قَتَادَة فِي مكانيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى لما طرد أَخُوهُ الْحسن عَن مَكَّة بعد الْملك المسعود ابْن الْكَامِل 3 - (القشعمي) رَاجِح القشعمي شَاعِر قدم بَغْدَاد ومدح الإِمَام المستنجد بِاللَّه ذكره أَبُو جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمهْدي بِاللَّه فِي الْكتاب الَّذِي جمعه فِي مدائح المستنجد وَأورد لَهُ قصيدة أَولهَا من الطَّوِيل (تذكرت هنداً بَعْدَمَا بَعدت هِنْد ... فؤاد حليفاه الصبابة والوجد) (فَكيف بهَا والمشرفية دونهَا ... وَسمر العوالي والمطهمة الجرد) (قَليلَة علم بالقرى بدوية ... كَأَن أياة الشَّمْس من وَجههَا يَبْدُو) (لَهَا من جوازي بطن مَكَّة مقلة ... وجيد وَمن بانات ناعجة قد) (وتسفر عَن مثل الصَّباح يحفه ... بلَيْل بهيم فرعها الفاحم الْجَعْد) (ألام فيحلو ذكرهَا لي كَمَا حلا ... إِلَى الناهل المصدوف عَن ورده الْورْد) (فَأَنْشد واشيها إِلَيّ إِذا وشى ... وَقَالَ وَلما يبْق من جهده جهد) (وحدثتني يَا سعد عَنْهَا فزدتني ... جنوناً فزدني من حَدِيثك يَا سعد)

راشد

قلت شعر متوسط الرَّازِيّ جمَاعَة أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ اسْمه مُحَمَّد بن إِدْرِيس وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ اسْمه عبيد الله الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عمر الطَّبِيب الرَّازِيّ اسْمه مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء) الرَّازِيّ النَّحْوِيّ نصير بن أبي نصر (رَاشد) 3 - (أَبُو حكيمة) رَاشد بن إِسْحَاق بن رَاشد أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب الْأَنْبَارِي يلقب أَبَا حكيمة بِضَم الْحَاء شَاعِر أديب أفنى عَامَّة شعره فِي مراثي ذكره قَالَ ابْن المرزباني يُقَال إِنَّه إِنَّمَا يَقُول ذَلِك لتهمة لحقته من عبد الله بن طَاهِر أَيَّام خدمته لَهُ فِي خَادِم لعبد الله وَمن شعره من الطَّوِيل (شنئتك من أير قَلِيل عناؤه ... خلت مِنْهُ أَسبَاب الْمَنَافِع أجمع) (تَغَيَّرت حَتَّى مَا ترى فِيك شِيمَة ... من الأير إِلَّا أَن رَأسك أصلع) وَمِنْه من الوافر (تعقف واستوى الطرفان مِنْهُ ... كَمثل الدَّال من خطّ الْكتاب) (أكشف مِنْهُ كل صباح يَوْم ... عيوباً لم تكن لي فِي حِسَاب) وَمِنْه من المجتث (يَا أير لَو كنت تحدى ... أقحمت بِي كل هول) (وَلم تنم والغواني ... يعمدن رَأسك حَولي) (قد كنت حَرْبَة نيك ... فصرت مئزاب بولِي)

وَمِنْه من الْبَسِيط (كَيفَ الطعان بِرُمْح لَا اسْتِوَاء لَهُ ... معقف مثل خطّ النُّون بالقلم) (كَأَنَّهُ وَهُوَ مقع فَوق خصيته ... مُسَافر تَحْتَهُ خرجان من أَدَم) (مَا لي أَرَاك تحامى كل غانية ... وَإِن أتيت بهَا حسناء كالصنم) (إِذا رَأَيْت وُجُوه الْبيض مقبلة ... وليتهن قفا خزيان مُنْهَزِم) (كم طعنة لَك لم يفلتك صَاحبهَا ... إِلَّا وعورته مخضوبة بِدَم) (خليته تتفداه حواضنه ... وَبَين فَخذيهِ جرح غير ملتئم) (أَيَّام أَنْت شِفَاء الإست إِن نغلت ... طب بتسكين أدواء الْحر الغلم) ) وَمِنْه من المنسرح (أصبح أيري كَأَن مقبضه ... خريطة فرغت من الْكتب) (كَأَنَّهُ حَيَّة مطوقة ... قد جعلت رَأسهَا على الذَّنب) وَمِنْه من أَبْيَات من الْخَفِيف (طالما قُمْت كالمنارة تهت ... ز قيَاما تسمو إِلَيْك الْعُيُون) (رب يَوْم رفعت فِيهِ قَمِيصِي ... وَكَأَنِّي فِي مشيتي مختون) (لم يدع مِنْك حَادث الدَّهْر إِلَّا ... جلدَة كالرشاء فِيهَا غُضُون) (تثنى كَأَنَّهَا صولجان ... أَو كَمَا عرقت من الْخط نون) وَمِنْه من الوافر (تنبه أَيهَا الأير المدلى ... لشأنك إِن طول النّوم عَار) (تقلص إِن أَصَابَك برد ليل ... وَتَسْتَرْخِي إِذا حمي النَّهَار) (وفييما بَين ذَلِك أَنْت ملقى ... على الخصيين لَيْسَ بك انتشار) (تولي الغانيات قفاً لئيماً ... يَلِيق بِهِ الْهَزِيمَة والفرار) (كَأَنَّك لم تخض غَمَرَات حَرْب ... تهيبها البطارقة الْكِبَار) (وَلم تسْتَقْبل الْأَبْطَال فِيهَا ... بمتن مَا تخونه انكسار) (تولد فِيك كل صباح يَوْم ... عُيُوب لَا يقوم بهَا اعتذار) (وَكَانَ على عوارك ستر صون ... فَزَالَ السّتْر وانكشف العوار)

الحبراني

وَمِنْه من الطَّوِيل (ينَام على ظهر الفتاة وَتارَة ... لَهُ حركات مَا تحس بهَا الْكَفّ) (كَمَا يرفع الفرخ ابْن يَوْمَيْنِ رَأسه ... إِلَى أَبَوَيْهِ ثمَّ يسْقطهُ الضعْف) (تطوق فَوق الخصيتين كَأَنَّهُ ... رشاء على رَأس الرَّكية ملتف) وَمِنْه من الْبَسِيط (كَأَنَّهُ حِين أطويه وأنشره ... خيط يلف على دوامة الزيق) (فَإِن يقم قلت قثاة معقفة ... وَعُرْوَة ركبت فِي رَأس إبريق) (وَكَانَ عهدي بِهِ ضخماً لَهُ عجر ... كَأَنَّهُ بعض أجذاع الزرانيق) ) (تهتز مِنْهُ عَصا فِي رَأسهَا كرة ... أمضى على الطعْن من بعض المزاريق) 3 - (الحبراني) رَاشد بن سعد الحبراني بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الرَّاء ألف وَنون وَقيل المقرائي الْحِمصِي روى عَن سعد بن أبي وَقاص وثوبان وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَعتبَة بن عبد وَأبي أُمَامَة وَأنس بن مَالك وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة 3 - (أَبُو أثيلة الصَّحَابِيّ) رَاشد السّلمِيّ أَبُو أثيلة كَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة ظَالِما فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم راشداً وَقيل أَنه قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ مَا اسْمك فَقَالَ غاوي بن ظَالِم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل أَنْت رَاشد بن عبد الله وَكَانَ سَادِن صنم بني سليم (الألقاب) الراشد بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ مَنْصُور بن الْفضل الراضي بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ اسْمه مُحَمَّد بن جَعْفَر تقدم ذكره فِي المحمدين الراضي بن الْمُعْتَمد يزِيد بن مُحَمَّد الرَّاعِي الشَّاعِر اسْمه عبيد بن حُصَيْن الرَّاغِب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد

رافع

(رَافع) 3 - (السنبسي) رَافع بن عَمْرو أَبُو عميرَة بن أبي رَافع وكنيته أَبُو الْحسن السنبسي الوائلي الطَّائِي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الَّذِي دلّ بِخَالِد بن الْوَلِيد من الْعرَاق إِلَى الشَّام وَصَحب أَبَا بكر الصّديق فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل وَكَانَ هُوَ الدَّلِيل بذلك الْجَيْش قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ الَّذِي قطع مَا بَين الْكُوفَة ودمشق فِي خمس ليل وَقَالَ فِيهِ الشَّاعِر من الرجز (لله در رَافع أَنى اهْتَدَى ... فوز من قراقر إِلَى سوى) خمْسا إِذا مَا سَارهَا الْجَيْش بَكَى يُقَال إِنَّه كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة لصاً فَكَانَ يعرف المفاوز وقراقر وَسوى ماءان لكَلْب وَقَالَ شريك كَانَ يُغير على أَحيَاء الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة ويدفن المَاء فِي بيض النعام فِي الأفياء وَقيل هُوَ الَّذِي كَلمه الذِّئْب فَأسلم وَمَات سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقيل زمن الْحجَّاج 3 - (ابْن مكيث الصَّحَابِيّ) رَافع بن مكيث شهد الْحُدَيْبِيَة وَبَايع تَحت الشَّجَرَة وَشهد الْفَتْح وَهُوَ أحد أَرْبَعَة الَّذين حملُوا ألوية جُهَيْنَة يَوْم الْفَتْح وَاسْتَعْملهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صدقاته وَكَانَ مَعَ يزِيد بن حَارِثَة فِي سَرِيَّة حسمى وَبَعثه بشيراً وَكَانَ مَعَ كرز بن جَابر فِي سَرِيَّة العرنيين وَكَانَ مَعَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي سَرِيَّة دومة الجندل وَبَعثه بكتابه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشيراً بِمَا فتح الله عَلَيْهِ وَله دَار بِالْمَدِينَةِ وَشهد الْجَابِيَة مَعَ عمر بن الْخطاب وَكَانَ أَمِيرا على ربع أسلم وغفار وَمُزَيْنَة وجهينة وَأَشْجَع 3 - (ابْن خديج الْأنْصَارِيّ) رَافع بن خديج بن عدي بن تزيد بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف أَولا الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد أحدا وَالْخَنْدَق واستصغر يَوْم بدر وَيُقَال أَصَابَهُ سهم يَوْم أحد فَنزع وَبَقِي السهْم إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع وَسبعين) قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا أشهد لَك يَوْم الْقِيَامَة وَكَانَ بصفين مَعَ عَليّ بن أبي طَالب وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الأقطع أَمِير الْعَرَب) رَافع بن الْحُسَيْن بن حَمَّاد بن مقين بِالْقَافِ الْمَفْتُوحَة أَبُو الْمسيب الأقطع الْمَعْرُوف بمظاهر الدولة أَمِير الْعَرَب بنواحي بَغْدَاد كَانَ فِيهِ فروسية وأدب

الحمال الشافعي

وَيَقُول الشّعْر وَأمه علوِيَّة بنت ملد بن الْمُقَلّد بن جَعْفَر بن عَمْرو بن المهيأ وَكَانَت فاضلة كَرِيمَة معمرة وَكَانَ فِيهِ شح وإمساك وَكَانَت تعيبه بذلك وَإِذا جرى فِي ضيافته تَقْصِير تممته من بيوتها وأحملت مُرَاعَاة الأضياف وَكَانَت تَقول واعيثاه مَا عرفت العشرات والخمسات إِلَّا مِنْكُم فِي هَذَا الزَّمَان وَمَا كُنَّا نَعْرِف إِلَّا الألوف والمئات وَكَانَ لَهَا رَأْي جيد فِي الحروب وَغَيرهَا وَكَانَ سَبَب قطع يَده أَنه كَانَ يشرب وَمَعَهُ بعض أَوْلَاد عبيد بني عَمه فجرت بَين اثْنَيْنِ مِنْهُمَا خُصُومَة وتجالدا بِالسُّيُوفِ فخلص بَينهمَا فَضرب أَحدهمَا يَده فقطعها غَلطا فَذَهَبت هدرا وَكَانَ يلبس يَده كفا يلْزم بهَا الْعَنَان وَيُقَاتل فَلَا يثبت لَهُ أحد وَكَانَ عَظِيم الْغيرَة على حرمه وإمائه وَكَانَ عقيماً وَكَانَت مَمْلَكَته البوازيج وَالسّن وتكريت وكرمى والحصاصة والدور والقادسية وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَمن شعر مظَاهر الدولة قَوْله من الطَّوِيل (لَهَا ريقة أسْتَغْفر الله إِنَّهَا ... ألذ وأشهى فِي النُّفُوس من الْخمر) (وصارم طرف لَا يزايل جفْنه ... وَلم أر سَيْفا قبل فِي جفْنه يبري) (فَقلت لَهَا والعيس تحدج بالضحى ... أعدي لفقدي مَا اسْتَطَعْت من الصَّبْر) (سأنفق ريعان الشبيبة آنِفا ... على طلب العلياء أَو طلب الْأجر) (أَلَيْسَ من الخسران أَن لياليها ... تمر بِلَا نفعٍ وتحسب من عمري) وَمِنْه من الْكَامِل (وَجه ابْن حَرْب مَا يحارب مهجة ... إِلَّا انتضى من مقلتيه سِلَاحا) (يَا دهر إِنَّك أَنْت نابذ رِيقه ... خمرًا وغارس خَدّه تفاحا) (وغرلت من غزل شباك جفونه ... فنصبتها فتقنصت أرواحا) ) 3 - (الْحمال الشَّافِعِي) رَافع بن نصر بن أنس أَبُو الْحسن الْحمال بِالْحَاء الْمُهْملَة قَرَأَ على القَاضِي أبي بكر الباقلاني شَيْئا من الْأُصُول وتفقه على أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَسمع من عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مهْدي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن رزقويه وَسكن مَكَّة إِلَى حِين وَفَاته سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَحدث هُنَاكَ وَقَالَ هياج بن عبيد الحطيني كَانَ لرافع فِي الزّهْد قدم وَقَالَ إِنَّمَا تفقه أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأَبُو يعلى ابْن الْفراء بمعاونة رَافع

رافع الأنصاري الخزرجي

لَهما لِأَنَّهُ كَانَ يحمل وَينْفق عَلَيْهِمَا وَله شعر 3 - (رَافع الْأنْصَارِيّ الخزرجي) رَافع بن مَالك بن العجلان بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو مَالك وَقيل أَبُو رِفَاعَة نقيب بَدْرِي عَقبي شهد الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة وَشهد بَدْرًا ذكره مُوسَى بن عقبَة وَلم يذكرهُ ابْن إِسْحَاق فِي الْبَدْرِيِّينَ وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا 3 - (ابْن الْحَارِث الصَّحَابِيّ) رَافع بن الْحَارِث بن سَواد بن زيد الصَّحَابِيّ شهِد بَدْرًا وأُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي خلَافَة عُثْمَان 3 - (رَافع بن الْمُعَلَّى) رَافع بن المُعلَّى بن لُوذان بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم بدر قَتله عِكْرِمَة بن أبي جهل روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث فِي أم الْقُرْآن أَنه لم ينزل فِي التَّوْرَاة وَلَا فِي الْإِنْجِيل مثلهَا قَالَ ابْن عبد الْبر وَمن قَالَ هَذَا فقد وهم وَلَيْسَ رَافع هَذَا ذَاك يَعْنِي من قَالَ إِنَّه أَبُو سعيد بن الْمُعَلَّى رَاوِي هَذَا الحَدِيث 3 - (ابْن عنجدة) رَافع بن عنجدة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَبِضَمِّهَا وَسُكُون النُّون وَبعدهَا جِيم ودال وهاء الْأنْصَارِيّ وَقيل عَامر بن عنجدة وعنجدة أمه وَأَبوهُ عبد الْحَارِث شهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق 3 - (مولى بديل الْخُزَاعِيّ) رَافع مولى بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ لَهُ صُحْبَة قَالَ ابْن إِسْحَاق لما دخلت خُزَاعَة مَكَّة لجأوا) إِلَى دَار بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ وَدَار مولى لَهُم يُقَال لَهُ رَافع 3 - (ابْن عميرَة الطَّائِي) رَافع بن عميرَة وَيُقَال ابْن عَمْرو الطَّائِي وَيُقَال رَافع بن أبي رَافع أَبُو الْحسن وَيُقَال إِنَّه الَّذِي كَلمه الذِّئْب كَانَ لصاً فِي الْجَاهِلِيَّة فَدَعَاهُ الذِّئْب إِلَى اللحوق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أنشدوا لطيء شعرًا فِي ذَلِك وَقيل إِن رَافعا قَالَه فِي كَلَام الذِّئْب إِيَّاه وَهُوَ من الوافر (رعيت الضَّأْن أحميها بكلبي ... من الضَّب الْخَفي وكل ذِئْب) (فَلَمَّا أَن سَمِعت الذِّئْب نَادَى ... يبشرني بِأَحْمَد من قريب) (سعيت إِلَيْهِ قد شمرت ثوبي ... على السَّاقَيْن قاصدة الركيب)

أبو الحكم الأنصاري

(فألفيت النَّبِي يَقُول قولا ... صَدُوقًا لَيْسَ بالْقَوْل الكذوب) (فبشرني بدين الْحق حَتَّى ... تبينت الشَّرِيعَة للمنيب) (وأبصرت الضياء يضيء حَولي ... أَمَامِي إِن سعيت وَمن جنوبي) وَله خبر فِي صُحْبَة أبي بكر الصّديق فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل وَتُوفِّي رَافع سنة ثَلَاث وَعشْرين قبل قتل عمر روى عَنهُ طَارق بن شهَاب وَالشعْبِيّ يُقَال إِنَّه قطع مَا بَين دمشق والكوفة فِي خمس لَيَال لمعرفته بالمفاوز 3 - (أَبُو الحكم الْأنْصَارِيّ) رَافع بن سِنَان أَبُو الحكم الْأنْصَارِيّ جد عبد الحميد بن جَعْفَر روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تَخْيِير الصَّغِير بَين أَبَوَيْهِ وَكَانَ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أسلم وأبت امْرَأَته أَن تسلم 3 - (حَلِيف القوافلة) رَافع بن سهل بن رَافع بن عدي الْأنْصَارِيّ حَلِيف للقوافلة قيل إِنَّه شهد بَدْرًا وَلم يخْتَلف فِي أَنه شهد أحدا وَسَائِر الْمشَاهد بعْدهَا 3 - (رَافع بن سهل) رَافع بن سهل بن زيد بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الأوسي شهد أحدا وَخرج هُوَ وَأَخُوهُ عبد الله بن سهل إِلَى حَمْرَاء الْأسد وهما جريحان فَلم يكن لَهما ظهر وَشهد الخَنْدَق وَلم يُوقف لرافع على) وَقت وَفَاة 3 - (ابْن ظهير الصَّحَابِيّ) رَافع بن ظهير أَو حضير قَالَ ابْن عبد الْبر لَيْسَ فِي الصَّحَابَة رَافع بن ظهير وَلَا رَافع بن حضير وَلَا يعرف فِي غير الصَّحَابَة أَيْضا وَإِنَّمَا فِي الصَّحَابَة ظهير بن رَافع وَقَالَ غير ابْن عبد الْبر رَافع بن أسيد بن ظهير 3 - (ابْن مجدع) رَافع بن عَمْرو بن مجدع وَقيل مجدج أَخُو الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ يعد فِي الْبَصرِيين روى عَنهُ عبد الله بن الصَّامِت وَغَيره 3 - (الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي) رَافع بن زيد وَيُقَال ابْن يزِيد بن كرز الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا يُقَال إِنَّه شهد بَدْرًا على نَاضِح لسَعِيد بن زيد

ابن بشير السلمي

3 - (ابْن بشير السّلمِيّ) رَافع بن بشير السّلمِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ تخرج نَار تَسوق النَّاس إِلَى الْمَحْشَر روى عَنهُ ابْنه بشر بن رَافع يضطرب فِيهِ 3 - (أَبُو الْعَلَاء قَاضِي همذان) رَافع بن مُحَمَّد بن رَافع بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَلَاء قَاضِي همذان كَانَ من أَصْحَاب الرَّأْي وَهُوَ صَدُوق توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (وَالِي خُرَاسَان) رَافع بن هرثمة لما عزل الْمُوفق بِاللَّه عَمْرو بن اللَّيْث الصفار عَن ولَايَة خُرَاسَان جعلهَا لأبي عبد الله مُحَمَّد بن طَاهِر الْخُزَاعِيّ سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ مُقيم بِبَغْدَاد فاستخلف مُحَمَّد بن طَاهِر عَلَيْهَا رَافع بن هرثمة مَا خلا أَعمال مَا وَرَاء النَّهر فَإِن الْمُوفق أقرّ عَلَيْهَا نصر بن أَحْمد بن أَسد الساماني خَليفَة لمُحَمد بن طَاهِر ثمَّ وَردت كتب الْمُوفق على رَافع بن هرثمة بِقصد جرجان وطبرستان وَكَانَت لِلْحسنِ بن زيد فَجَاءَهُ رَافع فِي سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ففارقها إِلَى إستراباذ فحاصره رَافع بهَا مُدَّة سِنِين) ثمَّ فَارقهَا لَيْلًا فِي نفر قَلِيل إِلَى بِلَاد الديلم وَاسْتولى رَافع على طبرستان سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ثمَّ إِن رَافع بن هرثمة عزل عَن خُرَاسَان وتولاها عَمْرو بن اللَّيْث وَبَقِي رَافع بِالريِّ وَجرى لَهُ مَعَ عَمْرو بن اللَّيْث مَا جرى على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن اللَّيْث إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَآخر الْأَمر قتل رَافع سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَحمل رَأسه إِلَى عَمْرو فَبعث بِهِ إِلَى المعتضد وَقد مدح البحتري رَافعا هَذَا بقصيدة وَهُوَ بالعراق فَأرْسل إِلَيْهِ عشْرين ألف دِرْهَم وَلم يكن هرثمة أَبَا رَافع وَإِنَّمَا كَانَ زوج أمه فنسب إِلَيْهِ وَاسم أبي رَافع تومرد 3 - (الصميدي الصُّوفِي) رَافع بن هجرس الإِمَام الْمُقْرِئ الْمُحدث الْفَقِيه الزَّاهِد الْخَيْر أَبُو مُحَمَّد الصميدي الصُّوفِي نزيل الْقَاهِرَة سمع بِدِمَشْق من أَصْحَاب ابْن طبرزد وبمصر من طَائِفَة وعني بالرواية والقرآءات وَكتب وَحصل بعض الْأُصُول وعلق وَأفَاد مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى كهلاً فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة بِمصْر عَن خمسين سنة إِلَّا سنة (الألقاب) أَبُو رَافع مولى النَّبِي اسْمه أسلم وَقيل إِبْرَاهِيم

زوجة ابن أبي الحواري

ابْن رَافع قَاضِي حلب أَحْمد بن عبد الله وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الرَّافِعِيّ إِمَام الدّين الشَّافِعِي عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد ابْن الراوندي أَحْمد بن يحيى ابْن الرائض المجود الْفضل بن عمر ابْن رامين الإستراباذي الْحسن بن الْحُسَيْن ابْن الران الْوَاعِظ أَحْمد بن عبد الله ابْن رَاهَوَيْه الْفَقِيه هُوَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق رَاهِب قُرَيْش أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن) (زَوْجَة ابْن أبي الْحوَاري) رائعة بياء آخر الْحُرُوف زَوْجَة أَحْمد بن أبي الْحوَاري وَقد تقدم ذكره فِي الأحمدين كَانَت فِي الزّهْد وَالْعِبَادَة مثل رَابِعَة العدوية بل أبلغ قَالَ أَحْمد كَانَت إِذا طبخت قدرا تَقول لي كلهَا وَالله مَا أنضجها إِلَّا التَّسْبِيح وَقَالَت لزَوجهَا رُبمَا رَأَيْت الْحور الْعين يذْهبن فِي دَاري ويجئن ويستترن بأمكامهن عني قَالَ أَحْمد سَمعتهَا تَقول مَا رَأَيْت ثلجاً إِلَّا ذكرت بِهِ تطاير الصُّحُف وَلَا جَرَادًا إِلَّا ذكرت بِهِ الْحَشْر وَلَا سَمِعت أذاناً إِلَّا ذكرت بِهِ مُنَادِي يَوْم الْقِيَامَة قَالَ أَحْمد وَدفعت إِلَيّ يَوْمًا خَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَت لي تزوج بِهَذِهِ أَو تسر فَإِنِّي مَشْغُولَة عَنْك وَكَانَ لِأَحْمَد أَربع نسْوَة وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ (ربَاب) 3 - (ابْن ثَوْر) ربَاب بن رميلة ورميلة أمه وَهِي أمة خَالِد بن مَالك بن ربعي بن سلمى بن جندل وَهُوَ ربَاب بن ثَوْر بن أبي حَارِثَة بن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم بن عَمْرو بن تَمِيم وَولد رميلة يَزْعمُونَ أَنَّهَا كَانَت سبية من سَبَايَا الْعَرَب فَولدت لثور أَرْبَعَة نفر وهم ربَاب وجحناء والأشهب وسويط وَكَانُوا من أَشد إخْوَة فِي الْعَرَب يدا وَلِسَانًا ومنعة جَانب كثرت أَمْوَالهم فِي الْإِسْلَام وولدتهم أمّهم فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانُوا إِذا وردوا مَاء

من مياه الصمان حظروا على النَّاس مَا يُرِيدُونَ مِنْهُ وَكَانَت لرميلة قطيفة حَمْرَاء فَكَانُوا يَأْخُذُونَ الهدبة من تِلْكَ القطيفة فيلقونها على المَاء أَي قد سبقنَا إِلَى هَذَا فَلَا يردهُ أحد لعزهم فَيَأْخُذُونَ من المَاء مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ويتركون مَا يستغنون عَنهُ فَوَرَدُوا فِي بعض السنين مَاء من مياه الصمان وَورد مَعَهم نَاس من بني قطن بن نهشل فأورد بَعضهم بعيره وَقد حظروا عَلَيْهِ) فَبَلغهُمْ ذَلِك فغضبوا واجتمعوا واقتتلوا فَضرب ربَاب رَأس بشر بن صبيح الْمَعْرُوف بِأبي بدال وَأمه بنت أبي الْحمام ابْن قراد بن مَخْزُوم وَقَالَ ربَاب فِي ذَلِك من الرجز (ضَربته عَشِيَّة الْهلَال ... أول يَوْم عد من شَوَّال) (ضربا على الرَّأْس أَبَا بدال ... ثمت مَا أَبَت وَلَا أُبَالِي) أَلا تؤوب آخر اللَّيَالِي وَجمع كل وَاحِد لصَاحبه قومه وأحلافهم وطالت الْحَرْب بَينهم وَجَرت أُمُور فَقَالَ أخوة الْأَشْهب بن رميلة وَيْلكُمْ يَا قوم أَفِي ضَرْبَة من عَصا لم تصنع شَيْئا تسفكون دماءكم وَالله مَا بصاحبكم من بَأْس فأعطو قومكم حَقهم فَقَالَ جحناء ورباب وَالله لننصرفن فلنلحقن بغيركم وَلَا نعطي مَا بِأَيْدِينَا فَقَالَ الْأَشْهب وَيْلكُمْ أتتركون دَار قومكم فِي ضَرْبَة عَصا لم تصنع شَيْئا وَلم يزل بهم حَتَّى جَاءُوا بأَخيه ربَاب فدفعوه إِلَى بني قطن وَأخذُوا مِنْهُم أَبَا بدال الْمَضْرُوب فَمَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة فِي أَيْديهم فجَاء بَنو قطن إِلَى ربَاب فَقَالُوا أوص بِمَا بدا لَك فَإِن أَبَا بدال مَاتَ قَالَ دَعونِي أصل قَالُوا صل فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قَالَ أما وَالله إِنِّي إِلَى رَبِّي لذُو حَاجَة وَمَا مَنَعَنِي أَن أَزِيد فِي صَلَاتي إِلَّا أَن تروا أَن ذَلِك فرق من الْمَوْت فليضربني مِنْكُم رجل شَدِيد الساعد حَدِيد السَّيْف فدفعوه إِلَى ابْن خُزَيْمَة فَضرب عُنُقه ودفنوه وَذَلِكَ فِي الْفِتْنَة بعد مقتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ الْأَشْهب يرثي أَخَاهُ وَيَلُوم نَفسه أَن دفع أَخَاهُ رباباً إِلَيْهِم من الطَّوِيل (أعيني قلت عِبْرَة من أَخِيكُمَا ... بِأَن تسهرا ليل التَّمام وتجزعا) (وباكية تبْكي رباباً وَقَائِل ... جزى الله خيرا مَا أعف وأمنعا) (وأضرب فِي الهيجا إِذا حمي الوغى ... وَأطْعم إِذْ أَمْسَى المراضيع جوعا) (إِذا مَا اعترضنا من أخينا أَخَاهُم ... ظمئنا وَلم نشف الغليل فينقعا) (قرونا دَمًا والضيف منتظر الْقرى ... ودعوة دَاع قد دَعَانَا فأسمعا) (مددنا وَكَانَت هفوة من حلومنا ... بثدي إِلَى أَوْلَاد ضَمرَة أقطعا) (وَقد لامني قومِي وَنَفْسِي تلومني ... بِمَا فال رَأْيِي فِي ربَاب وضيعا) (فَلَو كَانَ قلبِي من حَدِيد أذابه ... وَلَو كَانَ من صم الصَّفَا لتصدعا)

زوجة الحسين بن علي

) 3 - (زَوْجَة الْحُسَيْن بن عَليّ) الربَاب بنت امْرِئ الْقَيْس بن عدي الْكَلْبِيّ زَوْجَة الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَهِي أم سكينَة بنت الْحُسَيْن وَهِي الَّتِي يَقُول فِيهَا الْحُسَيْن من الوافر (لعمرك إِنَّنِي لأحب دَارا ... تكون بهَا سكينَة والرباب) (أحبهما وأبذل جلّ مَالِي ... وَلَيْسَ لعاتب عِنْدِي عتاب) كَانَت الربَاب من أفضل النِّسَاء وأجملهن وخيارهن خطبت بعد قتل الْحُسَيْن فَقَالَت مَا كنت لأتخذ حمواً بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَت ترثي الْحُسَيْن من الْبَسِيط (إِن الَّذِي كَانَ نورا يستضاء بِهِ ... بكربلاء قَتِيل غير مدفون) (سبط النَّبِي جَزَاك الله صَالِحَة ... عَنَّا وجنبت خسران الموازين) (قد كنت لي جبلا صعباً ألوذ بِهِ ... وَكنت تصحبنا بالرحم وَالدّين) (من لِلْيَتَامَى وَمن للسائلين وَمن ... يُغني ويأوي إِلَيْهِ كل مِسْكين) (رَبَاح) 3 - (قَاضِي الْمَدِينَة) رَبَاح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سُفْيَان بن حويطب قَاضِي الْمَدِينَة قتل مَعَ بني أُميَّة يَوْم نهر أبي فطرس روى عَن جدته ابْنة سعيد بن زيد وَأبي هُرَيْرَة وزرعة بن إِبْرَاهِيم وَزِيَاد بن زِيَاد بن أَبِيه وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (ابْن الْمُعْتَرف الصَّحَابِيّ) رَبَاح بن الْمُعْتَرف قيل رَبَاح بن عَمْرو بن الْمُعْتَرف وَقيل اسْم المقترف وهيب بن حجوان لَهُ صُحْبَة كَانَ شريك عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي التِّجَارَة وَابْنه عبد الله بن رَبَاح من كبار الْعلمَاء وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله مَكَانَهُ كَانَ مَعَ عبد الرَّحْمَن فِي سفر فَرفع صَوته رَبَاح يُغني غناء الركْبَان فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن مَا هَذَا قَالَ غير مَا بَأْس نَلْهُو ونقصر عَنَّا السّفر فَقَالَ عبد الرَّحْمَن إِن كُنْتُم لَا بُد فاعلين فَعَلَيْكُم بِشعر ضرار بن الْخطاب وَيُقَال إِنَّه كَانَ مَعَهم فِي ذَلِك السّفر عمر بن الْخطاب وَكَانَ يغنيهم غناء النصب)

مولى الحارث الصحابي

3 - (مولى الْحَارِث الصَّحَابِيّ) رَبَاح مولى الْحَارِث الصَّحَابِيّ قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَهُوَ مولى الْحَارِث بن مَالك الْأنْصَارِيّ 3 - (مُؤذن الرَّسُول) رَبَاح مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أسود وَرُبمَا أذن على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحْيَانًا إِذا انْفَرد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (اللَّخْمِيّ الصَّحَابِيّ) رَبَاح اللَّخْمِيّ جد مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح الصَّحَابِيّ رُوِيَ عَنهُ فِي فتح مصر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ستفتح بعدِي مصر ويساق إِلَيْهَا أقل النَّاس أعماراً رَوَاهُ مطهر بن الْهَيْثَم عَن مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح (الربداء) 3 - (بنت عَمْرو البلوية) الربداء بنت عَمْرو بن عمَارَة بن عَطِيَّة البلوية كَانَ أَبُو الربداء يَاسر عبدا لَهَا فَمر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يرْعَى غنما لمولاته وفيهَا لَهُ شَاتَان فاستسقاه فَحلبَ لَهُ شاتيه ثمَّ رَاح وَقد حفلتا فَذكر ذَلِك لمولاته فَقَالَت أَنْت حر فتكنى بِأبي الربداء الربضي الْقُرْطُبِيّ اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الربضي صَاحب الأندلس الحكم بن هِشَام (ربعي) ابْن حِرَاش الْكُوفِي ربعي بن حِرَاش بن جحش الْغَطَفَانِي الْعَبْسِي الْكُوفِي حدث عَن عَمْرو وَعلي وَحُذَيْفَة وَغَيرهم وروى عَنهُ الشّعبِيّ وَمَنْصُور وَعبد الْملك بن عُمَيْر وَغَيرهم وَقدم الشأم وَشهد خطْبَة عمر بالجابية كَمَا قيل وَقَالَ ابْن سعد وَكَانَ ثِقَة لَهُ أَحَادِيث صَالِحَة قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ بَنو حِرَاش ثَلَاثَة ربعي وربيع ومسعود وَلم يرو عَن

ابن رافع الصحابي

مَسْعُود شَيْء إِلَّا كَلَامه بعد الْمَوْت كَذَا قَالَ وَقَالَ غَيره إِن الَّذِي تكلم بعد الْمَوْت هُوَ ربيع كَذَا قَالَ ابْن مَاكُولَا قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ تَابِعِيّ ثِقَة من خِيَار التَّابِعين وَيُقَال إِنَّه لم يكذب قطّ وَكَانَ ابناه عاصيين زمن الْحجَّاج فَأرْسل إِلَيْهِ يَقُول أَيْن ابناك قَالَ هما فِي الْبَيْت قَالَ قد عَفَوْت عَنْهُمَا لصدقك وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَة وَكَانَ آلى أَن لَا يفتر ضَاحِكا حَتَّى يعلم أَيْن مصيره أَفِي الْجنَّة هُوَ أم فِي النَّار فَأخْبر غاسله أَنه لم يزل مُتَبَسِّمًا على سَرِيره وَنحن نغسله حَتَّى فَرغْنَا مِنْهُ وَقيل إِن ذَلِك أَخُوهُ ربيع وروى لَهُ الْجَمَاعَة (ابْن رَافع الصَّحَابِيّ) ربعي بن رَافع بن زيد بن حَارِثَة الصَّحَابِيّ حَلِيف لبني عَمْرو بن عَوْف شهد بَدْرًا وَقيل ربعي ابْن أبي رَافع الربعِي النَّحْوِيّ عَليّ بن عِيسَى ابْن الربيب المغربي الْحسن بن مُحَمَّد الربيب الْوَزير الْحُسَيْن بن مُحَمَّد (ربيع) 3 - (الْأَمِير الْحَارِثِيّ) ربيع بن زِيَاد بن الرّبيع الْحَارِثِيّ الْأَمِير زمن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ توفّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وَله صُحْبَة اسْتَخْلَفَهُ أَبُو مُوسَى سنة سبع عشرَة على قتال مناذر فافتتحها عنْوَة وَقتل وسبى وَقتل بهَا يَوْمئِذٍ أَخُوهُ المُهَاجر بن زِيَاد وَلما صَار الْأَمر إِلَى مُعَاوِيَة وعزل عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة عَن سجستان ولاها الرّبيع بن زِيَاد الْحَارِثِيّ فأظهره الله على التّرْك وَبَقِي أَمِيرا على سجستان إِلَى أَن مَاتَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَمِيرا على الْكُوفَة فولى مُعَاوِيَة زياداً الْكُوفَة مَعَ الْبَصْرَة جمع لَهُ العراقين فعزل زِيَاد الرّبيع بن زِيَاد عَن سجستان وولاها عبيد الله بن أبي بكرَة وَبعث الرّبيع بن زِيَاد إِلَى خُرَاسَان فغزا بَلخ وَقَالَ زِيَاد مَا قَرَأت مثل كتب الرّبيع بن زِيَاد الْحَارِثِيّ مَا كتب قطّ إِلَّا فِي احتياز مَنْفَعَة أَو دفع مضرَّة وَلَا كَانَ فِي موكب قطّ فَتقدم عنان دَابَّته عنان دَابَّتي وَلَا مست ركبته ركبتي روى عَن الرّبيع بن زِيَاد مطرف بن الشخير وَحَفْصَة بنت سِيرِين وروى عَن أبي بن

الثوري الكوفي

كَعْب وَعَن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعرف لَهُ حَدِيثا مُسْندًا 3 - (الثَّوْريّ الْكُوفِي) الرّبيع بن خثيم الثَّوْريّ الْكُوفِي من سادة التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى أبي دَاوُد وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل فِي حُدُود التسعين وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَيْضا أرسل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمع ابْن مَسْعُود وَأَبا) أَيُّوب وَعَمْرو بن مَيْمُون وَقَالَ توفّي فِي حُدُود الْمِائَة 3 - (الْبكْرِيّ الْحَنَفِيّ) الرّبيع بن أنس الْبكْرِيّ الْحَنَفِيّ روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (ابْن صبيح) الرّبيع بن صبيح روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة وروى الرّبيع عَن الْحسن وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وثابت وَيزِيد الرقاشِي وروى عَنهُ وَكِيع وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَأَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ وَعلي بن الْجَعْد وَقَالَ أَحْمد لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَقَالَ شُعْبَة هُوَ عِنْدِي من سَادَات الْمُسلمين وغزا فِي المطوعة أَرض الْهِنْد وَقَالَ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الرامَهُرْمُزِي أول من صنف وَبَوَّبَ فِيمَا أعلم الرّبيع بن صبيح بِالْبَصْرَةِ ثمَّ سعيد بن أبي عرُوبَة بهَا وخَالِد بن جميل الَّذِي يُقَال لَهُ العَبْد وَمعمر بِالْيمن وَابْن جريج بِمَكَّة وسُفْيَان الثَّوْريّ بِالْكُوفَةِ وَحَمَّاد بن سَلمَة بِالْبَصْرَةِ ثمَّ صنف سُفْيَان بن عُيَيْنَة والوليد بن مُسلم وَابْن الْمُبَارك وَجَرِير بن عبد الحميد وهشيم 3 - (الْمُقْرِئ العابد الْمروزِي) الرّبيع بن ثَعْلَب العابد المقرىء أَبُو الْفضل الْمروزِي قَالَ الْحَافِظ جزرة كَانَ ثِقَة من عباد الله الصَّالِحين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

المرادي صاحب الشافعي

3 - (الْمرَادِي صَاحب الشَّافِعِي) الرّبيع بن سُلَيْمَان بن عبد الْجَبَّار أَبُو مُحَمَّد الْمرَادِي مَوْلَاهُم الْفَقِيه الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن صَاحب الشَّافِعِي وراوي كتبه روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ قَالَ النَّسَائِيّ لابأس بِهِ قَالَ لَهُ الشَّافِعِي لَو أمكنني أَن أطعمك الْعلم لأطعمتك وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ آخر من روى عَن الشَّافِعِي قَالَ كُنَّا جُلُوسًا بَين يَدي الشَّافِعِي أَنا والبويطي والمزني فَنظر إِلَى الْبُوَيْطِيّ فَقَالَ ترَوْنَ هَذَا إِنَّه لن يَمُوت إِلَّا فِي حَدِيدَة ثمَّ نظر إِلَى الْمُزنِيّ فَقَالَ ترَوْنَ هَذَا أما إِنَّه سَيَأْتِي عَلَيْهِ زمَان لَا يُفَسر شَيْئا فيخطئه ثمَّ نظر إِلَيّ وَقَالَ أما إِنَّه مَا فِي الْقَوْم أَنْفَع لي مِنْهُ ولوددت لَو حشوته الْعلم حَشْوًا وَأورد لَهُ الْحَافِظ زكي الدّين عبد الْعَظِيم من المنسرح) (صبرا جميلاً مَا أسْرع الفرجا ... من صدق الله فِي الْأُمُور نجا) (من خشِي الله لم ينله أَذَى ... وَمن رجا الله كَانَ حَيْثُ رجا) 3 - (الجيزي صَاحب الشَّافِعِي) الرّبيع بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الْأَعْرَج الْأَزْدِيّ بِالْوَلَاءِ الْمصْرِيّ الجيزي صَاحب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ لكنه كَانَ قَلِيل الرِّوَايَة عَنهُ وَإِنَّمَا روى عَن عبد الله بن الحكم كثيرا وَكَانَ ثِقَة روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَسمع ابْن وهب وَالشَّافِعِيّ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (المخبل) الرّبيع بن ربيعَة ويكنى أَبَا يزِيد هُوَ المخبل من بني أنف النَّاقة شَاعِر فَحل من مخضرمي الْإِسْلَام والجاهلية كَانَ لَهُ ولد اسْمه شَيبَان فَهَاجَرَ إِلَى الْكُوفَة وَخرج مَعَ ابْن أبي وَقاص إِلَى حَرْب الْفرس وَكَانَ المخبل قد أسن وَضعف فَعمد إِلَى إبِله وغنمه وَسَائِر مَاله ليَبِيعهُ وَيلْحق بِابْنِهِ فَمَنعه عَلْقَمَة بن هَوْذَة وَأَعْطَاهُ مَالا وفرساً وكلم فِيهِ عمر بن الْخطاب وأنشده قَوْله فِيهِ من الطَّوِيل (أيهلكني شَيبَان فِي كل لَيْلَة ... لقلبي من خوف الْفِرَاق وجيب) (أشيبان مَا أَدْرَاك فِي كل لَيْلَة ... غبقتك فِيهَا والغبوق حبيب) (أشيبان إِن تأت الجيوش تجدهم ... يقاسون أَيَّامًا لَهُنَّ خطوب) (يذودون جند الهرمزان كَأَنَّمَا ... يذودون أوراد الْكلاب تلوب)

أبو توبة الحلبي

(وَلَا هم إِلَّا الْبَز أَو كل سابح ... عَلَيْهِ فَتى شاكي السِّلَاح نجيب) (فَإِن يَك غصني الْيَوْم أصبح بَالِيًا ... وغصنك من مَاء الشَّبَاب رطيب) (فَإِنِّي حنت ظَهْري خطوب تَتَابَعَت ... فمشيي ضَعِيف فِي الرِّجَال دَبِيب) (إِذا قَالَ صحبي يَا ربيع أَلا ترى ... أرى الشَّخْص كالشخصين وَهُوَ قريب) (ويخبرني شَيبَان أَن لن يعقني ... تعق إِذا فارقتني وتحوب) فَبكى عمر ورق لَهُ وَكتب إِلَى سعد برده فَسَأَلَهُ الإعفاء عَنهُ فَقَالَ لَا تحرمني الْجِهَاد فَقَالَ إِنَّهَا عَزمَة من عمر رَضِي الله عَنهُ فَانْصَرف إِلَيْهِ وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن مَاتَ وأخبار المخبل كَثِيرَة فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج وَكَانَ المخبل مغلباً) 3 - (أَبُو تَوْبَة الْحلَبِي) الرّبيع بن نَافِع أَبُو تَوْبَة الْحلَبِي نزيل طرسوس روى عَن مُعَاوِيَة بن سَلام وَشريك وَأبي الْأَحْوَص وَأبي الْمليح الْحسن بن عَمْرو وَعبيد الله بن عَمْرو والهيثم بن حميد وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَإِبْرَاهِيم بن سعد وَيزِيد بن الْمِقْدَام وَابْن الْمُبَارك وَطَائِفَة وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد فَأكْثر وروى البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن رجلٍ عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَالْحسن بن الصَّباح والدارمي وَأَبُو حَاتِم وَيزِيد بن جهور وَيَعْقُوب الْفَسَوِي وَأحمد بن خُلَيْد الْحلَبِي وَآخَرُونَ قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة حجَّة كَانَ يُقَال إِنَّه من الأبدال قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ آخر من حدث عَن مُعَاوِيَة بن سَلام توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (حَاجِب الْمَنْصُور) الرّبيع بن يُونُس بن مُحَمَّد كيسَان العباسي مَوْلَاهُم الْأَمِير الْحَاجِب أَبُو الْفضل كَانَ من كبار الْمُلُوك ولي حجابة الْمَنْصُور ثمَّ وزارته وحجب الْمهْدي وَولي ابْنه الْفضل حجابة الرشيد وَولي حفيده الْعَبَّاس حجابة الْأمين وَقَطِيعَة الرّبيع بِبَغْدَاد محلّة كَبِيرَة تنْسب إِلَيْهِ وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَة وَكَانَ الْمَنْصُور كثير الْميل إِلَيْهِ حسن الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ قَالَ لَهُ يَوْمًا يَا ربيع سل حَاجَتك فَقَالَ حَاجَتي أَن تحب الْفضل ابْني قَالَ لَهُ وَيلك إِن الْمحبَّة تقع بِأَسْبَاب فَقَالَ قد أمكنك الله مِنْهَا فَقَالَ وَمَا ذَاك فَقَالَ تفضل عَلَيْهِ فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك أحبك وَإِذا أحبك أحببته

أبو الزهر الأشعري القرطبي

قَالَ قد وَالله أحببته قبل وُقُوع السَّبَب وَلَكِن كَيفَ اخْتَرْت لَهُ الْمحبَّة دون كل شَيْء قَالَ لِأَنَّك إِذا أحببته صغر عنْدك كَبِير إحسانك إِلَيْهِ وَصغر عنْدك كَبِير إساءته وَكَانَت ذنُوبه كذنوب الصّبيان وَحَاجته إِلَيْك حَاجَة الشَّفِيع الْعُرْيَان وَقَالَ الْمَنْصُور لَهُ يَوْمًا وَيحك يَا ربيع مَا أطيب الدُّنْيَا لَوْلَا الْمَوْت فَقَالَ لَهُ إِلَّا بِالْمَوْتِ قَالَ وَكَيف ذَاك قَالَ لَوْلَا الْمَوْت لم تقعد هَذَا المقعد فَقَالَ لَهُ صدقت وَيُقَال إِن الرّبيع لم يكن لَهُ أَب يعرف بِهِ وَإِن بعض الهاشميين دخل على الْمَنْصُور وَجعل) يحدثه وَيَقُول كَانَ أبي رَحمَه الله وَكَانَ وَأكْثر من الرَّحْمَة عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الرّبيع كم تترحم على أَبِيك بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ الْهَاشِمِي أَنْت مَعْذُور لِأَنَّك لَا تعرف مِقْدَار الْآبَاء فَخَجِلَ مِنْهُ وَضحك الْمَنْصُور إِلَى أَن اسْتلْقى ثمَّ قَالَ للهاشمي خُذ بِمَا أدبك بِهِ الرّبيع وَيُقَال إِن الْهَادِي سمه وَقيل مرض ثَمَانِيَة أَيَّام وَمَات 3 - (أَبُو الزهر الْأَشْعَرِيّ الْقُرْطُبِيّ) ربيع بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن ربيع أَبُو الزهر الْأَشْعَرِيّ الْقُرْطُبِيّ من بَيت كَبِير شهير بالأندلس روى عَن أَبِيه أبي عَامر وَغَيره وَولي قَضَاء بعض الأندلس وَتُوفِّي بحصن بلش سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (سطيح الكاهن) الرّبيع الْمَعْرُوف بسطيح الكاهن الغساني الذئبي من ذُرِّيَّة ذِئْب بن جحن قيل إِنَّه كَانَ يسكن الْجَابِيَة وَقيل مشارف الشَّام وَهِي الْقرى الَّتِي بَين بِلَاد الشَّام وجزيرة الْعَرَب سميت بذلك لإشرافها على السوَاد وَعَن أبي عُبَيْدَة وَمُحَمّد بن سَلام وَغَيرهمَا قَالُوا ولد سطيح فِي زمن سيل العرم وعاش إِلَى ملك ذِي نواس وَذَلِكَ نَحْو ثَلَاثِينَ قرنا وَكَانَ مَسْكَنه الْبَحْرين وَزَعَمت عبد الْقَيْس أَنه مِنْهُم وَيَزْعُم الأزد أَنه مِنْهُم وَأكْثر الْمُحدثين يَقُولُونَ هُوَ من الأزد وَلَا يدرى مِمَّن هُوَ وأخباره كَثِيرَة وَجَمعهَا غير وَاحِد من أهل الْعلم وَالْمَشْهُور من أمره أَنه كَانَ كَاهِنًا وَقد أخبر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن بَعثه ومبعثه بأخبار كَثِيرَة وَرُوِيَ أَنه عَاشَ سبع مائَة سنة وَأدْركَ الْإِسْلَام فَلم يسلم وَرُوِيَ أَنه هلك عِنْد مَا ولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْمعَافى بن زَكَرِيَّاء وَرُوِيَ لنا من بعض الطّرق بِإِسْنَاد الله أعلم بِهِ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن سطيح فَقَالَ نَبِي ضيعه قومه وَهُوَ ممشهور عِنْد الْعَرَب يذكرُونَ سجعه وكهانته ويضربون الْمثل بِعِلْمِهِ وَصدقه فِيمَا يخبر بِهِ وَعَن ابْن عَبَّاس إِن الله خلق سطيحاً لَحْمًا على وَضم وَكَانَ يحمل على وضمه فَيُؤتى بِهِ) حَيْثُ شَاءَ وَلم يكن فِيهِ عصب وَلَا عظم إِلَّا الجمجمة والعنق وَالْكَفَّيْنِ وَكَانَ يطوى من رجلَيْهِ إِلَى ترقوته كَمَا يطوى الثَّوْب وَلم يكن فِيهِ شَيْء يَتَحَرَّك إِلَّا لِسَانه وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا

بنت معوذ الأنصارية

بالسجع وَكَانَ فِي زَمَنه كَاهِن آخر يُقَال لَهُ شقّ أَبُو الرّبيع بن سَالم الأندلسي اسْمه سُلَيْمَان بن مُوسَى 3 - (بنت معوذ الْأَنْصَارِيَّة) الرّبيع بِضَم الرَّاء وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف بنت معوذ بن عفراء الْأَنْصَارِيَّة لَهَا صُحْبَة رَوَت عدَّة أَحَادِيث وروى لَهَا الْجَمَاعَة وَتوفيت فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَهِي من المبايعات بيعَة الشَّجَرَة دخلت أَسمَاء بنت مخرمَة وَكَانَت امْرَأَة تبيع الْعطر بِالْمَدِينَةِ على الرّبيع فِي نسْوَة فسألنها فانتسبت الرّبيع فَقَالَت لَهَا أَسمَاء أَنْت بنت قَاتل سيدهتعني أَبَا جهل فَقَالَت الرّبيع أَنا بنت قَاتل عَبده قَالَت حرَام عَليّ أَن أبيعك من عطري شَيْئا فَقَالَت الرّبيع وَحرَام عَليّ أَن أَشْتَرِي مِنْهُ شَيْئا فَمَا وجدت لعطر نَتنًا غير عطرك وَإِنَّمَا قَالَت ذَلِك لتغيظها وَرُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهَا يَوْم عرسها فَقعدَ على مَوضِع فراشها وَرُوِيَ أَنَّهَا أَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقناع من رطب وَأجر زغب فناولها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَهَبا أَو حليا وَقَالَ تحلي بِهَذَا وَتَوَضَّأ عِنْدهَا وسكبت عَلَيْهِ المَاء لوضوئه (الربيعة) التجِيبِي الْمصْرِيّ ربيعَة بن لَقِيط التجِيبِي الْمصْرِيّ روى عَن عَمْرو بن الْعَاصِ وَمُعَاوِيَة وَابْن حِوَالَة وَتُوفِّي سنة تسعين أَو مَا قبلهَا 3 - (السّلمِيّ) ربيعَة بن يزِيد السّلمِيّ ذكره بَعضهم فِي الصَّحَابَة ونفاه أَكْثَرهم وَكَانَ من النواصب يشْتم عليا رَضِي الله عَنهُ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَا يرْوى عَنهُ وَلَا كَرَامَة لَهُ وَلَا يذكر بِخَير قَالَ وَمن ذكره فِي الصَّحَابَة لم يصنع شَيْئا 3 - (الْهَاشِمِي الصَّحَابِيّ) ربيعَة الْحَارِث بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف أَبُو أروى الصَّحَابِيّ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم فتح مَكَّة أَلا إِن كل دم ومأثرة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة فَهُوَ تَحت قدمي وَإِن أول دم أَضَعهُ دم ابْن ربيعَة بن الْحَارِث

الأسلمي الصحابي

وَذَلِكَ أَنه قتل لِرَبِيعَة ابْن يُسمى آدم فِي الْجَاهِلِيَّة وَقيل تَمام فَأبْطل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطّلب بِهِ فِي الْإِسْلَام وَلم يَجْعَل لِرَبِيعَة فِي ذَلِك تبعة وَكَانَ ربيعَة هَذَا أسن من الْعَبَّاس بِسنتَيْنِ وَتُوفِّي ربيعَة سنة ثَلَاث وَعشْرين فِي خلَافَة عمر وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث مِنْهَا قَوْله إِنَّمَا الصَّدَقَة أوساخ النَّاس فِي حَدِيث فِيهِ طول من حَدِيث مَالك وَغَيره وَمِنْهَا حَدِيثه فِي الذّكر فِي الصَّلَاة وَالْقَوْل فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وروى عَنهُ عبد الله بن الْفضل 3 - (الْأَسْلَمِيّ الصَّحَابِيّ) ربيعَة بن كَعْب بن مَالك بن يعمر الْأَسْلَمِيّ أَبُو فراس مَعْدُود فِي أهل الْمَدِينَة من أهل الصّفة كَانَ يلْزم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّفر والحضر وَصَحبه قَدِيما وَعمر بعده وَتُوفِّي رَضِي الله عَنهُ بعد الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ روى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن ونعيم المجمر وَمُحَمّد بن عَمْرو بن عَطاء وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرافقته فِي الْجنَّة فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعنِي على نَفسك بِكَثْرَة السُّجُود رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن ربيعَة بن كَعْب) 3 - (ابْن الدغنة) ربيعَة بن رفيع بن أهبان بن ثَعْلَبَة بن الدغنة بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَضم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون وَهِي أمه شهد حنيناً ثمَّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بني تَمِيم هُوَ قَاتل دُرَيْد بن الصمَّة أدْركهُ يَوْم حنين فَأخذ بِخِطَام جمله وقصتهما مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة دُرَيْد 3 - (الدؤَلِي) ربيعَة بن عباد بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة الدؤَلِي مدنِي روى عَنهُ ابْن الْمُنْكَدر وَأَبُو الزِّنَاد وَزيد بن أسلم وَغَيرهم وَعمر عمرا طَويلا رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِذِي الْمجَاز وَهُوَ يَقُول يَا أَيهَا النَّاس لَا إِلَه إِلَّا الله تُفْلِحُوا ووراء رجل أَحول ذُو غديرتين يَقُول إِنَّه صابئ إِنَّه صابئ إِنَّه كَذَّاب فَسَأَلت عَنهُ فَقَالُوا هَذَا عَمه أَبُو لَهب قَالَ ربيعَة بن عباد وَأَنا يَوْمئِذٍ أزفر الْقرب لأهلي 3 - (ابْن عَامر الْأَزْدِيّ) ربيعَة بن عَامر بن الْهَادِي الْأَزْدِيّ وَيُقَال الْأَسدي وَقيل الدؤَلِي روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا وَاحِدًا وَهُوَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَلظُّوا بيا ذَا

الجرشي

الْجلَال وَالْإِكْرَام 3 - (الجرشِي) ربيعَة بن عَمْرو الجرشِي الصَّحَابِيّ يعد فِي أهل الشَّام روى عَنهُ عَليّ بن رَبَاح وَغَيره وَقيل إِنَّه جد هِشَام بن الْغَازِي قَالَ الْوَاقِدِيّ قتل يَوْم مرج راهط قَالَ ابْن عبد الْبر لَهُ أَحَادِيث مِنْهَا قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول يكون فِي أمتِي خسف ومسخ وَقذف قَالُوا بِمَ ذَا يَا رَسُول الله قَالَ باتخاذهم الْقَيْنَات وشربهم الْخُمُور وَمِنْهَا قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام اسْتَقِيمُوا وبالحرى أَن اسْتَقَمْتُمْ وَكَانَ ربيعَة يفقه النَّاس زمن مُعَاوِيَة وَقتل يَوْم مرج راهط زبيريا مَعَ الضَّحَّاك بن قيس روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَهُوَ مُخْتَلف فِي صحبته 3 - (ربيعَة العامري) ) ربيعَة بن أبي خَرشَة بن عَمْرو بن ربيعَة بن الْحَارِث الْقرشِي العامري أسلم يَوْم فتح مَكَّة وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (ربيعَة الْقرشِي) ربيعَة الْقرشِي قَالَ أَحْمد بن زُهَيْر لَا أَدْرِي من أَي قُرَيْش هُوَ حَدِيثه عِنْد عَطاء بن السَّائِب عَن ابْن ربيعَة الْقرشِي عَن أَبِيه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقف بِعَرَفَات فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام 3 - (ربيعَة بن زِيَاد) ربيعَة بن زِيَاد الْخُزَاعِيّ الصَّحَابِيّ روى الْغُبَار فِي سَبِيل الله ذريرة الْجنَّة قَالَ ابْن عبد الْبر فِي إِسْنَاده مقَال 3 - (أَبُو أروى الدوسي) ربيعَة أَبُو أروى الدوسي الصَّحَابِيّ حجازي كَانَ ينزل ذَا الحليفة روى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو وَاقد الْمدنِي صَالح بن مُحَمَّد بن زَائِدَة مَاتَ فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة وَكَانَ عثمانياً 3 - (أَبُو يزِيد الصَّحَابِيّ) ربيعَة بن أَكْثَم بن سَخْبَرَة الْأَسدي أحد حلفاء بني أُميَّة أَبُو يزِيد الصَّحَابِيّ كَانَ قَصِيرا دحداحاً شهد بَدْرًا وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة وَشهد أحدا وَالْخَنْدَق

الضبي الشاعر

وَالْحُدَيْبِيَة وَقتل بِخَيْبَر قَتله الْحَارِث الْيَهُودِيّ بالنطاة وَمن حَدِيثه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك عرضا وَيشْرب مصاً وَيَقُول هُوَ أهنأ وأمرأ روى عَنهُ سعيد بن الْمسيب قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا يحْتَج بحَديثه هَذَا لِأَن من دون سعيد لَا يوثق بهم لضعفهم وَلم يره سعيد وَلَا أدْرك زَمَانه بمولده لِأَنَّهُ ولد زمن عمر 3 - (الضَّبِّيّ الشَّاعِر) ربيعَة بن مقروم بن قيس بن جَابر بن خَالِد بن عَمْرو يَنْتَهِي إِلَى ضبة بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار شَاعِر مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ مِمَّن أصفق عَلَيْهِ كسْرَى ثمَّ عَاشَ فِي الْإِسْلَام زَمَانا وَمن شعره من قصيدة جَيِّدَة من الْكَامِل) (شماء وَاضِحَة الْعَوَارِض طفلة ... كالبدر من خلل السَّحَاب المنجلي) (وكأنما ريح القرنفل نشرها ... أَو حنوة خلطت خزامى حومل) (وَكَأن فاها بَعْدَمَا طرق الْكرَى ... كأس تصفق بالرحيق السلسل) (لَو أَنَّهَا عرضت لأشمط رَاهِب ... فِي رَأس مشرفة الذرى متبتل) (جاآر سَاعَات النَّهَار لرَبه ... حَتَّى يخدد جِسْمه مُسْتَعْمل) (لصبا لبهجتها وَطيب حَدِيثهَا ... وَلَهُم من ناموسه بتنزل) مِنْهَا (بل إِن ترى شمط تفرع لمتي ... وحنا قناتي وارتقى فِي مسحلي) (ودلفت من كبر كَأَنِّي خاتل ... قنصاً وَمن يدبب لصيد يخْتل) (فَلَقَد أرى حسن الْقَنَاة قويمها ... كالنصل أخلصه جلاء الصيقل) (وَلَقَد شهِدت الْخَيل يَوْم طرادها ... بسليم أَو ضفة القوائم هيكل) (متقاذف شنج النسا عبل الشوى ... سباق أندية الْجِيَاد عميثل) (لَوْلَا أكفكفه لَكَانَ إِذا جرى ... مِنْهُ العزيم يدق فأس المسحل) (وَإِذا جرى مِنْهُ الْحَمِيم رَأَيْته ... يهوى بفارسه هوي الأجدل) (وَإِذا تعلل بالسياط جيادها ... أَعْطَاك نائيه وَلم يتعلل) (ودعوا نزال فَكنت أول نَازل ... وعلام أركبه إِذا لم أنزل) (وَلَقَد جمعت المَال من جمع امْرِئ ... وَرفعت نَفسِي عَن لئيم المأكل) (وَدخلت أبنية الْمُلُوك عَلَيْهِم ... ولشر قَول الْمَرْء مَا لم يفعل)

ربيعة الرأي

(وألد ذِي حنق عَليّ كَأَنَّمَا ... تغلي عَدَاوَة صَدره فِي مرجل) (أوجيته عني فأبصر قَصده ... وكويته فَوق النواظر من عل) (وَأخي مُحَافظَة عصى عذاله ... وأطاع لذته معم مخول) (هش يراح إِلَى الندى نبهته ... وَالصُّبْح سَاطِع لَونه لم ينجل) (فَأتيت حانوتاً بِهِ فصبحته ... من عاتق بمزاجها لم تقتل) (صهباء صَافِيَة القذى أغْلى بهَا ... يسر كريم الخيم غير مبخل) (ومعرس عرض الردى عرسته ... من بعد آخر مثله فِي الْمنزل) ) (وَلَقَد أصبت من الْمَعيشَة لينها ... وأصابني مِنْهُ الزَّمَان بكلكل) (فَإِذا وَذَاكَ كَأَنَّهُ لم يكن ... إِلَّا تذكره لمن لم يجهل) (وَلَقَد أَتَت مائَة عَليّ أعدهَا ... حولا فحولاً لَا بلاها مبتل) (فَإِذا الشَّبَاب كمبذل أنضيته ... والدهر يبلي كل جدة مبذل) (هلا سَأَلت وَخبر قوم عِنْدهم ... وشفاء عيك خابراً أَن تسألي) (هَل نكرم الأضياف إِن نزلُوا بِنَا ... ونسود بِالْمَعْرُوفِ غير تنْحَل) (وَنحل بالثغر الْمخوف عدوه ... ونرد حَال الْعَارِض المتهلل) (ونعين غارمنا ونمنع جارنا ... ويزين مولى ذكرنَا فِي المحفل) (وَإِذا امْرُؤ منا حبا فَكَأَنَّهُ ... مِمَّا يخَاف على مناكب يذبل) (وَمَتى يقم عِنْده اجْتِمَاع عشيرة ... خطباؤنا بَين الْعَشِيرَة تفصل) (وَيرى الْعَدو لنا دروءاً صعبةً ... عِنْد النُّجُوم سريعة المتواءل) (وَإِذا الْحمالَة أثقلت حمالها ... فعلى سوائمنا ثقيل الْمحمل) (ويحق فِي أَمْوَالنَا لحريبنا ... حَتَّى تنوء بِهِ وَإِن لم نسْأَل) 3 - (ربيعَة الرَّأْي) ربيعَة أَبُو عُثْمَان بن أبي عبد الرَّحْمَن فروخ التَّيْمِيّ الْفَقِيه الْعلم مولى الْمُنْكَدر مفتي أهل الْمَدِينَة وشيخهم يعرف بربيعة الرَّأْي روى عَن ابْن عَبَّاس والسائب بن يزِيد وحَنْظَلَة بن قيس الزرقي وَسَعِيد بن الْمسيب وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَطَائِفَة وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وسُفْيَان الثَّوْريّ وَمَالك وَسليمَان بن بِلَال وَجَمَاعَة كبار قَالَ الزُّهْرِيّ مَا

ابن الهدير

ظَنَنْت أَن بِالْمَدِينَةِ مثل ربيعَة الرَّأْي وَقَالَ ربيعَة مثل ذَلِك عَن الزُّهْرِيّ قَالَ أَحْمد بن صَالح حَدثنَا عَنْبَسَة عَن يُونُس قَالَ شهِدت أَبَا حنيفَة فِي مجْلِس ربيعَة وَكَانَ مجهود أبي حنيفَة أَن يفهم مَا يَقُول ربيعَة وَقَالَ الْعلم وَسِيلَة إِلَى كل فَضِيلَة وَقيل إِنَّه أنْفق على إخوانه أَرْبَعِينَ ألف دِينَار قَالَ ابْن معِين مَاتَ ربيعَة بالأنبار كَانَ السفاح جَاءَ بِهِ للْقَضَاء قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة وَكَانُوا يتقونه للرأي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة) وَكَانَ يكثر الْكَلَام وَيَقُول السَّاكِت بَين النَّائِم والأخرس ووقف عَلَيْهِ أَعْرَابِي وَهُوَ يتَكَلَّم فَأطَال الْوُقُوف والإنصات إِلَى كَلَامه فَظن ربيعَة أَنه أعجبه كَلَامه فَقَالَ لَهُ يَا أَعْرَابِي مَا البلاغة فَقَالَ الإيجاز مَعَ إِصَابَة الْمَعْنى فَقَالَ وَمَا العي قَالَ مَا أَنْت فِيهِ مذ الْيَوْم وَقَالَ مَالك بن أنس ذهبت حلاوة الْفِقْه مُنْذُ مَاتَ ربيعَة الرَّأْي وَحكي عَن أَبِيه أَنه خرج إِلَى خُرَاسَان غازياً وَخلف ربيعَة حملا ثمَّ قدم الْمَدِينَة بعد سبع وَعشْرين سنة فَأتى منزله فَفتح الْبَاب وَخرج ربيعَة وَقَالَ يَا عَدو الله أتهجم عَليّ منزلي فَقَالَ أَبوهُ يَا عَدو الله أَنْت رجل دخلت على حرمتي فتواثبا فَسمِعت أم ربيعَة صَوت زَوجهَا فعرفته فَخرجت فَعرفت بَينهمَا فاعتنقا وبكيا وَكَانَ قد خلف عِنْدهَا ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فأنفقتها على ربيعَة حَتَّى تعلم الْعلم فَخرج ربيعَة إِلَى الْمَسْجِد وَجلسَ فِي حلقته وَأَتَاهُ مَالك بن أنس وَالْحسن بن زيد وأشراف أهل الْمَدِينَة وأحدق النَّاس بِهِ فَرَآهُ أَبوهُ فَقَالَ لأمه لقد رَأَيْت ولدك فِي حَالَة مَا رَأَيْت أحدا من أهل الْعلم عَلَيْهَا قَالَت أَيّمَا أحب إِلَيْك ثَلَاثُونَ ألف دِينَار أَو هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ من الجاه قَالَ لَا وَالله إِلَّا هَذَا قَالَت فَإِنِّي قد أنفقت المَال كُله عَلَيْهِ فَقَالَ وَالله مَا ضيعته 3 - (ابْن الهدير) ربيعَة بن عبد الله بن الهدير ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رُوِيَ عَن طَلْحَة وَعمر بن الْخطاب وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد 3 - (ربيعَة الرقي الغاوي) ربيعَة بن ثَابت بن لَجأ بن الْعيزَار بن لَجأ الْأَسدي أَبُو شبانة وَيُقَال أَبُو ثَابت من أهل الرقة شَاعِر كَانَ ضريراً يلقب بالغاوي أشخصه الْمهْدي إِلَيْهِ فمدحه بعدة قصائد وأثابه عَلَيْهَا ثَوابًا كثيرا وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِي الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس قصيدته الَّتِي لم يسْبق إِلَيْهَا حسنا وَمِنْهَا من الْكَامِل (لَو قيل للْعَبَّاس يَا ابْن مُحَمَّد ... قل لَا وَأَنت مخلد مَا قَالَهَا)

مسكين الدارمي

(مَا إِن أعد من المكارم خصْلَة ... إِلَّا وَجَدْتُك عَمها أَو خالها) ) (وَإِذا الْمُلُوك تسايروا فِي بَلْدَة ... كَانُوا كواكبها وَكنت هلالها) (إِن المكارم لم تزل معقولة ... حَتَّى حللت براحتيك عقالها) وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا من الطَّوِيل (لشتان مَا بَين اليزيدين فِي الندى ... يزِيد سليم والأغر ابْن حَاتِم) (فهم الْفَتى الْأَزْدِيّ إِتْلَاف مَاله ... وهم الْفَتى الْقَيْسِي جمع الدَّرَاهِم) وَلما مدح الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بالقصيدة الْمَذْكُورَة أَولا بعث إِلَيْهِ بدينارين فَقَالَ من الوافر (مدحتك مِدْحَة السَّيْف الْمحلى ... لتجري فِي الْكِرَام كَمَا جريت) (فهبها مِدْحَة ذهبت ضيَاعًا ... كذبت عَلَيْك فِيهَا وافتريت) (فَأَنت الْمَرْء لَيْسَ لَهُ وَفَاء ... كَأَنِّي إِذْ مدحتك قد رثيت) وَلما وقف الْعَبَّاس عَلَيْهَا غضب وَتوجه إِلَى الرشيد وَكَانَ أثيراً عِنْده يعظمه وَقد هم أَن يخْطب إِلَيْهِ ابْنَته فَقَالَ إِن ربيعَة الرقي هجاني فَأحْضرهُ الرشيد وهم بقتْله فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مره بإحضار القصيدة فأحضرها فَلَمَّا رَآهَا استحسنها وَقَالَ وَالله مَا قَالَ أحد فِي الْخُلَفَاء مثلهَا فكم أثابك قَالَ دينارين فَغَضب الرشيد على الْعَبَّاس وَقَالَ يَا غُلَام أعْط ربيعَة ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وخلعة واحمله على بغلة وَقَالَ لَهُ بحياتي يَا ربيعَة لَا تذكره بِشَيْء فِي شعرك لَا تعريضاً وَلَا تَصْرِيحًا وفتر الرشيد عَمَّا كَانَ بِهِ من أَن يُزَوجهُ بابنته وأطرحه وجفاه 3 - (مِسْكين الدَّارمِيّ) ربيعَة بن أنيف ويلقب مِسْكينا الدَّارمِيّ شَاعِر شُجَاع وَفد على مُعَاوِيَة وعَلى ابْنه يزِيد ورثى زياداً بقوله من الوافر (رَأَيْت زِيَادَة الْإِسْلَام ولت ... جهاراً حِين وَدعنَا زِيَاد) فَقَالَ الفرزدق من الطَّوِيل (أمسكين أبكى الله عَيْنَيْك إِنَّمَا ... جرى فِي ضلال دمعها إِذْ تحدرا) (بَكَيْت امْرَءًا من آل ميسَان كَافِرًا ... ككسرى على عدانه أَو كقيصرا)

أخت الناصر والعادل

(أَقُول لَهُم لما أَتَانِي نعيه ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ بالصريمة أعفرا) وَإِنَّمَا سمي مِسْكين مِسْكينا لِأَنَّهُ قَالَ من الرمل) (أَنا مِسْكين لمن أنكرني ... وَلمن يعرفنِي جد نطق) (لَا أبيع النَّاس عرضي إِنَّنِي ... لَو أبيع النَّاس عرضي لنفق) وَقَالَ صَاحب الأغاني ووهو شَاعِر شرِيف هاجى الفرزدق ثمَّ كافه 3 - (أُخْت النَّاصِر والعادل) ربيعَة خاتون بنت نجم الدّين أَيُّوب بن شادي أُخْت النَّاصِر والعادل تزوجت أَولا بالأمير سعد الدّين مَسْعُود بن الْأَمِير معِين الدّين أنر فَلَمَّا مَاتَ تزوجت بِالْملكِ المظفر صَاحب إربل فَبَقيت بإربل دهراً مَعَه فَلَمَّا مَاتَ قدمت إِلَى دمشق وَخدمتهَا العالمة أمة اللَّطِيف بنت الناصح بن الْحَنْبَلِيّ فأحبتها وَحصل لَهَا من جِهَتهَا أَمْوَال عَظِيمَة وأشارت عَلَيْهَا بِبِنَاء الْمدرسَة بسفح قاسيون فبنتها ووقفها على الناصح والحنابلة وَتوفيت بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة فِي دَار العقيقي التيي صيرت الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة ودفنت بمدرستها تَحت القبو وَلَقِيت العالمة بعْدهَا شَدَائِد من الْحَبْس ثَلَاث سِنِين بالقلعة والمصادرة ثمَّ تزوج بهَا الْأَشْرَف صَاحب حمص بن الْمَنْصُور وسافر بهَا إِلَى الرحبة فَتُوُفِّيَتْ هُنَاكَ سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة ولربيعة عدَّة محارم سلاطين وَهِي أُخْت سِتّ الشَّام الْآتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف السِّين وَاسْتولى الصاحب معِين الدّين بن الشَّيْخ على موجودها فَلم يمتع وعاش بعْدهَا أَيَّامًا قَلَائِل قَالَ ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى كَانَت وفاتها بِدِمَشْق وغالب ظَنِّي أَنَّهَا جَاوَزت ثَمَانِينَ سنة وَأدْركت من محارمها من الْمُلُوك من إخوتها وَأَوْلَادهمْ وَأَوْلَاد أَوْلَادهم أَكثر من خمسين رجلا فَإِن إربل كَانَت لزَوجهَا مظفر الدّين والموصل لأَوْلَاد بنتهَا وخلاط وَتلك النَّاحِيَة لِابْنِ أَخِيهَا وبلاد الجزيرة الفراتية للأشرف ابْن أَخِيهَا وبلاد الشأم لأَوْلَاد إخوتها والديار المصرية والحجاز واليمن لأخوتها وَأَوْلَادهمْ قلت أَنا فَهِيَ مثل عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة أم الْمُؤمنِينَ زَوْجَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْعين مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمثل فَاطِمَة بنت عبد الْملك وسوف يَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْفَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى)

الهندي المعمر

(الْهِنْدِيّ المعمر) رتن الْهِنْدِيّ نقلت من خطّ عَلَاء الدّين عَليّ بن مظفر الْكِنْدِيّ حثنا القَاضِي الْأَجَل الْعَالم جلال الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْكَاتِب من لَفظه فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة بدار السَّعَادَة بِدِمَشْق المحروسة قَالَ أخبرنَا الشريف قَاضِي الْقُضَاة نور الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْحُسَيْنِي الأثري الْحَنَفِيّ من لَفظه فِي الْعشْر الآخر من جُمَادَى الأولى عَام إِحْدَى وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ قَالَ أَخْبرنِي جدي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد قَالَ كنت فِي زمن الصِّبَا وَأَنا ابْن سبع عشرَة سنة أَو ثَمَانِي عشرَة سنة سَافَرت مَعَ أبي مُحَمَّد وَعمي عمر من خُرَاسَان إِلَى بلد الْهِنْد فِي تِجَارَة فَلَمَّا بلغنَا أَوَائِل بِلَاد الْهِنْد وصلنا إِلَى ضَيْعَة من ضيَاع الْهِنْد فعرج أهل القفل نَحْو الضَّيْعَة ونزلوا بهَا وضج أهل الْقَافِلَة فسألناهم عَن الشَّأْن فَقَالُوا هَذِه ضَيْعَة الشَّيْخ رتن اسْمه بالهندية وعربه النَّاس وسموه بالمعمر لكَونه عمر عمرا خَارِجا عَن الْعَادة فَلَمَّا نزلنَا خَارج الضَّيْعَة رَأينَا بفنائها شَجَرَة عَظِيمَة تظل خلقا عَظِيما وتحتها جمع عَظِيم من أهل الضَّيْعَة فتبادر الْكل نَحْو الشَّجَرَة وَنحن مَعَهم فَلَمَّا رآنا أهل الضَّيْعَة سلمنَا عَلَيْهِم وسلموا علينا ورأينا زنبيلاً كَبِيرا مُعَلّقا فِي بعض أَغْصَان الشَّجَرَة فسألنا عَن ذَاك فَقَالُوا هَذَا الزنبيل فِيهِ الشَّيْخ رتن الَّذِي رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ ودعا لَهُ بطول الْعُمر سِتّ مَرَّات فسألنا جَمِيع أهل الضَّيْعَة أَن ينزل الشَّيْخ ونسمع كَلَامه وَكَيف رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا يروي عَنهُ فَتقدم شيخ من أهل الضَّيْعَة إِلَى الزنبيل وَكَانَ ببكرة فأنزله فَإِذا هُوَ مَمْلُوء بالقطن وَالشَّيْخ فِي وسط الْقطن فَفتح رَأس الزنبيل وَإِذا الشَّيْخ فِيهِ كالفرخ فحسر عَن وَجهه وَوضع فَمه على أُذُنه وَقَالَ يَا جداه هَؤُلَاءِ قوم قد قدمُوا من خُرَاسَان وَفِيهِمْ شرفاء أَوْلَاد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد سَأَلُوا أَن تحدثهم كَيفَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وماذا قَالَ لَك فَعِنْدَ ذَلِك تنفس الشَّيْخ وَتكلم بِصَوْت كصوت النَّحْل بِالْفَارِسِيَّةِ وَنحن نسْمع ونفهم كَلَامه فَقَالَ سَافَرت مَعَ أبي وَأَنا شَاب من هَذِه الْبِلَاد إِلَى الْحجاز فِي تِجَارَة فَلَمَّا بلغنَا بعض أَوديَة مَكَّة وَكَانَ الْمَطَر قد مَلأ الأودية بالسيل فَرَأَيْت غُلَاما أسمر اللَّوْن مليح الْكَوْن حسن الشَّمَائِل وَهُوَ يرْعَى إبِلا فِي تِلْكَ الأودية وَقد حَال السَّيْل بَينه وَبَين إبِله وَهُوَ يخْشَى من خوض السَّيْل لقُوته) فَعلمت حَاله فَأتيت إِلَيْهِ وَحَمَلته وخضت السَّيْل إِلَى عِنْد إبِله من غير معرفَة سَابِقَة فَلَمَّا وَضعته عِنْد إبِله نظر إِلَيّ

وَقَالَ لي بِالْعَرَبِيَّةِ بَارك الله فِي عمرك بَارك الله فِي عمرك بَارك الله فِي عمرك فتركته ومضيت إِلَى سبيلي إِلَى أَن دَخَلنَا مَكَّة وقضينا مَا كُنَّا أَتَيْنَا لَهُ من أَمر التِّجَارَة وعدنا إِلَى الوطن فَلَمَّا تطاولت الْمدَّة على ذَلِك كُنَّا جُلُوسًا فِي فنَاء ضيعتنا هَذِه لَيْلَة مُقْمِرَة ورأينا لَيْلَة الْبَدْر والبدر فِي كبد السَّمَاء إِذْ نَظرنَا إِلَيْهِ وَقد انْشَقَّ نِصْفَيْنِ فغرب نصف فِي الْمشرق وَنصف فِي الْمغرب إِلَى أَن التقيا فِي وسط السَّمَاء كَمَا كَانَ أول مرّة فعجبنا من ذَلِك غَايَة الْعجب وَلم نَعْرِف لذَلِك سَببا وَسَأَلنَا الركْبَان عَن خبر ذَلِك وَسَببه فأخبرونا أَن رجلا هاشمياً ظهر بِمَكَّة وَادّعى أَنه رَسُول من الله إِلَى كَافَّة الْعَالم وَأَن أهل مَكَّة سَأَلُوهُ معْجزَة كمعجزة سَائِر الْأَنْبِيَاء وَأَنَّهُمْ اقترحوا عَلَيْهِ أَن يَأْمر الْقَمَر فينشق فِي السَّمَاء ويغرب نصفه فِي الغرب وَنصفه فِي الشرق ثمَّ يعود إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ فَفعل لَهُم ذَلِك بقدرة الله تَعَالَى فَلَمَّا سمعنَا ذَلِك من السفار اشْتقت أَن أرى الْمَذْكُور فتجهزت فِي تِجَارَة وسافرت إِلَى أَن دخلت مَكَّة وَسَأَلت عَن الرجل الْمَوْصُوف فدلوني على مَوْضِعه فَأتيت إِلَى منزله واستأذنت عَلَيْهِ فَأذن لي وَدخلت عَلَيْهِ فَوَجَدته جَالِسا فِي صدر الْمنزل والأنوار تتلألأ فِي وَجهه وَقد استنارت محاسنه وتغيرت صِفَاته الَّتِي كنت أعهدها فِي السفرة الأولى فَلم أعرفهُ فَلَمَّا سلمت عَلَيْهِ نظر إِلَيّ وَتَبَسم وعرفني وَقَالَ وَعَلَيْك السَّلَام ادن مني وَكَانَ بَين يَدَيْهِ طبق فِيهِ رطب وَحَوله جمَاعَة من أَصْحَابه كَالنُّجُومِ يعظمونه ويبجلونه فتوقفت لهيبته فَقَالَ ثَانِيًا ادن مني وكل الْمُوَافقَة من الْمُرُوءَة والمنافقة من الزندقة فتقدمت وَجَلَست وأكلت مَعَهم الرطب وَصَارَ يناولني الرطب بِيَدِهِ الْمُبَارَكَة إِلَى أَن ناولني سِتّ رطبات من سوى مَا أكلت بيَدي ثمَّ نظر إِلَيّ وَتَبَسم وَقَالَ لي ألم تعرفنِي قلت كَأَنِّي غير أَنِّي مَا أتقق فَقَالَ ألم تحملنِي فِي عَام كَذَا وجاوزت بِي السَّبِيل حِين حَال السَّيْل بيني وَبَين إبلي فَعِنْدَ ذَلِك عَرفته بالعلامة وَقلت لَهُ بلَى وَالله يَا صبيح الْوَجْه فَقَالَ لي امدد إِلَيّ يدك فمددت يَدي الْيُمْنَى إِلَيْهِ فصافحني بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَقَالَ لي قل أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله فَقلت ذَلِك كَمَا عَلمنِي فسر بذلك وَقَالَ لي عِنْد خروجي من عِنْده بَارك الله فِي عمرك بَارك الله فِي عمرك بَارك الله فِي عمرك فودعته وَأَنا مُسْتَبْشِرٍ بلقائه وَبِالْإِسْلَامِ فَاسْتَجَاب الله دُعَاء نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَارك فِي عمري بِكُل دَعْوَة مائَة) سنة وهما عمري الْيَوْم نَيف وست مائَة سنة لسنة ازْدَادَ فِي عمري بِكُل دَعْوَة مائَة سنة وَجَمِيع من فِي هَذِه الضَّيْعَة الْعَظِيمَة أَوْلَاد أَوْلَاد أَوْلَادِي وَفتح الله عَليّ وَعَلَيْهِم بِكُل خير وَبِكُل نعْمَة ببركة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتهى وَذكر عبد الْوَهَّاب الْقَارئ الصُّوفِي أَنه فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَذكر النجيب عبد الْوَهَّاب أَيْضا أَنه سمع من الشَّيْخ مَحْمُود بن بَابا رتن وَأَنه بَقِي إِلَى سنة تسع وَسبع مائَة وَأَنه قدم عَلَيْهِم شيراز وَذكر أَنه ابْن مائَة وست وَسبعين عَاما وَأَنه

رجاء

تأهل ورزق أَوْلَادًا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين من صدق هَذِه الأعجوبة وآمن بِبَقَاء رتن فَمَا لنا فِيهِ طب فَليعلم أنني أول من كذب بذلك وأنني عَاجز مُنْقَطع مَعَه فِي المناظرة وَمَا أبعد أَن يكون جني تبدى بِأَرْض الْهِنْد وَادّعى مَا ادّعى فصدقوه لَا بل هَذَا شيخ معثر دجال كذبة ضخمة لكَي تنصلح خائبة الضّيَاع وأتى بفضيحة كَثِيرَة وَالَّذِي يحلف بِهِ أَنه رتن لكذاب قَاتلك الله أَنى يؤفك وَقد أفردت جُزْء فِيهِ أَخْبَار هَذَا الضال سميته كسر وثن رتن وَقَالَ لي الشَّيْخ علم الدّين البرزالي وَقد سَأَلته عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لي هُوَ من أَحَادِيث الطرقية (رَجَاء) أَبُو الْمِقْدَام الْكِنْدِيّ رَجَاء بن حَيْوَة بن جَرْوَل أَبُو الْمِقْدَام الْكِنْدِيّ كَانَ من الْعلمَاء وَكَانَ يُجَالس عمر بن عبد الْعَزِيز بَات لَيْلَة عِنْده فهم السراج أَن يخمد فَقَامَ إِلَيْهِ ليصلحه فأقسم عَلَيْهِ عمر ليقعدن وَقَامَ عمر فأصلحه قَالَ فَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أتقوم أَنْت قَالَ قُمْت وَأَنا عمر وَرجعت أَنا وَعمر وَله مَعَه أَخْبَار وحكايات وَكَانَ رَأسه أَحْمَر ولحيته بَيْضَاء وَكَانَ كالوزير لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك ومناقبه كَثِيرَة وَهُوَ الَّذِي نَهَضَ بِأخذ الْخلَافَة لعمر بن عبد الْعَزِيز وروى عَن عبد الله بن عَمْرو وَمُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَأبي أُمَامَة وَجَابِر بن عبد الله وَقبيصَة بن ذُؤَيْب وَكَانَ أحد أَئِمَّة التَّابِعين وَثَّقَهُ غير وَاحِد وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة وَكَانَ من بيسان الْغَوْر ثمَّ انْتقل إِلَى فلسطين 3 - (الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي) رَجَاء بن مرجى بن رَافع أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي وَيُقَال السَّمرقَنْدِي الْحَافِظ حدث عَن النَّضر بن شُمَيْل وَغَيره وَقدم دمشق وَحدث بهَا وَسمع مِنْهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَيحيى بن مُحَمَّد بن صاعد وَأَبُو دَاوُد السجسْتانِي وَابْن ماجة وَابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيرهم قَالَ الْخَطِيب سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا وَكَانَ ثِقَة إِمَامًا فِي علم الحَدِيث وَحفظه والمعرفة بِهِ وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

الجرجرائي

3 - (الجرجرائي) رَجَاء بن أبي الضَّحَّاك مَحْبُوب من أهل جرجرايا وَهُوَ وَالِد الْحسن بن رَجَاء ولي ديوَان الْخراج على عهد الْمَأْمُون وخراج دمشق على عهد المعتصم والواثق فاحتال عَلَيْهِ عَليّ بن إِسْحَاق بن يحيى بن معَاذ صَاحب مَعُونَة جندي دمشق والأردن واغتاله وَقَتله صبرا لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث الْمحرم سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وصلبه بِبَاب دمشق وَقَالَ الْحسن بن رَجَاء يرثي أَبَاهُ من مخلع الْبَسِيط (أَلَيْسَ من أعجب الْقَضَاء ... وثوب أَرض على سَمَاء) (قل بِمثل الْحَصَاة طود ... ضَاقَتْ بِهِ عَرصَة الفضاء) (وَانْقطع الْيَوْم من رَجَاء ... رَجَاء من كَانَ ذَا رَجَاء) ) (فَالْحَمْد لله كل شَيْء ... عَمَّا قَلِيل إِلَى فنَاء) وأجابه عَليّ بن إِسْحَاق (هبنا وقفنا على السوَاء ... فِي مُحكم الْفَصْل للْقَضَاء) (من كَانَ منا يكون أَرضًا ... وأينا كَانَ كالسماء) (أما دم العلج يَوْم أودى ... فَكَانَ من أيسر الدِّمَاء) (لم أر للداء حِين يَبْدُو ... كالحسم بالسف من دَوَاء) 3 - (رَجَاء الغنوي) رَجَاء الغنوي روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من أعطَاهُ الله حفظ كِتَابه وَظن أَن أحدا أُوتِيَ أفضل مِمَّا أُوتِيَ فقد صغر أعظم النعم رَوَت عَنهُ سَلامَة بنت الْجَعْد لَا يَصح حَدِيثه وَلَا تصح لَهُ صُحْبَة يعد فِي الْبَصرِيين 3 - (رَجَاء بن الْجلاس) رَجَاء بن الْجلاس ذكره بعض من ألف فِي الصَّحَابَة وَحَدِيثه عِنْد عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن جبلة عَن أم بلج عَن أم الْجلاس عَن ابْنهَا رَجَاء بن الْجلاس أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَلِيفَة بعده فَقَالَ أَبُو بكر قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ إِسْنَاد ضَعِيف لَا يشْتَغل بِمثلِهِ بِمثلِهِ 3 - (الفلسطيني) رَجَاء بن أبي سَلمَة الفلسطيني وَثَّقَهُ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وروى عَنهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة

صاحب صقلية

(صَاحب صقلية) رجار ملك الفرنج صَاحب صقلية هلك بالخوانيق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَيُقَال فِيهِ أَجَارَ بِهَمْزَة بدل الرَّاء وجيم مُشَدّدَة وَبعد الْألف رَاء وَكَانَ فِيهِ محبَّة لأهل الْعُلُوم الفلسفية وَهُوَ الَّذِي استقدم الشريف الإدريسي صَاحب كتاب نزهة المشتاق فِي اختراق الْآفَاق من العدوة إِلَيْهِ ليضع لَهُ شَيْئا فِي شكل صُورَة الْعَالم فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أكْرم نزله وَبَالغ فِي تَعْظِيمه فَطلب مِنْهُ شَيْئا من الْمَعَادِن ليضع مِنْهُ مَا يُرِيد فَحمل إِلَيْهِ من الْفضة الْحجر وزن أَربع مائَة ألف دِرْهَم فَصنعَ مِنْهَا دوائر كَهَيئَةِ الأفلاك وَركب بَعْضًا على بعض ثمَّ شكلها لَهُ على الْوَضع الْمَخْصُوص فأعجب بهَا رجار وَدخل فِي ذَلِك ثلث الْفضة وأرجح بِقَلِيل وَفضل لَهُ مَا يُقَارب الثُّلثَيْنِ فَتَركه لَهُ إجَازَة وأضاف لذَلِك مائَة ألف دِرْهَم ومركباً موسقاً كَانَ قد جَاءَ إِلَيْهِ من برشلونة بأنواع الأجلاب الرومية الَّتِي تجلب للملوك وَسَأَلَهُ الْمقَام عِنْده وَقَالَ لَهُ أَنْت من بَيت الْخلَافَة وَمَتى كنت بَين الْمُسلمين عمل مُلُوكهمْ على قَتلك وَمَتى كنت عِنْدِي أمنت على نَفسك فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك ورتب لَهُ كِفَايَة لَا تكون إِلَّا للملوك وَكَانَ يَجِيء إِلَيْهِ رَاكب بغلة فَإِذا صَار عِنْده تنحى لَهُ عَن مَجْلِسه فيأبى فيجلسان مَعًا وَقَالَ لَهُ أُرِيد تَحْقِيق أَخْبَار الْبِلَاد بالمعاينة لَا بِمَا ينْقل من الْكتب فَوَقع اختيارهما على أنَاس ألباء فطناء أذكياء وجهزهم رجار إِلَى أقاليم الشرق والغرب جنوباً وَشمَالًا وسفر مَعَهم قوما مصورين ليصوروا مَا يشاهونه عيَانًا وَأمرهمْ بالتقصي والاستيعاب لما لَا بُد من مَعْرفَته فَكَانَ إِذا حضر أحد مِنْهُم بشكل أثْبته الشريف الإدريسي حَتَّى تَكَامل لَهُ مَا أَرَادَ وَجعله مصنفاً وَهُوَ كتاب نزهة المشتاق الَّذِي للشريف الإدريسي وَكَانَ رجار الْمَذْكُور قد أَخذ طرابلس الغرب عنْوَة بِالسَّيْفِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَقتل أَهلهَا وسبى الْحَرِيم والأطفال وَأخذ الْأَمْوَال ثمَّ إِنَّه شرع فِي تحصينها بِالرِّجَالِ وَالْعدَد ثمَّ إِنَّه أَخذ المهدية سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة لِأَن صَاحبهَا الْحسن بن عَليّ بن يحيى بن تَمِيم بن المُعزّ الصنهاجي عجز عَن مقاومته فَخرج من المهدية هَارِبا بِمَا خف من النفائس وَخرج من قدر على الْخُرُوج على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْحسن بن عَليّ الْمَذْكُور) وَلما هلك رجار ملك بعده وَلَده غليلم بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَبَين اللامين الساكنتين يَاء آخر الْحُرُوف مَفْتُوحَة وَبعد اللَّام الثَّانِيَة مِيم وَعَلِيهِ قدم ابْن قلاقس الإسكندري الشَّاعِر فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وامتدحه بقصيدة أَولهَا من الطَّوِيل

الشيخ الصالح المنيني

(يقر لغليلم المليك ابْن غليلم ... سُلَيْمَان فِي ملك وَدَاوُد فِي حكم) (وتخدمه الأفلاك بالسعد فِي العدى ... فيسطو بِسيف الْبَرْق أَو حَرْبَة النَّجْم) (فَأَي هِلَال لَيْسَ كالقوس راشقاً ... بِأَيّ شهَاب لَيْسَ ينفذ كالسهم) (وَمَا النَّصْر إِلَّا جنده حَيْثُ مَا مضى ... على جبهات الْبر أَو صفحة اليم) وَهِي قصيدة جَيِّدَة مَوْجُودَة فِي ديوانه يُقَال إِنَّه كَانَ مِمَّا أعطَاهُ مركب حبن وَلما هلك غليلم ملكت ابْنَته أم الأنبرور ثمَّ هَلَكت أم الأنبرور وخلفته صَغِيرا فَملك وَكَانَ فَاضلا عَاقِلا وَجَرت بَينه وَبَين الْكَامِل ابْن الْعَادِل مراسلات وأظن أَن القَاضِي جمال الدّين ابْن وَاصل توجه إِلَيْهِ فِي الرسلية وَسَأَلَهُ عدَّة مسَائِل فِي المناظر وَأجَاب عَنْهَا القَاضِي جمال الدّين وَهِي مَشْهُورَة تعرف بالمسائل الأنبرورية (الشَّيْخ الصَّالح المنيني) أَبُو الرِّجَال بن مري بن بحتر المنيني الشَّيْخ الزَّاهِد الصَّالح الْعَارِف القانت صَاحب الْأَحْوَال والمكاشفات طلع إِلَيْهِ النَّاس وزاروه وتبركوا وَكَانَ الشَّيْخ صدر الدّين بن المرحل إِذا نزل بِهِ أَمر يَقُول يَا سَيِّدي أَبَا الرِّجَال توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة (الألقاب) أَبُو رَجَاء الأسواني مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرّبيع أَبُو رَجَاء العطاردي عمرَان بن ملْحَان أَبُو رَجَاء الْفَقِيه اسْمه يزِيد بن أبي حبيب (رَجَب) 3 - (الْمُقْرِئ الْحَنْبَلِيّ) رَجَب بن قحطان بن الْحسن بن قحطان أَبُو الْمَعَالِي الْأنْصَارِيّ الضَّرِير الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَا الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور وَحدث باليسير سمع مِنْهُ هزارسب بن عوض وَغَيره وَكَانَ من مجودي الْقُرَّاء والمحسنين فِي الْأَدَاء ذَا عقل وَفضل وأدب وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الرمل

زين الدين الأرزني

(إِنَّمَا الْمَرْء خلاص جَائِز ... فَإِذا جربته فَهُوَ شبه) (وتراه رَاقِدًا فِي غَفلَة ... فَهُوَ حَيّ فَإِذا مَاتَ انتبه) 3 - (زين الدّين الأرزني) رَجَب بن قراجا بن عبد الله زين الدّين الأرزني قَالَ لي الشَّيْخ أثير الدّين رفيقنا على الشَّيْخ بهاء الدّين رحمهمَا الله تَعَالَى لَهُ اعتناء بِشَيْء من اللُّغَة وَالْأَدب وَكَانَ يكْتب خطا لَيْسَ بالجيد لكنه فِي غَايَة الضَّبْط وَالصِّحَّة يشكل الْحُرُوف كلهَا مَا أشكل مِنْهَا وَمَا لم يشكل أنشدنا لنَفسِهِ من السَّرِيع (شاهدت فِي طرسك سحرًا غَدا ... يخَامر الْأَلْبَاب كالأكؤس) (فَكَانَ كالروض غَدا ناضراً ... يلذ للأعين والأنفس) (رجيلة الْأنْصَارِيّ البياضي) رجيلة بن ثَعْلَبَة بن عَامر بن بياضة الْأنْصَارِيّ البياضي شهد بَدْرًا كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق بِالْجِيم وَقَالَ ابْن هِشَام بِالْحَاء وَقَالَ غَيره رخيلة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فقد ورد فِيهِ الثَّلَاث وَذكره أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة (الرّحال بن عنفوة) الرّحال بن عنفوة واسْمه نَهَار بن عنفوة كَانَ قد هَاجر وَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ إِنَّه سَار إِلَى مسلمة وارتد وَأخْبر أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يشركهُ فِي الرسَالَة فَكَانَ أعظم فتْنَة على بني حنيفَة فَقتله زيد بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ يَوْم الْيَمَامَة وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ جَلَست مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَهْط ومعنا الرّحال بن عنفوة فَقَالَ إِن فِيكُم لرجلاً ضرسه فِي النَّار مثل أحد فَهَلَك الْقَوْم وَبقيت أَنا والرحال فَكنت متخوفاً لَهَا حَتَّى خرج الرّحال مَعَ مُسَيْلمَة وَشهد لَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَقتل يَوْم الْيَمَامَة (الْأَسدي) رَحْمَة بن غَانِم أَبُو سُلَيْمَان الْأَسدي أورد لَهُ الباخرزي فِي الدمية من الوافر (أَقُول لصاحبي والكأس صرف ... فَلم يعرف غنائي من أنيني) (أرى خمرًا تشاكلها دموعي ... كَأَن ظروفها كَانَت شؤوني) وَأورد لَهُ أَيْضا من المتقارب (وعود تغنى بِهِ طفلة ... سديد الْغناء بإنساقها) (فشبهت فِي كفها عودهَا ... بفخذ الجرادة مَعَ سَاقهَا)

الألقاب

(الألقاب) ابْن رحمون النَّحْوِيّ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن رحمون الطَّبِيب سَلامَة بن مبارك (جَارِيَة الْمهْدي) رخيم جَارِيَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي هِيَ أم العباسة وَسَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله فِي حرف الْعين مَكَانَهُ كَانَت بارعة الْجمال وَلما توفيت جزع عَلَيْهَا جزعاً كثيرا وَقَالَ يرثيها من الْكَامِل (أودى الزَّمَان وريبه برخيم ... ففقدت بعد رخيم كل نعيم) (يَا دهر مَا تَدْرِي بِقدر فجيعتي ... فتعيين أَن قد أبحت حريمي) (هلا اخترمت مَكَانهَا أشباهها ... ونسيتها فَتكون غير ملوم) (أمست بِمَنْزِلَة الضّيَاع يَقُودهَا ... وَفد الرِّيَاح مَعَ الصدى والبوم) (لَا أَزَال قبرك يَا رخيم يَنَالهُ ... صلوَات رب بالعباد رَحِيم) (وَلَقَد ذممت الْعَيْش فقدتها ... وَلَقَد أرَاهُ لَيْسَ بالمذموم) (من ذَا أسر إِلَيْهِ كل خُفْيَة ... إِذْ كنت مَوضِع سري المكتوم) (الألقاب) ابْن الرَّحبِي الطَّبِيب عُثْمَان بن يُوسُف شرف الدّين عَليّ بن يُوسُف بن حيدرة الرَّحبِي يُوسُف بن حيدرة رخ الْمروزِي مُحَمَّد بن مقَاتل أَبُو الرداد عبد الله بن عبد السَّلَام الرخجي الْوَزير مؤيد الْملك الْحُسَيْن بن الْحسن (أَبُو الْفضل) رذاذ أَبُو الْفضل الْمُغنِي مولى المتَوَكل على الله كَانَ أحسن أهل زَمَانه غناء وأرواهم وأكملهم مُرُوءَة وأدباً وَكَانَ حسن الْوَجْه وَله صَنْعَة حَسَنَة كَثِيرَة وَقَالَ جحظة كَانَ رذاذ رومياً وَكَانَ يتعاطى معرفَة النَّحْو واللغة وَكَانَ الْمُعْتَمد يبغضه ويستحيي من طرده لِأَنَّهُ غُلَام أَبِيه وَيطْلب لذَلِك عِلّة فطالبه رذاذ يَوْمًا بصلَة وَكَانَت بَين يَدَيْهِ دَرَاهِم ودنانير جدد فَطرح إِلَيْهِ درهما وديناراً وَقَالَ لَهُ إِن أردْت الدَّنَانِير فَعَلَيْك بِمصْر وَإِن أردْت الدَّرَاهِم فَعَلَيْك بِالْجَبَلِ فَأمْسك وَلم يعد إِلَيْهِ وخدم الْمُوفق وَكَانَ يَحْجُبهُ لإحسانه إِلَيْهِ ولبغض أَخِيه لَهُ فأغناه وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَفِيه يَقُول ابْن الرُّومِي من الرمل

الألقاب

(رب هَب لي من أبي الْفضل رذاذ ... دَعْوَة الصِّحَّة يَا خير معَاذ) (واصطنعه واتخذه للعلى ... إِنَّه أهل اصطناع واتخاذ) (عمر الله اللذاذات بِهِ ... تَحت أَيَّام اسْمه ذَات الرذاذ) (الألقاب) ابْن ررا الْوَاعِظ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الرزاز الشَّافِعِي اسْمه سعيد بن مُحَمَّد بن عمر ابْن الرزاز عَليّ بن أَحْمد الرزاز الشَّافِعِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد ابْن الرزاز مُحَمَّد بن سعيد وَابْن ابْنه مُحَمَّد بن سعيد أَيْضا ابْن الرزاز مُحَمَّد بن النفيس (رزق الله) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْأنمَاطِي) رزق الله بن الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن بنْدَار أَبُو مُحَمَّد الْأنمَاطِي الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير بإفادة عَمه عبد الْوَهَّاب بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحصين وَأبي نصر مُحَمَّد بن سعد بن الْفرج الْمُؤَدب وَجَمَاعَة وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي الْحَنْبَلِيّ) رزق الله بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث بن أَسد بن اللَّيْث أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الْفرج الْبَغْدَادِيّ فَقِيه الْحَنَابِلَة وشيخهم فِي وقته قَرَأَ بالروايات على عَليّ بن عمر الحمامي وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْقُرَّاء وأقرأوا عَنهُ وتفقه على أَبِيه وعَلى عَمه أبي الْفضل عبد الْوَاحِد ثمَّ على القَاضِي أبي عَليّ بن أبي مُوسَى الْهَاشِمِي وَسمع من أَبِيه وَعَمه وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مهْدي وَأحمد بن مُحَمَّد بن المتيم وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها فَاضلا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَله فِي ذَلِك مصنفات حَسَنَة

أبو سعد ابن الأخضر

وَكَانَ واعظاً مليح الْعبارَة لطيف الْإِشَارَة فصيح اللِّسَان ظريف الْمعَانِي وَكَانَ جميل الصُّورَة وَله الْقبُول التَّام وروسل من دَار الْخلَافَة إِلَى مُلُوك الْعرَاق وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر وَحدث هُنَاكَ وروى عَنهُ خلق كثير من أهل أَصْبَهَان يجوزون الْمِائَة وَله نظم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من السَّرِيع (يَا وَيْح هَذَا الْقلب مَا حَاله ... مشتهراً فِي الْحَيّ بلباله) (سَكرَان لَو يصحو لعاتبته ... وَكَيف بالعتب لمن حَاله) (دمع غزير وجى كامن ... يرحمه من ذَاك عذاله) (مَا يثني باللوم عَن حبه ... تَغَيَّرت فِي الْحبّ أَحْوَاله) وَمن شعره من الْبَسِيط (لَا تسألاني عَن الْحَيّ الَّذِي بانا ... فإنني كنت يَوْم الْبَين سكرانا) ) (يَا صَاحِبي على وجدي بنعمانا ... هَل رَاجع وصل ليلى كَالَّذي كَانَا) (أم ذَاك آخر عهد باللقاء بهَا ... فَنَجْعَل الدَّهْر مَا عشناه أحزانا) (مَا ضرهم لَو أَقَامُوا يَوْم بَينهم ... بِقدر مَا يلبس المحزون أكفانا) (لَيْت الْجمال الَّتِي للبين مَا خلقت ... وليت حاد حدا فِي الدَّهْر حيرانا) 3 - (أَبُو سعد ابْن الْأَخْضَر) رزق الله بن مُحَمَّد بن أبي الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْخَطِيب أَبُو سعد الْمَعْرُوف بِابْن الْأَخْضَر أَخُو أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الأقطع الْأَنْبَارِي تفقه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَسمع بِبَغْدَاد من عُبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الفَرَضي وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي وَمُحَمّد بن نصر بن الْفضل الستوري وَقدم بَغْدَاد بعد علو سنة وَحدث بهَا وروى عَنهُ أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (شفروه الْحَنَفِيّ) رزق الله بن هبة الله بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي أَبُو البركات الْحَنَفِيّ شفروه بِكَسْر الشين النعجمة وَفتح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْوَاو وَبعدهَا هَاء الْأَصْبَهَانِيّ من بَيت مَشْهُور بِالْفَضْلِ وَالْعلم والتقدم قدم بَغْدَاد واستجاز من النَّاصِر وَحدث عَنهُ بِبَغْدَاد وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وست مائَة

رزق الله أخو النشو

3 - (رزق الله أَخُو النشو) رزق الله بن فضل الله مجد الدّين أَخُو النشو كَانَ نَصْرَانِيّا استخدمه أَخُوهُ شرف الدّين النشو فِي اسْتِيفَاء الخزانة وَالْخَاص وَكَانَ يَنُوب أَخَاهُ فِي غيبته وَيدخل إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام وَهُوَ يَوْم الْجُمُعَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة استسلمه السُّلْطَان قبل صَلَاة الْجُمُعَة فَأبى عَلَيْهِ ثمَّ لكمه بِيَدِهِ وَعرض عَلَيْهِ السَّيْف فَأسلم وخلع عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ لَا تكون إِلَّا شَافِعِيّ الْمَذْهَب مثلي واستخدمه فِي ديوَان الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي فَسَاد وَظهر صيته وَعظم وشاع ذكره وَكَانَ فِيهِ كرم نفس ونظافة ملبس وميل إِلَى الْمُسلمين كَانَ لَهُ سبع يقْرَأ بالجامع الْأَزْهَر ويجهز إِلَى مَكَّة للمجاورين سِتِّينَ قَمِيصًا فِي كل سنة) وَكَانَ يستسلم من يُحِبهُ من عبيده وغلمانه خُفْيَة خيفة من أمه وَكَانَ يفضل قماشه وَيَقُول للخياط طوله عَن تفصيلي وكف الْفضل عَن قدري فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ أَنا قصير وَأهب قماشي لمن يكون أطول مني فَإِذا فتقه جَاءَ على طوله وَكَانَ يهب قماشه كثيرا إِلَى الْغَايَة قَلما يغسل لَهُ قماشاً إِلَّا إِن كَانَ أَبيض وَكَانَ فِي الصَّيف يُغير فِي غَالب الْأَيَّام مرَّتَيْنِ وَعمر دَارا مليحة إِلَى الغلية على الخليج الناصري وَلما أمسك أَخُوهُ النشو سلم مجد الدّين رزق الله إِلَى الْأَمِير سيف الدّين قوصون فَأصْبح مذبوحاً ذبح نَفسه وَلم يتَمَكَّن أحد من معاقبته وَذَلِكَ فِي ثَالِث صفر سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ حُلْو الْوَجْه مليح الْعَينَيْنِ ربعَة (رُزَيْق) 3 - (مولى عَليّ بن أبي طَالب) رُزَيْق الْقرشِي الْمدنِي مولى عَليّ بن أبي طَالب وَفد على عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن والفرائض فَقَالَ أَنا رجل من أهل الْمَدِينَة وحفظت كَذَا وَكَذَا وَلَيْسَ لي ديوَان فَقَالَ لَهُ من أَي النَّاس أَنْت قَالَ من موَالِي بني هَاشم قَالَ مولى من قَالَ رجل من الْمُسلمين فَقَالَ لَهُ أَسأَلك من أَنْت وتكتمني فَقَالَ أَنا مولى عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَت بَنو أُميَّة لَا يذكر عَليّ بَين أَيْديهم فَبكى عمر حَتَّى وَقع دمعه على الأَرْض وَقَالَ أَنا مولى عَليّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ ثمَّ أَمر لَهُ بجائزة وَقيل إِن هَذَا الْمولى كَانَ عمر بن المورق وَأعْطِي خمسين دِينَارا لولاء عَليّ وَكَانَ عَطاء غَيره مائَة أَو مِائَتَيْنِ 3 - (الْفَزارِيّ كَاتب الْعشْر) رُزَيْق بن حَيَّان الْفَزارِيّ كَاتب ديوَان الْعشْر

رزين

بِدِمَشْق روى عَن مُسلم بن قرظة وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم (رزين) 3 - (الْعَرُوضِي) رزين بن زندورد الْعَرُوضِي قَالَ ياقوت توفّي فِي أَيَّام المتَوَكل وَهُوَ الْقَائِل لأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الْأَشْعَث الْخُزَاعِيّ من الْبَسِيط (إِنِّي أَتَيْتُك مَرَّات لتأذن لي ... فَكَانَ عنْدك سهل الْإِذْن محجوباً) (إِن كنت تحجبني بالذئب مزدهياً ... فقد لعمري أبوكم كلم الذيبا) (فَكيف لَو كلم اللَّيْث الهصور إِذا ... تركْتُم النَّاس مَأْكُولا ومشروبا) (هَذَا السنيدي لَا تسوى إثاوته ... يكلم الْفِيل تصعيداً وتصويباً) (فَاذْهَبْ إِلَيْك فَإِنِّي لَا أرى أحدا ... بِبَاب دَارك طلاباً ومطلوبا) 3 - (رزين بن عَليّ) رزين بن عَليّ بن رزين هُوَ أَخُو دعبل الشَّاعِر كَانَ شَيخا مسناً ظريفاً صَار إِلَى مصر فاستوطنها وَمَات بهَا وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (خليلي عوجا عوجة فاسألا النَّوَى ... بِأَيّ اجترام مَا تُرِيدُ قضا نحبي) (يَقُولُونَ هَذَا آخر الْعَهْد بَيْننَا ... فَقلت وَهَذَا آخر الْعَهْد من قلبِي) وَقَالَ يهجو من الْبَسِيط (أغرى بني جَعْفَر بِي أَن أمّهم ... كَانَت تلم بفعلي حِين تغتلم) (قوم إِذا فزعوا إِذْ نابهم حدث ... كَانَت حصونهم الْأَعْرَاض وَالْحرم) 3 - (رزين السّلمِيّ) رزين بن أنس السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ ابْنه حَدِيثه عِنْد فَهد بن عَوْف عَن أبي ربيعَة عَن نائل بن مطرف بن رزين السّلمِيّ عَن أَبِيه عَن جده أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن لنا بِئْرا بالدثينة وَقد خفنا أَن يغلبنا عَلَيْهَا من حوالينا فَكتب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتابا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من مُحَمَّد رَسُول الله أما بعد فَإِن

رزيك

لَهُم بئرهم إِن كَانَ صَادِقا وَلَهُم دَارهم إِن كَانَ صَادِقا والدثينة مَوضِع هُوَ مَاء لبني سيار كَانَت تسمى الدفينة بِالْفَاءِ فتطيروا مِنْهَا فَقَالُوا الدثينة وَقَالَ النَّابِغَة من الْكَامِل وعَلى الدثينة من بني سيار) (رزيك) 3 - (الْعَادِل وَزِير مصر) رزيك بِضَم الرَّاء وَتَشْديد الزَّاي وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة كَاف الْعَادِل محيي الدّين أَبُو شُجَاع ابْن الصَّالح طلائع بن رزيك وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده طلائع إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الطَّاء لما قتل وَالِده الصَّالح على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته الْخلْع من عِنْد الْعَضُد لوَلَده رزيك هَذَا ولقب الْعَادِل النَّاصِر لم يزل على وزارة العاضد وَكَانَ شاور قد ولاه الصَّالح الصَّعِيد وَنَدم على ولَايَته وَكَانَ قد أوصى الصَّالح وَلَده الْعَادِل أَن لَا يتَعَرَّض لشاور بمساءة وَلَا يُغير عَلَيْهِ حَاله فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن عصيانه وَلَا خُرُوجه عَلَيْهِ وَكَانَ الْأَمر كَمَا أَشَارَ فَلَمَّا تمكن شاور فِي الصَّعِيد وَقصد الْقَاهِرَة هرب الْعَادِل وَحمل مَعَه من الذَّخَائِر وَالْأَمْوَال مَا لَا يُحْصى وَمَعَهُ من خَواص أَصْحَابهم وَقد حصل من جهتهم نعْمَة وافرة فأنزلهم عِنْده وَهُوَ بإطفيح وَسَار من سَاعَته إِلَى شاور وأعلمه بهم فندب مَعَه جمَاعَة ومضوا إِلَى الْعَادِل وأخذوه أَسِيرًا وأحضروه إِلَى شاور فَوقف بِبَابِهِ زَمَانا طَويلا ثمَّ حَبسه وَقَالَ شاور لِابْنِ الْبيض لقد خبأك الصَّالح ذخيرة صَالِحَة لوَلَده وَأَنا أَيْضا أخبأك لوَلَدي ثمَّ شقَّه وَبَقِي الْعَادِل فِي الاعتقال مُدَّة مديدة ثمَّ قَتله شاور وَأخرج رَأسه لأمراء الدولة سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَت وزارته قَرِيبا من ثَلَاث سِنِين (الألقاب) بَنو رزين جمَاعَة مِنْهُم بدر الدّين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد وعلاء الدّين عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف وَصدر الدّين عبد الْبر بن مُحَمَّد وتقي الدّين قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن

رستم

(رستم) 3 - (رستم الهجري) رستم الهجري بِفَتْح الْهَاء وَيُقَال الْعَبْدي لَهُ حَدِيث وَاحِد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْأَشْرِبَة والانتباذ فِي الظروف روى عَنهُ ابْنه 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ) رستم بن سرهنك بن عمر الْبَزَّاز الأرموي أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ الْبَغْدَادِيّ صحب أَبَا الْحسن عَليّ بن عبيد الله الزَّاغُونِيّ مُدَّة يقْرَأ عَلَيْهِ الْوَعْظ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة عَن سِتِّينَ سنة 3 - (رستم بن عَليّ) رستم بن عَليّ بن شهريار بن قَارن ملك مازندران كَانَ ملكا شجاعاً مخوفا اتسعت ممالكه توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة فكتم ابْنه عَلَاء الدّين الْحسن مَوته أَيَّامًا حَتَّى تمكن 3 - (رستم بن عَليّ الديلمي) رستم بن عَليّ الديلمي كَانَ بِالريِّ قد أظهر بدع الباطنية وأباح الْفروج والدماء وَسَب الصَّحَابَة وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدين فتجهز إِلَيْهِ السُّلْطَان مَحْمُود ابْن سبكتكين وَقبض عَلَيْهِ وعَلى أشياعه من أَعْيَان الرافضة والمعتزلة وَحمل رستم بن عَليّ وأعوانه وَابْنه وَجَمَاعَة من الديلم وَقتل السُّلْطَان جمَاعَة مِنْهُم وصلبهم على شوارع الْمَدِينَة وَأخذ مَا كَانَ قد احتجزه رستم بن عَليّ من الْجَوَاهِر وَكَانَ قيمَة ذَلِك خمس مائَة ألف دِينَار وَمن الذَّهَب مِائَتي ألف وَسِتِّينَ ألف دِينَار وَمن الفضيات الْأَوَانِي مَا بلغ قِيمَته ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَمن الثِّيَاب النسيج وَغَيرهَا خَمْسَة آلَاف ثوب وَثَلَاث مائَة ثوب وأحرق تَحت خشب المصلبين خَمْسُونَ حملا من الْكتب فِيهَا كَلَام الفلاسفة والمعتزلة والنجامة والبدع وَكَانَ ذَلِك سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة (ابْن أبي الْأَبْيَض الضَّرِير) رسته بن أبي الْأَبْيَض الضَّرِير الشَّاعِر الْأَصْبَهَانِيّ ذكره حَمْزَة بن الْحسن وَقَالَ كَانَ شَاعِرًا مليحاً أشبه النَّاس شعرًا ووصفاً ببشار بن برد حمل من أَصْبَهَان إِلَى بَغْدَاد وَأدْخل على زبيدة بنت جَعْفَر زوج الرشيد وَكَانَ دميماً فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَت تسمع بالمعيدي خير من أَن ترَاهُ فَقَالَ رسته أَيهَا السيدة إِنَّمَا الْمَرْء بأصغريه ثمَّ أنشدها وَأخذ جائزتها وَله شعر كثير فَمِنْهُ قَوْله يهجو من الْخَفِيف

الألقاب

(أَيهَا الْإِخْوَة الَّذين لساني ... فِي قديم الزَّمَان عَنْهُم كليل) (جِئتُكُمْ للسلام حَتَّى إِذا مَا ... صحت شهرا كَمَا يَصِيح الدَّلِيل) (قيل قد أَدخل الخوان عَلَيْهِم ... قلت مَالِي إِذا إِلَيْهِم سَبِيل) (الألقاب) رسته الْأَصْبَهَانِيّ عبد الرَّحْمَن بن عمر ابْن الرسولي الْفَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن رستم وَزِير خمارويه اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ الرستمي الشَّافِعِي الْحسن بن الْعَبَّاس (رشأ) 3 - (ابْن مَا شَاءَ الله الْمُقْرِئ) رشأ بن نظيف بن مَا شَاءَ الله أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ قَرَأَ بِحرف ابْن عَامر على أبي الْحسن بن دَاوُد الدَّارَانِي وَله دَار مَوْقُوفَة على الْقُرَّاء بِبَاب الناطفائيين توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (غُلَام الخالديين) رشأ بن عبد الله أَبُو الْحسن الخالدي كَانَ غُلَاما أرمنياً لأبي عُثْمَان سعيد وَأبي بكر مُحَمَّد الخالديين الشاعرين بِبَغْدَاد ربياه وعلماه وأدباه وَكَانَ يَخْدُمهُمَا وَيكْتب مدائحهما عَنْهُمَا فَلَمَّا توفيا لَازم هُوَ سوق الْبَز ثمَّ اتَّصل بِأبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف وَزِير الديلم وَصَارَ يكْتب لَهُ على خاصه وداره فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ عَاد إِلَى الْموصل وخدم مَعَ قراد بن الكديد البدوي سِنِين ثمَّ فَارقه وَدخل بَغْدَاد وخدم عميد الجيوش وَكَانَ أديباً قَالَ ابْن مَسَرَّة الشَّاعِر الْبَلَدِي اجتزت أَنا وَأَبُو الْفَضَائِل إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأَنْطَاكِي بِبَاب رشأ الخالدي فَقَالَ أَبُو الْفَضَائِل لهَذَا الرجل سَماع قد ورد مَعَه من الْعرَاق فَمَا ترى فِي النُّزُول بِهِ والتعرض لاستماع غنائه فَقلت على شريطة أَن لَا أسأله ذَلِك وَأَن تتولى أَنْت خطابه فنزلنا عِنْده وأفضنا فِي الحَدِيث وَعرض أَبُو الْفَضَائِل باستدعاء الطَّعَام وَالشرَاب حرصاً على السماع فَلم يجبهُ إِلَى ذَلِك وَاعْتذر بمعاذير اللئام فانصرفنا عَنهُ

رشيد

قَالَ أَبُو عَليّ فأنشدني فِي ذَلِك يُخَاطب أَبَا الْفَضَائِل من الْكَامِل (خفيت عَلَيْك منَازِل التطفيل ... فَنزلت من رشأ بشر نزيل) (وطرقته فطرقت ذئباً أطلساً ... أَو حَيَّة صماء ذَات صليل) (فرقيته وقرأت كل صحيفَة ... حَتَّى قَرَأت صحيفَة الْإِنْجِيل) (وَزَعَمت أَن أَبَاهُ من عظمائهم ... تومي إِلَى توفيل أَو منويل) (حَتَّى خشيتك أَن تقبل كَفه ... حب الرَّجَاء وَطَاعَة التأميل) (أسفي عَلَيْك وَقد أرقت صبَابَة ... من مَاء وَجهك فِي سُؤال بخيل) (فَوجدت طعم سُؤَاله من لومه ... مرا كطعم الحنظل المبلول) (وَلَقِيت دون طَعَامه وَشَرَابه ... ردا كَحَد الصارم المسلول) ) (أَقبلت تنشده وَأَقْبل معرضًا ... إطراق ذمر طَالب بذحول) (حَتَّى ظننتك قَاتلا وظننته ... من فرط نخوته ولي قَتِيل) (وكفلت لي عَنهُ بِكُل كَرِيمَة ... ثمَّ انثنيت وَأَنت شَرّ كَفِيل) (وأبت عَلَيْك خلائق خوزية ... تأبى إِذا مَا قدتها بجميل) (هلا سَأَلت عَن الصِّنَاعَة أَهلهَا ... فيخبروك بصنعة التطفيل) (الْقَوْم لَا يغشون إِلَّا منزلا ... يعشي الْعُيُون دخانه من ميل) وَتُوفِّي رشأ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع مائَة الرشاطي الأندلسي اسْمه عبد الله بن عَليّ بن عبد الله ابْن رشد المغربي الفيلسوف اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن رشيد السبتي اسْمه مُحَمَّد بن عمر (رشيد) 3 - (رشيد الدّين وَكيل بَيت المَال) رشيد بن كَامِل الْعَلامَة رشيد الدّين الْحَرَشِي الرقي الشَّافِعِي وَكيل بَيت المَال بحلب ولد سنة خمس وَعشْرين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة سمع ابْن مسلمة وَابْن عَلان والقوصي وعدة وتفنن وَله نظم ونثر وَعمل فِي ديوَان

أبو منصور الباخرزي

الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَحضر مجَالِس النَّاصِر الْحلَبِي وَولي نظر الْحَشْر بِدِمَشْق ودرس بعصرونية حلب وَكَانَ ذَا عقل وصيانة توفّي بحماة غَرِيبا وَمن شعره 3 - (أَبُو مَنْصُور الباخرزي) رشيد بن مَنْصُور هُوَ أَبُو مَنْصُور الباخرزي ذكره الباخرزي فِي الدمية كَذَا أثْبته وَقَالَ فِي أثْنَاء التَّرْجَمَة أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَذكر أَنه من أهل خُرَاسَان واستوطن بَغْدَاد وَأَنه تمذهب للشيعة وَقد ذكرته أَنا فِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم فِي جملَة المحمدين 3 - (أَبُو سعيد ابْن الْمُوفق الطَّبِيب) الرشيد أَبُو سعيد ابْن الْمُوفق يَعْقُوب النَّصْرَانِي الْمَقْدِسِي الطَّبِيب من أَعْيَان الْأَطِبَّاء وعلمائهم الْمَشَاهِير أَخذ النَّحْو عَن التقي خزعل والطب عَن الْحَكِيم رشيد الدّين عَليّ بن خَليفَة ابْن خَليفَة ابْن أبي) أصيبعة عَم مؤرخ الْأَطِبَّاء واشتغل على الْمُهَذّب وخدم الْكَامِل بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ابْنه الصَّالح أَيُّوب فَلَمَّا عرض للصالح أَكلَة بفخذه وَهُوَ بِدِمَشْق وَكَانَ يعالجه الرشيد أَبُو حليقة طَال الْأَمر فَاسْتَحْضر الرشيد بن الْمُوفق وشكا إِلَيْهِ حَاله وَكَانَ بَينه وَبَين أبي حليقة وَخرج ثمَّ إِنَّه فِي ذَلِك الْمجْلس بِعَيْنِه عرض لِابْنِ الْمُوفق فالج وَبَقِي ملقى بَين يَدي السُّلْطَان فَأمر بِحمْلِهِ إِلَى دَاره وَبَقِي أَربع أَيَّام وَمَات سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة وَله من الْكتب كتاب عُيُون الطِّبّ يحتوي على علاجات ملخصة مختارة وَهُوَ من أجل الْكتب وَله تعاليق على الْحَاوِي فِي الطِّبّ وَقيل إِنَّه مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَهُوَ الصَّحِيح 3 - (ابْن الصُّورِي الطَّبِيب) رشيد الدّين أَبُو مَنْصُور ابْن الصُّورِي الطَّبِيب ابْن أبي الْفضل ابْن عَليّ كَانَ عَلامَة فِي الْأَدْوِيَة المفردة ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة ومولده بصور وَنَشَأ بهَا واشتغل على موفق الدّين عبد الْعَزِيز والموفق عبد اللَّطِيف بن يُوسُف وطب بالقدس مُدَّة وخدم الْملك الْعَادِل ثمَّ عظم عِنْد الْمُعظم وَتمكن مِنْهُ وَمن ابْنه النَّاصِر وفوض إِلَيْهِ ابْنه رياسة الْأَطِبَّاء وَكَانَ لَهُ حَلقَة إشغال ووفاته بِدِمَشْق وَله كتاب الْأَدْوِيَة المفردة بَدَأَ فِي عمله فِي أَيَّام الْمُعظم عِيسَى وَعَمله باسمه واستقصى فِيهِ ذكر الْأَدْوِيَة المفردة وَذكر مَا اطلع عَلَيْهِ وَلم يذكرهُ المتقدمون وَكَانَ يستصحب

أبو عميرة التميمي الصحابي

مصوراً وَمَعَهُ الأصباغ والليق الْمُخْتَلفَة الألوان وَيتَوَجَّهُ إِلَى أَمَاكِن النَّبَات ويري المصور النَّبَات وورقه زهره وأغصانه وشوكه وأصوله ويدعه يصوره على مَا هُوَ عَلَيْهِ وَله الرَّد على كتاب التَّاج البلغاري فِي الْأَدْوِيَة المفردة وَله تعاليق وفوائد ووصايا طبية 3 - (أَبُو عميرَة التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ) رشيد بِضَم الرَّاء وَفتح الشين ابْن مَالك أَبُو عميرَة التَّمِيمِي حَدِيثه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انتزع تَمْرَة من فَم الْحسن ثمَّ قذف بهَا وَقَالَ إِنَّا آل مُحَمَّد لَا تحل لنا الصَّدَقَة يعد فِي الْكُوفِيّين رَوَت عَنهُ حَفْصَة ابْنة طلق امْرَأَة من الْحَيّ 3 - (الْفَارِسِي الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) ) رشيد مثله مُصَغرًا الْفَارِسِي الْأنْصَارِيّ مولى لبني مُعَاوِيَة بطن من الْأَوْس كناه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد أَبَا عبد الله لَقِي رجلا من الْمُشْركين من بني كنَانَة مقنعا فِي الْحَدِيد يَقُول أَنا ابْن عويف فَعرض لَهُ سعد مولى حَاطِب فَضَربهُ ضَرْبَة جزله بِاثْنَيْنِ وَأَقْبل عَلَيْهِ رشيد فَضَربهُ على عَاتِقه فَقطع الدرْع حَتَّى جزله بِاثْنَيْنِ وَقَالَ خُذْهَا وَأَنا الْغُلَام الْفَارِسِي وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرى ذَلِك ويسمعه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هلا قلت خُذْهُ وَأَنا الْغُلَام الْأنْصَارِيّ فَعرض لَهُ أَخُوهُ يعدو كَأَنَّهُ كلب قَالَ أَنا ابْن عويف وضربه رشيد على رَأسه وَعَلِيهِ المغفر ففلق رَأسه وَقَالَ خُذْهَا وَأَنا الْغُلَام الْأنْصَارِيّ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ أَحْسَنت يَا أَبَا عبد الله (الألقاب) الرشيد الصفوي عبد الله بن المظفر الرشيد الْعَطَّار الْمُحدث يحيى بن عَليّ الرَّشِيدِيّ إِبْرَاهِيم بن لاجين الرشيد بن الْمُعْتَمد عبيد الله بن مُحَمَّد الرشيد بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ اسْمه هَارُون بن مُحَمَّد الرشيد بن الْمَأْمُون صَاحب الْمغرب عبد الْوَاحِد الرشيد النابلسي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن بدر الرشيد بن الزبير اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الرشيد المكيني أَبُو بكر بن أبي الدّرّ رشيد الدولة الْوَزير فضل الله بن أبي الْخَيْر

رشيق

(رَشِيق) 3 - (تَاج الدّين خَادِم الإِمَام النَّاصِر) رَشِيق تَاج الدّين خَادِم الإِمَام النَّاصِر كَانَ فِي آخر أَمر الإِمَام النَّاصِر يكْتب عَنهُ على الرّقاع هُوَ وَامْرَأَة تسمى سِتّ نسيم لِأَنَّهُمَا كَانَا يكتبان قَرِيبا من خطه وَله ذكر فِي تَرْجَمَة صاعد بن هبة الله الطَّبِيب الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى (الألقاب) علم الدّين ابْن رَشِيق مُحَمَّد بن الْحُسَيْن نظام الدّين ابْن رَشِيق عُثْمَان بن أَحْمد ابْن رَشِيق جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن رَشِيق الْقُرْطُبِيّ وَابْن رَشِيق القيرواني صَاحب التصانيف اسْمه حسن وَابْن رَشِيق قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة زين الدّين اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَتيق جمال الدّين الْحُسَيْن بن عَتيق ابْن رَشِيق القصري عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن الرصاصك عبد الْحق بن مكي الرصاص العاصمي عَاصِم بن الْحسن الرصافي مُحَمَّد بن غَالب الأندلسي الرصافي أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عبد السَّلَام الرصافي الطَّبِيب مُحَمَّد بن مَحْمُود (بنت يَقْطِين) الرِّضَا بنت الْفَتْح الكاتبة قَالَ محب الدّين ابْن النجار هَكَذَا رَأَيْت اسْمهَا بخطها كَانَت تعرف ببنت يَقْطِين نقل عَن ابْن العديم الصاحب كَمَال الدّين أَنَّهَا كَانَت من الكاتبات المشهورات بِبَغْدَاد وَقد كتبت كثيرا وَرَأَيْت بخطها نُسْخَة بديوان ابْن حجاج وَقد كتبت عدَّة نسخ وَكَانَت تكْتب خطا جيدا قَالَ محب الدّين رَأَيْت بخطها ولدت سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة (رضوَان) 3 - (ابْن الساعاتي الطَّبِيب) رضوَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رستم الْخُرَاسَانِي فَخر

صاحب حلب

الدّين ابْن الساعاتي مولده ومنشؤه بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ من خُرَاسَان وانتقل إِلَى الشَّام وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن توفّي وَكَانَ أوحد فِي علم السَّاعَات والنجوم وَهُوَ الَّذِي عمل السَّاعَات بِبَاب الْجَامِع الْأمَوِي وَضعهَا أَيَّام الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود وَكَانَ لَهُ مِنْهُ الإنعام الْكثير والجراية لملازمة السَّاعَات وَلما توفّي خلف وَلدين أَحدهمَا بهاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن الساعاتي الشَّاعِر وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالْآخر فَخر الدّين رضوَان الْمَذْكُور وَكَانَ طَبِيبا كَامِلا فِي الطِّبّ وَالْأَدب وَقَرَأَ الطِّبّ على رَضِي الدّين الرَّحبِي ولازمه مُدَّة وَكَانَ فطناً ذكياً متقناً لما يعاينه حَرِيصًا على الْعلم وَقَرَأَ أَيْضا على فَخر الدّين المارديني لما ورد إِلَى دمشق وَكَانَ ابْن الساعاتي فَخر الدّين جيد الْكِتَابَة كتب الْمَنْسُوب وَله معرفَة بالْمَنْطق وعلوم الْحِكْمَة وَقَرَأَ الْأَدَب على تَاج الدّين الْكِنْدِيّ بِدِمَشْق وخدم الْملك الفائز بن أبي الْعَادِل أبي بكر ووزر لَهُ وخدم الْمُعظم الْعَادِل بالطب ووزر لَهُ ونادمه وَكَانَ يلْعَب بِالْعودِ وَكَانَ يحب كَلَام الشَّيْخ ابْن سينا فِي الطِّبّ مغرماً بِهِ وَتُوفِّي بعلة اليرقان بِدِمَشْق وَله من التصانيف تَكْمِيل كتاب القولنج للرئيس والحواشي على القانون والمختارات من الْأَشْعَار وَغَيرهَا وَمن شعره من السَّرِيع (يحسدني قومِي على صنعتي ... لأنني بَينهم فَارس) (سهرت فِي ليلِي فاستنعسوا ... لَا يَسْتَوِي الناعس والدارس) ) 3 - (صَاحب حلب) رضوَان بن السُّلْطَان تتش بن ألب رسْلَان فَخر الدولة السلجوقي ولي سلطنة حلب بعد أَبِيه إِلَى أَن مَاتَ بهَا وَولي بعده ابْنه ألب رسْلَان الْأَخْرَس وَله سِتّ عشرَة سنة وَمن رضوَان أخذت الفرنج أنطاكية سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ سيء السِّيرَة وَتُوفِّي رضوَان سنة سبع وَخمْس مائَة وَكَانَ قد ملك حلب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ المستولي على أمره جنَاح الدولة حُسَيْن ثمَّ فَارقه أَبَا طَالب وبهرام وَقتل خَواص أَبِيه وَاحِدًا بعد وَاحِد وَكَانَ ظَالِما بَخِيلًا قَبِيح السِّيرَة لَيْسَ فِي قلبه رَحْمَة وَلَا شَفَقَة على الْمُسلمين وَكَانَ الفرنج يغارون ويسبون من بَاب حلب وَلَا يخرج إِلَيْهِم فَمَرض أمراضاً مزمنة وَرَأى العبر فِي نَفسه وَخلف فِي

الحلاوي الدمشقي

خزانته من الْعين وَالْعرُوض والأواني مَا تَقْدِيره سِتّ مائَة ألف دِينَار وَكَانَ أَولا بِدِمَشْق عِنْد توجه أَبِيه إِلَى الرّيّ فاستدعاه فَتوجه إِلَيْهِ كَانَ بالأنبار بلغته قتلته فَرجع إِلَى حلب فتسلمها من الْوَزير أبي الْقَاسِم 3 - (الحلاوي الدِّمَشْقِي) رضوَان بن عمر بن عَليّ أَبُو الْحيَاء الحلاوي الدِّمَشْقِي نقلت من خطّ الْحَافِظ اليغموري قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحيَاء لنَفسِهِ من الْخَفِيف (من عذيري من المدام وَمَا قد ... أظهرته لأَهْلهَا من كنوز) (أعدمتني من كل مَالِي وحالي ... وتبدت فِي حلَّة الإبريز) (خدعتني بلطف كيد ومكر ... وقديماً سَمِعت كيد الْعَجُوز) 3 - (أَبُو النَّعيم المالقي) رضوَان بن خَالِد أَبُو النَّعيم المالقي ذكره ابْن سعيد قَالَ لَقيته بمالقة يهيم من الغرام فِي كل وَاد واغتنمت فِي صحبته بهَا أَيَّامًا هِيَ جمع وأعياد وَقَالَ توفّي رَحمَه الله سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَمن شعره من السَّرِيع (لما تبدى قلت مَاذَا بشر ... وَلَا حوى بعض حلاه الْقَمَر) (من أَيْن للبدر الَّذِي حازه ... من ذَلِك الدل وَذَاكَ الخفر) ) (وقامة الْغُصْن وردف النقا ... وناظر الظبي إِذا مَا نظر) (ونكهة الرَّوْض إِذا مَا سرت ... فِيهِ الصِّبَا غب نزُول الْمَطَر) (هَذَا لعمري بعض مَا حازه ... وَمَا اختفى أحسن من مَا ظهر) (لَام عَلَيْهِ عاذل ظَالِم ... وَلَو رأى بعض حلاه عذر) (وَأنكر المحمي من أدمعي ... وَهُوَ لناء من ضلوعي شرر) (أَبُو عَمْرو المالقي الْكَاتِب) رَضِي بن رضَا أَبُو عَمْرو الْكَاتِب من أهل مالقة أنْشد لبَعْضهِم هَذِه الْقطعَة وَهِي من المتقارب (أَرَادوا بعادي فأدنيتم ... فَقَالُوا عَجِيب عَجِيب عَجِيب) (فأهملت دمعي على وجنتي ... فَقَالُوا مريب مريب مريب) (فناديت فِي الْحَيّ يَا غربتي ... فَقَالُوا غَرِيب غَرِيب غَرِيب)

الألقاب

(فَقلت مَتى الْوَصْل يَا سادتي ... فَقَالُوا قريب قريب قريب) (فَسلمت تَسْلِيم صب بهم ... فَقَالُوا حبيب حبيب حبيب) واستغربت بمالقة فَصنعَ فِي ذَلِك مقامة تدل على مَكَانَهُ من الْأَدَب وَقَالَ يعارضها (نسبت بهَا فِي الْهوى مُعْلنا ... بذكرى فَقَالُوا نسيب نسيب) (وأغربت فِي حبها طَالبا ... رِضَاهَا فَقَالُوا غَرِيب غَرِيب) (أهاب التصابي فلبيته ... وهبت فَقَالُوا مهيب مهيب) (وَكم قد كذبت فَلم أنخدع ... لقيل فَقَالَت كذيب كذيب) (أرابو وَإِنِّي لذُو إربة ... وأرب فَقَالَت أريب أريب) (عَسى وَطن سَمِعت منشداً ... يَقُول فَقَالَت حبيب حبيب) وَله أَيْضا من المتقارب (وَلما الْتَقَيْنَا نسيت النسيب ... فَقَالَت نسيب نسي بِي نسيبا) (وحققت أَنِّي مغرى بهَا ... فَقَالَت غَرِيب غري بِي غَرِيبا) (كنت عَن محب بِغَيْر اسْمه ... فَقَالَت منيب مني بِي منيبا) قلت لَيْسَ فِي هَذِه الأبيات غَرِيب معنى وَلَا كَبِيرَة أَمر نعم هَذِه الثَّلَاثَة أَبْيَات الَّتِي جَاءَت) آخرا فَإِن ألفاظها تَكَرَّرت باخْتلَاف الْمعَانِي وَكَذَا قَوْله فِي الَّتِي قبلهَا كذيب كذيب فَإِن الْكَاف الثَّانِيَة كَاف التَّشْبِيه وَمن شعر رَضِي الْمَذْكُور قَوْله من المتقارب (بَكَيْت بدمع كذوب العقيق ... غراماً وشوقاً لوادي العقيق) (وَبَيت عَتيق ثوى تربه ... مُحَمَّد الْمُصْطَفى أَو عَتيق) (فَللَّه ترب كمسك سحيق ... عداني عَنهُ مَكَان سحيق) (بودي لَو سرت سير العنيق ... أجوب إِلَى الْبَيْت نيقا فنيق) (فأبغي لأعلى رَفِيق خلاصاً ... عَسى الرب أَعلَى يرى بِي رَفِيق) وَاسْتشْهدَ بدانة من نَوَاحِيهَا وَهُوَ إِذْ ذَاك يتَوَلَّى الْكِتَابَة لواليها بعد السّبْعين وَخمْس مائَة (الألقاب) ابْن الرضي أَبُو بكر بن مُحَمَّد الشريف الرضي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن

رعية السحيمي

ابْن الرطبي الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن سَلامَة وَأَخُوهُ القَاضِي عبيد الله بن سَلامَة ابْن رطبَة الشِّيعيّ الْحُسَيْن بن هبة الله ابْن الرعاد اسْمه مُحَمَّد بن رضوَان (رعية السحيمي) رعية بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف السحيمي بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْحَاء مُهْملَة وَقَالَ الطَّبَرِيّ الهُجَيْمِي فصحف نسبه كتب إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرقع بكتابه دلوه فَقَالَت لَهُ ابْنَته مَا أَرَاك إِلَّا ستصيبك قَارِعَة عَمَدت إِلَى كتاب سيد الْعَرَب فرقعت بِهِ دلوك وَبعث إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ هُوَ وَأَهله وَولده وَمَاله فَأسلم وَقدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أغير على أَهلِي وَمَالِي وَوَلَدي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما المَال فقد قسم وَلَو أَدْرَكته قبل أَن يقسم لَكُنْت أَحَق بِهِ وَأما الْوَلَد فَاذْهَبْ مَعَه يَا بِلَال فَإِن عرف وَلَده فادفعه إِلَيْهِ فَذهب مَعَه فَأرَاهُ وَقَالَ لِابْنِهِ تعرفه قَالَ نعم فَدفعهُ إِلَيْهِ (رِفَاعَة) 3 - (أَبُو لبَابَة الْأنْصَارِيّ) رِفَاعَة بن عبد الْمُنْذر بن زنبر بن زيد بن أُميَّة بن زيد بن مَالك بن عَوْف بن عَمْرو بن عَوْف بن أَوْس أَبُو لبَابَة الْأنْصَارِيّ وَقيل اسْمه بشير بن عبد الْمُنْذر كَانَ أَبُو لبَابَة نَقِيبًا شهد الْعقبَة وبدراً قَالَ ابْن إِسْحَاق زعم قوم أَن أَبَا لبَابَة والْحَارث بن حَاطِب خرجا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر فرجعهما وَأمر أَبَا لبَابَة على الْمَدِينَة وَضرب لَهُ بِسَهْم مَعَ أَصْحَاب بدر قَالَ ابْن هِشَام وردهما من الروحاء قَالَ ابْن عبد الْبر واستخلف أَبَا لبَابَة أَيْضا على الْمَدِينَة حِين خرج إِلَى غَزْوَة السويق وَشهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَكَانَت مَعَه راية بني عَمْرو بن عَوْف فِي غَزْوَة

القرظي الصحابي

الْفَتْح وروى ابْن وهب عَن مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر أَن أَبَا لبَابَة ارْتبط بسلسلة ربوض والربوض الثَّقِيلَة بضع عشرَة لَيْلَة حَتَّى ذهب سَمعه فَمَا يكَاد يسمع وَكَاد يذهب بَصَره وَكَانَت ابْنَته تحله إِذا أَرَادَ الصَّلَاة أَو أَرَادَ أَن يذهب لحَاجَة فَإِذا فرغ أعادته إِلَى الرِّبَاط فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو جَاءَنِي لاستغفرت لَهُ وَاخْتلف فِي الْحَال الَّتِي أوجبت لَهُ هَذَا فَقيل إِنَّه كَانَ مِمَّن تخلف عَن غَزْوَة تَبُوك) قَالَ الزُّهْرِيّ فَربط نَفسه بِسَارِيَة وَقَالَ وَالله لَا أحل نَفسِي مِنْهَا وَلَا أَذُوق طَعَاما وَلَا شرابًا حَتَّى يَتُوب الله عَليّ أَو أَمُوت فَمَكثَ سَبْعَة أَيَّام لَا يَذُوق طَعَاما وَلَا شرابًا حَتَّى خر مغشياً عَلَيْهِ ثمَّ تَابَ الله عَلَيْهِ فَقيل لَهُ ذَلِك فَقَالَ وَالله لَا أحل نَفسِي حَتَّى يكون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الَّذِي يُحِلنِي فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحله بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ يَا رَسُول الله إِن من تَوْبَتِي أَن أَهجر دَار قومِي الَّتِي أصبت فِيهَا الذَّنب وَأَن أَنْخَلِع من مَالِي صَدَقَة إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله فَقَالَ يجزئك يَا أَبَا لبَابَة الثُّلُث وَفِيه نزلت وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ وَكَانَ مَعَه سَبْعَة نفر أَو ثَمَانِيَة أَو تِسْعَة تخلفوا عَن غَزْوَة تَبُوك وَقَالَ ابْن عبد الْبر وَقيل إِن الذَّنب الَّذِي أَتَاهُ أَبُو لبَابَة كَانَ إِشَارَته إِلَى حلفاء بني قُرَيْظَة إِنَّه الذّبْح إِن نزلتم على حكم سعد بن معَاذ وَأَشَارَ إِلَى حلقه فَنزل فِيهِ يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تخونوا الله وَالرَّسُول وتخونوا أماناتكم مَاتَ فِي خلَافَة عَليّ رَضِي الله عَنهُ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة 3 - (الْقرظِيّ الصَّحَابِيّ) رِفَاعَة بن سموال بِالسِّين الْمُهْملَة وَمِيم وواو وَبعدهَا ألف وَلَام وَقيل رِفَاعَة بن رِفَاعَة الْقرظِيّ رُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ نزلت هَذِه الْآيَة وَلَقَد وصلنا لَهُم القَوْل فِي عشرَة أَنا أحدهم وَهُوَ الَّذِي طلق امْرَأَته ثَلَاثًا فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن الزبير ثمَّ طَلقهَا قبل أَن يَمَسهَا حَدِيثه ذَلِك ثَابت فِي الْمُوَطَّأ وَغَيره 3 - (رِفَاعَة بن وقش) رِفَاعَة بن وقش بِسُكُون الْقَاف وَقيل ابْن قيس وَالْأول أَكثر شهد أحدا وَهُوَ شيخ كَبِير وَهُوَ أَخُو ثَابت بن وقش قتلا جَمِيعًا يَوْم أحد شهيدين قتل رِفَاعَة خَالِد بن الْوَلِيد وَهُوَ يَوْمئِذٍ كَافِر 3 - (رِفَاعَة بن الْحَارِث) رِفَاعَة بن الْحَارِث بن رِفَاعَة بن الْحَارِث بن سَواد بن مَالك أحد بني عفراء شهد بَدْرًا فِي قَول ابْن إِسْحَاق وَأما الْوَاقِدِيّ فَقَالَ لَيْسَ ذَلِك عندنَا بثبت وَأنْكرهُ فِي بني عفراء وَأنْكرهُ غَيره فيهم وَفِي الْبَدْرِيِّينَ أَيْضا)

رفاعة الجهني

3 - (رِفَاعَة الْجُهَنِيّ) رِفَاعَة بن عَمْرو الْجُهَنِيّ شهد بَدْرًا وأحداً قَالَه أَبُو معشر وَلم يُتَابع وَقَالَ ابْن إِسْحَاق والواقدي وَسَائِر أهل السّير هُوَ وَدِيعَة بن عَمْرو 3 - (ابْن مسروح الْأَسدي) رِفَاعَة بن مسروع الْأَسدي من بني أَسد خُزَيْمَة قتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا وَكَانَ حليفاً لبني عبد شمس أَو لبني أُميَّة بن عبد شمس 3 - (ابْن عرابة الْجُهَنِيّ) رِفَاعَة بن عرابة وَيُقَال بن عَرَادَة الْجُهَنِيّ مدنِي روى عَنهُ عَطاء بن يسَار يعد فِي أهل الْحجاز 3 - (ابْن زيد الْأنْصَارِيّ) رِفَاعَة بن زيد بن عَامر بن سَواد الْأنْصَارِيّ الظفري عَم قَتَادَة بن النُّعْمَان هُوَ الَّذِي سرق سلاحه وَطَعَامه بَنو أُبَيْرِق فتنازعوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنزلت فِي بني أُبَيْرِق وَلَا تجَادل عَن الَّذين يَخْتَانُونَ أنفسهم 3 - (ابْن وهب الجذامي) رِفَاعَة بن زيد بن وهب الجذامي ثمَّ الضبيبي تَصْغِير ضَب بالضاد مُعْجمَة كَذَا يَقُول أهل الحَدِيث وَأهل النّسَب يَقُولُونَ الضيني بالضاد الْمُعْجَمَة مَكْسُورَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وَنون قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة فِي جمَاعَة من قومه وَعقد لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قومه وَأهْدى إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غُلَاما وَكتب لَهُ كتابا إِلَى قومه فأسلموا والغلام الَّذِي أهداه هُوَ مدعم 3 - (الْأنْصَارِيّ الزرقي) رِفَاعَة بن يحيى بن عبد الله بن رِفَاعَة بن رَافع الْأنْصَارِيّ الزرقي الْمَدِينِيّ إِمَام مَسْجِد بني زُرَيْق روى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الصَّالح القنائي) رِفَاعَة بن أَحْمد بن رِفَاعَة القنائي الجذامي الشَّيْخ الصَّالح من أَصْحَاب أبي الْحسن ابْن الصّباغ) ينْقل عَنهُ كرامات قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي حكى الشَّيْخ أَبُو الطَّاهِر إِسْمَاعِيل أَن الشَّيْخ أَبَا الْحسن بن الصّباغ تحدث مَعَ وَالِي

الألقاب

قوص أَن يعْزل وَالِي قِنَا فَامْتنعَ وَكَانَ رِفَاعَة حَاضرا فَقَالَ رِفَاعَة يَا سَيِّدي أَقُول فَقَالَ الشَّيْخ لَا فَاجْتمع الْفُقَرَاء وَقَالُوا لِرفَاعَة مَا الَّذِي كنت تُرِيدُ أَن تَقول فَقَالَ إِن الْوَالِي لما رد على الشَّيْخ عزل فِي سَاعَته وأرخوا ذَلِك الْوَقْت فجَاء الْمُتَوَلِي مَكَانَهُ والمرسوم فِي ذَلِك الْوَقْت (الألقاب) الرِّفَاعِي الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ الرِّفَاعِي أَبُو إِسْمَاعِيل عَليّ بن عَليّ ابْن الرفاء هُوَ وَالِد شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين عبد الْعَزِيز واسْمه مُحَمَّد بن عبد المحسن والرفاء الْمسند عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الرّفْعَة شرف الدّين أَحْمد بن عبد المحسن ابْن الرّفْعَة الْفَقِيه الْمَشْهُور أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الرّفْعَة (أَمِير الْأُمَرَاء للمستنصر) رفق المستنصري عز الدولة أَمِير الْأُمَرَاء للمستنصر ولي دمشق فِي أَيَّامه وَوَصلهَا يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة بعد طَارق المستنصري فَأَقَامَ بهَا والياً بَقِيَّة الْمحرم وَخَمْسَة أَيَّام من صفر ثمَّ صرف عَنْهَا إِلَى حلب ووليها بعده الْمُؤَيد حيدرة بن الْحُسَيْن بن مُفْلِح (رفيع) 3 - (أَبُو الْعَالِيَة) رفيع بن مهْرَان أَبُو الْعَالِيَة الريَاحي الْبَصْرِيّ مولى امْرَأَة بني ريَاح أدْرك عصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم بعد سِنِين من وَفَاته روى عَن أبي بكر فِيمَا قيل وَعمر وَعلي وَابْن مَسْعُود وَغَيرهم وروى عَنهُ قَتَادَة وَدَاوُد بن أبي هِنْد وثابت الْبنانِيّ وَمُحَمّد بن وَاسع وَغَيرهم قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ أَبُو الْعَالِيَة بَصرِي تَابِعِيّ ثِقَة من كبار التَّابِعين وَيُقَال إِنَّه

رفيع بن سلمة

لم يسمع من عَليّ شَيْئا إِنَّمَا يُرْسل عَنهُ وَقَتَادَة لم يسمع من أبي الْعَالِيَة إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث وَيُقَال إِنَّه أول من أذن وَرَاء النَّهر وَتُوفِّي سنة تسعين فِي قَول وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ مَا مسست ذكري مُنْذُ سنة بيميني وَقَالَ الشَّافِعِي حَدِيث أبي الْعَالِيَة الريَاحي ريَاح 3 - (رفيع بن سَلمَة) رفيع بن سَلمَة بن مُسلم بن رفيع أَبُو غَسَّان كَاتب أبي عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَصَاحبه الْمُخْتَص بِهِ وَكَانَ يلقب دماذا وَمَعْنَاهُ الفسيلة وَكَانَ شَاعِرًا هجاء خَبِيث اللِّسَان فَلَمَّا أسن أنكر مَا هجا بِهِ النَّاس وَمن شعره من الْبَسِيط (شغلي عَن النَّاس بِإِنْسَان ... علق قلبِي وتناساني) (موه بِبَاب الْحبّ حَتَّى إِذا ... سَقَطت فِي الصبوة خلاني) (الألقاب) رفيع الدّين قَاضِي دمشق عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد رفيع الدّين ابْن صمادح أَبُو يحيى ابْن مُحَمَّد الرقاشِي الشَّاعِر اسْمه الْفضل ابْن عبد الصَّمد أَبُو الرقعمق اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الرقاقي أَمِين الدّين أَبُو بكر بن عبد الْعَظِيم (رقيقَة) 3 - (بنت وهب الثقفية) رقيقَة بنت وهب الثقفية أسلمت فِي حِين خُرُوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الطَّائِف من مَكَّة بعد موت أبي طَالب وَخَدِيجَة حَدِيثهمَا عَن عبد ربه ابْن حكم عَن ابْنة رقيقَة عَن أمهَا رَقِيق حَدِيث حسن فِي إسْلَامهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يأمرها بِأَن تتْرك عبَادَة الطواغيت وَأَن توليهم ظهرهَا إِذا صلت 3 - (أم مخرمَة بن نَوْفَل) رقيقَة بنت أبي صَيْفِي بن هَاشم بن عبد منَاف ولدت

رقية

لنوفل بن أهيب بن عبد منَاف بن زهرَة مخرمَة وَصَفوَان وَأُميَّة ذكرهَا ابْن سعد فِي من أسلم من النِّسَاء وَبَايع (رقية) 3 - (ابْنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) رقية بنت الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمهَا خَدِيجَة بنت خويلد تقدم ذكرهَا زعم الزبير وَعَمه مُصعب أَنَّهَا أَصْغَر بَنَاته وإياه صحّح الْجِرْجَانِيّ النسابة وَقَالَ غَيره أكبر بَنَاته زَيْنَب ثمَّ رقية وَولدت رقية وَعمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث وَثَلَاثُونَ سنة وَقَالَ مُصعب وَغَيره كَانَت تَحت عتبَة ابْن أبي لَهب وَأُخْتهَا أم كُلْثُوم تَحت عتيبة بن أبي لَهب فَلَمَّا نزلت تبت يدا أبي لَهب قَالَ لَهما أَبُو لَهب فارقا ابْنَتي مُحَمَّد وَقَالَ أَبُو لَهب رَأْسِي من رأسيكما حرَام إِن لم تفارقا ابْنَتي مُحَمَّد ففارقاهما وَتزَوج عُثْمَان رقية وَهَاجَرت مَعَه إِلَى الْحَبَشَة وَولدت هُنَاكَ ابْنة عبد الله وَبلغ سِتّ سِنِين فَنقرَ عينه ديك فتورم وَجهه وَمرض وَمَات وَقيل غير ذَلِك وَقيل صلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنزل أَبوهُ عُثْمَان فِي حفرته وَقَالَ قَتَادَة توفيت عِنْد عُثْمَان وَلم تَلد مِنْهُ قَالَ ابْن عبد الْبر وَهَذَا غلط مِنْهُ لم يقلهُ غَيره وَأَظنهُ أَرَادَ أم كُلْثُوم وَهَذَا قَول ابْن شهَاب وَلما آم عُثْمَان من رقية وَآمَنت حَفْصَة من زَوجهَا مر عمر بعثمان فَقَالَ لَهُ هَل لَك فِي حَفْصَة وَكَانَ عُثْمَان قد سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكرهَا فَلم) يجبهُ فَذكر عمر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ هَل لَك فِي خير من ذَلِك أَتزوّج أَنا حَفْصَة وأزوج عُثْمَان خيرا مِنْهَا أم كُلْثُوم ومرضت رقية فَتخلف عُثْمَان يمرضها بِأَمْر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلما خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر وَتوفيت رَضِي الله عَنْهَا يَوْم وقْعَة بدر يَوْم جَاءَ زيد بن حَارِثَة بشيراً بِمَا فتح الله من بدر وَلما مَاتَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يدْخل الْقَبْر رجل قارف أَهله فَلم يدْخل عُثْمَان كَذَا قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ خطأ لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يحضر دفن رقية وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا القَوْل فِي أم كُلْثُوم رَضِي الله عَنْهَا وَكَانَت بدر فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ من الْهِجْرَة وَلما عزي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رقية رَضِي الله عَنْهَا قَالَ الْحَمد لله دفن الْبَنَات من المكرمات 3 - (بنت ابْن دَقِيق الْعِيد) رقية بنت مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب القشيرية هِيَ ابْنة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد سَمِعت من الْعِزّ الْحَرَّانِي بِقِرَاءَة والدها وَمن أبي بكر الْأنمَاطِي وَابْن خطيب المزة وَحدثت بِالْقَاهِرَةِ وَسمع مِنْهَا جمَاعَة قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين الأدفوي سمعنَا عَلَيْهَا جُزْءا من سنَن الْكشِّي وأجازت لنا وَهِي امْرَأَة متعبدة مُلَازمَة

الألقاب

للخير من بَيت الْعلم وَالصَّلَاح توفيت يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة (الألقاب) الرَّقِيق الْكَاتِب إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم الرقي الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد (ركَانَة الصَّحَابِيّ) ركَانَة بن عبد الْعَزِيز يزِيد بن هَاشم بن الْمطلب بن عبد منَاف كَانَ من مسلمة الْفَتْح وَكَانَ من أَشد النَّاس وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وطلق امْرَأَته سهيمة بنت عُوَيْمِر بِالْمَدِينَةِ الْبَتَّةَ فَسَأَلَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أردْت بهَا يستخبره عَن نِيَّته فِي ذَلِك فَقَالَ أردْت وَاحِدَة فَردهَا عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على تَطْلِيقَتَيْنِ من حَدِيثه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن لكل دين خلقا وَخلق هَذَا الدّين الْحيَاء وَتُوفِّي ركانه رَضِي الله عَنهُ أول خلَافَة مُعَاوِيَة سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة (ركب الصَّحَابِيّ) ركب الْمصْرِيّ الْكِنْدِيّ الصَّحَابِيّ لَهُ حَدِيث وَاحِد حسن عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ آدَاب وحض على خِصَال من الْخَيْر وَالْعلم وَالْحكمَة وَيُقَال إِنَّه لَيْسَ بِمَشْهُور فِي الصَّحَابَة وَقد أَجمعُوا على ذكره فيهم روى عَن نصيح الْعَبْسِي (الألقاب) أَبُو ركوة الْأمَوِي الْخَارِج بالمغرب اسْمه الْوَلِيد بن هِشَام ركن الدولة بن بويه الْحسن بن بويه ابْن أبي الركب النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مَسْعُود ابْن أبي الركب النَّحْوِيّ اسْمه مُصعب بن مُحَمَّد (ابْن ميادة الشَّاعِر) الرماح بن أبرد بن ثَوْبَان من بني مرّة من بني ذيبان ابْن ميادة

الألقاب

وميادة أمه أم ولد بربرية ويكنى أَبَا شرَاحِيل وَكَانَ عريضاً للشر طَالبا لمهاجاة الشُّعَرَاء ومسابة النَّاس وَكَانَ يضْرب بِيَدِهِ على جنب أمه وَيَقُول من الرجز (إعرنزمي مياد للقوافي ... واستسمعيهن وَلَا تخافي) ستجدين ابْنك ذَا قذاف وَهُوَ شَاعِر مُتَقَدم فِي شعراء الدولتين وقف بِالْمَوْسِمِ ينشد يفتخر بِنسَب أَبِيه فِي الْعَرَب وَنسب أمه فِي الْعَجم فَقَالَ من الطَّوِيل (أَلَيْسَ غُلَام بَين كسْرَى وظالم ... بأكرم من نيطت عَلَيْهِ التمائم) (لَو أَن جَمِيع النَّاس كَانُوا بتلعة ... وَجئْت بجدي ظَالِم وَابْن ظَالِم) (لظلت رِقَاب النَّاس خاضعة لنا ... سجوداً على أقدامنا بالجماجم) وَكَانَ الفرزدق وَاقِفًا فِي الْجَمَاعَة متلثماً فَلَمَّا سمع الْبَيْتَيْنِ قَالَ لَهُ أَنْت يَا ابْن أبرد صَاحب هَذِه الصّفة كذبت وَالله فَأقبل عَلَيْهِ فَقَالَ فَمه يَا أَبَا فراس فَقَالَ أَنا وَالله أولى بهما مِنْك ثمَّ أقبل على راويته وَقَالَ اضممهما إِلَيْك فَأَطْرَقَ ابْن ميادة وَمَا أَجَابَهُ بِحرف وَمن شعره فِي أم جحدر زَيْنَب بنت حَيَّان المرية وَكَانَ يهواها من الطَّوِيل (عَسى إِن حجَجنَا نَلْتَقِي أم جحدر ... ويجمعنا من نخلتين طَرِيق) (وتصطك أعضاد الْمطِي وبيننا ... حَدِيث مسر دون كل رَفِيق) ودي إِلَى وَلِيمَة فَوجدَ على الْبَاب حرساً يضْربُونَ الزلالين بالسياط وَيمْنَعُونَ الدَّاخِل إِلَى الدَّار فَقَالَ من الطَّوِيل (وَلما رَأَيْت الأصبحية قنعت ... مفارق شمط حَيْثُ تلوى العمائم) (تركت دفاع الْبَاب عَمَّا وَرَاءه ... وَقلت صَحِيح من نجا وَهُوَ سَالم) وأخبار ابْن ميادة كَثِيرَة فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج وللزبير بن بكار كتاب فِي أخباره (الألقاب) ) ابْن الرماح النَّحْوِيّ اسْمه عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد ابْن الرماك النَّحْوِيّ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الرَّمَادِي الْقُرْطُبِيّ الشَّاعِر اسْمه يُوسُف بن هَارُون الرَّمَادِي الْمصْرِيّ إِبْرَاهِيم بن بشار الرماني النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى

رملة

الرماني الْمُحدث يحيى بن دِينَار ابْن رُمَيْح الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد الرميلي الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن ابْن الرميلي مكي بن عبد السَّلَام أَبُو رهم المنحور كُلْثُوم بن الْحصين الرهني أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن بَحر (رَملَة) 3 - (أم حَبِيبَة أم الْمُؤمنِينَ) رَملَة بنت أبي سُفْيَان أم الْمُؤمنِينَ أُخْت مُعَاوِيَة أم حَبِيبَة رَضِي الله عَنْهَا تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي بِالْحَبَشَةِ زوجه إِيَّاهَا النَّجَاشِيّ ومهرها أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم من عِنْده وَبعث بهَا مَعَ شُرَحْبِيل بن حَسَنَة وجهازها كُله من عِنْد النَّجَاشِيّ توفيت على الصَّحِيح بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقيل بِدِمَشْق وَقد أَتَت تزور أخاها مُعَاوِيَة قيل اسْمهَا هِنْد وَالْأول أصح وَكَانَ عُثْمَان بن عَفَّان قد زَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَبَشَةِ وَأمّهَا صَفِيَّة بنت أبي الْعَاصِ عمَّة عُثْمَان وَيحْتَمل أَن يكون النَّجَاشِيّ هُوَ الْخَاطِب والعاقد رَضِي الله عَنهُ وَقيل بل خطبهَا النَّجَاشِيّ وَأَمْهَرهَا وَقيل نَكَحَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ بعد رُجُوعهَا من الْحَبَشَة وَهُوَ الْأَكْثَر وَقيل غير ذَلِك وَكَانَت أم حَبِيبَة تَحت عبيد الله بن جحش الْأَسدي أَسد خُزَيْمَة خرج مُهَاجرا إِلَى الْحَبَشَة مَعَ الْمُسلمين ثمَّ افْتتن وَمَات نَصْرَانِيّا وأبت أم حَبِيبَة أَن تتنصر وَأثبت لَهَا الْإِسْلَام وَالْهجْرَة) وَقيل لأبي سُفْيَان وَهُوَ يحارب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن مُحَمَّدًا قد نكح ابْنَتك فَقَالَ ذَاك الْفَحْل لَا يُقْدَع أَنفه 3 - (بنت شيبَة الصحابية) رَملَة بنت شيبَة بن ربيعَة من الْمُهَاجِرَات هَاجَرت مَعَ زَوجهَا عُثْمَان بن عَفَّان وَفِي ذَلِك تَقول لَهَا هِنْد بنت عتبَة من الوافر (لحى الرَّحْمَن صابئة بوج ... وَمَكَّة عِنْد أَطْرَاف الْحجُون) (تدين لمعشر قتلوا أَبَاهَا ... أقتل أَبِيك جَاءَك بِالْيَقِينِ) 3 - (بنت أبي عَوْف الصحابية) رَملَة بنت أبي عَوْف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم هلك زَوجهَا الْمطلب بن أَزْهَر بن عبد عَوْف بِأَرْض الْحَبَشَة وَولدت لَهُ هُنَاكَ عبد الله بن الْمطلب

الرميصاء

(الرميصاء) الرميصاء أَو الغميصاء عَن عبد الله بن عَبَّاس أَن الغميصاء أَو الرميصاء أَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَشْتَكِي زَوجهَا فَذكر الْعسيلَة (رنكال بن أشبغا) رنكال بالراء وَالنُّون وَالْكَاف وَبعد الْألف لَام الْأَمِير سيف الدّين ابْن اشبغا أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق وَهُوَ من كبار بيُوت الْمغل توجه مُجَردا إِلَى بيروت ليَكُون قبالة الفرنج الَّذين جَاءُوا على ظهر الْبَحْر ليتحرموا فِي السَّاحِل فَأَقَامَ أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ إِنَّه توفّي رَحمَه الله تَعَالَى هُنَاكَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة (الرلجز) رؤبة بن العجاج واسْمه عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صَخْر يَنْتَهِي إِلَى زيد مَنَاة بن تَمِيم أَبُو الجحاف وَيُقَال أَبُو العجاج التَّمِيمِي الراجز الْمَشْهُور من أَعْرَاب الْبَصْرَة مخضرم سمع أَبَاهُ وَأَبا هُرَيْرَة والنساب الْبكْرِيّ روى عَنهُ ابْنه عبد الله وَأَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَالنضْر بن شُمَيْل وَعُثْمَان بن الْهَيْثَم وَأَبُو زيد سعيد بن أَوْس وَأَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء وَخلف الْأَحْمَر وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَكَانَ لغوياً عَلامَة قَالَ خلف الْأَحْمَر سَمِعت رؤبة يَقُول مَا فِي الْقُرْآن أعرب من قَوْله تَعَالَى فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ رؤبة بِالْقَوِيّ وأراجيزه مَشْهُورَة وَمن شعره من الْخَفِيف (أيُّها الشامت المعيِّر بالشَّي ... ب أقلن بالشباب افتخارا) (قد لبست الشَّبَاب غضاً طريا ... فَوجدت الشَّبَاب ثوبا معارا) وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام قلت ليونس هَل رَأَيْت عَرَبيا أفْصح من رؤبة فَقَالَ لَا مَا كَانَ معد بن عدنان أفْصح مِنْهُ وَعَن ابْن قُتَيْبَة قَالَ كَانَ رؤبة يَأْكُل الفأر فعوتب فِي ذَلِك فَقَالَ هِيَ وَالله أنظف من دواجنكم ودجاجكم اللَّاتِي تَأْكُل الْعذرَة وَهل يَأْكُل الفأر إِلَّا نقي الْبر

روح

ولباب الطَّعَام وَقيل ليونس من أشعر النَّاس فَقَالَ العجاج ورؤبة فَقيل لَهُ لم نعن الرجاز قَالَ هما أشعر أهل القصيدة وَإِنَّمَا الشّعْر كَلَام فأجوده أشعره قَالَ العجاج قد جبر الدّين الْإِلَه فجبر فَهِيَ نَحْو من مِائَتي بَيت مَوْقُوفَة القوافي وَلَو أطلقت قوافيها كلهَا لكَانَتْ مَنْصُوبَة وَكَذَلِكَ عَامَّة أراجيزهما وَكَانَ الشَّاعِر يَقُول الْبَيْتَيْنِ أَو نَحْو ذَلِك إِذا حَارب أَو شاتم أَو فاخر حَتَّى جَاءَ) رؤبة فَكَانَ أول من أطاله وَقَالَ أرجوزته الَّتِي أَولهَا قد جبر الدّين الْإِلَه فجبر وَهِي مُقَيّدَة تزيد على مِائَتي بَيت لَو أطلقت قوافيها وساعد فِيهَا الْوَزْن لكَانَتْ كلهَا مَنْصُوبَة هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة وَقَالَ غَيره أول من أَطَالَ الرجز الْأَغْلَب الْعجلِيّ ابْن روبيل الْأَبَّار اسْمه الْحسن (روح) 3 - (المهلبي الْأَزْدِيّ) روح بن حَاتِم بن قبيصَة بن الْمُهلب بن أبي صفرَة الْأَزْدِيّ كَانَ من الكرماء الأجواد ولي لخمسة من الْخُلَفَاء السفاح والمنصور وَالْمهْدِي وَالْهَادِي والرشيد وَلم يتَّفق مثل هَذَا إِلَّا لأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَإِنَّهُ ولي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلأبي بكر ولعمر ولعثمان ولعلي رَضِي الله عَنْهُم وَكَانَ والياً على السَّنَد للمهدي وَتَوَلَّى الْكُوفَة وَالْبَصْرَة وَكَانَ يزِيد أَخُو روح والياً على إفريقية فَلَمَّا توفّي بإفريقية وَدفن قَالَ أهل إفريقية مَا يكون أَشد تباعداً مابين قَبْرِي هذَيْن الْأَخَوَيْنِ فَإِن أَخَاهُ بالسند وَهَذَا هُنَا فعزل الرشيد روحاً عَن السَّنَد وسيره إِلَى مَوَاضِع أَخِيه فَدخل إفريقية وَلم يزل بهَا والياً إِلَى أَن توفّي سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وَدفن مَعَ أَخِيه فِي قبر وَاحِد فَعجب النَّاس من هَذَا الْقرب بعد ذَلِك الْبعد ولروح أَخْبَار فِي الْجُود ومآثر فِي المكارم وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه يزِيد فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (عَامل عبد الْملك) روح بن زنباع بن روح أَبُو زرْعَة وَقيل أَبُو زنباع الجذامي

الفلسطيني ولأبيه صُحْبَة حدث عَن أَبِيه وَمُعَاوِيَة وَعبادَة وَتَمِيم وَكَعب روى عَنهُ ابْنه روح بن روح وَإِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة وَعبادَة بن نسي وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بِعَبْد الْملك بن مَرْوَان لَا يكَاد يغيب عَنهُ وَكَانَ لَهُ بِدِمَشْق دَار عِنْد ابْن أبي الْعقب فِي طرف البزوريين بِالْقربِ من دور القرشيين وَالْمَسْجِد الْمَعْرُوف بالمصور والفندق الَّذِي يُبَاع فِيهِ الغسول مَعَ مَا يَلِيهِ من الدّور من قبلته) كلهَا كَانَت لِأَبِيهِ زنباع وَأمر يزِيد بن مُعَاوِيَة روح بن زنباع على جند فلسطين وَشهد مرج راهط مَعَ مَرْوَان وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم يُقَال لَهُ صُحْبَة وَمَا لَهُ صُحْبَة وَقَالَ مُسلم لَهُ صُحْبَة وَكَانَ إِذا خرج من الْحمام أعتق رَقَبَة وَلما هم مُعَاوِيَة بقتْله قَالَ لَهُ لَا تشمت بِي عدوا أَنْت وقمته وَلَا تسوء بِي صديقا أَنْت سررته وَلَا تهدم مني ركنا أَنْت بنيته فصفح عَنهُ وَأطْلقهُ مَاتَ بالأردن بالصنبرة سنة أَربع وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَكَانَت عِنْده حميدة بنت النُّعْمَان بن بشير الْأنْصَارِيّ فَقَالَت تهجوه من الطَّوِيل (وَهل أَنا إِلَّا مهرَة عَرَبِيَّة ... سليلة أَفْرَاس تحللها بغل) (فَإِن نتجت مهْرا كَرِيمًا فبالحرى ... وَإِن يَك إقرافٌ فَمَا أَنْجَب الْفَحْل) وَبَعْضهمْ رَوَاهُ وَإِن يَك إقراف فَمن قبل الْفَحْل هَذَا على الإقواء بِرَفْع الأول وجر الثَّانِي وَقَالَ روح يجيبها من الطَّوِيل (فَمَا بَال مهر رائع عرضت لَهُ ... أتان فبالت عِنْد جحفلة الْفَحْل) (إِذا هُوَ ولى جانباً ربخت لَهُ ... كَمَا ربخت قَمْرَاء فِي دمث سهل) وَقَالَ أَيْضا من الْكَامِل (أثني عَليّ بِمَا علمت فإنني ... مثن عَلَيْك بنتن ريح الجورب) فَقَالَت (قثاؤنا شَرّ الثَّنَاء عَلَيْكُم ... أسوا وأنتن من سلَاح الثَّعْلَب) وَقَالَ لَهَا روح فِي بعض مَا تنَازعا فِيهِ اللَّهُمَّ إِن بقيت بعدِي فابتلها ببعل يلطم وَجههَا ويملأ جحرها قيئاً فَتَزَوجهَا بعده الْفَيْض بن مُحَمَّد بن الحكم بن أبي عقيل وَكَانَ شَابًّا جميلاً يُصِيب من الشّرْب فأحبته فَكَانَ رُبمَا أصَاب من الشَّرَاب مُسكرا فيلطم وَجههَا ويقيء فِي جحرها فَتَقول رحم الله أَبَا زرْعَة قد أُجِيب فِي وَقَالَت لفيض من الْبَسِيط (سميت فيضاً وَمَا شَيْء تفيض بِهِ ... إِلَّا سِلَاحك بَين الْبَاب وَالدَّار) (فَتلك دَعْوَة روح الْخَيْر أعرفهَا ... سقى الْإِلَه صداه الأوطف الساري)

روح بن سيار

3 - (روح بن سيار) روح بن سيار أَو سيار بن روح كَذَا شكّ فِيهِ البُخَارِيّ وَقَالَ يعد فِي الشاميين لَهُ صُحْبَة روى) عَنهُ مُسلم بن زِيَاد مولى مَيْمُونَة صَاحب بَقِيَّة قَالَ البُخَارِيّ قَالَ خطاب الْحِمصِي حَدثنَا بَقِيَّة عَن مُسلم بن زِيَاد قَالَ رَأَيْت أَرْبَعَة من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنس بن مَالك وفضالة بن عبيد وَأَبا الْمُنِيب وروح بن سيار أَو سيار بن روح يرخون العمائم من خَلفهم وثيابهم إِلَى الْكَعْبَيْنِ 3 - (الْمُؤَدب الْبَصْرِيّ) روح بن عبد الْأَعْلَى الْمُؤَدب الْبَصْرِيّ أَبُو همام قَالَ المرزباني مُتَّهم فِي دينه يعلم أَوْلَاد الْمُسلمين الشّعْر والعربية وَيعلم أَوْلَاد الْمَجُوس خطّ الْفرس وَكتاب مزدك وعهد أردشير وَقَالَ الجاحظ كثير الشّعْر حاذق باستخراج المعمى وَهُوَ الْقَائِل من الوافر (وَعين السخط تبصر كل عيب ... وَعين أخي الرِّضَا عَن ذَاك تعمى) (وَلَو يمنى يَدي تكرهتني ... إِذا لحسمتها بالنَّار حسما) أَخذ الأول من قَول عبد الله بن مُعَاوِيَة الْجَعْفَرِي من الطَّوِيل (وَعين الرِّضَا عَن كل عيب كليلة ... وَلَكِن عين السخط تبدي المساويا) وَالثَّانِي من قَول الْقَائِل من الطَّوِيل (وَلَو أَن كفي خالفتني قطعتها ... سَرِيعا وَلم يعظم عَليّ فراقها) وَقَالَ روح أَيْضا من الطَّوِيل (فَمَا لزمان السوء لَا در دره ... وللبين فِينَا كَيفَ قد طَال عمره) (فِرَاق وَبعد واشتياق وزفرة ... كحر سعير قد تضرم جمره) (سأصبر دهري مَا حييت وَمن يَعش ... بحلو معاش يعقب الحلو مره) 3 - (الْموصِلِي) روح بن صَلَاح بن سيابة الْحَارِثِيّ الْموصِلِي ذكره ابْن حبَان فِي

أبو محمد البصري

الثِّقَات وَقَالَ ابْن عدي ضَعِيف توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ) روح بن عبَادَة بن الْعَلَاء بن حسان أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ سمع ابْن عون وأيمن بن نابل وَحسَيْنا الْمعلم وحاتم بن أبي صَغِيرَة وَابْن جريج وَسَعِيد بن أبي) عرُوبَة وَأَشْعَث بن عبد الْملك الحمراني وزكرياء بن إِسْحَاق وَشعْبَة وخلقاً وروى عَنهُ أَحْمد وَإِسْحَاق وَبُنْدَار وَابْن نمير وَهَارُون الْحمال وَإِبْرَاهِيم الْجِرْجَانِيّ وَأحمد بن سعيد الرباطي وَإِسْحَاق الكوسج وَعبد بن حميد والْحَارث بن أبي أُسَامَة وَبشر بن مُوسَى وَمُحَمّد بن أَحْمد بن أبي الْعَوام والكديمي وَأَبُو قلَابَة وَخلق قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ نظرت لروح فِي أَكثر من مائَة ألف حَدِيث كتبت مِنْهَا عشرَة آلف حَدِيث وَقَالَ ابْن مَسْعُود الرَّازِيّ طعن على روح بن عبَادَة اثْنَا عشر أَو ثَلَاثَة عشر فَلم ينفذ قَوْلهم فِيهِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين صدقه ابْن معِين وَغَيره وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَتَيْنِ وَحَدِيثه فِي الْكتب السِّتَّة ومسانيد الْإِسْلَام (الألقاب) ابْن روزبه عَليّ بن أبي بكر الرواس الْمُفَسّر مُحَمَّد بن الْمفضل الرُّؤَاسِي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو الرؤوس اسْمه مُحَمَّد بن هَارُون ابْن رَوَاحَة جمَاعَة مِنْهُم شَاعِر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمه عبد الله بن رَوَاحَة وَعبد الرَّحْمَن بن رَوَاحَة وَابْن رَوَاحَة الْحَمَوِيّ اسْمه عبد الله بن الْحُسَيْن بن رَوَاحَة وَعبد الرَّحْمَن بن أبي صَالح رَوَاحَة الْمسند

رومان

وَعبد الله بن الْحُسَيْن آخر وَمِنْهُم الْحُسَيْن بن عبد الله وَمِنْهُم هبة الله بن مُحَمَّد ابْن رواح الْمُحدث عبد الْوَهَّاب بن ظافر بن عَليّ الروذ راوري مجد الدّين عبد الْمجِيد ابْن الرُّومِي الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن الْعَبَّاس ابْن الرُّومِي الصَّالح مُحَمَّد بن عُثْمَان) الرؤياني الْحَافِظ مُحَمَّد بن هَارُون الرؤياني الْفَقِيه اسْمه عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل ابْن أبي روح المغربي عبد الله بن مُحَمَّد (رُومَان) 3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) رُومَان يُقَال إِن سفينة مولى أم سَلمَة الَّذِي يُقَال لَهُ سفينة مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمه رُومَان 3 - (أم رُومَان الكنانية) أم رُومَان بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا بنت عَامر بن عُوَيْمِر الكنانية امْرَأَة أبي بكر الصّديق وَأم عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن توفيت سنة سِتّ من الْهِجْرَة فَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قبرها واستغفر لَهَا وَقَالَ اللَّهُمَّ لم يخف عَلَيْك مَا لقِيت أم رُومَان فِيك وَفِي رَسُولك وَقَالَ من سره أَن ينظر إِلَى ارأة من الْحور الْعين فَلْينْظر إِلَى أم رُومَان وَكَانَت تَحت عبد الله بن الْحَارِث بن سَخْبَرَة الْأَزْدِيّ وَقدم بهَا مَكَّة قبل الْإِسْلَام فَولدت لعبد الله ابْنه الطُّفَيْل ثمَّ خلف عَلَيْهَا أَبُو بكر فالطفيل أَخُو عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن لِأُمِّهِمَا (رويفع) 3 - (رويفع الصَّحَابِيّ) رويفع بن ثَابت بن سكن بن عدي بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ

رويفع مولى النبي

سكن مصر واختط بهَا دَارا وَأمره مُعَاوِيَة على أطرابلس سنة سِتّ وَأَرْبَعين فغزا من أطرابلس إفريقية سنة سبع وَأَرْبَعين ودخلها وَانْصَرف من عَامه يُقَال مَاتَ بِالشَّام وَيُقَال مَاتَ ببرقة وقبره بهَا روى عَنهُ حَنش بن عبد الله الصَّنْعَانِيّ وشيبان بن أُميَّة الْقِتْبَانِي 3 - (رويفع مولى النَّبِي) رويفع مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ رِوَايَة 3 - (رِيَاء) 3 - (حاضنة يزِيد بن مُعَاوِيَة) رِيَاء حاضنة يزِيد بن مُعَاوِيَة كَانَ بَنو أُميَّة يعظونها وَأدْركت أول خلَافَة بني الْعَبَّاس وَعَاشَتْ رِيَاء هَذِه مائَة سنة فِي عز بني أُميَّة وَكَانَت من أَعقل النِّسَاء وأجملهن وَكَانَت إِذا دخلت على هِشَام بن عبد الْملك تَجِيء راكبة وكل من رَآهَا من بني أُميَّة قَامَ لَهَا إجلالاً وأمهال أدْركْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمعت من عمر بن الْخطاب وَقَالَ حَمْزَة بن يزِيد الْحَضْرَمِيّ لقد شاهدت رِيَاء فِي عزها أَيَّام بني أُميَّة ثمَّ رَأَيْتهَا بعد ذَلِك مقتولة على درج جيرون مكشوفة الْعَوْرَة وَفِي فرجهَا قَصَبَة مغروزة وَيَقُولُونَ هَذِه حاضنة يزِيد قَتلهَا المسودة لما هجموا دمشق (ريَاح) 3 - (ابْن عُبَيْدَة) ريَاح بن عُبَيْدَة الْبَاهِلِيّ مَوْلَاهُم قيل إِنَّه بَصرِي قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَعِنْدِي أَنه من أهل الْحجاز كَانَ فِي صحابة عمر ابْن عبد الْعَزِيز بِالْمَدِينَةِ ثمَّ خرج إِلَى الشَّام وَكَانَ مَعَه روى عَنهُ وَعَن أبان بن عُثْمَان وَعلي بن الْحُسَيْن وَغَيرهم وروى عَنهُ دَاوُد بن أبي هِنْد وَغَيره وَقَالَ ابْن معِين هُوَ ثِقَة وَسُئِلَ عَنهُ أَبُو زرْعَة فَقَالَ كُوفِي ثِقَة وَكَانَ خَاصَّة عمر بن عبد الْعَزِيز مَيْمُون بن مهْرَان ورجاء بن حَيْوَة ورياح بن عُبَيْدَة الْكِنْدِيّ

المري أمير دمشق

3 - (المري أَمِير دمشق) ريَاح بن عُثْمَان بن حَيَّان المري ولي إمرة دمشق لصالح بن عَليّ الْهَاشِمِي أَمِير الشأم ومصر من قبل الْمَنْصُور ثمَّ ولي الْمَدِينَة للمنصور وعزل مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي ليجد ريَاح فِي طلب ابْني عبد الله بن حسن بن حسن فَخرج مُحَمَّد بن عبد الله وَحبس ريَاح بن عُثْمَان وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَأقَام بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قدم عَلَيْهِ عِيسَى بن مُوسَى بن مُحَمَّد فِي جَيش بَعثه الْمَنْصُور من الْكُوفَة فَقتل مُحَمَّد بن عبد الله فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وَدخل أَصْحَاب مُحَمَّد على ريَاح السجْن فَقَتَلُوهُ ذبحه إِبْرَاهِيم بن مُصعب بن الزبير الْمَعْرُوف بِابْن خضير كَمَا تذبح الشَّاة وَلم يُجهز عَلَيْهِ فَجعل يضْرب بِرَأْسِهِ الْجِدَار حَتَّى مَاتَ وَقتل مَعَه أَخُوهُ عَبَّاس بن عُثْمَان وَكَانَ مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة فعاب النَّاس ذَلِك ثمَّ قتل ابْن خضير مَعَ مُحَمَّد بن عبد الله وَكَانَت لَهُ شجاعة مَوْصُوفَة 3 - (النَّخعِيّ) ريَاح بن الْحَارِث النَّخعِيّ روى عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَسعد بن زيد وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ريَاح الصَّحَابِيّ) ريَاح بن الرّبيع وَيُقَال ابْن ربيعَة وَالْأول أَكثر وَهُوَ أَخُو حَنْظَلَة بن الرّبيع الْكَاتِب الأسيدي يعد فِي أهل الْمَدِينَة وَنزل فِي الْبَصْرَة) وروى عَنهُ ابْن ابْنه المرقع بن صَيْفِي بن ريَاح وَقيل فِيهِ رَبَاح بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَهُوَ الَّذِي قَالَ يارسول الله لِلنَّصَارَى يَوْم ولليهود يَوْم فَلَو كَانَ لنا يَوْم فَنزلت سُورَة الْجُمُعَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ فِي الصَّحَابَة أحد يُقَال لَهُ ريَاح إِلَّا هَذَا على اخْتِلَاف فِيهِ أَيْضا الريَاحي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن يحيى أَبُو رياش اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الرياشي اللّغَوِيّ الْعَبَّاس بن الْفرج (ريتس الطَّائِي) ريتس بن عَامر بن حصن بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْيَاء آخر

ريحان

الْحُرُوف وَفتح التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا سين مُهْملَة الطَّائِي وَفد إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكره الطَّبَرِيّ (ريحَان) 3 - (أَبُو الْخَيْر الْمُقْرِئ) ريحَان بن تيكان بن موسك بن عَليّ أَبُو الْخَيْر الضَّرِير الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ بالروايات على أبي حَفْص عمر بن عبد الله بن عَليّ الْحَرْبِيّ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي غَالب ابْن الطلابة وَأبي الْقَاسِم سعيد بن أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء وَأبي المظفر هبة الله ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشبلي وَأبي الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَغَيرهم وَكَانَ شَيخا صَالحا دينا فَاضلا توفّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة 3 - (أَبُو روح الحبشي) ريحَان بن عبد الله أَبُو روح الحبشي الحصني عَتيق أبي الْمَعَالِي الْمَكِّيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ أحد عباد الله الصَّالِحين الزهاد الصابرين على الْفقر وَكَانَ ملازماً لِلْعِبَادَةِ وَسَمَاع الحَدِيث سمع القَاضِي أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر السَمَرقَندي وَعلي بن هبة الله بن عبد السَّلَام وَغَيرهم وحدّث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (الزَّاهِد الشيعي الْمصْرِيّ) ريحَان الحبشي أَبُو مُحَمَّد الزَّاهِد الشيعي كَانَ بالديار المصرية وَكَانَ من فُقَهَاء الإمامية الْكِبَار كَانَ يُكَرر على النِّهَايَة والمقنعة والذخيرة وَقَالَ مَا حفظت شَيْئا فَنسيته ويصوم جَمِيع الْأَيَّام الْمَنْدُوب إِلَيْهَا وَكَانَ ابْن رزيك يعظمه وَيَقُول يَقُولُونَ مَا سَاد من بني حام إِلَّا اثْنَان) لُقْمَان وبلال وَأَنا أَقُول ريحَان ثالثهم وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَخمْس مائَة 3 - (سَرِيَّة الرَّسُول) رَيْحَانَة بنت سمعون سَرِيَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت من بني قُرَيْظَة وَالْأَكْثَر على أَنَّهَا من بني قُرَيْظَة وَقَالَ قوم من بني النَّضِير مَاتَت قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة عشر مرجعه من حجَّة الْوَدَاع (الألقاب) ابْن رَئِيس الرؤساء مُحَمَّد بن عبد الله وَالْحسن بن عبد الله

ريطة

وَالْحسن بن مُحَمَّد وَالْحسن بن هبة الله وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَمِنْهُم عَليّ بن المظفر وَمِنْهُم عبيد الله بن مُحَمَّد وَمِنْهُم دَاوُد بن عَليّ ومنمهم عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله وَمِنْهُم الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن عبد الله وَمِنْهُم المظفر بن عَليّ وَمِنْهُم مُحَمَّد بن المظفر أَبُو رَيْحَانَة الصَّحَابِيّ اسْمه شمغون بالشين والغين المعجمتين أَبُو ريحَان البيروني اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد الريحاني عَليّ بن عُبَيْدَة ابْن ريذة أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد ابْن ريشا عَليّ ابْن أبي الْفرج ابْن الريوندي صَاحب الزندقة اسْمه أَحْمد بن يحيى بن إِسْحَاق (ريطة) 3 - (ريطة التيمية) ريطة بنت الْحَارِث بن جبلة التيمية هَاجَرت مَعَ زَوجهَا الْحَارِث بن خَالِد بن صَخْر إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَولدت لَهُ هُنَاكَ مُوسَى وأخواته عَائِشَة وَزَيْنَب وَفَاطِمَة بني الْحَارِث بن خَالِد ثمَّ خَرجُوا من أَرض الْحَبَشَة إل الْمَدِينَة فَلَمَّا وردوا مَاء من مياه الطَّرِيق شربوا مِنْهُ فَلم يروحوا عَنهُ حَتَّى توفيت ريطة وبنوها المذكورون إِلَّا فَاطِمَة 3 - (ريطة الْخُزَاعِيَّة) ريطة بنت سُفْيَان الْخُزَاعِيَّة زوج قدامَة بن مَظْعُون حَدِيثهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهَا شهِدت بيعَة النِّسَاء للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وابنتها عَائِشَة بنت قدامَة مَعهَا

ريطة الثقفية

3 - (ريطة الثقفية) ريطة بنت عبد الله بن مُعَاوِيَة الثقفية قيل إِنَّهَا زَيْنَب امْرَأَة ابْن مَسْعُود وَسَيَأْتِي تَرْجَمَة زَيْنَب الْمَذْكُورَة فِي حرف الزَّاي إِن شَاءَ الله مَكَانهَا

حرف الزاي

(حرف الزَّاي) (أَبُو عمر الْكِنْدِيّ) زَاذَان أَبُو عمر الْكِنْدِيّ مَوْلَاهُم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ الْفَارِسِي الْكُوفِي الْبَزَّاز حدث عَن عمر وَعلي وَابْن مَسْعُود وَغَيرهم قَالَ ابْن سعد وَكَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث قَالَ الْخَطِيب نزل الْكُوفَة وَذكر أَنه ورد بَغْدَاد ووقف على الصراة وَقَالَ زبيد رَأَيْت زَاذَان يُصَلِّي قَائِما كَأَنَّهُ خَشَبَة وَفِي رِوَايَة كَأَنَّهُ جذع قد حفر لَهُ وَقَالَ مُحَمَّد بن جحادة كَانَ زَاذَان يَبِيع الكرابيس وَكَانَ إِذا جَاءَهُ الرجل أرَاهُ شَرّ الطَّرفَيْنِ وسامه سومة وَاحِدَة وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة (أَبُو الْوَازِع الصَّحَابِيّ) الزَّارِع بن عَامر أَبُو الْوَازِع الْعَبْدي من عبد الْقَيْس الصَّحَابِيّ حَدِيثه عِنْد الْبَصرِيين وَيُقَال ابْن الزَّارِع وَالْأول أصح رَوَت عَنهُ ابْنة ابْنه أم أبان بنت الْوَازِع ابْن الزَّارِع عَن جدها الزَّارِع حَدِيثا حسنا ساقته بِتَمَامِهِ وَطوله سِيَاقَة حَسَنَة ابْن الزَّاغُونِيّ عَليّ بن عبيد الله (زاكي) 3 - (قَتِيل الريم) زاكي بن كَامِل بن عَليّ الْقطيعِي لأبو الْفضل الهيتي يلقب

زامل السكسكي

الْمُهَذّب وَيعرف بأسير الْهوى قَتِيل الريم وَكَانَ أديباً فَاضلا كَانَ مَوْجُودا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (لي مهجة كَادَت بَحر كلومها ... للنَّاس من فرط الجوى تَتَكَلَّم) (لم يبْق مِنْهَا غير أرسم أعظم ... متجددات للهوى تتظلم) وَمِنْه من الْبَسِيط (عَيْنَاك لحظهما أمضى من الْقدر ... ومهجتي مِنْهُمَا أضحت على خطر) (يَا أحسن النَّاس لَوْلَا أَنْت أبخلهم ... مَاذَا يَضرك لَو متعت بِالنّظرِ) (جد بالخيال وَإِن ضنت يداك بِهِ ... لَا تبتلي مقلتي بالدمع والسهر) (يَا من تملك نَفسِي فِي محبته ... كم قد حذرت فَمَا وقيت من حذري) (زود بتوديعة أَو قبْلَة فَعَسَى ... يحيى بهَا نضو أشواق على سفر) وَمِنْه من المديد (سَيِّدي مَا عَنْك لي عوض ... طَال بِي حبك الْمَرَض) (كم بِلَا ذَنْب تهددني ... فجفوني لَيْسَ تغتمض) (أبغير الهجر تقتلني ... لَا أُبَالِي هجرك الْغَرَض) (ورضائي فِي رضاك فَقل ... مَا تشَاء لست أعترض) (أَنْت لي دَاء أَمُوت بِهِ ... كم أداويه وينتقض) قلت شعر متوسط) (زامل السكْسكِي) زامل بن عَمْرو السكْسكِي الْحَرَّانِي الْحِمْيَرِي أَمِير دمشق وحمص من قبل مَرْوَان بن مُحَمَّد روى عَن أَبِيه عَن جده وَله صُحْبَة روى عَنهُ سعد بن هِلَال وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن سميع فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة زامل بن عَمْرو السكْسكِي من الْيمن حمصي ولاه مَرْوَان بن مُحَمَّد دمشق بعد قتل الْوَلِيد يَعْنِي ابْن يزِيد (الألقاب) ابْن الزانكي هبة الله بن مُحَمَّد

زاهر

الزانكي يُوسُف بن الْمُغيرَة ابْن الزَّاهِد النَّحْوِيّ أَحْمد بن هبة الله ابْن الزاهدة النَّحْوِيّ عَليّ بن الْمُبَارك زاهد الْعلمَاء الطَّبِيب مَنْصُور بن عِيسَى (زَاهِر) 3 - (أَبُو الريان الْهِلَالِي) زَاهِر بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن إِبْرَاهِيم الْهِلَالِي أَبُو الريان الشَّاعِر نزيل الْبَصْرَة قدم بَغْدَاد وَكتب عَنهُ أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْقطَّان الْمَقْدِسِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من المنسرح (زَاهِر لَا تسْأَل الزَّمَان فَمَا ... معرفَة المكرمات من شيمه) (من مد لله مخلصاً يَده ... لم يخل فِي المنزلين من نعمه) 3 - (ابْن حرَام الْأَشْجَعِيّ) زَاهِر بن حرَام بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء الْأَشْجَعِيّ شهد بَدْرًا وَكَانَ حجازياً يسكن الْبَادِيَة فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ لَا يَأْتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَتَاهُ إِلَّا بطرفة يهديها إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لكل حَاضِرَة بادية وبادية آل مُحَمَّد زَاهِر بن حرَام ووجده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسوق الْمَدِينَة يَوْمًا فَأَخذه من وَرَائه وَوضع يَده على عَيْنَيْهِ وَقَالَ من يَشْتَرِي العَبْد فَأحْسن بِهِ زَاهِر وفطن أَنه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِذا تجدني يَا رَسُول الله كاسداً فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ) وَسلم بل أَنْت عِنْد الله ربيح وانتقل زَاهِر بن حرَام إِلَى الْكُوفَة 3 - (أَبُو مجزأَة الْأَسْلَمِيّ) زَاهِر بن الْأسود بن حجاج بن قيس أَبُو مجزأَة الْأَسْلَمِيّ كَانَ مِمَّن بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت الشَّجَرَة سكن الْكُوفَة فيعد فِي الْكُوفِيّين 3 - (أَبُو شُجَاع الصُّوفِي) زَاهِر بن رستم ابْن أبي الرَّجَاء الْأَصْبَهَانِيّ ولد بِبَغْدَاد ويكنى أَبَا شُجَاع كَانَ صوفياً وَقَرَأَ بالروايات على عبد الله بن عَليّ سبط أبي منصورٍ الْخياط وَعلي الْمُبَارك بن الْحسن بن الشهرزوري وَسمع من أَحْمد بن عَليّ بن عبيد الْوَاحِد الدَّلال

المستملي النيسابوري

وَمُحَمّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَعلي بن عبد السَّيِّد بن الصّباغ وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة حسن الطَّرِيقَة متديناً فَاضلا أديباً جيد التِّلَاوَة فَقِيه النَّفس دمثاً مليح المجالسة حفظَة للحكايات والأشعار وَكَانَ يورق بِالْأُجْرَةِ وَكتب الْكتب الْكِبَار المطولات وَغَيرهَا وَيكْتب خطا حسنا وَحج وَتَوَلَّى الْإِمَامَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي مقَام إِبْرَاهِيم وَتُوفِّي سنة تسع وست مائَة 3 - (الْمُسْتَمْلِي النَّيْسَابُورِي) زَاهِر بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْمَرْزُبَان النَّيْسَابُورِي شيخ وقته فِي علو الْإِسْنَاد والتفرد بالروايات أسمعهُ وَالِده فِي صباه من مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الجنزروذي وَسَعِيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبُحَيْرِي وَأحمد بن إِبْرَهِيمُ الْمُقْرِئ وَغَيرهم وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ على جمَاعَة من الْمَشَايِخ وَجمع لنَفسِهِ مشيخة وَخرج تخاريج وَجمع أَحَادِيث الشُّيُوخ وَحدث بالكثير بخراسان وَالْعراق وَكتب عَنهُ الْأَئِمَّة والحفاظ وانتشرت عَنهُ الرِّوَايَة وَحدث بِبَغْدَاد وروى عَنهُ ابْن نَاصِر وَأَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَكَانَ صَدُوقًا من أَعْيَان المعدلين الشُّهُود بنيسابور وَترك أَبُو العلاّء أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل الْحَافِظ الرِّوَايَة عَنهُ لِأَنَّهُ كَانَ يخل بالصلوات وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة بنيسابور وَعُوتِبَ على ترك الصَّلَاة فَقَالَ لي عذر وَأَنا أجمع بَين الصوات كلهَا وَلَعَلَّه تَابَ وَرجع آخر عمره 3 - (السَّرخسِيّ الشَّافِعِي) ) زَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى السَّرخسِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمُحدث توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة سمع مُحَمَّد بن إِدْرِيس السَّامِي وَمُحَمّد بن زُهَيْر الْأَيْلِي وَأَبا الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَيحيى بن صاعد وَمُحَمّد بن حَفْص الْجُوَيْنِيّ وَمُحَمّد بن الْمسيب الأرغياني ومؤمل بن الْحسن الماسرجسي وَأحمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْعَنزي وَجَمَاعَة قَالَ الْحَاكِم شيخ عصره بخراسان سَمِعت مناظرته فِي مجْلِس أبي بكر بن إِسْحَاق الصبغي وَكَانَ قد قَرَأَ على أبي بكر بن مُجَاهِد وتفقه عِنْد أبي إِسْحَاق الْمروزِي ودرس الْأَدَب على أبي بكر بن الْأَنْبَارِي وروى عَنهُ الْحَاكِم وَإِسْمَاعِيل الصَّابُونِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْمُزَكي وَجَمَاعَة وَأخذ عَن أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ علم الْكَلَام وسَمعه يَقُول عِنْد الْمَوْت لعن الله الْمُعْتَزلَة موهوا ومخرقوا الزَّاهِر صَاحب إلبيرة دَاوُد بن يُوسُف الزاهي الشَّاعِر عَليّ بن عبد الْوَاحِد

زائدة

(زَائِدَة) 3 - (المجفجف البدوي) زَائِدَة بن نعْمَة بن نعيم بن نجيح أَبُو نعْمَة الْقشيرِي الْمَعْرُوف بالمجفجف بجيمين وفاءين الشَّاعِر البدوي مدح سَادَات الْعَرَب وَأهل الْبيُوت وَله فِي سيف الدولة صَدَقَة وَابْنه مزِيد عدَّة قصائد وَدخل الشَّام ومدح مُلُوكهَا أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب من الطَّوِيل (تُرِيدُ الثنا مَا للثنا عَنْك معزل ... تُرِيدُ مزيداً مَا عَلَيْك مزِيد) (تمزق ثوب الْمجد عَن كل لابس ... وثوب سعيد الأريحي جَدِيد) وَمن شعره من الطَّوِيل (أهند على مَا كنت تعهده هِنْد ... أم استبدلت بعدِي وَغَيرهَا الْبعد) (بلَى غير شكّ إِنَّهَا قد تبدلت ... لِأَن الغواني لَا يَدُوم لَهَا عهد) (كَمَا لم يدم عصر الشَّبَاب وَلَا الصبى ... وَلَا ماكث فِي غير أَيَّامه الْورْد) 3 - (الْحَافِظ أَبُو الصَّلْت) زَائِدَة بن قدامَة الثَّقَفِيّ الْكُوفِي الْحَافِظ أَبُو الصَّلْت أحد الْأَعْلَام قَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ كَانَ لَا يحث صَاحب بِدعَة مَاتَ مرابطاً بِأَرْض الرّوم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة قَالَ أَبُو حَاتِم) صَاحب سنة وَقَالَ أَبُو أُسَامَة كَانَ أصدق النَّاس وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الثَّقَفِيّ) زَائِدَة بن عُمَيْر الثَّقَفِيّ توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ الزاهي الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن إِسْحَاق بن خلف ابْن أبي زَائِدَة عمر بن خَالِد (زبان) 3 - (أَخُو عمر بن عبد الْعَزِيز) زبان بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي أَبُو مَرْوَان أَخُو أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر كَانَ أحد فرسَان مصر وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى عَن أَخِيه وَأبي بكر بن عبد الرَّحْمَن وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وَاللَّيْث وَأُسَامَة وَابْن أَخِيه عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ عقب بالأندلس وَهُوَ لأم ولد حضر الْوَقْعَة مَعَ مَرْوَان بن مُحَمَّد لَيْلَة بوصير

زبان الكلفي

فتقطر بِهِ فرسه فَسقط عِنْد حَائِط الْعَجُوز فَانْكَسَرت رجله وأدركته المسودة فَقَتَلُوهُ وَلم يعرفوه 3 - (زبان الكلفي) زبان بن قيسور فيعول من القسر بِالْقَافِ وَالسِّين مُهْملَة الكلفي بِضَم الْكَاف وَسُكُون اللَّام قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ نَازل بوادي الشوحط وَمَعَهُ رجل دونه فِي هَدِيَّة وسمته إِذا كلم أحد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأطَال أَوْمَأ إِلَيْهِ أَن اقْتصر وَإِذا كلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا سَمعه وفهمه قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت لبَعض أَصْحَابه من هَذَا قَالُوا هَذَا صَاحبه الْأَخَص هَذَا أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ فكلمت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا رَسُول الله إِن لوباً لنا يَعْنِي نحلاً كَانَ فِي عيلم لنا لَهُ طرم وشرو فجَاء رجل فَضرب ميتين فأنتح حَيا وكفنه بالثمام فتنحس وطار اللوب هَارِبا فدلى مشواره فِي العيلم فاشتار الْعَسَل فَمضى بِهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَلْعُون مَلْعُون من سرق شرو قوم فأضر بهم أَفلا تبعتم أَثَره وعرفتم خَبره قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِنَّه فِي قوم لَهُم مَنْعَة وهم جيرتنا من هُذَيْل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبرك صبرك ترد نهر الْجنَّة وَإِن سعته كَمَا بَين) اللقيقة والسحيقة يتسبسب جَريا بِعَسَل صَاف من قذاه مَا يتقيأه لوب وَلَا مجه ثوب قلت اللوب بِالضَّمِّ النَّحْل والطرم بِكَسْر الطَّاء الْعَسَل والعيلم بِالْعينِ مُهْملَة الرَّكية الْكَثِيرَة المَاء المشوار عود يكون مَعَ مشتار الْعَسَل الثمام نبت ضَعِيف لَهُ خوص وَرُبمَا سد بِهِ خصاص الْبيُوت والشوحط ضرب من شجر الْجبَال تتَّخذ مِنْهُ القسي 3 - (ابْن فائد الْمصْرِيّ) زبان بن فائد أَبُو جُوَيْن الْمصْرِيّ كَانَ عادلاً فَاضلا كثير الْعِبَادَة مجاب الدعْوَة قَالَ أَحْمد كثير الْمَنَاكِير روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي سنة خمس وَخمسين وَمِائَة 3 - (أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء) زبان بن الْعَلَاء بن عمار بن عبد الله بن الْحصين بن الْحَارِث يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان التَّمِيمِي الْمَازِني الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة وَقيل اسْمه الْعُرْيَان وَقيل غير ذَلِك اخْتلف فِي اسْمه على عشْرين قولا الزبان الْعُرْيَان يحيى مَحْبُوب جُنَيْد عُيَيْنَة عتيبة عُثْمَان عياد جبر خير جُزْء حميد حَمَّاد عقبَة عمار

ابن حبيب الحضرمي

فائد مُحَمَّد اسْمه كنيته قبيصَة وَقيل فِي زبان ربان براي مُهْملَة وَالصَّحِيح زبان بالزاي قَرَأَ الْقُرْآن على سعيد بن جُبَير وَمُجاهد وَقيل على أبي الْعَالِيَة الريَاحي وعَلى جمَاعَة سواهُم وَكَانَ لجلالته لَا يسْأَل عَن اسْمه وَكَانَ نقش خَاتمه من الطَّوِيل (وَإِن امْرَءًا دُنْيَاهُ أكبر همه ... لمستمسك مِنْهَا بِحَبل غرور) وَقيل إِنَّه لَا يرْوى لَهُ من الشّعْر إِلَّا قَوْله من الْبَسِيط (وأنكرتني وَمَا كَانَ الَّذِي نكرت ... من الْحَوَادِث إِلَّا الشيب والصلعا) وَكَانَ أَبُو عمر يَقُول أَنا قلت هَذَا الْبَيْت وألحقته بِشعر الْأَعْشَى قَالَ وَكنت معجباً حَتَّى لقِيت أَعْرَابِيًا فصيحاً فَلَمَّا أنشدته إِيَّاه قَالَ أَخْطَأت است صَاحبه الحفرة مَا الَّذِي بَقِي لَهُ بعد الشيب والصلع فَعلمت أَنِّي لم أصنع شَيْئا وَحدث عَن أنس بن مَالك وَأبي صَالح السمان وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَطَائِفَة سواهُم وَكَانَ رَأْسا فِي الْعلم فِي أَيَّام الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة أَبُو عَمْرو أعلم النَّاس بالقراءات والعربية وَالشعر وَأَيَّام الْعَرَب وَكَانَت دفاتره ملْء بَيت إِلَى السّقف ثمَّ تنسك فأحرقها وَكَانَ من أَشْرَاف الْعَرَب ووجوهها) مدحه الفرزدق وَغَيره قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِهِ بَأْس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو عَمْرو قَلِيل الرِّوَايَة للْحَدِيث وَهُوَ صَدُوق حجَّة فِي الْقِرَاءَة وَقد استوفيت أخباره فِي طَبَقَات الْقُرَّاء انْتهى وَقَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ لأبي عَمْرو كل يَوْم فلسان فلس يَشْتَرِي بِهِ ريحاناً وفلس يَشْتَرِي بِهِ كوزاً فيشم الريحان يَوْمه وَيشْرب فِي الْكوز يوومه فَإِذا أَمْسَى تصدق بالكوز وَأمر الْجَارِيَة أَن تجفف الريحان وتدقه فِي الأشنان ثمَّ يستجد غير ذَلِك فِي كل يَوْم قَالَ ياقوت وَحدث أَبُو الطّيب قَالَ كَانَ أَبُو عَمْرو يمِيل إِلَى القَوْل بالإرجاء فَحدث الْأَصْمَعِي قَالَ قَالَ عَمْرو بن عبيد لأبي عَمْرو يَا أَبَا عَمْرو هَل يخلف الله وعده قَالَ لَا قَالَ أَفَرَأَيْت من أوعده الله عقَابا أيخلف وعده قَالَ من العجمة أتيت يَا أَبَا عُثْمَان الْوَعْد غير الْوَعيد وَهُوَ خبر فِيهِ طول اسْتَوْفَاهُ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَتُوفِّي أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة 3 - (ابْن حبيب الْحَضْرَمِيّ) زبان بن حبيب الْحَضْرَمِيّ توفّي بِمصْر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة (الألقاب) ابْن زبادة الْكَاتِب اسْمه يحيى بن سعيد بن هبة الله زبالة ابْن الظَّاهِر غَازِي بن الْعَزِيز مُحَمَّد بن الظَّاهِر غَازِي لَهُ ولأمه ذكر فِي تَرْجَمَة وَالِده غَازِي

ابن بدر التميمي الصحابي

ابْن الزبال الْوَاعِظ اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ابْن زبرج النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن زبر القَاضِي عبد الله بن أَحْمد (ابْن بدر التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ) الزبْرِقَان بن بدر بن امْرِئ الْقَيْس بن خلف بن بَهْدَلَة بن عَوْف بن كَعْب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تَمِيم البهدلي التَّمِيمِي السَّعْدِيّ يكنى أَبَا عَيَّاش وَقيل أَبَا شذرة وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قومه وَكَانَ أحد سادتهم فأسلموا فِي سنة تسع فولاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدقَات قومه وَأقرهُ أَبُو بكر وَعمر على ذَلِك وَله فِي ذَلِك الْيَوْم من قَوْله بَين يدَي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مفتخراً من الْبَسِيط (نَحن الْمُلُوك فَلَا حَيّ يفاخرنا ... فِينَا الْعَلَاء وَفينَا تنصب البيع) والأبيات والواقعة مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ وَيُقَال إِن اسْمه الْحصين والزبرقان لقب لَهُ والزبرقان الْقَمَر وَقيل اسْمه بدر وَإِنَّمَا لبس عِمَامَة مزبرقة بالزعفران وَفِي تَرْجَمَة الحطيئة واسْمه جَرْوَل حَدِيث يتَعَلَّق بالزبرقان وَقَالَ الزبْرِقَان يرثي رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لمَّا توفّي من السَّرِيع (آلَيْت لَا أبْكِي على هَالك ... بعد رَسُول الله خير الْأَنَام) (بعد الَّذِي كَانَ لنا هادياً ... من حيرة كَانَت وَبدر الظلام) (يَا مبلغ الْأَخْبَار عَن ربه ... فِينَا وَيَا محيي ليل التَّمام) (وهادي النَّاس إِلَى رشدهم ... وشارع الْحل لَهُم وَالْحرَام) (أَنْت الَّذِي استنقذتنا بَعْدَمَا ... كُنَّا على مهواة جرف قيام) وَلما قدم وَفد تَمِيم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الزبْرِقَان يَا رَسُول الله أَنا سيد تَمِيم والمطاع فيهم والمجاب مِنْهُم آخذ لَهُم بحقهم وأمنعهم من الظُّلم وَهَذَا يعلم ذَلِك يَعْنِي عَمْرو بن الْأَهْتَم فَقَالَ عَمْرو أجل يَا رَسُول الله أما إِنَّه لمَانع لحوزته مُطَاع فِي عشيرته شَدِيد الْعَارِضَة فيهم فَقَالَ الزبْرِقَان أما إِنَّه وَالله لقد علم أَكثر مِمَّا قَالَ وَلكنه حسدني شرفي فَقَالَ عَمْرو أما لَئِن قَالَ مَا قَالَ فوَاللَّه مَا عَلمته إِلَّا ضيق العطن زمن الْمُرُوءَة حَدِيث الْغنى أَحْمد الْأَب لئيم الْخَال فَرَأى الْكَرَاهِيَة فِي عين رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لمَّا اخْتلف قَوْله فَقَالَ يَا رَسُول الله غضِبت فَقلت أقبح مَا علمت ورضيت فَقلت أحسن مَا علمت وَمَا كذبت فِي

الطبري اليهودي المنجم

الأولى وَلَقَد صدقت فِي الآخرى فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من الْبَيَان لسحراً وَإِن من الشّعْر) لحكمةً ويروى لحكماً (الطَّبَرِيّ الْيَهُودِيّ المنجم) زبن الطَّبَرِيّ قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تَارِيخه قَالَ الصاحب جمال الدّين ابْن القفطي فِي كِتَابه إِن هَذَا زبن الطَّبَرِيّ كَانَ يَهُودِيّا طَبِيبا منجماً من أهل طبرستان وَكَانَ متميزاً فِي الطِّبّ عَالما بالهندسة وأنواع الرياضة وَحل كتبا حكمِيَّة من لُغَة أُخْرَى قَالَ وَكَانَ وَلَده عَليّ بن زبن طَبِيبا مَشْهُورا انْتقل إِلَى الْعرَاق وَسكن سر من رأى وزبن هَذَا كَانَ لَهُ تقدم فِي علم الْيَهُود وَسُئِلَ أَبُو معشر عَن مطارح الشعاع فَذكرهَا وسَاق الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ إِن المترجمين لنسخ المجسطي المخرجة من لُغَة يونان مَا ذكرُوا الشعاع وَلَا مطارحه وَلَا يُوجد ذَلِك إِلَّا فِي النُّسْخَة الَّتِي ترجمها زبن الطَّبَرِيّ وَلم يُوجد فِي النّسخ الْقَدِيمَة مطرح شُعَاع بطليموس وَلم يعرفهُ ثَابت وَلَا حنين القلوسي وَلَا الْكِنْدِيّ وَلَا أحد من هَؤُلَاءِ التراجمة الْكِبَار وَلَا أحد من ولد نوبخت (زبيب التَّمِيمِي) زبيب بِضَم الزَّاي وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف بَين الباءين بن ثَعْلَبَة بن عَمْرو التَّمِيمِي وَقد يُقَال بِضَم الزَّاي وَبعدهَا نون وياء آخر الْحُرُوف وباء مُوَحدَة كَانَ ينزل الْبَادِيَة على طَرِيق النَّاس إِلَى مَكَّة من الطَّائِف وَمن الْبَصْرَة حَدِيثه عِنْد عمار بن شعيث بن عبد الله بن زبيب عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قضى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد لم يرو عَنهُ إِلَّا ابْنه عبد الله وَيُقَال عبيد الله وَله حَدِيث حسن قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَيْشًا إِلَى بني العنبر فَأَخَذُوهُمْ بركبة من نَاحيَة الطَّائِف فاستاقوهم إِلَى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الزَّبِيب فركبت بكرَة من إبلي فسبقتهم إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاثَة أَيَّام فَقلت السَّلَام عَلَيْك يَا نَبِي الله وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته أَتَانَا جندك فأخذونا وَقد كُنَّا أسلمنَا وخضرمنا آذان النعم وَذكر تَمام الْخَبَر وَفِيه أَنه شهد لَهُ شَاهد وَاحِد على إسْلَامهمْ فأحلفه مَعَ شَاهده ورد إِلَيْهِم ذَرَارِيهمْ وَنصف أَمْوَالهم ابْن زبلاق محيي الدّين يُوسُف بن يُوسُف بن يُوسُف (زبيدة) 3 - (زَوْجَة الرشيد) زبيدة بنت جَعْفَر بن الْمَنْصُور زوج الرشيد أم وَلَده مُحَمَّد

الْأمين اسْمهَا أمة الْعَزِيز وكنيتها أم جَعْفَر الهاشمية العباسية قيل لم تَلد عباسية خَليفَة قطّ إِلَّا هِيَ وَكَانَ لَهَا حُرْمَة عَظِيمَة وبر وصدقات وآثار حميدة فِي طَرِيق الْحَج ولقبها جدها الْمَنْصُور زبيدة لبضاضتها ونضارتها أنفقت فِي حَجهَا بضعاً وَخمسين ألف ألف دِرْهَم وَكَانَ فِي قصرهَا من الخدم والحشم والآلات وَالْأَمْوَال مَا يقصر عَنهُ الْوَصْف من جملَة ذَلِك مائَة جَارِيَة كل مِنْهُنَّ يحفظ الْقُرْآن وَكَانَ يسمع من قصرهَا مثل دوِي النَّحْل من الْقِرَاءَة وَلم تزل زين نسَاء الْوَقْت بالعراق فِي أَيَّام زَوجهَا وَوَلدهَا وَأَيَّام ابْن زَوجهَا الْمَأْمُون وَتوفيت سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَهِي الَّتِي سقت أهل مَكَّة بعد أَن كَانَت الراوية عِنْدهم بِدِينَار وأسالت المَاء عشرَة أَمْيَال تخط الْجبَال وتجوب الصخر حَتَّى غلغلته فِي الْحل إِلَى الْحرم وعملت عقبَة الْبُسْتَان فَقَالَ وكيلها يلزمك نَفَقَة كَبِيرَة فَقَالَت اعملها وَلَو كَانَت ضَرْبَة الفأس بِدِينَار وَلما دخل الْمَأْمُون بَغْدَاد دخلت زبيدة عَلَيْهِ وَقَالَت أهنئك بخلافة قد هنأت بهَا نَفسِي عَنْك قبل لقائك وَلَئِن كنت فقدت ابْنا خَليفَة وَلدته فقد عوضني الله خَليفَة لم ألده وَمَا خسر من اعتاض مثلك وَلَا ثكلت أم مَلَأت راحتيها مِنْك وَأَنا أسأَل الله أجرا على مَا أَخذ وإمتاعاً بِمَا عوض فَقَالَ الْمَأْمُون مَا يلد النِّسَاء مثل هَذِه فَمَا أبقت بعد هَذَا الْكَلَام لبلغاء الرِّجَال وحشا فاها درا كتب إِلَيّ القَاضِي الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله ملغزاً فِي اسْم زبيدة من الْخَفِيف (أَيهَا الْفَاضِل الَّذِي حَاز فضلا ... مَا عَلَيْهِ لمثله من مزِيد) (قد تدانى عبد الرَّحِيم لَدَيْهِ ... وتناءى لَدَيْهِ عبد الحميد) (أيُّ شَيْء سمي بِهِ ذَات حجب ... تائه بالإماء أَو بالبعيد) (هُوَ وصف لذات سترٍ مصونٍ ... وَهِي لم تخف فِي جَمِيع الْوُجُود) (قد مضى حينها بهَا لَيْسَ تَأتي ... وَهِي تَأتي مَعَ الرّبيع الْجَدِيد) ) (وَهُوَ مِمَّا يبشر النَّاس طرا ... مِنْهُ مأتى وَكَثْرَة فِي العديد) (وحليم أَرَادَهُ لَا لذاتٍ ... بل لشيءٍ سواهُ فِي الْمَقْصُود) (ذَاك من ارتجاه سَفِيه ... وَهُوَ شيءٌ مخصّصٌ بالرشيد) فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ على ذَلِك من الْخَفِيف (يَا فريداً أَلْفَاظه كالفريد ... ومجيداً قد فاق عبد الْمجِيد) (وَإِمَام الْأَنَام فِي كل علمٍ ... وشريكاً فِي الْفضل للتوحيدي)

بنت المقتفي

(عرف الْعَالمُونَ فضلك بالعل ... لم وَقَالَ الْجُهَّال بالتقليد) (من تمنى بِأَن يرى لَك شبها ... رام نقضا بِالْجَهْلِ حكم الْوُجُود) (طَال قدري على السماكين لما ... جَاءَنِي مِنْك نظم دُرٍّ نضيد) (شابه الدّرّ فِي النظام وَلما ... شابه السحر شَاب رَأس الْوَلِيد) (هُوَ لغزٌ فِي ذَات خدرٍ منيع ... نزلت فِي العلى بقصر مشيد) (هِيَ أم الْأمين ذَات الْمَعَالِي ... من بني هَاشم ذَوي التأييد) (أَنْت كنت الْهَادِي لمعناه حَقًا ... حِين لوحت لي بِذكر الرشيد) (دمت تهدي إِلَيّ كل عجيبٍ ... مَا عَلَيْهِ فِي حسنه من مزِيد) 3 - (بنت المقتفي) زبيدة ابْنة المقتفي الَّتِي تزوج بهَا السُّلْطَان مَسْعُود السلجوقي على مهر مائَة ألف دِينَار وَلم يدْخل بهَا عاشت إِلَى أَن توفيت سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة لِأَنَّهُ توفّي رَحمَه الله قبل حملهَا إِلَيْهِ 3 - (ابْنة الْوَزير نظام الْملك) زبيدة ابْنة الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن الْعَبَّاس هِيَ ابْنة الْوَزير نظام الْملك وَزَوْجَة الْوَزير عميد الْملك مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهير وَقد تقدم ذكر والدها مَكَانَهُ فِي حرف الْحَاء رقم وَذكر زَوجهَا فِي المحمدين تزَوجهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة سبعين وَأَرْبع مائَة فِي شعْبَان وَهِي الَّتِي قَالَ ابْن الهبارية فِيهَا من الْبَسِيط (لَوْلَا ابْنة الشَّيْخ مَا استوزرت ثَانِيَة ... فاشكر حرى صرت مَوْلَانَا الْوَزير بِهِ) ) وَقد ذكرتهما فِي تَرْجَمَة ابْن جهير وَذكرت الْوَاقِعَة فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جهير بن فَخر الدولة 3 - (بنت معز الدولة) زبيدة بنت معز الدولة بن بويه تزَوجهَا ابْن عَمها مؤيد الدولة بويه بن ركن الدولة وَأنْفق فِي عرسها سبع مائَة ألف دِينَار (اليامي الْكُوفِي) زبيد اليامي الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام روى عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد وَإِبْرَاهِيم بن سُوَيْد النخعيين وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَأبي وَائِل وَطَائِفَة قَالَ يحيى الْقطَّان ثَبت وَقَالَ أَبُو حاتمة وَغَيره ثِقَة وَهُوَ مَعْدُود فِي صغَار التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي

الألقاب

سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا أعلم لَهُ شَيْئا عَن الصَّحَابَة (الألقاب) أَبُو زبيد الطَّائِي اسْمه حَرْمَلَة ابْن الزبيدِيّ اسْمه الْحسن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد ابْن الزبيدية المقرىء اسْمه مُحَمَّد بن الْقَاسِم الزبيدِيّ الْمُؤَدب يحيى بن الْمُبَارك (الزبير) 3 - (أحد الْعشْرَة رَضِي الله عَنْهُم) الزبير بن الْعَوام بن خُويلِد بن اسد بن عبد العُزَّى بن قصي بن كلاب يلتقي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قصي بن كلاب وَهُوَ الْأَب الْخَامِس وَأمه صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَاجر الهجرتين وَصلى إِلَى الْقبْلَتَيْنِ وَهُوَ أول من سل سَيْفه فِي سَبِيل الله تَعَالَى وَهُوَ حوارِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله من الْوَلَد عبد الله وَهُوَ أول مَوْلُود فِي الْإِسْلَام بعد الْهِجْرَة وَالْمُنْذر وَعُرْوَة وَعَاصِم وَالْمُهَاجِر وَخَدِيجَة الْكُبْرَى وَأم الْحسن وَعَائِشَة أمّهم أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وخَالِد وَعَمْرو وحبيبة وَسَوْدَة وَهِنْد أمّهم أم خَالِد أمة بنت خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَمصْعَب وَحَمْزَة ورملة أمّهم أم الربَاب بنت أنيف الْكَلْبِيَّة وَعبيدَة وجعفر وَحَفْصَة أمّهم زَيْنَب بنت بشر من بني قيس بن ثَعْلَبَة وَزَيْنَب بنت الزبير أمهَا أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَخَدِيجَة الصُّغْرَى أمهَا أم الْحَلَال بنت قيس من بني أَسد بن خُزَيْمَة فأولاد الزبير وَاحِد وَعِشْرُونَ رجلا وَامْرَأَة وَهُوَ رَضِي الله عَنهُ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة أهل الشورى شهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا وَعَمَّته خَدِيجَة بنت خويلد زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم

وَقتل يَوْم الْحمل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَله سبع وَسِتُّونَ سنة أَو سِتّ وَسِتُّونَ وَكَانَ أسمر ربعَة معتدل اللَّحْم خَفِيف اللِّحْيَة كَذَا قَالَ ابْن عبد الْبر وَبَعْضهمْ قَالَ طَوِيل قَالَ لِابْنِهِ عبد الله وَهُوَ يرقصه من الرجز أَزْهَر من آل أبي عَتيق مبارك من ولد الصّديق ألذه كَمَا ألذ ريقي وَقَالَ لما انْصَرف عَن الْجمل فِي رِوَايَة ابْن دُرَيْد عَن الرياشي بِإِسْنَاد لَهُ من الْبَسِيط (ترك الْأُمُور الَّتِي تخشى عواقبها ... لله أَنْفَع فِي الدُّنْيَا وَفِي الدّين) (نَادَى عَليّ بِأَمْر لست أنكرهُ ... قد كَانَ ذَاك لعمر الله مذ حِين) ) (فَقلت لبيْك من عدل أَبَا حسن ... بعض الَّذِي قلت مِنْك الْيَوْم يَكْفِينِي) (فاخترت عاراً على نَار مؤججة ... أَنى يقوم لَهَا خلق من الطين) (فاليوم أنزع من غي إِلَى رشد ... وَمن مُنَازعَة الشحنا إِلَى اللين) شهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على الْجَبَل أَنه شَهِيد وَقَالَ لَهُ يَوْم الخَنْدَق ارْمِ فدَاك أبي وَأمي وَكَانَ أحد الفارسين يَوْم بدر وَكَانَ يَوْم الْفَتْح مَعَه راية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وركزها بالحجون وَكَانَ على الرِّجَال يَوْم أحد وَقيل الْمِقْدَاد وَثَبت يَوْم أحد وَبَايع على الْمَوْت وَكَانَ مَعَه إِحْدَى رايات الْمُهَاجِرين الثَّلَاث فِي غَزْوَة الْفَتْح وَولد هُوَ وَعلي وَسعد وَطَلْحَة فِي عَام وَاحِد وَأسلم الزبير وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة أَو ثَمَان أَو سِتّ عشرَة سنة وَكَانَ عَمه يعلقه فِي حَصِير ويدخن عَلَيْهِ بالنَّار وَيَقُول ارْجع إِلَى الْكفْر فَيَقُول لَا أكفر أبدا وَكَانَ طَويلا تخط رِجْلَاهُ الأَرْض إِذا ركب الدَّابَّة وَلم يُهَاجر أحد وَمَعَهُ أمه إِلَّا الزبير وَعَن ابْن الزبير أَن الزبير كَانَت عَلَيْهِ ملاءة صفراء يَوْم بدر فاعتم بهَا فَنزلت الْمَلَائِكَة معتمين بعمائم صفر وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكل نَبِي حوارِي وَحَوَارِيي من أمتِي الزبير قَالَ ابْن أبي الزِّنَاد ضرب الزبير يَوْم الخَنْدَق عُثْمَان بن عبد الله بن الْمُغيرَة بِالسَّيْفِ على مغفره فَقَطعه إِلَى القربوس فَقَالُوا مَا أَجود سَيْفك فَغَضب يُرِيد أَن الْعَمَل لليد لَا لسيفه وبارزه يَاسر الْيَهُودِيّ يَوْم خَيْبَر فَضَربهُ على عَاتِقه ضَرْبَة هدر مِنْهَا سحره وَقَالَ رجل لعَلي من أَشْجَع النَّاس قَالَ ذَاك الَّذِي يغْضب غضب النمر ويثب وثوب الْأسد وَأَشَارَ إِلَى الزبير وَكَانَ فِي صَدره أَمْثَال الْعُيُون من الطعْن وَالرَّمْي وَقَالَ عمر بن الْخطاب لَو تركت تَرِكَة أَو عهِدت عهدا لعهدت إِلَى الزبير إِنَّه ركن من أَرْكَان الدّين وَقَالَ من عهد مِنْكُم إِلَى الزبير فَإِنَّهُ عَمُود من عمد الْإِسْلَام وَأوصى لَهُ سَبْعَة من الصَّحَابَة مِنْهُم عُثْمَان وَعبد الرَّحْمَن وَابْن مَسْعُود وَأَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع وَكَانَ ينْفق على أبنائهم من مَاله ويحفظ عَلَيْهِم أَمْوَالهم وَكَانَ لَهُ ألف غُلَام

يؤدون إِلَيْهِ الْخراج فَلَا يدْخل إِلَى بَيته شَيْئا من ذَلِك وَيتَصَدَّق بِهِ كُله وَلما قتل عمر محا نَفسه من الدِّيوَان وَكَذَلِكَ ابْنه محا نَفسه لما قتل عُثْمَان وَخرج يطْلب بِدَم عُثْمَان مَعَ عَائِشَة ثمَّ نَدم على خُرُوجه لما ذكره عَليّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ) وَسلم أخبرهُ أَنه يُقَاتل عليا وَهُوَ ظَالِم لَهُ فَحلف أَن لَا يقاتله وَانْصَرف رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة فأدركه ابْن جرموز التَّمِيمِي مَعَ جمَاعَة بوادي السبَاع على سَبْعَة فراسخ من الْبَصْرَة فَقتله نَائِما وَأخذ رَأسه وسيفه وأتى بهما عليا فَأخذ عَليّ السَّيْف وَقَالَ سيف وَالله طالما جلى بِهِ عَن وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الكرب وَلما اسْتَأْذن ابْن جرموز على عَليّ قَالَ ائذنوا لَهُ وبشروه بالنَّار وَقَالَ حَدثنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن قَاتل الزبير فِي النَّار فقيقال إِن ابْن جرموز وضع السَّيْف فِي بَطْنه فَخرج من ظَهره وَلما قَالَ عَليّ للآذن على ابْن جرموز بقتل الزبير بشره بالنَّار قَالَ ابْن جرموز من المتقارب (أتيت عليا بِرَأْس الزبي ... ر أَرْجُو لَدَيْهِ بِهِ الزلفه) (فبشر بالنَّار إِذا جِئْته ... فبئس الْبشَارَة والتحفة) (وسيان عِنْدِي قتل الزبير ... وضرطة عير بِذِي الْجحْفَة) وَقَالَ حسان يمدح الزبير من الطَّوِيل (أَقَامَ على عهد النَّبِي وهديه ... حواريه وَالْقَوْل بِالْفِعْلِ يعدل) (أَقَامَ على منهاجه وَطَرِيقه ... يوالي ولي الْحق وَالْحق أعدل) (هُوَ الْفَارِس الْمَشْهُور والبطل الَّذِي ... يصول إِذا مَا كَانَ يَوْم محجل) (وَإِن امْرَءًا كَانَت صَفِيَّة أمه ... وَمن أَسد فِي بَيته لمرفل) (لَهُ من رَسُول الله قربى قريبَة ... وَمن نصْرَة الْإِسْلَام مجد مؤثل) (فكم كربَة ذب الزبير بِسَيْفِهِ ... عَن الْمُصْطَفى وَالله يُعْطي ويجزل) (إِذا كشفت عَن سَاقهَا الْحَرْب حشها ... بأبيض سباق إِلَى الْمَوْت يرقل) (فَمَا مثله فيهم وَلَا كَانَ قبله ... وَلَيْسَ يكون الدَّهْر مَا دَامَ يذبل) وَترك الزبير عَلَيْهِ من الدّين ألفي ألف ومائتي ألف دِرْهَم وَكَانَت لَهُ أَربع زَوْجَات فورثت كل وَاحِدَة ألف ألف وماءتي ألف وَذَلِكَ ربع الثّمن وَكَانَ جَمِيع مَاله خمسين ألف ألف ومائتي ألف وَكَانَ يضْرب فِي الْمغنم بأَرْبعَة أسْهم سهم لَهُ وسهمين لفرسه وَسَهْم لذِي الْقُرْبَى أَي لأمه وَكَانَ لَهُ بِمصْر والإسكندرية والكوفة وَالْبَصْرَة خطط ودور وَمَا ولي إِمَارَة قطّ وَلَا جباية وَلَا خراجاً وَيُقَال إِن الَّذِي تَركه دينا عَلَيْهِ لم يكن دينا وَإِنَّمَا كَانَ) ذَلِك مواعيد يعدها للنَّاس

اليامي قاضي الري

فَكتب مواعيده مثل مَا كتب دينه وَقَالَ حَكِيم بن حزَام إِن الزبير كَانَ يُبَارى الرّيح 3 - (اليامي قَاضِي الرّيّ) الزبير بن عدي الْهَمدَانِي اليامي أَبُو عدي الْكُوفِي روى عَن أنس بن مَالك وَأبي وَائِل الْحَارِث الْأَعْوَر وَمصْعَب بن سعد وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وروى لَهُ الْجَمَاعَة ولي قَضَاء الرّيّ وَكَانَ فَاضلا وَكَانَ مِمَّن كَانَ مَعَ قُتَيْبَة بن مُسلم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (المعتز بِاللَّه) الزبير بن جَعْفَر وَيُقَال مُحَمَّد وَيُقَال أَحْمد بن جَعْفَر هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتز بِاللَّه تقدم ذكره فِي مُحَمَّد بن جَعْفَر فليطلب هُنَاكَ 3 - (الْخَثْعَمِي) الزبير بن حزيمة بِالْحَاء الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَبعدهَا زَاي الْخَثْعَمِي من أهل فلسطين كَانَ فِي جَيش مُسلم بن عقبَة الْمَعْرُوف بمسرف الَّذِي قَاتل بِهِ أهل الْمَدِينَة يَوْم الْحرَّة وَاسْتَعْملهُ مُسلم على الرجالة ذكر أَنه طعن يَوْم الْحرَّة إِبْرَاهِيم بن نعيم بن النحام فِي سحره وَجَاء إِلَى دَار عبد الله بن حَنْظَلَة بن الراهب وَقد قتل وَقتل مَعَه سبع بَنِينَ لَهُ وَقتل أَخُوهُ لأمه مُحَمَّد بن ثَابت بن قيس بن شماس حِين انتهبت الْمَدِينَة وأباحها مُسلم فَرَأى رجلا من الشَّام يُنَازع ابْنَته خلْخَالهَا وَهِي تَقول أما دين أما حمية أذهبت الْعَرَب فَقَالَ لَهَا الزبير من أَنْت قَالَت بنت عبد الله بن حَنْظَلَة وَكَانَ بَينهمَا صهر فَقَالَ للشامي خل عَنْهَا فَقَالَ لَا فَقتله 3 - (ابْن عُبَيْدَة الْأَسدي) الزبير بن عُبَيْدَة الْأَسدي من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين قَالَ ابْن عبد الْبر لم يرو عَنهُ الْعلم ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي من هَاجر إِلَى الْمَدِينَة من بني غنم بن دودان 3 - (الزبير الْكلابِي) الزبير بن عبد الله الْكلابِي قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعلم لَهُ لِقَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَلكنه أدْرك الْجَاهِلِيَّة وعاش إِلَى آخر خلَافَة عُثْمَان قَالَ رَأَيْت غَلَبَة فَارس الرّوم ثمَّ رَأَيْت غَلَبَة الرّوم فَارس ثمَّ رَأَيْت غَلَبَة الْمُسلمين فَارس وَالروم كل ذَلِك فِي خمس وَعشْرين سنة أَو قَالَ فِي خمس عشرَة سنة

الكنديي المدني

3 - (الكنديي الْمدنِي) الزبير بن كثير بن الصَّلْت الْكِنْدِيّ الْمدنِي هُوَ الَّذِي توجه بِكِتَاب أَبِيه إِلَى مُعَاوِيَة بِسَبَب بيع دَرَاهِم والقصة تذكر إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة كثير فِي حرف الْكَاف 3 - (الزبيرِي الشَّافِعِي الضَّرِير) الزبير بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن عَاصِم بن الْمُنْذر بن الزبير بن الْعَوام الْأَسدي الزبيرِي الْبَصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الضَّرِير لَهُ تصانيف فِي الْفِقْه كالأكافي وَغَيره وَكَانَ ثِقَة إِمَامًا مقرئاً وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَثَلَاث مائَة وَقيل سنة عشْرين 3 - (الْحَافِظ الأسداباذي) الزبير بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء أَبُو عبد الله الأسداباذي وَقيل أَحْمد بدل مُحَمَّد كَانَ حَافِظًا متقناً قَالَ الْحَاكِم كَانَ من الصَّالِحين الْكِبَار والثقات الْحفاظ صنف الْأَبْوَاب والشيوخ وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين مائَة 3 - (ابْن بكار القَاضِي) الزبير بن بكار بن عبد الله بن مُصعب بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام أَبُو بكر وَقيل أَبُو عبد الله الْقرشِي الْأَسدي الزبيرِي قَاضِي مَكَّة روى عَنهُ ابْن ماجة وَابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيرهمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَلَقي الزبير إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله عملت كتابا سميته كتاب النّسَب وَهُوَ كتاب الْأَخْبَار فَقَالَ وَأَنت يَا أَبَا مُحَمَّد عملت كتابا سميته كتاب الأغاني وَهُوَ كتاب الْمعَانِي وَكَانَ ثِقَة عَالما بِالنّسَبِ وأخبار الْمُتَقَدِّمين لَهُ كتاب فِي نسب قُرَيْش وَقع من فَوق سطحه وَأقَام يَوْمَيْنِ لَا يتَكَلَّم وَمَات سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَعَاد المتَوَكل من الْجَوْسَقِ إِلَى المحمدية فَقَالَ لَهُ يَا زبير من أفضل النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فورد عَليّ شَيْء عَظِيم خفت أَن أَقُول عَليّ فَيَقُول تقدمه على أبي) بكر وَأَن أَقُول أَبُو بكر فَيَقُول فضلت على آل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَيرهم فَسكت فاقتضاني الْجَواب فَسكت فَقَالَ مَا لَك لَا تجيب فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سَمِعت النَّاس بِالْمَدِينَةِ يَقُولُونَ أَبُو

الألقاب

بكر خير الصَّحَابَة وَعلي خير الْقَرَابَة قَالَ فأرضاه ذَلِك وكف وَقَالَ تزوجت امْرَأَة وَعِنْدِي أُخْرَى فَمَا زَالَت بِي حَتَّى طَلقتهَا وَأَقْبَلت على بَيت فِيهِ كتب فَجَاءَت الْمَرْأَة فَأخذت بِعضَادَتَيْ الْبَاب وَقَالَت لكتبك شَرّ عَليّ من أَربع ضرات وَمن تصانيفه أَخْبَار الْعَرَب وأيامها نسب قُرَيْش وأخبارها كتاب نَوَادِر أَخْبَار النّسَب كتاب الموفقيات كتاب أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب النَّحْل أَخْبَار نَوَادِر الْمَدَنِيين العقيق وأخباره الْأَوْس والخزرج وُفُود النُّعْمَان على كسْرَى الْأَخْبَار المنثورة الأمالي إغارة كثير على الشُّعَرَاء أَخْبَار ابْن ميادة أَخْبَار جمَاعَة من الشُّعَرَاء كتاب الْأَخْلَاق قَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك التأريخي أَنْشدني ابْن طَاهِر لنَفسِهِ فِي الزبير بن بكار من الْبَسِيط (مَا قَالَ لَا قطّ إِلَّا فِي تشهده ... وَلَا جرى لَفظه إِلَّا على نعم) (بَين الْحوَاري وَالصديق نسبته ... وَقد جرى وَرَسُول الله فِي رحم) (الألقاب) ابْن الزبير أَخَوان فاضلان أَحدهمَا الْمُهَذّب الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم وَالْآخر الرشيد واسْمه أَحْمد بن عَليّ ووالدهما عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الزبير وَابْن الرشيد اسْمه عَليّ بن أَحْمد وَمِنْهُم إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن الزبير الأندلسي اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ابْن الزبير الطَّبِيب هبة الله بن صَدَقَة الزبيرِي اسْمه عمر بن عَليّ بن خضر ابْن الزبير الْوَزير يَعْقُوب بن عبد الرفيع الزجاجي النَّحْوِيّ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزّجاج النَّحْوِيّ اسْمه إِبْرَاهِيم بن السّري) الزجاجي يُوسُف بن عبد الله الْوَزير الزجالي اسْمه عبد الله بن عبد الرَّحْمَن

ابن قيس الجعفي الكوفي

(ابْن قيس الْجعْفِيّ الْكُوفِي) زحر بن قيس الْجعْفِيّ الْكُوفِي شهد صفّين مَعَ عَليّ بن أبي طالبٍ وَكَانَ شريفاً فَارِسًا وَله ولد أَشْرَاف وَكَانَ خَطِيبًا بليغاً وَفد على يزِيد بن مُعَاوِيَة أنزلهُ عَليّ الْمَدَائِن فِي جمَاعَة جعلهم هُنَالك رابطة وروى عَن الشّعبِيّ قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ هُوَ كُوفِي تَابِعِيّ ثِقَة من كبار التَّابِعين وَقَالَ أَبُو مخنف ثمَّ إِن عبد الله بن زِيَاد نصب رَأس الْحُسَيْن فِي الْكُوفَة فَجعل يدار بِهِ ثمَّ دَعَا زحر بن قيس فسرح مَعَه بِرَأْس الْحُسَيْن ورؤوس أَصْحَابه إِلَى يزِيد وَكَانَ مَعَ زحر أَبُو بردة بن عَوْف الْأَزْدِيّ وطارق بن أبي ظبْيَان الْأَزْدِيّ فَخَرجُوا حَتَّى قدمُوا بهَا الشَّام على يزِيد فَقَالَ لَهُ يزِيد وَيلك مَا وَرَاءَك فَقَالَ أبشر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بِفَتْح الله وَنَصره ورد علينا الْحُسَيْن بن عَليّ فِي ثَمَانِيَة عشر من أهل بَيته وَسِتِّينَ من شيعته فسرنا إِلَيْهِم فسألناهم أَن يستسلموا وينزلوا على حكم الْأَمِير عبيد الله بن زِيَاد أَو الْقِتَال فَاخْتَارُوا الْقِتَال فعدونا عَلَيْهِم مَعَ شروق الشَّمْس فأحطنا بهم من كل نَاحيَة حَتَّى إِذا أخذت السيوف مأخذها من هام الْقَوْم جعلُوا يهربون إِلَى غير وزر ويلوذون منا بالآكام والحفر لِوَاذًا كَمَا لَاذَ الْحمام من صقر فوَاللَّه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كَانَ إِلَّا جزر جزور أَو نومَة قَائِل حَتَّى أَتَيْنَا على آخِرهم فهاتيك أَجْسَادهم مُجَرّدَة وثيابهم مرملة وخدودهم معفرة تصهرهم الشَّمْس وتسفى عَلَيْهِم الرّيح زوارهم العقبان والرخم بقاع سبسب قَالَ فَدَمَعَتْ عين يزِيد وَقَالَ كنت أرْضى من طاعتكم بِدُونِ قتل الْحُسَيْن لعن الله ابْن سميَّة يَعْنِي عبيد الله وَسُميَّة جدته أم أَبِيه أما وَالله لَو أَنِّي صَاحبه لعفوت عَنهُ رحم الله الْحُسَيْن وَلم يصله بِشَيْء (ابْن حُبَيْش) زر بن حُبَيْش بن حُبَاشَة بن أَوْس أَبُو مَرْيَم وَقيل أَبُو مطرف الْأَسدي أدْرك الْإِسْلَام بعد الْجَاهِلِيَّة وَعمر دهراً مائَة وَعشْرين سنة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَحدث عَن عمر وَعُثْمَان وَعلي وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله وَأبي وَحُذَيْفَة وَالْعَبَّاس وَابْن عَمْرو وعمار وَأبي وَائِل وروى عَنهُ النَّخعِيّ وعامر وعدي بن ثَابت وَغَيرهم وَشهد خطْبَة عمر بالجابية قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الأولى من تَابِعِيّ من أهل الْكُوفَة وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث وَقَالَ أَحْمد الْعجلِيّ كَانَ شَيخا قَدِيما إِلَّا أَنه كَانَ فِيهِ بعض

الألقاب

الْحمل على عَليّ بن أبي طَالب وَأدْركَ الْجَاهِلِيَّة وَلم ير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم قَالَ كَانَ زر بن حُبَيْش أكبر من أبي وَائِل فَكَانَا إِذا جلسا جَمِيعًا لم يحدث أَبُو وَائِل مَعَ زر وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد رَأَيْت زر بن حُبَيْش فِي الْمَسْجِد يختلج لحياه من الْكبر وَهُوَ يَقُول أَنا ابْن عشْرين وَمِائَة سنة (الألقاب) الزراد نَائِب قلعة دمشق اسْمه عز الدّين أيبك الزراق نَائِب غَزَّة عز الدّين أيدمر زربون الْأَدَب اسْمه طراد زربول الْأَدَب هِلَال بن أبي الْفضل (اأبو الْخطاب الرفاء) زرزر الرفاء أَبُو الْخطاب الشَّاعِر ذكره ابْن الْجراح فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَذكر أَنه بغدادي قَلِيل الشّعْر وَذكره دعبل وَغَيره وَكَانَ مَاجِنًا من أَصْحَاب أبي الْحَارِث جمين المضحك ولزرزر فِي جمين من الهزج (سَلام نَاقص الْمِيم ... على وَجهك بِالْحَاء) وَهِي أَبْيَات وَقَالَ من الْكَامِل (لَو أَن دَارك أنبتت لَك واحتشت ... إبراً يضيق بهَا فضاء الْمنزل) (وأتاك يُوسُف يستعيرك إبرة ... ليخيط قد قَمِيصه لم تقعل) (زُرَارَة) 3 - (قَاضِي الْبَصْرَة) زُرَارَة بن أوفى الْبَصْرِيّ قَاضِي الْبَصْرَة من كبار علمائها وصلحائها سمع عمرَان بن حُصَيْن وَابْن عَبَّاس وَأَبا هُرَيْرَة ثَبت أَنه قَرَأَ فِي صَلَاة الصُّبْح فَلَمَّا تَلا فَإِذا نقر فِي الناقور خر مَيتا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة

زرارة النخعي الصحابي

3 - (زُرَارَة النَّخعِيّ الصَّحَابِيّ) زُرَارَة بن عَمْرو النَّخعِيّ وَالِد بن زُرَارَة قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد النخع فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي رَأَيْت فِي طريقي رُؤْيا هالتني قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ رَأَيْت أَتَانَا خلفتها فِي أَهلِي ولدت جدياً أسفع أحوى وَرَأَيْت نَارا خرجت من الأَرْض فحالت بيني وَبَين ابْن لي يُقَال لَهُ عَمْرو وَهِي تَقول لظى لظى بَصِير وأعمى فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخلفت فِي أهلك أمة مَسَرَّة حملا قَالَ نعم قَالَ فَإِنَّهَا ولدت غُلَاما وَهُوَ ابْنك قَالَ فَأنى لَهُ أسفع أحوى قَالَ ادن مني أبك برص تكتمه قَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا علمه أحد قبلك قَالَ فَهُوَ ذَاك وَأما النَّار فَإِنَّهَا فتْنَة تكون بعدِي قَالَ وَمَا الْفِتْنَة يَا رَسُول الله قَالَ يقتل النَّاس إمَامهمْ ويشتجرون اشتجار أطباق الرَّأْس وَخَالف بَين أَصَابِعه دم الْمُؤمن عِنْد الْمُؤمن أحلى من المَاء يحْسب الْمُسِيء أَنه محسن إِن مت أدْركْت ابْنك وَإِن مَاتَ ابْنك أَدْرَكتك قَالَ فأدع الله أَن لَا تدركني فَدَعَا لَهُ وَكَانَ قدومه عَلَيْهِ) فِي نصف رَجَب سنة تسع 3 - (زُرَارَة بن قيس الصَّحَابِيّ) زُرَارَة بن قيس بن فهر بن قيس بن ثَعْلَبَة بن عبيد بن ثَعْلَبَة بن غنم بن مَالك بن النجار الصَّحَابِيّ قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (زُرَارَة بن قيس النَّخعِيّ) زُرَارَة بن قيس النَّخعِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد النخع وهم مِائَتَا رجال فأسلموا 3 - (زُرَارَة بن أوفى الصَّحَابِيّ) زُرَارَة بن أوفى النَّخعِيّ الصَّحَابِيّ مَاتَ فِي زمن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ 3 - (زُرَارَة بن جُزْء الصَّحَابِيّ) زُرَارَة بن جُزْء الْكلابِي الصَّحَابِيّ روى عَنهُ الْمُغيرَة بن شُعْبَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كتب إِلَى الضَّحَّاك بن سُفْيَان أَن يُورث امْرَأَة أَشْيَم الضبابِي من دِيَة زَوجهَا حَدِيثه عِنْد مُحَمَّد بن عبد الله الشعيثي عَن زفر بن وثيمة عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَنهُ وروى عَن زُرَارَة مَكْحُول أَيْضا 3 - (الْكلابِي) زُرَارَة بن حزن الْكلابِي عبد الْعَزِيز بن زُرَارَة وَفد هُوَ وَابْنه على مُعَاوِيَة وَكَانَ سيد أهل الْبَادِيَة وَكَانَ شَاعِرًا وَخرج ابْنه عبد الْعَزِيز مَعَ يزِيد غازيا الْقُسْطَنْطِينِيَّة

رأس الزرارية

فَمَاتَ فَكتب يزِيد بنعيه إِلَى مُعَاوِيَة فورد الْكتاب إِلَى مُعَاوِيَة وزرارة عِنْده فَقَالَ يَا زُرَارَة فِي هَذَا الْكتاب موت فَتى الْعَرَب فَقَالَ هُوَ إِذا ابْنك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَو ابْني قَالَ بل هُوَ ابْنك عبد الْعَزِيز فأعظم الله عَلَيْهِ أجرك وجزع عَلَيْهِ مُعَاوِيَة فَخرج زُرَارَة وَهُوَ يَقُول أبياتاً مِنْهَا من المتقارب (وَمَا زَالَ مذ كَانَ عبد الْعزي ... ز إِمَّا وزيراً وَإِمَّا أَمِيرا) (نعاه ابْن حَرْب إِلَيّ الْغَدَاة ... فَأَصْبَحت شَيخا مصاباً ضريراً) (فَإِن يكن الْمَوْت أودى بِهِ ... وَأصْبح مخ الْكلابِي ريرا) (فَكل فَتى شَارِب كأسه ... فإمَّا صَغِيرا وَإِمَّا كَبِيرا) ) وَذهب أَكثر قومه بِأَرْض الرّوم فَمر عَلَيْهِ مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ على مَاله فَسَأَلَهُ كَيفَ أَنْت فَقَالَ بِخَير أنبتنا الله فَأحْسن نباتنا وحصدنا فَأحْسن حصادنا 3 - (رَأس الزرارية) زُرَارَة بن أعين هُوَ رَأس الزرارية كَانَ على مَذْهَب الأفطحية ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب الموسوية وبدعته لِأَنَّهُ قَالَ لم يكن الله حَيا وَلَا قَادِرًا وَلَا عَالما وَلَا سميعاً وَلَا بَصيرًا وَلَا مرِيدا حَتَّى خلق لنَفسِهِ هَذِه الصِّفَات فقد جعله محلا للحوادث تَعَالَى الله عَن ذَلِك والزرارية فرقة من الرافضة ابْن الزراد شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَالْآخر أَبُو بكر بن يُوسُف

زرعة

(زرْعَة) 3 - (قَاضِي دمشق) زرْعَة بنن ثوب الدِّمَشْقِي قَاضِي دمشق أَيَّام الْوَلِيد بن عبد الْملك بعد أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَقيل بعد عبد الله بن عَامر وَكَانَ لَا يَأْخُذ على الْقَضَاء أجرا وروى عَن ابْن عمر وروى عَنهُ سعيد بن عبد الْعَزِيز وَغَيره وَلما استقضاه الْوَلِيد قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تفعل فَإِن ذَلِك لَيْسَ عِنْدِي فَأمر فأجلس للنَّاس فَكلما دخل عَلَيْهِ سَأَلَهُ أَن يعفيه ثمَّ بدا للوليد أَن يبْعَث ابْنا لَهُ على الصائفة فَدخل عَلَيْهِ زرْعَة فَقَالَ لَهُ الْوَلِيد كنت كثيرا مَا تَسْأَلنِي أَن أعفيك وَقد بدا لي أَن أبْعث ابْنا لي على الصائفة وأجعلك مَعَه وَقَالَ حَاجَتك فَقَالَ مَا لي حَاجَة إِلَّا أَن تعفيني مِمَّا أَنا فِيهِ فَلَمَّا أدبر قَالَ ردُّوهُ عَليّ فَقَالَ إِنِّي أُعْطِيك شَيْئا فاقبله مني فَإِنِّي أقسم لَك بِاللَّه أَنه لمن صلب مَالِي قد أمرت لَك بمزرعة ببقرها وخدمها وآلتها قَالَ تنفذ قضائي فِيهَا قَالَ نعم قَالَ فَإِنِّي أشهدك أَن ثلثا مِنْهَا فِي سَبِيل الله وَالثلث الثَّانِي ليتامى قومِي وَالثلث الثَّالِث لرجل صَالح يقوم عَلَيْهَا وَيُؤَدِّي الْحق فِيهَا وَأَنا أحب أَن تَجِد مني مَا أجريت عَليّ من الرزق فَإِنَّهُ فِي كوَّة الْبَيْت فَخذه فَرده إِلَى بَيت المَال قَالَ وَلم ذَاك قَالَ أَن آخذ على مَا عَلمنِي الله أجرا 3 - (زرْعَة الصَّحَابِيّ) ) زرْعَة بن خَليفَة الصَّحَابِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَمعه يقْرَأ فِي صَلَاة الْمغرب فِي السّفر والتين وَالزَّيْتُون وَإِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر روى عَنهُ زِيَاد بن مُحَمَّد الرَّاسِبِي 3 - (زرْعَة بن ذِي يزن) زرْعَة بن ذِي يزن أسلم وآمن بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يره وَقدم بِإِسْلَامِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَالك بن مرّة الرهاوي 3 - (زرْعَة الشقري) زرْعَة الشقري كَانَ اسْمه أَصْرَم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل أَنْت زرْعَة أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَبْد حبشِي الحَدِيث

الألقاب

(الألقاب) الزرعي جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي برهَان الدّين الزرعي الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو زرْعَة جمَاعَة مِنْهُم أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو وَالْقَاضِي أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي اسْمه مُحَمَّد بن عُثْمَان والحافظ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ الصَّغِير أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ وَأَبُو زرْعَة الْحِمصِي عبيد الله بن عبد الْكَرِيم والمقدسي أَبُو زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد وَأَبُو زرْعَة الشَّاعِر مُحَمَّد بن سَلامَة (جَارِيَة ابْن رامين) زرقاء جَارِيَة ابْن رامين اشْتَرَاهَا فِيمَا بعد جَعْفَر بن سُلَيْمَان بِثَمَانِينَ ألف دِرْهَم وسترها عَن أَبِيه وَأَبوهُ يَوْمئِذٍ على الْبَصْرَة فِي خلَافَة الْمَنْصُور وَقد تحرّك فِي تِلْكَ الْأَيَّام عبد الله بن عَليّ فهجم سُلَيْمَان بن عَليّ على وَلَده فأخفى الْعود تَحت السرير وَدخل فَقَالَ لَهُ وَيحك نَحن على هَذِه الْحَال نتوقع الصّيام وَأَنت تشتري جَارِيَة بِثَمَانِينَ ألف دِرْهَم وَأظْهر لَهُ غَضبا فغمز خَادِمًا كَانَ على رَأسه فَأخْرج الزَّرْقَاء إِلَى سُلَيْمَان فأكبت على رَأسه فقبلته وَكَانَت عَاقِلَة مَقْبُولَة متكلمة فدعَتْ لَهُ فأعجبه مَا رأى مِنْهَا وَقَامَ فَلم يعد يعاتبه وَلما مَضَت لَهَا مُدَّة عِنْد جَعْفَر بن سُلَيْمَان سَأَلَهَا يَوْمًا هَل ظفر مِنْك أحد مِمَّن كَانَ يهواك بخلوة أَو قبْلَة فَخَشِيت أَن يبلغهُ شَيْء كَانَت فعلته فَقَالَت وَالله إِلَّا يزِيد بن عون الصَّيْرَفِي فَإِنَّهُ قبلني قبْلَة وَقذف فِي فمي لؤلؤة بعتها بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم فَلم يزل جَعْفَر يحتال لَهُ ويطلبه حَتَّى وَقع فِي يَده فَضَربهُ بالسياط حَتَّى مَاتَ وَقَالَ إِسْحَاق الْموصِلِي شربت زرقاء ابْن رامين دَوَاء فأهدى إِلَيْهَا ابْن المقفع ألف درابة على جمل فَارسي وَاجْتمعَ عِنْد ابْن رامين معن إِلَى بدرة فصبها بَين يَديهَا وَبعث روح إِلَى أُخْرَى فصبها وَلم يكن عِنْد ابْن المقفع دَرَاهِم فَبعث فجَاء بصك ضيعته وَقَالَ خذي هَذِه فَمَا عِنْدِي دَرَاهِم قَالَ سلييمان الخشاب دخلت منزل ابْن رامين فَرَأَيْت الزَّرْقَاء وَهِي وصيفة حِين أشال

الألقاب

نهود ثدييها ثوبها عَن صدرها لَهَا شَارِب كَأَنَّمَا خطّ بمسك يلحظه الطّرف وَيقصر عَنهُ الْوَصْف وَابْن الْأَشْعَث يلقِي عَلَيْهَا وَكَانَ ابْن رامين مَوْلَاهَا أجل مقين بِالْكُوفَةِ وأكبرهم وَكَانَ روح بن حَاتِم يهوى الزَّرْقَاء وَمُحَمّد بن جميل كَذَلِك فَقَالَ لَهَا مُحَمَّد يَوْمًا إِن روحاً قد ثقل علينا قَالَت مَا أصنع قد عمر مولَايَ ببره قَالَ احتالي لي عَلَيْهِ فَبَاتَ روح عِنْدهم لَيْلَة من اللَّيَالِي فَأخذت سراويله وَهُوَ نَائِم فغسلته فَلَمَّا أصبح سَأَلَ عَنهُ فَقَالَت فقد غسلناه فَظن أَنه أحدث فِيهِ فاحتيج إِلَى غسله فاستحيى من ذَلِك وَانْقطع عَنْهُم وخلا وَجههَا لِابْنِ جميل وَفِي ابْن رامين هَذَا يَقُول إِسْمَاعِيل بن عمار الْأَسدي من السَّرِيع (أَيَّة حَال يَا ابْن رامين ... حَال المحبين الْمَسَاكِين) ) (تَركتهم موتى وَمَا موتوا ... قد جرعوا مِنْك الْأَمريْنِ) (وسرت فِي ركب على طية ... ركب تهام ويمانين) (يَا راعي الذود لقد رعتهم ... وَيلك من روع المحبين) (فرقت جمعا لَا ترى مثلهم ... بَين دروب الرّوم والصين) (الألقاب) ابْن الزرقالة إِبْرَاهِيم بن يحيى الزرقالة الطَّبِيب هُوَ حسن بن أَحْمد بن مفرج زرقان المعتزلي اسْمه مُحَمَّد بن شَدَّاد الزريراني تَقِيّ الدّين عبد الله بن مُحَمَّد ابْن زُرَيْق المعري المؤرخ اسْمه يحيى بن عَليّ ابْن زُرَيْق الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب اسْمه عَليّ ابْن زُرَيْق الْمُقْرِئ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد ابْن زطينا الْبَغْدَادِيّ اسْمه جِبْرِيل بن الْحسن الزَّعْفَرَانِي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن يحيى الزَّعْفَرَانِي الْفَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن مَرْزُوق الزَّعْفَرَانِي الشَّافِعِي الْحسن بن مُحَمَّد زعيم الدولة صَاحب الْموصل بركَة بن الْمُقَلّد الزفات يُونُس بن أُميَّة

زفر

(زفر) 3 - (أَبُو عبد الله الْكلابِي) زفر بن الْحَارِث أَبُو الْهُذيْل وَيُقَال أَبُو عبد الله الْكلابِي سمع عَائِشَة وَمُعَاوِيَة وَسكن الْبَصْرَة وانتقل إِلَى الشَّام بعد الْجمل وَكَانَ فِي جَيش الْبَصْرَة الَّذِي خرج لإعانة عُثْمَان فِي الْحصْر وَشهد صفّين أَمِيرا على أهل قنسرين وهم فِي الميمنة وَشهد وقْعَة مرج راهط زبيرياً مَعَ الضَّحَّاك بن قيس وَأُصِيب لَهُ يَوْمئِذٍ ثَلَاث بَنِينَ ثمَّ هرب وَلحق بقرقيساء من أَرض الجزيرة فتحصن بهَا ونفذه مُعَاوِيَة رَسُولا إِلَى عَائِشَة بوقعة صفّين قَالَ ابْن مَاكُولَا وَكَانَ قيس يَوْم مرج راهط لَهُ أَخْبَار كَثِيرَة وَشعر وَهُوَ الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (فَإِنِّي زبيري الْحَيَاة فَإِن أمت ... فَإِنِّي لموص هامتي بالتزبر) وَيَقُول من الطَّوِيل (وَقد ينْبت المرعى على دمن الثرى ... وَتبقى حزازات النُّفُوس كَمَا هيا) (أَفِي الله أما بَحْدَل وَابْن بَحْدَل ... فيحيى وَأما ابْن الزبير فَيقْتل) (كَذبْتُمْ وَبَيت الله لَا تَقْتُلُونَهُ ... وَلما يكن يَوْم أغر محجل) يُرِيد ببحدل وَابْن بَحْدَل يزِيد بن مُعَاوِيَة وَمَات زفر أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان 3 - (مولى مسلمة) زفر مولى مسلمة بن عبد الْملك وَهُوَ أَبُو رَاشد بن زفر زفر بن الْهُذيْل الْعَنْبَري الْفَقِيه صَاحب أبي حنيفَة مولده

زكرياء

سنة سِتّ عشرَة ووفاته سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة روى عَن الْأَعْمَش وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَابْن إِسْحَاق وحجاج بن أَرْطَاة وَأبي حنيفَة وَجَمَاعَة وَمَات كهلاً قَالَ أَبُو نعيم كَانَ ثِقَة مَأْمُونا وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة مَأْمُون رَجَعَ عَن الرَّأْي وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَقَالَ ابْن سعد لم يكن فِي الحَدِيث بِشَيْء وروى عَليّ بن مدرك عَن الْحسن بن زِيَاد قَالَ كَانَ زفر وَدَاوُد الطَّائِي متواخيين فَأَما دَاوُد فَترك الْفِقْه وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَأما زفر فَإِنَّهُ جمع الْفِقْه مَعَ الْعِبَادَة ابْن الزقاق الشَّاعِر البلنسي اسْمه عَليّ بن عَطِيَّة الله بن مطرف ابْن الزقزوق اسْمه مُحَمَّد بن عمر (زَكَرِيَّاء) 3 - (أَبُو يحيى النسابة) زَكَرِيَّاء بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن حمويه أَبُو يحيى النسابة فَاضل مَشْهُور لَهُ معرفَة بالأنساب توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة لَهُ تصانيف فِي عُلُوم الزيدية وأخبارهم مِنْهَا كتاب الْإِبَانَة عَن الْإِمَامَة 3 - (قَاضِي الْكُوفَة) زَكَرِيَّاء بن أبي زَائِدَة الْهَمدَانِي قَاضِي الْكُوفَة قَالَ أَحْمد ثِقَة حُلْو الحَدِيث وَقَالَ زرْعَة صُوَيْلِح وَقَالَ أَبُو حَاتِم لين الحَدِيث يُدَلس الصَّحِيح روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقيل سنة تسع 3 - (ابْن أبي إِسْحَاق الْمَكِّيّ) زَكَرِيَّاء بن أبي إِسْحَاق الْمَكِّيّ اتهمَ بِالْقدرِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن معِين قدري روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة وروى عَن عَطاء بن أبي رَبَاح وَعَمْرو بن دِينَار وَيحيى بن عبد الله بن صَيْفِي وَأبي الزبير وروى عَنهُ ابْن الْمُبَارك ووكيع وَعبد الرَّزَّاق وروح بن عبَادَة وَأَبُو عَاصِم وَجَمَاعَة وَأَبُو عَامر الْعَقدي

أبو يحيى التميمي الكوفي

3 - (أَبُو يحيى التَّمِيمِي الْكُوفِي) زَكَرِيَّاء بن عدي بن زُرَيْق وَقيل الصَّلْت بدل زُرَيْق أَبُو يحيى التَّمِيمِي الْكُوفِي نزيل بَغْدَاد أَخُو يُوسُف بن عدي نزيل مصر كَانَ أَبوهُمَا ذِمِّيا فَأسلم روى عَن شريك وَحَمَّاد بن زيد وَأبي الْأَحْوَص وَابْن الْمُبَارك وَعبيد الله بن عَمْرو الرقي وَيزِيد بن زُرَيْع وطبقتهم وروى عَنهُ ابْن رَاهَوَيْه والكوسج وحجاج بن الشَّاعِر وَعبد الله الدَّارمِيّ وَأحمد بن عَليّ البربهاري وَمُعَاوِيَة بن صَالح الْأَشْعَرِيّ وَالْبُخَارِيّ فِي غير الصَّحِيح وَفِي الصَّحِيح بِوَاسِطَة وَآخَرُونَ قَالَ الْعجلِيّ ثِقَة رجل صَالح متقشف توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ ورى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (الْقُضَاعِي الْمصْرِيّ) زَكَرِيَّاء بن يحيى الْقُضَاعِي الْمصْرِيّ الحرسي كَاتب الْعمريّ القَاضِي روى عَنهُ مُسلم وَكَانَ) من كبار عدُول مصر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (زكروية الْمروزِي) زَكَرِيَّاء بن يحيى الْمروزِي الْمَعْرُوف بزكرويه قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ حدث عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأبي مُعَاوِيَة ومعروف الْكَرْخِي وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَنَفِيّ النَّيْسَابُورِي) زَكَرِيَّا بن يحيى بن الْحَارِث الإِمَام الْفَقِيه شيخ الْحَنَفِيَّة بنيسابور وَشَيخ أهل الرَّأْي فِي عصره لَهُ مصنفات كَثِيرَة فِي الحَدِيث وَكَانَ من الْعباد توفّي فِي حُدُود الثَّلَاث مائَة 3 - (الْحَافِظ اللؤْلُؤِي) زَكَرِيَّاء بن يحيى بن صَالح اللؤْلُؤِي الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة الْفَقِيه روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

أبو يحيى البلخي قاضي دمشق

3 - (أَبُو يحيى الْبَلْخِي قَاضِي دمشق) زَكَرِيَّاء بن أَحْمد بن الْحَارِث بن يحيى بن مُوسَى خت أَبُو يحيى الْبَلْخِي ولي قَضَاء دمشق أَيَّام المقتدر وَكَانَ من كبار أَصْحَاب الشَّافِعِي وَأَصْحَاب الْوُجُوه تكَرر ذكره فِي الْمُهَذّب والوسيط من غَرَائِبه أَن القَاضِي إِذا أَرَادَ نِكَاح من لَا ولي لَهَا لَهُ أَن يتَوَلَّى طرفِي العقد وَمِنْهَا لَو قَالَ شَرط فِي الْقَرَاض أَن يعْمل رب المَال مَعَ الْعَامِل جَازَ حَكَاهُ عَنهُ الْعَبَّادِيّ فِي الرقم لَهُ وَقَالَ الرَّافِعِيّ إِنَّه لما كَانَ قَاضِيا بِدِمَشْق تزوج امْرَأَة ولي أمرهَا بِنَفسِهِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وروى عَن أبي حَاتِم الرَّازِيّ وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَأحمد بن أبي خَيْثَمَة وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ وَأَبُو بكر بن أبي الْحَدِيد وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن عَاصِم وَقَالَ حَدثنَا شيخ الشافعيين بِالشَّام وَهُوَ من أهل بَيت ببلخ وَأَبوهُ وجده 3 - (ابْن سجادة) زَكَرِيَّاء بن عَليّ أَبُو نصر السدسي الْمَعْرُوف بِابْن سجادة شَاعِر ظريف تغرب عَن بَغْدَاد وطوف الْبِلَاد أحد الظرفاء وخدم بِمصْر الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره فِي مليح اسْمه عَليّ بن أبي طَالب من السَّرِيع (لحظ عَليّ بن أبي طَالب ... سيف عَليّ بن أبي طَالب) ) (يَقُول من أبْصر وجدي بِهِ ... جن وَحقّ الطَّالِب الْغَالِب) 3 - (الهرمزاني) زَكَرِيَّاء بن يحيى بن سعيد بن خَالِد بن سعيد بن الفيرزان بن الهرمزان صَاحب تستر أَبُو زَكَرِيَّاء الهرمزاني حجازي مدنِي ذكره مُحَمَّد بن الْجراح فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَقَالَ قدم علينا سر من رأى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ شَاب فمدح الْحسن بن مخلد وَجَمَاعَة وَكَانَ يتشيع وَكَانَ من أحسن خلق الله لِسَانا وأفصحهم وأخفهم روحاً وأشدهم اقتداراً على الشّعْر وَأورد من شعره قَوْله من المتقارب (إِذا هن فترن من أعين ... لقلب الكمي مراض صِحَاح) (تركن الكمي أَخا كربَة ... من الْخَوْف يسْأَل خير الصَّباح) 3 - (الْحَافِظ السَّاجِي) زَكَرِيَّاء بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن السَّاجِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ كَانَ من الْأَئِمَّة الثِّقَات توفّي سنة سبع وَثَلَاث مائَة

السلطان البحري

3 - (السُّلْطَان البحري) زَكَرِيَّاء بن شكيل بن عبد الله البحري من بطن خولان يُقَال لَهُم بَنو بَحر هُوَ من سلاطين الْيمن من شعره يمدح جياشاً من الْخَفِيف (واسقني الراح تجلب الرو ... ح وريحانها إِلَى الْأَرْوَاح) (مَا يزِيل الهموم مثل اصطباح ... فِي صباح لَدَى وُجُوه صباح) (قلت لما تكنف الرَّوْضَة الإف ... رَاح وَالْحسن من جَمِيع النواحي) (هَذِه الْجنَّة الَّتِي وعد الل ... هـ وَمَا عَن نعيمها من براح) (وكأنا فِيهَا اختلسنا نسيماً ... من سجايا جياش ابْن نجاح) (علم الْمجد ذِي الْفَضَائِل فَخر ... الْأمة المرتضى الْفَتى الجحجاح) (غَافِر الذَّنب مسعر الْحَرْب جالي ... الكرب غوث اللاجي حَيا الملتاح) (لَفظه فِي الصحائف الْبيض يُغني ... هـ وَيَكْفِي عَن سل بيض الصفاح) وَكتب إِلَى أَبِيه شكيل من الْكَامِل (قل للشكيل وسله مَا الْمَعْنى بِأَن ... أَشْقَى بهَا وَأَنا الْمُقِيم ببابها) ) (فَإِذا هوت دلوي تُرِيدُ قليبها ... جَاءَت بجندلها مَعًا وترابها) (وَإِذا بهَا أدلى سواي دلوه ... جَاءَتْهُ مترعة إِلَى أكرابها) وَمن شعره من الطَّوِيل (عَظِيم يهون الأعظمون لعزه ... فمطلبه فِي كل أَمر عظيمه) (تَأَخّر من جاراه فِي حلبة العلى ... وَقدمه إقدامه وقديمه) (كتائبه قبل الْكَتَائِب كتبه ... ويغنيك عَن بَطش الهزبر نئيمه) (فلولاه لم يثبت على الْحَمد حاؤه ... وَلَا وصلت يَوْمًا إِلَى الدَّال ميمه) قلت أَخذ هَذَا من المتنبي فِي قَوْله من الْبَسِيط (تملك الْحَمد حَتَّى مَا لمفتخر ... فِي الْحَمد حاء وَلَا مِيم وَلَا دَال) وَلَكِن قَول ذكري أحسن صَنْعَة مِنْهُ وَأمكن 3 - (عماد الدّين قَاضِي وَاسِط) زَكَرِيَّاء بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الإِمَام القَاضِي عماد

ابن الطيفوري الطبيب

الدّين أَبُو يحيى الْأنْصَارِيّ الأنسي الْقزْوِينِي كَانَ قَاضِي وَاسِط وقاضي الْحلَّة أَيَّام الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَله تصانيف مِنْهَا كتاب عجائب الْمَخْلُوقَات توفّي سَابِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (ابْن الطيفوري الطَّبِيب) زَكَرِيَّاء بن الطيفوري قَالَ كنت مَعَ الأفشين فِي مُعَسْكَره وَهُوَ فِي محاربة بابك فَأمر بإحصاء جَمِيع من فِي عسكره من التُّجَّار وحوانيتهم وصناعة رجل رجل مِنْهُم فَدفع ذَلِك إِلَيْهِ فَلَمَّا بلغت الْقِرَاءَة إِلَى مَوضِع الصيادلة قَالَ يَا زَكَرِيَّاء اضبط هَؤُلَاءِ أول مَا تقدم فِيهِ امتحنهم حَتَّى نَعْرِف الناصح من غَيره وَمن لَهُ دين وَمن لَا دين لَهُ فَقلت أعز الله الْأَمِير إِن يُوسُف لقُوَّة الكيميائي كَانَ يدْخل على الْمَأْمُون كثيرا وَيعْمل بَين يَدَيْهِ فَقَالَ هَل يَوْمًا وَيحك يَا يُوسُف لَيْسَ فِي الكيمياء شَيْء قَالَ لَهُ بلَى يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا آفَة الكيمياء من الصيادلة فَقَالَ لَهُ وَيحك وَكَيف ذَلِك فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الصيدلاني لَا يطْلب مِنْهُ أحد شَيْئا من الْأَشْيَاء كَانَ عِنْده وَلم يكن إِلَّا أخبر أَنه عِنْده وَدفع لَهُ شَيْئا من الْأَشْيَاء الَّتِي عِنْده وَقَالَ هَذَا الَّذِي طلبت فَإِن رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن يضع اسْما لَا يعرف وَيُوجه جمَاعَة إِلَى الصيادلة فِي طلبه ليبتاعه فَلْيفْعَل) فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون قد وضعت الِاسْم وَهُوَ سقطيثا وسقطيثا ضَيْعَة تقرب من مَدِينَة السَّلَام وَوجه الْمَأْمُون جمَاعَة من الرُّسُل يسْأَل الصيادلة عَن سقطيثا فكلهم ذكر أَن ذَلِك عِنْده وَأخذ الثّمن فصاروا إِلَى الْمَأْمُون بأَشْيَاء مُخْتَلفَة فَمنهمْ من أَتَى ببزور وَمِنْهُم من أَتَى بِقِطْعَة حجر وَمِنْهُم من أَتَى بوبر فَاسْتحْسن الْمَأْمُون ذَلِك وأقطعه ضَيْعَة على النَّهر الْمَعْرُوف بنهر الكلبة فَهِيَ فِي أَيدي ورثته فَقَالَ زَكَرِيَّا للأفشين فَإِن رأى الْأَمِير أَن يمْتَحن هَؤُلَاءِ الصيادلة بِمثل ذَلِك فَلْيفْعَل فَدَعَا الأفشين بدفتر من دفاتر الأسروشنة وَأخرج مِنْهُ نَحوا من عشْرين اسْما وَوجه يطْلبهَا من الصيادلة فبعضهم أنكرها وَبَعْضهمْ ادّعى مَعْرفَتهَا وَأخذ الدَّرَاهِم من الرُّسُل فَأمر الأفشين بإحضار جَمِيع الصيادلة وَكتب لمن أنكر تِلْكَ الْأَسْمَاء مناشير أذن لَهُم فِيهَا بالْمقَام فِي عسكره وَنفى البَاقِينَ عَن الْعَسْكَر ونادى الْمُنَادِي بِإِبَاحَة دم من يُؤْخَذ مِنْهُم بعسكره وَكتب إِلَى المعتصم يسْأَله أَن يبْعَث إِلَيْهِ بصيادلة لَهُم دين وَمذهب جميل ومتطببين كَذَلِك فَاسْتحْسن المعتصم ذَلِك وَبعث إِلَيّ بِمَا سَأَلَ 3 - (اللحياني صَاحب تونس) زَكَرِيَّاء بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ عمر الْملك أَبُو يحيى صَاحب تونس وطرابلس والمهدية وَقَابِس وتوزر وَسْوَسَة الْبَرْبَرِي الهنتاتي المغربي الْمَالِكِي اللحياني

زكري

ولد بتونس سنة نَيف وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة وزر لِابْنِ عَمه الْمُسْتَنْصر مُدَّة وتفقه واتقن النَّحْو ثمَّ ملك سنة ثَمَانِينَ ثمَّ خلع ثمَّ إِنَّه حج سنة تسع وَسبع مائَة وَاجْتمعَ بالشيخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية ورد إِلَى تونس وَقد مَاتَ صَاحبهَا فملكوه سنة إِحْدَى عشرَة ولقب الْقَائِم بِأَمْر الله وَله نظم وفضائل ثمَّ سَافر إِلَى طرابلس سنة ثَمَان عشرَة فَوَثَبَ على تونس قرَابَته أَبُو بكر فَسَار اللحياني إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقد رفض الْملك وَكَانَ جدهم من أكبر أَصْحَاب ابْن تومرت وَكَانَ اللحياني قد أسقط ذكر الْمهْدي الْمَعْصُوم من الْخطْبَة وَكَانَ جد أَبِيه قد ملك الْمغرب وَذَلِكَ فِي دولة الظَّاهِرِيَّة ودامت دولته إِلَى سنة سِتّ وَسبعين وَكَانَ شهماً ذَا جبروت وتسلطن بعده ابْنه الواثق بِاللَّه يحيى ثمَّ خلع بعد سنتَيْن وَأشهر وتملك الْمُجَاهِد إِبْرَاهِيم فَبَقيَ أَرْبَعَة أَعْوَام ثمَّ توثب عَلَيْهِ الدعي أَحْمد بن مَرْزُوق البخائي الَّذِي زعم أَنه ولد الواثق وَتمّ ذَلِك) لَهُ لِأَن الْمُجَاهِد قتل الْفضل بن الواثق سرا فَقَالَ هَذَا أَنا هُوَ الْفضل وتملك عَاميْنِ وَقَامَ عَلَيْهِ أَبُو حَفْص أَخُو الْمشَاهد فهرب الدعي ثمَّ أسر وَهلك تَحت السِّيَاط بعد اعترافه أَنه دعِي فتملك أَبُو حَفْص ثَلَاثَة عشر عَاما وَأحسن السِّيرَة ثمَّ مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وَقَامَ أَبُو عصيدة مُحَمَّد بن الوثق فتملك خمس عشرَة وَكَانَ صَالحا مشكوراً وَأما اللحياني فَإِنَّهُ استوطن الْإسْكَنْدَريَّة حَتَّى مَاتَ فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور أَولا وَكَانَ مبخلاً وَمن شعره (زكري) 3 - (بدر الدّين التّونسِيّ الدشناوي) زكري بن يحيى بن هَارُون بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْحق بن عبد الله بن بدر الدّين الدشناوي مولداً التّونسِيّ محتداً كَانَ فَقِيها أديباً لَهُ نظم حدث بِشَيْء مِنْهُ روى عَنهُ الشَّيْخ الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس وزين الدّين عمر بن الْحسن بن حبيب وَغَيرهمَا توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة وَسبع مائَة ظنا أَنْشدني الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ أَنْشدني لغزاً لنَفسِهِ وَهُوَ فِي طيبرس من الطَّوِيل

(وَمَا اسْم لَهُ بعض هُوَ اسْم قَبيلَة ... وتصحيف بَاقِيَة تلاقي بِهِ العدى) (وَإِن قلته عكساً فتصحيف بعضه ... غياث الظمآن تألم بالصدى) (وباقية بالتصحيف طير وَعَكسه ... لكل الورى علم معِين على الردى) وَمن شعره فِي راقص من الْبَسِيط (يَا من غَدا الْحسن إِذا غنى وماس لنا ... مقسم بَين أبصار وأسماع) (قاسوك بالغصن رطبا والهزار غنا ... وَمَا تقاس بمياس وسجاع) (قد تسجع الْوَرق لَكِن غير دَاخِلَة ... ويرقص البان بل فِي غير إِيقَاع) وَمِنْه من الْخَفِيف (لَا تسلني عَن السلو وسل مَا ... صنعت بِي لطفاً محَاسِن سلمى) (أوقعت بَين مقلتي ورقادي ... وسقامي والجسم حَربًا وسلما) وَمِنْه فيمليح خطائي من الوافر) (فَقَالَ لي العذول علام تبْكي ... فَقلت لَهُ بَكَيْت على خطائي) قلت أَرَادَ التورية بالْخَطَأ مهموزاً مَقْصُورا ضد الصَّوَاب عَن الخطائي وَهُوَ الْمليح التركي الخطائي وَهُوَ مَمْدُود مَهْمُوز فَمَا قعدت مَعَه التورية وَكَذَا اسْتَعْملهُ جمال الدّين ابْن نباتة فَقَالَ من المتقارب (عذولي خُذ لَك عين الصَّوَاب ... ودع فِي الْهوى لي عين الخطا) وهومن الْمَادَّة الأولى فِي الْخَطَأ وَسُوء الِاسْتِعْمَال وَمِمَّا قلته أَنا فِي مليح خطائي من الْكَامِل (أَحْبَبْت من ترك الخطا ذَا قامة ... فضحت غصون البان لما أَن خطا) (اياكم وجفونه فَأَنا الَّذِي ... سهم أصَاب حشاه من عين الخطا) وَقلت فِي الْمَادَّة من مجزوء الْكَامِل (يَا قلب لَا تقدم على ... سحر الجفون إِذا سَطَا) (وَمن الْعَجَائِب أَنه ... أضحى يَصح مَعَ الخطا) وَمن نظم بدر الدّين زكري الْمَذْكُور من موشح أوردهُ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي (أيا من عَليّ تجنى ... وَقد حَاز لطف الْمَعْنى) أجعَل لي من صدودك أمنا

الشيخ زكي الدين الشافعي

(وارحمني وهب لي ... وصلا بِهِ أتملى) (وَكن للمكارم أَهلا ... هَذَا أهنا وَأحلى) 3 - (الشَّيْخ زكي الدّين الشَّافِعِي) زكري بن يُوسُف هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي زكي الدّين زكري الشَّافِعِي قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الطّلبَة وَتُوفِّي رَحمَه اللله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة (ابْن البيلقاني الْمُتَكَلّم) زكي بن الْحسن بن عمر أَبُو أَحْمد البيلقاني الشَّافِعِي الْمُتَكَلّم كَانَ فَقِيها مناظراً عَارِفًا بالأصول والعقليات قَرَأَ على الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ علم الْكَلَام وَسمع من الْمُؤَيد الطوسي وَغَيره وَكَانَ يروي صَحِيح مُسلم والموطأ عَن المصعبي قدم دمشق وَحدث بهَا وسافر وَأقَام بِالْيمن مُدَّة واشتهر هُنَاكَ وقرأوا عَلَيْهِ العقليات وَعمر دهراً روى عَنهُ الْمُحدث نور الدّين عَليّ بن جَابر الْهَاشِمِي وَغَيره وَذكر ابْن جَابر أَنه توفّي بثغر عدن وَجل اشْتِغَاله على القطب الْمصْرِيّ ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة (الألقاب) أَوْلَاد الزكي جمَاعَة غالبهم قُضَاة مِنْهُم القَاضِي محيى الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد وَمِنْهُم عَلَاء الدّين أَحْمد بن يحيى وَمِنْهُم زكي الدّين حُسَيْن بن يحيى وَمِنْهُم محيي الدّين يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ وَمِنْهُم زكي الدّين الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ وَمِنْهُم طَلْحَة بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن الزلازلي الْحُسَيْن بن عبد الرَّحِيم ابْن الزلَال المقرىء البلنسي اسْمه الْحُسَيْن بن يُوسُف بن أَحْمد بَنو الزملكاني جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ

زمرذ

ووالده عَليّ بن عبد الْوَاحِد ونهم عَلَاء الدّين عَليّ بن عبد الْوَاحِد الزَّمَخْشَرِيّ صَاحب الْكَشَّاف اسْمه مَحْمُود بن عمر بن مُحَمَّد (زمرذ) 3 - (أم النَّاصِر) زمرذ خاتون التركية الْجِهَة المعظمة أم أَمِير الْمُؤمنِينَ النَّاصِر عاشت فِي خلَافَة ابْنهَا أَرْبعا وَعشْرين سنة وحجت ووقفت الْمدَارِس والربط والجوامع وَلها وقُوف كَثِيرَة فِي القربات ونفقت فِي الْحَج نَحوا من ثَلَاث مائَة ألف دِينَار وحزن الْخَلِيفَة لما مَاتَت سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمَشى أَمَام التابوت وحملت إِلَى تربة مَعْرُوف الْكَرْخِي وَكَاد الْوَزير يهْلك من الْمَشْي واستراح مَرَّات وَعمل العزاء شهرا وَأمر النَّاصِر بتفريق مَا خلفت من ذهب وجوهر وَثيَاب وَلبس النَّاس ثِيَاب العزاء وَرفعت الْغرَر والطرحات والبسملة من بَين الْأُمَرَاء وأنزلت فِي الشبارة وَالنَّاس فِي السفن قيام وَلم يضْرب طبل وَلَا شهر سيف ودام العزاء سنة كَامِلَة 3 - (أم شمس الْمُلُوك) زمرذ الخاتون بنت الْأَمِير جاولي بن عبد الله الْجِهَة صفوة الْملك أُخْت الْملك دقاق وَزَوْجَة الْملك بوري تَاج الْمُلُوك وَأم الْملك إِسْمَاعِيل شمس الْمُلُوك ومحمود ابْني بوري سَمِعت الحَدِيث واستنسخت الْكتب وقرأت الْقُرْآن وَبنت الْمَسْجِد الْكَبِير الَّذِي فِي صنعاء دمشق ووقفته مدرسة للحنفية وَهِي من كبار مدارسهم وأجودها مَعْلُوما وَكَانَت كَبِيرَة الْقدر وافرة الْحُرْمَة خَافت من ابْنهَا شمس الْمُلُوك فدبرت الْحِيلَة فِي قَتله بحضرتها وأقامت أَخَاهُ شهَاب الدّين مَحْمُودًا وَتَزَوجهَا الأتابك قسيم الْملك زنكي وَالِد نور الدّين وسارت إِلَيْهِ إِلَى حلب فَلَمَّا مَاتَ عَادَتْ إِلَى دمشق ثمَّ حجت على درب بَغْدَاد وجاورت إِلَى أَن مَاتَت بِالْمَدِينَةِ ودفنت بِالبَقِيعِ سنة سبع وَخمسين وَخمْس مائَة وإليها ينْسب مَسْجِد خاتون الَّذِي هُوَ مدرسة لأَصْحَاب أبي حنيفَة بِأَعْلَى الشّرف القبلي وَقد تقدم ذكره (الألقاب) الزماني النَّحْوِيّ أَحْمد بن عَليّ ابْن الزمكدم سُلَيْمَان بن الْفَتْح

أبو روح الجذامي

ابْن أبي زمنين المغربي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله) الزمي يحيى بن يُوسُف الزَّمن الْمَدَائِنِي إِبْرَاهِيم بن عِيسَى ابْن زميل الْكَاتِب مُحَمَّد بن مَنْصُور زنادقة قُرَيْش وسفهاؤهم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو سُفْيَان بن حَرْب عقبَة بن أبي معيط وَأبي بن خلف الجُمَحِي النَّضر بن الْحَارِث بن كلدة أَخُو بني عبد الدَّار مُنَبّه وَنبيه ابْنا الْحجَّاج السهميان العامر بن وَائِل الْوَلِيد بن الْمُغيرَة كل هَؤُلَاءِ تعلمُوا الزندقة من نَصَارَى الْحيرَة فَلم يسلم مِنْهُم أحد إِلَّا أَبُو سُفْيَان أَبُو الزِّنَاد الْأَعْرَج اسْمه عبد الله بن ذكْوَان ابْن الزنف اسْمه مُحَمَّد بن وهب ابْن زنفل الْحَنَفِيّ يحيى بن محَاسِن زنبيلويه مُحَمَّد بن هميان ابْن أبي زنبور النيلي اسْمه أَحْمد بن عَليّ الشَّاعِر ابْن زنبور اسْمه مُحَمَّد بن ريَاح الزنجاني الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن الْفضل ابْن زنجي الْحسن بن عَليّ الزنكلوني مجد الدّين الشَّافِعِي اسْمه أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل 3 - (أَبُو روح الجذامي) زنباع بن روح بن زنباع أَبُو روح الجذامي قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد خصى غُلَاما لَهُ فَأعْتقهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالمثلة وَقد تقدم ذكر وَلَده روح بن زنباع فِي حرف الرَّاء مَكَانَهُ

أبو محمد اللباد

الزنبري سعيد بن دَاوُد أَبُو زنبور الْكَاتِب الْحُسَيْن بن أَحْمد (أَبُو مُحَمَّد اللباد) زَنْجوَيْه بن مُحَمَّد بن الْحسن الزَّاهِد أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي اللباد أحد الْمُجْتَهدين فِي الْعِبَادَة سمع مُحَمَّد بن رَافع وَمُحَمّد بن أسلم وَالْحسن بن عِيسَى البسطامي وَحميد بن الرّبيع والرمادي وروى عَنهُ أَبُو عَليّ الْحَافِظ وَأَبُو الْفضل إِبْرَاهِيم الْهَاشِمِي وَأَبُو مُحَمَّد المخلدي وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة (أَبُو دلامة) زند بالنُّون بعد الزَّاي سَاكِنة بن الجون هُوَ أَبُو دلامة بِضَم الدَّال كَانَ صَاحب نَوَادِر وأخبار وأدب ونظم وَكَانَ عبدا أسود توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة توفّي للمنصور ابْنة عَم فَحَضَرَ جنازتها وَجلسَ لدفنها وَهُوَ متألم لفقدها كئيب عَلَيْهَا فَأقبل أَبُو دلامة وَجلسَ قَرِيبا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور وَيحك مَا أَعدَدْت لهَذَا الْمَكَان وَأَشَارَ إِلَى الْقَبْر فَقَالَ ابْنة عَم أَمِير الْمُؤمنِينَ فَضَحِك الْمَنْصُور حَتَّى اسْتلْقى ثمَّ قَالَ لَهُ وَيحك فضحتنا بَين النَّاس وَكَانَ روح بن حَاتِم المهلبي والياً على الْبَصْرَة فَخرج إِلَى حَرْب الجيوش الخراسانية وَمَعَهُ أَبُو دلامة فَخرج فِي صف الْعَدو مبارز فَخرج إِلَيْهِ جمَاعَة فَقَتلهُمْ فَتقدم روح إِلَى أبي دلامة بمبارزته فَامْتنعَ فألزمه فاستعفاه فَلم يعفه فأنشده أَبُو دلامة من الْبَسِيط (إِنِّي أعوذ بِروح أَن يقدمني ... إِلَى الْقِتَال فيخزى بِي بَنو أَسد) (إِن الْمُهلب حب الْمَوْت أورثكم ... وَلم أرث أَنا حب الْمَوْت عَن أحد) (إِن الدنو إِلَى الْأَعْدَاء أعلمهُ ... مِمَّا يفرق بَين الْمَرْء والجسد) فأقسم عَلَيْهِ ليخرجن وَقَالَ وَلم تَأْخُذ رزق السُّلْطَان قَالَ لأقاتل عَنهُ قَالَ فَمَا لَك لَا تبرز إِلَى عَدو الله فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِن خرجت إِلَيْهِ لحقت بِمن مضى وَمَا الشَّرْط أَن أقتل عَن السُّلْطَان بل أقَاتل عَنهُ فَحلف روح ليخرجن إِلَيْهِ فيقتله أَو يأسره أَو يقتل دون ذَلِك فَلَمَّا رأى أَبُو دلامة الْجد مِنْهُ قَالَ أَيهَا الْأَمِير تعلم أَن هَذَا أول يَوْم من أَيَّام الْآخِرَة وَلَا بُد فِيهِ من الزوادة فَأمر لَهُ بذلك فَأخذ رغيفاً مطوياً على دجَاجَة وَلحم وسطيحة شراب وشيئاً من نقل) وَشهر سَيْفه وَحمل وَكَانَ تَحْتَهُ فرس جواد فَأقبل يجول ويلعب بِالرُّمْحِ وَكَانَ مليحاً فِي الميدان والفارس يلاحظه وَيطْلب مِنْهُ غرَّة حَتَّى إِذا وجدهَا حمل عَلَيْهِ وَالْغُبَار كالليل

فأغمد أَبُو دلامة سَيْفه وَقَالَ للرجل لَا تعجل واسمع مني عافاك الله كَلِمَات ألقيهن إِلَيْك فَإِنَّمَا أَتَيْتُك فِي مُهِمّ فَوقف مُقَابِله وَقَالَ مَا هُوَ المهم قَالَ أتعرفني قَالَ لَا قَالَ أَنا أَبُو دلامة قَالَ قد سَمِعت بك حياك الله فَكيف برزت إِلَيّ وطمعت فِي بعد من قتلت من أَصْحَابك قَالَ مَا خرجت لأقتلك وَلَا لأقاتلك وَلَكِنِّي رَأَيْت لباقتك وشهامتك فاشتهيت أَن تكون لي صديقا وَإِن لأدلك على مَا هُوَ أحسن من قتالنا قَالَ قل على بركَة الله قَالَ أَرَاك قد تعبت وَأَنت بِغَيْر شكّ جوعان ظمآن قَالَ كَذَلِك هُوَ قَالَ فَمَا علينا من خُرَاسَان وَالْعراق إِن معي لَحْمًا وخبزاً وَشَرَابًا ونقلاً كَمَا يتَمَنَّى المتمني وَهَذَا غَدِير مَاء نمير بِالْقربِ منا فَهَلُمَّ بِنَا إِلَيْهِ نصطبح وأترنم لَك بِشَيْء من حداء الْأَعْرَاب فَقَالَ هَذَا غَايَة أملي فَقَالَ فها أَنا أستطرد لَك فاتبعني حَتَّى نخرج من حلق الطعان ففعلا وروح يتطلب أَبَا دلامة فَلَا يجده والخراسانية تتطلب فارسها فَلَا تَجدهُ فَلَمَّا طابت نفس الْخُرَاسَانِي قَالَ لَهُ أَبُو دلامة إِن روحاً كَمَا علمت من أَبنَاء الْكَرم وحسبك بِابْن الْمُهلب جواداً وَإنَّهُ ليبذل لَك خلعة فاخرة وفرساً جواداً ومركباً مفضضاً وسيفاً محلى ورمحاً طَويلا وَجَارِيَة بربرية وَإنَّهُ فِي أَكثر الْعَطاء وَهَذَا خَاتِمَة معي لَك بذلك فَقَالَ وَيحك مَا أصنع بأهلي وعيالي فَقَالَ استخر الله تَعَالَى وسر معي ودع أهلك فَالْكل يخلف عَلَيْك فَقَالَ سر بِنَا على بركَة الله فسارا حَتَّى قدما من وَرَاء الْعَسْكَر فهجما على روح فَقَالَ يَا أَبَا دلامة أَيْن كنت قَالَ فِي حَاجَتك أما قتل الرجل فَمَا أطقته وَأما سفك دمي فَمَا طبت بِهِ نفسا وَأما الرُّجُوع خائباً فَلم أقدم عَلَيْهِ وَقد تلطفت بِهِ وَأَتَيْتُك بِهِ وَهُوَ أَسِير كرمك وَقد بذلت لَهُ عَنْك كَيْت وَكَيْت فَقَالَ يمضى إِذا وثق لي قَالَ بِمَ ذَا قَالَ بِنَقْل أَهله قَالَ الرجل أَهلِي على بعد وَلَا يمكنني نقلهم الْآن وَلَكِن آمدد يدك أصافحك وأحلف لَك مُتَبَرعا بِطَلَاق الزَّوْجَة أَنِّي لَا أخونك فَإِن لم أُفٍّ إِذا حَلَفت بِطَلَاقِهَا فَلَا ينفعك نقلهَا فَقَالَ صدقت فَحلف لَهُ وعاهده ووفى لَهُ بِمَا ضمنه أَبُو دلامة وَزَاد عَلَيْهِ وانقلب الْخُرَاسَانِي يُقَاتل الخراسانية وينكي فيهم أَشد نكاية وَكَانَ ذَلِك أكبر أَسبَاب الظفر لروح وَكَانَ الْمَنْصُور قد أَمر بهدم دور كَثِيرَة مِنْهَا دَار أبي دلامة فَكتب إِلَى الْمَنْصُور من الْخَفِيف (يَا ابْن عَم النَّبِي دَعْوَة شيخ ... قد دنا هدم دَاره وبواره) ) (فَهُوَ كالماخض الَّتِي اعتادها الطل ... ق فقرت وَمَا يقر قراره) (لكم الأَرْض كلهَا فأعيروا ... عبدكم مَا احتوى عَلَيْهِ جِدَاره) وَلما قدم الْمهْدي من الرّيّ إِلَى بَغْدَاد دخل عَلَيْهِ أَبُو دلامة للسلام والهناء بقدومه فَأقبل عَلَيْهِ الْمهْدي فَقَالَ كَيفَ أَنْت أَبَا دلامة قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من الْكَامِل

(إِنِّي حَلَفت لَئِن رَأَيْتُك سالما ... بقرى الْعرَاق وَأَنت ذُو وفر) (لتصلين على النَّبِي مُحَمَّد ... ولتملأن دراهماً حجري) قَالَ الْمهْدي أما الأولى فَنعم وَأما الثَّانِيَة فَلَا فَقَالَ جعلني الله فدَاك إنَّهُمَا كلمتان لَا يفرق بَينهمَا فَقَالَ يمْلَأ حجر أبي دلامة دَرَاهِم فَقعدَ وَبسط حجره فملئ دَرَاهِم فَقَالَ قُم الْآن يَا أَبَا دلامة فَقَالَ يتخرق قَمِيصِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ حَتَّى أشيل الدَّرَاهِم وأقوم فَردهَا إِلَى الأكياس وَقَامَ وَمرض وَلَده فاستدعى طَبِيبا ليداويه وَجعل لَهُ جعلا فَلَمَّا برِئ قَالَ لَهُ وَالله مَا عندنَا مَا نعطيك وَلَكِن ادْع على فلَان الْيَهُودِيّ وَكَانَ ذَا مَال بِمِقْدَار الْجعل وَأَنا وَوَلَدي نشْهد لَك فَمضى الطَّبِيب إِلَى قَاضِي الْكُوفَة يَوْمئِذٍ وَكَانَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَقيل عبد الله بن شبْرمَة وَحمل إِلَيْهِ الْيَهُودِيّ الْمَذْكُور وَادّعى عَلَيْهِ فَأنْكر الْيَهُودِيّ فَقَالَ لي بَيِّنَة وَخرج لإحضارها فأحضر أَبَا دلامة وَابْنه فدخلا إِلَى الْمجْلس وَخَافَ أَبُو دلامة أَن يُطَالِبهُ القَاضِي بالتزكية فَأَنْشد فِي الدهليز قبل دُخُوله بِحَيْثُ يسمع القَاضِي من الطَّوِيل (إِن النَّاس غطوني تغطيت عَنْهُم ... وَإِن بحثوا عني ففيهم مبَاحث) (وَإِن نبثوا بئري نبثت بئارهم ... قوم كَيفَ تِلْكَ النبائث) ثمَّ حضرا بَين يَدي القَاضِي وأديا الشَّهَادَة فَقَالَ كلامك مسموع وشهادتك مَقْبُولَة ثمَّ غرم الْمبلغ من عِنْده وَأطلق الْيَهُودِيّ وَمَا أمكنه أَن يرد شَهَادَتهمَا خوفًا من لِسَان أبي دلامة وَقَول الحريري فِي المقامة الْأَرْبَعين وَأَنت تعلم أَنَّك أَحْقَر من قلامة وأعيب من بغلة أبي دلامة كَانَت لأبي دلامة بغلة يركبهَا فِي مواكب الْخُلَفَاء والكبراء ويضحكهم بشماسها وحرانها وقماصها وَقد جمعت جَمِيع المعايب فَذكر بعض عيوبها فِي قصيدة وَهِي (أبعد الْخَيل أركبها كراما ... وَبعد الفره من خضر البغال) (رزقت بغيلة فِيهَا وكال ... وليته لم يكن غير الوكال) ) (رَأَيْت عيوبها كثرت فَلَيْسَتْ ... وَإِن أكثرت ثمَّ من الْمقَال) (ليحصي منطقي وَكَلَام غَيْرِي ... عشير خصالها شَرّ الْخِصَال) (فأهون عيبها أَنِّي إِذا مَا ... نزلت فَقلت امشي لَا أُبَالِي) (تقوم فَمَا تبت هُنَاكَ شبْرًا ... وترمحني وَتَأْخُذ فِي قتالي) (وَأَنِّي إِن ركبت أذبت نَفسِي ... بِضَرْب بِالْيَمِينِ وبالشمال) (وبالرجلين أركلها جَمِيعًا ... فيا لي فِي الشَّقَاء وَفِي الكلال)

(أَتَانِي خائب يبْتَاع مني ... قديم فِي الخبارة والضلال) (فَلَمَّا ابتاعها مني وبتت ... لَهُ فِي البيع غير المستقال) (أخذت بِثَوْبِهِ أبرئت مِمَّا ... أعد عَلَيْك من سوء الْخلال) (بَرِئت إِلَيْك من مششي يَديهَا ... وَمن جرد وَمن بَلل المخال) (وَمن فتق بهَا فِي الْبَطن ضخم ... وَمن عقالها وَمن انْتِقَال) (وَمن قطع اللِّسَان وَمن بَيَاض ... بعينيها وَمن قرض الحبال) (وَمن عض الْغُلَام وَمن خراط ... إِذا مَا هم صحبك بارتحال) (وأقطف من فريخ الذَّر مشياً ... بهَا عرن وداء من سلال) (وتكسر سرجها أبدا شماساً ... وتقمص للأكاف على اغتيال) (وَيُدبر ظهرهَا من مسح كف ... وتهزل فِي الجمام من الْجلَال) (تظل لركبة مِنْهَا وقيذاً ... يخَاف عَلَيْك من ورم الطحال) (ومثفار تقدم كل سرج ... تصير دفتيه على القذال) (وتحفى لَو تسير على الحشايا ... وَلَو تمشي على دمث الرمال) (إِذا استعجلتها عثرت وبالت ... وَقَامَت سَاعَة عِنْد المبال) (تفكر أَيْن تعمدني فتقطو ... كَأَن برجلها قيد الشكال) (وتضرط أَرْبَعِينَ إِذا وقفنا ... على أهل الْمجَالِس للسؤال) (فتقطع منطقي وتحول بيني ... وَبَين حَدِيثهمْ مِمَّا يوالي) (وتذعر للدجاجة أَن ترَاهَا ... وتنفر للصفير وللخيال) (فَأَما الاعتلاف فأدن مِنْهَا ... من الأتبان أَمْثَال الْجبَال) ) (وَأما القت فأت بِأَلف وقر ... كأعظم حمل أحمال الْجمال) (فلست بعالف مِنْهُ ثَلَاثًا ... وعندك مِنْهُ عود للخلال) (وَإِن عطشت فأوردها دجيلاً ... إِذا أوردت أَو نهري بِلَال) (فَذَاك لِرَبِّهَا سقيت حميماً ... وَإِن مد الْفُرَات فللنهال) (وَكَانَت قارحاً أَيَّام كسْرَى ... وتذكر تبعا عِنْد الفصال) (وَقد دبرت ونعمان صبي ... وَقبل فصاله تِلْكَ اللَّيَالِي) (وتذكر إِذْ نشا بهْرَام جور ... وعامله على خرج الجوالي)

زنكي

(وَقد مرت بقرن بعد قرن ... وَآخر عهدها لهلاك مَالِي) (فَأَبْدَلَنِي بهَا يَا رب طرفا ... يزين جمال مركبه جمالي) (زنكي) 3 - (صَاحب الْموصل) زنكي بن آقسنقر بن عبد الله الْملك الْمَنْصُور عماد الدّين أَبُو الْجُود الْمَعْرُوف وَالِده بالحاجب كَانَ صَاحب الْموصل وَتقدم ذكر أَبِيه كَانَ من الْأُمَرَاء المقدمين وفوض إِلَيْهِ السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه السلجوقي ولَايَة بَغْدَاد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة وَكَانَ لما قتل آقسنقر البرسقي ورد مرسوم السُّلْطَان من خُرَاسَان بِتَسْلِيم الْموصل إِلَى دبيس بن صَدَقَة الْأَسدي صَاحب الْحلَّة وَقد تقدم فتجهز دبيس للمسير وَكَانَ بالموصل أَمِير كَبِير يعرف بالجاولي يستحفظ قلعة الْموصل ويتولاها من جِهَة البرسقي فطمع فِي الْبِلَاد وحدثته نَفسه بتمليكها فَأرْسل إِلَى بَغْدَاد أَبَا الْحسن عَليّ بن الْقَاسِم الشهرزوري وَصَلَاح الدّين مُحَمَّدًا اليغيساني لتقرير قَاعِدَته فَلَمَّا وصلا إِلَيْهَا وجدا المسترشد قد أنكر تَوْلِيَة دبيس وَقَالَ لَا سَبِيل إِلَى هَذَا وترددت الرسائل بَينه وَبَين السُّلْطَان مَحْمُود وَآخر مَا وَقع الِاخْتِيَار عَلَيْهِ تَوْلِيَة زنكي الْمَذْكُور بِاخْتِيَار المسترشد فاستدعى الرسولين الواصلين من الْموصل وَقرر مَعَهُمَا أَن يكون الحَدِيث فِي الْبِلَاد لزنكي ففعلا ذَلِك وبذل المسترشد من مَاله مائَة ألف دِينَار فَبَطل أَمر دبيس وَتوجه زنكي إِلَى الْموصل وتسلمها وَدخل فِي عَاشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة على مَا ذكره ابْن العقيمي) وَلما تسلم زنكي الْموصل سلم إِلَيْهِ السُّلْطَان مَحْمُود ولديه ألب رسْلَان وفروخ شاه الْمَعْرُوف بالخفاجي ليربيهما فَلهَذَا قيل لزنكي أتابك ثمَّ إِن زنكي استولى على مَا والى الْموصل من الْبِلَاد وَفتح الرها سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَت لجوسلين الأرمني وَتوجه إِلَى قلعة جعبر ومالكها يَوْمئِذٍ سيف الدولة أَبُو الْحسن عَليّ بن مَالك فحاصرها وأشرف على أَخذهَا فَأصْبح يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة مقتولاً قَتله خادمه وَهُوَ رَاقِد على فرَاشه لَيْلًا وَدفن بصفين رَحمَه الله تَعَالَى وَسَار وَلَده نور الدّين فاستولى على حلب وَاسْتولى وَلَده الآخر سيف الدّين غَازِي أَخُو قطب الدّين مودود على الْموصل وَكَانَ زنكي قد اسْتردَّ من الفرنج حصوناً كَثِيرَة مثل كفر طَابَ والمعرة وَملك الْموصل وحلب وحماة وحمص وبعلبك وَمَدَائِن كَثِيرَة

صاحب سنجار

وَقَالَ الرئيس أَبُو يعلى التَّمِيمِي يرثي رَحمَه الله بقصيدة مِنْهَا من الطَّوِيل (ودانت وُلَاة الأَرْض فِيهَا لأَمره ... وَقد آمنته كتبه وخواتمه) (وَزَاد على الْأَمْلَاك بَأْسا وسطوة ... وَلم يبْق فِي الْأَمْلَاك ملك يقومه) (فَلَمَّا تناهى ملكه وجلاله ... وراعت وُلَاة الأَرْض مِنْهُ لوائمه) (أَتَاهُ قَضَاء لَا ترد سهامه ... فَلم تنجه أَمْوَاله ومغانمه) (وأدركه للحين فِيهَا حمامه ... وحامت عَلَيْهِ بالمنون حوائمه) (وأضحى على ظهر الْفراش مجدلاً ... صَرِيعًا تولى ذبحه فِيهِ خادمه) وَقَالَ الْحَكِيم أَبُو المغربي يرثيه من الْخَفِيف (عين لَا تذخري الدُّمُوع وابكي ... واستهلي دمعاً على فقد زنكي) (لم يهب شخصه الردى بعد أَن كَا ... نت لَهُ هَيْبَة على كل تركي) (خير ملك ذِي هَيْبَة وبهاء ... وعظيم بَين الْأَنَام بزرك) (يهب المَال والجياد لمن ي ... ممه مادحاً بِغَيْر تلكي) (إِن دَارا تمدنا بالرزايا ... هِيَ عِنْدِي أَحَق دَار بترك) (فاسكبوا فَوق قَبره مَاء ورد ... وانضحوه بزعفران ومسك) (أَي فتكٍ جرى لَهُ فِي الأعادي ... بعد مَا استفتح الردى أَي فتك) (كل خطب أَتَت بِهِ نوب الده ... ر يسير فِي جنب مصرع زنكي) ) (بعد مَا كَاد أَن تدين لَهُ الرو ... م ويحوي الْبِلَاد من غير شكّ) وَأَوْلَاد زنكي رَحمَه الله غَازِي ومحمود ومودود أَبُو مُلُوك الْموصل وأمير ميران وَبنت 3 - (صَاحب سنجار) زنكي بن مودود بن زنكي هُوَ أَبُو الْفَتْح أَو أَبُو الْجُود عماد الدّين ابْن قطب الدّين ابْن عماد الْمَذْكُور قبله صَاحب سنجار كَانَ قد ملك حلب بعد ابْن عَمه الْملك الصَّالح نور الدّين إِسْمَاعِيل بن نور الدّين مَحْمُود بن زنكي ثمَّ إِن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب نزل على حلب وحاصرها سنة تسع وَسبعين وَآخر الْأَمر وَقع الِاتِّفَاق على أَنه عوض عماد الدّين زنكي سنجار وَتلك النواحي وَأخذ مِنْهُ حلب وَذَلِكَ فِي صفر سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة وانتقل إِلَى سنجار وَلم يزل بهَا إِلَى أَن توفّي

الألقاب

سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَكَانَ شَدِيد الْبُخْل لكنه كَانَ عادلاً فِي الرّعية عفيفاً عَن أمواهم رَحمَه الله تَعَالَى وَمن شعره فِي مَمْلُوك تركي من الدوبيت (السكر صَار كاسداً فِي شَفَتَيْه ... والبدر ترَاهُ سَاجِدا بَين يَدَيْهِ) (فِي الْحسن عَلَيْهِ كل شَيْء وافر ... إِلَّا فَمه فَإِنَّهُ ضَاقَ عَلَيْهِ) (الألقاب) ابْن زنين النَّحْوِيّ عبيد الله بن عَليّ الزُّهْرِيّ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد اسْمه مُحَمَّد بن مُسلم تقدم فِي المحمدين الزهراوي الْحَافِظ اسْمه عمر بن عبيد الله بن يُوسُف الزهراوي الطَّبِيب عَليّ بن سُلَيْمَان ابْن زهرَة عَليّ بن الْحسن ابْن زهر الطَّبِيب الأديب اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك وَعبد الْملك بن مُحَمَّد بن مَرْوَان وَعبيد الله بن مُحَمَّد زهرَة الْأَدَب الْإسْكَنْدَريَّة عَائِشَة (زهرَة) 3 - (زهرَة الْقرشِي) زهرَة بن معبد بن عبد الله الْقرشِي الْمدنِي نزيل الْإسْكَنْدَريَّة روى عَن جده عبد الله بن هِشَام وَابْن عمر وَابْن الزبير وَسَعِيد بن الْمسيب قَالَ الدَّارمِيّ زَعَمُوا أَنه كَانَ من الأبدال وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ لجده لصحبة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة

زهرة التميمي

3 - (زهرَة التَّمِيمِي) زهرَة بن جوية التَّمِيمِي قَالَ ابْن إِسْحَاق بِالْجِيم وَقَالَ سيف ابْن عمر حوية بِالْحَاء مُهْملَة وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوفده ملك هجر وَكَانَ على مُقَدّمَة سعد فِي قتال الْفرس فِي الْقَادِسِيَّة وَهُوَ الَّذِي قتل جالينوس وَأخذ سلبه وَقتل زهرَة رَضِي الله عَنهُ بالقادسية (الطَّبِيب الإشبيلي) زهر بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن زهر أَبُو الْعَلَاء الْإِيَادِي الطَّبِيب الإشبيلي أَخذ الطِّبّ عَن وَالِده وَكَانَ فِيهِ بارعاً وَفِي الْأَدَب أَيْضا شَاعِر محسن وَهُوَ محتشم جواد توفّي سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة لَهُ كتاب الْخَواص والإيضاح فِي الطِّبّ والأدوية المفردة وَحل شكوك الرَّازِيّ على كتب جالينوس والنكتة الطبية وَأَبوهُ أَبُو مَرْوَان من رُؤُوس الْأَطِبَّاء وَقد ذكرت فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عبد الْملك حفيد زهر هَذَا مَا اعْتَمدهُ زهر فِي كتاب القانون لِابْنِ سينا وَمن شعر زهر الْمَذْكُور من الْكَامِل (يَا من كلفت بِهِ فذلت عزتي ... لغرامه وَهُوَ الْعَزِيز القاهر) (رمت التصبر عِنْدَمَا ألْقى الجفا ... وَيَقُول ذَاك الْحسن مَا لَك نَاصِر) (مَا الجاه إِلَّا جاه من ملك القوى ... وأطاعه قلب عَزِيز قَادر) (زُهَيْر) 3 - (البلوي) زُهَيْر بن قيس البلوي الْمصْرِيّ شهد فتح مصر يُقَال لَهُ صُحْبَة قتلته الرّوم سنة سِتّ وَسبعين 3 - (الْجعْفِيّ الْكُوفِي) زُهَيْر بن مُعَاوِيَة بن حديج بن الرحيل أَبُو خَيْثَمَة الْجعْفِيّ

الخرقي

الْكُوفِي أحد الثِّقَات الْحفاظ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل زُهَيْر من معادن الْعلم أَصَابَهُ الفالج قبل مَوته قيل مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَسبعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْخرقِيّ) زُهَيْر بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ أَبُو الْمُنْذر الْخرقِيّ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَبعدهَا قَاف وخرق من قرى مرو قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مقارب فِي الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين خراساني ضَعِيف وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ ثِقَة لَهُ أغاليط وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَرُوِيَ عَن أَحْمد مُسْتَقِيم الحَدِيث وروى حَنْبَل عَن أَحْمد قَالَ ثِقَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَهُ مَنَاكِير فلتحذر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الشنوئي الصَّحَابِيّ) زُهَيْر بن أبي جبل الشنوئي من أَزْد شنُوءَة وَهُوَ زُهَيْر بن عبد الله ابْن أبي جبل الصَّحَابِيّ روى عَنهُ أَبُو عمرَان الْجونِي يعد فِي الْبَصرِيين حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من بَات فَوق إنجاز لَيْسَ حوله مَا يدْفع الْقدَم فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة وَمِنْهُم من يَقُول إجار وَهُوَ السَّطْح 3 - (الْحَافِظ أَبُو خَيْثَمَة) زُهَيْر بن حَرْب بن شَدَّاد أَبُو خَيْثَمَة النَّسَائِيّ الْحَافِظ كَانَ من كبار الْأَئِمَّة فِي الْأَثر بِبَغْدَاد وَهُوَ وَالِد الْحَافِظ أبي بكر صَاحب التَّارِيخ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَابْنه وعباس الدوري وَبَقِي بن مخلد وَأَبُو يعلى وَابْن أبي الدُّنْيَا وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ)

ابن قمير المروزي

3 - (ابْن قمير الْمروزِي) زُهَيْر بن مُحَمَّد بن قمير الْمروزِي نزيل بَغْدَاد أحد الثِّقَات الْعباد روى عَنهُ ابْن ماجة قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة صَادِقا اشْتهى لَحْمًا أَرْبَعِينَ سنة فَمَا أكله حَتَّى دخل الرّوم وَأكله من الْمغنم وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو النَّصْر السَّرخسِيّ الشَّافِعِي) زُهَيْر بن الْحسن بن عَليّ أَبُو النَّصْر السَّرخسِيّ الفيه قَرَأَ الْفِقْه بِبَغْدَاد على أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَ إِلَيْهِ الْمرجع فِي الْمَذْهَب وروى الْكثير وَله تعليقة مليحة فِي الْمَذْهَب وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (القرقوبي النسابة) زُهَيْر بن مَيْمُون القرقوبي الْهَمدَانِي كَانَ من أهل الْكُوفَة وَكَانَ يتجر إِلَى نَاحيَة قرقوب فنسب إِلَيْهَا وَمَات سنة خمس وَخمسين وَمِائَة زمن الْمَنْصُور وَكَانَ عَالما بِالنّسَبِ 3 - (النَّخعِيّ الصَّحَابِيّ) زُهَيْر بن عَلْقَمَة النَّخعِيّ وَيُقَال البَجلِيّ الصَّحَابِيّ روى عَنهُ إياد بن لَقِيط عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لامْرَأَة مَاتَ لَهَا ثَلَاثَة بَنِينَ لقد احتظرت دون النَّار حظاراً شَدِيدا وَيُقَال إِنَّه مُرْسل وَزعم البُخَارِيّ أَن زُهَيْر بن عَلْقَمَة لَيست لَهُ صُحْبَة 3 - (أَبُو صرد الْجُشَمِي) زُهَيْر بن صرد الْجُشَمِي السَّعْدِيّ أَبُو صرد من بني سعد بن بكر كَانَ رَئِيس قومه وَقدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد هوَازن إِذْ فرغ من حنين وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالجعرانة يُمَيّز الرِّجَال من النِّسَاء من سبي هوَازن فَقَالَ لَهُ زُهَيْر يَا رَسُول الله إِنَّمَا سببت منا عَمَّاتك وخالاتك وحواضنك اللَّاتِي كفلنك وَلَو أَنا ملحنا لِلْحَارِثِ بن أبي شمر أَو للنعمان ابْن الْمُنْذر ثمَّ نزل منا أَحدهمَا بِمثل مَا نزلت بِهِ رجونا عطفه وعائدته وَأَنت خير المكفولين وَأَنْشَأَ يَقُول من الْبَسِيط (اُمْنُنْ علينا رَسُول الله فِي كرم ... فَإنَّك الْمَرْء نرجوه وننتظر) (اُمْنُنْ على بَيْضَة قد عاقها قدر ... مشتت شملها فِي دهرها عبر) (أبقت لنا الدَّهْر هتافاً على حزن ... على قُلُوبهم الغماء والغمر)

الهلالي الصحابي

) (إِن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يَا أرجح النَّاس حلماً حِين يختبر) (اُمْنُنْ على نسْوَة قد كنت ترضعها ... إِذْ فوك تملأه من محضها الدُّرَر) (إِذْ أَنْت طِفْل صَغِير كنت ترضعها ... وَإِذ يزينك مَا تَأتي وَمَا تذر) (لَا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فَإنَّا معشر زهر) (إِنَّا لنشكر للنعماء إِذْ كفرت ... وَعِنْدنَا بعد هَذَا الْيَوْم مدخر) (فألبس الْعَفو من قد كنت ترْضِعه ... من أمهاتك إِن الْعَفو مشتهر) (يَا خير من مرحت كمت الْجِيَاد بِهِ ... عِنْد الْهياج إِذا مَا استوقد الشرر) (إِنَّا نؤمل عفوا مِنْك تلبسه ... هذي الْبَريَّة إِذْ تَعْفُو وتنتصر) (فاعفو عَفا الله عَمَّا أَنْت راهبه ... يَوْم الْقِيَامَة إِذْ يهدى لَك الظفر) فَلَمَّا سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الشّعْر قَالَ مَا كَانَ لي ولبني عبد الْمطلب فَهُوَ لكم وَقَالَت قُرَيْش مَا كَانَ فَهُوَ لله وَلِرَسُولِهِ وَقَالَت الْأَنْصَار مَا كَانَ لنا فَهُوَ لله وَلِرَسُولِهِ 3 - (الْهِلَالِي الصَّحَابِيّ) زُهَيْر بن عَمْرو الْهِلَالِي وَقيل النصري الصَّحَابِيّ نزل الْبَصْرَة وروى عَنهُ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ 3 - (الثَّقَفِيّ الْأَعْوَر الصَّحَابِيّ) زُهَيْر بن عُثْمَان الثَّقَفِيّ الْأَعْوَر الصَّحَابِيّ بَصرِي روى الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عبد الله بن عُثْمَان الثَّقَفِيّ عَنهُ حَدِيثا فِي إِسْنَاده نظر قَالَ ابْن عبد الْبر يُقَال إِنَّه مُرْسل وَلَيْسَ لَهُ غَيره أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْوَلِيمَة حق وَالْيَوْم الثَّانِي مَعْرُوف وَالْيَوْم الثَّالِث رِيَاء وَسُمْعَة 3 - (الْمهرِي الصَّحَابِيّ) زُهَيْر بن قرضم بِفَتْح الْقَاف وَكسرهَا وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا ضاد مُعْجمَة وَمِيم ابْن الجعيل بِالْجِيم المضمومة وَالْعين الْمُهْملَة مَفْتُوحَة مُصَغرًا الْمهرِي وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يُكرمهُ لبعد مسافته كَذَا ذكره الطَّبَرِيّ وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيب

ابن عتر الصحابي

هُوَ دَهِين تَصْغِير دهن بن قرض وَالله أعلم وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ذهين بِالذَّالِ مُعْجمَة 3 - (ابْن عتر الصَّحَابِيّ) زُهَيْر بن غزيَّة بن عَمْرو بن عتر بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي بَاب عتر 3 - (ابْن أبي أُميَّة الصَّحَابِيّ) زُهَيْر بن أبي أُميَّة صَحَابِيّ مَذْكُور فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم قَالَ ابْن عبد الْبر فِيهِ نظر لَا أعرفهُ 3 - (الْبَهَاء زُهَيْر) زُهَيْر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن الْحسن بن جَعْفَر الأديب البارع الْكَاتِب بهاء الدّين أَبُو الْفضل وَأَبُو الْعَلَاء الْأَزْدِيّ المهلبي الْمَكِّيّ ثمَّ القوصي الْمصْرِيّ الشَّاعِر ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة ومولده بِمَكَّة وَسمع من عَليّ بن أبي الْكَرم الْبناء وَغَيره وَله ديوَان مَشْهُور قَالَ بَعضهم مَا تعاتب الْأَصْحَاب وَلَا تراسل الأحباب بِمثل شعر الْبَهَاء زُهَيْر وشعره فِي غَايَة الإنسجام والعذوبة والفصاحة وَهُوَ السهل الْمُمْتَنع فَهُوَ كَمَا قَالَ فِيهِ سعد الدّين مُحَمَّد بن عَرَبِيّ من الطَّوِيل (لشعر زُهَيْر فِي النُّفُوس مكانة ... فقد حَاز من ألبابها أوفر الْحَظ) (لقد رق حَتَّى قلت فِيهِ لَعَلَّه ... يحاول إبراز الْمعَانِي بِلَا لفظ) نقلت من خطّ الأديب عَليّ بن سعيد المغربي مَا ذكره فِي أول كتاب الغراميات لَهُ ثمَّ طرقت الْبِلَاد مقطعات للبهاء زُهَيْر الْحِجَازِي الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار آنست مَا تقدم وَقَالَت كم غادر الشُّعَرَاء من متردم وَكَانَ مِمَّا لعب بخاطري لعب الرِّيَاح بالغصون وَتمكن مِنْهُ تمكن الْعُيُون الدعلج من الْفُؤَاد الْمفْتُون شعره الَّذِي أَوله من الطَّوِيل (تَعَالَوْا بِنَا نطوي الحَدِيث الَّذِي جرى ... فَلَا سمع الواشي بِذَاكَ وَلَا درى) (تَعَالَوْا بِنَا حَتَّى نعود إِلَى الرِّضَا ... وَحَتَّى كَأَن الْعَهْد لن يتغيرا) (وَلَا تَذكرُوا الذَّنب الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... على أَنه مَا كَانَ ذَنْب فيذكرا)

وحملني الشغف بطريقة هَذَا الرجل على حفظ مَا يرد من شعره على أَفْوَاه الواردين من الْمشرق إِلَى أَن جمع الله بيني وَبَينه بِالْقَاهِرَةِ حَاضِرَة الديار المصرية (فَقل فِي منهل عذب ... تمكن مِنْهُ عطشان) ثمَّ كَانَت المؤانسة فكدت أصعق لما أَنْشدني قَوْله وَمَا وجدت روحي معي الْبَتَّةَ من الطَّوِيل (رويدك قد أفنيت يَا بَين أدمعي ... وحسبك قد أحرقت يَا وجد أضلعي) ) (إِلَى كم أقاسي لوعة بعد لوعة ... وَحَتَّى مَتى يَا بَين أَنْت معي معي) (وَقَالُوا علمنَا مَا جرى مِنْك بَعدنَا ... فَلَا تظلموني مَا جرى غير أدمعي) (رعى الله ذَاك الْوَجْه حَيْثُ توجهوا ... وحيته عني الشَّمْس فِي كل مطلع) (وَيَا رب جدد كلما هبت الصِّبَا ... سلامي على ذَاك الحبيب الْمُودع) (قفوا بَعدنَا تلفوا مَكَان حديثنا ... لَهُ أرج كالمندل المتضرع) وَقلت لَهُ وَقد أعجبه انفعالي لما صدر عَنهُ من هَذِه المحاسن الغرامية يَا سَيِّدي لَا يمْضِي اعتقادي فِيكُم مذ مُدَّة طَوِيلَة وَأَنا بالمغرب الْأَقْصَى ضائعاً وَالْغَرَض كُله التَّهْذِيب الْموصل إِلَى مَا يتَعَلَّق بأهداب طريقتكم فقد علمْتُم أَن مهياراً من عجم الديلم لما شرب مَاء دجلة والفرات وَصَحب سيدة الشريف الرضي نمت أسراره من خلال أشعاره فَتَبَسَّمَ وَقَالَ مَا تنزلت أَنْت أول إِلَى أول طبقَة مهيار وَلَا ترفعت أَنا إِلَى طبقَة الشريف لَكِن كل مَا زمَان لَهُ رُؤَسَاء وَأَتْبَاع فِي كل فن وَإِن تَكُونُوا صغَار قوم فستكونوا كبار قوم آخَرين وَاعْلَم أَنَّك نشأت بِبِلَاد ولع شعراؤها بالغوص على الْمعَانِي وزهدوا فِي عذوبة الْأَلْفَاظ والتلاعب بمحاسن صياغتها المكسوة بأسرار الغرام فطريقة المغاربة مثل قَول ابْن خفاجة من الْكَامِل (وعشي أنس أضجعتنا نشوة ... فِيهَا مضجعي وتدمث) (خلعت عَليّ بهَا الأراكة ظلها ... والغصن يصغي وَالْحمام يحدث) (وَالشَّمْس تجنح للغروب مَرِيضَة ... والرعد يرقى والغمامة تنفث) وَقَول الرصافي من الْبَسِيط (غزيلٌ لم تزل فِي الْغَزل جائلة ... بنانه جولان الْفِكر فِي الْغَزل) (جذلان تلعب بالمحواك أنمله ... على السدى لعب الْأَيَّام بالدول) (مَا إِن يني تَعب الْأَطْرَاف مشتغلاً ... أفديه الظبي فِي أشراك محتبل)

لَا يشق فِيهَا غبارهم وَلَا تلْحق إِلَّا آثَارهم وَأما مثل قَول ابْن الْمعلم الوَاسِطِيّ من الْكَامِل (رحلوا بأفئدة الرِّجَال وغادروا ... بصدورها فكراً هِيَ الأشجان) (واستقبلوا الْوَادي فأطرقت المهى ... وتحيرت بغصونها الكثبان) (فَكَأَنَّمَا اعْترفت لَهُم بقدودها ... الأغصان أَو بعيونها الغزلان) وَقَول ابْن التعاويذي من الْبَسِيط) (إِن قلت جرت على ضعْفي يَقُول مَتى ... كَانَ الْمُحب من المحبوب منتصفا) (أَو قلت أتلفت روحي قَالَ لَا عجب ... من ذاق طعم الْهوى يَوْمًا فَمَا تلفا) (قد قُلْتُمْ الْغُصْن ميال ومنعطف ... فَكيف مَال على ضعْفي وَمَا عطفا) فطراز لَا يلم لَهُ أهل بِلَادكُمْ فَقلت المحاسن أعزّك الله مقسمة وَفِي المغاربة من تنفث من أشعاره أسحار الْكَلَام وتنم عَلَيْهَا أسرار الغرام مثل الْوَزير أبي الْوَلِيد ابْن زيدون فِي قصيدته الَّتِي مِنْهَا من الْبَسِيط (بنتم وبنا فَمَا ابتلت جوانحنا ... شوقاً إِلَيْكُم وَلَا جَفتْ مآقينا) وسرد ابْن سعيد القصيدة قَالَ ثمَّ أَمْسَكت فَقَالَ مَا أنشأت أندلسكم مثل هَذَا الرجل فِي الطَّرِيقَة الغرامية وَأَظنهُ كَانَ صَادِق الْعِشْق قلت نعم كَانَ يعشق أَعلَى مِنْهُ قدرا وأرق حَاشِيَة وألطف طرفا وَهِي ولادَة بنت المستكفي المرواني علقها بقرطبة حَضْرَة الْملك ثمَّ إِن ابْن سعيد قصّ عَلَيْهِ ذكر جمَاعَة من الْمغرب وَذكر انْفِصَاله من ذَلِك الْمجْلس ثمَّ قَالَ ووصلت إِلَى ميعاده فَوَجَدته بخزانة كتبه فَكَانَت أول خزانَة ملوكية رَأَيْتهَا لِأَنَّهَا تحتوي على خَمْسَة آلَاف سفر ونيف وَذكر أَنه أمره بِحِفْظ أشعار التلعفري والحاجري وَأَنه قَالَ لَهُ يَوْمًا أجز فَقلت يَا بَان وَادي الأجرع سقيت سحب الأدمع فَقَالَ لَهُ قاربت وَلَكِن طريقتنا أَن تَقول

هَل ملت من شوقي معي فَقلت الْحق مَا عَلَيْهِ غطاء هَذَا أولى ولازمته بعد ذَلِك نَحْو ثَلَاث سِنِين أنْشدهُ فِي أَثْنَائِهَا مَا يتزيد لي إِلَى أَن أنشدته قولي من الْبَسِيط (وَا طول شوقي إِلَى ثغور ... ملى من الشهد والرحيق) (عَنْهَا أخذت الَّذِي ترَاهُ ... يعذب فِي شعري الرَّقِيق) فارتاح وَقَالَ سلكت جادة الطَّرِيق مَا تحْتَاج إِلَى دَلِيل انْتهى وَكَانَ بهاء الدّين زُهَيْر كَرِيمًا فَاضلا حسن الْأَخْلَاق جميل الْأَوْصَاف خدم الصَّالح أَيُّوب) وسافر مَعَه إِلَى الشرق فَلَمَّا ملك مصر بلغه أرفع الْمَرَاتِب ونفذه رَسُولا إِلَى النَّاصِر صَاحب حلب يطْلب مِنْهُ أَن يسلم إِلَيْهِ عَمه الصَّالح إِسْمَاعِيل فَقَالَ كَيفَ أسيره إِلَيْهِ وَقد استجار بِي وَهُوَ خَال أبي ليَقْتُلهُ فَرجع الْبَهَاء زُهَيْر بذلك فَعظم على الصَّالح وَسكت على حنق وَلما صَار مَرِيضا على المنصورة تغير على الْبَهَاء زُهَيْر وأبعده لِأَنَّهُ كَانَ كثير التخيل وَالْغَضَب والمعاقبة على الْوَهم وَلَا يقبل عَثْرَة والسيئة عِنْده مَا تغْفر واتصل الْبَهَاء بعده بِخِدْمَة النَّاصِر بِالشَّام وَله فِيهِ مدائح ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَلزِمَ بَيته يَبِيع كتبه وموجوده ثمَّ انْكَشَفَ حلّه بِالْكُلِّيَّةِ وَمرض أَيَّام الوباء وَمَات وَقيل إِنَّه ترك مكاتبات الدِّيوَان فِي الدِّيوَان وَفِيهِمَا جَوَاب النَّاصِر دَاوُد فَحَضَرَ الدوادار وَطلب الْكتب للعلامة والبهاء زُهَيْر غَائِب فدفعهما إِلَيْهِ فَخر الدّين بن لُقْمَان فِيمَا أَظن فَدخل بهَا إِلَى السُّلْطَان فتأملها وَعلم عَلَيْهَا وَكتب بَين السطور فِي جَوَاب النَّاصِر دَاوُد يَا بهاء الدّين هَذَا مَا يكْتب إِلَيْهِ بِغَيْر هَذَا وداهنه وَلَا تبدي لَهُ شَيْئا مِمَّا عندنَا أَو قَالَ كلَاما هَذَا مَعْنَاهُ وَفعل الصَّالح ذَلِك بِنَاء على أَن الْبَهَاء زهيراً يقف على الْكتاب وَيقْرَأ مَا كتبه السُّلْطَان ويفك الأوصال ويغير الْكتب على مَا أَرَادَهُ ثمَّ إِن الدوادار أحضر الْكتب إِلَى الدِّيوَان وسفر فَخر الدّين لُقْمَان القاصد إِلَى النَّاصِر بجوابه وَلم يقف عَلَيْهِ هَذَا كُله وبهاء الدّين زُهَيْر غَائِب فَلَمَّا وقف النَّاصِر على جَوَاب الصَّالح وَرَأى خطه جهز إِلَى الصَّالح يَقُول لَهُ هَكَذَا تكون الْمُلُوك وَأَيْمَانهمْ وَأَنت تبطن خلاف مَا تظهر وَذكر لَهُ مَا كتبه فِي جَوَابه بِخَطِّهِ فَلَمَّا وقف الصَّالح على ذَلِك استشاط غَضبا وَطلب الْبَهَاء زهيراً وَقَالَ لَهُ أَنا أعلم أَنَّك أَنْت مَا فعلت هَذَا معي وَلَكِن قل لي من هُوَ الَّذِي اعْتمد هَذَا لأقطع يَده فَقَالَ يَا خوند مَا فعله إِلَّا أَنا فألح عَلَيْهِ فأصر على الْإِنْكَار فَقَالَ لَهُ أَنْت لَك عَليّ حق خدمَة وَأَنا مَا آذيك وَلَكِن خل لي هَذِه الْبِلَاد ورح فَخرج من مصر وعطل وَلم يقل عَن فَخر الدّين بن لُقْمَان مَا فعل وَالله أعلم بِصِحَّة غضب الصَّالح عَلَيْهِ وَكَانَ الْبَهَاء زُهَيْر فِيمَا يذكر أسود قَصِيرا شَيخا بذقن مقرطمة وَكَانَ غَرِيب الشكل فَكَانَ

يسْلك مَسْلَك ابْن الزبير فِي وضع الحكايات على نَفسه ظرفا مِنْهُ وَلِئَلَّا يدع لأحد عَلَيْهِ كلَاما يتهكم بِهِ وحكاياته فِي ذَلِك مَشْهُورَة مِنْهَا أَنه حكى لجَماعَة الدِّيوَان قَالَ جَاءَت الْيَوْم امْرَأَة مَا رَأَيْت فِي عمري أحسن مِنْهَا وراودتني على ذَلِك الْفِعْل فَلَمَّا كَانَ مَا كَانَ أردْت أَن أدفَع إِلَيْهَا شَيْئا من الذَّهَب فَقَالَت مَا فعلت هَذَا لحَاجَة وَلَكِن أَرَأَيْت فِي عمرك أحسن مني فَقلت لَا) وَالله فَقَالَت إِن زَوجي يدعني ويميل إِلَى وَاحِدَة مَا رَأَيْت فِي عمري أوحش مِنْهَا فَلَمَّا عذلته ونهيته وَمَا انْتهى أردْت مكافأته وَقد فتشت هَذِه الْمَدِينَة فَلم أر فِيهَا أوحش مِنْك فَفعلت مَعَك هَذَا مُقَابلَة لزوجي كَونه تركني وَمَال إِلَى أوحش من فِي هَذِه الْمَدِينَة فَقلت لَهَا أَنا هَا هُنَا كلما اجْتمع زَوجك بِتِلْكَ تعالي أَنْت إِلَيّ وَأَنا أعتقد أَن ذَلِك لم يَقع وَإِنَّمَا أَرَادَ بهاء الدّين زُهَيْر بذلك أَن يتظرف ويسبق النَّاس إِلَى التندير عَلَيْهِ رَحمَه الله وسامحه وكتابته جَيِّدَة قَوِيَّة مصقولة مليحة منسوبة رَأَيْت بِخَطِّهِ نسختين بالأمثال للميداني وخطه عِنْدِي على بعض مجلداته وَذكر القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان أَنه اجْتمع بِهِ وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا فِي تَرْجَمته فِي تَارِيخه وروى عَنهُ شهَاب الدّين القوصي عدَّة قصائد والدمياطي وَغَيرهمَا نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي المعجم قَالَ أَنْشدني بهاء الدّين أَبُو الْفَضَائِل لنَفسِهِ من الطَّوِيل (وحقكم مَا غير الْبعد عهدكم ... وَإِن حَال حَال أَو تغير شان) (فَلَا تسمعوا فِينَا بحقكم الَّذِي ... يَقُول فلَان عنْدكُمْ وَفُلَان) (لدي لكم ذَاك الْوَفَاء بِحَالهِ ... وَعِنْدِي لكم ذَاك الوداد يصان) (وَمَا حل عِنْدِي غَيْركُمْ فِي محلكم ... لكل حبيب فِي الْفُؤَاد مَكَان) (وَمن شغفي فِيكُم ووجدي أنني ... أَهْون مَا أَلْقَاهُ وَهُوَ هوان) (وَيحسن قبح الْفِعْل إِن جَاءَ مِنْكُم ... كَمَا طَابَ ريح الْعود وَهُوَ دُخان) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الوافر (حَبِيبِي عينه قَالُوا تشكت ... وَذَلِكَ لَو دروا عين الْمحَال) (أتشكو عينه ألماً وفيهَا ... يُقَال أصح من عين الغزال) (وَلَكِن أشبهت لون الحميا ... كَمَا أشبهتها فِي الفعال) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الْكَامِل (وافى كتابك وَهُوَ بَال ... أشواق عني يعرب)

(قلبِي لديك أَظُنهُ ... يملي عَلَيْك فتكتب) ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الرمل (كلما قلت خلونا ... جَاءَنَا الشَّيْخ الإِمَام) (فاعترفنا كلنا من ... هـ انقباض واحتشام) (فَهُوَ فِي الْمجْلس فدم ... وَلنَا فَهُوَ فدام) (وعَلى الْجُمْلَة فالشي ... خَ ثقيل وَالسَّلَام) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (لَك مجْلِس مَا رمت فِيهِ خلْوَة ... إِلَّا أتاح الله كل ثقيل) (فَكَأَنَّهُ قلبِي لكل صبَابَة ... وَكَأَنَّهُ سَمْعِي لكل عذول) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الرمل (وثقيل مَا برحنا ... نتمنى الْبعد عَنهُ) (غَابَ عَنَّا ففرحنا ... جَاءَنَا أثقل مِنْهُ) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع (أَصبَحت لَا شغل وَلَا عطلة ... مذبذباً ذَا صَفْقَة خاسرة) (وَجُمْلَة الْأَمر وتفصيله ... أَنِّي لَا دنيا وَلَا آخِرَة) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل المرفل (أَرْسلتهُ فِي حَاجَة ... بِالْقربِ هينة المساغ) (فَحرمت حسن قَضَائهَا ... إِذْ لم يكن حسن الْبَلَاغ) (كَالْخمرِ ترسل للفؤا ... د بهَا فتصعد للدماغ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من المتقارب (فُلَانَة فِي تيهها ... تغص بهَا مقلتي) (وَقد زعمت أَنَّهَا ... وَلَيْسَت بِتِلْكَ الَّتِي) (فَلَا وَجه إِن أَقبلت ... وَلَا ردف إِن ولت) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع (أَقُول إِذْ أبصرته مُقبلا ... معتدل الْقَامَة والشكل) (يَا ألفا من قده أَقبلت ... بِاللَّه كوني ألف الْوَصْل)

) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الرجز (يَا رَوْضَة الْحسن صلي ... فَمَا عَلَيْك ضير) (فَهَل رَأَيْت رَوْضَة ... لَيْسَ لَهَا زُهَيْر) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل المرفل (أَنا ذَا زهيرك لَيْسَ إِلَّا ... جود كفك لي مزينه) (أَهْوى جميل الذّكر عَن ... ك كَأَنَّمَا هُوَ لي بثينة) (فاسأل ضميرك عَن ودا ... دي إِنَّه فِيهِ جُهَيْنَة) قلت مَا أحلى لفظ مزينه هَهُنَا فَإِن مزينة هِيَ قَبيلَة زُهَيْر بن أبي سلمى وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ مَا ينقش على سيف من المتقارب (برسم الْغُزَاة وَضرب العداة ... بكف همام رفيع الهمم) (ترَاهُ إِذا اهتز فِي كَفه ... كخاطف برق سرى فِي ديم) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (أغصن النقا لَوْلَا القوام المهفهف ... لما كَانَ يهواك الْمَعْنى المعنف) (وَيَا ظَبْي لَوْلَا أَن فِيك محاسناً ... حكين الَّذِي أَهْوى لما كنت تُوصَف) (كلفت بِغُصْن وَهُوَ غُصْن ممنطق ... وهمت بِظَبْيٍ وَهُوَ ظَبْي مشنف) (وَمِمَّا دهاني أَنه من حيائه ... أَقُول كليل طرفه وَهُوَ مرهف) (وَذَلِكَ أَيْضا مثل بُسْتَان خَدّه ... بِهِ الْورْد يُسمى مضعفاً وَهُوَ مضعف) (فيا ظَبْي هلا كَانَ فِيك التفاتة ... وَيَا غُصْن هلا كَانَ فِيك تعطف) (وَيَا حرم الْحسن الَّذِي هُوَ آمن ... وألبابنا من حوله تتخطف) (عَسى عطفة للوصل يَا وَاو صُدْغه ... وحقك إِنِّي أعرف الْوَاو تعطف) (أأحبابنا أما غرامي بعدكم ... فقد زَاد عَمَّا تعرفُون وَأعرف) (أطلتم عقابي فِي الْهوى فتطولوا ... فَبِي كلف فِي حمله أتكلف) (وَوَاللَّه مَا فارقتكم عَن ملالة ... وجهدي لكم أَنِّي أَقُول وأحلف) وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين بن خلكان أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع (وَأَنت يَا نرجس عَيْنَيْهِ كم ... تشرب من قلبِي وَمَا أذبلك) ) (مَا لَك فِي حسنك من مشبه ... مَا تمّ فِي الْعَالم مَا تمّ لَك)

الألقاب

وَلما توجه الْبَهَاء زُهَيْر رَسُولا إِلَى بِلَاد الشرق اجتاز بالموصل وَبِه شرف الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الحلاوي الْموصِلِي فمدحه بقصيدة مليحة مِنْهَا من الْبَسِيط (تجيزها وتجيز المادحين بهَا ... فَقل لنا أزهير أَنْت أم هرم) وَلما عَاد اجْتمع بالصاحب جمال الدّين بن مطروح وَأَوْقفهُ على القصيدة فأعجبه مِنْهَا هَذَا الْبَيْت فَكتب إِلَيْهِ جمال الدّين بن مطروح من الوافر (أَقُول وَقد تتَابع مِنْك بر ... وَأهلا مَا بَرحت لكل خير) (أَلا لَا تَذكرُوا هرماً بجود ... فَمَا هرم بأكرم من زُهَيْر) قَالَ ابْن خلكان وَبَيت ابْن الحلاوي ينظر إِلَى قَول ابْن الْقَاسِم فِي الدَّاعِي سبا بن أَحْمد الصيلحي أحد مُلُوك الْيمن وَكَانَ شَاعِرًا جواداً من قصيدة من الطَّوِيل (وَلما مدحت الهبرزي ابْن أَحْمد ... أجَاز وكافاني على الْمَدْح بالمدح) (فعوضني شعرًا بِشعر وَزَادَنِي ... عَطاء فَهَذَا رَأس مَالِي وَذَا ربحي) وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين زُهَيْر فِي أول أمره كَاتبا عِنْد المكرم بن اللمطي مُتَوَلِّي قوص والصعيد فِي الْأَيَّام الكاملية وَله فِيهِ مدائح حَسَنَة مِنْهَا قَوْله من الْكَامِل (يَا منسك الْمَعْرُوف أحرم منطقي ... زَمنا وَقد لباك من مِيقَاته) (هَذَا زهيرك لَا زُهَيْر مزينة ... وافاك لَا هرماً على علاته) (دَعه وحولياته ثمَّ اسْتمع ... لزهير عصرك حسن ليلياته) (لَو أنشدت فِي آل جَفْنَة أضربوا ... عَن ذكر حسان وَعَن جفناته) وَمن شعر الْبَهَاء زُهَيْر من أَبْيَات من مجزوء الرجز (يَا بدر إِن رمت بِهِ ... تشبهاً رمت الشطط) (ودعه يَا غُصْن النقا ... مَا أَنْت من ذَاك النمط) (يمر بِي ملتفتاً ... فَهَل رَأَيْت الظبي قطّ) (مَا فِيهِ من عيب سوى ... فتور عَيْنَيْهِ فَقَط) (يَا مَانِعا حُلْو الرِّضَا ... وباذلاً مر السخط) (حاشاك أَن ترْضى بِأَن ... أَمُوت فِي الْحبّ غلط) ) (الألقاب) الزَّوَال إِبْرَاهِيم بن عَليّ

زياد

الزواوي القَاضِي زين الدّين عبد السَّلَام بن عَليّ بن عمر زوج الْحرَّة اسْمه مُحَمَّد بن جَعْفَر الزوزني البحاثي اسْمه مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن عَليّ الشَّاعِر ابْن زولاق الْحسن بن إِبْرَاهِيم ابْن زولاق صَاحب التصانيف أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن إِبْرَاهِيم ابْن زويزان اسْمه خَلِيل بن إِسْمَاعِيل الزندرة الْقَاسِم بن مُحَمَّد الزوزني الْوَاعِظ اسْمه الْوَلِيد بن أَحْمد الزواوي قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق جمال الدّين اسْمه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الزواوي يُوسُف بن عبد الله ابْن الزواف الشَّاعِر اسْمه عبد الْوَاحِد بن فتوح ابْن الزَّوَال هَارُون بن الْعَبَّاس ابْن الزوينية الشَّاعِر اسْمه عبد الرَّحِيم ابْن الزيات الْوَزير مُحَمَّد بن عبد الْملك ابْن الزيات الْمُحدث عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن ابْن الزيات عَليّ بن عبد الْجَبَّار ابْن الزيات هَارُون بن مُحَمَّد ابْن الزيات عبد الله بن مُحَمَّد ابْن أبي الزَّوَائِد سَلمَة بن يحيى (زِيَاد) 3 - (أَبُو أُمَامَة الْأَعْجَم) زِيَاد الْأَعْجَم أَبُو أُمَامَة الْعَبْدي مولى عبد الْقَيْس ولقب الْأَعْجَم لعجمة كَانَت فِي لِسَانه أدْرك أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَشهد

وعهما فتح إصطخر وَحكى عَنْهُمَا ووفد على هِشَام وَشهد وَفَاته بالرصافة وعده مُحَمَّد بن سَلام فِي الطَّبَقَة السَّابِعَة من شعراء الْإِسْلَام وَطَالَ عمره وَحدث وأوصت لَهُ امْرَأَة من بني نمير بثلثها لقَوْله من الوافر (لعمرك مَا رماح بني نمير ... بطائشة الصُّدُور وَلَا قصار) وَدخل زِيَاد على عبد الله بن جَعْفَر يسْأَله فِي خمس ديات فَأعْطَاهُ ثمَّ عَاد فَسَأَلَهُ فِي خمس ديات أخر فَأعْطَاهُ ثمَّ عَاد فَسَأَلَهُ فِي عشر ديات فَأعْطَاهُ فَقَالَ من الوافر (سألناه الجزيل فَمَا تلكا ... وَأعْطى فَوق منيتنا وَزَادا) (وَأحسن ثمَّ أحسن ثمَّ عدنا ... فَأحْسن ثمَّ عدت لَهُ فعادا) (مرَارًا مَا أَعُود إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسم ضَاحِكا وثنى الوسادا) وَكَانَ الْمُغيرَة بن الْمُهلب أبرع وَلَده وأوفاهم وأعفهم وأسخاهم فَلَمَّا مَاتَ رثاه زِيَاد الْأَعْجَم بقصيدته من الْكَامِل (مَاتَ الْمُغيرَة بعد طول تعرض ... للْمَوْت بَين أسنة وصفائح) وَمِنْهَا (إِن السماحة والمروءة ضمنا ... قبراً بمرو على الطَّرِيق الْوَاضِح) (فَإِذا مَرَرْت بقبره فاعقر بِهِ ... كوم الهجان وكل طرف سابح) (وانضح جَوَانِب قَبره بدمائها ... فَلَقَد يكون أَخا دم وذبائح) قَالَ مُحَمَّد بن عباد المهلبي قَالَ لي الْمَأْمُون أَي قصيدة أرثى قلت أَمِير الْمُؤمنِينَ أعلم قَالَ لي القصيدة الَّتِي قَالَهَا زِيَاد الْأَعْجَم فِي الْمُغيرَة بن الْمُهلب ثمَّ قَالَ اتحفظها قلت نعم قَالَ فَخذهَا عَليّ فأنشدنيها حَتَّى أَتَى على آخرهَا وَترك مِنْهَا بَيْتا قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تركت مِنْهَا بَيْتا قَالَ وَمَا هُوَ قلت (هلا ليَالِي فَوْقه بزاته ... يغشى الأسنة فَوق نهد قارح) ) قَالَ هاه هَا يتهدد الْمنية أَلا أَتَتْهُ ذَلِك الْوَقْت هَذَا أَجود بَيت فِيهَا ثمَّ استعاده حَتَّى حفظه وَكَانَ يلبس قبَاء ديباج بالعجمي فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِ الْمُغيرَة بن الْمُهلب ومزق عَلَيْهِ ثِيَابه فَقَالَ زِيَاد من الطَّوِيل (لعمرك مَا الديباج مزقت وَحده ... ولكنما مزقت جلد الْمُهلب) وَمن شعره من الطَّوِيل (وكائن ترى من صَامت لَك معجب ... زِيَادَته أَو نَقصه فِي التَّكَلُّم) (لِسَان الْفَتى نصف وَنصف فُؤَاده ... وَلم يبْق إِلَّا صُورَة اللَّحْم وَالدَّم)

الجزء 15

(الْجُزْء الْخَامِس عشر) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) 3 - (رَأس الصفريّة) زِيَاد بن الْأَصْفَر رَأس الصفريّة وَيُقَال لَهُم الزياديّة كمذهب الْأزَارِقَة فِي تَكْفِير الصَّحَابَة وخالفوهم فِي تَكْفِير القَعَدة عَن الْقِتَال وَلَمْ يُسْقِطُوا رجم الزَّانِي المُحصَن وجوّزوا التقيّة وَالْعَمَل وكفّروا تَارِك الصَّلَاة دون الزَّانِي وَالسَّارِق والقاذف وَكَانَ رَأس الْقعدَة من الصفريّة عمرَان بن حطّان الْآتِي ذكره فِي حرف الْعين أَن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ 3 - (الصَّحَابِيّ) زِيَاد بن السَّكَن بن رَافع الأشْهَلِي الْأنْصَارِيّ رُوي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا لَحْمه الْقِتَال يَوْم أُحُد وخُلِص إِلَيْهِ ودنا مِنْهُ الْأَعْدَاء ذبّ عَنهُ المصعبُ بن عُمير حَتَّى قُتل وَأَبُو دُجانة سِماكُ بن خَرَشة حَتَّى كَثُرَت فِيهِ الجِراحُ وأُصيب وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وثلمت رباعيته وكُلمت شفتُهُ وأُصيبت وجنتُهُ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ظَاهر بَيْنَ درعين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَنْ رَجُلٌ يبيعُ لَنَا نَفسه فَوَثَبَ فتيةٌ من الْأَنْصَار خَمْسَة مِنْهُم زِيَاد بن السكن فَقَاتلُوا حَتَّى كَانَ زِيَاد آخِرهم فقاتل حَتَّى أُثْبِتَ ثُمَّ تَابَ إِلَيْهِ نَاس من الْمُسلمين فَقَاتلُوا عَنهُ حَتَّى أجهضوا عَنهُ العدوُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزياد بن السكن أُدْنُ منّي وَقَدْ أَثَبَتَتْهُ الجراحةُ فوسَّده رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم قدمه حَتَّى مَاتَ عَلَيْهَا رضه وَبَعض النَّاس يَقُول هُوَ عمَارَة بن زِيَاد بن السكن زِيَاد الْغِفَارِيّ يُعَدُّ فِي أهل مصر لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ يزِيد بن نعيم فَهُوَ فِي عداد الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم زِيَاد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ روى عَنهُ الشعبيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه بعث عبد الله بن رَوَاحَة فخرص عَلَى أهل خَيْبَر فَلم يجدوه أَخطَأ حَشْفَةً زِيَاد بن نُعيم الفِهري مذكورٌ فِي الصَّحَابَة قَالَ ابْن عبد البرّ لَا أعلم لَهُ

الأمير زياد بن أبيه

رِوَايَة قُتِلَ يَوْم الدَّار يَوْم قُتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ زِيَاد بن القرد وَيُقَال ابْن أبي القرد روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عمار تقتله الفئة الباغية قَالَ ابْن عبد البرّ حَدِيثه لَا يتَّصل زِيَاد بن الْحَارِث الصُّدَائي وصداء حيّ من الْيمن بَايع النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأذّن بَيْنَ يَدَيْهِ يُعَدُّ فِي المصريّين وَأهل الْمغرب قَالَ أتيتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبايعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَام وَبعث جَيْشًا إِلَى صداء فَقلت يَا رَسُول الله أُرْدُد الجيشَ وَأَنا لَكَ بِإِسْلَامِهِمْ فردّ الْجَيْش وكتبْتُ إِلَيْهم فَأقبل وفدُهم بِإِسْلَامِهِمْ فَأرْسل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إنّك مُطاعٌ فِي قَوْمك يَا أَخا صداء فَقلت بل الله هدَاهُم وَقلت ألاّ تؤمُرني عَلَيْهِم فَقَالَ بلَى وَلَا خير فِي الْإِمَارَة لرجل مُؤمن فَقلت حسبي ثُمَّ سَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسيرًا فسرتُ مَعَه فَانْقَطع عَنهُ أصحابُهُ فأضاء الْفجْر فَقَالَ لي أذّنْ يَا أَخا صداءّ فأذّنت زِيَاد بن حَنْظَلَة التَّمِيمِي قَالَ ابْن عبد البرّ لَهُ صُحْبَة وَلَا أعلم لَهُ روائةً وَهُوَ الَّذِي بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى قيس بن عَاصِم والزبرقان بن بدر ليتعاونوا عَلَى مُسَيْلمَة وطليحة وَالْأسود وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عليّ رَضِي الله عَنهُ وَشهد مَعَه مشاهده كلّها زِيَاد بن لبيد الخزرجي أَبُو عبد الله شهد بَدْرًا والعقبة وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على حَضرمَوْت توفّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ خرج إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بمكّة وَأقَام مَعَه حَتَّى هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فَهُوَ مُهَاجِرِي أَنْصَارِي 3 - (الْأَمِير زِيَاد بن أَبِيه) زِيَاد بن أَبِيه الْأَمِير اسْم أَبِيه عُبيد وادَّعاه مُعَاوِيَة أنّه أَخُوهُ والتحق بِهِ فعُرف بِزِيَاد بن أبي سُفْيَان وَاسْتشْهدَ مُعَاوِيَة بِجَمَاعَة فَشَهِدُوا عَلَى إِقْرَار أبي سُفْيَان بذلك وَكَانَتْ أمّه سميّة جَارِيَة الْحَارِث بن كلدة الثَّقَفِيّ فزوّجها الْحَارِث غُلَاما لَهُ روميّاً اسْمه عبيد وَجَاء أَبُو سُفْيَان إِلَى الطَّائِف فِي الجاهليّة فَوَقع عَلَى سميّة فَولدت زياداً عَلَى فرَاش عبيد وأقرّ أَبُو سُفْيَان أنّه من)

(أما واللهِ لَوْلَا خوفُ شَخْصٍ ... يَرَانَا يَا عليُّ مِنَ الأعادي) (لأَطْهَرَ أمرَه صَخْرُ بنُ حَربٍ ... وَلَمْ تكن الْمقَالة عَن زيادِ) (وَقَدْ طَالَتْ مجاملتي ثقيفاً ... وتَرْكي فِيهِمُ ثَمَرَ الفؤادِ) قَالَ فَذَاك الَّذِي يحمل مُعَاوِيَة عَلَى مَا صنع بِزِيَاد ولمّا ادّعى مُعَاوِيَة زياداً دخل عَلَيْهِ بَنو أميّة وَفِيهِمْ عبد الرَّحْمَن بن الحكم فَقَالَ يَا مُعَاوِيَة لَو لَمْ تَجِد إِلاَّ الزنج لاستكثرتَ بهم علينا قِلّةً وذِلّةً فَأقبل مُعَاوِيَة عَلَى مَرْوَان وَقَالَ أَخْرِجْ عنّا هَذَا الخليع فَقَالَ مَرْوَان وَالله إنّه لخليعٌ مَا يُطاق فَقَالَ مُعَاوِيَة وَالله لَوْلَا حلمي وتجاوزي لعَلِمت أنّه يُطَاق ألم يبلغنِي شعره فيَّ وَفِي زِيَاد ثُمَّ قَالَ لمروان أَسمِعْنيه فَقَالَ من الوافر (أَلا أَبلِغْ مُعاويةَ بنَ صَخْرٍ ... لَقَدْ ضاقَتْ بِما تَأْتِي اليَدانِ) (أًَتَغْضَبُ أَنْ يُقال أبوكَ عَفٌّ ... وتَرْضَى أَنْ يُقالَ أبوكَ زانِ) (فأَشْهَدُ أَنّ رَحْمَكَ مِنْ زِيادٍ ... كرَحْمِ الفِيلِ مِن وَلَدِ الأَتانِ) (وأَشْهَدُ أنّها حَمَلَتْ زِياداً ... وَصَخْرُ مِن سُمَيَّةَ غَيرُ دانِ) وتُروَى هَذِهِ الأبيات ليزِيد بن مفرّغ الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم وَابْن مفرّغ يَقُول أَيْضا من الوافر (شَهِدْتُ بِأَنَّ أُمّكَ لَمْ تُباشر ... أَبَا سُفيانَ واضِعة القناعِ) (ولكِنْ كَانَ أمرا فِيهِ لبْسٌ ... عَلَى وَجَلٍ شديدٍ وارتياعِ) وَيَقُول أَيْضا من المنسرح (إنّ زياداً ونافِعاً وَأَبا ... بكرَة عِنْدِي من أَعْجَبِ العَجَبِ) (هُمُ رجالٌ ثلاثةٌ خُلِقوا ... من رَحمِ أُنْثَى مخالفو النَسَبِ) (ذَا قرشيٌّ كَمَا بقول وذام مو ... لى وَهَذَا بزَعْمِهِ عَرَبِيّ) ) وَيُقَال لَهُ زِيَاد ين أَبِيه لِما وَقع فِي أَبِيه فِي الشّكّ وَيُقَال لَهُ أَيْضا زِيَاد بن سميّة ويكنّى أَبَا الْمُغيرَة وُلد هُوَ وَالْمُخْتَار سنة إِحْدَى من الْهِجْرَة فَأدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره وَأسلم فِي عهد أبي بكر وَسمع عمر بن الخطّاب واستكتبه أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي إمرته عَلَى الْبَصْرَة

التميمي التابعي

وَكتب لعبد الله بن عَامر وَلابْن عبّاس وللمغيرة بن شُعْبَة وولاّه مُعَاوِيَة المصرين وَهُوَ أوّل من وليهما جَمِيعًا وَقدم دمشق وروى عَنهُ ابْن سِيرِين وَالشعْبِيّ وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَغَيرهم وَأَبُو بكر أَخُوهُ لأمّه وَكَانَ زِيَاد أَولا من شيعَة عليّ بن أبي طَالب وَكَانَ عاملَه عَلَى فَارس ثُمَّ إنّه بعد موت عليّ صَالح وادّعاه فَصَارَ من شيعته واشتدّ عَلَى شيعَة عليّ وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى مُعَاوِيَة بقتل حُجْر بن عديّ وَأَغْلظ لِلْحسنِ بن عليّ فِي كتاب كتبه إِلَيْهِ فردّ عَلَيْهِ مُعَاوِيَة أقبح ردّ وَكَانَ قتّالاً سفّاكاً للدماء من جنس أَبِيه والحجّاج ولكنّه كَانَ خَطِيبًا فصيحاً وَبَعثه أَبُو مُوسَى رَسُولا ففتّشه عمر فَوَجَدَهُ عَالما بِالْقُرْآنِ وَأَحْكَامه وفرائضه وَسَأَلَهُ مَا صنعْتَ بأوّل عطائك فَذكر أنّه اشْترى بِهِ أُمَّهُ فَأعْتقهَا فسُرّ مِنْهُ عمر بذلك وتكلّم عِنْد عمر بِوَصْف فتح جَلُولَاء فَقَالَ عمر هَذَا الْخَطِيب المصقَع ثُمَّ ردّه إِلَى أبي مُوسَى ووصّاه بِهِ وَكَانَ زِيَاد طَويلا جميلاً يكسر إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَلَمْ يشْهد زِيَاد الْجمل وَاعْتذر من شكوى كَانَتْ بِهِ فعذره وَكَانَ يشتو بِالْبَصْرَةِ ويصيف بِالْكُوفَةِ قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ زِيَاد أَمِير الْبَصْرَة تابعيّ وَلم يكن يتّهم بِالْكَذِبِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي مكث زِيَاد عَلَى الْعرَاق تسع سِنِين مَا وضع لَبِنةً عَلَى لبنةٍ وَلَمْ يغْرس شَجَرَة وَهُوَ أوّل من جلس عَلَى الْمِنْبَر فِي الْعِيدَيْنِ وأذّن فيهمَا وأوّل من أحدث الْفَتْح عَلَى الإِمَام وَعَن أبي مليكَة قَالَ إنّي لأَطوفُ مَعَ الْحسن بن علِيّ فَقيل لَهُ قُتِل زِيَاد فَسَاءهُ ذَلِكَ فَقلت لَهُ وَمَا يسوؤك فَقَالَ الْقَتْل كفّارة لكلّ مُؤمن وَبلغ ابْن عمر أنّ زياداً كتب إِلَى مُعَاوِيَة إنّي قَدْ ضبطْتُ الْعرَاق بشمالي ويميني فارغُه يسْأَله أَن يولّيه الْحجاز واليمامة والبحرين فكَرِهَ ابْن عمر أَن يكون فِي ولَايَته فَقَالَ اللهمّ إِنَّك تجْعَل فِي الْقَتْل كفّارةً لمن شِئتَ من خلقك فموتاً لِابْنِ سميّة لَا قتلا قَالَ فَخرج فِي إِبهامه طاعونة فَمَا أَتَت عَلَيْهِ إِلاَّ جُمُعَة حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين فَبلغ ابنَ عمر موتُهُ فَقَالَ إِلَيْكَ يَا ابنَ سميّة لَا الدُّنْيَا بقيتْ لَمْ وَلَا الْآخِرَة أدركْتَ وَهُوَ مَعْدُود فِي دهاة الْعَرَب قَالَ ابْن حزم فِي كتاب الْفَصْل وَلَقَد امْتنع زِيَاد وَهُوَ فقعة القاع لَا عشيرة لَهُ وَلَا نسب وَلَا سَابِقَة) وَلَا قدم فَمَا أطاقه مُعَاوِيَة إِلاَّ بالمداراة حَتَّى أرضاه وولاّه 3 - (التَّمِيمِي التَّابِعِيّ) زِيَاد بن جَارِيَة بِالْجِيم وَالْيَاء آخر الْحُرُوف التَّمِيمِي دمشقي فَاضل من قدماء التَّابِعين لَا تُعلم لَهُ رِوَايَة إِلاَّ عَن حبيب بن مسلمة دخل مَسْجِد دمشق وَقد تَأَخَّرت صلَاتهم بِالْجمعَةِ فَقَالَ وَالله مَا بَعَثَ اللهُ نَبيا بعد مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمركُم بِهَذِهِ الصَّلَاة فَأدْخل الخضراءَ وقُطع رَأسه فِي زمن الْوَلِيد وَكَانَ قلته فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد البيطار الْأمَوِي) زِيَاد بن عبد الله الأُسوار بن يزِيد بن مُعَاوِيَة أَبُو

خال السفاح

محمَد القُرَشي الْأمَوِي كَانَ من وُجُوه بني حَرْب ودارُهُ بِدِمَشْق فِي ربض بَاب الْجَابِيَة ووجَهه الْوَلِيد بن يزِيد إِلَى دمشق حِين بلغه خُرُوج يزِيد بن الْوَلِيد فَأَقَامَ بِذَنبِهِ وَلم يصنعن شَيْئا ثمَّ مضى إِلَى حمص وَخرج مِنْهَا فِي الْجَيْش إِلَى دمشق للطلب بِدَم الْوَلِيد بن يزِيد فَأخذ وحُبس فِي الخضراء إِلَى أَن بُويع مَرْوَان بن محمدَ فَأَطْلقهُ ثمَّ إِنَّه حَبسه بحرّان بعد ذَلِك ثمَّ أطلقهُ ثمَّ خرج بِقِنِّسْرِينَ ودعا إِلَى نَفسه فَبَايعهُ أُلُوف وَزَعَمُوا أنّه السفياني ثمَّ لقِيه عبد الله بن عَليّ فَكَسرهُ وَلم يزل مستخفياً حَتَّى قُتل بِالْمَدِينَةِ وذُكر أنّه كَانَ يُقَال لَهُ البيطار لأنّه كَانَ صَاحب صيد وَكَانَ مختفياً بقباء نَاحيَة أُحد فدلّ عَلَيْهِ زِيَاد بن عُبيد الله الْحَارِثِيّ وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة فَخرج إِلَيْهِ النَّاس فَخرج عَلَيْهِم أَبُو محمّد فَقَاتلهُمْ وَكَانَ من أرمى النَّاس فكثروه فَقَتَلُوهُ فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة أَو قبل ذَلِك 3 - (خَال السفّاح) زِيَاد بن عبيد الله بن عبد الله الْحَارِثِيّ خَال السفّاح وَفد على عبد الْملك وَقيل على مَرْوَان بن محمّد وجدّه عبد الله وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ اسْمه عبد الْحجر بن عبد المدان فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَولي زِيَاد الْحَرَمَيْنِ للسفّاح والمنصور وَأقَام الحجّ للنَّاس سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة ثمَّ عَزله الْمَنْصُور وتوفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة 3 - (ابْن أبي زِيَاد الْقَارئ) زِيَاد بن ميسرَة وَهُوَ زِيَاد بن أبي زِيَاد الْمدنِي مولى عبد الله بن عَيَّاش ابْن أبي ربيعَة المخزوم روى عَن مَوْلَاهُ ابْن عيّاش وأُسامة بن زيد وَغَيرهم وَقدم على عمر بن عبد) الْعَزِيز وَكَانَت لَهُ مِنْهُ منزلةٌ وَكَانَت لَهُ بِدِمَشْق دَار بِنَاحِيَة القلانسيّين وَفِيه يَقُول الفرزدق وَقد أذن لَهُ عمر بن عبد الْعَزِيز وحجب جمَاعَة من الأمويّين فَسَأَلَ الفرزدق عَنهُ فَقيل لَهُ رجل من أهل الْمَدِينَة من القّراء عبد مَمْلُوك من الْبَسِيط (يَا أيّها الْقَارئ المقضُّي حاجتُه ... هَذَا زمانُك إنّي قد مَضى زَمَني) وَكَانَ زِيَاد عابداً يلبس الصُّوف وَيكون وَحده وَلَا يكَاد يُجَالس أحدا وَفِيه لكنه وَكَانَ لَا يَأْكُل اللَّحْم وأعانه النَّاس فِي فكاك رَقَبته وأسرع النَّاس فِي ذَلِك ففضل بعد الَّذِي قوطع عَلَيْهِ مَال كثير وفردّه زِيَاد إِلَى من كَانَ أَعَانَهُ بِالْحِصَصِ وكتبهم عِنْده وَلم يزل يَدْعُو لَهُم حَتَّى مَاتَ

الثعلبي الكوفي

3 - (الثَّعْلَبِيّ الْكُوفِي) زِيَاد بن علاقَة بن مَالك الثَّعْلَبِيّ أحد الثِّقَات المعمّرين روى عَنهُ عمّه قُطْبَة بن مَالك والمغيرة بن شُعْبَة وَجَرِير بن عبد الله البَجلِيّ وأُسامةُ بن شريك وَعَمْرو بن مَيْمُون الأزْدي وَجَمَاعَة قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وعاش مائَة سنة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْخُرَاسَانِي) زِيَاد بن سعد الْخُرَاسَانِي نزيل مكّة كَانَ عَالما بِحَدِيث الزُّهْرِيّ قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة ثَبت وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة 3 - (أَبُو خِدَاش اليحمُدي) زِيَاد بن الرّبيع اليحمدي أَبُو خِدَاش الْبَصْرِيّ وثّقه أَبُو دَاوُد وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وتوفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (البكّائي رَاوِي السِّيرَة) زِيَاد بن عبد الله بن الطُّفَيْل البكّائي العامري الْكُوفِي صَاحب رِوَايَة السِّيرَة النبويّة عَن ابْن إِسْحَاق وَهُوَ أتقن من رَوَاهَا عَنهُ قَالَ ابْن معِين ثِقَة فِي إِسْحَاق فأمّا فِي غَيره فَلَا وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة 3 - (شَبَطون الْمَالِكِي) زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن شبطون الشين المعجم وَالْبَاء الموحّدة مفتوحتين والطاء الْمُهْملَة وَبعد الْوَاو نون الْفَقِيه اللَّخْمِيّ عَالم الأندلس وتلميذ مَالك

الحافظ أبو هاشم دلويه

وَكَانَ أول من أَدخل مَذْهَب مَالك إِلَى) الأندلس وَقبل ذَلِك كَانُوا يتفقّهون للأوزاعي وَغَيره وَكَانَ أحد النسّاك الورعين أَرَادَهُ هِشَام صَاحب الأندلس على الْقَضَاء فَأبى وهرب وتوفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَسمع من مُعَاوِيَة بن صَالح وتزوّج بابنته وروى عَنهُ وَعَن مَالك وَاللَّيْث وَسليمَان بن بِلَال وَيحيى بن أيّوب ومُوسَى بن عليّ بن رَبَاح وَأبي معشر نجيح وَجَمَاعَة وَكَانَ ناسكاً ورعاً وَجَاء إِلَيْهِ كتاب بعض الْمُلُوك يسْأَله عَن كفتي الْمِيزَان أمِن ذهب هِيَ أم من وَرق فَكتب فِي الْجَواب حدّثنا مَالك عَن الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه 3 - (الْحَافِظ أَبُو هَاشم دلويه) زِيَاد بن أيّوب أَو هَاشم الطوسي الْحَافِظ دلويه وَيُقَال لَهُ شُعْبَة الصَّغِير لإتقانه ومعرفته روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مَرْوَان الجُذامي) زِيَاد بن عبد الْعَزِيز بن أحم بن زِيَاد الجُذامي أَبُو مَرْوَان الشَّاعِر كَانَ بارعاً فِي الْآدَاب بليغاً أخباريّاً لَهُ تصانيف فِي فنون توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَمن شعره 3 - (زِيَاد الله) 3 - (صَاحب إفريقيّة) زِيَاد الله بن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب وَقد تقدّم ذكر وَالِده فِي مَكَانَهُ كَانَ زِيَاد الله هَذَا أفضل أهل بَيته وأفصحهم لِسَانا وَكَانَ يَقُول الشّعْر قَالَ صَاحب كتاب الْإِشْعَار بِمَا للملوك من النَّوَادِر والأشعار وَلَا نعلم أحدا قبله تسمّى بِزِيَادَة الله اعتنى بِهِ وَالِده وَكَانَ لَا يقدمُ عَلَيْهِ أحد من الْأَعْرَاب وَالْعُلَمَاء بالعربيّة وَالشعرَاء إِلَّا أصْحَبَهم ابْنه زِيَادَة الله وَأمرهمْ بملازمته وَملك أفريقية وثار عَلَيْهِ ثوّار بِسَبَب سفكه الدِّمَاء وأل أمره إِلَى أَن خرج أَكثر إفريقيّة عَن يَده حَتَّى القيروان وانحصر فِي مَدِينَة الْقصر الْقَدِيم ثمَّ زحف بِأَهْل

صاحب القيروان

بَيته وخاصّته وعزم على المناجزة فظفر بِأَهْل القيروان فَقَالَ لَهُ أهل بَيته وخاصّته دعْنا نبدأ بالقيروان فقد علمت مَا لَقينَا مِنْهُم فنهاهم عَن ذَلِك فَلم يزَالُوا يعاودونه حَتَّى استشاط غَضبا وَقَالَ لم يكن مِنْكُم معي أحد حِين ضَاقَ الْأَمر وَأَنا خَائِف على روحي وحرمي فعاهْدتُ الله عزّ وجلّ ودموعي تجْرِي إنْ نصرني وأظفرني أَن أعفو وأصفح وَلما تألبت الْجند عَلَيْهِ وَكَتَبُوا إِلَيْهِ أَن ارحلْ عَن) إفريقيّة قَالَ لَهُ سُفْيَان بن سوَادَة مكِّنّي من ديوَان جندك أنتقي مِائَتي فَارس ثمَّ أَسِير إِلَى نفزاوة فَإِن ظفرتُ كَانَ مَا تحبّ وَإِن تكن الْأُخْرَى عملْتُ بِرَأْيِك فمكّنه فآل أمره إِلَى أَن هزم عَامر بن نَافِع أحد الثوّار وَلم ينهزم قطّ وَمَا زَالَت الفتوحات تتوالى حَتَّى استقامت لَهُ إفريقية وانقطعت الْفِتْنَة وَكَانَت مدّتها على زِيَادَة الله ثَلَاث عشرَة سنة وَكَانَت أختِ عَامر بن نَافِع قَالَت أيّام الْفِتْنَة وَالله لأجْعَلَنِّ أُمَّ زِيَادَة الله تطبخ لي بيساراً فَهُوَ الَّذِي يصلح لَهَا فلمّا ظفر زِيَادَة الله بالقيروان أَمر أمّه أَن تطبخ فولاً وتبسيرّه إِلَى أُخْت عَامر وَقَالَ للرسول قل لَهَا إنّي طبخت وأبررت قسمك فَقَالَت أُخْت عَامر قد قدرْتِ فافعلي مَا شئتِ وبكت وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وعشين وَمِائَتَيْنِ وَله خَمْسُونَ سنة ومدّته إِحْدَى وَعشْرين سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَثَمَانِية أيّام وَسَيَأْتِي ذكر حفيده أَيْضا وَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى الْمَأْمُون وَهُوَ سَكرَان وَقد أَتَاهُ رَسُوله بِمَا لَا يحبّ من الطَّوِيل (أَنا النارُ فِي أحجارِها مستكنذة ... فَإنْ كُنتَ مِمَنْ يقْدَح النارَ فاقْدحِ) (أَنا الليثُ يحيم غِيله بزئيره ... فإنْ كُنتَ كَلْباً حانَ موتُكَ فافرَحِ) 3 - (صَاحب القيروان) زِيَاد الله بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن محمّد بن الْأَغْلَب أَبُو مَنْصُور ابْن أبي العبّاس التَّمِيمِي صَاحب القيروان وَكَانَ أَبوهُ وجدّه ومحمّد أَخُو جدِّ جدّه وجدّ أَبِيه وأخو جدِّ أَبِيه كلهم قد ولي إفريقيّة وَكَانَ هَذَا قد دخل فِي طَاعَة المكتفي وَأهْدى إِلَيْهِ هَدَايَا من جُمْلَتهَا عشرَة آلَاف دِرْهَم فِي كل دِرْهَم عشرَة دَرَاهِم وَألف دِينَار وكلّ دِينَار عشرَة دَنَانِير وَكتب على كلّ دِرْهَم فِي أحد وجهيه من الْكَامِل (يَا سائراً نَحوَ الْخَلِيفَة قل لَهُ ... أنْ قد كَفاك الله أَمرك كلَّهُ) (بِزِيَادَة الله بن عبد الله سي ... فِ الله من دون الخليفةِ سَلَّهُ) وَفِي الْوَجْه الآخر (مَا يَنْبَري لَك بالشقاق مخالِفٌ ... إِلَّا استباحَ حريمه وأذَلَّهُ) (من لَا يرى لَك طَاعَة فَالله قد ... أعماه عَن سُبُل الْهدى وأضَلَّهُ)

الألقاب

قَالَ محمّد بن يحيى الصولي وَابْن الإغلب هَذَا من ولد الإغلب بن عَمْرو الْمَازِني وَكَانَ عَمْرو من أهل الْبَصْرَة ولاه الرشيد الغرب بعد أَن مَاتَ إِدْرِيس ابْن عبد الله بن حسن فَمَا) زَالَ بالمغرب إِلَى أَن توفّي وَخَلفه ابْنه الْأَغْلَب ابْن عَمْرو ثمَّ أَوْلَاده إِلَى أَن صَار الْأَمر إِلَى زِيَادَة الله هَذَا وذُكر أنّه أَقَامَ بِمصْر شهوراً ثمَّ توفيّ قَالَ ابْن عَسَاكِر الْحَافِظ بَلغنِي أنَّه توفّي بالرملة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَلَاث مائَة وَدفن بالرملة فساخ بِهِ قَبره فسُقّف عَلَيْهِ وَترك مَكَانَهُ وَكَانَ لَهُ غُلَام فَحل صبي يدعى خطابا وَهُوَ اسْمه فِي السكَك فسخط عَلَيْهِ وَقَيده بِقَيْد من ذهب فَدخل يَوْمًا من الأّيام صَاحبه على الْبَرِيد وَهُوَ عبد الله بن الصَّائِغ فلمّا رأى الْغُلَام مقيّداً تأخَر قَلِيلا وَعمل بَيْتَيْنِ وَكتب بهما إِلَى زِيَادَة الله وهما من الْبَسِيط (يَا أيّها الْملك الميمون طائرُه ... رفْقاً فإنَ يَد المعشوق فَوق يدِكْ) (كم ذَا التجلّد والأحشاء زاحفة ... أُعيذُ قلبَك أنْ يَسْطُو على كبدِكْ) فَأطلق الْغُلَام وَرَضي عَنهُ وَأعْطى عبد الله الْقَيْد الذَّهَب ولزيادة الله هَذَا أَخْبَار حسان فِي الْجُود لكنّه أَكثر من شرب الْخمر والمجون وَالْفساد وَاتخذ ندامى يتصافعون قدامه ويتّخذون مثانات الْغنم مَفْتُوحَة تَحت البُسُط فَإِذا دخل عَلَيْهِ الْجَلِيل من رِجَاله وَجلسَ عَلَيْهَا انشقّت وَسمع صَوتهَا فَخَجِلَ الرجل ويضحك أَصْحَابه ففسدت حَاله واختلّ ملكه وَمَال النَّاس إِلَى السَّعْي عَلَيْهِ وَآل أمره إِلَى أَن أُجلي عَن مَدِينَة رقّادة وانقرضت دولة بني الْأَغْلَب على يَده وَكَانَ لَهَا مِائَتَا سنة واثنتا عشرَة سنة وهرب من رقّادة فِي شهر رَجَب سنة ستّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره من الْخَفِيف (سرق الصيفُ للشتاء عَشيَّةْ ... تحفةً للزمان كَانَت خَبيَّهْ) (فحقيقٌ لَهَا على كلِّ حُرٍّ ... أَن يحثّ الأرطالَ فِيهَا بنيْه) زِيَاد الله بن جهور اللَّخْمِيّ قَالَ ورد عليَّ كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من محمّد رَسُول الله إِلَى زِيَادَة بن جهور أمّا بعد فإنّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إلاّ هُوَ وَفِي بعض الرِّوَايَات أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إلاّ هُوَ (الألقاب) أَبُو زِيَاد الْأَعرَابِي اسْمه يزِيد بن الحرّ القَاضِي الزبادي الْحسن بن عُثْمَان الزبادي النَّحْوِيّ إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان ابْن الزيتوني المتكلّم اسْمه عبد السيّد بن عليّ)

زيد

(زيد) 3 - (زيد بن سراقَة) توفّي سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ صَاحِبي قُتل يَوْم جسر أبي عبيد بالقادسيّة 3 - (أَبُو عَمْرو الْأنْصَارِيّ) زيد بن أَرقم أَبُو عَمْرو وَيُقَال أَبُو عَامر وَيُقَال أَبُو سعيد وَيُقَال أَبُو سعد وَيُقَال أَبُو أُنيسة الْأنْصَارِيّ الخزرجي أوّل مُشَاهدَة الْمُريْسِيع مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وغزا مَعَه سَبْعَة عشرَة غَزْوَة وَكَانَ يَتِيما فِي حجر عبد الله بن رَوَاحَة فَخرج بِهِ ابْن رَوَاحَة إِلَى غَزْوَة مُؤْتَة يردفه على رَحْله وَشهد مَعَ عليّ الْمشَاهد وَسكن الْكُوفَة وَبنى بهَا دَارا فِي كِنْدَة وَهُوَ أحد الَّذين استصغرهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحُد فردَهم وهم زيد بن أَرقم وَزيد بن ثَابت وَابْن عمر وأُسام بن زيد والبَرَاء بن عَازِب وعرابة بن أَوْس وَرجل من بني حَارِثَة وَرَافِع فتطاول لَهُ رَافع فَأذن لَهُ وَجَابِر بن عبد الله وَلَيْسَ بِالَّذِي يُروى عَنهُ الحَدِيث وَسعد بن حبتة وَزيد بن جَارِيَة وَعَاد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيد بن أَرقم من رمدٍ بِهِ وَأخْبرهُ أنّه يعمى بعده فَعميَ ثمَّ ردّ الله عَلَيْهِ بَصَره وَهُوَ الَّذِي أنكر على يزِيد نَكْتَهُ بالقضيب ثنايا الْحُسَيْن وَهُوَ الَّذِي رفع إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَول عبد الله بن أُبَيّ لَا تُنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفَضّوا وَلَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجنَّ الأعزُّ مِنْهَا الأذلّ فَأنْكر ابْن أبيّ فصدّقه الله بِالْقُرْآنِ وَتُوفِّي سنة سِتّ أَو ثَمَان وستّين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو أُسَامَة الْمدنِي) زيد بن الخطّاب روى عَن ابْن عمر وَجَابِر وَأَبِيهِ أسلم وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وأيّوب وَيحيى بن سعيد وَمَالك وَالثَّوْري وَمعمر وَابْن عُيينة وَبَنوهُ عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأُسَامَة وَغَيرهم وَكَانَ مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز فِي خِلَافَته واستقدمه الْوَلِيد بن يزِيد فِي جمَاعَة من فُقَهَاء الْمَدِينَة مستفتياً لَهُم فِي الطَّلَاق قبل النِّكَاح ولّما ولي عمر بن عبد الْعَزِيز

الأنصاري

أدنى زيد بن أسلم وجفا الأحوصَ فَقَالَ الْأَحْوَص من الطَّوِيل (ألستَ أَبَا حَفْص هُديتَ مُخبِّري ... أَفِي الحقّ أَن أقْصَى ويُدنَي ابنُ أسلما) فَقَالَ عمر ذَلِك الحقّ وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ ثِقَة كثير) الحَدِيث قَالَ يَعْقُوب بن عبد الله بن الأشجّ اللهمّ إِنَّك تعلم أَنه لَيْسَ أحد من الْخلق أعزّ عليّ من زيد بن أسلم اللهمّ فِزدْ فِي عمر زيد بن أسلم من أَعمار النَّاس وأبدأ بِي وَأهل بَيْتِي وبأعمارنا فربمّا قَالَه ابْن أسلم أَرَأَيْت طلبتَ حَياتِي لي أَو لنَفسك قَالَ لنَفْسي قَالَ فَبِأَي شَيْء تمنّ عَليّ فِي شَيْء طلبته لنَفسك وَقَالَ ابْن عدي هُوَ من الثِّقَات وَلم يمْتَنع أحد من الرِّوَايَة عَنهُ حدّث عَنهُ الأئمّة وَقَالَ ابْن زيد رَأَيْت أبي فِي الْمَنَام وَعَلِيهِ قلنسوة طَوِيلَة فَقلت يَا أبتي مَا فعل الله بك قَالَ زيَنني بزينة الْعلم قلت فَأَيْنَ مَالك بن أنس فَقَالَ مَالك فَوق فَوق وَيرْفَع رَأسه حَتَّى سَقَطت القلنسوة عَن رَأسه وتوفّي بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاث أَو سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقيل سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين 3 - (الْأنْصَارِيّ) زيد بن ثَابت بن الضَّحَّاك بن زيد أَبُو سعيد وَيُقَال أَبُو حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي النجاري الْمدنِي الفرضي أحد كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تعلم لَهُ السريانّية فِي سَبْعَة عشر يَوْمًا وَاعْتمد عَلَيْهِ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فِي جمع الْقُرْآن وكتبة الْمَصَاحِف وتحاكم إِلَيْهِ عمر وأبيّ بن كَعْب فِي منزله وَكَانَ مَعَ عمر لما خطب بالجابية وتولّي قسْمَة الْغَنَائِم باليرموك وَشهد الدَّار مَعَ عُثْمَان وَكَانَ يذبّ عَنهُ وَكَانَ يَقُول يَا للْأَنْصَار كونُوا أنصاراً لله مرّتين انصروه وَالله إنّ دَمه لحرام وَأَخُوهُ يزِيد أكبر مِنْهُ وَشهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ يَوْم الْيَمَامَة قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من الْأَنْصَار وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي بعث إِلَيْهِ فَكَتبهُ وَقَالَ أجازني رَسُول الله يَوْم الخَنْدَق وكساني قبطيةً وَقَالَ أنس جمع الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أربعةُ كلُّهم من الْأَنْصَار أبيّ بن كَعْب ومعاذ بن جبل وَزيد بن ثَابت وَرجل من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو زيد وَزَاد الشّعبِيّ وَأَبُو الدَّرْدَاء وَسعد بن عُبيد وَكَانَ المجمّع بن جَارِيَة قد بَقِي عَلَيْهِ سُورَة أَو سورتان وَعَن عطيّة بن قيس الْكلابِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم من أحبّ أَن يقْرَأ الْقُرْآن غضاً أَو غريضاً فليقرأه بِقِرَاءَة زيد

الكيس النمري النساب

وَعَن أنس عَن النَّبِي أرحَمُ أمّتي بأمّتي أَبُو بكر وأشدّهم فِي دين الله عمر وأصدقهم حَيَاء عُثْمَان وأفرضهم زيد بن ثَابت وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كَعْب أعلمهم بالحلا وَالْحرَام معَاذ) بن جبل وإنّ لكلّ أمّة أَمينا وَأمين هَذِه الْأمة أَبُو عُبَيْدَة بن الجرّاح وَفِي رِوَايَة ابْن عمر بعد ذكر عُثْمَان وأقضاهم عليّ وَفِي رِوَايَة أبي محجن وإنّ أعلمهم بالناسخ والمنسوخ معَاذ وَقَالَ الشّعبِيّ غلب زيد بن ثَابت النَّاس على اثْنَتَيْنِ الْفَرَائِض وَالْقُرْآن وَكَانَ زيد يكْتب الْكِتَابَيْنِ جَمِيعًا العربيّة والعبرانيّة وأوّل مشْهد شهده مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الخَنْدَق وَهُوَ ابْن خَمْسَة عشر سنة وَكَانَ مّمن ينْقل التُّرَاب يومئذٍ مَعَ الْمُسلمين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما إنّه نعم الْغُلَام وَقَالَ سُلَيْمَان بن يسَار مَا كَانَ عمر وَعُثْمَان يقدّمان على زيد بن ثَابت أحدا فِي الْقَضَاء وَالْفَتْوَى والفرائض وَالْقِرَاءَة وَقَالَ أَحْمد بن عبد الله الْعجلِيّ النَّاس على قِرَاءَة زيد وَفرض زيد وتوفّي بِالْمَدِينَةِ سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَو أَربع أَو خمس أَو ستّ وَخمسين وَقيل سنة خَمْسَة أَو ثَمَان وَأَرْبَعين وصَلى عَلَيْهِ مَرْوَان وارتجّت الْمَدِينَة لمَوْته وَكثر الْبكاء عَلَيْهِ وَقَالَ حسّان بن ثَابت من الطَّوِيل (فَمن للقوافي بعد حسّان وَابْنه ... وَمن للمثاني بعد زيد بن ثابتِ) 3 - (الكيّس النمري النسّاب) زيد بن الْحَارِث بن حَارِثَة بن هِلَال يَنْتَهِي إِلَى سعد بن الْخَزْرَج هُوَ الكيّس النمري النسّاب قَالَ عبد الرَّحْمَن بن حسّان بن ثَابت يفتخر من الوافر (وحَكِّم دغفلاً وأرْحلْ إِلَيْهِ ... وَلَا تَدَعِ المطيَّ من الكلالِ) (وَعند الكّيس النمري علمٌ ... وَلَو أَمْسَى بمنخرقِ الشمالِ) وَقيل مُصعب بن الكيّس هُوَ النسّاب وَكَانَ يعدل بدغفل وَقَالَ الْكُمَيْت من الوافر (وَمَا ابْن الكيّس النمري مِنْكُم ... وَمَا أَنْتُم هُنَاكَ بدغفلينا) وَقيل الكيّس هُوَ مَالك بن شرَاحِيل بن زيد بن الْحَارِث بن حَارِثَة بن هِلَال كلّهم ينْسب من عبيد إِلَى الكيّس يَعْنِي كلّهم نسّاب يعلم النّسَب زيد بن مربع الْأنْصَارِيّ من بني حَارِثَة قَالَ يزِيد بن شبيان أَتَانَا ابْن مربع يَعْنِي فِي الحجّ فَقَالَ أَتَانَا النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ كونُوا على مشارعكم فَإِنَّكُم على إرثٍ من إِرْث إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ولزيد هَذَا ثَلَاثَة إخْوَة عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ومرارة وَقيل إنّ ابْن مربع هَذَا اسْمه عبد الله وَقيل إِنَّه لَيْسَ بِأَخ للمذكورين

السعدي

3 - (السَّعْدِيّ) ) زيد بن حلبّة بن مرداس العسدي الْبَصْرِيّ أحد الفصحاء الوافدين على مُعَاوِيَة قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة ولاّه ابْن عَارِم شرطته وَكَانَ شريفاً فِي الْإِسْلَام وَكَانَ الْأَحْنَف يَقُول طالما خرقتُ النِّعَال إِلَى زيد بن حلبّة أتعلَّمُ مِنْهُ الْمُرُوءَة وَلما بعث عُثْمَان من الْأَمْصَار بالمصاحف بعث إِلَى أهل الْبَصْرَة بمصحفٍ دفع إِلَى زيد بن حلبة مُصحفا فهم يتوارثونه ولمّا قدمت عَائِشَة الْبَصْرَة عقدت خمارها لولد زيد بن حلبة فبقيّتُهُ عِنْدهم 3 - (حِبّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) زيد بن حَارِثَة أَبُو أُسَامَة الْكَلْبِيّ مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحِبُّه وأوّلُ من أسلم بعد خَدِيجَة فِي قَول وَشهد بَدْرًا وَمَا بعْدهَا واستخلفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَدِينَة فِي غَزْوَة الْمُريْسِيع وأمّره على سبع سَرَايَا وَكَانَ مقدّم الْأُمَرَاء فِي جَيش مُؤْتَة وَبهَا اسْتشْهد وَكَانَت أمّه سعدى بنت ثَعْلَبَة من طيّ زارت قَومهَا فأغير عَلَيْهِم فَسبوا زيدا صَغِيرا فَبيع بمكّة فاشترته خَدِيجَة فوهبتْهُ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعْتقهُ وتبنّاه فَصَارَ يُدعَى زيد بن محمّد حَتَّى نزلت أُدعوهم لِآبَائِهِمْ وآخى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين حَمْزَة وزوّجه حاضنته أمّ أَيمن فَولدت لَهُ أُسَامَة بن زيد ثمَّ زوّجه بنت عمّته زَيْنَب بنت جحش وَزيد هَذَا هُوَ الْمَذْكُور فِي سُورَة الْأَحْزَاب وَقَالَ الزُّهْرِيّ مَا علمنَا أحدا أسلم قبل زيد بن حَارِثَة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا لم يغز لم يُعْط سلاحه إلاّ عليّاً وزيداً وَفِي زيد يَقُول آبوه حَارِثَة بن شرَاحِيل حِين فَقده من الطَّوِيل (بكيتُ على زيدٍ وَلم أدرِ مَا فَعَلْ ... أحيٌّ يُرَجَّى أم أَتَى دونه الأجَلْ) (فوَاللَّه مَا أَدْرِي وَإِن كنتُ سَائِلًا ... أغالَك سهل الأَرْض أم غالك الجَبَلْ) (فيا لَيْت شعري هَل لَك الدَهْرَ رجعةٌ ... فحسبي من الدُّنْيَا رجوعك لي بَجَلْ) (تُذكُرُنيه الشَّمْس عِنْد طُلُوعهَا ... وَتعرض ذكرَاهُ إِذا قَارب الطَفَلْ) (وَإِن هّبت الْأَرْوَاح هيّجن ذكَره ... فيا طول مَا خزني عَلَيْهِ وَيَا وَجَلْ) (سأعملُ نصّ العيس فِي الأَرْض جاهداً ... وَلَا أسأم التطواف أَو تسأم الأبلْ) (حَياتِي أَو تَأتي عليَّ منيّتي ... وكلّ امْرِئ فانٍ وَإِن غرّه الأملْ)

(سأوصي بِهِ قيسا وعمراً كليهمَا ... وأوصي يزيداً ثمّ من بعده جَبَلْ) يَعْنِي بذلك جبلة بن حَارِثَة أَخا زيد وَكَانَ أكبر من زيد وَيَعْنِي يزيدَ أَخا زيد لأمّه وَهُوَ يزِيد) بن كَعْب بن شرَاحِيل فحجّ نَاس من كلب فَرَأَوْا زيدا فعرفهم وعرفوه فَقَالَ لَهُم أبْلِغوا أَهلِي هَذِه الأبيات فإنّي أعلم أَنهم قد جزعوا عليّ فَقَالَ من الطَّوِيل (أحِنُّ إِلَى قومِي وإنْ كنتُ نَائِيا ... فإنّي قعيد الْبَيْت عِند المشاعِرِ) (فكُفُّوا من الوجد الَّذِي قد شجاكُمُ ... وَلَا تُعْمِلوا فِي الأَرْض نصّ الأباعرِ) (فإنّي بِحَمْد الله فِي خيرِ أسرْةٍ ... كرامِ معدّ كَابِرًا بعد كابرِ) فَانْطَلق الكلبيّون فأعلموا أَبَاهُ فَقَالَ ابْني وربّ الْكَعْبَة ووصفوا لَهُ موضعَهُ وَعند مَنْ هُوَ فَخرج حَارِثَة وَكَعب ابْنا شرَاحِيل لفدائه وقدما مكّة ودخلا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد فَقَالَا يَا ابْن عبد المطّلب يَا ابْن سيّد قومه أَنْتُم أهل حرم الله وجيرانه تفكّون العاني وتطعمون الْأَسير جئْنَاك فِي ابننا عنْدك فامنُنْ عنيا وأحْسِن إِلَيْهَا فِي فدائه قَالَ من هُوَ قَالَا زيد بن حَارِثَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فهلاّ غير ذَلِك قَالَا مَا هُوَ قَالَ أُدْعوه فَخيرّوه فَإِن أختاركم فَهُوَ لكم وَإِن اختارني فوَاللَّه مَا أَنا بِالَّذِي أخْتَار على من اختارني أحدا قَالَا قد زدتَنا على النّصْف وأحسنْتَ فَدَعَاهُ فَقَالَ هَل تعرف هَؤُلَاءِ قَالَ نعم قَالَ من هَذَا قَالَ أبي وَهَذَا عمّي قَالَ فَأَنا من قد علمتَ ورأيتَ صحبتي لَك فاخْتَرْني أَو اخترهما قَالَ زيد مَا أَنا بِالَّذِي أتختار العبوديّة على الحرّية وعَلى عمّك قَالَ نعم قد رأيتُ من هَذَا الرجل شَيْئا مَا أَنا بِالَّذِي إختار عَلَيْك أحدا أَنْت مني مَكَان الْأَب وَالْعم فَقَالَا وَيحك يَا زيد أخْتَار عَلَيْهِ أحدا أبدا فلماّ رأى رَسُول الله ذَلِك أخرجه إِلَى الْحجر فَقَالَ يَا من حضر اشْهَدُوا أَن زيدا ابْني يَرِثنِي وأرِثُهُ فلمّا رأى ذَلِك أَبوهُ وعمّه طابت نفوسُهُما فانصرفا ودُعي زيد بن محمدّ حتّى جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ فَنزلت أُدْعُوهم لِآبَائِهِمْ فدُعي يَوْم ذَاك زيد بن حَارِثَة ودُعي الأدعياء إِلَى آبَائِهِم فدُعي الْمِقْدَاد بن عَمْرو وَكَانَ يُقَال لَهُ قبل ذَلِك ابْن الْأسود لأنّ الْأسود بن عبد يَغُوث كَانَ قد تبنّاه وَعَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمّر أُسَامَة على قوم فطعن النَّاس فِي إمارته فَقَالَ أَن تطعنوا فِي إمارته فقد طعنتم فِي إِمَارَة أَبِيه وأيم الله إِن كَانَ لخليقاً للإمارة وَإِن كَانَ لمن أحبّ النَّاس إليّ وإنّ ابنّه هَذَا لأحبُّ النَّاس إليّ بعده فَاسْتَوْصُوا بِهِ خيرا فإنّه من خياركم وقُتل زيد طَعنا بِالرِّمَاحِ شَهِيدا فصلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ اسْتَغْفرُوا لَهُ وَقد دخل الجنّة وَهُوَ يسْعَى وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَعَن خَالِد بن سمير قَالَ لمّا أُصيب زيد بن حَارِثَة أَتَاهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) فجهشت بنت زيد فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى انتحب فَقَالَ لَهُ سعد بن عبَادَة

والد أمير المدينة

يَا رَسُول الله مَا هَذَا قَالَ هَذَا شوق الحبيب إِلَى حَبِيبه 3 - (وَالِد أَمِير الْمَدِينَة) زيد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الْعلوِي الحسني الْمدنِي وَالِد الْحسن ابْن زيد أَمِير الْمَدِينَة الَّذِي مدحه ابْن هرمة معرّضاً ببني عمهّ فِي وَقَوله على هن وَهن وروى زيد عَن أَبِيه وَابْن عبّاس وَجَابِر وروى عَنهُ ابْنه الْحسن بن زيد وَقدم على الْوَلِيد بن عبد الْملك لخصومةٍ وَقعت بَينه وَبني ابْن عمّه أبي هَاشم عبد الله ابْن محمّد بن الحنفيّة فِي ولَايَة صدقَات عَليّ بِالْمَدِينَةِ لأنّ عليَاً اشْترط فِي صدقته أنّها إِلَى ذِي الدّين وَالْفضل من أكَابِر وَلَده فانتهت صدقته فِي زمن الْوَلِيد إِلَى زيد ابْن الْحسن فنازعه فِيهَا أَبُو هَاشم وَقَالَ أَنْت تعلم أنّي وإيّاك فِي النّسَب سَوَاء إِلَى جدّنا عليّ وَإِن كَانَت فَاطِمَة لم تلدني وولدتك فإنّ هَذِه الصَّدَقَة لعليّ وَلَيْسَت لفاطمة وَأَنا أفقهُ مِنْك وَأعلم بِالْكتاب والسنّة حَتَّى طَالَتْ الْمُنَازعَة بَينهمَا فَخرج زيد من الْمَدِينَة إِلَى الْوَلِيد بِدِمَشْق فَكثر عِنْده على أبي هَاشم وأعلمه أنّ لَهُ شيعَة بالعراق يتّخذونه إِمَامًا وأنّه يَدْعُو إِلَى نَفسه فتزوّج الْوَلِيد نفيسة بنت زيد بن الْحسن وأحضر أَبَا هَاشم وسجنه مدّةً فوفد فِي أمره عليّ بن الْحُسَيْن فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا بَال آل أبي بكر وَآل عمر وَآل عُثْمَان يتقرّبون بآبائهم فيكرَّمون ويُحَبّون وَآل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتقرّبون بِهِ فَلَا يَنْفَعهُمْ ذَلِك فبِنَ حبستَ ابْن عمي عبد الله بن محمّد طول هَذِه المدّة فَقَالَ بقول ابْن عمّكما زيد بن الْحسن فَقَالَ عليّ بن الْحُسَيْن أَو مَا يُمكن أَن يكون بَين ابْني العمّ مُنَازعَة ووحشة كَمَا يكون بَين الْأَقَارِب فيكذبَ أَحدهمَا على الآخر وَهَذَانِ كَانَ بَينهمَا كَذَا وَكَذَا فخلّى سَبيله وتوفّي فِي حُدُود الْمِائَة وَعشر وعاش سبعين سنة 3 - (أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ النَّقِيب) زيد بن سهل بن الْأسود بن حرَام أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي النجذاري زوج أمّ سليم أمّ أنس بن مَالك شهد الْعقبَة الثَّانِيَة والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ أحد نقباء الْأَنْصَار الاثْنَي عشر وَكَانَ يكون بالشأم فِي الْجِهَاد مَعَ أبي عُبَيْدَة ومعاذ وَيُقَال اسْمه سهل بن زيد والأوّل أصحّ وخطب أمَّ سليم فَقَالَ مَا مثلك يُرَدّ وَلَكِن لَا يحلّ لي أَن أتزوّجك) أَنا مسلمة وَأَنت كَافِر فَإِن تُسلم فَذَلِك مهري مَا أسألُكَ غَيره فَأسلم فتزوّجها قَالَ سَالم فَمَا سمعنَا بِمهْر كَانَ قطّ أكر من مهر أمّ سليم

العبدي

الْإِسْلَام فَولدت لَهُ ولدا فحنكه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسمّاه عبد الله وَكَانَ يعدّ من خِيَار الْمُسلمين وَكَانَ أَبُو طَلْحَة يسوّر نَفسه بَين يدين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَقُول يَا رَسُول الله إِنِّي قويّ جَلْد فوجّهني فِي حوائجك وابعثني حَيْثُ شِئْت ولمّا كَانَ يَوْم أُحد انهزم نَاس عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو طَلْحَة بَين يَدَيْهِ مجوباً عَلَيْهِ بحجفة لَهُ وَكَانَ رجلا رامياً شَدِيد النزع كسر يومئذٍ قوسين أَو ثَلَاثًا وَكَانَ الرجل يمّر مَعَه الجعبة من النبل فَيَقُول انثرها لأبي طَلْحَة وَكَانَ يجثو بَين يدَي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْحَرْب فَيَقُول نَفسِي لنَفسك الْفِدَاء ووجهي لوجهك الوقاء ثمّ ينثر كِنَانَته بَين يَدَيْهِ وَكَانَ أَبُو طَلْحَة صيّتاً وَإِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَأْخُذ الْعود من الأَرْض فيقو إرْم يَا طَلْحَة فَيَرْمِي بِهِ سَهْما جيّداً وَكَانَ الرماةُ من الصَّحَابَة سعد بن أبي وقّاص والسائب بن عُثْمَان بن مَظْعُون والمقداد بن عَمْرو وَزيد بن حَارِثَة وحاطب بن أبي بلتعة وعُتْبة بن غَزوَان وخراش بن الصمّة وَقُطْبَة بن عَامر بن حَدِيدَة وَبشر بن الْبَراء بن معْرور وَأَبُو نائلة سُلْطَان بن سَلامَة وَأَبُو طَلْحَة وَعَاصِم بن ثَابت بن أبي الأقلح وَقَتَادَة بن النُّعْمَان قَالَ أَبُو زرْعَة وعاش أَبُو طَلْحَة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعِينَ سنة يسْرد الصَّوْم وتوفّي بالشأن وَهُوَ ابْن سبعين سنة وتوفّي سنة اثْنَتَيْنِ أَو أَربع وَثَلَاثِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْعَبْدي) زيد بن صُوحان أَبُو عَائِشَة وَقيل أَبُو سُلَيْمَان وَقيل أَبُو مُسلم وَقيل أَبُو عبد الله الْعَبْدي أَخُو صعصة وسيحان ابْني صوحان لَهُ وفادة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَن عمر وَأبي وسلمان وروى عَنهُ أَبُو وَائِل وَغَيره وَنزل الْكُوفَة وَقدم الْمَدَائِن وَكَانَ من جملَة من سيرة عُثْمَان من أهل الْكُوفَة إِلَى دمشق وشهدنم الْجمل مَعَ عَليّ أَمِيرا على عبد الْقَيْس وقُتل يومئذٍ سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الأولى من أهل الْكُوفَة زيد بن صوحان وَكَانَ قَلِيل الحَدِيث وَعَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم من سرّه أَن ينظر إِلَى رجل يسْبقهُ بعض أَعْضَائِهِ إِلَى الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى زيد بن صوحان فقُطعت يَده الْيُسْرَى بنهاوند ثمَّ عَاشَ بعد ذَلِك عشْرين سنة وَقَالَ قبل أَن يقتل إنّي رأيتُ يدا خرجت من الْمسَاء) تُشِير إليّ أنْ تَعال وَأَنا لَاحق بهَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فادفنوني فِي دمي فإنّي مخاصم الْقَوْم وَكَانَ زيد بن صوحان يقوم اللَّيْل ويصوم النَّهَار وَإِذا كَانَت لَيْلَة الْجُمُعَة أَحْيَاهَا وَعمد إِلَى رجال من الْبَصْرَة قد تفرّغوا لِلْعِبَادَةِ وَلَيْسَت لَهُم تِجَارَات وَلَا غلاّت فَبنى لَهُم دَارا وأسكنهم إِيَّاهَا ثمَّ أوصى بهم من أَهله من يقوم فِي حَاجتهم ويتعاهدهم فِي مطعمهم وَمَشْرَبهمْ وَمَا يصلحهم وَقَالَ وَهُوَ يتشحّطهم فِي دَمه ادفنوني فِي ثِيَابِي فإنّي مُلاقٍ عُثْمَان بالجادَّة فيا ليتنا إِذْ ظُلِمنْا صَبرنَا وَقيل لعَائِشَة أُصيب زيد بن صُوحان فاسترجعت وَقَالَت يرحمه الله

زيد ابن زيد العابدين

3 - (زيد ابْن زيد العابدين) زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْهَاشِمِي الْمدنِي روى عَن أَبِيه وأخيه محمّد بن عليّ وَأَبَان بن عُثْمَان وروى عَنهُ جَعْفَر الصَّادِق وَالزهْرِيّ وَشعْبَة وَسَالم مولى زيد بن عليّ وَغَيرهم وَفد على هِشَام بن عبد الْملك فَرَأى مِنْهُ جفوةً فَكَانَ ذَلِك سَبَب خُرُوجه وَطَلَبه للخلافة وَسَار إِلَى الْكُوفَة فَقَامَ إِلَيْهِ مِنْهَا شيعَة فَخَرجُوا مَعَه فظفر بِهِ يُوسُف بن عمر الثَّقَفِيّ فَقتله وصلبه وحرَقَه وعدّه ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة أمّه أمّ وَلدٍ وَقَالَ فُوِلدَ عليُّ الأصغرُ ابْن حُسَيْن وَزيد الْمَقْتُول بِالْكُوفَةِ وعليّ بن عَليّ وَخَدِيجَة وَعَن خَدِيجَة أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نظر يَوْمًا إِلَى زيد بن حَارِثَة وَبكى وَقَالَ الْمَظْلُوم من أهل بَيْتِي سَمِيُّ هَذَا والمقتول فيُ الله والمصلوب من أمّتي سَميُّ هَذَا وَذكره جَعْفَر يَوْمًا فَقَالَ رحم الله عمّي كَانَ وَالله سيداً وَلَا وَالله مَا ترك فِينَا لدُنْيَا وَلَا آخِرَة مثله وَسَأَلَ زيد بن عَليّ بعض أَصْحَابه عَن قَوْله وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ المقرّبون قَالَ أَبُو بكر وَعمر ثمَّ قَالَ لَا أنالني الله شفاعةَ جدي إِن لم أُوالهِما وَقَالَ الْبَرَاءَة من أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان الْبَرَاءَة من عليّ والبراءة من عليّ الْبَرَاءَة من أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَانْطَلَقت الْخَوَارِج فبرئت مَمن دون أبي بكر وَعمر وَلم يستطيعوا أَن يَقُولُوا فيهمَا شَيْئا وانطلقتم أَنْتُم فظفرتم فَوق ذَلِك فبرئتم مِنْهُمَا فَمن بَقِي فوَاللَّه مَا بَقِي أحد إلاّ برئتم مِنْهُ وَقَالَ أمّا أَنا فَلَو كنت مَكَان أبي بكر لحكمتُ بِمثل مَا حكم بِهِ أَبُو بكر فِي فدك وَقَالَ أَيْضا الرافضة حَرْبِيّ وَحرب أبي مرقت الرافضة علينا كَمَا مرقت الْخَوَارِج عَليّ علّي وَسُئِلَ عِيسَى بن يُونُس عَن الرافضة والزيدّية فَقَالَ أمّا الرافضة فأوّل مَا ترفّضت جَاءُوا إِلَى زيد بن عليّ حِين خرج وَقَالُوا تَبرأ من أبي بكر وَعمر حَتَّى نَكُون مَعَك قَالَ بل) أتولاّهما وَأَبْرَأ ممنّ يبرأ مِنْهُمَا فَقَالُوا فَإِذن نرفضك فسميّت الرافضة وأمّا الزيدّية فَقَالُوا نتولاّهما وبرأ مّمن يبرأ مِنْهُمَا فَخَرجُوا مَعَ زيد فسُمِّيت الزيديّة وَقَالَ الزبير بن بكّار حدّثني عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الزُّهْرِيّ قَالَ دخل زيد بن عليّ مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَوْم حَار من بَاب السُّوق فَرَأى سعد بن إِبْرَاهِيم فِي جمَاعَة من القرشيّين قد حَان قيامهم فَقَامُوا فَأَشَارَ إِلَيْهِم فَقَالَ يَا قوم أَنْتُم أَضْعَف من أهل الحرّة قَالُوا لَا قَالَ وَأَنا أشهد أنّ يزِيد لَيْسَ شرّاً من هِشَام فَمَا لكم فَقَالَ سعد لأَصْحَابه مدّة هَذَا قَصِيرَة فَلم ينشب أَن خرج فقُتل وَقَالَ الْوَلِيد بن محمّد كنّا على بَاب الزُّهْرِيّ إِذْ سمع جلبةً فَقَالَ مَا هَذَا يَا وليد فَنَظَرت فَإِذا رَأس زيد بن عليّ يُطَاف بِهِ بيد للعّانين فَأَخْبَرته فَبكى ثمَّ قَالَ أهلك أهل هَذَا الْبَيْت

العجلة قلت ويملكون قَالَ نعم وَكَانُوا قد صلبوه بالكناسة سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وَله اثْنَتَانِ أَو أَربع وَأَرْبَعُونَ سنة ثمَّ أحرقوه بالنَّار فسُمّي زيد النَّار وَلم يزل مصلوباً إِلَى سنة ستّ وَعشْرين ثمَّ أُنزل بعد أَربع سِنِين من صلبه وَقيل كَانَ يوجّه وَجهه نَاحيَة الفراب فَيَصِيح وَقد دارت خشبته نَاحيَة الْقبْلَة مرَارًا ونسجت العنكبوت على عَوْرَته وَكَانَ قد صُلب عُريَانا وَقَالَ الموّكل بخشبته رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم نم وَقد وقف على الْخَشَبَة وَقَالَ هَكَذَا تَصْنَعُونَ بولدي من بعدِي يَا بُنيَّ يَا زيد قتلوك قَتلهمْ الله صلبوك صلبهم الله فَخرج هَذَا فِي النَّاس فَكتب يُوسُف بن عمر إِلَى هِشَام أَن عجِّل إِلَى الْعرَاق فقد فتنتَهم فَكتب إِلَيْهِ أحرقْه بالنَّار وَقَالَ جرير بن حَازِم رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُسْندًا ظَهره إِلَى خَشَبَة زيد بن عليّ وَهُوَ يبكي وَيَقُول هَكَذَا يَفْعَلُونَ بولدي ذكر ذَلِك كلّه الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر فِي تأريخ دمشق وَقَالَ ابْن أبي الدَّم فِي الْفرق الإسلامية الزيديّة أَصْحَاب زيد بن عليّ زينِ العابدين ابْن الْحُسَيْن بن عليّ بن أبي طَالب وَكَانَ زيد قدم آثر تَحْصِيل علم الْأُصُول فتتلمذ لواصل بن عَطاء رَئِيس الْمُعْتَزلَة ورأسهم وأوّلهم فَقَرَأَ عَلَيْهِ واقتبس مِنْهُ علم الاعتزال وَصَارَ زيد وَجَمِيع أَصْحَابه معتزلةً فِي الْمَذْهَب والاعتقاد وَكَانَ أَخُوهُ الباقر محمّد بن عليّ يعيب عَلَيْهِ كَونه قَرَأَ على وَاصل بن عَطاء وتتلمذ لَهُ واقتبس مِنْهُ مَعَ كَونه يجّوز الْخَطَأ على جدّه عليّ بن أبي طَالب لسَبَب خُرُوجه إِلَى حَرْب الْجمل والنهروان ولأنّ واصلاً كَانَ يتكلّم فِي الْقَضَاء ولاقدر على خلاف مَذْهَب أهل الْبَيْت وَكَانَت زيد يَقُول عليّ أفضل من أبي بكر الصدّيق وَمن بقيّة) الصَّحَابَة إِلَّا أنّ أَبَا بكر فُوّضت إِلَيْهِ الْخلَافَة لمصلحةٍ رَآهَا الصَّحَابَة وَقَاعِدَة دينيّة راعوها من تسكين ثائرة الْفِتْنَة وتطييب قُلُوب الرعيّة وَكَانَ يجوّز إِمَامَة الْمَفْضُول مَعَ قيام الْأَفْضَل للْمصْلحَة فلمّا قتل زيد فِي خلَافَة هِشَام قَامَ بِالْأَمر بعده وَلَده يحيى وَمضى إِلَى خُرَاسَان فَاجْتمع عَلَيْهِ بهَا خلق كثير وَبَايَعُوهُ ووعدوه بِالْقيامِ مَعَه ومقاتلة أعدائه وبذلوا لهت الطَّاعَة فَبلغ ذَلِك أَخَاهُ جَعْفَر بن محمّد الصَّادِق فَكتب إِلَيْهِ جَعْفَر ينهاه عَن ذَلِك وعرّفه أنّه مقتول كَمَا قُتل أَبوهُ وَكَانَ كَمَا أخبرهُ الصَّادِق فإنّ أَمِير خُرَاسَان قَتله بجوزجان ثمَّ تفرّقت الزيديّة ثَلَاث فرق جاروديّة سليمانّية وبتريّة الْفرْقَة الأولى الجاروديّة أَصْحَاب أبي الْجَارُود وَكَانَ الْجَارُود من أَصْحَاب زيد بن عليّ زَعَمُوا أنّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نصّ على عليّ بن أبي طَالب الْوَصْف دون التَّسْمِيَة وأنّ النَّاس كفرُوا بِنصب أبي بكر إِمَامًا فخالفوا إمَامهمْ زيدا فِي ذَلِك ثمَّ ساقوا الْإِمَامَة بعد عليّ إِلَى الْحسن ثمَّ الْحُسَيْن ثمَّ إِلَى عليّ بن الْحُسَيْن ثمَّ إِلَى بني عَليّ ثمَّ إِلَى آل مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن عليّ وَكَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله على بيعَة محمّد بن عبد الله هَذَا وَمن جملَة شيعته فرُفع أمره إِلَى الْمَنْصُور فَجرى عَلَيْهِ مَا هُوَ مَذْكُور فِي كتب التأريخ وَكَانَ محمّد الباقر يسمّي أَبَا

الهلالي الكوفي

الْجَارُود سرخوب قَالَ محمّد هُوَ شَيْطَان أعمى يسكن الْبَحْر قلت وأمّا السيمانيّة فَيَأْتِي ذكرهم فِي تَرْجَمَة سُلَيْمَان بن جرير وأمّا البتريّة فَيَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة كثير الابتر وروى لزيد بن عليّ رَضِي الله عَنْهُمَا أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَأورد لَهُ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجَمه قَالَ لَهُ فِي رِوَايَة دعبل من الطَّوِيل (من فَضَّل الأقوام يَوْمًا بِرَأْيهِ ... فإنّ عليّاً فضّلتْه المناقبُ) (وقولُ رَسُول الله والحقُ قولُه ... وإنْ رَغمتْ مِنْهُ الأنوف الكواذبُ) (بأنّك منّي يَا عليّ معالناً ... كهارون من مُوسَى أَخ لي وصاحبُ) (دَعَاهُ ببدرٍ فَاسْتَجَاب لأَمره ... فبادَرَ فِي ذَات الْإِلَه يضاربُ) وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده يحيى وَخُرُوجه ومقتله فِي حرف الْيَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَللَّه الْحَمد 3 - (الْهِلَالِي الْكُوفِي) زيد بن الجهم الْهِلَالِي الْكُوفِي شَاعِر شرِيف جواد ولاّه الْمَنْصُور جرجان وَكَانَ نقش خَاتمه من المنسرح) (زيد الْهِلَالِي نقشُ خاتَمِهِ ... أفلَحَ يَا زيدُ من زكا عملُهْ) وَله أَيْضا من الوافر (تسائلني هوازِنُ أيْنَ مَالِي ... وَمَا لي غير مَا أنفقتُ مالُ) (فقُلتُ لَهَا هوازنُ إنّ مَالي ... أضّرَّ بِهِ المُلِمّاتُ الثقالُ) 3 - (ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر) زيد بن عمر بن الخطّاب الْقرشِي الْعَدوي وأمّه أم كُلْثُوم بنت عَليّ بن أبي طَالب وأمّها فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوّجها عمر رضه على أَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم واغتبط بذلك وَفد زيد على مُعَاوِيَة فَأكْرمه وَأحسن جائزته وَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِرْهَم كلّ عَام وَكَانَ زيد يَقُول أَنا ابْن الخليفتين وَعَن جَعْفَر بن محمّد عَن أَبِيه أنّ عمر بن الخطّاب بخطب إِلَى عليّ ابْنَته أمّ كُلْثُوم فَقَالَ عليّ إنّما حسبتُ بَنَاتِي على بني جَعْفَر فَقَالَ عمر انكِحْنيها يَا عليّ فوَاللَّه مَا على وَجه الأَرْض رجل يرصد من حسن صحابتها مَا أرصد قَالَ عليّ قد فعلّتُ فجَاء عمر إِلَى مجْلِس الْمُهَاجِرين بَين الْقَبْر والمنبر وَكَانُوا يَجْلِسُونَ ثمَّ عليّ وَعُثْمَان وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَإِذا كَانَ الشَّيْء يَأْتِي عمر من الْآفَاق جَاءَهُم فَأخْبرهُم وَاسْتَشَارَ فِيهِ فَجَاءَت عمر فَقَالَ رفئوني فرفؤوه وَقَالُوا بِمن يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ بابنة عليّ بن أبي طَالب

عم عمر بن الخطاب

ثمَّ أنشأ يُخْبِرهُمْ فَقَالَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كلّ سَبَب وَنسب مُنْقَطع يَوْم الْقِيَامَة إلاّ نسبي وسببي وصهري وكنتُ قد صحبته فأحببْت أَن يكون هَذَا وَفِي رِوَايَة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول كل نسب وَسبب وصهر مُنْقَطع يَوْم الْقيام إِلَّا نسبي وسببي وصهري وَكَانَ لي بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النسبُ والسيبُ وأردْتُ أَن أجمع إِلَيْهِ الصهر ثمَّ إنّ فتْنَة وَقعت بَين بني عديّ بن كَعْب فَاقْتَتلُوا بِالبَقِيعِ لَيْلًا وَخرج زيد بن عمر ليحجز بَينهم فضُرب على رَأسه خطأ فشُجَّ وصرُع عَن دابّته وتنادى الْقَوْم زيد زيد فتفرّقوا وَسقط فِي أَيْديهم وحُمل إِلَى منزله وَلم يزل مِنْهَا مَرِيضا حَتَّى مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وَقيل إنّه وأمّه مَرضا جَمِيعًا وَنزل بهما وأنّ رجَالًا مَشوا بَينهمَا لينظروا أيّهما يقبض أَولا فيورث مِنْهُ الآخر وإنهما قُبضا فِي سَاعَة وَاحِدَة وَلم يُدْرَ أيّهما قُبض قبل الآخر ووضعا مَعًا فِي مَوضِع الْجَنَائِز فأُخّرت أمّه وقُدّم هُوَ مِمَّا يَلِي الإِمَام فجرت السنّة فِي الرجل وَالْمَرْأَة بذلك بعد وَقَالَ الْحُسَيْن لعبد الله بن عمر تقدّمْ فصلِّ على) أمّك وأخيك وصلىّ عَلَيْهِمَا وَتُوفِّي زيد رَحمَه الله شابّاً فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ 3 - (عمّ عمر بن الخطّاب) زيد بن عمر بن نفَيْل بن عبد العزّى الْقرشِي الْعَدوي عمّ عمر بن الخطّاب وَابْن عمّه لأنّه عمر بن الخطّاب بن نفَيْل وَكَانَ زيد أَخُو الخطّاب لأمّه وَهُوَ أَبُو سعيد بن زيد أحد الْعشْرَة وَسَيَأْتِي ذكر سعيد فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَزيد هَذَا هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبْعَثُ أُمّةً وحدَه وَهُوَ أحد الَّذين خلعوا عبَادَة الْأَوْثَان فِي الجاهليّة وطلبوا دين إِبْرَاهِيم وَكَانَ يسْأَل عَنهُ الْأَحْبَار والرهبان وَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتوفّي قبل أَن يُبْعَثَ وَكَانَ قد شام الْيَهُودِيَّة والنصرانيّة فَلم يرضهما وَكَانَ لَا يَأْكُل مَا ذُبح لغير الله وَكَانَ يَقُول يَا معشر قُرَيْش أرسل الله قطر السَّمَاء وَأنْبت بقل الأَرْض وَخلق السَّائِمَة ورعت فِيهِ وتذبحونها لغير الله وَالله مَا أعلَمُ على ظهر الأَرْض أحدا على دين إِبْرَاهِيم غَيْرِي وَكَانَ إِذا خلص إِلَى الْبَيْت قَالَ لبّيك حقّاً حقّاً تعبُّداً ورِقّا البِرَّ أَرْجُو لَا الخالْ هَلْ مُهَجِّرٌ كَمَن قالْ (عُذْتُ بِمَا عاذ بِهِ إِبْرَاهِيم ... مُستقبلَ الْكَعْبَة وَهُوَ قَائِم) (يَقُول أنفي لَك عانٍ راغم ... مَهْما تُجَشِّمْني فإنّي جاشم) ثمَّ يسْجد وَقَالَ سعيد بن المسيّب توفّي زيد وقريش تبني الْكَعْبَة قبل الْوَحْي بِخمْس

أخو عمر بن الخطاب

سِنِين وَقَالَت عَائِشَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخلْتُ الجنّة فرأيتُ لزيد بن عمر بن نفَيْل دَرَجَتَيْنِ وَقَالَ زيد بن عَمْرو من المتقارب (وأسلمْتُ وَجْهي لمن أسلمتْ ... لَهُ الأرضُ تحمل صخراً ثِقالاً) (دحاها فلمّا اسْتَوَت شدّها ... سَواءً وأرسى عَلَيْهَا الجبالا) (وأسلمْتُ وَجْهي لمن أسلمَتْ ... لَهُ المُزنُم تحمل عذباً زُلالاً) (إِذا هِيَ سِيقَتْ إِلَى بلدةٍ ... أطاعتت فصبّت عَلَيْهَا سجالا) (وأسلمْتُ وَجْهي لمن أسلمت ... لَهُ الريحُ تصْرفُ حَالا فَحالا) ) 3 - (أَخُو عمر بن الخطَاب) زيد بن اسْلَمْ أَبُو اسامة وَيُقَال أَبُو عبد الله الْعَدوي الْفَقِيه الْمدنِي مولى عمر بن الخطّاب بن نُفيل الْقرشِي الْعَدوي أَخُو عمر بن الخطّاب رضه كَانَ أسنّ من عمر رضه شهد بَدْرًا والمشاهد وتوفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ يكنّى أَبَا عبد الرَّحْمَن وأمّه أَسمَاء بنت وهب بن حبيب من بني أَسد بن خُزَيْمَة وَكَانَ من الْمُهَاجِرين الأوّلين أسلم قبل عمر وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبني معن بن عديّ الْعجْلَاني فقُتلا بِالْيَمَامَةِ شهيدين وَكَانَ طَويلا بيّن الطول أسمر وَكَانَ قد شهد بيعَة الرضْوَان ولمّا توفّي رضه حزن عَلَيْهِ عمر حزنا عَظِيما وَكَانَ يَقُول عمر مَا هّبت الصِّبَا إلاّ وَأَنا أجد مِنْهَا ريح زيد وَقَالَ عمر لِأَخِيهِ زيد يَوْم أُحُد خُذْ دِرعي وَقَالَ زيد إنّي أُرِيد من الشَّهَادَة مَا تُرِيدُ فتركاها جَمِيعًا وَكَانَت راية الْمُسلمين مَعَ زيد يَوْم الْيَمَامَة فَلم يزل يتقدّم بهَا فِي نحر العدوّ يضارب بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتل فَأَخذهَا سَالم بن معقل مولى أبي حُذيفة ولمّا انْكَشَفَ الْمُسلمُونَ وَقد غلبت حنيفَة على الرِّجَال جعل زيد يَقُول أمّا الرِّجَال فَلَا رجال وأمّا الرِّجَال فَلَا رجال اللهمّ إنّي أعْتَذر إِلَيْك من فرار أَصْحَابِي وَأَبْرَأ إِلَيْك مّما جَاءَ مُسَيْلمَة ومحكّم بن الطُّفَيْل ولمّا أَخذ سَالم الرَّايَة قَالَ لَهُ الْمُسلمُونَ يَا سَالم إنّا نَخَاف أَن نؤتى من قِبَلِكَ فَقَالَ بئس حاملُ الْقُرْآن أَنا إنْ أُتِيْتُم من قِبلي وقَتَلَ زيدا أَبُو مَرْيَم الْحَنَفِيّ وَقيل سَلمَة بن صُبيح ابْن عمّ أبي مَرْيَم قَالَ ابْن عبد البرّ النفسُ إِلَى هَذَا أميل لأنّ أَبَا مَرْيَم لَو كَانَ قتل زيدا لما استقضاه عمر قلتُن أَنا لَيْسَ فِي هَذَا دَلِيل ولعلّه قَتله وَرَآهُ عمر بعد ذَلِك أَهلا للْقَضَاء وَقد جَاءَ أنّ أَبَا مَرْيَم قَالَ لعمر رضه إنّ الله أكْرم زيدا وَلم يهُنِّي بِيَدِهِ 3 - (زيد الْخَيل) زيد بن مهلهل أَبُو مكنف الطَّائِي النبهاني الْمَعْرُوف بزيد الْخَيل فِي الجاهليّة وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم فسمّاه زيد الْخَيْر وَكَانَ من فرسَان الْعَرَب

أبو طلحة الجهني

وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تقدّم يَا زيد فَمَا رأيتُك حَتَّى أحببتُ أَن أَرَاك وَقَالَ مَا ذُكر لي رجل من الْعَرَب إِلَّا رأيتُه دون مَا ذُكر إِلَّا مَا كَانَ من زيد فإنّه لم يبلغ كلّ مَا فِيهِ وَقطع لَهُ فيداً وأرضين وَكتب لَهُ بذلك كتابا وتوفّي بعد انْصِرَافه من عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع لِلْهِجْرَةِ وأخبارُهُ كَثِيرَة فِي كتاب الأغاني وَكَانَ جسيماً طَويلا جميلاً مَوْصُوفا بطول الْقَامَة وَحسن الْجِسْم وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل) (أُقاتِلُ حَتَّى لَا أرى مُقاتلاً ... وأنْجو إِذا لم يَنجُ إلاّ المكيِّسُ) 3 - (أَبُو طَلْحَة الْجُهَنِيّ) زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن وَقيل أَبُو طَلْحَة صَحَابِيّ مَشْهُور نزل الْكُوفَة وحدّث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن عُثْمَان وَأبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفّي سنة ثَمَان وَسبعين 3 - (أَبُو سُلَيْمَان الْجُهَنِيّ) زيد بن وهب الْجُهَنِيّ أَبُو سُلَيْمَان كوفّي قديم اللِّقَاء رَحل إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقُبض وَهُوَ فِي الطَّرِيق سمع عمر وعليّاً وَابْن مَسْعُود وَأَبا ذرّ وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن مَسْعُود وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ 3 - (أَبُو أُسَامَة الرهاوي) زيد بن أبي أنيسَة الرهاوي هُوَ أَبُو أُسَامَة الْجَزرِي الغنوي مولى آل غنيّ بن أعصر كَانَ أحد الْأَعْلَام روى عَن الحكم وَشهر بن حَوْشَب وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَطَلْحَة بن مصرّف وَعَمْرو بن مرّة وعديّ بن ثَابت ونعيم المجمر والمَقْبُري وَخلق

الأنصاري

وروى عَنهُ أَبُو حنيفَة وَمَالك بن أنس وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة راويةً فَقِيها كثير الحَدِيث وتوفّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة 3 - (الْأنْصَارِيّ) زيد بن خَارِجَة بن زيد الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى لَهُ النَّسَائِيّ وتوفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ قَالَ ابْن عبد البّر وَهُوَ الَّذِي تكلّم بعد الْمَوْت لَا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَنه غُشي عَلَيْهِ قبل مَوته وأُسري بِرُوحِهِ فسُجّي عَلَيْهِ بِثَوْبِهِ ثمَّ راجعَتْهُ نفسُهُ فتكلّم بِكَلَام حُفظ عَنهُ فِي أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان ثمَّ مَاتَ من حِينه وروى حديثَهُ هَذَا ثِقَات من الشأميّين عَن النُّعْمَان ابْن بشير وَرَوَاهُ ثقاتُ الكوفيّين عَن يزِيد بن النُّعْمَان بن بشير عَن أَبِيه وَرَوَاهُ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن المسيّب ولمّا سُجّي فِي ثَوْبه سمعُوا جلجلةً فِي صَدره ثمَّ تكلّم فَقَالَ أحمدُ فِي الْكتاب الأوّل صدق صدق أَبُو بكر الصدّيق الضَّعِيف فِي نَفسه القويّ فِي أَمر الله فِي الْكتاب الأوّل صدق صدق عمر بن الخطّاب الْقوي الْأمين فِي الْكتاب الأوّل صدق صدق عُثْمَان ابْن عفّان على منهاجهم مَضَت أَربع وَبقيت سنتَانِ أَتَت الْفِتَن وَأكل) الشديدُ الضعيفَ وَقَامَت السَّاعَة سَيَأْتِيكُمْ خبر بِئْر أريس مَا بِئْر أريس قَالَ يحيى بن سعيد قَالَ سعيد بن المسيّب ثمَّ هلك رجل من بني خطمة فسُجي بِثَوْب فَسَمِعُوا جلجلةً فِي صَدره ثمَّ تكلّم فَقَالَ إنّ أَخا بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج صدق صدق وَكَانَت وَفَاته فِي خلَافَة عُثْمَان وَقد عرض مثل قصتّه لأخي ربعي بن خرَاش أَيْضا زيد بن عَاصِم بن كَعْب بن مُنْذر الْأنْصَارِيّ الْمَازِني كَانَ مّمن شهد الْعقبَة وبدراً وَشهد أحدا مَعَ زَوجته أمّ عمَارَة وَمَعَ ابنيه حبيب بن زيد وَعبد الله بن زيد قَالَ ابْن عبد البّر أظنّه يكنّى أَبَا حسن وَقَالَ غَيره هُوَ صَاحب حَدِيث الْوضُوء وَهُوَ أَخُو حبيب الَّذِي قَتله مُسَيْلمَة زيد بن وَدِيعَة بن عمر بن قيس ذكره مُوسَى بن عُقبَة فِي من شهد بَدْرًا من بني عَوْف بن الْخَزْرَج وَذكره غَيره فِي مشْهد بَدْرًا وأحداً

أبو الحسين الخراساني

زيد بن أبي أوفى الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة يعدّ فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ سعد بن شُرَحْبِيل وَهُوَ أَخُو عبد الله بن أبي أوفى روى حَدِيث المؤاخاة بِتَمَامِهِ قَالَ ابْن عبد البرّ إلاّ أنّ فِي إِسْنَاده ضعفا زيد مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الاسْتِسْقَاء روى حَدِيثه ابْنه يسَار بن زيد زيد بن الْجلاس الْكِنْدِيّ حَدِيثه أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَلِيفَة بعده فَقَالَ أَبُو بكر قَالَ ابْن عبد البّر إِسْنَاده لَيْسَ بالقويّ 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْخُرَاسَانِي) زيد بن الْحباب بن الريّان أَو رُومَان أَبُو الْحُسَيْن العكلي الْخُرَاسَانِي الْكُوفِي كَانَ حَافِظًا زاهداً رحّالاً جوالاً وثّقه ابْن الْمَدِينِيّ وَغَيره وتوفّي سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وروى عَنهُ يزِيد بن هَارُون وَهُوَ أكبر مِنْهُ 3 - (أَبُو محمّد الْموصِلِي) زيد بن أبي الزَّرْقَاء الْموصِلِي أَبُو محمّد روى عَن جَعْفَر بن برْقَان وَعِيسَى ابْن طهْمَان وَشعْبَة وطبقتهم وروى عَنهُ عليّ بن سهل وَعِيسَى بن النحّاس الرمليّان وَمُحَمّد بن عبد الله بن عمّار وَسَعِيد بن أَسد بن مُوسَى وَآخَرُونَ وَابْنه هَارُون قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس عِنْده جَامع سُفْيَان وتوفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وَقيل سنة أَربع بالرملة كَانَ خرج إِلَيْهَا قبل) مَوته بسنه وَكَانَ عابداً ناسكاً وَقيل أنّه غزا فأُسر وَمَات فِي الْأسر وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ زيد بن الدثنة بن مُعَاوِيَة بن عبيد الْأنْصَارِيّ البياضي شهد بَدْرًا وأحداً أُسر يَوْم الرجيع مَعَ خُبيب بن عديّ فَبيع بمكّة من صَفْوَان بن أميّة فَقتله وَذَلِكَ سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة

الصاحبي أحد الأحبار

زيد بن المِزْيَن بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الزَّاي الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وأحداً قَالَ ابْن عبد البرّ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد آخى بَينه وَبَين مسطح بن أُثانة حِين آخى بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار 3 - (الصاحبي أحد الْأَحْبَار) زيد بن سَعْنَة بِالسِّين الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَالْعين الْمُهْملَة سَاكِنة وَالنُّون والياً آخر الْحُرُوف مَعًا أحد الْأَخْبَار الَّذِي أَسْلمُوا توفّي سنة تسع لِلْهِجْرَةِ فِي غَزْوَة تَبُوك مُقبلا إِلَى الْمَدِينَة وروى عَنهُ عبد الله بن سَلام يَقُول قَالَ زيد بن سَمعْنَة مَا من عَلَامَات النبوّة شَيْء إلاّ وَقد عرفتُهُ فِي وَجه محمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيد بن وَاقد الْقرشِي الدِّمَشْقِي روى عَن بشر بن عبد الله وَجبير بن نفير وحزام بن حَكِيم وَكثير بن مرّة قَالَ ابْن معِين وَغَيره ثِقَة وَقد رُمي بِالْقدرِ وَلم يثبت عَنهُ وتوفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو عيّاش) زيد بن الصَّامِت أَبُو عيّاش بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف والشين الْمُعْجَمَة الزرقي الْأنْصَارِيّ مَشْهُور بكُنيته حجازي أُختُلف فِي اسْمه قَالَ ابْن عبد البّر وَهَذَا أصحّ مَا قيل فِيهِ وعُمّر بعد النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ مُجَاهِد وَأَبُو صَالح السمّان وتوفّي رضه بعد الْأَرْبَعين وَقيل بعد الْخمسين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْعلوِي) زيد بن محمّد بن زيد الْعلوِي تقدّم ذكر أَبِيه الْقَائِم بطبرستان فِي المحمّدين كَانَ ابْنه هَذَا أَبُو الْحسن زيد أديباً مليح الشّعْر أُسر فِي الْوَاقِعَة الَّتِي أستُشهد فِيهَا أَبوهُ وَلم يزل عِنْد إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الساماني مكرماً وَكتب إِلَيْهِ المكتفي فِي حمله فدافعه وَلم يزل على حَاله تِلْكَ عِنْده وَعند بَيته إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة وَثَلَاث مائَة هُوَ الْقَائِل من الْكَامِل)

أبو القاسم الفسوي

(وَلَقَد تَقول عصابةُ ملعونةٌ ... غوغاءُ مَا خُلِقوا لغير جهنمِ) (مَن لم يَسُبّ بني النبيّ محمّدٍ ... وَيرى قِتَالهمْ فَلَيْسَ بمسلِمِ) (عجبا لأمّةِ جدِّنا يجفوننا ... ويجيُرنا مِنْهُم رجال الدليمِ) وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا من الطَّوِيل (وَرَاء مضيق الْخَوْف متّسع الأمْنِ ... وأوّلُ مسرورٍ بِهِ آخِر الحزنِ) (فَلَا تبساً فَالله ملّك يوسفاً ... خزائنه بعد الْخَلَاص من السجنِ) وَهُوَ الْقَائِل يرثي أَبَاهُ من الْخَفِيف (لَو تحرّجتُ من ركُوب الأثامِ ... لتجافيتُ عَن مُمِضّ الكلامِ) (قدك والشامتين مِعْشارَ مَا قد ... سامنيه تحامل الأيّامِ) سَلبتْني أبي على حِين أَن ثَبت للنَّاس وطأةَ الإسلامِ (مُنهضاً عزمَه إِلَى ذرْوَة المج ... د بِحكم الإنعام والانتقامِ) (وكَوتْني بفقدِ ابْنيَّ قسراً ... مُستضامَين قَبل وَقت الفطامِ) (يَستجيران بالإلهِ مَنَ الذُ ... لَّ وَلَا يطعمانِ طِيب المنامِ) (أوتِما بافتقادِ شخصي فَراحاً ... فِي حَياتِي بذلة الْأَيْتَام) ودهتني بالأسر والأسر لَا يصلى بِهِ غيرُ باسلٍ ضرغامِ (لَو رضيت الإجحام هان وَلَكِن ... حرفت شيمتي عَن الاحجام) (هَات سَيفي سَلية كم ضرَبةٍ لي ... بِغرارَيْه فِي الطُّلى والهامِ) (وَلَئِن كنتُ يَا ابنةَ الخيرِ فِي الْحبّ ... سِ فعِزُّ اللُيُوثِ فِي الآجامِ) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْفَسَوِي) زيد بن عبد الله بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الْفَسَوِي النَّحْوِيّ ذُكر أنّ أَبَا عليّ الْفَارِسِي خَاله ولعلّه خَال أَبِيه أَو أمّه شرح الْإِيضَاح والحماسة وحدّث توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَسكن دمشق مُدَّة وأقرأ بهَا ووفاته بطرابلس وَبَعْضهمْ قَالَ فِيهِ زيد بن عليّ بن عبد الله زيد بن عبد الله بن رِفَاعَة الهاشم أَبُو الْخَيْر أحد الأدباء الْعلمَاء الْفُضَلَاء

القاضي أبو الطيب

كَانَ معاصر الصاحب بن عبّاد قَالَ ياقوت وَكَانَ يعْتَقد رَأْي الفلاسفة ذكرُوا عَنهُ أنّه قَالَ مَتى انتظمت الفلسفة اليونانيّةُ والشريعة العربيّةُ فقد حصل الْكَمَال أَقَامَ بِالْبَصْرَةِ زَمَانا طَويلا وصادف بهَا) جمَاعَة جَامِعَة لأصناف الْعلم مِنْهُم أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بن مسعر البستي وَيعرف بالمقدسي وَأَبُو الْحسن عليّ بن هَارُون الريحاني وَأَبُو أَحْمد النهرجوري والعوفي وَغَيرهم فصحبهم وخدمهم وَكَانَت هَذِه الْجَمَاعَة قد تألّفت بِالْعشرَةِ وتصافت بالصداقة فوضعوا بَينهم مذهبا وَزَعَمُوا أنّهم قد قربوا بِهِ من الطَّرِيق إِلَى الْفَوْز برضوان الله والمصير إِلَى جنّته وَقَالُوا إنّ الشَّرِيعَة قد دُنست بالجهالات واختلطت بالضلالات وَلَا سَبِيل إِلَى عَمَلهم وتطهيرها إلاّ بالفلسفة لأنهّا حاوية للحكمة الاعتقاديّة والمصلحة الاجتهاديّة وصنّفوا خمسين رِسَالَة فِي جَمِيع أَجزَاء الفلسفة علمِها وعملِها وسمّوها رسائل إخْوَان الصفاء وكتموا أَسْمَاءَهُم وبثوها فِي الورّاقين ووهبوها للنَّاس وادّعوا أنّهم مَا فعلوا ذَلِك إِلَّا ابتغاءَ وَجه الله وطلبَ رضوانه وحُملت هَذِه الرسائل إِلَى الشَّيْخ أبي سُلَيْمَان محمّد بن بهْرَام المنطقي السجسْتانِي فَنظر فِيهَا أيَاماً وتبحّر فِيهَا دهراً طَويلا وَقَالَ تعبوا وَمَا أغنوا ونصبوا وَمَا أجدوا وحاموا وَمَا وردوا وغنّوا وَمَا أطربوا ظنّوا مَا لم يكن وَلَا يكون وَلَا يُسْتَطَاع ظنّوا أنّهم يدسّون الفلسفة الَّتِي هِيَ علم النُّجُوم والأفلاك والمقادير والمجسطي وآثار الطبيعة والموسيقي الَّذِي عو علم معرفَة النغم والإيقاع والنقرات والأوزان والمنطق الَّذِي هُوَ اعْتِبَار الْأَقْوَال بالإضافات والكميّات والكيفيّات وأنْ يطفئوا الشَّرِيعَة بالفلسفة وَقد رام هَذَا قبلهم قوم كَانُوا أحَدَّ أنياباً وأحضر أسباباً وَأعظم قدرا فَلم يتمّ لَهُم مَا أَرَادوا وَلَا بلغُوا مَا أمَّلوه وحصلوا على لوثات قبيحة وعواقب مَحْزَنَة إِلَى كَلَام طَوِيل من هَذَا الْبَاب قلت وَزعم قوم أنّ الَّذِي وَضعهَا جمَاعَة من عُلَمَاء الفاطميّين بمضر كَانَت تُوجد رِسَالَة بعد رِسَالَة ملقاة فِي جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر وَالَّذِي أرَاهُ أنّها فلسفة العوامّ وَمن تصانيف ابْن رِفَاعَة كتاب الْأَمْثَال كتاب صناعَة الْخط 3 - (القَاضِي أَبُو الطّيب) زيد بن عبد الوهّاب بن محمّد الأردستاني القَاضِي أَبُو الطّيب وَقيل أَبُو طَالب كَانَ يلازم مجْلِس نظام الْملك وَقد أوردهُ الباخرزي فِي الدمية وَأورد لَهُ قَوْله يهجو من الهزج (لَؤُمتم يَا بني عمرِو ... فَمَا قومٌ يوازيكمْ) (أرى أكفانكم تبلى ... وَمَا تبلى مخازيكمْ) وَأورد لَهُ أَيْضا من الطَّوِيل (وَلَيْسَ يُبالي الحُرُّ أنْ رَقَّ بُردُهُ ... إِذا زَينتْه فِي الْبَوَادِي المحامد)

زيد البادر المغربي

) (أَلا ليتَ عِزّ الْفضل يقرن بالسهى ... لِيَظهرَ مَا يعيى وَمن هُوَ صاعدُ) (أُكابِدُ فِي الأدلاج للراحة الْأَذَى ... فَلَيْسَ يشمّ الروْحَ من لَا يكابدُ) (فإنّ البُزاة الشُّهْبَ تأنس بالطوى ... إِذا كَانَ بالعصفور تُخشَى المصائدُ) قلت البيتان الأوّلان من قَول الأوّل من الوافر (أَلا لَيتَ المقادر لم تُكَوَّنْ ... وَلم تكُنِ الأحاظي والجُدودُ) (لننْظُرَ أيّنا يَغْدُو وَيُمسي ... لَهُ هذي المراكبُ والعبيدُ) 3 - (زيد البادر المغربي) زيد بن الرّبيع بن سُلَيْمَان الحجري يعرف بزيد البادر من أهل الأندلس مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاث مائَة 3 - (تَاج الدّين الْكِنْدِيّ) زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن بن زيد بن الْحسن ثَلَاثَة ابْن سعيد ابْن عصمَة بن حمير بن الْحَارِث الْأَصْغَر تَاج الدّين أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْحَافِظ المحدّث وُلد بِبَغْدَاد سنة عشْرين وَخمْس مائَة وتوفّي سنة ثَلَاث عشرَة وستّ مائَة حفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وأكمل القراآت الْعشْر وَهُوَ ابْن عشر وَكَانَ أَعلَى أهل الأَرْض إِسْنَادًا فِي القرآات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فإنّي لَا أعلم أحدا من الأمّة عَاشَ بعد مَا قَرَأَ الْقُرْآن ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة غيرَه هَذَا مَعَ أنّه قَرَأَ على أسْند شُيُوخ الْعَصْر بالعراق وَلم يبْق أحد ممّن قَرَأَ عَلَيْهِ بَقاءَه قَرَأَ القرآات الْمَشْهُورَة على شَيْخه معلّمه وأستاذه الإِمَام أبي محمّد سبط أبي مَنْصُور الْخياط أَفَادَهُ وحرص عَلَيْهِ فِي صغره وَسمع الحَدِيث من القَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن البطر وَأبي مَنْصُور القزّار ومحمّد بن أَحْمد بن تَوْبَة وأخيه عبد الجبّار وَأبي الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَأبي الْفَتْح ابْن الْبَيْضَاوِيّ وَطَلْحَة بن عبد السَّلَام الروماني وَيحيى بن عليّ بن الطرّاحم وَأبي الْحسن بن عبد السَّلَام وَأبي الْقَاسِم عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف وَالْحُسَيْن بن عَليّ سبط الخيّاط وَالْمبَارك بن نعوبا وعليّ بن عبد السيّد بن الصبّاغ وَعبد الْملك بن أبي الْقَاسِم الكروخي وَسعد الْخَيْر الْأنْصَارِيّ وَطَائِفَة سواهُم وَله مشيخة فِي أَرْبَعَة أَجزَاء خرّجها لَهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن الشجري وَابْن الخشّاب وشيخِه أبي محمّد سبط الخيّاط وَأخذ اللُّغَة عَن موهوب الجواليقي وَقدم دمشق فِي شبيبة وَسمع بهَا من المشائخ) وبمصره وَسكن دمشق

ونال بهَا الحشمة الوافرة والتقدّم وازدحم الطلبةُ عَلَيْهِ وَكَانَ حنبليّاً فَصَارَ حنفيّاً تقدّم فِي مَذْهَب أبي خنيفة وَأفْتى ودرّس وصنّف وأقرأ القرآات والنحو واللغة الشّعْر وَكَانَ صَحِيح السماع ثِقَة فِي النَّقْل ظريفاً فِي الْعشْرَة طيّب المزاج قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وآخِرُ مَنْ روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو حَفْص ابْن القوّاس ثمَّ أَبُو حَفْص عمر بن إِبْرَاهِيم العقيمي الأديب واستوزره فّرُّخْشاه ثمَّ بعد ذَلِك اتَّصل بأَخيه تَقِيّ الدّين عمر صَاحب حماة واختصّ بِهِ وَكَثُرت أَمْوَاله وَكَانَ المعظّم عِيسَى يقْرَأ عَلَيْهِ دَائِما قَرَأَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فصّاً وَشَرحه والحماسة والإيضاح وشيئاً كثيرا كَانَ يَأْتِي من القلعة مَا شياً إِلَى درب الْعَجم والمجلّد تَحت إبطه واشتمل عَلَيْهِ فرخشاه وَابْنه الْملك الأمجد ثمَّ تردّد إِلَيْهِ بِدِمَشْق الْملك الْأَفْضَل وَأَخُوهُ الْملك المحسّن ولمّا مَاتَ خَامِس سَاعَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس شوّال فِي التأريخ المقدّم صلىّ عَلَيْهِ الْعَصْر بِجَامِع دمشق ودُفن بتربته بسفح قاسيون وَعقد العزاء لَهُ تَحت النسْر يَوْمَيْنِ وَانْقطع بِمَوْتِهِ إِسْنَاد عَظِيم وَفِيه يَقُول الشَّيْخ علم الدّين السخاوي من الرمل (لم يكن فِي عصر عمرٍ مثله ... وَكَذَا الكنديّ فِي آخر عصرِ) (فهما زيد وَعَمْرو إنّما ... بُنيَ النَّحْو على زيد وعمرِو) وَفِيه يَقُول أَيْضا ابْن الدهّان من الْبَسِيط (يَا زيدُ زادَك زَبّي من مواهبه ... نُعمَي يُقصِّرُ عَن إِدْرَاكهَا الأملُ) (لَا غيرّ الله حَالا قد حباك بهَا ... مَا دَار بَين النُّحَاة الْحَال والبدلُ) (النحوُ أَنْت احقّ الْعَالمين بِهِ ... لأنَّ باسمِك فِيهِ يُضرَب المَثَلُ) وكتَبَ الشَّيْخ تاجٍ الدّين الْمَنْسُوب طبقَة وخطُّه على الكُتُب الأدبيّة كثير واقْتنى كتبا عَظِيمَة أدبيّةً وَغير أدبية وعدّتها سبع مائَة وَأحد وَسَبْعُونَ مجلّداً وَله خزانَة بالجامع الأمويّ بِدِمَشْق فِي مَقْصُورَة الحلبيّين فِيهَا كلّ نَفِيس وَله مجلّد حواشٍ على ديوَان المتنبّي يتضمّن لُغَة وإعراباً وسرقاتٍ ومعاني ونكتاً وفوائد وسماها الصفوة وحواش على ديوَان خطب ابْن نباتة وفيهاب يان أَوْهَام وأغاليط وَقعت للخطيب وأجابه عَنْهَا الموفّق الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالمطجّن وَكَانَ ركن الدّين الوهراني صَاحب الْمَنَام والترسّل قد أُوِلع بِهِ وَقد مرّ شَيْء من ذَلِك فِي تَرْجَمَة الوهراني فِي المحمّدين فِي محمّد بن مُحرز ولمّا كَانَ ثَالِث عشر شهر رَجَب سنة خمس) وستّ مائَة كَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين جَالِسا عِنْد الْوَزير إِلَى جَانِبه فجَاء ابْن دحْيَة المحدّث فأجلسه فِي الْجَانِب الآخر فأورد ابْن ديحة حَدِيث الشَّفَاعَة فَلَمَّا وصل إِلَى قَول إِبْرَاهِيم الْخَيل صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وَقَوله إنّما كنت خَلِيلًا من وراءَ وراءَ فَفتح ابْن دحْيَة الهمزتين فَقَالَ الْكِنْدِيّ وراءُ وراءُ بضمّ الهمزتين فعزّ ذَلِك على ابْن دحْيَة وَقَالَ

للوزير من ذَا الشَّيْخ فَقَالَ لَهُ هَذَا تَاج الدّين الْكِنْدِيّ فتسمح ابْن دحْيَة فِي حقّه بِكَلِمَات فَلم يسمع من الْكِنْدِيّ إِلَّا قَوْله هُوَ من كلب قَبِيح قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة رأيتُ فِي أمالي أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب جوازَ الْأَمريْنِ انْتهى قلتُ قَالَ الْأَخْفَش يُقَال لَقيته من وراءُ فترفعه عل الْغَايَة إِذا كَانَ غير مُضَاف تَجْعَلهُ اسْما وَهُوَ غير متمكّن كَقَوْلِك من قبلُ وَمن بعدُ وَأنْشد من الطَّوِيل (إِذا أَنا لم أوْمَن عَلَيْك وَلم يكن ... لقاؤُك إلاّ من وراءُ وراءُ) هَكَذَا أثْبته بِالرَّفْع وصنّف ابْن دحْيَة كتابا فِي هَذِه الْمَسْأَلَة وَسَماهُ الصارما الْهِنْدِيّ فِي الردّ على الْكِنْدِيّ وَبلغ ذَلِك الْكِنْدِيّ فَعمل مصنّفاً سَمَّاهُ نتف اللِّحْيَة من ابْن دحْيَة وَمن تصانيف الْكِنْدِيّ الْجَواب عَن الْمَسْأَلَة الْوَارِدَة من مسَائِل الْجَامِع الْكَبِير لمحمّد بن الْحسن فِي الْفرق بَين طلقتُكِ إِن دخلت الدَّار وَبَين إنْ دخلْتِ الدَّار طلقتُكِ فِيمَا تَقْتَضِيه العربيّة الَّتِي تنبني عَلَيْهَا الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وردّ عَلَيْهِ معِين الدّين أَبُو عبد الله محمّد بن عَليّ بن غَالب الْمَعْرُوف بِابْن الحميرة الْجَزرِي وسمّاه الِاعْتِرَاض المبدي لوهم التَّاج الْكِنْدِيّ وَمن شعر الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ رَحمَه الله تَعَالَى من الْخَفِيف (لَا مني فِي اخْتِصَار كُتْبي حبيبٌ ... فرقَتْ بَينه اللَّيَالِي وبيني) (كَيفَ لي لَو أطلْتُ لكنّ عُذْري ... فِيهِ أنّ المِدادَ إنسانُ عَيْني) وَكتب إِلَى القَاضِي محيي الدّين ابْن الهشرزوري من الْبَسِيط (إِن عَلِقْتُ بمحيي الدّين معتضداً ... فَعَاد تقبيحُ دهري وَهُوَ إحسانُ) (وَكم رَأَيْت لغيري غيرّه عضداً ... لكنْ أُولَئِكَ مرعى وَهْوَ سعدانُ) وَمِنْه من الطَّوِيل (علقتُ بسحّارِ اللواحظِ فاتِنٍ ... كأنّ بِعَيْنيهِ بقايا خُمارِهِ) (يُكسِّرُ أغراضي تكسُّرُ طرفهِ ... إِذا ظلّ طَرْفي حائراً فِي أحِوارارِهِ) (أقامَ على قلبِي قِيامةَ حُبّهِ ... وَقَامَ بعذري فِيهِ حُسنُ عِذارِهِ) ) (وأعجبني فِي خدّه جُلَّنارُهُ ... فأهدى إِلَى طيّ الحشاجُلَّ نارِهِ) (يُرنّحني وَجْدي إِلَيْهِ كأنَّني ... نَزيفٌ أنالْته كؤوسُ عقارِهِ) (وهيهات أنْ أنَسى لذيذَ عناقه ... وَقد زارني من بعد طول ازورارِهِ) (أمنتُ عَلَيْهِ اللومَ من كلّ ناصحٍ ... فكلُّ يرى أنّ النُهّى فِي اختيارِهِ) ونقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه من تَرْجَمَة الشَّيْخ تَاج الدّين قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ يمدح الْملك الْمَنْصُور عزّ الدّين فرخشاه بن شاهنشاه ابْن أيّوب من الْكَامِل

(هَل أَنْت راحمُ عَبْرةٍ وتولُّهِ ... ومجيرُ صَبٍّ عِنْد مَا مِنْهُ دُهي) (هَيْهَات يَرْحَمُ قاتِلٌ مَقْتولَهُ ... وسنانه فِي القلْب غير مُنَهْنَهِ) (من بلَّ مِن داءِ الغَرام فإنّني ... مّذْحَلَّ بِي مَرَضُ الْهوى لَمْ أنْتَهِ) (إنّي بُلِيتُ بِحُبِّ أغْيَدَ ساحِرٍ ... بلحاظه رخص البنان بزهرِهِ) (أبْغي شِفاءَ تَدَلُّهي من دَلِّهِ ... وَمَتى يِرقُّ مُدَلّلٌ لمُدلّهِ) (كم آهةٍ لي فِي هَوَاهُ وأنَّةٍ ... لَو كَانَ يَنْفَعُنِي عليهِ تأوُّهي) (ومآربٍ فِي وَصْلِهِ لَو أنّها ... تُقْضَى لكَانَتْ عِنْد مَبْسمِهِ الشَهي) (يَا مُفْرداً بالحُسْنِ إنّكَ منتهٍ ... فِيهِ كَمَا أَنا فِي الصَبابَةِ مُنْتَهِ) (قد لَام فِيك معاشرٌ أفأنْتَهي ... بالَلْومِ عَن حُبِّ الحياةِ وَأَنت هِي) (أبْكِي لَدَيِهِ فَإنْ أحَسَّ بلَوْعَةٍ ... وتشهّقٍ أوْمَا بِطَرْفِ مُقَهْقِه) (أَنا مِنْ محَاسِنِهِ وحالي عِندَهُ ... حَيرانُ بني تَفَكُّري وتفكُّهي) (ضِدّانِ قد جُمِعا بَلفْظٍ واحدٍ ... لي فِي هَوَاهُ بمعْنَيَيْنِ مَوَجَّهِ) (لأُجرِّدَنًّ من اصْطِبَارِي عَزمَةً ... مَا رَبهُّا فِي مَحفَل بمُسَفَّهِ) (أوْ لستُ رَبَّ فضائلٍ لَو حَازَ أد ... ناها وَمَا أُزْهى بهِا غَيري زُهِي) (شهِدَتْ لَهَا الأعداءُ واسْتَشْفَتْ بِها ... عَيْنا حسودٍ بالغباوة أكمَهِ) (أَنا عبدُ مَن عَلِمَ الزَمانُ بعَجْزِهِ ... عَن أَن يَجِيء لَهُ بِنِدً مُشْبِهِ) (عبدٌ لعِزّ الدِّينِ ذِي الشَرَفِ الَّذِي ... دّلَّ الملوكَ لعِزِّه فَرُّخْشَهِ) ونقلْتُ مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي ذمّ النجامة والنجّمين من الْبَسِيط (يَا طالِبَ الرزقِ بالتقويم تَصْنَعُه ... جَداوِلاً ذاتَ تقسيمٍ وتَوْجيهِ) ) (وتَدَّعِي سَفَهاً أنَّ النُجومَ لَهَا ... فِعلٌ بتأثِيرِها فِي الْخلق تَقْضيهِ) (خَفِّضْ عَلَيْك فَمَا عِنْد المنجِّمِ فِي ... تقويِمهِ غيرُ تَخْيِيلٍ وتمويهِ) (لَوْلَا حِسابٌ وتأريخٌ وضعتَهما ... فِيهِ لَكَانَ هُراءً كلّ مَا فيهِ) ونقلْتُ مِنْهُ قَالَ أنشدتني لنَفسِهِ فِي ذمّهم أَيْضا من الْبَسِيط (يَهْذي المنجّمُ فِي أَحْكَامه أبَداً ... وَمَنْ يُصَدِّقُه فِي الحُكمِي يُشبِهُهُ) (لكِنْ رُموزُ حِسابٍ يَستَدلّ بهَا ... مَا يَنْبَغِي أنّنا فِيهَا نُسَفِّهُهُ) ونقلت مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي ذمّهم أَيْضا من السَّرِيع

أبو محمد الموسوي

(وناجِمٍ فِي عِلمِ تَقْوِيِميِه ... بالحلّ والتسيير نجّامِهِ) (يزْعم جهلا أنّه بارعٌ ... مُحَرِّرٌ أحكامَ أحُكامِهِ) (يُهدِي لأقْوامٍ تَقَاوِيَمهُ ... ليَجتَدِي مِن رِفْدِ أقْوامِهِ) (النصفُ من آذارِ ميقاتُه ... عِنْد انْتِهَاء الدَوْر من عامِهِ) (حسابُه الرمزُ وتأريُخهُ ... مختصرٌ فِي حُسنِ إتمامِهِ) (لكِنَّه أصْدَقُ أحْكامِه ... أكذَبُ من أضْعاثِ أحْلامِهِ) (مَن شَكَّ فِي صِحَّةِ تَكْذِيِبهِ ... فالشَكُّ فِي صِحَّةِ إسلامِهِ) وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل (لبستُ من الأعمارِ تِسعين حجّةً ... وَعِنْدِي رَجَاءٌ بِالزِّيَادَةِ مُولَعُ) (وَقد أقْبَلَتْ إِحْدَى وتِسعون بعدَها ... وَنَفْسِي فِي خَمْسٍ وسِتٍّ تَطَلَّعُ) (وَلَا غَرْوَ إنْ آتى هُنيدةَ سالما ... فَقَدْ يُدرِكُ الإنسانُ مَا يَتَوَقَّعُ) (وَقَدْ كَانَ فِي عَصْرِي رِجالٌ عرفتُهُمْ ... حَبَوْها وبالآمالِ فِيهَا تَمَتَّعُوا) (وَمَا عافَ قَبْليِ عاقِلٌ طُولَ عُمرِهِ ... وَلَا لامَه فِي ذَاك للعَقلِ مَوْضعُ) 3 - (أَبُو محمّد الموسوي) زيد بن الْحسن أَبُو محمّد الموسوي أورد لَهُ ابْن النجّار قَوْله من الْكَامِل (مَا زِلتُ أعلم أوّلاً فِي أوْلٍ ... حتّى ظننتُ بأنّني لَا علمَ لي) (وَمن العجائِب أَن كوني جَاهِلا ... من حَيْثُ كوني أنني لم أُجْهَلِ) 3 - (أخون عليّ الرِّضَا) ) زيد بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَخُو عليّ بن مُوسَى الرِّضَا لمّا انْصَرف الطالبيّون عَن الْبَصْرَة وتفرّقوا فتوارى بَعضهم بِالْكُوفَةِ وَبَعْضهمْ بِبَغْدَاد وَصَارَ بَعضهم إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ زيد مّمن توارى فَطَلَبه الْحسن بن سهل طلبا حثيثاً حَتَّى أَخذه فَأَرَادَ قَتله فأُشير عَلَيْهِ بِتَرْكِهِ فحبسه بِبَغْدَاد فَلَمَّا بَايع النَّاس المأمونَ لعليّ بن مُوسَى الرِّضَا كتب إِلَى الْحسن بِإِطْلَاقِهِ وَحمله إِلَى الرِّضَا أَخِيه مكرماً فلمّا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ عاتبه فِي خُرُوجه ووعظه وَسَأَلَهُ المأمونَ فِي أمره فَعَفَا عَنهُ وعاش إِلَى آخر خلَافَة المتوكلّ وَكَانَت مرتبته فِي دَار السُّلْطَان جليلةً وَكَانَ ينادم الْمُنْتَصر وَكَانَ فِي لِسَانه بذاء وَمَات بسرّ من رأى فِي حُدُود الْخمسين والمائتين

الموصلي الرافضي

3 - (الْموصِلِي الرافضي) زيد مَرْزَكّة بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفتح الزاء وَتَشْديد الْكَاف كَذَا وجدتُهُ مضبوطاً موصليّ من قَرْيَة من قراها كَانَ نحويّاً شَاعِرًا أديباً إلاّ أنّه كَانَ رافضيّاً دجّالاً وَمن شعره الَّذِي أبان فِيهِ عَن سوء مذْهبه قولُهُ يستطرد بِأبي بكر رضه من الْكَامِل (وَإِذا لِزمْتُ زمامَها قَلِقَتْ ... قَلَقَ الخِلافةِ فِي أبي بَكْرِ) وَقَالَ يرثي الْحُسَيْن رضه من قصيدة من الطَّوِيل (فلولا بُكاءُ المُزنِ حُزْناً لِفَقْدِهِ ... لمَا جادَنا بَعْدَ الحسينِ غَمامُ) (وَلَو لم يشُقَ الليلُ جِلْبابَه أسى ... لما انجابَ من بعدِ الحسينِ ظَلامُ) 3 - (الإشبيلي) زيد بن يُوسُف بن محمّد بن خلف الإشبيلي أَبُو الْفضل وُلد بإشبيليّة سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وتوفّي بمنية بني خصيب من الصَّعِيد بِمصْر سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة (الألقاب) ابْن زيدون الْوَزير الْمغرب اسْمه أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد ابْن أبي زيد الْمَالِكِي هُوَ أَبُو عبد الله محمّد بن أبي زيد ابْن أبي زيد الْأَنْبَارِي عبيد الله بن أَحْمد ابْن أبي زيد يُوسُف بن عبد الله أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ اللّغَوِيّ اسْمه سعيد بن أَوْس يَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى) أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ عَمْرو بن أَخطب أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ الصاحبي اسْمه قيس بن السكن أَبُو زيد الفاشاني الشافعيّ محمّد بن أَحْمد بن عبد الله زُيَيد بن الصَّلْت الْكِنْدِيّ الصَّحَابِيّ هُوَ بياءين بعد الزاء ذَكَرَه الْوَاقِدِيّ فِي مَنْ وُلِدَ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَكَانَ عدادهم فِي بني جمُحَ فتحوّلوا إِلَى العبّاس بن عبد المطّلب روى عَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان رَضِي الله عَنْهُم

صاحب تاهرت

(صَاحب تاهرت) زيري بن مُنَاد الْحِمْيَرِي الصنهاجي جدّ المغر بن باديس وتقدّم ذكر وَلَده بلُكين وحفيده باديس وحفيد حفيده الْأَمِير تَمِيم وزيري هَذَا أوّل ملك من بَيتهمْ وَهُوَ الَّذِي بني مَدِينَة آشير وحصنها أيّام خُرُوج أبي زيد مخلد الْخَارِجِي لمّا خرج على الْقَائِم بن الْمهْدي وعَلى وَلَده الْمَنْصُور وملكها وَملك مَا حولهَا وَأَعْطَاهُ الْمَنْصُور الْمَذْكُور تاهرت وأعمالها وَكَانَ حسن السِّيرَة شجاعاً صَارِمًا وَكَانَت بَينه وَبني جَعْفَر الأندلسي ضغائن وأحقاد أفضت إِلَى الْحَرْب فلمّا تصافّا أنجلي المصافّ عَن قتل زيري وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة ستّين وَثَلَاث مائَة ابْن زيرك اسْمه محمّد بن عُثْمَان (وجيهيّة بنت عليّ) زين الدَّار وجيهيّة بنت المؤدّب عليّ بن يحيى بن عليّ بن سُلْطَان الْأنْصَارِيّ البوصيري الإسكندري معمّرة مُسندَة لَهَا إجَازَة مؤرّخة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَجَازَ لَهَا يُوسُف الساوي وَابْن وثيق الْمُقْرِئ ومقرن بن عبد الرَّحْمَن والأمير يَعْقُوب الهذيان وعدّة وسمعَتْ من أَبَوَيْهَا والنور أَحْمد بن عبد المحسن الغرافي وَأحمد بن النحّاس وَهبة الله بن رويز الْأَزْدِيّ وَغَيرهم وخرّج لَهَا مشيخةً كبرى الْفَقِيه المدّرسُ تَقِيّ الدّين محمّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عرّام الربعِي الإسكندري سمع مِنْهَا ابْن رَافع وَحسن ابْن النابلسي وجمال الدّين الغانمي وعدّة وَبَلغت التسعين ومّمن أجَاز لَهَا أَبُو عمروا بن الْحَاجِب وتوفّيت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة (الألقاب) زين العابدين اسْمه عليّ بن الْحُسَيْن (زَيْنَب) 3 - (بنت أمّ سَلمَة) زَيْنَب نبت أبي سَلمَة ربيبة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولدتها أمّ سَلمَة

أم المؤمنين

بِالْحَبَشَةِ وروت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أمّهات الْمُؤمنِينَ الْأَرْبَعَة أمِّها وَزَيْنَب بنت جحش وَعَائِشَة وَأم حَبِيبَة وتوفّيت فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وروى لَهَا الْجَمَاعَة 3 - (أمّ الْمُؤمنِينَ) زَيْنَب بنت جحش بن رياب الأسديّة أمّ الْمُؤمنِينَ لمّا قضى مِنْهَا زيد وطراً تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتوفّيت سنة عشْرين لِلْهِجْرَةِ أمّها أُميمة بنت عبد الْمطلب بن هَاشم عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قَتَادَة تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة خمس من الْهِجْرَة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة سنة ثَلَاث وَلَا خلاف أنهّا كَانَت قبله تَحت زيد وأنهّا الَّتِي ذكر الله قصّتها فِي الْقُرْآن ولمّا طلّقها زيد وقضت عدّتها تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأطْعم عَلَيْهَا خبْزًا وَلَحْمًا فلمّا دخلت عَلَيْهِ قَالَ لَهَا مَا اسْمك قَالَت برّة فسماّها زَيْنَب وتكلّم فِي ذَلِك المُنَافِقُونَ وَقَالُوا حرّم محمّد نساءَ الْوَلَد وَقد تزوّج امْرَأَة انبه فَأنْزل الله تَعَالَى مَا كَانَ محمّد أَبَا أحد من رجالكم فدعي يَوْمئِذٍ زيد بن حَارِثَة وَكَانَ يدعى زيد بن محمّد وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا لم يكن أحد من نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُساميني فِي) حسن الْمنزلَة عِنْده غير زَيْنَب بنت جحش وَكَانَت تَفْخَر على نسَاء النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتقول إنّ آباءكنّ أنكحوكنّ وإنّ الله أنكحني إيّاه من فَوق سبع سموات وَغَضب عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقولها فِي صَفِيَّة بنت حُيَيّ تِلْكَ اليهوديّة فهجرها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَا الحجّة والمحرّم وَبَعض صفر ثمَّ أَتَاهَا بعد وَعَاد إِلَى مَا كَانَ مَعهَا وَكَانَت أوّل نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفَاة وَقَالَت عَائِشَة قَالَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا لنسائه أسْرَعُكنَ لُحوقاً بِي أطوَلُكنّ يدا فكنّ تتطاولن أيّتهن أطول يداًن قَالَت وَكَانَت زَيْنَب أطولنا يدا لأنّها كَانَت تعْمل بِيَدَيْهَا وتتصدّق وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعمر بن الخطّاب إنّ زَيْنَب بنت جحش أوّاهة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله مَا الأوّاه قَالَ الخاشع المتضرّع وإنّ إِبْرَاهِيم لحليم أوّاه منيب زَيْنَب بنت عبد الله بن مُعَاوِيَة الثقفيّة روى عَنْهَا بشر بن سعيد وَابْن أَخِيهَا قَالَت قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا شهِدت إحداكُنّ العِشاءَ فَلَا تمسّ طِيباً وَهِي امْرَأَة عبد الله بن مَسْعُود وَقَالَت زَيْنَب انْطَلَقت إِلَى بَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا على الْبَاب امْرَأَة من الْأَنْصَار حَاجَتهَا حَاجَتي اسْمهَا زَيْنَب قَالَت فَخرج إِلَيْنَا بِلَال فَقُلْنَا لَهُ سل لنا

ابنة المأمون

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أيجزي عنّا من الصَّدَقَة وَالنَّفقَة على أَزوَاجنَا وأيتامٍ فِي حجورنا قَالَت فَدخل بِلَال فَقَالَ يَا رَسُول الله على الْبَاب زَيْنَب فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أيّ الزيانب قَالَ امْرَأَة عبد الله بن مَسْعُود وَامْرَأَة من الْأَنْصَار تسألانك عَن كَيْت وَكَيْت فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم لَهما أجرانِ أجر الْقَرَابَة وَأجر الصَّدَقَة زَيْنَب بنت قيس بن مخرمَة القرشيّة المطّلبيّة كَانَت قد صلّت الْقبْلَتَيْنِ جَمِيعًا وَهِي مولاة السُدّي المفسّر أعتقت أَبَاهُ كاتَبَتْه على عشرَة آلَاف فأطلقت لَهُ ألفا زَيْنَب بنت نبيط بن جَابر الأنصاريّة مدنيّة قيل هِيَ امْرَأَة أنس بن مَالك وأمّها الفارعة بنت أبي أُمَامَة أسعد بن زُرَارَة وَكَانَت أمّها وخالتها حَبِيبَة وكبشة فِي حجر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بوصيّة أبي أمُامة إِلَيْهِ بهنّ وَقيل فِي أَبِيهَا شريط وَالصَّوَاب نبيط زَيْنَب بنت حَنْظَلَة كَانَت تَحت أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة فطلّقها فلمّا حلّت قَالَ رَسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يتزوّج زَيْنَب بنت حَنْظَلَة وَأَنا صهره فزوّجها نعيم بن عبد الله النحّام وَكَانَت زَيْنَب قدمت هِيَ وأبوها وعمّتها الجرباء على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) 3 - (ابْنة الْمَأْمُون) زَيْنَب بنت أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله الْمَأْمُون أمّ حبيب زوّجها والدها من عليّ ابْن مُوسَى الرِّضَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ القَاضِي يحيى بن أَكْثَم لمّا أَرَادَ الْمَأْمُون أَن يزوّج ابْنَته من الرِّضَا قَالَ لي يَا يحيى تكلّم فأجللتُه أَن أَقُول لَهُ انكحتَ فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت الْحَاكِم الْأَكْبَر وَأَنت أولى بالْكلَام فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي تصاغرت الأ مور لمشيّته وَلَا إِلَه إِلَّا الله إِقْرَارا بربوبيّته وصلىّ الله على محمّد عِنْد ذكره أمّا بعد فإنّ الله جعل النِّكَاح الَّذِي رضيته لَكمَا سَببا للمناسبة أَلا وإنّي قد زوّجت ابْنَتي زَيْنَب من عليّ بن مُوسَى الرِّضَا وأمهرنا عِنْد أَربع مائَة دِرْهَم 3 - (بنت الْأَقْرَع) زَيْنَب ابْنة الْحسن بن عليّ بن عبد الله أمّ الآمال الْمَعْرُوفَة ببنت الْأَقْرَع أُخْت الكاتبة فَاطِمَة وَسَيَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْفَاء مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى سمعتْ أَبَا طَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غيلَان وحدّثت باليسير وَكَانَت أَصْغَر من فَاطِمَة

بنت النبي صلى الله عليه وسلم

وروى عَنْهَا عبد الوهّاب الْأنمَاطِي وَأَبُو نصر أَحْمد بن عمر الْغَازِي الإصبهاني وتوفّيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (بنت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) زَيْنَب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي أكبر بَنَاته أمّها خَدِيجَة بنت خويلد رَضِي الله عَنْهُمَا توفّيت سنة ثَمَان لِلْهِجْرَةِ وَبَاقِي التَّرْجَمَة تقدّم فِي التَّرْجَمَة النبويّة فليكشف هُنَاكَ 3 - (بنت القَاضِي) زَيْنَب بنت معبد بن أَحْمد الْمروزِي البغداذيّة الواعظة الْمَعْرُوفَة بزين النِّسَاء بنت القَاضِي كَانَت فاضلةً فصيحةً تعقد مجْلِس الْوَعْظ بِبَغْدَاد ومكّة ومل يكن لَهَا رِوَايَة روى عَنْهَا أَبُو سعد ابْن المسعاني إنشاداً وَكَانَت زَوْجَة أبي الْفَتْح بن البطّيّ وتوفّيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (أمّ الْمَسَاكِين) زَيْنَب بنت حزيمة بن الْحَارِث العامريّة أمّ الْمَسَاكِين زوج النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت تدعى أمّ الْمَسَاكِين فِي الجاهليّة وَكَانَت تَحت عبد الله بن جحش فقُتل عَنْهَا يَوْم أحد فتزوَّجها) رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة ثَلَاث لم تلبث عِنْده إلاّ يَسِيرا شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة وتوفّيت رَضِي الله عَنْهَا فِي حَيَاته قَالَ أَبُو الْحسن عليّ بن عبد الْعَزِيز الْجِرْجَانِيّ النسّابة كَانَت زَيْنَب بنت خُزَيْمَة عِنْد طُفيل بن الْحَارِث بن الْمطلب بن عبد منَاف ثمَّ خلف عَلَيْهَا أَخُوهُ عُبَيْدَة بن الْحَارِث قَالَ وَكَانَت أُخْت مَيْمُونَة لأمّها قَالَ ابْن عبد البرّ وَلم أر ذَلِك لغيره 3 - (بنت الشعري) زَيْنَب وتدى حُرّة أَيْضا ابْنة أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن أَحْمد بن سهل بن أَحْمد بن عَبدُوس الْجِرْجَانِيّ الأَصْل النَّيْسَابُورِي الدَّار الصُّوفِي الْمَعْرُوف بالشعري كَانَت عَالِمَة وَأدْركت جمَاعَة من أَعْيَان الْعلمَاء وَأخذت عَنْهُم رِوَايَة وإجازةً سَمِعت من إِسْمَاعِيل بن أبي بكر النَّيْسَابُورِي الْقَارئ وَأبي الْقَاسِم زَاهِر وَأبي بكر وجيه ابْني طَاهِر الشحّامّيين وَأبي المظفّر عبد الْمُنعم بن عبد الْكَرِيم بن هوازِن القُشيري وَأبي الْفتُوح عبد الوهّاب بن شاه المشاذياجي وَغَيرهم وأجازها الْحَافِظ عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الغافر الْفَارِسِي والزمخشري مَحْمُود وَغَيرهمَا من السَّادة الحُفَّاظ قَالَ ابْن خلّكان وَلنَا مِنْهَا إِجَارَة كتبَتْها فِي بعض شهور سنة عشر وستّ مائَة مولدُها سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة وتوفّيت سنة خمس عشرَة وستّ مائَة رَحمهَا الله تَعَالَى

أم محمد بنت الزكي الدمشقي

3 - (أمّ محمّد بنت الزكيّ الدِّمَشْقِي) زَيْنَب بنت عمر بن كندي بن سعيد بن عليّ أمّ محمّد الحاجّ زكيّ الدّين الدِّمَشْقِي زَوْجَة نَاصِر الدّين بن قرقين مُعْتَمد قلعة بعلبك امْرَأَة صَالِحَة خيرّة ديّنة لَهَا بّر وَصدقَة بَنَت رِبَاطًا ووقفت أوقافاً وَعَاشَتْ فِي خير ونعمة وحجّت وروت الْكثير وتفرّدت فِي الْوَقْت أجَاز لَهَا المؤيّد الطوسي وَأَبُو روح الْهَرَوِيّ وَزَيْنَب الشعريّة وَابْن الصفّار وَأَبُو الْبَقَاء العكبري وَعبد الْعَظِيم بن عبد اللَّطِيف الشرابي وَأحمد بن ظفر بن هُبَيْرَة حدّثت بِدِمَشْق وبعلبك وتوفّيت بقلعة بعلبك سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة سمع مِنْهَا أَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَأَوْلَاده وأقاربه وَابْن أبي الْفَتْح وابناه والمزّي وَابْنه الْكَبِير وَابْن النابلسي والبرزالي وَأَبُو بكر الرَّحبِي وَابْن المهندس وَقَرَأَ عَلَيْهَا الشَّيْخ شمس الدّين من أوّل الصَّحِيح إِلَى أوّل النِّكَاح وَسمع مِنْهَا عدّة أَجزَاء 3 - (بنت شكر) زَيْنَب بنت أَحْمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر الشيخة الصَّالِحَة المعمّرة الرحلة أمّ محمّد) المقدسّية الصالحيّة سَمِعت من ابْن اللّتّي وجعفر الْهَمدَانِي وتفرّدت فِي وَقتهَا وحدّثت بِدِمَشْق ومصر وَالْمَدينَة والقدس كَانَت تُقيمُ مَعَ وَلَدهَا وَكَانَ مهندساً وَهِي وَالِدَة الشَّيْخ محمّد بن أَحْمد القصّاص ومولدها سنة خمس وَأَرْبَعين وتوفّيت سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة رَحْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهَا آمين 3 - (بنت الأسعردي) زَيْنَب بنت سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن رَحْمَة الأسعردي المعمّرة الدمشقيّة نزيلة الْقَاهِرَة سَمِعت الصَّحِيح من الزبيدِيّ وَمن شمس الدّين أَحْمد بن عبد الْوَاحِد البُخَارِيّ وَابْن الصبّاح وعليّ بن حجّاج وكريمة وَأَجَازَ لَهَا خلق سمع مِنْهَا شمس الدّين وتوفّيت سنة خمس وَسَبْعمائة وَهِي فِي عشر التسعين 3 - (بنت مكّي) زَيْنَب بنت مكّي بن عليّ بن كَامِل الحرّاني أمّ أَحْمد سَمِعت من حَنْبَل وَابْن طبرزد وَأبي الْمجد الْكَرَابِيسِي وَالشَّمْس العطّار وستّ الكتبة سَمِعت مِنْهَا فِي الخامسيّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَجَازَ لَهَا ابْن سكينَة وأسعد بن سعيد وعفيفة الفارقانيّة وَأَبُو الْمجد زَاهِر الثَّقَفِيّ وروت الْكثير وَطَالَ عمرها وَكَانَت أسْند من بَقِي من النِّسَاء فِي الدُّنْيَا سمع مِنْهَا أَبُو عبد الله البرزالي ونافلته أَبُو محمّد وَأَبُو عمر بِنَا لحاجب وَابْن الشقيشقة وروت الحَدِيث نيفاً وستّين سنة وروى عَنْهَا الدمياطي وَسعد الدّين الْحَارِثِيّ وزين الدّين الفارقي وَابْن الزراد والمزي وقطب الدّين عبد الْكَرِيم وَخلق كثير وَعَاشَتْ أَرْبعا وَتِسْعين سنة وَكَانَت فقيرة

بنت كمال الدين المقدسي

عابدةً صَالِحَة صَاحِبَة أورادٍ ونوافل وأذكار وتلاوة وَقد رَوَت الْمسند كلّه وروت كثيرا عَن ابْن طبرزد وَهِي أُخْت الْفَخر عليّ من الرَّضَاع وَفِي السماع وتوفّيت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وستّ مائَة 3 - (بنت كَمَال الدّين الْمَقْدِسِي) زَيْنَب بنت أَحْمد كَمَال الدّين ابْن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي شيخة مُسندَة أجازت لي فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق وَكَانَت سَمِعت من محمّد بن عبد الْهَادِي وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبدا لدائم خطيب مردا وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَهم اليلداني وَأَجَازَ لَهَا إِبْرَاهِيم بن الْخَيْر وَخلق من بَغْدَاد وتوفّيت سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة) زَيْنَب بنت يحيى ابْن الشَّيْخ عزّ الدّين عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام الشيخة الصَّالِحَة الْأَصْلِيَّة المسندة أمّ محمّد حضرت فِي الخامسيّة على عُثْمَان بن عليّ الْمَعْرُوف بِابْن خطيب القرافة وعَلى عمر بن أبي نصر ابْن عرّة وَعلي إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وأجازت لي فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وَكتب عَنْهَا عبد الله ابْن المحبّ وتوفّيت رَحمهَا الله تَعَالَى فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة زَيْنَب بنت عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الشيخة الصَّالِحَة أمّ عبد الله بنت الشَّيْخ شمس الدّين أبي الْفرج ابْن أبي عمر سَمِعت من ابْن عبد الدَّائِم ووالدها وأجازت لي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة كتب عَنْهَا عبد الله بن المحبّ وتوفّيت سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة (الألقاب) الزَّيْنَبِي جمَاعَة مِنْهُم قَاضِي الْقُضَاة عليّ بن الْحُسَيْن الزَّيْنَبِي عليّ بن طراد الزَّيْنَبِي عليّ بن طَلْحَة الزَّيْنَبِي الْحَنَفِيّ أقضى الْقُضَاة اسْمه الْقَاسِم بن عَليّ

حرف السين

(حرف السِّين) (سابط بن أبي حميصة) (الْقرشِي الجُمَحِي) وَالِد عبد الرَّحْمَن بن سابط روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِذا أَصَابَت أحدكُم مُصِيبَة فليذكر مصيبته بِي فإنّها لمن أعظم المصائب (سَابق) 3 - (الْبَرْبَرِي الشَّاعِر الزَّاهِد) سَابق بن عبد الله أَبُو سعيد وَيُقَال أَبُو أميّة وَيُقَال أَبُو المُهَاجر الرقّي الْمَعْرُوف بالبربري الشَّاعِر قدم على عمر بن عبد الْعَزِيز وأنشده أشعاراً فِي الزّهْد روى عَن ربيعَة بن عبد الرَّحْمَن وَمَكْحُول وَدَاوُد بن أبي هِنْد وَأبي حنيفَة وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ والمعافى بن عمرَان ومُوسَى بن أعين وَغَيرهم وَقيل هُوَ مولى عمر وَقيل مولى الْوَلِيد وَهُوَ أحد الزهّاد الْمَشْهُورين دخل على عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ لَهُ عظني فَقَالَ من الطَّوِيل (إِذا أَنْت لم ترحلْ بزادٍ مِن التُقي ... ووافيتَ بعد الْمَوْت من قد تَروَّدا) (ندمتَ على أَن لَا تكون شركتَه ... وأرصدتَ قبل الْمَوْت مَا كَانَ أرصَدا) فَبكى عمر حَتَّى سقط مغشيّاً عَلَيْهِ وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَيْهِ أنْ عِظْني فَكتب إِلَيْهِ من الْبَسِيط (بِسْمِ الَّذِي أُنزِلَتْ مِنْ عِنْده السُوَرُ ... وَالْحَمْد لله أمَا بَعْدُ يَا عُمَرْ) (إِن كنتَ تَعْلَمُ مَا تَأتي وَمَا تذَرُ ... فكُنْ على حَذَرٍ قد يَنْفَعُ الحذر)

الأمير الميداني

(واصْبرْ على القَدَرِ المَجْلوبِ وَارْضَ بِهِ ... وإنْ أَتَاك بِمَا لَا تَشْتَهِي القَدَرُ) (فَمَا صَفا لامرئ عَيْشٌ يُسَرُّ بِهِ ... إلاّ سَتَتْبَعُ يَوْماً صفوَهُ الكَدَرُ) وَله مَعَه أَخْبَار غير هَذِه وأشعار فِي الْوَعْظ كَثِيرَة وَمن شعره من الطَّوِيل (وللموت تغذو الوالِداتُ سِخالَها ... كَمَا لِخَرابِ الدَهرِ تُبنَى المساكِنُ) وَمن من الْبَسِيط (أموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجْمعُها ... ودُورُنا لِخَرابِ الدَهْرِ نَبنِيها) (وَالنَّفس تَكْلَفُ بالدنيا وَقد عَلِمَتْ ... أنّ السَلامةَ مِنْها تَركُ مَا فِيهَا) ) وَمِنْه من الطَّوِيل (لِسانُ الفَتى نِصفٌ ونصفٌ فؤادُه ... فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صورةُ اللَحْمِ والدَمِ) (وكائنْ تَرى من صَامت لَك معجب ... زِيَادَته أَو نَقصه فِي التَكَلُّمٍِ) 3 - (الْأَمِير الميداني) سَابق الدّين الميداني من كبار أُمَرَاء دمشق كَانَ شَيخا تركيّاً مَعْرُوفا بالشجاعة دَاره بِالْقربِ من حمّام كرجي وتوفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستّ مائَة 3 - (الشِّيرَازِيّ الْمُقِيم بالكلاسة) سَابق واسْمه مَحْمُود الشِّيرَازِيّ الْفَقِير الْمُقِيم بالكلاسة كَانَ شهماً مقداماً يُعْطِيهِ الْأَعْيَان ويهابونه مَاتَ بالكلاسة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وستعين وستّ مائَة ودُفن بزاوية القلندريّة وهم الَّذِي تولّوا أمره ودفنَه بوصيّته (الألقاب) السَّابِق وَالِي الشرقية اسْمه لاجين ابْن السَّابِق عليّ بن عبد الْوَاحِد وعلاء الدّين عليّ بن عبد الْوَاحِد السَّابِق المعرّي محمّد بن الْخضر (سَابُور) 3 - (الْوَزير) سَابُور بن أردشير بن فيروزبه أَبُو نصر الْجَوْزِيّ ولد بشيراز سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة كَانَ كَاتبا سديداً استنابه الْوَزير أَبُو مَنْصُور محمّد بن الْحسن بن صالحان وَزِير الْملك شرف الدولة ابْن عضد الدولة فَنظر فِي الْأَعْمَال

إِلَى أَن قدم أَبُو مَنْصُور فانكفّت يَده ورُتّب على ديوَان الخزائن فلمّا قُبض عَليّ أبي مَنْصُور أُستوزر أَبُو نصر وأُقيم مقَامه ثمَّ شغب عَلَيْهِ الديلم فقُبض عَلَيْهِ وقُلّد أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَت وزارة أبي نصر أحد عشر شهرا وقُبض على أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز وقُلّد أَبُو الْقَاسِم عليّ بن أَحْمد الأبرقوهي الْعَارِض فَأطلق أَبَا نصر وَاسْتَعْملهُ على نواحي سقِِي الْفُرَات وَأخرجه إِلَيْهَا وفوّض إِلَيْهِ أُمُور العمّال فاستوحش وَمضى إِلَى البطحية وقُبض عَليّ أبي الْقَاسِم عليّ فاستدعي أَبُو نصر وأشرك بَينه وَبَين أبي مَنْصُور بن صالحان فِي النّظر وخلع عَلَيْهِمَا فأقاما على ذَلِك إِلَى أَن شغب الديلم على أبي نصر وَأَرَادُوا الفتك بِهِ وقصدوه فِي دَاره فهرب واستتر ثمَّ ظهر وَنظر فِي الْأُمُور ثمَّ هرب إِلَى البطيحة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ثمَّ عَاد إِلَى الوزارة فِي جُمَادَى الأولى سنة ستّ وَثَمَانِينَ وَأقَام ثَلَاثَة أشهر وكسراً ثمَّ عاود الْهَرَب إِلَى البطيحة فلمّا وزر الموفّق أَبُو عَليّ ابْن إِسْمَاعِيل أخرجه مَعَه وأنفذه إِلَى بَغْدَاد نَائِبا فَأَقَامَ بهَا وهجم عَلَيْهِ الأتراك بعد الْقَبْض على الموفّق فاستتر فِي المحرّم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَمضى إِلَى البطيحة وَكَانَ مدّة نظره بِبَغْدَاد سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَسَبْعَة أيّام ثمَّ رُدّ إِلَى بَغْدَاد بعد أَن خلع عَلَيْهِ فوصلها فِي المحرّم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَلم يتمّ لَهُ مَا قَرَّرَهُ فهرب فِي جُمَادَى الأولى من السّنة وَعَاد إِلَى البطيحة وَأقَام بهَا إِلَى أَن خرج عَنْهَا فقُبض عَلَيْهِ واعتقل بتُسْتَر مدّةً ثمَّ خرج مِنْهَا وتنقّلت بِهِ الْأَحْوَال فقُبض عَلَيْهِ فِي بعض قرى أرَّجان فحُمل إِلَى فارسٍ فَكَانَ آخر بِهِ الْعَهْد بِهِ وَكَانَ قد ابْتَاعَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة دَارا بَين السورين وسماها دَار الْعلم وَحمل إِلَيْهَا من الدفاتر مَا اشْتَمَل على سَائِر الْعُلُوم والآداب ووقف عَلَيْهَا دَار الغَزْل ورتّب فِيهَا قوّاماً وخزّاناً وردّ مراعاتها إِلَى أَبَيَا لحسين ابْن الشبيه وَأبي عبد الله البطحاني العلويّين وَلم يتعرّض إِلَيْهَا أحد بعد تَغْيِير أمره إِلَى أَن ولي الوزارة بَنو عبد الرَّحِيم فَأخذُوا من أحاسنها) شَيْئا كثيرا وذُكر أنّه كَانَ فِيهَا عشرَة آلَاف مجلّدة من أَصْنَاف الْعُلُوم وَكَانَ فِيهَا مائَة مصحف بخطوط بني مقلة ولمّا وَقع الْحَرِيق بالكرخ بعد هروب أهل فِي الجفلة مَعَ البساسيري وقدوم طغرلبك إِلَى بَغْدَاد احترقت دَار الْعلم هَذِه سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَجَاء عميد الْملك الكُنْدُري فَأخذ خِيَار كتبهَا ونُهب الْبَعْض وَاحْتَرَقَ الْبَاقِي وَهَذِه الدَّار هِيَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا أَبُو الْعَلَاء المعرّي فِي قصيدته اللاميّة فَقَالَ من الطَّوِيل (وغَنَّتْ لنا فِي دَار سابورَ قَيْنَةٌ ... مِن الوُرْقِ مِطرابِ الأصائِل مِيهالِ) وَكَانَ أَبُو نصر الْوَزير الْمَذْكُور قَلِيل الْأَلْفَاظ جافي الْأَقْوَال دَقِيق الْخط منتظمه قصير التوقيع مُخْتَصره كثير النشر مخوف الْبَطْش شَدِيد التأوّل فِي الْمُعَامَلَات والميل إِلَى المصادرات وَكَانَ أَبُو نصر بشر بن هَارُون النَّصْرَانِي كثير الهجر للوزراء والرؤساء فممّا هجا بِهِ أَبَا نصر سَابُور قَوْله من الْكَامِل

الطبيب

(سابورُ ويَحك مَا أخسَّ ... كَ مَا أخَصَّكَ بالعيوبِ) (وأَكدَّ وَجهك بالشنا ... ة للعون وللقلوبِ) (وَجْهٌ قَبيحٌ فِي التبسّ ... مِ كَيفَ يَحْسُنُ قي القُطوبِ) وَدخل عَلَيْهِ أَبُو الْفرج الببغاء وَقد نُثرت عَلَيْهِ دَنَانِير ودراهم فأنشدنه بدنيهاً من الْكَامِل (نَثَروا الْجَوَاهِر واللُجين وَلَيْسَ لي ... شيءٌ عَلَيْك سوى المدائح أنثرُ) (فَقَصائِدٌ كالدّرِّ إنْ هِيَ أُنشِدَتْ ... وَثَناً إِذا مَا فاح فهْو العنبرُ) ولمحمّد بن أَحْمد الحرون فِيهِ قصيدة مِنْهَا من الْبَسِيط (لَو أنصَفَ الدَهرُ أوْ لانَت مَعاطِفُهُ ... أصبحْتُ عنْدك ذَات خَيلٍ وَذَا خولِ) (لله لُؤْلُؤ ألفاظٍ تَساقَطَها ... لَو كنّ للغِيدِ مَا استأنسن بالعطَلِ) (وَمن عيونِ معانٍ لَو كُحِلْنَ بهَا ... بُخلَ الْعُيُون لأغناها عَن الكحلِ) وَكتب إِلَيْهِ أَبُو إِسْحَاق الصابي وَقد أُعيدَ إِلَى الوزارة من الْكَامِل (قد كنتَ طلّقتَ الوِزارةَ بَعْدَمَا ... زَلَّتْ بهَا قَدَمٌ وساءَ صنيعُها) (فغَدَتْ بغيرك تستحلّ ضَرُورَة ... كَيْمَا يحلّ إِلَى ثراك رجوعُها) (فالآنَ قد عَادَتْ وآلت حلفةً ... أنْ لَا يبيتَ سواك وهُو ضجيعها) 3 - (الطَّبِيب) ) سَابُور بن سهل كَانَ ملازماً بيمارستان جند يسابور يعالج المرضى بِهِ وَكَانَ فَاضلا عَالما بقوى الْأَدْوِيَة المفردة وتركيبها تقدّم عِنْد المتوكّل وَعند من كَانَ بعده من الْخُلَفَاء وتوفيّ فِي أيّام الْمُهْتَدي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَله كتاب الانقراباذين الْكَبِير الْمَشْهُور جعله سَبْعَة عشر بَابا وَهُوَ الَّذِي كَانَ المعوّل عَلَيْهِ فِي البيمارستانات ودكاكين الصيادلة خُصُوصا قبل ظُهُور الأنقراباذين الَّذين صنّفه أَمِين الدولة ابْن التلميذ وَكتاب قوى الْأَطْعِمَة كتاب الردّ على حنين فِي كِتَابه فِي الْفرق بَين الْغذَاء والدواء المسهل وَالْقَوْل فِي النّوم واليقظة وَكتاب إِبْدَال الْأَدْوِيَة (أَبُو مَنْصُور التركي النَّحْوِيّ) ساتكين بن أرسلان أَبُو مَنْصُور التركي الْمَالِكِي

الألقاب

النَّحْوِيّ لَهُ مقدّمة فِي النَّحْو توفّي بالقدس سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة (الألقاب) ابْن الساربان عَليّ بن أيّوب سَارِق الدرعين صَحَابِيّ هُوَ أَبُو طعمة بشير ابْن سارة الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن محمّد بن سارة (أَبُو زنيم الصَّحَابِيّ) سَارِيَة بن زنيم بن عَمْرو أَبُو زنيم الدؤَلِي وَيُقَال الْأَسدي لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الَّذِي ناداه عمر بن الخطّاب من مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ بِفَارِس يَا سَارِيَة الجبلَ ثَلَاثًا وَكَانَ سَارِيَة أَمِير الْجَيْش بِفَارِس فِي حِصَار فساوَدَرابِجرد وَكَانُوا فِي صحراء والعدوّ كثير وخافوا أَن يحيطوا بهم فَسَمِعُوا صَوت عمر فاسندوا ظُهُورهمْ إِلَى الْجَبَل فَحصل الْفَتْح وَكَانَ عمر خرج يَوْم الْجُمُعَة إِلَى الصَّلَاة فَصَعدَ الْمِنْبَر ثمَّ صَاح يَا سَارِيَة بن زنيم الْجَبَل يَا سَارِيَة بن زنيم الْجَبَل ظلم من استرعى الذئبَ الغنمَ ثمَّ خطب حتَى فرغ فجَاء كتاب سَارِيَة إِلَى عمر إنّ الله فتح علينا يَوْم الْجُمُعَة لساعة كَذَا وَكَذَا لتِلْك السَّاعَة الَّتِي خرج فِيهَا عمر فتكلّم على الْمِنْبَر فسمعتُ صَوتا يَا سَارِيَة الْجَبَل يَا سَارِيَة الْجَبَل ظلم من استرعى الذئبَ الغنمَ فعلوت بِأَصْحَابِي الْجَبَل وَنحن قبل ذَلِك فِي بطن وَاد وَنحن محاصر والعدوّ فَفتح الله علينا فَقيل لعمر بن الخطّاب مَا ذَلِك الْكَلَام فَقَالَ وَالله مَا ألقيت لَهُ بَالا شيءٌ أَتَى على لساني وَكَانَت لسارية دَار بِدِمَشْق فِي درب الأسديَين وَقَالَ ابْن سعد كَانَ خليعاً فِي الجاهليّة وَكَانَ أشدّ النَّاس حُضراً على رجلَيْهِ ثمّ أسلم فَحسن إِسْلَامه الخليع اللصّ السَّرِيع الْعَدو الْكثير الْغَارة ويُروَى لَهُ أَو لِأَخِيهِ أنس وَهُوَ أصدق بَيت قالته الْعَرَب من الطَّوِيل (فَمَا حَمَلتْ من ناقةٍ فوقَ رَحلِها ... أبرَّ وأوفى ذِمّةً من محمّدِ) (الألقاب) ابْن الساعاتي الشَّاعِر اسْمه عليّ بن محمّد بن رستم ابْن الساعاتي المذهَب النَّاسِخ إِبْرَاهِيم بن مُرْتَفع بن رسْلَان ابْن الساعاتي الطّيب رضوَان بن محمّد

ساعدة بن حرام بن محيصة

ابْن الساعاتي عليّ بن أَنْجَب (سَاعِدَة بن حرَام بن محيّصة) روى عَنهُ بشير بن يسَار قَالَ ابْن عبد البرّ لَا تصحّ لَهُ صُحْبَة وَحَدِيثه فِي كسب الْحجام مُرْسل عِنْدِي والْحَدِيث أنّ سَاعِدَة بن حرَام حدّث أنّه كَانَ لمحيصة بن مَسْعُود بن حجّام يُقَال لَهُ أَبُو طيبَة فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انفقه على ناضحك قَالَ ابْن عبد البرّ إنّما قُلْنَا بِرَفْع هَذَا الحَدِيث لحَدِيث ابْن شهَاب فِي ذَلِك سَاعِدَة الْهُذلِيّ وَالِد عبد الله بن سَاعِدَة قَالَ ابْن عبد الْبر فِي صحبته نظر (سَالم) 3 - (الجزّار) سَالم بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الجزّاز الْبَغْدَادِيّ أَبُو عبد الله سمع القَاضِي أَبَا يعلى محمّد بن الْحُسَيْن بن الفرّاء وحدّث باليسير وروى عَنهُ أَبُو المعمر الانصاري قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار وَقد روى لنا عَنهُ أَبُو الْفجْر ابْن كُلَيْب بِالْإِجَازَةِ وتوفيّ سنة ثَمَان وَخمْس مائَة 3 - (الْمُنْتَخب الْحَاجِب) سَالم بن أَحْمد بن سَالم بن أبي الصَّقْر التَّمِيمِي أَبَوا لمرجّى الْحَاجِب الْمَعْرُوف بالمنتخب الْعَرُوضِي الْبَغْدَادِيّ لَهُ معرفَة بالأدب وَالْعرُوض توحّد فِي معرفَة الْعرُوض وصنّف أرجوزةً فِي النَّحْو مثل الملحة وكتاباً فِي صناعَة الشّعْر وكتاباً فِي القوافي وكتاباً فِي الْعرُوض وتوفّي سنة إِحْدَى عشرَة وستّ مائَة بِبَغْدَاد وَقد جَاوز الْخمسين سَافر إِلَى خُرَاسَان وَسمع صَحِيح مُسلم من المؤيّد الطوسي وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متودّداً محبوباً إِلَى النَّاس وَمن شعره من الْبَسِيط (يَا ماجِداً جّلَّ أَن تُهدَى لمِكُرمَةٍ ... لأنّه بالدنايا غيرُ موصوفِ) (إِن قلتُ جُدْ بعدَ دعواي الَّتِي سَبَقَتْ ... مِن عِفّتي وإبائي خفْتُ تعنيفي) (هَب أنّني بِتُّ لَا أرْجُو ندى أحَدٍ ... يَوْمًا فَهَل تُبْتَ عَن إسداء معروفِ) قَالَ ياقوت هُوَ أوّل شيخ قرأْتُ عَلَيْهِ بِدِمَشْق

أمير دمشق

3 - (أَمِير دمشق) سَالم بن حَامِد الْأَمِير ولي إمرة دمشق للمتوكّل فظلم وعسف وَكَانَ بدمشقي جمَاعَة من أَشْرَاف الْعَرَب لَهُم قوّة ومنعة فَقَتَلُوهُ فِي وَيَوْم جُمُعَة على بَاب الخضراء فَغَضب المتوكّل) وَقَالَ من للشأم وَليكن فِي صولة الحجّاج فَقيل لَهُ أفريدون التركي فأمّره وجهزه إِلَيْهَا فِي سَبْعَة آلَاف وَأطلق لَهُ الْقَتْل والنهب ثَلَاثَة أيّام فَنزل بِبَيْت لهيا فلمّا أصبح قَالَ يَا دمشق أيش يحلّ بك الْيَوْم منّي فقُدِّمتْ لَهُ بلغةٌ دهماءٌ ليرْكبَهَا فلمّا وضع رجله فِي الركاب ضَربته بِالزَّوْجِ فِي صَدره فَسقط مَيتا وقبره بهَا مَعْرُوف وَذَلِكَ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْأَنْبَارِي) سَالم بن حميدة أَبُو الْقَاسِم الْأَنْبَارِي الشَّاعِر توفّي فِي طاعون سنة ثَلَاث وَتِسْعين وأرع مائَة وَمن شعره من المتقارب (أيا بانةَ القاعِ من غُرَّبِ ... مَتى عَهْدُ مَغْناكِ من زينَبِ) (نَبَتْ عَن بشاشتِكِ الحادثاتُ ... فُضاضة طارِفها المذْهبِ) (وحيَّا غصونَكِ داني الربَاب ... أجشّ بمنهمرٍ صيّبِ) (فكم قد شهدْتِ لنا وَقْفَة ... تريح حَشا الوَجل المذهبِ) (وَللَّه ليلتُنا فِي حماكِ ... وثالثنا عذبة المشربِ) (معتّقة أحكمتها الدنان ... تحكّم فِي الُحَّول القُلّبِ) (عقيقية اللَّوْن رقراقةٌ ... توقّد بالضرم المهلبِ) (إِذا مَا وجأت لَهَا مبزلاً ... بدَتْ مِنْهُ كالوتر المذهبِ) (وإنْ سكبتْ خلتها فِي الزجا ... ج نَارا إِذا هِيَ لم تقطبِ) (وَإِن قرع المزج ناجودها ... حكت صفرَة الشَّمْس فِي المغربِ) قلت شعر متوسّط والبيتان مَعْنَاهُمَا فِي بَيت وَاحِد لقائله وَهُوَ أحسن من الطَّوِيل (حكت وجنة المعشوق صرفا فسلّطوا ... عَلَيْهَا مزاجاً فاكتستْ لونَ عاشقِ) 3 - (أَمِين الدّين ابْن صصري) سَالم بن الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ بن الْحسن بن محمّد الرئيس أَمِين الدّين أَبُو الْغَنَائِم ابْن الْحَافِظ أبي الْمَوَاهِب ابْن صصري التغلبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي المعدّل شهد عِنْد الْقُضَاة وَله عشرُون سنة ورحل بِهِ وَالِده وَله خمس سِنِين وأسمعه من ابْن شاتيل والقزاز وَأبي الْعَلَاء بن عقيل وَطَائِفَة وَسمع بِدِمَشْق وَحفظ

أمين الدين الشافعي مدرس الشامية

الْقُرْآن وتفقه وَقَرَأَ فِي الْأَدَب شَيْئا تولىّ المارستان والمواريث وحُمدتْ سيرته فِي ذَلِك وتوفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة وَسَيَأْتِي ذكر حفيده) سَالم بن محمّد إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي هَذَا الْحَرْف 3 - (أَمِين الدّين الشَّافِعِي مدرّس الشاميّة) سَالم بن أبي الدّرّ الشَّيْخ أَمِين الدّين مدرّس الشاميّة الجوّانية الشَّافِعِي توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ إِمَام مَسْجِد الفسقار وَقَرَأَ على الكراسي مُدَّة وَنسخ بعض مسموعاته ورتّب صَحِيح ابْن حبّان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سَمِعت مِنْهُ الأوّل من مشيخة ابْن عبد الدَّائِم وعاش اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ رَحمَه الله ذَا دهاء وخبرة بالدعاوي سَالم بن سَالم أَبُو شَدَّاد الْعَبْسِي وَيُقَال الْقَيْسِي وَالْأول أصحّ شهد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنزل حمص وَمَات بهَا 3 - (مهذّب الدّين الْحِمصِي) سَالم بن سَعَادَة بن عبد الله مهذّب الدّين أَبُو الْغَنَائِم الشَّاعِر الْحِمصِي نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي معجممه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي يَوْم (وَيَوْم قريدُ أنْفاسِهِ ... تُعَبسُ الأوجُهُ من قَرْصِها) (يومٌ تودُّ الشمسُ مِن بردِهِ ... لَو جرَّتِ النارُ إِلَى قرصِها) قلت وَقد رَوَاهُمَا غَيره للجلال ابْن الصفار ولأيهّما كَانَا فإنّه أَخذ الْمَعْنى من قَول القَاضِي الْفَاضِل يَوْم تودّ البصلة لَو ازدادت قَمِيصًا إِلَى قُمصها والشمسُ لَو جرَّت النارَ إِلَى قرصها ونقلت من خطّه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الْكَامِل (خَودٌ كأنّ بنانها ... فِي خُضرة النقش المزردْ) (سَمَكُ من البَلَورِ فِي ... شباكٍ تكونَ مِنْ زَبَرجَدْ) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (ولرُبَّ ساقٍ كالهِلال تَشوقُنا ... فِي وجنتيه شقائقٌ وبَنَفْسَجُ) (ساقٍ هُوَ الفَلَكُ المُدارُ وكأسُه ... الشمسُ المُنِيرَةُ والنَدامَى الأبْرُجُ) 3 - (أَبُو المُعافي ابْن المهذَّب المعرّي) سَالم بن عبد الجبّار أَبُو المُعافى بن الْمُهَذّب من أهل المعّرة كَانَ موسوماً بِالْعَدَالَةِ وَالْأَمَانَة مشهورَ الْفضل قَالَ أسامةُ بنُ مُنْقِذ

البوازيجي الصوفي الشافعي

كَانَ بَينه وَبَين جدي سديد المُلْك مَوَدَّة وَكَانَ أَكثر زَمَانه عِنْد فَإِذا اشتاق أَهله مضى إِلَى المعرّة بِقدر مَا يقْضِي أربه ثمَّ يعود والمعرّة إِذْ ذَاك لشرف) الدولة مُسلم بن قُرَيْش وَكَانَ نَازَلَ جدّي وَهُوَ بشيزر وحاصره مدّةً ونَصَبَ عَلَيْهِ عدّة مجانيق وَقَاتل حصناً لَهُ يُسمى الجسر ورحل عَنهُ وَلم يبلغ غَرضا فَعمل الشَّيْخ أَبُو الْمعَافى من الطَّوِيل (أمُسِلُم لَا سَلِمتَ من حادِثِ الرَدى ... وزرتَ وزيراً مَا شددتَ بِهِ أزْرا) (ربحتَ وَلم تخسر بِحَرب ابْن مُنْقِذٍ ... من الله وَالنَّاس المذمَّةَ والوِزْرا) (فَمُتْ كَمَداً بالجسر لستَ بجاسٍرِ ... عَلَيْهِ وعايِنْ شيزراً أبدا شَزْرَا) فلمّا بَلَغَت الأبْياتُ شرفَ الدولة قَالَ مَنْ يقولُ هَذَا فِينَا قَالُوا رجل يعرف بِابْن المهذَّب من أهل المعرة قَالَ مَا لنا وَلِهَذَا الرجل اكتبوا إِلَى الْوَالِي بالمعرّة يكُفُّ عَنهُ ويُحْسنُ إِلَيْهِ فربّما يكون قد جارَ عَلَيْهِ فأخْرجَهَ وأحُوَجَهُ أنْ قَالَ مَا قَالَ وَهَذَا من حلم شرف الدولة الْمَشْهُور وَمن شعره الْكَامِل (ومُهَفْهَف كالغُصنِ فِي حَرَكاتِهِ ... متهضّم لي خصرُه المهضومُ) (يهتزُّ من نَفَسِ المَشُوقِ قِوامُه ... ليْناً كَمَا هَزَّ الْقَضِيب نسيمُ) (رَشأُ إِذا رَشَقَتْ سِهامُ لحِاظِه ... فَلَهُنَّ فِي قلب المُحِبِّ كُلومُ) (يحلو ويمررُ وصلُه وصدودُه ... وَكَذَا الْهوى أبدا شقاً ونعيمُ) (كُنْ كَيفَ شئْت فإنّ وَصْلي ثابتٌ ... تتصرَّمُ الأيَّامُ وَهُوَ مُقيمُ) (قلبِي الَّذِي جَلَب الغرام لِنَفْسِهِ ... فَلِمَن أُعاتِبُ غيرَه وألُومُ) وَمن شعره يَصِفُ الوباءَ والفرنج من الْكَامِل (وَلَقَد حللْت من الشآم ببُقعةٍ ... إعْزِزْ بساكن ربعهَا المغبونِ) (وَبِئَتْ وجاوَرَها العَدوُّ فأهلُها ... شُهداء بَين الطَعْنِ والطاعونِ) 3 - (البوازيجي الصُّوفِي الشَّافِعِي) سَالم بن عبد السَّلَام بن علوان بن عبدون بن الرّبع أَبُو المُرَجَّى الصُّوفِي الدقوقي الْمَعْرُوف بالبوازيجي قَدِم بَغْدَاد وتفقّه للشَّافِعِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَسمع الْكثير وَصَحب أَبَا النجيب السهروردي وانتفع بِهِ وتقدّم عِنْده وَانْقطع إِلَى الْخلْوَة ومداومة الذّكر والاشتغال بِاللَّه تَعَالَى ومكابدة الْأَعْمَال وجاورَ بمكّة ونفع اللهُ بِهِ خَلْقاً كثيرا وَكَانَ قوالاً بالحقّ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة)

أحد الفقهاء السبعة

3 - (أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة) مسالم بن عبد الله بن عُمَر بن الخَطَّاب أَبُو عبد الله وَيُقَال أَبُو عُبيد الله وَيُقَال أَبُو عمر القُرَشي العَدَوي المَدَني الْفَقِيه روى عَن أَبِيه وَأبي أيّوب الْأنْصَارِيّ وَأبي هُريرة وَعَائِشَة وَالقَاسِم وَعبد الرَّحْمَن ابْني محمّد بن أبي بكر وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَنَافِع وحُميد الطَّوِيل وغيرهُم وَقَدِمَ دمشقَ على عبد الْملك بِكِتَاب أَبِيه بالبيعة لَهُ وعَلى الْوَلِيد بن عبد الْملك وعَلى عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة كثيرَ الحَدِيث عَالِيا من الرِّجَال ورعاً وَقَالَ أَبُو أَحْمد محمّد بن محمّد الْحَاكِم هُوَ أَخُو عُبيد الله وَحَمْزَة وَزيد وواقد وبلال وَعمر وأمّه أمّ سَالم وَهِي أمّ ولد وَكَانَ عبد الله بن عمر يشبه أَبَاهُ عمر وَكَانَ سَالم يشبه أَبَاهُ عبد الله بن عمر وَقَالَ مَالك وَلم يكن فِي زمَان سَالم أشبه بِمن مضى من الصَّالِحين فِي الزّهْد وَالْقَضَاء والعيش مِنْهُ وَكَانَ يلبس الثَّوْب بِدِرْهَمَيْنِ وَقَالَ نَافِع كَانَ ابْن عمر يلقى ابْنه سالما فيقبّله وَيَقُول شيخٌ يقبِّلُ شَيخا وَقَالَ خَالِد بن أبي بكر بَلغنِي أنّ عبد الله بن عمر كَانَ يُلامُ فِي حُبِّ سَالم فَيَقُول من الطَّوِيل (يلومُنّني فِي سَالم وألومُهم ... وجِلْدَةُ بَين الْعين والأنْف سالِمُ) وَرَوَاهُ بعضُهم يُديرونني عَن سَالم وأُديرهم قلت واشتهر هَذَا الْبَيْت كثيرا وروسل بِهِ كتب عبد الْملك بن مَرْوَان إِلَى الحَجَاج وَقد أَكْثرُوا فِيهِ القَوْل أمّا بعد فَأَنت سَالم وَإِسْلَام فَلم يَدْرِ الحجَّاجُ مَا أَرَادَ حتّى فسّره لَهُ بعضُ من يعرفُه فَقَالَ لَهُ أَرَادَ بِهِ قولَ عبد الله ابْن عمر فسُرَّ بذلك وصحّف الْجَوْهَرِي بل حرفَ فِي صِحاحه فَقَالَ وَيُقَال للجلدة الَّتِي بَين الْعين وَالْأنف سَالم وَأورد الْبَيْت وَأَنا شديدُ التَعَجُّب من صحب الصِّحَاح كونَه مَا فهم المعني من الْبَيْت وأنّ سالما عِنْد أَبِيه بِمَنْزِلَة هَذِه الْجلْدَة فِي الْمَكَان الْمَذْكُور وَقَالَ التبريزي الْخَطِيب تبع الْجَوْهَرِي خَاله إِبْرَاهِيم الفارابي صَاحب ديوَان الْأَدَب فِي غلط هَذَا الْموضع انْتهى قَالَ أَبُو الزنّاد كَانَ أهلُ الْمَدِينَة يكْرهُونَ اتِّخَاذ أمّهات الْأَوْلَاد حَتَّى نَشأ فيهم القرّاء السَّادة عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ وَالقَاسِم بن محمّد بن أبي بكر وَسَالم ابْن عبد الله بن عمر فقهاءَ ففاقوا أهل الْمَدِينَة علما وتقي وَعبادَة وورعاً فَرغب النَّاس حينئذٍ فِي السراري قَالَ أَبُو

المحاربي قاضي دمشق

شامة الأكُثرَ على) أنَّ فُقَهَاء الْمَدِينَة السَّبْعَة لَيْسَ فيهم سَالم وإنّما يَعُدُّون مكانَه أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث وَذكر بَعضهم مَكَان أبي بكر وَسَالم أَبَا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن ذكره الْحَاكِم فِي معرفَة عُلُوم الحَدِيث ولكنْ سَالم مَعْدُود فِي فُقَهَاء الْمَدِينَة وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي أصحّ الْأَسَانِيد كلّها الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه وَقَالَ البُخَارِيّ مَالك بن نَافِع عَن ابْن عمر واصحّ أَسَانِيد أبي هُرَيْرَة أَبُو الزَّناد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُريرة وَقَالَ أَبُو بكر شيبَة أصَحُّ الْأَسَانِيد كلّها الزُّهْرِيّ عَن عليّ بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه وَقَالَ سُلَيْمَان بن داوِد أصحَ الْأَسَانِيد كلّها يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وتُوُفّي سَالم فِي سنة ستّ وَمِائَة فِي ذِي الحِجة وَهِشَام بِالْمَدِينَةِ فصلىّ عَلَيْهِ بِالبَقِيعِ لِكَثْرَة النَّاس وَلما رأى كثرتهم قَالَ لإِبْرَاهِيم بن هِشَام المَخْزُومِي أضْرب على النَّاس بَعْثَ أَرْبَعَة آلَاف فَسُمي عَام أَرْبَعَة آلَاف وَكَانَ النَّاس إِذا دخلُوا الصائفة خرج أَرْبَعَة آلَاف من الْمَدِينَة إِلَى السواحل وَكَانَ سَالم علج الخَلْق يُعالِجُ بيدَيْهِ وَيعْمل وَكَانَ هِشَام قد دخل الْكَعْبَة فَإِذا هُوَ بسالم فَقَالَ لَهُ سَلْني حَاجَتك فَقَالَ إِنِّي استحيي من الله أَن أسأَل من بَيته غَيره فلمّا خرجا مِنْهَا قَالَ الْآن قد خرجْتَ مِنْهَا فاسأل فَقَالَ وَالله مَا سألْتُ الدُّنْيَا مّمن يملكُها فَكيف أسألُ فِيهَا مَنْ لَا يَمْلِكُها وعانه هِشَام أَي أَصَابَهُ بِالْعينِ فَمَرض فَمَاتَ وروى لسالم الجماعةُ كُلُّهم 3 - (المُحاربي قَاضِي دمشق) سَالم بن عبد الله أَبُو عبيد الله الْمحَاربي قَاضِي دمشق من سَاكِني داريا كَانَ من حملةِ الْقُرْآن وَمِمَّنْ يحْضرُ الدراسة فِي جَامع دمشق روى عَن مَكْحُول وَمُجاهد وَسليمَان بن حبيب الْمحَاربي قَاضِي دمشق وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وَغَيره قَالَ ابْن أبي حَاتِم سُئِلَ أبي عَنهُ فَقَالَ صَالح الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زُرْعة فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة فِي ذكر قُضَاةِ دمشق وَكَانَ يجلس عِنْد بَاب الْبَرِيد 3 - (القُرَظي) سَالم بن عبد الله الْمدنِي مولى محمّد بن كَعْب الْقرظِيّ كتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى محمّد بن كَعْب أَن يَبِيعهُ غُلَامه سالما وَكَانَ عابداً خيرا فَقَالَ إنّي قد دَبّرْتُهُ قَالَ فأزِرنيه فَأَتَاهُ سَالم فَقَالَ عمر إنّي قد ابتُليتُ بِمَا ترى وَأَنا وَالله أتخوفُ أَن لَا أنجو فَقَالَ لَهُ سَالم إِن كنتَ كَمَا تَقول فَهَذَا نجاتُك وإلاّ فَهُوَ الأمْرُ الَّذِي تخَاف قَالَ يَا سَالم عِظْنا قَالَ آدم صلى الله عَلَيْهِ) وَسلم على خطيئةٍ وَاحِدَة خرج بهَا من الجنّة وَأَنْتُم تعلمُونَ الْخَطَايَا ترجون أَن تدْخلُوا بهَا الجنّة ثمَّ سكت

الصحابي

3 - (الصَّحَابِيّ) سَالم بن عُبيد الْأَشْجَعِيّ كوفّي لَهُ صُحْبَة وَكَانَ من أهل الصُفّة روى عَنهُ خَالِد بن عرفطة وروى عَنهُ نُبيط بن شريط وهلال بن يسَاف 3 - (أَبُو الْعَلَاء كَاتب هِشَام) سَالم بن عبد الله وَيُقَال ابْن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَلَاء مولى هِشَام بن عبد الْملك وكاتبه على ديوَان الرسائل وَكَانَ سَالم أستاذ عبد الحميد بن يحيى الْكَاتِب وخنته وَحدث زِيَاد الْأَعْجَم قَالَ حضرت جَنَازَة هِشَام بن عبد الْملك فسمعْتُ أَبَا عبد الْأَعْلَى يُنشِد من الطَّوِيل (وَمَا سَالم عمّا قليلٍ بسالمٍ ... وإنْ كَثُرت أحراسُه ومواكُبهْ) (وإنْ كَانَ ذَا بابٍ شديدٍ وحاجبٍ ... فعما قليلٍ يهجر البابَ صحبُهْ) (وَيُصْبِح بعد الحَجب للنَّاس مُفردا ... رهينةَ بَيت لم تُسَتَّرْ جَوَانِبُهْ) (فنفسَك فاكسبْها السعادةَ جاهداً ... فكلّ امرئٍ رَهْنٌ بِمَا هُوَ كاسبُهْ) (وَمَا كَانَ إلاّ الدّفن حتّى تفرّقتْ ... إِلَى غَيره أفراسُه ومراكُبهْ) (وأصْبَحَ مَسْرُورا بِهِ كلُّ كاشحٍ ... وأسْلَمَه أصحابُه وحبائبُهْ) 3 - (الْأَفْطَس الْأمَوِي) سَالم بن عجلَان الْأَفْطَس مَوْلَاهُم الْجَزرِي قَتله عبد الله بن عليّ روى عَن سعيد بن جُبير وَأبي عُبَيْدَة بن عبد الله بن مَسْعُود وَالزهْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وتوفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن العودي) سَالم بن عليّ بن سلمَان بن عليّ بن العودي أَبُو الْمَعَالِي التَغْلِبي وَمن أهل النّيل الشَّاعِر وَكَانَ رافضيّاً خبيثاً يهجو الصَّحَابَة وُلد سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب لَقيته سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَأورد لَهُ من الطَّوِيل (هُمُ أقعدوني فِي الْهوى وَأَقَامُوا ... وأبْلوا جفوني بالسُهاد وناموا) (وهم تركوني للعتاب دَريئةً ... أؤنَّبُ فِي حبّيهِم وألامُ)

الدلال البغدادي

) (وَلَو أنْصَفُوني قِسْمَةَ الحُبِّ بَيْننَا ... لهاموا كَمَا بِي صبْوةٌ وهُيَامُ) (ولكنّهم لمّا استدّر لنا الْهوى ... كَرُمْتُ بحفظي للوداد ولاموا) وَمن شعره من الْخَفِيف (مَا حسبتُ الكتابَ عَنْك لهجرٍ ... لَا وَلَا كَانَ ذاكُمُ عَنْ تجافِ) (غير أنّ الزَّمَان يُحْدِثُ للمرءِ ... أموراً تُنْسيه كلَّ مصافِ) (شِيَمٌ مرّت اللَّيَالِي عَلَيْهَا ... والليالي قليلةُ الإنْصافِ) وَمِنْه من الْبَسِيط (يَا عاتبينَ على عانٍ يحبّهمُ ... لَا تجمعُوا بَين عَتْبٍ فِي الْهوى وعَنا) (إِن كَانَ صدّكُمُ عَنَي حُدوثُ غِنى ... فَمَا لنا عَنْكُم حَتَّى الْمَمَات غِنَى) وَمِنْه من الْكَامِل (لَا أقتضيك على السماح فإنّه ... لَك عَادَة لكنّني أَنا مُذِكُر) (أنّ السحابَ إِذا تمسّك بالنَدى ... رَغِبُوا إِلَيْهِ بالدُعاءِ فَيُمطِرُ) قلت شعر متوسّط 3 - (الدلاّل الْبَغْدَادِيّ) سَالم بن عليّ بن سَلامَة بن نصر بن الْقَاسِم بن البيطار أَبُو الْحسن الدلاّل الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير وحصّل الْأُصُول وَكَانَ متيقّظاً صَالحا صَدوقاً سمع محمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَهبة الله بن عبد الله الوَاسِطِيّ وَعبد الْخَالِق بن عبد الصَّمد بن الْبدن وَغَيرهم وخرّج لَهُ ابْن الْأَخْضَر فَوَائِد فِي جُزْء لطيف قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار وَرَوَاهُ لنا عَنهُ ولند سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة وتوفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (الْأنْصَارِيّ) سالمُ بن عُمير بن ثَابت بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ الأوسي أحد البكّائين شهد بَدْرًا والمشاهد فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ 3 - (رَاوِي عَاصِم) سَالم بن عَيَّاش بن سَالم الحّنَّاط الْأَسدي الْكُوفِي من أهل الْعلم والْحَدِيث مَشْهُور وَهُوَ أحد رُواة الْقِرَاءَة عَن عَاصِم وَهُوَ مولى وَاصل بن حَيا الأحدب لَهُ أَخْبَار وحكايات توفّي بِالْكُوفَةِ)

الخياط الأنباري

سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (الخيّاط الْأَنْبَارِي) سَالم بن محمّد أَبُو مَيْمُون الخيّاط الْأَنْبَارِي دخل البُحْتُري الأنبار وَكَانَ أَبُو مَيْمُون فِي دّكان الخيّاط فَقَامَ إِلَيْهِ وسلّم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ من أَنْت قَالَ غُلَام من غلْمَان الأنبار أَقُول الْعشْر فَضَحِك وَقَالَ لقد ذلّ من بَالَتْ عَلَيْهِ الثعالب أنشِدْني شَيْئا ممّا يَلِيق فأنشده من الْكَامِل (سمّاك أهلُك يوسفا ... إِذا فاقَ حُسنُك يوسُفا) (فكأنَّني امرأةُ الْعَزِيز ... أذوبُ فيكَ تلهُّفاً) (قد كَانَ حُبُّك طيبا ... كَدِراً فَكيف وَقد صَفَا) فَقَالَ لَهُ أحسنْتَ على مِقْدَار سنّك فَقَالَ لَهُ أيّها الْأُسْتَاذ أَي شَيْء أجّود مَا قلت فَقَالَ كُلُّ مَا قلتُ جيّد فَقَالَ لَهُ فأنشِدْني آثَرَ مَا قلتَ من ذَلِك فِي نَفسك فَقَالَ قولي من الْكَامِل (أُخْفي هوى لَك فِي الضلوع وأُظْهِرُ ... وأُلامُ من جَزعٍ عَلَيْك وأُعذَرُ) 3 - (أَمِين الدّين ابْن صصري) سَالم بن محمّد بن سَالم بن الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ ابْن صصري القَاضِي الرئيس الزَّاهِد أَمِين الدّين أَبُو الْغَنَائِم التَغْلِبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي صَدْرٌ كَبِير وَكَاتب خَبِير وحتشم نبيل لَهُ عقل وافر وَفضل ظَاهر وَكَانَ على وَجهه شامة كَبِيرَة حَمْرَاء جميلَة ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وتُوُفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وستّ مائَة حدّث عَن مكّي بن عَلان وَسمع من خطيب مردا والرشيد العطّار والرضي بن الْبُرْهَان وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَجَمَاعَة ولي نظر الخزانة وَنظر الدِّيوَان الْكبر وَغير ذَلِك ثمَّ تنظّف من ذَلِك كلّه وحجّ وجاور ثمَّ قدم دمشق وَلزِمَ بَيته وَاقْبَلْ على شَأْنه حَتَّى توفّي وَكَانَ مَوْصُوفا بالأمانة ظاهرَ الصيانة وَالْعَدَالَة وَقد تقدّم ذِكْرُ جَدِّه سَالم بن معقل مولى أبي حُذيفة بن عتبَة بن ربيعَة هُوَ أَبُو عبد الله كَانَ من أهل فَارس من إصطخر وَقيل إنّه من عجم الْفرس من كرمد وَكَانَ من فضلاء الموَالِي وَمن خِيَار الصَّحَابَة وكبارهم وَهُوَ مَعْدودٌ فِي الْمُهَاجِرين لأنّه لمّا أعتقَتْهُ مولاتُهُ زوجُ أبي حُذيفة تبنّاه أَبُو حُذيفة فَلذَلِك عُدّ فِي الْمُهَاجِرين وَهُوَ مَعْدُود فِي الْأَنْصَار فِي بني عبيد الْعتْق مولاته الأنصاريّة لَهُ فَهُوَ يُعَدُّ فِي قُرَيْش الْمُهَاجِرين وَفِي الْأَنْصَار وَفِي الْعَجم ويُعَدّ فِي القُرّاء وَكَانَ يَؤُمُ الْمُهَاجِرين بقُباءَ وَفِيهِمْ عمر بن الخطّاب قبل أنْ يقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة) ورُوي أنَه هَاجر مَعَ عمر بن الخطّاب وَنَفر من الصَّحَابَة بمكّة وَكَانَ يؤمّهم لأنّه كَانَ أَكْثَرهم قرانا

قاضي قارا

وَكَانَ عمر يفرط فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد آخى بَينه وَبَين معَاذ وَقيل بَينه وَبَين أبي بكر وَلَا يصحّ ورُوي عَن عمر أنّه قَالَ لَو كَانَ سالمٌ حيّاً مَا جعلْتُها شُورَى وَذَلِكَ بعد أَن طُعن وَكَانَ أَبُو حُذيفة قد تبنّى سالما فَكَانَ يُدعى سَالم بن أبي حُذيفة حتّى نَزَلَتْ أُدْعُوهم لآبائِهِم الْآيَة وَكَانَ سَالم عبدا لبُثَيْنة بنت يعار الْأنْصَارِيّ وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُذوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة من ابْن أمّ عبد فَبَدَأَ بِهِ وَمن أُبيّ بن كَعْب وَمن سَالم مولى أبي حُذيفة وَمن مُعاذ بن جبل وقُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا هُوَ ومولاه أَبُو حُذيفة وُجِدَ رَأس أَحدهمَا عِنْد رِجل الآخر وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (قَاضِي قارا) سَالم بن نَاصِر الْفَقِيه شرف الدّين قَاضِي قارا وخطيبها وَكَانَ فصيحاً مفوّهاً شَاعِرًا فِيهِ مكارمٍ ومروّة أَقَامَ بقارا مدّةً وتوفّي سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة وَمن شعره 3 - (الشريف أَبُو الْمجد الْحلَبِي) سَالم بن هبة الله الشريف أَبُو الْمجد الْهَاشِمِي من ولد الْحَارِث بن عبد المطّلب مولده بحلب وَكَانَ مُحْتَرما عِنْد وُلاة حلب قَالَ أُسَامَة بن منقذ كَانَ بَينه وَبَين جدّي ووالدي رَحِمهم الله مودّةٌ وخِلْطَةٌ وَكَانَ كثيرَ الدُّعابة والهزل وَله أشعارٌ حَسَنَة حرصْتُ على جمعهَا وكاتبْتُه فِي آخر عمره وصدرِ عمري أساله أثُباتَها وإنفاذها وَهُوَ إِذا ذَاك بحلب فَاعْتَذر بأنّه مَا عُنيَ بجمعها وَلَا دوّنها وَلم أجد لَهُ شَيْئا سوى مَا نقلْتُهُ من خطّ وَالِدي يَقُول أنشدَنيه بشيزر سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة من الطَّوِيل (أَثِرْ بِتَمادي شَدِّها المتداركِ ... دُجى كلِّ يومٍ أغبر اللَّوْن حالِكِ) (وشمْ لطلاب العزّ عزمَةَ مُقْدِمٍ ... على الهول خَوَّاض غِمارَ المهالِكِ) (فإمَا عُلىً تصفو عليَّ طلالها وإمّا ... رَدىً بَين القنا والسنابكِ) (فحتّام تُمسي خَاثر العزمِ خاملاً ... سموم الْأَمَانِي والهموم النواهكِ) (ويُمطُلُكَ الحَظُّ الحَرون مُسَوِّفاً ... بِنَيْلِ العُلى مطل الْغَرِيم المُماحِكِ) (وَيَا نفسُ مَا بالي أراكِ مُقِيمَة ... على الضيم لَا يجْرِي الإباءُ ببالِكِ) (إِذا عنكِ ضاقَتْ بَلْدَةٌ فَتَبدَّلي ... بِأُخْرى تَرْوضي جامحاً من رِحَابِكِ) ) (إلامَ طِلابُ الفَضْل بَين مَعَاشِرٍ ... أَبَو أَن يَكُونُوا أَهله لَا أبالَكِ) 3 - (قَاضِي نابلس) سَالم ابْن أبي الهيجاء الْأَذْرَعِيّ القَاضِي مجد الدّين الشَّافِعِي قَاضِي نابلس تُوُفّي سنة خمسٍ وَسبع مائَة وَهُوَ وَالِد شمس الدّين محمّد محتسب نابلس

الأسدي والي الرقة

وَالِد شهَاب الدّين أَحْمد وَكيل الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي 3 - (الْأَسدي وَالِي الرقّة) سَالم بن وابصة بن معبد الْأَسدي كَانَ واليّ الرقة ثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ فِي الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين وَكَانَ يركب بغلة شهباء وَعَلِيهِ رداءٌ أصفر يُصَليِّ بِالنَّاسِ الْجُمُعَة قَالَ ابْن دُرَيْد كَانَ رجلا حَلِيمًا وَكَانَ لَهُ ابْن عمّ سَفِيه يحسده وَكَانَ ينتقصه فَقَالَ سَالم ذَلِك لإخوانه وخاصّته من بني عَمه فَقَالَ رجل مِنْهُم تعهّد أهَله وَولده بالصلة ودَعْه فإنّه سيصلح فَفعل فَأَتَاهُ ابْن عمّه ذَلِك فَقَالَ لَهُ أَنْت أحَقُّ بِالنَّاسِ بِمَا صنعْتَ وَأَنت أولى بالكَرَم منّي وَالله لَا أعودُ لشيءٍ تكرهُهُ منّي فَقَالَ سَالم بن وابصة من الْبَسِيط (ذُو نَيرْبٍ مِنْ موَالِي السوء ذُو حَسَدٍ ... يقتاتُ لَحْمي فَمَا يشفيه من قَرَمِ) (كقنفذ الرمل مَا تخفى مدارجه ... خبّ إِذا نَام كلّ النَّاس لم ينمِ) (محتظناً ظربّاناً مَا يزايله ... يُبْدي لي الغِشَّ والعوراءَ فِي الكلِمِ) (داوَيْتُ قَلْباً طَويلا عُمرُه قَرحاً ... مِنْهُ وقلّمتُ أظفاري بِلَا جَلَمِ) (بالرفق والحلم أسدِيهِ وألْجُمه ... بُقياً ورَعْياً لما لم يَرْع مِن رَحمي) (كأنّ سَمْعِي إِذا مَا قَالَ مُحْفِظةً ... يَصمُّ عَنْهَا وَمَا بالسَمْعِ منْ صَمَمِ) (حَتَى أطّبى وُدُّه رِفقي بِهِ وَلَقَد ... أنْسَيْتُه الحقد حَتَّى عَاد كالحلمِ) (فأصبحتْ قوسه دوني مُؤَثِّرةً ... يَرْمِي عدوّي جهاراً غير مكتتمِ) (وإنّ مِنَ الحِلمِ ذُلاًّ أنْتَ تَعْرِفُهُ ... والحلمُ عَن قُدْرةٍ ضربٌ من الكَرَمِ) وَمن شعر أَيْضا من الطَّوِيل (أرَى الحِلْمَ فِي بَعْضِ المواطنِ ذِلّةً ... وَفِي بَعْضهَا عزُّ يُشَرَّفُ قائلُهْ) (إِذا أَنْت لم تَدْفَع بِحِلْمِك جَاهِلا ... سَفِيها وَلم تَقْرِنْ بِهِ مَنْ يجُاهِلُهْ) (لبستَ لَهُ ثوب المذلّة صاغراً ... وأصبحتَ قد أودى بحقّك باطِلُهْ) ) (فَأَبْقِ على جُهَّال قَوْمك إنّه ... لكلّ جَهولٍ مَوْطِنٌ هُوَ جاهلُهْ) وَمِنْه من الْبَسِيط (يَا أيّها المتحلّي دون شيمته ... إنّ التخلّق يَأْتِي دونه الخُلُقُ) (وَلَا يُواسِيك فِي مَا كَانَ من حَدَثٍ ... إلاّ أَخُو ثِقَةٍ فانظْرْ بِمن تَثِقُ)

أبو النضر المدني

تُوُفّي سَالم بن وابصة فِي آخر خلَافَة هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ شابّاً فِي خلَافَة عُثْمَان رضه 3 - (أَبُو النَّضر الْمدنِي) سَالم بن أميّة أَبُو النَّضر مولى عمر بن عبيد الله بن معمر الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي الْفَقِيه روى عَن أنس وَابْن أبي أوفى وعَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ وَغَيرهم روى عَنهُ مَالك وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة اللَّيْث ومُوسَى بن عقبَة وَغَيرهم وَقدم على عمر بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ ابْن سعد هُوَ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث وَقَالَ يحيى بن معِين فِي تَسْمِيَة تَابِعِيّ أهل الْمَدِينَة ومحُدَّثيهم قَالَ وَهُوَ مدنيٌّ ثقةٌ وَكَانَ لعمر بن عبد الْعَزِيز أخَوانِ فِي الله أحدهُما زِيَاد وَالْآخر سَالم كِلَاهُمَا عَبْدَانِ وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجِمَاع 3 - (ابْن أبي المُهَاجر) سَالم بن أبي المُهَاجر كَانَ من الصَّالِحين وروى لَهُ ابْن ماجة قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وستّين وَمِائَة 3 - (أَبُو الْغَيْث) سَالم الْمدنِي أَبُو الْغَيْث مولى عبد الله بن مُطيع العَدَوي وروى عَن أبي هُرَيْرَة فَقَط وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتُوُفّي فِي حُدُود الْمِائَة 3 - (ابْن رَافع الْأَشْجَعِيّ) سَالم بن أبي الْجَعْد الْأَشْجَعِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي أَخُو عبد الله وَعبيد الله وَزِيَاد وَعمْرَان وَمُسلم هُوَ أشهرهم أَعنِي سالما وروى عَن ابْن عبّاس وثوبان وَجَابِر بن عبد الله بن عَمْرو والنعمان بن بشير وَعبد الله بن عمر وَأنس وَأَبِيهِ رَافع أبي الْجَعْد كَانَ ثِقَة نبيلاً وتوفّي سنة مائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة

صاحب المدينة

3 - (صَاحب الْمَدِينَة) سَالم صَاحب الْمَدِينَة الْعلوِي الحُسيني قدم الشأم صحبةَ المعظّم ثمَّ سَار فِي شعْبَان بِمن) استخدمه من التركمان والرجالة ليُقاتل قَتَادَة صَاحب مكّة فَمَاتَ فِي الطَّرِيق سنة اثْنَتَيْ عشرَة وستّ مائَة وَقَامَ بعده ابْن أَخِيه حمَار فَمضى بذلك الْجمع والتقيا بوادي الصَّفْرَاء وكُسر قتادةُ وَانْهَزَمَ إِلَى يَنْبُع وحصروه بقلعتها سَالم رَجُلٌ من الصَّحَابَة حجم النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشرب دَمَ المِحْجَم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمَا عَلِمْت أنّ الدَّم كلّه حرَام 3 - (الْأمين المُنَجِّم) سَالم الْموصِلِي كَانَ شَيخا متميّزاً فِي النُّجُوم والأزياج وحسابها وَعمل التقاويم وتوفّي سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة (الْمُلُوك السامانيّة) إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أَسد وَأحمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد وَنصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد ونوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد وَعبد الْملك بن نوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد وَمَنْصُور بن نوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد ونوح بن مَنْصُور بن نوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد وَعبد الْملك بن نوح بن مَنْصُور بن نوح بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد وَأحمد بن أَسد (سامة الْجبلي) كَانَ ببيروت فلمّا انْقَضتْ مدّة الْهُدْنَة بَين صَلَاح الدّين والفرنج فقصد الفرنجُ بيروتَ فهرب وَاسْتولى الفرنج عَلَيْهَا فَقَالَ فِيهِ شَاعِر من الْخَفِيف (سَلِّمِ الحِصْنَ مَا عَليك مَلامَهْ ... مَا يُلامُ الَّذِي يَرومُ السَلامَهْ) (إنّ أَخْذَ الحُصونِ لَا بِقتالٍ ... سُنَّةٌ سَنَّها ببيروت سامه)

الألقاب

(أبْعَدَ الله تَاجِرًا سَنَّ ذَا البي ... عَ وأخزى بخزيه مَنْ سامَهْ) وَكَانَ انْقِضَاء الْهُدْنَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَكَانَ أسامةُ بِالْقَاهِرَةِ وَقد استوحش من الْعَادِل وَأَوْلَاده فِي سنة تسع وستّ مائَة لأنّهم أتّهموه بمكاتبة الظَّاهِر صَاحب حلب فَخرج سامة من الْقَاهِرَة على أنّه يتصيّد واغتنم اجْتِمَاع الْمُلُوك بدمياط وسَاق إِلَى الشأم فِي مماليكه يطْلب قلاعه وَهِي كَوْكَب وعجلان فَأرْسل وَالِي بلبيس إِلَى دمياط فَقَالَ الْعَادِل من سَاق خَلفه فَلهُ أَمْوَاله وقلاعه فَقَالَ المعظّم أَنا وَركب خَلفه وَوصل إِلَى غزّة فِي ثَلَاثَة أيّام من دمياط وَسبق سامة إِلَيْهَا وَكَانَ سامةُ نقرس وَانْقطع مماليكُهُ عَنهُ والتقى سامة بعض الصيّادين فَأعْطَاهُ ألف دِينَار وَآخر الْأَمر قَالَ لَهُ المعظّم سَلِّم إليّ كَوْكَب وعجلان وَأَنا أؤمنك على مَالك وأولادك وتعيش ببيتنا كأنّك وَالِد فَامْتنعَ وسبّه فاعتقله بالكرك وَأخذ مَاله وذخائره بِمَا قِيمَته ألف ألف دِينَار (الألقاب) صَاحب الْمقَالة السالمّية أَحْمد بن عليّ بن سَالم السامري سيف الدّين صَاحب الأرجوزة الْمَشْهُورَة اسْمه أَحْمد بن محمّد السامري أَبُو عليّ يحيى بن محمّد الساووجي الْوَزير محمّد بن عليّ الساووجي القرندلي محمّد ابْن سامة المحدّث اسْمه محمّد بن عبد الرَّحْمَن الساوي الْوَاعِظ محمّد بن عبد الرزّاق (السَّائِب) 3 - (الخزرجي الصَّحَابِيّ) السَّائِب بن خلاّد الخزرجي لَهُ صحبةٌ وَرِوَايَة توفّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَهُوَ وَالِد خلاّد بن السَّائِب وَحَدِيثه فِي رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ مُخْتَلَفٌ فِيهِ

السهمي

3 - (السَّهْمِي) السَّائِب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي أُسر يَوْم بدر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تمسّكوا بِهِ فإنّ لَهُ ابْنا كيّساً بِمَكَّة فَخرج ابْنه المطّلب سرّاً حتّى قدم ففدى أَبَاهُ بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم ثمَّ إنّ السَّائِب أسلم وتوفّي سنة سبع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو يزِيد الْكِنْدِيّ) السَّائِب بن أبي يزِيد أَبُو يزِيد الْكِنْدِيّ الْمدنِي ابْن أُخْت نمر يُعْرَفُون بذلك قَالَ حجّ أبي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ابْن سبع سِنِين وخرجْتُ مَعَ الصّبيان إِلَى ثنيّة الْوَدَاع نَلْتَقِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من غَزْوَة تَبُوك وَقد روى عَن عمر وَعُثْمَان وخاله الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ وَطَلْحَة وحُويطب بن عبد العُزَّي وَمسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه ودعا لَهُ وتوفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقيل قُتل يَوْم الحرّة وَقَالَ عَطاء مولى السَّائِب بن يزِيد كَانَ شَعْرُ السَّائِب من هامته إِلَى مقدم رَأسه أسود وَسَائِر رَأسه ولحيته وعارضيه أَبيض فَقلت لَهُ مَا رَأَيْت أحدا شعرًا مِنْك فَقَالَ مرّ بِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أَلعَب مَعَ الصّبيان فَمسح يَده على رَأْسِي وَقَالَ بَارك الله فِيك فَهُوَ لَا يشيب أبدا 3 - (المَخْزُومِي) السَّائِب بن أبي السَّائِب صَيْفِي بن عَائِذ بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم اخْتلف فِي إِسْلَامه فَذكر ابْن إِسْحَاق أنّه قُتل يَوْم بدر كَافِرًا قَالَ ابْن هِشَام وَذكر غير ابْن إِسْحَاق أَن الَّذِي قَتله الزبير بن العوّام وَكَذَلِكَ قَالَ الزبير ابْن بكّار وَنقض الزبيرُ ذَلِك فِي موضِعين من كِتَابه بعد ذَلِك فَرَوى بِسَنَد إِلَى كَعْب مولى سعيد بن الْعَاصِ قَالَ مر مُعَاوِيَة وَهُوَ يومئذٍ يطوف بِالْبَيْتِ وَمَعَهُ جنده فزحموا السَّائِب بن صَيْفِي فَسقط فَوقف عَلَيْهِ مُعَاوِيَة وَهُوَ خَليفَة فَقَالَ ارْفَعُوا الشَّيْخ فلمّا قَامَ قَالَ يَا مُعَاوِيَة مَا هَذَا يصرعوننا حول الْبَيْت أما وَالله لقد أردْت أَن أَتزوّج)

السائب بن مظعون

3 - (السَّائِب بن مَظْعُون) 3 - (بن حبيب بن وهب) أَخُو عُثْمَان بن مَظْعُون لِأَبِيهِ وأمّه كَانَ من الْمُهَاجِرين الأوّلين إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَشهد بَدْرًا قَالَ ابْن عبد البرّ وَلَيْسَ لَهُ وَلَا لِأَخِيهِ عقب وَلم يذكرهُ ابْن عقبَة فِي البدريّين 3 - (السَّائِب بن عُثْمَان) 3 - (بن مَظْعُون بن حبيب بن وهب) هَاجر مَعَ أَبِيه عُثْمَان وَمَعَ عَمَّيه قدامَة وَعبد الله إِلَى الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة وَشهد بَدْرًا وَسَائِر الْمشَاهد وقُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَهُوَ ابْن بضع وَثَلَاثِينَ سنة 3 - (السَّائِب بن العوّام) 3 - (بن خويلد بن أَسد الْقرشِي) أَخُو الزبير بن العوّام أمّه صَفِيَّة بنت عبد المطّلب شهد أُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقُتِلَ يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (السَّائِب بن الْحَارِث) 3 - (بن قيسي بن عدي الْقرشِي السَّهْمِي) كَانَ مُهاجِرة الْحَبَشَة هُوَ وَإِخْوَته بشر والْحَارث وَمعمر وَعبد الله بنوا لحارث بن قيس وجُرِحَ السَّائِب يَوْم الطَّائِف وقُتل بعد ذَلِك يَوْم فَحل بالأردنّ شَهِيدا سنة ثَلَاث عشرَة أوّل خلَافَة عمر) 3 - (السَّائِب بن أبي حُبيش) 3 - (بن المطّلب بن أَسد الْأَسدي) مَعْدُود فِي أهل الْمَدِينَة هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ عمر بن الخطّاب ذَاك رجل لَا أعلم فِيهِ عَيْبا وَمَا أحد بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا اقدر أَن أعيبه ورُوي أنّ ذَلِك قَالَه فِي ابْنه عبد الله بن السَّائِب كَانَ شريفاً أَيْضا وسطا فِي قومه والسائب هُوَ أَخُو فَاطِمَة بنت أبي حُبيش الْمُسْتَحَاضَة روى عَنهُ سُلَيْمَان بن يسَار وَغَيره

السائب بن خلاد

3 - (السَّائِب بن خلاّد) 3 - (أَبُو سهلة الجُهَني) وعو غير الَّذِي مرّ أوَلاً وروى عَنهُ عَطاء بن يسَار عَنهُ مَرْفُوعا من أَخَاف أهل الْمَدِينَة وَحَدِيث صَالح عَنهُ فِي الإِمَام الَّذِي بَصق فِي الْقبْلَة فَنَهَاهُ أَن يصليّ بهم 3 - (السَّائِب بن الْأَقْرَع الثَّقَفِيّ) كُوفِي صَحَابِيّ شهد فتح نهاوند مَعَ النُّعْمَان ابْن مقرّن وَكَانَ عمر بَعثه بكتابه إِلَى النُّعْمَان ثمَّ اسْتَعْملهُ عمر على الْمَدَائِن قَالَ البُخَارِيّ السَّائِب بن الْأَقْرَع أدْرك النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمسح بِرَأْسِهِ 3 - (السَّائِب بن حَزن) 3 - (بن وهب المَخْزُومِي) أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمولده قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَهُوَ عمّ سعيد بن المسيّب وَقَالَ مُصعب الزُّبيري المسيّب وَعبد الرَّحْمَن والسائب وَأَبُو معبد بَنو حَزْن بن أبي وهب أمّهم أمّ الْحَارِث بنت سعد بن أبي قيس وَلم يُرْوَ مِنْهُم إِلَّا عَن المسيّب بن حَزْن 3 - (السَّائِب بن نُميلة) مَذْكورٌ فِي الصَّحَابَة روى عَنهُ مُجَاهِد حَدِيثه عِنْد أبي الجوّاب الْأَحْوَص بن جوّاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم صلاةُ الْقَاعِد على النّصْف من صَلَاة الْقَائِم قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرفُهُ بِغَيْر هَذَا وأخشى أَن يكون حَدِيثه مُرْسلا 3 - (السَّائِب بن سُوَيْد الصَّحَابِيّ) مدنِي روى عَنهُ محمّد بن كَعْب الْقرظِيّ عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا من شيءٍ يُصابُ) بِهِ أحَدُكم من الْعَافِيَة والطَنَز إلاّ الله يَكْتُبُ لَهُ أجْراً 3 - (السَّائِب بن أبي لُبابة) 3 - (بن عبد الْمُنْذر أَبُو عبد الرَّحْمَن) وُلد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رِوَايَته عَن عمر بن الخطّاب وَهَذَا قَول الْوَاقِدِيّ

السائب بن يزيد

3 - (السَّائِب بن يزِيد) 3 - (بن سعيد بن ثُمَامَة بن الْأسود) ابْن أُخْت النَمِر قيل كناني وَقيل هُذَلي وَقيل أزْدي وَهُوَ حليفٌ لبني أميّة وُلد فِي السّنة الثَّالِثَة من الْهِجْرَة فَهُوَ تِرْبُ ابْن الزبير والنعمان بن بشير فِي قَوْله وَكَانَ عَاملا على سوق الْمَدِينَة مَعَ عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود قَالَ ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إنّ ابْن أُخْتِي وجع فَدَعَا لي وَمسح برأسي ثمَّ توضّأ فسربْتُ من وضوئِهِ ثمَّ قُمْتُ خلف ظَهره فَنَظَرت إِلَى خَاتمه بَين كَتفيهِ كَأَنَّهُ زرّ الحجلة 3 - (السَّائِب بن عبيد) 3 - (بن عبد يزِيد بن هَاشم بن المطّلب بن عبد منَاف) جدّ الإِمَام الشَّافِعِي رضه كَانَ السَّائِب هَذَا صَاحب راية بني هَاشم يَوْم بدر مَعَ الْمُشْركين فأُسر ففدى نَفسه ثمَّ أسلم 3 - (خاثر المغنّي) السَّائِب خاثر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَبعد الْألف ثاء مثلّثة وَرَاء هُوَ مولى لنَبِيّ لَيْث وَكَانَ تَاجِرًا مُوسِرًا يَبِيع الطَّعَام وَلم يكن يضْرب بِالْعودِ وَكَانَ يوقّع بالقضيب ويغنّي مرتجلاً وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عبد الله بن جَعْفَر مخالطاً لسروات النَّاس وَكَانَ يذهب بِنَفسِهِ إِلَى أَن لَا يُجَالس إلاّ الْخُلَفَاء وَمن قاربهم وَكَانَ معبد يَأْخُذ عَنهُ غنّي يَوْمًا ومعاويةُ بني السِماَطَيِنْ بِشعر أبي دهبل من المديد (إذْهَبِي يَا لَهْوُ فَاسْتَمِعيِ ... خَبِّريه بِالَّذِي فَعَلا) (واسْأليه فيمَ يصرمنا ... قد وصلناه فَمَا وصلا) (وتجنَّى حِينَ لِنتُ لَهُ ... ذنْب صُخرٍ يَبْتَغِي العِلَلا) ) فَلم يسمعهُ أحد إلاّ فُتِنَ بِهِ وَيُقَال إنّ سائب خاثر قَالَ لناس من أَصْحَابه فِي اللَّيْلَة الَّتِي كَانَ فِي صبيحتها الحرّة انْطَلقُوا إِلَى سلع فتزوّدوا منّي فوَاللَّه لكأنّكم بِي غَدا وَقد أدركتني الْخَيل فِي المُنْهَزِمة فَقُتلْتُ فرأيتموني شائلاً فَكَانَ مّما غنّاهم من الطَّوِيل (سألتُ المحِبيَن الَّذين تكلَّفوا ... بتأريخ هَذَا الحُبِّ من سالِف الدَهْرِ) (فقلتُ لَهُم مَا يُذهِبُ الحبَّ بَعْدَمَا ... تمكّن مَا بَين الجوانح والصدرِ)

أبو العباس الشاعر الأعمى

(فَقَالُوا شِفَاء الحُبِّ حبُّ يُزِيلهُ ... من آخرَ أوْ نأيٌ طول على الهَجْرِ) قَالُوا فَمَا سمعنَا قطّ أحسن من غنائه تِلْكَ اللَّيْلَة ثمَّ ذكر أَهله وَولده فَبكى بكاء شَدِيدا فَقُلْنَا وَيحك انصرفْ إِلَى أهلك وولدك فَقَالَ قد وَالله هممْتُ بذلك غير مرّة فكأنّما يجرّني إِنْسَان إِلَى هَذِه النَّاحِيَة وإنّي لأجد غمّاً ووسوسة فِي صَدْرِي لم أعهدّها قبل ذَلِك وكأنّ أَهلِي وَوَلَدي قد مُثِّلوا بَين يَدي من شدّة الشوق إِلَيْهِم فلمّا أصبح خرج يُرِيد الْقِتَال فأُخذ أَسِيرًا فَقَالَ للَّذين أَخَذُوهُ إنّ مثلي لَا يُقتل قَالُوا ولمّ قَالَ لأنّي مغنّ حسن الصَّوْت وإنّما أسمعكم مَا يسرّكم قَالُوا هَات فَانْدفع يُغّنيهم فألهاهم عماّ هم فِيهِ من الْحَرْب فاعترضه رجل من أهل الشأم فَقَالَ أحسنْتَ يَا مدنِي ونفحه بِالسَّيْفِ فَرمى بِرَأْسِهِ فمرّ بِهِ بعض القرشيّين فَضَربهُ بِرجلِهِ وَقَالَ إنّ هَهُنَا لحنجرةً حَسَنَة ولمّا عُرضتْ أَسمَاء الْقَتْلَى على يزِيد بن مُعَاوِيَة مرّ بِهِ أُسَمِّهِ فَقَالَ من سائب خاثر صاحبنا قَالَ نعم قَالَ أوّلم يُنادِمْنا فَمَا تَقَمَ علينا حِين خرج مَعَ عدوّنا وَكَانَ لمعاوية فِي سائب رأيٌ حسن وَهوى غَالب وَكَانَ يَصِلُهُ إِذا قدم عَلَيْهِ ويُحْضِرُهُ مَجْلِسَهُ وَيسمع غناءه فَإِذا غَابَ عَنهُ تعاهده بصلته وَمَا قدم على مُعَاوِيَة رجلٌ من قُرَيْش إلاّ رفع السَّائِب خاثر حَاجته لعلمهم رَأْي مُعَاوِيَة فِيهِ فيقضيها لَهُم 3 - (أَبُو العبّاس الشَّاعِر الْأَعْمَى) السَّائِب أَبُو العبّاس الشَّاعِر الْأَعْمَى المكّي وَهُوَ وَالِد الْعَلَاء سمع عبد الله بن عَمْرو وَعنهُ عَطاء وَعَمْرو بن دِينَار وحبِيب بن أبي ثَابت وثّقه أَحْمد وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وَقَالَ المرزباني فِي مُعْجَمه فِي حقّه هُوَ ابْن فرّوخ مولى لبني جذيمة بن عديّ بن الدئل وَكَانَ هَجَّاءً خبيثاً فَاسِقًا مُبغِضاً لآل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائلاً إِلَى بني أُميّة مدّاحاً لَهَا وَهُوَ الْقَائِل لأبي الطُفيل عَامر بن وَاثِلَة وَكَانَ شِيعِيًّا من الوافر (لعمْرك إنّني وَأَبا طفيلٍ ... لمخْتِلفان وَالله الشهيدُ) ) (لقد ضلّوا بحبّ أبي تُرَاب ... كَمَا ضلّت عَن الْحق اليهودُ) واستفرغ شعره فِي هجاء آل الزبير غير مُصعب لأنّه كَانَ محسناً إِلَيْهِ وَهُوَ الْقَائِل يهجو موَالِيه من الطَّوِيل

الألقاب

(وَمَا قُرب مولى السوء إلاّ كبعده ... بل البُعْدُ خيرٌ من عَدوٍّ تُقارِبُهْ) (وإنّي وتأميلي جذيمةَ كَالَّذي ... يُؤَمِّلُ مَا لَا يدْرك الدهرَ طالبُهْ) (فأمّا إِذا استغنيتُمُ فَعَدُوُّكم ... وأُدْعَى إِذا مَا غصَ بِالْمَاءِ شاربهْ) وَقَالَ صَاحب الأغاني مولى بني لَيْث وَقيل بل الدئلي من شعراء بني أميّة ومتعصّبيهم حكى عَنهُ مُسلم نب الْوَلِيد قَالَ سمعْتُ يزِيد بن مزِيد يَقُول سمعْتُ هَارُون الرشيد يَقُول سمعْتُ المهديّ يَقُول سمعْتُ الْمَنْصُور يَقُول خرجْتُ أُريد الشأم فِي أيّام مَرْوَان بن محمّد فصحبني فِي الطَّرِيق رجل ضَرِير فسألْتُهُ عَن مقْصده فَقَالَ إنّي أُريد مَرْوَان بشعرٍ امتدحْتُهُ بِهِ فاستنشدْتُهُ إيّاه فأنشدني من الْخَفِيف (لَيْت شعري أفاح رَائِحَة الْمس ... ك وَمَا إِن إخال بالخَيفِ أُنسي) (حِين غَابَتْ بَنو أميّة عَنهُ ... والبهاليل من بني عبد شمسِ) (خُطباء على المنابر فُرس ... نُ عَلَيْهَا وقالةٌ غيرُ خُرْسِ) (لَا يُعابون صامِتِينَ وَإِن قا ... لوا أَصَابُوا وَلم يَقُولُوا بلبسِ) (بحلوم إِذا الحلومُ استُخفَّت ... ووجوهٍ مثل الدَّنَانِير مُلْسِ) قَالَ فوَاللَّه مَا فرغ من إنشاده حَتَّى توهّمت أَن الْعَمى قد أدركن وافترقْنا فلمّا أفّضَت إِلَيّ الخلافةُ خرجْتُ حاجّاً فَنزلت أَمْشِي بجبلي زرود فبصُرْتُ بالضرير فقرّقْتُ من كَانَ معي ثمَّ دنوتُ مِنْهُ فقلتُ لَهُ أتعرفني فَقَالَ لَا قلتُ أَنا رفيقُك وَأَنت تُريد الشأم أيّام مَرْوَان فَقَالَ أوّه من الْكَامِل (أمْست نِساءُ بني أميّةَ مِنْهم ... وبناتهم بمضيعةٍ أيتامُ) (نَامَتْ جدودهُمُ وأُسقط نجمهم ... والنجم يسْقط والجدود تنامُ) (خلت المنابر والأسرِة مِنْهُم ... فعليهمُ حتّى الْمَمَات سلامُ) قلت فَمَا كَانَ مَرْوَان أَعْطَاك بِأبي أَنْت قَالَ أغناني أَن أسأَل أحدا بعده فهممْتُ بقتْله ثمَّ ذكْرتُ حقّ الاسترسال والصحبة فَأَمْسَكت عَنهُ وَغَابَ عَن عَيْني فَبَدَا لي فأمرْتُ بِطَلَبِهِ فكأنّما) البيداءُ بادت بِهِ قلت وَهَذِه الْحِكَايَة تدلّ على أنّ أَبَا العبّاس عَاشَ إِلَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ لأنّ الْمَنْصُور ولي الْخلَافَة سنة ستّ وَثَلَاثِينَ (الألقاب) ابْن السائح الْوَكِيل اسْمه بركَة بن عليّ قَاضِي الْقُضَاة أَبُو السَّائِب عتبَة بن عبيد الله

الحاجب السعيد

ابْن السَّائِق الْكَاتِب اسْمه عليّ بن عُثْمَان السبأيّية منسوبون إِلَى عبد الله بن سبأ ابْن السبّاك عليّ بن سنجر السبتي ابْن الرشيد أَحْمد بن هَارُون (الْحَاجِب السعيد) سباشي التركي أَبُو طَاهِر الْحَاجِب الملقّب بالسعيد ذِي الفضيلتين مولى شرف الدولة أبي الفوارس ابْن عضد الدولة أبي شُجَاع الديلمي كَانَ كثيرَ الصَّدَقَة فائضَ الْمَعْرُوف متفقداً للْفُقَرَاء متقداً للْفُقَرَاء قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار حتّى أنَّ أهل بَغْدَاد إِلَى يَوْمنَا هَذَا إِذا رَأَوْا على أحد ثوبا جَدِيدا قَالُوا رحم الله السعيد كَانَ يكسو الْمَسَاكِين وَهُوَ الَّذِي بنى قنطرة الخَنْدَق الَّذِي عِنْد مَقْبرَة بَاب حَرْب وقنطرة الياسريّة وقنطرة الزيّاتين وأوْقف قَرْيَة دَبَاها على المارستان وَكَانَ ارتفاعها أَرْبَعِينَ كرّاً وَألف دِينَار ووقف على الجسرخان النَّرْسِي بالكرخ ووقف عَلَيْهِ بزيثي بالقفص وسدّ بثق الْخَالِص وحفر ذنابة دجيل وسَاق مِنْهَا المَاء إِلَى مَقَابِر قُرَيْش وَعمل المشهد بكرخ زاذويه بِقرب وسط وحفر المصانع عِنْده وَفِي طَرِيقه وَله آثَار كَثِيرَة بطرِيق مكّة وَكَانَ الإصفهاريّة قد أخرجُوا يَوْم الْعِيد جنائبهم بمراكب الذَّهَب وأظهروا الزِّينَة فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه لَو كَانَ لنا شَيْء أظهرناه فَقَالَ لَهُ السعيد أَلا أَنه لَيْسَ فِي جنائبهم قنطرة الياسريّة وَالْخَنْدَق وتوفّي سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة (المغنّي) سباط قَالَ إِسْحَاق كَانَ من فحول المغنّين مَعَ عفّة ومروءة غنّى فِي زمَان بَين أميّة وَمَات حدث السنّ ابْن بضع وَعشْرين سنة وَهُوَ أستاذ إِبْرَاهِيم أبي لَهُ أغان كَثِيرَة حدّثني أَبُو الْحسن مولى بني هَاشم عَن إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي قَالَ كنتُ يَوْمًا عِنْد الرشيد ومعنا جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد وَإِسْمَاعِيل بن جَامع والْحَارث بن يُسْخُنّر النديم وَإِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَأَبُو صَدَقَة فتذاكرنا الْغناء وجيّد الصَّوْت فَقَالَ الرشيد تَعَالَوْا يخْتَار كلّ وَاحِد منّا صَوتا يَكْتُبهُ فِي رقْعَة ثمَّ نجمع رقاعنا مَعًا فَإِذا اخْتَلَفْنَا اخترنا خير اختيارنا وَإِن اتّفقنا لم يغنّ لنا سواهُ يَوْمنَا أجمع قَالَ فَفَعَلْنَا ذَلِك ثمَّ أخرجنَا رقاعنا فَإِذا فِيهَا ثَمَانِيَة أصوات كلّها لسباط قَالَ فَلم يتغنّ لنا سَائِر الْيَوْم غَيرهَا (العابد) سِبَاع أَحْمد محمّد الْموصِلِي الزَّاهِد جَالس المضاء بن عِيسَى الزَّاهِد وروى عَن عبد الْوَاحِد بن زيد قَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري سمعْتُ مضاءً العابد يَقُول لسباع العابد إِلَى أيّ شَيْء أفْضَى بهم الزّهْد قَالَ إِلَى الْأنس بِهِ وَجلسَ أَبُو سُلَيمان وَأَنا مَعَه إِلَى

سبرة

سِبَاع فَقَالَ لَهُ سِبَاع يَا أَبَا سُلَيْمَان لَو كَانَ لَك عَبْدَانِ أَحدهمَا يعْمل على الْخَوْف مِنْك وَالْآخر يعْمل على المحبّة لَك فاضطرب أَبُو سُليمان حَتَّى ارتعدت فَخذه فاتّكى عَلَيْهَا فاضطربت فَخذه الْأُخْرَى فاتّكى عَلَيْهَا فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى سكتْنا عَنهُ وتوفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي (سُبْرَة) 3 - (ابْن فاتك الْأَسدي) سَبْرة وَيُقَال سَمُرَة بن فاتك الْأَسدي عمّ أَيمن بن خُريم بن فاتك لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَشهد فتح دمشق وَهُوَ الَّذِي تولىّ قسْمَة الْمَسَاكِين بَين أَهلهَا بعد الْفَتْح وَكَانَت دَاره بهَا فِي زقاق الأسديين المتاخم لباب الْجَابِيَة عَن يسرة الدَّاخِل وَكَانَ ينزل الرُّومِي فِي العلوّ وَينزل الْمُسلمين فِي السّفل لئلاّ يضرّ الْمُسلم بالرومي وَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم الْفَتى سُبْرَة لَو أَخذ من لمّته وقصرّ مئزَره أَو شمّر من إزَاره فَذهب فَأخذ من لمّته وقصرّ من إزَاره 3 - (أَبُو الرّبيع الْجُهَنِيّ) سُبْرَة بن معبد وَيُقَال ابْن عَوْسَجَة أَو ثُرّية الْجُهَنِيّ لَهُ صُحْبَة سكن الْمَدِينَة وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث وروى عَنهُ ابْنه الرّبيع وَكَانَ رَسُول عَليّ إِلَى مُعَاوِيَة بعد قتل عُثْمَان فَطلب بيعَته من الْمَدِينَة فَلم يجبهُ وردّه وَكَانَ لَهُ دَار فِي الْمَدِينَة فِي جُهَينة وتوفّي فِي حُدُود الستّين من الْهِجْرَة وروى لَهُ مُسلم 3 - (الصَّحَابِيّ سُبْرَة بن الْفَاكِه) وَيُقَال ابْن أبي فاكه كُوفِي روى عَنهُ سَالم بن أبي الْجَعْد

الصحابي سبرة بن يزيد

3 - (الصَّحَابِيّ سُبْرَة بن يزِيد) 3 - (أبي سُبْرَة) لَهُ ولأبيه أبي سُبْرَة صُحْبَة ولأخيه عبد الرَّحْمَن صُحْبَة أَيْضا وسبرة هَذَا هُوَ عمّ خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن صَاحب عبد الله بن مَسْعُود (الألقاب) سبط زِيَادَة الْحسن بن عبد الْكَرِيم سبط بن الْجَوْزِيّ يُوسُف بن قزاوغلي (أَبُو الْوَحْش الْأَسدي) سبع بن خلف بن محمّد أَبُو الْوَحْش الْأَسدي الأديب الْمَعْرُوف بوُحَيش تَصْغِير وَحش شَاعِر دمشقي روى عَنهُ أَبُو الْمَوَاهِب ابْن صصري وَقَالَ مَاتَ فِي عَاشر رَجَب سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة وروى لَهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (يَمْتُ دارَ أبي فلانٍ قَاصِدا ... بمدائحي فِيهِ وحُسْنِ مَقاصِدي) (فرأيتُ مِنْهُ ضِدَّ مَا عُوِّدءتُه ... من بُخْلِه المتكاثف المتزايدِ) (فذكرتُ لمّا أنْ رجعتُ مُجَلْبَباً ... بعطائه ولقيتُ غير عوائدي) (ولربّما جاد الْبَخِيل وَمَا بِهِ ... جودٌ وَلَكِن من نجاح القاصِد) قلت عكس القَوْل السائر وَهُوَ من الْكَامِل (ولربّما بخل الكريمُ وَمَا بِهِ ... بخلٌ ولكنْ سوءُ حظّ الطالبِ) وَمن شعر سبع من الطَّوِيل (وَكَم ليلةٍ قد بِتُّ مستمتعاً بهَا ... إِلَى أنْ بَدا مِن صُبحِ سَعْديَّ فجرُهُ) (وَخَمْرِي جَنَى فِيهِ وَوَرْديَ خّدُّه ... وصبحي محيّاه وليلى شَعْرُهُ) (ورَيحانٌ نُقلي من عذاريه يانعٌ ... وكأسي إِذا مَا دارت النكأسُ ثَغُرُهُ) وَمِنْه الطَّوِيل (وَقَدْ عَلِمَتْ أَبنَاء عصريّ أنّني ... أَنا الْمسك لِنْ دهريّ الجائر القهرُ) (إِذا زادني سَحقاً أزيدُ تأرّجُاً ... فَمِن شَأْنه ظُلمي وَمن شأني الصَبْرُ) قلت ولي فِي هَذَا الْمَعْنى من الْبَسِيط (من مُنصفي من زمانٍ قد بُليتُ بِهِ ... حَتَّى غدوتُ بِمَا أَلْقَاهُ مِنْهُ لقَى) (يصوغُ عَرْفُ اصْطِبَارِي إِذا يُصَيَعُني ... وَالْعود يزْدَاد طِيباً كلّما احترقا)

سبيع

ابْن سبعين عبد الحقّ بن إِبْرَاهِيم (سُبيع) سُبيع بن اطب نب الْحَارِث بن قيس الْأنْصَارِيّ قُتل يَوْم بدر شَهِيدا سُبيع بن قيس الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ عبّاد بن قيسن وَشهد أحدا سبيعة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة كَانَ امْرَأَة سعد بن خَوْلَة فتُوُفي عَنْهَا بمكّة فَقَالَ لَهَا أَبُو السنابل من يُعلكِ إِن أَجلك أَرْبَعَة أشهر وَعشرا وَكَانَ قد وضَعَتْ بعد وَفَاة زَوجهَا بِليَال قيل خمس وَعشْرين لَيْلَة وَقيل أقلّ من ذَلِك فلمّا قَالَ لَهَا ذَلِك أَتَت رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأخبرتْهُ بذلك فَقَالَ لَهَا قد حللتِ فَانْكِحِي من شِئْت وَقيل قَالَ إِذا أتاكِ من ترْضينَ فتزوَجي روى عَنْهَا فُقَهَاء الْمَدِينَة وفقهاء أهل الْكُوفَة من التَّابِعين حَدِيثهَا هَذَا وروى عَنْهَا عبد الله ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يَمُوت بِالْمَدِينَةِ فليمتْ فإنّه لَا يَمُوت بهَا أحَدٌ إِلَّا كنتُ شَفِيعًا لَهُ أَو شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة وَزعم الْعقيلِيّ أنّ سبيعة الَّتِي روى عَنْهَا عبد الله بن عمر هِيَ غير هَذِه قَالَ ابْن عبد البرّ وَلَا يصحّ ذَلِك عِنْدِي سُبيعة بنت حبيب الضُبَعيّة الصحابية بصريّة وروى عَنْهَا ثَابت البُناني حَدِيثهَا من المتحابّين (الألقاب) السبعي أَبُو إِسْحَاق اسْمه عَمْرو بن عبد الله السبيعِي أَبُو محمّد الْحسن بن أَحْمد بن صَالح السبيعِي الْحَافِظ عِيسَى بن يُونُس بَيت سبكتكين سبكتكين هُوَ أصْلُ الْبَيْت ولدُهُ مَحْمُود بن سبكتكين ومسعود بن مَحْمُود بن سبكتكين ومودود بن مَسْعُود بن مَحْمُود بن سبكتكين وَعبد الرشيد بن مَحْمُود وفرخ زَاد بن مَسْعُود بن مَحْمُود وَإِبْرَاهِيم بن مَسْعُود بن مَحْمُود ومسعود بن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود السُبْكيّون جمَاعَة مِنْهُم قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين عليّ بن عبد الْكَافِي وَأَوْلَاده بهاء

نصر الدولة

الدّين أَحْمد بن عليّ جمال الدّين الْحُسَيْن بن عليّ تَاج الدّين عبد الوهّاب بن عليّ بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء محمّد بن عبد البرّ تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح محمّد بن عبد اللَّطِيف السُّبْكِيّ الْمَالِكِي عمر بن عبد الله (نصر الدولة) سبكتكين صَاحب معزّ الدولة خلع عَلَيْهِ الطائع لله وطوّقه وسوّره ولقّبه نصر الدولة وَلَمْ تطل أيّامه كَانَتْ شَهْرَيْن وَنصفا وَقع من فرسه فَانْكَسَرت ضلعه فَكَانَ يَقُول للمجبّر إِذا ذكرْت عافيتي عَلَى يدك فرحْتُ وَلَا أقدر عَلَى مكافأتك وَإِذا ذكرت حُصُول رجالك عَلَى ظَهْري أشتدّ غيظي مِنْك وتوفّي أَوَاخِر المحرّم سنة أَربع وستّين وَثَلَاث مائَة وخلّف ألف ألف دِينَار وَعشرَة آلَاف ألف دِرْهَم وصندوقين جوهراً وستّين صندوقاً مَلِيء قماشاً وتحفاً وَمِائَة وَثَلَاثِينَ سرجاً مذهّبة مِنْهَا خَمْسُونَ فِي كلّ وَاحِد وَألف دِينَار وَالْبَاقِي فضّة وَأَرْبَعَة عشر ألف ثوب من أَنْوَاع القماش وَثَلَاث مائَة عدل فِيهَا فرش وَثَلَاثَة آلَاف رَأس من الدوابّ وَألف جمل وَثَلَاث مائَة مَمْلُوك وَأَرْبَعين خَادِمًا وَكَانَتْ لَهُ دَار قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ هِيَ دَار المملكة الْيَوْم قَالَ غَرِمَ عَلَى سَوق المَاء إِلَيْهَا خَمْسَة آلَاف دِرْهَم (ستّ) 3 - (بنت الناصح علوان) ستّ الْأَهْل بنت الناصح علوان بن سعيد بن علوان الشيخة الصَّالِحَة المسندة المعمّرة أمّ أَحْمد البعلبكيّة نزيلة دمشق سَمِعت الْكثير من الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن تفرّدت بأجزاء وتكاثر عَلَيْهَا المحدّثون وَكَانَ خيرّة متواضعةً طَوِيلَة الرّوح أَكثر عَنْهَا الشَّيْخ سمش الدّين وتوفيّت سنة ثَلَاث وَسبع مائَة ستّ الوزراء الشيخة الصَّالِحَة المعمّرة مُسندَة الْوَقْت أمّ عبد الله بنت القَاضِي شمس الدّين عمر ابْن العلاّمة شيخ الْحَنَابِلَة وجيه الدّين أسعد بن المنجا بن أبي البركات التنوخيّة الدمشقيّة الحنبليّة وُلدت أول سنة أَربع وَعشْرين وتوفّيت سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة وَسمعت الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي من أبي عبد الله بن الزبيدِيّ وَسمعت الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي من أبي عبد الله بن الزبيدِيّ وَسمعت من والدها جزأين وعُمّرت دهراً وروت الكثر وطُلبت إِلَى مصر وحجّت مرّتين وتزوّجت بأَرْبعَة رابعهم نجم الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن الشِّيرَازِيّ وَكَانَ لَهَا ثَلَاث بَنَات وروت الصَّحِيح مرّات بِدِمَشْق وبمصر وَقَرَأَ عَلَيْهَا الشَّيْخ شمس الدّين مُسْند الشَّافِعِي وَهِي آخِر من حدّث بِالْكتاب وَكَانَت

بنت تقي الدين الواسطي

ثَابِتَة طَوِيلَة الرّوح عَلَى طول المواعيد سمع مِنْهَا الواني وَابْن المحبّ وفخر الدّين الْمصْرِيّ وَصَلَاح الدّين العلائي وَابْن قَاضِي الزبداني) وَخلق كثير 3 - (بنت تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ) ستّ الْفُقَهَاء الشيخة الصَّالِحَة العابدة المسندة المعمّرة بنت الإِمَام تَقِيّ الدّين إِبْرَاهِيم بن عليّ بن أَحْمد بن فضل ابْن الوَاسِطِيّ الصالحيّة الحنبليّة ولدت تَقْرِيبًا وَسمعت حضوراً جُزْء ابْن عَرَفَة فِي سنة خمس من عبد الحقّ ابْن خلف وَسمعت من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَغَيره وسماعها قَلِيل لَكِن لَهَا إجازات عالية من جَعْفَر الهمذاني وَأحمد بن العزّ الحرّاني وَعبد الرَّحْمَن بن بُنَيماْن وَعبد اللَّطِيف ابْن القبيطي وروت الْكثير وسمعوا مِنْهَا سنَن ابْن ماجة وَأَشْيَاء توفّيت وَلها اثْنَتَانِ وَتسْعُونَ سنة ستّ وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْنة الْأُسْتَاذ) ستّ الرِّضَا بنت نصر الله بن مَسْعُود بن نجيم الكاتبة الْمَعْرُوفَة ببنت الْأُسْتَاذ تكْتب خطا مليحاً عَلَى طَريقَة ابْن البوّاب قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار رَأَيْت بخطّها إجَازَة كبتْها لجَماعَة بِجَمِيعِ مرويّاتها فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَلَا أَدْرِي لَهَا رِوَايَة أم لَا 3 - (بنت طولون) سِتّ النِّسَاء بنت طولون التركي قَالَ عليّ بن عبد الجبّار الصُّوفِي زوّجت ستّ الوزراء بنت طولون لعبةَ من لعبها فأنفقت فِي وليمتها مائَة ألف دِينَار فَلم تلبث الْكثير من دهرها حتّى رَأَيْتهَا فِي سوق بَغْدَاد تتعرض للسؤال فرآها بعض الْأَغْنِيَاء فعرفها فَقَالَ لَهَا أَيْن مَا كنت فِيهِ من النَّعيم قَالَت كنّا نرصد نَوَائِب الدَّهْر فجاءَتنا وَتركت الديار بَلَاقِع قَالَ فَمَا تشتهين قَالَت ملْء بَطْني طَعَاما فَقَالَ لَهَا هَذَا وَكيلِي انصرفي إِلَى الْمنزل وَأمر لَهَا بِعشْرَة آلَاف فَقَالَت يَا أخي عَلَيْكَ بِمَالك بَارك الله لَكَ فِيهِ أما إنّه قَدْ كَانَ عندنَا أَكثر من ذَلِكَ فَلم يبْق وأكلتْ شَيْئا وولّت وَقَالَت من الوافر (دَعِ الدُّنْيَا لِعاشِقِها ... سيُصبحُ مِن ذّبائِحِها) (أرى الدُّنْيَا وَإِن مُدِحَتْ ... تنصّ عَلَى فضائحها) (فَلَا تَغْرُرْك رائحةٌ ... تُصيبك من روائحها) (فإنّ سُرورَها سَمٌّ ... وَحَتْفُك فِي منائحها) (وَمُطرِبُها بمعرفةٍ ... يؤوب إِلَى نوائحها) ) ستّ الْعَرَب بنت سيف الدّين عليّ بن الشَّيْخ رَضِي الدّين عبد الرَّحْمَن بن

أم مجد الدين ابن العديم

محمّد بن عبد الجبّار الْمَقْدِسِي الشيخة الصَّالِحَة أمّ محمّد حضرت عَلَى ابْن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وحدّثت سمع مِنْهَا البرزالي وأجازت لي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وتوفّيت سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (أمّ مجد الدّين ابْن العديم) ستّ الْعَرَب بنت عبد الْمجِيد بن الْحسن بن عبد الله بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن أُخْت الصَّدْر عون الدّين سُلَيْمَان العجمي وَالِدَة الصاحب مجد الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم وإخوانه رَوَت عَن الزكيّ إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ هِيَ وبناتها لَهَا إجازات من أبي الْفتُوح الكبري وَابْن ملاعب وَجَمَاعَة خرّج لَهَا جُزْءا عَنْهُم ابْن الظَّاهِرِيّ وحدّثت بِهِ فَسمع التقي عبيد وَبدر الدّين ابْن الْجَوْهَرِي والشريف عزّ الدّين وتوفّيت سنة خمس وَسبعين وستّ مائَة 3 - (أُخْت الْعَادِل) سِتّ الشأم خاتون أُخْت السُّلْطَان الْعَادِل واقفة المدرستين اللَّتَيْنِ بِظَاهِر دمشق وبداخلها ودُفنت لمّا توفّيت سنة سِتّ عشرَة وست مائَة بِالْمَدْرَسَةِ البرّانية وَكَانَتْ سيّدة الملكات فِي عصرها كَثِيرَة البرّ وَالصَّدقَات كَانَ يُعمَل فِي السّنة بدارها أشربة وسفوفات وعقاقير بمبلغ عَظِيم ويفرَّق عَلَى النَّاس كَانَ بَابهَا ملْجأ كلّ قَاصد وَهِي شَقِيقَة المعظّم توران شاه وَسَائِر مُلُوك بني أيّوب إمّا إخوتها أَو بَنو إخوتها وَأَوْلَادهمْ قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ وهم الْآن نَحْو خَمْسَة وَثَلَاثِينَ ملكا مِنْهُم إخوتها الْأَرْبَعَة المعظّم وَصَلَاح الدّين والعادل وَسيف الْإِسْلَام وَأَوْلَاد صَلَاح الدّين الْعَزِيز ثُمَّ ابْنه الْمَنْصُور وَالْأَفْضَل والزاهر وَالظَّاهِر وَابْنه الْعَزِيز وَابْن ابْنه النَّاصِر يُوسُف وَأَوْلَاد الْعَادِل الْكَامِل وَأَوْلَاده الثَّلَاثَة المسعود والصالح والعادل وَأَبْنَاء الصَّالح المعظّم الْمَقْتُول بِمصْر الموحّد صَاحب الْحصن وَابْن الْعَادِل ابْن الْكَامِل المغيث صَاحب الكرك والمعظّم ابْن الْعَادِل الْأَكْبَر وَابْنه النَّاصِر دَاوُد والأشرف وَابْن الْعَادِل والصالح ابْن الْعَادِل والأوحد والحافظ والعزيز وَابْنه السعيد وشهاب الدّين غَازِي وَابْنه الْكَامِل محمّد وَابْن سيف الْإِسْلَام إِسْمَاعِيل الَّذِي ادّعى الْخلَافَة بِالْيمن وفر وخشاه ابْن شاهنشاه ابْن أيّوب وَابْنه الأمجد صَاحب بعلبك وتقي الدّين وَابْنه الْمَنْصُور ثُمَّ ذرّيّته مُلُوك حماة (الألقاب) ) الستوري عليّ بن الْفضل الستوري الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري

المالكي

السجّاد أَبُو محمّد الْهَاشِمِي اسْمه عليّ بن عبد الله والسجّاد آخر هاشمٍ أَيْضا اسْمه عليّ بن الْحسن بن الْحسن بن الْحسن والسجّاد الْقَدِيم اسْمه محمّد بن طَلْحَة سجادة الْحسن بن حَمَّاد ابْن سجادة زَكَرِيَّا بن عليّ سجادة الْبَغْدَادِيّ اسْمه الْحسن بن حَمَّاد السجاوندي المفسرّ اسْمه محمّد بن طيفور سحبل عبد الله بن محمّد ابْن سَحْنُون خطيب النيرب عبد الوهّاب بن أَحْمد (الْمَالِكِي) سَحْنُون الْمَالِكِي اسْمه عبد السَّلَام بن سعيد يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ (سُحَيم) 3 - (أَبُو عبد الله الشَّاعِر) سحيم بن عبد بني الحسحاس بن هِنْد بن سُفْيَان بن نَوْفَل بن عصاب بن كَعْب بن سعد بن عَمْرو بن مَالك بن ثَعْلَبَة بن دودان بن أَسد بن خُزَيْمَة يكنّى أَبَا عبد الله وَهُوَ زنجي أسود فصيح مخضرم لَيْسَ لَهُ صبحة توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ قَالَ من الْبَسِيط (أشعارُ عبد بني الحسحاس قمن لَهُ ... عِنْد الفخار مقامَ الأَصْل والوَرقِ) (إِن كنتُ عبدا فَنَفَسِي حرّةٌ كرماً ... أَو أسودَ اللَّوْن إنّي أبيضُ الخُلُقِ) عَن ابْن سَلام قَالَ أُتى عُثْمَان بن عَفَّان بِسُحَيْم فأُعجب بِهِ فَقل إنّه شَاعِر وَأَرَادُوا أنْ يرغَبوه فِيهِ قَالَ لَا حَاجَة لي فِيهِ إنّ الشَّاعِر لَا حَرِيم لَهُ إِن شيع تشبّب بنساء أَهله وإنْ جَاع هجاهم فَاشْتَرَاهُ غَيره فلمّا رَحل بِهِ قَالَ فِي طَرِيقه وَكَانَ الَّذِي بَاعه مَالك الحسحاسي من الطَّوِيل

أمير دمشق

(أشَوْقاً لمّا يَمْضِ لي غير ليلةٍ ... فَكيف إِذا سَار المطيّ بِنَا عشرا) (وَمَا كنت أخْشَى معبدًا أَن يبيعني ... بشيءٍ وَلَو أمْسَتْ أنامِلُهُ صفرا) (أخوكم وَمولى مالكم وربيبكم ... وَمن قَدْ ثوى فِيكُم وعاشركم دهرا) فلمّا بَلغهُمْ هَذَا الشّعْر رقّوا لَهُ اشتروه فَأخذ حِينَئِذٍ يشبّب بنسائهم وَيذكر أُخْت مَوْلَاهُ فَمن قَوْله فِيهَا وَكَانَتْ مَرِيضَة من المنسرح (مَاذَا يُرِيد السقام من قمرٍ ... كلُّ جمالٍ لوجهه تَبَعُ) (مَا يرتجِي خَابَ من محاسنها ... أمالَه فِي القباح مُتَّسَعُ) (غَيَّرَ مِن لونِها وصفّرها ... فارتدَ فِيهِ الْجمال والبدُع) (لَو كَانَ يْبغي الْفِدَاء قلتُ لَهُ ... هَا أَنا دون الحبيب يَا وجعُ) وَعَن الْمَدَائِنِي قَالَ كَانَ عبد بني الحسحاس يسمّى حيّة وَكَانَتْ لسيّده بنتٌ بكْرٌ فأعجبه جمَالهَا وأعجبها فأمرتْه أَن يتمارض فَفعل وَعصب رَأسه فَقَالَت للشَّيْخ إسْرَحْ أَيهَا الشَّيْخ بإبلك لَا تَكِلْها إِلَى العَبْد وَكَانَ فِيهَا أيّاماً ثُمَّ قَالَ لَهُ كَيْفَ تجدك قَالَ صَالحا قَالَ فرُحْ فِي إبلك العشيّة فراح فِيهَا فقالتْ الْجَارِيَة لأَبِيهَا مَا أحسبك إِلَّا قَدْ ضيّعتَ إبلك العشيّة إِذْ وكلتها إِلَى حيّة فَخرج فِي آثَار إبِله فَوَجَدَهُ مُسْتَلْقِيا فِي ظلّ شَجَرَة وَهُوَ يَقُول من السَّرِيع (يَا رُبَّ شجوٍ لَكَ فِي الحاضرِ ... تذْكُرُها وأنتَ فِي الصادِرِ) ) (من كلّ بَيْضَاء لَهَا كعُبٌ ... مثل سَنَام البكرة المائِر) فَقَالَ الشَّيْخ إنّ لَهَذا شَأْنًا وَانْصَرف فَقَالَ لِقَوْمِهِ اعلموا أنّ هَذَا العَبْد قَدْ فضحكم وأنشدهم الشّعْر فَقَالُوا اقتله فَنحْن طوعك فلمّا جَاءَهُم وَثبُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ قلت وَفعلت فَقَالَ لَهُم دَعُوني إِلَى غَد أعْذُرُها عِنْد أهل المَاء قَالُوا هَذَا صَوَاب فَأتى عَلَى موعد مِنْهَا فَأَخَذُوهُ فَقَتَلُوهُ فَنَادَى يَا أهل المَاء مَا فِيكُم امْرَأَة إلاّ قَدْ أصبْتُها إلاّ فُلَانَة فإنّي عَلَى موعدٍ مِنْهَا ولمّا قدموه ليُقتَل قَالَ من الْكَامِل (شُدّوا وثاق العَبْد لَا يَفْلِتْكُمُ ... إنّ الْحَيَاة من الْمَمَات قريبُ) (فَلَقَد تَحَدَّرَ من جَبِينِ فَتاتكم ... عَرَقٌ عَلَى جَنْبِ الفِراش رطِيبُ) وَكَانَ سحيم فِي لِسَانه عُجْمَةٌ فَإِذا أنْشد وَاسْتحْسن قَالَ أهَّنك وَالله يُرِيد أحسنْتَ وَالله (أَمِير دمشق) سختكين شهَاب الدولة ولي إمرة دمشق للظَّاهِر خَليفَة مصر وَمَات بِدِمَشْق فِي قصر السُّلْطَان سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة

الألقاب

(الألقاب) السخاوي علم الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد السّخْتِيَانِيّ اسْمه أيّوب ابْن السداد زين الدّين عليّ بن يحيى (الطَّاهِر الْجَزرِي) سداد بن إِبْرَاهِيم أَبُو النجيب الْجَزرِي الملقّب بالطاهر شَاعِر مدح المهلّبي وَزِير معزّ الدولة ومدح عضد الدولة روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم عليّ بن المحسّن التنوخي ومحمّد بن وشاح الزَّيْنَبِي قَالَ محب الدّين ابْن النجار رَأَيْت اسْمه بِالسِّين وبخطّ أبي الْحُسَيْن هِلَال بن الصَّابِئ الْكَاتِب وَأورد لَهُ من الْكَامِل (أفسدتُمُ نَظَرِي عليّ فَمَا أرى ... مذ غِبْتُمُ حُسناً إِلَى أَن تَقْدَموا) (فَدَعوا غَرامي لَيْسَ يُمكنُ أَن تَرَى ... عَيْنُ الرِضَى والسُخْطِ أحَسَنَ منكُمُ) وَلَهُ أَيْضا من الوافر (أرى جِيلَ التصَوُّفِ شَرَّ جِيلٍ ... فقُلْ لَهُم وأهْوِنْ بالحُلولِ) (أقَال الله حينَ عشِقُتُمُوهُ ... كُلوا أكْلَ البَهائِمِ وَارْقُصُوا لي) سُدَيدِسَةُ الأنصاريَة الصحابيّة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول مَا رأى الشَّيْطَان عمر إلاّ خَرَ لوجهه روى عَنْهَا سَالم تُعدُّ فِي أهل الْمَدِينَة سُديف بن مَيْمُون المكّي الشَّاعِر مولى آل أبي لَهب كَانَ شديدَ السوَاد أعرابيّاً بدوياً وَهُوَ الَّذِي حرَض السفّاح عَلَى قتل مَنْ كَانَ فِي محبسه من بَيْنَ أميّة فقُتلوا ثمّ دخل عَلَى الْمَنْصُور فِي خِلَافَته وَوجد عِنْده رجلا أمويّاً فحرّضه عَلَى قَتله بِأَبْيَات مِنْهَا من الْبَسِيط (يَا راتق الفتق من جِلبابِ دولته ... وَمن شَبا قلبه مُسْتَيْقِظْ عاديِ) (أنِّي ومِن أينَ لي فِي كُلَّ نائِبَةٍ ... مَوْلى كأنتَ لإصدارِ وإيرادِ) (لَا تُبْقِ من عبد شمس حيّةً ذكرا ... تَسْعَى إِلَيْك بإرصادٍ وإلحادِ) (جددلهم رَأْي عزم مِنْك مصطلم ... يكون مِنْهُ عبادياً على الْهَادِي)

(وَلَا تقيلن مِنْهُم كَثْرَة أحدا ... فكلهم وفتاهم حَيَّة الْوَادي) (وَهل يُعلِّمُ هِمّاً خمرة حَدَثٌ ... عَبْدٌ ومَولاهُ نحريرُ بِهَا هادي) (آلَيْت لَو أنّ لي بالقوم مقدرَة ... لما بَقَى حاضرٌ مِنْهُم وَلَا بَادِي) فَقتله ثُمَّ إنّه لمّا خرج محمّد بن عبد الله بن حسن عَلَى الْمَنْصُور مَال إِلَيْهِ سُديف وَبَايَعَهُ وَجعل يطعن عَلَى الْمَنْصُور ويمتدح عليّ ويتشيَع فَقَالَ يَوْمًا ومحمّد بن عبد الله عَلَى الْمِنْبَر وسديف عَن يَمِين الْمِنْبَر وَهُوَ يُشِير إِلَى الْعرَاق يُرِيد الْمَنْصُور من الْكَامِل) (أسرفتَ فِي قتل البريّة جاهداً ... فَاكْفُفْ يَديك أضَلَّها مَهْدِيُّها) (فَلْتَأتيّنك غارةٌ حَسَنيَّةٌ ... جرّارة تحتثّها حسنُيها) وَيُشِير إِلَى مُحَمَّد بن عبد الله من الْكَامِل (حَتَّى تصبح قَرْيَة كوفيةً ... لما تغطْرَسَ ظَالِما حَرَميُّها) فَبلغ ذَلِكَ المنصورَ نفال قتلني الله إنْ لَمْ أُسِرْفْ فِي قَتله وَكَانَ الْمَنْصُور قَدْ وصل سُديفاً بِأَلف دِينَار فَدَفعهَا إِلَى محمّد بن عبد الله مَعُونَة لَهُ فلمّا قُتل محمْد صَار مَعَ أَخِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الله بِالْبَصْرَةِ فلمّا قتل إِبْرَاهِيم رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة فاستخفى بهَا فظفر بِهِ الْمَنْصُور فَأمر عَمه عبد الصَّمد بن عَليّ فَقتله بِمَكَّة خَارج الْحر بِالسَّيْفِ وَقيل أَمر بِهِ فجُعِلَ فِي جُوالق ثُمَّ خيط عَلَيْهِ وَضرب بالخشب حَتَّى كسر ثُمَّ رُمى بِهِ فِي بِئْر وَبِه رَمَقٌ حتّى مَاتَ وَمن شعره أَيْضا يُخَاطب محمّد بن الْحسن من الْبَسِيط (إنّا لَنَأمُلُ أَن ترتَدَّ أُلْفَتُنا ... بعد التباعُد والشحناء والإحَنِ) (وتَنْقضي دولةٌ أحكامُ قادتها ... فِينا كأحكامِ قومٍ عابدي وَثنِ) (فانهضْ ببيعتكم تنهض بطاعتنا ... إنّ الخِلافةَ فِيكُم يَا بني الحَسَنِ) وَكَانَ سديف أوّلاً شَدِيد التعضَب لبني هَاشم مُظْهِراً لذَلِك فِي أيّامم بني أميّة وَكَانَ يخرج إِلَى أَحْجَار صغَار فِي ظَاهر مكّة يُقَال لَهَا صفا الشَّبَاب وَيخرج مولى لبني أميّة يُقَال لَهُ شبيب فيتسابّان ويتشاتمان ويذكران المثالب والمعائب وَيخرج مَعَهُمَا من سُفَهَاء الْفَرِيقَيْنِ من يتعصّب لهَذَا وَلِهَذَا فَلَا يبرحون حَتَّى يكون بَينهم الْجراح والشِجاج وَيخرج إِلَيْهِم السُّلْطَان فيفّرقهم ويعاقب الجُناة فَلم تزل العصبيّة حَتَّى شاعت فِي السفلة وَكَانُوا صِنفين يُقَال لَهُم السديفيّة والسييلبيّة طول أيّام بني أميّة ثن انْقَطع ذَلِكَ فِي أيّام بني هَاشم وَصَارَت العصبيّة بمكّة بَيْنَ الحنّاطين والجزّارين السُدّي المفسرّ إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن

السديد

(السديد) 3 - (المدّور الطَّبِيب) السديد أَبُو الْبَيَان المدوّر الْيَهُودِيّ طَبِيب السُّلْطَان صَلَاح الدّين كَانَ جاذقاً بَصيرًا خدم الْخُلَفَاء المصريّين وَصَلَاح الدّين بعدهمْ وَطَالَ عمره وَعجز وَانْقطع وَكَانَ لَهُ فِي الشَّهْر أَرْبَعَة وَعشْرين دِينَارا وَكَانَ يُقْرِئ فِي دَاره وَمن تلامذته زين الحسّاب بِالْحَاء وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ وتوفيّ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (الدمياطي الطَّبِيب) السديد الدمياطي الطَّبِيب الْيَهُودِيّ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَحَضَرت معالجته مرّات وَكَانَ رجلا فَاضلا عَلَى ذهنه شَيْء من أوقليدس والحساب وَمن الطبيعي وَغَيره ويستحضر كثيرا من كَلَام الأطبّاي وَكَانَ سعيد العلاج لَمْ يكن فِي عصره مثله فِي العلاج قَرَأَ عَلَى الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن النفيس وَحضر مُبَاحَثَةً مَعَ القَاضِي جمال الدّين ابْن وَاصل وَحكى لي أَشْيَاء فِيهَا فَوَائِد عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين وَكَانَ من أطبّاء السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد لَا يدْخل الدّور الرئيس جمال الدّين إِبْرَاهِيم دور السُّلْطَان فِي الْغَالِب إلاّ وَهُوَ مَعَه كَانَ مائل الْعُنُق قَدْ أسَنَّ وتوفيّ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِيمَا أظنّ أَولا السديد القُوصيّون جمَاعَة مِنْهُم جمال الدّين محمّد بن عبد الوهّاب وَمِنْهُم شمس الدّين أَحْمد بن عليّ وَمِنْهُم مجد الدّين هبة الله بن عليّ (سراج) 3 - (الصَّحَابِيّ) سراج مولى تَمِيم الدَّارِيّ قدم عَلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خَمْسَة غلْمَان لتميم روى عَنهُ فِي تَحْرِيم الْخمر وَأَنه أَسْرج فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالقنديل وَالزَّيْت وَكَانَ قبل ذَلِكَ لَا يسرجون إلاّ بسعف النّخل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَسْرج مَسْجِدنَا فَقَالَ تَمِيم غلامي هَذَا قَالَ مَا اسْمه قَالَ فتح فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل اسْمه سراج

أبو الحسين اللغوي

3 - (أَبُو الحُسين اللُّغَوي) سراج بن عبد الْملك بن سراج بن عبد الله الإِمَام أَبُو الْحُسَيْن العلاّمة اللّغَوِيّ كَانَ من أذكياء الْعَالم خلف أَبَاهُ بقرطبة فِي الْأَدَب وتُوُفيّ سنة سبع وَخمْس مائَة سراج الْخَادِم كَانَ فِي خدمَة الْمَأْمُون فَأحْضرهُ فِي من اتهمه بقتلة الْفضل بن سهل وزيره فَقدم إِلَى الْمَأْمُون وَإِلَى جَانِبه عليّ بن مُوسَى الرِّضَا فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بحقّه إلاَّ عفوتّ عنّي فَقَالَ إنمّا أَقْتُلُكَ لجهلكَ حقَّه فَقَالَ لَهُ وَالله مَا فِي الحكم أَن تَأمر بقتْله ثُمَّ تَقْتُلنَا بِهِ فَقَالَ لَهُ إِن كنتَ صَادِقا فعَنْ قليلٍ تِصير إِلَى رَحْمَة الله وَأَنت كنتَ كَاذِبًا فَمَا قَتْلُكَ بكفّارة لَكَ وَأَنت مُصرٌّ غير تائب وَفِي دعواك هَذِهِ كَاذِب ثُمَّ أَمر بِضَرْب عُنُقه وَكَانَ قبله قَدْ قدَم عَليّ بن أبي سعيد الْكَاتِب فاضطرب اضطراباً شَدِيدا وَقَالَ إِي إِي إِي فَقَالَ الْمَأْمُون جزعات الصّبيان وفتكات الفرسان اضْرِب يَا غُلَام عُنُقه فلمّا يئس من نَفسه قَالَ الله الله فِي دمائنا فإنّك أوّل هَذَا الْأَمر وَآخره فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون كذبْتَ أَقْتلك بإقرارك وآخذك بادّعائك وَضرب عُنُقه ثُمَّ قُدّم مؤنس الْخَادِم وَعبد الْعَزِيز بن عمرَان فَضرب أَعْنَاقهم وسوف يَأْتِي ذكر ذَلِكَ فِي ترجمتهما وقَتل كلّ من اتُّهم بقتل الْفضل بن سهل وأنفذ رُؤُوس الْقَتْلَى إِلَى أَخِيه الْحسن ابْن سهل (الألقاب) ابْن السرّاج النَّحْوِيّ اسْمه محمّد بن السّري والسرّاج الْقَارئ اسْمه جَعْفَر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن السرّاج الورّاق عمر بن محمّد يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ) ابْن السرّاج أَحْمد بن محمّد السرّاج المحار عمر بن مَسْعُود

سراقة

(سراقَة) 3 - (المدلجي الصَّحَابِيّ) سُراقة بن مَالك هُوَ الَّذِي يسْأَل عَن مُتْعَة الحّج ألِلأَبَدِ هِيَ توفيّ فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ نقلتُ من خطّ الشَّيْخ فتح الدّين محمّد بن سيّد النَّاس بَعْدَمَا حدّثني بِهِ قَالَ سُراقةُ بن مَالك بن جعْشم الْكِنَانِي يكنّى أَبُو سُفْيَان رَوى عَنهُ من الصَّحَابَة ابْن عبّاس وَجَابِر وروى عَنهُ سعيد بن المسيّب وَابْنه محمّد بن سراقَة وروى سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي مُوسَى عَن الْحسن أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لسراقة بن مَالك كَيْفَ بك إِذا أُلْبِسْتَ سِوَارَيْ كسْرَى فلمّا أُتي عمر بِسوَارِي كسْرَى ومنطقته وتاجه دَعَا سراقَة بن مَالك فألبسه إيّاها وَكَانَ سراقَة رجلا أزبّ كثير شعر الساعدين وَقَالَ لَهُ ارْفَعْ يدك وَقل الله أكبر الْحَمد لله الَّذِي سلبها كسْرَى بن هُرْمُز الَّذِي كَانَ يَقُول أَنا ربّ النَّاس وألبسهما سُراقةَ بنَ مَالك بن جعْشم أعرابيّاً من بني مُدْلِج وَرفع صَوته وَكَانَ سُراقةُ شَاعِرًا مُجيداً وَهُوَ الْقَائِل لأبي جهل من الطَّوِيل (أَبَا حَكَمٍ وَالله لَو كنت شَاهدا ... لأمرِ جوادي إِذْ تَسُوْخ قوائمُهْ) (علمتَ وَلَمْ تشككْ بأنّ محمّداً ... رسولٌ بِبُرهانٍ فَمن ذَا يقاومُهْ) (عَلَيْكَ بكفّ الْقَوْم عَنهُ فإنّني ... أرى أمرَه يَوْمًا سَتَبْدُو مَعالِمُهْ) (بأمرٍ يودّ النَّاس فِيهِ بأسرهم ... بأنّ جَمِيع النَّاس طرّاً يسالِمُهْ) مَاتَ سُراقة سنة أَربع وَعشْرين فِي خلَافَة عُثْمَان وَقيل مَاتَ بعد عُثْمَان عَن أبي عمر رَحمَه الله تَعَالَى انْتهى وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فِي سنة أَربع وَعشْرين وفيهَا توفيّ سراقَة بن مَالك المُدْلجي الَّذِي ساخت قَوَائِم فرسه ثُمَّ أسلم وحَسُنَ إسْلامُهُ ثُمَّ ذكره فِي مَنْ مَاتَ فِي خلَافَة عليّ بن أبي طَالب مُجملا وَهِي حُدُود الْأَرْبَعين قلت وروى لِسُراقة البخاريُّ وَالْأَرْبَعَة وَجَاء سراقَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أرأيتَ الضالَة تَرِدُ عَلَى حَوْض إبلي إِلَيّ أجرٌ سقيتُها فَقَالَ فِي الكبد الحَرَّى أجْرٌ 3 - (الصَّحَابِيّ) سُراقة بنُ كَعْب بن عَمْرو بن عبد العُزَّي النَجَاري شهد بَدْرًا وأُحداً والمشاهد كُلَّها وتوفيّ فِي) خلَافَة مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنْهُمَا

الصحابي

3 - (الصَّحَابِيّ) سُراقة بن عَمْرو بن عطيّة النجاري شهد بَدْرًا وأُحداً وَالْخَنْدَق وَالْحُدَيْبِيَة وخيبر وَعمرَة الْقَضَاء وقتُل يَوْم مُؤْتَة شَهِيدا 3 - (سُراقة بن الْحَارِث) 3 - (بن عدّي الْعجْلَاني) قُتِلَ يَوْم حُنين شَهِيدا سنة ثَمَان من الْهِجْرَة 3 - (ذُو النُّور الصَّحَابِيّ) سُراقةُ بنُ عَمْرو قَالَ ابْن عبد البرّ ذَكرُوهُ فِي الصَّحَابَة وَلَمْ ينسبوه فيهم قَالَ سيف بن عمر ردّ ابنُ الْخطاب سراقَة بن عَمْرو إِلَى الْبَاب وَجعل عَلَى مقدّمته عبد الرَّحْمَن بن ربيعَة الْبَاهِلِيّ وسُراقةُ بنُ عَمْرو هُوَ الَّذِي صَالح سُكّان أرمينيّة والأرمن عَلَى الْبَاب والأبواب وَكتب إِلَى عمر بذلك وَمَات سُراقة هُنَاكَ واستخلف عبد الرَّحْمَن بن ربيعَة فأقرّه عمر عَلَى عمله قَالَ وَكَانَ سُراقة يدعى ذّا النُور وَكَانَ عبد الرَّحْمَن بن ربيعَة يدعى ذَا النُّور أَيْضا قَالَه سيف بن عمر 3 - (الْأَزْدِيّ الْبَارِقي) سُراقةُ بنُ مرداس الْأَزْدِيّ الْبَارِقي شَاعِر من شعراء الْعرَاق هجا الْمُخْتَار بن أبي عُبيد وهرب إِلَى دمشق أيّام عبد الْملك ثُمَّ عَاد إِلَى الْعرَاق مَعَ بشر بن مَرْوَان وَكَانَتْ بَينه وَبَين جرير مُهاجاةً وَكَانَ قَدْ قَاتل الْمُخْتَار فَأَخذه أَسِيرًا وَأمر بقتْله فَقَالَ لَا وَالله لَا تقتُلُني حَتَّى تَنْقُضَ دمشقَ حجرا حجرا فَقَالَ الْمُخْتَار لأبي عمْرَة مَنْ يُخْرِجُ أسرارَنا ثُمَّ قَالَ من أسَرَكَ قَالَ قومٌ عَلَى هيل بُلْقٍ عَلَيْهِم ثيابٌ بيض لَا أَرَاهُم فِي عَسْكَر فَأقبل الْمُخْتَار عَلَى أَصْحَابه فَقَالَ إنّ عدوّكم يرى من هَذَا مَا لَا ترَوْنَ قَالَ إنّي قاتِلك قَالَ وَالله يَا أَمِين آل محمّد إنّك تعلم أنّ هَذَا لَيْسَ بِالْيَوْمِ الَّذِي تقتُلُني فِيهِ قَالَ فَفِي أيّ يَوْم أَقْتلك قَالَ تضع كرسيّك عَلَى بَاب دمشق فتدعوني يَوْمئِذٍ فَتضْرب عنقِي فَقَالَ الْمُخْتَار لأَصْحَابه يَا شرطة الله من يرفع حَدِيثي ثُمَّ خلّ عَنهُ فَقَالَ سراقَة وَكَانَ الْمُخْتَار يكنّى أَبَا إِسْحَاق من الوافر (أَلا أبلغ أَبَا إِسْحَاق أنّي ... رَأَيْت البُلقَ دُهماً مُصمَتاتِ) ) (كفرتُ بِوَحْيِكُمْ وجعلْتُ نَذْراً ... عليَّ هجاءكم حتّى المماتِ) (أُري عينيّ مَا لَمْ تَرْأَياهُ ... كِلَانَا عالِمٌ بالتُرَّهَاتِ) وتُوُفيّ سُراقة فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وسراقة إِذا غير سُراقة بن مرداس بن أبي عَامر السُّلّمي ذَاكَ أَخُو العبّاس بن مرداس وَالْآخر شَاعِر أَيْضا

الألقاب

(الألقاب) ابْن سراقَة محيي الدّين اسْمه محمّد بن محمّد بن إِبْرَاهِيم ابْن سراقَة الشَّافِعِي اسْمه محمّد بن يحيى أَبُو السَّرَايَا الْخَارِج عَلَى الْمَأْمُون اسْمه السّري السَّرخسِيّ الفيلسوف اسْمَعْهُ أَحْمد بن الطيّب ابْن أبي سرح عبد الله بن سعد ابْن سرهنك الْكَاتِب أَحْمد بن محمّد 3 - (سُرَّق بن أَسد الجُهني) وَقيل الْأنْصَارِيّ وَيُقَال إنّه من الدائل سكن مصر وَكَانَ اسْمه الْحباب فَابْتَاعَ من رجل من أهل الْبَادِيَة راحلتين كَانَ قدم بهما إِلَى الْمَدِينَة فَأَخذهُمَا وهرب ثُمَّ تغيّب عَنهُ فأُخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فق التمسوه فلمّا أَتَوا بِهِ قَالَ أَنْت سُرَّق فِي حَدِيث طَوِيل وَكَانَ يَقُول سرّق سمّاني رَسُول الله اسْما فَلَا أُحِبُ أَن أُدْعَى بِغَيْرِهِ (السرُوجِي) جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عبد الله بن عليّ وشمس الدّين ابْن المحدَّث الشابّ المتأخّر الْفَاضِل اسْمه محمّد بن عليّ بن أيبك (السريّ) 3 - (أَبُو السَّرَايَا) السريّ بن مَنْصُور من بني ذُهْل بن شَيبَان خرج أوَّلَ خلَافَة الْمَأْمُون وَيعرف بِأبي سَرَايَا وَكَانَ خروجُهُ بِالْكُوفَةِ وَبَايع لمحمّد بن إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن حسن ويُعْرَفُ بِابْن طَبَاطَبَا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وتوفيّ محمّد أوّل لَيْلَة من رَجَب بعد ثَمَانِيَة أيّام من بيعَته فَبَايع أَبُو السَّرَايَا بعده لمحمّد بن محمّد بن يحيى بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عليّ رَضِي الله عَنْهُم وَضرب دَنَانِير كتب عَلَيْهَا الفاطمي الْأَصْغَر وَقَوي أمره وَهزمَ جيوش الْمَأْمُون الَّتِي

سري السقطي

لَقِيَتْهُ من جِهَة الْحسن بن سهل إِلَى أَن أُسر هُوَ وَمُحَمّد بن محمّد بن زيد سنة مِائَتَيْنِ فَقَتَلَ الحَسَنُ بنُ سهل أَبَا السَّرَايَا ووجّه بمحمّد بن محمّد بن زيد إِلَى الْمَأْمُون وَهُوَ بخراسان 3 - (سريّ السَّقطِي) سريّ بن المغلِّس أَبُو الْحسن السَّقطِي أحد رجال الطَّرِيقَة وأرباب الْحَقِيقَة كَانَ أوحد زَمَانه فِي الْوَرع وعلوم التَّوْحِيد وَهُوَ خَال الْجُنَيْد وأستاذه وَهُوَ تلميذ مَعْرُوف الْكَرْخِي يُقَال إِنَّه كَانَ فِي دكانه فَجَاءَهُ يَوْمًا مَعْرُوف وَمَعَهُ صبيّ يَتِيم فَقَالَ لَهُ اكسُ هَذَا الْيَتِيم قَالَ السّري فكسوته ففرح بِهِ مَعْرُوف وَقَالَ بَغَضَ الله إِلَيْك الدُّنْيَا وَكُلٌّ مَا أَنا فِيهِ من بَرَكَات مَعْرُوف وَقَالَ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة أَنا فِي الاسْتِغْفَار من قولي مرّةً الْحَمد لله قيل لَهُ وَكَيف ذَلِك قَالَ وَقع بِبَغْدَاد حريق فاستقبلني وَاحِد وَقَالَ نجا حانوتك فقلتُ الْحَمد لله فَأَنا نادم من ذَلِكَ الْوَقْت حَيْثُ أردْتُ لنَفْسي خيرا من دون النَّاس وَقَالَ الْجُنَيْد دخلت يَوْمًا عَلَى خَالِي السريّ وَهُوَ يبكي فَقلت مَا يبكيك قَالَ جَاءَتْنِي البارحة الصبيّة فَقَالَت يَا أَبَت هَذِهِ لَيْلَة حارّة وَهَذَا الْكوز أعلقه هَهُنَا ثُمَّ إنّه حَملتنِي عَيْنَايَ فَرَأَيْت جَارِيَة من أحسن خلق الله تَعَالَى قَدْ نزلت من السَّمَاء فَقلت لمن أَنْت فَقَالَت لمن لَا يشرب المَاء المبردّ فِي الكيزان وتناولت الْكوز وَضربت بِهِ الأَرْض قَالَ الْجُنَيْد فَرَأَيْت الخزف المكسور لَمْ يرفعْهُ حَتَّى عَفا عَلَيْهِ التُّرَاب وتوفيّ السرّ) سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وحدّث عَن الفضيل بن عِيَاض وهُشيم وَأبي بكر بن عَيَّاش وَجَمَاعَة أَتَت عَلَيْهِ ثَمَان وَتسْعُونَ سنة مَا رُئي مُضْطَجعا إِلَّا فِي علّة الْمَوْت فَقَالَ الفرخاني عَن الْجُنَيْد وَقَالَ السريّ صلّيتُ لَيْلَة وردي ومددُ رجْلي فِي الْمِحْرَاب فنوديت يَا سريّ كَذَا تجَالس الْمُلُوك فضممْتُ رجْلي ثُمَّ قلت وعزّتك وجلالتك لَا مددْتُها وَابْنه إِبْرَاهِيم بن الأسريّ قريب الْحَال من أَبِيه 3 - (لبرفّاء الشَّاعِر) السريّ بن أَحْمد بن السريّ الْكِنْدِيّ الرفّاء الشَّاعِر الْمَشْهُور كَانَ فِي صباه يرفو يطرّز فِي دكّان بالموصل وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يتولّع بالأدب وَالشعر حتّى مهر وَقصد سيف الدولة بن حمدَان وَأقَام عِنْده بحلب ثُمَّ وَقع بَينه وَبَين الخالديّان هجاء وَآل الْأَمر بَينهم إِلَى أَن قطع سيف الدولة رسمه فانحدر إِلَى بَغْدَاد ومدح الْوَزير المهلَّبي وَغَيره من الرؤساء فراح عِنْدهم فلمّا قدم الخالديّين بَغْدَاد بَالغا فِي أذيّته بكلّ مُمكن حَتَّى عدم الْقُوت فَجَلَسَ ينْسَخ وَيبِيع شعره وادّعى عَلَيْهِمَا سَرقَة شعره وَشعر غَيره وَكَانَ مغرى بنسخ ديوَان كشاجم وَهُوَ إِذْ ذَاكَ ريحَان تِلْكَ الْبِلَاد وَالسري يذهب مذْهبه وَكَانَ يدسّ فِيمَا يَكْتُبهُ من شعره أحسن شعر الخالديّينِ ليزِيد فِي حجم مَا ينسخه وَينْفق سوقه ويُغلي شعره ويغضّ مِنْهُمَا وَكَانَ

السريّ شَاعِرًا مطبوعاً كثير الافتنان فِي الْوَصْف والتشبيه وَلَمْ يكن لَهُ رُوَاء وَلَا منظر وَلَا يحسن من الْعُلُوم غير نظم الشّعْر وَجمع شعره قبل وَفَاته وتوفيّ فِي حُدُود الستّين وَالثَّلَاث مائَة فَقيل سنة نَيف وستّين وَقيل اثْنَتَيْنِ وستّين وَقيل أَربع وَمن شعر الرفّاء من الطَّوِيل (وبِكْرٍ شِرَبْناها عَلَى الْورْد بُكرَةً ... فَكَانَت لَنَا وِرداً إِلَى بُكرّةِ الغَدِ) (إِذا قَامَ مُبْيَضّ اللِباس يديرها ... توهّمته يسعَى بِكُمّ مُوَدَّدِ) قلت مثله قَول الآخر من المتقارب (كَأَنَّ المديرَ لَهَا باليمينِ ... إِذا قَامَ للسقْيِ أَو باليَسارِ) (تدرع ثوبا من الياسمين ... لَهُ فَردُكُمٍّ مِن الجلّبارِ) وَقَوْلِي أَنا أَيْضا من أَبْيَات من الطَّوِيل) (وساقٍ لَنَا فِي كَفّه ورُضابه ... ووجْنِتِهِ واللَحْظ أَربع أكؤُسِ) (إِذا حثها أَبْصَرْتَ أبْيَضَ ثَوبِه ... لَهُ نِصْفُ كُمٍّ من سناها مورّسِ) وَمن شعر السريّ الرفّاء ممّا قَالَه فِي دير الشَّيَاطِين من الْبَسِيط (عصى الرشادَ وَقَدْ ناداه من حينٍ ... وراكضُ الغَيَّ فِي تِلْكَ الميادينِ) (مَا حنّ شَيْطَانه العاتي إِلَى بَلَدٍ ... إِلَّا ليَقربَ من دير الشياطينِ) (وفِتيَةِ زَهَرُ الآدابِ بَينهم ... أبهى وأنضر من زَهْر البساتينِ) (مَشوا إِلَى الراح مشي الرخّ وَانْصَرفُوا ... والراح يمشي بهم مَشْي الفرازينِ) (فَصُرِّعوا بَيْنَ أعطان الهياكِلِ فِي ... تِلْكَ الْجنان وأقمار الدواوينِ) (حتّى إِذا نطق الناقوس بينهمُ ... مُزَنَّرُ الخَصِرْ روميّ القرابينِ) (يرى المدامةَ دِيناً حبّذا رَجُلٌ ... يعُدُّ لَذَّةَ دُنْيَاهُ من الدينِ) (فَحَثَّ أقداحها بيض السوالف فِي ... حُمرِ الغلائلِ فِي خُضر الرياحينِ) (كأنّها وَبَيَاض المَاء يقرعها ... وَرْدٌ تصافحه أوْراقُ نسرينِ) قَالَ الخالديّان قَدْ نازعه فِي أَبْيَات مِنْهَا جماعةٌ من شعرائنا لمّا بلغ السّري الرفّاء أنّ الخالدّيين يُريدَان الْعود إِلَى بَغْدَاد فِي أَيَّام المهلّبي كتب إِلَى أبي الخطّاب الْمفضل بن ثَابت الصَّابِئ من الْكَامِل (بَكَرَتْ عَلَيْكَ مُغيرةُ الْأَعْرَاب ... فأحفظ ثِيابَك يَا أَبَا الخطابِ) (وَرَدَ العِراقَ ربيعةٌ بن مُكَدَّمٍ ... وعُتيبةُ بنُ الْحَارِث بن شِهابِ) (أفعندنا شَكٌّّ بأنهّما هما ... فِي الفَتْكِ لَا فِي صِحّةِ الأنْسابِ)

(جلبا إِلَيْك الشعرّ مِن أوْطانِهِ ... جَلْبَ التجارِ طرائفَ الأجلابِ) (فبدائعُ الشُّعَرَاء فِيمَا جهّزا ... مقرونةٌ ببدائعِ الكُتابِ) (شَنّا عَلَى الْآدَاب أقْبَحَ غارةٍ ... جَرَحَتْ قُلوبَ محاسِنِ الآدابِ) (فحذارِ مِن حَرَكاتِ صِلَّيْ قَفرةٍ ... وحَذارِ مِن حَرَكاتِ لَيْشَي عابِ) (لَا يَسْلُبانِ أَخا الثَراءِ وإنمّا ... يَتَنَاهَبانِ نَتَائِجَ الألْبابِ) (إنْ عَزَّ مَوجودُ الكَلامِ عَلَيْهِمَا ... فَأَنا الَّذِي وَقَفَ الكًلامُ بِبابي) (أَو يَهْبطا مِنْ ذلّتي فَأَنا الَّذِي ... ضِرُبتْ عَلَى الشَرَفِ الرفيعِ قبابي) ) (كم حاوَلا أمَدي فطال عَلَيْهِمَا ... أَن يُدرِكا إِلَّا مَطارَ تُرابي) (عَجزا وَلنْ يقف العبيد إِذا جَروا ... يَوْم الرِّهَان مَواقِف الأربابِ) (وَلَقَد حَميتُ الشعرَ وَهْوَ لِمَعْشَرٍ ... رمم سِوى الأسماءِ والألقابِ) (وضربتُ عَنهُ المدّعين وإنمّا ... عَنْ حَوْزَةِ الْآدَاب كانَ ضرابي) (فغدت نبيط الخالدية تَدعِي ... شعري وترفل فِي حبير ثِيَابِي) (قَومٌ إِذا قصدُوا الملوكَ لِمَطْلَبٍ ... نُفِضَتْ عمائِمُهُم عَلَى الأبْوابِ) (مِنْ كُلِّ كَهْلٍ نستطير سِبالُه ... لَوْنَينِ بَينَ أنامِلِ البوّابِ) (مُغْضٍ عَلَى ذلّ الحِجابِ يرُدُّهُ ... دَامِي الجَبين تجهُّمُ الحُجابِ) (ومُفَوَّهين تَعَرَّضا لجرايتي ... فَتَعَرَّضَتْ لَهُما صُدورُ حِرابي) (نظرا إِلَى شِعْري يَرُوقُ فترّبا ... مِنه خُدودَ كواعبِ أتْرابِ) (شِرَباهُ فَاعْتَرَفا لَهُ بِعُذوبةٍ ... وَلَرُبَّ عذبٍ عادَ سَوْطَ عَذابِ) (فِي عارَةٍ لَمْ تَنْثَلِم فِيهَا الظِبا ... ضَرْباً وَلَمْ تَنْدَ القنا بِخِضّابِ) (تُرِكَتْ غرائبُ مَنطِقي فِي غُربَةٍ ... مَسْبِبَّة لَا تَهتَدِي لإبابِ) (جرحى وَمَا ضرُبَتْ بِحَدِّ مُهَنّدٍ ... أسرى وَمَا حُمِلَتْ عَلَى أقْتابِ) (لَفْظٌ صَقَلْتُ مُتونَه فكأنّه ... فِي مُشرِقاتِ التَزْمِ درُّ سَحابِ) (وكأنمّا أجْريت فِي صَفَحاتِهِ ... حُرَّ اللُجينِ وخالصَ الزريابِ) (أعْرَبْتُ فِي تَحْبيره فُروَاتُهُ ... فِي نُزهةٍ مِنهُ وَفِي استِغْرابِ) (وقطعتُ فِيهِ سبيبةً لن تشتغل ... عَنْ حُسنِهِ بِصِبىً وَلَا بتَصابي) (وَإِذا تَرَقْرَقَ فِي الصَّحِيفَة مَاؤُهُ ... عَبِقَ النسيم فَذَاك مَاء شَبَابِي)

(يُصغي اللَبيبُ لَهُ فيَقْسِمُ لُبّه ... بَينَ التعجُّبِ مِنْهُ والإعْجابِ) (جدٌّ يَطير شاعة وفُكاهَةٌ ... تستعطِفُ الأحْبابَ للأحْبابِ) (أعزِزْ عليّ بأنْ أرى أشلاءَه ... تَدْمَى بِظُفْرِ للعَدوّ ونابِ) (أَفِنٍ رَماهُ بغارةٍ مأفونَةِ ... باعَتْ ظِباءَ الرّوم فِي الْأَعْرَاب) وَهِي طَوِيلَة وَهَذَا مِنْهَا كَاف وَلَهُ كتاب المحبّ والمحبوب والمسوم والمشرو وَكتاب الديرة وَمن شعر السّري الرفّاء من السَّرِيع) (وَكَانَتْ الإبْرةُ فِيمَا مَضى ... صِيَانة وَجْهي وأشْعاري) (فأصْبَحَ الرِزقُ بِهَا ضيفاً ... كأنَّه من ثُقْبِها جارِ) وَمِنْه من الْكَامِل (يَلْقَى النَدَى برقيق وجهٍ مُسفِرٍ ... فَإِذا التقى الْجَمْعَانِ عادَ صَفيقا) (رَحبُ المنازلِ مَا أَقَامَ فإنْ سرَى ... فِي حجِفل ترك الفضاء مضيقا) وَمِنْه من الْكَامِل (أَلْبَستَني نِعَماً رأيتُ بِهَا الدُجى ... صُبْحاً وكُنتُ أرَى الصَباحَ بهيما) (فغَدوتُ يحَسُدني الصَديقُ وقَبْلَها ... قَدْ كَانَ يَلْقاني العدوُّ رحِيما) وَمِنْه من الوافر (بنفسي من أجودُ لَهُ بنفسي ... ويَبْخلُ بالتحيّة والسلامِ) (وحَتْفِي كامِنٌ فِي مُقْلَتَيهِ ... كمُونَ المَوْتِ فِي حَدّ َالحُسامِ) اجْتمع الشُّعَرَاء الشُّيُوخ فِي دهليز سيف الدولة كالنامي والصنوبري وَمن الناشئين كالببغاء والخالديّين والسريّ الرفّاء فتذاكروا الشّعْر وأنشدوا قصيدة أبي الطيّب من الطَّوِيل فَدَيْنَكَ من رَبعٍ وَإِن زدتنا كرْبَا واسنحسن الْجَمَاعَة قَوْله من الطَّوِيل (نزلنَا عَن الأكوار نمشي كَرَامَة ... لمن بانَ عَنهُ أنْ نُلِمَّ بِهِ رَكْبا) فَقَالَ السريّ لَوْلَا أنْكم بعد هَذَا إِذا سَمِعْتُمْ مَا قلته ادّعيتم أنّني سرقْتُهُ مِنْهُ لأمسكْتُ ثُمَّ أنْشد لاميّةً فِيهَا من الْكَامِل (نُحفى وننزل وَهوَ أعْظَمُ حُرمةً ... مِن أنْ يُدالَ برِاكبٍ أَو ناعِلِ) فحكموا لَهُ بِالزِّيَادَةِ فِي قَوْله نحفى وننزل

الإسماعيلي الجرجاني

3 - (الْإِسْمَاعِيلِيّ الْجِرْجَانِيّ) السريّ بن إِسْمَاعِيل ابْن الإِمَام أبي بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ أَو الْعَلَاء الْجِرْجَانِيّ عَالم عصره فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَكَانَ مفتي جرجان توفيّ سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْأنْصَارِيّ) السريّ بن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ من شعراء الْمَدِينَة أحد الغزاليّين وَلَيْسَ بمكثر وَهُوَ من) جملَة المنادمين عَلَى الشَّرَاب وهجا نُصيباً والأحوص فَلم يجيبَاهُ وَكَانَ أزرقَ قَصِيرا ذَمِيمًا وَكَانَ يهوى امْرَأَة اسْمهَا زَيْنَب ويشبّب بِهَا فَخرج إِلَى الْبَادِيَة فرآها فِي نسْوَة فَصَارَ إِلَى راعِ هُنَاكَ فَأعْطَاهُ ثِيَابه وَأخذ جبّته وَعَصَاهُ وَأَقْبل يَسُوق الْغنم حتّى صَار إِلَى النسْوَة فَلم يحفلن بِهِ وظنَّ أنَّه رَاع فَأقبل يقلب بعصاه الأَرْض وَينظر إليهنّ وقلن لَهُ أَذَهَبَ مِنْك يَا رَاع شَيْء فَأَنت تطلبه فَقَالَ نعم قلبِي فَضربت زَيْنَب بكمّها عَلَى وَجههَا وَقَالَت السريّ وَالله أَخْزَاهُ الله فَقَالَ من الْبَسِيط (مَا زَالَ فِينَا سقيماً نستطبّ لَهُ ... من ريحِ زينَب فِينَا لَيلَةَ الأحَدِ) (حزْت الجمالَ ونشراً طيبا أرجاً ... فَمَا تُسَمَّين إلاّ مسكة الْبَلَد) (أما فُؤَادِي فشيء قَدْ ذهبتِ بِهِ ... فَمَا يضرّكِ إِلَّا نَحْتي جَسَدي) (سُريج) 3 - (العابد) سرُيج بن يُونُس العابد الْمروزِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ مُسلم وروى البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ وَبَقِي بن مخلد وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهم قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس قَالَ عبد الله بن أَحْمد رَأَيْت ربّ الْعِزَّة فِي الْمَنَام فَقَالَ سل حَاجَتك فَقلت رحمان سَرْ بِسَرْ يَعْنِي رَأْسا برأسٍ توفيّ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو الْحسن اللؤْلُؤِي) سُرَيج بن النُّعْمَان بن مَرْوَان أَبُو الْحُسَيْن وَقيل أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْجَوْهَرِي اللؤْلُؤِي روى عَن الحمّادين وقليح وحشرج بن نبانة وَعبد الله بن

الألقاب

المؤمّل المَخْزُومِي وَنَافِع بن عُمَرو أبي عوَانَة وَجَمَاعَة روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالْبَاقُونَ سوى مُسلم بِوَاسِطَة وَأحمد بن متيع وَإِسْمَاعِيل سمّويه وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ومحمّد بن رَافع وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ ومحمّد بن إِسْحَاق الصغاني وروى البُخَارِيّ أَيْضا عَن رجل عَنهُ وثّقه أَبُو دَاوُد وَقَالَ غلط فِي أَحَادِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بأسٌ وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة أَو ثَمَان وَمِائَة (الألقاب) ابْن سُرَيج المعني اسْمه عبيد يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ وَابْن سُرَيج الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن عمر بن سُرَيج) سطيح الكاهن اسْمه الرّبيع ابْن سطيح عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر ابْن سطورا الْحَنْبَلِيّ اسْمه يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم سَعَادَة الْأَعْمَى اسْمه سعيد بن عبد الله (سعد) 3 - (أحد الْعشْرَة رَضِي الله عَنْهُم) سعد بن أبي وَقاص مَالك بن أهيب وَيُقَال وهيب ابْن عبد منَاف بن زهرَة بن كلاب بن مرّة يلتقي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كلاب بن مرّة هُوَ أَبُو إِسْحَاق الْقرشِي الزُّهْرِيّ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة أهل الشورى وَأحد متقدّمي الْإِسْلَام شّهد بَدْرًا والمشاهد بعْدهَا وَكَانَ أوّل من رمى بِسَهْم فِي سَبِيل الله أسَرَ يَوْم بدر أسيرين وَثَبت يَوْم أُحد وَكَانَ من أخوال النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ

مُستجابَ الدعْوَة وَيُقَال لَهُ فَارس الْإِسْلَام وَكَانَ مقدّم الجيوش فِي فتح الْعرَاق وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة قبل مقدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الزُّهْرِيّ قَالَ قَتَلَ سعد يَوْم أُحُد بِسَهْم رمى بِهِ فرموا بِهِ فَأَخذه سعد الثانيةَ فَقَتَل فرموا بِهِ فَرمى بِهِ سعد الثالثةَ فَقيل فَعجب النَّاس من فعله روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَجَابِر بن سَمُرَة وَعَائِشَة أمّ الْمُؤمنِينَ وَبَنوهُ عَامر وَمصْعَب ومحمّد وَإِبْرَاهِيم وَعمر وَعَائِشَة بَنو سعد وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة خمس وَخمسين عَلَى الأصحّ وأمّه حمْنَة بنت سُفْيَان بن أميّة ابْن عبد شمس وَشهد غَزْوَة أُسَامَة إِلَى أَرض البلقاء وروى خطْبَة عمر بالجابية قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وأظنّه لَمْ يشهدْها وَشهد أذرح يَوْم الْحكمَيْنِ ووفد عَلَى مُعَاوِيَة وَكَانَ عمر قَدْ ولاّه قتال فَارس فَفتح مَدَائِن كسْرَى وَهُوَ صَاحب وقْعَة القادسيّة وكوّف الْكُوفَة وَنفى الْأَعَاجِم وَولي الْكُوفَة لعمر وَعُثْمَان وَاعْتَزل اخْتِلَاف النَّاس بعد قتل عُثْمَان وَأمر أَهله أَن لَا يخبروه من أَخْبَار النَّاس شَيْئا حَتَّى تَجْتَمِع الأمّة عَلَى إِمَام وعاده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه بمكّة وَقَالَ لَهُ لعّلك أَن تخلّف حتّى ينْتَفع بك أَقوام ويُضَرّ بك آخَرُونَ فَكَانَ كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْتفع بِهِ الْمُسلمُونَ وضرّ بِهِ الْمُشْركُونَ قَالَ الزبير بن بّكار وَذكر بعض أهل الْعلم أنّ ابْن أَخِيه هَاشم بن عتبَة ابْن أبي وقّاص جَاءَهُ فَقَالَ هَهُنَا مائَة ألف سيف يرَوْنَ أنّك أحقّ النَّاس) بِهَذَا الْأَمر فَقَالَ أُريد من مائَة ألف سيف سَيْفا وَاحِدًا إِذا ضربْتُ بِهِ الْمُؤمن لَمْ يصنع شَيْئا وَإِذا ضربْتُ بِهِ الْكَافِر قطع فَانْصَرف من عِنْده إِلَى عليّ فَكَانَ من أَصْحَابه وَكَانَ مَعَه يَوْم الْفَتْح إِحْدَى رايات الْمُهَاجِرين الثَّلَاث وَقَالَ مُوسَى بن طَلْحَة كَانَ عليّ وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَسعد عذار عَام وَاحِد أَي أسنانهم مُتَقَارِبَة فِي عَام وَاحِد قَالَ سعد أسلمتُ وَأَنا ابْن تسع عشرَة سنة وَقَالَ اتّبعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا فِي وَجْهي شَعْرَة وَلَقَد شهِدت بَدْرًا وَمَا وَجْهي إِلَّا شَعْرَة وَاحِدَة وَلَقَد مكث سَبْعَة أيّام وإنّي لثُلُثُ الْإِسْلَام وَفِي رِوَايَة مَا أسلم أحد إلاّ فِي الْيَوْم الَّذِي أسلمْتُ فِيهِ وَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام قبل أَن أسلم بثلاثٍ كَأَنِّي فِي ظًلْمةٍ لَا أُبصرُ شَيْئا إِذا أَضَاء لي قمر فاتبعته فكأنّي أنظر إِلَى من سبقني إِلَى ذَلِكَ الْقَمَر فَأنْظر إِلَى زيد بن حَارِثَة وَأبي بكر وكأنّي أسألهم مَتى انتهيتم إِلَى هَهُنَا قَالُوا السَّاعَة وَبَلغنِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَدْعُو إِلَى الْإِسْلَام مستخفياً فلقيتُهُ فِي شعب أجياد فأسلمْتُ فَمَا تقدّمني أحد إلاّ هم وَقَالَ مَا جمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَوَيْهِ لأحد قبلي لقد رَأَيْته وَإنَّهُ ليقول لي ارمِ يَا سعد فدَاك أبي وَأمي وإنّي لأوّل الْمُسلمين رمى الْمُشْركين بِسَهْم قَالَ سعد وَلَا تطرِدْ الَّذين يَدعون ربهَّم بِالْغَدَاةِ والعش نزلت فِي ستّة أَنا ابْن مَسْعُود مِنْهُم وَكَانَ الْمُشْركُونَ قَالُوا لَهُ أتُدْني هَؤُلَاءِ رَوَاهُ مُسلم وَقَالَ نزلت فِي أربعُ آيَات الْأَنْفَال وصاحِبْهُما فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا والوصيّة وَالْخمر وَقَالَ اشتكيتُ بمكّة فَدخل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعودنِي فَذكر الحَدِيث فِي الوصيّة قَالَ وَوضع يَده عَلَى جبهتي فَمسح وَجْهي وصدري وبطني وَقَالَ اللهّم اشفٍ سَعْدا وأتمّ لَهُ هجرته فَمَا زلت يخيّل إليّ بأنّي أجد برد يَده عَلَى كَبِدِي حَتَّى السَّاعَة

أبو سعيد الخدري

وَقَالَ ابْن عبد البرّ قدم جرير يَعْنِي ابْن عبد الله البَجلِيّ عَلَى عمر بن الخطّاب من عِنْد سعد بن أبي وقّاص فَقَالَ لَهُ كَيْفَ تركت سَعْدا فِي ولَايَته فَقَالَ لَهُ تركته أكْرم النَّاس مقدرَة وَأَحْسَنهمْ معذرةً وَهُوَ لَهُم كالأمّ البرّة يجمع لَهُم كَمَا يجمع الذرّة مَعَ أنّه مَيْمُون الْأَثر مَرْزُوق الظفر أشدّ النَّاس عِنْد الْبَأْس وأحبّ قُرَيْش إِلَى النَّاس وَعَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ استجب لسعدٍ إِذا دعَاك فَكَانَ من دُعَائِهِ أَن دَعَا عَلَى الْكَاذِب من أهل الْكُوفَة بقوله إنّه كَانَ لَا يعدل فِي القضيّة وَلَا يقسم بالسوّية وَلَا يسير بالسريّة فَقَالَ سعد اللهمّ إِن كَانَ كاذباُ فأعمِ) بَصَره وأطل عمره وعرّضْه للفتن قَالَ عبد الْملك بن عُمَيْر فَأَنا رَأَيْته بعدُ يتعرّض للإماء فِي السكَك فَإِذا سُئِلَ كَيْفَ أَنْت يَقُول كَبِير مفتون أصابتني دَعْوَة سعدٍ وَفِي رِوَايَة قَالَ فَمَا مَاتَ حَتَّى عمي وَكَانَ يلْتَمس الجدارات وافتقر حتّى سَأَلَ النَّاس وَأدْركَ فتْنَة الْمُخْتَار بن أبي عبيد فقُتل فِيهَا وَمن ذَلِكَ أنّ سَعْدا أَصَابَهُ فِي حَرْب القادسيّة جراح فَلم يشْهد يَوْم فتحهَا فَقَالَ رجل من بجلة من الطَّوِيل (ألم تَرَ أنّ الله أظهر دينه ... وَسعد بِبَاب القادسيّة مُعصِمُ) (فأُبْنا وَقَدْ أمت نساءٌ كثيرةٌ ... ونسوةُ سعدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أيّمُ) فَقَالَ سعد اللهمّ اكفِنا يدَه ولسانّه فَجَاءَهُ سهم غرب فَأَصَابَهُ بِهِ فخرس ويبست يَده جَمِيعًا وَمن ذَلِكَ دعاؤه عَلَى الَّذِي سَمعه يسبّ عليّاً وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فَنَهَاهُ فَلم يَنْتَهِ وَقَالَ يتهدّدني كَمَا يتهدّدني نبيٌّ فَقَالَ سعد اللهّم إِن كنت تعلم أنّ هَذَا الرجل سبّ أَقْوَامًا قَدْ سلف لَهُم مِنْك سَابِقَة أسْخَطَك سبُّه إيّاهم فأرِه الْيَوْم آيَة تكون آيَة للْعَالمين فخرجتْ ناقةٌ نادَّةٌ فخبطتْهُ حَتَّى مَاتَ وَمن ذَلِكَ دعاؤه عَلَى امرأةٍ كَانَتْ تطّلع عَلَيْهِ فَنَهَاهَا فَلم تنتِه فَقَالَ شَاهَ وجهُكِ فَعَاد وَجههَا فِي قفاها وَعَن سعيد بن المسيّب قَالَ خرجت جَارِيَة لسعد وَعَلَيْهَا قَمِيص جَدِيد فكشفتها الرّيح فشدّ عَلَيْهَا عمر بالدّرة وَجَاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرّة فَذهب سعد يَدْعُو عَلَى عمر فَنَاوَلَهُ الدرّة وَقَالَ اقْتَصّ فَعَفَا عَن عمر قَالَ الزبير كَانَ سعد قَدْ اعتزل آخر عمره فِي قصر بناه بِطرف حَمْرَاء الْأسد واتخّذها أرْضاً وَمَات بِهَا وحُمل إِلَى الْمَدِينَة فدُفن بِهَا 3 - (أَبُو سعيد الخدْري) سعد بن مَالك بن سِنَان أَبُو سعيد الْأنْصَارِيّ الخزرجي

قاضي المدينة

الْخُدْرِيّ من ذرّية خدرة بن عَوْف بن الْخَزْرَج من أفاضل الْأَنْصَار وَأَكْثَرهم حَدِيثا وَهُوَ الَّذِي شهد لأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عِنْد عمر فِي حَدِيث الاستيذان وَهُوَ الَّذِي أنكر عَلَى مَرْوَان بن الحكم فِي تَقْدِيمه خطْبَة الْعِيد عَلَى الصَّلَاة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَأَبِيهِ مَالك بن سِنَان وأخيه لأمّه قَتَادَة بن النُّعْمَان وَغَيرهم وروى عَنهُ زيد بن ثَابت وَابْن عمر وَابْن عبّاس وَجَابِر وَأنس وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين فِيمَا قيل وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ سهل بن سعد بايعْت النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأَبُو ذرّ وعبّادة بن الصَّامِت وَأَبُو سعيد الخُدري ومحمّد) بن مسلمة وسادس عَلَى أَن لَا يأخذنا فِي الله لومة لائم وأمّا السَّادِس فاستقاله فأقاله وَشهد خطْبَة عمر بالجابية وَقدم دمشق عَلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أجلسني منكَ هَذَا الْمجْلس سمعْتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَا يمنعنّ أحدكُم إِذا رأى الحقّ أَو علمه أَن يَقُول بِهِ وإنّه بَلغنِي عَنْك يَا مُعَاوِيَة كَذَا وَكَذَا وفعلْتَ كَذَا وَكَذَا 3 - (قَاضِي الْمَدِينَة) سعد بن إِبْرَاهِيم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَبُو إِسْحَاق وَيُقَال أَبُو إِبْرَاهِيم الْقرشِي الزُّهْرِيّ الْمدنِي القَاضِي رأى ابْن عمر وحدّث عَن أَبِيه وَعَن أنس بن مَالك وَعبد الله بن جَعْفَر وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْنه إِبْرَاهِيم بن سعد وأيّوب وَالثَّوْري وَشعْبَة وَيحيى بن سعيد وَابْن عُيَيْنَة وَمَنْصُور ومسعر وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة توفيّ سنة خمس أَو ستّ أَو سبع أَو ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَفِيه يَقُول الشَّاعِر من الطَّوِيل (لسع بن إِبْرَاهِيم خمس مَنَاقِب ... عفاف وَعدل فَاضل وتَكَرُّمُ) (ومجدٌ وإطعامٌ إِذا هَبَّت الصِّبَا ... وأمرٌ بمعروفٍ إِذا الناسُ أحْجَموا) وَفِيه من الطَّوِيل (أَبوهُ حواريّ النبيّ وجدُّه ... أَبُو أمِّه سعدٌ رَئِيس المناقبِ) (رمى فِي سَبِيل الله أوّلُ من رمى ... بسهمٍ عَظِيم الأجرِ والذكرِ صائبِ) قَالَ شُعْبَة مَا رَأَيْت رجلا أوقَعَ فِي رجال أهل الْمَدِينَة من سعد بن إِبْرَاهِيم مَا كنت أرفعُ لَهُ رجلا إلاّ كذّبه فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إنّ أهل الْمَدِينَة قتلوا عُثْمَان وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر وَيخْتم كلّ لَيْلَة وَقَالَ أَبُو الْفضل عبيد الله بن سعد الزُّهْرِيّ نَا عمّي عَن أَبِيه قَالَ سرد أبي سعد بن إِبْرَاهِيم أَرْبَعِينَ سنة يَعْنِي الصَّوْم قَالَ وَكَانَ يعجب من هَؤُلَاءِ المتقشّفين وَقلّما رَأَيْته خَارِجا إِلَى الْمَسْجِد للصَّلَاة إلاّ مسّ عاليةً وَكَانَتْ أمّه أمّ كُلْثُوم بنت سعد بن أبي

أبو بلال السكوني

وقّاص وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَمْ يلق أحدا من الصَّحَابَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بل حديثُهُ عَن أبي جَعْفَر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ بِالْمَدِينَةِ فَلذَلِك لَمْ يكْتب مَالك عَنهُ وَهُوَ من قُضاة الْعدْل وَكَانَ يقْضِي فِي الْمَسْجِد 3 - (أَبُو بِلَال السكونِي) ) سعد بن تَمِيم أَبُو بِلَال السكونِي وَالِد بِلَال بن سعد صحب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ وَعَن مُعَاوِيَة وَنزل بقرى دمشق وروى عَنهُ ابْنه بِلَال بنت سعد وشدّاد بن عبيد الله الدِّمَشْقِي الْقَارئ يُقَال أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسح رَأسه ودعا لَهُ وأمّ هُوَ ابْنه فِي جَامع دمشق 3 - (الْأنْصَارِيّ) سعد بن عبَادَة بن دُليم بن حَارِثَة بن أبي خُزيمة أَبُو ثَابت وَيُقَال أَبُو قيس الْأنْصَارِيّ الخزرجي سيّد الْخَزْرَج وَأحد النُّقَبَاء شهد الْعقبَة الثَّانِيَة وَكَانَ نقيب قومه بني سَاعِدَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث وروى عَنهُ بنوه قيس وَسَعِيد وَإِسْحَاق بَنو سعد وَابْن عبّاس وَسكن دمشق وَمَات بحوران قيل إِن قَبره بالمنيحة من إقليم بَيت الْآبَار وَهُوَ الَّذِي عزمت الْأَنْصَار عَلَى مبايعته بعد موت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل إِنَّه شهد بَدْرًا وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الأولى ممّن لَمْ يشْهد بَدْرًا وَكَانَ يتهيّأ لِلْخُرُوجِ إِلَى بدر فنُهش فَأَقَامَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَئِن كَانَ سعد لَمْ يشهدها لقد كَانَ حَرِيصًا عَلَيْهَا وَكَانَ عقبيّاً نَقِيبًا سيّداً جَواداً وَكَانَ يكْتب بالعربيّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ يحسن العوم وَالرَّمْي وَلذَلِك سُمِّيَ الْكَامِل وَكَانَ سعد وعدّة آبَاء لَهُ فِي الجاهليّة يُنَادَى عَلَى أطعُمهم من أحبّ الشَّحْم وَاللَّحم فليأتِ أُطعُمَ دُليم بن حَارِثَة وَكَانَ سعد وَالْمُنْذر بن عَمْرو وَأَبُو دُجَانَة لمّا أَسْلمُوا يكسرون أصنام بني سَاعِدَة ولمّا قدم النَّبِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة كَانَ يبْعَث إِلَيْهِ سعد فِي كلّ يَوْم جَفْنَة ثريد بِلَحْم أَو ثريد بِلَبن أَو بخلّ وزيت أَو بِسمن وَأكْثر ذَلِكَ اللَّحْم فَكَانَت جَفْنَة سعد تَدور مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيُوت أَزوَاجه وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خطب امْرَأَة عرض عَلَيْهَا مَا أَرَادَ أَن يسمّى لَهَا ثُمَّ يَقُول وجفنة سعد بن عبَادَة تَأْتِيك كلّ غَدَاة وأُتي إِلَى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصحفة أَو جَفْنَة مَمْلُوءَة محنّاً فَقَالَ يَا أَبَا ثَابت مَا هَذَا قَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ نبيّاً لقد نحرت أَو ذبحت أَرْبَعِينَ ذَات كبد فَأَحْبَبْت أَن أشبعك من المخّ قَالَ فَأكل ودعا لَهُ بِخَير قَالَ محمّد بن عبد الوهّاب قلت لعليّ بن غنّام لِمَ سُمّوا نقباء قَالَ النَّقِيب الضمين ضمنُوا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِسْلَام قَومهمْ وَلما أَرَادَ

الأنصاري

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن يُهَاجر سمعُوا صَوتا بمكّة يَقُول من الطَّوِيل) (فَإِن بسلِمِ السعدان يُصْبح محمّد ... من الْأَمْن لَا يخْشَى خلاف المخالفِ) فَقَالَت قُرَيْش لَو علمنَا مَن السعدان لفعلْنا وفعلْنا فَسَمِعُوا من الْقَابِلَة وَهُوَ يَقُول من الطَّوِيل (فيا سعدُ سعد الأوسِ إنْ كنتَ مَانِعا ... وَيَا سعدُ سعد الخزرجين الغطارفِ) (أجِيبَا إِلَى دَاعِي الهُدى وتَّمنَّيَا ... عَلَى اللهِ فِي الفردوس زُلْفَةَ عارفِ) (فإنّ ثَوَاب الله للطَّالِب الْهدى ... جنانٌ من الفِردوسِ ذاتُ رفارِفِ) فسعد الْأَوْس ابْن معَاذ وَسعد الخزرجين سعد بن عبَادَة وَكَانَتْ أمّه عمْرَة بنت مَسْعُود من المبايعات فتوفّيت بِالْمَدِينَةِ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك وَعَن أبي عون أنّ سَعْدا بَال وَهُوَ قَائِم فَمَاتَ فسُمع قَائِل يَقُول من الهزج (قَتَلنا سيّدَ الْخَزْرَج يعدَ بن عُبادَة ... رميناه بسهمين فَلم نُخطِ فؤادَهْ) وَكَانَتْ وَفَاته سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة أَو ستّ عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأنْصَارِيّ) سعد بن مُعاذ بن النُعمان بن امْرِئ الْقَيْس أَبُو عَمْرو الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي أُمُّهُ كبشةُ بنتُ رواح لَهَا صُحْبَة أسلم بِالْمَدِينَةِ بَيْنَ الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة عَلَى يَدي مُصعب بن عُوَيْمِر وَشهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق ورُمي يَوْم الخَنْدَق بِسَهْم فَعَاشَ شهرا ثُمَّ انْتقض جرحه فَمَاتَ مِنْهُ وَالَّذِي رَمَاه حيّان بن العَرِقة وَقَالَ خذوها وَأَنا ابْن العّرِقة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَرّق الله وَجهه بالنَّار وَكَانَ رَسُول الله قَدْ أَمر بِضَرْب فسطاط فِي الْمَسْجِد لسعد بن معَاذ وَكَانَ يعودهُ فِي كلّ يَوْم حتّى توفيّ سنة خمس من الْهِجْرَة بعد الخَنْدَق بِشَهْر وَبعده قريظةُ بليالي وَقيل رُمي سعد بن معَاذ يَوْم الأحْزاب فقُطعت أكحله فمسحه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فانتفخت يَده ونزفه الدَّم فلمّا رأى ذَلِكَ قَالَ اللهمّ لَا تخرج نَفسِي حتّى تقرّ عَيْني فِي بني قُرَيْظَة فَاسْتَمْسك عرقة فَمَا قطر قَطْرَة حَتَّى نزل بَنو قُرَيْظَة عَلَى حكمه فَكَانَ حكمه فيهم أَن تُقتَل رِجَالهمْ وتُسْبَى نساؤُهم وذرّيّتهم يَسْتَعِين بِهِ الْمُسلمُونَ فق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصبتَ فيهم حكم الله وَكَانُوا أَربع مائَة فَلَمَّا فرغ من قَتلهمْ انفتق عِرْقُهُ فَمَاتَ وَعَن حَدِيث سعد بن أبي وقّاص عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لقد نزل من الْمَلَائِكَة سَبْعُونَ ألفا مَا وطئوا الأَرْض وَمن حَدِيث أنس بن مَالك قَالَ لمّا حملنَا جَنَازَة سعد بن معَاذ قَالَ

الزرقي أبو عبادة

المُنَافِقُونَ مَا أخفّ جنَازَته وَكَانَ رجلا طَويلا ضخماً فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ) وَسلم إنّ الْمَلَائِكَة حملتْهُ وَقَالَت عَائِشَة كَانَ فِي بني عبد الْأَشْهَل ثَلَاثَة لم يكن بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل مِنْهُم سعد بن معَاذ وأُسَيد بن بِشر وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اهتزّ عَرْشُ الرَّحْمَن لمَوْت سعد بن معَاذ ورُوي عرش الرَّحْمَن وَهُوَ حديثٌ مَرْويٌّ من وجوهٍ كَثِيرَة متواترة جمَاعَة من الصَّحَابَة وَقَالَ الرَّسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حلّةٍ رَآهَا سَيرْاء لِمَنْديلٌ من مناديلِ سعد بن مُعاذ فِي الجنّة خيرٌ مِنْهَا وَهُوَ حَدِيث ثَابت وَقَالَ لَو نجا أحدٌ من ضَغْطةِ الْقَبْر لنجا مِنْهَا سعد بن معَاذ وَقيل إنّ جِبْرِيل نزل فِي جنَازَته معتجراً بعمامة من إستبرق وَقَالَ يَا نبيّ الله مَنْ هَذَا الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أبوابُ السَّمَاء واهتزّ لَهُ الْعَرْش فَخرج رَسُول الله سَرِيعا يجرّ ثَوْبه فَوجدَ سَعْدا قَدْ قُبِضَ فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار من الطَّوِيل (وَمَا اهتزَّ عرشُ اللهِ فِي ومَوْتِ هالكٍ ... عَلِمْنا بِهِ إلاّ لِسَعْدٍ أبي عَمْرِو) 3 - (الزرقي أَبُو عبَادَة) سعد بن عُثْمَان بن خَلْدة بن مخلد بن عَامر الْأنْصَارِيّ الزُرقي أَبُو عبَادَة اشْتهر بكنيته وَكَانَ ممّن فرّ يَوْم أحد هُوَ وَأَخُوهُ عقبَة بن عُثْمَان وَعُثْمَان بن عفّان وسوف يَأْتِي ذكر ذَلِكَ فِي تَرْجَمَة عقبَة بن عُثْمَان إِن شَاءَ الله تَعَالَى وفيمن فرّ يَوْم أحد نزلت إنّ الَّذين تولّوا مِنْكُم يَوْم التقى الْجَمْعَانِ إنمّا استزلهم الشَّيْطَان بِبَعْض مَا كسبوا وَلَقَد عَفا الله عَنْهُم إنّ الله غَفُور حَلِيم 3 - (الصَّحَابِيّ) سعد بن زيد الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي قَالَ ابْن إِسْحَاق شهد بَدْرًا وَقَالَ غَيره لَمْ يشْهد وَالصَّوَاب أنّه شهد بَدْرًا وَمَا بعْدهَا وَقَالَ الوافدي خاصّةً شهد الْعقبَة وَهُوَ الَّذِي بعث مَعَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَايَا من بني قُرَيْظَة إِلَى نجد فَابْتَاعَ لَهُم بهم خيلاً وسلاحاً وَهُوَ الَّذِي هدم الْمنَار الَّذِي كَانَ بالمشلّل لِلْأَوْسِ والخزرج وَلَهُ حَدِيث وَاحِد فِي الْجُلُوس فِي الْفِتْنَة 3 - (الصَّحَابِيّ) سعد بن حَبتة وحبتة أمُّهُ بنتُ مَالك بن عَمْرو بن عَوْف الْأنْصَارِيّ قَالَ جَابر بن عبد الله نظر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى سعد بن حبتة يَوْم الخَنْدَق وَهُوَ يُقَاتل قتالاً شَدِيدا وَهُوَ حَدِيث السنّ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ من أَنْت يَا فَتى قَالَ سعد ابْن حبتة فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ سَعِدَ جَدُّك اقتربْ منّي فاقترب مِنْهُ فَمسح عَلَى رَأسه وَقَالَ) أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ لمّا خرجْتُ فِي طلب سرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقيتُ مسْعدَة فضربته ضَرْبَة أثقلته

أبو زيد القارئ

وأدركه سعد بن حبتة فَضَربهُ فخرّ صَرِيعًا فاحفظوا ذَلِكَ لولد سعد بن حبتة قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يَخْتَلِفُونَ أَن أَبَا يُوسُف القَاضِي هُوَ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن حبيب خُنيس بن سعد بن حبتة الْأنْصَارِيّ 3 - (أَبُو زيد الْقَارئ) سعد بن عُبَيْدَة بن عُبَيْدَة بن النُّعْمَان بن قيس أَبُو عميرَة الْأنْصَارِيّ وَقيل أَبُو زيد شهد بَدْرًا وَقتل بالقادسيّة سنة خمس عشرَة وَقيل سنة سِتّ عشرَة وَهُوَ ابْن أَربع وَسِتِّينَ سنة وَهُوَ الْمَعْرُوف بِسَعْد الْقَارئ يُقَال إِنَّه أحد الْأَرْبَعَة الَّذين جمعُوا الْقُرْآن عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عبد الرَّحِم بن أبي ليلى وطارق بن شهَاب يُعَدُّ فِي الكوفيّين وَابْنه عُمَيْر بن سعد وَالِي عمر بن الخطّاب عَلَى الشَّام كَذَا قَالَ الْوَاقِدِيّ وَخَالفهُ غَيره فِي بعض ذَلِكَ 3 - (الثمالِي) سعد بن غِيَاض الثمالِي حَدِيثه مُرْسل وَلَا تصِحّ لَهُ صُحْبَة وإنّما هُوَ تابعيّ يروي عَن ابْن مَسْعُود 3 - (الزرقي) سعد بن يزِيد بن الْفَاكِه بن يزِيد بن خلدَة بن عَامر بن زُرَيْق الْأنْصَارِيّ الزرقي شهد بَدْرًا 3 - (الصَّحَابِيّ) سعد بن خولي مولى حَاطِب بن أبي بلتعة وَهُوَ من مذْحج أَصَابَهُ سباء وَقيل هُوَ من الْفرس شهد بَدْرًا وَاخْتلفُوا فِيهِ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي أنّه شهد بَدْرًا مَعَ مَوْلَاهُ حَاطِب وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا وَفرض عمر لِابْنِهِ عبد الله بن سعد فِي الْأَنْصَار وروى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَإِن كَانَ قُتل يَوْم أحد فَحَدِيث إِسْمَاعِيل عَنهُ مرسب وَقَدْ روى عَنهُ جَابر بن عبد الله 3 - (الصَّحَابِيّ سعد بن خَوْلَة) من بني عَامر بن لؤيّ من أنفسهم عِنْد بَعضهم وَقيل بَعضهم حَلِيف لَهُم وَقَالَ بَعضهم هُوَ مولى أبي رِهم بن عبد العزّى وَقيل غير ذَلِك هَاجر إِلَى الْحَبَش فِي الثَّانِيَة فِي قَول الْوَاقِدِيّ وَقَالَ غَيره قَالَ ابْن إِسْحَاق شهد بَدْرًا وَكَانَ زوج سُبيعة الأسلميّة ولدت بعد وَفَاته بِليَال فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدْ حللْتِ فانكِحي من شِئْت وَقيل إِنَّه توفيّ رضه فِي) حجَّة الْوَدَاع وَقَالَ عَامر سعد عَن أَبِيه مَرضت بِمَكَّة فَأَتَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعودنِي فَقلت يَا رَسُول الله أموتُ بأرضي الَّتِي

الصحابي سعد بن عمر بن ثقيف

هَاجَرت مِنْهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ أمضِ لِأَصْحَابِي هجتهم وَلَا تردّهم عَلَى أَعْقَابهم 3 - (الصَّحَابِيّ سعد بن عمر بن ثَقِيف) شهد أحدا وَقتل يَوْم بِئْر مَعُونَة شَهِيدا وَابْنه الطُّفَيْل بن سعد قُتلا جَمِيعًا بعد أَن شَهدا أُحُداً وَقتل مَعَه ابْن أَخِيه سهل بن عَامر بن عمر بن ثَقِيف 3 - (الصَّحَابِيّ سعد بن النُّعْمَان) أحد بني اكال هُوَ الَّذِي أَخذه أَبُو سُفْيَان بن حَرْب أَسِيرًا ففدى بِهِ ابْنه عَمْرو بن أبي سُفْيَان وَكَانَ قَدْ جَاءَ مُعْتَمِرًا فلمّا قضى عمرته وَصدر كَانَ مَعَه الْمُنْذر بن عَمْرو فَطَلَبه أَبُو سُفْيَان فَأدْرك سَعْدا وَفَاته الْمُنْذر فَفِي ذَلِكَ يَقُول ضرار بن الْخطاب من الطَّوِيل (تداركتَ سَعْدا عنْوَة فَأَخَذته ... وَكَانَ شِفاءً لَوْ تَدَارَكْتَ مُنذِرا) وَفِي ذَلِكَ يَقُول أَبُو سُفْيَان من الطَّوِيل (أرْهطَ ابْن آكالٍ أجِيبُوا دُعَاءَهُ ... تعاقدتُمُ لَا تمسكوا السيّدَ الكَهْلا) (فإنَّ بني عَوْف بن عمر بن عَمْرو أذِلّةٌ ... لَئِنْ لَمْ يفكّوا عَن أسيرهمُ الكَبْلا) ففادوا سَعْدا بِابْنِهِ عَمْرو أُسر يَوْم بدر فَقيل لأبي سُفْيَان أَلا تَفتَدِي عمرا فَقَالَ قُتل حَنْظَلَة وأفتدي عمرا فأصابُ بِمَالي وَوَلَدي لَا أفعل لكنّي أنْتَظر حَتَّى أُصيبَ مِنْهُم رجلا فأفديه بِهِ 3 - (سعد بن عَائِذ المؤذّن) مولى عمار بن يَاسر الْمَعْرُوف بِسَعْد القرظة لَهُ صُحْبَة وَإِنَّمَا قيل لَهُ سعد القرظة لأنّه كَانَ كلمّا اتجّر فِي شيءٍ وضع فِيهِ فتجر فِي الْقرظ فربح فِيهِ فَلَزِمَ التِّجَارَة فِيهِ روى عَنهُ ابْنه عمّار بن سعد وَابْن أَخِيه حَفْص ابْن عمر بن سعد جعله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مؤذّناً بقباء فلمّا مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَترك بِلَال الآذان نقل أَبُو بكر يعداً الْقرظِيّ هَذَا إِلَى مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَمْ يزل يؤذّن فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ وتوارث عَنهُ بنوه الآذان فِيهِ إِلَى زمن مَالك وَبعده وَقيل إنّ الَّذِي نَقله عمر بن الْخطاب وَقيل إِنَّه كَانَ يُؤذن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستخلفه بِلَال عَلَى الآذان فِي خلَافَة عمر حِين خرج بِلَال إِلَى الشَّام) 3 - (سعد بن خَيْثَمَة الْأنْصَارِيّ) عَقبي بَدْرِي أَبُو عبد الله ذكرُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا استنهض أَصْحَابه إِلَى غير قُرَيْش أَسْرعُوا فَقل خَيْثَمَة لِابْنِهِ إِنَّه لابدّ لِأَحَدِنَا أَن يُقيم

الأنصاري

فآثروني بِالْخرُوجِ وأقِم مَعَ نسائنا فَأبى سعد وَقَالَ لَو كَانَ غير الجنّة لأثرتك بِهِ إِنِّي لأرجو الشَّهَادَة فِي وَجْهي هَذَا فاستَهَما فَخرج سهم سعد فَخرج سعد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر فقُتل رضه وَقيل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل عَلَى سعد بن خَيْثَمَة فِي بني عَمْرو بن عَوْف وَالْأَكْثَرُونَ يَقُولُونَ إِنَّه نزل عَلَى كُلْثُوم بن الهِدُم فِي بني عَمْرو بن عَوْف ثُمَّ انْتقل إِلَى الْمَدِينَة فَنزل عَلَى أبي أيّوب 3 - (الْأنْصَارِيّ) سعد بن الرّبيع بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الخزرجي عَقبي بَدْرِي كَانَ أحد نقباء الْأَنْصَار وَكَانَ كَاتبا فِي الْجَاهِلِيَّة وَشهد الْعقبَة الثَّانِيَة وبدراً وقُتل يَوْم أحد وَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن يُلتَمَسَ فِي الْقَتْلَى وَقَالَ من يأتيني بِخَبَر سعد ابْن الرّبيع فَأَتَاهُ بعض الصَّحَابَة فَقَالَ مَا شَأْنك قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لآتيه بخبرك فَقَالَ اذْهَبْ فأقره السَّلَام منّي وَقل لَهُ إنّي طُعنت اثْنَتَيْ عشرَة طعنةً وَإِنِّي قَدْ أنفذت مقاتلي وَأخْبر قَوْمك أنهّم لَا عذرَ لَهُم عِنْد الله إِن قُتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَاحِد مِنْهُم حيّ وَكَانَ الَّذِي ذهب إِلَيْهِ أبي بن كَعْب ودُفن سعد بن الرّبيع وخارجة بن زيد فِي قبر وَاحِد وخلّف سعد بن الرّبيع ابْنَتَيْن فَأَعْطَاهُمَا رَسُول الله الثُلثين فَكَانَ أوّل بَيَانه لِلْآيَةِ فَإِن كنّ نسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثلثا مَا ترك 3 - (سعد بن وهب الْجُهَنِيّ) يسمّى غيّان فَسَأَلَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن اسْمه فَقَالَ غيّان فَقَالَ وَأَيْنَ تركت أهلك قَالَ بغواء فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل أَنْت رشدان وَأهْلك برشاد فَتلك الْبَلدة إِلَى الْيَوْم تسمّى برشاد 3 - (الْحِمْيَرِي) سعد أَبُو ضُفيرة مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ممّا أَفَاء الله عَلَيْهِ قَالَ البُخَارِيّ اسْمه سعد من آل ذِي يزن قيل اسْمه روح بن سندر وَقيل روح بن شيرزاد والأوّل) أصحّ وَهُوَ جدّ حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة بن أبي ضميرَة فَأعْتقهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتب لَهُ كتابا يُوصي بِهِ وَهُوَ بيد وَلَده وَقدم حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة بِالْكتاب عَلَى الْمهْدي وَوَضعه عَلَى عَيْنَيْهِ وَوَصله بِمَال كثير 3 - (سعد مولى رَسُول الله) 3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) روى عَنهُ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ 3 - (سعد بن هُذَيْل) وَالِد الْحَارِث بن سعد لَمْ يرو عَنهُ غير ابْنه حَدِيثه قَالَ

سعد مولى أبي بكر

قلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت رُقىً نسترقي بِهَا وأدوية نتداوى بِهَا هَل ترد أَو هَل تَنْفَع من قَدَر الله تَعَالَى قَالَ هِيَ من قَدَر الله تَعَالَى 3 - (سعد مولى أبي بكر) 3 - (رَضِي الله عَنْهُمَا) روى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ لَيْسَ يُوجد حَدِيثه إلاّ عِنْد أبي عَامر الخزّاز صَالح بن رستم وَيُقَال فِيهِ سعيد وسع أَكثر 3 - (سعد بن الأخرم) يُختلف فِي صحبته وَفِي حَدِيثه قَالَ سَأَلَ عَن رَسُول الله صلى فَقيل لي هُوَ بِعَرَفَة فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَيْهِ دُفعت عَنهُ فَقَالَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعوه فأربٌ مَا جَاءَ بِهِ الحَدِيث وَلَهُ حديثُ آخر عَن الْمُغيرَة بن سعد بن الأخرم عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تَأْخُذُوا الضَّيْعَة فترغبوا فِي الدُّنْيَا قَالَ ابْن عبد البرّ غير بعيد رِوَايَة مثله عَن ابْن مَسْعُود 3 - (سعد بن أبي ذياب الدوسي) حجازي رُوِيَ عَنهُ حَدِيث وَاحِد فِي زَكَاة الْعَسَل بِإِسْنَاد مَجْهُول وَمن مولده الْحَارِث وَمن وَلَده الْحَارِث بن عبد الله بن سعد بن أبي ذياب قَالَ سعد بن أبي ذياب أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسْلمت وبايعته فاستعملني عَلَى قومِي وَأَبُو بكر بعده وَعمر فَذكر الْبر وَفِيه قلتُ لعمر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا ترى فِي الْعَسَل قَالَ خُذ مِنْهُ الْعشْر فَقلت أَيْن أَضَعهُ قَالَ ضَعْهُ) 3 - (سعدُ بنُ الحنظليّة) والحنظليّة هِيَ أمّ جدّة وَهُوَ سعد بن الرّبيع بن عَمْرو بن عدي كُنيته أَبُو الْحَارِث استصغره النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَهُوَ أَخُو سهل بن الحنظليّة 3 - (سعد بن حَارِثَة) بن لوذان بن عبد وُدّ الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله وقُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا

سعد الجهني

3 - (سعد الْجُهَنِيّ) وَالِد سِنَان بن سعيد الْجُهَنِيّ روى عَنهُ ابنُهُ سِنَان أنّه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي حَدِيث ذكره أَن الإِمَام لَا يخص نَفسه بِالدُّعَاءِ دون القون قَالَ ابْن عبد البرّ فِي إِسْنَاد حَدِيثه هَذَا مقَال 3 - (سعد أَبُو وَيَد) روى عَن النَّبِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ الْأَنْصَار كرشي وعيبتي فاقبلوا من محاسنهم وتجاوزوا عَن مسيئهم وَهُوَ مَعْدُود بَيْنَ أهل الْمَدِينَة 3 - (سعد الظفري) روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى هن الكي 3 - (سعد بن تَمِيم السكونِي) وَقيل الْأَشْعَرِيّ أَبُو بِلَال بن سعد الْوَاعِظ الشأمي الدِّمَشْقِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة لَهُ حَدِيث قَالَ قلت يَا رَسُول الله كالخليفة علينا بعْدك قَالَ مثل مَا لي فَارْحَمْ ذَا الرَّحِم وأقْسِط فِي الْقسْط واعدِل فِي الْقِسْمَة 3 - (سعد بن زيد الطَّائِي) وَقيل الْأنْصَارِيّ مُختَلَفٌ فِي صحبته وَلَا يَصح لأنّه انْفَرد بِذكرِهِ جميل بن زيد عَن سعد بن زيد الطَّائِي قصَّة الْمَرْأَة الغفاريَة الَّتِي تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا نزعت ثِيَابهَا رأى بِهَا بَيَاضًا عِنْد ثدييها فَقَالَ لَهَا لمّا أصبح الحقي بأهلك وَيَقُولُونَ أنّه أَخطَأ فِيهِ مُحَمَّد بن كَعْب بن عجْرَة وَقَالَ يحيى بن معِين جميل بن زيد لَيْسَ بِثِقَة) 3 - (سعد بن عمَارَة) 3 - (أَبُو سعيد الزرقي) مَشْهُور بكنيته واختُلِفَ فِي اسْمه سعد بن عمَارَة وَقيل عمَارَة بن سعد وَالْأول أَكثر روى عَنهُ عبد الله بن مُرّة وَعبد الله بن أبي لكر وَسليمَان بن حبيب الْمحَاربي وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ 3 - (سعد الدوسي) قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنْ يُؤخَّرْ هَذَا ويهرم فَتَركه السَّاعَة فَلم بعمر من حَدِيث حسن الْبَصْرِيّ

البزاز الدمشقي الصوفي

3 - (البزّاز الدِّمَشْقِي الصُّوفِي) سعد ين عبد الله البزّاز كَانَ صوفياً فَاضلا وَكَانَتْ لَهُ دنيا وَاسِعَة قَالَ الْجُنَيْد صَحِبت خنس طَبَقَات من النَّاس أَوَّلهمْ أَبُو الْحسن سريّ وحارث بن أَسد وَأَبُو عبد الله الخصّاب وَأَبُو يَعْقُوب محمّد بن الصبّاح ونظرائهم فِي السنّ وَالْمَكَان والطبقة الثَّانِيَة أَبُو عُثْمَان الْوراق وَأَبُو الْحسن ابْن الكريبي وَأَبُو حَمْزَة وعدّ جمَاعَة فِي السنّ وَالْمَكَان والطبقة الثَّالِثَة محمّد بن وهب الزيّات وَسعد الدِّمَشْقِي البزّاز وَحسن النجاّر ونظرائهم فِي السن وَالْمَكَان والطبقة الرَّابِعَة أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ وَأَبُو عبد الله الْجبلي وعدّ جمَاعَة فِي السن وَالْمَكَان والطبقة الْخَامِسَة هِيَ هَذِهِ الَّتِي نَحن فِيهَا فَمَا رَأَيْت أحدا مِنْهُم زحمته حجَّة عِنْد صَاحبه إِلَى حَيْثُ انْتهى يجتشم عَن صَاحبه إلاّ لنَقص كَانَ فِي أحدهم وَعَلَى ذَلِكَ مضى أكَابِر هَذِهِ الْعصبَة وَكَانَ سعد من أهل خُرَاسَان فاسترقّ وأُهدي إِلَى المعتصم وَكَانَ عَلَى خزانَة كسوته فلمّا مَاتَ أُعتق فَخرج إِلَى الشَّام وَصَحب بِهَا أَحْمد بن أبي الْحوَاري واجمع فِيهِ آدَاب الْفُقَرَاء والملوك وَفتح الله عَلَيْهِ الدُّنْيَا فأنفق مَا يملكهُ عَلَى الْقَوْم وَمَات فَقِيرا وَكَانت وَفَاته 3 - (سعد بن شدّاد) وَهُوَ سعد الرابية الْكُوفِي سُمّي الرابية بِموضع كَانَ يعلّم فِيهِ النَّحْو أَخذ عَن أبي الْأسود الدئلي وَكَانَ مَزّاحاً مضحكاً اجْتمعت بَنو راسب والطُفاوة إِلَى زِيَاد بن أَبِيه فِي مولد فَقَالَ سعد الرابية أَيهَا الْأَمِير يُلقى هَذَا المولد فِي المَاء فَإِن رسب فَهُوَ من راسب وَإِن طفا فَهُوَ طفاوة فَأخذ زِيَاد نَعله وَقَامَ ضَاحِكا وَقَالَ ألم أَنْهَك عَن الْهزْل فِي مجلسي وَفِيه يَقُول) الفرزدق من الْبَسِيط (إِنِّي لأُبْغضُ سَعْداً أنْ أجاوِرَهُ ... وَلَا أُحبّ بني عَمْرو بن يَربوعِ) (قومٌ إِذا غضبوا لَمْ يَخْشَهم أحدٌ ... والجارُ فيهم ذَليلٌ غيرُ مَمْنوعِ) وَكَانَ عبيد الله بن زِيَاد يستظرفه وبقرّبه فَأَبْطَأَ عَن صلته أشهراً فَقَالَ يَوْمًا عبيد الله مَا أحوجني إِلَى وًصفاء لَهُم حلاوة وقدود ورشاقة يقومُونَ عَلَى رَأْسِي ويلوثون ثوبي فَقَالَ سعد حَاجَتك عِنْدِي أيّها الْأَمِير وَعمد إِلَى أصلح من قدر عَلَيْهِ من الغلمان الَّذين عِنْده فِي مكتبه فألبسهم ثِيَاب الوصفاء وأتى من قدر عَلَيْهِ من الغلمان الَّذين عِنْده فِي مكتبه فألبسهم ثِيَاب الوصفاء وأتى بهم فأُعجب بهم عبيد الله واشتراهم وغالى بهم وَمضى سعد فاختفى عِنْد بعض أَصْحَابه فَلَمَّا جَاءَ اللَّيْل بكر الصّبيان فَقَالَ عبيد الله أيّ شَيْء تُرِيدُونَ فَقَالَ كلّ مِنْهُم نُرِيد بيتنا فَقَالَ وَأَيْنَ بَيتكُمْ فَقَالُوا فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا وَأَنا ابْن فلَان وَهَذَا ابْن فلَان فَفطن عبيد الله أنهّا حِيلَة وسخرية وَأَنه أَخذ المَال بَاطِلا فَوضع عَلَيْهِ الرصد فلمّا جِيءَ بِهِ قَالَ مَا حملك عَلَى مَا فعلت قَالَ أَبْطَأت صلتك عنّي وقطعتني مَا عوّدْتني

الحيص بيص

فَضَحِك مِنْهُ وَترك المَال لَهُ 3 - (الحيص بيص) سعد بن محمّد بن سعد بن صَيْفِي شهَاب الدّين التَّمِيمِي الْمَعْرُوف بحيص بيص أَبُو الفوارس وَكَانَ فَقِيها شَافِعِيّ الْمَذْهَب تَفَقَه بالريّ عَلَى القَاضِي محمّد بن عبد الْكَرِيم الْوزان وَتكلم فِي الْخلَافَة إلاّ أَنه غلب عَلَيْهِ الْأَدَب والنطم وأجاد فِيهِ وَلَهُ رسائل بليغة أثنى عَلَيْهِ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي الذيل وحدّث بِشَيْء من مسموعاته وقُرئ عَلَيْهِ ديوانه وَأخذ النَّاس عَنهُ أدباً وفضلاً كَبِيرا من أخبر النَّاس بأشعار الْعَرَب ولقائهم وَكَانَ فِيهِ نيه وتعاظم وَلَا يُخَاطب النَّاس إلاّ بالْكلَام الْعَرَبِيّ وَكَانَتْ لَهُ حِوَالَة بِمَدِينَة الحلّة فتوجّه إِلَيْهَا وَكَانَتْ عَلَى ضَامِن الْحلقَة فسيرّ غُلَامه إِلَيْهِ فَلم يعرّج عَلَيْهِ وَشتم أستاذه فَشَكَاهُ إِلَى وَالِي الحلّة وَكَانَ يَوْمئِذٍ ضِيَاء الدّين مهلهل بن أبي الْعَسْكَر الجاواني فسيرّ مَعَه بعض غلْمَان الْبَاب ليساعده فَلم يقنع أَبُو الفوارس مِنْهُ بذلك فَكتب إِلَيْهِ يعاتبه وَكَانَتْ بَينهمَا مودّة مَا كنتُ أَحسب أنّ صَحبه السنين ومودّتها يكون مقدارها فِي النُّفُوس هَذَا الْمِقْدَار بل كنت أظنّ أنّ الْخَمِيس الجحفل لَو زل عرضا لقام بنصري) من آل أبي الْعَسْكَر حماة غلب الرّقاب فَكيف بعامل سُوَيقةٍ وضامنِ حُلَيلةٍ وَيكون جوابي فِي شكواي أَن يُنفَّذ إِلَيْهِ خويدمٌ يعاتبه وبأخذ مَا قبله من الْحق لَا وَالله من الْبَسِيط (إنّ الأُسُودَ الغاب همّتها ... يَوْم الْكَرِيمَة فِي المسلوب لَا السلبِ) وَبِاللَّهِ أقسم وَنبيه وَآل بَيته لَئِن لَمْ نُعِمْ لي حُرْمةً تتحدَّثُ بِهَا نسَاء الحلّة فِي أعراسهن ومناجاتهنّ لَا أَقَامَ وليّك بحلّتك هَذِهِ وَلَو أَمْسَى بالجسر أَو بالقناطر هبني خسرت حمر النعم أفأخسر أبيّتي واذلاّه واذلاّه وَالسَّلَام وَكَانَ يلبس زيّ الْعَرَب ويتقلّد سيف وَيحمل خَلفه الرمْح وَيَأْخُذ نَفسه بمأخذ الْأُمَرَاء ويتبادى فِي كَلَامه فَقَالَ فِيهِ أَبُو الْقَاسِم بن الْفضل وَقيل الرئيس عليّ بن الْأَعرَابِي من الْخَفِيف (كم تُبادِي وَكم تُطَوْل طرطو ... رَكَ مَا فِيك شَعرةٌ من تميمِ) (فَكُلِ الضّبَّ واقرض الحنظَلَ الآخ ... ضّرَ واشْرَب مَا شئتَ بَوْل الظليمِ) لَيْسَ ذَا وَجه من يضيف وَلَا يقري وَلَا يدْفع الْأَذَى عَن حريمِ

فلمّا بلغت الأبيات أَبَا الفوارس قَالَ من الْخَفِيف لَا تَضَعْ من عظيمِ قدرٍ وَإِن كنت مُشاراً إِلَيْهِ بالتعْظيمِ (فالشريف الْكَرِيم بِنَقص قدرا ... بالتجرّي عَلَى الشريف الكريمِ) وَلَعُ الْخمر بالعُقولِ رمى الْخمر بتنجيسها وبالتحريمِ وَعمل فِيهِ خطيب الحُويرة الْبُحَيْرِي من الْكَامِل (لسنا وحقّك حيص بِي ... ص من الْأَعْرَاب فِي الصميمِ) وَلَقَد كذبتُ عَلَى بحير كَمَا كذبتَ عَلَى تميمِ وَإِنَّمَا قيل لَهُ حَيْصَ بَيْصَ لِأَنَّهُ رأى العامّة يَوْمًا فِي حَرَكَة مزعجة وَأمر شَدِيد فَقَالَ مَا للنَّاس فِي حيص بيص فَبَقيَ ذَلِكَ لقباً لَهُ الْعَرَب تَقول وَقع النَّاس فِي حيص بيص إِذا كَانُوا فِي شدّة واختلاط وسمّوا ابْنه هرج مرج وسمّوا ابْنَته دخل خرج قَالَ ابْن خلّكان قَالَ الشَّيْخ نصر الله بن مجلّي مشارف المخزن وَكَانَ من الثِّقَات أهلِ السنّة رَأَيْت فِي الْمَنَام عليّ بن أبي طَالب فَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تفتحون مكّة فتقولون من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن ثُمَّ يتمّ عَلَى ولدك الْحُسَيْن يَوْم الطفّ مَا تمّ فَقَالَ لي أما سَمِعت أَبْيَات ابْن صَيْفِي فِي هَذَا فعلت لَا فَقَالَ اسمعها مِنْهُ ثمّ استيقظتُ فبادرت إِلَى دَار حيص بيص فَخرج إليّ فَذكرت لَهُ الرُّؤْيَا) فشهق وأجهش بالبكاء وَحلف بِاللَّه إِن كَانَتْ خرجت من فمي أَو خطّي إِلَى أحد وَإِن كنت نظمتها إلاّ فِي لَيْلَتي هَذِهِ ثمّ إِنَّه أَنْشدني من الطَّوِيل (مَلَكْنا فَكَانَ العَفْوُ مِنّا سَجيّةُ ... ولّما ملكتم سَالَ بالدّم أبطَحُ) (وحلّلتُمُ قتل الأسارّى وطالما ... غَدَونا عَلَى الأسرى نَمُنُّ ونصفحُ) (وحَسبُكُمُ هَذَا التَّفَاوُت بَيْننَا ... وكلّ إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ ينضحُ) وتوفيّ الحيص بيص سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن عمره يَقُول وَأَنا أعيش مجاوفةً وَكَانَ يزْعم أنّه من ولد أَكْثَم بن صَيْفِي حَكِيم الْعَرَب وَلَمْ يتْرك أَبُو الفوارس عقباً وَمن شعره من الوافر (إِذا شُورِكْتَ فِي حالٍ بدُونٍ ... فَلَا يغشاك عارٌ أَو نفورُ) (تشارك فِي الْحَيَاة بِغَيْر خُلفٍ ... اْرِسْطاليسُ وَالْكَلب العقورُ) وَمِنْه من الْخَفِيف (مِنّهُ الدُونِ فِي الرّقاب حبالُ ... محُصَاتٌ كَأحْبُلِ الخُناقِ) (غيرَ أنّ التَحنيقَ مُردٍ وَهَذَا ... ألَمٌ مَعَ الدَّهْر باقِ) (فَإِذا أخْفَقَ الرجاءُ من الدو ... نِ فأكْرِمْ بِذاكَ من إخفاقِ)

الحظيري الوراق

(سَورةَ السمّ فِي التعزّز أوْلىَ ... من شِفاءٍ بالذُلِّ فِي لدرياقِ) وَمِنْه من الْخَفِيف (اضطرارُ الحُرّ الْكَرِيم إِلَى الدو ... نِ جَازَ غايةَ الْإِسْرَاف) لَا يشين الْمجد المنيف وَلَا ينقص قدر الشريف فِي الإشرافِ (هَل يعاب العطّار يَوْمًا إِذا أص ... بَحَ ذَا حَاجَة إِلَى كتّافِ) لمّا ولي المستضيء الْخلَافَة وخلع عَلَى وزيره عضد الدّين أبي الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء خلع الوزارة دخل الحيص فَأَنْشد قصيدة مِنْهَا من الوافر (أقولُ وَقَدْ تَوَلىَّ الأمْر حبرٌ ... وليٌّ لَمْ يَزَل أبدا تقيّا) (وَقَدْ كُشف الظلام بمستضيءٍ ... غَدا بالخلق كلّهِمُ حفيّا) (وفاض الجودُ والمعروفُ حَتَّى ... حسبناه حَباباً أَو أتِيّا) (بَلَغْنا فوقَ مَا كنّا نُرَجّي ... هنيّاً يَا بني الدُّنْيَا هنيّا) ) (سَأَلنَا الله يَرْزُقُنا إِمَامًا ... نُسَرُّ بِهِ فأعطانا نبيّا) فَأَجَازَهُ عَنْهَا الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالمستطرفية من نواحي بهرس فَقَالَ فِيهِ من أَبْيَات من الْخَفِيف (يَا إمامَ الْهدى عَلوْتَ عَلَى ... الجودِ بملٍ من فضّة ونضار) فَوهبت الْأَعْمَار والأمن والبلدان فِي ساعةٍ مَضَتْ من نهارِ فبماذا أُثني عَلَيْكَ وَقَدْ جاوزتَ فضل البحُورِ والأمْطارِ 3 - (الحظيري الورّاق) سعد بن عليّ بن الْقَاسِم بن عليّ بن الْقَاسِم بن الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو الْمَعَالِي الحظيري بِالْحَاء الْمُهْملَة والظاء الْمُعْجَمَة الورّاق دلاّل الكُتُب كَانَتْ لَدَيْهِ معارف وَلَهُ نَظْمٌ جيّدٌ وأدب كثير صحب أَبَا الْقَاسِم عليّ بن أَفْلح الشَّاعِر وجالس الشريف أَبَا السعادات الشجري وَأَبا مَنْصُور الجواليقي وَأَبا محمّد ابْن الخشّاب وتفقّه عَلَى مَذْهَب أبي حنيفَة وأحبّ الْخلْوَة والانقطاع فَخرج سائحاً وَطَاف بِلَاد الشَّام ثُمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ وجيهاً عِنْد أَهلهَا قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَبَلغنِي أنّه اتُّهم فِي دينه وسُعِيّ بِهِ أنّه يرى رَأْي الْأَوَائِل ونما ذَلِكَ عَنهُ وخشي عَلَى مهجته فَفَارَقَ وَطنه وَخرج يرى السياحة

وتغرّب فِي الْبِلَاد مدّةً حتّى سكنت نَفسه وَمَات من يخافهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد وَبنى لَهُ بِظَاهِر الْبَلَد صومعةً أَقَامَ بِهَا مدّة ثُمَّ عَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ من بيع الدفاتر والكتب والتصنيف إِلَى أَن أَدْرَكته منيّته فَمَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين مائَة انْتهى قلت وَلَهُ من التصانيف كتاب لمح الْملح وَهُوَ كتاب جمع فِيهِ مَا وَقع لغيره من الجناس نظماً ونثراً وَقَدْ هذّبتُه أَنا ونقحته وسمّيته حرم المرح فِي تَهْذِيب لمح الْملح وَمَا كَانَ لَهُ علم بالقافية فإنّي رَأَيْته يَعْقِدُ الْبَاب للقافية ويورد فِيهِ مَا لَا هُوَ أصل فِيهِ وَله كتاب الإعجاز فِي الأحاجي والألغاز وَكتاب صفوة الصفوة وَهُوَ نظم كلّه فِي الْحِكْمَة وَكتاب زِينَة الدَّهْر وعصره أهل الْعَصْر ذيّله عَلَى دمية الْقصر وَلَهُ ديوَان صَغِير الحجم إلاّ أنّ أَكْثَره مَصْنُوع مجدول نُقرأ القصيدة مِنْهُ عَلَى عدّة وُجُوه وَمن نظمه أَبْيَات عَلَى أَرْبَعَة أَقسَام وتُقرأ عرضا وطولاً وَهِي من الرمل (إنّ سؤلي بدُر تمٍّ ... إِن تبدّا وَهْوَ حسبي) (يَا عَذولي حِينَ ولّى ... وَتَجَنَّى لَا لِذَنْبِ) (مَا رَثَى إِذْ رامَ هَجري ... وَجَفاني بعدَ حُبِّ) ) (قُلْتُ عُجْ بِي بَعْدَ عَتْبي ... شَفَّ قَلْبي مَلَّ قُرْبي) وَمِنْه أَيْضا أَبْيَات نصفهَا مُعْجم وَنِصْفهَا مهمل وَهِي من الْمُضَارع (قَضِيبُ قَفٍّ بجفن خشفٍ ... علاهُ لمّا سما هِلالُ) (يُذِيبُنِي نَبْتُ ذِي شنيب ... وَمَا درٌ مَا لَهُ حَلالُ) (يفتتني زينُ خبتِ ظَبْيٍ ... صُدودُه كُلُّهُ دَلالُ) (بَصٌ نَثِيٌّ غَضيضُ جَفْنٍ ... كدرّ موعوده المطالُ) وَهِي أَكثر من هَذَا وَلَهُ أَيْضا وأوّله بوسْني وَاحِدَة من الوافر (بِوَرْدِ الخَدِّ هَيمني حَبِيبُ ... يقلَ لَهُ المشاكِلُ والضريبُ) (وألْبَسَنِي مِنَ الأسْقامِ ثوبا ... وَفِي جلبابه غُصْنٌ رَطيبُ) (سَخَبْتُ الذيلَ فِي حُبِّيهِ قِدْماً ... فَلَيسَ لِمّا بُليتُ بِهِ طبيبُ) (نَدِمْتُ عَلَى مُفارَقَتي دِياراً ... يحلُّ بِهَا فَفِي قَلْبي نُدوبٌ) (يَهُونُ عَلى مفارقتي ديارًا ... بأوّلِ شِعرهِ عِوّضٌ قَريبُ) وَمِنْه قَوْله وَهُوَ لَا تنطبق فِي الشفتان من الرجز

(هَا أَنا ذَا عاري الجلَدْ ... أسْهَرَني الَّذِي رَقَدْ) (آه لِعَيْنٍ نَظَرَتْ ... إِلَى غَزالٍ ذِي غَيَدْ) (أرتْني يَا ناظري ... صَيْدَ الغوال للأسَدْ) (إنَّ الضَّنَى لِهَجِره ... يَا عاذِلي هَدَّ الجَسَدْ) (حَشَا حشايّ أذناي ... نَار الغضاحين شَرَدْ) (يَا غادِراً غادَرَني ... عَلَى لَظَى نارٍ تَقَدْ) (ألاّ اصْطَنَعْتَ ناجِلاً ... لَا يَشْتَكي إِلَى أحَدْ) وَمِنْه قَوْله وَهُوَ حرف مُعْجم وحرف غير مُعْجم من الْخَفِيف (قَلْبُ صَبَّ سَبا بِوَجْهٍ بديعٍ ... تَحتَهُ قَدُّ غُصنِ أَيْكٍ يميلُ) (ثابَ وَجْدِي إِذْ رَثَّ حبلي ... حُبُّهُ قاتِلي فَصَبْرٌ جميلٌ) وَمِنْه أَيْضا وَهُوَ كَالَّذي قبله من المجتثّ) (وغُصْتِ أيكٍ بديعِ ... شافَهْتُهُ بِعِتابي) وقُلْتُ وَيِحْي من حب من سبا بِرُضابِ وَمِنْه وَفِي كلّ كلمة همزَة من الْخَفِيف (بِأبي أغْيَدٌ أذاب فُؤادي ... إذْ تَنَاءَى وأظْهَرَ الإعراضا) (رشأُ بأْلَفُ الجَفاءَ فإنْ أقْ ... بَلَ أبْدَى لآمِليه انقباضا) وَمِنْه وَجَمِيع حُرُوفه مُهْملَة من الطَّوِيل (صُدودُ سُعادٍ أحْدَرَ الدَمْعَ مُرْسَلا ... وأَسْأَرَ حَرّاً لَمْ أُحاوِلْهُ أوَّلا) (مُحَلِّلَةً صَدّاً أرَاهُ مُحَرَّماً ... مُحَرِّمَةً وَصْلاً أرَاهُ مُحلَّلا) (أُواصِلُ لَا أسْلُو هَواهَا مَلاَلَةً ... وَكم آمِلٍ لِلْوَصْلِ هامَ ومَا بَلا) (لهَا طُولُ صدٍّ للمُسَهَّدِ مؤلِمٌ ... وَوصل لَهُ طَعْمٌ أراهُ مُعَسَّلا) وَهِي ثَمَانِيَة أَبْيَات قلت وَأحسن مِنْهَا قَول الْحَرِير فِي المقامة السَّادِسَة وَالْأَرْبَعِينَ من السَّرِيع (أعْدِدْ لحِسّادِ من حَدّ السِلاح ... وأَوْرِد الآمِلَ وِردَ السَماحْ) وَمن الحظيري أَبْيَات تُخرج الضَّمِير من حُرُوف المعجم وَذَلِكَ أنّ كلّ بَيت لَهُ عدد

يخصّه فللأوّل وَاحِد وَللثَّانِي اثْنَان وللثالث أَرْبَعَة وللرابع ثَمَانِيَة وللخامس ستّة عشر وَصُورَة الْعَمَل بذلك أَن تَقول لإِنْسَان يُضمر حرفا وتقرأ عَلَيْهِ الأبيات فَإِذا مرّ بِهِ الْحَرْف المُضْمَر فِي بَيت فَلْيَقُلْ فِي هَذَا الْبَيْت وَإِن كَانَ الْمُضمر فِي بَيْتَيْنِ أَو أَكثر فليعلمك بذلك ثُمَّ اجمعْ عدد الأبيات الَّتِي أعلمك بِهَا وعُدَّ من ألف ب ت ث ج ح خَ إِلَى آخِره فعلى أيّها انْقَطع الْعد فَهُوَ فِي الْحَرْف الْمُضمر وَإِن كَانَ فِي الْجَمِيع فَاعْلَم أنّ ذَلِكَ الْحَرْف الَّذِي أضمره هُوَ الْألف والأبيات الْمَذْكُورَة هِيَ قَوْله من الْخَفِيف (قُلْ لهَذَا الغوالِ إنْ ظَلَّ يَحْنِي ... أَنا أُصنَى إنْ خُنْتَني لِشقائِي) خَابَ صب أغراه عتبك فِي الْحبّ وَلَو ضَرَّه بِزُورِ البكاءِ (صِلْ خَليلي حَثَّ السلاف إِلَى ك ... لِّ شقِيقٍ قَضَى لِحَيْفِ الجفاءِ) (وَأدِمْ ذَمَّ من يصُدُّ وَمن يُض ... مِرُ زُهداً من سَائِر الأشياءِ) (وَأحِطْ عَنْك ظُلْمَ ملّ غَنِيٍّ ... عَنْنك فِيهِ قِلىً لأهل الْعَلَاء) ) قلت وَفِي تَرْجَمَة عماد الدّين أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد السبرياوي أَبْيَات من هَذَا النمط وَمن شعر الحظيري أَيْضا قَوْله فِي مليح مصفّر من السَّرِيع (وأصْفَرُ يَعْجِزُ عَنْ وَثْفِهِ ... إِذا رَآهُ الفَطِنُ الحاذِقُ) (إِذا بدا يَصْفَرُّ لَوْني لَهُ ... فَلَيْسَ يُدْرَى أيّنا العاشِقُ) وَمِنْه قَوْله فِي غُلَام أشقر من الْبَسِيط (كأنّ خدَّيْهِ والصُدْغَينِ فوقَهُما ... وَقَدْ غَدا لِعِتابي مُطرِقاً خَجِلا) (تَلَهُّبي من لَظَى قَلْبي وزَفْرتهِ ... قَدْ دَبَّتْ النارُ فِي خدَّيهِ فاشتعلا) قلت وَمن قولي فِي مليح أشقر من الْكَامِل (وَلَرُبَّ أشْقَرَ قالَ نَبْتُ عِذارِهِ ... يَا عاشِقِيه ليسَ شُقْرتُهُ عَجَبْ) (أيَكونُ طْرس الخَدِّ من ياقوتةٍ ... ويُخَطُّ فِيهَا الحُسْنُ إلاّ بالذَهَبْ) وَقلت فِيهِ أَيْضا وضمّنته قَول المعرّي فِي السَّيْف من الوافر (وأشْقَرَ نبتُ عارضِهِ تَاره ... كأنّ شُعاعَ وَجْنَتِهِ تَلالا) (ودَبّتْ فَوْقه خُمرُ المنايا ... ولكِنْ بَعْدَما مُسِخَتْ نمِالا) وَمن شعر الحظيري أَيْضا قَوْله من المجتثّ (يَقُول لي حِين وافى ... قَدْ نِلْتَ مت تَرْتَجِيهِ) (فَمَا لِقَلْبِكَ قَدْ جا ... ءَ خَفْقُهُ يَشتَكِيهِ)

(فَقلت وَصْلُك عُرْسٌ ... والقَلْبُ يَرْقُصُ فِيهِ) قلت قَدْ سقتُ فِي كتابي نُصرْة الثائر عَلَى الْمثل السائر جملَة من هَذِهِ المادّة وَمن شعر الحظيري من المنسرح (صُبْحٌ مشيبي بَدا وَفارَقَنِي ... لَيْلُ شَبابي فَصِحْتُ وَا قَلَقي) (وصِرْتُ أبْكي دَماً عَليه وَلا ... بُدَّ لِصُبْحِ المَشِيبِ مِنْ شَفَقِ) وَمِنْه من الْبَسِيط (أقولُ واللَيْلُ فِي امتدادٍ ... وأدْمُعُ الغيثِ فِي انسِفاحِ) (أظُنُّ ليلِي بِغيرِ شَكٍّ ... قَدْ باتَ يَبْكي عَلَى الصَباحِ) وَمِنْه فِي قوام الدّين من الوافر) (يَقولُونَ القِوامُ يمِيل جَوْراً ... ومَولانا رَعاياهُ سوامُ) (فَقُلْتُ بذلك زَاد إِلَيْهِ قُرْباً ... وَلَوْلَا المَيْلُ مَا حَسُنَ القوامُ) قلت وهم الحظيري فِي هَذَا فإنّ القَوام فِي قدّ الْإِنْسَان بِفَتْح الْقَاف وَفِي اللقب بِكَسْر الْقَاف لأنّه من قِوام الْأَمر وَقَالَ ملغواً فِي ألِف من السَّرِيع (وأهْيَفَ القدِّ نحيفِ الشوى ... مُعْتَدِلٍ لَمْ يَحْوِ مَا فِيهِ وَصْفُ) (وَهْوَ إِذا أنْتَ تأمّلْتَهُ ... بفطنةٍ اسمٌ وفِعلٌ وحَرفُ) وَقَالَ فِي من اسْمه فتح يدّعي التشيّع من السَّرِيع (يَا فَتْحُ يَا أشْهَرَ كلِّ الورى ... باللوم والخِسَّةِ والكِذْبِ) (كم تدّعي شيعَة آل العبا ... واسمك يُبنبيني عَن النَصْبِ) وَقَالَ من الْكَامِل (لَا غَرْوَ أنْ أثْرَى الجَهولُ عَلى ... نَقْصٍ وأعْدَمَ كلُّ ذِي فَهْمِ) (ولأنّ الْيَد الْيُسْرَى وتفضُلها ال ... يُمنَى تَفُوزُ بمُعْلَم الكُمِّ) وَقَالَ من المتقارب (وَمُذْ صَحَّ لي جُودُه بالِجاء ... تحقّقْتُ أنّ مَديحي هَوَسْ) (كَذَا الفصُّ مَا باَ لي خَطُّهُ ... وَلَا كُنْتُ أقراه حتّى انعكَسْ) وَقَالَ من السَّرِيع (يَا بِأبي ظَبْيٌ غَدا ثَغْرُه ... مِثْلَ أقاحي الرَوْضِ فِي الابتِسامْ) (لَا غَرْوَ أنْ أضْحَكَهُ مَدْمَعي ... قَدْ يُضْحِكُ الرَوْضَ بَكاءُ الغَمامْ)

الوحيد

3 - (الوحيد) سعد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن معبد بن مطر بن مَالك بن الْحَارِث ابْن سِنَان بن خُزَاعَة بن حييّ الْأَزْدِيّ يُعرف بالوحيد من أهل الْبَصْرَة وَكَانَ شَاعِرًا وَعلمه أَكثر من شعره وأدبه أظهر من تباهته لَقِي أَبَا رياش وَأَبا الْحُسَيْن ابْن لنكك وَأخذ عَنْهُمَا وَعَن طبقاتهما توفيّ سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَقَدْ ردّ عَلَى المتنبّي فِي عدّة مَوَاضِع وَعَلَى ابْن جنّي فِي تَفْسِير شعر المتنبّي وَكَانَ ضَيّق الرزق محارفاً يمدح بالشَّيْء الْيَسِير وَلَا يُبَالِي وسافر إِلَى مصر ومدح بني حمدَان وَكَانَ لَهُ خطّ مليح صَحِيح النَّقْل مدح أَبَا الْحسن ابْن هرثمة بقصيدة) فاستزاره وَدفع إِلَيْهِ عشْرين دِرْهَمَانِ وَسَأَلَهُ أَن يزِيدهُ فَلم يفعل وَقَالَ يهجوه من المنسرح (وَقيلَ بَحْرٌ فَجِئتُهُ فَإِذا ... أُعْجُبَةٌ مِنْ عَجائِبِ البَحْرِ) وَقَالَ من الطَّوِيل (تُعَدَّدُ لُوّامِي عَليّ ذُنوبَها ... وَيَأْبَى شَفِيعُ الحُسنِ أنْ يُحْسبَ الذَنْبُ) (وَقالوا إِذا نَوَى دارِها سَلا ... وَمَا شَطَّ مَنْ أمْسى ومَنْزِلُهُ القَلْبُ) وَقَالَ يمدح بختيار من الطَّوِيل (ألاّ فاسْألوا الأيّام عَنْ مأثراتِهِ ... فَما جاءتِ الأيّامُ إلاّ لِتَشْهَدا) كَثيرٌ عَديدُ الحاسِدِينَ وإنمّا عل قدرِ مَجْدِ المَرءِ يُلْفَى مُحَسَّدا وَقَالَ يصف الخطاطيف من الوافر (وَسُود فِي مَذَبِحِها احمِرارٌ ... فتحسبها مُدَبَّجةً تَطِيرُ) (كأنَّ ظُهورَها لَيْلٌ بِهَيمٌ ... وَتَحْتَ بُطونِها صُبْحٌ مُنيرُ) (كَأنّ شَظيّتي عُنقودِ كَرمِ ... أعارَهُما لِساقيها مُعيرُ) (يخافُ الليلَ طائِرُها فيُلفَى ... إِلَّا وَلىّ بسَهْميه يُشيرُ) وللوحيد من التصانيف كتاب العدناني كتاب القحطاني كتاب مَعَاني شعر المتنبي الرَّد عَلَى ابنجنّي فِي تَفْسِير شعر المتنّبي 3 - (أَبُو محمّد التوراني الحرّاني) سعد بن الْحسن بن سُلَيْمَان بن التواراني أَبُو محمّد الأديب كَانَ تَاجِرًا يُسَافر إِلَى الشَّام ومصر وَالْعراق وخرسان وَسكن بَغْدَاد وجالي

وزير سيف الدولة صدقة

أَبَا مَنْصُور الجواليقي وَأخذ عَنهُ وَكَانَتْ مَعْرفَته بالأدب حَسَنَة وَلَهُ تظم وتوفيّ سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ يعرف النَّحْو جيّداً وَمن شعره من الْكَامِل (قَدْ قُلْتُ لِلْقَلبِ اللَجُو ... جِ وَقَدْ شَكا فَرْطَ الغَرامِ) (ألِبَينِ يَوْمٍ ذَا فَكَيْ ... تفَ إِذا بُليتَ بِنَينٍ عامِ) وَمن من الْبَسِيط (جَاءَتْ تُسائِلُ عَنْ لَيْلي فَقُلْتُ لهَا ... وَسَوْرَةُ الَمِّ نَمْحُو سِيرَةَ الجَذَلِ) (لَيْليِ بِكَفَّيكِ فاغْنّي عَنْ سُؤالِكِ لي ... إِن بِنْتِ طالَ وَإِن واصلتِ لَمْ يَطُلِ) ) وَقَالَ مَا يُكتَبُ عَلَى سكّين من المجتث (حَدَّي وَحَدُّكِ أمْضَى ... مِنَ القَضَاءِ وَأجْرَى) (كَمْ قطَّ صَدْري رَأْسا ... وشَقَّ رَأْسِي صَدرا) 3 - (وَزِير سيف الدولة صَدَقَة) سعد بن الْحسن بن عَليّ بن قضاعة أَبُو الْبَدْر الْكَاتِب كَانَ وزيراً للسيف الدولة صَدَقَة بن دُبيس أَمِير الْعَرَب ولمّا قتل السُّلْطَان محمّد بن ملكشاه سيفَ الدولة أسر أَبَا الْبَدْر ثُمَّ عَفا عَنهُ وولاّه النّظر بأعمال الحلّة وَسمع من محمّد بن محمّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن العكبري وحدّث باليسير وتوفيّ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين مائَة أَبُو الْقَاسِم الْموصِلِي سعد بن الْحُسَيْن بن عمر الْموصِلِي روى عَن الْوَزير أبي سعد محمّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم شَيْئا من شعرع وروى عَنهُ أَبُو غَالب شُجَاع بن فَارس الذعلي وَأحمد بن الْحُسَيْن بن خيرون وَغَيرهمَا وَكَانَ أديباً وَيَقُول الشّعْر من شعره قولُهُ من الْكَامِل (قَلبٌ يَحِنّث إِلَى الوِصالِ سَقيمُ ... فِي بَحْرِ ضَنْكٍ مِنْ لدَيكَ يَقومُ) (سَقْياً لِمَن قَدْ بِتُّ أرجُو وَصْلَهُ ... فِي القَلْبِ مِنهُ لَوْعَةٌ وَكُلومُ) (فَبِوَصْلِهِ لي عِيشَةٌ وَبِصَدِّهِ ... موتٌ فَفِيهِ جَنَّةٌ وَنَعيمُ) (وَبِكَفِّهِ جُودٌ وبُؤسٌ واصِلٌ ... إنْ شَاءَ فَهْوَ عُقُوبّةٌ وَنَعِيمُ) (نَفْسِي الفِداءُ لِسادنٍ فاقَ الوَرَى ... أيّامُه بَيْنَ الأنامِ نُجومُ) 3 - (الْحَافِظ البرذعي) سعد بن عَمْرو بن عمّار الْحَافِظ أَبُو عُثْمَان الْأَزْدِيّ البرذعي رَحل وطوّف وصنّف وَصَحب أَبَا زرْعَة الرَّازِيّ وتوفيّ فِي حُدُود الثَّلَاث مائَة

أبو عصمان القيرواني

3 - (أَبُو عصمان القيرواني) سعد بن محمّد بن صبيح الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان الغسّاني القيرواني النَّحْوِيّ الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام وَكَانَ إِمَامًا متفنّناً توفيّ فِي حُدُود الثَّلَاث مائَة لَهُ توضيح الْمُشكل فِي الْقُرْآن والمقالات فِي الْأُصُول والاستيعاب وَالْعِبَادَة الْكُبْرَى وَالْعِبَادَة الصُّغْرَى والاستواء والأمالي وَالرَّدّ عَلَى الْمُلْحِدِينَ وَغير ذَلِكَ وَكَانَ يذمّ التَّقْلِيد وَيَقُول من نقص الْعُقُول ودناءة الهِمم) 3 - (الْعَتكِي) سعد بن شُعْبَة بن الحجّاج الْعَتكِي قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وتوفِّي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ الزنجاني) سعد بن عليّ بن محمّد بن حُسَيْن أَبُو الْقَاسِم الزنجاني الْحَافِظ الزَّاهِد وَهُوَ صَاحب كرامات وآيات توفيّ سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الْوَزير ابْن حَدِيدَة) سعد بن عليّ ين أَحْمد بن الْحُسَيْن الْوَزير معِين الدّين أَبُو الْمَعَالِي الْأنْصَارِيّ الْبَغْدَادِيّ عُرف بِابْن حَدِيدَة كَانَ ذَا مَال وحشمة استوزره الإِمَام النَّاصِر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ يجلس بداره للوعظ إِلَى أَن ولي الوزارة ابْن مهْدي وعّزل ابْن حَدِيدَة وَقبض عَلَيْهِ وحبسه وعزم عَلَى تعذيبه فبذل للمترسّمين مَالا جزيلاً وَحلق لحيته وَخرج فِي زيّ النِّسَاء وسافر إِلَى مراغة وَلَمْ يزل بِهَا إِلَى أَن عُزل ابْن مهْدي فَعَاد إِلَى بَيته وَلَمْ يزل ملازماً لبيته إِلَى أَن مَاتَ سنة عشر وستّ مائَة وَكَانَ سَمحا متواضعاً رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْأنْصَارِيّ) سعد بن سعيد أَخُو يحيى الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن حَنْبَل ضَعِيف الحَدِيث ووثّقه غَيره وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وتوفيّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (ابْن المشاط الْوَاعِظ الْأَشْعَرِيّ) سعد بن محمّد بن مَحْمُود المشاط

الفقيه العجلي

أَبُو الْفَضَائِل الرَّازِيّ الْوَاعِظ المتكلّم لَهُ يَد باسطة فِي علم الْكَلَام كَانَ يلبس الْحَرِير ويخضب بِالسَّوَادِ وَيحمل سَيْفا مَشْهُورا وَكَانَ يذبّ عَن الْأَشْعَرِيّ توفيّ سنة ستّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (الْفَقِيه الْعجلِيّ) سعد بن عليّ بن الْحسن أَبُو مَنْصُور الْعجلِيّ قَالَ السَّمْعَانِيّ كَانَ ثِقَة مفتياً حسن المناظرة كثير الْعلم وَالْعَمَل توفيّ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (مولى ابْن أَزْهَر) سعد بن عبيد الْمدنِي مولى ابْن زَاهِر روى عَن عَمْرو عُثْمَان وعليّ وَابْن أَزْهَر لَهُ صُحْبَة) وَهُوَ مَوْلَاهُ وتوفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ) سعد بن إِيَاس أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي روى عَن عليّ وَابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَغَيرهم عُمّر مائَة وَعشْرين سنة قَالَ بُعث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أرعى إبِلا بكاظمة قَالَ ابْن معِين ثِقَة كُوفِي توفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (صَاحب حلب) سعد بن شرِيف أَبُو الْفَضَائِل بن سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدَان يَأْتِي ذكر وَالِده وجدّه إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي موضعيهما ولمّا مَاتَ أَبُو الْفَضَائِل هَذَا انقرض بِمَوْتِهِ مُلْكُ بني حمدَان وتوفيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الْأنْصَارِيّ) سعد بن هِشَام بن عَامر الْأنْصَارِيّ ابْن عمّ أنس بن مَالك روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وتوفيّ فِي حُدُود التسعين روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الصحابيّة) سعدة بنت قمامة الصحابيّة رُوي عَنْهَا أنهّا كَانَتْ تُؤِمّ النِّسَاء وَتقوم فِي وسطهنّ عَلَى حسب مَا رُوي عَن أمّ سَلمَة يُقَال إِنَّهَا أدْركْت النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

الألقاب

(الألقاب) السَّعْدِيّ مجد الدّين عبد الْحق بن محمّد أَخُوهُ تَاج الدّين عبد الغفّار بن محمّد سعد الأمّة الْكَاتِب أَحْمد بن محمّد بن أيّوب سعد الْملك الأسوانين اسْمه محمّد بن يُوسُف ابْن سعد صَاحب الطَّبَقَات اسْمه محمّد بن سعد تقدّم ذكره فِي المحمّدين فليُطْلَبْ هُنَاكَ ابْن بنت أبي سعد عُثْمَان بن عليّ ابْن سعد الْمسند يحيى بن محمّد ابْن سعد إِبْرَاهِيم بن سعد 3 - (ابْن عُفير المغربي) ) سعد السُّعُود بن أَحْمد بن هِشَام بن إِدْرِيس أَبُو الْوَلِيد الْأمَوِي الأندلسي الَبْلي يُعرف بِابْن عُفير كَانَ فَقِيها ظاهريّاً محدّثاً نظّاراً أديباً شَاعِرًا توفيّ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وروى عَن أبي الْحسن بن سُرَيج وَأبي محمّد بن كوثر وَأبي الْحسن بن مُؤمن وَأبي العبّاس بن أبي مَرْوَان واختصّ بِهِ وَلَزِمَه وَسمع من جمَاعَة آخَرين وحدّث عَنهُ ابْنه أَبُو أميّة إِسْمَاعِيل وَأَبُو العبّاس النباتي وَأَبُو عبد الله بن خلفون وعاش خمْسا وَسبعين سنة وَمن شعره 3 - (سعد الله) 3 - (أَبُو الفوارس) سعد الله بن عبد الوهّاب أَبُو الفوارس من شعره من الطَّوِيل (خليليَ مَالِي كلمّا رمتُ سَلْوَةً ... تَغَيَّرَ خاليِ والليالي وحالها) (وأصْبَحَ داءُ الشَوقِ يألَفُ مُهْجَتِي ... كَمَا ألِفَتْ نارُ الجَحيمِ اشتعالهَا) (لقد جادَتِ عَليَّ بِوَصْلِكُم ... زَماناً وعادَتْ تَسْتَرِدُّ نَوالَها) (فَمَنْ كانَ ذَا لُبٍّ وعَقْلٍ يَدُلُّهُ ... فَلَا يأمَنِ الدُّنْيَا وَيحذرْ فِالَها) 3 - (الدقّاق الْمُقْرِئ) سعد الله بن محمّد بن عليّ بن طَاهِر الدقّاق أَبُو الْحسن الْمُقْرِئ قَرَأَ بالروايات عَلَى جمَاعَة وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن بَيَان

ابن ساقي الماء

وَأبي عَليّ محمّد بن سعد بن نَبهَان وَأبي الْقَاسِم عليّ بن الْحُسَيْن الربعِي وَأبي طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَأبي الْحسن محمّد بن مَرْزُوق الزَّعْفَرَانِي وَجَمَاعَة وحدّث بالكثير وَكَانَ شَيخا صَالحا متديّناً كثير السماع صحيحَه حاذقاً حسن الطَّرِيق مشتغلاً بالإقراء روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَغَيره وتوفيّ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (وَعَسَى أنْ يَعودَ دَهْرٌ تَقَضَّى ... بِوصالٍ مِنْ بَعْدِ طُولِ اجتنابِ) (حَرَكاتٌ مِنَ اللَّيَالِي فَمَا تَسْ ... كُنُ إلاّ بِفرْقَةِ الأحْبابِ) وَمِنْه من الطَّوِيل (سَلامُ مَشُوقٍ كُلَّما هَبَّتِ الصَبا ... تَنَفَّسَ عَنْ وجدٍ يَشِبُّ ضرامُهُ) (وَحَمَّلَها مَا بَلَّغَتْه وَلَمْ يَكُنْ ... إِلَى غَيرِ مَن بالغَورِ يهدي سَلامَهُ) قلت شعر متوسّط) 3 - (ابْن ساقي المَاء) سعد الله بن مُصعب بن محمّد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف وَالِده بساقي المَاء قَرَأَ بالروايات عَلَى أبي عبد الله الْحُسَيْن بن محمّدين عبد الوهّاب الدبّاس وَسمع من عليّ بن أَحْمد بن بَيَان وعليّ بن محمّد بن العلافّ وَالْمبَارك بن الْحُسَيْن الغسّال الْمُقْرِئ وَغَيرهم وحدّث باليسير وتوفيّ سنة تسع وستّين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الْوَادي) سعد الله بن نجا بن محمّد بن فَهد أَبُو صَالح الْمَعْرُوف بِابْن الْوَادي دلاّل الدّور الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير وَقَرَأَ وَكتب بخطّه وجدّ فِي السماع والتحصيل ورزقه الله الرِّوَايَة مَعَ تأخّر إِسْنَاده وحدّث بِأَكْثَرَ مسموعاته وَكَانَ صَدُوقاً ديِّناً حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى حسن التِّلَاوَة إلاّ أنّه كَانَ خَالِيا من الْعلم وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الدجّاجي الْوَاعِظ) سعد الله بن نصر بن سعيد بن أبي عليّ بن الدجاجي أَبُو الْحُسَيْن الْوَاعِظ قَرَأَ بالروايات عَلَى محمّد بن أَحْمد الخيّاط وَأبي الْخطاب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الجرّاح وَقَرَأَ الْفِقْه لِأَحْمَد بن حَنْبَل عَلَى أبي الخطّاب مَحْفُوظ بن أَحْمد الكوذلتي وبرع فِيهِ وَسمع من أبي مَنْصُور الخيّاط الْمُقْرِئ وَأبي الخطّاب ابْن الجرّاح وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَعلي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاف وَغَيرهم

سعد الدين الفارقي

وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء وشيوخ الوُعّاظ النبلاء وَكَانَ يخالط الصوفيّة ويحضر مَعَهم السماعات وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْبَسِيط (مَلَكْتُهمُ مُعجَتي بَيْعاً ومقدرةً ... فأنتُم الْيَوْم أغلالي وأغْلى لي) (عَلَوْتُ فَخْراً ولكِنّي ضنِيتُ هَوىً ... فحُبُّكُمْ هُوَ أَعلَى لي وأغلالي) (أوْصى لي البينُ أنْ أشْقَى بحبّكُمُ ... فَقَطَّعَ البَيْنُ أوْصَالي وأوْصى لي) وَمِنْه من الْكَامِل (لي لَذَّةٌ فِي ذِلَّتي وخُضوعي ... وأُحِبُّ بَيْنَ يديكَ سَفْكَ دُموعي) (وتضَرُّعي فِي رأيِ عَينِكَ راحةٌ ... لي مِنْ جَوىً قَدْكَنَّ بَيْنَ ضُلوعي) (مَا الذلُّ للمَحبوبِ فِي حُكمِ الهَوى ... عَارٌ وَلَا جَورُ الْهوى بِبَدِيعِ) ) (هَبْنِي أسَأتُ فأيَ عَفْوُكَ سَيِّدي ... عَمّن رجَاكَ لِقَلْبِهِ المَوْجوعِ) (جُدْ بِالرِّضَا مِن عَطْفِكَ واغْنِه ... بِجَمَال وَجهك عَن سًؤالِ شَفيعِ) قلت شعر جيّد فِي الطَّبَقَة الأولى 3 - (سعد الدّين الفارقي) سعد الله بن مَرْوَان بن عبد الله بن خيرٍ الصدرُ الأديب سعد الدّين فارقي الموقّع كَانَ منشئاً بايغاً شَاعِرًا محسناً سمع من أَخِيه زين الدّين من كَرِيمَة وَابْن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وحدّث بِمصْر ودمشق وَبهَا توفيّ ودُفن فِي سفح قاسيون كهلاً سنة تسعين وستّ مائَة وَكتب الدرج للصاحب بهاء الدّين ابْن حنّا بِمصْر مدّة وَبعده حضر كاتبَ إنشاءٍ إِلَى دمشق وَهُوَ وَالِد القَاضِي عزّ الدّين وَمن شعره مَا نقلته من خطّ وَلَده القَاضِي عزّ الدّين رَحمَه الله تَعَالَى من الْكَامِل (قِفِي عَلَى نَجْدٍ فإنْ قَبََ الْهوى ... رُوحي فطالِبُ خَدَّ لَيْلى بالدَمِ) (وَإذا دَجَا لَيْلُ الوِصالِ فَنَادِهِ ... يَا كافِراً حَلَّلْتَ قَتْلَ المُسلِمِ) ونقلت مِنْهُ أَيْضا من السَّرِيع (تاهَ عَلَى عُشّاقِهِ واستَطالْ ... مُذْ قُصَرِ الحُسْنُ عَلَيهِ وَطالْ) (كانَ سَماء شَمْسُه أشْرَقَتْ ... فَلَيْتَها مَا أشْرَقَتْ للزَوالْ) (قَدْ فَصّلَ الشَعْرُ عَلَى خَدِّهِ ... ثَوْبَ حِدادٍ حِينَ ماتَ الجَمالْ) ونقلت مِنْهُ لَهُ أَيْضا من الطَّوِيل

(يَقولونَ قَدْ وَفى البشيرُ بِقُرْبِهِم ... فعَفَرْتُ خَدِّي فِي ثَرَى الأرْضِ لاثِما) (فَلَا أُخّرُوا عَنْ مَنزِلٍ فَهرُهُ بِهِ ... وَلَا قَدِموا إلاّ عَلى السَعْدِ دائِما) ونقلت مِنْهُ مَا كتبه إِلَيْهِ من طَرِيق الْحجاز من الْكَامِل (مِنْ بَعْدِ بُعْدِكَ يَا محمّد شاقَني ... بَرْقٌ إِلَى أسرْارِ وجهِكَ ساقَني) (وحياةُ وَجْهِكَ مَا تَجَلىَّ فِي الدُجى ... قَمَرٌ حَكَى مَعْناكَ إِلَّا شاقَني) (كَلا وَلَا سامَرْتُ ذكرَك فِي الدجى ... إِلَّا طرَبْتُ بظاهري وبباطِني) (أَو كُنْتُ أحْسبُ أنّ بَيْنَك صانِعٌ ... بِي مَا وَجَدْتُ لما تَحَرَّكَ ساكِني) (فَعَلَيْك منّي مَا حَيَيْتُ تَحِيّةٌ ... تُلْهِي المُقيمَ بِطِيِبِ ذِكْر الظاعِنِ) ) وَكتب إِلَى رفقته بنهي أنّه انْفَصل عَن خدمتهم وَوصل إِلَى دَار الحَدِيث وَلَمْ يجد بِهَا أَهله فَجَلَسَ فِي بَيت من بيُوت فقهائها وَكتب هَذِهِ الْكتب الْعشْرَة وسيّرها إِلَى خدمتهم وَهُوَ ينشدهم ارتجالاً بعد أَن وجد فِي عَيْنَيْهِ ضعفا لكته وجدّ من ربّه لطفاً من السَّرِيع (يَا سادةً سادُوا جَميعَ الوَرَى ... بِالْفَضْلِ والإحْسَانِ والسُؤدَدِ) (كَمّلتُ مِنْ كُنْبي عَشرْاً لَكُمْ ... إذْ لَيْسَ أهْليِ حاضِرِي المَسْجدِ) وَكتب إِلَى الرُّكْن الفارقاني من المتقارب أيا رُكْنَ مَذْهَبِ أهْلِ الغَرامِ وقَائِدَ أهلِ الهَوَى للطَرِيقِ (يَجُوزُ لِظلمٍ وُرودُ الزلَال ... إِذا كَانَ بَيْنَ ثنايا العتيقِ) وَكتب إِلَى الصاحب بهاء الدّين ابْن حنّا من السَّرِيع (يمَّمْ عليًّا فهْو بَحْر الندى ... ونادِه فِي المُضْلِع المُعْضِلِ) (فَرِفْدُهُ مُجْدٍ عَلَى مُجدِبٍ ... وَوَفْدُهُ مُفْضٍ إِلَى مٌفضِلِ) وَكتب سعد الدّين إِلَى نَاصِر الدّين حسن ابْن النَّقِيب وَقَدْ أنشدت لَهُ قَصيدة بِحُضُورِهِ من الطَّوِيل (رَأيْتُ رِيَاضاً دَبَّجتْها قَرِيحَةٌ ... إِلَى ناضرٍ يُعزَى بِهَا الطِيبُ والنّدُّ) (تَفُوحُ لَنا مِنْها أزاهِرُ طِيبها ... فأنهْارُها تَجْرِي وبُلْبُلُها يَشْدُو) (قِلادَةُ دُرٍّ فُصِّلتْ بجَواهِرٍ ... فَرَائِدُها جَمْعٌ وناظِمُها فَرْدُ) فَكتب الْجَواب ابْن النَّقِيب من الطَّوِيل (بَدِيهَةُ سَعْدِ الدينِ مِثْلُ بَرَاعِهِ ... وَلَا مِثِلَ فِي الدُنْيا لِذاكَ وَلَا نِدُّ) (وخاطِرُهُ كالنار والسَيلِ سَائِلًا ... فَهَذِي لَهَا وَقْدٌ وَهَذَا لَهُ مَدُّ)

أبو سعيد الحموي

(تَفَضَّل فِي أبياتِ شِعْري بِمدْحَةٍ ... هِيَ الدُرُّ إلاّ أنّ ناظِمَها العِقْدُ) (فَلَا زالَ فِي جِيدِ المَعالي قِلادَةً ... تَتيهُ بِهِ العَليَا ويُوهَى بِهِ المَجْدُ) (ففخرٌ لميّا فارقين بِمثْلِهِ ... فَهَذَا هُوَ المجدُ المُرَفَّعُ والسَعْدُ) 3 - (أَبُو سعيد الْحَمَوِيّ) سعد الله بن غَنَائِم بن عليّ بن ثَابت أَبُو سعيد الْحَمَوِيّ النَّحْوِيّ الضَّرِير الْمُقْرِئ كَانَ ذَا دين) متين وظنّ جميل توفيّ سنة عشر وستّ مائَة 3 - (أَبُو الحُسَين البَلنَسي) سعد الْخَيْر بن محمّد بن سهل بن سعد الْخَيْر أَبُو الحُسين بن أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ البلنسي قدم بَغْدَاد وَأقَام بِهَا مدّةً يسمع من أبي الخطّاب ابْن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النعالي وطراد بن محمّد بن عليّ الزَّيْنَبِي وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْأَدَب عَلَى التبريزي وَسمع بنواحي همذان وبإصبهان وحصّل الْأُصُول والكتب الْكَثِيرَة وَركب الْبحار وقاسى الشدائد وَرَأى الْعَجَائِب وَدخل الصين وَعَاد إِلَى بَغْدَاد بعد عُلُوّ سنّة وَأقَام بِهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ صَاحب ثروة وَمَال طائل وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا وتوفيّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وروى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَابْن الْجَوْزِيّ وَعبد الْخَالِق بن أيد وَأَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ وبنته فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر وَعمر بن أبي السعادات ابْن صرما (سَعْدَان) 3 - (أَبُو عُثْمَان الضَّرِير) سَعْدَان بن الْمُبَارك أَبُو عُثْمَان الضَّرِير النَّحْوِيّ مولى عاملة مولاة الْمهْدي امْرَأَة المعلىّ بن طريف الَّذِي يًنسَب إِلَيْهِ نَهْرُ المعلىّ بِبَغْدَاد وَكَانَ أحَدَ رُواةِ الْعلم وَالْأَدب كُوفِي الْمَذْهَب روى عَن أبي عُبيدة وَلَهُ من المُصَنَّفات كتاب خَلق الْإِنْسَان كتاب الوحوش كتاب الأَرْض والمياه والبحار وَالْجِبَال كتاب المناهل كتاب الْأَمْثَال كتاب النقائض 3 - (ابْن يحيى اللَّخْمِيّ) سَعْدَان بن يحيى بن صَالح اللَخْمي قَالَ أَبُو حَاتِم محلُّهُ

سعدون

الصِدْقُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِذَاكَ توفّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة ابْن سَعْدَان الشَّافِعِي أَبُو المظفّر أَحْمد بن يحيى وَأَخُوهُ أَبُو الْفَضَائِل أَحْمد بن يحيى (سعدون) 3 - (الْمَجْنُون) سعدون الْمَجْنُون يُقَال إنّ اسْمه سعيد وكنيته أَبُو عَطاء ولقبه سعدون من أهل الْبَصْرَة كَانَ من عقلاء المجانين وحكمائهم لَهُ أَخْبَار ملاح وَكَلَام سديد ونَظْم ونَثْر يُسْتَحْسَنُ وطوّف الْبِلَاد ودُوَنت أخبارُه استقدمه المتوكّل وَسمع كَلَامه وَذكر الْفَتْح بن شخرف أنّه كَانَ من الامحبّين لله صَامَ ستّين سنة فجَفَّ دماغه فسمّاه النَّاس مَجْنُونا قَالَ عَطاء السليمي احْتبسَ علينا القط بِالْبَصْرَةِ فخرجنا نستسقي فَإِذا بسعدون المحنون فلمّا بَصُرَ بِي قَالَ يَا عَطاء إِلَى أَيْن قلتُ خرجنَا نستسقي قَالَ بقلوب سماويّةٍ أم بقلوبٍ أرْضِيَّةٍ قلتُ بقلوب سماوّية قَالَ لَا تبهرْج فإنّ النَّاقِد بَصِير قلت مَا هُوَ إلاّ مَا حكيتُ لَك فاستسق لَنَا فَرفع رأسّه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ أقسمْتُ عَلَيْكَ إلاَّ سقيتَنا الْغَيْث ثُمَّ أنشأ يَقُول من الوافر (أيا مَن كًلّما نُودي أجابا ... وضمَن بخَلالِهِ يُنشِي السَحابا) (وَيَا مَن كَلَّمَ الصِدِّيقَ مُوسى ... كَلاماً ثُمَّ ألْهَمَهُ الصَواب) (وَيَا مَنْ رَدَّ يوسُفَ بَعدَ ضًرٍّ ... عَلَى من كانَ يَنْتَحِبُ انتِحابا) (وَيَا مَنْ خَصَّ أَحْمد واصْطَفاهُ ... وأعْطاهُ الرِسالَةَ والكِتابا) إسقِنا فأرسَلَت السماءُ شآبيبَ كأفْواه القِرّب قلت زِدْنِي قَالَ لَيْسَ ذَا الْكَيْل من ذَا البيدر ثُمَّ أنشأ يَقُول من المنسرح (سُبحان مَنْ لَمْ تَزَلْ لَهُ حُجَجٌ ... قامَتْ عَلىَ خَلْقِهِ بِمَعْرِفَتِهْ) (قَدْ عَلِموا أنّه مليكُهُمُ ... يَعْجِزُ وَصْفُ الأنامِ عَنْ صِفَتِهْ) وَقَالَ عَطاء رأيتُ سعدون يتفلىّ ذَات يَوْم فِي الشَّمْس فانكشفَتْ عورتُهُ فقلتُ لَهُ اسْتُرْ

سعدون بن إسماعيل بن غبيرة

يَا أَخا الْجَهْل فَقَالَ من لَكَ مثلهَا فاستتر ثُمَّ مرّ بِي يَوْمًا وَأَنا آكل رمّاناً فِي السُّوق فَعَرَكَ أُذُنِي وَقَالَ من الطَّوِيل (أرَى كُلَّ إنْسانٍ يَرَى عَيْب غَيْرِهِ ... وَيَعْمَى عَنِ العَيبِ هُوَ فِيهِ) (ومَا خَيْرُ مَن تَخْتَفي عَلَيهِ عُيُوبُهُ ... وَيَبدُو لَهُ العَيبُ الَّذِي لأخِيهِ) (وَكَيْفَ أرَى عَيْباً وَعَيْبِي ظاهرٌ ... وَمَا يعرِفُ السوءآتِ غَيرُ سَيفهِ) وَقَالَ عبد الله بن سُوَيْد رَأَيْت سعدون الْمَجْنُون وَبِيَدِهِ فَحْمَة وَهُوَ يكْتب بِهَا عَلَى جِدَار قصر) خراب من السَّرِيع (يَا خاطِبَ الدُّنْيَا إِلَى نَفْسِهِ ... إنَّ لَها فِي كُلِّ يَوْمٍ حَليلْ) (مَا أقْبَحَ الدُّنْيَا لخُطّابِها ... تَقْتُلُهم عَمْداً قَتيلاً قَتيلْ) (نَسْتَنكحُ البَعْلَ وَقَدْ وَطَّنَتْ ... فِي مَوْضعٍ آخَرَ مِنْهُ البَديلْ) (إنّي لمُغْتَرٌّ وإنَّ البِلىَ ... تَعَملُ فِي نَفْسي قَليلاً قَليلْ) (تزَوَّدُوا للْمَوْت زاداً فقد ... نَادَى مُنادِيهِ الرَحيلَ الرَحيلْ) وَقَالَ الْفَتْح بن سَالم كَانَ سعدون سيّاحاً لهجاً بالْقَوْل فرأيته يَوْمًا بالفسطاط قَائِما عَلَى حَلقَة ذِي النُّون وَهُوَ يَقُول يَا ذَا النُّون مَتى يكون الْقلب أَمِيرا بعد أَن كَانَ أَسِيرًا فَقَالَ ذُو النُّون إِذا اطّلع عَلَى الضَّمِير وَلَمْ يضرَ فِي الضَّمِير إلاّ الْخَبِير قَالَ فَصَرَخَ سعدون وخّر مغشيّاً عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاق فَقَالَ من الطَّوِيل (وَلَا خيرَ فِي شَكْوَى إِلَى غَيرِ مُشْتَكىً ... وَلَا بُدَّ مِنْ شَكوىً إذَا لَمْ يكُنْ صَبْرُ) ثُمَّ قَالَ اسْتغْفر الله لَا حول وَلَا قُوَّة إلاّ بِاللَّه ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا الْفَيْض إنّ من الْقُلُوب قلوباً تستغفر قبل أَن تذيب قَالَ نعم تِلْكَ قُلُوب تُثاب قبل أَن تطيع أُولَئِكَ قوم أشرقت قُلُوبهم بِضِياء رَوْح اليَقين 3 - (سعدون بن إِسْمَاعِيل بن غُبَيرة) من مولّدي الْعَجم بوادي الْحِجَارَة من الغرب جلّ قدره فِيهَا إِلَى أَن استولى عَلَيْهَا وَعصى عَلَى الْمَأْمُون بن ذِي النُّون ملك طليطلة قَالَ الحجاري وَكَانَ ابْن ميعدة من بَلَده يَحْسُدُهُ ويُغرِي بِهِ المأمونَ فَأخْرجهُ ففرّ إِلَى طليطلة لِلْمَأْمُونِ فَكتب ابْن غبيرة لِلْمَأْمُونِ مُعَرِّضاً بمعاضدتهما عَلَيْهِ من الوافر (أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي مَقالاً ... إِلَى المأمونِ والذِئبِ المُداجي) (بأنَّ تَفَوُّدِي أقْوَى وَأَدْهَى ... ألَيْسَ الخَمْرُ تَضْعُفُ بالمِزاجِ) وَلَمْ يزل الْمَأْمُون يتحيّل عَلَيْهِ حتّى خلعه عَن ملكه وحصّله فِي حَبسه

سعود

(سعود) 3 - (أَبُو أَحْمد الخبّاز) سعود بن الْعَلَاء بن عليّ أَبُو أَحْمد شَاعِر مدح الْوَزير أَبَا مَنْصُور محمّد بن جهير وَالشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وروى عَنهُ الْمُبَارك بن محمّد بن الخلّ الصُّوفِي وَمن شعره من الطَّوِيل (إِذا لاحَ ضَحّاكٌ من البَرْقِ لامعُ ... سُحَيراً وإنَّك الحَمامُ السَواجِعُ) (وشاقَك تِذكار الْمنَازل بالغَضا ... وأيّام ذَات الخالِ والشمل جامِعُ) (دَعاكَ هَوىً لَا تَستَطيعُ دِفاعَهُ ... وأظْهَرْت مَا أخْفَتْهُ تِلكَ الأضالِعُ) (وَلَمْ تَستَطِعْ كِتمْانَ مَا بِكَ فِي الهَوَى ... وكَمْ كاتِمٍ مَّمنْ عَلَيْهِ المدامِعُ) (إِذا رَوِيَتْ عَيْنُ الخَليِّ مِنْ الكَرَى ... ونامَ هَنيّاً رَوَّعَتْكَ الرَوائعُ) (فَلَا فِي بَياضِ الصُبحِ قَلْبُكَ ساكِنٌ ... وَلَا فِي ظلامِ اللَيْلِ طَرْفُكَ هاجعُ) (فُؤادُكَ خَفَّاقٌ وَلَوْنُكَ شاحِبٌ ... إِذا رَمقَتْهُ العينُ أصفَرُ فاقِعُ) (وَقَلْبُك مَشْغُوفٌ وَلُبُّكَ طائِرٌ ... ودَمْعُكَ وَكّافٌ وسِرُّكَ شائِعُ) (كأنْ لَمْ يَكُنْ فِي الناسِ مِثلُك عاشِق ... كئِيبٌ ولاَ غَرَّتْ سِواكَ المطامِعْ) وَمِنْه من الرمل (جَمَعَ الوَردُ خِصالاُ ... لَمْ تَكُنْ فِي نُظَرائِه) (حُسْنَ لَونٍ جَعَلَ الزَهْ ... رَةَ من تَحْتِ لِوَائهْ) ونَسيماً عَطَّلَ العنبر مِنْ فَرْطِ ذَكائِهْ (فإذّا زار وَوَلَّى ... عَوَّضَ النَّاس بِمائِهْ) 3 - (أَبُو السُّعُود ابْن أبي العشائر) 3 - (بن شعْبَان الباذبيني ثمّ الْمصْرِيّ الزَّاهِد) شيخ الْفُقَرَاء السعوديّة وَكَانَ صَاحب عبَادَة وزهد وأحوال كَانَ بالقرافة لَهُ اتِّبَاع ومريدون قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَمْ يبلغَا شَيْء من أخباره توفّي رَحمَه الله سنة أَربع وَسبع مائَة (السعودي سيف الدّين اسْمه عبد اللَّطِيف) (سعيد) 3 - (سعيد بن أبان) ) سعيد بن أبان بن سعيد بن الْعَاصِ القُرشي الأُمَوي وَالِد

ابن إبراهيم

يحيى سكن الْكُوفَة قَالَ البُخَارِيّ سعيد بن أبان وَالِد يحيى وَعبد الله وعنبسة الْكُوفِي قَالَ أَبُو أَحْمد الزبيرِي وَكَانَ من خِيَار النَّاس 3 - (ابْن إِبْرَاهِيم) 3 - (أَبُو الْحسن التسترِي) سعيد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن التسترِي قَالَ ياقوت أَبُو الْحسن كَانَ نصرانيّاً من صنائع بني الْفُرَات هُوَ وَأَبوهُ يلْزم السجع فِي كَلَامه وَكَانَ يكْتب لعليّ ابْن محمّد بن الْفُرَات وَلَهُ كتاب الْمَقْصُور والممدود عَلَى حُرُوف المعجم كتاب المذكّر والمؤنّث عَلَى حُرُوف المعجم كتاب الرسائل فِي الْفتُوح عَلَى هَذَا التَّرْتِيب رسائله الْمَجْمُوعَة فِي كلّ فنّ وَأورد لَهُ من السَّرِيع (مَا لَكَ قَدْ هَيَّمَكَ الهَكُّ ... وَضَلَّ الحَزْمُ وَالفَهْمُ) (لَو رُمْتَ أنْ يَبْقَى الأذّى مَا بَقِي ... لَا فَرَحٌ دامَ وَلاَ غَمٌّ) قلت مثله قَول الْقَائِل من الْبَسِيط (لَا تَسْألِ الدَهْرَ فِي ضَرّاءَ يَكْشفُها ... فلَوْ سَألْتَ دَوَامَ البُؤسِ لَمْ يَدُمِ) وَأورد لَهُ أَيْضا من الْخَفِيف (قُلْتْ زُورِي فَأرْسَلَتْ ... أَنا آتِيكَ سُحْرَه) (قُلتُ بِاللَيْلِ كَانَ أخْ ... فَى وأدْنَى مَسَرَّهْ) (فأجابَتْ بحُجّةٍ ... زادَتِ القلبَ حسرَه) (أَنا شَمْسٌ وإنمّا ... نَطْلُعُ الشمسُ بُكْرَه) وروى أَبُو الْحسن أَحْمد بن عليّ البنّي الْكَاتِب عَن أَبِيه قَالَ كنّا عِنْد أبي الْحُسَيْن سعيد بن إِبْرَاهِيم كَاتب ابْن الْفُرَات فغنّت ستارته من الْخَفِيف (وَعَدَ البَدْرُ بِالزِيارَةِ لَيْلاً ... فَإِذا مَا وَفَى قَضَيْتُ نُذُوري) قُلْتُ يَا سَيِّدِي فَلم تُؤثر اللَّيْل عَلىَ بَهْجَةِ النّهارِ المُنيرِ (قالَ ليِة أُحِبُّ تَغْيِيرَ رَسْمِي ... هَكَذا الرَسْمُ فِي طُلوعِ البُدوِر) فَاخْتلف الْجَمَاعَة لمن هَذَا الشّعْر فَقَالَ بَعضهم للناجم وَقَالَ قوم للعبّاس وَذكروا جمَاعَة فَقَالَ هُوَ لي ثُمَّ أنشدنا من الْخَفِيف)

ابن أحمد

(قُلْتُ لِلبَدْرِ حِينَ أعتَبَ زُرْني ... وَاشْمِتِ الهَجْرَ بالقلىَ والتجافي) (قالَ إنّي مَعَ العاءِ سَآتِي ... فَانْتَظِرْني وَلاَ تَخَفْ مِن خِلافي) (قُلْتُ يَا سَيِّدي فَإلاّ نهّاراً ... فَهْوَ أدْنَى لِقُربَةٍ الايتِلافِ) (قالَ لاَ أستَطِيعُ تَغْيِيرَ رَسْمٍ ... إنَّما البَدْرُ فِي الظلامِ يُوَافيِ) قلت كَذَا نقلت هَذِهِ الأبيات من نُسْخَة صَحِيحَة مُقَابلَة وَأرى الصَّوَاب فِي الْبَيْت الأوّل واشْمَتِ الوصلَ بالقلى والتجافي وَقَدْ جمع المعنَيين أَبُو الْعَلَاء المعرّي فِي قَوْله من الْخَفِيف (هِيَ قَالَتْ لمّا رَأتْ شَيْبَ رَأْسِي ... وأرادَتْ تَنَكُّراً وازْوِرارا) (أَنا بَدْرٌ وَقَدْ بَدا الصُبْحُ مِنْ شيَ ... بِكَ والصُبْحُ يَطْرُدُ الأقُمارا) (قُلْتُ لاَ بَلْ أراكِ فِي الحُسْنِ شَمْساً ... لَا تُرَى فِي الدُجَى وَتَبْدُو نهَارا) 3 - (ابْن أَحْمد) 3 - (أَبُو الْحسن النَّهر فضلي) سعيد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الضَّرِير النَّهر فضلي ونهر فضل أَسْفَل وَاسِط قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ بِهَا القراآت وتفقّه لملك وَسمع من أبي الخطّاب ابْن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة وَأحمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَالْمبَارك بن كَامِل الخفّاف توفيّ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو عُثْمَان العيّار الصُّوفِي) سعيد بن أَحْمد بن محمّد بن نعيم بن إشكاب أَبُو عُثْمَان ابْن أبي سعيد الْمَعْرُوف بالعّيار من أهل نيسابور أسمعهُ والدُهُ الْكثير فِي صِباه من أبي بكر محمّد بن محمّد بن الْحسن بن عليّ بن بكر البزّاز وَأبي الْفضل عبد الله بن محمّد الفامي وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مخلد الشَّيْبَانِيّ وَسمع بمكّة وَغَيرهَا وعُمّر حَتَّى جَاوز الْمِائَة وتفرّد بالرواية عَن أشياخه وخرّج لَهُ أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ فَوَائِد فِي عشْرين جُزْءا انتقاها من أُصُوله وحدَّث بِهَا وبصحيح البُخَارِيّ عَن أبي عليّ الشبّوني وَبِغير ذَلِكَ من العوالي وحدَّث بِدِمَشْق وبإصبهان ونيسابور وهرتة وغزنة وروى عَنهُ الْكِبَار والأئمّة وتوفيّ بغزنة سنة سبع وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (النيلي المؤدّب) ) سعيد بن أَحْمد بن مّي النيلي المؤدّب لَهُ شعر وَأَكْثَره مديح

ابن الميداني

فِي أهل الْبَيْت رَضِي الله عَنْهُم قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ مغالياً فِي التشيّع حالياً بالتورّع عَالما فِي الْأَدَب معلّماً فِي الْمكتب مقدّماً فِي التعصّب ثُمَّ أسنّ حَتَّى جَاوز حدّ الْهَرم وَذهب بَصَره وَعَاد وجوده شَبيه الْعَدَم وأناف عَلَى التسعين وَآخر عهدي بِهِ فِي درب صَالح بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وستّين يَعْنِي وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (قَمَرٌ أقامَ قِيامَتي بقوامِهِ ... لشمَ لَا يَجودُ لِمُهجَتِي بذِمامِهِ) (ملكتهُ كَبدِي فَأَتْلَفَ مُهْجَتي ... بِجَمالِ بَهْجَتِهِ وَحسْنِ كَلامِهِ) (وَبَمِبْسَمي عَذْبٍ كَأنَّ رُضابهُ ... شَهدٌ مُدافٌ فِي عَبِير مُدامِهِ) (وَبِناظرٍ غَنِجِ وَطَرْفٍ أحْوَرٍ ... يُصْمِي القُلوبَ إِذا رَنَا بِسِهامِهِ) (وَكَأَنَّ خَطَّ عِذارِه فِي حُسْنِهِ ... شَمْسٌ تَجَلَّتْ وَهْيَ لِثامِهِ) (فَالصُبْحُ يُسْفِرُ مِنْ ضِيَاءِ جَبِينِهِ ... وَالليْلُ يُقبل مِنْ أثِيثِ ظَلامِهِ) (والظَبْيُ لَيْسَ لحِاظُهُ كلِحاظِهِ ... والغُصْنُ لَيْسَ قوامُه كقَوامِهِ) (قَمَرٌ كَأنَّ الحُسْنَ يَعْشَقُ بَعْضَه ... بَعْضًا فَسَاعَدَه عَلَى قَسَّامِهِ) (فَالحُسْنُ عَنْ تِلْقَائه وَوَرائِهِ ... وَيَمينِهِ وَشمالِهِ وَأمامِهِ) (وَيكادُ مِنْ تَرَفٍ لِدِقَّةِ خَصرهِ ... يَنْقَدّ بالأردافِ عِنْدَ قِيامِهِ) قلت شعر متوسّط وَقَوله عَن تلقائه وأمامه للفظان بِمَعْنى وَاحِد 3 - (ابْن الميداني) سعيد بن أَحْمد بن محمّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الميداني وَأَبُو الْفضل هُوَ صَاحب كتاب مجمع الْأَمْثَال مَاتَ سعيد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَلَهُ من التصانيف كتاب الأسمى فِي الْأَسْمَاء كتاب غرائب اللُّغَة كتاب نَحْو الْفُقَهَاء وَله كتاب اشتقّ لَهُ اسْما من كتاب أَبِيه المسمّى ب السَّامِي فِي الْأَسَامِي كَذَا قَالَ ياقوت قلت أظنّه الاسمى فِي الْأَسْمَاء وَقَدْ تقدّم ذكر وَالِده فِي الأحمدين 3 - (أَبُو الطيّب الحديدي) سعيد بن أَحْمد بن يحيى أَبُو الطيّب الحديدي التجِيبِي الطيلطلي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام جمع كتابا لَا تحصى وَلَقي الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بِمصْر وتوفيّ سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة) 3 - (أَبُو عُثْمَان الْمرَادِي) سعيد بن أَحْمد بن يحيى أَبُو عُثْمَان الْمرَادِي الإشبيلي الشقّاق كَانَ من أهل

ابن اسحق الأنصاري

الذكاء والطبّ وَمَعْرِفَة التواريخ وَالْأَخْبَار وتوفيّ سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن اسحق الْأنْصَارِيّ) سعيد بن إِسْحَاق بن كَعْب بن عجْرَة الْأنْصَارِيّ وثّقة ابْن معِين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان الْوَاعِظ) سعيد بن إِسْمَاعِيل الْأُسْتَاذ أَبُو عُثْمَان الحريري النَّيْسَابُورِي الْوَاعِظ شيخ الصوفيّة وعَلَم الْأَوْلِيَاء بخراسان وَكَانَ مجاب الدعْوَة ذكر الْحَاكِم تَرْجَمته فِي كَراسيّن وَنصف توفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ) سعيد بن أَوْس بن ثَابت بن قيس بن زيد بن النُّعْمَان بن مَالك بن ثَعْلَبَة ابْن كَعْب بت الْخَزْرَج أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ مَعْرُوف بِالْعلمِ والثقة توفيّ سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ عَن ثَلَاث وَتِسْعين سنة كَانَ نحويّاً إِمَامًا صَاحب تصانيف أدبيّة ولغوّية روى عَن ابْن عَوْف وعَوْف الْأَعرَابِي ومحمّد بن عمر ومحمّد بن عمر وَسليمَان التَّيْمِيّ وَأبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة بن العجَّاج وَعَمْرو بن عبيد وَطَائِفَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو زيد الْأنْصَارِيّ جدّه أحد الستّة الَّذين جمعُوا الْقُرْآن فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر أَبُو سعيد السيار فِي أنّ أَبَا زيد كَانَ يَقُول كل مَا قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَخْبرنِي الثِّقَة فَأَنا أخْبرته بِهِ يُقَال الْأَصْمَعِي كَانَ يحفظ ثُلث اللُّغَة وَأَبُو زيد ثُلثي اللُّغَة والخليل بن أَحْمد نصف اللُّغَة وَأَبُو ملك عَمْرو بن كركة الْأَعرَابِي يحفظ اللُّغَة كلّها وَكَانَ أَبُو زيد يلقّب النَّاس فلقّب الْجرْمِي بالكلب لجدله واحمرار عَيْنَيْهِ ولقّب الْمَازِني بالتُدرُج لأنّ مَشْيه كَانَ يشبه مشي التدريج ولقّب أَبَا حَاتِم رَأس الْبَغْل لكبر رَأسه ولقّب التَّوَّزي أَبَا الوزواز لخفّة حركته وذكائه

الناجي العابد

ولقّب الزيَادي طَارِقًا لأنّه كَانَ يَأْتِيهِ لَيْلًا وَمن تصانيفه كتاب أَيْمَان عُثْمَان كتاب حِيلَة ومحالة وَكتاب التَّثْلِيث كتاب الْقوس والترس كتاب الْمِيَاه كتاب الْإِبِل وَالشَّاء كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب الأبيات كتاب الْمَطَر كتاب النَّبَات وَالشَّجر كتاب اللُّغَات كتاب قِرَاءَة أبي) عَمْرو كتاب الْجمع والتثنية كتاب النَّوَادِر كتاب اللَّبن كتاب بيوتات الْعَرَب كتاب تَخْفيف الهز كتاب الْجُود وَالْبخل كتاب الْوَاحِد كتاب التَّمْر كتاب خبأة كتاب المقتضب كتاب الغرائز كتاب الوحوش كتاب الْفرق كتاب السؤدد كتاب فَعَلْتُ وأفْعَلْتُ كتاب المشافهات غَرِيب الْأَسْمَاء كتاب الْأَمْثَال كتاب المصادر كتاب الْمنطق كتاب التضارب كتاب المكتوم وَقَالَ فِي أبي محمّد اليزيدي من الْخَفِيف (وَجْهُ يَحيى يَدْعُو إِلىَ البَصْقَ فِيهِ ... غَيرَ أنّي أَصُونُ عَنْهُ بُصاقي) سعيد بن إِيَاس أَبُو مَسْعُود الجُرَيري بِالْجِيم المضمومة أحد عُلَمَاء الحَدِيث لَهُ عَن أبي طفيل وَأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ وَعبد الله بن شَقِيق وَأبي نَضرة وَابْن بُرَيْدَة وَعدد كثير قَالَ غير وَاحِد هُوَ ثِقَة وَقَالَ ابْن حَنْبَل هُوَ محدّث الْبَصْرَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم تغيّر حفظه قبل مَوته وَقَالَ ابْن عدّي محمّد لَا يكذبُ الله تَعَالَى سمعْنا من الْجريرِي وَهُوَ مختلط قيل أنكر قبل الطَّاعُون توفيّ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (النَّاجِي العابد) سعيد بن يزِيد أَبُو عبد الله التَّمِيمِي النِباجي الزَّاهِد حكى عَن الفُضيل وَأبي خُزَيْمَة العابد وَحكى عَنهُ أَحْمد بن أبي الْحوَاري وَغَيره وَكَانَ عابداً سائحاً قَالَ السّلمِيّ هُوَ من أَقْرَان ذِي النُّون لَهُ كَلَام حسن فِي الْمعرفَة وَغَيرهَا وَقيل إنّ النباجي سَأَلَ الله تَعَالَى أنْ يَجْعَل رزقه فِي المَاء فَكَانَ غذاؤه فِي المَاء وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَلَهُ أَحْوَال وكرامات حكى النباجي قَالَ بَيْنَمَا نَحن صافّون نُقَاتِل العدّو بِأَرْض الرّوم فَإِذا أَنا بِغُلَام

النصراني الطبيب

كأحسن من رَأَيْت من الغلمان وَعَلِيهِ طرّة وَقفا وَعَلِيهِ حلَّة ديباج وَهُوَ يُقَاتل قتالاً شَدِيدا وَيَقُول من الرمل (أنَا فيِ أمْرَيْ رِشَادٍ ... بَيْنَ غَزْوٍ وَجِهادِ) (بَدَنِي يَغْزُو عَدوّي ... والهَوَى يَغْزُو فُؤَادِي) فَقلت يَا غُلَام هَذَا الْقِتَال وَهَذِه الْمقَالة والطرّة والقفا والحلّة لَا يشبه بَعْضهَا بَعْضًا فَقَالَ أَحْبَبْت ربّي فشغلني بحبّه عَن حبّ غَيره فتويّنت للحور الْعين لعلّها تَخْطُبنِي إِلَى مَوْلَاهَا وتوفيّ النباجي فِي حُدُود الْعشْرين والمائتين 3 - (النَّصْرَانِي الطَّبِيب) ) سعيد بن البطريق من أهل مصر كَانَ طَبِيبا نصرانيّاً مَشْهُورا عَارِفًا بِالْعلمِ وَالْعَمَل متقدّماً فِي زَمَانه وَكَانَتْ لَهُ دراية بِمذهب الْأنْصَارِيّ وُلد سنة ثَلَاث وستّين وَمِائَتَيْنِ ولمّا كَانَ أول سنة من خلَافَة القاهر جُعل سعيد بطريركاً عَلَى الإسكندريّة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَبَقِي فِي الْكُرْسِيّ والرياسة سبع سِنِين وستّة أشهر وَكَانَ فِي أيّامه شقَاق عَظِيم وشور متّصلة بَينه وَبَين شَعبه واعتلّ بِمصْر بالإسهال فحدس أنّها علّة مَوته فَصَارَ إِلَى كرسيه بالإسكندريّة وَأقَام بِهَا أيّاماً عدَّة وَمَات سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَلَاث مائَة لَهُ كتاب فِي طبّ علم وَعمل وكناش كتاب الجدل بَيْنَ الْمُخَالف وَالنَّصْرَانِيّ وَكتاب نظم الْجَوْهَر ثَلَاث مقالات كتبه إِلَى أَخِيه عِيسَى بن البطريق فِي معرفَة صَوْم النَّصَارَى وأعيادهم وتواريخهم وذيّل هَذَا الْكتاب نسيب لسَعِيد بن البطريق يُقَال لَهُ يحيى بن سعيد وسمّاه ذيل كتاب التأريخ أَو تأريخ الذيل 3 - (الطَّبِيب النَّصْرَانِي) سعيد بن توفيل كَانَ طَبِيبا نَصْرَانِيّا متميّزاً فِي الطبّ فِي خدمَة أَحْمد بن طولون من أطبّائه الخاصّين بِهِ يُسَافر مَعَه فاتّفق لِأَحْمَد بن طولون لمّا كَانَ فِي الشَّام بالثغور هيضة من لبن الجاموس فاعلّل وَحضر إِلَى مصر وسَاق الْحِكَايَة مستوفاةً ابنُ أبي أصيبعة قَالَ وَكَانَ لَهُ شاكري اسْمه هَاشم يخْدم بغله سعيد ويمسكها إِذا دخل إِلَى دَار ابْن طولون وَكَانَ سعيد يَسْتَعْمِلهُ فِي سحق الْأَدْوِيَة وَنفخ النَّار عَلَى الطبوخات ولسعيد ولد حسن الصُّورَة ذكيّ الرّوح حسن الْمعرفَة فَقَالَ ابْن طولون لسَعِيد أريدُ طَبِيبا للحرم يكون مُقيما بالحضرة إِذا عبتُ فَقَالَ لي أحضرهُ فَرَأى شَابًّا رائقاً نظيف الأثواب ظريف الشَّبَاب فَقَالَ أَحْمد لَيْسَ يصلح هَذَا لخدمة الْحرم ابصرْ من يكون قَبِيح الْوَجْه حسن الْمعرفَة فَأخذ سعيد هاشماً وَألبسهُ درّاعةً وخفّاً ونصبه لخدمة الْحرم فَقَالَ لَهُ عمر بن

الأزدي البصري

صَخْر يَا سعيدَ مَا الَّذِي نصبت هاشماً وَالله ليرجعنّ إِلَى دناءة أَصله وخشاسة محتده فتضاحك سعيد وتمكّن هَاشم من خدمَة الْحرم بأدوية الشَّحْم وَالْحَبل وتحسين الألوان وتغزير الشُّعُور فقدمه النِّسَاء عَلَى سعيد وَجمع الأطبّاء ابنُ طولون عَلَى علّته فَقَالَت أمّ أبي العشائر يَا سيّدي مَا فيهم مثل هَاشم فَقَالَ أحضريه فلمّا مثل بَيْنَ يَدَيْهِ وَنظر وَجهه قَالَ اعتلّ الْأَمِير حَتَّى بلغ هَذِهِ الْغَايَة لَا أحسن الله جزاءَ مَن تولىّ أمره فَقَالَ لَهُ فَمَا الصَّوَاب قَالَ تنَاول قمحيّةٍ فِيهَا كَذَا وَكَذَا وعدّد قَرِيبا من مائَة عقّار فَتَنَاولهَا فَأمْسك الإسهال فَحسن موقعه عِنْده فَقَالَ لَهُ إنّ سعيداً حماني من شهر لقمةَ عصيدةٍ) وَأَنا أشتهيها فَقَالَ أَخطَأ سعيد وَهِي مغرية واها أثر حميد فَأمر أَحْمد فعُمل لَهُ مِنْهَا جَام وَاسع فَأكل أَكْثَره ونام وَقَالَ لسَعِيد لمّا أحضرهُ مَا تَقول فِي العصيدة فَقَالَ ثَقيلَة عَلَى الْأَعْضَاء فَقَالَ دَعْنِي من هَذِهِ المخرقة قَدْ أكلتها ونفعتني مَا تَقول فِي السفرجل فَقَالَ يُمصّ مِنْهَا عَلَى خلة الْمعدة فلمّا خرج أكل ابْن طولون سفرجلاً كثيرا فعصر السفرجل العصيدة فتدافع الإسهال فَدَعَا بِسَعِيد وَقَالَ لَهُ يَا ابْن الفاعلة ذكرتَ أنّ السفرجل نَافِع لي وَقَدْ عاوني الإسهال فَقَالَ هَذِهِ العصيدة الَّتِي منعتُك مِنْهَا لَمْ تزل مُقِيمَة فِي الأحشاء لَا تطِيق هضمها حَتَّى عصرها السفرجل وَمَا أطلقت لَكَ أكله وإنمّا أَشرت بمصّه وَأَنت أَكلته للشبع لَا للعلاج فَقَالَ يَا ابْن الفاعلة أَنْت جَلَست تنادرني وَأَنت صَحِيح سويّ وَأَنا عليل مَذْهَب ثُمَّ دَعَا بالسياط وضربه مِائَتي سَوط وَطَاف بِهِ عَلَى جمل وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من ائتُمن فخان فَمَاتَ سعيد بعد يَوْمَيْنِ سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ) سعيد بن بشير أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ وَقيل الدِّمَشْقِي قَالَ ابْن سعيد كَانَ قدريّاً وَقَالَ الْحَاكِم لَيْسَ بالقويّ وتوفيّ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الْحِمْيَرِي) سعيد بن جَابر الْحِمْيَرِي ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَقَالَ قدم بَغْدَاد عَلَى يزِيد خَال الْمهْدي وامتدح الْمَنْصُور وَبَقِي إِلَى الْخلَافَة الْمهْدي وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (وَراحٍ كمَيْتِ اللَّونِ مَا لَمْ يَشجّها ... مِزاجٌ وَلَونُ الوَرْدِ حِينَ تصفَقُ) (عقارٌ عَلَيْها فِي القناني سكينةٌ ... وَتنزو إِذا صُفِّقتْ وتَرَقْرَقُ) (إِذا ذُلِّلَتْ فِي الكأس فالطَعْمُ طِيبٌ ... لِذَائِقِها واللَوْنُ للعين مُونِقُ)

التابعي

3 - (التَّابِعِيّ) سعيد بن جُبَير بن هِشَام توفيّ شَهِيدا قَتله الحجّاج سنة خمس وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ أَبُو عبد الله الْأَسدي الْوَالِي مَوْلَاهُم الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام سمع ابْن عبّاس وعديّ بن اتم وَابْن عمر وَعبد الله بن مُغفل وَعَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عِنْد النَّسَائِيّ وَذَلِكَ مُنْقَطع وروى عَن أبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَفِيه نظر وروى لَهُ الْجَمَاعَة ورُوي أنّه كَانَ أسود اللَّوْن خرج مَعَ ابْن) الْأَشْعَث عَلَى الحجّاج وتنقّل فِي النواحي اثْنَتَيْ عشرَة سنة ثمّ إنّه وَقَعُوا بِهِ وأحضروه فَقَالَ يَا شقي بن كسير وَأَخ يعاتبه ثُمَّ ضرب عُنُقه وقبره بواسط ظاهرٌ يُزار رُوي أنّ الحجّاج رُئي فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ قتلني بِكُل قتلة وقتلني بِسَعِيد بن جُبَير سبعين قتْلَةً وَقَالَ سعيد قَرَأت الْقُرْآن فِي رَكْعَة فِي الْبَيْت الْحَرَام وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك كَانَ سعيد بن جُبَير يؤمّنا فِي شهر رَمَضَان فَيقْرَأ لَيْلَة بِقِرَاءَة ابْن مَسْعُود وَلَيْلَة بِقِرَاءَة غَيره هَكَذَا أبدا وَسَأَلَهُ رجل أَن يكْتب لَهُ تَفْسِير الْقُرْآن فَغَضب وَقَالَ لأنْ بسقط شقّي أحبّ إليّ من ذَلِكَ وَقَالَ خصيف كَانَ أعلم التَّابِعين بِالطَّلَاق سعيد بن المسيّب وبالحجّ عَطاء وبالحلال وَالْحرَام طاؤوس وبالتفسير أَبُو الحجّاج مُجَاهِد بن جبر وأجمعهم لذَلِك كلّه سعيد بن جُبَير وَكَانَ سعيد أوّلَ أمرِه كَاتبا لعبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود ثُمَّ كتب لأبي بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ سعيد مَعَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن قيس لمّا خرج عَلَى عبد الْملك بن مَرْوَان فلمّا قُتل عبد الرَّحْمَن وَانْهَزَمَ أَصْحَابه من دير الجماجم هرب فلحق بمكّة وَكَانَ واليها بن عبد الله الْقَسرِي فَأَخذه وَبعث بِهِ إِلَى الحجّاج فلمّا حضر بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ أما قدمت الْكُوفَة وَلَيْسَ يؤمّ بِهَا إلاّ أعرابيّ فجعلتك إِمَامًا قَالَ بلَى قَالَ أما ولّيتك الْقَضَاء فضجّ أهل الْكُوفَة وَقَالُوا لَا يصلح للْقَضَاء إِلَّا عربيّ فاستقضيتُ أَبَا بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وأمرته أَن لَا يقطع أمرا دُونك قَالَ بلَى قَالَ أما جعلتك فِي سُمّاري وكلّهم رُؤُوس الْعَرَب قَالَ بلَى قَالَ أما أعطيتُك مائَة ألف دِرْهَم تفرّقها عَلَى أهل الْحَاجة فِي أوّل مَا رَأَيْتُمْ ثُمَّ أم أَسأَلك عَن شَيْء مِنْهَا قَالَ فَمَا أخرجك عليّ قَالَ بيعَة كَانَتْ فِي عنقِي لِابْنِ الْأَشْعَث فَغَضب الحجّاج وَقَالَ أفما كَانَ لأمير الْمُؤمنِينَ عبد الْملك بن مَرْوَان فِي عُنُقك بيعَة من قبل وَالله لأقتلنّك يَا حرسيُّ اضربْ عُنُقه ولمّ قَتله سَالَ مِنْهُ دم كثير فاستدعى الحجّاج الْأَطِبَّاء وسألهم عَنهُ وعمّن

الأنصاري

كَانَ قَتله فإنهّم كَانَ يسيل مِنْهُم دم قَلِيل قَالُوا هَذَا قتلته وَنَفسه مَعَه وَالدَّم يَنْبع النَّفس وَمن كنت تقتله غَيره كَانَتْ نَفسه تذْهب من الْخَوْف فَلذَلِك قلّ دمهم وَحكى أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فِي كتاب المهذّب أنّ سعيد بن جُبَير كَانَ يلْعَب الشطرنج استباراً 3 - (الْأنْصَارِيّ) سعيد بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ الخزرجي أردفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَاءه يعود سعد بن عبَادَة قيل إنّه مَاتَ قبل بدر) 3 - (سعيد بن الْحَارِث بن قيس) الْقرشِي السَّهْمِي هَاجر هُوَ وَإِخْوَته كلّهم إِلَى أَرض الْحَبَشَة وأمّهم امْرَأَة من بني سوءة بن عَامر وقُتل سعيد هَذَا رضه يَوْم اليرموك فِي رَجَب سنة مس عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (القَاضِي الْمَالِكِي المَخْزُومِي) سعيد بن حسّان المَخْزُومِي الْمَالِكِي القَاضِي وثّقه ابْن معِين ووثّقه أَبُو دَاوُد مرّةً ومرّةً توقّف وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وتوفيّ فِي حُدُود الستّين وَمِائَة 3 - (الناجم الشَّاعِر) سعيد بن الْحسن بن شدّاد المسمعي أَبُو عُثْمَان الورّاق الْمَعْرُوف بالناجم كَانَ يصحب ابْن الرُّومِي ويروي أَكثر شعره عَنهُ وَلَهُ مَعَه أَخْبَار وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا روى عَنهُ أَبُو عليّ الْحسن بن محمّد الْأَعرَابِي وَأَبُو بكر محمّد بن يحيى الصولي وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَثَلَاث مائَة قَالَ ابْن الرُّومِي يخاطبه فِي علّته الَّتِي مَاتَ فِيهَا من الوافر (أَبَا عُثْمانَ أنتَ عَميدُ قومِكْ ... وَجُودُك للعَشِيرَةِ دُونَ لَوْمِكْ) (تَمتَّعْ مِن أخِيك فَما أرَاهُ ... يَراكَ وَلاَ تَراهُ بَعْدَ يَوْمِكْ) وَقَدْ تقدّم فِي المحمّدين محمّد بن سعيد الناجم الْمصْرِيّ وَلَا أَدْرِي أهوَ ابْن هَذَا أَو غَيره وَمن شعر الناجم قَوْله من المنسرح

الطبيب البغدادي

(يَأتِيكَ فِي جُبَّةٍ مُخَرَّقَةٍ ... أَطْوَلَ أعْمارِ مِثْلها يَوْمُ) (وَطَيْلَسانٌ كالآلِ تَلْبَسُهُ ... عَلىَ قَمِيصٍ كَأنَّهُ غَيْمُ) وَمِنْه قَوْله من السَّرِيع (قَالوا اشتَكَتْ نَرْجَسَتا وَجْهِهِ ... قُلْتُ لَهُمْ أحسَنَ مَا كَانَا) (حَمْرَةُ وَرْدِ الخَدِّ أعْدَتْهُما ... وَالصِيْغُ قَدْ يَنْفُذُ أحْياناً) وَمِنْه وَمن الطَّوِيل (لَئِنْ كانَ عَنْ عَيْنَيَّ أحَمدُ غَائِبا ... لمَا هُوَ عَنْ عَينِ الضَميرِ بغائِبِ) (لَهُ صُورَةٌ فِي القَلْبِ لَمْ يقضها النَّوَى ... وَلم تَتَخَطَّفْها أَكُفُّ النَوَائِبِ) (إِذا سَاءَنِي مِنْهُ نُروحُ زِيَارَةٍ ... وَضَاقَتْ عَليَّ فِي وَوَاهُ مَذاهِبِي) (عَطَفْتُ عَلى شَخْصٍ لَهُ غيرَ نازحٍ ... مَحَلَّتُهُ بَين الحَشا والتَئِبِ) ) قلت وَهُوَ من قَول الآخر من الطَّوِيل (أما وَالَّذِي لَوْ سَاءَ لَمْ يخلق الْهوى ... لَئِن غِبتَ عَنْ عَيْنِي لمَا غِبْتَ عَن قلبِي) (ترينيك عين الْوَهم حَتَّى كَأَنَّمَا ... أناجيك عَنْ قُرْبٍ وَإنْ لَمْ تَكُنْ قُربِي) قَالَ بَعضهم دخلت يَوْم أضحى عَلَى الناجم فَقلت كَيْفَ أَنْت فَقَالَ من الرمل (رَتَّتِ الحالُ فَضَحَّي ... نَا مَعَ الناسِ بِقَرْعَهْ) (وَعَدَدْنا مِن عِيال ال ... دارِ عِنْدَ الذَبْحِ تِسْعَهُ) وَاشْتَرَينا لَبَنًا صب عَلىَ القَرْعِ بقطْعَهْ (لَمْ يَنلنا بَسَمُ الأضح ... ىَ وَلاَ نعْرِفُ هَجْعَهْ) (وَلَنَا آكْلَةُ لَحْمي ... إنْ قَرمْنا كُلَّ جُمْعَهْ) وَالذي عَزَّى عَنِ الدُّنْيَا وَفيها كُلُّ مُتْعَهْ (أنهّا مَنْزِلُ إقْلا ... عٍ بِتَقْويضٍ وَقَلْعَةْ) 3 - (الطَّبِيب الْبَغْدَادِيّ) سعيد بن الْحسن بن عِيسَى أَبُو نصر الطَّبِيب كَانَ من المتميّزين فِي صناعَة الطبّ مرض الإِمَام النَّاصِر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة مَرضا شَدِيدا عرض لَهُ الْحَصَا فِي المثانة فَأَشَارَ طبيبه أَبُو الْخَيْر بتاشقّ فأحضر الجرائحي لشق ذَكَره فَقَالَ إنّ شَيْخي أَبَا نصر المسيحي لَيْسَ فِي الْبِلَاد مثله فأحضروه فَقَالَ لَا يحْتَاج إِلَى شقّ وَأخذ

أبو الغنائم الكاتب

يلين الْعُضْو بالأدهان ولاطفه إِلَى وَقعت الْحَصَاة فِي الْيَوْم الثَّالِث وَقيل إنّ وَزنهَا خمس مَثَاقِيل وَقيل كَانَتْ أكبر من نوى الزَّيْتُون فلمّا دخل النَّاصِر الحمّام أَمر بِأبي نصر أَن يُخل مَعَه إِلَى دَار الضَّرْب وَيحمل من الذَّهَب مَا يقدر عَلَيْهِ ثُمَّ أَتَتْهُ من ولدّي الإِمَام ألفا دِينَار وَمن نجاح الشرابي ونصير الدّين ابْن مهْدي الْوَزير وَمن أمّ الْخَلِيفَة ثَلَاث آلَاف دِينَار وَمن الْأُمَرَاء وَالنَّاس شَيْء كثير وقرّر لَهُ الجتامكيّة السنيّة والراتب الوافر وداوى النَّاصِر مرّات عديدةً وشفاه وَأخذ فِي كلّ مرّة جملَة من الذَّهَب وَالْخلْع وَلَهُ كتاب الاقتضاب عَلَى طَرِيق الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب 3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب) سعيد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن الْحسن بن محمّد بن مَنْصُور بن الْحَارِث بن شارخ النيلي أَبُو الْغَنَائِم الْكَاتِب توفيّ سنة ثَلَاث عشرَة وستّ مائَة وَكَانَ كَاتبا يتصرّف فِي الْأَعْمَال ويترسّل) وَسمع شَيْئا من الحَدِيث وَمن شعره من الطَّوِيل (لَقَدْ هَجَرَتْنِي أُمُّ هاجرَ وَابْتَدَتْ ... تَقُولُ لَقَدْ خابَتْ لَنَا فِيمَ أمْثَالُ) (رَأتْ رَجُلاً أعْشَى مُسِنّاً وَما بِهِ ... حراكٌ وَقَد أرْدَاهُ بُوْسٌ وَإقلالُ) (وَمَنْ جاوَزَ التِسعينَ عَاما تعدّ لَهُ ... بُرود قُواه رَنًّةً وَهِي أَسْمالُ) (ولمّا رَأَتْ شَيْبي وَفَقْرِي تَنَكَّرَتْ ... وصَدَّتْ وَحَالَتْ حِينَ حَالَتْ بِي الحالُ) (وَمَاذا علىَ مِثْلي مُحِبٌّ وَمَا لَهُ ... شَفِيعٌ إِلَيْهَا لَا شَبابٌ وَلَا مَالٌ) 3 - (الْأَمِير الطُبيري صَاحب منورقة) سعيد بن حكم بن سعيد بن حكم الْأَمِير أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الطُبري الْمعَافِرِي مولده بطُبيرة من غرب الأندلس فِي حُدُود الستّ مائَة توفيّ سنة ثَمَانِينَ وست مائَة قَرَأَ بإشبيليّة الموطّأ عَلَى أبي الْحُسَيْن بن زرقون واشتغل عَلَى الشلويين وَكَانَ محدّثاً أديباً كَاتبا رَئِيسا نزل جَزِيرَة منورقة وَكَانَ حسن السياسة فقدّمه أَهلهَا وأمرّوه عَلَيْهِم فدبّر أمرهَا إِلَى أَن مَاتَ وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته كَذَا قَالَ ابْن عمرَان الْحَضْرَمِيّ وَولي بعده الحكم وَلَده ثُمَّ قَصده الفرنج ودام الْحصار مدّةً ثُمَّ أخذُوا الْبَلَد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقدم هُوَ سبتة وَكَانَ الْأَمِير أَبُو عُثْمَان فِي أوّل أمره قَدْ تعلّق بشغل دَاوُد بن الخشّاب وتصرّف فِي إفريقيّة وَغَيرهَا إِلَى أَن صَار مشرفاً فِي جَزِيرَة ميورقة فِي مدّة بني عبد الْمُؤمن فلمّا احتلّت دولتهم بالأندلس وَأخذ عُبّادُ الصَّلِيب جَزِيرَة ميورقة وَهِي الْقرب مِنْهَا دارى أَبُو عُثْمَان عَن جَزِيرَة منورقة وصانعهم عَلَيْهَا وخطب لنَفسِهِ فاستمرّ لَهُ ذَلِكَ وَصَارَ مَقْصُودا ممدّحاً وفدى كثيرا من الشُّعَرَاء والأدباء من الْأسر فإنّ كلّ من حصل فِيهِ وخاطبه بنظم أَو

أبو عثمان الكاتب

نثر أرسل فديته وأحضره وجبر حَاله جزاه الله خيرا وَمن شعره من الرمل هِمَّتِي فِي هَذهِ الدُنْيَا لَبِيبٌ أصْطَفِيهِ وفَسادُ لَسْتُ أبقيه وَخَيرٌ أقْتَنِيهِ أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ ولابنه الْمَذْكُور عُلُوم جمّة وأدب فَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى السُّلْطَان أبي عبد الله بن الْأَحْمَر يعزيه فِي وَلَده الْأَمِير أبي سعيد فَرَح من الوافر (عَزاءً أيُّها المَلِكُ الجَليلُ ... فإنَّ مَتاعَ دُنيَانَا قَلِيل) ) (وَيَا عَجَبا نُصَبِّرُ ضِلّةً مَنْ ... يَظَلُّ شِعارُهُ الصَبْرُ الجَميلُ) (نُعَزِّيهِ وَلَيْسَ لَنا عَزاءٌ ... وَلكِنّا سَنَفْعَلُ مَا نَقولُ) 3 - (أَبُو عُثْمَان الْكَاتِب) سعيد بن حميد بن سعد أَبُو عُثْمَان الْكَاتِب من أَوْلَاد الدهاقين كَانَ بغداديّاً وادَعى أنّه من أَوْلَاد مُلُوك الْفرس تقلّد ديوَان الرسائل بِسُرَّ من رأى وَكَانَ كثير السرقات والإغارة قَالَ بَعضهم لَو قيل لكَلَام سعيد ارجعْ إِلَى أهلك لمَ بَقِي عَلَيْهِ إلاّ التَّأْلِيف ومذهبه فِي الْعُدُول عَن أهل الْبَيْت مُتَعَارَف مَشْهُور ووالده من ودوه الْمُعْتَزلَة وَلَهُ كتاب انتصاف الْعَجم من الْعَرَب وَيعرف بالتسوية وديوان رسائله وديوان شعره وَمن شعره من الْخَفِيف (حَسَدَتْنا أيّامُنا بالتلاقِ ... فرمتْنا تعسّفاً بالفِراقِ) (أعْقَبَتْنا تَفَرُّقاً بائِتلافٍ ... أنفدت دَمْعنا عَلَيْهِ المآقي) (آهِ مِن وَحْشَةِ الفِراقِ وضمِنْ ذُلّ ... المُعَنَّى وحَسْرةِ المشْتاقِ) (مَا يُريد الفراقَ لَا كانَ مِنّا ... أشْمَتَ اللهُ بالفِراق التَلاقي) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَنُضْحَكَ يَا ذَا النُصْحِ لاَ نَبْذُلَنَّهُ ... لِمُتَّهِمٍ وَالنُصْحُ بادٍ مَواضِعُهْ) (وَلَا نَمْتَحَنّ الرأيّ مَنْ لاَ يُريدُهُ ... فَلَا أنْتَ مَحْمودٌ وَلَا الرَّأْي نافِعُهْ) وَمِنْه من الْخَفِيف (كَيْفَ أُثْنِي عَلىَ الزَمانِ وَهِجْرا ... نُكَ مِمَّا جَنَت صرُوف الزمانِ) (صِرْتُ أجفوكَ مُكْرَهاً وَعَلى الوُدِّ ... دَليلُ مِنْ ناظِري وَلساني)

النفيلي

(كُلَّما عُدْتُ بِالتَجَلُّدِ عَنْكُمْ ... كَذَّبَتْنِي نَوَاظِرُ الأجْفانِ) (وَلَوَ أنَّ المُنى تُحَكَّم يَوْماً ... مَا تَخَطَّتْ إلاّ إليكَ الْأَمَانِي) قَالَ محمّد بن السّري صرت إِلَى سعيد بن حميد وَهُوَ فِي دَار الْحسن بن مخلد فِي حَاجَة لي لعنده إِذْ جَاءَتْهُ رقعةُ فضلِ الشاعرة وَكَانَتْ تحبّه وفيهَا هَذَانِ البيتان من الْكَامِل (الصَبْرُ يَنْقُصُ والغَرامُ يزيدُ ... والدارُ دانِيَةٌ وَأنتَ بَعِيدُ) ) (أشْكُوكُ أمْ أشْكُو إليكَ فإنَّه ... لَا يَستَطِيعُ سِوَاهُما المَجْهُودُ) وبعدهما أَنا يَا أَبَا عُثْمَان فِي حَال التّلف لَمْ تعدني وَلَا سَأَلت عَن خبري فَأخذ بيَدي ومضينا إِلَيْهَا فَسَأَلَ عَن خَبَرهَا فَقَالَت لَهُ هُوَ ذَا أَنا أَمُوت وتستحي منّي فَقَالَ من الْبَسِيط (لَا مُتُّ قَبْلَك بَلْ أحْيَا وَأنتِ مَعاً ... وَلاَ أعِيشُ إِلَى يومٍ تَمُوتينا) (لاَ بَلْ نَعِيشُ لمِا نَهْوَى وَنَأمُلُهُ ... وَيُرْغِمُ اللهُ فِينَا أنْفَ وَشِينا) (حَتَّى إِذا قَدَّرَ الرَحْمَنُ مِيَتَنا ... وحَانَ مِنْ أمْرِنَا مَا لَيْسَ يَعْدُونَا) (مُتْنَا جَمِيعاً كَغُصْنَيْ بَانَةٍ ذَبُلا ... مِنْ بَعْدِ مَا نَضرَا وَاسْتَوسَقا حينا) (ثُمَّ السَلامُ عَلَيْنَا فِي مَضاجِعِنا ... حَتَّى نَقوم إِلَى مِيوانٍ مُنْشِينا) (فَإنْ نَنَلْ خُلْدَه فَالْخُلْدُ يَجْمَعُنا ... إنْ شَاءَ أوْ فِي لظىً إنْ شَاءَ يُلقِينا) (إِذا التَظَتْ بَرَّدُتُها بَيْنَنا قُبَلٌ ... وَبَرْدُ رَشْفٍ عَلىَ اللَوْعاتِ يُغْرِينا) (حَتَى يَقُولَ جَمِيعُ الخالدِينَ بِها ... يَا لَيْتَ أنَا معاُ كُنّا مِحيّينا) 3 - (النُّفَيْلِي) سعيد بن حَفْص النُّفَيْلِي خَال الْحَافِظ أبي جَعْفَر النُّفَيْلِي وثّقه ابْن حبّان وروى لَهُ النَّسَائِيّ وتوفيّ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (سعيد بن أبي مَرْيَم) وَهُوَ سعيد بن الحكم بن سَالم أَبُو محمّد الجُمَحي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ أحد الْعلمَاء الثِّقَات سمع يحيى بن أيّوب وَنَافِع بن يزِيد وأُسامة بن زيد بن

ابن خالد

أسلم وَأَبا غسّان محمّد بن مطرف وَنَافِع بن عمر الجُمَحِي وَسليمَان بن بِلَال ومحمّد بن جَعْفَر بن أبي كثير وَاللَّيْث ومالكاً وَإِبْرَاهِيم بن سُوَيْد وَطَائِفَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ ثُمَّ هُوَ وَالْجَمَاعَة عَن رجل عَنهُ وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَمُحَمّد بن إِسْحَاق الصغاني وَمُحَمّد بن عبد الله ابْن البرقي وَيحيى بن معِين وَيحيى بن أيّوب العلاّف وَيحيى بن عُثْمَان بن صَالح وحُميد ابْن زَنْجوَيْه وَعُثْمَان الدَّارمِيّ وَأحمد بن حمّاد زغبة وَخلق كثير قَالَ أَبُو دَاوُد هُوَ عِنْدِي حجّة وَقَالَ أَحْمد الْعجلِيّ ثِقَة توفيّ سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن خَالِد) سعيد بن خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميّة وُلد بِأَرْض الْحَبَشَة فِي هِجْرَة أَبِيه إِلَيْهَا وَهُوَ ممّن) أَقَامَ بِأَرْض الْحَبَشَة حَتَّى قدم مَعَ جَعْفَر فِي السفينتين 3 - (أَبُو خَالِد الْمدنِي) سعيد بن خَالِد بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عفّان أَبُو عُثْمَان وَيُقَال أَبُو خَالِد الْقرشِي الْأمَوِي أَصله من الْمَدِينَة وَسكن دمشق وداره بِنَاحِيَة سوق الْقَمْح شماليّ دكّة الْمُحْتَسب الْقَدِيمَة وَلَهُ بِهَا دورٌ هَذِهِ أَحدهَا وَهُوَ صَاحب الفدين قَرْيَة من عمل دمشق روى عَن عُرْوَة وقَبيصة بن ذُؤَيْب وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَغَيره وَهُوَ الَّذِي عَرَّضَ بِهِ مُوسَى شهوات فِي قَوْله لَا أَعنِي ابْن بنت سعيداً لمّا مدح سعيد بن خَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد قَالَ الزبير وأمّ سعيد بن خَالِد بن عَمْرو أمّ عُثْمَان بنت سعيد بن الْعَاصِ وَكَانَ سعيد من أَكثر النَّاس مَالا وَلَهُ كثير وَلَهُ يَقُول الفرذدق من الطَّوِيل (كُلُّ امرءٍ يَرْضَى وإنْ كَانَ كَامِلا ... إِذا نَال نِصْفاً مِنْ سَعيدِ بْنِ خالدِ) (لَهُ مِنْ قُريشٍ طَبْبُوها وَفَيْضُها ... وإنْ عَضَ كَفَّى أُمِّهِ كلُّ حاسِدِ) وَكَانَتْ تَأْخُذهُ الموته فِي كلّ سنة فأرادوا علاجه فتكلّمت صاحبته عَلَى لِسَانه وَقَالَ أَنا كَرِيمَة بنت ملْحَان سيّد الجنّ وإنْ عالجتموه قتلْتُهُ وَالله لَو وجدْتُ أكرمَ مِنْهُ لَهويتُه 3 - (الفديني) سعيد بن خَالِد بن محمّد بن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عفّان الْقرشِي الْأمَوِي العثماني الفُديني من أهل قَرْيَة الفُدَين خرج أيّام الْمَأْمُون وادّعى الْخلَافَة بعد أبي العميطر وَجعل يطْلب القيسيّة ويقتلهم ويتعصّب لليمن فوجّه إِلَيْهِ محمّد بن صَالح بن بيهس أَخَاهُ يحيى بن صَالح فِي جَيش فلّما صَار بِالْقربِ من حصنه الْمَعْرُوف بالفُدَين هرب مِنْهُ العثماني فَوقف يحيى بن صَالح عَلَى الْحصن حتّى هَدمه وخرّب زيزاء ونهبها وتحصّن العثماني فِي عُثْمَان ثُمَّ إنّ أَصْحَابه تفرّقوا عَنهُ بعد ذَلِكَ

نجم الدين ابن القيسراني

3 - (نجم الدّين ابْن القيسراني) سعيد بن خَال بن أبي عبيد الله محمّد بن نصر بن صفير أَبُو المكارم المَخْزُومِي الخالدي الْحلَبِي ابْن القيسراني نجم الدّين ابْن موفّق الَّذِي تقدّم ذكر وَالِده فِي حرف الْخَاء وُلد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسمع بحلب وحدّث توفيّ سنة خمسين وست مائَة وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه شهَاب الدّين يحيى فِي مَكَانَهُ من حرف الْيَاء) 3 - (ابْن دَاوُد الزنبري) سعيد بن دَاوُد بن سعيد أَبُو عُثْمَان الزنبري بالزاي وَالنُّون الموحّدة وَالرَّاء عَلَى وزن الْعَنْبَري الْمدنِي نزيد بَغْدَاد توفيّ فِي حُدُود الْعشْرين والمائتين 3 - (سعيد بن الرّبيع ألو زيد) صَاحب الْهَرَوِيّ شيخ بَصرِي كَانَ يَبِيع الثِّيَاب الهروية روى عَن قُرَّة بن خَال وشعبه وعليّ بن الْمُبَارك وَغَيرهم وروى البُخَارِيّ وروى مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة وحجّاج ابْن الشَّاعِر وَبُنْدَار وَعبد بن حميد وَأَبُو قلَابَة الرقاشِي والكديمي وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (عماد الدّين ابْن ريّان) سعيد بن ريّان بن يُوسُف بن ريّان القَاضِي عماد الدّين الطَّائِي كَانَ من أحسن النَّاس وَجها وقدّاً وعمّةً وبزّةً وَكَانَ مثل اسْمه سعيداً لَهُ وجاهة وَقبُول فِي النُّفُوس وَكَانَ صَدرا كَبِيرا وَاسع النَّفس زَائِد التجمّل ظَاهر النِّعْمَة كثير الْبَذْل بَاشر نظر الدَّوَاوِين بحلب مرّات وطُلب إِلَى مصر وصودِرَ وأُخذ مِنْهُ فِيمَا قيل أَربع مائَة ألف وَكَانَ شرف الدّين ابْن مزهر تِلْكَ الْأَيَّام بِمصْر وَكَانَ يحضر دَار الوزارة ويشكو عطلته وبطالته وضيق ذَات يَده وَيَقُول وَالله مَا تعشّستُ البارحة إلاّ عَلَى سماط عماد الدّين ابْن ريّان يَا قوم هَذَا إلاّ رجل كريم النَّفس كَانَ البارحة عَلَى سماطه أَرْبَعَة صحون خزافيّة حلوى وَكَانَ ويعدّد أَشْيَاء وإسمّا يقْصد بذلك أَذَاهُ لأنّه كَانَ مصادراً وَهُوَ يحمل وَإِذا سمع النَّاس ذَلِكَ يَقُولُونَ مَا مُصادَرٌ يكونُ هَذَا عشاؤه إلاّ مَعَه أَضْعَاف مَا يحملهُ وحطّ عَلَيْهِ الجاشنكير وَقَالَ

ابن زيد أحد العشرة

مَا أستخدمه فِي ديوَان السُّلْطَان أبدا فَقَالَ سلار أَنا أستخدمه فِي ديواني فَجعله نَاظر ديوانه فِي دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَرَأس فِيهَا وَصَحب أكابرها ورؤساءها وتظاهر بمكارم كَثِيرَة وَلَمْ يزل إِلَى أَن حجّ وَعَاد مَعَ الركب الْمصْرِيّ ورُسم لَهُ بِنَظَر حلب فَأخذ توقيعه وَحضر إِلَى دمشق فَمَرض بِهَا وَمَات فِي ثامن رَجَب سنة ثَمَان وَسبع مائَة وَكَانَ يكْتب مليحاً وَيَقُول الشّعْر طباعاً كتب إِلَى الْأَمِير شمس الدّين سنقر الأعسر وَهُوَ مشدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق من الْكَامِل) (يَا مَنْ إِذا استَنْخَى لِيَوْمِ كَريهَةٍ ... هَزَّتْ شَماَئِلُه المُرُوَّةَ فانْتَخَى) (أنْتَ الذِي يُخْشَى وَيُرْجَى دَائِما ... وَإلَيْكَ يُلْجَأُ فِي الشَدَائِدِ والرَخَا) (وَإِذا الحُرُوبُ تَوَقَّدَتْ نِيرَانُها ... أَطْفَأتَها بِعَزِيَمةٍ تَخْلُو الطَخَ) (وَإذَا تَمِيلُ إِلَى الكَسِيرِ جَبَرْتَهُ ... وعَلى العَليِّ مِنَ الْجبَال تَفَسَخا) (حُزْتَ المكارِمَ والشَجاعَةَ والفُتوّ ... ةَ والْمُروَّةَ والنَبَاهَةَ والسَخا) (دانَتْ لَكَ الأقدارُ فَهْيَ كَمَا تَشَا ... بمحَلِّك العالي غَدَتْ تَجرِي رُخا) 3 - (ابْن زيد أحد الْعشْرَة) سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفيل بن عبد العُزّى بن رَبَاح بن عَلَيْهِ وَسلم فِي كَعْب بن لؤيّ أَبُو الْأَعْوَر وأمّه فَاطِمَة بنت بعجة بن أميّة بن خويلد وَهُوَ ابْن عمّ عمر بن الخطّاب وَزوج أُخْته أمّ جميل بنت الخطّاب وَهُوَ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بالجنّة من الْمُهَاجِرين السَّابِقين الأوّلين أسلم هُوَ امْرَأَته قبل عمر وَشهد الْمشَاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعدّه أهل الْمَغَازِي ممّن شهد بَدْرًا لأنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضرب لَهُ بسهمه وأجره لأنّه كَانَ أرْسلهُ وَطَلْحَة قبل خُرُوجه إِلَى بدر بتجسّسان خبر العير فَلَمَّا رجعا صادفا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد رَجَعَ من الْوَقْعَة عَلَى المحجّة فِيمَا بَيْنَ ملل والسيّالة وَشهد اليرموك وَحضر دمشق وولاّه إيّاها أَبُو عُبيدة وَخرج مَعَ عمر بن الْخطاب فِي رجته الثَّانِيَة إِلَى الشَّام الَّتِي رَجَعَ فِيهَا من سَرْغ وَكَانَ أَمِيرا عَلَى ربع الْمُهَاجِرين وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ ابْن عمر وَعَمْرو بن حُرَيْث وَأَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة وزرّبن حُبيش وَعُرْوَة

التنوخي

وَغَيرهم وتوفيّ سنة إِحْدَى وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ يزِيد بن رُومَان أسلم سعيد قبل أَن يدْخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَقبل أَن يَدْعُو فِيهَا وَكَانَ سعيد عَاشر الْعشْرَة لمّا تحرّك بهم جبل حراء وهم والنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْعشرَة إِلَّا أَبَا عُبَيْدَة رَوَاهُ عُثْمَان وَسَعِيد بن زيد وَأَبُو هُرَيْرَة وَابْن عبّاس وَعَن عُثْمَان بن عفّان قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَى حراء فتحرّك فَقَالَ اسكنْ حراء فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد وَعَلِيهِ رَسُول الله صلى وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليّ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن وَسعد وَسَعِيد وَقَالَ سعيد بن زيد سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أَبُو بكر الصدّيق فِي الجنّة وَعمر بن الْخطاب فِي الجنّة وَعُثْمَان بن عفّان فِي) الجنّة وَعلي بن أبي طَالب فِي الجنّة وَطَلْحَة بن عبيد الله فِي الجنّة وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فِي الجنّة وَسعد بن أبي وَقاص فِي الجنّة وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي الجنّة وَسكت عَن تسميه التَّاسِع فَقيل من هُوَ فَقَالَ سعيد بن زيد وَأرْسل دُمُوعه وَفِي رِوَايَة أشهد أنّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجنَّة وأبك لكر فِي الجنّة فَذكرهمْ وَفِي رِوَايَة وَأَنا تَاسِع الْمُؤمنِينَ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَاشِر ثُمَّ أتبع ذَلِكَ يَمِينا قَالَ وَالله لَمِْهَدٌ شهده رجل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُغَيِّر فِيهِ وَجهه أفضل من عمل أحدكُم وَلَو عُمِّرَ نوح قيل مَاتَ بالعتيق وحُمل فدُفن بِالْمَدِينَةِ وشهده سعد بن أبي وقّاص وَابْن عمر وَأَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَومه وَأهل بَيته وروى أهل الْكُوفَة أنّه مَاتَ عِنْدهم وصلىّ عَلَيْهِ الْمُغيرَة ابْن شُعْبَة وَهُوَ وَالِي الْكُوفَة لمعاوية قَالَ ابْن عَسَاكِر الْمَحْفُوظ أنّه مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ لسَعِيد أَرْبَعَة بَنِينَ عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَزيد وَالْأسود كلهم عقّب وأنجب وَكَانَ مَرْوَان قَدْ أرسل إِلَى سعيد بن زيد نَاسا يكلّمونه فِي شَأْن أروى بنت أويس وَكَانَتْ شكته إِلَى مَرْوَان فَقَالَ سعيد تروني ظلمتها وَقَدْ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول من ظلم من الأَرْض شبْرًا طوقه يَوْم الْقِيَامَة مَعَ سبع أَرضين اللهمّ إِن كَانَتْ أروى كَاذِبَة فَلَا يِمُتْهَا حَتَّى تُعمي بصرها ونجعل قبرها فِي بِئْر قَالَ ابْن عمر فوَاللَّه مَا مَاتَت حَتَّى ذهب بصرها وَجعلت امشي فِي دارها حذوةً فَوَقَعت فِي بِئْرهَا فَكَانَ قبرها وَأوجب عَلَيْهِ الْيَمين فَترك سعيد لَهَا مَا ادَعت وَجَاء سيل فأبدى ضفيرتها فَرَأَوْا حقّها خَارِجا من حقّ سعيد فجَاء سعيد إِلَى مَرْوَان فَقَالَ أقسمْتُ عَلَيْكَ لتركبنَ معي ولتنظرنَ إِلَى ضفيرتها فَركب مَعَه وَركب نَاس فَرَأَوْا ذَلِكَ وَكَانَ أهل الْمَدِينَة يدعونَ بَعضهم عَلَى بعض وَيَقُولُونَ أعماك الله كَمَا أروى فَصَارَ أهل الْجَهْل يَقُولُونَ أعماك الله كَمَا أعمى أروى يُرِيدُونَ الَّتِي فِي الْجَبَل 3 - (التنوخي) سعيد بن زيد التنوخي شيخ دمشق توفيّ سنة سبع وستّين وَمِائَة

الأزدي

3 - (الْأَزْدِيّ) سعيد بن زيد بن دِرْهَم أَخُو حَمَّاد وثّقه ابْن معِين وَقَالَ أَحْمد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بالقويّ وليّنه الدَّارَقُطْنِيّ وربّما ضعّفه ابْن معِين توفيّ سنة سبع وستّين وَمِائَة روى لَهُ) مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (ابْن سعد الْأنْصَارِيّ) سعيد بن سعد بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ قَالَ قوم لَهُ صُحْبَة وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أمّا قيس فَنعم وأمّا سعد فَلَا أَدْرِي وَقَالَ ابْن عبد البرّ وروى عَن سعيد هَذَا ابْنه شُرَحْبِيل وَحَيْثُ شُرَحْبِيل عَنهُ مَرْفُوعا فِي الْيَمين مَعَ الشَّاهِد 3 - (ابْن سعيد الْقرشِي) سعيد بن سعيد بن الْعَاصِ بن أمّية الْقرشِي الْأمَوِي اسْتشْهد يَوْم الطَّائِف وَكَانَ إِسْلَامه قبل فتح مكّة بِيَسِير وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح عَلَى سوق مكّة فلمّا خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الطَّائِف خرج مَعَه فاستُشهد 3 - (أَبُو الْقَاسِم الفارقي) سعيد بن سعيد الفارقي أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ كَانَ من أَصْحَاب عليّ بن عِيسَى الربعِي لَهُ كتاب تَفْسِير الْمسَائِل المشكلة فِي أوّل المقتضب للمبّرد فِي مجلّدة وَكتاب تقسيمات العوامل وَعلل فِي النَّحْو قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن محمّد بن عبدوية الشِّيرَازِيّ فِي ذِي الحجّة سنه سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الأصباعي) سعيد بن سعيد الأصباعي شَاعِر مليح الحظّ قَالَ محبّ الدّين ابْن النجّار قَرَأَ بخطّه من قصيدة لَهُ من الطَّوِيل (كَفَى بِي احْتِراقاً أنّ قَلْبي لوَ اصطَلَتْ ... بِهِ النارُ أضناها وبَيْنَهما بُعدُ)

ابن سهل الفلكي

(وَلَيْسَ بِصَبِّ مَنْ شَكا الوَجْدَ قَلْبُه ... لَحِرِّ ولكِنْ مَن شَكا قلبَه الوجدُ) 3 - (ابْن سهل الفلكي) أَبُو المظفّر الفلكي شيخ الشمشاطيّة سعيد بن سهل بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو المظفّر الْمَعْرُوف بالفلكي النَّيْسَابُورِي توفيّ سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة سمع أَبَا الْحسن عليّ بن أَحْمد ابْن محمّد الْمَدِينِيّ وَأَبا عليّ نصر الله بن أَحْمد بن عُثْمَان الخشنامي وَغَيرهمَا ثُمَّ سكن خوارزم وَولي الوزارة لأميرها وَدخل بَغْدَاد مرَارًا وحدّث بِهَا وحدّث عَنهُ أَبُو محمّد ابْن الْأَخْضَر ثُمَّ سَافر إِلَى الشَّام لزيارة الْقُدس فوردها فِي أيّام نور الدّين الشَّهِيد فَأكْرم مورده وَطلب إِذْنا من) الفرنج حتّى زار بَيت المقدّس وَعَاد إِلَى دمشق وَطلب الْعود إِلَى بِلَاده فَلم يسمح نور الدّين وأمسكه وأنزله فِي خانقاه الشميشاطي وَجعله شيخها فَأَقَامَ بِهَا مدّةً لَا يتَنَاوَل من وَقفهَا شَيْئا وَيجمع نصِيبه عِنْده إِلَى أَن صَار بِيَدِهِ مِنْهُ جملَة حَسَنَة فعمّر بِهَا الإيوان الَّذِي فِي الخانكاة والسقاية وَأقَام هُنَاكَ إِلَى حِين وَفَاته وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر 3 - (الْبَاهِلِيّ) سعيد بن مُسلم بن قُتَيْبَة بن مُسلم بن عَمْرو كَانَ سعيد هَذَا سيّداً كَبِيرا ممدحا وَهُوَ حفيد الْأَمِير قُتَيْبَة بن مُسلم الْبَاهِلِيّ الْمَشْهُور وسوف يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْقَاف مَكَانَهُ تولىّ سعيد أرمينيّة والموصل والسند وطبرستان وسجستان والجزيرة وَهُوَ وَالِد عَمْرو بن سعيد وَسَيَأْتِي ذكره فِي حُرُوف الْعين مَكَانَهُ وتوفيّ سعيد رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَفِيه يَقُول عبد الصَّمد بن المعذّل من الْخَفِيف (كم يتيمٍ نعَشته بعد يُتْمِ ... وغقيرٍ أغْنَيْتَهُ بَعْدَ عُدْمِ) (كلّما عَضَّتِ النّوَائِبُ نَادَى ... رَضِيّ اللهُ عَنْ سَعيدِ بنِ سَلْمِ) 3 - (أَبُو عُثْمَان المغربي الصُّوفِي) سعيد بن لاَم أَبُو عُثْمَان المغربي الصُّوفِي المغربي نزيد نيسابور مولده القيروان لَقِي الْأَشْيَاخ بِمصْر وَالشَّام وجاورَ بمكّة وَكَانَ لَا

ابن سليمان

يظْهر فِي الْمَوْسِم قَالَ الْحَاكِم أَنا ممّن خرج من مكّة متحسرّاً عَلَى رُؤْيَته وتوفيّ سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن سُلَيْمَان) سعيد بن سُلَيْمَان سعدوية الوَاسِطِيّ أَبُو عُثْمَان الضبّي البّزاز نزيل بَغْدَاد رأى مُعَاوِيَة بن صَالح الْحَضْرَمِيّ بمكّة وَسمع مبارك بن فضَالة وحمّاد بن سَلمَة وأزهر بن سِنَان وَسليمَان بن كثير الْعَبْدي وَعبد الْعَزِيز الْمَاجشون وَمَنْصُور بن أبي الْأسود وَاللَّيْث وعبّاد بن العوّام وَطَائِفَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ وروى عَنهُ الْبَاقُونَ بِوَاسِطَة والذهلي وهلال بن الْعَلَاء وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَأحمد بن يحيى الْحلْوانِي وَخلف بن عَمْرو العُكْبَري وَأَبُو بكر ابْن أبي الدُّنْيَا وَعُثْمَان بن خُرَّازد وَخلق ذكره ابْن حَنْبَل فَقَالَ كَانَ صَاحب تَصْحِيف مَا شِئْت وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة مَأْمُون لعلّة أوثق من عفّان قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أهل السنّة وَأجَاب فِي المحنة تقيّةً وَقيل لَهُ بَعْدَمَا انْصَرف من المحنة مَا فعلتهم قَالَ كفرنا ورجعنا توفيّ سنة خمس) وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (سعيد بن سِنَان) 3 - (أَبُو مهْدي الْحِمصِي) قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ ابْن ماجة 3 - (ابْن ضَمْضَم) 3 - (أَبُو عُثْمَان الْكلابِي) سعيد بن ضَمْضَم أَبُو عُثْمَان الْكلابِي كَانَ من فصحاء الْأَعْرَاب ذكره محمّد بن إِسْحَاق النديم فِي الفهرست وَذكر أنّه قدم عَلَى الْحسن بن سهل وَلَهُ فِيهِ أشعار جِيَاد مِنْهَا قصيدة لَمْ يًسْبَقْ إِلَى قافيتها وَهِي من الرجز (سَقْياً لَحيٍّ باللِّوَى عهِدتُهُمْ ... مُنْذُ زَمانٍ ثُمَّ هَذَا عَهْدُهُمْ)

ابن طلحة

3 - (ابْن طَلْحَة) سعيد بن طَلْحَة بن الْحُسَيْن بن أبي ذّر بن إِبْرَاهِيم بن عليّ الصالحاني تخرّج بِهِ أَكثر أهل إصبهان وَسمع الحَدِيث توفيّ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الْعَاصِ) 3 - (أَمِير الْمَدِينَة والكوفة) سعيد بن الْعَاصِ بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف أَبُو عُثْمَان وَيُقَال أَبُو عبد الرَّحْمَن الْقرشِي الْأمَوِي أدْرك النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ وَعَن عمر وَعُثْمَان وَعَائِشَة وروى عَنهُ ابناه يحيى وَعَمْرو وابنا سعيدٍ وسالمٌ وعروةُ وَغَيرهم وتوفيّ سنة سبع أَو ثَمَان أَو تسع وَخمسين قَالَ الزبير مَاتَ فِي قصره بالعرصة عَلَى ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة وَدفن بِالبَقِيعِ وَولد سعيد بن الْعَاصِ محمّداً وَعُثْمَان الْأَكْبَر وعمراً يُقَال لَهُ الْأَشْدَق ورجالاً درجوا وأمّهم أمّ الْبَنِينَ بنت الحكم أُخْت مَرْوَان بن الحكم لِأَبَوَيْهِ اسْتَعْملهُ مُعَاوِيَة عَلَى الْمَدِينَة غير مرّة هُوَ الَّذِي صلىّ عَلَى الْحسن بن عليّ وَكَانَ محسناً إِلَى بني هَاشم حَلِيمًا وقوراً كريم الْأَخْلَاق وَلَمْ يدْخل مَعَ مُعَاوِيَة فِي شَيْء من حروبه وَلَهُ بِدِمَشْق دَار تُعرف بدار نعيم وحمّام بنواحي الديماس وَرجع إِلَى الْمَدِينَة وَمَات بِهَا وَكَانَ جواداً مُمدّحاً وَأَبوهُ الْعَاصِ) قَتله عليٌّ يومَ بدر كَافِرًا قَالَ ابْن عمر جَاءَت امرأةٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِبرد فَقَالَت إنّي نَوَيْت أَن أعطي هَذَا الثَّوْب أكْرم الْعَرَب فَقَالَ أعْطِيه هَذَا الْغُلَام يَعْنِي سعيد بن الْعَاصِ وَهُوَ وَاقِف فَلذَلِك سُمّيت الثِّيَاب السعيديّة وَقَالَ مُعَاوِيَة لكلّ قوم كريم وكريمنا سعيد بن الْعَاصِ وَقَالَ سعيد بن عبد الْعَزِيز إنّ عربيّة الْقُرْآن أُقيمت عَلَى لِسَان سعد ابْن الْعَاصِ لأنّه كَانَ أشبههم لهجةً برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطوّل ابْن عَسَاكِر تَرْجَمته فِي تأريخ دمشق وَهُوَ أحد كُتاب الْمُصحف لعُثْمَان وَاسْتَعْملهُ عُثْمَان على الْكُوفَة

وغزا بِالنَّاسِ طبرستان وَكَانَ مُعَاوِيَة يعقب بَينه وَبَين مَرْوَان بن الحكم فِي عمل الْمَدِينَة وَفِيه يَقُول الفرزدق من الوافر (تَرَى الغُرَّ الجحاجِحَ مِنْ قُريشٍ ... إِذا مَا الأمرُ فِي الحِدْثانِ غالا) (قِياماً يَنظُرونَ إِلَى سَعيدٍ ... كَأنَّهُمُ يَرَوْنَ بِهِ الهِلالا) وَخلف عَلَيْهِ من الدّين لمّا مَاتَ ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَقيل ثَمَانِينَ ألف دِينَار كلهَا صِلاتٌ وعِاتٌ فوفاها ابْنه عَمْرو من بعض الْعقار الَّذِي خلّفه وَكَانَ سعيد بن الْعَاصِ يسمّى ذَا الْعِصَابَة وجدّه سعيد بن الْعَاصِ كَانَ يُقَال لَهُ ذُو الْعِمَامَة لأنّه كَانَ ذَا لبس عِمَامَة لَمْ يلبس قرشي عمامةٌ حَتَّى يَنْزِعهَا كَمَا أَن حَرْب ابْن أميّة كَانَ إِذا حضر ميّتاً فيبكيه أَهله حَتَّى يقوم وكما أنّ أَبَا طَالب إِذا أطْعم لَمْ يطعم أحد يَوْمه ذَلِك وكما أنّ أسيد بن الْعَاصِ إِذا شرب الْخمر لَمْ يكن يشْربهَا أحد حَتَّى يَتْرُكهَا وَيُقَال إنّ ذَا الْعِمَامَة إِنَّمَا لزم سعيداً كِنَايَة عَن السؤدد وَذَلِكَ أنّ الْعَرَب تَقول للسيّد هُوَ المعمّم يُرِيدُونَ أنّ كلّ جِنَايَة يجنيها أحد من عشيرته فَهِيَ معصوبة بِرَأْسِهِ وَلذَلِك قيل لسَعِيد هَذَا ذُو الْعِصَابَة فلمّا طلّق خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة آمِنَة بنت سعيد بن الْعَاصِ هَذَا تزوّجها الْوَلِيد بن عبد الْملك فَفِي ذَلِكَ يَقُول خَالِد من الطَّوِيل (فَتَاةٌ أبُوها ذُو العِصابَةِ وَابْنُهُ ... أَخُوهَا فَما أكْفاؤُها بِكَثيرِ) وغزا سعيد لمّا ولي الْكُوفَة طبرستان فافتتحها وَيُقَال إنّه افْتتح جرجان أَيْضا فِي زمن عُثْمَان سنة تسع وَعشْرين أَو سنة ثَلَاثِينَ وَكَانَ أيَّداً يُقَال إنّه ضرب بجُرجان رجلا عَلَى عَاتِقه فَأخْرج السَّيْف من مرفقه وانتقضت آذربيجان فَغَزَاهَا وافتتحها ثُمَّ عَزله عُثْمَان وولىّ الْوَلِيد بن عقبَة فَمَكثَ مدّةً ثُمَّ شكاه أهل الْكُوفَة وعزله وردّ سعيداً فردّه أهل الْكُوفَة وَكَتَبُوا إِلَى عُثْمَان لَا حَاجَةً لَنَا فِي سعيدك وَلَا فِي وليدك وَكَانَ فِي سعيد تجبر وغلظة وَشدَّة سُلْطَان)

ابن عامر الجمحي الصحابي

3 - (ابْن عَامر الجُمَحِي الصَّحَابِيّ) سعيد بن عَامر بن حِذْيّم الجُمَحِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن سابط الجُمَحِي وَشهر بن حَوْشَب الْأَشْعَرِيّ وحسّان بن عطيّة أسلم قبل خَيْبَر وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد خَيْبَر وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَلَا يُعلمُ لَهُ بِالْمَدِينَةِ دَار وَهُوَ وَالِي عمر عَلَى بعض الشَّام وَلَمْ يكن لاه ولد وَلَا عقب وتوفيّ بالرّقة فِيمَا قيل سنة تسع عشرَة وَهُوَ بقيساريّة أميرها وَقيل بالرّقة سنة ثَمَان عشرَة وَقيل سنة عشْرين وَكَانَ أحد زُهّاد الصَّحَابَة إِذا خَرج عطاؤه عزل مِنْهُ كسْوَة أَهله وقوتهم وتصدّق بِالْبَاقِي 3 - (ابْن أبي بردة الْأَشْعَرِيّ) سعيد بن عَامر بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الْكُوفِي هُوَ ابْن أبي بردة روى عَن أَبِيه وَأنس بن مَالك وَأبي وَائِل وروى عَنهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ حُدُود الْمِائَة وَعشْرين 3 - (الضُّبَعي الْبَصْرِيّ) سعيد بن عَامر الضبعِي الْبَصْرِيّ الزَّاهِد مولى بني عُجيف وأخوالُه بَنو ضيبعة توفيّ سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ لأَرْبَع بَقينَ من شوّال وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن فَسَانْجُس) سعيد بن عبد الله بن العبّاس بن مُوسَى بن فَسانْجُس كَانَ كَاتبا بديوان الْخلَافَة أيّام الْقَائِم وتقلّبت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى ورد غزنة وَولي بعض أَعمال الْهِنْد وَبَقِي هُنَاكَ إِلَى أَن توفيّ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (بَيَاضُ عِذاري وَجْهُ عُذْرٍ سَوَّدا ... لدّى البِيضَ حَتَّى عُدْتُ عَنْهَا مُشَرّدا) (وأبقَى رَسِيسَ الحُبِّ بَين جَوَانِحي ... زَمانَ تَوَلىَّ حُسنُه وتَشَرّدَا) ) (فَوَلىَّ شَبَابِي فالتَوَى كلمّا استَوى ... فصارَ بَيَاضُ العَيْش أَكْدَرَ أسْوَدا) (تَقُولُ العَذَارَى إِذْ تَأمَّلْن شَيبتي ... تَرَدَّى امرُؤٌ بالشَيْبِ عارِضهُ ارتَدَى) 3 - (الْمعَافِرِي الإسكندري) سعيد بن عبد الله الْمعَافِرِي الإسكندري الْفَقِيه كَانَتْ لَهُ

سعادة الحمصي

عِبادةٌ وَفضل وَفقه يُقَال إنّه الَّذِي أعَان ابْن وهب عَلَى تصنيفه كتبه 3 - (سَعَادَة الْحِمصِي) سعيد بن عبد الله الْحِمصِي الْمَعْرُوف بسعادة الضَّرِير قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ مَمْلُوكا لبَعض الدمشقيّين سَافر إِلَى مصر أوّل دولة النَّاصِر بِدِمَشْق وَعَاد بوفرٍ وافر وغنىً ظَاهر كنتُ فِي دَار الْعدْل جَالِسا بَيْنَ يَدي الْملك النَّاصِر بِدِمَشْق إِذْ حضر سَعَادَة فَوقف وانشد قصيدةً فِي عَاشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة من الْكَامِل (حَيَّتْكَ أعْطافُ القُدودِ بِبانِها ... لمَّا انْثَنَتْ تِيَهاً عَلى كُثبَانِها) (وَبِما وَقَى العُنَّابُ مِنْ تُفّاحِها ... وَبِما حَمَاهُ اللاذُ مِن رُمَّانِها) (مِنْ كُلِّ رانيةٍ بِمُقْلّةِ جُؤذَرٍ ... يَبْدُو لَنا هَارُوتُ مِنْ أجْفانِها) (وَافَتْكَ حامِلَةُ الهِلالِ بِصَعْدةٍ ... جَعَلتْ لَواحِظَها مَكانَ سِنانِها) (حُورِيَّةٌ تَسْقِيكَ جَنَّةَ ثَغْرِها ... مِنْ كَوثَرٍ أجْرَتْهُ فَوْقَ جُمانِها) (نَزَلَتْ بَواديها مَنازِلَ جِلَّقٍ ... فَاسْتَوْطَنَتْ بِالفيحِ مِنْ أوْطَانِها) (فَالقَصرِ فالشَرَفَين فَالمَرْج الَّذِي ... تَحْدو مُحاسِنها عَلَى استِحسانها) أَبُو الرِّضَا الشهرزوري سعيد بن عبد الله بن الْقَاسِم بن المظفّر الشهروزي أَبُو الرِّضَا الْموصِلِي أَخُو كَمَال الدّين من بَيت مَشْهُور بِالْعلمِ والرياسة وَالْقَضَاء وتقدّم ذكر أَخِيه فِي المحمّدين سمع طَاهِر بن زَاهِر الشحّامي ومحمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي وتوجّه إِلَى خُرَاسَان وَقَرَأَ بِهَا الْفِقْه عَلَى محمّد بن يحيى وَسمع بِهَا الحَدِيث من جمَاعَة وَقدم بَغْدَاد رَسُولا من صَاحب الْموصل وحدّث هُنَاكَ سنة ستّ وَسبعين وَخمْس مائَة وتوفيّ فِي هَذِهِ السّنة وَكَانَ أَمِير أهل بَيته يعرف الْمَذْهَب وَالْخلاف وَيكْتب خطّاً حسنا وَكَانَ نزهاً كثير الصَّدَقَة مُقبلا عَلَى أهل الْخَيْر) 3 - (الْقرشِي النَّحْوِيّ) سعيد بن عبد الله بن دُحَيْم أَبُو عُثْمَان الْأَزْدِيّ الْقرشِي النَّحْوِيّ نزيل إشبيليّة كَانَ إِمَامًا فِي معرفَة سِيبَوَيْهٍ بارعاً فِي اللُّغَة وَالشعر أخبارّياً توفيّ فِي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (نجم الدّين الدِهلي) سعيد بن عبد الله الإِمَام الْعَالم نجم الدّين أَبُو

ابن عبد الرحمن الأنصاري

الْخَيْر الدهلي الْحَنْبَلِيّ الحريري الجلالي صَنْعَة نَشأ بِبَغْدَاد وارتحل إِلَى مصر والثغر وَغَيرهمَا وَسمع وَقَرَأَ وتعب وحصّل الْأَجْزَاء وَقدم دمشق مرّات وَهُوَ اليومَ مُقيم بِهَا أَكثر عَن بنت الْكَمَال وَابْن الرضى وَخلق وَلَهُ عمل جيّد وهمّة عالية لَيْسَ لَنَا الْيَوْم فِي الشَّام مثله فِي التراجم وَأَسْمَاء الرِّجَال وتنقّل الْخلاف فِي الوفيات وَغَيرهَا فَهُوَ حَافظ الشَّام بعد الذَّهَبِيّ وَلَهُ تواليف كتب عَلَيْهَا التقريظ أَنا وغيري نظماً ونثراً وَسمع عليّ بعض تواليفي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمع المزّي من السرُوجِي عَنهُ ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة وَمن تصانيفه تفتّت الأكباد فِي وَاقعَة بَغْدَاد 3 - (ابْن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ) سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن حسّان بن ثَابت أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ شَاعِر ابْن شَاعِر ابْن شَاعِر ثَلَاثَة تقدّم ذكره جدّه حدّث عَن ابْن عمر وَجَابِر وَعِكْرِمَة وَأَبِيهِ وروى عَنهُ ابْن إِسْحَاق وَغَيره قَالَ يحيى بن معِين فِي تَسْمِيَة تَابِعِيّ أهل الْمَدِينَة ومحدّثيهم سعيد بن عبد الرَّحْمَن وأمّه أمّ ولد وَكَانَ قَلِيل الحَدِيث شَاعِرًا كَانَ حسّان قَدْ صنع بَيْتا وأُعجب بِهِ قَالَ من الطَّوِيل وإنّ امْرَءًا يُمسِي وَيُصْبِحُ سالمِاً إلاّ مَا جَنَى لَسَعيدُ ثُمَّ صنع ابْنه عبد الرَّحْمَن كَذَلِك فَقَالَ (وإنَّ امْرءَاً نالَ الغِنَى ثُمَّ لَمْ يَنَل ... صَدِيقاً وَلَا ذَا حاجةٍ لَزَهيدُ) ثُمَّ صنع ابْنه سعيد بن عبد الرَّحْمَن كَذَلِك فَقَالَ (وإنّ امْرَءًا لاحى الرجالَ عَلى الغِنَى ... ولَمْ يَسْألِ اللهَ الغِنَى لَحَسُودُ) عَن الزبير بن بكّار أَن سعيداً وَفد عَلَى هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ جميل الْوَجْه فَجعل يخْتَلف إِلَى عبد الصَّمد بن عبد الْأَعْلَى مؤدّب الْوَلِيد بن يزِيد فأراده عَلَى نَفسه وَكَانَ لوطيّاً زنديقاً فَدخل سعيد عَلَى هِشَام مغضباً وَهُوَ يَقُول من الرمل) (إنَّهُ واللهِ لَوْلاَ أنْتَ لَمْ ... يَنجُ منّي سالما عبد الصمدْ) فَقَالَ هِشَام ولِمَ ذَاك فَقَالَ (إنّه قَدْ رام منّي خطّةً ... لَمْ يَرُمْها قَبْلَهُ منّي أحَدُ) فَقَالَ وَمَا هِيَ فَقَالَ

أبو عثمان القرشي الأموي

(رامَ بِي جَهْلاً وجَهْلاً بِأبي ... يُدخِلُ الأفْعَى إلىَ خِيس الأسَدِ) فَضَحِك هِشَام وَقَالَ لَو فعلت بِهِ شَيْئا لَمْ أنكر عَلَيْكَ وَمن شعره من الْكَامِل (بَرج الخَفاءُ فأيّ مَا بِكَ تكتُمُ ... ولسَوْفَ يَظْهَر مَا تُسِرُّ فيُعْلَمُ) (حُمَّلْتَ سُقْماً عَنْ عَلائِقِ حُبِّها ... والحُبُّ يَعْلَقُهُ الصَحِيحُ فَيَسْقَمُ) (عُلْوِيَّةٌ أمْسَتْ وَدُونَ مَزارِها ... مِضْمارُ مِصْرَ وَعَائِذٌ والقُلْزُمُ) (قَالَتْ وماءُ العَينِ يَغْسِلُ كُحْلَها ... عِنْد الفِراقِ بِمُسْتَعلَّ يَسْجُمُ) (يَا لَيْتَ أنَّكَ يَا سَعيدُ بِأرْضِنا ... تُلْقي المَراسِيَ ثاوياً وتُخَيِّمُ) (لَا تَرْجعَنَّ إِلَى الحِجازِ فَإنَّهُ ... بَلَدٌ بِهِ عَيْشُ الكَرِيمِ مُذَمَّمُ) (وَهَلُمَّ جَاوِرْنا فَقُلْتُ لَهَا اقْصري ... عيشي بِطَيْبَةَ وَيْحَ غَيِرْكِ أنْعَمُ) (إنَّ الحَمامَ إِلَى الحِجازَ يَشُوقنِي ... وَيهِيجُ لِي طَرَباً إِذا يَتَرَنَّمُ) (وَالبَرْق حِين أشِيمُه مَتَيَامِناً ... وَجَنائِب الأرْواحِ حِين تُنَسِّمُ) (لَوْ لَحَّ ذُو قَسَمٍ عَلىَ أنْ لَم يَكُنُ ... فِي الناسِ مُشْبِهُها لبَرَّ المُقْسِمُ) 3 - (أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الْأمَوِي) سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن عتاب بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الْأمَوِي من أهل الْبَصْرَة كَانَ جواداً ممدَّحاً وَفد عَلَى سُلَيْمَان بن عبد الْملك فلمّا رَآهُ من بعيد نَادَى من الْكَامِل (إنّي سَمِعْتُ من الصَباحِ مُنادِياً ... يَا مَن يُعِينُ عَلَى الفَتَى المِعوانِ) فَأعْطَاهُ خَمْسَة آلَاف ألف وَفِيه يَقُول الرَّاعِي النميريّ من الْبَسِيط (لَوْلاَ سَعيدٌ أُرَجّي أنْ أُلاقِيَهُ ... مَا ضَمَّني فِي سَوادِ البَصرْةِ الدُورُ) (الواهِبُ البَخْتَ خُضْعاً فِي أزِمَّتِها ... والبِيضَ فَوْقَ تَراقِيها الدنانِيرُ) ) وَقَالَ لَهُ أَيْضا من الْبَسِيط (أَنْتَ ابنُ فَرْعَي قُرَيْشٍ لَوْ تُقايِسُها ... مَجْداً لَصارَ العَرْضُ والطُولُ) (إِذا ذكرتُك لَمْ أهْجَعْ بِمَنْزِلَةٍ ... حَتّى أقولَ لأصْحابي بِهَا زُرلوا) فَأعْطَاهُ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار

الزبيدي قاضي الري

3 - (الزبيدِيّ قَاضِي الريّ) سعيد بن عبد الرَّحْمَن الزبيدِيّ قَاضِي الريّ كَانَ يروي المقاطيع وثّقه أَبُو دَاوُد وروى لَهُ النَّسَائِيّ وتوفيّ فِي حُدُود الستّين وَالْمِائَة 3 - (قَاضِي بَغْدَاد) سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْقرشِي الجُمَحِي قَاضِي بَغْدَاد للرشيد كَانَ من جلّة الْعلمَاء وثّقة أَحْمد قَالَ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَلينه الْفَسَوِي ووثّقه ابْن معِين توفّي سنة ستّ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن عبد ربّه الطَّبِيب) سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن محمّد بن عبد ربّه وَهُوَ من بَيت ابْن عبد ربّه الأديب كَانَ ابْن عبد ربّه عمّه الْمَشْهُور وَكَانَ سعيد طَبِيبا فَاضلا وشاعراً محسناً وَلَهُ فِي الطبّ تمكّن وتحقّق لمذاهب القدماء وَكَانَ مذْهبه فِي مداواة الحميات أَن يخلط من المبرّدات شَيْئا وَلَهُ فِي ذَلِكَ مَذْهَب جليل وَلَمْ يخْدم بالطبّ سُلْطَانا وَكَانَ بَصيرًا بتقدمه الْمعرفَة وتغيير الأهوية وَمذهب الرِّيَاح وحركة الْكَوَاكِب قَالَ ابْن جلجل حَدثنِي عَنهُ سُلَيْمَان بن أيّوب الْفَقِيه قَالَ اعتللْتُ بحمى فطاولتْني وأشرفْتُ مِنْهَا عَلَى العطب إِذْ مرّ بِأبي وَهُوَ ناهض إِلَى صَاحب الْمَدِينَة أَحْمد بن عِيسَى فَقَامَ إِلَيْهِ وَقضى وَاجِب حقّه بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن علّتي واستخبره عمّا عولج بِهِ فسفّه عِلاجَ مَن عالجه وَبعث إِلَى أبي بثمان عشرَة حبّةً من حبوب مدوّرة وَأمر أَن أشْرب مِنْهَا كلّ يَوْم حبّةً قَالَ فَمَا استوعَبْتُها حَتَّى أقلعت الحمّى وبرئي برءاً تامّاً وَلَهُ كتاب الانقرا باذين وتعاليق مجرّيات فِي الطبّ وأرجوزة فِي الطبّ وَمن شعره من الْكَامِل (لمَّا عَدمْتُ مُؤانِساً وَجَليساً ... نَادَمْتُ بُقْراطاً وجلبينوسا) (وجعلتُ كَنْبَهُما تَفَرُّدي ... وهُما الشِفاءُ لِكُلِّ جُرْحٍ يُوسا) ) فلمّا وصل البيتان إِلَى عمّه بن عبد ربّه أجَاب بِأَبْيَات مِنْهَا من الْكَامِل (أَلْفَيتَ بقراطاً وجالينوسا ... لَا يُشْكِلانِ ويُرزِءَانِ جَليسا) (فَجَعَلْتَهُمْ دُون الأقارِبَ حِبَّةً ... وَرَضِيتَ صاحِباً وَأَنيسا)

ابن عبد العزيز

(وأَظُنُّ بُخْلَك لَا يُرى لَكَ تارِكاً ... حَتَى تُنادِم بَعْدَهُم إبليسا) وَقَالَ سعيد بن عبد الرَّحْمَن فِي آخر عمره وَكَانَ منقبضاً عَن الْمُلُوك من الطَّوِيل (أمِنْ بَعدِ غَوْصي فِي عُلوِ الحقائقِ ... وطُولِ انبساطي فِي مَذاهِبِ خالِقي) (وَفي حينِ إشرافيِ عَلى مَلَكوته ... أُرَى طَالبا رِزْقاً إِلَى غيرِ رازِقي) (وأيّامُ عُمْرِ المَرْءِ مُتْعَةُ ساعةٍ ... تُحَيّي خيالاً مِثل لمحَةٍ بارِقِ) (وَقَدْ أذَنَتْ نَفْسِي بِتَقْويضِ رَحْلِها ... وَأَسْرَعَ فِي سَوقِي إِلَى المَوْتِ سَائِقي) (وإنّي وَإِن أوْغَلْتُ أَوْ سِرْتُ هَارِبا ... مِنَ المَوْتِ فِي الآفاقِ فالموتُ لَا حِقي) 3 - (ابْن عبد الْعَزِيز) 3 - (الزَّاهِد الْحلَبِي) سعيد بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان أَبُو عُثْمَان الْحلَبِي الزَّاهِد نزيل دمشق روى عَن أَحْمد بن أبي الْحوَاري وقاسم بن عُثْمَان وقاسم بن عُثْمَان الجوعي وسرّ السَّقطِي وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو سُلَيْمَان بن زيد وَالْحَاكِم أَبُو أَحْمد الْحَافِظ أَيْضا ومحمّد دَاوُد الدينَوَرِي الدقّي وَغَيرهم تخرّج بِهِ عدّة من الْأَعْلَام إِبْرَاهِيم بن المولد وطبقته ملازم متبعه وتوفيّ سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (التنوخي فَقِيه دمشق) سعيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي يحيى أَبُو محمّد وَيُقَال أَبُو عبد الْعَزِيز التنوخي فَقِيه أهل دمشق ومفتيهم بعد الْأَوْزَاعِيّ قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى عبد الله بن عَامر وَيزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أُبّي أَقرَأ عَنهُ الْوَلِيد بن مُسلم وَأَبُو مسْهر وروى عَن الزُّهْرِيّ وَنَافِع وَزيد بن أسلم وَعبد الله بن أبي زَكَرِيَّاء وَأبي الزبير المكّي وَيحيى بن الْحَارِث الذمارِي وَمَكْحُول وَغَيرهم وروى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة ووكيع وَابْن مهْدي وَأَبُو مسْهر والوليدان ابْن مُسلم وَابْن مزِيد وَأَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ وَعبد الرزّاق بن همام وَغَيرهم وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله سعيد بن عبد الْعَزِيز لأهل الشَّام كَمَا لَكَ بن أنس لأهل الْمَدِينَة فِي التقدّم وَالْفضل وَالْفِقْه) وَالْأَمَانَة واختُلف فِي مَوته فَقيل فِي سنة سبع وستّين وَقيل سنة تسع وَخمسين وَسنة ثَلَاث وستّين وَسنة أَربع وستّين وَسنة تسع وستّين وَسنة ثَمَان وستّين وَمِائَة

المشربش المغني

3 - (المشربش المغنّي) سعيد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله الناتلي بالنُّون وَالْألف وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَاللَّام أَبُو الْفتُوح المعني الْمَعْرُوف بالمشربش وُلد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بتُستَر سنة مائَة كَانَ مَشْهُورا بصنعة العناء وجودته وَمَعْرِفَة الألحان وَلَهُ اخْتِصَاص بالأكابر والأعيان ونادم الْمُلُوك وَحفظ كثيرا من الحكايات والنوادر والأشعار وأسنّ وَترك العناء 3 - (النيلي النَّيْسَابُورِي) سعيد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُؤمن بن طيفور بن أبي سهل النيلي النَّيْسَابُورِي كَانَ أديباً نحوّياً فَقِيها طَبِيبا توفيّ سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (يَا مُفَدَّى العذارِ والخدِّ والقَدّ ... بِنَفْسِي وَما أَرَاهَا كَثيراً) (ومُعِيري مِنْ سُقْم عَينَيَّهِ سُقْماً ... دُمتُ مُضْنًى بِهِ وَدُمْتَ مُعيرا) (إسِقني الراحَ تَشْفِ لوعةَ قلبٍ ... باتَ مُذْبِنْتَ للهُموم سَميرا) (هِيَ فِي الكأسِ خَمْرةٌ فَإِذا مَا ... أُفرِغَتْ فِي الحَشَا استحالت سُرورا) وللنيلي من الْكتب اخْتِصَار الْمسَائِل لحُنَين تَلْخِيص شرح جالينوس لكتاب الْفُصُول مَعَ نُكّت من شرح الرَّازِيّ 3 - (ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان) سعيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو عُثْمَان وَيُقَال أَبُو محمّد الْأمَوِي ويُعرف بِسَعِيد الْخَيْر رُوِيَ عَن أَبِيه بن عبد الْعَزِيز وَقبيصَة بن ذُؤَيْب وروى عَنهُ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَغَيره وَكَانَ متألّهاً ولي غَزْو الرّوم فِي خلَافَة أَخِيه هِشَام وَولي فلسطين للوليد بن يزِيد وَكَانَ حسن السِّيرَة وَلَهُ بِدِمَشْق أَمْلَاك مِنْهَا محلّة الراهب قبليّ المصليّ وَدَار الرقي بنواحي بَاب الْبَرِيد وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ سوق سعيد الَّتِي بالموصل بِحَضْرَة دَار أبي يعلى وَالْمَسْجِد الَّذِي فِي السُّوق الْمَعْرُوف بعبيدة وَكَانَ يتنسَك وتوفيّ 3 - (سعيد بن عُثْمَان بن عفّان) ) 3 - (أَبُو عُثْمَان الْقرشِي الأُموي الْمدنِي) سمع أَبَاهُ وَطَلْحَة بن عبيد الله روى عَنهُ عبد الْملك بن عُمَيْر وهانئ بن

لحية الزبل القرطبي

هَانِئ وَعَمْرو ابْن نَبَاته وَغَيرهم وولاّه مُعَاوِيَة خُرَاسَان وَفتح سَمَرْقَنْد وَكَانَتْ لَهُ بِدِمَشْق قطيعة وَفتح الله عَلَى يَدَيْهِ فتحا عَظِيما فِي سَمَرْقَنْد أُصيبت عينه بهَا وَأخذ الرهون وَقدم عَلَى مُعَاوِيَة وأمّه فَاطِمَة بنت الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَكَانَ أهل الْمَدِينَة عبيدها ونساؤها يَقُولُونَ من الرجز وَالله لَا يَنالُها يزيدُ حَتَّى يَنالَ هامَهُ الحَيدُ إنّ الأميرَ بَعْدَهُ سَعيدُ يُرِيدُونَ أنّ الْخَلِيفَة بعد مُعَاوِيَة سعيد وَلَا يَليهَا يزِيد وَانْصَرف سعيد بعد موت مُعَاوِيَة إِلَى الْمَدِينَة فَقتله أعلاج كَانَ قَدْم بهم من سَمَرْقَنْد وَقَالَ خَالِد ابْن عقبَة يرثيه من الْبَسِيط (يَا عَيْنُ جُودِي مِنْك تَهتانا ... وَابْكي سَعيدَ بْنَ عُثمانَ بْنِ عفّانا) 3 - (لحية الزبل الْقُرْطُبِيّ) سعيد بن عُثْمَان بن سعيد بن محمّد أَبُو عُثْمَان الْبَرْبَرِي الأندلسي القزّاز اللّغَوِيّ الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بلحية الزبل كَانَ بارعاً فِي الْأَدَب مقدّماً فِي اللُّغَة لَهُ كتاب فِي الردّ عَلَى صاعد بن الْحسن اللّغَوِيّ وَكَانَ لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وَكَانَ ثِقَة من أَصْحَاب القالي وتوفيّ سنة أَربع مائَة ومولده سنة خمس عشرَة وَثَلَاث مائَة وروى عَن قَاسم بن أصبغ ومحمّد بن عبد الله بن أبي دليم ووهيب ابْن مسرّة ومحمّد بن محمّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي ومحمّد بن عِيسَى بن رِفَاعَة وَسَعِيد بن جَابر الإشبيلي وَهُوَ من شُيُوخ ابْن عبد البّر 3 - (الْحَافِظ أَبُو عَليّ البزّاز) سعيد بن عُثْمَان بن السكن الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ ثُمَّ الْمصْرِيّ وُلد سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وتوفيّ سنة ثَلَاث وَخَمْسُونَ وَثَلَاث مائَة وَقع كِتَابه الْمُنْتَقى الصَّحِيح إِلَى أهل الأندلس وَهُوَ كَبِير ويُعَرف أَبُو عليّ بالبزّاز 3 - (ابْن عمرون الشَّاعِر) سعيد بن عُثْمَان بن مَرْوَان الْقرشِي الأندلسي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن عمرون كَانَ من فحول شعراء الْمَنْصُور بن أبي عَامر صَاحب الأندلس توفيّ رَحمَه الله فِي حُدُود الْأَرْبَع مائَة وَمن) شعره

ابن عفير

3 - (ابْن عُفير) سعيد بن عُفير أَبُو عُثْمَان الْأنْصَارِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ سمع يحيى بن أيّوب ومالكاً وَاللَّيْث وَابْن لَهِيعَة وَسليمَان بن بِلَال وَيَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن وَجَمَاعَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ وروى مُسلم وَالنَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ قَالَ السَّعْدِيّ فِيهِ غيرُ لون من الْبدع وَكَانَ مختلطاً غير ثِقَة وَقَالَ ابْن عديّ هَذَا الَّذِي قَالَه السعيد لَا معنى لَهُ وَلَمْ أسمع أحدا وَلَا بَلغنِي عَن أحد كَلَام فِي ابْن عُفير وَهُوَ عِنْد النَّاس ثِقَة وَكَانَ من أعلم النَّاس بالأنساب وَالْأَخْبَار الْمَاضِيَة وأيّام الْعَرَب والتواريخ وَكَانَ فِي ذَلِكَ كلّه شَيْئا عجيباً أديباً فصيحاً حسن الْبَيَان حَاضر الحجّة لَا تُملُّ مُجَالَسَته وَكَانَ شَاعِرًا توفيّ سنة ستّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْوَزير ابْن حَدِيدَة) سعيد بن عليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن حَدِيدَة أَبُو الْمَعَالِي الْوَزير أَصله من كرخ سرّ من رأى يُقَال إنّه من أَوْلَاد الْأَنْصَار كَانَ من ذَوي الْيَسَار الْوَاسِع والتقدّم والوجاهة نفذ مرَارًا رَسُولا من الدِّيوَان إِلَى بِلَاد الْجَبَل وَالْعراق وقلّده النَّاصِر الوزارة وَقَدْ تقدّم فِي سعد فليطلب هُنَاكَ 3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْحلَبِي) سعيد بن عليّ بن لُؤْلُؤ أَبُو الْغَنَائِم الْحلَبِي كَانَ أديباً يَقُول الشّعْر وَلَهُ معرفَة بالفلسفة وعُمّر طَويلا مولده سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعَة مائَة قرئَ عَلَيْهِ شعره سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره من الرمل (نَفَتْ التِّسْعُونَ عنّي شِرَّتي ... وأعاضَتْنِيَ عَنْ خيرٍ بِشَرّ) (أضْعَفَتْ آلاتِ جِسْمِي كُلّها ... عِنْدَ ذَوْقٍ وسَماعٍ ونَظَرْ) (وَإِذا مَا رُمْتُ سَعْياً خانَنِي ... عَظْمُ ساقٍ ورِباطٌ وَوَتَرْ) (تُرْعَشُ الأَقدامُ منّي وَأَنا ... من صُعُودي وحُدوري فِي خَطَرْ) (وَإذا اسْتَنْجَدْتُ عَزْمي قَالَ لي ... عِنْدَما أدْعُوهُ كَلاَّ لَا وَزَرْ) قَالَ ابْن ظافر أَخْبرنِي الشريف أَبُو البركات العبّاس بن محمّد العبّاسي الْحلَبِي قَالَ كنت لَيْلَة مَعَ جمَاعَة من أَصْحَابنَا بحلب عِنْد رجل من أَهلهَا يعرف باللطيف السرّاج ومعنا

رشيد الدين البصروي

سعيد) الحريري الشَّاعِر الْحلَبِي وَكَانَ سعيد هَذَا يعشق غُلَاما للأمير ابْن كلج يُسَمَّى البقش وَكَانَ قَدْ وعده تِلْكَ اللَّيْلَة أَن يصير إِلَيْهِ فراح من عندنَا فَلَمَّا كَانَ بعد سَاعَة وافت مِنْهُ إِلَى اللَّطِيف قِطْعَة يصف فِيهَا مَا جرى لَهُ مَعَه وَذكر أنّه صنعها بديهةً وَهِي من الْبَسِيط (قُل لِلَّطيفِ كُفِينَا مَا نُحاذِرُهُ ... فِي مجده وأمِنّا مَا عَلَيْهِ خَشِي) (وَعَاشَ كُلُّ وَدودٍ مِنْ صَنَائِعِهِ ... فيِ ظِلِّ دَانِيَةٍ مَمْدَودو العُرُشِ) (عَليُّ يَا ذَا الْمَعَالِي نْمِتَ عَنْ قَمَرٍ ... نادَمْتُهُ خِلْسَةً فِي الغَيْهَبِ الغَطِشِ) (فِي لَيْلَةٍ جَمَعَتْ شَمْلي بِهِ غَلَطاً ... فِي مجلِسٍ كُنتُ قَاضِي حُكْمِهِ الجَرَشي) (فَلَوْ تَرَاني وكأس الراحِ فِي يديّ ال ... يُمنَى ويسرايّ فِي دَبْوقةِ البَقَشِ) (لَكُنْتَ تَعْجَبُ مِنْ صَفْراءَ صَافيةٍ ... دِرياقها جَسَّرَ الْحَاوِي عَلَى الخَنَشِ) (والراح قَدْ رَاحَهُ سُلطانُ سَوْرَتها ... فَمَدَّ خَوفاً إِلَيْهَا كَفَّ مُرتَعِشِ) (وجَمّشَتْهُ حُمَيّاها وَمَال بِهِ ... يُكرٌ فَقَبَّلتُ خَدّاً بالعِذارِ وُشِي) (فَاَيُّ مَكْرُمَةٍ للراحِ إِذْ جَعَلَتْ ... مَنْ كانَ مُفْتَرِسي باللحظ مُفْتَرِشي) (لكِنْ بُلِيتُ بِعُضْوٍ نامَ عَن أرَقي ... وكُنتُ أَعْهَدُه كالأَرْقَمِ الرَقَشي) (فظِلْتُ أعتِبُه طَوْراً وأعْذُلُهُ ... وَسَمْعُهُ قَدْ رَمَاهُ اللهُ بالطَرّشِ) (وَاحتَوِي بالرُقى مَصْرُوعَةً وأبَى ... أنْ يَستَفِيقَ من الإغْماءِ مُنْذُ غُشي) والجرَشي الَّذِي ذكره رجل من أهل حلب قلت كَذَا قَالَ ابْن ظافر وَأَنا أظنّ هَذَا الشَّاعِر هُوَ هَذَا سعيد بن عليّ بن لُؤْلُؤ وَالله أعلم 3 - (رشيد الدّين البَصروي) سعيد بن عليّ بن سَعيد العلاّمة رشيد الدّين أَبُو محمّد البصروي الْحَنَفِيّ مدّرس الشبليّة كَانَ إِمَامًا مفتياً مدرّساً بَصيرًا بِالْمذهبِ جيّد العربيّة متين الدّيانَة شَدِيد الْوَرع عُرض عَلَيْهِ الْقَضَاء أَو ذُكر لَهُ فَامْتنعَ قَالَ شمس الدّين ابْن أبي الْفَتْح لَمْ يخلّف الرشيد سعيد بعده مثله فِي الْمَذْهَب وَكَانَ خَبِيرا بالنحو وَكتب عَنهُ أَبُو الخبّاز البرزالي وتوفيّ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (إستَجْرِ دَمْعَكَ مَا استطَعْتَ مَعينا ... فَعَسَاهُ يَمْحُو مَا عَييْتَ سنِينَا) ) (أنَسِيتَ أيّامَ البِكالةَ والهَوَى ... أيّامَ كُنْتَ لَدَى الضَلالِ قَرِينَا) وَمِنْه من الطَّوِيل

ابن أثردي

(أَلا أيهُّا السَّاعِي عَلَى سنَنِ الهَوَى ... رُوَيدّكَ آمالُ النُفوسِ غُرورُ) (أتَدْري إِذا حانَ الرَحيلُ وقُرِّبَتْ ... مطَايا المَنايا مِنْكَ أيْنَ تَسيرُ) (أَطَعْتَ دَوَاعِي اللَهْوِ فيِ سَكْرَةِ الصِبّى ... أمَالك مِن شَيْبِ العِذار نَذيرُ) (كأنِّي بأيّام الحَياةِ قَد انقَضَتْ ... وَإنْ طَالَ هَذَا العُمرُ فَهوَ قَصيرُ) (وَفَاجَاكَ مرتاد الحِمامِ وَيَا لَها ... زِيارَةُ مَن لَا تَشتَهِيهِ يَزورُ) (وأصبْحَتَ مَصْرُوعَ السَقام مُعَلَّلاً ... يَقولُونَ داءٌ قَد ألَمَّ يَسيرُ) (وَهَيْهَات بَلْ خَطبٌ عَظِيمٌ وَبَعْدَهُ ... عَظائِمُ مِنها الراسِياتُ تُمورُ) (وَلمّا تَيَفّنْتَ الرَحيلَ وَلَمْ يَكُنْ ... لَدَيك عَلَىَ مَا قَدْ أتاكَ نَثيرُ) وَمَا لَكَ مِنْ زادِ وأنْتَ مُسَافرٌ ولاَ مِنْ شفيعٍ والذُنوبُ كَثيرُ بَكَيْتَ وَما يُغْنِي البكاءُ عَن الَّذِي جرى وتَلا فِي المُتِلفاتِ عسيرُ (فبادِرْ وأيّامُ الحياةِ مُقيمةٌ ... وحالُك مَوْفورٌ وأنْتَ قَديرُ) 3 - (ابْن أثُرْدي) سعيد بن عليّ بن هبة الله بن عَليّ بن أثُردي أَبُو الْغَنَائِم الطَّبِيب وَسَيَأْتِي ذكر جمَاعَة من بَيته وَكَانَ من الأطبّاء الْمَشْهُورين بِبَغْدَاد وَكَانَ ساعور البيمارستان العضدي متقدّماً فِي أيّام أَمِير الْمُؤمنِينَ المقتفي لأمر الله 3 - (العكّي المغربي) سعيد بن عمر قَالَ حُرْقُوصُ كَانَ شَاعِرًا مُفِلقاً محسناً وَلَهُ شعر كثير وقصائد شريفة وأشعار نادرة وَكَانَ مَشْهُورا معدوداً فِي أيّام مُؤمن وَأبي فرناس وَكَانَتْ تِلْكَ الأيّام لَا يجوز فِيهَا إلاّ الإبريز الْخَالِص وإلاّ الذَّهَب الْمَحْض وإلاّ الكُهول القُرَّح وَمن عضّ عَلَى ناجذه وولاّه عبد الله بن محمّد الْأَمِير بعض الكُوَر وَكَانَ من أظرف النَّاس وأملحهم فِي النَّوَادِر والمضحكات لاسيما عَلَى الشَّرَاب وَكَانَ يَوْمًا عِنْد أبي أيّوب ابْن وانسوس وَكَانَ يُخرج جواريه لمن يستخلص من إخوانه يغنّين من خلف الستارة وَكَانَتْ عَادَته إِذا غنّين أَو كُنَّ وَرَاء الستارة أَن لَا يتكلّم أحد من الجلساء فَحَضَرَ العكّي يَوْمًا عَلَى الْعَادة فِي ذَلِكَ فَتكلم والجواري خلف) الستارة فَقَالَ مَا حملك عَلَى ذَلِكَ وَأَنت تعرف مذهبي فِي عدم الْكَلَام إِذا كَانَ الْجَوَارِي خلف الستارة فَقَالَ لَهُ أَخْطَأت وَلَمْ أتهمّد ذَلِكَ وَقَدْ يضرط الْإِنْسَان فِي الصَّلَاة بِغَيْر طنْز فاستضحك أَبُو أيّوب والحاضرون وَمن شعره من الوافر (طَرِبْتُ وَرُبمّا طَرِبَ الحَزينُ ... وَسَالَمَ قَلْبَهُ الحُزْنُ الدَفِينُ)

سعيد الدين بن رشيد الدين الفارقي

(وَمَا لِلمَرْءِ بُدٌّ مِنْ سُلُوَّ ... عَنِ الأمرِ الَّذِي فِيهِ يّكونُ) (ولَولاّ فِطْرَةُ السُلوان فِينَا ... لمّاتَ بغَمِّهِ الحَزِنُ الحَزينُ) (وَفي الراحِ الشمولِ لِكُلِّ هَمِّ ... دواءُ تستفيد لَهُ الشُجُونُ) (وَأرْوَحُ مَا بَلوتُ نَدِيمَ صِدْقٍ ... لَهُ أدَبٌ تقَرُّبِهِ العُيونُ) (يُساقِطْني عَلى كأْسِي حَديثاً ... كأنّ سِقَاطَهُ الدُرُّ المَصونُ) 3 - (سعيد الدّين بن رشيد الدّين الفارقي) سعيد بن عمر بن إِسْمَاعِيل سعد الدّين ابْن العلاّمة رشيد الدّين الفارقي الدِّمَشْقِي الأديب شابّ فَاضل ذكيّ شَاعِر اشْتغل مُدَّة عَلَى وَالِده وتوفيّ سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره 3 - (أَمِير خُرسان) سعيد بن عَمْرو بن الْأسود الْحَرَشِي شَامي قيل إنّه كَانَ يسْأَل عَلَى الْأَبْوَاب ثُمَّ صَار يسْقِي الماءَ ثُمَّ صَار فِي الْجند فولي إمرة خُرَاسَان من قِبَل عُمَر ابْن هُبيرة ثُمَّ عَزله وسجنه وَلما ولي خَالِد الْقَسرِي الْعرَاق أخرجه وأكرمه فلمّا رب ابْن هبرة من سجن خَالِد بعث خَالِدا سعيداً فِي أَثَره فَلم يُدْرِكهُ إلاّ بعد قُدومه عَلَى هِشَام وَقدم سعيد عَلَى هِشَام وولاّه غَزْو الخزر من بعد قتل الجرّاح بن عبد الله وعلت حَلُهُ 3 - (سعيد بن عَمْرو) 3 - (بن سعيد بن الْعَاصِ بن سعيد بن الْعَاصِ بن أميّة بن عبد شمس أَبُو عَنْبَسَة) وَيُقَال أَبُو عُثْمَان الْأمَوِي روى عَن عَائِشَة وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَأَبِيهِ وَغَيرهم وروى عَنهُ بنوه إِسْحَاق وخَالِد وَعَمْرو وَابْن ابْنه عَمْرو ابْن يحيى بن سعيد وَشعْبَة وَغَيرهم أَصله من الْمَدِينَة وَشهد وقْعَة مرج راهط مَعَ أَبِيه وَكَانَ مَعَ أَبِيه إِذْ غلب عَلَى دمشق فلمّا قتل أَبوهُ) سيّره عبد الْملك مَعَ أهل بَيته إِلَى الْمَدِينَة ثُمَّ سكن الْكُوفَة ووفد عَلَى الْوَلِيد بن يزِيد وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ أَبُو زرْعَة ثِقَة 3 - (أَبُو فَاخِتَة) سعيد بن علاقَة هُوَ أَبُو فَاخِتَة مولى أمّ هَانِئ بنت أبي طَالب

الطبيب

روى عَن عليّ وَابْن مَسْعُود وأمّ هَانِئ وَعَائِشَة وَالْأسود بن يزِيد وتوفيّ فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (الطَّبِيب) سعيد بن غَالب أَبُو عُثْمَان كَانَ طَبِيبا عَارِفًا حسن المداواة مَشْهُورا فِي صناعَة الطبّ خدم المعتضد بِاللَّه وحظي عِنْده وَكَانَ كثير الْإِحْسَان إِلَيْهِ والإنعام عَلَيْهِ وتوفيّ سنة سبع وَثَلَاث مائَة بِبَغْدَاد 3 - (المَقْبُري ابْن أبي سعيد) سعيد بن كيسَان أَبُو سعيد بن أبي سعيد المقْبُري مولى بني لَيْث من أهل الْمَدِينَة روى عَن أَبِيه وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَمْرو وَأنس وَغَيرهم وَعنهُ مَالك بن أنس وَابْن أبي ذِئب وَاللَّيْث وَغَيرهم روى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صدروق وَقَالَ ابْن خرَاش ثقةٌ خليلٌ أثبتُ النَّاس فِيهِ اللَّيْث قَالَ ابْن سعد ثِقَة لكنّه اخْتَلَط قبل مَوته بِأَرْبَع سِنِين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا أظُنُّهُ روى شَيْئا فِي الِاخْتِلَاط وَلذَلِك احتجّ بِهِ مُطلقاً أَرْبَاب الصَّحِيح قيل توفيّ سنة خمس وَعشْرين وَقيل سنة سِتّ وَعشْرين وَقيل سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة فِي خلَافَة هِشَام 3 - (ابْن الدهّان النَّحْوِيّ نَاصح الدّين) سعيد بن الْمُبَارك بن عليّ بن عبد الله بن سعيد بن محمّد بن نصر بن عَاصِم بن عبّاد بن عَاصِم وَقيل عِصَام يَنْتَهِي إِلَى ابْن أبي الْيُسْر كَعْب بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ أَبُو محمّد النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الدهّان كَانَ من أَعْيَان النُّحَاة الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ وَمَعْرِفَة العربيّة وَلَهُ مصنّفات فِي النَّحْو مِنْهَا كتاب شرح الْإِيضَاح فِي أَرْبَعِينَ مجلدةً كتاب شرح اللمع سَمَّاهُ العزّة كتاب الدُّرُوس فِي النَّحْو كتاب الرياضة فِي النكت النَّحْوِيّ كتاب الْفُصُول فِي علم العربيّة كتاب الدُّرُوس فِي الْعرُوض والمختصر فِي علم القوافي كتاب الضَّاد والظاء تَفْسِير الْقُرْآن أَربع مجلّدات والأضداد الْعُقُود فِي الْمَقْصُور والممدود والنكت والإشارات عَلَى أَلْسِنَة الْحَيَوَانَات كتاب إِزَالَة الْمَرْء فِي الْغبن وَالرَّاء كتاب فِيهِ شرح بَيت وَاحِد من شعر ابْن)

وَمن شعره من المجتثّ (لَا تَحْسَبَن أنَّ بالكت ... بِ مِثْلَنا سَتَصِيرُ) (فَلِلدَجَاجَةِ ريشٌ ... لَكَنّها مَا تَطرُ) وَمِنْه من الْكَامِل (وأخٍ رَخُصْتُ عَلَيهِ حَتَّى مَلّني ... والشيْ مملولٌ إِذا مَا يَرْخُصُ) (مَا فِي زَمانِكَ مَا يَعِزُّ وُجودُهُ ... إنْ رُمْتهُ إِلَّا صَديقٌ مُخِلصُ) وَمِنْه من الْبَسِيط (لَا تجْعَل الهزء دأبا فَهُوَ منقصة ... وَالْجد تَغْلُو بِهِ بَيْنَ الوَرَى القِيمُ) (وَلَا يَغُرَّنْك مِنْ مَلْكٍ تَبَسُّسُهُ ... مَا تَصخَبُ السُحْبُ إلاَّ حِينَ تَبتَسِمُ) وَمِنْه من الرمل (قِيلَ لي جاءَكَ نَجْلُ ... وَلَدٌ شَهْمُ وَسيمُ) (قُلْتُ عَزُّوه بِفَقْدي ... وَلَدُ الشيخِ يَتيمُ) وَمِنْه من الْكَامِل (أهْوى الخمول لِكَيْ أظِلَّ مُرَفَّهاً ... مِمَّا يُعانِيهِ بَنو الأزْمانِ) (إنَّ الرِياحَ إِذا عَصَفْنَ رأيتَها ... تُوليِ الأذِيَّةَ شامِخَ الأغصانِ) قلت أَخذه من قَول أبي تَمام الطَّائِي من الْبَسِيط (إنّ الرِياحَ إِذا مَا قصفَتْ أعْصَفَت ... عِيدانَ نَجْدٍ وَلَمْ يَعْبأْنَ بالرَثمِ) وَمِنْه من الْبَسِيط (بادِرْ إلىَ العَيْش والأَيّامُ راقِدَةٌ ... ولاَ تكُنْ لِصرُوفِ الدَهْرِ تَنْتَظِرُ) (فالعُمُر كالكأس يبدُو فِي أوائلهِ ... صَفْوٌ وآخِرُهُ فِي قَعْرِهِ الكَدَرُ) قلت هُوَ معنى متداول بَيْنَ الشُّعَرَاء وَمِنْه قَول ابْن النبيه) من الْبَسِيط (والعمرُ كالكأس تُسْتَحْلى أوائلُهُ ... لكنّهُ رُبمَا مُجَّتْ أواخرُهُ) ولشهرة هَذَا الْمَعْنى قَالَ سبط التعاويذي من المتقارب (فَمَنْ شَبّه العُمرَ كأساً يَقِرُّ ... قَذَاهُ ويَرْسُبُ فِي أسفلِهْ)

شامة التركي

(فإنّي رأيتُ القَذا طَافياً ... عَلَى صَفْحة الكأسِ مِنْ أوّلهْ) وَمِنْه من الوافر (أتَعْجَبُ أنَّني أُمْسِي فَقيراً ... ويَحْظَى بِالغنَى الغَمْرُ الحَقيرُ) (كَذا الأطواقُ يُكْسَاها حمامٌ ... وَتعْرَى حِكمَةً مِنها الصُقورُ) قَالَ الْحَافِظ السَّمْعَانِيّ سمعتُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي يَقُول سمعتُ سعيد بن الْمُبَارك بن الدهّان يَقُول رأْيتُ فِي النّوم شخصا أعرفهُ وَهُوَ يُنشد شخصا كَأَنَّهُ حبيب لَهُ من الرمل (أيُّها الماطِلُ ديني ... أمَليٌّ وتماطِلْ) عَلْلِ القَلْبَ فإنّي قَانِعٌ مِنْكَ بِبَطِلْ قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فرأيتُ ابْن الدهّان وعرضتُ عَلَيْهِ الْحِكَايَة فَقَالَ مَا أعرفهُ ولعلّ ابْن الدهّان نسي فإنّ ابْن عَسَاكِر من أوثق الروَاة ثُمَّ استملى ابْن الدهّان منّي الْحِكَايَة وَقَالَ أَخْبرنِي السَّمْعَانِيّ عَن ابْن عَسَاكِر عنّي فروى عَن شَخْصَيْنِ عَن نَفسه وَلابْن الدهّان هَذَا ولدٌ اسمُهُ يحيى وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمع وروى يَعْنِي عَن ابْن الدهّان صَاحب التَّرْجَمَة وَخرج من بَغْدَاد إِلَى دمشق واجتاز عَلَى الْموصل وَبهَا وزيرها الْجواد فارتبطه وصدّره وغَرقت كتبه بِبَغْدَاد فِي غيبته ثُمَّ إنّها حُمِلَتْ إِلَيْهِ فشرع فِي تبخيرها بالأذن ليقطع الرَّائِحَة الرَّديئَة إِلَى أَن بخّرها بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ رطلا من اللذّن فطلع ذَلِكَ إِلَى رَأسه وَعَيْنَيْهِ فأحدث لَهُ الْعَمى ولقبه نَاصح الدّين وَقَالَ يَاقوت وَكَانَ مَعَ سَعَة علمه سقيم الخطّ كثير الْغَلَط وَهَذَا عَجِيب من أمره 3 - (شامة التركي) سعيد بن محمّد بن عبد الله الْمَعْرُوف بشامة الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير من الشرفاء أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأبي عليّ الْحسن بن عبد الْوَدُود بن عبد المتكّبر بن الْمُهْتَدي وَغَيرهم وَكتب بخطّه وَكَانَ حسن الخطّ كثير) الضَّبْط وتوفيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن البغونش الطَّبِيب) سعيد بن محمّد بن البَغُونَش بِفَتْح الْبَاء الموحّدة وضمّ الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح النُّون وَبعده شين مُعْجمَة الطليطلي الطَّبِيب أَخذ الطبّ عَن سُلَيْمَان بن جُلجُل وَلَهُ تصانيف توفيّ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الْبُحَيْرِي) سعيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن محمّد بن بحير أَبُو عُثْمَان البَحيري بِالْبَاء الموحّدة وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا

ابن الرزاز مدرس النظامية

رَاء عَلَى وزن الشَعِيري النَّيْسَابُورِي خرّج لَهُ فَوَائِد توفيّ سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الرزّاز مدرّس النظاميّة) سعيد بن محمّد بن عمر بن مَنْصُور بن الرزّاز أَبُو مَنْصُور مدّرس النظامية قَرَأَ الْفِقْه عَلَى أبي بكر الشَّاشِي وإلكيا الهّراسي وأسعد المّيهَني وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَولي التدريس بالنظاميّة نِيَابَة مرّتين ثُمَّ استقلَ ثَالِثَة بالتدريس سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن صُرِفَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَلَزِمَ بَيته إِلَى أَن توفيّ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَسمع من رزق الله بن عبد الوهّاب التَّمِيمِي وَأبي الخطّاب ابْن البطر وَأحمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ خطّ وافر من زهادة وورع وَقيام ليل 3 - (سعيد بن محمّد بن سعيد) الحزمي الْكُوفِي أَبُو عبد الله روى عَن شريك وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن أبجر وحاتم بن إِسْمَاعِيل وَعَمْرو بن أبي الْمِقْدَام وَعَمْرو بن عطيّة الْعَوْفِيّ وأبى يُوسُف القَاضِي وَيَعْقُوب بن أبي المتئد خَال سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة وَرُوِيَ عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة عَن رجل عَنهُ ومحمّد بن يحيى وَأَبُو زرْعَة وَابْن أبي الدُّنْيَا وَعبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ أَحْمد صَدُوق كَانَ يطْلب معنى الحَدِيث قَالَ غَيره كَانَ شِيعِيًّا قيل كَانَ إِذا جَاءَ ذكر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سكت وَإِذا جَاءَ ذكر عليّ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وسلّم 3 - (السعيد المؤدّب) سعيد بن محمّد بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد المؤدّب كَانَ يُقَال لَهُ السعيدُ بِالْألف واللّم وَكَانَ عَارِفًا) باللغة وَالْأَدب وَهُوَ أشعريٌّ تُوُفيّ سنة اثْنَتَيْ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الحدّاد القيرواني) سعيد بن محمّد أَبُو عُثْمَان الْمَعْرُوف بِابْن الحدّاد القيرواني كَانَ عَالما باللغة والعربيّة وَكَانَ الجدل يغلب عَلَيْهِ مَاتَ شَهِيدا سنة أَربع مائَة فِي بعض الوقائع وَكَانَ لَهُ فِي أولّ دُخُول الشِّيعَة إِلَى القيروان مقامات محمودة ناضل فِيهَا عَن الدّين وذبّ عَن السنّة حتّى شبّهه النَّاس بِأَحْمَد بن حَنْبَل أيّام المحنة وَكَانَ يناظرهم وَيَقُول قَدْ أربَيْتُ عَلَى التسعين وَمَا لأي إِلَى الْعَيْش حَاجَة وَذَلِكَ أنّهم لمّ ملكوا أظهرُوا تَبْدِيل الشَّرِيعَة

ابن مرجانة

وَالسّنَن وبدروا إِلَى رَجُلين من أَصْحَاب سَحْنون وقتلوهما وعرّوا أجسادهما ونُودي عَلَيْهِمَا هَذَا جَزَاء من يذهب مَذْهَب مَالك وَلَهُ من الْكتب كتاب توضيح الْمُشكل فِي الْقُرْآن كتاب المقالات ردّ فِيهِ عَلَى الْمذَاهب جَمِيعهَا كتاب الِاسْتِيعَاب كتاب الأماي كتاب عصمَة الْأَنْبِيَاء كتاب الاسْتوَاء فِي الِاحْتِجَاج عَلَى الْمَلَاحِدَة كتاب الْعبارَة الْكُبْرَى كتاب الْعبارَة الصُّغْرَى 3 - (ابْن مرْجَانَة) سعيد بن مرْجَانَة مولى بني عَامر بن لؤيّ ومرجانة أمّة من عُلَمَاء الْمَدِينَة حدّث عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عيّاس وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ووُلد فِي خلَافَة عمر وتوفيّ سنة سبع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (المغنّي) سعيد بن مِسْجَح أَبُو عُثْمان وَقيل أَبُو عِيسَى الْقرشِي الْأسود المكّي مولى بني جُمَح وَيُقَال مولى بني نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد المطّلب وَيُقَال مولى بني مَخْزُوم المغنّي أستاذ عبيد بن سُريج فِي الْغناء سمع ابْن الزبير ووفد عَلَى عبد الْملك بن مَرْوَان وَكَانَ قَدْ رُفع إِلَيْهِ أنّه أفسد فتيَان قُرَيْش وأنفقوا عَلَيْهِ أَمْوَالهم فلمّا سمع عبد الْملك عناءه قَالَ قَدْ وضح عذر فتيَان قُرَيْش قَالَ إِبْرَاهِيم الرَّقِيق فِي كتاب الأغاني يُقَال إنّه أوّلُ مَنْ غنّى بمكّة وَذَلِكَ أنّه مرّ بالفُرس أيّام ابْن الزبير وهم يبنون الْمَسْجِد الْحَرَام فسمعهم يغنّون بالفارسيّة غناء صَحِيح التقطيع فقلبه بالعربيّة وَألقى الألحان عَلَيْهِ وَانْفَتح لَهُ بَاب مِنْهُ فَسبق النَّاس إِلَيْهِ فَأخذ عَنهُ ابْن سُريج مِنْهُ حَتَّى ساواه وفاقه وبّرز عَلَيْهِ وَأخذ الْغَرِيض عَن ابْن سُرَيج فَهَؤُلَاءِ ومعبد وَمُسلم بن مُحرز فحول مكّة والمقدّمون فِي الْغناء بهَا وَكَانَ سعيد قَلِيل الأغاني فَمن أصواته من الْكَامِل) (يَا هِندُ رُدْي الوَصْلَ أنْ يَتَثرَمَّا ... وَصِلي امرءَاً كَلِفاً بِحُبْكِ مُغرَمَا) (لَو تَبْذُلينَ لَنَا دَلالَكِ مَرَةً ... لَمْ نَبْعِ مَنْكِ سِوَى دَلاَلِكِ مَحْرَما) (مَنَعَ الزِيارَةَ أنَّ أهلَكِ كلَّهْم ... أبْدَوا لِزَورِكِ غِلْظَةً وتَجَهُّما) (مَا ضَرَّ أهلَكِ لَوْ تَطَوَّفَ عاشِقٌ ... بِفناءِ بَيْتكِ أوْ ألَمَّ فسَلَّما) 3 - (وَالِد سُفْيَان الثَّوْريّ) سعيد بن مَسْرُوق الثَّوْريّ الْكُوفِي وَالِد الإِمَام سُفْيَان

الأخفش المحوي

أدْرك زمن الصَّحَابَة وثّقه أَبُو حَاتِم توفيّ سنة ستّ وَعشْرين وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَهُوَ وَالِد مبارك وَعمر أَيْضا روى عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة وخيثمة بن عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَأبي الضُّحَى وَالشعْبِيّ وَطَائِفَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْأَخْفَش المحوي) سعيد بن مسْعدَة أَبُو الْحسن الْمُجَاشِعِي بِالْوَلَاءِ النَّحْوِيّ البلخين الْمَعْرُوف بالأخفش الْأَوْسَط أحد نحاة الْبَصْرَة والأخفش الْأَصْغَر اسْمه عليّ ابْن سُلَيْمَان والأخفش الْأَكْبَر اسْمه عبد الحميد يَأْتِي ذكرهمَا إِن شَاءَ الله فِي موضعيهما وَكَانَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش الْأَوْسَط أجعَل لَا تنطبق شفتاه عَلَى أسنه قَرَأَ النَّحْو عَلَى سِيبَوَيْهٍ وَكَانَ أسنّ مِنْهُ وَلَمْ يَأْخُذ عَن الْخَلِيل وَكَانَ معتزليّاً من غلْمَان أبي شمر قَالَ أَبُو حَاتِم السجسْتانِي كَانَ الأخفشُ رجلَ سوءٍ قدريّاً كِتَابه فِي الْمعَانِي صُوَياحٌ إلاّ أنّ فِيهِ أَشْيَاء فِي الْقدر وحدّث عَن هِشَام بن عُرْوَة الْكَلْبِيّ وَغَيره وروى عَنهُ أَبُو حَاتِم سهل بن محمّد السجسْتانِي وَذكر أَبُو بكر الزبيدِيّ النَّحْوِيّ أنّ الْأَخْفَش كَانَ معلِّمَ ولد الْكسَائي وَذَلِكَ أنّه لمّا جرى بَيْنَ الْكسَائي وسيبويه مَا جرى من المناظرة وَدخل سِيبَوَيْهٍ الأهواز قَالَ الْأَخْفَش فلمّا دخل شاطئ الْبَصْرَة وجّه إليّ فَجِئْته فعرّفني خَبره مَعَ البغداديّين وودّعني وَمضى إِلَى الأهواز فتزوّدتُ وَجَلَست فِي سُميريّة حَتَّى وردتُ بَغْدَاد فَرَأَيْت مَسْجِد الْكسَائي فصلّيتُ خَلفه الْغَدَاة فلمّا انْفَتَلَ من صلَاته وَقعد فِي محرابه وَبَين يَدَيْهِ الفرّاءُ والأحمر وَابْن سَعْدَان سلّمتُ عَلَيْهِ وَسَأَلته عَن مائَة مَسْأَلَة فَأجَاب بجوابات خطّأتُهُ فِي جَمِيعهَا فَأَرَادَ أصحابُهُ الْوُثُوب عليَّ فَمَنعهُمْ عنّي وَلَمْ يقطعْني مَا رأيتُهم عَلَيْهِ عَمَّا كنتُ فِيهِ فلمّا فرغْتُ من الْمسَائِل قَالَ لي الْكسَائي بِاللَّه أَنْت أَبُو الْحسن سعيد بن مسْعدَة قَالَ قلتُ نعم فَقَامَ إليّ وعانقني وأجلسني إِلَى جَانِبه ثُمَّ قَالَ لي أَوْلَاد أحبّ أَن يتأدّبوا بك ويخرجوا)

الهذلي المغني

(أردتُ الركوبّ إِلَى حاجةٍ ... فمُرْ ليِ بِفاعِلةٍ مِنْ دَبَبَت) فَكيف إِلَيْهِ (بُرَيذيننا يَا أخي غامِرٌ فَكُنْ ... مُحسِناً فاعِلاً مِن عَذَرت) وَتُوفِّي سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَقيل خمس عشرَة وَقيل إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَمن تصانيفه كتاب الأوساط فِي النَّحْو كتاب مَعَاني الْقُرْآن كتاب المقاييس فِي النَّحْو كتاب الِاشْتِقَاق كتاب الْأَرْبَعَة كتاب الْعرُوض كتاب الْمسَائِل الْكَبِير كتاب الْمسَائِل الصَّغِير كتاب القوافي كتاب الْمُلُوك كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب وقف التَّمام كتاب الأصوت كتاب صِفَات الْغنم وألوانها وعلاجها وَأَسْنَانهَا سَأَلَ المؤرّخ الأخفشَ هَذَا عَن قَوْله تَعَالَى واللَيل إِذا يسرِ مَا العلّة فِي سُقُوط الْيَاء مِنْهُ وإنمّا تسْقط عِنْد الجَزم فَقَالَ لَا أُجيبك مَا لم تَبِتْ عَلَى بَاب دَاري قَالَ فبتُّ عَلَى بَاب دَاره ثُمَّ سألتُه فَقَالَ اعْلَم أنّ هَذَا مَصْرُوف عَن وجهته وكلّما كَانَ مصروفاً عَن جِهَته فإنّ الْعَرَب تبخس حَظّه من الْإِعْرَاب نَحْو قَوْله تَعَالَى مَا كَانَتْ أمُك بَغِيّاً أسقط الْهَاء لأنهّا مصروفة من فاعلة إِلَى فعيل قلتُ كَيْفَ صرفه قَالَ اللَّيْل لَا يَسرِي وإنمّا يُسرَى فِيهِ 3 - (الْهُذلِيّ المغنّي) سعيد بن مَسْعُود الْهُذلِيّ كَانَا أَخَوان سعيد هَذَا وَأَخُوهُ عبد آل وأمّ سعيد هَذَا اسْمهَا فيعل وَكَانَ كثيرا فيعل وَكَانَ كثيرا مَا يُنسَب إِلَيْهَا وكنية سَعيد أَبُو مَسْعُود وَكَانَ ينقش الْحِجَارَة وَيعْمل البُرَم بِأبي قُبي وَكَانَ فتيَان قُرَيْش يأتونه فيطلبون مِنْهُ الْغناء فيُلزِمهم بإنزال الْحِجَارَة إِلَى الأبطح فَكَانُوا يتولّون إنزالها لَهُ قيل إنّ ابْن سُرَيج لمّا حَضرته الْوَفَاة نظر إِلَى ابْنَته وَبكى فَقَالَت وَمَا يبكيك قَالَ أخشَى عَلَيْكَ الضَّيْعَة بعدِي قَالَت لَا تخف فَمَا من شَيْء غنّيتَه إلاّ وَقَدْ أخذتُه عَنْك فَقَالَ غنّيني فغنّته فَقَالَ طابت نَفسِي ودعا الهذليَّ فزوّجه بِهَا) فَأخذ الْهُذلِيّ غناء أَبِيهَا كلّه عَنْهَا وَانْتَحَلَ أَكْثَره وَكَانَ عامّة غناء الْهُذلِيّ لِابْنِ سُرَيج وَقيل إنّه لمّا توفيّ ابْن سُرَيج وتزوّج الْهُذلِيّ بِهَا أَتَت مِنْهُ بِولد فلمّا يفع جَازَ يَوْمًا بأشعب وَهُوَ جَالس فِي فتية من قُرَيْش فَوَثَبَ فَحَمله عَلَى كَتفيهِ وَجعل يُرقّصُهُ وَيَقُول هَذَا ابْن دفّتي الْمُصحف هَذَا ابْن مَزَامِير دَاوُد فَقيل لَهُ وَيلك من هَذَا فَقَالَ هَذَا ابْن الْهُذلِيّ من بنت ابْن سُرَيج وُلد عَلَى عودٍ واستهلّ بغناء وحنك بمِلوىً وقُطعت سرته بزِير وخُتن بمضراب وَقيل كنية سعيد الْمَذْكُور أَبُو عبد الرَّحْمَن

ابن المسيب

3 - (ابْن المسيّب) سعيد بن المسيّب بن حزن الْقرشِي المَخْزُومِي الْمدنِي عَالم أهل الْمَدِينَة بِلَا مدافعة وُلد فِي خلَافَة عمر لأَرْبَع مضين مِنْهَا وتوفيّ سنة أَربع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل وُلد لِسنتَيْنِ من خلَافَة عمر رأى عمر وَسمع عُثْمَان وعليّاً وَزيد بن ثَابت وَسعد بن أبي وقّاص وَعَائِشَة وَأَبا مُوسَى وَأَبا هُرَيْرَة وَجبير بن مطعم وَعبد الله بن زيد الْمَازِني وأمّ سَلمَة وَطَائِفَة من الصَّحَابَة قَالَ قَتَادَة مَا رأيتُ أحدا أعْلم من سعيد بن المسيّب وَكَذَا قَالَ مَكْحُول والزُهري وَقَالَ مَا فاتَتْني التكبيرةُ الأولى مُنْذُ خمسين سنة وحجبتُ أَرْبَعِينَ حجّة وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره مرسلات سعيد بن المسيّب صِحَاح وَمن مرويّاته أنّ الْمُطلقَة ثَلَاثًا تحلُّ للأوّل بمجرّد عقد الثَّانِي من غير وَطْء وَهُوَ أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة بِالْمَدِينَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلّهم 3 - (سيف الدّين الباخّرزي) سعيد بن المطهّر الإِمَام الْقدْوَة المحدّث سيف الدّين أَبُو الْمَعَالِي الباخرزي شيخ زاهد عَارِف كَبِير الْقدر إِمَام فِي السنّة والتصوّف عُني بِالْحَدِيثِ وسَمعه وَكتب الْأَجْزَاء ورحل وَصَحب الشَّيْخ نجم الدّين الكُبرَى وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره وخرّج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين رَوَاهَا لَنَا عَنهُ مَولاه نَافِع الْهِنْدِيّ وَعَلَى يَده أسلم السُّلْطَان بركه وتوفيّ سنة تسع وَخمسين وستّ مائَة 3 - (أَبُو عُثْمَان الْخُرَاسَانِي) سعيد بن مَنْصُور بن شُعْبَة الْحَافِظ الحجّة أَبُو عُثْمَان الخرساني وَيُقَال لَهُ الطَّالقَانِي نَشأ ببلخ ورحل وطوّف وَصَارَ من الحفّاظ الْمَشْهُورين وَالْعُلَمَاء المتقنين وجارو بمكّة وَسمع مَالِكًا وَاللَّيْث وخلقاً وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى أَبُو دَاوُد أَيْضا وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَة أَحْمد بن) حَنْبَل وَخلق كثير قَالَ ابْن يُونُس مَاتَ بمكّة فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

ابن أبي عوبة

3 - (ابْن أبي عَوبة) سعيد بن مهْرَان أبي عرُوبَة عَالم الْبَصْرَة الْحَافِظ وُلد فِي حَيَاة أنس قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَمْ يكن لسَعِيد كتابٌ إنمّا يحفظ ذَلِكَ كلّه وَكَانَ قدريّاً قَالَ أَبُو زرْعَة ثِقَة مَأْمُون وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة قبل أَن يخْتَلط وَيحيى القطّان وثّقة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة سبع وَخمسين وَمِائَة 3 - (ملك الْيمن) سعيد بن نجاح ملك الْيمن الْأَحول الَّذِي قتل عليّ الصُّلَيحي يَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة عليّ بن محمّد بن عليّ الصليحي فِي حُرُوف الْعين فِي مَكَانَهُ فليؤخذ من هُنَاكَ 3 - (أَبُو عُثْمَان الخالدي) سعيد بن هَاشم بن وَعلة بن عرّام بن يزِيد بن عبد الله يَنْتَهِي إِلَى عبد الْقَيْس الخالدي أَبُو عُثْمَان وَهُوَ أحد الخالديّين وَقَدْ تقدّم ذكر أَخِيه أبي بكر فِي المحمّدين قَالَ مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق النديم قَالَ لي أَبُو بكر وَقَدْ تعجّبتُ من كَثْرَة حفظه ومذكراته أَنا أحفظُ ألف سمر كلّ سمر مائَة ورقة وَكَانَا مَعَ ذَلِكَ إِذا استحسنا شَيْئا غصباه صاحبَه حَيا كَانَ أَو مَيتا لَا عَجزا مِنْهُمَا عَن قَول الشّعْر وَلَكِن كَذَا كَانَ طبعهما وَقَدْ عمل أَبُو عُثْمَان شعره وَشعر أَخِيه قبل مَوته وَلَهُمَا تصانيف مِنْهَا حماسة شعر الْمُحدثين كتاب أَخْبَار الْموصل كتاب أَخْبَار أبي تمّام ومحاسن شعره اخْتِيَار شعر ابْن الرُّومِي اخْتِيَار شعر البحتري اخْتِيَار شعر مُسلم بن الْوَلِيد وأخباره الْأَشْبَاه والنظائر وَهُوَ جيّد والهدايا والتحف الديارات وَمن شعره من الطَّوِيل (وَمِنْ مَكِدِ الدُنيا إذَا مَا تعَذَّرتْ ... أُمُورٌ وَإنْ عُدَّتْ صِغاراً عَظَائِمُ) (إِذا رُمْتُ بالنقاشِ نَتْفَ أشاهبي ... أُتِيحَتْ لَهُ بَيْنهنَّ الأداهِمُ) (فَأنْتِفُ مَا أهْوى بِغَيْر إرادتي ... وأتْرُكُ مَا أقؤلىَ وأنْفي راغِمُ) وَمِنْه من الوافر

(دُمُوعِي فِيكَ أنوَءٌ غِزارٌ ... وَجَنْبِي مَا يَقرُّ لَهُ قرارُ) (وَكُلُّ فَتىً علاهُ ثوبُ سُقمٍ ... فَذَاكَ الثَوْبُ مِنِّي مُستَعارُ) ) وَمِنْه من الْكَامِل (يَا هَذِهِ إنْ رُحْتُ فِي ... سَمَلٍ فَما فِي ذَاكَ عارُ) (هذي المُامُ هِي الحيا ... ة قمِيصُها خَزَفٌ وقارُ) وَمِنْه من الْخَفِيف (هَتَفَ الصُبْحُ بالدُّجَى فَاسْقِنِيها ... قَهوَةً تَتْرُكُ الحَلِيمَ سَفيهاً) (لَسْتُ أدْرِي من رِقَّةٍ وَصَفاءٍ ... هِيَ فِي كأسِها أمِ الكَأسُ فِيهَا) وَمِنْهُ من الطَّوِيل (بِنَفْسي حَبيبٌ بَانَ صَبْرِي لِبَيْنِهِ ... وَأَوْدَعَنِي الأشْجانَ سَاعَةَ وَدَّعَا) (وَأَنْحَلَني بِالهجْرِ حَتَّى لَوَ أنَّني ... قَذىً بَيْنَ جَفْنَي أرْمَدٍ مَا تَوَجَّعَا) وَمِنْه قَوْله يصف غُلَامه من المنسرح (مَا هوَ عَبْدٌ لكِنَّه وَلَدُ ... خَوَّلَنِيهِ المُهَيْمِنُ الصَمَدُ) (وَشَدَّ أزري بحُسْنِ خِدْمَتِهِ ... فَهْوَ يَدِي والذِراعُ والأعَضُدُ) (صَغِيرُ سِنٍّ كَبيرُ مَنْفَعَةٍ ... تَمازَج الضّعْفُ فِيهِ والجَلَدُ) (فِي سِنِّ بَدْرِ الدُّجَى وَصُورَته ... فَمِثْلُهُ يُصْطَفَى ويُعتَقَدُ) (مُعشَّق الطَرْفِ كُحلُه كَحِلٌ ... مُغَزَّلُ الجِيد حَلْيُهُ الجَيَدُ) (ووَرْدُ خدَّيه والشَقائِقُ وَال ... تُّفَاحُ والجُلَّنارُ مُنتَضِدُ) (رِياضُ حُسْنٍ زَواهِرٌ لأبَداً ... فِيهِنَّ مَاءُ النَعيمِ مُطّرِدُ) (وَغصْنُ بانٍ إِذا بَدَا وَإِذا ... شَدْا فقمْرِيُّ بانَةٍ غَرِدُ) (مُبارَكُ الوَجْهِ مُذْ حَظِيتُ بِهِ ... بالي رَخِيٌّ وعِيشَتي رَغَدُ) (أُنسي وَلهْوي وُكلُّ مأرُبَتي ... مُجْتَمِعٌ فِيهِ لي ومُنفَرِدُ) (مُسَامِري إنْ دَجا الظّلامُ فلي ... مِنْهُ حَديثُ كأنّه الشَهْدُ) (ظَريفُ مَزْحٍ مَليحُ نادِرِةٍ ... جَوْهَرُ حُسْنٍ شرَارةٌ تَقِدُ) (حازِنُ مَا فِي يَدي وحافِظُهُ ... فَلَيْسَ شيءٌ لديَّ يُفتَقَدُ) (ومُنْفِقٌ مُشفِقٌ إِذا أَنا أس ... رَفْتُ وبَذَّرْتُ فَهوَ مُقتَصِدُ)

(يَصُونُ كُنْبي فَكُلُّها حَسَنٌ ... يَطْوِي ثِيابِي فَكُلُّها جُدُدُ) ) (وأبْصَرُ الناسِ بالطَبيخ فَكَال ... مِسكِ القَلايا والعَنْبَرُ الثردُ) (وَهوَ يُدير المُدامَ إِن جُلِيَت ... عَروس دَنٍّ نِقَابُها الزبَدُ) (يَمْنَحُ كَأسِي يَداً أُنامِلها ... تَنْحلُّ مِنْ ليْنِها وتَنْعَقِدُ) (ثَقَّفَهُ كَيْسُهُ فَلاَ عِوّجٌ ... فِي بَعْضِ أخْلاقِه وَلا أوَدُ) (وصَبْرَ فيّ القَريضِ وَزَانُ دِي ... نّارِ المَعاني الجِيادِ مُنْتَقِدُ) (وَيَعْرِفُ الشِعْرَ مِثْلَ مَعْرِفَتِي ... وَهْوَ عَلى أنْ يَزيدَ مُجْتَهِدُ) (وكاتِبٌ تُوجَدُ البلاغَةُ فِي ... ألفاظِهِ والصَوابُ والرّشَدُ) وَواجِدٌ بِي مِنَ الْمحبَّة والرأفة أضْعَافَ مَا بِهِ أجِدُ (إِذا تَبَسَّمْتُ فَهُوَ مُبْتَهجٌ ... وَإنْ تَنَمَّرْتُ فَهْوَ مُرْتَعِدُ) (ذَا بَعْضُ أوْصَافِه وَقَدْ بَقيَتْ ... لَهُ صِفاتٌ لَمْ يَحْوِها أحَدُ) أَنْشدني إجَازَة لِنَفْسِهِ العلاّمةُ شِهاب الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود الْكَاتِب عكساً فِي هَذَا الْمَعْنى من المنسرح (مَا هُوَ عَبْدٌ كلاَّ وَلاَ وَلَدُ ... إلاّ عَناءٌ تَضْنَى بِهِ الكَبِدُ) (وَفَرْطُ سُقْمٍ أعْيا الأُساةَ فَلَقَدْ ... جِلْدٌ عَليه يَبقَى وَلَا جَلَدُ) (أقْبَحُ مَا فِيه كُلُّهُ فَلَقَدْ ... تَسَاوَتِ الرُوحُ مِنْهُ وَالجَسَدْ) (أشبَهُ شَيءٍ بِالقِرْدِ فَهْوَ لَهُ ... إِن كانَ لِلقِردِ فِي الوَرَى وَلَدُ) (ذُو مُقْلَةِ حَشْوُ جَفْنِها غَمضٌ ... نَسيل دَمْعاَ وَمَا بِها رَمَدُ) (ووَجْنةٌ مِثْل صِبغَةِ الورس ول ... كِنْ ذَاكَ صافٍ ولونُها كمدُ) (كأنَّما الخدُّ فِي نَظافَتِهِ ... قَد أُكِلَتْ فَوْقَ صَحْنِهِ غُدَدُ) (يَقْطُرُ سُمّاً قَضحْكُهُ أبَداً ... شَرُّ بَكاءٍ وبِشْرُهُ حَرَدُ) (يَجْمَعُ كَفَّيهِ مِنْ مَهانَتِهِ ... كَأنَّهُ فِي الهَجيرِ مُرتَعِدُ) (يُطْرِقُ لَا مِنْ حَياً وَلَا خَجَلٍ ... كَأنَّهُ للتُرابِ مُنْتَقِدُ) (ألْكَنُ إِلَّا فِي الشَّتْمِ يَنْبَحُ كال ... كَلْبِ وَلَوْ أنَّ خَصْمَهُ الأسَدُ) (يَشْتمُني النّاس حِينَ يَشتمُهُمْ ... إذْ لَيسَ يَرضَى بِشَتْمِهِ أحدُ) (كَسْلانُ إلاّ فِي الأكلِ فَهوَ إِذا ... مَا حَضَرَ الأكلُ جَمْرَةٌ تَقِدُ)

أبو الحسن الطيب

) (كَالنارِ يَوْمَ الرِياحِ فِي الحَطَب ال ... يابِسِ تَأْتِي عَلى الَّذِي تجدُ) (يَرفُلُ فِي حُلّة مُنَبَّتَةٍ ... مِنْ قمله رَقْمُ طُرْزِها طَرَدُ) (أجمَلُ أَوْصافِه النَميمَةُ وَال ... كذبُ ونَقْلُ الحَدِيث والحَسَدُ) (كُلُّ عُيُوبِ الوَرَى بِهِ اجْتَمَعَتْ ... وهْوَ بأضْعَافِ ذَاكَ مُنْفَرِدُ) (إنْ قُلْنُ لَمْ يَدْرِ مَا أَقٌولُ وَإِن ... قَالَ كِلانا فِي الفَهْمِ مُتَّحِدُ) (كَأَنَّ مَاليِ إِذا تَسَلَّمَه ... مِنّي ماءٌ وَكَفّهُ سَرَدُ) (حَمَّلتُه لي دُوَيّةً حَسُنَتْ ... كُنْتُ عَلَيْها فِي الظَرْفِ أعْتَمِدُ) (كَمِثْلِ زَهْرِ الرياضِ مَا وَجَدتْ ... عَيْني لهَا شِبْهَها وَلاَ تَجِدُ) (فَمَرّ يَوْمًا بِها عَلىَ رَجُلٍ ... لَدَيْهِ عِلْمُ اللُصُوصِ يَنْتَقِدُ) أوْدَعَها عنْدَه فَفَرَّ بهِا وَما حَواه مِن بَعْدِها البَلَدُ (فَجاءَ يَبْكِي فَظلْتُ أضْحَكُ مِنْ ... فِعْلي وَقَلاْبِي بالغَيْظِ مُتَّقِدُ) (وَقال ليِ لاَ تَخَفْ فَحِليّتُهُ ... مَشْهُورَةً الشَكْلِ حِين يُفتَقَدُ) (عَلَيْه ثوبٌ وَعِمَّةٌ وَلَهُ ... ذَقْنٌ وَوَجْهٌ وَسَاعِدٌ وَيَدُ) (وقَائِلٍ بِعْهُ قُلتُ خُذْهُ وَلاَ ... وَزْنُ تُجازِي بِهِ وَلَا عَدَدُ) (فَفِي الَّذِي قَدْ أضاعَه عِوَضٌ ... وهْوَ عَلىَ أنْ يَزِبدَ مُجْتَهِدُ) 3 - (أَبُو الْحسن الطّيب) سعيد بن هبة الله بن الْحُسَيْن أَبُو الْحسن كَانَ طَبِيبا فَاضلا فِي العُلوم الحكيمة مَشْهُورا بهَا وخدم الْمُقْتَدِي بالطبّ وولدَه المستظهر بِاللَّه وآلف كتبا كَثِيرَة طبّةً ومنطقيةً وفلسفيّةً ووُلِدَ سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وتوفيّ سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَخلف من التلاميذ جمَاعَة وَكَانَ يعالج المرضى فَأتى قاعة الممرورين بالبيمارستان فَأَتَتْهُ امْرَأَة تستفتيه فِيمَا تعالج بِهِ وَلَدهَا فَقَالَ يَنْبَغِي أَن تلازميه بالأشياء المبرّدة المرطّبة فهزأ بِهِ بعضُ مَنْ كَانَ فِي القاعة من الممرورين وَقَالَ هَذِهِ صفة تصلح أَن تَقُولهَا لأحد تلاميذك ممّن اشْتغل بالطّب من قوانينه وأمّا هَذِهِ الْمَرْأَة فأيّ شَيْء تَدْرِي مَا هُوَ من الْأَشْيَاء المبرّدة المرطّبة وسبيل هَذِهِ أَن تذكر لَهَا شَيْئا معينا وَلَا ألومُكَ فِي هَذَا فقد فعلتَ مَا هُوَ أعجبُ مِنْهُ فَقَالَ مَا هُوَ قَالَ صنَفتَ كتابا مُخْتَصرا وسمّيتَه الْمُغنِي فِي الطبّ ثُمَّ إنّك صنّفت كتابا آخر بسيطاً وَهُوَ عَلَى قدر أضَاف) كَثِيرَة من الأوّل وسمّيته الْإِقْنَاع وَكَانَ الْوَاجِب أَن يكون الْأَمر عَلَى الْعَكْس فَاعْترفت بذلك لمن حَضَره وصنّف الْمُغنِي فِي الطبّ للمقتدر

الكاتب

وَلَهُ مقالات فِي صفة تراكيب الْأَدْوِيَة والمُحال عَلَيْهَا فِي الْمُغنِي كتاب الْإِقْنَاع كتاب التَّلْخِيص النظامي كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب فِي اليرقان مقَالَة فِي ذكر الْحُدُود والفروق جوابات عَن مسَائِل طبَيّة سُئِلَ عَنْهَا مقَالَة فِي تَحْدِيد مبادئ الْأَقَاوِيل الملفوظ بِهَا وتعديدها 3 - (الْكَاتِب) سعيد بن هُريم الْكَاتِب كَانَ يتولىّ بَيت الْحِكْمَة بَيت الْحمة لِلْمَأْمُونِ مَعَ سهل بن هَارُون وَكَانَ بليغاً فصيحاً مترسّلاً يَحْكِي عَنهُ الجاحظ وَلَهُ من الْكتب كتاب الْحِكْمَة ومنافعها وَلَهُ مَجْمُوعَة وَذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب الفهرست 3 - (اللَّيْثِيّ الْمصْرِيّ) سعيد بن أبي هِلَال اللَّيْثِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ أحد أوعية الْعلم روى عَن عمَارَة بن غَزِفة وَأبي بكر بن حزم قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ توفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقيل سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (المرواني) سعيد بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان كَانَ منهمكاً فِي لذّات الدُّنْيَا مغْرىً بِحٌبِّ النِّسَاء وَفِيه يَقُول الْقَائِل يُخاطِبُ أَبَاهُ هشاماً من الْبَسِيط (أبْلِعْ هِشاماً أَمِير المؤمِنينَ فَقَدْ ... أَعطيتنَا بأميرٍ غير عنّينِ) (طوراً يُشارِكُ هَذَا فِي حَليلَتِهِ ... وَتَارةً لَا يُراعِي حُرْمَةَ الدينِ) فحسبه أَبوهُ قَالَ أَبُو محمّد السّلمِيّ وَكَانَ السّلمِيّ فِي حبس هِشَام إنّ سعيداً كَانَ فِي بَيت عَلَى حِدة وكنتُ أسمع صَوت الْعود فَخرجت يَوْمًا فَإِذا هُوَ قَدْ أَخذ جَفْنَة فصُبها وعلّق فِيهَا أوتاراً فَقلت وَيحك عَلَى هَذِهِ الْحَال تفعل هَذَا فَقَالَ لَا أبالك لَوْلَا هَذَا مُتْناغمّاً وَهُوَ الْقَائِل وَمن الرجز (أرْسَلْتُ كَلْبي طالِباً مَا يأكُلُهْ ... مَن ذَا الَّذِي يرُدّه أَو يَجْهَلُهْ) وَبلغ أَبَاهُ خَبره فَقَالَ لعبد الله ويحّك أفِسْقاً كَفسق العوامّ هلاّ فسقاً كفسق الْمُلُوك

الأبرش الكلبي

فَقَالَ لَهُ ابْنه وَهل للملوك فسق يمتازون بِهِ قَالَ نعم قَالَ مت هُوَ قَالَ أَن تُحْييَ هَذَا وَتقتل هَذَا) وَتَأْخُذ مَال هَذَا فتُعطيه هَذَا وَمن شعره من الرمل (آلُ مَروانَ أراهُم فِي عَمىً ... غَضب العَيْشُ عَلَيْهِمْ وَالفَرَحْ) (كُلُّهُم يَسْعَى لمِا يَبْعَثّهُ ... وَأَنا سَعْيِي لأُنسٍ وقَدَحْ) 3 - (الأبرش الْكَلْبِيّ) سعيد بن الْوَلِيد بن عَمْرو بن جبلة الْكَلْبِيّ الأبرش أَبُو مجاشع كَانَ يكْتب لهشام بن عبد الْملك وَكَانَ غَالِبا عَلَيْهِ ولمّا توفيّ يزِيد بن عبد الْملك وأفضى الْأَمر إِلَى هِشَام أَتَاهُ الْخَبَر وَهُوَ فِي ضيعةٍ لَهُ وَمَعَهُ جماعةٌ من أَصْحَابه مِنْهُم الأبرشُ الكلبيُّ فلمّا قَرَأَ الْكتاب سجد وَسجد من كَانَ مَعَه من أَصْحَابه خلا الأبرش فَإِنَّهُ لَمْ يسْجد فَقَالَ لَهُ هِشَام لِمَ لَا تسجُدُ كَمَا سجدَ أصحابُكَ فَقَالَ عَلامَ أَسجد عَلَى أَنَّك كنت معي فطرت فصرتَ فِي السَّمَاء فَقَالَ لَهُ فَإِن طِرْنا بك مَعنا قَالَ والآن طَابَ السُّجُود وَكَانَ الأبرش يحبّ أَن يفْسد حَال عُمَر بن هُبَيْرَة عِنْد هِشَام وَكَانَ ابْن هُبَيْرَة يسير إِذا ركب بالبعد عَنهُ وَكَانَ هِشَام معجباً بِالْخَيْلِ فَاتخذ الأبرش الْكَلْبِيّ عدّةً من الْخَيل الْجِيَاد وأضمرها وَأمر مجريها أَن يعارضوا هشاماً إِذا ركب فَإِذا سَأَلَهُمْ هِشَام يَقُولُونَ هِيَ لِابْنِ هُبَيْرَة فَركب هِشَام يَوْمًا فعورض بِالْخَيْلِ فَنظر إِلَى قِطْعَة من الْخَيل حَسَنَة فَقَالَ لمن هَذِهِ فَقَالُوا لَهُ لِابْنِ هُبَيْرَة فاستشاط غَضبا وَقَالَ وَاعجَبا اختان مَا اختان ثُمَّ قَدِمَ فوَاللَّه مَا رضيت عَنهُ بعد ثُمَّ هم يوائمُني بِالْخَيْلِ عليّ بِابْن هُبَيْرَة فَدَعَا بِهِ من جانِب الموكب فجَاء مسرعاً فَقَالَ لَهُ هِشَام مَا هَذِهِ ياعمر وَلمن هِيَ فَرَأى الْغَضَب فِي وَجهه فَعلم أنّه قَدْ كِيْدَ فَقَالَ لَهُ خيل لَكَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ علمتُ عجبك بِهَا وَأَنا عَالم بجيادها فاخترتُها وطلبتُها من مظانهّا فمُرْ بقبْضِها فقبضها وَكَانَ ذَلِكَ سَبَب إقباله عَلَيْهِ فانعكست الْحِلْية عَلَى الأبرش الْكَلْبِيّ وَطعن قوم فِي تَسَب الأبرش الْكَلْبِيّ 3 - (الهمذاني الكفي) سعيد بن وهب الهمذاني الخَيْواني بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف الْكُوفِي روى عَن عليّ وسلمان وخبّاب بن الأرْتّ روى لَهُ مُسلم والنّسائي وتوفيّ سنة خمس أَو ستّ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ)

أبو عثمان البصري الكاتب

3 - (أَبُو عُثْمَان الْبَصْرِيّ الْكَاتِب) سعيد بن وهب أَبُو عُثْمَان مولى بني سامة بن لُؤيّ بَصرِي مولدُه ومنشؤُهُ بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ صَار إِلَى بَغْدَاد وَكَانَتْ الكتابةُ صناعَتَهُ فتصرَّفَ مَعَ البرامكة وتقدّم عِنْدهم وَكَانَ شَاعِرًا مطبوعاً وَمَات أيّام الْمَأْمُون وأكثرُ شعره فِي الْغَزل وَالشرَاب ثُمَّ نسك وَتَابَ وحجّ رَاجِلا عَلَى قديمه وَمَات عَلَى تَوْبَة نظر يَوْمًا إِلَى قوم من كبار السلاطين فِي أَحْوَال جميلَة فَقَالَ من السَّرِيع (منْ كانَ فِي الدُنيا لَهُ شارَةٌ ... فَنَحْنُ فِي نَظّارَةِ الدُنيا) (نَرْمُقُها من كُتَبٍ حَسرْةً ... كَأنَّنَا لَفْظٌ بِلا مَعْنَى) (يَغْلو بِها الناسُ وأيَّامُنا ... تَذْهَبُ فِي الأرْذَلِ والأدْنَى) ومرّ يَوْمًا هُوَ وَالْكسَائِيّ فلقيا غُلَاما جميل الْوَجْه فَاسْتَحْسَنَهُ الْكسَائي وَأَرَادَ أَن يستميله فَأخذ يذاكرُهُ النَّحْو فَلم يمل إِلَيْهِ وَأخذ سعيد بن وهب فِي الشّعْر فَمَال إِلَيْهِ الْغُلَام فَبعث بِهِ إِلَى منزله وَبعث مَعَه الْكسَائي وَقَالَ حَدِّثْه وآنِسْهُ إِلَى أنْ أجيءَ وتشاغل بحاجته فَمضى الْكسَائي فَمَا زَالَ يداريه حتّى قضى أربه ثُمَّ انْصَرف فجَاء سعيد فَلم يره فَقَالَ من المتقارب (أَبُو حَسَنِ لَا يَفِي ... فَمَن ذَا يَفِي بَعدَهُ) (أثَرْتُ لَهُ شادِناً ... فَصابَرَهُ وَحْدَهُ) (وأظْهَرَ لي عُذرَهُ ... وَأخْلَفَنِي وَعْدَهُ) (سَأطلُبُ مَا ساءَهُ ... كَمَا ساءَنِي جُهْدَهُ) 3 - (أَبُو السّفر) سعيد بن يحمد أَبُو السّفر الهمذاني الْكُوفِي روى عَن عبد الله بن عَمْرو وَابْن عبّاس وَنَاجِيَة بن كَعْب والبراء بن عَازِب وَابْن عمر وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة 3 - (المَخْزُومِي) سعيد بن يَرْبُوع المَخْزُومِي من مسلمة الْفَتْح شهد حُنيناً وَكَانَ

أبو مسلمة الطاحي القصير

ممّن يجدّد أَنْصَاف الحَرَم عَاشَ مائَة وَعشْرين سنة وَهُوَ من أَقْرَان حَكِيم بن حزَام وتوفيّ سنة أَربع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد ويكّنى أَبَا الحكم وَقيل أَبُو هود وَقيل أَبُو يَرْبُوع وَيُقَال أَبُو مرّة روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن وَكَانَ اسْمه الصرم فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سعيداً وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إيمّا أكبر أَنا أَو أَنْت فَقَالَ لَهُ أَنْت أكبر منّي وَخير وَأَنا) أسنّ وَهُوَ أحد مشيخة قُرَيْش وَذَوي أسنانهم 3 - (أَبُو مسلمة الطَّاحِي الْقصير) سعيد بن يزِيد بن مَسلمة أَبُو مسلمة الطَّاحِي الْبَصْرِيّ الْقصير توفّي فِي حُدُود الْمِائَة وَالْأَرْبَعِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (مولى مَيْمُونَة) سعيد بن يسَار الدني مولى مَيْمُونَة أمّ الْمُؤمنِينَ وَقيل مولى الْحسن بن عليّ روى عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عبّاس وَابْن عمر وَيزِيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ وَكَانَ من الْعلمَاء الْأَثْبَات وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة ستّ عشرَة وَمِائَة 3 - (سعيد بن يسَار) أبي الْحسن هُوَ أَخُو الْحسن الْبَصْرِيّ روى عَن أمّه خيرة وَأبي هُرَيْرَة وَأبي بكرَة الثَّقَفِيّ وَابْن عبّاس وثّقه النَّسَائِيّ وتوفيّ سنة مائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقيل مَاتَ سنة ثَمَان وَمِائَة ولمّا بِفَارِس طَال حزن أَخِيه الْحسن عَلَيْهِ وَبكى فَقُلْنَا لَهُ إنّك إِمَام يُقتّدى بك دَعوني فَمَا رأيتُ الله تَعَالَى عَابَ طول الْحزن عَلَى يَعْقُوب 3 - (أَبُو الْفضل الْأَوَانِي) سعيد بن يُوسُف بن الْحسن بن سَمُرَة أَبُو الْفضل الْكَاتِب الْأَوَانِي كَانَ يهوديّاً فَأسلم وَكَانَ كَاتبا جَلِيلًا حسن الْعبارَة يلبغا لَهُ قصيدة حَسَنَة فِي الردّ عَلَى الْيَهُود وَالنَّصَارَى رَوَاهَا عَنهُ صبيح بن عبد الله الحبشي النصري وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الجريدة وَأورد لَهُ قصيدةً مُهْملَة مدح بِهَا المستنجد فِي عيد الْفطر سنة إِحْدَى وستّين وَخمْس مائَة من الْخَفِيف (مَلِكَ الأمرِ دَامَ أمرُك مسمو ... عاً مُطاعاً مَا حَال حَولٌ وحالُ) (وأدامَ العَلاَمُ مُلْكَكَ محْرو ... ساً مَحُوطاً مَا حُلِّلَ الإحْلالُ)

سعيد الصوفي الشاعر

(عَمَّ أهلَ الإسلامِ طَولُك طُرّاً ... وَعَداهُمِ لِعَدْلِكَ الإمحْالُ) (وَمَحَا رَسْمَ كُلَّ عادٍ مُعادٍ ... مُلْحِدٍ هَمُّهُ الدَّهَا والمِحالُ) (سَرَّ أهلَ الصلاحِ عَصْرُ إمامِ ... مَا عَراهُ لِرَدْعِ رَوْعٍ مَلالُ) (عالِمٌ عامِلٌ معِمٌّ ... عادلٌ عهدُ عَدْلِهِ هَطَالُ) (مَلِكٌ راحِمٌ لداعٍ ومملو ... لٍ أرَاهُ ردا الْوَلَاء طُوالُ) ) (عَمَّهُ طَولُه وأعْدَمَهُ الإعْ ... دامُ عَمْداً وَمَا عَرا إهْمالُ) (أسْعَدَ الله كُلَّ دَهْرٍ وعَصرٍ ... سُدَّةَ المُلْكِ مَا أهَلَّ هِلالُ) (حاطَها الله ماكحاً مالحاً لَا ... حٍ ومَا لاَحَ للحُداةِ هِلالُ) وسُئِلَ أَن ينظم مثل قَول الْقَائِل وَلَيْسَ فِيهِ حرف يتّصل بِغَيْرِهِ من الْخَفِيف (زارَ داوُودُ دارَ أزوَى وأرْوَى ... ذاتُ دَلٍّ إِذا رَأتْ دَاوُودا) فَقَالَ من المنسرح (وادِدْ دُؤاداً وَارْعَ ذَا وَرَعٍ ... وَدارِ دَارا إنْ زاغَ أوْزارا) (وزُر وَدُوداً وأدنِ ذَا أدَبٍ ... وذَرْ إِن زارَ أوْدارا) 3 - (سعيد الصُّوفِي الشَّاعِر) ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة فِي شعراء بَغْدَاد وَقَالَ وصلت لَهُ إِلَيّ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين قصيدة مَعَ الرَّسُول مِنْهَا من الْكَامِل (مَلِكٌ إِذا جَادَتْ يَدَاهُ بنائلِ ... أرْبّى عَلَى صَوْبِ السَحاب الماطِرِ) (وَإذا الفَتى جَعَل الصَنيعة دَأبّهُ ... لَم يخَلُ طُولَ زَمانِهِ من شاكرِ) وَلَهُ قصيدة يمدح بِهَا إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام وَزِير الْموصل من الرجز (تَملَّكَتْ قَلْبي بِطَرْفٍ أْكحَلِ ... وقامةٍ كَالغُصُنِ المُعْتَدِلِ) (ومَبسمٍ مِثْلِ الأقَاحِي مُشْبِهٍ ... رُضابُه صَرْفَ المدامِ السَلْسِلِ) (وَطُرَّةٍ مِثلِ الظّلام تَحْتَها ... غُزَّةُ وجهٍ كالصَباحِ المُنجَلي) (فرُحْتُ مِنْ وجدٍ بِها ولَوْعَةٍ ... لَا أرعَوِي لمِا يَقولُ عُذَّلي) (خريدةٌ تَبْخَلُ بالوَصْلِ وَكَمْ ... فِي الغانيات كاعِب لَم تَبْخَلِ) (بَانَتْ فَباتَ الصَبْرُ اعِتدَ بَيْنِها ... وَارْتَحَلَ العَزاءُ بالترحل)

أبو سعيد الزرقي

(فالقلبُ مِنَي فِي جَحيمٍ تَلتَظِي ... والدَمْعُ يَهْمي كالغَمامِ المُسبِلِ) (والنَوْمُ لاَ يألَفُ لي جَفْناً إِذا ... طابَ الكَرى فِي جُنْحِ لَيْلٍ أَلْيَلِ) (صَبابَةً مِنْي وَفَرْطَ لَوعةٍ ... قَدْ أكْثَرَتْ تَحْتَ الدُجى تَملْمُليِ) قلت شعر متوسط لَا غوص فِيهِ 3 - (أَبُو سعيد الزرقي) ) قَالَ ابْن عبد البرّ وَقيل أَبُو سعد وَهُوَ الْأَشْبَه عِنْدِي الرزقي الْأنْصَارِيّ ذكره خَليفَة فِي مَنْ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الصَّحَابَة بعد أَن ذكر أَبَا سعيد بن المعلىّ وَقَالَ لَا يُقَف لَهُ عَلَى اسمٍ وَلَمْ ينْسبهُ بِأَكْثَرَ ممّا ترى وَقَالَ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ عَن الْعَزْل فَقَالَ مَا يقدَّرُ فِي الرَّحِم يكُن وَقَالَ غير حليفة أَبُو سعيد الزرقي مَشْهُور بكنيته فَقيل اسْمه سعيد ابْن عمَارَة وَقيل عمَارَة بن سعد روى عَنهُ عبد الله بن مرّة وَقيل فِيهِ عاصر وَلَيْسَ بِشَيْء قلت الْأَشْبَه وَالله أعلم إنّ هَذَا أَبَا سعيد الزرقي هُوَ أَبُو سعيد ابْن المعلىّ وَقَدْ تقدّم ذكره فِي الْحَارِث بن نفيع فِي حرف الْحَاء لانّ ابْن المعلىّ أَنْصَارِي زُرقي (الألقاب) أَبُو سعيد المَقْبُري اسْمه كيسَان يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْكَاف مَكَانَهُ أَبُو سعيد بن المعليّ تقدّم ذكره فِي حرف الْحَاء واسْمه الْحَارِث ابْن نفيع أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ سعد بن مَالك السعيد صَاحب ماردين عمر بن غَازِي السعيد بن الْمَأْمُون عليّ بن إِدْرِيس بن يَعْقُوب الْملك السعيد ابْن الظَّاهِر اسْمه محمّد بن بيبرس تقدّم ذكره فِي المحمّدين فِي مَكَّة السعيد ابْن الصَّالح عبد الْملك بن إِسْمَاعِيل السفاقسي شمس الدّين الْمَالِكِي اسْمه محمّد بن محمّد وَأَخُوهُ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن محمّد السفّاح أَمِير الْمُؤمنِينَ أوّل خلفاء بني العبّاس اسْمه عبد الله بن محمّد

قاضي اليمن

(قَاضِي الْيمن) سَفَرى بنت يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن عمر عُرِف بقاضي الْيمن الشيخة الصَّالِحَة أمّ محمّد سمعتْ من جدّها إِسْمَاعِيل وأخيه إِسْحَاق جُزْء أبي الْقَاسِم الْكُوفِي وأجازت لي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق وأذنت فِي ذَلِكَ لعبد الله بن المحبّ وتوفّيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة (سُفْيَان) 3 - (سُفْيَان الثَّوْريّ) سُفْيَان بن سعيد بن مَسرْوق بن حبيب بن رَافع بن عبد الله بن موهبة بن أبيّ بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن ملكان بن ثَوْر بن عبد مَنَاة بن أُدّ بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار شيخ الْإِسْلَام أَبُو عبد الله الثَّوْريّ الْفَقِيه الْكُوفِي سيّد أهل زَمَانه علما وَعَملا وَهُوَ من ثَوْر مُضَر وَلَيْسَ هُوَ من ثَوْر هَمدَان عَلَى الصَّحِيح كَذَا نسبه ابْن سعد والهيثم بن عدّي وَغَيرهمَا مولده سنة سبع وَتِسْعين ووفاته سنة إِحْدَى وستّين وَمِائَة وَكَانَ أَبوهُ سعيد من ثِقَات المحدّثين وَقَدْ تقدّم ذكره وَطلب سُفْيَان الْعلم وَهُوَ مراهق وَكَانَ يتوقّد ذكاءً صَار إِمَامًا أثيراً منظوراً إِلَيْهِ وَهُوَ شابّ سمع من عَمْرو بن مرّة وَسلمهُ بن كهيل وحبِيب بن أبي ثَابت وَعمر بن دِينَار وَابْن إِسْحَق وَمَنْصُور وحصين وَأَبِيهِ سعيد بن مَسْرُوق وَالْأسود بن قيس وجبلة بن سحيم وزبيد بن الْحَارِث وَزِيَاد بن علاقَة وَسعد بن إِبْرَاهِيم وأيّوب وَصَالح مولى التَّوْأَمَة وَخلق لَا يُحصونَ يُقَال إنّه أَخذ عَن ستّ مائَة شيخ وَعرض الْقُرْآن أَربع مرّات عَلَى حَمْزَة بن الزيات وروى عَنهُ ابْن عجلَان وَأَبُو حنيفَة وَابْن جريج وَابْن إِسْحَاق ومسعر وهم من شُيُوخه وَشعْبَة والحمادان وَمَالك وَابْن الْمُبَارك وَيحيى وَعبد الرَّحْمَن وَابْن وهب وأمم لَا يحصّون وَبَالغ ابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ أَخذ عَنهُ أَكثر من عشْرين ألفا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا مَدْفُوع بل روى عَنهُ نَحْو من ألف نفس قَالَت لَهُ والدته يَا بنيّ اطلب الْعلم وَأَنا أعولك بمغزلي قَالَ ابْن عُيينة كَانَ الْعلم ممثَّلاً بَيْنَ يَدي سُفْيَان وَقَالَ شُعْبَة وَابْن معِين وَجَمَاعَة سُفْيَان أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث وَقَالَ ابْن

أبو محمد الكوفي

الْمُبَارك لَا أعلمُ عَلَى وَجه الأَرْض أعلمَ مِنْهُ وَقَالَ سُفْيَان خلاف مَا بَيْننَا وَبَين المرجئة ثَلَاث يَقُولُونَ الْإِيمَان قَول بِلَا عمل وَيَقُولُونَ) الْإِيمَان لَا يزِيد وَلَا ينقص وَيَقُولُونَ لَا نِفاق وَقَالَ من كره أَن يَقُول أَنا مُؤمن إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَهُوَ عندنَا مرجئ وَقَالَ امتنعنا من الرافضة أَن نذْكر فَضَائِل عليّ وَقَالَ الجهميّة كفّار وَقَالَ لَا تنْتَفع بِمَا كتبت حتّى يكون إخفاء بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فِي الصَّلَاة أفضل عنْدك من الْجَهْر وَقَالَ الْمَلَائِكَة حرّاس السَّمَاء وَأَصْحَاب الحَدِيث حرّاس وَقَالَ محمّد بن عبد الله بن نمير خَافَ الثَّوْريّ عَلَى نَفسه من الحَدِيث لِأَنَّهُ كَانَ يحدّث عَن الضُّعَفَاء فإنَّه قَالَ مَا أَخَاف عَلَى نَفسِي أنْ يُدخلني النَّار إلاّ الحَدِيث وَقَالَ فتْنَة الحَدِيث أشدّ من فتْنَة الذَّهَب قَالَ أَبُو نعيم رَأَيْت سفيانّ ضحك حتّى اسْتلْقى وَاحْتَاجَ بمكّة حَتَّى استفّ الرمل ثَلَاثَة أيّام وَعَن عليّ بن ثَابت قَالَ رَأَيْت سُفْيَان فقوّمتُ مَا عَلَيْهِ درهما وَأَرْبَعَة دوانيق وَقَالَ عبد الرزّاق رأيتُ الثّوريّ بمكّة جَالِسا يأكلُ فِي السُّوق وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ سُفْيَان إِذا قيل لَهُ أنّه رُئي فِي الْمَنَام قَالَ أَنا أعْرَفُ بنفسي من أَصْحَاب المنامات وَآخر ثِقَة روى عَنهُ عليّ بن الْجَعْد وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَذكر المَسْعُودِيّ فِي مروج الذَّهَب قَالَ الْقَعْقَاع ابْن حَكِيم كنت عِنْد الْمهْدي وأُتي بسفيان الثَّوْريّ فلمّا دخل سلّم تَسْلِيم العامّة وَلَمْ يسلّم بالخلافة وَالربيع قَائِم عَلَى رَأسه متّكئاً عَلَى سَيْفه يرقب أمره فَأقبل عَلَيْهِ المدي بِوَجْه طلق وَقَالَ لَهُ يَا سُفْيَان تفرّ منّا هَهُنَا وَهَهُنَا وتظنّ لَو أردناك بِسوء لَمْ نقدر عَلَيْك فقد قَدرنَا عَلَيْكَ الْآن أفما تخشى أَن نحكم فِيك بهوانا فَقَالَ سُفْيَان إِن تحكم فيّ يحكم فِيك ملك قَادر يفرق بَيْنَ الحقّ وَالْبَاطِل فَقَالَ الرّبيع يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلِهَذَا الْجَاهِل أَن يستقبلك بِمثل هَذَا ايذن لي أَن أضْرب عنقهُ فَقَالَ لَهُ الْمهْدي اسْكُتْ وَيلك وَهل يُرِيد هَذَا وأمثالهُ أَن نقتلهم فنشقى بسعادتهم اكتبوا عَهده عَلَى قَضَاء الْكُوفَة عَلَى أَن لَا يُعترض عَلَيْهِ فَكتب عَهده وَدفع إِلَيْهِ فَأَخذه وَخرج فَرمى بِهِ فِي دجلة وهرب فطُلب فِي كلّ بلد فَلم يُوجد ولمّا امْتنع من قَضَاء الْكُوفَة وتولاّه شريك بن الله النَّخعِيّ قَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل (تَحَرَّزَ سُفْيانٌ وَفَرَّ بِدِينِهِ ... وَأَمْسَى شريكٌ مُرصِداً للدَّراهِمِ) 3 - (أَبُو محمّد الْكُوفِي) سُفْيَان بن عُيَيْنَة بن أبي عمرَان مَيْمُون الْهِلَالِي مولى امْرَأَة من بني هِلَال ابْن عَامر وَقيل مولى بني هَاشم وَقيل مولى الضَّحَّاك وَقيل مولى مسعر بن كدام لأبو محمّد الْكُوفِي ثُمَّ المكّي الإِمَام شيخ الْإِسْلَام مولده سنة سبع وَمِائَة فِي نصف

أبو أيمن الخولاني

شعْبَان ووفاته سنة ثَمَان وَتِسْعين) وَمِائَة طلب الحَدِيث وَهُوَ غُلَام وَلَقي الْكِبَار وَسمع من قَاسم الرحّال سنة عشْرين وَمِائَة وَسمع من الزُّهْرِيّ وَعَمْرو ابْن دِينَار وَزِيَاد بن علاقَة وَالْأسود بن قيس وَعَاصِم بن أبي النجُود وَأبي إِسْحَاق وَزيد بن أسلم وَعبد الله بن أبي نجيح وَسَالم بن النَّضر وَعَبدَة بن أبي لبَابَة وَعبد الله بن دِينَار وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وَسُهيْل بن أبي صَالح وَخلق كثير وروى عَنهُ الْأَعْمَش وَابْن جريج وَشعْبَة وهم من شُيُوخه وَابْن الْمُبَارك ابْن مهْدي وَالشَّافِعِيّ وَابْن الْمَدِينِيّ والْحميدِي وَسَعِيد بن مَنْصُور وَيحيى بن معِين وَأحمد وَجَمَاعَة لَا يُحصونَ قَالَ الشَّافِعِي مَا رَأَيْت أحدا فِيهِ آلَة الْعلم مَا فِي سُفْيَان وَمَا رَأَيْت أكفَّ عَن الفُتْيا مِنْهُ وَقَالَ ابْن وهب لَا أعلم أحدا أعلم بالتفسير من ابْن عُيَيْنَة وَقَالَ أَحْمد مَا رَأَيْت أعلمَ مِنْهُ بالسنن قَالَ رأيتُ كأنّ أَسْنَان سَقَطت فذكْرتُ ذَلِكَ لِلزهْرِيِّ فَقَالَ تَمُوت أسنانك وَتبقى أَنْت فَمَاتَتْ أسناني وَبقيت أَنا فَجعل الله كلّ عدوّلي محدّثاً وَقَالَ يحيى بن سعيد القطّان اشْهَدُوا أنّ ابْن عُيَيْنَة اخْتَلَط سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة فَمن سمع مِنْهُ هَذِهِ السّنة فسماعه لَا شَيْء قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أستبعِد أَنا هَذَا القَوْل فإنّ القطّان مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين بُعيد قدوم الحجّاج بِقَلِيل وسُفْيَان حُجّة مُطلقًا بِالْإِجْمَاع من أَرْبَاب الصَّحِيح وَقَدْ حجّ سُفْيَان سبعين حجّة وَكَانَ يَقُول لَيْلَة الْموقف اللهمّ لَا تجعلْهُ آخر الْعَهْد مِنْك فلمّا كَانَ عَام مَوته لَمْ يقل ذَلِك وَهُوَ مَعْرُوف بالتدليس لكنّه لَا يدلّس إلاّ عَن ثِقَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو أَيمن الْخَولَانِيّ) سُفْيَان بن وهب أَبُو أَيمن الْخَولَانِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وروى عَن عمر وَالزُّبَيْر وَأبي أيّوب وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَشهد خطْبَة عمر بالجابية وَسكن مصر وَعزا الْمغرب وَقَالَ حضرتُ عمر بن الخطّاب بالجابية حِين أُتي بالطّلاء فكأنّي أنظر إِلَيْهِ حِين جمع أَصَابِعه فَأدْخلهَا فِي الْإِنَاء ثُمَّ رَفعهَا فلمّا رَآهُ لَا يسقُطُ قَالَ لَا بَأْس بِهَذَا وضوَايَ الإمرة لعبد الْعَزِيز بن مَرْوَان عَلَى بعث الطالعة عَلَى إفريقيّة سنة ثَمَان وَتِسْعين قَالَ ابْن مندة كَانَ شهد حجّة الْوَدَاع مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لي أَبُو سعيد بن يُونُس قَالَ ابْن البرقي لَهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن نُبيح) سُفْيَان بن نُبيح الهُذَلي اللحياني بعث إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن أُنيس) السّلمِيّ فَقتله بِعُرْنَةَ وَادي مكّة سنة ستّ لِلْهِجْرَةِ

أمير الصوائف

3 - (أَمِير الصوائف) سُفْيَان بن عَوْف الأدي الغامدي أَمِير الصائفة شهد فتح دمشق وولاّه مُعَاوِيَة عَلَى الصوائف تُوُفّي مرابطاً بِأَرْض الرّوم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وَلَا صُحْبَةَ لَهُ 3 - (أَبُو سَالم الجيشاني) سُفْيَان بن هَانِيء أَبُو سَالم الجيشاني الْمصْرِيّ شهد فَتْحَ مصر ووَفَدَ عَلَى عليّ وتوفيّ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الوَاسِطِيّ) سُفْيَان بن حُسَيْن الوَاسِطِيّ توفيّ فِي سنة ستّين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الْكُوفِي) سُفْيَان بن دِينَار الْكُوفِي وثّقه ابْن معِين وَغَيره وَهُوَ الَّذِي يَقُول رأيتُ قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر مسنّمةً توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (الصَّحَابِيّ قَاضِي بعلبك) سُفْيَان بن مُجيب الْأَزْدِيّ لَهُ صُحْبَة وَولي قضاءَ بعلبك لمعاوية رَضِي الله عَنهُ وتوفيّ فِي حُدُود لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْبَصْرِيّ) سُفْيَان بن حبيب الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ثقةٌ أعلمُ النَّاس وتوفيّ

سفيان الهذلي

سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة سُفْيَان بن بشير بن زيد بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ الخزرجي قَالَ ابْن إِسْحَاق شهد بَدْرًا وأُحداً وَقَالَ يُونُس بن بكير ابْن بشر بِالْبَاء والشين مُعْجمَة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ ابْن نَسْر بالنُّون وَالسِّين مُهْملَة وَقَالَ محمّد بن حبيب من قَالَ فِيهِ ابْن بشير أَو بشر فقد وَهمَ إنّما هُوَ بالنُّون وَالسِّين 3 - (سُفْيَان الْهُذلِيّ) قَالَ خرجْنا فِي عِيرٍ إِلَى الشَّام فَإِذا هم يذكرُونَ أنّ نبيّاً قَدْ خرج فِي قُرَيْش اسمُهُ أَحْمد 3 - (سُفْيَان بن أبي زُهَيْر الشنؤي) ) من ازد شنؤة وَقيل النمري وَقيل النُمَيري لَهُ حديثانِ كِلَاهُمَا عِنْد مَالك بن أنَس رَوَاهُ عَنهُ عبدُ الله بن الزُّبير مَرْفُوعا تُفْتَحُ اليَمَنُ فيجيءُ قومٌ الحَدِيث الآخر رَوَاهُ عَنهُ السائبُ بنُ يزِيد مَرْفُوعا فِي مَنْ أقتنى كَلْبا وروايةُ السَّائِب وَابْن الزبير تدلّ علا جلالته وقِدَم وَفَاته 3 - (سُفْيَان بن مَعْمَر) 3 - (بن حَبيب الجُمَحي الْقرشِي) أَخُو جميل بن معمر يكنّى أَبَا جَابر وَقيل أَبَا جَابر وَقيل أَبَا جُنادة من مُهاجِرة الْحَبَشَة وابنُهُ الْحَارِث بن سُفْيَان أَتَى من أَرض الْحَبَشَة وَهَاجَرت مَعَه امْرَأَته حَسَنَة وَهلك سُفْيَان وابناه جَابر وجُنادة فِي خلَافَة عمر بن الخطّاب 3 - (سُفْيَان بن عبد الله بن ربيعَة الثَّقَفِيّ) فِي عداد أهل الطَّائِف لَهُ صُحْبَة وَسَمَاع وَرِوَايَة كَانَ عَاملا لعمر بن الخطّاب عَلَى الطَّائِف ولاّه عَلَيْهَا إِذْ عزل عَنْهَا عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَنقل عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرين وروى عَنهُ ابْنه عبد الله بن سُفْيَان وَيُقَال ابْنه أَبُو الحكم بن سُفْيَان وَعُرْوَة بن الزبير ومحمّد بن عبد الله بن مَاعِز

مولى النبي صلى الله عليه وسلم

3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) سُفْيَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عبدا لأمّ سَلمَة رَضِي الله عَنْهُمَا فأعتقَتْهُ وشرطت عَلَيْهِ خدمَة الرَّسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا عَاشَ توفّي فِي حُدُود الثماني لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وكنيتُهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن وَقيل أَبُو البخْترِي وَقَالَ سعيد ابْن جمْهَان قلت لسفينة يَا أَبَا البخْترِي مَا اسْمك فَقَالَ سماني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سفينة قلت ولمَ قَالَ لأنّي خرجتُ مَعَه وَأَصْحَابه يَمْشُونَ فثَقُلَ عَلَيْهِم متاعُهُم فَحَمَلُوهُ عليّ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فإنمّا أَنْت سفينة فَلَو حملت مذ يَوْمئِذٍ وقر بعير مَا ثقل عليّ وَلَا أُريد غر هَذَا الِاسْم وَقيل اسْمه مهْرَان وَقيل سنبه بن موفنة توفيّ رضه فِي زمن الحجّاج 3 - (أَبُو مُعَاوِيَة) أَبُو سُفْيَان هُوَ أَبُو مُعَاوِيَة اخْتلف فِي اسْمه فَقيل الْمُغيرَة وَقيل صَخْر وَقَدْ ذكرْتُهُ فِي بَاب صَخْر فِي حرف الصَّاد) أَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمعع الْمُغيرَة يَأْتِي فِي حرف الْمِيم (الألقاب) ابْن السَقّاء هُوَ عبيدُ الله بن محمّد بن عُثْمَان ابْن السقاء الْمُقْرِئ هُوَ عبد الْبَاقِي بن الْحسن ابْن السقاء أَحْمد بن عَليّ ابْن سقف الأتون عبد الرَّحْمَن بن عليّ ابْن السقلاطوني أَحْمد بن عبد الْبَاقِي (سُقمان) 3 - (الأراقي) سقمان بن أرتق بن أكسب وَيُقَال سكمان بِالْكَاف التركماني ولي هُوَ وَأَخُوهُ إيلغازي إمرة الْقُدس الشريف بعد أَبِيهِمَا وتوجّها إِلَى الجزيرة وأخذا ديار بكر ثُمَّ توفيّ سقمان بَيْنَ طرابلس والقدس سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة

صاحب آمد

3 - (صَاحب آمد) سقمان بن محمّد الْأَمِير قطب الدّين أَبُو سعيد صَاحب آمد سقط من جوسق فَمَاتَ سنة سَبْعَة وَتِسْعين وَخمْس مائَة (الألقاب) ابْن السكاكري على بن مُحَمَّد بن عَليّ السكاكيني هبة الله بن الْحسن السكاكيني محمّد بن أبي بكر 3 - (سَكرَان) سَكرَان بن عَمْرو أَخُو سُهَيْل بن عَمْرو لأُمِّه وَأَبِيهِ الْقرشِي العامري كَانَ السكرانُ من مُهاجري الْحَبَشَة هَاجر إِلَيْهَا مَعَ زَوجته سَودة بنت زَمَعة زوج النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات هُنَاكَ وتزوّجها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَذَا قَالَ مُوسَى بن عقبَة وَقَالَ ابْن اسحق والواقدي رَجَعَ السَّكْرَان إِلَى مكّة فَمَاتَ بِهَا قبل الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة وخَلَفَ رَسُول الله) صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على زَوجته سَوْدَة (سُكَّرة) 3 - (الطَّبِيب) سُكَّرة الْحلَبِي قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ شَيْخاً فَاضلا قصد العامّة من يهود حلب لَهُ دربة بالعلاج وتصرّف فِي المداواة كَانَ الْعَادِل نور الدّين الشَّهِيد بحلب وَلَهُ بالقلعة حَظِيّةٌ فمرضت مَرضا صعباً وتوجّه الْعَادِل إِلَى دمشق وقَلْبُه عِنْده فتطاول مرضُها وَكَانَ يُعَالُجِها جماعةٌ من أفاضل الأطِبّاء فأُحضر إِلَيْهَا سكّرة فَوَجَدَهَا قَليلَة الْأكل متغيرّة المزاج لَمْ تَزَل جنبها عَلَى الأَرْض فتردّد إِلَيْهَا فَأَذنت لَهُ وَحده فَقَالَ يَا ستّ أَنا أعالجك بعلاج تبرئين بِهِ فِي أسْرع وَقت فَقَالَت افعلْ فَقَالَ مَهْمَا سأُلتُكِ عَنهُ أَخْبِرِينِي بِهِ وَلَا تخفيني شَيْئا قَالَت نعم فَأخذ مِنْهَا أَمَانًا فَقَالَ عرّفيني مَا جنسك فَقَالَت علاّنيّة فَقَالَ عرّفيني أيْش كَانَ أكلك قَالَ لحم الْبَقر فَقَالَ مَا كنت تشربين قَالَت الْخمر فَقَالَ أبشرِي بالعافية وَمضى فَاشْترى عجلاً وطبخ مِنْهُ وَجَاء بزبدية مِنْهُ فِيهَا قطه لحم مسلوقة وَقَدْ جعلهَا فِي لبن وثوم وفوقها خبز فَأحْضرهُ بَيْنَ يَديهَا وَقَالَ يَا ستّ كُلي فَصَارَت تجْعَل اللَّحْم وَاللَّبن والثوم وتأكل حتّى شَبِعت ثُمَّ إنّه أخرج من بعد ذَلِكَ من كمّه برنيّةً صَغِيرَة وَقَالَ يَا ستّ هَذَا

الألقاب

شرابٌ ينفعُكِ فتناولتْهُ وَطلبت النّوم وغُطّيت فعرِقَتْ عَرَقاً كثيرا وأصبحت فِي عافيةٍ وَصَارَ يَأْتِيهَا بذلك الْغذَاء وَذَلِكَ الشَّرَاب يَوْمَيْنِ آخَرين فتكاملت عافيتُها فأعطتْهُ صينيّة مَمْلُوءَة حُليَّاً فَقَالَ أُريد أَن تكتُبي إِلَى السُّلْطَان بِمَا قَدْ جرى فَكتبت تَقول إنّي كنتُ من الهالكين لَوْلَا فلَان فاستقدمه وَقَالَ لَهُ تمنّ فَقَالَ يَا مَوْلَانَا تطلق لي عشرَة أفدنة خَمْسَة فِي قَرْيَة صمع وَخَمْسَة فِي قَرْيَة عندان فَقَالَ نطلقها لَكَ بيعا وشراءَ حتّى تبقى مُؤَبَّدَةً لَكَ بيد فَكتب لَهُ بذلك وَعَاد إِلَى حلب وَلَمْ يزل بِهَا فِي نعْمَة طائلةٍ وَأَوْلَاده بعده (الألقاب) السكرِي النَّحْوِيّ اسْمه الْحسن بن الْحُسَيْن ابْن السكرِي الشَّاعِر اسْمه محمّد بن أَحْمد ابْن السكرة الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن السكّري عماد الدّين عليّ بن عبد الْعَزِيز) (جَارِيَة الورّاق) سَكَن جَارِيَة مَحْمُود الورّاق قَالَ ابْن المعتزّ حَدثنِي محمّد بن إِبْرَاهِيم ابْن مَيْمُون قَالَ لمّا أَرَادَ مَحْمُود بيعهَا رفعت قصّةً إِلَى المعتصم تسأله أَن يَشْتَرِيهَا فلمّا نظر فِي قصّتها خرّقها وَرمى بِهَا لِأَنَّهُ كَانَ أَرَادَ مرّةً ابتياعها فَأَبت فَقَالَت سكن فِي ذَلِكَ من الْبَسِيط (مَا للرسول أَتَانِي مِنكَ الياسِ ... أحْدَثْتَ بعد ودادٍ جَفْوَةً الفاسي) (فَهبْكَ أَلْزَمْتَني ذَنْباً بِظُلْمِكَ لي ... مَاذَا دَعَاكَ إِلَى تَخْريقِ قِرْطاسي) (يَا مُتبِعَ الظلمِ ظُلْماً كَيْفَ شِئْت فَكُن ... عِنْدِي رِضاكَ عَلى العَيْنَيِنْ والراسِ) (إنِّي أُحِبُّكَ حُبّاً لَا لِفاحِشَةٍ ... وَالحُبُّ لَيْسَ بِهِ فِي اللهِ مِن باسِ) (قُل لِلْمُشارِكِ فِي اللَذَّاتِ صاحِبَها ... ومُدمنَ الكأس يحسوها مَعَ الحاسي) (إنّ الإمامَ إِذا أرْقا إِلَى بَلَدٍ ... أرْقَى إلَيْه لِعُمْرانٍ وإيناسِ) (أمت تَرَى الغيثَ قَد جَاءَتُ أوَئِلُهُ ... والعُودُ نِصْفُ الذُرّى مستَوْرِقٌ كاسِ) (وَأَصْبَحَتْ سُرَّ مَن رأى دارَاً لَمْلَكةِ ... قَكينُها بَيْنَ أنهْارٍ وَأغْراسِ) (يَا غارِسَ الآس وَالوَردِ الجَنِيِّ بِها ... غَرْسُ الإمامِ خِلافُ الوَرْدِ والآسِ) (كَبابَكٍ وَأخِيه إذْ سَما لَهُما ... بِباتِرٍ للشَوَى والجِيدِ خَلاّسِ)

سكينة رضي الله عنها

(غِراسُه كُلُّ عاتٍ لَا خلاق لَهُ ... عَبْلِ الذِراعِ شَديدِ البأسِ قعّسِ) (فَذَاك بِالجِسرِ نَصْبٌ لِلْعُيُونِ وَذا ... بِسُرَّ مَنْ رأى عَلَى سامي الذُرَى داسِ) (وَهَكذا لَمْ يَزَلْ فِي الدهرِ تَعْرفهُ ... غرْسُ الخَلائِفِ مِنْ أوْلادِ عَبّاسِ) (شَقَّا عَصا الدّين وَاغتَرّا بِجَهْلِهِما ... بِعُصْبةٍ شُهِرَت فِي الخَرْبِ بالباسِ) (وحاوَلا القَدْحَ فِي مُلْكِ الإمامِ وَدو ... نَ المُلْكِ قَدْ عَلِما آساد أجْيَاس) (فِي ظِلِّ مُعْتقِدٍ لِلْحِقْدِ مُعْتَصِمٍ ... باله للأُسدِ غَلاّبٍ وفَرّاسِ) (ودونّهُ غُصَصٌ يَشْجَى العَدُّو بِها ... مِثلَ المُبارَكِ أفْشِينٍ وَأشْناسِ) (أما تَرَى بابكاً فِي الجَوِّ مُنتَصِباً ... عَلَى مُلَمْلَمَةِ مِنْ ضَنْعَةِ الفارسِ) (بَيْنَ السَماءِ وَبَين الأرضِ مَنْزِلُهُ ... وَقائِماً قاعِداً جِسْماً بِلا راسِ) ابْن السكّيت اللّغَوِيّ اسْمه يَعْقُوب بن إِسْحَاق (سكينَة رَضِي الله عَنْهَا) سكينَة بنت الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم كَانَتْ سيّدة نسَاء عصرها من أجمل النساءِ وأظرفِهِنَّ وأحسنهنَّ أَخْلَاقًا تزوجّها مُصعب بن الزبير فَهَلَك عَنْهَا ثُمَّ تزوّجها عبد الله بن عُثْمَان بن عبد الله بن حَكِيم بن حزَام فَولدت لَهُ قريناً ثُمَّ تزوّجها الْأَصْبَغ بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان وفارقها قبل الدُّخُول ثُمَّ تزوّجها زيد بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عفّان رَضِي الله عَنهُ فَأمره سُلَيْمَان بن عبد الْملك بِطَلَاقِهَا فَفعل وَقيل فِي ارايب أزواجها غير هَذَا والطرّة السكينيّة منسوبة إِلَيْهَا وَكَانَ تزوّجها ابْن عمّها عبد الله بن الْحسن الْأَكْبَر فقُتل يَوْم كربلاء وَلَمْ يدْخل بِهَا وَكَانَتْ من أجلد النِّسَاء إِذا لعن مروانُ عليّاً لعنته وأباه وَأمرت للشعراء بِأَلف ألف لمّا توفّيت بِالْمَدِينَةِ سنة سبع عشرَة وَمِائَة وقفت عَلَى عُرْوَة بن أُذينة وَكَانَ من أَعْيَان الْعلمَاء وكبار الصَّالِحين وَلَهُ أشعار رائقة فَقَالَت لَهُ أَنْت الْقَائِل من الْبَسِيط (إِذا وَجَدتُ أوارَ الحُبِّ فِي كَبِدِي ... أَقْبَلتُ سِقاء الماءِ أَبْتَرِدُ) (هَبْني بَرَدتُ بِبَرْد الماءِ ظاهِرهُ ... فمَن لِنارٍ عَلى الأحشاءِ تَتَّقِدُ) فَقَالَ لَهَا نعم فَقَالَت لَهُ وَأَنت الْقَائِل من الْبَسِيط (قَالَت وأبثثتها سر فبحت بِهِ ... قد كُنتَ عِندِي تُحِبُّ السِتْرَ فَاسْتَتِرِ) (ألَسْتَ تُبْصِرُ مَنْ حَوليِ فَقُلْتُ لَها ... غَطَّي هَواكِ وَمَا ألْقَى عَلَى بَصَري)

فَقَالَ نعم فَالْتَفت إِلَى جوارٍ كُنَّ حولهَا وَقَالَت هنّ حرائر إِن كَانَ خرج هَذَا من قلب سليم وَكَانَ لعروة الْمَذْكُور أَخ اسْمه بكر فَمَاتَ فرثاه عُرْوَة بقوله فِيهِ من الوافر (سرى همي وهم الْمَرْء يسري ... وَغَابَ النَّجْم إِلَّا قيد فتر) (أراقب فِي المَجَرّةِ كُلَّ نَحمِ ... تَعَرَّضَ أَو عَلى المَجْراةِ يَجْرِي) (لَهِمِّ مَا أزالُ لَهُ قَرِيناً ... كَأَنَّ الْقلب أبطن حر جمر) (على بكر أخي فَارَقت بكرا ... وَأي الْعَيْش يصلح بعد بكر) فلمّ سَمِعت سكينَة هَذَا الشّعْر قَالَت وَمن هُوَ بكر هَذَا فوُصف لَهَا فَقَالَت أهوَ ذَاكَ الأُسَيّدِ الَّذِي كَانَ يمّر بِنَا قَالُوا نعم فَقَالَت لقد طَابَ بعده كلّ شَيْء حتّى الخبو وَالزَّيْت قيل إنّ عَائِشَة بنت طَلْحَة حجّت فِي سنة وحجّت سكينَة أَيْضا فَكَانَت عَائِشَة أحسن آلَة وبغلاً فَقَالَ حاديها من الرجز) عائشَ يَا ذاتَ البِغال الستّينْ لَا زلتِ مَا عِشتِ كَذَا تَحُجَينْ فشقّ ذَلِكَ عَلَى سكينَة وَنزل حاديها فَقَالَ من الرجز عائِشَ هَذي ضَرَّةٌ تشكوكِ لَوْلَا أَبوهَا مَا اهتَدَى أبُكِ فَأمرت عَائِشَة حاديها أنْ تكفّ فكفّ حُكِيَ أنّه اجْتمع رُوَاة جرير وكُثيرَ وَجَمِيل والأحوص ونُصيب فافتخر كلّ مِنْهُم بِصَاحِبِهِ وَقَالَ صَاحِبي أشعر فحكموا سكينَة بنت الحيبن لمِا يعْرفُونَ من عقلهَا ونفاذتها فِي الشّعْر فَخَرجُوا حَتَّى اسْتَأْذنُوا عَلَيْهَا وَذكروا لَهَا مَا كَانَ من أَمرهم فَقَالَت لراوية جرير أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي قَول من الْكَامِل (طَرَقتْكَ صائِدهُ وَلَيْسَ ذَا ... وَقَت الزِيارةِ فَارْجِعي بٍَلامِ) وأيّ سَاعَة أحلى للزيارة من الطروق قبح الله صَاحبك وقبح شعره هلاّ قَالَ (وإنّ ذَا ... وَقت الزِّيَارَة فادْخُلي بِسَلامِ) ثُمَّ قَالَت لراوية كثيرّ أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (يقرّ بعيني مَا يقرّ بِعَينهَا ... وَأحسن شيءٍ مَا بِهِ الْعين قرّتِ) وَلَيْسَ شيءٌ أقرَّ لِعينها من النِّكَاح أفيحبّ أَن يُنْكَحَ قَبّحه الله وقَبّح شِعْرَهُ ثُمَّ قَالَت لراوية جميل أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (فَلَوْ تَرَكتُ عَقْلِي معي مَا طَلَبْتُها ... وَلَكِن طِلابيها لمِا فاتَ مِنْ عَقْلي)

سكين الضمري

فَمَا أرى صَاحبك هوي وَإِنَّمَا طلب عقله قبّحه الله وقبح سعره ثُمَّ قَالَت لراوية نصيب أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (أهيم بدعد مَا حييت وَإِن أمت ... فوا حَزَني مَن ذَا يَهِمُ مَن ذَا يَهِيمُ بِها بَعْدي) فَمَا لَهُ هِمّة ألاّ من يتعشّقها بعده قبّحه الله وقبّح شعره ألاّ قَالَ من الطَّوِيل أهيم بدعد مَا حييت وَإِن أمت فَلَا صَلَحَتْ دعدٌ لذِي خُلَةٍ بَعْدي ثُمَّ قَالَت لرِوَايَة الْأَحْوَص أَلَيْسَ صَاحبك الَّذِي يَقُول من الْكَامِل (مِن عاشِقَينِ تَوَاعَدا وتَراسَلا ... لَيْلًا إِذا نَجْمُ الثُرَيَا حَلَّقا) ) (باتا بأنْعَمِ لَيْلةٍ وألَذِّها ... حتَى إِذا وَضَحَ الصَباحُ تَفَرَّقا) قبّحه الله وقبّح شعره ألاّ قَالَ تعانقا فَلم تُثْنِ عَلَى وَاحِد مِنْهُم وَلَمْ تقدّمهم وَكَانَتْ هِيَ وَعَائِشَة بنت طَلْحَة زَوْجَتَيْنِ لمصعب بن الزبير وَكَانَ يجْرِي بَينهمَا مجادلات ومقاولات فلمّا كَانَ ذَات لَيْلَة وطلع الْبَدْر كَامِلا أرسلْت عَائِشَة جاريتها إِلَى سكينَة ووجدتها فِي محفل نساءٍ وهنّ فِي سمر الْقَمَر فَقَالَت لَهَا تَقول لكِ سيّدتي لمن يشبّه هَذَا وَكَانَتْ عَائِشَة فِي غَايَة الْجمال وَالْحسن وَكَانَتْ أحسن من سكينَة فَقَالَت سكينَة إِذا أَصْبَحْنَا ونادى الْمُنَادِي فتعالي حَتَّى أجيبك فلمّا نَادَى المؤذّن أتتها فَقَالَت هَاتِي الْجَواب فَقَالَت لَهَا قولي لسيّدتك جَدُّ من هَذَا فَرَجَعت إِلَيْهَا وَقَالَت لَهَا ذَلِكَ فَقَالَت عَائِشَة مَا بَقِي بعد هَذَا كَلَام مَعَ سكينَة ولمّا توشحَ مُصعب بِسَيْفِهِ وَخرج إِلَى قتال عبد الْملك بن مَرْوَان نادته سكينَة أعَزَمْتَ يَا ابْن عمّ فَقَالَ لَهَا مَا أَنا ممّن يرجع عَن عزيمته فنادت واحرباه مَنْ للمكارم بعْدك يَا ابْن الزبير فَرجع إِلَيْهَا وعانقها وودّعها ودمعت عَيناهُ وَقَالَ أما لَو علمتُ أنّ لي من قَلْبك هَذَا الْمَكَان لَكَانَ لي وَلَك شَأْن فَلم يرجع من ذَلِكَ الْيَوْم (سُكَين الضَمْري) مدنِي لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ عَطاء بن سَالم قَالَ البُخَارِيّ سُكين الضمرِي سمع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الْمُؤمن يَأْكُل فِي معاءٍ واحدٍ قَالَ وَقَالَ مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن عبيد بن الأغرّ عَن عَطاء بن يسَار عَن جَهْجَاه عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك وَلَا يصحّ جَهْجَاه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الألقاب) ابْن سكينَة الْحَافِظ اسْمه عبد الوهّاب بن عليّ وَلَده صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ عبد الرزّاق

سلجوقي

ابْن سكينَة عَليّ بن عَليّ بن عبيد الله (سلجوقي) الخلاطيّة زَوْجَة الإِمَام النَّاصِر سلجوقي خاتون بنت قليج أرسلان بن مَسْعُود الروميّة الْجِهَة المعظمة ابْنه سُلْطَان الرّوم ويُعرف بالخلاطيّة زَوْجَة الإِمَام النَّاصِر كَانَ يحبّها قدمت بَغْدَاد للحجّ فوُصفت للناصر وأُخبر بجمالها الزَّائِد وَكَانَتْ متزوّجةً بِصَاحِب حصن كيفاء فحجّت وعادت إِلَى بَلَدهَا فَتُوفيّ زوجُها فَخَطَبَهَا الْخَلِيفَة من أَخِيهَا فزوّجها مِنْهُ وَمضى لإحضارها الْحَافِظ يُوسُف بن أَحْمد شيخ رِبَاط الأرجوانيّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فأُحضرت وشُغف الْخَلِيفَة بِهَا وَبنت لَهَا رِبَاطًا وتربةً بالجانب الغربي فتوفّيت سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة قبل فرَاغ الْعِمَارَة وَدخل عَلَى الْخَلِيفَة من الْحزن مَا لَا يُوصف وحضرها كافّة الدولة وَرفعت الغرز والطرحات ولبسوا الْأَبْيَض ورُفعت البلسلمة وَوضعت عَلَى رُؤُوس الخدّام وارتفع الْبكاء من الْجَوَارِي والخدم وعُمل لَهَا الغزاء والختمات وتُركت دارها بِجَمِيعِ مَا فِيهَا من الأقمشة والأثاث عَلَى حَالهَا سِنِين عديدة لَا يُؤْخَذ مِنْهَا شَيْء وَلَا يُفْتَحُ (مُلُوك بني سلجوق) جمَاعَة مِنْهُم محمّد بن ملكشاه وَمِنْهُم طغلبك اسْمه محمّد بن مِيكَائِيل وَمِنْهُم سُلَيْمَان بن محمّد وَمِنْهُم سنجر بن ملكشاه (سُلْطَان) 3 - (ابْن رشا الصَّابُونِي الشَّافِعِي) سُلْطَان بن إِبْرَاهِيم بن مُسلم أَبُو الْفَتْح الْمَقْدِسِي الْفَقِيه ابْن الصَّابُونِي ويُعرف بِابْن رشا أحد الأئمّة تفقّه عَلَى الْفَقِيه نصر بن إِبْرَاهِيم حَتَّى برع فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَدخل مصر وَسمع الْكثير بقرَاءَته عَلَى أبي إِسْحَاق الحبّال والخلعي قَالَ السلَفِي كَانَ من أفقه الْفُقَهَاء بِمصْر روى عَنهُ السلَفِي وَأَبُو الْقَاسِم البوصيري وَجَمَاعَة وتوفيّ سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (الزَّاهِد البعلبكي) سُلْطَان بن مَحْمُود البعلبكي الزَّاهِد من أَصْحَاب الشَّيْخ

تاج الدولة ابن منقذ

عبد الله اليونيني كَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء تقوّت مدّةً من مباحات جبل لبنان وَلَهُ كراماتٌ وأحوالٌ وتوفيّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وستّ مائَة 3 - (تَاج الدولة ابْن منقذ) سُلْطَان بن عليّ بن مقلّد بن منقذ أَبُو العساكر وُلد بطرابلس سنة أَربع وستّين وأرع مائَة ولي شَيْزَر بعد أَخِيه عزّ الدولة أبي المرهف نصر وسوف يَأْتِي ذكره فِي حرف النُّون فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وُلد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ شجاعاً ذَا سياسة ورياسة وحزم فَاضلا شَاعِرًا روى الحَدِيث وَولي شَيْزَر وَهُوَ شابّ فَكَانَ فِي حكم الكهول وشجاعة الشبّان حكى ابْن أَخِيه أُسَامَة أنّ أَبَا عَسَاكِر قَالَ لجَماعَة هُوَ مِنْهُم تعلمُونَ لِمَ صَارَت آمال الشُّيُوخ أقوى من آمال الشَّبَاب قُلْنَا لَا قَالَ لأنّ الشُّيُوخ أمَلُوا أَشَاء وطالت أعمارُهُم فَصَارَ لَهُم إِدْرَاك مَا أملوا عَادَة فَلذَلِك قويت آمالهم وَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى أَخِيه أبي سَلامَة مرشد فِي معنى مغيض الدمع إِلَى الأحشاء من الْكَامِل (لي مُقْلَةٌ إنسانُها غَرِقُ ... وَحَشاً بِنارِ الشَوْقِ تَأتَلِقُ) (وتَفِيضُ أنْفاسِي فَيَتْبَعُها ... دَمْعِي فَقَلْبِي مِنْهُما شَرِقُ) (يَا مُهْجَةً شُغِفَ الغَرامُ بِها ... عَجَباً بِماء العَينِ تَحْتَرِقُ) (إنْ كُنْتُ أقْوَى غَيْرَ مَجدِكمُ ... فيَدِي عِنَ العَلْياءِ تَفْتَرقُ) (أدْعُوكَ مَجْدَ الدِينِ دَعُوَةَ مَنْ ... أنْتَ المُرادُ وَطَرْفُهُ الأرِقُ) (الألقاب) ) ابْن السلعوس الصاحب شمس الدّين اسْمه محمّد بن عُثْمَان ووالدُه عُثْمَان بن أبي رَجَاء ابْن السلعوس الطَّبِيب محمّد بن أبي رَجَاء ابْن السلعوس أَخُو الْوَزير أَحْمد بن عُثْمَان السلعي يُوسُف بن يَعْقُوب السِلفي الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن محمّد بن أَحْمد (سلكان) سلكان بن سَلامَة الْأنْصَارِيّ أَبُو نائلة وَهُوَ أحد النَّفر الَّذين قتلوا كَعْب ابْن الْأَشْرَف وَيُقَال اسْمه سعد وإنّما عُرف واشتهر بكنيته وَكَانَ من الرُّمَاة

سلم

الْمَذْكُورين فِي الصَّحَابَة رضه وَكَانَ شَاعِرًا أَيْضا وَقيل إنّ كَعْب بن الْأَشْرَف كَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة (سَلْم) 3 - (الْبَاهِلِيّ أَمِير الْبَصْرَة) سلم بن قُتَيْبَة بن مُسلم أَبُو عبد الله الْبَاهِلِيّ الْخُرَاسَانِي وَالِد سعيد بن سلم حدّث عَن أَبِيه قُتَيْبَة وَعبد الله بن عون بن دِينَار وَابْن سِيرِين وَغَيرهم وَسمع طاووساً وخالداً والحذّاء روى عَنهُ شُعْبَة وَغَيره وأوفده يُوسُف بن عمر عَلَى هِشَام ليولّيه خُرَاسَان وَأثْنى عَلَيْهِ فَلم يفعل وَولي الْبَصْرَة ليزِيد بن عمر بن عبيرة فِي خلَافَة مَرْوَان ثُمَّ وَليهَا فِي خلَافَة الْمَنْصُور وَكَانَ جواداً توفيّ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة خدم فِي الدولتين وَكَانَ عَاقِلا حازماً 3 - (العابد الْبَلْخِي) سلم بن سَالم أَبُو محمّد الْبَلْخِي الزَّاهِد العابد حدّث بِبَغْدَاد إذْ أقْدَمَهُ الرشيد وحبسه حَتَّى مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة قَالَ ابْن سعد كَانَ مرجئاً ضَعِيفا 3 - (الخوّاص الرَّازِيّ) سلم بن مَيْمُون الخوّاص الزَّاهِد الرَّازِيّ سْكن الرملة قَالَ أَبُو حَاتِم أدركْتُهُ كَانَ مرجئاً لَا يُكْتَبُ حديثُه توفيّ فِي حُدُود الْعشْرين والمائتين 3 - (الْكَاتِب) سلم بن أبان الْكَاتِب أحد شعراء الْعَسْكَر قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان فِي مُعْجَمه معتمدي هجا سُلَيْمَان) بن وهب وَأحمد بن محمّد بن ثوابة فَأكْثر فَمن قَوْله فِي ابْن ثوابة من الْكَامِل (فُقْتَ البَسُوسَ وَداحِساً وقُداراً ال ... ملعونَ والغَبْراءَ يَا ابْنَ ثوابهْ) (فِي الشُؤمِ تَسْبِقُ والبغَا فِيهِ بِهِ ... وَاْكتُبْ فَقَدْ دَنَّسْتَ كلَّ كِتابَهُ) (قَدْ عَوَّ جُودُكَ فالثُريّا دُونَهُ ... لكِنَّ دُبرَك للفَيَشِلِ غَابَهْ) وَمِنْه من الْخَفِيف كَيفَ صيرت حَاجَتي عرض المطل وللمطلِ مذهبٌ مذمَومُ وَتَوَانَيْتَ عَن تَحَقُّقِ مَا أَنْت بنجح الفعال فِيهِ زَعيمُ

الممزق

(لَيْس سَجْنِي الثِمارَ مِنْ شجر الشَّك ... رِ وَغَرْسِ الثَناءِ إلاّ كَريمُ) 3 - (الممزّق) سلم الممزّق الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ أَبُو عبّاد ابْن المخرّق الَّذِي يَقُول من الْبَسِيط (أَنا المُمزَّقُ أعْراضَ اللِئامِ كَما ... كانَ الممزَّقُ أعراضَ اللِئام أبي) والممزّق هُوَ الْقَائِل من الوافر (إِذا وَلَدَتُ حَليلَةُ باهِليٍّ ... غُلاماً زَاد فِي عَدَد اللِئامِ) (وَعرض الباهليِّ وَإنْ تَوَقَّى ... عَلَيهِ مِثْلُ مِنديل الطعامِ) (وَلَو كَانَ الخليفةُ باهليّاً ... لقَصَّرَ عَنْ مُسَاواةِ الكِرامِ) 3 - (أَبُو حَرْب الْهِلَالِي) سلم بن أوفى أَبُو حَرْب الْهِلَالِي الْبَصْرِيّ أحد ملحاء الْبَصْرَة وَكَانَ فِي نَاحيَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان وَلَهُ يَقُول من الْكَامِل (كَثُرَتْ عَندي أيادِي ... كَ فَجَلّ الشُكُر عَنْها) (وَأَحاطَتْ بِجَميعِ ال ... نُطْقِ حَتَى لَمْ أُبِنْها) (فَإِذا زِدْتُكَ فِيها ... كُنْتُ كالناقِصِ مِنْها) وَلَهُ أَيْضا من الْخَفِيف (لَيْسَ شيءٌ سِوَى الأسَى ... مَا خَلا سَوفَ أوْ عَسَى) (لاَ تَلنِي يَئِستُ مِن ... ك وَإِن كنتَ مُوئِسا) (رُبَّما أَحْسَنَ الزَما ... نُ وَإِن كانَ قَد أسا) ) 3 - (الخاسر) سلم بن عَمْرو بن حَمَّاد بن عَطاء بن يَاسر وَقيل عَطاء بن ريسان مولى أبي بكر الصدّيق رضه كَانُوا يَزْعمُونَ أنّه من حِمْيرَ نَشأ فِي خلَافَة أبي بكر رضه وهم موَالِيه وَقيل موَالِي عبد الله بن جدعَان يكنّى أَبَا عَمْرو ويسمّى سلما الخاسر لأنّه ورث مُصحفا فَبَاعَهُ وَاشْترى بِثمنِهِ دفاتر شعر فسُمّي الخاسر قَالَ المرزباني وَكَانَ شَاعِرًا مكثراً مطبوعاً سريّاً عَالما بأشعار الْعَرَب مزّاحاً ظريفاً وَكَانَ يلْزم بشّار بن برد وَيَأْخُذ عَنهُ ومدح معن بن زَائِدَة فِي أيّام الْمَنْصُور ومدح الْمهْدي وَالْهَادِي وخصّ بالرشيد والبرامكة وَكَانَ يَأْتِي بَاب الْمهْدي عَلَى برذون قِيمَته عشرَة آلَاف دِرْهَم ولباسه الخّز والوشي وَمَا أشبه ذَلِكَ ورائحة الْمسك والعالية وَالطّيب تفوح مِنْهُ وَقيل إنّه مَاتَ وَترك ألف ألف وَخمْس مائَة ألف دِرْهَم أَصَابَهَا من الرشيد وأمّ جَعْفَر فَأَخذهَا الرشيد وَقَالَ هُوَ مولَايَ روى ذَلِكَ أَبُو هفّان انْتهى قلت توفيّ سلم فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة وَكَانَ

مسلّطاً عَلَى بشّار يَأْخُذ مَعَانِيه الجيّدة فيسبكها فِي قالب أحسن من قالبها البشّاري فيشتهر قَول سلم ويخمُلُ قولُ بشّار بن برد كَقَوْل سلم الخاسر من الْبَسِيط (من راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً ... وفازَ بالَذَّةِ الجَسورُ) أَخذه من قَول بشّار من الْبَسِيط (من راقَبَ الناسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحاجَتِهِ ... وفازَ بالطَيِّباتِ الفايِكُ اللَهجُ) فَقَوْل سلم أرشق وأعذب واقلّ من قَول بشّار بأَرْبعَة عشر حرفا وروى إِسْمَاعِيل بن يحيى اليزيدي عَن أَبِيه أبي محمّد قَالَ كنت يَوْمًا جَالِسا أكتب كتابا فَنظر فِيهِ سلم الخاسر فَقَالَ من الْخَفِيف (أَيْرُ يَحيَى أخَطُّ مِنْ كَفِّ يَحْيَى ... إنّ يَحْيَى بأيرهِ لَخَطوطُ) قَالَ فَقلت مسرعاً من الْخَفِيف (أُمُّ سَلْمٍ بذاكَ أعْلَمُ مِنْهُ ... إنَّها تَحْتَ أيْرِهِ لَضرَوطُ) (وَلَها تَحْتَه إِذا مَا عَلاها ... رَمَلٌ مِن وِداقِها وأطيطُ) (لَيتَ شِعرِي مَا بالُ سَلْمِ بِن عمرِو ... كاسِف البالِ حِينَ يُذكَرُ لوطُ) (لَا يُصليّ عَلَيْهِ حِين يصلّي ... بَلْ لَهُ عِند ذِكرِهِ ثَثْبيطُ) قَالَ فَقَالَ لي سلم مَالك وَيلك جننت أيّ شَيْء دعَاك إِلَى هَذَا كلّه فَقلت بدأتَ فانتصرتُ) والبادئ أظلم وَمن شعر سلم الخاسر من المتقارب (إِذا أَذِنَ الله فِي حاجةٍ ... أتاكَ النَجاحُ عَلَى رِسْلهِ) (يَفُوزُ الجَوادُ بحُسن الثَناء ... وَيَبْقَى البَخِيلُ عَلى بُخلهِ) (فَلَا تَسْألِ الناسَ مِنْ فَضْلِهِم ... وَلَكِن سَلِ اللهَ مِن فَضلهِ) وَمِنْه من الطَّوِيل (سَأُرسِلُ بَيْتاً قَدْ وَسَمْتُ جَبِينَهُ ... يُقّطِّع أعْناقَ البيُوتِ الشَوارِدِ) (أَقَامَ النَدَى والبأسُ فِي كُلِّ مَنْزِل ... أقَامَ بِهِ الفَضْلُ بن يَحيَى بنِ خالدِ) ولمّ قَالَ سلم الخاسر قصيدته فِي الرشيد من الْكَامِل (قُلْ لِلْمَنازِلِ بالكَثِيبِ الأعْفَرِ ... أُسْقِيتَ غَادِيَة السَحابِ المُمطِرِ) (قَد بايَعَ الثَقلانِ مُهْدِيّ الهُدَى ... بمُحمَّدِ بِن زُبَيدَةَ ابنةِ جَعْفَرِ)

الحارثي اليمني

حَشَتْ زبيدة فاهُ دُرّاً فَبَاعَهُ بِعشْرين ألف دِينَار وَمَات فِي زمن الرشيد وَقَدْ اجْتمع عِنْده من المَال مَا قِيمَته ستّة وَثَلَاثُونَ ألف دِينَار 3 - (الْحَارِثِيّ اليمني) سلم بن شَافِع الْحَارِثِيّ من أهل تهَامَة الْيمن ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة قَالَ ذُكر أنَّه كتب إِلَى عمّه عليّ بن زيْدان وَقَدْ وَفد إِلَيْهِ يستعينه فِي دِيَة قَتِيل فَوَجَدَهُ مَرِيضا من الوافر (إِذا أوْدَى ابنُ زَيْدانٍ عليا ... فَلا طَلَعَتْ نُجومُكِ يَا سَماءُ) (وَلَا اشتَمَل النِساءُ عَلَى جَنينٍ ... وَلَا رَوَّى الثَرَى للسُحبِ ماءُ) (عَلى الدُنيا وساكِنها جَمِيعًا ... إِذا أودى أَبُو الحَسَنِ العَفاءُ) 3 - (أَبُو سعيد الحجراوي) سلم بن يحيى بن عبد الحميد أَبُو سعيد الطَّائِي الحجراوي من أهل حجراء قَرْيَة بِدِمَشْق حدّث عَن أَبِيه وسُويد بن عبد الْعَزِيز ومروان بن مُعَاوِيَة وَغَيرهم روى عَنهُ ابْن أَخِيه عَمْرو بن عتبَة بن عمَارَة بن يحيى وأتى عَلَيْهِ مائَة وَعِشْرُونَ سنة قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأجلسه عَلَى الْبسَاط فَأسلم وَحَسُنَ إِسْلَامه وَرجع إِلَى قومه فأسلموا وَكَانَ إِذْ دخل يَوْم الْجُمُعَة إِلَى دمشق بَيْنَ النَّاس من الْجَامِع يتلقّونه فِي أَسْفَل جَيْرون فيحملونه حتّى يصعد) الْمَسْجِد ثُمَّ يَفْعَلُونَ بِهِ ذَلِكَ إِذا أَرَادَ الِانْصِرَاف 3 - (السَّلمَانِي الشَّافِعِي اسْمه محمّد بن هبة الله) (سلمى) 3 - (سَلمى خادمة رَسُول الله) 3 - (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَهِي مولاة صَفِيَّة بنت عبد المطّلب وَهِي امْرَأَة أبي رَافع مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأمّ بنيه روى عَنْهَا عبيد الله بن أبي رَافع وَهِي الَّتِي قبلت إِبْرَاهِيم ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَتْ قَابِلَة بني فَاطِمَة ابْنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي الَّتِي غسلت فَاطِمَة مَعَ وزجها عليّ وَمَعَ أَسمَاء بنت عُميس وَشهِدت سلمى هَذِهِ خَبِير مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي صَاحِبَة حَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إنّ امْرَأَة عُذّبت فِي هرّة ربطتها فَلم تُطْعِمْها وَلَمْ تترُكْها تَأكُلُ من خشَاش الأَرْض

سلمى بنت عميس

3 - (سلمى بنت عُمَيْس) أُخْت أَسمَاء هِيَ إِحْدَى الْأَخَوَات الَّتِي قَالَ فيهنّ رَسُول الله ابْنة حَمْزَة ثُمَّ خلف عَلَيْهَا شدّاد بن أُسامة بن الْهَاد اللَّيْثِيّ فَولدت لَهُ عبد الله وَعبد الرَّحْمَن 3 - (أمّ الْمُنْذر النجاريّة) سلمى بنت قيس بن عَمْرو أمّ الْمُنْذر النجاريّة أُخْت سليط بن قيس ممّن شهد بَدْرًا وَهِي إِحْدَى خالات رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَتْ ممّن صلىّ الْقبْلَتَيْنِ وبايعت بَيْعةَ الرضْوَان قَالَت جئتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نسَاء من الْأَنْصَار فبايعْناه عَلَى أَن لَا نُشرِكَ بِاللَّه وَلَا نَسْرِق وَلَا نزني الْآيَة 3 - (سلمى البغداديّة) الشاعرة ذكرهَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء محمّد بن مَحْمُود النَّيْسَابُورِي فِي كتاب سر السرُور الَّذِي جمعه فِي شعراء عصره وأوْرَدَ لَها من الوافر (عُيونُ مَها الصرّيمِ فداءُ عَيْني ... وأجْيَادُ الظِباءِ فَدَاءُ جِيدي) (أُزَيَّنُ بالعُقودِ وإنَّ نَحْري ... لأزْيَنُ لِلْعُقودِ مِنْ العُقودُ) (وَلَوْ جاوَرْتُ فِي بَلَد ثَموداً ... لمّا نَزَل العَذابُ عَلى ثمودِ) ) (سلمويه) 3 - (طَبِيب المعتصم) سلموية بن بنان طَبِيب المعتصم الَّذِي اخْتَارَهُ وأكرمه إِكْرَاما كثيرا وَكَانَتْ التواقيع تَرِد إِلَى الدَّوَاوِين وَغَيرهَا بخطّ سلمويه وتواقيع الْأُمَرَاء والقوّاد وَغَيرهم فِي حَضْرَة المعتصم بخطّه وولىّ أَخَاهُ إِبْرَاهِيم بن بنان خَزَائِن الْأَمْوَال وخاتمه مَعَ خَاتم المعتصم وَكَانَ سلموية نصرانيّاً حسن الِاعْتِقَاد فِي دينه كثير الْخَيْر مَحْمُود السِّيرَة وَكَانَ المعتصم يَقُول هَذَا عِنْدِي أكبر من قَاضِي الْقُضَاة لأنّ هَذَا يحكم فِي مَالِي وَهَذَا يحكم فِي نَفسِي وَنَفْسِي أشرفُ من مَالِي كَذَا قَالَ ابْن أبي أصيبعة فِي تأريخ الْأَطِبَّاء وَقَالَ إِسْحَاق بن عليّ الرهاوي فِي كتاب أدب الطَّبِيب عَن عِيسَى بن ماسويه قَالَ أَخْبرنِي يوحنّا بن ماسويه عَن المعتصم انْتهى قلت وَجه الصَّوَاب أنّ لَو قَالَ سلمويه أكبر عِنْدِي من الْوَزير لأنّ الْوَزير يحكم فِي مَالِي وَهَذَا يحكم فِي نَفسِي فإنّ القَاضِي لَا يحكم فِي المَال أَعنِي يقبضهُ وينفقه بِغَيْر علم الْخَلِيفَة وَالْقَاضِي أشرف من الطَّبِيب لأنّه يحكم فِي الدّين وَيَقُول هَذَا

أبو صالح الليثي

حَلَال وَهَذَا حرَام والدينُ أشرفُ من النَّفس لأنّ ذهَاب النَّفس مَعَ بَقَاء الدّين أَحْمد فِي العُقْبّى وَذَهَاب الدّين مَعَ بَقَاء النَّفس شرٌّ فِي العقبى فِي العقبى فَظهر بِمَا قَالَه المعتصم أنّ القَاضِي أكبر من الطَّبِيب وَكَانَ مَا قَالَه المعتصم فَاسد الدَّلِيل عَلَى أنّني أرى هَذِهِ من مَوْضُوعَات الأطبّاء لأَنْفُسِهِمْ وإلاّ فقد كَانَ القَاضِي أَحْمد بن أبي دؤاد عِنْد المعتصم بالحلّ الْأَسْنَى وَالْمَكَان الأرفع عَلَى مَا هُوَ مَعْرُوف انْتهى واعتلّ سلمويه وعاده المعتصم وَبكى عِنْده وَقَالَ لَهُ تُشير عليّ بعْدك بِمَا يصلحني فَقَالَ لَهُ عَلَيْكَ بِهَذَا الْفُضُولِيّ يوحنّا ابْن ماسويه وَإِذا شكوتَ إِلَيْهِ وَوصف لَكَ أوصافاً فَخذ أقلّها أخلاطاً قَالَ ابْن أبي أصيبعة ولمّا مَاتَ سلموية امْتنع المعتصم من أكل الطَّعَام يَوْم مَوته وَأمر بِأَن تحضر جنَازَته الدَّار ويصلىَّ عَلَيْهِ بالشمع والبخور عَلَى ذيّ الْأنْصَارِيّ الْكَامِل ففُعل ذَلِكَ وَهُوَ بِحَيْثُ يبصرهم قَالَ وَكَانَ الهضم فِي جَسَد المعتصم قويّاً وَكَانَ سلمويه يفصده فِي السّنة مرّتين ويسقيه بعد كل مرّة دَوَاء مسهلاً ويعالجه بالحِمْية فِي أَوْقَات فَأَرَادَ ابْن ماسويه أَن يُريه غير مَا عهد فَسَقَاهُ دَوَاء قبل الفصد وَقَالَ أَخَاف أَن تتحرك عَلَيْكَ الصَّفْرَاء فعندما شرب الدَّوَاء حمي جِسْمه وَمَا زَالَ جِسْمه ينقص والعلل تتزايد إِلَى أَن نحل بدنه وَمَات بعد سلموية بِعشْرين شهرا وَكَانَتْ وَفَاة المعتصم سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ) 3 - (أَبُو صَالح اللَّيْثِيّ) سلمويه النَّحْوِيّ اللَّيْثِيّ أَبُو صَالح أحد أَصْحَاب السِيرَ وَالْأَخْبَار لَهُ كتاب الْفتُوح لخراسان وَهُوَ كتاب الدولة (سلمَان) 3 - (سلمَان الْفَارِسِي) سلمَان أَبُو عبد الله الْفَارِسِي الرامَهُرْمُزِي الْأَصْبَهَانِيّ سَابق الْفرس إِلَى الْإِسْلَام رضه صحب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وخدمه وروى عَنهُ ابْن عبّاس وَأنس وَعقبَة ابْن عَامر وَأَبُو سعيد وَكَعب بن عجْرَة وَعبد الله بن أبي زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَغَيرهم وتوفيّ سنة ستّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ روى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ قَدْ صحب ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة ممّن كَانُوا متمسّكين بدين الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام وَأخْبرهُ الْأَخير عَن مبعث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصفته ثُمَّ استرقته الْعَرَب فتداوله بضعَة عشر سيداً حَتَّى كَانَتْ مُكَاتبَته فَكَانَ وَلَاؤُه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَوْم الْأَحْزَاب سلمَان مِنّا أهل الْبَيْت وآخى بَينه وَبَين أبي الدَّرْدَاء وَقيل إنّه الَّذِي أَشَارَ بِحَفر

أبو عبد الله الباهلي

الخَنْدَق وَكَانَ لَهُ فِيهِ فضل عمل وَكَانَ كثير الزّهْد فِي الدُّنْيَا وعاده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَرض أَصَابَهُ وَجعل عمر عطاءه أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ الْقَاسِم أَبُو عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي زارنا سلمَان وَخرج النَّاس يتلقّونه كَمَا يُتلقّى الْخَلِيفَة فلقيناه وَهُوَ يمشي فَلم يبْق شرِيف إلاّ عرض عَلَيْهِ أَن ينزل بِهِ فَقَالَ جعلت فِي نَفسِي مرّتي هَذِهِ أَن أنزل عَلَى بشير بن سعد فلمّا قدم سَأَلَ عَن أبي الدَّرْدَاء فَقَالُوا مرابط ببيروت فتوجّه قِبّله وَكَانَ أَبوهُ دهقان أرضه وَكَانَ عَلَى المجوسيّة ثُمَّ لحق بالنصارى وَرغب عَن الْمَجُوس ثُمَّ صَار إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ عبد رجل من الْيَهُود فلمّا هَاجر النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ سلمَان فَأسلم وَكَاتب مَوْلَاهُ الْيَهُودِيّ فأعانه النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمسلمون حتّى عتق وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا سَابق ولد آدم وسلمان سَابق أهل فَارس وَعَن أبي هُرَيْرَة رضه إنّ رَسُول الله تَلا هَذِهِ الْآيَة وَإنْ تَتَوَلَّوا يَسْتَبْدِلْ قَوماً غَيْرَكُم قيل من هم يَا رَسُول الله فَضرب عَلَى فَخذ سلمَان ثُمَّ قَالَ هَذَا وَقَومه وَلَو كَانَ الدّين عِنْد الثريّا أتناوله رجال من فَارس وَفِي رِوَايَة لَو كَانَ الْإِيمَان مَنُوطًا بالثريّا ومرّ بجسر الْمَدَائِن غازياً وَهُوَ أَمِير عَلَى الْجَيْش وَاشْترى رجل علفاً لفرسه فَقَالَ لسلمان يَا فَارسي تعال فاحملْ فَحمل وَأتبعهُ فَجعل النَّاس) يسلّمون عَلَى سلمَان فَقَالَ من هَذَا قَالَ سلمَان الْفَارِسِي قَالَ وَالله مَا عرفتك أقِلْنِي فَقَالَ سلمَان لَا إنّي احتسبت بِمَا صنعت خصَالاً ثَلَاثًا إحداهنّ أنّي ألقيت عَن نَفسِي الْكبر وَالثَّانيَِة أعين رجلا من الْمُسلمين فِي حَاجته وَالثَّالِثَة لَو لَمْ تسخرني لسخّرتُ من هُوَ أَضْعَف منّي فوقيتُهُ بنفسي فَقَالَ الْحسن كَانَ عطاؤه خَمْسَة آلَاف وَكَانَ عَلَى ثَلَاثِينَ ألفا من النَّاس يخْطب فِي عباءة يفترش نصفهَا ويلبس نصفهَا وَإِذا خرج عطاؤه أمْضَاهُ وَيَأْكُل من سفيف يَده وقبره بِالْمَدَائِنِ 3 - (أَبُو عبد الله الْبَاهِلِيّ) 3 - (قَاضِي الْكُوفَة) سلمَان بن ربيعَة بن يزِيد أَبُو عبد الله الْبَاهِلِيّ يُقَال إنّ لَهُ صُحْبَة شهد فتوح الشَّام مَعَ أبي الْبَاهِلِيّ ثُمَّ سكن الْعرَاق ولاّه عمر قَضَاء الْكُوفَة ثُمَّ ولي غَزْو أرمينية فِي خلَافَة عُثْمَان فقُتل بِبَلَنْجَر وحدّث عَن عمر بن الخطّاب وروى عَنهُ أَبُو وَائِل وَغَيره وَكَانَ يَغْزُو سنة ويحجّ سنة وَهُوَ أوّل من قضى بالعراق ولمّا اسْتشْهد بِأَرْض أرمينيّة سنة تسع وَعشْرين لِلْهِجْرَةِ جعل أهل تِلْكَ النَّاحِيَة عِظَامه فِي تَابُوت فَإِذا احْتبسَ عَلَيْهِم الْقطر أَخْرجُوهُ فاستسقوا بِهِ وَفِي ذَلِكَ يَقُول ابْن جمانة الْبَاهِلِيّ من الطَّوِيل (وإنّ لَنَا قبرين قبر بَلَبْجَرٍ ... وَقبراً بِأَرْض الصين يَا لَكَ من قبرِ) (فَهَذَا الَّذِي بِالصينِ عَمَّتْ فُتوحُهُ ... وَهَذَا الَّذِي بالتُركِ يُسقى بِهِ القَطْرُ)

ابن الفتي النحوي

الْقَبْر الَّذِي بالصين قبر قُتَيْبَة بن مُسلم قُتل بفرغانة فَجعل الشَّاعِر ذَلِكَ بالصين 3 - (ابْن الفتي النَّحْوِيّ) سلمَان بن عبد الله بن محمّد بن المفتيّ الْحلْوانِي أَبُو عبد الله ابْن أبي طَالب النَّحْوِيّ النهرواني قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ بِهَا النَّحْو عَلَى أبي الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن برهَان الْأَسدي وَعمر بن ثَابت الثمانيني واللغة عَلَى أبي الْقَاسِم عبيد الله بن محمّد الرقّي وَأبي محمّد الْحسن بن محمّد الدهّان وقرا بِالْبَصْرَةِ عَلَى القصباني حتّى برع فِي النَّحْو وَسمع بِبَغْدَاد من أبي طَالب بن غيلَان وَأبي محمّد الْجَوْهَرِي وَالْقَاضِي أبي الطَّبَرِيّ ثُمَّ جال فِي الْعرَاق وَنشر بِهَا علمه وتوفيّ سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والنحو وصنّف التَّفْسِير وشرَحَ الْإِيضَاح وَلَهُ فِي اللُّغَة القانون فِي عشرَة أسفار وَهُوَ قَلِيل المثّل وَلَهُ علل القرآات وروى) عَنهُ السلَفِي وَمن شعره من الوافر (تَقولُ بُنَيِّتِي أبّتيِ تَقَنَّعْ ... وَلَا تَطْمَحْ إِلَى الأطْماعِ تَعْتَدْ) (ورُض بِالبَأسِ نَفْسَكَ فَهْوَ أحْرَى ... وَأزْيَنُ فِي الوَرَى وَعَلَيْكَ أعْوَدْ) (فَلَوْ كُنْتَ الخَيلَ وسِبَوَيهِ ... أوِ الفَرَّاءَ أوِ المُبَرَّدْ) (لمَا سَاوَيْتَ فِي حَيٍّ رَغيفاً ... وَلا تُبْتاعُ بالماءِ المُبَرَّدْ) وَمِنْه أَيْضا من الْكَامِل (يَا ظَبْيةً حَلَّتْ بِبابِ الطاقِ ... بَيْني وَبَينَكِ أوْكَدُ المِيثاقِ) (فَوَحَقِّ أيّامِ الْحمى ووِصالِنا ... قَسَماً بِهَا وبنعمة الخَلاّقِ) (مَا مَرَّ مِن يومٍ وَلا مِنْ لَيْلَةٍ ... إِلَّا إليكِ تَجَدَّدَتْ أشْواقي) (سَقْياً لأيّامٍ جَنَى لي طِيبُها ... وَرْدَ الخُدودِ وَنَرْجِسَ الأحْداقِ) قلت شعر متوسّط وَأورد لَهُ ياقوت قَوْله من المتقارب (تَذَلَّلَ لِمَنْ إنْ تَذَلَّلْتَ لَهُ ... يَرى ذاكَ لِلظَرْفِ لَا لِلْبَلَهْ) (وَجانِبْ صَاقةَ مَنْ لَم يَزَل عَلَى ... الأصْدِقاءِ يَرَى الفَضْلَ لَهْ) وَقَالَ كَانَ لَهُ ابْن اسْمه الْحسن بن سلمَان بن عبد الله بن الفتيّ فَقِيها عَالما درّس بالنظاميّة وَكَانَ فَاضلا وَلَهُ معرفَة بالنحو واللغة وينشي الْخطب وَالشعر توفيّ سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة وَكَانَ لَهُ ابْن آخر يُقَال لَهُ أَبُو الْحسن عليّ كَانَ أديباً فَاضلا وَكَانَ وجيهاً الريّ إمّا وزيراً لبَعض أُمَرَاء السلجوقيّة أَو شَبِيها بالوزير مدحه أَبُو يعلى ابْن الهبارية

الطائفي

عِنْد وُرُوده إِلَى الريّ فَلم يحمده فَكتب رِسَالَة إِلَى بعض رفاقه فِي ذمّه وَهِي طَوِيلَة أوردهَا بكمالها ياقوت فِي مُعْجم الأدباء فِي تَرْجَمَة سُلَيْمَان الْمَذْكُور وَهِي من عجائب ابْن الهبارية 3 - (الطَّائِفِي) سلمَان بن خضر وَقيل ابْن خضير أَبُو الْفَتْح الطَّائِفِي أورد لَهُ الباخرزي فِي الدُمية من المتقارب (كَأَنَّ الغَمامَ لَهَا عاشِقٌ ... يُسَابِرُ هَوْدَجها أيْنَ سارا) (وَبالأرضِ مِنْ حُبِّها صُفرةٌ ... فَمَا تُنْبِتُ الأرضُ إلاّ بهَارا) قلت أَنا هَذَا شعر أبي الْعَلَاء المعرّي فِي سقط الزند وَأورد لَهُ أَيْضا من الْخَفِيف) (بَرَزَتْ فِي غلالة مِنْها ... قَمَرَ الصَيفِ فِي لَياليِ الشِتاءِ) قلت لأنّ ليَالِي الصَّيف لَا يكون فِي الجوّ من السَّحَاب مَا يحجب الْأَبْصَار عَن رُؤْيَة الأقمار وليالي تنعكس الأبخرة إِلَى بَاطِن الأَرْض وَلَا يتصاعد مِنْهَا إِلَى الجوّشيء فَيُرَى قرص الْقَمَر صافياً من تِلْكَ الأبخرة وَأورد الباخرزي أَيْضا للمذكور من الْخَفِيف (لي حَبيبٌ مِن الوَرَى شَبَّهُوهُ ... بِهلال الدُجَى وَقَدْ ظَلَموهُ) (لَبْسَ لي عَنْه فِي سُلُوّيَ وَجْهُ ... وَلَهُ فِي السُلوَّ عَنّي وُجوهُ) (قَمَرُ كُلمّا كَتَمتُ هَواه ... قَالَ دَمْعي هَذَا المُريبُ خُذوهُ) 3 - (الصُّوفِي الْفَقِيه الأصولي) سلمَان بن نَاصِر بن عمرَان أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ النَّيْسَابُورِي الصُّوفِي الْفَقِيه صَاحب إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ بارعاً فِي الْأُصُول وَالتَّفْسِير سمع وحدّث وَشرح كتاب الْإِرْشَاد لشيخه وخدم الإِمَام القشري مدّةً وَكَانَ زاهداً إِمَامًا عَارِفًا من أَفْرَاد الأئمّة وَهُوَ من كبار المصنّفين فِي الْأُصُول توفيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الْأَبْزَارِيِّ) سلمَان بن محمّد أَبُو الْقَاسِم ابْن الْأَبْزَارِيِّ وَلَمْ يكن أَبوهُ أبزارياً وإنمّا جدّه لأمّه فنُسب إِلَيْهِ وَكَانَ شَاعِرًا لطيفاً متفنّناً فِي كثير من الْعُلُوم ظريفاً قَالَ ابْن رَشِيق لَا تقع الْعين عَلَى مثله فِي زَمَانه جمالاً وَحسن زيّ وهيئةً يصلح للْقَضَاء وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى القَاضِي محمّد بن عبد الله بن هَاشم مَخْصُوصًا بِهِ صغره قَرِيبا من قلبه جدّاً لَا يكَاد القَاضِي يصبر عَنهُ لأدبه وفهمه وحلاوة جملَته ثُمَّ صحب القَاضِي أَبَا الْحسن ولدَه بعده عَلَى

سلمان بن عامر

تِلْكَ الْحَال وتوفيّ سنة عشر وَأَرْبع مائَة وَقَدْ أشرف عَلَى الْخمسين وَأورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج من الطَّوِيل (وَلمّا التَقَينا بعد أنْ ظَنَّ حاسِدٌ ... عَلَى الحُبِّ أنْ لَا نَلْتَقي آخِرَ الدهرِ) (بَثَثْنا شَكايا أنْفُسٍ لَمْ يَكُنْ لَها ... عَلى طُولِ أيّامِ التَفَرُّقِ مِنْ صَبْرِ) (وكادَتْ لَذاذاتُ التَداني لِقُربنا ... مِنَ الوَصْلِ أَن تَقضي علينا وَلَا نَدْري) قَالَ ابْن رَشِيق مَا أحسن مَا أَخذ قَول أبي تّمام من الْبَسِيط (أظَلَّه البينُ حتّى إنّه رجلٌ ... لَو ماتَ من شُغِله بالبَيِنْ مَا عَلِما) ) فَقبله حَيْثُ شَاءَ وَصَرفه إِلَى حَيْثُ أَرَادَ وَأورد لَهُ أَيْضا من الْبَسِيط (اعذر فعذري لم تبلغه مقدرتي ... وكل مَنْ لَمْ عَنْ فِي الحُكْمِ مَعْذورُ) (أنْ يقصُر اليومَ وَجْدي عَنْ رِضاكَ فَمَا ... لِسانِيَ الدَهْرَ عَنْ شُكرِيكَ مَقْصورُ) (فَاقْبَلْ قَليلَ كَثيرِ الشكرِ مُعْتَذِراً ... فَأنْتَ فِي كُلِّ مَا أوْلَيتَ مَأجورُ) قلت شعر جيّد 3 - (سلمَان بن عَامر) 3 - (بن أَوْس بن حجر) قَالَ أهل الْعلم بِهَذَا الشَّأْن لَيْسَ فِي الصَّحَابَة من الروَاة ضبّيّ غير سلمَان بن عَامر هَذَا كَذَا قَالَ ابْن عبد البرّ وَقَالَ قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة قَدْ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بني ضبّة عتاب بن شمير وَسكن سلمَان الْبَصْرَة وَلَهُ بِهَا دَار قريبَة من الْجَامِع وروى عَنهُ محمّد ابْن سِيرِين والرباب وَهِي الربَاب بنت صليعٍ بن عَامر بنت أخي سُلَيْمَان بن عَامر 3 - (أَبُو الْقَاسِم المغربي) سلمَان بن عَامر أَبُو الْقَاسِم قَالَ ابْن رَشِيق فِي الانموذج شَاعِر مَشْهُور مقدّم الذّكر مُطلق الْكَلَام قريب المرمى لَا يبعد مُشْتَرك الْمعَانِي عِنْده صدر من علم النَّحْو وَبِذَلِك عُرف وَفِيه اخْتِصَاص بِالْقَاضِي أبي الْحُسَيْن وَانْقِطَاع إِلَيْهِ وَفِيه أَكثر شعره وَفِي أَبِيه قبله وَأورد لَهُ من الطَّوِيل (إِذا أخَذَ الأقْلامَ خِلتَ يَمينَهُ ... يُفتّحُ نوّاراً فُرادَى وَتَوْأما) (وَإنْ قامَ فِي النادِي لِفَصلِ قَضِيَّةٍ ... أعادَ ضِياءً كلَّ مَا كانَ مُظْلِماً) (برأيِ كَحَدِّ المَشرِفيِ وَفِطْنةٍ ... تُرِيه يَقيناً مَا أتّى لاَ تَوَهْما)

سلمة

(وإنّ غَشي الهيجاءَ لَمْ تُلْفِ عَامِرًا ... وَلَمْ تُلْفِ بَسْطامَ بنَ قَيْسٍ مُقَدَّما) (تَتَبَّعَ آثارَ العُفاةِ بنائلٍ ... جزيلٍ وَلَمْ يَترُكْ عَلَى الأرْضِ مُعدما) مِنْهَا (وَإنّي وَإنْ سَالمتُ دَهْري لَعالِمٌ ... بِأنَّكَ تَجْزِيهِ بِمَا كَانَ قَدَّما) (وَلَوْ أنَّني صَارَعْتُه فصَرَعْتُه ... لأوْجَسْتُ خوفًا أنْ أُصارِعَ أرقَماً) ) (ولكِنَّني أسْطُو عَليه بماجدٍ ... إِذا صَنَعَ الإحْسانَ فِي الناسِ تَّمما) قلت شعر حيّد منسجم عذب التراكيب فصيح الْأَلْفَاظ السلماسي الشَّافِعِي اسْمه محمّد بن هبة الله بن عبد الله (سَلمة) 3 - (أَبُو سعد الْأنْصَارِيّ) سَلمَة بن أسلم أَبُو سعد الْأنْصَارِيّ الأوسي الْحَارِثِيّ شهد بَدْرًا وَأَعْطَاهُ رَسُول الله صلى يومئذٍ قَضِيبًا فَعَاد فِي يَده سَيْفا وَخرج فِي جَيش أُسَامَة إِلَى البلقاء قَالَ ابْن عَسَاكِر وَلَهُ رِوَايَة لَا أَرَاهَا متّصلة روى عَنهُ أَبُو سُفْيَان مولى بن أبي أَحْمد وقُتل بالعراق يَوْم جسر أبي عبيد سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَخُو أبي جهل) سَلمَة بن هِشَام بن الْمُغيرَة أَبُو هَاشم المَخْزُومِي أَخُو أبي جهل وَهُوَ الَّذِي كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو لَهُ فِي الْقُنُوت لمّا حَبسه أَبُو جهل وأجاعه توفيّ سنة ثَلَاث عشرَة وَقيل سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ يَوْم مرج الصفر وَقيل بأجنادين قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة ولمّا لحث برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَلِكَ بعد الخَنْدَق قَالَت لَهُ أمّه ضباعة بنت عَامر بن قرط بن سَلمَة بن قُشَيْر من الرجز (لَا همّ رب الْكَعْبَة المحرّمة ... أظهر عَلَى كل عَدو سلمهْ) (لَهُ يدان فِي الْأُمُور المبهمهْ ... كَفٌ بِهَا يُعْطي وكفّ مبهمهْ) 3 - (الْأنْصَارِيّ) سَلمَة بن سَلامَة بن وَقَش بِفَتْح الْوَاو وَالْقَاف مخفّفة وشين

سلمة بن أبي سلمة

مُعْجمَة الْأنْصَارِيّ أحد من شهد بَدْرًا والعقبتين وعاش سبعين سنة وتوفيّ سنة خمس وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (سَلمَة بن أبي سَلمَة) ربيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ رُؤْيَة وَلَا يُحفظ لَهُ حَدِيث توفيّ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ كَانَ سَلمَة أسنّ من أخِيه عَمْرو بن أبي سَلمَة وعاش إِلَى خلَافَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَقَدْ روى عَنهُ عَمْرو وأخو ولمّا زوّجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُمامة بنت حَمْزَة بن عبد المطّلب أقبل عَلَى أَصْحَابه فَقَالَ أتروني كافأتُه) 3 - (سَلمَة بن مَسْعُود) 3 - (بن سِنَان الْأنْصَارِيّ) من بني غنيم بن كَعْب قُتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَهُوَ فِي عداد الصَّحَابَة 3 - (سَلمَة بن قيس الْأَشْجَعِيّ) كوفيّ من الصَّحَابَة روى عَنهُ هِلَال بن يسَاف وَأَبُو إِسْحَاق السبيعِي 3 - (سَلمَة بن صَخْر) 3 - (بن سلمَان بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ) ثُمَّ البياضي مدنِي وَيُقَال فِيهِ سلمَان بن صَخْر وَالْأول أصحّ وَهُوَ الَّذِي ظاهَر من امْرَأَته ثُمَّ وَقع عَلَيْهَا فَأمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنْ يكفّر وَكَانَ أحد البكّائين 3 - (سَلمَة بن زيد الْجعْفِيّ) اخْتلف أَصْحَاب الشّعبِيّ وَأَصْحَاب سماك فِي ايمه فبعضهم قَالَ سَلمَة بن زيد وَبَعْضهمْ قَالَ يزِيد بن سَلمَة روى عَنهُ عَلْقَمَة بن قيس وَيزِيد بن مرّة حَدِيث عَلْقَمَة عَنهُ مَرْفُوعا الوائدة والمَوْؤودة فِي النَّار إلاّ أنْ يدْرك الوائد الْإِسْلَام فَيسلم وَحَدِيث يزِيد بن مرّة عَنهُ مَرْفُوعا فِي تَأْوِيل إنّا أنشَأناهُنَّ إنْشَاءً يَعْنِي من الثّيّب والأبكار فجعلهنَ كلّهنّ أَبْكَارًا عربا أَتْرَابًا 3 - (أَبُو حَازِم الْأَعْرَج) سَلمَة بن دِينَار أَبُو حَازِم الْأَعْرَج الْمدنِي الزَّاهِد التمّار القاصّ مولى الْأسود ابْن سُفْيَان المَخْزُومِي وَقيل مولى بني لَيْث روى عَن سهل بن سعد وَابْن

أبو عبد الرحمن المسمعي

المسّيّب وَأبي سَلمَة وَعَطَاء وَأبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَهُوَ أكبر مِنْهُ وابناه عبد الْعَزِيز وَعبد الجبّار ابْنا سَلمَة وَمَالك وَالثَّوْري وَمعمر وَابْن إِسْحَاق وَابْن عُيَيْنَة والحمّادان ابْن سَلمَة وَابْن زيد وَغَيرهم وتوفيّ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ أشقر أَحول أفزر الشّفة قَالَ النّظر فِي العواقيب تلقيح الْعُقُول وَذكر الجاحظ فِي كتاب الْبَيَان أنّ أَبَا حَازِم دخل جَامع دمشق فوُسوس وَقَالَ لَهُ الشَّيْطَان أحدثتَ بعد وضوئك فَقَالَ لَهُ وَقَدْ بلغ هَذَا من نصحك وَكَانَ يقصّ بِعْ الْعَصْر وَبعد الْفجْر فِي مَسْجِد الْمَدِينَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَمْ يسمع من صحابيّ إلاّ من سهل بن سعد وَقَالَ الْعجلِيّ سمع من سهل وَلَمْ يسمع من أبي هُرَيْرَة وَقَالَ أَبُو معشرك رَأَيْت أَبَا حازمٍ فِي مجْلِس عون بن عبد الله وَهُوَ يقصّ فِي الْمَسْجِد ويبكي وَيمْسَح) بدموعه وَجهه فَقلت لَهُ يَا أَبَا حَازِم لِمَ تفعل هَذَا قَالَ إنّ النَّار لَا تصيب موضعا أَصَابَته الدُّمُوع من خشيَة الله وَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان وَقَدْ أحضرهُ تكلّمْ يَا أعرج فَقَالَ مَا للأعرج من حَاجَة فيتكلّم بِهَا وَلَوْلَا اتّقاء شرّكم مَا أَتَاكُم الْأَعْرَج فَقَالَ سُلَيْمَان مَا ينجينا من أمرنَا هَذَا الَّذِي نَحن فِيهِ قَالَ أخذُ هَذَا المَال من حلّه وَوَضعه فِي حقّه قَالَ وَمن يُطيق ذَلِكَ قَالَ من طلب الجنّة وهرب من النَّار قَالَ سُلَيْمَان مَا بالنا لَا نحبّ الْمَوْت قَالَ لأنّك جمعت متاعك فَوَضَعته بَيْنَ عَيْنَيْك فَأَنت تكره أَن تُفَارِقهُ وَلَو قدّمته أمامك لأحببت أَن تلْحق بِهِ لأنّ قلب الْمَرْء عِنْد مَتَاعه فتعجّب مِنْهُ سُلَيْمَان 3 - (أَبُو عبد الرَّحْمَن المسمعي) سَلمَة بن شبيب أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّيْسَابُورِي المسمعي أحد الأئمّة الرحّالين سمع بِدِمَشْق مَرْوَان بن محمّد والوليد بن عتبَة وباليمن عبد الرزّاق وَعبد الوهّاب ابْني همام وبالعراق أَبَا دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَسمع بالحجاز وخراسان وَغير ذَلِكَ وروى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَبُو مَسْعُود الرَّازِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة الرازيّان وَغَيرهم وجاورَ بمكّة وَقدم مصر وَمَات بمكّة فِي أكله فالوذج سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الْأَكْوَع) سَلمَة بن عَمْرو بن الْأَكْوَع أَبُو عَامر وَيُقَال أَبُو مُسلم وَيُقَال

الدمشقي

أَبُو إِيَاس الْأَسْلَمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَكْوَع قيل إنّه شهد غَزْوَة مؤته من البلقاء روى عَنهُ ابْنه إِيَاس بن سَلمَة وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَالْحُسَيْن بن محمّد بن الحنفيّة وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة وتوفيّ سنة أَربع وَسبعين وَقيل سنة أَربع وستّين لِلْهِجْرَةِ بَايع تَحْتَ الشَّجَرَة وَقَالَ أردفني رَسُول الله مرَارًا وَمسح عَلَى وَجْهي مرَارًا واستغفر لي مرَارًا عدد مَا فِي يَدي من الْأَصَابِع 3 - (الدِّمَشْقِي) سَلمَة بن العيّار بن حصن بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُسلم الْفَزارِيّ الدِّمَشْقِي والعبّار بِالْعينِ وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالْيَاء آخر الْحُرُوف مشدّدة واسْمه أَحْمد روى عَن أبي الزبير وَالْأَوْزَاعِيّ وَمَالك وَابْن لَهِيعَة وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو مسْهر ومروان بن محمّد والوليد بن مُسلم وَغَيرهم روى لَهُ النَّسَائِيّ وتوفيّ سنة ثَلَاثِينَ وستّين ومائةٍ وَقيل ثَمَان وستّين وداره بِدِمَشْق تعرف بدار ابْن العيّار) 3 - (الأبرش) سَلمَة بن الْفضل الأبرش الرَّاوِي أَبُو عبد الله قَاضِي الريّ روى المغازلي عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ ابْن معِين كَانَ يتشيّع وَكَانَ معلّم كتّاب وَقَالَ أَبُو حَاتِم محلّه الصدْق فِي حَدِيثه إِنْكَار لَا يُمكن أنْ أطلق لساني فِيهِ بِأَكْثَرَ من هَذَا وَقَالَ ابْن سعد ثِقَة توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ 3 - (الْحَضْرَمِيّ) سَلمَة بن كهيل أَبُو يحيى الْحَضْرَمِيّ ثُمَّ التنعي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالنُّون وَالْعين الْمُهْملَة وتنعة بطن من حَضرمَوْت وَقيل بل قَرْيَة من عُلَمَاء الْكُوفَة الأثباتِ عَلَى تشيُّعٍ كَانَ فِيهِ حدّث عَن أَبِيه وجندب بن عبد الله وَأبي جُحَيْفَة وَأبي الطُّفَيْل وَأبي وَائِل وَغَيرهم وروى عَنهُ مَنْصُور وَالْأَعْمَش وَشعْبَة وَالثَّوْري وَابْنه يحيى بن سَلمَة وَغَيرهم وتوفيّ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة متقن

الكندي

وَالنَّسَائِيّ ثِقَة ثَبت وَمَات يَوْم عَاشُورَاء قيل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين قَالَ رَأَيْت رَأس الْحُسَيْن عَلَى القنا وَهُوَ يَقُول فسّيكفيكهم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم 3 - (الْكِنْدِيّ) سَلمَة بن كُلْثُوم الْكِنْدِيّ روى عَن الْأَوْزَاعِيّ وَإِبْرَاهِيم بن أدهم وذزيد ابْن السمط وَغَيرهم قَالَ أَبُو زرْعَة قلت لأبي الْيَمَان مَا تَقول فِي مسلمة بن كُلْثُوم فَقَالَ ثِقَة كَانَ يُقَاس بالأوراعي 3 - (الزُّهْرِيّ الْفَقِيه الْمدنِي) أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ الْمدنِي الْفَقِيه قَالَ مَالك اسْمه كنيته وَقيل اسْمه عبد الله روى عَن أَبِيه وَعُثْمَان وَأبي قَتَادَة الْأنْصَارِيّ وَأبي أسيد السَّاعِدِيّ وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عبّاس وحسّان بن ثَابت وَطَائِفَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَكَانَ إِمَامًا حجّةً عَالما توفيّ سنة أَربع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن أبي الزَّوَائِد) سَلمَة بن يحيى بن زيد بن معبد بن ثَوَاب بن هِلَال يعرف بِابْن أبي الزَّوَائِد من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ يؤمّ النَّاس فِي مَسْجِدهَا وَكَانَ شَاعِرًا مقّلاً من مخضرمي الدولتين وَفد إِلَى بَغْدَاد أيّام الْمهْدي فَقَالَ بّتشوّق إِلَى الْمَدِينَة من الْخَفِيف) (يَا ابْن يحيى مَاذَا بَدا لَكَ مَاذَا ... أمُقامٌ أمْ قَدْ عَزَمْتَ الخياذا) (فالبَراغيثُ قَدْ تَثَوَّرَ مِنْهَا ... سامِرٌ مَا نَلُوذُ مِنْها مَلاذا) (فَنَحُكُّ الجُلودَ طَوْراً فَتَدْمَى ... وَنَحُكُّ الصُدورَ والأفْخاذا) (فَسَقَى اللهُ طَيْبَةَ الوَبْلَ سَحّاً ... وَسَقّى الكَرْخَ والصرَةَ الرَذاذا) (بَلْدَةٌ لَا تَرَى بهِا العَيْنُ يَوْماً ... شارِباً لِلَنبيذِ أَو نَبّاذا) (أوْ فَتىً ماجِناً يَرى اللَهْوَ والبا ... طِلَ مَجْداً أوْ صاحِباً لَوّاذا) (هَذِهِ الذالُ فاسْمَعوها وَهاتوا ... شاعِراً قَالَ فِي الرَويِّ عَلى ذَا) (قالهَا شاعِرٌ لَوَ أنّ القَوافيِ ... كُنَّ صَخْراً أُطارَهنّ جُذاذا) 3 - (أَبُو محمّد النَّحْوِيّ) سَلمَة بن عَاصِم النَّحْوِيّ أَبُو محمّد صَاحب الْفراء كَانَ

أبو بكر الهذلي

ثِقَة عَالما حَافِظًا وَسَلَمَة هَذَا وَالِد المفضّل بن سَلمَة النَّحْوِيّ قَالَ الْكسَائي كَانَ فِي أبي محمّد سَلمَة دعابة سَأَلته يَوْمًا عَن شَيْء فَقَالَ لي عَلَى السقيط خبرتَ يُرِيد عَلَى الْخَبِير سقطتَ وَلَهُ من التب مَعَاني الْقُرْآن وغريب الحَدِيث كتاب الْمُلُوك فِي النَّحْو 3 - (أَبُو بكر الْهُذلِيّ) سَلمَة بن عبد الله أَبُو بكر الْهُذلِيّ كَانَ عَالما بأيّام الْعَرَب وسِيرَها وَأحد أَصْحَاب الحَدِيث وَلَقي الزُّهْرِيّ وَالْحسن الْبَصْرِيّ ومحمّد بن سِيرِين وَكَانَ بصريّاً توفيّ سنة تسع وَخمسين وَمِائَة كَانَ فِي صحابة الْمَنْصُور وَكَانَ أخباريّاً علاّمةً لَمْ يرضه يحيى القطّان وَقَالَ ابْن معِين ليش بِشَيْء وَقَالَ أَحْمد ضَعِيف وَقَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ بِالْحَافِظِ وروى لَهُ ابْن ماجة قَالَ ياقوت فِيهِ سَلمَة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سلمى بن عبد الله بن سلمى 3 - (أَبُو حَفْص العامري) سَلمَة بن عيّاش مولى بني حسل بن عَامر بن لؤَي بن غَالب بن فهر ابْن مَالك بن النَّضر بن كنَانَة أحد الْعلمَاء النبلاء الفهماء كَانَ كأنّه أَبُو عمر وَابْن الْعَلَاء فِي علمه وملاقاته النَّاس يكنّى أَبَا حَفْص وَلَقي الفرزدق وَكَانَ يصاحب أباحيّة النميري أَخذ الْعلم عَن ابْن إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ وَكَانَ صَالحا ديّناً مَاتَ سنة ثَمَان وستّين وَمِائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (صَحِبْتُ أَبَا سُفيان عِشرْينَ حجّةً ... خَليلَ صَفاءٍ وُدُّنا غيرُ كاذِبِ) ) (فَأمْسَيتُ لما حالَتِ الأرضُ بَيْنَنا ... عَلَى فُرقضةٍ مِنّي كَأنْ لَم أُصاحِبِ) (أجَدَّك مَا تُغْنَي كُلومٌ مصيبةٌ ... عَلَى صاحبِ إِلَّا فُجِعْتُ بصاحبِ) (تقَطَّعُ أحْشائي إِذا مَا ذَكَرْتُهم ... وتَنْهلَ عَيْني بالدُموعِ السَواكبِ) (الألقاب والكنى) أمّ الْمُؤمنِينَ أمّ سَلمَة أمّ الْمُؤمنِينَ اسْمهَا هِنْد بنت أبي أميّة ابْن أبي سَلمَة أَحْمد بن نصر ابْن أبي سَلمَة الْحسن بن أَحْمد بن يحيى ووالده أَحْمد بن يحيى وعمّه عليّ بن يحيى السلوي النَّحْوِيّ محمّد بن مُوسَى

سلامش

(سَلامُش) 3 - (الْعَادِل ابْن الظَّاهِر) سلامش بن بيبرس السُّلْطَان الْملك الْعَادِل ابْن الْملك الظَّاهِر أجلسوه فِي الْملك عِنْدَمَا خلعوا أَخَاهُ الْملك السعيد وخطبوا لَهُ وضربوا السكّة باسمه ثَلَاثَة أشهر ثُمَّ إنهّم خلعوه وَبَقِي خاملاً وَلما تملّك الْأَشْرَف صَلَاح الدّين جهّزه وأخاه الْملك خضر وَأَهله إِلَى الْمَدِينَة اسطنبول بِلَاد الأشكريّ فَمَاتَ هُنَاكَ سنة تسعين وستمّائة وَكَانَ شابّاً مليحاً تامّ الشكل رَشِيق القدّ طَوِيل الشَعر ذَا حَيَاء وعقل مَاتَ وَلَهُ قريب من عشْرين سنة ولُقّب بدر الدّين (سَلامَة) 3 - (السنجاري) سَلامَة بن الزرّاد كَانَ بعد الْخمس مائَة وَمن شعره يهجو بعض الْقُضَاة من الْبَسِيط (ضاقَ بِحفظ العُلومِ ذَرْعاً ... ضِيقة كَفَّيهِ بالأيادي) (قاضٍ ولكِنْ عَلى المَعالي ... والدِين والعَقلِ والسّدادِ) (يَعدِلُ فِي حُكمه ولكِنْ ... إِلَى الرُشا أوْ عَنِ الرَشادِ) 3 - (كَاتب تَاج الْمُلُوك) سَلامَة بن أبي الْخَيْر أَبُو الْحسن النَّصْرَانِي الدِّمَشْقِي كَاتب الدرج لتاج الْمُلُوك أخي صَلَاح الدّين قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ فِيهِ أدب وذكاء وَأورد لَهُ من شعره من الْبَسِيط (يَا حبّذا يَوْمنَا والكأس ناظمُهُ ... نَظمَ الحَباب عَلَيْهَا شَمْلَ أحْبابِ) (وَنحن مَا بَيْنَ أزهارِ تُحَفُّ بِأنْ ... هارِ وَمَا بَيْنَ كَاساتٍ وأكْوابِ) (وَالماءُ تَلْعَبُ أرْواحُ النَسِيمِ بِهِ ... مَا بَيْنَ ماضٍ وآتٍ أيَّ تَلْعابِ) (كأنّه زَرَدُ الزَغْفِ المضاعف أَو ... نَقْشُ المًبارِدِ أَو تَفْريكُ أثوابِ) وَمِنْه من الْبَسِيط (سَلِ الحَبيبَ الَّذِي هامَ الفُؤادُ بِهِ ... هَلْ تَذْكُرُ العَهْدَ إنّ العَهْدَ مَذكورُ)

أبو روح البصري

(أيّامَ تَأخُذُها صَهْباءَ صَافِيَة ... يُمسي الحَزينُ لَدَيهْا وهْوَ مَسرْورُ) (يَيْعَى بِها غُصْنُ بانٍ فِي كَثِيبِ نقاً ... لَهُ عَلَى القومِ تَرْديدُ وتَكْريرُ) (إِذا أتَاكَ بِكأسٍ خِلتَها قَبَساً ... يَسْعى بِهَا فِي ظَلام الليلِ مَفرورُ) (يُعطِيكَها وَهْو ياقوتُ ويأخُذُها ... إِذا أشَرْتَ إِلَيْهِ وَهْوَ بَلُّورُ) (وَالأرضُ قَد نَسَجتْ أيْدِي الرَبيعِ بِهَا ... وَشْياً تَرَدَّتْ بِهِ الآكامُ والقُورُ) (فالتِبْرُ مَجْتَمِعُ فِيهَا وَمُفْتَرقٌ ... والدُرُّ مُنْتَظِمٌ فِيهَا ومَنْشُور) (كانّ مَنْثورَها وَالْعين تَرْمُقُهُ ... دَراهمٌ حِينَ تَبْدو أوْ دَنانيرُ) (مَا شِئتَ من مَنْظَرٍ فِي رَوْضِها نَضِرٍ ... كأنّما نَورُه مِنْ حُسْنِهِ نورُ) (تَظلّ أطْيارُها تَشْدو بِها طَرَباً ... إِذا تَبَدّتْ مِن الصُبْحِ التَباشيرُ) (مِنْ بُلْبُلٍ كُلّما غنّاك جاوَبَهُ ... فِيهَا هَزارٌ وقُمرِيٌّ وشُحْرورُ) ) (كأنمّا صَوْتُ ذَا صَنْجٌ يُجاوِبُهُ ... من ذاكَ نايٌ وَذَا بمٌّ وَذَا زِيرُ) 3 - (أَبُو رَوح الْبَصْرِيّ) سَلامَة بن مِسْكين أَبُو روَح الْأَزْدِيّ النمري الْبَصْرِيّ وثّفه ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَقَدْ رُمي بِالْقدرِ إلاّ أنّه كَانَ من أعبد أهل الْبَصْرَة فِي زَمَانه روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ البُخَارِيّ مَاتَ سنة سبع وستّين وَمِائَة 3 - (الْبَصْرِيّ الْخُزَاعِيّ) سَلامَة بن أبي كطيع الْبَصْرِيّ الْخُزَاعِيّ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ صَاحب سنّة وَقَالَ ابْن عديّ كَانَ يُعَدّ من خطباء الْبَصْرَة وَقَالَ ابْن حيّان كثير الْوَهم لَا يحتجّ بِهِ إِذا انْفَرد وتوفيّ سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو الْخَيْر الْأَنْبَارِي) سَلامَة بن عبد الْبَاقِي بن سَلامَة العلاّمة أَبُو الْخَيْر الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ الضَّرِير المقريء نزيل مصر تصدّر بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ وَلَهُ تصانيف شَرَحَ المقامات الحريريّة وتوفيّ سنة تسعين وَخمْس مائَة

بهاء الدين الرقى

3 - (بهاء الدّين الرقّى) سَلامَة بن سُلَيْمَان الشَّيْخ بهاء الدّين الرقّي النَّحْوِيّ كَانَ من أئمّة العربيّة أَقرَأ جمَاعَة بِمصْر وَمَات سنة ثَمَانِينَ وستّ مائَة وَقَدْ ناهز الثَّمَانِينَ 3 - (ابْن رحمون الطَّبِيب) سَلامَة بن مبارك بن رحمون بن مُوسَى من أطباء مصر وفضلائها كَانَ يهوديّاً وَلَهُ أَعمال حَسَنَة فِي الطبّ واطّلاع عَلَى كتَب جالينوس والبحث عَن غوامضها وَكَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى إفرائيم مدّة وَلابْن رحمون عمل فِي الْمنطق وَالْحكمَة وَلَهُ فِي ذَلِكَ تصانيف وَكَانَ شَيْخه فِي ذَلِكَ الْأَمِير أَبُو الْوَفَاء مَحْمُود الدولة المبشّر بن فاتك وَجَرت بَيْنَ سَلامَة وَبَين أميّة بن عبد الْعَزِيز الأندلسي بِمصْر مبَاحث وَذكره أميّة فِي الرسَالَة المصريّة وحطّ عَلَيْهِ فِيهَا وَنسبه إِلَى الْجَهْل فِي مَا يدّعيه من الْعُلُوم وَقَالَ كَانَ بِمصْر طَبِيب يسمّى جرجس الفيلسوف عَلَى مَا قيل فِي الْغُرَاب أَبُو الْبَيْضَاء وَفِي اللديغ سليم قَدْ فرغ للتولّع بِابْن رحمون والإوراء عَلَيْهِ يزوّر فصولاً طبّيّة وفلسفيّة يقرّرها فِي معَارض أَلْفَاظ الْقَوْم وَهِي محَال لَا معنى لَهَا وَلَا فَائِدَة فِيهَا ثُمَّ إنّه) ينفذها إِلَى من يسْأَله عَن مَعَانِيهَا ويتكلّم عَلَيْهَا ويشرحها بِزَعْمِهِ دون تيقّظ وَلَا تحفّظ بل باسترسال واستعجال وقلّة اكترث فَيُؤْخَذ مِنْهَا مَا يضْحك مِنْهُ وأنشدتُّ لجرجس هَذَا فِيهِ من السَّرِيع (إنّ أَبَا الْخَيْر عَلَى جَهله ... يَجِفُّ فِي كَفَّتِهِ الفاضِلُ) (عَليلُه المِسْكينُ مِنْ شؤمِهِ ... فِي بَحْرِ هُلكٍ مَا لَهُ ساحِلُ) (ثلاثَةٌ تَدْخُلُ فِي دَفْعَةٍ ... طلْعتُه والنعشُ وغاسلُ) ولبعضهم فِيهِ من الْخَفِيف (لأبِي الخيرِ فِي الْعلَا ... جِ يَدٌ مَا تُقصِّرُ) (كلُّ مضنْ يَسْتَطِبُّهُ ... بَعْدَ يَوْمَين يُقْبَرُ) (وَالَّذِي غابَ عنكُمُ ... وَشَهِدْناهُ أَكثَرُ) وَفِيه قيل أَيْضا من الطَّوِيل (جُنونُ أبي الخَيرِ الجُنونُ بِعينهِ ... وَكُلُّ جُنونٍ عَنْدَهُ غايةُ العقلِ) (خُذُوهُ فَغُلُّوه وشُدّوا وِثاقَهُ ... فَمَا عاقِلٌ مَنْ يَسْتَهينُ بِمُختَلِّ) (وَقَدْ كانَ يُوذي الناسَ بِالقولَ وَحَدَه ... وَقَد صَار يوذي الناسَ بِالقولَ والفِعلِ) وَلابْن رحمون من التصانيف كتاب نظام الموجودات مقَالَة فِي السَّبَب الْمُوجب لقلّة

الشيخ سلامة الصياد

الْمَطَر بِمصْر مقَالَة فِي الْعلم الإلهي مقَالَة فِي خصب أبدان النِّسَاء بِمصْر عِنْد تناهي شبابهنّ 3 - (الشَّيْخ سَلامَة الصيّاد) سَلامَة الصيّاد المنبجي الزَّاهِد رَفِيق الشَّيْخ عديّ قَالَ الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي وَكَانَا جَمِيعًا من تلاميذ الشَّيْخ عقيل الامنبجي الزَّاهِد وساح وَلَقي المشائخ وَرَأى مِنْهُم الكرامات وَأقَام بالموصل مُدَّة فِي زمن بني الشهرزوري حِين كَانَ لَا يقدر أحد أَن يتظاهر بالحنبليّة يظْهر الحنبليّة ويحاجّ عَنْهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى منبج وَأقَام بِهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ معاشه من المقاثي وَعمل الحُصُر وَكَانَ قَدْ لزم بَيته وَترك الْجَمَاعَة لأجل أنّ أهل الْموصل انتحلوا مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وأبغضوا الْحَنَابِلَة ووفاته فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْخَيْر المحدّث الدِّمَشْقِي) سَلامَة بن إِبْرَاهِيم بن سَلامَة المحدّث أَبُو الْخَيْر الدِّمَشْقِي الحدّاد وَالِد أبي العبّاس أَحْمد سمع) أَبَا المكارم عبد الْوَاحِد بن محمّد بن هِلَال وَعبد الْخَالِق بن أَسد الْحَنَفِيّ وَعبد الله بن عبد الْوَاحِد الكتّاني وَأَبا الْمَعَالِي صابر وَجَمَاعَة وَنسخ الْكثير بخطّه وَكَانَ ثقةَ صَالحا فَاضلا أمّ بِحَلقَة الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق مدّةً وَكَانَ يلقّب تَقِيّ الدّين وروى عَنهُ الْحَافِظ الضياء وَابْن خَلِيل والشهاب القوصي وَابْن عبد الدَّائِم وَآخَرُونَ وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (الصحابيّة) سَلامَة بنت الحرّ الأسديّة وَقيل الأزديّة وَقيل الفزاريّة أُخْت خَرشَة ابْن الحرّ رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث مِنْهَا أنّها سمعته يَقُول يكون فِي ثَقِيف كَذَّاب ومبير وَمِنْهَا أنّها سمعته يَقُول يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان يقومُونَ سَاعَة لَا يَجدونَ من يصليّ بهم وَقَالَت كنت أرْعى غنما لي وَذَلِكَ فِي بَدْء الْإِسْلَام فمرّ بِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ بِمّتشهدين قلت أشهد أنْ لَا إِلَه إلاّ الله وأنّ مُحَمَّدًا رَسُول الله فتبسّم وَضحك 3 - (سَلامَة الضبّيّة الصحابيّة) رَوَت عَنْهَا أمّ دَاوُد الوابشيّة وحديثها عِنْد عبد الله بن دَاوُد الْحَرْبِيّ

سلامة القس

3 - (سَلامَة القسَ) سلامّة المغنّية الْمَعْرُوفَة بسلامة القسَ لأنّ عبد الرحمان بن أبي عمّار الْجُشَمِي من أهل قرى مكّة كَانَ يلقّب القيذ لعبادته فشُغف بِهَا واشتهر بِهَا فغلب لقبه عَلَيْهَا وَهِي من مولاّت الْمَدِينَة وَبهَا نشأت أخذت الْغناء عَن معبد وَابْن عَائِشَة وجميلة وَمَالك بن أبي السَّمْح وذويهم فمهرت واشتراها يزِيد بن عبد الْملك فِي خلَافَة سُلَيْمَان أَخِيه وَعَاشَتْ بعده وَكَانَتْ تندبه وتنوح عَلَيْهِ بالأشعار وَكَانَتْ إِحْدَى من اتُهم بِهَا الْوَلِيد من جواري أَبِيه حتّى قَالَ قَتَلتُه ننقم عَلَيْكَ أنّك تطَأ جواري أَبِيك وَكَانَتْ حبابة سَلامَة القسَ من قيان أهل الْمَدِينَة وكانتا حاذقتين ظريفتين ضاربتين وَكَانَتْ سَلامَة أحسنهما غناء وحبابة أحسنهما وَجها وسلامة تَقول الشّعْر وحبابة تتعاطاه فَلَا تُحسنهُ وسلاّمة مشدّدة اللَّام لقَوْل ابْن قيس الرقيات من الطَّوِيل (لَقَدْ فَتَنَتْ رَيَا وسلاّمة القسّا ... فَلَمْ يَتُركا لِلقَسِّ عَقْلاً وَلَا نَفْسَا) (فَتَاتانِ أمّا مِنْهما فَشبِيهَةُ ال ... هِلالِ وأُخرّى مِنْهُما تُشْبِهُ الشَمسا) (تَكنّانِ أبْشاراً رِقاقاً وأوجُهاً ... عِتاقاً وأطْرافاً مخَضَّبَةً مُلْسَا) وَغير مشدّدة اللَّام لقَوْل الْأَحْوَص فِيهَا من الْخَفِيف) (عَاوَدَ القلبَ مِنْ سَلامةَ نَصْبُ ... فَلِعينيَّ مِنْ سَلامةَ غَربُ) (وَلَقَدْ قُلتُ أيّها القلبُ ذُو الشو ... قِ الَّذِي لَا يُحِبُّ حُبَّكَ حِبُّ) (إنَّه قَد دَنَى فِراقُ سُلَيمَى ... وغَدا مَطْلَبٌ عَنِ الوَصْلِ صَعْبُ) وَاشْترى رُسُل يزيدَ سلامةَ القسّ من آل رمانة بِعشْرين ألف دِينَار وَسَيَأْتِي ذكر عبد الرَّحْمَن بن عبد الله القسّ الْمَذْكُور فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين (الألقاب) ابْن سلاّم الْمعَافِرِي اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ابْن سلاّم نجم الدّين الْحسن بن سَالم السلَامِي الشَّاعِر اسْمه محمّد بن عبد الله (سُلّيم) 3 - (الرَّازِيّ الشَّافِعِي) سليم بن أيّوب بن سليم أَبُو الْفَتْح الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي المفسرّ الأَديب سكن الشَّام مرابطاً محتسباً لنشر الْعلم والتصانيف قَالَ ابْن عَسَاكِر بَلغنِي أنّ

سليم بن أسود بن حنظلة

سليما بعد أَن جَازَ الْأَرْبَعين تفقّه وَقَدْ غرق فِي بَحر القلزم عِنْد سَاحل جدّة بعد الجّ فِي صفر وَقَدْ نيّف عَلَى الثَّمَانِينَ وَكَانَ غرقه سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ فَقِيها مُشاراً إِلَيْهِ صنّف الْكثير فِي الْفِقْه وَغَيره ودرّس وَهُوَ أوّل من نشر هَذَا الْعلم بصور وَكَانَ يُحَاسب نَفسه عَلَى الأنفاس فَلَا بدع وقتا يمْضِي بِلَا فَائِدَة إمّا ينْسَخ أَو يدرّس أَو يقْرَأ ويحرّك شَفَتَيْه إِذا قطّ الْقَلَم 3 - (سليم بن أسود بن حَنْظَلَة) 3 - (أَبُو الشعْثَاء الْمحَاربي الْكُوفِي) حدّث عَن عمر وَابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عمر وَحُذَيْفَة وَأبي أيّوب وَابْن عبّاس وَغَيرهم روى عَنهُ ابْنه أَشْعَث بن أبي الشعْثَاء وَالْحكم بن عتيبة وَأَبُو اسحق السبيعِي وَغَيرهم قَالَ ابْن معِين هُوَ ثِقَة وَسُئِلَ عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ بخ وَأَبُو حَاتِم فَقَالَ هُوَ من التَّابِعين لَا يُسأل عَنهُ 3 - (أَبُو يحيى الخبائري) سليم بن عَامر أَبُو يحيى الخبائري الكلَاعِي من أهل حمص سمع الْمِقْدَاد وعَوْف بن مَالك) وَأَبا هُرَيْرَة وَأَبا الدَّرْدَاء وَغَيرهم وروى عَن جُبَير بن نفير وَغَيره وروى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَغَيره وَشهد فتح القادسيّة وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَ ثِقَة 3 - (أَبُو عِيسَى الْمُقْرِئ) سليم بن عِيسَى بن سليم بن عَامر الْحَنَفِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي أَبُو عِيسَى الْمُقْرِئ المجّود صَاحب حَمْزَة وَبَقِيَّة الحذّاق توفيّ سنة تسعين وَمِائَة 3 - (أَبُو سَلمَة القَاضِي القاصَ بِمصْر) سليم بن عتر بن سَلمَة بن مَالك أَبُو سَلمَة التجِيبِي المكصري قَاضِي مصر وقاصّها يسمّى الناسك لشدّة عِبَادَته شهد خطْبَة عمر بالجابية وروى عَن عمر وعليّ وَأبي الدَّرْدَاء وَحَفْصَة أمّ الْمُؤمنِينَ وأمّ الدَّرْدَاء وروى عَنهُ عليّ بن رَبَاح وَغَيره قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ قاصّاً يقصّ وَهُوَ قَائِم ورُوي أنّه كَانَ يخْتم فِي كلّ

أبو يونس

لَيْلَة ثَلَاث ختمات وَيَأْتِي امْرَأَته ويغتسل ثَلَاث مرّات وَقَالَت امْرَأَته بعد مَوته رَحِمك الله لقد كنت ترضي ربّك وترضي أهلك وسليم هَذَا أوّل من أسجل بِمصْر سجلاً فِي مَوَارِيث وَأَبوهُ عِتْر بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء قَالَه ابْن مَاكُولَا وَقيل إنّ سليما أوّل من قصّ بِمصْر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَشهد الْفَتْح بِمصْر وَجمع لَهُ الْقَضَاء والقصص بِهَا ثمّ ولاّه مُعَاوِيَة الْقَضَاء عَام الْجَمَاعَة سنة أَرْبَعِينَ وتوفيّ سنة خمس وَسبعين 3 - (أَبُو يُونُس) سليم أَبُو يُونُس مولى أبي هُرَيْرَة روى عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَأبي أسيد السَّاعِدِيّ وَكَانَ أَبوهُ مكَاتبا لأبي هُرَيْرَة فعجز فردّه أَبُو هُرَيْرَة إِلَى الرقّ ثُمَّ أعْتقهُ وَأعْتق ابْنه بِمصْر توفيّ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ 3 - (سليم بن عَمْرو بن حَدِيدَة) وَيُقَال سليم بن عَامر بن حَدِيدَة الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد الْعقبَة وبدراً وقُتِل يَوْم أُحد شَهِيدا مَعَ مَوْلَاهُ عنترة سليم بن ثَابت بن وقش الأشْهَلِي شهد أحدا وَالْخَنْدَق والحُديبية وقُتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا سليم بن الْحَارِث بن ثَعْلَبَة بن كَعْب الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَقيل إنّه أَخُو الضحّاك بن الْحَارِث) بن ثَعْلَبَة وَقيل هُوَ عبد لبني دِينَار بن النجار سليم بن ملْحَان وَاسم ملْحَان مَالك بن خَالِد الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا مَعَ أَخِيه حرَام بن ملْحَان وَشهد مَعَه أحدا وقُتلا جَمِيعًا يَوْم بِئْر مَعُونَة شهيدّين وهما أخوا أمّ سليم بنت ملْحَان قَالَ ابْن عقبَة لَا عَقِبَ لَهما سليم بن قيس بن فَهد الْأنْصَارِيّ شهِد بَدْرًا وأُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي خلَافَة عُثْمَان وَأُخْته خَوْلَة بنت قيس زوج حَمْزَة بن عبد الْمطلب

سليم بن جابر

3 - (سليم بن جَابر) وَيُقَال جَابر بن سليم قَالَ ابْن عبد البّر وَهُوَ أصحّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد تَقَدّم ذكره فِي حرف الْجِيم سليم بن عَامر وَلَيْسَ الخبائري قَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ أدْرك سليم الْجَاهِلِيَّة غير أنّه لم يَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهَاجَر فِي عهد أبي بكر وروى عَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليّ وعمّار بن يَاسر رَضِي الله عَنْهُم سليم الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ يُعَدّ فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ معَاذ بن رِفَاعَة أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إنّ معَاذًا يأتينا بعد مَا ننام ونكون فِي أَعمالنَا النَّهَار فينادي بِالصَّلَاةِ فنخرج إِلَيْهِ فيطّول علينا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا معَاذ لَا تكن فتّاناً إمّا أنْ تصليّ معي وإمّا أنْ تخفّف عَن قَوْمك ثمَّ قَالَ يَا سليم مَاذَا مَعَك من الْقُرْآن قَالَ معي أَن أسأَل الله الْجنَّة وَأَعُوذ بِهِ من النَّار مَا أُحسن دندنتك وَلَا دندنة معَاذ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَل تصير دندنتي ودندنة معَاذ إِلَّا أَن أسأَل الله الْجنَّة ونعوذ بِهِ من النَّار قَالَ سليم سَتَرَوْنَ غَدا إِذا لَقينَا الْقَوْم إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَالنَّاس يتجهّزون إِلَى أحد فَخرج فَكَانَ أوّل الشُّهَدَاء سليم أَبُو كَبْشَة مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ من مولّدي أَرض دوس توفّي فِي خلَافَة عمر وَقيل بل مَاتَ فِي الْيَوْم الَّذِي اسْتخْلف عمر روى عَنهُ أَزْهَر بن سعد الحرّازي وَأَبُو البخْترِي الطَّائِي وَلم يسمع مِنْهُ وَأَبُو عَامر الهرزي ونعيم بن زِيَاد يعدّ فِي أهل الشَّام الهوّي الشَّاعِر سليم بِفَتْح السِّين الهُوّي بضمّ وَتَشْديد الْوَاو المجوّد الشَّاعِر توفيّ سنة سبع وَسبعين وستّ مائَة) 3 - (وَزِير الظافر نجم الدّين ابْن مصال) سليم بن محمّد بن مصال الْوَزير نجم الدّين من أهل لُكَّ بَمّ اللَّام وَتَشْديد الْكَاف وَهِي بُلَيدة عِنْد برقه كَانَ هُوَ وَأَبوهُ يتعاطيان البيزرة والبيطرة وَبِذَلِك تقدّما وَكَانَ شهماً مقداماً وَصَارَ من أكَابِر دولة العُبيديّين تولىّ وزارة الظافر نَحوا من خمسين يَوْمًا وَكَانَ الظافر قد استوزره أوّل ولَايَته فتغلّب عَلَيْهِ الْعَادِل ابْن السلاّر فعدّى ابْن مصال إِلَى الجيزة لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة عِنْدَمَا سمع بوصول ابْن السلاّر من ولَايَة الإسكندريّة طَالبا للوزارة وَدخل ابْن السلاّر الْقَاهِرَة فِي خَامِس عشر الشَّهْر الْمَذْكُور وتولىّ الوزارة وحشد ابنُ مصال جمَاعَة من

سليمان

المغاربة وَغَيرهم فجرّد ابْن السلاّر إِلَيْهِ عسكراً فَكَسرهُ بَدَلا من الْوَجْه القبلي وَأخذ رَأس نجم الدّين ابْن مصال ودُخل بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة على رمح يَوْم الْخَمِيس الثَّالِث وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة (سُلَيْمَان) 3 - (القَاضِي علم الدّين صَاحب الدِّيوَان) سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان القَاضِي علم الدّين أَبُو الرّبيع الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب قراسنقر صَاحب الدِّيوَان بِدِمَشْق كَانَ بهَا أوّلاً مُسْتَوفى الصُّحْبَة ثمّ عُزل فِي أيّام الصاحب أَمِين الدّين فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فِيمَا أظُنُّ ثمَّ بَاشر نظر الْبيُوت والخاصّ ثمّ بَاشر أيّام الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الفخري صحابة الدِّيوَان وَكَانَ بِمصْر أوّلاً فِي زَكَاة الكارم ثمَّ بَاشر ديوَان الْأَمِير سيف الدّين منكلي بغا وَكَانَ عِنْد الْأَمِير شمس الدّين قراسنقر مكيناً خصيصاً بِهِ وتوجّه مَعَه إِلَى البريّة ثمَّ عَاد وتوجّه إِلَى مصر وَكَانَت لَهُ بالشيخ صدر الدّين صُحْبَة أكيدة وَبَينهمَا مودّة ومنادمة وَصَحب الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيّد النَّاس وَغَيرهمَا من فضلاء الديار المصريّة ورؤسائها وَهُوَ من ذَوي المؤوءات يُولي النَّاس الْإِحْسَان ويُريهم كَيفَ يكون حلاوة اللِّسَان كثير الِاحْتِمَال والصفح عَزِيز التودّد والبرّ وَهُوَ جمّاعة للكتب اقتنى مِنْهَا بِمصْر وَالشَّام شَيْئا كثيرا وَهُوَ بارع فِي صناعَة الْحساب أتتقنها مَعْرُوفَة وقلماً كتب الخطّ الْمليح الْجَارِي الظريف ودّون شعر الشَّيْخ صدر الدّين رَحمَه الله وروى أَكْثَره عَنهُ وَجمع مقاطيع ابْن النَّقِيب الفقيسي فِي مدلّدين وَله يَد طولى فِي النّظم وقدرة على الارتجال أَنْشدني كثيرا من لَفظه بديهاً فِيمَا تَقْتَضِيه الْحَال) وَهُوَ نظم سريّ منسجم عذب التَّرْكِيب فصيح الْأَلْفَاظ مَا رَأَيْت أسْرع من بديهته وَلَا أطبع من قريحته يكَاد لَا يتكلّم إلاّ مَوْزُونا إِذا أَرَادَ وَكنت أتعجّب من مطاوعة النّظم لَهُ وَمَعَ هَذَا فَحَدِيثه بالتركي فصيح قبجاقي سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر المحرّم سبع وَسبعين وستّ مائَة وتوفّي يَوْم الْأَحَد سَابِع عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِدِمَشْق وأنشدني غَالب مَا نظمه من لَفظه فعمّا أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ بِنَحْوِ مَا نحاه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي فِي أبياته الْمَشْهُورَة وَهِي تَأتي فِي تَرْجَمته فِي بَاب عبد الله من الْخَفِيف (قِصّةٌ الشَوْقِ سِرْ بِها يَا رَسولي ... نَحْو مَنْ قُربُهُ مُنايّ وسُولي) (عِندَ بابِ الفُتوحِ حارةٌ بهَا ال ... دِينِ تَحْتَ الساباطِ يَا رَسولي) (فَإذا مَا خَلَلْتَ تِلكَ المَعاني ... قِفْ بِتلكَ الطُلول غيرّ مُطيلِ)

(وَتَأَمَّلْ هُناك تَلْقَ غَرير ال ... طَرْفِ أَحْوَى يَرْنُو بِطَرْفِ كَحيلِ) (مِنْ بَني التُركِ فاتِرِ الطَرفِ يَرْمي ... بِنِبالِ الجُفونِ كلَّ نَبيلِ) (ألِفيِّ القَوامِ قَدْ ألِفَ الْهَجْ ... رَ دَلالاً عَلى المُحِبِّ الذَليلِ) (فَإِذا مَا رَأيتَهُ مِنْ بَعيدٍ ... يَتَثَنَّى عُجباً بِتِلْكَ الطلولِ) (فَإذا قَالَ أُوزي نجك دُر سَلام بر ... كيفَ حَال المُضنّى الْكتب العَليلِ) (قُلْ قُلُنْ خُشْ دا كل تلاماس دن ... يَا دن إلاّ سيني بِلَا تطويلِ) (كال سيني كرمسكين كشي شفَهُ الوج ... دُ فأضْحَى حِلفَ الضَنَى والنُحولِ) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر (غَرامي فِيكَ قد أضْحَى غَريمي ... وَهَجْرُكُ والتَجَنّي مُستَطابُ) (وَبَلْواي مَلالُك لَا لِذَنْبٍ ... وقَولُكَ ساعَةَ التَسْليمِ طابُو) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر (أيا مَنْ قَد رَمى قَلْبي بِسَهْمِ ... مِنَ الأجْفانِ فَهُوَ أسدَ اقجي) (أيَحْسُنُ مِنْكَ أنْ أشكُو غَرامي ... فَتَعْرِضَ نافِراً وَتَقولَ يقجي) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الرجز (قُلْتُ لَه كَم تَشْتَهِي ... وَتَشْتَكي خُذْ وَاتَكِي) ) (فقالَ لَا قُلْتُ لَهُ ... لاَ تَشْتَهي وَتَشْتَكي) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ وَقد توفّيت زَوجته من الْكَامِل (إنّي لأعْجَبُ لاصطباري بَعْدَما ... قَد غُيْبَتْ بَعْدَ التَنَعُّمِ فِي الثَرَى) (هَذَا وَكُنْتُ أغارُ حَياتِها ... مِنْ مَرِّ عاطِفَةِ النَسيمِ إِذا سَرَى) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الطَّوِيل (أقُولُ لِقَلْبي حِين غَيَّبَها الثرى ... تَسَلَّ فَكُلِّ للمَنِيَّةِ صائِرُ) (وَفِي كُلِّ شَيْء للفتى ألْفُ حِيلةٍ ... وَلا حِيلَةٌ فِيمَنْ حَوَتُهُ المَقابِرُ) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر (أَقولُ بِحَقِّ وُدِّكَ عَدَّ عَنّي ... وَدَعْنِي مَا الكُؤوسُ وَمَا العُقارُ) (وهاريقي وَكأسات الحُمَيَا ... وَدُقْ هَذَا وَذَا وَلَك الخِيارُ) وأنشدني لِنَفْسِهِ أَيْضا من الْخَفِيف (لَا تَقَلْ قَدْ قَبِلْتُ عَقْدَ نِكاحٍ ... وَبِصِدقِ الصداقِ لَا تَكُ راضي)

الحافظ الطبراني

(وَإذا مَا عَجَزْتَ قُلْ بالتَسَرّي ... لَمْ وإلاّ بِغَيْر عِلَمِ القَاضِي) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الْكَامِل (قالَتْ وَقَدْ رَاوَدْتُها عَنْ حالةٍ ... يَا جارَتي لَا تسألي عمّا جَرَى) (إنّي بُلِيتُ بِعاشِقٍ فِي أَيْرِه ... كِبَرٌ بِلَا فلسٍ ويَطْلُبُ من ورا) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الوافر (أيا ابْن تهٍ لُقيتَ شَرّاً ... فإنَك لَا تَكُفُّ عَن المَخازي) (وَتَسرقُ شِعْرَ هَذَا ثُمَّ هَذا ... وَتَكْذِبُ فِي الحقيقيةِ والمَجازِ) (وَتَقْصد بابَ هَذَا بالتهاني ... وتَقْصد بابَ هَذَا بالتعازي) وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل (وَلم أنْسَ قَوْلَ الشاعِر ابنِ تهٍ ... أعِندَك يَوماً أنَّ شِعْري لَهُ سُوقُ) (فَقُلْتُ لَهُ دَعْني فَشِعرُك بارِدٌ ... وَلَفْظُك مَطْروقٌ وَمَعْناك مَسْروقُ) وأنشدني أَيْضا من المتقارب (يَقولون لي قَلْبُه قد قَسا ... عَلَيْك وَقَدْ صارَ كالجلمدِ) ) (فَقُلْتُلَهُم إنّ تَلْيِينَهُ ... لَسهلُ إِذا شئتُ بالعَسْجَدي) وأنشدني أَيْضا من السَّرِيع (هَذَا الشِهابُ العَسْجَدي الَّذِي ... يُصبِحُ مَسْطولاً وَيُمسِي يَقُودُ) (قد حازَ مَا لَا حازَهُ غَيُرُه ... حَماقةَ القِبطِ وخُبتَ اليهودْ) 3 - (الْحَافِظ الطَّبَرَانِيّ) سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أيّوب بن مُطّير أَبُو الْقَاسِم اللَّخْمِيّ الطَّبَرَانِيّ من أهل طبريّة الشَّام سمع بِالشَّام ومصر والحجاز واليمن وَالْعراق فَأكْثر مولده سنة ستّين وَمِائَتَيْنِ وتوفّي سنة ستّين وَثَلَاثَة مائَة أوّل سَمَاعه بطبريّة سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَله ثَلَاث عشرَة من دُحيم لمّا قدم طبريّة وطوّف وَسمع مَعَ أَبِيه فِي الْبِلَاد وَسمع كُتُبَ عبد الرزّاق وَسمع بِمصْر فِي رُجُوعه من الْيمن وَسمع بِبَغْدَاد وَالْبَصْرَة والكوفة وإصبهان وَغير ذَلِك وَكَانَ مولده بعكّا وَكَانَ حسن المحاضرة طيّب الْمُشَاهدَة قَرَأَ عَلَيْهِ يَوْمًا أَبُو طَاهِر ابْن

لوقى حديثَ كَانَ يغسل حَصَى جماره فصحَفه وَقَالَ يغسل خُصا حِماره فَقَالَ وَمَا أَرَادَ بذلك يَا أَبَا طَاهِرا قَالَ التَّوَاضُع وَقَالَ لَهُ يَوْمًا أَنْت وَلَدي يَا أَبَا طَاهِر وإيّاك يَا أَبَا الْقَاسِم قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن فَارس اللّغَوِيّ سَمِعت الْأُسْتَاذ ابْن العميد يَقُول مَا كنت أظنّ أنّ فِي الدُّنْيَا حلاوة ألذّ من الرياسة والوزارة أَنا فِيهَا حَتَّى شاهدت مذاكرة الطَّبَرَانِيّ وأبى بكر الجِعابي بحضرتي فَكَانَ الطَّبَرَانِيّ يغلبه بِكَثْرَة حفظه وَكَانَ الجِعابي يغلبه بفطنته وذكائه حَتَّى ارْتَفَعت أصواتهما وَلَا يكَاد أحدهُما يغلب الآخر فَقَالَ الجعابي عِنْدِي حَدِيث لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إلاّ عِنْدِي فَقَالَ هَات فَقَالَ حدّثنا أَبُو خَليفَة ثَنَا سُلَيْمَان بن أيّوب وحدّث بِحَدِيث فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ أَنا سُلَيْمَان بن أَيُّوب ومنّي سَمعه أَبُو خَليفَة فاسمعه منّي حَتَّى يَعْلُو فِيهِ سندك فَخَجِلَ الجعابي فوددت أنّ الوزارة لم تكن وَكنت أَنا الطَّبَرَانِيّ وفرحت كفرحه أَو كَمَا قَالَ عَاشَ مائَة سنة وَعشرَة أشهر وَفِيه يَقُول الصاحب من الْخَفِيف (قَد وَجَدْنا فِي مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيّ ... مَا فَقَدْنا فِي سائِرِ البُلْدانِ) (بِأسانِيدَ لَيْس فِيهَا سِنادٌ ... ومُتونٍ إِذا رُفعْنَ مِتانِ) قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَآخر من روى حَدِيثه بِالْإِجَازَةِ عَالِيا عندنَا الزَّاهِد الْقدْوَة أَبُو إِسْحَاق) ابْن الوَاسِطِيّ أجَاز لَهُ أَصْحَاب فَاطِمَة الْجَوْز ذانيّة الَّتِي تفرّدت بالرواية عَن ابْن ريذة صَاحب الطَّبَرَانِيّ وصنّف مُعْجم شُيُوخه وَهُوَ مجلّد والمعجم الْكَبِير على أَسمَاء الصَّحَابَة فِي عدّة مجلّدات والمعجم الْأَوْسَط فِيهِ أَحَادِيث الْأَفْرَاد والغرائب صنّفه على تَرْتِيب أَسمَاء شُيُوخه وَكتاب الدُّعَاء وَعشرَة النِّسَاء وَحَدِيث الشاميّين والمناسك وَكتاب الْأَوَائِل وَكتاب السنّة وَكتاب الطوالات وَكتاب الرَّمْي والنوادر مجلّد ومسند أبي هُرَيْرَة كَبِير وَكتاب التَّفْسِير وَدَلَائِل البنّوة وَكتاب الْغَزل كتاب الصَّلَاة على النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب فَضَائِل الْعلم جُزْء ومسند شُعْبَة ومسند سُفْيَان ومسانيد طَائِفَة روى عَنهُ جمَاعَة وآخِرُ من حدّث عَنهُ بِالسَّمَاعِ أَبُو بكر ريذة وَبَقِي بعده سِنِين قلت سَمِعت بِقِرَاءَة الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيّد النَّاس رَحمَه الله فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ جَمِيع عوالي المعجم الْكَبِير للطبراني على الشَّيْخ المحدّث تَاج الدّين أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن قُرَيْش أخبرنَا بِهِ سَمَاعا من الشَّيْخ زين الدّين أبي طَاهِر إِسْمَاعِيل بن عبد القوّي بن أبي العِزّ بن عزّون قَالَ أخبرتنا الشيخة فَاطِمَة بنت الإِمَام أبي الْحسن سعد الْخَيْر ابْن محمّد بن سهل الْأنْصَارِيّ قِرَاءَة عَلَيْهَا وَأَنا أسمع قَالَت أخبرتنا الشيخة فَاطِمَة بنت أَحْمد بن عبد الله عقيل الجوزذانيّة قِرَاءَة عَلَيْهَا وَأَنا حَاضِرَة فِي الثَّالِثَة أَنا أَبُو بكر محمّد بن عبد الله بن ريذة الضبّي أَنا الطَّبَرَانِيّ

أبو الربيع العبدري

3 - (أَبُو الرّبيع الْعَبدَرِي) سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عليّ بن غَالب الْعَبدَرِي الْكَاتِب أَبُو الرّبيع من أهل دانية سكن مرّاكش بَعْدَمَا جالِ فِي الأندلس وَكَانَ جدّه عليّ وَأَبوهُ أَحْمد وأخواه مُحَمَّد وَيحيى شعراء ولبيتهم تباهة وَولي أَبُو العبّاس مِنْهُم قَضَاء مالقة وامتحن فِي قصّة عليّ الجزيري الثائر حِين اشتدّ الطّلب عَلَيْهِ وَقيل إنّه أطلق أَخَاهُ من السجْن بمالقة بِأَلف دِينَار رشوةً فأُسلم إِلَى صَاحب الشرطة فَضَربهُ ألف سَوط فَهَلَك قبل استيفائها وأُمر بِهِ فصُلب بِإِزَاءِ جذع الجزيري وَذَلِكَ فِي سنة ستّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَقَالَ ابْنه أَبُو الرّبيع هَذَا يرثيه من الْكَامِل (يَا مَن رَأى بَدْرَ لِتمامِهِ ... عَبَثَتْ بِهِ أيْدِي الزَمانِ تَثَرُّفا) (وَلَقَدْ نَظَرتُ إليهِ أقلَّهُ ... كالرُمْحِ عُرِّضَ من سِنانِ أرْهَفا) (جَهَدَ الترابُ بِهِ ليَستُرَ شَخَصَهُ ... فَإِذا بِهِ قَدْ كَانَ مِنْه ألْطَفا) ) (وكأَنَّه رام اللِحاق بعالم ال ... عُلْوِ الَّذِي هُوَ مِنهُمُ فاستَوْقَفا) (وَشجاه نَوحُ الباكياتِ لِفَقْدِه ... فثوى هُنَالك رِقَّةً وتَعَطُّفَا) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْبَسِيط (لَو لَمْ تُعَذَّرْ عَلَيْهِ مِيتَةٌ سَبَقَتْ ... ورامَها كُلُّ أَهْلِ الأرضِ مَا قَدرا) (فاضَتْ جُفونُكَ أنْ قَامُوا فأعْظُمُهُ ... وَقد تَطايَرَ عَنْها اللَحْمَ وانْتَثَرا) (وأَوْثَقُوه إِلَى جذْعٍ بِمُثَثَةٍ ... يُنَكِّسُ الطَرْفُ عَنْها كُلَّ مَنْ نَظَرا) (ضاقَتْ بِهِ الأرضُ مِمّا كانَ حَمَّلها ... مِن الأيادِي فَمَجَّتْ شِلْوَهُ ضَجَرا) (وَعَزَّ إِذْ ذَاك أنْ يَحْظَى بِهِ كَفَنٌ ... فَمَا تَسَرْبَلَ إلاّ الشَمْسَ والقمرا) (لَم تَضْحَ أعْظُمْهُ يَوماً وَلَا ظَمِئَتْ ... قَلْبي لَهُنَ وَدَمْعي مُزْنَةٌ وتَرَى) مِنْهَا (ولَيْلَةٍ من حَظِيّات الزَّمَان مَضَتْ ... حالفْتُ فِيهَا الأسى والدَمعَ والسَهَرا) (غَنَّى بهَا الكَبْل إِذْ غَنَّى فَأسْمَعَني ... فِي رِجْل أحمدَ يَحكي حَيَّةً ذَكرا) (يَا أحمدَ بنَ عليَّ هُبَّ مِنْ وَسَنٍ ... فَمَا عَهُدْتُك تَكْرَى قَبْلها سَحَرا) (تاقَ الدُجى والمُصَلَّ تَحْتَ غَيْبتهِ ... إِلَى تِلاوَتك الآياتِ والسُوَرا) (قَدْ كُنتَ فِيه سرِاجاً نَستَضيءُ بِهِ ... حتّى إِذا مَا خَبّتْ أنوارُك اعْتَكَرا)

أمير المؤمنين المستكفي بالله

وَقَالَ وَقد أنزل من عوده وَدَفنه من الوافر (خليلي لَو تَرَى فِي حمصِ دَفْني ... أبي لهَجَرْتَ طَعْمَك والمَناما) (أُواريه بِسَتْرٍ مِنَ ضرَيحٍ ... كأنّي مُغمِدٌ مِنْهُ حُساما) (كَأَنَّ محَاجِري وَرَثَتْ ... عَشيّةَ قُمْتُ أدْفِنُه غَماما) وَقَالَ وَقد توفّيت والدته من الطَّوِيل (طَوّى القَمَرينِ التُربُ عَن أعْين الورى ... بميْتِ عُلىّ مَاتَت على إثْرِه العِرسُ) (فَأصبْحَت الغَبْراءُ خضراءَ مِنْهُما بآيَةِ ... مَا قد حَلَّها البدرُ والشمسُ) وَقَالَ يصف خِيلاناً من الوافر (وللألْبابِ مِنْ خَدَّيْ سُلَيمَى ... دَوَاعٍ للجُنونِ وَللْفُتونِ) (وَمَا الخيلانُ أَبْصَرَ من رَآهَا ... أَلا رَدَّ الحَديثَ إِلَى يَقينِ) ) (ولكنْ فَوْق صَفْحتِها صقالُ ... تَمثَّلَ فِيهِ أحْداقُ الجُفونِ) قلت شعر جيّد فِيهِ الغَوص 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه) سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن عليّ لن أَمِير الْمُؤمنِينَ المسترشد هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الرّبيع المستكفي بِاللَّه ابْن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العبّاسي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ المولد وُلد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ أَو فِي الَّتِي قبلهَا وَقَرَأَ واشتغل قَلِيلا وخُطب لَهُ عِنْد وَفَاة وَالِده سنة إِحْدَى وَسبع مائَة وفوّض جَمِيع مَا يتعلّق بِهِ من الحلّ وَالْعقد إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد وَسَار مَعًا إِلَى غَزْو التتار وشهدا مَصافَّ شقحب وَدخل دمشق فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة وَهُوَ مَعَ السُّلْطَان رَاكب وَجَمِيع كبراء الْجَيْش مشَاة وَعَلِيهِ فرجيّة سَوْدَاء مطرّزة وعماّمة كَبِيرَة بَيْضَاء بعذبة طَوِيلَة وَهُوَ متقلّد سَيْفا عربيّاً محَلىَّ ولّما فُوِّض الْأَمر إِلَى الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الجاشنِكير وقلّده السلطنة بعد توجّه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى الكرك ولُقِّب المظفّر لَهُ الْهَوَاء وألْبسه خلْعة السلطنة فرجيّةً سَوْداء مدوّرةً فَركب بذلك والوزير حَامِل عَلَى رَأسه التَّقْلِيد من إنْشَاء القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر أوّله أنّه من سُلَيْمَان وأنّه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا عقد لَا عهدَ الْملك بِمثلِهِ وَقَدْ رَأَيْته أَنا بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَهُوَ تامّ الشكل ذهبيّ اللَّوْن يعلوه هَيْبَة ووقار وَكَانَ يركب فِي الميدان إِذا لعب السُّلْطَان وَعَلَى كتفه جوكان وَهُوَ يُسَيرِّ فرسه وَلَا يضْرب الكرة وَلَا يمشي مَعَه أحد وَإِذا عَاد السُّلْطَان إِلَى القلعة ركب قدّامه ولّما جُرح

ابن العميد المقرئ

شرف الدّين النشو نَاظر الخاصّ رَأَيْته وَقَدْ حضر إِلَى بَابه عَائِدًا مرّتين وَنزل عَلَى الْبَاب وَكَانَ لَهُ فِي السّنة عَلَى مَا قبل من المرَتِّب مَا يُقَارب ألف دِرْهَم أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله أنّ المرتَّب الَّذِي كَانَ لَهُ لَمْ يكن يبلغ خمسين ألفا فِي السنتين فلّما خرج إِلَى قُوص بِأَن يُعطّي من مستخرج الكارم بقوص نَظِير ذَلِكَ فأرادوا نَقصه فازداد وَكَانَ لَهُ سكن عِنْد المشهد النفيسي وَلَهُ دَار عَلَى النّيل بِجَزِيرَة الْفِيل وَلَهُ أَصْحَاب يَجْتَمعُونَ بِهِ وَيسْعَى فِي حوائجهم وتنكّر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر عَلَيْهِ وأنزله بأَهْله فِي البرج المطلّ عَلَى بَاب قلعة الْجَبَل فَلم يركب وَلَمْ يخرج وَبَقِي مدّةً تقَارب الْخَمْسَة أشهر ثُمَّ أفرج عَنهُ فَنزل إِلَى دَاره وَبَقِي عَلَى ذَلِكَ مدّةً ثمّ تنكَر عَلَيْهِ بعد نصف سنة أَو مَا يقاربها وَأخرجه بأَهْله وَأَوْلَاده) وجهّزه إِلَى قوص فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أظنّ فَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَن توفيّ وَلَده صَدَقَة فَوجدَ عَلَيْهِ وجدا عَظِيما ثمّ توفيّ هُوَ بعده فِي سنة أَرْبَعِينَ فِي مستهلّ شعْبَان مِنْهَا وعهد بِالْأَمر إِلَى وَلَده فَلم يتمّ لَهُ ذَلِكَ وبويع ابْن أَخِيه أَبُو اسحق إِبْرَاهِيم بيعَة خفيّةَ لَكَ تظهر إِلَى أَن تولىّ السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور أَبُو بكر ابْن الْملك النَّاصِر فأحضر وَلَده أَبَا الْقَاسِم أَحْمد وَبَايَعَهُ هُوَ وَالنَّاس بعده بيعَة ظَاهِرَة حفلةً وَكَانَ يُلَقَّب الْمُسْتَنْصر فلمّا بُويِعَ هَذِهِ الْبيعَة لُقّب الْحَاكِم وكنّي أبَا العبّاس عَلَى مَا تقدّم فِي تَرْجَمته فِي الأحمدين 3 - (ابْن العميد الْمُقْرِئ) سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن داؤد الْمُقْرِئ يعرف بِابْن العميد الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى الْمُبَارك بن الْحسن بن أَحْمد الشهرزوري وعليّ بن مَسْعُود بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الْحصين وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي الْوَقْت عبد الأوّل السجْزِي أَحْمد بن محمّد بن جَعْفَر العّباسي وَمُسلم بن ثَابت بن زيد بن النحّاس البزّاز كَانَ شَيخا صَالحا حسن التِّلَاوَة دَائِم الذّكر كثير الْمُوَاظبَة لمجالس الذّكر توفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (السَّرقسْطِي) سُلَيْمَان بن أَحْمد بن محمّد أَبُو الرّبيع ابْن أبي عمر السرقطي من الأندلس سمع بِمصْر عليّ بن إِبْرَاهِيم بن سعيد الحوفي وبواسط عليّ بن عبيد الله بن عليّ القصّاب وَأقَام بِبَغْدَاد يُؤدّب الصّبيان وَقَرَأَ بالروايات عَلَى القَاضِي أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَسمع مِنْهُ وَمن عبد الْملك بن محمّد ابْن عبد الله بن بَشرَان وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وحدّث قَالَ السَّمْعَانِيّ سَمِعت أَبَا الْفضل تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن جاوش الْبَغْدَادِيّ) سُلَيْمَان بن أرسلان بن جَعْفَر بن عليّ بن المتوّج أَبُو

ابن نوبخت المنجم

دَاوُد بن أبي الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن جتوش الْبَغْدَادِيّ أحد الأمائل ولي النّظر بأعمال نهر عِيسَى وتنقل فِي الولايات إِلَى أَن ولاّه النَّاصِر نِيَابَة الوزارة وخلع عَلَيْهِ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة وَذَلِكَ بعد ولَايَته الْخلَافَة بِخَمْسَة أيّام فَهُوَ أوّل من وزر لَهُ وَلَمْ يزل كَذَلِك إِلَى أنْ عُزل فِي المحرّم سنة ستّ وَسبعين وَكَانَتْ مدّة ولَايَته شهرَيْن وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وَكَانَ شَيخا حسنا فَاضلا نبيلاً حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى كثير التِّلَاوَة) سمع من أبي الْوَفَاء عليّ بن عقيل الْحَنْبَلِيّ وحدّث بِيَسِير 3 - (ابْن نوبخت المنجّم) سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن عليّ بن نوبخت المنجّم كَانَ شَاعِرًا وَقَدْ حجا أَبَا نواس ذكره أَبُو عبيد الله المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء وَمن شعره من الرمل (بِأَبِي رِيمٌ قَلْ ... بِي بأَجْفانٍ مِراضِ) (وُدُّهُ وُدِّ صَحيحٌ ... وَهُوَ عنَي ذُو انقِباضِ) (وَهْوَ فِي الظَاهِر غَضْبا ... نُ وَفي الباطِنِ راضِ) (فَمَتَى يَنتَصِفُ المَظ ... لُومُ والظالمُ قاضِ) 3 - (أَبُو دَاوُد صَاحب السّنَن) سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث بن إِسْحَاق أَبُو دَاوُد السجسْتانِي أحد حُفَاظ الحَدِيث سمع بِدِمَشْق سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن وَهِشَام بن عمّار وَهِشَام بن خَالِد الْأَزْرَق وَغَيرهم وبمصر أَحْمد بن صَالح وَغَيره وبالبصرة أَبَا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ وَغَيره وبالكوفة ابْني أبي شيبَة أَبَا بكر وَعُثْمَان ومحمّد بن الْعَلَاء وَغَيرهم وببغداد أَحْمد ابْن حَنْبَل وَأَبا ثَوْر ومحمّد بن أَحْمد بن أبي خلف وبخراسان قُتَيْبَة بن سعيد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَإِسْحَاق بن مَنْصُور الكوسج كتب عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وُلدَ سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وتوفيّ سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَافِظ هُوَ إِمَام أهل الحَدِيث فِي عصره بِلَا مدافعة سَمَاعه بِمصْر والحجاز وَالشَّام والعراقين وخراسان وَقَالَ الطّيب وَهُوَ أحد من رَحل وطوّف وَجمع وصنّف وَكتب عَن العراقيّين والخراسانيّين والشأميّين والمصريّين والجزريّين وَسكن الْبَصْرَة وَقدم بَغْدَاد غير مرّة وروى كِتَابه المصنّف فِي

ابن البلكائش

السّنَن بِهَا قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ومحمّد بن إِسْحَاق الصنغَاني أَلِينَ لأبي دَاوُد الحَدِيث كَمَا أُلِينَ لداود الْحَدِيد قَالَ أَبُو بكر ابْن داسة سَمِعت أَبَا دَاوُد يَقُول كتبتُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمس مائَة ألف حَدِيث انتخبت مِنْهَا مَا ضمّنته هَذَا الْكتاب يَعْنِي كتاب السّنَن جمعت فِيهِ أَرْبَعَة آلَاف وثمان مائَة حَدِيث ذكرت الصَّحِيح وَمَا يُشبههُ ويقاربه وَيَكْفِي الْإِنْسَان لدينِهِ من ذَلِكَ أَرْبَعَة أَحَادِيث أَحدهَا قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَعْمَال بالنيّات وَالثَّانِي من حسن إِسْلَام الْمَرْء تركُه مَا لَا يعنيه وَالثَّالِث لَا يكون الْمُؤمن مُؤمنا حتّى يرضى لِأَخِيهِ مَا يرضى لنَفسِهِ وَالرَّابِع الْحَلَال بَيِّيّ وَالْحرَام بّيِّنّ وَبَين ذَلِكَ) أُمُور مُشْتَبهَات وَقَالَ مُوسَى بن هَارُون خُلق أَبُو دَاوُد فِي الدُّنْيَا للْحَدِيث وَفِي الْآخِرَة للجنّة مَا رأيتُ أفضل مِنْهُ وتفقّه لِأَحْمَد بن حَنْبَل ولازمه مدّةً وَكَانَ من نجباء أَصْحَابه وَمن جلّة فُقَهَاء زَمَانه مَعَ التقدّم فِي الحَدِيث والزهد قَالَ ابْن داسة كَانَ لأبي دَاوُد كمّ وَاسع وَكم ضيّق فَقيل لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ الْوَاسِع للكتب وَالْآخر لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَقَالَ فِي سنَنه شبراُ قثّاءةً بِمصْر ثَلَاثَة عشر شبْرًا وَرَأَيْت أترجّة عَلَى بعير قطعت قطعتين وعملت مثل عِدلين وَآخر من روى عَنهُ عَالِيا سبط السلَفِي وَقع لَهُ كتاب النَّاسِخ والمنسوخ يعلّو من طَرِيق السلَفِي روى عَنهُ سنَنه أَبُو عليّ اللؤْلُؤِي وَأَبُو بكر ابْن داسة وَأَبُو سعيد الْأَعرَابِي بفوت لَهُ وَجَمَاعَة ووَلده أَبُو بكر عبد الله ابْن أبي دَاوُد من أكَابِر الحفّاظ 3 - (ابْن البلكائش) سُلَيْمَان بن أيّوب بن سُلَيْمَان بن البلكائش أَبُو أيّوب القوطي الْقُرْطُبِيّ سمع أَبَاهُ وَابْن لبَابَة وَأحمد بن بَقِي بن مخلد ومحمّد بن أَيمن وَأسلم بن عبد الْعَزِيز وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيها مالكيّاً زاهداً خَاشِعًا بكَاءً روى الْكثير أَخذ عَنهُ ابْن الفرضي وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَكَانَ من أهل الْعلم وَالنَّظَر بَصيرًا بالاختلاف حَافِظًا للْمَذْهَب مائلاً إِلَى الحجّة وَالدَّلِيل توفّي فِي شعْبَان سنة سَبْعَة وَثَلَاث مائَة 3 - (الْأَسْلَمِيّ) سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ وُلد هُوَ وَأَخُوهُ عبد الله فِي بطن فِي خلَافَة عمر وَكَانَ ابْن عُيينة بفضّله عَلَى أَخِيه روى عَن أَبِيه وَعمْرَان بن حُصَيْن وَعَائِشَة وتوفيّ سنة خمس وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (عَلّم الدّين الْحَنَفِيّ) سُلَيْمَان بن أبي بكر بن أميرك العلاّمة عَلَم الدّين أَبُو الرّبيع النَّيْسَابُورِي الأَصْل الْحَمَوِيّ المولد الْمصْرِيّ الدَّار الجنفي كَانَ بِالْقَاهِرَةِ مدّرس مدرسة يازكوج الْأَسدي ومدرسة حارة الديلم وبمسجد الشهَاب الغزنوي وحدّث عَن أبي

أبو أيوب

عبد الله الأرتاحي والعماد الْكَاتِب وَكَانَ دّيناً خيرا بِالْمذهبِ توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة 3 - (أَبُو أيّوب) سُلَيْمَان بن بِلَال أَبُو أيّوب من موَالِي أبي بكر الصّديق أحد الحفّاظ كَانَ بربريّاً جميلاً حسن) الْهَيْئَة ثِقَة عَاقِلا يُفْتِي بِالْبَلَدِ وَولي خراج الْمَدِينَة قَالَ ابْن معِين ثِقَة صَالح وَيُقَال إنّه كَانَ محتسب الْمَدِينَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الدقيقي النَّحْوِيّ) سُلَيْمَان بن بَنِينَ بن خلف أَبُو عبد الغنيّ الْمصْرِيّ الدقيقي النَّحْوِيّ الأديب لَازم ابْن برّي مُدَّة فِي النَّحْو وصنّف فِي النَّحْو وَالْعرُوض وَالرَّقَائِق وَغير ذَلِكَ وتوفيّ سنة أَربع عشرَة وستّ مائَة 3 - (شرف الدّين الشَّاعِر) سُلَيْمَان بن بَنَيمان بن أبي الْجَيْش بن عبد الجبّار بن بنيمان الأديب شرف الدّين أَبُو الرّبيع الْهَمدَانِي ثُمَّ الإزبلي شَاعِر محسن سَائِر القَوْل لَهُ نَوَادِر وزوائد ومزاد حُلْو كَانَ أَبوهُ صائغاً أَيْضا جَاءَ إِلَيْهِ مَمْلُوك مليح من مماليك الْأَشْرَف مُوسَى وَقَالَ لَهُ عنْدك خَاتم مليح عَلَى إصبعي فَقَالَ لَهُ لاَ إلاّ عِنْدِي إِصْبَع عَلَى خاتمك ذكره أَبُو البركات مُسْتَوْفِي إربل فِي تأريخه وتوفيّ سنة ستّ وَثَمَانِينَ وستّ مائَة وَلَهُ تسعون سنة أَو أَزِيد ولمّا قامر الشهَاب التلعفري بثيابه وخِفافه قَالَ ابْن بُنيمان وأنشدها للْملك النَّاصِر من الْخَفِيف (يَا مليكاً فاقَ الأنامَ جَمِيعًا ... مِنْه جُودٌ كالعارِضِ الوَكّافِ) (وَالَّذِي راشَ بالعَطايا جَناحي ... وتَلاَفَى بَعْد الْإِلَه تَلافي) (مَا رَأيْنا وَلَا سَمِعْنا بِشَيْخٍ ... قَبْلَ هَذَا مُقامرٍ بالخِفافِ) (وَبهَا كَمْ يُدَقُّ فِي كُلِّ يومٍ ... فِي قَفاه والرأسِ والأكتافِ) (أَسْوَد الوجهِ أبْيَضُ الشَعْرِ لكنْ ... فِي سحيم وقبحِهِ وخِفافِ) (يَدَّعي نِسْبةً إِلَى آل شيبا ... نٍ القبائلِ الأشرافِ) (وهُمُ يُنِكُرُون مَا يَدَّعيهِ ... فَهْوَ والقوِمُ دَائِما فِي خِلافِ)

(مِثْلَ تَجْدٍ لَو استطاعت لقالت ... لَيْسَ هَذَا الدَعيّ من أكنافي) (فابْسط العُذْرَ فِي هَجاءِ رقيعٍ ... عادِلٍ عَن طرائق الإنصافِ) ولمّا سمع التلعفري الأبيات قَالَ لَهُ مَا أَنا جندي أقامر بخفافي فَقَالَ لَهُ ابْن بُنيان فِي الْحَال بخفاف امْرَأَتك فَقَالَ مَا لي امْرَأَة فَقَالَ لَهُ لَكَ مقامرة من بَيْنَ الحجرتين إمّا بالخفاف وإمّا بالثقال ولمّا وَقع ابْن بنيمان عَن البغلة انْكَسَرت رجله وَمَشى عَلَى خشبتين سمع بعض النَّاس) يَقُول مَا يضْرب الله بعصاتين فَقَالَ بلَى لِابْنِ بنيمان ورُئى رَاكِبًا عَلَى حِمَاره فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ نزلت عَن البغلة وأصبحت أقدم عَلَى الجحشة ونظم فِيهِ الشهَاب التلعفري من الْبَسِيط (سمعتُ لِابْنِ بنيمانٍ وتَغْلَتهِ ... عَجِيَبَةَ خِلتُها إِحْدَى قَصائدِهِ) (قَالُوا رَمَتْه وداست بالنعال عَلَى ... قَفَاه قتلْتُ لَهُم ذَا مِنْ عوائِدِهِ) (لأنّها فَعَلتْ فِي حَقِّ والدِها ... مَا كَانَ يَفْعَلُهُ فِي حَقِّ والدِهِ) وَقَالَ ابْن بنيمان من الْبَسِيط (إشْرَبْ فَشُرْبُكَ هَذَا اليومَ تَحليلُ ... وَانْفِ الهُمومَ فَقَدْ وافاك أيْلولُ) (أما تَرى الشَمْسَ وَسْطَ الكأسِ طالِعةً ... مُنيرةً وَنطاقُ البدرِ مَحْلولُ) (والأرضُ قَدْ كُسِيَتْ بالغَيْثِ حُلَّتُها ... وناظرٌ الرَوْض بالأزهارِ مَكْحول) وَقَالَ من الطَّوِيل (أَتَانِي كتابُ كَانَ لمّا فَضَضْتُهُ ... مُرَوّىِّ من الإحسانِ صادٍ مِنْ الخَنا) (فَخُيْلَ لي مَا أَنْتَ أَنْت لِكَتْرَة ال ... تَواضُعِ والإحْسانِ أوْ مَا أنَا أَنا) وَقَالَ من الطَّوِيل (خَلِيليَّ كَمْ أشْكو إِلَى غير راحِمِ ... وأجْعَلُ عِرضي عُرضةً لِلّوائمِ) (وَأَسْحَبُ ذَيْلَ الذُلِّ بَينَ بُيوتكم ... وَأَقْرَعُ فِي ناديكُمُ سِنَّ نادِمِ) (هَبونيَ مَا استوجَبْتُ حَقًا عليكُمْ ... أما تَعتريكم هِزَةٌ للمكارِمِ) (كأنَّ الْمَعَالِي مَا حَلَلتمَ لَديكُمُ ... وَقَدْ أصْبَحَتْ مَعْدودةً فِي المحارِمِ) قَالَ النُّور الأسعردي أَنْشدني شهَاب الدّين التلعفري فِي ابْن بنيمان وَقَدْ صفعه باتكين باربل وَأمر أَن يُطَاف بِهِ بِجَمِيعِ الدَّار من أَبْيَات من الوافر (أرِحْ من ذكِرِهِ غُرَر القوافي ... وقُلْ اللهُ يَرحَمُ باتكينا) قَالَ فعلمتُ أَنا فِي الْمَذْكُور أبياتاً وَهُوَ منبوز بالأبنة من الوافر

الداراني قاضي دمشق

(أتَذْكُرُ يَا بُليمُ وَأَنْتَ تَحْتي ... وَقَدْ أغْرَقْتُ أيْري فِي خَراكَ) (وَقُلتَ اقرَعْ بَبْيضِكَ بابَ إستي ... فَقُلتُ نعم كَمَا قضرَعوا قَفاكَ) وَقلت فِيهِ أَيْضا من الطَّوِيل) (صَفَعْتُ سليماناً ومَزَّقْتُ سُفلَهُ ... فَأظْهَرَتِ الأظْفَارُ مِنهُ جَفاهُ) (وَأصْبَحَ وَسْمي فَوقَ وَجْهي ظاهراَ ... وَوَسْمُ بليم فِي أسته وقفاهُ) 3 - (الدَّارَانِي قَاضِي دمشق) سُلَيْمَان بن حبيب أَبُو بكر وَقيل أَبُو ثَابت وَقيل أَبُو أيّوب الْمحَاربي الدَّارَانِي قَاضِي دمشق لعمر بن عبد الْعَزِيز فَمن بعده من الْخُلَفَاء روى عَن أنس وَأبي هُرَيْرَة وَأبي امامة الْبَاهِلِيّ وَمُعَاوِيَة وأسود بن أَصْرَم الْمحَاربي وَغَيرهم روى عَنهُ عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ من أقرانه وَالْأَوْزَاعِيّ وَالزهْرِيّ وَعبد الرَّحْمَن ابْن يزِيد بن جَابر وَغَيرهم وثّقهُ ابْن معِين وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِهِ بآس تابعيّ مُسْتَقِيم وتوفيّ سنة ستّ وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة قَالَ كُلْثُوم بن زِيَاد أدْركْت سُلَيْمَان بن حبيب وَالزهْرِيّ يقضيان بذلك يَعْنِي يُشَاهد وَيَمِين وَكَانَ سُلَيْمَان بن حبيب قَاضِي أهل الْمَدِينَة ثَلَاثِينَ سنة يقْضِي بِالْيمن مَعَ الشَّاهِد يَعْنِي بالدينة دمشق وَقَالَ سُلَيْمَان قَالَ لي عمر ابْن عبد الْعَزِيز مَا أقَلْتَ السُّفَهَاء من أيْمانهم فَلَا تقلهم الْعتَاقَة وَالطَّلَاق 3 - (الْعَدوي التَّابِعِيّ) سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة بن حُذَيْفَة الْقرشِي الْعَدوي الْمدنِي تابعيّ أدْرك عصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقدّمه عمر بن الخطّاب يصليّ للنَّاس مَعَ أبي بن كَعْب صَلَاة التروايح وَشهد أذرح يَوْم الْحكمَيْنِ وحدّث عَن أمّه الشفَاء بنت عبد الله وَهِي من المبايعات وَابْنه أَبُو بكر بن سُلَيْمَان من رُوَاة الْعلم حمل عَنهُ الزُّهْرِيّ وَأمره عمر أَن يؤمَ النِّسَاء 3 - (رَأس السليمانية من الشِّيعَة) سُلَيْمَان بن جرير رَأس السلبمانية من فرق الشِّيعَة وَهَذِه الْفرْقَة تزْعم أنَّ الْإِمَامَة شورّى وَأَنَّهَا تَنْعَقِد برجلَيْن من الْمُسلمين وتصحّ إِمَامَة

علم الدين الكفري الفارقي

الْمَفْضُول مَعَ قيام الْفَاضِل وأثبتوا خلَافَة أبي بكر وَعمر لكنّهم قَالُوا أَخْطَأت الأمّة فِي اتّباعهما خطأ لَا يبلغ دَرَجَة الْفسق وَنقل بعض الْعلمَاء عَنْهُم مذهبا متناقضاً فَقَالَ إنّهم قطعُوا بِكفْر عُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُم مَعَ أنّهم قطعُوا بأنّهم من أهل الْجنَّة لما ورد من النُّصُوص فِي حَقهم وتزكية النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُم وَهَذَا متناقض اللهمّ إلاّ إِن كَانَ الْكفْر أَرَادوا بِهِ أَنهم فسقة أَو مخطئون فأطلقوا القَوْل تجوّزاً) وَطعن سُلَيْمَان فِي عُثْمَان لما أحدث من الْأَحْدَاث حتّى كفّره بهَا وَطعن فِي الرافضة بِسَبَب قَوْلهم بالبداء على الله تَعَالَى وَبِمَا قَالُوهُ من التقيّو وَقَالَ إنمّا الرافضة البداء لشيعتهم نفيا لكذبهم حتّى إِذا أخبروا شيعتهُم أنّه سَتَكُون لَهُم قوّة وشوكة وَظُهُور فَإِذا خَالف مقالتهم بذلك قَالُوا بَدَأَ الله فِيهِ وإنمّا التقيّة حتّى إِذا تكلّموا بباطل ثمّ خالفوه قَالُوا إِنَّمَا قُلْنَاهُ تقيّة وخوفاً 3 - (علم الدّين الكفري الفارقي) سُلَيْمَان بن أبي حَرْب الكفري الفارقي النَّحْوِيّ علم الدّين أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين من لَفظه قَالَ تصاحبت أَنا وَالْمَذْكُور بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ من تلاميذ ابْن مَالك أَخْبرنِي أَنه عرض عَلَيْهِ أرجوزته الْكَبِيرَة الْمَعْرُوفَة بالكافية الشافية وأنّه بحث أَكْثَرهَا عَلَيْهِ وأنّه قَرَأَ القرآات بالسبع بِدِمَشْق واشتغل النَّاس عَلَيْهِ وَكَانَ حَنفيّ الْمَذْهَب قَالَ وأنشدني كثيرا بِذكر أنَّه لَهُ ولمّا قدم الأديب الْفَاضِل شهَاب الدّين العزاري الْقَاهِرَة ذكر لنا أَنه كَانَ ينشد لنَفسِهِ كثيرا ممّا كَانَ ينشده العَلَم سُلَيْمَان لنَفسِهِ وأنشدني قَالَ أَنْشدني الْفَقِير يعِيش الفارقي قَالَ ممّا كتب بِهِ العَلَم سُلَيْمَان إِلَى الْكَاتِب شرف الدّين ابْن الوحيد رحم الله جَمِيعهم وَعَفا عَنْهُم من الْبَسِيط (أما ومجدٍ أثيلٍ أعْجَزَ الفصحا ... ونائلٍ كلّما استمطرتَهُ سَمَحا) (لَو زَازَن ابنُ الوحيد الناسَ كلُّهُمُ ... ببعضِ مَا ناله من سُؤدَدٍ رَجَحا) 3 - (قَاضِي مكّة الواشحي) سُلَيْمَان بن حَرْب بن نجيل أَبُو أَيُّوب الْأَزْدِيّ الواشحي الْبَصْرِيّ قَاضِي مكّة سمع شعبه والحماّدين وَجبير بن حَازِم وَيزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي ومبارك بن فضَالة وملازم بن عمر وحوشب بن عقيل ووهيب بن خَالِد وَالْأسود بن شَيبَان روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى أَبُو دَاوُد أَيْضا وَالْبَاقُونَ عَن رجل عَنهُ وَيحيى القطّان وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن رَاهَوَيْه وَأَبُو زُرعة وَأَبُو حَاتِم والْحَارث ابْن أبي أُسَامَة وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وعبّاس الدوري وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ إِمَام لَا يدلّس ويتكلّم فِي الرِّجَال قَرَأَ الْفِقْه

ابن جلجل الطيب

وَلَيْسَ هُوَ بِدُونِ عفّانَ وَقد ظهر من حَدِيثه نَحْو عشرَة آلَاف حَدِيث وَمَا رَأَيْت فِي يَده كتابا فطّ وَحَضَرت مَجْلِسه بِبَغْدَاد فحُزر الْحَاضِرُونَ بِأَرْبَعِينَ ألفا بُني لَهُ شبه مِنْبَر بِجنب قصر الْمَأْمُون فصعده وَحضر الْمَأْمُون والقوّاد وَبَقِي الْمَأْمُون يكْتب مَا يملي من وَرَاء سترشَفَّ توفيّ سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن جلجل الطّيب) ) سُلَيْمَان بن حسّان أَبُو دَاوُد بن جلجل بِجيمَينِ ولاَمين الأندلسي الطّيب عَالم الأندلس قيل إنّ اسْمه دَاوُد بن حسّان وَقَدْ تقدّم ذكره فِي حرف الدَّال 3 - (ابْن مخلد الْوَزير) سُلَيْمَان بن الْحسن بن مخلد بن الجرّاح أَبُو الْقَاسِم ولي عدّة ولايات فِي أيّام المقتدر ثُمَّ ولاّه الوزارة بِإِشَارَة عليّ بن عِيسَى بن الجرّاح فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة وخلع عَلَيْهِ وَأمر عليَّ بن عِيسَى بالإشراف عَلَى سَائِر الدَّوَاوِين والأعمال وبمعاضدة سُلَيْمَان وَلَا يتصرّف سُلَيْمَان وَلَا يقلّد أحدا عملا وَلَا يعْمل شَيْئا إلاّ بعد مُوَافقَة عليّ بن عِيسَى فَبَقيَ سُلَيْمَان عَلَى ذَلِكَ سنة وَاحِدَة وشهرين وَتِسْعَة أيّام وعُزل ثُمَّ إنّه ولي الوزارة للراضي حادي عشر شوّال سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وخلع عَلَيْهِ وَركب مَعَه الْجَيْش فازدادت الْأُمُور اضطراباً لعدم الْأَمْوَال واحتداد المطالبات فبذل محمّد بن رائق الْقيام بواجبات الْجَيْش وَولي إِمَارَة الْأُمَرَاء وَصَارَت الكُتب تُؤرَّخ عَن ابْن رائق وتقدّم عَلَى الْوَزير سُلَيْمَان فَسقط حكم الوزارة من ذَلِكَ الْوَقْت واستعفى سُلَيْمَان من الوزارة فأُعفي وَكَانَتْ وزارته عشرَة أشهر وَثَلَاثَة أيّام ثُمَّ وزر للراضي مرّةً ثَانِيَة فَكَانَت المدّة ثَلَاث أشهر وسنّة وَعشْرين يَوْمًا ثُمَّ ولي للمتّقي لله إِبْرَاهِيم بن المقتدر وعزل وَكَانَتْ المدّة أَرْبَعَة أشهر وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَمَضَت أيّامه عَلَى سداد وإحماد من النَّاس وَكَانَ كَاتبا سديداً خَبِيرا بأحوال الدَّوَاوِين وقوانين السياسة توفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَلَهُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ سنة وخلّف من الْوَلَد الْحسن ومحمداً والجرّاح وَعبد الله الْفضل وعدّة بَنَات لأمّهات أَوْلَاده 3 - (أَبُو طَاهِر القرمطي الجنّابي) سُلَيْمَان بن الْحسن بن بهْرَام أَبُو طَاهِر القرْمطي بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وكشر الْمِيم وَبعدهَا طاء مُهْملَة الجنّابي وَقَدْ تقدّم ضَبطه رَئِيس القرامطة كرّ ابْن الْأَثِير فِي حوادث سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ فِي هَذِهِ السّنة تحرّك قوم بسواد الْكُوفَة يُعرَفون بالقرامطة ثُمَّ بسط القَوْل فِي ابْتِدَاء أَمرهم وحاصِلُه أنّ رجلا أظهر

الْعِبَادَة والزهد والتقشّف وَكَانَ يسفّ الخوص وَيَأْكُل من كَسبه وَكَانَ يَدْعُو النَّاس إِلَى إِمَام أهل الْبَيْت وَأقَام عَلَى ذَلِكَ مدّةً فَاسْتَجَاب لَهُ خلق كثير وَجَرت لَهُ أَحْوَال أوجبتْ حسن العقيدة فِيهِ وانتشر بسواد الْكُوفَة ذكره ثُمَّ قَالَ فِي سنة ستّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَفِي هَذِهِ السّنة ظهر رجُل يعرف) بِأبي سعيد الْحسن الجنّابي بِالْبَحْرَيْنِ وَاجْتمعَ إِلَيْهِ جماعةٌ من الْأَعْرَاب والقرامطة وَقَوي أمره وَقتل من حوله وَقَدْ تقدّم ذكره فِي حرف الْحَاء فِي الْحسن وأنّ غُلَامه الصقلبي قَتله سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة وَقَامَ بعده أَبُو طَاهِر ابْنه وَفِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَلَاث مائَة فِي شهر ربيع الآخر قصد أَبُو طَاهِر الْبَصْرَة وملكها بِغَيْر قتال بل صعدوا إِلَيْهَا بسلالم شَعر فلمّا أحسّوا بهم ثَارُوا إِلَيْهِم فَقتلُوا وَإِلَى الْبَلَد وَوَضَعُوا السَّيْف فِي النَّاس فَهَرَبُوا مِنْهُم وَأقَام أيو طَاهِر سَبْعَة عشر يَوْمًا تحُمَل إِلَيْهِ الْأَمْوَال مِنْهُم ثمّ عَاد إِلَى بَلَده وَلَمْ يزل يعيث فِي الْبِلَاد وَيكثر فِيهَا الْفساد من الْقَتْل والسبي والحريق والنهب إِلَى سنة سبع عشرَة فحجّ النَّاس وسلموا فِي طريقهم ثُمَّ إنّ أَبَا طَاهِر وافاهم بمكّة يَوْم التَّرويَة فنهب أَمْوَال الحاجّ وقتلهم حتّى فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَفِي الْبَيْت نَفسه وَقلع الْحجر الْأسود وأنفذه إِلَى هجر فَخرج إِلَيْهِ أَمِير مَكَّة فِي جمَاعَة من الْأَشْرَاف فقاتلوه فَقَتلهُمْ أَجْمَعِينَ وَقلع بَاب الْكَعْبَة وأصعد رجلا ليقلع الْمِيزَاب فَسقط فَمَاتَ وَطرح الْقَتْلَى فِي بِئْر زَمْزَم وَدفن البَاقِينَ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام من غير كفن وَلَا غسيل وَلَا صَلَاة عَلَى أحدهم وَأخذ كسْوَة الْبَيْت وَقسمهَا بَيْنَ أَصْحَابه وَنهب دُور أهل مكّة فَلَمَّا بلغ ذَلِكَ المهديّ عبيد الله صَاحب إفريقيّة كتب إِلَيْهِ يُنكر عَلَيْهِ ويلومه ويلعنه وَيَقُول لَهُ حقّقتُ علينا شِيعَتِنَا ودعاة دولتنا الكفرَ واسمَ الْإِلْحَاد بِمَا فعلتَ وَإِن لَمْ تردّ عَلَى أهل مكّة والحجّاج وَغَيرهم مَا أخذت مِنْهُم وتردّ الْحجر الْأسود إِلَى مَكَانَهُ وتردّ الْكسْوَة وإلاّ فَأَنا بَرِيء مِنْك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فلمّا وَصله هَذَا الْكتاب أعَاد الْحجر وَمَا أمكنه من أَمْوَال أه مكّة وَقَالَ أخذناه بِأَمْر ورددناه بِأَمْر وَكَانَ بجكم التركي أَمِير بَغْدَاد وَالْعراق قَدْ بذل لَهُم فِي ردّة خمسين ألف دِينَار فَلم يردّوه قَالَ ابْن الْأَثِير ردّوهُ إِلَى الْكَعْبَة المعظّمة لخمس خلون من ذِي الْقعدَة وَقيل من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة فِي خلَافَة الْمُطِيع وإنّه لمّا أَخَذُوهُ تفسخ تَحْتَهُ ثَلَاث جمال قويّة من ثقله ولمّا ردّوه أعادوه عَلَى جمل وَاحِد فوصل بِهِ سالما قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلّكان وَهَذَا الَّذِي ذكره شَيخنَا من كتاب الْمهْدي القرمطي لَا يَسْتَقِيم لأنّ المهدّي توفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ ردّ الْحجر الْأسود سنة تسع وَثَلَاثِينَ فقد ردّوه بعد مَوته بتسع عشرَة سنة وَالله أعلم ثُمَّ قَالَ شَيخنَا عقيب هَذَا ولمّا أَرَادوا ردّه حملوه إِلَى الْكُوفَة وعلّقوه بجامعها حَتَّى رَآهُ النَّاس ثُمَّ حملوه إِلَى مَكَّة وَكَانَ مكثه عِنْدهم اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة قَالَ ابْن خلّكان وَذكر غير شَيخنَا أنّ الَّذِي ردّه هُوَ ابْن شنبر وَكَانَ من خواصّ أبي سعيد قلت قَالَ) ابْن أبي الدَّم فِي كتاب الْفرق الإسلامية أنّ الْخَلِيفَة راسل أَبَا طَاهِر فِي ابتياعه فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ فَبَاعَهُ من الْمُسلمين بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وَقيل

جمال الدين ابن ريان

بِثَلَاثِينَ وجهّز الْخَلِيفَة إِلَيْهِم عبد الله بن عكيم المحدّث وَجَمَاعَة مَعَه فأحضر أَبُو طَاهِر شُهُودًا ليشهدوا عَلَى نوّاب الْخَلِيفَة بِتَسْلِيمِهِ ثُمَّ أخرج لَهُم أحد الحجرين المصنوعين فَقَالَ لَهُ عبد الله بن عكيم إِن لَنَا فِي حجرنا علامتين لَا يسخن بالنَّار وَلَا يغوص فِي المَاء فأحضر مَاء وَنَارًا وألْقى الْحجر فِي المَاء فغاص ثمّ أَلْقَاهُ فِي النَّار فحمي وَكَاد يتشقّق فَقَالَ لَيْسَ هَذَا بحجدرنا ثُمَّ أحضر الْحجر الآخر الْمَصْنُوع وَقَدْ ضَمَّخَهُمَا بالطيب وغشّاهما بالديبالج إِظْهَارًا لكرامته فَفعل بِهِ عبد الله بن عُكَيْم كَذَلِك ثُمَّ قَالَ لَيْسَ هَذَا بحجرنا فأحضر الْحجر الْأسود بِعَيْنِه فَوَضعه فِي المَاء فطفا وَلَمْ يغص ثُمَّ وَضعه فِي النَّار فَلم يسخن فَقَالَ هَذَا حجرنا فَعجب أَبُو طَاهِر وَسَأَلَهُ عَن معرفَة طَرِيقه فَقَالَ عبد الله بن عكيم حدّثنا فلَان عَن فلَان أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْحجر الْأسود يَمِين الله فِي أرضه خلقه الله تَعَالَى من درّة بَيْضَاء من الجنّة وإنمّا اسودّ من ذنُوب النَّاس يحْشر يَوْم الْقِيَامَة وَلَهُ عينان ينظر بهما وَلَهُ لِسَان يتَكَلَّم بِهِ يشْهد لكلّ من استلمه أَو قبّله بِالْإِيمَان وأنّه حجر يطفو عَلَى المَاء وَلَا يسخن بالنَّار إِذا أوقدتْ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو طَاهِر هَذَا دين مضبوط بِالنَّقْلِ قلت وَقَالَ بَعضهم إنّ القرامطة أخذُوا الْحجر مرّتين فَيحْتَمل أنّ المرّة الأولى رَدّه بِكِتَاب الْمهْدي وَالثَّانيَِة ردّه لمّا اشتُري مِنْهُ أَو بِالْعَكْسِ وَالله أعلم وَقصد القرامطة أَطْرَاف الشَّام وفتحوا سلميّة وبعلبك وَقتلُوا غَالب من بهما من الْمُسلمين وَخرج المكتفي بِنَفسِهِ فِي جَيش عَظِيم لمّا عزموا عَلَى حِصَار دمشق فَكثر الضجيج بِمَدِينَة السَّلَام وَسَار حتّى نزل الرقّة وبثّ الجيوش بَيْنَ حلب وحماة وحمص وعادت القرامطة تقصد حِصَار حلب فَالتقى الْجَمْعَانِ بتمنع مَوضِع بَينه وَبَين حماة اثْنَا عشر ميلًا وَكَانَ ذَلِكَ سنة إِحْدَى وَتسْعُونَ وَمِائَتَيْنِ أيّام وَالِده أبي سعيد فَانْهَزَمَ جمع القرامطة وتبعهم الْمُسلمُونَ وحملوهم إِلَى بَغْدَاد وقُتلوا ثُمَّ قَامَ القرامطة أَيْضا وَكثر حربهم وَلَمْ يزَالُوا إِلَى أَن مَاتَ أَبُو سعيد كَمَا ذُكر فِي تَرْجَمته وَقَالَ أَبُو طَاهِر ابْنه وَقيل إنّه ملك دمشق وَقتل جَعْفَر بن فلاح نَائِب المصريّين كَمَا تقدذم ثُمَّ بلغ عَسْكَر القرامطة إِلَى عين شمس وَهِي عَلَى بَاب الْقَاهِرَة وظهروا عَلَيْهِم ثمَّ انتصر أهل مصر عَلَيْهِم فَرَجَعُوا عَنْهُم وَلَمْ يزل النَّاس مِنْهُم فِي شدّة وبلاء وقُتل أَبُو طَاهِر سُلَيْمَان سنة) اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (جمال الدّين ابْن ريّان) سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن سُلَيْمَان بن ريّان الطَّائِي جمال الدّين سألتُه عَن مولده فَقَالَ فِي حادي عشْرين شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وستّين وستً مائَة كَانَ وَالِده رجلا صَالحا من أهل الْقُرْآن حرص عَلَى وَلَده هَذَا وأقرأه الْقُرْآن الْكَرِيم وَكَانَ يمنعهُ من عشرَة أَقَاربه وَإِذا رَآهُ يكْتب القبطي المعرّب يضْربهُ وينكر عَلَيْهِ ذَلِكَ

المستعين بالله الأموي

فأبي الله تَعَالَى إِلَّا أَن يَجْعَل رزقه فِي صناعَة الْحساب لَمْ يزل مَعَ ابْن عمّه عماد الدّين سعيد بن ريّان فلمّا حجّ عماد الدّين توجّه فِي الْعود مَعَ الركب الْمصْرِيّ وسعى فِي نظر جَيش حلب وَأخذ بذلك توقيعاً فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق اخترمته المنيّة هُنَاكَ فَأخذ القَاضِي جمال الدّين توقيعه وتوجّه إِلَى حلب وَكَانَ قَرا سًنْقُر بِهَا نَائِبا ولعماد الدّين عَلَيْهِ حُقُوق فاستقرّ بِالْقَاضِي جمال الدّين نَاظر الْجَيْش وَلَمْ يزل بِهَا إِلَى سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة فرسم لَهُ بصفد نَاظر المَال فورد إِلَيْهِمَا وَأقَام بِهَا إِلَى أَوَائِل سنة ثَلَاث وَعشْرين فَطلب إِلَى مصر فولاّه السُّلْطَان نظر الكرك ووكالة بَيت المَال ثُمَّ إنّ السُّلْطَان ولاّه نظر المَال بحلب وَلَمْ يتوجّه إِلَى الكرك فَأَقَامَ عَلَى نظر المَال بحلب مدّةً يسيرَة ثُمَّ توجّه إِلَى مصر وتولاّها ثَانِيًا ثُمَّ عُزل عَن نظر الْمَار وَحضر إِلَى نظر المَال بصفد فَأَقَامَ قَرِيبا من شهر ثُمَّ طُلب إِلَى مصر وتولىّ نظر الْجَيْش وَلَمْ يزل إِلَى أَن عُزل فِي وَاقعَة لُؤْلُؤ فَأَقَامَ مدّةً يسرةً ثُمَّ جُهّز إِلَى نظر جَيش طرابلس وَأقَام بِهِ مدّةً ثُمَّ حضر إِلَى صفد ثَالِثا ناطر المَال وَولده شرف الدّين حُسَيْن نَاظر الْجَيْش بِهَا فَأَقَامَ مدّةً وتوّجه إِلَى حلب نَاظر الْجَيْش ثُمَّ استعفى وَطلب الْوَظِيفَة لِابْنِهِ القَاضِي بهاء الدّين حسن وَلزِمَ بَيته مُدَّة ثُمَّ ولاّه السُّلْطَان نظر الْجَيْش دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهَا فِي أَوَاخِر أيّام تنكز وَأقَام فِي جَيش دمشق إِلَى أَن عُزل أيّام الْأَمِير علاْ الدّين الطنبغا فتوجّه إِلَى حلب وَأقَام بِهَا لَازِما دَاره مُقبلا عَلَى شَأْنه لَا يخرج مِنْهُ إلاّ إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة فلمّا كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة حضر إِلَى دمشق وتوجّه إِلَى الْحجاز وَقضى حجّة الْإِسْلَام وَعَاد وَقَدْ ضعف عَن الرّكُوب فَركب محفّةً وتوجّه إِلَى حلب وَلَقَد رَأَيْته كثيرا يقوم فِي اللَّيْل ويركع قَرِيبا من عشْرين رَكْعَة قبل انبلاج الْفجْر وَلَهُ كلّ أُسْبُوع ختمة يَقْرَأها هُوَ وَأَوْلَاده ويصوم غير رَمَضَان كثيرا وذهنه جيّد سمع من ابْن مشرّف وستّ الوزراء وَقَرَأَ العربيّة عَلَى الشَّيْخ شرف الدّين أخي الشَّيْخ تَاج الدّين) ويُعرب جيّداً وَيعرف الْفَرَائِض جيّداً والحساب وطرفاً صَالحا من الْفِقْه وَالْأُصُول وَعَلَى ذهنه نكت من أَبْيَات الْمعَانِي ومسائل من علم الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض وينقل شَيْئا كثيرا من القرآات ومرسوم الْمُصحف وَلَهُ غرام كثير بِكِتَابَة الْمَصَاحِف استكتب مِنْهَا جملَة فِي قطع الْبَغْدَادِيّ كَامِلا وَلَمْ يزل عَلَى مُلَازمَة دَاره وانقطاعه إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة 3 - (المستعين بِاللَّه الْأمَوِي) سُلَيْمَان بن الحكم بن سُلَيْمَان بن النَّاصِر عبد الرَّحْمَن الْأمَوِي الملقّب بالمستعين خرج قبل الْأَرْبَع مائَة والتفّ عَلَيْهِ خلق كثير من جيوش البربر بالأندلس وحاصر قرطبة وَأَخذهَا ثمّ إنّ مُتَوَلِّي سبتة عليّ خرج عَلَيْهِ وجهّز لحربه جَيْشًا فَالْتَقوا وَانْهَزَمَ جَيش المستعين فَدخل قرطبة وهجم عَلَى المستعين وذبحه صبرا وَذبح أَبَاهُ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَأَرْبع مائَة وملّك قرطبة مرّتين فَكَانَت مدّة ملكه فِي الْمَرَّتَيْنِ ستّ سِنِين

الغافقي المالكي

وَعشرَة أشهر وَكَانَتْ مشحونةً بالشدائد مَعْرُوفَة بالمنكر وَالْفساد نفرت القلوبَ عَنهُ وبسبب ذَلِكَ تملّك مُلُوك الطوائف وَلما كَانَتْ سنة خمس وَأَرْبع مائَة شاع الْخَبَر أنّ مُجَاهدًا العامريّ أَقَامَ خليفةَ يُعرف بالفقيه الْمُعْطِي فاستعظم ذَلِكَ إِلَى أَن بلغه نُجُوم عليّ بن حمّود الفاطمي بسيتة فَسقط فِي يَد المستعين فَجَاءَهُ الفاطمي فِي جموعه فَهَزَمَهُ ونبش خيران العامري من الْقَبْر الَّذِي ذُكر لَهُ أنّ هشاماً بِهِ فَشهد أنّه هِشَام وَجعل المستعين يتبرأ من دَمه وَهُوَ الَّذِي قَتله بعد أَن استولى عَلَى قرطبة فِي المرّة الثَّانِيَة وَلَمْ يفده ذَلِكَ وَظهر مِنْهُ جزع عَظِيم لمّا رأى السَّيْف وَكَانَ المستعين من الشُّعَرَاء المجيدين وَمن شعره من الْكَامِل (عَجَباً يَهابُ الليثُ حدَّ سِناني ... وَأَهابُ سِحرَ فَواتِرِ الأجْفانِ) (وأُقارِعُ الأهوالَ لَا مُتَهَيِّباً ... مِنْهَا سوى الإعراضِ والهِجرانِ) (وتملّكتْ رُحي ثلاثٌ كالدُمى ... زُهْرُ الوُجوهِ نَواعِمُ الأبْدانِ) (ككواكبِ الظلماءِ لُحْنَ لناظرٍ ... من فوقِ أغصانِ عَلَى كُثْبانِ) (حاكَمْتُ فيهنّ السُلوَّ إِلَى الصيا ... فقَضى بسلطانٍ عَلَى سلطاني) (فَأبحْنَ مِنْ قلبِي الحِمّى وتَرَكْنَنِي ... فِي عِزّ مُلْكي كالأسير العاني) (لَا تَعذِلوا مَلِكاً تَذَلَّلَ فِي الهَوَى ... ذُلُّ الهَوى غِزٌّ ومُلْكٌ فانِ) ) (مَا ضَرَّ أنّي عَبْدُهنَ صبَابَةً ... وبَنو الزمانِ وهمّ من عُبداني) (إِن لمْ أُطعْ فِيهِنَّ سلطانَ الْهوى ... كَلَفاً بِهنَ فَلَسْتُ مِن مَروانِ) 3 - (الغافقي الْمَالِكِي) سُلَيْمَان بن الحكم بن محمّد أَبُو الرّبيع الغافقي الْقُرْطُبِيّ روى عَن أبي عبد الله بن حَفْص وَغَيره وَكَانَ ثِقَة دّيناً شَاعِرًا لَهُ أرجوزة فِي الْفِقْه عَلَى مَذْهَب ملك تتبّع فِيهَا كتاب الْخِصَال الصَّغِير للعبدي وَكَانَ شرطياً توفيّ سنة ثَمَان عشرَة وستّ مائَة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ) سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر ابْن الشَّيْخ أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي شيخ الْمَذْهَب مُسْند الشَّام تَقِيّ الدّين أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي الجمّاعيلي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وتوفيّ سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة وَسمع الصَّحِيح حضوراً فِي الثَّالِثَة من ابْن الزبيدِيّ وَسمع صَحِيح مُسلم ومالا يُوصف كَثْرَة من الْحَافِظ ضِيَاء الدّين وربمّا عِنْده عَنهُ ستّ مائَة جُزْء وَسمع حضوراً من جدّه الْجمال أبي حَمْزَة وَابْن المقير وَأبي عبد الله الإربلي وَسمع من ابْن اللتي وجعفر الهمذاني وَابْن الجمّيزي وكريمة الميطوريّة وعدّةً وَأَجَازَ لَهُ

المزني المدني

محمّد بن عماد وَابْن باقا والمسلّم الْمَازِني ومحمود بن مَنْدَه ومحمَد بن عبد الْوَاحِد الْمَدِينِيّ ومحمّد بن زُهَيْر شعرانة وَأَبُو حَفْص السهروردي والمعافي بن أبي السنان والمقرئ ابْن عِيسَى وَخلق كثير وخرّج لَهُ ابْن المهندس مائَة حَدِيث وخرّج لَهُ شمس الدّين جُزْءا فِيهِ مصافحات وموافقات وخرّج لَهُ ابْن الْفَخر معجماً ضخماً وتفرّد فِي عصره ورُحل إِلَيْهِ وروى الْكثير لَا سِيمَا بِقِرَاءَة الشَّيْخ علم الدّين البرزالي وتفقّه بالشيخ شمس الدّين وَصَحبه مدّةً وبرع فِي الْمَذْهَب وتخرّج بِهِ الْأَصْحَاب وَلَهُ معرفَة بتواليف الشَّيْخ مُوَفّق الدّين وأقرأ المقنّع وَغَيره ودّرس بالجوزيّة وَغَيرهَا وَكَانَ جيد الْإِيرَاد لدرسه يحفظه من ثَلَاث مرّات أَو أَكثر ولي الجوزيّة وَولي الْقَضَاء عشْرين سنة وَمن تلاميذه وَلَده قَاضِي الْقُضَاة عزّ الدّين وقاضي الْقُضَاة ابْن مسلّم وَالْإِمَام عزّ الدّين محمّد بن العزّ والأمام شرف الدّين أَحْمد بن القَاضِي وَطَائِفَة وَسمع مِنْهُ المزّي وَابْن تيميّة وَابْن المحبّ والواني والعلائي صَلَاح الدّين وَابْن رَافع وَابْن خَلِيل وَعدد كثير وعُزل سنة تسع عَن الْقَضَاء بِالْقَاضِي شهَاب الدّين ابْن الْحَافِظ عَزله الجاشنكير ثُمَّ تولّ الْقَضَاء لمّا جَاءَ النَّاصِر) من الكرك وَاجْتمعَ بِهِ فولاّه وَقَرَأَ طرفا من العربيّة وتعلّم الْفَرَائِض والحساب وَحفظ الْأَحْكَام لعبد العني وَالْمقنع وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يحكم قَالَ صلّوا عَلَى رَسُول الله فَإِذا صلّوا حكم 3 - (الْمُزنِيّ الْمدنِي) سُلَيْمَان بن حميد الْمُزنِيّ من أهل الْمَدِينَة سكن مصر وحدّث عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن عَامر بن سعد وَعَن رجل عَن ابْن المسّيب وَغَيرهم وروى عَنهُ اللَّيْث وَغَيره ووفد عَلَى عمر بن عبد الْعَزِيز وتوفيّ سنة خمس عشرَة وَمِائَة 3 - (صَاحب عزاز وبغراس) سُلَيْمَان بن جندر الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين صَاحب عزاز وبغراس أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار لَهُ مَوَاقِف مَشْهُورَة فِي قتال الفرنج وتوفيّ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ) سُلَيْمَان بن خلف بن سعد بن أَيُّوب بن وَارِث أَبُو الْوَلِيد

الأندلسي الْبَاجِيّ الْقُرْطُبِيّ صَاحب التصانيف أَصله بَطَلْيَوس وانتقل آباؤه إِلَى باجة وُلد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة سمع ورحل أَخذ الْفِقْه عَن أبي الطيّب الطَّبَرِيّ وَأبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأقَام بالموصل سنة يَأْخُذ علم الْكَلَام عَن أبي جَعْفَر السمناني وبرع فِي الحَدِيث وبّرز عَلَى أقرانه وتقدّم فِي علم الْكَلَام وَالنّظم وَرجع إِلَى الأندلس بعد ثَلَاث عشرَة سنة بعلوم كَثِيرَة وروى عَنهُ الْخَطِيب وَابْن عبد البرّ وهما أكبر مِنْهُ وصنَّف المنتفي فَفِي الْفِقْه والمعاني فِي شرح الموطَأ عشْرين مجلّداً لَمْ يؤلَّف مثله وَكَانَ قَدْ صنّف كتابا كَبِيرا جَامعا بلغ فِيهِ الْغَايَة سمّاه كتاب الاستيفتاء وَكتاب الْإِيمَاء فِي الْفِقْه والسراج فِي الْخلاف لَمْ يتمّ مُخْتَصر الْمُخْتَصر فِي مسَائِل الموّنة وَاخْتِلَاف الموطآت وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل وَالتَّشْدِيد إِلَى معرفَة التَّوْحِيد وَالْإِشَارَة فِي أصُول الْفِقْه أَحْكَام الْفُصُول فِي أَحْكَام الْأُصُول وَالْحُدُود وَشرح الْمِنْهَاج وَسنَن الصَّالِحين وَسنَن العابدين وسبل المهتدين وَفرق الْفُقَهَاء وَتَفْسِير الْقُرْآن لَمْ يتم وَسنَن الْمِنْهَاج وترتيب الججّاج وتوفيّ بالمريّة من الأندلس ولمّا تكلّم أَبُو الْوَلِيد فِي حَدِيث البُخَارِيّ مَا تكلّم من حَدِيث المقاضاة يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَقَالَ بِظَاهِر لَفظه أنكر عَلَيْهِ الْفَقِيه أَبُو بكر بن الصنائغ وكفّره بإجازته الْكِتَابَة عَلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأمّي وأنَّه تَكْذِيب لِلْقُرْآنِ فتكلّم فِي ذَلِكَ من لَمْ يفهم الْكَلَام حَتَّى أطْلقوا عَلَيْهِ الْفِتْنَة وقبحوا عِنْد الْعَامَّة فعله وَتكلم) (بَرِئتُ ممّن شرى دنيا بآخرةٍ ... وَقَالَ إنّ رَسُول الله قَدْ كتبا) فصنّف أَبُو الْوَلِيد رِسَالَة فِيهَا أنّ ذَلِكَ لَا يقْدَح فِي المعجزة فَرجع عَنهُ بِهَا جمَاعَة وَمن شعر أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ من المتقارب (إِذا كنتُ أعلَمُ عِلْماً يَقيناً ... بأنَّ جَميعَ حَياتِي كسَاعهْ) (فلِمْ لَا أكونُ ضَنيناً بِهَا ... وأجعَلُها فِي صَلَاح وطاعهْ) وَمِنْه من المتقارب (إِذا كنتَ تعلم أنْ لَا مَحيدَ ... لذِي الذَئْبِ عَن هَولِ يومِ الحسابِ) (فَاعصِ الْإِلَه بِمِقْدَار مَا ... تُحِبُّ لنَفسك سوءَ العذابِ) وَمِنْه من المتقارب (تداركتُ من خَطَأِي نادِماً ... أَن أرجُو سِوَى خالقي راحما) (فَلَا رُفِعَتْ صَرْعتي إنْ رَفَعْتُ ... يديَّ إِلَى غير مَوْلَاهَا) (أموتُ وَلَا أدْعو إِلَى مَنْ يَموتُ ... بِمَاذَا أْكفّر هَذَا بِمَا)

الخطيب أبو الربيع الشافعي

3 - (الْخَطِيب أَبُو الرّبيع الشَّافِعِي) سُلَيْمَان بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن فَارس الْخَطِيب أَبُو الرّبيع الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل المكّي الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ مَشْهُورا بِالْعلمِ وَالدّين وَالْعِبَادَة روى عَنهُ الدمياطي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (أَبُو أيّوب الخوّاص) سُلَيْمَان الخوّاص زاهد أهل الشَّام كَانَ أَكثر مقَامه بِبَيْت الْمُقَدّس وَدخل بيروت وَلم يرو الخوّاص شَيْئا وتوفيّ فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة وكنيته أَبُو أيّوب وَلَهُ مَنَاقِب كَثِيرَة أوردهَا ابْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمته قَالَ يُوسُف بن أَسْبَاط ذهب إِبْرَاهِيم بن أدهم وَذهب سُلَيْمَان الخوّاص بِالْعَمَلِ وَسُئِلَ أيهّما أفضل فَقَالَ سُلَيْمَان الديباج الخسرواني وَكَانَتْ الدُّنْيَا آهون عَلَى إِبْرَاهِيم من المزبلة قَالَ بشر ابْن الْحَارِث رُئي فِي الْمَنَام مُنَاد يُنَادي أَيْن السَّابِقُونَ لِيّقُمْ سُفْيَان النوري ثُمَّ نَادَى ليقمْ إِبْرَاهِيم بن أدهم ثُمَّ نَادَى ليقمْ سُلَيْمَان الخوّاص 3 - (المورياني وَزِير الْمَنْصُور) ) سُلَيْمَان بن دَاوُد أَبُو أيّوب بن أبي سُلَيْمَان المُورياني بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الرَّاء وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف ألف بعْدهَا نون وموريان قَرْيَة بالأهواز يُقَال اسْم أَبِيه أَبُو سُلَيْمَان مخلد وَأَبُو سُلَيْمَان مولى لعمر بن عبد الْعَزِيز وَقيل لغيره ويُعرف بالخوزي وَلَمْ يَك خوزيّاً ولكنّه نزل بمكّة فِي شعب الْجَوْز كَانَ وَزِير أبي جَعْفَر الْمَنْصُور تولى وزارته بعد خَالِد بن برمك وتمكّن من غَايَة التمكّن وَسَببه أنّ الْمَنْصُور قبل الْخلَافَة كَانَ يَنُوب عَن سُلَيْمَان بن حبيب بن الملّب بن أبي صفرَة فِي بعض كور فَارس فاتّهمه أنَّه احتجن المَال لنَفسِهِ فَضَربهُ بالسياط ضربا شدياً وأغرمه المالَ وَكَانَ المررياني يكْتب لِسُلَيْمَان فعزم سُلَيْمَان عَلَى هتك الْمَنْصُور بعد ضربه فخلّصه مِنْهُ فاعتدّها الْمَنْصُور للمورياني ولمّا ولي الْخلَافَة ضرب عنق سُلَيْمَان المهلّبي وتمكّن عِنْد الْمَنْصُور وَكَانَ إِذا طلبه الْمَنْصُور يدْخل إِلَيْهِ وَقَدْ أُرعدت فرائصه فَأَتَاهُ يَوْمًا رَسُوله فتغيرّ لَونه ثُمَّ خرج من عِنْده سالما فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ زعم نَاس أنّ الْبَازِي قَالَ للديك مَا فِي الأَرْض أقلّ وَفَاء مِنْك فِي الْحَيَوَان قَالَ كَيفَ قَالَ يأخذك أهلوك بَيْضَة فيحضنونك ثُمَّ يخرّجونك عَلَى أَيْديهم ويطعمونك فِي أكفهم وتنشأ بَينهم حتّى إِذا كَبرت صرت لَا يدنو لَكَ أحد إِلَّا اضْطَرَبَتْ وطرت من هُنَا إِلَى هُنَا وصوّتَّ وأُخذت أَنا من رُؤُوس الْجبَال مُسِنّاً فعلّموني وألّفوني ثُمَّ يُخلىَّ عنّي وآخذ صيدا فِي الْهَوَاء وأجيء بِهِ إِلَى صَاحِبي فَقَالَ لَهُ الديك إنَّك لَو رَأَيْت من البزاة فِي سفافيدهم المعدّة للشّي مثل الَّذِي رأيتُ من الديوك لَكُنْت أنفر منّي وَأَنْتُم لَو علمْتُم مَا أعلمهُ لَمْ تتعجّبوا من خوفي مَعَ مَا ترَوْنَ من نمكّن حَالي ثُمَّ إنّ

حفيد العاضد

الْمَنْصُور فَسدتْ نيّته فِيهِ وَنسبه إِلَى أَخذ الْأَمْوَال وهمّ أَن يُوقع بِهِ فتطاول ذَلِكَ وَكَانَ كلّما دخل عَلَيْهِ ظُنّ أنَّه سيوقع بِهِ ثُمَّ يخرج سالما فَقيل إنَّه كَانَ مَعَه شَيْء من الدّهن كَانَ قَدْ عمل فِيهِ سحرًا فَكَانَ يدهن بِهِ حاجبيه إِذا دخل عَلَيْهِ فَسَار فِي الْعَامَّة دُهن أبي أيّوب ثُمَّ إنّ الْمَنْصُور أوقع بِهِ سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة وعذبه وَأخذ أَمْوَاله وَقيل سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وَمن شعره لمّا تغيرّ لَهُ الْمَنْصُور من الطَّوِيل (أَلا لَيْتَني لَمْ ألقَ مَا قَد لَقِيتُه ... وَكُنْتُ بِأَدْنَى عِيشّةِ النَّاس راضِياً) (رأيتُ عُلّو الْمَرْء يَدعو انْحطاطَه ... ويُضحِي وسيطَ الحالِ مَنْ كَانَ ناجيا) 3 - (حفيد العاضد) ) سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عبد الله العاضد بِاللَّه العبيدي الْمصْرِيّ توفيّ فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وستّ مائَة بقلعة الْجَبَل أُدخلت أمّه إِلَى دَاوُد بن العاضد فِي الْحَبْس أيّام صَلَاح الدّين فِي زيّ مَمْلُوك سرّاً فَوَطِئَهَا فَحملت بِهِ وترعرع وأُخفي أمره من عِنْد بعض الدعاة فأُعلم بِهِ الْكَامِل فحبسه فَمَاتَ وَلَمْ يخلّف ولدا ذكرا وتقدّم ذكر وَلَده 3 - (عماد الدّين ابْن الزَّاهِر) سُلَيْمَان بن دَاوُد بن يُوسُف بن أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان عماد الدّين ابْن الْملك الزَّاهِر ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين كَانَ مُقيما بحلب وَعِنْده فَضِيلَة تَامَّة فِي عُلُوم شتّى وَلَهُ شعر جيّد وَكَانَ كثير الهجو وَمن شعره من السَّرِيع (الجُودُ من طَبْعِهِمُ وَالوفا ... وخِسّةُ الطَبْعِ لبَوَابِهِم) (قَدْ أَشْبَهوا الفتْيَةَ فِي كَهْفِهم ... وَذَلِكَ الكلبُ عَلَى بابِهِم) وَمِنْه من الْبَسِيط (أَلَذُّ شُربِ الْفَتى مَا بَيْنَ مَعْصَرَةٍ ... وَبَيْنَ كَرْمٍ أَمَام الدَنِّ لَمْ يَحِدِ) (حَيْثُ الغَزالةُ تَرْعى بُرْجَ سُنْبُلةِ ... قَدْ أفْلَتَتْ وَتَعَدَّتْ مخَلبَ الأسَدِ) وَمِنْه من الْكَامِل (حَيْثُ المَجَرَّةُ كالعَريش وَقَدْ بَدَت ... فِيه الثريّا تُشْبِهُ العُنْقودا) وَمِنْه من الْكَامِل (فِي وَجْهِهِ مَيْدانُ كلُ مَلاحةٍ ... فارْكضْ بِطَرفِ الطَرْفِ فِيهِ مسَيرِّ) وَمِنْه من الْكَامِل (يَا عاذري إيةٍ وإيهاً عاذلي ... فالعُذْرُ يُقبَل فِي العذار السائلِ) (حيثُ الجَمالُ وَبَحْرُهُ فِي خَدِّهِ ... مُذْ ماجَ ألْقى عَنْبراً فِي الساحلِ)

الشاذكوني

(مَعَ أنَّ نارَ الوَجنتَينِ دُخانُها ... مِن حَولِها مَا إنْ تَراهُ بحائِلِ) (وَلَرُبَّ أسْمَرَ باذلٍ لكِنَّهُ ... يحمي حَقِيقَته بأسمر ذابلِ) (حُلْو المَراشِيفِ لَنْ تزالَ شُمولُها ... فِي هَزَ أعْطافِ لَهُ وشمائلِ) (مُذ لاذَ باللاذ المُعَصْفَر شفني ... مت شَفَّ لي من عِطفِهِ المُتمَايلِ) (فأرَى العَذابَ بِعَذْبِ ريقٍ والجَوَى ... يُذكي الغليلَ بِمَا انجَلى بغلائلِ) ) (أصدْاغُه عَذْبٌ لِصَعْدَةٍ قَدَّهِ ... ولسّيفِ ذَاكَ اللّحْظِ سُودُ حمائلِ) (وَلَئِنْ حَكَى القَندِيدُ وَجْهاً مُشرِقاً ... عادَتْ لَهُ الأصْداغُ مِثْلَ سلاسِلِ) (وَلَحبذا هُوَ رامِحٌ مِنْ دونِهِ ... يَدْنُو السماك إِلَى أماني الآملِ) (فَلَوَى ومَا ألْوى وصالَ وَمَا رأى ... بَذْلَ الوِصالِ ممُطِلاً بِالباطلِ) (مَا زالَ عَنّي كُلُّ سَهمِ طائشاً ... حَتَّى رُمِيتُ بنابِلٍ من نابِلِ) (مَن مُشْعِرُ عَنّي حَفيظةَ مَعْشرٍ ... أنّي القَتيلُ بِهِ وَذَلِكَ قاتِلي) (أوْ آخِذٌ بدَمي وَلَسْتُ بِطالِبٍ ... ثأراً ولكنْ وَنْيةً من صائلِ) (وَلَئِنْ قَعَدْتُ بِذَاكَ قَامَ ينُصرَْتي ... ماِكٌ إِلَيْهِ شَكِيَّيتي وَوَسائِلي) (الطَّاهِر ابْن الظافر المَلِكُ الَّذِي ... مذ سَاد شاد مُنّاصباً بمَناصِلِ) (وَإِذا الْمُلُوك تفاخروا فَتَناسَبّوا ... تَلْقاهُ لَيْسَ بعادِلٍ عَن عادِلِ) (وَإِذا مدَحْتَ بِهَا العزيزَ فإنمّا ... أصْدافُ دُرَتِها لبَحْرِ الكاملِ) (فتراه يومَ السِلْمَ صَدرَ محافلٍ ... وَتَراه يَوْم الحَربِ قَلْبَ جحافلِ) (نَصَبَ الوَليَّ بحازِمٍ مِنْ أمْرِه ... كَرَماً كَمَا خَفَصَ العَدُوَّ بِعامِلِ) 3 - (الشَّاذكُونِي) سُلَيْمَان بن دَاوُد بن بشر الشَّاذكُونِي الْحَافِظ أَبُو أيّوب الْمنْقري الْبَصْرِيّ روى عَن حمّاد بن زيد وَعبد الْوَاحِد بن زِيَاد وجعفر بن سُلَيْمَان وَعبد الْوَارِث وَخلق كثير وروى عَنهُ أَبُو قلاتة الرقاشِي وَأسد بن عَاصِم ومحمّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي وَأَبُو مُسلم الكجيّ وَإِبْرَاهِيم بن محمّد بن الْحَارِث ومحمّد بن عليّ الفرقدي والأصبهانيّون قَالَ حَنْبَل سَمِعت أيا عبد الله يَقُول كَانَ أعلمنَا بِالرِّجَالِ يحيى بن معِين وأحفظنا للأبواب سُلَيْمَان الشَّاذكُونِي وَكَانَ عليّ بن الْمَدِينِيّ أحفظنا للطوال قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ عبّاس العبري مَا مَاتَ ابْن الشَّاذكُونِي حَتَّى انْسَلَخَ من الْعلم انسلاخ الحيّة من قشرها وَعَن البُخَارِيّ قَالَ هُوَ أَضْعَف عِنْدِي من كلّ ضَعِيف حكى ابْن قَانِع أنّه سمع إِسْمَاعِيل بن الْفضل يَقُول رَأَيْت ابْن الشَّاذكُونِي فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي فَقلت

أمين الطبيب

بِمَاذَا قَالَ كنت فِي طَرِيق إصبهان فأخذوني الْمَطَر وَمَعِي كتب وَلَمْ أكن تَحْتَ سقف فانكببت عَلَى كتبي حتّى أَصبَحت فغفر لي بذلك كَانَ أَبوهُ يتجر فِي البزّ وَبيع هَذِهِ المضرّبات الْكِبَار وتسمّى بِالْيمن شاذكونيّة وَتُوفِّي سنة أَربع) وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَمِين الطَّبِيب) سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان أَمِين الدّين سُلَيْمَان رَئِيس الأطبّاء بِدِمَشْق كَانَ سعيد العلاج إِلَى الْغَايَة لمّا توجّه القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي إِلَى الْقَاهِرَة وباشر بِهَا قَضَاء الْقُضَاة وجد عِنْد السُّلْطَان تطلّعا إِلَى عَافِيَة القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير لأنَّه كَانَ قَدْ أَصَابَهُ الفالج فَقَالَ القَاضِي للسُّلْطَان يَا خوند أَمِين الدّين سُلَيْمَان طَبِيب بِدِمَشْق داوى وَلَدي عبد الله من هَذَا الْمَرَض وَبرئ مِنْهُ فَاسْتَحْضرهُ السُّلْطَان إِلَى الْقَاهِرَة ولازم عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير وَمَا أَنْجَب علاجه فِيهِ لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ تحكّم فِيهِ وزُرتُ أَنا وَهُوَ الْآثَار النَّبَوِيَّة الَّتِي برباط الصاحب تَاج الدّين ابْن حنّا فِي المعشوق بِظَاهِر الْقَاهِرَة ثُمَّ إنّه عَاد إِلَى دمشق سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ يُسَامِر الصاحب شمس الدّين ويلعب الشطرنج بَيْنَ يَدَيْهِ كلّ لَيْلَة ويلازمه فِي النزه وَغَيرهمَا وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (المباركي) سُلَيْمَان بن دَاوُد المباركي روى عَنهُ مُسلم ووثّقه أَو زرْعَة وتوفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن عبد الحقّ) سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن عبد الحقّ الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الْفَقِيه الأديب صدر الدّين أَبُو الرّبيع ابْن الشَّيْخ نَاصِر الدّين الْحَنَفِيّ سَأَلته عَن مولده فَقَالَت سنة سبع وَتِسْعين وستّ مائَة قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى الشَّيْخ مبشّر الضَّرِير وختمه وَسمع الحَدِيث من أَشْيَاخ عصره مثل الحجار ابْن تيميّة والمزّي وَغَيرهم وَقَرَأَ الْمَنْظُومَة عَلَى عمّه قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين ابْن عبد الحقّ الْحَنَفِيّ وحفظها وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَأذن لَهُ أَيْضا القَاضِي جلال الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين الْحَنَفِيّ ورأيتُ خطّهما بذلك وَقَرَأَ ألفيّة ابْن معطي وَحفظ النكت عَلَى الحسان فِي النَّحْو وعرضها عَلَى مصنّفها شَيخنَا العلاّمة أثير الدّين أبي حيّان وَكتب لَهُ عَلَيْهَا بذلك وَأَجَازَهُ وعلّق عَلَيْهَا حَوَاشِي من أوّلها إِلَى آخرهَا بخطّة من كَلَام الشَّيْخ وَبحث فِي الْأَصْلَيْنِ عَلَى الشَّيْخ صفي الدّين الْهِنْدِيّ بِدِمَشْق وَعَلَى الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن السبّاك بِبَغْدَاد وَقَرَأَ تَلْخِيص الْمِفْتَاح عَلَى الخيلخاني وَدخل بَغْدَاد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَاجْتمعَ) بفضلائها وسافر إِلَى خُرَاسَان والريّ وَعَاد إِلَى ماردين ثُمَّ إنَّه ردّ إِلَى الْقَاهِرَة ثَانِيًا

وَكَانَ قَدْ دَخلهَا أوّلاً مَعَ عمّه قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين ابْن عبد الْحق وَكَانَ يقْرَأ لَهُ الدرُوس فِي مدارسه وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَانْفَرَدَ هُوَ بتدريس الديليميّة فِي الْقَاهِرَة وَحضر درسه فِي أوّل يَوْم قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي وبقيّة الْقُضَاة وَدخل إِلَى الْيمن سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بَعْدَمَا مَا حجّ وَاجْتمعَ بِصَاحِب الْيمن فَأقبل عَلَيْهِ إقبالاَ كثيرا وأنِس بِهِ وَأحسن إِلَيْهِ وفوّض إِلَيْهِ نظر المغاص وَالْخَاص الْحَلَال وَنظر الْأَوْقَاف ورأيتُ خطّ السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن إِلَيْهِ فِي عدّة أوراق بآداب كَثِيرَة ولطف زَائِد وخوّله نعما أثيلة وباشر عِنْدهم ثمّ إنَّه تزوّج بِابْنِهِ الْوَزير وحجّ صُحبةً الْملك الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة فجرت لَهُم تِلْكَ الْأَحْوَال عَلَى جبل عَرَفَات ونهبوهم أَخْبرنِي قَالَ عُدم لي فِي البرّ وَالْبَحْر مَا قِيمَته خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِينَار ونظم الشّعْر جيّداً وجوّد المقاطع وتعدت مَعَه فِيهَا التورية والاستخدام وصناعة البديع وجوّد فنون الشّعْر من الموشّح والزجل والموليا وَغير ذَلِكَ وَهُوَ حسن الشكل تامّ الْقَامَة حُلْو الْوَجْه رَأَيْته غير مرّة وَاجْتمعت بِهِ بِالْقَاهِرَةِ وبدمشق فرأيته لطيف الْأَخْلَاق جميل الْعشْرَة فِيهِ مَكَارِم وأريحيّة وكيس ودمانة وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ كثيرا فَمن ذَلِكَ قَوْله وَهُوَ ممّا أنشدنيه لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة من الْكَامِل (أيْرِى كبيرٌ والصَغيرُ يَقُول لي ... إطعَنْ حَشايَ بِهِ وَكُنْ صَنديدا) (نَادَيْتُ هَذَا لَا يَجُوزُ فَقَالَ لي ... عِنْدي يَجُوزُ فَنِكْتُهُ تَقْليدا) وأنشدني بالشأم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة من الطَّوِيل (طَفا نيلُ مصرَ حِينَ غَرَّقَ أهلّها ... وَقَدْ أجْرَموا بِالفِعلِ والقالِ والقيلِ) (ويَبْعَثُهُم يومَ القيامةِ رَبُّهُم ... ويَحْشُرُهُم فِي النارِ زُرْقاً من النِيلِ) وأنشدني أَيْضا من المنسرح (عَشِقْتُ يَحْيَى فَقالَ لي رَجُلٌ ... لَمْ يُبقِ فِيك الفراقُ من بُقْيا) (تَعْشَقُ يَحْيَى تَموتُ قُلْتُ لَهُ ... طُوبَى لِصَبِّ يَموتُ فِي يَحْيى) وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل (ونادِي دِمَشق كَمْ يُنادِي بأهِلِهِ ... أَلا جادِلوا بالشّرَّ وَاهْووا لهِاوِيَهْ) ) (حَكى كَربَلا يَومَ الحُسينَ وَلَمْ يَزَلْ ... يَزيدُ كِلاباً والكِلابُ مُعاوِيَهْ) وأنشدني لَهُ أَيْضا من الْبَسِيط (قَالَ حَبيبي زُرْني ولكِنْ ... يَكونُ فِي آخِرِ النَهارِ) (قلتَ أُداري الوَرى وَآتِي ... لأيّ دارٍ فقالَ دَاري)

وأنشدني أَيْضا من الْخَفِيف (طالَ حَكَي وَعِندمَا ... قُلتُ خَذْهُ لِوَقْتِهِ) (ضَرَطَ العِلْقُ ضَرْطةً ... دَخَل الأيرُ فِي استِهِ) وأنشدني أَيْضا من المجتثّ (سَمَوتُ إِذْ كَلَّمَتْني ... سُلْمَى بِغَيِرْ رؤِسالهُ) (وَقَالَ صَحبي تَنبَّا ... وَكَلَّمَنْهُ الغزالهْ) وأنشدني أَيْضا من المتقارب (ولمّا انْقَضَى وَقْتُ تَوْديعِنا ... عَشيّةَ بَيْنِ وَجَدَّ السَفَرْ) (وَقَفْتُ بجسمٍ يُريها السُهَى ... وسارَتْ بِوَجْهٍ يُريني القَمَرْ) وأنشدني أَيْضا من الرمل (من يكنْ أعمى أصمّاً ... يدخُلِ الحانَ جهارا) (يَسْمَعُ الألحانَ تُتلَى ... وَيَرى الناسَ سُكارَى) وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل (بدَا الشَعرُ فِي الخَدِّ الَّذِي كَانَ مشتهى ... فأخفى عَنِ المَعْشوقِ حَالي وَمَا تَخْفي) (لقد كَانَتْ الأرْدافُ بالْأَمْس رَوْضةً ... مِن الوَرْد وَهَيَ الْيَوْم مَوْرِدَةُ الحلْفا) وأنشدني أَيْضا من الوافر (أرُومُ وِصالَه فَيَصُدُّ قَلْبي ... بِلَحْظِ قَد حَمَى رَشْفَ الثَنايا) (فَبَيْنَ لِحاظِ عَيْنَيْهِ وَقَلْبِي ... وَبَيْنَ الوَصْلِ مُعْتَرَكُ المَنايا) وأنشدني أَيْضا من الرمل (حَظُ عَيْنيَّ مِن الدُنيا القَذى ... وفُؤادي حَظُّه مِنْها الأذَى) (وَلَكَمْ حاولت فِيهَا رَاحَة ... مَا أَرَادَ اللهُ إلاّ هَكَذَا) ) وأنشدني أَيْضا من السَّرِيع (لمّا بَدا فِي خَدِّهِ عارِضٌ ... وشاقَ قَلْبي نَبْتُهُ الأخْضَرُ) (أمْطَرَ أجْفانِي مُسْتَقْبِلاً ... فَقُلْتُ هَذَا عارِضٌ مُمْطِرُ) وأنشدني أَيْضا من الْخَفِيف (إِن بدا لي وتُبْتُ عَن شُرْبِ راحي ... ودَعاني إليهِ دفٌ وعُودُ)

(غَأدِرْ يَا نَديمُ كأسَ وَمُدامي ... وَعَليَّ الضَّمَان أنَّي أعودُ) وأنشدني أَيْضا من الْخَفِيف (يَا رَسولَ الحَبيبِ غِثْ مُستَهاماً ... مُغرمَاً يَعْشَقُ المِلاحَ دِيانَهْ) (حَدِّث الخائفَ الكَئيبَ من الهَجْرِ ... فَهْوَ ممِّن يَرى الحديثَ أمانَهْ) وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل (تَعَشَّقْتُه ظَبْياً فَنَمَّ عِذارُهُ ... فَنادَيتُ يَا قَلْبِي خَلَصْتَ مِنَ السَبْيِ) (فَقَالَ أَتَسْلُوا عِنْدَ نبت عذاره ... ألم تَدْرِ أنَّ المِسْكَ يَنْبُتُ فِي الظَبْيِ) وأنشدني أَيْضا من الْبَسِيط (عَطَسْتُ فِي مَجْلِسٍ وَفيهِ ... سَاقٍ كَريمٌ يُديرُ خَمْرا) (سُقِيتُ لمّا عطستُ كأساً ... يَا لَيْتَني لَو عطست أُخْرَى) وأنشدني أَيْضا من الْبَسِيط (قُلْ للَّذي حِينَ رام رِزقاً ... بِكُلِّ مَا لَا يَليقُ لاذا) (قْصِرْ عناءَ ثُمْ فَريداً ... فالرزقُ يَأْتِي بِدُونِ هَذَا) وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل (أُناديك مُوسى إِذْ أتينُك وارِداً ... ومُقْتَبِساً نَارا وَقَدْ قيل لَا وَلَا) (أيا قابساً خُذْ من فُؤَادِي جَذْوةً ... وَيَا وارداً رِدْ مِنْ دُموعيَ مَنْهَلاً) وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل (وقائلةٍ يومَ الوداعِ دَماً ... تَفيضُ بِهِ عَيناك نادَيْتُ لَا أدْري) (ألَمْ تَعْلَمي أنّ الفؤادَ لبَيْننا ... يَذوبُ وأنَّ العينَ لَا بُدَّ أَن تجرِي) وأنشدني أَيْضا من الْكَامِل) (وإلامَ أمْنَحُك الودادُ سَجيّةً ... وَأبُوءُ بالحِرْمانِ مِنْك وبالأذى) (وَيَلُومُني فِيك العَذولُ وَلَيْسَ لي ... سَمْعٌ يَعي وَإِلَى مَتى يَبْقَى كَذَا) وأنشدني من السَّرِيع (ضَيَّعْتُ أمواليَ فِي سائِبٍ ... يَظْهَرُ لي بالوُدِّ كالصاحبِ) (لمّا انْتهى مَالِي انْتهى وُدُّه ... واضيعَةَ الأمْوالِ فِي السائبِ) وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل

أسد الدين ابن موسك

(يَقولُ نَدِيمي عَنْ نُضوحٍ بِكَفِّه ... لَقَد فَضَحَ الصَهْبا وَجَلَّ الخُبْثِ) (فَقُلتُ هُوَ المَطْبوخُ مِنْ حَسَدٍ لَهَا ... ألَمْ تَرَه قَدْ صَار مِنْهَا عَلَى الثُلْثِ) وأنشدني أَيْضا من الطَّوِيل (وساحِرِ طرفٍ عَقْرَبُ فَوقَ صُدغِهِ ... تَدِبُّ إِلَى قَلْبي وَلَمْ أمْلِكِ النَفْعا) (وحَيَّةُ شَعْرٍ خَلْفَها نَحو مُهْجَتي ... يُخيَّل لي مِنْ سِحرِها أنّها تَسْعَى) وأنشدني أَيْضا من الْكَامِل (لمّا حكى بَرقُ النّقا ... لمَعانَ ثَغْرِكَ إِذْ سَرى) (نَقَلَ الغمامُ إِلَيْك عَن ... دَمْعي الحديثَ كَمَا جرى) 3 - (أَسد الدّين ابْن موسك) سُلَيْمَان بن داوج بن مُوسَك الْأَمِير أَسد الدّين ابْن الْأَمِير عماد الدّين ابْن الْأَمِير الْكَبِير عزّ الدّين الهذباني وُلد فِي حُدُود الستّ مائَة بالقدس وتوفيّ سنة سبع وَسِتِّينَ وستّ مائَة وَكَانَتْ لَهُ يَد فِي النّظم وَعِنْده فَضِيلَة وَترك الخدم وتزهّد وَلبس الخشن وجالس الْعلمَاء وأذهب مُعظَم نعْمَته واقتنع وَكَانَ أَبوهُ أخصّ الْأُمَرَاء بالأشراف ابْن الْعَادِل وجدّه الْأَمِير عز الدّين موسك ابْن خَال السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه من حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن شعر أَسد الدّين سُلَيْمَان قَوْله من الْكَامِل (مَا الحبُّ إلاّ لَوعةٌ وغَرامُ ... فَحَذارِ أنْ يَثْنِيك عَنهُ ملامُ) (الحُبُّ لِلعُشّاقِ نارٌ حَرُّها ... بَرْدٌ عَلَى أكبادِهِم وسَلامُ) (تَلْتَذُّ فِيهِ جُفونُهُمْ بسُهادِها ... وَجُسومُهم إِذْ شَفَّها الأسْقامُ) (وَلَهُمْ مَذاهِبُ فِي الغرامِ ومِلّةٌ ... أَنا فِي شريعِتها الغَداةَ إمامُ) ) (وَلَهُمْ وللأحبابِ فِي لَحَظاتِهِم ... خَوْفَ الوُشاةِ رسائلٌ وكلامُ) (لَطُفَتْ إشارَتُهم ودَقّت فِي الهَوَى ... معنى فحارت دونَها الأفْهامُ) (وتحجَّبَتْ أنْوارُها عَن غَيرهم ... وَجَلَتْ لَهُم أسْرارَها الأوْهامُ) (فإليْك عَنْ عَذْلي فإنّ مَسامِعي ... مَا للمَلامِ بِطُرْقهِها إلْمامُ) (أَنا من يرى حُبَّ الحِسانَ حيَاتَهُ ... فَالإمَ فِي حُبّ الحياةِ اُلامُ) قلت شعر جيّد 3 - (الْأَمِير الْهَاشِمِي) سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس الْأَمِير

الزهراني الأزدي

الْهَاشِمِي كَانَ أَمِيرا شريفاً جَلِيلًا عَالما ثِقَة سرِيّاً قَالَ ابْن حَنْبَل كَانَ يصلح للخلافة روى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره من الْكِبَار وتوفيّ سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الزهْرَانِي الْأَزْدِيّ) سُلَيْمَان بن دَاوُد الزهْرَانِي الْأَزْدِيّ الْعَتكِي الْبَصْرِيّ الْمُقْرِئ المحدّث الثِّقَة روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَأحمد وَإِسْحَق وَابْن الْمَدِينِيّ وَخلق كثير من أقرانه وثّقه ابْن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهم وتوفيّ أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (سُلَيْمَان بن دَاوُد بن حمّاد) روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ووثّقه قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى ورش وتوفيّ فِي حُدُود الستّين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْكَاتِب أيّام بني أميّة) سُلَيْمَان بن يعد الْخُشَنِي مَوْلَاهُم كَاتب عبد الْملك والوليد وَسليمَان وَعمر من أهل الأردنّ كَانَ يصحب عبد الْملك وَحكى عَنهُ وَعَن الزُّهْرِيّ روى عَنهُ عبد الله بن نعيم الأردني وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَذكره أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ فِي تَسْمِيَة كتاب أُمَرَاء دمشق وَحكى أنّه أوّل من نقل الدِّيوَان من الروميّة إِلَى العربيّة وَذكر أنّ دَاره بِدِمَشْق فِي نَاحيَة بَاب الفراديس عَن يَمِين الدَّاخِل انْتهى وتوّلى سُلَيْمَان أيّام عبد الْملك الدِّيوَان بعد موت سرجون بن مَنْصُور الرُّومِي وَهُوَ أوّل من ترْجم ديوَان السام بالعربيّة وَهُوَ أوّل مُسلم ولي الدَّوَاوِين كلّها وحوّلها بالعربيّة وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لِسُلَيْمَان بَلغنِي أنّ أَبَا فلَان عامِلَنا كَانَ زنديقاً قَالَ وَمَا يَضرك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ) 3 - (أَبُو سَلمَة قَاضِي حمص) سُلَيْمَان بن سُلَيْمَان أَبُو سَلمَة الْكَلْبِيّ مَوْلَاهُم الْحِمصِي قَاضِي حمص وثّقه أَبُو حَاتِم وَابْن معِين وَأَبُو دَاوُد وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وتوفيّ سنة

الحافظ الطائي

سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة يُقَال إنّه لَمْ يكن بحمص أعبد مِنْهُ 3 - (الْحَافِظ الطَّائِي) سُلَيْمَان بن سيف مَوْلَاهُم الْحَافِظ أَبُو دَاوُد الحرّاني سمع يزِيد بن هَارُون وروى عَنهُ النَّسَائِيّ فَأكْثر وَقَالَ ثِقَة وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (المظفّر صَاحب الْيمن) سُلَيْمَان شاه بن شاهنشاه بن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب الْملك المظفّر صَاحب الْيمن ابْن سعد الدّين ابْن الْملك المظفّر تَقِيّ الدّين كَانَ سُلَيْمَان هَذَا قَدْ تمفقر فِي شبيبته وَصَحب الْفُقَرَاء وَحمل الركوة وحجّز ثُمَّ إنّه كَاتب وَالِدَة الْملك النَّاصِر سيف الْإِسْلَام صَاحب الْيمن وَكَانَتْ قَدْ تغلّبت عَلَى زَبيد وضبطت الْأَمْوَال وَبقيت متلفّتةً إِلَى مَجِيء رجل من بني أيّوب ليقوم بِالْملكِ وَذَلِكَ فِي حُدُود نَيف وستّ مائَة فَبعثت إِلَى مكّة من يكْشف لَهَا الْأُمُور فَوَقع مملوكها بِسُلَيْمَان شاه فَسَأَلَهُ عَن اسْمه وَنسبه فَأخْبرهُ فَكتب إِلَيْهَا فطلبته فَسَار إِلَى الْيمن وَقدم عَلَى أمّ النَّاصِر فتزوّجته وَعظم أمره وملكته لكنه مَلأ الْبِلَاد ظُلْماً وجَوراً واطّرح زَوجته وتزوّج غَيرهَا وكاتَب العادلَ فَجعل فِي أوّل كِتَابه أنّه من سُلَيْمَان وأنّه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فاستقلّ عقلَه ولمّا تفرّغ جهّز سبطّه الْملك المسعود أقسيس بن الْكَامِل فِي جَيش فَدخل الْيمن وَاسْتولى عَلَى مدائنها وَقبض عَلَى سُلَيْمَان شاه هَذَا وَبَعثه وَمَعَهُ زَوجته بنت سيف الْإِسْلَام إِلَى مصر فَأجرى لَهُ الْكَامِل مَا يقوم بمصالحه وَلَمْ يزل مُقيما بِمصْر إِلَى أَن استُشهد بالمنصورة سنة تسع وَأَرْبَعين وستّ مائَة 3 - (سُلَيْمَان بن صُرَد) 3 - (بن الجون الْخُزَاعِيّ) لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة توفيّ سنة خمس وستّين لِلْهِجْرَةِ) روى لَهُ الْجَمَاعَة يكنّى أَبَا مطرّف كَانَ خيرّاً فَاضلا كَانَ اسْمه فِي الجاهليّة يسَار فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُلَيْمَان سكن الْكُوفَة وَشهد مَعَ عليّ صفّين وَهُوَ الَّذِي قتل حوشباً ذَا ظليم الأُلهاني بصفّين مبارزةً وَكَانَ فِيمَن كتب إِلَى الْحُسَيْن يسْأَله الْقدوم إِلَى الْكُوفَة فَلَمَّا قدمهَا ترك الْقِتَال مَعَه فلمّا قُتل الْحُسَيْن نزل هُوَ والمسّيب بن نجبة الفزري وَجَمِيع من خذله وَلَمْ يُقَاتل ثُمَّ قَالُوا مالنا تَوْبَة ممّا فعلنَا إلاّ أَن نقْتل أَنْفُسنَا فِي الطّلب بدمه فَخَرجُوا وعسكروا بالنُخَيلة وولّوا أمَرهم سليمانَ بن صُرَد وسمّوه أَمِير الْمُؤمنِينَ ثُمَّ

سليمان بن طرخان التيمي

صَارُوا إِلَى عبيد الله بن زِيَاد فَلَقوا مقدّمته فِي أَرْبَعَة آلَاف عَلَيْهَا شُرَحْبِيل بن ذِي الكلاع فَاقْتُلُوهُ فقُتل سُلَيْمَان بن صرد والمسيّب بن نجبة وَكَانَ يوَ قُتل ابنَ ثَلَاث وَتِسْعين سنة 3 - (سُلَيْمَان بن طرخان التَّيْمِيّ) 3 - (أَبُو الْمُعْتَمِر الْقَيْسِي) أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام كَانَ عَابِد أهل الْبَصْرَة قَالَ مهْدي بن هِلَال أتيت سُلَيْمَان فَوجدت عِنْده حَمَّاد بن زيد وَيزِيد بن زُرَيْع وَبشر بن الْمفضل وأصحابنا البصريّين وَكَانَ لَا يحدّث أحدا حَتَّى يمتحنه فَيَقُول لَهُ الزناء بِقدر فَإِن قَالَ نعماستحلفه أنّ هَذَا دينك فإنْ حلف حدّثه بِخَمْسَة أَحَادِيث توفيّ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَمِير مكّة وَالْمَدينَة) سُلَيْمَان بن عبيد الله بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس الْهَاشِمِي قدم دمشق مَعَ الْمَأْمُون وَكَانَ قَدْ ولاّه الْمَدِينَة سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ ثمّ ولاّه مكّة فَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن عَزله المعتصم عَنْهُمَا وَكَانَ هُوَ وَابْنه محمّد يتداولان العملَ مرّةً الأبُ عَلَى الْمَدِينَة وَإِلَّا بن عَلَى مكّة ومرّةً بِالْعَكْسِ وَكَانَ الْمَأْمُون ولاّه الْيمن وَجعل ولَايَة كلّ بَلْدَة يدخلهَا لَهُ حتّى يصل الْيمن توفيّ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الْمَنْصُور) سُلَيْمَان بن عبد الله الْمَنْصُور بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عبّاس أَبُو أيّوب الْهَاشِمِي وأمّه فَاطِمَة من ولد طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ كَانَ أَمِير دمشق من قِبَل الرشيد وَمن قِبَل الْأمين أَيْضا ولي الْبَصْرَة للرشيد مرّتين حدّث عَن أَبِيه وَعبيد الله بن مَرْوَان بن محمّد وروى عَنهُ ابْن أَخِيه إِبْرَاهِيم بن عِيسَى ابْن الْمَنْصُور وَابْنَته زَيْنَب بنت سُلَيْمَان وَإِلَيْهِ ينْسب سُلَيْمَان) بِبَغْدَاد توفيّ سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وَهُوَ ابْن خمسين سنة وَكَانَ قد اشْترى جَارِيَة مغنية أسمها ضَعِيفَة بِخَمْسَة أُلَّاف دِينَار فَأَخذهَا مِنْهُ الْمهْدي فتتبّعتها نفسُه وَأكْثر فِيهَا من الْأَشْعَار واشتهر أمره فِي شَأْنهَا وَمن شعره فِيهَا من الْكَامِل (رَبِّ إِلَيْك المُشتكَى ... مَاذَا لَقِيتُ من الخليفَهْ) (يَسَعُ البرّيةَ عدلُهُ ... ويَضِيقُ عَنّي فِي ضَعيفهْ)

سليمان بن عبد الله بن الحسن

(عَلِقَ الفؤادُ بحُبّها ... كالحِبرِ يَعْلَقُ فِي الصَحيفهْ) (لي قِصَّةٌ فِي أَخْذِها ... وَخَيعَتي عَنْها ظَريفهْ) 3 - (سُلَيْمَان بن عبد الله بن الْحسن) 3 - (بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب) كَانَ ممّن خرج بفخّ مَعَ الْحُسَيْن بن عليّ بن الْحسن بن الْحسن لمّا خرج عَلَى الْهَادِي فَقُتِلَ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ إنّه يُعرَف بِسُلَيْمَان الْمغرب وزُعم أنّه لَمْ يقتل بفخّ وأنّه دخل الْمغرب وَكَانَ يروم الْأَمر فاضطرّه الْهَرَب إِلَى أَن آجر نَفسه أَجِيرا لملاّح فِي الْبَحْر وعسيفاً لجمّال فِي البرّ وتطلّبه وُلَاة بني العبّاس فدافعت عَنهُ البربر فَقَالَ فيهم من الْكَامِل (رُوحي الفِداءُ لِعُصبَةٍ غَرْبيّةٍ ... أُغْرُوا بِبِرّي وانْتَموا لِلْبَربَرِ) (حَفِظوا النّبيَّ وشَرْعَه فِي آلِهِ ... بَأْسا بكلّ مشَطِّبٍ أَو سَمْهَري) (مَا ضَرَّهُمْ إِذْ نابَذَتْنا هاشمٌ ... وَوَفَتْ لَنا إنْ لَم تكُنْ مِن عُنْصرُي) وَهُوَ الْقَائِل من المنسرح (الحمدُ لله جَدُّنا هُدِيّ ال ... ناسُ بِهِ من ضلالةٍ وعَمى) (وَنَحْنُ أبْناؤُه وعِتْرَتُه ... وَلَيْس منّا فِي الأَرْض من سّلما) وَآل أمره إِلَى أَن أُتِي تلمسان وَبهَا بَنو أَخِيه إِدْرِيس والإمامة بِهَا فيهم فأكرموه حتّى مَاتَ ثُمَّ إنّهم وَقع بَينهم وَبَين بنيهم فأخرجوهم إِلَى الغرب الْأَوْسَط وَكَانَ أشهرَ وَلَده حَمْزَة بن سُلَيْمَان وَإِلَيْهِ ينْسب سوق حَمْزَة بالمغرب وتوارث بنوه الأمرَ هُنَالك حتّى أَتَاهُم جَوْهَر المُعِزّي فَحمل كلَّ مَشْهُور مِنْهُم إِلَى المعزّ وخلعهم عَن ملكهم وَبقيت مِنْهُم بقايا فِي الْجبَال والأطراف مَشْهُورُونَ مكّرمون عِنْد قبائل البربر وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد الدَّاخِل إِلَى الْمغرب 3 - (أَبُو أيّوب الْخُزَاعِيّ) ) سُلَيْمَان بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن أَبُو أَيُّوب الْخُزَاعِيّ من بَيْنَ الْإِمَارَة والتقدّم قَالَ الطَّبَرِيّ ولي شرطة بَغْدَاد والسواد من قِبَل المعتزّ فِي سادس شهر ربيع الأول سنة خمس وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أديباً شَاعِرًا روى عَنهُ المبرّد وَأَبُو مَالك الضَّرِير وَغَيرهمَا وتوفيّ سنة ستّ وستيّن وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره مَا كتبه إِلَى بعض أَصْحَابه وَكَانَ عليلاً من الطَّوِيل (بإخوانك الأدنين لابك كَانَ مَا ... شَكوتَ إليّ اليومَ ألَمِ الوَجْدِ) (لِكُلّ امرئٍ مِنْهم بِقَدْر احتماِلهِ ... فإنْ عَجَزوا عَنْهُ تَحَمَّلْتُهُ وَجْدِي) وروى لَهُ الْأَخْفَش عليّ بن سُلَيْمَان من المنسرح

متولي سجلماسة

(حَتّى إِذا مَا أتَتْ لِمَجْلِسِها ... وصارَ فِيهِ من حُسنِها وَثَنُ) (غَنَّتْ فَلَمْ تَبْقَ فِي جارِحةٌ ... إِلَّا تَمَّنْيتُها أنهَّا أُذُنُ) قلت شعر جيّد 3 - (متوليّ سجلماسة) سُلَيْمَان بن عبد الله بن عبد الْمُؤمن بن عليّ أَبُو ربيع الْقَيْسِي متوليّ سجلماسة وأعمالها لِابْنِ عمّه السُّلْطَان يَعْقُوب بن يُوسُف كَانَ شَيخا بهيّ المنظر حسن الْمخبر فصيح الْعبارَة باللغتين كَانَ يملي عَلَى كَاتبه الرسائل الصَّنْعَة بِغَيْر توقّف ويخترع بِلَا تكلّف وَكَذَلِكَ فِي اللُّغَة البربرّية وَلَهُ شعر يروق قَالَه فِي ابْن عمّه وتوفيّ سنة عشر وستّ مائَة 3 - (الباردي) سُلَيْمَان بن عبد الْحَلِيم بن عبد الْحَلِيم الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل صدر الدّين الباردي بِالْبَاء الموحّدة وَبعد الْألف رَاء ودال مُهْملَة الْمَالِكِي الْأَشْعَرِيّ مدّرس الْمدرسَة الشرابيشيّة بِدِمَشْق مولده سنة ثَلَاث وَسبعين وستّ مائَة ووفاته يَوْم الْأَحَد حامس جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الدَّارَانِي الزَّاهِد) سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي الزَّاهِد ابْن الزَّاهِد قَالَ السّلمِيّ هُوَ من جلّة مشائخهم كَانَ لَهُ شَأْن عَال فِي عُلُوم الْقَوْم لقِيه أَحْمد بن أبي الْحوَاري وَحكى عَنهُ قَالَ الْخَطِيب كَانَ عبدا صَالحا روى عَنهُ ابْن أبي الْحوَاري حكايات قَالَ أَحْمد قَالَ أَبُو سُلَيْمَان فِي هَذَا الْقُرْآن حانات إِذا مرّ بِهَا المريدون نزلُوا فِيهَا فذكرتُ ذَلِكَ لِابْنِهِ سُلَيْمَان فَقَالَ إِذا) تكاملت مَعْرفَته صَار الْقُرْآن كلّه لَهُ حانات قلت أيّ وَقت تتكامل مَعْرفَته قَالَ إِذا عَرَفَ مقدارَ منَ خاطَبَه بِهِ وَقَالَ أحسبُ أنّ عملا لَا يُوجد لَهُ لَذَّة فِي الدُّنْيَا أنّه لَا يكون لَهُ ثَوَاب فِي الْآخِرَة قَالَ أَحْمد مَاتَ أَبُو سُلَيْمَان سنة خمس وَمِائَتَيْنِ وعاش ابْنه سُلَيْمَان بعده سنتَيْن وشهراً وَفِي رِوَايَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وعاش ابْن سُلَيْمَان بعد سنتَيْن وشهراً 3 - (ابْن بنت شُرَحْبِيل) سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن مَيْمُون أَبُو أيّوب التَّمِيمِي الْمَعْرُوف بِابْن بنت شُرَحْبِيل روى عَن ابْن عُيَيْنَة وَعبد الله بن كثير الْقَارئ

القاضي الحنبلي

والوليد بن مُسلم وَابْن وهب وَغَيرهم وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَأَبُو عبيد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيرهم وَولد سنة ثَلَاث أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث أَو أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وصلىّ عَلَيْهِ مَالك بن طوق وَلَهُ نَحْو من ثَمَانِينَ سنة قَالَ ابْن أبي حَاتِم سَمِعت أبي يَقُول سَأَلت يحيى بن معِين عَن أبي أيّوب الدِّمَشْقِي قَالَ سَمِعت أبي يَقُول سُلَيْمَان ابْن بنت شُرَحْبيل صَدُوق مُسْتَقِيم الحَدِيث ولكنّه أروى النَّاس عَن الضُّعَفَاء والمجهولين وَكَانَ عِنْدِي فِي حدِّ لَو أنَّ رجلا وضع لَهُ حَدِيثا لَمْ يفهم وَكَانَ لَا يمّيز 3 - (القَاضِي الْحَنْبَلِيّ) سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عليّ بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم نجم الدّين أَبُو المحامد النهرماوي الْحَنْبَلِيّ قَالَ لي الْحَافِظ نجم الدّين سعيد الذهلي الْحَنْبَلِيّ الحريري مولده تَقْرِيبًا سنة سبع وَأَرْبَعين وستّ مائَة ووفاته سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِبَغْدَاد سمع جَمِيع الْأَرْبَعين الطائيّة عَلَى الشَّيْخ الْمسند أبي البركات إِسْمَاعِيل بن عليّ بن أَحْمد بن الطبّال الْأَزجيّ بِسَمَاعِهِ من جَامعهَا الإِمَام أبي الْفتُوح محمّد بن محمّد بن عليّ الطَّائِي وحدّث بِهَا بِبَغْدَاد وسمعها مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم نجم الدّين سعيد الْمَذْكُور كَانَ شيخ الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد وفقيههم ومدّرسهم تفقّه عَلَى شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزريراني وَكَانَ يثني عَلَيْهِ بِمَعْرِِفَة الْفِقْه درّس بالمستنصرّية للطائفة الْحَنَابِلَة وتولّ قَضَاء الْحَنَابِلَة مَعَ التقشّف والصيانة والعفّة والديانة وَلَمْ يحكم بَيْنَ النَّاس مدّةً قبل وَفَاته واستقلّ وَلَده بالتدريس وَولي الْقَضَاء فِي حَيَاته 3 - (عون الدّين ابْن العجمي) ) سُلَيْمَان بن عبد الْمجِيد بن الْحسن بن أبي غَالب عبد الله بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الأديب البارع عون الدّين ابْن العجمي الْحلَبِي الْكَاتِب ولد سنة ستّ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة بِدِمَشْق وشيّعه الْأَعْيَان وَالسُّلْطَان سمع من الافتخار الْهَاشِمِي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الدمياطي وَفتح الدّين ابْن القيسراني ومجد الدّين الْعقيلِيّ وَكَانَ كَاتبا مترسّلاً وشاعراً ولي الْأَوْقَاف بحلب وتقدّم عِنْد النَّاصِر وحظي عِنْده وَولي نظر الجيوش بِدِمَشْق وَكَانَ متأهّلاً للوزارة كَامِل الرياسة لطيف الشَّمَائِل وَمن شعره أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ أَنْشدني فتح الدّين ابْن القيسراني قَالَ أَنْشدني عون الدّين لنَفسِهِ من الوافر (لَهِيبُ الخدِّ حينَ بَدا لِعَينِي ... هَفَا قلبِي إِلَيْهِ كالفراشِ) (فأَحْرَقَهُ فَصَارَ عَلَيْهِ خالاً ... وَهَا أَثَرُ الدُخانِ عَلَى الْحَوَاشِي) وَحضر يَوْمًا مجْلِس مخدومه الْملك النَّاصِر وأدار ظَهره إِلَى الطرّاحة فَقَالَ لَهُ أستاذ الدَّار

أمير المؤمنين الأموي

السدّة وَرَاءَك فَقَالَ الْملك النَّاصِر سلمَان من أهل الْبَيْت فَقَالَ من الطَّوِيل (رعى اللهُ مَلْكاً مَا لَهُ من مُشابهٍ ... يُمنُّ عَلَى الْعَافِي وَلَمْ يَكُ منّانا) (لإحْسانِهِ أمْسيتُ حَسّامَ مَدْحِه ... وكنتُ سليماناً فأصبحتُ سَلْمانا) وَفِي عون الدّين يَقُول سعد الدّين محمّد بن عَرَبِيّ يصف شعره من الطَّوِيل (يَقُولُونَ عَوْنُ الدّين يُروَى لَمِجْدِهِ ... قريضُ كروضٍ باَكَريْه عِهادُهُ) (فَقُلتُ لَهمُ هَذَا سُليمانُ عَصرِهِ ... يَدينُ لَهُ من كُلِّ عِلْمٍ مُرادُهُ) (إِذا هُوَ أمْسى فِي القَريضِ مُفكَّراً ... عُرضْنَ عَلَيْهِ بالعَشِّي جِيادُهُ) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأمَوِي) سُلَيْمَان بن عبد الْملك كَانَ من خِيَار مُلُوك بني أميّة ولي الْخلَافَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ستّ وَتِسْعين بعد الْوَلِيد بالعهد من أَبِيه وروى قَلِيلا عَن أَبِيه وَعبد الرَّحْمَن بن هُنيدة وَكَانَتْ دَاره مَوضِع سِقَايَة جيرون وَكَانَ فصيحاً مفوّهاً مؤثراً للعدل يحبّ الْغَزْو مولده سنة ستّين وتوفيّ يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر سنة تسع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ بمرج دابق عرضت لَهُ سعلة وَهُوَ يخْطب فَنزل وَهُوَ مَحْمُوم فَمَا جَاءَت الجمعةُ الأُخرى حتّى مَاتَ وَولي عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ جميل الْوَجْه وعزل عمّال الحجّاج وَأخرج من فِي سجون الْعرَاق وهمّ بِالْإِقَامَةِ فِي الْقُدس وحجّ فِي خِلَافَته سنة سبع وَتِسْعين وَقَالَ لعمر بن عبد الْعَزِيز لمّا رأى النَّاس فِي الْمَوْسِم أما) ترى هَذَا الْخلق الَّذين لَا يحصي عَددهمْ إلاّ الله تَعَالَى وَلَا يسع رزقهم غَيره فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَؤُلَاءِ الْيَوْم رعيّتك وَغدا خصماؤك فَبكى بكاء شَدِيدا ثُمَّ قَالَ بِاللَّه أستعين وَكَانَ من الْأكلَة قَالَ ابْنه أكل أبي أَرْبَعِينَ دجَاجَة تشوى على النَّار على صغة الكباب وَأكل أَرْبعا وَثَمَانِينَ أكل بشحومها وَثَمَانِينَ جرذقةً وأتى الطَّائِف فَأكل سبعين رمّانةً وخروفاً وستّ دجاجات وأُتي بمكّوك زبيب طائفي فَأَكله أجمع وَقيل إنّه كَانَ لَهُ بُسْتَان فَجَاءَهُ رجل لضمنه فَدفع فِيهِ قدرا من المَال فاستؤذن فِي ذَلِكَ فَدخل الْبُسْتَان ليبصره وَجعل يَأْكُل من ثماره ثُمَّ إنّه أذن فِي ضَمَانه وَقبض الْمبلغ فلمّا قيل للضامن إحمل المالَ قَالَ كَانَ ذَلِكَ قبل أَن يدْخلهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقيل إنّه كَانَ إِذا رأى الْأكلَة يتمثّل من الرجز لَا لَقْمَ إِلَّا دونَ لَقْمِ سالمْ يَلْقم لَقْماً فوقَ لَقْمِ اللاقِمْ وَقيل إنّ سعيد بن خَالِد بن أسيد الْقرشِي دخل عَلَى سُلَيْمَان فتمّثل سُلَيْمَان من الْكَامِل

(إِنِّي سمعتُ عَلَى الفِجِاجِ مُنادياً ... مَنْ ذَا يُعينُ عَلَى الفَتَى المِعْوانِ) وَقَالَ لَهُ مَا حَاجَتك قَالَ دَيني قَالَ كم هُوَ قَالَ ثَلَاثُونَ ألف دِينَار فَقل هِيَ لَكَ وَوَصله بعد سعيد هَذَا إِذا سَأَلَهُ رجل شَيْئا وَلَمْ يكن عِنْده شَيْء قَالَ ادّان عليّ واكتبْ عليّ كتابا وَقَالَ سُلَيْمَان حِين حَضَره الْمَوْت من الرجز إنّ بَنيّ صَبْيةٌ صغارُ أفَلَح من كَانَ لَهُ كبارُ إنّ بَنيّ صَبْيَةٌ صَيْفيّون أفْلَحَ مَنْ كانَ لَهُ ربعيّون فَقَالَ لَهُ عمر بن عبد الْعَزِيز قَدْ أَفْلح من نزكّي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقيل إنّه جلس فِي بَيت أَخْضَر عَلَى وطاء أَخْضَر عَلَيْهِ ثِيَاب خُضر ثمّ نظر فِي الْمرْآة فأعجبه شبابه وجماله فَقَالَ كَانَ محمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبيا وَكَانَ أَبُو بكر صدّيقاً وَكَانَ عمر فاروقاً وَكَانَ عُثْمَان حييّاً وَكَانَ مُعَاوِيَة حَلِيمًا وَكَانَ يزِيد صبوراً وَكَانَ عبد الْملك سائساً وَكَانَ الْوَلِيد جبّاراً وَأَنا الْملك الشابّ فَمَا دَار عَلَيْهِ الشَّهْر حتّى مَاتَ وَأنْشد الْمَدَائِنِي لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك من الطَّوِيل) (وهَوَّنَ وَجْدِي فِي شراحيلَ أنّني ... مَتى شئتُ لاقيتُ الَّذِي مَاتَ صاحِبُهْ) قلت الأَصْل فِي هَذَا قَول الخنساء من الوافر (وَلَوْلَا كَثْرَة الباكين حَولي ... عَلَى إخْوَانهمْ لقتلتُ نَفسِي) وَقَالَ سعيد بن عبد الْعَزِيز إنّ سُلَيْمَان ولي وَهُوَ إِلَى الشَّبَاب والترِفّه مَا هُوَ فَقَالَ لعمر بن عبد الْعَزِيز يَا أَبَا حَفْص إنَّا قَدْ وَلينا مَا ترى وَلَمْ يكن لَنَا بتدبيره علم فَمَا رأيتَ من مصلحَة العامّة فمُر بِهِ يُكتَب فَكَانَ من ذَلِكَ عزل عمّال الحجّاج وَإِخْرَاج من فِي سجون الْعرَاق وَإِخْرَاج أُعطية العراقييّن وَمن ذَلِكَ كِتَابه إنّ الصَّلَاة كَانَتْ أُميتت فأحيوها وردّوها إِلَى وقنها مَعَ أُمُور حَسَنَة كَانَ يسمع من عمر بن عبد الْعَزِيز فِيهَا وَقدم عَلَيْهِ مُوسَى بن نُصير من نَاحيَة الْمغرب ومسلمة بن عبد الْملك فَبينا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَبَر أنّ الرّوم خرجت عَلَى سَاحل حمص فسُبيت امرأةٌ وَجَمَاعَة فَغَضب سُلَيْمَان وَقَالَ مَا هُوَ إلاّ هَذَا نغزوهم ويغزوننا وَالله لأغزونّهم غَزْوَة أفتحُ فِيهَا القسطنطينيّة أَو أَمُوت دون ذَلِكَ فأغزى جمَاعَة أهلِ الشَّام والجزيرة والموصلِ فِي البرّ فِي نَحْو مائَة وَعشْرين ألفا وأغزى أهل مصر وإفريقية فِي الْبَحْر فِي ألف مركب وَعَلَى جمَاعَة النَّاس مسلمة ابْن عبد الْملك وأغزى دَاوُد بن سُلَيْمَان فِي جمَاعَة من أهل بَيته وَقدم سُلَيْمَان إِلَى دمشق وَمضى حتّى تزل دابق فَأمْضى الْبَعْث وَأقَام بهَا وَقَالَ عبد الْغَنِيّ وسُميّ سُلَيْمَان بن عبد الْملك مِفْتَاح الْخَيْر لأنّه اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ ابْن سِيرِين رحم الله سُلَيْمَان بن عبد الْملك افْتتح خِلَافَته بِخَبَر وختمها بِخَير

تقي الدين التركماني الحنفي

إفتتح خِلَافَته بإحياء الصَّلَاة لمواقيتها وختمها بِأَن اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك عدّة أَوْلَاد مِنْهُم أيوّب وَعبد الْوَاحِد وَيزِيد وَإِبْرَاهِيم وَيحيى وَعبد الله وَالقَاسِم وَسَعِيد ومحمّد وَعمر وَعبد الرَّحْمَن وأمّ أيّوب 3 - (تَقِيّ الدّين التركماني الْحَنَفِيّ) سُلَيْمَان بن عُثْمَان الْمُفْتِي الزَّاهِد الْوَرع بقيّة السّلف تقيّ الدّين التركماني الْحَنَفِيّ مدّرس الشبليّة نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق لمجد الدّين ابْن العديم ثمّ استعفى ولازم الأشغال وَكَانَ من أَعْيَان الحنفيّة وتوفيّ سنة تسعين وستمّائة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الْحَنَفِيّ) سُلَيْمَان بن أبي العزّ بن وهيب الْمُفْتِي الْكَبِير الشَّيْخ صدر الدّين قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْفضل) الْأَذْرَعِيّ ثمّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ إِمَام عَالم متبحّر عَارِف بدقائق الْفِقْه وغوامضه انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة عَلَى الحنفيّة بِمصْر وَالشَّام وتفقّه عَلَى الشَّيْخ جمال الدّين الحصيري وَغَيره وَقَرَأَ الْفِقْه بِدِمَشْق مدّةً ثمّ سكن مصر وَحكم بِهَا ودّرس بالصالحيّة ثُمَّ انْتقل إِلَى دمشق قبل مَوته فاتّفق موت مجد الدّين ابْن العديم فقُلِّدَ بعده الْقَضَاء فَلم يبْق فِيهِ ثَلَاثَة أشهر وَكَانَ الْملك الظَّاهِر بيبرس يحبّه ويبالغ فِي احترامه وَأذن لَهُ أَن يحكم حَيْثُ حلّ وَكَانَ لَا يكَاد يُفَارِقهُ فِي غَزَوَاته وحجّ مَعَه وَلَمْ يخلّف بعده مثله فِي مذْهبه وَلَهُ شعر مَاتَ سنة سبع وَسبعين وست مائَة عَن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة وَدفن بسفح قاسيون وَولي الْقَضَاء بعده حسام الدّين الرُّومِي 3 - (علم الدّين المنشد) سُلَيْمَان بن عَسْكَر الخوراني علم الدّين أَبُو الرّبيع المنشد ونقيب المتعمّمين كَانَ يحفظ أَكثر ديوَان الصرصري فِي مدائح سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يحضر الولائم والأفراح والخِيَم والمآتم وكلّ جمع يكون وَيقوم فِي آخر الْمجْلس وينشد من أمداح الصرصري ويؤدّي ذَلِكَ جيدا سالما من اللّحن والغلط والتصحيف لأنّه صحّح ذَلِكَ عَلَى الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ وَغَيره من أهل الْعلم وَإِذا جرى فِي ذَلِكَ الْمجْلس شَيْء ينشد قصيدةً مُنَاسبَة فِي الْمَعْنى من أمداح الصرصري ويحضر دروس الغزّاليّة وَيقوم عقيب الْفَرَاغ وينشد ويحجّ فِي كلّ سنة وَيكون فِي الركب مؤذّناً وَعَلَى الْجُمْلَة فَمَا خَلفه أحد فِي شَأْنه وتوفيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي ثَانِي عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة وَكَانَ قَدْ سمع الحَدِيث وَرَوَاهُ وحجّ فِي وَقت وَأخذ مرسوم نَائِب الشَّام بِأَن يكون مُؤذنًا بالركب الشريف فكتبْتُ لَهُ مرسوماً عَلَى ظَاهر قصّته ونسخة ذَلِكَ لأنّه المنشد الَّذِي أضحت

عم السفاح

قصائده وَهِي غَايَة الْمَقْصُود والمطرب الَّذِي يُقَال فِيهِ هَذَا سُلَيْمَان وَقَدْ أُوتيّ مِزْمَارًا من مَزَامِير دَاوُد والحافظ الَّذِي يعرب إنشادَهُ والفصيح الَّذِي يَعْلُو بِهِ النّظم إِن شادَهْ لَو سَمعه الصرصري لعلم أنّه فِيمَا يُورِدهُ من كَلَامه متبصِّرْ وتحقّق أنّ السامعين لَهُ إِذا بكوا وخشعوا غرانيق مَاء تَحْتَ باز مصرصر كم حرّك سواكن الْقُلُوب بِلَفْظِهِ البديع وأجرت عِبَارَته العبراتِ من بَحر السَّرِيع وَجعل المحافل رياضاً لأنّه أَبُو الرّبيع فليؤذّن أذاناً إِذا سَمعه الركب أَقَامَ وَقَالُوا هَذَا المؤذّن الَّذِي هُوَ للنَّاس كلّهم إِمَام وَالله يرزقنا شَفَاعَة من يجلو علينا مدائحه وَيفِيض علينا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة منائحه بمنّة وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى) 3 - (عمّ السفّاح) سُلَيْمَان بن عليّ بن عبد الله عبّاس أَبُو أيّوب وَيُقَال أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي أحد أعمام السفاح والمنصور حدّث عَن أَبِيه وَعِكْرِمَة وروى عَنهُ ابناه محمّد وجعفر وَابْن أَخِيه عبد الْملك بن صَالح بن عليّ وَيُقَال عبد الله والأصمعي وَغَيرهم وَولي الْمَوْسِم فِي خلَافَة السفّاح وَولي الْبَصْرَة لَهُ وللمنصور ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقيل سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وَسليمَان وَصَالح ابْنا عليّ هما لأمّ ولد وَكَانَ سُلَيْمَان كَرِيمًا جواداً مرّ بِرَجُل يسْأَله قَدْ تحمّل عشر ديات فَأمر لَهُ بِهَا كلّها وَكَانَ يعْتق فِي كل موسم عشيّة عَرَفَة مائَة نسمَة وَبَلغت صِلاتُهُ فِي الْمَوْسِم وقريش والأنصاري وَسَائِر النَّاس خَمْسَة أُلَّاف ألف 3 - (سُلَيْمَان بن عليّ الْمَعْرُوف بِابْن القصّار ذكره جحظة فِي أَخْبَار الطنبوريين وثلبة فِي نَفسه) وأخلاقه ومدح صَنعته فِي الْغناء قَالَ أَبُو الْفرج فِي كتاب الأغاني أَخْبرنِي ذكاء وَجه الرزة قَالَ كنّا نَجْتَمِع مَعَ جمَاعَة من الطنبوريّين ونشاهدهم فِي دور الْمُلُوك وبحضرة السُّلْطَان فَمَا شاهدت أفضل من المشدود وَعمر والوادي وَابْن القصّار وَقَالَت قمريّة البكتمريّة كَانَتْ سِتّي الَّتِي ربّتني مغنّيةً شجيّة الصَّوْت حَسَنَة الْغناء وَكَانَتْ تعشق ابْن القصّار وَكَانَتْ عَلامَة مصيرة إِلَيْهَا أَن يجتاز فِي دجلة وَهُوَ يغنّي فَإِن قدرت عَلَى لِقَائِه أوصلته إِلَيْهَا وإلاّ مضى فاجتاز بِنَا فِي لَيْلَة مُقْمِرَة وَهُوَ يُغني من الرمل (أَنا فِي يُمْنى يَديها ... وَهْيَ فِي يُسْرَى يَدَيَّهْ) (إنّ هَذَا القَضاءَ ... فِيهِ جَورٌ يَا أُخَيَّهْ) ويغنّي فِي آخِره ويلي ويلي يَا أبيّه وَكَانَتْ ستّي بَيْنَ يَدي مَوْلَاهَا فَمَا ملكت نَفسهَا أَن

معين الدين البرواناه

صاحتْ أحسنتَ وَالله يَا رجل فتفضّلْ وَأعد فَفعل وَشرب رطلا وَانْصَرف وَكَانَ مَوْلَاهَا يعرف الْخَبَر فتغافل عَنْهَا لموضعها من قبله 3 - (معِين الدّين البَروَاناه) سُلَيْمَان بن عليّ الصاحب معِين الدّين البرواناه كَانَ أَبوهُ مهذب الدّين عليّ بن محمّد أعجمّياً سكن الرّوم وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن ويعلّم أَوْلَاد مُسْتَوْفِي الرّوم ثمّ إنّه نَاب عَنهُ ثمّ ولي مَوْضِعه فِي أيّام السُّلْطَان عَلَاء الدّين وَظَهَرت كِفَايَته فاستوزره ثمّ) وزر لوَلَده غياث الدّين إِلَى أَن مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ورتّب عَلَاء الدّين بعده فِي وزارته وَلَده هَذَا فَعظم أمره إِلَى أَن استولى عَلَى ممالك الرّوم وصانع التتار وعمرت الْبِلَاد بِهِ وَكَاتب الْملك الظَّاهِر ثُمَّ نقم عَلَيْهِ أبغا وَنسبه إِلَى أنّه هُوَ الَّذِي جسرّ الظَّاهِر عَلَى دُخُول الرّوم وَحصل مَا وَقع من قتل أَعْيَان الْمغل فَبَكَتْ الخواتين وشُقّت الثِّيَاب بَيْنَ يَدي أبغا وَقَالُوا البرواناه هُوَ الَّذِي قَتَل رجالنا وَلَا بدّ من قَتله فَقتله وَكَانَ من دُهاة الْعَالم وشجعانهم لَهُ إقدام عَلَى الْأَهْوَال وخبرة بِجمع الْأَمْوَال قطعت أربعتُهُ وَهُوَ خيّ وأُلقي فِي مرجل وسُلق وَأكل الْمغل لَحْمه من غيظهم وفتلوا مَعَه الرّوم خلائق وَذَلِكَ سنة سبعين وستّ مائَة 3 - (عفيف الدّين التلمساني) سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن ياتِينَنّ بياء آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف مَكْسُورَة وياء أُخْرَى سَاكِنة ونونين الثَّانِيَة مشدّدة الشَّيْخ الأديب البارع عفيف الدّين التلمساني كَانَ كُوفِي الأَصْل وَكَانَ يدّعي الْعرْفَان ويتكلّم فِي ذَلِكَ عَلَى اصْطِلَاح الْقَوْم قَالَ قطب الدّين رأيْتُ جمَاعَة ينسبونه إِلَى رقّة الدّين والميل إِلَى مَذْهَب النصيريّة وَكَانَ حسن الْعشْرَة كريم الْأَخْلَاق لَهُ حُرْمَة ووجاهة وخدم فِي عدّة جِهَات بِدِمَشْق قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين خدم فِي جِهَات المكس وَغَيرهَا كتب عَنهُ بعض الطّلبَة وَكَانَ يتّهم بِالْخمرِ وَالْفِسْق والقيادة وَحَاصِل الْأَمر أنّه من غلاة الاتحّاديّة وَذكره شمس الدّين الْجَزرِي فِي تأريخه وَمَا كَأَنَّهُ عرف حَقِيقَة حَاله وَقَالَ عمل أَرْبَعِينَ خلْوَة فِي الرّوم يخرج من وَاحِدَة وَيدخل فِي أُخْرَى قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا الْكَلَام فِيهِ مجازفة ظَاهِرَة فإنّ مَجْمُوع ذَلِكَ ألف وستّ مائَة يَوْم قَالَ وَلَهُ فِي كلّ علم تصنميف وَقَدْ شرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَشرح مقامات النِفَّري وَحكى بَعضهم قَالَ طلعْتُ إِلَيْهِ يَوْم قُبض فَقلت لَهُ كَيْفَ حالك قَالَ بِخَير من عرف الله كَيْفَ يجافه وَالله مُنْذُ عَرفته مَا خفته وَأَنا

فرحان بلقائه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَحكى تِلْمِيذه الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الفاشوشة قَالَ رَأَيْت ابْنه فِي مَكَان بَيْنَ يَدي ركبداريّة وَذَا يكبّس رجلَيْهِ وَذَا يبوسه فتألمّتُ لذَلِك وانقبضت وَدخلت إِلَى الشَّيْخ وَأَنا كَذَلِك فَقَالَ مَا لَكَ فَأَخْبَرته بِالْحَال الَّذِي وجدت وَلَده محمّداً عَلَيْهِ قَالَ أفرأيته فِي تِلْكَ الْحَال منقبضاً أَو حَزينًا قلت سُبْحَانَ الله كَيْفَ يكون هَذَا بل كَانَ أسرّ مَا يكون فهّون الشَّيْخ عليّ وَقَالَ لَا تحزن أَنْت إِذا كَانَ هُوَ مَسْرُورا فَقلت يَا سيّدي فرَجتَ عنيّ وعرفْتُ قدر الشَّيْخ وسعته وَفتح لي بَابا كنت عَنهُ) محجوباً قلت وَحكى لي عَنهُ الشَّيْخ مَحْمُود بن طيّ الحافي قَالَ كَانَ عفيف الدّين يُبَاشر اسْتِيفَاء الخزانة بِدِمَشْق أَو الشَّهَادَة فَحَضَرَ الأسعد بن السديد الماعز إِلَى دمشق صُحْبَة السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور فَقَالَ لَهُ يَوْمًا يَا عفيف الدّين أُرِيد مِنْك أَن تعْمل لي أوراقاً بمصروف الخزانة وحاصلها وَأَصلهَا عَلَى عَادَة يطْلبهَا المستوفي من الْكتاب فَقَالَ نعم فطلبها مرّةً ومرّةً وَهُوَ يَقُول نعم فَقَالَ لَهُ فِي الآخر أَرَاك كلّما أطلب هَذِهِ الأوراق تَقول لي نعم وَأَغْلظ لَهُ فِي الْكَلَام فَغَضب الشَّيْخ عفيف الدّين وَقَالَ لَهُ والك لمن تَقول هَذَا الْكَلَام يَا كلب يَا ابْن الْكَلْب يَا خِنْزِير وَلَكِن هَذَا من عجز الْمُسلمين وَإِلَّا لَو بصقوا عَلَيْكَ بصقةً لأغرقوك وشقّ ثِيَابه وَقَامَ بهمّ بِالدُّخُولِ إِلَى السُّلْطَان فَقَامَ النَّاس إِلَيْهِ وَقَالُوا هَذَا مَا هُوَ كَاتب وَهُوَ الشَّيْخ عفيف الدّين التلمساني وَهُوَ مَعْرُوف بالجلالة وَالْإِكْرَام بَيْنَ النَّاس وَمَتى دخل إِلَى السُّلْطَان آذَاك عِنْده فَسَأَلَهُمْ ردّه وَقَالَ يَا مَوْلَانَا مَا بقيت أطلب مِنْك لَا أوراقاً وَلَا غَيرهَا أَو كَمَا قَالَ قَالَ لي الشَّيْخ أثير الدّين الْمَذْكُور أديب جيّد النّظم وَكَانَ كثير التقلّب تَارَة يكون شيخ صوفيّة وَتارَة يعاني الخدم قدم علينا القاهرةَ وَنزل بخانكاة سعيد السُّعَدَاء عِنْد صَاحبه شيخها إِذْ ذَاكَ الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي وَكَانَ منتحلاً فِي أَقْوَاله وأفعاله طَريقَة ابْن عَرَبِيّ صَاحب عنقاء مغرب انْتهى توفيّ عفيف الدّين سنة تسعين وستّ مائَة وأنشدني من لَفظه جمال الدّين مَحْمُود بن طيّ الحافي قَالَ أَنْشدني عفيف الدّين التلمساني لنَفسِهِ وَكَانَ يَصْحَبهُ كثيرا ويحفظ غَالب ديوانه من الطَّوِيل (وَقَفْنا عَلَى المَغْنى قَديماً فَمَا أَغْنَى ... وَلَا دَلَّتِ الألفاظُ مِنْه عَلَى مَعْنَى) (وَكم فِيهِ أمْسَينا وبِتنا بِرَيْعِهِ ... حَيَارى وأصبحنا حيارى كَمَا كُنّا) (ثملْنا وملْنا والدموعُ مدامُنا ... وَلَوْلَا التصابي مَا ثملنا وَلَا ملنا) (فَلم نرَ للغِيدِ الحِسانِ بِهِمْ سنا ... وهم من بدور التمّ فِي حسنها أسْنى) (نُسائِلُ باناتِ الْحمى عَن قدودهم ... وَلَا سيمّا فِي لينها البانةَ الغنّا) (ونَلْثِمُ تربَ الأرضِ أَن قَدْ مشت بِهِ ... سُلَمْى وَلُبْنى لَا سُلَيمَى وَلَا لَبْنى) (فوا أسفا فِيهِ عَلَى يُوسُف الْحمى ... ويعقوبه تبيضُّ أعْيُنُهُ حُزْنِا)

(وَلَيْسَ الشجي مِثلَ الخليّ لأجل ذَا ... بِهِ نَحْنُ نُحنا والحمامُ بِهِ غَنَّى) (يُنَادي مناديهم ويصغي إِلَى الصدى ... فيسألنا عَنْهُم بِمثل الَّذِي قُلْنَا) ) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْبَسِيط (للقُضبِ بالدَوْحِ أجْيابٌ وأجيادُ ... تَدْنو إليكَ وَتنْأى حِين تنآدُ) (وللحباب عَلَى شطّي جداولها ... للسَيْفِ وَالْعقد نَضّاءٌ ونَضَادُ) (وللنَسيمِ عَلَى الأفاقِ زَمْزَمَةٌ ... وللحمائِم بالأعواد أعوادُ) (فهاتِ كأسَك أَو لُطفاً يقوم لَنَا ... مقامَ كأسك نَنقَى حِين ننقادُ) (فَمَا المدامة أحلى من حَدِيثك إِذْ ... يجلوه للسمع إنْشَاء وإنشادُ) (أوْ خُذْ حَديثَ غرامي وَاتخذ سكرا ... فَفِيهِ للسكر إسعاف وإسعادُ) (بِي شادنٌ لغرامي شارِدٌ أبدا ... وللتصبّر نفّاء ونفَادُ) (كم فِي غرامي بِهِ واشٍ وواشيةٌ ... وَكم مَعَ الدَّهْر حُسّابٌ وحُسَادُ) (وَكم عليّ إِذا مَا غبتُ عَنهُ وَكم ... لي حِين أحْضُرُ نقّال ونقّادُ) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الوافر (نَدىً فِي الأقحوانة أمْ شرَابُ ... وطلٌ فِي الشَّقِيقَة أم رُضابُ) (فَتلك وَهَذِه ثَغْرٌ وكأسٌ ... لذا ظَلْمٌ وَفِي هَذَا شرَابُ) (وخُضرُ خمائلٍ كَجسُوم غِيدٍ ... قَدْ انتَقَشَتْ فَراقَ بِهَا الخِضابُ) (يُرِيك بِهَا الشقيقُ سَوادَ هُدْبٍ ... وحمرةَ وجنةٍ فِيهَا التِهابُ) (ووُرقُ حمائمٍ فِي كُلِّ فَنٍّ ... إِذا نَطَفَتْ لَها لحنٌ صَوابُ) (لَهَا بالطلّ أزرار حِسانٌ ... وأطواقٌ وَمن وَرَقٍ ثِيابُ) (كأنّ النَّهر سَيفٌ مشرفيٌّ ... لَهُ فِي كَفّ صينقلهِ اضطرابُ) (تُجَرِّدُه يَمينُ الشمسِ طَوْراً ... وطوراً بالظَلالِ لَهُ قِرابُ) (يعابُ السيفُ إِذْ فِي جانبَيه ... فُلولُ وَهْوَ مِنْهَا لَا يعابُ) (فَإِن قُلتَ الحُبابُ انسابَ ذُعْراً ... ورُمتَ الرقش صَدَّقَك الحُبابُ) (وللأغصانِ هَيْنمةُ تُحاكي ... حبائبَ رَقَّ بَيْنهم العِتابُ) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (وَفِي الحيّ هَيْفاءُ المَعاطفِ لَوْ بَدَت ... مَعَ البانِ كانَ الورُقُ فِيهَا تغنّتِ)

(عجبْتُ لَهَا فِي حُسْنِها إِذْ تفرّدت ... لأيّة معنى بعد ذَاكَ تثنّتِ) ) وَمن شعر عفيف الدّين أَيْضا من الْبَسِيط (أفْدِي الَّتِي ابْتَسَمَتْ وَهْناً بكاظمةٍ ... فَكَانَ مِنْهَا هُدَى الساري بنعمانِ) (وواجَهَتْها ظِباءُ الرمل فاكتسبتْ ... مِنْهَا محاسنَ أجْيادٍ وأجْفانِ) (يسري النسيمُ بِعَطْفَيها فيصحبُه ... لُطفٌ يُميلُ عصُونَ الرند والبانِ) (مرّت عَلَى جَانب الْوَادي وَلَيْسَ بِهِ ... ماءٌ فَقاضَ بِدَمْعي الجانِبُ الثَّانِي) (مَوّهتُ عَنْهَا بسُلْمَى واستعَرْتُ لَهَا ... من وَصْفِها فاهتدى الشاني إِلَى شاني) (نَجْني عليّ وَمَا أحْلى أليمَ هَوىً ... فِي حُبّها حِين ألجاني إِلَى الْجَانِي) وَمِنْه أَيْضا من الْكَامِل (إِن كَانَ قَتْلِي فِي الْهوى يَتَعَيَّنُ ... يَا قاتِلي فَبِسَيْفِ جَفْنِك أهْوَنُ) (حَسْبي وحَسبك أَن تكونَ مدَامعي ... غسْلي وَفِي ثَوْب السَقامِ أُكفَّنُ) (عَجَباً لخَدِّك وَردُه فِي بانةٍ ... والبانُ فَوْقَ الغصنِ مَالا يُمكِنُ) (أدْنَتْه لي سنة الْكرَى فلثمتُه ... حَتَّى تَبَدَّلَ بالشقيقِ السَوْسَنُ) (ووردتُ كَوْثَر ثَغْرِه فحسبتُني ... فِي جَنّةٍ من وَجْنتيه أسْكنُ) (مَا راعني إلاّ بِلال الخالِ غَو ... قَ الخدِّ فِي صُبح الجَبين يُؤَذّنُ) قلت هُوَ مثل قَول الحاجري من الطَّوِيل (أقامَ بِلال الخالِ فِي صحنِ خدّه ... يُراقِبُ من لألاء غرّته الفجرا) وَهَذَا أحسن من الأول وَأَخذه جمال الدّين ابْن نباتة فَقَالَ من الْبَسِيط (وانْظُرْ إِلَى الخالِ فَوْقَ الثغرِ دون لمىً ... تجدْ بِلَالًا يُرَاعِي الصُّبْح فِي السحرِ) وَمن شعر عفيف الدّين التلمساني من قصيدة من الطَّوِيل (كأنّ الأقاحِي والشقيقُ تقابلا ... خُدودٌ جلاهنّ الصِبّى ومباسمُ) (كأنَّ بِهَا للنرجس الغَضِّ أعْيُناً ... تَنَبَّهَ مِنْهَا البَعْضُ والبَعْضُ نائمُ) (كأنَّ ظِلال القُضْبِ فوقَ غَديرِها ... إِذا اضطربَتْ تَحْتَ الرِياحِ أراقِمُ) (كأنَ عِناء الْوَرق ألحانُ مَعبَدٍ ... إِذا رقصتْ تِلْكَ القُدود النواعمُ) (كأنّ نِثار الشَّمْس تَحْتَ غُصونِها ... دنانيرُ فِي وقتٍ داراهمُ)

زين الدين الحافظي الطيب

(كأنّ بِهَا الغُدرانَ تَحْتَ جداولٍ ... مُتونُ دُروعٍ أُفرغتْ وصوارمُ) ) (كأنّ ثِماراً فِي غصونٍ تَوَسْوَسَتْ ... لعارضِ خفّاقِ النسيم تمائمُ) (كأنّ القُطوف الدانياتِ مواهبٌ ... فَفِي كلّ غُصْنٍ ماسَ فِي الدَوحِ ماتَمُ) قلت شعر جيّد إِلَى الْغَايَة وَقَدْ جمعتُ ديوانه ورتَبته عَلَى الْحُرُوف مقفى عَلَى الرّفْع وَالنّصب والجرّ والسكون 3 - (زين الدّين الحافظي الطّيب) سُلَيْمَان بن عليّ زين الدّين ابْن الْمُؤَيد خطيب عقرباء الحافظي قَالَ ابْن أبي أصيبعة اشْتغل بالطبّ عَلَى الْحَكِيم مهذّب الدّين عبد الرَّحِيم بن عليّ وحصّا الْعلم وَالْعَمَل وأتقن الْفُصُول والجمل وخدم بالطبّ الْملك الْحَافِظ نور الدّين أرسلان شاه بن لأبي بكر بن أيّوب وَكَانَ يَوْمئِذٍ صَاحب قلعة جعبر وَأقَام فِي خدمته وتمّيز عِنْده وأجزل رفده وخوّله فِي دولته واشتمل عَلَيْهِ وَكَانَ زين الدّين يعاني الْأَدَب وَالشعر وَالْكِتَابَة الْحَسَنَة وَكَانَ يعاني الجنديّة وداخل أَوْلَاد الْملك الْحَافِظ وَصَارَ حظيّاً مكيناً فِي دولتهم ولمّا مَاتَ الْحَافِظ وتسلّم الْملك النَّاصِر يُوسُف بن مُحَمَّد بن غَازِي صَاحب حلب قلعة جعبر بمراسلات كَانَ فِيهَا زين الدّين الحافظي وانتقل زين الدّين إِلَى حلب وَصَارَت لَهُ عِنْد الْملك النَّاصِر يَد ومنزلة رفيعة وتزوّج زين الدّين بِابْنِهِ رَئِيس حلب واقتنى أَمْوَالًا كَثِيرَة وَلما ملك النَّاصِر دمشق وصل مَعَه إِلَى دمشق وَصَارَ مكيناً فِي دولته وَلذَلِك قلت فِيهِ من الطَّوِيل (وَلَا زَالَ زين الدّين فِي كلّ منصبٍ ... لَهُ فِي سَمَاء الْمجد أَعلَى المراتبِ) (أميرٌ حَوَى فِي العِلمِ كُلَّ فَضيلةٍ ... وفَاق الوَرَى فِي رأيِه والتجاربِ) (إِذا كَانَ فِي طبٍّ فصَدرُ مجَالِسٍ ... وَإِن كَانَ فِي حربٍ فقَلْبُ الكتائبِ) (فَفِي السِلم كم أحيى وليّاً بِطِبِّه ... وَفِي الْحَرْب كم أفتى العدى بالقواضيِ) وَلَمْ يزل عِنْد النَّاصِر بِدِمَشْق إِلَى أَن جَاءَت رسل التتار يطْلبُونَ الْبِلَاد ويشترطون عَلَيْهِ يحملهُ من المَال إِلَيْهِم فَبعث النَّاصِر زينَ الدّين رَسُولا إِلَى هولاكو فَأحْسن إِلَيْهِ واستماله فَصَارَ من جِهَته ومازج التتار وتردّد فِي المراسلات مرّات وأطمع التتار فِي الْبِلَاد وهوّل عَلَى النَّاصِر أَمرهم وعظّم شَأْنهمْ وَوصف عساكرهم وصغّر شَأْن النَّاصِر وَمن عِنْده من العساكر حَتَّى أوقفهُ عَن الْحَرْب فلمّا جَاءَت التتار إِلَى حلب ونازلها هولاكو قَرِيبا من شهر هرب النَّاصِر من دمشق إِلَى مصر) وَخرجت عَسَاكِر مصر وملكها قطر فانكسر النَّاصِر وملكت التتار دمشق وَصَارَ زين الدّين بِأَمْر بِهَا وَيُنْهِي وَبَقِي مَعَه جمَاعَة حَتَّى كَانُوا يَدعُونَهُ الْملك زين الدّين ولمّا كُسر التتار عَلَى عين جالوت وَانْهَزَمَ ملك التتار وَمن مَعَه من دمشق توجّه زين الدّين الحافظي مَعَهم خوفًا عَلَى نَفسه من الْمُسلمين قَالَ الرشيد الفارقي كنت أقابل مَعَه صِحَاح

قاضي القضاة

الْجَوْهَرِي فلمّا أمّروه قلت وأنشدته من الْخَفِيف (قبلَ لي الحافظيُّ قَدْ أمَروه ... قُلتُ مازال بالعَلاءِ جَديرا) (وَسليمَان من خَصَائِصه المُل ... كُ فَلَا غَزْوَ أَن يكونَ أَمِيرا) أحضرهُ هولاكو بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ ثَبت عِنْدِي خِيَانَتك وتلاعبك بالدول خدمتَ صَاحب بعلبك ثمّ خدمت صَاحب جعبر والناصر وخنت الْجَمِيع وانتقلتَ إليّ فأحسنتُ إِلَيْك فشرعت تكاتب صَاحب مصر وعدّد ذنُوبه وَقَتله وَقتل أَوْلَاده وأقاربه وَكَانُوا نَحوا من خمسين وَكَانَ من أَسبَاب ذَلِكَ كُتُبٌ بعثها إِلَى الظَّاهِر وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ وستّين وستّ مائَة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة) سُلَيْمَان بن عمر بن سَالم قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الْأَذْرَعِيّ ابْن الْخَطِيب مجد الدّين الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالزرعي لكَونه حكم بزرع مدّةً توفيّ عَن تسع وَثَمَانِينَ سنة ووفاته فِي سنة أَربع وثلثين وَسبع مائَة سمع من ابْن عبد الدَّائِم والكمال أَحْمد بن نعْمَة وَالْجمال ابْن الصير فِي جمَاعَة وَولي قَضَاء شيزر مُدَّة وناب عَن القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة بِدِمَشْق ثُمَّ بِمصْر ثُمَّ إنّ الْملك النَّاصِر ابْن قلاوون عزل ابْن جمَاعَة وولىّ الزرعي بعد قدومه من الكرك فَحكم سنة ثُمَّ أُعيد ابْن جمَاعَة ثُمَّ بَقِي بِمصْر عَلَى قَضَاء الْعَسْكَر ومدارس ثُمَّ ولي قَضَاء دمشق بعد نجم الدّين ابْن صصري وصرُف بعد سنة بِالْقَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي 3 - (أَبُو خَالِد الْأَحْمَر) سُلَيْمَان بن عَمْرو هُوَ خَالِد الْأَحْمَر وَهُوَ ابْن عمّ شريك القَاضِي كَانَ جريّاً قدريّاً وقحاً من الْخَيْر بريّاً قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ من الدجّالين وَقَالَ ابْن معِين كذّاب وَكَانَ يضع الحَدِيث وتوفيّ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (سُلَيْمَان بن عِيسَى أَخُو المضاء بن عِيسَى صحب أَبَا سُلَيْمَان الدَّارَانِي) قَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري سمعته يَقُول لأبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي إنّي أُرِيد أَن أعتق غلامي) وأبيع كرمي وَنَفْسِي تَقول لي لَكَ ابْنة فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان شُدَّ يدك بغلامك وكرمك 3 - (علم الدّين الصُّوفِي) سُلَيْمَان بت غَازِي بن يُوسُف علم الدّين الصُّوفِي أَنْشدني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حيّان من لَفظه للمذكور من الطَّوِيل (إِذا الْمَرْء أضحى للمراد مُطلقًا ... وَحَازَ عنان النَّفس فهْو مُوَفَّقُ) (وَإِن دَامَ محجوباً باهلٍ وموطنٍ ... فَلَا شكَّ فِي بَحر التساويف يغرَقُ)

أبو القاسم الموصلي

3 - (أَبُو الْقَاسِم الْموصِلِي) سُلَيْمَان بن فَهد أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الْموصِلِي كَانَ كَاتبا أديباً شَاعِرًا رثى الشريف الرضيّ بقصيدة رَوَاهَا عَنهُ أَبُو مَنْصُور العكبري وَهِي من المتقارب (عذيريَ مِن حادثٍ قَدْ طَرَقْ ... أمات العُدُوَّ وأحْيَى الفَلَقْ) (وأذكرني الْعشْر رُزْءَ الْحُسَيْن ... بَردٍّ وأذْكَرَ تِلْكَ الحُرَقْ) (عزاءٌ يخصّ بِهِ الْمُصْطَفى ... وحقٌّ بِهِ جَبرَيلٌ أحَقّ) (فَمَا يتجسّم فِيهِ النِفاقُ ... وَلَا يتكلّف فِيهِ الملقْ) (وَقَدْ كنتُ آملُ سبقي الرّضيّ ... ولكّنه لِشقائي سَبَقْ) (وأكبَرُ وَسعيَ أنْ لَا أُقيم ... بأرضٍ لَهُ الحَينُ فِيهَا طَرقْ) (وَقَدْ قُطِعْت بوفاة الرضيّ ... بيني وَبَين الْعرَاق العُلَقْ) (أأسكن ظَاهرهَا بَعْدَمَا ... توسّد باطنّها وارتفقْ) (أُرَى فوقَها وهُو من تحتِها ... عَلَى وَجهه من ثَراها طَبَقْ) (ولمّا أحَسَّ فِراق الحياةِ ... وَقَدْ كَانَ مِنْهُ قَلِيل الفرَقْ) (أجَدَّ الرحيلَ إِلَى جَدِّه ... فودَع تُربتَه وانطلقْ) 3 - (سُلَيْمَان بن فَيْرُوز وَيُقَال ابْن خاقَان أحد الْعلمَاء التقات أَبُو إِسْحَق الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي) مَشْهُور بكنيته وَهُوَ من طبقَة الْأَعْمَش وَعَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول توفيّ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن الزمكدم) سُلَيْمَان بن الْفَتْح بن أَحْمد الْأَنْبَارِي أَبُو عليّ الْمَعْرُوف بالسرّاج وَيعرف بالزَمَكْدم وَهُوَ الْقوي) الشَّديد وَهُوَ بِفَتْح الزَّاي وَالْمِيم وَسُكُون الْكَاف وَبعدهَا دَال وَمِيم من أهل الْموصل لَهُ ديوَان مختارة فِي مجلّد توفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (يَا طَيفُ مالَكَ لَا تُواصِلْ ... ألِبُخْلِها أصبحتَ باجِلْ) (مِلْ نَحْو صَبٍَّ كَانَ نَحْ ... وَكَ فِي الرِّضَا والسخط مائلْ)

أبو الربيع الإسكندري

وَمِنْه فِي الشمعة من الْكَامِل (وجلوتَ سَوداء الدُجى ... بِذُبالةِ فِي رَأس ذابِلْ) (حَلَتْ بِهِ فكأنهَّا ... لونُ المحبَ وجسمُ ناحِلْ) وَمِنْه فِي الخيش من الْكَامِل والخيش فِي لفح الهجير لَنَا بِطيب القُرَ كافِلْ (خَيشٌ بِهِ خيش الهوا ... ءِ لحرّ تمّوزٍ مقاتِلْ) 3 - (أَبُو الرّبيع الإسكندري) سُلَيْمَان بن الْفَيَّاض الاسكندراني أَبُو الرّبيع تلميذ الْحَكِيم أميّة بن أبي الصَّلْت الْمصْرِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ أحد الشُّعَرَاء خرج من مصر ووافي الْعرَاق وَخرج مِنْهَا إِلَى خرسان وَوصل إِلَى بِلَاد الْهِنْد وتوفيّ بِهَا سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْبَسِيط (تَوَجَّعَتْ أنْ رَأتْني ذاويَ الغُصُنِ ... وَكم أمالت صبا عهد الصِبي فتني) (مَاذَا يُريُبك مِنْ نِضْوٍ حَلِيف نَويّ ... لسُنّة الْبَين مطروح عَلَى سَنَنِ) (رمى بِهِ الغَرْبُ عَن قَوس النَوَى عَرَضاً ... بالشرَقِ أعْيَى عَلَى المهريّة الهُجُنِ) (أرضٌ سَحَبتُ وأترابي تمائمنا ... طِفلاً وجرَرت فِيهَا مَاشِيا رسني) (أنَّى التفتَّفَكَمْ رَوْضٍ عَلَى نهرٍ ... أَو استمعتَ فكم داعٍ عَلَى غُصُنِ) (كم لي بباطنِ ذَاكَ الرّبع من فَرَحٍ ... ولي بباطن ذَاكَ القاع من حزنِ) 3 - (جدّ السلجوتيّة) سُلَيْمَان بن قتلمش أَمِير قونية وجدّ سلاطين الرّوم قُتل فِي صفر سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة بالمصافّ بِأَرْض حلب وَقَامَ بعده ابْنه قلج أرسلان وَكَانَتْ قتلة سُلَيْمَان عَلَى حلب قَتله تتش لأنّه ورد إِلَيْهِ من دمشق وَمَعَهُ أرتق بك فلمّا الْتَقَوْا جَاءَ سليمّانَ سهم فِي وَجهه فَوَقع من فرسه ميّتاً وَدفن إِلَى جَانب مُسلم) 3 - (حَاجِب المستنجد) سُلَيْمَان بن قطرمش بن ترْكَان شاه السَّمرقَنْدِي حَاجِب الإِمَام المستنجد كَانَ سيرته مَعَ النَّاس جميلَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (أشارت بأطراف البنان المُخَضَّبِ ... وضنّت بِمَا تَحْتَ النِقابِ المُذَهَّبِ) (وعضّت عَلَى تفّاحة فِي يَمِينهَا ... بِذِي أُشُرِ غَذْبِ المذاقة أشنب)

ملك الروم

(وأومت بِهَا نحوي فقمتُ مبادراً ... إِلَيْهَا فَقَالَت هَلْ سمعْتَ بأشْعَبِ) وَمِنْه من الْكَامِل (رخُصَتْ مفارقتي عَلَى رَجُلٍ ... وَلَيغْلُوَنَّ عَلَيْهِ مَا رخُصا) (وَلأحرصَنَّ عَلَى قطيعتهِ ... وبِعادِهِ أضعافَ مَا حَرصا) (وَلَقَد يعود السَّيْف مقدحةً ... ويُبدَّل الغُصْنُ الرَطيبُ عَصا) 3 - (ملك الرّوم) سُلَيْمَان بن قلج أرسلان السُّلْطَان ركن الدّين ملك الرّوم حاصرَ أَخَاهُ بأنقرة حَتَّى نزل إِلَيْهِ بالأمان فغدر بِهِ وَقبض عَلَيْهِ فَلم يهمل بعده خَمْسَة أيّام وتوفيّ بالقولنج وَمَات فِي سَبْعَة أيّام سنة ستّ مائَة وَملك بعده وَلَده قلج أرسلان وَلَمْ يتمّ لَهُ أَمر 3 - (الْعَبْدي الْبَصْرِيّ) سُلَيْمَان بن كثير الْعَبْدي الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن معِين ضَعِيف الحَدِيث روى عَن حُصَيْن وَحميد الطَّوِيل أَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين تقرّر أنَّه صَدُوق توفيّ سنة ثَلَاث وستّين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (وَزِير الْمَنْصُور) سُلَيْمَان بن مجَالد بن أبي مجَالد الْوَزير من أهل الأردنّ كَانَ أَخا أبي جَعْفَر الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ من الرضَاعَة وَكَانَ مَعَه بالحميمة من أَرض الشَّام فلمّا أفضت إِلَيْهِ الْخلَافَة قربه وَأَدْنَاهُ وَكَانَ مَعَه كالوزير وَقدم مَعَه بَغْدَاد حِين بناها وولاّه الريّ وَولي لَهُ الخزائن إِلَى حِين وَفَاته فلمّا توفيّ ولىّ المصور ابْن أَخِيه إِبْرَاهِيم بن صَالح بن مجَالد مَكَانَهُ 3 - (ابْن الطزارة النَّحْوِيّ) سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْحُسَيْن السبائي بِالسِّين الْمُهْملَة وبالباء الموحّدة المالقي) النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الطراوة أَخذ عَن أبي الحجّاج الأعلم والأديب أبي بكر المرشاني وَأَبُو مَرْوَان سراج حمل عَنْهُم كتاب سِيبَوَيْهٍ وَكَانَ عَالم الأندلس بالنحو فِي زَمَانه وَلَهُ كتاب المقدّمات عَلَى سِيبَوَيْهٍ وَأخذ عَنهُ أئمّة العربيّة بالأندلس وتوفيّ سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الوافر (وقائلةٍ أتَهْفو للغواني ... وَقَدْ أضحى بَمفْرقِكِ النهارُ)

الكافي قاضي الكرج

(فقلتُ لَهَا حُثِثتُ عَلَى التصابي ... أحقّ الخّيلِ بالرَكض المعارُ) وَمِنْه فِي فُقَهَاء مالقة من الْبَسِيط (إِذا رَأَوْا جَمَلاً يَأْتِي عَلَى بُعدٍ ... مَدّوا إِلَيْهِ جَمِيعًا كَفَّ مقتنصِ) (إِن جئتَهم فَارغًا لَزُّوك فِي قَرّنٍ ... وَإِن رَأوا رشوةً أفْتوك بالرُخَصِ) وَمِنْه فِي قوم انتسبوا إِلَى كلبٍ وهم من جراوة من الوافر (خَرجْتُمْ من جِراوةَ ثُمَّ قُلْتُمْ ... جراوة فِي التناسخ من كلابِ) (صَدقْتُمْ لَيْسَ فِيكُم غير كلبٍ ... وَمن تَلِدون أَبنَاء الكلابِ) وَمِنْه وَقَدْ خَرجُوا ليستسقوا عَلَى أثر قحط فِي يَوْم غامت سماؤه فَزَالَ ذَلِكَ عِنْد خُرُوجهمْ من الْكَامِل (خَرجُوا ليستسقوا وَقَدْ نَشَأتْ ... بحريّة قمنٌ بِهَا السحُّ) (حتّى إِذا اصطفّوا لدعوتهم ... وبد لأعينهم بِهَا نضحُ) (كُشِفَ الغمامُ إِجَابَة لَهُمُ ... فكأنمّا خَرجُوا ليستصّحوا) قلت أوردهُ ابْن الأبّار فِي تحفة القادم لِابْنِ الطرواة وَقَالَ جَعْفَر ابْن الزبير لَيْسَ هَذَا من شعره هَذَا أقدمُ مِنْهُ ابْن الأبّار هَكَذَا وجدت هَذِهِ الأبيات منسوبةً إِلَيْهِ وَقَدْ سبقه إِلَى مَعْنَاهَا أَبُو عليّ المحسن ابْن القَاضِي أبي الْقَاسِم عليّ بن أبي الْفَهم التنَوخي صَاحب كتاب الْفرج بعد الشدّة فِي قَوْله من الطَّوِيل (خرجنَا لنستسقي بيمن دُعَائِهِ ... وَقَدْ كَاد هدب الْغَيْم أَن يلبس الأرضا) (فلمّا ابتدا يَدْعُو تقشّعت السما ... فَمَا تمّ إلاّ والغمامُ قَدْ ارفضا) قلت الْحَلَاوَة الَّتِي فِي قَول الأوّل فكأنمّا خَرجُوا ليستصحوا لَيست فِي قَول الثَّانِي وَفِيه يَقُول أَبُو الْحسن عليّ بن عبد الْغَنِيّ الحصري من المتقارب) (ولابنِ طاوةَ نحوٌ طريٌّ ... إِذا شمّه النَّاس قَالُوا خَرِي) 3 - (الْكَافِي قَاضِي الكرج) سُلَيْمَان بن محمّد بن حُسَيْن بن محمّد أَبُو سعد الْبَلَدِي المتكلّم الْمَعْرُوف بالكافي الكرجي قَاضِي الكرج بِالْجِيم برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف واشتهر بِحسن الْإِيرَاد وقوّة المناظرة وَالتَّحْقِيق وَقدم بَغْدَاد وَبحث مَعَ أسعد الميهني توفيّ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (غياث الدّين سُلَيْمَان شاه) سُلَيْمَان بن محمّد بن ملك شاه بن ألب أرسلان

الصاحب فخر الدين ابن الشيرجي

السلجوقي المدعوّ شاه أَخُو السُّلْطَان مَسْعُود قدم بَغْدَاد أيّام المقتفي وخطب لَهُ بالسلطنة عَلَى مَنَابِر الْعِرَاقِيّ ونثر عَلَى الخطباء الذَّهَب ولُقّب غياث الدُّنْيَا وَالدّين وأُعطي الْأَعْلَام والكوسات وَخرج متوّجاً نَحْو الْجَبَل فلقي ملكشاه بن محمّد وَجَرت بَينهمَا حَرْب نصر فِيهَا سُلَيْمَان وَعَاد إِلَى بَغْدَاد عَلَى طَرِيق شهرزور فَخرج إِلَيْهِ عَسْكَر من الْموصل فظفروا بِهِ وحُبس إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين وَخمْس مائَة هَكَذَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين فِي حُدُود الْخمسين ثُمَّ جَاءَ فِي سنة ستّ وَخمسين وَخمْس مائَة فَقَالَ سُلَيْمَان شاه ابْن السُّلْطَان محمّد ابْن السُّلْطَان ملكشاه السُّلْطَان السلجوقي كَانَ فَاسِقًا مدمن الْخمر أهوج أخرق قَالَ ابْن الْأَثِير شرب الْخمر فِي شهر رَمَضَان نَهَارا وَكَانَ يجمع المساخر وَلَا يلْتَفت إِلَى الْأُمَرَاء فأهمل الْأُمَرَاء والعسكر أمرّه وَلَا يحْضرُون بَابه وَكَانَ قَدْ ردّ الْأُمُور إِلَى الخْادم شرف الدّين كرد بار أحد مشائخ الخدّام السلجوقيّة وَكَانَ يرجع إِلَى دين وعقل فاتّفق أنّ السُّلْطَان شرب يَوْمًا بِظَاهِر همذان فَحَضَرَ عِنْده كردبار فكشف لَهُ بعض المساخر عَن سَوْءته فَخرج مغضباً ثمّ إنّه بعد أيّام عمد إِلَى مساخر سُلَيْمَان شاه فَقَتلهُمْ وَقَالَ إنمّا فعلت هَذَا صِيَانة لملك فَوَقَعت الوحشة ثُمَّ إنّ الْخَادِم عمل دَعْوَة وحضرها السُّلْطَان فَقبض الْخَادِم على السُّلْطَان بمعونة الْأُمَرَاء وَعلي وَزِير مَحْمُود بن عبد الْعَزِيز الجامدي فِي شوّال سنة خمس وَخمسين وَقتلُوا الْوَزير وَجَمَاعَة من خاصّة سُلَيْمَان شاه وحبسه فِي قلعة ثُمَّ بعث مَن خنقه فِي شهر ربيع الآخر سنة ستّ وَخمسين وَخمْس مائَة وَقيل بل سمّه انْتهى قلت وَالظَّاهِر إنّ هَذَا هُوَ الأوّل 3 - (الصاحب فَخر الدّين ابْن الشيرجي) سُلَيْمَان بن محمّد بن عبد الوهّاب هُوَ الرئيس الصاحب فَخر الدّين أَبُو الْفضل ابْن الشيرجي) الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي سمع من الشَّيْخ تقيّ الدينّ الدّين ابْن الصّلاح والشرف المرسي وَلَمْ يحدّث وتعاني الْكِتَابَة وَولى نظر الدِّيوَان الْكَبِير وَكَانَ من أكَابِر الْبَلَد ورؤسائها الموصوفون بِالْكَرمِ والحشمة والسؤدد وَالْإِحْسَان لمّا استولى التتار عَلَى الْبَلَد أَعنِي دمشق أيّام قازان ألزموه بوزارتهم وَالسَّعْي فِي تَحْصِيل الْأَمْوَال فَدخل فِي ذَلِكَ مكْرها وَكَانَ قَلِيل الْأَذَى فلمّا قلعهم الله تعالي مرض وَمَات سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة وَمَشى الْأَعْيَان فِي جنَازَته إِلَى بَاب الْبَرِيد فجَاء مرسوم الْأَمِير علم الدّين أرجواش فردّهم ونهاهم عَن حُضُور الْجِنَازَة وضربوا النَّاس ولمّا وصلت الْجِنَازَة إِلَى بَاب القلعة أذن لوَلَده شرف الدّين فِي أتّباعها 3 - (ابْن الأبزلري)

الغث الحريري

سُلَيْمَان بن محمّد الْمَعْرُوف بِابْن الْأَبْزَارِيِّ تقدّم ذكره فِي سلمَان بن محمّد 3 - (الغثّ الحريري) سُلَيْمَان بن محمّد الْفَقِير الحريري الْمَعْرُوف بالغثّ من مشاهير الْفُقَرَاء المداخلين لِلْأُمَرَاءِ صحب الشجاعي وَكَانَ لَهُ صُورَة وَفِيه مزدكة وقلّة خير وَكَانَ شَيخا مليح الشكل نوفي بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستّ مائَة 3 - (أَبُو مُوسَى الحامض) سُلَيْمَان بن محمّد بن أَحْمد أَبُو مُوسَى النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالحامض كَانَ أحد الْمَذْكُورين الْعلمَاء بِنَحْوِ الكوفيّين أَخذ النَّحْو عَن ثَعْلَب وَجلسَ مَوْضِعه وَخَلفه بعد موتهز وروى عَنهُ أَبُو عمر الزَّاهِد وَأَبُو جَعْفَر الإصبهاني الْمَعْرُوف ببزرويه غُلَام نفطوية وَكَانَ دّيناً صالحاُ وَكَانَ أوحد النَّاس فِي الْبَيَان واللغة وَالشعر وَكَانَ قَدْ أَخذ عَن البصريّين وخلط النحوّين وَكَانَ حسن الوراقة فِي الضَّبْط وَكَانَ يتعصّب عَلَى البصريّين فِيمَا أَخذ عَنْهُم وإنمّا قيل لَهُ الحامض لشراسة أخلاقه وَأوصى بكتبه لأبي فاتك المقتدري بخلا بِهَا أَن تصير إِلَى أحد من أهل الْعلم وتوفيّ سنة خمس وَثَلَاث مائَة وَمن تصانيفه كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب السَّبق والنضال كتاب النَّبَات كتاب الْوَحْش كتاب فِي النَّحْو مُخْتَصر وَلَهُ غير ذَلِكَ 3 - (أَبُو السُّعُود الصَّقِيل) سُلَيْمَان بن مَحْمُود بن أبي الْحسن بن مَحْفُوظ الْقرشِي أَبُو السُّعُود الصَّقِيل الْبَغْدَادِيّ سمع شَيْئا من الحَدِيث من أبي هَاشم عِيسَى بن أَحْمد الدوشابي وحدَّث باليسير وتوفيّ سنة ثلاثٍ) وَعشْرين وستّ مائَة لَيْلَة عَاشُورَاء وَمن شعره من الطَّوِيل (يَقُولُ رِجالٌ حاول الجُودَ من فَتىً ... سَجاياه فِيهِ مذ تَوَلىَّ تَوَلَتِ) (وَمَا خَبَروا مثلي لِياماً خَبَرتُهم ... توالت تجاريبي لَهُم واستمرّتِ) (وَقَدْ قَالَ لي قومٌ مقالةَ ناصحٍ ... وَمَا قَالَ إلاّ حُسْنَ رَأْيٍ وهمّتي) (إِذا مَا يدٌ مدّت لتلتمس الغِنَى ... إِلَى غير من قَالَ أسألوني فَشُلَّتِ) 3 - (سُلَيْمَان بن مُسلم بن الْوَلِيد كَانَ سُلَيْمَان الْمَذْكُور ضريراً وَزعم الجاحظ أنّه من العُمي) الشُّعَرَاء فِي كِتَابَة الَّذِي ذكر فِيهِ ذَوي العاهات وَسليمَان هَذَا أَبوهُ مُسلم صريع الغواني الْمَشْهُور وَكَانَ سُلَيْمَان كثير الْإِلْمَام ببَشّار وَالْأَخْذ مِنْهُ وَكَانَ مُتّهماً فِي دينه وَهُوَ الَّذِي يَقُول من المديد

أبو داود الجيلاني الشافعي

(إنّ فِي ذَا الجسمِ مُعْتَبَراً ... لِطَلوب الْعلم مُلتمسِهْ) (هيكلٌ للروح يُنطِقُهُ ... عرفُه والصَوتُ من نَفَسِهْ) (رُبَّ مَغْروسٍ يعاش بِهِ ... عَدِمتْه كفُّ مُغتَرسِهْ) (وكذاك الدهرُ مَأتَمُه ... أقْربُ الْأَشْيَاء من عُرُسِهْ) وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا وتُروَى لِأَخِيهِ خَارِجَة من الْبَسِيط (تبَارك الله مَا أَسْخى بَني مَطَرٍ ... هُمُ كَمَا قِيل فِي بعضِ الأقاويلِ) (بِيضُ المطابخِ لَا تَشكو وَلا ئدُهُمْ ... غَسلَ القٌدورِ وَلَا غسلَ المناديلِ) 3 - (أَبُو دَاوُد الجيلاني الشَّافِعِي) سُلَيْمَان بن مظفّر بن غَانِم بن عبد الْكَرِيم أَبُو دَاوُد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل جيلان قدم بَغْدَاد شابّاً وَطلب الْعلم بعد الثَّمَانِينَ وَخمْس مائَة وَأقَام بالنظاميّة متفقّهاً عَلَى أحسن طَريقَة وأجمل سيرةٍ حتّى برع وَصَارَ من أحفظ أهل زَمَانه لمَذْهَب الشَّافِعِي وصنّف كتابا كَبِيرا فِي الْمَذْهَب يشْتَمل عَلَى خمس وَعشْرين مجلّدةً بخطّه وَكَانَ متديّناً عفيفاً وَعرض عَلَيْهِ الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ فأباها ثُمَّ تدريس لبَعض الْمدَارِس الشافعيّة فأبي وطُلب أَن يكون شَيخا بالرباط الناصري عِنْد تربة مَعْرُوف فأبي وَقَالَ مَا أصنع بالمشيخة وَقَدْ بَقِي الْقَلِيل فَكَانَ كَذَلِك وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة وَكَانَ يلقّب رضيّ الدّين 3 - (سُلَيْمَان بن معبد أَبُو دَاوُد السنجي الْمروزِي كَانَ محدّثاً حَافِظًا فصيحاً نحويّاً توفّي سنة) ) ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو سعيد الْقَيْس) سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة الْقَيْسِي مَوْلَاهُم أَبُو سعيد الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثَبت ثَبت وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة ثِقَة وَتُوفِّي سنة خمس وستّين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْأَعْمَش) سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش الإِمَام أَبُو محمّد الْأَسدي الْكَاهِلِي

ابن مهنا

مَوْلَاهُم الْكُوفِي الْحَافِظ الْمُقْرِئ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام يُقَال إنّه وُلد بقرية من طبرستان يُقَال لَهَا أمه سنة إِحْدَى وستّين وتوفيّ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة رأى أنس بن مَالك وَهُوَ يصليّ وَلَمْ يثبت أنّه سمع مِنْهُ وَكَانَ يُمكنه السماع من جمَاعَة من الصَّحَابَة وروى عَن عبد الله ابْن أبي أوفى وَأبي وَائِل وَزيد بن وهب وَأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وخثيمة بن عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَمُجاهد وَأبي صَالح وَسَالم بن الْجَعْد وَأبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ وَالشعْبِيّ وهلال بن يسَاف وَيحيى بن وثاب وَأبي الضُّحَى وَسَعِيد بن جُبَير وَخلق كثير من كبار التَّابِعين وحدّث عَنهُ أُمَم لَا يُحصونَ قَالَ أَبُو حَفْص الفلاّس كَانَ يُسمَّى الْمُصحف من صِدقِهِ وَقَالَ القطّان وَهُوَ علاّمة الْإِسْلَام وَكَانَ صَاحب سنّة وَمَعَ جلالته فِي الْعلم وَالْفضل صَاحب ملح ومزاح سَأَلَهُ دَاوُد الحائك مَا تَقول فِي الصَّلَاة خلف الحائك قَالَ لَا بأسَ بِهَا عَلَى غير وضوء وَقيل مَا تَقول فِي شَهَادَة الحائك قَالَ تُقبَل مَعَ عَدْلَيْنِ قَالَ ابْن عُيَيْنَة سبق الْأَعْمَش أَصْحَابه بخصال كَانَ أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للْحَدِيث وَأعلم بالفرائض وَقَالَ عليّ بن سعيد النسوي سمعتُ أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَنْصُور أثبت أهل الْكُوفَة فَفِي حَدِيث الْأَعْمَش اضْطِرَاب كثير وَذكر أَبُو بكر ابْن الباغندي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله أيهّما أثبت فِي الحَدِيث مَنْصُور أَو الْأَعْمَش فَقَالَ مَنْصُور منصورا قَالَ وَكِيع سَمِعت الْأَعْمَش يَقُول لَوْلَا الشُّهْرَة لصلّيت الْفجْر ثمّ تسحّرت قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا كَانَ مَذْهَب الْأَعْمَش وَهُوَ عَلَى الَّذِي روى النَّسَائِيّ من حَدِيث عَاصِم عَن زرّ بن حُذَيْفَة قَالَ تسحّرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ هُوَ النَّهَار إلاّ أنّ الشَّمْس لَمْ تطلع قلت وَقَدْ أكد الإِمَام فَخر الدّين رحه مَذْهَب الْأَعْمَش ببحث قَالَ مِنْهُ لَو بحثنا عَن حَقِيقَة اللَّيْل فِي قَوْله تَعَالَى ثمّ أتمّوا الصّيام إِلَى اللَّيْل وجدنَا عبارَة عَن زمَان غيبَة الشَّمْس بِدَلِيل أنّ الله تَعَالَى سمّاها بعد الْمغرب لَيْلًا بعد بَقَاء الضَّوْء فِيهِ فَثَبت) أَن يكون الْأَمر من الطّرف الأوّل وَمن النَّهَار كَذَلِك فَيكون قبل طُلُوع الشَّمْس لَيْلًا وإنْ لَمْ يُوجد النَّهَار إلاّ عِنْد طُلُوع القرص انْتهى قلت الصَّحِيح أنّ الْآيَة الْكَرِيمَة قَدْ بيّنت حُرْمَة أكل الصَّائِم فِي قَوْله تَعَالَى وُكلوا واشرْبوا حتّى يتبينَ لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود من الْفجْر فقد أبانت غَايَة الْأكل وَالشرب حتّى فَهَذَا نصّ صَرِيح فِي غَايَة مدّة أكل الصَّائِم وشربه فِي اللَّيْل وَالْأَعْمَش لَهُ نَوَادِر وغرائب روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن مهنّا) سُلَيْمَان بن مهنّا بن عِيسَى الْأَمِير علم الدّين أَمِير الْعَرَب قَدْ مر ذكر

أبو الربيع ابن سالم

أَخِيه أَحْمد وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه مُوسَى وَذكر وَالِده مهنّا فِي حرف الْمِيم مكانيهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهُوَ شَقِيق أَخِيه أَحْمد كَانَ من الشجعان الْأَبْطَال يخشاه الْمغل والمسلمون وَيَأْكُل إقطاع صَاحب مصر وإقطاع ملك الْمغل وَلَمْ يزل لَهُ بالبلاد الفراتيّة نوّاب وشحانيّ يستخرجون لَهُ الْأَمْوَال من هيت والحديثة والأنبار وعانة وَكَانَ قَدْ توجّه مَعَ الْأَمِير شمس الدّين قراسنقر إِلَى بِلَاد التتار وَأقَام هُنَاكَ سبع عشرَة سنة وَجَاء مَعَ خربند إِلَى الرحبة وَكَانَ مَعَ الْمغل ثُمَّ جَاءَ إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة أَو مَا قبلهَا بِقَلِيل وَكَانَ إخْوَته وَأَبوهُ وعمّه فضل يرفدونه بِالذَّهَب وَغَيره ويخوّفونه من السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد بن قلاوون ويحذرونه من الْوُقُوع فِي بده وَأخذُوا يتعيّشون بِهِ عَلَى السُّلْطَان ويُمَنُّونه فلمّا فهم ذَلِكَ سُلَيْمَان ركب بِغَيْر علمهمْ وَمَا طلع خَبره إلاّ من مصر فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ هَؤُلَاءِ يَأْخُذُونَ الإقطاعات والإنعامات بسببي من السُّلْطَان وَخيَار من فيهم يسير لي مِائَتَيْنِ دِينَار فَإِذا رحت أَنا للسُّلْطَان زَالَ هَذَا كُله فَأقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان وَأمر لَهُ بإقطاع يعْمل لَهُ مبلغ أَربع مائَة ألف دِرْهَم وأنعم عَلَيْهِ بِمِائَتي ألف دِرْهَم وَلَمْ يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفيّ أَخُوهُ الْأَمِير مظفّر الدّين مُوسَى بالقعرة فُجاءةً فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَتْ تِلْكَ فِي فتْنَة الفخري والطنبغا وَهُوَ مَعَ الطنبغا عَلَى حلب فَقَالَ لَهُ أَنا أتوجّه إِلَى الفخري فجهّزه إِلَيْهِ فجَاء إِلَى الفخري وَهُوَ نازلٌ عَلَى خَان لاجين بِظَاهِر دمشق وتحيّز إِلَيْهِ وتوجّه إِلَى النَّاصِر أَحْمد بالكرك ورسم لَهُ بالإمارة عِوّضَ أَخِيه مُوسَى فاستقلّ بإمرة آال فضل إِلَى أَن توفيّ بسلميّة ظهر الِاثْنَيْنِ خَامِس عشْرين شهر ربيع الأوّل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ورسم الصَّالح بالامرة ليعث بن فضل واعتقل احْمَد بن مهنّا عَلَى مَا مّر فِي تَرْجَمته بالأحمدين وَكَانَ علم الدّين سُلَيْمَان الْمَذْكُور مفرط الْكَرم) حكى لي الْأَمِير حسام الدّين لاجن الغتمي النَّائِب بالرحبة قَالَ كنت وَالِي البرّ بالرحبة وَكَانَ سُلَيْمَان بن مهنّا قَدْ أغار عَلَى قَفلٍ فَأَخذه فِي البرّية وَجَاء إِلَى الرحبة فجهّزتُ إِلَيْهِ رَأس غنم وأحضرت لَهُ من سنجار حمل شراب فلمّا أكل من الْكَبْش وَشرب قَلِيلا قَالَ لي يَا حسام خُذْ لَكَ هَذِهِ الفردة فأخذتها فَوَجَدتهَا ملأى قماشاً إسكندرانياً قَالَ فبعتُ مَا فِيهَا بمبلغ تسعين ألف دِرْهَم 3 - (أَبُو الرّبيع ابْن سَالم) سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سَالم بن حسّان الْحِمْيَرِي الكلَاعِي الأندلسي البالنسي الْحَافِظ الْكَبِير ولد فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي

سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وستّ مائَة كَانَ بقيّة أَعْلَام الحَدِيث ببلنسيّة عني أنمّ عناية بالتقييد وَالرِّوَايَة وَكَانَ إِمَامًا فِي صناعَة الحَدِيث بَصيرًا بِهِ حَافِظًا حافلاً عارفاًبالجرح والتعديد ذكرا للمواليد والوفيات يتقدّم أهل زَمَانه فِي ذَلِكَ وَفِي حفظ أَسمَاء الرِّجَال خُصُوصا من تأخّر من زَمَانه وعاصره وَكتب الْكثير وَكَانَ الخطّ الَّذِي يَكْتُبهُ لَا نَظِير لَهُ فِي الإتقان والضبط مَعَ الاستبحار فِي الْأَدَب والإشتهار بالبلاغة فَردا فِي إنْشَاء الرسائل مجيداً فِي النّظم وَكَانَ هُوَ الْمُتَكَلّم عَن الْمُلُوك فِي مجَالِسهمْ والمبين عَنْهُم لما يريدونه فِي المحافل عَلَى الْمِنْبَر ولي خطابة بلنسيّة وَلَهُ تصانيف مفيدة فِي عدّة فنون ألف الِاكْتِفَاء فِي مغازي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالثَّلَاثَة الْخُلَفَاء فِي أَربع مجلّدات وَلَهُ كتاب حافل فِي معرفَة الصاحابة وَالتَّابِعِينَ لَمْ يكمله وَكتاب مِصْبَاح الظُّلم يشبه الشهَاب وَكتاب فِي أَخْبَار البُخَارِيّ وَسيرَته وَكتاب الْأَرْبَعين سوى مَا صنّف فِي الحَدِيث وَالْأَدب والخطب وَمن شعره من الْكَامِل (أشجاه مَا فعل العِذارُ بخدِّه ... قلبِي شجا وهواي فِيهِ هيّجا) (مَا رابه وَالْحسن يمزج وَردَه ... آساً ويخلط بالشقيق بَنَفْسَجا) (وَلَقَد علمتُ بأنَّ قَلْبي صائرٌ ... كُرؤَةً لصدغيه غَداةَ تَصَوْلجا) وَمِنْه من الطَّوِيل (ولمّا تَحَلَّى خَدُّه بِعِذارِه ... تسلّوا وَقَالُوا ذَنبُه غيرُ مغفورِ) (وَهل تنكر العينُ اللجينَ مُنَيَّلاً ... أَو الْمسك مذروراً عَلَى صحن كافورِ) (وحسبيَ مِنْهُ لَو تَغَيَّرَ خَدُّه ... تَمايُلُ غُصْنٍ والتفاتهُ بعفورِ) ) وَمِنْه من المنسرح (قَالُوا اكتَسَتْ بالعِذارِ وجنتُه ... هَل فِي الَّذِي قلتموه من باسِ) (أكْلَفُ بالوَرْد وهْو منفردٌ ... فَكيف أسلوا إِذْ شِيبَ بالآسِ) وَمِنْه من الْبَسِيط (قَالُوا التحي واشتكي عَيْنَيْهِ قلت لَهُم ... نعم صَدقْتُمْ وَهل فِي ذَاكَ من عارِ) (بنفسجٌ عِيضَ من وردٍ ونرجسةٍ ... تَحَوَّلتْ وردةً زينت باشفارِ) (مَا مرّ من حسنه شَيْء بِلَا عوضٍ ... حسنٌ بحسنِ وأزهلرٌ بأزهارِ) وَمِنْه من الوافر (رياضٌ كالعروسِ إِذا تَجَلَّتْ ... وقَلَّ لَهَا مُشَابَهَةُ العَروسِ) (فَمن زَهرٍ ضَحوكِ السنّ طَلْقٍ ... بجهمٍ مِنْ سَحائِبه عبوسِ) (وقضبٍ تحْسبُ الْأَرْوَاح سقَّتْ ... معاطفها سلافةَ خندريسِ)

أبو أيوب الأشدق

(ونهرٍ مثل هنديَّ صقيلٍ ... تجرَّدَ فَوْقَ مَوْشيّ نفيسِ) (تَوَلّت نَسْجَه السَحْبُ الغوادي ... وحالَتْ وَشْيَه أَيدي الشُموسِ) وَمِنْه وَهُوَ جناس من الوافر (بنفسي من أخِلاّئي خليلٌ ... سريٌ لَا يرى كالحَمْدِ مَالا) (مَتى يَعدمْ مُملأة اللَّيَالِي ... عَلَى مَا يَبْتَغِي منهنّ مَالا) (وَأكْثر مَا يكون إِلَيْك ميلًا ... إِذَا الزَّمن المساعد عَنْك مَالا) (نَعَمْ وَقْفٌ عَلَيْكَ لسائِليه ... كأنء لَمْ يدرِ فِي الْأَلْفَاظ مَالا) وَمِنْه مَا كتب عَلَى مشط فِضّو من المجتثّ (تهوى محليّ النجومُ ... يَا بُعد مَا قَدْ ترومُ) (كم لمّةٍ لكعابٍ ... بِهَا النفوسُ تهيمُ) (سرَيْتُ فِيهَا شِهاباً ... حَواه ليلٌ بهيمُ) (مَا صاغني من لُجَيْنٍ ... إِلَّا ظريفٌ كريمُ) (مُشْطُ الحِسان بعَظْم ... ظُلْمٌ لعمري عظيمُ) قَالَ ابْن الأبّار فِي تحفة القادم كتبتُ إِلَيْهِ معمّياً بأسماء الطير من المجتثّ) (إنْ شئتَ يَا دهرُ حارِبْ ... أَو شئتَ يَا دهرُ سالِمْ) (فصارمي ومَجِنّي ... أَبُو الرّبيع ابْن سالمْ) فراجعني بعد أنْ فكّها وَقَالَ من المحتثّ (نعم فجاوب وسالمْ ... وصِلْ مُعلاناً وصارمْ) (أَنا المِجَنُّ الَّذِي لَا ... تحيكُ فِيهِ الصوارمْ) (أَنا الحُسام الَّذِي لَا ... يزالُ للضَيْم حاسمْ) (فاحَكمْ بِمَا شئتَ إنّي ... بعضد صحبيَ حاكمْ) قلت شعر جيّد وسَاق لَهُ ابْن الأبّار فِي تحفة القادم شعرًا كثيرا 3 - (أَبُو أيّوب الْأَشْدَق) سُلَيْمَان بن مُوسَى أَبُو الرّبيع وَيُقَال أَبُو أيّوب الْأَشْدَق مولى أبي سُفْيَان ابْن حَرْب روى عَن أبي أُمَامَة وَعَطَاء وَمَكْحُول وَنَافِع وَالزهْرِيّ وَغَيرهم

تقي الدين السمهودي

وروى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَابْن جريج وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَغَيرهم وروى لَهُ الْأَرْبَعَة قَالَ ابْن اهيعة مَا لقِيت مثله وَقَالَ النَّسَائِيّ هُوَ أحد الْفُقَهَاء وَلَيْسَ بالقويّ فِي الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ عِنْده مَنَاكِير وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَا أعلم أحدا من أَصْحَاب مَكْحُول أفقه مِنْهُ وَلَا أثبت توفيّ سنة تسع عشرَة وَمِائَة وَقيل سنة خمس عشرَة 3 - (تَقِيّ الدّين السمهودي) سُلَيْمَان بن مُوسَى بن بهْرَام تَقِيّ الدّين السمهودي ابْن الإِمَام قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ فَقِيها فَاضلا عَالما نحويّاً مقرئاً شَاعِرًا عروضياً وَكَانَ من الصَّالِحين اجْتمعت بِهِ وَلَا يعرف لَهُ شَيخا وَكَانَ جيّد الْحِفْظ حسن الْفَهم يعرف القرآات والنحو وَالْفِقْه والفرائض ويحفظ من الْأُصُول مسَائِل بأدلّتها وصنّف فِي الْعرُوض أرجوزةَ وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتقشّف ولد بسمهود سنة ثَمَان وَخمسين وستّ مائَة وتوفيّ بِهَا سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (لمِا فِي كَلَام الْعَرَب تسعةُ أوجهٍ ... تعجّبْ وصِفْ منكورةً وانْفِ واشْرُطِ) (وصِلْها وزد واستُعمِلتْ مصدريّةً ... وَجَاءَت للاستفهام والكفّ فاضبطِ) قلت قَدْ جمع ذَلِكَ بعض الأفاضل فِي بَيت فَقَالَ من الطَّوِيل) (تعجّب بِمَا اشرِطْ زد صل انكره واصفاً ... وتستفهم انف المصدريّة وأكفُفا) وَمن شعر تَقِيّ الدّين الْمَذْكُور يمدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الوافر (أَضَاء النورُ وانقشع الظلامُ ... بمولد من لَهُ الشرفُ التمامُ) (ربيعٌ فِي الشُّهُور لَهُ فّخارٌ ... عَظِيم لَا يُحَدُّ وَلَا يُرامُ) (بِهِ كَانَتْ ولادَة من تسامت ... بِهِ الدُّنْيَا وطاب بِهَا المقامُ) (نبيٌّ كَانَ قبل الْخلق طرّاً ... تَقَدَّمَ سَابِقًا وَهُوَ الخِتامُ) 3 - (سُلَيْمَان بن نجاح أبي الْقَاسِم مولى المؤيّد بِاللَّه ابْن الْمُسْتَنْصر الْأمَوِي أَمِير الْمُؤمنِينَ) بالأندلس أَبُو دَاوُد الْمُقْرِئ قَرَأَ القرآات عَلَى أبي عَمْرو الداني وَأكْثر عَنهُ وَهُوَ أثبت النَّاس فِيهِ وروى عَن ابْن عبد البرّ وَأبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَغَيرهم وتوفيّ سنة ستّ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الغمري) سُلَيْمَان بن نجاح بن عبد الله أَبُو الرّبيع القوصي الغمري ولد بقوص سنة ستّن وَخمْس مائَة وتوفيّ بِدِمَشْق سنة تسع وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره

صدر الدين الداراني

من الْبَسِيط (أَرَاك منقبضاً عنّي بِلَا سَبَبٍ ... وكنتَ بالْأَمْس يَا مولَايَ منبسِطا) (وَمَا تعمّدتُ ذَنبا أستحقّ بِهِ ... هَذَا الصدودَ لعلّ الذَّنب كَانَ خطا) وَإِن تكنْ غلطةً منّي عَلَى غررٍ قُلْ لي لعليّ أَن أسْتَدْرِكَ الغلطا 3 - (صدر الدّين الدَّارَانِي) سُلَيْمَان بن هِلَال بن شبْل بن فلاح الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُفْتِي الْقدْوَة الزَّاهِد العابد القَاضِي الخطيبُ صدر الدّين أَبُو الْفضل الْقرشِي الْجَعْفَرِي الحوراني الشَّافِعِي صَاحب النَّوَوِيّ ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بقرية بشرّي من السوَاد وتوفيّ سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة قدم دمشق مراهقاً وَحفظ الْقُرْآن بمدرسة أبي عمر عَلَى الشَّيْخ نصر بن عبيد وَرجع إِلَى الْبِلَاد ثُمَّ قدم بعد سبع سِنِين وتفقّه بالشيخ تَاج الدّين وبالشيخ محيي الدّين وأتقن الْفِقْه وَأعَاد بالناصريّة وناب فِي الْقَضَاء لِابْنِ صصري مدّةً وَلَمْ يغيّر ثَوْبه القطني وَلَا عماّمته الصَّغِيرَة وتُحكى عَنهُ حكاياتُ فِي رفقه بالخصوم يُقَال إنّه كَانَ إِذا علم أنّ الْغَرِيم ضَعِيف يعجز عَن أُجْرَة رَسُول القَاضِي قَامَ مَعَ الْغَرِيم وَمَشى إِلَى بَيت الْغَرِيم أَو حانوته وَكَانَ خيّراً متواضعاً لِأَنَّهُ) 3 - (أَبُو أيّوب الْأمَوِي) سُلَيْمَان بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو أيّاب وَيُقَال أَبُو الْغمر الْأمَوِي وأمّه أمّ حَكِيم بنت يحيى بن أبي الْعَاصِ سَأَلَ عَطاء وَالزهْرِيّ وَقَتَادَة وَلَهُ شعر وَكَانَ قَدْ سجنه الْوَلِيد بعد موت أَبِيه بعمان فلمّا قُتل الْوَلِيد خرج من السجْن وَلحق بِيَزِيد من الْوَلِيد فولاّه بعض حروبه إِلَى أَن كَسره مَرْوَان بن محمّد بِعَين الجرّ فهرب إِلَى تدمر ثُمَّ استأمن مَرْوَان بن محمّد ثُمَّ خلعه وَاجْتمعَ إِلَيْهِ نَحْو سبعين ألفا وطمع فِي الْخلَافَة فَبعث إِلَيْهِ مَرْوَان عسكراً فهُزم سُلَيْمَان وَمضى إِلَى حمص فتحصّن بِهَا فتوجّه إِلَيْهِ مَرْوَان فهرب وَلحق بِالضحاكِ بن قيس الْخَارِجِي وَبَايَعَهُ فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء من الطَّوِيل (ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أظْهَرَ دِينَه ... وَصَلَّتْ قريشٌ خَلْفَ بكر بن وائلِ) ثُمَّ إنّ المسوّدة ظَفرت بِهِ قَتَلُوهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَهُوَ الْقَائِل لأخته عَائِشَة

الوزير

بنت هِشَام وَقَدْ حضرت حَرْب الضَّحَّاك بن قيس الشاري من الطَّوِيل (أعائشَ لَو أبصرْتِنا لَتَوَفَّرَتْ ... دموعُكِ لمّا جدفّ أهل البصائرِ) (عَشيَّةَ رُحْنا والواء كأنَّه ... إِذا زَعْزَعَتْه الريحُ أشلاءُ طائرِ) 3 - (الْوَزير) سُلَيْمَان بن وهب سعيد بن عَمْرو بن حُصَيْن بن قيس بن فناك كَانَ فناك كَاتبا ليزِيد بن أبي سُفْيَان لمّا ولي الشَّام ثمّ لمعاوية بعده وَوَصله مُعَاوِيَة بولده يزِيد وَفِي أيّامه مَاتَ واستكتب يزِيد ابْنه قيسا وَكتب قيس لمروان بن الحكم ثمّ لعبد الْملك ثُمَّ لهشام وَفِي أيّامه مَاتَ واستكتب هِشَام ابْنه الحصي وَكتب لمروان بن محمّد آخر مُلُوك بني أميّة ثمّ صَار إِلَى يزِيد بن عمر ابْن هُبَيْرَة ولمّا خرج يزِيد إِلَى الْمَنْصُور أَخذ لحصين أَمَانًا فخدم الْمَنْصُور وَالْمهْدِي وتوفيّ فِي أيّامه فاستكتب الْمهْدي ابْنه عمرا ثُمَّ كتب لخال بن برمك ثمّ توفيّ وخلَّف سعيداً) فَمَا زَالَ فِي خدمَة البرامكة وتحوّل وَلَده وهب إِلَى جَعْفَر ابْن يحيى ثمّ صَار بعده فِي جملَة كتاب الْفضل بن سهل ثمّ اسْتَكْتَبَهُ أَخُوهُ الْحسن بن سهل بعده وقلّده كرمان وَفَارِس فَأصْلح حالهَما ثمّ وجّه بِهِ إِلَى الْمَأْمُون برسالة من فَم الصُّلْح فغرق فِي طَرِيقه وَكتب سُلَيْمَان لِلْمَأْمُونِ وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة ثُمَّ لإيتاخ ثُمَّ لايتامش ثُمَّ ولي الوزارة للمعتمد وَلَهُ ديوَان رسائل وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ الْحسن المقدّم ذكره من أَعْيَان الرؤساء وَأَبْنَاء الزَّمَان ومدحهما خلق كثير من الشُّعَرَاء وَفِيه يَقُول أَبُو تمّام الطَّائِي من الْخَفِيف (كلُّ شِعبٍ كُنْتُم بِهِ آلَ وهبٍ ... فهْو شِعْبي وشِعْب كلّ أديبٍ) إِن قلبِي لكم لكا لكبد الحرى وقلبي لغيركم كالقلوبِ وَفِيه بقول البخْترِي من الْبَسِيط (كأنّ آراءه والحزم يتبعهَا ... تُريه كلَّ خفيّ وهْو إعلانُ) (مَا عابَ عَنْ عَيْنه فالقلبُ يكلؤه ... وإنْ تَتَمْ عينُه فالقلبُ يَقْظانُ) وحُكي أنّه بلغ سُلَيْمَان أنّ الواثق نظر إِلَى أَحْمد بن الخصيب الْكَاتِب فأنشده من الطَّوِيل فَقَالَ إنّا لله أَحْمد بن الخصيب أمّ عَمْرو وأمّا الْأُخْرَى فَأَنا فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك فَإِنَّهُ نكبهما بعد أيّام ولمّا تولىّ سُلَيْمَان الوزارة وَقيل لمّا تولاّها ابْنه كتب إِلَيْهِ عبد الله بن

عبيد الله بن طَاهِر من الطَّوِيل (أَبى دَهْرُنا إسعافَنا فِي نفوسنا ... وأسعَفَنا فيمَنْ نُجِلُّ ونُكرمُ) (فَقُلْنَا لَهُ نعماكَ فيهم أتمَّها ... ودَعْ أمرنَا إنَّ المهِمَّ المقدَّمُ) (من النَّاس إنسانانِ دَيني عَلَيْهِمَا ... مليّان لَو شَاءَ لقد قضياني) (خليليَّ أمّا أمّ عَمْرو فإنهّا ... وإمّا عَن الْأُخْرَى فَلَا تسلاني) وتوفيّ سُلَيْمَان مَقْبُوضا عَلَيْهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ الطَّبَرِيّ توفيّ فِي حبس الموفّق طَلْحَة وَكَانَ سُلَيْمَان بن وهب وَهُوَ حَدَثُ بتعشّق إِبْرَاهِيم بن سوار بن مَيْمُون وَكَانَ أحسن النَّاس وَجها وَكَانَ إِبْرَاهِيم يتعشّق مُغَنّيةً يُقَال لَهَا رخاص فَاجْتمعُوا يَوْمًا فَسَكِرَ إِبْرَاهِيم ونام فرأت سليمانَ يقبّل إبراهيمَ فلمّا انتبه لامته وَقَالَت كَيْفَ أصفو لَكَ وَقَدْ رَأَيْت دَلِيل تبدُّل فِيك فَهجر سليمانَ فَكتب سُلَيْمَان إِلَيْهِ من المجتثّ) (قل للَّذي لَيْسَ لي مِنْ ... جَوَى هَوَاهُ خلاصُ) (وَسَرَّ ذاكَ أُناساً ... لَهُم علينا اختِراصُ) (ووازَرَتْهم وُشاةٌ ... عَلَى عَذابٍ جراصُ) (فهاكَ فاقَتَصَّ منّي ... إنّ الجروحَ قِصاصُ) قَالَ سُلَيْمَان بن وهب كنت قَدْ نشأت بالحضرة وتصرّفت فِي خدمَة الْخُلَفَاء فلمّا تقلّدت مصرَ صرت إِلَيْهَا وواليها محمّد بن خَالِد الصريفيني وَكَانَ فِي غَايَة العفاف والنزاهة فقبضت عَلَيْهِ لمّا وصلن إِلَى مصر وحبسته وقيّدته وَكَانَ بَلغنِي أنّ عِنْده ستّين بغلاً من بغال مصر المنتخبة فطالبته بإهدائها إليّ فَلم يعْتَرف لي بهَا وَكَانَ أَكثر أهل مصر يميلون إِلَيْهِ لحسن سيرته فاجتهدت فِي الْكَشْف عَلَيْهِ والتتبّع فَلم أَقف عَلَى خِيَانَة وَلَا ارتفاق فَأَقَامَ فِي حبسي مدّةً ثُمَّ إنّ أَخَاهُ أَحْمد بن خَالِد الصريفيني أصلح حَاله فِي الحضرة وَكَانَ مُتَمَكنًا مِنْهَا وَأخذ الْعَمَل لِأَخِيهِ محمّد كَمَا كَانَ وأنفذ الْكتب إِلَيْهِ وَسبق بِهَا كلّ خبر وَبعث محمّد الصريفيني إليّ عِنْد ذَلِكَ يَقُول يَا هَذَا قَدْ طَال حبسي وكشفت عليَّ فَلم تَجِد لي خِيَانَة وأشتهي أَن تحضرني مجلسك وَتسمع حجّتي وتزيل السفراء بيني وَبَيْنك عَلَى أَن نتّفق عَلَى مصادرة فطمعت بِهِ وقدّرت فِي نَفسِي الْإِيقَاع بِهِ فَأمرت بإحضاره فلمّا دخل رَأَيْت من كَثْرَة شَعره ووسخه وتأذّيه بالجبّة الصُّوف والقيد مَا غمّني فأجلسته بحضرتي وَقلت اذكر مَا تُرِيدُ فَقَالَ خلْوَة فصرَفت النَّاس فَأخْرج إليّ كتاب بِالصرْفِ وَقَالَ هَذَا كتاب بعض إخوانك فاقرأه فلمّا قرأته وددت أنّ أمّي لَمْ تلدني وَعرفت من فرقي إِلَى قدمي وأظلمت الدُّنْيَا فِي عَيْني

المدني

وَلَمْ أشكّ فِي لبس الجبّة الصُّوف والقيد والمصر إِلَى تِلْكَ الْحَال فلمّا قَرَأت الْكتاب قُمْت إِلَيْهِ وَجَلَست مَعَه فَقَالَ لَا تشغل قَلْبك وابعثْ من يَأْخُذ مَا فِي رجْلي فَفعلت وأحضرت المزيّن فَأخذ من شعره وَدخل الحمّام وَخرج فَقَالَ هَات طَعَامك فتغدّينا جَمِيعًا وَأَنا أنظر إِلَيْهِ وَهُوَ لَا يكلّمني بِحرف فِي الْعَمَل ثُمَّ قَالَ أنأذن لي فِي الِانْصِرَاف فَقلت يَا سيّدي هَذِهِ الدَّار وَمَا فِيهَا بِأَمْرك فَقَالَ لَا وَلَكِن أنصرف السَّاعَة فَأَسْتَرِيح وأغدوا إِلَيْك وَمضى فختم عَلَى الدِّيوَان وَعَلَى مَا فِيهِ وسيرّ إِلَيّ فأحضرّهم ووكّل بهم وَقَالَ لي لَيْسَ بك حَاجَة إِلَى أَن تذكر شَيْئا من أَمر الْبَلَد فإنّي أحفظه وأعرفه وَقَدْ صَار إِلَيْك من الْبَلَد كَذَا وَكَذَا فأحضر الجهابذة وَأمرهمْ بِتَسْلِيم ذَلِكَ إليّ وأحضر لي البغالا الَّتِي كنت طلبتها مِنْهُ وَأَنا لَا أفتح الدِّيوَان وَلَا أنظر فِي شَيْء من حَاله) وَأَنت فِي مصر فانصرفْ فِي حفظ الله وكلاءته ثُمَّ إنّه خرج معي مشيّعاً فَخرجت وَأَنا من أشكر النَّاس وأشدّهم حَيَاء مِنْهُ لِما عاملته بِهِ ولِما عاملني بِهِ 3 - (الْمدنِي) سُلَيْمَان بن يسَار أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمدنِي وَيُقَال أَبُو عبد الله وَيُقَال أَبُو أيّوب أَخُو عَطاء وَعبد الله مولى مَيْمُونَة زوج النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَن زيد بن ثَابت وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عبّاس وَعَائِشَة وأمّ سَلمَة ومَيْمُونَة وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَعَمْرو بن دِينَار وَقَتَادَة وَنَافِع وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَمَيْمُون بن مهْرَان وَغَيرهم توفيّ سنة سبع وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَتِسْعين وَقيل سنة مائَة وَقيل غير ذَلِكَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا مُجْتَهدا رفيع الذّكر قَالَ الْحسن بن محمّد بن الحنفيّة سُلَيْمَان عندنَا أفهم من سعيد بن المسيّب وَقَالَ مُصعب بن عُثْمَان كَانَ سُلَيْمَان بن يسَار من أحسن النَّاس فَدخلت عَلَيْهِ امْرَأَة فراودته فَامْتنعَ فَقَالَت إِذا أفْضحُك فَتَركهَا فِي منزله وهرب فَحكى أنّه رأى فِي النّوم يُوسُف الصدّيق يَقُول أَنا يُوسُف الَّذِي هممتُ وَأَنت سُلَيْمَان الَّذِي لَمْ يهمّ وَعَن أبي الزنَّاد أنّ سُلَيْمَان كَانَ يَصُوم الدَّهْر 3 - (ابْن يزِيد بن عبد الْملك) سُلَيْمَان بن يزِيد بن عبد الْملك كَانَ فِي جملَة من خرج عَلَى أَخِيه الْوَلِيد قتلته المسوّدة بِدِمَشْق سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (فلك الدّين) سُلَيْمَان بن أَخُو الْعَادِل لأمه لقبه فلك الدّين نوفيّ

الشريف الكحال

سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة رَحمَه الله تعاى ودُفن بداره بِدِمَشْق وَهِي الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بالفلكية بحارة الافتريس دَاخل بَاب الفراديس ووقّف عَلَيْهَا قَرْيَة الجمّان 3 - (الشريف الكحّال) سُلَيْمَان بن قَالَ ابْن أبي أصيبعة هُوَ السيّد برهَان الدّين أَبُو الْفضل أَصله من مصر وانتقل إِلَى الشَّام شريفُ الأعراق لطيف الْأَخْلَاق حُلْو الشَّمَائِل مَجْمُوع الْفَضَائِل كَانَ عَالما بصناعة الْكحل وافر الْمعرفَة وَالْفضل متقناً للعلوم الأدبيّة بارعاً فِي فنون العربيّة متميّزاً فِي النّظم والنشر مُتَقَدما فِي علم الشّعْر وخدّم بالكحل السُّلْطَان النَّاصِر صَلَاح الدّين) النَّاصِر يُوسُف بن أيّوب وَكَانَ لَهُ مِنْهُ الجامكّية السنيّة والمنزلة العليّة والإنعام العامّ والفضّل التامّ وَلَمْ يزل مستمرّاً فِي خدمته متقدّماً فِي دولته إِلَى أَن توفيّ رَحمَه الله تَعَالَى وللقاضي الْفَاضِل فِيهِ عَلَى سَبِيل المجون من الْكَامِل (رَجُلٌ تَوَكَّلَ لي وكحّلني ... ففُجعتُ فِي عَيْني وَفِي عَيْني) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من الْكَامِل (عادي بني العّباس حتّى إنّه ... سَلَبَ السوادَ من العيونِ بِكُحْلِهِ) وَكَانَ أَبُو فضل الكحّال قَدْ أهْدى إِلَى شرف الدّين ابْن عنين وَهُوَ بالديار المصريّة خروفاً فَوَجَدَهُ هزيلاً فَكتب ابْن عنين إِلَيْهِ من الطَّوِيل (أَبُو الْفضل وَابْن الْفضل أَنْت وأهلُه ... وعيرُ بديع أَن يكون لَكَ الفضلُ) (أتَتْني أياديك الَّتِي لَا أعدّها ... بطرفة مَا وافيّ لَهَا قبلهَا مثلُ) (أَتَانِي خَروفٌ مَا شَككت بأنّه ... حليفُ هوى قَدْ شفّه الهجر والعذرُ) (إِذا قَامَ فِي شمس الظهيرة خِلتُه ... خيالاً سرى فِي ظُلْمةٍ مَا لَهُ ظِلُّ) (فناشدتُه مَا تشْتَهي قَالَ قتّة ... وقاسمته مَا شفّه قَالَ لي الأكلُ) (فأحضرتها خضراء مجّاجة الثرى ... مسلّمةً مَا حصّ أوراقها النفلُ) (فظلّ يراعيها بعينٍ ضعيفةٍ ... وينشدها والدمع فِي الْعين مُنهَلُّ) (أَتَت وحياض الْمَوْت بيني وَبَينهَا ... وجادتْ بوصلٍ حِين لَا ينفع الْوَصْل) 3 - (الصَّحَابِيّ) سُلَيْمَان رجل من الصَّحَابَة سكن الشَّام حَدِيثه عِنْد عُرْوَة بن رُوَيْم عَن شيخ من جرش عَنهُ أنّه سمع النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إنّكم سَتَجِدُونَ أجناداً وَتَكون لكم

صاحب المصلى

ذمّة وخراج وَذكره أَبُو زرْعَة فِي مُسْند الشاميّين وَذكره أَبُو حَاتِم فِي كتاب الوحدان وَكِلَاهُمَا قَالَ فِيهِ سُلَيْمَان صَاحب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (صَاحب المصلىّ) سُلَيْمَان صَاحب المصلىّ كَانَ من أَوْلَاد الْمُلُوك بخراسان صحب أَبَا مُسلم الخرساني فاستخصّه أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور فلمّا جرت قصّة عبد الله بن عليّ فرق أَبُو جَعْفَر خَزَائِن عبد الله عَلَى سُلَيْمَان وَغَيره من القوّاد وَأخذ كلّ وَاحِد شَيْئا جَلِيلًا فَاخْتَارَ سُلَيْمَان حَصِيرا للصَّلَاة) من عمل مصر ذُكر أنّه كَانَ فِي خَزَائِن بني أميّة وأنهّم ذكرُوا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ الْمَنْصُور إنّ هَذَا لَا يصلح أَن يكون إلاّ للخلفاء فِي خزائنهم فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَدْ حكَمتَ كلّ أحد فِي الخزائن فَأخذ كلّ أحد مَا أَرَادَ وَمَا مقصودي إِلَّا الْبركَة فَقَالَ خُذْهُ عَلَى شَرط وَهُوَ أَن تحمله فِي الأعياد وَالْجمع فتفرشه حتّى أصليّ عَلَيْهِ فَقَالَ نعم وَبَقِي عِنْده وَعند ذرّيته يتوارثونها 3 - (سُلَيْمَان الْمُصَاب) مَجْنُون مخنّث مدنِي كَانَ يلْعَب مَعَ الصّبيان ويستقي لأمّه المَاء بالجرّة فَإِذا ملأها وَجعلهَا عَلَى رَأسه قَالَ لَيْت شعري أيّ شَيْء فِيك يَا جرّة ثُمَّ يُرسلها فَإِذا انْكَسَرت وَجرى المَاء وَحقّ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبلغ الرشيد أنّه يغنّي أصواتاً لَا يُلحق فِيهَا فَبعث إِسْمَاعِيل بن جانع إِلَى الْمَدِينَة حتّى أَخذهَا مِنْهُ بالحيلة والخديعة وَمن أصواته من الطَّوِيل (أَلا حيِّ قبل الْبَين من أَنْت وامقُهْ ... وَمن أَنْت مشتاق إِلَيْهِ وشائقهْ) (وَمن لَا تداني دَاره غير فينةٍ ... وَمن أَنْت تبْكي كلّ يَوْم تعارِقُهْ) وَمِنْهَا من الطَّوِيل (أيا جَبَليَ نُعمانَ بِاللَّه خَلِّيا ... نسيم الصِّبَا تخلص إِلَيّ نسيمها) (فإنّ الصِّبَا ريحٌ إِذا مَا تنشّقت ... عَلَى نفسِ محزونٍ تجلّتْ همومُها) (الألقاب) أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد

سماك

السُّلَيْمَانِي الشَّاعِر عليّ بن عُثْمَان (سماك) 3 - (الْكُوفِي) سِماك بن جرب بن أَوْس بن خَالِد الذهلي الْبكْرِيّ الْكُوفِي أحد أئمّة الحَدِيث وَهُوَ أَخُو محمّد وَإِبْرَاهِيم روى عَن جَابر بن سَمُرَة والنعمان بن بشير وَأنس بن مَالك وَرَأى الْمُغيرَة بن شُعْبَة وروى عَن سعيد بن جُبَير وَمصْعَب ابْن سعد وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وثعلبة اللَّيْثِيّ وَلَهُ صُحْبَة وعبدِ الله بن عميرَة وعلقمة بن وَائِل ذكر أنّه أدْرك ثَمَانِينَ من الصَّحَابَة قَالَ كَانَ قَدْ ذهب بَصرِي فدعوت الله تَعَالَى فردّه عليّ قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة سمعته يَقُول رَأَيْت إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي النّوم فَقلت ذهب بَصرِي فَقَالَ انْزِلْ فِي الْفُرَات فاغمس رَأسك وَافْتَحْ عَيْنك فِيهِ فإنّ الله يردّ بَصرك فَفعلت ذَاكَ فَأَبْصَرت قَالَ الْعجلِيّ جَائِز الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة أسْند أَحَادِيث لَمْ يسندها غَيره وَقَالَ ابْن خرَاش فِي حَدِيثه لين وَقَالَ لَهُ ابْن الْمُبَارك ضَعِيف الحَدِيث وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وروى لَهُ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ 3 - (الهالكي الْكُوفِي) سماك بن مخرمَة بن حمين الْأَسدي الهالكي الْكُوفِي قَالَ ابْن عَسَاكِر يُقَال إنّ لَهُ صُحْبَة وَقَدْ عَلَى عمر بن الخطّاب ودعا لَهُ وَكَانَ من وُجُوه أهل الْعرَاق وَإِلَيْهِ تًنسَب السيوف الهالكيّة وَإِلَيْهِ ينْسب مَسْجِد سماك بِالْكُوفَةِ وَهُوَ خَال سماك بن حَرْب وَقدم عَلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ لَهُ أَيهَا يَا سميّك بُنيّ مخرمَة فَقَالَ مهلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بل سماك بن مخرمَة وَالله مَا أَحْبَبْنَاك مُنْذُ أبغضناك وَلَا أبغضنا عليّاً مُنْذُ أحببناه وإنّ السيوف الَّتِي ضربناك بِهَا لَعلى عواتقنا وإنّ الْقُلُوب الَّتِي قَاتَلْنَاك بِهَا لبين جوانحنا وَذكر سيف بن عمر عَن محمّد وَطَلْحَة والمهلّب وَعمر وَسَعِيد قَالُوا قدم سماك بن مخرمَة وَسماك بن عبيد وَسماك بن خَرشَة فِي وُفُود من وُفُود أهل الْكُوفَة بالأخماس من همذان عَلَى عمر فنسبهم فانتسب لَهُ سماك وَسماك وَسماك فَقَالَ بَارك الله فِيكُم اللهمّ أسمُكْ بهم الْإِسْلَام وأيِّد بهم الْإِسْلَام قَالَ يحيى بن معِين مَاتَ بالرقّة 3 - (الصَّحَابِيّ سماك بن سعد) سماك بن سعد بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ أَخُو بشير بن سعد وعمّ النُّعْمَان بن بشير شهد بَدْرًا مَعَ أَخِيه بشير بن سعد وَشهد سماك أُحداً وَمن وَلَده بشير ابْن ثَابت الَّذِي يروي عَنهُ شيعته) 3 - (الصَّحَابِيّ سماك بن ثَابت) سماك بن ثَابت الْأنْصَارِيّ من بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج هُوَ

أبو دجانة الأنصاري

مَذْكُور فِي الصَّحَابَة 3 - (أَبُو دُجَانَة الْأنْصَارِيّ) سماك بن خَرشَة وَيُقَال سماك بن أَوْس بن خَرشَة بن لوذان ابْن عبد ودّ ابْن ثَعْلَبَة بن الْخَزْرَج بن سَاعِدَة بن كَعْب بن الْخَزْرَج الْأَكْبَر أَبُو دُجَانَة الْأنْصَارِيّ هُوَ مَشْهُور بكنيته شهد بَدْرًا وَكَانَ أحد الشجعان وَلَهُ مقامات محمودة فِي مغاوي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ من كبار الْأَنْصَار اسْتشْهد يَوْم الْيَمَامَة روى حمّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ رمى أَبُو دُجَانَة بِنَفسِهِ فِي الحديقة يَوْمئِذٍ فَانْكَسَرت رجله فقاتل حتّى قتل وَقَدْ قيل أنّه عَاشَ حتّى قتل مَعَ عليّ بصفّين قَالَ ابْن عبد البرّ حَدِيثه فِي الْحِرْز الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ضَعِيف وافع عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أُحد هُوَ وَمصْعَب بن عُمَيْر فكثرت فِيهِ الْجراحَة وَقتل مُصعب يَوْمئِذٍ وَأَبُو دُجَانَة ممّن اشْترك فِي قتل مُسَيْلمَة مَعَ عبد الله بن زيد بن عَاصِم ووحشّي بن حَرْب وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين عتبَة بن غَزوَان وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة أَبُو دُجَانَة هُوَ الَّذِي قَاتل بِسيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أُحد (الألقاب) ابْن السماك الْوَاعِظ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد وَالْآخر الْقَدِيم اسْمه محمّد بن صبيح سم سَاعَة الطَّبِيب إِسْحَاق بن عمرَان ابْن سمجون الْفَقِيه قَاضِي غرناطة اسْمه عبد الله بن عليّ وَابْن سمجون الطَّبِيب اسْمه (سمراء بنت نهيك الأَسدِية) أدْركْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَت عمرّ بالأسواق تَأمر بِالْمَعْرُوفِ وتنهى عَن الْمُنكر وتضرب النَّاس عَلَى ذَلِكَ بِسَوْط كَانَ مَعهَا روى عَنْهَا أَبُو بلج جَارِيَة بن بلج (الألقاب) السمسار اسْمه محمّد بن عبد الْوَاحِد السمسا يحيى بن هَاشم

السمط بن ثابت بن يزيد

ابْن السمساني الْكَاتِب اسْمه محمّد بن عليّ السمساني المزوّق هبة الله بن محمّد السمساني الْكَاتِب عليّ بن عبيد الله 3 - (السمط بن ثَابت بن يزِيد) 3 - (بن شُرَحْبِيل بن السمط بن الْأسود الْكِنْدِيّ) من أَشْرَاف أهل حمص قدم دمشق فِي عَسْكَر من أهل حمص للطلب بِدَم الْوَلِيد ابْن يزِيد فَهزمَ الْجَيْش بِقرب عذراء وَدخل السمط دمشق فَبَايع يزِيد بن الْوَلِيد النَّاقِص وَقيل إنّ أهل حمص ولّوه عَلَيْهِم لمّا خلعوا مَرْوَان بن محمّد وَقيل ولّوا غَيره (البَجلِيّ الْكُوفِي) سَمَّاعَة بن مِسْكين الْجبلي الْكُوفِي هُوَ الْقَائِل يهجو خَالِصَة مولاة الخيزران وَكَانَتْ سَوْدَاء ويفضل عتبَة صَاحِبَة أبي الْعَتَاهِيَة وَكَانَتْ بَيْضَاء من المتقارب (عتبتِ عليَّ وَلَمْ تعتبي ... وَمَا لَكِ عِنْدِي رضى فاغضبي) (أأنتِ كعتبةَ فِي لَوْنهَا ... وَفِي الخُلْق الطَّاهِر الطّيبِ) (وإنّكِ فِي اللَّيْل شيطانةٌ ... تخبّأ من رجمه الكوكبِ) (وَمن عَجَبٍ مَا ترَاهُ العُيو ... نُ دَهماءُ تعلو عَلَى أشهبِ) (وتركب خافية الْمرْفقين ... أشدّ اخْتِلَافا من المسحبِ) (كبعرة عَنْزِ عَلَى دمنة ... تقلّبها الريحُ فِي مَلْعَبِ) (سمْعَان) 3 - (أَبُو سماّل الْأَسدي) سمْعَان بن هُبَيْرَة أَبُو سَمّال بِفَتْح السِّين وَتَشْديد الْمِيم وَآخره لَام الْأَسدي الْكُوفِي شاعرٌ فصيح وَفد عَلَى مُعَاوِيَة وَكَانَ مَعَ طليحة عَلَى الردّة وَكَانَ لَا يغلق عَلَى دَاره بَابا كَانَ يُنَادي مناديه بالكناسة لينزل الأعرابُ من مَنَازِلهمْ أبي السمال أَلا وكلب خاصّةً فَقيل لَهُ لِمَ خصصتَ كَلْبا قَالَ لأنهّم لَيْسَ لَهُم بِالْكُوفَةِ كثير أهل فاتخّد عُثْمَان بن عفّان للأضياف منَازِل لمّا بلغه ذَلِكَ وعاش مائَة وَسبعا وستّين سنة قَالَ ابْن الْمَرْزُبَان وَهُوَ الَّذِي شرب الْخمر عِنْد النَّجَاشِيّ فِي شهر رَمَضَان نَهَارا فهرب أَبُو سمال وحدّ عليّ ابْن أبي طَالب النَّجَاشِيّ وَمن شعره من الْبَسِيط (لن نَدَّعِي معشراً لَيْسُوا بإخوتنا ... حتّى الْمَمَات وَإِن عزّوا وَإِن كرموا) (إِذْ نَحن حيٌّ جَمِيع الْأَمر حلَتْنا ... غوراً تهَامَة والآسافُ والحرمُ) (ثمّ استمرّت بهم دَار مُفَرِّقَةٌ ... بَيْنَ الْجَمِيع ودهرٌ زينه أضَمُ)

أبو الحكم الخزاعي

3 - (أَبُو الحكم الْخُزَاعِيّ) سمْعَان أَبُو الحكم بن شبوة الْخُزَاعِيّ وَهُوَ مولى بني كَعْب من خُزَاعَة وشبوة أمّه هُوَ الْقَائِل فِي طَلْحَة الطلحاة من الطَّوِيل (هُوَ اللَّيْث يَوْم الوورعِ والغيث للورى ... إِذا ضنّ بِالْمَالِ الْبَخِيل المرنّدُ) ) (وأوّلُ مَن يغشَى المنايا بِنَفسِهِ ... وآخِرُ من يبْقى إِذا مَا تبدّدوا) (وَيُعْطِي اللهى حَتَّى ترَاهُ مُفنّداً ... وَمَا النَّاس إلاّ بِالَّذِي قَدْ تعوّدوا) قلت من هُنَا أَخذ المتنبيّ وَالله أعلم قواه من الطَّوِيل (لِكلّ امرىءٍ من دهره مَا تعوّدا ... وعادةُ سيف الدولة الطعْن فِي العِدَى) (الألقاب) السَّمْعَانِيّ الْحَافِظ أَبُو سعد عبد الْكَرِيم بن محمّد وَلَده فَخر الدّين عبد الرَّحِيم الْوَاعِظ السَّمْعَانِيّ الشَّافِعِي مَنْصُور بن محمّد ابْن سمعون اسْمه محمّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل تقدّم ذكره فِي المحمّدين أَبُو السمط الشَّاعِر اسْمه مَرْوَان بن أبي الْجنُوب (المغربي الرياضي) السموأل بن يحيى بن عَيَّاش المغربي ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ الحاسب كَانَ يهوديّاً فَأسلم وبرع فِي الْعُلُوم الرياضيّة وَكَانَ يتوقّد ذكاءً وَسكن أذربيجان ونواحيها مُدَّة قَالَ الموفّق عبد اللَّطِيف بلغ فِي العدديّات مبلغا لَمْ يصله أحد فِي زَمَانه وَكَانَ حادّ الذِّهْن جدا بلغ فِي صناعَة الْجَبْر الْغَايَة وَلَهُ كتاب الْمُفِيد الأوسد فِي الطبّ وَكتاب إعجاز المهندسين وَكتاب الردّ عَلَى الْيَهُود وَكتاب القوامي فِي الْحساب وتوفيّ فِي حُدُود سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة ورأيتُ بَعضهم قَدْ كتب فِي هَامِش التَّرْجَمَة فِي تأريخ ابْن النجّار الذيل عَلَى تأريخ بَغْدَاد قَالَ رَأَيْته بخطّة وَقَدْ ضبط اسْم جدّه عبّاس بِالْبَاء الموحّدة فِي أوّل كِتَابه الَّذِي ردّ فِيهِ عَلَى الْيَهُود وَفِي آخِره رِسَالَة بخطّه فِي ذكر مصنّفاته وعدّتها خَمْسَة وَثَمَانُونَ مصنّفاً فِي الْحساب والمساحة والجبر والهندسة والنجوم والطبّ وَالْأَدب وَغير ذَلِكَ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة جُمُعَة وَهِي تَاسِع عشْرين ذِي الحجّة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة فَأصْبح فَأسلم وَقَدْ عظّم نَفسه فأفرط

سمرة

(سَمُرة) 3 - (الْفَزارِيّ) سَمُرَة بن جُنْدُب الْفَزارِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة ولي إمرة الْكُوفَة وَالْبَصْرَة ستّة أشهر هُنَا وَسنة أشهر هُنَا خلافةٌ لزياد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعشرة من أَصْحَابه أخركم موتا فِي النَّار فيهم سَمُرَة بن جُنْدُب فقد مان مّنا ثَمَانِيَة وَلَمْ يبْق غَيْرِي وَغير سَمُرَة فَلَيْسَ شَيْء أحبّ إليّ من أَن أكون ذقتُ الْمَوْت قبله وَقَالَ ابْن سِيرِين فِي رِسَالَة سَمُرَة إِلَى بنيه علم كثير وَقَالَ تَذَاكر سَمُرَة وَعمْرَان بن حُصَيْن فَذكر سَمُرَة أنّه حفظ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سكتتين سكتةً إِذا كبّر وسكتةً إِذا فرغ من قِرَاءَة وَلَا الضالّين فَأنْكر عَلَيْهِ ذَلِكَ عمرَان بن حُصَيْن فَكَتَبُوا فِي ذَلِكَ إِلَى الْمَدِينَة إِلَى أبي كَعْب وَكَانَ فِي جَوَاب أُبيّ أنّ سَمُرَة قَدْ صدق وَحفظ وَقَالَ ابْن سِيرِين كَانَ سَمُرَة فِيمَا علمت عَظِيم الْأَمَانَة صَدُوق الحَدِيث يحبّ الْإِسْلَام وَأَهله وَكَانَ قَدْ مَاتَ زوج أمّ سَمُرَة وَكَانَتْ امْرَأَة جميلَة فَقدمت الْمَدِينَة فخُطبت فَجعلت تَقول لَا أتزوّج إلاّ رجلا يكفل لي نَفَقَة سمرةَ حتّى يبلغ فَتَزَوجهَا رجل من الْأَنْصَار عَلَى ذَلِكَ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرض غلْمَان الْأَنْصَار فِي كلّ عَام فمرّ بِهِ غُلَام فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْث وَعرض عَلَيْهِ سَمُرَة من بعده فردّه فَقَالَ سَمُرَة يَا رَسُول الله لقد أجزت غُلَاما ورددتني وَلَو صارعتُه لصرعته فصارعه فصرعه سَمُرَة فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْث وَقَالَ لقد كنت عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غُلَاما فَكنت أحفظ عَنهُ وَمَا يَمْنعنِي من القَوْل إلاّ أنّ هَهُنَا رجَالًا هم أسنّ منّي وَلَقَد صلّيت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على امْرَأَة مَاتَت فَقَامَ عَلَيْهَا الصَّلَاة وَسطهَا وروى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ وَالشعْبِيّ وعليّ بن ربيعَة وَقُدَامَة بن وبر وروى لَهُ الْجَمَاعَة وكنيته أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو سُلَيْمَان وَقيل أَبُو سعيد وَقَالَ أَبُو سَمُرَة الديني لمّا مرض سَمُرَة أَصَابَهُ برد شَدِيد فأوقدت لَهُ نَار فِي كَونه بَيْنَ يَدَيْهِ وكانون من خَلفه وَكَانَ عَن يمنه وكانون عَن شِمَاله فَجعل لَا ينْتَفع بذلك وَيَقُول كَيْفَ أصنع بِمَا فِي جوفي وَلَمْ يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ سنة ستّين لِلْهِجْرَةِ وَقيل سقط فِي قدر مَمْلُوءَة مَاء حارّاً كَانَ يتعالج بِهِ من كزاز شَدِيد أَصَابَهُ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو رَجَاء) سَمُرَة بن عَمْرو بن جُنْدُب أَبُو جَاءَ السوَائِي روى عَنهُ ابْنه حَدِيثا وَاحِدًا لَيْسَ لَهُ غَيره عَن) النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكون بعدِي اثْنَا عشر خَليفَة كلهم

أبو مجذورة

من قُرَيْش وَلَمْ يرو عَنهُ غَيره وَابْنه جَابر بن سَمُرَة صَاحب وَلَهُ رِوَايَة وَقَدْ تقدّم ذكره فِي حَرْب الْجِيم 3 - (أَبُو مجذورة) سَمُرَة بن مِعير بن لوذان أَبُو مَحْذُورَة المؤذّن وَقَدْ تقدم ذكره فِي أَوْس بن معير فِي حرف الْهمزَة 3 - (الصَّحَابِيّ) سَمُرَة الْعَدوي قَالَ ابْن عبد البّر لَا أَدْرِي عديّ قُرَيْش أَو غَيره روى عَنهُ جَابر بن عبد الله حَدِيثه مَعَ أبي الْيُسْر فِي إنظار الْمُعسر 3 - (أَبُو الْجَعْد) سَمُرَة بن الْجَعْد أَبُو جعد أحد قعدة الْأزَارِقَة كَانَ فِي سمر الحجّاج بن يُوسُف فَلَمَّا سَار قَطَرِيّ إِلَى جيرفت من أَرض كرمان كتب إِلَى سَمُرَة بعيرّه بمقامه عَنْهُم من الطَّوِيل (لشَتَّان مَا بَيْنَ ابْن جعد وبيننا ... إِذا نَحن رُحْنا فِي الْحَدِيد المظاهرِ) (نُجالِدُ فرسانَ المهلّب كلّنا ... صَبورٌ عَلَى وَقعِ السُيوفِ البواترِ) (وراحَ يجْرُّ الخزَّ نَحْو أميره ... أميرٌ بتقوى ربّه غير آمرِ) (أَبَا الْجَعْد أنّ الْعلم والحلم والتقى ... وميراث آباءٍ كرام العناصرِ) (ألم تَرَ أنّ الْمَوْت لَا بدّ نازلٌ ... وَلَا بدّ من بعث الأُلى فِي الْمَقَابِر) (فسِرْ نحونا إنّ الْجِهَاد غنيمَة ... نُفِدْك ابتياعاً رابحاً غير خاسرِ) فلمّا قَرَأَ كِتَابه لحق بهم وَكتب إِلَى الْحجَّاج من طَرِيقه من الطَّوِيل (مَنْ مُبلِغُ الحجّاجِ أنّ سَمُرَة ... قلا كلّ دين غير دين الخوارِجِ) (فأيّ امرىءٍ يَا بن يُوسُف ... ظفرتَ بِهِ لَو نلتَ علم الولائجِ) (إِذا لرأيتَ الحقَّ مِنْهُ مُخَالفا ... لرأيك إِذا كنتَ امْرَءًا غير فالجِ) وَهِي أَكثر من هَذَا (الألقاب) السَّمرقَنْدِي الطَّبِيب اسْمه محمّد بن عليّ السَّمْعَانِيّ جمَاعَة مِنْهُم محمّد بن مَنْصُور

المخزومي المدني

) (المَخْزُومِي الْمدنِي) سُمَيّ مولى أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي الْمدنِي أحْدْ الْأَثْبَات سمع من مَوْلَاهُ وَسَعِيد بن المسيّب وَأبي صَالح ذكْوَان ووثّقه أَحْمد وَغَيره وقتلته الحروريّة يَوْم وقْعَة قُدَيد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة (سميّة أمّ عمّار بن يَاسر) كَانَتْ أمة لأبي حُذَيْفَة بن الْمُغيرَة بن عبد الله ابْن عَمْرو بن مَخْزُوم فزوّجها من حليفه يَاسر بن عَامر بن مَالك الْعَنسِي وَالِد عمّار بن يَاسر فَولدت لَهُ عمّاراً فَأعْتقهُ أَبُو حُذَيْفَة وَكَانَتْ سمّية ممّن عُذِّبَ فِي الله وَصَبَرت عَلَى الْأَذَى فِي سَبِيل الله وَكَانَتْ من المبايعات الخيّرات الفاضلات وَخلف عَلَيْهَا بعد يَاسر الأزرقُ وَكَانَ غُلَاما روميّاً لِلْحَارِثِ بن كلدة فَولدت لَهُ سَلمَة بن الْأَزْرَق فَهُوَ أَخُو عمّار لأمّه كَذَا قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ غلط وإنمّا خلف الأورق عَلَى سميّة أمّ زِيَاد مولاة الْحَارِث بن كلدة فسلمة فِي قُبلها فَقَتلهَا وَمَاتَتْ قبل الْهِجْرَة فَقَالَ عمّار يَا رَسُول الله بلغ مِنّا أَو مِنْهَا الْعَذَاب كلَّ مبلغ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اصبر أَبَا الْيَقظَان اللَّهُمَّ لَا تعذّبْ أحدا من آل يَاسر بالنَّار (الألقاب) ابْن السمين اسْمه أَحْمد بن عبد الله والخبّاز ابْن السمين اسْمه أَحْمد بن عليّ السمين الدِّمَشْقِي صَدَقَة بن عبد الله ابْن أبي سَمِينَة الْهَاشِمِي محمّد بن إِسْمَعِيل السمين محمّد بن حَاتِم ابْن السمينة يحيى بن يحيى الْوَزير السميري اسْمه محمّد بن عليّ ابْن سنا الْملك هبو الله بن جَعْفَر

سناء بنت أسماء

السناباذي الْوَاعِظ محمذد بن مَحْمُود (سناء بنت أَسمَاء) (بن الصَّلْت السلميّة) تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَاتَتْ قبل أَن يدْخل بِهَا فِيمَا ذكر معمر بن المثني (سِنَان) 3 - (الدؤَلِي الْمدنِي) سِنَان بن أبي سِنَان الدؤَلِي الْمدنِي روى عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي وَاقد اللَّيْثِيّ وَجَابِر وتوفيّ سنة خمس وَمِائَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (سِنَان بن أبي سِنَان) 3 - (وهب بن مُحصن الْأَسدي) شهد بَدْرًا هُوَ وَأَبوهُ عُكّاشة ابْن مُحصن وشهدوا سَائِر الْمشَاهد وَسنَان أوّل من بَايع بيعَة الرضْوَان وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيّ قَالَ ابْن عبد البرّ وَالْأَشْهر أنّ اباه أَبَا سِنَان أوّل من بَايع بيعَة الرضْوَان وَالله أعلم 3 - (سِنَان بن صَيفيّ) 3 - (بن صَخْر بن خنساء الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ) شهد الْعقبَة وَشهد بَدْرًا 3 - (سِنَان بن مقرّن) أَخُو النُّعْمَان بن مقرّن لَهُ صُحْبَة 3 - (سِنَان بن عبد الله الْجُهَنِيّ) روى عَنهُ ابْن عبّاس عَن عمّته أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمرهَا أَن تقضي عَن أمّها مشياً إِلَى الْكَعْبَة كَانَتْ نذرية أمّها 3 - (سِنَان بن تيم الْجُهَنِيّ) يُقَال فِيهِ ابْن وبرة وغزا مَعَ رَسُول الله صلى الْمُريْسِيع وَكَانَ شعارهم يَوْمئِذٍ يَا مَنْصُور أمت أمت يُقَال إنَّه الَّذِي سمع عبد الله بن أبي بن سلول يَقُول لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة الْآيَة وَقيل زيد بن أَرقم قَالَ ابْن عبد البرّ إنمّا سِنَان هُوَ هَذَا الَّذِي نَازع جَهْجَاه الْغِفَارِيّ يَوْمئِذٍ وَكَانَ جَهْجَاه يَقُود فرسا لعمر بن الخطّاب وَكَانَ أَجِيرا لَهُ فِي تِلْكَ الغواة فَبَيْنَمَا النَّاس عَلَى) المَاء ازْدحم جَهْجَاه وَسنَان الْجُهَنِيّ فاقتتلا وصرخ الْجُهَنِيّ يَا معشر الْأنْصَارِيّ وصرخ جَهْجَاه يَا معشر

سنان الضمري

الْمُهَاجِرين فَغَضب عبد الله بن أبيّ بن سلول فَقَالَ لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة 3 - (سِنَان الضمرِي) اسْتَخْلَفَهُ أَبُو بكر رضه حِين خرج من الْمَدِينَة لقِتَال أهل الردّة 3 - (سِنَان بن سنّة الْأَسْلَمِيّ) مدنِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة يُقَال إنّه عمّ حَرْمَلَة بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ وَالِد عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة وَرَوَاهُ عَنهُ حَكِيم بن أبي حرّة وَيحيى ابْن هِنْد ومعاذ بن سعوة 3 - (سِنَان بن سَلمَة بن المحبّق) 3 - (الْهُذلِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن) وَقيل أَبُو حبقرة روى وَكِيع عَن ابْنه أَنه قَالَ وُلدن يَوْم حَرْب النَّبِي فسمآني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِنَانًا وَقيل إنّه يومَ وُلد قَالَ أَبوهُ لَسنانٌ أقَاتل بِهِ فِي سَبِيل الله تَعَالَى أحَبُّ إليّ مِنْهُ فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِنَانًا وَكَانَ من الشجعان الْأَبْطَال الفرسان قَالَ أَبُو الْيَقظَان لمّا قُتل عبد الله بن سوّار كتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد انْظُر رجلا يصلح لثغر الْهِنْد فوجّهْه فوجّه زِيَاد سنانَ بن سَلمَة بن المحبّق وَقَالَ خَليفَة بن خيّاط ولىّ زِيَاد سِنَان بن سَلمَة بن المحبّق غوز الْهِنْد بعد قتل رَاشد بن عَمْرو الْجريرِي وَذَلِكَ سنة خمسين ولسنان هَذَا خبر عَجِيب فِي غَزْو الْهِنْد توفيّ فِي آخر أيّام الحجّاج 3 - (سِنَان بن عَمْرو بن طلق) وَهُوَ من بني سلامان بن سعد بن قضاعة يكنّى أَبَا المقنّع كَانَتْ لَهُ سَابِقَة وَشرف شهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد 3 - (سِنَان بن ثَعْلَبَة) 3 - (بن عَامر بن مُجَبدِعَة الْأنْصَارِيّ) شهد أحدا 3 - (سِنَان بن سَلمَة الْأَسْلَمِيّ) بَصرِي روى عَنهُ قَتَادَة ومعاذ بن سُبْرَة قَالَ ابْن عبد البرّ فِي حَدِيثه اضْطِرَاب 3 - (الطَّبِيب) ) سِنَان بن ثَابت بن قرّة كَانَ يلْحق بِأَبِيهِ فِي معرفَة علومه تمهّر فِي الطبّ وَكَانَتْ لَهُ قوّة بَالِغَة فِي علِمْنَ لهيئة وخدم المقتدر والراضي بالطبّ وأراده القاهر

راشد الدين الإسماعيلي

عَلَى الْإِسْلَام فهرب ثُمَّ أسلم وَخَافَ من القاهر فَمضى إِلَى خُرَاسَان وَعَاد وتوفيّ بِبَغْدَاد مُسلما بعلّة الذرب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يكنّى أَبَا سعيد وَمن تصانيفه رِسَالَة فِي تأريخ مُلُوك السريانيّين رِسَالَة فِي الاسْتوَاء رِسَالَة فِي سُهَيْل رِسَالَة إِلَى بجكم رِسَالَة إِلَى ابْن رائق رِسَالَة إِلَى أبي الْحسن عليّ بن عِيسَى الرسائل السلطانيّة رِسَالَة فِي النُّجُوم رِسَالَة فِي شرح مَذْهَب الصابئة رِسَالَة فِي قسْمَة الْجُمُعَة عَلَى الْكَوَاكِب السَّبْعَة رِسَالَة فِي الْفرق بَيْنَ المترسّل والشاعر رِسَالَة فِي أَخْبَار آبَائِهِ وأجداده وسلفه إصْلَاح كتاب أفلاطون فِي الْأُصُول الهندسيّة مقَالَة فِي الأشكال ذَوَات الخطوط المستقيمة الَّتِي تقع فِي الدائرة وَعَلَيْهَا استخراجه الشَّيْء الْكثير من الْمسَائِل الهندسيّة إِصْلَاحه فِي المثلّثات ونَقَلَ إِلَى العربيّ نواميس هرمس والسور والصلوات الَّتِي يصليّ بِهَا الصابئون 3 - (رَاشد الدّين الْإِسْمَاعِيلِيّ) سِنَان بن سلمَان بن محمّد أَبُو الْحسن رَاشد الدّين الْبَصْرِيّ كَبِير الإسماعيليّة وَصَاحب الدعْوَة النزاريّة كَانَ أديباً فَاضلا عَارِفًا بالفلسفة وشيئاً من الْكَلَام وَالشعر وَالْأَخْبَار أحلّ لِقَوْمِهِ وَطْء المحرّمات من أمّهاتهم وأخواتهم وبناتهم وَأسْقط عَنْهُم صَوْم رَمَضَان وَهلك بحصن الْكَهْف سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ رجلا عَظِيما خفيّ الكيد بعيد الهمّة عَظِيم المخاريق ذَا قدرَة عَلَى الإواء وخديعة الْقُلُوب والعقول وكتمان السرّ واستخدام الطغام والغفلة خدم رُؤَسَاء الإسماعيلية بِالْمَوْتِ وراض نَفسه وَقَرَأَ كيراً من كتب الفلاسفة والجدل والمغالط مثل رسائل إخْوَان الصفاء وَمَا شاكلها من الفلسفة الإقناعيّة المشوقة غير المبرهنة وَبنى بِالشَّام حصوناً لهَذِهِ الطَّائِفَة بَعْضهَا مستجدّ وَبَعضهَا كَانَ قَدِيما احتال فِي تحصيليها وتحصينها وتوعير مسالكها ودام لَهُ الْأَمر بِالشَّام نيفاً وَثَلَاثِينَ سنة وسيرّ إِلَيْهِ دَاعِي دعاتهم من المَوت جماعاً ليقتلوه خوفًا من استبداده بالرياسة عَلَيْهِ وَكَانَ سِنَان يقتلهُمْ ويخدع بَعضهم ويثنيه عمّا جهّز فِيهِ قَالَ سِنَان نشأتُ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ وَالِدي من مقدّميها وَوَقع هَذَا الحَدِيث فِي قلبِي وَجرى لي مَعَ إخوتي أَمر أحوجني إِلَى الإنصراف فَخرجت بِغَيْر زَاد وَلَا ركُوب وتوصّلت إِلَى المَوت) فدخلتها وَبهَا الكيا محمّد وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ أَحدهمَا الْحسن وَالْآخر الْحُسَيْن فأقعدني مَعَهُمَا فِي الْمكتب وساواني بهما وَبقيت حَتَّى مَاتَ وَولي ابْنه الْحسن فانفذني إِلَى الشَّام فَخرجت مثل خروجي من الْبَصْرَة وَلَمْ أقَارِب بَلَدا إِلَّا فِي الْقَلِيل وَكَانَ قَدْ أَمرنِي بأوامر وحمّلني رسائل فَنزلت بالموصل فِي مَسْجِد التمارين وسرت مِنْهَا إِلَى الرقّة وَكَانَ معي رِسَالَة لبَعض الرفاق فزوّدني واكترى لي بَهِيمَة إِلَى حلب وَلَقِيت آخَرَ وأوصلته رِسَالَة فاكترى لي وأنفذني إِلَى الْكَهْف وَكَانَ الْأَمر أَن أقيم بِهَذَا الْحصن فأقمت حَتَّى توفّي الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ صَاحب الْأَمر متوليّ بعده الأخواجة عليّ بن مَسْعُود وَبِغير نصّ إلاّ بالأتّفاق ثمّ اتّفق الرئيس أَبُو مَنْصُور أَحْمد ابْن الشَّيْخ والرئيس فَهد فانفذا من قَتله فجَاء الْأَمر من

الْمَوْت بقتل قَاتله وَإِطْلَاق فَهد وَمَعَهُ وصيّةً وَأمر أَن يَقْرَأها على الْجَمَاعَة وَهُوَ عهد عهدناه إِلَى الرئيس نَاصِر الدّين سِنَان وأمرناه بقرَاءَته عَلَى سَائِر الرفاق أعاذكم الله جميعَ الإخوان من اخْتِلَاف الآراء واتّباع الْأَهْوَاء إِذْ ذَاكَ فتْنَة الأوّلين وبلاء الآخرين وَفِيه عِبْرَة للمعتبرين وَمن تبرّأ من أَعدَاء الله وأعداء وليّة ودينة عَلَيْهِ مُوالَاة أَوْلِيَاء الله والاتحّاد بالوحدة سنّةِ جَامع الْكَلم كَلمه الله والتوحيد وَالْإِخْلَاص لَا إِلَه إلاّ الله عُروةِ الله الوثقى وحبله المتين أَلا فتمسّكوا بِهِ واعتصموا عبّاد الله الصَّالِحين فَلهُ صَلَاح الأوّلين وفلاح الآخرين اجْمَعُوا آراءكم لتعليم شخصٍ معَّينٍ بنصّ من الله ووليّه فتلقّوا مَا يُلقيه إِلَيْكُم من أوامره ونواهيه بِقبُول فَلَا وربّ الْعَالمين لَا تؤمنون حَتَّى تحكموه فِيمَا شجر بَيْنكُم ثُمَّ لَا تَجدوا فِي أَنفسكُم حرجاً ممّا قضى وتسلموا تَسْلِيمًا فَذَلِك الِاتِّحَاد بِهِ بالوحدة الَّتِي هِيَ أَيَّة الحقّ المنجِية من المهالك المؤدية إِلَى السَّعَادَة السرمدّية إذْ الْكَثْرَة عَلامَة الْبَاطِل المؤدّية الشقاوة المخزية وَالْعِيَاذ بِاللَّه من زَوَاله وبالواحد من إلهة شتّى وبالوحدة من الْكَثْرَة بالنصِّ والتعليم من الأدواء والأهواء الْمُخْتَلفَة وبالحقّ من الْبَاطِل وبالآخرة الْبَاقِيَة من الدُّنْيَا الملعونة الملعون مَا فِيهَا إِلَّا مَا أُريد بِهِ وَجه الله ليَكُون علمكُم وعملكم خَالِصا لوجهه الْكَرِيم يَا قوم إنمّا دنياكم ملعبة لأَهْلهَا فتووّدوا مِنْهَا لِلْأُخْرَى وَخير الزَّاد التَّقْوَى إِلَى أَن قَالَ أطِيعُوا أميركم وَلَو كَانَ عبدا حبشيّاً وَلَا تزكّوا أَنفسكُم انْتهى وَكَانَ سِنَان أعرج بِحجر وَقع عَلَيْهِ من الزلزلة الكائنة فِي أيّام نور الدّين فَاجْتمع أَصْحَابه إِلَيْهِ وَقَالُوا نقتلك لترجع إِلَيْنَا صَحِيحا فإنّا نكره أَن تكون فِينَا أعرج فَقَالَ اصْبِرُوا عَليّ لَيْسَ) وأمّا الدعْوَة النزاريّة فَهِيَ نِسْبَة إِلَى نزار بن الْمُسْتَنْصر بِاللَّه معدّ بن الظَّاهِر عليّ بن الْحَاكِم العبيدي وَكَانَ نزار قَدْ بَايع لَهُ أَبوهُ وبثّ الدعاة لَهُ فِي الْبِلَاد مِنْهُم صبّاح الدعْوَة وَكَانَ ذَا سمت ووقار ونسك وذلق فَدخل الشَّام والسواحل فَلم يتمّ لَهُ مُرَاد فتوجّه إِلَى بِلَاد الْعَجم وتكلّم مَعَ أهل الْجبَال والغتم والجهلة وَقصد قلعة أَلَموت وَهِي حَصِينَة وَأَهْلهَا ضِعَاف الْعُقُول فُقَرَاء وَفِيهِمْ قوّة فَقَالَ لَهُم نحنُ قوم زهّاد نعْبد الله فِي هَذَا الْجَبَل ونشتري مِنْكُم نصف هَذِهِ القلعة بسبعة آلَاف دِينَار فباعوه إيّاها وَأقَام بِهَا هُوَ وجماعته فلماّ قوي استولى عَلَى الْجَمِيع وَبلغ عدّة قومه ثَلَاث مائَة ونيفاً واتّصل بمَاِك تِلْكَ النَّاحِيَة أنّ هَهُنَا قوما يفسدون عقائد النَّاس وهم فِي تزيّد فجَاء إِلَيْهِم وَنزل عَلَيْهِم وَأَقْبل عَلَى سكره ولذّاته فَقَالَ رجل من قوم صبّاح اسْمه عليّ اليعقوبي أَي شَيْء لي عنْدكُمْ إِن أَنا كفيتكم مؤونة هَذَا العدّو قَالُوا نذكرك فِي تسابيحنا قَالَ فَنزل من القلعة لَيْلًا وَقسم النَّاس أَربَاعًا فِي نواحي الْعَسْكَر ورتّب مَعَهم طبولاً وَقَالَ إِذا سَمِعْتُمْ الصَّباح فاضربوا الطبول ثُمَّ انتهز الفرصة من عزّة الْملك وهجم عَلَيْهِ فَقتله فصاح أَصْحَابه فَقتل الخواصّ عليّاً وَضرب

أُولَئِكَ بالطبول فأرجفوا الْجَيْش وهجموا عَلَى وُجُوههم وَتركُوا الْخيام وَمَا فِيهَا فنقلوا الْجَمِيع إِلَى القلعة وَصَارَ لَهُم أَمْوَال وَسلَاح واستفحل أَمرهم وأمّا نزار فخافت عمّته مِنْهُ فعاهدت أَعْيَان الدولة عَلَى قَتله وتولىّ أَخُوهُ الْأَمر وَصَارَ أهل الألَموت يدعونَ لنزار وَأخذُوا قلعةً أُخْرَى وتسرع أهل الْجَبَل من الأعجام إِلَى الدُّخُول فِي دعوتهم وباينوا المصريّين لكَوْنهم قتلوا نزاراً وبنوا قلعةً ثَالِثَة واتّسعت بِلَادهمْ وأظهروا شغل الهجوم بالسكاكين عَلَى الْمُلُوك سُنّة اليعقوبي فارتاع مِنْهُم الْمُلُوك وصانعوهم بالتحف والهدايا وبعثوا دَاعيا من دعاتهم فِي الْخمس مائَة أَو مَا بعْدهَا إِلَى الشَّام يعرف بِأبي محمّد فَملك بعد أُمُور جرت لَهُ قلاعاً من جبل السُماق وَكَانَتْ فِي يَد النصيريّة وَقَامَ بعده سِنَان هَذَا ولمّا طَال انْتِظَار نزار عَلَى الْقَوْم الَّذين دعاهم صبّاح قَالَ إنّه بَيْنَ أعداءٍ وبلادِ شاسعة وَلَا يُمكنهُ السلوك وَقَدْ عزم عَلَى الْقدوم خفيّة فِي بطن حَامِل وَيَجِيء سالما ويستأنف الْولادَة فرضوا بذلك ثُمَّ إنّه أحضر جَارِيَة مصريّةً قَدْ أحبلها وَقَالَ قَدْ اختفى فِي بطن هَذِهِ فَأخذُوا بعظّمونها ويتخشّعون فَولدت ولدا فسمّاه حسنا) فلمذا تسلطن خوارزم شاه محمّد بن تكش وفخم أمره قصد بِلَادهمْ وَقَدْ حكم عَلَيْهِم بعد الصبّاح ابْنه محمّد ثُمَّ بعده الْحسن بن محمّد بن صبّاح فَرَأى الْحسن من الحزم التظاهر بِالْإِسْلَامِ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وستّ مائَة فادّعى أنّه رأى عليّاً فِي النّوم وَقَدْ أمره بِإِعَادَة شعار الْإِسْلَام من الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْأَذَان وَتَحْرِيم الْخمر وَقَالَ لِقَوْمِهِ أَلَيْسَ الدّين لي قَالُوا بلَى قَالَ فَتَارَة أرفع التكاليف وَتارَة أضعها فأطاعوه فَكتب بذلك إِلَى بَغْدَاد والنواحي وَأدْخل بِلَاده الْفُقَهَاء والمؤذنين وَجَاء رَسُوله ونائبه صَحبه رَسُول الْخَلِيفَة الْملك الظَّاهِر إِلَى حلب بِأَن يقتل النَّائِب الأوّل وَيُقِيم هَذَا النَّائِب لَهُ عَلَى القلاع الَّتِي لَهُم بِالشَّام فأكرمهم الظَّاهِر وخلصوا بإظهارهم الإسلامَ من خوارزم شاه وَمن شعر سِنَان الْمَذْكُور من السَّرِيع (ألجأني الدهرُ إِلَى معشرٍ ... مَا فيهِم للخير مستمتعُ) (إِن حدّثوا لَمْ يُفهِموا سَامِعًا ... أَو حُدِّثوا مَجّوا وَلَمْ يسمعوا) (تقدّمي أخّرني فيهِم ... مَنْ ذَنْبُه الْإِحْسَان مَا يصنعُ) قَالَ كَمَال الدّين ابْن العديم أَنْشدني بهاء الدّين الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن الخشّاب قَالَ أَنْشدني شيخ من الإسماعيليّة قَالَ أَنْشدني سِنَان لنَفسِهِ من السَّرِيع (مَا أكثَر الناسَ وَمَا أقلّهم ... وَمَا أقلّ فِي الْقَلِيل النُجَبا) (لَينَهُمُ إِذْ يَكُونُوا خُلِقوا ... مهذّبين صحبوا مهذّبا) وَكتب إِلَى السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أيّوب جَوَابا من الْبَسِيط (يَاذَا الَّذِي بِقراع السيفِ هدَّدَني ... لَا قَامَ مصرع جنبٍ أَنْت تصرعُهُ)

(قَامَ الحمامُ إِلَى الْبَازِي يهدِّدُه ... وكشرّتْ لأُسِود الغابِ أضبُعُهُ) (أضحى يسدّ فَم الأفعى بإصبعه ... يَكْفِيهِ مَاذَا تلاقي مِنْهُ إصْبَعُهُ) فوقفنا عَلَى تَفْصِيله وجمله وَعلمنَا مَا تهدّدنا بِهِ من قَوْله وَعَمله وَيَا لله الْعجب من ذُبَابَة تظنّ بأذن فيل ولبعوضةٍ تعدّ فِي التماثيل قَدْ قَالَهَا من قبلك قوم آخَرُونَ فدمّرنا عَلَيْهِم وَمَا كَانُوا يصنعون أللحقّ تدحضون وللباطل تستنصرون وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أيّ مُنْقَلب ينقلون وَلَئِن صدر قَوْلك فِي قطع رَأْسِي وقلعِك لقلاعي من الْجبَال الرواسِي وَتلك أمانّي كَاذِبَة وخيلات غير صائبة فإنّ الْجَوَاهِر لَا تَزُول بالأعراض كَمَا أنّ الْأَرْوَاح لَا تضمحلّ بالأمراض وَإِن عدنا إِلَى الظَّوَاهِر وعدلنا عَن البواطن فلّنا فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة مَا أوذي نبيّ مَا) أوذي وَقَدْ علمت مَا جرى عَلَى عترته وشيعته وَالْحَال مَا حَال وَالْأَمر مَا زَالَ وَالله الْحَمد فِي الْآخِرَة وَالْأولَى وَقَدْ علمْتُم ظَاهر حَالنَا وكيفيّة رجالنا وَمَا يتمنّونْه من الْفَوْت ويتقرّبون بِهِ إِلَى حِيَاض الْمَوْت وَفِي الْمثل أَو للبطّ تُهدّد بالشطّ فهيتي للبلى أسباباً وتدرذع للرزايا دلبابا فلأظهرنّ عَلَيْكَ مِنْك وَتَكون كالباحث عَن حتفه بظلفه وَمَا ذَاكَ عَلَى الله بعزيز فَإِذا وقفت عَلَى كتَابنَا هَذَا فَكُن لأمرنا بالمرصاد وَمن حالك عَلَى اقتصاد واقْرأ أوّل النَّحْل أَو آخر صَاد وَقَالَ كَمَال الدّين ابْن العديم قَالَ نجم الدّين ابْن إِسْرَائِيل قَالَ أَخْبرنِي الْمُنْتَخب ابْن دفترخوان قَالَ أَرْسلنِي صَلَاح الدّين إِلَى سِنَان زعيم الإسماعيليّة حِين وَثبُوا عَلَى صَلَاح الدّين فِي المرّة الثَّالِثَة بِدِمَشْق وَمَعِي القطب النَّيْسَابُورِي وَأرْسل مَعنا تخويفاً وتهديداً فَلم يجبهُ بل كتب فِي الطرّة عَلَى كتاب صَلَاح الدّين وَقَالَ لَنَا هَذَا جوابكم جَاءَ الْغُرَاب إِلَى الْبَازِي يهدده الأبيات الثَّلَاثَة ثمّ قَالَ لَنَا إنّ صَاحبكُم يحكم عَلَى ظواهر جنده وَأَنا أحكم عَلَى بواطن جندي وَدَلِيله مَا تشاهد الْآن ثُمَّ دَعَا بِعشْرَة من صبيان القاعة وَكَانَ عَلَى حصنه المنيف فاستخرج سكّيناً وَأَلْقَاهَا إِلَى الخَنْدَق وَقَالَ من أَرَادَ هَذِهِ فليُلقِ نَفسه خلفهَا فتبادروا خلفهَا وتباً أَجْمَعِينَ فتقطّعوا فعدنا إِلَى السُّلْطَان صَلَاح الدّين وعرّفناه الْحَال فَصَالحه وَقَالَ الشَّيْخ قطب الدّين فِي تأريخه إنّ سِنَانًا سيرّ رَسُولا إِلَى صَلَاح الدّين رَحمَه الله وَأمره أَن لَا يُؤْذِي رسَالَته إلاّ خلْوَة ففتّشه صَلَاح الدّين فَلم يجد مَعَه مَا يخافه فأخلى لَهُ الْمجْلس إلاّ نَفرا يَسِيرا فَامْتنعَ من أَدَاء الرسَالَة حَتَّى يخرجُوا فَأخْرجهُمْ كلّهم سوى مملوكّين فَقَالَ هَات رِسَالَتك فَقَالَ أمرتُ أَن لَا أقولها إِلَّا خلْوَة قَالَ هَذَانِ مَا يخرجَانِ فَإِن أردْت أَن تذكر رِسَالَتك وإلاّ قُم قَالَ فلِمَ لَا يخرج هذَان قَالَ لأنّهما مثل أَوْلَادِي فَالْتَفت الرَّسُول إِلَيْهِمَا وَقَالَ لَهما إِذا أمرتكما عَن مخدومي بقتل هَذَا السُّلْطَان هَل تقتلانه فقلا نعم وجذبا سيفيهما فبهت السُّلْطَان وَخرج الرَّسُول وَأَخذهمَا مَعَه وجنح صَلَاح الدّين إِلَى الصُّلْح وَدخل فِي مرضاته

ابن المحبق

وَكتب رَاشد الدّين سِنَان الْمَذْكُور إِلَى سَابق الدّين عُثْمَان صَاحب شيرز يعزّيه بأَخيه صَاحب جعبر من الْكَامِل (إنّ المنايا لَا يَطّأْنَ بمنسمٍ ... إلاّ عَلَى أكتاف أهل السؤدَدِ) ) (فَلِئَنْ صَبَرتَ وَأَنت سيّد معشرٍ ... صُبُرٍ وَإِن تجزع فَغير مفنَّدِ) (هَذَا التناصر بِاللِّسَانِ وَإِن يكن ... غير الْحمام أَتَاك منّي باليدِ) وَمن شعره أَيْضا من الْكَامِل (لَو كنتَ تعلم كلّ مَا علم الورى ... طُرّاً لكنتَ صَديق كلّ العالَمِ) (لكِن جهلتَ فصرت تحسب أنّ من ... يهوى خلاف هَوَاك لَيْسَ بعالِمِ) 3 - (ابْن المحبّق) سِنَان بن سَلمَة بن المُحَبق بضمّ الْمِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وبكسر الْبَاء الموّحدة وَبعدهَا قَاف الْهُذلِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن أحد الشجعان الْمَذْكُورين ولد يَوْم الْفَتْح فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِنَانًا لَهُ رِوَايَة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة (الألقاب) أَبُو سِنَان الْأَسدي الصَّحَابِيّ اسْمه وهب بن مُحصن السنبسي الشَّاعِر محمّد بن خَليفَة بن حُسَيْن السنبلي اسْمه أَحْمد بن صَالح السنجاري قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين يُوسُف بن الْحسن وَأَخُوهُ برهَان الدّين الْخضر بن الْحسن (سنجر) 3 - (معزّ الدّين السلجوقي) سنجر بن ماكشاه بن ألب رسْلَان بن جغربيك بن مِيكَائِيل بن سُلَيْمَان بن سلجوق السُّلْطَان أَبُو الْحَارِث معزّ الدّين ابْن السُّلْطَان ابْن السُّلْطَان ابْن السُّلْطَان سُلْطَان خُرَاسَان وغزنة وَمَا وَرَاء النَّهر خُطب لَهُ بالعراق وَالشَّام والجزيرة وآذربيجان وأرّان وديار بكر والحرمين ولُقّب السُّلْطَان الْأَعْظَم واسْمه بالعربي أَحْمد بن الْحسن بن

صاحب الجزيرة

محمّد بن دَاوُد كَذَا ذكره السَّمْعَانِيّ تولىّ المملكة نِيَابَة عَن أَخِيه بركياروق ثُمَّ اسْتَقل بالسلطنة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة وَكَانَ وقوراً حييّاً سفوقاً ناصحاً كثير الصفح صَارَت أيّام دولته تأريخاً للملوك جلس عَلَى سَرِير الْملك قَرِيبا من ستيين سنة حَارب العزّ وأسروه ثُمَّ تخلّص بعد مُدَّة ولاصطبح مرّةً خَمْسَة أيّام فَبلغ مَا وهبه فِيهَا من الذَّهَب سبع مائَة ألف دِينَار سوى الْخلْع وَالْخَيْل وَقَالَ لَهُ خازنه يَوْمًا اجْتمع فِي خزانتك ألف ثوب ديباج أطلس وَقَالَ يقبح بمثلي أَن يُقَال مالَ إِلَى المالِ ثُمَّ أذن لِلْأُمَرَاءِ فَدَخَلُوا ففرّق عَلَيْهِم الثِّيَاب وَاجْتمعَ عِنْده من الْجَوْهَر ألف وَثَلَاث مائَة رطلا من الْجَوَاهِر وَبَقِي فِي الْأسر نَحْو خمس سِنِين ووُلد سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَانْقطع بِمَوْتِهِ استبداد الْمُلُوك السلجوقيّة بخراسان وَاسْتولى عَلَى أَكثر مَمْلَكَته خوارزم شاه أَلتُن بن محمّد بن أنوشتكين رَحِمهم الله أَجْمَعِينَ 3 - (صَاحب الجزيرة) سنجر شاه بن غَازِي بن مودود السُّلْطَان عزّ الدّين الأتابكي صَاحب جَزِيرَة ابْني عمر توفيّ فِي قولٍ سنة أَربع وستّ مائَة وَقيل سنة خمس 3 - (علم الدّين الحصني) سنجر الْأَمِير علم الدّين الحصني كَانَ من أُمَرَاء الألوف نَاب فِي سلطنة دمشق فِي وَقت وتوفيّ سنة أَربع وَسبعين وستّ مائَة 3 - (علم الدّين التركستاني) سنجر الْأَمِير علم الدّين التركستاني كَانَ ذَا حُرْمَة وتجملَ مَعَ الشجَاعَة الموصوفة والإقدام توفيّ سنة سبع وَسبعين وستّ مائَة وَدفن بسفح قاسيون 3 - (الصَّالِحِي الدوادار) ) سنجر الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين الصَّالِحِي الدوادار من أَعْيَان الْأُمَرَاء المصرّيين توفيّ بِالْقَاهِرَةِ سنة ستّ وَثَمَانِينَ وستّ مائَة وَهُوَ أستاذ الْأَمِير سيف الدّين كجكن المنصوري 3 - (الْمُجَاهِد الْحلَبِي الْكَبِير) سنجر الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين الْحلَبِي الْكَبِير أحد الموصوفين بالشجاعة والفروسيّة شهد عدّة حروب وَكَانَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ وَولي نِيَابَة دمشق آخر سنة ثَمَان وَخمسين وتسلطن بِهَا أيّاماً وَتسَمى بِالْملكِ الْمُجَاهِد وَلَمْ يتمّ ذَلِكَ وَبَقِي فِي الْحَبْس مدّةً ثُمَّ إنّ الْأَشْرَف أخرجه وأكرمه وَرفع مَنْزِلَته وَكَانَ من بقايا الْأُمَرَاء

سنجر بن عبد الله

الصالحيّة وَهُوَ الَّذِي حَارب سُنقُر الْأَشْقَر وطرده عَن الْبِلَاد وتوفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وستّ مائَة وَكَانَ الْملك المظفّر قطز لمّا حضر للملتقى التتار وكسرهم وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة اسْتعْمل عَلَى حلب عَلَاء الدّين ابْن صَاحب الْموصل وَاسْتعْمل عَلَى دمشق الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحلَبِي الْمَذْكُور فلمّا بلغ علمَ الدّين قتلة الْملك المظفّر عَلَى مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته حلّف علم الدّين الأمراءَ لنَفسِهِ وَدخل القلعة وتسلطن ولُقّب الْمُجَاهِد وخطب لَهُ بِدِمَشْق فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين مَعَ الْملك الظَّاهِر بيبرس وَأمر بِضَرْب الدَّرَاهِم باسميهما وغلبت الأسعار وَبَقِي الْخبز رطلا بِدِرْهَمَيْنِ والجبن أُوقِيَّة بدرهم وَنصف ولمّا كَانَ فِي المحرّم سنة تسع وَخمسين وستّ مائَة اتّفق الْأُمَرَاء عَلَى خلع الْحلَبِي وحصروه بالقلعة وَجرى بَينهم بعض قتال وَخرج إِلَيْهِم وَقَاتلهمْ وَلما رأى الْغَلَبَة خرج فِي اللَّيْل بعد أَيَّام من بَاب سرَ قريب من بَاب توما وَقصد بعلبك فعصى فِي قلعتها وَبَقِي فِيهَا قَلِيلا فَقدم عَلَاء الدّين طيبرس الوزيري وَأمْسك الْحلَبِي من القلعة وقيّده وسيّره إِلَى مصر فحبسه الظَّاهِر مدّةً طَوِيلَة 3 - (سنجر بن عبد الله) 3 - (الْأَمِير علم الدّين) كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء بِمصْر وأكابرهم وممّن يُخشَى جَانِبه ولمّا تمكّن الْملك الظَّاهِر أخرجه إِلَى الشَّام ليأمنه وأقطعه إقطاعاً جيّداً عدّة قُرىً فِي بعلبك فتوجّه إِلَى بعلبك للإشراف عَلَى مَاله بِهَا من الإقطاع فَأَدْرَكته منيّته بِهَا سنة تسع وستّين وستّ مائَة 3 - (قطب الدّين الياغز) سنجر بن عبد الله المستنصري الْأَمِير قطب الدّين الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالياغز من مماليك) الإِمَام الْمُسْتَنْصر ولمّا أُخذت بَغْدَاد كَانَ هُوَ فِي جملَة من هرب مِنْهَا وَوصل إِلَى الشَّام وَكَانَ مُحْتَرما فِي الدولة الظاهريّة وَعِنْده معرفَة ونباهة وَحسن عشرَة ويحاضر بالأشعار والحكايات وتوفيّ سنة تسع وستّين وستّ مائَة 3 - (مَمْلُوك الإِمَام النَّاصِر) سنجر بن عبد الله الناصري صهر طاشتكين كَانَ ذليلاً بَخِيلًا مَعَ كَثْرَة الْأَمْوَال والبلاد تولىّ إمرة الحاجّ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَاعْترضَ للحاجّ رجل بدويّ فِي نفر يسير فذلّ وَلَمْ يلقه وَمَعَهُ خمس مائَة فَارس وَطلب البدويّ مُهِمّ خمسين ألف دِينَار فجمعها سنجر من الحاجّ وضيّق ولمّا ورد الحاجّ إِلَى بَغْدَاد وكلّ الْخَلِيفَة عَلَيْهِ وَأخذ الْمبلغ من مَاله وَأَعَادَهُ عَلَى أربابه وعزله بطاشتكين وتوفيّ سنة عشر وست مائَة

علم الدين الشجاعي

3 - (علم الدّين الشجاعي) سنجر الْأَمِير الْكَبِير علم الدّين الشجاعي المنصوري وَزِير الديار المصرّية ومشدّ دواوينها ونائب سلطنة دمشق كَانَ رجلا طَويلا تامّ الْخلق أَبيض اللَّوْن أسود اللِّحْيَة عَلَيْهِ وقار وهيبة وَسُكُون وَفِي أَنفه كبر وَفِي أخلاقه شراسة وَفِي طَبِيعَته جبروت وانتقام وظلم وعسف وَلَهُ خبْرَة تامّة بالسياسة والعمارة ولي شدّ الديار المصريّة ثُمَّ الوزارة ثُمَّ ولي نِيَابَة دمشق فلطف بِأَهْلِهَا وقلّل شرّه فدام فِيهَا سنتَيْن ثُمَّ عُزل بعّز الدّين الْحَمَوِيّ وَكَانَ يعرض فِي تجمّل وهيئة لَا تبغي إلاّ للسُّلْطَان وَكَانَ فِي الْجُمْلَة لَهُ ميل إِلَى أهل الدّين وتعظيم الْإِسْلَام وعمِل الوزارة أوّل دولة الناصريّة أَكثر من شهر ثُمَّ قُال شَرَّ قتلةٍ وَعصى فِي القلعة وَجَرت أُمُور ذُكر يعضها فِي تَرْجَمَة الْأَشْرَف وترجمة أَخِيه النَّاصِر فلمّا كَانَ فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وستّ مائَة عجز وَطلب الْأمان فَلم يعطوه وطلع إِلَيْهِ بعض الْأُمَرَاء وَقَالَ انزلُ إِلَى عِنْد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَمشى مَعَه فَضَربهُ واحدٌ طيرّ يَده ثُمَّ طيّر آخر رَأسه وعلّق رَأسه فِي الْحَال عَلَى سور القلعة ودقّت البشائر وطافت المشاعليّة بِرَأْسِهِ وجبوا عَلَيْهِ وَالنَّاس يسبّونه لظلمه وعسفه يُقَال إنّ المشاعليّة كلنوا يطفون بِرَأْسِهِ عَلَى بيُوت كتاب القبط فبلغت اللَّطْمَة عَلَى وَجهه بالمداس نصفا والبولة عَلَيْهِ درهما فَلَا قُوّة إِلَّا بِاللَّه وَفِي الشجاعي يَقُول السراج الورّاق وَمن خطّه نقلت من المتقارب (أباد الشجاعيَّ ربُّ العبادْ ... وعُقباه فِي الْحَشْر أَضْعَاف ذلكْ) ) (عصى رأسُه فالعصا نعشُهُ ... وشُيّع فِي نَار مالِكْ) (وَلَمْ يَدَع السَّيْف فِي رَأسه ... من الْكبر إلاّ نصيب اللوالِكْ) ووُجد بخطّ الشجاعي بعد مَوته من الْكَامِل (إنْ كَانَتْ الْأَعْضَاء خَالَفت الَّذِي ... أُمرتْ بِهِ فِي سالف الأزمانِ) (فسَلُوا الفؤادَ عَن الَّذِي أودعتُمُ ... فِيهِ من التَّوْحِيد والإيمانِ) (تَجِدُوهُ قَدْ أدّى الْأَمَانَة فيهمَا ... فهَبُوا لَهُ مَا زلّ بالأركانِ) أَخْبرنِي من لَفظه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله قَالَ أَخْبرنِي وَالِدي عَن قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن الشَّيْخ الشَّمْس الدّين شيخ الْجَبَل قَالَ كنت ليةً نَائِما فَاسْتَيْقَظت وَكَانَ من أنبهني وَأَنا أحفظ كأنّما قَدْ أنشدت ذَلِكَ من الْبَسِيط (عِنْد الشجاعيّ أَنْوَاع مُنوعةٌ ... من الْعَذَاب فَلَا ترحمه يَا اللهُ) (لَمْ تُغنِ عَنهُ ذنوبُ قَدْ تحمّلها ... من الْعباد وَلَا مالٌ وَلَا جاهُ)

علم الدين الدواداري

قَالَ ثمّ جَاءَنَا الْخَبَر بعد أيّام قَلَائِل بقتْله وَكَانَتْ قتلته فِي تِلْكَ اللَّيْلَة الَّتِي أُنْشِدَ فِيهَا الشّعْر وَكَانَ قَدْ قَارب الْخمسين وَكَانَ زوج أمّ الْأَمِير بدر الدّين بَيدَرا وَهُوَ الَّذِي عمر البيمارستان المنصوري بَيْنَ القصرين بِالْقَاهِرَةِ فِي مدّة فَأتى بذلك الْعَمَل الْعَظِيم وَفرغ مِنْهُ فِي هَذِهِ المدّة الْقَرِيبَة وَكَانَ يسْتَعْمل الصنّاع والفعول بالبندق حَتَّى لَا يفوتهُ من هُوَ بعيد عَنهُ فِي أَعلَى سقالة أَو غَيرهَا وَيُقَال إنّه وَقع بعض الفعول من أَعلَى الصقالة بجنبه وَمَات فَمَا اكثرتَ لَهُ وَلَا تغيّر من مَكَانَهُ وَأمر بدفنه وَهَذَا الْمَكَان بِمَا فِيهِ من القبّة والمدارس والمأذنة والبيمارستان لَا يُدرَك بِالْوَصْفِ وَلَا يحاط بِهِ علما إلاّ بِالْمُشَاهَدَةِ وامتدحه معِين الدّين ابْن توَلّوا بقصيدة عِنْد فَرَاغه من العْمل أوّلها من الْكَامِل (أنشأتَ مدرسةً ومارستاناً ... لِتُصحَّح الأديانَ والأبدانا) وامتدحه شرف الدّين محمّد بن مُوسَى الْقُدسِي وَكَانَ كَاتبه بقصيدةٍ ميميّةٍ ذكرت مِنْهَا شَيْئا فِي تَرْجَمَة الْقُدسِي وَكَانَ قَدْ رّبا أوّلاً بِدِمَشْق عِنْد امْرَأَة تعرف بستّ قجا جوَار الْمدرسَة المنكلانيّة وانتقل إِلَى مصر وتعلّم الخطّ وَقَرَأَ الْأَدَب واتّصل بالأمير سيف الدّين قلاوون الألفي فلمّا تمّلك تقدّم عِنْده وعزّ الدّين أيبك الشجاعي الَّذِي عمل شدّ الدَّوَاوِين بِمصْر أظنّه كَانَ مَمْلُوكه وَالله أعلم وَفِي الشجاعي يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي وَقَدْ وسّع الميدان بِدِمَشْق) أيّام الْملك الْأَشْرَف وَمن خطّه نقلت من الْكَامِل (عَلِمَ الأميرُ بأنّ سلطانَ الورى ... يَأْتِي دمشقَ ويُطلِق الأموالا) فلأجل ذَلِكَ زَاد فِي ميدانها لتَكونَ أوسَعَ للجواد مجالا وَفِيه يَقُول وَقَدْ أَمر بِدِمَشْق أَن لَا يلبس النِّسَاء خفافاً وَلَا عمائم من المجتثّ (هَذَا الْأَمِير غَيُورٌ ... لأنّه قَدْ أزالا) (عمائماً وخفافاً ... عَلَى النِّسَاء ثقالا) (وغارَ لمذا تَبرَّج ... نَ والتزمْنَ الحِجالا) (والآن عُدْنَ نسَاء ... وكُنَّ قبلُ رِجالا) 3 - (علم الدّين الدواداري) سنجر الْأَمِير الْكَبِير الْعَالم المحدّث أَبُو مُوسَى التركي البرلي الدواداري ولد سنة نَيف وَعشْرين وست مائَة وتوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَقدم من التّرْك فِي حُدُود الْأَرْبَعين وستّ مائَة وَكَانَ مليح الشكل مُهيباً كَبِير الْوَجْه خَفِيف اللِّحْيَة صَغِير الْعين رَبُعَةً من الرِّجَال حَسَنَ الخَلق والخُلق فَارِسًا شجاعاً ديّناً خيّراً

عَالما فَاضلا مليح الحظّ حَافِظًا لكتاب الله قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى الشَّيْخ جِبْرِيل الدلاصي وَغَيره وَحفظ الْإِشَارَة فِي الْفِقْه لسليم الرَّازِيّ وَحصل لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ وسماعه سنة بضعٍ وَخمسين وَسمع الْكثير وَكتب بخطّه وحصّل الْأُصُول وخرّج لَهُ الْمزي جزءين عوالي وَخرج لَهُ البرزالي معجماً فِي أَرْبَعَة عشر جُزْءا وخرّج لَهُ ابْن الظَّاهِرِيّ قبل ذَلِكَ شَيْئا وحجّ ستّ مَرَّات وَكَانَ يُعرف عِنْد المَكِّيّين بالستوري لِأَنَّهُ أوّل من سَار بكسوة البيع بعد أخْذِ بَغْدَاد من الديار المصريّة وَقبل ذَلِكَ كَانَتْ تأتيها الأسبتار من الْخَلِيفَة وحجّ مرّة هُوَ وَاثْنَانِ من مصر عَلَى الهجن وَكَانَ من الْأُمَرَاء فِي أيّام الظَّاهِر ثمّ أعطي أمريّة بحلب ثمّ قدم دمشق وَولي الشدّ مُدَّة ثُمَّ كَانَ من أَصْحَاب سنقر الْأَشْقَر ثُمَّ أمسك ثُمَّ أُعِيد إِلَى رتبته وَأكْثر وَأعْطِي خبْزًا وتقدمةً عَلَى ألف وتنقلّت بِهِ الْأَحْوَال وعلت رتبته فِي دولة الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين وقدّمه عَلَى الْجَيْش فِي غَزْوَة سيس وَكَانَ لطيفاً مَعَ أهل الصّلاح والْحَدِيث يتواضع لَهُم ويحادثهم ويؤانسهم ويصلهم وَلَهُ مَعْرُوف كَبِير وأوقات بالقدس ودمشق وَكَانَ مَجْلِسه عَامِرًا بلعلماء وَالشعرَاء والأعيان وَسمع الْكثير بِمصْر وَالشَّام والحجاز روى عَن) الزكي عبد الْعَظِيم والرشيد العطّار والكمال الضَّرِير وَابْن عبد السَّلَام والشرف المرسي وَعبد الْغَنِيّ بن بَنِينَ وَإِبْرَاهِيم بن بِشَارَة وَأحمد بن حَامِد الأرتاحي وَإِسْمَاعِيل بن عزّون وَسعد الله بن أبي الْفضل التنّوخي وَعبد الله بن يُوسُف بن اللمط وَعبد الرَّحْمَن بن يُوسُف المنبجي ولاحق الأرتاحي وَأبي بكر بن مَكَارِم وَفَاطِمَة بنت الملثم بِالْقَاهِرَةِ وَفَاطِمَة نت الحزّام الحميريّة بِمَكَّة وَابْن عبد الدَّائِم وَطَائِفَة بِدِمَشْق وَهبة الله بن زوين وَأحمد بن النّحاس بلإسكندرية وَعبد الله بن عليّ بن معزوز بمنية بني خصيب وبأنطاكيّة وحلب وبعلبك والقدس وقوص والكرك وصفد وحماة وحمص وينبع وطيبة والفيّوم وجدّة وقلّ من أَنْجَب من التّرْك مثله وَسمع مِنْهُ خلق بِدِمَشْق والقاهرة وَشهد الْوَقْعَة وَهُوَ ضَعِيف ثُمَّ التجأ بِأَصْحَابِهِ إِلَى حصن الأكراد فتوفيذ بِهِ لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث شهر رَجَب سنة تأريخ تقدم انْتهى مَا ترْجم لَهُ بِهِ الشَّيْخ شمس الدّين قلت وَكَانَ الشَّيْخ فتح الدّين بِهِ خصيصاً ينَام عِنْده ويسامره فَقَالَ لي كَانَ الْأَمِير علم الدّين قَدْ لبس بالفقيري وتجرّد وجاور بمكّة وَكتب الطباق بخطّه وَكَانَتْ فِي وَجهه أثار الضروب من الحروب وَكَانَ إِذا خرج إِلَى غَزْوَة خرج طلبه وَهُوَ فِيهِ وَإِلَى جَانِبه شخص يقْرَأ عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ أَحَادِيث الْجِهَاد وَقَالَ إنّ السُّلْطَان حسام الدّين لاجين رتّبه فِي شدّ عمَارَة جَامع ابْن طولون وفوّض أمره إِلَيْهِ فعمره وعمّر وُقُوفه وقرّر فِيهِ دروس الْفِقْه والْحَدِيث والطبّ وَجعل من جملَة ذَلِكَ وَقفا يختصّ بالديكة الَّتِي تكون فِي سطح الْجَامِع فِي مَكَان مَخْصُوص بهَا وَزعم أنّ الديكة تُعين المُوَقّتين وتوقظ المؤذنين فِي السحر وَضمن ذَلِكَ كتاب الْوَقْف فلمّا قُرئ عَلَى السُّلْطَان أعجبه مَا اعْتَمدهُ فِي ذَلِك فلمّا انْتهى إِلَى ذكر الديكة أنكر ذَلِكَ وَقَالَ أبطلوا هَذَا لَا يضْحك النَّاس

علم الدين الجاولي

علينا وَكَانَ سَبَب اخْتِصَاص فتح الدّين بِهِ أنّه سَأَلَ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي عَن وَفَاة البُخَارِيّ فَمَا استحضر تأريخها ثُمَّ إنّه فتح الدّين عَن ذَلِكَ فَأَجَابَهُ فحظي عِنْده وقرّبه فَقيل لَهُ إنّ هَذَا تلميذ الشَّيْخ شرف الدّين فَقَالَ وليَكُنْ وغالب رُؤَسَاء دمشق وكبارها وعلمائها نشؤه وَجمع الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني مدائحه فِي مجلّدتين أَو وَاحِدَة وَكتب ذَلِكَ بخطّه وَكتب إِلَيْهِ عَلَاء الدّين الوداعي يعزّيه بِولد توفيّ اسْمه عمر وَمن خطّه نقلت من الْكَامِل (قُلْ لِلأميرِ وعَزِّهِ فِي نَجْلِهِ ... عُمَرَ الَّذِي أجْرى الدموعَ أُجاجا) (حاشاك يُظلم ربعُ صبرك بعد من ... أَمْسَى لسكّان الْجنان سِرَاجًا) ) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا وَمن خطّه نقلت من الْخَفِيف (علمُ الدّين لَمْ يَزَل فِي طِلابِ ال ... علمِ والزُهدِ سائحاً رحّالا) (فترى الناسَ بَيْنَ راوٍ وراءٍ ... عِنْده الْأَرْبَعين والأبدالا) وَقَالَ فِيهِ لمّا أَخذ فِي دويرة الشمشاطي بَيْتا من الْكَامِل (لِدُوَبرِهِ الشَّيْخ الشميشاطي من ... دون الْبِقَاع فضيلةٌ لَا تُجهَلُ) (هِيَ موطنُ للأولياء ونُزهةٌ ... فِي الدّين وَالدُّنْيَا لمن يتأمَلُ) (كمُلتْ مَعَاني فَضْلِها مُذْ حَلَّها ال ... عَلَمُ الفريد القانت المتبتِّلُ) (إنّي لأُنشدُ كلمّا شاهدتها ... مَا مثل منزلَة الدويرة مَنزِلُ) أَنْشدني إجَازَة الْحَافِظ فتح الدّين محمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سيّد النَّاس العميري قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري من الوافر (سَلوا عَن موقفي يَوْم الخميسِ ... وَعَن كرّات خيلي فِي الخميسِ) (شرِيتُ دَمَ العِدَى فرَوِيتُ مِنْهُ ... فشربي مِنْهُ لَا خمرَ الكؤوسِ) (وجاورت الْحجاز وساكنيه ... وَكَانَ البيتُ فِي ليلِي أنيسي) (وأتْقنَتُ الحديثَ بكلّ قطرٍ ... سَمَاعا عَالِيا ملْء الطروسِ) (أُباحث فِي الْوَسِيط لكّ حبر ... وألْقى القوَ فِي حرّ الوطيسِ) (فكم لي من جلادٍ فِي الأعادي ... وَكم لي من جدالٍ فِي الدروسِ) 3 - (علم الدّين الجاولي) سنجر الْأَمِير علم الدّين الجاولي كَانَ أوّلاً نَائِب الشوبك

بِغَيْر عدّة ثُمَّ إنّه نقل مِنْهَا وجُعل أَمِيرا فِي أَيَّام سلاّر والجاشنكير وَكَانَ يعْمل الْأُسْتَاذ داريّة للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَيدخل إِلَيْهِ مَعَ الطَّعَام عَلَى الْعَادة وَكَانَ يُرَاعِي مصَالح السُّلْطَان ويقترّب إِلَيْهِ فلمّا حضر من الكرك جهّزه إِلَى غزّة نَائِبا وَإِلَى الْقُدس بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام ونابلس وقاقون ولُدّ والرملة وأقطعه إقطاعاً هائلاً كَانَ إقطاع مماليكه فِيهَا مَا يعْمل عشْرين ألفا وَخَمْسَة وَعشْرين ألفا وَعمل نِيَابَة غزّة عَلَى القالب الجائر وَكَانَ كريم الدّين الْكَبِير يرعاه وَيكْتب إِلَيْهِ مَعَ كلّ بريد يخرج لَو أمكنه فِي كلّ يَوْم وَرَدَ مِنْهُ إِلَيْهِ كتاب يستعرض فِيهِ مراسمه وخِدَمَه وَكَذَلِكَ فَخر الدّين نَاظر الجُيوش وَكَانَ لَهُ إدلال عَلَى الْكِبَار فَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكز وتراسل عَلَيْهِ هُوَ) وَالْقَاضِي كريم الدّين فَأمر السُّلْطَان بإمساكه فاعتُقل قَرِيبا من ثَمَانِي سِنِين فِيمَا أظنّ ثُمَّ أفرَجَ عَنهُ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة أَو تسع وَعشْرين وأمّره أَرْبَعِينَ فَارِسًا مديدةً ثمّ أمّره مائَة وقدّمه عَلَى ألف وَجعله من أُمَرَاء المشور وَلَمْ يزل عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فَكَانَ هُوَ الَّذِي تولىّ غسله وَدَفنه ولمّا توليّ السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن النَّاصِر رسم لَهُ بنيابة حما فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بِهَا مدّةً تقَارب الثَّلَاثَة أشهر ثُمَّ رسم لَهُ بنيابة غزّة ثالنياً فتوجّه إِلَيْهَا وَأقَام بِهَا مدّةً قريبَة من مدّة نِيَابَة حماه ثُمَّ طُلب إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ بِمصْر فتوجّه إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ الْآن بِهَا مُقيم وَقَدْ أجَاز لي بخطّة وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَعمر بغزّة حمّاما هائلاً إِلَى الْغَايَة ومدرسةً وجامعاً عديم النظير وَعمر الخان للسبيل بغزّة وَعمر الخان الْعَظِيم فِي قاقون وَلَهُ التربة الملحية الأنيقة الَّتِي عَلَى الكبس بِالْقَاهِرَةِ وجدّد إِلَى جَانبهَا عمَارَة هائلةً وَهُوَ الَّذِي مدّن غزّة ومصرّها وَبنى بِهَا البيمارستان ووقف عَلَيْهِ عَن الْملك النَّاصِر أوقافاً جليلةً وَجعل النّظر فِيهِ لنوّاب غزّة وَعمر بغزّة الميدان وَالْقصر وَبنى الخان بقرية الكتيبة وَبنى القناطر بغابة أرسوف وَكَلّ عمائره ظريفة متقنة محكمَة وَقَدْ وضع شرحاً عَلَى مُسْند الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ آخر وَقت يُفْتِي وَيخرج خطّه بالإفتاء عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِي ولمّا خرج الْأَمِير جمال الدّين نَائِب الكرك إِلَى نِيَابَة طرابلس فوّض السُّلْطَان إِلَيْهِ نظر الْوَقْف والبيمارستان المنصوري وَلَهُ حُنُوّ زَائِد عَلَى من يَخْدمه أَو ينتمي إِلَيْهِ أَو يعرفهُ وَهُوَ آخر من نوجّه من مقدّمي الألوف إِلَى الكرك لحصار النَّاصِر أَحْمد وَهُوَ الَّذِي أَخذ الكرك وَلَمْ يزل عَلَى حَاله إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي تَاسِع شهر رَمَضَان يَوْم الْجُمُعَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن بتربته الَّتِي بالكبش عَلَى بركَة الْفِيل وَأسْندَ وصيّته إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي رَأس نوبَة وَكَانَ الْأَمِير علم الدّين الجاولي قَدْ أخرج أيّام سلاّر والجاشنكير إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بِدِمَشْق وَلَمْ يقدر سلاّر عَلَى ردّ البرجيّة عَنهُ وَاشْترى بِدِمَشْق تِلْكَ المرّة الدَّار الَّتِي هِيَ الْآن قبالة التنكزي من جِهَة الشمَال وَوَقع بَينه وَبَين تنكر بِسَبَبِهَا

علم الدين الحمصي

3 - (علم الدّين الْحِمصِي) سنجر الْأَمِير علم الدّين الْحِمصِي تنقّل فِي الولايات وباشر نِيَابَة الرحبة فَأحْسن إِلَى أَهلهَا ونفق فيهم مستحقّاتهم كَامِلَة وَحمل مِنْهَا المَال إِلَى دمشق فِيمَا أظنّ مبلغ مائَة ألف دِرْهَم فِي) عَام وَاحِد وَهَذَا لَمْ يعْهَد فِي أيّام غَيره ثمّ توجّه لشدّ حلب ثُمَّ طُلب إِلَى مصر وجُعل مشدّاً مَعَ الجمالي الْوَزير ثُمَّ خرج إِلَى طرابلس مشدّاً ثُمَّ توجّه إِلَى حلب ثُمَّ طُلب إِلَى شدّ الدَّوَاوِين بِمصْر فَأَقَامَ مدّةً ثُمَّ حضر إِلَى دمشق مدّةً وَأقَام بِهَا ثُمَّ استعفى وَخرج إقطاعه لِابْنِ الْأَمِير عَلَاء الدّين ايدغمش فتوجّه إِلَى طرابلس وَلَمْ يدخلهَا وَمَات فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ ذَا دين متين لَا يقْصد غير الحقّ الْمَحْض وَلَا لَهُ حظّ نفس مَعَ أحد سنجة ألف حَفْص بن عمر 3 - (سنّد بن عليّ) قَالَ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم فِي كتاب حسن العقبي حدّثني أَبُو كَامِل شُجَاع بن أسلم الحاسب قَالَ كَانَ أَحْمد ومحمّد ابْنا مُوسَى بن شَاكر فِي أيّام المتوّكل بكيدان كلّ من ذُكر بالتقدّم فِي معرفَة فأشخصا سَنَد بن عليّ إِلَى مَدِينَة السَّلَام وباعداه عَن المتوّكل ودبّرا عَلَى يَعْقُوب بن إِسْحَق الْكِنْدِيّ حَتَّى ضربه المتوذكل ووجّها إِلَى دَاره وأخذا كتبه بأسرها وأفرادها فِي خزانَة سُمّيت الكنديّة ومكّن لَهما هَذَا استهتار المتوّكل بالآلات المتحرّكة وتقدّم إِلَيْهِمَا فِي حفر النَّهر الْمَعْرُوف بالجعفري فأستد أمره إِلَى أَحْمد بن كثير الفرغامي الَّذِي عمل المقياس الْجَدِيد بِمصْر وَكَانَتْ مَعْرفَته أوفى من توفيقه لأنّه مَا تمّ لَهُ عمل قطّ فغلط فِي فوهة النَّهر الْجَعْفَرِي وَجعلهَا أَخفض من سائره فَصَارَ مَا يغمر الفوهةً لَا يغمر سَائِر النَّهر فدافع أَحْمد ومحمّد ابْنا مُوسَى فِي أمره واقتضاهما المتوّكل فسُعِيَ بهما إِلَيْهِ فأنفذ مستحثّاً فِي إِحْضَار سَنَد بن عليّ من مَدِينَة السَّلَام فَوَافى فلمّا تحقّق ابْنا مُوسَى حُضُور سَنَد بن عليّ أيقنا الْهَلَاك ويئسا من الْحَيَاة فَدَعَا بِهِ المتوّكل وَقَالَ مَا ترك هَذَانِ الرديّان شَيْئا من سوء القَوْل إلاّ وَقَدْ ذكراك عِنْدِي بِهِ وَقَدْ أتلفا جملَة من مَالِي فِي هَذَا النَّهر فأخرجْ إِلَيْهِ وتأمله وَأَخْبرنِي بالغلط فِيهِ فإنّي قَدْ آلَيْت عَلَى نَفسِي إِن كَانَ الْأَمر عَلَى مَا وُصف لي أنّي أصلبهما عَلَى شاطئه وكلّ هَذَا بِعَين ابْني مُوسَى وسمعهما فَخرج وهما مَعَه وَقَالَ محمّد بن مُوسَى لسند يَا أَبَا الطيّب إِن قدرَة الحرّ تذْهب حفيظته وَقَدْ فزعنا إِلَيْك فِي أَنْفُسنَا الَّتِي هِيَ أنفسَ أعلاقنا وَمَا ننكر أنّنا أسأنا إِلَيْك وَالِاعْتِرَاف يهدم الاقتراف فخّلّصنْنا كَيْفَ شِئْت فَقَالَ وَالله إنّكما لتعلمان مَا بيني وَبَين الْكِنْدِيّ من الْعَدَاوَة والمباعدة ولكنّ الحقّ أولى مَا اتبع أَكَانَ من الْجَمِيل مَا أتيتما إِلَيْهِ من أَخذ كتبه وَوَاللَّه للا

سندر

ذكرتكما بصالحة حتّى تردّوا عَلَيْهِ كتبه فتقدّم محمّد بن) مُوسَى بِحمْل كتب الْكِنْدِيّ إِلَيْهِ وَأخذ خطّه باستيفائها فوردت رقْعَة الْكِنْدِيّ بتسلّمها عَن آخرهَا فَقَالَ قَدْ وَجب لَكمَا عليّ ذمام بردَ كتب هَذَا الرجل ولكما ذمام بالمعرفة الَّتِي لَمْ تلاعياها فيّ وَالْخَطَأ فِي هَذَا النَّهر يسْتَتر أَرْبَعَة أشهر بزيالة دجلة وَقَدْ أجمع الحسّاب عَلَى أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا يبلغ هَذَا المدّى وَأَنا أخبرهُ السَّاعَة أنّه لَمْ يَقع مِنْكُمَا خطأ فِي هَذَا النَّهر إبْقَاء عَلَى أرواحكما فَإِن صدق المنجّمون إفاتنا الثَّلَاثَة وَإِن كذبُوا وَجَازَت مدّة حَتَّى تنقص دجلة وتنضب أوقع بِنَا ثلاثتنا فشكروا لَهُ هَذَا لقَوْل واسترقهما بِهِ وَدخل عَلَى المتوّكل وَمَا غَلطا وزادت دجلة وَجرى المَاء فِي النَّهر فاستتر حَاله وقُتل المتوّكل بعد شَهْرَيْن وَسلم محمّد وَأَخُوهُ ابْنا مُوسَى بعد شدّة الْخَوْف ممّا توقّعاه 3 - (سندر) 3 - (مولى زنباع الجذامي) لَهُ صُحْبَة حَدِيثه عِنْد عمر بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جدّه قَالَ كَانَ لزنباع الجذامي عبد يُقَال لَهُ سندر فَوَجَدَهُ يُقبّل جَارِيَة لَهُ فخصاه وجدع أَنفه فَأتى سندر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأرْسل إِلَى زنباع فَقَالَ من مُثِّلَ بِهِ أَو أُحرق بالنَّار فَهُوَ حرّ وَهُوَ مولى الله وَرَسُوله فاعتق سندراً فَقَالَ سندر يَا رَسُول الله أوص بِي فَقَالَ أوصِي بك كلّ مُسلم فلمّا نوفيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى سندر أَبَا بكر فَقَالَ احفظْ فيّ وصيِّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعاله أَبُو بكر حَتَّى توفيّ ثُمَّ أَتَى بعده عمّر فَقل لَهُ إِن شِئْت أَن تقيم عِنْدِي أجريتُ عَلَيْك وإلاّ فَانْظُر أيّ الْمَوَاضِع أحبّ إِلَيْك فأكتبُ لَكَ فَاخْتَارَ مصر فَكتب لَهُ إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ أَن احفظ فِيهِ وصيّة رَسُول الله فأقطع لَهُ أَرضًا وَاسِعَة وداراً وَكَانَ يعِيش فيهمَا ولمّا مَاتَ سندر قُبضتْ فِي مَال الله وَعمر إِلَى زمن عبد الْملك وَكَانَ لَهُ مَال كثير رَقِيق وَغَيره وَكَانَ جَاهِلا مُنْكرا (سِندي) 3 - (صَاحب بَيت الْحِكْمَة لِابْنِ خاقَان) سندي بن عليّ الورّاق صَاحب بَيت الْحِكْمَة لِلْفَتْحِ بن خاقَان روى عَن الْعُتْبِي وروى عَنهُ أَبُو الْحسن أَحْمد بن محمّد بن عبيد الله بن صَالح بن شيخ عميرَة الْأَسدي 3 - (أَمِير دمشق) السندي بن شاهك الْأَمِير أَبُو مَنْصُور مولى أبي جَعْفَر الْمَنْصُور ولي إمرة دمشق للرشيد ثُمَّ وَليهَا بعد الْمِائَتَيْنِ وَكَانَ ذميم الخُلق سلليّاً كاسمه قَالَ

قاضي قزيون

الجاحظ كَانَ لَا يسْتَحْلف المكاري وَلَا الفلاّح وَلَا الملاّح وَلَا الحائك بل يَجْعَل القَوْل قَول المدّعي وتوفيّ بِبَغْدَاد سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ ويُروَى أنّه هدم سُور دمشق وَقَدْ ضرب رجلا طَوِيل اللِّحْيَة فَجعل يَقُول العفوَ يَا ابْن عمّ رَسُول الله فَقَالَ وَيلك أهاشميّ أَنا فَقَالَ يَا سيّدي تُرِيدُ لحية وعقلاً 3 - (قَاضِي قزيون) السندي بن عبدويه الْكَلْبِيّ الرَّازِيّ أَبُو الْهَيْثَم قَاضِي قزيون وهمذان واسْمه سُهَيْل بن عبد الرَّحْمَن روى عَن إِبْرَاهِيم بن طهْمَان وَأبي بكر النَّهْشَلِي وَجَرِير بن حَازِم وَعَمْرو بن أبي قيس وروى عَنهُ أَحْمد بن الْفُرَات ومحمّد بن حَمَّاد الظهراني ومحمّد بن عمّار وَرَآهُ أَبُو حَاتِم وَسمع كَلَامه ورُوي أنّ أَبَا الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ قَالَ مَا رَأَيْت بالريّ أعلم من السندي بن عبدوية وَمن يحيى الضريس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين يَقع حَدِيثه بعلّو فِي جزأي ابْن أبي ثَابت وتوفيّ بعد الْمِائَتَيْنِ (سنقر) 3 - (مبارز الدّين الْحلَبِي الْكَبِير) سنقر الْحلَبِي الْكَبِير الْأَمِير مبارز الدّين الصلاحي من كبار الدولة بحلب كريم لَهُ مَوَاقِف مَشْهُورَة مَعَ صَلَاح الدّين وَغَيره توفيّ بِدِمَشْق سنة عشْرين وستّ مائَة وَورثه الْأَمِير ظهير الدّين غَازِي وَكَانَ سنقر مُقيما بحلب ثُمَّ انْتقل إِلَى ماردين فخاف الْأَشْرَف مِنْهُ فَبعث إِلَى المعظّم وَقَالَ مادام المبارز فِي الشّرف مَا آمنُ عَلَى نَفسِي فَأرْسل المعظّم الظهير غَازِي ابْن المبارز إِلَى أَبِيه وَقَالَ أَنا أعْطِيه نابلس وأيشّ أَرَادَ فَقَالَ لَهُ صَاحب ماردين لَا تفعل فَهَذِهِ خديعة وَأَنا والقلعة والخزائن لَكَ فَسَار إِلَى الشَّام سنة ثَمَان وَعشرَة وَوصل إِلَى دمشق وَخرج المعظّم إِلَى لِقَائِه وَلَمْ ينصفه وَنزل دَار شبْل الدولة الحسامي بقاسيون الَّتِي انْتَقَلت إِلَى الصوفيّة وَأقَام والمعظم معرض عَنهُ يماطله حَتَّى تفرّق أَصْحَابه عَنهُ وَكَانَ مَعَه من المَال وَالْخَيْل المسوّمة العربيّة وَالْجمال وَالْبِغَال وَالسِّلَاح والمماليك شَيْء كثير ففرّق الْجَمِيع فِي الْأُمَرَاء والأكابر فلمّا طَال عَلَيْهِ الأمد أَقَامَ عشْرين يَوْمًا لَا يَدخل فُؤَاده غير المَاء وَمَات كمداً فِي شعْبَان وَقَالَ وَلَده الظهير وصل إِلَى الشَّام مَا قِيمَته مَعَ أبي المبارز مائَة ألف دِينَار وَمَات وَلَيْسَ لَهُ كفن حَتَّى كَفنه شبْل الدولة ولمّا مَاتَ وجدوا فِي صندوقه دستوراً فِيهِ جملَة مَا أنْفق فِي نعال الْخَيل ثَمَانِيَة عشر ألف دِرْهَم قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فَسَأَلت كَاتبه عَن ذَلِك فَقَالَ مَا يتعلّق هَذَا بنعال دوابّه ولكنّه كَانَ يستعرض الْفرس الثمين فينعله ويركبه فَإِن صلح اشْتَرَاهُ وَإِن لَمْ يصلح أعْطى صَاحبه مِائَتي دِرْهَم

مظفر الدين وجه السبع

3 - (مظفّر الدّين وَجه السَّبع) سنقر الْأَمِير مظفّر الدّين وَجه السَّبع صَاحب بِلَاد خوزستان وَكَانَ أحد الشجعان الْمَذْكُورين حجّ بِالنَّاسِ سنة واثنتين وستّ مائَة وَفَارق الركب وقفّز إِلَى الْعَادِل صَاحب الشَّام لمنافرة جرت بَينه وَبَين الْخَادِم الَّذِي عَلَى سَبِيل الْوَزير نَاصِر بن مهْدي وتلقّاه الْعَادِل وأكرمه وَأقَام عِنْده ستّ سِنِين وَكَانَ من كبار الدولة فلمّا عُزل الْوَزير عَاد إِلَى الْعرَاق وَبَقِي هُنَاكَ وتوفيّ سنة خمس وَعشْرين وستّ مائَة 3 - (شمس الدّين الْأَقْرَع) سنقر الْأَمِير شمس الدّين أَقرع أحد مماليك المظفّر غَازِي ابْن الْعَادِل صَاحب مَيَّافاِقين كَانَ) من كبار الْأُمَرَاء بالديار المصرّية فأمسكه الظَّاهِر وحبسه وتوفيّ سنة سبعين وستّ مائَة 3 - (شمس الدّين الألفي) سنقر الألفي الظَّاهِرِيّ الْأَمِير شمس الدّين لمّا أفضت السلطنة إِلَى الْملك السعيد وَأمْسك الفارقاني رُتّب هَذَا فِي نِيَابَة السلطنة بِمصْر فَبَقيَ مدّةً وَكَانَ حسن السِّيرَة محبوباً إِلَى النَّاس ثُمَّ استعفى فصرف بِسيف الدّين كوندك وتوفيّ معتقلاً بالإسكندرية سنة ثَمَان وست مائَة وَكَانَ فِيهِ دين وَفضل وأدب وَكَانَ من أَبنَاء الْأَرْبَعين 3 - (الْأَشْقَر) سنقر الْأَشْقَر الْأَمِير الْكَبِير الْملك الْكَامِل شمس الدّين الصَّالِحِي كَانَ من أَعْيَان البحريّة حَبسه الْملك النَّاصِر بحلب أَو غَيرهَا قَالَ لي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله كَانَ حَبسه بجعبر وَقَالَ أَخْبرنِي بذلك لُؤْلُؤ العزّي البريدي وَكَانَ مَمْلُوك نَائِب جعبر فِي ذَلِكَ الْوَقْت فلمّا استولى هولاكو عَلَى الْبِلَاد وجده مَحْبُوسًا فَأخْرجهُ وأنعم عَلَيْهِ وَأَخذه مَعَه فَبَقيَ عِنْد التتار مكرّماً وتأهّل وجاءته الْأَوْلَاد وَجَاء ابْنه إِبْرَاهِيم رَسُولا عَن الْملك بوسعيد إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر محمّد فِي سنة تسع وَعشْرين فِيمَا أظنّ ورأيته بِالْقَاهِرَةِ ثُمَّ إنّ الْملك الظَّاهِر خوشداشه حرص علا خلاصه فَوَقع ابْن صَاحب سيس فِي أسره فَاشْترط عَلَى وَالِده أَن يسْعَى فِي خلاص سنقر الْأَشْقَر فيّسر الله أمره وخلص وَكَانَ مصافيا للْملك الظَّاهِر وهما من جملَة الأجناد وَكَانَ نطير الظَّاهِر أيّام المعزّ ولمّا ملك الظَّاهِر ذكر صحبته وَقَالَ الظَّاهِر يَا أُمَرَاء لَو وقعتُ فِي الْأسر مَا كُنْتُم تَفْعَلُونَ فقبّلوا الأَرْض فَقَالَ هَذَا سنقر الْأَشْقَر مثلي وَقَدْ خلص من الْأسر وَخرج الظَّاهِر وتلقّاه سرّاً وَمَا شعر الْأُمَرَاء بِهِ إلاّ وَقَدْ خرجا من المخيّم مَعًا ثُمَّ أعطَاهُ من الْأَمْوَال وَالْعدَد وَالْخَيْل والغلمان مَا أصبح بِهِ من أكبر أُمَرَاء الدولة وبادر الْأُمَرَاء إِلَيْهِ بالتقادم وَبَقِي الظَّاهِر يجهّز إِلَيْهِ كل يَوْم

خلعةً بكلوته زركش وكلابند ذهب وحياصة ذهب وَفرس وَألف دِينَار وأقطع مائَة فَارس وَعمل نِيَابَة دمشق سنة ثَمَان وَسبعين وتسلطن بِهَا فِي آخر السّنة وَذَلِكَ أنّه جَاءَ إِلَى دمشق نَائِبا عَن الْعَادِل سلامش ابْن الظَّاهِر فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة وَكَانَ الْأَمِير علم الدّين سنجر الدواداري قَدْ عَاد مشدّ الدَّوَاوِين كَمَا كَانَ أَولا فإنّه كَانَ نَائِب الْغَيْبَة بِدِمَشْق ولمّا كَانَ فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من شهر رَجَب خلعوا الْعَادِل سلامش وسلطنوا الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون وَلَمْ يخْتَلف عَلَيْهِ اثْنَان وَوصل) إِلَى دمشق أَمِير يحلف لَهُ الْأُمَرَاء فَحَلَفُوا وَلَمْ يحلف سنقر الْأَشْقَر وكاسر وَلَمْ يُرضه خلع ابْن الظَّاهِر ودُقّت البشائر بِدِمَشْق فِي سَابِع عشْرين شهر رَجَب وَفِي رَابِع عشْرين الحجّة ركب سنقر الْأَشْقَر من دَار السَّعَادَة وَبَين يَدَيْهِ جمَاعَة من الْأُمَرَاء والجند وَدخل الْبَلَد وأتى بَاب القلعة فهجمها رَاكِبًا وَدخل وَجلسَ عَلَى تخت الْملك وحلفوا لَهُ وتلقّب بالكامل ودُقّت البشائر وَنُودِيَ فِي الْبَلَد سلطنته وَكَانَ محبّباً إِلَى النَّاس وَحلف لَهُ الْقُضَاة والأكابر وَقبض عَلَى الْوَزير تَقِيّ الدّين ابْن البيّع واستوزر مجد الدّين ابْن كيسرات وَلَمْ يحلف لَهُ الْأَمِير ركن الدّين الجالق فَقبض عَلَيْهِ وحبسه وَقبض عَلَى نَائِب القلعة حسام الدّين لاجين المنصوري وَفِي مستهلّ سنة تسع وَسبعين وستّ مائَة ركب من القلعة بأبّهة الْملك وشعار السلطنة وَدخل الميدان وَبَين يَدَيْهِ الْأُمَرَاء بِالْخلْعِ وسيّر سَاعَة وَعَاد إِلَى القلعة وجهّز عسكراً فنزلوا عِنْد غزّة وَكَانَ عَسْكَر المصريّين بغزّة فأظهروا الْهَرَب ثُمَّ إنّهم كَرَوا عَلَى الشاميّين ونهبوهم وهزموهم إِلَى الرملة ثُمَّ فِي خَامِس المحرّم وصل عِيسَى بن مهنّا وَدخل فِي طَاعَة الْكَامِل فَبَالغ فِي إكرامه وَأَجْلسهُ إِلَى جَانِبه عَلَى السماط ثُمَّ قدم عَلَيْهِ أَحْمد بن حجي أَمِير آل مرى فَأكْرمه ووليّ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلّكان تدريس الأمينيّة وعزل نجم الدّين ابْن سنى الدولة وَفِي آخر المحرّم جهّز الْمَنْصُور عسكراً من مصر لِحَرْب الْكَامِل مقدّمة الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحلَبِي وَفِي صفر خرج الْكَامِل وَنزل عَلَى الجسورة واستخدم الْجند ونفق وَجمع خلقا من البلا وَحضر مَعَه ابْن مهنّا وَابْن حجي بعربهما وجاءه نجدة عَسْكَر حماة وحلب والتقوا بُكرة النَّهَار عَلَى الجسور والتحم الْحَرْب واستمرّ الْقِتَال إِلَى الرَّابِعَة وَقَاتل سنقر الْأَشْقَر بِنَفسِهِ وَحمل عَلَيْهِم وبيّن فخامر عَلَيْهِ صَاحب حماة وَأكْثر عساكره وَانْهَزَمَ بَعضهم وتحيّز الْبَعْض إِلَى المصريّين فوليَّ الْكَامِل وسلك الدَّرْب الْكَبِير إِلَى القطيفة وَلَمْ يتبعهُ أحد وَفِي ذَلِكَ يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي وَمن خطّه نقلت من الْكَامِل (أيقنت أنّ فَتى عُنَينٍ كَاذِبًا ... فِي قَوْله قل لي مَتى ومزوّر) (قَدْ أَفْلح الحميّ يَوْم فراره ... لمّا تلاقى جَيش مصر وسنقر) وَقَالَ أَيْضا من الْكَامِل (ألْمِم بِقَبْر فَتى غنين قَائِلا ... مَا كنت فِي فنّ الهجاء خَبِيرا)

(قَدْ أَفْلح الحمويّ يَوْم فراره ... عَن سنقرٍ حَتَّى انثنى مكسورا) ) قلت يُرِيد قَوْله قل لي مَتى أَفْلح صَاحب حماة فِي أبياته الْمَشْهُورَة وتوجّه ابْن مهنّا مَعَه ولازمه وَنزل بِهِ وبمن مَعَه فِي بريّة الرحبة فتوجّهت إِلَيْهِ العساكر وضايقته وتوجّه نجدةً لَهُم الْأَمِير عزّ الدّين الأفرم فَفَارَقَ الكاملُ ابنَ مهنّا وتوجّه إِلَى الْحُصُون الَّتِي بيد نوّابه وَهِي صهيون وبلاطنس وبرزية وعكّار وجبلة واللاذقية وشيزر والشغر وبكاس وَكَانَ قَدْ انهزم يَوْم الْوَقْعَة الحاجّ ازدمر الْأَمِير إِلَى جبل الجرد وَأقَام عِنْدهم واحتمى بهم ثُمَّ إنّه مضى إِلَى خدمَة الْكَامِل فِي طَائِفَة من الحلبيّين فأنزله بشيزر يحفظها وطلع الْكَامِل إِلَى صهيون وَكَانَ قَدْ سيّر أَهله إِلَيْهَا وخزائنه وتحرّك فِي الْبِلَاد التتار وانجفل النَّاس أمامهم ونازل عَسْكَر مصر شيزر وضايقوها بِلَا محاصرة وتردّدت الرُّسُل بَينهم وَبَين الْكَامِل ولمّا دهم التتار الْبِلَاد خرج الْعَسْكَر من دمشق وَعَلَيْهِم الرُّكْن أباجو وَقدم من مصر بكتاش النجمي فِي ألفن فسيّر هَؤُلَاءِ إِلَى الْكَامِل يَقُولُونَ إنّ العدوّ قَدْ دَهَمَنا وَمَا سَببه إلاّ هَذَا الْخلف الَّذِي بَيْننَا وَمَا يَنْبَغِي هَلَاك الرعيّة فِي الْوسط والمصلحة اجتماعنا عَلَى ردّ العدوّ فَنزل عَسْكَر الْكَامِل من صهيون والحاجّ ازدمر من شيزر وَنزل الْمَنْصُور إِلَى الشَّام وهادن أهل عكّا وَقبض عَلَى جمَاعَة أُمَرَاء مِنْهُم كوندك بِحَمْرَاء بيسان وهرب الهاروني وَالسَّعْدِي وَنَحْو ثَلَاث مائَة فَارس وَخَرجُوا عَلَى حميّة إِلَى الْكَامِل وَلَحِقُوا بِهِ وجُهّزت المناجيق لحصار شيزر فتسلّموها ثُمَّ إنّ الرُّسُل تردّت بَيْنَ الْمَنْصُور والكامل فَوَقع الصُّلْح بَينهمَا وَنُودِيَ فِي دمشق لِاجْتِمَاع الْكَلِمَة ودقّت البشائر وعوّضه الْمَنْصُور عَن شيزر بِكفْر طَابَ وفامية وأنطاكيّة والسويديّة ودركوش بضياعها عَلَى أَن يُقيم ستّ مائَة فَارس عَلَى جَمِيع مَا تَحْتَ يَده من الْبِلَاد وكوتب بالمقرّ العالي المولوي السيّدي وَلَمْ يُصرّح لَهُ بِالْملكِ وَلَا بالأمير ثُمَّ فِي جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة جَاءَت أَخْبَار التتار فَكَانَت وَاقعَة حمص وَحضر الْكَامِل وَمن عِنْده من الْأُمَرَاء للغزاة وَبَالغ الْمَنْصُور فِي احترام الْكَامِل وأبلى الْكَامِل والأمراء فِي ذَلِكَ الْيَوْم بلَاء حسنا وانتصر الْمُسلمُونَ فِي آخر الْأَمر وَعَاد الْمَنْصُور إِلَى دمشق وَفِي خدمته الْأُمَرَاء الَّذين كَانُوا قَدْ قفزوا إِلَى الْكَامِل وودّع الْكَامِل المنصورَ من حمص وتوجّه إِلَى صهيون ولمّا كَانَ فِي المحرّم سنة ستّ وَثَمَانِينَ وستّ مائَة حضر طرنطائي من مصر فِي تجمّل زَائِد وتوجّه بالعساكر إِلَى حِصَار الْكَامِل وَأخذ صهيون مِنْهُ وتوجّه حسام الدّين لاجين إِلَى برزية وَفتحهَا عَاجلا وَكَانَ بِهَا خيل للكامل فَلَمَّا أخذت ضعف الْكَامِل وأذعن لتسليم صهيون بعد) حِصَار شهر بِشُرُوط اشترطها وَالْتزم بِهَا طرنطائي وذبّ عَنهُ ذبّاً عَظِيما ووفى لَهُ بِمَا اشْتَرَطَهُ عَلَى نقل ثقله بِجَمَال وَظهر وَحضر بعياله ورخته صُحْبَة طرنطائي فَأعْطَاهُ الْمَنْصُور إمرة مائةٍ وَبَقِي وافر الْحُرْمَة إِلَى آخر الدولة المنصورية ولمّا كَانَ فِي آخر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وستّ مائَة أمْسكهُ الْملك الْأَشْرَف صَلَاح الدّين وخُنق معتقلاً رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ رنكه جاخ أسود بَيْنَ

سنقر الأمير

أبيضين ثُمَّ فَوْقه وَتَحْته أَحْمَرَانِ وَفِيه يَقُول كَمَال الدّين ابْن العطّار وَقَدْ تسلطن بِدِمَشْق من الطَّوِيل (أَتَى الأشقرّ المُلْكُ الَّذِي بّشرتْ بِهِ ... مَلاحمُ من قيل الأعاريب والفُرسِ) (سيَبْلُغُ أقْصَى الشرّقِ وَالْمغْرب ملكهُ ... ألم ترَ أنّ الشرقَ والغربَ للشمسِ) ولمّا جرّت المجانيق إِلَى حصاره بصهيون قَالَ الوداعي وَمن خطّه نقلت من الْخَفِيف (جَلَبَ الْمُسلمُونَ غَلّةَ غِلٍّ ... مشتريها المغبون والمخذول) عرضوا عينهَا بعرضة صهيون وَكَانَ الكيّال عزرائيلً (فاستعاضوا عَنْهَا الشَّهَادَة نَقْدا ... والنسيّات فِي الْجنان المقيلُ) 3 - (سنقر الْأَمِير) شمس الدّين الجمالي مملوم الْأَمِير جمال الدّين آقوش الأفرم أعرِفه وَهُوَ فِي جملَة البريديّة بِدِمَشْق المحروسة ولمّا جَاءَ الفخري وَجرى لَهُ مَا جرى جعل أَخَاهُ سيف الدّين بِهَا در نَائِبا فِي بعلبك ثُمَّ إنّه أَخذ طبلخاناة بعد موت الفخري فِيمَا أظنّ ولمّا توفيّ تعصّب الجراكسة مَعَ أَخِيه شمس الدّين سنقر وخلصوا لَهُ الإمرة ونيابة فتوجّه إِلَى بعلبك ثُمَّ إنّه حضر فِي أيّام الْكَامِل من استخرج مِن شمس الدّين ميراثَ سيف الدّين بهادر الجمالي الْمَذْكُور مِنْهُ فَقَامَ فِي القضيّة الْأَمِير سيف الدّين يَلبُغا والأمير فَخر الدّين أيّاز وَشهد لَهُ جمَاعَة من أُمَرَاء دمشق بأنّه أَخُوهُ وخمدت القضيّة بعد أَن عُزل من النِّيَابَة فِي بعلبك ثُمَّ إنّه عَاد إِلَيْهَا وباشر النِّيَابَة جيّداً إِلَى أَن كتب الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه إِلَى بَاب السُّلْطَان فِي ولَايَة الْأَمِير بدر الدّين بكتاش المنكورسي نِيَابَة بعلبك وَنقل الْأَمِير شمس الدّين سنقر إِلَى طرابلس فورد المرسوم وتوجّه إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بِهَا تَقْدِير شَهْرَيْن وأو أَكثر ثُمَّ توفيّ فِي طاعون طرابلس فِي أوّل شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الزيني المعمّر الْمسند) ) سنقر بن عبد الله الزيني الشَّيْخ الْمسند الخيرّ المعمّر عَلَاء الدّين أَبُو سعيد الأرمني ثُمَّ الْحلَبِي القضائي وُلد سنة ثَمَان عشرَة وستّ مائَة وجُلب إِلَى حلب سنة أَربع وَعشْرين وشراه قَاضِي حلب زين الدّين ابْن الْأُسْتَاذ وَسمع مَعَ أَوْلَاده كثيرا وَكَتَبُوا لَهُ فِي صفر وأنّه لَا يفهم بالعربي ثُمَّ سمع فِي سنة خمس وَمَا بعْدهَا سمع من الموفّق عبد اللَّطِيف وعزّ الدّين ابْن الْأَثِير وَابْن سداد بهاء الدّين وَابْن روزبه وَسمع الثلاثيّات من ابْن الزبيدِيّ بِدِمَشْق وَسمع بِبَغْدَاد من الأنجب الحمامي وَعبد اللَّطِيف ابْن القبيطي وَجَمَاعَة

شمس الدين الأعسر

وَسمع بِمصْر من عبد الرَّحِيم بن الطُّفَيْل وعُمِّر وتفرّد وروى الْكثير وَمَا حدث بِبَعْض مروياته وَأكْثر عَن ابْن خَلِيل وَسمع مِنْهُ المعجم الْكَبِير بِكَمَالِهِ وخرّج لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين مشيخةً وخرّج لَهُ أَبُو عَمْرو المقاتلي وَأكْثر عَنهُ ابْن حبيب وولداه وتوفيّ سنة ستّ وَسبع مائَة 3 - (شمس الدّين الأعسر) سنقر الْأَمِير شمس الدّين الأعسر المنصوري كَانَ من كبار الْأُمَرَاء توفيّ سنة تسع وَسبع مائَة تولىّ شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وستّ مائَة كَانَ مَمْلُوك الْأَمِير عزّ الدّين أيدمر الظَّاهِرِيّ النَّائِب بِالشَّام ودواداره وَكَانَتْ نَفسه تكبر عَن الدواداريّة ولمّا عُزل مخدومه وأُرسل إِلَى الديار المصريّة فِي الدولة المنصوريّة عُرضت مماليكه عَلَى السُّلْطَان فَاخْتَارَ مِنْهُم سنقر فَاشْتَرَاهُ وولاّه نِيَابَة الْأُسْتَاذ داريّة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وأمّره ورتَبه فِي شدّ الدَّوَاوِين والأستاذ داريّة وَأقَام بِالشَّام وَلَهُ صُورَة كَبِيرَة وشهرة كَبِيرَة إِلَى أَن توفيذ الْمَنْصُور وَولي الْأَشْرَف وَكَانَ فِي خاطر الْوَزير شمس الدّين ابْن السلعوس مِنْهُ فطْلب إِلَى مصر وعوقب وصودر فتوصّل بتزويج ابْنه الْوَزير فَأَعَادَهُ إِلَى الْحَالة الأولى وَلَمْ يزل إِلَى الدولة العادليّة كتبغا ووزارة الصاحب فَخر الدّين ابْن الخليلي فَقبض عَلَى الْأَمِير شمس الدّين سنقر الْمَذْكُور وَعَلَى الْأَمِير سيف الدّين اسندمر وصودرا وأُخذ من شمس الدّين سنقر الْمَذْكُور قَرِيبا من خمس مائَة ألف دِرْهَم أهانه الْوَزير غير مرذة وعزله بِفَتْح ابْن صبرَة بِاشْتِرَاط شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ أَن لَا يُبَاشر مَعَ الأعسر لأنّه خائن فتوجّه الأعسر صحبتهم إِلَى مصر وأمّا وثب حسام الدّين لاجين عَلَى كتبغتا وتسلطن وَوصل الْأَمِير سيف الدّين قبجق نَائِب الشَّام وَولي الأعسر الوزارة وسلّم إِلَيْهِ شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ فَلم يعامله كَمَا عَامله ثُمَّ إنّ الأعسر قبض عَلَيْهِ وَولي الوزارة أَيْضا بعد ذَلِك وعامل النَّاس بالجميل وتوجّه لكشف الْحُصُون فِي) سنة سبع مائَة وأواخرها ورُتّب عِوضّه عزّ الدّين أيبك الْبَغْدَادِيّ فاستمرّ أَمِير مائَة وَعشرَة مقدم ألف وحجّ صَحبه الْأَمِير سيف الدّين سلاّر وتوفيّ بِمصْر بعد أمراض اعترته وَقَالَ الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل يمدحه بموشّحة عَارض بِهَا السراج المحّار وَجَاء مِنْهَا فِي مديح الأعسر (يَا قرحَة الحزون ... وفرجةُ لمن يرى) (إِن صُلت بالجفون ... وصدت من جفي الْكرَى) (فَلَيْسَ لي يحميني ... سوى الَّذِي فاق الورى) (شمس الْعلَا وَالدّين ... أبي سعيد سنقرا)

المنصوري

(مولى حوى كلّ هُلا ... وسؤدد من مُعشر فرسانِ) (وَقَدْ صفا ثُمَّ حلا ... فِي المورد للمعسر والعانِ) وَفِيه يَقُول عَلَاء الدّين والوداعي وَمن خطّه نقلت لمّا سبق النَّاس والأمراء أَجْمَعِينَ فِي عمَارَة الميدان من الطَّوِيل (لقد جاد شمس الدّين بالمالِ والقِرّى ... فَلَيْسَ لَهُ فِي حَلْبة الْفضل لاحِقُ) (وأعجز فِي هَذَا الْبناء بسبقه ... وكلّ جواد فِي الميادين سابقُ) وَفِيه يَقُول لما أمره السُّلْطَان بِقطع الأخشاب من وَادي مرتبين للمجانيق من المتقارب (مرتبين شكرا لإحسانها ... فقد أطربتنا بعيدانها) (وَلَوْلَا الْأَمِير لما واصلتْ ... وَلَا طاوعت بعد عصيانها) (أَتَانَا بِهَا وهْي مأسورة ... وأسِرةٌ أُسْدَ غيطانها) (ولَمْ نَرَ من قبله غائراً ... أَتَى بالديار وسكّانها) (فَلَا عدمتْ عدلّه ملّةٌ ... يدبّر دولة سلطانها) 3 - (المنصوري) سنقر شاه الْأَمِير شمس الدّين المنصوري وَكَانَ من الْأُمَرَاء الْكِبَار ذَا مَال وخيل وَسلَاح وَكَانَ مبخلاً جدّاً وَجَاء إِلَى صفد نَائِبا فِي سنة أَربع تَقْرِيبًا وَأقَام تَقْدِير ثَلَاث سِنِين وتوفيّ بِهَا فِي سنة سبع وَكَانَ قَدْ جَاءَ إِلَيْهَا بعد بتخاص وَكَانَ الجوكندار الْكَبِير قَدْ اُخرج إِلَى الصبيبة فَلَمَّا توفيّ سنقر شاه جَاءَ الجوكندار إِلَيْهَا نَائِبا وَكَانَ سنقر شاه متمرضا قيل إِنَّه) 3 - (سنُين أَبُو جميلَة الضمرِي) وَيُقَال السّلمِيّ روى عَنهُ ابْن شهَاب أدْرك النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح

الألقاب

(الألقاب) بنوسني الدولة جمَاعَة مِنْهُم نجم الدّين قَاضِي الْقُضَاة محمّد بن أَحْمد وَمِنْهُم قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين يحيى بن هبة الله وَولده قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين أَحْمد بن يحيى ابْن السّني الْحَافِظ أَبُو بكر اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَق ابْن السنينيرة الشَّاعِر اسْمه عبد الرَّحْمَن بن محمذد بن محمّد السهروردي الشَّيْخ شهَاب الدّين عمر بن محمّد عمّه عمر بن محمّد أَيْضا السهروردي الْمَقْتُول مُحَمَّد بن حبش

الجزء 16

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (سهل 5235) 3 - (أَبُو طَاهِر الْأَصْبَهَانِيّ) سهل بن عبد الله بن الفرخان أَبُو طَاهِر الْأَصْبَهَانِيّ العابد سمع هِشَام بن عمار وحرملة بن يحيى وَالْمُسَيب بن وَاضح وَغَيرهم كَانَ مجاب الدعْوَة لَقِي أَحْمد ابْن عَاصِم الْأَنْطَاكِي وَأحمد بن أبي الْحوَاري وَأَبا يُوسُف الغسولي وَعبد الله بن خبيق ونظراءهم بِالشَّام وَكتب بِمصْر وَالشَّام الحَدِيث الْكثير وَتُوفِّي سنة نَيف وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 5236 3 - (سهل بن مَالك) سهل بن مَالك بن عبيد بن قيس وَيُقَال سهل بن عبيد بن قيس قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا يَصح سهل بن عبيد وَلَا سهل بن مَالك وَلَا يثبت لأَحَدهمَا صُحْبَة وَلَا رِوَايَة يُقَال إِنَّه حجازي سكن الْمَدِينَة لم يرو عَنهُ إِلَّا ابْنه مَالك بن سهل أَو يُوسُف بن سهل من قَالَ سهل بن مَالك جعل ابْنه يُوسُف بن سهل وَمن قَالَ سهل بن عبيد جعل ابْنه مَالك بن سهل وَحَدِيثه يَدُور على خَالِد بن عَمْرو الْقرشِي الْأمَوِي وَهُوَ مُنكر الحَدِيث متروكه يروي عَن سهل بن يُوسُف ابْن سهل بن مَالك عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي رَاض عَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَسَعِيد وَعبد الرَّحْمَن الحَدِيث فِي فضل الصَّحَابَة وَالنَّهْي عَن سبهم وَفِي آخِره يَا أَيهَا النَّاس ارْفَعُوا أَلْسِنَتكُم عَن الْمُسلمين إِذا مَاتَ الرجل مِنْهُم فَقولُوا فِيهِ خيرا حَدِيث مُنكر مَوْضُوع يُقَال فِيهِ إِنَّه من الْأَنْصَار وَلَا يَصح وَفِي إِسْنَاد حَدِيثه مَجْهُولُونَ

أخو عمر بن عبد العزيز

ضعفاء غير معروفين يَدُور على سهل بن يُوسُف بن سهل بن مَالك عَن أَبِيه عَن جده وَكلهمْ لَا يعرف 5237 3 - (أَخُو عمر بن عبد الْعَزِيز) سهل بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم أَخُو عمر بن عبد الْعَزِيز روى عَنهُ مُعَاوِيَة بن الريان توفّي بِالشَّام سنة تسع وَتِسْعين من الْهِجْرَة قَالَ عَمْرو ابْن مهَاجر بَعَثَنِي عمر بن عبد الْعَزِيز لحفر قبر أَخِيه سهل وَقَالَ احْفِرْ لَهُ قدر طولك أَو إِلَى الْمنْكب وَلَا تبعد لَهُ فِي الأَرْض فَإِن أَعلَى الأَرْض أطهر من أَسْفَلهَا 5238 3 - (ابْن الحنظلية الصَّحَابِيّ) سهل بن عَمْرو بن عدي الْأنْصَارِيّ الأوسي وَهُوَ سهل ابْن الحنظلية صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَايَعَهُ تَحت الشَّجَرَة وَسكن دمشق وداره بهَا فِي حجر الذَّهَب مِمَّا يَلِي السُّور وَكَانَ متعبداً لَا يكَاد يفرغ من الْعِبَادَة وَكَانَ لَا يُولد لَهُ فَقَالَ لِأَن يكون لي سقط فِي الْإِسْلَام أحب إِلَيّ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وقبره فِي مَقَابِر بَاب الصَّغِير فِي الْحُجْرَة الَّتِي فِيهَا قبر مُعَاوِيَة قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر رَأَيْت ذَلِك فِي حجر منقور عَتيق فِي قبْلَة الْحُجْرَة أَن فِي ذَلِك الْمَكَان قبر مُعَاوِيَة وَابْن الحنظلية وفضالة بن عبيد وواثلة بن الْأَسْقَع وَأَوْس بن أَوْس الثَّقَفِيّ وَمَات فِي صدر خلَافَة مُعَاوِيَة 5239) 3 - (الْأنْصَارِيّ) سهل بن حنيف الْأنْصَارِيّ وَالِد أبي أُمَامَة وأخو عُثْمَان شهد الْمشَاهد وَله رِوَايَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة كَانَ يكنى أَبَا سعيد وَقيل أَبَا سعد وَقيل أَبَا عبد الله وَقيل أَبَا الْوَلِيد وَقيل أَبَا ثَابت وَثَبت مَعَ

الخزرجي

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَجعل ينضخ بِالنَّبلِ عَن وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نبلوا سهلاً فَإِنَّهُ سهل ثمَّ صحب عليا وَشهد مَعَه صفّين وَصلى عَليّ عَلَيْهِ وَكبر سِتا روى عَنهُ ابْنه وَجَمَاعَة 5240 3 - (الخزرجي) سهل بن أبي حثْمَة الخزرجي كَانَ دَلِيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أحد وَشهد الْمشَاهد كلهَا سوى بدر ولد سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة وَقبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين وَلكنه حفظ عَنهُ فأتقن وَذكر أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ أَنه سمع رجلا من وَلَده يَقُول كَانَ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة وروى عَنهُ نَافِع بن جُبَير وَبشير بن يسَار وَعبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود وَابْن شهَاب قَالَ ابْن عبد الْبر مَا أَظن ابْن شهَاب سمع مِنْهُ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 5241 3 - (الْأنْصَارِيّ) سهل بن قيس بن أبي كَعْب بن الْقَيْن بن كَعْب بن سَواد بن غنم بن كَعْب ابْن سَلمَة الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا 5242 3 - (الْأنْصَارِيّ) سهل بن عتِيك بن النُّعْمَان بن عَمْرو بن عتِيك الْأنْصَارِيّ شهد الْعقبَة ثمَّ شهد بَدْرًا وَلَا عقب لَهُ قَالَ ابْن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ جُمْهُور أهل السّير سهل بن عتِيك وَقَالَ أَبُو معشر سهل بن عبيد قَالَ الطَّبَرِيّ وَهُوَ خطأ عِنْدهم 5243 3 - (ابْن بَيْضَاء) سهل بن بَيْضَاء أَخُو سُهَيْل وَصَفوَان أمّهم الْبَيْضَاء اسْمهَا دعد كَانَ مِمَّن أظهر إِسْلَامه بِمَكَّة وَهُوَ الَّذِي مَشى إِلَى النَّفر الَّذين قَامُوا فِي شَأْن الصَّحِيفَة الَّتِي كتبهَا قُرَيْش على بني هَاشم حَتَّى اجْتمع لَهُ نفر تبرأوا من الصَّحِيفَة وأنكروها وهم

العامري

هِشَام بن عَمْرو بن ربيعَة) والمطعم بن عدي بن نَوْفَل وَرَبِيعَة بن الْأسود ابْن الْمطلب بن أَسد وَأَبُو البخْترِي بن هِشَام بن الْحَارِث بن أَسد وَزُهَيْر بن أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة وَفِي ذَلِك يَقُول الشَّاعِر الطَّوِيل (جزى الله رب النَّاس رهطاً تتابعوا ... على ملإ يهدي لخير ويرشد) (قعُودا إِلَى جنب الْحطيم كَأَنَّهُمْ ... مقاولة بل هم أعز وأمجد) (هم رجعُوا سهل بن بَيْضَاء رَاضِيا ... فسر أَبُو بكر بهَا وَمُحَمّد) (ألم يأتكم أَن الصَّحِيفَة مزقت ... وَأَن كل من لم يرضه الله مُفسد) (أعَان عَلَيْهَا كل صقر كَأَنَّهُ ... إِذا مَا مَشى فِي رَفْرَف الدرْع أجرد) وَلما كتم سهل إِسْلَامه أخرجته قُرَيْش إِلَى بدر فاسر يَوْمئِذٍ مَعَ الْمُشْركين فَشهد لَهُ عبد الله بن مَسْعُود أَنه رَآهُ بِمَكَّة يُصَلِّي فخلي عَنهُ قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَمَات بِالْمَدِينَةِ وَبهَا مَاتَ أَخُوهُ سُهَيْل وَصلى عَلَيْهِمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد وَقيل إِنَّه مَاتَ بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 5244 3 - (العامري) سهل بن عَمْرو العامري أَخُو سُهَيْل بن عَمْرو كَانَ من مسلمة الْفَتْح وَمَات فِي خلَافَة أبي بكر رَضِي الله عَنهُ أَو صدر خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ 5245 3 - (الخزرجي) سهل بن عدي بن زيد بن عَامر الخزرجي قتل يَوْم أحد شَهِيدا 5246 3 - (أحد اليتيمين) سهل بن رَافع بن أبي عَمْرو لَهُ أَخ يُسمى سهيلاً وهما اليتيمان اللَّذَان كَانَ لَهما المربد الَّذِي بنى فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد كَانَا يتيمين فِي حجر أبي أُمَامَة أسعد بن زُرَارَة وَلم يشْهد بَدْرًا وشهدها أَخُوهُ سُهَيْل 5247 3 - (السَّاعِدِيّ) سهل بن سعد بن مَالك الْأنْصَارِيّ السَّاعِدِيّ يكنى أَبَا الْعَبَّاس

والد ابني سهل

قَالَ كنت يَوْم المتلاعنين ابْن خمس عشرَة سنة كَانَ مِمَّن خَتمه بالرصاص الْحجَّاج توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد بلغ مائَة سنة وَهُوَ آخر من مَاتَ بِالْمَدِينَةِ من الصَّحَابَة وَكَانَ اسْمه حزنا فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سهلاً ولأبيه أَيْضا صُحْبَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بن كَعْب) وَغَيره وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5248 3 - (وَالِد ابْني سهل) سهل وَالِد الْوَزير الْفضل والوزير الْحسن ابْني سهل توفّي بعد قتل وَلَده الْفضل بِقَلِيل سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاث 5249 3 - (أَبُو الْفضل الْهَرَوِيّ الْمُؤَذّن) سهل بن أَحْمد بن عِيسَى أَبُو الْفضل الْمُؤَذّن هروي معمر توفّي سنة سِتِّينَ وثلاثمائة 5250 3 - (الصعلوكي الشَّافِعِي) سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو الطّيب ابْن الإِمَام أبي سهل الْعجلِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الصعلوكي النَّيْسَابُورِي درس الْفِقْه وَاجْتمعَ إِلَيْهِ الْخلق وَكَانَ فِي مَجْلِسه أَكثر من خَمْسمِائَة محبرة روى عَنهُ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَجَمَاعَة وَقَالَ الْحَاكِم هُوَ أنظر من رَأينَا سمع أَبَاهُ وَمُحَمّد بن يَعْقُوب الْأَصَم وأقرانهما وَجمع رئاسة الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَخرجت لَهُ الْفَوَائِد وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أديباً متكلماً وَلما مَاتَ أَبوهُ الإِمَام أَبُو سهل مُحَمَّد كتب إِلَيْهِ أَبُو نصر عبد الْجَبَّار يعزيه عَن وَالِده الْبَسِيط (من مبلغ شيخ أهل الْعَصْر قاطبة ... عني رِسَالَة محزون وأواه) (أولى البرايا بِحسن الصَّبْر محتسباً ... من كَانَ فتياه توقيعاً عَن الله 5251) 3 - (الأرغياني الشَّافِعِي) سهل بن أَحْمد بن عَليّ الْحَاكِم أَبُو الْفَتْح الأرغياني

أبو حاتم السجستاني

بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف ألف وَنون الْفَقِيه الشَّافِعِي الزَّاهِد أحد الْأَئِمَّة تفقه على القَاضِي حُسَيْن وَأخذ الْأُصُول وَالتَّفْسِير عَن شهفور الإسفرايني وَعَن إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَترك الْقَضَاء بِنَاحِيَة أرغيان وَتعبد وَتُوفِّي فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلما رَجَعَ من مَكَّة دخل على الشَّيْخ الْعَارِف الْحسن السمناني شيخ وقته زَائِرًا فَأَشَارَ عَلَيْهِ بترك المناظرة فَتَركهَا وَلم يناظر بعد ذَلِك وعزل نَفسه عَن الْقَضَاء وَبنى للصوفية دويرة من مَاله وَأقَام بمنزله مَشْغُولًا بالتصنيف وَالْعِبَادَة حَتَّى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى 5252 3 - (أَبُو حَاتِم السجسْتانِي) سهل بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الإِمَام أَبُو حَاتِم السجسْتانِي ثمَّ الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ صَاحب) المصنفات اخذ عَن أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ والأصمعي ووهب بن جرير وَيزِيد بن هَارُون وَأبي عَامر الْعَقدي وَقَرَأَ الْقُرْآن على يَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ وَحمل النَّاس عَنهُ الْقُرْآن والْحَدِيث والعربية وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَكَانَ جمَاعَة للكتب يتجر فِيهَا وَله الْيَد الطُّولى فِي اللُّغَة وَالشعر وَالْعرُوض والمعمى وَلم يكن حاذقاً فِي النَّحْو وَله إِعْرَاب الْقُرْآن وَكتاب مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة والمقصور والممدود وَكتاب المقاطع والمبادي والقراءات والفصاحة والوحوش وَاخْتِلَاف الْمَصَاحِف وَكتاب الطير وَكتاب النحلة وَكتاب القسي والنبال والسهام وَكتاب السيوف والرماح وَكتاب الدرْع والترس وَكتاب الحشرات وَكتاب الزَّرْع وَكتاب الهجاء وَكتاب خلق الْإِنْسَان وَكتاب الْإِدْغَام وَكتاب اللبأ وَاللَّبن والحليب وَكتاب الْكَرم وَكتاب الشتَاء والصيف وَكتاب النَّحْل وَالْعَسَل وَكتاب الْإِبِل وَكتاب العشب وَكتاب الخصب والقحط وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على الْأَخْفَش مرَّتَيْنِ وَكَانَ إِذا اجْتمع مَعَ أبي عُثْمَان الْمَازِني فِي دَار عِيسَى بن جَعْفَر الْهَاشِمِي تشاغل وبادر بِالْخرُوجِ خوفًا من أَن يسْأَله مَسْأَلَة فِي النَّحْو لِأَنَّهُ لم يكن فِيهِ حاذقاً وَكَانَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد يحضر حلقته ويلازم الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَهُوَ غُلَام وسيم فِي نِهَايَة الْحسن فَعمل فِيهِ أَبُو حَاتِم الْكَامِل المجزوء

التستري الصوفي

(مَاذَا لقِيت الْيَوْم من ... متمجن خنث الْكَلَام) (وقف الْجمال بِوَجْهِهِ ... فَسَمت لَهُ حدق الْأَنَام) (حركاته وسكونه ... تجني بهَا ثَمَر الأثام) (وَإِذا خلوت بِمثلِهِ ... وعزمت فِيهِ على اعتزام) (لم أعد أَفعَال العفاف وَذَاكَ أوكد للغرام) (نَفسِي فداؤك يَا أَبَا الْعَبَّاس جلّ بك اعتصامي) (فَارْحَمْ أَخَاك فَإِنَّهُ ... نرز الْكرَى بَادِي السقام) (وأنله مَا دون الْحَرَام فَلَيْسَ يرغب فِي الْحَرَام) وَقَالَ الْخَفِيف المجزوء (ابرزوا وَجهك الجمي ... ل ولاموا من افْتتن) (لَو أَرَادوا صيانتي ... ستروا وَجهك الْحسن) ) وَقَالَ لتلميذه إِذا أردْت أَن تضمن كتابا سرا فَخذ لَبَنًا حليباً فَاكْتُبْ بِهِ فِي قرطاس فيذر الْمَكْتُوب إِلَيْهِ عَلَيْهِ رَمَادا سخناً من رماد الْقَرَاطِيس فَيظْهر الْمَكْتُوب وَإِذا كتبت بِمَاء الزاج الْأَبْيَض فَإِذا ذَر الْمَكْتُوب إِلَيْهِ عَلَيْهِ شَيْئا من العفص ظَهرت الْكِتَابَة وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ 5253 3 - (التسترِي الصُّوفِي) سهل بن عبد الله بن يُونُس بن عِيسَى بن عبد الله بن رفيع التسترِي الصَّالح الْمَشْهُور لم يكن لَهُ فِي وقته نَظِير فِي الْمُعَامَلَات والورع وَكَانَ صَاحب كرامات وَلَقي ذَا النُّون الْمصْرِيّ بِمَكَّة وَكَانَ سَبَب سلوكه هَذِه الطَّرِيق خَاله مُحَمَّد بن سوار فَإِنَّهُ قَالَ قَالَ لي خَالِي يَوْمًا أَلا تذكر الله الَّذِي خلقك فَقلت لَهُ كَيفَ أذكرهُ فَقَالَ قل بقلبك عِنْد تقلبك فِي ثِيَابك ثَلَاث مَرَّات من غير أَن تحرّك بِهِ لسَانك الله معي الله نَاظر إِلَيّ الله شَاهِدي فَقلت ذَلِك ليَالِي ثمَّ أعلمته فَقَالَ قلها كل لَيْلَة سبع

أبو المحامد الحوراني

مَرَّات فَقلت ذَلِك ثمَّ أعلمته فَقَالَ قلها فِي كل لَيْلَة إِحْدَى عشرَة مرّة فَقلت ذَلِك فَوَقع فِي قلبِي حلاوة فَلَمَّا كَانَ بعد سنة قَالَ لي خَالِي احفظ مَا علمتك وَدم عَلَيْهِ إِلَى أَن تدخل الْقَبْر فَإِنَّهُ ينفعك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَلم أزل على ذَلِك سِنِين فَوجدت لَهَا حلاوة فِي سري ثمَّ قَالَ خَالِي يَوْمًا يَا سهل من كَانَ الله مَعَه وَهُوَ نَاظر إِلَيْهِ وَشَاهده يعصيه إياك وَالْمَعْصِيَة فَكَانَ ذَلِك أول أمره وَسكن الْبَصْرَة زَمَانا وعبادان مُدَّة ومولده سنة مِائَتَيْنِ وَقيل إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ ووفاته سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَقيل سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 5254 3 - (أَبُو المحامد الحوراني) سهل بن مُحَمَّد بن رَافع بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن المحيي بِفَتْح الْيَاء الْمُشَدّدَة وَضم الْمِيم بن مَالك بن ريَاح الهلاهلي أَبُو المحامد الشَّاعِر من أهل حوران قدم بَغْدَاد أَيَّام صباه ومدح النَّاصِر ورثى أم الْخَلِيفَة وَتُوفِّي ببعلبك سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره الطَّوِيل (عَفا الرّبع من سلمى وأقوت مَنَازِله ... وعيفت لبعد الْحَيّ عَنهُ مناهله) (وناحت بِهِ ورق الْحمام كَأَنَّهَا ... تحاول من سكانه مَا نحاوله) (خليلي إِن الْحبّ دَاء دواؤه ... فِرَاق رَقِيب أَو حبيب تواصله) (وَذُو الوجد لَا يَنْفَكّ فِي مَذْهَب الْهوى ... كئيباً إِذا لم يمزج الْحق باطله) (وَكم رمت إسعاف الرقاد وَقد دنت ... أَوَاخِر ليل أرقتني أَوَائِله) (لَعَلَّ خيال العامرية موهناً ... يغازلني فِي جنحه وأغازله) ) (وهيهات أَن يحنو على ذِي صبَابَة ... حَلِيف هوى قد مل عَنهُ عواذله) قلت شعر متوسط 5255 3 - (أَبُو مُحَمَّد الرَّازِيّ) سهل بن الْحُسَيْن بن المؤمل الذهلي أَبُو مُحَمَّد الرَّازِيّ كتب عَنهُ أَبُو شُجَاع فَارس الذهلي شَيْئا من شعره وَمن نظمه الوافر (إِذا ناحت حمامة بطن وَاد ... بَكَيْت برنة ونمت همومي) (وَكَاد الْقلب ينفطر اشتياقاً ... إِلَى تِلْكَ المرابع والرسوم) (سقتها كل سَارِيَة وغاد ... أجش الصَّوْت ذِي وبل هزيم) (وحيت ساكنيها كل صبح ... غزالة بعد منصرف النُّجُوم) قلت شعر نَازل 5256

سهل بن هارون

3 - (سهل بن هَارُون) سهل بن هَارُون بن الهيون بن راهيون الدستميساني أَبُو عَمْرو انْتقل إِلَى الْبَصْرَة واتصل بِخِدْمَة الْمَأْمُون وَتَوَلَّى خزانَة الْحِكْمَة لَهُ وَكَانَ حكيماً فصيحاً شَاعِرًا أديباً فَارسي الأَصْل شعوبي الْمَذْهَب شَدِيد التعصب على الْعَرَب وَله مصنفات كَثِيرَة تدل على بلاغته وحكمته مثل كتاب ثعلة وعفراء على مِثَال كليلة ودمنة وَغير ذَلِك من الْكتب وَله رسائل وَشعر وَكَانَ الجاحظ يصف براعته ويحكي عَنهُ فِي كتبه وَكَانَ نِهَايَة فِي الْبُخْل وَله فِي ذَلِك حكايات قَالَ دعبل كُنَّا عِنْد سهل بن هَارُون فأطلنا الْقعُود عِنْده حَتَّى كَاد يَمُوت جوعا ثمَّ قَالَ وَيحك يَا غُلَام غدنا فَأتى بقصعة فِيهَا ديك مطبوخ فَتَأَمّله ثمَّ قَالَ أَيْن الرَّأْس فَقَالَ رميت بِهِ فَقَالَ وَالله إِنِّي لأمقت من يَرْمِي برجليه فَكيف بِرَأْسِهِ وَلَو لم أكره مَا صنعت إِلَّا للطيرة والفأل لكرهته أما علمت أَن الرَّأْس رَئِيس الْأَعْضَاء وَمِنْه يصدح الديك وَلَوْلَا صَوته مَا أُرِيد وَفِيه عرفه الَّذِي يتبرك بِهِ وعينه الَّتِي يضْرب بهَا الْمثل فِي الصفاء فَيُقَال شراب كعين الديك ودماغه عَجِيب لوجع الْكُلية وَلم تَرَ عظما أهش تَحت الْأَسْنَان مِنْهُ وهلا ظَنَنْت أَنِّي لَا آكله أَن الْعِيَال لَا يَأْكُلُونَهُ وَإِن كَانَ قد بلغ من نبلك أَنَّك لَا تَأْكُله فَإِن عندنَا من يَأْكُلهُ أَو مَا علمت أَنه خير من طرف الْجنَاح وَمن رَأس الْعُنُق انْظُر لي أَيْن هُوَ فَقَالَ وَالله مَا أَدْرِي أَيْن هُوَ فَقَالَ وَالله أَنا أَدْرِي أَيْن رميت بِهِ وَالله فِي بَطْنك فَالله حَسبك وَعمل كتابا فِي الْبُخْل) ومدحه وَبَعثه إِلَى الْحسن بن سهل يستميحه فَوَقع إِلَيْهِ الْحسن يَا سهل لقد مدحت مَا ذمّ الله وَحسنت مَا قبح الله وَمَا يقوم بِفساد معناك صَلَاح لفظك وَقد جعلنَا ثوابك قبُول قَوْلك فَمَا نعطيك شَيْئا وَمن شعره الطَّوِيل (تقاسمني همان قد كسفا بالي ... وَقد تركا قلبِي محلّة بلبال) (هما أذريا دمعي وَلم تذر عبرتي ... ربيبة خدر ذَات سمط وخلخال) (وَلَا قهوة لم يبْق مِنْهَا على المدى ... سوى أَن تحاكي النُّور فِي رَأس ذبال) (ولكنني أبْكِي بِعَين سخينة ... على حدث تبْكي لَهُ عين أمثالي) (فِرَاق خَلِيل مثله يبْعَث الأسى ... وخلة حر لَا يقوم لَهَا مَالِي) (فوا أسفا حَتَّى مَتى الْقلب موجع ... بفقد خَلِيل أَو تعذر إفضال) (فَمَا الْعُمر إِلَّا أَن تجود بنائل ... وَإِلَّا لِقَاء الْأَخ ذِي الْخلق العالي)

أبو الحسن القايني الصوفي

وَمن تصانيفه ديوَان رسائله كتاب النمر والثعلب كتاب أسيانوس فِي اتِّخَاذ الإخوان كتاب أدب أَسد بن أَسد كتاب سحرة الْعقل كتاب تَدْبِير الْملك والسياسة كتاب إِلَى عِيسَى بن أبان فِي الْقَضَاء كتاب الضرس كتاب الغزالين كتاب بدود لدود ردود كتاب الواص والعنة 5257 3 - (أَبُو الْحسن القايني الصُّوفِي) سهل بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو الْحسن القايني بِالْقَافِ وَبعد الْألف يَاء آخر الْحُرُوف وَنون كَذَا وجدته مُقَيّدا أَبُو الْحسن الصُّوفِي عرف بالخشاب سكن دمشق وَحدث وَله شعر وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره 5258 3 - (مؤدب سيف الدولة) سهل بن مُحَمَّد أَبُو دَاوُد النَّحْوِيّ مؤدب سيف الدولة ابْن حمدَان لَهُ شعر وَفضل وَله كتاب فِي الْمُذكر والمؤنث وَمن شعره الْكَامِل (يَا لائمي كف الملام عَن الَّذِي ... أضناه طول سقامه وشقائه) (إِن كنت ناصحه فداو سقامه ... وأعنه ملتمساً لأمر شفائه) (حَتَّى يُقَال بأنك الْخلّ الَّذِي ... يُرْجَى لشدَّة دهره ورخائه) (أَو لَا فَدَعْهُ فَمَا بِهِ يَكْفِيهِ من ... طول الملام فلست من نصحائه) (نَفسِي الْفِدَاء لمن عصيت عواذلي ... فِي حبه لم أخش من رقبائه) ) (الشَّمْس تطلع فِي أسرة وَجهه ... والبدر يطلع من خلال قبائه) اسْتحْسنَ سيف الدولة هَذَا الشّعْر وَأمر المتنبي بإجازته فَقَالَ عذل العواذل حول قلب التائه القصيدة 5259 3 - (أَبُو نصر الْأَصْبَهَانِيّ) سهل بن الْمَرْزُبَان أَبُو نصر الْأَصْبَهَانِيّ مستقره بنيسابور جمع من الْكتب الْكثير وَله تصانيف مِنْهَا أَخْبَار أبي العيناء أَخْبَار ابْن الرُّومِي أَخْبَار جحظة الْبَرْمَكِي كتاب ذكر الْأَحْوَال فِي رَمَضَان وشوال كتاب آدَاب الطَّعَام وَالشرَاب وَمن شعره الْكَامِل (كم لَيْلَة أحييتها ومؤانسي ... طرف الحَدِيث وَطيب حث الأكؤس) (شبهت بدر سمائها لما دنت ... مِنْهُ الثريا فِي قَمِيص سندس)

الكوسج الطبيب

(ملكا مهيباً قد غَدا فِي رَوْضَة ... حَيَّاهُ بعض الزائرين بنرجس) قلت شعر جيد المخيلة فِي التَّشْبِيه 5260 3 - (الكوسج الطَّبِيب) سهل الكوسج الطَّبِيب أَبُو سَابُور صَاحب الأنقراباذين الْمَشْهُور من أهل الأهواز كَانَ ألحى وَسمي الكوسج على سَبِيل الاتضاد وَكَانَ فِي لِسَانه لكنة خوزية وَكَانَ كثير الْهزْل غلب هزله جده وَكَانَ يقصر عَن نظرائه فِي الْعبارَة وَلم يقصر عَنْهُم فِي العلاج وَكلهمْ كَانَ يخَاف لِسَانه وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى سَلام الأبرش وَكَانَ سَلام لَا يُفَارق هرثمة بن أعين أَيَّام محاصرته مَدِينَة السَّلَام وَمن دعابة سهل الكوسج أَنه تمارض فِي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وأحضر شُهُودًا لوصيته وَكتب كتابا اثْبتْ فِيهِ أَسمَاء أَوْلَاده فَأثْبت أَوَّلهمْ جورجيس بن ميخائيل وَأمه مَرْيَم بنت بختيشوع أُخْت جِبْرِيل وَالثَّانِي يوحنا بن ماسويه وَالثَّالِث وَالرَّابِع وَالْخَامِس سَابُور ويوحنا وخذاهويه ولد سهل المعروفين وَذكر أَنه أصَاب أم جورجيس وَأم يوحنا بن ماسويه زنى وأحبلهما بجورجيس ويوحنا وَله غير ذَلِك 5261 3 - (الْحَافِظ العسكري) سهل بن عُثْمَان العسكري الْحَافِظ أَبُو مَسْعُود أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام روى عَنهُ مُسلم كَانَ كثير الْفَوَائِد والغرائب ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة خمس وَثَلَاثِينَ 5262) 3 - (أَبُو الْحسن الغرناطي) سهل بن مُحَمَّد بن سهل بن مُحَمَّد بن احْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مَالك أَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ الغرناطي سمع من خَاله آبي عبد الله ابْن عروس وَأبي بكر يحيى بن مُحَمَّد ابْن عروس خَال وَالِده وَأبي الْحسن ابْن كوثر وَأبي خَالِد ابْن رِفَاعَة وَأبي مُحَمَّد ابْن الْفرس ورحل إِلَى مرسية وَسمع من أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن حُبَيْش وَأبي عبد الله ابْن حميد وَلَقي بمالقة أَبَا الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبا عبد الله ابْن الفخار وَسمع من أبي بكر ابْن الْجد وَأبي الْعَبَّاس ابْن مضاء وَجَمَاعَة وَكَانَ من جلة الْعلمَاء والأدباء وَالْأَئِمَّة والخطباء البلغاء مَعَ التفنن فِي الْعُلُوم وَكَانَ رَئِيسا فِي بَلَده محبباً مُعظما نالته فِي الْفِتْنَة محنة وَتوجه

الأسنائي

من غرناطة إِلَى مرسية وسكنها إِلَى أَن هلك مُحَمَّد بن يُوسُف بن هود فَرجع إِلَى بَلَده وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة 5263 3 - (الأسنائي) سهل بن حسن أَبُو الْفرج الأسنائي ذكره ابْن الزبير فِي مَجْمُوعه الَّذِي أَلفه سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَذكره الْعِمَاد فِي الخريدة كَانَ شَاعِرًا تأدب على الشريف أسعد النَّحْوِيّ وَتُوفِّي قبل السّبْعين وسِتمِائَة كتب إِلَى كنز الدولة وَقد غرق فِي النّيل المجتث (يَا من جعلت فداكا ... أَشْكُو إِلَيْك أخاكا) (كَأَنَّمَا حسبتني ... أمواجه من علاكا) (فغرقتني كَمَا قد ... غرقت فِي نعماكا) وَقَالَ الْبَسِيط (قَالَت أَرَاك عَظِيم الْهم قلت لَهَا ... لَا يعظم الْهم حَتَّى تعظم الهمم) (وصمم الْحَيّ فِي عذلي فَقلت لَهُم ... عني إِلَيْكُم فَبِي عَن عذلكم صمم) (إِن الضراغم لَا تلقى فرائسها ... حَتَّى تفارقها الأخياس والأجم) (والهندواني لَا يحوى بِهِ شرف ... حَتَّى يجرد وَهُوَ الصارم الخذم) (الألقاب) ابْن سهلان الْوَزير الْحسن بن الْفضل الْوَزير ابْن سهل اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل السهلي الْعَرُوضِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله) السهلي الْوَزير أَحْمد بن مُحَمَّد (سهلة 5264) 3 - (سهلة بنت سُهَيْل القرشية) سهلة بنت سُهَيْل بن عَمْرو القرشية العامرية الصحابية هِيَ امْرَأَة أبي حُذَيْفَة ابْن عتبَة بن ربيعَة رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرُّخْصَة فِي رضَاع الْكَبِير وروى عَنْهَا الْقَاسِم بن مُحَمَّد وَهِي زَوْجَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف

سهلة بنت عاصم

خلف عَلَيْهَا بعد أبي حُذَيْفَة وَولدت لأبي حُذَيْفَة مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة وَولدت لعبد الله ابْن الْأسود من بني مَالك سليط بن عبد الله بن الْأسود وَولدت لشماخ بن سعيد بكير بن شماخ وَولدت لعبد الرَّحْمَن سَالم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف 5265 3 - (سهلة بنت عَاصِم) سهلة بنت عَاصِم بن عدي الْأنْصَارِيّ الْعجْلَاني زَوْجَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف تروي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أسْهم لَهَا يَوْم خَيْبَر (سهلون 5266) 3 - (الكسروي) سهلون بن مهبنداذ الكسروي من أهل فَارس وَأَخُوهُ يزدجرد كَانَا فاضلين من أهل النِّعْمَة وَكِلَاهُمَا شاعران وَكَانَا بِبَغْدَاد أَيَّام المقتدر وَكَانَا يذهبان مَذْهَب سهل بن هَارُون فِي الفصاحة والتصنيف وترجمة الْفَارِسِي بالعربي ويتشبهان بِهِ وَمن شعر سهلون الْكَامِل (إِن الرفيع بِمَالِه هُوَ عَالم ... أَن الرفيع بِعِلْمِهِ هُوَ أرفع) (فَإِذا عدا حسداً عَلَيْهِ فداره ... واصبر فسيف الْحلم عِنْدِي أقطع) وَمِنْه الوافر (أَسَأْت إِلَيّ فاستوحشت مني ... وَلَو أَحْسَنت مَا أَعرَضت عني) (وَقد أَحْسَنت إحساناً كثيرا ... بِلَا شكر لِأَنَّك لم تهني) وَكتب لبَعض إخوانه أَنا مكدود بجفائك مستزيد لإخائك على علم أَن الْحجر لَا يستثمر وَالْحَدِيد لَا يستمطر وَلَو كَانَ ودك حَيَوَانا لَكَانَ هواماً أَو كَانَ مَالا لَكَانَ حَرَامًا وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ) (سهم 5267) 3 - (ابْن منْجَاب الضَّبِّيّ) سهم بن منْجَاب الضَّبِّيّ الْكُوفِي شرِيف لِأَبِيهِ صُحْبَة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة

سهيل

(سُهَيْل 5268) 3 - (الْقطعِي) سُهَيْل بن أبي حزم الْقطعِي الْبَصْرِيّ توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة والقطعي بِضَم الْقَاف وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة وَبعدهَا عين مُهْملَة 5269 3 - (أَبُو يزِيد العامري) سُهَيْل بن عَمْرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مَالك بن حسل بن عَامر ابْن لؤَي بن غَالب أَبُو يزِيد الْقرشِي العامري الأعلم أحد خطباء قُرَيْش وأشرافهم وَرُؤَسَائِهِمْ والمنظور إِلَيْهِ مِنْهُم اسْلَمْ بالجعرانة وَخرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا فِي جمَاعَة أهل بَيته وَقيل إِنَّه مَاتَ باليرموك وَكَانَ أَمِيرا على كرْدُوس وَقيل قتل بمرج الصفر روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أبي بكر وروى عَنهُ أَبُو سعيد ابْن أبي فضَالة الْأنْصَارِيّ وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي الصُّلْح يَوْم الْحُدَيْبِيَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد سهل أَمركُم فكاتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب الْقَضِيَّة وَكَانَ بعد إِسْلَامه كثير الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالصَّدَََقَة وَأَعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين مائَة من الْإِبِل وَلما أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعضَادَتَيْ بَاب الْكَعْبَة وَقَالَ مَا تظنون قَالَ سُهَيْل نظن خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم وَقد قدرت وَمَات رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وعَلى مَكَّة وعملها عتاب بن أسيد فَلَمَّا بَلغهُمْ ذَلِك ضج أهل الْمَسْجِد فَبلغ عتاباً فَخرج حَتَّى دخل شعبًا من شعاب مَكَّة وَسمع أهل مَكَّة الضجيج فتوافى رِجَالهمْ إِلَى الْمَسْجِد فَقَالَ سُهَيْل أَيْن عتاب وَجعل يسْتَدلّ عَلَيْهِ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ فِي الشّعب فَقَالَ مَا لَك قَالَ مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قُم فِي النَّاس فَتكلم قَالَ لَا أُطِيق مَعَ موت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكَلَام قَالَ فَاخْرُج معي فَأَنا أكفيكه فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَا الْمَسْجِد الْحَرَام فَقَامَ سُهَيْل خَطِيبًا فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وخطب بِمثل خطْبَة أبي بكر لم يخرم

أحد اليتيمين

عَنْهَا شَيْئا وَقد كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعمر بن) الْخطاب وَسُهيْل بن عَمْرو فِي أسرى بدر وَقد قَالَ لَهُ يَا رَسُول الله أنزع ثنيته فَلَا يقوم عَلَيْك خَطِيبًا أبدا مَا يَدْعُوك إِلَى أَن تنْزع ثناياه دَعه فَعَسَى أَن يقوم مقَاما يَسُرك وَكَانَ ذَلِك الْمقَام الَّذِي قَالَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ الَّذِي أسره يَوْم بدر مَالك بن الدخشم فَقَالَ فِي ذَلِك المتقارب (أسرت سهيلاً فَمَا أَبْتَغِي ... أَسِيرًا بِهِ من جَمِيع الْأُمَم) (وخندف تعلم أَن الْفَتى ... سهيلاً فتاها إِذا تصطلم) (ضربت بِذِي الشفر حَتَّى انثنى ... وأكرهت سَيفي على ذِي الْعلم) وَهُوَ الَّذِي مدحه أُميَّة بن أبي الصَّلْت فَقل الْكَامِل (أأبا يزِيد رَأَيْت سيبك وَاسِعًا ... وسجال كفك تستهل وتمطر) وَقَالَ فِيهِ ابْن قيس الرقيات حِين منع خُزَاعَة من بني بكر بعد الْحُدَيْبِيَة وَكَانُوا أَخْوَاله الْخَفِيف (مِنْهُم ذُو الندى سُهَيْل بن عَمْرو ... عصمَة النَّاس حِين حب الْوَفَاء) (حاط أَخْوَاله خُزَاعَة لما ... كثرتهم بِمَكَّة الْأَحْيَاء 5270) 3 - (أحد اليتيمين) سُهَيْل بن رَافع بن أبي عَمْرو بن عَائِذ وَهُوَ أَخُو سهل الْمُقدم ذكره أحد اليتيمين اللَّذين عمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مربدهما مَسْجِدا شهد سُهَيْل بَدْرًا وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا وَتُوفِّي فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب 5271 3 - (الْأنْصَارِيّ) سُهَيْل بن عَمْرو بن أبي عَمْرو الْأنْصَارِيّ ذكره ابْن الْكَلْبِيّ فِيمَن شهد صفّين من الْبَدْرِيِّينَ وَقتل بصفين قَالَ ابْن عبد الْبر وَمن جعل سُهَيْل بن عَمْرو ابْن أبي عَمْرو وَسُهيْل بن رَافع بن أبي عَمْرو وَاحِدًا فقد وهم وَغلط وَلم يعلم 5272 3 - (أَبُو أُميَّة الْقرشِي) سُهَيْل بن بَيْضَاء الْقرشِي الفِهري أَبُو أُميَّة خرج مُهَاجرا

أخو سهل

إِلَى الْحَبَشَة حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام وَظهر ثمَّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فَأَقَامَ مَعَه حَتَّى هَاجر وَهَاجَر مَعَه فَجمع الهجرتين جَمِيعًا ثمَّ شهد بَدْرًا وَمَات بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع وَصلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد وَكَانَ هُوَ وَأَبُو بكر أسن) الصَّحَابَة وَهُوَ أَخُو سهل ابْن بَيْضَاء وَقد تقدم 5273 3 - (أَخُو سهل) سُهَيْل بن سعد أَخُو سهل ذكره ابْن السكن وَذكر لَهُ حَدِيثا قَالَ دخلت الْمَسْجِد وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة فَصليت مَعَه فَلَمَّا انْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَآنِي أركع رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ مَا هَاتَانِ الركعتان فَقلت يَا رَسُول الله جِئْت وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة فَأَحْبَبْت أَن أدْرك مَعَك الصَّلَاة ثمَّ أُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ الْآن فَسكت وَكَانَ إِذا رَضِي شَيْئا سكت وَذَلِكَ فِي صَلَاة الصُّبْح 5274 3 - (ابْن السمان) سُهَيْل بن أبي صَالح السمان سمع أَبَاهُ وَأَبا الْحباب سعيد بن يسَار والنعمان بن أبي عَيَّاش وَعَطَاء بن يزِيد احْتج بِهِ مُسلم لَا البُخَارِيّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا نقموا مِنْهُ إِلَّا أَنه مرض وَنسي بعض حَدِيثه وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ مَقْرُونا بِغَيْرِهِ قَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لَا بَأْس بِهِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة (الألقاب) السُّهيْلي الأندلسي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد (سهيمة 5275) 3 - (المزنية) سهيمة بنت عُمَيْر المزنية زوج ركَانَة بن عبد يزِيد طَلقهَا زَوجهَا الْبَتَّةَ فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك فَقَالَ الله مَا أردْت إِلَّا وَاحِدَة من حَدِيث الشَّافِعِي عَن عَمه عَن عبد الله بن عَليّ عَن نَافِع بن عجير عَن ركَانَة بذلك قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا عَليّ

سوادة

حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد قَالَ حَدثنَا أبي عَن أبي إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن نَافِع بن عجير قَالَ وَكَانَ ثِقَة سمع عبد الله بن الْحَارِث بن عُوَيْمِر الْمُزنِيّ قَالَ كَانَ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عَمَّتي سهيمة قَضَاء مَا قضى بِهِ فِي امْرَأَة قبلهَا (سوَادَة 5276) 3 - (الْأنْصَارِيّ) سوَادَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ وَيُقَال سَواد بن عَمْرو حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أقاده من نَفسه روى عَن الْحسن وَمُحَمّد بن سِيرِين يعد فِي الْبَصرِيين 5277 3 - (سوَادَة بن عَمْرو) سوَادَة بن عَمْرو روى عَنهُ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَأَنا أَظُنهُ الَّذِي تقدم وَالله أعلم 5278 3 - (سوَادَة بن الرّبيع) سوَادَة بن الرّبيع وَيُقَال ابْن الرّبيع مُصَغرًا لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ سَالم بن عبد الرَّحْمَن الْجرْمِي (سَواد 5279) 3 - (الْأنْصَارِيّ) سَواد بن يزِيد وَيُقَال ابْن رزق وَيُقَال ابْن رزين الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد بَدْرًا وأحداً 5280 3 - (الْأنْصَارِيّ النجاري) سَواد بن غزيَّة ذكره مُوسَى بن عقبَة فِيمَن شهد بَدْرًا والمشاهد بعْدهَا من بني عدي بن النجار هُوَ الَّذِي اسر خَالِد بن هِشَام المَخْزُومِي يَوْم بدر وَهُوَ كَانَ عَامل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على خَيْبَر فَأَتَاهُ بِتَمْر جنيب قد أَخذ مِنْهُ صَاعا بصاعين من الْجمع وَهُوَ الَّذِي طعنه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمخصرة ثمَّ أعطَاهُ إِيَّاهَا فَقَالَ استقد 5281 3 - (الْقَارِي) سَواد بن عَمْرو الْقَارِي الْأنْصَارِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن

الدوسي

الخلوق مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وانه رئي مُتَخَلِّفًا فطعنه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَطْنه بحديدة فخدشه فَقَالَ أقصني فكشف لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بَطْنه فَوَثَبَ فَقبل بطن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر وَهَذِه الْقِصَّة لسواد بن عَمْرو وَلَا لسواد بن غزيَّة وَقد رويت لَهُ 5282 3 - (الدوسي) سَواد بن قَارب الدوسي كَانَ شَاعِرًا ثمَّ أسلم وداعبه عمر يَوْمًا فَقَالَ مَا فعلت كهانتك يَا سَواد فَغَضب وَقَالَ مَا كُنَّا عَلَيْهِ يَا عمر من جاهليتنا وكفرنا شَرّ من الكهانة فَمَا لَك تعيرني بِشَيْء تبت مِنْهُ وَأَرْجُو من الله الْعَفو عَنهُ وَقيل أَنه قَالَ لَهُ وَهُوَ خَليفَة كَيفَ كهانتك الْيَوْم وَغَضب سَواد وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا قَالَهَا لي أحد قبلك فاستحيى عمر ثمَّ قَالَ إيه يَا سَواد الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ من الشّرك أعظم من كهانتك ثمَّ سَأَلَهُ عَن بَدْء حَدِيثه فِي الْإِسْلَام وَمَا أَتَاهُ بِهِ رئيه من ظُهُور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ أَنه أَتَاهُ رئيه ثَلَاث لَيَال مُتَوَالِيَات هُوَ فِيهَا كلهَا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَقَالَ لَهُ قُم يَا سَواد واسمع مَقَالَتي واعقل إِن كنت تعقل قد بعث رَسُول من لؤَي بن غَالب يَدْعُو إِلَى الله وَإِلَى عِبَادَته وأنشده فِي كل لَيْلَة من اللَّيَالِي الثَّلَاث ثَلَاثَة بيات مَعْنَاهَا وَاحِد وقافيتها مُخْتَلفَة وأولها السَّرِيع (عجبت للجن وتطلابها ... وشدها العيس بأقتابها) ) (تهوي إِلَى مَكَّة تبغي الْهدى ... مَا صَادِق الْجِنّ ككذابها) (فارحل إِلَى الصفوة من هَاشم ... لَيْسَ قداماها كأذنابها) قَالَ فَقُمْت فِي الثَّالِثَة وَقلت قد امتحن الله قلبِي فرحلت نَاقَتي ثمَّ أتيت الْمَدِينَة فَإِذا رَسُول الله وَأَصْحَابه حوله فدنوت فَقلت اسْمَع مَقَالَتي يَا رَسُول الله فَقَالَ هَات فأنشأت أَقُول (الطَّوِيل أتااني نجيي بعد هدء ورقدة ... وَلم يَك فِيمَا قد بلوت بكاذب) (ثَلَاث لَيَال قَوْله كل لَيْلَة ... أَتَاك رَسُول من لؤَي بن غَالب) (فشمرت من ذيلي الْإِزَار ووسطت ... لي الذعلب الوجناء بَين السباسب) (فَأشْهد أَن الله لَا شَيْء غَيره ... وَأَنَّك مَأْمُون على كل غَائِب) (وَأَنَّك أدنى الْمُرْسلين وَسِيلَة ... إِلَى الله يَا ابْن الأكرمين الأطايب) (فمرنا بِمَا يَأْتِيك يَا خير من مَشى ... وَإِن كَانَ فِي مَا جَاءَ شيب الذوائب)

الألقاب

(وَكن لي شَفِيعًا يَوْم لَا ذُو شَفَاعَة ... سواك بمغن عَن سَواد بن قَارب) (الألقاب) ابْن السوادي الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن عُثْمَان ابْن السوادي الْكَاتِب الْعَلَاء بن عَليّ ابْن السوادي الْحسن بن عَليّ ابْن السوادي عبيد الله بن أَحْمد السوادي الشَّافِعِي الْمُبَارك بن مُحَمَّد (سوار 5283) 3 - (القَاضِي سوار) سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامَة التَّمِيمِي الْعَنْبَري قَاضِي الرصافة بِبَغْدَاد وَهُوَ من بَيت الْعلم وَالْقَضَاء روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ ظريفاً مطبوعاً شَاعِرًا محسناً فصيحاً مفوهاً فَقِيها وافر اللِّحْيَة توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قَالَ النَّسَائِيّ هُوَ ثِقَة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقع حَدِيثه بعلو من رِوَايَة المخلص عَن ابْن صاعد عَنهُ وَقَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي دخل سوار القَاضِي على مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِنِّي جِئْت فِي حَاجَة رفعتها إِلَى الله عز وَجل قبل رَفعهَا إِلَيْك فَإِن قضيتها حمدنا الله وشكرناك وَإِن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك فَقضى جَمِيع حَوَائِجه وَقَالَ أَحْمد بن المعذل كَانَ سوار بن عبد الله القَاضِي قد خامر قلبه شَيْء من الوجد فَقَالَ الطَّوِيل (سلبت عِظَامِي لَحمهَا فتركتها ... عواري فِي أجلادها تتكسر) (وأخليت مِنْهَا مخها فَكَأَنَّهَا ... قَوَارِير فِي أجوافها الرّيح تصفر) (خذي بيَدي ثمَّ اكشفي الثَّوْب تنظري ... بِي الضّر إِلَّا أنني أتستر) (وَلَيْسَ الَّذِي يجْرِي من الْعين مَاؤُهَا ... وَلكنهَا نفس تذوب فتقطر) قلت وَقد رزقت هَذِه الأبيات سَعَادَة واشتهرت بَين الأدباء وضمنها الشُّعَرَاء فِي أغراض كَثِيرَة من الْأَوْصَاف فضمنوها فِي الشبابة والورد والفانوس والشمعة وَغير

أبو الفياض

ذَلِك وأوردها أَبُو تَمام الطَّائِي فِي حماسته فِي بَاب النسيب للحارثي وَكَانَ القَاضِي سوار أَعور 3 - (أَبُو الْفَيَّاض) سوار بن أبي شراعة أَحْمد بن مُحَمَّد بن شراعة هُوَ أَبُو الْفَيَّاض شَاعِر مطبوع اتَّصل بِأبي الْعَبَّاس ابْن الْفُرَات وَتُوفِّي بعد الثلاثمائة وَهُوَ الَّذِي يَقُول ابْن الرُّومِي فِيهِ (الْكَامِل (اعْجَبْ لرأي فَتى قد بَات ذَا أمل ... بَين الْمنية والبلوى بمعترك) (يَا سوأتي لامرئ قد شَاب مفرقه ... مسترخي الباع بَين الْهزْل والضحك) ) (أدْركْت دنيا وَأَرْجُو نيل آخِرَة ... وَالْبر أفضل مَا أدْركْت من دَرك 5285) 3 - (أَبُو عمَارَة الرَّمْلِيّ) سوار بن عمَارَة أَبُو عمَارَة الرَّمْلِيّ عَن رَجَاء بن أبي سَلمَة وَالسري بن يحيى وَابْن عُيَيْنَة وَعنهُ أَبُو عُمَيْر عِيسَى بن مُحَمَّد ومُوسَى بن سهل وَمُحَمّد بن خلف الْعَسْقَلَانِي وَزِيَاد بن أَيُّوب وَأَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي قَالَ أَبُو حَاتِم أَدْرَكته وَلم أسمع مِنْهُ وَهُوَ صَدُوق توفّي سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ (الألقاب) ابْن السواق أَحْمد بن عَليّ وَأَخُوهُ حَمْزَة بن عَليّ ابْن السواملي جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد (سوتاي 5286) 3 - (النوين) سوتاي بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا ألف ممدودة وياء آخر الْحُرُوف هُوَ النوين الْحَاكِم على ديار بكر بمجموعها نزل بتومانه بعد وَفَاة النوين ايل تاصميش وَاسْتمرّ حَاكما من أَوَائِل دولة أولجايتو سُلْطَان إِلَى

سودة

أَوَاخِر دولة ابْنه السُّلْطَان بو سعيد وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِي مَدِينَة بلد وَهِي مَدِينَة خراب بِالْقربِ من الْموصل كَانَ ينزلها فِي مشتاه كل سنة ثمَّ حمل من بلد إِلَى الْموصل وَدفن بتربة بناها دَاخل الْموصل على دجلة وَقد عمر حَتَّى تجَاوز الْمِائَة لِأَنَّهُ حكى عَن نَفسه أَنه حضر وَاقعَة بَغْدَاد مَعَ هولاكو وَكَانَ بَالغا وَرَأى أَربع بطُون من وَلَده وَولد وَلَده وَولد ولد وَلَده وَأَوْلَادهمْ حَتَّى أَنهم أنافوا على الْأَرْبَعين ذُكُورا وإناثاً وأكبر وَلَده بارنباي ثمَّ طغاي وَكَانَ أقطجياً لأبغا والأقطجي بِمَنْزِلَة أَمِير آخور وَكَانَ رَئِيسا فِي نَفسه ذَا عزم وحزم وتدبير وَحسن سياسة تحبه الرّعية وَيدعونَ لَهُ وَلم يزل مُعظما عِنْد مُلُوك الْمغل أضرّ قبل مَوته بسنوات وَمرض مُدَّة ثَلَاثَة أشهر وَتُوفِّي وَلما عدى قراسنقر والأفرم وبهادر الزردكاش الْفُرَات وصاروا فِي مملكة الْمغل نزلُوا عِنْد سوتاي فأضافهم وَأكْرمهمْ وَضرب لَهُم خاماً كَانَ قد كَسبه من الْمُسلمين فِي وَاقعَة غازان فنظروا إِلَى الخام وهم تَحْتَهُ فوجدوا فِيهِ ألقاب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَكَانُوا قد هربوا مِنْهُ) فَقَالَ بعض مماليك الأفرم لَهُم إِذا كَانَ الله تَعَالَى قد جعل هَذَا الرجل فَوْقكُم فَمَا عَسى تَصْنَعُونَ أَنْتُم فِي بِلَاد أعدائه واسْمه على رؤوسكم فسبوه وَقَالَ الأفرم صدق لكم وَلما توفّي سوتاي حكم مَكَانَهُ عَليّ باشا خَال بو سعيد وَجَرت لَهُ حروب كَثِيرَة مَعَ طغاي بن سوتاي وسوف يَأْتِي ذكر طغاي فِي مَكَانَهُ من حرف الطَّاء (سَوْدَة 5287) 3 - (أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا) سَوْدَة بنت زَمعَة بن قيس أم الْمُؤمنِينَ القرشية العامرية تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد خَدِيجَة انْفَرَدت بِصُحْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَربع سِنِين لَا يشاركها فِيهِ امْرَأَة وَلَا سَرِيَّة وَهِي من سَادَات النِّسَاء توفيت فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وروى لَهَا البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ الْوَاقِدِيّ الثبت عندنَا أَنَّهَا توفيت سنة أَربع وَخمسين وَقَالَ قَتَادَة وَأَبُو عُبَيْدَة وَعقيل عَن ابْن شهَاب أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوج سَوْدَة قبل عَائِشَة وَقيل تزَوجهَا بعْدهَا وَقيل تزَوجهَا قبل العقد على عَائِشَة وَلَا خلاف أَنه لم يَتَزَوَّجهَا إِلَّا

سودة بنت مسرح

بعد خَدِيجَة وَكَانَت قبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت ابْن عَم لَهَا يُقَال لَهُ السَّكْرَان بن عَمْرو وَقد تقدم ذكره وَكَانَت امْرَأَة ثَقيلَة ثبطة وأسنت عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فهم بِطَلَاقِهَا فَقَالَت لَهُ لَا تُطَلِّقنِي وَأَنت فِي حل من شأني فَإِنَّمَا أُرِيد أَن أحشد فِي أَزوَاجك وَإِنِّي قد وهبت يومي لعَائِشَة وَإِنِّي لَا أُرِيد مَا يُريدهُ النِّسَاء فَأَمْسكهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى توفّي عَنْهَا وفيهَا نزلت وَإِن امْرَأَة خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا 5288 3 - (سَوْدَة بنت مسرح) سَوْدَة بنت مسرح صحابية رُوِيَ عَنْهَا حَدِيث وَاحِد بِإِسْنَاد مَجْهُول أَنَّهَا كَانَت قَابِلَة لفاطمة حِين وضعت الْحسن ولفته فِي خرقَة صفراء فنزعها عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولفه فِي خرقَة بَيْضَاء وتفل فِي فَمه وَسَماهُ الْحسن (سودي 5289) 3 - (نَائِب حلب) سودي الْأَمِير سيف الدّين الناصري نَائِب حلب توفّي بحلب سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أستاذه قد أمره وَأمر الْأَمِير سيف الدّين تنكز أَن يجلسا عِنْد الْأَمِير سيف الدّين أرغون لما عمله نِيَابَة بِمصْر ويتعلما من أَحْكَامه فلازماه سنة وَصَارَ لَهما دربة بِالْأَحْكَامِ ثمَّ جهزه بعد ذَلِك إِلَى حلب نَائِبا فَحَضَرَ إِلَيْهَا وسَاق نهر الساجور إِلَى حلب واستعجل وَكتب المطالعة إِلَى السُّلْطَان يُخبرهُ بوصول النَّهر الْمَذْكُور إِلَى حلب وَأَنه دخل بهَا وَكَانَ الْأَمر قد بَقِي يُرِيد يَوْمًا وَاحِدًا ويصل إِلَى حلب فاستعجل بالمكاتبة بِنَاء على أَنه يدْخل فِي غَد فتقطع النَّهر وَلم يدْخل (الألقاب) سُؤْر الْأسد مُحَمَّد بن خَالِد السُّوسِي الزَّاهِد مُحَمَّد بن عَمْرو السُّوسِي الْمُقْرِئ اسْمه صَالح بن زِيَاد السُّوسِي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز

سونج

(سونج 5290) 3 - (الْأَمِير جمال الدّين) سونج بن صيرم الْأَمِير جمال الدّين كَانَ من كبار الدولة الكاملية وَله مدرسة بِقرب الْجَامِع الْكَبِير بِالْقَاهِرَةِ أعتق عِنْد مَوته الأرقاء وَتصدق كثيرا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة (سوسنة 5291) 3 - (أَبُو الْغُصْن الموسوس) سوسنة أَبُو الْغُصْن الموسوس من عقلاء المجانين قَالَ أَبُو هفان الشَّاعِر مَرَرْت بسوسنة الموسوس بسر من رأى قبل أَن يكف بَصَره فَقلت لَهُ يَا أَبَا الْغُصْن أجز لي هَذَا الْبَيْت الْخَفِيف (مَا ترى فِي فَتى أحب وَمَا يملك فِي وَقت حبه نصف فلس) فَقَالَ مبادراً (مَا أرى غير عذله فِي سُكُون ... وطمأنينة وَفِي حسن مس) (فَإِن انْقَادَ للملامة والعذ ل وَإِلَّا فحقه ألف قلس) وَقَالَ لَهُ أَيْضا وَقد كف بَصَره اجز لي هَذَا الْبَيْت المجتث (يَا أحسن النَّاس وَجها ... وأعذب الْخلق لفظا) فَمَا لبث أَن قَالَ (حمى الْعَمى حَظّ عَيْني ... فَاجْعَلْ لقلبي حظا) (فقد جعلت بناني ... عينا وقرصي لحظا) (فأدن خدك مني ... وَلَا تكن بِي فظا) قَالَ فعجبت من نظمه وَصِحَّة صفته فِي سرعَة وإصابة معنى لما قصد لَهُ (سُوَيْد 5292) 3 - (الأوسي) سُوَيْد بن الصَّامِت الأوسي لَقِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسوق ذِي الْمجَاز

السدوسي

من مَكَّة فِي حجَّة حَجهَا سُوَيْد من حج الْجَاهِلِيَّة وَذَلِكَ فِي أول الْبعْثَة فَدَعَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْإِسْلَام فَلم يرد عَلَيْهِ شَيْئا وَلم يظْهر لَهُ قبُول مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ لَا أبعد مَا جِئْت بِهِ ثمَّ انْصَرف إِلَى قومه بِالْمَدِينَةِ فيزعم قومه أَنه مَاتَ مُسلما وَهُوَ شيخ كَبِير قتلته الْخَزْرَج قبل بُعَاث قَالَ ابْن عبد الْبر أَنا شَاك فِي إِسْلَامه وَكَانَ شَاعِرًا محسناً كثير الحكم فِي شعره وَكَانَ قومه يَدعُونَهُ الْكَامِل لحكمة شعره وشرفه فيهم وَمن شعره الطَّوِيل (أَلا رب من تَدْعُو صديقا وَلَو ترى ... مقَالَته بِالْغَيْبِ ساءك مَا يفري) (مقَالَته كالشحم مَا كَانَ شَاهدا ... وبالغيب مأثور على ثغرة النَّحْر) (يَسُرك باديه وَتَحْت أديمه ... منيحة غش يفتري عقب الظّهْر) (تبين لَك العينان مَا هُوَ كاتم ... وَمَا جن بالبغضاء وَالنَّظَر الشزر) (فرشني بِخَير طالما قد بريتني ... وَخير الموَالِي من يريش وَلَا يبري) 3 - (السدُوسِي) سُوَيْد بن منجوف السدُوسِي رأى عَليّ بن أبي طَالب وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ 5294 3 - (الْجعْفِيّ الْكُوفِي) سُوَيْد بن غَفلَة بن عَوْسَجَة الْجعْفِيّ الْكُوفِي من كبار المخضرمين قَالَ أَنا أَصْغَر من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ تزوج بكرا وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ قدم الْمَدِينَة يَوْم دفن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ قد أدّى الصَّدَقَة إِلَى مُصدق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد الْقَادِسِيَّة وَصَاح النَّاس الْأسد الْأسد فَخرج إِلَيْهِ سُوَيْد فَضرب الْأسد على رَأسه فَمر سَيْفه فِي فقار ظَهره وَخرج من عكوة ذَنبه وَأصَاب حجرا ففلقه قَالَ ابْن عبد الْبر روى هَذِه الْحِكَايَة فلفل الْجعْفِيّ وَشهد صفّين مَعَ عَليّ مَاتَ زمن الْحجَّاج سنة

الفزاري

إِحْدَى وَثَمَانِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5295 3 - (الْفَزارِيّ) سُوَيْد بن جبلة الْفَزارِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر أدخلهُ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي فِي مُسْند الشاميين فغلط) وَلَيْسَ لَهُ صُحْبَة وَحَدِيثه مُرْسل أنكر ذَلِك عَلَيْهِ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ 5296 3 - (الصَّحَابِيّ) سُوَيْد بن هُبَيْرَة بن عبد الْحَارِث الدؤَلِي وَقيل الْعَبْدي وَقيل الْعَدوي الصَّحَابِيّ حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ خير مَال الْمُسلم سكَّة مابورة أَو مهرَة مأمورة حَدِيثه عِنْد أبي نعَامَة عَن إِيَاس بن زُهَيْر عَن سُوَيْد ابْن هُبَيْرَة قَالَ بَلغنِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 5297 3 - (الْحَضْرَمِيّ) سُوَيْد بن طَارق وَيُقَال طَارق بن سُوَيْد وَهُوَ الصَّحِيح وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله فِي حرف الطَّاء 5298 3 - (العكلي) سُوَيْد بن كرَاع العكلي أحد بني الْحَارِث بن عَوْف بن وَائِل كَانَ شَاعِرًا فَارِسًا مقدما من شعراء الْإِسْلَام فِي الدولة الأموية وَكَانَ فِي أَيَّام جرير والفرزدق استعدت بَنو عبد الله سعيد بن عُثْمَان على سُوَيْد بن كرَاع فِي هجائه إيَّاهُم فَطَلَبه ليضربه ويحبسه فهرب مِنْهُ وَلم يزل متوارياً حَتَّى كلم فِيهِ فَأَمنهُ على أَن لَا يعاود فَقَالَ سُوَيْد بن كرَاع فِي ذَلِك الطَّوِيل (تَقول ابْنة الْعَوْفِيّ ليلى أَلا ترى ... إِلَى ابْن كرَاع لَا يزَال مفزعا) (مَخَافَة هذَيْن الأميرين سهدت ... رقادي وغشتني بَيَاضًا تقزعا) (مَخَافَة أَن لَا ينظراني عذرتي ... وَأَن يعظا بِي بعْدهَا من تنزعا) (على غير جرم غير أَن جَار ظَالِم ... عَليّ فجهزت القصيد المفزعا) (وَقد هابني الأقوام لما رميتهم ... بفاقرة إِن هم أَن يتشجعا) (أَبيت بِأَبْيَات القوافي كَأَنَّمَا ... أصادي بهَا سرباً من الْوَحْش نزعا)

سويد بن أبي كاهل

(أكالئها حَتَّى أعرس بَعْدَمَا ... يكون سحيراً أَو بعيد فأهجعا) (فجشمني خوف ابْن عُثْمَان ردهَا ... ورعيتها صيفاً جَدِيدا ومربعا) (نهاني ابْن عَفَّان الإِمَام وَقد مَضَت ... نوافذ لَو تردي الصَّفَا لتصدعا) (عوارق مَا يتركن لَحْمًا بعظمه ... وَلَا عظم لحم دون أَن يتجدعا) (أحقاً هداك الله أَن جَار ظَالِم ... فأذكر مظلوم بِأَن يؤخذا مَعًا) (وَأَنت ابْن حكام أَقَامُوا وَقومُوا ... قروناً وأعطوا نائلاً غير أقطعا 5299) ) 3 - (سُوَيْد بن أبي كَاهِل) سُوَيْد بن أبي كَاهِل شبيب بن حَارِثَة بن حَنْبَل بن مَالك بن عبد سعد بن جشم ابْن ذبيان بن كنَانَة بن يشْكر أَبُو سعد شَاعِر مقدم من مخضرمي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ أَبوهُ أَبُو كَاهِل شَاعِرًا أَيْضا وَله قصيدة كَانَت الْجَاهِلِيَّة تعظمها أَعنِي لسويد لَا لِأَبِيهِ وَهِي الرمل (وصلت رَابِعَة الْحَبل لنا ... فوصلنا الْحَبل مِنْهَا مَا اتَّسع) وَكَانَت الْعَرَب تسميها الْيَتِيمَة وَكَانَ سُوَيْد مغلباً لَا يهاجي أحدا إِلَّا غَلبه قَالَ الحرمازي هاجى سُوَيْد حَاضر بن سَلمَة الغبري فطلبهما عبد الله بن عَامر ابْن كريز فهربا من الْبَصْرَة ثمَّ إِنَّه هاجى الْأَعْرَج أَخا بني حمال بن يشْكر فَأَخذهُمَا صَاحب الصَّدَقَة وَذَلِكَ فِي أَيَّام ولَايَة عَامر بن مَسْعُود الجُمَحِي الْكُوفَة فحبسهما وَأمر أَن لَا يخرجَا من السجْن حَتَّى يؤديا مائَة من الْإِبِل فخاف بَنو حمال على صَاحبهمْ ففكوه وَبَقِي سُوَيْد فخذله بَنو عبد سعد وهم قومه فَسَأَلَ بني غبر وَكَانَ قد هجاهم لما نَاقض شَاعِرهمْ وَقَالَ الرجز من سره النيك بِغَيْر مَال فالغبريات على طحال شواغر يلمعن للقفال فَلَمَّا سَأَلَ بني غبر قَالُوا لَهُ يَا سُوَيْد ضيعت البكار بطحال فأرسلوها مثلا أَي أَنَّك عممت جماعتنا بالهجاء فِي هَذِه الأرجوزة فَضَاعَ مِنْهَا مَا قدرت أَنا نفديك بِهِ من الْإِبِل وَلم يزل مَحْبُوسًا حَتَّى استوهبته عبس وذبيان لمديحه لَهُم وانتمائه إِلَيْهِم فأطلقوه وَبعد قَوْله (بسطت رَابِعَة الْحَبل لنا ... الْبَيْت)

المزني

(كَيفَ ترجون سقاطي بَعْدَمَا ... جلل الرَّأْس بَيَاض وصلع) (رب من أنضجت غيظاً صَدره ... قد تمنى لي موتا لم يطع) (ويراني كالشجا فِي حلقه ... عسراً مخرجه مَا ينتزع) (وأبيت اللَّيْل مَا أهجعه ... ويعنيني إِذا النَّجْم طلع) (ويحييني إِذا لاقيته ... وَإِذا يَخْلُو لَهُ لحمي رتع 5300) 3 - (الْمُزنِيّ) سُوَيْد بن مقرن بن عَائِذ الْمُزنِيّ أَخُو النُّعْمَان هُوَ أَبُو عدي وَقيل أَبُو عَمْرو روى عَنهُ) الْكُوفِيُّونَ قَالَ لقد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة من إخوتي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لنا خَادِم إِلَّا وَاحِدَة فلطمها أَحَدنَا فأمرَنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأعتقناها 5301 3 - (الْأنْصَارِيّ) سُوَيْد بن النُّعْمَان بن مَالك بن عَائِذ بن مجدعة الْأنْصَارِيّ شهد بيعَة الرضْوَان وَقيل شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعد فِي أهل الْمَدِينَة روى عَنهُ بشير بن يسَار قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يرو عَنهُ غَيره 5302 3 - (سُوَيْد بن قيس) سُوَيْد بن قيس يخْتَلف فِي حَدِيثه روى عَنهُ سماك بن حَرْب يعد فِي الْكُوفِيّين 5303 3 - (سُوَيْد بن طَارق) سُوَيْد بن طَارق من حَضرمَوْت وَيُقَال طَارق بن سُوَيْد قَالَ ابْن عبد الْبر هُوَ الصَّوَاب سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخمر فَنَهَاهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنَّهَا دَوَاء قَالَ لَا وَلكنهَا دَاء 5304 3 - (قَاضِي بعلبك) سُوَيْد بن عبد الْعَزِيز قَاضِي بعلبك أَبُو مُحَمَّد السّلمِيّ

الحدثاني

مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي كَانَ من كبار الْعلمَاء قَالَ البُخَارِيّ فِي حَدِيثه نظر وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء كَانَ يقْضِي بَين النَّصَارَى وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه 5305 3 - (الحدثاني) سُوَيْد بن سعيد الحدثاني روى عَنهُ مُسلم وَابْن مَاجَه قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق كثير التَّدْلِيس قَالَ ابْن معِين فِي تَضْعِيفه حَلَال الدَّم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا الرجل مِمَّن لم يتورع ابْن معِين فِي تَضْعِيفه توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ عَن مائَة سنة وَكَانَ قد أضرّ 5306 3 - (الحناط الْعَطَّار) سُوَيْد بن إِبْرَاهِيم الْبَصْرِيّ الجحدري الحناط بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون الْعَطَّار قَالَ أَبُو زرْعَة حَدِيثه حَدِيث أهل الصدْق وَقَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة (الألقاب) ) ابْن سويدة عبد الله بن عَليّ ابْن السويدي الطَّبِيب إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن سُوَيْد وجيه الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ السويقي مُحَمَّد بن عَمْرو (سويبط 5307) 3 - (سويبط) سويبط بن سعد بن حَرْمَلَة الْقرشِي الْعَبدَرِي أمه هنيدة من خُزَاعَة كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَلم يذكرهُ ابْن عقبَة فِيمَن هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَذكره ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَشهد بَدْرًا وَكَانَ مزاحا يفرط فِي الدعابة وَله قصَّة ظريفة مَعَ نعيمان وَأبي بكر الصّديق وَسَتَأْتِي الْقِصَّة فِي تَرْجَمَة نعيمان إِن شَاءَ الله وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ سويبط من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين

سلار

وَهَكَذَا وَلم يزدْ (سلار 5308) 3 - (أَبُو يعلى النَّحْوِيّ) سلار بن عبد الْعَزِيز أَبُو يعلى النَّحْوِيّ صَاحب المرتضى أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الموسوي قَرَأَ أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن الفاخر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب النَّحْوِيّ عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 5309 3 - (كَمَال الدّين الشَّافِعِي) سلار بن الْحسن بن عمر بن سعيد الإِمَام الْعَلامَة الْمُفْتِي كَمَال الدّين أَبُو الْفَضَائِل الإربلي الشَّافِعِي صَاحب الإِمَام تَقِيّ الدّين آبي عَمْرو ابْن الصّلاح كَانَ عَلَيْهِ مدَار الْفَتْوَى بِالشَّام وَلما مَاتَ لم يتْرك بعده فِي الشَّام مثله وَكَانَ نجم الدّين البادرائي قد جعله معيداً بمدرسته فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وَمَات وَقد نَيف على السّبْعين سنة سبعين وسِتمِائَة 5310 3 - (نَائِب مصر) سلار الْأَمِير سيف الدّين التتري الصَّالِحِي المنصوري كَانَ أَولا من مماليك الصَّالح عَلَاء الدّين عَليّ بن الْمَنْصُور قلاون فَلَمَّا مَاتَ الصَّالح صَار من خَاصَّة الْمَنْصُور ثمَّ اتَّصل) بِخِدْمَة الْأَشْرَف وحظي عِنْده وتأمر وَكَانَ عَاقِلا وادعاً للشر ينطوي على دهاء وخبرة بالأمور وَفِيه دين بِالْجُمْلَةِ وَكَانَ صديق السُّلْطَان حسام الدّين لاجين ونائبه منكوتمر ندبوه لإحضار السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من الكرك فَسَار إِلَيْهِ وأحضره وركن إِلَى عقله وإيمانه واستنابه وَقدمه على الْجَمِيع فخضعوا لَهُ ونال سلار من سَعَادَة الدُّنْيَا مَا لَا يُوصف وَجمع من الذَّهَب قناطير مقنطرة حَتَّى اشْتهر على أَلْسِنَة النَّاس أَنه كَانَ يدْخلهُ فِي كل يَوْم مائَة ألف دِرْهَم وَاسْتمرّ فِي دست النِّيَابَة إِحْدَى عشرَة سنة وَكَانَ يتحدث أَن إقطاعه بضعَة وَثَلَاثُونَ طبلخاناه وَلما توجه الْملك النَّاصِر إِلَى الكرك وتملك الجاشنكير اسْتمرّ بِهِ فِي النِّيَابَة وازداد عَظمَة وسعادة وَأَقَامَا على ذَلِك تِسْعَة أشهر فَلَمَّا عَاد السُّلْطَان من الكرك تَلقاهُ سلار إِلَى أثْنَاء الرمل وَلما دخل أعطَاهُ الشوبك فَتوجه إِلَيْهَا فِي جماعته وتشاغل السُّلْطَان عَنهُ ونزح سلار عَن الشوبك وَطلب الْبَريَّة ثمَّ خذل وسير يطْلب الْأمان على أَنه يُقيم

بالقدس يعبد الله تَعَالَى فَأَجَابَهُ السُّلْطَان إِلَى ذَلِك وَدخل الْقَاهِرَة بعد أَن بَقِي أَيَّامًا فِي الْبَريَّة مردداً مَعَ الْعَرَب ينوبه كل يَوْم ألف دِرْهَم وَأَرْبَعُونَ غرارة شعير فَلَمَّا جَاءَ عاتبه السُّلْطَان واعتقله وَمنع من الزَّاد حَتَّى مَاتَ جوعا قيل إِنَّه أكل كعاب سرموزته وَقيل خفه وَقيل إِنَّهُم دخلُوا إِلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ عَفا السُّلْطَان عَنْك فَقَامَ من الْفَرح وَمَشى خطوَات وَسقط مَيتا وَكَانَ اسمر آدم لطيف الْقد أسيل الخد لحيته فِي حنكه سَوْدَاء وَهُوَ من التتر الأويراتية مَاتَ فِي أَوَائِل الكهولة فِي سنة عشر وَسَبْعمائة وَلَعَلَّه مَا بلغ الكهولة وَأذن السُّلْطَان للأمير علم الدّين الجاولي أَن يتَوَلَّى دَفنه وجنازته فَدفن بتربته عِنْد الْكَبْش بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ رَحمَه الله ظريفاً فِي لبسه اقترح أَشْيَاء فِي اللّبْس وَهِي إِلَيْهِ منسوبة وَكَذَلِكَ فِي المناديل وَفِي قماش الْخَيل وَآلَة الْحَرْب قَالَ شمس الدّين الْجَزرِي قيل أَنه أَخذ لَهُ ثَلَاثمِائَة ألف ألف دِينَار وَشَيْء كثير من الْجَوَاهِر والحلي وَالْخَيْل وَالسِّلَاح والغلال مِمَّا لَا يكَاد ينْحَصر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا شَيْء كالمستحيل لِأَن ذَلِك يَجِيء وقر عشرَة آلَاف بغل الوقر ثَلَاثُونَ ألف دِينَار وَمَا علمت أَن أحدا من كبار السلاطين ملك هَذَا وَلَا ربعه ثمَّ تدبر رَحِمك الله إِذا فَرضنَا صِحَة قَوْلهم إِن دخله كَانَ فِي كل يَوْم أَرْبَعَة آلَاف دِينَار أما كَانَ عَلَيْهِ فِيهَا خرج فَلَو أمكنه أَن يكنز كل يَوْم ثَلَاثَة آلَاف دِينَار أَكَانَ يكون فِي السّنة غير ألف ألف دِينَار ومائتي ألف دِينَار فَتَصِير الْجُمْلَة فِي عشرَة أَعْوَام اثْنَي عشر ألف ألف دِينَار وَهَذَا لَعَلَّه غَايَة أَمْوَاله فلاح لَك فرط مَا حَكَاهُ صاحبنا الْجَزرِي واستحالته) قَالَ الْجَزرِي نقلت من ورقة بِخَط علم الدّين البرزالي قَالَ دفع إِلَيّ الْمولى جمال الدّين ابْن الفويرة ورقة بتفصيل بعض أَمْوَال سلار وَقت الحوطة على دَاره فِي أَيَّام مُتعَدِّدَة يَوْم الْأَحَد تِسْعَة عشر رطلا بالمصري زمرد ياقوت رطلان بلخش رطلان وَنصف صناديق سنة صمنها جَوَاهِر فصوص مَاس وَغَيره ثَلَاثمِائَة قِطْعَة لُؤْلُؤ كبار مدور من زنة دِرْهَم إِلَى مِثْقَال ألف وَمِائَة وَخَمْسُونَ حَبَّة ذهب مِائَتَا ألف وَأَرْبَعُونَ ألف دِينَار دَرَاهِم أَرْبَعمِائَة ألف وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم يَوْم الِاثْنَيْنِ ذهب خَمْسَة وَخَمْسُونَ ألف دِينَار وَألف ألف دِرْهَم وَأحد وَعِشْرُونَ ألفا فصوص بِذَهَب رطلان وَنصف مصاغ عُقُود وأساور وزنود وَحلق وَغير ذَلِك أَرْبَعَة قناطير بالمصري وفضيات أواني وهواوين وصدور سِتَّة قناطير يَوْم الثُّلَاثَاء خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألف دِينَار وَثَمَانِية آلَاف دِرْهَم براجم وأهلة وصناجق ثَلَاثَة قناطير فضَّة ذهب ألف ألف دِينَار وَثَمَانمِائَة ألف دِرْهَم أقبية ملونة بِفَرْوٍ قاقم ثَلَاثمِائَة قبَاء أقبية سنجاب أَرْبَعمِائَة قبَاء سروج مزركشة مائَة سرج وَوجد عِنْد صهره الْأَمِير مُوسَى ثَمَانِيَة صناديق فَأخذت كَانَ من جملَة مَا فِيهَا عشر حوايص مجوهرة سلطانية وتركاش مَا يقوم وَمِائَة ثوب طرد وَحش وَقدم صحبته من

الألقاب

الشوبك خَمْسُونَ ألف دِينَار وَأَرْبَعمِائَة وَسَبْعُونَ ألف دِرْهَم وثلاثمائة خلعة ملونة وخركاه أطلس معدني مبطنة بأزرق وبابها زركش وثلاثمائة فرس وَمِائَة وَعِشْرُونَ قطار بغال وَمثلهَا جمال كل هَذَا سوى الغلال والأنعام والجواري والغلمان والمماليك والأملاك وَالْعدَد والقماش ذكرُوا أَنه عُوقِبَ كَاتبه فَأقر أَنه كَانَ يحمل إِلَيْهِ كل يَوْم ألف دِينَار مَا يعلم بهَا غَيره وَقيل إِن مَمْلُوكا دلهم على كنز لَهُ مَبْنِيّ فِي دَاره فوجدوا فِيهِ أكياساً وفتحوا بركَة فوجدوها ملأى أكياس ذهب ثمَّ أَنه مَاتَ البائس يتحسر على الْخبز الْيَابِس قَالَ شمس الدّين وحَدثني شَيخنَا فَخر الدّين أَن إنْسَانا حكى لَهُ قَالَ دخل الْعَام شونة سلار من أَصْنَاف الغلال سِتّمائَة ألف إِرْدَب (الألقاب) ابْن السلار الْأَمِير زين الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (سَلام 5311) 3 - (الْقَارئ النَّحْوِيّ) سَلام بن سُلَيْمَان أَبُو الْمُنْذر الْمُزنِيّ الْبَصْرِيّ الْكُوفِي الْقَارئ النَّحْوِيّ لم يكن أحد مثله فِي الْإِنْكَار على الْقَدَرِيَّة قَالَ ابْن معِين لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 5312 3 - (أَبُو الْأَحْوَص الْكُوفِي) سَلام بن سليم هُوَ أَبُو الْأَحْوَص الْكُوفِي الْحَافِظ قَالَ الْعجلِيّ ثِقَة صَاحب سنة وَاتِّبَاع وَكَانَ متعبداً كَبِير الْقدر وَهُوَ خَال سليم الْقَارئ توفّي سنة تسع وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة (الألقاب)

سيابة

السلَامِي الشَّاعِر مُحَمَّد بن عبد الله ابْن سَلام نجم الدّين الْحسن بن سَالم بن سَلام (سيابة 5313) 3 - (سيابة بن عَاصِم السّلمِيّ) سيابة بن عَاصِم السّلمِيّ الصَّحَابِيّ حَدِيثه عِنْد هشيم عَن يحيى بن سعيد ابْن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن أَبِيه عَن جده عَن سيابة بن عَاصِم السّلمِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم حنين أَنا ابْن العواتك فَسَأَلَ هشيم عَن العواتك فَقَالَ أُمَّهَات كن لَهُ من قيس قَالَ ابْن عبد الْبر يَعْنِي جدات لِآبَائِهِ وأجداده وروى عَنهُ أَنه قَالَ أَنا ابْن العواتك من سليم وَلَا يَصح ذكر سليم فِيهِ قَالَ العواتك ثَلَاث من سليم إِحْدَاهُنَّ عَاتِكَة بنت أوقص بن مَالك وَهِي جدته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قبل بني زهرَة وَالثَّانيَِة عَاتِكَة بنت هِلَال ابْن فالح أم عبد منَاف وَالثَّالِثَة عَاتِكَة أم هَاشم وَقيل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بنسوة أبكار من بني سليم فأخرجن ثديهن فوضعنها فِي فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدرت (سيار 5314) 3 - (أَبُو الْمنْهَال الريَاحي) سيار بن سَلامَة أَبُو الْمنْهَال الريَاحي الْبَصْرِيّ روى عَن أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَعَن أبي الْعَالِيَة الريَاحي والبراء السليطي وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5315 3 - (الصَّحَابِيّ) سيار بن روح أَو روح بن سيار قَالَ ابْن عبد الْبر هَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث على الشَّك فِيهِ من حَدِيث الشاميين رَوَاهُ بَقِيَّة عَن مُسلم بن زِيَاد قَالَ رَأَيْت أَرْبَعَة من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنس ابْن مَالك وفضالة ابْن عبيد

القاضي أبو عمر الحنفي

وَأَبا الْمُنِيب وروح بن سيار أَو سيار بن روح يرخون العمائم من خَلفهم وثيابهم إِلَى الْكَعْبَيْنِ 5316 3 - (القَاضِي أَبُو عمر الْحَنَفِيّ) سيار بن يحيى بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس أَبُو عمر الْكِنَانِي الْحَنَفِيّ القَاضِي الْهَرَوِيّ وَالِد صاعد بن سيار توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 5317 3 - (أَبُو الحكم الوَاسِطِيّ) سيار أَبُو الحكم الوَاسِطِيّ الْعَنزي مَوْلَاهُم العَبْد الصَّالح روى عَن طَارق ابْن شهَاب وَأبي وَائِل وَالشعْبِيّ وَأبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ وَيُقَال إِن اسْم أَبِيه وردان قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة توفّي بواسط سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة (الألقاب) ابْن السيبي أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب سِيبَوَيْهٍ النَّحْوِيّ إِمَام النُّحَاة اسْمه عَمْرو بن عُثْمَان يَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ سِيبَوَيْهٍ أَبُو نصر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز سِيبَوَيْهٍ الْمصْرِيّ المعتزلي ابْن الجبائي اسْمه مُحَمَّد بن مُوسَى تقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ ابْن سِيرِين العابر اسْمه مُحَمَّد بن سِيرِين تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ السيرافي النَّحْوِيّ اسْمه الْحسن بن عبد الله بن الْمَرْزُبَان وَابْنه يُوسُف ابْن الْحُسَيْن) (سيد أَبِيه 5318) 3 - (الْمرَادِي الإِشبيلي) سيد أَبِيه بن الْعَاصِ أَبُو عمر الْمرَادِي الإشبيلي الزَّاهِد سمع من عبيد الله بن يحيى وَسَعِيد بن حمير وَمُحَمّد بن جُنَادَة وَكَانَ الْأَغْلَب عَلَيْهِ علم الْقُرْآن وتعبير الرُّؤْيَا وَكَانَ أحد الْعباد المتبتلين مُنْقَطع القرين فِي وقته عالي الصيت يُقَال

المرشاني الأندلسي

كَانَ مجاب الدعْوَة روى عَنهُ عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ وَغَيره قَالَه الفرضي وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة 5319 3 - (المرشاني الأندلسي) سيد أَبِيه بن دَاوُد أَبُو الْأَصْبَغ المرشاني الأندلسي سمع مُحَمَّد بن عمر ابْن لبَابَة وَأحمد بن خَالِد بن الْحباب وَكَانَ شَيخا صَالحا مَوْصُوفا بالفقه توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة (الألقاب) السَّيِّد الْحِمْيَرِي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد السَّيِّد ركن الدّين شَارِح الحاجبية الْحسن بن مُحَمَّد بن شرفشاه ابْن سيدة اللّغَوِيّ عَليّ بن أَحْمد ابْن السَّيِّد البطليوسي اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن السَّيِّد وَأَخُوهُ عَليّ بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالخيطال ابْن سيدة الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الله ابْن سيد اللّغَوِيّ اسْمه أَحْمد بن أبان ابْن سيد النَّاس هُوَ فتح الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد تقدم ذكره فِي المحمدين سيدوك الوَاسِطِيّ الشَّاعِر اسْمه عبد الْعَزِيز بن حَامِد سيدنَا وهبان ابْن سيد بونه جَعْفَر بن عبد الله بن مُحَمَّد (سيدة 5320) 3 - (الغرناطية) سيدة بنت عبد الْغَنِيّ أم الْعَلَاء الْعَبْدَرِيَّة الغرناطية العابدة كَانَت تحفظ الْقُرْآن مليحة الْخط كَثِيرَة الْعِبَادَة وَالْبر وَالْمَعْرُوف وَفك الْأُسَارَى كتبت بخطها إحْيَاء عُلُوم الدّين وَغير ذَلِك وَعلمت فِي دور الْمُلُوك وَتوفيت بتونس سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 5321 3 - (بنت عُثْمَان المصرية) سيدة بنت مُوسَى بن عُثْمَان بن درباس الماراني أم مُحَمَّد شيخة صَالِحَة معمرة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كنت أتلهف على لقيها وَمَاتَتْ قبل دخولي الْقَاهِرَة سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة بِعشْرَة أَيَّام وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة تسع وسِتمِائَة أَبُو

سيرين

الْحسن عَليّ بن هُبل الطَّبِيب وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الْأَخْضَر وَسليمَان الْموصِلِي وَأحمد بن الدبيقي وَابْن منينا وَسمعت جُزْءا من مِسْمَار بن العويس وتفردت بالرواية عَن هَؤُلَاءِ وروت بِالْإِجَازَةِ عَن عين الشَّمْس الثقفية (سِيرِين 5322) 3 - (سِيرِين أُخْت مَارِيَة الْقبْطِيَّة) سِيرِين أُخْت مَارِيَة الْقبْطِيَّة أهداهما جَمِيعًا الْمُقَوْقس مَعَ مامور الْخصي فَاتخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنَفسِهِ مَارِيَة ووهب سِيرِين لحسان بن ثَابت فَهِيَ أم عبد الرَّحْمَن بن حسان روى عَنْهَا ابْنهَا عبد الرَّحْمَن قَالَت رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فُرْجَة فِي قبر ابْنه إِبْرَاهِيم فَأمر بهَا فَسدتْ وَقَالَ إِنَّهَا لَا تضر وَلَا تَنْفَع وَلَكِن تقر بِعَين الْحَيّ وَإِن العَبْد إِذا عمل شَيْئا احب الله أَن يتقنه (سيف 5323) 3 - (صَاحب كتاب الرِّدَّة والفتوح) سيف بن عمر التَّمِيمِي الْأَسدي وَيُقَال الضَّبِّيّ الْكُوفِي صَاحب كتاب الْفتُوح وَكتاب الرِّدَّة وَغير ذَلِك روى عَن طَائِفَة كَثِيرَة من المجاهيل والأخباريين قَالَ ابْن معِين ضَعِيف وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَتْرُوك وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ ابْن حبَان اتهمَ بالزندقة وَرُوِيَ أَنه كَانَ يضع الْأَحَادِيث وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ (سِيمَا 5324) 3 - (غُلَام المعتصم) سِيمَا التركي غُلَام المعتصم ابْن الرشيد كَانَ أحسن تركي على وَجه الأَرْض فِي وقته وَكَانَ المعتصم لَا يكَاد يُفَارِقهُ وَلَا يصبر عَنهُ محبَّة لَهُ ووجدوا بِهِ قَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات دَعَا المعتصم أَخَاهُ الْمَأْمُون ذَات يَوْم إِلَى دَاره فأجلسه فِي بَيت على سقفه جامات فَوَقع ضوء الشَّمْس من وَرَاء بعض تِلْكَ الجامات على وَجه سِيمَا فصاح

الألقاب

الْمَأْمُون لِأَحْمَد بن مُحَمَّد اليزيدي فَقَالَ انْظُر وَيلك إِلَى ضوء الشَّمْس على وَجه سِيمَا أَرَأَيْت أحسن من هَذَا قطّ وَقد قلت السَّرِيع (قد طلعت شمس على شمس ... وزالت الوحشة بالأنس) فأجز فَقَالَ اليزيدي (قد كنت أشنا الشَّمْس من قبل ذَا ... فصرت أرتاح إِلَى الشَّمْس) قَالَ وفطن المعتصم فعض شَفَتَيْه لِأَحْمَد فَقَالَ أَحْمد لِلْمَأْمُونِ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَئِن لم يعلم الْأَمِير حَقِيقَة الْأَمر مِنْك لأقعن مَعَه فِي مَا أكره فَدَعَاهُ الْمَأْمُون فَأخْبرهُ الْخَبَر فَضَحِك المعتصم فَقَالَ الْمَأْمُون كثر الله يَا أخي فِي غلمانك مثله (الألقاب) سيفنة الْحَافِظ إِبْرَاهِيم بن ديزيل ابْن السيوري النَّحْوِيّ اسْمه عَليّ بن سعيد بن حمامة سيف الدولة كثير تلقب بِهِ صَاحب حلب ابْن حمدَان أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله بن حمدَان وَسيف الدولة صَدَقَة بن مزِيد صَاحب الْحلَّة وَسيف الدولة الْحِمصِي مُحَمَّد بن غَسَّان وَسيف الدولة الْمُبَارك بن كَامِل من بني منقذ وَسيف الدولة صَدَقَة بن مَنْصُور) السَّيْف الْبَغْدَادِيّ المنطقي عِيسَى بن دَاوُد

حرف الشين

ابْن سينا الرئيس أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عبد الله بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (حرف الشين) (الألقاب) الشابشتي مُحَمَّد بن إِسْحَاق والشابشتي عَليّ بن مُحَمَّد الشاتاني الْحسن بن عَليّ والشاتاني علم الدّين الْحسن بن سعيد ابْن شاتيل اسْمه حمد بن عبد الرَّحْمَن آخر عبيد الله بن عبد الله ابْن شَاذان الْوَاعِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز ابْن شَاذان أَحْمد بن عَليّ ابْن شَاذان الْحسن بن أَحْمد ابْن شَاذان أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله (شاذي 5325) 3 - (صَاحب الكرك) شاذي بن دَاوُد بن عِيسَى بن أَيُّوب بن شاذي الْملك الظَّاهِر غياث الدّين ابْن الْملك النَّاصِر صَاحب الكرك وَلَده وَأَبوهُ يَوْمئِذٍ صَاحب دمشق سنة خمس وَعشْرين وَنَشَأ بالكرك وَسمع من ابْن المنجا وَابْن اللتي وَحدث بِدِمَشْق وَكَانَ دينا خيرا متواضعاً يتعانى زِيّ الْعَرَب كعمه الْملك القاهر وَأمه هِيَ ابْنة الأمجد حسن ابْن الْعَادِل توفّي بالغور سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 5326

الملك الأوحد تقي الدين

3 - (الْملك الأوحد تَقِيّ الدّين) شاذي الْملك الأوحد الْأَمِير الْكَبِير تَقِيّ الدّين ابْن الزَّاهِر مجير الدّين دَاوُد ابْن الْمُجَاهِد شيركوه صَاحب حمص بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شاذي الْحِمصِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة خمس وَسَبْعمائة بالبقاع وَنقل إِلَى دمشق وَدفن بتربة أَبِيه بقاسيون كَانَ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار حفظ الْقُرْآن وساد أهل بَيته وَكَانَ ذَا رَأْي وسؤدد وفضيلة وشكل ومهابة سمع من الْفَقِيه اليونيني وَابْن عبد الدَّائِم وَسمع وَلَده الْملك صَلَاح الدّين من ابْن البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ علم الدّين البرزالي وَكَانَ قد اخْتصَّ بالأفرم وولاه أَمر ديوانه وتدبير أمره وَلما توجه الأفرم بالعسكر إِلَى جبل كسروان توجه مَعَه وَمرض هُنَاكَ وَنقل بَعْدَمَا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى (الألقاب) الشاذلي الشَّيْخ أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله بن عبد الْجَبَّار الشَّاذكُونِي اسْمه سُلَيْمَان بن دَاوُد شَارِب الذَّهَب الصَّحَابِيّ اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الشارمساحي اسْمه أَحْمد بن عبد الدَّائِم ابْن شأس الْمَالِكِي اسْمه عبد الله بن نجم بن شأس ابْن شأس القَاضِي الْمَالِكِي الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الشاطبي الْمُقْرِئ الْمَشْهُور اسْمه الْقَاسِم بن فيره وَابْنه اسْمه مُحَمَّد بن الْقَاسِم الشاطبي اللّغَوِيّ رَضِي الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف) ابْن الشاطبي عَليّ بن يحيى بن عَليّ الشاطبي نجم الدّين اسْمه يحيى بن عَليّ ابْن الشاطر الموقت اسْمه عَليّ بن إِبْرَاهِيم ابْن الشاطر يحيى بن مُحَمَّد الشاغوري النَّحْوِيّ أَبُو بكر بن يَعْقُوب الشاغوري الشَّاعِر فتيَان

شارية

الشَّاشِي أَبُو نصر الشَّافِعِي أَحْمد بن عبد الله (شارية 5327) 3 - (الْمُغنيَة) شارية الْمُغنيَة كَانَت مولدة من مولدات الْبَصْرَة يُقَال أَن أَبَاهَا كَانَ رجلا من بني سامة بن لؤَي المعروفين ببني نَاجِية وَأَنه جَحدهَا وَكَانَ قد اشْتَرَاهَا امْرَأَة من بني هَاشم فأدبتها وعلمتها الْغناء ثمَّ اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي فَأخذت غناءه كُله عَنهُ أَو أَكْثَره وَبِذَلِك يحْتَج من يقدمهَا على عريب وَقيل إِنَّهَا عرضت على إِسْحَاق الْموصِلِي فَأعْطى بهَا ثَلَاثمِائَة دِينَار ثمَّ استغلاها فجيء بهَا إِلَى إِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي فاشتراها بذلك ثمَّ دَعَا بِقِيمَتِه وَدفعهَا إِلَيْهَا وَقَالَ لَا تريني إِيَّاهَا سنة وَقَوْلِي للجواري يطرحن عَلَيْهَا فَلَمَّا كَانَ بعد سنة أخرجت إِلَيْهِ فَنظر إِلَيْهَا وسمعها فَأرْسل إِلَى إِسْحَاق وَأرَاهُ إِيَّاهَا وغنت لَهُ وَقَالَ لَهُ هَذِه جَارِيَة تبَاع بكم تأخذها لنَفسك فَقَالَ إِسْحَاق بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَهِي رخيصة بهَا فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم أتعرفها قَالَ لَا قَالَ هِيَ الَّتِي استعرضتها بثلاثمائة دِينَار وَلم ترض بهَا فَبَقيَ إِسْحَاق يتعجب من حَالهَا وَمَا صَارَت إِلَيْهِ ثمَّ إِن أمهَا تحيلت على إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وأرادت إخْرَاجهَا عَن ملكه فَلَمَّا أحس بذلك أعْتقهَا وَتَزَوجهَا وَأصْدقهَا عشرَة آلَاف دِرْهَم وَقيل إِنَّه لما بلغه ذَلِك أشهد عَلَيْهِ أَن شارية صَدَقَة على مَيْمُونَة ابْنَته وَأشْهد ابْنه هبة الله بذلك ثمَّ إِنَّه ابتاعها من مَيْمُونَة بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَ يطَأ شارية على أَنَّهَا أمته وَهِي تظن أَنَّهَا مَوْطُوءَة حرَّة وَلما مَاتَ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي أظهرت مَيْمُونَة الْخَبَر وَشهد بذلك أَخُوهَا فابتاعها المعتصم بِخَمْسَة آلَاف دِينَار وَقيل إِنَّه ابتاعها بثلاثمائة ألف دِرْهَم وَقيل إِن المعتصم أعطي فِيهَا سبعين ألف دِينَار فَلم يبعها وَقيل إِن الواثق كَانَ يسميها ستي وَكَانَت تعلم فريدة الْغناء قَالَ جحظة كنت يَوْمًا عِنْد الْمُعْتَمد) فغنت شارية بِشعر مَوْلَاهَا إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي ولحنه (يَا طول غلَّة قلبِي الْمُعْتَاد ... إلْف الْكِرَام وصحبة الأمجاد) (مَا زلت آلف كل يَوْم ماجداً ... مُتَقَدم الْآبَاء والأجداد) فَقَالَ لَهَا أَحْسَنت وَالله فَقَالَت هَذَا غنائي وَأَنا عَارِية فَكيف لَو كنت كاسية فَأمر لَهَا بِأَلف ثوب من جَمِيع أَصْنَاف الثِّيَاب الْخَاصَّة فَحمل ذَلِك إِلَيْهَا وَأمر بِإِخْرَاج سير الْخُلَفَاء فَأقبل بهَا الغلمان يحملونها فِي دفاتر عِظَام قَالَ يحيى بن المنجم فتصفحناها كلهَا فَمَا وجدنَا أحدا قبله فعل ذَلِك أصلا

شافع

(شَافِع 5328) 3 - (أَبُو عبد الله الجيلي الشَّافِعِي) شَافِع بن عبد الرشيد بن الْقَاسِم أَبُو عبد الله الجيلي تفقه على الكيا الهراسي وعَلى الْغَزالِيّ وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور للمناظرة كل جُمُعَة يحضرها الْفُقَهَاء سمع وروى وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كنت أحضر حلقته وَأَنا صبي توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ الصَّحِيح وَسمع بطبس وبالبصرة وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب فَقِيها فَاضلا ورعا متدينا روى عَنهُ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَعبد الْخَالِق بن أَسد الْحَنَفِيّ الدِّمَشْقِي وَالْمبَارك بن كَامِل الْخفاف 5329 3 - (أَبُو مُحَمَّد الجيلي الْحَنْبَلِيّ) شَافِع بن صَالح بن حَاتِم بن أبي عبد الله الجيلي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ قدم بَغْدَاد بعد الثَّلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَصَحب القَاضِي أَبَا يعلى ابْن الْفراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأُصُول وَالْفُرُوع وَكتب أَكثر مصنفاته وَسمع مِنْهُ وَمن أبي طَالب ابْن غيلَان وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَكَانَ صَالحا متعففاً وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 5330 3 - (أَبُو مُحَمَّد الجيلي) شَافِع بن صَالح بن شَافِع بن صَالح الجيلي أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الْمَعَالِي ابْن أبي مُحَمَّد الْمَذْكُور آنِفا سمع أَحْمد بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَهبة الله بن مُحَمَّد ابْن الحُصَين وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة 5331 3 - (نَاصِر الدّين ابْن عبد الظَّاهِر) ) شَافِع بن عَليّ بن عَبَّاس بن إِسْمَاعِيل بن عَسَاكِر الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الإِمَام الأديب نَاصِر الدّين سبط الشَّيْخ عبد الظَّاهِر بن نشوان ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة كَانَ يُبَاشر الْإِنْشَاء بِمصْر زَمَانا إِلَى أَن أضرّ لِأَنَّهُ أَصَابَهُ سهم فِي نوبَة حمص الْكُبْرَى سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة فِي صُدْغه فَعميَ بعد ذَلِك وَبَقِي مُدَّة ملازم بَيته إِلَى أَن توفّي روى عَن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وَغَيره وروى عَنهُ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَالشَّيْخ علم الدّين البرزالي وجمال الدّين إِبْرَاهِيم

الغانمي وَغَيره من الطّلبَة لَهُ النّظم الْكثير والنثر الْكثير وَكتب الْمَنْسُوب فَأحْسن وَكَانَ جمَاعَة للكتب خلف على مَا أَخْبرنِي بِهِ شهَاب الدّين البوتيجي الكتبي بِالْقَاهِرَةِ ثَمَانِيَة عشر خزانَة كتبا نفائس أدبية وَكَانَت زَوجته تعرف ثمن كل كتاب وَبقيت تبيع مِنْهَا إِلَى أَن خرجت من الْقَاهِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأَخْبرنِي البوتيجي أَنه كَانَ إِذا لمس الْكتاب وجسه قَالَ هَذَا الْكتاب الْفُلَانِيّ وَهُوَ لي ملكته فِي الْوَقْت الْفُلَانِيّ وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَي مُجَلد كَانَ قَامَ إِلَى خزانَة وتناوله مِنْهَا كَأَنَّهُ الْآن وَضعه هُنَاكَ بِيَدِهِ اجْتمعت بِهِ فِي دَاره وكتبت لَهُ وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة استدعاء ونسخته المسؤول من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْمُفِيد الْقدْوَة جَامع شَمل الْأَدَب قبْلَة أهل السَّعْي فِي تَحْصِيله والدأب (أخي المعجزات اللائي أبدت طروسه ... كأفق بِهِ للنيرات ظُهُور) (وَمَا ثمَّ إِلَّا الشَّمْس والبدر فِي السما ... وَذَاكَ شموس كُله وبدور) البليغ الَّذِي أثار أوابد الْكَلم من مظان البلاغة وأبرز عقائل الْمعَانِي تتهادى فِي تيجان أَلْفَاظه فَجمع بَين صناعَة السحر والصياغة وأبدع فِي طَرِيقَته المثلى فَجلت عَن الْمثل وَأنْبت فِي رياض الْأَدَب غروس فضل لَا يُقَاس بدوحات البان والأثل وَأظْهر نظامه عقوداً حلت من الزَّمَان كل مَا عطل وَقَالَ لِسَان الْحَال فِيمَا يتعاطاه مكره أَخُوك لَا بَطل وجلا عِنْد نثاره حور كَلِمَات مقصورات فِي خيامه وذر على كافور قرطاسه من أنفاسه مسك ختامه نَاصِر الدّين شَافِع بن عَليّ (لَا زَالَ فِي هَذَا الورى فَضله ... يسير سير الْقَمَر الطالع) (حَتَّى يَقُول النَّاس إِذْ جمعُوا ... مَا مَالك الإنشا سوى شَافِع) إجَازَة كَاتب هَذِه الأحرف مَا يجوز لَهُ رِوَايَته من كتب الحَدِيث وأصنافها ومصنفات الْعُلُوم) على اختلافها إِلَى غير ذَلِك كَيفَ مَا تأدى إِلَيْهِ من مشايخه الَّذين أَخذ عَنْهُم من قِرَاءَة أَو سَماع أَو إجَازَة أَو مناولة أَو وَصِيَّة وإجازة مَا لَهُ فسح الله فِي مدَّته من تأليف وَوضع وتصنيف وَجمع ونظم ونثر وَالنَّص على ذكر مصنفاته وتعيينها فِي هَذِه الْإِجَازَة إجَازَة عَامَّة على أحد الْقَوْلَيْنِ فِي مثل ذَلِك وَالله يمتع بفوائده وينظم على جيد الزَّمن العاطل دُرَر قلائده وَكتب خَلِيل بن أيبك فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة فأملى الْجَواب عَن ذَلِك على من كتبه ونسخته أما بعد فَالْحَمْد لله الَّذِي أمتع من الْفُضَلَاء بِكُل مجيز ومستجيز وَأشْهد من معاصري ذَوي الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة من جمع بَين الْبَسِيط من علو الْإِسْنَاد وَالْوَجِيز نحمده على نعْمَة يجب لَهُ عَلَيْهَا الإحماد ونشكره على تهيئة فَضلهَا المخول شرف الْإِسْعَاف والإسعاد وَنُصَلِّي على سيدنَا مُحَمَّد المعظمة رُوَاة أَحَادِيثه وَحقّ

لَهُم التَّعْظِيم الْعَالِيَة قدرا وسنداً من شَأْنه التبجيل والتفخيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَصَحبه وَمَا أحقهم بِالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيم وَبعد فَإِنِّي وقفت على مَا التمسه الإِمَام الْفَاضِل الصَّدْر الْكَامِل الْمُحدث الصَّادِق العالي الْإِسْنَاد الراقي إِلَى دَرَجَة عُلَمَاء الحَدِيث النَّبَوِيّ بعلو رِوَايَته السائرة على رُؤُوس الأشهاد وَهُوَ غرس الدّين خَلِيل بن أَبِيك (وحسبي بِهِ غرساً تسامى أَصَالَة ... إِلَى أَن سما نَحْو السَّمَاء علاؤها) (حوى من بديع النّظم والنثر مَا رقى ... إِلَى دَرَجَات لَا يرام انتهاؤها) استجاز أعزه الله فَأتى ببديع النّظم والنثر فِي استجازته وَقَالَ فأبدع فِي إبدائه وإعادته وتنوع فِي مقالهما فَأَسْمع مَا شنف الأسماع وَأَبَان عَمَّا انْعَقَد على إبداعه الْإِجْمَاع وَقَالَ فَمَا استقال ورتل آي مُحكم كِتَابه فتميز وَحقّ لَهُ التَّمْيِيز على كل حَال وَقد أَجَبْته إِلَى مَا بِهِ رسم جملَة وتفصيلاً وأصلاً وفرعا وأبديت بِهِ وَجها من وُجُوه الْإِجَابَة جميلاً مَا تجوز لي رِوَايَته من كتب الحَدِيث وأصنافها ومصنفات الْعُلُوم حسب إجَازَة ألافها حَسْبَمَا أجزت بِهِ من الْمَشَايِخ الَّذين أخذت عَنْهُم وَسَأَلت الْإِجَازَة مِنْهُم بِقِرَاءَة أَو سَماع أَو مناولة أَو وَصِيَّة وَمَا لي من تأليف وَوضع ونظم ونثر وَجمع كشعري المتضمنه الدِّيوَان الْمُثبت فِيهِ ومناظرة الْفَتْح بن خاقَان الْمُسَمّى شنف الآذان فِي مماثلة تراجم قلائد العقيان وسيرة مَوْلَانَا السُّلْطَان الْملك النَّاصِر المتضمنة أَجزَاء مُتعَدِّدَة وسيرة وَالِده السُّلْطَان الشَّهِيد الْملك الْمَنْصُور المتضمنة جُزْءا الَّتِي حسنتها على أَلْسِنَة الرعايا مترددة وسيرة وَلَده الْملك الْأَشْرَف ونظم الْجَوَاهِر فِي سيرة مَوْلَانَا السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَيْضا نظماً وَمَا يشْرَح الصُّدُور من أَخْبَار عكا) وصور وَالْإِعْرَاب عَمَّا اشْتَمَل عَلَيْهِ الْبناء الملكي الناصري بسر يَا قَوس من الإغراب وإفاضة أبهى الْحلَل على جَامع قلعة الْجَبَل وقلائد الفرائد وفرائد القلائد فِيمَا لشعراء العصريين الأماجد ومناظرة ابْن زيدون فِي رسَالَته وقراضات الذَّهَب المصرية فِي تقريظات الحماسة البصرية والمقامات الناصرية ومماثلة سَائِر مَا حل من الشّعْر وتضمين الْآي الشَّرِيفَة وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة فِي الْمثل السائر والمساعي المرضية فِي الْغَزْوَة الحمصية وَمَا ظهر من الدَّلَائِل فِي الْحَوَادِث والزلازل والمناقب السّريَّة المنتزعة من السِّيرَة الظَّاهِرِيَّة والدر المنتظم فِي مفاخرة السَّيْف والقلم وَالْأَحْكَام العادلة فِيمَا جرى بَين المنظوم والمنثور من المفاضلة والرأي الصائب فِي إِثْبَات مَا لَا بُد مِنْهُ لِلْكَاتِبِ والإشعار بِمَا للمتنبي من الْأَشْعَار وتجربة الخاطر المخاطر فِي مماثلة فصوص الْفُصُول وعقود الْعُقُول مِمَّا كتب بِهِ القَاضِي الْفَاضِل السعيد ابْن سناء الْملك وعدة الْكَاتِب وعمدة الْمُخَاطب وشوارد المصائد فِيمَا لحل الشّعْر من الْفَوَائِد وَمُخَالفَة المرسوم فِي الوشي المرقوم وَمَا لي غير ذَلِك من حل نظم ونظم حل ورسائل فِيمَا قل أَو جلّ وَمَا يتَّفق لي بعد ذَلِك من نظم ونثر وتأليف وَجمع حسب مَا التمسه مني بِمُقْتَضى إِجَازَته وإبدائه وإعادته

وَكتب فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر صفر سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكتب بِخَط يَده بعد ذَلِك أجزت لَهُ جَمِيع ذَلِك بِشَرْطِهِ وَكتب شَافِع بن عَليّ بن عَبَّاس وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة (قَالَ لي من رأى صباح مشيبي ... عَن شمال من لمتي وَيَمِين) (أَي شَيْء هَذَا فَقلت مجيباً ... ليل شكّ محاه صبح يَقِين) وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة (تعجبت من أَمر القرافة إِذْ غَدَتْ ... على وَحْشَة الْمَوْتَى لَهَا قَلبهَا يصبو) (فألفيتها مأوى الْأَحِبَّة كلهم ... ومستوطن الأحباب يصبو لَهُ الْقلب) وأنشدني لَهُ إجَازَة (أرى الْخَال من وَجه الحبيب بِأَنْفِهِ ... وموضعه الأولى بِهِ صفحة الخد) (وَمَا ذَاك إِلَّا أَنه من توقد ... تسامى يروم الْبعد من شدَّة الوقد) وأنشدني لَهُ وَقد احترقت خزانَة الْكتب فِي أَيَّام الْأَشْرَف (لَا تحسبوا كتب الخزانة عَن سدى ... هَذَا الَّذِي قد تمّ من إحراقها) ) (لما تشَتت شملها وَتَفَرَّقَتْ ... أسفت فَتلك النَّار نَار فراقها) وأنشدني لَهُ أيضاُ (شكا لي صديق حب سَوْدَاء أغريت ... بمص لِسَان لَا تمل لَهُ وردا) (فَقلت لَهُ دعها تلازم مصه ... فماء لِسَان الثور ينفع للسودا) وأنشدني لَهُ فِي البند الْأَحْمَر (وَبِي قامة كالغصن حِين تمايلت ... وكالرمح فِي طعن يقد وَفِي قد) (جرى من دمي بَحر بِسَهْم فِرَاقه ... فخصب مِنْهُ مَا على الخصر من بند) وأنشدني لَهُ إجَازَة (قل لمن أطرى أَبَا دلف ... بمديح زَاد فِي غرره) (كم رَأينَا من أبي دلف ... خَبره يُربي على خَبره) (ثمَّ ولى بالممات وَمَا ... ولت الدُّنْيَا على أَثَره) وأنشدني لَهُ فِي انكفاف بَصَره (أضحى وجودي برغمي فِي الورى عدماً ... إِذْ لَيْسَ فيهم ورد وَلَا صدر) (عدمت عَيْني وَمَا لي فيهم أثر ... فَهَل وجود وَلَا عين وَلَا أثر)

وأنشدني لَهُ أَيْضا (وَمن عجب أَن السيوف لديهم ... تكلم من تأتمه وَهِي صامته) (وأعجب من ذَا أَنَّهَا فِي أكفهم ... تحيد عَن الْكَفّ المدى وَهِي ثابته) وأنشدني لَهُ فِي الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل لما درس بمشهد الْحُسَيْن (يَا ابْن الْخَطِيب لقد أسمعتنا ملحاً ... من الْبَدَائِع فِي سر وَفِي علن) (أبدعت فِيهَا وَلَا نكر وَلَا عجب ... عِنْد الْحُسَيْن إِذا مَا جِئْت بالْحسنِ) وأنشدني لَهُ فِي شَبابَة (سلبتنا شَبابَة بهواها ... كل مَا ينْسب اللبيب إِلَيْهِ) (كَيفَ لَا والمعرب القَوْل فِيهَا ... آخذ أمرهَا بكلتا يَدَيْهِ) وأنشدني لَهُ (لقد فَازَ بالأموال قوم تحكموا ... ودان لَهُم مأمورها وأميرها) ) (نقاسمهم أكياسها شَرّ قسْمَة ... ففينا غواشيها وَفِيهِمْ صدورها) وأنشدني لَهُ فِي سجادة خضراء (عجبوا إِذْ رَأَوْا بديع اخضرار ... ضمن سجادة بِظِل مديد) (ثمَّ قَالُوا من أَي مَاء تروى ... قلت مَاء الْوُجُوه عِنْد السُّجُود) وأنشدني لَهُ فِي ممسحة الْقَلَم (وممسحة تناهى الْحسن فِيهَا ... فأضحت فِي الملكاحة لَا تبارى) (وَلَا نكر على الْقَلَم الموافي ... إِذا فِي ضمنهَا خلع العذارا) وَمن نثره فِي شمعة قَوْله شمعة مَا استتم نبتها بروضة الْأنس حَتَّى نور وَلَا نما بدوحة المفاكهة حَتَّى أَزْهَر أَوْمَأ بنان تبلجها إِلَى طرق الْهِدَايَة وَأَشَارَ وَدلّ على نهج التبصر وَكَيف لَا وَهِي علم فِي رَأسه نَار فَكَأَنَّمَا هِيَ قلم امْتَدَّ مِمَّا أليق من ذهب أَو صعدة إِلَّا أَن سنانها من لَهب وحسبها كرماً أَن جَادَتْ بِنَفسِهَا وأعلنت بإمتاعها على همود حسها سائلها فِي الْجُود بأمثالها مسؤول وَدَمه بِالْعَفو للصفح من سماحتها مطلول تحيتها عموا صباحا بتألق فجرها وَتَمام بدرها فِي أَوَائِل شهرها قد جمعت من مَاء دمعها ونار توقدها بَين نقيضين وَمن حسن تأثيرها وَعين تبصرها بَين الْأَثر وَالْعين كم شوهة مِنْهَا فِي مدلهم اللَّيْل للشمس وَضُحَاهَا وَمن تَمام نورها النَّجْم إِذا تَلَاهَا وَكم طوى بَاعَ أنملتها المضنية رِدَاء اللَّيْل إِذا يَغْشَاهَا قد غيرت ببياض سَاطِع نورها على اللَّيْل من أَثوَاب الْحداد وتنزلت مِنْهُ منزلَة النُّور الباصر وَلَا شُبْهَة أَن النُّور فِي السوَاد إِن تمايل لِسَان نورها فالإضاءة ذَات الْيَمين وَذَات

الألقاب

الشمَال وَإِن استقام على طَريقَة الإنارة فَلَمَّا يلْزم إنارتها من الْإِكْمَال نارها إِنَّمَا هُوَ من تلاعب الْهوى بحشاها ونحولها بمكابدة تعذيبها بِمَا من الاصفرار يَغْشَاهَا كم عقدت على سفك دَمهَا مَعَ الْبَرَاءَة من العقوق من محافل وَكم قتلت على إطفاء نائرتها وَلَا ثائرة من قَاتل فَهِيَ السليمة الَّتِي كم باتت من زبان صرفهَا بليلة السَّلِيم وَكم أجدى نَفسهَا على نَفسهَا بنفح روحها من عَذَاب أَلِيم كتب إِلَيْهِ السراج الْوراق يستشفع بِهِ عِنْد فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر (أيا نَاصِر الدّين انتصر لي فطالما ... ظَفرت بنصر مِنْك بالجاه وَالْمَال) (وَكن شافعاً فَالله سماك شافعاً ... وطابقت أَسمَاء بِأَحْسَن أَفعَال) (وقدرك لم نجهله عِنْد مُحَمَّد ... لِأَن ابْن عَبَّاس من الصحب والآل) ) وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا (سَيِّدي الْيَوْم أَنْت ضيف كريم ... فاق معنى فِي جوده بمعان) (لَو رأى الْفَتْح سؤدد الْفَتْح هَذَا ... مَا انْتَمَى بعده إِلَى خاقَان) (أَو رَآهُ فتح المغارب حلى ... بعلاه قلائد العقيان) (وَكَأَنِّي أراكما فِي مجارا ... ة الْمعَانِي بحرين يَلْتَقِيَانِ) (وتطارحتما مذاكرة يَفِ ... تن مِنْهَا أزاهر الأفنان) (فَإِذا مَا مر للضائع ذكر ... فاجعلاني فِي بعض من تذكران) وبيني وَبَينه محاورات ومجاراة ذكرتها فِي كتابي ألحان السواجع (الألقاب) ابْن شاقلا الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد (شَاكر 5332) 3 - (أَبُو الْيُسْر كَاتب نور الدّين) شَاكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الرئيس أَبُو الْيُسْر التنوخي المعري الدِّمَشْقِي تَقِيّ الدّين كَاتب الْإِنْشَاء كَانَ أديبا فَاضلا جَلِيلًا ذكياً شَاعِرًا كتب الْإِنْشَاء لنُور الدّين الشَّهِيد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْأَدَب على جده القَاضِي أبي الْمجد مُحَمَّد بن عبد الله بحماة وَسمع من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن

خادم الحلاج

العجمي وَغَيره وَحدث وَولد بشيزر سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر مَعَ تقدمه وَهُوَ جد تَقِيّ الدّين إِسْمَاعِيل وروى عَنهُ أَيْضا ابْنه إِبْرَاهِيم وَأَبُو الْقَاسِم ابْن صصرى وَقد تقدم ذكر جده أبي الْمجد مُحَمَّد فِي المحمدين وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده أبي مُحَمَّد عبد الله فِي مَكَانَهُ وَهُوَ من بَيت أبي الْعَلَاء المعري الْمَشْهُور وَكَانَ تَقِيّ الدّين هَذَا يكْتب لنُور الدّين الشَّهِيد قبل الْعِمَاد الْكَاتِب فَلَمَّا استعفى وَقعد فِي بَيته تولى الْعِمَاد الْإِنْشَاء بعده لاستقبال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَكَانَ حميد السِّيرَة جميل السريرة وَمن شعره (وَردت بجهلي مورد الْحبّ فارتوت ... عروقي من مَحْض الْهوى وعظامي) (وَلم يَك إِلَّا نظرة بعد نظرة ... على غرَّة مِنْهَا وَوضع لئام) (فَحلت بقلبي من بثين طماعة ... أقرَّت بهَا حَتَّى الْمَمَات غرامي) ) وَمِنْه (وجدت الْحَيَاة ولذاتها ... منغصة بِوُقُوع الْأَذَى) (إِذا استحسنت مقلة الناظرين ... فَفِي الْحَال يظْهر فِيهَا القذى) (وَأطيب مَا يتغذى بِهِ ... فَفِي وقته يَسْتَحِيل الغذا) (فَلَا حبذا طول عمر الْفَتى ... وَإِن قصر الْعُمر يَا حبذا) 3 - (خَادِم الحلاج) شَاكر الصُّوفِي خَادِم الْحُسَيْن بن مَنْصُور الحلاج ذكره أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ فِي تَارِيخ الصُّوفِيَّة ذكر أَنه كَانَ من أهل بَغْدَاد وَأَنه كَانَ شهماً مثل الحلاج وَهُوَ الَّذِي أخرج كَلَامه للنَّاس وَضرب عُنُقه بِبَاب الطاق بِسَبَب ميله إِلَى الحلاج 5334 3 - (الطَّبِيب النَّصْرَانِي) أَبُو شَاكر الْحَكِيم الْمُوفق الطَّبِيب ابْن الطَّبِيب أبي سُلَيْمَان دَاوُد بن أبي المنى كَانَ نَصْرَانِيّا بارعاً فِي الطِّبّ والعلاج متميزاً فِي الدولة بالديار المصرية قَرَأَ على أَخِيه الْمُهَذّب طَبِيب الْعَادِل والمعظم وَمهر فِي الصِّنَاعَة وخدم الْكَامِل ونال من جِهَته دنيا وَاسِعَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة 5335 3 - (أَبُو المكارم ابْن المعداني) شَاكر بن حَامِد أَبُو المكارم ابْن الإِمَام أبي المطهر المعداني كَانَ أَبوهُ من فضلاء الْأَئِمَّة بأصبهان وَكَانَ وَلَده هَذَا أَبُو المكارم أديباً ناظماً ناثراً قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب أَنْشدني وَلَده لوالده شَاكر ...

الألقاب

(أيا مولَايَ عفوا عَن أنَاس ... لَهُم فِي دينهم حَال عجيبه) (هم خَافُوا وَمَا قصدُوا بشر ... فَكيف إِذا أَصَابَتْهُم مصيبه) قَالَ وأنشدني لَهُ أَيْضا (إِذا بلغتني يَوْمًا سَلاما ... ترى الْفلك الْمدَار لي الغلاما) (وَلَا أَرْجُو سؤالك عَن شؤوني ... أرى ذكراك لي شرفاً تَمامًا) وشاكر هَذَا هُوَ وَالِد أبي المناقب شمس الدّين عبد الله وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي حرف الْعين مَكَانَهُ) (الألقاب) الشاكر الْبَصْرِيّ اسْمه الْحسن بن عَليّ بن غَسَّان تقدم فِي حرف الْحَاء فِي مَكَانَهُ ابْن شاكل الشَّاعِر اسْمه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن فَارس 3 - (الْمُوفق الطَّبِيب) أَبُو شَاكر بن أبي سُلَيْمَان الْحَكِيم موفق الدّين ابْن أبي سُلَيْمَان كَانَ متقناً لعلم الطِّبّ والعلاج مكيناً فِي الدولة قَرَأَ الطِّبّ على أَخِيه أبي سعيد بن أبي سُلَيْمَان وتميز بعد ذَلِك واشتهر ذكره وَكَانَ الْعَادِل قد جعله فِي خدمَة وَلَده الْملك الْكَامِل فحظي عِنْده وَتمكن ونال فِي دولته الْحَظ الوافر وَكَانَت لَهُ ضيَاع وإقطاعات وَلم يزل يفتقده أبدا بالهبات الوافرة وَكَانَ الْعَادِل يعْتَمد عَلَيْهِ وَيدخل جَمِيع قلاعه وَهُوَ رَاكب مثل قلعة الكرك وقلعة جعبر والرها ودمشق والقاهرة مَعَ صُحْبَة جِسْمه وَلما سكن الْكَامِل بقصر الْقَاهِرَة أسْكنهُ عِنْده فِيهِ وَكَانَ الْعَادِل سَاكِنا بدار الوزارة ثمَّ إِنَّه ركب يَوْمًا على بغلة النّوبَة الَّتِي لَهُ وَخرج إِلَى بَين القصرين فَركب فرسا آخر وسر بغلته الَّتِي كَانَ راكبها إِلَى دَار الْحَكِيم وَأمره بركوبه عَلَيْهَا وَخُرُوجه من الْقصر رَاكِبًا وَلم يزل وَاقِفًا ببين القصرين إِلَى أَن وصل إِلَيْهِ فَأخذ بِيَدِهِ وَجعل يتحدث مَعَه إِلَى دَار الوزارة وَسَائِر الْأُمَرَاء يَمْشُونَ بَين يَدي الْملك الْكَامِل وللعضد ابْن منقذ فِي أبي شَاكر (رَأَيْت الْحَكِيم أَبَا شَاكر ... كثير المحبين والشاكر) (خَليفَة بقراط فِي عصرنا ... وثانيه فِي علمه الباهر) توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بدير الخَنْدَق عِنْد القرافة

شامية أمة الحق بنت المحدث أبي علي الحسن بن محمد بن أبي الفتوح البكري شيخة مسندة معمرة متفردة روت عن حنبل وابن طبرزد وعبد الجليل ابن مندويه وجدها وجماعة روى عنها الدمياطي والحارثي وابن الزراد وابن البرزالي وخلق وحدثت بدمشق ومصر وشيرز وبها توفيت سنة خمس

(شامية) 3 - (بنت الْبكْرِيّ) شامية أمة الْحق بنت الْمُحدث أبي عَليّ الْحسن بن مُحَمَّد بن أبي الْفتُوح الْبكْرِيّ شيخة مُسندَة معمرة متفردة رَوَت عَن حَنْبَل وَابْن طبرزد وَعبد الْجَلِيل ابْن مندويه وجدهَا وَجَمَاعَة روى عَنْهَا الدمياطي والحارثي وَابْن الزراد وَابْن البرزالي وَخلق وَحدثت بِدِمَشْق ومصر وشيرز وَبهَا توفيت سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة (الألقاب) أَبُو شامة الشَّيْخ شهَاب الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم أَبُو شامة الْأَمِير بدر الدّين بيليك (شاه) 3 - (حَاجِب المستظهر) شاه بن مهمندار الْفَارِسِي من أهل جيلان كَانَ من حجاب الإِمَام المستظهر بِاللَّه وَكَانَ أديباً شَاعِرًا روى عَنهُ السلَفِي وَمن شعره (أما السلو فمستحيل ... وَاللَّيْل بعدكم طَوِيل) (مَا حلت عَمَّا تعلمو ... ن وَرب مشتاق يحول) (يَا من ذللت لحبه ... وَالْحب صَاحبه ذليل) (أَمْسَى هَوَاك كَأَنَّهُ ... ظلّ الْخَلِيفَة لَا يَزُول) وَمِنْه (كُنَّا نؤمل للمعارف دولة ... فَلَعَلَّنَا بزمانهم نحظى) (حَتَّى إِذا صَارُوا ذَوي رتب ... لم يمنحوا لمؤمل لحظا) (حرمُوهُ وَاحْتَجُّوا بقَوْلهمْ ... لسنا نرى لمحبنا حظا) (منعُوا الندى أَيَّام قدرتهم ... والجاه حَتَّى استثقلوا اللفظا) (وعظتهم الْأَيَّام فِي من قبلهم ... لَو أَنهم مِمَّن يعي وعظا) قلت شعر جيد والتخلص فِي الْمَقْطُوع الأول فِي غَايَة الْحسن

أبو علي المنجم

3 - (أَبُو الفوارس الزَّاهِد) ) شاه بن شُجَاع أَبُو الفوارس الْكرْمَانِي الزَّاهِد كَانَ من أَوْلَاد الملكوك فنزهد وَصَحب أَبَا تُرَاب النخشبي وَتُوفِّي قبل الثلاثمائة (أَبُو عَليّ المنجم) شاهمان بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عَليّ المنجم كَانَ لَهُ معرفَة بِعلم النُّجُوم وَكَانَ أديباً يَقُول الشّعْر توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره (وَمن الْعَجَائِب أَنهم لما رَأَوْا ... أَنِّي لَهُم من بعد صفو هَاجر) (ضربوا من الْأَمْثَال لي مثلا جرى ... مستحسناً هُوَ فِي الْبَريَّة سَائِر) (لَا ترم فِي بِئْر شربت زلالها ... آجرة فَيُقَال إِنَّك غادر) (فأجبتهم إِنِّي إِذا عاينتها ... وزلالها من بعد صفو كادر) (عطلتها وحفرت أُخْرَى غَيرهَا ... وطممتها بِتُرَاب مَا أَنا حافر) (الألقاب) الشاه بوري الْوَاعِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (الْملك الْأَفْضَل) شاهنشاه أَبُو الْقَاسِم الْملك الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش بدر الجمالي تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْبَاء فِي مَكَانَهُ تولى مَكَان وَالِده فِي حَيَاته لما ضعف وَكَانَ مثل وَالِده حسن التَّدْبِير فَحل الرَّأْي وَهُوَ الَّذِي أَقَامَ الْآمِر ابْن المستعلي مَوضِع أَبِيه فِي المملكة بعد وَفَاة أَبِيه كَمَا فعل مَعَ أَبِيه ودبر دولته وَحجر عَلَيْهِ وَمنعه من ارْتِكَاب الشَّهَوَات فَإِنَّهُ كَانَ كثير اللّعب فَحَمله ذَلِك على أَن قَتله وأوثب عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ يسكن بِمصْر فِي دَار الْملك على النّيل وَهِي الْيَوْم دَار الْوكَالَة فَلَمَّا ركب من دَاره الْمَذْكُورَة وَتقدم إِلَى سَاحل الْبَحْر وَثبُوا عَلَيْهِ وقتلوه فِي سلخ شهر رَمَضَان عَشِيَّة يَوْم الْأَحَد سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ الْأَفْضَل قد أَخذ الْقُدس من سقمان وإيلغازي ابْني أرتق التركماني فِي يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَولي من قبله فَلم يكن لمن فِيهِ بالإفرنج طَاقَة فَأَخَذُوهُ بِالسَّيْفِ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلَو ترك فِي أَيدي الأرتقية لَكَانَ أصلح فندم الْأَفْضَل حَيْثُ لم يَنْفَعهُ النَّدَم قَالَ صَاحب الدول المنقطعة خلف سِتّمائَة ألف ألف دِينَار عينا وَمِائَتَيْنِ وَخمسين إردباً دَرَاهِم نقد مصر وَسبعين ألف ثوب ديباج أطلس وَثَلَاثِينَ رَاحِلَة أحقاق ذهب) عراقي ودواة ذهب فِيهَا جَوْهَر قِيمَته اثْنَا عشر ألف

نور الدولة أخو صلاح الدين

دِينَار وَمِائَة مِسْمَار من ذهب وزن كل مِسْمَار مائَة مِثْقَال فِي عشرَة مجَالِس فِي كل مجْلِس عشرَة مسامير على كل مِسْمَار منديل مشدود مَذْهَب بلون من الألوان أَيّمَا أحب لبسه وَخَمْسمِائة صندوق كسْوَة لخاصه من دق تنيس ودمياط وَخلف من الرَّقِيق وَالْخَيْل وَالْبِغَال والمراكب وَالطّيب والتجمل والحلي مَا لَا يعلم قدره إِلَّا الله تَعَالَى وَخلف خَارِجا عَن ذَلِك من الْبَقر والجواميس وَالْغنم مَا يستحيى من ذكره وعدده وَبلغ ضَمَان أَلْبَانهَا فِي سنة وَفَاته ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَوجد فِي تركته صندوقان كبيران فيهمَا إبر ذهب برسم النِّسَاء والجواري 3 - (نور الدولة أَخُو صَلَاح الدّين) شاهنشاه بن أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان الْأَمِير نور الدولة ابْن نجم الدّين أَخُو السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف رَحِمهم الله تَعَالَى كَانَ أكبر الْإِخْوَة وَهُوَ وَالِد عز الدّين فروخ شاه وَالِد الْملك الأمجد صَاحب بعلبك ووالد الْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر صَاحب حماة وَقتل شاهنشاه الْمَذْكُور فِي الْوَقْعَة الَّتِي اجْتمع فِيهَا الفرنج سَبْعمِائة ألف مَا بَين فَارس وراجل على مَا يُقَال وتقدموا إِلَى بَاب دمشق وعزموا على قصد بِلَاد الْمُسلمين قاطبة وَنصر الله تَعَالَى عَلَيْهِم وَكَانَ قَتله فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فِي شهر ربيع الأول وَكَانَ لشاهنشاه ابْنة تسمى عذراء وَهِي الَّتِي بنت الْمدرسَة العذراوية بِمَدِينَة دمشق وَسَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى (صَاحب خلاط) شاه أرمن صَاحب مملكة خلاط توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَملك بعده مَمْلُوكه بكتمر وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْبَاء (الألقاب) ابْن شاهويه الْفَقِيه الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ تقدم ذكره فِي المحمدين ابْن شاهين الْوَاعِظ عمر بن أَحْمد (شاور) 3 - (وَزِير الديار المصرية) شاور بن مجير بن نزار بن عشاير السَّعْدِيّ الهوازني أَبُو

شُجَاع ملك الديار المصرية ووزيرها كَانَ طلائع بن رزيك قد ولاه الصَّعِيد وَنَدم على ذَلِك فَتمكن فِي الصَّعِيد وَكَانَ شجاعاً فَارِسًا شهماً فحشد وَأَقْبل من الصَّعِيد على واحات وخرق الْبَريَّة وَخرج من عِنْد تروجة وَدخل الْقَاهِرَة وَقتل الْعَادِل رزيك ابْن الصَّالح طلائع بن رزيك ووزر للعاضد وَتوجه إِلَى الشَّام وَقدم على نور الدّين مستنجداً بأسد الدّين شيركوه لما ثار عَلَيْهِ ضرغام أَبُو الأشبال وَأخرجه من الْقَاهِرَة وَقتل وَلَده طياً وَولي الوزارة مَكَانَهُ بعد أَرْبَعَة أشهر فَمضى مَعَه واسترد لَهُ منصبه فَلَمَّا تمكن قَالَ لشيركوه اذْهَبْ فقد رفع عَنْك العناء وأخلفه وعده فَأَنف شيركوه وأضمر لَهُ السوء وَكَانَ شاور اسْتَعَانَ بالفرنج فحالفهم وَأقَام ببلبيس حَتَّى ملت الفرنج الْحصار فاغتنم نور الدّين تِلْكَ الْمدَّة خلو الشَّام مِنْهُم فكسرهم على حارم وَأسر مُلُوكهمْ وَقتل شاور قَتله عز الدّين حزديك النوري وَيُقَال إِن صَلَاح الدّين هُوَ الَّذِي أوقع بِهِ سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَفِيه يقل عمَارَة اليمني (ضجر الْحَدِيد من الْحَدِيد وشاور ... فِي نصر آل مُحَمَّد لم يضجر) (حلف الزَّمَان ليَأْتِيَن بِمثلِهِ ... حنثت يَمِينك يَا زمَان فَكفر) وَفِيه يَقُول عِنْدَمَا ظفر ببني رزيك وأنشدها فِي مَجْلِسه (زَالَت ليَالِي بني رزيك وانصرمت ... وَالْحَمْد وَالشُّكْر مِنْهَا غير منصرم) وَمِنْهَا (وَلَو شكرت لياليهم مُحَافظَة ... لعهدها لم يكن بالعهد من قدم) ) (وَلَو فتحت فمي يَوْمًا بدمهم ... لم يرض فضلك إِلَّا أَن يسد فمي) فشكره شاور وأمراؤه على وفائه لَهُم وَفِي شاور يَقُول عمَارَة اليمني (ونصرت فِي الأولى بِضَرْب زلزل ال ... أَقْدَام وَهِي شَدِيدَة الْإِقْدَام) (ونصرت فِي الْأُخْرَى بِضَرْب صَادِق ... أضحى يطير بِهِ غراب الْهَام) (أدْركْت ثأراً وارتجعت وزارة ... نزعاً بسيفك من يَدي ضرغام) وَفِيه يَقُول أَيْضا (وَزِير تمنته الوزارة أَولا ... وثانية عفوا بِغَيْر طلاب) (فخانته فِي الأولى بطانة وَلَده ... وَرب حبيب فِي قَمِيص حباب) (وجاءته تبغي الصُّلْح ثَانِي مرّة ... وَلم ترض إِلَّا بعد ضرب رِقَاب) قيل إِن شاور أدْرك ثَأْره فِي يَوْم الْجُمُعَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة فَكَانَ بَينهمَا تِسْعَة أشهر قَالَ عمَارَة وَقلت فِي ذَلِك (نزعت ملكك من رجال نازعوا ... فِيهِ وَكنت بِهِ أَحَق وأقعدا) ...

شبابة

(جذبوا رداءك غاصبين فَلم تزل ... حَتَّى كسوت الْقَوْم أردية الردى) (فبردت قَلْبك من حرارة حرقة ... أمرت نسيم اللَّيْل أَن لَا يبردا) (تَارِيخ هَذَا نلته فِي مثله ... يَوْمًا بِيَوْم عِبْرَة لمن اهْتَدَى) (حملت بِهِ الْأَيَّام تِسْعَة أشهر ... حَتَّى بلغن لَهُ جُمَادَى مولدا) وَلما عَاد شيركوه إِلَى الديار المصرية استصحب صَلَاح الدّين يُوسُف ابْن أَخِيه مَعَه وَخرج شاور إِلَى شيركوه فِي موكبه فَلم يتجاسر عَلَيْهِ إِلَّا صَلَاح الدّين فَإِنَّهُ تَلقاهُ وَسَار إِلَى جَانِبه وَأخذ بتلابيبه وَأمر الْعَسْكَر بِقصد أَصْحَابه فَفرُّوا ونهبهم الْعَسْكَر وَأنزل شاور فِي خيمة مُفْردَة وَفِي الْحَال جَاءَ توقيع على يَد خَادِم خَاص من جِهَة العاضد يَقُول لَا بُد من رَأسه جَريا على عاداتهم مَعَ وزرائهم فحز رَأسه وأنفذ إِلَيْهِ فسير العاضد إِلَى أَسد الدّين شيركوه خلع الوزارة وَدخل الْقصر وترتب وزيراً وَظَهَرت السّنة بِمَوْت شاور وَولَايَة شيركوه وَلما قتل شاور هرب ابناه الْكَامِل شُجَاع بن شاور والطاري الملقب بالمعظم إِلَى قصر العاضد وكأنما نزلا من الْقصر فِي قبر وَلَو أَنَّهُمَا لَحقا بشيركوه لَكَانَ أقرب لسلامتهما لِأَنَّهُ مَا هان عَلَيْهِ قتل شاور فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَمر) العاضد بقتل وَلَدي شاور الْمَذْكُورين وطيف برؤوسهما (شَبابَة) 3 - (أَبُو عَمْرو الْفَزارِيّ) شَبابَة بن سوار أَبُو عَمْرو الْفَزارِيّ مَوْلَاهُم الْمَدَائِنِي عَن ابْن ذِئْب وَيُونُس بن أبي إِسْحَاق وَشعْبَة وَإِسْرَائِيل وحريز بن عُثْمَان وَعبد الله بن الْعَلَاء ابْن زبر وَطَائِفَة وروى عَنهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن معِين وَأحمد ابْن الْفُرَات وَالْحسن الْحلْوانِي وَأَبُو خَيْثَمَة وَمُحَمّد بن عَاصِم الثَّقَفِيّ وعباس الدوري وَخلق قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ وَغَيره كَانَ يرى الإرجاء وَقَالَ أَحْمد الْعجلِيّ قيل لشبابة أَلَيْسَ الْإِيمَان قولا وَعَملا قَالَ إِذْ قَالَ فقد عمل وَقَالَ أَبُو زرْعَة رَجَعَ شَبابَة عَن الإرجاء وَتُوفِّي سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة (الألقاب) شبطون الْمَالِكِي اسْمه زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن

شبل بن عباد المقرئ المكي صاحب ابن كثير وثقه أحمد بن حنبل وغيره وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة وروى له البخاري وأبو داود والنسائي

(شبْل) 3 - (الْمُقْرِئ صَاحب ابْن كثير) شبْل بن عباد الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ صَاحب ابْن كثير وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو الهجام الشَّاعِر) شبْل بن الْخضر بن هبة الله بن أبي الهجام الطَّائِي أَبُو الهجام ابْن أَلِي البركات الشَّاعِر ابْن الشَّاعِر تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْخَاء مدح شبْل الْخَلِيفَة والوزراء والأعيان وَذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي خريدة الْقصر وَتُوفِّي سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ متديناً حسن الطَّرِيقَة وَمن شعره (أبغير حبكم يطيب غرامي ... كلا وَأَنْتُم صحتي وسقامي) (أحبابنا هَل وَقْفَة نشكو بهَا ... ألم الْهوى ونفض كل ختام) (وَمن الْعَجَائِب أَن سمحت بمهجتي ... لغريرة بخلت برد سلامي) (وَكَأن غُصْن أراكة ميادة ... خضراء قد طلت بِمَاء غمام) (وَكَأن ظَبْيًا من ظباء صريمة ... ترعى منابت عبهر وثمام) ) مِنْهَا (أصبو إِلَيْك وللوقار زواجر ... تقتادني عَن صبوة بزمام) (وَتقول لي مَا الْمجد شرب مدامة ... وَسَمَاع غانية وَوصل غُلَام) (فَانْظُر لنَفسك مَا حياؤك كاشفاً ... عَنْك الخمول وصولة الْأَيَّام) (وَاعْلَم بِأَن الْفضل لَيْسَ بِنَافِع ... حَتَّى يناط بجرأة الْإِقْدَام) (وَالشعر مَا لم تأت فِيهِ فصاحة ... فَكَأَنَّهُ ضرب من البرسام) (والمدح فِي غير الْوَزير مُحَمَّد ... ذِي الْفضل مأثمة من الآثام) وَمِنْه (أَتَانَا يرينا من مقبله رصفا ... غزال سقاني الْخمر من فَمه صرفا) ...

شبلون

(من الهيف خطّ الْحسن فِي نور وَجهه ... حُرُوف جمال لَا أَقيس بهَا حرفا) (فعرق نوني حاجبيه براعة ... وصف بحذق سين طرته صفا) (أَتَى يحتذي لي الْقَضِيب قوامه ... وَلم يعْتَمد لياً لوعدي وَلَا خلفا) (تأود غصناً ناضر الْعَطف نَاعِمًا ... فَبت أفديه وأسأله عطفا) (وَلما جنيت الْورْد من وجناته ... تغنمتها لثماً وأجللتها قطفا) (بدا بدر تمّ وانثنى خيزرانة ... وماج كثيباً أهيلاً ورنا خشفا) (وعاطيته مشمولة بابلية ... ترى لسنا لألاء بارقها خطفا) (وَلما وجاها فانثنى لمعانها ... كضوء شهَاب ثاق يطْلب القذفا) (فراح ولون الراح يصْبغ كَفه ... ووجنته الْحَمْرَاء من لَوْنهَا أصفى) قلت شعر جيد (شبلون) 3 - (المصاحفي المغربي) شبلون بن عبد الله المصاحفي كَانَ رجلا مستهزئاً بالتنقير والمقالعة فِيهِ تلاعب واستخفاف قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ قد دخل الدعْوَة تستراً بهَا واحتمى بِسَبَبِهَا فَإِذا جَاءَ شهر رَمَضَان أكل يَوْم الشَّك مَعَ أهل السّنة وَقَالَ سُبْحَانَ الله كَأَن ملكا يغلط فَإِذا أفرطت الشِّيعَة وَأفْطر عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاتِب أفطر شبلون وَقَالَ عجب كَأَن الْملك يفْطر فَظَاهر صِيَامه أبدا ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا إِن كَانَ لَهُ بَاطِن ثمَّ تَابَ على يَدي أبي الْقَاسِم ابْن شبلون الْفَقِيه أَيَّام من الدعْوَة مجاهراً وَتَوَلَّى الخزانة لخليفة بن يُوسُف بن أبي مُحَمَّد الْقَائِد أَيَّام اسْتَخْلَفَهُ أَبوهُ على أفريقية وَبِذَلِك هجاه ابْن مغيث ونقر عَلَيْهِ وَكَانَ شبلون متوسط الشّعْر منصرف الهمة إِلَى نظمه بِلِسَان القبقبة على مَذْهَب أهل الكدية إِلَّا فِي الهجاء فَإِنَّهُ كَانَ يجيده لمكانه من الشَّرّ وطبعه فِيهِ كتب إِلَى بعض أصدقائه وَقد جَاءَ من الْحَج فعثر بمنصولة الْقَافِلَة وَسلم الرجل بِبَعْض مَا كَانَ مَعَه من النَّاس فقفز عَلَيْهِ واتهمه (اشكر لمنصولة أَفعاله ... فَإِنَّهَا حامضة حلوه) (وَاضْرِبْ عَن الْحَج وَعَن ذكره ... ونم عَن النَّاس وَخذ غفوه) (جِئْت لتسعى فاقشعر الصَّفَا ... من عجب وارتجت المروه) (والركن لَوْلَا أَنه موثق ... لطار عَن مَوْضِعه غلوه) وَتُوفِّي شبلون سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة وَقد زَاد على السِّتين (الألقاب)

شبيب

الشبلي الصُّوفِي الْمَشْهُور اسْمه دلف بن جحدر تقدم ذكره فِي حرف الدَّال فِي مَكَانَهُ ابْن الشبل الْبَغْدَادِيّ اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَتقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ ابْن الشبلي الزَّاهِد أَحْمد بن أبي بكر (شبيب) 3 - (التَّمِيمِي) شبيب بن ربعي التَّمِيمِي أحد الْأَشْرَاف كَانَ مِمَّن خرج على عَليّ رَضِي الله عَنهُ ثمَّ أناب وَرجع توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى عَن عَليّ بن أبي طَالب وَحُذَيْفَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَقيل إِنَّه توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو روح الوحاظي) شبيب أَبُو روح الوحاظي روى عَن رجل لَهُ صُحْبَة وَأبي هُرَيْرَة وَيزِيد بن خمير وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (الحبطي الْبَصْرِيّ) شبيب بن سعيد الحبطي بِالْبَاء الْمُوَحدَة الْبَصْرِيّ لَهُ غرائب وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَمُسلم 3 - (الْخَارِجِي) شبيب بن يزِيد الْخَارِجِي خرج بالموصل فَبعث إِلَيْهِ الْحجَّاج خَمْسَة قواد فَقَتلهُمْ وَاحِدًا بعد وَاحِد ثمَّ سَار إِلَى الْكُوفَة وَقَاتل الْحجَّاج وغرق بدجيل فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة سبع وَسبعين وَلما قصد شبيب الْكُوفَة أحجم الْحجَّاج عَنهُ

الذبياني

وَرجع وتحصن فِي قصر الْإِمَارَة وَدخل إِلَيْهَا شبيب وَأمه جهيزة وَزَوجته غزالة عِنْد الصَّباح وَقد كَانَت غزالة نذرت أَن تدخل مَسْجِد الْكُوفَة فَتُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وتقرأ فيهمَا سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان فَأتوا الْجَامِع فِي سبعين رجلا فصلت فِيهِ الْغَدَاة وَكَانَت غزالة من الفروسية والشجاعة بالموضع الْأَعْلَى وَكَانَت تقالت فِي الحروب بِنَفسِهَا وَكَانَ الْحجَّاج هرب فِي وَقت من شبيب فَعَيَّرَهُ بعض النَّاس بذلك وَقَالَ (أَسد عَليّ وَفِي الحروب نعَامَة ... فتخاء تنفر من صفير الصافر) (هلا بدرت إِلَى غزالة فِي الوغى ... بل كَانَ قَلْبك فِي جناحي طَائِر) وَكَانَت أمه جهيزة أَيْضا فارسة تشهد الحروب بِنَفسِهَا وَكَانَ شبيب قد ادّعى الْخلَافَة وَلما عجز الْحجَّاج عَنهُ بعث إِلَيْهِ عبد الْملك عَسَاكِر كَثِيرَة من الشَّام عَلَيْهَا سُفْيَان بن الْأَبْرَد الْكَلْبِيّ فوصل إِلَى الْكُوفَة وتكاثر الْحجَّاج وعساكر الشَّام على شبيب فَانْهَزَمَ وَقتلت غزاله وَأمه وَنَجَا) شبيب فِي فوارس من أَصْحَابه وَاتبع سُفْيَان فَلحقه بالأهواز فولى شبيب فَلَمَّا حصل على جسر دجيل نفر بِهِ فرسه وَعَلِيهِ الْحَدِيد الثقيل من درع ومغفر وَغَيرهمَا فَأَلْقَاهُ فِي المَاء فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه أغرقاً يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ ذَلِك تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم فَأَلْقَاهُ دجيل فِي ساحله مَيتا فَحمل على الْبَرِيد إِلَى الْحجَّاج فَأمر الْحجَّاج بشق بَطْنه واستخراج قلبه فاستخرج فَإِذا هُوَ كالحجر إِذا ضرب الأَرْض نبا عَنْهَا فشق فَكَانَ فِي دَاخله قلب صَغِير كالكرة فشق فأصيبت علقَة الدَّم فِي دَاخله وَكَانَ طَويلا أشمط جَعدًا آدم وأحضر إِلَى عبد الْملك بعد غرقه عتْبَان الحروري ابْن أصيلة وَقيل وصيلة وَكَانَ من شراة الجزيرة فَقَالَ لَهُ عبد الْملك أَلَسْت الْقَائِل (فَإِن كَانَ مِنْكُم كَانَ مَرْوَان وَابْنه ... فمنا أَمِير الْمُؤمنِينَ شبيب) فَقَالَ لم أقل كَذَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا قلت فمنا حُصَيْن والبطين ونقعنبومناأمير المؤمنينشبيب فَاسْتحْسن قَوْله وَأمر بتخلية سَبيله وَهَذَا الْجَواب حسن فَإِنَّهُ خلص بفتحه الرَّاء من أَمِير لِأَنَّهُ يعود مَنْصُوبًا على النداء بعد أَن كَانَ مَرْفُوعا على الِابْتِدَاء 3 - (الذبياني) شبيب ابْن البرصاء هُوَ شبيب بن يزِيد من بني ذبيان شَاعِر فصيح إسلامي بدوي كَانَ يهاجي عقيل بن علفة وَكِلَاهُمَا كَانَ شريفاً سيداً تفاخر يَوْمًا هُوَ وَعقيل فَقَالَ شبيب يهجوه ويعيره بِرَجُل من طَيء كَانَ يَأْتِي أمه ...

أبو المظفر قاضي همذان الشافعي

(أَلسنا بفرع قد علمْتُم دعامة ... ورابية تَنْشَق عَنْهَا سيولها) (وَقد علمت سعد بن ذبيان أننا ... رحاها الَّتِي تأوي إِلَيْهَا وجولها) (إِذا لم نسسكم فِي الْأُمُور وَلم يكن ... لِحَرْب عوان لاقح من يعولها) (فلستم بأهدى فِي الْبِلَاد من الَّتِي ... تردد حيرى حِين غَابَ دليلها) فِي أَبْيَات طَوِيلَة مَذْكُورَة فِي الأغاني وَغَابَ غيبَة عَن أَهله ثمَّ قدم بعد مُدَّة وَقد مَاتَ جمَاعَة من بني عَمه فَقَالَ (تخرم الدَّهْر إخْوَانِي وغادرني ... كَمَا يُغَادر ثَوْر الطارد الفأد) (إِنِّي لباق قَلِيلا ثمَّ تَابعهمْ ... ووارد منهل الْقَوْم الَّذِي وردوا) ) وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان يتَمَثَّل بقول شبيب فِي بذل النَّفس عِنْد اللِّقَاء ويعجب بهَا (دَعَاني حصن للفرار فساءني ... مَوَاطِن أَن يثنى عَلَيْهَا فَأَسْلمَا) (فَقلت حُصَيْن نج نَفسك إِنَّمَا ... يذود الْفَتى عَن حَوْضه إِن يهدما) (تَأَخَّرت أستبقي الْحَيَاة فَلم أجد ... لنَفْسي حَيَاة مثل أَن أتقدما) (سيكفيك أَطْرَاف الأسنة فَارس ... إِذا ريع نَادَى بالجواد وألجما) (إِذا الْمَرْء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهوينا بالفتى أَن يجذما) 3 - (أَبُو المظفر قَاضِي همذان الشَّافِعِي) شبيب بن الْحسن بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بن شباب القَاضِي أَبُو المظفر البروجردي الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وبرع فِي الْعلم وَهُوَ إِمَام مفت أديب مليح الْعشْرَة حُلْو الْمنطق توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ قَاضِي همذان قَالَ يمدح سيف الدولة صَدَقَة بن مَنْصُور (أَتَيْتُك سيف الدولة قَاصِدا ... لمرجوة لم أَرض غَيْرك أَهلهَا) (لَك الْخَيْر إِنِّي زرت ناديك بَعْدَمَا ... تجشمت أهوال الخطوب وَحملهَا) (وزلزلني صرف من الدَّهْر فادح ... لَو أَن برضوى بعضه لأزلها) (فَقلت لنَفْسي وَهِي فِي أسر كربَة ... إِذا لم يفرجها الْأَمِير فَمن لَهَا) (ألم تعلمي أَن الورى طوع أمره ... فَهَل سادها إِلَّا ليحمل كلهَا) ...

تقي اليدن الطبيب

(يَدي لَك رهن بِالَّذِي ترتجينه ... كَأَنَّك بالمولى وأوعز حلهَا) (قطعت الفيافي لَا ضيناً بمهجتي ... وَلَا كَارِهًا وعر الْجبَال وسهلها) (على نضوة لم أدر طارت جرت مست ... فَمَا أشعرتني كَيفَ تنقل رجلهَا) (إِلَى كعبة من أم غير جنابها ... يَقُول لما يَرْجُو عَسى وملعلها) (إِلَى حلَّة مَا حلهَا اللؤم والخنا ... بل الْمجد والعلياء والجود حلهَا) (فَلَمَّا رأى اليم الفراتي صَاحِبي ... يَقُول أرحها إِذْ بلغت محلهَا) (أنخت على بَاب الْأَمِير مطيتي ... وألقيت فِي اليم الفراتي رَحلهَا) قلت شعر جيد 3 - (تَقِيّ اليدن الطَّبِيب) ) شبيب بن حمدَان بن حمدَان بن شبيب بن مَحْمُود الأديب الْفَاضِل الطَّبِيب الكحال تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الرَّحْمَن الشَّاعِر نزيل الْقَاهِرَة أَخُو الشَّيْخ نجم الدّين شيخ الْحَنَابِلَة ولد بعد الْعشْرين بِيَسِير وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة سمع من ابْن روزبه وَكتب عَنهُ الدمياطي والقدماء وَكَانَ فِيهِ شهامة وَقُوَّة نفس وَله أدب وفضائل وعارض بَانَتْ سعاد ووفاته بِالْقَاهِرَةِ وَمن شعره من القصيدة (أباد بِي وخذها البيدا فقر بهَا ... طرفِي وقربها وجناء شمليل) (إِلَى النَّبِي رَسُول الله إِن لَهُ ... مجداً تسامى فَلَا عرض وَلَا طومل) (مجد كبا الْوَهم عَن إِدْرَاك غَايَته ... ورد عقل البرايا وَهُوَ مَعْقُول) (مطهر شرف الله الْعباد بِهِ ... وساد فخراً بِهِ الْأَمْلَاك جِبْرِيل) (طُوبَى لطيبة بل طُوبَى لكل فَتى ... لَهُ بِطيب ثراها الْجَعْد تَقْبِيل) وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان عرض على ديوانه فاستحسنت مِنْهُ مَا قرأته عَلَيْهِ فَمن ذَلِك قصيدة يمدح بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (هَذَا مقَام مُحَمَّد والمنبر ... فاستجل أنوار الْهِدَايَة وَانْظُر) (والثم ثرى ذَاك الجناب عفراً ... فِي سك تربته خدودك وافخر) (واحلل على حرم النُّبُوَّة واستجر ... بحماه من جور الزَّمَان الْمُنكر) (واغنم بِطيبَة طيب وَقت سَاعَة ... مِنْهُ كدهر فِي التنعم واشكر) (فهناك من نور الْإِلَه سريرة ... كشفت غطاء الْحق للمتبصر) ...

(وجلت دجى ظلم الضلال فأشرقت ... أفق الْهِدَايَة بالصباح المسفر) (نور تجشم فارتقى متجاوزاً ... شرفاً على الْفلك الْأَثِير الْأَكْبَر) وَقَوله أَيْضا (انهض فزند الصَّباح قد قدحا ... وامزج لنا من رضابك القدحا) (فالزهر كالزهر فِي حدائقه ... وَالطير فَوق الغصون قد صدحا) (فِي رَوْضَة نقطت عرائسها ... بدر قطر نظمنه سبحا) (وصفق المَاء فِي جداوله ... ورقص الْغُصْن طيره فَرحا) (والزق بَين السقاة تحسبه ... أسود مستسقيا وَقد ذبحا) ) (فعاطني قهوة مُعتقة ... تذْهب كاسي وَتذهب الترحا) (بكرا إِذا عرس النديم بهَا ... وافتضها المَاء تنْتج الفرحا) (من كف رخص البنان معتدل ... لَو لامس المَاء خَدّه انجرحا) (يسْعَى بِخَمْر الدَّلال مغتبقاً ... وَمن سلاف الشَّبَاب مصطبحا) (يسْعَى بِخَمْر الدَّلال من سوالفه ... وجدا إِذا جد بالهوى مزحا) (كم لي بسفح العقيق من كلفي ... عقيق دمع عَلَيْهِ قد سفحا) وَقَوله أَيْضا (وبديعة الحركات أسكن حبها ... حب الْقُلُوب لواعج البرحاء) (سَوْدَاء بَيْضَاء الفعال وَهَكَذَا ... حب النواظر خص بالأضواء) (أسرت محاسنها الْعُقُول فأطلقت ... أسرى المدامع لَيْلَة الْإِسْرَاء) (فلئن جننت بحبها لَا بِدعَة ... أصل الْجُنُون يكون بِالسَّوْدَاءِ) وَقَوله أَيْضا (وباقلاء كَأَن قامته ... وزهره والرياض تبتهج) (ذرع فيروزج أنامله ... قضبان در أظفارها سبج) وَقَوله أَيْضا (أَقَامَ عُذْري العذار فِيهِ ... وَاحْتج لي قده القويم) (وَصَحَّ وجدي عَلَيْهِ لما ... أسقمني طرفه السقيم) (فكم بنعمان من كئيب ... فَارقه بعده النَّعيم) ...

(يزِيدهُ لوعة وشوقاً ... حَدِيث أَيَّامه الْقَدِيم) وَقَوله أَيْضا (أثنايا تضيء لي أم وميض ... وجمان يلوح أم إغريض) (وعيون تصيبنا أم سِهَام ... أم ظبى سلهن ظَبْي غضيض) (عرفتنا بطيبه الرّيح لما ... مَسهَا مسك عرفه المفضوض) (ورمتنا لحاظه حِين أدْمى ... غض تفاح خَدّه التعضيض) (راش وجدي وطار قلبِي اشتياقاً ... وسلوي لَهُ جنَاح مهيض) ) (كَيفَ أَرْجُو سلوه وبوجدي ... الأسى مبرم الأسى منقوض) (وبكمت الدُّمُوع ميدان خدي ... مذ تجرات خيولها مركوض) (وطويل الأسى لكامل شوقي ... فِي يَدي وافر الأسى مَقْبُوض) (رفع الْوَصْل بابتداء التجني ... أهيف مدمعي لَهُ مخفوض) (فاشتياقي تفيض مِنْهُ دموعي ... واصطباري على جفاه يغيض) وَقَوله أَيْضا (وَلَقَد شهِدت الراح يقْدَح نورها ... للمدلجين النَّار من قدحيها) (فِي رَوْضَة ضحِكت ثغور أقاحها ... من طول مَا بَكت الغيوم عَلَيْهَا) (وَالطير تخْطب فِي مَنَابِر دوحها ... شمخت فَخر المَاء بَين يَديهَا) قلت مَا أحسن قَول ابْن قزل (فِي يَوْم غيم من لذاذة جوده ... غنى الْحمام وَطَابَتْ الأنداء) (وَالرَّوْض بَين تكب وتواضع ... شمخ الْقَضِيب بِهِ وخر المَاء) وَقَوله أَيْضا (ومهفهف قسم الملاحة رَبهَا ... فِيهِ وأبدعها بِغَيْر مِثَال) (فلخده النُّعْمَان روض شقائق ... ولثغره النظام عقد لآلي) (ولطرفه الغزال إحْيَاء الْهوى ... وَكَذَلِكَ الْإِحْيَاء للغزال) قلت وَمثله قَول مُحي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر (يَا من رأى غزلان رامة هَل رأى ... بِاللَّه فيهم مثل ظرف غزالي) (أَحْيَا عُلُوم العاشقين بلحظه ال ... غزال والإحياء للغزالي)

شبيب بن عثمان بن صالح أبو المعالي الفقيه من أهل رحبة الشام سمع بها الحسين بن محمد بن الحسين بن سعدون الموصلي وعبد الله بن علي المغربي عن أبي الحسن الواحدي وقدم بغداد طالبا للعلم وسمع بها أبا الخطاب نصر بن البطر والحسين بن أحمد بن طلحة النعالني ورزق

3 - (أَبُو الْمَعَالِي الرَّحبِي) شبيب بن عُثْمَان بن صَالح أَبُو الْمَعَالِي الْفَقِيه من أهل رحبة الشَّام سمع بهَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن سعدون الْموصِلِي وَعبد الله بن عَليّ المغربي عَن أبي الْحسن الواحدي وَقدم بَغْدَاد طَالبا للْعلم وَسمع بهَا أَبَا الْخطاب نصر بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة النعالني ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَغَيرهم وَحدث باليسير سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة) (الألقاب) ابْن شبيب الْحَنْبَلِيّ اسْمه أَحْمد بن حمدَان ابْن شبيب الْكَاتِب الْحسن بن عَليّ ابْن شبيبا هبة الله بن رَمَضَان ابْن الشبيه عَليّ بن عبد الله (شُتَيْر) 3 - (أَبُو عِيسَى الْكُوفِي) شُتَيْر بن شكل بن حميد أَبُو عِيسَى الْعَبْسِي الْكُوفِي روى عَن أَبِيه ولأبيه صُحْبَة وَسَيَأْتِي ذكره وَعَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَحَفْصَة وَغَيرهم توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة (شُجَاع) 3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْحَنَفِيّ) شُجَاع بن الْحسن بن الْفضل أَبُو الْغَنَائِم الْفَقِيه الْحَنَفِيّ مدرس مشد أبي حنيفَة كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء عَالما بِالْمذهبِ وَالْخلاف متديناً حسن الطَّرِيقَة روى شَيْئا من الأناشيد عَن الشريف أبي طَالب الزَّيْنَبِي ومولده سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة

شجاع بن فارس بن الحسن بن فارس بن الحسين بن غريب يتصل بشيبان ابن ذهل بن ثعلبة الحافظ أبو غالب الذهلي السهروردي ثم البغدادي الحريمي نسخ بخطه من التفسير والحديث والفقه ما لم ينسخه أحد من الوراقين كتب بخطه ديوان ابن حجاج سبع مرات قال عبد الوهاب الأنماطي

3 - (الْحَافِظ أَبُو غَالب الذهلي) شُجَاع بن فَارس بن الْحسن بن فَارس بن الْحُسَيْن بن غَرِيب يتَّصل بشيبان ابْن ذهل بن ثَعْلَبَة الْحَافِظ أَبُو غَالب الذهلي السهروردي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الحريمي نسخ بِخَطِّهِ من التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه مَا لم ينسخه أحد من الوراقين كتب بِخَطِّهِ ديوَان ابْن حجاج سبع مَرَّات قَالَ عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي قَلما يُوجد بلد من بِلَاد الْإِسْلَام إِلَّا وَفِيه شَيْء بِخَط شُجَاع الذهلي وَكَانَ مُفِيد وقته بِبَغْدَاد ثِقَة سمع أَبَا طَالب ابْن غيلَان وَعبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأَزجيّ والأمير أَبَا مُحَمَّد ابْن المقتدر وَأَبا مُحَمَّد الْجَوْهَرِي وَأَبا جَعْفَر ابْن الْمسلمَة وَأَبا بكر الْخَطِيب وطبقتهم وَمن بعدهمْ إِلَى أَن سمع من جمَاعَة من طبقته روى عَنهُ إِسْمَاعِيل ابْن السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي والسلفي وَعمر بن ظفر المغازلي والحافظ مُحَمَّد بن نَاصِر وَعبد الله بن مُحَمَّد بن) أَحْمد بن النقور ودهبل بن عَليّ بن كارة وَغَيرهم ومولده نصف شهر رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ووفاته فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخَمْسمِائة وَمن شعره (وقائلة إِنِّي رقدت وَقد بدا ... لِليْل الصِّبَا فِي العارضين قتير) (فَقلت لَهَا إِن اللذيذ من الْكرَى ... يكون إِذا كَانَ الظلام ينير) قلت أحسن مِنْهُ قَول الآخر (وَقَالُوا انتبه من رقدة اللَّهْو وَالصبَا ... فقد لَاحَ صبح فِي دجاك عَجِيب) (فَقلت أخلائي دَعونِي ولذتي ... فَإِن الْكرَى عِنْد الصَّباح يطيب) وَمن شعر الْحَافِظ أبي غَالب الذهلي أَيْضا (هيفاء كالبدر فِي كَمَاله ... لفاء كالغصن فِي اعتداله) (أصبح قلبِي بهَا مشوقاً ... حيران قد لج فِي خباله) (مَا وَصلهَا إِذْ يرام مِنْهَا ... إِلَّا مَعَ النَّجْم فِي مناله) (قد ذاب جسمي بهَا فَمَا إِن ... يبين مِنْهُ سوى خياله) وَمن شعره مَا يكْتب على مضراب الْعود (أَنا فِي كف مهاة ... ذَات دلّ وجمال) (أبدا أسلب بالتح ... ريك ألباب الرِّجَال)

شجاع بن القاسم أبو الحسن الكاتب كان كاتبا للأمير أوتامش فولاه المستعين وزارته وكان أميا وكان كاتب يقرأ عليه الكتب فيحفظها فإذا عرض على المستعين قال هذا كتاب فلان يذكر فيه كذا وكذا ويتفق معه على الجواب وكان أمره يمشي بذلك لعلو يد صاحبه أوتامش ولم يزل

3 - (أَبُو الْحسن وَزِير المستعين) شُجَاع بن الْقَاسِم أَبُو الْحسن الْكَاتِب كَانَ كَاتبا للأمير أوتامش فولاه المستعين وزارته وَكَانَ أُمِّيا وَكَانَ كَاتب يقْرَأ عَلَيْهِ الْكتب فيحفظها فَإِذا عرض على المستعين قَالَ هَذَا كتاب فلَان يذكر فِيهِ كَذَا وَكَذَا ويتفق مَعَه على الْجَواب وَكَانَ أمره يمشي بذلك لعلو يَد صَاحبه أوتامش وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن شغب الأتراك والمغاربة فَقَتَلُوهُ وَقتلُوا صَاحبه أوتامش سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ متألهاً طَوِيل الصَّلَاة قَرَأَ يَوْمًا على المستعين أَنه اشْترِي للمعتز والمؤيد حمَار وَحش بِثَلَاثَة دَرَاهِم فَأنْكر ذَلِك المستعين وَكَانَ أَحْمد ابْن أبي الإصبع حَاضرا فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ حمَار وَحش فَضَحِك المستعين ومدحه رجل من الشطار بِشعر يَقُول فِيهِ (شُجَاع لجاع كَاتب لاتب مَعًا ... كجلمود صَخْر حطه السَّيْل من عل) (خميص لميص مُسْتَمر مقدم ... كثير أثير ذُو شمال مهذب) ) (فطين لطين آمُر لَك زاجر ... حصيف لصيف حِين يخبر يعلم) (بليغ لبيغ كل مَا شِئْت قلته ... لَدَيْهِ وَإِن تسكت عَن القَوْل يسكت) (أديب لَبِيب فِيهِ عقل وَحِكْمَة ... عليم لشعري حِين أنْشد يشْهد) (كريم حَلِيم قَابض متباسط ... إِذا جِئْته يَوْمًا إِلَى الْمَدْح يسمح) فَأعْطى هَذَا الشّعْر لرجل طالبي فلقي بِهِ شجاعاً وَهُوَ على قَارِعَة الطَّرِيق وَحَوله النَّاس فاستوقفه وأنشده الشّعْر فَضَحِك وشكره وَدخل على المستعين فَرغب إِلَيْهِ فِي أمره فَأعْطَاهُ عشرَة آلَاف دِرْهَم صلَة وأجرى لَهُ ألف دِرْهَم راتباً فِي كل شهر وَدخل يَوْمًا على المستعين وذيل قبائه قد تخرق فَقَالَ لَهُ المستعين مَا هَذَا يَا شُجَاع فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ داس الْكَلْب ذَنبي فخرقت قباءه يردي دست ذَنْب الْكَلْب فخرق قبائي وكلفه المستعين يَوْمًا قِرَاءَة كتاب وَكَانَ فِيهِ حَاضر طي وطي قَبيلَة من قبائل الْيمن وحاضرهم من حَاضر مِنْهُم فصحفه ومقال جا ضرطي والضرط لُغَة فِي الضراط فَضَحِك المستعين وَكَانَ يَوْمًا فِي مَجْلِسه فَقَامَ رجل فَقَالَ قد سبق من الْوَزير وعد وتلاه لي شكر والوزير حقيق بإنجاز وعدي وَقبُول شكري وَأنْشد (أَبُو حسن يزِيد الْملك حسنا ... وَيصدق فِي المواعد والمقال) (جبان عَن مذمة آمليه ... شُجَاع فِي الْعَطِيَّة والنوال) (أجل الله فِي علن وسر ... فَأعْطَاهُ الْجَلالَة ذُو الْجلَال)

أخو عقبة الأسدي

فَقَالَ لَهُ وَمَا يدْريك أَنِّي جبان وَلم يفهم مَعْنَاهُ فَقَالَ لَهُ أعزّك الله إِنَّمَا قلت إِنَّك تجبن عَن الْبُخْل وَلَا تبخل بِشَيْء وَإِلَّا فَأَنت شُجَاع كاسمك فَقَالَ مَا أُعْطِيك على هَذَا الشّعْر شَيْئا وَلَكِن على شكرك وميلك فَوَقع لَهُ بِأَلف دِرْهَم وَلَوْلَا أَنه لم يفهم مَا أَرَادَ بقوله جبان عَن مذمة آمليه لأعطاه بدل الْألف ألوفاً 3 - (أَخُو عقبَة الْأَسدي) شُجَاع بن وهب وَيُقَال بن أبي وهب وَيُقَال لَهُ أَخُو عقبَة الْأَسدي صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَسُوله إِلَى الْحَارِث بن أبي شمر إِلَى غوطة دمشق وَقيل إِلَى الْمُنْذر بن الْحَارِث بن أبي شمر وَمَات الْحَارِث عَام الْفَتْح وَيُقَال إِلَى جبلة بن الْأَيْهَم وَيُقَال إِلَى هِرقل مَعَ دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ إِلَى نَاحيَة بصرى وَهُوَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَشهد بَدْرًا وأمَّره) النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سَرِيَّة سنة ثَمَان وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن بضع وَأَرْبَعين سنة وآخى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين أَوْس ابْن خولي 3 - (شُجَاع بن مخلد) شُجَاع بن مخلد توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه 3 - (أَبُو بدر الْكُوفِي العابد) شُجَاع بن الْوَلِيد بن قيس أَبُو بدر السكونِي الْكُوفِي العابد نزيل بَغْدَاد روى عَن عَطاء بن السَّائِب وَلَيْث بن أبي سليم ومغيرة بن مقسم وقابوس بن أبي ظبْيَان وخصيف وَالْأَعْمَش ومُوسَى بن عقبَة وَهِشَام بن عُرْوَة وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْنه أَبُو همام الْوَلِيد بن شُجَاع وَأحمد وَإِسْحَاق وَابْن معِين وَأَبُو عبيد وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ وَأَبُو بكر اللصغاني وسعدان بن نصر وَيحيى بن أبي طَالب وَمُحَمّد ابْن الْمُنَادِي وَعبد الله بن روح وَخلق قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل صَدُوق وَقَالَ ابْن سعد كَانَ كثير الصَّلَاة ورعاً توفّي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة

أبو الحسن المدلجي المالكي

3 - (أَبُو الْحسن المدلجي الْمَالِكِي) شُجَاع بن مُحَمَّد بن سيدهم بن عَمْرو بن حَدِيد بن عَسْكَر الإِمَام أَبُو الْحسن المدلجي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْمُقْرِئ ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْعَبَّاس الحطية وَسمع مِنْهُ وَمن عبد الله بن رِفَاعَة وَعبد الْمُنعم بن موهوب الْوَاعِظ وَأبي طَاهِر السلَفِي وَلَقي من الْفُقَهَاء أَبَا الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن الْحباب وَأَبا حَفْص عمر بن مُحَمَّد الذَّهَبِيّ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي بكر بن السراج وَصَحب أَبَا مُحَمَّد ابْن بري وتصدر بِجَامِع مصر وأقرأ وَحدث وانتفع بِهِ جمَاعَة وَآخر من قَرَأَ عَلَيْهِ وَفَاة أَبُو الْحسن عَليّ ابْن شُجَاع الضَّرِير 3 - (سُلْطَان الدولة) أَبُو شُجَاع سُلْطَان الدولة ابْن بهاء الدولة أبي نصر ابْن عضد الدولة ابْن بويه ولي السلطنة وَهُوَ صبي لَهُ عشر سِنِين بعد أسيه بهاء الدولة وَبعثت إِلَيْهِ الْخلْع من جِهَة الْخَلِيفَة وَتُوفِّي بشيراز رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَت سلطنته ضَعِيفَة) 3 - (أم المتَوَكل) شُجَاع أم أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل الطخارية كَانَت صَالِحَة كَثِيرَة الصَّدَقَة وَالْمَعْرُوف حكى عَنْهَا أَحْمد بن الخصيب قبل وزارته عَنْهَا حِكَايَة تدل على صَلَاحهَا وجودهَا أوردهَا محب الدّين ابْن النجار فِي ترجمتها فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد وَتوفيت رَحمهَا الله سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهَا الْمُنْتَصر ابْن ابْنهَا وَكَانَ ذَلِك فِي شهر ربيع الآخر وَقتل وَلَدهَا المتَوَكل فِي شَوَّال من هَذِه السّنة (الألقاب) الشجاعي الْوَزير علم الدّين سنجر الشجاعي وَالِي الْوُلَاة عز الدّين أيبك أَبُو شُجَاع ظهير الدّين اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَقد تقدم فِي المحمدين فيطلب هُنَاكَ أَبُو شُجَاع الذهلي اسْمه فَارس بن الْحُسَيْن أَبُو شُجَاع الْوَاعِظ مُحَمَّد بن المنجح

شجر الدر

(شجر الدّرّ) 3 - (أم خَلِيل) شجر الدّرّ جَارِيَة السُّلْطَان الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَأم وَلَده خَلِيل كَانَت بارعة الْجمال ذَات رَأْي ودهاء وعقل ونالت من السَّعَادَة مَا لم ينله أحد فِي زمانها كَانَ الصَّالح يُحِبهَا ويعتمد عَلَيْهَا وَلما توفّي على دمياط أفت مَوته وَكَانَت تعلم بخطها مثل علامته وَتقول السُّلْطَان مَا هُوَ طيب وتمنعهم من الدُّخُول إِلَيْهِ وَكَانَ الْأُمَرَاء الخاصكية يحترمونها وملكوها عَلَيْهِم أَيَّامًا وتسلطنت وخطب لَهَا على المنابر إِثْر قتل السُّلْطَان الْمُعظم ابْن الصَّالح ثمَّ إِنَّهَا عزلت نَفسهَا وأقيم فِي السلطنة الْأَشْرَف وَمَعَهُ فِي السلطنة أيبك بن الْمعز ثمَّ لما غارت مِنْهُ قتلته وَقتلت وزيرها القَاضِي الأسعد وَمَات ابْنهَا خَلِيل صَبيا وَكَانَت تعلم على المناشير وَالِدَة خَلِيل وَبقيت على ذَلِك ثَلَاثَة أشهر ثمَّ إِن مماليك الْمعز أخذوها بعد أَن أمنوها وقتلوها سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَوجدت ملقاة تَحت القلعة مسلوبة وحملت إِلَى تربة بنت لَهَا بِقرب السيدة نفيسة وَكَانَ الصاحب بهاء الدّين قد وزر لَهَا وَلما تيقنت أَنَّهَا مقتولة أودعت جملَة من المَال فَذَهَبت وَأخذت جَوَاهِر نفيسة كسرتها فِي الهاون وَاسْمهَا على الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَيَقُول) الخطباء على المنابر بعد الدُّعَاء للخليفة واحفظ اللَّهُمَّ الْجِهَة الصَّالِحَة ملكة الْمُسلمين عصمَة الدُّنْيَا وَالدّين أم خَلِيل المستعصمية صَاحِبَة السُّلْطَان الْملك الصَّالح (الألقاب) ابْن الشجري النَّقِيب صَاحب الأمالي اسْمه هبة الله بن عَليّ بن مُحَمَّد (شحطون) 3 - (الموسوس) شحطون الموسوس الْبَغْدَادِيّ قَالَ أَبُو يحيى المهندس مَرَرْت بالمخرم يَوْمًا فَرَأَيْت شحطون جَالِسا فِي الطَّرِيق وَمَعَهُ ابْن لَهُ فدنوت مِنْهُمَا وَدفعت إِلَى الْغُلَام من سكر كَانَ معي فَأَخذه فَقلت لَهُ مَا اسْمك فَقَالَ سعيد فَقلت أَنْت وَالله يَا سعيد كيس عَاقل فَأقبل عَليّ شحطون فَقَالَ

الألقاب

(يَا شيخ قل لي أَهَذا ... من الْمُهَيْمِن عدل) (بِأَن يكون لهَذَا ... عقل وَمَالِي عقل) قلت سُبْحَانَ الله من بقول هَذَا قَالَ يَقُوله من يراني على مثل هَذِه الْحَالة مطروحاً قي الطَّرِيق وَالله يَا أخي إِنَّه ليَأْتِي عَليّ وَقت لَا أَدْرِي فِيهِ مَا حَالي وَمَا رَحْمَتي لنَفْسي إِنَّمَا أرْحم هَذَا الَّذِي لَيست لَهُ أم وَأَبوهُ على مثل هَذِه الْحَال قلت فادفعه إِلَيّ حَتَّى يكون مَعَ صبياني فِي مثل أَحْوَالهم من التفقد والتعهد فَبكى ثمَّ قَالَ (أأجعل روحي وَالَّذِي هُوَ مؤنسي ... يَتِيما وَلم يقدر لي الْمَوْت قَادر) (لَعَلَّ ليالينا تروح كربتي ... فتدفع عني كل مَا أَنا حاذر) (فَلَا الْيَأْس يستولي عَليّ وَلَا أرى ... جزوعاً وَلَكِنِّي صبور وشاكر) قَالَ فأبكاني فَلَمَّا رأى بُكَائِي قَالَ (أَتَرَى رَحْمَة بَكَيْت لمن عَن ... دك أم رَحْمَة بَكَيْت لما بِي) (لَا تبْكي الجفون مِنْك لهَذَا ... بكها للوقوف يَوْم الْحساب) (كل نفس تفنى وَيبقى الَّذِي يَفِ ... ني وَيجْزِي برحمة أوعذاب) قَالَ ثمَّ قَامَ وَحمل ابْنه على عُنُقه فَمَا جَاوز بَعيدا حَتَّى تغير لَونه وَطَرحه وهام فهممت بِأخذ) الصَّبِي فَقيل لي إِنَّه إِن رَجَعَ وَلم يره لم تقم لَهُ قَائِمَة (الألقاب) ابْن الشّحْنَة الشَّاعِر اسْمه عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الشّحْنَة الْمسند الْمُتَأَخر الْمَعْرُوف بالحجار اسْمه أَحْمد بن آبي طَالب ابْن نعْمَة ابْن شَحم الإسكندري اسْمه افر بن طَاهِر ابْن الشحام الشَّافِعِي نجم الدّين عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن نصر ابْن شحانة عبد الرَّحْمَن بن عمر ابْن أبي الشخباء الْحسن بن عبد الصَّمد ابْن الشخير الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد الله الشريشي القنائي زين الدّين اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد

شداد

(شَدَّاد) 3 - (الْأنْصَارِيّ) شَدَّاد بن أَوْس بن ثَابت بن الْمُنْذر بن حرامٍ أَبُو يعلى وَقيل أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ الخزرجي النجاري وَهُوَ ابْن أخي حسان بن ثَابت النصاري قَالَ مَالك أَبُو يعلى ابْن عَم حسان بن أبي حسان بن ثَابت وَقَالَ ابْن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ مَالك وَإِنَّمَا هُوَ ابْن أخي حسان لَا ابْن عَمه وَكَانَ مِمَّا أُوتِيَ الْعلم والحلم لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة أحد سَادَات الصَّحَابَة كَانَ إِذا دخل الْفراش يتقلب على الْفراش لَا يَأْتِيهِ النّوم فَيَقُول اللَّهُمَّ إِن النَّار أذهبت مني النّوم فَيقوم فَيصَلي حَتَّى يصبح نزل بَيت الْمُقَدّس وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى عَنهُ ابْنه يعلى بن شَدَّاد وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ ومحمود بن لبيد وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (اللَّيْثِيّ) شَدَّاد بن الْهَادِي اللَّيْثِيّ ثمَّ العتواري حَلِيف بني هَاشم هُوَ مدنِي من بني لَيْث بن عبد مَنَاة بن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس قيل اسْمه أُسَامَة وَشَدَّاد لقب لَهُ وَالْهَادِي هُوَ عَمْرو وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْهَادِي لِأَنَّهُ كَانَ يُوقد النَّار لَيْلًا لمن سلك الطَّرِيق من الأضياف وَكَانَ شَدَّاد سلفا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلأبي بكر لِأَنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ سلمى بنت عُمَيْس أُخْت أَسمَاء بنت عُمَيْس وَهِي أُخْت مَيْمُونَة بنت الْحَارِث لأمها سكن الْمَدِينَة ثمَّ تحول إِلَى الْكُوفَة وداره) بِالْمَدِينَةِ مَعْرُوفَة وروى عَنهُ ابْن أبي عمار 3 - (ابْن أسيد) شَدَّاد بن أسيد لَهُ صُحْبَة روى حَدِيثه زيد بن الْحباب عَن

القتباني

عمر بن قيظي بن عَامر بن شَدَّاد بن أسيد عَن أَبِيه عَن جده أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ أَنْت مهَاجر حَيْثُمَا كنت 3 - (الْقِتْبَانِي) شَدَّاد بن عبد الله الْقِتْبَانِي قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد بلحارث بن كَعْب سنة عشر مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَأسلم وَحسن إِسْلَامه 3 - (الْجُهَنِيّ) شَدَّاد بن شُرَحْبِيل الْجُهَنِيّ شَامي روى عَنهُ عَيَّاش بن يُونُس حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه رَآهُ قد وضع يَمِينه على يسَاره فِي الصَّلَاة قَابِضا عَلَيْهَا قَالَ أَبُو عَليّ لَيْسَ لشداد بن شُرَحْبِيل غير هَذَا الحَدِيث 3 - (الْجَزرِي) شَدَّاد بن إِبْرَاهِيم أَبُو النجيب الْجَزرِي استدعاه الْوَزير أَبُو مُحَمَّد المهلبي فَوَجَدَهُ الرَّسُول قد غسل ثِيَابه فَكتب إِلَيْهِ يعْتَذر عَن الْحُضُور عَبدك تَحت الْحَبل عريانكأنهلا كانشيطان (يغسل أثواباً كَأَن البلى ... فِيهَا خليط وَهُوَ أوطان) (أرق من ديني إِن كَانَ لي ... دين كَمَا للناتس أَدْيَان) (كَأَنَّهَا حَالي من قبل أَن ... يصبح عِنْدِي لَك إِحْسَان) (يَقُول من يبصرني معرضاُ ... فِيهَا وللأقوال برهَان) (هَذَا الَّذِي قد نسجت فَوْقه ... عناكب الْحِيطَان قمصان) قَالَ الْحَافِظ اليغموري نقلتها من خطّ السلَفِي (الألقاب) ابْن شَدَّاد القَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد اسْمه يُوسُف بن رَافع بن تَمِيم ابْن شَدَّاد الْكَاتِب مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم

شراحيل

) ابْن شدقيني اسْمه فَرح بن معالي ابْن شدقيني مُحَمَّد بن معالي ابْن الشرابي النَّحْوِيّ اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد (شرَاحِيل) 3 - (الصَّنْعَانِيّ) شرَاحِيل بن آده أَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ من صنعاء دمشق توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْجعْفِيّ) شرَاحِيل الْجعْفِيّ وَقيل فِيهِ شُرَحْبِيل وَسَيَأْتِي فِي ذكر شُرَحْبِيل إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الْكِنْدِيّ) شرَاحِيل بن مرّة الْكِنْدِيّ روى عَنهُ حجر بن عدي وَحَدِيثه عِنْد أبي إِسْحَاق السَّبيعي عَن أبي البخْترِي 3 - (الْمنْقري) شرَاحِيل الْمنْقري لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعد فِي الشاميين روى عَنهُ أَبُو زيد الْهَوْزَنِي 3 - (الْحَضْرَمِيّ) شرَاحِيل بن زرْعَة الْحَضْرَمِيّ قدم فِي وَفد حَضرمَوْت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاسلموا (الألقاب) ابْن شرام النَّحْوِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد

شرحبيل

(شُرَحْبِيل) 3 - (ابْن حَسَنَة) شُرَحْبِيل ابْن حَسَنَة وَهِي أمه وَأَبوهُ عبد الله بن المطاع أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة معدوداً فِي وُجُوه قُرَيْش وَكَانَ أَمِيرا على ربع من أَربَاع الشَّام توفّي فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ ابْن مَاجَه 3 - (الْكِنْدِيّ) شُرَحْبِيل بن السمط بن الْأسود الْكِنْدِيّ أَبُو يزِيد وَقيل أَبُو السمط قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر يُقَال إِن لَهُ صُحْبَة وَيُقَال لَا صُحْبَة لَهُ قلت ذكره ابْن عبد الْبر فِي كتاب الِاسْتِيعَاب وَقَالَ أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ أَمِيرا على حمص لمعاوية وَمَات بهَا سنة أَرْبَعِينَ قَالَ ابْن عَسَاكِر روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا وَاحِدًا وَعَن عمر وسلمان وَعبادَة بن الصَّامِت وَزيد وَغَيرهم وروى عَنهُ عَمْرو بن الْأسود وخَالِد بن معدان وَمَكْحُول وَغَيرهم قَالَ البُخَارِيّ لَهُ صُحْبَة قلت وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (ابْن أَوْس) شُرَحْبِيل بن أَوْس وَقيل أَوْس بن شُرَحْبِيل حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي من شرب الْخمر مثل حَدِيث مُعَاوِيَة فَإِن عَاد الرَّابِعَة فَاقْتُلُوهُ وَهُوَ حَدِيث مَنْسُوخ بِإِجْمَاع وَبِقَوْلِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحل دم امْرِئ مُسلم إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث وبجلده نعيمان أَو ابْن نعيمان خَامِسَة فَإِن كَانَ حَدِيثه مُرْسلا فَإِنَّهُ يعضده الْإِجْمَاع

الجعفي

3 - (الْجعْفِيّ) شُرَحْبِيل الْجعْفِيّ قَالَ بَعضهم شرَاحِيل حَدِيثه فِي أَعْلَام النُّبُوَّة فِي قصَّة السّلْعَة الَّتِي كَانَت بِهِ شكاها إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنفث فِيهَا وَوضع يَده عَلَيْهَا ثمَّ رفع يَده فَلم ير لَهَا أثر روى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن 3 - (الثَّقَفِيّ) شُرَحْبِيل بن غيلَان بن سَلمَة الثَّقَفِيّ روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الاسْتِغْفَار بن كل سَجْدَتَيْنِ من صلَاته كَانَ أحد الْخَمْسَة رجال من وُجُوه ثَقِيف الَّذين بعثتهم ثَقِيف بِإِسْلَامِهِمْ مَعَ عبد ياليل لَهُ ولأبيه غيلَان صُحْبَة) 3 - (ابْن ذِي الكلاع) شُرَحْبِيل بن ذِي الكلاع كَانَ من كبار أُمَرَاء الشَّام قتل مَعَ ابْن زِيَاد سنة سِتّ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن سعد الْمدنِي) شُرَحْبِيل بن سعد الْمدنِي مولى الْأَنْصَار روى عَن زيد بن ثَابت وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ قيل إِن مَالِكًا لم يرو عَنهُ شَيْئا وَقيل كنى عَن اسْمه قَالَ ابْن عُيَيْنَة كَانَ يُفْتِي وَلم يكن أحد أعلم مِنْهُ بالمغازي ثمَّ احْتَاجَ فكأنهم اتَّهَمُوهُ وَكَانُوا يخَافُونَ إِذا جَاءَ إِلَى الرجل يطْلب مِنْهُ فَلم يُعْطه أَن يَقُول لم يشْهد أَبوك بَدْرًا رَوَاهُ ابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان قَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ ابْن أبي ذِئْب كَانَ مُتَّهمًا وَمَعَ تعنت ابْن حبَان فقد ذكره فِي الثِّقَات وَقَالَ ابْن عدي هُوَ إِلَى الضعْف أقرب وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (ذُو الجوشن) شُرَحْبِيل بن الْأَعْوَر بن عَمْرو بن مُعَاوِيَة ذُو الجوشن الصبابي العامري وَقيل اسْمه أَوْس بن الْأَعْوَر الصَّحَابِيّ سكن الْكُوفَة وروى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَقيل إِنَّه لم يسمع مِنْهُ وَإِنَّمَا سمع من ابْنه شمر بن ذِي الجوشن عَن أَبِيه وَسمي ذَا الجوشن من أجل أَن صَدره كَانَ ناتئاً وَكَانَ ذُو الجوشن شَاعِرًا مطبوعاً وَله أشعار حسان رثى بهَا أَخَاهُ الصميل بن الْأَعْوَر وان قَتله رجل من خثعم يُقَال لَهُ أنس بن مدرك أَبُو سُفْيَان فِي الْجَاهِلِيَّة (وَقَالُوا كسرنا بالصميل جنَاحه ... فَأصْبح شَيخا عزه قد تضعضعا)

الألقاب

(كَذبْتُمْ وَبَيت الله لَا تبلغوني ... وَلم يَك قومِي قوم سوء فأجزعا) (فيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن ... قبائل عوها والعمور وألمعا) (فَمن مبلغ عني قبائل خثعم ... ومذحج هَل أخبرتم الشَّأْن أجمعا) (بِأَن قد تركنَا الْحَيّ حَيّ ابْن مدرك ... أَحَادِيث طسم والمنازل بلقعا) (جزينا أَبَا سُفْيَان صَاعا بصاعه ... بِمَا كَانَ أجْرى فِي الحَدِيث وأوضعا) (الألقاب) ابْن بنت شُرَحْبِيل سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن (شَرْقي) 3 - (الأخباري النسابة) شَرْقي بن الْقطَامِي هُوَ الْوَلِيد بن الْحصين بن جمال بن حبيب بن جَابر ابْن مَالك بن عُمَيْر بن امْرِئ الْقَيْس بن النُّعْمَان بن عَامر بن عبد ود بن عَوْف يَنْتَهِي إِلَى الحاف بن قضاعة كَانَ عَلامَة نسابة أخبارياً إِلَّا أَنه كَانَ ضَعِيفا فِي رِوَايَته وَكَانَ من أهل الْكُوفَة وكنيته أَبُو الْمثنى وَكَانَ أَعور وَكَانَ لَا يشرب النَّبِيذ إِلَّا قدحاً وَاحِدًا حدث عَن ابْن دُرَيْد مَا يرفعهُ إِلَى ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ كنت يَوْمًا عِنْد الشَّرْقِي بن الْقطَامِي فَقَالَ من يعرف مِنْكُم أَسد بن عبد منَاف بن شيبَة بن عَمْرو بن الْمُغيرَة بن زيد وَهُوَ من اشرف النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا مَا نعرفه قَالَ هُوَ عَليّ بن أبي طَالب كَانَت أمه سمته أسداً وَأَبوهُ غَائِب لما وَلدته وَاسم أبي طَالب عبد منَاف وَاسم عبد الْمطلب شيبَة وَاسم هَاشم عَمْرو وَاسم عبد منَاف الْمُغيرَة وَاسم قصي زيد وَقَالَ الشَّرْقِي دخلت على الْمَنْصُور فَقَالَ يَا شَرْقي علام زار الْمَرْء فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ على خلال أَربع على مَعْرُوف سلف أَو مثله يؤتنف أَو قديم شرف أَو علم مطرف قَالَ غَيره فَمَا وَرَاء ذَلِك فولوع وكلف (الألقاب) ابْن شرشير هُوَ النَّاشِئ الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد الشرش اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم

شرفشاه

(شرفشاه) 3 - (الشَّافِعِي) شرفشاه بن ملكداد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل مراغة قدم بَغْدَاد وَأقَام يتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَالْخلاف وَصَارَ من أنظر الْفُقَهَاء ثمَّ إِنَّه سَافر إِلَى مُحَمَّد بن يحيى إِلَى نيسابور وَأقَام بهَا يدرس ويناظر ويفتي وَله تعلقة فِي الْخلاف مَشْهُورَة متداولة مجمع على حسنها وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة (شرف) 3 - (وَالِد الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ) شرف بن مرى هُوَ الْحَاج شرف وَالِد الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى توف بنوى سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة (الألقاب) ابْن شرف القيرواني الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن أبي سعيد تقدم ذكره فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ وَابْنه جَعْفَر بن مُحَمَّد شرف السَّادة الْعلوِي اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله 3 - (الْمصْرِيّ الخليع) شرف بن أَسد الْمصْرِيّ شيخ ماجن متهتك ظريف خليع يصحب الْكتاب ويعاشر الندماء ويشبب فِي الْمجَالِس على القيان رَأَيْته غير مرّة بِالْقَاهِرَةِ وأنشدني لَهُ شعرًا كثيرا من البلاليق والأزجال والموشحات وَغير ذَلِك وَكَانَ عامياً مطبوعاً قَلِيل اللّحن يمتدح الأكابر ويستعطي الجوائز ويسترفدهم بأنواع المدائح وصنف عدَّة مصنفات فِي مشاشات الخليج والزوائد الَّتِي للمصريات والنوادر والأمثال ويخلط ذَلِك بأشعاره وَهِي مَوْجُودَة بِالْقَاهِرَةِ عِنْد من كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِم وأنشدني لنَفسِهِ من أَبْيَات يغزل شذت عني وَلم أحفظ مِنْهَا إِلَّا قَوْله (الظبي تسلح فِي أرجاء لحيته ... والغصن تصفعه إِن مَاس بالقدم) وَتُوفِّي رَحمَه الله بَعْدَمَا تمرض زَمَانا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أَو سنة سبع وَثَلَاثِينَ وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة

) (رَمَضَان كلك فتوه ... وصحيح دينك عَلَيْهِ) (وَأَنا فِي ذَا الْوَقْت مُعسر ... وأشتهي الإرفاق بيه) (حَتَّى تروى الأَرْض بالنيل ... وَيُبَاع القرط بَدْرِي) (واعطك الدِّرْهَم ثَلَاثَة ... وَأَصُوم شَهْرَيْن وَمَا أَدْرِي) (وان طلبتني فِي ذَا الْوَقْت ... فَأَنا أثبت عسري) (فامتهل واربح ثوابي ... لَا تربحني خطيه) (وتخليني أَسْقُف ... طول نهاري لَا عشيه) (لَك ثَلَاثِينَ يَوْم عِنْدِي ... اصبر اعطي الْمثل مثلين) (وَإِن عسفتني ذَا الْأَيَّام ... مَا اعْترفت لَك قطّ بِالدّينِ) (وانكرك واحلف وَقل لَك ... أَنْت من أَيْن وَأَنا من أَيْن) (وأهرب اقعد فِي قمامه ... أَو قلالي بولشيه) (واجي فِي عيد شَوَّال ... واستريح من ذِي القضيه) (وَإِلَّا خُذ مني نقيده ... فِي الْمُعَجل نصف رحلك) (صومي من بكره إِلَى الظّهْر ... وأقاسي الْمَوْت لاجلك) (وَأَصُوم لَك شهر طوبة ... وَيكون من بعض فضلك) (إيش أَنا فِي رَحْمَة الله ... من أَنا بَين البريه) (أَنا إِلَّا عبد مقهور ... تَحت أَحْكَام المشيه) (من زبون نحس مثلي ... رَمَضَان خُذ مَا تيَسّر) (أَنْت جيت فِي وَقت لَو كَانَ ... الْجُنَيْد فِي مثله أفطر) (هون الْأُمُور ومشي ... بعلي وَلَا تعسر) (وَخذ ايش مَا سهل الله ... مَا الزبونات بالسويه) (الملكي خُذ منو عَاجل ... وامهل الْمُعسر شرويه) (ذِي حرور تذوب الْقلب ... ونهار أطول من الْعَام) (ونا عِنْدِي أَي من صَامَ ... رَمَضَان فِي ذِي الْأَيَّام) (ذَاك يكون الله فِي عونه ... وَيكفر عنو الآثام) ) (وَجَمِيع كَلَامي هَذَا ... بطرِيق المصخريه)

(وَالله بِعلم مَا فِي قلبِي ... وَالَّذِي لي فِي الطويه) وَوضع ابْن شرف هَذَا فِيمَا وَضعه حِكَايَة حَكَاهَا لي بِالْقَاهِرَةِ المحروسة وَنحن على الخليج بشق الثعبان فِي سَابِع الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهِي اجتاز بعض النُّحَاة بِبَعْض الأساكفة فَقَالَ أَبيت اللَّعْن واللعن أَبَاك رحم الله أمك وأباك وَهَذِه تَحِيَّة الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة قبل الْإِسْلَام لَكِن عَلَيْك أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالسّلم وَالسّلم وَمثلك من يعز ويحترم وَيكرم ويحتشم قَرَأت الْقُرْآن والتيسير والعنوان والمقامات الحريرية والدرة الألفية وكشاف الزَّمَخْشَرِيّ وتاريخ الطَّبَرِيّ وشرحت اللُّغَة مَعَ الْعَرَبيَّة على سِيبَوَيْهٍ ونفطويه وَابْن خالويه وَالقَاسِم بن كميل وَالنضْر بن شُمَيْل وَقد دعتني الضَّرُورَة إِلَيْك وتمثلت بَين يَديك لَعَلَّك تتحفني من بعض حكمتك وَحسن صنعتك بنعل يقيني الْحر وَيدْفَع عني الشَّرّ وأعرب لَك عَن اسْمه حَقِيقا لأتخذك بذلك رَفِيقًا فَقِيه لُغَات مؤتلفة على لِسَان الْجُمْهُور مُخْتَلفَة فَفِي النَّاس من كناه بالمداس وَفِي عَامَّة الْأُمَم من لقبه بالقدم وَأهل شهرنوزه سموهُ بالسارموزه وَإِنِّي أخاطبك بلغات هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَلَا إِثْم عَليّ فِي ذَلِك وَلَا لوم وَالثَّالِثَة بِهِ أولى وَأَسْأَلك أَيهَا الْمولى أَن تتحفني بسارموزه أنعم من الموزه أقوى من الصوان وأطول عمرا من الزَّمَان خَالِيَة من البواشي مطبقة الْحَوَاشِي لَا يتَغَيَّر عَليّ وشيها وَلَا يروعني مشيها لَا تنْقَلب إِن وطِئت بهَا جروفاً وَلَا تَنْفَلِت إِن طحت بهَا مَكَانا مخسوفاً وَلَا تلتوق من أَجلي وَلَا يؤلمها ثقلي وَلَا تمترق من رجْلي وَلَا تتعوج وَلَا تتلقوج وَلَا تنبعج وَلَا تنفلج وَلَا تقب تَحت الرجل وَلَا تلصق بِخبْز الفجل ظَاهرهَا كالزعفران وباطنها كشقائق النُّعْمَان أخف من ريش الطير شَدِيد الْبَأْس على السّير طَوِيلَة الكعاب عالية الأجناب لَا يلْحق بهَا التُّرَاب وَلَا يغرقها مَاء السَّحَاب تصر صرير الْبَاب وتلمع كالسراب وأديمها من غير جراب جلدهَا من خَالص جُلُود الْمعز مَا لبسهَا ذليل إِلَّا افتخر بهَا وَعز مخروزة كخرز الخردفوش وَهِي أخف من المنقوش مسمرة بالحديد ممنطقة ثَابِتَة فِي الأَرْض الزلقة نعلها من جلد الأفيلة الخمير لَا الفطير وَتَكون بالنزر الحقير فَلَمَّا أمسك النَّحْوِيّ من كَلَامه وثب الإسكافي على أقدامه وتمشى وتبختر وأطرق سَاعَة وتفكر وتشدد وتشمر وتحرج وتنمر وَدخل حانوته وَخرج وَقد دَاخله الحنق والتحرج فَقَالَ) لَهُ النَّحْوِيّ جِئْت بِمَا طلبته فَقَالَ لَا بل بِجَوَاب مَا قلته فَقَالَ قل وأوجز وسجع ورجز فَقَالَ أخْبرك أَيهَا النَّحْوِيّ أَن الشرسا بحزوى شطبطبات المتقرقل والمتقبعقب لما قرب من قرى قرق القرنقنقف طرق زرفنات شراسيف قصر القشتبع من جلنب الشرشنكل والديوك تصهل كنهيق زقازيق الصولجانات والحرفرف الفرتاح يبيض الفرقنطق والزعر برجو احلبنبوا يَا حيّز من الطيز بِحَجّ بحمندك بشمر دلو خاط الركبنبو شاع

الألقاب

الجبربر بجفر الترتاح ابْن يوشاخ على لؤَي بن شمندخ بِلِسَان القرواق مازكلوخ أَنَّك أكيت أرس برام المسلنطح بالشمر دلند مخلوط والزيبق بحبال الشَّمْس مربوط علعل بشعلعل مَاتَ الكرندوش أَدْعُوك فِي الْوَلِيمَة يَا تَيْس تش يَا حمَار يَا بَهِيمَة أُعِيذك بالزحواح وابخرك بحصى البان المستراح وأوقيك وأرقيك وأرقيك برقوات مرقات قرقرات الْبُطُون لتخلص من دَاء البرسام وَالْجُنُون وَنزل من دكانه مستغيثاً بجيرانه وَقبض لحية النَّحْوِيّ بكفيه وخنقه بإصبعيه حَتَّى خر مغشياً عَلَيْهِ وبربر فِي وَجهه وزمجر ونأى بجانبه واستكبر وشخر ونخر وَتقدم وَتَأَخر فَقَالَ النَّحْوِيّ الله أكبر الله أكبر وَيحك أَنْت تجننت فَقَالَ لَا بل أَنْت تخرفت وَالسَّلَام قلت إِلَّا أَنه مَا ظرف فِي مقطعها ولاملح فِي مخلصها وَكَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَن يكون آخرهَا حاراً هزازاً نَادرا حلواً كَمَا لَو قَالَ فَقَالَ النَّحْوِيّ مَا هَذَا العفان قَالَ مثل ذَلِك الهذيان أَو مَا أشبه ذَلِك (الألقاب) ابْن الشَّرْقِي الْحَافِظ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن أَخُوهُ عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن (شُرَيْح) 3 - (أَبُو الْمِقْدَام الْحَارِثِيّ) شُرَيْح بن هَانِئ الْحَارِثِيّ الْمذْحِجِي الْكُوفِي أدْرك الْجَاهِلِيَّة وروى عَن أَبِيه وَعلي بن أبي طَالب وَكَانَ من أَصْحَابه وَعمر وَعَائِشَة وَسعد وَأبي هُرَيْرَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وكنيته أَبُو الْمِقْدَام وَقيل إِنَّه توفّي فِي حُدُود التسعين

الصائدي الكوفي

3 - (الصائدي الْكُوفِي) شُرَيْح بن النُّعْمَان الصائدي الْكُوفِي روى عَن أَبِيه وجده وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (القَاضِي أَبُو أُميَّة) شُرَيْح بن الْحَارِث أَبُو أُميَّة القَاضِي الْكُوفِي يُقَال إِنَّه من أَوْلَاد الْفرس الَّذين كَانُوا بِالْيمن أدْرك الْجَاهِلِيَّة ووفد من الْيمن بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَولي قَضَاء الْكُوفَة لعمر وروى عَنهُ وَعَن عَليّ وَعبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَكَانَ شَاعِرًا راجزاً قائفاً كوسجاً وَلما ولاه عمر قَضَاء الْكُوفَة قَالَ انْظُر مَا تبين لَك فِي كتاب الله فَلَا تسْأَل عَنهُ أحدا وَمَا لم يتَبَيَّن لَك فِي كتاب الله فَاتبع فِيهِ السّنة وَمَا لم يتَبَيَّن لَك فِي السّنة فاجتهد فِيهِ رَأْيك فولي ذَلِك وَأقَام على الْقَضَاء سِتِّينَ سنة وَجَاء أَنه استعفى من الْقَضَاء قبل مَوته بِسنة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَقيل سنة سِتّ أَو ثَمَان أَو تسع وَسبعين أَو سنة ثَمَانِينَ أَو اثْنَتَيْنِ أَو سبع وَثَمَانِينَ أَو ثَلَاث أَو سبع أَو تسع وَتِسْعين وَله مائَة وثمان سِنِين أَو وَعشر سِنِين أَو وَعِشْرُونَ سنة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَهُوَ أحد السادات الطلس وَكَانَ مزاحا دخل عَلَيْهِ عدي بن أَرْطَأَة فَقَالَ لَهُ أَيْن أَنْت أصلحك الله قَالَ بَيْنك وَبَين الْحَائِط قَالَ اسْمَع مني قَالَ قل أسمع قَالَ إِنِّي رجل من أهل الشَّام قَالَ مَكَان سحيق قَالَ وَتَزَوَّجت عنْدكُمْ قَالَ بالرفاء والبنين قَالَ وَأَرَدْت أَو أرحلها قَالَ الرجل أَحَق بأَهْله قَالَ وشرطت لَهَا دارها قَالَ لَا الشَّرْط لَهَا قَالَ فاحكم الْآن بَيْننَا قَالَ قد فعلت قَالَ فعلى من حكمت قَالَ على ابْن أمك قَالَ بِشَهَادَة من قَالَ بِشَهَادَة ابْن أُخْت خَالك وَرُوِيَ أَن عَليّ بن أبي طَالب دخل مَعَ خصم ذمِّي إِلَى القَاضِي شُرَيْح فَقَامَ لَهُ فَقَالَ هَذَا أول جورك ثمَّ أسْند ظَهره إِلَى الْجِدَار وَقَالَ أما إِن خصمي لَو كَانَ مُسلما لجلست بجنبه وَتزَوج شُرَيْح امْرَأَة من بني تَمِيم اسْمهَا زَيْنَب فنقم عَلَيْهَا) فضربها ثمَّ نَدم وَقَالَ

البغدادي الجوهري

(رَأَيْت رجَالًا يضْربُونَ نِسَاءَهُمْ ... فشلت يَمِيني يَوْم أضْرب زينبا) (أأضربها من غير ذَنْب أَتَت بِهِ ... فَمَا الْعدْل مني ضرب من لَيْسَ مذنبا) (فزينب شمس وَالنِّسَاء كواكب ... إِذا طلعت لم تَرَ مِنْهُنَّ كوكبا) نقلت من مَجْمُوع بِخَط قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَعَن شُرَيْح أَنه تقدّمت إِلَيْهِ امْرَأَة فَقَالَت أَيهَا القَاضِي إِنِّي جئْتُك مخاصماً قَالَ فَأَيْنَ خصمك قَالَت أَنْت فأخلى لَهَا الْمجْلس وَقَالَ لَهَا تكلمي فَقَالَت إِنِّي امْرَأَة لَهَا إحليل وَفرج فَقَالَ قد كَانَت لأمير الْمُؤمنِينَ فِي ذَا قصَّة ورث من حَيْثُ جَاءَ الْبَوْل وَكَانَ شُرَيْح قَاضِي عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَت لَهُ أَنه يَجِيء مِنْهَا جَمِيعًا فَقَالَ لَهَا من أَيْن يسْبق الْبَوْل قَالَت لَيْسَ شَيْء مِنْهُمَا يسْبق يخرجَانِ مَعًا فِي وَقت وينقطعان فِي وَقت فَقَالَ إِنَّك لتخبرين بعجيب فَقَالَت أَقُول أعجب من ذَلِك تزَوجنِي ابْن عَم لي وأخدمني خَادِمًا فوطئتها فأولدتها وَإِنَّمَا جئْتُك لما أولدتها فَقَامَ شُرَيْح من مجْلِس الْقَضَاء فَدخل على عَليّ فَأخْبرهُ بِمَا قَالَت الْمَرْأَة فَأمر بهَا عَليّ فأدخلت فَسَأَلَهَا عَمَّا قَالَ القَاضِي فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هُوَ الَّذِي قَالَ قَالَ فأحضر زَوجهَا فَقَالَ هَذِه زَوجتك وَابْنَة عمك قَالَ نعم قَالَ أفعلمت مَا كَانَ قَالَ نعم أخدمتها خَادِمًا فوطئتها فأولدتها ووطئتها بعد ذَلِك قَالَ لَهُ عَليّ لأَنْت أجسر من الْأسد جيئوني بِدِينَار الْخَادِم وَكَانَ معدلاً وَامْرَأَتَيْنِ فَقَالَ خُذُوا هَذِه الْمَرْأَة فأدخلوها إِلَى بَيت فألبسوها ثيابًا وجردوها من ثِيَابهَا وعدوا أضلاعها من جنبيها فَفَعَلُوا ذَلِك ثمَّ خَرجُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عدد أضلاع جَانب الْأَيْمن ثَمَانِيَة عشر ضلعاً وَعدد جَانب الْأَيْسَر سَبْعَة عشر ضلعاً فَدَعَا الْحجام فَأخذ شعرهَا وَأَعْطَاهَا حذاء ورداء وألحقها بِالرِّجَالِ فَقَالَ الزَّوْج يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ زَوْجَتي وَابْنَة عمي ألحقتها بِالرِّجَالِ مِمَّن أخذت هَذِه الْقَضِيَّة فَقَالَ عَليّ إِنِّي ورثتها من أبي آدم إِن حَوَّاء أمنا خلقت من آدم فأضلاع الرِّجَال أقل من أضلاع النِّسَاء وَعدد أضلاعها أضلاع رجل فاخرجوا قلت وَقد سقت هَذَا فِي شرح لامية الْعَجم وأوردت هُنَاكَ مَا أمكن إِيرَاده ووجهت الْبَحْث فِيهِ 3 - (الْبَغْدَادِيّ الْجَوْهَرِي) شُرَيْح بن النُّعْمَان الْبَغْدَادِيّ الْجَوْهَرِي توفّي سنة سبع

التنوخي الكوفي

عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ) وَالْأَرْبَعَة 3 - (التنوخي الْكُوفِي) شُرَيْح بن مسلمة التنوخي الْكُوفِي قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ صَدُوق توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (ذُو اللِّحْيَة) شُرَيْح بن عَامر بن عَوْف بن كَعْب بن أبي بكر ذُو اللِّحْيَة الْكلابِي الصَّحَابِيّ يعد فِي الْبَصرِيين روى عَنهُ يزِيد بن أبي مَنْصُور 3 - (الحطم) شُرَيْح بن ضبيعة وَأمه هِنْد بنت حسان بن عَمْرو بن مرْثَد كَانَ شُرَيْح هَذَا قد غزا الْيمن فِي جموع جمعهَا من ربيعَة فغنم وسبى بعد حَرْب كَانَت بَينه وَبَين كِنْدَة أسر فِيهَا فرغان بن مهْدي بن معدي كرب عَم الْأَشْعَث بن قيس وَأخذ على طَرِيق مفازة فضل بهم دليلهم ثمَّ هرب مِنْهُم وَمَات فرغان فِي أَيْديهم عطشاً وَهلك مِنْهُم نَاس كثير بالعطش وَجعل شُرَيْح يَسُوق بِأَصْحَابِهِ سوقاً حثيثاً حَتَّى نَجوا ووردوا المَاء فَقَالَ فِيهِ رشيد بن رميض الْعَنزي هَذَا أَوَان الشد فاشتدي زيم قد لفها اللَّيْل بسواق حطم لَيْسَ براعي إبل وَلَا غنم وَلَا بجزار على لحم وَضم بَات يقاسيها غُلَام كالزلم خَدلج الشاقين خفاق الْقدَم فلقب شُرَيْح يَوْمئِذٍ بالحطم لقَوْل رشيد فِيهِ هَذَا الرجز وَأدْركَ الحطم الْإِسْلَام وَأسلم ثمَّ ارْتَدَّ بعد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج فِي بني عبد قيس بن ثَعْلَبَة وَمن اتبعهُ من بكر بن وَائِل على الرِّدَّة وَمن تأشب إِلَيْهِ من غير الْمُرْتَدين مِمَّن لم يزل كَافِرًا حَتَّى نزل القطيف وهجر واستغوى من كَانَ بهَا من الزط والسنابجة وَبعث بعثاً إِلَى دارين وأبالة ليجعل عبد الْقَيْس بيه وَبينهمْ وَكَانُوا مخالفين لَهُ يمدون الْمُسلمين وَآل الْأَمر إِلَى أَن جَاءَهُ الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ

الحضرمي

وقصتهم طَوِيلَة وَآخر الْأَمر قتل الحطم وَمَات كَافِرًا) 3 - (الْحَضْرَمِيّ) شُرَيْح الْحَضْرَمِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ من أفاضل الصَّحَابَة 3 - (ابْن أبي وهب) شُرَيْح بن أبي وهب الْحِمْيَرِي قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبّى حِين اسْتَوَت بِهِ نَاقَته حَدِيثه عِنْد عَمْرو بن قيس الملكائي عَن الْمُحكم ابْن وَادعَة الْيَمَانِيّ عَنهُ 3 - (السَّعْدِيّ) شُرَيْح بن عَامر السَّعْدِيّ من بني سعد بن بكر لَهُ صُحْبَة ولاه عمر بن الْخطاب الْبَصْرَة فَقتل بِنَاحِيَة الأهواز (الألقاب) القَاضِي شُرَيْح النيلي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن أَبُو شُرَيْح الصَّحَابِيّ خويلد بن عَمْرو الشريشي شَارِح المقامات اسْمه أَحْمد بن عبد الْمُؤمن بن مُوسَى الشريشي جمال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد وَولده كَمَال الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشريسي القنائي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (شريرة) 3 - (الرائقية) شريرة الرائقية ذكر ثَابت بن سِنَان أَنَّهَا كَانَت مولدة سمراء حَسَنَة الْغناء وَكَانَت لِابْنِ حمدون النديم فاشتراها من ابْنه ابْن حمدون النديم أَبُو بكر مُحَمَّد ابْن رائق الْأَمِير بِثَلَاثَة عشر ألف دِينَار وَأخذ مِنْهُ ابْن حمدون ألف دِينَار على سَبِيل الدّلَالَة ورزق مِنْهَا أَبُو بكر ولدا وَلم يَعش وَقتل ابْن رائق عَنْهَا فَتَزَوجهَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن سعيد ين حمدَان وَتوفيت سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة

شريف

(شرِيف) 3 - (سعد الدولة صَاحب حلب) شرِيف أَبُو الْمَعَالِي سعد الدولة ابْن حمدَان ملك حلب ونواحيها بِعْ أَبِيه طَالَتْ أَيَّامه وَعرض لَهُ قولنج أشفى مِنْهُ على التّلف ثمَّ تماثل فواقع جَارِيَة فَلَمَّا فرغ بَطل نصفه فَدخل إِلَيْهِ الطَّبِيب فَأمر أَن تسجر عِنْده النَّار فِي الند والعنبر فأفاق قَلِيلا فَقَالَ لَهُ أَرِنِي يدك فَنَاوَلَهُ الْيُسْرَى فَقَالَ لَهُ الْيُمْنَى فَقَالَ مَا تركت لي الْيَمين يَمِينا وَكَانَ قد حلف وغدر وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَتَوَلَّى بعده أَبُو الْفَضَائِل سعد وبموت سعد انقرض ملك بني حمدَان (الألقاب) الشريف النَّاسِخ اسْمه مُحَمَّد بن رضوَان الشريف الرضي اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشريف المرتضى أَخُو الرضي اسْمه عَليّ بن الْحُسَيْن الشريفي وَالِي الْوُلَاة اسْمه أقوش الشريفي حجب دمشق اسْمه طقتمر (شريك) 3 - (الْحَضْرَمِيّ) شريك بن شَدَّاد الْحَضْرَمِيّ أحد الْعشْرَة الَّذين قتلوا مَعَ حجر بعذراء صبرا وَهُوَ من التَّابِعين وقتلته فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْمدنِي) شريك بن عبد الله بن أبي نمر الْمدنِي ذكره ابْن حزم فوهاه واتهمه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا جهل مِنْهُ بِهِ وَقَالَ ابْن معِين وَالنَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه

القاضي النخعي

3 - (القَاضِي النَّخعِيّ) شريك بن عبد الله بن أبي شريك الْحَارِث بن أَوْس القَاضِي أَبُو عبد الله النَّخعِيّ الْكُوفِي الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام مولده سنة خمس وَتِسْعين وَتُوفِّي فِيمَا قيل سنة سبع وَسبعين وَمِائَة قَالَ أَبُو دَاوُد شريك ثِقَة يخطى على الْأَعْمَش وَقَالَ مُعَاوِيَة بن صَالح سَأَلت ابْن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ كَانَ عَاقِلا صَدُوقًا مُحدثا عِنْدِي وَكَانَ شَدِيدا على أهل الريب والبدع وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس قَالَ لشيخ شمس الدّين اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ وَخرج لَهُ مُسلم مُتَابعَة وَاحْتج بِهِ النَّسَائِيّ وَغَيره وروى لَهُ الْأَرْبَعَة دخل على الْمهْدي فَقَالَ لَهُ لَا بُد لَك من إِحْدَى ثَلَاث إِمَّا أَن تلِي الْقَضَاء أَو تؤدب أَوْلَادِي وتحدثهم أَو تَأْكُل عِنْدِي أَكلَة فَقَالَ الْأكلَة أخف عَليّ فَعمل لَهُ ألوان الْأَطْعِمَة من المخ الْمَعْقُود بالسكر فَأكل فَقَالَ الطباخ لَيْسَ يفلح بعْدهَا قَالَ فَحَدثهُمْ بعد ذَلِك وعلمهم الْعلم وَولي الْقَضَاء وَلَقَد كتب لَهُ برزقه على الصَّيْرَفِي فمطله وَقَالَ إِنَّك لم تبع بِهِ بزاً فَقَالَ بل وَالله بِعْت بِهِ ديني وَيُقَال إِنَّه قَالَ مَا وليت الْقَضَاء حَتَّى حلت لي الْميتَة ذكر مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان عِنْده وَوصف بالحلم فَقَالَ شريك لَيْسَ بحليم من سفه الْحق وَقَاتل عَليّ بن أبي طَالب وَخرج يَوْمًا إِلَى أَصْحَاب الحَدِيث ليسمعوا عَلَيْهِ فشموا مِنْهُ رَائِحَة النَّبِيذ فَقَالُوا لَهُ لَو كَانَت هَذِه الرَّائِحَة منا لاستحيينا فَقَالَ لأنكم أهل رِيبَة وَكَانَ عادلاً فِي قَضَائِهِ كثير الصَّوَاب سريع الْجَواب قَالَ لَهُ رجل مَا تَقول فِيمَن أَرَادَ أَن يقنت فِي الصُّبْح قبل الرُّكُوع فقنت بعده قَالَ هَذَا أَرَادَ أَن يُخطئ فَأصَاب وَكَانَ لَهُ جليس من بني أُميَّة فَذكر شريك فِي بعض الْأَيَّام فَضَائِل عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ ذَلِك الرجل نعم الرجل عَليّ فأغضبه ذَلِك) وَقَالَ ألعلي يُقَال نعم الرجل فَأمْسك حَتَّى سكن غيظه ثمَّ قَالَ يَا أَبَا عبد الله ألم يقل الله تَعَالَى فِي الْإِخْبَار عَن نَفسه فقدرنا فَنعم القادرون وَقَالَ فِي أَيُّوب إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نعم العَبْد وَقَالَ فِي سُلَيْمَان وَوَهَبْنَا لداود سُلَيْمَان نعم العَبْد أَفلا ترْضى لعَلي مَا رَضِي الله بِهِ لنَفسِهِ ولأنبيائه فَتنبه شريك عِنْد ذَلِك لوهمه وزادت مكانة الْأمَوِي عِنْده

البلوي

3 - (البلوي) شريك بن عَبدة بن مغيث البلوي لِيف الْأَنْصَار هُوَ شريك بن سَحْمَاء صَاحب اللّعان نسب فِي ذَلِك الحَدِيث إِلَى أمه شهد مَعَ أَبِيه أحدا وَهُوَ أَخُو الْبَراء بن مَالك لأمه وَهُوَ الَّذِي قذفه هِلَال بن أُميَّة بامرأته وَقيل إِنَّه أول من لَاعن فِي الشَّام 3 - (الْأَشْجَعِيّ) شريك بن طَارق الْأَشْجَعِيّ وَيُقَال الْحَنْظَلِي التَّمِيمِي يُقَال لَهُ صُحْبَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَيُقَال إِن حَدِيثه مُرْسل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من زنى نزع عَنهُ الْإِيمَان وَلَيْسَ لَهُ خبر يدل على رُؤْيَة أَو لِقَاء إِلَّا أَن خَليفَة ابْن خياط ذكره فِيمَن نزل الْكُوفَة من الصَّحَابَة (الألقاب) ابْن الشصاص اسْمه أَحْمد بن زَكَرِيَّا ابْن شطرية اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن (شطي) 3 - (أَمِير آل عقبَة) شطي بن عُيَيْنَة الْأَمِير بدر الدّين أَمِير آل عقبَة عرب البلقاء وحسبان والكرك إِلَى تخوم الْحجاز كَانَ شكلاً تَاما حسنا وَهُوَ فِي هَؤُلَاءِ الْعَرَب نَظِير مهنا إِلَّا أَن مهنا وَأَوْلَاده أكبر وأوجه عِنْد مُلُوك مصر لَكِن كَانَ شطي يخلع عَلَيْهِ الأطلس الْأَحْمَر أَيْضا توجه إِلَى قريب الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة صلوَات الله على ساكنها وَنزل على بني لَام فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قَالَ كَتِفي كَتِفي فأحضرت بعض جواريه نَارا وأحمت حديداً وكوته يَسِيرا ثمَّ تَوَجَّهت لتعيد الْحَدِيد إِلَى النَّار وتعود إِلَيْهِ فَوَجَدته قد قضى نحبه رَحمَه الله تَعَالَى وَأعْطِي مَكَانَهُ لِوَلَدَيْهِ أَحْمد ونصير (الألقاب) ابْن الشعار الْمُبَارك بن أبي بكر

شعبان

الشعار مكي بن مُحَمَّد (شعْبَان) 3 - (الْفَقِير القادري) شعْبَان بن أبي بكر بن عمر الصَّالح الزَّاهِد الشَّيْخ أَبُو البركات الإربلي الْفَقِير القادري صَاحب الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ لَازمه مُدَّة وَطَاف مَعَه يسمع على الْأَشْيَاخ بِمصْر والإسكندرية ودمشق وَكَانَ عِنْده أَجزَاء من عواليه وَخرج لَهُ ابْن الظَّاهِرِيّ مشيخة فَسَمعَهَا مِنْهُ الْعَلامَة تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَعبد الْغَنِيّ بن بَنِينَ وَكَانَ يعرف شُيُوخه ويحكي حكايات حَسَنَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة عَن سبع وَثَمَانِينَ سنة 3 - (الْأَمِير شهَاب الدّين) شعْبَان الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن أخي الْأَمِير سيف الدّين ألماس أَمِير الْحَاجِب أَو لزمَه إِلَّا أَنه قريب لَهُ لما توفّي الْأَمِير شرف الدّين أَمِير حُسَيْن بن جندر وَتزَوج هَذَا شعْبَان ابْنَته مغل نجاه ألماس لِأَنَّهُ كَانَ خالها وَلما غضب السُّلْطَان على ألماس وأمسكه وَقَتله أخرج هَذَا شعْبَان إِلَى غَزَّة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ لما مَاتَ السُّلْطَان رَجَعَ شعْبَان إِلَى مصر لنه كَانَت لَهُ بهَا قرَابَة واتصل الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي ثمَّ إِنَّه خرج مَعَه إِلَى حماة وحلب وَحضر إِلَى) دمشق وَهُوَ أَمِير طلبخاناه وَأقَام بهَا إِلَى أَن جرى ليلبغا مَا جرى فَأمْسك هُوَ وَأَخُوهُ يلبغا وجهزوا إِلَى مصر ثمَّ أفرج عَنهُ وَبَقِي فِي مصر مُدَّة ثمَّ جهز إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا أَمِيرا مُدَّة ثمَّ حضر إِلَى دمشق فِي أَوَائِل سنة أَربع وَخمسين وَأقَام بهَا إِلَى أَن مرض وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي ثَالِث شهر ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة وَترك عَلَيْهِ ديوناً كَثِيرَة وَلم يخلف شَيْئا وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين طقطاي الدوادار قد تزوج بِدِمَشْق فِي أَيَّام يلبغا بابنة شعْبَان هَذَا من ابْنة أَمِير حُسَيْن ثمَّ إِنَّه طَلقهَا 3 - (الْكَامِل ابْن النَّاصِر) شعْبَان بن مُحَمَّد بن قلاون السُّلْطَان الْملك الْكَامِل سيف الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور لما مَاتَ أَخُوهُ الْملك الصَّالح رَحمَه الله على مَا تقدم فِي تَرْجَمته قيل أَنه أوصى لَهُ بِالْملكِ بعده لِأَنَّهُ كَانَ

شقيقه فاختلفت الخاصكية ومالت فرقة إِلَى حاجي أَخِيه وَفرْقَة إِلَى شعْبَان فَذكره الْأَمِير سيف الدّين أرغون العلائي للأمير سيف الدّين الْملك وَكَانَ إِذا ذَاك نَائِبا بِمصْر فَقَالَ لَهُ بِشَرْط أَن لَا يلْعَب بالحمام فَبَلغهُ ذَلِك فنقم هَذَا الْكَلَام عَلَيْهِ وَلما تولى الْملك أخرجه إِلَى الشَّام نَائِبا ثمَّ إِنَّه سيره من الطَّرِيق إِلَى صفد نَائِبا على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْملك وَطلب الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر نَائِب الشَّام ليقره نَائِب مصر على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة طقزتمر وان جُلُوسه على كرْسِي الْملك يَوْم الْخَمِيس بعد دفن الصَّالح وحلفوا لَهُ يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحضر الْأَمِير سيف الدّين بيغرا إِلَى الشَّام ليحلف لَهُ أُمَرَاء دمشق فَحَلَفُوا لَهُ وَأخرج الْأَمِير سيف الدّين قماري أَخا بكتمر وَأخرج الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار وهابه النَّاس وخافوه وان محباً لِلْمَالِ يخرج الإقطاعات والوظائف بالبذل على ذَلِك وَعمل لذَلِك ديواناً قَائِم الذَّات وَكَانَ يعين فِي المناشير الْبَذْل وَهُوَ مبلغ ثَلَاثمِائَة دِرْهَم وَمَا فَوْقهَا فَمَا اسْتحْسنَ النَّاس ذَلِك وَلما تولى أَنْشدني لنَفسِهِ جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة (جبين سلطاننا المرجى ... مبارك الطالع البديع) (يَا بهجة الْبَدْر إِذْ تبدى ... هِلَال شعْبَان فِي ربيع) وَكَانَ شجاعاً يقظاً فطناً ذكياً وَكَانَ أشقر محدد الْأنف أَزْرَق الْعَينَيْنِ على مَا قيل لي لم يخل بِالْجُلُوسِ للْخدمَة طرفِي النَّهَار مَعَ اللّعب وَاللَّهْو دَائِما وَلَو ترك كَانَ يكون ملكا عَظِيما) حازماً وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى ظَاهر دمشق على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمته وَجرى من الْأُمَرَاء سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي وشمس الدّين آقسنقر وَغَيرهمَا مَا تقدم ذكره فِي تَرْجَمَة أَخِيه الْملك المظفر حاجي من خلعه وجلوس الْملك المظفر حاجي على كرْسِي الْملك فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ مُدَّة ملكه سنة وَسَبْعَة عشر يَوْمًا واخرج أَخُوهُ حاجي من سجنه وَجلسَ مَكَانَهُ حكى لي سيف الدّين أسنبغا دوادار الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه قَالَ مددنا السماط على أَن يَأْكُلهُ الْكَامِل وجهزنا طَعَام حاجي إِلَيْهِ ليأكله فِي السجْن فَخرج حاجي أكل السماط وَدخل الْكَامِل وَأكل طَعَام حاجي فِي السجْن وَهَذَا أَمر عَجِيب وَقلت فِي واقعته (بَيت قلاون سعاداته ... فِي عَاجل كَانَت بِلَا آجل)

شعبة

(حل على أملاكه للردى ... دين قد اسْتَوْفَاهُ بالكامل) (شُعْبَة) 3 - (أَبُو بسطَام الوَاسِطِيّ) شُعْبَة بن الْحجَّاج بن الْورْد الوَاسِطِيّ أَبُو بسطَام الْأَزْدِيّ الْعَتكِي مَوْلَاهُم الْحَافِظ الْكَبِير عَالم أهل الْبَصْرَة فِي زَمَانه بل أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث سكن الْبَصْرَة من صغره وَرَأى الْحسن وَسمع مِنْهُ مسَائِل وروى عَن أنس وَابْن سِيرِين وَإِسْمَاعِيل بن رَجَاء وجامع بن شَدَّاد وسعي المَقْبُري وجبلة بن سحيم وَالْحكم وَعَمْرو بن مرّة وزبيد بن الْحَارِث وَسَلَمَة بن كهيل وَقَتَادَة وَيحيى بن أبي كثير وَمُعَاوِيَة بن قُرَّة وَأبي جَمْرَة الضبعِي وَعَمْرو بن دِينَار وخلائق قَالَ الشَّافِعِي لَوْلَا شُعْبَة لما عرف الحَدِيث بالعراق وَقَالَ الْحَاكِم شُعْبَة إِمَام الْأَئِمَّة بِالْبَصْرَةِ فِي معرفَة الحَدِيث رأى أنس بن مَالك وَعَمْرو بن سَلمَة الْجرْمِي وَسمع من أَرْبَعمِائَة من التَّابِعين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ أَبُو دَاوُد سَمِعت من شُعْبَة سَبْعَة آلَاف حَدِيث يَعْنِي بالمقاطيع وَقد استوعب صَاحب تَهْذِيب الْكَمَال سَائِر شُيُوخ شُعْبَة وَقَالَ ابْن معِين شُعْبَة إِمَام الْمُتَّقِينَ وَقَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ هَل الْعلمَاء إِلَّا شُعْبَة من شُعْبَة وَقَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا حَدثنَا خَالِد بن خِدَاش حَدثنِي جريش ابْن أُخْت جرير بن حَازِم قَالَ رَأَيْت شُعْبَة فِي الْمَنَام فَقلت أَي الْأَعْمَال وجدت أَشد عَلَيْك فَقَالَ التَّجَوُّز فِي الرِّجَال) (شعية) 3 - (شعية بن عريض) شعية بن عريض بن السموأل اسْلَمْ وَعمر عمرا

الألقاب

طَويلا مَاتَ فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة لما حج مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ رأى شَيخا يُصَلِّي فِي الْمَسْجِد الْحَرَام عَلَيْهِ ثَوْبَان أبيضان فَقَالَ من هَذَا قَالُوا لَهُ شعية بن عريض وَكَانَ من الْيَهُود فَأرْسل إِلَيْهِ يَدعُوهُ فَأَتَاهُ رَسُوله فَقَالَ أجب أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ أَو لَيْسَ قد مَاتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ فأجب مُعَاوِيَة فَأَتَاهُ فَلم يسلم عَلَيْهِ بالخلافة فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة مَا فعلت أَرْضك الَّتِي بتيماء قَالَ يكسى مِنْهَا العاري وَيرد فَضلهَا على الْجَار قَالَ فتبيعها قَالَ نعم قَالَ بكم قَالَ بستين ألف دِينَار وَلَوْلَا خلة أَصَابَت الْحَيّ مَا أبعتها قَالَ لقد أغليت قَالَ أما لَو كَانَت لبَعض أَصْحَابك لأخذتها بستمائة ألف دِينَار ثمَّ لم تبال قَالَ أجل فَإذْ بخلت بأرضك فأنشدني شعر أَبِيك يرثي نَفسه فَقَالَ قَالَ أبي (يَا لَيْت شعري حِين يذكر صالحي ... مَاذَا يؤبنني بِهِ أنواحي) (أيقلن لَا تبعد فَرب كريهة ... فرجتها بشجاعة وسماح) (وَلَقَد ضربت بِفضل مَالِي حَقه ... عِنْد الشتَاء وَهبة الأرياح) (وَلَقَد أخذت الْحق غير مخاصم ... وَلَقَد رددت الْحق غير ملاح) (وَإِذا دعيت لصعبة سهلتها ... أدعى بأفلح تَارَة ورباح) فَقَالَ أَنا كنت بِهَذَا الشّعْر أولى من أَبِيك قَالَ كذبت ولؤمت قَالَ أما كذبت فَنعم وَأما لؤمت فَلم وَكَيف قَالَ لِأَنَّك ميت الْحق فِي الْجَاهِلِيَّة وميته فِي الْإِسْلَام أما فِي الْجَاهِلِيَّة فقاتلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْوَحي حَتَّى جعل الله كيدك الْمَرْدُود وَأما فِي الْإِسْلَام فمنعت ولد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخلَافَة وَمَا أَنْت وَهِي وَأَنت طليق بن طليق فَقَالَ مُعَاوِيَة قد خرف الشَّيْخ فأقيموه فَأخذ بِيَدِهِ فأقيم وشعية هَذَا هُوَ الَّذِي يَقُول (يَا دَار سعدى بمفضى تلعة النعم ... حييت دَارا على الإقواء والعدم) (وَمَا بجزعك إِلَّا الْوَحْش سَاكِنة ... وهامد من رماد الْقدر والحمم) (عَجنا فَمَا كلمتنا الدَّار إِذْ سُئِلت ... وَمَا بهَا من جَوَاب خلت من صمم) (الألقاب) أَبُو الشعْثَاء اسْمه جَابر بن زيد تقدم ذكره) أَبُو الشعْثَاء الْبَصْرِيّ اسْمه بشير بن نهيك ابْن الشعار كَمَال الدّين الْمُبَارك بن أبي بكر بن حمدَان الشّعبِيّ إِمَام أهل الْكُوفَة اسْمه عَامر بن شرَاحِيل الشَّعْبَانِي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمْهُور

شعلة

الشعراني الْحَافِظ اسْمه الْفضل بن مُحَمَّد (شعلة) 3 - (أَمِير دمشق) شعلة بن بدر الْأَمِير أَبُو الْعَبَّاس الإخشيدي كَانَ بطلاً شجاعاً كثير الاحتكار غلت الأسعار فِي أَيَّامه ولي دمشق أَيَّام الْمُطِيع لأبي الْقَاسِم ابْن الإخشيد وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة (الألقاب) شعلة الْموصِلِي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد (شُعَيْب) 3 - (الْحَنَفِيّ) شُعَيْب بن إِسْحَاق بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن رَاشد الْقرشِي مَوْلَاهُم روى عَن هِشَام بن عُرْوَة وَالْأَوْزَاعِيّ وَأبي حنيفَة وَأبي عَمْرو بن الْعَلَاء ومسعر ابْن كدام وَابْن جريج وَغَيرهم وَكَانَ يذهب مَذْهَب أبي حنيفَة وروى عَنهُ اللَّيْث بن سعد وَهُوَ أكبر نه ودحيم وَهِشَام بن عمار وَغَيرهم قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ فِي جملَة من وَثَّقَهُ فِي أَصْحَاب أَبُو حنيفَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَهُوَ مَعْدُود فِي كبار الْفُقَهَاء وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (كَاتب هِشَام الْأمَوِي) شُعَيْب بن ديمار أَبُو بشر ابْن أبي حَمْزَة الْحِمصِي مولى بني أُميَّة الْكَاتِب صَاحب الْخط الْمَنْسُوب وَاحِد الْأَئِمَّة الثِّقَات كَانَ أنيق الوراقة والضبط كتب عَن الزُّهْرِيّ كتابا إملاء من علمه لأجل الْخَلِيفَة هِشَام قَالَ ابْن معِين أثبت النَّاس فِي الزُّهْرِيّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وروى لَهُ

السهمي

الْجَمَاعَة) 3 - (السَّهْمِي) شُعَيْب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ الْقرشِي السَّهْمِي من أهل الْحجاز روى عَن جده عبد الله بن عَمْرو وَابْن عمر روى عَنهُ ابناه عَمْرو وَعمر ابْنا شُعَيْب وثابت الْبنانِيّ وَغَيرهم وَفد على الْوَلِيد 3 - (الْحَضْرَمِيّ) شُعَيْب بن عَمْرو الْحَضْرَمِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يَصح حَدِيثه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ 3 - (شُعَيْب بن مُحرز) شُعَيْب بن مُحرز الْكُوفِي ثمَّ الْبَصْرِيّ روى عَنهُ أَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة الرازيان وَأَبُو خَليفَة وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْمصْرِيّ) شُعَيْب بن اللَّيْث بن سعد أَبُو عبد الْملك الفهمي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ روى عَن أَبِيه ومُوسَى بن عَليّ وروى عَنهُ ابْنه عبد الْملك وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَالربيع بن سُلَيْمَان وَابْن عبد الحكم الْفُقَهَاء وَكَانَ إِمَامًا مفتياً ثِقَة توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو صَالح الزَّاهِد الْمَدَائِنِي) شُعَيْب بن حَرْب أَبُو صَالح الْمَدَائِنِي الْبَغْدَادِيّ الزَّاهِد نزيل مَكَّة روى عَن عِكْرِمَة بن عمار وَمَالك بن مغول وَشعْبَة وَجَمَاعَة وَعنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَالْحسن بن الصَّباح الْبَزَّاز وَيَعْقُوب الدَّوْرَقِي وَمُحَمّد بن عِيسَى الْمَدَائِنِي وَطَائِفَة سواهُم

القاضي شعبويه

وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره أثنى عَلَيْهِ السّري السَّقطِي وَقَرَأَ الْقُرْآن على حَمْزَة غير مرّة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (القَاضِي شعبويه) شُعَيْب بن سهل أَبُو صَالح الرَّازِيّ القَاضِي شعبويه ولاه أَحْمد بن أبي دَاوُد قَضَاء بَغْدَاد وَكَانَ من أَعْيَان الْجَهْمِية وفضلائهم وَكَانَ قد كتب على بَاب مَسْجده القَوْل بِخلق الْقُرْآن فَوَثَبَ قوم من ذعار السّنة فأحرقوا بَيته ونهبوه فهرب وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ) وعاش إِلَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مَدين المغربي) شُعَيْب بن الْحُسَيْن أَبُو مَدين الأندلسي الزَّاهِد شيخ أهل الْمغرب رَحمَه الله تَعَالَى من حصن من توجب من أَعمال إشبيلية وساح وَسكن بجاية مُدَّة ثمَّ سكن تلمسان وَكَانَ كَبِير الصُّوفِيَّة والعارفين فِي عصره ذكره أَبُو عبد الله الْأَبَّار وَلم يؤرخ لَهُ موتا وَقَالَ كَانَ من أهل الْعَمَل وَالِاجْتِهَاد مُنْقَطع القرين فِي الْعِبَادَة والنسك كَانَ آخر كَلَامه الله الْحَيّ ثمَّ فاضت نَفسه توفّي نَحْو التسعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْحَنَفِيّ) شُعَيْب بن إِبْرَاهِيم بن دكدك السقسيني أَبُو سعيد الْحَنَفِيّ حدث بمشهد أبي حنيفَة بِكِتَاب مَنَاقِب أبي حنيفَة عَن مُصَنفه أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن خسر الْبَلْخِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الشَّافِعِي) شُعَيْب بن أبي طَاهِر بن كُلَيْب بن مقبل أَبُو الْغَيْث الضَّرِير الْبَصْرِيّ سكن بَغْدَاد وتفقه بهَا للشَّافِعِيّ على أبي طَالب الْكَرْخِي وَأبي الْقَاسِم الفراتي صَاحِبي أبي الْحسن ابْن الْخلّ وَتَوَلَّى الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ الثقتية بِبَاب الأزج وَكَانَت لَهُ معرفَة حَسَنَة

أبو محمد اليابري المقرئ

بالأدب وَله شعر وَترسل وَكَانَ متديناً حسن الطَّرِيقَة محباً للخمول وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره (لعمري لَئِن أقصت يَد الدَّهْر قربنا ... وجذت بسكين النَّوَى مِنْهُ أقرانا) (فَإِنِّي على الْعَهْد الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... مُقيم إِلَى أَن يقدر الله ملقانا) قلت شعر غث رث 3 - (أَبُو مُحَمَّد اليابري الْمُقْرِئ) شُعَيْب بن عِيسَى بن عَليّ بن جَابر أَبُو مُحَمَّد الْأَشْجَعِيّ اليابري الأندلسي نزيل إشبيلية كَانَ مقدما فِي الإقراء مجوداً عَارِفًا بالعلل لَهُ تصانيف فِي الْقرَاءَات ومشاركة فِي اللُّغَة والعربية وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الصريفيني) شُعَيْب بن أَيُّوب الصريفيني صريفين وَاسِط لَا صريفين بَغْدَاد كَانَ فَقِيها إِمَامًا مقرئاً) مجوداً قَاضِيا عَالما روى عَنهُ أَبُو دَاوُد حَدِيثا وَاحِدًا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (شُعَيْب المغربي) شُعَيْب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون المري المغربي الأَصْل اخبرني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ نَشأ الْمَذْكُور بِالْقَاهِرَةِ ومولده بساحل بر الْحجاز بِموضع يُسمى قبر عنتر ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة هَكَذَا ذكر وأنشدنا مِمَّا ذكر أَنه نظمه (هزوا الغصون معاطفاً وقدودا ... وجلوا من الود الجني خدودا) (وتقلدوا فترى النُّجُوم مباسماً ... وتبسموا فترى الثغور عقودا) (وَغدا الْجمال بأسره فِي أسرهم ... فتقاسموه طارفاً وتليدا) (فَإِذا ولدن أهلة وَإِذا سرح ... ن جآذراً وَإِذا حملن اسودا) (وَإِذا لووا زرد العذار على النقا ... جعلُوا اللوى فَوق العقيق زرودا) (رحلوا عَن الْوَادي فَمَا لنسيمه ... أرج وَلم أر فِي رباه الغيدا) (وذوت غصون البان فِيهِ فَلم يمس ... طَربا وَلم أسمع بِهِ تغريدا

شرف الدين الأسنائي

) (فَكَأَنَّمَا هم أبانه وغصونه ... وظبا رباه وظله ممدودا) (نصبوا على مَاء العذيب خيامهم ... فلأجلهم عذب العذيب ورودا) (وتحملت ريح الصِّبَا من عرفهم ... مسكاً يضوع بِهِ النسيم وعودا) قلت شعر جيد وَله ديباجة 3 - (شرف الدّين الأسنائي) شُعَيْب بن يُوسُف بن مُحَمَّد شرف الدّين أَبُو مَدين السُّيُوطِيّ المحتد الأسنائي المولد قَرَأَ الْفِقْه على أَبِيه وعَلى أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الفوي قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَخْبرنِي أَنه قَرَأَ النَّحْو على تَقِيّ الدّين ابْن الْهَام السمهودي والفرائض على عَطاء الله بن عَليّ الأسنائي وَبحث الْمِنْهَاج فِي الْأُصُول على ابْن عرة وَقَرَأَ بعض عرُوض على الْخَطِيب عبد الرَّحِيم السمهودي واستنابه وَالِده عَنهُ فِي الحكم بأسوان ثمَّ حضر بعد وَفَاته إِلَى الْقَاهِرَة فولاه قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة مَكَان أَبِيه وَاسْتمرّ إِلَى سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة ثمَّ ولي أسنا وأدفو ودرس بالمدرستين بأسوان وبالغرية بأسنا وَهُوَ خير الذَّات حسن الصِّفَات قَالَ وشوش عَلَيْهِ بعض الْقُضَاة فَلم يقم إِلَّا ثَلَاثَة أشهر أَو نَحْوهَا وعزل ثمَّ) أرسل أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن حرمي يذكر عَنهُ قَضِيَّة فَلم يقم إِلَّا شهرا وشنع عَلَيْهِ بأشنع مِنْهَا وَكَانَ فِي عمل قوص ثَلَاثَة قُضَاة فَصَارَ الِاثْنَان يقصدان أَن يضما جِهَته إِلَى جهتهما فصرفا عَن الْعَمَل وأضيف إِلَيْهِ من كل جِهَة من جِهَات الْمَذْكُورين جِهَة إِلَى جِهَته ونظم بَعضهم فِي ذَلِك (إِن الْقُضَاة ثَلَاثَة بصعيدنا ... قد حققوا مَا جَاءَ فِي الْأَخْبَار) (قَاض بأسنا قد ثوى فِي جنَّة ... والقاضيان كِلَاهُمَا فِي النَّار) (هَذَا بِحسن صِفَاته وفعاله ... وهما بِمَا اكتسبا من الأوزار) وَذكر لَهُ كَمَال الدّين من هَذَا النَّوْع وقائع عدَّة مِمَّن يتَعَرَّض إِلَيْهِ ويناله أَذَى مولده بأسنا سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة (الألقاب) الشعيبي أَبُو بكر الزَّاهِد الشعيري أَبُو الطّيب عَليّ بن أَحْمد الشعيري أَبُو سعيد الشَّافِعِي أَحْمد بن عبد الْمُنعم

شغب

(شغب) 3 - (أم المقتدر) شغب أم المقتدر بِاللَّه لم يكن لامْرَأَة بعد زبيدة بنت جَعْفَر من الْخَيْر مَا كَانَ لَهَا فَإِنَّهَا كَانَت مواظبة على صَلَاح حَال الْحَاج وإنفاذ خزانَة الطِّبّ والأشربة إِلَى الْحَرَمَيْنِ وَإِصْلَاح الطّرق والحياض والآبار وَكَانَ يرْتَفع إِلَيْهَا من ضياعها الْخَاصَّة ألف ألف دِينَار فِي كل سنة وَتَتَصَدَّق بأكثرها ووقفت وقوفاً كَثِيرَة على مَكَّة وَالْمَدينَة وَلما قتل وَلَدهَا المقتدر وأفضت الْخلَافَة إِلَى القاهر قبض عَلَيْهَا واخذ أموالها وَأمر الشُّهُود أَن يشْهدُوا عَلَيْهَا بِحل وقوفها فَأَبت وَقَالَت شَيْء وقفته لله لَا أرجع فِيهِ خُذُوا غَيره من أَمْوَالِي وعذبها عذَابا شَدِيدا ومرضت فَلم يُخَفف عَنْهَا من الْعَذَاب إِلَى أَن هَلَكت فِي الاعتقال سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة وَهِي بالشين والغين معجمتين مفتوحتين وبعدهما بَاء مُوَحدَة (الشِّفَاء) 3 - (العدوية القرشية) الشِّفَاء أم سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة القرشية العدوية من المبايعات كَانَت من عقلاء النِّسَاء وفضلائهن وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِيهَا ويقيل عِنْدهَا فِي بَيتهَا وَكَانَت اتَّخذت لَهُ فراشا وإزاراً ينَام فِيهِ فَلم يزل ذَلِك عِنْد وَلَدهَا حَتَّى أَخذه مِنْهُنَّ مَرْوَان وَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علمي حَفْصَة رقية النملة وَكَانَ عمر يقدمهَا فِي الرَّأْي ويرضاها وروى عَنْهَا أَبُو بكر ابْن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة وَعُثْمَان بن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة 3 - (أُخْت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) الشِّفَاء بنت عَوْف بن عبد أُخْت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف هَاجَرت مَعَ أُخْتهَا عَاتِكَة أم الْمسور بن مخرمَة قَالَ ابْن عبد الْبر كَذَا قَالَ الزبيرِي وَقد قيل إِن الشِّفَاء أمه 3 - (الشِّفَاء بنت عَوْف) الشِّفَاء بنت عَوْف بن عبد الْحَارِث بن زهرَة قَالَ الزبير

الألقاب

فِي هَذِه أم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأم أَخِيه الْأسود بن عَوْف وَقد هَاجَرت مَعَ أُخْتهَا لأمها الضيزية بنت أبي قيس بن عبد منَاف قَالَ ابْن عبد الْبر على مَا ذكر الزبير عبد عَوْف جد عبد الرَّحْمَن أَبُو أَبِيه عَوْف جده أَبُو أمه أَخَوان ابْنا عبد الْحَارِث بن زهرَة وَكَأن أَبَاهُ عوفاً سمي باسم عَمه عَوْف بن عبد) الْحَارِث بن زهرَة فَانْظُر فِي ذَلِك (الألقاب) ابْن شفنين الْمسند اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد شفروة الْحَنَفِيّ رزق الله بن هبة الله (شفي) 3 - (الأصبحي) شفي بن مَانع الأصبحي الْمصْرِيّ يروي عَن أبي هُرَيْرَة وَعبد الله بن عَمْرو وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ (شَفِيع) 3 - (الْخَادِم) شَفِيع بن عبد الله الْخَادِم المقتدري كَانَ من الْأَعْيَان ولاه المقتدر الرحبة وَالْبَصْرَة وَجَمِيع مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ الْحُسَيْن بن حمدَان فِي رَجَب سنة ثَلَاث وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة (الألقاب) ابْن شقاقا الْموصِلِي نصر بن الْحُسَيْن ابْن الشقاري عماد الدّين يُوسُف بن أبي نصير الشقاق الفرضي الْحُسَيْن بن أَحْمد

شقران

(شقران) 3 - (مولى الرَّسُول) شقران مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر خَليفَة وَمصْعَب أَن اسْمه صَالح وَكَانَ شقران عبدا حَبَشِيًّا لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فوهبه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل بل اشْتَرَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأعْتقهُ وَقَالَ عبد الله بن دَاوُد وَغَيره كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ورث شقران مَوْلَاهُ من أَبِيه فَأعْتقهُ بعد بدر وَأوصى بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد مَوته فَكَانَ فِي من حضر غسل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد مَوته وَقَالَ مُصعب وَقد انقرض ولد شقران مَاتَ آخِرهم بِالْمَدِينَةِ فِي ولَايَة الرشيد وان بِالْبَصْرَةِ رجل مِنْهُم وَلَا أَدْرِي أترك عقباً أم لَا قَالَ أَبُو معشر شهد شقران بَدْرًا وَكَانَ يَوْمئِذٍ عبدا فَلم يُسهم لَهُ (الألقاب) ابْن شقران يحيى بن عبد الْبَاقِي الشقراوي نجم الدّين مُوسَى بن إِبْرَاهِيم ابْن الشُقيِشِقة نصر الله بن مظفر بن أبي طَالب ابْن شقّ اللَّيْل الْمَالِكِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن شقشق الْحُسَيْن بن الْمُبَارك ابْن شقير النَّحْوِيّ أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن شقير آخر المرجى بن الْحسن بن عَليّ ابْن شقير أَحْمد بن عبيد الله ابْن شقير عمر بن عبد الله القَاضِي شقير أَحْمد بن عبد الله (شَقِيق) 3 - (السدُوسِي) شَقِيق بن ثَوْر السدُوسِي الْبَصْرِيّ رَئِيس بكر بن وَائِل كَانَ حَامِل

أبو وائل

رايتهم يَوْم الْجمل وَشهد صفّين مَعَ عَليّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَسمع شَقِيق عُثْمَان بن عَفَّان وأباه وروى عَنهُ أَبُو وَائِل وَغَيره وَقدم على مُعَاوِيَة 3 - (أَبُو وَائِل) شَقِيق أَبُو وَائِل ابْن سَلمَة الْأَسدي أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحدَّث عَن الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَسعد وَابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَأبي مُوسَى وَأبي الدَّرْدَاء وسلمان وعمار وَابْن عَبَّاس وَابْن الزبير وَأبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَأم سَلمَة وَغَيرهم وروى عَنهُ الشّعبِيّ وَالْحكم وَمَنْصُور وَأَبُو إِسْحَاق وَالْأَعْمَش وَعَاصِم وَالثَّوْري وَغَيرهم وَقَرَأَ على ابْن مَسْعُود الْقُرْآن وَكَانَ من الأذكياء الْحفاظ والأولياء الْعباد وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْبَلْخِي الصُّوفِي) شَقِيق بن إِبْرَاهِيم أَبُو عَليّ الْأَزْدِيّ الْبَلْخِي الزَّاهِد أحد شُيُوخ التصوف صَاحب إِبْرَاهِيم بن ادهم توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة لَهُ كَلَام فِي التَّوَكُّل مَعْرُوف حدث عَن إِبْرَاهِيم بن ادهم وَأبي حنيفَة وَإِسْرَائِيل بن يُونُس بن أبي إِسْحَاق وَغَيرهم وروى عَنهُ حَاتِم الْأَصَم وَابْنه مُحَمَّد بن شَقِيق وَمُحَمّد بن أبان الْبَلْخِي مستملي وَكِيع وَغَيرهم وَهُوَ من أشهر مَشَايِخ خُرَاسَان فِي التَّوَكُّل وَمِنْه وَقع أهل خُرَاسَان إِلَى هَذِه الطّرق قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم بن أدهم بِمَكَّة مَا بَدْء أَمرك الَّذِي بلغك إِلَى هَذَا فَذكر أَنه رأى فِي بعض الفلوات طيراً مكسور الجناحين أَتَاهُ طَائِر صَحِيح الْجنَاح بجرادة فِي منقاره قَالَ فَتركت التكسب فاشتغلت بِالْعبَادَة فَقَالَ إِبْرَاهِيم وَلم لَا تكون أَنْت الطَّائِر الصَّحِيح الَّذِي أطْعم العليل حَتَّى تكون أفضل مِنْهُ أما سَمِعت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وَمن عَلامَة الْمُؤمن أَن يطْلب أَعلَى الدرجتين فِي أُمُوره كلهَا حَتَّى يبلغ منَازِل الْأَبْرَار فَأخذ شَقِيق يَد إِبْرَاهِيم فقبلها وَقَالَ أَنْت أستاذنا يَا أَبَا إِسْحَاق وَقَالَ حَاتِم الْأَصَم كُنَّا مَعَ شَقِيق فِي مصَاف نحارب التّرْك فِي يَوْم لَا ترى إِلَّا رُؤُوس تندثر ورماح تقصف وسيوف تتقطع فَقَالَ

شكر

لي كَيفَ ترى نَفسك يَا حَاتِم فِي هَذَا الْيَوْم ترَاهُ مِثْلَمَا كنت فِي اللَّيْلَة الَّتِي زفت إِلَيْك امْرَأَتك فَقلت لَا وَالله قَالَ لكني وَالله أرى نَفسِي فِي هَذَا) الْيَوْم مِثْلَمَا كنت تِلْكَ اللَّيْلَة ثمَّ نَام بَين الصفين ودرقته تَحت رَأسه حَتَّى سَمِعت غَطِيطه وَمَات فِي غَزْوَة كوملان سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة قَالَ أَبُو سعيد الخراز رَأَيْت شَقِيق الْبَلْخِي فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي غير أَنا لَا تلحقكم فَقلت وَلم ذَاك قَالَ لأَنا توكلنا على الله عز وَجل بِوُجُود الْكِفَايَة وتوكلتم على الله بِعَدَمِ الْكِفَايَة قَالَ فَسمِعت الصُّرَاخ صدق صدق فانتبهت وَأَنا أسمع الصُّرَاخ (شكر) 3 - (زعيم مَكَّة الحسني) شكر بن أبي الْفتُوح الحسني زعيم مَكَّة شرفها الله أورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب (وصلتني الهموم وصل هَوَاك ... وجفاني الرقاد مثل جفاك) (وَحكى لي الرَّسُول أَنَّك غَضبى ... يَا كفى الله شَرّ مَا هُوَ حاك) (شكْلَة) 3 - (أم إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي) شكْلَة بالشين الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَسُكُون الْكَاف وَبعدهَا لَام وهاء أم إِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي كَانَت عَاقِلَة لَبِيبَة بعث الْمَأْمُون إِلَيْهَا يسْأَلهَا عَن وَلَدهَا إِبْرَاهِيم أَيْن اختفى وتهددها وتوعدها إِن لم تدله عَلَيْهِ فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا أم من أمهاتك فَإِن كَانَ ابْني عصى الله فِيك فَلَا تعص الله فِي فرق الْمَأْمُون لَهَا وَأمْسك عَنْهَا وَلم يُرَاجِعهَا بعد ذَلِك (الألقاب) ابْن شكا لحنبلي اسْمه أَحْمد بن عُثْمَان بن عَلان الْحَافِظ شكر مُحَمَّد بن الْمُنْذر

الشماخ

ابْن شكر الْوَزير صفي الدّين اسْمه عبد الله بن عَليّ ابْن شكر أَحْمد بن مِقْدَام ابْن شكر يُوسُف بن عبد الله ابْن شكيل أَحْمد بن يعِيش الشلوبين النَّحْوِيّ اسْمه عمر بن مُحَمَّد بن عمر شلعلع جَعْفَر بن عبد الله) ابْن شلبطور اسْمه حمد بِمَ عبد الله الشلمغاني الرافضي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ (الشماخ) 3 - (ابْن ضرار) الشماخ بن ضرار بن سِنَان بن أُميَّة بن عَمْرو بن جحاش بن بجالة بن مَازِن ابْن ثَعْلَبَة بن سعد بن ذبيان كَانَ اسْم الشماخ معقلاً وَقيل الْهَيْثَم وَمَعْقِل أصح أمه أنمارية من بَنَات الحوشب يُقَال إنَّهُنَّ أَنْجَب نسَاء الْعَرَب اسْمهَا معَاذَة بنت بجير بن خلف بن إِيَاس والشماخ مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَقد قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (تعلم رَسُول الله أَنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذِي غسل) يَعْنِي أَنْمَار بن بغيض وهم قومه وَهُوَ أحد من هجا عشيرته وأضيافه وَمن عَلَيْهِم بالقرى وَقَالَ جبل بن جوال لَهُ فِي قصَّة كَانَت بَينهمَا (لعمري لقل الْخَيْر لَو تعلمانه ... يمن علينا معقل وَيزِيد) (منيحة عنز أَو عَطاء فطيمة ... أَلا إِن نيل الثَّعْلَبِيّ زهيد) وللشماخ أَخَوان من أَبِيه وَأمه شاعران أَحدهمَا مزرد واسْمه يزِيد وَالْآخر جُزْء بن ضرار وَأما مُحَمَّد بن سَلام فَجعل الشماخ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة وقرنه بالنابغة ولبيد وَأبي ذُؤَيْب الْهُذلِيّ وَقد قَالَ الحطيئة فِي وَصيته عِنْد مَوته أبلغوا الشماخ أَنه أشعر غطفان

شمخ

والشماخ أوصف النَّاس للحمر والقوس وَالْحمار وأرجز النَّاس على البديهة وَمن شعره (رَأَيْت عرابة الأوسي يسمو ... إِلَى الْخيرَات مُنْقَطع القرين) (إِذا مَا راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة بِالْيَمِينِ) قَالَ أَبُو عَمْرو الْكيس قَالَ لي أَبُو نواس مَا أحسن الشماخ فِي قَوْله (إِذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بِدَم الوتين) أَلا قَالَ كَمَا قَالَ الفرزدق (علام تلفتين وَأَنت تحتي ... وَخير النَّاس كلهم أَمَامِي) (مَتى تردي الرصافة تستريحي ... من التهجير والدبر الدوامي) وَأنْشد عبد الْملك بن مَرْوَان قَول الشماخ إِذا بلغتني وحملت رَحل الْبَيْت فَقَالَ بئس) الْمُكَافَأَة كافأها حملت رَحْله وبلغته بغيته فَجعل مكافأتها نحرها وَادعت امْرَأَة الشماخ الطَّلَاق مِنْهُ وَكَانَت من بني سليم إِحْدَى بني حرَام بن سماك فنازعته وَحضر قَومهَا واختصموا إِلَى كثير بن الصَّلْت وَكَانَ عُثْمَان بن عَفَّان أقعده للنَّظَر بَين النَّاس وَهُوَ رجل من كِنْدَة وعداده فِي بني جمح ثمَّ عدلوا إِلَى بني الْعَبَّاس فَرَأى كثير عَلَيْهِم يَمِينا فالتوى الشماخ بِالْيَمِينِ يحرضهم عَلَيْهَا ثمَّ حلف وَقَالَ (أَتَتْنِي سليم قضها وقضيضها ... تمسح حَولي بِالبَقِيعِ سبالها) (يَقُولُونَ لي يَا احْلِف وَلست بحالف ... أخاتلهم عَنْهَا لكيما أنالها) (ففرجت هم النَّفس عني بحلفة ... كَمَا شقَّتْ الشقراء عَنْهَا جلالها) (شمخ) 3 - (خطيب داريا) شمخ بن ثَابت بن عنان بن وَافد بِالْفَاءِ أَبُو عَليّ العرضي السنبسي خطيب داريا فَقِيه شَافِعِيّ فصيح قَادر على صوغ الْخطب سمع بخراسان من مُحَمَّد بن فضل الله السلاري وَمُحَمّد بن أَحْمد البُخَارِيّ الْخَوَارِزْمِيّ وروى عَنهُ ابْنه الْخَطِيب وَالْمجد ابْن الحلوانية وَأَبُو عَليّ ابْن الْخلال وَغَيرهم وبالإجازة الْعِمَاد مُحَمَّد ابْن البالسي وَإِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن المَخْزُومِي وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة

الألقاب

(الألقاب) ابْن الشمحل عمر بن ثَابت ابْن الشماع الْحَنَفِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْحَافِظ الشماخي الْحُسَيْن بن أَحْمد الشمشاطي الأديب عَليّ بن مُحَمَّد (شمر) 3 - (قَاتل الْحُسَيْن) شمر بن ذِي الجوشن أَبُو السابغة العامري ثمَّ الضبابِي حَيّ من بني كلاب كَانَت لِأَبِيهِ صُحْبَة وَهُوَ تَابِعِيّ أحد من قَاتل الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ وَحدث عَن أَبِيه روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَفد على يزِيد مَعَ أهل الْبَيْت وَهُوَ الَّذِي احتز رَأس الْحُسَيْن على الصَّحِيح قَتله أَصْحَاب الْمُخْتَار فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ لما خرج الْمُخْتَار وتطلب قتلة الْحُسَيْن وَأَصْحَابه وَإِنَّمَا سمي أَبوهُ ذُو الجوشن لِأَن صَدره كَانَ ناتئاً قَالَ خَليفَة الْعُصْفُرِي الَّذِي ولي قتل الْحُسَيْن شمر ابْن ذِي الجوشن وأمير الْجَيْش عمر بن سعد بن مَالك قَالَ مُحَمَّد بن عمر ابْن حُسَيْن كُنَّا مَعَ الْحُسَيْن بن عَليّ بنهر كربلاء فَنظر إِلَى شمر بن ذِي الجوشن فَقَالَ صدق الله وَرَسُوله قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنِّي أنظر إِلَى كلب أبقع يلغ فِي دِمَاء أهل بَيْتِي وَكَانَ شمر أبرص وَقد مر شَيْء من حَدِيثه فِي تَرْجَمَة الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا 3 - (أَبُو عَمْرو الْهَرَوِيّ اللّغَوِيّ) شمر بن حَمْدَوَيْه الْهَرَوِيّ أَبُو عَمْرو أحد الْأَثْبَات الثِّقَات الْحفاظ للغريب وَعلم الْعَرَب رَحل إِلَى الْعرَاق فِي شبيبته وَأخذ عَن ابْن الْأَعرَابِي وَعَن جمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَأبي زيد الْأنْصَارِيّ وَأبي عُبَيْدَة وَالْفراء مِنْهُم الرياشي

الشمردل

وَأَبُو حَاتِم السجسْتانِي وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَألف كتابا كَبِيرا ابتدأه بِحرف الْجِيم وَطوله بالشواهد وَالرِّوَايَات الجمة وأودعه تَفْسِير الْقُرْآن غَرِيب الحَدِيث وَلم يسْبق إِلَى مثله وَلما كمل الْكتاب فِي حَيَاته ضن بِهِ فَلم يُبَارك الله لَهُ فِيمَا فعله حَتَّى مضى لسبيله فاختزل بعض أَقَاربه ذَلِك الْكتاب وَقيل اتَّصل أَبُو عَمْرو بِيَعْقُوب بن اللَّيْث الْأَمِير فَخرج مَعَه إِلَى نواحي فَارس وَحمل مَعَه كتاب الْجِيم فطغى المَاء من النَّهر على معسكر يَعْقُوب وغرق فِي جملَة مَا غرق قَالَ أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي أدْركْت من ذَلِك الْكتاب تفاريق أَجزَاء فتصفحت أَبْوَابهَا فَوَجَدتهَا على غَايَة من الْكَمَال وَله أَيْضا كتاب غَرِيب الحَدِيث كَبِير جدا وَكتاب السِّلَاح وَكتاب الْجبَال والأودية (الشمردل) 3 - (ابْن شريك الْيَرْبُوعي) الشمردل ابْن شريك بن عبد الله من بني يَرْبُوع كَانَ على عهد جرير والفرزدق شَاعِرًا من شعراء تَمِيم وَقد كَانَ أخرج هُوَ وَإِخْوَته حكم وَوَائِل وَقُدَامَة إِلَى خُرَاسَان مَعَ وَكِيع بن أبي سود فَبعث وَكِيع أَخَاهُ وائلاً فِي بعث لِحَرْب التّرْك وَبعث قدامَة وَحكما إِلَى سجستان فَقَالَ الشمردل أَيهَا الْأَمِير إِن رَأَيْت أَن تنفذنا مَعًا فِي وَجه وَاحِد فَإنَّا إِذا اجْتَمَعنَا تعاونا وتناصرنا فَلم يفعل وأنفذهم إِلَى وُجُوه مُخْتَلفَة فَلم يلبث أَن جَاءَ نعي قدامَة من فَارس ثمَّ تلاه نعي وَائِل بعد ثَلَاثَة أَيَّام فَقَالَ يرثيهما (أعاذل كم من لوعة قد شهدتها ... وغصة حزن فِي فِرَاق أَخ جزل) (إِذا وقفت بَين الحيازيم أسدفت ... عَليّ الضُّحَى حَتَّى يبينني أَهلِي) (وَمَا أَنا إِلَّا مثل من ضربت لَهُ ... أسى الدَّهْر عَن إبني أَب فارقا مثلي) وَهِي طَوِيلَة وَقَالَ يرثي وائلاً وَهِي من مختارات المراثي (لعمري لَئِن غالت أخي دَار فرقة ... وآب إِلَيْنَا سَيْفه ورواحله) (وحلت بِهِ أثقالها الأَرْض وانْتهى ... بمثواه مِنْهَا وَهُوَ عف مآكله) (لقد ضمنت جلد القوى كَانَ يتقى ... بِهِ جَانب الثغر الْمخوف زلازله) مِنْهَا (إِلَى الله أَشْكُو لَا إِلَى النَّاس فَقده ... ولوعة حزن أوجع الْقلب دَاخله) (سقى جدثاً أعراف غمرة دونه ... وبيشة ديمات الرّبيع ووابله)

شمغون

(بمثوى غَرِيب لَيْسَ منا مزاره ... بدان وَلَا ذُو الود منا مواصله) (إِذا مَا أَتَى يَوْم من الدَّهْر دونه ... فحياك عَنَّا شرقه وأصائله) (تَحِيَّة من أدّى الرسَالَة حببت ... إِلَيْهِ وَلم ترجع بِشَيْء رسائله) وَهِي طَوِيلَة أَيْضا وجاءه نعي أَخِيه حكم أَيْضا فَقَالَ (يَقُولُونَ احتسب حكما وراحوا ... بأبيض لَا أرَاهُ وَلَا يراني) (وَقبل فِرَاقه أيقنت أَنِّي ... وكل بني أَب متفرقان) (أَخ لي لَو دَعَوْت أجَاب صوتي ... وَكنت مجيبه أَنى دَعَاني) ) (فقد أفنى الْبكاء عَلَيْهِ دمعي ... وَلَو أَنِّي أَمُوت إِذن بكاني) (شمغون) 3 - (أَبُو رَيْحَانَة) شمغون بالغين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة أَبُو رَيْحَانَة الْأَزْدِيّ وَيُقَال الْأنْصَارِيّ وَيُقَال الْقرشِي قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وَالأَصَح أَنه أزدي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى عَنهُ عبَادَة بن نسي وَشهر بن حَوْشَب وَمُجاهد بن جبر وَغَيرهم وَهُوَ مِمَّن شهد فتح دمشق وَاتخذ بهَا دَارا وَسكن الْقُدس بعد ذَلِك وغزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحرسه ودعا لَهُ وَكَانَ مرابطاً بالجزيرة بميافارقين وَقَالَ فَرْوَة الْأَعْمَى مولى سعد بن أبي أُميَّة المغربي قَالَ ركب أَبُو رَيْحَانَة الْبَحْر وَكَانَ يخيط فِيهِ بإبرة مَعَه فَسَقَطت إبرته فِي الْبَحْر فَقَالَ عزمت عَلَيْك يَا رب إِلَّا رددت إبرتي عَليّ فظهرت حَتَّى أَخذهَا قَالَ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْبَحْر ذَات يَوْم وهاج فَقَالَ اسكن أَيهَا الْبَحْر فَإِنَّمَا أَنْت عبد حبشِي فسكن حَتَّى صَار كالزيت (شمس الضُّحَى) 3 - (الواعظة) شمس الضُّحَى بنت مُحَمَّد بن عبد الجيلي بن مُحَمَّد الساوي الواعظة البغدادية كَانَت زاهدة متعبدة صَحِبت الشَّيْخ أَبَا النجيب السهروردي وَسمعت مَعَه الحَدِيث من أبي مَنْصُور سعيد بن مُحَمَّد بن الزراد وروت شَيْئا يَسِيرا وَتوفيت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

شمسة

(شمسة) 3 - (الموصلية) شمسة الموصلية أَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَت الْمَذْكُورَة شيخة عَالِمَة أنشدنا أَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن أبي الْقَاسِم حَمْزَة بن عبد السَّلَام ابْن عبد الطافي الْقرشِي قَالَ أنشدتنا شمسة (وتميس بَين معصفر ومزعفر ... ومكفر ومعنبر ومصندل) (كبهارة فِي رَوْضَة أَو وردة ... فِي جونة أَو صُورَة فِي هيكل) (هيفاء إِن قَالَ الشَّبَاب لَهَا انهضي ... قَالَت روادفها اقعدي لَا تفعلي) (الألقاب) شمس الْأَئِمَّة إِسْمَاعِيل بن الْحسن شمس الْأَئِمَّة بكر بن مُحَمَّد شمس الشموس صَاحب الألموت خسرو شمس الشّرف الْخَوَارِزْمِيّ مَحْمُود بن عَزِيز شمس الْعَرَب اسْمه عبد الْعَزِيز بن النفيس شمس الملكوك إِسْمَاعِيل بن بوري شمس الْملك نصر بن إِبْرَاهِيم شمس الملكوك إِبْرَاهِيم بن رضوَان ابْن شمس الْخلَافَة الأديب الْكَاتِب اسْمه جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُخْتَار تقدم فِي حرف الْجِيم فِي مَكَانَهُ (شملة) 3 - (المتغلب على بِلَاد فَارس) شملة التركماني كَانَ قد تغلب على بِلَاد فَارس واستحدث قلاعاً وَنهب الأكراد والتركمان وبدع وَقَوي على السلجوقية وَتمّ لَهُ الْأَمر أَكثر كمن عشْرين سنة إِلَى أَن نَهَضَ إِلَى قتال بعض التركمان فتهيؤوا لَهُ واستعانوا بالبهلوان

شمول

إلدكز فَالْتَقوا وَأخذ أَسِيرًا هُوَ وَولده وَمَات بعد يَوْمَيْنِ سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ جباراً ظَالِما غاشماً (شُمُول) 3 - (نَائِب دمشق الإخشيدي) شُمُول الْأَمِير أَبُو الْحسن مولى كافور الإخشيدي ولي نِيَابَة دمشق سنة ثَمَان وَخمسين فَلَمَّا بلغه مسير جَعْفَر بن فلاح من قبل جَوْهَر المغربي إِلَى الشَّام ليملكه اسْتخْلف على دمشق غُلَامه إقبال وَتوجه لقِتَال جَعْفَر منحازاً إِلَى الْأَمِير حسن بن عبد الله بن طغج والتقى الْجَمْعَانِ وَانْهَزَمَ حسن وَجُنُوده وانضم فِي الْحَال شُمُول إِلَى جَوْهَر مخامراً فَأَمنهُ اسْتَعْملهُ على دمشق وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة (الألقاب) أَبُو الشمقمق الشَّاعِر اسْمه مَرْوَان بن مُحَمَّد أَبُو الشملين النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن زيد ابْن شميعة الشَّاعِر أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الشمعي عبيد الله بن أَحْمد الشميساطي عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى شميم الْحلِيّ الأديب اسْمه عَليّ بن الْحسن بن عنتر يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ ابْن شنبوذ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَيُّوب تقدم ذكره فِي المحمدين شنشيل النَّاصِر عبد الرَّحْمَن بن الْحَاجِب مُحَمَّد بن أبي عَامر يَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ ابْن شنظير الْحَافِظ اسْمه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن) (شهَاب) 3 - (ابْن شرنفة) شهَاب بن شرنفة بالشين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَالنُّون وَالْفَاء

شهاب بن عباد

الْمُجَاشِعِي الْبَصْرِيّ أحد الْقُرَّاء الْكِبَار قَرَأَ على هَارُون بن مُوسَى الْأَعْوَر وَكَانَ من سادة الْعباد وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة 3 - (شهَاب بن عباد) شهَاب بن عباد أَبُو عمر الْعَبْدي الْكُوفِي سمع الحمادين وشريكاً وَإِبْرَاهِيم بن حميد الرُّؤَاسِي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَإِسْمَاعِيل سمويه وَأحمد بن أبي عزْرَة الْغِفَارِيّ وَإِبْرَاهِيم بن شريك الْأَسدي وَآخَرُونَ وَكَانَ ثِقَة ثبتاً توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (العصري) شهَاب بن عباد الْعَبْدي العصري تَابِعِيّ يروي عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وروى عَنهُ ابْنه هود العصري وَيحيى بن عبد الرَّحْمَن وَلم يخرجُوا لَهُ 3 - (المحسني) شهَاب بن عَليّ بن عبد الله الشَّيْخ الْمُبَارك أَبُو عَليّ المحسني رجل أُمِّي مُقيم بتربة الْفَارِس أقطاي بِظَاهِر الْقَاهِرَة روى الْكثير عَن ابْن المقير وَابْن رواج وَتفرد بأجزاء وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين والواني ونقاضي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَابْن الْفَخر وَابْن شامة وَطَائِفَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسَبْعمائة 3 - (الشوذباني) شهَاب بن مَحْمُود الشوذباني بالشين الْمُعْجَمَة وواو وذال مُعْجمَة وباء ثَانِيَة الْحُرُوف وَألف وَنون قَرْيَة من قرى همذان أَبُو الضَّوْء سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَأَبُو الْوَقْت وَغَيرهمَا قَالَ ابْن النجار كَانَ عسراً فِي الرِّوَايَة إِذا أَتَاهُ طَالب الحَدِيث يلعن أَبَاهُ كَيفَ سَمعه فَمَا شعرنَا بِهِ إِلَّا وَقد صَمد نَفسه للإقراء فعجبنا من ذَلِك وسألناه عَن السَّبَب فَقَالَ رَأَيْت وَالِدي فِي النّوم يعاتبني وَيَقُول اجتهدت حَتَّى ألحقتك بِأَهْل

الألقاب

الْعلم وَحَملَة حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتسبني على ذَلِك لَا جَزَاك الله خيرا فانتبهت وآليت أَن لَا أمنع أحدا) سَماع شَيْء (الألقاب) ابْن شهدانكه اسْمه عبد المحسن بن مُحَمَّد ابْن شَهِيد عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد (شهدة) 3 - (بنت الإبري الكاتبة) شهدة بنت أبي نصر أَحْمد بن الْفرج بن عمر الدينَوَرِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الإبري الكاتبة فَخر النِّسَاء مُسندَة الْعرَاق كَانَت ذَات دين وورع وَعبادَة سَمِعت الْكثير وعمرت وَكَانَت تكْتب خطا مليحاً وَتَزَوَّجت بِبَعْض وكلاء الْخَلِيفَة وَعَاشَتْ مُخَالطَة الدَّار وَأهل الْعلم وَكَانَ لهابر وَخير وقاربت الْمِائَة وَتوفيت سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلي عَلَيْهَا بِجَامِع الْقصر وأزيل شباك الْمَقْصُورَة لأَجلهَا وَكَانَت تكْتب على طَرِيق الكاتبة بنت الْأَقْرَع وَمَا كَانَ فِي زمانها من يكْتب مثلهَا واختصت بالمقتفي لأمر الله وَكَانَ خلها السماع العالي ألحق الأصاغر بالأكابر سَمِعت من أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن طَلْحَة النعالي وطراد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَغَيرهم مثل أبي الْحسن عَليّ بن الْحسن بن أَيُّوب وَأبي الْحُسَيْن ابْن عبد الْقَادِر بن يُوسُف وفخر الْإِسْلَام أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّاشِي واشتهر ذكرهَا وَبعد صيتها رَأَيْت بِخَط بعض الأفاضل يَقُول نقلت من مَجْمُوع بِخَط الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم لشهدة بنت الإبري الكاتبة (مل بِي إِلَى مجْرى النسيم الواني ... وَاجعَل مقيلك دوحتي نعْمَان) (وَإِذا الْعُيُون شنن غَارة سحرها ... ورمين عَن خضر الْمُتُون حوان) (فاحفظ فُؤَادك أَن يصاب بنظرة ... عرضا فآفة قَلْبك العينان) (منكل جائلة الوشاح يهزها ... مح الشَّبَاب اللدن هز البان)

شهر

(بيض غنين بحسنهن عَن الحلى ... ولذاك أَسمَاء النِّسَاء غواني) (سكنوا العقيق وحركوا بغرامهم ... قلباً يكَاد يطير بالخفقان) (حَملته ثقل السلو فَلم يطق ... فأطعته فِي طَرحه وعصاني) (سلبته يَوْم الدوحتين طليقة ... نزلت بِهَذَا الْحَيّ من غطفان) ) (حتام تفرط فِي الصبابة أضلعي ... وتلج فِي عبراتها أجفاني) (وَإِذا تَبَسم ثغر برق منجد ... أغرى دموع الْعين بالهملان) (يَا حادي البكرات هَل لَك رَوْحَة ... بالغمر عِنْد مروح الرعيان) (فَتذكر الناسين عهدي بالحمى ... فجديده أبلاه من أبلاني) (وَذكرت ميدان الْوَدَاع فَأرْسلت ... عَيْني إِلَى أمد الْبكاء عناني) (لم اخش من ظمإ الْحَوَادِث إِذْ عرت ... وَمَعِي نَظِير الْجَدْوَل الريان) (إِن مسني سغب قراني غربه ... أَو قلني ظمأ فرى فسقاني) (وَإِذا السيوف تحدثت بجفونها ... فحديثها مِنْهُ بأحمر قاني) قلت أَنا استبعد أَن يكون هَذَا الشّعْر لشهدة على أَنِّي رَأَيْته أَيْضا فِي مَجْمُوع قديم بِخَط فَاضل وَقد نسبه إِلَيْهَا وَالله أعلم (شهر) 3 - (الْأَشْعَرِيّ) شهر بن حَوْشَب أَبُو عبد الله وَقيل ابو عبد الرَّحْمَن وَقيل أَبُو الْجَعْد وَقيل أَبُو سعيد الْأَشْعَرِيّ مولى أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن من أهل دمشق وَقيل أهل حمص قَرَأَ الْقُرْآن على ابْن عَبَّاس وروى عَن العبادلة ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَابْن

شهردار

عَمْرو وَأبي هُرَيْرَة وَأبي أُمَامَة وَأبي رَيْحَانَة وَأم سَلَمةَ زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَغَيرهم وروى عَنهُ قَتَادَة وَمُعَاوِيَة بن قُرَّة وَدَاوُد بن أبي هِنْد وَيزِيد بن أبي مَرْيَم وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة مائَة وَقيل سنة إِحْدَى عشرَة وَقيل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة وَكَانَ على خَزَائِن يزِيد بن الْمُهلب فَرفعُوا عَلَيْهِ أَنه أَخذ خريطة فَسَأَلَهُ يزِيد عَنْهَا فَأَتَاهُ بهَا فَدَعَا يزِيد الَّذِي رفع عَلَيْهِ وَشَتمه وَقَالَ لشهر هِيَ لَك قَالَ لَا حَاجَة لي بهَا فَقَالَ الْقطَامِي الْكَلْبِيّ وَيُقَال سِنَان ابْن مكتل النمري (لقد بَاعَ شهر دينه بخريطة ... فَمن يَأْمَن الْقُرَّاء بعْدك يَا شهر) (أخذت بِهِ شَيْئا طفيفاً وبعته ... من ابْن جرير إِن هَذَا هُوَ الْغدر) (شهردار) 3 - (الْحَافِظ أَبُو مَنْصُور الديلمي) شهردار بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو بن خسركان ابْن زينونه بن خسرو بن ورداذ بن دَيْلَم بن السنياس بن كشكري بن داجي ابْن كنوش بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الضَّحَّاك بن فَيْرُوز الديلمي أَبُو مَنْصُور الْحَافِظ الْمُحدث ابْن المؤرخ أبي شُجَاع الهمذاني قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ فِي الذيل كَذَا قَرَأت نسبه فِي دياجة كِتَابه ثمَّ قَالَ أَبُو مَنْصُور كَانَ حَافِظًا عَارِفًا بِالْحَدِيثِ فهما عَارِفًا بالأدب ظريفاً خَفِيفا لَازِما مَسْجده مُتبعا أثر وَالِده فِي كِتَابَة الحَدِيث وسماعه وَطَلَبه رَحل إِلَى أَصْبَهَان مَعَ وَالِده ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع وروى ومولده فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ووفاته سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة بهمذان وصنف كتاب الفردوس جمع فِيهِ الْأَحَادِيث صحيحها وسقيمها (الألقاب) ابْن الشهرزوري القَاضِي محيي الدّين اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَمِنْهُم الْحسن بن عَليّ وَمِنْهُم عبد الله بن الْقَاسِم وَمِنْهُم الْقَاسِم بن مظفر وَمِنْهُم ضِيَاء الدّين الْقَاسِم بن يحيى

شهرمان

وَمِنْهُم كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقَاسِم وَهُوَ وَالِد محيي الدّين وَمِنْهُم أَخُوهُ شمس الدّين الْقَاسِم بن عبد الله وَمِنْهُم تَاج الدّين يحيى بن عبد الله بن الْقَاسِم وَمِنْهُم أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم قَاضِي الْخَافِقين وَمِنْهُم محيي الدّين مُحَمَّد بن عبد القاهر وَمِنْهُم شرف الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَمِنْهُم بهاء الدّين عَليّ بن الْقَاسِم ابْنه نجم الدّين الْحسن الْمَذْكُور وَعَمه عماد الدّين المرتضى وَالِد كَمَال الدّين ممد) وَمِنْهُم حجَّة الدّين عبد القاهر بن الْحسن الْمَذْكُور وابناه حجَّة الدّين المظفر راضي وشهاب الدّين الْحسن وَأَوْلَاده فَخر الدّين مُحَمَّد وجد الدّين عَليّ وتاج الدّين عبد الرَّحِيم وَكَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن وَنجم الدّين الْحسن وَمِنْهُم حجَّة الدّين عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَأَوْلَاده كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن وشهاب الدّين الْحسن وبهاء الدّين الْحُسَيْن وركن الدّين عَليّ وَمُحَمّد الْمُقدم ذكره وَمِنْهُم نصير الدّين عبد الله وَكَمَال الدّين أَحْمد وناصر الدّين يحيى أَوْلَاد كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَابْن عمهم مجد الدّين مُحَمَّد بن شهَاب الدّين الْحسن الْمَذْكُور الشهرستاني صَاحب الملكل والنحل اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد (شهرمان) 3 - (الموله التركماني) شرمان الموله التركماني الدِّمَشْقِي كَانَ صَاحب دكان بالفسقار فَوَقع لَهُ يَوْم خُرُوج الركب بكاء كثير فتهيأ لوقته وَتبع الركب وَحج وَعَاد مسلوب الْعقل وَصَارَت لَهُ حَال مثل حَال المولهين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة وَكَانَ للعامة خفيه عقيدة عَظِيمَة وشيع جنَازَته خلق كثير

شهفيروز

(شهفيروز) 3 - (أَبُو الهيجاء الشَّاعِر) شهفيروز بن سعد بن عبد السَّيِّد بن مَنْصُور أَبُو الهيجاء ابْن أبي الفوارس الشَّاعِر ابْن بنت أبي عَليّ ابْن الحمامية الْمُسْتَعْمل وَيُسمى أَحْمد أَيْضا وَهُوَ أَخُو خسروشاه بن سعد الْبَغْدَادِيّ كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا أنشأ مقامات أدبية وَسمع من أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْمسلمَة وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الحمامي وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره (وسَاق بت أشْرب من يَدَيْهِ ... مشعشعة بلون كالنجيع) (فحمرتها وَحُمرَة وجنتيه ... وَنور الكأس فِي نَار الشموع) (ضِيَاء حارت الْأَبْصَار فِيهِ ... بديع فِي بديع فِي بديع) وَمِنْه (وَلَيْلَة بتنا والسواعد بَيْننَا ... ووساد وَمن خمر الثغور لنا عل) (وَقد نم فِي جنح الدجى جرس حليها ... ونادى بِأَعْلَى صَوته الْقلب والحجل) (فضضت ختاماً من عقيق كَأَنَّهُ ... على اللُّؤْلُؤ المنظوم فِي فمها قفل) (فللنظم مَا يجلو من الدّرّ ثغرها ... وللظلم مَا يجني من الْعَسَل النَّحْل) قلت شعر جيد (شَهِيد) 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْبَلْخِي الْوراق) شَهِيد بن الْحُسَيْن أَبُو الْحُسَيْن الْبَلْخِي الْوراق الْمُتَكَلّم توفّي فِي سنة خمس عشرَة وثلاثمائة وَكَانَ أَبُو زيد وَأَبُو الْقَاسِم وشهيد البلخيون فِي عصر وَاحِد وكل مِنْهُم كَانَ إِمَامًا فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة وَكَانَ بَينهم مَوَدَّة أكيدة وَعشرَة حَسَنَة وماتوا فِي مُدَّة قريبَة وَكَانَ شَهِيد أبقهم موتا ثمَّ تلاه أَبُو الْقَاسِم ثمَّ تلاه أَبُو زيد وَكَانَ

الألقاب

صَحِيح الْخط مستظهراً فِيمَا يَكْتُبهُ حَتَّى أَنه إِذا اشتبهت عَلَيْهِ كلمة تتبعها فِي كثير من النّسخ والكتب وَيعلم على تِلْكَ الْكَلِمَة عَلَامَات يشهرها بِهِ وقلما وَقع شَيْء من خطه إِلَّا بولغ فِي ثمنه وَكَانَ مَعَ جلالة علمه شكس الْأَخْلَاق محروماً من سَعَة الأرزاق وَكَانَ يرتزق بالوراقة وَكَانَ هجا أَحْمد بن سهل فتطلبه فهرب فِي الْبِلَاد وَلم يعد إِلَى بَلخ إِلَى أَن هلك أَحْمد ابْن سهل وَمن شعره (كُنَّا نرى أَن التوسل بالأدب ... من أكْرم الشفعاء عِنْد ذَوي الْحسب) (حَتَّى استبان لنا ببابك أَنه ... سخف وَأَن الْأَمر فِيهِ قد انْقَلب) (أَن كَانَ جدا فِيهِ مَا هُوَ عنْدكُمْ ... وَالْعلم هزلا إِن ذَا لمن الْعجب) (إِنِّي لأرجو أَن أرى من يَشْتَرِي ... مَا تزدريه من الْفَوَائِد بِالذَّهَب) (الألقاب) ابْن شَهِيد الْوَزير أَحْمد بن عبد الْملك بن مَرْوَان وَولده عبد الْملك بن أَحْمد بن سهل الشواء الشَّاعِر اسْمه يُوسُف بن إِسْمَاعِيل وَقيل محَاسِن وَالثَّانِي أصح ابْن الشواء لكاتب اسْمه عَليّ بن أبي طَالب ابْن الشواء الْحَنْبَلِيّ اسْمه يحيى بن عُثْمَان ابْن أبي الشَّارِب جمَاعَة من بَيت قَاضِي الْقُضَاة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الله وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد ابْن شواش اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم آخر اسْمه إِسْمَاعِيل بن عَليّ) ابْن شواق الأسنائي اسْمه حسن بن مَنْصُور وَابْنه علم الدّين اسْمه دَاوُد بن حسن ابْن شواق الطَّبِيب عَليّ بن مَنْصُور ابْن الشوكي الْمُقْرِئ اسْمه واثق بن عمرَان الشويطر مُسلم بن إِبْرَاهِيم

شيبان

(شَيبَان) 3 - (الصَّحَابِيّ جد أبي هُبَيْرَة) شَيبَان بن مَالك الْأنْصَارِيّ ثمَّ السّلمِيّ أَبُو يحيى هُوَ جد أبي هُبَيْرَة ابْن عباد بن شَيبَان روى عَنهُ ابْنه عباد بن شَيبَان وَابْن ابْنه أَبُو هُبَيْرَة يحيى ابْن عباد 3 - (الصَّحَابِيّ) شَيبَان وَالِد عَليّ بن شَيبَان روى عَنهُ ابْنه عَليّ حَدِيثه عِنْد أهل الْيَمَامَة يَدُور على مُحَمَّد بن اليمامي 3 - (أَبُو مُحَمَّد الحبطي) شَيبَان بن أبي شيبَة فروخ أَبُو مُحَمَّد الحبطي مَوْلَاهُم الأبلي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ مُسلم كَانَ ثِقَة صَدُوقًا وَكَانَ يرى الْقدر وَتُوفِّي حَسَنَة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (نجم الدّين الْحَنْبَلِيّ) شَيبَان بن تغلب بن حيدرة بن سيف بن طراد بن عقيل بن وثاب بن شَيبَان أَبُو مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ نجم الدّين الْمُؤَدب وَهُوَ وَالِد الْمسند أَحْمد بن شَيبَان توفّي سنة عشْرين وسِتمِائَة وَله شعر 3 - (أَبُو مُعَاوِيَة النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ) شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ نزيل

الراعي الصالح

الْكُوفَة أَبُو مُعَاوِيَة أحد الْأَئِمَّة المتفننين أدب بِالْكُوفَةِ أَوْلَاد الْأَمِير دَاوُد بن عَليّ العباسي وَثَّقَهُ يحيى ابْن معِين وَغَيره وَقيل فِي نسبته إِلَى النَّحْو إِنَّمَا هُوَ إِلَى نَحْو بن شمس بطن من الأزد وَقَرَأَ على عَاصِم بن أبي النجُود وَأبي إِسْحَاق السبيعِي وَعَطَاء بن أبي السَّائِب وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَة أَو فِي حُدُودهَا وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الرَّاعِي الصَّالح) ) شَيبَان الرَّاعِي العَبْد الصَّالح الزَّاهِد القانت لله كَانَ يذهب إِلَى الْجُمُعَة فيخط على غنمه ثمَّ يَجِيء فيجدها بِحَالِهَا وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة (شيبَة) 3 - (أَبُو صَفِيَّة الحَجبي) شيبَة بن عُثْمَان بن أبي طَلْحَة عبد الله بن عبد الْعُزَّى بن عُثْمَان بن عبد الدَّار ابْن قصي بن كلاب أَبُو عُثْمَان وَقيل أَبُو صَفِيَّة الحَجبي حَاجِب الْكَعْبَة وَهُوَ جد الشيبيين وَإِلَيْهِ ينْسب بَنو شيبَة قتل أَبَاهُ يَوْم أحد عَليّ بن أبي طَالب فَلَمَّا كَانَ عَام الْفَتْح خرج شيبَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَافِرًا إِلَى حنين وَمن نِيَّته اغتيال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ هداه الله فَأسلم وَقَاتل يَوْمئِذٍ وَثَبت وَلم يول وَكَانَت سدانة الْكَعْبَة فِي بني عبد الدَّار فانتهت فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ابْن عَم شيبَة عُثْمَان بن طَلْحَة بن أبي طَلْحَة الَّذِي أسلم مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَعَمْرو بن الْعَاصِ فَأعْطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِفْتَاح الْكَعْبَة عَام الْفَتْح وَقَالَ لَهُ دُونك هَذَا فَأَنت أَمِين الله على بَيته قَالَ الْوَاقِدِيّ فَلم يزل عُثْمَان يَلِي الْبَيْت حَتَّى توفّي فخلفه ابْن عَمه شيبَة بن عُثْمَان فَبَقيت الحجابة فِي وَلَده وَفِي رِوَايَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُم لما أَعْطَاهُم الْمِفْتَاح خذوها يَا بني أبي طَلْحَة خالدة تالدة لَا يَأْخُذهَا مِنْكُم إِلَّا ظَالِم فبنو أبي طَلْحَة هم الَّذين يلون سدانة الْكَعْبَة دون غَيرهم من بني عبد الدَّار وروى عَن شيبَة ابناه مُصعب ومسافع وَأَبُو وَائِل وَعِكْرِمَة وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة

مولى أم سلمة

3 - (مولى أم سَلمَة) شيبَة بن نصاح بن سرجس مولى أم الْمُؤمنِينَ أم سَلمَة أحد مشيخة نَافِع فِي الْقِرَاءَة مسحت أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا بِرَأْسِهِ ودعت لَهُ روى خَالِد ابْن مغيث وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَأبي بكر بن عبد الرَّحْمَن وَأبي جَعْفَر الباقر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا يعلم لَهُ رِوَايَة حَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة وَلَا عَن أبي سعيد وَلَو أَخذ الْقُرْآن عَنْهُمَا لَكَانَ بِالْأولَى أَن يسمع مِنْهُمَا أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة وَأدْركَ عَائِشَة وَأم سَلمَة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقيل إِنَّه لما ولي قَضَاء الْمَدِينَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ (الألقاب) ) ابْن أبي شيبَة الإِمَام أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد وَأَخُوهُ عُثْمَان بن مُحَمَّد وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عُثْمَان (شِيث) 3 - (ضِيَاء الدّين القناوي ابْن الْحَاج) شِيث بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حيدرة الْمَعْرُوف بِابْن الْحَاج القناوي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْعَرُوضِي أَبُو الْحسن نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه أنشدنا الإِمَام الْعَالم ضِيَاء الدّين أَبُو الْحسن شِيث بن إِبْرَاهِيم بمحروسة قِنَا فِي شهر ربيع الأول سنة تسعين وَخَمْسمِائة قصيدته اللُّغَوِيَّة الَّتِي نظمها ووسمها باللؤلؤة المكنونة واليتيمة المصونة فِي الْأَسْمَاء المذكرة وَهِي (وصفت الشّعْر من يفهم ... يُخْبِرنِي بِمَا يعلم) (يُخْبِرنِي بِأَلْفَاظ ... من الْأَعْرَاب مَا الدهثم) (وَمَا الإقليد والتقيي ... د والتهنيد والأهيم) (وَمَا النهاد والإهذا ... م والأسمال والعيهم) (وَمَا الإلغاد والإخرا ... د والإقراد والمكدم)

(وَمَا الدفراس والمردا ... س والقداس والأعلم) (وَمَا الإدعاص والإدرا ... ص والقراص والأثرم) (وَمَا اليعضيد واليعقي ... د والتدمين والأرقم) (وَمَا الإنكال والإنكا ... ث والإعلام والأقضم) (وَمَا الأوغال والأوغا ... د والأوغاب والأقصم) (وَمَا المنهوس والملسو ... س والملكهوس والأثلم) (وَمَا الإدمار والعوا ... ر والمشعار والأدلم) (وَمَا الأوقاش والأوشا ... ب والأو باش والضيهم) (وَمَا الظربان والقدما ... ن والميدان والديلم) (وَمَا الإيهات وَالرَّمْي ... ت والصفنات والأورم) (وَمَا البؤبؤ والضئض ... ئ والهلباجة الخوعم) ) (وَمَا الحرفاس والدروا ... س والبرشاع والمؤصم) (وَمَا المعروء والقدمو ... س والغثراء والأرشم) (وَمَا الإذعان والإفرا ... ن والإفدان والمنهم) (وَمَا الديفان والمأفو ... ن وَالذَّيَّال والأريم) (وَمَا الإغداق والإعذا ... ق والأوذام والضرزم) (وَمَا الشماذ واللوا ... ذ والملكاذ والجهضم) (وَمَا الهدام والإسدا ... م والإرزام والأدشم) (وَمَا الأخطال والأكرا ... ز والأشراط والأذرم) (وَمَا الزعرور والمنزو ... ر والشعرور والأعصم) (وَمَا الدقرور والصعرو ... ر والقيدود والمتئم) (وَمَا التَّعْرِيس والتغوي ... ر والشنتير والأثرم) (وَمَا الإذعاف والأترا ... ف والقعدود والمصرم) (وَمَا الْخيطَان والسيدا ... ن والصيران والمرزم) (وَمَا الرعاد والمذيا ... ع والإقداع والخلجم) (وَمَا الإصرام والإخلا ... م والأوخام والمبلم)

(وَمَا الصردان والصرفا ... ن والصرعان والأسحم) (وَمَا الاعشار والتقصا ... ر والأشصار والأقرم) (وَمَا الأعفاج والأمرا ... ص والشريان والأطخم) (وَمَا الارماس والأكرا ... س والعسود والمنجم) (وَمَا الساهور والصاقو ... ر والأسروع والأضجم) (وَمَا الصريع والتمرا ... د والشملال والأرثم) (وَمَا الأبداء والأعداء ... والأكناف والأهيم) (وَمَا الغضروف والشرسو ... ف والهلوف والغيلم) (وَمَا الظنبوب والعلجو ... م والجعبوب والأشيم) (وَمَا الإنداح والقلا ... ص والإكراء والمقرم) ) (أَلا فاسمع أليفاظاً ... حوت علما لمن يفهم) (فَمَا الدلفاء والقمدا ... ء والحلقاء والأخطم) (وَمَا الزَّعْرَاء والطخيا ... ء والفوهاء والديسم) (وَمَا اللخصاء والخوصا ... ء والخيصاء والرزم) (وَمَا الخوقاء والجلحا ... ء والعضباء والأختم) (وَمَا الهلباء والسكا ... ء والكبشاء والأصلم) (وَمَا المرطاء والمطا ... ء والحصاء والأغثم) (وَمَا النزعاء والوطبا ... ء والهدباء والمخدم) (وَمَا الدعجاء والملكجا ... ء والشجراء والميسم) (وَمَا اللمياء والحوا ... ء والقماء والقهقم) (وَمَا الجلهاء والجبلا ... ء والجلحاء والشجعم) (وَقد أنبأت فِي شعري ... بألفاظي الَّتِي تفحم) (فعارضت السجستان ... ي فِي قولي وَلم أعلم) (وضاعفت قوافيه ... على مثل الَّذِي نظم) (على أَنِّي امتطيت الصع ... ب فِي قولي وَلم أحجم) (رحلت العيس فِي البيدا ... أَقُول الشّعْر فِي العظلم)

(فَإِن كنت الَّذِي فو قو ... لَهُ يَأْتِي بِمَا يزْعم) (فخبرني بأوصافي ... عساني مِنْك أَن أغنم) (فَهَذَا الشّعْر لَا يدْرِي ... هـ إِلَّا عَالم هَمهمْ) (يرم الرث إِن يحبب ... وَإِن شا ينْقض المبرم) وَختم هَذِه الأبيات بِأَبْيَات غزلية على وَزنهَا ورويها وأنشدناها لنَفسِهِ رَحمَه الله تَعَالَى وَهِي (رصفت الشّعْر فِي خل ... وحبل الود لم يصرم) (غزال يفتن النسا ... ك فِي حسن وَمَا يعلم) (فَقلب الْأسد مَجْرُوح ... بِهِ شوقاً وَلم يكلم) (وَفِي أحشاء من يهوا ... هـ وهج النَّار إِذْ تضرم) ) (لَهُ قد كقد الغص ... ن فِي كل الورى يعْدم) (لَهُ وَجه شعاعي ... حكى فِي الْحسن بدر التم) (إِذا مَا رمت لثم الخ ... د أَو تَقْبِيل ذَاك الْفَم) (جنيت الْورْد من خدي ... هـ ذقت الشهد إِذْ يبسم) قلت وسرد شهَاب الدّين القوصي شرح هَذِه القصيدة عقيب كل بَيت أوردهُ فِي مُعْجَمه فأضربت عَن ذكره لِأَن أَكثر هَذِه الْأَلْفَاظ وَاضِحَة لَا خَفَاء بهَا على من تدرب وَتُوفِّي ضِيَاء الدّين الْمَذْكُور سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بَعْدَمَا أضرّ وَله تصانيف فِي الْعَرَبيَّة مِنْهَا كتاب الْإِشَارَة فِي تسهيل الْعبارَة والمعتصر من الْمُخْتَصر وتهذيب ذهن الواعي فِي إصْلَاح الرّعية والراعي صنفه للْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي ابْن الْحَاج الْفَقِيه الْمَالِكِي النَّحْوِيّ القفطي كَانَ قيمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَله فِيهَا تصانيف مِنْهَا حز الغلاصم وإفحام المخاصم ذكره أَبُو الْحسن عَليّ بن يُوسُف الشَّيْبَانِيّ الصاحب القفطي فِي كِتَابه إنباه الروَاة على أنباه النُّحَاة وَذكر أَن لَهُ فِي الْفِقْه تعاليق ومسائل وَله كَلَام فِي الرَّقَائِق وَكَانَ حسن الْعبارَة وَلم يره أحد ضَاحِكا وَلَا هازلاً وَكَانَ يسير فِي أَفعاله وأقواله سيرة السّلف وملوك مصر يعظمونه ويجلون قدره ويرفعون ذكره على كثة طعنه عَلَيْهِم وَعدم مبالاته بهم وَكَانَ القَاضِي الْفَاضِل أَيْضا يجله

الألقاب

وَيقبل شَفَاعَته وَله إِلَيْهِ رسائل ومكاتبات سمع من الْحَافِظ السلَفِي وَأبي الْقَاسِم عبد ارحمن بن الْحُسَيْن بن الْجبَاب وَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ الْحسن ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم وَمن شعره (اجهد لنَفسك إِن الْحِرْص متعبة ... للقلب والجسم وَالْإِيمَان يرفعهُ) (فَإِن رزقك مقسوم سترزقه ... وكل خلق ترَاهُ لَيْسَ يَدْفَعهُ) (فَإِن شَككت بِأَن الله يقسمهُ ... فَإِن ذَلِك بَاب الْكفْر تقرعه) وَقَالَ ابْن سعيد المغربي نقلت من خطّ بدر الدّين ابْن أبي جَرَادَة أَن شيثاً رَحل إِلَى شاور واشتغل بتعليم أَوْلَاده وَأنْشد لَهُ قَوْله (هِيَ الدُّنْيَا إِذا اكتملت ... وطاب نعيمها قتلت) (فَلَا تفرح بلذتها ... فباللذات قد شغلت) ) (وَكن مِنْهَا على حذر ... وخف مِنْهَا إِذا اعتدلت) وَقَالَ سَمِعت الْبَهَاء زهيراً يَقُول سَمِعت ابْن الْغمر الأديب يَقُول رَأَيْت فِي النّوم الْفَقِيه شيثاً يَقُول شعرًا وَهُوَ (أبثكم يَا أهل ودي بِأَن لي ... ثَمَانِينَ عَاما أردفت بثمان) (وَلم يبْق إِلَّا هفوة أَو صبَابَة ... فجد يَا إلهي مِنْك لي بِأَمَان) قَالَ فَأَصْبَحت وَجئْت إِلَى الْفَقِيه شِيث وقصصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لي الْيَوْم ثَمَانِيَة وَثَمَانُونَ سنة وَقد نعيت لي نَفسِي وَلَهُم بقفط حارة تعرف بحارة ابْن الْحَاج (الألقاب) ابْن شِيث الْكَاتِب جمال الدّين عبد الرَّحِيم بن عَليّ وَكَمَال الدّين إِبْرَاهِيم ابْن عبد الرَّحِيم بن عَليّ ابْن شِيث عَلَاء الدّين بن شِيث اسْمه عَليّ بن عبد الرَّحِيم ابْن الشيرجي بدر الدّين عبد الله بن مُحَمَّد وفخر الدّين سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب وعماد الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وشهاب الدّين تَمام بن أَحْمد وَبدر الدّين عبد الله بن أَحْمد وَعز الدّين عِيسَى بن مظفر أَوْلَاد شيخ الشُّيُوخ جمَاعَة مِنْهُم فَخر الدّين يُوسُف بن مُحَمَّد

شيخو

وَمِنْهُم صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر وَمِنْهُم كَمَال الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر وَمِنْهُم معِين الدّين الْحسن بن مُحَمَّد وَمِنْهُم شرف الدّين عبد الله بن عبد الله وَمِنْهُم سعد الدّين الْخضر بن عبد السَّلَام وَمِنْهُم صدر الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل وَمِنْهُم عماد الدّين عمر بن مُحَمَّد شيخ الشُّيُوخ الشَّاعِر الملكيح شرف الدّين عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد ابْن أبي شيخة الأصفوي الْحُسَيْن بن عَليّ الشيخي وَالِي الْقَاهِرَة نَاصِر الدّين ذبيان) (شيخو) 3 - (الساقي) شيخو الْأَمِير سيف الدّين الساقي القازاني من مماليك الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون كَانَ بِالْقَاهِرَةِ أَسِيرًا ثمَّ إِنَّه خرج إِلَى دمشق أَمِيرا فِي الْأَيَّام المظفرية بعد إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين يلبغا فِي الْأَيَّام المظفرية فوصل إِلَيْهَا فِي حادي عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَهُوَ من أحسن الأشكال يحب الْقُرْآن كتب بِخَطِّهِ الملكيح ربعَة فِي ربع الْبَغْدَادِيّ الْكَبِير بقلم خَفِيف الْمُحَقق من أحسن مَا يكون ويغالي فِي الْكتب النفسية من كل فن ويشتريها وفوض إِلَيْهِ النّظر فِي أَمر الْجَامِع الْأمَوِي فاسترفع حِسَاب المباشرين وتعب فِي أمره وَفِي أثْنَاء الْحَال ورد الْأَمِير سيف الدّين قرابغا أَخُو الْأَمِير سيف الدّين طاز بِطَلَبِهِ إِلَى بَاب السُّلْطَان فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة فَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا قَرِيبا من عشرَة أَيَّام وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى وَحضر سيف الدّين توكل ابْن عَمه وَأخذ مِيرَاثه من موجوده 3 - (الْأَمِير سيف الدّين) شيخو الْأَمِير سيف الدّين الناصري هُوَ غير الأول حظي هَذَا وَتقدم عِنْد السُّلْطَان الْملك المظفر وَهُوَ الَّذِي شفع فِي الْأُمَرَاء أَخُوهُ يلبغا والأمير عز الدّين طقطاي دواداره وأخرجهم من سجن الْإسْكَنْدَريَّة وَجعل طقطاي عِنْده مُقيما وَكَانَ

الألقاب

فِي أَيَّام الْملك النَّاصِر حسن أحد الْأُمَرَاء الَّذين لَهُم المشور وَفِي آخر الْأَمر كَانَ تقْرَأ عَلَيْهِ الْقَصَص بِحَضْرَة السُّلْطَان فِي أَيَّام الخدم وَصَارَ ماسك زِمَام الدولة وساسها سياسة حَسَنَة بصلف وَسُكُون وَعدم شَرّ وَكَانَ يمْنَع كل حزب من التوثب على الآخر وَعظم شَأْنه وَعمر الْجَامِع الملكيح الَّذِي فِي الصليبة بِالْقَاهِرَةِ وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توج الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس إِلَى الْحجاز الشريف وَخرج الْأَمِير سيف الدّين شيخو متصيداً إِلَى نَاحيَة طنان فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت رَابِع عشْرين شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة رسم السُّلْطَان بإمساك الْوَزير الْأَمِير سيف الدّين منجك وَحلف الْأُمَرَاء لنَفسِهِ وكنب تقليداً بنيابة طرابلس للأمير شيخو وجهزه إِلَيْهِ مَعَ الْأَمِير سيف الدّين طينال الجاشنكير فَتوجه بِهِ إِلَيْهِ وَأَخذه من برا وَحضر بِهِ إِلَى دمشق فوصل إِلَيْهَا لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع ذِي الْقعدَة وعَلى يَده كتاب إِلَى نَائِب الشَّام أَن يكون الْأَمِير شيخو مُقيما بِدِمَشْق) أَمِيرا على إقطاع الْأَمِير سيف الدّين تِلْكَ السلَامِي وتجهز تِلْكَ السلَامِي إِلَى الْقَاهِرَة فَمَا وصل وَإِلَّا الْأَمِير سيف الدّين أرغون التاجي فِي عقبه على يَده مرسوم بإمساكه وتجهيزه إِلَى بَاب السُّلْطَان وَتَقْيِيد مماليكه واعتقالهم بقلعة دمشق فَمَا أصبح الصُّبْح إِلَّا وَقد اعتقل فِي القلعة مُقَيّدا وَلما أمسك قَرَأَ والفتنة أَشد من الْقَتْل وَقَالَ أَيْن الْأَيْمَان الَّتِي حلفناها وجهز سَيْفه صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الشريفي ثمَّ جهز صُحْبَة الأميرين الْمَذْكُورين مُقَيّدا وَمَعَهُمْ الْأَمِير سيف الدّين جوبان من دمشق وَثَلَاثُونَ جندياً من الْحلقَة يوصلونه إِلَى غَزَّة وَلما وصل إِلَى قطيا توجهوا بِهِ إِلَى ثغر الْإسْكَنْدَريَّة واعتقل بهَا وَلم يزل فِي الاعتقال إِلَى أَن خلع الْملك النَّاصِر حسن وَتَوَلَّى الْملك الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين صَالح فرسم بالإفراج عَنهُ وَعَن بَقِيَّة الْأُمَرَاء الَّذين اعتقلوا مَعَ الْوَزير منجك فوصل الْأَمِير سيف الدّين شيخو إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَابِع شهر رَجَب الْفَرد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَنزل ال أشرفية وَاسْتقر بهَا على عَادَته أَولا (الألقاب) القَاضِي شيذله عزيزي بن عبد الْملك الشِّيرَازِيّ قطب الدّين مَحْمُود بن مَسْعُود بن مصلح ابْن الشِّيرَازِيّ جمَاعَة كَثِيرَة مِنْهُم عماد الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله وَمِنْهُم شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَمِنْهُم أَبُو نصر مُحَمَّد بن هبة الله وَمِنْهُم شمس الدّين مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد ابْن هبة الله

شيركوه

وَمِنْهُم نجم الدّين عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد وَمِنْهُم هبة الله بن مُحَمَّد ومهم زين الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن وَمِنْهُم كَمَال الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (شيركوه) 3 - (أَسد الدّين عَم صَلَاح الدّين) شيركوه بن شاذي بن مران بن يَعْقُوب الْملك الْمَنْصُور أَسد الدّين وَزِير العاضد مولده بدوين من أذربيجان بطرفها وَنَشَأ بتكريت إِذْ كَانَ أَبوهُ مُتَوَلِّي قلعتها قَالَ ابْن الْأَثِير أصلهم من الأكراد الروادية هم فَخذ من الهذبانية وَأنكر هَذِه النِّسْبَة جمَاعَة من بني أَيُّوب وَقَالُوا إِنَّمَا نَحن عرب وتزوجنا من الأكراد كَانَ من كبار أُمَرَاء نور الدّين وسيره عوناً لشاور وَلم يَفِ لَهُ شاور فَعَاد إِلَى دمشق وَعَاد إِلَى مصر طامعاً فِي أَخذهَا وسلك طَرِيق وَادي الغزلان وَخرج عِنْد إطفيح فَكَانَت تِلْكَ الْوَقْعَة وقْعَة الأشمونين وَتوجه ابْن أَخِيه صَلَاح الدّين إِلَى الإسكندري فاحتمى وحاصره شاور وعسكر مصر إِلَى أَن رَجَعَ أَسد الدّين وَعَاد إِلَى الشَّام وَعَاد الفرنج إِلَى مصر وَقتلُوا أهل بلبيس وَسبوا الذُّرِّيَّة فسير المصريون إِلَى أَسد الدّين وطلبوه ومنوه لينجدهم فَمضى إِلَيْهِم وطرد الفرنج عَنْهُم فعزم شاور على قَتله وَقتل الْأُمَرَاء الَّذين مَعَه فناجزوه وقتلوه على مَا ذكر فِي تَرْجَمَة شاور ووزر أَسد الدّين للعاضد فِي شهر ربيع الآخر فَأَقَامَ شَهْرَيْن وَخَمْسَة أَيَّام وَمَات سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فَجْأَة ثَانِي عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة وَدفن بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نقل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَأقَام بالوزارة بعده ابْن أَخِيه صَلَاح الدّين وَكَانَ أَسد الدّين أحد الْأَبْطَال الَّذين يضْرب بشجاعتهم الْمثل وَكَانَ الفرنج يهابونه وَلَقَد حاصروه مُدَّة ببلبيس وَمَا لَهَا سور وَلم يجسروا أَن يناجزوه بهَا خوفًا مِنْهُ مَاتَ بالخانوق وَكن كثيرا مَا يَعْتَرِيه التخم وَلما مَاتَ أَسد الدّين أَخذ نور الدّين حمص مِنْهُم وَتَفْسِير شيركوه أَسد الْجَبَل وَفِي قتل شيركوه لشاور يَقُول العرقلة (قل لأمير الْمُؤمنِينَ الَّذِي ... مصر حماه وَعلي أَبوهُ)

صاحب حمص

(نَص على شاور فرعونها ... وَنَصّ موساها على شيركوه) وَيَقُول أَيْضا (لقد فَازَ بِالْملكِ الْعَقِيم خَليفَة ... لَهُ شيركوه العاضدي وَزِير) (كَأَن ابْن شاذي وَالصَّلَاح وسيفه ... عَليّ لَدَيْهِ شبر وشبير) (هُوَ الْأسد الضاري الَّذِي جلّ خطبه ... وشاور كلب للرِّجَال عقور) (بغى وطغى حَتَّى لقد قَالَ قَائِل ... على مثلهَا كَانَ اللعين يَدُور) ) وَكَانَ العاضد قد كتب على طرة تَقْلِيد أَسد الدّين شيركوه بالوزارة مَا صورته هَذَا عهد لَا عهد لوزير بِمثلِهِ وتقليد أَمَانَة رآك أَمِير الْمُؤمنِينَ أَهلا لحمله وَالْحجّة عَلَيْك عِنْد الله بِمَا أوضحته لَك من مراشد سبله فَخذ كتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ بِقُوَّة واسحب ذيل الفخار بِأَن اعتزت خدمتك إِلَى بنوة النُّبُوَّة واتخذه للفوز سَبِيلا وَلَا تنقضوا الْأَيْمَان بعد توكيدها وَقد جعلتم الله عَلَيْكُم كَفِيلا 3 - (صَاحب حمص) شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شاذي بن مَرْوَان بن يَعْقُوب السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد أَسد الدّين أَبُو الْحَارِث صَاحب حمص ابْن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْملك الْمَنْصُور أَسد الدّين الْمَذْكُور آنِفا أعطَاهُ صَلَاح الدّين حمص لما مَاتَ وَالِده مُحَمَّد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فملكها سِتا وَخمسين سنة وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْمجد البياسي وَأَجَازَ لَهُ ابْن بري وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق وحمص وَشهد غزَاة دمياط وَسكن المنصورة وَكَانَ بطلاً مَعْرُوفا بالشجاعة قرر الْحمام فِي نواحي بِلَاده لنقل الْأَخْبَار وَكَانَت بِلَاده طَاهِرَة من الْخمر والمكوس وَمنع النِّسَاء من الْخُرُوج من أَبْوَاب حمص مُدَّة إمرته عَلَيْهَا خوفًا أَن يَأْخُذ أهل حمص أهلهم وينزحوا عَنْهَا لعسفه وجوره وَله أَخْبَار فِي الظُّلم والتعذيب والاعتقال إِلَّا أَنه لَا يشرب الْخمر أبدا ويلازم الصَّلَاة فِي أَوْقَاتهَا لما تملك الْكَامِل دمشق تِلْكَ الشَّهْرَيْنِ طلب من شيركوه أَمْوَالًا عَظِيمَة فَبعث نِسَاءَهُ يشفعن فِيهِ فَمَا أجَاب فَلَمَّا يئس هيأ الْأَمْوَال فَأَتَتْهُ البطاقة بِمَوْت الْكَامِل فجَاء وَجلسَ عِنْد قَبره وَتصرف فِي أَمْوَاله وخيله وَلما مرض أعْطى حمص لِابْنِهِ الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم وَفرق بَاقِي بِلَاده على أَوْلَاده وَلما مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قبض ابْنه الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم على أَخِيه الْملك مَسْعُود صَاحب الرحبة وَكَانَ لأسد الدّين تِجَارَة فِي كل بلد

شيرويه

(شيرويه) 3 - (شرف الدولة ابْن بويه) شيرويه شرف الدولة ابْن عضد الدولة ابْن ركن الدولة ابْن بويه سُلْطَان بَغْدَاد وَابْن سلطانها ظفر بأَخيه صمصام الدولة وحبسه وتملك الْعرَاق وَكَانَ يمِيل إِلَى الْخَيْر وَإِزَالَة المصادرات مرض بالاستسقاء وَامْتنع من الحمية فَمَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة عَن تسع وَعشْرين سنة وَملك سنتَيْن وَثَمَانِية أشهر وَولي بعده أَخُوهُ أَبُو نصر بهاء الدولة 3 - (الْحَافِظ أَبُو شُجَاع الديلمي) شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو وَتقدم تَتِمَّة النّسَب فِي تَرْجَمَة وَلَده شهردار هُوَ الْحَافِظ أَبُو شُجَاع أَبُو الْحَافِظ أبي مَنْصُور الديلمي الهمذاني وَأَبُو شُجَاع هُوَ مؤرخ همذان ومصنف كتاب الفردوس سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَتُوفِّي سنة تسع وَخَمْسمِائة وَهُوَ جد الْحَافِظ أبي الْغَنَائِم شيرويه 3 - (الْحَافِظ أَبُو الْغَنَائِم الديلمي) شيرويه الْحَافِظ أَبُو الْغَنَائِم ابْن الْحَافِظ أبي مَنْصُور شهردار ابْن الْحَافِظ أبي شُجَاع شيرويه الْمَذْكُور آنِفا توفّي سنة سِتّمائَة (الألقاب) أَبُو الشيص الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن رزين تقدم شيطا الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن هَارُون شَيْطَان الطاق الرافضي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن النُّعْمَان وَشَيْطَان الطاق اسْمه عبد الله بن الْفضل شَيْطَان الْعرَاق أنوشروان

الشيماء

الشيعي أَبُو عبد الله صَاحب دَعْوَة الْمهْدي اسْمه الْحُسَيْن بن أَحْمد شيلمة الْكَاتِب هُوَ مُحَمَّد بن الْحسن بن سهل الْكَاتِب وَقد تقدم فِي المحمدين فليطلب هُنَاكَ (الشيماء) 3 - (السعدية) الشيماء أَو الشماء السعدية أُخْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الرضَاعَة اسْمهَا حذاقة أغارت خيل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على هوَازن فَأخذُوا الشيماء فيا أخذُوا من السَّبي فَقَالَت لَهُم أَنا أُخْت صَاحبكُم فَلَمَّا قدمُوا بهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت لَهُ يَا مُحَمَّد أَنا أختك وعرفته بعلامة عرفهَا فَرَحَّبَ بهَا وَبسط لَهَا رِدَاءَهُ فأجلسها عَلَيْهِ ودمعت عَيناهُ وَقَالَ لَهَا إِن أَحْبَبْت فأقيمي عِنْدِي مكرمَة محببة وَإِن أَحْبَبْت أَن تَرْجِعِي إِلَى قَوْمك فَقَالَت بل أرجع إِلَى قومِي فَأسْلمت فَأَعْطَاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة أعبد وَجَارِيَة وَأَعْطَاهَا نعما وَشاء وَقد تقدم ذكر الشيماء هَذِه فِي حذاقة مَكَانَهُ من حرف الْحَاء وَلها أَيْضا ذكر فِي تَرْجَمَة أمهَا حليمة السعدية

حرف الصاد

(حرف الصَّاد) (الألقاب) ابْن صابر المنجنيقي اسْمه يَعْقُوب بن صابر ابْن الصَّابُونِي علم الدّين عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد وَابْن الصَّابُونِي الشَّاعِر الإشبيلي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد وجمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ وأمير الدّين عبد المحسن بن أَحْمد الصَّابُونِي إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي القيرواني بكر بن عَليّ وَعلم الدّين الصَّابُونِي عَليّ بن مَحْمُود الصابي جمَاعَة مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن هِلَال أَبُو إِسْحَاق الْكَاتِب وغرس النِّعْمَة مُحَمَّد بن هِلَال وَمِنْهُم الْحسن بن هِلَال وَمِنْهُم هِلَال بن المحسن وَمِنْهُم المحسن بن إِبْرَاهِيم وَمِنْهُم مُحَمَّد بن إِسْحَاق) الصاحب بن عباد اسْمه إِسْمَاعِيل بن عباد أَبُو الْقَاسِم الصاحبة بنت الْعَادِل اسْمهَا صَفِيَّة صَاحب الْخَال القرمطي اسْمه أَحْمد بن عبد الله ابْن الصاحب أَحْمد بن يُوسُف

صاروجا

صَاحب صرخد عز الدّين أيبك (صاروجا) 3 - (الْأَمِير صارم الدّين) صاروجا الْأَمِير صارم الدّين المظفري كَانَ أَمِيرا بِمصْر وَلما أعْطى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر للأمير سيف الدّين تنكز إمرة عشرَة قبل توجهه آخرا إِلَى الكرك جعل الْأَمِير صارم الدّين الْمَذْكُور آغا لَهُ ليتحدث لَهُ فِي الإقطاع فَأحْسن إِلَى تنكز وخدمه ثمَّ إِن السُّلْطَان لما حضر من الكرك اعتقله وَأَفْرج عَنهُ بعد مُدَّة تقَارب الْعشْر سِنِين وجهزه أَمِيرا إِلَى صفد فَأَقَامَ بهَا تَقْدِير سنتَيْن وَنَقله الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى جملَة الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ورعى لَهُ خدمته وحظي عِنْده وَكَانَ إِذا خاطبه قَالَ لَهُ يَا صارم وَلم يزل الْمَذْكُور مُقيما بِدِمَشْق إِلَى أَن أمسك الْأَمِير سيف الدّين تنكز بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَحضر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك فَأمْسك صاروجا وأودع الاعتقال فِي جملَة من أمسك بِسَبَب تنكز ثمَّ ورد المرسوم من مصر بتكحيله فدافع الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا النَّائِب يويمات يسيرَة ثمَّ إِنَّه خَافَ وصمم وكحله فَعميَ بَصَره وَفِي صَبِيحَة ذَلِك الْيَوْم ورد المرسوم بِالْعَفو عَنهُ ثمَّ إِنَّه رتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ وجهز إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَأقَام بهَا إِلَى أخريات سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (نقيب النُّقَبَاء) صاروجا الْأَمِير صارم الدّين نقيب النُّقَبَاء بالديار المصرية أمره السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بعد موت الْأَمِير عز الدّين دقماق وَجعله مَكَانَهُ وَقدمه وعظمه وَصَارَ يدْخل إِلَيْهِ على ضوء الشمع ويتحدث مَعَه فِي كل مَا يُرِيد حَتَّى خافه الْكِبَار وخافه النشو أَيْضا ثمَّ لما توجه السُّلْطَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة إِلَى الصَّعِيد وَوصل السُّلْطَان فِي تِلْكَ السفرة إِلَى خانق دندرا وَعَاد فَلَمَّا قَارب الْقَاهِرَة وقف صاروجا ليعدي الأطلاب على بعض الجسور وَمد يَده) بالعصا ليضْرب شخصا تعدى مَكَانَهُ فَوَقع من أَعلَى الْفرس إِلَى الأَرْض مَيتا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة (صاروخان) 3 - (أحد مقدمي الخوارزمية) صاروخان أحد مقدمي الخوارزمية كَانَ شَيخا سميناً

الألقاب

قَلِيل الْفَهم وَكَانَ شحنة جمال السُّلْطَان جلال الدّين خوارزم شاه وَهُوَ أحد الْخَانَات الْأَرْبَعَة الَّذين حاصروا دمشق فَمَاتَ هُوَ وبردي خَان على دمشق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة (الألقاب) ابْن أبي صَادِق الطَّبِيب اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عَليّ (صاعد) 3 - (أَبُو الْعَلَاء اللّغَوِيّ) صاعد بن الْحسن بن عِيسَى الربعِي أَبُو الْعَلَاء اللّغَوِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع الْحسن بن عبد الله السيرافي وَأَبا عَليّ الْفَارِسِي وَأَبا بكر أَحْمد بن جَعْفَر الْقطيعِي وَأَبا سُلَيْمَان الْخطابِيّ وروى عَنْهُم وَأَصله من الْموصل ثمَّ إِنَّه دخل الأندلس أَيَّام هِشَام بن الحكم الْمُؤَيد وَولَايَة الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والثلاثمائة وَتُوفِّي بصقلية سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ سريع الْجَواب عَمَّا يسْأَل عَنهُ طيب الْعشْرَة حُلْو المفاكهة فَأكْرمه الْمَنْصُور وَزَاد فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَجمع لَهُ كتاب الفصوص ونحا فِيهِ منحى القالي فِي أَمَالِيهِ وأثابه عَلَيْهِ خَمْسَة آلَاف دِينَار وَكَانَ يتهم بِالْكَذِبِ فِي نَقله فَلهَذَا رفض النَّاس كِتَابه وَلما دخل مَدِينَة دانية وَحضر مجْلِس الْمُوفق مُجَاهِد بن عبد الله العامري أَمِير الْبَلَد كَانَ فِي الْمجْلس أديب يُقَال لَهُ بشار فَقَالَ للموفق دَعْنِي أعبث بصاعد فَقَالَ لَهُ الْمُوفق لَا تتعرض إِلَيْهِ فَإِنَّهُ سريع الْجَواب فَأبى إِلَّا مشاكلته فَقَالَ لَهُ شار وَكَانَ أعمى يَا أَبَا الْعَلَاء فَقَالَ لَهُ لبيْك فَقَالَ مَا الجرنفل فِي كَلَام الْعَرَب فَعرف أَبُو الْعَلَاء أَنه وضع هَذِه الْكَلِمَة فَقَالَ لَهُ بعد أَن أطرق سَاعَة هُوَ الَّذِي يفعل بنساء العميان وَلَا يفعل بغيرهن وَلَا يكون الجرنفل جرنفلاً حَتَّى لَا يتعهداهن إِلَى غَيْرهنَّ وَهُوَ فِي ذَلِك كُله يُصَرح وَلَا يكني فَخَجِلَ بشار وانكسر فَقَالَ لَهُ الْمُوفق قلت لَك لَا تفعل فَلم تقبل وَلما ظهر للمنصور كذبه فِي النَّقْل وَعدم تثبته رمى بِكِتَاب) الفصوص فِي النَّهر فنظم بعض الأفاضل فِي ذَلِك (قد غاص فِي الْبَحْر كتاب الفصوص ... وَهَكَذَا كل ثقيل يغوص)

فَلَمَّا سَمعه صاعد أنْشد (عَاد إِلَى عنصره إِنَّمَا ... تخرج من قَعْر البحور الفصوص) قَالَ الْحميدِي ون عجائب الدُّنْيَا الَّتِي لَا يكَاد يتَّفق مثلهَا أَن صاعد بن الْحسن هَذَا أهْدى إِلَى الْمَنْصُور بن أبي عَامر أيلاً وَكتب مَعَه أبياتاً وَهِي (يَا حرز كل مخوف وَأما ك ... ل مشرد ومعز كل مذلل) (جدواك إِن تخصص بِهِ فلأهله ... وتعم بِالْإِحْسَانِ كل مُؤَمل) (كالغيث طبق فَاسْتَوَى فِي وبله ... شعث الْبِلَاد مَعَ المُرَاد المبقل) مِنْهَا (مولَايَ مؤنس غربتي متخطفي ... من ظفر أيامي بأمنع معقل) (عبد نشلت بضبعه وغرسته ... فِي نعْمَة أهْدى إِلَيْك بأيل) (سميته غرسية وبعثته ... فِي حبله ليباح فِيهِ تفاؤلي) (فلئن قبلت فَتلك أَسْنَى نعْمَة ... أسدى بهَا ذُو نعْمَة وتطول) فقضي فِي سَابق علم الله عز وَجل وَتَقْدِيره أَن غرسية بن شانجه من مُلُوك الرّوم وَهُوَ أمنع من النَّجْم أسر فِي ذَلِك الْيَوْم بِعَيْنِه الَّذِي بعث فِيهِ صاعد بالأيل وَسَماهُ غرسية متفائلاً بأسره وَهَكَذَا فَلْيَكُن الْجد الصاحب للمصحوب انْتهى وَكَانَ صاعد الْمَذْكُور يَوْمًا عِنْد ابْن أبي عَامر الْمَنْصُور وَقد حملت إِلَيْهِ باكورة ورد فَقَالَ (أتتك أَبَا عَامر وردة ... يحاكي لَك الْمسك أنفاسها) (كعذراء أبصرهَا مبصر ... فغطت بأكمامها راسها) فَاسْتحْسن الْمَنْصُور مَا جَاءَ بِهِ فحسده الْحُسَيْن ابْن العريف فَقَالَ هِيَ للْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف وَقَامَ إِلَى منزله وَوضع أبياتاً فِي صفحة دفتر كَانَ قد نقص بعض أسطاره وأتى بهَا قبل افْتِرَاق الْمجْلس وَهِي (عشوت إِلَى قصر عباسة ... وَقد جدل النّوم حراسها) (فألفيتها وَهِي فِي خدرها ... وَقد صرع السكر أناسها) ) (فَقَالَت أسار على هجعة ... فَقلت بلَى فرمت كاسها) (ومدت إِلَى وردة كفها ... يحاكي لَك الْمسك أنفاسها) (كعذراء أبصرهَا مبصر ... فغطت بأكمامها راسها) (وَقَالَت خف الله لَا تفضح ... ن فِي ابْنة عمك عباسها)

الدمشقي

(فوليت عَنْهَا على غَفلَة ... وَمَا خُنْت ناسي وَلَا ناسها) قَالَ فَخَجِلَ صاعد وَحلف فَلم يقبل مِنْهُ وافترق الْمجْلس على أَنه سَرَقهَا وتمكنت فِي صاعد لِأَنَّهُ كَانَ يُوصف بِغَيْر الثِّقَة فِيمَا يَنْقُلهُ وَكَانَ كثيرا مَا تستغرب لَهُ الْأَلْفَاظ وَيسْأل عَنْهَا فيجيب فِيهَا بأسرع جَوَاب على نَحْو مَا يحْكى عَن أبي عمر الزَّاهِد وَلَوْلَا أَنه كَانَ كثير المزاح لما حمل إِلَّا على الصدْق وَمِمَّا يحْكى عَنهُ أَنه دخل يَوْمًا على الْمَنْصُور وَبِيَدِهِ كتاب ورد عَلَيْهِ من عَامل لَهُ اسْمه مبرمان ابْن يزِيد يذكر فِيهِ الْقلب والزبيل وهما عِنْدهم من نَبَات الأَرْض قبل زراعتها فَقَالَ لَهُ هَل رَأَيْت أَو وصل إِلَيْك كتاب القوالب والزوالب لمبرمان بن يزِيد قَالَ إِي وَالله يَا مَوْلَانَا بِبَغْدَاد فِي نُسْخَة لأبي بكر ابْن دُرَيْد بِخَط كأكرع النَّمْل فِي جوانبها عَلَامَات فَقَالَ لَهُ أما تستحيي أَبَا الْعَلَاء من هَذَا الْكَذِب هَذَا كتاب عَامل بِبَلَد كَذَا فَجعل يحلف أَنه مَا كذب وَلكنه أَمر وَافق وهنأه يَوْمًا بعيد الْفطر فَقَالَ (حسبت المنعمين على البرايا ... فألفيت اسْمه صدر الْحساب) (وَمَا قَدمته إِلَّا كَأَنِّي ... أقدم تالياً أم الْكتاب) وَمن شعره (ومهفهف أبهى من الْقَمَر ... قمر الْفُؤَاد بفاتن النّظر) (خالسته تفاح وجنته ... فأخذتها مِنْهُ على غرر) (فأخافني قوم فَقلت لَهُم ... لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر) 3 - (الدِّمَشْقِي) صاعد بن الْحسن الدِّمَشْقِي شَاعِر قدم بَغْدَاد ومدح بهَا الْوَزير أَبَا الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن يُوسُف وَزِير عضد الدولة وَله ديوَان وَمن شعره يصف لَيْلَة وُفُود الصُّبْح (وليل مَرِيض الْأُفق متقد الحشا ... أراح عَلَيْهِ من سنا الصُّبْح عَائِد) (إِذا مَا بدا نجم من الْأُفق طالع ... بدا تَحْتَهُ نجم من النَّار وَاقد) ) (نظمنا عُقُود الشهب فِي جنباته ... فهن لأعناق الدياجي قلائد) (كَأَن فتيق الصُّبْح ضل دَلِيله ... فَسَار على صدر الدجى وَهُوَ وَاجِد) (يمد من النيرَان فِي كل تلعة ... إِلَى جِهَة الجوزاء كف وساعد) (كَأَن الشرار الزهر بَين دخانها ... نُجُوم على صدر المجر حواشد)

الطبيب

(إِذا استرجعتها الرّيح مادت فروعها ... كَمَا رنح العطفين نشوان مائد) (جنى اللحظ من أنوارها مَا اشْتهى وَمن ... بني يُوسُف مَا تشتهيه المحامد) قلت شعر جيد 3 - (الطَّبِيب) صاعد بن الْحسن قَالَ ابْن أبي أصيبعة من الْفُضَلَاء فِي صناعَة الطِّبّ المتميزين من الْعلمَاء وَكَانَ دينا ومقامه بمدية الْحبَّة وَله من الْكتب كتاب التشويق الطبي 3 - (الإسحاقي الدهان) صاعد بن سيار بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَلَاء الإسحاقي من أهل هراة الْحَافِظ الدهان سمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع وَخرج وأملى وَكَانَ من الْحفاظ وَكَانَ من أهل الإتقان وسعة الرِّوَايَة والصدق وَلَقي مَشَايِخ خُرَاسَان وَالْعراق وأحسنوا الثَّنَاء عَلَيْهِ مسمع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن المظفر الدَّاودِيّ وَالْقَاضِي أَبَا عَامر مَحْمُود بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ وَأَبا المظفر عبد الله بن عَطاء البغاوزجاني وَأَبا عَطاء عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ وَغَيرهم وَحدث بِبَغْدَاد بِجَامِع التِّرْمِذِيّ لما قدمهَا حَاجا سنة تسع وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (الأعلم الزوزني) صاعد بن الْحُسَيْن أَبُو نصر ابْن الْفَقِيه أبي عبد الله ابْن أبي غَسَّان الزوزني الْمَعْرُوف بالأعلم الشَّافِعِي وَالشَّافِعِيّ غَرِيب فِي أهل زوزن أورد لَهُ الباخرزي فِي الدمية قَوْله (لكل من بني حَوَّاء دين ... وديني حب أَصْحَاب الحَدِيث) (فكم مجد حويت بهم وجاه ... مشيد من قديم أَو حَدِيث) (مَتى أهدي لثناء إِلَى سواهُم ... ففندني وَلَا تسمع حَدِيثي) 3 - (قَاضِي طليطلة الجياني) ) صاعد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صاعد يعرف بالجياني قَاضِي طليطلة أَبُو الْقَاسِم الْقُرْطُبِيّ استقضاه الْمَأْمُون يحيى بن ذِي النُّون وَكَانَ متحرياً فِي أُمُوره توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله كتاب طَبَقَات الْأُمَم كتاب

القاضي أبو العلاء الأستوائي

مقالات أهل الْملَل والنحل وَكتاب أَخْبَار الْأُمَم من الْعَرَب والعجم كتاب حركات النُّجُوم 3 - (القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الأستوائي) صاعد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القَاضِي أَبُو الْعَلَاء الأستوائي النَّيْسَابُورِي القيه الْحَنَفِيّ روى عَنهُ الْخَطِيب وَغَيره وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الْوَزير) صاعد بن مخلد أَبُو الْعَلَاء الْكَاتِب النَّصْرَانِي أسلم وَكتب للموفق مُحَمَّد ابْن جَعْفَر المتَوَكل وَولي الوزارة لِأَخِيهِ مُحَمَّد الْمُعْتَمد وَمَا زَالَ كثير الصَّدَقَة وَله حَظّ من النبل وَكَانَ صفراً من الْأَدَب وَسمي ذَا الوزارتين وَكَانُوا عزموا على تَسْمِيَته ذَا التدبيرين فَقَالَ لَهُم أَبُو عبد الله لَا تسموه بِشَيْء ينْفَرد بِهِ عَنْكُم وَلَكِن سموهُ ذَا الوزارتين ذَا الكفايتين ليَكُون مُضَافا إِلَيْكُم وَكَانَ من أحسن من أسلم دينا وَهُوَ الَّذِي جَاءَ إِلَى بَابه أَبُو العيناء فَقَالُوا لَهُ الْوَزير يُصَلِّي فَقَالَ لكل جَدِيد لَذَّة وَلَيْسَ كَذَا بِمرَّة قيل إِن الْكتاب بسر من رأى اجْتَمعُوا مرّة وَكَتَبُوا كتابا إِلَى من يوصله إِلَى الْمُوفق بِبَغْدَاد ويضمنون لَهُ فِيهِ صاعداً بِمَال عَظِيم خطير وانفذوا الْكتاب إِلَى صَاحبهمْ على طَائِر وَكَانَ صاعد قد أحس من النَّاصِر بتغيير واستطالة لإضاقته وَمَا كَانَ يملك إِلَّا مِائَتي ألف دِرْهَم فعزم على حملهَا إِلَى الْمُوفق ثمَّ قَالَ أَيْن تقع هَذِه مِنْهُ وَالله لأتصدقن مِنْهَا بِمِائَة ألف دِرْهَم ولأستكفين الله بِمَا أَخَاف فَفعل وَركب من دَاره يُرِيد الْمُوفق فِي دَاره فَسقط الطَّائِر فِي زورقه فَأخذ فَوجدت الرقعة فِيهِ فقرأها صاعد ووقف على السّعَايَة وَعلم أَن الله عز وَجل فعل بِهِ ذَلِك لأجل صدقته وادخل الطَّائِر والرقعة إِلَى الْمُوفق وعرفه خبر المائتي ألف دِرْهَم وَمَا كَانَ عزم عَلَيْهِ فَعظم فِي عين الْمُوفق أمره وعلت حَاله وَقَالَ وَالله مَا فعل الله بك هَذَا إِلَّا لخير خصك بِهِ وشكر لَك وَقَالَ الصولي لَا أعلم أحدا مدح رجلا بِأَنَّهُ لَا يحضر الْحَرْب وَينفذ كَيده فِيهَا نُفُوذ الأقدار بِأَحْسَن مِمَّا قَالَه ابْن الرُّومِي لصاعد (يظل عَن الْحَرْب الْعوَان بمعزل ... وآثاره فِيهَا وَإِن غَابَ شهد) (كَمَا احتجب الْمِقْدَار وَالْحكم حكمه ... على النَّاس طراً لَيْسَ عَنهُ معرد) ) وَقَرَأَ صاعد يَوْمًا على الْمُوفق كتابا فَجعل لَا يفهمهُ فَنظر فِيهِ الْمُوفق وَجعل يفهم صاعداً مَا لَيْسَ يفهمهُ فَبلغ ذَلِك عِيسَى بن النَّاشِئ الْمَدَائِنِي فَقَالَ

القشاعمي الشاعر

(أرى الدَّهْر يمْنَع من جَانِبه ... وَيهْدِي الحظوظ إِلَى عاتبه) (وَمن عجب الهر أَن الْأُمِّي ... ر أصبح أكتب من كَاتبه) وَكَانَ صاعد ينْفَرد فَيصَلي ويبكي وغلمانه يظنون أَنه مَشْغُول بِعَمَلِهِ وَكَانَ لَا يركب كل يَوْم وَلَا يَبْتَدِئ بِعَمَل حَتَّى يبْدَأ بِإِخْرَاج صدقاته على أوفر مَا يقدر عَلَيْهِ وَقبض الْمُوفق عَلَيْهِ وَكَانَ الَّذِي قبض عَلَيْهِ عِنْده من ضيَاعه وضياع وَلَده غلَّة ألف ألف دِينَار وَمن سَائِر الكراع خَمْسَة آلَاف رَأس وَمن الْفرش والآلات والجوهر مَا قِيمَته مِائَتَا ألف دِينَار وَمَا واقفه الْمُوفق على شَيْء وَلَا طَالبه إِلَّا أحسن مُطَالبَته وَلَا آذاه وَلَا أَخذ لَهُ من الغلمان من الخدم الرّوم والسودان وَمن فحولة الرّوم والأتراك ثَلَاثَة آلَاف مَمْلُوك وَمَا زَالَ فِي حَبسه مكرماً يدْخل إِلَيْهِ من يُرِيد وَترك من ضيَاعه مَا يغل عشْرين ألف دِينَار وَتُوفِّي صاعد سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ بوجع عرض لَهُ فِي قلبه 3 - (القشاعمي الشَّاعِر) صاعد القشاعمي والقشاعم قلعة على الْفُرَات عِنْد الخابور من شعره (من يَا تَمِيم يرد قل ... باً من فتاة من تَمِيم) (فتنته يَوْم تعرضت ... مَا بن زَمْزَم والحطيم) (غراء يجلو ضوء غر ... تها دجى اللَّيْل البهيم) (ألحاظها سقم الْبري ... ء وريقها برْء السقيم) 3 - (أَبُو مَنْصُور الطَّبِيب) صاعد بن بشر بن عَبدُوس أَبُو مَنْصُور كَانَ فِي أول أمره فاصداً فِي البيمارستان بِبَغْدَاد ثمَّ إِنَّه اشْتغل بعد ذَلِك بصناعة الطِّبّ وتميز وَصَارَ من الأكابر قَالَ ابْن أَبُو أصيبعة نقلت من خطّ الْمُخْتَار نب الْحسن بن بطلَان فِي مقَالَته فِي عِلّة نقل الْأَطِبَّاء المهرة تَدْبِير أَكثر الْأَمْرَاض الَّتِي كَانَت تعالج قَدِيما بالأدوية الحارة إِلَى التَّدْبِير الْمبرد كالفالج واللقوة والاسترخاء وَغَيرهَا ومخالفتهم فِي ذَلِك لمسطور القدماء قَالَ إِن أول من فطن لذَلِك وَنبهَ على هَذِه الطَّرِيق بِبَغْدَاد وَأخذ المرضى فِي المداواة بهَا وأطرح مَا سواهَا الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور صاعد بن بشر الطَّبِيب) فَإِنَّهُ أَخذ المرضى بالفصد والتبريد والترطيب وَمنع المرضى من الْغذَاء فأنجح تَدْبيره وَتقدم فِي الزَّمَان بعد أَن كَانَ فاصداً فِي البيمارستان وانتهت الرياسة إِلَيْهِ فعول الْمُلُوك فِي تدبيرهم عَلَيْهِ فَرفع عَن البيمارستان المعاجين الحارة والأدوية الحادة وَنقل تَدْبِير المرضى إِلَى مَاء الشّعير ومياه البزور فأظهر فِي المداواة عجائب

من ذَلِك مَا حَكَاهُ لي بميافارقين الرئيس أَبُو يحيى ولد الرئيس أبي الْقَاسِم المغربي قَالَ عرض للوزير بالأنبار قولنج صَعب أَقَامَ فِي الْحمام لأَجله واحتقن عدَّة حقن وَشرب عدَّة شربات فَلم ير صلاحاً فأنفذنا رَسُولا إِلَى صاعد فَلَمَّا جَاءَهُ وَرَآهُ على تِلْكَ الْحَالة وَلسَانه قد قصر من الْعَطش وَشرب المَاء الْحَار وَالسكر وجسمه يتوقد من مُلَازمَة الْحمام ومداومة المعاجين الحارة والحقن الحادة استدعى كوز مَاء مثلوج فَأعْطَاهُ الْوَزير فتوقف فِي شربه ثمَّ إِنَّه جمع بَين الشَّهْوَة وَترك الْمُخَالفَة وشربه فَقَوِيت فِي الْحَال نَفسه ثمَّ استدعى فاصداً ففصده وَأخرج لَهُ دَمًا كثي الْمِقْدَار وسقاه مَاء البزور ولعاباً وسكنجبيناً وَنَقله من حجرَة الْحمام إِلَى الخيش وَقَالَ لَهُ إِن الْوَزير سينام بعد الفصد ويعرق وينتبه وَيقوم عدَّة مجَالِس وَقد تفضل الله تَعَالَى بعافيته ثمَّ تقدم بِصَرْف الخدم لينام فَقَامَ الْوَزير إِلَى مرقده وَقد وجد خفاً بعد الفصد فَنَامَ مِقْدَار خمس سَاعَات وانتبه يَصِيح بالفراشين فَقَالَ صاعد للْفراش إِذا قَامَ من الصَّيْحَة فَقل لَهُ يعاود النّوم حَتَّى لَا يَنْقَطِع الْعرق فَلَمَّا خرج الْفراش من عِنْده قَالَ وجدت ثِيَابه كَأَنَّمَا صبغت بِمَاء الزَّعْفَرَان وَقد قَامَ مَجْلِسا ونام ثمَّ مَا زَالَ الْوَزير يتَرَدَّد إِلَى آخر النَّهَار مجَالِس عدَّة وَمن بعْدهَا غذاه بمزورة وسقاه ثَلَاثَة أَيَّام مَاء الشّعير فبرأ برءاً تَاما وَكَانَ الْوَزير أبدا يَقُول طُوبَى لمن سكن بَغْدَاد دَارا شاطئة وَكَانَ طبيبه أَبُو مَنْصُور وكاتبه أَبُو عَليّ ابْن موصلايا فَبَلغهُ الله أمانيه قَالَ ونقلت أَيْضا من خطّ ابْن بطلَان أَن صاعداً الطَّبِيب عالج الْأَجَل المرتضى رَضِي الله عَنهُ من لسب عقرب بِأَن ضمده بكافور فسكن عَنهُ الْأَلَم فِي الْحَال ونقلت من خطّ أبي سعيد الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ فِي كتاب ورطة الأجلاء من هفوة الْأَطِبَّاء قَالَ كَانَ الْوَزير عَليّ بن بلبل بِبَغْدَاد وَكَانَ لَهُ ابْن أُخْت فلحقته سكتة دموية وخفي حَاله على جَمِيع الْأَطِبَّاء وَكَانَ بنهم صاعد ابْن بشر حَاضرا فَسكت حَتَّى أقرّ جَمِيع الْأَطِبَّاء بِمَوْتِهِ وَوَقع الْيَأْس من حَيَاته وَتقدم الْوَزير بتجهيزه وَاجْتمعَ الْخلق للعزاء وَالنِّسَاء للطم والنواح فَلم) يبرح صاعد بن بشر من مجْلِس الْوَزير فَقَالَ لَهُ هَل لَك من حَاجَة قَالَ نعم يَا مَوْلَانَا إِن رسمت لي وَأمرت لي ذكرت فَقَالَ لَهُ تقدم وَقل مَا لج فِي صدرك فَقَالَ صاعد هَذِه سكتة دموية وَلَا مضرَّة فِي إرْسَال مبضع وَاحِد وَنَنْظُر فَإِن نجح كَانَ المُرَاد وَإِن تكن الْأُخْرَى فَلَا مضرَّة فِيهِ ففرح الْوَزير وَتقدم بإبعاد النِّسَاء وأحضر مَا وَجب من التمريخ والنطول والبخور وَاسْتعْمل مَا يجب ثمَّ شدّ عضد الْمَرِيض وَأَقْعَدَهُ فِي حضن بعض الْحَاضِرين وَأرْسل المبضع بعد التَّعْلِيق على الْوَاجِب من حَاله فَخرج الدَّم وَوَقعت البشائر فِي الدَّار وَلم يزل الدَّم يخرج حَتَّى تمّ قدر ثَلَاثمِائَة دِرْهَم من الدَّم فانفتحت الْعين وَلم ينْطق فَشد الْيَد الْأُخْرَى ونشقه مَا وَجب تنشيقه ثمَّ فصده ثَانِيًا وَأخرج مثلهَا من الدَّم وَأكْثر فَتكلم ثمَّ أَسْقِي وَأطْعم مَا وَجب فبرئ من ذَلِك وَصَحَّ جِسْمه وَركب فِي الرَّابِع إِلَى الْجَامِع وَمِنْه إِلَى

صاعد ابن توما الطبيب

ديوَان الْخَلِيفَة ودعا لَهُ ونثر عَلَيْهِ من الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير الْكَثِيرَة وَحصل لصاعد مَال عَظِيم وحشمه الْخَلِيفَة والوزير وَقدمه وزكاه وَتقدم على من كَانَ فِي زَمَانه وَله من الْكتب مقَالَة فِي مرض المراقيا ومداواتها ألفها لبَعض إخوانه 3 - (صاعد ابْن توما الطَّبِيب) صاعد بن يحيى بن هبة الله بن توما النَّصْرَانِي من أهل بَغْدَاد كَانَ من الْأَطِبَّاء المتميزين وَكَانَ طَبِيب نجم الدولة أبي الْيمن نجاح الشرابي وارتقت بِهِ الْحَال إِلَى أَن صَار وزيره وكاتبه ثمَّ دخل إِلَى النَّاصِر وَكَانَ يُشَارك من يحضر من أطبائه أَوْقَات مَرضه وحظي عِنْده وَسلم إِلَيْهِ عدَّة جِهَات يخْدم بهَا وَكَانَ بَين يَدَيْهِ فِيهَا عدَّة دواوين وَقتل سنة سِتّمائَة حضر إِلَيْهِ جمَاعَة من الأجناد الَّذين كَانَت أَرْزَاقهم تَحت يَده فخاطبهم بِبَعْض مَا فِيهِ مَكْرُوه فكمن لَهُ اثْنَان مِنْهُم لَيْلًا وقتلاه بالسكاكين وَأمر النَّاصِر بِحمْل مَا فِي خزانته من المَال إِلَى الخزانة وَيبقى القماش والأملاك لوَلَده وَكَانَ الَّذِي حمل من عِنْده ثَمَانمِائَة ألف وَثَلَاثَة عشر ألف دِينَار وَبَقِي الأثاث والأملاك بِمَا يُقَارب تَتِمَّة ألف ألف دِينَار وَكَانَ من ذَوي المروءات حسن الوساطة جميل الْمحْضر قضيت على يَده حاجات وَقَالَ القفطي إِن الإِمَام النَّاصِر حصل لَهُ ضعف فِي بَصَره وسهو فِي بعض الْأَوْقَات لأحزان توالت على قلبه وَلما عجز عَن النّظر فِي الْقَصَص والإنهاءات استحضر امْرَأَة من النِّسَاء تعرف بست نسيم وَكَانَت تكْتب خطا قَرِيبا من خطه وَجعلهَا بَين يَدَيْهِ تكْتب الْأَجْوِبَة فِي الرّقاع وشاركها فِي ذَلِك الْخَادِم تَاج) الدّين رَشِيق ثمَّ تزايد الْأَمر بالناصر فَصَارَت الْمَرْأَة تكْتب فِي الْأَجْوِبَة بِمَا ترَاهُ فَمرَّة تصيب وَمرَّة تخطئ ويشاركها رَشِيق فِي مثل ذَلِك فاتفق أَن كتب الْوَزير القمي مؤيد الدّين مطالعة وَعَاد جوابها وَفِيه اختلال بَين فَأنْكر الْوَزير ذَلِك فَعرفهُ صاعد الْمَذْكُور مَا الْخَلِيفَة عَلَيْهِ من عدم الْبَصَر والسهو الطَّارِئ فِي أَكثر الْأَوْقَات وَمَا تعتمده الْمَرْأَة وَالْخَادِم من الْأَجْوِبَة فتوقف الْوَزير عَن الْعَمَل بِأَكْثَرَ الْأُمُور الْوَارِدَة عَلَيْهِ وَتحقّق الْخَادِم وَالْمَرْأَة ذَلِك وحدسا أَن الطَّبِيب هُوَ الَّذِي دلّ على ذَلِك فقرر رَشِيق مَعَ رجلَيْنِ من الْجند أَن يغتالا الْحَكِيم ويقتلاه وَكَانَت قتلته سنة عشْرين وسِتمِائَة وَأمْسك قاتلاه وصلبا 3 - (صاعد بن المؤمل الطَّبِيب) صاعد بن هبة الله بن المؤمل النَّصْرَانِي الطَّبِيب وَكَانَ اسْمه أَيْضا ماري وكنيته أَبُو الْحُسَيْن قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ طَبِيبا فَاضلا وخدم بِالدَّار العزيزة الناصرية الإمامية وَكسب بخدمته وصحبته الْأَمْوَال وَكَانَت لَهُ الْحُرْمَة الوافرة والجاه الْعَظِيم وَكَانَ قد قَرَأَ الْأَدَب على أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحِيم العصار وعَلى أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الخشاب النَّحْوِيّ وعَلى شرف الْكتاب وَغَيرهم وَله معرفَة

الخطيب النيسابوري

تَامَّة بالْمَنْطق والفلسفة وأنواع الْحِكْمَة وَكَانَ فِيهِ كبر وحمق وتيه وعجرفة وينسب إِلَى ظلم مفرط وَلم يزل على أمره ينْسَخ بِخَطِّهِ كتب الْحِكْمَة ويتصرف فِيمَا هُوَ بصدده من الطِّبّ وعَلى حَالَته فِي الْقرب إِلَى أَن مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد نَصْرَانِيّا 3 - (الْخَطِيب النَّيْسَابُورِي) صاعد بن مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل بن صاعد أَبُو الْعَلَاء النَّيْسَابُورِي الْخَطِيب القَاضِي الْمدرس قَاضِي الْقُضَاة كَانَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ يثني عَلَيْهِ توفّي سنة سِتّ وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن سماني الْحلَبِي) صاعد بن عِيسَى بن مُوسَى بن سماني الْكَاتِب التنوخي النَّصْرَانِي الْحلَبِي وَأَظنهُ صاعد القشاعمي وَالله أعلم وَقد تقدم ذكر القشاعمي آنِفا أورد لَهُ الباخرزي (أيا جبل الريان بِاللَّه هَل لنا ... على عجل فِي ساحتيك مقيل) (وَهل لعرانين الرِّجَال إِذا انتشوا ... إِلَى نفحات الرند مِنْك سَبِيل) (وَهل نغبة من مائك العذب يرتوي ... بِهِ غُصْن عَيْش قد عراه ذبول) ) (وَهل لي إِلَى تِلْكَ الْمنَازل نظرة ... وَأهل الْحمى بالرقمتين نزُول) (لقد غالها صرف الزَّمَان وجررت ... على ساحتيها للخطوب ذيول) (وَعفى على ليل قصير قطعته ... بنعمان ليل بالشآم طَوِيل) قلت وَمن شعره يمدح الْأَمِير معز الدولة فَخر الْملك أَبَا علوان ثمال ابْن صَالح بن مرداس (ألث على تِلْكَ الرسوم المواحل ... حَيا كل منهل من المزن هاطل) (وساعد ثجاج السحائب معشر ... مرت مِنْهُم سح الدُّمُوع الهوامل) (إِذا سحبوا أبرادهم فِي عراصها ... تشافوا من الْبلوى بلثم الذلاذل) (أَقُول وَقد أعدى الغرام رِكَابنَا ... فظلت تعاطينا كؤوس البلابل) (إِذا آنست من جَانب الرمل بارقاً ... أنافت بأعناق إِلَيْهِ موائل) (ورنحها نشر النعامى كَأَنَّمَا ... رمى الشوق فِي أعضائها بالأفاكل) (خليلي لَوْلَا نفحة حاجرية ... تقصر دون الْجزع خطو الرَّوَاحِل)

(لعز إباء أَن تغول حلومنا ... على نكبات الدَّهْر إِحْدَى الغوائل) (إِلَى الله أَشْكُو سرحة الرمل إِنَّهَا ... تطالب أَصْحَاب الْهوى بطوائل) (شجتنا على قرب الديار وَأرْسلت ... على الْبعد أنفاس الرِّيَاح العلائل) (وَركب رموا صدر الفلاة بأينق ... يطأن على بوغائها بالكلاكل) (يقودهم مني غُلَام إِذا ارتمت ... عَلَيْهِ الرزايا أيقنت بالتخاذل) (بمجهولة القطرين طامسة الصوى ... تفوز بأرواح الرِّجَال الثواكل) (شدوا بِابْن فَخر الْملك فاستجفلوا الْكرَى ... ومدوا رِقَاب الرائحات العوامل) (بمستمطر الْمَعْرُوف آلت يَمِينه ... على طرد لزبات السنين المواحل) (ومسترعف الأرماح يثني نجاده ... على أطلس البردين حُلْو الشَّمَائِل) (إِذا مَا تناجى الكرب وَهنا بِذكرِهِ ... وابصارهم يذرعن جوز المراحل) (تأرجت الْبَيْدَاء من طيب عرفه ... فدلت على معروفه كل سَائل) (من الواردين المَاء بالعز صافياً ... إِذا ورد الذلان طرق المناهل) (أولو الصَّبْر فِي اللأواء تقضي حلومهم ... على عجرفيات الخطوب النَّوَازِل) (يهزهم بذل الندى طَربا لَهُ ... وتهتز عِنْد الطعْن سمر الذوابل) ) (إِذا عصفت ريح الخطوب رَأَيْتهمْ ... بِحمْل رزاياها ثقال الكواهل) (وتعقد تيجان الممالك مِنْهُم ... على كل وضاح الجبين حلاحل) (وَهل كمعز الدولة الْملك آخذ ... بأقصى هدى يومي هياج ونائل) (إِذا كرّ فِي الْمَعْرُوف ساوت يَمِينه ... جَمِيع الْأَنَام من غَنِي وعائل) (لَك الله قد أطلعت فِي آل عَامر ... نجوماً من العلياء غير أوافل) (وَقد جرب الْأَعْدَاء مِنْك عَزِيمَة ... تكفل إيقاظ المنايا الغوافل) (غَدَاة حَشْوًا قلب الفلاة بأرعن ... يُرِيك حقيق الصُّبْح فِي زِيّ بَاطِل) (كَأَن رواق الشَّمْس فَوق غباره ... يمد على صبغ من اللَّيْل ناصل) (رميتهم بالحين حِين تجافلوا ... من الرعب تجفال الظباء الخواذل) (بخيل كمحتوم الْقَضَاء كَأَنَّمَا ... حوافرها معقودة بالجنادل) (فظنوا فرار الذل يُنجي من الردى ... فَكَانَ الَّذِي ظنوه كفة حابل)

الألقاب

(وَأقسم لَو أشرعت بأسك فيهم ... وأمضيت أَحْكَام السيوف القواصل) (لما غودرت عرس لَهُم غير أيم ... وَلَا وجدت أم لَهُم غير ثاكل) (فقلدتهم من بعد ذَلِك منَّة ... تَركتهم منا أُسَارَى الحبائل) (أَلا أَيهَا الْملك الَّذِي طَال قدره ... فقصر عَنهُ قدر كل مطاول) (لقد جزت عَن قدر المديح وَأَهله ... وزدت فَلم تتْرك مقَالا لقَائِل) (ولي فِيك مَا يفني الزَّمَان وَأَهله ... وَيبقى على مر المدى المتطاول) (من الْكَلم الغران تستطلق الحيا ... إِذا رجعُوا تذكارها فِي المحافل) (وَمَا أَنا من أهل القريض وإنني ... لأعزف عَن جدوى الغيوث الهواطل) (وَلَكِن أَتَانِي جود كفك غافلاً ... فَلَا زلت عَن شكري لَهُ غير غافل) (إِذا الأَرْض لم تشكر على الْقطر جادها ... فَلَا توجت أقطارها بالذلاذل) قلت أنْشدهُ هَذِه القصيدة عِنْد ظفره بعسكر المصريين وَقتل أَكْثَرهم فِي شهر ربيع الأول سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمَا هَذِه إِلَّا قصيدة فائقة رائقة (الألقاب) صَاعِقَة الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم) (صافي) 3 - (أَبُو سعيد اليوسفي) صافي بن عبد الله أَبُو سعيد اليوسفي يكنى أَبَا الْوَفَاء كَانَ مولى أبي يُوسُف خَازِن دَار الْعلم بالنظامية سمع أَبَا مُحَمَّد رزق الله بن عبد الهاب التَّمِيمِي وَأَبا الْخطاب ابْن البطر وَأَبا الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ) صافي بن عبد الله أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ عَتيق القَاضِي ابْن الْخرقِيّ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي الْقَاسِم يحيى بن أَحْمد بن السيبي وَأبي مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَسمع مِنْهُ وَمن أبي عبد الله مَالك بن أَحْمد بن عَليّ البانياسي وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَكَانَ دينا كثير الصَّلَاة دَائِم التِّلَاوَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة

حاجب المكتفي

3 - (حَاجِب المكتفي) صافي بن عبد الله الحرمي الْأَمِير حَاجِب المكتفي والمقتدر توفّي فِي حُدُود الثلاثمائة 3 - (أَبُو سعيد الجمالي) صافي أَبُو سعيد الجمالي عَتيق أبي عبد الله ابْن جردة قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ وجدنَا لَهُ مجَالِس من أمالي أبي عَليّ ابْن الْبناء وَمن أمالي ابْن أبي الفوارس فَقَرَأت عَلَيْهِ مِنْهَا وَكَانَ شَيخا مليح الشيبة حسن الْمُشَاهدَة وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة (صَالح) 3 - (الضياء النَّحْوِيّ) صَالح بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن نصر بن قُرَيْش الإِمَام النَّحْوِيّ الْكَبِير ضِيَاء الدّين أَبُو الْعَبَّاس الأسعردي الفارقي الْمُقْرِئ ولد سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات وأتقن الْعَرَبيَّة وَسمع من ابْن الصّلاح وَجَمَاعَة وتصدر للإقراء وَتعلم النَّحْو وَكَانَ سَاكِنا خيرا فَاضلا توفّي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكتب عَنهُ المحدثون 3 - (أَبُو عَليّ المَخْزُومِي) صَالح بن إِبْرَاهِيم بن رشدين المَخْزُومِي أَبُو عَليّ كَانَ من أهل الْأَدَب البارع روى كثيرا من أَخْبَار المصريين وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة وَله أَخ اسْمه أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد مَاتَ قبله سنة أَرْبَعمِائَة انشد لصالح بن يُونُس مولى بني تَمِيم فِيهِ وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ فِي حداثته (يَا قاتلي علما بأ ... ن الْحبّ مطرح الْقصاص) (أما هَوَاك فزائد ... وَالصَّبْر عَنْك فَفِي انتقاص) (قلبِي رهين فِي يَدي ... ك فَهَل لقلبي من خلاص) 3 - (ابْن الكوملاد) صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح يَنْتَهِي إِلَى الْأَحْنَف ابْن قيس أَبُو الْفضل التَّمِيمِي الهمذاني الْحَافِظ السمسار يعرف بِابْن الكوملاد قَالَ شيرويه الديلمي كَانَ ركنا من أَرْكَان الحَدِيث ثِقَة صَادِقا حَافِظًا دينا ورعاً لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَله مصنفات غزيرة توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة كَانَت لَهُ رحى فَبَاعَهَا

الصلاح القواس

بسبعمائة دِينَار ونثرها على محابر أَصْحَاب الحَدِيث 3 - (الصّلاح القواس) صَالح بن أَحْمد بن عُثْمَان صَلَاح الدّين القواس الشَّاعِر الخلاطي ثمَّ البعلبكي توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة كَانَ رجلا خيرا متواضعاً صحب الْفُقَرَاء وسافر الْكثير وَكَانَ يعبر الرُّؤْيَا أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ الْحَافِظ شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الذَّهَبِيّ قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور قصيدته السائرة ذَات الأوزان وَهِي) (دَاء ثوى بفؤاد شفه سقم ... لمحنتي من دواعي الْهم والكمد) (بأضلعي لَهب تذكو شرارته ... من الضنا فِي مَحل الرّوح من جَسَدِي) (يَوْم النَّوَى ظلّ فِي قلبِي بِهِ ألم ... وحرقتي وبلائي فِيهِ بالرصد) (توجعي من جوى شبت حرارته ... مَعَ العنا قد رثى لي فِيهِ ذُو الْحَسَد) (أصل الْهوى ملبسي وجدا بِهِ عدم ... بمهجتي من رسا بالْحسنِ مُنْفَرد) (تتبعي وَجه من تزهو نضارته ... لما جنى مورثي وجدا مدى الأمد) (هد القوى حسن كالبدر مبتسم ... لفتنتي موهن عِنْد النَّوَى جلدي) (مودعي قمر تسبي إِشَارَته ... إِذا رنا سَاطِع الْأَنْوَار فِي الْبَلَد) (مهْدي الجوى مولع بالهجر منتقم ... مَا حيلتي قد كوى قلبِي مَعَ الكبد) (لمصرعي مهتد تحلو مرارته ... يَا قَومنَا آخذ نحى الردى بيَدي) (قلبِي كوى مَالك فِي النَّفس محتكم ... لغصتي وَهُوَ سولي وَهُوَ معتمدي) (مروعي سَار لَا شطت زيارته ... لما انثنى قاتلي عمدا بِلَا قَود) قلت يُقَال إِن هَذِه القصيدة تقراً على ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ وَجها 3 - (أَبُو عمر الْجرْمِي) صَالح بن إِسْحَاق أَبُو عمر الْجرْمِي النَّحْوِيّ مولى بجيلة بن أَنْمَار بن الْغَوْث وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْجرْمِي لِأَنَّهُ كَانَ ينزل فيهم مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بأصبهان وَكَانَ يلقب بالكلب وبالنباح لِأَنَّهُ كَانَ يذهب إِلَى أبي زيد الْأنْصَارِيّ فيناظره ويصايحه فلقبه بذلك وَكَانَ يلقب بالمهارش لِأَنَّهُ كَانَ لَا يرى إِلَّا نَاظرا أَو مناظراً أَخذ عَن أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد

ابن اللمطي

والأصمعي وَقَرَأَ سِيبَوَيْهٍ على الْأَخْفَش وخولط آخر عمره لِأَنَّهُ كَانَ تؤماً وَمن خولط فِي الرَّحِم يُصِيبهُ شَيْء قَالَ أَنا مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة أُفْتِي للنَّاس فِي الْفِقْه من كتاب سِيبَوَيْهٍ فَقيل لَهُ وَكَيف ذَلِك قَالَ أَنا رجل مكثر من الحَدِيث وَكتاب سِيبَوَيْهٍ يعلمني الْقيَاس وَأَنا أَقيس الحَدِيث وأفتي بِهِ وَقَالَ يَوْمًا فِي مَجْلِسه من سَأَلَني عَن بَيت من جَمِيع مَا قالته الْعَرَب لَا أعرفهُ فَلهُ عَليّ سبق فَسَأَلَهُ بعض من حضر قيل إِنَّه كَانَ أَبُو عُثْمَان الْمَازِني كَيفَ تروي (من كَانَ مَسْرُورا بمقتل مَالك ... فليأت نسوتنا بِوَجْه نَهَار) (يجد النِّسَاء حواسراً يندبنه ... قد قمن قبل تبلج الأسحار) ) (قد كن يخبأن الْوُجُوه تستراً ... فاليوم حِين بِدُونِ للنظار) فَقَالَ كَيفَ تروي بدأن أَو بدين فَقَالَ لَهُ بدأن فَقَالَ لَهُ أَخْطَأت ففكر ثمَّ قَالَ إِنَّا لله هَذَا عَاقِبَة الْبَغي قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزجاجي معنى هَذِه الأبيات أَن الْعَرَب كَانَت لَا تندب قتيلها أَو تبْكي عَلَيْهِ حَتَّى يقتل قَاتله فَإِذا قتل قَاتله بَكت عَلَيْهِ النِّسَاء وناحت فَيَقُول من كَانَ مَسْرُورا بمصرع مَالك فقد قتلنَا قَاتله وَهَؤُلَاء نساؤنا يندبنه وَالصَّوَاب أَن يُقَال بِدُونِ وَلَا يُقَال بدين وَلَا بدأن لِأَنَّهُ من بدا يَبْدُو إِذا ظهر وَكَذَلِكَ يُقَال بدا الرجل يَبْدُو إِذا خرج إِلَى البدو ون تصانيفه كتاب الْأَبْنِيَة وَكتاب التَّثْنِيَة وَالْجمع كتاب القوافي كتاب الْعرُوض كتاب مُخْتَصر نَحْو المتعلمين كتاب الْأَبْنِيَة والتصريف تَفْسِير أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ كتاب الفرخ للعين كتاب فرخ سِيبَوَيْهٍ 3 - (ابْن اللمطي) صَالح بن إِسْمَاعِيل الْأَمِير أَبُو التقى ابْن الْأَمِير أبي الطَّاهِر اللمطي سمع من عبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَعمر بن طبرزد وَمُحَمّد بن هبة الله الْوَكِيل وَمَنْصُور الفراوي والمؤيد الطوسي وَأبي روح عبد الْمعز الْهَرَوِيّ وَأبي المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ وَأبي الْفضل عبد الرَّحِيم بن المعزم الهمذاني وَأبي الْقَاسِم عبد الصَّمد ابْن الرستاني وَعبر نهر جيحون وطوف الْبِلَاد وَلم يحصل من مسموعاته إِلَّا الْيَسِير وَحدث وَدفن بتربته بالقرافة وَقد قَارب السِّتين ووفاته سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (قَاضِي حمص) صَالح بن أبي بكر بن أبي الشبل بن سَلامَة بن شبْل القَاضِي الإِمَام أَبُو التقى الْمَقْدِسِي الْمصْرِيّ السمنودي الشَّافِعِي قَاضِي حمص شيخ عَالم دين خير مسن معمر حسن السِّيرَة ولد سنة سبعين وَخَمْسمِائة بِمصْر وَسمع بِبَغْدَاد من الْحُسَيْن بن سعيد بن شنيف وبدمشق من الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وَبَقِي مُدَّة طَوِيلَة فِي قَضَاء حمص روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الحلوانية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة

ابن بدر الزفتاوي

3 - (ابْن بدر الزفتاوي) صَالح بن بدر بن عبد الله الزفتاوي الْفَقِيه تَقِيّ الدّين الْمصْرِيّ الزفتاوي الشَّافِعِي تفقه على الشهَاب مُحَمَّد بن مَحْمُود الطوسي وَدخل الثغر وَسمع من إِسْمَاعِيل بن عَوْف وَعبد الْمجِيد بِمَ) دَلِيل وبمصر من البوصيري أعَاد وَأفَاد وناب فِي الْقَضَاء ودرس توفّي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ من أَبنَاء السّبْعين 3 - (الْقَاص) صَالح بن بشير الْقَاص الزَّاهِد الخاشع قَالَ البُخَارِيّ مُنكَر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَا يكْتب حَدِيثه وَلابْن معِين فِيهِ قَولَانِ مَا فِي ضعفه خلاف وَإِنَّمَا الْخلاف هَل ترك حَدِيثه أَولا وَلما سَمعه سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ لمرحوم تَقول لهَذَا قاص إِنَّمَا هَذَا نَذِير توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ 3 - (الجعبري) صَالح بن ثامر بن حَامِد الإِمَام القَاضِي الفرضي تَاج الدّين أَبُو الْفضل الجعبري الشَّافِعِي مولده سنة بضع وَعشْرين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسَبْعمائة سمع من ابْن خَلِيل وَعبد الْحق المنبجي والضياء صقر والنظام الْبَلْخِي ومجد الدّين ابْن تَيْمِية وَعبد الله بن الخشوعي والعماد وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي وَخرج لَهُ أَمِين الدّين الواني مشيخة ولي قَضَاء أَمَاكِن كبعلبك وناب بِدِمَشْق فِي الْقَضَاء والخطابة واستسقى وَكَانَ مليح الشكل طَويلا حسن الْأَخْلَاق خيرا عفيفاً سلفي الطَّرِيقَة وَله قصيدة طَوِيلَة فِي الْفَرَائِض وَكَانَ حميد الْأَحْكَام روى عَنهُ البرزالي وَابْن الْفَخر والواني والطلبة 3 - (كَاتب عمر بن عبد الْعَزِيز) صَالح بن جُبَير الطَّبَرَانِيّ وَيُقَال الفلسطيني كَاتب عمر بن عبد الْعَزِيز على الْخراج والجند وَكتب أَيْضا ليزِيد بن عبد الْملك سمع من أبي جُمُعَة قَالَ ابْن معِين هُوَ ثِقَة قَالَ صَالح رُبمَا كلمت عمر بن عبد الْعَزِيز فِي شَيْء فيغضب فأرفق بِهِ حَتَّى يذهب غَضَبه فَيَقُول لي بعد ذَلِك لَا يمنعك يَا صَالح مَا ترى منا أَن تراجعنا فِي الْأَمر إِذا رَأَيْته

القاضي أبو طاهر الهاشمي

3 - (القَاضِي أَبُو طَاهِر الْهَاشِمِي) صَالح بن جَعْفَر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي الصَّالِحِي الْحلَبِي القَاضِي أَبُو طَاهِر أحد أَعْيَان أهل حلب الْمَشْهُورين بالأدب وَالدّين روى عَن ابْن خالويه وتأدب بِهِ وَأخذ عَنهُ أَبُو الْفَتْح أَحْمد بن عَليّ الْمَدَائِنِي الْمَعْرُوف بالهائم مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وثلاثمائة وَكَانَ) يلقب بالمحبرة لِأَنَّهُ كَانَ قَصِيرا وَكَانَ اكثر لبسه السوَاد لَهُ من الْكتب كتاب الحنين إِلَى الأوطان كتاب الصَّبْر والعزاء 3 - (شرف الدّين أَبُو الْفضل) صَالح بن جَعْفَر بن نفاثة بن شرِيف بن فضل شرف الدّين أَبُو الْفضل أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ مولده سنة عشر وسِتمِائَة فِي شَوَّال ببارنباه من أَعمال الدقهلية وَكَانَ شَيخا على مَذْهَب الْعَرَب يتحنك أنشدنا بدمياط سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة لنَفسِهِ من قصيدة (وَإِنِّي لأرجو بامتداحي مُحَمَّدًا ... يساراً بِهِ حالات صَالح تصلح) (وينضي إِلَى ذَاك الضريح أباعراً ... من البزل تعروري الفلاة وتجمح) (نَجَائِب من نسل الجديل وشدقم ... حوامل فِيهَا للفحولة ملقح) (رعى البيد مِنْهَا مَا رعت مِنْهُ فاغتدت ... عظاماً وجلداً فَوْقهَا يتقرح) (تفوت الرِّيَاح العاصفات بمرها ... وتسبقها نَحْو المدى وَهِي طلح) وأنشدني لنَفسِهِ يتغزل (الْحبّ أفتك فِي الرِّجَال من الظبا ... فاسال بذلك إِن سَأَلت مجربا) (أَنا ذَاك فاسأل إِنَّنِي مذ لم أزل ... بالبيض والسمر الملاح معذبا) (كلفاً بِهن مُولَعا لَا أَبْتَغِي ... عَن مذهبات النّسك يَوْمًا مذهبا) (من كل ظمياء الحشا بهنانة ... ريا الروادف طفلة ملْء الخبا) (مَا قابلت شمس الضُّحَى إِلَّا اختفت ... خجلاً وَلَا فَمر الدجى إِلَّا اختبا) (اللَّيْل فاحمها وطلعتها الضُّحَى ... والنحل ريقتها وناظرها سبى) (وَإِذا مشت تهتز من ترف الصِّبَا ... كالغصن حِين تهزه ريح الصِّبَا) (وبخدها ورد جني مضعف ... بعثت عَلَيْهِ من السوالف عقربا) 3 - (اللَّخْمِيّ الشَّاعِر) صَالح بن جنَاح اللَّخْمِيّ الشَّاعِر أحد الْحُكَمَاء حكى عَنهُ

الراوية

الجاحظ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم هُوَ مِمَّن أدْرك الأتباع بِلَا شكّ وَكَلَامه مُسْتَفَاد فِي الْحِكْمَة وَقد أَخذ بنيسابور وَمن شعره (لَو أنني أَعْطَيْت سؤلي لما ... سَأَلت إِلَّا الْعَفو والعافيه) ) (فكم فَتى قد بَات فِي نعْمَة ... فسل مِنْهَا اللَّيْلَة الثانيه) وَمِنْه (لَئِن كنت مُحْتَاجا إِلَى الْحلم إِنَّنِي ... إِلَى الْجَهْل فِي بعض الْأَحَايِين أحْوج) (ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولي فرس بِالْجَهْلِ للْجَهْل مسرج) (فَمن شَاءَ تقويمي فَإِنِّي مقوم ... وَمن شَاءَ تعويجي فَإِنِّي معوج) (وَمَا كنت أرْضى الْجَهْل خلا وَلَا أَخا ... ولكنني أرْضى بِهِ حِين أحْوج) (أَلا رُبمَا ضَاقَ الفضاء بأَهْله ... وَأمكن من بَين الأسنة مخرج) (فَإِن قَالَ بعض النَّاس فِيهِ سماجة ... فقد صدقُوا والذل بِالْحرِّ أسمج) 3 - (الراوية) صَالح بن حسان أحد رُوَاة الْأَخْبَار الْعَالمين بالآثار والأسعار روى عَنهُ من ذَلِك خلق كثير من أربابه كالهيثم بن عدي وَابْن الْكَلْبِيّ وَغَيرهم حدث الْهَيْثَم بن عدي قَالَ قَالَ لي صَالح بن حسلان هَل تعرف بَيْتا من الشّعْر نصفه أَعْرَابِي فِي شملة وَالنّصف الآخر مخنث من أهل العقيق يتقصف تقصفاً قلت لَا وَالله قَالَ قد أجلتك حولا قلت لَهُ لَو أجلتني حَوْلَيْنِ مَا علمت مَا سَأَلتنِي عَنهُ فَقَالَ أُفٍّ لَك قد كنت أحسبك أَعُود علما من ذَلِك قلت مَا هُوَ قَالَ لي أما سَمِعت قَول جميل أَلا أَيهَا النوام وَيحكم هبوا أَعْرَابِي وَالله يَهْتِف فِي شملة ثمَّ أدْركهُ النسيب وصريح الْحبّ وَمَا يدْرك العاشق فَقَالَ أسائلكم هَل يقتل الرجل الْحبّ فَكَأَنَّهُ وَالله مخنث العقيق يتفكك وَبعده (فَقَالُوا نعم حَتَّى يسل عِظَامه ... ويتركه حيران لَيْسَ لَهُ لب) 3 - (تَقِيّ الدّين قَاضِي قوص) صَالح بن الْحُسَيْن بن طَلْحَة بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد القَاضِي الْجَلِيل الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو التقى الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي الزَّيْنَبِي ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسمع من ابْن الْبناء وَغَيره وَحدث وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً عَارِفًا بالأدب ولي قَضَاء قوص مُدَّة وَله خطب ونظم ونثر وتصانيف قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أبخس نَفسه بِنَظَر

الأنصاري

قوص وفاعل ذَلِك مَنْقُوص وَحدث عَنهُ الدمياطي) وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَمن شعره 3 - (الْأنْصَارِيّ) صَالح بن خَوات الْأنْصَارِيّ الْمدنِي روى عَن أَبِيه وخاله عمر وَسَهل بن أبي حثْمَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (اليمامي) صَالح بن أبي الْأَخْضَر اليمامي توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة روى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (السُّوسِي الْمُقْرِئ) صَالح بن زِيَاد بن عبد الله بن عبد الله أَبُو شُعَيْب الرستبي السُّوسِي شيخ الرقة وعالمها ومقرئها قَرَأَ على يحيى اليزيدي صَاحب أبي عَمْرو قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الجيلي) صَالح بن شَافِع بن صَالح بن حَاتِم بن أبي عبد الله الجيلي أَبُو الْمَعَالِي قَرَأَ بالروايات وتفقه على أبي الْوَفَاء ابْن عقيل وَسمع من أبي مَنْصُور مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ الْخياط الْمُقْرِئ وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الطّيب بن الصّباغ وَأبي الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وَغَيرهم وَكَانَ مليح الْخط حسن المنظر متودداً صحب الْأَئِمَّة وعلق عَنْهُم وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (صَالح بن صَالح) صَالح بن صَالح بن حَيّ بن ثَوْر قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة

الأنماطي القفطي

ثِقَة توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْأنمَاطِي القفطي) صَالح بن عادي العذري الْأنمَاطِي النَّحْوِيّ القفطي اصله من بعض قرى مصر وَسكن سلفه مصر وعانى هُوَ صَنْعَة الأنماط وَقَرَأَ على الْمُتَأَخِّرين من مَشَايِخ ابْن بري وَكَانَ النَّحْو على خاطره طرياً وَكتب بِخَطِّهِ أُصُوله وحشاها وَكَانَت فِي غَايَة التَّحْقِيق وَالصِّحَّة وان كثير المطالعة لكتب النَّحْو وَكَانَ على غَايَة من الدّين والورع والنزاهة وَقيام اللَّيْل وَكَانَ مجاب الدعْوَة حج واجتاز بقفط فرغبه أَهلهَا فِي الْمقَام بهَا فَأَقَامَ عِنْدهم وَأَخذه إِلَيْهِ الْخَطِيب أَبُو) الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر القفطي وَضمن لَهُ كِفَايَته فَأَقَامَ عِنْده مِقْدَار خمسين سنة وخلط بأَهْله وان على جلالة قدره يَخْدمه بِنَفسِهِ وانتفع ببركته كل من صَحبه وَكَانَ يجلس للإفادة بِجَامِع قفط بَين الظّهْر وَالْعصر وَحصل لَهُ فِي آخر عمره فالج منع بِهِ النُّطْق وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بقفط وَقد علت سنه رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْمسند تَقِيّ الدّين الْعَسْقَلَانِي) صَالح بن عبد الْعَظِيم بن يُونُس بن عبد الْقوي بن ياسين بن سوار الْمسند تَقِيّ الدّين الْعَسْقَلَانِي سمع من النجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ 3 - (صَالح بن عبد القدوس) صَالح بن عبد القدوس استقدمه الْمهْدي من دمشق قَالَ المرزباني كَانَ حَكِيم الشّعْر زنديقاً متكلماً يقدمهُ أَصْحَابه فِي الْجِدَال عَن مَذْهَبهم وَقَتله الْمهْدي على الزندقة شَيخا كَبِيرا وَهُوَ الْقَائِل (مَا تبلغ الْأَعْدَاء من جَاهِل ... مَا يبلغ الْجَاهِل من نَفسه) قَالَ أَبُو أَحْمد ابْن عدي صَالح بن عبد القدوس بَصرِي مِمَّن كَانَ يعظ النَّاس بِالْبَصْرَةِ ويقص عَلَيْهِم وَله كَلَام حسن فِي الْحِكْمَة فَأَما فِي الحَدِيث فَلَيْسَ بِشَيْء كَمَا قَالَ ابْن معِين

العلوي

وَلَا أعرف لَهُ من الحَدِيث إِلَّا الشَّيْء الْيَسِير وَمن شعره (يَا صَاح لَو كرهت كفي منادمتي ... لَقلت إِذْ كرهت كفي لَهَا بيني) (لَا أَبْتَغِي وصل من لَا يَبْتَغِي صلتي ... وَلَا أُبَالِي حبيباً لَا يباليني) وَمِنْه (قد يحقر الْمَرْء مَا يهوى فيركبه ... حَتَّى يكون إِلَى توريطه سَببا) وَمِنْه (أنست بوحدتي فلزمت بَيْتِي ... فتم الْعِزّ لي ونما السرُور) (وأدبني الزَّمَان فليت أَنِّي ... هجرت فَلَا أزار وَلَا أَزور) (وَلست بقائلٍ مَا دمت يَوْمًا ... أسار الْجند أم قدم الْأَمِير) وَمِنْه) (لَا يعجبنك من يصون ثِيَابه ... حذر الْغُبَار وَعرضه مبذول) (ولربما افْتقر الْفَتى فرأيته ... دنس الثِّيَاب وَعرضه مغسول) وضربه الْمهْدي بِيَدِهِ بِالسَّيْفِ فَجعله نِصْفَيْنِ وعلق بِبَغْدَاد وَقَالَ أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْمعبر رَأَيْت ابْن عبد القدوس فِي الْمَنَام ضَاحِكا فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك وَكَيف نجوت مِمَّا كنت ترمى بِهِ قَالَ إِنِّي وَردت على رب لَيْسَ يخفى عَلَيْهِ خافية وَإنَّهُ استقبلني برحمته وَقَالَ قد علمت براءتك مِمَّا كنت تقذف بِهِ 3 - (الْعلوِي) صَالح بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ ابْن لمعتز خرج صَالح هَذَا بخراسان فَأخذ بهَا وَحبس ثمَّ حمل إِلَى الْمَأْمُون فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ عنفه فَقَالَ لَهُ مَا حملك على الْخُرُوج عَليّ وَأَنت الَّذِي تَقول (إِذا كَانَ عِنْدِي قوت يَوْم وَلَيْلَة ... وخمر تقضي هم قلبِي إِذا جشع) (فلست تراني سَائِلًا عَن خَليفَة ... وَلَا عَن وَزِير للخليفة مَا صنع) أما نهاك قَوْلك هَذَا وحسبه فَكتب إِلَى امْرَأَته بسويقة بِالْمَدِينَةِ (ألم يحزنك يَا ذلفاء أَنِّي ... سكنت مسَاكِن الْأَمْوَات حَيا) (وَأَن حمائلي ونجاد سَيفي ... علوان مجدعاً أشروسينا) (فقطعهن لما طلن حَتَّى ... وقعن عَلَيْهِ لَا أضحى سويا)

صالح المسكين ابن المنصور

(أما والراقصات بِبَطن جمع ... غَدَاة الْحَيّ تحسبها قيسا) (لَو أمكنني غداتئذ جلاد ... لألفوني بِهِ سَمحا سخيا) قَالَ ابْن سعيد المغربي فِي كنوز المطالب للصالحين ملك متوارث إِلَى الْآن بغانة من بِلَاد السودَان فِي أقْصَى غرب النّيل ذكر الشريف الإدريسي فِي كتاب رجار أَن ملك غانة من ولد صَالح الْمَذْكُور بنى قصره على النّيل فِي عَام خَمْسَة عشر وَخَمْسمِائة قَالَ وَفِي قصره لبنة من ذهب تبر غير مسبوك فِيهَا ثقب يرْبط فرسه فِيهَا ويفخر بذلك على الْمُلُوك ولباسه إِزَار حَرِير يتوشح بِهِ وَسَرَاويل ونعلك وركوبه الْخَيل وَله بنود وزي حسن وكفار السودَان يحاربونه 3 - (صَالح الْمِسْكِين ابْن الْمَنْصُور) ) صَالح بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب هُوَ ابْن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ أمه أم ولد رُومِية يُقَال لَهَا قالي كَانَ يعرف بِصَالح الْمِسْكِين حج بِالنَّاسِ سنة ارْبَعْ وَسنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَة وَلما بنى قصره بدجلة قَالَ سَالم بن عَمْرو (يَا صَالح الْجُود الَّذِي جوده ... أفسد جود النَّاس بالجود) (بنيت قصراً عَالِيا مشرفاً ... بطائري سعد ومسعود) (كَأَنَّمَا ترفع بُنْيَانه ... جن سُلَيْمَان بن دَاوُد) (لَا زَالَ مَسْرُورا بِهِ معجباً ... على اخْتِلَاف الْبيض والسود) قَالَ الرّبيع كُنَّا وقوفاً على رَأس الْمَنْصُور وَقد طرحت للمهدي وسَادَة غذ أقبل صَالح ابْنه فَوقف بَين السماطين وَالنَّاس على مقادير أسنانهم ومواضعهم وَقد كَانَ يرشحه لبَعض أُمُوره فَتكلم فأجاد وَمد الْمَنْصُور يَده إِلَيْهِ ثمَّ قَالَ يَا بني إِلَيّ واعتنقه وَنظر فِي وُجُوه أَصْحَابه هَل يذكر أحد فَضله ويصف مقَامه فكلهم كره ذَلِك وَقَامَ شبة بن عقال بن معية بن نَاجِية التَّمِيمِي فَقَالَ لله در خطيب قَامَ عنْدك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أفْصح لِسَانه واحسن بَيَانه وأمضى جنانه وأبل رِيقه وَكَيف لَا يكون كَذَلِك وأمير الْمُؤمنِينَ أَبوهُ وَالْمهْدِي أَخُوهُ وَهُوَ كَمَا قَالَ زُهَيْر بن أبي سلمى (يطْلب شأو امرأين قدما حسنا ... نالا الْمُلُوك وبذا هَذِه السوقا)

القيمري

(هُوَ الْجواد فَإِن يلْحق بشأوهما ... على تكاليفه فَمثله لَحقا) (أَو يسبقاه على مَا كَانَ من مهل ... فَمثل مَا قدما من صَالح سبقا) قَالَ الرّبيع فَأقبل عَليّ أَبُو عبد الله وَقَالَ مَا رَأَيْت مثل هَذَا تخلصاً أرْضى أَمِير الْمُؤمنِينَ ومدح الْغُلَام وَسلم من الْمهْدي قَالَ والتفت إِلَيّ الْمَنْصُور فَقَالَ يَا ربيع لَا ينْصَرف التَّمِيمِي إِلَّا بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم 3 - (القيمري) صَالح بن عبد الله شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الصصروي القيمري ابْن بواب القيمرية بِدِمَشْق مولده سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة سمع بِدِمَشْق ومصر وحلب وَكتب وَحصل وَتخرج وَسمع من خلق بعد سنة ثَلَاثِينَ ثمَّ فتر واشتغل بالإسكندرية على ابْن النصفي وتلا بالسبع على أبي) حَيَّان 3 - (الْأَمِير الْهَاشِمِي) صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس الْهَاشِمِي عَم السفاح والمنصور ولد بالشراة من ارْض البلقاء من أَعمال دمشق سنة سِتّ وَتِسْعين أَو قبلهَا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَة فتح مصر وقهر بني أُميَّة وَولي الْمَوْسِم وإمرة دمشق روى عَن أَبِيه روى عَنهُ ابناه عبد الْملك وَإِسْمَاعِيل ابْنا صَالح وَعبد الله بن السمط وَكَانَ قد جهز الْعَسْكَر خلف مَرْوَان فبيتوه ببوصير وَهُوَ الَّذِي أَمر بإنشاء مَدِينَة أدنة وَلما أقبل قسطنطين بن أليون طاغية الرّوم لقِيه صَالح فَقتل وسبى وَخرج سالما وَقيل إِن الرّوم كَانُوا مائَة ألف وَولي ابْنه الْفضل بن صَالح بعده على الشَّام وَقيل إِن صَالحا مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة وَهُوَ وَالِي حمص وقنسرين 3 - (أَبُو الْفضل الْهَاشِمِي) صَالح بن عَليّ بن يَعْقُوب بن أبي جَعْفَر عبد الله الْمَنْصُور بِاللَّه بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عبد الله بن عَبَّاس الْأَمِير أَبُو الْفضل كَانَ من وُجُوه بني هَاشم فضلا ونبلاً وصلاحاً وزهداً روى عَنهُ أَحْمد بن الْمُمْتَنع حِكَايَة أوردهَا أَبُو عبد الله ابْن بطة العكبري فِي كتاب الْإِبَانَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الأضخم) صَالح بن عَليّ الأضخم كَانَ من وُجُوه الْكتاب طَالَتْ بِهِ العطلة فِي زمَان الْمَأْمُون والوزير إِذْ ذَاك أَحْمد بن أبي خَالِد فبكر إِلَيْهِ يَوْمًا مغلساً ليكلمه فِي أمره

رأس الصالحية من المرجئة

فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ أنكر بكوره وَعَبس فِي وَجهه وَقَالَ لَهُ فِي الدُّنْيَا أحد بكر هَذِه البكرة ليشغلنا عَن أمورنا فَقَالَ لَهُ صَالح أصلحك الله لَيْسَ الْعجب مِنْك فِيمَا تلقيتني بِهِ إِنَّمَا الْعجب مني إِذا سهرت لَيْلَتي وأسهرت جَمِيع من فِي منزلي تأميلاً لَك وتوقعاً للصبح حَتَّى أصير إِلَيْك وأستعينك على صَلَاح أَمْرِي فعلي وَعلي إِن وقفت لَك فِي بَاب أَو سَأَلتك حَاجَة حَتَّى تصير إِلَى معتذراً وَانْصَرف صَالح مغموماً مفكراً فِيمَا فرط مِنْهُ نَادِما على الْيَمين غير شَاك فِي العطب فَبينا هُوَ كَذَلِك إِذْ دخل عَلَيْهِ بعض الغلمان فَقَالَ لَهُ الْأَمِير أَحْمد بن أبي خَالِد مقبل إِلَيْك من الشَّارِع ثمَّ دخل آخر وَقَالَ قد دخل دربنا ثمَّ دخل آخر وَقَالَ قد قرب من الْبَاب ثمَّ تبادر الغلمان بَين يَدَيْهِ وَخرج فَاسْتَقْبلهُ فَلَمَّا اسْتَقر بِهِ الْمجْلس قَالَ كَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ قد أَمرنِي بالبكور إِلَيْهِ فِي بعض) مهماته فَدخلت إِلَيْهِ وَقد غلبني السَّهْو بِمَا فرط مني إِلَيْك حَتَّى أنكر عَليّ فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ لي قد أَسَأْت إِلَى الرجل فَامْضِ إِلَيْهِ معتذراً مِمَّا قلته فَقلت لَهُ أفأمضي إِلَيْهِ فارغ الْيَدَيْنِ فَقَالَ فتريد مَاذَا فَقلت يقْضى دينه فَقَالَ وَكم هُوَ فَقلت ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم فَأمرنِي بالتوقيع لَك بهَا فَوَقَعت قُم قلت فَإِذا قضى يرجع إِلَى مَاذَا قَالَ فَوَقع لَهُ بثلاثمائة ألف دِرْهَم يصلح بهَا أمره فَقلت ولَايَة يتشرف بهَا فَقَالَ وَله مصر أَو مَا يشبه ذَلِك قلت فمعونة يَسْتَعِين بهَا على سَفَره فَوَقع لَك بِمِائَة ألف دِرْهَم وَهَذِه التوقيعات لَك بسبعمائة ألف دِرْهَم وَهَذَا التوقيع بِولَايَة مصر وَانْصَرف ابْن أبي خَالِد رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (رَأس الصالحية من المرجئة) صَالح بن عمر الصَّالِحِي المرجئ رَأس الصالحية وهم فرقة من المرجئة قَالَ صَالح هَذَا الْإِيمَان هُوَ معرفَة الله على الْإِطْلَاق وَهُوَ أَن للْعَالم صانعاً فَقَط قَالَ وَالْكفْر هُوَ الْجَهْل بِهِ على الْإِطْلَاق قَالَ وَقَول الْقَائِل ثَالِث ثَلَاثَة لَيْسَ بِكفْر وَزعم أَن معرفَة الله تَعَالَى هِيَ محبته والخضوع لَهُ قَالَ وَيُصْبِح ذَلِك مَعَ جحد الرَّسُول قَالَ وَيصِح فِي الْعقل أَن يُؤمن بِاللَّه ويجحد الرَّسُول وَلَا يُؤمن بِهِ قَالَ وَالصَّلَاة لَيست عبَادَة الله تَعَالَى لَا عبَادَة لَهُ إِلَّا الْإِيمَان بِهِ وَهُوَ مَعْرفَته وَهِي خصْلَة وَاحِدَة لَا تزيد وَلَا تنقص قَالَ وَكَذَلِكَ الْكفْر خصْلَة وَاحِدَة لَا تزيد وَلَا تنقص قَالَ أَبُو شمر إِذا قَامَت حجَّة النَّبِي صَار الْإِقْرَار بِهِ من الْإِيمَان لكنه غير دَاخل فِي الْإِيمَان الْأَصْلِيّ الَّذِي هُوَ معرفَة الله تَعَالَى وَشرط الْإِيمَان أَن يعرف أَن الْقدر خَيره وشره من العَبْد وَلَا يُضَاف شَيْء مِنْهُ إِلَى الله عز وَجل فَقَالَ بِالْقدرِ وَقَالَ غيلَان الدِّمَشْقِي الْإِيمَان هُوَ معرفَة الله تَعَالَى ومحبته وَالْإِقْرَار بالرسل لَكِن الْمعرفَة بِاللَّه عز وَجل وَأَنه صانع الْعَالم ومحبته فطرية وَهَذَا لَا يُسمى إِيمَانًا وكسبيته وَهِي التَّصْدِيق بِمَا جَاءَ بِهِ الرُّسُل فَهَذِهِ هِيَ الَّتِي تسمى إِيمَانًا قَالَ ذَلِك

العقيلي أمير دمشق

كُله ابْن أبي الدَّم فِي الْفرق الإسلامية وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة الْحسن بن مُحَمَّد شَيْء من ذكر المرجئة 3 - (الْعقيلِيّ أَمِير دمشق) صَالح بن عُمَيْر الْعقيلِيّ الْأَمِير ولي دمشق نِيَابَة لِلْحسنِ بن عبد الله بن طغج سنة سبع وَخمسين حِين انهزم عَنْهَا فنك الكافوري فَبعث إِلَيْهِ شُيُوخ دمشق وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُتَوَلِّي حوران فَجَاءَهُمْ وَضبط الْبَلَد وَبعد أَيَّام غلب على الشَّام الْحسن بن أَحْمد القرمطي واختفى صَالح) وَولي وشاح من جِهَة القرامطة فَلَمَّا رَجَعَ القرمطي إِلَى الإحساء رَجَعَ صَالح إِلَى دمشق وتعصب مَعَه شباب دمشق وأخرجوا وشاحاً وَتُوفِّي صَالح بنوى سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة 3 - (صَالح أَبُو مُحَمَّد) صَالح بن كيسَان أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال أَبُو الْحَارِث مولى امْرَأَة من دوس وَيُقَال مولى غفار رأى ابْن عمر وَحدث عَن سَالم وَسليمَان وَعبيد الله وَعُرْوَة وَابْن هُرْمُز وَالزهْرِيّ وَغَيرهم وروى عَنهُ عَمْرو بن دِينَار وَمَالك وَعبد الْعَزِيز ابْن عبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون وَمعمر وَابْن عُيَيْنَة وَغَيرهم واستقدمه الْوَلِيد وَمَات بعد الْأَرْبَعين وَمِائَة وَكَانَ يُؤَدب أَوْلَاد عمر بن عبد الْعَزِيز وَرمي بِالْقدرِ وَلم يَصح عَنهُ وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث قَالَ البُخَارِيّ وَأَبُو أَحْمد الْحَاكِم هُوَ مؤدب أَوْلَاد عمر بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ فِي أَصْحَاب الزُّهْرِيّ أثبت من مَالك ثمَّ صَالح بن كيسَان ثمَّ معمر بن يُونُس وَابْن عُيَيْنَة وَاللَّيْث وَإِبْرَاهِيم بن سعد أشكال وَسُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ بخ بخ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْحَافِظ جزرة) صَالح بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حبيب أَبُو عَليّ الْأَسدي الْحَافِظ الْمَعْرُوف بجزرة بِالْجِيم وَالزَّاي وَالرَّاء المفتوحات سكن خُرَاسَان وَكَانَ قد سمع بِدِمَشْق هِشَام بن عمار ودحيماً وَالْعَبَّاس بن الْوَلِيد وَغَيرهم قَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم سكن

الصالح ابن الناصر

بُخَارى ارتبطه بهَا إِسْمَاعِيل بن أَحْمد وَالِي خُرَاسَان معلمه قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الغنجار البُخَارِيّ كَانَ نَسِيج وَحده فِي زَمَانه فِي الْحِفْظ والمعرفة والإتقان ولد سنة خمس وَمِائَتَيْنِ بِبَغْدَاد وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَسمع خلقا كثيرا بِمصْر وَالشَّام وَالْعراق وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر روى عَنهُ مُسلم وَهُوَ أكبر مِنْهُ وَجَمَاعَة كبار وَكَانَ ثِقَة عَارِفًا حدث من حفظه دهراً طَويلا وَلم يكن يستصحب كتابا وَكَانَ صَدُوقًا ثبتاً ذَا مزاح ودعابة مَشْهُورا بذلك وَقَالَ أَبُو حَامِد ابْن الشَّرْقِي كَانَ صَالح بن مُحَمَّد يقْرَأ على مُحَمَّد بن يحيى الدهلي فِي الزهريات فَلَمَّا بلغ حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت تسترقي من الخرزة فَقَالَ من الخرزة فلقب بذلك وَقَالَ الْخَطِيب هَذَا غلط لِأَنَّهُ لقب بجزرة فِي حداثته وروى بِسَنَد عَنهُ قَالَ قدم علينا بعض الشُّيُوخ من الشَّام وَكَانَ عِنْده من جرير بن عُثْمَان فَقَرَأت عَلَيْهِ حَدثكُمْ جرير قَالَ كَانَ لأبي أُمَامَة خرزة يرقي بهَا الْمَرِيض فَقلت جزرة فلقبت جزرة وَقَالَ الْأَحْوَال فِي الْبَيْت مبارك يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ) وَله نَوَادِر ومجون 3 - (الصَّالح ابْن النَّاصِر) صَالح بن مُحَمَّد بن قلاون السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ أَو سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَلما خلع أَخُوهُ الْملك النَّاصِر حسن فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ الْفَاعِل لذَلِك الْأَمِير سيف الدّين طاز والأمير عَلَاء الدّين مغلطاي أَمِير آخور وَمن مَعَهُمَا من أهل الْحل وَالْعقد وأجلسوا الْملك الصَّالح على كرْسِي الْملك بِحُضُور أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد أبي الْفَتْح أبي بكر وَحُضُور الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وَحلف لَهُ العساكر وجهز الْأَمِير سيف الدّين بزلار إِلَى نَائِب الشَّام ليحلفه وَيحلف العساكر الشامية وَلما كَانَ يَوْم الْجُمُعَة آخر النَّهَار ركب مغلطاي أَمِير آخور الْمَذْكُور ومنكلي بغا الفخري إِلَى قبَّة النَّصْر وَذَلِكَ فِي رَابِع شهر رَجَب القرد فَركب الْأَمِير سيف الدّين طاز وَالسُّلْطَان الْملك الصَّالح وَكَانَت النُّصْرَة للْملك الصَّالح على الْمَذْكُورين وَعَاد إِلَى القلعة منصوراً ورسم بالإفراج عَن الْأَمِير سيف الدّين شيخو والأمير سيف الدّين بيبغا آروس والأمير منجك وَغَيرهم مِمَّن كَانَ اعتقلهم النَّاصِر حسن بمشورة مغلطاي أَمِير آخور واستقرت الْأَحْوَال ومشت الْأُمُور وَهَذَا السُّلْطَان الْملك الصَّالح والدته ابْنة الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى

إمام قبة الشافعي

3 - (إِمَام قبَّة الشَّافِعِي) صَالح بن مُخْتَار بن صَالح بن أبي الفوارس تَقِيّ الدّين أَبُو الْبَقَاء الشَّيْخ الإِمَام إِمَام قبَّة الشَّافِعِي الأسنوي مولده فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بِمَدِينَة عزاز أجَاز لي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة آذناً فِي ذَلِك لعمر ابْن عَليّ بن شُعَيْب الْقرشِي 3 - (أَسد الدولة صَاحب حلب) صَالح بن مرداس بن إِدْرِيس بن نصر بن حميد بن مدرك بن شَدَّاد يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان أَسد الدولة أَبُو عَليّ الْكلابِي كَانَ من عرب الْبَادِيَة قصد حلب وَبهَا مرتضى الدولة ابْن الجراحي غُلَام أبي الْفَضَائِل بن نصر بن سيف الدولة ابْن حمدَان ابْن لُؤْلُؤ نِيَابَة عَن الظَّاهِر ابْن الْحَاكِم العبيدي فاستولى عَلَيْهَا ونزعها مِنْهُ وَكَانَ ذَا بَأْس وعزيمة وَأهل وعشيرة) وشوكة وَكَانَ ملكهَا سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ورتب أمورها فَجهز الظَّاهِر إِلَيْهِ أَمِير الجيوش أنوشتكين الدزبري فِي عَسْكَر كثيف وَكَانَ بِدِمَشْق نَائِبا عَن الظَّاهِر وَهُوَ ذُو شهامة وتقدمة وَمَعْرِفَة بِأَسْبَاب الْحَرْب فَخرج مُتَوَجها إِلَيْهِ وَجَرت بَينهمَا حَرْب انجلت عَن قتل أَسد الدولة صَالح سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ أول مُلُوك بني مرداس وَكَانَت الْوَقْعَة بالأقحوانة 3 - (الشارعي الْمصْرِيّ) صَالح بن مكي الشارعي الْمصْرِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي أنشدنا الشَّيْخ أَبُو التقى صَالح رَحمَه الله لنَفسِهِ (أَمر بالطلل الْخَالِي فأسأله ... وأعتب الطّرف فِيكُم ثمَّ اعذله) (يَا قَاتل الله قلبِي كم يحملني ... مَا تعجز الراسيات الصم تحمله) (أصون دمعي كَيْمَا لَا أبوح بِمَا ... أَلْقَاهُ من ألم والطرف يهمله) (وَكلما اكثر العذال عذلهم ... فِيمَن أحب فسمعي لَيْسَ يقبله) (يَا هاجرين لمن أودى السقام بِهِ ... مريضكم يَا لقومي من يعلله) (هجرتموني بِلَا ذَنْب وَلَا سَبَب ... ظلم الكئيب الْمَعْنى من يحلله) (ليل الْوِصَال بكم يعتاده قصر ... وليل هجرانكم كالحشر أطوله) قلت شعر متوسط وَتُوفِّي بالمحلة سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة

مولى التؤمة

3 - (مولى التؤمة) صَالح مولى التؤمة هُوَ أَبُو مُحَمَّد الْمدنِي يروي عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَعَائِشَة وَزيد بن خَالِد وَأنس بن مَالك قَالَ مَالك وَيحيى الْقطَّان لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَكَذَا مَشاهُ ابْن عدي وَقَالَ ابْن معِين من سمع مِنْهُ قبل أَن يخرف كَابْن أبي ذِئْب فَهُوَ ثَبت توفِّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ الرشيد) صَالح بن هَارُون الرشيد بن مُحَمَّد الْمهْدي أمه أم ولد يُقَال لَهَا ريم ولاه أَخُوهُ الْمَأْمُون الْبَصْرَة سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَحج بِالنَّاسِ سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أديباً يَقُول الشّعْر حج بشر الْخَادِم وَكَانَ أحسن النَّاس وَجها فَلَمَّا قدم قَالَ فِيهِ صَالح بن الرشيد) (أَهلا وسهلاً بِسَيِّد الخدم ... أَهلا بِهِ قادماً من الْحرم) (قد قبل الله مِنْهُ حجَّته ... وزاده نعْمَة إِلَى النعم) (أَزَال عَن جِسْمه السقام وَمَا ... أَزَال مَا بالجفون من سقم) قَالَ لَهُ الرشيد أَبوهُ يَوْمًا وَهُوَ صبي لَيْت جمالك لعبد الله يَعْنِي الْمَأْمُون فَقَالَ لَهُ على أَن حَظه مِنْك لي فَعجب من جَوَابه سَرِيعا على صباه وضمه إِلَيْهِ وَقَبله وَقيل إِنَّه ترَاءى النَّاس فِي الْهلَال فِي شهر رَمَضَان فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ أَبُو عِيسَى (دهاني شهر الصَّوْم لَا كَانَ من شهر ... وَلَا صمت شهرا بعده آخر الدَّهْر) (فَلَو كَانَ يعديني الإِمَام بقدرة ... على الشَّهْر لاستعديت جهدي على الشَّهْر) فناله بعقب هَذَا القَوْل صرع فَكَانَ يصرع فِي الْيَوْم مَرَّات وَلم يصم شهرا آخر من رَمَضَان وَتُوفِّي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وَنزل الْمَأْمُون فِي قَبره وَامْتنع من الطَّعَام وَالشرَاب أَيَّامًا حَتَّى خَافَ أَن يضر بِهِ ذَلِك وَكَانَ الْمَأْمُون يعده لِلْأَمْرِ بعده وَكَانَ الْمَأْمُون يَقُول إِنِّي ليسهل عَليّ أَمر الْمَوْت وفقد الْملك لمحبتي أَن يَلِي أَبُو عِيسَى الْأَمر من بعدِي وَكَانَت لأبي عِيسَى صناعَة فِي الْغناء 3 - (مجد الدّين نَاظر وَاسِط) صَالح بن الْهُذيْل الْملك مجد الدّين نَاظر واس توفّي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة وَقد ولي أَمَاكِن وصودر وعذب وخرم أَنفه

صالح بن وصيف

3 - (صَالح بن وصيف) صَالح بن وصيف التركي أحد قواد المتَوَكل قدم مَعَه إِلَى دمشق سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ قد استطال على الْخُلَفَاء وَقتل المعتز وَأخذ أَمْوَاله وأموال أمه قبيحة وَولى الْمُهْتَدي الْخلَافَة وَحكم عَلَيْهِ وَكَانَ مُوسَى بن بغا بِالريِّ فَكتبت إِلَيْهِ قبيحة تخبره بِمَا فعل صَالح فَسَار مُوسَى إِلَى سر من رأى فَدَخلَهَا واستتر صَالح بن وصيف فَنَادَى مُوسَى من جَاءَ بِهِ فَلهُ عشرَة آلَاف دِينَار فَلم يظفر بِهِ أحد وَلما كَانَ بعد مُدَّة ظفروا بِهِ فتضرع إِلَى الَّذِي وجده فَقَالَ لَهُ لَا سَبِيل إِلَى إطلاقك وَلَكِنِّي أَمر بك على أَبْوَاب إخْوَتك وَأَصْحَابك وقوادك وصنائعك فَإِن أعرض لي مِنْهُم اثْنَان أطلقتك فَمر بِهِ على أَبْوَاب الْمَدِينَة فَلم يعرض لَهُ أحد وقتلوه وحزوا رَأسه وبعثوا بِهِ إِلَى الْمُهْتَدي فجاؤوه بِهِ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فَمَا زَاد على أَن قَالَ) واروه وَنصب رَأسه على قناة وَنُودِيَ هَذَا جَزَاء من قتل مَوْلَاهُ وَنصب بِبَاب الْعَامَّة سَاعَة وَقَالَ شَاعِر لمُوسَى بن بغا (ونلت وَترك من فِرْعَوْن حِين طَغى ... وَجئْت إِذْ جِئْت يَا مُوسَى على قدر) (ثَلَاثَة كلهم بَاغ أَخُو حسد ... يرميك بالظلم والعدوان عَن وتر) (وصيف بالكرخ مَمْثُولٍ بِهِ وبغا ... بالجسر محترق بالجمر والشرر) (وَصَالح بن وصيف بعد منعفر ... فِي الحير جيفته وَالروح فِي سقر) وَقَالَ الْمُهْتَدي يرثي صَالحا الْمَذْكُور (رحم الله صَالحا ... فَلَقَد كَانَ ناصحا) (لم يزل فِي فعاله ... نَافِذ الرَّأْي ناصحا) (ثمَّ أضحى وَقد ترا ... مى بِهِ الدَّهْر طائحا) (المنايا إِن لم تغا ... دك جَاءَت روائحا) وَقَالَ الصولي عذبوه كَمَا فعلوا بالمعتز وهم أدخلوه للحمام حَتَّى أقرّ بالأموال ثمَّ خنقوه وَقَالَ أَحْمد بن الْحَارِث (دِمَاء بني الْعَبَّاس غير ضوائع ... وَلَا سِيمَا عِنْد العبيد الملاطع) (طَغى صَالح لَا قدس الله صَالحا ... على ملك ضخم الْعلَا والدسائع) (طَغى وبغى جهلا ونوكاً وغرة ... وَأورد مَوْلَاهُ كريه المشارع)

أبو الطيب الرندي

(وَكَانَ لَهُ ذُو الْعَرْش طَالب وتره ... بمُوسَى ومُوسَى شَاكر للصنائع) (يطِيف بِرَأْس العَبْد ظهرا وجسمه ... لقى للضباع الناهشات الخوامع) 3 - (أَبُو الطّيب الرندي) صَالح بن يزِيد بن صَالح بن عَليّ بن مُوسَى بن أبي الْقَاسِم بن شرِيف النفزي الرندي بالراء وَالنُّون أَبُو الطّيب من أهل رندة من جَزِيرَة الأندلس أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين قَالَ الْمَذْكُور هُوَ أحد الأدباء المجيدين من أهل الأندلس أنشدنا لَهُ (من الظباء تروع الْأسد بالمقل ... وَمَا رمتها بِغَيْر الغنج والكحل) (من كل رَود ترد السمر مشرعة ... وَمَا اتقتها بِغَيْر الْحلِيّ وَالْحلَل) (وَرُبمَا أقدمت وَالْخَيْل محجمة ... فتطعن الطعنة النجلاء بالنجل) ) (تِلْكَ الشموس الَّتِي قد أطلعت قزحاً ... أذيالهن وَلَا غيم سوى الكلل) (يُرِيك شرخ الصِّبَا مِنْهُم رأد ضحى ... وَهن من مذهبات العصب فِي أصل) (وقضب بَان على كثب لَهُ زهر ... يسقى وَلَا ظمأ بالأدمع الهمل) (خفت لَهَا وشح جالت على هيف ... فوقرتها من الأرداف بالثقل) (ونظرة تشتفي مِنْهَا بثانية ... كَمَا تداويت بالصهباء من ثمل) (بِعْت الْحَيَاة بهَا من لحظ جَارِيَة ... إِذا رنت فحذاراً من بني ثعل) (ولى عزائي من أجفانها فرقا ... كَأَنَّمَا هُوَ عَمْرو وَهِي سيف عَليّ) (وَلَيْلَة باللوى مَا كَانَ أطيبها ... زَالَت معاهدها والعهد لم يزل) (بتنا نساقي المنى والأنس ثالثنا ... والراح من شنب وَالنَّقْل من قبل) وأنشدني أثير الدّين الْمَذْكُور (مَا بالنا نغتر بالأذهان ... ونغرها بمطالب الْبُرْهَان) (ونقيس كي نَدْرِي لكل عِلّة ... ونروم شَيْئا لَيْسَ بالإمكان) (ونروم معرفَة الْإِلَه وَإِنَّمَا ... نبغي الْكَمَال بغاية النُّقْصَان) (ونريد نفهم سره فِي عَالم ... لَو شَاءَ كَانَ على نظام ثَان) (وَمن الْمحَال تصور الْإِنْسَان مَا ... منعته قُوَّة عَال الْإِنْسَان)

الألقاب

(مَا فِي الْوُجُود إِذا نظرت حَقِيقَة ... إِلَّا الْإِلَه وكل شَيْء فان) وأنشدني لَهُ أَيْضا (يَا مُنكر الْحبّ دَعْنِي أنثني كلفاً ... على الحبيب بُكَائِي لَا على الطلل) (نكاد إِذْ نتلاقى أَن نذوب مَعًا ... أَنا لفرط غرامي وَهُوَ من خجل) وأنشدني لَهُ مضمناً أعجاز أَبْيَات امْرِئ الْقَيْس (رب شيخ قد مَرَرْت بِهِ ... تقشعر النَّفس من خَبره) (وَهُوَ بالحمام منبطح ... بِإِزَاءِ الْحَوْض أَو عقره) (يَبْتَغِي الفيشات لَيْسَ لَهُ ... غَيرهَا كسب على كبره) (فَأتى من حك إليته ... ثمَّ أمهاه على حجره) (وانتحى مِنْهُ إِلَى هدف ... فَتنحّى النزع فِي سَفَره) ) (ثمَّ ولى عَنهُ قبل يرى ... صفو مَاء الْحَوْض منكدره) (فانثنى يبكي فَقلت لَهُ ... مَا لَهُ لَا عد من نفره) (فشدا شدوا وأضلعه ... كتلظي الْجَمْر فِي شرره) (مثل هَذَا الأير يقتلني ... ثمَّ لَا أبْكِي على أنره) (الألقاب) الصَّالح كثير من الْمُلُوك تلقب بالصالح فَمنهمْ الصَّالح ابْن نور الدّين واسْمه إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود الصَّالح نَاصِر الدّين مَحْمُود بن مُحَمَّد بن قرأرسلان الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بن الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل مُحَمَّد الصَّالح أَبُو الْجَيْش إِسْمَاعِيل ابْن الْعَادِل أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الصَّالح صَاحب عينتاب أَحْمد بن غَازِي بن يُوسُف الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَأَخُوهُ الصَّالح صَلَاح الدّين صَالح بن مُحَمَّد بن قلاون صَاحب مصر وَالشَّام الصَّالح ابْن الْمُجَاهِد إِسْمَاعِيل بن شيركوه الصَّالح صَاحب الْموصل اسْمه إِسْمَاعِيل بن لُؤْلُؤ الصَّالح وَزِير مصر طلائع بن رزيك

صباح

الصَّالح صَاحب آمد مَحْمُود بن مُحَمَّد أَبُو صَالح الراوية النَّضر بن حَدِيد أَبُو صَالح النَّحْوِيّ يحيى بن وَاقد ابْن الصَّائِغ جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن يحيى بن باجه الأندلسي الفيلسوف الشَّاعِر وَابْن الصَّائِغ اثْنَان من أهل الْعَصْر أَحدهمَا محب الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد وَالْآخر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَابْن الصَّائِغ الكحال الشَّاعِر اسْمه إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن غَازِي وَابْن الصَّائِغ الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي اسْمه الْهَيْثَم بن أَحْمد) وَبدر الدّين أَبُو الْيُسْر ابْن الصَّائِغ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد والمسند الصَّائِغ الْمُقْرِئ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَابْن الصَّائِغ أَخَوان أَحدهمَا قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر وَأَخُوهُ عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر ابْن الصَّائِغ الْحَنْبَلِيّ أَحْمد بن أبي الْوَفَاء الصَّائِغ الْحَافِظ الْحُسَيْن بن عَليّ الصَّائِغ الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الْهَيْثَم بن أَحْمد الصَّائِغ الأديب اسْمه مُحَمَّد بن الْحسن ابْن الصَّائِغ القَاضِي قَدِيما يحيى بن عَليّ (صباح) 3 - (أَبُو الْغُصْن الأندلسي) صباح بن عبد الرَّحْمَن بن الْفضل أَبُو الْغُصْن العتقي الأندلسي المرسي شيخ معمر عالي الْإِسْنَاد توفّي فِي حُدُود الثلاثمائة (الألقاب) ابْن الصّباغ أَبُو الْفرج الْهَيْثَم بن أَحْمد بن مُحَمَّد

صبيح

وَابْن الصّباغ أَبُو صَاحب الشَّامِل اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ وَابْن الصّباغ صَاحب الشَّامِل أَبُو نصر عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد وَابْن الصّباغ الْفَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد وَأَخُوهُ أَيْضا مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَابْن الصّباغ الصّقليّ الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ومحيي الدّين عبد الله بن جَعْفَر ابْن الصّباغ الْعَارِف عَليّ بن حميد الْحَافِظ ابْن الصّباغ مَحْمُود بن الْفضل الصبان بَرَكَات بن ظافر ابْن صبرَة وليد بن إِسْمَاعِيل) (صبيح) 3 - (أَبُو الْخَيْر الحبشي) صبيح بن بكر مشدد الْكَاف بن عبد الله الحبشي أَبُو الْخَيْر الْخَادِم النصري مولى نصر بن مَنْصُور الْعَطَّار الْحَرَّانِي التَّاجِر وعتيقه رَبِّي مَعَ أَوْلَاده وَحفظ الْقُرْآن وَتعلم الْكِتَابَة وَكتب الْخط الْجيد وَسمع مَعَهم الْكثير من الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَأبي بكر مُحَمَّد ابْن الزَّاغوني وَأبي الْقَاسِم نصر بن نصر بن عَليّ العكبري وَأبي الْوَقْت عبد الأول وَجَمَاعَة وَكَانَ متديناً فَاضلا مرضِي الطَّرِيقَة كثير الصَّدَقَة وَالْمَعْرُوف توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة (صبيغ) 3 - (الْيَرْبُوعي) صبيغ بن عسل وَيُقَال صبيغ بن شريك من بني عسل ابْن عَمْرو بن يَرْبُوع بن حَنْظَلَة التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ الَّذِي سَالَ عمر بن الْخطاب عَمَّا سَأَلَهُ فجلده وَكتب إِلَى أهل الْبَصْرَة أَن لَا يجالسوه ذكر أَبُو بكر ابْن دُرَيْد أَن اسْمه مُشْتَقّ من الشَّيْء الْمَصْبُوغ وَذكر أَنه كَانَ يحمق وَأَنه وَفد على مُعَاوِيَة قَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ كتب إِلَيْنَا

الألقاب

عمر لَا تجالسوا صبيغاً فَلَو جَاءَنَا وَنحن مائَة لتفرقنا عَنهُ وَقَالَ ابْن سِيرِين كتب عمر إِلَى أبي مُوسَى أَن لَا يُجَالس صبيغ وَأَن يحرم عطاءه ورزقه ثمَّ كتب أَبُو مُوسَى إِلَى عمر أَن قد حسنت هَيئته فَكتب عمر أَن يَأْذَن للنَّاس فِي مُجَالَسَته (الألقاب) الصبغي اسْمه أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن صبوخا اسْمه أَحْمد بن أَحْمد آخر اسْمه أَحْمد بن عبد السَّلَام (صَخْر) 3 - (أَبُو مُعَاوِيَة) صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف بن قصي أَبُو سُفْيَان وَأَبُو حَنْظَلَة الْقرشِي الْأمَوِي وَالِد مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ اسْلَمْ يَوْم الْفَتْح روى عَنهُ ابْن عَبَّاس وَابْنه مُعَاوِيَة وَشهد اليرموك تَحت راية ابْنه يزِيد وَكَانَ الْقَاص يَوْمئِذٍ وَقدم الشَّام غير مرّة تَاجِرًا وَاجْتمعَ بقيصر بِبَيْت الْمُقَدّس حِين جَاءَهُ كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ دحْيَة بن خَليفَة وَابْنَته أم حَبِيبَة زوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَامله على نَجْرَان وَقيل بل كَانَ بِمَكَّة وَشهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حنيناً والطائف وَأمه عمَّة مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ من أَشْرَاف قُرَيْش قَالَ أَبُو بكر الصّديق لِبلَال وصهيب وسلمان لما قَالُوا فِيهِ مَا أخذت السيوف من عنق عَدو الله مآخذها فَقَالَ أتقولون هَذَا لسَيِّد قُرَيْش وشيخها وَهُوَ كَانَ فِي عير قُرَيْش الَّتِي أَقبلت من الشَّام وَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَرض لَهَا حَتَّى ورد بَدْرًا وساحل أَبُو سُفْيَان بالعير وَهُوَ كَانَ رَأس الْمُشْركين يَوْم أحد وَهُوَ كَانَ رَئِيس الْأَحْزَاب يَوْم الخَنْدَق وَلم يزل بعد انْصِرَافه عَن الخَنْدَق بِمَكَّة لم يلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جمع إِلَى أَن فتح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فَأسلم وَشهد الطَّائِف مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرمي يَوْم ذَاك فَذَهَبت عينه فَقَالَ لَهُ

الخضري الشاعر

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعينه فِي يَده أَيّمَا أحب إِلَيْك عين فِي الْجنَّة أَو أَدْعُو الله أَن يردهَا عَلَيْك قَالَ بل عين فِي الْجنَّة وَرمى بهَا وَأُصِيبَتْ عينه الْأُخْرَى يَوْم اليرموك تَحت راية ابْنه يزِيد وَأَعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين من غنائمها مائَة من الْإِبِل وَأَرْبَعين أُوقِيَّة وَزنهَا لَهُ بِلَال فَلَمَّا أعطَاهُ وَأعْطى يزِيد وَمُعَاوِيَة قَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان وَالله إِنَّك لكريم فدَاك أبي وَأمي لقد حاربتك فَنعم الْمُحَارب كنت ثمَّ سالمتك فَنعم المسالم أَنْت فجزاك الله خيرا وَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ إِنَّمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَوَى بِمَكَّة دخل دَار أبي سُفْيَان فأمن وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى عَسى الله أَن يَجْعَل بَيْنكُم وَبَين الَّذين عاديتم مِنْهُم مَوَدَّة قَالَ مصاهرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَكَانَ أَبُو سُفْيَان قاص الْجَمَاعَة يَوْم اليرموك يسير فيهم وَيَقُول الله الله عباد الله) انصروا الله ينصركم اللَّهُمَّ هَذَا يَوْم من أيامك اللَّهُمَّ أنزل نصرك على عِبَادك يَا نصر الله اقْترب يَا نصر الله اقْترب وَأَغْلظ أَبُو بكر يَوْمًا لأبي سُفْيَان فَقَالَ لَهُ أَبُو قُحَافَة يَا أَبَا بكر لأبي سُفْيَان تَقول هَذِه الْمقَالة قَالَ يَا أَبَة إِن الله رفع بِالْإِسْلَامِ بُيُوتًا وَوضع بُيُوتًا فَكَانَ بَيْتِي فِيمَا رفع وَبَيت أبي سُفْيَان فِيمَا وضع وَتُوفِّي أَبُو سُفْيَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَصلى عَلَيْهِ ابْنه مُعَاوِيَة وَقيل بل صلى عَلَيْهِ عُثْمَان بِموضع الْجَنَائِز وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة وَقيل ابْن بضع وَتِسْعين سنة وَكَانَ ربعَة دحادحاً ذَا هَامة عَظِيمَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن مَاجَه 3 - (الخضري الشَّاعِر) صَخْر بن الْجَعْد الخضري بِضَم الْخَاء وَالْخضر ولد مَالك بن طريف ابْن مَالك بن خصفة بن قيس بن غيلَان بن مُضر وَسموا الْخضر لسوادهم وَالْعرب تسمي الْأسود أَخْضَر وَكَانَ مَالك شَدِيد الأدمة وصخر شَاعِر فصيح من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وَكَانَ قد تعرض لِابْنِ ميادة لما انْقَضى مَا بَينه وَبَين الحكم الخضري من المهاجاة ورام أَن يهاجيه فَترفع عَنهُ ابْن ميادة كَانَ يهوى كأس بنت جُبَير بن جُنْدُب فَلَقِيَهُ أَخُوهَا وَقاص وَكَانَ شجاعاً فَقَالَ لَهُ يَا صَخْر إِنَّك نسبت بابنة عمك فَهَلُمَّ أزوجها لَك وَإِلَّا فَلَا تذكرها يخالطك السَّيْف فَقَالَ نعم وواعده فَخرج صَخْر وَنزل بهم فأضافه وَجمع وَقاص النَّاس وَأَبْطَأ صَخْر عَنْهُم وراجعه وَقاص فَلم يحضر وَعمد إِلَى رجل لَيْسَ بِعدْل بصخر فَزَوجهَا مِنْهُ فَخرج من عِنْدهم وقذفها بِشعر هجاها فِيهِ فأقاموا عَلَيْهِ الْبَيِّنَة عِنْد طَارق مولى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ أَمِير الْمَدِينَة فحد صخراً ثمَّ إِنَّه أَسف على زواج كأس وطفق يَقُول فِيهَا الْأَشْعَار فَمن ذَلِك (لقد عاود النَّفس النفيسة عيدها ... نعم إِنَّه قد عَاد نحساً سعودها)

العدوي

(وراجعه من حب كأس ضمانة ... على النأي كَانَت هيضة يستعيدها) (وأنى ارجيها واصبح وَصلهَا ... ضَعِيفا وأمست همة لَا يكيدها) (وَقد مر عصر وَهِي لَا تستزيدني ... لما اسْتوْدعت عِنْدِي وَلَا أستزيدها) (فَمَا زلت حَتَّى زلت النَّعْل زلَّة ... برجلك فِي زوراء وعث صعودها) (أَلا قل لكاس إِن عرضت لبيتها ... فَأَيْنَ بكا عَيْني وَأَيْنَ قصيدها) ) (لَعَلَّ البكا يَا كأس إِن نفع البكا ... يقرب دُنْيَانَا لنا وَيُعِيدهَا) (وَكَانَت تناهت زرْعَة الود بَيْننَا ... فقد أَصبَحت نشت واذبل عودهَا) (ليَالِي ذَات الرمث لَا زَالَ هيجها ... جنوباً وَلَا زَالَت سَحَاب يجودها) (وعيش لنا فِي الدَّهْر إِذْ كَانَ فلتة ... يطيب لَدَيْهِ بخل كاس وجودهَا) (تذكرت كأساً إِذْ سَمِعت حمامة ... بَكت فِي ذرى نخل طوال جريدها) (دعت سَاق حر فاستحسنت لصوتها ... مولهة لم يبْق إِلَّا شريدها) (فيا نفس صبرا كل أَسبَاب وَاصل ... ستملا لَهَا أَسبَاب صرم تبيدها) وَقَالَ وددت أَن أعيش حَتَّى تَمُوت فأرثيها فَمَاتَتْ كأس فَقَالَ (على أم دَاوُد السَّلَام وَرَحْمَة ... من الله يجْرِي كل يَوْم بشيرها) (غَدَاة غَدا الغادون عَنْهَا وغودرت ... بلماعة القيعان يستن مورها) (وغيبت عَنْهَا يَوْم ذَاك وليتني ... شهِدت فيحوي مَنْكِبي سريرها) (نزت كَبِدِي لما أَتَانِي نعيها ... فَقلت أدام صدغها فمطيرها) 3 - (الْعَدوي) صَخْر بن أبي الجهم بن حُذَيْفَة الْقرشِي الْعَدوي من أهل الْمَدِينَة وَفد على يزِيد بن مُعَاوِيَة وَكَلمه فِي أهل الْمَدِينَة وَأَبوهُ الصَّحَابِيّ الَّذِي بعث إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالخميصة وَأمره سعيد بن عُثْمَان على نيسابور قَالَ أَبُو أُسَامَة الَّذِي قَالَ فِيهِ الْهُذلِيّ (لحق بني شعارة أَن يَقُولُوا ... لصخر الغي مَاذَا تستبيث) وَلم يحضر صَخْر الْحرَّة 3 - (أَبُو نَافِع الْبَصْرِيّ) صَخْر بن جوَيْرِية أَبُو نَافِع الْبَصْرِيّ مولى بني تَمِيم وَقيل

ابن العيلة الأحمسي

بني هِلَال روى عَن أبي رَجَاء العطاردي وَعَائِشَة بنت سعد بن أبي وَقاص وَنَافِع وَغَيرهم وروى عَنهُ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَهُوَ أكبر مِنْهُ وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وروح ابْن عبَادَة وَعَفَّان وَعلي بن الْجَعْد وَطَائِفَة قَالَ أَحْمد ثِقَة ثِقَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن مَاجَه توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة 3 - (ابْن الْعيلَة الأحمسي) صَخْر بن الْعيلَة بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف ابْن ربيعَة أَبُو حَازِم الأحمسي) الصَّحَابِيّ من حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِن الْقَوْم إِذا أَسْلمُوا أحرزوا أَمْوَالهم ودماءهم روى عَنهُ قيس بن أبي حَازِم وَحَدِيثه عِنْد أهل الْكُوفَة وَقد قيل إِن الْعيلَة أمه والعيلة فِي أَسمَاء نسَاء قُرَيْش متكررة 3 - (ابْن وَادعَة الغامدي) صَخْر بن وَادعَة الغامدي وغامد بالغين الْمُعْجَمَة فِي الأزد الصَّحَابِيّ سكن الطَّائِف وَهُوَ مَعْدُود فِي أهل الْحجاز روى عَنهُ عمَارَة بن حَدِيد رجل مَجْهُول لم يرو عَنهُ غير يعلى بن عَطاء الطَّائِفِي قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لصخر الغامدي غير حَدِيث بورك لمتي فِي بكورها وَهُوَ لفظ رَوَاهُ جمَاعَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (الْعقيلِيّ) صَخْر بن قدامَة الْعقيلِيّ الصَّحَابِيّ روى عَنهُ الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ (الألقاب) أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن مُسلم الصَّدَفِي المؤرخ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الصَّدَفِي الشَّافِعِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى

صدقة

(صَدَقَة) 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي) صَدَقَة بن خَال أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي قَرَأَ على يحيى بن الْحَارِث بِحرف ابْن عَامر وروى عَنهُ وَعَن يزِيد بن أبي مَرْيَم وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَالْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مسْهر وروى عَنهُ هِشَام بن عمار وَأَبُو مشهر والوليد بن مُسلم ومروان بن مُحَمَّد غَيرهم قَالَ ابْن خياط من أهل الشَّام صَدَقَة بن خَالِد وَقَالَ أَبُو زرْعَة ولد سنة ثَمَانِي عشرَة وَمِائَة قَالَ هِشَام هُوَ مولى أَن الْبَنِينَ بنت عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة ثِقَة وَمَات سنة سبعين أَو إِحْدَى وَسبعين أَو سنة ثَمَانِينَ أَو سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو الْحسن الْوَاعِظ) صَدَقَة بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن وَزِير أَبُو الْحسن الْوَاعِظ من أهل خسرو سَابُور من نواحي وَاسِط كَانَ وَالِده مُتَقَدما بِتِلْكَ النَّاحِيَة وَترك هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَالِده وَطلب الْعلم وتزهد وسلك طَرِيق الْفقر والتجريد وَلبس الخشن وَقَرَأَ بالروايات على شُيُوخ وَاسِط كَأبي الْفَتْح الْحداد وَأبي يعلى ابْن ترْكَان وَعبد السَّمِيع الْهَاشِمِي وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَتكلم بالوعظ على النَّاس وانتقل إِلَى بَغْدَاد وسكنها إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ مخلاً وَمَا مَاتَ حَتَّى ذهبت عينه الْأُخْرَى وَكَانَ يمْتَنع من المداواة توفّي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (أوصيك يَا عَم خيرا مَا اسْتَطَعْت فَمَا ... يبْقى عَلَيْك سوى مَا أَنْت عَامله) (لَا المَال يدْفع بَأْسا إِن أَتَاك وَلَا ... يرد عَنْك الردى مَا أَنْت فَاعله) (فامهد لنَفسك قبل الْمَوْت مُجْتَهدا ... فعاجل الْمَوْت فِي التَّحْقِيق آجله) (هداك رَبك للتقوى وبصرك ال ... رشاد وانزاح عَن مغناك باطله) (وَلست اعْدِلْ عَن قوم وَإِن عدلوا ... عني وَشر فريق الْحَيّ عادله)

الناسخ الحنبلي

(وَإِنَّمَا عدلهم عني لجهلهم ... وَفِي الحَدِيث عَدو الشَّيْء جاهله) 3 - (النَّاسِخ الْحَنْبَلِيّ) صَدَقَة بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن بختيار الْحداد أَبُو الْفرج الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ صَاحب أبي الْحسن) ابْن الزَّاغُونِيّ تفقه على ابْن الزَّاغُونِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول ونقرا الْكَلَام الْمنطق وَفهم طرفا صَالحا من الْحِكْمَة وَكَانَ متفنناً غزير الفضا ذَا قريحة حَسَنَة وفطنة وذكاء خارق وَكتب الْخط الْحسن الصَّحِيح وَنسخ بِخَطِّهِ كثيرا للنَّاس من سَائِر الْفُنُون وَكَانَ قوته من أُجْرَة نسخه وَلم يطْلب من أحد شَيْئا وَلَا سكن مدرسة وَله مصنفات حَسَنَة فِي الْأُصُول وجع تَارِيخا حسنا على السنين بَدَأَ فِيهِ من وَقت وَفَاة شَيْخه أبي الْحسن ابْن الزَّاغُونِيّ وَهُوَ أول سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة مذيلاً على تَارِيخ شَيْخه قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ الْوَزير ابْن رَئِيس الرؤساء سَأَلَ عَن مَسْأَلَة فِي الْحِكْمَة فَقيل لَهُ إِن صَدَقَة النَّاسِخ لَهُ فِي ذَاك يَد فأنفذها إِلَيْهِ فَكتب فِيهَا جَوَابا شافياً استحسنه الْوَزير وَسَأَلَ عَن حَاله فَأخْبر بفقره فَأجرى لَهُ مَا يقوته وَعلمت الْجِهَة بنفشا بِحَالهِ فَصَارَت تتفقده فِي بعض الْأَوْقَات بِمَا يكون بَين يَديهَا من الْأَطْعِمَة الفاخرة والحلوى فيعجز عَن أكله فيعطيه لمن يَبِيعهُ لَهُ وَكَانَ رُبمَا شكا حَاله لمن يأنس بِهِ فيشنع عَلَيْهِ من لَهُ فِيهِ غَرَض وَيَقُول هُوَ يعْتَرض على الأقدار ينْسبهُ إِلَى أَشْيَاء الله عَالم بحقيقتها ولد سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (لَو قنع الْإِنْسَان من حَظه ... بِمثل مَا يقنع من عقله) (لزال جلّ الْغم عَن نَفسه ... وكل مَا يهتم من أَجله) (لكنه يرضى بِغَيْر الرضى ... من علمه والخلق من جَهله) (ويستقل الْحَظ مَعَ وفره ... ويحمد المذموم من فعله) (وَفِي انعكاس الْأَمر لَو رامه ... رَاحَته والفوز فِي مثله) قلت شعر جيد وَمن شعر صَدَقَة الْحَنْبَلِيّ قَوْله (واحسرتا من وجود مَا تقدما ... فِيهِ اخْتِيَار وَلَا علم فيقتبس)

أبو البر التاجر

(وَنحن فِي ظلمات مَا بهَا قمر ... يضيء فِيهَا وَلَا شمس وَلَا قبس) (مدلهين حيارى قد تكنفنا ... جهل تجهمنا فِي وَجهه عبس) (فالفعل فِيهِ بِلَا ريب وَلَا عمل ... وَالْقَوْل فِيهِ كَلَام كُله هوس) وَمِنْه (نظرت بِعَين الْقلب مَا صنع الدَّهْر ... فالفيته غراً وَلَيْسَ لَهُ خبر) ) (فَنحْن سدى فِيهِ بِغَيْر سياسة ... نروح ونغدو قد تكنفنا الشَّرّ) (فَلَا من يحل الزنج وَهُوَ منجم ... وَلَا من عَلَيْهِ ينزل الْوَحْي وَالذكر) (يحل لنا مَا نَحن فِيهِ فنهتدي ... وَهل يَهْتَدِي قوم أضلهم السكر) (عمى فِي عمى فِي ظلمَة ... تراكمها من دونه يعجز الصَّبْر) وَمِنْه (لَا توطنها فَلَيْسَتْ بمقام ... واجتنبها فَهِيَ دَار الإنتقام) (أتراها صَنْعَة من صانع ... أم ترَاهَا رمية من غير رام) قلت شعر فَاسد العقيدة 3 - (أَبُو الْبر التَّاجِر) صَدَقَة بن سعيد بن أبي السُّعُود بن عَطِيَّة أَبُو الْبر التَّاجِر الْبَغْدَادِيّ كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار ووجوههم سَافر الْكثير فِي صباه إِلَى الْحجاز وخراسان وَدخل مَا وَرَاء النَّهر وَأقَام مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وسافر إِلَى الشَّام وَدخل مصر وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَقَرَأَ طرفا صَالحا من الطِّبّ وَحصل كثيرا من الْكتب ودواوين الشّعْر ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى دمشق فأدركه اجله بهَا سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وَقد جَاوز الْخمسين وَكتب إِلَى الْفَقِيه شمس الدّين أبي نصر ابْن وهبان فِي يَوْم مطير يستدعيه وهما بسمرقند (لما أَتَى الْغَيْث داركاً وَلم ... يقْلع وَضَاقَتْ ضجراً نَفسِي) (برمت بالسحب الَّتِي واصلت ... وَقلت واشوقا إِلَى الشَّمْس) 3 - (ابْن البوشنجي) صَدَقَة بن سعيد بن صَدَقَة ابْن البوشنجي أَبُو الْبَدْر ابْن أبي مَنْصُور الْبَغْدَادِيّ كَانَ وَالِده من أَشد النَّاس قُوَّة وَكَانَ يرفع الْأَشْيَاء الثَّقِيلَة من الْحِجَارَة وَعمد الْحَدِيد الَّتِي لَا يقدر غَيره على رَفعهَا قَالَ محب الدّين ابْن النجار حكى لي أَنه أعطي مرّة قوساً من حَدِيد وَقد البس بالتوز ودهن على هَيْئَة مَا يفعل بقسي النشاب وَلَا يعلم أَنه من

أبو الفضل الكتبي

حَدِيد وَإِنَّمَا أَرَادوا بذلك امتحان قوته فَأَخذه ومده فَالتقى طرفاه وَلم يعودا فَعلم حِينَئِذٍ أَنه من حَدِيد فتعجب النَّاس من شدته ابْنه أَبُو الْبَدْر حفظ الْقُرْآن وَكَانَ يتلوه كثيرا على أحسن طَريقَة وَسمع مَعنا الحَدِيث من الْمَشَايِخ واراني لَهُ إجَازَة من أَبُو الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى السجْزِي بِخَطِّهِ فَقَرَأت عَلَيْهِ عَنهُ أَشْيَاء) وَنعم الشَّيْخ كَانَ وَتُوفِّي بحلب سنة سِتّ وسِتمِائَة 3 - (أَبُو الْفضل الكتبي) صَدَقَة بن عَليّ بن نَاصِر الْأَنْبَارِي أَبُو الْفضل الكتبي سمع الحَدِيث وتفقه للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ الْأَدَب على الْوَجِيه أَبُو بكر الوَاسِطِيّ قَالَ محب الدّين ابْن النجار قَرَأَ على الْكَمَال الْأَنْبَارِي أَيْضا فِي صباه وَكَانَ شَابًّا حسنا أديباً فَاضلا حسن الطَّرِيقَة متديناً وَكَانَ يَشْتَرِي الْكتب ويبيعها ويسافر بهَا علقت عَنهُ شَيْئا يَسِيرا فِي المذاكرة وَتُوفِّي سنة سِتّمائَة وَلم يبلغ الْخمسين سنة بِبَغْدَاد 3 - (سيف الدولة صَاحب الْحلَّة) صَدَقَة بن مَنْصُور بن دبيس بن عَليّ بن مزِيد أَبُو الْحسن الْأَسدي سيف الدولة بن أبي كَامِل بن نور الدولة أبي الْأَغَر بن سَنَد الدولة أبي الْحسن وَكَانَ أول من لقب بالإمرة مِنْهُم وَكَانَ ملك الْعَرَب وَدَار مَمْلَكَته بالحلة على شاطئ الْفُرَات وَكَانَ يخْطب لَهُ من الْفُرَات إِلَى الْبَحْر وَكَانَت فِيهِ أَخْلَاق كَرِيمَة وشيم حَسَنَة مِنْهَا صدق الحَدِيث فَإِنَّهُ إِذا قَالَ الشَّيْء فَهُوَ كَمَا قَالَ وَالْوَفَاء بالعهد فَإِنَّهُ عَاهَدَ زَوجته مباركة بنت بدران بن دبيس بن عَليّ وَكَانَت ابْنة عَمه أَن لَا يتَزَوَّج عَلَيْهَا وَلَا يتسرى فَلم يخس بعهده مَعَ مقدرته وَلَقَد عرض عَلَيْهِ السُّلْطَان ملكشاه جَارِيَة أهداها لَهُ وَهُوَ بسمرقند فَامْتنعَ من قبُولهَا وَذكر عهد زَوجته وَأَنه لَا ينْقضه وَكَانَ سليم الصَّدْر مُسْتَقِيم السريرة باذلاً جواره للنَّاس كَافَّة من لَجأ غليه فَهُوَ فِي حصن حُصَيْن وَلَو بَقِي إِلَى آخر الدَّهْر لَا يُوصل إِلَيْهِ حَتَّى يُوصل إِلَى نَفسه وَكَانَ عِنْده فِي متسع من الْمَكَان وإدرار من الْإِمْكَان وَكَانَت رعايا فِي ظلّ عدله آمِنين لم يعرف عَنهُ أَنه صادر أحدا وَلَا تعقبه بإساءة وَكَانَ أَصْحَابه وَمن يخْتَص بِهِ يودعون أَمْوَالهم وذخائرهم فِي خزانته ويتباهون بكثرتها وَلم يقل عَنهُ أحد إِنَّه واخذ أحدا بقديم إساءة حقداً وَكَانَ أَصْحَابه يكثرون إدلالهم عَلَيْهِ أَكثر من أَوْلَاده وَأَهله وَكَانَ محبباً إِلَى رَعيته فيحكى أَن السُّلْطَان ملكشاه اجتاز مرّة بقنطرة الهاسي حِين قصد الْكُوفَة فَلم يكلمهُ أحد من الْعَامَّة فَقَالَ لمن حوله مَا من بلد دَخلته إِلَّا ويتظلم إِلَيّ

أَهله من أَمِيرهمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ وَلَا شكّ أَنه أسكتهم عدله وَكَانَ إِذا جَالس ندماءه لَا يتَمَيَّز عَلَيْهِم وَكَانَ عفيفاً نزهاً صائناً عَن الْفَوَاحِش كلهَا فيحكى أَنه لحقه أسر الْبَوْل فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كنت عصيتك بفرج فَلَا تعاقبني وَإِن كنت لم أعصك بفرج قطّ فعافني فشفي وَيُقَال) إِنَّه مَا فَاه قطّ بِكَلِمَة تسْقط الْمُرُوءَة فِي حَال صحوه وَلَا فِي حَال سكره وَكَانَ كرمه فائضاً وعطاؤه وَاسِعًا ولقاؤه جميلاً وَكَلَامه معسولاً وَكَانَ أديباً راوية للشعر حفظَة للحكايات والنوادر مليح النكت حاد الخاطر يحْكى أَنه غنته بعض مطرباته يَوْمًا (أَنا عبد نِعْمَتك الَّتِي مَلَأت يَدي ... وربيب مغناك الَّذِي أغناني) فَقَالَ لَهَا أَنا عبد نغمتك بالغين الْمُعْجَمَة وَيُقَال إِنَّه استقبلته مرّة هرة وَثَبت إِلَى أعطافه وطاشت إِلَى وَجهه وخدشت عرنينه فَأَنْشد (أما إِنَّه لَو كَانَ غَيْرك أرقلت ... إِلَيْهِ القنا بالراعفات اللهاذم) وَلما خرج سرخاب بن كيخسرو الديلمي من طَاعَة السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه وفارقه بساوة ولجأ إِلَى سيف الدولة صَدَقَة فأجاره وَكتب إِلَى السُّلْطَان عَن لِسَان سرخاب يستعطفه بِهَذِهِ الأبيات (هبني كَمَا زعم الواشون لَا زَعَمُوا ... أذنبت حاشاي أَو زلت بِي الْقدَم) (وهبك ضَاقَ لَك الْإِنْصَاف عَن جرم ... أجرمته أيضيق الْعَفو وَالْكَرم) (مَا أنصفتني فِي حكم العلى أذنٌ ... تصغي لواشٍ وَعَن عُذْري بهَا صمم) فَلم يُؤثر ذَلِك عِنْد السُّلْطَان لكبير جرمه وَكَاتب سيف الدولة بإرساله وَسيف الدولة يعْتَذر بذمامه وَلم يزل الْأَمر بَينهمَا إِلَى أَن أغْلظ لَهُ السُّلْطَان وتوعده وَهُوَ مُقيم على الْوَفَاء بذمامه فقصده السُّلْطَان فِي عساكره وَخرج سيف الدولة فِي خيله وَرجله وحامته وَأَهله وَلم يزل فِي الذب عَن سرخاب إِلَى أَن أَتَاهُ حِينه وأزف بَينه وانكشفت الْحَرْب عَنهُ مقتولاً وانتهب حريمه وَكَانَ ذَلِك يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة بزرفيمياء على دجلة بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَمُدَّة إمارته اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر غير ثَلَاثَة أَيَّام وَحمل رَأسه إِلَى بَغْدَاد وطيف بِهِ على رمح ودفنت جثته والحلة اختطها صَدَقَة سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وسكنها النَّاس وتفرق أَوْلَاده فِي الْبِلَاد قَالَ وَلَده بدران يرثيه (يَا راكبان من الشآ ... م إِلَى الْعرَاق تحسسا لي) (إِن جئتما حلل الكرا ... م ومركز الأسل الطول) (قولا لَهَا بعد السلا ... م وَقبل تصفيف الرّحال)

السامري الطبيب

(مَا لي أرى السَّعْدِيّ عَن ... جَيش الْفَتى المضري خَالِي) ) (والقبة الْبَيْضَاء فِي ... نقص وَكَانَت فِي كَمَال) (يَا صدق لَو صدقُوا رجا ... لَك مثل صدقك فِي الْقِتَال) (أَو يحملون على اليمي ... ن كَمَا حملت على الشمَال) (دَامَت لَهُم بك دولة ... يسْعَى لَهَا همم الرِّجَال) (عَرَبِيَّة بدوية ... تسمو على طول اللَّيَالِي) (لكِنهمْ لما رَأَوْا ... يَوْم الوغى وَقع العوالي) (فروا وَمَا كروا فتب ... اللعبيد وللموالي) وَلما جدد سيف الدولة صَدَقَة دَاره بالجامعين قَالَ الْأَمِير أَبُو الذواد المفرج ابْن الْأَمِير أبي الْفَتْح حسن بن آبي حَصِينَة الشَّاعِر فِي ذَلِك (أَصبَحت أَحْمد فِي زَمَانك عزمتي ... وَأرى الْكِبَار من الخطوب صغَارًا) (وأطالت الْكفَّار عنْدك غيبتي ... حَتَّى حمدت لجلها الكفارا) (ففداك من صرف الزَّمَان معاشر ... لم يدركوا لَك فِي السماح منارا) (لَا زلت تعمر كل يَوْم دَارا ... حَتَّى تطيل بعمرك الأعمارا) (عليتها هِيَ والْعَلَاء كَأَنَّمَا ... تبغي بهَا عِنْد الْكَوَاكِب ثارا) (دَارا ظننا فِي السَّمَاء سماءها ... شرفاً وخلت لَهَا النُّجُوم بحارا) (طرزت أَرض الجامعين برفعها ... ونصبتها للطارقين منارا) 3 - (السامري الطَّبِيب) صَدَقَة بن منجا بن صَدَقَة السامري أحد الْأَطِبَّاء الْكِبَار والفلاسفة وَله تصانيف فِي الْحِكْمَة والطب وَكَانَ محباً للنَّظَر جيد الْفَهم قَوِيا فِي الفلسفة متقناً لغوامضها وَكَانَ يدرس صناعَة الطِّبّ وينظم الشّعْر والذوبيت وخدم الْأَشْرَف مُوسَى ابْن الْعَادِل وَبَقِي مَعَه سِنِين كَثِيرَة فِي الشرق إِلَى أَن توفّي فِي خدمته فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ يحترمه ويرعاه وَله مِنْهُ الجامكية والهبات المتواترة وَخلف لما مَاتَ مَالا جزيلاً وَلم يكن لَهُ ولد وَمن كَلَامه للصَّوْم ثَلَاث دَرَجَات صَوْم الْعُمُوم وَهُوَ كف الْبَطن والفرج عَن قَضَاء الشَّهْوَة وَصَوْم الْخُصُوص وَهُوَ كف السّمع وَالْبَصَر وَاللِّسَان وَسَائِر الْجَوَارِح عَن الآثام وَأما صَوْم خُصُوص الْخُصُوص فصوم الْقلب عَن الهمم الدنية والأفكار الدنياوية وكفه عَمَّا سوى الله تَعَالَى وَمِنْه مَا كَانَ من) الرطوبات الْخَارِجَة من الْبَاطِن لَيْسَ مستحيلاً أَو لَا لَهُ مقرّ

فَهُوَ ظَاهر كالدمع والعرق والمخاط وَأما مَا لَهُ مقرّ وَهُوَ مُسْتَحِيل فَهُوَ نجس كالبول والروث وَشرح التَّوْرَاة وَله مقَالَة فِي الِاعْتِقَاد ومقالة فِي التَّوْحِيد وتعاليق فِي الطِّبّ وَشرح فُصُول أبقراط وَلم يتم وَكتاب النَّفس وَمن شعره (سلوه لم صدني تيهاً وَلم هجرا ... وأورث الجفن بعد المرقد السهرا) (وَقد جفاني بِلَا ذَنْب وَلَا سَبَب ... وَقد وفيت بميثاقي فَلم غدرا) (يَا للرِّجَال قفوا واستشرحوا خبري ... مني فغيري لم يصدقكم الخبرا) (إِن لنت ذلاً قسا عزا عَليّ وَإِن ... دانيته بَان أَو آنسته نَفرا) (هَذَا هُوَ الْمَوْت عِنْدِي كَيفَ عنْدكُمْ ... هَيْهَات أَن يرتوي الصادي وَإِن صَدرا) وَمِنْه (يَا وَارِثا عَن أَب وجد ... فَضِيلَة الطِّبّ والسداد) (وضامناً رد كل روح ... هَمت عَن الْجِسْم بالبعاد) (أقسم لَو كَانَ الطِّبّ دهراً ... لعاد كوناً بِلَا فَسَاد) وَمِنْه (دري ومولاته وسيده ... حُدُود شكل الْقيَاس مَجْمُوعه) (وَالسَّيِّد فَوق الِاثْنَيْنِ منحمل ... والست تَحت الِاثْنَيْنِ مودوعه) (وَالْعَبْد مَحْمُول ذِي وحامل ذَا ... لحُرْمَة بَينهُنَّ مَوْضُوعه) (ذَاك قِيَاس جَاءَت نتيجته ... قربية فِي دمشق مطبوعه) وَمِنْه (يَا ابْن قسيم أَصبَحت تنتحل النح ... وودعواك فِيهِ منحوله) (أمك مَا بالها فَقل وأجب ... مَرْفُوعَة السَّاق وَهِي مَفْعُوله) (فاعلها الأير وَهُوَ منتصب ... مسَائِل قد أتتك مجهوله) (وَالْعين عطل وَعين عصعصها ... بِنُقْطَة الخصيتين مشكوله) (تَقول وأيري مسبطر ورجلها ... على كَتِفي هَذَا هُوَ الْعجب الْعجب) (لم ارْتَفَعت رجلاي وَالْفِعْل وَاقع ... عَلَيْهَا وَهَذَا فَاعل فَلم انتصب) ) وَمن شعر صَدَقَة السامري

أبن الدلم

(شيخ لنا من عظمه داهيه ... مَا مثله فِي الْأُمَم الخاليه) (مهندس فِي طول أَيَّامه ... مَعَ قصره لَا يبلغ الساريه) (مثلث يدعمه قَائِم ... لِأَنَّهُ منفرج الزاويه) وَمِنْه (أطفئ نكد الْعَيْش بِمَاء وشراب ... فالدهر كَمَا ترى خيال وسراب) واغنم لَذَّة الْأَيَّام بَين الأتراب فالجسم مصيرهكما كانتراب وَمِنْه (الراح هِيَ الرّوح فواصل يَا صَاح ... صفراء بلطفها تنَافِي الأتراح) (لَوْلَا شَبكَ يصيدها فِي الأقداح ... طارت فَرحا إِلَى مَحل الْأَرْوَاح) قلت شعر جيد فِي الغوص وَهَذَا الْمَعْنى أَخذه من أبي الْحسن الفكيك حَيْثُ يَقُول (كَادَت تطير مزاجاً حِين خالطها ... لَوْلَا شبابيك مَا صاغت من الحبب) 3 - (أبن الدلم) صَدَقَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك أَبُو الْقَاسِم الْقرشِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الدلم كَانَ أسْند من بَقِي بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 3 - (السمين الدِّمَشْقِي) صَدَقَة بن عبد الله السمين الدِّمَشْقِي أَبُو مُعَاوِيَة وَفِيه لين كناه مُسلم وَقَالَ مُنكر الحَدِيث قَالَ دُحَيْم مَحَله الصدْق غير أَنه كَانَ يشوبه الْقدر وَقَالَ أَحْمد وَالدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (الْوَزير فَخر الْملك) صَدَقَة بن يُوسُف الْوَزير فَخر الْملك المسلماني اسْلَمْ بِالشَّام وخدم بعض الدولة وَدخل مصر وخدم الجرجائي فَلَمَّا مَاتَ وزر للمستنصر ثمَّ قتل سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة

يتيم ابن عنبسة

3 - (يَتِيم ابْن عَنْبَسَة) صَدَقَة غُلَام عبد الرَّحْمَن بن عَنْبَسَة كَانَ من أحسن الغلمان وَجها كَانَ عبد الرَّحْمَن قد رَآهُ فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ يَتِيم من أهل الشَّام قدم أَبوهُ فِي بعث فَقتل وَبَقِي الْغُلَام فضمه ابْن عَنْبَسَة) إِلَيْهِ وتبناه فَوَقع صَدَقَة فِيمَا شَاءَ من الدُّنْيَا وَمر يَوْمًا على برذون مَعَه خدم على حَمْزَة بن بيض وحول ابْن بيض عِيَاله فِي يَوْم شات وهم عُرَاة شعث فَقَالَ ابْن بيض من هَذَا فَقَالُوا صَدَقَة يَتِيم ابْن عَنْبَسَة فَقَالَ (تشعث صبياننا وَمَا يتموا ... وَأَنت صافي الْأَدِيم والحدقه) (فليت صبياننا إِذا يتموا ... يلقون مَا قد لقِيت يَا صدقه) (عوضك الله من أَبِيك وَمن ... أمك فِي الشَّام بالعراق مقه) (كَفاك عبد الرَّحْمَن فقدهما ... فَأَنت فِي كسْوَة وَفِي نفقه) (تظل فِي درمك وَفَاكِهَة ... وَلحم طير مَا شِئْت أَو مرقه) (تأوي إِلَى حاضن وحاضنة ... زادا على والديك فِي الشفقه) (فَكل هَنِيئًا مَا عَاشَ ثمَّ إِذا ... مَاتَ فلغ فِي الدِّمَاء والسرقه) (وَخَالف الْمُسلمين قبلتهم ... وضل عَنْهُم وخادن الفسقه) (واشتر نهد التليل ذَا خصل ... لصوته فِي الصهيل صهصلقه) (واقطع عَلَيْهِ الطَّرِيق تلق غَدا ... رب دَنَانِير جمة ورقه) فَلَمَّا مَاتَ عبد الرَّحْمَن بن عَنْبَسَة أَصَابَهُ مَا قَالَه ابْن بيض أجمع من الْفساد وَالسَّرِقَة وصحبة اللُّصُوص وَكَانَ آخر ذَلِك أَن قطع الطَّرِيق فَأخذ وصلب 3 - (ابْن الْحَاج بيدمر) صَدَقَة بن بيدمر الْأَمِير بدر الدّين ابْن الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج بيدمر تقدم ذكر وَالِده كَانَ صَدَقَة هَذَا أحد أُمَرَاء العشرات بطرابس وَلكنه مُضَاف إِلَى دمشق من أحسن الصُّور واظرف الأشكال شَابًّا طَويلا اسمر لم يبقل وَجهه توفّي رَحمَه الله فِي طاعون دمشق فِي أَوَائِل شهر رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة (الألقاب) ابْن صَدَقَة الْوَزير اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد وجلال الدّين الْحسن بن عَليّ ابْن صَدَقَة الْكَاتِب عَليّ بن الْحسن ابْن صَدَقَة الْوَاعِظ الشَّافِعِي يحيى بن عبد السَّلَام

صدي

(صدي) 3 - (أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ) صدي بن عجلَان بن عَمْرو أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وروى أَيْضا عَن عمر وَأبي عُبَيْدَة وَأبي الدَّرْدَاء ومعاذ وأرسله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى قومه فأسلموا وَسكن حمص وروى عَنهُ خَالِد بن معدان وَأَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ ورجاء بن حَيْوَة وَغَيرهم توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَتِسْعين سنة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو أُمَامَة لما نزلت لقد رَضِي الله عَن الْمُؤمنِينَ إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة قلت يَا رَسُول الله أَنا مِمَّن بَايَعَك تَحت الشَّجَرَة قَالَ يَا أَبَا أُمَامَة أَنْت مني وَأَنا مِنْك وَلما مَاتَ خلف ابْنا يُقَال لَهُ الْمُغلس وَكَانَ آخر من بَقِي بِالشَّام من الصَّحَابَة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ وَكَانَ أَبُو أُمَامَة وَامْرَأَته وخادمه لَا يلقون إِلَّا صياما (الألقاب) الصرصري المادح يحيى بن يُوسُف ابْن صرما اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الصرايري الشَّاعِر التّونسِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَليفَة الصريفيني الْحَافِظ عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد صردر الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن الْحسن بن عَليّ صريع الغواني مُسلم بن الْوَلِيد صريع الدلاء مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد ابْن صرد اسْمه بكر بن صرد

صعبة

ابْن صروف الْحَنْبَلِيّ حمد بن أَحْمد بَنو صصرى جمَاعَة مِنْهُم القَاضِي نجم الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم وَمِنْهُم بهاء الدّين الْحسن بن سَالم وَمِنْهُم الْحسن بن هبة الله وَمِنْهُم شمس الدّين الْحُسَيْن بن هبة الله) وَمِنْهُم شرف الدّين عبد الرَّحْمَن بن سَالم وَمِنْهُم عَلَاء الدّين عَليّ بن أبي بكر وَمِنْهُم عَليّ بن الْحُسَيْن وَمِنْهُم مَحْفُوظ بن الْحسن وَمِنْهُم عماد الدّين مُحَمَّد بن سَالم وَهُوَ وَالِد القَاضِي نجم الدّين وَمِنْهُم أَمِين الدّين سَالم بن الْحسن وَمِنْهُم أَمِين الدّين سَالم بن مُحَمَّد بن سَالم بن الْحسن وَمِنْهُم جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن (صعبة) 3 - (البغدادية الشاعرة) صعبة البغدادية الشاعرة ذكرهَا أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن مَحْمُود النَّيْسَابُورِي قَاضِي غزنة فِي كتاب سر السرُور الَّذِي جمعه فِي أَخْبَار شعراء عصره قَالَ أنشدت لَهَا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ (أَنا فتْنَة الدُّنْيَا فتنت حجى الورى ... كل الْقُلُوب فَكلهَا بِي مغرم) (أَتَرَى محيانا البديع جماله ... وتظن يَا هَذَا بأنك تسلم) (صعصعة) 3 - (ابْن سَلام الدِّمَشْقِي) صعصعة بن سَلام وَيُقَال ابْن عبد الله أَبُو عبد الله

أبو عمر العبدي

الدِّمَشْقِي سكن الأندلس وَحدث بهَا وبمصر عَن الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَمَالك بن أنس وَكَانَ أول من أَدخل الحَدِيث الأندلس وَلم يزل بهَا إِلَى زمن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن وَتُوفِّي بهَا قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة بالجزيرة وَقَالَ الْحميدِي هُوَ أول من أَدخل مَذْهَب الْأَوْزَاعِيّ إِلَى الأندلس وَكَانَت الْفتيا دَائِرَة عَلَيْهِ بالأندلس أَيَّام الْأَمِير عبد الرَّحْمَن وصدراً من أَيَّام هِشَام وَولي الصَّلَاة بقرطبة وَفِي أَيَّامه غرست الشَّجَرَة فِي الْمَسْجِد الْجَامِع وَهُوَ مَذْهَب الْأَوْزَاعِيّ والشاميين ويكرهه مَالك وَأَصْحَابه 3 - (أَبُو عمر الْعَبْدي) صعصعة بن صوحان أَبُو عمر وَيُقَال أَبُو طَلْحَة الْعَبْدي أَخُو زيد ابْن صوحان من أهل الْكُوفَة سيره عُثْمَان إِلَى الشَّام ثمَّ إِنَّه قدم دمشق على مُعَاوِيَة وَشهد صفّين مَعَ عَليّ أَمِيرا على كرْدُوس وروى عَن وَعَن ابْن عَبَّاس روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَغَيره وَكَانَ من أَصْحَاب الخطط بِالْكُوفَةِ وَكَانَ خَطِيبًا وَأَخُوهُ سيحان وَكَانَ الْخَطِيب قبله وَكَانَت الرَّايَة يَوْم الْجمل بِيَدِهِ فَقتل فَأَخذهَا زيد أَخُوهُ فَقتل فَأَخذهَا صعصعة وَتُوفِّي بِالْكُوفَةِ فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ قد واجه عُثْمَان بِشَيْء فَأَبْعَده إِلَى الشَّام 3 - (جد الفرزدق) صعصعة بن نَاجِية بن عقال يَأْتِي تَمام نسبه عِنْد ذكر الفرزدق همام بن غَالب الشَّاعِر وَهُوَ حفيد هَذَا هُوَ أول من اسْلَمْ من أجداد الفرزدق كَانَ من أَشْرَاف بني تَمِيم كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يفتدي الموؤدات من بني تَمِيم وَيَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة الفرزدق الشَّاعِر وصعصعة صَحَابِيّ روى عَنهُ طفيل بن عَمْرو وَابْنه عقال بن صعصعة وروى عَنهُ الْحسن إِلَّا أَنه قَالَ حَدثنِي صعصعة عَم الفرزدق وَهُوَ عِنْدهم جد الفرزدق وَأول من أَحْيَا الموؤودة وَقد ذكر ذَلِك أَبُو الْفرج فِي كتاب الأغاني فِي تَرْجَمَة الفرزدق

الصعب

وَفِي آخر حَدِيثه فجَاء الْإِسْلَام وَقد أَحييت ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ موؤودة كنت أَشْتَرِي كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ بناقتين عشراوين وجمل فَهَل لي فِي ذَلِك من أجر يَا رَسُول الله فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا بَاب من الْبر لَك أجره إِن من الله) عَلَيْك بِالْإِسْلَامِ وَاخْتلف فِي عدَّة مَا منع من الوأد فَقيل ألف وَقيل أقل وَمن شعره (إِذا الْمَرْء عادى من يودك صَدره ... وَكَانَ لمن عاداك خدناً مصافيا) (فَلَا تسألن عَمَّا لَدَيْهِ فَإِنَّهُ ... هُوَ الدَّاء لَا يخفى بذلك خافيا) (الصعب) 3 - (ابْن جثامة) الصعب بن جثامة اللَّيْثِيّ الْحِجَازِي هُوَ الَّذِي أهْدى الْحمار الوحشي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة (الألقاب) الصعلوكي الشَّافِعِي اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الصعلوكي أَبُو سهل مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشَّافِعِي الْمُفَسّر الشَّاعِر الصعلوكي سهل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو الطّيب الصغاني الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن صعوداء النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن هُبَيْرَة ابْن صعوة نَفِيس بن مَسْعُود وَابْن صعوة الْحَنْبَلِيّ مُحَمَّد بن النفيس الصعيدي ضِيَاء الدّين جَعْفَر بن مُحَمَّد الصغاني النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْحسن بن مُحَمَّد ابْن صَغِير المقرىء اسْمه أَحْمد بن أسعد الصفار الْخَارِجِي أَخَوان أَحدهمَا عَمْرو بن اللَّيْث وَالْآخر يَعْقُوب

صفوان

ابْن الصفار إلْيَاس بن عَليّ ابْن الصفار المغربي اسْمه احْمَد بن عبد الله ابْن الصفار جلال الدّين عَليّ بن يُوسُف الصفار السوسيك عَليّ بن أَحْمد الصفار صَاحب الْمبرد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد أَبُو صفرَة وَالِد الْمُهلب اسْمه ظَالِم بن سراق) الصَّفَدِي جمَاعَة مِنْهُم نجم الدّين حسن بن مُحَمَّد وَمِنْهُم زين الدّين عمر بن دَاوُد وَمِنْهُم شهَاب الدّين أَحْمد بن يُوسُف ابْن الصفراوي عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمجِيد (صَفْوَان) 3 - (أَبُو وهب الْقرشِي الْمَكِّيّ) صَفْوَان بن أُميَّة بن خلف بن وهب يَنْتَهِي إِلَى كَعْب بن لوي أَبُو وهب الْقرشِي الجُمَحِي الْمَكِّيّ روى عَنهُ ابْنه عبد الله بن صَفْوَان وَابْن أَخِيه حميد وَابْن الْمسيب وَعَطَاء وَطَاوُس وَغَيرهم وَشهد اليرموك أَمِيرا على كرْدُوس ووفد على مُعَاوِيَة وأقطعه الزقاق الْمَعْرُوف بزقاق صَفْوَان وَكَانَ من مسلمة الْفَتْح وَكَانَ قد هرب حِين دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فأدركه عُمَيْر بن وهب بن

السلمي

خلف بِبرد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُؤمنهُ وَهُوَ الْبرد الَّذِي دخل بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة معتجراً بِهِ فَانْصَرف مَعَه فَوقف على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَفوَان على فرسه فناداه فِي جمَاعَة النَّاس أَن هَذَا عُمَيْر بن وهب يزْعم أَنَّك أمنتني على أَن لي تسيير شَهْرَيْن فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْزِلْ قَالَ لَا حَتَّى تبين لي قَالَ انْزِلْ وَلَك تسيير أَرْبَعَة أشهر واستعار مِنْهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِلَاحا فَقَالَ لَهُ طَوْعًا أَو كرها قَالَ بل طَوْعًا عَارِية مَضْمُونَة فأعاره ووهب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين فَأكْثر لَهُ فَقَالَ أشهد مَا طابت بِهَذَا إِلَّا نفس نَبِي وَكَانَ خرج مَعَه كَافِرًا فَأسلم وَأقَام بِمَكَّة ثمَّ قيل لَهُ لَا إِسْلَام لمن لَا هِجْرَة لَهُ فَقدم الْمَدِينَة فَنزل على الْعَبَّاس فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على من نزلت قَالَ على الْعَبَّاس فَقَالَ ذَاك أَبُو قُرَيْش بِقُرَيْش ارْجع أَبَا وهب فَإِنَّهُ لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَقَالَ لَهُ فَمن لأباطح مَكَّة فَرجع صَفْوَان فَأَقَامَ بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ قيل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وَقتل أَبُو صَفْوَان يَوْم بدر كَافِرًا وَعَمه أبي خلف قَتله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ يَوْم أحد كَافِرًا وَأَخُوهُ ربيعَة بن أُميَّة أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم ثمَّ شرب الْخمر) فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب بِالْمَدِينَةِ وهرب من إِقَامَة الْحَد إِلَى الشَّام ثمَّ لحق بالروم فَتَنَصَّرَ وَمَات نَصْرَانِيّا عِنْد قَيْصر قَالَ مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ صَفْوَان بن أُميَّة أحد الْعشْرَة الَّذين من عشرَة بطُون إِلَيْهِم انْتهى شرف الْجَاهِلِيَّة وَوَصله لَهُم الْإِسْلَام وَابْن ابْن صَفْوَان عَمْرو بن عبد الله بن صَفْوَان هُوَ الَّذِي ضرب بِهِ الْمثل فِي الشّعْر (تمشي تبختر حول الْبَيْت منتخياً ... لَو كنت عَمْرو بن عبد الله لم تزد) 3 - (السّلمِيّ) صَفْوَان بن أُميَّة بن عَمْرو السّلمِيّ حَلِيف بني أَسد بن خُزَيْمَة اخْتلف فِي شُهُوده بَدْرًا وشهدها أَخُوهُ مَالك بن أُميَّة وقتلا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ شهيدين 3 - (صَفْوَان بن مخرمَة) صَفْوَان بن مخرمَة الْقرشِي الزُّهْرِيّ الصَّحَابِيّ يُقَال إِنَّه أَخُو الْمسور بن مخرمَة الْقرشِي لم يرو عَنهُ غير ابْنه قَاسم بن صَفْوَان 3 - (صَفْوَان بن عَمْرو) صَفْوَان بن عَمْرو السّلمِيّ وَيُقَال الْأَسْلَمِيّ أَخُو مدلاج وثقف وَمَالك بني عَمْرو السلميين شهد صَفْوَان أحدا وَلم يشْهد بَدْرًا وشهدها إخْوَته وهم حلفاء بني عبد شمس

أخو حذيفة بن اليمان

3 - (أَخُو حُذَيْفَة بن الْيَمَان) صَفْوَان بن الْيَمَان أَخُو حُذَيْفَة بن الْيَمَان الْعَبْسِي حَلِيف بني عبد الْأَشْهَل شهد أحدا مَعَ أَبِيه حسيل وَهُوَ الْيَمَان وَمَعَ أَخِيه حُذَيْفَة 3 - (التَّمِيمِي) صَفْوَان بن قدامَة التَّمِيمِي هَاجر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقدم الْمَدِينَة وَمَعَهُ ابناه عبد الْعُزَّى وَعبد نهم فَبَايعهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمد إِلَيْهِ يَده فَمسح عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ صَفْوَان غَنِي أحبك يَا رَسُول الله فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَرْء مَعَ من أحب وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا اسْم بنيك فَقَالَ هَذَا عبد الْعُزَّى وَهَذَا عبد نهم فَسمى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الْعُزَّى عبد الرَّحْمَن وسمى عبد نهم عبد الله وَأقَام صَفْوَان بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ بهَا 3 - (صَفْوَان بن عبد الرَّحْمَن) ) صَفْوَان بن عبد الرَّحْمَن بن صَفْوَان الْقرشِي الجُمَحِي أَتَى بِهِ أَبوهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح ليبايعه على الْهِجْرَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وشفع لَهُ الْعَبَّاس فَبَايعهُ 3 - (صَفْوَان أَو أَبُو صَفْوَان) صَفْوَان أَو أَبُو صَفْوَان كَذَا قَالُوا فِيهِ على الشَّك روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ لَا ينَام حَتَّى يقْرَأ حم السَّجْدَة وتبارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك روى عَنهُ ابْن الزبير قَالَ ابْن عبد الْبر فِيهِ وَفِي الَّذِي قبله الجُمَحِي نظر أخْشَى أَن يَكُونَا وَاحِدًا 3 - (الْمرَادِي الصَّحَابِيّ) صَفْوَان بن عَسَّال الْمرَادِي غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اثْنَتَيْ عشرَة غَزْوَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة مَا أحسن مَا كتب بِهِ عَلَاء الدّين الوداعي إِلَى بعض أصدقائه بِمصْر وَمن خطه نقلت

المدني الفقيه

(رو بِمصْر وبسكانها ... شوقي وجدد عهدي الْخَالِي) (وصف لنا القُرط وشنّف بِهِ ... سَمْعي وَمَا العاطلُ كالحالي) (واروِ لنا يَا سعدُ عَن نِيلها ... حديثَ صفوانَ بن عسَّالِ) (فَهُوَ مرادي لَا يزيدٌ وَلَا ... ثورا وَإِن راقا وَرقا لي) 3 - (الْمدنِي الْفَقِيه) صَفْوَان بن سليم أَبُو الْحَارِث وَيُقَال أَبُو عبد الله الْمدنِي الْفَقِيه مولى حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف روى عَن ابْن عمر وَجَابِر وَأنس وَعبد الله ابْن جَعْفَر وَأبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف وَابْن الْمسيب وَسَالم وَعُرْوَة وَسليمَان وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْن الْمُنْكَدر وَزيد بن أسلم ومُوسَى بن عقبَة وَمَالك وَالثَّوْري وَابْن عُيَيْنَة وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقَالَ سُلَيْمَان بن سَالم كَانَ فِي الصَّيف يُصَلِّي فِي الْبَيْت فَإِذا كَانَ فِي الشتَاء صلى فِي السَّطْح لِئَلَّا ينَام قَالَ مَالك بن أنس كَانَ يتيقظ فِي الْحر وَالْبرد ثمَّ يَقُول هَذَا الْجهد من صَفْوَان وَأَنت أعلم وَإنَّهُ لترم أقدامه حَتَّى يعود مثل السقط من قيام اللَّيْل وَيظْهر فِيهَا عروق خضر وَقَالَ الْعمريّ لم يكن لَهُ بِاللَّيْلِ وسَادَة وَلَا كَانَ يضجع جنبه على فرَاش بِاللَّيْلِ إِنَّمَا كَانَ يُصَلِّي فَإِذا غلبته عَيناهُ احتبى قَاعِدا وَقَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة أَخْبرنِي الحفار) الَّذِي يحْفر قُبُور أهل الْمَدِينَة قَالَ حفرت قبر رجل فَإِذا أَنا قد وَقعت على قبر فوافيت حَمْحَمَة فَإِذا السُّجُود قد أثر فِي عِظَام الجمجمة فَقلت لإِنْسَان قبر من هَذَا قَالَ أوما تَدْرِي هَذَا قبر صَفْوَان بن سليم وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو عَمْرو السكْسكِي) صَفْوَان بن عَمْرو بن هرم أَبُو عَمْرو السكْسكِي الْحِمصِي حدث عَن عبد الله بن بسر وَيزِيد بن ميسرَة مُرْسلا وَعَن جُبَير بن نفير وَابْنه عبد الرَّحْمَن ابْن جُبَير وخَالِد بن معدان وَغَيرهم روى عَنهُ ابْن الْمُبَارك وَأَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ والوليد بن مُسلم وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَبَقِيَّة وَغَيرهم وَكَانَت وَفَاته سنة خمس وَخمسين وَمِائَة أدْرك أَبَا أُمَامَة وَخِلَافَة عبد الْملك سُئِلَ عَنهُ يحيى بن معِين فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا وَقَالَ

القسام

الدَّارَقُطْنِيّ يعْتَبر بِهِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (القسام) صَفْوَان بن عِيسَى الزُّهْرِيّ الْبَصْرِيّ القسام قَالَ ابْن سعد ثِقَة صَالح وروى عَن ثَوْر بن يزِيد وَابْن عجلَان وَيزِيد بن أبي عبيد وَمعمر بن رَاشد وَجَمَاعَة روى عَنهُ أَحْمد وَإِسْحَاق وَأَبُو حَفْص الفلاس وَأَبُو قدامَة السَّرخسِيّ وَمُحَمّد ابْن يحيى الذهلي وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة مِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْمَازِني الْبَصْرِيّ) صَفْوَان بن مُحرز الْمَازِني الْبَصْرِيّ أحد الْأَئِمَّة العابدين روى عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَابْن عمر وَعمْرَان بن حُصَيْن وَحَكِيم بن حزَام وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى أبي دَاوُد 3 - (أَبُو عَمْرو الذكواني) صَفْوَان بن الْمُعَطل أَبُو عَمْرو السّلمِيّ الذكواني صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي أثنى عَلَيْهِ وَقَالَ مَا علمت إِلَّا خيرا روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حديثين وروى عَنهُ ابْن الْمسيب وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن والمقبري وَسَلام أَبُو عِيسَى وَشهد فتح دمشق وَاسْتشْهدَ بشميساط وقبره هُنَاكَ أسلم قبل الْمُريْسِيع وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ وَفِي عَائِشَة أهل الْإِفْك مَا قَالُوا وَشهد الخَنْدَق والمشاهد كلهَا وشكا رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَفْوَان بن الْمُعَطل فِي شَأْن عَائِشَة ثمَّ قَالَ بَيت شعر فَعرض بِهِ فِيهِ وبأشباهه فَقَالَ) (أَمْسَى الجلابيب قد عزوا وَقد كَثُرُوا ... وَابْن الفريعة أَمْسَى بَيْضَة الْبَلَد) فاعترضه صَفْوَان لَيْلًا وَهُوَ آتٍ من عِنْد أَخْوَاله بني سَاعِدَة فَضَربهُ بِالسَّيْفِ وَضرب حسان بن ثَابت بِالسَّيْفِ لما هجاه فَلم يقده النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ إِنَّه خَبِيث اللِّسَان طيب

الفهري الصحابي

الْقلب وَقَالَ حِين ضرب حسان (تلق ذُبَاب السَّيْف عَنْك فإنني ... غُلَام إِذا هوجيت لست بشاعر) وَيُقَال إِنَّه توفّي سنة سِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الفِهري الصَّحَابِيّ) صَفْوَان ابْن بَيْضَاء وَهِي أمه الفِهري أَخُو سهل وَسُهيْل قَالَ الْوَاقِدِيّ لم يقتل يَوْم بدر وَإنَّهُ شهد الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَبُو بَحر المرسي) صَفْوَان بن إِدْرِيس أَبُو بَحر المرسي الْكَاتِب البليغ كَانَ مكن الأوباء واعيان الرؤساء فصيحاً جليل الْقدر لَهُ رسائل بديعة وَكَانَ من الْفضل وَالدّين بمَكَان توفّي وَله سبع وَثَلَاثُونَ سنة وَمن تصانيفه كتاب بداهة المتحفز وعجالة المستوفز وَكتاب زَاد الْمُسَافِر وَهُوَ الَّذِي عَارضه ابْن الْأَبَّار بِكِتَاب تحفة القادم وَمَات معتطباً وَلم يبلغ الْأَرْبَعين وَتَوَلَّى أَبوهُ الصَّلَاة عَلَيْهِ وَمن شعره من قصيدة (حليتم زَمنا لَوْلَا اعتدالكم ... خَفِي حكمكم لم يكن فِي الحكم يعتدل) (فَإِنَّمَا أَنْتُم فِي أَنفه شمم ... وَإِنَّمَا أَنْتُم فِي طرفه كحل) وَمِنْه (يرى اعتناق العوالي فِي الوغى غزلاً ... لِأَن خرصانها من فَوْقهَا مقل) وَمِنْه (سر النَّوَى فِي ضَمَان كتماني ... إِن لم تُنَافِق عَليّ أجفاني) (أبلى لقلبي وَلَيْسَ فِي بدني ... رب طليق يشقى بِهِ العاني) وَمِنْه (أحمى الْهوى قلبه وأوقد ... فَهُوَ على أَن يَمُوت أَو قد)

) (وَقَالَ عَنهُ العذول سَالَ ... قَلّدهُ الله مَا تقلد) (وباللوى شادن عَلَيْهِ ... جيد غزال وَوجه فرقد) (علله رِيقه بِخَمْر ... حَتَّى ثنى طرفه وعربد) (لَا تعجبوا لانهزام صبري ... فجيش أجفانه مؤيد) (أناله كَالَّذي تمنى ... عبد نعم عَبده وأزيد) (لَهُ عَليّ امْتِثَال أَمر ... ولي عَلَيْهِ الْجفَاء والصد) (إِن بسملت عينه لقتلي ... صلى فُؤَادِي على مُحَمَّد) وَمِنْه (يَا حسنه وَالْحسن بعض صِفَاته ... وَالسحر مَقْصُور على حركاته) (بدر لَو أَن الْبَدْر قيل لَهُ اقترح ... أملاً لقَالَ أكون من هالاته) (يُعْطي ارتياح الْغُصْن غصناً أملداً ... خجل الصَّباح فَكَانَ من زهراته) (وَالْخَال ينقط فِي صحيفَة خَدّه ... مَا خطّ حبر الصدغ من نوناته) (وَإِذا هِلَال الْأُفق قَابل وَجهه ... أبصرته كالشكل فِي مرآته) (عبثت بقلب عميده لحظاته ... يَا رب لَا تعتب على لحظاته) (ركب المآثم فِي انتهاب نفوسنا ... فَالله يجعلهن من حَسَنَاته) (مَا زلت اخْطُبْ للزمان وصاله ... حَتَّى دنا والبعد من عاداته) (فغفرت ذَنْب الدَّهْر فِيهِ لليلة ... سترت على مَا كَانَ من زلاته) (غفل الرَّقِيب فنلت مِنْهُ نظرة ... يَا ليته لَو دَامَ فِي غفلاته) (ضاجعته وَاللَّيْل يذكي تَحْتَهُ ... نارين من نَفسِي وَمن وجناته) (بتنا نشعشع والعفاف نديمنا ... خمرين من عذلي وَمن كَلِمَاته) (فضممته ضم الْبَخِيل لمَاله ... أحنو عَلَيْهِ من جَمِيع جهاته) (أوثقته فِي ساعدي لِأَنَّهُ ... ظَبْي خشيت عَلَيْهِ من فلتاته) (وَالْقلب يَدْعُو أَن يصير ساعداً ... ليفوز بالآمال من ضماته) (حَتَّى إِذا هام الْكرَى بجفونه ... وامتد فِي عضدي طوع سباته) (عزم الغرام عَليّ فِي تقبيله ... فنقضت أَيدي الطوع من عزماته) ) (وأبى عفافي أَن يقبل ثغره ... وَالْقلب مطوي على جمراته)

صفية

(فاعجب لملتهب الجوانح غلَّة ... يشكو الظما وَالْمَاء فِي لهواته) وَمِنْه (والسرحة الْغناء قد قبضت بهَا ... كف النسيم على لِوَاء أَخْضَر) (وَكَأن شكل الْغَيْم منخل فضَّة ... يَرْمِي على الْآفَاق رطب الْجَوْهَر) وَمِنْه (وكأنما أَغْصَانهَا أجيادها ... قد قلدت بلآلئ الْأَنْوَار) (مَا جاءها نفس الصِّبَا مستجدياً ... إِلَّا رمت بِدَرَاهِم الأزهار) وَمِنْه فِي مليح يَرْمِي نارنجاً فِي بركَة (وشادن ذِي غنج دله ... يروقنا طوراً وطوراً يروع) (يقذف بالنارنج فِي بركَة ... كلاطخ بِالدَّمِ سرد الدروع) (كَأَنَّمَا أكباد عشاقه ... يتلفها فِي لج بَحر الدُّمُوع) وَمِنْه (أولع من طرفه بحتفي ... هَل يعجب السَّيْف للقتيل) (تهيبوا بالحسام قَتْلِي ... فاخترعوا دَعْوَة الرحيل) (صَفِيَّة) 3 - (أم الْمُؤمنِينَ) صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب من ولد هَارُون أخي مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام هِيَ أم الْمُؤمنِينَ زوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمّهَا برة بنت سموأل وَكَانَت أَولا عِنْد سَلام بن مشْكم وَكَانَ شَاعِرًا ثمَّ خلف عَلَيْهَا كنَانَة بن أبي الْحقيق وَهُوَ شَاعِر فَقتل يَوْم خَيْبَر وَتَزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة سبع من الْهِجْرَة قَالَ ابْن عبد الْبر روى حَمَّاد بن سَلمَة

عمة النبي صلى الله عليه وسلم

عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشْترى صَفِيَّة بنت حييّ بسبعة أرؤس وَخَالفهُ عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب وَغَيره عَن أنس فَقَالَ فِيهِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما جمع سبي خَيْبَر جَاءَهُ دحْيَة فَقَالَ اعطني جَارِيَة من السَّبي قَالَ اذْهَبْ فَخذ جَارِيَة فَأخذ صَفِيَّة بنت حييّ فَقيل يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّهَا سيدة قُرَيْظَة وَالنضير مَا تصلح إِلَّا لَك فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُذ جَارِيَة غَيرهَا قَالَ ابْن شهَاب كَانَت مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِ فحجبها وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا بِتَمْر وَسَوِيق وَقسم لَهَا وَكَانَت إِحْدَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر استصفاها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَارَت فِي سَهْمه ثمَّ أعْتقهَا وَجعل عتقهَا صَدَاقهَا وَلَا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِك وَهُوَ خُصُوص عِنْد أَكثر الْفُقَهَاء لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ كَانَ حكمه فِي النِّسَاء مُخَالفا لحكم أمته ويروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على صَفِيَّة وَهِي تبْكي فَقَالَ لَهَا مَا يبكيك قَالَت بَلغنِي أَن عَائِشَة وَحَفْصَة ينالان مني ويقولان نَحن خير من صَفِيَّة نَحن بَنَات عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأزواجه قَالَ أَلا قلت لَهُنَّ كَيفَ تكن خيرا مني وَأبي هَارُون وَعمي مُوسَى وَزَوْجي مُحَمَّد وَكَانَت صَفِيَّة عَاقِلَة حليمة فاضلة وروينا أَن جَارِيَة لَهَا أَتَت عمر بن الْخطاب فالت لَهُ إِن صَفِيَّة تحب السبت وَتصل الْيَهُود فَبعث إِلَيْهَا عمر فَسَأَلَهَا فَقَالَت أما السبت فَإِنِّي لم أحبه مُنْذُ أبدلني الله بِهِ الْجُمُعَة وَأما الْيَهُود فَإِن لي فيهم رحما فَأَنا أَصْلهَا ثمَّ قَالَت لِلْجَارِيَةِ مَا حملك على مَا صنعت قَالَت الشَّيْطَان قَالَت فاذهبي فَأَنت حرَّة وَتوفيت صَفِيَّة فِي رَمَضَان زمن مُعَاوِيَة سنة خمسين وَقد روى لَهَا الْجَمَاعَة 3 - (عمَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) صَفِيَّة ابْنة عبد الْمطلب بن هَاشم عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمهَا هَالة بنت وهب) بن عبد منَاف بن زهرَة وَهِي شَقِيقَة حَمْزَة رَضِي الله عَنهُ والمقوم وحجل بني عبد الْمطلب وَكَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة تَحت الْحَارِث بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس ثمَّ هلك عَنْهَا وَتَزَوجهَا الْعَوام بن خويلد فَولدت لَهُ الزبير والسائب وَعبد الْكَعْبَة وَعَاشَتْ زَمَانا طَويلا وَتوفيت فِي خلَافَة عمر سنة عشْرين وَلها ثَلَاث وَسَبْعُونَ سنة ودفنت بِالبَقِيعِ بِفنَاء دَار الْمُغيرَة وَقيل إِن الْعَوام كَانَ عَلَيْهَا قبل وَلَيْسَ بِشَيْء 3 - (الْعَبْدَرِيَّة) صَفِيَّة بنت شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي الْعَبْدَرِيَّة يُقَال إِنَّهَا رَأَتْ

أخت المختار

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووهى ذَلِك الدَّارَقُطْنِيّ رَوَت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن عَائِشَة وَأم حَبِيبَة وَأم سَلمَة وروى عَنْهَا عبيد الله ابْن أبي ثَوْر وَمَيْمُون ابْن مهْرَان وَتوفيت فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا الْجَمَاعَة 3 - (أُخْت الْمُخْتَار) صَفِيَّة بنت أبي عبيد الثَّقَفِيّ أُخْت الْمُخْتَار الْكذَّاب زَوْجَة ابْن عمر روى عَن عمر وَحَفْصَة وَعَائِشَة وَتوفيت فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (بنت الْملك الْعَادِل) صَفِيَّة خاتون الصاحبة بنت الْملك الْعَادِل الْكَبِير زوج الْملك الظَّاهِر غَازِي ابْن صَلَاح الدّين صَاحب حلب وَأم الْعَزِيز صَاحب حلب وَجدّة النَّاصِر صَاحب الشَّام كَانَت ملكة جليلة عَاقِلَة توفيت فِي جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة بحلب وولادتها سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ الظَّاهِر قد تزوج قبلهَا أُخْتهَا غَازِيَة وملما مَاتَ وَلَدهَا الْعَزِيز تصرفت تصرف السلاطين ونهضت بِالْملكِ أتم نهوض بِعدْل وشفقة وبذل وَصدقَة أزالت الْمَظَالِم والمكوس فِي جَمِيع بِلَاد حلب وَكَانَت تُؤثر الْفُقَرَاء وَتحمل إِلَيْهِم الصَّدقَات الْكَثِيرَة وغلقت لموتها أَبْوَاب حلب ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ أشهد النَّاصِر صَلَاح الدّين على نَفسه بِالْبُلُوغِ وَله يَوْمئِذٍ ثَلَاث عشرَة سنة فَأمر وَنهى وَجلسَ فِي دَار الْعدْل والرأي إِلَى جمال الدولة إقبال والوزير القفطي 3 - (الكاتبة البغدادية) صَفِيَّة بنت عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يعِيش الكاتبة البغدادية كَانَت واعظة أديبة فاضلة توفيت سنة عشْرين وسِتمِائَة وَسمعت هَذَا الْبَيْت) (إِذا مَا خلت من أَرض نجد أحبتي ... فَلَا سَالَ واديها وَلَا اخضر عودهَا)

الألقاب

فأجازته بقولِهَا (وَلَا نطقت فِي الرّبع بعْدك غادة ... يلذ لسمعي شدوها ونشيدها) (وَإِنِّي لأبكي الرّبع مذ بَان أَهله ... وَأنْشد ليلات مَضَت من يُعِيدهَا) قلت شعر نَازل غير مُتَعَلق بِالْأولِ (الألقاب) ابْن صَفِيَّة هُوَ الزبير رَضِي الله عَنهُ ابْن صَفِيَّة الطَّبِيب النَّصْرَانِي اسْمه أَبُو غَالب يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْغَيْن فِي مَكَانَهُ الصفي الْأسود مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن الصقال الْحَنْبَلِيّ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد (صقر) 3 - (ضِيَاء الدّين الْحلَبِي الشَّافِعِي) صقر بن يحيى بن سَالم بن يحيى بن عِيسَى بن صقر الإِمَام الْمُفْتِي المعمر ضِيَاء الدّين أَبُو المظفر وَأَبُو مُحَمَّد الْكَلْبِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد سنة تسع وَخمسين ظنا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة تفقه فِي الْمَذْهَب وجوده وَسمع من يحيى بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ والخشوعي وحنبل وَابْن طبرزد ودرس مُدَّة بحلب وَأفْتى وَأفَاد وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الظَّاهِرِيّ وَأَخُوهُ وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم وسنقر القضائي وتاج الدّين الجعبري وَبدر الدّين مُحَمَّد بن التوزي والكمال إِسْحَاق والعفيف إِسْحَاق وَجَمَاعَة وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعلمِ والديانة اضر بِأخرَة (الألقاب) ابْن الصَّقْر الخزرجي اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الصَّقْر الصَّائِغ عَليّ بن الْحسن

صلة

أَبُو الصَّقْر النَّحْوِيّ احْمَد بن الْفضل صقْلَابٍ الْمَدِينِيّ اسْمه مُحَمَّد بن يحيى) ابْن صقْلَابٍ المغربي اسْمه يزِيد بن مُحَمَّد (صلَة) 3 - (أَبُو الصَّهْبَاء الْعَدوي) صلَة بن أَشْيَم أَبُو الصَّهْبَاء الْعَدوي كَانَ من سَادَات التَّابِعين وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْعَبْسِي الْكُوفِي) صلَة بن زفر الْعَبْسِي الْكُوفِي روى عَن ابْن مَسْعُود وعمار بن يَاسر وَحُذَيْفَة توفّي سنة ثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ (الألقاب) ابْن الصّلاح الطَّبِيب أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الصّلاح الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الصّلاح الإربلي أَحْمد بن عبد السَّيِّد الصليحي الْخَارِج بِالْيمن اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن صليبا الطَّبِيب إِبْرَاهِيم بن صليبا بَنو صمادح المعتصم اسْمه مُحَمَّد بن معن وَلَده رفيع الدولة أَبُو يحيى ابْن مُحَمَّد وَمن أَوْلَاد مُحَمَّد وَلَده أَحْمد بن مُحَمَّد بن معن

الصمة

(الصمَّة) 3 - (الْقشيرِي) الصمَّة بن عبد الله بن الطُّفَيْل الْقشيرِي كَانَ شَاعِرًا إسلامياً بدوياً من شعراء بني أُميَّة حكى ابْن دأب أَنه هوي امْرَأَة من قومه من بني عَمه يُقَال لَهَا العامرية بنت عطيف فَخَطَبَهَا إِلَى أَبِيهَا فَأبى أَن يُزَوجهُ إِيَّاهَا وخطبها عَامر ابْن بشر الْجَعْفَرِي فَزَوجهُ إِيَّاهَا فَلَمَّا بنى بهَا زَوجهَا وجد بهَا وجدا شَدِيدا فَزَوجهُ أَهله امْرَأَة مِنْهُم يُقَال لَهَا جبرة فَأَقَامَ مَعهَا يَسِيرا ثمَّ رَحل إِلَى الشَّام غَضبا على قومه وَقَالَ (لعمري لَئِن كُنْتُم على النأي والقلى ... بكم مثل مَا بِي إِنَّكُم لصديق) (إِذا زفرات الْحبّ صعدن فِي الحشا ... رددن وملم ينهج لَهُنَّ طَرِيق) وَقَالَ (إِذا مَا أتتنا الرّيح من نَحْو أَرْضكُم ... أتتنا برياكم وطاب هبوبها) (أتتنا برِيح الْمسك خالط عنبراً ... وريح الخزامى باكرتها جنوبها) قَالَ وَخرج الصمَّة فِي غزي من الْمُسلمين إِلَى الديلم فَمَاتَ بطبرستان وَمن شعره (أَلا تَسْأَلَانِ الله أَن يسْقِي الْحمى ... أَلا فسقى الله الْحمى والمطايا) (وأسأل من لاقيت هَل مطر الْحمى ... فَهَل يسألن أهل الْحمى كَيفَ حاليا) وَعَن رجل من أهل طبرستان قَالَ بَينا أَنا أَمْشِي فِي ضَيْعَة لي فِيهَا ألوان من الْفَاكِهَة والزعفران إِذا أَنا بِإِنْسَان مطروح عَلَيْهِ أَثوَاب خلقان فدنوت مِنْهُ فَإِذا هُوَ يَتَحَرَّك وَيتَكَلَّم فأصغيت إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ يَقُول بِصَوْت خَفِي (تعز بصبر لَا وَرَبك لَا ترى ... سَنَام الْحمى أُخْرَى اللَّيَالِي الغواير) (كَأَن فُؤَادِي من تذكره الْحمى ... وَأهل الْحمى يهفو بِهِ ريش طَائِر) فَمَا زَالَ يردد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ حَتَّى فاضت نَفسه فَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي هَذَا الصمَّة بن عبد الله الْقشيرِي

صندل

(صندل) 3 - (عماد الدّين الْخَادِم المقتفوي) صندل بن عبد الله الحبشي المقتفوي أَبُو الْفَضَائِل كَانَ أحد الخدم الْكِبَار بدار الْخلَافَة وَله الْمنزلَة الرفيعة عِنْد الْخُلَفَاء تولى النّظر بواسط أَيَّام المستنجد بِاللَّه ثمَّ تولى أستاذ دارية الْخلَافَة أَيَّام المستضيء سنة سبع وَسِتِّينَ وَبَقِي مُدَّة على ولَايَته مُعظما مقدما على نظرائه وعزل سنة إِحْدَى وَسبعين وَلزِمَ بَيته مُدَّة ثمَّ ولي عدَّة ولايات أَيَّام الإِمَام النَّاصِر وَكَانَ حَافِظًا لكتاب الله متديناً محباً لأهل الْعلم مكرماً لَهُم يعرف طرفا من الْعلم وَسمع بعد علو سنه من هبة الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد شاتيل وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن المادح وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن البطي وَغَيرهم وانتقى عَلَيْهِ الْحَافِظ معمر بن عبد الْوَاحِد بن الفاخر الْأَصْبَهَانِيّ جُزْءا من عوالي مسموعاته قَالَ أَبُو الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْمعلم حججْت سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ عماد الدّين صندل الْخَاص فِي السّفر ولكثرة أشغالي فِي الطَّرِيق بمهام نَفسِي لم أتفرغ أَن اطلبه واسلم عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ فِي الرّجْعَة وَقد بَقِي بَيْننَا وَبَين الْكُوفَة ثَلَاث مراحل رَأَيْت خيمة كَبِيرَة عالية بِالْقربِ من الْموضع الَّذِي نزلت فِيهِ فَسَأَلت عَنْهَا فَقيل لي إِنَّهَا للأمير عماد الدّين صندل فَلبِست ثيابًا غير الثِّيَاب الَّتِي كَانَت عَليّ ومضيت إِلَيْهِ لأسلم عَلَيْهِ فرأيته من بعيد وَقد عمل لَهُ طراحة ومسند فِي الْخَيْمَة فَلَمَّا رَآنِي من بعيد وعرفني قَالَ لحاجب لَهُ يُقَال لَهُ بهْرَام من هَذَا تنبهي يَا عذبات الرند قَالَ فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ وَقبلت يَده قلت يَا مَوْلَانَا وَكَيف مَا تعرفنِي إِلَّا بِقَوْلِي تنبهي يَا عذبات الرند لم لَا تعرفنِي بِقَوْلِي فِيك قَالَ وَمَا قلت فِي قلت قولي (وَمَا أرج من رَوْضَة طلها الندى ... تضوع فِي جنح من اللَّيْل أليل) (وَجَاءَت بِهِ ريح الصِّبَا وَهِي رطبَة ... بهَا من شميم الْحَيّ عبقة منْدَل) (بأطيب عرفا من تُرَاب أَمَاكِن ... تمشت بهَا مجتازة خيل صندل) فَاسْتحْسن ذَلِك مني وَأمر حَاجِبه بهْرَام فأحضر لي جُبَّة وعمامة وقميص تحتاني ولباساً مَعَ تكته وخفاً وَعشْرين دِينَارا وَقَالَ هَذِه تنفقها من الْحلَّة إِلَى أَن تصل إِلَى أهلك وَتُوفِّي سنة) ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

القائمي

3 - (القائمي) صندل بن عبد الله أَبُو الْحسن القائمي أحد الخدم الْكِبَار بدار الْخلَافَة سمع أَبَا الْحُسَيْن ابْن النقور وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة (الألقاب) صناجة الدوح اسْمه مُحَمَّد بن الْقَاسِم الصنوبري الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى جده الْحسن الصنوبري (صُهَيْب) 3 - (أَبُو يحيى الرُّومِي) صُهَيْب بن سِنَان بن مَالك أَبُو يحيى وَيُقَال أَبُو عَسَّال النمري الرُّومِي كن من أهل الْموصل من بني النمر بن قاسط سبته الرّوم صَغِيرا وَنَشَأ فيهم فَصَارَ ألكن ثمَّ ابتاعته كلب وباعته بِمَكَّة فَاشْتَرَاهُ واعتقه عبد الله ابْن جدعَان وَقيل هرب من الرّوم فَأتى مَكَّة فحالف ابْن جدعَان وَكَانَ من مُتَقَدِّمي الْإِسْلَام الْمُعَذَّبين فِي الله وَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا وَفِيه نزلت وَمن النَّاس من يشري نَفسه واستخلفه عمر بن الْخطاب على الصَّلَاة بِالْمُسْلِمين مُدَّة الْمُشَاورَة ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى اسْتخْلف عُثْمَان وَهُوَ الَّذِي صلى على عمر وَقدم الْجَابِيَة مَعَ عمر وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث روى عَنهُ ابْن عَمْرو وَجَابِر وَبَنوهُ عُثْمَان وَصَيْفِي وَحَمْزَة وَسعد وَعباد وحبِيب وَصَالح وَمُحَمّد بَنو صُهَيْب وَابْن الْمسيب وَابْن أبي ليلى وَكَعب وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي قَول الْمَدَائِنِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ قَالَ صُهَيْب كناني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا يحيى وصحبته قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا سَابق الْعَرَب إِلَى الْجنَّة وصهيب سَابق الرّوم إِلَى الْجنَّة وبلال سَابق الْحَبَشَة إِلَى الْجنَّة وسلمان سَابق الْفرس إِلَى الْجنَّة وَقَالَ من كَانَ

ابن النعمان الصحابي

يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فليحب صهيباً حب الوالدة لولدها وَلما أطاف الْمُشْركُونَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَقْبَلُوا على الْغَار وأدبروا قَالَ واصهيباه وَلَا صُهَيْب لي وَكَانَ صُهَيْب أرمى الْعَرَب رجلا وَلما أَرَادَ الْهِجْرَة قَالَ لَهُ أهل مَكَّة أَتَيْتنَا هَا هُنَا صعلوكاً حَقِيرًا فَتغير حالك) عندنَا وَبَلغت مَا بلغت تَنْطَلِق بِنَفْسِك وَمَالك وَالله لَا يكون ذَلِك قَالَ أَرَأَيْتُم إِن تركت مَالِي أتخلون أَنْتُم سبيلي قَالُوا نعم فَخلع لَهُم مَاله أجمع قَالَ صُهَيْب فَخرجت حَتَّى قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبَاء قبل أَن يتَحَوَّل عَنْهَا فَلَمَّا رَآنِي قَالَ يَا أَبَا يحيى ربح البيع ثَلَاثًا فَقلت يَا رَسُول الله مَا سبقني إِلَيْك أحد وَمَا أخْبرك إِلَّا جِبْرِيل وَقَالَ ابْن مَسْعُود مر الْمَلأ من قُرَيْش على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده خباب وصهيب وبلال وعمار فَقَالُوا يَا مُحَمَّد أرضيت بهؤلاء أَتُرِيدُ أَن نَكُون تبعا لهَؤُلَاء فَنزلت وأنذر بِهِ الَّذين يخَافُونَ إِلَى قَوْله فَتكون من الظَّالِمين وَقَالَ خباب ثمَّ نزلت واصبر نَفسك منع الَّذين فَكُنَّا بعد ذَلِك نقعد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا بلغنَا السَّاعَة الَّتِي كُنَّا نقوم فِيهَا قمنا وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى يقوم وَإِلَّا صَبر أبدا حَتَّى نقوم وفضائل صُهَيْب وسلمان وبلال وعمار خباب والمقداد وَأبي ذَر لَا يُحِيط بهَا كتاب وَلِلْحَدِيثِ الْمُتَعَلّق بصهيب رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم العَبْد صُهَيْب لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ عِنْد عُلَمَاء الْمعَانِي وَالْبَيَان شَأْن لِأَنَّهُ إِذا تركنَا ظَاهر الحَدِيث اقْتضى أَنه خَافَ وَعصى مَعَ الْخَوْف وَهُوَ أقبح فَيكون ذَلِك ذَنبا لَكِن الحَدِيث سيق الْمَدْح وَلِلنَّاسِ فِي ذَلِك كَلَام طَوِيل وَلَيْسَ هَذَا موطن الِاسْتِقْصَاء وَمن احسن مَا يُقَال فِي هَذَا أَن الشَّيْء الْوَاحِد قد يكون لَهُ سَبَب وَاحِد فَيَنْتَفِي عِنْد انتفائه وَقد يكون لَهُ سببان فَلَا يلْزم من عدم أَحدهمَا أَن يَنْتَفِي بِخِلَاف الأول كَمَا تَقول فِي زوج هُوَ ابْن عَم لَو لم يكن زوجا لورث أَي بِالتَّعْصِيبِ فَإِنَّهُمَا سَببا لَا يلْزم من عدم أَحدهمَا عدم التوريث وَكَذَلِكَ هَاهُنَا النَّاس فِي الْغَالِب إِنَّمَا لم يعصوا لأجل الْخَوْف فَإِذا فقد الْخَوْف عصوا لِاتِّحَاد السَّبَب فِي حَقهم فاخبر عَلَيْهِ السَّلَام أَن صهيباً رَضِي الله عَنهُ اجْتمع لَهُ سببان يمنعانه الْمعْصِيَة وهما الْخَوْف والإجلال وَهَذَا مدح جميل يَعْنِي لَو عدم الْخَوْف لم يعْدم الإجلال الَّذِي يمنعهُ الْمعْصِيَة وَقَالَ ابْن عُصْفُور رَحمَه الله لَو فِي الحَدِيث بِمَعْنى أَن لمُطلق الرَّبْط وَأَن لَا يكون نَفيهَا ثبوتاً وَلَا ثُبُوتهَا نفيا كَمَا الْقَاعِدَة فِي لَو وَقَالَ الخسروشاهي إِن لَو فِي أصل اللُّغَة لمُطلق الرَّبْط وَإِنَّمَا اشتهرت فِي الْعرف بانقلاب نَفيهَا ثبوتاً وَبِالْعَكْسِ وَهَذَا الحَدِيث إِنَّمَا ورد بِمَعْنى اللَّفْظ فِي اللُّغَة وَمن هَذِه الْمَادَّة قَوْله تَعَالَى وَلَو أَن مَا فِي الأَرْض من شَجَرَة أَقْلَام الْآيَة 3 - (ابْن النُّعْمَان الصَّحَابِيّ) ) صُهَيْب بن النُّعْمَان روى عَنهُ عبد الله بن سائف عَن

أبو الصهباء البكري

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فضل صَلَاة الرجل فِي بَيته على صلَاته حَيْثُ يرَاهُ النَّاس كفضل الْمَكْتُوبَة على النَّافِلَة 3 - (أَبُو الصَّهْبَاء الْبكْرِيّ) صُهَيْب أَبُو الصَّهْبَاء الْبكْرِيّ يروي عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَتُوفِّي رَحمَه الله قبل الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ (الألقاب) ابْن الصُّهَيْبِيُّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد (صَوَاب) 3 - (الطواشي شمس الدّين العادلي) صَوَاب الطواشي الْكَبِير شمس الدّين العادلي مقدم العادلية وَأحد الْأَبْطَال الْمَذْكُورين وَهُوَ من أُمَرَاء الدولتين وَكَانَ إِذا حمل يَقُول أَيْن أَصْحَاب الخصى أسره ملك الرّوم ثمَّ خلص وَقيل إِنَّه كَانَ لَهُ مائَة مَمْلُوك خدام وطلع مِنْهُم جمَاعَة أُمَرَاء مِنْهُم الْأَمِير بدر الدّين الصوابي والأمير شبْل الدولة الخازندار والطواشي السُّهيْلي خزندار الكرك وَكَانَ لَهُ بر وَصدقَة توفّي بحران سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ مُقيما بهَا وَهِي مُضَافَة إِلَيْهِ مَعَ ديار بكر وَمَا ولاها (الألقاب) ابْن الصُّوفِي رَئِيس دمشق مؤيد الدولة والمفرج وحيدرة ابْن الصُّورِي الطَّبِيب أَبُو الْمَنْصُور ابْن أبي الْفضل ابْن صُورَة الكتبي اسْمه نَاصِر بن عَليّ الصُّورِي الكحال محيي الدّين طَاهِر بن مُحَمَّد الصُّورِي مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي كافور الْخَادِم الصُّورِي الْمَشْهُور عبد المحسن

صيفي

الصولي الْكَاتِب الشَّاعِر اسْمه إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولي الأخباري اسْمه مُحَمَّد بن يحيى) ابْن الصَّواف الإسكندري اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن صوفان اسْمه أَحْمد بن الْخطاب ابْن الصَّواف الْمَالِكِي أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الصَّواف الْمُقْرِئ يحيى بن أَحْمد ابْن الصلايا مُحَمَّد بن نصر ابْن الصّلاح الطَّبِيب أَحْمد بن مُحَمَّد بن السّري ابْن الصَّيْرَفِي جمَاعَة مِنْهُم كَاتب الْإِنْشَاء للمصريين اسْمه عَليّ بن منجب ابْن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الصَّيْرَفِي الْحَنَفِيّ اسْمه عبد الْكَرِيم بن الْمُبَارك ابْن الصَّيْرَفِي الْحَنْبَلِيّ اسْمه يحيى بن أبي مَنْصُور ابْن الصَّيْرَفِي الشَّاعِر اسْمه يحيى بن مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن الصَّيْرَفِي الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الصَّيْرَفِي محيي الدّين اسْمه مُحَمَّد بن يحيى الصَّيْرَفِي الْحَافِظ الْحُسَيْن بن أَحْمد وَشرف الدّين الْحسن بن عَليّ ابْن الصَّيْرَفِي الغرناطي اسْمه يحيى بن مُحَمَّد (صَيْفِي) 3 - (أَبُو قيس الْأنْصَارِيّ) صَيْفِي بن الأسلت أَبُو قيس الْأنْصَارِيّ الأوسي الوائلي الشَّاعِر أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ قد وَفد على آل جَفْنَة يسْأَل عَن دين إِبْرَاهِيم وَهُوَ أحد الَّذين رَغِبُوا عَن دينهم وَعَن الْيَهُودِيَّة والنصرانية وَكَانَ يعدل بقيس ابْن الخطيم فِي الشّعْر والشجاعة وَكَانَ قبل قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتأله وَيَدعِي الحنيفية ويحض قُريْشًا على اتِّبَاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ

ابن فسيل

(يَا رَاكِبًا إِمَّا بلغت فبلغن ... مغلغلة عني لؤَي بن غَالب) (أقِيمُوا لنا دينا حَنِيفا فَأنْتم ... لنا قادة قد يقْتَدى بالذوائب) وَقَامَ فِي أَوْس الله فَقَالَ اسبقوا إِلَى هَذَا الرجل فَإِنِّي لم أر خيرا قطّ إِلَّا وَله أَكْثَره وَلم أر شرا قطّ إِلَّا أَوله أَقَله فَبلغ ذَلِك عبد الله بن أبي سلول فَلَقِيَهُ فَقَالَ لذت من حرتنا كل ملاذ مرّة تطلب الْحلف إِلَى قُرَيْش وَمرَّة بِاتِّبَاع مُحَمَّد فَغَضب وَقَالَ لَا جرم وَالله لَا اتبعته إِلَّا آخر النَّاس فزعموا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث إِلَيْهِ وَهُوَ يَمُوت أَن قل لَا إِلَه إِلَّا الله أشفع لَك بهَا يَوْم الْقِيَامَة فَسمع يقو لَهَا وَامْرَأَته أول امْرَأَة حرمت على زَوجهَا وَلَا تنْكِحُوا مَا نكح آباؤكم فِيهِ نزلت وَمَضَت بدر وَأحد وَلم يسلم من أَوْس الله إِلَّا أَربع من بني حطم كلهم شهد أحدا وَمَا بعْدهَا فَلذَلِك ذهبت بالعدة فِي من شهد بَدْرًا وَقيل إِنَّه لما غضب قَالَ وَالله لَا أسلم سنة فَمَاتَ قبل الْحول فِي ذِي الْحجَّة على رَأس عشرَة اشهر من الْهِجْرَة وَسمع يوحد عِنْد الْمَوْت وَمن شعره (فيا رب الْعباد غله مُوسَى ... تلاف الصعب منا بالذلول) (وَيَا رب الْعباد إِذا ضللنا ... فيسرنا لمعروف السَّبِيل) (فلولا رَبنَا كُنَّا يهوداً ... وَمَا دين الْيَهُود بِذِي شكول) (وَلَوْلَا رَبنَا كُنَّا نَصَارَى ... مَعَ الرهبان فِي جبل الْجَلِيل) (وَلَكنَّا خلقنَا إِذْ خلقنَا ... حَنِيفا ديننَا عَن كل جيل) وَابْنه قيس بن أبي قيس بن الأسلت صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد أحدا وَلم يزل فِي الْمشَاهد حَتَّى بَعثه سعد بن أبي وَقاص طَلِيعَة لَهُ حِين خرج إِلَى الْكُوفَة فَلم يدر حَتَّى هجم) عَلَيْهِ مسلحة بالعذيب للعجم فشدوا عَلَيْهِ وقتلوه 3 - (ابْن فسيل) صَيْفِي بن قشيل بِالْقَافِ والشين الْمُعْجَمَة أَو فسيل بِالْفَاءِ وَالسِّين الْمُهْملَة كُوفِي من شيعَة عَليّ قتل صبرا بعذراء مَعَ حجر بن عدي 3 - (الْأنْصَارِيّ) صَيْفِي بن سَواد بن عباد الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ شهد بيعَة الْعقبَة الثَّانِيَة وَلم يشْهد بَدْرًا كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق صَيْفِي بن سَواد وَقَالَ ابْن هِشَام صَيْفِي ابْن أسود بن عباد

الأنصاري

3 - (الْأنْصَارِيّ) صَيْفِي بن قيظي بِالْقَافِ وَالْيَاء آخر الْحَرْف والظاء الْمُعْجَمَة بن عَمْرو ابْن سهل الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي هُوَ ابْن أُخْت أبي الْهَيْثَم بن التيهَان أمه الصعبة بنت التيهَان قتل يَوْم أحد شَهِيدا قَتله ضرار بن الْخطاب 3 - (ابْن عَامر) صَيْفِي بن عَامر سيد بني ثَعْلَبَة كتب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتابا أمره فِيهِ على قومه 3 - (ابْن ربعي) صَيْفِي بن ربعي بن أَوْس قَالَ ابْن عبد الْبر فِي صحبته نظر شهد صفّين مَعَ عَليّ بن أبي طالبٍ (الألقاب) ابْن الصيقل مِنْهُم عبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم وَأَخُوهُ عبد اللَّطِيف ابْن الصيقل المغربي عُثْمَان بن سعد ابْن الصيقل الْجَزرِي معد بن نصر الله الصَّيْمَرِيّ الشَّافِعِي اسْمه عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الصَّيْمَرِيّ أَبُو الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن الْحُسَيْن القَاضِي الصَّيْمَرِيّ اسْمه أَحْمد بن سيار الصَّيْمَرِيّ النَّحْوِيّ عبد الله بن عَليّ

حرف الضاد

) (حرف الضَّاد) (ضابئ) 3 - (البرجمي) ضابئ بن الْحَارِث البرجمي لما هجا بعض بني نهشل حَبسه عُثْمَان ابْن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَلم يزل فِي حَبسه إِلَى أَن قتل عُثْمَان وَكَانَ لَهُ جمل وَقيل فرس اسْمه قيار فَقَالَ فِي الْحَبْس (فَمن يَك أَمْسَى فِي الْمَدِينَة رَحْله ... فَإِنِّي وقياراً بهَا لغريب) (وَمَا عاجلات الطير تدني من الْفَتى ... نجاحاً وَلَا عَن ريثهن يخيب) (وَرب أُمُور لَا تضيرك ضيرة ... وللقلب من مخشاتهن وجيب) (وَلَا خير فِيمَن لَا يوطن نَفسه ... على نائبات الدَّهْر حِين تنوب) (وَفِي الشَّرّ تَفْرِيط وَفِي الحزم قُوَّة ... ويخطئ فِي الحدس الْفَتى ويصيب) وَبَعض الروَاة يرويهِ فَإِنِّي وقيار بِالرَّفْع وَهُوَ عطف على الْموضع وَلما أَمر عُثْمَان بحبسه هم بقتْله فَلم يقدر عَلَيْهِ فَقَالَ فِي ذَلِك (هَمَمْت وَلم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عُثْمَان تبْكي حلائله) وَلما خرج من الْحَبْس وَرَأى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ مقتولاً رفسه بِرجلِهِ فَكسر لَهُ ضلعين وَلما ظفر بِهِ الْحجَّاج فِيمَا بعد قَتله لذَلِك (ضباعة) 3 - (ضباعة العامرية) ضباعة بنت عَامر بن سَلمَة بن قُشَيْر بن كَعْب بن ربيعَة بن

بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم

عَامر بن صعصعة خطبهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ابْنهَا سَلمَة بن هِشَام فَقَالَ حَتَّى استأمرها فَقيل للبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّهَا قد كَبرت فَأَتَاهَا فَقَالَت وَفِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تستأمرني ارْجع فَزَوجهُ فَرجع فَسكت عَنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر ذَلِك ابْن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه 3 - (بنت عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ضباعة بنت الزبير بن عبد الْمطلب الهاشمية بنت عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وزوّجه الْمِقْدَاد بن الْأسود توفيت فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه (الألقاب) ابْن الضجة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد كَانَ الضَّبِّيّ الْمُؤَدب أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عمرَان (الضَّحَّاك) 3 - (أَبُو أنيس الفِهري) الضَّحَّاك بن قيس بن خَالِد الْأَكْبَر بن وهب بن ثَعْلَبَة الْقرشِي الفِهري أَبُو أنيس وَقيل أَبُو عبد الرَّحْمَن وَهُوَ أَخُو فَاطِمَة بنت قيس كَانَ أَصْغَر مِنْهَا يُقَال إِنَّه ولد قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسبع سِنِين أَو نَحْوهَا وينفون سَمَاعَه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله أعلم قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ على شرطة مُعَاوِيَة ثمَّ صَار عَاملا لَهُ على الْكُوفَة بعد زِيَاد

ابن سفيان الكلابي

سنة ثَلَاث وَخمسين وعزله سنة سبع وَخمسين وَكَانَ مَعَ مُعَاوِيَة إِلَى أَن مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ وَقَامَ بخلافته حَتَّى قدم يزِيد وَكَانَ مَعَه إِلَى أَن مَاتَ وَمَات بعده ابْنه مُعَاوِيَة ووثب مَرْوَان على بعض الشَّام وبويع لَهُ فَبَايع الضَّحَّاك بن قيس أَكثر أهل الشَّام لِابْنِ الزبير ودعا إِلَيْهِ فَاقْتَتلُوا فَقتل الضَّحَّاك بمرج راهط سنة أَربع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ 3 - (ابْن سُفْيَان الْكلابِي) الضَّحَّاك بن سُفْيَان بن عَوْف بن كَعْب بن أبي بكر بن كلاب الْكلابِي أَبُو سعيد قَالَ ابْن عبد الْبر فِي عداد أهل الْمَدِينَة كَانَ ينزل باديتها ولاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على من أسلم من قومه وَكتب إِلَيْهِ أَن يُورث امْرَأَة أَشْيَم الضبابِي من دِيَة زَوجهَا وَكَانَ قَتله خطأ وَشهد بذلك الضَّحَّاك عِنْد عمر بن الْخطاب فَقضى بِهِ وَترك رَأْيه وَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة أَمر عَلَيْهِم الضَّحَّاك وَذكره عَبَّاس بن مرداس فِي شعره فَقَالَ (إِن الَّذين وفوا بِمَا عاهدتهم ... جَيش بعثت عَلَيْهِم الضحاكا) (أَمرته ذرب اللِّسَان كَأَنَّهُ ... لما تكنفه الْعَدو يراكا) (طوراً يعانق باليدين وَتارَة ... يفري الجماجم صَارِمًا بتاكا) وَكَانَ الضَّحَّاك أحد الْأَبْطَال يعد بِمِائَة فَارس وَحده وَكَانَ يقوم على رَأس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متوشحاً سَيْفه وروى عَنهُ سعيد بن الْمسيب وَالْحسن الْبَصْرِيّ 3 - (أَبُو خَليفَة الْأنْصَارِيّ) الضَّحَّاك بن خَليفَة الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي شهد أحدا وَتُوفِّي فِي آخر خلَافَة عمر بن الْخطاب وَهُوَ الَّذِي نَازع مُحَمَّد بن مسلمة فِي الساقية وارتفعا إِلَى عمر فَقَالَ عمر لمُحَمد بن مسلمة وَالله ليمرن بهَا وَلَو على بَطْنك وَيُقَال إِن أول مشاهده غَزْوَة بني النَّضِير قَالَ ابْن عبد الْبر) وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة 3 - (ابْن أبي جبيرَة) الضَّحَّاك بن أبي جبيرَة روى عَنهُ الشّعبِيّ وَاخْتلف فِيهِ على

ابن عرفجة التميمي

الشّعبِيّ فَقَالَ حَمَّاد بن سَلمَة عَن دَاوُد بن أَبُو هِنْد عَن الشّعبِيّ عَن الضَّحَّاك بن أبي جبيرَة قَالَ كَانَت الألقاب وَذكر الحَدِيث وروى بشر بن الْمفضل وَإِسْمَاعِيل بن علية عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن الشّعبِيّ عَن أبي جبيرَة بن الضَّحَّاك قَالَ فِينَا نزلت وَلَا تنابزوا بِالْأَلْقَابِ وَذكر الحَدِيث قَالَ ابْن عبد الْبر وَذكر قوم أَن الضَّحَّاك بن أبي جبيرَة هُوَ الضَّحَّاك بن خَليفَة الْمُقدم ذكره وَالله أعلم 3 - (ابْن عرْفجَة التَّمِيمِي) الضَّحَّاك بن عرْفجَة السَّعْدِيّ التَّمِيمِي أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَاتخذ أنفًا من فضَّة فَأَنْتن قَالَ فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمرنِي أَن اتخذ أنفًا من ذهب هَكَذَا قَالَ عبد الله بن عَرَادَة عَن عبد الرَّحْمَن بن طرفَة عَن الضَّحَّاك بن عرْفجَة وَقَالَ ثَابت بن زيد عَن أبي الْأَشْهب عَن عبد الرَّحْمَن ابْن طرفَة عَن أَبِيه طرفَة أَنه أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَذكر مثله سَوَاء وَقَالَ ابْن الْمُبَارك عَن جَعْفَر بن حَيَّان قَالَ حَدثنِي طرفَة بن عرْفجَة عَن جده يَعْنِي عرْفجَة أَنه أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب مثله سَوَاء قَالَ ابْن عبد البرك فقوم جعلُوا الْقِصَّة للضحاك وَقوم جعلوها لطرفة وَقوم جعلوها لعرفجة وَهُوَ الْأَشْبَه عِنْدِي وَالله أعلم 3 - (أَبُو زرْعَة النصري) الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حَوْشَب أَبُو زرْعَة وَيُقَال أَبُو بشر النصري أدْرك وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وروى عَن بِلَال بن سعد وَمَكْحُول وَالقَاسِم ابْن مخيمرة وَغَيرهم وروى عَنهُ الْوَلِيد بن مُسلم والوليد بن مزِيد وَغَيرهمَا 3 - (الْأَشْعَرِيّ) الضَّحَّاك بن عبد الرَّحْمَن بن عَرْزَب وَيُقَال عَرْزَم أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَشْعَرِيّ من أهل الْأُرْدُن اسْتَعْملهُ عمر بن عبد الْعَزِيز على دمشق وروى عَن أبي مُوسَى وَأبي هُرَيْرَة وَعبد الرَّحْمَن بن غنم وَأَبِيهِ وَابْن أبي ليلى وروى عَنهُ مَكْحُول وَالْأَوْزَاعِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَغَيرهم

الديلمي

3 - (الديلمي) ) الضَّحَّاك بن فَيْرُوز الديلمي وَفد على عبد الْملك بن مَرْوَان وَحدث عَن أَبِيه أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يخْتَار إِحْدَى امرأتيه وَكَانَ تَحْتَهُ أختَان لما أسلم 3 - (الْأَحْنَف) الضَّحَّاك وَيُقَال صَخْر وَيُقَال الْحَارِث وَيُقَال حُصَيْن بن أنس ابْن قيس بن مُعَاوِيَة أَبُو بَحر السَّعْدِيّ الْمَعْرُوف بالأحنف سيد أهل الْبَصْرَة الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْحلم وَالْوَقار أدْرك عصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره وروى عَن عمر وَعُثْمَان وَعلي وَالْعَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَأبي ذَر وَأبي بكرَة وروى عَنهُ الْحسن وَعُرْوَة وطلق بن حبيب وَغَيرهم وَشهد صفّين أَمِيرا مَعَ عَليّ بن أبي طَالب وَقدم على مُعَاوِيَة فِي خِلَافَته وَاجْتمعَ بِأبي ذَر فِي الْقُدس وَقيل فِي مَسْجِد دمشق وَقيل فِي مَسْجِد حمص وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا قَلِيل الحَدِيث وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة إِحْدَى وَسبعين وروى لَهُ الْجِمَاع وَكَانَ صديقا لمصعب بن الزبير فوفد عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ وَهُوَ يَوْمئِذٍ وَال عَلَيْهَا فَتوفي عِنْده فَرُئِيَ مُصعب يمشي فِي جنَازَته بِغَيْر رِدَاء وَكَانَ أحنف الرجلَيْن ضئيلاً صعل الرَّأْس متراكب الْأَسْنَان مائل الذقن خَفِيف العارضين فَإِذا تكلم جلا عَن نَفسه وَلم يكن لَهُ إِلَّا بَيْضَة وَاحِدَة وَكَانَت أمه ترقصه وَتقول وَالله لَوْلَا حنف بِرجلِهِ وَقلة أخافها من نَسْله مَا كَانَ فِي فتيانكم من مثله وَهُوَ الَّذِي افْتتح مرو الروذ وَكَانَ الْحسن وَابْن سِيرِين فِي جَيْشه وَبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا من بني لَيْث إِلَى بني سعد رَهْط الْأَحْنَف فَجعل يعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَقَالَ الْأَحْنَف إِنَّه يَدْعُو إِلَى خير وَيَأْمُر بِالْخَيرِ فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر للأحنف وَبعث

عمر بن الْخطاب الْأَحْنَف بن قيس على جَيش قبل خُرَاسَان فبيتهم الْعَدو وَفرقُوا جيوشهم وَكَانَ الْأَحْنَف مَعَهم فَفَزعَ النَّاس فَكَانَ أول من ركب الْأَحْنَف وَمضى نَحْو الصَّوْت وَهُوَ يَقُول (إِن على كل رَئِيس حَقًا ... أَن يخضب الصعدة أَو تندقا) ثمَّ حمل على صَاحب الطبل فَقتله وَانْهَزَمَ الْعَدو فَقَتَلُوهُمْ وغنموا وفتحوا مرو الروذ ثمَّ سَار) إِلَى بَلخ فَصَالَحُوهُ على أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم ثمَّ أَتَى خوارزم وَلم يطقها فَرجع وَقَالَ خَالِد بن صَفْوَان كَانَ الْأَحْنَف يفر من الشّرف والشرف يتبعهُ وَقيل لَهُ مَا يمنعك أَن تكون كأبيك فَقَالَ وَأَيكُمْ كَأبي قيسوني بأبنائكم وَقيل لَهُ إِنَّك تطيل الْقيام فَقَالَ إِنِّي أعده لسفر طَوِيل وَكَانَ يضع إصبعه على الْمِصْبَاح ثمَّ يَقُول حس ثمَّ يَقُول يَا أحنف مَا حملك على أَن صنعت كَذَا يَوْم كَذَا وشكا ابْن أخي الْأَحْنَف وجعاً بضرسه فَقَالَ الْأَحْنَف لقد ذهبت عَيْني مُنْذُ ثَلَاثِينَ وَفِي رِوَايَة أَرْبَعِينَ مَا شكوتها إِلَى أحد وَلما اسْتَقر الْأَمر لمعاوية دخل عَلَيْهِ الْأَحْنَف فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة وَالله يَا أحنف مَا أذكر يَوْم صفّين إِلَّا كَانَت فِي قلبِي حزازة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ لَهُ الْأَحْنَف وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الْقُلُوب الَّتِي أبغضناك بهَا لفي صدورنا وَإِن السيوف الَّتِي قَاتَلْنَاك بهَا لفي أغمادها وَإِن تدن من الْحَرْب فتراً ندن مِنْهَا شبْرًا وَإِن تمش إِلَيْهَا نهرول ثمَّ قَامَ وَخرج وَكَانَت أُخْت مُعَاوِيَة وَرَاء حجاب فَسمِعت الْكَلَام فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من هَذَا الَّذِي يتهدد ويتوعد فَقَالَ هَذَا الَّذِي إِذا غضب غضب لغضبه مائَة ألف من بني تَمِيم لَا يَدْرُونَ فيمَ غضب وَلما نصب مُعَاوِيَة وَلَده يزِيد لولاية الْعَهْد أقعده فِي قبَّة حَمْرَاء فَجعل النَّاس يسلمُونَ على مُعَاوِيَة ثمَّ يميلون إِلَى يزِيد حَتَّى جَاءَ رجل فَفعل ذَلِك ثمَّ رَجَعَ إِلَى مُعَاوِيَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اعْلَم لَو أَنَّك لَو لم تول هَذَا أُمُور الْمُسلمين لأضعتها والأحنف جَالس فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة مَالك لَا تَقول يَا أَبَا بَحر فَقَالَ أَخَاف الله إِن كذبت وأخافكم إِن صدقت فَقَالَ مُعَاوِيَة جَزَاك الله عَن الطَّاعَة خيرا وَمن كَلَامه مَا خَان شرِيف وَلَا كذب عَاقل وَلَا اغتاب مُؤمن وَقَالَ جَنبُوا مَجْلِسنَا ذكر الطَّعَام وَالنِّسَاء فَإِنِّي أبْغض الرجل أَن يكون وصافاً لفرجه وبطنه وَإِن من الْمُرُوءَة أَن يتْرك الرجل الطَّعَام وَالشرَاب وَهُوَ يشتهيه وَكَانَ يَقُول إِذا عجب النَّاس من حلمه إِنِّي لأجد مَا تَجِدُونَ ولكنني صبور وَكَانَ يَقُول وجدت الْحلم أنْصر لي من الرِّجَال وَقَالَ مَا تعلمت الْحلم إِلَّا من قيس بن عَاصِم الْمنْقري لنه قتل ابْن أَخ لَهُ بعض بنيه فَأتي بالقاتل مكتوفاً يُقَاد إِلَيْهِ فَقَالَ ذعرتم الْفَتى ثمَّ أقبل عَلَيْهِ وَقَالَ يَا بني بئس مَا صنعت نقصت عددك وأوهنت عضدك واشمت عَدوك وأسأت بقومك خلوا سَبيله واحملوا إِلَى أم الْمَقْتُول دِيَته فَإِنَّهَا غَرِيبَة ثمَّ انْصَرف الْقَاتِل وَمَا حل قيس حبوته وَلَا تغير وَجهه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين لِلْهِجْرَةِ

صاحب التفسير

3 - (صَاحب التَّفْسِير) ) الضَّحَّاك بن مُزَاحم صَاحب التَّفْسِير الْهِلَالِي الْخُرَاسَانِي أَبُو مُحَمَّد وَقيل أَبُو الْقَاسِم حدث عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأنس ابْن مَالك وَسَعِيد بن جُبَير وَالْأسود وَعَطَاء وَطَاوُس وَغَيرهم وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَضَعفه يحيى الْقطَّان وَغَيره وَاحْتج بِهِ النَّسَائِيّ وَغَيره وَكَانَ مدلساً وَقيل إِنَّه كَانَ فَقِيه مكتب فِيهِ ثَلَاثَة آلَاف صبي توفّي سنة خمس أَو سنة سِتّ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (أَبُو عَاصِم النَّبِيل) الضَّحَّاك بن مخلد بن مُسلم أَبُو عَاصِم النَّبِيل التَّاجِر فِي الْحَرِير الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ الْحَافِظ ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ سمع جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق وَيزِيد بن أبي عبيد وأيمن بن نابل وبهز بن حَكِيم وزكرياء بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ وَابْن جريج وَهِشَام بن حسان وَابْن عون وَسليمَان التَّيْمِيّ وثور بن يزِيد وَابْن عجلَان وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن أبي عرُوبَة وخلقاً وروى عَنهُ البُخَارِيّ وروى الْجَمَاعَة وَالْبَاقُونَ عَن رجل عَنهُ وَكَانَ حَافِظًا ثبتاً لم ير فِي يَده كتاب قطّ وَكَانَ فِيهِ مزاح وكيس قل أَبُو عَاصِم رَأَيْت أَبَا حنيفَة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام يُفْتِي وَقد اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ وآذوه فَقَالَ مَا هَا هُنَا أحد يأتينا بشرطي فدنوت نه فَقلت يَا أَبَا حنيفَة أَتُرِيدُ شرطياً قَالَ نعم فَقلت اقْرَأ عَليّ هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي معي فَلَمَّا قَرَأَهَا قُمْت عَنهُ ووقفت بحذائه فَقَالَ لي أَيْن الشرطي فَقلت لَهُ إِنَّمَا قلت تُرِيدُ وَلم أقل لَك أجيء بِهِ فَقَالَ انْظُرُوا أَنا أحتال للنَّاس

ابن الكيال المتكلم

مُنْذُ كَذَا وَكَذَا وَقد احتال عَليّ هَذَا الصَّبِي وَكَانَ أَبُو عَاصِم كَبِير الْأنف قَالَ تزوجت امْرَأَة فَلَمَّا بنيت بهَا عَمَدت لأقبلها فَمَنَعَنِي أنفي من الْقبْلَة فشددت أنفي على وَجههَا فَقَالَت الْمَرْأَة نح ركبتك عَن وَجْهي فَقلت لَيْسَ هَذَا ركبة إِنَّمَا هُوَ أنف وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن يحيى ابْن سعيد الْبَاهِلِيّ رَأَيْت أَبَا عَاصِم النَّبِيل فِي الْمَنَام فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي ثمَّ قَالَ لي كَيفَ حَدِيثي فِيكُم قلت إِذا قلت أَبُو عَاصِم فَلَيْسَ أحد يرد علينا فَسكت عني ثمَّ أقبل عَليّ فَقَالَ إِنَّمَا يعْطى النَّاس على قدر نياتهم 3 - (ابْن الكيال الْمُتَكَلّم) الضَّحَّاك بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد القاهر بن مكي أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي يَاسر الشَّيْبَانِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الكيال كَانَ يعرف الْكَلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ ولد سنة خَمْسمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَحدث عَن أبي عبد الله حمد بن عبد الْبَاقِي الدوري) 3 - (أَبُو الْأَزْهَر الآلوسي) الضَّحَّاك بن سلمَان بن سَالم بن وهابة أَبُو الْأَزْهَر الآلوسي والآلوس مَدِينَة بالفرات تَحت الحديثة نزل بَغْدَاد وَكَانَ يعلم الصّبيان وَله معرفَة بالنحو واللغة وَله شعر توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد وَمن شعره (هبوا الطيف بالزوراء لَيْسَ يزور ... فَمَا لنجوم اللَّيْل لَيْسَ تغور) (تطاول بعد الظاعنين وطالما ... قضينا بِهِ الأوطار وَهُوَ قصير) (فَإِن يمس طرفِي لَيْسَ ترقى دُمُوعه ... فيا رُبمَا أمسيت وَهُوَ قرير) (ليَالِي يلهيني وألهيه أغيد ... أغن غضيض المقلتين غرير) (قد طَال عَن جيرة الزَّوْرَاء تسآلي ... وَلست أَحسب أَنِّي عَنْهُم سَالَ) (وَكَيف أسلو وَمَا يَنْفَكّ يطرقني ... مِنْهُم خيال غضيض الطّرف مكسال) (الألقاب) أَبُو الضُّحَى الَّذِي روى لَهُ الْجَمَاعَة اسْمه مُسلم بن صبيح الضراب الْمصْرِيّ أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن إِسْمَاعِيل

ضرار

(ضرار) 3 - (الْأَسدي) ضرار بن الْأَزْوَر وَاسم الْأَزْوَر مَالك بن أَوْس بن جذيمة الْأَسدي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى عَنهُ أَبُو وَائِل وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَسُولا إِلَى بعض بني الصيداء وَقيل كَانَ على ميسرَة خَالِد بن الْوَلِيد يَوْم لَقِي الرّوم ببصرى وَشهد اليرموك أَمِيرا على كرْدُوس وَشهد فتح دمشق وتحول إِلَى الجزيرة وَمَات بهَا وَقيل إِنَّه قتل فِي الرِّدَّة وَكَانَ فَارِسًا شَاعِرًا وَهُوَ الَّذِي روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث اللقوح دع دواعي اللَّبن وَشهد الْيَمَامَة وَقَاتل اشد الْقِتَال حَتَّى قطعت ساقاه فَجعل يجثو وَيُقَاتل حَتَّى غَلبه الْمَوْت وَقيل قتل يَوْم أجنادين وَشهد حروباً كَثِيرَة مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ الَّذِي قتل مَالك بن نُوَيْرَة بِأَمْر خَالِد بن الْوَلِيد فِي خلَافَة أبي بكر وَمن شعره لما قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (تركت الْخُمُور وَضرب القداح ... وَاللَّهْو تقلية وابتهالا) (فيا رب لَا تغبنن صفقتي ... فقد بِعْت أَهلِي وَمَالِي بدالا) فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا غبنت صفقتك يَا ضرار 3 - (ابْن الْخطاب) ضرار بن الْخطاب بن مرداس الفِهري اسْلَمْ يَوْم الْفَتْح وَشهد مَعَ أبي عُبَيْدَة فتح الشَّام وَأمه ابْنة أبي عَمْرو ابْن أُميَّة أُخْت أبي معيط وَكَانَ ضرار يَوْم الْفجار على بني محَارب بن فهر وَكَانَ أَبوهُ يَأْخُذ المرباع وَهُوَ الَّذِي غزا بني سليم وَكَانَ ضرار فَارس قُرَيْش وشاعرهم وَحضر مَعَهم الْمشَاهد كلهَا وَكَانَ يُقَاتل اشد الْقِتَال ويحرض الْمُشْركين بِشعرِهِ وَهُوَ قتل عَمْرو بن معَاذ أَخا سعد بن معَاذ يَوْم أحد وَقَالَ حِين قَتله لَا تعدمن رجلا زَوجك من الْحور الْعين وَهُوَ الَّذِي نظر يَوْم أحد إِلَى خلاء الْجَبَل من الرُّمَاة فَأعْلم خَالِد بن الْوَلِيد فكرا جَمِيعًا بِمن مَعَهُمَا حَتَّى قتلوا من بَقِي من الرُّمَاة على الْجَبَل ثمَّ

أبو نعيم الطحان

دخلُوا عَسْكَر الْمُسلمين من ورائهم وَكَانَ بعد يَقُول الْحَمد لله الَّذِي أكرمنا بِالْإِسْلَامِ وَمن علينا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن شعره يَوْم الْفَتْح (يَا نَبِي الْهدى إِلَيْك لجا ح ... ي قُرَيْش ولات حِين لجاء) ) (حِين ضَاقَتْ عَلَيْهِم سَعَة الأر ... ض وعاداهم غله السَّمَاء) (فالتقت حلقتا البطان على القو ... م ونودوا بالصيلم الصلماء) (إِن سَعْدا يُرِيد قاصمة الظه ... ر بِأَهْل الْحجُون والبطحاء) (خزرجي لَو يَسْتَطِيع من الغي ... ظ رمانا بالنسر والعواء) (وغر الصَّدْر لَا يهم بِشَيْء ... غير سفك الدما وَسبي النِّسَاء) وَهِي طَوِيلَة فَنزع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللِّوَاء من يَد سعد بن عبَادَة وَجعله بيد قيس ابْنه وَقَالَ يَوْمًا لأبي بكر نَحن كُنَّا لقريش خيرا مِنْكُم أدخلناهم الْجنَّة وأوردتموهم النَّار وَاخْتلف الْأَوْس والخزرج فِيمَن كَانَ أَشْجَع يَوْم أحد فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ لَا أَدْرِي مَا أوسكم من خزرجكم وَلَكِنِّي زوجت يَوْم أحد مِنْكُم أحد عشر رجلا من الْحور الْعين 3 - (أَبُو نعيم الطَّحَّان) ضرار بن صرد أَبُو نعيم الْكُوفِي الطَّحَّان العابد قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ البُخَارِيّ مَتْرُوك مَعَ أَنه قد روى عَنهُ فِي أَفعَال الْعباد توفّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (رَئِيس الضرارية الْمُعْتَزلَة) ضرار بن عَمْرو المعتزلي غليه تنْسب الْفرْقَة الضرارية من الْمُعْتَزلَة كَانَ يَقُول يُمكن أَن يكون جَمِيع من فِي الأَرْض مِمَّن يظْهر الْإِسْلَام كَافِرًا توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

ضرغام

(ضرغام) 3 - (الْمَنْصُور وَزِير مصر) ضرغام بن عَامر بن سوار الْملك الْمَنْصُور فَارس الْمُسلمين أَبُو الأشبال اللَّخْمِيّ الْمُنْذِرِيّ الَّذِي استولى على الديار المصرية وهرب مِنْهُ شاور إِلَى نور الدّين مستجيراً بِهِ ومستنجداً فسير نور الدّين مَعَه أَسد الدّين شيركوه على مَا مر فِي ترجمتهما وَلما دخل شاور وشيركوه إِلَى مصر وجدا ضرغاماً قد قتل فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة عِنْد قبر السيدة نفيسة وطيف بِرَأْسِهِ وَبقيت جثته مرمية على الأَرْض إِلَى أَن أكلهَا الْكلاب ثمَّ إِنَّه دفن وَبني على قَبره قبَّة مَعْرُوفَة عِنْد بركَة الْفِيل بهَا القلندرية كَذَا زعم بَعضهم وَمَا قتل أَبُو الأشبال إِلَّا بعد دُخُول شاور وشيركوه وَقَالَ ابْن قلاقس يرثيه (أَصَابَت سِهَام الْيَأْس قلب المطامع ... وصابت بغيث الْيَأْس سحب الفجائع) (وَمَا أرسل الناعي بِهِ يَوْم مَوته ... سوى صمم أصمى صميم المسامع) (وَقد خلفت فين أباديه رَوْضَة ... سَقَاهَا سَحَاب الوجد غيث المدامع) (فكم لبيوت الشّعْر من دوحة بهَا ... وَكم للقوافي من حمام سواجع) (وَكم جفن ضيف سَائل الدمع ساهر ... وَكم جفن سيف جامد الدَّم هاجع) (وَكَانَت منيات الظبى بِيَمِينِهِ ... فقد أمنت من جورها المتتابع) (وأحسب أَن الْمَوْت وافاه سَائِلًا ... فَبَلغهُ مَا رامه غير مَانع) (وَمَا كنت أخْشَى غَيره وَقد انْقَضى ... فَكل مصاب بعده غير فاجع) (واقسم لَو مَاتَ امْرُؤ قبل وقته ... لَكُنْت على الأعقاب أول تَابع) (عجبت لقبر بَات بَين ضلوعه ... يُقَال لَهُ سقيت غيث الهوامع) (وَهل تَنْفَع الأنواء فِي سقِِي تربة ... تفيض بمتن اللجة المتدافع) (الألقاب) ابْن ضريس الْمسند مُحَمَّد بن أَيُّوب (ضمام) 3 - (الإِمَام الْمعَافِرِي) ضمام بن إِسْمَاعِيل الْمعَافِرِي الْمصْرِيّ الإِمَام قَالَ أَبُو حَاتِم

ضمرة

كَانَ صَدُوقًا متعبداً قَالَ ابْن يُونُس ولد بأشموم وَمَات بالإسكندرية فَاتَتْهُ الصَّلَاة فِي جمَاعَة فألزم نَفسه أَن لَا يخرج من الْمَسْجِد إِلَّا لحَاجَة الْإِنْسَان حَتَّى تخرج جنَازَته فَمَا أخرج حَتَّى مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة (ضَمرَة) 3 - (الْأنْصَارِيّ) ضَمرَة بن غزيَّة بن عَمْرو بن عَطِيَّة بن النجار شهد أحدا مَعَ أَبِيه وَقتل يَوْم جسر أبي عبيد سنة أَربع عشرَة 3 - (الْخُزَاعِيّ) ضَمرَة بن الْعيص بن ضَمرَة بن زنباع الْخُزَاعِيّ روى هشيم عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله تَعَالَى وَمن يخرج من بَيته مُهَاجرا إِلَى الله وَرَسُوله قَالَ كَانَ رجل من خُزَاعَة يُقَال لَهُ ضَمرَة بن الْعيص لما أمروا بِالْهِجْرَةِ وَكَانَ مَرِيضا فَأمر أَهله أَن يفرشوا لَهُ على سَرِيره ويحملوه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَفَعَلُوا فَأَتَاهُ الْمَوْت وَهُوَ بِالتَّنْعِيمِ فَنزلت الْآيَة وَقيل أَبُو ضَمرَة وَلَا يعرف لَهُ اسْم 3 - (أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي) ضَمرَة بن ربيعَة أَبُو عبد الله الْقرشِي الدِّمَشْقِي نزل الرملة وَهُوَ مولى عَليّ بن أبي حَملَة وَعلي مولى عتبَة بن ربيعَة وَقيل مولى غَيره روى عَن عبد الله بن شَوْذَب وَإِبْرَاهِيم بن أبي عبلة وَالثَّوْري وَالْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز والوليد بن مُسلم وَعلي بن أبي حَملَة وَغَيرهم وروى عَنهُ يحيى بن بكير ودحيم وَهِشَام بن عمار وَعبد الله بن ذكْوَان وَغَيرهم وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَكَانَ ثِقَة إِلَّا أَن لَهُ غلطات وروى لَهُ الْأَرْبَعَة (ضَمْضَم) 3 - (البرجمي الشَّاعِر) ضَمْضَم بن وهب أَبُو الشبل البرجمي الشَّاعِر ولد بِالْكُوفَةِ

البكري النسابة

وَنَشَأ بِالْبَصْرَةِ وتأدب بهَا وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ كثير الْغَزل مَاجِنًا طيبا كثير النادرة قدم سر من رأى ومدح المتَوَكل على الله فَمن قَوْله فِيهِ (أقبلي فالخير مقبل ... واتركي قَول الْمُعَلل) (وثقي بالنجح إِذْ أَب ... صرت وَجه المتَوَكل) (ملك ينصف يَا ظا ... لمتي مِنْك ويعدل) (فَهُوَ الْغَايَة والمأ ... مول يرجوه المؤمل) وَمن شعره (عذيري من جواري الح ... ي إِذْ يرغبن عَن وَصلي) (رأين الشيب قد ألب ... سني أبهة الكهل) (فأعرضن وَقد كن ... إِذا قيل أَبُو الشبل) (تساعين فرقعن ال ... كوى باالأعين النجل) قلت جمعه الأول فِي بَيت وَاحِد فَقَالَ (وَكن إِذا أبصرنني أَو سمعنني ... جريت فرقعن الكوى بالمحاجر) 3 - (الْبكْرِيّ النسابة) أَبُو ضَمْضَم النسابة الْبكْرِيّ أحد بني عَمْرو بن مَالك بن ضبيعة يَنْتَهِي إِلَى بكر بن وَائِل قَالَ رؤبة بن العجاج أَتَيْنَا النسابة الْبكْرِيّ وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَقَالَ من أَنْت يَا غُلَام قلت رؤبة بن العجاج قَالَ قصرت أَو قَالَ أقصرت وَعرفت فَمَا جَاءَ بك قلت الْعلم قَالَ لَعَلَّك كقوم عِنْدِي حدثتهم لم يفهموا وَإِن سكت لم يسْأَلُوا قلت أَرْجُو أَن لَا أكون مِنْهُم قَالَ فَمَا أَعدَاء الْمَرْء قلت أَخْبرنِي قَالَ بَنو عَم السوء إِن رَأَوْا خيرا دفنوه وَإِن رَأَوْا قبحاً أذاعوه ثمَّ قَالَ إِن للْعلم آفَة ونكداً وهجنة فآفته نسيانه ونكده الْكَذِب فِيهِ وهجنته نشره عِنْد غير أَهله ثمَّ ضرب بِيَدِهِ على صَدره ثمَّ قَالَ تاموري هَذَا لم أستودعه شَيْئا قطّ فَفَقَدته النساب أَبُو بكر وَعمر بن الْخطاب وَأَبوهُ وجده نفَيْل بن عبد الْعُزَّى وَإِلَيْهِ تنافر عبد الْمطلب) وَحرب بن أُميَّة فنفر عبد الْمطلب ثمَّ دَغْفَل بن حَنْظَلَة وَأَبُو ضَمْضَم وصبيح الْحَنَفِيّ والكيس النمري والنخار الْعَبْدي وَابْن الْقرْيَة هَؤُلَاءِ كلهم أُمِّيُّونَ وَقيل لبي ضَمْضَم إِنَّك قد نسبت الْجِنّ وَالْإِنْس حَتَّى لَو قيل لَك انسب النَّمْل نسبتهم فَقَالَ أجل هم ثَلَاثَة أبطن وازر والذر وعقفان والذر النَّمْل الصغار وازر الَّتِي رَأسهَا كَبِير

الألقاب

ومؤخرها صَغِير وعقفان الطوَال القوائم (الألقاب) أَبُو ضميرَة الْحِمْيَرِي مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمه سعد (ضوء الصَّباح) 3 - (الواعظة) ضوء الصَّباح بنت الْمُبَارك بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن المعمر الْأنْصَارِيّ المدعوة خَاصَّة الْعلمَاء البغدادية أسمعها والدها من أبي الْقَاسِم ابْن الْحصين وَأبي غَالب ابْن الْبناء وأخيه يحيى وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن المرزمي وَابْن كادش وَغَيرهم وَكَانَت فاضلة صَادِقَة صَالِحَة حافظة لكتاب الله عز وَجل كَثِيرَة التِّلَاوَة تعقد مجْلِس وعظ فِي رباطها وَتَزَوجهَا الشَّيْخ أَبُو النجيب السهروردي وروى عَنْهَا أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَتُوفِّي قبلهَا بِثَلَاث وَعشْرين سنة وَتوفيت هِيَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة (الألقاب) ضوء الصَّباح أُخْرَى اسْمهَا عَجِيبَة يَأْتِي ذكرهَا فِي حرف الْعين مَكَانَهُ (ضِيَاء) 3 - (وجيه الدّين الْمَنَاوِيّ) ضِيَاء بن عبد الْكَرِيم وجيه الدّين الْمَنَاوِيّ اخبرني من لَفظه الشَّيْخ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ عِنْده علم بالطب وَالْأَدب وَكَانَ أَصمّ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وجالسته بالمشهد وأنشدني من شعره مقطعات من ذَلِك قَوْله (بروحي معبود الْجمال فَمَا لَهُ ... شَبيه وَلَا فِي حبه لي لائم) (تثنى فَمَاتَ الْغُصْن من حسد لَهُ ... ألم تره ناحت عَلَيْهِ الحمائم) وَمن شعره (من كَانَ يشكو فِي الْفُؤَاد حرارة ... فَعَلَيهِ بالعطار غير مقصر) (فِي ثغره مَاء اللِّسَان مروق ... عطر وَفِي وجناته الْورْد الطري)

وَقَوله (لَا غرو أَن صَاد قلبِي ... هَذَا الغزال الربيب) (أشراك جفْنه هدب ... بهَا تصاد الْقُلُوب) (وَفِيه أَوْصَاف حسن ... يروق فِيهَا النسيب) (وطرفه المتنبي ... بِالسحرِ وَهُوَ حبيب) وَقَوله (قربت كاس الراح من خَدّه ... أزف معطاراً لمعطار) (قَالَ لي الندمان هَذَا الَّذِي ... يسْعَى إِلَى الْجنَّة بالنَّار) وَقَوله (سَأَلت الْغُصْن لم تعرى شتاء ... وتبدو فِي الرّبيع وَأَنت كاسي) (فَقَالَ لي الرّبيع على قدوم ... خلعت على البشير بِهِ لباسي) وَقَوله (قد دبق الْقلب بدبوقة ... وجن مِنْهَا فَهُوَ مفتون) (وَاعجَبا للحب فِي فعله ... بشعرة قيد مَجْنُون) وأنشدني قَالَ أَنْشدني إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نيروز بن زمور بن عَليّ) الْقرشِي قَالَ أَنْشدني الْوَجِيه الْمَنَاوِيّ لنَفسِهِ (جَاءَ من لحظه بِسحر مُبين ... بفتور فِي جفْنه وفتون) (وثنى قده الصِّبَا فِي تثني ... هـ فواخجلة القنا والغصون) (قمر بِعْت فِي هَوَاهُ رشادي ... بضلالي وَلست بالمغبون) (لَا عَجِيب أَنِّي ضللت بلَيْل الش ... عر لَكِن تيهي بصبح الجبين) (فِيهِ مَا تشْتَهي النُّفُوس من الْحس ... ن وتلتذه لحاظ الْعُيُون) (سَالَ دمعي إِذْ سَالَ فِي خد من أه ... وى عذار كالمسك للتزيين) (فعجبنا من سائلين غَنِي ... بنضار وَسَائِل مِسْكين) (ويك يَا سعد ذَر قديم حَدِيث ... عَن أنَاس وخد حَدِيث شجون) (كل حسن الْأَنَام دون الَّذِي أه ... وى وكل العشاق فِي الْحبّ دوني) (قسما بالقدود نَالَتْ من الَّتِي ... هـ وَمَا فِي أَغْصَانهَا من لين) (وسهام الألحاظ ترمي بهَا الأص ... داغ عَن قَوس حَاجِب كالنون)

ضيغم

(ودلال الحبيب والوصل وَالَّتِي ... هـ وَحكم الْهوى بهَا من يَمِين) (لَا تناسيت بالملام عهوداً ... أحكمت عقدهَا عَليّ يَمِيني) (لَو تناسيتها لضاق مجالي ... فِي اعتذاري إِلَى وَفَاء وَدين) (ضيغم) 3 - (أَبُو بكر الرَّاسِبِي العابد) ضيغم بن مَالك الزَّاهِد العابد أَبُو بكر الرَّاسِبِي الْبَصْرِيّ اخذ عَن التَّابِعين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى عَنهُ ابْنه أَبُو غَسَّان مَالك وسيار بن حَاتِم وَأَبُو أَيُّوب مولى ضيغم بن مَالك قَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل ضيغم

حرف الطاء

(حرف الطَّاء) (طابطا) 3 - (طابطا الْأَمِير) طابطا الْأَمِير سيف الدّين أحد مقدمي الألوف بِدِمَشْق هُوَ وَالِد الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي والأمير سيف الدّين أسندمر والأمير سيف الدّين قراكز وَفد على الْبِلَاد لما حظي وَلَده يلبغا عِنْد الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون هُوَ وولداه الْمَذْكُورَان وَخرج مَعَ أَوْلَاده إِلَى الشَّام وَقدم إِلَى دمشق مَعَ وَلَده نَائِب الشَّام وَهُوَ مقدم ألف يَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة وَلَده الْأَمِير سيف الدّين يلبغا فِي حرف الْيَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهُوَ بطائين مهملتين بَينهمَا ألف وباء مُوَحدَة وَفِي آخِره ألف مَقْصُورَة ون أمره أَنه لما جرى لوَلَده مَا جرى وأمسكا بحماة وقيدا وجهزا إِلَى الْقَاهِرَة فِي أَيَّام المظفر حاجي فَلَمَّا وصلا إِلَى قاقون تلقاهما الْأَمِير سيف الدّين منجك فأطلقهما إِلَى القلعة وأفراد فِي بَيْتَيْنِ ثمَّ أركب الْأَمِير سيف الدّين طابطا على الْبَرِيد وَسَارُوا بِهِ إِلَى مصر وَذبح وَلَده بعده وَأما هُوَ فَجهز إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة واعتقل بهَا فَلَمَّا خلع المظفر وَتَوَلَّى الْملك النَّاصِر حسن ابْن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد أفرج عَنهُ وَأطْلقهُ من الاعتقال فَكَانَت مقَامه فِي الْحَبْس ثَلَاثَة أشهر تَقْرِيبًا وَأَفْرج عَنهُ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ جهز إِلَى حلب فَكَانَ بهَا مُقيما وَهُوَ أَمِير طلبخاناه إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله فِي صفر سنة خمسين وَسَبْعمائة (طاجار) 3 - (طاجار الدوادار الناصري) طاجار الْأَمِير سيف الدّين المارداني الدوادار الناصري ولاه أستاذه الدوادارية بعد خوشداشه الْأَمِير سيف الدّين بغا وَقد تقدم فِي حرف

طارق

الْبَاء فِي مَكَانَهُ بعناية القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله وعناية شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص لِأَنَّهُ كَانَ صَغِيرا وَكرها سيف الدّين بغا وتوهما أَنه يكن طوع مَا يحاولانه أَو يرومانه فَمَا كَانَ إِلَّا أَن كبر وذاق طعم الْوَظِيفَة فعاملهما بضد مَا توهماه فِيهِ وأملاه مِنْهُ وَأمره السُّلْطَان طلبخاناه وَقَالَ لَهُ والك يَا طاجار مَا كَانَ دوادار أَمِير مائَة قطّ وَأَنا أُعْطِيك إمرة مائَة فَاجْعَلْ بالك مني واقض أشغالك فِي ضمن أشغالي وَلَا تقض أشغالي فِي ضمن أشغالك وَإِذا دفع إِلَيْك أحد شَيْئا من الذَّهَب برطيلاً أحضرهُ إِلَى كاتبي النشو وجهزه السُّلْطَان مَعَ الْأَمِير سيف الدّين طشتمر الساقي لما أخرجه إِلَى صفد نَائِبا فَأعْطَاهُ على مَا قيل مائَة ألف دِرْهَم وَجَاء إِلَى عِنْد الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام فَأعْطَاهُ جملَة وَكَانَ بمرج الغسولة فَقَالَ لما رأى خام الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَالله هَذَا الخام مَا هُوَ للسُّلْطَان وَكَانَ تنكز إِذا طلع إِلَى المرج الْمَذْكُور يَأْخُذ حريمه مَعَه وَهن جواري تسع موطوءات وَيضْرب لَهُنَّ شقة كَبِيرَة يحْشر خامهن فِيهَا فَبلغ ذَلِك تنكز فَكَانَ سَبَب الوحشة بَينهمَا ثمَّ إِنَّه حضر إِلَى الشَّام بعْدهَا خمس سِتّ مَرَّات وَقد جرى فِي تَرْجَمَة تنكز ذكر مَا اتّفق لَهُ مَعَه عِنْد إِمْسَاكه ثمَّ إِنَّه حضر صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين بشتاك لما حضر للحوطة على مَوْجُود تنكز وَعَاد إِلَى مصر فَلَمَّا توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر تمكن من وَلَده السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور أبي بكر فَيُقَال إِنَّه حسن لَهُ إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين قوصون فَلَمَّا استشعر قوصون بذلك خلع الْمَنْصُور ورتب أَخَاهُ الْملك الْأَشْرَف عَلَاء الدّين كجك وامسك سيف الدّين طاجار وَجَمَاعَة وجهزه إِلَى اسكندريه فَقتل مَعَ الْأَمِير سيف الدبن بشتاك فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ كثير اللّعب يخرج من قُدَّام السُّلْطَان وَينزل إِلَى الْقَاهِرَة ويحضر السماع وَكَانَ عَلَيْهِ حَرَكَة فِي السماع لَا يمل من الرقص وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين بشتاك يكرههُ وَيَضَع مِنْهُ عِنْد السُّلْطَان وَحصل أَمْوَالًا كَثِيرَة يُقَال إِنَّه لما أمسك حمل من بَيته سِتَّة صناديق ذَهَبا وَكَانَ السُّلْطَان قد زوجه ببنت الْأَمِير عَليّ الدّين مغلطاي الجمالي الْوَزير وَكَانَت أَولا زَوْجَة خضر ابْن الْأَمِير عَلَاء الدّين) الطنبغا الْحَاجِب نَائِب حلب فَلَمَّا توفّي عَنْهَا تزوج بهَا طاجار الْمَذْكُور وَهُوَ الَّذِي عمر الخان الَّذِي بجينين وَعمر الْحَوْض الَّذِي فِي طَرِيق غَزَّة للسبيل (طَارق) 3 - (ابْن عبد الله الْمحَاربي) طَارق بن عبد الله الْمحَاربي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَهُوَ

ابن شهاب الأحمسي

فِي عداد أهل الْكُوفَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ 3 - (ابْن شهَاب الأحمسي) طَارق بن شهَاب الأحمسي البَجلِيّ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ حَدِيثا وَاحِدًا وغزا غير مرّة فِي خلَافَة الصّديق وروى عَن أبي بكر وَعمر وبلال وخَالِد بن الْوَلِيد وَعُثْمَان وَعلي وَابْن مَسْعُود وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْأَشْجَعِيّ) طَارق بن أَشْيَم بن مَسْعُود الْأَشْجَعِيّ وَالِد مَالك الْأَشْجَعِيّ وَاسم أبي مَالك سعد بن طَارق روى عَنهُ ابْنه أَبُو مَالك يعد فِي الْكُوفِيّين وذكرته طَائِفَة فِي الصَّحَابَة 3 - (الْحَضْرَمِيّ) طَارق بن سُوَيْد الْحَضْرَمِيّ لَهُ صُحْبَة حَدِيثه فِي الشَّرَاب يَعْنِي الْخمر قَالَ ابْن عبد الْبر إِسْنَاده صَحِيح قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِن بأرضنا أعناباً نعتصرها أفنشرب مِنْهَا قَالَ لَا قلت إِنَّا نستشفي مِنْهَا للْمَرِيض قَالَ لَيْسَ بالشفاء وَلكنه دَاء 3 - (ابْن زِيَاد الصَّحَابِيّ) طَارق بن زِيَاد الصَّحَابِيّ حَدِيثه عِنْد سماك بن حَرْب عَن ثَوْبَان بن سَلمَة عَن طَارق قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِن لنا كرماً وَنَخْلًا الحَدِيث

طارق بن شريك

3 - (طَارق بن شريك) طَارق بن شريك الصَّحَابِيّ لَهُ حَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر أخْشَى أَن يكون مُرْسلا لنه قد روى عَن فَرْوَة بن نَوْفَل روى عَنهُ زِيَاد بن علاقَة وَعبد الْملك بن عُمَيْر يعد فِي الْكُوفِيّين 3 - (طَارق بن المرقع) ) طَارق بن المرقع روى عَنهُ عَطاء وَابْنه عبد الله بن طَارق فِي صحبته نظر قَالَ ابْن عبد الْبر أخْشَى أَن يكون حَدِيثه فِي موَات الأَرْض مُرْسلا 3 - (الْبَرْبَرِي) طَارق بن زِيَاد الْبَرْبَرِي مولى مُوسَى بن نصير فاتح الأندلس ولاه مَوْلَاهُ طنجة وأعمالها وغليه ينْسب جبل طَارق الَّذِي بالغرب يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي تَرْجَمَة مَوْلَاهُ مُوسَى بن نصير فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ فليكشف من هُنَاكَ (الألقاب) الطارقي الشَّاعِر اسْمه عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد ابْن طازاد الْكَاتِب اسْمه وهب بن إِبْرَاهِيم (طاز) 3 - (الْأَمِير سيف الدّين) طاز الْأَمِير سيف الدّين أَمِير مجْلِس اشْتهر ذكره فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن النَّاصِر مُحَمَّد وَلم يزل أَمِيرا إِلَى أَن خلع الْكَامِل بن شعْبَان وأقيم المظفر حاجي وَكَانَ أحد السِّتَّة الْأُمَرَاء الَّذين لَهُم المشورة وَلما خلع وأقيم النَّاصِر حسن كَانَ لَهُ وجاهة وعظمة وَهُوَ الَّذِي أمسك الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس فِي الْحجاز وَهُوَ الَّذِي أمسك الْملك الْمُجَاهِد سيف الْإِسْلَام عَليّ ابْن الْمُؤَيد دَاوُد صَاحب الْيمن على جبل عَرَفَات وَقَيده وأحضره إِلَى مصر وَهُوَ الَّذِي قَامَ فِي نوبَة النَّاصِر حسن لما خلع وأجلس الْملك الصَّالح ابْن النَّاصِر مُحَمَّد على كرْسِي الْملك وَهُوَ الَّذِي قَامَ على مغلطاي أَمِير آخور ومنكلي بغا الفخري لما ركبا إِلَى قبَّة النَّصْر وخرجا على الْملك الصَّالح بعد أَرْبَعَة فهرب الصَّالح

طاشتكين

وَدخل إِلَى والدته بنت الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَالْتزم لَهَا بِهِ وَأَخذه وَركبهُ وَتوجه بِهِ ورزقهما النَّصْر على الْمَذْكُورين وَهُوَ الَّذِي سعى فِي إِخْرَاج المقدمين الْأُمَرَاء المعتقلين الَّذين أَمْسكُوا فِي نوبَة الْوَزير منجك وبدا مِنْهُ كل خير وَنَصره الله فِي كل موطن إِلَى آخر وَقت وَكَانَ فِي درب الْحجاز يلبس عباءة وزربولاً ويخفي نَفسه وَيدخل فِي طلب بيبغا آروس ويتجسس على أخباره فَلَمَّا خرج بيبغا من الْحَبْس وَوصل إِلَى حلب نَائِبا وحدثته نَفسه بِالْخرُوجِ على الدولة وَفَشَا هَذَا الْأَمر وَزَاد وَلما وصل بيبغا إِلَى دمشق جهز قطلوبك الْفَارِسِي إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي وَهُوَ على لد يَقُول) لَهُ مَا لي غَرِيم دون الْمُسلمين وَالسُّلْطَان إِلَّا أَنْت وطاز وَلما بلغ ذَلِك الْأَمِير سيف الدّين طاز قَالَ قد رضيت وجهز يَقُول لَهُ أَنا أمسكتك فِي درب الْحجاز وَحَجَجْت بك وَمَا مكنت أحدا من أذاك وأخرجتك من الْحَبْس وأعطيتك نِيَابَة حلب وَأَنت فتعرفني جيدا وَأَنا وَاصل إِلَيْك إِن أردْت بارزتك وحدي وَإِن أردْت أَنا وطلبي وَأَنت وطلبك وَلَا حَاجَة إِلَى قتال الْمُسلمين وَسَفك دِمَائِهِمْ وَلما وصل الْأَمِير سيف الدّين طاز إِلَى غَزَّة ثمَّ اجْتمع بالأمير سيف الدّين أرغون الكاملي وتوجها إِلَى بيبغا آروس وبلغه الْخَبَر هرب وتفرق شَمل من كَانَ مَعَه من العساكر وساقا وَرَاءه إِلَى حلب وَقلت أَنا فِي ذَلِك (قلت إِذْ بيبغا أَرَادَ خُرُوجًا ... وَهُوَ يدْرِي غَرِيمه فِي الْحجاز) (بيبغا بيبغا طوير ضَعِيف ... وَعَلِيهِ من طاز قد طَار بازي) (طاشتكين) 3 - (المستنجدي) طاشتكين الْأَمِير الْكَبِير مجد الدّين أَبُو سعيد المستنجدي ثمَّ صَار لوَلَده المستضيء وَولي إمرة ركب الْعرَاق سِنِين عديدة وَولي الْحلَّة المزيدية وَولي تستر وخوزستان وَكَانَ سَمحا كَرِيمًا حسن السِّيرَة وافر الحشمة شجاعاً حَلِيمًا وَكَانَ شِيعِيًّا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام يمْضِي عَلَيْهِ الْأُسْبُوع وَلَا يتَكَلَّم اسْتَغَاثَ إِلَيْهِ رجل يَوْمًا فَلم يكلمهُ فَقَالَ الرجل الله كلم مُوسَى فَقَالَ وَأَنت مُوسَى فَقَالَ لَهُ الرجل أحمار أَنْت فَقَالَ طاشتكين لَا وَفِي قلَّة كَلَامه يَقُول ابْن التعاويذي (وأمير على الْبِلَاد مولى ... لَا يُجيب الشاكي بِغَيْر السُّكُوت) (كلما زَاد رفْعَة حطنا الل ... هـ بتغفيله إِلَى البهموت)

طالب

وَقَامَ يَوْمًا إِلَى الْوضُوء فَحل حياصته وَتركهَا مَوْضِعه وَكَانَت تَسَاوِي خَمْسمِائَة دِينَار فسرقها فرَاش وَهُوَ يُشَاهِدهُ فَقَالَ أستاذداره اجْمَعُوا الفراشين وهاتوا المعاصير فَقَالَ لَهُ طاشتكين لَا تعاقب أحدا فَالَّذِي أَخذهَا مَا يردهَا وَالَّذِي رَآهُ مَا يغمز عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة رُؤِيَ على ذَلِك الْفراش ثِيَاب جميلَة وبزة ظَاهِرَة فاستدعاه سرا وَقَالَ لَهُ بحياتي هَذِه من تِلْكَ فَخَجِلَ فَقَالَ لَا بَأْس عَلَيْك فاعترف فَلم يُعَارضهُ وَكَانَ طاشتكين قد جَاوز تسعين سنة فاستأجر أَرضًا وَقفا مُدَّة ثَلَاثمِائَة سنة على جَانب دجلة ليعمرها دَارا وَكَانَ فِي بَغْدَاد رجل مُحدث) يحدث فِي الْحلق فَقَالَ يَا أَصْحَابنَا يهنئكم مَاتَ ملك الْمَوْت قَالُوا وَكَيف فَقَالَ طاشتكين عمره تسعون سنة وَقد اسْتَأْجر أَرضًا ثَلَاثمِائَة سنة فَلَو لم يعلم أَن ملك الْمَوْت قد مَاتَ مَا فعل هَذَا فتضاحك النَّاس وَتُوفِّي بششتر وَأوصى أَن يحمل إِلَى مشْهد عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَحمل فِي تَابُوت وَدفن هُنَاكَ (طَالب) 3 - (ابْن أبي طَالب) طَالب ابْن آبي طَالب بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف استكرهه الْمُشْركُونَ يَوْم بدر على الْخُرُوج لقِتَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (يَا رب إِمَّا خَرجُوا بطالب ... فِي مقنب من هَذِه المقانب) (فِي نفر مقَاتل محَارب ... فَلْيَكُن المسلوب غير السالب) والراجع المغلوب غير الْغَالِب وَله قصيدة مدح بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا (ومحض بني هَاشم أَحْمد ... رَسُول المليك على فتره) (كريم الْمشَاهد سمح البنان ... إِذا ضن ذُو الْجُود والقدره) (عفيف تَقِيّ نقي الردا ... طهير السَّرَاوِيل والوزره) (وأشوس كالليث لم يَنْهَهُ ... لَدَى الْحَرْب زَجْرَة ذِي الزجره) (فكم من صريع لَهُ قد ثوى ... طَوِيل التأوه والزفره) 3 - (النَّحْوِيّ) طَالب بن عُثْمَان الْأَزْدِيّ النَّحْوِيّ أَبُو أَحْمد اخذ عَن أبي بكر مُحَمَّد ابْن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي وَمَات سنة سِتّ وَتِسْعين وثلاثمائة فِي خلَافَة الْقَادِر

النحوي

3 - (النَّحْوِيّ) طَالب بن مُحَمَّد بن نشيط أَبُو أَحْمد النَّحْوِيّ يعرف بِابْن السراج أَخذ عَن ابْن الْأَنْبَارِي وَله كتاب مُخْتَصر فِي النَّحْو وَكتاب عُيُون الْأَخْبَار وفنون الْأَشْعَار (الألقاب) أَبُو طَالب الْمَكِّيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ) طَالب الْحق الإباضي عبد الله بن يحيى (طالوت) 3 - (الصَّيْرَفِي) طالوت بن عباد الصَّيْرَفِي لَهُ نُسْخَة روى عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ويكنى أَبَا عُثْمَان روى عَن فضال بن جُبَير عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ وَعَن الرّبيع بن مُسلم وَحَمَّاد بن سَلمَة وَحُذَيْفَة وَسَعِيد بن إِبْرَاهِيم وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَمِمَّنْ روى عَنهُ عَبْدَانِ الْأَهْوَازِي وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ (الألقاب) الطَّالقَانِي الشَّافِعِي احْمَد بن إِسْمَاعِيل (طان يرق) 3 - (نَائِب حماة) كَانَ يرق الْأَمِير سيف الدّين أول مَا ظهر وشاع ذكره فِي أَيَّام الْملك المظفر حاجي كَانَ عِنْده مكيناً وَحضر فِي أَيَّامه إِلَى حلب وَكتب على يَده الْملك المظفر إِلَى الْأَمِير سيف الدّين يلبغا وَهُوَ فِي الشَّام نَائِب إننا قد تراهنا نَحن والخاصكية الْأَمِير سيف الدّين الجيبغا وَغَيره أَنه إِن حضر إِلَيْك أَن تضربه وَقَالَ الْمشَار إِلَيْهِم إِنَّك مَا تضربه فَلَا تدعنا نغلب مَعَه وَحضر على يَده كتب الْمَذْكُورين أَنه إِن ضربه تكن خُفْيَة فَمَا أمكن يلبغا إِلَّا ضربه خُفْيَة ضربا يَسِيرا خَفِيفا وَلم يزل أَمِيرا ثمَّ كبر وَزَاد عَظمَة فِي أَيَّام النَّاصِر حسن

طاهر

وَأَيَّام الْوَزير منجك وَلما أمسك الْوَزير أسندمر الْعمريّ نَائِب حماة إِلَى مصر وجهز الْأَمِير سيف الدّين طان يرق إِلَى حماة نَائِبا فوصل إِلَى دمشق فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشر شهر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَخرج إِلَى حماة فِي نَهَاره وَأقَام بحماة نَائِبا إِلَى أَن رسم للأمير سيف الدّين أرغون الكاملي بنيابة دمشق فرسم للأمير سيف الدّين كَانَ يرق بالحضور إِلَى دمشق وَالْإِقَامَة بهَا فوصل إِلَيْهَا فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا بطالاً لَازِما بَيته فَلَمَّا تحرّك بيبغا آروس وَأَرَادَ الْحُضُور إِلَى دمشق توجه الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي بعسكر الشَّام إِلَى لد وَأخذ الْأَمِير سيف الدّين كَانَ يرق مَعَه إِلَى لد وَكتب إِلَى السُّلْطَان فِي مَعْنَاهُ فجَاء الْأَمِير عز الدّين طقطاي الدوادار إِلَى لد وَمَعَهُ تَقْلِيد الْأَمِير سيف الدّين كَانَ يرق) بنيابة حماة وتشريفه فلبسه بلد وَأقَام إِلَى أَن حضر السُّلْطَان وَدخل دمشق صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين شيخو والأمير سيف الدّين طاز ثمَّ توجه مَعَ العساكر إِلَى حلب وَلما عَادوا دخل إِلَى حماة وَأقَام بهَا على مَا رسم لَهُ بِهِ من نيابتها وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة (طَاهِر) 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الطَّبِيب) طَاهِر بن إِبْرَاهِيم السجْزِي الشَّيْخ أَبُو الْحُسَيْن كَانَ طَبِيبا فَاضلا عَالما بصناعة الطِّبّ خَبِيرا بهَا متميزاً فِيهَا لَهُ كتاب إِيضَاح منهاج محجة العلاج أَلفه للْقَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن حمويه كتاب شرح الْبَوْل والنبض تَقْسِيم كتاب الْفُصُول لأبقراط 3 - (ابْن بابشاذ النَّحْوِيّ) طَاهِر بن أَحْمد بن بابشاذ أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ أحد الْأَئِمَّة فِي هَذَا الشَّأْن والأعلام فِي عُلُوم الْعَرَبيَّة وفصاحة اللِّسَان توفّي بِمصْر سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة ارْبَعْ وَخمسين ورد الْعرَاق تَاجِرًا فِي اللُّؤْلُؤ وَأخذ عَن علمائها وَرجع إِلَى مصر واستخدم فِي ديوَان الرسائل متأملاً يتَأَمَّل مَا يخرج من الدِّيوَان من الْإِنْشَاء وَيصْلح مَا يرَاهُ من الْخَطَأ فِي الهجاء أَو فِي النَّحْو أَو فِي اللُّغَة وَكَانَ لَهُ حَلقَة أشغال بِجَامِع مصر ثمَّ إِنَّه تزهد وَانْقطع وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَنه كَانَ جَالِسا يَأْكُل فَجَاءَهُ سنور فَوقف

أبو محمد النجار

بَين يَدَيْهِ فَكَانَ إِذا ألْقى إِلَيْهِ شَيْئا من الطَّعَام لَا يَأْكُلهُ ويحمله ويمضي وَكثر ذَلِك مِنْهُ فَتَبِعَهُ يَوْمًا لينْظر أَيْن يذهب بِمَا يطعه فَإِذا هُوَ يحملهُ إِلَى مَوضِع مظلم فِي دَاره وَفِيه سنورة أُخْرَى عمياء فيلقيه إِلَيْهَا فتأكله فَعجب من ذَلِك وَقَالَ فِي نَفسه إِن الَّذِي سخر هَذَا السنور لهَذِهِ ليجيئها بقوتها وَلم يهمله قَادر على أَن يغنيني عَن هَذَا الْعَالم فَلَزِمَ مَنَارَة الْجَامِع بِمصْر وَخرج بعض اللَّيَالِي ليمشي فِي غَرَض عرض لَهُ وَاللَّيْل مقمر وَفِي عَيْنَيْهِ بَقِيَّة من النّوم فَسقط من المنارة إِلَى سطح الْجَامِع وَمَات وَله شرح الْجمل للزجاجي وَكتاب المحسبة فِي النَّحْو وَشرح المحسبة وَتَعْلِيق فِي النَّحْو يُقَارب خَمْسَة عشر مجلداً سَمَّاهَا تلامذته بعده تَعْلِيق الغرفة 3 - (أَبُو مُحَمَّد النجار) طَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي أَبُو مُحَمَّد يعرف بالنجار أديب فَاضل متفنن لَهُ تصانيف) جمة فِي عدَّة فنون وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ علم الْكَلَام توفّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الخشوعي) طَاهِر بن بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل الْقرشِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالخشوعي سمع أَبَا الْقَاسِم الحنائي وَأَبا الْحُسَيْن ابْن مكي وَعبد الدَّائِم الْهِلَالِي والكناني والخطيب وطبقتهم كَانَ جده الْأَعْلَى يؤم بِالنَّاسِ فَتوفي فِي الْمِحْرَاب فسموا بالخشوعيين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الْجَصَّاص) طَاهِر بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم أَبُو مُحَمَّد الهمذاني الْجَصَّاص الزَّاهِد كَانَ كَبِير الْقدر صَاحب كرامات بَالغ شيرويه فِي تَطْوِيل تَرْجَمته وَكَانَ يقْرَأ الْإِنْجِيل والتوراة وَالزَّبُور وَيعرف تَفْسِيرهَا قَالَ شيرويه سَمِعت الْخَطِيب يَقُول دخلت على طَاهِر الْجَصَّاص وَوضعت بن يَدَيْهِ تيناً فناولته تينة وَقلت أَيهَا الشَّيْخ اقْطَعْ هَذِه التينة بأسنانك وَلم يبْق فِي فَمه سنّ فَجعل يمصها ويلوكها حَتَّى لانت وَأمكنهُ قطعهَا وَأكل نصفهَا وَوضع نصفهَا فِي فمي فَكَأَنِّي وجدت فِي نَفسِي من رِيقه فَبت تِلْكَ اللَّيْلَة كَأَن آتِيَا أَتَانِي فَاخْرُج قلبِي من جوفي من غير ألم وَلَا وجع فَلَمَّا شاهدت قلبِي كَأَنَّهُ قنديل وَسَبْعَة عشر سِرَاجًا فَقَالَ هَذَا من ذَلِك اللعاب وقبره يزار ويعظم وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَانِي عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الْبَنْدَنِيجِيّ) طَاهِر بن الْحُسَيْن أَبُو الْوَفَاء الْبَنْدَنِيجِيّ الهمذاني كَانَ شَاعِرًا لَهُ

القواس الحنبلي

معرفَة تَامَّة بالنحو واللغة وَالْعرُوض مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَلم يمدح أحدا لابتغاء جَائِزَة وَمن شعره (ألما نقبل مرج ذَا الشادن الألمى ... ونسقيه من مَاء الجفون وَإِن أظما) (وَلَا تعذلاني فِي الرسوم فَإِنَّهَا ... تغادرني من حب ساكنها رسما) (رعى الله أيامي بأسنمة النقا ... وعهداً مضى كَالْحلمِ واهاً لَهُ حلما) (فَلَو عَاد ذَاك الدَّهْر شخصا ممثلاً ... لتعبته ضماً وأفنيته لثما) وَمِنْهَا (وَإِنِّي وَإِن ضن الخليط بوصله ... صرمت فَلم أتبعه حمداً وَلَا ذما) (سجية طب بِالزَّمَانِ وَأَهله ... رعى نبته لساً وعيدانه عجما) ) (إِذا مَا صفا ود الزَّمَان لصَاحب ... صفا ود أَبنَاء الزَّمَان لَهُ رغما) (ويأنف لي أَن أحمل الضيم صَاحب ... إِذا مَا عَنَّا أَمر رضيت بِهِ حكما) (أَخ أخلصته الْهِنْد لي حِين وقفت ... فأشبهني رَأيا وأشبهته عزما) (إِذا مَا مضى لم تحفز الْبيض هَامة ... وَلم تمنع الأدراع من حَده جسما) (وَمَا السَّيْف يَوْم الروع إِلَّا كغمده ... إِذا لم يكن كالسيف حامله شهما) قلت شعر متوسط 3 - (القواس الْحَنْبَلِيّ) طَاهِر بن الْحُسَيْن بن أَحْمد أَبُو الْوَفَاء القواس الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة اشْتهر بالديانة الْكَامِلَة والنزاهة والعفة والورع وَالِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة اعْتكف فِي مَسْجده خمسين سنة يواصل الصَّلَاة وَالصِّيَام وَيقْرَأ عَلَيْهِ الْفِقْه ويفتي النَّاس وَيحدث إِلَى أَن مَاتَ قَرَأَ بالروايات على أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عمر الحمامي وَالْفِقْه على القَاضِي أبي يعلى ابْن الْفراء ولازمه حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف ودرس المختصرات من تواليفه 3 - (غُلَام الْمَأْمُون) طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن رُزَيْق بن ماهان وَفِي مَا بعد

مُصعب اخْتِلَاف كَانَ جده رُزَيْق مولى طَلْحَة الطلحات الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ طَاهِر هَذَا من أكبر أعوان الْمَأْمُون وسيره من مرو كرْسِي خُرَاسَان لما كَانَ بهَا الْمَأْمُون لمحاربة أَخُوهُ الْأمين والوقعة مَشْهُورَة تقدم لَهَا بعض ذكر فِي تَرْجَمَة الْأمين مُحَمَّد بن هَارُون الرشيد وسير الْأمين أَبَا يحيى عَليّ بن عِيسَى بن ماهان لدفع طَاهِر عَنهُ فتواقعا وَقتل عَليّ فِي المعركة وسير طَاهِر بالْخبر إِلَى الْمَأْمُون إِلَى مرو وَكَانَت الْوَقْعَة بِالريِّ وَبَينهمَا نَحْو مِائَتَيْنِ وَخمسين فرسخاً فَسَار الْكتاب لَيْلَة الْجُمُعَة وَلَيْلَة السبت وَلَيْلَة الْأَحَد وَوَصله الْخَبَر يَوْم الْأَحَد وَوصل الْخَبَر إِلَى بَغْدَاد بقتل عَليّ بن عِيسَى وَتقدم طَاهِر إِلَى بَغْدَاد وَأخذ مَا فِي طَرِيقه من الْبِلَاد وحاصر بَغْدَاد وسير طَاهِر إِلَى الْمَأْمُون يَسْتَأْذِنهُ فِي أَخِيه مَا يَفْعَله بِهِ إِذا ظفر بِهِ فَبعث إِلَيْهِ بقميص غير مقور فَعلم أَنه يُرِيد قَتله فَعمل على ذَلِك وَحمل رَأسه إِلَى الْمَأْمُون فَكَانَ الْمَأْمُون يرعاه لخدمته ومناصحته وَكَانَ يُسَمِّيه ذَا اليمينين لِأَنَّهُ ضرب شخصا فِي وَاقعَة عَليّ) ابْن عِيسَى بن ماهان فَقده نِصْفَيْنِ وَكَانَت الضَّرْبَة بشمالهن وَقَالَ فِيهِ الشَّاعِر كلتا يَديك يَمِين حِين تضربه وَكَانَ طَاهِر أَعور وَفِي طَاهِر يَقُول عَمْرو بن بانة (يَا ذَا اليمينين وَعين وَاحِدَة ... نُقْصَان عين وَيَمِين زَائِدَة) وَكَانَ قد احْتَاجَ إِلَى الْأَمْوَال عِنْد محاصرة بَغْدَاد فَكتب إِلَى الْمَأْمُون يطْلبهَا فَكتب إِلَيْهِ إِلَى خَالِد بن جيلويه الْكَاتِب ليقرضه مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَامْتنعَ خَالِد من ذَلِك فَلَمَّا أَخذ طَاهِر بَغْدَاد أحضر خَالِدا وَقَالَ لأَقْتُلَنك شَرّ قتلة فبذل من المَال شَيْئا كثيرا فَلم يقبله مِنْهُ فَقَالَ خَالِد قد قلت شَيْئا فاسمعه ثمَّ شَأْنك وَمَا أردْت فَقَالَ طَاهِر هَات فأنشده (زَعَمُوا بِأَن الصَّقْر صَادف مرّة ... عُصْفُور بر سَاقه الْمَقْدُور) (فَتكلم العصفور تَحت جنَاحه ... والصقر منقض عَلَيْهِ يطير) (مَا كنت يَا هَذَا لمثلك لقْمَة ... وَلَئِن شويت فإنني لحقير) (فتهاون الصَّقْر المدل بصيده ... كرماً فَأَفلَت ذَلِك العصفور) فَقَالَ طَاهِر أَحْسَنت وَعَفا عَنهُ ويحكى أَن إِسْمَاعِيل بن جرير البَجلِيّ كَانَ مداحاً لطاهر فَقيل لَهُ إِن إِسْمَاعِيل يسرق الشّعْر يمدحك بِهِ فَأحب طَاهِر امتحانه فَقَالَ لَهُ لتهجوني فَامْتنعَ فألزمه بذلك فَكتب إِلَيْهِ

(رَأَيْتُك لَا ترى إلاَّ بعينٍ ... وعينُك لَا ترى إلاَّ قَلِيلا) (فَأَما إِذْ أصبت بفرد عين ... فَخذ من عَيْنك الْأُخْرَى كَفِيلا) (فقد أيقنت أَنَّك عَن قريب ... بِظهْر الْغَيْب تلتمس السبيلا) فَقَالَ لما وقف عَلَيْهَا احذر أَن تنشدها أحدا ومزق الورقة وَلما اسْتَقل الْمَأْمُون بِالْأَمر بعد قتل أَخِيه كتب لطاهر بن الْحُسَيْن وَهُوَ مُقيم بِبَغْدَاد بِأَن يسلم إِلَى الْحسن بن سهل جَمِيع مَا افتتحه من الْبِلَاد وَهِي الْعرَاق وبلاد الْجَبَل وَفَارِس والأهواز والحجاز واليمن ون يتَوَجَّه هُوَ إِلَى الرقة وولاه الْموصل وبلاد الجزيرة الفراتية وَالشَّام وَالْمغْرب وَذَلِكَ فِي بَقِيَّة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَكَانَ الْمَأْمُون قد ولاه خُرَاسَان فوردها سنة سِتّ وَقيل سنة خمس وَمِائَتَيْنِ واستخلف ابْنه طَلْحَة هَكَذَا قَالَ السلَامِي فِي أَخْبَار وُلَاة خُرَاسَان وَقَالَ غَيره إِنَّه خلع طَاعَة الْمَأْمُون وَجَاءَت كتب الْبَرِيد من خُرَاسَان تَتَضَمَّن ذَلِك) فقلق الْمَأْمُون قلقاً زَائِدا ثمَّ جَاءَتْهُ كتب الْبَرِيد ثَانِي يَوْم أَنه أَصَابَته عقيب مَا خلع الطَّاعَة حمى فَوجدَ فِي فرَاشه مَيتا وَحكي أَن طَاهِرا دخل يَوْمًا على الْمَأْمُون فِي حَاجَة فقضاها وَبكى الْمَأْمُون حَتَّى اغرورقت عَيناهُ بالدموع فَقَالَ طَاهِر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم تبْكي لَا أبكى الله عَيْنك وَقد دَانَتْ لَك الدُّنْيَا وَبَلغت الْأَمَانِي فَقَالَ أبْكِي لَا عَن ذل وَلَا عَن حزن وَلَكِن لَا تَخْلُو نفس من شجن فَاغْتَمَّ طَاهِر وَقَالَ لحسين الْخَادِم وَكَانَ يحجب الْمَأْمُون فِي خلواته أُرِيد أَن تسْأَل أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن سَبَب بكائه وانفذ طَاهِر للخادم مِائَتي ألف دِرْهَم فَلَمَّا كَانَ الْمَأْمُون فِي بعض خلواته وَهُوَ طيب الخاطر سَأَلَهُ حُسَيْن الْخَادِم عَن سَبَب بكائه ذَلِك الْيَوْم فَقَالَ هُوَ أَمر إِن خرج من رَأسك أَخَذته فَقَالَ يَا سَيِّدي وَمَتى بحت لَك بسر فَقَالَ إِنِّي ذكرت مُحَمَّدًا أخي وَمَا ناله من الذلة فخنقتني الْعبْرَة وَلنْ يفوت طَاهِرا مني مَا يكره فاخبر حُسَيْن طَاهِرا بذلك فَركب طَاهِر إِلَى أَحْمد بن آبي خَالِد فَقَالَ إِن الثَّنَاء مني لَيْسَ برخيص وَإِن الْمَعْرُوف عِنْدِي لَيْسَ بضائع فأعني على الْمَأْمُون وغيبني عَنهُ فَركب ابْن أبي خَالِد إِلَى الْمَأْمُون وَقَالَ إِنِّي لم أنم البارحة قَالَ وَلم قَالَ لِأَنَّك وليت خُرَاسَان غَسَّان وَهُوَ وَمن مَعَه أَكلَة رَأس وأخاف أَن يصطلمه مصطلم فَقَالَ الْمَأْمُون فَمن ترى قَالَ طَاهِر فَقَالَ هُوَ جَائِع فَقَالَ أَنا ضَامِن فَدَعَا بِهِ الْمَأْمُون وَعقد لَهُ لِوَاء على خُرَاسَان من سَاعَته وَأهْدى لَهُ خَادِمًا كَانَ رباه وَأمره إِن رأى مِنْهُ مَا يرِيبهُ أَن يسمه فَلَمَّا تمكن طَاهِر من الْولَايَة قطع الْخطْبَة لِأَنَّهُ صعد الْمِنْبَر وخطب يَوْم الْجُمُعَة فَلَمَّا بلغ ذكر الْخَلِيفَة أمسك فَكتب إِلَى الْمَأْمُون بذلك على خيل الْبَرِيد وَأصْبح طَاهِر يَوْم السبت مَيتا فَكتب إِلَيْهِ بذلك فوصلت الخريطة الأولى إِلَى الْمَأْمُون فَدَعَا أَحْمد بن أبي خَالِد وَقَالَ اشخص الْآن فأت بِهِ كَمَا ضمنته وأكرهه

على الْمسير فِي يَوْمه ثمَّ بعد شَدَائِد أذن لَهُ فِي الْمبيت ثمَّ وافت الخريطة الثَّانِيَة فِي يَوْمه بِمَوْتِهِ قيل إِن الْخَادِم سمه فِي كامخ ثمَّ إِن الْمَأْمُون اسْتخْلف وَلَده طَلْحَة على خُرَاسَان قيل إِنَّه خَليفَة بهَا لِأَخِيهِ عبد الله بن طَاهِر وَكَانَت وَفَاة طَاهِر بن الْحُسَيْن سنة سبع وَمِائَتَيْنِ بمرو ومولده سنة تسع وَخمسين وَمِائَة وَكَانَ أَفْرَاد الْعَالم وَقع يَوْمًا بصلات بلغت ألف ألف وَسَبْعمائة دِرْهَم وَقيل لطاهر بِبَغْدَاد لما بلغ مَا بلغ لِيَهنك مَا أَدْرَكته من هَذِه الْمنزلَة الَّتِي لم يُدْرِكهَا أحد من نظرائك بخراسان فَقَالَ) لَيْسَ يهنأني ذَلِك لِأَنِّي لَا أرى عَجَائِز بوشتج يتطلعن من أعالي سطوحهن إِذا مَرَرْت بِهن وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهُ ولد بهَا وَنَشَأ فِيهَا وَكَانَ جده مُصعب والياً عَلَيْهَا وَكَانَ شجاعاً دينا وَركب يَوْمًا بِبَغْدَاد فِي حراقته فاعترضه مقدس بن صَيْفِي الخلوقي الشَّاعِر وَقد أدنيت من الشط ليخرج فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِن رَأَيْت أَن تسمع مني أبياتاً قَالَ هَات فأنشده (عجبت لحراقة ابْن الْحُسَيْن ... لَا غرقت كَيفَ لَا تغرق) (وبحران من فَوْقهَا وَاحِد ... وَآخر من تحتهَا مطبق) (وأعجب من ذَاك أعوادها ... وَقد مَسهَا كَيفَ لَا تورق) فَقَالَ أَعْطوهُ ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَقَالَ لَهُ زد حَتَّى نزيدك فَقَالَ حسبي وَأورد قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان بعد هَذِه الأبيات قَول يعَض الشُّعَرَاء وَهُوَ ابْن حمديس الصّقليّ فِي بعض الرؤساء وَقد ركب الْبَحْر (وَلما امتطى الْبَحْر ابتهلت تضرعاً ... إِلَى الله يَا مجري الرِّيَاح بِلُطْفِهِ) (جعلت الندى من كَفه مثل موجه ... فسلمه وَاجعَل موجه مثل كَفه) وَقيل إِن طَاهِرا كتب إِلَى الْمَأْمُون كتابا لما ورد أمره عَلَيْهِ بِتَسْلِيم الْعرَاق إِلَى عَليّ بن آبي سعيد أَن يصير إِلَى الشَّام قَالَ فِي آخِره (غضِبت على الدُّنْيَا فجفت ضروعها ... وَمَا النَّاس إِلَّا بَين راج وخائف) (فَقلت أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا ... بقيت فتاء بعده للخلائف) (وَقد بقيت فِي أم رَأْسِي فضلَة ... فَأَما لحزم أَو لرأي مُخَالف) فَدفع الْكتاب إِلَى الْفضل بن سهل فَوَقع فِيهِ بِحَضْرَتِهِ يَا نصف إِنْسَان وَالله لَئِن

أبو البركات الفرضي

هَمَمْت لَأَفْعَلَنَّ وَلَئِن فعلن لأبرمن وَلَئِن أبرمت لأحكمن وَالسَّلَام فَلَمَّا وصل الْجَواب إِلَى طَاهِر كتب يعْتَذر إِلَى الْمَأْمُون وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا أَنا كالأمة السَّوْدَاء إِن أحسن إِلَيْهَا أَشرت وَإِن أُسِيء إِلَيْهَا دمدمت وَإِن عُفيَ عَنْهَا طغت وَالسَّلَام 3 - (أَبُو البركات الفرضي) طَاهِر بن سعيد بن صَدَقَة بن الْخضر بن كُلَيْب الْحَرَّانِي أَبُو البركات الْمُقْرِئ الفرضي هُوَ عَم أبي الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن سعد الْبَغْدَادِيّ سمع بعد علو سنه من إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مله الْأَصْبَهَانِيّ وَعلي بن عقيل الْحَنْبَلِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَحدث) باليسير وَكَانَ صَالحا وَله معرفَة بالفرائض والقراءات وَكَانَ أَبُو بكر المرزني يعْتَمد عَلَيْهِ فِي مَا يقسمهُ منالتركات ويسكن إِلَى قَوْله وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو الْفَتْح الميهني الصُّوفِي) طَاهِر بن سعيد بن فضل الله أَبُو الْفَتْح ابْن أبي طَاهِر ابْن الشَّيْخ أبي سعيد الميهني الصُّوفِي من بَيت التصوف والمشيخة كَانَ مقدم أهل بَيته فِي عصره وَله قدم ثَابت فِي الطَّرِيقَة والحقيق ومقامات الصُّوفِيَّة سَافر الْكثير وَلَقي الْأَشْيَاخ وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة فِي طلب الْعلم وَسَمَاع الحَدِيث وَعَاد إِلَى خُرَاسَان وَكَانَ أَكثر مقَامه بنيسابور وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ) طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن عبد الله بن عمر القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ ثِقَة صَادِقا عَارِفًا بالأصول وَالْفُرُوع محققاً حسن الْخلق صَحِيح الْمَذْهَب قَالَ الْخَطِيب اخْتلفت إِلَيْهِ وعلقت عَنهُ الْفِقْه سِنِين قَالَ القَاضِي أَبُو بكر ابْن بكران الشَّامي قلت للْقَاضِي أبي الطّيب شَيخنَا وَقد عمر لقد متعت بجوارحك أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ وَلم لَا وَمَا عصيت الله بِوَاحِدَة مِنْهَا قطّ أَو كَمَا قَالَ وَقَالَ غير وَاحِد سمعنَا أَبَا الطّيب يَقُول رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم فَقلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت من روى عَنْك إِنَّك قلت نصر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي فوعاها الحَدِيث أَحَق هُوَ قَالَ نعم وَكَانَ الطَّبَرِيّ صَاحب وَجه فِي الْمَذْهَب وَمن غَرَائِبه أَن خُرُوج الْمَنِيّ ينْقض الْوضُوء وَمن ذَلِك أَن

الْكَافِر إِذا صلى فِي دَار الْحَرْب كَانَت صلَاته إسلاماً وَولد القَاضِي أَبُو الطّيب بآمل طبرستان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة عَن مائَة وسنتين وَلم يخْتل عقله وَلَا تغير فهمه يُفْتِي مَعَ الْفُقَهَاء ويستدرك عَلَيْهِم الْخَطَأ وَهُوَ أحد الْأَعْلَام وَكَانَ لَهُ قَمِيص وعمامة بَينه وَبَين أَخِيه إِذا خرج ذَاك من الْبَيْت قعد هَذَا وَإِذا خرج هَذَا قعد ذَاك ودخلوا عَلَيْهِ يَوْمًا فوجدوه عُريَانا مؤتزراً بمئزر فَاعْتَذر من العري وَقَالَ نَحن كَمَا قَالَ الشَّاعِر (قُم إِذا غسلوا ثِيَاب جمَالهمْ ... لبسوا الْبيُوت إِلَى فرَاغ الْغَاسِل) وتفقه بآمل على الزجاجي صَاحب ابْن الْقَاص وَقَرَأَ على أبي سعيد الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن كج بجرجان ثمَّ ارتحل إِلَى نيسابور وَأدْركَ أَبَا الْحسن الماسرجسي وتفقه عَلَيْهِ ارْبَعْ سِنِين) ثمَّ قدم بَغْدَاد وَحضر مجْلِس الشَّيْخ أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَعَلِيهِ قَرَأَ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقَالَ فِي حَقه لم أر فِي من رَأَيْت أكمل اجْتِهَادًا وَأَشد تَحْقِيقا وأجود نظرا مِنْهُ وَشرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ وفروع ابْن الْحداد وصنف فِي الْأُصُول وَالْمذهب وَالْخلاف ولجدل كتبا كَثِيرَة واستوطن بَغْدَاد وَولي الْقَضَاء بِربع الكرخ بعد موت أبي عبد الله الصَّيْمَرِيّ وَلم يزل على الْقَضَاء إِلَى أَن توفّي بِبَغْدَاد رَحمَه الله تَعَالَى وَكتب إِلَى أبي الْعَلَاء المعري لما أَن قدم بَغْدَاد وَنزل فِي سويقة غَالب (وَمَا ذَات در لَا يحل لحالب ... تنَاوله وَاللَّحم مِنْهَا مُحَلل) (لمن شَاءَ فِي الْحَالين حَيا وَمَيتًا ... وَمن رام شرب الدّرّ فَهُوَ مضلل) (إِذا طعنت فِي السن فالطعم طيب ... وآكله عِنْد الْجَمِيع مُغفل) (وخرفانها للْأَكْل فِيهَا كزازة ... فَمَا لحصيف الرَّأْي فِيهِنَّ مأكل) (وَمَا يجتني مَعْنَاهُ إِلَّا مبرز ... عليم بأسرار الْقُلُوب مُحَصل) فأملى المعري الْجَواب ارتجالاً على الرَّسُول (جوابان عَن هَذَا السُّؤَال كِلَاهُمَا ... صَوَاب وَبَعض الْقَائِلين مضلل) (فَمن ظَنّه كرماً فَلَيْسَ بكاذب ... وَمن ظَنّه نخلا فَلَيْسَ يجهل) (لحمومهما الأعناب وَالرّطب الَّذِي ... هُوَ الْحل والدر الرَّحِيق المسلسل) (وَلَكِن ثمار النّخل وَهِي غضيضة ... تمر وغضن الْكَرم يجنى ويؤكل) (يكلفني القَاضِي الْجَلِيل مسائلاً ... هِيَ النَّجْم قدرا بل أعز وأطول) (وَلَو لم اجب عَنْهَا لَكُنْت بجهلها ... جَدِيرًا وَلَكِن من يودك مقبل) فَأَجَابَهُ القَاضِي عَن ذَلِك بقوله

الأمير الخزاعي

(أثار ضميري من يعز نَظِيره ... من النَّاس طراً سابغ الْفضل مكمل) (وَمن قلبه كتب الْعُلُوم بأسرها ... وخاطره فِي حِدة النَّار مشعل) (تساوى لَهُ سر الْمعَانِي وجهرها ... ومعضلها باد لَدَيْهِ مفصل) (وَلما أقاد الْحبّ قاد منيعه ... أَسِيرًا بأنواع الْبَيَان مكبل) (وقربه من كل فهم بكشفه ... وإيضاحه حَتَّى رَآهُ الْمُغَفَّل) (وأعجب مِنْهُ نظمه الدّرّ مسرعاً ... ومرتجلاً من غير مَا يتمهل) ) (فَيخرج من بَحر ويسمو مَكَانَهُ ... جلالاً إِلَى حَيْثُ الْكَوَاكِب تنزل) (فهناه الله الْكَرِيم بفضله ... محاسنه والعمر فِيهَا مطول) فَأجَاب مرتجلاً إملاء على الرَّسُول (أَلا أَيهَا القَاضِي الَّذِي بدهائه ... سيوف على أهل الْخلاف تسلل) (فُؤَادك معمور من الْعلم آهل ... وَجدك فِي كل الْمسَائِل يقبل) (فَإِن كنت بَين النَّاس غير ممول ... فَأَنت من الْفَهم المصون ممول) (إِذا أَنْت خاطبت الْخُصُوم مجادلاً ... فَأَنت وهم مثل الحمائم أجدل) (كَأَنَّك من فِي الشَّافِعِي مُخَاطب ... وَمن قلبه تملي فَمَا تتمهل) (وَكَيف يرى علم ابْن إِدْرِيس دارساً ... وَأَنت بإيضاح الْهدى متكفل) (تفضلت حَتَّى ضَاقَ ذرعي بشكر مَا ... فعلت وكفي عَن جوابك أجمل) (لإنك فِي كنه الثريا فصاحة ... وَأَعْلَى وَمن يَبْغِي مَكَانك أَسْفَل) وَهُوَ أَكثر من هَذَا 3 - (الْأَمِير الْخُزَاعِيّ) طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن أَمِير خُرَاسَان وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده وَتقدم ذكر جده طَاهِر بن الْحُسَيْن ولي الْأَمِير بعد أَبِيه من قبل الواثق سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْحسن ابْن غلبون) طَاهِر بن عبد الْمُنعم بن غلبون أَبُو الْحسن الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ مُصَنف التَّذْكِرَة فِي الْقرَاءَات وَغير ذَلِك توفّي سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة وَكَانَ من كبار المقرئين هُوَ وَأَبوهُ أَبُو الطّيب قَرَأَ على وَالِده وعَلى أبي عدي عبد الْعَزِيز ابْن عَليّ

المدلجي الزاهد

الْمصْرِيّ بِمصْر وعَلى أبي الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن صَالح الْهَاشِمِي بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس الْأُشْنَانِي وَقَرَأَ بهَا أَيْضا على أبي الْحسن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نَهَار الجرتكي صَاحب ابْن بويان وتصدر للإقراء قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو الداني وروى عَنهُ كتاب التَّذْكِرَة أَبُو التفتح أَحْمد بن بابشاذ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقزْوِينِي وَغَيرهمَا 3 - (المدلجي الزَّاهِد) ) طَاهِر بن عمر بن طَاهِر بن مفرج المدلجي الْمصْرِيّ الزَّاهِد نزيل دمشق قَرَأَ قِطْعَة من الْفِقْه على الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام لَهُ أَحْوَال وَاخْبَرْ بِكَسْر التتار على حمص قبل وُقُوعه وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الشحامي الْمُسْتَمْلِي) طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو عبد الرَّحْمَن الشحامي النَّيْسَابُورِي الْمُسْتَمْلِي وَالِد زَاهِر ووجيه كَانَ أحد من عني بِالْحَدِيثِ وَأكْثر مِنْهُ وَسمع أَوْلَاده وَحدث وصنف كتابا بِالْفَارِسِيَّةِ فِي الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام وَكَانَ فَقِيها بارعاً أديباً وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو المظفر البروجردي) طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن سعيد أَبُو المظفر من أهل بروجرد قدم بَغْدَاد طَالبا للْعلم وَأقَام بهَا مُدَّة يتفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَسمع من الشريفين الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد ابْن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن محمدٍ الصَّريفيني وَأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور وَغَيرهم وَحدث بِبَغْدَاد بعد علو سنة وَأقَام بِمَكَّة ثمَّ دخل مِنْهَا إِلَى الْعرَاق فَمَاتَ فِي الطَّرِيق سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو زرْعَة ابْن الْمَقْدِسِي) طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ أَبُو زرْعَة بن أبي الْفضل الْمَقْدِسِي ولد بِالريِّ وَبكر بِهِ وَالِده فاسمعه من أبي الْفَتْح عَبدُوس بن عبد الله بن عَبدُوس الهمذاني وَأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المقومي وَأبي الْحسن مكي بن مَنْصُور ابْن عَلان الكرجي وَغَيرهم وطوف بِهِ الْعرَاق وَسكن همذان إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ تَاجِرًا لَا يفهم شَيْئا وَعمر حَتَّى حدث بالكثير وَانْفَرَدَ بِبَعْض مروياته وَقد تقدم ذكر وَالِده أبي الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر فِي المحمدين

ابن الصفار

3 - (ابْن الصفار) طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن اللَّيْث هُوَ حفيد عَمْرو بن اللَّيْث الصفار وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى لما أسر عَمْرو جده وجهز إِلَى المعتضد مُقَيّدا ملك بعده بِلَاد فَارس حفيده هَذَا طَاهِر لِاثْنَتَيْ عشرَة ليلى بقيت من صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ثمَّ إِنَّه) قبض عَلَيْهِ غُلَام جده شَبكَ السبكري فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَمَعَهُ أَخُوهُ يَعْقُوب بن مُحَمَّد وَبعث بهما إِلَى مَدِينَة السَّلَام ثمَّ ولي بعده اللَّيْث بن عَليّ بن اللَّيْث وَهُوَ ابْن أخي يَعْقُوب وَعَمْرو ابْني اللَّيْث الصفارين وَقد تقدم ذكر طَاهِر هَذَا فِي تَرْجَمَة إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الساماني 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ) طَاهِر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر مدح الْخُلَفَاء وَكسب الْأَمْوَال بالأدب وتنسك فِي آخر عمره وَله رسائل فِي الزّهْد وَتُوفِّي سنة تسعين وثلاثمائة وَمن شعره 3 - (قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين) الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين أبي الْمَعَالِي ابْن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة المنتجب أبي الْمَعَالِي الْقرشِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولي الْقَضَاء مرَّتَيْنِ قبل ابْن الحرستاني وَبعده وَكَانَ معرقاً فِي الْقَضَاء رَئِيسا مَرضت سِتّ الشَّام فأوصت بدارها مدرسة وأحضرت قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين وَالشُّهُود وأوصت القَاضِي وَبلغ الْمُعظم عِيسَى ذَلِك فعز عَلَيْهِ وَكَانَ فِي نَفسه مِنْهُ وَفِي قلبه حزازات عَلَيْهِ ويمنعه من إظهارها حياؤه من وَالِده الْعَادِل فَقَالَ مليح يحضر دَار عَمَّتي بِغَيْر إذني وَاتفقَ أَن القَاضِي زكي الدّين طلب جابي العزيزية وطالبه بِالْحِسَابِ وَأَغْلظ لَهُ فِي الْكَلَام وَأمر بضربه فَضرب بَين يَدَيْهِ كَمَا يفعل الْوُلَاة فَوجدَ الْمُعظم سَببا إِلَى إِظْهَار مَا فِي نَفسه وَكَانَ الْجمال الْمصْرِيّ وَكيل بَيت المَال فجَاء وَجلسَ عِنْد القَاضِي وَالشُّهُود حاضرون فَحَضَرَ رَسُول الْمُعظم وَمَعَهُ بقجة فَفَتحهَا قُدَّام القَاضِي وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان يَقُول لَك إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ إِذا نوه بِقدر أحد خلع عَلَيْهِ من ملابسه وَنحن نسلك طَرِيقه وَقد أرسل هَذَا من ملابسه وأمرك أَن تلبس ذَلِك وتحكم بِهِ بَين النَّاس وَكَانَ ذَلِك قبَاء أَحْمَر وكلوتة صفراء فَمَا أمكنه إِلَّا لبسهما وَحكم بَين اثْنَيْنِ ثمَّ قَامَ من مَجْلِسه وَدخل بَيته وَمرض وَرمي كبده قطعا وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من صفر سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وَاتفقَ أَن شرف الدّين ابْن عنين تزهد وَترك الخدم وَانْقطع فِي الْجَامِع

المهند الشاعر

الْأمَوِي فَبعث الْمُعظم إِلَيْهِ فصوص نرد وسراحية نَبِيذ وَقَالَ لَهُ الرَّسُول سبح بِهَذِهِ الفصوص وافطر على) هَذَا المشروب فَكتب ابْن عنين إِلَى الْمُعظم (يَا أَيهَا الْملك الْمُعظم سنة ... أحدثتها تبقى على الآباد) (تجْرِي الملكوك على طريقك بعْدهَا ... خلع الْقُضَاة وتحفة الزهاد) 3 - (المهند الشَّاعِر) طَاهِر بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالمهند شَاعِر دخل الأندلس ومدح مُلُوكهَا وَفد على الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر وحظي بالأدب عِنْده كتب إِلَيْهِ يَوْمًا يَسْتَأْذِنهُ فِي الدُّخُول عَلَيْهِ (أتيت أكحل طرفِي ... من نور وَجهك لحظه) (وَلَا أزيدك بعد الت ... سليم وَالشُّكْر لَفظه) 3 - (الْمُعْتَمد) طَاهِر بن مُحَمَّد بن قُرَيْش العتابي الْبَغْدَادِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ الأديب الْمُعْتَمد الْمَذْكُور بِدِمَشْق المحروسة فِي شهور سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة لنَفسِهِ وَقد قيل لَهُ لم لم تَرث الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين رَحمَه الله عِنْد مَوته (وَقَائِل لي قد أَصبَحت مشتهراً ... بالشعر تسلك فِيهِ كل أسلوب) (وَمَا رثيت ابْن أَيُّوب فَقلت لَهُم ... الشّعْر قد مَاتَ مذ مَاتَ ابْن أَيُّوب) وأنشدني رَحمَه الله لنَفسِهِ لغزاً فِي غُلَام اسْمه قراقوش (عكس نصف اسْم من تملك قلبِي ... حَظّ عَيْني إِذا يجن الظلام) (وَتَمام اسْمه على الْعَكْس أَيْضا ... حَظّ قلبِي سَارُوا بِهِ أَو أَقَامُوا) وأنشدني لنَفسِهِ ملغزاً فِي خوخ (وَمَا لذيذ طيب ... فِي الطّعْم وَالرِّيح مَعًا) (أحرفه ثَلَاثَة ... فِي الطَّرْد وَالْعَكْس سوا) وأنشدني لنَفسِهِ فِي حبر طلب (أيا من يطيب أخباره ... بمسك فيخجل عطاره) (تفضل عَليّ بمقلوب ضد ... مصحف قولي خبت ناره) قلت خبت ناره تَصْحِيف خسارة وضدها ربح ومقلوبه حبر

محيي الدين الصوري الكحال

3 - (محيي الدّين الصُّورِي الكحال) ) طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن الْخضر محيي الدّين أَبُو الْفرج بن أبي الْفضل بن أبي عبد الله الْحَكِيم الكحال الْأنْصَارِيّ الصُّورِي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد سنة سبع وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع من ابْن طبرزد والكندي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الدمياطي وَأَبُو مُحَمَّد الفارقي وَجَمَاعَة وَكَانَ لَهُ حَانُوت باللبادين 3 - (أَبُو الْحسن الْمعَافِرِي) طَاهِر بن مفوز بن أَحْمد بن مفوز الْحَافِظ أَبُو الْحسن الْمعَافِرِي الشاطبي صَاحب أبي عمر ابْن عبد الْبر وَهُوَ من أثبت النَّاس فِيهِ وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (مجد الدّين ابْن جهبل) طَاهِر بن نصر الله بن جهبل الشَّيْخ مجد الدّين الْكلابِي الْحلَبِي الْفَقِيه الشَّافِعِي الفرضي مدرس الْمدرسَة الَّتِي بالقدس كَانَ فَاضلا روى عَنهُ القوصي وَهُوَ وَالِد الْفُقَهَاء الَّذين كَانُوا بِدِمَشْق بهاء الدّين نصر الله وتاج الدّين إِسْمَاعِيل وقطب الدّين توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن أبي هَالة) الطَّاهِر بن أبي هَالة أَخُو هِنْد وهالة الْأَسدي التَّمِيمِي حَلِيف بني عبد الدَّار أمه خَدِيجَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاملا على بعض الْيمن فَكَانَ هُوَ ومعاذ بن جبل وخَالِد بن سعيد ابْن الْعَاصِ وعكاشة بن ثَوْر وَأَبُو مُوسَى بَعثهمْ متساندين قَالَ وأمرنا أَن نتياسر وَأَن نيسر وَلَا نعسر ونبشر وَلَا ننفر وَأَن إِذا قدم معَاذ طاوعناه وَلم نخالفه وَذكر تَمام الْخَبَر فِي الْأَشْرِبَة (الألقاب) ابْن أَبُو طَاهِر صَاحب تَارِيخ بَغْدَاد اسْمه أَحْمد بن طيفور (طَاوس) 3 - (الْيَمَانِيّ التَّابِعِيّ) طَاوس بن كيسَان الْيَمَانِيّ الجندي بِفَتْح الْجِيم وَالنُّون

أم المستنجد

كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وَهُوَ من أَبنَاء الْفرس سمع زيد بن ثَابت وَعَائِشَة وَأَبا هُرَيْرَة وَزيد ابْن أَرقم وَطَائِفَة قَالَ عَمْرو بن دِينَار مَا رَأَيْت أحدا مثل طَاوس قَالَ مُجَاهِد لطاوس رَأَيْتُك يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن تصلي فِي الْكَعْبَة وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بَابهَا يَقُول لَك اكشف قناعك وَبَين قراءتك فَقَالَ اسْكُتْ لَا يسمع هَذَا مِنْك أحد توفّي يَوْم التَّرويَة سنة سِتّ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أم المستنجد) طَاوس أم أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه توفيت سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وشيعها الْوَزير والأمراء قيَاما فِي السفن إِلَى ترب الرصافة وَكَانَت جليلة الْقدر دينة صَالِحَة كَثِيرَة الْبر وَالْمَعْرُوف تتخلق بأخلاق شريفة وأفعال كَرِيمَة وَتوفيت رَحمهَا الله قبل وَلَدهَا بشهور (الألقاب) الطائع أَمِير الْمُؤمنِينَ العباسي اسْمه عبد الْكَرِيم بن الْفضل (طه) 3 - (الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الإربلي) طه بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو

الألقاب

مُحَمَّد الإربلي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بإربل سنة بضع وَتِسْعين وَقدم مصر شَابًّا وَسمع مُحَمَّد بن عمار وَغَيره وَحمل النَّاس عَنهُ وَله شعر وروى عَنهُ الدمياطي والدواداري والمصريون وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ لما توفّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة وَمن شعره (الْبيض أقتل فِي الحشا ... وبمهجتي مِنْهَا الحسان) (والسمر إِن قتلت فَمن ... بيض يصاغ لَهَا السنان) وَكَانَ عِنْد شرف الدّين الْمُبَارك ابْن المستوفي فِي دكة فِي بُسْتَان دَاره فجَاء الْغَيْث فَقَامَ شرف الدّين وَالْجَمَاعَة مَعَه مُسْرِعين فأنشده جمال الدّين طه بديهاً (دُخُول لإقبال الشتَاء الْمُبَارك ... عَلَيْك ابْن موهوب إِلَى آخر الدَّهْر) (يفر من الْقطر الملم عَشِيَّة ... وَلم نر بحراً قطّ فر من الْقطر) وَمن شعره (دع النُّجُوم لطرقي يعِيش بهَا ... وانهض بعزم صَحِيح أَيهَا الْملك) (إِن النَّبِي وَأَصْحَاب النَّبِي نهوا ... عَن النُّجُوم وَقد عَايَنت مَا ملكوا) (الألقاب) ابْن الطباع الْمُقْرِئ اسْمه أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن الطباع الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطبال اسْمه أَحْمد بن آبي الدُّنْيَا وَالْآخر إِسْمَاعِيل بن حَمْزَة ابْن الطبال إِسْمَاعِيل بن عَليّ الطباخي نَائِب حلب اسْمه بلبان ابْن طَبَاطَبَا جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَهُوَ شَاعِر وَمِنْهُم عبد الله بن احْمَد بن عَليّ وَمِنْهُم مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّاعِر المفلق) وَمِنْهُم النسابة الْحسن بن الْحُسَيْن وَمِنْهُم الْحُسَيْن بن مُحَمَّد وَمِنْهُم الْقَاسِم بن مُحَمَّد

طبرونة

وَمِنْهُم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَمِنْهُم يحيى بن مُحَمَّد ابْن طبرزد الْمسند اسْمه عمر بن مُحَمَّد بن معمر يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي حرف الْعين مَكَانَهُ الطَّبَرَانِيّ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم اسْمه سُلَيْمَان بن أَحْمد الطَّبَرِيّ جمَاعَة مِنْهُم الإِمَام مُحَمَّد بن جرير والطبري النَّحْوِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن يزْدَاد والطبري الشَّافِعِي حمد بن عبد الْوَاحِد ومحب الدّين قَاضِي مَكَّة اسْمه أَحْمد بن عبد الله وَنجم الدّين قَاضِي مَكَّة اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد وجمال الدّين قَاضِي مَكَّة اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله ومجد الدّين عبد الله بن مُحَمَّد وصفي الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد والطبري أَبُو الطّيب الشَّافِعِي طَاهِر بن عبد الله والطبري الطَّبِيب عَليّ بن سهل ابْن الطبيبة العابر عَليّ بن أبي بكر (طبرونة) 3 - (الْمَجْنُون) طبرونة العاقولي كَانَ من عقلاء المجانين أَخذه الشَّرْط مرّة وَهُوَ يَبُول على بَاب مَسْجِد فَجعلُوا يضربونه فَقَالَ أَرَأَيْتُم لَو بَال هَا هُنَا حمَار أَكُنْتُم تضربونه قَالُوا لَا قَالَ وَلم قَالَ لِأَنَّهُ لَا عقل لَهُ قَالَ فَلَا عقل لي فهبوني حمارا فَتَرَكُوهُ (الألقاب) ابْن الطثرية الشَّاعِر اسْمه يزِيد بن سَلمَة الطَّحَاوِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة تقدم ذكره فِي الأحمدين فِي مَكَانَهُ ابْن الطَّحَّان الْمصْرِيّ المؤرخ اسْمه يحيى بن عَليّ

طخيم

ابْن الطَّحَّان الْمُقْرِئ اسْمه عبد الْعَزِيز بن عَليّ ابْن الطَّحَّان أَحْمد بن مُحَمَّد (طخيم) 3 - (طخيم الْأَسدي) طخيم الْأَسدي شرب يَوْمًا بِالْحيرَةِ فَأَخذه الْعَبَّاس بن معبد المري وَكَانَ على شَرط يُوسُف بن عمر فحلق رَأسه فَقَالَ (وبالحيرة الْبَيْضَاء شيخ مسلط ... إِذا حلف الْأَيْمَان بِاللَّه برت) (لقد حَلقُوا مِنْهَا غدافاً كَأَنَّهُ ... عناقيد كرم اينعت فاسبطرت) (تظل العذارى حِين تحلق لمتي ... على عجل يلقطنها حِين خرت) قلت وَسَيَأْتِي فِي ترْجم يزِيد بن سَلمَة الْمَعْرُوف بِابْن الطثرية أَبْيَات قَالَهَا فِي حلق لمته (الألقاب) ابْن الطراح قوام الدّين الْحسن بن مُحَمَّد ابْن الطراح الصاحب محيي الدّين مظفر بن الطراح ابْن الطراح يحيى بن عَليّ (طراد) 3 - (النَّقِيب أَبُو الفوارس الزَّيْنَبِي) طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْغَمَام بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي أَبُو الفوارس الزَّيْنَبِي من ولد زَيْنَب بنت سُلَيْمَان بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ ولي طراد النقابة على العباسيين سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة ولقب بالكامل وروسل بِهِ إِلَى مُلُوك الْأَطْرَاف بالعراق وَكَانَ احضر النَّاس جَوَابا وَأَحْسَنهمْ نادرة وَأَكْثَرهم عصبية مَعَ سداد وكفاية وشهامة وَكَانَت لَهُ الْحُرْمَة

البديع الدمشقي الكاتب

التَّامَّة والمنزلة الرفيعة وَكَانَ متديناً صَالحا سمع فِي صباه من أبي الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وَأبي نصر أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسنون النَّرْسِي وَأبي الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بَشرَان وَأبي الْحُسَيْن ابْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل الْقطَّان وَغَيرهم وَعمر وَانْفَرَدَ بالرواية عَن اكثر شُيُوخه وأملى بِمَكَّة وَغَيرهَا وَسمع مِنْهُ الْكِبَار وروى عَنهُ الْحفاظ ومتعه الله بحواسه وَولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب 3 - (البديع الدِّمَشْقِي الْكَاتِب) طراد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو فراس السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب الْمَعْرُوف بالبديع مَاتَ مُتَوَلِّيًا بمص قَالَ السلَفِي علقت عَنهُ شعرًا وَكَانَ آيَة فِي النّظم والنثر لَهُ مقامات ورسائل ومدح تَاج الدولة تتش بن ألب أرسلان وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة قلت وَمن شعره قصيدة مدح بهَا الْوَزير ابْن أبي اللَّيْث فَأَجَازَهُ ألف دِينَار أَولهَا (من كَانَ يغرب فِي القريض ويبدع ... فَلِذَا الْمَكَان من القوافي مَوضِع) وَمن شعره (يَا نسيماً هَب مسكاً عبقا ... هَذِه أنفاس ريا جلقا) (كف عني والهوى مَا زادني ... برد أنفاسك إِلَّا حرقا) (لَيْت شعري نقضوا أحبابنا ... يَا حبيب النَّفس ذَاك الموثقا) (يَا ريَاح الشوق سوقي نحوهم ... عارضاً من سحب عَيْني غدقا) (وانثري عقد دموع طالما ... كَانَ منظوماً بأيام اللقا) ) واشتهرت هَذِه الأبيات وغنى بهَا المغنون قَالَ بَعضهم فمررت يَوْمًا بِبَعْض شوارع الْقَاهِرَة وَقد حضرت جمال كَثِيرَة حملوها تفاح من الشَّام فعبقت رَوَائِح تِلْكَ الحمول فَأَكْثَرت التلفت لَهَا وَكَانَت أَمَامِي امْرَأَة سائرة ففطنت لما داخلني من الْإِعْجَاب بِتِلْكَ الرَّائِحَة فأومأت إِلَيّ وَقَالَت هَذِه أنفاس ريا جلقا وَمِنْه (هَكَذَا فِي حبكم أستوجب ... كبد حرى وقلب يجب)

(وجزا من سهرت أجفانه ... هِجْرَة تمضى وَأُخْرَى تعقب) (زفرات فِي الحشا محرقة ... وجفون دمعها ينسكب) (قَاتل الله عذولي مَا درى ... أَن فِي الْأَعْين أسداً تثب) (لَا أرى لي عَن حَبِيبِي سلوة ... فدعوني وغرامي واذهبوا) وَمِنْه فِي غُلَام يقطع بطيخاً بسكين نصابها أسود (انْظُر بِعَيْنِك جوهراً متأملاً ... سحرًا لفرط بَيَانه وجماله) (قمر يقد من الشموس أهلة ... بظلام هجرته وفجر وصاله) وَقَالَ وكقد جلس فِي طرف مجْلِس (قيل لي لم جَلَست فِي آخر القو ... م وَأَنت البديع رب القوافي) (قلت إخترته لِأَن الْمُنَادِي ... ل يرى طرزها على الْأَطْرَاف) وَقَالَ من قصيدة مدح بهَا أَبَا النَّصْر بن النَّصْر قَاضِي الصَّعِيد (هَل الْبَين أَيْضا مغرم يعشق البانا ... فَيَأْخُذ قضباناً وَيدْفَع نيرانا) (أيا عاذلي اللاحيين صدعتما ... فؤاداً بأنواع الكآبة ملآنا) (أيجمل بالسالي يفند عَاشِقًا ... أيحسن بالصاحي يُعَاتب سكرانا) (فِرَاق الْفَتى أحبابه مثل مَوته ... فليت الردى من قبل فرقتهم كَانَا) (أيا دهر لَا تسفك دمي إِن ناصري ... أَبُو النَّصْر فَاعْلَم أَنه دم عثمانا) وَقَالَ فِيهِ (حاكمكم بَهِيمَة ... لَيست تَسَاوِي العلفا) ) (وَلَيْسَ فِيهِ مُضْغَة ... طيبَة سوى الْقَفَا) فَأمر القَاضِي بسجنه فَقَالَ (أَصبَحت بَين مصائب ... من كيد ذَات حر سمين) (أَنا يُوسُف أمرت بسج ... ني زَوْجَة القَاضِي المكين) وَمِنْه يهجو الجبيلي الشَّاعِر (أَتَى الجبيلي بِشعر مثل شعرته ... كالعير ينهق لما عاين الأتنا) (فكم جهدت بِأَن أهزا بلحيته ... فَصَارَ يخرى عَلَيْهَا فاسترحت أَنا)

زربون الأدب

3 - (زربون الْأَدَب) طراد السّلمِيّ البلبيسي الْمَعْرُوف بزربون الْأَدَب فِيهِ يَقُول الشّرف الْحلِيّ وَقد أرسل مَعَه كتاب جراب الدولة لصديق لَهُ يداعبه (وَمَا يهدى مَعَ الزربون يَوْمًا ... إِلَى خل بأظرف من جراب) ومنن شعر زربون الْأَدَب (بَادرُوا بالفرار من مقلتيه ... قبل أَن تخسروا النُّفُوس عَلَيْهِ) (وَاعْلَمُوا أَن للغرام ديوناً ... مَا لَهَا الدَّهْر منقذ من يَدَيْهِ) (الألقاب) الطرازي البُخَارِيّ الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن مَحْمُود ابْن طرارا الْجريرِي هُوَ أَبُو الْفرج الْمعَافى بن زَكَرِيَّا ابْن الطراوة النَّحْوِيّ اسْمه سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله (طرجي) 3 - (أَمِير السِّلَاح) طرجي الْأَمِير سيف الدّين كَانَ أَمِير سلَاح وَهُوَ من كبار المماليك الناصرية مُحَمَّد بن قلاون أَظُنهُ مَاتَ هُوَ والأمير سيف الدّين قجليس والأمير سيف الدّين منكلي بغا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَمَات الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب بحلب فِي هَذِه الْمدَّة الْقَرِيبَة فَقَالَ السُّلْطَان لَا إِلَه إِلَّا الله مَا هَذِه إِلَّا آجال مُتَقَارِبَة 3 - (أَخُو أرغون شاه) طرجي الْأَمِير سيف الدّين أَخُو الْأُمِّي سيف الدّين أرغون شاه لما توفّي الْأَمِير عز الدّين أيدمر الطوماري سير أرغون شاه طلبه من السُّلْطَان وَطلب لَهُ الطلبخاناه فَأُجِيب إِلَى ذَلِك ثمَّ توفّي الْأَمِير نور الدّين عَليّ بن حسن الْأَفْضَل فَأعْطِي طلبخاناته وَوصل فِي إِحْدَى الجماديين سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى بعض شَوَّال فَلَمَّا مَاتَ الْأَمِير سيف الدّين قرابغا الدوادار كَانَ حوله لما مَاتَ وَأسْندَ وَصيته إِلَيْهِ فَمَاتَ بعده بِخَمْسَة أَيَّام بَصق دَمًا وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ سَاكِنا خيرا (الألقاب) الطرطوشي الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن الْوَلِيد

طرخان

(طرخان) 3 - (تَقِيّ الدّين الشاغوري الشَّافِعِي) طرخان بن ماضي بن جوشن بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو عبد الله اليمني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشاغوري الضَّرِير الشَّافِعِي سمع من أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن يحيى الْقرشِي وَأبي الْقَاسِم بن مقَاتل وَمُحَمّد بن كَامِل بن ديسم وَغَيرهم روى عَنهُ عبد الْكَافِي الصّقليّ وَابْن خَلِيل والشهاب القوصي وَجَمَاعَة وَأم بالسلطان نور الدّين وَكَانَ يلقب تَقِيّ الدّين وَهُوَ وَالِد إِسْحَاق شيخ الشّرف مُحَمَّد ابْن خطيب بَيت الْآبَار وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْأَمِير الشَّيْبَانِيّ) طرخان بن مَحْمُود الشَّيْبَانِيّ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِدِمَشْق صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بجيرون توفّي فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ وَالْعِشْرين (طرغاي) 3 - (الجاشنكير نَائِب حلب وطرابلس) طرغاي الْأَمِير سيف الدّين الجاشنكير الناصري اصله من مماليك الطباخي وَهُوَ خوشداش الْأَمِير عَلَاء الدّين إيدغمش مَا زَالَ فِي مصر فِي وَظِيفَة الجاشنكيرية إِلَى أَن عزل الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا الْحَاجِب من حلب فِي الرمة الثَّانِيَة فرسم لَهُ السُّلْطَان بنيابة حلب فَخرج إِلَيْهَا فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِي شهر ربيع الأول وَأقَام بهَا إِلَى أَن مسك الْأَمِير سيف الدّين تنكز وعزل السُّلْطَان نواب الشَّام أَجْمَعِينَ فَأَعَادَهُ إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن توفّي الْأَمِير سيف الدّين أروم بغا نَائِب طرابلس فَأخْرجهُ الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى طرابلس نَائِبا فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا نَائِبا إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سادس شهر رَمَضَان سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحضر بعده نَائِبا الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر الناصري فِي أَوَائِل شَوَّال من السّنة (طرفَة) 3 - (الصَّحَابِيّ) طرفَة بن عرْفجَة الصَّحَابِيّ أُصِيب أَنفه يَوْم الْكلاب فَاتخذ أنفًا من

الألقاب

ورق فَأَنْتن فَأذن لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تتأن يتَّخذ أنفًا من ذهب قَالَه ثَابت بن يزِيد عَن أبي الْأَشْهب وَخَالفهُ ابْن الْمُبَارك فَجعله لعرفجة قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ أصح (الألقاب) الطرفي أَحْمد بن ثَابت (الطرماح) 3 - (الشَّاعِر) الطرماح بِكَسْر الطَّاء الْمُهْملَة وَالرَّاء وَتَشْديد الْمِيم وَبعد الْألف حاء مُهْملَة ابْن حَكِيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن حجدر أَبُو نفر وَأَبُو ضبينة شَامي المولد والمنشأ خارجي الْمَذْهَب والطرماح فِي اللُّغَة الطَّوِيل وجد جده قيس لَهُ صُحْبَة ذكره ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة وَحدث الطرماح عَن الْحسن ابْن عَليّ وروى عَنهُ ابناه صمصامة وضبينة وَمَا رُؤِيَ بِالْكُوفَةِ اثْنَان دَامَ صفاؤهما على كَثْرَة اخْتِلَافهمَا غير الطرماح والكميت كَانَ الْكُمَيْت نزارياً عصبياً شِيعِيًّا رَافِضِيًّا عراقياً كوفياً والطرماح يمنياً عصبياً شارياً خارجياً شامياً بدوياً وَكَانَا بِالْكُوفَةِ وَالشَّرِكَة فِي الصِّنَاعَة توجب الْبغضَاء وَمَا انصرفا قطّ إِلَّا عَن مَوَدَّة وَلما قيل للكميت ذَلِك قَالَ اتفقنا على بغض الْعَامَّة مر الطرماح يَوْمًا فِي مَسْجِد الْبَصْرَة وَهُوَ يخْطر فِي مَشْيه فَقَالَ رجل من هَذَا الخطار فَسَمعهُ فَقَالَ أَنا الَّذِي أَقُول (لقد زادني حبا لنَفْسي أنني ... بغيض إِلَى كل امْرِئ غير طائل) (وَأَنِّي شقي باللئام وَلَا ترى ... شقياً بهم إِلَّا كريم الشَّمَائِل) (إِذا مَا رَآنِي قطع اللحظ بَينه ... وبيني فعل الْعَارِف المتجاهل) (مَلَأت عَلَيْهِ الأَرْض حَتَّى كَأَنَّهَا ... من الضّيق فِي عَيْنَيْهِ كفة حابل) وَدخل الطرماح يَوْمًا على خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي فأنشده قَوْله (وشيبني مَا لَا أَزَال مناهضاً ... بِغَيْر غنى أسمو بِهِ وأبوع) (وَأَن رجال المَال أضحوا ومالهم ... لَهُم عِنْد أَبْوَاب الملكوك شَفِيع) ) (أمخترمي ريب الْمنون وَلم أنل ... من المَال مَا أعصي بِهِ وَأطِيع)

الألقاب

فَأمر لَهُ بِعشْرين ألف دِرْهَم وَقَالَ امْضِ الْآن فاعص بهَا وأطع ووفد الطرماح والكميت على مخلد بن يزِيد المهلبي فَجَلَسَ لَهما ودعاهما فَتقدم الطرماح لسنه فَقيل لَهُ أنْشد قَائِما فَقَالَ كلا وَالله مَا قدر الشّعْر أَن أقوم لَهُ فيحط من قدري بقيامي وأحط مِنْهُ بضراعتي وَهُوَ عَمُود الْفَخر وَبَيت الذّكر لمآثر الْعَرَب قيل لَهُ فتنح ودعي بالكميت فأنشده قَائِما فَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم فَلَمَّا خرج الْكُمَيْت شاطرها الطرماح فَقَالَ لَهُ الْكُمَيْت يَا أَبَا نفر أَنْت أبعد همة وَأَنا ألطف حِيلَة قَالَ ابْن شبْرمَة كَانَ الطرماح لنا جَلِيسا ففقدناه أَيَّامًا فقمنا جَمِيعًا لنَنْظُر مَا دهاه فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبا من منزله إِذا نَحن بنعش عَلَيْهِ مطرف أَخْضَر فَقُلْنَا لمن هَذَا فَقيل نعش الطرماح فَقُلْنَا مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حَيْثُ يَقُول (وَإِنِّي لمقتاد جوادي وقاذف ... بِهِ وبنفسي الْعَام إِحْدَى المقاذف) (لأكسب مَالا أَو أؤول إِلَى غنى ... من الله يَكْفِينِي عداة الخلائف) (فيا رب إِن حانت وفاتي فَلَا تكن ... على شرجع يعلى بخضر المطارف) (وَلَكِن قَبْرِي بطن نسر مقِيله ... بجو السَّمَاء فِي نسور عواكف) (وأمسي شَهِيدا ثاوياً فِي عِصَابَة ... يصابون فِي فج من الأَرْض خَائِف) (فوارس من شَيبَان ألف بَينهم ... تقى الله نزالين عِنْد التزاحف) (إِذا فارقوا دنياهم فارقوا الذى ... وصاروا إِلَى ميعاد مَا فِي الْمَصَاحِف) (الألقاب) طرنا الْأَمِير سيف الدّين بلبان تقدم ذكره فِي حرف الْبَاء فِي مَكَانَهُ (طرنطاي) 3 - (النَّائِب أَيَّام الْمَنْصُور) طرنطاي الْأَمِير حسام الدّين أَبُو سعيد المنصوري نَائِب المملكة بِالْقَاهِرَةِ كَانَ من رجال الْعَالم رَأيا وحزماً ودهاء وكشجاعة وسياسة وسطوة اشْتَرَاهُ الْمَنْصُور حَال إمرته من أَوْلَاد الْموصِلِي فَرَآهُ نجيباً لبيباً فترقى عِنْده إِلَى أَن جعله أستاذ الدَّار وَلما ولي السلطنة جعله نَائِبه ورد إِلَيْهِ أَمر الممالك وَكَانَ لَيْسَ على يَده يَد وَكَانَ لَهُ أثر ظَاهر يَوْم حمص وَكَانَ السُّلْطَان لَا يكَاد يُفَارِقهُ إِلَّا لضَرُورَة وجهزه لمحاصرة سنقر الْأَشْقَر فَدخل دمشق دُخُولا لَا يكَاد يدْخلهُ إِلَّا سُلْطَان من التجمل والزينة وَسَار إِلَيْهِ وَجرى

البشمقدار

بَينهمَا مَا ذكر فِي تَرْجَمَة سنقر الْأَشْقَر وَحلف لَهُ ووفى لَهُ وَبنى مدرسة بِالْقَاهِرَةِ وَله وقف على الأسرى وَكَانَ مليح الشكل وَلم يتكهل وَلما تسلطن الْأَشْرَف استبقاه أَيَّامًا حَتَّى رتب أُمُوره واستقل بِالْملكِ وَقبض عَلَيْهِ وَبسط عَلَيْهِ الْعَذَاب إِلَى أَن أتْلفه بِالْعَذَابِ وصبر صبرا جميلاً قيل إِنَّه عصر على أصداغه حَتَّى خرجت عَيناهُ وَلم يتأوه وَلم يسمع مِنْهُ إِلَّا قَوْله مَا دَامَ هَذَا تدبيرك وَالله لَا طَالَتْ لَك مُدَّة ثمَّ إِنَّه مَاتَ رَحمَه الله سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ بَينه ومبين الشجاعي منافسات عَظِيمَة وإحن قديمَة فَقيل إِن الْأَشْرَف سلمه إِلَيْهِ ليعذبه وَلما مَاتَ حمل إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ عمر السعودي وكفنوه وَدفن بِظَاهِر الزاوية قَالَ قطب الدّين كَانَ فِيهِ بذاذة وشح لكنه كَانَ مَعْدُوم النظير وَخلف من الْعين ألف ألف وسِتمِائَة ألف دِينَار وَمن الكلوتات الزركش والحوائص الذَّهَب وَالْفِضَّة والأواني والأسلحة والمتاجر والخيول والغلمان والأملاك مَا لَا يُحْصى فاستولى الْأَشْرَف على الْجَمِيع وَكَانَ وَالِده قد قَالَ لَهُ هَذَا طرنطاي لَا تمسكه وَلَا تتعرض لَهُ بأذى أبدا وَهَذَا لاجين لَا تمسكه وَإِن أمسكته لَا تبقه فَخَالف وَالِده فِي الِاثْنَيْنِ 3 - (البشمقدار) طرنطاي الْأَمِير حسام الدّين البشمقدار حضر هُوَ والأمير سيف الدّين تنكز والحاج أرقطاي إِلَى دمشق المحروسة على الْبَرِيد لما حضر تنكز نَائِب الشَّام وَصَارَ الْأَمِير حسام الدّين حاجباً وَلم يزل مُعظما عِنْد تنكز إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَتغير مَا بَينهمَا وتأكدت الوحشة وزالت الألفة وعزل من الْوَظِيفَة وَلم يكن بِدِمَشْق فِي آخر وَقت أحسن حَالا مِنْهُ فِي سكنه ودائرته ومماليكه وإقطاعه وأملاكه وحواصله وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى حضر الْأُمِّي عَلَاء) الدّين الطنبغا الْحَاجِب لنيابة دمشق وَكَانَ عِنْده أثيراً وَتوجه والعسكر إِلَى حلب فِي نوبَة طشتمر وَكَانَ هُوَ المشير الْمُدبر وتنكر لَهُ الفخري فَلَمَّا هزم الطنبغا رتبه الفخري فِي نِيَابَة حمص ثمَّ إِن السُّلْطَان الْملك الصَّالح رسم فِي أول سلطنته بنيابة غَزَّة فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا نَائِبا سنة أَو أَزِيد بِقَلِيل ثمَّ طلب إِلَى الديار المصرية فَتوجه إِلَيْهَا فِي شعْبَان سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ورسم لَهُ أَن يكون أَمِير حَاجِب وَلما توفّي الْأَمِير علم الدّين الجاولي اعطي إقطاعه وَكَانَ إقطاعاً كَبِيرا فَأَقَامَ بالديار المصرية حاجباً كَبِيرا وَكَانَ منجمعاً لَا يدرى بِهِ إِلَى أَن توفّي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فَأخْرج على الْبَرِيد إِلَى الشَّام نَائِبا بحمص عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين إيان الساقي وَوصل إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى حمص على الْبَرِيد ثمَّ ورد المرسوم بِأَن يرد إِلَى دمشق ليقيم بهَا نَائِبا وَيتَوَجَّهُ الْأَمِير سيف الدّين قطلقتمر الخليلي الْحَاجِب بِدِمَشْق نَائِبا إِلَى حمص فَرد الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي من منزلَة القسطل أَو برج الْعَطش وَأقَام بِدِمَشْق أَمِيرا مُدَّة يسيرَة ثمَّ لما أمسك الْأَمِير سيف الْملك نَائِب صفد

دوادار كتبغا

جهز نَائِب غَزَّة الْأَمِير سيف الدّين أراق إِلَى صفد نَائِبا وَنقل الْأَمِير سيف الدّين أولاجا من نِيَابَة حمص إِلَى نِيَابَة عزة وجهز الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار إِلَى نِيَابَة حمص فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يسيرَة وَلما برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى ظَاهر دمشق فِي آخر أَيَّام الْملك الْكَامِل شعْبَان كَانَ الْأَمِير حسام الدّين البشمقدار أَو لمن جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي محفة وَلما ولي السلطنة الْملك المظفر سيف الدّين حاجي اسْتمرّ بِهِ فِي دمشق وَلم يزل بهَا أَمِيرا مقدم ألف إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي يَوْم الْجُمُعَة بكرَة خَامِس شعْبَان المكرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَلم يخلف ولدا غير وَلَده الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ أحد الْأُمَرَاء الطلبخانات بِدِمَشْق 3 - (دوادار كتبغا) طرنطاي حسام الدّين الزيني دوادار كتبغا سمع الأبرقوهي وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة (طريح) 3 - (الثَّقَفِيّ) طريح بن إِسْمَاعِيل بن سعد أَبُو الصَّلْت وَيُقَال أَبُو إِسْمَاعِيل الثَّقَفِيّ من شعراء بني أُميَّة وَفد على الْوَلِيد بن يزِيد إِذْ كَانَ ولي عهد فِي خلَافَة هِشَام لأجل خؤولته فَإِن أم الْوَلِيد ثقفية وَأقَام عِنْده إِلَى أَن صَار الْأَمر إِلَيْهِ فاختص بِهِ واستفرغ شعره فِي مدح الْوَلِيد وَبَقِي إِلَى أول الدولة العباسية ومدح الْمَنْصُور والسفاح وَله فِي الْوَلِيد يمدحه (لَو قلت للسيل دع طريقك والمو ... ج عَلَيْهِ كالهضب يعتلج) (لارتد أَو ساخ أَو لَكَانَ لَهُ ... فِي سَائِر الأَرْض عَنْك منعرج) (طُوبَى لفرعيك من هُنَا وَهنا ... طُوبَى لأعراقك الَّتِي تشج) وطرب الْوَلِيد وَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم وَلما دخل على أبي جَعْفَر الْمَنْصُور فِي الشُّعَرَاء قَالَ لَهُ لَا حياك الله وَلَا بياك أما اتَّقَيْت الله وَيلك حِين قلت للوليد ابْن يزِيد لَو قلت للسيل دع طريقك الْبَيْتَيْنِ فَقَالَ طريح قد علم الله أَنِّي قلت ذَلِك ويدي ممدودة إِلَى الله عز وَجل وإياه تبَارك

طريف

وَتَعَالَى عنيت فَقَالَ للربيع أما ترى هَذَا التَّخَلُّص وَكَانَ جمَاعَة من بَيت الْوَلِيد قد حسدوا طريحاً وتحيلوا على الْوَلِيد إِلَى أَن أغضبوه عَلَيْهِ فَبَقيَ نَحْو السّنة لم يَأْذَن لَهُ حَتَّى تحيل طريح وَدخل عَلَيْهِ فأنشده (يَا ابْن الخلائف مَا لي بعد تقربة ... إِلَيْك أقْصَى وَفِي حاليك لي عجب) (مَا لي أذاد وأقصى حِين أقصدكم ... كَمَا توقي من ذِي العرة الجرب) (كأنني لم يكن بيني وَبَيْنكُم ... إل وَلَا خلة ترعى وَلَا نسب) (لَو كَانَ بالود يدنى مِنْك أزلفني ... بقربك الود والإشفاق والحدب) (وَكنت دون رجال قد جعلتهم ... دوني إِذا مَا رأوني مُقبلا قطبوا) (إِن يسمعوا الْخَيْر يخفوه وَإِن سمعُوا ... سوءا أذاعوا وَإِن لم يسمعوا كذبُوا) (رَأَوْا صدودك عني فِي اللِّقَاء فقد ... تحدثُوا أَن حبلي مِنْك منقضب) (فذو الشماتة مسرور بهيضتنا ... وَذُو النَّصِيحَة والإشفاق مكتئب) قَالَ فَتَبَسَّمَ الْوَلِيد وَأمره بِالْجُلُوسِ وَرجع وَقَالَ إياك أَن تعاود وَمن شعره) (طريف) 3 - (التَّابِعِيّ الْبَصْرِيّ) طريف بن مجَالد الهُجَيْمِي أَبُو تَمِيمَة الْبَصْرِيّ التَّابِعِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر يروي عَن آبي هُرَيْرَة وَأبي مُوسَى ويروي عَنهُ قَتَادَة وَبكر الْمُزنِيّ وَقد ذكره بَعضهم فِي الصَّحَابَة وَهُوَ غلط (طريفة) 3 - (طريفة بن حاجز) طريفة بن حاجز بالزاي قَالَ سيف بن عمر هُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ أَبُو بكر الصّديق فِي قتل الْفُجَاءَة السّلمِيّ الَّذِي حرقه أَبُو بكر بالنَّار فَسَار طريفة فِي طلبه وَكَانَ طريفة وَأَخُوهُ معن بن حاجز مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد وَكَانَ مَعَ الْفُجَاءَة نجبة بن أبي

طشبغا

الميثاء فَالتقى نجبة وطريفة فتقاتلا فَقتل الله نجبة على الرِّدَّة ثمَّ سَار حَتَّى لحق بالفجاءة فَأسرهُ وأنفذه إِلَى أبي بكر فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ أوقد لَهُ نَارا وَأمر بِهِ فقذف فِيهَا حَتَّى احْتَرَقَ (طشبغا) 3 - (الساقي) طشبغا الْأَمِير سيف الدّين الساقي تقدم ألفا أَوَائِل أَيَّام الْملك النَّاصِر حسن وَصَارَ من الْكِبَار وَلم يزل إِلَى أَن أخرج الْأَمِير سيف الدّين الجيبغا إِلَى دمشق فَأخْرج الْأَمِير سيف الدّين طشبغا الْمَذْكُور بعده إِلَى حماة صُحْبَة علم الدّين قَيْصر البريدي مُقيما بهَا على طلبخاناه انْحَلَّت عَن الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد ابْن الْأَمِير حسام الدّين لاجين أَمِير آخور بِدِمَشْق لِأَن نَاصِر الدّين توجه مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر مَعَه أَيْضا سيف الدّين منكلي بغا المظفري ورتب لَهُ بحماة فِي كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم وَكَانَ وصولهما إِلَى دمشق فِي ثَانِي عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (الدوادار) طشبغا الْأَمِير سيف الدّين الدوادار الناصري ولي الدوادارية الْكُبْرَى اسْتِقْلَالا عِنْدَمَا أخرج الْأَمِير سيف الدّين جرجي الدوادار فِي أول دولة الْملك النَّاصِر حسن ابْن النَّاصِر مُحَمَّد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَلم يزل إِلَى أَن وَقع بَينه وَبَين القَاضِي عَلَاء الدّين) عَليّ ابْن فضل الله صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِسَبَب بعض الموقعين شخص يعرف بِابْن البقاعي انتصر لَهُ الدوادار وَحضر إِلَى الدِّيوَان فِي حفدته وضربه بِيَدِهِ وسل عَلَيْهِ السَّيْف واخرق بِهِ فتشاكيا إِلَى النَّائِب والأمراء فرسم بِإِخْرَاج الدوادار إِلَى دمشق فوصلها فِي الْبَرِيد يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا مديدة وَأعْطِي طلبخاناه بِدِمَشْق وَتزَوج ابْنة الْأَمِير سيف الدّين ايتمش الناصري نَائِب الشَّام وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن أمسك منجك الْوَزير فَطلب إِلَى مصر وَتوجه إِلَيْهَا فِي يَوْم السبت ثَانِي عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَلما دخل إِلَى السُّلْطَان أقبل عَلَيْهِ وولاه الدوادارية وَقدم المصريون لَهُ شَيْئا كثيرا وَلما جرى للأمير سيف الدّين أرغون الكاملي نَائِب حلب مَا جرى وَحضر إِلَى دمشق أرسل السُّلْطَان الْأَمِير سيف الدّين طشبغا غليه بِنَاء على أَنه فِي حلب فَوَجَدَهُ بالرملة فَأَخذه وَتوجه بِهِ إِلَى السُّلْطَان ثمَّ نه حضر مَعَه إِلَى حلب فوصلا إِلَى دمشق فِي يَوْم الْأَحَد بعد الْعَصْر خَامِس صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة فَأعْطَاهُ نَائِب حلب شَيْئا كثيرا إِلَى الْغَايَة وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشْرين صفر توجه من دمشق عَائِدًا إِلَى مصر ثمَّ لما جرى مَا جرى من خلع الْملك النَّاصِر حسن وَولَايَة الْملك الصَّالح صَالح أَقَامَ

طشتمر

على الدوادارية مديدة ثمَّ وصل إِلَى دمشق فِي حادي عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا بطالاً وَمرض مُدَّة ثمَّ توفّي رَحمَه الله فِي ثَانِي الْعِيد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ شكلاً حسنا يكْتب كِتَابه مليحة منسوبة (طشتمر) 3 - (حمص أَخْضَر نَائِب حلب) طشتمر الْأَمِير سيف الدّين الساقي الْمَعْرُوف بحمص أَخْضَر لِأَنَّهُ كَانَ يَأْكُلهُ كثيرا فَسَماهُ خوشداشوه بذلك كَانَ من أكبر مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من طبقَة أرغون الدوادار أَرَادَ إِمْسَاكه السُّلْطَان مرّة فأمسكه وامسك مَعَه قطلوبغا الفخري وَكَانَ يَدعُوهُ أَخَاهُ وَأَنا شَاك فِي إمْسَاك الفخري فِي هَذِه الْمرة فَوقف الحرافيش للسُّلْطَان وَدخل خوشداشيتهم على السُّلْطَان فأفرج عَنْهُمَا وَعلم أَنه لَا قبل لَهُ بهما ثمَّ إِنَّه لما أمسك الْأَمِير سيف الدّين أرغون ثمَّ جهزه نَائِب حلب أمسكهما وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز تِلْكَ الْأَيَّام بِالْقَاهِرَةِ فشفع فيهمَا فأفرج عَنْهُمَا وَقَالَ لَهُ يَا أَمِير هَذَا الْمَجْنُون يَعْنِي الفخري خُذْهُ مَعَك إِلَى الشَّام وَهَذَا الْعَاقِل يَعْنِي طشتمر دَعه عِنْدِي فَخرج تنكز بالفخري وَأقَام طشتمر بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ مستوحش الْبَاطِن خَائِف فَلَمَّا توجه السُّلْطَان إِلَى الْحجاز سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة كَانَ أحد الْأَرْبَعَة الَّذين تَركهم بالقلعة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين طشتمر الْمَذْكُور فيد مبدأ أمره بعد حُضُور السُّلْطَان من الكرك فِي غَايَة من رفْعَة الْقدر والمحبة عِنْد مخدومه وَلما مرض تِلْكَ الْأَيَّام مُدَّة طول فِيهَا احضر لَهُ الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا نَائِب حلب وَجعله فِي خدمته فَقَالَ يَا خوند بِشَرْط أَن لَا يدْخل إِلَيْهِ أحد من خوشداشيته فَقَالَ لَهُ مَا يمتنعون عَنهُ فَقَالَ آخذه وأسافر بِهِ فرسم بذلك فَتوجه إِلَى الصَّعِيد وَمنعه الْخبز وَغَيره إِلَى أَن قويت معدته على الهضم وَلما تمكن من الْعَافِيَة دخل بِهِ معافى طيبا فشفع فِيهِ عِنْد السُّلْطَان وَأخذ لَهُ إمرة مائَة ثمَّ شفع لَهُ وَأخذ لَهُ الحجوبية وَلما توفّي سودي نَائِب حلب باس طشتمر الأَرْض وَطلب لَهُ نِيَابَة حلب فرسم لَهُ بهَا وَكَانَ القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير يتَوَلَّى لَهُ بِنَفسِهِ عمَارَة إسطبله وَالدَّار الَّتِي لَهُ وَالرّبع الَّذِي إِلَى جانبهما فِي حدرة الْبَقر لَا جرم أَن تِلْكَ البوابة لم يكن بِالْقَاهِرَةِ أحسن مِنْهَا ثمَّ إِن السُّلْطَان رسم لَهُ بالتوجه إِلَى نِيَابَة صفد فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَذَلِكَ أَنه تقدم أَمر السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير بدر الدّين ابْن خطير الْحَاجِب بِأَنَّهُ لَا يدع الْأُمَرَاء أَن يخرجُوا بعد السماط وَهَذِه الْعَادة فِي إمْسَاك من يمسك فامتثل ذَلِك وَسقط فِي أَيدي الْأُمَرَاء أَجْمَعِينَ

وتوهموا الشَّرّ فَلَمَّا وقفُوا على الْعَادة حَضَرُوا وطغاي أَمِير آخور تنكز وَكَانَ فِي تِلْكَ الْأَيَّام قد ورد فِي الْبَرِيد وَخرج إِلَيْهِ قوصون من المرقد وَقَالَ لَهُ لأي شَيْء تخَالف أستاذك) وَهُوَ مَا رباك إِلَّا لتنفعه ورماه وَقَتله بِالْعِصِيِّ تَقْدِير خمس عشرَة عَصا ثمَّ شفع فِيهِ وأقيم وَالنَّاس كَأَنَّمَا على رؤوسهم الطير فَخرج بعد ذَلِك قوصون وَطلب طشتمر وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان رسم لَك بنيابة صفد فاستعفى وتضرع وَطلب الْإِقَالَة فَدخل وَخرج غليه مرَّتَيْنِ وَفِي الثَّالِثَة نقال لَهُ بس الأَرْض وَلَا تَتَكَلَّم كلمة فباس الأَرْض وَتوجه إِلَى بَيته ثمَّ إِن السُّلْطَان جهز إِلَيْهِ شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص بمرسوم فِيهِ إنعام ألف إِرْدَب وَمِائَة ألف دِرْهَم وَقَالَ لَهُ هَذَا إنعام الزوادة قَالَ لي النشو إِنِّي لما أَعْطيته المرسوم باسه وَوَضعه على رَأسه ودعا للسُّلْطَان بغيظ وحرج وَجعل يضع يَده فِي ذقنه ويجذب مِنْهَا شعرهَا يطلع فِي يَده خَمْسَة خَمْسَة وَعشرَة عشرَة قَالَ فتوهمت الْإِيقَاع بِي فهممت بِالْقيامِ فال لي أُرِيد أَن تكون وَكيلِي على إقطاعي ومحاسبته وأملاكي وتعلقاتي فاستفعيت من ذَلِك وَقلت يَا خوند مَا يهون ذَلِك على السُّلْطَان وَلَكِن أحد من خوشداشيتك وَأَنا فِي خدمته فمت وَمَا رَأَيْت روحي برا بَابه وَفِي عَيْني قَطْرَة وَلما كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي جهز إِلَيّ مبلغ خَمْسمِائَة دِينَار وَقَالَ هَذِه شكران المرسوم الَّذِي أحضرته أمس قَالَ فَقلت وَالله مَا آخذه والأمير فِي هَذَا الْوَقْت يردي الزوادة فَقَالَ لَا بُد من أَخذهَا أَو تعرف السُّلْطَان بذلك فَقلت هَذَا نعم فَعرفت السُّلْطَان مَا جرى فَقَالَ لَا تَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وجهز إِلَيْهِ السُّلْطَان خيلاً بسروجها وقماشها إنعاماً وَفِي يَوْم الْخَمِيس أحضرهُ فِي الإيوان بعد قيام النَّاس من الْخدمَة وَأَجْلسهُ قدامه وَقَالَ لَهُ مَا أجهزك إِلَى الشَّام إِلَّا لِتَقضي لي هُنَاكَ شغلاً وأكب على رَأسه يقبله وودعه وجهز مَعَه طاجار الدوادار وَقَالَ بَعْدَمَا توصله إِلَى صفد توجه إِلَى تنكز وَقَول لَهُ هَذَا خوشداشك الْكَبِير وَقد صَار جَارك فراعيه وَلَا تعامله مُعَاملَة من تقدم فَمَا أَقَامَ بصفد إِلَّا قَلِيلا وَمرض مرضة عَظِيمَة اشرف مِنْهَا على الْهَلَاك وَأمر بِعَمَل قبر لَهُ فِي مغارة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام وَفرغ مِنْهُ ثمَّ إِنَّه عوفي من ذَلِك فَلَمَّا كَانَ من أَمر تنكز مَا كَانَ على مَا شرح فِي تَرْجَمته وَأَرَادَ السُّلْطَان الْقَبْض عَلَيْهِ جهز إِلَيْهِ سيف الدّين بهادر حلاوة الأوشاقي البريدي الْمصْرِيّ يَقُول لَهُ توجه إِلَى دمشق خُفْيَة وَأمْسك تنكز فَتوهم أَن ذَلِك خداع وَإِنَّمَا هُوَ الْغَرَض فِي الْإِمْسَاك وَمَا أمكنه إِلَّا الِامْتِثَال فَقَامَ من صفد الصُّبْح لما أذن وسَاق حَتَّى وصل إِلَى المزة بِدِمَشْق قبل الظّهْر فِي تَقْدِير عشْرين فَارِسًا وَهَذَا سوق عَظِيم لَا يَفْعَله غَيره لِأَن صفد عَن دمشق مَسَافَة يَوْمَيْنِ واكثر ثمَّ إِن الطَّرِيق وعر وَلما وصل كَانَ دواداره قد تقدم من أول اللَّيْل إِلَى الْأُمَرَاء والحجاب بالملطفات

) (قد أقبل الفخري فِي موكب ... أَعَاذَهُ الله من الْعين) ) (والحمص الْأَخْضَر فِي فرحة ... لأَجلهَا صَار بقلبين) وَلما توجه الفخري بالعساكر هُوَ وطشتمر إِلَى السُّلْطَان إِلَى غَزَّة وَسمع السُّلْطَان بذلك توجه هُوَ من الكرك إِلَى مصر وتركهما فدخلا إِلَى مصر بعده وَلما دخلا أقبل عَلَيْهِمَا وَقرر طشتمر فِي نِيَابَة مصر وَقرر الفخري فِي نِيَابَة دمشق فَأَقَامَ طشتمر فِي النِّيَابَة تَقْرِيبًا مُدَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَعمل النِّيَابَة بعظمة زَائِدَة إِلَى الْغَايَة القصوى وَقيل إِنَّه تحجر على السُّلْطَان زَائِدا فَتَركه السُّلْطَان إِلَى أَن خرج الفخري إِلَى الشَّام وتوسط الرمل أَو قاربه وَطلب طشتمر فَدخل

طلليه

إِلَيْهِ فأمسكه فِي الْقصر عِنْده وجهز فِي الْحَال الطنبغا المارداني وَغَيره لإمساك الفخري وَخرج السُّلْطَان من الْقَاهِرَة مُتَوَجها إِلَى الكرك وَأخذ طشتمر مَعَه ممسكاً وجهز إِلَى الطنبغا المارداني بِأَن يُجهز إِلَيْهِ الفخري إِلَى الكرك فوصل إِلَيْهِ وَجعل الِاثْنَيْنِ فِي الاعتقال وَأَقَامَا مُدَّة يسيرَة فَقيل إِن السُّلْطَان بَات برا الكرك لَيْلَة وأنهما كسرا بَاب الْحَبْس وخرجا مِنْهُ فورد الْخَبَر أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِأَن السُّلْطَان قتل طشتمر والفخري بِالسَّيْفِ قدامه صبرا وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين طشتمر رَحمَه الله تَعَالَى واسمع الْكَرم كَبِير النَّفس كثير الإنعام والإيثار وَهُوَ الَّذِي عمر الحمامين بالزريبة بِالْقَاهِرَةِ وَالرّبع الَّذِي عِنْد الحريريين دَاخل الْقَاهِرَة لم ير أحد مثله وَعمر بصفد حَماما حسنا إِلَى الْغَايَة وَكَانَ أقبجاً طبجياً فَارِسًا شجاعاً وَقلت أَنا فِيهِ لما قتل رَحمَه الله تَعَالَى (طوى الردى طشتمر بَعْدَمَا ... بَالغ فِي دفع الْأَذَى واحترس) (عهدي بِهِ كَانَ شَدِيد القوى ... أَشْجَع من يركب ظهر الْفرس) (ألم تَقولُوا حمصاً أخضراً ... تعجبوا بِاللَّه كَيفَ اندرس) 3 - (طلليه) طشتمر الْأَمِير سيف الدّين طلليه بطاء مُهْملَة ولامين مفتوحتين وياء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وهاء لِأَنَّهُ كَانَ يكثر من هَذِه الْكَلِمَة إِذا تحدث كَانَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة الناصرية وَعظم أخيراً خُصُوصا فِي أَيَّام المظفر حاجي والناصر حسن وَكَانَ من أُمَرَاء المشور وَجعل أَمِير سلَاح وَكَانَ مِمَّن يكْتب إِلَيْهِ نواب الشَّام قرين مطالعات السُّلْطَان وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي طاعون مصر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي شهر شَوَّال) (الألقاب) الططماجي نصر بن عناز (طعمة) 3 - (الْكُوفِي) طعمة بن عَمْرو العامري الْكُوفِي وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ

طغان

(طغان) 3 - (صَاحب نيسابور) طغان شاه ابْن الْملك الْمُؤَيد أَي أبه وكنيته أَبُو بكر ملك نيسابور بعد قتل وَالِده وَكَانَ منهمكاً على اللَّذَّات معاقراً للخمر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة (طغاي) 3 - (سيف الدّين طغاي الْأَمِير الْكَبِير) طغاي الْأَمِير سيف الدّين الناصري لم يكن عِنْده أحد فِي مَحَله وَلَا فِي رتبته يُقَال إِنَّه من مماليك حسام الدّين لاجين الْمَنْصُور وَلذَلِك كَانَ الِاتِّفَاق بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَلما أمسك الْأَمِير سيف الدّين طغاي آخى السُّلْطَان بَين تنكز وَبَين بكتمر الساقي وَقَالَ لَهُ هَذَا يكون بدل طغاي وَكَانَ طغاي يعرف بالكبير وَكَانَ لَهُ مهابة فِي قُلُوب الخاصكية وَكَانَ السُّلْطَان يكون يمزح مَعَ مماليكه وهم مَعَه فِي بسط وانشراح حَتَّى يُقَال جَاءَ طغاي فَحِينَئِذٍ ينجمع السُّلْطَان ويحتشم ويصف النَّاس فِي مَرَاتِبهمْ وَكَانَ يضع يَده فِي حياصة الْأَمِير وَيخرج بِهِ من بَين يَدي السُّلْطَان ويضربه مِائَتي عَصا واكثر وَالسُّلْطَان يسمع ضربه وَمَا يُنكر من ذَلِك شَيْئا وَلما مرض السُّلْطَان تِلْكَ المرضة الَّتِي أشفى فِيهَا على الْمَوْت طلب كل وَاحِد من المقربين إِلَيْهِ من الخاصكية وَقَالَ لَهُ فِيمَا بَينه وَبَينه يكون نظرك على أَوْلَادِي وحريمي ومماليكي فَأَنت الَّذِي يتم لَك ذَلِك الْأَمر فَكل مِنْهُم تنصل وَبكى وَقَالَ هَذَا أَمر لَا يكون أبدا وَلَا أوافق عَلَيْهِ وَالله تَعَالَى يجعلنا كلنا فدَاء مَوْلَانَا السُّلْطَان وَلم ير من أحد مِنْهُم إقبالاً على مَا أَشَارَ إِلَيْهِ فَلَمَّا مثل ذَلِك لطغاي رأى مِنْهُ إقبالاً وشم من أنفاسه الْميل إِلَى الْملك وتوقع السلطنة فأكمن ذَلِك فِي بَاطِنه لَهُ وَحلق السُّلْطَان شعره فِي تِلْكَ المرضة فحلق الخاصكية) كلهم شُعُورهمْ وَاسْتمرّ ذَلِك سنة لَهُم إِلَى الْيَوْم إِلَّا طغاي فَإِنَّهُ مَا حلق فَزَاد ذَلِك فِي حنق السُّلْطَان عَلَيْهِ وَأخرجه إِلَى صفد نَائِبا نحضر إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة شَهْرَيْن وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يُجهز إِلَيْهِ كل يَوْم وَالثَّانِي سِتَّة بغال فَاكِهَة وحلوى وَكَذَلِكَ الصاحب شمس الدّين مَا أخلا بذلك مُدَّة مقَامه وَحضر إِلَيْهِ يَوْمًا بريدي من دمشق وعَلى يَده كتاب من الْأَمِير سيف الدّين تنكز على الْعَادة فِيمَا كَانَ يكْتب بِهِ إِلَى النواب بِالشَّام فِي مهمات الدولة فَلَمَّا رأى الْكتاب رمى البريدي وضربه مِائَتي عَصا وَقَالَ أَنا إِلَى الْآن مَا برد خدي من فَخذ السُّلْطَان صر

الحاج طغاي التتري

تنكز يَأْمر عَليّ ثمَّ إِن الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي حضر على الْبَرِيد يَوْم الْأَرْبَعَاء وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قد رسم لَك بنيابة الكرك فتهيأ لتتوجه وَكَانَ مَعَه كتب السُّلْطَان فِي الْبَاطِن إِلَى أُمَرَاء صفد بإمساكه فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْخَمِيس ركب عَسْكَر صفد ووقفوا فِي الميدان فَلَمَّا علم ذَلِك قَالَ لَهُ يَا خوشداش عَلَيْك سمع وَطَاعَة لمولانا السُّلْطَان قَالَ نعم وَحل سَيْفه وأحضر لَهُ الْقَيْد من القلعة وَقَيده وَتوجه إِلَى مصر وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة وَلَقَد رَأَيْته وَقد خرج من دَار النِّيَابَة ليركب الْبَغْل الَّذِي أحضر لَهُ وَكلما هم بالركوب تعلق فِيهِ مماليكه ومنعوه من الرّكُوب وَبكى همم وَهُوَ فعلوا ذَلِك مران وَهُوَ من طول قامته ظَاهر عَنْهُم بِبَعْض صَدره وَكَانَ من أحسن الأشكال وَوَجهه من أحسن الْوُجُوه مفرط الْحسن بارع الْجمال ثمَّ جهز إِلَى إسكندرية وَلم يدْخل الْقَاهِرَة وَتُوفِّي بهَا معتقلاً أَو قَتِيلا سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة وَهُوَ الَّذِي عمر الخان الْمليح بِالْقصرِ الْعَيْنِيّ وَأهل إسكندرية يزورون قَبره وَله تربة ظَاهِرَة 3 - (الْحَاج طغاي التتري) طغاي بن سوتاي الْحَاج طغاي التتري حَارب عَليّ باشا خَال السُّلْطَان بوسعيد غير مرّة وانكسر الْحَاج طغاي وَيعود إِلَى حربه مَرَّات وينكسر وَمَا يرجع فَقَالَ عَليّ باشا مَا رَأَيْت أقوى من وَجه هَذَا وَلَكِن هَذَا حمَار حَرْب وَلم يزل بعد ذَلِك فِي محاربة قوم بعد قوم من التتار وَهُوَ ملاحظ الْمُسلمين إِلَى أَن قَتله إِبْرَاهِيم شاه ابْن أَخِيه بارنباي وَجَاء الْخَبَر بقتْله من نواب الْأَطْرَاف والثغور يَوْم عَاشُورَاء سنة ارْبَعْ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وحز رَأسه بِيَدِهِ 3 - (أَمِير آخور تنكز) طغاي سيف الدّين أَمِير آخور الْأَمِير سيف الدّين تنكز رحمهمَا الله تَعَالَى كَانَ فِي آخر الْأَمر) عِنْد أستاذه أثيلاً أثيراً هُوَ وَسيف الدّين جنغاي وَكَانَ لَا يفعل شَيْئا إِلَّا برأيهما وَقيل إِنَّه كَانَ قد خلص من الإقطاعات للأويراتية والوافدية بِدِمَشْق ألف إقطاع وَلم ير النَّاس مِنْهُ إِلَّا خيرا وَلَكِن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون نقم عَلَيْهِ فِي الْبَاطِن من نسب إِلَى تنكز على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة خوشداشه جنغاي فَأمر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك بتوسطه فوسطه بسوق الْخَيل رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأخذت تركته وَهِي شَيْء كثير إِلَى الْغَايَة 3 - (الخوندة) طغاي الخوندة الْكُبْرَى زَوْجَة الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَأم آنوك وَلَده وَقد تقدم ذكر آنوك فِي حرف الْهمزَة فِي مَكَانَهُ كَانَت الْمَذْكُورَة جَارِيَته أَولا ثمَّ

طغاي تمر

إِنَّه أعْتقهَا وَتَزَوجهَا وَلم يدم السُّلْطَان على محبَّة أحد غَيرهَا وَكَانَت هِيَ أكبر أَزوَاجه وَحج بهَا القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير واحتفل بأمرها وَأخذ مَعهَا الْبَقر الحلابة لأجل الْجُبْن المقلي السخن فِي الطَّعَام بكرَة وعشياً وَأخذ أَنْوَاع البقل وَالْخضر على ظُهُور الْجمال ثمَّ إِنَّه حج بهَا الْأَمِير سيف الدّين بشتاك سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وعَلى الْجُمْلَة قَرَأت من السَّعَادَة مَا لَا رَآهُ غَيرهَا من زَوْجَات سلاطين مصر وَكَانَت معظمة بعده عِنْد كل دولة إِلَى أَن توفيت رَحمهَا الله تَعَالَى فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي طاعون مصر وَقيل إِنَّهَا كَانَت أُخْت الْأَمِير سيف الدّين أقبغا الَّذِي تقدم ذكره فِي حرف الْهمزَة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى إِذا جهز تقادم إِلَى مصر لَا يكْتب على أحد شَيْئا إِلَّا على السُّلْطَان وعَلى الْأَمِير سيف الدّين قوصون وعَلى طغاي الْمَذْكُورَة (طغاي تمر) 3 - (الْأَمِير سيف الدّين الناصري) طغاي تمر الْأَمِير سيف الدّين الناصري كَانَ شكلاً مليحاً ممشوقاً بارع الْحَلَاوَة باهر الْجمال قَالَ النَّاس مَا كَانَ للسُّلْطَان فِي الخاصكية بعد طغاي الْكَبِير أحسن من طغاي تمر إِلَّا أَن طغاي الْكَبِير كَانَ أَبيض مشرباً حمرَة وَهَذَا كَانَ أسمر احمر إِلَّا أَنه ألطف حركات وارشق قداً زوجه السُّلْطَان ابْنَته وَلم يعْمل لَهُ زفة عرس لَكِن رسم لَهُ السُّلْطَان بِأَن يصرف عَلَيْهِ من الخزانة نَظِير مكارمة الْأُمَرَاء لقوصون لما دخل على ابْنة السُّلْطَان وَكَانَ ذَلِك خمسين ألف دِينَار وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا مهيباً وادعاً للشر وَمَا كَانَ يلازم السُّلْطَان كثيرا وَلَا يتطرح عَلَيْهِ مثل غَيره وَتُوفِّي بعد حضورهم من الْحجاز فِي أَوَائِل سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أَو أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن وَوجد السُّلْطَان عَلَيْهِ رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ كَانَ أحد الْأَرْبَعَة الْمشَار إِلَيْهِم فِي عصره هُوَ وبكتمر الساقي وقوصون وبهادر التُّمُرْتَاشِيّ 3 - (الدوادار) طغاي تمر النجمي الدوادار الْأَمِير سيف الدّين دوادار الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل والكامل شعْبَان والمظفر حاجي من أحسن الأشكال وأبهى الْوُجُوه جَاءَ مَعَ فياض بن مهنا لما أفرج عَنهُ من الاعتقال وَتوجه مَعَه إِلَى بيوته بِنَاحِيَة الْبَصْرَة وَذَلِكَ فِي أول دولة الصَّالح ثمَّ إِنَّه مُتَقَدم وَصَارَت لَهُ وجاهة عَظِيمَة وخدمه النَّاس وَأعْطِي إمرة مائَة فَارس

الألقاب

وتقدمة ألف فِي أول دولة المظفر وَعمر فِي الْأَيَّام الصالحية الخانقاه الَّتِي أَنْشَأَهَا برا بَاب المحروق ظَاهر الْقَاهِرَة وَهِي مليحة إِلَى الْغَايَة وَعمر الدَّار الَّتِي وَلما كَانَ فِي وَاقعَة الْحِجَازِي وآقسنقر وَأُولَئِكَ الْأُمَرَاء وإمساكهم رمى هُوَ سَيْفه بِنَفسِهِ وَبَقِي بِلَا سيف بعض يَوْم ثمَّ إِن السُّلْطَان أعطَاهُ سَيْفه وَاسْتمرّ بِهِ فِي الْوَظِيفَة على عَادَته ثمَّ لما كَانَ بعد شهر أخرج هُوَ والأمير نجم الدّين مَحْمُود بن شروين الْوَزير والأمير سيف الدّين بيدمر البدري إِلَى الشَّام على هجن ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين منجك لحقهم فِي غَزَّة وَقضى الله تَعَالَى فيهم أمره رَحِمهم الله تَعَالَى وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة فِي أَوَائِله سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة (الألقاب) الطغرائي صَاحب لامية الْعَجم اسْمه الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد) (طغتكين) 3 - (سيف الْإِسْلَام صَاحب الْيمن) طغتكين بن أَيُّوب بن شاحذي بن مَرْوَان سيف الْإِسْلَام أَبُو الفوارس المنعوت بِالْملكِ الْعَزِيز ظهير الدّين أَخُو السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف لما ملك صَلَاح الدّين الديار المصرية وسير أَخَاهُ توران شاه إِلَى بِلَاد الْيمن فملكها سير إِلَيْهَا بعده سيف الْإِسْلَام هَذَا سنة سبع ومسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ شجاعاً كَرِيمًا حسن السياسة مَقْصُودا من الْبِلَاد الشاسعة لإحسانه وبره وَدخل إِلَيْهِ شرف الدّين ابْن عنين ومدحه بغر القصائد فأجزل صلَاته واكتسب من جِهَته مَالا وافراً وَخرج بِهِ من الْيمن فَلَمَّا صَار إِلَى الديار المصرية وسلطانها يَوْمئِذٍ الْعَزِيز عُثْمَان ابْن صَلَاح الدّين ألزمهُ ديوَان الزَّكَاة بِدفع الزَّكَاة من المتاجر الَّتِي وصلت مَعَه من الْيمن فَقَالَ (مَا كل من يتسمى بالعزيز لَهَا ... أهل وَلَا كل برق سحبه غدقه) (بَين العزيزين بون فِي فعالهما ... هذاك يُعْطي وَهَذَا يَأْخُذ الصدقه) وَكَانَ الْعَزِيز طغتكين قد استولى على كثير من بِلَاد الْيمن وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة مَعَ ظلم وَكَانَ قد أَخذ من نائبي أَخِيه ابْن منقذ وَعُثْمَان الزنجيلي أَمْوَالًا عَظِيمَة إِلَى الْغَايَة وَلما كثر الذَّهَب عَلَيْهِ سبكه وَجعله كالطواحين وَتُوفِّي فِي مَدِينَة أَنْشَأَهَا بِالْيمن وسماها المنصورة

صاحب دمشق

فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقَامَ بعده ابْنه إِسْمَاعِيل الَّذِي سفك الدِّمَاء وَقَالَ إِنَّه أموي وَادّعى الْخلَافَة وتلقب بالهادي 3 - (صَاحب دمشق) طغتكين الْأَمِير أَبُو مَنْصُور الْمَعْرُوف بأتابك من أُمَرَاء تَاج الدولة زوجه بِأم وَلَده دقاق كَانَ مَعَ تَاج الدولة لما سَار إِلَى الرّيّ لقِتَال ابْن أَخِيه فَلَمَّا قتل تَاج الدولة رَجَعَ إِلَى دمشق وَصَارَ أتابكاً لدقاق فَلَمَّا مَاتَ دقاق تملك دمشق وَكَانَ شهماً شَدِيدا على الفرنج والمفسدين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَ ابْن القلانسي إِن الْمُصحف العثماني حمله عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ من الْمَدِينَة إِلَى كبرية فَحَمله أتابك طغتكين من طبرية إِلَى الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق (طغجي) 3 - (مَمْلُوك الْأَشْرَف) طغجي الْأَمِير سيف الدّين الأشرفي مَمْلُوك الْملك الْأَشْرَف خَلِيل ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور كَانَ من احسن التّرْك وأظرفهم شكلاً وَكَانَ خَلِيل مَوْلَاهُ فَأمره وَقدمه وَأَعْطَاهُ الْأَمْوَال والنفائس وخوله ثمَّ كَانَ أَمِيرا فِي دولة الْعَادِل كتبغا والمنصور لاجين فخاف من الْقَتْل وَالْحَبْس فشارك فِي زَوَال دولة الْمَنْصُور وَقَامَ وَقعد لحينه ثمَّ إِنَّه عمل النِّيَابَة أَرْبَعَة أَيَّام بعد قتلة لاجين فَلَمَّا قدم الْقَاهِرَة الْأَمِير بدر الدّين أَمِير سلَاح من البيكار تَلقاهُ إِلَى برا الْقَاهِرَة فتباله عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ كَانَ للسُّلْطَان عَادَة يطلع إِلَيْنَا ويتلقانا فَقَالَ وَأَيْنَ هُوَ السُّلْطَان قد قَتَلْنَاهُ فعرج بفرسه عَنهُ وَقَالَ إِلَيْك عني أكلما قَامَ سُلْطَان وثبتم عَلَيْهِ وقتلتموه فاعتوره أعوان السُّلْطَان الَّذِي قتل بِالسُّيُوفِ فَقَتَلُوهُ ظَاهر الْقَاهِرَة وَرمي على مزبلة وحجه الْخلق للفرجة وَالْعبْرَة ثمَّ دفن بتربته وَقد نَيف على الثَّلَاثِينَ وَذَلِكَ مُسِنَّة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة وَمن حلاوة شكله وظرفه ومحاسنه أطلع النَّاس قماش وسموها طغجي وَيُقَال إِنَّه كَانَ فِي خدمَة الْأَشْرَف وهم بالبلاد الحلبية فَمر السُّلْطَان بحيلان فَقَالَ لَهُ مَا اسْم هَذِه الْقرْيَة يَا طغجي فَقَالَ لَهُ حيلان فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان اقعد فَنزل عَن الْفرس وَقعد فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قُم واركب فَقَالَ السُّلْطَان رسم بالقعود وَمَا أقوم فَقَالَ لَهُ قُم فَقَالَ مَا أقوم فَقَالَ قُم وخذها لَك فباس الأَرْض وَرجله وَركب مَعَه

طغج

(طغج) 3 - (أَمِير دمشق التركي) طغج بنجف الفرغاني التركي نَائِب دمشق لخمارويه ولابنه هَارُون وامتدت أَيَّامه إِلَى أَن حاصرته القرامطة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثلاثمائة (طغدي) 3 - (الْبَغْدَادِيّ الفرضي) طغدي بن ختلع بن عبد الله الْأَمِير أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الفرضي وَيُسمى عبد المحسن ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْقرَاءَات على عَليّ بن عَسَاكِر البطائحي زوج أمه وَهُوَ الَّذِي رباه وسع بإفادته من أبي الْفضل الأرموي وَابْن نَاصِر وَهبة الله ابْن أبي شريك وَأبي الْوَقْت وَكَانَ أستاذاً فِي الْفَرَائِض قدم الشَّام واستوطنها وَحدث بهَا وروى عَنهُ يُوسُف ابْن خَلِيل والضياء مُحَمَّد (طغرل) 3 - (صَاحب غزنة) طغرل مَمْلُوك مودود بن مَسْعُود بن سبكتكين كَانَ غُلَاما تركياً شهماً شجاعاً اختصه مودود وَقدمه ونوه اسْمه فِي تَزْوِيجه أُخْته فَلَمَّا مَاتَ مودود وَقعد عبد الرشيد بن مَحْمُود بن سبكتكين أجراه من نَفسه ذَلِك المجرى فَلم يزل يتدلل عَلَيْهِ وَيطْلب مِنْهُ العساكر وَالنَّفقَة ليأخذهم ويسترجع خُرَاسَان من التركمان فَأطلق لَهُ الْمُضِيّ إِلَى سجستان مَعَ جمَاعَة من رفقائه لم يَكُونُوا كثيرين فَخرج بهم وطرد عَم الْأَمِير بيغو عَم الْأَمِير جغري بك وَاسْتولى عَلَيْهَا وَمَال إِلَيْهِ بَاقِي الغلمان الَّذين كَانُوا بالحضرة واتصلوا بِهِ فطمع فِي الْملك فَبَايع أَصْحَابه وَانْصَرف من سجستان مَعَهم مُسْرِعين حَتَّى هجموا على عبد الرشيد بغزنة فَلم يجد الْمِسْكِين حِيلَة إِلَّا أَنه التجأ إِلَى التحصن بالقلعة الَّتِي فِي الْبَلَد فَنزل طغرل دَار الْملك وَجلسَ على سَرِير الْملك وَاجْتمعَ عَلَيْهِ الْعَسْكَر ثمَّ استنزل عبد الرشيد من القلعة قهرا وَقَتله فنفر النَّاس من فعله وتوامروا عَلَيْهِ وَأنكر جرجين الْحَاجِب الَّذِي كَانَ بِبِلَاد الْهِنْد مَا فَعَلُوهُ وَلَام النَّاس وَكتب يتهددهم وأنف الْكَبِير وَالصَّغِير من خدمته فاتفق أَن وَاحِدًا من الغلمان الَّذِي لَيْسَ بِمَشْهُور عيب بذلك فِي سكره وَهُوَ يشرب مَعَ أهل الذعارة فَلَمَّا جلس

الألقاب

طغرل على السرير واصطف) النَّاس عدا إِلَيْهِ الْغُلَام بِحَرْبَة كَانَت فِي يَده فَقتله وَعند البَاقِينَ الْقيام أَن ذَلِك فعل بِاتِّفَاق فَلم يبرح أحد مِنْهُم عَن مركزه وَاجْتمعَ النَّاس على أَن يولوا عَلَيْهِم من يصلح من بَيت الْملك وَكَانَ فرخ زَاد بن مَسْعُود مَحْبُوسًا فِي بعض القلاع وَوصل جرجين من بِلَاد الْهِنْد فِي ثَالِث يَوْم الفتك فأحضروا فرخ زَاد وأجلسوه على سَرِير الْملك وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة (الألقاب) طغرلبك السُّلْطَان السلجوقي اسْمه مُحَمَّد بن ميكاييل تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ 3 - (مغيث الدّين صَاحب أرزن) طغرل بن قلج ارسلان بن مَسْعُود بن قلج أرسلان بن سُلَيْمَان بن قتلمش السلجوقي السُّلْطَان مغيث الدّين الرُّومِي صَاحب أرزن الرّوم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وتملك بعده وَلَده وَقد كَانَ بعث وَلَده الآخر قبل وَفَاته بِسنتَيْنِ إِلَى الكرج فَتَنَصَّرَ وَتزَوج بملكة الكرج 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الْوَاعِظ) طغرل شاه بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن هَاشم الكاشغري أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي جَعْفَر الْوَاعِظ من أهل هراة سمع جمَاعَة وَكَانَ لَهُ معرفَة بالتفسير وَالْأَدب وَكَانَ حسن الْوَعْظ كثير الْمَحْفُوظ جوالاً فِي الْبِلَاد ومولده سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره (خطرات ذكرك تستكين مودتي ... وأحس مِنْهَا فِي الْفُؤَاد دبيبا) (لَا عُضْو لي إِلَّا وَفِيه صبَابَة ... فَكَأَن أعضائي خُلِقْنَ قلوبا) (طغريل) 3 - (السلجوقي) طغريل شاه بن أرسلان بن طغريل بن مُحَمَّد بن ملكشاه السُّلْطَان آخر مُلُوك السلجوقية سوى صَاحب الرّوم وَهُوَ الَّذِي خرج على الإِمَام النَّاصِر وَقتل طغريل وَقطع رَأسه وَبعث بِهِ إِلَى بَغْدَاد فَدَخَلُوا بِهِ على رمح وصنجقه منكس وكوسانه مشققة

أتابك العزيز صاحب حلب

وَكَانَ حسن الصُّورَة وقتلته سنة تسعين وَخَمْسمِائة وعدة مُلُوك بني سلجوق نَيف وَعِشْرُونَ ملكا أَوَّلهمْ طغرلبك وَآخرهمْ طغريل هَذَا ودولتهم مائَة وَسِتُّونَ سنة وَلما خرج طغريل على الْخَلِيفَة خافه أهل بَغْدَاد فَتوجه إِلَيْهِ الْوَزير ابْن يُونُس فِي جَيش بَغْدَاد فالتقاه بِأَرْض همذان فَانْهَزَمَ جَيش الْخَلِيفَة وَأسر الْوَزير ثمَّ إِن خوارزم شاه كَاتب الْخَلِيفَة وَطلب مِنْهُ أَن يسلطنه ويقلده فَفعل ذَلِك فَسَار خوارزم شاه بعساكره وَقصد طغريل وَكَانَ المصاف بَينهمَا على الرّيّ فَقتل طغريل وَكَانَ طغريل قد أقيم فِي الْملك بعد وَالِده صُورَة وأتابكه البهلوان هُوَ السُّلْطَان فِي الْبَاطِن فَلَمَّا كبر الْتفت الْأُمَرَاء عَلَيْهِ وَطلب من الْخَلِيفَة السلطنة وَأَن يَأْتِي بَغْدَاد كآبائه وَيَأْمُر وَينْهى ثمَّ آل أمره إِلَى أَن ظفر بِهِ قزل أَخُو البهلوان وسجنه ثمَّ خلص وعاث فِي الْبِلَاد وَملك همذان وَغَيرهَا 3 - (أتابك الْعَزِيز صَاحب حلب) طغريل الْأَمِير الْكَبِير شهَاب الدّين أتابك السُّلْطَان الْملك الْعَزِيز صَاحب حلب ومدبر دولته كَانَ خَادِمًا رَئِيسا من كبار الْأُمَرَاء الظَّاهِرِيَّة قَامَ بِأَمْر ولد أستاذه أم قيام واستمال الْأَشْرَف حَتَّى أعانهم وَدفع عَنْهُم وَكَانَ الْأَشْرَف يَقُول وَالله إِن كَانَ لله فِي الأَرْض ولي فَهُوَ هَذَا الْخَادِم وَلما استعاد الْأَشْرَف تل بَاشر دَفعهَا إِلَيْهِ وَقَالَ هَذِه برسم صدقاتك فَإنَّك لَا تتصرف فِي أَمْوَال الصَّغِير وَكَانَ قد طهر حلب من الْفسق وَالْخمر والمكس وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بحلب وَدفن فِي بَاب أَرْبَعِينَ 3 - (استادار المظفر صَاحب حماة) طغريل بن عبد الله الْأَمِير سيف الدّين استادار الْملك المظفر تَقِيّ الدّين صَاحب حماة كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء شجاعاً حسن التَّدْبِير والسياسة للأمور وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة) وَلما توفّي المظفر قَامَ طغريل بتدبير أُمُور وَلَده الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين مُحَمَّد بمراجعة والدته غَازِيَة خاتون بنت الْكَامِل وَأخذ رَأْي الصاحب شرف الدّين شيخ الشُّيُوخ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي (الألقاب) ابْن طغريل الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن طغريل

الطفيل

(الطُّفَيْل) 3 - (الْقرشِي المطلبي) الطُّفَيْل بن الْحَارِث بن الْمطلب بن عبد منَاف الْقرشِي المطلبي شهد بَدْرًا هُوَ وأخواه عُبَيْدَة بن الْحَارِث وَالْحصين بن الْحَارِث قتل أخوهما عُبَيْدَة ببدر وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَشهد الطُّفَيْل وحصين أحدا وَسَائِر الْمشَاهد وَمَاتَا جَمِيعًا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وقِي سنة إِحْدَى وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ فِي عَام وَاحِد مَاتَ الطُّفَيْل ثمَّ تلاه حُصَيْن بعده بأَرْبعَة اشهر 3 - (الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ) الطُّفَيْل بن مَالك بن النُّعْمَان بن خنساء وَقيل الطُّفَيْل بن النُّعْمَان بن خنساء الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ من بني سَلمَة شهد الْعقبَة وبدراً وأحداً وجرح بِأحد ثَلَاثَة عشر جرحا وَلم يمت مِنْهَا وَقتل يَوْم الخَنْدَق شَهِيدا قَتله وَحشِي بن حَرْب وَذكر مُوسَى بن عقبَة فِي الْبَدْرِيِّينَ الطُّفَيْل بن النُّعْمَان والطفيل بن مَالك فجعلهما اثْنَيْنِ 3 - (الطُّفَيْل بن مَالك) الطُّفَيْل بن ماك مدنِي صَحَابِيّ قَالَ طَاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين يَدَيْهِ أَبُو بكر وَهُوَ يرتجز بِأَبْيَات أبي أَحْمد بن جحش المكفوف (حبذا مَكَّة من وَاد ... بهَا أَهلِي وأولادي) (بهَا أَمْشِي بِلَا هاد ... الأبيات بِتَمَامِهَا) وروى عَنهُ عَامر بن عبد الله بن الزبير 3 - (الْأنْصَارِيّ) الطُّفَيْل بن سعد بن عَمْرو بن ثقف الْأنْصَارِيّ شهد أحدا مَعَ أَبِيه سعد بن عَمْرو وَقتل وَأَبوهُ يَوْم بِئْر مَعُونَة) 3 - (الطُّفَيْل بن أبي) الطُّفَيْل بن أبي بن كَعْب الْأنْصَارِيّ أمه بنت الطُّفَيْل بن عَمْرو

ذو النور الدوسي

الدوسي وَكَانَ يلقب أَبَا بطن وَكَانَ صديقا لِابْنِ عمر ذكر الْوَاقِدِيّ ذَلِك وَذكر أَنه ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (ذُو النُّور الدوسي) طفيل بن عَمْرو بن طريف بن العَاصِي بن ثَعْلَبَة بن سليم بن فهم بن غنم ابْن دوس الدوسي أسلم وَصدق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاد قومه فَلم يزل مُقيما بهَا حَتَّى الْهِجْرَة ثمَّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِخَيْبَر بِمن تبعه من قومه وَلم يزل مَعَه مُقيما حَتَّى قبض صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ كَانَ مَعَ الْمُسلمين حَتَّى قتل بِالْيَمَامَةِ وَقيل قتل عَام اليرموك وَكَانَ يُقَال لَهُ ذُو النُّور لِأَنَّهُ لما وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَا رَسُول الله إِن دوساً قد غلب عَلَيْهِم الزِّنَا فَادع الله عَلَيْهِم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ اهذ دوساً ثمَّ قَالَ يَا رَسُول الله ابعثني إِلَيْهِم وَاجعَل لي آيه يَهْتَدُونَ بهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ نور لَهُ فسطع نور بَين عَيْنَيْهِ فَقَالَ يَا رب إِنِّي أَخَاف أَن يَقُولُوا مثلَة فتحولت إِلَى طرف سَوْطه فَكَانَت تضيء فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة فَسُمي ذَا النُّور وأتى قومه فَاسْلَمْ أَبوهُ وَامْرَأَته وَابْنه وَجَمَاعَة من قومه وَهُوَ ذُو النُّور فِي غَالب ظَنِّي لَا كَمَا ذكره الْمبرد فِي الأذواء وَقَالَ ذُو النورن عبد الله بن الطُّفَيْل وقلده ابْن عبد الْبر فَذكره كَذَلِك فِي تَرْجَمَة ذِي الْيَدَيْنِ فِي حرف الذَّال الْمُعْجَمَة من كتاب الِاسْتِيعَاب وَأورد لَهُ المرزباني (أَلا أبلغ لديك بني لؤَي ... على الشنآن وَالْغَضَب المردي) (بِأَن الله رب النَّاس فَرد ... تَعَالَى جده عَن كل ند) (وَأَن مُحَمَّدًا عبد رَسُول ... دَلِيل هدى وموضح كل رشد) (رَأَيْت لَهُ دَلَائِل أنبأتني ... بِأَن سَبيله يهدي لقصد) (وَأَن الله جلله بهاء ... وَأَعْلَى جده فِي كل جد) 3 - (أَخُو عَائِشَة رَضِي الله عَنهُ) الطُّفَيْل بن سَخْبَرَة هُوَ الطُّفَيْل بن عبد الله بن

أبو نصر العبدي الإشبيلي

الْحَارِث بن سَخْبَرَة الْقرشِي قَالَ ابْن أبي خَيْثَمَة لَا أَدْرِي من أَي قُرَيْش هر قَالَ وَهُوَ أَخُو عَائِشَة لأمها قَالَ ابْن عبد الْبر لَيْسَ من قُرَيْش) وَإِنَّمَا هُوَ من الأزد قَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَت أم رُومَان تَحت عبد الله بن الْحَارِث بن سَخْبَرَة وَكَانَ قدم مَكَّة فحالف أَبَا بكر قبل الْإِسْلَام وَتُوفِّي عَن أم رُومَان وَقد ولدت لَهُ الطُّفَيْل ثمَّ خلف عَلَيْهَا أَبُو بكر فَولدت لَهُ عبد الرَّحْمَن وَعَائِشَة فهما أخوا الطُّفَيْل هَذَا لأمه وروى عَن الطُّفَيْل ربعي بن حِرَاش أَن الطُّفَيْل رأى فِي مَنَامه أَن قَائِلا يَقُول لَهُ من الْيَهُود نعم الْقَوْم أَنْتُم لَوْلَا قَوْلكُم مَا شَاءَ الله وَشاء مُحَمَّد ثمَّ رأى لَيْلَة أُخْرَى رجلا من النَّصَارَى فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك فَأخْبر بذلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ لَا تَقولُوا مَا شَاءَ الله وَشاء مُحَمَّد قُولُوا مَا شَاءَ الله وَحده 3 - (أَبُو نصر الْعَبْدي الإشبيلي) الطُّفَيْل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الطُّفَيْل أَبُو نصر الْعَبْدي الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن عَظِيمَة اخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه أبي الْحسن وَأبي الْحسن شُرَيْح وَكَانَ مجوداً ضابطاً عَارِفًا طَال عمره وَأخذ عَنهُ الْآبَاء وَالْأَبْنَاء روى عَنهُ أَبُو عَليّ الشلوبيني وَأَجَازَ لَهُ وَلابْن الطيلسان فِي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة (الألقاب) أَبُو الطُّفَيْل الصَّحَابِيّ عَامر بن وَاثِلَة (طقتمر) 3 - (الصلاحي) طقتمر الْأَمِير سيف الدّين الصلاحي الناصري كَانَ أَمِيرا فِي أَوَاخِر الدولة الناصرية بِالْقَاهِرَةِ وَلما حضر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك إِلَى دمشق فِي نوبَة إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين تنكز كَانَ الصلاحي فِي جملَة الْأُمَرَاء الَّذين حَضَرُوا مَعَه ثمَّ توجه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة عَائِدًا فَلَمَّا أجمع الْأُمَرَاء المصريون على خلع النَّاصِر أَحْمد وأجلسوا أَخَاهُ الصَّالح إِسْمَاعِيل على كرْسِي الْملك وحلفوا لَهُ حضر الصلاحي إِلَى دمشق وَحلف الْأُمَرَاء والعسكر بِدِمَشْق للصالح وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَتقدم فِي الآم الصالحية وَحضر إِلَى الشَّام دمشق وحماة وحلب لتَحْصِيل الْجمال والهجن وَالشعِير برسم الْحَج فَثقلَتْ وطأته على النَّاس فَلَمَّا توفّي الصَّالح إِسْمَاعِيل بَطل ذَلِك وَعَاد هُوَ إِلَى الْقَاهِرَة فَتقدم أَيْضا عِنْد الْكَامِل شعْبَان وَحضر إِلَى دمشق واستخرج مِنْهَا ثَمَانمِائَة ألف دِرْهَم لأجل حج الْكَامِل وضيق على النَّاس وَمنع أَن يصرف لأحد شَيْئا من الْأَمْوَال وَقَبضهَا وَتوجه بهَا واختص بالكامل كثيرا

نائب حلب

فَلَمَّا خلع الْكَامِل وَملك المظفر أخرجه إِلَى حمص نَائِبا فَحَضَرَ إِلَى دمشق وَتوجه إِلَى حمص فَأَقَامَ بهَا دون أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (نَائِب حلب) طقتمر الْأَمِير سيف الدّين الأحمدي يعرف فِي بَيت السُّلْطَان بطاسه لما أمسك الْأَمِير سيف الدّين أقبغا عبد الْوَاحِد جعل هَذَا الْأَمِير سيف الدّين طقتمر استاذدار مَكَانَهُ فِي أَيَّام الْمَنْصُور أبي بكر فِيمَا أَظن وَالله أعلم ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك خرج إِلَى صفد وَأقَام بهَا نَائِبا ثمَّ توجه إِلَى حماة نَائِبا يعد الْأَمِير علم الدّين الجاولي وَأقَام بهَا كَذَلِك إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى دمشق نَائِبا فَتوجه الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الْمَذْكُور إِلَى حلب نَائِبا فَأَقَامَ بهَا نَائِبا وَلما جَاءَ نواب الْبِلَاد إِلَى الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي وَهُوَ مبرز على الجسور فِي الْأَيَّام الكاملية لم يَجِيء الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الْمَذْكُور إِلَيْهِ فَلَمَّا انْفَصل الْكَامِل وَولي السلطنة الْملك المظفر حاجي ابْن النَّاصِر مُحَمَّد عَزله من نِيَابَة حلب وجهز بدله الْأَمِير سيف الدّين بيدمر البدري نَائِبا إِلَى حلب وَطلب الأحمدي إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا أَمِيرا بَقِيَّة السّنة وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَوَاخِر سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة) 3 - (الْحَاجِب) طقتمر الشريفي الْأَمِير سيف الدّين أحد الْحجاب بِدِمَشْق ولاه الحجوبية الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر وَكَانَ فِي أول الْأَمر شَدِيدا على النَّاس ثمَّ إِنَّه جاد وَحسنت أخلاقه وَلم يزل على الحجوبية بِدِمَشْق إِلَى أول سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فسيره الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه إِلَى نِيَابَة الرحبة عوضا عَن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن شَهْري فَأَقَامَ بهَا نَائِبا إِلَى بعض جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة الْمَذْكُورَة فَتغير عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه وعزله بالأمير عَلَاء الدّين عَليّ ابْن البدري 3 - (السِّلَاح دَار) طقتمر الشريفي السِّلَاح دَار كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَهُوَ غير الْمَذْكُور أَولا وَكَانَ حصل لَهُ ضعف فِي عَيْنَيْهِ وَكَانَ إِذا ركب ركب قدامه بعض مماليكه من يعرفهُ بِالنَّاسِ ليسلم عَلَيْهِم ثمَّ إِنَّه أضرّ جملَة كَافَّة وَانْقطع فِي بَيته تَقْدِير أَربع سِنِين ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي حادي عشر شَوَّال سنة خمسين وَسَبْعمائة

طقزتمر

(طقزتمر) 3 - (نَائِب مصر وحماة وحلب ودمشق) طقزتمر الْأَمِير سيف الدّين الساقي الناصري كَانَ فِي الأَصْل مَمْلُوكا لصَاحب حماة الْملك الْمُؤَيد ثمَّ قدمه للسُّلْطَان وَتقدم عِنْده وَصَارَ من الخاصكية وَأمره مائَة وَكَانَ عَاقِلا وادعاً لم يتَغَيَّر عَلَيْهِ السُّلْطَان قطّ لِأَنَّهُ كَانَ يعد نَفسه غَرِيبا فِي بَيت السُّلْطَان وَلم يزل كَبِيرا مُعظما من وقْعَة أرغون الدوادار وَغَيره إِلَى آخر وَقت وَهُوَ الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ حكر طقزتمر بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَالرّبع الَّذِي برا بَاب زويلة وَدَار التفاح وَالْحمام الَّذِي عِنْد قبو الْكرْمَانِي وَزوج السُّلْطَان بنته بِابْنِهِ أبي بكر وَلما توفّي أوصى بِأَن يكون الْأَمِير سيف الدّين نَائِبا فَلَمَّا اسْتَقل الْملك الْمَنْصُور بِالْملكِ بعد وَالِده وَتمّ أمره أحضر لَهُ تَشْرِيفًا لأجل النِّيَابَة فَامْتنعَ من ذَلِك فألزمه وَقَالَ كنت امْتنعت لما أوصى السُّلْطَان بذلك ثمَّ إِنَّه لبس تشريف النِّيَابَة بِمصْر وألبس الْأَمِير نجم الدّين مَحْمُود بن شروين تشريف الوزارة فِي يَوْم وَاحِد وَلم يزل نَائِبا ذَيْنك الشَّهْرَيْنِ مُدَّة سلطنة الْمَنْصُور أبي بكر إِلَى أَن جرى مَا جرى وخلع من الْملك وَتَوَلَّى السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف كجك فَطلب الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر مِنْهُم حماة فَأمروا لَهُ بهَا وَكَانَ بهَا إِذْ) ذَاك الْملك الْأَفْضَل ابْن الْمُؤَيد فَأخْرج الأفذل إِلَى دمشق وَحضر طقزتمر إِلَى حماة فَهُوَ أول من خرج إِلَيْهَا نَائِبا بعد الْأَفْضَل وَلم يزل مُقيما بحماة إِلَى أَن تحرّك طشتمر وَسَأَلَهُ أَن يَنْضَم إِلَيْهِ فَتوجه إِلَيْهِ إِلَى بعض الطَّرِيق وَلما خرج الطنبغا من دمشق وَعلم بذلك أرسل إِلَيْهِ فَعَاد فِي أثْنَاء الطَّرِيق إِلَى حماة فَلَمَّا بلغ ذَلِك طشتمر ضعفت نَفسه وهرب إِلَى بِلَاد الرّوم وَلم يزل طقزتمر بحماة إِلَى أَن جَاءَ الفخري من الكرك ونل على خَان لاجين فَأرْسل إِلَيْهِ فَحَضَرَ إِلَى عِنْده وَقَوي جاش الفخري بِهِ وَلم يَزَالَا بِدِمَشْق حَتَّى حضر الطنبغا وهرب وَدخل الفخري وطقزتمر إِلَى دمشق ثمَّ إِنَّه توجه هُوَ والأمير بهاء الدّين أصلم وَغَيره من الْأُمَرَاء الْكِبَار إِلَى الْملك النَّاصِر بالكرك ليحضر إِلَى دمشق فَامْتنعَ من الْحُضُور وَلما توجه الْعَسْكَر إِلَى مصر توجه مَعَهم وَلما اسْتَقر الْملك للْملك النَّاصِر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى الكرك وَجرى مَا جرى وتسلطن الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل رسم للأمير سيف الدّين طقزتمر بنيابة حلب عوضا عَن الْأَمِير عَلَاء الدّين ايدغمش وَتوجه كل مِنْهُمَا إِلَى مَحل نيابته والتقيا على القطيفة فَلَمَّا توفّي الْأَمِير عَلَاء الدّين ايدغمش رسم للأمير سيف الدّين طقزتمر بنيابة دمشق وَنقل الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا المارداني من حماة إِلَى حلب فَحَضَرَ الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر إِلَى نِيَابَة دمشق

طقصبا

ودخلها فِي نصف شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأقم بهَا نَائِبا إِلَى أَن توفّي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَتَوَلَّى الْملك الْكَامِل سيف الدّين شعْبَان السلطنة حضر إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين بيغرا وحلفه وَحلف أُمَرَاء الشَّام واحضر لَهُ تَشْرِيفًا فلبسه وَبعد أَرْبَعَة أَيَّام أَو ثَلَاث حضر الْأَمِير سيف الدّين بيبغا القاسمي على الْبَرِيد يَطْلُبهُ إِلَى مصر ليَكُون بهَا نَائِبا عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين الْملك فَلم تطب نَفسه على الْخُرُوج من دمشق وَمرض وَحصل لَهُ فالج وَعدم نطق وسير يستعفي من التَّوَجُّه إِلَى مصر وَأَن يكون مُقيما بِدِمَشْق وَكتب إِلَى الْأُمَرَاء بِمصْر وَدخل عَلَيْهِم ثمَّ إِن حَاشِيَته خوفوه عُقبى ذَلِك فَوجدَ من نَفسه خفَّة فَجهز الْأَمِير فَخر الدّين إياز الْحَاجِب بِدِمَشْق فِي الْبَرِيد يسْأَل الْحُضُور إِن كَانَ وَلَا بُد فِي محفة لعَجزه عَن ركُوب الْفرس ففرح السُّلْطَان وأنعم على الْأَمِير فَخر الدّين إياز وَأَعَادَهُ وَحضر بعده الْأَمِير سيف الدّين بيبغا القاسمي ثَانِيًا لطلبه فَخرج فِي محفة وَهُوَ متثاقل مَرضا يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الأولى وَوجد نشاطاً فِي الطَّرِيق وَلما وصل إِلَى بلبيس سير وَلَده أَمِير حَاج وَسيف الدّين قشتمر أستاذداره يسألان إعفاءه من النِّيَابَة فاجيب إِلَى ذَلِك وَدخل إِلَى) بَيته وَلم يطلع القلعة وَأقَام فِي الْقَاهِرَة ثَلَاثَة أَيَّام وَقيل خمْسا وَتُوفِّي رَحمَه الله وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ خيرا سَاكِنا وادعاً عديم الشَّرّ لَا يُرِيد أَذَى أحد كَائِنا من كَانَ وَهُوَ أكب من بَقِي من مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَزوج السُّلْطَان ابْنَته بِالْملكِ الْمَنْصُور أبي بكر وَتزَوج الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْنَته الْأُخْرَى فَلم يقم مَعهَا خَمْسَة اشهر حَتَّى انحل النظام وتفرق الشمل (طقصبا) 3 - (الْأَمِير طقصبا) طقصبا الْأَمِير سيف الدّين مَمْلُوك السُّلْطَان الْملك الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل بن عَليّ صَاحب حماة اشْتَرَاهُ أستاذه الْمَذْكُور وقربه ورباه وَأحسن تَرْبِيَته وزوجه ابْنَته وَأمره وَكَانَ يُرْسل عَن أستاذه إِلَى الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَيتَوَجَّهُ بالتقادم وَكَانَ الْملك النَّاصِر يقبل عَلَيْهِ إقبالاً زَائِدا وَلما مَاتَ أستاذه رَحمَه الله تَعَالَى اسْتمرّ فِي خدمَة وَلَده الْملك الْأَفْضَل على عَادَته وَهُوَ أَمِير طلبخاناه بحماة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ شكلاً حسنا مليح الْوَجْه مديد الْقَامَة وَأخذ خبزه خوشداشه الْأَمِير سيف الدّين أرغون الأفضلي توجه من دمشق إِلَى حماة

طقصو

(طقصو) 3 - (حمو لاجين) طقصو الْأَمِير سيف الدّين كَانَ من أكَابِر الْأُمَرَاء المصريين مِمَّن يذكر للسلطنة وَهُوَ حمو السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين قَتله الْملك الْأَشْرَف بِمصْر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَ فِيهِ سؤدد وشجاعة وَخبر بالأمور رَحمَه الله تَعَالَى (طقطاي) 3 - (صَاحب القبجاق) طقطاي السُّلْطَان صَاحب القبجاق ابْن منكوتمر بن سابزخان ابْن الطاغية الْأَكْبَر جنكزخان المغلي وَمِنْهُم تختيه وَمِنْهُم من يَقُول توقيقاء جلس على التخت وَله سبع سِنِين وَكَانَت دولته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ يحب السَّحَرَة ويعطيهم وَفِيه عدل وميل إِلَى أهلن الْخَيْر من أهل الملكل ويرجح الْإِسْلَام وَيُحب الْأَطِبَّاء وممالكه وَاسِعَة مِنْهَا قرم وسراي وجشيه كثير إِلَى الْغَايَة يُقَال إِنَّه جهز مرّة مِائَتي ألف فَارس وَكَانَ لَهُ ولد مليح فَأسلم وَكَانَ يحب سَماع الْقُرْآن فَمَاتَ قبل أَبِيه وَقَامَ فِي الْملك السُّلْطَان أزبك أَخُوهُ وَهُوَ بَطل شُجَاع مليح الصُّورَة وتقم ذكر أزبك هَذَا فِي حرف الْهمزَة فِي مَكَانَهُ 3 - (دوادار يلبغا) طقطاي الْأَمِير عز الدّين دوادار سيف الدّين يلبغا اليحيوي كَانَ من جمدارية السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَإِنَّمَا أعطَاهُ ليلبغا فعمله دواداراً وَكَانَ يَقُول عَنهُ هَذَا قَرَابَتي وخوشداشي وَكَانَ قد سلم قياده إِلَيْهِ وَهُوَ النَّائِب وَحَدِيث النَّاس مَعَه فِي سَائِر الْأُمُور لم يُقرر شَيْئا فيخالفه وَهُوَ حسن الْوَجْه عَاقل كثير الإطراق قَلِيل الْكَلَام سَاكن كثير الْخَيْر عديم الشَّرّ لم يؤذ أحدا وَلَا تطلع إِلَى مَال أحد نعم إِذا أهْدى الْإِنْسَان إِلَيْهِ شَيْئا قبله ورعى لَهُ خدمته وَكَانَ أَصْحَابه كثيرا وَأَعْطَاهُ الْملك الْكَامِل أمرة عشرَة بِدِمَشْق فَكتب إِلَيْهِ وَنحن على منزلَة الْكسْوَة متوجهون إِلَى الصَّيْد بنواحي الْأَزْرَق وَقد ورد المرسوم بذلك (يَا سيداً رب العلى ... لكل خير يسره) (وَمن حباه طلعة ... بالبشر أمست مقمره) (وَمن لَهُ محَاسِن ... ترضي الْكِرَام البرره)

) (تهن أَمر إمرة ... أنباؤها مشتهره) (بهَا الْوُجُوه قد غَدَتْ ... ضاحكة مستبشره) (تنالها كَامِلَة ... مَضْرُوبَة فِي عشره) ثمَّ لما خلع الْكَامِل وَتَوَلَّى الْملك المظفر توجه إِلَيْهِ من دمشق فرعى لَهُ خدمته ورسم لَهُ بإمرة طلبخاناه وَلم يزل عِنْد أستاذه حظياً إِلَى أَن توجه مَعَه فِي نوبَة أستاذه وَخُرُوجه على الْكَامِل وَتوجه مَعَه إِلَى حماة وَأمْسك مَعَ بَقِيَّة الْأُمَرَاء وجهز مَعَهم إِلَى مصر مَعَ أَخِيه يلبغا فجز إِلَى إسكندرية ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين شيخو والأمير سيف الدّين صرغتمش شفعا فِيهِ عِنْد الْملك فأفرج عَنهُ وَعَن أَخِيه يلبغا وَأقَام هُوَ عِنْد شيخو وجهز أَخُو يلبغا إِلَى حلب وَذَلِكَ فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ إِنَّه أعطي عشرَة وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ وَتزَوج هُنَاكَ بِامْرَأَة الْأَمِير سيف الدّين طغاي تمر النجمي الدوادار وَهِي أُخْت الْأَمِير سيف الدّين طاز ثمَّ إِنَّه أعطي طلبخاناه وَصَارَ خصيصاً بالأمير سيف الدّين شيخو فِي الْأَيَّام الناصرية حسن ابْن النَّاصِر وَلما توجه إِلَى الْحجاز فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة كَانَ هُوَ والأمير سيف الدّين طاز فَحَضَرَ إِلَيْهِمَا المرسوم بإمساك الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس النَّائِب فأمسكاه عِنْد الينبع وقيداه وتوجها بِهِ إِلَى مَكَّة وَلما عَاد الركب سبق هُوَ وَجَاء بالْخبر إِلَى السُّلْطَان فَخلع عَلَيْهِ وَوَصله ثمَّ إِنَّه لما توجه سيف الدّين بيبغا آروس إِلَى حلب نَائِبا حضر مَعَه الْأَمِير عز الدّين طقطاي ليقره بهَا فوصلا إِلَى دمشق فِي ثَالِث عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة ثمَّ أوصله وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَتَوَلّى وَظِيفَة الدوادارية عوضا عَن سيف الدّين طشبغا وَلما أَرَادَ الْخُرُوج بيبغا آروس وَحلف الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي عَسْكَر الشَّام للسُّلْطَان الْملك الصَّالح حضر الْأَمِير عز الدّين طقطقاي إِلَى دمشق فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام قَلِيلا وَتوجه صُحْبَة عَسْكَر دمشق إِلَى لد وَفَارق الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي من دمشق وَتوجه على الْبَرِيد إِلَى بَاب السُّلْطَان ثمَّ إِنَّه عَاد فِي شعْبَان إِلَى لد وَمَعَهُ تَقْلِيد الْأَمِير بدر الدّين ابْن الخطير بنيابة طرابلس والأمير سيف الدّين كَانَ يرق بنيابة حماة والأمير شهَاب الدّين ابْن صبيح بنيابة صفد فدقت البشائر وَفَرح الْعَسْكَر ثمَّ توجه إِلَى مصر وَحضر صُحْبَة السُّلْطَان وَتوجه صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين شيخو والأمير سيف الدّين طاز والأمير سيف الدّين أرغون وعسكر الشَّام إِلَى حلب خلفا بيبغا آروس ثمَّ عَادوا إِلَى) مصر وَتوجه مَعَ السُّلْطَان ثمَّ إِنَّه وصل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة إِلَى دمشق مُتَوَجها إِلَى حلب ليجهز العساكر خلف أَحْمد وبكلمش وبيبغا فاتفق من سعده أَنه لما وصل إِلَى حلب جَاءَ أَحْمد وبكلمش ممسوكين فِي ثَانِي عشْرين ذِي الْحجَّة واعتقلا بقلعة حلب ثمَّ إِنَّه حز رأسيهما وجهزا صُحْبَة سيف الدّين طيدمر أخي الْأَمِير سيف الدّين طاز إِلَى بَاب السُّلْطَان وَأقَام الْأَمِير عز الدّين بحلب إِلَى أَن وصل بيبغا آروس

الألقاب

من عِنْد ابْن دلغادر فِي ثَالِث عشر الْمحرم سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة فحز رَأسه وجهز صحبته إِلَى بَاب السُّلْطَان فوصل الْأَمِير عز الدّين إِلَى دمشق فِي يَوْم السبت سَابِع عشر الْمحرم وَالرَّأْس الْمَذْكُور مَعَه وَتوجه مِنْهَا فِي عَشِيَّة النَّهَار الْمَذْكُور وَكتب إِلَيْهِ (هَذَا الدوادار الَّذِي أقلامه ... تذر المهارق مثل روض فائح) (تجْرِي بأرزاق الورى فمدادها ... وبل تحدر من غمام سافح) (أسْتَغْفر الله الْعَظِيم غَلطت بل ... نهر جرى من لج بَحر طافح) (وَإِذا تطون كريهة فيمينه ... تسطو بِحَدّ أسنة وصفائح) (يَا فَخر دهر قد حواه فَإِنَّهُ ... عز لمولانا الملكيك الصَّالح) (الألقاب) ابْن الطلاع الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن فرج (طَلْحَة) 3 - (أحد الْعشْرَة رَضِي الله عَنْهُم) طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي االتيمي ابْن عَم أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا من السَّابِقين الْأَوَّلين الْمُعَذَّبين على الْإِسْلَام وَهُوَ أحد الْعشْرَة الَّذين شهد لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ وَأحد الثَّمَانِية الَّذين سبقوا إِلَى الْإِسْلَام وَأحد الْخَمْسَة الَّذين أَسْلمُوا على يَد أبي بكر وَاحِد السِّتَّة أهل الشورى الَّذين توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنْهُم رَاض وَأحد الَّذين كَانُوا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْجَبَل فَتحَرك بهم بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَعِيد بن

زيد يستعلمان خبر العير فَلم يشْهد وقْعَة بدر فَضرب لَهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسهمهما وأجرهما وَلذَلِك عدهما الْعلمَاء بالمغازي فِيمَن شهد بَدْرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد أبلى فِيهِ طَلْحَة بلَاء حسنا وَبَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَوْت وحماه من الْكفَّار وَاتَّقَى عَنهُ النبل بِيَدِهِ حَتَّى شلت إصبعه ووقاه بِنَفسِهِ وَكَانَ يرتجز يَوْمئِذٍ (نَحن حماة غَالب وَمَالك ... نذب عَن رَسُولنَا الْمُبَارك) (نضرب عَنهُ الْقَوْم فِي المعارك ... ضرب صفاح الكوم فِي الْمُبَارك) وروى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ بنوه يحيى ومُوسَى وَعِيسَى بَنو طَلْحَة وَقيس بن أبي حَازِم وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَمَالك ابْن أبي عَامر الأصبحي والأحنف بن قيس وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ يَوْم الْجمل وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَلما أسلم أَبُو بكر وَطَلْحَة أخذهما نَوْفَل بن خويلد بن العدوية فشدهما فِي حَبل وَاحِد وَلم يمنعهما بَنو تيم وَكَانَ نَوْفَل يدعى أَسد قُرَيْش فَلذَلِك سمي أَبُو بكر وَطَلْحَة القرينين وَزعم بعض الروَاة أَن عليا رَضِي الله عَنهُ دَعَاهُ يَوْم الْجمل فَذكره أَشْيَاء من سوابقه وفضله فَرجع طَلْحَة عَن قِتَاله نَحْو مَا صنع الزبير وَاعْتَزل فِي بعض الصُّفُوف فَرمي بِسَهْم فِي رجله فَقطع عرق النسا فَلم يزل دَمه ينزف حَتَّى مَاتَ رَضِي الله عَنهُ وَيُقَال إِن السهْم أصَاب ثغرة نَحره وَأَن الَّذِي رَمَاه مَرْوَان بن الحكم بِسَهْم فَقتله وَقَالَ لَا أطلب بِثَأْرِي بعد الْيَوْم وَذَلِكَ أَن طَلْحَة كَانَ فِيمَا زَعَمُوا مِمَّن حاصر عُثْمَان وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا يخْتَلف الْعلمَاء الثِّقَات فِي أَن مَرْوَان قتل طَلْحَة يَوْمئِذٍ وَكَانَ فِي حزبه ودفنوه على شاطئ الكلاء فَرَأى بعض أَهله فِي الْمَنَام) طَلْحَة يَقُول لَهُ أَلا تريحوني من هَذَا المَاء فَإِنِّي قد غرقت ثَلَاث مَرَّات يَقُولهَا قَالَ فنبشوه فَإِذا هُوَ أَخْضَر مثل السلق فنزعوا عَنهُ المَاء ثمَّ استخرجوه فَإِذا مَا يَلِي الأَرْض من لحيته وَوَجهه قد أَكلته الأَرْض فاشتروا لَهُ دَارا من دور أبي بكر بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فدفنوه بهَا وَكَانَ طَلْحَة رجلا آدم حسن الْوَجْه كثير الشّعْر لَيْسَ بالجعد القطط وَلَا بالسبط وَكَانَ لَا يُغير شعره وَأمه الحضرمية اسْمهَا الصعبة بنت عبد الله بن عماد ابْن مَالك بن ربيعَة بن أكبر بن مَالك بن عويف بن مَالك بن الْخَزْرَج بن إياد ابْن الصدف بن حَضرمَوْت بن كِنْدَة ويكنى طَلْحَة أَبَا مُحَمَّد وَيعرف بطلحة الْخَيْر وَطَلْحَة الْفَيَّاض وَذكروا أَنه اشْترى مَالا بِموضع يُقَال لَهُ بيسان فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَنْت إِلَّا فياض فَسُمي طَلْحَة الْفَيَّاض وَلما قدم الْمَدِينَة آخَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين كعاب بن مَالك وَكَانَ قد آخى بِمَكَّة بَينه وَبَين الزبير قبل الْهِجْرَة وَكَانَ لما آخى بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار يتوارثون دون ذَوي الْأَرْحَام حَتَّى نزلت آيَة الْفَرَائِض أولو الْأَرْحَام بَعضهم أولى بِبَعْض فِي كتاب الله وَلما انهزم النَّاس يَوْم أحد كَانَ طَلْحَة فِيمَن ثَبت ونهض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى صَخْرَة ليعلوها فَلم يسْتَطع فَحَمله طَلْحَة فأنهضه حَتَّى اسْتَوَى عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوجب طَلْحَة وَقَالَ

الأوسي

طَلْحَة لما كَانَ يَوْم أحد وحملت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى صيرته على الصَّخْرَة فاستتر بهَا من الْمُشْركين فَقَالَ لي هَكَذَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ وَرَاء ظَهره هَذَا جِبْرِيل يُخْبِرنِي أَنه لَا يراك يَوْم الْقِيَامَة فِي هول إِلَّا أنقذك مِنْهُ وَلما وَقَاه يَوْم أحد بِيَدِهِ ضرب الْمُشرك يَد طَلْحَة فَقَالَ حس فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو قلت بِسم الله لحملتك الْمَلَائِكَة أَو قَالَ لطارت بك الْمَلَائِكَة وَالنَّاس ينظرُونَ إِلَيْك وَقَالَت عَائِشَة كَانَ أَبُو بكر إِذا ذكر يَوْم أحد بَكَى ثمَّ قَالَ ذَلِك كُله لطلْحَة ثمَّ أنشأ يحدث قَالَ كنت أول من فَاء يَوْم أحد فَرَأَيْت رجلا يُقَاتل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دونه فَقلت كن طَلْحَة حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي فَقلت يكون رجلا من قومِي أحب إِلَيّ وبيني وَبَين الْمشرق رجل لَا اعرفه فَإِذا هُوَ أَبُو عَبدة فَذكر أَنَّهُمَا أَتَيَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ عَلَيْكُمَا صاحبكما يَعْنِي طَلْحَة قَالَ فأتينا طَلْحَة فِي بعض تِلْكَ الجفار فَإِذا بِهِ بضع وَسَبْعُونَ أَو اقل أَو أَكثر بَين طعنة ورمية وضربة وَإِذا قد قطعت إصبعه فأصلحنا من شَأْنه وَلما رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أحد صعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَرَأَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَقَامَ) إِلَيْهِ رجل فَقَالَ من هَؤُلَاءِ يَا رَسُول الله قَالَ طَلْحَة فَأَقْبَلت وَعلي ثَوْبَان أخضران فَقَالَ أَيهَا السَّائِل هَذَا مِنْهُم وَقَالَ مُعَاوِيَة سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن طَلْحَة مِمَّن قضى نحبه وَعَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من أحب أَن ينظر إِلَى شَهِيد يمشي إِلَى وَجه الأَرْض فَلْينْظر إِلَى طَلْحَة وَمَا انْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد حَتَّى قَالَ لحسان قل فِي طَلْحَة فَقَالَ (وَطَلْحَة يَوْم الشّعب آسى مُحَمَّدًا ... على سَاعَة ضَاقَتْ عَلَيْهِ وَشقت) (يَقِيه بكفيه الرماح وأسملت ... أشاجعه تَحت السيوف فشلت) (وَكَانَ إِمَام النَّاس إِلَّا مُحَمَّدًا ... اقام رحى الْإِسْلَام حَتَّى اسْتَقَلت) وَقَالَ أَبُو بكر فِيهِ شعرًا وَقَالَ عمر أَيْضا وَلما مَاتَ طَلْحَة ترك من الْعين ألف دِرْهَم ومائتي ألف دِينَار وَبَاقِي الْعرُوض تَتِمَّة ثَلَاثِينَ ألف ألف دِرْهَم وَكَانَ يغل بالعراق مَا بن أَرْبَعمِائَة ألف إِلَى خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم ويغل بالسراة عشرَة آلَاف دِينَار أَو أقل أَو أَكثر وَكَانَ لَا يدع أحدا من بني تيم عائلاً إِلَّا كَفاهُ مُؤْنَته وَمؤنَة عايله وَزوج أيامهم وَقضى دين غارمهم وَكَانَ يُرْسل إِلَى عَائِشَة كل سنة إِذا جَاءَت عَلَيْهِ بِعشْرَة آلَاف كبار 3 - (الأوسي) طَلْحَة بن عتبَة الْأنْصَارِيّ من بني جحجبا من الْأَوْس شهد أحدا

الأنصاري

وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (الْأنْصَارِيّ) طَلْحَة بن زيد الْأنْصَارِيّ آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين الأرقم بن أبي الأرقم قَالَ ابْن عبد الْبر وَأَظنهُ أَخا خَارِجَة بن زيد بن أبي زُهَيْر 3 - (النضري) طَلْحَة بن عَمْرو النضري بالنُّون الصَّحَابِيّ حَدِيثه عِنْد أبي حَرْب ابْن أبي الْأسود كَانَ من أهل الصّفة وَقيل فِيهِ طَلْحَة بن عبد الله 3 - (السّلمِيّ) طَلْحَة بن مَالك السّلمِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من اقتراب السَّاعَة هَلَاك الْعَرَب حَدِيثه عِنْد سُلَيْمَان بن حَرْب عَن مُحَمَّد بن أبي رزين عَن أمه عَن مولاة طَلْحَة بن مَالك عَن طَلْحَة بن مَالك وَكَانَ اسْم أمته أم الحريز بزاي بعد يَاء وَرَاء من الْحِرْز) 3 - (الْأنْصَارِيّ) طَلْحَة بن الْبَراء بن عُمَيْر بن وبرة الْأنْصَارِيّ هُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ مَاتَ وَصلى عله اللَّهُمَّ الق طَلْحَة وَأَنت تضحك إِلَيْهِ ويضحك إِلَيْك وَكَانَ لقِيه وَهُوَ غُلَام فَكَانَ يلصق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيقبل قَدَمَيْهِ وَيَقُول مرني بِمَا أَحْبَبْت يَا رَسُول الله فَلَا أعصي لَك أمرا فسر بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأعجب بِهِ ثمَّ مرض وَمَات 3 - (وَالِد عقيل) طَلْحَة وَالِد عقيل بن طَلْحَة السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة فِيمَا ذكر ابْن شَوْذَب روى عَنهُ ابْن عقيل بن طَلْحَة

ابن أبي حدرد

3 - (ابْن أبي حَدْرَد) طَلْحَة بن أبي حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تروا الْهلَال تَقولُونَ هُوَ ابْن لَيْلَتَيْنِ هُوَ ابْن لَيْلَة 3 - (ابْن مُعَاوِيَة) طَلْحَة بن مُعَاوِيَة بن جاهمة السّلمِيّ روى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد بن طَلْحَة فَهُوَ صَحَابِيّ فِيمَا ذكره ابْن عبد الْبر 3 - (أَبُو الْمطرف الْخُزَاعِيّ) طَلْحَة بن عبيد الله بن كريز بِفَتْح الْكَاف وَكسر الرَّاء أَبُو الْمطرف الْخُزَاعِيّ الْكُوفِي كَانَ شريفاً فَاضلا روى عَن ابْن عمر وَأبي الدَّرْدَاء وَعَائِشَة وَأم الدَّرْدَاء هجيمة وروى عَنهُ أَبُو حَازِم وَحَمَّاد بن سَلمَة وَإِبْرَاهِيم بن أبي عبلة وَحميد الطَّوِيل وَغَيرهم وَكَانَ يكثر غشيان أم الدَّرْدَاء وَسُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَنهُ فَقَالَ ثِقَة 3 - (أَبُو مَنْصُور الْخُزَاعِيّ) طَلْحَة بن عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب الْخُزَاعِيّ أَبُو مَنْصُور من بَيت الْإِمَارَة والتقدم كَانَ أديباً فَاضلا وَله شعر وروى عَنهُ الصولي أَبُو بكر وَأَبُو أَحْمد العسكري 3 - (التَّيْمِيّ الطلحي الْبَصْرِيّ) ) طَلْحَة بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة ابْن عبيد الله التَّيْمِيّ الطلحي من أهل الْبَصْرَة نادم الْمُوفق وَكَانَ أخبارياً راوية توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَله أَخْبَار المتيمين وجواهر الْأَخْبَار 3 - (طَلْحَة الطلحات) طَلْحَة بن عبد الله بن خلف أَبُو الْمطرف وَقيل أَبُو مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ الْمَعْرُوف بطلحة الطلحات أحد الأجواد الأسخياء المفضلين الْمَشْهُورين كَانَ أَجود أهل الْبَصْرَة فِي زَمَانه سمع عُثْمَان بن عَفَّان فِيمَا ذكره الْحَاكِم أَبُو عبد الله وَكَانَ أَبوهُ مَعَ عَائِشَة يَوْم الْجمل وَكَانَ عبد الله كَاتب عمر بن الْخطاب بِالْمَدِينَةِ قَالَ الْأَصْمَعِي

طلحة الندى قاضي المدينة

المعروفون بِالْكَرمِ طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان التَّيْمِيّ وَطَلْحَة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التَّيْمِيّ وَهُوَ طَلْحَة الْجُود وَطَلْحَة بن عبد الله بن عَوْف ابْن أخي عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ وَهُوَ طَلْحَة الندى وَطَلْحَة بن الْحسن بن عَليّ وَهُوَ طَلْحَة الْخَيْر وَطَلْحَة بن عبد الله بن خلف الْخُزَاعِيّ وَهُوَ طَلْحَة الطلحات وَسمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ أجودهم وَقَالَ ابد دُرَيْد إِن أم طَلْحَة ابْنة الْحَارِث بن طَلْحَة بن أبي طَلْحَة الْعَبدَرِي فَلذَلِك سمي طَلْحَة الطلحات دخل كثير عزة عَلَيْهِ عَائِدًا فَقعدَ عِنْد رَأسه فَلم يكلمهُ لشدَّة مَا بِهِ فَأخذ كثير فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ فَفتح طَلْحَة عَيْنَيْهِ وَقَالَ وَيحك يَا كثير مَا تَقول فَقَالَ (يَا ابْن الذوائب من خُزَاعَة وَالَّذِي ... لبس المكارم وارتدى بنجاد) (حلت بساحتك الْوُفُود من الورى ... فَكَأَنَّمَا كَانُوا على ميعاد) (لنعود سيدنَا وَسيد غَيرنَا ... لَيْت التشكي كَانَ بالعواد) فَاسْتَوَى جَالِسا وَأمر لَهُ بعطية سنية وَقَالَ هِيَ لَك إِن عِشْت فِي كل سنة وَكَانَ هوى طَلْحَة الطلحات أموياً وَكَانَ بَنو أُميَّة يكرمونه وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بعث رَضِي الله عَنهُ زِيَاد بن سلم طَلْحَة الطلحات والياً على سجستان وَبهَا مَاتَ وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر (رحم الله أعظماً دفنوها ... بسجستان طَلْحَة الطلحات) 3 - (طَلْحَة الندى قَاضِي الْمَدِينَة) طَلْحَة بن عبد الله بن عَوْف أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الزُّهْرِيّ قَاضِي الْمَدِينَة الْمدنِي الْفَقِيه حدث عَن عَمه عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَعُثْمَان وَسَعِيد ابْن زيد وَأبي هُرَيْرَة وَابْن) عَبَّاس وَغَيرهم وروى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَسعد بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن زيد بن المُهَاجر وَأَبُو عُبَيْدَة ابْن مُحَمَّد بن عمار بن يَاسر وَثَّقَهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَهُوَ طَلْحَة الندى أحد الطلحات وَكَانَ من سوات قُرَيْش وَكَانَ هُوَ وخارجة بن زيد بن ثَابت يستفتيان فِي زمانهما وَيَنْتَهِي النَّاس إِلَى قَوْلهمَا ويقسمان الْمَوَارِيث بَين أَهلهَا من الدّور والنخيل وَالْأَمْوَال ويكتبان الوثائق للنَّاس بِغَيْر جعل وَأمه فَاطِمَة بنت مُطِيع الْأسود مدحه

أبو محمد اليامي الكوفي

الفرزدق فَأعْطَاهُ ألف دِينَار فَكَانَ يُقَال أتعب النَّاس طَلْحَة لأَنهم كَانُوا يكْرهُونَ أَن يُعْطوا الفرزدق دون مَا أعطَاهُ طَلْحَة وَكَانَ إِذا كَانَ عِنْده مَال فتح بَابه وغشيه النَّاس وَأَصْحَابه فأطعم وَأَجَازَ وَحمل وَإِذا لم يكن عِنْده شَيْء أغلق بَابه فَلم يَأْته أحد فَقَالَ لَهُ بعض أَهله مَا فِي الدُّنْيَا شَرّ من أَصْحَابك يأتونك إِذا كَانَ عنْدك شَيْء وَإِذا لم يكن لم يأتوك فَقَالَ مَا فِي الدُّنْيَا خير من هَؤُلَاءِ لَو أتونا عِنْد الْعسرَة أردنَا أَن نتكلف لَهُم فَإِذا أَمْسكُوا حَتَّى يأتينا شَيْء فَهُوَ مَعْرُوف مِنْهُم وإحسان وَفِيه يَقُول الفرزدق (يَا طلح أَنْت أَخُو الندى وعقيده ... إِن الندى إِن مَاتَ طلح مَاتَا) 3 - (أَبُو مُحَمَّد اليامي الْكُوفِي) طَلْحَة بن مصرف أَبُو مُحَمَّد اليامي بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف مِيم الْهَمدَانِي الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام مقرئ الْكُوفَة قَرَأَ على يحيى ابْن وثاب وَغَيره وَحدث عَن أنس بن مَالك وَابْن أبي أوفى وَزيد بن وهب وَمرَّة الطّيب وَمُجاهد وخيثمة بن عبد الرَّحْمَن وذر الهمذاني وَأبي صَالح السمان وَكَانَ يفضل عُثْمَان على عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَيحرم النَّبِيذ وَهَاتَانِ عزيزتان فِي أهل الْكُوفَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي) طَلْحَة بن يحيى بن طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان الْقرشِي التَّيْمِيّ الْمدنِي نزيل الْكُوفَة أدك عبد الله بن جَعْفَر وَحدث عَن أَبِيه وعميه مُوسَى وَعِيسَى ابْني طَلْحَة وخاله وَأبي بردة وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَمُجاهد وَابْن عَمه إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَعَمَّته عَائِشَة بنت طَلْحَة وروى عَنهُ الثَّوْريّ وَعبد الله ابْن إِدْرِيس وَالْقطَّان ووكيع وَابْن عُيَيْنَة وَابْن نمير وَأَبُو نعيم وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة قَالَ

الزرقي المدني

البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم حسن الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَالح الحَدِيث وَقَالَ النَّسائي لَيْسَ بِالْقَوِيّ وتقال ابْن عدي روى الثِّقَات) عَنهُ أَحَادِيث وَمَا بِرِوَايَاتِهِ عِنْدِي بَأْس وَقيل إِنَّه توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الزرقي الْمدنِي) طَلْحَة بن يحيى بن النُّعْمَان الزرقي الْمدنِي شيخ صَدُوق معمر وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ أَحْمد مقارب الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي توفّي فِي حُدُود الْمِائَة وَثَمَانِينَ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (ابْن دَقِيق الْعِيد) طَلْحَة بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب القَاضِي الْعَالم ولي الدّين ابْن الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد الشَّافِعِي نَاب فِي الحكم عَن وَالِده وَتُوفِّي وَهُوَ شَاب سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الشَّاهِد) طَلْحَة بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْقَاسِم الشَّاهِد الْمُقْرِئ غُلَام ابْن مُجَاهِد سمع عمر بن أبي غيلَان وصنف أَخْبَار الْقُضَاة وَضَعفه الْأَزْهَرِي وَقَالَ ابْن أبي الفوارس كَانَ يَدْعُو إِلَى الاعتزال توفّي سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة وعاش تسعين سنة وَكَانَ قد سمع أَبَا الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأَبا صَخْرَة الْكَاتِب وَجَمَاعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ وَحدث عَنهُ عبيد الله الْأَزْهَرِي وَالْحسن بن مُحَمَّد الْخلال وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي وَأَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي وَغَيرهم 3 - (أحد بني الزكي) طَلْحَة بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن الْحسن بن عَليّ وَعلي هُوَ القَاضِي الزكي ابْن المنتجب الْقرشِي قَاضِي قُضَاة دمشق ولد شمس الدّين طَلْحَة هَذَا بعد الْأَرْبَعين وَسمع من مكي بن عَلان والصدر الْبكْرِيّ وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد النعماني) طَلْحَة بن مُحَمَّد وَقيل أَحْمد بن طَلْحَة النعماني أَبُو

مُحَمَّد من أهل النعمانية كَانَ فَاضلا عَارِفًا باللغة وَالْأَدب وَالشعر ورد إِلَى بَغْدَاد وَخرج مِنْهَا إِلَى خُرَاسَان وَأقَام ببلادها مُدَّة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء سَمِعت أَبَا عَمْرو عُثْمَان بن مُحَمَّد الْبَقَّال بخوارزم يَقُول كنت أَنا) وَالشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد طَلْحَة نمشي ذَات يَوْم فِي السُّوق فَاسْتقْبلنَا عجلة عَلَيْهَا حمَار ميت يحملهُ الدباغون إِلَى الصَّحرَاء ليسلخوا جلده فَقلت مرتجلاً يَا حَامِلا صرت مَحْمُولا على عجله فَقَالَ وافاك موتك منتاباً على عجله وَمَضَت على ذَلِك أَيَّام قَلَائِل فلقيني السَّيِّد أَبُو الْقَاسِم الْفَخر بن مُحَمَّد الزبيدِيّ فحكيت لَهُ هَذِه الْقِصَّة ففكر سويعة وقالو (وَالْمَوْت لَا يتخطى الْحَيّ رميته ... وَلَو تباطأ عَنهُ الْحَيّ أزعج لَهُ) وَمن شعر النعماني (يَا ملكا فِي أفق الدست لَاحَ ... يخاله النَّاظر ضوء الصَّباح) (لَيْسَ على من رام نيل الْغنى ... بالمدح من جودك يَوْمًا جنَاح) (يَا خَاتم الْحَمد بأوصافه ... جد لي كَمَا كَانَ بك الإفتتاح) (مَا بَال حظي كلما رمته ... بالمدح عناني بطول الجماح) وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار نقلت من خطّ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة لَهُ من قصيدة يمدح بهَا الإِمَام المستظهر عِنْد عوده من الْيمن والحجاز وَقد كَانَ أرجف بِمَوْتِهِ وَقد هبثت أَيدي نواب الْمَوَارِيث فِي أملاكه (الفت قناع الْحسن بعد شماس ... ورنت بناظرتي مهاة كناس) (عَبث الدَّلال بعطفها فتمايلت ... عَبث النسيم بناعم مياس) (فَرَأَيْت غُصْن البان تثنيه الصِّبَا ... من فَوق حقف الرملة الميعاس) مِنْهَا فِي المديح (الْجَاعِل الْأَمْوَال جنَّة عرضه ... والمستعان بِهِ على الإفلاس) (عرفت فضائله بعرف نجاره ... والزند يعرف من سنا المقباس)

النقيب الزينبي

وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار (صد بعد اللقا وَأبْدى القطيعة ... من غَدا قلب كل صب مطيعه) (شادن مقلتاه غربا حمام ... جفْنه الجفن وَالْحجاج القبيعه) ) (كل وَقت تبدي اللواحظ مِنْهُ ... غَارة فِي الْقُلُوب جدا فظيعه) (كم أسالت من جفن صب محب ... حِين أصمته دمعه ونجيعه) (خدعة حربه ترَاهُ إِذا را ... م قُلُوب العشاق أبدى الخديعه) (أظمأ الخصر مِنْهُ ردف ثقيل ... ضَامِن أَن يذيبه ويجيعه) (لفع الْحسن وَجهه وكساه ... حلَّة زَان وشيها تلفيعه) (كم نهيت الدُّمُوع فِي سَاعَة التو ... ديع أَن تظهر الْهوى وتذيعه) (كَانَ يدني الخيال وَاللَّيْل قد ج ... ر إِلَى الصُّبْح قطعه وهزيعه) (يَا بديع الْجمال فِي كل يَوْم ... فعلة مِنْك بالقلوب بديعه) (تنفث السحر إِن نظرت بِطرف ... لَا يداوي الدرياق عَجزا لسيعه) (أَقْسَمت ناظراك بالغنج مِنْهَا ... أَنَّهَا لَا تقيل قطّ صريعه) (رب ليل قطعته بك لهواً ... آمنا من تفرق وقطيعه) (غَار بدر السَّمَاء لما رَآنِي ... لائماً شبه وَجهه وضجيعه) قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب ورد طَلْحَة بن أَحْمد النعماني إِلَى الْبَصْرَة فِي زمَان الحريري صَاحب المقامات وَكتب إِلَيْهِ رسَالَته الشينية نظماً ونثراً 3 - (النَّقِيب الزَّيْنَبِي) طَلْحَة بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد ابْن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو احْمَد ابْن أبي الْحسن ابْن أبي الْحُسَيْن الزَّيْنَبِي ولي النقابة على العباسيين بِبَغْدَاد بعد ابْن عَم جده مُحَمَّد بن طراد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَبَقِي على ذَلِك مُدَّة ولَايَة الإِمَام المقتفي وَلما ولي المستنجد أقره عَلَيْهَا وناب فِي الوزارة وَكَانَ شَابًّا سرياً حسن الصُّورَة مليح الشكل لَهُ أبهة وَعَلِيهِ وقار سمع شَيْئا من الحَدِيث وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة 5768 3 - (حفيد المستظهر بِاللَّه) طَلْحَة بن الْعَبَّاس بن أَحْمد الإِمَام المستظهر ابْن الْمُقْتَدِي

طلحة الأندلسي

ابْن الْقَائِم ابْن الْقَادِر ابْن المقتدر ابْن المعتضد ابْن مُحَمَّد ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور العباسي) كَانَ أديباً فَاضلا يَقُول الشّعْر وَيكْتب الْخط الْحسن توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار قَوْله الطَّوِيل (وَمَا سَاق حر فارقته حمامة ... وَكَانَت لَهُ إلفاً على طول أزمان) (يحن إِلَيْهَا غدْوَة وَعَشِيَّة ... وَيَدْعُو هديلاً أَو ينوح بأفنان) (بأشوق مني يَوْم فَارَقت صاحباً ... وَكَانَ شَقِيق النَّفس أقرب خلاني) (رَضِي بِفِرَاق لم أكن رَاضِيا بِهِ ... فَهَلا رَضِي بِالْقربِ مني وأرضاني) قلت شعر نَازل 5769 3 - (طَلْحَة الأندلسي) طَلْحَة البطل أحد الْأَبْطَال بالأندلس جَاءَ إِلَى الْمُوَحِّدين وخدمهم فنفروه بأخلاقهم وَكَانَ يَأْخُذ الْمِائَة رجل ويغير بهم على تين مل وينكي فيهم فهابه المصامدة وَلما فتحت مراكش تطلبه عبد الْمُؤمن فَوَجَدَهُ فِي برج يُقَاتل حَتَّى قتل جمَاعَة فَأحْضرهُ بالأمان فَقَالَ أَبُو الْحسن شيخ من الْعشْرَة أَنا أَتَقَرَّب بدمه فَأخْرج فِي الْحَال سكيناً من قلنسوته فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَقتله وقتلوه وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 5770 3 - (الشَّيْخ علم الدّين الْحلَبِي) طَلْحَة الشَّيْخ الإِمَام علم الدّين الْحلَبِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي كَانَ أَصله مَمْلُوكا يدعى سنجر فَغَيره بذلك كَانَ يعرف الحاجبية جيدا ومختصر ابْن الْحَاجِب والتعجيز قَرَأت عَلَيْهِ بحلب مُدَّة مقَامي بهَا قِطْعَة جَيِّدَة من كتاب الْبيُوع من التَّعْجِيز وَكَانَ يُرَاعِي الْإِعْرَاب فِي كَلَامه وبحثه وَكَانَ شَيخا طوَالًا حسن الْقِرَاءَة جيد الصَّوْت طيبه يعرف الْقرَاءَات جيدا سَافر إِلَى الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري وَأخذ التَّعْجِيز عَنهُ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا (الألقاب) ابْن طَلْحَة كَمَال الدّين الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن طَلْحَة أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ زيد بن سهل

طلق

(طلق 5771) 3 - (النَّخعِيّ كَاتب شريك) طلق بن غَنَّام بن طلق بن مُعَاوِيَة النَّخعِيّ كَاتب القَاضِي شريك على الحكم سمع زَائِدَة وشيبان وشريكاً والمسعودي وَمَالك بن مغول وَهَمَّام بن يحيى وَجَمَاعَة وَعنهُ البُخَارِيّ وَالْبَاقُونَ سوى مُسلم بِوَاسِطَة وَأحمد بن حَنْبَل وَأَبُو بكر وَعُثْمَان ابْنا أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَأَبُو أُميَّة الطرسوسي وعباس الدوري وَعبد الله بن الْحُسَيْن المصِّيصِي وَطَائِفَة قَالَ أَبُو دَاوُد صَالح وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ 5772 3 - (أَبُو السَّمْح الْمصْرِيّ) طلق بن السَّمْح بن شُرَحْبِيل أَبُو السَّمْح الْمصْرِيّ روى عَن يحيى بن أَيُّوب وَنَافِع بن يزِيد ومُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح ومحرم بن يزِيد اللَّخْمِيّ وحيوة ابْن شُرَيْح وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْنه حَيْوَة وَالربيع بن سُلَيْمَان الجيزي وَمُحَمّد ابْن عبد الْملك ابْن زَنْجوَيْه وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الحكم وَآخَرُونَ قَالَ ابْن يُونُس كَانَ نفاطاً فِي الْبَحْر يَرْمِي بالنَّار وَتُوفِّي بالإسكندرية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين روى النَّسَائِيّ لَهُ فِي كتاب الْيَوْم وَاللَّيْلَة حَدِيثا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ 5773 3 - (الْحَنَفِيّ اليمامي) طلق بن عَليّ بن طلق بن عَمْرو وَيُقَال طلق بن عَليّ بن قيس السحيمي الْحَنَفِيّ اليمامي أَبُو عَليّ الصَّحَابِيّ مخرج حَدِيثه عَن أهل الْيَمَامَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا وتران فِي لَيْلَة وَفِي مس الذّكر إِنَّمَا هُوَ بضعَة مِنْك وَفِي الْفجْر إِنَّه الْفجْر الْمُعْتَرض الْأَحْمَر وَقَالَ قدِمنا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبَايَعْنَاهُ وأخبرناه بِأَن بأرضنا بيعَة فَقَالَ لنا إِذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم وابنوها مَسْجِدا فقدمنا بلدنا وكسرنا بيعتنا واتخذناها مَسْجِدا ونضحناها بِمَاء فضل طهُور رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كَانَ عندنَا فِي إداوة تمضمض مِنْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ مج فِيهَا وأمرنا أَن ننضح بِهِ الْمَسْجِد إِذا بنيناه فِي الْبيعَة فَفَعَلْنَا ذَلِك

الألقاب

ونادينا بِالصَّلَاةِ وراهبنا رجل من طَيء فَلَمَّا سمع بِالْأَذَانِ قَالَ دَعْوَة حق ثمَّ اسْتقْبل تلعة من تلاعنا فَلم نره بعد (الألقاب) ) طلق الْمَجْنُون اسْمه فَارس الطلنكي أَبُو عمر المغربي اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الطلاء اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد ابْن الطلاية الزَّاهِد اسْمه أَحْمد بن أبي غَالب ابْن طلامي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن (طليب 5774) 3 - (ابْن عمَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) طليب بن عُمَيْر بن وهب بن عبد بن قصي بن كلاب الْقرشِي أمه أروى بنت عبد الْمطلب عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين يُقَال إِنَّه شهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ يَوْم اليرموك وَقيل يَوْم أجنادين قَالَ الزبير شهد بَدْرًا وَهُوَ أول من دمى مُشْركًا فِي سَبِيل الله شتم عَوْف بن صبيرة السَّهْمِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ طليب لحي جمل فَضَربهُ حَتَّى سقط مزملاً بدمه فَقيل لأمه أَلا تَرين مَا صنع ابْنك فَقَالَ الرجز إِن طليباً نصر ابْن خَاله آساه فِي ذِي دَمه وَمَاله وَلَيْسَ لَهُ عقب وَقَالَ ابْن سعد كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة وَكَانَ يَوْم قتل لَهُ خمس وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَت قتلته سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ 5775 3 - (الْمَالِكِي اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ) طليب بن كَامِل اللَّخْمِيّ الْفَقِيه الْمصْرِيّ كَانَ من كبار أَصْحَاب مَالك لم يطلّ عمره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة 5776

الصحابي

3 - (الصَّحَابِيّ) طليب بن أَزْهَر بن عبد عَوْف الْقرشِي الزُّهْرِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ مطلب بن أَزْهَر من مهاجرة الْحَبَشَة وَبهَا مَاتَا جَمِيعًا وَهُوَ أَخُو عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر 5777 3 - (الصَّحَابِيّ) طليب بن عَرَفَة بن عبد الله بن ناشب قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَمعهُ يَقُول إتق الله فِي عسرك ويسرك وَلم يرو عَنهُ غير ابْنه كُلَيْب وكليب مَجْهُول) (طليحة 5778) 3 - (الْأَسدي الصَّحَابِيّ) طليحة بن خويلد الْأَسدي الفقعسي كَانَ مِمَّن شهد مَعَ الْأَحْزَاب الخَنْدَق ثمَّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع ثمَّ ارْتَدَّ وَادّعى النُّبُوَّة فِي عهد آبي بكر فِي بِأَرْض نجد وَكَانَت لَهُ وقائع مَعَ الْمُسلمين ثمَّ خذله الله فهرب حَتَّى لحق بِدِمَشْق وَنزل على آل جَفْنَة ثمَّ اسْلَمْ وَحسن إِسْلَامه وَقدم مَكَّة حَاجا مُعْتَمِرًا وَخرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا وَشهد اليرموك وَبَعض حروب الْفرس قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة كَانَ يعد بِأَلف فَارس لِشِدَّتِهِ وشجاعته وبصره بِالْحَرْبِ انْتهى وَلم بغمص عَلَيْهِ بعد فِي دينه شَيْء وَاسْتشْهدَ بنهاوند سنة إِحْدَى وَعشْرين مَعَ النُّعْمَان بن مقرن وَعَمْرو بن معدي كرب حدث ابْن وهب قَالَ قَالَ مَالك بن أنس إِن طليحة تنبأ فَلَمَّا تشام الْقِتَال أَتَاهُ عُيَيْنَة بن بدر فَقَالَ لَهُ جَاءَك جِبْرِيل بعد فَقَالَ لَا ثمَّ عَاد إِلَيْهِ فَقَالَ هَل أَتَاك جِبْرِيل فَقَالَ لَا فَعَاد إِلَيْهِ مرَارًا كل ذَلِك يَقُول لَا فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَة لقد تَركك عِنْدَمَا كنت أحْوج إِلَيْهِ ثمَّ قَالَ من كَانَ هَا هُنَا من بني عَامر فَليرْجع فَقَالَ لَهُ طليحة فاتلوا على أحسابكم فَأَما دين فَلَا دين قَالَ ثمَّ إِن طليحة أسلم وَحسن إِسْلَامه فِي زمن عمر بن الْخطاب وَكَانَ قد لحق بالروم وَكتب عمر إِلَى عَامله أَن استشر طليحة الْأَسدي وَعَمْرو بن معدي كرب فِي الحروب وَلَا تستشرهما فِي غَيره انْتهى وَكَانَ طليحة قد قتل هُوَ وَأَخُوهُ عكاشة بن مُحصن الْأَسدي ثمَّ لحق

طليق

بِالشَّام فَكَانَ عِنْد بني جَفْنَة ثمَّ قدم مَعَ الْحَاج الْمَدِينَة مُسلما فَلم يعرض لَهُ أَبُو بكر ثمَّ قدم زمن عمر فَقَالَ لَهُ عمر أَنْت قَاتل الرجلَيْن الصَّالِحين يَعْنِي ثَابت بن أقرم وعكاشة قَالَ لم يهني الله بأيديهما وأكرمهما بيَدي قَالَ وَالله لَا أحبك أبدا قَالَ فمحالفة جميلَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ (طليق 5779) 3 - (طليق بن سُفْيَان) طليق بن سُفْيَان بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف مَذْكُور فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم هُوَ وَابْنه حَكِيم بن طليق قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرفهُ بِغَيْر ذَلِك (الألقاب) الطليق ابْن النَّاصِر الْأمَوِي هُوَ مَرْوَان بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان (طمان 5780) 3 - (صَاحب الرقة) طمان بن عبد الله النوري الْأَمِير صَاحب الرقة كَانَ شجاعاً جواداً محباً للخير كثير الصَّدقَات مائلاً إِلَى الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء بنى مدرسة بحلب لأَصْحَاب أبي حنيفَة وَكَانَ السُّلْطَان يُحِبهُ ويعتمد عَلَيْهِ وَلما احْتضرَ السُّلْطَان فِي مقاتلة الفرنج طلب حصانه وزرديته ليركب من حرصه على الْغُزَاة فَلم يقدر لضَعْفه فَجعل يبكي ويتأسف على مَوته على فرَاشه توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن فِي تل العياضية وحزن السُّلْطَان والمسلمون عَلَيْهِ رَحمَه الله (الألقاب) طماس الصولي اسْمه أَحْمد بن عبد الله ابْن طملوس يُوسُف بن مُحَمَّد أَبُو الطمحان الشَّاعِر اسْمه حَنْظَلَة الطميش عَليّ بن إِسْمَاعِيل الطنافسي يعلى بن عبيد

طهفة

ابْن ظنير عَليّ بن أَحْمد (طهفة 5781) 3 - (النَّهْدِيّ) طهفة بن زُهَيْر النَّهْدِيّ وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة تسع حِين وَفد أَكثر الْعَرَب فَكَلمهُ بِكَلَام فصيح وأجابه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ وَكتب لَهُ كتابا إِلَى قومه بني نهد بن زيد حَدِيثه عِنْد زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن لَيْث بن أبي سليم عَن حَبَّة بِالْبَاء الْمُوَحدَة العرني بالنُّون 5782 3 - (الْغِفَارِيّ) طهفة الْغِفَارِيّ اخْتلف فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا فَقيل طهفة بِالْهَاءِ وَقيل طخفة بِالْخَاءِ مُعْجمَة وَقيل طغفة بالغين مُعْجمَة وطقفة بِالْقَافِ قبل الْفَاء وَقيل قيس بن طحفة وَقيل يعِيش بن طحفة وَقيل عبد الله بن طحفة وَقيل طهفة بن أبي ذَر وحديثهم كلهم وَاحِد قَالَ كنت نَائِما فِي الصّفة فركضني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرجلِهِ وَقَالَ هَذِه نومَة يبغضها الله عز وَجل وَكَانَ من أَصْحَاب الصّفة وَمن أهل الْعلم من يَقُول إِن الصُّحْبَة لعبد الله ابْنه وَأَنه صَاحب الْقِصَّة (طهْمَان 5783) 3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) طهْمَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخْتلف فِيهِ فَقيل طهْمَان وَقيل ذكْوَان وَقيل غير ذَلِك وروى حَدِيثه عَطاء بن السَّائِب فِي الصَّدَقَة 5784 3 - (مولى سعيد) طهْمَان مولى سعيد بن الْعَاصِ حَدِيثه عِنْد إِسْمَاعِيل بن أُميَّة بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن أَبِيه عَن جده أَن غُلَاما لَهُم يُقَال لَهُ طهْمَان أعتقوا نصفه وَذكر الحَدِيث مَرْفُوعا

الألقاب

(الألقاب) الطوَال النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد تقدم ذكره فِي المحمدين الطوسي جمَاعَة مِنْهُم الْأَشْعَرِيّ مُحَمَّد بن مَحْمُود الطولقي الشَّاعِر اسْمه عمرَان ابْن طومار اسْمه أَحْمد بن عبد الصَّمد الطوري نور الدّين عَليّ بن عمر الطوسي الشيعي مُحَمَّد بن الْحسن ابْن الطوير القيسراني اسْمه عبد السَّلَام بن الْحسن بن عبد السَّلَام ابْن الطوير الْكَاتِب عَليّ بن إِسْمَاعِيل طوير اللَّيْل تَاج الدّين البارنباري اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ (طويس 5785) 3 - (الْمُغنِي) طويس بن عبد الله اسْمه عِيسَى وطويس تَصْغِير طَاوس أَبُو الْمُنعم الْمدنِي الْمُغنِي يضْرب بِهِ الْمثل فِي الحذق بِالْغنَاءِ وَكَانَ أَحول مفرطاً فِي الطول وَيضْرب بِهِ الْمثل فِي الشؤم لِأَنَّهُ ولد يَوْم موت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وفطم يَوْم وَفَاة أبي بكر وَبلغ يَوْم وَفَاة عمر بن الْخطاب وَتزَوج يَوْم مقتل عُثْمَان بن عَفَّان وَولد لَهُ يَوْم مقتل عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَت وَفَاة طويس سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ أول من غنى فِي الْإِسْلَام بِالْمَدِينَةِ وَأول من هزج الأهزاج وَلم يكن يضْرب بِالْعودِ بل كَانَ ينقر بالدف المربع وَكَانَ يسمع الْغناء من سبي فَارس وَالروم وَتعلم مِنْهُم وَكَانَ يضْحك الثكلى لحلاوة لِسَانه وظرفه وَكَانَ مخنثاً فأسقطه خنثه عَن طبقَة الفحول من المغنين وَأول صَوت غَنِي بِهِ فِي الْإِسْلَام صَوت غَنِي بِهِ طويس على عهد عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ الرمل لمجزورء (كَيفَ يَأْتِي من بعيد ... وَهُوَ يخفيه الْقَرِيب) (نازح بِالشَّام عَنَّا ... وَهُوَ مكسال هيوب)

طلائع

(قد براني الْحبّ حَتَّى ... كدت من وجدي أذوب) وَكَانَ من شؤمه يَقُول يَا أهل الْمَدِينَة مَا كنت بَين أظْهركُم فتوقعوا خُرُوج الدَّابَّة والدجال وَإِن مت فَأنْتم آمنون حكى أَبُو الْحسن الْمَدَائِنِي عَن صَالح بن حسان قَالَ حجَجنَا زمن الْوَلِيد بن عبد الْملك فَإِذا عدَّة من المخنثين يرْمونَ الْجمار مِنْهُم طويس والدلال وَإِذا طويس يَرْمِي الْجمار بسكر سليماني مزعفر فَقيل لَهُ مَا أردْت بِهَذَا يَا أَبَا عبد الْمُنعم قَالَ يَد كَانَت لإبليس عِنْدِي فَأَرَدْت أَن أكافئه عَلَيْهَا قُلْنَا وَمَا يَده عنْدك قَالَ حبب إِلَيّ هَذِه الشَّهْوَة فَمَا يسرني بهَا قناة مَرْوَان بن الحكم وَلَا عَرِيش عَمْرو بن الْعَاصِ بِالطَّائِف وَلَقَد سَأَلت إِبْلِيس عَن هَذِه الشَّهْوَة فَقلت ألها حد قَالَ نعم إِذا علمت من الرجل أَنه لَا يتْرك لله شَيْئا نَهَاهُ عَنهُ إِلَّا رَكبه وَلَا يتْركهُ شَيْئا أَمرته بِهِ إِلَّا فعله قصدت إِلَيْهِ فأعطيته هَذِه اللَّذَّة قلت حَاجَتي أَن لَا تنْزع مني صَالح مَا أَعْطَيْتنِي قَالَ حَسبك يَا أَبَا عبد الْمُنعم فَأَنت مني على بَال وَدخل عَلَيْهِ بعض إخوانه فَوَجَدَهُ قد كتب فِي جِدَار بَيته آدم ألف حَوَّاء فَقَالَ لَهُ لم كتبت هَذَا قَالَ حَتَّى لَا يدْخل إِبْلِيس علينا فَقَالَ يَا أَحمَق دخل إِبْلِيس على آدم وحواء الْجنَّة وأخرجهما أَفلا يدْخل على) كتاب بفحمة اسْتغْفر الله وَصعد يَوْمًا على جبل حراء فأعيا وَسقط كالمغشي عَلَيْهِ تعباً فَقَالَ يَا جبل مَا أصنع بك أشتمك لَا تبالي أضربك لَا يوجعك أَنا أرْضى لَك يَوْم تكون الْجبَال كالعهن المنفوش (طلائع 5786) 3 - (الْملك الصَّالح وَزِير مصر) طلائع بن رزيك الأرمني ثمَّ الْمصْرِيّ الشيعي أَبُو الغارات وَزِير الديار المصرية الملقب بِالْملكِ الصَّالح كَانَ والياً بمنية بني خصيب فَلَمَّا قتل الظافر سير أهل الْقصر إِلَيْهِ واستصرخوا بِهِ فحشد وَاقْبَلْ وَملك مصر واستقل بالأمور وَكَانَ أديباً شَاعِرًا يحب أهل الْفضل وَله ديوَان شعر وَمَات الفائز وبويع العاضد وَاسْتمرّ ابْن رزيك وزيره وَتزَوج العاضد ابْنَته وَكَانَ من تَحت قَبضته فاغتر بالسلامة وَقطع أرزاق الْخَاصَّة فكمن لَهُ جمَاعَة مِنْهُم فِي الْقصر ووثبوا عَلَيْهِ بموافقة العاضد فَقَتَلُوهُ سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يجمع الْعلمَاء ويناظرهم على الْإِمَامَة وَكَانَ يرى الْقدر وصنف كتابا سَمَّاهُ الِاجْتِهَاد فِي الرَّد على أهل العناد يُقرر فِي قَوَاعِد الرَّفْض وجامع الصَّالح الَّذِي برا بَاب زويلة مَنْسُوب إِلَيْهِ وَمن شعره الْكَامِل

(ومهفهف ثمل القوام سرت إِلَى ... أعطافه النشوات من عَيْنَيْهِ) (ماضي اللحاظ كَأَنَّمَا سلت يَدي ... سَيفي غَدَاة الروع من جفنيه) (قد قلت إِذْ خطّ العذار بمسكه ... فِي خَدّه ألفيه لَا لاميه) (مَا الشّعْر دب بعارضيه وَإِنَّمَا ... أصداغه نفضت على خديه) (النَّاس طوع يَدي وأمري نَافِذ ... فيهم وقلبي الْآن طوع يَدَيْهِ) (فاعجب لسلطان يعم بعدله ... ويجور سُلْطَان الغرام عَلَيْهِ) (وَالله لَوْلَا اسْم الْفِرَار وَأَنه ... مستقبح لفررت مِنْهُ إِلَيْهِ) قلت أَخذ الْبَيْت الثَّانِي من قَول ابْن هَانِئ المغربي الْكَامِل (مَا كَانَ أفتكني لَو اخترطت يَدي ... من ناظريك على عذولي مرهفا) وَمن شعر أبي الغارات الوافر (مشيبك قد نضا صبغ الشَّبَاب ... وَحل الباز فِي وكر الْغُرَاب) ) (تنام ومقلة الْحدثَان يقظى ... وَمَا نَاب النوائب عَنْك نَاب) (وَكَيف بَقَاء عمرك وَهُوَ كنز ... وَقد أنفقت مِنْهُ بِلَا حِسَاب) وَمِنْه الْكَامِل (كم ذَا يرينا الدَّهْر من أحداثه ... عبرا وَفينَا الصد والإعراض) (ننسى الْمَمَات وَلَيْسَ يجْرِي ذكره ... فِينَا فتذكرنا بِهِ الْأَمْرَاض) قلت شعر جيد غَايَة وامتدحه الْمُهَذّب عبد الله بن أسعد الْموصِلِي بقصيدته الكافية الَّتِي أَولهَا الْبَسِيط (أما كَفاك تلافي فِي تلافيكا ... وَلست تنقم إِلَّا فرط حبيكا) (وفيم تغْضب إِن قَالَ الوشاة سلا ... وَأَنت تعلم أَنِّي لست أسلوكا) مِنْهَا (لَا نلْت وصلك إِن كَانَ الَّذِي زَعَمُوا ... وَلَا شفى ظمئي جود ابْن زريكا) ورثاه عمَارَة اليمني بقصائدة كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله الطَّوِيل (أَفِي أهل ذَا النادي عليم أسائله ... فَإِنِّي لما بِي ذَاهِب اللب ذاهله) (سَمِعت حَدِيثا أحسد الصم عِنْده ... وَيذْهل واعيه ويخرس قَائِله) (فَهَل من جَوَاب تستغيث بِهِ المنى ... ويعلو على حق الْمُصِيبَة باطله)

الألقاب

(وَقد رَابَنِي من شَاهد الْحَال إِنَّنِي ... أرى الدست مَنْصُوبًا وَمَا فِيهِ كافله) (فَهَل غَابَ عَنهُ واستناب سليله ... أم اخْتَار هجراً لَا يُرْجَى تواصله) (فَإِنِّي أرى فَوق الْوُجُوه كآبة ... تدل على أَن الْوُجُوه ثواكله) وَهِي قصيدة طَوِيلَة جَيِّدَة وَكَانَ قد دفن بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نَقله وَلَده الْعَادِل رزيك من دَار الوزارة الَّتِي دفن بهَا وَهِي الْمَعْرُوفَة بإنشاء الْأَفْضَل شاهنشاه إِلَى تربته الَّتِي بالقرافة الْكُبْرَى وَهُوَ فِي تَابُوت وَركب خَلفه العاضد إِلَى تربته فَقَالَ عمَارَة اليمني قصيدة طَوِيلَة مِنْهَا قَوْله الْكَامِل (شخص الْأَنَام إِلَيْهِ تَحت جَنَازَة ... خفضت برفعة قدرهَا الأقدار) (وَكَأَنَّهُ تَابُوت مُوسَى أودعت ... فِي جانبيه سكينَة ووقار) (وتغاير الحرمان والهرمان فِي ... تابوته وعَلى الْكَرِيم يغار) وَكَانَ ولَايَته الوزارة فِي تَاسِع عشر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقتل فِي) تَاسِع عشر شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَنقل تابوته فِي تَاسِع عشر صفر سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وزالت دولتهم فِي تَاسِع عشر (الألقاب) ابْن الطلاء الأندلسي اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد (طي 5787) 3 - (الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ) طي بن ضرغام الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الأديب الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِدِمَشْق سنة سبع وَتِسْعين قلت يُرِيد وَخَمْسمِائة الطَّوِيل (وأهيف معسول اللمى أشنب الثغر ... إِذا افتر فِي ليل بدا فلق الْفجْر) (رنا فأعار الْبيض فرط مضائها ... وماس فأودى بالمثقفة السمر) (يلوح كبدر التم فِي غسق الدجى ... إِذا لَاحَ فِي محلولك من دجى الشّعْر) (وَفَوق من ألحاظه النجل أسهما ... غَدا الصب مِنْهَا عادم اللب وَالصَّبْر) (وَلما بدا فِي الخد لَام عذاره ... غَدا لائمي فِيهِ يُقيم بِهِ عُذْري)

الألقاب

(ويزداد حزني كلما زَاد حسنه ... وحسبك من نفع يعين على الضّر) (وَزَاد لهيبي بارتشاف رضابه ... وَمن يستبيح الْخمر يصلى صلا الْجَمْر) (وَبَين جفوني والرقاد تبَاعد ... كَمَا بَين أَسبَاب التثبت والصدر) (وَلما غزا قلبِي غزال غزيه ... وَأعْرض عَن نصري قروم بني نصر) (لجأت لإسماعيل خوفًا وَمن لجا ... إِلَيْهِ نجا مِمَّا يخَاف من الدَّهْر) قلت كَذَا وجدته وَفِي قَوْله وَزَاد لهيبي لحن ظَاهر لِأَنَّهُ لم يجْزم الشَّرْط وَلَا الْجَزَاء وَلَو قَالَ يصلى لظى الْجَمْر لَكَانَ أحسن 3 - (5788) طي بن شاور ابْن وَزِير خلفاء مصر تقدم ذكره فِي تَرْجَمَة وَالِده شاور وَأَن ضرغاماً قَتله وَلما هرب وَالِده شاور حز رَأسه يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشْرين شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وطيف بِرَأْسِهِ تَحت الطاقات وَالنِّسَاء يولولن بالصراخ وَكَانَ فِيهِنَّ وَاحِدَة تحفظ قولا فِي الصَّالح وَهُوَ الطَّوِيل) (أينسى وَفِي الْعَينَيْنِ صُورَة وَجهه الْكَرِيم وعهد الإنتقال قريب) فَمَا زَالَت تكرره حَتَّى رَأَتْ رَأس ضرغام يُطَاف بِهِ على مَا مر فِي تَرْجَمَة ضرغام (الألقاب) الطَّيَالِسِيّ أَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك الطَّيَالِسِيّ مُحَمَّد بن مسلمة ابْن أبي طي المؤرخ اسْمه يحيى بن أبي طي حميد (طيبرس 5789) 3 - (الْحَاج عَلَاء الدّين) طيبرس الْأَمِير الْكَبِير الْحَاج عَلَاء الدّين الوزيري صهر السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر توفّي بِمصْر سنة تسع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ كثير الصَّدقَات قَلِيل الأذية أوصى بثلاثمائة ألف دِرْهَم تنْفق فِي الْجند الضُّعَفَاء وَوَصفه الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو

الأمير بهاء الدين البغدادي

شامة بِكُل قَبِيح فَقَالَ وَفِي ثَالِث ذِي الْقعدَة يَعْنِي سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وصل من مصر إِلَى دمشق عَسْكَر مقدمه الْأَمِير عز الدّين الدمياطي وَبكر الدُّخُول إِلَى دمشق فَخرج النَّاس يلقونهم وَفِيهِمْ الْحَاج عَلَاء الدّين طيبرس الوزيري نَائِب السلطنة بِدِمَشْق فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أَهْوى ليكارشه على مَا جرت بِهِ عَادَة الملتقيين قبض الدمياطي بِيَدِهِ الْوَاحِدَة عضد الوزيري وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى سَيْفه وأنزله عَن فرسه واركبه بغلاً وشده عَلَيْهِ ثمَّ قَيده وَتَركه بمصلى الْعِيد فَلَمَّا دخل اللَّيْل عَلَيْهِ وكل بِهِ وسيره إِلَى مصر وهرب أَصْحَابه ثمَّ استخرجت أَمْوَاله الَّتِي بِدِمَشْق بَعْدَمَا كَانَ سير مِنْهَا مَا كَانَ سير مَعَ الْعَرَب وقبضت حواصله وَكَانَ الْحَاج طيبرس قد اهلك أهل دمشق بإخراجهم من بلدهم والترسيم على أكابرهم بِإِخْرَاج عِيَالهمْ وأنفسهم وإهانتهم وضيق على النَّاس بتمكين الْعَرَب من شِرَاء الغلال من دمشق وتخويف النَّاس من التتار فَكَانَ البدوي يجلب الْجمل ويبيعه بأضعاف قِيمَته وَيَشْتَرِي بِهِ الْغلَّة رخيصة لِأَن النَّاس يَحْتَاجُونَ إِلَى السّفر إِلَى مصر 5790 3 - (الْأَمِير بهاء الدّين الْبَغْدَادِيّ) طيبرس بن أيبك الْأَمِير الْكَبِير بهاء الدّين ابْن الْأَمِير حسام الدّين من أُمَرَاء بَغْدَاد تَأمر بعد وَفَاة وَالِده وَكَانَ من الملاح توفّي وَهُوَ غض شَاب طري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَوجد النَّاس عَلَيْهِ لحسنه) (طيب 5791) 3 - (الصَّحَابِيّ) طيب بن الْبَراء أَخُو آبي هِنْد الدَّارِيّ لأمه قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْصَرفه من تَبُوك وَكَانَ أحد الْوَفْد الداريين وَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله 5792 3 - (أَبُو حمدون الْمُقْرِئ) الطّيب بن إِسْمَاعِيل أَبُو حمدون الذهلي الْبَغْدَادِيّ اللؤْلُؤِي الْمُقْرِئ العابد كَانَ كَبِير الشَّأْن كثير الْوَرع إِمَامًا فِي الْقِرَاءَة والتجويد روى الْحُرُوف عَن الْكسَائي وَيَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ وروى عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَغير وَاحِد وروى عَنهُ إِسْحَاق بن سِنِين الْخُتلِي وَسليمَان بن يحيى الضَّبِّيّ وَأَبُو الْعَبَّاس ابْن مَسْرُوق وَالقَاسِم بن أَحْمد العشري وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِرِوَايَة الْكسَائي أَبُو عَليّ الْحسن بن الْحُسَيْن الصَّواف الْمُقْرِئ نقل الْخَطِيب رَحمَه الله فِي تَارِيخه أَن أَبَا حمدون كَانَ لَهُ صحيفَة فِيهَا ثَلَاثمِائَة نفس من أَصْحَابه وَكَانَ يَدْعُو لَهُم كل لَيْلَة ويسميهم فَنَامَ عَنْهُم لَيْلَة فَقيل لَهُ فِي النّوم يَا أَبَا حمدون لم تسرج

الأمير سيف الدين

مصابيحك قَالَ فَقعدَ ودعا لَهُم وبلغنا أَنه كَانَ يلتقط الْأَشْيَاء المنبوذة ويتقوت بهَا توفّي بعد الْعشْرين وَمِائَتَيْنِ 5793 3 - (الْأَمِير سيف الدّين) طيب الْأَمِير سيف الدّين كَانَ من جملَة الْأُمَرَاء بصفد ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى أُمَرَاء دمشق وَأقَام بهَا قَرِيبا من سنة وَتوجه صُحْبَة العساكر إِلَى صفد لحصار أَمِير أَحْمد الساقي وَلما سلم نَفسه أَحْمد توجه بِهِ الْأَمِير سيف الدّين طيب مَعَ جملَة من توجه مَعَه إِلَى بَاب السُّلْطَان فرسم لَهُ السُّلْطَان بِالْإِقَامَةِ فِي الديار المصرية فَأَقَامَ بهَا وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَلما خرج الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي والأمير سيف الدّين منكلي بغا الفخري على السُّلْطَان الْملك الصَّالح أول دولته كَانَ مَعَهُمَا فرسم باعتقاله وَذَلِكَ فِي شهر رَجَب الْفَرد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة (الألقاب) الطَّيِّبِيّ شَارِح التَّنْبِيه اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حمدَان الطيني بالنُّون يُوسُف بن سُلَيْمَان ابْن أبي الطّيب نجم الدّين وَكيل بَيت المَال اسْمه مُحَمَّد بن عمر وَولده نجم الدّين مُحَمَّد بن) مُحَمَّد بن عمر (طيبغا 5794) 3 - (الجمدار) طيبغا الْأَمِير عَلَاء الدّين المجدي الجمدار وَهُوَ من الْأُمَرَاء الْقدَم فِي أَيَّام الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَحج فِي آخر أَيَّام السُّلْطَان وَتَوَلَّى نِيَابَة حماة مرَّتَيْنِ ثمَّ إِنَّه طلب إِلَى مصر وَأقَام بهَا أَمِيرا كَبِيرا وَلما حضر السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَالح إِلَى الشَّام فِي وَاقعَة بيبغا آروس دخل وَالنَّاس كلهم مشَاة فِي ركابه وَالسُّلْطَان وَحده رَاكب مَعَه من هُنَا الْأَمِير سيف الدّين أسندمر الْعمريّ وَمن هُنَا الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا المجدي يَمِينا وَشمَالًا ثمَّ إِنَّه رسم لَهُ بِالْإِقَامَةِ بِدِمَشْق مقدم وَتوجه السُّلْطَان إِلَى مصر فَأَقَامَ الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا بِدِمَشْق على حَاله إِلَى يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شهر رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة فَحَضَرَ الْأَمِير سيف الدّين طيدمر أَخُو الْأَمِير سيف الدّين طاز يطْلب إِلَى مصر طَبِيب الْقلب على حيله فَتوجه بِهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شهر رَمَضَان الْمُعظم

طيدمر

(طيدمر 5795) 3 - (الْإِسْمَاعِيلِيّ) طيدمر الْأَمِير سيف الدّين الْإِسْمَاعِيلِيّ أحد الْأُمَرَاء بحلب كَانَ قد جهزه الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه لما كَانَ بحلب إِلَى بَاب السُّلْطَان فِيمَا يتَعَلَّق بالأمير سيف الدّين يلبغا فِيمَا أَظن وَلما عَاد من مصر وأرغون شاه نَائِب دمشق فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة طلبه من السُّلْطَان أَن يكون من جملَة أُمَرَاء دمشق فرسم لَهُ بذلك ورتب أَمِير حَاجِب بَدَلا عَن الْأَمِير سيف الدّين منجك فِيمَا أَظن فَأَقَامَ بِدِمَشْق على هَذِه الْوَظِيفَة إِلَى أَن توفّي الْأَمِير سيف الدّين أنص نَائِب قلعة الْمُسلمين فرسم لَهُ بالتوجه إِلَى قلعة الْمُسلمين نَائِبا فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَسَبْعمائة وَلم يزل بهَا إِلَى أَن جرى لأرغون الكاملي نَائِب حلب مَا جرى مَعَ أُمَرَاء حلب على مَا مر فِي تَرْجَمَة أرغون الْمَذْكُور وَعَاد من مصر إِلَى حلب نَائِبا ورسم للأمير شرف الدّين مُوسَى الْحَاجِب بحلب بِأَن يتَوَجَّه إِلَى قلعة الْمُسلمين نَائِبا عوضا عَن طيدمر الْمَذْكُور وَذَلِكَ فِي شهر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام بحلب إِلَى أَن وصل) الْأَمِير سيف الدّين شيخو إِلَى حلب فِي وَاقعَة بيبغا وَلما عَاد إِلَى دمشق أحضر مَعَه الْأَمِير سيف الدّين طيدمر وَأقَام فِي جملَة الْأُمَرَاء بِدِمَشْق إِلَى أَن أُعِيد إِلَى الحجوبية على عَادَته عوضا عَن الْأَمِير سيف الدّين أيدمر السُّلَيْمَانِي فِي أَوَائِل سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة (طيف) 3 - (5796 الشاعرة) طيف الشاعرة البغدادية من شعرهَا فِي ذيل بن النجار الْبَسِيط (وظبية من بَنَات الرّوم قلت لَهَا ... لما الْتَقَيْنَا وقلبي عِنْدهَا علق) (هَل فِي زِيَارَة صب عاشق دنف ... أجر فَقَالَت ودمع الْعين يستبق) (لَوْلَا الوشاة وَأَن الْخَوْف يقلقني ... لهان ذَاك وعل الْأَمر يتَّفق) وَمِنْه الْكَامِل المجزوء (فتكت بِنَا يَوْم القراح ... بَيْضَاء تهزأ بِالرِّمَاحِ) (تبدي الظلام بفرعها ... وبوجهها ضوء الصَّباح) (وتجد فِي قتل السَّلِيم الْحر فِي خلل المزاح)

طيفور

وَمِنْه الْكَامِل المجزوء (أسفت على مَا نلْت مِنْهَا بَعْدَمَا جذت حبالي) (وَتقول واحرباه آه على النَّوَى وعَلى الْوِصَال) (طيفور 5797) 3 - (أَبُو يزِيد البسطامي) طيفور بن عِيسَى بن آدم بن عِيسَى بن عَليّ البسطامي أَبُو يزِيد الزَّاهِد الْمَشْهُور كَانَ مجوسياً ثمَّ أسلم وَكَانَ لَهُ أَخَوان زاهدان عابدان أَيْضا آدم وَعلي وَكَانَ أَبُو يزِيد أَجلهم توفّي على مَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين فِي حُدُود الثلاثمائة وَقَالَ فِي هَذَا الْأَصْغَر وَاسم جد الْكَبِير شروسان وَاسم جد هَذَا آدم وَقَالَ شمس الدّين ابْن خلكان توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَلَعَلَّ هَذِه وَفَاة الْأَكْبَر وَالله أعلم وَسُئِلَ أَبُو يزِيد بِأَيّ شَيْء نلْت هَذِه الْمعرفَة فَقَالَ بِبَطن جَائِع وبدن عَار وَقيل لَهُ مَا أَشد مَا لَقيته فِي سَبِيل الله فَقَالَ لَا يُمكن وَصفه فَقيل لَهُ فَمَا أَهْون مَا لقِيت نَفسك مِنْك فَقَالَ أما هَذَا فَنعم دعوتها إِلَى شَيْء من الطَّاعَات فَلم تجبني طَوْعًا فمنعتها المَاء سنة وَقَالَ لَو نظرتم إِلَى رجل أعطي من الكرامات حَتَّى يرْتَفع فِي الْهَوَاء فَلَا تغتروا بِهِ حَتَّى تنظروا كَيفَ تجدونه عِنْد الْأَمر وَالنَّهْي وَحفظ الْحُدُود وَأَدَاء الشَّرِيعَة وَله مقالات كَثِيرَة ومجاهدات مَشْهُورَة وكرامات ظَاهِرَة وَكَانَ أَبُو يزِيد البسطامي يَقُول من لم ينظر إِلَى شَاهِدي بِعَين الِاضْطِرَار وَإِلَى أوقاتي بِعَين الاغترار وَإِلَى أحوالي بِعَين الاستدراج وَإِلَى كَلَامي بِعَين الافتراء وَإِلَى عباداتي بِعَين الاجتراء وَإِلَى نَفسِي بِعَين الازدراء فقد أَخطَأ النّظر فِي وَكَانَ يَقُول لَو وصفت لي تَهْلِيلَة مَا باليت بعْدهَا بِشَيْء وَكتب يحيى بن معَاذ إِلَى أبي يزِيد سكرت من الذّكر وَغَيْرك كَثْرَة مَا شربت من كأس محبته فَكتب جَوَابه سكرت وَمَا شربت من الدّور وَغَيْرك قد شرب بحور السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا رُوِيَ بعد وَلسَانه خَارج من الْعَطش يَقُول هَل من مزِيد وَقَالَ الْجُنَيْد كل الْخلق يركضون فَإِذا بلغُوا ميدان أبي يزِيد هملجوا وَكَانَ أَبُو يزِيد يَقُول إِذا وقفت بَين يَدي الله عز وَجل فَاجْعَلْ نَفسك كَأَنَّك مَجُوسِيّ تُرِيدُ أَن تقطع الزنار بَين يَدَيْهِ وَقَالَ نوديت فِي سري فَقيل لي خزائننا مَمْلُوءَة من الْخدمَة فَإِذا أردتنا فَعَلَيْك بالذلة والافتقار وَحكى عَنهُ صَاحبه أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ أَنه أذن فَغشيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق قَالَ الْعجب مِمَّن لَا يَمُوت إِذا أذن وَقَالَ الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ ثَبت عَنهُ أَنه قَالَ سبحاني مَا أعظم شاني وَلَكِن لَا نظن بِهِ إِلَّا خيرا 5798

أبو زيد البسطامي الأصغر

3 - (أَبُو زيد البسطامي الْأَصْغَر) ) طيفور بن عِيسَى أَبُو زيد البسطامي الْأَصْغَر توفّي فِي حُدُود السّبْعين والمائتين (الألقاب) ابْن الطيفوري الطَّبِيب اسْمه زَكَرِيَّاء الطَّيِّبِيّ شمس الدّين أَحْمد بن يُوسُف ابْن الطيلسان الْمَالِكِي الْقَاسِم بن مُحَمَّد (طينال 5799) 3 - (نَائِب طرابلس) طينال الْأَمِير سيف الدّين طينال نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بطرابلس وغزة وصفد كَانَ من مماليك السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف خَلِيل بن قلاون أخرجه السُّلْطَان إِلَى نِيَابَة طرابلس بعد الْأَمِير شهَاب الدّين قرطاي فَأَقَامَ بهَا وقوى نَفسه على الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام وَطَالَ ذَلِك بَينهمَا فعزل من طرابلس فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنقل إِلَى نِيَابَة غَزَّة فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ أُعِيد إِلَى نِيَابَة طرابلس ووطن نَفسه على طَاعَة تنكز فَمشى حَاله وَكَانَ يُجهز مطالعته إِلَى بَاب السُّلْطَان مَفْتُوحَة ليقف عَلَيْهَا تنكز ويختمها ويجهزها وَلما أمسك تنكز رَحمَه الله عزل من طرابلس بالأمير سيف الدّين أرقطاي وأحضر الْأَمِير سيف الدّين طينال إِلَى دمشق وَبَقِي بهَا أَمِيرا إِلَى أَن رسم لَهُ بنيابة صفد فَتوجه إِلَيْهَا وَبَقِي فِيهَا إِلَى أَن توفّي بهَا يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بمغارة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام فِي قبر كَانَ حمص أَخْضَر نَائِب صفد قد أعده لنَفسِهِ وَلما كَانَ الفخري بِدِمَشْق فِي نوبَة النَّاصِر أَحْمد جهز الْأَمِير سيف الدّين طينال إِلَى طرابلس نَائِبا مرّة ثَالِثَة فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى 5800 3 - (الجاشنكير) طينال الجاشنكير الْأَمِير سيف الدّين هُوَ الَّذِي جَاءَ خلف الْأَمِير سيف الدّين شيخو وأمسكه بِدِمَشْق فِي الْأَيَّام الناصرية حسن وَتوجه بِهِ من دمشق إِلَى غَزَّة

وَمن هُنَاكَ توجه بِهِ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة واعتقله بهَا ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى الْحجاز وَأمْسك الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس النَّائِب وأحضر سَيْفه فَلَمَّا تولى الْملك الصَّالح جهزه إِلَى دمشق ليقيم بهَا فوصل إِلَيْهَا) فِي عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة

حرف الظاء

(حرف الظَّاء) (ظافر 5801) 3 - (الْحداد الإسكندري) ظافر بن الْقَاسِم بن مَنْصُور بن خلف أَبُو مَنْصُور الجذامي الإسكندري الْحداد الشَّاعِر صَاحب الدِّيوَان الْمَشْهُور أَخذ عَنهُ الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره قصيدته الْمَشْهُورَة وَهِي الْكَامِل (لَو صَحَّ بِالصبرِ الْجَمِيل ملاذه ... مَا سح وابل دمعه ورذاذه) (مَا زَالَ جَيش الْحبّ يَغْزُو قلبه ... حَتَّى وهى وتقطعت أفلاذه) (لم يبْق فِيهِ مَعَ الغرام بَقِيَّة ... إِلَّا رسيس يحتويه جذاذه) (من كَانَ يرغب فِي السَّلامَة فَلْيَكُن ... أبدا من الحدق المراض عياذه) (لَا يخدعنك بالفتور فَإِنَّهُ ... مرض يضر بقلبك استلذاذه) (يَا أَيهَا الرشأ الَّذِي من طرفه ... سهم إِلَى حب الْقُلُوب نفاذه) (در يلوح بفيك من نظامه ... خمر يجول عَلَيْهِ من نباذه) (وقناة ذَاك الْقد كَيفَ تقومت ... وَسنَان ذَاك اللحظ مَا فولاذه) (رفقا بجسمك لَا يذوب فإنني ... أخْشَى بِأَن يجفو عَلَيْهِ لاذه) (هاروت يعجز عَن مواقع سحره ... وَهُوَ الإِمَام فَمن ترى أستاذه) (تالله مَا علقت محاسنك امْرأ ... إِلَّا وَعز على الورى استنقاذه) (أغريت حبك بالقلوب فأذعنت ... طَوْعًا وَقد أودى بهَا استحواذه) (مَالِي أتيت الْحَظ من أبوابه ... جهدي فدام نفوره ولواذه) (إياك من طمع المنى فعزيزه ... كذليله وغنيه شحاذه)

(ذالية ابْن دُرَيْد استهوي بهَا ... قوم غَدَاة نبت بِهِ بغداذه) (دانوا لزخرف قَوْله فتفرقت ... طَمَعا بهم صرعاه أَو جذاذه) (من قدر الرزق السّني لَك إِنَّمَا ... قد كَانَ لَيْسَ يضرّهُ إِنْفَاذه) قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان رَأَيْت عماد الدّين ابْن باطيش فِي كِتَابه الْمُغنِي) شرح الْمُهَذّب فِي الْفِقْه لما انْتهى إِلَى ذكر أبي بكر مُحَمَّد بن الْحداد الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ذكر بعض هَذِه الأبيات وَعَزاهَا إِلَيْهِ وَمَا أوقعه فِي ذَلِك إِلَّا أَن ظافر يعرف بالحداد وَمن شعر ظافر الْحداد قَوْله الطَّوِيل (يذم المحبون الرَّقِيب وليت لي ... من الْوَصْل مَا يخْشَى عَلَيْهِ رَقِيب) قلت وَهُوَ مِمَّن أَجَاد التَّشْبِيه فَمن ذَلِك قَوْله من أَبْيَات الطَّوِيل (وَقد سبحت فِيهِ الثريا كَأَنَّهَا ... بنيقات وشي فِي قَمِيص حداد) (ولاحت بَنو نعش كتنقيط كَاتب ... بيسراه للتعليم آخر صَاد) (إِلَى أَن بدا ضوء الصَّباح كَأَنَّهُ ... رِدَاء عروس فِيهِ صبغ مداد) قلت هُوَ يشبه قَول الْقَائِل الْكَامِل (خلقت نُجُوم بَنَات نعش سَبْعَة ... تترى كَمَا نظم الخرائد جوهرا) (تبدو كَمَا رسمت بنان مكتب ... لمكتب فِي اللَّوْح صاداً أعسرا) وَقَالَ ظافر الْحداد الْبَسِيط (كَأَن أنجمها فِي الجو زاهرة ... دَرَاهِم والثريا كف منتقد) وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل (والجو من شفق الْغُرُوب مفروز ... كحديقة حفت بورد أَحْمَر) (وبدا الْهلَال لليلتين كَأَنَّهُ ... فتر حوى تفاحة من عنبر) وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل (وَاللَّيْل قد ولى بعبسة هارب ... وَالصُّبْح قد وافى ببشر معرس) (وَالْفَجْر قد أخْفى النُّجُوم كَأَنَّهُ ... سيل يفِيض على حديقة نرجس) قلت أَخذ اللَّفْظ وَالْمعْنَى من قَول حجاج الْكَامِل (هذي المجرة والنجوم كَأَنَّهَا ... نهر تفتح فِيهِ رَوْضَة نرجس) وَأما مُحَمَّد بن عَطِيَّة الْكَاتِب القيرواني فَقَالَ (الْكَامِل وكنما الْفجْر المطل على الدجى ... ونجومه المتأخرات تقوضا)

(نهرٌ تعرض فِي السَّمَاء وَحَوله ... أَشجَار وردٍ قد تفتح أبيضا) وَقَالَ ظافر الْحداد الْبَسِيط) (والأقحوانة تحكي ثغر غانية ... تبسمت فِيهِ من عجب وَمن عجب) (فِي الْقد وَالْبرد والريق الشهي وطي ... ب الرّيح واللون والتفليج والشنب) (كشمسة من لجين فِي زبرجدة ... قد برقتْ تَحت مِسْمَار من الذَّهَب) قلت أَخذه ابْن عبَادَة الإسكندري وشاركه فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى فَقَالَ الْبَسِيط (والأقحوانة تجلو وَهِي ضاحكة ... عَن وَاضح غير ذِي ظلم وَلَا شنب) (كَأَنَّمَا شمسة من فضَّة حرست ... خوف الْوُقُوع بمسمار من الذَّهَب) وَقَالَ ظافر أَيْضا الْكَامِل (والأقحوانة فِي الرياض تخالها ... ثغراً يعَض على حُرُوف رباعي) وَقَالَ المتقارب (كَأَن سنابل حب الحصيد ... وَقد شارفت وَقت إبانها) (كبائس مضفورة ربعت ... وأرخي فَاضل خيطانها) وَقَالَ المتقارب (غدونا على أرؤس أحكمت ... وتمت محَاسِن أوصافها) (حكت قطع الْقطن مندوفة ... كَمَا فَارَقت يَد ندافها) (كَأَن تماثيل أجسامها ... وأفواهها تَحت آنافها) (خليع الطراطير بيضًا وَقد ... تفتق مَا فَوق أطرافها) وَقَالَ ظافر أَيْضا فأبدع الطَّوِيل (كَأَن حباب المَاء ثوب مرائش ... وَقد شابه لون الضُّحَى فتلونا) (فَكَانَ كأحناك الظباء تثاءبت ... فأظهرن تدريجاً هُنَاكَ مغضنا) (إِذا أبرم التيار دارته حكت ... أنامل خراط يحرر مدهنا) وَقَالَ الطَّوِيل (ترى مِنْهُ تَحت المَاء درعاً وجوشناً ... وسيفاً بِلَا غمد وَإِن كَانَ راكداً) (كَأَن الصِّبَا لما أدارت حبابه ... تمر على سيف صقيل مباردا) وَقَالَ الْبَسِيط (هلل فَإِن هِلَال الْعِيد عَاد بِمَا ... قد كنت تعهد من لَهو وَمن طرب)

) (كحلقة من لجين ذاب أَكْثَرهَا ... لما تغافل ملقيها على اللهب) وَقَالَ الطَّوِيل (تَأَمَّلت بَحر النّيل طولا وَخَلفه ... من الْبركَة الْغناء كل مقعر) (فَكَانَت وَقد لاحت بسيطة خضرَة ... وَكَانَت وفيهَا المَاء بَاقٍ موفر) (عِمَامَة شرب ذِي حواش بخضرة ... أضيف إِلَيْهَا طيلسان مقور) وَكَانَ الْأَمِير ابْن ظفر أَيَّام ولَايَته الثغر قد ضَاقَ خَاتم على خِنْصره وأفرط إِلَى أَن ورم فأحضر ابْن ظافر لقطع الْخَاتم فَلَمَّا قطع الْحلقَة أنْشدهُ بديها السَّرِيع (قصر عَن أوصافك الْعَالم ... وَكثر الناثر والناظم) (من يكن الْبَحْر لَهُ رَاحَة ... يضيق عَن خنصرها الْخَاتم) فَاسْتَحْسَنَهُ ووهب لَهُ الْحلقَة وَكَانَت من ذهب وَكَانَ بَين يَدي الْأَمِير غزال مستأنس قد ربض وَجعل رَأسه فِي حجره فَقَالَ ظافر بديها المتقارب (عجبت لجرأة هَذَا الغزال ... وَأمر تخطى لَهُ وَاعْتمد) (وأعجب بِهِ إِذْ بدا جاثماً ... وَكَيف اطْمَأَن وَأَنت الْأسد) فَزَاد الْأَمِير والحاضرون فِي الِاسْتِحْسَان مِنْهُ وَتَأمل ظافر شَيْئا كَانَ على بَاب الْمجْلس يمْنَع الطير من دُخُولهَا فَقَالَ بديها المتقارب (رَأَيْت ببابك هَذَا المنيف ... شباكاً فأدركني بعض شكّ) (وفكر فِيمَا رأى خاطري ... فَقلت الْبحار مَكَان الشبك) وَمن نظم ظافر الْحداد أَيْضا فِي كرْسِي النّسخ الْكَامِل (انْظُر بِعَيْنَيْك فِي بديع صنائعي ... وَعَجِيب تركيبي وَحِكْمَة صانعي) (فكأنني كفا محب شبكت ... يَوْم الْفِرَاق أصابعاً بأصابع) قلت أوردت يَوْمًا هَذَا الْمَقْطُوع بِحَضْرَة بعض الأفاضل فَقَالَ لي ذكر الْمُحب هُنَا حَشْو وَلَا علاقَة للمحب والتشبيه يَصح بِدُونِ إِضَافَة الْكَفّ إِلَى محب أَو غَيره فَقلت ذكر الْمُحب هُنَا أوقع فِي النَّفس من ذكر غَيره لِأَن الْغَالِب فِي تشبيك الْإِنْسَان كَفه بِالْأُخْرَى عِنْدَمَا يبغته الْأَمر الَّذِي يكرههُ وَلَا أكره من حَالَة الْفِرَاق عِنْد الْمُحب فلاق ذكره هُنَا دون غَيره فَاسْتَحْسَنَهُ الْحَاضِرُونَ ولظافر الْحداد موشحات مِنْهَا قَوْله) (ثغر لَاحَ يستأسر الْأَرْوَاح ... لما فاح بِالْخمرِ والتفاح) (الْجَانِي ... ذَا التائه الْجَانِي) (يلحاني ... من لَيْسَ بالحاني)

فتح الدين الحلبي الأرفادي

(أفناني ... طير بأفناني) (أحياني ... فِي بعض أحياني) (لما صَاح مَا خلته يَا صَاح ... إِلَّا رَاح من ذَا نشوة من رَاح) (بدر بَان ... فِي مثل خوط البان) (وَجه زَان ... قداً كعود الزان) (والإخوان ... فِي اللوم لي خوان) (والعينان ... لما جَفا عينان) (جسم رَاح يدميه لمس الراح ... لما لَاحَ لم أحتفل باللاح) (يَا فتاك ... بِالْقَتْلِ من أَفْتَاك) (مَا أسراك ... نيلاً إِلَى أسراك) (مَا أحلاك ... سُبْحَانَ من حلاك) (مَا أنساك ... وَجها وَمَا أسناك) (كالمصباح نور بِلَا إصباح ... كم أرتاح للقرب مَا يرتاح) (أغْلى لي ... موتِي بأغلالي) (أوصى لي ... نيران أوصالي) (بلبالي ... أولى ببلبالي) (يَا حَالي ... انْظُر إِلَى حَالي) (هَا قد ساح من مقلتي سحاح ... ذُو إفصاح بسرنا فضاح) (قلبِي مَال ... فِيهِ إِلَى الآمال) (مَا لي حَال ... يَا قوم لما حَال) (لما غال ... قلبِي وصبري غال) (لَوْلَا الْخَال ... مَا كنت إِلَّا خَال) ) (ذَا المزاح مازحته مَا رَاح ... الْإِصْلَاح أَن أترك الْإِصْلَاح 5802) 3 - (فتح الدّين الْحلَبِي الأرفادي) ظافر بن أبي غَانِم بن سيف بن طي بن مُحَمَّد بن

زين الدين العدوي

سَالم فتح الدّين أَبُو الْفَتْح الْحلَبِي الأرفادي الطَّائِي أَخْبرنِي الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ الْمَذْكُور بِالْقَاهِرَةِ وَله نظم مِنْهُ قَوْله الْكَامِل (وَلَقَد ظَنَنْت بأننا مَا نَلْتَقِي ... حَتَّى رَأَيْتُك فِي الْمَنَام مضاجعي) (فَوَقَعت فِي نومي لوجهك سَاجِدا ... وَنَثَرت من فَرح عَلَيْك مدامعي 5803) 3 - (زين الدّين الْعَدوي) ظافر بن مُحَمَّد بن صَالح بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الْجَوْجَرِيّ المحتد الْعَدوي نِسْبَة إِلَى فُقَرَاء الشَّيْخ عدي يعرف بالطناني نِسْبَة إِلَى طنان وَهِي بَلْدَة بالديار المصرية بهَا ولد وينعت بزين الدّين قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وسمعته من لَفظه هَذَا الْمَذْكُور كَانَ رجلا فَقِيرا كثير الانبساط يظْهر الْحَرْف وَيذكر عَنهُ بعض من خالطه صلاحاً وديانة وينسب لَهُ كَرَامَة ورأيته بدمياط وَله نظم كثير من ذَلِك قَوْله الوافر (تميس فتخجل الأغصان مِنْهَا ... وتزري فِي التلفت بالغزال) (وتحسب بالإزار بِأَن تغطت ... وَقد أبدت بِهِ شكل الْجمال) (سلوها لم تغطي الْبَدْر عمدا ... وتسمح للنواظر بالهلال) (وَلم تصلي الحشا بالعتب نَارا ... وَفِي ألفاظها برد الزلَال) (وَلم فضحت بمعصمها اعتصامي ... وأطبقت العقيق على اللآلي) (ويبدي حَالهَا أمرا عجيباً ... ظهوراً فِي خَفَاء مثل حَالي) (فَإِن حاكت بوفر الردف وجدي ... فقد حاكى بهَا الخصر انتحالي) (حَلَال فِي الغرام بهَا عَذَابي ... كَمَا عذب اللمى مِنْهَا حلالي 5804) 3 - (السكرِي الْموصِلِي الطَّبِيب) ظافر بن جَابر بن مَنْصُور هُوَ أَبُو حَكِيم السكرِي كَانَ مُسلما فَاضلا فِي الطِّبّ متقناً للحكمة متحلياً بالفضائل وَعلم الْأَدَب محبا للاشتغال وَالنَّظَر فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة وَكَانَ قد لَقِي أَبَا الْفرج ابْن الطّيب بِبَغْدَاد وَاجْتمعَ بِهِ واشتغل عَلَيْهِ وَهُوَ موصلي كَانَ حَيا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ إِنَّه سكن بحلب إِلَى آخر عمره وَمن شعره) (الْكَامِل مَا زِلتُ أعلم أوّلاً فِي أوْلٍ ... حَتَّى علمت بأنني لَا علم لي) (وَمن الْعَجَائِب أَن كوني جَاهِلا ... من حَيْثُ كوني أنني لم أَجْهَل) وَله مقَالَة فِي أَن الْحَيَوَان يَمُوت مَعَ أَن الْغذَاء يخلف عوض مَا يتَحَلَّل مِنْهُ 5805 3 - (أَبُو بكر المحترمي) ظافر الْفَقِيه أَبُو بكر المحترمي من شعره فِي الْأَمِير حسن بن يحيى أَمِير مَكَّة الْكَامِل

ابن شحم الإسكندراني

(أَهْدَت إِلَيْك على البعاد سلامها ... مستصبحاً صَاد الصَّلَاة ولامها) (وتخيرتك من الْبَريَّة ملْجأ ... نفس أَبَت من لَا يرى إكرامها) مِنْهَا (تاه الزَّمَان بدولة الْحسن الَّذِي ... مَا زَالَ منتظراً بِنَا أَيَّامهَا) (يَا عز آل مُحَمَّد وهمامها ... ولسانها فِيمَا حوى وكلامها) 3 - (ابْن شَحم الإسْكَنْدراني) ظافر بن طَاهِر بن ظافر بن إِسْمَاعِيل بن الحكم بن إِبْرَاهِيم بن خلف أَبُو الْمَنْصُور الْأَزْدِيّ الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي الْمُطَرز الْمَعْرُوف بِابْن شَحم ولد سنة أَربع وَخمسين وَسمع من السلَفِي وَأبي الطَّاهِر ابْن عوفٍ ومخلوف بن جبارَة الْفَقِيه وَالْقَاضِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحَضْرَمِيّ وأخيه أبي الْفضل أَحْمد وَجَمَاعَة وَكَانَ إِمَام مَسْجِد وروى عَنهُ الْمجد ابْن الحلوانية وَشرف الدّين الدمياطي والتاج الغراقي وَجَمَاعَة وبالإجازة القاضيان الخويي وتقي الدّين سُلَيْمَان وَأَبُو الْمَعَالِي ابْن البالسي وَجَمَاعَة وَتُوفِّي بالإسكندرية سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 5807 3 - (قَاضِي بلبيس) ظافر بن عبد الْغَنِيّ أَبُو مَنْصُور الشَّافِعِي قَاضِي بلبيس توفّي بهَا وَقد جَاوز التسعين وهرم وروى عَن مؤدبه بريك بن عوض ووفاته سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 5808 3 - (سيف الدّين الأرفادي) ظافر بن أبي غَانِم بن سيف شهَاب الدّين الأرفادي الشَّاعِر روى عَن الرشيد بن مسلمة وَكتب عَنهُ من القدماء الأبيوردي وَمن الْمُتَأَخِّرين ابْن البرزالي وطبقته وَتُوفِّي بِمصْر سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَالظَّاهِر أَنه الَّذِي تقدم آنِفا وَمَا هُوَ بِبَعِيد وَمَا اخْتلف عَليّ إِلَّا باللقب لِأَن ذَاك فتح الدّين وَهَذَا شهَاب الدّين وَالله أعلم 5809) 3 - (جمال الدّين وَكيل بَيت المَال) ظافر بن نصر بن ظافر بن هِلَال أَبُو الْمَنْصُور جمال الدّين الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار الشَّافِعِي وَكيل بَيت المَال بالديار المصرية ولد بِمصْر سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة روى عَن ابْن باقا وَغَيره وَله نظم ونثر وَكَانَ عِنْده رئاسة وَلَا يقدر على إمْسَاك الرّيح وَفَشَا حَاله فِي ذَلِك بمجالس

الألقاب

الْمُلُوك وَغَيرهم وَعَلمُوا عذره وَكَانَت لَهُ مكانة عِنْد الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بِحَيْثُ كتب فِي وَصيته إِلَى وَلَده وغلمانه إِقْرَاره على وكَالَة بَيت المَال فَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن توفّي (الألقاب) ابْن ظافر الأديب الْمصْرِيّ اسْمه عَليّ بن ظافر بن حُسَيْن الظافر الْخضر ابْن صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب الظافر صَاحب مصر إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد (ظَالِم 5810) 3 - (أَبُو الْأسود الدؤَلِي) ظَالِم بن عَمْرو بن ظَالِم وَيُقَال ظَالِم بن عَمْرو بن سُفْيَان وَيُقَال عُثْمَان بن عَمْرو وَيُقَال عَمْرو بن سُفْيَان وَيُقَال عَمْرو بن ظَالِم أَبُو الْأسود الدؤَلِي الْبَصْرِيّ روى عَن عمر وَعلي وَالزُّبَيْر وَأبي ذَر وَأبي مُوسَى وَابْن عَبَّاس وروى عَنهُ يحيى بن يعمر وَعبد الله بن بُرَيْدَة وَأَبُو حَرْب ابْن أبي الْأسود قدم على مُعَاوِيَة فأدنى مَجْلِسه وَأعظم جائزته وَولي قَضَاء الْبَصْرَة وَقيل هُوَ أول من نقط الْمَصَاحِف وَوضع للنَّاس علم النَّحْو وَهُوَ تَابِعِيّ شيعي شَاعِر نحوي كَانَ قد التمس من عَليّ عَام الْحكمَيْنِ أَن يَبْعَثهُ حكما فَلَمَّا قدم على مُعَاوِيَة قَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل لعَلي ابعثني حكما فوَاللَّه مَا أَنْت هُنَاكَ فَكيف كنت صانعاً قَالَ كنت جَامعا أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَقُول لَهُم أبدري أحدي شجري أحب إِلَيْكُم أم رجل من الطُّلَقَاء وَكَانَ عبد الله بن عَبَّاس لما خرج من الْبَصْرَة اسْتخْلف عَلَيْهَا أَبَا الْأسود فأقره عَليّ بن أبي طَالب وَقَاتل مَعَ عَليّ يَوْم الْجمل وَكَانَ يستخلفه بعد ذَلِك ابْن عَبَّاس على الْبَصْرَة وَكَانَ من المتحققين بمحبة عَليّ وَأَوْلَاده وَكَانَ رجل أهل الْبَصْرَة قَالَ مَالك

بَلغنِي أَن أَبَا الْأسود الدؤَلِي بَاعَ دَارا لَهُ فَقيل لَهُ بِعْت دَارك قَالَ لَا وَلَكِنِّي بِعْت جيراني وَكَانَ ينزل فِي بني قُشَيْر) وَكَانُوا عثمانية وَأَبُو الْأسود علوي الرَّأْي فَكَانَ بني قُشَيْر يسيئون جواره ويرجمونه بِاللَّيْلِ فعاتبهم على ذَلِك فَقَالُوا مَا رجمناك وَلَكِن الله رجمك فَقَالَ كَذبْتُمْ لأنكم إِذا رجمتموني أخطأتموني وَلَو رجمني الله مَا أخطأني ثمَّ أنتقل عَنْهُم إِلَى هُذَيْل وَقَالَ فيهم الْكَامِل (شتموا عليا ثمَّ لم أزجرهم ... عَنهُ فَقلت مقَالَة المتردد) (الله يعلم أَن حبي صَادِق ... لبني النَّبِي وَللْإِمَام الْمُهْتَدي) وَمن شعره فِي امْرَأَته الْخَفِيف (مرْحَبًا بِالَّتِي تجور علينا ... ثمَّ سهلاً بالحامل الْمَحْمُول) (أغلقت بَابهَا عَليّ وَقَالَت ... إِن خير النِّسَاء ذَات البعول) (شغلت نَفسهَا عَليّ فراغاً ... هَل سَمِعْتُمْ بالفارغ المشغول) وَمِنْه الوافر (وَمَا طلب الْمَعيشَة بالتمني ... وَلَكِن ألق دلوك فِي الدلاء) (تجئك بملئها طوراً وطوراً ... تَجِيء بحمأة وَقَلِيل مَاء) (وَلَا تقعد على كسل تمنى ... تحيل على المقادر وَالْقَضَاء) (وَإِن مقادر الرَّحْمَن تجْرِي ... بأرزاق الْعباد من السَّمَاء) وَيُقَال إِنَّه أدب عبيد الله بن زِيَاد وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ فِي طاعون الجارف وَأَخْطَأ من قَالَ إِنَّه توفّي فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز وَأسلم فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ الجاحظ أَبُو الْأسود مَعْدُود فِي طَبَقَات النَّاس وَهُوَ فِي كلهَا مقدم مأثور عَنهُ فِي جَمِيعهَا كَانَ معدوداً فِي التَّابِعين وَالْفُقَهَاء والمحدثين وَالشعرَاء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة والحاضري الْجَواب والشيعة والبخلاء والصلع الْأَشْرَاف والبخر الْأَشْرَاف وَكَانَ أول من أسس علم الْعَرَبيَّة عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَأَخذه عَنهُ أَبُو الْأسود وَحدث أَبُو عُثْمَان الْمَازِني مَا رَفعه إِلَى يحيى بن يعمر اللَّيْثِيّ أَن أَبَا الْأسود الدؤَلِي دخل على ابْنَته بِالْبَصْرَةِ فَقَالَت يَا أبه مَا أَشد الْحر رفعت أَشد فظنها تسأله وتستفهمه مِنْهُ أَي أزمان الْحر أَشد فَقَالَ لَهَا شهرا ناجر فَقَالَت يَا أبه إِنَّمَا أَخْبَرتك وَلم أَسأَلك فَأتى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذهب لِسَان الْعَرَب لما خالطت الْعَجم ويوشك إِن طَال عليا الزَّمَان أَن تضمحل فَقَالَ لَهُ وَمَا ذَاك فَأخْبرهُ خبر ابْنَته فَأمر

) فأشترى صحفاً بدرهم وأملى عَلَيْهِ الْكَلَام كُله لَا يخرج من اسْم أَو فعل وحرف جَاءَ لِمَعْنى ثمَّ رسم أصُول النَّحْو كلهَا فَلَمَّا كَانَ أَيَّام زِيَاد بن أَبِيه بِالْبَصْرَةِ جَاءَهُ أَبُو الْأسود فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير إِنِّي أرى الْحَمْرَاء قد خالطت الْعَرَب فتغيرت أَلْسِنَة الْعَرَب وَقد كَانَ عَليّ بن أبي طَالب قد وضع شَيْئا يصلح بِهِ ألسنتهم أفتأذن لي أَن أظهره فَقَالَ لَا ثمَّ جَاءَ زياداً رجل فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون فَقَالَ زياداً كالمتعجب مَاتَ أَبَانَا وَخلف بنُون هَذَا مَا ذكره أَبُو الْأسود ثمَّ مر بِرَجُل يقْرَأ الْقُرْآن حَتَّى بلغ قَوْله تَعَالَى إِن الله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله التَّوْبَة بِكَسْر اللَّام فَقَالَ زِيَاد لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم هَذَا وَالله الْكفْر ردوا إِلَيّ أَبَا الْأسود فَقَالَ لَهُ ضع للنَّاس مَا كنت نهيتك عَنهُ فَقَالَ ابغني كَاتبا يفهم عني فجيء بِرَجُل من عبد الْقَيْس فَلم يرضه فَأتي بِرَجُل من قُرَيْش فَقَالَ لَهُ إِذا رَأَيْتنِي قد فتحت فمي بالحرف فانقط على أَعْلَاهُ وَإِذا ضممت فانقط بَين يَدي الْحَرْف فَإِذا كسرت فمي فَاجْعَلْ النقطة تَحت الْحَرْف فَإِذا أتبعت ذَلِك شَيْئا من الغنة فَاجْعَلْ النقطة نقطتين فَكَانَ هَذَا نقط أبي الْأسود وَذكر أَنه لم يضع إِلَّا بَاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ فَقَط ثمَّ جَاءَ بعده مَيْمُون الأقرن فَزَاد عَلَيْهِ فِي حُدُود الْعَرَبيَّة ثمَّ زَاد فِيهَا عَنْبَسَة بن معدان وَعبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ فَلَمَّا كَانَ عِيسَى بن عمر وضع فِي النَّحْو كناشاً ثمَّ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء ثمَّ الْخَلِيل بن أَحْمد ثمَّ سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن الزبيدِيّ فِي طَبَقَات النُّحَاة عمل أَبُو الْأسود كتاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول والتعجب ثمَّ فرع النَّاس الْأُصُول بعده إِلَى الْيَوْم وَقَالَ أَبُو الْأسود لَا شَيْء أعز من الْعلم لِأَن الْمُلُوك حكام على النَّاس وَالْعُلَمَاء حكام على الْمُلُوك وَقَالَ لابنته لما زَوجهَا إياك والغيرة فَإِنَّهَا مِفْتَاح الطَّلَاق وَعَلَيْك بالزينة وأزين الزِّينَة الْكحل وَأطيب الطّيب إسباغ الْوضُوء وكوني كَمَا قلت لأمك الطَّوِيل (خذُي العفْو مِنّي تستديمي مودتي ... وَلَا تنطقي فِي سورتي حِين أغضب) (فَإِنِّي وجدت الحُبّ فِي الصَّدْر والأذى ... إِذا اجْتمعَا لم يلبث الْحبّ يذهب) وَقَالَ أَبُو الْأسود لَو أَطعْنَا الْمَسَاكِين فِي أَمْوَالنَا لَكنا أَسْوَأ حَالا مِنْهُم وَقَالَ لَا تجاودوا الله فَإِنَّهُ أَجود وأمجد وَلَو شَاءَ أَن يُوسع على النَّاس كلهم لفعل فَلَا تجهدوا أَنفسكُم فِي التَّوَسُّع فَتَهْلكُوا هزلا وَكَانَ يَوْمًا جَالِسا على بَاب دَاره وَبَين يَدَيْهِ رطب فَجَاز بِهِ أَعْرَابِي فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك فَقَالَ أَبُو الْأسود كلمة مقولة فَقَالَ أَأدْخل فَقَالَ وَرَاءَك أوسع لَك قَالَ إِن الرمضاء أحرقت) رجْلي قَالَ بل عَلَيْهِمَا أَو إيت الْجَبَل يَفِي عَلَيْك قَالَ هَل عنْدك شَيْء تطعمني قَالَ نَأْكُل ونطعم الْعِيَال فَإِن فضل شَيْء فَأَنت أَحَق بِهِ من

أبو صفرة

الْكَلْب فَقَالَ الْأَعرَابِي مَا رَأَيْت الْأُم مِنْك قَالَ بلَى وَلَكِن أنسيت قَالَ أَنا ابْن الْحَمَامَة قَالَ كن ابْن الطاووس وَانْصَرف قَالَ أَسأَلك بِاللَّه إِلَّا أطعمتني مِمَّا تَأْكُل فَألْقى إِلَيْهِ ثَلَاث رطبات فَوَقَعت إِحْدَاهُنَّ فِي التُّرَاب فَأخذ الْأَعرَابِي يمسحها بِثَوْبِهِ فَقَالَ أَبُو الْأسود دعها فَأن الَّذِي تمسحها مِنْهُ أنظف من الَّذِي تمسحها بِهِ قَالَ إِنَّمَا كرهت أَن أدعها للشَّيْطَان فَقَالَ لَا وَالله وَلَا تدعها لجبريل وَمِيكَائِيل وَأَتَتْ امْرَأَته إِلَى زِيَاد وَلها مِنْهُ ولد فَقَالَ أَبُو الْأسود أصلح الله الْأَمِير أَنا أَحَق بِالْوَلَدِ مِنْهَا فَقَالَ زِيَاد وَلم قَالَ أَبُو الْأسود حَملته قبل أَن تحمله وَوَضَعته قبل أَن تضعه فَقَالَت صدق أصلح الله الْأَمِير وَضعه شَهْوَة وَوَضَعته كرها وَحمله خفاً وَحَمَلته ثقلاً فَقَالَ زِيَاد صدقت أَنْت أَحَق بِالْوَلَدِ مِنْهُ وَكَانَ يَوْمًا يحدث مُعَاوِيَة فَتحَرك فضرط فَقَالَ لمعاوية استرها عَليّ فَقَالَ نعم فَلَمَّا خرج حدث بهَا مُعَاوِيَة عَمْرو بن الْعَاصِ ومروان بن الحكم فَلَمَّا غَدا عَلَيْهِمَا أَبُو الْأسود قَالَ لَهُ عَمْرو بن الْعَاصِ مَا فعلت ضرطتك بالْأَمْس فَقَالَ ذهبت كَمَا تذْهب الرّيح من شيخ ألان الدَّهْر أعصابه ولحمه عَن إِِمْسَاكهَا وكل أجوف ضروط ثمَّ أقبل على مُعَاوِيَة وَقَالَ إِن امْرَءًا ضعفت أَمَانَته ومروءته عَن كتمان ضرطة لحقيق بِأَن لَا يُؤمن على أُمُور الْمُسلمين وَكَانَ يَوْمًا يسَار مُعَاوِيَة فِي شَيْء فَوضع مُعَاوِيَة يَده على أَنفه لبخر كَانَ بِأبي الْأسود فَضرب أَبُو الْأسود يَده على يَد مُعَاوِيَة وَقَالَ لَهُ لَا وَالله لَا تسود علينا حَتَّى تصبر على محادثة الشُّيُوخ البخر 5811 3 - (أَبُو صفرَة) ظَالِم بن سراق وَقيل ابْن سَارِق الْأَزْدِيّ الْعَتكِي الْبَصْرِيّ كَانَ مُسلما على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يفد عَلَيْهِ ووفد على عمر بن الْخطاب فِي عشرَة من وَلَده الْمُهلب أَصْغَرهم فَجعل عمر ينظر إِلَيْهِم ويتوسم ثمَّ قَالَ لأبي صفرَة هَذَا سيد ولدك وَهُوَ يَوْمئِذٍ أَصْغَرهم قَالَ ابْن عبد الْبر الْمُهلب من أبي صفرَة من التَّابِعين روى عَن سَمُرَة بن جُنْدُب وَعبد الله بن عمر وكنية ظَالِم أَبُو صفرَة وَقيل إِنَّه وَفد على أبي بكر بولده وَقيل إِنَّه وَفد على عمر وَكَانَ أَبيض الرَّأْس واللحية فَقيل لَهُ اختضب فَانْصَرف وَأَتَاهُ أصفر الرَّأْس واللحية فَقَالَ لَهُ عمر أَنْت أَبُو صفرَة فَغلبَتْ عَلَيْهِ هَذِه الكنية) (ظَاهر 5812) 3 - (أَبُو مُحَمَّد السليطي) ظَاهر بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد السليطي النَّيْسَابُورِي

الألقاب

أَبُو مُحَمَّد كَانَ يُسمى عبد الصَّمد أَيْضا وَلَكِن ظَاهر أشهر ولد بِالريِّ وَنَشَأ بهَا وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانَ خطه دَقِيقًا كثير الضَّبْط صَحِيحا وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ سمع بِالريِّ صَخْر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الطوسي ومهدي بن سرهنك المطيري وَغَيرهمَا وبساوة عبد الْكَرِيم بن أَحْمد المطيري وَأحمد بن أبي إِسْحَاق والفقيه وبهمذان عبد الْملك بن عبد الْغفار الْبَصْرِيّ ولامع بن مُحَمَّد بن أَحْمد الصُّوفِي وَغَيرهمَا وبالدينور وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة وَسمع من الْحسن بن عَليّ بن الْمَذْهَب وَمُحَمّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الصّباغ وَعلي بن المحسن التنوخي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة (الألقاب) ابْن عبد الظَّاهِر محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر وَولده فتح الدّين مُحَمَّد بن عبد الله وَولده عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عبد الظَّاهِر كَمَال الدّين عَليّ بن أَحْمد الظَّاهِر يُطلق على جمَاعَة من الْمُلُوك الظَّاهِر أَمِير الْمُؤمنِينَ ابْن النَّاصِر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد وَالظَّاهِر صَاحب حلب اسْمه غَازِي بن يُوسُف وَالظَّاهِر ابْن الْحَاكِم خَليفَة مصر اسْمه عَليّ بن مَنْصُور وَالظَّاهِر التركي اسْمه بيبرس وَالظَّاهِر الزنْجِي الْعلوِي اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَالظَّاهِر ابْن الْعَزِيز ابْن الظَّاهِر اسْمه غَازِي بن مُحَمَّد الظَّاهِرِيّ شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الله والظاهري الْحَافِظ أَحْمد بن مُحَمَّد (ظبْيَان 5813) 3 - (ابْن كداد الْإِيَادِي) ظبْيَان بن كداد الْإِيَادِي ذكره أَبُو عمر ابْن عبد الْبر وَقَالَ يُقَال الثَّقَفِيّ قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم فِي خبر طَوِيل يرويهِ أهل الْأَخْبَار والغريب

الألقاب

وأقطعه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قِطْعَة من بِلَاده وَمن قَوْله فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّوِيل (فَأشْهد بِالْبَيْتِ الْعَتِيق وبالصفا ... شَهَادَة من إحسانه متقبل) (بأنك مَحْمُود لدينا مبارك ... وَفِي أَمِين صَادِق القَوْل مُرْسل) (الألقاب) أَبُو ظبْيَان الْكُوفِي اسْمه حُصَيْن بن جُنْدُب ابْن الظريف الشَّافِعِي عبد الله بن عمر (ظفر 5814) 3 - (أَبُو سعد المستوفي الهمذاني) ظفر بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن الْعَبَّاس أَبُو سعد المستوفي الهمذاني سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَنسخ بِخَطِّهِ ورحل إِلَى أَصْبَهَان والري وخراسان وبغداد والحجاز سمع بهمذان فيد بن عبد الرَّحْمَن بن شادي الشعراني وَغَيره وبالري مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور بن عَليّ الْبَزَّار وبنيسابور السَّيِّد حَمْزَة بن هبة الله الحسني وَغَيره وبسرخس أَحْمد بن الْحسن بن الْفضل الصّباغ الأديب وَغَيره وببغداد مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان وبالكوفة عبد الله بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن سلمَان الدهْقَان وَغَيره وَكَانَت لَهُ أنسة بِالْحَدِيثِ جمع لنَفسِهِ فَوَائِد وَخرج تخاريج وَحدث بِبَغْدَاد ومولده سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة 5815 3 - (شرف الدّين ابْن الْوَزير ابْن هُبَيْرَة) ظفر بن يحيى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة أَبُو الْبَدْر ابْن الْوَزير أبي المظفر كَانَ يلقب شرف الدّين نَاب عَن وَالِده فِي الوزارة وَكَانَ شَابًّا ظريفاً لطيفاً أديباً فَاضلا ينظم الشّعْر وَسمع من إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي وَيحيى بن عَليّ بن الطراح وَغَيرهمَا وَحدث باليسير امتحن بِالْحَبْسِ أَيَّام وَالِده سِنِين بقلعة تكريت ثمَّ خلص وَلما توفّي الْوَزير اتَّصل بالخليفة أَنه عزم على الْخُرُوج من بَغْدَاد مختفياً فَقبض عَلَيْهِ وحبسه وَلم يزل إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ) وَخَمْسمِائة فَأخْرج من الْحَبْس مَيتا وَدفن عِنْد أَبِيه وَمن شعره المنسرح (طل دم بالعتاب مَطْلُوب ... وطاح دمع فِي الرّبع مسكوب)

(وذل قلب أَمْسَى الغرام بِهِ ... وَهُوَ بأيدي الغواة منهوب) (لَا آنف الْعرق يستشير لَهُ ... وَلَا سليم الصدود مطبوب) (يركب فِي طَاعَة الْهوى خطراً ... تضرم من دونه الأنابيب) (إِذا ادلهم الدجى أَضَاء لَهُ ... من زفرات الضلوع ألهوب) (لَا موعد مطمع وَلَا أمل ... وَلَا لِقَاء فِي الْعُمر مَحْسُوب) (مقتنعاً من وصاله بمنى ... أصدق مَا عِنْدهَا الأكاذيب) (مَا بعد دمعي دمع يراق وَلَا ... فَوق عَذَابي لديك تَعْذِيب) (لم يبْق للناصحين من أمل ... فِي وَلَا للعذال تأنيب) وَمِنْه يُعَارض الأبيوردي فِي قَوْله الطَّوِيل (ترنح من برح الغرام مشوق ... غَدَاة نأت بالوائلية نُوق) فَقَالَ (أَضَاءَت لنا بالأبرقين بروق ... نواقل مِنْهَا كَاذِب ومشوق) (يذعن لنا من أهل وجرة رِيبَة ... يخف إِلَيْهَا السّمع وَهُوَ فروق) (وَمَا كل مطوي من السِّرّ مُنكر ... وَلَا كل منشور الحَدِيث يروق) (أبارق ذَاك الشّعب هَل أضمر النَّوَى ... تفرقهم أم ضمهن وسيق) (وَهل حرجات الْحَيّ بدلن أدمعاً ... عَن السحب لم ترقع لَهُنَّ خروق) (لعمرك مَا الْبَرْق الْيَمَانِيّ وامق ... وَلَا ذَلِك الشّعب الرحيب مشوق) (وَهل تزع الأشجان خفقة لامع ... وَقد علقت بالجانحات علوق) (لحى الله يَوْمًا بالثنية أشرفت ... علينا بأقصى أَرض وجرة نُوق) (يرفعهن الْآل فوضى كَأَنَّمَا ... أغار على أطرافهن سروق) (إِذا حثحث الْحَادِي بِهن أطعنه ... جوافل أدنى سيرهن عنيق) (كَأَن توالي الظعن والآل دونهَا ... سفين بمستن الْفُرَات غريق) (إِذا أفلت شمس الْأَصِيل بَدَت لنا ... شموس لَهَا فَوق الحدوج شروق) ) وَمِنْه يُعَارض مهيار الديلمي فِي قَوْله الرمل (بكر الْعَارِض تحدوه النعامى ... فسقيت الْغَيْث يَا دَار أماما)

الألقاب

فَقَالَ (أخلف الْغَيْث مواعيد الخزامى ... فقف الانضاء نستسق الغماما) (وَخذ اليمنة من أَعلَى الْحمى ... تلق بالغور جميماً وجماما) (وأبحني سَاعَة من عمري ... أملأ الدَّار شكاة وَسلَامًا) (أصف الأشواق فِي تِلْكَ الربى ... وأعاطي الترب سوفاً والتثاما) (فلعلي أَن تداوي حرقي ... غَفلَة الغيران أَو أرضي الندامى) (أَي حلم خف فِي حبهم ... وعقول رفضت فِيهِ الملاما) (ودموع كلما كفكفها ... زاجر العذل أَبَت إِلَّا انسجاما) (يَا وُلَاة الْغدر مَا دينكُمْ ... أحرام فِيهِ أَن تقضوا الذماما) (قد رَضِينَا إِن رَضِيتُمْ بالأذى ... وعزيز بعزيز أَن يضاما) (خطرت بِي يَا زميلي سحرًا ... نسمَة أحسبها ريح أماما) (خطرت وَالْعين تقري طيفها ... والكرى يمزج للركب المداما) مِنْهَا (فَارْجِع الطّرف وَقل لي فِي خَفَاء ... أهضاباً مَا ترَاهَا أم خياما) (مَا صنيعي بمهاة كلما ... زودتني لثمة زِدْت أواما) (أهيام أم لظى فِي كَبِدِي ... لفحت حَتَّى انثنى الظُّلم ضراما) (لَيْسَ إِلَّا فرط وجدي بهم ... ظعن العاذل عني أم أَقَامَا) (أَنا من أسر الْهوى فِي ربقة ... حكمت للْحرّ فِيهَا أَن يساما) قلت شعر جيد عذب منسجم قريب الشّبَه من شعر مهيار (الألقاب) ابْن ظفر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ظفر (ظهير 5816) 3 - (الْأنْصَارِيّ) ظهير بن رَافع بن عدي بن زيد الْأنْصَارِيّ الأوسي شهد الْعقبَة

الألقاب

الثَّانِيَة وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَبَايع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا وَلم يشْهد بَدْرًا وَشهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد هُوَ وَأَخُوهُ مظهر فِيمَا قَالَ ابْن إِسْحَاق وَغَيره وَهُوَ عَم رَافع بن خديج ووالد أسيد بن ظهير وروى عَنهُ رَافع بن خديج (الألقاب) الظهير النعماني الْحسن بن الخطير ابْن الظهير مجد الدّين الإربلي شيخ الْأَدَب فِي عصره اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر

حرف العين

(حرف الْعين) (عابدة 5817) 3 - (عابدة الجهنية) عابدة بنت مُحَمَّد الجهنية امْرَأَة عَم أبي مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد المهلبي كَانَت أديبة شاعرة فصيحة فاضلة روى عَنْهَا القَاضِي أَبُو عَليّ المحسن التنوخي وَمن شعرهَا (شاورني الْكَرْخِي لما دنا الني ... روز وَالسّن لَهُ ضاحكه) (فَقَالَ مَا نهدي لسلطاننا ... من خير مَا الْكَفّ لَهُ مَالِكه) (قلت لَهُ كل الْهَدَايَا سوى ... مشورتي ضائعة هالكه) (أهد لَهُ نَفسك حَتَّى إِذا ... أشعل نَارا كنت دوباركه) الدوباركه لَفْظَة أَعْجَمِيَّة وَهِي اسْم للعب على قدر الصّبيان يحلونها أهل بَغْدَاد سطوحهم لَيْلَة النيروز المعتضدي (الألقاب) العابر شهَاب الدّين الْحَنْبَلِيّ اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن العابر مُحَمَّد بن عَليّ بن علوان العابر الْكرْمَانِي مُحَمَّد بن يحيى

عابس

(عَابس) 3 - (النَّخعِيّ) عَابس بن ربيعَة النَّخعِيّ روى عَن عمر وَعلي وَعَائِشَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5819 3 - (قَاضِي مصر) عَابس بن سعيد الغطيفي قَاضِي مصر توفّي رَحمَه الله سنة ثَمَان وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ (عَاتِكَة 5820) 3 - (أم الْبَنِينَ) عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهِي أم الْبَنِينَ زَوْجَة عبد الْملك بن مَرْوَان وَهِي أم الْخَلِيفَة يزِيد بن عبد الْملك كَانَ لَهَا من الْمَحَارِم اثْنَا عشر خَليفَة تضع الْخمار قدامهم كل بني أُميَّة إِلَّا عمر بن عبد الْعَزِيز ومروان الْحمار وَبقيت إِلَى أَن قتل ابْن ابْنهَا الْوَلِيد بن يزِيد وَتوفيت فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَ لَهَا قصر بِظَاهِر بَاب الْجَابِيَة وإليها تنْسب أَرض عَاتِكَة وَهُنَاكَ قبرها كَانَ أَبوهَا يزِيد بن مُعَاوِيَة وأخوها مُعَاوِيَة بن يزِيد بن مُعَاوِيَة جدها مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان زَوجهَا عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو زَوجهَا مَرْوَان بن الحكم ابْنهَا يزِيد بن عبد الْملك ابْن ابْنهَا الْوَلِيد بن يزِيد ابْنا ابْن زَوجهَا يزِيد بن الْوَلِيد وَإِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد وَبَنُو زَوجهَا الْوَلِيد وَسليمَان وَهِشَام بَنو عبد الْملك قَالَ بَعضهم مُخْتَصرا جَمِيع خلفاء بني أُميَّة لَهَا محرم سوى عمر بن عبد الْعَزِيز ومروان بن مُحَمَّد وَكَذَلِكَ فَاطِمَة بنت عبد الْملك جَمِيع خلفاء بني أُميَّة لَهَا محرم سوى مَرْوَان بن مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكر فَاطِمَة فِي حرف الْفَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى 5821 3 - (أم معبد الْخُزَاعِيَّة) عَاتِكَة بنت خَالِد أُخْت حُبَيْش لما خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة مُهَاجرا إِلَى الْمَدِينَة هُوَ وَأَبُو بكر وَمولى لَهُ يدعى عَامر بن فهَيْرَة وَدَلِيلهمَا اللَّيْثِيّ عبد الله بن الْأُرَيْقِط مروا على خَيْمَتي أم معبد عَاتِكَة بنت خَالِد الْخُزَاعِيَّة وَكَانَت امْرَأَة جلدَة

تَحْتَبِيَ بِفنَاء الْقبَّة ثمَّ تَسْقِي وَتطعم فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا فَلم يُصِيبُوا عِنْدهَا شَيْئا وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ مُسنَّتَيْنِ فَنظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى شَاة فِي كسر الْبَيْت فَقَالَ مَا هَذِه الشَّاة يَا أم) معبد قَالَت شَاة خلفهَا الْجهد عَن الْغنم قَالَ هَل بهَا من لبن قَالَت هِيَ أجهد من ذَلِك قَالَ أَتَأْذَنِينَ لي أَن أَحْلَبَهَا قَالَت نعم بِأبي أَنْت وَأمي إِن رَأَيْت بهَا حَلبًا فأحلبها فَدَعَا بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح بِيَدِهِ ضرْعهَا وسمى الله ودعا فِي شَأْنهَا فتفاجت عَلَيْهِ وَدرت واجترت ودعا بِإِنَاء يربض الرَّهْط فَحلبَ فِيهَا ثَجًّا حَتَّى علاهُ الْبَهَاء ثمَّ سَقَاهَا حَتَّى رويت وَسَقَى أَصْحَابه بِهِ حَتَّى رووا وَشرب آخِرهم ثمَّ أراضوا ثمَّ حلب فِيهِ ثَانِيًا بعد بَدْء حَتَّى مَلأ الْإِنَاء ثمَّ غَادَرَهُ عِنْدهَا وبايعها وارتحل عَنْهَا فَقل مَا لَبِثت حَتَّى جَاءَ زَوجهَا أَبُو معبد يَسُوق أَعْنُزًا عِجَافًا يتساوكن هزالًا مُخّهنَّ قَلِيل فَلَمَّا رأى أَبُو معبد اللَّبن عجب وَقَالَ لَهَا من أَيْن لَك هَذَا اللَّبن يَا أم معبد وَالشَّاء عَازِب حِيَال وَلَا حَلُوب فِي الْبَيْت قَالَت لَا وَالله إِلَّا أَنه مر بِنَا رجل مبارك من حَاله كَذَا وَكَذَا قَالَ صَفيه لي يَا أم معبد قَالَت رَأَيْت رجلا ظَاهر الْوَضَاءَة أَبْلَج الْوَجْه حسن الْخلق لم تَعبه ثجلة وَلم تزر بِهِ صعلة وسيم قسيم فِي عَيْنَيْهِ دعجٌ وَفِي أَشْفَاره وَطف وَفِي عُنُقه سَطَعَ وَفِي صَوته صَحِلَ وَفِي لحيته كثاثة أَزجّ أقرن إِن صمت فَعَلَيهِ الْوَقار وَإِن تكلم سما وعلاه الْبَهَاء أجمل النَّاس وأهيأه من بعيد وَأحسنه وأجمله من قريب حُلْو الْمنطق لَا نزر وَلَا هذر كَأَن مَنْطِقه خَرَزَات نظم يتحدرن ربعَة لَا يائس من طول وَلَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر غُصْن بَين غُصْنَيْنِ فَهُوَ أنظر الثَّلَاثَة منْظرًا وَأَحْسَنهمْ قدرا لَهُ رُفَقَاء يحفونَ بِهِ إِن قَالَ أَنْصتُوا لقَوْله وَإِن أَمر تبَادرُوا لأَمره مَحْفُودٌ محشود لَا عَابس وَلَا مُفند قَالَ أَبُو معبد هُوَ وَالله صَاحب قُرَيْش الَّذِي ذكر لنا من أمره مَا ذكر بِمَكَّة وَلَقَد هَمَمْت أَن أَصْحَبهُ وَلَأَفْعَلَن إِن وجدت إِلَى ذَلِك سَبِيلا فَأصْبح صَوت بِمَكَّة يسمعُونَ الصَّوْت وَلَا يرى من صَاحبه وَهُوَ يَقُول الطَّوِيل (جزى الله رب النَّاس خير جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالَا خَيْمَتي أم معبد) (هما نَزَّلَاهَا بِالْهدى واهتدت بِهِ ... فقد فَازَ من أَمْسَى رَفِيق مُحَمَّد) (فيا لقصي مَا زوى الله عَنْكُم ... بِهِ من فعال لَا تجازى وسؤدد) (لِيهن بني كَعْب مقَام فَتَاتهمْ ... ومقعدها للْمُؤْمِنين بِمَرْصَد) (سلوا أختكم عَن شَاتِهَا وإنائها ... فَإِنَّكُم إِن تسألوا الشَّاة تشهد) (دَعَاهَا بِشَاة حَائِل فتحلبت ... لَهُ بِصَرِيح ضرَّة الشَّاة مُزْبِد) (فغادرها رهنا لَدَيْهَا لحالب ... ترددها فِي مصدر ثمَّ مورد) فَلَمَّا سمع ذَلِك حسان بن ثَابت جعل يُجَاوب الْهَاتِف وَيَقُول الطَّوِيل) (لقد خَابَ قوم غَابَ عَنْهُم نَبِيّهم ... وَقد سر من يسري إِلَيْهِم وَيَغْتَدِي)

بنت البكائي

(ترحل عَن قوم فضلت عُقُولهمْ ... وَحل على قوم بِنور مُجَدد) (هدَاهُم بِهِ بعد الضَّلَالَة رَبهم ... وأرشدهم من يتبع الْحق يرشد) (وَهل يَسْتَوِي ضلال قوم تسفهوا ... عمايتهم هاد بِهِ كل مهتد) (لقد نزلت مِنْهُ على أهل يثرب ... ركاب هدى حلت عَلَيْهِم بِأَسْعَد) (نَبِي يرى مَا لَا يرى النَّاس حوله ... وَيَتْلُو كتاب الله فِي كل مشْهد) (وَإِن قَالَ فِي يَوْم مقَالَة غَائِب ... فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْم أَو فِي ضحى غَد) (لِيهن أَبَا بكر سَعَادَة جده ... بِصُحْبَتِهِ من يسْعد الله يسْعد) (لِيهن بني كَعْب مقَام فَتَاتهمْ ... ومقعدها للْمُؤْمِنين بِمَرْصَد 5822) 3 - (بنت البكائي) عَاتِكَة بنت الْفُرَات بن مُعَاوِيَة البكائي وَأمّهَا الملاءة وسوف يَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ خرجت عَاتِكَة هَذِه يَوْمًا إِلَى بعض نواحي الْبَصْرَة فَلَقِيت بدوياً وَمَعَهُ أنحاء سمن فَقَالَت يَا بدوي أتبيع هَذَا السّمن قَالَ نعم قَالَت أرناه فَفتح لَهَا نحياً فَنَظَرت إِلَى مَا فِيهِ ثمَّ ناولته إِيَّاه وَقَالَت افْتَحْ آخر فَفتح آخر فَنَظَرت إِلَى مَا فِيهِ ثمَّ ناولته إِيَّاه فَلَمَّا شغلت يَدَيْهِ أمرت جواريها فَجعلْنَ يركلن فِي استه تنادي يَا ثَارَاتِ ذَات النحيين أَرَادَت بذلك مَا فعله خَوات بن جُبَير الْأنْصَارِيّ وَهُوَ أَن امْرَأَة من حَضرمَوْت حضرت سوق عكاظ وَمَعَهَا نحيا سمن فاستخلى بهَا خَوات ليبتاعهما مِنْهَا فَفتح أَحدهمَا وذاقه وَدفعه إِلَيْهَا فَأَخَذته بِإِحْدَى يَديهَا ثمَّ فتح الآخر وذاقه وَدفعه إِلَيْهَا فأمسكته بِيَدِهَا الْأُخْرَى ثمَّ إِنَّه غشيها وَهِي لَا تقدر على الدّفع عَن نَفسهَا لحفظ فَم النحيين وشحها على السّمن فَلَمَّا قَامَ عَنْهَا قَالَت ل لَا هَنَّأَك فَضرب بهَا الْمثل فِيمَن شغل بِشَيْء وَذكرت هَا هُنَا مَا أنشدنيه إجَازَة لنَفسِهِ صفي الدّين عبد الْعَزِيز ابْن سَرَايَا الْحلِيّ فِي غُلَام كَانَ يخْتَار تقبيله ويمانعه فَوَجَدَهُ يَوْمًا بدهليز دَار مَوْلَاهُ ويداه مشغولتان بسراحيتي زجاج مَمْلُوءَتَيْنِ شرابًا فَقبله قسرا أُسْوَة بِذَات النحيين الْكَامِل (نَفسِي الْفِدَاء لشادن جمشته ... وشفيت بالتقبيل مِنْهُ غليلي) (ظَفرت يداي بصيده بوصيدة ... فَأخذت ثمَّ توصلي لوصولي) ) (صادفته وأكفه مَشْغُولَة ... بأبارق قد أترعت بشمول) (فمنعته بِالضَّمِّ من إلقائها ... وجعلتها نحييه فِي التَّقْبِيل)

عاتكة بنت زيد

وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة خَوات بن جُبَير هَذِه الْوَاقِعَة وَهُنَاكَ أَبْيَات قَالَهَا فِي واقعته مَعَ ذَات النحيين وَهَذِه عَاتِكَة قد تزَوجهَا يزِيد بن الْمُهلب فَقتل عَنْهَا يَوْم الْعقر فَقَالَ الفرزدق فِي ذَلِك شعرًا وَهُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة أمهَا الملاءة وَسَيَأْتِي ذكر أمهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ 5823 3 - (عَاتِكَة بنت زيد) عَاتِكَة بنت زيد أُخْت سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفيل كَانَت عِنْد عبد الله ابْن أبي بكر فأعجب بهَا واشتدت محبته لَهَا فشغلته حَتَّى عَن صَلَاة الْجُمُعَة فَقَالَ لَهُ أَبوهُ طَلقهَا فَإِنَّهَا قد فتنتك فَقَالَ عبد الله فِي ذَلِك الطَّوِيل (يَقُولُونَ طَلقهَا وَأصْبح مَكَانهَا ... مُقيما تمنى النَّفس أَحْلَام نَائِم) (وَإِن فراقي أهل بَيت أحبهم ... وَمَا لَهُم ذَنْب لإحدى العظائم) فَلم يزل أَبوهُ حَتَّى طَلقهَا فَلم يصبر عَنْهَا واتبعتها نَفسه فهجم عَلَيْهِ أَبوهُ يَوْمًا فَسَمعهُ يَقُول الطَّوِيل (فَلم أر مثلي طلق الْيَوْم مثلهَا ... وَلَا مثلهَا فِي غير ذَنْب تطلق) (لَهَا خلق جزل ورأي ومنصب ... وحلم وعقل فِي الْأُمُور ومصدق) فرق لَهُ فَرَاجعهَا وَلم تزل عِنْده حَتَّى أَصَابَهُ سهم فِي الطَّائِف فَمَاتَ فرثته بقولِهَا (وآليت لَا تنفك عَيْني سخينة ... عَلَيْك وَلَا يَنْفَكّ جلدي أغبرا)

عاتكة بنت أسيد

(فَللَّه علينا من رأى مثله فَتى ... أعف وأكفى فِي الْأُمُور وأصبرا) (إِذا أشرعت فِيهِ الأسنة خاضها ... إِلَى الْمَوْت حَتَّى يتْرك الْمَوْت أحمرا) ثمَّ تزَوجهَا عمر بن الْخطاب وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا ودعا الصَّحَابَة فَلَمَّا اجْتَمعُوا قَالَ عَليّ بن أبي طَالب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أتأذن لي أَن أميل رَأْسِي إِلَى خدر عَاتِكَة وأكلمها قَالَ نعم فأمال عَليّ رَأسه وَقَالَ لَهَا يَا عدية نَفسهَا (فآليت لَا تنفك عَيْني سخينة ... عَلَيْك وَلَا يَنْفَكّ جلدي أغبرا) فَبَكَتْ فَقَالَ عمر يَا أَبَا الْحسن مَا دعَاك إِلَى هَذَا كل النِّسَاء يفعلن ذَلِك ثمَّ إِن عمر قتل) عَنْهَا فرثته أَيْضا بِشعر مِنْهُ الطَّوِيل (وفجعني فَيْرُوز لَا در دره ... بتالي الْكتاب فِي الظلام منيب) ثمَّ تزَوجهَا بعد ذَلِك الزبير فَقتل عَنْهَا فرثته بقولِهَا الطَّوِيل (غدر ابْن جرموز بِفَارِس بهمة ... يَوْم اللِّقَاء وَكَانَ غير معرد) (يَا عَمْرو لَو نبهته لوجدته ... لَا طائشاً رعش الْجنان وَلَا الْيَد) (كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عَنْهَا طرادك يَا ابْن فقع الْغَرْقَد) (ثكلتك أمك إِن ظَفرت بِمثلِهِ ... فِيمَا مضى مِمَّن يروح وَيَغْتَدِي) (وَالله رَبك إِن قتلت لمسلماً ... حلت عَلَيْك عُقُوبَة الْمُتَعَمد) وَكَانَ الزبير شَرط أَن لَا يمْنَعهَا من الْمَسْجِد وَكَانَت امْرَأَة خَلِيقَة وَكَانَت إِذا تهيأت لِلْخُرُوجِ للصَّلَاة قَالَ لَهَا وَالله إِنَّك لتخرجين وَإِنِّي لكاره فَتَقول فتمنعني فأجلس فَيَقُول كَيفَ وَقد شرطت لَك لَا أفعل فاحتال فَجَلَسَ لَهَا على الطَّرِيق فِي الْغَلَس فَلَمَّا مرت وضع يَده على كفلها فاسترجعت ثمَّ انصرفت إِلَى منزلهَا فَلَمَّا جَاءَ الْوَقْت الَّذِي كَانَت تخرج إِلَى الْمَسْجِد قَالَ لَهَا الزبير مَا لَك هَذِه الصَّلَاة فَقَالَت فسد النَّاس وَالله لَا أخرج من منزلي فَعلم أَنَّهَا ستفي بِمَا قَالَت فَقَالَ لَا روع يَا ابْنة عَم وأخبرها الْخَبَر ثمَّ إِن عَليّ بن أبي طَالب خطبهَا بعد انْقِضَاء الْعدة فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بِالْمُسْلِمين إِلَيْك حَاجَة وَلم تتَزَوَّج وَكَانَ عَليّ بعد ذَلِك يَقُول من أَرَادَ الشَّهَادَة الْحَاضِرَة فَعَلَيهِ بعاتكة وَتَزَوجهَا الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا وَتُوفِّي عَنْهَا وَكَانَ آخر من ذكر من أزواجها 5824 3 - (عَاتِكَة بنت أسيد) عَاتِكَة بنت أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس لَهَا صُحْبَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلمها رَوَت شَيْئا قَالَ مُحَمَّد بن سَلام أرسل عمر بن الْخطاب إِلَى الشِّفَاء بنت عبد الله العدوية أَن اغدي عَليّ فغدت عَلَيْهِ فَوجدت عَاتِكَة بنت أسيد بِبَابِهِ فدخلتا فتحدثتا فَدَعَا بنمط فَأعْطَاهُ عَاتِكَة ودعا بنمط دونه فَأعْطَاهُ للشفاء فَقَالَت تربت يداك يَا عمر أَنا قبلهَا إسلاماً وَأَنا بنت عمك دونهَا وَأرْسلت إِلَيّ وجاءتك من قبل نَفسهَا فَقَالَ مَا كنت رفعت ذَاك إِلَّا لَك فَلَمَّا اجتمعتما ذكرت أَنَّهَا أقرب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْك 5825

الصوفية

3 - (الصُّوفِيَّة) ) عَاتِكَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد اللبان الصُّوفِيَّة كَانَت من النِّسَاء الصَّالِحَات الفاضلات لَهَا كَلَام فِي الْحَقِيقَة على طَريقَة أهل التصوف وتروي عَن أَبِيهَا وَعَن أبي بكر الشبلي وجعفر بن مُحَمَّد بن نصر الْخُلْدِيِّ وَغَيرهم 5826 3 - (بنت الْعَطَّار) عَاتِكَة بنت أبي الْعَلَاء الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن الْعَطَّار من أهل همذان سَمِعت الْكثير من أبي الْوَقْت وَغَيره وقدمت بَغْدَاد وَحدثت بالكثير قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبنَا عَنْهَا وَتوفيت سنة تسع وسِتمِائَة قَامَت نصف اللَّيْل وتوضأت وَكَانَت لَيْلَة شَدِيدَة الْبرد ووقفت فِي مِحْرَابهَا تصلي فَلَمَّا سجدت مَاتَت 5827 3 - (أم السلَامِي الشَّاعِر) عَاتِكَة بنت مُحَمَّد بن الْقَاسِم هِيَ أم أبي الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله السلَامِي الشَّاعِر كَانَت شاعرة فصيحة مدحت عضد الدولة بقصيدة تَقول فِيهَا عِنْد ذكر بختيار الْكَامِل (شتان بَين مُدبر ومدمر ... صيد الليوث حصائد الغزلان) (رَوْعَته من بعد دهر راعني ... وسقيته مَا كَانَ قبل سقاني) (فَلَقَد سهرت ليالياً وليالياً ... حَتَّى رَأَيْتُك يَا هِلَال زماني) (الألقاب) الْعَادِل نور الدّين أرسلان شاه والعادل الْكَبِير أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَيُّوب الْعَادِل الصَّغِير أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْعَادِل بن النَّاصِر أَبُو بكر بن دَاوُد الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود الْعَادِل زين الدّين كتبغا الْعَادِل رزيك الْعَادِل وَزِير مصر عَليّ بن السلار الْعَادِل صَاحب مراكش اسْمه عبد الله بن يَعْقُوب الْعَادِل ألب أرسلان السلجوقي

عاصم

) الْحَافِظ عَارِم مُحَمَّد بن الْفضل عاشق النَّبِي أَيمن بن مُحَمَّد (عَاصِم 5828) 3 - (البطليوسي) عَاصِم بن أَيُّوب أَبُو بكر البطليوسي الأديب روى عَن أبي بكر مُحَمَّد ابْن الْغُرَاب وَأبي عَمْرو السفاقسي ومكي بن أبي طَالب وَكَانَ لغوياً أديباً فَاضلا ثِقَة توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 5829 3 - (الْأنْصَارِيّ) عَاصِم بن ثَابت بن أبي الأقلح قيس بن عصمَة بن النُّعْمَان أَبُو سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَهُوَ حمي الدبر والدبر ذُكُور النَّحْل قَتله بَنو لحيان من هُذَيْل لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة عينا لَهُ وَأمر عَلَيْهِم عَاصِمًا وَهُوَ جد عَاصِم بن عمر بن الْخطاب لأمه وَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق بَين عسفان وَمَكَّة نزولاً ذكرُوا لحي من هُذَيْل فتبعوهم فِي قريب من مائَة رجل رام فَاقْتَصُّوا آثَارهم حَتَّى لحقوهم فَلَمَّا رَآهُمْ عَاصِم وَأَصْحَابه لجأوا إِلَى فدفد وَجَاء الْقَوْم فأحاطوا بهم فَقَالُوا لكم الْعَهْد والميثاق إِن نزلتم إِلَيْنَا لَا نقْتل رجلا مِنْكُم فَقَالَ عَاصِم أما أَنا فَلَا أنزل فِي ذمَّة كَافِر اللَّهُمَّ فَأخْبر عَنَّا رَسُولك فَرَمَوْهُمْ حَتَّى قتلوا عَاصِمًا فِي سَبْعَة نفر وَبَقِي خبيب بن عدي وَزيد بن الدثنة وَرجل آخر فأعطوهم الْعَهْد والميثاق أَن ينزلُوا إِلَيْهِم فَلَمَّا استمكنوا مِنْهُم أخذُوا أوتار قسيهم فربطوهم بهَا فَقَالَ الرجل الثَّالِث الَّذِي كَانَ مَعَهم هَذَا أول الْغدر فَأبى أَن يصحبهم فجروه فَأبى أَن يتبعهُم وَقَالَ إِن لي فِي هَؤُلَاءِ أُسْوَة فَضربُوا عُنُقه وَانْطَلَقُوا بخبيب وَزيد فباعوهما بِمَكَّة وَبعثت قُرَيْش إِلَى عَاصِم ليؤتوا بِشَيْء من جسده ليعرفوه وَكَانَ قتل أَخا سلافة بنت سعد يَوْم بدر وَكَانَت نذرت أَن تشرب الْخمر فِي قحف دماغه فَبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فَلم يقدروا على شَيْء مِنْهُ فَلَمَّا أعجزهم قَالُوا إِن الدبر ستذهب إِذا جَاءَ اللَّيْل فَمَا جَاءَ اللَّيْل حَتَّى بعث الله مَطَرا جَاءَ بسيل فَحَمله فَلم يُوجد وَكَانَ قتل كثيرا مِنْهُم فأرادوا رَأسه فحال الله بَينهم وَبَينه وَمن وَلَده الْأَحْوَص الشَّاعِر وقنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهرا يلعن رعلاً وذكوان وَبني لحيان وَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الطَّوِيل) (لعمري لقد شانت هُذَيْل بن مدرك ... أَحَادِيث كَانَت فِي خبيب وَعَاصِم)

العاصمي الرصاص

(أَحَادِيث لحيان صلوا بقبيحها ... ولحيان ركابو أشر الجرائم) فِي أَبْيَات كَثِيرَة مَذْكُورَة فِي الْمَغَازِي 5830 3 - (العاصمي الرصاص) عَاصِم بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَاصِم بن مهْرَان بن أبي المضاء أَبُو الْحُسَيْن العاصمي الْعَطَّار الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن عَاصِم الرصاص سمع الْكثير من عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي الْفَارِسِي وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن المتيم الْوَاعِظ وَأبي الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ أَكثر مسموعاته قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَحدث بالكثير على سداد واستقامة وَسمع مِنْهُ الْأَئِمَّة والكبار وروى عَنهُ الْخَطِيب فِي كتاب الْمُخْتَلف والمؤتلف وَكَانَ صَدُوقًا عفيفاً متديناً مَعَ ظرف كَانَ فِيهِ ولطف وَله شعر سَلس رَقِيق فِي الْغَزل وَصفَة الْخمر وَلم تعرف لَهُ فَتْرَة وَلَا اشْتِغَال بِشَيْء من ذَلِك وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأورد لَهُ قَوْله (الوافر بنفسي من شَكَوْت لفرط وجدي ... خضوعي فِي محبته وذلي) (فزار مُسلما فشفى فُؤَادِي ... وأنعم بعد هجراني بوصلي) (فَبت أَشمّ وردة وجنتيه ... وأشرب خمر فِيهِ بِغَيْر نقل) وَقَوله الوافر (أَقُول وَقد رَأَيْت اللَّيْل ألْقى ... على الْآفَاق من طول ظلامه) (أَظن الصُّبْح مَاتَ فَلَيْسَ يُرْجَى ... بِأَن يحيا إِلَى يَوْم القيامه) وَقَوله الطَّوِيل (وَحرم غمضي والحجيج على منى ... غزال رَأَيْنَاهُ بِمَكَّة محرما) (رمى وَهُوَ يسْعَى بالجمار وَإِنَّمَا ... رمى جَمْرَة الْقلب المعذب إِذْ رمى) (وَلما تفرقنا بمنعرج اللوى ... وأنجدت لَا أَرْجُو لِقَاء وأتهما) (بَكَيْت على وَادي الْأَرَاك وماؤه ... معِين فَصَارَ المَاء من عبرتي دَمًا) قلت شعر متوسط 5831 3 - (السكونِي) ) عَاصِم بن حميد السكونِي الْحِمصِي روى عَن عمر ومعاذ وَعَائِشَة

أبو المخشي

وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 3 - (أَبُو المخشي) عَاصِم بن زيد بن يحيى بن حَنْظَلَة بن عَلْقَمَة بن عدي بن زيد بن عدي الْعَبَّادِيّ أَبُو المخشي شَاعِر الأندلس فِي زَمَانه كَانَ خَبِيث اللِّسَان كثير الهجاء وَهُوَ الَّذِي قطع هِشَام بن عبد الرَّحْمَن الدَّاخِل بن مُعَاوِيَة بن هِشَام ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان لِسَانه لِأَنَّهُ عرض بِهِ فِي قصيدة مدح بهَا أَخَاهُ أَيُّوب الْمَعْرُوف بالشامي وَكَانَ بَين الْأَخَوَيْنِ تبَاعد مفرط وَالْبَيْت الَّذِي عرض بِهِ فِيهِ قَوْله الوافر (وَلَيْسَ كمن إِذا مَا سيل عرفا ... يقلب مقلة فِيهَا اعورار) وَكَانَ هِشَام فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ نُكْتَة بَيَاض كَمَا كَانَ جد أَبِيه هِشَام بن عبد الْملك ثمَّ اتّفق لأبي المخشي الْمَذْكُور أَن مدح هشاما ووفد عَلَيْهِ فِي ماردة وَهُوَ يَوْمئِذٍ يتَوَلَّى حربها لِأَبِيهِ فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ قَالَ يَا عَاصِم إِن النِّسَاء اللَّاتِي هجوتهن لمعاداة أَوْلَادهنَّ وهتكت أستارهن قد دعون عَلَيْك فَاسْتَجَاب الله لَهُنَّ وَبعث عَلَيْك مني من يدْرك بثأرهن وينتقم لَهُنَّ ثمَّ أَمر بِهِ فَقطع لِسَانه ثمَّ نبت بعد ذَلِك وَتكلم بِهِ قَالَ ابْن ظافر فِي بَدَائِع البدائه كَانَ مَالك رَضِي الله عَنهُ يرى فِيمَن قطع لِسَان رجل عمدا بِقطع لِسَانه من غير انْتِظَار ثمَّ رَجَعَ لما انْتَهَت إِلَيْهِ قصَّة أبي المخشي وَأَنه نبت لِسَانه بعد أَن قطع بِمِقْدَار سنة فَقَالَ قد ثَبت عِنْدِي أَن رجلا بالأندلس نبت لِسَانه بعد أَن قطع فِي نَحْو هَذِه الْمدَّة انْتهى وَكَانَ أَبُو المخشي هَذَا يسكن بوادي شوش وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن هُبَيْرَة مهاجاة شَدِيدَة فاجتمعا يَوْمًا للمناقضة فَقَالَ لَهُ ابْن هُبَيْرَة وعيره بِأَن نسبه إِلَى النَّصْرَانِيَّة لأجل أَن آباءه كَانُوا نَصَارَى الوافر (أقلفتك الَّتِي قطعت بشوش ... دعتك إِلَى هجائي وانتقالي) والانتقال الشتم فَقَالَ أَبُو المخشي ارتجالاً (سَأَلت وَعند أمك من ختاني ... جَوَاب كَانَ يُغني عَن سُؤَالِي)

الأحول

فَقَطعه 5833) 3 - (الْأَحول) عَاصِم بن سُلَيْمَان الْحَافِظ أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَحول الْبَصْرِيّ قَاضِي الْمَدَائِن روى عَن عبد الله بن سرجس وَأنس وَأبي الْعَالِيَة ومعاذة العدوية وَعِكْرِمَة وَجَمَاعَة ولي حسبَة الْكُوفَة وَقَضَاء الْمَدَائِن وَكَانَ من أَئِمَّة الْعلم قَالَ ابْن معِين كَانَ يحيى بن سعيد الْقطَّان لَا يحدث عَن عَاصِم يستضعفه وَقد وَثَّقَهُ النَّاس وَاحْتَجُّوا بِهِ فِي صحاحهم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5834 3 - (الجحدري) عَاصِم بن أبي الصَّباح الجحدري الْبَصْرِيّ الْمُقْرِئ الْمُفَسّر قَرَأَ الْقُرْآن على سُلَيْمَان بن قَتَّة وَنصر بن عَاصِم وَالْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ ابْن معِين عَاصِم الجحدري هُوَ صَاحب الْقِرَاءَة ثِقَة روى عَن عقبَة بن ظبْيَان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قِرَاءَته شَاذَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة 5835 3 - (السَّلُولي) عَاصِم بن ضَمرَة السَّلُولي صَاحب عَليّ لَهُ عدَّة أَحَادِيث عَنهُ قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَلينه ابْن عدي وَوَثَّقَهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 5836 3 - (البلوي) عَاصِم بن عدي البلوي رده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بدر إِلَى مَسْجِد الضرار لشَيْء بلغه عَنْهُم وَضرب لَهُ بِسَهْم وَأجر وَطَالَ عمره وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ

الواسطي

3 - (الوَاسِطِيّ) عَاصِم بن عَليّ بن عَاصِم بن صُهَيْب الوَاسِطِيّ مولى قريبَة بنت مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة عَن رجلٍ عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن عَمه حَنْبَل وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهم وَقد حط عَلَيْهِ ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَعَن أَحْمد بن عِيسَى قَالَ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ عَلَيْك بِمَجْلِس عَاصِم بن عَليّ فَإِنَّهُ غيظ لأهل الْكفْر وَكَانَ رَحمَه الله مِمَّن ذب عَن الْإِسْلَام فِي المحنة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 5838 3 - (ابْن عمر بن الْخطاب) ) عَاصِم بن عمر بن الْخطاب بن نفَيْل الْقرشِي الْعَدوي أَبُو عَمْرو وَأمه جميلَة بنت ثَابت بن أبي الأقلح الْأنْصَارِيّ أُخْت عَاصِم حمي الدبر الْمَذْكُور آنِفا وَقيل إِن أمه جميلَة بنت عَاصِم وَالْأول أَكثر وَكَانَ اسْمهَا عاصية فَغَيره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولد عَاصِم بن عمر قبل وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ وخاصمت فِيهِ أمه أَبَاهُ عمر بن الْخطاب وعمره أَربع سِنِين وَكَانَ عَاصِم بن عمر طَويلا يُقَال إِنَّه كَانَ فِي ذراعه طول ذِرَاع وَنصف شبر وَكَانَ خيرا فَاضلا وَمَات سنة سبعين قبل موت أَخِيه عبد الله بِنَحْوِ أَربع سِنِين ورثاه عبد الله بن عمر فَقَالَ الطَّوِيل (وليت المنايا كن خلفن عَاصِمًا ... فعشنا جَمِيعًا أَو ذهبن بِنَا مَعًا) وَكَانَ عَاصِم شَاعِرًا وَكَانَ بَينه وَبَين رجل ذَات يَوْم شَيْء فَقَامَ وَهُوَ يَقُول الطَّوِيل (قضى مَا قضى فِيمَا مضى ثمَّ لَا ترى ... لَهُ صبوة فِيمَا بَقِي آخر الدَّهْر) وَعَاصِم هَذَا جد عمر بن عبد الْعَزِيز أَبُو أمه وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن مَاجَه وَتَزَوَّجت أمه جميلَة بعد عمر يزِيد بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ فَولدت لَهُ عبد الرَّحْمَن 5839

المفضل المدني

3 - (الْمفضل الْمدنِي) عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة الظفري الْمدنِي روى عَن جَابر بن عبد الله ومحمود ابْن لبيد وجدته رميثة وَلها صُحْبَة وَأنس بن مَالك وَكَانَ ثِقَة عَارِفًا بالمغازي وَاسع الْعلم وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وتوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5840 3 - (الْجرْمِي) عَاصِم بن كُلَيْب الْجرْمِي الْكُوفِي كَانَ فَاضلا عابداً وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 5841 3 - (عَاصِم بن مُحَمَّد) عَاصِم بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر الْعَدوي روى لَهُ الْجَمَاعَة وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا علمت عَنهُ شَيْئا بِوَجْه وَأَيْنَ مولده إِنَّمَا كل علمي اسْمه عَاصِم وَفِيه ضعف وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة 5842 3 - (الْعَدوي) عَاصِم بن أبي النجُود أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة الإِمَام الْقَارئ أَبُو بكر الْأَسدي اسْم أبي النجُود) بَهْدَلَة وَقيل بهدله اسْم أمه وَاسم أبي النجُود كنيته وَيُقَال بِضَم النُّون وَبِفَتْحِهَا وَهُوَ كُوفِي أحد الْأَعْلَام قَرَأَ على أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وزر بن حُبَيْش وروى عَنْهُمَا وَعَن أبي وَائِل وَمصْعَب بن سعد وَطَائِفَة كَثِيرَة وتصدر للإقراء بِالْكُوفَةِ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ عَاصِم رجلا صَالحا وبهدلة أَبوهُ وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَجَمَاعَة أما فِي الْقِرَاءَة فَثَبت وَأما فِي الحَدِيث فَحسن الحَدِيث وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وروى البُخَارِيّ وَمُسلم لَهُ

الألقاب

مَقْرُونا وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين أَو ثَمَان وَعشْرين أَو تسع وَعشْرين وَمِائَة وَكَانَ صَاحب همز وَمد وَقِرَاءَة شَدِيدَة وَكَانَ شَدِيد التنطع وَلما مَاتَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ جلس عَاصِم مَكَانَهُ (الألقاب) أَبُو عَاصِم النَّبِيل اسْمه الضَّحَّاك بن مخلد العاضد صَاحب مصر عبد الله بن يُوسُف (عَافِيَة 5843) 3 - (القَاضِي) عَافِيَة بن يزِيد بن قيس الأودي القَاضِي الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام تفقه على أبي حنيفَة وبرع فِي الْفِقْه وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة (الألقاب) ابْن العاقولي مدرس المستنصرية عبد الله بن مُحَمَّد (عالي 5844) 3 - (الغزنوي الْحَنَفِيّ) عالي بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الغزنوي الْحَنَفِيّ أَبُو عَليّ كَانَ مِمَّن لَقِي فَخر خوارزم أَبَا الْقَاسِم مَحْمُود بن عمر الزَّمَخْشَرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكتب عَنهُ وَقدم حلب وَأقَام بهَا يدرس الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَله من الْكتب المشارع فِي فقه أبي حنيفَة المنابع فِي شرح المشارع وَتَفْسِير الْقُرْآن 3 - (الغساني) عالي بن جبلة الغساني قَالَ العميد أَبُو بكر الْقُهسْتَانِيّ كتب إِلَيّ عالي بن جبلة الغساني أول مَا قدم عَليّ الْخَفِيف ...

ابن ابن جني النحوي

(من بني جَفْنَة بن عَمْرو فَتى بِالْبَابِ يَبْغِي إِلَى العميد الوصولا) (أغبر قبحته غبراء للري ... ح دوِي فِيهَا وَكَانَ جميلا 5846) 3 - (ابْن ابْن جني النَّحْوِيّ) عالي بن عُثْمَان بن جني أَبُو سعيد الْموصِلِي سكن صور وَكَانَ مثل أَبِيه أبي الْفَتْح نحوياً أديباً حسن الْخط جيد الضَّبْط وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من تصانيف أَبِيه وَرَوَاهَا عَنهُ وَسمع من أبي الْقَاسِم عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن الْجراح الْوَزير وَسمع بالموصل نصر بن أَحْمد بن الْخَلِيل المرجى وروى عَنهُ أَبُو نصر ابْن مَاكُولَا ومكي بن عبد السَّلَام الزميلي وَكَانَ لَهُ أَخَوان عَليّ والْعَلَاء وَتُوفِّي بصيدا سنة تسع أَو ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة (الْعَالِيَة 5847) 3 - (الْكلابِيَّة) الْعَالِيَة بنت أبي ظبْيَان بن عَمْرو بن عَوْف الْكلابِيَّة تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَت عِنْده مَا شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ إِنَّه طَلقهَا قل من ذكرهَا (الألقاب) ابْن العالمة الْمُقْرِئ اسْمه أَحْمد بن الْحسن ابْن العالمة قَاضِي الْخَلِيل اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر أَبُو الْعَالِيَة الْحسن بن مَالك أَبُو الْعَالِيَة الصَّحَابِيّ رفيع بن مهْرَان (عَامر 5848) 3 - (أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح) عَامر بن عبد الله بن الْجراح بن هِلَال بن أهيب بن ضبة

أبو جهم الصحابي

بن الْحَارِث بن فهرِ بن مَالك بن النَّضر بن كنَانَة الْقرشِي الفِهري أَبُو عُبَيْدَة غلبت عَلَيْهِ كنيته أَمِين هَذِه الْأمة أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ قَالَ الزبير كَانَ أهتم وَذَلِكَ أَنه نزع الحلقتين اللَّتَيْنِ دخلتا فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من المغفر يَوْم أحد فانتزعت ثنيتاه فحسنتا فَاه فَيُقَال إِنَّه مَا رُؤِيَ قطّ أحسن من هتم أبي عُبَيْدَة ذكره بَعضهم فِيمَن هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَلم يَخْتَلِفُوا فِي شُهُوده بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة وَكَانَ يدعى فِي الصَّحَابَة الْقوي الْأمين لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأهل نَجْرَان لأرسلن مَعكُمْ الْقوي الْأمين وَلقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكل أمة أَمِين وَأمين هَذِه الْأمة أَبُو عُبَيْدَة ابْن الْجراح وَقَالَ فِيهِ أَبُو بكر الصّديق يَوْم السَّقِيفَة قد رضيت لكم أحد الرجلَيْن فَبَايعُوا أَيهمَا شِئْتُم عمر أَو أَبُو عُبَيْدَة ابْن الْجراح وَعَن يُونُس عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا من أَصْحَابِي أحد إِلَّا لَو شِئْت لوجدت عَلَيْهِ إِلَّا أَبَا عُبَيْدَة وَلما ولي عمر بن الْخطاب عزل خَالِدا وَولى أَبَا عُبَيْدَة ابْن الْجراح وَتُوفِّي فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة لِلْهِجْرَةِ وسنه ثَمَان وَخَمْسُونَ سنة وعمواس قَرْيَة يَمِين الرملة وَقيل سمي عمواس لقَولهم عَم وآس مَاتَ فِيهِ خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5849 3 - (أَبُو جهم الصَّحَابِيّ) ) عَامر بن حُذَيْفَة بن غَانِم بن عَامر بن عبد الله بن عبيد بن عريج بن عدي ابْن كَعْب الْقرشِي الْعَدوي أَبُو جهم مَشْهُور بكنيته وَقيل اسْمه عبيد بن حُذَيْفَة أسلم يَوْم الْفَتْح وَصَحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مقدما فِي قُرَيْش مُعظما وَكَانَ فِيهِ وَفِي بَيته شدَّة وعرامة قَالَ الزبير أَبُو جهم ابْن حُذَيْفَة من مشيخة قُرَيْش كَانَ عَالما بِالنّسَبِ وَهُوَ أحد الْأَرْبَعَة الَّذين كَانَت قُرَيْش تَأْخُذ عَنْهُم النّسَب وَقَالَ قَالَ عمي كَانَ أَبُو جهم ابْن حُذَيْفَة من المعمرين بنى الْكَعْبَة مرَّتَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّة حِين بنتهَا قُرَيْش وَحين بناها ابْن الزبير وَهُوَ أحد الْأَرْبَعَة الَّذين دفنُوا عُثْمَان وهم حَكِيم بن حزَام وَجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وَأَبُو جهم ابْن حُذَيْفَة وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه توفّي فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة وَلَكِن الزبير وَعَمه أعلم

عامر بن الطفيل

بأخبار قُرَيْش وَأَبُو جهم هَذَا هُوَ الَّذِي أهْدى لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خميصة لَهَا علم فشغلته فِي الصَّلَاة فَردهَا عَلَيْهِ قَالَ ابْن عبد الْبر هَذَا معنى رِوَايَة أَئِمَّة أهل الحَدِيث ذكر الزبير قَالَ حَدثنَا عمر بن أبي بكر المؤملي عَن سعيد بن عبيد الْكَبِير بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ بلغنَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى بخميصتين سوداوين فَلبس إِحْدَاهمَا وَبعث الْأُخْرَى إِلَى أبي جهم ثمَّ إِنَّه أرسل إِلَى أبي جهم فِي تِلْكَ الخميصة وَبعث إِلَيْهِ الَّتِي لبسهَا هُوَ وَلبس هُوَ الَّتِي كَانَت عِنْد أبي جهم بعد أَن لبسهَا أبي جهم لبسات 5850 3 - (عَامر بن الطُّفَيْل) عَامر بن الطُّفَيْل بن مَالك بن جَعْفَر بن كلاب كَانَ من شعراء الْجَاهِلِيَّة وفرسانها شَاعِر مَشْهُور وَفَارِس مَذْكُور أَخذ المرباع ونال الرِّئَاسَة وَتقدم على الْعَرَب وَأطِيع فِي السياسة وقاد الجيوش وقمع الْعَدو وَكَانَ عقيماً لم يُولد لَهُ وَكَانَ أَعور وَأدْركَ الْإِسْلَام وَلم يوفق لِلْإِسْلَامِ وَقدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد بني عَامر بن صعصعة فيهم عَامر بن الطُّفَيْل وأربد بن قيس أَخُو لبيد بن ربيعَة لأمه وجبار بن سلمى بن مَالك وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة رُؤُوس الْقَوْم وشياطينهم وَقد كَانَ قوم عَامر قَالُوا لَهُ يَا عَامر إِن النَّاس قد أَسْلمُوا فَأسلم فَقَالَ قد كنت آلَيْت أَن لَا أَنْتَهِي حَتَّى تتبع الْعَرَب عَقبي فأتبع أَنا عقب هَذَا الْفَتى من قُرَيْش وهم بالغدر بِهِ فَقَالَ لأربد إِذا أَقبلنَا على الرجل فَإِنِّي شاغل عَنْك وَجهه فَاعله أَنْت بِالسَّيْفِ فَجرى مَا ذكرته فِي تَرْجَمَة أَرْبَد فِي حرف الْهمزَة وَلما خرج عَامر من عِنْد رَسُول الله صلى الله) عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول مَا قَالَ قَالَت عَائِشَة من هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ هَذَا عَامر بن الطُّفَيْل وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أسلم وَأسْلمت بَنو عَامر لزاحمت قُريْشًا على منابرها ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ يَا قوم إِذا دَعَوْت فَأمنُوا ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اهد بني عَامر واشغل عني عَامر بن الطُّفَيْل بِمَا شِئْت وَكَيف وأنى شِئْت وَخَرجُوا رَاجِعين إِلَى بِلَادهمْ حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق نزل عَامر بِامْرَأَة من بني سلول فَبعث الله على عَامر الطَّاعُون فِي عُنُقه فَقتله وَجعل عَامر يَقُول يَا بني عَامر أغدة كَغُدَّة الْبكر وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة وَجعل يشْتَد وينزو إِلَى السَّمَاء وَيَقُول يَا موت ابرز لي حَتَّى أَرَاك وَقدم أَرْبَد أَرض بني عَامر فَقَالُوا مَا وَرَاءَك قَالَ لقد دَعَانَا مُحَمَّد إِلَى عبَادَة شَيْء لوددته عِنْدِي الْآن فأرميه بنبلي هَذِه فَأَقْتُلهُ فَخرج بعد مقَالَته هَذِه بيومين مَعَه جمل يَبِيعهُ فَأرْسل الله عَلَيْهِ وعَلى جمله صَاعِقَة فأحرقتهما فِي مكانهما ونصبت بَنو عَامر على قبر عَامر أنصاباًً ميلًا فِي ميل حمى على قَبره لَا تنشر فِيهِ مَاشِيَة وَلَا ترعى فِيهِ سارحة وَلَا يسلكه رَاكب وَلَا ماش وَكَانَ جَبَّار بن سلمى غَائِبا فَلَمَّا قدم

العنزي الصحابي

قَالَ مَا هَذِه الأنصاب قَالُوا حمى على قبر عَامر قَالَ ضيقتم على أبي عَليّ إِن أَبَا عَليّ فضل على النَّاس بِثَلَاث كَانَ لَا يعطش حَتَّى يعطش الْبَعِير وَلَا يضل حَتَّى يضل النَّجْم وَلَا يجبن حَتَّى يجبن السَّيْل وَكَانَ يَوْم مَاتَ ابْن بضع وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ مولده قبل مولد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسبع عشرَة سنة وَأَبُو برَاء ملاعب الأسنة عَامر بن مَالك هُوَ عَم عَامر هَذَا 5851 3 - (الْعَنزي الصَّحَابِيّ) عَامر بن ربيعَة بن كَعْب بن مَالك الْعَنزي عنز بن وَائِل أَبُو عبد الله الْعَدوي حَلِيف لَهُم وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَامر بن ربيعَة من عنز بِفَتْح النُّون وَالأَصَح تسكين النُّون أسلم قَدِيما بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى أَرض الْحَبَشَة مَعَ امْرَأَته ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وَسَائِر الْمشَاهد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد قتلة عُثْمَان بأيام روى عَنهُ من الصَّحَابَة ابْن عمر وَابْن الزبير وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ عبد الله بن عَامر قَامَ عَامر يُصَلِّي من اللَّيْل حِين نشب النَّاس فِي الطعْن على عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ فصلى من اللَّيْل ثمَّ نَام فَأتي فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ قُم فاسأل الله أَن يعيذك من الْفِتْنَة الَّتِي أعاذ مِنْهَا صَالح عباده فَقَامَ فصلى ودعا ثمَّ اشْتَكَى فَمَا خرج بعد إِلَّا بجنازته 5852) 3 - (مولى أبي بكر) عَامر بن فهَيْرَة مولى أبي بكر الصّديق أَبُو عَمْرو كَانَ مولداً من الأزد أسود اللَّوْن مَمْلُوكا للطفيل بن سَخْبَرَة فَأسلم وَهُوَ مَمْلُوك فَاشْتَرَاهُ أَبُو بكر وَأعْتقهُ وَأسلم قبل أَن يدْخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَقبل أَن يَدْعُو فِيهَا إِلَى الْإِسْلَام وَكَانَ حسن الْإِسْلَام وَكَانَ يرْعَى الْغنم فِي ثَوْر ثمَّ يروح بهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر فِي الْغَار وَكَانَ رَفِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر فِي هجرتهما إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وأحداً وَقتل يَوْم بِئْر مَعُونَة سنة أَربع من الْهِجْرَة وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة قَتله عَامر بن الطُّفَيْل وَكَانَ

عامر بن الأكوع

يَقُول لما طعنته رَأَيْته وَقد رفع بَين السَّمَاء وَالْأَرْض حَتَّى رَأَيْت السَّمَاء دونه ثمَّ وضع وَطلب عَامر فِي الْقَتْلَى فَلم يُوجد قَالَ عُرْوَة فيرون أَن الْمَلَائِكَة دَفَنته أَو رفعته ودعا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الَّذين قتلوا أَصْحَاب بِئْر مَعُونَة أَرْبَعِينَ صباحاً حَتَّى نزلت لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء أَو يَتُوب عَلَيْهِم أَو يعذبهم فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ وَقيل نزلت فِي غير هَذَا 5853 3 - (عَامر بن الْأَكْوَع) عَامر بن الْأَكْوَع هُوَ عَامر بن سِنَان عَم سَلمَة بن عَمْرو بن الْأَكْوَع وَسنَان هُوَ الْأَكْوَع اسْتشْهد يَوْم خَيْبَر سنة سبع لِلْهِجْرَةِ وَلما خرج مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَيْبَر جعل يرتجز بأصحاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويسوق الركاب وَهُوَ يَقُول الرجز تالله لَوْلَا الله مَا اهتدينا وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا إِن الَّذين قد بغوا علينا إِذا أَرَادوا فتْنَة أَبينَا وَنحن عَن فضلك مَا استغنينا فَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا وأنزلن سكينَة علينا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من هَذَا قَالُوا عَامر يَا رَسُول الله قَالَ غفر لَك رَبك وَمَا خص أحدا بالاستغفار إِلَّا اسْتشْهد فَلَمَّا سمع ذَلِك عمر بن الْخطاب قَالَ لَو متعتنا بعامر وبارز مرْحَبًا الْيَهُودِيّ يَوْمئِذٍ فَقَالَ الرجز) قد علمت خَيْبَر أَنِّي مرحب شاكي السِّلَاح بَطل مجرب إِذا الحروب أَقبلت تلهب فَقَالَ عَامر أَيْضا الرجز قد علمت خَيْبَر أَنِّي عَامر شاكي السِّلَاح بَطل مغامر فاختلفا بضربتين فَوَقع سيف مرحب فِي ترس عَامر وَرجع سَيْفه على سَاقه فَقطع أكحله فَكَانَت فِيهَا نَفسه فَقَالَ نَاس بَطل عمل عَامر قتل نَفسه فَأتى ابْن أَخِيه سَلمَة

الهمداني

إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ ذَلِك لَهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كذب من قَالَ ذَلِك بل لَهُ أجره مرَّتَيْنِ 5854 3 - (الْهَمدَانِي) عَامر بن شهر الْهَمدَانِي وَيُقَال الناعطي والبكيلي وكل ذَلِك فِي هَمدَان يكنى أَبَا شهر وَقيل أَبُو الكنود روى عَنهُ الشّعبِيّ لم يرو عَنهُ غَيره قَالَ ابْن عبد الْبر فِي علمي يعد فِي الْكُوفِيّين قَالَ كنت عِنْد النَّجَاشِيّ جَالِسا فجَاء ابْن لَهُ من الْكتاب فَقَرَأَ آيَة من الْإِنْجِيل فعرفتها وفهمتها فَضَحكت فَقَالَ مِم تضحك من كتاب الله فوَاللَّه إِن مِمَّا أنزلهُ على عِيسَى بن مَرْيَم صلوَات الله عَلَيْهِ أَن اللَّعْنَة تكون فِي الأَرْض إِذا كَانَ أمراؤها الصّبيان 5855 3 - (الْأنْصَارِيّ) عَامر بن ثَابت بن أبي الأقلح الْأنْصَارِيّ أَخُو عَاصِم الْمُقدم ذكره هُوَ الَّذِي ولي ضرب عنق ابْن أبي معيط يَوْم بدر أمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك وَقيل بل الَّذِي قَتله عَاصِم أَخُوهُ 5856 3 - (الْأَشْجَعِيّ) عَامر بن الأضبط الْأَشْجَعِيّ هُوَ الَّذِي قتلته سَرِيَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَظُنُّونَهُ مُتَعَوِّذًا بقول لَا إِلَه إِلَّا الله فوداه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ لقاتله قولا عَظِيما وَقَالَ هلا شققت عَن قلبه وَأنزل الله عز وَجل فِيهِ يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيل الله فَتَبَيَّنُوا النِّسَاء 5857) 3 - (أَبُو الطُّفَيْل) عَامر بن وَاثِلَة بن عبد الله بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ أَبُو الطُّفَيْل غلبت

عَلَيْهِ كنيته أدْرك من حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَمَان سِنِين كَانَ مولده عَام أحد وَمَات سنة مائَة أَو نَحْوهَا وَقيل سنة عشر وَمِائَة وَيُقَال إِنَّه آخر من مَاتَ مِمَّن رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد رُوِيَ عَنهُ نَحْو أَرْبَعَة أَحَادِيث وَكَانَ محباً فِي عَليّ وَكَانَ من أَصْحَابه فِي مشاهده وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا يعْتَرف بِفضل الشَّيْخَيْنِ إِلَّا أَنه يقدم عليا وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَخرج مَعَ الْمُخْتَار طَالبا بِدَم الْحُسَيْن فَقتل الْمُخْتَار وأفلت هُوَ قَالَ بشر بن مَرْوَان وَهُوَ على الْعرَاق لأنس بن زنيم أَنْشدني أفضل شعر قالته كنَانَة فأنشدني قصيدة أبي الطُّفَيْل الَّتِي يَقُول فِيهَا الطَّوِيل (أيدعونني شَيخا وَقد عِشْت حقبة ... وَهن من الْأزْوَاج نحوي نوازع) (وَمَا شَاب رَأْسِي من سِنِين تَتَابَعَت ... عَليّ وَلَكِن شيبتني الوقائع) فَقَالَ بشر صدقت هَذَا أفضل شعر قالته وَلما استقام أَمر مُعَاوِيَة لم يكن شَيْء أحب إِلَيْهِ من لِقَاء أبي الطُّفَيْل فَلم يزل يكاتبه ويلطف بِهِ حَتَّى أَتَاهُ فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ جعل يسائله عَن الْجَاهِلِيَّة وَدخل عَلَيْهِ عَمْرو بن الْعَاصِ وَنَفر مَعَه فَقَالَ لَهُم مُعَاوِيَة أما تعرفُون هَذَا هَذَا فَارس صفّين وشاعرها هَذَا خَلِيل أبي الْحسن ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الطُّفَيْل مَا بلغ من حبك لعَلي قَالَ حب أم مُوسَى قَالَ فَمَا بلغ من بكائك عَلَيْهِ بكاء الْعَجُوز الثكلى وَالشَّيْخ الرقوب وَإِلَى الله عز وَجل أَشْكُو التَّقْصِير قَالَ مُعَاوِيَة لَكِن أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ إِن سئلوا عني مَا يَقُولُونَ فِي مَا قلت فِي صَاحبك قَالُوا إِذن وَالله لَا نقُول الْبَاطِل قَالَ مُعَاوِيَة لَا وَالله لَا الْحق تَقولُونَ ثمَّ قَالَ مُعَاوِيَة هُوَ الَّذِي يَقُول الطَّوِيل (إِلَى رحبة السّبْعين يعترفونني ... مَعَ السَّيْف فِي جأواء جم عديدها) (زحوف كركن الطود فِيهَا معاشر ... كغلب السبَاع نمرها وأسودها) (كهول وشبان وسادات معشر ... على الْخَيل فرسَان قَلِيل صدورها) (كَأَن شُعَاع الشَّمْس تَحت لوائها ... إِذا طلعت أعشى الْعُيُون حديدها) (شعارهم سِيمَا النَّبِي وَرَايَة ... لَهَا انتقم الرَّحْمَن مِمَّن يكيدها) (تخطفهم إيَّاكُمْ عِنْد ذكركُمْ ... كخطف ضواري الطير طيراً تصيدها) فَقَالَ مُعَاوِيَة لجلسائه أعرفتموه فَقَالُوا نعم هَذَا أفحش شَاعِر وألأم جليس فَقَالَ

التميمي العابد

مُعَاوِيَة يَا) أَبَا الطُّفَيْل أتعرفهم قَالَ مَا أعرفهم بِخَير وَلَا أبعدهم من شَرّ وَقَامَ خُزَيْمَة الْأَسدي فَأَجَابَهُ قَالَ الطَّوِيل (إِلَى رَجَب أَو غرَّة الشَّهْر بعده ... تصبحهم حمر المنايا وسودها) (ثَمَانُون ألفا دين عُثْمَان دينهم ... كتائب فِيهَا جبرئيل يَقُودهَا) (فَمن عَاشَ مِنْكُم عَاشَ عبدا وَمن يمت ... فَفِي النَّار سقياه هُنَاكَ صديدها 5858) 3 - (التَّمِيمِي العابد) عَامر بن عبد قيس التَّمِيمِي الْعَبْدي الزَّاهِد عَابِد زَمَانه روى عَن عمر وسلمان الْفَارِسِي وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 5859 3 - (الْأنْصَارِيّ) عَامر بن مَسْعُود الزرقي الْأنْصَارِيّ وَهُوَ مُخْتَلف فِي صحبته وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (5860 الْجَلِيّ) عَامر بن سعد البَجلِيّ الْكُوفِي يروي عَن أبي مَسْعُود البدري وَجَرِير البَجلِيّ وَأبي هُرَيْرَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (5861 الزري) عَامر بن سعد بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ الْمدنِي لَهُ ثَمَانِيَة إخْوَة سمع أَبَاهُ وَأُسَامَة بن زيد وَأَبا هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَجَابِر بن سَمُرَة وَتُوفِّي قبل الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة أَربع وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5862

عامر بن إبراهيم بن واقد الأشعري مولى أبي موسى الأصبهاني المؤذن كان ثقة من خيار الناس توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين

3 - (الْمُؤَذّن) عَامر بن إِبْرَاهِيم بن وَاقد الْأَشْعَرِيّ مولى أبي مُوسَى الْأَصْبَهَانِيّ الْمُؤَذّن كَانَ ثِقَة من خِيَار النَّاس توفّي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ 5863 3 - (الشّعبِيّ) عَامر بن شرَاحِيل أَبُو عَمْرو الشّعبِيّ من شعب هَمدَان عَلامَة أهل الْكُوفَة ولد فِي وسط خلَافَة عمر بن الْخطاب وروى عَن عَليّ يَسِيرا وَعَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَعمْرَان بن حُصَيْن وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَجَرِير البَجلِيّ وعدي بن حَاتِم وَابْن عَبَّاس ومسروق وَخلق كثير قَالَ) أَحْمد بن عبد الله الْعجلِيّ مُرْسل الشّعبِيّ صَحِيح وَلَا يكَاد يُرْسل إِلَّا صَحِيحا قَالَ الشّعبِيّ ولدت عَام جَلُولَاء وَقَالَ أدْركْت خَمْسمِائَة من الصَّحَابَة أَو أَكثر وَقَالَ ابْن شبْرمَة سمعته يَقُول مَا كتبت سَوْدَاء فِي بَيْضَاء إِلَى يومي هَذَا وَلَا حَدثنِي رجل بِحَدِيث قطّ إِلَّا حفظته وَلَا أَحْبَبْت أَن يُعِيدهُ عَليّ وَقَالَ مَا أروي شَيْئا أقل من الشّعْر وَلَو شِئْت لأمليتكم شهرا لَا أُعِيد وَقَالَ أَبُو أُسَامَة كَانَ عمر فِي زَمَانه وَكَانَ بعده ابْن عَبَّاس وَكَانَ بعده الشّعبِيّ وَكَانَ بعده الثَّوْريّ وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ متسع الْعلم وَتُوفِّي سنة أَربع وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَحكى الشّعبِيّ قَالَ أنفذني عبد الْملك بن مَرْوَان إِلَى ملك الرّوم فَلَمَّا وصلت إِلَيْهِ جعل لَا يسألني عَن شَيْء إِلَّا أَجَبْته وَكَانَت الرُّسُل لَا تطيل الْإِقَامَة عِنْده فحبسني أَيَّامًا كَثِيرَة حَتَّى استحثثت خروجي فَلَمَّا أردْت الِانْصِرَاف قَالَ لي أَمن أهل بَيت المملكة أَنْت قلت لَا وَلَكِنِّي رجل من الْعَرَب فِي الْجُمْلَة فهمس بِشَيْء فَدفعت إِلَيّ رقْعَة وَقَالَ لي إِذا أدّيت الرسائل إِلَى صَاحبك فأوصل إِلَيْهِ هَذِه الرقعة قَالَ فأديت الرسائل عِنْد وصولي إِلَى عبد الْملك وأنسيت الرقعة فَلَمَّا صرت فِي بعض الدَّار أُرِيد الْخُرُوج تذكرتها فَرَجَعت وأوصلتها إِلَيْهِ فَلَمَّا قَرَأَهَا قَالَ أقَال لَك شَيْئا قبل أَن يَدْفَعهَا إِلَيْك قلت نعم وأخبرته بسؤاله وجوابي ثمَّ خرجت من عِنْد عبد الْملك فَلَمَّا بلغت الْبَاب رددت فَلَمَّا مثلت بَين يَدَيْهِ قَالَ أَتَدْرِي مَا فِي الرقعة قلت لَا قَالَ اقرأها فَقَرَأته وَإِذا فِيهَا

أبو الهول الحميري

عجبت من قوم فيهم مثل هَذَا كَيفَ ملكوا غَيره فَقلت وَالله لَو علمت هَذَا مَا حملتها وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَنَّهُ لم يَرك قَالَ أفتدري لم كتبتها قلت لَا قَالَ حسدني عَلَيْك وَأَرَادَ أَن يغريني بقتلك قَالَ فتأدى ذَلِك إِلَى ملك الرّوم فَقَالَ مَا أردْت إِلَّا مَا قَالَ وَكَانَ الشّعبِيّ ضئيلاً نحيفاً فَقيل لَهُ يَوْمًا إِنَّا نرَاك ضئيلاً فَقَالَ زوحمت فِي الرَّحِم وَكَانَ أحد توأمين وَأقَام فِي الرَّحِم سنتَيْن وَيُقَال إِن الْحجَّاج سَأَلَهُ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ كم عطاءك فِي السّنة فَقَالَ أَلفَيْنِ فَقَالَ وَيحك كم عطاؤك فَقَالَ أَلفَانِ فَقَالَ كَيفَ لحنت أَولا قَالَ لحن الْأَمِير فلحنت فَلَمَّا أعرب أعربت وَمَا يلحن الْأَمِير فأعرب فَاسْتحْسن مِنْهُ ذَلِك وَأَجَازَهُ وَكَانَ الشّعبِيّ مزاحا دخل عَلَيْهِ رجل وَمَعَهُ امْرَأَة فِي الْبَيْت فَقَالَ أيكما الشّعبِيّ فَقَالَ هَذِه وَأَوْمَأَ إِلَى الْمَرْأَة وَتُوفِّي فَجْأَة 5864 3 - (أَبُو الهول الْحِمْيَرِي) عَامر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الهول الْحِمْيَرِي كَانَ آيَة فِي الهجاء المقذع لَهُ مدائح فِي الْمهْدي) والرشيد وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة 5865 3 - (العابد ابْن الزبير) عَامر بن عبد الله بن الزبير بن العوّام القانت العابد سمع أَبَاهُ وَعَمْرو ابْن سليم اشْترى نَفسه من الله سِتّ مَرَّات يَعْنِي تصدق كل مرّة بديته ركع خلف الإِمَام رَكْعَة فِي صَلَاة الْمغرب ثمَّ مَاتَ رَحمَه الله فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وَقد أَجمعُوا على ثقته وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5866 3 - (أحد قواد بني الْعَبَّاس) عَامر بن إِسْمَاعِيل من كبار قواد الدولة العباسية وَهُوَ الَّذِي أدْرك مَرْوَان بيوصير وبيته وأهلكه وَكَانَ كَبِير الْقدر عِنْد الْمَنْصُور توفّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَة 5867 3 - (أُوقِيَّة الْمُقْرِئ الْموصِلِي) عَامر بن عمر أَبُو الْفَتْح الْموصِلِي الملقب بأوقية

القاضي أبو بردة

كَانَ فصيحاً مجوداً لكتاب الله تَعَالَى توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ 5868 3 - (القَاضِي أَبُو بردة) عَامر بن عبد الله بن قيس أَبُو بردة ابْن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ كَانَ أَبوهُ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم عَلَيْهِ من الْيمن فِي الْأَشْعَرِيين وَأَبُو بردة كَانَ قَاضِيا على الْكُوفَة وَليهَا بعد القَاضِي شُرَيْح هَكَذَا ذكره مُحَمَّد بن سعد وَله مَكَارِم ومآثر مَشْهُورَة وَكَانَ أَبُو مُوسَى تزوج فِي عمله على الْبَصْرَة طفية بنت دمون وَكَانَ أَبوهَا من الطَّائِف فَولدت لَهُ أَبَا بردة وَسَماهُ أَبوهُ عَامِرًا واسترضع لَهُ فِي بني فقيم فَلَمَّا شب كَسَاه أَبُو شيخ ابْن الْغَرق بردتين وَغدا بِهِ على أَبِيه فكناه أَبَا بردة فَذَهَبت اسْمه وَكَانَ وَلَده بِلَال قَاضِيا على الْبَصْرَة وهم الَّذين يُقَال فِي حَقهم ثَلَاثَة قُضَاة فِي نسق وَجلسَ أَبُو بردة يَوْمًا يفتخر بِأَبِيهِ وَيذكر فضائله وصحبته رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ فِي مجْلِس عَام وَفِيه الفرزدق الشَّاعِر فَلَمَّا أَطَالَ القَوْل فِي ذَلِك أَرَادَ الفرزدق الغض مِنْهُ فَقَالَ لَو لم يكن لأبي مُوسَى منقبة إِلَّا أَنه حجم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكفاه فامتعض أَبُو بردة من ذَلِك ثمَّ قَالَ صدقت وَلكنه مَا حجم أحدا قبله وَلَا بعده فَقَالَ الفرزدق كَانَ أَبُو مُوسَى وَالله أفضل من أَنه يجرب الْحجامَة فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسكت أَبُو بردة على غيظ وَتُوفِّي أَبُو بردة الْمَذْكُور سنة) ثَلَاث وَمِائَة وَقيل سنة أَربع وَقيل سنة سِتّ أَو سنة سبع وَمِائَة وَقَالَ ابْن سعد مَاتَ أَبُو بردة وَالشعْبِيّ فِي سنة ثَلَاث وَمِائَة فِي جُمُعَة وَاحِدَة وروى أَبُو بردة عَن أَبِيه وَعلي بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر وَحُذَيْفَة وَعبد الله ابْن سَلام وَأبي هُرَيْرَة وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5869 3 - (الْمَقْدِسِي) عَامر بن دغش بن حصن بن دغش أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الحوراني من أهل السويداء من حوران كَانَ يعرف بالمقدسي سكن بَغْدَاد إِلَى حِين وَفَاته وتفقه بالنظامية على الْغَزالِيّ وَغَيره وَسمع من طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وجعفر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن السراج وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (5870 أَبُو السَّرَايَا) عَامر بن سعيد بن مفرج بن هُذَيْل أَبُو السَّرَايَا الزُّهْرِيّ النجدي شَاعِر مدح الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَغَيره قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ حَيا فِي عَاشر صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأورد لَهُ قَول الْكَامِل ...

أبو عكرمة الضبي

(يَا عاشق الدُّنْيَا أمنت إِلَى الَّتِي ... وعدتك أم منتك بالأشواق) (أما الذُّنُوب فَأَنت مِنْهَا مكثر ... وأراك فِي الْحَسَنَات ذَا إملاق) (فَانْظُر لنَفسك إِن نَفسك مَا لَهَا ... يَوْمًا يحل بهَا الردى من واق 5871) 3 - (أَبُو عِكْرِمَة الضَّبِّيّ) عَامر بن عمرَان بن ذياد أَبُو عِكْرِمَة الضَّبِّيّ من أهل سر من رأى كَانَ نحوياً لغوياً أخبارياً صنف كتاب الْخَيل روى عَن مَسْعُود بن بشر الْمَازِني وَعبد الله بن مُحَمَّد التوزي وَالْحسن بن مُحَمَّد النَّخعِيّ والعتبي وَابْن الْأَعرَابِي وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَسليمَان بن أبي شيخ وَغَيرهم روى عَنهُ الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن بشار الْأَنْبَارِي وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن الْقَاسِم الكوكبي وَمُحَمّد ابْن هُبَيْرَة الملقب بصعودا وَكَانَت أَخْلَاق أبي عِكْرِمَة شرسة وَهُوَ أعلم النَّاس بأشعار الْعَرَب وأرواهم لَهَا 5872 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ) عَامر بن مُوسَى بن طَاهِر بن بشكم أَبُو مُحَمَّد الضَّرِير الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها شافعياً يتَكَلَّم فِي مسَائِل الْخلاف وَيعرف الْقرَاءَات والنحو معرفَة تَامَّة وَكَانَ يؤم فِي شهر رَمَضَان) بِالْإِمَامِ الْمُقْتَدِي وَسمع من عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن قشيش وَعلي بن المحسن بن عَليّ التنوخي وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 5874 3 - (أَبُو الْمليح الْهُذلِيّ) عَامر بن أُسَامَة أَبُو الْمليح الْهُذلِيّ بَصرِي ثِقَة روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَبُرَيْدَة بن الْحصيب وعَوْف بن مَالك وَابْن عَبَّاس وَعبد الله بن عمر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5875 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْقُرْطُبِيّ) عَامر بن هِشَام أَبُو الْقَاسِم الْقُرْطُبِيّ الْأَزْدِيّ سمع من أَبِيه أبي الْوَلِيد وَابْن بشكوال وَقَرَأَ الملخص للقابسي وَكَانَ أديباً شَاعِرًا كَاتبا مطبوعاً صنف شرحاً لغريب الملخص وصلحت حَاله بِأخرَة وَأَقْبل على الْعِبَادَة والنسك وَتُوفِّي سنة

ابن دقيق العيد

ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره 5875 3 - (ابْن دَقِيق الْعِيد) عَامر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب هُوَ عز الدّين ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد الْقشيرِي سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن الْأنمَاطِي وَغَيرهمَا وتعدل وَجلسَ بحانوت الْعُدُول قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي ثمَّ خالط أهل الْمعاصِي فأثرت الْخلطَة فِيهِ وَخرج عَن طَريقَة أَبِيه وَاسْتمرّ على ذَلِك وَتَمَادَى فِي سلوك هَذِه المسالك حَتَّى أَن أَبَاهُ جفاه وودعه وقلاه وَلما ولي أَبوهُ الْقَضَاء أَقَامَهُ من الشُّهُود لما علم مِنْهُ وأبعده عَنهُ وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة (الألقاب) ابْن عَامر الْمُقْرِئ هُوَ عبد الله بن عَامر عَائِد الْكَلْب عبد الله بن مُصعب (عَائِذ) 3 - (أَبُو أَحْمد الْكُوفِي) عَائِذ بن حبيب أَبُو أَحْمد الْكُوفِي روى عَن أَشْعَث بن سوار وَحميد الطَّوِيل وَهِشَام بن عُرْوَة وَجَمَاعَة وَعنهُ أَحْمد وَإِسْحَاق وَأَبُو خثيمَةَ وَأَبُو كريب وَأَبُو سعيد الْأَشَج وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقيل تسعين وَمِائَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 5877 3 - (أَبُو هُبَيْرَة) عَائِذ بن عَمْرو بن هِلَال أَبُو هُبَيْرَة الْمُزنِيّ كَانَ مِمَّن بَايع بيعَة الرضْوَان تَحت الشَّجَرَة وَكَانَ من صالحي الصَّحَابَة سكن الْبَصْرَة وَبنى بهَا دَارا روى عَنهُ الْحسن وَمُعَاوِيَة بن قُرَّة وعامر الْأَحول وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ 5878 3 - (أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ) عَائِذ بن عبد الله أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ فَقِيه أهل

الألقاب

الشَّام وقاضي دمشق ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام حنين وَحدث عَن أبي ذَر وَأبي الدَّرْدَاء وَحُذَيْفَة وَعبادَة بن الصَّامِت وَأبي مُوسَى والمغيرة بن شُعْبَة وَأبي هُرَيْرَة وَعقبَة بن عَامر وعَوْف بن مَالك وَشَدَّاد بن أَوْس وَابْن عَبَّاس وَأبي مُسلم الْخَولَانِيّ وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ من الْهِجْرَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ ابْن عبد الْبر وَاخْتلف فِي سَمَاعه من معَاذ وَالصَّحِيح أَنه أدْركهُ وروى عَنهُ وَسمع مِنْهُ (الألقاب) ابْن عَائِذ صَاحب الْمَغَازِي اسْمه مُحَمَّد بن عَائِذ (عَائِشَة) 3 - (أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا) عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق أم الْمُؤمنِينَ زوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم عبد الله التيمية فقيهة نسَاء الْأمة دخل بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَوَّال بعد بدر وعمرها تسع سِنِين وَتَزَوجهَا قبل الْهِجْرَة بِسنتَيْنِ وَقيل بِثَلَاث وَهِي بنت سِتّ وَقيل بنت سبع وَكَانَت تذكر لجبير بن مطعم وَتسَمى لَهُ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أرِي عَائِشَة فِي الْمَنَام فِي سَرقَة من حَرِير متوفى خَدِيجَة فَقَالَ إِن يكن هَذَا من عِنْد الله يمضه ثمَّ تزَوجهَا وَتُوفِّي عَنْهَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعمرها يَوْمئِذٍ ثَمَان عشرَة سنة قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر لم ينْكح بكرا

غَيرهَا واستأذنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الكنية فَقَالَ لَهَا اكتني بابنك عبد الله بن الزبير يَعْنِي ابْن أُخْتهَا وَكَانَ مَسْرُوق إِذا حدث عَن عَائِشَة قَالَ حَدَّثتنِي الصادقة ابْنة الصّديق البريئة المبرأة بِكَذَا وَكَذَا وَقَالَ أَبُو الضُّحَى عَن مَسْرُوق رَأَيْت مشيخة أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأكابر يسألونها عَن الْفَرَائِض وَقَالَ عَطاء بن أبي رَبَاح كَانَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أفقه النَّاس وَأعلم النَّاس وَأحسن النَّاس رَأيا فِي الْعَامَّة وَقَالَ هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه مَا رَأَيْت أحدا أعلم بِفقه وَلَا بطب وَلَا بِشعر من عَائِشَة مَا كَانَ ينزل بهَا شَيْء إِلَّا أنشدت فِيهِ شعرًا قَالَ الزُّهْرِيّ لَو جمع علم عَائِشَة إِلَى علم جَمِيع أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعلم جَمِيع النِّسَاء لَكَانَ علم عَائِشَة أفضل وَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ قلت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي النَّاس أحب إِلَيْك قَالَ عَائِشَة قلت فَمن الرِّجَال قَالَ أَبوهَا وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام وَقَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا عَائِشَة هَذَا جِبْرِيل يُقْرِئك السَّلَام فَقلت عَلَيْهِ السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ترى مَا لَا أرى وعنها أَن جِبْرِيل جَاءَ بصورتها فِي خرقَة حَرِير خضراء إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَذِه زَوجتك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَقَالَ عُرْوَة كَانَ النَّاس يتحرون بهداياهم عَائِشَة وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا أم سَلمَة لَا تؤذيني فِي عَائِشَة فَإِنَّهُ وَالله مَا نزل عَليّ الْوَحْي وَأَنا فِي لِحَاف امْرَأَة مِنْكُن غَيرهَا وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيّكُم صَاحِبَة الْجمل الأدبب يقتل حولهَا قَتْلَى كثير وتنجو بَعْدَمَا كَادَت وَهَذَا الحَدِيث من أَعْلَام نبوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَفِي عَائِشَة يَقُول حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ فِي قصَّة الْإِفْك الَّذِي رميت بِهِ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا الطَّوِيل (حصان رزانٌ مَا تزنُّ بريبة ... وتصبح غرثى من لُحُوم الغوافل) (عقيلة أصل من لؤَي بن غَالب ... كرام المساعي مجدهم غير زائل) (مهذبة قد طيب الله خيمها ... وطهرها من كل بغي وباطل) (فَإِن كَانَ مَا قد قيل عني قلته ... فَلَا رفعت سَوْطِي إِلَيّ أناملي) (وَإِن الَّذِي قد قيل لَيْسَ بلائط ... بهَا الدَّهْر بل قَول امْرِئ بِي ماحل) (وَكَيف وودي مَا حييت ونصرتي ... لآل رَسُول الله زين المحافل) (رَأَيْتُك وليغفر لَك الله حرَّة ... من الْمُحْصنَات غير ذَات غوائل) قَالَ ابْن عبد الْبر أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذين رموا عَائِشَة بالإفك حِين نزل الْقُرْآن ببراءتها فجلدوا الْحَد ثَمَانِينَ فِيمَا ذكر جمَاعَة من أَئِمَّة أهل السّير وَالْعلم بالْخبر وَقَالَ قوم إِن حسان بن ثَابت لم يجلد مَعَهم وَلَا يَصح عَنهُ أَنه خَاضَ فِي الْإِفْك وَالْقَذْف ويزعمون أَنه الْقَائِل الطَّوِيل (لقد ذاق عبد الله مَا كَانَ أَهله ... وَحمْنَة إِذْ قَالُوا هجيراً ومسطح)

التيمية

عبد الله هُوَ عبد الله بن أبي بن سلول وَآخَرُونَ يصححون جلد حسان ويزعمون أَن هَذَا الْبَيْت لغير حسان وَتوفيت رَضِي الله عَنْهَا سنة سبع وَخمسين من الْهِجْرَة وَقيل سنة ثَمَان وَخمسين وَأمرت أَن تدفن لَيْلًا فدفنت بعد الْوتر بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَة وَنزل فِي قبرها خَمْسَة عبد الله وَعُرْوَة ابْنا الزبير وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَعبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وروى لَهَا الْجَمَاعَة 5880 3 - (التيمية) عَائِشَة بنت طَلْحَة بن عبيد الله بن عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو بن كَعْب ابْن سعد بن تيم التيمية أمهَا أم كُلْثُوم ابْنة الصّديق تزوجت بِابْن خالها عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَبعده بمصعب بن الزبير وَكَانَ صَدَاقهَا مائَة ألف دِينَار وَكَانَت أجمل أهل زمانها وأحسنهن وأرأسهن فَلَمَّا قتل مُصعب تزَوجهَا عمر بن عبيد الله التَّيْمِيّ وَأصْدقهَا ألف ألف دِرْهَم حدثت) عَن خَالَتهَا عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ووثقها يحيى بن معِين وَتوفيت فِي حُدُود الْعشْرَة بعد الْمِائَة وروى لَهَا الْجَمَاعَة وَكَانَت لَا تستر وَجههَا من أحد فعاتبها مُصعب فِي ذَلِك فَقَالَت إِن الله عز وَجل وسمني بميسم جمال أَحْبَبْت أَن يرَاهُ النَّاس ويعرفوا فضلي عَلَيْهِم فَمَا كنت لأستره وَوَاللَّه مَا فِي وصمة يقدر أَن يذكرنِي بهَا أحد وَكَانَت شرسة الْأَخْلَاق وَكَذَلِكَ نسَاء بني تيم وَكَانَت عِنْد الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا أم إِسْحَاق بنت طَلْحَة وَكَانَ يَقُول وَالله لربما حملت وَوضعت وَهِي مصارمة لي لَا تكلمني ثمَّ إِن عَائِشَة آلت من مُصعب فَقَالَت أَنْت عَليّ كَظهر أُمِّي وَقَعَدت فِي غرفَة وَهَيَّأْت فِيهَا مَا يصلحها فجهد مُصعب أَن تكَلمه فَأَبت فَبعث إِلَيْهَا ابْن قيس الرقيات فَسَأَلَهَا كَلَامه فَقَالَت كَيفَ بيميني فَقَالَ هَا هُنَا الشّعبِيّ فَقِيه أهل الْعرَاق فاستفتيه فَدخل عَلَيْهَا فَأَخْبَرته فَقَالَ لَيْسَ هَذَا بِشَيْء فَقَالَت أتحلني وَتخرج خائباً فَأمرت لَهُ بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَت بارعة الْحسن وفيهَا يَقُول ابْن قيس الرقيات لما رَآهَا الْكَامِل (إِن الخليط قد ازمعوا تركي ... فوقفت فِي عرصاتهم أبْكِي) (جنية برزت لتقتلني ... مطلية الأصداغ بالمسك) (عجبا لمثلك لَا يكون لَهُ ... خرج الْعرَاق ومنبر الْملك)

ووصفتها عزة الميلاء لمصعب لما خطبهَا فَقَالَت أما عَائِشَة فَلَا وَالله مَا إِن رَأَيْت مثلهَا مقبلة مُدبرَة محطوطة المتنين عَظِيمَة العجيزة ممتلئة الترائب نقية الثغر وصفحة الْوَجْه غراء فرعاء الشّعْر لفاء الفخذين ممتلئة الصَّدْر خميصة الْبَطن ذَات عُكَن ضخمة السُّرَّة مسرولة السَّاق يرتج مَا بَين أَعْلَاهَا إِلَى قدميها وفيهَا عيبان أما أَحدهمَا فيواريه الْخمار وَأما الآخر فيواريه الْخُف عظم الْأذن والقدم وَكَانَت عَائِشَة بنت طَلْحَة تشبه بعائشة أم الْمُؤمنِينَ خَالَتهَا وَلم تَلد عَائِشَة بنت طَلْحَة من أحد من أزواجها إِلَّا من عبد الله ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَهُوَ ابْن خالها وَأَبُو عذرها وَولدت لَهُ عمرَان وَبِه تكنى وَعبد الرَّحْمَن وَأَبا بكر وَطَلْحَة ونفيسة وَتَزَوجهَا الْوَلِيد بن عبد الْملك وَطَلْحَة وَلَدهَا من أجواد قُرَيْش وصارمت عبد الله مرّة وَخرجت من دارها غَضبى فمرت فِي الْمَسْجِد وَعَلَيْهَا ملحفة تُرِيدُ عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ فرآها أَبُو هُرَيْرَة فسبح وَقَالَ سُبْحَانَ الله كَأَنَّهَا من الْحور الْعين فَمَكثت عِنْد عَائِشَة أَرْبَعَة اشهر وَكَانَ زَوجهَا قد آلى مِنْهَا فَأرْسلت عَائِشَة تَقول إِنِّي أَخَاف عَلَيْك الْإِيلَاء فَضمهَا إِلَيْهِ وَكَانَ ملقى مِنْهَا فَقيل لَهُ طَلقهَا فَقَالَ) (الطَّوِيل يقواون طَلقهَا لأصبح ثاوياً ... مُقيما على الْهم أَحْلَام نَائِم) (وَإِن فراقي أهل بَيت أحبهم ... لَهُم زلفة عِنْدِي لإحدى العظائم) فَتوفي عبد الله بعد ذَلِك وَهِي عِنْده فَمَا فتحت فاها عَلَيْهِ وَكَانَت عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ تعدد عَلَيْهَا هَذَا من ذنوبها وَدخل مُصعب يَوْمًا عَلَيْهَا وَهِي نَائِمَة مضمخة وَمَعَهُ ثَمَانِي لؤلؤات قيمتهَا عشرُون ألف دِينَار فأنبهها ونثر اللُّؤْلُؤ فِي حجرها فَقَالَت لَهُ نومتي كَانَت أحب إِلَيّ من هَذَا اللُّؤْلُؤ وَكَانَ مُصعب لَا يقدر عَلَيْهَا إِلَّا بتلاح ينالها مِنْهُ وبضربها فَشَكا ذَلِك إِلَى ابْن أبي فَرْوَة كَاتبه فَقَالَ لَهُ أَنا أكفيك هَذَا إِن أَذِنت لي قَالَ نعم افْعَل مَا شِئْت فَإِنَّهَا أفضل شَيْء نلته فِي الدُّنْيَا فَأَتَاهَا لَيْلًا وَمَعَهُ أسودان فَاسْتَأْذن عَلَيْهَا فَقَالَت لَهُ أَفِي مثل هَذِه السَّاعَة قَالَ نعم فأدخلته فَقَالَ للأسودين احفرا هَا هُنَا بِئْرا فَقَالَت لَهُ جاريتها وَمَا تصنع بالبئر قَالَ شُؤْم مولاتك امرني هَذَا الْفَاجِر أَن أدفنها حَيَّة وَهُوَ أسفك خلق الله لدم حرَام فَقَالَت عَائِشَة فأنظرني أذهب إِلَيْهِ قَالَ لَا سَبِيل إِلَى ذَلِك وَقَالَ للأسودين احفرا فَلَمَّا رَأَتْ الْجد مِنْهُ بَكت وَقَالَت يَا ابْن أبي فَرْوَة إِنَّك لقاتلي مَا مِنْهُ بُد قَالَ نعم وَإِنِّي لأعْلم أَن الله سيجزيه بعْدك وَلكنه قد غضب وَهُوَ كَافِر الْغَضَب قَالَت وَفِي أَي شَيْء غَضَبه قَالَ فِي امتناعك عَلَيْهِ وَقد ظن أَنَّك تبغضينه وتطلعين إِلَى غَيره فقد جن فَقَالَت أنْشدك الله إِلَّا عاودته قَالَ أَخَاف أَن يقتلني فَبَكَتْ وَبكى جواريها فَقَالَ قد رققت لَك وَحلف أَنه يغرر بِنَفسِهِ ثمَّ قَالَ لَهَا مَاذَا أَقُول قَالَت تضمن عني أَن لَا أَعُود أبدا قَالَ فَمَا لي عنْدك قَالَت قيام

القرشية الجمحية

بحقك مَا عِشْت قَالَ فأعطيني المواثيق فَأَعْطَتْهُ فَقَالَ للأسودين مَكَانكُمَا وأتى مصعباً فاخبره فَقَالَ لَهُ استوثق مِنْهَا بالأيمان فَفعلت وصلحت بعد ذَلِك وَتَزَوجهَا عمر بن عبيد الله وَحمل إِلَيْهَا ألف ألف دِرْهَم وَقَالَ لرسولها أَنا أملأ بَيتهَا خيرا وحرها أيراً وَدخل بهَا من ليلته وَأكل الطَّعَام الَّذِي عمل لَهُ على الخوان كُله وَصلى صَلَاة طَوِيلَة وخلا بهَا وَدخل المتوضأ سبع عشرَة مرّة فَلَمَّا أصبح قَالَت لَهُ جاريتها وَالله مَا رَأَيْت مثلك أكلت أكل سَبْعَة وَصليت صَلَاة سَبْعَة ونكت نيك سَبْعَة فَضَحِك وَضرب بِيَدِهِ على منْكب عَائِشَة وَقَالَ كَيفَ رَأَيْت ابْن عمك فَضَحكت وغطت وَجههَا وَقَالَت الرمل (قد رَأَيْنَاك فَلم تحل لنا ... وبلوناك فَلم نرض الْخَبَر 5881) ) 3 - (القرشية الجمحية) عَائِشَة بنت قدامَة بن مَظْعُون القرشية الجمحية هِيَ وَأمّهَا ريطة بنت أبي سُفْيَان من المبايعات تعد فِي أهل الْمَدِينَة 5882 3 - (القرشية التيمية) عَائِشَة بنت الْحَارِث بن خَالِد بن صَخْر القرشية التيمية ولدت هِيَ وأختاها فَاطِمَة وَزَيْنَب بِأَرْض الْحَبَشَة وَقيل إنَّهُنَّ متن فِي إقبالهن من الْحَبَشَة وَقيل إِن فَاطِمَة وَحدهَا نجت مِنْهُنَّ 5883 3 - (بنت عبد المدان) عَائِشَة بنت عبد المدان امْرَأَة عبيد الله بن الْعَبَّاس كَانَ عَليّ بن أبي طَالب قد اسْتعْمل زَوجهَا عبيد الله بن الْعَبَّاس على الْيمن أَيَّام صفّين فَلَمَّا ولى مُعَاوِيَة بسر بن أَرْطَاة الْيمن وأحس بِهِ عبيد الله هرب مِنْهُ فَأخذ بسر بن أَرْطَأَة ولديه عبد الرَّحْمَن وَقثم وهما من عَائِشَة هَذِه وَكَانَا صغيرين فذبحهما قبالة أمهما عَائِشَة فأصابها من ذَلِك أَمر عَظِيم وَقَالَت الْبَسِيط (هَا من أحس بنيي اللَّذين هما ... كالدرتين تشظى عَنْهُمَا الصدف) (هَا من أحس بنيي اللَّذين هما ... سَمْعِي وعقلي فقلبي الْيَوْم مختطف) (حدثت بسراً وَمَا صدقت مَا زَعَمُوا ... من قيلهم وَمن الْإِفْك الَّذِي اقترفوا) (أنحى على ودجي ابْني مرهفة ... مشحوذة وكذاك الْإِثْم يقترف) ثمَّ إِنَّهَا وسوست فَكَانَت تقف فِي الْمَوْسِم فتنشد هَذَا الشّعْر وتهيم على وَجههَا وَيُقَال

بنت الزبيدي

إِنَّه قَتلهمَا بِالْمَدِينَةِ فَالله أعلم 5884 3 - (بنت الزبيدِيّ) عَائِشَة بنت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يحيى الزبيدِيّ كَانَت تلقب بالمهدية وَكَانَت فاضلة تعقد مجْلِس الْوَعْظ بِبَغْدَاد سَمِعت من أَحْمد بن بنيمان الهمذاني وَيحيى بن موهوب بن الْمُبَارك بن السدنك وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الظَّاهِرِيّ وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار وكتبنا عَنْهَا وَكَانَت صَادِقَة وَتوفيت سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة 5885 3 - (بنت جَعْفَر) عَائِشَة بنت جَعْفَر المتَوَكل قَالَت فضل الشاعرة دخلت على المتَوَكل يَوْمًا فَوَجَدته قَاعِدا على كرْسِي وَابْنَته عَائِشَة تجلى عَلَيْهِ فِي هَذَا الْغُلَام غلامي فَقَالَ يَا فضل من الَّذِي يَقُول الْخَفِيف) (بِأبي من إِذا رَآهَا أَبوهَا ... قَالَ يَا ليتنا بدين الْمَجُوس) قلت لَهُ يَا سَيِّدي هَذَا لأبي الْعَتَاهِيَة فَقَالَ وجهوا إِلَيْهِ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم قلت إِنَّه قد مَاتَ قَالَ فليتصدق بهَا عِنْد قَبره قلت إِن لَهُ ابْنا بِالْبَابِ قَالَ تصرف إِلَيْهِ وَلما توفيت عَائِشَة رَحمهَا الله سنة خمس وثلاثمائة ورثهَا اثْنَان وَعِشْرُونَ رجلا من ولد إخوتها وَخمْس أَخَوَات من ولد المتَوَكل وأعتقت جواريها قبل وفاتها وأقطعت دورها 5886 3 - (بنت المعتصم) عَائِشَة بنت المعتصم كَانَت أديبة شاعرة كتب إِلَيْهَا عِيسَى بن الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَن توجه إِلَيْهِ عَائِشَة بجاريتها ملكة وَكَانَ يهواها المتقارب (كتبت إِلَيْك وَلم أحتشم ... وشوق المحبين لَا ينكتم) (صبوحي فِي السبت من عادتي ... على رغم أنف الَّذِي قد رغم) (وعيشي يتم بِمن قد علمت ... وَإِن غَابَ عَن ناظري لم يتم) (فمني عَليّ بتوجيهها ... بتربة سيدك المعتصم) فأنفذتها وكتبت المتقارب (قَرَأت كتابك فِيمَا سَأَلت ... وَمَا أَنْت عِنْدِي بالمتهم) (أتتك المليحة فِي حلَّة ... من النُّور تجلو سَواد الظُّلم) (فَخذهَا هَنِيئًا كَمَا قد سَأَلت ... وَلَا تشك شكوى امْرِئ قد ظلم) (وَلَا تحبسنها لوقت الْمبيت ... كَمَا يفعل الرجل المغتنم 5887)

عائشة بنت سعد بن أبي وقاص الزهرية المدنية رأت شيئا من أمهات المؤمنين روت عن أبيها وغيره وهي من الثقات وتوفيت سنة سبع عشرة ومائة ولها أربع وثمانون سنة وروى لها البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي

3 - (الزهرية المدنية) عَائِشَة بنت سعد بن أبي وَقاص الزهرية المدنية رَأَتْ شَيْئا من أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ رَوَت عَن أَبِيهَا وَغَيره وَهِي من الثِّقَات وَتوفيت سنة سبع عشرَة وَمِائَة وَلها أَربع وَثَمَانُونَ سنة وروى لَهَا البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 5888 3 - (زهرَة الْأَدَب الإسكندرانية) عَائِشَة الإسكندرانية الْمَعْرُوفَة بزهرة الْأَدَب نقلت من خطّ ابْن سعيد المغربي قَالَ كَانَ مجلسها يعرف بالروض قَالَت تخاطب فَاضلا بعث إِلَيْهَا بِشعر ذكر فِيهِ أَن قلبه من الْحبّ يتقلب فِي جمر الغضا المتقارب) (إِذا كَانَ قَلْبك ذَا جاحم ... فَلَا تبعثن بأسراره) (فَإِنِّي أشْفق من ناره ... على الرَّوْض أَو بعض أزهاره 5889) 3 - (القرطبية) عَائِشَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن قادم القرطبية قَالَ ابْن حَيَّان لم يكن فِي حرائر الأندلس فِي زمانها من يعدلها فهما وعلماً وأدباً وشعراً وفصاحة تمدح مُلُوك الأندلس وتخاطبهم بِمَا يعرض لَهَا من حَاجَة وَكَانَت حَسَنَة الْخط تكْتب الْمَصَاحِف مَاتَت عذراء لم تنْكح سنة أَرْبَعمِائَة 5890 3 - (الفيروزجية) عَائِشَة بنت المستنجد الإِمَام وَهِي السيدة المكرمة المدعوة بالفيروزجية مُسِنَّة معمرة ذَات دين وَصَلَاح أدْركْت خلَافَة أَبِيهَا وأخيها وَابْن أَخِيهَا النَّاصِر وَابْن ابْن أَخِيهَا الظَّاهِر ابْن النَّاصِر وَابْنه الْمُسْتَنْصر وحفيده المستعصم وَمَاتَتْ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وشيعها كَافَّة الدولة وَتكلم الوعاظ فِي عزائها وَبنت بِبَغْدَاد رِبَاطًا 5891 3 - (بنت الْبَهَاء) عَائِشَة بنت مُحَمَّد بن الْمُسلم بن سَلام بن الْبَهَاء الْحَرَّانِي الشيخة الصَّالِحَة أم مُحَمَّد سَمِعت من إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ وَمُحَمّد بن أبي بكر الْمَعْرُوف بِابْن النُّور الْبَلْخِي وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي الْمَقْدِسِي وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَهم اليلداني أجازت لي بِدِمَشْق سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكتب عَنْهَا بِإِذْنِهَا عبد الله بن الْمُحب وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 5892

عائشة بنت محمد بن مسلم الحرانية الصالحة الشيخة المعمرة أم عبد الله أخت المحدث محاسن ولدت سنة سبع وأربعين وسمعها أخوها في الخامسة وبعد ذلك من الرشيد العراقي ومحمد بن عبد الهادي واليلداني وابن خليل وفرح القرطبي والبلخي وابن عبد الدائم والعماد وعبد

3 - (أُخْت محَاسِن) عَائِشَة بنت مُحَمَّد بن مُسلم الحرانية الصَّالِحَة الشيخة المعمرة أم عبد الله أُخْت الْمُحدث محَاسِن ولدت سنة سبع وَأَرْبَعين وسمعها أَخُوهَا فِي الْخَامِسَة وَبعد ذَلِك من الرشيد الْعِرَاقِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي واليلداني وَابْن خَلِيل وَفَرح الْقُرْطُبِيّ والبلخي وَابْن عبد الدَّائِم والعماد وَعبد الحميد وتفردت وروت جملَة صَالِحَة وَكَانَت خيرة قانعة فقيرة تعْمل فِي الحياكة سمع مِنْهَا أَبُو هُرَيْرَة ابْن الشَّيْخ شمس الدّين وَأَوْلَاد الْمُحب والطلبة وقاربت التسعين رَوَت فَضَائِل الْأَوْقَات للبيهقي عَن ابْن خَلِيل وَخرج لَهَا ابْن سعد وَأول حُضُورهَا فِي الرَّابِعَة فِي شعْبَان) سنة خمسين وَتوفيت سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 5893 3 - (الصائمة الأندلسية) عَائِشَة بنت ابْن عَاصِم وَخَالَة الْقَائِد الْأَجَل أبي إِسْحَاق ابْن بِلَال وَهِي أندلسية تعرف بالصائمة بقيت أَزِيد من عشْرين سنة لَا تَأْكُل شَيْئا قطّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنِي بِقِصَّتِهَا غير وَاحِد مِمَّن أدْركهَا وَكَانَت بغرفة لَهَا على الْجَامِع الْمُعَلق بِمَدِينَة الجزيرة الخضراء وَتركهَا الْأكل أَمر شَائِع لَا ريب فِيهِ حَدثنِي بذلك أَبُو عبد الله ابْن ربيع الْمُحدث وَمُحَمّد بن سعد العاشق وَتوفيت بعد عَام سَبْعمِائة بِنَحْوِ خمس سِنِين وَلها نظيرة كَانَت بِنَاحِيَة وَاسِط بعد الستمائة ذكر شَأْنهَا شَيخنَا الفاروثي وَكَذَا الْمَرْأَة الخوارزمية الَّتِي كَانَت أَيَّام المعتضد بخوارزم بقيت بضعاً وَعشْرين سنة لَا تَأْكُل وَلَا تشرب علقت ذَلِك بأصح إِسْنَاد انْتهى (الألقاب) ابْن عَائِشَة الأخباري عبيد الله بن مُحَمَّد ابْن عَائِشَة الْخَارِج على الْمَأْمُون هُوَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد (عباد 5894) 3 - (الْأنْصَارِيّ) عباد بن بشر بن وقش بن زغبة الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي أَبُو بشر وَقيل

أخو الأمير عبيد الله

أَبُو الرّبيع قَالَ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر لَا يخْتَلف أَنه أسلم بِالْمَدِينَةِ على يَد مُصعب ابْن عُمَيْر وَذَلِكَ قبل إِسْلَام سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير شهد بَدْرًا وأحداً والمشاهد كلهَا وَكَانَ فِيمَن قتل كَعْب بن الْأَشْرَف الْيَهُودِيّ وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة ذكر أنس بن مَالك أَن عَصَاهُ كَانَت تضيء لَهُ إِذْ كَانَ يخرج من عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بَيته لَيْلًا وَعرض لَهُ ذَلِك مرّة مَعَ أسيد بن حضير فَلَمَّا افْتَرقَا أَضَاءَت لكل وَاحِد مِنْهُمَا عَصَاهُ وَقَالَت عَائِشَة كَانَ فِي بني عبد الْأَشْهَل ثَلَاثَة لم يكن بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحد أفضل مِنْهُم سعد بن معَاذ وَأسيد بن حضير وَعباد بن بشر وَلما قتل كَعْب بن الاشرف قَالَ (الوافر صخرت لَهُ فَلم يعرض لصوتي ... ووافى طالعاً من رَأس جدر) (فعدت لَهُ فَقَالَ من الْمُنَادِي ... فَقلت أَخُوك عباد بن بشر) (وهذي درعنا رهنا فَخذهَا ... لشهر إِن وفى أَو نصف شهر) (فَقَالَ معاشر سغبوا وجاعوا ... وَمَا عدلوا الْغنى من غير فقر) (فَأقبل نحونا يهوي سَرِيعا ... وَقَالَ لنا لقد جئْتُمْ لأمر) (وَفِي أَيْمَاننَا بيض حداد ... مُجَرّدَة بهَا الْكفَّار نفري) (فعانقه ابْن مسلمة المردى ... بِهِ الْكفَّار كالليث الهزبر) (وَشد بِسَيْفِهِ صَلتا عَلَيْهِ ... فقطره أَبُو عبس بن جبر) (وَكَانَ الله سادسنا فأبنا ... بأنعم نعْمَة وأعز نصر) (وَجَاء بِرَأْسِهِ قوم كرام ... هم ناهيك من صدق وبر) وَالَّذين قتلوا كَعْب بن الاشرف مُحَمَّد بن مسلمة والْحَارث بن أَوْس وَعباد ابْن بشر وَأَبُو عبس ابْن جبر وَأَبُو نائلة سلكان بن وقش الأشْهَلِي وَقتل عباد بن بشر يَوْم الْيَمَامَة وَكَانَ قد أبلى بلَاء حسنا 5895 3 - (أَخُو الْأَمِير عبيد الله) عباد بن زِيَاد أَخُو الْأَمِير عبيد الله بن زِيَاد ولي إمرة سجستان وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين) لِلْهِجْرَةِ 5896

عباد بن عبد الله بن الزبير كان عظيم القدر عند والده يستعمله على القضاء وغير ذلك وكان صدوقا روى عن أبيه وعائشة وجدته أسماء وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له الجماعة

3 - (ابْن ابْن الزبير) عباد بن عبد الله بن الزبير كَانَ عَظِيم الْقدر عِنْد وَالِده يَسْتَعْمِلهُ على الْقَضَاء وَغير ذَلِك وَكَانَ صَدُوقًا روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وجدته أَسمَاء وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5897 3 - (النَّاجِي قَاضِي الْبَصْرَة) عباد بن مَنْصُور النَّاجِي الْبَصْرِيّ ولي الْقَضَاء لإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حسن ولي قَضَاء الْبَصْرَة خمس مَرَّات قَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن معِين عباد بن كثير وَعباد بن مَنْصُور وَعباد بن رَاشد حَدِيثهمْ لَيْسَ بِالْقَوِيّ مَاتَ على بطن امْرَأَته فَجْأَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة روى لَهُ الْأَرْبَعَة 5898 3 - (الثَّقَفِيّ العابد) عباد بن كثير الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ العابد نزيل مَكَّة قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ شيخ بَصرِي سكن مَكَّة تَرَكُوهُ توفّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة 5899 3 - (الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ عباد بن) عباد بن حبيب بن الْمُهلب الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ أَبُو مُعَاوِيَة نَعته أَبُو حَاتِم كعادته وَقَالَ لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن سعد لم يكن بِالْقَوِيّ وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدِيثه فِي الْكتب كلهَا توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5900

عباد بن العوام أبو سهل الكلابي الواسطي كان يتشيع فحسبه الرشيد زمانا ثم خلى عنه في وفاته أقوال أقربها سنة ست وثمانين ومائة روى له الجماعة

3 - (أَبُو سهل الوَاسِطِيّ) عباد بن الْعَوام أَبُو سهل الْكلابِي الوَاسِطِيّ كَانَ يتشيع فحسبه الرشيد زَمَانا ثمَّ خلى عَنهُ فِي وَفَاته أَقْوَال أقربها سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة 5901 3 - (الْوَزير معِين الْملك) عباد بن الْحُسَيْن بن غَانِم الطَّائِي أَبُو مَنْصُور الْوَزير معِين الْملك الْأَصْبَهَانِيّ أَقَامَ بِبَغْدَاد وَتَوَلَّى الوزارة لخاتون بنت السُّلْطَان ملكشاه زَوْجَة الإِمَام الْمُقْتَدِي ثمَّ وزر لكربوقا صَاحب الْموصل وَلم يمش أمره مَعَه فَعَاد إِلَى أَصْبَهَان وَلَحِقتهُ إضاقة آخر عمره وَاحْتَاجَ إِلَى النَّاس وَتُوفِّي هُنَاكَ سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ مَعْرُوفا بِالدّينِ وَالْخَيْر والمروءة) وَحدث بِبَغْدَاد عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن ريذة وَحَمْزَة بن الْحُسَيْن المشهدي الأديب 5902 3 - (الروَاجِنِي) عباد بن يَعْقُوب الروَاجِنِي أَبُو سعيد الْكُوفِي أحد رُؤُوس الشِّيعَة روى عَن القَاضِي شريك وَعباد بن الْعَوام وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي يحيى الْمدنِي وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَعبد الله بن عبد القدوس وَالْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ الْعلوِي والوليد بن أبي ثَوْر وَطَائِفَة وَعنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا قرنه بِغَيْرِهِ وَعنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَأحمد بن عَمْرو الْبَزَّار وَصَالح جزرة وَابْن خُزَيْمَة وَغَيرهم وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ ثِقَة وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ ابْن خُزَيْمَة يَقُول حَدثنَا الثِّقَة فِي رِوَايَته الْمُتَّهم فِي دينه عباد بن يَعْقُوب وَقَالَ ابْن عدي فِيهِ غلو فِي التَّشَيُّع وروى أَحَادِيث أنْكرت عَلَيْهِ فِي فَضَائِل أهل الْبَيْت ومثالب وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ 5903 3 - (المعتضد صَاحب إشبيلية) عباد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عباد المعتضد أَبُو

عَمْرو أَمِير إشبيلية ابْن قاضيها أبي الْقَاسِم وَقد تقدم ذكر وَالِده وَلما توفّي أَبوهُ قَامَ المعتضد بعده بِالْأَمر وَكَانَ شهماً صَارِمًا وخوطب بأمير الْمُؤمنِينَ دَانَتْ لَهُ الْمُلُوك اتخذ خشباً فِي قصره وجللها برؤوس مُلُوك وأعيان ومقدمين وَكَانَ يشبه بِأبي جَعْفَر الْمَنْصُور وَكَانَ ابْنه ولي الْعَهْد إِسْمَاعِيل قد هم بِقَبض أَبِيه فَلم يتم لَهُ ذَلِك وَضرب أَبوهُ عُنُقه وطالت أَيَّامه إِلَى أَن توفّي فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة يُقَال إِن ملك الفرنج سمه فِي ثِيَاب بعثها إِلَيْهِ وَقَالَ فِيهِ الحجاري وَهَذَا الرؤوف العطوف الدمث الْأَخْلَاق الألوف مَا مَاتَ حَتَّى قبض أَرْوَاح ندمائه وخواصه بِيَدِهِ وَلم يكلهم إِلَى غَيره وَلَا أحوجهم إِلَى الْحَاجة بعده فجزي عَنْهُم بِمَا هُوَ أَهله وَكَانَ قد عرف مِنْهُ ذَلِك واشتهر فَصَارَ الأدباء يتحامونه وَلما وَفد أَبُو عبد الله ابْن شرف القيرواني على الأندلس تطلعت إِلَيْهِ همم مُلُوكهَا لبعد صيته فَكَانَ مِمَّن استدعاه المعتضد ابْن عباد وَكَانَ ابْن شرف قد امْتَلَأت مسامعه من أخباره الشنيعة فجاوبه بقوله الْبَسِيط (أإن تصيدت غَيْرِي صيد طائرة ... أوسعتها الْحبّ حَتَّى ضمهَا القفص) (حسبتني فرْصَة أُخْرَى ظَفرت بهَا ... هَيْهَات مَا كل حِين تمكن الفرص) (لَك الموائد للقصاد مترعة ... تروي وتشبع لَكِن بعْدهَا الْغصَص) وَمن شنيع مَا رُوِيَ عَنهُ أَن غُلَاما دون الْبلُوغ دخل عَلَيْهِ بِغَيْر اسْتِئْذَان فَقطع رَأسه وَسمع) جَارِيَة تَقول الْقَبْر وَالله أحسن من سُكْنى هَذَا الْقصر فَقَالَ وَالله لأبلغنك مَا طلبته وَأمر فدفنت حَيَّة وتعجب النَّاس من وزيره ابْن زيدون كَيفَ انْفَرد بالسلامة مِنْهُ فَقَالَ كنت كمن يمسك بأذني الْأسد يَتَّقِي سطوته تَركه أَو أمْسكهُ وَفِيه يَقُول عِنْد مَوته الطَّوِيل (لقد سرنا أَن الْجَحِيم مُوكل ... بطاغية قد حم مِنْهُ حمام) (تجانف صوب المزن عَن ذَلِك الصدى ... وَمر عَلَيْهِ الْغَيْث وَهُوَ جهام) وللمعتضد شعر مدون فَمِنْهُ المنسرح (كَأَنَّمَا ياسميننا الغض ... كواكب فِي السَّمَاء تنقض) (والطرق الْحمر فِي جوانبه ... كخد عذراء مَسهَا عض) وَمِنْه الْكَامِل المجزوء (اشرب على وَجه الصَّباح ... وَانْظُر إِلَى نور الأقاح) (وَاعْلَم بأنك جَاهِل ... إِن لم تقل بالإصطباح) ...

الألقاب

(والدهر شَيْء بَارِد ... إِن لم تسخنه براح) وَمِنْه الطَّوِيل (شربنا وجفن اللَّيْل يغسل كحله ... بِمَاء صباح والنسيم رَقِيق) (مُعتقة صفراء أما نجارها ... فضخم وَأما جسمها فدقيق) (الألقاب) أَبُو عباد كَاتب الْمَأْمُون اسْمه ثَابت بن يحيى ابْن عباد الْوَزير الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد ابْن عباد الْمُعْتَمد على الله اسْمه مُحَمَّد بن عباد (عبَادَة 5904) 3 - (الْأنْصَارِيّ) عبَادَة بن الصَّامِت بن قيس بن أَصْرَم يَنْتَهِي إِلَى عَوْف بن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ السالمي أَبُو الْوَلِيد وَأمه قُرَّة الْعين بنت عبَادَة بن نَضْلَة كَانَ عبَادَة رَضِي الله عَنهُ نَقِيبًا شهد الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة وَالثَّالِثَة آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين أبي مرْثَد الغنوي وَشهد بَدْرًا والمشاهد ثمَّ وَجهه عمر قَاضِيا إِلَى الشَّام ومعلماً فَأَقَامَ بحمص ثمَّ انْتقل إِلَى فلسطين وَمَات بهَا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَدفن بالقدس وقبره بهَا إِلَى الْيَوْم مَعْرُوف كَانَ مُعَاوِيَة قد خَالف فِي شَيْء أنكرهُ عَلَيْهِ عبَادَة فِي الصّرْف فَأَغْلَظ لَهُ مُعَاوِيَة فِي القَوْل فَقَالَ عبَادَة لَا أساكنك بِأَرْض وَاحِدَة أبدا ورحل إِلَى الْمَدِينَة فَقَالَ لَهُ عمر مَا أقدمك فَأخْبرهُ فَقَالَ ارْجع إِلَى مَكَانك فقبح الله أَرضًا لست فِيهَا وَلَا أمثالك وَكتب إِلَى مُعَاوِيَة لَا إمرة لَك عَلَيْهِ وَتُوفِّي عبَادَة رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وروى عَنهُ من الصَّحَابَة أنس بن مَالك وَجَابِر بن عبد الله وفضالة بن عبيد والمقدام بن معدي كرب وَأَبُو

الأنصاري

أُمَامَة الْبَاهِلِيّ وَرِفَاعَة بن رَافع وَأَوْس بن عبد الله الثَّقَفِيّ وشرحبيل ومحمود بن الرّبيع والصنابحي وَجَمَاعَة من التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 5905 3 - (الْأنْصَارِيّ) عبَادَة بن الخشخاش بن عَمْرو بن زمزمة الْأنْصَارِيّ حَلِيف لَهُم من بلي قَالَ ابْن إِسْحَاق وَأَبُو معشر عبَادَة بن الخشخاش بِالْخَاءِ والشين منقوطتين وَقَالَ الْوَاقِدِيّ هُوَ عبَادَة بن الحسحاس وَهُوَ ابْن عَم المجذر بن زِيَادَة وَأَخُوهُ لأمه وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا 5906 3 - (اللَّيْثِيّ) عبَادَة بن قرص اللَّيْثِيّ وَقيل قرط وَعند أَكْثَرهم قرص روى عَنهُ أَبُو قَتَادَة الْعَدوي وَحميد بن هِلَال اقبل عبَادَة بن قرص اللَّيْثِيّ من الْغَزْو فَلَمَّا كَانَ بالأهواز لقِيه الحرورية فَقَتَلُوهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة والمدائني سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين خرج سهم بن غَالب الهُجَيْمِي وَمَعَهُ الخطيم الْبَاهِلِيّ بِنَاحِيَة الْبَصْرَة فَقتلُوا عبَادَة ابْن قرص اللَّيْثِيّ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبعث إِلَيْهِم مُعَاوِيَة عبد الله بن عَامر فاستأمن سهم والخطيم فأمنهما وَقتل عدَّة من أصحابهما ثمَّ عزل مُعَاوِيَة ابْن عَامر فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَولى زياداً فَقدم الْبَصْرَة فَقتل سَهْما وصلبه) وَقتل زِيَاد الخطيم سنة تسع وَأَرْبَعين 5907 3 - (الزرقي) عبَادَة الزرقي الصَّحَابِيّ روى عَنهُ ابناه عبد الله وَسعد قَالَ ابْن عبد الْبر لَا تدفع صحبته 5907 3 - (الْأنْصَارِيّ) عبَادَة بن سعد بن عُثْمَان بن خلدَة الْأنْصَارِيّ الزرقي رُوِيَ أَنه مسح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه وبرك عَلَيْهِ وَأَبوهُ لَهُ صُحْبَة وبابنه عبَادَة يكنى 5909 3 - (ابْن الأشيم) عبَادَة بن الأشيم وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتب لَهُ كتابا وَأمره على

زين الدين الحنبلي

قومه ذكره ابْن قَانِع فِي مُعْجَمه 5910 3 - (زين الدّين الْحَنْبَلِيّ) عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ الْمُفْتِي الإِمَام زين الدّين أَبُو سعد الْحَرَّانِي الْمُؤَذّن الشُّرُوطِي الْحَنْبَلِيّ توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة كَانَ قد طلب الحَدِيث وقتا وَدَار على الشُّيُوخ قَلِيلا وَنسخ جملَة أَجزَاء سنة بضع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَتقدم فِي الْفِقْه وناظر وتميز وَعِنْده صَحِيح مُسلم عَن الْقَاسِم الإربلي 5911 3 - (ابْن مَاء السَّمَاء الأندلسي) عبَادَة بن عبد الله بن مَاء السَّمَاء أَبُو بكر شَاعِر الأندلس وَرَأس الشُّعَرَاء فِي الدولة العامرية توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة تسع عشرَة قَالَ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة كَانَ فِي ذَلِك الْعَصْر شيخ الصِّنَاعَة وَأحكم الْجَمَاعَة سلك إِلَى الشّعْر مسلكاً سهلاً فَقَالَت لَهُ غَرَائِبه مرْحَبًا وَأهلا وَكَانَت صَنْعَة التوشيح الَّتِي نهج أهل الأندلس طريقتها وَوَضَعُوا حَقِيقَتهَا غير مرقومة البرود وَلَا منظومة الْعُقُود فَأَقَامَ عبَادَة هَذَا منآدها وَقوم ميلها وسنادها فَكَأَنَّهَا لم تسمع بالأندلس إِلَّا مِنْهُ وَلَا أخذت إِلَّا عَنهُ واشتهر بهَا اشتهاراً غلب على ذَاته وَذهب بِكَثِير من حَسَنَاته وَأول من صنع أوزان هَذِه الموشحات بأفقنا واخترع طريقتها فِيمَا بَلغنِي مُحَمَّد بن مَحْمُود القبري الضَّرِير وَقيل إِن ابْن عبد ربه صَاحب كتاب العقد أول من سبق إِلَى هَذَا النَّوْع من الموشحات ثمَّ نَشأ يُوسُف بن هَارُون الرَّمَادِي وَكَانَ أول من أَكثر فِيهَا من التَّضْمِين فِي المراكز يضمن كل موقف يقف عَلَيْهِ فِي المراكز خَاصَّة فاستمر) على ذَلِك شعراء عصره كمكرم بن سعيد وَابْني أبي الْحسن ثمَّ نَشأ عبَادَة هَذَا فأحدث التضفير وَذَلِكَ أَنه اعْتمد مَوَاضِع الْوَقْف فِي المراكز وَمن شعر عبَادَة الْمَذْكُور الْكَامِل المجزوء (لَا تشكون إِذا عثر ت إِلَى صديق سوء حالك) (فيريك ألوانا من الإذلال لم تخطر ببالك) (إياك أَن تَدْرِي يمي ... نك مَا يَدُور على شمالك) ...

(واصبر على نوب الزَّمَان وَإِن رمت بك فِي المهالك) (وَإِلَى الَّذِي أغْنى وأقنى اضرع وسله صَلَاح حالك) زَمَنه الْكَامِل (اجل المدامة فَهِيَ خير عروس ... تجلو كروب النَّفس بالتنفيس) (واستغنم اللَّذَّات فِي عهد الصِّبَا ... وأوانه لَا عطر بعد عروس) وَمِنْه السَّرِيع (فَهَل ترى أحسن من أكؤس ... يقبل الثغر عَلَيْهَا اليدا) (يَقُول لي الساقي أَغِثْنِي بهَا ... وَخذ لجيناً وَأعد عسجدا) (أغرق فِيهَا الْهم لَكِن طفا ... حبابها من فَوْقهَا مزيدا) (كَأَنَّمَا شيبها شَارِب ... أمْسكهَا فِي كَفه سرمدا) قَالَ ابْن بسام وَهَذَا من مَعَانِيه المخترعة وَأَلْفَاظه المبتدعة قلت نقلت من خطّ جمال الدّين عَليّ بن ظافر هَذِه الْقطعَة وَقَالَ بعْدهَا الْقسم الْأَخير من الْبَيْت الثَّانِي معكوس لِأَن النديم يرد للساقي الكأس فارغة فَتكون حِينَئِذٍ باللجين أشبه ثمَّ يَأْخُذهَا ملأى فَتكون بالعسجد أولى وَالصَّوَاب أَن يَقُول وادفع لجينا ثمَّ خُذ عسجدا أَو أَقُول للساقي وَلَعَلَّ الْكَاتِب غلط أَو الرَّاوِي قلت الصَّحِيح أَنه أَقُول للساقي وَيصِح الْمَعْنى وَهُوَ أحسن مِمَّا قَالَه ابْن ظافر وَمن شعر عبَادَة فِي الْحَاجِب ابْن أبي عَامر الطَّوِيل (لنا حَاجِب جَازَ الْمَعَالِي بأسرها ... فَأصْبح فِي أخلاقه وَاحِد الْخلق) ) (فَلَا يغترر مِنْهُ الجهول ببشره ... فمعظم هَذَا الرَّعْد فِي أثر الْبَرْق) وَمِنْه الْكَامِل (دارت دوائر صُدْغه فَكَأَنَّهَا ... حامت على تَقْبِيل نقطة خَاله) (رشأ توحش من ملاقاة الورى ... حَتَّى توحش من لِقَاء خياله) (فلذاك صَار خياله لي زَائِرًا ... إِذْ كنت فِي الهجران من أشكاله) (وَلَقَد هَمَمْت بِهِ ورمت حرَامه ... فحماني الإجلال دون حَلَاله)

وَمِنْه وَقد سقط برد عَظِيم المنسرح (يَا عِبْرَة أهديت لمعتبر ... عَشِيَّة الْأَرْبَعَاء من صفر) (أرسل ملْء الأكف من برد ... جلامداً تنهمي على الْبشر) (كَاد يذيب الْقُلُوب منظرها ... وَلَو أُعِيرَت قساوة الْحجر) وَمِنْه المنسرح (اشرب فعهد الشَّبَاب مغتنم ... وفرصة فِي فَوَاتهَا نَدم) (وعاطنيها من كف ذِي غيد ... ألحاظه فِي النُّفُوس تحتكم) (كَأَنَّهَا صارم الْأَمِير وَقد ... خضب حديه من عداهُ دم) وَكَانَت وَفَاة عبَادَة بمالقة فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور ضَاعَت لَهُ مائَة مِثْقَال ذَهَبا فَاغْتَمَّ لذَلِك وَمَات وَمن موشحاته (من ولي فِي أمة أمرا وَلم ... يعْزل إِلَّا لحاظ الرشأ الأكحل) (جرت فِي ... حكمك من قَتْلِي يَا مُسْرِف) (فانصف ... فَوَاجِب أَن ينصف الْمنصف) (وارأف ... فَإِن هَذَا الشوق لَا يرأف) (علل قلبِي بِذَاكَ الْبَارِد السلسل ... ينجل مَا بفؤادي من جوى مشعل) (إِنَّمَا ... تبرز كي توقد نَار الْفِتَن) (صنما ... مصوراً من كل شَيْء حسن) (إِن رمى ... لم يخط من دون الْقُلُوب الجنن) (كَيفَ لي تخلص من سهمك الْمُرْسل ... فصل واستبقني حَيا وَلَا تقتل) ) (يَا سنا ... الشَّمْس وَيَا أبهى من الْكَوْكَب) (يَا منى ... النَّفس وَيَا سؤلي وَيَا مطلبي) (هَا أَنا ... حل بأعدائك مَا حل بِي) (عذلي من ألم الهجران فِي معزل ... والخلي فِي الْحبّ لَا يسال عَمَّن بلي) (أَنْت قد ... صيرت بالحب من الرشد غي) (لم أجد ... فِي طرقي جسمك ذَنبا عَليّ) (فاتئد ... وَإِن تشأ قَتْلِي شَيْئا فشي) (أجمل ووالني مِنْك يَد الْمفضل ... فَهِيَ لي من حَسَنَات الزَّمن الْمقبل) ...

(مَا اغتذى ... طرفِي إِلَّا بسنا ناظريك) (وَكَذَا ... فِي الْحبّ مَا بِي لَيْسَ يخفى عَلَيْك) (وَلذَا ... أنْشد وَالْقلب رهين لديك) (يَا عَليّ سلطت جفنيك على مقتلي ... فابق لي قلبِي وجد بِالْفَضْلِ يَا موئلي) وَمِنْهَا (حب المها عباده ... من كل بسام السرَار) قمر يطلع من حسن آفَاق الْكَمَال حسنه الأبدع (لله ذَات حسن ... مليحة الْمحيا) (لَهَا قوام غُصْن ... وشنفها الثريا) (والثغر حب مزن ... رضابه الحميا) (فِي رشفه سعاده ... كَأَنَّهُ صفو الْعقار) جور رصع يسقيك من حُلْو الزلَال طيب المشرع (رشيقة المعاطف ... كالغصن فِي قوام) (شهدية المراشف ... كالدر فِي نظام) (دعصية الروادف ... والحضر ذُو انهضام جوالة القلادة محلولة عقد الْإِزَار) حسنها أبدع من حسن ذياك الغزال أكحل المدامع (ليلية الذوائب ... ووجهها نَهَار) ) (مصقولة الترائب ... ورشفها عقار) (أصداغها عقارب ... والخد جلنار) (ناديت وافؤاداه ... من غادة ذَات اقتدار) لحظها أقطع من حد مصقول الناص فِي الْفَتى الأشجع (سفرجل النهود ... فِي مرمر الصُّدُور) (يزهى على الْعُقُود ... من لِدَة البحور) (ومقلة وجيد ... من غادة سفور) (حبي لَهَا عباده ... أعوذ من ذَاك الفخار)

الألقاب

برشأ يرتع فِي روض أزهار الْجمال كلما أينع (عفيفة الذيول ... نقية الثِّيَاب) (سلابة الْعُقُول ... أرق من شراب) (أضحى بهَا نحولي ... فِي الْحبّ من عَذَابي) (فِي النّوم لي شراده ... أَو حكمهَا حكم اقتدار) كلما أمنع مِنْهَا فَإِن طيف الخيال زارني أهيجع (الألقاب) أَبُو عبَادَة الزرقي الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ اسْمه سعد بن عُثْمَان عبَادَة 5912 3 - (عبَادَة المخنث) عبَادَة بتَشْديد الْبَاء وَفتح الْعين المخنث كَانَ صَاحب نَوَادِر ومجون كَانَ بِبَغْدَاد وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ أَو بعْدهَا دخل على الْمَأْمُون فامتحنه بِخلق الْقُرْآن فَقَالَ يعظم الله أجرك فَقَالَ فِيمَن فَقَالَ فِي الْقُرْآن فَقَالَ الْقُرْآن يَمُوت فَقَالَ أَلَيْسَ بمخلوق من بَقِي يُصَلِّي بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح فَقَالَ أَخْرجُوهُ ويحكى أَنه كَانَ فِي مجْلِس أنس المتَوَكل لَيْلَة قتل فَلَمَّا هجموا عَلَيْهِ بِالسُّيُوفِ وقتلوه قَامَ وزيره الْفَتْح بن خاقَان وَألقى نَفسه عَلَيْهِ وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا وَالله لَا عِشْت بعْدك فقطعوه بِالسُّيُوفِ فَلَمَّا رأى ذَلِك عبَادَة انزوى وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَّا أَنا إِن لي بعْدك أدواراً وأنزالاً أشربها فضحكوا مِنْهُ وتركوه (الألقاب) ) ابْن عباد الصاحب إِسْمَاعِيل بن عباد ابْن عبَادَة وَكيل السُّلْطَان اسْمه أَحْمد بن عَليّ الْعَبَّادِيّ الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَبَّادِيّ الْوَاعِظ الْمَشْهُور اسْمه أزدشير وَقد تقدم ذكره وَالْآخر وَلَده المظفر بن أزدشير وَهُوَ واعظ أَيْضا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ وَولده المظفر لَهُ كَلَام بديع

العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الفضل كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وقيل بثلاث أمه نثلة وقيل نثيلة ابنة جناب بن كليب بن مالك بن النمر بن قاسط كذا نسبها الزبير وغيره ولدت العباس لعبد المطلب

(الْعَبَّاس) 3 - (عَم الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف عَم رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم أَبُو الْفضل كَانَ أسن من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسنتَيْنِ وَقيل بِثَلَاث أمه نثلة وَقيل نثيلة ابْنة جناب بن كُلَيْب بن مَالك بن النمر بن قاسط كَذَا نَسَبهَا الزبير وَغَيره ولدت الْعَبَّاس لعبد الْمطلب فأنجبت بِهِ وَهِي أول عَرَبِيَّة كست الْبَيْت الْحَرَام الْحَرِير والديباج وأصناف الْكسْوَة لِأَن الْعَبَّاس ضل وَهُوَ صبي فنذرت كسْوَة الْبَيْت إِن وجدته فَلَمَّا وجدته وفت بنذرها كَانَ الْعَبَّاس رَئِيسا فِي الْجَاهِلِيَّة وَفِي قُرَيْش وَإِلَيْهِ كَانَت عمَارَة الْبَيْت والسقاية فِي الْجَاهِلِيَّة أما السِّقَايَة فمعروفة وَأما الْعِمَارَة فَإِنَّهُ كَانَ لَا يدع أحدا يستب فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَلَا يَقُول فِيهِ هجراً يحملهم على عِمَارَته فِي الْخَيْر لَا يَسْتَطِيعُونَ لذَلِك امتناعاً لِأَن مَلأ قُرَيْش اجْتَمعُوا وتعاقدوا على ذَلِك وسلموا لَهُ ذَلِك وَكَانُوا لَهُ أعواناً وَكَانَ الْعَبَّاس مِمَّن خرج مَعَ الْمُشْركين يَوْم بدر فَأسر مَعَ الْأُسَارَى وشدوا وثاقهم فسهر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ اللَّيْلَة وَلم ينم فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه مَا يسهرك يَا رَسُول الله فَقَالَ اسهر لأنين الْعَبَّاس فَقَامَ رجل من الْقَوْم فَأرْخى وثَاقه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لي لَا أسمع أَنِين الْعَبَّاس فَقَالَ الرجل أَنا أرخيت وثَاقه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فافعل ذَلِك بالأسارى كلهم قَالَ ابْن عبد الْبر أسلم الْعَبَّاس قبل فتح خَيْبَر وَكَانَ يكتم إِسْلَامه وَذَلِكَ بَين فِي حَدِيث الْحجَّاج بن علاط أَنه كَانَ مُسلما يسره مَا فتح الله على الْمُسلمين ثمَّ أظهر إِسْلَامه يَوْم الْفَتْح وَشهد حنيناً والطائف وتبوك وَيُقَال إِن إِسْلَامه قبل بدر وَكَانَ يكْتب بأخبار الْمُشْركين إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ الْمُسلمُونَ بِمَكَّة يتقوون بِهِ وَكَانَ يحب أَن يقدم على رَسُول الله) صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكتب إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن مقامك بِمَكَّة خير فَلذَلِك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر من لَقِي مِنْكُم الْعَبَّاس فَلَا يقْتله فَإِنَّهُ أخرج كرها وَكَانَ الْعَبَّاس أنْصر النَّاس لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد أبي طَالب

وَحضر مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعقبَة يشْتَرط لَهُ على الْأَنْصَار وَكَانَ على دين قومه يَوْمئِذٍ وفدى عقيلاً ونوفلاً ابْني أَخَوَيْهِ أبي طَالب والْحَارث وَغَيرهم من مَاله وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكرم الْعَبَّاس ويجله ويعظمه بعد الْإِسْلَام وَيَقُول هَذَا عمي صنو أبي وَكَانَ الْعَبَّاس جواداً مطعماً وصُولا للرحم ذَا رَأْي حسن ودعوة مرجوة وَلم يمر بعمر وَلَا بعثمان وهما راكبان إِلَّا نزلا إجلالاً لَهُ ويقولان عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلما أقحط أهل الرَّمَادَة وَذَلِكَ سنة سبع عشرَة قَالَ كَعْب لعمر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن بني إِسْرَائِيل كَانُوا إِذا أَصَابَهُم مثل هَذَا استسقوا بعصبة الْأَنْبِيَاء فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ هَذَا عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصنو أَبِيه وَسيد بني هَاشم فَمشى إِلَيْهِ عمر وشكا إِلَيْهِ مَا النَّاس فِيهِ ثمَّ صعد الْمِنْبَر وَمَعَهُ الْعَبَّاس فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا قد توجهنا إِلَيْك بعم نَبينَا وصنو أَبِيه فاسقنا الْغَيْث وَلَا تجعلنا من القانطين ثمَّ قَالَ عمر يَا أَبَا الْفضل قُم فَادع فَقَالَ الْعَبَّاس بعد حمد الله وَالثنَاء عَلَيْهِ اللَّهُمَّ إِن عنْدك سحاباً وعندك مَاء فانشر السَّحَاب ثمَّ أنزل المَاء فِيهِ علينا فاسدد بِهِ الأَصْل واطل بِهِ الْفَرْع وادر بِهِ الضَّرع اللَّهُمَّ إِنَّك لم تنزل بلَاء إِلَّا بذنب وَلم تكشفه إِلَّا بتوبة وَقد توجه الْقَوْم بِي إِلَيْك فاسقنا الْغَيْث اللَّهُمَّ شفعنا فِي أَنْفُسنَا وأهلينا اللَّهُمَّ اسقنا سقيا وادعاً نَافِعًا طبقًا سَحا عَاما اللَّهُمَّ لَا نرجو إِلَّا إياك وَلَا نَدْعُو غَيْرك وَلَا نرغب إِلَّا إِلَيْك اللَّهُمَّ إِلَيْك جوع كل جَائِع وعري كل عَار وَخَوف كل خَائِف وَضعف كل ضَعِيف فِي دُعَاء كثير فَأَرختْ السَّمَاء عزاليها فَجَاءَت بأمثال الْجبَال حَتَّى اسْتَوَت الْحفر بالآكام وأخصبت الأَرْض وعاش النَّاس فَقَالَ عمر هَذَا وَالله الْوَسِيلَة إِلَى الله وَالْمَكَان مِنْهُ فَقَالَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الْكَامِل (سَأَلَ الإِمَام وَقد تتَابع جدبنا ... فسقي الْأَنَام بغرة الْعَبَّاس) (عَم النَّبِي وصنو وَالِده الَّذِي ... ورث النَّبِي بِذَاكَ دون النَّاس) (أَحْيَا الْإِلَه بِهِ الْبِلَاد فَأَصْبَحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس) وَكَانَ الْعَبَّاس جميلاً أَبيض غضاً ذَا ضفيرتين معتدل الْقَامَة وَقيل بل كَانَ طَويلا وَلما سقوا طفق النَّاس يمسحون أَرْكَان الْعَبَّاس وَيَقُولُونَ هَنِيئًا لَك ساقي الْحَرَمَيْنِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ) وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وَدفن بِالبَقِيعِ وعاش ثمانياً وَثَمَانِينَ سنة وَقَالَ خريم بن أَوْس كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ عَمه الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ يَا رَسُول الله إِنِّي أُرِيد أَن امتدحك فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل لَا يفضض الله فَاك فَأَنْشَأَ يَقُول المنسرح (من قَلبهَا طبت فِي الْجنان وَفِي ... مستودع حَيْثُ يخصف الْوَرق) (ثمَّ هَبَطت الْبِلَاد لَا بشر ... أَنْت وَلَا مُضْغَة وَلَا علق) (بل نُطْفَة تركب السفين وَقد ... ألْجم نسراً وَأَهله الْغَرق) (تنقل من صالب إِلَى رحم ... إِذا مضى عَالم بدا طبق) ...

المهاجري الأنصاري

(حَتَّى احتوى بَيْتك الْمُهَيْمِن من ... خندف علياء تحتهَا النُّطْق) (وَأَنت لما ولدت أشرقت الأَرْض وضاءت بنورك الْأُفق) (فَنحْن فِي ذَلِك الضياء وَفِي النُّور وسبل الرشاد نخترق) وَقد بورك فِي نسل الْعَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ رَجَاء بن الضَّحَّاك إِنَّه فِي سنة مِائَتَيْنِ أحصي ولد الْعَبَّاس فبلغوا ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ ألفا كَذَا ذكر الجهشياري فِي كتاب الوزراء 5914 3 - (الْمُهَاجِرِي الْأنْصَارِيّ) الْعَبَّاس بن عبَادَة بن نَضْلَة بن مَالك بن العجلان الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد بيعَة الْعقبَة الثَّانِيَة وَقَالَ ابْن إِسْحَاق كَانَ مِمَّن خرج إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِمَكَّة وَشهد مَعَه العقبتين وَقيل بل كَانَ فِي النَّفر السِّتَّة الَّذين لقوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة فأسلموا قبل سَائِر الْأَنْصَار وَأقَام مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا حَتَّى هَاجر إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ يُقَال لَهُ مُهَاجِرِي وأنصاري قتل يَوْم أحد شَهِيدا وَلم يشْهد بَدْرًا آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين عُثْمَان بن مَظْعُون 5915 3 - (أَبُو الْفضل السّلمِيّ) الْعَبَّاس بن مرداس بن أبي عَامر بن جَارِيَة بن عبد بن عَبَّاس أَبُو الْفضل السّلمِيّ وَقيل أَبُو الْهَيْثَم أسلم قبل فتح مَكَّة بِيَسِير وَكَانَ أَبوهُ مرداس شَرِيكا ومصافياً لِحَرْب بن أُميَّة وقتلهما جَمِيعًا الْجِنّ وخبرهما مَشْهُور عِنْد الأخباريين وَكَانَ الْعَبَّاس هَذَا من الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَمِمَّنْ حسن إِسْلَامه مِنْهُم وَلما أعْطى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم من سبي حنين مائَة مائَة من الْإِبِل وَنقص طَائِفَة من الْمِائَة مِنْهُم عَبَّاس بن مرداس جعل عَبَّاس يَقُول إِذْ لم) يبلغ بِهِ من الْعَطاء مَا بلغ بالأقرع بن حَابِس وعيينة بن حصن المتقارب (أَتجْعَلُ نَهْبي وَنهب العبيد ... بَين عُيَيْنَة والأقرع) (فَمَا كَانَ حصن وَلَا حَابِس ... يَفُوقَانِ مرداس فِي مجمع) فِي أَبْيَات فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اذْهَبُوا فَاقْطَعُوا عني لِسَانه فَأَعْطوهُ حَتَّى رَضِي

البطل فارس بني مروان

وَكَانَ شَاعِرًا محسناً وَكَانَ الْعَبَّاس بن مرداس مِمَّن حرم الْخمر على نَفسه فِي الْجَاهِلِيَّة وَأَبُو بكر أَيْضا وَعُثْمَان بن عَفَّان وَعُثْمَان بن مَظْعُون وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقيس بن عَاصِم وحرمها قبل هَؤُلَاءِ عبد الْمطلب بن هَاشم وَعبد الله بن جدعَان وَشَيْبَة بن ربيعَة وورقة بن نَوْفَل والوليد بن الْمُغيرَة وعامر ابْن الظرب وَيُقَال هُوَ أول من حرمهَا فِي الْجَاهِلِيَّة وَيُقَال بل عفيف بن معدي كرب الْكِنْدِيّ وَالْعَبَّاس بن مرداس هُوَ الْقَائِل يمدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكَامِل (يَا سيد النبآء إِنَّك مُرْسل ... بِالْحَقِّ كل هدى السَّبِيل هداكا) (إِن الْإِلَه بنى عَلَيْك محبَّة ... فِي خلقه ومحمداً سماكا) وَذكر الشُّعَرَاء فِي الشجَاعَة يَوْمًا عِنْد عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ أَشْجَع النَّاس فِي الشّعْر عَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ حَيْثُ قَالَ (الوافر أققائل فِي الكتيبة لَا أُبَالِي ... أحتفي كَانَ فِيهَا أم سواهَا) وَله فِي يَوْم حنين أشعار حسان مِنْهَا الْبَسِيط (عين تأوبها من شجوها أرق ... فالماء يغمرها طوراً وينحدر) (كَأَنَّهُ نظم در عِنْد ناظمة ... تقطع السلك مِنْهُ فَهُوَ ينكدر) (يَا بعد منزل من ترجو مودته ... وَمن حفى دونه الصفوان والحفر) (دع مَا تقادم من عهد الشَّبَاب فقد ... ولى الشَّبَاب وَجَاء الشيب والذعر) (وَاذْكُر بلَاء سليم فِي مواطنها ... وَفِي سليم لأهل الْفَخر مفتخر) فِي شعر طَوِيل يذكرهُ أهل الْمَغَازِي 5916 3 - (البطل فَارس بني مَرْوَان) الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان كَانَ من الْأَبْطَال الْمَذْكُورين فِي الأسخياء الموصوفين وَكَانَ يُقَال لَهُ فَارس بني مَرْوَان اسْتَعْملهُ أَبوهُ على حمص وَولي الْمَغَازِي وَفتح) عدَّة حصون وَلكنه كَانَ ينَال من عمر بن عبد الْعَزِيز بِجَهْل وَمَات فِي سجن مَرْوَان بن مُحَمَّد فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة 5917 3 - (الوَاقِفِي الْأنْصَارِيّ) الْعَبَّاس بن الْفضل بن عَمْرو بن عبيد بن الْفضل بن حَنْظَلَة

الأمير العباسي

الوَاقِفِي الْأنْصَارِيّ أَبُو الْفضل الْمُقْرِئ صَاحب أبي عَمْرو ابْن الْعَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ وأتقن الْإِدْغَام الْكَبِير وَولد سنة خمس وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى عَنهُ عبد الْغفار بن الزبير الْموصِلِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح عَامر بن عمر أُوقِيَّة وَقَالَ أَبُو عَمْرو لَو لم يكن من أَصْحَابِي إِلَّا الْعَبَّاس لكفاني وناظر الْكسَائي فِي الإمالة وَولي قَضَاء الْموصل وَهُوَ بَصرِي ضَعِيف بِمرَّة تفرد بِحَدِيث إِذا كَانَ سنة مِائَتَيْنِ يكون كَذَا وَكَذَا وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا أنْكرت عَلَيْهِ إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا وَمَا بحَديثه بَأْس وروى لَهُ ابْن مَاجَه 5918 3 - (الْأَمِير العباسي) الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب الْأَمِير أَبُو الْفضل ولي إمرة الشَّام لِأَخِيهِ الْمَنْصُور وَحج بِالنَّاسِ مَرَّات وغزا الرّوم مرّة فِي سِتِّينَ ألفا وَكَانَ شيخ بني الْعَبَّاس فِي عصره وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل سنة سِتّ وَولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة 5919 3 - (الشَّاعِر الْحَنَفِيّ) الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف الشَّاعِر كَانَ ظريفاً كيساً مجيدا الْغَزل حُلْو النادرة وَله مَعَ الرشيد أَخْبَار وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة على الْأَصَح وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَهُوَ خَال إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولي قَالَ بشار بن برد مَا زَالَ غُلَام من بني حنيفَة يدْخل نَفسه فِينَا ويخرجها حَتَّى قَالَ الْبَسِيط (أبْكِي الَّذين أذاقوني مَوَدَّتهمْ ... حَتَّى إِذا أيقظوني للهوى رقدوا) (واستنهضوني فَلَمَّا قُمْت منتصباً ... بثقل مَا حملوني مِنْهُم قعدوا) (لأخْرجَن من الدُّنْيَا وحبهم ... بَين الجوانح لم يشْعر بِهِ أحد) وَقَالَ عمر بن شبة مَاتَ إِبْرَاهِيم الْموصِلِي النديم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَمَات فِي ذَلِك الْيَوْم الْكسَائي النَّحْوِيّ وَالْعَبَّاس بن الْأَحْنَف وهشيمة الخمارة فَرفع ذَلِك إِلَى الرشيد فَأمر الْمَأْمُون أَن يُصَلِّي عَلَيْهِم فَخرج فصفوا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ من هَذَا الأول فَقَالُوا إِبْرَاهِيم)

الْموصِلِي فَقَالَ أخروه وَقدمُوا الْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف فَقدم فصلى عَلَيْهِم فَلَمَّا فرغ وَانْصَرف دنا مِنْهُ هَاشم بن عبد الله ابْن مَالك الْخُزَاعِيّ فَقَالَ يَا سَيِّدي كَيفَ آثرت الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف على من حضر بالتقدمة فَأَنْشد الْكَامِل (وسعى بهَا نَاس فَقَالُوا إِنَّهَا ... لهي الَّتِي تشقى بهَا وتكابد) (فجحدتهم ليَكُون غَيْرك ظنهم ... إِنِّي ليعجبني الْمُحب الجاحد) ثمَّ قَالَ أتحفظها فَقلت نعم وأنشدته فَقَالَ الْمَأْمُون أَلَيْسَ من قَالَ هَذَا الشّعْر أولى بالتقدمة فَقلت بلَى وَالله يَا سَيِّدي قلت الْكسَائي إِنَّمَا مَاتَ بِالريِّ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة على خلاف فِيهِ وَمَا كَانَ الْمَأْمُون مِمَّن يقدم الْعَبَّاس على مثل الإِمَام الْكسَائي وَلَكِن هَكَذَا جَاءَ وَقد روى الصولي أَنه رأى الْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف بعد موت هَارُون الرشيد فِي منزله بِبَاب الشَّام وَهَذَا يدل أَيْضا على أَن الرشيد مَا أَمر الْمَأْمُون بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِم وَمن شعر الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف الْكَامِل (يَا أَيهَا الرجل المعذب نَفسه ... أقصر فَإِن شفاءك الإقصار) (نزف الْبكاء دموع عَيْنك فاستعر ... عينا يعينك دمعها المدرار) (من ذَا يعيرك عينه تبْكي بهَا ... أَرَأَيْت عينا للبكاء تعار) وَمِنْه الْكَامِل (تَعب يطول مَعَ الرَّجَاء لذِي الْهوى ... خير لَهُ من رَاحَة فِي الياس) (لَوْلَا محبتكم لما عاتبتكم ... ولكنتم عِنْدِي كبعض النَّاس) وَمِنْه قَوْله الطَّوِيل (وحدثتني يَا سعد عَنْهُم فزدتني ... جنوناً فزدني من حَدِيثك يَا سعد) (هَواهَا هوى لم يعرف الْقلب غَيره ... فَلَيْسَ لَهُ قبل وَلَيْسَ لَهُ بعد) وَمِنْه الطَّوِيل (إِذا أَنْت لم تعطفك إِلَّا شَفَاعَة ... فَلَا خير فِي ود يكون بشافع) (فأقسم مَا تركي عتابك عَن قلى ... وَلَكِن لعلمي أَنه غير نافعي) (وَأَنِّي إِذا لم ألزم الصَّبْر طَائِعا ... فَلَا بُد مِنْهُ مكْرها غير طائع) وَقَالَ الْمَدَائِنِي كَانُوا يَقُولُونَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف مثل أبي الْعَتَاهِيَة فِي الزّهْد يكثران الحز وَلَا يصيبان الْمفصل وَقَالَ غَيره كَانَت فِي الْعَبَّاس آلَات الظّرْف كَانَ جميل المنظر نظيف الثَّوْب) فاره الْمركب حسن الْأَلْفَاظ حسن الحَدِيث كثير النَّوَادِر بَاقِيا على الشَّرَاب شَدِيد الِاحْتِمَال طَوِيل المساعدة قَالَ أَبُو بكر الصولي حدثت عَن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الْبَصْرِيّ قَالَ

حَدثنِي رجل من قُرَيْش قَالَ خرجت خرجت حَاجا فخرجنا نصلي فِي بعض الطَّرِيق فجاءنا غُلَام فَقَالَ فِيكُم أحد من أهل الْبَصْرَة فَقُلْنَا كلنا من أهل الْبَصْرَة قَالَ إِن مولَايَ من أَهلهَا وَهُوَ يدعوكم فقمنا إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ نَازل على عين مَاء فَقَالَ إِنِّي أحب أَن أوصِي إِلَيْكُم ثمَّ رفع رَأسه يترنم المديد (يَا بعيد الدَّار عَن وَطنه ... مُفردا يبكي على سكنه) (كلما جد الرحيل بِهِ ... زَادَت الأسقام فِي بدنه) ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ فأفاق وَهُوَ يَقُول (وَلَقَد زَاد الْفُؤَاد هوى ... هَاتِف يبكي على فننه) (شفه مَا شفني فَبكى ... كلنا يبكي على شجنه) ثمَّ مَاتَ فَقُلْنَا للغلام من مَوْلَاك فَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف فأصلحنا من شَأْنه وصلينا عَلَيْهِ ودفناه رَحمَه الله وَطَلَبه يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي يَوْمًا فَقَالَ إِن مَارِيَة هِيَ الْغَالِبَة على أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإنَّهُ جرى بَينهمَا عتب فَهِيَ بعزة دَالَّة المعشوق تأبى أَن تعتذر وَهُوَ بعز الْخلَافَة وَشرف الْملك وَالْبَيْت يَأْبَى ذَلِك وَقد رمت الْأَمر من قبلهَا فأعياني وَهُوَ أَحْرَى أَن تستفزه الصبابة فَقل شعرًا تسهل بِهِ عَلَيْهِ هَذِه الْقَضِيَّة وَأَعْطَاهُ دَوَاة وقرطاساً وَطَلَبه الرشيد فَتوجه إِلَيْهِ ونظم الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف قَوْله الْكَامِل (العاشقان كِلَاهُمَا متغضب ... وَكِلَاهُمَا متوجد متجنب) (صدت مغاضبة وَصد مغاضباً ... وَكِلَاهُمَا مِمَّا يعالج مُتْعب) (رَاجع أحبتك الَّذين هجرتهم ... إِن المتيم قَلما يتَجَنَّب) (إِن التجنب إِن تطاول مِنْكُمَا ... دب السلو لَهُ فعز الْمطلب) ثمَّ قَالَ لأحد الرُّسُل ابلغ الْوَزير أَنِّي قد قلت أَرْبَعَة أَبْيَات فَإِن كَانَ فِيهَا مقنع وجهت بهَا فَعَاد الرَّسُول وَقَالَ هَاتِهَا فَفِي أقل مِنْهَا مقنع وَفِي قدر الروي فَكتب الأبيات وَكتب تحتهَا أَيْضا السَّرِيع (لَا بُد للعاشق من وَقْفَة ... تكون بَين الْوَصْل والصرم) (حَتَّى إِذا الهجر تَمَادى بِهِ ... رَاجع من يهوى على رغم) ) فَدفع الرقعة يحيى إِلَى الرشيد فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْت شعرًا أشبه بِمَا نَحن فِيهِ من هَذَا الشّعْر وَالله لكَأَنِّي قصدت بِهِ فَقَالَ يحيى وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لأَنْت الْمَقْصُود بِهِ فَقَالَ الرشيد يَا غُلَام هَات نَعْلي فَإِنِّي وَالله أرَاجعهَا على رغم فَنَهَضَ وأذهله السرُور أَن يَأْمر

للْعَبَّاس بِشَيْء ثمَّ إِن مَارِيَة لما علمت بمجيء الرشيد إِلَيْهَا قَامَت تَلَقَّتْهُ وَقَالَت كَيفَ ذَلِك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأَعْطَاهَا الشّعْر وَقَالَ هَذَا الَّذِي جَاءَ بِي إِلَيْك قَالَت فَمن قَالَه قَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف قَالَت فَبِمَ كوفئ قَالَ مَا فعلت بعد شَيْئا فَقَالَت وَالله لَا أَجْلِس حَتَّى يكافأ فَأمر لَهُ بِمَال كثير وَأمرت هِيَ لَهُ بِدُونِ ذَلِك وَأمر لَهُ يحيى بِدُونِ مَا أمرت بِهِ وَحمل على برذون ثمَّ قَالَ لَهُ الْوَزير يحيى من تَمام النِّعْمَة عنْدك أَن لَا تخرج من الدَّار حَتَّى نؤثل لَك بِهَذَا المَال ضَيْعَة فَاشْترى لَهُ ضيَاعًا بجملة من ذَلِك المَال وَدفع إِلَيْهِ بَقِيَّة المَال وَمن شعره الطَّوِيل (جرى السَّيْل فاستبكاني السَّيْل إِذْ جرى ... وفاضت لَهُ من مقلتي غرُوب) (وَمَا ذَاك إِلَّا حَيْثُ أيقنت أَنه ... يمر بوادٍ أَنْت مِنْهُ قريب) (يكون أجاجاً دونكم فَإِذا انْتهى ... إِلَيْكُم تلقى طيبكم فيطيب) (أيا سَاكِني أكناف دجلة كلكُمْ ... إِلَى النَّفس من أجل الحبيب حبيب) وَله تغزل كثير فِي فوز وظلوم وَخَبره مَعَ فوز مَذْكُور فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج وَقَالَ أَبُو الْفرج حَدثنِي أَبُو جَعْفَر النَّخعِيّ قَالَ كَانَ الْعَبَّاس يهوى عنان جَارِيَة النطاف فَجَاءَنِي يَوْمًا فَقَالَ امْضِ بِنَا إِلَى عنان قَالَ فصرنا إِلَيْهَا فرأيتها كالمهاجرة لَهُ فَجَلَسْنَا قَلِيلا ثمَّ ابْتَدَأَ الْعَبَّاس فَقَالَ الرمل المجزوء (قَالَ عَبَّاس وَقد أجهد من وجد شَدِيد) (لَيْسَ لي صَبر على الهجر وَلَا لذع الصدود) (لَا وَلَا يصبر للهجر فؤاد من حَدِيد) فَقَالَت عنان (من ترَاهُ كَانَ أغْنى ... مِنْك عَن هَذَا الصدود) (بعد وصل لَك مني ... فِيهِ إرغام الحسود) (فَاتخذ للهجر إِن شِئْت فؤاداً من حَدِيد) ) (مَا رَأَيْنَاك على مَا ... كنت تجني بجليد) فَقَالَ عَبَّاس (لَو تجودين لصب ... رَاح ذَا وجد شَدِيد) (وَأخي جهل بِمَا قد ... كَانَ يجني بالصدود) (لَيْسَ من أحدث هجراً ... لصديق بسديد) ...

الأندلسي

(لَيْسَ مِنْهُ الْمَوْت إِن لم ... تصلي بِبَعِيد) قَالَ فَقلت للْعَبَّاس وَيحك مَا هَذَا الْأَمر قَالَ أَنا جنيت على نفس بتتايهي عَلَيْهَا فَلم أَبْرَح حَتَّى ترضيتها لَهُ 5920 3 - (الأندلسي) عَبَّاس بن نَاصح أَبُو الْعَلَاء الجزيري الثَّقَفِيّ الأندلسي كَانَ من أهل الْعلم باللغة والعربية من الشُّعَرَاء المجودين وَكَانَ منجب الْولادَة ولي قَضَاء بلد الجزيرة مَعَ شذونة ووليه بعده ابْنه عبد الْوَهَّاب بن عَبَّاس ثمَّ ابْنه مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب وَكلهمْ شعراء عُلَمَاء أدباء ذَوُو شرف وَمِنْهُم عَبَّاس بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَبَّاس بن نَاصح كَانَ فَقِيها عَالما لغوياً حَافِظًا أدْرك جده وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي أَبُو الْعَلَاء عَبَّاس بن نَاصح فِي أَوَاخِر أَيَّام الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن الحكم بعد الثَّلَاثِينَ والمائتين قرىء عَلَيْهِ يَوْمًا قصيدته الَّتِي أَولهَا الطَّوِيل (لعمرك مَا الْبلوى بِعَارٍ وَلَا الْعَدَم ... إِذا الْمَرْء لم يعْدم تقى الله وَالْكَرم) حَتَّى انْتهى الْقَارئ فِيهَا إِلَى قَوْله (تجاف عَن الدُّنْيَا فَمَا لمعجز ... وَلَا حَازِم إِلَّا الَّذِي خطّ بالقلم) فَقَالَ لَهُ يحيى بن حكم الغزال وَكَانَ فِي أَصْحَابه وَهُوَ إِذْ ذَاك حدث نظار متأدب ذكي القريحة وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ أَيهَا الشَّيْخ وَمَا الَّذِي يصنع مفعل مَعَ فَاعل فَقَالَ لَهُ وَكَيف تَقول أَنْت يَا بني قَالَ كنت أَقُول الطَّوِيل (تجاف عَن الدُّنْيَا فَلَيْسَ لعاجز ... وَلَا حَازِم إِلَّا الَّذِي خطّ بالقلم) وأستريح فَقَالَ عَبَّاس وَالله يَا بني لقد طلبَهَا عمك ليَالِي فَمَا وجدهَا وَقَالَ عُثْمَان بن سعيد لما أنْشد عَبَّاس بن نَاصح أَصْحَابه الآخذين عَنهُ بقرطبة قصيدته الَّتِي مِنْهَا هَذَا الْبَيْت الطَّوِيل (بقرت بطُون الْعلم فاستفرغ الحشا ... بكفي حَتَّى عَاد خاويه ذَا بقر) ) قَالَ بكر بن عِيسَى الكتامي الأديب وَكَانَ فيهم أما وَالله يَا أَبَا الْعَلَاء لَئِن كنت بقرت الحشا لقد وسخت يدك بفرثه وملأتها من دَمه وخبثت نَفسك من نَتنه وخممت أَنْفك بعرفه فاستحيا عَبَّاس مِنْهُ وَلم يحر جَوَابا

قاتل الظافر والفائز قبله

وَمن شعر عَبَّاس الْبَسِيط (مَا خير مُدَّة عَيْش الْمَرْء لَو جعلت ... كمدة الدَّهْر وَالْأَيَّام تفنيها) (فارغب بِنَفْسِك أَن ترْضى بِغَيْر رضى ... وابتع نجاتك بالدنيا وَمَا فِيهَا 5921) 3 - (قَاتل الظافر والفائز قبله) الْعَبَّاس بن أبي الْفتُوح بن يحيى بن تَمِيم بن الْمعز بن باديس أَبُو الْفضل وَزِير الفائز عِيسَى العبيدي كَانَ وصل إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ مَعَ أمه بلارة فَتَزَوجهَا الْعَادِل عَليّ بن السلار وَزِير الظافر العبيدي فأقامت عِنْده زَمَانا ورزق عَبَّاس هَذَا ولدا اسْمه نصر فَكَانَ عِنْد جدته فِي دَار الْعَادِل وَكَانَ الْعَادِل يحنو عَلَيْهِ ويعزه ثمَّ إِن عباساً دس وَلَده نصرا على أَن قتل الْعَادِل على مَا يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الْعَادِل ثمَّ إِن عباساً دس وَلَده نصرا على الظافر أَيْضا فَقتله على مَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة الظافر إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد ثمَّ إِن أُخْت الظافر استدعت الصَّالح بن رزيك من منية بني خصيب فَحَضَرَ إِلَى الْقَاهِرَة وهرب عَبَّاس هَذَا وَولده نصر وَأُسَامَة بن منقذ إِلَى الشَّام فَخرج الفرنج عَلَيْهِم وَقتلُوا عباساً وجهزوا نصرا إِلَى مصر فِي قفص حَدِيد على مَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة الظافر إِسْمَاعِيل وَولده الفائز عِيسَى فليكشف من تَرْجَمَة الْمَذْكُورين وَكَانَت قتلة عَبَّاس الْمَذْكُور فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَوصل إِلَى دمشق جمَاعَة من أَصْحَابه هاربين على اقبح الصُّور من العري والعدم وَقَالَ عمَارَة اليمني من أَبْيَات الطَّوِيل (لكم يَا بني رزيك لَا زَالَ ظلكم ... مَوَاطِن سحب الْمَوْت فِيهَا مواطر) (سللتم على الْعَبَّاس بيض صوارم ... قهرتم بِهِ سُلْطَانه وَهُوَ قاهر) قَالَ أُسَامَة بن منقذ كَانَ لعباس أَرْبَعمِائَة جمل تحمل أثقاله وَمِائَتَا بغل رَحل وَمِائَتَا جنيب فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوج من مصر يَوْم الْجُمُعَة رَابِع ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة تقدم بشد خيله وجماله فَلَمَّا صَار الْجَمِيع على بَاب دَاره وَقد مَلَأت الفضاء إِلَى الْقصر خرج غُلَام لَهُ) يُقَال لَهُ عنبر كَانَ على أشغاله وغلمانه كلهم تَحت يَده فَقَالَ للجمالين والخربندية والركابية روحوا إِلَى بُيُوتكُمْ وسيبوا الدَّوَابّ فَفَعَلُوا ذَلِك وانحاز هُوَ إِلَى المصريين يُقَاتل عباساً مَعَهم وَكَانَ عَبَّاس ومماليكه فِي ألف رجل فنهب المصريون الْخَيل وَالْجمال وَالدَّوَاب وَلما فتحُوا بذلك الطَّرِيق خرج عَبَّاس من بَاب النَّصْر فَجَاءُوا فِي إثره وَأَغْلقُوا الْبَاب وعادوا إِلَى دور عَبَّاس فنهبوها وَكَانَ عَبَّاس قد أحضر من الْعَرَب ثَلَاثَة آلَاف فَارس

أبو الفضل العلوي

يتقوى بهم على المصريين ووهبهم أَشْيَاء كَثِيرَة وحلفهم لَهُ فَلَمَّا خرج من بَاب النَّصْر غدروا بِهِ وقاتلوه أَشد قتال سِتَّة أَيَّام يقاتلهم من الْفجْر إِلَى اللَّيْل فَإِذا نزل أمهلوه إِلَى نصف اللَّيْل ثمَّ يركبون ويهدون خيلهم على جَانب النَّاس ويصيحون صَيْحَة وَاحِدَة فتجفل الْخَيل وتقطع لجمها فَلَمَّا كَانَ بعد سِتَّة أَيَّام وَقد ضعف صبحه الإفرنج فَقتلُوا عباساً وَابْنه الْأَوْسَط واسروا ابْنه الْأَكْبَر وَأخذُوا نسَاء عَبَّاس وخزائنه واسروا أَوْلَادًا لَهُ صغَارًا وَقَالَ فِي قتل الظافر بعض الشُّعَرَاء وَهُوَ ابْن أسعد يَعْنِي عباسا الطَّوِيل (وَأنْفق من أَمْوَالهم فِي هلاكهم ... وَأظْهر مَا قد كَانَ عَنهُ ينافق) (وَمد يدا هم طولوها إِلَيْهِم ... وحلت بِأَهْل الْقصر مِنْهُ البوائق) (سقى ربه كأس المنايا وَمَا انْقَضى ... لَهُ الشَّهْر إِلَّا وَهُوَ للكأس ذائق 5922) 3 - (أَبُو الْفضل الْعلوِي) الْعَبَّاس بن الْحسن بن عبيد الله بن عَبَّاس بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو الْفضل الْعلوِي قدم بَغْدَاد فِي دولة الرشيد ثمَّ صحب الْمَأْمُون وَكَانَ شَاعِرًا بليغاً مفوهاً حَتَّى قيل إِنَّه أشعر آل أبي طَالب وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة 5923 3 - (وَزِير المكتفي والمقتدر) الْعَبَّاس بن الْحسن وَزِير المكتفي والمقتدر وثب عَلَيْهِ ابْن حمدَان فَضرب عُنُقه فِي نوبَة ابْن المعتز وَذَلِكَ فِي حُدُود الثلاثمائة وَلم تزل تتقلب بِهِ الْأَيَّام من المباشرات إِلَى أَن وزر للمكتفي وأقطعه غلَّة خمسين ألف دِينَار وأجرى لَهُ فِي كل شهر خَمْسَة آلَاف دِينَار قَالَ الصولي ولد الْعَبَّاس فِي اللَّيْلَة الَّتِي قتل فِيهَا المتَوَكل فَقَالَ أَبُو معشر مَا أعجب أَمر هَذَا الْمَوْلُود لَو كَانَ هاشمياً لحكمت لَهُ بالخلافة وسيكون أمره كأمره فِي سَائِر أَحْوَاله إِلَّا أَنه وَزِير وَكَانَ الْأَمر فِيهِ كَمَا حكم وَأوصى إِلَيْهِ المكتفي فِي مَاله وَولده وَعِيَاله وَقَالَ الْقَاسِم بن) عبيد الله إِنِّي لأعنت الْعَبَّاس فِي سرعَة الْإِمْلَاء فتسبق يَده لَفْظِي وَيقطع الْكتاب مَعَ آخر كَلَامي وَقَالَ الصولي مَا رَأَيْت أَنا يدا أسْرع بالخط من الْعَبَّاس وَلَا أقل سقطا مَعَ إِقَامَة حُرُوفه واستواء سطوره وملاحة خطه وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من البلاغة من غير تلبث وَلَا تمكث وَقَالَ الزّجاج النَّحْوِيّ دخلت على الْعَبَّاس وَهُوَ يكْتب رقْعَة وَقد التطخت إصبعه الْوُسْطَى بالمداد فَلَمَّا فرغ من كتبهَا بل إصبعه بريقه ومسحها فِي منديل على حجره ثمَّ قَالَ الْخَفِيف ...

(إِنَّمَا الزَّعْفَرَان عطر العذارى ... ومداد الدوي عطر الرِّجَال) فَقلت نعم أَنْشدني أَحْمد بن يحيى قَالَ أَنْشدني ابْن الْأَعرَابِي الْبَسِيط (من كَانَ يُعجبهُ إِن مس عَارضه ... مسك يطيب مِنْهُ الرّيح والنسما) (فَإِن مسكي مداد فَوق أنملتي ... إِذا الأنامل مني مست القلما) وَلما توفّي المكتفي أحكم الْبيعَة الْعَبَّاس بن الْحسن للمقتدر فتمت فَألْحق النَّاس بِهِ كل لوم فِي كل شَيْء يمْنَع فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَولا بعض الْكتاب وَالْحُسَيْن ابْن حمدَان أَن يخْتَار للخلافة رجلا يشْتَد خَوفه هُوَ مِنْهُ إِذا دخل إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ تقيم من تخافه ويخافك النَّاس من أَجله وَإِلَّا طلب النَّاس مِنْك زيادات الإقطاعات وَمن منعته عاداك فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَفَسَد النَّاس عَلَيْهِ وحسدوه وَصَارَ يمْنَع وَالِدَة المقتدر من التَّوَسُّع فِي النَّفَقَات فثقل على قلب المقتدر ووالدته وحاشيتهما فسعوا فِي إِزَالَة أمره إِلَى أَن تمّ الْقَضَاء عَلَيْهِ بقتْله فَرَمَوْهُ بِأَنَّهُ يُرِيد الْبيعَة لعبد الله بن المعتز فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم السبت لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فَنزل فِي موكبه وضربه الْحُسَيْن بن حمدَان فَقتله وَقتل مَعَه جمَاعَة مِنْهُم فاتك المعتضدي وَغَيره وَقيل إِن الْحُسَيْن لما ضربه طَار قحف رَأسه ثمَّ ثناه فَسقط على وَجهه ثمَّ اعتوره الْأَعْرَاب فَقطع قطعا وَقَالَ الصولي حَدثنِي أَحْمد بن الْعَبَّاس قَالَ كَانَ لأبي شعر وَكَانَ يَكْتُمهُ وَلَا يظهره فَوجدت بعد وَفَاته رقْعَة بِخَطِّهِ فِيهَا المنسرح (يَا شادناً فِي فؤاد عاشقه ... من حبه لوعة تقرحه) (لي خبر بعد مَا نأيت وَلَو ... أمنت رُسُلِي مَا كنت أشرحه) (صنت الْهوى طاقتي فأظهره ... دمع يُنَادي بِهِ ويوضحه) (وكل صب يصون دمعته ... فَهِيَ غَدَاة الْفِرَاق تفضحه) وَقَالَ فِي الرقعة أَيْضا المنسرح) (يَا قاتلي بالصدود مِنْهُ وَلَو ... يَشَاء بالوصل كَانَ يحييني) (وَمن يرى مهجتي تسيل على ... تَقْبِيل فِيهِ وَلَا يواتيني) (واحربي للْخلاف مِنْك وَمن ... خلائق فِيك ذَات تلوين) (طيفك فِي هجعتي يصالحني ... وَأَنت مستيقظاً تعاديني) قلت شعر متوسط وَالْمعْنَى مَأْخُوذ من قَول أبي نواس السَّرِيع (يَا ناعم البال فَمَا بالنا ... نشقى ويلتذ خيالانا) (لَو شِئْت إِذا أَحْسَنت لي نَائِما ... تممت إحسانك يقظانا 5924)

العباس بن الفضل بن الربيع بن يونس مولى المنصور كان من كبار الأمراء ولي حجبة الأمين وكان شاعرا فصيحا توفي في حياة أبيه سنة ثلاث وتسعين ومائة ومن شعره

3 - (حَاجِب الْأمين) الْعَبَّاس بن الْفضل بن الرّبيع بن يُونُس مولى الْمَنْصُور كَانَ من كبار الْأُمَرَاء ولي حجبة الْأمين وَكَانَ شَاعِرًا فصيحاً توفّي فِي حَيَاة أَبِيه سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَمن شعره 5925 3 - (الأحمدي الأديب) الْعَبَّاس بن أَحْمد بن مطروح بن سراج بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ أَبُو عِيسَى الأحمدي الأديب من أهل مصر توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وثلاثمائة 5926 3 - (أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ) الْعَبَّاس بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي مُوسَى أَبُو الْفضل النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ من أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي وَأبي سعيد السيرافي فِي طبقَة أبي الْفَتْح ابْن جني توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة 5927 3 - (اليزيدي) الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد اليزيدي تقدم ذكر جمَاعَة من أهل بَيته وهم أهل أدب وَفضل وَمَات الْعَبَّاس هَذَا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 5928 3 - (عرام) الْعَبَّاس بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل يعرف بعرام لَهُ رسيلات تجْرِي مجْرى اللَّهْو والطنز واللعب 5929 3 - (النَّرْسِي الْبَصْرِيّ) الْعَبَّاس بن الْوَلِيد أَبُو الْفضل الْبَاهِلِيّ النَّرْسِي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَثَّقَهُ ابْن معِين ورجحوه على ابْن عَمه وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 5930) 3 - (الرياشي اللّغَوِيّ) الْعَبَّاس بن الْفرج الرياشي مَوْلَاهُم ورياش مولى عباسة

ابن شاذان المقرئ

زَوْجَة مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي قَرَأَ الرياشي على الْمَازِني وَأخذ الْمَازِني عَنهُ اللُّغَة حدث الْمبرد قَالَ سَمِعت الْمَازِني يَقُول قَرَأَ الرياشي عَليّ كتاب سِيبَوَيْهٍ فاستفدت مِنْهُ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ مني يَعْنِي أَنه أفادني لغته وشعره وأفاده هُوَ النَّحْو وَقتل الرياشي بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ قتلته الزنج فِي نوبَة العلوية أَيَّام الْمُعْتَمد على الله وَكَانَ قَائِما يُصَلِّي الضُّحَى فِي مَسْجده وَلم يدْفن إِلَّا بعد مَوته بِزَمَان قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان ذكر شَيخنَا ابْن الْأَثِير فِي تَارِيخه أَنه قتل بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ غلط إِذْ لَا خلاف بَين أهل الْعلم بالتاريخ أَن الزنج دخلُوا الْبَصْرَة وَقت صَلَاة الْجُمُعَة لثلاث عشرَة لَيْلَة بقيت من شَوَّال سنة سبع وَخمسين فأقاموا على الْقَتْل والإحراق لَيْلَة السبت وَيَوْم السبت ثمَّ عَادوا غليها يَوْم الِاثْنَيْنِ فَدَخَلُوهَا وَقد تفرق الْجند وهربوا فَنَادوا بالأمان فَلَمَّا ظهر النَّاس قتلوهم فَلم يسلم مِنْهُم إِلَّا النَّادِر وَاحْتَرَقَ الْجَامِع وَمن فِيهِ وَقتل الْعَبَّاس الْمَذْكُور فِي هَذِه الْأَيَّام وَكَانَ فِي الْجَامِع لما قتل قلت كَذَا قَالَ ابْن خلكان وَمَا علمت مَكَان الْغَلَط فِي قَول ابْن الْأَثِير وَأخذ الرياشي عَن الْأَصْمَعِي وَأبي عُبَيْدَة وَأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَعبد الله بن بكر السَّهْمِي وَأبي عَاصِم النَّبِيل وَطَائِفَة وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد تَفْسِير لُغَة والمبرد وَابْن دُرَيْد وَغَيرهم وَكَانَ من اللُّغَة وَالْأَدب بِمحل كَبِير وَحفظ كتب أبي زيد الْأنْصَارِيّ وَكتب الْأَصْمَعِي وَوَثَّقَهُ الْخَطِيب وَقَالَ الْمبرد كَانَ الرياشي وَالله أَحمَق وَمن حمقه أَنه إِذا كَانَ صَائِما لَا يبلع رِيقه وَمن تصانيفه كتاب الْخَيل كتاب الْإِبِل كتاب مَا اخْتلفت أسماؤه من كَلَام الْعَرَب وَمن شعره الْبَسِيط (أنْكرت من بَصرِي مَا كنت أعرفهُ ... واسترجع الدَّهْر مَا قد كَانَ يُعْطِينَا) (أبعد سبعين قد ولت وسابعة ... أبغي الَّذِي كنت أبغي ابْن عشرينا 5931) 3 - (ابْن شَاذان الْمُقْرِئ) الْعَبَّاس بن الْفضل بن شَاذان الرَّازِيّ الْمُقْرِئ الْمُفَسّر توفّي فِي حُدُود الْعشْر وثلاثمائة 5932 3 - (الشكلي) الْعَبَّاس بن يُوسُف الشكلي أَبُو الْفضل الْبَغْدَادِيّ الصُّوفِي سمع سرياً السَّقطِي وَهُوَ مَقْبُول) الرِّوَايَة توفّي سنة أَربع عشرَة وثلاثمائة 5933

العباس بن عبد الله بن أحمد بن عصام المزني البغدادي الفقيه الشافعي توفي في حدود الثلاثين وثلاثمائة

3 - (الْمُزنِيّ الشَّافِعِي) الْعَبَّاس بن عبد الله بن أَحْمد بن عِصَام الْمُزنِيّ الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وثلاثمائة 5934 3 - (ابْن الْمَأْمُون) الْعَبَّاس بن عبد الله هُوَ أَبُو الْفضل ابْن الْمَأْمُون ابْن هَارُون الرشيد بِاللَّه توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ توفّي بمنبج لِأَن أَبَاهُ ولاه الجزيرة والثغور والعواصم سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ فَلَمَّا توفّي أَبوهُ الْمَأْمُون بَايع عَمه المعتصم واستقام لَهُ الْأَمر فَلَمَّا كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ توجه المعتصم إِلَى بِلَاد الرّوم غازياً وَمَعَهُ الْعَبَّاس وَكَانَ عجيف بن عَنْبَسَة الْقَائِد مَعَهم فوبخ الْعَبَّاس على مبايعته المعتصم وشجعه على أَن يتلافى أمره وراسل لَهُ القواد بِالطَّاعَةِ فَأَجَابَهُ جمَاعَة مِنْهُم وَبَايَعُوهُ على أَن يفتكوا بالمعتصم وبأكابر القواد ويخلص الْأَمر للْعَبَّاس فَظَاهر عَلَيْهِم فَقبض عَلَيْهِم وعَلى الْعَبَّاس بعد عود المعتصم من عمورية وَلم يزل الْعَبَّاس وَمن بَايعه فِي الاعتقال إِلَى أَن بلغ المعتصم إِلَى منبج فَنزل بهَا وَقد كَانَ الْعَبَّاس جائعاً سَأَلَ الطَّعَام فَقدم إِلَيْهِ طَعَام كثير فَأكل فَلَمَّا طلب المَاء منع مِنْهُ وأدرج فِي مسح فَمَاتَ بمنبج وَصلى عَلَيْهِ بعض إخْوَته وَمن كَانَ مَعَه القواد وَالْعَبَّاس هَذَا هُوَ الَّذِي رأى فِي يَد إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي بَين يَدي المعتصم خَاتمًا اسْتحْسنَ فصه فَقَالَ مَا رَأَيْت مثله فَقَالَ هَذَا رهنته أَيَّام أَبِيك وافتككته فِي أَيَّام أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَئِن لم تشكر لأبي حقن دمك لم تشكر لأمير الْمُؤمنِينَ افتكاك خاتمك وَالله أعلم وَقيل إِنَّه لما مَاتَ الْعَبَّاس جزع عَلَيْهِ المعتصم جزعاً شَدِيدا وَأمر أَن لَا يحجب عَنهُ النَّاس للتعزية فَدخل فِيمَن دخل أَعْرَابِي فَلَمَّا بصر بِهِ قَالَ الْكَامِل (اصبر نَكُنْ لَك تابعين فَإِنَّمَا ... صَبر الْجَمِيع بِحسن صَبر الراس) (خير من الْعَبَّاس أجرك بعده ... وَالله خير مِنْك للْعَبَّاس 5935) 3 - (ابْن المستظهر) الْعَبَّاس بن أَحْمد المستظهر بِاللَّه ابْن الْمُقْتَدِي ابْن مُحَمَّد ابْن الْقَائِم ابْن الْقَادِر ابْن المقتدر ابْن المعتضد ابْن الْمُوفق ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن

الحافظ العنبري

الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور هُوَ أَبُو) طَالب سمع الحَدِيث من مؤدبه أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن السيبي مَعَ أَخَوَيْهِ المسترشد والمقتفي وروى يَسِيرا وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 5936 3 - (الْحَافِظ الْعَنْبَري) الْعَبَّاس بن عبد الْعَظِيم الْحَافِظ الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ روى عَنهُ الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ فَإِنَّهُ روى عَنهُ تَعْلِيقا توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وروى عَن يحيى الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي ومعاذ بن هِشَام وَعبد الرَّزَّاق وَعمر بن يُونُس اليمامي وَالنضْر بن مُحَمَّد وَيزِيد بن هَارُون وَأبي عَاصِم وَخلق وَعنهُ الْجَمَاعَة وَبَقِي بن مخلد وعبدان الْأَهْوَازِي وَابْن خُزَيْمَة وَعمر بن بجير وزكرياء السَّاجِي وَطَائِفَة وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة مَأْمُون وَكَانَ من عقلاء أهل زَمَانه 5937 3 - (عباسويه) الْعَبَّاس بن يزِيد البحراني الملقب عباسويه الْبَصْرِيّ كَانَ حَافِظًا ثِقَة ولي قَضَاء همذان مُدَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ ابْن مَاجَه 5938 3 - (الترقفي) الْعَبَّاس بن عبد الله بن أبي عِيسَى أَبُو مُحَمَّد الترقفي بِفَتْح التَّاء وَبعد الرَّاء قَاف مَضْمُومَة وَبعدهَا فَاء الباكسائي قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة صَالحا عابداً روى عَنهُ ابْن مَاجَه وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 5939 3 - (الْبَيْرُوتِي) عَبَّاس بن الْوَلِيد الْبَيْرُوتِي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف العذري توفّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 5940 3 - (الدوري) عَبَّاس بن مُحَمَّد بن حَاتِم الدوري مولى بني هَاشم مُحدث بَغْدَاد

الأسفاطي البصري

فِي وقته ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَلزِمَ يحيى بن معِين دهراً وَقَالَ النَّسَائِيّ ثقه 5941 3 - (الْأَسْفَاطِي الْبَصْرِيّ) الْعَبَّاس بن الْفضل الْأَسْفَاطِي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ دعْلج وفاروق الْخطابِيّ وَسليمَان الطَّبَرَانِيّ) وَكَانَ صَدُوقًا حسن الحَدِيث جاور بِمَكَّة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 5942 3 - (الْوَاعِظ الزَّاهِد) الْعَبَّاس بن حَمْزَة النَّيْسَابُورِي الْوَاعِظ أحد الْعلمَاء والزهاد فِي وقته مجاب الدعْوَة توفّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَتَيْنِ 5943 3 - (وَزِير عز الدولة) الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن بن الْفضل الشِّيرَازِيّ وزر لعز الدولة بختيار بن بويه وَكَانَ ظَالِما جباراً فَقبض عَلَيْهِ عز الدولة ثمَّ قَتله فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة 5944 3 - (الْأَمِير أَخُو الْمُسْتَنْصر) الْعَبَّاس الْأَمِير عبد الله أَخُو الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وغسله عبد الْعَزِيز بن دلف وعملت فِيهِ المراثي 5945 3 - (شحنة الرّيّ) عَبَّاس شحنة الرّيّ دخل فِي الطَّاعَة وَسلم الرّيّ إِلَى السُّلْطَان مَسْعُود ثمَّ إِن الْأُمَرَاء اجْتَمعُوا عِنْد السُّلْطَان بِبَغْدَاد وَقَالُوا مَا بَقِي لنا عَدو سوى عَبَّاس فاستدعاه السُّلْطَان إِلَى دَار المملكة فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقَتله والقي على بَاب الدَّار فَبكى النَّاس عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يفعل الْجَمِيل وَكَانَت لَهُ صدقَات وَقيل إِنَّه مَا شرب الْخمر قطّ وَلَا زنى وَإنَّهُ قتل من الباطنية ألوفاً وَبنى من رؤوسهم مَنَارَة ثمَّ إِنَّه حمل وَدفن فِي المشهد الَّذِي يُقَابل دَار السُّلْطَان 5946 3 - (الْملك الأمجد ابْن الْعَادِل) عَبَّاس بن مُحَمَّد بن أَيُّوب هُوَ الْملك الأمجد تَقِيّ الدّين ابْن الْملك الْعَادِل كَانَ آخر إخْوَته وَفَاة وَكَانَ مُحْتَرما عِنْد الْمُلُوك وَلَا سِيمَا عِنْد الظَّاهِر لَا يترفع أحد عَلَيْهِ فِي مجْلِس وَلَا فِي موكب وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة حُلْو

الجريري

المجالسة رَئِيسا سرياً توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بقاسيون بالتربة الَّتِي لَهُ وَحدث عَن الْكِنْدِيّ والبكري وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَجَمَاعَة 5947 3 - (الْجريرِي) عَبَّاس بن جرير بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الله بن يزِيد بن أَسد ابْن كرز الْقَسرِي) أَبُو الْوَلِيد البَجلِيّ يعرف بالجريري كَانَ كَاتبا شَاعِرًا ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب الورقة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَمن شعره المديد (ظلت الأحزان تكحلني ... مضضاً طَالَتْ لَهُ سنتي) (من هوى ظَبْي كَأَن لَهُ ... أرباً فِي الصد فِي ترتي) (قد حمى عَيْني محاسنه ... وَحمى تقبيله شفتي) (شركت عَيناهُ ظالمة ... فِي دمي يَا عظم مَا جنت) قلت شعر متوسط 5948 3 - (ابْن المعتضد) الْعَبَّاس بن أَحْمد المعتضد ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَدفن بالرصافة 5949 3 - (ابْن المستعين) الْعَبَّاس بن أَحْمد المستعين ابْن المعتصم ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور أَبُو الْفضل ولاه أَبوهُ الْحَرَمَيْنِ وَهُوَ صَغِير وَعقد لَهُ على الْكُوفَة وَالْبَصْرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ فَقَالَ البحتري فِي ذَلِك الوافر (بقيت مُسلما للمسلمينا ... وعشت خَليفَة الرَّحْمَن فِينَا) (أَرَادَ الله أَن تبقى معاناً ... فَقدر أَن تسمى المستعينا) (أرى الْبَلَد الْأمين ازْدَادَ حسنا ... إِذْ استكفيته العف الأمينا) (ندبت لَهُ ابْنك الْعَبَّاس لما ... رضيت بهديه خلقا ودينا) وَتُوفِّي الْعَبَّاس سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 5950 3 - (ابْن المقتدر) الْعَبَّاس بن جَعْفَر المقتدر ابْن المعتضد ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم

كاتب معز الدولة

ابْن الرشيد ابْن الْمهْدي ابْن الْمَنْصُور أَبُو أَحْمد ذكر أَنه أزمع على نكث بيعَة أَخِيه الراضي ابْن جَعْفَر المقتدر فَقبض عَلَيْهِ لَيْلَة النّصْف من شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة وأحضر القَاضِي وَسَائِر الشُّهُود فَقَالَ إِنِّي آثرت الدّين والمروءة على مَا تَقْتَضِيه السياسة فِي حق أخي فَخُذُوا عَلَيْهِ) الْبيعَة وافرجوا عَنهُ وَعَمن بَايعه وَأَعْطوهُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَتُوفِّي الْعَبَّاس سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة 5952 3 - (كَاتب معز الدولة) الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن بن عبد الله أَبُو الْفضل من أهل شيراز كَانَ كَاتب معز الدولة أبي الْحسن أَحْمد بن بويه وَورد مَعَه إِلَى بَغْدَاد وناب عَن المهلبي فِي الوزارة أَيَّام غيبته عَن الحضرة وصاهره المهلبي على ابْنَته ثمَّ بعد موت معز الدولة كتب لِابْنِهِ عز الدولة بختيار ثمَّ استوزره سنة سبع وَخمسين وثلاثمائة ودبر أَمر الوزارة للمطيع وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث خلون من جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ وَليهَا مستهل ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة وَقبض عَلَيْهِ ثمَّ أُعِيد إِلَى الوزارة فِي شهر رَجَب سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وَقبض عَلَيْهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى الْكُوفَة فَمَاتَ بعد مديدة وَمَاتَتْ زَوجته ابْنة المهلبي فِي الاعتقال بِبَغْدَاد وَكَانَ ظَالِما سيئ السِّيرَة مجاهراً بالقبائح والجور والعسف لَكِن كَانَ وَاسع الصَّدْر كثير الْعَطاء ظَاهر الْمُرُوءَة 5952 3 - (أَبُو الينبغي) الْعَبَّاس بن طرخان أَبُو الينبغي كَانَت لَهُ أَخْبَار مَعَ الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم ومدحهم ومدح الوزراء والأكابر وهجاهم على سَبِيل اللّعب والتطايب وَأكْثر أشعاره غير موزونة جمع لَهُ أَبُو عبيد الله المرزباني أَخْبَارًا مُفْردَة فِي مجلدة قيل لَهُ لم اكتنيت بِأبي الينبغي قَالَ لِأَنِّي أَقُول مَا لَا يَنْبَغِي وَكَانَ قد عمر وَتُوفِّي فِي حبس المعتصم لِأَنَّهُ هجاه وَمن شعره السَّرِيع (لَزِمت دهليزكم جُمُعَة ... وَلم أكن آوي الدهاليزا) (خبزي من السُّوق ومدحي لكم ... تِلْكَ لعمري قسْمَة ضيزى) وَمِنْه مخلع الْبَسِيط (كم من حمَار على جواد ... وَمن جواد على حمَار) وَمِنْه السَّرِيع ...

أبو الفضل ابن حمدون

(بلوت هَذَا النَّاس مَا فيهم ... من وَاحِد لأحد حَامِد) (حَتَّى كَأَن النَّاس قد أفرغوا ... كلهم فِي قالب وَاحِد) قَالَ الْقَاسِم بن الْمُعْتَمِر الزُّهْرِيّ كنت أَسِير مَعَ يحيى بن خَالِد وَهُوَ بَين ابنيه الْفضل وجعفر) فَإِذا أَبُو الينبغي وَاقِف على الطَّرِيق فَنَادَى يَا زهري يَا زهري قَالَ فاستشرفت إِلَيْهِ فَقَالَ المتقارب (صَحِبت البرامك عشرا وَلَاء ... وبيتي كِرَاء وخبزي شِرَاء) فَسَمعهُ يحيى فَالْتَفت إِلَى الْفضل وجعفر فَقَالَ أُفٍّ لهَذَا الْفِعْل أَبُو الينبغي يُحَاسب فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جَاءَنِي أَبُو الينبغي فَقلت وَيحك مَا هَذَا الَّذِي عرضت لَهُ نَفسك بالْأَمْس فَقَالَ اسْكُتْ مَا هُوَ وَالله إِلَّا أَن صرت إِلَى الْبَيْت حَتَّى جَاءَتْنِي من الْفضل بدرة وَمن جَعْفَر بدرة ووهبني كل وَاحِد مِنْهُمَا دَارا وأجرى إِلَيّ من مطبخه مَا يَكْفِينِي 5953 3 - (أَبُو الْفضل ابْن حمدون) الْعَبَّاس بن أبي العبيس بن حمدون أَبُو الْفضل النديم من أهل سر من رأى أديب شَاعِر ظريف كتب إِلَيْهِ مُحَمَّد بن مزِيد الْأَزْهَرِي وَقد دخل إِلَى سر من رأى أبياتا من قَوْله الطَّوِيل (أَبَا الْفضل يَا من لَيْسَ تحصى فضائله ... وَمن مَا لَهُ فِي الْخلق خلق يعادله) (أتقبل خلا جَاءَ يتبع وده ... إِلَيْك على علم بأنك قابله) (يرحل عَنْك الْهم عِنْد حُلُوله ... ويلهيك بالآداب حِين تساجله) فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ وَمِنْه (أَتَانَا مقَال أوجب الشُّكْر حامله ... وَدلّ على فضل الَّذِي هُوَ قَائِله) (وَمكن ودا قبل تَمْكِين رُؤْيَة ... وَمن قبل مَا لاحت بِذَاكَ مخايله) (سنقبل مَا أهداه من صفو بره ... ونبذل مِنْهُ فَوق مَا هُوَ باذله) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب) الْعَبَّاس بن الْفضل أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب من أهل الْمَدَائِن وَيُقَال اسْمه عبسي بِالْبَاء الْمُوَحدَة كَانَ شَاعِرًا كثير الْعَبَث بالرؤساء وَالْقَوْل فيهم قَالَ فِي الْحسن بن مخلد لما صرف صاعداً عَن كتبة بغا ونقلها بعد فِي أبي الصَّقْر (الطَّوِيل لأقيك بنفسي سوء عَاقِبَة الدَّهْر ... أَلَسْت ترى صرف الزَّمَان بِمَا يجْرِي) (يصاب الْفَتى فِي الْيَوْم يَأْمَن نحسه ... وتسعده الْأَيَّام من حَيْثُ لَا يدْرِي) (وَقد كنت أبْكِي من تحامل صاعد ... وأشكو أموراً كَانَ ضَاقَ بهَا صَدْرِي) (فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّامه وتبدلت ... بأيام مَيْمُون النقيبة وَالذكر) ...

ابن الرحا الشافعي

(سرت أسْهم مِنْهُ إِلَيّ أمنتها ... وَلَو خفتها داويتها قبل أَن تسري) ) (وذكرني بَيْتا من الشّعْر سائراً ... وَقد تضرب الْأَمْثَال فِي سَائِر الشّعْر) (عتبت على عَمْرو فَلَمَّا فقدته ... وجربت أَقْوَامًا بَكَيْت على عَمْرو) وَقَالَ فِي البحتري الْخَفِيف (لَيْسَ فِي البحتري يَا قوم غيبه ... بَيته مَعْدن لكل مريبه) (بَيته مَعْدن الزناء وَلَكِن ... لَيْسَ يَزْنِي فِي بَيته بغريبه) قلت شعر جيد 3 - (ابْن الرحا الشَّافِعِي) الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَاهِر أَبُو مُحَمَّد العباسي يعرف بِابْن الرحا الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها على مَذْهَب الشَّافِعِي وروى عَنهُ أَبُو نصر ابْن المجلي فِي مصنفاته وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 5956 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ) الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي علم الْقرَاءَات وَقيل إِنَّه فسطاطي الأَصْل روى عَن أبي بكر ابْن مُجَاهِد الْمُقْرِئ وَعبد الله بن أَحْمد الْمَعْرُوف بمخشة 5957 3 - (ابْن فسانجس) الْعَبَّاس بن مُوسَى بن فسانجس أَبُو الْفضل الْفَارِسِي كَانَ من وجوهها وَله الضّيَاع الْكَثِيرَة وَالنعْمَة الوافرة قدم بَغْدَاد وَولي ديوَان السوَاد وَمَات بِالْبَصْرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة 5958 3 - (أَبُو الْقَاسِم المغربي) الْعَبَّاس بن فرناس المغربي قَالَ حرقوص كَانَ شَاعِرًا مفلقاً وفحلاً مجوداً مطبوعاً مقتدراً كثير الإبداع حسن التوليد مليح الْمعَانِي بعيد الْغَوْر رَقِيق الذِّهْن لَهُ شخص إنسي وفطنة جني وَكَانَ متفلسفاً فِي غير مَا جنس من الصناعات وَيُقَال إِنَّه أول من فك فِي بِلَادنَا الْعرُوض وَفتح مقفله وأوضح للنَّاس ملتبسه وَكَانَ أبْصر النَّاس بالنجوم وأعلمهم بدقائقها وأعرفهم بالفلك ومجاريه وَكَانَ أقل النَّاس سَرقَة من شعر غَيره دس عَلَيْهِ مُؤمن حَدثا كَانَ يَصْحَبهُ يُقَال لَهُ طَلْحَة فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الْقَاسِم إِنَّك جنيت عَليّ

الأصولي بن البقال

جِنَايَة فَقَالَ وَمَا هِيَ فَقَالَ إِنِّي جنبت بك اللَّيْلَة فَأعْطِنِي سطلاً ومنديلاً أَدخل بهما الْحمام فَقَالَ لَا جزى الله مُؤمنا خيرا فَهُوَ الَّذِي) عودك إتْيَان الْمَشَايِخ فِي الْيَقَظَة حَتَّى صرت تجنب عَلَيْهِم فِي النّوم قَالَ وبصر بِمُؤْمِن يَوْمًا وَقد ألْقى على رَأسه رِدَاء فَعرفهُ وناداه أَبَا مَرْوَان أَبَا مَرْوَان من خَلفه فَاسْتَجَاب لَهُ ثمَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا الْقَاسِم من أَيْن عَرفتنِي وَلم تَرَ وَجْهي وَإِنَّمَا رَأَيْت قفاي فَقَالَ أَنا أعرف بك من ورائك وَفِيه يَقُول مُؤمن الْبَسِيط (قعدت تَحت سَمَاء لِابْنِ فرناس ... فخلت أَن رحى دارت على رَأْسِي) فَلَمَّا بلغ ابْن فرناس ذَلِك قَالَ لَيْسَ كَمَا قَالَ ابْن الزَّانِيَة كَانَ يَنْبَغِي أَن يَقُول (قعدت من فَوق عرد لِابْنِ فرناس ... فخلته ناتئاً شبْرًا على رَأْسِي) وَأورد لَهُ حرقوص قصائد مُطَوَّلَة ومقطعات فمما لَهُ من المقاطيع قَوْله المنسرح (يَا من لعين خلت من الغمض ... ومهجة أشرفت على الْقَبْض) (كل هوى لَا يُمِيت صَاحبه ... فَأصل ذَاك الْهوى من البغض) وَمن ذَلِك الْخَفِيف (إِن تِلْكَ الَّتِي أحن إِلَيْهَا ... وعذابي وراحتي فِي يَديهَا) (نظر النَّاس فِي الْهلَال لفطر ... فتبدت فأفطروا إِذْ رأوها) (ذَاك فِي سَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا ... فذنوب الْعباد طراً عَلَيْهَا) (ولحيني بَانَتْ وَلم تشف قلباً ... مستهاماً يطير شوقاً إِلَيْهَا) وَمن ذَلِك المجتث (بدل لنَفسك روحا ... لَعَلَّ أَن تستريحا) (مَا زَالَ قَلْبك يهوى ... من لَا يزَال شحيحا 5959) 3 - (الأصولي بن الْبَقَّال) أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْبَقَّال أحد الْمُتَكَلِّمين الْكِبَار الْعَالمين بالأصول فِي بِلَاد الْعَرَب أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة (الألقاب) الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس المرسي اسْمه أَحْمد بن عمر أَبُو الْعَبَّاس الشَّاعِر الْأَعْمَى اسْمه السَّائِب

العباسة بنت أمير المؤمنين المهدي أخت هارون الرشيد أمها أم ولد اسمها رخيم وقد تقدم ذكرها في حرف الراء تزوجها محمد بن سليمان بن علي ثم إبراهيم بن صالح بن علي وماتا عنها فخطبها عيسى بن جعفر فقال الشاعر المتقارب أعباس أنت الذعاف الذي تضل لديه رقى

(العباسة) 3 - (بنت الْمهْدي) العباسة بنت أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي أُخْت هَارُون الرشيد أمهَا أم ولد اسْمهَا رخيم وَقد تقدم ذكرهَا فِي حرف الرَّاء تزَوجهَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ ثمَّ إِبْرَاهِيم بن صَالح بن عَليّ وَمَاتَا عَنْهَا فَخَطَبَهَا عِيسَى بن جَعْفَر فَقَالَ الشَّاعِر المتقارب (أعباس أَنْت الذعاف الَّذِي ... تضل لَدَيْهِ رقى النافث) (قتلت عظيمين من هَاشم ... وأصبحت فِي طلب الثَّالِث) (فَمن ذَا الَّذِي غمه عمره ... يعجل بِالْمَالِ للْوَارِث) فَلم يَتَزَوَّجهَا عِيسَى بن جَعْفَر ثمَّ إِن الرشيد زَوجهَا جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي وَكَانَت وَاقعَة البرامكة بِسَبَبِهَا على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة جَعْفَر فَقَالَ أَبُو نواس الهزج (أَلا قل لأمين الل هـ وَابْن القادة الساسة) (إِذا مَا ناكث سرك أَن تثكله راس) (فَلَا تقتله بِالسَّيْفِ ... وزوجه بعباسه) وَقَالَ الجاحظ إِن العباسة كتبت إِلَى وَكيل لَهَا يُقَال لَهُ سِبَاع وَقد بلغَهَا أَنه يجتاح مَالهَا وَيَبْنِي بِهِ الْمَسَاجِد والحياض فَكتبت إِلَيْهِ الطَّوِيل (أَلا أيهذا المعمل العيس بلغن ... سباعاً وَقل إِن ضم إياكما السّفر) (أتظلمني مَالِي وَإِن جَاءَ سَائل ... رققت لَهُ أَن حطه نَحْوك الْفقر) (كشافية المرضى بفائدة الزِّنَا ... مؤملة أجرا وَلَيْسَ لَا أحر)

زوج الرشيد

وَكَانَت العباسة بارعة الْجمال وَكَانَ الرشيد يُحِبهَا وَلَا يكَاد يفارقها وَتوفيت سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة 5961 3 - (زوج الرشيد) العباسة بنت سُلَيْمَان بن أبي جَعْفَر عبد الله الْمَنْصُور زوج هَارُون الرشيد ذكرهَا أَبُو هَاشم الْخُزَاعِيّ 5962 3 - (زوج الْأمين) العباسة بنت عِيسَى بن جَعْفَر بن عبد الله الْمَنْصُور تزَوجهَا الْأمين وَقتل عَنْهَا ذكرهَا) الْخُزَاعِيّ أَيْضا (الألقاب) ابْن أبي عَبَايَة الهيتي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (عَبْثَر 5963) 3 - (الْكُوفِي الزبيدِيّ) عَبْثَر ابْن الْقَاسِم الْكُوفِي الزبيدِيّ قَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة ثِقَة وتوفِّي سنة ثمانٍ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وروى عَن حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن وَأَشْعَث بن سوار والْعَلَاء بن الْمسيب وَالْأَعْمَش وروى عَنهُ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَخلف بن هِشَام وقتيبة وهناد بن السّري وَأَبُو حُصَيْن عبد الله بن أَحْمد ابْن عبد الله بن يُونُس وَهُوَ آخر من روى عَنهُ

الجزء 17

(الْجُزْء السَّابِع عشر) (عبد الله) 3 - (عبد الله بن إِبْرَاهِيم) أَبُو حَكِيم الخبري الْفَرَائِضِي عبدُ الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو حَكِيم الخبري من سَاكِني درب الشاكرية تفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب حَتَّى برع فيهمَا وَكَانَ مُتَمَكنًا فِي علم الْعَرَبيَّة وَيكْتب خطا مليحاً ويضبط ضبطاً صَحِيحا وَله مصنفات فِي الْفَرَائِض والحساب وَشرح الحماسة وَجمع عدَّة دواوين وَشَرحهَا كديوان الرضي والمتنبي والبحتري وَسمع الْكثير من الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حبيب الْفَارِسِي وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحدث الْيَسِير وَكَانَ مرضِي الطَّرِيقَة متديناً صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة ستٍ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ جدّ أبي الْفضل ابْن نَاصِر لأمه

أَبُو مُحَمَّد الشَّافِعِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكرٍ الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل همذان كَانَ أَبوهُ يتَوَلَّى الخطابة بِبَعْض نواحي همذان وَقدم بَغْدَاد وَهُوَ شَاب وَأقَام بهَا وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي طَالب ابْن الْكَرْخِي وَأبي وَأبي الْخَيْر الْقزْوِينِي حَتَّى برع فِي الْخلاف وَالْمذهب وولّى الْإِعَادَة بالنظامية وَكَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب شَدِيد الْفَتَاوَى غفيفاً نزهاً ورعاً متقشفاً قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة الْحَافِظ الآبندوني عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف أَبُو الْقَاسِم الْجِرْجَانِيّ الآبندوني الْحَافِظ وآبندون من قرى جرجان رَفِيق ابْن عدي فِي الرحلة سكن بَغْدَاد وحدّث قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً لَهُ تصانيف توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة الْأصيلِيّ الْمَالِكِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الْأصيلِيّ أَصله من كورة شذونة ورحل بِهِ وَالِده إِلَى أصيلا من بِلَاد العدوة فَنَشَأَ بهَا وَطلب الْعلم وتفقه بقرطبة قَالَ القَاضِي عِيَاض كَانَ من حفاظ مَذْهَب مَالك وَمن الْعَالمين بِالْحَدِيثِ وَعلله

وَرِجَاله وَكَانَ يرد القَوْل فِي إتْيَان النِّسَاء فِي أدبارهن كَرَاهِيَة دون التَّحْرِيم على أَن الْآثَار فِي ذَلِك شَدِيدَة وَكَانَ يُنكر الغلو فِي ذكر ولايات الْأَوْلِيَاء وَيثبت مِنْهَا مَا صحّ وَدُعَاء الصَّالِحين ولي قَضَاء سرقسطة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة الأغلبي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب التَّمِيمِي الْأَمِير ولي إمرة القيروان بعد وَالِده سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَنْشَأَ عدَّة حصون وَبنى الْقصر الْأَبْيَض بِمَدِينَة العباسية الَّتِي بناها أَبوهُ وَبنى جَامعا عَظِيما بالعباسية طوله مِائَتَا ذِرَاع فِي مثلهَا وَعمل سقفه بالآنك وزخرفه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ وتولّى بعده أَخُوهُ زيادةُ الله الأغلبي عبدُ الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأَغْلَب التَميمي أميرُ الْمغرب وَابْن أمرائها قتلته بتونس ثلاثةٌ من غِلْمانه الصّقالبة على فِراشه وَأتوا بِرَأْسِهِ ابْنه زِيَادَة الله وأخرجوه من الْحَبْس فصلب الثَّلَاثَة وَهُوَ الَّذِي كَانَ واطأهم وَكَانَت قتلته فِي حُدُود التسعين وَمِائَتَيْنِ ابْن الْمُؤَدب عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مثنى الطوسي الْمَعْرُوف بِابْن الْمُؤَدب أَصله من المهدية وَكَانَ شَاعِرًا مَذْكُورا مَشْهُورا متصرفاً قَلِيل الشّعْر مفرطاً فِي حب الغلمان مجاهراً بذلك بعيد الْغَوْر ذَا حِيلَة وكَيْدٍ مغرى بالسياحة وَطلب الكيمياء

والأحجار محروماً مقتراً عَلَيْهِ مِتلافاً) إِذا أَفَادَ خرج مرّة يُرِيد صقلية فَأسرهُ الرّوم فِي الْبَحْر وَأقَام مُدَّة إِلَى أَن هادن ثِقَة الدولة ملك الرّوم وَبعث إِلَيْهِ بالأسرى وَكَانَ ابْن الْمُؤَدب فيهم فمدح ثِقَة الدولة بقصيدة وَرَجا صلته فَلم يصله بِمَا أرضاه فَتكلم فِيهِ فَطلب طلبا شَدِيدا فاختفى وطالت الْمدَّة فَخرج وَهُوَ سَكرَان فِي بعض اللَّيَالِي يَشْتَرِي نُقلاً فَمَا شعر إِلَّا وَقد قيد وَحمل إِلَى بَين يَدي ثِقَة الدولة فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي بَلغنِي فَقَالَ الْمحَال يَا سيدنَا فَقَالَ من الَّذِي يَقُول فِي شعره وَالْحر ممتحنٌ بأولاد الزِّنَا فَقَالَ وَالَّذِي يَقُول وعداوة الشُّعَرَاء بئس المقتنى فتنمر سَاعَة ثمَّ أَمر لَهُ بِمِائَة رباعي وإخراجه من الْمَدِينَة كَرَاهِيَة أَن تقوم عَلَيْهِ نَفسه فيعاقبه فَخرج ثمَّ مدح ثِقَة الدولة بقصيدة مِنْهَا قَوْله من الطَّوِيل (أَبيت أراعي النَّجْم فِي دَار غربَة ... وَفِي الْقلب مني نَار حزن مضرم) (أرى كل نجمٍ فِي السَّمَاء محلّة ... ونجمي أرَاهُ فِي النُّجُوم المنجم) (سأحمل نَفسِي فِي لظى الْحَرْب حَملَة ... تُبلغها من خطبهَا كل مُعظم) (فَإِن سلمت عاشت بعزٍّ وَإِن تمت ... لَدَى حَيْثُ أَلْقَت رَحلهَا أم قشعم) وَقَالَ وَهُوَ فِي الْأسر من المجتث (لَا يذكر الله قوما ... حللتُ فيهم بخيرِ) (جاهدتُ بِالسَّيْفِ جهدي ... حَتَّى أسرت وغيري) والآن لست أُطِيق الْجِهَاد إِلَّا بأيْري (فهات من شِئْت مِنْهُم ... لَو كَانَ صاحبَ ديرِ) وَكَانَ صديقا لعبد الله بن رَشِيق وَهُوَ يُؤَدب بعض أَوْلَاد تجار القيروان وَكَانَ حسنا وَكَانَ ابْن الْمُؤَدب يزوره فعلق بالغلام وَخرج ابْن رَشِيق لِلْحَجِّ فَكلما أُتِي بمعلم لم يكد يقم أسبوعاً حَتَّى يَدعِي الْغُلَام أَنه راوده فَذكر ابْن الْمُؤَدب للوالد فَأحْضرهُ فَمَا كَانَ إِلَّا سَاعَة جُلُوسه فِي الْمَسْجِد وَدخُول الْغُلَام إِلَيْهِ فأغلق بَاب الصحن فَقَامَ فَبلغ أرّبه مِنْهُ وَخرج الْغُلَام إِلَى أَبِيه مبادراً فَأخْبرهُ فَقَالَ أَبوهُ الْآن تقرر عِنْدِي أَنَّك كاذبٌ وكذبت على من كَانَ قبله وَصَرفه إِلَى الْمكتب فَأَقَامَ على تِلْكَ الْحَال مُدَّة طَوِيلَة وَقَالَ من الطَّوِيل (وظبي أنيس عالجته حبائلي ... فغادرته قبل الْوُثُوب صَرِيعًا) (وَكَانَ رجالٌ حاولوه ففاتهم ... سباقاً وَلَكِنِّي خلقتُ سَرِيعا) ) (فتكت بِهِ وَإِن شَاءَ فِي بَيت ربه ... وَإِن لم يَشَأْ مستصعباً ومطيعا) ...

(ليعلم أهل القيروان بأنني ... إِذا رمتُ أمرا لم أَجِدهُ منيعا) (فيا لغزال ألجأته كلابه ... إِلَى أسدٍ ضارٍ وصادف جوعا) وَكَانَ قد اشْتهر فِي محبَّة غُلَام فتذمم أَبوهُ أَن يقْتله جهاراً وَخَرجُوا يتصيدون فَأمر من حل حزَام دَابَّته سرا وتبعوه طرداً فَسقط وانكسرت فَخذه حَتَّى ظهر مخه وعظمه وَمَات سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة حفيد هَاشم الْمَالِكِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي المري الْفَقِيه وَيعرف بحفيد هَاشم كتاب التَّفْرِيع لِابْنِ الْجلاب فِي سِتّ مجلدات وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ الْمُنَافِق عبد الله بن أبي سلول الْأنْصَارِيّ من بني عَوْف بن الْخَزْرَج وسلول امْرَأَة من خُزَاعَة وَهِي أم أبي بن مَالك بن الْحَارِث بن عبيد بن مَالك بن سَالم بن غنم بن عَوْف بن الْخَزْرَج وَسَالم بن غنم يعرف بالحبلى لعظم بَطْنه ولبني الحبلى شرفٌ فِي الْأَنْصَار وَكَانَ اسْمه الْحباب فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَكَانَ رَأس الْمُنَافِقين وَمن تولى كبر الْإِفْك فِي عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَكَانَت الْخَزْرَج قد اجْتمعت على أَن يُتَوِّجُوهُ ويسندوا إِلَيْهِ أَمرهم قبل مبعث النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فَلَمَّا جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ نَفس على رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم النُّبُوَّة وأخذته الْعِزَّة وَلم يخلص الْإِسْلَام وَأظْهر النِّفَاق حسداً وبغياً وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِي غَزْوَة تَبُوك لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجنَّ الأعزُّ مِنْهَا الْأَذَل

فَقَالَ ابْنه عبد الله لرَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم هُوَ الذَّلِيل يَا رَسُول الله وَأَنت الْعَزِيز وَقَالَ لرَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم إِن أَذِنت فِي قَتله قتلته فَقَالَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم لَا يتحدّث النَّاس أَنه يقتل أَصْحَابه وَلَكِن بر أَبَاك وَأحسن صحبته فَلَمَّا مَاتَ سَأَلَهُ ابْنه فَقَالَ يَا رَسُول الله أَعْطِنِي قَمِيصك أكَفنهُ فِيهِ وصلّ عَلَيْهِ واستغفر لَهُ فَأعْطَاهُ قَمِيصه وَقَالَ إِذا فَرَغْتُمْ فآذنوني فَلَمَّا أَرَادَ الصَّلَاة عَلَيْهِ جذبه عمر وَقَالَ أَلَيْسَ قد نهى الله أَن تصلي على الْمُنَافِقين فَقَالَ أَنا بَين خيرتين أَن اسْتغْفر لَهُم أَو لَا أسْتَغْفر لَهُم فصلى عَلَيْهِ فَنزلت وَلَا تصلّ على أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا وَلَا تقم على قَبره فَترك الصَّلَاة عَلَيْهِم حِينَئِذٍ وَابْنه عبد الله من خِيَار الصَّحَابَة) أَبُو أبَيّ عبد الله بن أبيّ وَقيل عبد الله بن عَمْرو بن قيس بن زيد بن سَواد بن مَالك بن غنم بن مَالك بن النجار وَهُوَ أَبُو أبي مشهورٌ بكنيته أمّه أم حرامٍ بنت ملْحَان أُخْت أم سليم كَانَ قديم الْإِسْلَام مِمَّن صلّى الْقبْلَتَيْنِ يعد فِي الشاميين قَالَ إِبْرَاهِيم ابْن أبي عبلة سَمِعت أَبَا أبيّ بن أم حرامٍ وَكَانَ صلى مَعَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم الْقبْلَتَيْنِ يَقُول سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول عَلَيْكُم بالسنا والسنوت فَإِن فيهمَا شِفَاء من كل داءٍ إلاّ السّام قَالُوا يَا رَسُول الله مَا السّام قَالَ الْمَوْت قَالَ السنوت الشبثُّ وَقَالَ آخَرُونَ بل هُوَ الْعَسَل يكون فِي وعَاء السّمن وأنشدوا عَلَيْهِ قَول الشَّاعِر من الطَّوِيل (هم السّمن بالسنّوت لَا ألس فيهم ... وهم يمْنَعُونَ الْجَار أَن يتفردا)

ابن الخشاب النحوي عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب أبو محمد ابن أبي الكرم النحوي

3 - (عبد الله بن أَحْمد) ابْن الخشاب النَّحْوِيّ عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب أَبُو محمدٍ ابْن أبي الْكَرم النَّحْوِيّ كَانَ أعلم أهل زَمَانه بالنحو حَتَّى يُقَال إِنَّه كَانَ فِي دَرَجَة أبي عَليّ الْفَارِسِي وَكَانَت لَهُ عَرَفَة بِالْحَدِيثِ واللغة والفلسفة والحساب والهندسة وَمَا من علمٍ من الْعُلُوم إِلَّا وَكَانَت لَهُ فِيهِ يَد حَسَنَة قَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور ابْن الجواليقي وَغَيره والحساب والهندسة على أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ والفرائض على أبي بكر المزرفي وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الربعِي وَأبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ مَيْمُون النَّرْسِي وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير على هبة الله ابْن مُحَمَّد بن الْحصين وَأبي الْعِزّ أَحْمد بن عبيد الله بن كادش وَغَيرهمَا وَلم يزل يقْرَأ حَتَّى قَرَأَ على أقرانه وَقَرَأَ العالي والنازل وَكتب بِخَطِّهِ من الْأَدَب والْحَدِيث وَسَائِر الْفُنُون وَكَانَ يكْتب مليحاً ويضبط صَحِيحا وَحصل من الْأُصُول وَغَيرهَا مَا لَا يدْخل تَحت حصر وَمن خطوط الْفُضَلَاء وأجزاء الحَدِيث شَيْئا كثيرا وَلم يمت أحدٌ من أهل الْعلم إِلَّا وَاشْترى كتبه وَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّاس الْأَدَب وانتفعوا بِهِ وَتخرج بِهِ جماعةٌ وروى كثيرا من الحَدِيث وَسمع مِنْهُ الْكِبَار روى عَنهُ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو أَحْمد ابْن سكينَة وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهم وَكَانَ بَخِيلًا مقنطاً على نَفسه مبتذلاً فِي ملبسه ومطعمه ومعيشته متهتكاً فِي حركاته قَلِيل المبالاة بِحِفْظ ناموس الْعلم والمشيخة يلْعَب الشطرنج على قَارِعَة الطَّرِيق) وَيقف على حلق المشعبذين وَالَّذين يرقصون الدّباب والقرود من غير مبالاة قَالَ ابْن الْأَخْضَر كنت يَوْمًا عِنْده وَعِنْده

جمَاعَة من الْحَنَابِلَة فَسَأَلَهُ مكي الغراد عنْدك كتاب الْجمال فَقَالَ يَا أبله مَا تراهم حَولي وَسَأَلَهُ بعض تلامذته فَقَالَ الْقَفَا يمدّ وَيقصر فَقَالَ لَهُ يمد ثمَّ يقصر وَسَأَلَ بعض تلامذته مَا بك فَقَالَ فُؤَادِي يؤجعني فَقَالَ لَو لم تهمزه لم يوجعك وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض المعلمين قَول العجاج من الرجز (أطرباً وَأَنت قنسري ... وَإِنَّمَا يَأْتِي الصبى الصبيُّ) فَجعله الصَّبِي بِالْيَاءِ فَقَالَ لَهُ هَذَا عنْدك فِي الْمكتب وَكَانَ يتعمم الْعِمَامَة وَتبقى على حَالهَا مُدَّة حَتَّى تسود مِمَّا يَلِي رأسهُ مِنْهَا وتتقطع من الْوَسخ وَتَرْمِي العصافير عَلَيْهَا ذرقها وصنّف الرَّد على الحريري فِي مقاماته وَشرح اللمع لِابْنِ جني وَلم يتمه وَشرح مُقَدّمَة الْوَزير ابْن هُبَيْرَة فِي النَّحْو وَعمل الرَّد على التبريزي الْخَطِيب فِي تَهْذِيب إصْلَاح الْمنطق وَشرح الجُمل للجرجاني وَترك مِنْهُ أبواباً فِي وسط الْكتاب وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ووقف كتبه وَمن شعره فِي الشمعة من السَّرِيع (صفراء لَا من سقم مَسهَا ... كَيفَ وَكَانَت أمهَا الشافيه) (عُرْيَانَة بَاطِنهَا مكتسٍ ... فاعجب لَهَا كاسيةً عَارِية) وَأنْشد لِابْنِ الْحجَّاج من الْخَفِيف (والسعيد الرشيد من شكر النا ... س لَهُ سعيد بِمَال النَّاس) فَقَالَ مرتجلاً من الْخَفِيف (والشقي الشقي من ذمَة النا ... س على بخله بِمَال النَّاس) ابْن الإِمَام الْقَادِر عبد الله أَحْمد الْقَادِر إِسْحَاق بن المقتدر جَعْفَر بن أَحْمد المعتضد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر المتَوَكل توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَر أَخُوهُ وكبّر أَرْبعا وَدفن فِي الرصافة حِيَال أَخِيه الْغَالِب بِاللَّه وَله اثْنَان وَعِشْرُونَ سنة وَأَرْبَعمِائَة وَأَرْبَعَة أشهرٍ وَاثنا عشر يَوْمًا وَقَالَ الشريف المرتضي يرثيه بقصيدةٍ بائيةٍ أَولهَا من الْكَامِل ...

(مَا فِي السلو لنا نصيبٌ يطْلب ... الْحزن أقهر والمصيبة أغلب) (لَك يَا رزية من فُؤَادِي زفرَة ... لَا تستطاع وَمن جفوني صيب) ) أَبُو جَعْفَر الْمُقْرِئ عبد الله بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو جَعْفَر الضَّرِير الْمُقْرِئ من أهل وَاسِط قدم بَغْدَاد صَبيا وَأقَام بهَا قَرَأَ بالروايات على الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الدباس الْمَعْرُوف بالبارع وَغَيره وَسمع أبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَأحمد بن الْحسن بن الْبناء وَيحيى بن عبد الرحمان ابْن حبيشٍ الفارقي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَبُو الْقَاسِم العلاف الشَّافِعِي عبد الله بن أَحْمد بن الْحسن بن طَاهِر العلاف أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ كَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَله مَعْرُوفَة بالفرائض وَقِسْمَة التركات سمع عبد الله بن مُحَمَّد الصريفيني وَأحمد ابْن مُحَمَّد النقور وهناد بن إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة ابْن بنت وليد قَاضِي مصر عبد الله بن أَحْمد بن رَاشد بن شُعَيْب بن جَعْفَر بن يزِيد أَبُو مُحَمَّد القَاضِي يعرف بِابْن أُخْت وليد وَيُقَال ابْن بنت وليد ولي قَضَاء مصر فِي خلَافَة الراضي ثمَّ عزل مِنْهَا ثمَّ وَليهَا ثَانِيًا من قبل الْحُسَيْن بن مُوسَى بن هَارُون قَاضِي مصر من قبل المستكفي بِاللَّه ثمَّ ولي الْقَضَاء ثَالِثا بِمصْر من قبل من المستكفي إِلَى أَن صرف زمن الْمُطِيع ثمَّ ولي قَضَاء دمشق من قبل الإخشيدية وَيُقَال إِنَّه كَانَ خياطاً وَكَانَ أَبوهُ حائكاً ينسج المقانع وَكَانَ سخيفاً خليعاً مَذْكُورا بالارتشاء وهجاه جماعةٌ من أهل مصر وَحدث عَن أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن الْحُسَيْن قُتَيْبَة الْعَسْقَلَانِي وَغَيره وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَله مصنفات

الْحَافِظ ابْن شبويه عبد الله بن أَحْمد بن شبويه الْحَافِظ الْمروزِي توفّي سنة ستٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ ابْن ذكْوَان الْمُقْرِئ عبد الله بن أَحْمد بن بشير بن ذكْوَان أَبُو عَمْرو وَأَبُو مُحَمَّد البهراني مَوْلَاهُم الدِّمَشْقِي إِمَام جَامع دمشق ومقرئها قَرَأَ على أَيُّوب بن تَمِيم الْمُقْرِئ وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي لم يكن بالعراق وَلَا بالحجاز وَلَا بِالشَّام وَلَا بِمصْر وَلَا بخراسان فِي زمَان عبد الله بن ذكْوَان أَقرَأ عِنْدِي مِنْهُ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ) أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَائِم عبد الله بن أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر الْقَائِم بِأَمْر الله ابْن الْقَادِر بِاللَّه ولد فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وثلاثمائة وبويع بالخلافة بِمَدِينَة السَّلَام يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَأمه أم ولدٍٍ اسْمهَا بدر الدجى الأرمنية وَقيل اسْمهَا قطر الندى كَذَا سَمَّاهَا الْخَطِيب وَكَانَ أمره مُسْتَقِيمًا إِلَى أَن خرج البساسيري عَلَيْهِ وقصته مَشْهُورَة وَتُوفِّي الْقَائِم لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر شعْبَان وَدفن فِي دَاره بِالْقصرِ الحسني سنة سبعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَت دولته خمْسا وَأَرْبَعين سنة

وبويع بعده الْمُقْتَدِي وَكَانَ الْقَائِم كثير الْحلم وَالْحيَاء فصيح اللِّسَان أديباً خَطِيبًا شَاعِرًا تقلبت بِهِ الْأَحْوَال وَرَأى الْعَجَائِب وَفِي أَيَّامه أنقرضت دولة الديلم من بَغْدَاد بعد طول مدَّتهَا وَقَامَت دولة السلجوقية وَكَانَ آخِرهم الْملك الرَّحِيم من ولد عضد الدولة دخل عَلَيْهِ بَغْدَاد طغرل بك السلجوقي وَهُوَ أَو السلجوقية فَقبض عَلَيْهِ وَقَيده فَقَالَ لَهُ الْملك الرَّحِيم إرحمني أَيهَا السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ لَا يَرْحَمك من نازعته فِي اسْمه الْمُخْتَص بِهِ يُشِير إِلَى الله تَعَالَى فَبلغ ذَلِك الْقَائِم فَقَالَ قد كنت نهيته عَن هَذَا الِاسْم فَأبى إِلَّا لجاجاً أوردهُ عَاقِبَة سوء اخْتِيَاره وخلصه طغرل بك من حَبسه أَعنِي الْقَائِم بِأَمْر الله وَأَعَادَهُ إِلَى دَار خلافتة وَمَشى بَين يَدَيْهِ طغرل بك إِلَى إِن وصل إِلَى عتبَة بَاب النوبي فقبلها شكرا لله تَعَالَى وَصَارَت سنة بعده وَمن شعره من الْبَسِيط (يَا أكْرم الأكرمين العفوعن غرقٍ ... فِي السَّيِّئَات لَهُ وردٌ وإصدار) (هَانَتْ عَلَيْهِ مَعَاصيه الَّتِي عظمت ... علما بأنك للعاصين غفار) (فَامْنُنْ عَليّ وسامحني وَخذ بيَدي ... يَا من لَهُ الْعَفو والجنات وَالنَّار) وَمِنْه من المتقارب (سهرنا على سنة العاشقين ... وَقُلْنَا لما يكره الله نم) (وَمَا خيفي من ظُهُور الورى ... إِذا كَانَ رب الورى قد علم) وَمِنْه من الْكَامِل (قَالُوا الرحيل فأنشبت أظفارها ... فِي خدها وَقد اعتلقن خضابا) (فاخضر تَحت بنانها فَكَأَنَّمَا ... غرست بِأَرْض بنفسج عنابا) ) وَمِنْه من الْكَامِل (جمعت عَليّ من الغرام عجائبٌ ... خلفن قلبِي فِي إسارٍ موحش) (خلٌ يصد وعاذلٌ متنصحٌ ... ومعاندٌ يُؤْذِي ونمامٌ يشي) وباسم الْقَائِم بِأَمْر الله أَمِير الْمُؤمنِينَ وضع الباخرزي كتاب دمية الْقصر وأمتدحه بقصيدته البائية الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا من الْبَسِيط (عِشْنَا إِلَى أَن رَأينَا فِي الْهوى عجبا ... كل الشُّهُور وَفِي الْأَمْثَال عش رجبا) (أَلَيْسَ من عجبٍ أَنِّي ضحى ارتحلوا ... أوقدت من مَاء دمعي فِي الحشى لهبا) (وَأَن أجفان عَيْني أمْطرت وَرقا ... وَأَن ساحة خدي أنبتت ذَهَبا) ...

(أإن توقد برقٌ من جوانبهم ... توقد الشوق فِي جَنْبي والتهبا) (كَأَنَّمَا انْشَقَّ عَنهُ من معصفره ... قَمِيص يُوسُف غشوه دَمًا كذبا) مِنْهَا من الْبَسِيط (ومهمهٍ يتَرَاءَى آله لججاً ... يسْتَغْرق الوخد والتقريب والخببا) (كم فِيهِ حافر طرف يحتذي وَقعا ... من فَوق خف بعيرٍ يشتكي نقبا) (تصاحب الْغَيْم فِيهِ الرّيح لم ينيا ... أَن يشركا فِي كلا خطيهما عقبا) (فالريح ترْضع در الْغَيْم إِن عطشت ... والغيم يركب ظهر الرّيح إِن لغبا) (أنكحته ذَات خلخالٍ مقرطةً ... والركب كَانُوا شُهُودًا والصدى خطبا) (إِلَى أبي الْبَحْر إِنِّي لست أنسبه ... لجعفرٍ إِن حساه شاربٌ نضبا) (قرم الوغي من بني الْعَبَّاس عترته ... لكنه غير عباسٍ إِذا وهبا) (لعزه جعل الرحمان ملبسه ... من الشَّبَاب وَنور الْعين مستلبا) (وجهٌ وَلَا كهلال الْفطر مطلعاً ... بدرٌ وَلَا كانهلال الْقطر منسكبا) (وعمةٍ عَمت الْأَبْصَار هيبتها ... برغم من لبس التيجان واعتصبا) (لَهُ القضيبان هَذَا حَده خشبٌ ... وَذَاكَ لَا يتَعَدَّى حَده الخشبا) (كِلَاهُمَا مِنْهُ فِي شغلٍ يديرهما ... بَين البنان رضى يخْتَار أم غَضبا) (قل للفرات ألم تَسْتَحي رَاحَته ... حَتَّى اقتديت بهَا أَنى وَلَا كربا) (وَقل لدجلة غيضي يَوْم منحته ... قد أَسَأْت بجاري فيضك الأدبا) ) ابْن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل سمع من

أَبِيه شَيْئا كثيرا من الْعلم وَلم يَأْذَن لَهُ أَبوهُ فِي السماع من عَليّ بن الْجَعْد وَسمع من ابْن معِين وَجَمَاعَة وروى عَنهُ النَّسَائِيّ وَعبد الله بن إِسْحَاق الْمَدَائِنِي وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَآخَرُونَ قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً إِمَامًا فهما وَسمع الْمسند من أَبِيه وَهُوَ ثَلَاثُونَ ألفا وَالتَّفْسِير وَهُوَ مائَة وَعِشْرُونَ ألفا سمع مِنْهُ ثَمَانِينَ ألفا وَالْبَاقِي وجادةً وَسمع مِنْهُ النَّاسِخ والمنسوخ والتاريخ وَحَدِيث شُعْبَة والمقدم والمؤخر من كتاب الله وجوابات الْقُرْآن والمناسك الْكَبِير وَالصَّغِير وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ أبن أبي دارة الْمروزِي عبد الله بن أَحْمد ابْن أبي دارة الْمروزِي لَهُ أَرْبَعُونَ حَدِيثا مروية توفّي فِي حُدُود الثلاثمائة الكعبي المعتزلي عبد الله بن احْمَد بن مَحْمُود أَبُو الْقَاسِم الكعبي الْبَلْخِي رَأس الْمُعْتَزلَة وَرَئِيسهمْ فِي زَمَانه وداعيتهم قَالَ جَعْفَر المستغفري لَا أستجيز الرِّوَايَة عَن أَمْثَاله توفّي سنة تسع عشرَة وثلاثمائة وناهيك من فَضله وتقدمه إِجْمَاع الْعَالم على حسن تأليفه للكتب الكلامية والتصانيف الْحكمِيَّة الَّتِي بذت أَكثر كتب الْحُكَمَاء وَصَارَت ملاذاً لِلْبَصَرِ وعمدةً للأدباء ونزهة فِي مجَالِس الكبراء وَكَانَت فِي الْعرَاق أشهر مِنْهَا فِي خُرَاسَان وأئمة الدِّينَا مولعون بهَا مغرمون بفوائدها حَتَّى أَنه لما دخل أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الخشابي الْبَلْخِي تِلْمِيذه بَغْدَاد حَاجا جعلهَا جعل أَهلهَا يَقُولُونَ بَعضهم لبَعض قد جَاءَ غُلَام الكعبي فتعالوا نَنْظُر إِلَيْهِ فاحتوشه أهل الْعَصْر وعصابة الْكَلَام وَجعلُوا يتبركون بِالنّظرِ إِلَيْهِ ويتعجبون مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ويسألونه على الكعبي وخصائله وشمائله وَكَانَ مُدَّة مقامة بهَا كَأَنَّهُ فِيهَا من كبار الْأَوْلِيَاء وَكَانَ الكعبي لَا يخفي مذْهبه وَكَانَ صلحاء أهل بَلخ ينالون مِنْهُ ويقدحون فِيهِ ويرمونه بالزندقة وَلما صنف أَبُو زيد كتاب السياسة ليانس الْخَادِم وَهُوَ إِذْ ذَاك وإلي بَلخ قَالَ الكعبي قد جمع الله السياسة كلهَا فِي آيَة من الْقُرْآن حَيْثُ يَقُول يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا لَقِيتُم فِئَة فاثبتوا واذْكُرُوا الله كثيرا لَعَلَّكُمْ تفلحون وَأَطيعُوا الله وَرَسُوله وَلَا تنازعوا فتفشلوا

وَتذهب ريحكم واصبروا إِن الله مَعَ الصابرين وَمن تصانيفه تَفْسِير الْقُرْآن على رسم لم يسْبق إِلَيْهِ إثنا عشر مُجَلد مفاخر خُرَاسَان ومحاسن آل طَاهِر عُيُون الْمسَائِل تسع مجلدات أَوَائِل الْأَدِلَّة) المقامات جَوَاب المسترشد فِي الْإِمَامَة الْأَسْمَاء وَالْأَحْكَام بعض النَّقْض على الْمُجبرَة الجوابات أدب الجدل نقض كتاب أبي عَليّ الجبائي فِي الْإِرَادَة السّنة وَالْجَمَاعَة الْفَتَاوَى الْوَارِدَة من جرجان وَالْعراق الانتقاد للْعلم الإلهي على مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء تحفة الوزراء وَكَانَ الكعبي تلميذ أبي الْحُسَيْن الْخياط وَقد وَافقه فِي اعتقاداته جَمِيعهَا وَانْفَرَدَ عَنهُ بمسائل مِنْهَا قَوْله إِن إِرَادَة الرب تَعَالَى لَيست قَائِمَة بِذَاتِهِ وَلَا هُوَ مُرِيد إِرَادَته وَلَا أرداته حَادِثَة فِي مَحل وَلَا لَا فِي مَحل بل ذَا أطلق عَلَيْهِ أَنه مريدٌ لأفعاله فَالْمُرَاد أَنه خَالق لَهَا على وفْق علمه وَإِذا قيل إِنَّه مريدٌ لأفعال عباده فَالْمُرَاد أَنه راضٍ بهَا آمرٌ بهَا قلت كَذَا قَالَه ابْن أبي الدَّم فِي كِتَابه الْفرق الإسلامية أَعنِي ذكر هَذِه العقيدة أَبُو هفان عبد الله بن أَحْمد بن حَرْب بن خَالِد بن مهزم يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان أَبُو هفان نحوي لغَوِيّ أديب رِوَايَة من أهل الْبَصْرَة وَكَانَ مقتراً عَلَيْهِ ضيق الْحَال روى عَنهُ جماعةٌ من أهل الْعلم مِنْهُم يَمُوت بن المزرع وروى هُوَ عَن الْأَصْمَعِي وصنف كتبا مِنْهَا كتاب صناعَة الشّعْر كَبِير وَكتاب أَخْبَار الشُّعَرَاء وَغَيرهم وَهُوَ الْقَائِل فِي إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر من الْكَامِل (يَا ابْن الْمُدبر أَنْت علمت الورى ... بذل النوال وهم بِهِ بخلاء) (لَو كَانَ مثلك فِي الْبَريَّة آخرٌ ... فِي الْجُود لم يَك بَينهم فُقَرَاء) وَقَالَ من الطَّوِيل (لعمري لَئِن بيّعْتُ فِي دَار غربةٍ ... ثيابيَ لمّا أعوزتني المآكل) (فَمَا أَنا إِلَّا السَّيْف يَأْكُل جفْنه ... لَهُ حليةٌ من نَفسه وَهُوَ عاطل) وَدعَاهُ دعبل الْخُزَاعِيّ فِي دَعْوَة وأطعمه ألواناً كَثِيرَة وسقاه نبيذاً حلواً وغمز الْجَوَارِي

أَن لَا يدلوه على الْخَلَاء ثمَّ تَركه وتناوم فلمّا أجهده الْأَمر قَالَ لبَعض الْجَوَارِي أَيْن الْخَلَاء فَقَالَت لَهَا الْأُخْرَى مَا يَقُول سيّدي قَالَت يَقُول غَنِي من الوافر (خلا من آل عَاتِكَة الديار ... فمشوى أَهلهَا مِنْهَا قفار) فغنت هَذِه وزمرت هَذِه وصبت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَقَالَ أَحْسَنْتُم وجودتم غير أَنكُمْ لم تَأْتُوا على مَا فِي نَفسِي وَسكت فَلَمَّا أجهده الْأَمر فَقَالَ لعلّ الْجَارِيَة بغدادية فَالْتَفت إِلَى) أُخْرَى فَقَالَ لَهَا فدَاك أَبوك أَيْن المستراح فَقَالَت الْأُخْرَى مَا يَقُول سَيِّدي قَالَت يَقُول غَنِي من الْبَسِيط (واستريح إِلَى من لست آلفه ... كَمَا استراح عليلٌ من تشكّيه) فغنت هَذِه وَضربت هَذِه وزمرت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَقَالَ أَحْسَنْتُم غير أَنكُمْ لم تَأْتُوا على مَا فِي نَفسِي ثمَّ أجهده البلاءُ فَقَالَ لَعَلَّ الْجَارِيَة بصرية فَقَالَ لِلْأُخْرَى أَيْن المتوضأ فَقَالَت الْأُخْرَى مَا يَقُول سَيِّدي قَالَت يَقُول غَنِي من الوافر (تَوَضَّأ للصَّلَاة وصل خمْسا ... وباكرْ بالمدام على النديم) فَضربت هَذِه وزمرت هَذِه وغنت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَقَالَ أَحْسَنْتُم غير أَنكُمْ مَا أتيتم على مَا فِي نَفسِي ثمَّ قَالَ لعلهن حجازيات فَقَالَ لإحداهن فدَاك أَبوك أَيْن الحُشّ فَقَالَت الْأُخْرَى مَا يَقُول سَيِّدي قَالَت يَقُول غَنِي من الطَّوِيل (وحاشاك أَن أَدْعُو عَلَيْك وَإِنَّمَا ... أردْت بِهَذَا القَوْل أَن تقبلي عُذْري) فغنت هَذِه وَضربت هَذِه وزمرت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَقَالَ أَحْسَنْتُم غير أَنكُمْ لم تَأْتُوا على مَا فِي نَفسِي وَقَالَ لعلهن كوفيات ثمَّ قَالَ فداكن أَبُو كن أَيْن الكنيف فَقَالَت واحدةٌ مَا يَقُول سَيِّدي قَالَت يَقُول غنوني من الطَّوِيل (تكنفني الواشون من كل جانبٍ ... وَلَو كَانَ واشٍ واحدٌ لكفاني) فغنت هَذِه وَضربت هَذِه وزمرت هَذِه وَشَرِبُوا أقداحاً وسقوه فَمَا تمالك حَتَّى وثب قَائِما وَحل سراويله وذرق على وجوههن فتصارخن فانتبه دعبل فَقَالَ مَا شَأْنك يَا أَبَا هفان فَقَالَ من الوافر (تكنفني السِّلَاح وأضجروني ... على مَا بِي بنيات الزواني) (فَلَمَّا قل عَن حمل اصْطِبَارِي ... رميت بِهِ على وَجه الغواني) فَقَامَ دعبل ودله على بَيت الْخَلَاء فَدخل واغتسل وخلع عَلَيْهِ خلعةً وتضاحكوا مَلِيًّا وَقَالَ سعيد بن حميد لأبي هفان لَئِن ضرطت عَلَيْك لأبلغنك إِلَى فيد فَقَالَ لَهُ أَبُو هفان

بادرني بِأُخْرَى تبلغني إِلَى مَكَّة فَإِن بِي ضَرُورَة الرجل الَّذِي لم يحجّ بعد أَبُو مُحَمَّد الفرغاني الْأَمِير عبد الله بن أَحْمد بن جَعْفَر أَبُو مُحَمَّد الفرغاني الْأَمِير الْقَائِد صَاحب أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ) توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة روى عَن أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ وذيل لَهُ تَارِيخه وَقدم دمشق وَحدث بهَا وروى عَنهُ جمَاعَة من أَهلهَا وَنزل عبد الله مصر وَحدث بهَا وَكَانَ ثِقَة وأرسله الراضي إِلَى مصر وَحمله الْخلْع إِلَى أبي بكر مُحَمَّد بن طغج الإخشيدي أَبُو الْحُسَيْن الشاماتي الأديب عبد الله بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الشاماتي الأديب أَبُو الْحُسَيْن توفّي سنة خمس وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة مشهورٌ بالتأديب شرح ديوَان المتنبي وَشرح الحماسة وَشرح أَبْيَات أَمْثَال أبي عبيد أَبُو الْقَاسِم التَّاجِر عبد الله بن أَحْمد بن رضوَان بن جالينوس التَّمِيمِي أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ كَانَ كثير المَال وَهُوَ من أَعْيَان التُّجَّار وَله وجاهةٌ وَتقدم عِنْد الْمُلُوك وصاهره أَبُو شُجَاع مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ومؤيد الْملك وسعى لكلّ واحدٍ مِنْهُمَا فِي الوزارة وبذل البذول فِي ذَلِك حَتَّى تمّ لَهما مَا أَرَادَهُ وَكَانَ كثير الْعَطاء والبذل وَالْإِحْسَان سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَمَا أَظُنهُ روى شَيْئا وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة ابْن المستظهر بِاللَّه عبد الله بن أَحْمد المستظهر بن الْمُقْتَدِي بن الْقَائِم بن الْقَادِر بن المقتدر ابْن المعتضد بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أَبُو الْحسن أمه جاريةٌ حبشية اسْمهَا سِتّ السَّادة وَهُوَ أكبر أَوْلَادهَا وَبعده المقتفي ثمَّ الْعَبَّاس كَانَ المستظهر قد خطب لَهُ بِولَايَة الْعَهْد من بعد أَخِيه المسترشد ولقبه بذخيرة الدّين فَلَمَّا توفّي وَالِده خرج مختفياً من دَار الْخلَافَة قَاصِدا دبيس بن صَدَقَة بالحلة السيفية فَأكْرم نزله

فَلَمَّا طلبه أَخُوهُ المسترشد للمبايعة فَقده فَوَقع الطّلب وَبحث عَن أمره فَقيل لَهُ بالحلة عِنْد دبيس فَقطع اسْمه من الْخطْبَة فِي الْجمع وَغَيرهَا وأنفذ نقيب النُّقَبَاء عَليّ بن طراد الزَّيْنَبِي يَأْمُرهُ بِتَسْلِيمِهِ فَامْتنعَ دبيس وَقَالَ إِن أَرَادَ أَن يرجع من قبل نَفسه فَلْيفْعَل فلاطفه النَّقِيب فِي القَوْل ووعده بِمَا يُرِيد فَأجَاب بشروطٍ اقترحها فَعَاد إِلَى بَغْدَاد وأجابه المسترشد إِلَى مَا أَرَادَ وَلما حصلت المنافرة بَين دبيس وعساكر السلجوقية انْضَمَّ فِي تِلْكَ الفترة جمَاعَة من أوباش الْجند وَالْعرب إِلَى أبي الْحسن وأطمعوه فِي الْخُرُوج والتوجه إِلَى وَاسِط فَأجَاب وَسَار بِمن مَعَه ولقب نَفسه المستنجد بِاللَّه) واستوزر رجلا من بَغْدَاد يُقَال لَهُ ابْن الدلف كَانَ مُقيما بالحلة فوصل إِلَى وَاسِط وَبسط يَده فِي الْأَمْوَال واستكثر من الْجند والأتباع فراسل المسترشد دبيساً بسديد الدولة ابْن الْأَنْبَارِي كَاتب الْإِنْشَاء يَأْمُرهُ بِحمْل أبي الْحسن إِلَى دَار الْخلَافَة فَتوجه فِي جملةٍ من الْعَسْكَر فَقبض عَلَيْهِ وأحضره إِلَى بَغْدَاد فَلَمَّا دخل على المسترشد عاتبه وَأمره بالمصير إِلَى أَوْلَاده فَانْصَرف إِلَيْهِم وَبَقِي مُقيما عِنْدهم محناطاً عَلَيْهِ بَقِيَّة عمره وَتُوفِّي سنة خمسٍٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل (أأشمت أعدائي وأوهنت جَانِبي ... وهضت جنَاحا ريشته يَد الْفَخر) (فَمَا أَنْت عِنْدِي بالملوم وَإِنَّمَا ... لي الذَّنب هَذَا سوء حظي من الدَّهْر) النَّقِيب أَبُو طَالب عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن المعمر أَبُو طَالب بن أبي عبد الله الْعلوِي الْبَغْدَادِيّ نقيب الطالبيين بِبَغْدَاد بعد وَفَاة وَالِده وَلم يزل على ولَايَته إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَابًّا سرياً فَاضلا أديباً شَاعِرًا مترسلاً من شعره فِيمَا يكْتب على قسي البندق من مجزوء الرمل (حَملتنِي راحةٌ فِي ... جودها لِلْخلقِ رَاحَه) (فَأَنا للفتك أهلٌ ... وَهِي أهلٌ للسّماحهَ) وَمِنْه أَيْضا فِيهِ من مجزوء الْخَفِيف (أَنا فِي كف ماجدٍ ... جوده الْغمر مفرط) (كل طيرٍ يلوح لي ... فَهُوَ فِي الْحَال يهْبط) وَمِنْه فِيهِ من المنسرح (لَا زلت يَا ممسكي براحته ... فِي ظلّ عيشٍ يصفو من الكدر) (ترمي بِي الطير حِين تحملنِي ... والدهر يَرْمِي عداك بِالْقدرِ) وَمِنْه فِيهِ من مجزوء الْخَفِيف

وقناة قد ثقفتها لحربٍ ردينها (ثمَّ لما انحنت بِلَا ... كبرٍ فِيهِ شينها) (إستجادت من المنو ... ن أَخا وَهُوَ زينها) ) (كم على الجو طائرٌ ... قد أَصَابَته عينهَا) (فارتقي وَهُوَ مرتقٍ ... مَا تعداه حينها) أَبُو الْورْد الشَّاعِر عبد الله أَحْمد بن الْمُبَارك بن الدباس أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْورْد كَانَ شَاعِرًا خليعاً مَاجِنًا مطبوعاً لَهُ حكاياتٌ وَكَانَ ينادم أَبَا مُحَمَّد الْوَزير المهلبي روى عَنهُ القَاضِي أَبُو عَليّ التنوخي وَأَبُو عبد الله الْحُسَيْن الخالع وَكَانَ إِذا شَاهد أحدا من أهل الْعلم جالسه بخشوعٍ ووقارٍ وأفاده واستفاد مِنْهُ وَأفضل عَلَيْهِ وَكَانَ يحصل لَهُ من المهلبي فِي كل سنةٍ ألفا دينارٍ فتنسلخ السّنة عَنهُ وَهُوَ صفرٌ مِنْهَا وَقبض عضد الدولة عَلَيْهِ ليصادره فَقَالَ يَوْمًا للمستخرج وَقد أحضرهُ ليطالبه وَتقدم بضربه هَذَا وَالله مالٌ مشؤومٌ صفعنا حَتَّى أخذناه ونصفع حَتَّى نرده فبلغت عضد الدولة فأفرج عَنهُ وَكَانَ لَهُ ابنٌ كالمعتوه فَكَلمهُ أَبُو الْورْد فأربى عَلَيْهِ الابْن فَقَالَ تَقول لي هَذَا وَأَنا أَبوك فَقَالَ أَنْت وَإِن كنت أبي فَأَنا خيرٌ مِنْك فَقَالَ وَكَيف ذَاك قَالَ لِأَنِّي أَنا صفعان بن صفعان وَأَنت صفعان فَقَط فَضَحِك وَقَالَ الْآن علمت أَنَّك ابْني ومَنْ لم يشبه أَبَاهُ فقد ظلم وَمن شعره من الوافر (تراك الشَّمْس شمساً حِين تبدو ... ويحسبك الْهلَال لَهَا هلالا) (ومذ وحياة شخصك غَابَ عني ... خيالك مَا رَأَيْت لَهُ مِثَالا) (مغيبك غيب اللَّذَّات عني ... وورثني نكالاً واختبالا) (فصرت لفقد وَجهك مستهاماً ... أقاسي من جوى الْبلوى نكالا) أَبُو الْفضل خطيب الْموصل عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الْخَطِيب أَبُو الْفضل ابْن أبي نصر الطوسي الْبَغْدَادِيّ نزيل الْموصل وخطيبها سمع من أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة وَمُحَمّد ابْن عبد السَّلَام الْأنْصَارِيّ وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْخلاف وَالْأُصُول على الكيا الهراسي وَأبي بكر الشَّاشِي والفرائض والحساب على الْحُسَيْن بن أَحْمد الشقاق وَالْأَدب على التبريزي

والحريري الْبَصْرِيّ وعلت سنه وَتفرد بِأَكْثَرَ مسموعاته وشيوخه وقصده الرحالون من الْبِلَاد وَكَانَ دينا حسن الطَّرِيقَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل) (أَقُول وَقد خيمت بالخيف من منى ... وَقربت قرباني وقضيت أنساكي) (وَحُرْمَة بَيت الله مَا أَنا بِالَّذِي ... أملك مَعَ طول الزَّمَان وأنساك) وَمِنْه أَيْضا من الطَّوِيل (سقى الله أَيَّامًا لنا وليالياً ... نعمنا بهَا والعيش إِذْ ذَاك ناضر) (ليَالِي لَا أصغي إِلَى لوم عاذلٍ ... وطرفي إِلَى أنوار وَجهك نَاظر) قلت شعرمتوسط الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصرٍ شيخ الْإِسْلَام موفق الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الجماعيلي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ صَاحب التصانيف ولد بجماعيل فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة عشْرين وسِتمِائَة وَهَاجَر فِي من هَاجر مَعَ أَبِيه وأخيه وَحفظ الْقُرْآن واشتغل فِي صغره وارتحل إِلَى بَغْدَاد صُحْبَة ابْن خَالَته الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَسمع بالبلاد من الْمَشَايِخ وَكَانَ إِمَامًا حجَّة مصنفاً متفنناً محرراً متبحراً فِي الْعُلُوم كَبِير الْقدر وَمن تصانيفه الْبُرْهَان فِي الْقُرْآن جزءان مَسْأَلَة الْعُلُوّ جزءان الِاعْتِقَاد جُزْء ذمّ التَّأْوِيل جُزْء كتاب الْقدر جزءان فَضَائِل الصَّحَابَة جزءان كتاب المتحابين جزءان فضل عَاشُورَاء جُزْء فَضَائِل الْعشْر ذمّ الوسواس جُزْء مشيخته جُزْء ضخم وصنف الْمُغنِي فِي الْفِقْه فِي عشر مجلدات كبار وَالْكَافِي فِي أَربع مجلدات وَالْمقنع مجلدة والعمدة مجلدة لَطِيفَة والتوابين مُجَلد صَغِير والرقة مُجَلد صَغِير مُخْتَصر الْهِدَايَة مُجَلد التَّبْيِين فِي نسب القرشيين مُجَلد صَغِير الاستبصار فِي نسب الْأَنْصَار مُجَلد كتاب قنعة الأريب فِي الْغَرِيب مُجَلد صَغِير الرَّوْضَة فِي أصُول الْفِقْه

مُخْتَصر الْعِلَل للخلال مُجَلد ضخم وَكَانَ أوحد زَمَانه إِمَامًا فِي علم الْخلاف والفرائض وَالْأُصُول وَالْفِقْه والنحو والحساب والنجوم السيارة والمنازل واشتغل النَّاس عَلَيْهِ مُدَّة بالخرقي وَالْهِدَايَة ثمَّ بمختصر الْهِدَايَة الَّذِي لَهُ بعد ذَلِك وَاشْتَغلُوا عَلَيْهِ بتصانيفه وَطول الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته فِي سبع وَرَقَات قطع النّصْف وَمن شعر الشَّيْخ موفق الدّين رَحمَه الله تَعَالَى من الطَّوِيل (أبعد بَيَاض الشّعْر أعمر مسكنا ... سوى الْقَبْر إِنِّي إِن فعلت لأحمق) ) (يُخْبِرنِي شيبي بِأَنِّي ميتٌ ... وشيكاً وينعاني إِلَيّ فَيصدق) (كَأَنِّي بجسمي فَوق نعشي ممدداً ... فَمن ساكتٍ أَو معولٍ يتحرق) (إِذا سئلوا عني أجابوا وأعولوا ... وأدمعهم تنهل هَذَا الْمُوفق) (وغيبت فِي صدعٍ من الأَرْض ضيقٍ ... وأودعت لحداً فَوْقه الصخر مطبق) (ويحثو عَليّ الترب أوثق صاحبٍ ... ويسلمني للقبر من هُوَ مُشفق) (فيا رب كن لي مؤنساً يَوْم وَحشِي ... فَإِنِّي بِمَا أنزلته لمصدق) (وَمَا ضرني أَنِّي إِلَى الله صائرٌ ... وَمن هُوَ من أَهلِي أبر وأرفق) أَبُو بكر الخباز عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن طَلْحَة أَبُو بكر بن أبي طالبٍ الخباز الْمُقْرِئ قَرَأَ بالروايات على أَحْمد بن أَحْمد بن الْقَاص وَأحمد بن سَالم الشحمي وَعبد الله بن أَحْمد الباقلاني الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَسمع الْكثير بِنَفسِهِ من يحيى بن يُوسُف السقلاطوني والأسعد بن بلدرك ابْن أبي اللِّقَاء الجبريلي وَعبد الْحق بن عبد الْخَالِق وشهدة بنت الأبري وَغَيرهم وَمِمَّنْ هُوَ مثله ودونه وَجمع لنَفسِهِ مشيخة خرّج فِيهَا بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَلم يكن لَهُ معرفَة بِمَا يَكْتُبهُ ويسمعه وَلَا يعْتَمد على قَوْله وخطه لِكَثْرَة وهمه وَقلة مَعْرفَته قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَلَقَد رَأَيْت مِنْهُ تسامحاً وَأَشْيَاء تضعفه من ديانَة فِيهِ وصلاحٍ وتعفف مَعَ فقر وأضر بِأخرَة توفّي سنة ثلاثٍ وَعشْرين وسِتمِائَة أَبُو مُحَمَّد ابْن وَزِير الْمَأْمُون عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْقَاسِم بن صبيح أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي جَعْفَر الْكَاتِب كَانَ وَالِده كَاتب الْمَأْمُون وزيراً لَهُ وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد يتقلد السرّ لِلْمَأْمُونِ وبريد خُرَاسَان وصدقات الْبَصْرَة وَكَانَ الْمَأْمُون لعلمه بتقدمه فِي

صناعته إِذا حضر أمرٌ يحْتَاج فِيهِ إِلَى كتاب يشهر أَمر أَحْمد أبنه فَكَتبهُ لَهُ وَكَانَ ابْنه ظريفاً سَمحا مترسلاً ويغلب الْهزْل عَلَيْهِ وَمن شعره من مجزوء الْبَسِيط (بلوت هَذَا الْأَنَام طراً ... فَلم تشبث يَدي بَحر) (وَلَا استبنت الصّديق حَتَّى ... تصرفت بِي صروف دهري) (مَا الْمَرْء إِلَّا أَخُو اللَّيَالِي ... يسري بِهِ الدَّهْر حَيْثُ يسري) ) (إِن تبله بالعقوق مِنْهَا ... لَا يندمن صاحبٌ ببرّ) أَبُو الْحسن الظَّاهِرِيّ ابْن الْمُغلس عبد الله بن أَحْمد بن الْمُغلس الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحسن الْفَقِيه الدَّاودِيّ الظَّاهِرِيّ لَهُ مصنفاتٌ فِي مذْهبه أَخذ عَن مُحَمَّد بن دَاوُد الظَّاهِرِيّ وانتشر عَنهُ مَذْهَب أهل الظَّاهِر فِي الْبِلَاد وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا إِمَامًا وَاسع الْعلم كَبِير المحلّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة ابْن زبر القَاضِي عبد الله بن أَحْمد بن ربيعَة بن سُلَيْمَان بن زبرٍ الربعِي القَاضِي بغدادي مَشْهُور كَانَ عَارِفًا بالأخبار وَالسير وصنف فِي الحَدِيث كتبا وَعمل كتاب تشريف الْفقر على الْغنى ولي قَضَاء مصر وعزل ثمَّ وَليهَا قَالَ الْخَطِيب كَانَ غير ثقةٍ توفّي سنة تسعٍ وَعشْرين وثلاثمائة أَبُو مُحَمَّد ابْن طَبَاطَبَا عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن طَبَاطَبَا الْعلوِي الإِمَام أَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ صدرٌ كَبِير صَاحب رباع وضياع وثروةٍ وخدم وحاشية كَانَ عِنْده رجل يكسر اللوز دَائِما فِي الشَّهْر بدينارين برسم عمل الْحَلْوَى الَّتِي ينفذها

إِلَى كافور الإخشيدي فَمن دونه وقبره مشهورٌ بالقرافة بإجابة الدُّعَاء عِنْده توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَهَذَا أَبُو مُحَمَّد الْمَذْكُور هُوَ الَّذِي قَالَ للمعز لما جَاءَ إِلَى الْقَاهِرَة إِلَى من ينتسب مَوْلَانَا فَقَالَ لَهُ الْمعز سنعقد مَجْلِسا ونجمعكم ونسرد عَلَيْكُم نسبنا فَلَمَّا اسْتَقر الْمعز بِالْقصرِ جمع النَّاس فِي مجلسٍ عامٍ وَجلسَ لَهُم وَقَالَ هَل بَقِي من رؤسائكم أحدٌ فَقَالُوا لم يبْق معتبرٌ فسل عِنْد ذَلِك نصف سَيْفه وَقَالَ هَذَا نسبي ونثر عَلَيْهِم ذَهَبا وَقَالَ هَذَا حسبي فَقَالُوا جَمِيعًا سمعنَا وأطعنا وَكَانَ هَذَا الشريف كثير الْإِحْسَان وَالْبر إِلَى النَّاس فَحكى بعض من لَهُ عَلَيْهِ إِحْسَان أَنه وقف على قَبره وَأنْشد من الوافر (وخلفت الهموم على أناسٍ ... وَقد كَانُوا بعيشك فِي كفاف) فَرَآهُ فِي نَومه فَقَالَ لَهُ سَمِعت مَا قلت وحيل بيني وَبَين الْجَواب والمكافأة وَلَكِن صر إِلَى الْمَسْجِد وصل رَكْعَتَيْنِ وادع يستجب لَك وَرُوِيَ أَن رجلا حج وفاتته زِيَارَة النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فَضَاقَ صَدره فَرَأى النَّبِي صلى اللهُ عليهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ إِذا فاتتك زيارتي فزر قبر عبد الله ابْن أَحْمد بن طَبَاطَبَا وَكَانَ صَاحب الرُّؤْيَا من مصر) ابْن مَعْرُوف قَاضِي بَغْدَاد عبد الله بن أَحْمد بن مَعْرُوف أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ المعتزلي قَاضِي الْقُضَاة ولي بعد أبي بشر عمر بن أَكْثَم قَالَ الْخَطِيب كَانَ من أجلاد الرِّجَال وألبّاء النَّاس مَعَ تجربةٍ وحنكةٍ وفطنةٍ وبصيرةٍ ثاقبةٍ وعزيمةٍ مَاضِيَة وَكَانَ يجمع وسامةً فِي منظره وظرفاً فِي ملبسه وطلاقةً فِي مَجْلِسه وبلاغة فِي خطابه ونهوضاً بأعباء الْأَحْكَام وهيبة فِي الْقُلُوب وَقد ضرب فِي الْأَدَب بِسَهْم وَأخذ من علم الْكَلَام بحظ قَالَ العتيقي كَانَ مجوداً فِي الاعتزال وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَله شعر وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن أبي الْأَشْعَث أَبُو مُحَمَّد ابْن السَّمرقَنْدِي الْحَافِظ اللّغَوِيّ الأديب سمع الْخَطِيب أَبَا بكر والكتاني وَأَبا نصر ابْن طلابٍ وَجَمَاعَة وروى عَنهُ السلَفِي وَغَيره وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ كَانَ ثِقَة فَاضلا عَالما ذَا لسنٍ وَكَانَ يقْرَأ لنظام الْملك على الشُّيُوخ وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة

الْبَزَّار الحاجي عبد الله بن أَحْمد بن سعد أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي الْبَزَّار الحاجي الْحَافِظ أحد الْأَثْبَات كتب الْكثير وَجمع الشُّيُوخ والأبواب وَالْملح وَلم يرحل توفّي سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة أَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ عبد الله بن أَحْمد بن حمويه بن يُوسُف بن أعين أَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ ثِقَة صَاحب أصولٍ حسان توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة أَبُو الْقَاسِم النَّسَائِيّ عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو الْقَاسِم النَّسَائِيّ الْفَقِيه شيخ الْعلم وَالْعَدَالَة بنسا توفّي سنة أربعٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة الْقفال الشَّافِعِي عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الإِمَام أَبُو بكر الْمروزِي الْقفال شيخ الشَّافِعِيَّة بخراسان كَانَ يعْمل الأقفال وحذق فِي عَملهَا حَتَّى صنع قفلاً بآلاته ومفتاحه وزن أَربع حبات فَلَمَّا صَار ابْن ثَلَاثِينَ سنة أحس من نَفسه ذكاءً فَأقبل على الْفِقْه فبرع فِيهِ وفَاق الأقران وَهُوَ صَاحب طَريقَة الخراسانيين فِي الْفِقْه تفقه عَلَيْهِ المَسْعُودِيّ والسنجي وَابْن فوران وَهَؤُلَاء من كبار فُقَهَاء) المراوزة تفقه هُوَ على أبي زيد القاشاني وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره وَله فِي الْمَذْهَب من الْآثَار مَا لَيْسَ لغيره وطريقته المهذبة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وأكثرها تَحْقِيقا وَتُوفِّي بمرو وَله تسعون سنة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَلما جمع الْفُقَهَاء من الْحَنَفِيَّة وَمن الشَّافِعِيَّة السُّلْطَان مَحْمُود الْآتِي ذكره وَهُوَ يَمِين الدولة بن سبكتكين التمس مِنْهُم الْكَلَام فِي تَرْجِيح أحد المذهبين على الآخر فَوَقع الِاتِّفَاق على أَن يصلوا بَين يَدَيْهِ رَكْعَتَيْنِ على مَذْهَب الشَّافِعِي وَرَكْعَتَيْنِ على

مَذْهَب أبي حنيفَة لينْظر فِي ذَلِك السُّلْطَان ويختار مَا هُوَ الْأَحْسَن وَصلى الإِمَام أَبُو بكر الْقفال الْمروزِي بطهارةٍ مُسبغةٍ وشرايط معتبرةٍ فِي الطَّهَارَة والسترة واستقبال الْقبْلَة وأتى بالأركان والهيئات وَالسّنَن والآداب والفرائض على وَجه الْكَمَال والتمام وَكَانَت صَلَاة لَا يُجوز الشَّافِعِي دونهَا ثمَّ إِنَّه صلى رَكْعَتَيْنِ على مَا يجوز فِي مَذْهَب أبي حنيفَة فَلبس جلد كلبٍ مدبوغاً ولطخ ربعه بِالنَّجَاسَةِ وَتَوَضَّأ بنبيذ التَّمْر وَكَانَ فِي صميم الصَّيف فِي الْمَفَازَة فَاجْتمع عَلَيْهِ البعوض والذباب وَكَانَ وضوؤه مُنكساً منعكساً ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة وَأحرم من غير نيةٍ فِي وضوئِهِ ثمَّ قَرَأَ آيَة بِالْفَارِسِيَّةِ وَهُوَ دوبر كَ كَلُ سبز ثمَّ نقر نقرتين كنقرات الديك عَن غير فصلٍ وَمن غير رُكُوع وَتشهد وضرط فِي آخِره من غير نِيَّة السَّلَام وَقَالَ أَيهَا السُّلْطَان هَذِه صَلَاة أبي حنيفَة فَقَالَ السُّلْطَان إِن لم تكن الصَّلَاة صَلَاة أبي حنيفَة قتلتك لِأَن مثل هَذِه الصَّلَاة لَا يجوزها ذُو دين فأنكرت الْحَنَفِيَّة أَن تكون هَذِه صَلَاة أبي حنيفَة فَأمر الْقفال بإحضار كتب أبي حنيفَة وَأمر السُّلْطَان نَصْرَانِيّا كَاتبا يقْرَأ المذهبين جَمِيعًا فَوجدت الصَّلَاة على مَذْهَب أبي حنيفَة على مَا حَكَاهُ القفّال فَأَعْرض السُّلْطَان عَن مَذْهَب أبي حنيفَة وَتمسك بِمذهب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنْهُمَا نقلت ذَلِك من كَلَام القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان فِي تَرْجَمَة السُّلْطَان مَحْمُود رَحمَه الله وَذكر أَنه نقل ذَلِك من كَلَام إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ مغيث الْخلق فِي اخْتِيَار الأحق قلت وَهَذِه الْعبارَة مَا تلِيق بِإِطْلَاق صَلَاة أبي حنيفَة فَإِن من الْمَعْلُوم الْقطعِي أنّ الإِمَام أَبَا حنيفَة رَحمَه الله مَا صلى هَذِه الصَّلَاة أبدأ وَلَا أحدا من أَصْحَابه وَالْأولَى أَن يُقَال الصَّلَاة الَّتِي تجوز فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وأعتقد أَن الصَّلَاة إِذا وَقعت على هَذِه الصّفة باطلةٌ وفعلها حرامٌ لِأَن هَذَا الْمَجْمُوع لَا يتَّفق وُقُوعه نعم إِذا وَقع فَردا فَردا فِي بعض صَلَاة جَازَ ذَلِك على قَوَاعِد الْمَذْهَب وَحكى لي شرف الدّين مُحَمَّد بن مُخْتَار بِالْقَاهِرَةِ أَن هَذِه الْحِكَايَة حَكَاهَا إنسانٌ بِالْقَاهِرَةِ فبلغت الْوَاقِعَة) قَاضِي الْقُضَاة ابْن الحريري الْحَنَفِيّ فَأحْضرهُ وعزّره أَو قَالَ لي قَاضِي الْقُضَاة السرُوجِي أَبُو مُحَمَّد الشنتريني عبد الله أَحْمد بن سعيد بن سُلَيْمَان بن يَرْبُوع أَبُو

مُحَمَّد الأندلسي الشنتريني ثمَّ الإشبيلي نزيل قرطبة كَانَ عَالما بالعلل عَارِفًا بِالرِّجَالِ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل صنف كتاب الإقليد فِي بَيَان الْأَسَانِيد وَكتاب تَاج الْحِلْية وسراج البغية فِي معرفَة أَسَانِيد الْمُوَطَّأ وَكتاب الْبَيَان عَمَّا فِي كتاب أبي نصر الكلاباذي من النُّقْصَان وَكتاب الْمِنْهَاج فِي رجال مُسلم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة الوحيدي قَاضِي مالقة عبد الله بن أَحْمد بن عمر أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي المالقي الْمَعْرُوف بالوحيدي قَاضِي مالقة سمع وروى وَكَانَ من أهل الْعلم والفهم قَالَ ابْن حزمٍ اليسع كُنَّا نَقْرَأ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم فنصححه من لَفظه فَإِذا وَقع غريبٌ ذكر اخْتِلَاف الْمُحدثين واللغويين فِيهِ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ابْن النقّار عبد الله بن احْمَد بن الْحُسَيْن الرئيس أَبُو مُحَمَّد الطرابلسي الْكَاتِب يعرف بِابْن النقار تحول إِلَى دمشق لما ملكت الفرنج طرابلس وَكَانَ شَاعِرًا فَاضلا كتب لملوك دمشق ثمَّ إِنَّه كتب لنُور الدّين وعمّرَ دهراً ولد بطرابلس سنة تسعٍ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَله قصيدةٌ مَشْهُورَة يَقُول فِيهَا من الْكَامِل (من منصفي من ظالمٍ متعتب ... يزْدَاد ظلما كلما حكمته) (ملكته روحي ليحفظ ملكه ... فأضاعني وأضاع مَا ملكته) (أحبابنا أنفقت عمري عنْدكُمْ ... فَمَتَى أعوض بعض مَا أنفقته) (فَلِمَنْ ألوم على الْهوى وَأَنا الَّذِي ... قدت الْفُؤَاد إِلَى الغرام وسقته) الْعَبدَرِي عبد الله بن أَحْمد بن سعيد أَبُو مُحَمَّد بن موجول بِالْجِيم الْعَبدَرِي البلنسي جمع كتابا حافلاً فِي شرح مُسلم وَلم يتمه وَشرح رِسَالَة ابْن أبي زيد وَتُوفِّي سنة ستٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة

البياسي الْمَالِكِي) عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرحمان أَبُو مُحَمَّد الثَّقَفِيّ الأندلسي البياسي الْمَالِكِي الْفَقِيه الْكَاتِب نزيل الْقَاهِرَة لَقِي السُّهيْلي وَجَمَاعَة من الْفُضَلَاء وَتَوَلَّى بِمصْر ولاياتٍ وَكَانَ أديباً فَاضلا أخبارياً وَله شعر توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره ابْن البيطار العشاب عبد الله بن أَحْمد الْحَكِيم الْعَلامَة ضِيَاء الدّين ابْن البيطار الأندلسي المالقي النباتي الطَّبِيب مُصَنف كتاب الْأَدْوِيَة المفردة وَلم يصنف مثله وَكَانَ ثِقَة فِيمَا يَنْقُلهُ حجَّة وَإِلَيْهِ أنتهت معرفَة النَّبَات وتحقيقه وَصِفَاته وأسماءه وأماكنه كَانَ لَا يجارى فِي ذَلِك سَافر إِلَى بِلَاد الأغارقة وأقصى بِلَاد الرّوم وَأخذ فن النَّبَات عَن جمَاعَة وَكَانَ ذكياً فطناً قَالَ الْمُوفق ابْن أبي أصيبعة شاهدت مَعَه كثيرا من النَّبَات فِي أماكنه بِظَاهِر دمشق وقرأت عَلَيْهِ تَفْسِيره لأسماء أدوية كتاب ديوسقوريدوس فَكنت أجد من غزارة علمه ودرايته شَيْئا كثيرا وَكَانَ لَا يذكر دَوَاء إِلَّا ويعين فِي أَي مقَالَة هُوَ من كتاب ديسقوريدوس وجالينوس وَفِي أَي عدد هُوَ من جملَة الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة فِي تِلْكَ الْمقَالة وَكَانَ فِي خدمَة الْملك الْكَامِل وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ فِي الْأَدْوِيَة المفردة والحشائش وَجعله مقدما فِي أَيَّامه وحظياً عِنْده وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ بِمصْر رَئِيسا على سَائِر العشابين وَأَصْحَاب البسطات ثمَّ إِنَّه خدم بعد الْكَامِل ابْنه الصَّالح وحظي عِنْده وَله كتاب الْمُغنِي فِي الطِّبّ وَهُوَ جيد مُرَتّب على مداواة الْأَعْضَاء وَكتاب الْأَفْعَال الغريبة والخواص العجيبة والإبانة والإعلام بِمَا فِي الْمِنْهَاج من الْخلَل والأوهام وَكتاب الْجَامِع فِي الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ ابْن أبي أصيبعة وَلم يُوجد فِي الْأَدْوِيَة المفردة كتاب أجل وَلَا أَجود مِنْهُ وَشرح أدوية كتاب ديسقوريدوس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام عبد الله بن أَحْمد بن تَمام الشَّيْخ الإِمَام الأديب

تَقِيّ الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الشَّيْخ مُحَمَّد بن تَمام الْمُقدم ذكره فِي المحمدين ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة سمع من يحيى بن قميرة والمرسي والبلداني وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن مَالك وعَلى وَالِده بدر الدّين وَكَانَ دينا خيرا نزهاً محبباً إِلَى الْفُضَلَاء مليح المحاضرة حسن الْعشْرَة حسن النّظم حسن البزة مَعَ الزّهْد والقناعة وَكَانَ بَينه وَبَين الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود أنسٌ عَظِيم واتحادٌ كَبِير أَخْبرنِي حفيده القَاضِي شرف الدّين أَبُو بكر ابْن شمس الدّين مُحَمَّد بن مَحْمُود قَالَ كَانَ) جدي قد أذن لغلامه الَّذِي مَعَه نَفَقَته أَنه مهما طلب مِنْهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين من الدَّرَاهِم يُعْطِيهِ بِغَيْر إِذْنه وَمَا كَانَ يَأْخُذ مِنْهُ إِلَّا مَا هُوَ مضرورٌ إِلَيْهِ أَنْشدني إجَازَة لنَفسِهِ القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود مَا كتبه من الديار المصرية إِلَى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام من الْبَسِيط (هَل عِنْد من عِنْدهم برئي وأسقامي ... علمٌ بِأَن نواهم أصل آلامي) (وَأَن جفني وقلبي بعد بعدهمْ ... ذَا دائمٌ وجده فيهم وَذَا دَامَ) (بانوا فَبَان رقادي يَوْم بَينهم ... فلست أطمع من طيفٍ بإلمام) (كتمت شَأْن الْهوى يَوْم النَّوَى فنمى ... بسره من دموعي أَي نمام) (كَانَت ليَالِي بيضًا فِي دنوهم ... فَلَا تسل بعدهمْ مَا حَال أيامي) (ضنيت وجدا بهم النَّاس تحسب بِي ... سقماً فأبهم حَالي عِنْد لوامي) (وَلَيْسَ أصل ضنى جسمي النحيل سوى ... فرط اشتياقي إِلَى لقيا ابْن تَمام) (مولى مَتى أخل من برءٍ بِرُؤْيَتِهِ ... خلوت فَردا بأشجاني وأسقامي) (نأى ورؤيته عِنْدِي أحب إِلَى ... قلبِي من المَاء عِنْد الحائم الظامي) (وَصد عني فَلم يسْأَل لجفوته ... عَن هائمٍ دمعه من بعده هام) (يَا لَيْت شعري ألم يبلغهُ أَن لَهُ ... أَخا بِمصْر حَلِيف الضعْف مذ عَام) (مَا كَانَ ظَنِّي هَذَا فِي مودته ... وَلَا الحَدِيث كَذَا فِي سَاكِني الشَّام) فَأَجَابَهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَحمَه الله تَعَالَى عَن ذَلِك من الْبَسِيط (يَا سَاكِني مصر فِيكُم سَاكن الشَّام ... يكابد الشوق من عامٍ إِلَى عَام) (الله فِي رَمق أودى السقام بِهِ ... كم ذَا يُعلل فِيكُم نضو أسقام) (مَا ظنكم بِبَعِيد الدَّار منفردٍ ... حَلِيف هم وأحزانٍ وآلام) (يَا نازحين مَتى تَدْنُو النَّوَى بكم ... حَالَتْ لبعدكم حَالي وأيامي) ...

(كم أسأَل الطّرف عَن طيفٍ يعاوده ... وَمَا لجفني من عهدٍ بأحلام) (أستودع الله قلباً فِي رحالكُمْ ... عهدته مُنْذُ أزمانٍ وأعوام) (وَمَا قضى بكم فِي حبكم أرباً ... وَلَو قضى فَهُوَ من وجدٍ بكم ظام) (من ذَا يلوم أَخا وجدٍ بحبكم ... فأبعد الله عذالي ولوامي) (فِي ذمَّة الله قومٌ مَا ذكرتهم ... إِلَّا ونم بوجدي مدمعي الدامي) ) (قومٌ أذاب فُؤَادِي فرط حبهم ... وَقد ألم بقلبي أَي إِلْمَام) (وَلَا اتَّخذت سواهُم مِنْهُم بَدَلا ... وَلَا نقضت لعهدي عقد إبرام) (وَلَا عرفت سوى حبي لَهُم أبدا ... حبا يعبر عَنهُ جفني الهامي) (يَا أوحداً أعربت عَنهُ فضائله ... وَسَار فِي الْكَوْن سير الْكَوَاكِب السَّامِي) (فِي نعت فضلك حَار الْفِكر من دهشٍ ... وكل ظامٍ سقِِي من بحرك الطامي) (لَا يرتقي نَحْوك الساري على فلكٍ ... فَكيف من رام أَن يسْعَى بأقدام) (مِنْك اسْتَفَادَ بَنو الْآدَاب مَا نظموا ... وعنك مَا حفظوا من رقم أَقْلَام) (إِن الشهَاب الَّذِي سامى السماك على ... وَفضل فضلك فِينَا فيض إلهام) (لما رَأَيْت كتابا أَنْت كَاتبه ... وأضرم الشوق عِنْدِي أَي إضرام) (أنشدت قلبِي هَذَا مُنْتَهى أربي ... أعَاد عهد حَياتِي بعد إعدامي) (يَا ناظري خذا من خَدّه قبلا ... فَهُوَ الجدير بتقبيلٍ وإكرام) (ثمَّ اسرحا فِي رياضٍ من حدائقه ... وَقد زها زهرها الزاهي بأكمام) (من ذَا يُوفيه فِي رد الْجَواب لَهُ ... عذرا إِلَيْهِ وَلَو كنت ابْن بسام) (فكم جنحت ولي طرفٌ يخالسه ... وأنثني خجلاً من بعد إحجام) (يَا سَاكِنا بفؤادي وَهُوَ منزله ... مَحل شخصك فِي سري وأوهامي) (حَقًا أَرَاك بِلَا شكّ مُشَاهدَة ... مَا حَال دُونك إنجادي وإتهامي) (ولذ عتبك لي يَا مُنْتَهى أربي ... وَفِي العتاب حياةٌ بَين أَقوام) (حوشيت من عرضٍ يشكي وَمن ألم ... لَكِن عَبدك أضحى حلف آلام) (وَلَو شكا سمحت مِنْهُ شكايته ... إِن الثَّمَانِينَ تستبطي يَد الرام) (وحيد دارٍ فريدٌ فِي الْأَنَام لَهُ ... جيرانُ عهدٍ قديمٍ بَين آكام) (

طَالَتْ بهم شقة الْأَسْفَار ويحهم ... أغفوا وَمَا نطقوا من تَحت أرجام) (أبلى محاسنهم مر الْجَدِيد بهم ... وَأبْعد الْعَهْد مِنْهُم بعد أَيَّام) (فَلَا عداهم من الرحمان رَحمته ... فَهِيَ الرَّجَاء الَّذِي قدمت قدامي) (وَكم رَجَوْت إلهي وَهُوَ أرْحم لي ... وَقل عِنْد رجائي قبح آثامي) (فطال عمرك يَا مولَايَ فِي دعةٍ ... ودام سعدك فِي عز وإنعام) ) (وَلَا خلت مصر يَوْمًا من سناك بهَا ... وَلَا نأى نورك الضاحي عَن الشَّام) قلت وأنشدني الْعَلامَة شَيخنَا أثير الدّين أَبُو حَيَّان إجَازَة قَالَ أنشدنا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَمام لنَفسِهِ من الطَّوِيل (وَقَالُوا تَقول الشّعْر قلت أجيده ... وأنظمه كالدر راقت عقوده) (وأبتدع الْمَعْنى البديع بصنعةٍ ... يحلى بهَا عطف الْكَلَام وجيده) (ويحلو إِذا كررت بَيت قصيدةٍ ... وَفِي كل بيتٍ مِنْهُ يزهى قصيده) (ولكنني مَا شمت بارق ديمةٍ ... وَلَا عارضٍ فِيهِ ندى أستفيده) (فحسبي إلهٌ لَا عدمت نواله ... وكل نوالٍ يبتديه يُعِيدهُ) وَأَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فقيرٌ ظريف كثير الْبشر سمع الحَدِيث وروينا عَنهُ قدم علينا الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا زَمَانا ثمَّ سَافر إِلَى دمشق وَتُوفِّي بهَا وأنشدنا لنَفسِهِ من الطَّوِيل (وقالو صبا بعد المشيب تعللاً ... وَفِي الشيب مَا ينْهَى عَن اللَّهْو والصبى) (نعم قد صبا لمّا رأى الظبي آنساً ... يمِيل كغصن البان يعطفه الصِّبَا) (أدَار التفاتاً عاطل الْجيد حالياً ... وَفِي لحظه معنى بِهِ الصب قد صبا) (ومزق أَثوَاب الدجى وَهُوَ طالعٌ ... وأطلع بَدْرًا بالجمال تحجبا) (جرى حبّه فِي كل قلبٍ كَأَنَّمَا ... تصور من أَرْوَاحنَا وتركبا) وأنشدنا لنَفسِهِ من الوافر (أكاتبكم وَأعلم أَن قلبِي ... يذوب إِذا ذكرتكم حريقا) (وأجفاني تسح الدمع سيلاً ... بِهِ أمسيت فِي دمعي غريقا) (أشاهد من محاسنكم محياً ... يكَاد الْبَدْر يُشبههُ شقيقا) ...

(وأصحب من جمالكم خيالاً ... فَأنى سرت يرشدني الطريقا) (وَمن سلك السَّبِيل إِلَى حماكم ... بكم بلغ المنى وَقضى الحقوقا) وَمن شعره من الْكَامِل (طرقتك من أَعلَى زرود ودونها ... عنقًا زرود وَمن تهَامَة نفنف) (تتعسف المرمى الْبعيد لقصدها ... يَا حبذا المرمى وَمَا تتعسف) ) وَمِنْه من الوافر (معانٍ كدت أشهدها عيَانًا ... وَإِن لم تشهد الْمَعْنى الْعُيُون) (وألفاظٌ إِذا فَكرت فِيهَا ... فَفِيهَا من محاسنها فنون) وَمِنْه من الوافر (تبدى فَهُوَ أحسن من رَأينَا ... وألطف من تهيم بِهِ الْعُقُول) (وأسفر وَهُوَ فِي فلك الْمعَانِي ... وَعنهُ الطّرف ناظره كليل) (لَهُ قد يمِيل إِذا تثنى ... كَذَاك الْغُصْن من هيفٍ يمِيل) (وخدٌّ ورده الْجُورِي غضٌّ ... وطرفٌ لحظه سيفٌ صقيل) (وخالٌ قد طفا فِي مَاء حسنٍ ... فِرَاق بحسنه الخد الأسيل) (تخال الخد من ماءٍ وخمرٍ ... وَفِيه الْخَال نشوانٌ يجول) (وَكم لَام العذول عَلَيْهِ جهلا ... وَآخر مَا جرى عشق العذول) قلت هُوَ مأخوذٌ من قَول أبي الطّيب من الْخَفِيف (مَا لنا كُلّنا جوٍ يَا رَسُول ... أَنا أَهْوى وقلبك المتبولُ) وَذكرت بقول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَحمَه الله مَا قلته فِي مادته وَمِنْه أخذتُ وعَلى منواله نسجت من الطَّوِيل (ألح عذولي فِي هَوَاهُ وَزَاد فِي ... ملامي فَقلت احتل على غير مسمعي) (فَلم يدرِ من فرط الولوع بِذكرِهِ ... مصيبته حَتَّى تعشقه معي) وَقلت فِي هَذِه الْمَادَّة أَيْضا من الْخَفِيف (بِي غزالٌ لما أطعتُ هَوَاهُ ... أَخذ الْقلب والتصبّر غصبا) (مَا أَفَاق العذول من سكرة العذ ... ل عَلَيْهِ حَتَّى غَدا فِيهِ صبا)

بدر الدّين ابْن الشيرجي عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن إلْيَاس الصَّدْر الصَّالح بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ ابْن الشيرجي أَخُو القَاضِي عماد الدّين مُحَمَّد روى عَن ابْن الزبيدِيّ وروى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَابْن الخبّاز وَكَانَ يلبس زيّ الْفُقَرَاء وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَسبعين وسِتمِائَة ابْن الْأَخْرَس) عبد الله بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ القرموني أَبُو جَعْفَر عرف بِابْن الْأَخْرَس أَخْبرنِي الْعَلامَة الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ الْمَذْكُور أديبٌ فاضلٌ نحوي بحث فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره على أبي الْحسن الأُبذي الْحَافِظ وأنشدني كثيرا من شعره وكتبتُ عَنهُ وَضاع مني فمما بَقِي فِي محفوظي قَوْله من قصيدة من الْكَامِل (جُبلوا على أثباج كل مطهمٍ ... نهدٍ يباري الرّيح فِي هباتها) (لم يعرفوا بعد المهود سوى الَّذِي ... قد مهدوا فِي الدَّهْر من صهواتها) وأنشدنا لنَفسِهِ لما تولى قَضَاء الْجَمَاعَة أَبُو بكر مُحَمَّد بن فتح بن عَليّ الْأنْصَارِيّ وَكَانَ ابْن أميةٍ فِيمَا يُقَال من الوافر (أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا غياثٌ ... فقد ضجت مَلَائِكَة السَّمَاء) (قُضَاة الْمُسلمين بَنو إماءٍ ... لقد نزل الْقَضَاء على الْقَضَاء) قَالَ وَأَخْبرنِي أَنه لما سَافر أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن زَكَرِيَّاء الجياني من غرناطة إِلَى مَدِينَة فاس قَالَ رَأَيْته فِي النّوم فَقلت لَهُ أَنْشدني شَيْئا من أبياتك المزدوجة قَالَ فأنشدني من الْكَامِل (يَا دَار مية كلما دنت انْقَضتْ ... لمحبها من وَصلهَا اشياءُ) (الله يعلم أنني بك هائمٌ ... ويصدني من أَن أَزور حياءُ) فتأولت أَنه يُشِير إِلَى الدُّنْيَا ومفارقتها فَلم يَك إِلَّا ايامٌ قَلَائِل فنعي إِلَيْنَا قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين وَأَبُو جَعْفَر هَذَا أول من فهمني شَيْئا من النَّحْو قَرَأت عَلَيْهِ من أول الْجمل إِلَى بَاب الِابْتِدَاء وَمن الفصيح وأعربت عَلَيْهِ فِي شعر أبي إِسْحَاق الألبيري الزَّاهِد وَكَانَ لَهُ اعتناء بالتفسير توفّي بعد السّبْعين وسِتمِائَة بِمَدِينَة فاس رَحمَه الله تَعَالَى ابْن الْمُحب الْمُحدث عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد

الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح الْمُحدث مُفِيد الطّلبَة محب الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْمُحدث محب الدّين السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الجماعيلي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَمعه وَالِده وَحفظ الْقُرْآن وَطلب بِنَفسِهِ فِي سنة سبعٍ وَتِسْعين وَلحق ابْن القواس ن وَابْن عَسَاكِر الشّرف والغسولي وَالنَّاس بعدهمْ وَعِنْده العوالي عَن ابْن البُخَارِيّ وَبنت مكي وعدة إنتقى لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين جُزْءا وَكَانَ خيرا صيناً مليح الشكل طيب الصَّوْت فِي التِّلَاوَة سريع الْقِرَاءَة نَفَّاعًا فِي مواعيد الْعَامَّة لَهُ) زبون ومحبون وَقَرَأَ مَا لَا يعبر عَنهُ وانتقى لبَعض مشايخه وَنسخ عدَّة أَجزَاء وَخلف عدَّة أولادٍ وتوفيّ سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ابْن الفصيح الْعِرَاقِيّ الْحَنَفِيّ عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْفَقِيه النَّحْوِيّ جلال الدّين ابْن فَخر الدّين بن الفصيح الْعِرَاقِيّ الْكُوفِي الْحَنَفِيّ مولده فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة طلب الحَدِيث وَسمع بِبَغْدَاد من جمَاعَة وبدمشق من الْجَزرِي وَمن الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَسمع أَوْلَاده وشارك فِي الْفَضَائِل جلال الدّين الزرندي الشَّافِعِي عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن الْفَقِيه الْعَالم جلال الدّين أَبُو الْيمن الزرندي ثمَّ الْمدنِي الشَّافِعِي مولده سنة عشْرين وَسَبْعمائة سمع أَبَا العبّاس الْجَزرِي والمزي والموجودين وَقَرَأَ كثيرا وَله عدَّة محفوظات وَسمع بالحرمين وبحماة وحلب والساحل وَغَيرهَا وَكتب المشتبه توفّي فِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان المكرّم سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالطاعون شَهِيدا ابْن زنبور عبد الله بن أَحْمد الْوَزير علم الدّين ابْن القَاضِي تَاج الدّين ابْن زنبور اول مَا علمت من أمره أَن القَاضِي شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص فِي أَوَاخِر أَيَّام الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون قد استخدمه كَاتب الاصطبلات لما مَاتَ أَوْلَاد الجيعان فِي المصادرة تَحت الْعقُوبَة وَبَقِي القَاضِي علم الدّين على ذَلِك إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان ثمَّ إِنَّه بعد ذَلِك انْتقل إِلَى اسْتِيفَاء الصُّحْبَة وَخرج إِلَى حلب لكشف القلاع وَالشَّام وَبَقِي على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن أمسك

عبد الله بن الأرقم الكاتب

جمال الكفاة نَاظر الْخَاص وَتَوَلَّى القَاضِي موفق الدّين نَاظر الْخَاص فَبَقيَ فِي ذَلِك مُدَّة يسيرَة وَسَأَلَ الإعفاء من ذَلِك فَتَوَلّى الْخَاص وَنظر الْجَيْش القَاضِي علم الدّين ثمَّ لما أمسك الْأَمِير سيف الدّين منجك الْوَزير فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة فِي أَيَّام النَّاصِر حسن أضيفت الوزارة إِلَى القَاضِي علم الدّين ابْن زنبور فَجمع بَين هَذِه الْوَظَائِف وَلم تَجْتَمِع لغيره وَبَقِي على ذَلِك إِلَى أَن حضر السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِلَى دمشق فِي وَاقعَة بيبغارؤس فَحَضَرَ مَعَه وَأظْهر فِي دمشق عَظمَة زَائِدَة وروع الْكتاب ومباشري الْأَوْقَاف وَلَكِن لم يضْرب أحدا وَتوجه مَعَ السُّلْطَان عَائِدًا إِلَى الديار المصرية وَوَصلهَا فِي أول ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وَعمل سماطاً) عَظِيما وخلع فِيهِ على الْأُمَرَاء كبارهم وصغارهم وَكَانَ تشريف الْأَمِير سيف الدّين صرغتمش نَاقِصا عَن غَيره وَكَانَ فِي قلبه من الْوَزير فَدخل إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طاز وَأرَاهُ تشريفه وَقَالَ هَكَذَا يكون تشريفي وَاتفقَ مَعَه على إمْسَاك الْوَزير وَخرج من عِنْده وَطَلَبه وضربه ورسم عَلَيْهِ وجد فِي ضربه ومصادرته فَأخذ مِنْهُ من الذَّهَب وَالدَّرَاهِم والقماش والكراع مَا يزِيد عَن الْحَد ويتوهم النَّاقِل لَهُ أَنه مَا يصدق فِي ذَلِك وَبَقِي فِي الْعقُوبَة زَمَانا وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين شيخو يعتني بأَمْره فِي الْبَاطِن فشفع فِيهِ وخلصه وجهزه إِلَى قوص فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى ثَانِي عشر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة فِيمَا أَظن وَتُوفِّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى بِقَضَاء الله وَقدره وَقيل إِنَّه سم أَو نهشه ثعبان فَالله أعلم وَكَانَ قد ولي الوزارة بعده القَاضِي موفق الدّين وَنظر الجيوش القَاضِي تَاج الدّين أَحْمد ابْن الصاحب أَمِين الدّين وَنظر الْخَاص القَاضِي بدر الدّين كَاتب يلبغا وَلما أَن تولى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسن الْملك ثَانِيًا فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة أُعِيدَت المصادرة على من بَقِي من ذُرِّيَّة الصاحب علم الدّين ابْن زنبور وَذَوِيهِ وَأخذ مِنْهُم جملَة من المَال 3 - (عبد الله بن الأرقم الْكَاتِب) كَانَ مِمَّن أسلم يَوْم الْفَتْح وَكتب النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ثمَّ لأبي بكر وَعمر وَولي بَيت المَال لعمر وَعُثْمَان مديدة وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة وصلحائهم أجَازه عُثْمَان ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم فَلم يقبلهَا وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (عبد الله بن ادريس)

عبد الله بن إسحاق

أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي عبد الله بن ادريس بن يزِيد بن عبد الرحمان الأودي أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي روى عَن أَبِيه وَسُهيْل بن أبي صَالح وحصين بن عبد الرحمان وَأبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ وَالْأَعْمَش وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَهِشَام بن عُرْوَة وَابْن جريج وَطَائِفَة روى عَنهُ ماك بن أنس مَعَ تقدمه وَابْن الْمُبَارك وَأحمد وَإِسْحَاق وَابْن معِين وابنا أبي شيبَة وَالْحسن بن عَرَفَة وَأحمد بن عبد الْجَبَّار والعطاردي وَخلق سواهُم واستقدمه الرشيد ليوليه قَضَاء الْكُوفَة فَامْتنعَ قَالَ بشر الحافي مَا شرب أحد مَاء الْفُرَات فَسلم إِلَّا عبد الله بن إِدْرِيس وَقد قيل إِن جَمِيع مَا يرويهِ مَالك فِي الْمُوَطَّأ بَلغنِي عَن عَليّ فيرسلها أَنه سَمعهَا من ابْن إِدْرِيس وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الله بن إِسْحَاق) المكاري عبد الله بن إِسْحَاق بن سلامٍ المكاري أَبُو الْعَبَّاس الأخباري وَقيل اسْمه عبيد الله مُصَغرًا وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه أَبُو بَحر الْحَضْرَمِيّ عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ هُوَ مولى آل الْحَضْرَمِيّ وَآل الْحَضْرَمِيّ حلفاء بني عبد شمس يكني أَبَا بحرٍ كَانَ قيمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْقِرَاءَة أَخذ عَن عَنْبَسَة الْفِيل وَنصر بن عَاصِم توفّي سنة سبع عشرَة وَمِائَة فِي أَيَّام هِشَام بن عبد الْملك وَكَانَ رَفِيقًا لأبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَهُوَ أول من فرع النَّحْو وقاسه وَتكلم فِي الْهَمْز

عبد الله بن أسعد

ابْن التبَّان الْمَالِكِي عبد الله بن إِسْحَاق أَبُو مُحَمَّد بن التبَّان الْفَقِيه الْمَالِكِي عَالم أهل القيروان فِي زَمَانه قَالَ القَاضِي عِيَاض ضربت إِلَيْهِ آباط الْإِبِل من الْأَمْصَار لذبه عَن مَذْهَب أهل الْمَدِينَة وَكَانَ حَافِظًا بَعيدا من التصنع والرباء توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة 3 - (عبد الله بن أسعد) ابْن الدهان عبد الله بن أسعد بن عِيسَى بن عَليّ بن الدهان الْجَزرِي الْموصِلِي وَيعرف بالحمصي مهذب الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي الأديب الشَّاعِر أَبُو الْفرج مَاتَ بحمص سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة دخل يَوْمًا على نور الدّين بن زنكي فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَصبَحت فَقَالَ كَمَا لَا يُريدهُ الله وَلَا رَسُوله وَلَا أَنْت وَلَا أَنا وَلَا ابْن عصرون فَقَالَ لَهُ كَيفَ فَقَالَ لِأَن الله تَعَالَى يُرِيد مني الْإِعْرَاض عَن الدُّنْيَا والإقبال على الْآخِرَة وَلست كَذَلِك وَأما رَسُوله فَإِنَّهُ يُرِيد مني مَا يُرِيد الله مني وَلست وَكَذَلِكَ وَأما أَنْت فَإنَّك تُرِيدُ مني أَن لَا أَسأَلك شَيْئا من الدُّنْيَا وَلست كَذَلِك وَأما أَنا فإنني أُرِيد لنَفْسي أَن أكون أسعد النَّاس وَملك الدِّينَا بأجمعها ولي بالدنيا بأسرها وَلست كَذَلِك وَأما ابْن عصرون فَإِنَّهُ يُرِيد مني أَن أكون مقطعاً إرباً إرباً وَلست كَذَلِك فَكيف يكون من أصبح لَا كَمَا يُرِيد الله وَلَا رَسُوله وَلَا سُلْطَانه وَلَا نَفسه وَلَا صديقه وَلَا عدوه فَضَحِك مِنْهُ وأمرله بصلَة تقلبت بِهِ الْأَحْوَال وتولي التدريس بحمص فَلهَذَا نسب إِلَيْهَا وَكَانَ لما ضَاقَتْ بِهِ الْحَال عزم على قصد الصَّالح بن رزيك وَزِير مصر وَعجز عَن اسْتِصْحَاب زَوجته فَكتب إِلَى الشريف أبي عبد الله زيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد الله الْحُسَيْنِي نقيب العلويين بالموصل هَذِه الأبيات من الْبَسِيط (وَذَات شجوٍ أسَال الْبَين عبرتها ... باتت تؤمل بالتفنيد إمساكي)

(لجت فَلَمَّا رأتني لَا أصيخ لَهَا ... بَكت فأقرح قلبِي جفنها الباكي) (قَالَت وَقد رَأَتْ الأجمال محدجةً ... والبين قد جمع المشكو والشاكي) (من لي إِذا غبت فِي ذَا الْمحل قلت لَهَا ... الله وَابْن عبيد الله مَوْلَاك) (لَا تجزعي بانحباس الْغَيْث عَنْك فقد ... سَأَلت نوء الثريا جود مغناك) فتكفل الشريف الْمَذْكُور لزوجته بِجَمِيعِ مَا تحْتَاج إِلَيْهِ مُدَّة غيبته عَنْهَا قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَلما وصل السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِلَى حمص وخيم بظاهرها خرج إِلَيْنَا أَبُو الْفرج الْمَذْكُور فقدمته للسُّلْطَان وَقلت لَهُ هَذَا الَّذِي يَقُول فِي قصيدته الكافية فِي ابْن رزيك من الْبَسِيط (أأمدح التّرْك أبغي الْفضل عِنْدهم ... وَالشعر مَا زَالَ عِنْد التّرْك متروكا) فَأعْطَاهُ السُّلْطَان شَيْئا وَقَالَ حَتَّى لَا يَقُول إِنَّه مَتْرُوك عِنْد التّرْك ثمَّ إِنَّه أمتدح السُّلْطَان) بقصيدته العينية الَّتِي يَقُول فِيهَا من الْكَامِل (قل للبخيلة بِالسَّلَامِ تورعاً ... كَيفَ استبحت دمي وَلم تتورعي) (وَزَعَمت أَن تصلي بعامٍ قابلٍ ... هَيْهَات أَن أبقى إِلَى أَن تَرْجِعِي) (أبديعة الْحسن الَّتِي فِي وَجههَا ... دون الْوُجُوه عنايةٌ للمبدع) (مَا كَانَ ضرك لَو غمزت بحاجبٍ ... يَوْم التَّفَرُّق أَو أَشرت بإصبع) (وتيقي أَنِّي بحبك مغرمٌ ... ثمَّ اصغي مَا شِئْت بِي أَن تصنعي)

وَمن شعر ابْن الدهان من الْكَامِل (تردي الْكَتَائِب كتبه فَإِذا انبرت ... لم تدر أنفذ أسطراً أم عسكرا) (لم يحسن الإتراب فَوق سطورها ... إِلَّا لِأَن الْجَيْش يعْقد عثيرا) وَمِنْه من الْكَامِل (يُضحي يجانبي مجانبة العدا ... ويبيت وَهُوَ إِلَى الصَّباح نديم) (ويمر بِي يخشي الرَّقِيب فلفظه ... شتمٌ وغنج لحاظه تَسْلِيم) وَمِنْه فِي غلامٍ لسعتة نحلةٌ فِي شفته من الرمل (بِأبي من لسبته نحلةٌ ... آلمت أكْرم شيءٍ وَأجل) (أثرت لِسَبْتِهَا فِي شفةٍ ... مَا يَرَاهَا الله إِلَّا للقبل) (حسبت أَن بِفِيهِ بَيتهَا ... إِذا رَأَتْ ريقته مثل الْعَسَل) وَمن شعر ابْن الدهان من الْبَسِيط (كَأَن مقلته صادٌ وحاجبه ... نونٌ وَمَوْضِع تقبيلي لَهُ مِيم) (فصرت أعشق مِنْهُ فِي الورى صنماً ... وعاشق الصَّنَم الْإِنْسِي محروم) وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط (مولَايَ لابت فِي ضري وَلَا سهري ... وَلَا لقِيت الَّذِي ألْقى من الْفِكر) (باتت لوعدك عَيْني وَهِي ساهرةٌ ... وَاللَّيْل حَيّ الدياجي ميت السحر) (أود من قمري فِي الْأُفق غيبته ... وأرقب الشَّمْس من شوقي إِلَى الْقَمَر) (هَذَا وَقد بت من وعدٍ على ثقةٍ ... فَكيف لَو بت من هجرٍ على خطرٍ) وَمِنْه وَمن الْبَسِيط) (سرى يصانع سرا من خلاخله ... إِذا مَشى ويداري عرف أكمام) (وللحلى والشذا جنح الظلام بِهِ ... تَصْرِيح واشٍ وتعريضات نمامِ) (فدله نَفسِي العالي ودلهه ... عَن مضجعي فرط إعلالي وأسقامي) (وَلم يعدني من بعد النَّوَى فَيرى ... سوى هيامي الَّذِي خلى وتهيامي) (سقى اللَّيَالِي الَّتِي كَانَ الْوِصَال بهَا ... أحلى من الغمض فِي أجفان نوام) (بتنا وذيل الدجي مرخى على كرمٍ ... فِي خلوةٍ خلْوَة الأرجاء من ذام) (وبيننا طيب عتبٍ لَو تسمعه ... قلت العتاب حَيَاة بَين أَقوام) (وفاتر اللحظ لَو أَنِّي أبوح بِهِ ... إِذا لأوضحت عُذْري عِنْد لوامي) (رمى وأغضى وَقد أصمي فَقلت لَهُ ... أعِدْ أعِدْ لاعدمت السهْم والرامي) (أخافه حِين يَبْدُو أَن أكاشفه ... وجدي فأستر أوجاعي وآلامي) (وأخدع النَّاس عَن حبي وأكتمهم ... جراح قلبِي لَوْلَا جفني الدامي) (واهاً لوأن الَّذِي خلفت من زمني ... خَلْفي أشاهد شَيْئا مِنْهُ قدامي) (عهدي بليلي قَصِيرا بالعراق فَمَا ... بالي أَبيت طَوِيل اللَّيْل بِالشَّام) وَقَالَ من الطَّوِيل (طوى دارها طي الْكتاب المنمنم ... وَمر على الأطلال غير مُسلم) (يُخَادع إِمَّا عَن جوىً من تذكرٍ ... بهَا الركب أَو عَن عبرةٍ من توسم) (وَكم وقفةٍ فِيهَا أقل مساعدي ... على الدمع إسعادي وَأكْثر لومي)

عبد الله بن إسماعيل

(إِذا مَا بلوت الْغَيْث قَالَت عراصها ... لَك الْفضل لَيْسَ الْفضل للمتقدم) (وسارٍ أَتَانِي الْعرف عَنهُ مبشراً ... فَقُمْت إِلَيْهِ أهتدي بالتبسم) (أَتَى بعد وهنٍ عاطلاً متلثماً ... مَخَافَة حليٍ مَخَافَة مبسم) (وناولني كأساً أَزَال فدامها ... ورد فمي عَن لثم كأسٍ مفدم) (فليتك إِذْ حلأتني عَن محللٍ ... من الْخمر مَا عللتني بِمحرم) (أيا لَذَّة الدُّنْيَا وَمِنْه بلاؤها ... وَيَا جنَّة فِيهَا عَذَاب جَهَنَّم) (وَيَا قَاتلا مَا مد كفا لقتلتي ... وَمَا زَالَ مخضوب الأنامل من دمي) (وَكُنَّا اغتنمنا لَذَّة الْعَيْش ليتها ... وَإِن أوبقت لذاتها لم تصرم) ) وَقَالَ من الْخَفِيف (عاتباه فِي فرط ظلمي وهجري ... واسألاه عساه يقبل عُذْري) (والطفا مَا قدرتما فِي حَدِيثي ... واحرصا أَن تغنياه بشعري) واذكراني فَإِن بدا لَكمَا منهذا نفارٌ فأجريا غير ذكري (وَدَعَانِي وشقوتي فِي رِضَاهُ ... فلحيني عشقت عاشق هجري) (وهواه لَو كَانَ ذَنبي إِلَيْهِ ... غير حبي لَهُ لأوضحت عُذْري) (قد كتمت الجوى وَإِن نم دمعي ... وحملت الجفا وَإِن عيل صبري) (مَا درى جسمي الْمَعْنى لمن يض ... نى وَلَا مدمعي لمن بَات يجْرِي) (سره فِي الحشا عَن الْخلق مستو ... رٌ فَمَاذَا عَلَيْهِ فِي هتك ستري) لَيْت أيامنا ببرزة فالنيرب مِنْهَا يعود يَوْمًا بعمري (صمت من بعْدهَا برغمي عَن الله ... وفهل لي بعودها عبد فطر) (لست أَنْفك من تذكر قوم ... لَيْسَ يجْرِي ببالهم قطّ ذكري) (يَا غزالاً قد لج فِي الهجر عمدا ... كم دمٍ قد سفكت لَو كنت تَدْرِي) (قد حمى ثغره بناعس طرفٍ ... يَا لَهُ ناعساً وحارس ثغر) وبفيه مدامة كلما حليت عَن شرب كأسها دَامَ سكري (ظالمٌ لج فِي القطيعة حَتَّى ... لَا مَزَار يدنو وَلَا طيف يسري) (كَانَ لَا يَسْتَطِيع عني صبرا ... لَيْت شعري لم ملني لَيْت شعري) 3 - (عبد الله بن إِسْمَاعِيل)

أَبُو مُحَمَّد الميكالي عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال بن عبد الْوَاحِد بن جِبْرِيل بن الْقَاسِم بن بكر بن سور بن سور بن سور بن سور أَرْبَعَة من الْمُلُوك ابْن فَيْرُوز يزدْ جرد بن بهْرَام جور أَبُو مُحَمَّد هُوَ عَم أبي الْفضل عبد الله بن أَحْمد الميكالي كَانَ رَئِيس نيسابور وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعٍ وَسبعين وثلاثمائة وَكَانَ مَذْكُورا بالأدب وَالْكِتَابَة وَحفظ دواوين الْعَرَب ودرس الْفِقْه على قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ أوحد زَمَانه فِي معرفَة الشُّرُوط أكره غير مرةٍ على وزارة السُّلْطَان فَامْتنعَ وتضرع حَتَّى أعفي وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي رَكْعَتَيْنِ ويعول المستورين بِبَلَدِهِ سرا ثمَّ تقلد الرياسة وَبَقِي مُنْفَردا بهَا بِلَا مانعٍ وَلَا منازعٍ نيفاً وَعشْرين سنة وَكَانَ يفتح بَابه بعد فَرَاغه من صَلَاة الصُّبْح إِلَى أَن يُصَلِّي الْعَتَمَة لَا يحجب عَنهُ أحدا وَعقد لَهُ مجْلِس الذّكر فِي حَيَاة إمامي الْمَذْهَب أبي الْوَلِيد الْقرشِي وَأبي الْحُسَيْن القَاضِي وحضرا جَمِيعًا مَجْلِسه وَكَانَ قد حج سنة سبعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة ثمَّ تأهب سنة سبعٍ وَسبعين وثلاثمائة واستصحب شيئاًَ من مسموعاته من أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي وأقرانه وَحدث بنيسابور والدامغان والري وهمذان وبغداد والكوفة وَمَكَّة وَدخل مَكَّة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَقد حكم لَهُ المنجمون أَنه يَمُوت وَهُوَ ابْن أَربع وَسبعين سنة فَدَعَا بِمَكَّة فِي المشاعر الشَّرِيفَة يَقُول اللَّهُمَّ إِن كنت قابضي بعد سنتَيْن فاقبضني فِي حَرمك فَاسْتَجَاب الله دعاءه وَتُوفِّي بِمَكَّة فِي آخر أَيَّام الْمَوْسِم نَام وَأصْبح فوجدوه مَيتا مُسْتَقْبل الْقبْلَة فغسلوه وكفنوه وَصلى عَلَيْهِ أَكثر من مائَة ألف رجل وَدفن بالبطحاء بَين سُفْيَان بن عُيَيْنَة والفضيل ابْن عِيَاض العباسي عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن الْخَلِيفَة الْمَنْصُور إِمَام الْجَامِع بغدادي شرِيف نبيل ذُو قعدد وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة خمسين وثلاثمائة الْملك المسعود بن الصَّالح عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْملك

المسعود ابْن الْملك الصَّالح رَئِيس جليل وَهُوَ أَخُو الْملك الْمَنْصُور مَحْمُود وَالْملك السعيد أبي الْكَامِل توفّي بِدِمَشْق سنة أربعٍ وَسبعين) وسِتمِائَة ابْن الجبنياني عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن ابي إِسْحَاق الجبنياني قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج متعبد الْمغرب لم يكن فِيهِ قطّ مثله وَلَا أرَاهُ يكون يَعْنِي أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم جده وَكَانَ عبد الله شَاعِرًا ظريفاً يخفي شعره وَهُوَ مَعَ ذَلِك قليلٌ ويصنعه وَلَا يتَجَاوَز المقطعات إِلَى شيءٍ من التَّطْوِيل وَكَانَت لَهُ نباهةٌ وحدة خاطرٍ ولطافة فِي جَمِيع أَحْوَاله ونزاهة نفسٍ وعزوف همةٍ وفرط حياءٍ وغض طرفٍ وَلَا يكَاد يمْلَأ عينه من وَجه أحدٍ رَأَيْته سنة تسعٍ وَأَرْبَعمِائَة بِمَدِينَة سفاقس وَهِي موطنه وَبهَا مشؤه أَنْشدني لنَفسِهِ وَهُوَ يتململ كاللديغ وَكَانَ مُتَعَلق النَّفس بجاريةٍ أم ولدٍ تَركهَا بموضعه من الوافر (سأضرب فِي بِلَاد الله برا ... وبحراً بالسفائن والركاب) (إِلَى أَن تنكر الأحباب مني ... ثوائي بالمغارب واغترابي) (لأكسب ثروةً وأفيد مَالا ... وأبلو عذر نَفسِي فِي الطلاب) (فَإِن نلْت المُرَاد فَذَاك حسبي ... وَإِن أحرم فَإِنِّي ذُو احتساب) (وَمَا فَارَقت إخْوَانِي وَأَهلي ... وَمن أَحْبَبْت إِلَّا عَن غلاب) وَتُوفِّي عبد الله إِسْمَاعِيل بميورقة سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَقد بلغ الْأَرْبَعين الْجُهَنِيّ عبد الله بن أنيس الْجُهَنِيّ ثمَّ الْأنْصَارِيّ حَلِيف بني سَلمَة كَانَ مُهَاجرا أَنْصَارِيًّا عقبياً وَشهد أحدا وَمَا بعْدهَا روى عَنهُ أَبُو أُمَامَة وَجَابِر بن عبد الله وروى عَنهُ من التَّابِعين بشر بن سعيد وَبَنوهُ عَطِيَّة وَعَمْرو وضمرة وَعبد الله بَنو عبد الله بن أنيسٍ وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فِي لَيْلَة الْقدر وَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي شاسع الدَّار فمرني بليلةٍ أنزل فِيهَا فَقَالَ إنزل لَيْلَة ثلاثٍ وَعشْرين وتعرف تِلْكَ اللَّيْلَة بليلة الْجُهَنِيّ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أحد الَّذين كسروا آلِهَة بني سَلمَة توفّي سنة أَربع وَخمسين وروى لَهُ مُسلم

وَالْأَرْبَعَة وَقَالَ دَعَاني رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فَقَالَ بَلغنِي أَن سُفْيَان بن نُبيح الْهُذلِيّ جمع النَّاس ليغزوني وَهُوَ بعرنة فاقتله قَالَ قلت يَا رَسُول الله إنعته لي حَتَّى أعرفهُ قَالَ إِذا رَأَيْته ذكرك الشَّيْطَان وَإِذا رَأَيْته وجدت لَهُ قشعريرة قَالَ فَخرجت متوشحاً سَيفي حَتَّى دفعت إِلَيْهِ) وَهُوَ فِي ظعائن لَهُ يرتاد لَهُنَّ منزلا وَكَانَ وَقت الْعَصْر فَلم رَأَيْته وجدت مَا وصف لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من القشعريرة وخشيت أَن تكون بيني وَبَينه مجاولة تشغلني عَن الصَّلَاة فَصليت وَأَنا أَمْشِي وأومئ برأسي فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَيْهِ قَالَ من الرجل قلت رجلٌ من الْعَرَب سمع بك ويجمعك لهَذَا الرجل فجَاء لذَلِك فَقَالَ أجل أَنا فِي ذَلِك فمشيت مَعَه حَتَّى إِذا أمكنني حملت عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ حَتَّى قتلته ثمَّ خرجت وَتركت ظعائنه منكباتٍ عَلَيْهِ فَلَمَّا قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَفْلح الْوَجْه قلت قتلته يَا رَسُول الله قَالَ صدقت ثمَّ قَامَ معي فَدخل بِي بَيته وَأَعْطَانِي عَصا فَقَالَ أمسك هَذِه الْعَصَا عنْدك يَا عبد الله ابْن أنيس فَخرجت بهَا على النَّاس فَقَالُوا مَا هَذِه الْعَصَا قلت أعطانيها رَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وَأَمرَنِي أَن أمْسكهَا قَالُوا أَفلا ترجع إِلَى رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فتسأله لم ذَلِك قَالَ فَرَجَعت إِلَيْهِ فَقلت يَا رَسُول الله لم أَعْطَيْتنِي هَذِه الْعَصَا قَالَ آيةٌ بيني وَبَيْنك يَوْم الْقِيَامَة إِن أقل النَّاس المتخصرون يومئذٍ فقرنها عبد الله بِسَيْفِهِ فَلم تزل مَعَه حَتَّى إِذا مَاتَ أَمر بهَا فضمت مَعَه فِي كَفنه ثمَّ دفنا جَمِيعًا الْخُزَاعِيّ عبد الله بن أبي أوفى الْخُزَاعِيّ الْأَسْلَمِيّ أحد من بَايع بيعَة الرضْوَان قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم سبع غزواتٍ نَأْكُل الْجَرَاد وَهُوَ أخر من مَاتَ من الصَّحَابَة بِالْكُوفَةِ وَمِمَّنْ مَاتَ فِي عشر الْمِائَة أَو تجاوزها توفّي سنة ستٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقيل توفّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَهُوَ الْأَصَح وَاسم أبي أوفى عَلْقَمَة بن خَالِد ويكنى أَبَا مُعَاوِيَة وَقيل أَبَا إِبْرَاهِيم وَقيل أَبَا مُحَمَّد شهد

الْحُدَيْبِيَة وخيبر وَلم يزل بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَن قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ تحول إِلَى الْكُوفَة وكف بَصَره بأخرةٍ التَّيْمِيّ الشَّاعِر عبد الله بن أَيُّوب التَّيْمِيّ مَوْلَاهُم كَانَ شَاعِرًا من شعراء الدولة العباسية من الوصافين للخمر قَالَ أَبُو العيناء خرج كوثر خَادِم الْأمين ليرى الْحَرْب فأصابته رجمة فِي وَجهه فَجَلَسَ يبكي فَوجه مُحَمَّد بِمن جَاءَ بِهِ وَجعل يمسح الدَّم عَن وَجهه وَيَقُول من مجزوء الرمل (ضربوا قُرَّة عَيْني ... وَمن اجلي ضربوه) (أَخذ الله لقلبي ... من أناسٍ أحرقوه) ) وَأَرَادَ زِيَادَة فِي الأبيات فَلم تواته فَقَالَ من هَاهُنَا من الشُّعَرَاء فَقيل عبد الله بن أَيُّوب التَّيْمِيّ فَقَالَ عَليّ بِهِ فَلَمَّا دخل أنْشدهُ الْبَيْتَيْنِ وَقَالَ أجز فَقَالَ من مجزوء الرمل (مَا لمن أَهْوى شَيْبه ... فبه الدُّنْيَا تتيه) (وَصله حلوٌ وَلَكِن ... هجره مرٌّ كريه) (مذ رأى النَّاس لَهُ الْفضل ... عَلَيْهِم حسدوه) (مثل مَا قد حسد القا ... ئم بِالْملكِ أَخُوهُ) فَقَالَ أَحْسَنت وَالله هَذَا خيرٌ مِمَّا أردناه يَا عباسي أنظر فَإِن كَانَ جَاءَ على الظّهْر مَلَأت أحمال ظَهره دَرَاهِم وَإِن كَانَ جَاءَ فِي زورق ملأته لَهُ دَرَاهِم فأوقرت لَهُ ثَلَاثَة أبغالٍ دَرَاهِم ابْن بري النَّحْوِيّ عبد الله بن بري بن عبد الْجَبَّار بن بري أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار كَانَ نحوياً لغوياً شايع الذّكر مَشْهُورا بِالْعلمِ لم يكن للمصريين مثله مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على أبي بكر مُحَمَّد بن عبد

الْملك الشنتريني المغربي النَّحْوِيّ وتصدر للإقراء بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَت عنايته تَامَّة فِي تَصْحِيح الْكتب وَكتب الْحَوَاشِي عَلَيْهَا بأحمر فَإِذا رَأَيْت كتابا قد ملكه فَهُوَ الْغَايَة فِي الصِّحَّة والإتقان وَله على صِحَاح الْجَوْهَرِي حواشٍ أَخذ فِيهَا عَلَيْهِ وَشرح بعضه فِيهَا وزياداتٌ أخل بهَا وَلَو تمت لكَانَتْ عَجِيبَة وَكَانَ من علمه وغزارة فهمه ذَا غفلةٍ وسلامة صدرٍ وَكَانَ وسخ الثَّوْب زري الْهَيْئَة واللبسة يَحْكِي المصريون عَنهُ حكايات عَجِيبَة مِنْهَا أَنه اشْترى لَحْمًا وخبزاً وبيضاً وحطباً وَحمل الْجَمِيع فِي كميه وَجَاء إِلَى منزله فَوجدَ أَهله وَقد ذَهَبُوا لبَعض شَأْنهمْ وَالْبَاب مغلقاً فَتقدم إِلَى كوةٍ هُنَاكَ تُفْضِي إِلَى دَاره فَجعل يلقِي مِنْهَا الشَّيْء بعد الشَّيْء وَلم يفكر فِي تكسير الْبيض وَأكل السنانير اللَّحْم وَالْخبْز إِذا خلت بهقال ياقوت حَدثنِي بعض المصريين قَالَ كنت يَوْمًا أَسِير مَعَ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد ابْن بري وَقد اشْترى عنباً وَجعله فِي كمه وَجعل يحادثني وَهُوَ يعبث بالعنب ويقبضه حَتَّى جرى على رجلَيْهِ فَقَالَ لي تحس الْمَطَر فَقلت لَا قَالَ فَمَا هَذَا الَّذِي ينقط على رجْلي فتأملته فَإِذا هُوَ من الْعِنَب فَأَخْبَرته فَخَجِلَ واستحيى وَمضى ويحكى عَنهُ من الحذق وَحسن الْجَواب عَمَّا يسْأَل عَنهُ ومواضع الْمسَائِل من كتب الْعلمَاء مَا يتعجب مِنْهُ فسبحان الْجَامِع بَين الأضداد وَله حواشٍ انتصر فِيهَا للحريري على) ابْن الخشاب وَكَانَ لَهُ تصفح ديوَان الْإِنْشَاء فِي مَا يكتبونه ليزيل الْغَلَط واللحن مِنْهُ كَمَا كَانَ ابْن بابشاذ وَكَانَ قيمًا بِمَعْرِِفَة كتاب سِيبَوَيْهٍ وَعلله قيمًا باللغة والشواهد وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس ابْن الحطية كَانَ ثِقَة والجزولي من تلامذته وَأَجَازَ لجَمِيع من أدْرك عصره من الْمُسلمين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت ذَلِك بِخَط أَحْمد بن الْجَوْهَرِي عَن خطّ حسن بن عبد الْبَاقِي الصّقليّ عَنهُ وَله مُقَدّمَة سَمَّاهَا اللّبَاب وحواشيه على الصِّحَاح سِتّ مجلدات قلت كَذَا رَأَيْته وَالصَّحِيح أَن ابْن بري رَحمَه الله تَعَالَى وصل فِي الْحَوَاشِي على صِحَاح الْجَوْهَرِي إِلَى وقش من بَاب الشين الْمُعْجَمَة من كتاب الصِّحَاح وَكَانَ ذَلِك مجلدين وَهِي ربع الْكتاب وكمل عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان الْأنْصَارِيّ البسطي إِلَى آخر الْكتاب فجَاء التكملة فِي سنة مجلدات وَكَانَ جملَة هَذَا المُصَنّف ثَمَان مجلدات بِخَط البسطي وَقد ملكتها وَهِي جَمِيعًا بِخَط البسطي وَاسم هَذَا الْكتاب التَّنْبِيه والإفصاح عَمَّا وَقع فِي حَوَاشِي الصِّحَاح وَهُوَ كتابٌ جيد إِلَى الْغَايَة قَالَ أَبُو مُحَمَّد ابْن بري رَحمَه الله وَقد أنْشد قَول أبي صَخْر الْهُذلِيّ من الطَّوِيل (تكَاد يَدي تندى إِذا مَا لمستها ... وينبت فِي أطرافها الْوَرق الْخضر) هَذَا الْبَيْت كَانَ سَبَب تعلمي الْعَرَبيَّة فَقيل لَهُ وَكَيف ذَاك فَقَالَ ذكر لي أبي أَنه رأى فِيمَا يرى النَّائِم قبل أَن يَرْزُقنِي كَأَن فِي يَده رمحاً طَويلا فِي رَأسه قنديل وَقد علقه على صَخْرَة

بَيت الْمُقَدّس فَعبر لَهُ بِأَن يرْزق ابْنا يرفع ذكره بِعلم يتعلمه فَلَمَّا رَزَقَنِي وَبَلغت خمس عشرَة سنة حضر إِلَى دكانه وَكَانَ كتبياً رجل يعرف بظافر الْحداد وَرجل يعرف بِابْن أبي حَصِينَة وَكِلَاهُمَا مَشْهُور بالأدب فَأَنْشد أبي الْبَيْت بِكَسْر الرَّاء فَضَحِك الرّجلَانِ عَلَيْهِ للحنه فَقَالَ لي يَا بني أَنا منتظرٌ تَفْسِير مَنَامِي لَعَلَّ الله تَعَالَى يرفع ذكري بك فَقلت لَهُ أَي الْعُلُوم تُرِيدُ أَن أَقرَأ فَقَالَ لي إقرأ فِي النَّحْو حَتَّى تعلمني فَكنت أَقرَأ على الشَّيْخ أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْملك ابْن السراج رَحمَه الله ثمَّ أجي فَأعلمهُ الخشوعي الرفاء عبد الله بن بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم بن طَاهِر بن بَرَكَات أَبُو مُحَمَّد الخشوعي الدِّمَشْقِي الرفاء ولد سنة ثلاثٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة سمع من أَبِيه وَيحيى الثَّقَفِيّ وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَعبد الرَّزَّاق بن نصرٍ الخشوعي وَإِسْمَاعِيل الجنزوي وَجَمَاعَة) وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَأحمد بن ينَال التّرْك وَغَيرهم وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَأَبُو الْمَعَالِي بن البالسي وَأَبُو الْفِدَاء ابْن عَسَاكِر وَأَبُو الْحُسَيْن الْكِنْدِيّ وَأَبُو عبد الله الزراد وَأَبُو عبد الله بن التوزي وحفيده عَليّ بن مُحَمَّد الخشوعي وَمُحَمّد بن الْمُحب وَمُحَمّد بن المهتار وَآخَرُونَ وَهُوَ من بَيت الرِّوَايَة والْحَدِيث قَاضِي مرو عبد الله بن بُرَيْدَة بن الْحصيب أَبُو سهل الْأَسْلَمِيّ قَاضِي مرو بعد أَخِيه سُلَيْمَان وهما توأمان روى عَن أَبِيه وَعَن أبي مُوسَى وَعَائِشَة وَعمْرَان بن حُصَيْن وَسمرَة وَابْن مسعودٍ والمغيرة بن شُعْبَة وَعبد الله بن مُغفل وَأبي الْأسود الدؤَلِي وَيحيى بن يعمر وَطَائِفَة قَالَ وَكِيع كَانُوا يقدمُونَ سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة على أَخِيه عبد الله وَقد ولي قَضَاء مرو وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة الْمَازِني عبد الله بن بسر بن أبي بسر الْمَازِني نزيل حمص لَهُ صُحْبَة

عبد الله بن أبي بكر

وَرِوَايَة كَانَ فِي جَبهته أثر السُّجُود قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعِيش هَذَا الْغُلَام قرنا فَعَاشَ مائَة سنة وَكَانَ فِي وَجهه ثؤلولٌ فَقَالَ لَا يَمُوت هَذَا الْغُلَام حَتَّى يذهب هَذَا الثؤلول فَلم يمت حَتَّى ذهب قَالَ الْوَاقِدِيّ هُوَ آخر من مَاتَ بِالشَّام من الصَّحَابَة سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الله بن أبي بكر) ابْن أبي بكر الصّديق عبد الله بن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا أمه وَأم أَسمَاء وَاحِدَة إمرأة من بني عَامر بن لؤَي اسْمهَا قتيلة شهد عبد الله بن أبي بكر الطَّائِف مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَمَاهُ أَبُو محجن الثَّقَفِيّ فدمل جرحه حَتَّى انْتقض بِهِ فَمَاتَ مِنْهُ سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ إِسْلَامه قَدِيما وَلم يسمع لَهُ بمشهد إِلَّا شُهُوده الْفَتْح وحنيناً والطائف وابتاع الْحلَّة الَّتِي أَرَادوا دفن رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فِيهَا بِتِسْعَة دَنَانِير فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ لَا تكفنوني فِيهَا فَلَو كَانَ فِيهَا خيرٌ لكفن فِيهَا رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم وَصلى عَلَيْهِ أَبوهُ وَنزل فِي قَبره عمر وَطَلْحَة وَأَخُوهُ عبد الرحمان الْأنْصَارِيّ الْمدنِي عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ الْمدنِي أحد عُلَمَاء الْمَدِينَة توفّي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة أَبُو وهب السَّهْمِي عبد الله بن بكر بن حبيب أَبُو وهب السَّهْمِي الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ نزيل بَغْدَاد كَانَ فَقِيها مُحدثا توفّي سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَجَمَاعَة

كتيلة عبد الله بن أبي بكر بن أبي الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَرْبِيّ الزَّاهِد وَيعرف بالشيخ كتيلة كَانَ فَقِيرا صَالحا ربانياً مكاشفاً لَهُ أحوالٌ وكرامات وَسمع بِدِمَشْق من الشَّيْخ الضياء والفقيه سُلَيْمَان الإسعردي واشتغل بِمذهب أَحْمد وَصَحب الشَّيْخ أَحْمد المهندس وَصَحبه الدباهي وَكَانَ من جلالة قدره فِي بعض الْأَوْقَات يترنم ويغني لنَفسِهِ وَله كتاب المهم فِي الْفِقْه وَكتاب التحذير من الْمعاصِي وَالْعدة فِي أصُول الدّين وَجمع فِيمَا فِي السماع من الْخلاف مجلداً وَله كتاب الْفَوْز مُجَلد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنَا ابْن الدباهي قَالَ سمعته يَقُول كنت على سطح يَوْم عَرَفَة بِبَغْدَاد وَأَنا مستلق على ظَهْري قَالَ فَمَا شَعرت إِلَّا وَأَنا وافت بِعَرَفَة مَعَ الركب سويعة ثمَّ لم أشعر إِلَّا وَأَنا على حالتي الأولى مستلق قَالَ فَلَمَّا قدم الركب جَاءَنِي إِنْسَان صَارِخًا فَقَالَ يَا سَيِّدي أَنا حَلَفت بِالطَّلَاق أَنِّي رَأَيْتُك بِعَرَفَة) الْعَام وَقَالَ لي واحدٌ أَو جمَاعَة أَنْت واهم الشَّيْخ لم يحجّ الْعَام قَالَ فَقلت لَهُ إمض لم يَقع عَلَيْك حنث ابْن عرام عبد الله بن أبي بكر بسن عرام الأسواني المحتد الإسْكَنْدراني الدَّار والوفاة إشتغل بالنحو والتصريف والتصوف وَسمع الحَدِيث وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس المرسي وَأمه بنت الشَّيْخ الشاذلي وَكَانَ يذكر عَنهُ كرامةٌ وَصَلَاح ولد بدمنهور سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة بالإسكندرية ودرس الْعَرَبيَّة بهَا النَّحْوِيّ المغربي عبد الله بن بننان بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَالنُّون وَفتح النُّون الثَّانِيَة وَبعد الْألف نون ثَالِثَة نزيل إشبيلية كَانَ نحوياً يحفظ كتب الْأَدَب ذَاكِرًا للكامل وأمالي القالي علم النَّاس والنحو بقرطبة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَخَمْسمِائة الصاحب أَمِين الدّين عبد الله بن تَاج الرِّئَاسَة الصاحب الْوَزير الْكَبِير الرئيس أَمِين الدّين أَمِين الْملك وَزِير الديار المصرية والشامية لما استسلم الجاشنكير الْأَمِير مظفر الدّين بيبرس النَّصَارَى اخْتَبَأَ الصاحب أَمِين الدّين هُوَ والصاحب شمس الدّين

غبريال تَقْدِير شهر فَلَمَّا طَال الْأَمر عَلَيْهِمَا ظهرا وأسلما وَهُوَ ابْن أُخْت السديد الْأَعَز الْمَذْكُور فِي حرف السِّين الْمُهْملَة وَكَانَ خَاله مُسْتَوْفيا وَبِه تخرج وَعَلِيهِ تدرب وَلما مَاتَ رتب مَكَانَهُ ونال فِي الِاسْتِيفَاء السَّعَادَة الواسعة وَالدُّنْيَا العريضة وزر بعد ذَلِك ثَلَاث مَرَّات وَهُوَ يتأسف على وَظِيفَة الِاسْتِيفَاء وتولي الوزارة بالديار المصرية ثمَّ عزل وَأقَام قَلِيلا ثمَّ وزر ثَانِيًا ثمَّ إِنَّه عمل عَلَيْهِ وَأخرج إِلَى طرابلس نَاظرا بِمَعْلُوم الوزارة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن حج مِنْهَا فِي غَالب الظَّن واستعفى من الْخدمَة وَأقَام بالقدس وَله راتبٌ يَأْكُلهُ فِي كل مرّة وَلم يزل مُقيما بالقدس إِلَى أَن أمسك القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة فَطلب إِلَى مصر وَتَوَلَّى الوزارة بهَا إِلَى أَن كثر الطّلب عَلَيْهِ فَدخل إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَقَالَ لَهُ يَا خوند مَا يمشي للوزير حالٌ إِلَّا أَن يكون من مماليك مَوْلَانَا السُّلْطَان فاتفق هُوَ وإياه على الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان أخرج وَنفذ أشغالك إِلَى آخر النَّهَار وَانْزِلْ إِلَى بَيْتك وَأعلم النَّاس) أَن الْوَزير فلَان فَخرج وَنفذ الأشغال وَكتب على التواقيع وَأطلق ورتب إِلَى آخر النَّهَار وَنزل إِلَى بَيته بالمشاعل والفوانيس والمستوفين والنظار ومشد الدَّوَاوِين والمقدمين وَلما نزل عَن بغلته قَالَ يَا جمَاعَة مساكم الله بِالْخَيرِ وزيركم غَدا الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي فَكَانَ ذَلِك عزلاً لم يعزله وزيرٌ غَيره فِي الدولة التركية ثمَّ إِنَّه لَازم بَيته يَأْكُل مرتبه إِلَى أَن عمل الاستيمار فِي أَيَّام الجمالي ووفر فِيهِ جمَاعَة فَطلب من السُّلْطَان أَن يتَصَدَّق عَلَيْهِ بوظيفةٍ فَقَالَ السُّلْطَان يكون نَاظرا للدولة كَبِيرا مَعَ الْوَزير مغلطاي فباشر النّظر هُوَ وَالْقَاضِي مجد الدّين بن لفيتة أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَكَانَ حمله ثقيلاً عَلَيْهِ فَاجْتمع الْجَمَاعَة من الْكتاب عَلَيْهِ وَقَامُوا كَتفًا وَاحِدَة فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا وَقد خرج من بَاب الْوَزير الْعَصْر خرج خادمٌ صغيرٌ من الْقصر وَجَاء إِلَيْهِ أغلق دواته وَقَالَ بِسم الله يَا مَوْلَانَا إلزم بَيْتك فَلَزِمَ بَيته وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَلما أمسك الصاحب شمس الدّين غبريال وَطلب إِلَى مصر رسم لَهُ السُّلْطَان بِنَظَر النظار مَكَانَهُ بِدِمَشْق فَخرج إِلَى دمشق فِي شهر صفر سنة ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا بِعَمَل الوزارة إِلَى أَن أمسك السُّلْطَان النشو فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة فَطلب الصاحب أَمِين الدّين إِلَى مصر ليوليه الوزارة بِمصْر فَكَانَ الْكتاب عمِلُوا عَلَيْهِ إِلَى أَن انثنى عزمه عَنهُ فَأَقَامَ فِي بَيته قَلِيلا ثمَّ أمسك وصودر هُوَ وَولده القَاضِي تَاج الدّين أَحْمد نَاظر الدولة بِمصْر وَأَخُوهُ القَاضِي كريم الدّين مُسْتَوْفِي الصُّحْبَة وَبسط عَلَيْهِ الْعقَاب إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي تِلْكَ الْحَال سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وتغيب إِذْ ذَاك وَلَده شمس الدّين أَبُو الْمَنْصُور وَلم يظْهر لَهُ خبرٌ أبدا وَكَانَ الصاحب أَمِين الدّين يَأْخُذ نَفسه برياسةٍ كَبِيرَة وحشمة وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا وقوراً قد أسن وَكبر وَلَا يدْخل عَلَيْهِ أحدٌ إِلَّا قَامَ لَهُ وتكلف ذَلِك ويحكي عقيب ذَلِك أَن خَاله كَانَ إِذا جَاءَ إِلَى قومٍس يَقُول بِاللَّه لَا تقوموا لي فَإِن

هَذَا دينٌ يشق عَليّ وفاؤه وأحبه الْأَمِير سيف الدّين تنكز أخيراً محبَّة كَبِيرَة وَكَانَ يثني على آدابه وحشمته وَلما عمل النّظر مَعَ الجمالي كنت بالديار المصرية فطلبني وَقَالَ أشتهي أَن تكْتب عني المكاتبات ورتب لي شَيْئا عَلَيْهِ وَكنت أَبيت عِنْده وَأصْبح وَأَنا فِي جامكيته وجرايته وقماشه فيعاملني بآداب كَثِيرَة وحشمةٍ زَائِدَة رَحمَه الله وَكتب وَهُوَ بالقدس مُقيما ربعَة مليحةً بِخَطِّهِ وَلم أر أعجل كِتَابَة وَلَا أصفى يكْتب وَهُوَ متكئٌ على المدورة بِغَيْر كلفة وَإِذا وضع الْقَلَم على الورقة لَا يَنْقُلهُ حَتَّى يفرغ مِنْهَا وَيَرْمِي الورقة وفيهَا سطورٌ تبهر الْعقل وَكَانَ إِذا حضر أحدٌ وَهُوَ فِي) دسته وَقَالَ أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم رمى الورقة من يَده والقلم وأنصت وَسمع الْقُرْآن إِلَى أَن يفرغ وَإِذا أنْشد أحدٌ قصيدةً مديحاً فِي النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم كتبهَا بِخَطِّهِ فِي تَعْلِيقه الْمُخْتَص بذلك أَو قَالَ لي أكتب لي هَذَا وَلما رسم لَهُ بوازرة الشَّام كتبت تَقْلِيده بذلك فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة عَن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون رَحمَه الله لما كنت يَوْمئِذٍ بِالْقَاهِرَةِ ونسخته الْحَمد لله الَّذِي جعل ولي أيامنا الزاهرة أَمينا وأحله من ضمائرنا الطاهرة مَكَانا أَيْنَمَا توجه وجده مكينا وَخَصه بالإخلاص لدولتنا الْقَاهِرَة فَهُوَ يَقِينا يَقِينا وعضد بتدبيره ممالكنا الشَّرِيفَة فَكَانَ على نيل الأمل الَّذِي لَا يَمِين يَمِينا وفجر خلال خلاله نَهرا أصبح على نيل السُّعُود معينا مُعينا وزين بن آفَاق الْمَعَالِي فَمَا دجا أمرٌ إِلَّا وَكَانَ فكره صبحاً مُبينًا وجمل بِهِ الرتب الفاخرة فكم قلد جيدها عقدا نفيساً ورصع تاجها درا ثميناً وأعانه على مَا يَتَوَلَّاهُ فَهُوَ الْأسد الأسدّ الَّذِي اتخذ الأقلام عريناً نحمده على نعمه الَّتِي خصتنا بولِي تتجمل بِهِ الدول وتغنى الممالك بتدبيره عَن الْأَنْصَار والخول وتحسد أيامنا الشَّرِيفَة عَلَيْهِ أَيَّام من مضى من الْمُلُوك الأُول وَتحل السُّعُود حَيْثُ حل إِذْ لم يكن لَهَا عَنهُ حول ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة نستمطر بهَا صوب الصَّوَاب ونرفل مِنْهَا فِي ثوب الثَّوَاب وندخر مِنْهَا حَاصِلا ليَوْم الْحساب ونعتد برهَا واصلاً ليَوْم الْفَصْل والمآب ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده الصَّادِق الْأمين وَرَسُوله الَّذِي لم يكن على الْغَيْب بضنين وحبيبه الَّذِي فضل الْمَلَائِكَة المقربين ونجيه الَّذِي أسرى بِهِ من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى حجَّة على الْمُلْحِدِينَ صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين صحبوا ووزروا وأيدوا حزبه ونصروا وبذلوا فِي نصحه مَا قدرُوا وَعدلُوا فِيمَا نهوا وَأمرُوا صَلَاة تكون لَهُم هدى ونوراً إِذا حشروا ويضوع بهَا عرفهم فِي الغرف ويطيب بهَا نشرهم إِذا نشرُوا وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَإِن أشرف الْكَوَاكِب أبعدها دَارا وأجلها سرا وأقلها سراراً وَأَدْنَاهَا مباراً

وأعلاها منارا وَأطيب الجنات جناباً مَا طَابَ أرجاً وثمارا وفجر خلاله كل نهر تروع حصاه حَالية العذارى ورنحت معاطف غصونه سلاف النسيم فتراها سكاري وتمد ظلال الغصون فتخال أَنَّهَا على وجنات الْأَنْهَار تدب عذارا وَكَانَت دمشق المحروسة لَهَا هَذِه الصِّفَات وعَلى صفاها تهب نسمات هَذِه السمات لم يَتَّصِف غَيرهَا بِهَذِهِ الصّفة وَلَا اتّفق أولو الْأَلْبَاب إِلَّا على) محاسنها الْمُخْتَلفَة فَهِيَ الْبقْعَة الَّتِي يطرب لأوصاف جمَالهَا الجماد والبلد الَّذِي ذهب بعض الْمُفَسّرين إِلَى أَنَّهَا إرام ذَات الماد وَهِي فِي الدُّنْيَا أنموذج الْجنَّة الَّتِي وعد المتقون وَمِثَال النَّعيم للَّذين عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَهِي زهرَة ملكنا ودرة سلكنا وَقد خلت هَذِه الْمدَّة مِمَّن يُرَاعِي مصَالح أحولها ويرعى بحزمٍ أموالها وَيُدبر أَمر مملكتها أجمل التَّدْبِير ويحمي حوزتها ويُحاشيها من التدمير فيسم مِنْهَا غفلاً ويحلي عطلاً ويملأ خزائنها خيرا يجلى إِذا ملأنا ساحتها خيلاً ورجلاً تعين أَن ننتدب لَهَا من خبرناه بعدا وقربا وهززناه مثقفا لدنا وسللناه عضبا وخبأناه فِي خَزَائِن فكرنا فَكَانَ أشرف مَا يدّخر وأعز مَا يخبى كم نهى فِي الْأَيَّام وَأمر وَكم شدّ أزراً لما وزر وَكم غنيت بِهِ أيامنا عَن الشَّمْس وليالينا عَن الْقَمَر وَكم رفعنَا راية مجدٍ تلقاها عرابة فَضله بِيَمِين الظفر وَكم علا ذرا رتبٍ تعز على الْكَوَاكِب الثَّابِتَة فضلا عَمَّن يتنقل فِي المباشرات من الْبشر وَكم كَانَت الْأَمْوَال جُمَادَى فَأَعَادَهَا ربيعاً غرد بِهِ طَائِر الإقبال فِي الْجِهَات وصفر وَكَانَ الْمجْلس العالي القضائي الوزيري الصاحبي الأميني أدام الله نعْمَته هُوَ معنى هَذِه الْإِشَارَة وشمس هَذ الهالة وَبدر هَذِه الدارة نزل من العلياء فِي الصميم وفخر بأقلامه الَّتِي هِيَ سمر الرماح كَمَا فخرت بقوسها تَمِيم وتحفظت الْأَمْوَال فِي دفاتره الَّتِي يوشيها فآوت إِلَى الْكَهْف والرقيم وَقَالَ لِسَان قلمه إجعلني على خَزَائِن الأَرْض إِنِّي حفيظٌ عليم وعقم الزَّمَان بِأَن يَجِيء بِمثلِهِ إِن الزَّمَان بِمثلِهِ لعقيم وتشبه بِهِ أَقوام فبانوا وبادوا وَقَامَ مِنْهُم عباد الْعباد فَلَمَّا قَامَ عبد الله يَدعُوهُ كَادُوا أردنَا أَن ينَال الشَّام فَضله كَمَا نالته مصر فَمَا يساهم فِيهِ سواهُمَا وَلَا يَقُول لِسَان الْملك لغيره من الطَّوِيل (حللت بِهَذَا حلَّة ثمَّ حلَّة ... بِهَذَا فطاب الواديان كِلَاهُمَا) فَلذَلِك رسم بالأمرالشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري أَعْلَاهُ الله وشرفه أَن يُفَوض إِلَيْهِ تَدْبِير الممالك الشَّرِيفَة بِالشَّام المحروس وَنظر الْخَواص الشَّرِيفَة والأوقاف

المبرورة على عَادَة من تقدمه فِي ذَلِك وبمعلومه الشَّاهِد بِهِ الدِّيوَان الْمَعْمُور وَهُوَ فِي الشَّهْر مبلغ أَرْبَعَة آلَاف وسِتمِائَة وَثَلَاثَة وَسبعين درهما وَثلث دِرْهَم تفضيله عَن نصر المملكة الشَّرِيفَة بِالشَّام المحروس أَرْبَعَة آلَاف وَمِائَة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ وَثلث درهمٍ مبلغ ألفي وَسَبْعمائة وَثَلَاثَة وَثَمَانُونَ وَثلث دِرْهَم ثمن لحم وتوابل ألف وثلاثمائة وَخَمْسُونَ درهما خَارِجا عَمَّا باسم كِتَابَة النّظر وَهُوَ فِي الشَّهْر مائَة وَخَمْسُونَ درهما قَمح غرارة وَنصف) عَن نظر الْخَاص الشريف مبلغ وَثمن لحم وتوابله ثَلَاثَة أَرْطَال بالدمشقي خَمْسمِائَة وَأَرْبَعُونَ درهما غلات عَن الوظيفتين تِسْعَة وَعِشْرُونَ غرارة تَفْصِيله قَمح تسع غَرَائِر وَنصف وَربع غرارة شعير عشرُون غرارة وَنصف وَربع أَصْنَاف المشاهرة بِالْوَزْنِ الدِّمَشْقِي سكر بَيَاض إثنان وَعِشْرُونَ رطلا وَنصف حطب تِسْعَة قناطير وَفِي الْيَوْم بالدمشقي خبز خَمْسَة عشر رطلا شمع أُوقِيَّة وَنصف مَاء ورد أُوقِيَّة وَنصف صابون أُوقِيَّة وَنصف زَيْت طيب نصف رَطْل وَالْكِسْوَة والتوسعة وَالْأُضْحِيَّة والأتبان على الْعَادة لمن تقدمه فِي ذَلِك فليتلق هَذِه الْولَايَة بالعزم الَّذِي نعهده والحزم الَّذِي شَاهَدْنَاهُ ونشهده وَالتَّدْبِير الَّذِي يعْتَرف لَهُ الصَّوَاب وَلَا يجحده حَتَّى تثمر الْأَمْوَال فِي أوراق الْحساب وتزيد نمواً وَسموا فتفوق الأمواج فِي الْبحار وتفوت الْقطر من السَّحَاب مَعَ رفق يكون فِي شدته ولين يزين مضاء حِدته وعدلٍ يصون مهلة مدَّته فالعدل يعمر والجور يدمر وَلَا يُثمر بِحَيْثُ إِن الْحُقُوق تصل إِلَى أَرْبَابهَا والمعاليم تطلع بدور بدرها كَامِلَة كل هلالٍ على أَصَابَهَا والرسوم لَا تزداد على الطَّاقَة فِي بَابهَا والرعايا يجنون ثَمَر الْعدْل فِي أَيَّامه متشابها وَإِذا أنعمنا على بعض أوليائنا بجملٍ فَلَا تكدر بِأَن تُؤخر وَإِذا استدعيناه لأبوابنا بمهمٍّ فَلْيَكُن الْإِسْرَاع إِلَيْهِ يخجل الْبَرْق المتألق فِي السَّحَاب المسخر فَمَا أردناك إِلَّا لِأَنَّك سهم خرج من كنَانَة وشهمٌ لَا يثني إِلَى الْبَاطِل عيانه وَلَا عنانه فاشكر هَذِه النِّعْمَة على منائحها وشنف الأسماع بمدائحها متحققاً أَن فِي النَّقْل بُلُوغ الْعِزّ والأمل وَأَنه لَو كَانَ فِي شرف المأوى بُلُوغ منى لم تَبْرَح الشَّمْس يَوْمًا دارة الْحمل فاستصحب الْفَرح والجذل بذل الْفِكر والجدل وسر على بركَة آرائنا الشَّرِيفَة وَقل وَفِي بِلَاد من أُخْتهَا بدل واختر مَا اختارته لَك سعادتنا المؤبدة المؤيدة فطرفها بالذكاء مكتحل من الْبَسِيط (إِن السَّعَادَة فِيمَا أَنْت فَاعله ... وقفت مرتحلاً أَو غير مرتحل) فَمَا آثرنا بتوجيهك إِلَى الشَّام إِلَّا ليأتيك الْمجد من هُنَا وَهنا ولأنك إِذا كنت مَعنا فِي

الْمَعْنى فَمَا غبت فِي الصُّورَة عَنَّا وابسط أملك إِنَّك الْيَوْم لدينا مكينٌ أَمِين ونزه نَفسك فقد أويت إِلَى ربوةٍ ذَات قرارٍ ومعين والوصايا كَثِيرَة وَأَنت ابْن بجدتها علما وَمَعْرِفَة وَفَارِس نجدتها الَّذِي لَا يقدم على أمرٍ حَتَّى يعرف مصرفه فَمَا نحتاج إِلَى أَن نرشدك مِنْهَا إِلَى علمٍ وَلَا أَن نشِير) لَك فِيهَا بأنملة قلم وتقوى الله عز وَجل هِيَ العروة الوثقى والكعبة الَّتِي من يطوف بهَا فَلَا يضل وَلَا يشقى فعض بالناجذ عَلَيْهَا وَضم يدك على معطفيها وَالله يتَوَلَّى ولايتك ويعين دربتك بالأمور وعنايتك والخط الشريف شرفه الله وَأَعلاهُ حجَّة ثُبُوته الْعَمَل بِمُقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى خطيب شنهور عبد الله بن ثَابت بن عبد الْخَالِق بن عبد الله بن رومي بن إِبْرَاهِيم ابْن حُسَيْن بن عَرَفَة بن هَدِيَّة التجِيبِي أَبُو ثَابت الشنهوري خطيب شنهور أديب شاعرٌ سمع الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ شَيْئا من شعره وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (قد جدت حَتَّى قيل أَي سحابٍ ... وعلوت حَتَّى قيل أَي شهَاب) (وَعلمت أَن المَال لَيْسَ بخالدٍ ... فَجعلت تعطيه بِغَيْر حِسَاب) توفّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وسِتمِائَة العذري عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير العذري أدْرك النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم وَمسح على رَأسه ووعى ذَلِك وَقيل ولد عَام الْفَتْح وَشهد الْجَابِيَة وَحدث عَن عمر وَسعد بن أبي وَقاص وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَأَبِيهِ ثَعْلَبَة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ عبد الله بن ثوب أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ الدَّارَانِي الزَّاهِد سيد التَّابِعين أسلم فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقدم الْمَدِينَة فِي خلَافَة أبي بكر

عبد الله بن جابر

وَهُوَ مَعْدُود فِي كبار التَّابِعين وَكَانَ فَاضلا ناسكاً عابداً وَله كراماتٌ وفضائل روى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَجَمَاعَة من تَابِعِيّ الشَّام وَلما تنبأ الْأسود بِالْيمن بعث إِلَى أبي مُسلم فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ مَا أسمع قَالَ أَتَشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله قَالَ نعم فردد ذَلِك عَلَيْهِ هُوَ يَقُول كَمَا قَالَ أَولا فَأمر بنارٍ عظيمةٍ فأججت ثمَّ ألْقى فِيهَا أَبَا مُسلم فَلم يضرّهُ ذَلِك فَقيل لَهُ إنفه عَنْك وَإِلَّا أفسد عَلَيْك من اتبعك فَأمره بالرحيل فَأتى أَبُو مُسلم الْمَدِينَة وَقد قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَنَاخَ رَاحِلَته بِبَاب الْمَسْجِد وَقَامَ يُصَلِّي إِلَى ساريةٍ وبصر بِهِ عمر بن الْخطاب) فَقَامَ إِلَيْهِ وَقَالَ مِمَّن الرجل قَالَ من أهل الْيمن قَالَ مَا فعل الَّذِي حرقه الْكذَّاب بالنَّار قَالَ ذَاك عبد الله بن ثوب قَالَ أنْشدك بِاللَّه أَنْت هُوَ قَالَ اللَّهُمَّ نعم فاعتنقه عمر وَبكى ثمَّ أجلسه بَينه وَبَين أبي بكر وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي لم يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أمة مُحَمَّد صلّى اللهُ عليهِ وسلّم مَن فُعل بِهِ كَمَا فُعل بإبراهيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَتُوفِّي أَبُو مُسلم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة 3 - (عبد الله بن جَابر) أَبُو مُحَمَّد العسكري عبد الله بن جَابر بن ياسين بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن محمويه ابْن خَالِد العسكري أَبُو مُحَمَّد من أَوْلَاد الْمُحدثين تفقه على اقاضي أبي يعلى ابْن الْفراء وَكَانَ خَال أَوْلَاده سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَعبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَغَيرهمَا وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم السَّمرقَنْدِي وَعبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي وَعمر بن ظفر المغازلي وَإِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الورديسي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وأربعائة 3 - (عبد الله بن جَعْفَر) الجيلي الشَّافِعِي عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الله أَبُو مَنْصُور الجيلي الْفَقِيه الشَّافِعِي شهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الدَّامغَانِي وزكاه القَاضِي أَبُو يعلى ابْن الْفراء وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة الشيعي عبد الله بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن

أَحْمد بن الْعَبَّاس كَانَ يذكر أَنه من ولد حُذَيْفَة بن الْيَمَان الصَّحَابِيّ وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء على مَذْهَب الشِّيعَة قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا بشيءٍ من أَخْبَار أهل الْبَيْت عَن جده مُحَمَّد بن مُوسَى توفّي بِالريِّ بعد الستمائة الْعلوِي الْحُسَيْنِي عبد الله بن جَعْفَر بن النفيس بن عبيد الله أَبُو طَاهِر الْعلوِي الْحُسَيْنِي من أهل الْكُوفَة شيخٌ أديبٌ فاضلٌ شاعرٌ لَهُ لسانٌ وعارضة طَاف الْعرَاق والحجاز وَالشَّام ومصر وخراسان وَمَا وَرَاء النَّهر وغزنة ومدح الإِمَام النَّاصِر وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ) وَمن شعره ابْن درسْتوَيْه عبد الله بن جَعْفَر بن درسْتوَيْه بن مرزبان أَبُو مُحَمَّد الْفَارِسِي النَّحْوِيّ أحد من اشْتهر وَعلا قدره وَكثر علمه وَكَانَ جيد التصنيف مليح التَّأْلِيف قَرَأَ على الْمبرد وَصَحبه ولي ابْن قُتَيْبَة وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء كالدارقطني وَغَيره وَكَانَت وِلَادَته سنة ثمانٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَكَانَ شَدِيد الِانْتِصَار للبصريين فِي النَّحْو واللغة وَوَثَّقَهُ ابْن مَنْدَه وَالْحُسَيْن بن ثَمَان الشِّيرَازِيّ وَضَعفه هبة الله اللالكائي وَقَالَ بَلغنِي عَنهُ أَنه قيل لَهُ حدث عَن عَبَّاس الدوري حَدِيثا ونعطيك درهما فَفعل وَلم يكن سَمعه مِنْهُ قَالَ الْخَطِيب سَمِعت هبة الله يَقُول ذَلِك وَهَذِه الْحِكَايَة بَاطِلَة لِأَن ابْن دستوريه كَانَ أرفع قدرا من أَن يكذب وَمن تصانيفه تَفْسِير كتاب الْجرْمِي والإرشاد فِي النَّحْو وَكتاب الهجاء وَشرح الفصيح وَالرَّدّ على الْمفضل الضَّبِّيّ فِي الرَّد على الْخَلِيل وَكتاب الْهِدَايَة وَكتاب الْمَقْصُور والممدود وَكتاب غَرِيب الحَدِيث وَكتاب مَعَاني الشّعْر وَكتاب الْحَيّ وَالْمَيِّت وَكتاب التَّوَسُّط بَين الْأَخْفَش وثعلب فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَكتاب خبر قس بن سَاعِدَة وَكتاب الأضداد وَكتاب أَخْبَار النُّحَاة وَكتاب الرَّد على الْفراء فِي الْمعَانِي وَله عدَّة كتب شرع فِيهَا وَلم يكملها

أَبُو عَليّ بن الْمَدِينِيّ عبد الله بن جَعْفَر بن نجيح السَّعْدِيّ وَالِد عَليّ بن الْمَدِينِيّ قَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان يَأْتِي بالأخبار مَقْلُوبَة حَتَّى كَأَنَّهَا معمولة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثمانٍ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه ابْن جَعْفَر الْبَرْمَكِي عبد الله بن جَعْفَر بن يحيى بن خَالِد أَبُو مُحَمَّد الْبَرْمَكِي ابْن وَزِير الرشيد روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ أَبُو مُحَمَّد الإصبهاني عبد الله بن جَعْفَر بن أَحْمد بن فَارس أَبُو مُحَمَّد الإصبهاني كَانَ ثِقَة عابداً قَالَ أَبُو الشَّيْخ سَمِعت أَبَا عمر الْقطَّان يَقُول رَأَيْت عبد الله بن جَعْفَر فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وأنزلني منزلَة الْأَنْبِيَاء وَتُوفِّي سنة ستٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة) ابْن الْورْد عبد الله بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْورْد بن زَنْجوَيْه أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ سمع وروى وَكَانَ من الصَّالِحين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وثلاثمائة المخرمي الْمدنِي عبد الله بن جَعْفَر المخرمي الْمدنِي الْفَقِيه كَانَ مفتياً عَارِفًا بالمغازي وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَقَالَ ابْن معِين صَدُوق وَلَيْسَ بثبتٍ وَأما ابْن حبَان فَأَنَّهُ أسرف فِي توهِينه وَكَانَ ابْن حَنْبَل يرجحه على ابْن أبي ذِئْب لفضله ومروءته وإتقانه وَكَانَ قَصِيرا جدا وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَة وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة الرقي عبد الله بن جعفرالرقي مولى آل عقبَة بن أبي معيط وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة الْجواد عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب الْجواد لَهُ صحبةٌ وَرِوَايَة ولد

بِالْحَبَشَةِ من أَسمَاء بنت عُمَيْس يُقَال إِنَّه لم يكن فِي الْإِسْلَام أسخى مِنْهُ وروى عَنهُ أَبَوَيْهِ وَعَن عَمه عَليّ وَهُوَ آخر من رأى النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم من بني هَاشم سكن الْمَدِينَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَهُوَ أول مولودٍ ولد فِي الْإِسْلَام بِالْحَبَشَةِ وَكَانَ يُسمى بَحر الْجُود وَكَانَ لَا يرى بِسَمَاع الْغناء بَأْسا وَكَانَ إِذا قدم على مُعَاوِيَة أنزلهُ دَاره وأكرمه وَكَانَ ذَلِك يغِيظ فاخته بنت قرظة ابْن عبد عَمْرو بن نَوْفَل زوج مُعَاوِيَة فَسمِعت لَيْلَة غناء عِنْد عبد الله بن جَعْفَر فَجَاءَت إِلَى مُعَاوِيَة فَقَالَت تعال فاسمع مَا فِي منزل هَذَا الرجل الَّذِي جعلته بَين لحمك ودمك فجَاء فَسمع وَانْصَرف فَلَمَّا كَانَ آخر اللَّيْل سمع مُعَاوِيَة قِرَاءَة عبد الله بن جَعْفَر فأنبه فَاخِتَة فَقَالَ إسمعي مَكَان مَا اسمعتني وَيَقُولُونَ إِن أجواد الْعَرَب فِي الْإِسْلَام عشرَة فأجواد أهل الْحجاز عبد الله بن جَعْفَر وَعبيد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَسَعِيد بن الْعَاصِ بن سعيد بن الْعَاصِ وأجواد أهل الْكُوفَة عتاب بن وَرْقَاء أحد بني ريَاح بن يَرْبُوع وَأَسْمَاء بن خَارِجَة بن حصن الْفَزارِيّ وَعِكْرِمَة بن ربعي الْفَيَّاض أحد بني تيم الله بن ثَعْلَبَة وأجواد أهل الْبَصْرَة عمربن عبيد الله بن معمرٍ وَطَلْحَة بن عبد الله بن خلف الْخُزَاعِيّ وَهُوَ طَلْحَة الطلحات) وَعبيد الله بن أبي بكرَة وأجواد أهل الشَّام خَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة وَلَيْسَ فِي هَؤُلَاءِ كلهم أَجود من عبد الله بن جَعْفَر عوتب فِي ذَلِك فَقَالَ إِن الله عودني عَادَة وعودت النَّاس عَادَة فَأَخَاف إِن قطعتها قطعت عني وأخباره فِي الْجُود كثيرةٌ مَشْهُورَة محيي الدّين الصَّالح الْكُوفِي عبد الله بن جَعْفَر بن عَليّ بن صَالح محيي الدّين الْأَسدي الْكُوفِي النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ ابْن الصّباغ أحد الْأَعْلَام ولد سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة أجَاز لَهُ رَضِي الدّين الصَّاغَانِي والموفق الكواشي وبالعامة من ابْن الْخَيْر وَألقى الْكَشَّاف دروساً مراتٍ وَله أدب وفضائل نظم الْفَرَائِض وَفِيه عبادةٌ وزهادة وَله جلالة عرض عَلَيْهِ تدريس المستنصرية فَأبى كتب عَنهُ الْعَفِيف المطري وَأَجَازَ لِابْنِ رَافع الْمُفِيد وَكَانَ فَاضل الْكُوفَة عفيف الدّين كَاتب صَاحب الْيمن عبد الله بن جَعْفَر التهامي عفيف الدّين

أحد كتاب الإنشاءللملك الْمُؤَيد صَاحب الْيمن توفّي سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة ببلدةٍ من أَعمال الجثة كَانَ فِيهِ ديانَة حسن السِّيرَة نقلت من خطّ الشَّيْخ تَاج الدّين اليمني كَانَ يملي على أربعةٍ قريضاً من فِيهِ على غَرَض طَالبه ومستدعيه من غير لعثمةٍ وَلَا فأفأةٍ وَلَا تمتمةٍ فِي أوزانٍ مُخْتَلفَة وقوافٍ غير متآلفة بلغ السّبْعين وَهُوَ مشتملٌ برداء الدّين قَالَ يمدح الْملك الْمُؤَيد وَقد سَار إِلَى عدن من تعز وعيّد بهَا من الْكَامِل (أعلمت من قاد الْجبَال خيولا ... وأفاض من لمع السيوف سيولا) (وأماج بحراً من دلاص سابغٍ ... جرت أسود الغاب مِنْهُ ذيولا) (وَمن القسي أهلةٌ مَا يَنْقَضِي ... مِنْهَا الخضاب على النصول نصولا) (وتزاحمت سمر القنا فتعانقت ... قرباً كَمَا يلقى الْخَيل خَلِيلًا) (فالغيث لَا يلقى الطَّرِيق إِلَى الثرى ... وَالرِّيح فِيهَا لَا تطِيق دُخُولا) (سحبٌ سرت فِيهَا السيوف بوارقاً ... وتجاوبت فِيهَا الرعود صهيلا) (طلعت أسنتها نجوماً فِي السما ... فتبادرت عَنَّا النُّجُوم أفولا) (تركت ديار الْمُلْحِدِينَ طلولا ... مِمَّا تبيح بهَا دَمًا مطلولا) (وَالْأَرْض ترجف تحتهَا فِي أفكلٍ ... والجو يحْسب شلوه مَأْكُولا) (حطمت جحافلها الجحافل حطمةً ... تدع الْحمام مَعَ الْقَتِيل قَتِيلا) ) (طلبُوا الْفِرَار فَمد أشطان القنا ... فَأَعَادَ معقلهم بهَا معقولا) (عرفُوا الَّذِي جهلوا فَكل غضنفرٍ ... فِي النَّاس عَاد نعَامَة إجفيلا) (ملكٌ إِذا هَاجَتْ هوائج بأسه ... جعل الْعَزِيز من الْمُلُوك ذليلا) (بحرٌ إِلَى بحرٍ يسير بِمثلِهِ ... وَالْملح أَحْقَر أَن يكون مثيلا) قلت شعرٌ جيدٌ وَمن شعر عفيف الدّين وَقد أَمر الْملك الْمُؤَيد أَن تطرح دَرَاهِم كثيرةٌ فِي بركةٍ صافيةٍ وأنْ ينزل الخدم والحاضرون للغوص عَلَيْهَا من المتقارب (أرى بركَة قد طمى مَاؤُهَا ... وَفِي قعرها ورقٌ منتثر) (فيا ملك الأَرْض هذي السما ... وهذي النُّجُوم وَأَنت الْقَمَر) وَقَالَ وَقد أَمر الْملك الْمُؤَيد الندامى أَن يقطعوا عناقيد عنبٍ فَقطع عفيف الدّين عنقوداً

وَحمله إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ يَقُول من الْكَامِل (جَاءَ ابْن جَعْفَر حَامِلا بِيَمِينِهِ ... عنقود كرمٍ هُوَ من نعماكا) (يقْضِي الزَّمَان بِأَن نصرك عاجلٌ ... يَأْتِي إِلَيْك بِرَأْس من عاداكا) وَقَالَ وَقد حضر الخروف الْمُغنِي من الشَّام سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وغنى بَين يَدي السُّلْطَان من الْخَفِيف (إِن أيامكم لأمنٌ ويمنٌ ... وأمانٌ فِي كل بدوٍ وَحضر) (هيبةٌ مِنْك صالحت بَين سرحا ... نٍ وسخلٍ وَبَين صقرٍ وكدري) (من المعجزات أَن خروفاً ... يرفع الصَّوْت وَهُوَ عِنْد الهزبر) قلت كَذَا نقلته من خطّ الشَّيْخ تَاج الدّين اليمني قَوْله أَمن ويمن وأمان والأمن والأمان واحدٌ الأطرابلسي عبد الله بن جَعْفَر الأطرابلسي معروفٌ بالأدب وَالشعر وَهُوَ الْقَائِل يرثي يُوسُف بن عبد الله الْعِرَاقِيّ وَتُوفِّي يُوسُف سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ من الْبَسِيط (أضحى بِيُوسُف قلبِي الْيَوْم مَحْزُونا ... إِذْ قيل أصبح تَحت الترب مَدْفُونا) (وغاله قدرٌ لَا بُد يدركنا ... وسوف حَقًا كَمَا أفناه يفنينا) (لله در أبي يَعْقُوب مَا فجعت ... بِهِ الْأَحِبَّة إِذْ قَامُوا يبكونا) (قد كَانَ زيناً لَهُم فِي النائبات إِذا ... حلت وَكَانَ أصيل الرَّأْي مَأْمُونا) ) قلت شعرٌ نازلٌ صَاحب لورقة عبد الله بن جَعْفَر أَبُو مُحَمَّد الْكَلْبِيّ كَانَ أَبوهُ شَاعِرًا رَئِيسا فِي بَلَده جليل الْقدر وَحصل لِابْنِهِ عبد الله فِي معقل لورقة من مملكة مرسية رياسةٌ من جِهَة الْعلم والأبوة وَلما اختلت الأندلس على الملثمين قدمه أهل لورقة وملكوه فَرَأى الْأُمُور منحلةً فاختفى وَطلب الْعَافِيَة وانخلع عَن الْملك وَصفه ابْن الإِمَام صَاحب كتاب السمط فَقَالَ روض الْأَدَب الزَّاهِر وطود الشّرف الباهر الَّذِي مَلأ الدُّنْيَا زيناً وَأعَاد آثَار الْملك عينا وَمن شعره من الْخَفِيف (لست أرضي إِلَّا النُّجُوم سميرا ... لَا أرى غَيرهَا لمجدي نظيرا) (بَيْننَا فِي الظلام أسرار وحيٍ ... يرجع اللَّيْل من سناها منيرا) (وَلَقَد أفهمت وأفهمت عَنْهَا ... وَجَعَلنَا حديثنا مَسْتُورا)

عبد الله بن الحارث

خطيب غرناطة عبد الله بن أبي جَمْرَة الْمَالِكِي الإِمَام أَبُو مُحَمَّد خطيب غرناطة روى عَن أبي الرّبيع ابْن سَالم بِالْإِجَازَةِ وَأقَام مُدَّة بسبتة وَولي خطابة غرناطة فِي أَوَاخِر عمره خطب يَوْم الْجُمُعَة وخر من الْمِنْبَر مَيتا وَذَلِكَ بعد سنة عشرٍ وَسَبْعمائة 3 - (عبد الله بن الْحَارِث) عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل الْهَاشِمِي الْمدنِي نزيل الْبَصْرَة الملقب ببه بَاء مُوَحدَة مَفْتُوحَة وباء أُخْرَى مُشَدّدَة مَفْتُوحَة وهاء قيل أمه هِنْد أُخْت مُعَاوِيَة إصطلح أهل الْبَصْرَة على تأميره عِنْد هروب عبيد الله بن زِيَاد إِلَى الشَّام توفّي سنة أربعٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَإِنَّمَا لقب ببة لِأَن أمه كَانَت ترقصه وَتقول من مجزوء الرجز (لأنكحن ببه جَارِيَة ... خدبة مكرمَة محبه) قَالَ ابْن عبد الْبر أَجمعُوا عَن أَنه ثقةٌ فِيمَا روى وَلم يَخْتَلِفُوا روى عَنهُ عبد الْملك بن عُمَيْر وَيزِيد بن أبي زيادٍ وَبَنوهُ عبد الله وَعبيد الله وَإِسْحَاق أَخُو جوَيْرِية أم الْمُؤمنِينَ عبد الله بن الْحَارِث بن أبي ضرارٍ الْخُزَاعِيّ هُوَ أَخُو جوَيْرِية بنت الْحَارِث زوج النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي فدَاء أُسَارَى بني المصطلق وغيب فِي بعض الطَّرِيق ذوداً كن مَعَه وَجَارِيَة سَوْدَاء فَكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم فَمَا جِئْت بِهِ قَالَ مَا جِئْت بِشَيْء قَالَ فَأَيْنَ الذود وَالْجَارِيَة السَّوْدَاء الَّتِي لَا غيبت بِموضع كَذَا وَكَذَا قَالَ أشهد أنّ لَا إِلَه إِلَّا اللهُ وَأَنَّك رَسُول الله وَالله مَا كَانَ معي أحدٌ وَلَا سبقني إِلَيْك أحدٌ فَأسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم لَك الْهِجْرَة حَتَّى تبلغ برك الغماد الزبيدِيّ عبد الله بن الْحَارِث بن جزءٍ الزبيدِيّ أَبُو الْحَارِث شهد فتح مصر

عبد الله بن حبيب

وَهُوَ آخر الصَّحَابَة موتا بهَا توفّي بقرية سفط الْقُدُور وَقد عمي فِي سنة ستٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن اخي محمية ابْن جُزْء الزبيرِي روى عَنهُ جماعةٌ من المصريين مِنْهُم يُرِيد بن أبي حبيب وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة الْمكتب الزبيدِيّ عبد الله بن الْحَارِث الْمكتب الزبيدِيّ الْكُوفِي روى عَن ابْن مَسْعُود وجندب بن عبد الله وطليق بن قيسٍ وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة أَبُو الْوَلِيد) عبد الله بن الْحَارِث أَبُو الْوَلِيد زوج أُخْت مُحَمَّد بن سِيرِين روى عَن عَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة المَخْزُومِي عبد الله بن الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي قَالَ ابْن عبد الْبر روى عَن النَّبِي صلى اللهُ عليهِ وَسلم يُقَال إِن حَدِيثه مرسلٌ وَلَا صُحْبَة لَهُ وَالله أعلم إِلَّا أَنه ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عليهِ وسلّم 3 - (عبد الله بن حبيب) أَبُو محجن الثَّقَفِيّ عبد الله بن حبيب أَبُو محجن الثَّقَفِيّ كَانَ فَارِسًا شَاعِرًا من معاقري الْخمر أَقَامَ عَلَيْهِ عمر الْحَد الْحَد مراتٍ وَلم ينْتَه فنفاه إِلَى جزيرةٍ فِي الْبَحْر يُقَال لَهَا حضوضى وَبعث مَعَه حرسياً فهرب مِنْهُ على سَاحل الْبَحْر وَلحق بِسَعْد بن أبي وَقاص وَقَالَ من الْبَسِيط

(الْحَمد لله نجاني وخلصتني ... من ابْن جهراء والبوصي قد حبسا) (من يجشم الْبَحْر والبوصي مركبه ... إِلَى حضوضي فبئس الْمركب التمسا) (أبلغ لديك أَبَا حفصٍ مغلغلةً ... عِنْد الْإِلَه إِذا مَا غَار أَو جلسا) (أَنِّي أكر على الأولى إِذا فزعوا ... يَوْمًا وأحبس تَحت الرَّايَة الفرسا) (أغشى الْهياج وتغشاني مضاعفةٌ ... من الْحَدِيد إِذا مَا بَعضهم خنسا) فَبلغ عمر خَبره فَكتب إِلَى سعدٍ فحبسه فَلَمَّا كَانَ يَوْم قس الناطف والتحم الْقِتَال سَأَلَ أَبُو محجن امْرَأَة سعدٍ أَن تعطيه فرس سعدٍ وَتحل قَيده لِيُقَاتل الْمُشْركين فَإِن اسْتشْهد فَلَا تبعة عَلَيْهِ وَإِن سلم عَاد حَتَّى يضع فِي رجله الْقَيْد فَأَعْطَتْهُ الْفرس وحلت قَيده وخلت سَبيله وعاهدها على الْوَفَاء فقاتل فأبلى بلَاء حسنا إِلَى اللَّيْل ثمَّ عَاد إِلَى محبسه وَقَالَ من الوافر (لقد علمت ثقيفٌ غير فخرٍ ... بِأَنا نَحن أكْرمهم سيوفا) (أَكْثَرهم دروعاً سابغاتٍ ... وأصبرهم إِذا كَرهُوا الوقافا) (وَأَنا وفدهم فِي كل يومٍ ... وَإِن جَحَدُوا فسل بهم عريفا) (وَلَيْلَة قادسٍ لم يشعروا بِي ... لوم اكره بمخرجي الزحوفا) (فَإِن أحبس فقد عرفُوا بلائي ... وَإِن أطلق أجرعهم حتوفا) ) فَقَالَت لَهُ سلمى امْرَأَة سعدٍ يَا أَبَا محجن فِي أَي شَيْء حَبسك هَذَا الرجل فَقَالَ أما وَالله مَا حَبَسَنِي لحرامٍ أَكلته وَلَا شربته وَلَكِنِّي كنت صَاحب شرابٍ فِي الْجَاهِلِيَّة وَأَنا امْرُؤ شاعرٌ يدب الشّعْر على لساني فأنفثه أَحْيَانًا فحبسني لقولي من الطَّوِيل (إِذا مت فادفني إِلَى أصل كرمةٍ ... تروي عِظَامِي بعد موتِي عروقها) (وَلَا تدفنني فِي الفلاة فإنني ... أَخَاف إِذا مَا مت أَن لَا أذوقها) فَأَتَت سَعْدا وخبرته خبر أبي محجن فَدَعَا بِهِ وَأطْلقهُ وَقَالَ إذهب فلست مؤاخذك بشيءٍ تَقوله حَتَّى تَفْعَلهُ فَقَالَ لَا جرم وَالله لاأجيب بلساني إِلَى صفة قبيحٍ أبدا وَهُوَ الْقَائِل من الْبَسِيط (لَا تسألي النَّاس عَن مَالِي وكثرته ... وسائلي النَّاس مَا فعلي وَمَا خلقي) (أعطي السنان غَدَاة الروع صِحَّته ... وعامل الرمْح أرويه من العلق) (وأطعن الطعنة النجلاء عَن عرضٍ ... وأحفظ السِّرّ فِيهِ ضَرْبَة الْعُنُق)

(وَقد أَجود وَمَا مَالِي بِذِي قنع ... وَقد أكر وَرَاء المحجر الْفرق) (وَالْقَوْم أعلم أَنِّي من سراتهم ... إِذا سما بصرالرعديدة الشَّفق) (سيكثر المَال يَوْمًا بعد قلته ... ويكتسي الْعود بعد اليبس بالورق) أَبُو عبد الرحمان السّلمِيّ الْمُقْرِئ عبد الله بن حبيب بن ربيعَة أَبُو عبد الرحمان السّلمِيّ مقرئ الْكُوفَة بِلَا مدافعة قَرَأَ الْقُرْآن على عُثْمَان وَعلي وَابْن مسعودٍ وسمعهم وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة زكي الدّين الْكَاتِب عبد الله بن حبيب زكي الدّين الْكَاتِب الْأُسْتَاذ المجود أَو حد عصره فِي الْخط بِبَغْدَاد كَانَ شيخ رباطٍ عَاشَ سِتا وَسبعين سنة وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة الذبياني عبد الله بن الْحجَّاج من بني ذبيان شاعرٌ مكثرٌ فاتكٌ شجاعٌ كَانَ من أَصْحَاب عبد الله بن الزبير وشيعته فَلَمَّا قتل عبد الله احتال ابْن الْحجَّاج حَتَّى دخل على عبد الْملك وَهُوَ يطعم النَّاس فَدخل وَجلسَ حجرَة فَقَالَ لَهُ مَا لَك ياهذا لَا تَأْكُل فَقَالَ لَا أستحل أَن آكل حَتَّى تَأذن لي قَالَ إِنِّي قد أَذِنت للنَّاس جَمِيعًا قَالَ لم أعلم أَفَآكُل بِأَمْرك قَالَ كل وَعبد الْملك ينظر) إِلَيْهِ ويعجب من فعاله فَلَمَّا أكل النَّاس جلس عبد الْملك فِي مَجْلِسه وَجلسَ خواصه بَين يَدَيْهِ وتفرق النَّاس وَجَاء عبد الله بن الْحجَّاج فَوقف بَين يَدَيْهِ ثمَّ اسْتَأْذن فِي الإنشاد فَأذن لَهُ فَأَنْشد من الْكَامِل (أبلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ بأنني ... مِمَّا لقِيت من الْحَوَادِث موجع) (منع الْقَرار فَجئْت نَحْوك هَارِبا ... جيشٌ يجر ومقنبٌ يتلمع) فَقَالَ عبد الْملك وَمَا خوفك لَا أم لَك لَوْلَا أَنَّك مريبٌ فَقَالَ (إِن الْبِلَاد عَليّ وَهِي عريضةٌ ... وعرت مذاهبها وسد المطلع) فَقَالَ عبد الْملك ذَلِك بِمَا كسبت يداك وَمَا الله بظلامٍ للعبيد فَقَالَ

(كُنَّا تنحلنا البصائر مرّة ... وَإِلَيْك إِن عمي البصائر نرْجِع) (إِن الَّذِي يعصيك منا بعْدهَا ... من دينه وحياته متودع) (آني رضاك وَلَا أَعُود لمثلهَا ... وَأطِيع أَمرك مَا أمرت وأسمع) (أعطي نصيحتي الْخَلِيفَة رَاجعا ... وخزامة الْأنف المقود فأتبع) فَقَالَ عبد الْملك هَذَا لَا نقبله مِنْك إِلَّا بعد الْمعرفَة بك وبذ نبك فَإِذا عرفنَا الحوبة قبلنَا التَّوْبَة فَقَالَ (وَلَقَد وطِئت بني سعيدٍ وَطْأَة ... وَابْن الزبير فعرشه متضعضع) فَقَالَ عبد الْملك الْحَمد لله رب الْعَالمين فَقَالَ (مَا زلت تضرب منكباً عَن منكبٍ ... تعلو ويسفل غَيْركُمْ مَا يرفع) (ووطئتهم فِي الْحَرْب حَتَّى أَصْبحُوا ... حَدثا يكوس وغابراً يتفجع) (فحوى خلافتهم وَلم يظلم بهَا ... القرم قرم بني قضي الْأَقْرَع) (لَا يَسْتَوِي خاوي نجومٍ أفلٍ ... والبدر منبلجاً إِذا مَا يطلع) (وضعت أُميَّة واسطين لقومهم ... وَوضعت وَسطهمْ فَنعم الْموضع) (بيتٌ أَبُو العَاصِي بناه بربوةٍ ... عالي المشارف عزه مَا يدْفع) فَقَالَ عبد الْملك إِن توريتك عَن نَفسك تريبني فَأَي الفسقة أَنْت وماذا تُرِيدُ فَقَالَ (فانعش أصييبتي الألاء كَأَنَّهُمْ ... حجلٌ تدرج بالشربة جوع) فَقَالَ عبد الْملك لَا نعشهم الله وأجاعهم فَقَالَ) (مالٌ لَهُم مِمَّا يضن جمعته ... يَوْم القليب فحيز عَنْهُم أجمع) فَقَالَ لَهُ عبد الْملك مالٌ أَخَذته من غير حلّه وأنفقته فِي غير حق وأرصدت بِهِ لمشاقة أَوْلِيَاء الله فَقَالَ (أدنو لترحمني وتجبر فَاقَتِي ... وأراك تدفعني فَأَيْنَ المدفع) فَتَبَسَّمَ عبد الْملك وَقَالَ إِلَى النَّار فَمن أَنْت قَالَ أَنا عبد الله بن الْحجَّاج الذبياني الثَّعْلَبِيّ وَقد دخلت دَارك وأكلت طَعَامك وأنشدتك فَإِن قتلتني بعد ذَلِك فَأَنت بِمَا عَلَيْك فِي هَذَا عَارِف وَعَاد إِلَى إنشاده فَقَالَ (ضَاقَتْ ثِيَاب الملبسين وفضلهم ... عني فألبسني فثوبك أوسع) فَشد عبد الْملك الرِّدَاء الَّذِي كَانَ على كتفه وَقَالَ إلبسه لَا لبست فالتحف بِهِ فَقَالَ لَهُ

عبد الْملك أولى لَك وَالله لقد طاولتك طَمَعا فِي أَن يقوم إِلَيْك بعض هَؤُلَاءِ فيقتلك فَأبى الله فَلَا تجاورني فِي بلدٍ وَانْصَرف آمنا فأقم حَيْثُ شِئْت السَّهْمِي عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم الْقرشِي السَّهْمِي أَبُو حذافة أسلم قَدِيما وَكَانَ من الْمُهَاجِرين هَاجر إِلَى الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة مَعَ أَخِيه قيس بن حذاقة فِي قَول ابْن إِسْحَاق والواقدي وَلم يذكرهُ أَبُو مُوسَى وَأَبُو معشر وَهُوَ أَخُو الْأَخْنَس بن حذافة وخنيس بن حذافة الَّذِي كَانَ زوج حَفْصَة قبل النَّبِي صلى اللهُ عليهِ وَسلم يُقَال أَنه شهد بَدْرًا وَلم يذكرهُ ابْن إِسْحَاق فِي الْبَدْرِيِّينَ قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ عبد الله رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم إِلَى كسْرَى يَدعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام فمزق كسْرَى الْكتاب فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ مزق ملكه وَقَالَ إِذا مَاتَ كسْرَى فَلَا كسْرَى بعده وَعبد الله هَذَا هُوَ الْقَائِل لرَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم حِين قَالَ سلوني عَمَّا شِئْتُم من أبي يارسول الله فَقَالَ أَبوك حذافة بن قيس فَقَالَت لَهُ أمه مَا سَمِعت بابنٍ أعق مِنْك أمنت أَن تكون أمك قارفت مَا تقارف نسَاء الْجَاهِلِيَّة فتفضحها على أعين النَّاس فَقَالَ وَالله لَو ألحقني بعبدٍ أسود للحقت بِهِ وَكَانَت فِي عبد الله دعابةٌ مَعْرُوفَة عَن اللَّيْث بن سعد قَالَ بَلغنِي أَنه حل حزَام رَاحِلَة النَّبِي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فِي بعض أَسْفَاره حَتَّى كَاد رَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم يَقع قَالَ ابْن وهب فَقلت لليث ليضحكه قَالَ نعم كَانَت فِيهِ دعابةٌ وَمن دعابته أَنه أمره رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم) على سريةٍ فَأَمرهمْ أَن يجمعوا حطباً ويوقدوا نَارا فَلَمَّا أوقدوها أَمرهم بالتقحم فِيهَا فَأَبَوا فَقَالَ ألم يَأْمُركُمْ رَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم بطاعتي وَقَالَ من أطَاع أمره فقد أَطَاعَنِي فَقَالُوا مَا آمنا بِاللَّه وَاتَّبَعنَا رَسُوله إِلَّا لننجو من النَّار فصوب رَسُول الله صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فعلهم وَقَالَ لَا طَاعَة لمخلوقٍ فِي مَعْصِيّة الْخَالِق قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم وَصلى عبد الله بن حذافة فجهر بِصَلَاتِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَاجٍ رَبك بِقِرَاءَتِك يَا ابْن حذافة وَلَا تسمعني وأسمع رَبك

بسم الله الرحمن الرحيم

وَتُوفِّي عبد الله بن حذافة فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان وروى لَهُ النَّسَائِيّ تمّ الْجُزْء السَّابِع عشر من الوافي بالوفيات للعلامة صَلَاح الدّين خَلِيل بن أيبك الصَّفَدِي تغمده الله برحمته (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) 3 - (عبد الله بن الْحر) كَانَ صَالحا عابداً كوفياً خرج إِلَى الشَّام وَقَاتل مَعَ مُعَاوِيَة وَلما اسْتشْهد عَليّ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَة وَخرج عَن الطَّاعَة وَتَبعهُ طائفةٌ وَلما مَاتَ مُعَاوِيَة عاث فِي مَال الْخراج بِالْمَدَائِنِ فظفر بِهِ مصعبٌ فسجنه وشفع فِيهِ فَأخْرج فَعَاد إِلَى الْفساد وَالْخُرُوج وَنَدم مصعبٌ وَوجه عسكراً لحربه فكسرهم ثمَّ إِنَّه قتل فِي آخر سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (عبد الله بن الْحسن) أَبُو بكر الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن حسن بن عبد الرحمان بن شُجَاع الْمروزِي أَبُو بكر كَانَ فَاضلا أديباً حنبلي الْمَذْهَب عَالما بالنحو على مَذْهَب الْكُوفِيّين لَهُ تأليف فِي النَّحْو على مَذْهَبهم مَاتَ فِي حُدُود أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَدخل الأندلس وَحمل أَهلهَا عَنهُ خشويه الْكَاتِب عبد الله بن الْحسن بن أَيُّوب بن زيادٍ الْمَعْرُوف بخشويه بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَضم الشين الْمُعْجَمَة الْمُشَدّدَة وَبعد الْوَاو يَاء آخر الْحُرُوف وهاء الإصبهاني أحد بلغاء زَمَانه دخل بَغْدَاد واتصل بِعَمْرو بن مسْعدَة فَكَانَ يكْتب لَهُ وَعَامة رسائل عمروٍ لَهُ ثمَّ ارْتَفع حَتَّى كَانَ يُوقع بَين يَدي الْمَأْمُون ثمَّ رشح للوزارة فَامْتنعَ مِنْهَا وأقطعه الْمَأْمُون ضيَاعًا بإصبهان وَمن شعره من الْخَفِيف أبرزت للسلام كفا خضيبا واستطالت للشوق عهدا قَرِيبا وَشَكتْ مَا اشتكيت من ألم البي ن وَقد أزمع الخليط المغيبا حاذرت أعيناً وخافت رقيبا فأقامت على الرَّقِيب رقيبا حبذا عقدهَا أناملها الْيَسْ رى بِبَعْض الْيُمْنَى تعد الذنوبا أَبُو الْغَنَائِم الْعلوِي عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن

عِيسَى بن يحيى ابْن الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْغَنَائِم النسابة ابْن القَاضِي أبي محمدٍ الزيدي تصانيفه تدل على الاعتزال والتشيع صنف كتابا فِي النّسَب يزِيد على عشر مجلداتٍ سَمَّاهُ) نزهة عُيُون المشتاقين إِلَى وصف السَّادة الغر الميامين لَقِي جمَاعَة من النسابين أَخذ عَنْهُم علم النّسَب وسافر الْبِلَاد وَلَقي الْأَشْرَاف والعلويين واستقصى أنسابهم وَمن شعره وَقد ودع الشريف أَبَا يعلى حَمْزَة بن الْحسن بن الْعَبَّاس القَاضِي فَخر الدولة بِمصْر من الْبَسِيط (أستودع الله مولَايَ الشريف وَمَا ... يحويه من نعمٍ تبقى ويبليها) (كأنني وَقت توديعي لحضرته ... ودعت من أَجله الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) فأقسم عَلَيْهِ أَن يُقيم فَأَقَامَ وأنعم عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي عبد الله بن الْحسن بن الْفَيَّاض أَبُو محمدٍ الْهَاشِمِي من شعره من الطَّوِيل (رِسَالَة مشتاقٍ أضرّ بِقَلْبِه ... لهيب ضرام الشوق لما تأججا) (فأهدى سَلاما بالمعاذير معجماً ... وَلَا غرو للمشتاق أَن يتلجلجا) الجبائي عبد الله بن أبي الْحسن بن أبي الْفرج الجبائي أَبُو مُحَمَّد الطرابلسي كَانَ أَبوهُ نَصْرَانِيّا فَأسلم هُوَ فِي صغره وَحسن إِسْلَامه وَحفظ الْقُرْآن وَقدم بَغْدَاد وَصَحب الشَّيْخ بن عبد الْقَادِر الجيلي وتفقه لِأَحْمَد بن حَنْبَل وَسمع من القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن عمر الأرموي وَاحْمَدْ بن أبي غَالب بن الطلاية وَمُحَمّد بن عبيد الله الزَّاغُونِيّ والحافظ ابْن ناصرٍ وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ وَسمع بإصبهان وَحصل النّسخ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة بإصبهان أَبُو مُحَمَّد الطبسي عبد الله بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي نصرٍ بن أَحْمد الطبسي أَبُو محمدٍ سمع بنيسابور الْأُسْتَاذ أَبَا الْقَاسِم عبد الْكَرِيم ابْن هوَازن الْقشيرِي

وَأَبا حامدٍ أَحْمد بن الْحسن الْأَزْهَرِي وَالْفضل ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُحب وَجَمَاعَة كَثِيرَة كَانَ مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ والمعرفة وسعة الرحلة وَكَانَ خطه ردياً توفّي بمرو الروذ سنة أربعٍ وَتِسْعين واربعمائة أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي عبد الله بن الْحسن بن مُسلم أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي من أهل الْمَدِينَة شاعرٌ مقدم قدم بَغْدَاد ومدح الإِمَام المستظهر) وَمن شعره من الْكَامِل (لله أيامي على وَادي الْحمى ... مَا كَانَ أطيب ظلهن وأنعما) (أَيَّام وَصلي للأحبة ممكنٌ ... والدهر يسعدني على ذَات اللمى) (خودٍ تريك الْبَدْر سنة وَجههَا ... وتريك مِنْهَا اللَّيْل فرعا أفحما) (قَالَت أتقتلني بمزحٍ يَا فَتى ... وتروم هجراني وبعدي قلت مَا) (أضمرت هَذَا يَا مليحة إِنَّمَا ... أضمرت سفك دمي بمزحك رُبمَا) (قَالَت فحبك كامنٌ بَين الحشا ... فأجبتها حبي بشخصك قد نما) (أَنْت الَّذِي غطى هَوَاك بسحبه ... طرفِي وأمطر من محاجري الدما) قلت شعر منحط عماد الدّين بن النّحاس عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الْبَاقِي بن محَاسِن الشَّيْخ عماد الدّين أَبُو بكر بن أبي الْمجد بن أبي السعادات الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْأَصَم الْمَعْرُوف بِابْن النّحاس ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَخمسين وسِتمِائَة ولد بِمصْر وَنَشَأ بِدِمَشْق وَسمع بهَا وبحلب ونيسابور وَكَانَ ثِقَة صَالحا فَاضلا جليل الْقدر حدث لَهُ صممٌ مفرطٌ وَكَانَ يحدث من لَفظه وَخرج لَهُ أَبُو حَامِد الصَّابُونِي جُزْءا بهاء الدّين بن مَحْبُوب عبد الله بن الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن محبوبٍ الصَّدْر بهاء الدّين المعري الأَصْل البعلبكي ولي نظر الْحَوَائِج خاناه وَنظر بعلبك ثمَّ نظر جَامع دمشق قَلِيلا وَولي نظر البيمارستان النوري وَنظر الأسرى وَكَانَ مَشْهُورا بالأمانة وَالدّين

وَالْكِتَابَة وَكَانَ عَاقِلا حسن المحاضرة حدث عَن أبي الْمجد الْقزْوِينِي سمع مِنْهُ أَوْلَاده شهَاب الدّين والرئيس نجم الدّين وَالشَّيْخ فَخر الدّين عبد الرحمان وعلاء الدّين الكتبة وَبَقِيَّة الطّلبَة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَسبعين وسِتمِائَة أَخُو تَاج الدّين الْكِنْدِيّ عبد الله بن الْحسن بن زيد بن الْحسن أَبُو مُحَمَّد الْكِنْدِيّ أَخُو الشَّيْخ تَاج الدّين تاجرٌ متميزٌ سمحٌ جواد سمع من جماعةٍ وروى وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ شرف الدّين ابْن الْحَافِظ) عبد الله بن الْحسن بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن سرُور الشَّيْخ الْفَقِيه الإِمَام الْمُحدث اللّغَوِيّ الْمُفْتِي الصَّالح الْخَيْر قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن الْعَلامَة شرف الدّين ابْن الْحَافِظ جمال الدّين ابْن الْحَافِظ الْكَبِير تَقِيّ الدّين الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة سمع حضوراً سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَحدث عَن مكي بن عَلان والعراقي والكفرطابي وَمُحَمّد بن سعدٍ سمع مِنْهُ صحيفَة همام والعماد بن عبد الْهَادِي واليلداني وخطيب مردا وَعلي بن يُوسُف الصُّورِي وَإِبْرَاهِيم بن خليلٍ وَأبي المظفر سبط ابْن الْجَوْزِيّ وَطَائِفَة وَحدث ب صَحِيح مسلمٍ عَن ابْن عبد الْهَادِي وَطلب قَلِيلا بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على ابْن عبد الدَّائِم وَالشَّيْخ شمس الدّين وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس وَكَانَ خيرا وقوراً سَاكِنا لين الْجَانِب حسن السمت نَاب فِي الحكم عَن أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين ثمَّ عَن ابْن مُسلم ثمَّ تقلد بعد عز الدّين الْمَقْدِسِي فَمَا غير زيه وَلَا حضر المواكب وَلَا اتخذ بغلة بل كَانَ يَأْتِي على حمارٍ وَكَانَ مديد الْقَامَة رَقِيقا دَقِيق الصَّوْت مليح الذِّهْن حسن المحاضرة وَلم يكن محذلقاً فِي أُمُوره روى الْكثير وَتفرد وَكَانَ يمل وَلَا يحْتَمل تَطْوِيل الْمُحدثين حكم بِالْبَلَدِ إِلَى الْعَصْر وطلع الْجَبَل ففجأة الْمَوْت هُوَ يتَوَضَّأ للمغرب وولايته سنةٌ وشهران وَأَجَازَ لي فِي سنة تسعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكتب عَنهُ بِإِذْنِهِ عبد الله ابْن أَحْمد بن الْمُحب أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي عبد الله بن الْحسن بن السَّيِّد الْحسن بن عَليّ بن أبي

عبد الله بن الحسين

طَالب أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي أَبُو مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم اللَّذين خرجا على الْمَنْصُور أمه فَاطِمَة ابْنة السَّيِّد الْحُسَيْن قَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ من الْعباد وَكَانَ لَهُ شرفٌ وعارضةٌ وهيبةٌ ولسانٌ سديد وَكَانَ ذَا منزلةٍ من عمر بن عبد الْعَزِيز أكْرمه السفاح ووهب لَهُ ألف ألف درهمٍ قَالَ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ ثقةٌ وسم بِبَاب الْقَادِسِيَّة وَهُوَ بهَا مدفونٌ ووفاته سنة أربعٍ وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الأربعةُ وَخرج من بَيته جماعةٌ تقدم ذكرهم وَيَأْتِي ذكر من بَقِي مِنْهُم أَبُو شُعَيْب الْأمَوِي الأديب عبد الله بن الْحسن بن أَحْمد أَبُو شعيبٍ الْحَرَّانِي الْأمَوِي الأديب نزيل بَغْدَاد توفّي سنة خمسٍ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ) 3 - (عبد الله بن الْحُسَيْن) قَاضِي الْقُضَاة الدَّامغَانِي عبد الله بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الدَّامغَانِي أَبُو الْقَاسِم قَاضِي الْقُضَاة ابْن القَاضِي أبي المظفر ابْن القَاضِي أبي الْحُسَيْن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله أحد الْأَعْيَان من أَوْلَاد الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَالْأَئِمَّة والكبراء قلد الْقَضَاء بِمَدِينَة السَّلَام سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَأذن للشُّهُود بِالشَّهَادَةِ عِنْده وَعَلِيهِ فِيمَا يسجله عَن الإِمَام النَّاصِر وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل سنة أربعٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَلزِمَ منزله وأهمل وخفي ذكره مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن تولى رجلٌ يعرف بِابْن الخوافي كَانَ ناظرأً فِي ديوَان الْعرض فظهرت لَهُ وصيةٌ إِلَى القَاضِي ابْن الدَّامغَانِي هَذَا وَكَانَت بمبلغٍ من المَال فعرضت على الْخَلِيفَة فَلَمَّا رأى اسْمه

قَالَ مَا علمت أَن هَذَا فِي الْحَيَاة فَأمر بإحضاره إِلَى دَار الوزارة وتقليده قَضَاء الْقُضَاة سنة ثلاثٍ وسِتمِائَة فِي شهر رَمَضَان شافهه بذلك الْوَزير ابْن مهْدي وخلع عَلَيْهِ السوَاد وَقُرِئَ عَهده فِي جَوَامِع مَدِينَة السَّلَام وأسكن بدار الْخلَافَة وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة فِي شهر رَجَب وَلزِمَ بَيته وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة شَدِيد الْأَفْعَال مرضِي الطَّرِيقَة نزهاً عفيفاً متديناً عَالما بالقضايا وَالْأَحْكَام غزير الْفضل كَامِل النبل لَهُ يدٌ فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَمَعْرِفَة الْفَرَائِض والحساب وَيعرف الْأَدَب معرفَة حَسَنَة وَيكْتب خطا حسنا سمع الحَدِيث من وَالِده وَعَمه قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ وَمن أبي الْفرج ابْن كليبٍ وَالْقَاضِي أبي مُحَمَّد الساوي وَأبي الْفَتْح ابْن الماندائي الوَاسِطِيّ وَحدث باليسير ومولده سنة أربعٍ وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة القطربلي عبد الله بن الْحُسَيْن بن سعدٍ القطربلي صَاحب التأريخ تقلد عمالة بلد إسكاف وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْأَدب وَقد حفظ وَسمع وَكَانَ راويةً لأشعار الْمُحدثين وقصده الشُّعَرَاء ليثيبهم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره من السَّرِيع (جاريةٌ أذهلها اللّعب ... عَمَّا يلاقي الهائم الصب) ) (شَكَوْت مَا أَلْقَاهُ من حبها ... فَأَقْبَلت تسْأَل مَا الْحبّ) وَمِنْه فِي عبدون بن مخلد النَّصْرَانِي أخي صاعد لما جلس للمظالم بسر من رأى من الوافر (إِذا حكم النَّصَارَى فِي الْفروج ... وغالوا بالجياد وبالسروج) (وَوَلَّتْ دولة الْأَشْرَاف طراً ... وَآل الْأَمر فِي أَيدي العلوج) (فَقل لِلْأَعْوَرِ الدَّجّال هَذَا ... أوانك إِن عزمت على الْخُرُوج) أَبُو الْبَقَاء العكبري عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن الإِمَام الْعَلامَة محب الدّين أَبُو الْبَقَاء العكبري الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الضَّرِير النَّحْوِيّ الفرضي الْحَنْبَلِيّ

صَاحب التصانيف ولد سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة قَرَأَ على ابْن الخشاب وَأبي البركات ابْن نجاحٍ وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَحَازَ قصب السَّبق فِي الْعَرَبيَّة أضرّ فِي صباه بالجدري وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يصنف شَيْئا أحضرت إِلَيْهِ مصنفات ذَلِك الْفَنّ وقرئت عَلَيْهِ فَإِذا حصل مَا يُرِيد فِي خاطره أملاه وَكَانَ يُقَال أَبُو الْبَقَاء تلميذ تلامذته وَقَالَ الشّعْر وَقَالَ جَاءَ إِلَيّ جماعةٌ من الشَّافِعِيَّة وَقَالُوا إنتقل إِلَى مَذْهَبنَا ونعطيك تدريس النَّحْو واللغة بالنظامية فَقلت لَو أقمتموني وصببتم الذَّهَب عَليّ حَتَّى واريتموني مَا رجعت عَن مذهبي وَقَرَأَ الْأَدَب على عبد الرَّحِيم بن العصار وَالْفِقْه على الشَّيْخ أبي حكم إِبْرَاهِيم بن دينارٍ النهاوندي وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ يفزع إِلَيْهِ فِيمَا يشكل عَلَيْهِ من الْأَدَب وَكَانَ رَقِيق الْقلب سريع الدمعة وَسمع فِي صباه من أبي الْفَتْح بن البطي وَأبي زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طاهرٍ الْمَقْدِسِي وَأبي بكر عبد الله بن النقور وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْمُبَارك بن المرقعاني وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا فِيمَا يَنْقُلهُ ويحكيه غزير الْفضل كَامِل الْأَوْصَاف كثير الْمَحْفُوظ متديناً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً ذكر لي أَنه بِاللَّيْلِ تقْرَأ لَهُ زَوجته وَله من التصانيف تَفْسِير الْقُرْآن إِعْرَاب الْقُرْآن إِعْرَاب الشواذ من الْقرَاءَات متشابه الْقُرْآن عدد آي الْقُرْآن إِعْرَاب الحَدِيث المرام فِي نِهَايَة الْأَحْكَام فِي الْمَذْهَب الْكَلَام على دَلِيل التلازم تَعْلِيق فِي الْخلاف الملقح من الخطل فِي الجدل شرح الْهِدَايَة لأبي الْخطاب الناهض فِي علم الْفَرَائِض الْبلْغَة فِي الْفَرَائِض التَّلْخِيص فِي الْفَرَائِض الِاسْتِيعَاب فِي أَنْوَاع الْحساب مُقَدّمَة فِي الْحساب شرح الفصيح المشوق الْمعلم فِي تَرْتِيب كتاب إصْلَاح الْمنطق على حُرُوف المعجم شرح) الحماسة شرح المقامات الحريرية شرح الْخطب النباتية الْمِصْبَاح فِي شرح الْإِيضَاح والتكملة المتبع فِي شرح اللمع لباب الْكتاب شرح أَبْيَات كتاب سِيبَوَيْهٍ إِعْرَاب الحماسة الإفصاح عَن مَعَاني أَبْيَات الْإِيضَاح تَلْخِيص أَبْيَات الشّعْر لأبي عَليّ المحصل فِي إِيضَاح الْمفصل نزهة الطّرف فِي إِيضَاح قانون الصّرْف الترصيف فِي علم التصريف اللّبَاب فِي عللل الْبناء وَالْإِعْرَاب الْإِشَارَة فِي النَّحْو مُخْتَصر مُقَدّمَة فِي النَّحْو أجوبة الْمسَائِل الحلبيات التَّلْخِيص فِي النَّحْو التَّلْقِين فِي النَّحْو التَّهْذِيب فِي النَّحْو شرح شعر المتنبي شرح بعض قصائد رؤبة مسَائِل فِي الْخلاف فِي النَّحْو تَلْخِيص التَّنْبِيه لِابْنِ جني الْعرُوض مُعَلل الْعرُوض مُخْتَصر مُخْتَصر أصُول ابْن السراج مسَائِل نَحْو مُفْردَة مَسْأَلَة فِي قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا يرحم الله من عباده الرُّحَمَاء الْمُنْتَخب من كتاب الْمُحْتَسب لُغَة الْفِقْه وَمن شعره يمدح الْوَزير ابْن مهْدي من الْخَفِيف

(بك أضحى جيد الزَّمَان محلى ... بعد أَن كَانَ من علاهُ مخلى) (لَا يجاريك فِي نجاريك خلقٌ ... أَنْت أَعلَى قدرا وأغلى محلا) (دمت تحيي مَا قد أميت من الفض ... ل وتنفي فقرا وتطرد محلا) ابْن رَوَاحَة الْحَمَوِيّ الْخَطِيب عبد الله بن الْحُسَيْن بن رَوَاحَة بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن رَوَاحَة بن عبيد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن رَوَاحَة أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحَمَوِيّ كَانَ خطيب حماة وَكَانَ من ذَوي الْفضل والنبل والرياسة والديانة والصيانة قدم بَغْدَاد حَاجا ومدح المقتفي بقصائد وَشرف بِالْخلْعِ وَالعطَاء وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَبلغ من الْعُمر خمْسا وَسبعين سنة وَمن شعره من الوافر (لمن تِلْكَ المعالم والرسوم ... كَأَن بَقِيَّة مِنْهَا وشوم) (تلوح لنا خلال هضاب نجدٍ ... كَمَا لاحت لناظرها النُّجُوم) وَمِنْه من الْكَامِل (أعلاق وجد الْقلب من إعلاقه ... وتصاعد الزفرات من إحراقه) وَمِنْه من الطَّوِيل (أتعرف رسماً دارس الْآي بالحمى ... عَفا وتهاداه السَّحَاب فأطسما) ) (سلوت الْهوى أَيَّام شرخ شبيبتي ... فَهَل رغبةٌ فِيهِ إِذا الشيب عَم) (وَقَالُوا مشيباً كَالنُّجُومِ طوالعاً ... وَمَا حسن ليلٍ لَا ترى فِيهِ أنجما) وَمِنْه من الْبَسِيط (دبت عذاراه فِي ميدان وجنته ... حَتَّى كَأَن نمالاً فِي تستبق) (لَيْسَ السوَاد بشعرٍ إِنَّمَا نفضت ... على ملاحتها من صبغها الحدق) (كَأَن حَبَّة قلبِي خَال وجنته ... لوناً فمختلفٌ منا ومتفق) (ضدان هَذَا بِنور الْحسن محترقٌ ... سحرًا وَهَذَا بِنَار الْحزن محترق) وَمِنْه من الطَّوِيل

(وَمَا الشَّمْس فِي وسط السَّمَاء ودونها ... حجابٌ من الْغَيْم الرَّقِيق مفرق) (بِأَحْسَن مِنْهَا حِين تستر وَجههَا ... حَيَاء وتبديه لعَلي أرمق) وَمِنْه من الوافر (إلهي لَيْسَ لي مولى سواكا ... فَهَب من فضل فضلك لي رضاكا) (وَإِن لَا ترض عني فَاعْفُ عني ... لعَلي أَن أجوز بِهِ حماكا) (فقد يهب الْكَرِيم وَلَيْسَ يرضى ... وَأَنت محكمٌ فِي ذَا وذاكا) عز الدّين ابْن رَوَاحَة عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن رَوَاحَة وَبَاقِي نسبه تقدم فِي ذكر جده آنِفا الْمسند عز الدّين أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ولد بجزيرةٍ من جزائر الْمغرب وَهِي صقلية وَأَبوهُ بهَا مأسورٌ فِي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ أَبوهُ قد أسر وَهُوَ حملٌ بهَا ثمَّ يسر الله بخلاصهم وَهُوَ من بَيت علمٍ وعدالةٍ رَحل أَبوهُ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ لَهُ شعرٌ وسطٌ يَأْخُذ بِهِ الصلات وَحدث بأماكن عديدة وَتُوفِّي سنة ستٍ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بَين حلب وحماة وَنقل إِلَى حماة وَمن شعره من الوافر (رحلت وَلم تودع مِنْك خلا ... صفا كدر الزَّمَان بِهِ وراقا) (وَلَكِن خَافَ من أنفاس وجدي ... إِذا أبرى الْوَدَاع بِهِ احتراقا) (وكأس الشوق مُنْذُ نأيت عني ... أكابدها اصطباحاً واغتباقا) السامري الْمُقْرِئ) عبد الله بن الْحُسَيْن بن حسنون أَبُو أَحْمد السامري

الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ مُسْند ديار مصر فِي القراآت قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فِي أخر تَرْجَمته وَقد بَان ضعفه فيا حِينه وَتُوفِّي سنة ستٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة أَبُو مُحَمَّد الْفَارِسِي الْكَاتِب عبد الله بن الْحُسَيْن الْفَارِسِي أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب أديبٌ راوية للْأَخْبَار روى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن بشار الْأَنْبَارِي وَأبي الْفرج عَليّ بن الْحُسَيْن الإصبهاني وَالْقَاضِي أبي الْقَاسِم عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفَهم التنوخي وَأبي طالبٍ مُحَمَّد بن زيدٍ الْعَطَّار وَأبي سهلٍ أَحْمد بن مُحَمَّد بن زيادٍ الْقطَّان وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو عبد الرحمان مُحَمَّد بن الْحُسَيْن السّلمِيّ النَّيْسَابُورِي مجد الدّين مدرس القيمرية عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ الشَّيْخ الإِمَام مجد الدّين أَبُو بكر الْكرْدِي الزرزاري الشَّافِعِي إِمَام الْمدرسَة القيمرية بِدِمَشْق أم بالتربة الظَّاهِرِيَّة ودرس بالكلاسة وَكَانَ خيبراً بِالْمذهبِ عَارِفًا بالقراآت صَاحب زهدٍ توفّي سنة سبعٍ وَسبعين وسِتمِائَة روى عَن الْحَافِظ يُوسُف بن خَلِيل وَقَرَأَ القراآت على أبي عبد الله الفاسي فِي غَالب الظَّن وَهُوَ وَالِد الْمُفْتِي شهَاب الدّين وَالشَّيْخ ركن الدّين وَالشَّيْخ عفيف الدّين المحمدين ابْن أبي التائب عبد الله بن الْحُسَيْن ابْن أبي التائب ابْن أبي الْعَيْش الشَّيْخ الْمسند المعمر الشَّاهِد بدر الدّين أَبُو محمدٍ الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي أحد الضُّعَفَاء ولد سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثلاثٍ وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة سمع من أَخِيه إِسْمَاعِيل كثيرا من مكي بن عَلان والرشيد الْعِرَاقِيّ وَابْن لنُور الْبَلْخِي وَعُثْمَان ابْن خطيب القرافة وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَعبد الله ابْن الخشوعي وعدة وروى الْكثير وَتفرد وَعمر دهراً كَانَ لَا يصدق فِي مولده فِي آخر عمره وَيَزْعُم أَنه تجَاوز الْمِائَة وَألْحق مرّة بِخَطِّهِ الْوَحْش اسْمه مَعَ أَخِيه فِيمَا لم يسمعهُ فَمَا روى من ذَلِك كلمة وَشرع يطْلب على الرِّوَايَة وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ سنة تسعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق ابْن الحشرج الْقرشِي عبد الله بن الحشرج كَانَ سيداً من سَادَات قريشٍ وأميراً من أمرائها وَكَانَ جواداً تولى) أَعمال فَارس وكرمان وَأعْطى بخراسان حَتَّى أعْطى منشفته الَّتِي

كَانَت عَلَيْهِ وَأعْطى لِحَافه وفراشه فَقَالَت امْرَأَته لشد مَا تلاعب بك الشَّيْطَان وصرت من إخْوَته مبذراً كَمَا قَالَ الله عز وَجل إِن المبذرين كَانُوا إخْوَان الشَّيَاطِين فَقَالَ لِرفَاعَة بن زوي النَّهْدِيّ وَكَانَ صديقه أَلا تسمع إِلَى أَب مَا قَالَت هَذِه فَقَالَ صدقت وَالله وبرت فَقَالَ ابْن الحشرج من الطَّوِيل (تلوم عَليّ إتلافي المَال خلتي ... ويسعدها نهد بن زيدٍ على الزّهْد) (أنهد بن زيدٍ لست مِنْكُم فتشفقوا ... عَليّ وَلَا مِنْكُم غواتي وَلَا رشدي) (سأبذل مَالِي إِن مَالِي ذخيرةٌ ... لعقبى وَمَا أجني بِهِ ثَمَر الْخلد) (وَلست بمبكاء على الزَّاد باسل ... يهر على الأزواد كالأسد الْورْد) (ولكنني سمٌح بِمَا حزت باذلٌ ... لما كلفت كفاي فِي الزَّمن الْجحْد) (بذلك أَوْصَانِي الرقاد وَقَبله ... أَبوهُ بِأَن أعطي وأوفي بالعهد) الرقاد كَانَ أحد عمومته قدم عَلَيْهِ زِيَاد الْأَعْجَم وَهُوَ أميرٌ على نيسابور فأنزله وَبعث بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فغذا عَلَيْهِ فأنشده منا الْكَامِل (إِن السماحة والمروءة والندى ... فِي قبةٍ ضربت على ابْن الحشرج) (ملك أغر متوجٌ ذُو نائلٍ ... للمعتفين يَمِينه لم تشنج) (يَا خير من صعد المنابر بالتقى ... بعد النَّبِي الْمُصْطَفى المتحرج) (لما أَتَيْتُك راجياً لنوالكم ... ألفيت بَاب نوالكم لم يرتج) الصَّدَفِي عبد الله بن الْحصين الصَّدَفِي قريةٌ على خَمْسَة فراسخ من القيروان قَالَ ابْن رَشِيق لَهُ شعرٌ طائلٌ ومعانٍ غريبةٌ واهتداءٌ حسنٌ مَعَ داريةٍ بالنحو ومعرفةٍ بالغريب واطلاعٍ على الْكتب صحب الْعلمَاء قَدِيما إِلَّا أَنه خاملٌ رثً الْحَال يطْرَح نَفسه حَيْثُ وجد قناعةً مِنْهُ حَتَّى أَن بَعضهم سَمَّاهُ سقراط لتِلْك الْعلَّة تَشْبِيها بِهِ وَرُبمَا أَقَامَ أحم النَّاس بِهِ حولا كَامِلا لَا يَقع عَلَيْهِ نفوراً ولواذاً فشعره لذَلِك قليلٌ بأيدي النَّاس لَا أعرف مِنْهُ إِلَّا أبياتاً كتبهَا إِلَيّ فِي شكر بن مَرْوَان القفصي وَهِي من الْبَسِيط (لَا أستكين إِلَى الْأَيَّام أعذلها ... وَلَا عَن النَّاس والحاجات أسألها)

عبد الله بن حمدان

(ولي أخٌ من بني الْآدَاب همته ... بَين السماك وَبَين النسْر منزلهَا) ) (وَلَو أَرَادَت علوا فَوق ذَا لعلت ... لَكِنَّهَا اقْتَرَبت مِمَّن يؤملها) الزُّهْرِيّ أَبُو بكر عبد الله بن حَفْص بن عمر بن سعد بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ أَبُو بكر روى عَن ابْن عمر وَأنس وَعُرْوَة بن الزبير وَكَانَ ثِقَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وَالْعِشْرين وروى لَهُ جمَاعَة 3 - (عبد الله بن حمدَان) أَبُو مُحَمَّد النديم عبد الله بن حمدَان بن إِسْمَاعِيل أَبُو مُحَمَّد النديم أديبٌ شاعرٌ فَاضل روى عَن أَبِيه وَعَن ابْن المعتضد وروى عَنهُ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد نفطويه والصولي مُحَمَّد بن يحيى وَأَبُو عبد الله الحكيمي وَمُحَمّد بن عبد الْملك التاريخي توفّي سنة تسعٍ وثلاثمائة كتب إِلَى أبي الْعَبَّاس ابْن المعتز يستهديه إزاراً من مجزوء الْبَسِيط (يَا سَيِّدي لَيْسَ لي قَرَار ... لِأَنَّهُ لَيْسَ لي إِزَار) (فجد بِهِ معلما سرياً ... يحكيه فِي الرقة الْغُبَار) (ألبسهُ قبل رائعاتٍ ... لَا خمر فِيهَا وَلَا خمار) فَوجه إِلَيْهِ من سَاعَته وَكتب إِلَيْهِ من الطَّوِيل (طلبت إزاراً دلَّنِي إِذْ طلبته ... على بعض مَا تطويه عَنَّا وتخفيه) (فدونكه وَدون قدرك قدره ... وَيَا لَيْت شعري من تضاجعه فِيهِ) 3 - (عبد الله بن حمْرَان) توفّي سنة ستٍ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ أَبُو مُحَمَّد الزبيدِيّ الأندلسي عبد الله بن حمود الزبيدِيّ أَبُو مُحَمَّد الأندلسي من مشاهير أَصْحَاب أبي عَليّ القالي رَحل الْمشرق وَلم يعد إِلَى الأندلس

ولازم أَبَا سعيد السيرافي إِلَى أَن توفّي السيرافي ولازم الْفَارِسِي وَاتبعهُ إِلَى فَارس وَكَانَ إِذا سمع كَلَام الجاحظ انحدر ويسدر عجبا بِهِ وَكَانَ يَقُول قد رضيت فِي الْجنَّة بكتب الجاحظ بكتب الجاحظ عوضا من نعيمها وَكَانَ من فرسَان النَّحْو واللغة وَالشعر الْمَنْصُور الزيدي عبد الله بن حَمْزَة أَبُو مُحَمَّد الْمَنْصُور الْمَعْرُوف بِابْن الْهَادِي يحيى بن الْحُسَيْن وسوف يَأْتِي ذكره فِي ذكره فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ وَقد مر ذكر وَلَده المرضي مُحَمَّد بن يحيى فِي المحمدين وَكَانَ منصوراً شهماً حازماً عَظِيم الناموس وَكَانَ أهل الْيمن يتوالونه وَيحدث نَفسه بمدارك تعجز قدرته عَنْهَا وَمَا زَالَ يمارس الديلم وَأهل طبرستان بالمراسلات والهدايا لما يعلم من مُوَالَاتهمْ لأهل الْبَيْت حَتَّى خطب لَهُ فِي بعض تِلْكَ الْبِلَاد وَقَامَ لَهُ هُنَاكَ داعٍِ تغلب على أَكثر بِلَاد جيلان وخطب لَهُ على منابرها على أَنه لم يزل مُقيما بِبِلَاد صعدة وَكَانَ معاصراً للْإِمَام النَّاصِر العباسي وَكَانَ يشبه بِهِ فِي الدهاء وَكَثْرَة التطلع إِلَى أَخْبَار الرعايا حَتَّى أَنه كَانَ يواصل طوائف الْعَرَب بِحمْل الْأَمْوَال ويحرضهم على ذَلِك ويعدهم على قَتله وَكَانَ الْمَنْصُور لِكَثْرَة أطلاعه واحترازه لَا يطلع النَّاس فَلَا يظفر النَّاصِر بشيءٍ مِنْهُ وَقَالَ يَوْمًا إِن هَذَا الرجل قد أفنى الْأَمْوَال الجليلة على الظفر بِي وَلَو بذل لي بعض هَذِه الْأَمْوَال لَمَلَكَ بهَا قيادي ولكنت لَهُ أنصح وأخلص من كثيرٍ مِمَّن يعْتَمد عَلَيْهِم وَكَانَ يربح التَّعَب من طلب مَا لَا يَنَالهُ مَعَ الْحُصُول على ودي فَبلغ ذَلِك النَّاصِر فَقَالَ أَنا يسهل عَليّ المَال الْعَظِيم أملاً أَن أبلغ أقل غَرَض لي على وَجه الْغَلَبَة وَلَا يسهل عَليّ بذل درهمٍ واحدٍ مَعَ وهم أَنه خداع وَكَانَ للمنصور وزيرٌ نفذ إِلَيْهِ النَّاصِر بجملة من المَال على أَن يكون بطانةً لَهُ يُعينهُ على بُلُوغ غَرَضه فَأطلع الْوَزير الْمَنْصُور على ذَلِك فشكره وَأحسن إِلَيْهِ وَوَصله ثمَّ إِنَّه قطعه عَن خدمته فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ لَا يسهل عَليّ أَن يخدمني وَأرَاهُ بعينٍ أَنه يمتن عَليّ بِأَنَّهُ أبقى) عليّ روحي وَفِي النَّاس سَعَة لي وَله وَلما مَاتَ أقما الزيدية وَلَده مقَامه واختبروه فِي علمه فوجدوه نَاقِصا عَن رُتْبَة الْإِمَامَة فَلم يخطبوا لَهُ بهَا والزيدية لَا بُد لَهُم من إِمَام فاطمي فراسلوا أَحْمد بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بالموطي وَهُوَ من بني عَم الْمَنْصُور وَكَانَ مشوراً بِكَمَال الْعلم والزهد وخطبوا لَهُ فِي قلعة ثلا من حصون الْيمن وَكَانَ على غايةٍ من الزّهْد وَالْعِبَادَة لَا يسكن قلعةً وَلَا يأوي إِلَّا البراري وَالْجِبَال وَمن شعر الْمَنْصُور عبد الله الْمَذْكُور يُشِير أَن دَعوته قد بلغت بِلَاد جيلان وجاوزت الْعرَاق وَهُوَ مقيمٌ بمكانه فِي صعدة من السَّرِيع

(قل لبني الْعَبَّاس مَا بالكم ... لَا تلحظونا لحظ رُجْحَان) (وَقل تخطتكم لنا دعوةٌ ... جالت على أقطار جيلان) وَمن شعره أَيْضا من الرجز (قوض خيامي عَن ديار الْهون ... فلست مِمَّن يرتضي بالدون) (وَاشْدُدْ على ظهر الهجين رَحْله ... فقد شجاني غارب الهجين) (وقربا مني على الحصان زلفةً ... فالحصن أولى بِي من الحصونِ) (إِنِّي على ريب زمانٍ شرسٍ ... لَا تخرج النخوة من بني عرنيني) (جدي رَسُول الله حَقًا وَأبي ... ملقبٌ بالأنزع البطين) (من دوحةٍ كريمةٍ ميمونةٍ ... غراء تؤتي الْأكل كل حِين) وَمِنْه من الْبَسِيط (لَا تحسبوا أَن صنعا جلّ مأربتي ... وَلَا ذمار إِذا أشمت حسادي) (وَاذْكُر إِذا شِئْت تشجيني وتطربني ... كرّ الْجِيَاد على أَبْوَاب بَغْدَاد) وَمِنْه وَمِنْه الطَّوِيل (أفيقا فَمَا شغلي بسعدي بني سعد ... وَلَا طللٍ أضحى كحاشية الْبرد) (وَلَا بغزالٍ أغيدٍ مهضم الحشا ... رضاب ثناياه ألذ من الشهد) (يميس كغصن البان لينًا وَوَجهه ... سنا الْبَدْر فِي ليل من الشّعْر الْجَعْد) (وَلَا بادكار اليعملات تقاذفتْ ... بهَا البيد من غوري تهَامَة أَو نجد) (تؤم بهم شطر المحصب من منى ... طلائح أَمْثَال الحنايا من الشد) (فلي عَنْهُم شغلٌ بقنة شيظمٍ ... طَوِيل الشظى عبل الشوى سابحٍ نهد) ) (وتشقيف هنديٍ وإعداد حربةٍ ... وصقل حسام صارم مرهف الْحَد) (وكل دلاصٍ نسج دَاوُد صنعها ... من الزرد الموضون قدر فِي السرد) (وكل طلاع الْكَفّ زوراء شطبةٍ ... تراسل أَسبَاب المنايا إِلَى الضِّدّ) (وقودي خميساً للخميس كَأَنَّهُ ... من الْبَحْر موج فاض بالبيض والجرد) (وَكَانَ اشتغالي يَا عذولي بِمَا ترى ... وتأليفهم من بطن وادٍ وَمن نجد)

عبد الله بن خازم

الْأنْصَارِيّ عبد الله بن حَنْظَلَة بن الراهب بن عبد عَمْرو بن صَيْفِي حَنْظَلَة أَبوهُ هُوَ غسيل الْمَلَائِكَة وَقد تقدم ذكره ولد عبد الله على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل وَفَاته بِسبع سِنِين قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ خيرا فَاضلا مقدناً فِي الْأَنْصَار وَكَانَ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة وروى عَنهُ ابْن أبي ملكية وضمضم بن جوس وَأَسْمَاء بنت زيد بن الْخطاب وَقتل يَوْم الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَكَانَت الْأَنْصَار قد بايعته يومئذٍ وبايعت قُرَيْش عبد الله بن مُطِيع وروى لَهُ أَبُو دَاوُد الْأَزْدِيّ عبد الله بن حِوَالَة الْأَزْدِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر وَيُشبه أَن يكون حليفاً لبني عَامر بن لؤَي أَبُو حِوَالَة نزل الشَّام وروى عَنهُ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَجبير بن نفير ومرثد بن ودَاعَة وَغَيرهم وَقدم مصر وروى عَن ربيعَة لقيطٍ التجِيبِي وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَقَالَ ابْن عبد الْبر سنة ثَمَانِينَ وَقَالَ غَيره فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد أَبُو الْقَاسِم الْقزْوِينِي الشَّافِعِي عبد الله بن حيدر بن أبي القاسن الْقزْوِينِي أَبُو الْقَاسِم الْفَقِيه الشَّافِعِي سَافر إِلَى خُرَاسَان وتفقه على أئمتها وَسمع بنيسابور من مُحَمَّد بن الْفضل بن أَحْمد الفراوي وَغَيره وبمرو من يُوسُف بن أَيُّوب الهمذاني واستوطن همذان وَكَانَ يدرس بهَا ويفتي وَله مدرسةٌ كبيرةٌ فِي سوق الطَّعَام قدم بَغْدَاد حَاجا سنة أربعٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَحدث بِصَحِيح مسلمٍ عَن الفراوي وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَحدث بهَا 3 - (عبد الله بن خازم)

عبد الله بن خازم أَمِير خُرَاسَان أحد الْأَبْطَال الْمَشْهُورين يُقَال لَهُ صُحْبَة وَلَا تصحح توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ الأعشي الشَّيْبَانِيّ عبد الله بن خَارِجَة بن حبيب من بني شَيبَان هُوَ الْأَعْشَى الشَّاعِر الْمَشْهُور شاعرٌ فصيحٌ من سَاكِني الْكُوفَة كَانَ شَدِيد التعصب لبني أُميَّة وَفد على عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ ماالذي بَقِي مِنْك فَقَالَ أَنا الَّذِي أَقُول من الطَّوِيل (وَمَا أَنا فِي أَمْرِي وَلَا فِي خصومتي ... بمهتضمٍ حَقي وَلَا قارعٍ سني) (وَلَا مُسلم مولَايَ عِنْد جنايةٍ ... وَلَا خَائِف مولَايَ من شَرّ مَا أجني) (وَإِن فؤاداً بَين جَنْبي عالمٌ ... بِمَا أَبْصرت عَيْني وَمَا سَمِعت أُذُنِي) (وفضلي بالشعر واللب أنني ... أَقُول على علمٍ وَأعرف من أكني) (وأصبحت إِذْ فضلت مَرْوَان وَابْنه ... على النَّاس قد فضلت خير أبٍ وَابْن) فَقَالَ عبد الْملك من يلومني على مثل هَذَا وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَعشر تخوت من ثِيَاب وَعشر فَرَائض من الْإِبِل واقطعه ألف جريب وَقَالَ لَهُ إمض بهَا إِلَى زيد الْكَاتِب يكْتب لَك بهَا فَأتى زيدا فَقَالَ لَهُ إيتني غَدا فَأَتَاهُ فردده فَقَالَ لَهُ من الرجز (يَا زيد يَا فدَاك كلّ كَاتب ... فِي النَّاس بَين حاضرٍ وغائب) (هَل لَك فِي حق عَلَيْك وَاجِب ... فِي مثله يرغب كل رَاغِب) (وَأَنت عف طيب المكاسب ... مبرأ من عيب كل عائب) (وَلست إِن كلفتني بصاحبي ... طول غدو ورواحٍ دائب) (وسدة الْبَاب وعنف الْحَاجِب ... من نعمةٍ أسديتها بخائب) فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ زيدٌ فَكلم سُفْيَان بن الْأَبْرَد فَكَلمهُ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَعَاد إِلَى سُفْيَان فَقَالَ لَهُ من الْبَسِيط

(عد إِذْ بدأت أَبَا يحيى فَأَنت لَهَا ... وَلَا تكن من كَلَام النَّاس هيابا) (وَاشْفَعْ شَفَاعَة أنفٍ لم يكن ذَنبا ... فَإِن من شعفاء النَّاس أذنابا) فَأتى سُفْيَان زيدا فَلم يُفَارِقهُ حَتَّى قضى حَاجته عبد الله بت الْخضر) ابْن الشيرجي الشَّافِعِي عبد الله بن الْخضر بن الْحُسَيْن بن الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الشيرجي أَبُو البركات الْفَقِيه الشَّافِعِي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا من أهل الْموصل قدم بَغْدَاد وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَسمع من جمَاعَة وَحدث باليسير توفّي سنة أربعٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة جمال الدّين الْمصْرِيّ عبد الله بن خطلبا بن عبد الله جمال الدّين الغساني أحد مقدمي الْحلقَة بِالْقَاهِرَةِ أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ مولده رَابِع عشر شعْبَان سنة سبعٍ وَعشْرين وسِتمِائَة أنشدنا لنَفسِهِ من الْبَسِيط (أسْتَغْفر الله من أَشْيَاء تخطر لي ... من ارْتِكَاب دنيات من الْعَمَل) (وَمن ملاحظتي طوراً مسارقةً ... وَتارَة جهرةً للفاتر الْمقل) (من كل أحوى حوى رقي ورق لَهُ ... قلبِي وَقد راق لي فِي وَصفه غزلي) (من أحسن النَّاس معنى قد شعفت بِهِ ... وَهُوَ الَّذِي حسنه الْعِصْيَان حسن لي) (فالشمس تَفْخَر إِن قيست ببهجته ... والبدر مِنْهُ وغصن البان فِي خجل) (فَجعل جَامع مَا فِي النَّاس من حسنٍ ... وَمن على كل قلبٍ بالجمال ولي) أَبُو العمثيل عبد الله بن خليدٍ أَبُو العمثيل بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وقتح التَّاء الْمُثَلَّثَة وَبعدهَا لَام وَهُوَ من صِفَات الْخَيل وَهُوَ

السبط الذَّيَّال المتبختر فِي مشيته مولى جَعْفَر بن سُلَيْمَان كَانَ يُؤَدب ولد عبد الله بن طاهرٍ وَأَصله من الرّيّ توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يعجم كَلَامه ويعربه ويتعقر فِيهِ ويتجيد قَول الشّعْر فَمن شعره وَقد حجب فِي بَاب عبد الله بن طَاهِر من الطَّوِيل (سأترك هَذَا الْبَاب مَا دَامَ إِذْنه ... على مَا أرى يخف قَلِيلا) (إِذا لم أجد يَوْمًا إِلَى الْإِذْن سلما ... وجدتُ إِلَى ترك اللِّقَاء سَبِيلا) وَمِنْه من الوافر (أما والراقصات بِذَات عرقٍ ... وَمن صلى بنعمان الْأَرَاك) (لقد أضمرت حبك فِي فُؤَادِي ... وَمَا أضمرت حبا من سواك) ) (أَطَعْت الآمريك بِقطع حبلي ... مريهم فِي أحبتهم بِذَاكَ) (فَإِن هم طاوعوك فطاوعيهم ... وَإِن عاصوك فاعصي من عصاك) قَالَ الصولي لَهُ ديوَان شعرٍ فِي خَمْسمِائَة ورقة وَمن شعره عبد الله بن طَاهِر من الْكَامِل (يَا من يحاول أَن تكون صِفَاته ... كصفات عبد الله أنصت واسمع) (فلأنصحنك فِي المشورة وَالَّذِي ... حج الحجيج إِلَيْهِ فاسمع أَو دعِ) (أصدق وعف وبر واصبر وَاحْتمل ... وَاصْفَحْ وكاف وَدَار واحلم واشجع) (والطف وَلنْ وتأنّ وارفق واتئد ... واحزم وجد وَحَام واحمل وادفع) (فَلَقَد محضتك إِن قبلت نصيحتي ... وهديت للنهج الأسدِّ المهيع) وَدخل يَوْمًا على عبد الله بن طَاهِر فَقبل يَده فَقَالَ لَهُ ممازحاً خدشت كفي بخشونة شاربك فَقَالَ أَبُو العميثل مسرعاً شوك الْقُنْفُذ لَا يؤلم كف الْأسد فأعجبه ذَلِك وَأمر لَهُ بجائزة وَله من المصنفات كتاب التشابه كتاب الأبيات السائرة كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ الْمدنِي عبد الله بن دِينَار الْمدنِي الْعمريّ مَوْلَاهُم أحد الثِّقَات سمع ابْن

عمر وَأنس بن مالكٍ وَسليمَان بن يسَار وَأَبا صَالح السمان وَقد أنفرد بِحَدِيث النَّهْي عَن بيع الْوَلَاء وهبته عَن ابْن عمر وأساء الْعقيلِيّ بإيراده فِي كتاب الضُّعَفَاء وإنّما الِاضْطِرَاب من أَصْحَابه وَقد وثّقه النَّاس وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة أَبُو الزِّناد عبد الله بن ذكْوَان أَبُو الزِّنَاد الْفَقِيه الْمدنِي مولى قُرَيْش يُقَال إِنَّه ابْن أخي أبي لؤلؤة قَاتل عمر بن الْخطاب سمع أنسا وَأَبا أُمَامَة ابْن سهلٍ وَعبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب وَسَعِيد بن الْمسيب والأعرج فَأكْثر عَنهُ وروى عَنهُ مَالك وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام قَالَ اللَّيْث رَأَيْت خَلفه ثَلَاثمِائَة تَابع من طَالب فقهٍ وطالب شعرٍ وصنوف قَالَ ثمَّ لم يلبث أَن بَقِي وَحده وَأَقْبلُوا على ربيعَة بن عبد الرحمان وَقَالَ بعض النقاد أصح الْأَسَانِيد أَبُو الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة وَقَالَ أَحْمد هُوَ أعلم من ربيعَة وَكَانَ صَاحب كتابةٍ وحساب وَكَانَ سَبَب جلد ربيعَة الرَّأْي فولي الْمَدِينَة بعد ذَلِك فلانٌ التَّيْمِيّ فطين على أبي الزِّنَاد بَيْتا فشفع فِيهِ) ربيعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين إنعقد الْإِجْمَاع على تَوْثِيق أبي الزِّنَاد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة أَبُو خَالِد الْأنْصَارِيّ عبد الله بن رَبَاح أَبُو خَالِد الْأنْصَارِيّ الْمدنِي نزيل الْبَصْرَة روى عَن أبي بن كعبٍ وعمار بن يَاسر وَعمْرَان بن حُصَيْن وَكَعب الْأَحْبَار وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَالِد عمر بن أبي ربيعَة عبد الله بن ربيعَة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْقرشِي المَخْزُومِي أَبُو عبد الرحمان وَهُوَ وَالِد عمر الشَّاعِر وأخو عَيَّاش بن أبي ربيعَة كَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة بحيراً فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَفِيه يَقُول عبد الله بن الزبعري من الطَّوِيل (بحير بن عبد الله قرب مجلسي ... وَرَاح علينا فَضله غير عاتم)

وَاخْتلف فِي اسْم أبي ربيعَة وَالْأَكْثَر أَن اسْمه عَمْرو بن الْمُغيرَة كَانَ من أَشْرَاف قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة وَمن أحسن قريشٍ وَجها وَهُوَ الَّذِي بعثته قُرَيْش مَعَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى النَّجَاشِيّ فِي مُطَالبَة أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل إِنَّه الَّذِي استجار يَوْم الْفَتْح بِأم هَانِئ فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أجرنا من أجرت وَهُوَ أَخُو أبي جهلٍ لأمه حضر من الْيمن لنصرة عُثْمَان فَلَمَّا كَانَ بِالْقربِ من مَكَّة سقط عَن رَاحِلَته فَمَاتَ سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة الغداني الْبَصْرِيّ عبد الله بن رَجَاء الغداني الْبَصْرِيّ أَبُو عَمْرو روى عَنهُ البُخَارِيّ وَابْن ماجة وروى النَّسَائِيّ وَابْن ماجة بواسطةٍ عَنهُ وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ثقةٌ رضى وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ الْقُرْطُبِيّ عبد الله بن رَشِيق أَصله من قرطبة قَالَ حسن بن رَشِيق إجتمعت بِهِ بالمحمدية سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ حَدِيث السن لم يجز الْعشْرين وَلَيْسَ فبله كَبِير شيءٍ من هَذِه الصِّنَاعَة ثمَّ ارتحل فأوطن القيروان سِنِين عدَّة بأَهْله واختص بالشيخ أبي عمرَان الْفَقِيه فَفِيهِ أَكثر شعره) وأحاط بعلومٍ شَتَّى وساد فِيهَا وتفقه فِي الدّين وَكَانَ عفيفاً خيرا مستجيباً مُنْقَطع اللِّسَان عَن فضول الْكَلَام كَانَ لَهُ من الشّعْر حَظّ كبيرٌ إِلَّا أَنه لم يمدح لمثوبةٍ وَلَا أعلمهُ هجا أحدا قطّ وَأَرَادَ الْحَج فناله وَرجع فَمَاتَ سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بعد اشتهارٍ فِيهَا بِالْعلمِ وَالْجَلالَة وَمن شعره من مجزوء الْخَفِيف (خير أعمالك الرضى ... بالمقادير والقضا) (بَيْنَمَا الْمَرْء ناطقٌ ... قيل قد كَانَ فانقضى)

عبد الله بن رفاعة

قَالَ ابْن رَشِيق وأنشدته لنَفْسي من الْخَفِيف (من جفاني فإنني غير جافٍ ... صلةٌ أَو قطيعة فِي عفاف) (رُبمَا هَاجر الْفَتى من يصافي ... هـ ولاقى بالبشر من لَا يصافي) فَصنعَ فِي مثل ذَلِك وأنشدنيه بعد أَيَّام من الطَّوِيل (سأقطع حبلي من حبالك زاهداً ... وأهجر هجراً لَا يجر لنا عرضا) (وَقد يعرض الْإِنْسَان عَمَّن يوده ... ويلقى ببشرٍ من يسر لَهُ البغضا) أَبُو مُحَمَّد اليابري عبد الله بن رضَا بن خَالِد بن عبد الله بن رضَا أَبُو مُحَمَّد اليابري بياءٍ أخر الْحُرُوف وَبعد الْألف باءٌ موحدةٌ مضمومةٌ وَبعدهَا رَاء المغربي من رَهْط الأخطل الشَّاعِر كَانَ بارعاً فِي الْأَدَب وَالنّظم والإنشاء توفّي سنة تسعٍ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره 3 - (عبد الله بن رِفَاعَة) 3 - (بن عدي بن عَليّ بن أبي عمر بن الذَّيَّال بن ثَابت بن نعيم) أَبُو مُحَمَّد السَّعْدِيّ الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ دينا بارعاً فِي الْفَرَائِض والحساب ولي الْقَضَاء بِمصْر بالجيزة مُدَّة ثمَّ استعفى واشتغل بِالْعبَادَة وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة شَاعِر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن رَوَاحَة بن ثَعْلَبَة بن امْرِئ الْقَيْس بن عَمْرو بن امْرِئ الْقَيْس الْأَكْبَر الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو مُحَمَّد أحد النُّقَبَاء شهد الْعقبَة وبدراً وأحُداً

وَالْخَنْدَق وَالْحُدَيْبِيَة وَعمرَة الْقَضَاء والمشاهد كلهَا إِلَّا الْفَتْح وَمَا بعده لِأَنَّهُ طعن فِي وَجهه يَوْم مُؤْتَة فدلك وَجهه بدمه ثمَّ صرع بَين الصفين وَجعل يَقُول يَا معشر الْمُسلمين ذبوا عَن لحم أخيكم حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ سنة ثمانٍ لِلْهِجْرَةِ وروى عَنهُ من الصَّحَابَة ابْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَهُوَ الَّذِي نزلت فِيهِ وَفِي صَاحِبيهِ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ وَكَعب بن مَالك إِلَّا الَّذين آمنو وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَذكروا الله كثيرا الْآيَة وَهُوَ أَخُو أبي الدَّرْدَاء لأمه وَهُوَ شَاعِر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأحد الشُّعَرَاء الَّذين كَانُوا يردون عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَذَى قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قل شعرًا تقتضبه السَّاعَة وَأَنا أنظر إِلَيْك فانبعث مَكَانَهُ يَقُول من الْبَسِيط (إِنِّي تفرست فِيك الْخَيْر أعرفهُ ... وَالله يعلم أَن مَا خانني الْبَصَر) (أَنْت النَّبِي وَمن يحرم شَفَاعَته ... يَوْم الْحساب لقد أودى بِهِ الْقدر) (فَثَبت الله مَا أَتَاك من حسنٍ ... تثبيت مُوسَى ونصراً كَالَّذي نصروا) فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنت فشبتك الله با ابْن رَوَاحَة قَالَ هِشَام بن عُرْوَة فثبته الله أحسن ثباتٍ فَقتل شَهِيدا وَفتحت لَهُ الْجنَّة فَدَخلَهَا وَكَانَ عبد الله أحد الْأُمَرَاء بمؤتة وَأول خارجٍ إِلَى الْغَزْو وَآخر قافل وَلما خرج دَعَا الْمُسلمُونَ وَلمن مَعَه أَن يرد الله سَالِمين فَقَالَ من الْبَسِيط (لكنني أسأَل الرحمان مغْفرَة ... وضربةً ذَات فرغ تقذف الزبدا) (أَو طعنة بيَدي حران مجهزة ... بِحَرْبَة تنفذ الأحشاء والكبدا) (حَتَّى يَقُولُوا إِذا مروا على جدثي ... يَا أرشد الله من غازٍ وَقد رشدا) ) وَقَالَ يَوْم مُؤْتَة يُخَاطب نَفسه من الرجز (أَقْسَمت بِاللَّه لتنزلنه ... بطاعةٍ مِنْك وتكرهنه) (فطالما قد كنت مطمئنه ... جَعْفَر مَا أطيب ريح الجنه) ثمَّ قَاتل حينا ثمَّ نزل فَأَتَاهُ ابْن عَم لَهُ برقٍ من لحمٍ فَقَالَ شدّ بِهَذَا ظهرك فَإنَّك قد لقِيت فِي أيامك هَذِه مَا لقِيت فَأَخذه من يَده فانتهس مِنْهُ نهسةً ثمَّ سمع الحطمة فِي النَّاس فَقَالَ وَأَنت فِي الدُّنْيَا فَأَلْقَاهُ من يَده ثمَّ أَخذ سَيْفه فقاتل حَتَّى قتل وَهُوَ الَّذِي مَشى لَيْلَة إِلَى أمةٍ لَهُ فنالها وفطنت لَهُ امْرَأَته فجحدها فَقَالَت لَهُ إِن كنت صَادِقا فاقرأ الْقُرْآن فالجنبُ لَا يقْرَأ فَقَالَ من الوافر (شهدتُ أَن وعد الله حق ... وَأَن النَّار مثوى الكافرينا) (وَأَن الْعَرْش فَوق المَاء حق ... وَفَوق الْعَرْش رب العالمينا) (وتحمله ملائكةٌ غلاظٌ ... ملائكةُ الْإِلَه مسومينا) فَقَالَت امْرَأَته صدق الله وكذبت عَيْني

عبد الله بن الزبير

الْقرشِي السَّهْمِي عبد الله بن الزبعري بِكَسْر الزَّاي وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء وَبعدهَا ألفٌ مَقْصُورَة ابْن قيس بن عدي بن سهم الْقرشِي السَّهْمِي الشَّاعِر كَانَ من أَشد النَّاس على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى أَصْحَابه بِنَفسِهِ وَلسَانه وَكَانَ من أشعر النَّاس يَقُولُونَ هُوَ أشعر قُرَيْش قاطبةً ثمَّ إِنَّه أسلم عَام الْفَتْح بعد أَن هرب يَوْم الْفَتْح إِلَى نَجْرَان فَرَمَاهُ حسان بن ثَابت ببيتٍ وَاحِد وَهُوَ من الْكَامِل (لَا تعدمن رجلا أحلك بغضه ... نَجْرَان فِي عيشٍ أجذ لئيم) فَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَاعْتذر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأشعارٍ حسانٍ كثيرةٍ فَقبل عذره مِنْهَا قَوْله من الْكَامِل (منع الرقاد بلابلٌ وهموم ... وَاللَّيْل معتلج الرواق بهيم) (مِمَّا أَتَانِي أَن أَحْمد لامني ... فِيهِ فَبت كأنني محمومُ) (يَا خير من حملت على أوصالها ... عيرانةٌ سرح الْيَدَيْنِ غشوم) (إِنِّي لمعتذر إِلَيْك من الَّذِي ... أسديت إِذا أَنا فِي الضلال أهيم) ) (أَيَّام تَأْمُرنِي بأغوى خطةٍ ... سهمٌ وتأمرني بهَا مَخْزُوم) (وأمد أَسبَاب الردى ويقودني ... أَمر الغواة وَأمرهمْ مشؤوم) (فاليوم آمن بِالنَّبِيِّ محمدٍ ... قلبِي ومخطىء هَذِه محروم) (مَضَت الْعَدَاوَة وَانْقَضَت أَسبَابهَا ... وَأَتَتْ أواصر بَيْننَا وحلوم) (فَاغْفِر فدى لَك وَالِدَايَ كِلَاهُمَا ... وَارْحَمْ فَإنَّك رَاحِم مَرْحُوم) (وَعَلَيْك من سمةِ المليك علامةٌ ... نورٌ أغرّ وخاتمٌ مختوم) (أَعْطَاك بعد محبةٍ برهانه ... شرفاً وبرهانُ الْإِلَه عَظِيم) 3 - (عبد الله بن الزبير)

ابْن عبد الْمطلب عبد الله بن الزبير بن عبد الْمطلب بن هَاشم الْقرشِي الْهَاشِمِي وَأمه عَاتِكَة بنت وهب بن عَمْرو بن عائذٍ لَا عقب لَهُ قتل يَوْم أجنادين سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَوجد عِنْده عصبةٌ من الرّوم قد قَتلهمْ ثمَّ اثخنه الْجراح فَمَاتَ رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَهُ ابْن عمي وحبي وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه كَانَ يَقُول ابْن أميّ قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أحفظ لَهُ رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد روى عَنهُ أختاه ضُباعة وَأم الحكم وَكَانَت سنهُ يَوْم قتل نحراً من ثَلَاثِينَ سنة أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله بن الزبير بن العوّام بن خويلد بن أَسد بن قصي الْقرشِي الْأَسدي يكنى أَبَا بكرٍ هُوَ أول مولودٍ ولد فِي الْإِسْلَام بِالْمَدِينَةِ روى عَن أَبِيه وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان شهد اليرموك وغزا الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَالْمغْرب وَله مواقفٌ مشهودةٌ وَكَانَ فَارس قريشٍ فِي زَمَانه بة يع بالخلافة سنة أربعٍ وَسِتِّينَ وَحكم على الْحجاز واليمن ومصر وَالْعراق وخراسان وَأكْثر الشَّام وَولد سنة اثْنَتَيْنِ من الْهِجْرَة وَتُوفِّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله ثَمَان سِنِين وَأَرْبَعَة أشهر خرجت أَسمَاء أمه حِين هَاجَرت حُبْلَى فنفست بِعَبْد الله فِي قبَاء قَالَت أَسمَاء ثمَّ جَاءَ بعد سبع سِنِين ليبايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره بذلك الزبير فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين رَآهُ مُقبلا ثمَّ بَايعه وَلما قدم الْمُهَاجِرُونَ أَقَامُوا لَا يُولد لَهُم فَقَالُوا سحرتنا يهود حَتَّى

كشرت فِي ذَلِك القالة فَكَانَ أول مولودٍ بعد الْهِجْرَة فَكبر الْمُسلمُونَ تَكْبِيرَة) وَاحِدَة حَتَّى ارتجت الْمَدِينَة وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأذن فِي أُذُنَيْهِ بِالصَّلَاةِ وَكَانَ عارضاه خفيفين فَمَا اتَّصَلت لحيته حَتَّى بلغ سِتِّينَ سنة وأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يحتجم فَلَمَّا فرغ قَالَ يَا عبد الله إذهب بِهَذَا الدَّم فاهرقه حَيْثُ لَا يراك أحد فَلَمَّا برز عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عمد إِلَى الدَّم فشربه فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ مَا صنعت بِالدَّمِ قَالَ عَمَدت إِلَى أخْفى موضعٍ علمت فَجَعَلته فِيهِ قَالَ لَعَلَّك شربته قَالَ نعم قَالَ وَلم شربت الدَّم ويلٌ للنَّاس مِنْك وويل لَك من النَّاس وَعَن ابْن أَبْزي عَن عُثْمَان أَن ابْن الزبير قَالَ لَهُ حَيْثُ حصر إِن عِنْدِي نَجَائِب أعددتها لَك فَهَل لَك أَن تحول إِلَى مَكَّة فيأتيك من أَرَادَ أَن يَأْتِيك قَالَ لَا إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول يلْحد بِمَكَّة كبشٌ من قُرَيْش اسْمه عبد الله عَلَيْهِ مثل نصف أوزار النَّاس رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَعَن إِسْحَاق ابْن أبي إِسْحَاق قَالَ حضرت قتل ابْن الزبير جعلت الجيوش تدخل عَلَيْهِ من أَبْوَاب الْمَسْجِد فَكلما دخل قوم من بابٍ حمل عَلَيْهِم وَحده حَتَّى يخرجهم فَبينا هُوَ على تِلْكَ الْحَال إِذا جَاءَتْهُ شرفةٌ من شرفات الْمَسْجِد فَوَقَعت على راسه فصرعته وَهُوَ يتَمَثَّل من الرجز (أَسمَاء يَا أَسمَاء لَا تبكيني ... لم يبْق إِلَّا حسبي وديني) وصارم الثت بِهِ يَمِيني وَقَالَ سهل بن سعدٍ سَمِعت ابْن الزبير يَقُول مَا أَرَانِي الْيَوْم إِلَّا مقتولاً لقد رَأَيْت اللَّيْلَة كَأَن السَّمَاء فرجت لي فدخلتها فقد وَالله مللت الْحَيَاة وَمَا فِيهَا وَقَالَ عَمْرو بن دينارٍ كَانَ ابْن الزبير يُصَلِّي فِي الْحجر والمنجنيق يُصِيب طرف ثَوْبه فَمَا يلْتَفت إِلَيْهِ وَكَانَ يُسمى حمامة الْمَسْجِد وَقَالَ ابْن إِسْحَاق مَا رايت أحدا أعظم سَجْدَة بَين عَيْنَيْهِ من ابْن الزبير وَجَاء الْحجَّاج إِلَى مَكَّة فنصب المنجنيق عَلَيْهَا وَكَانَ ابْن الزبير قد نصب فسطاطاً عِنْد الْبَيْت فَاحْتَرَقَ فطارت شرارةٌ فَاحْتَرَقَ الْبَيْت وَاحْتَرَقَ قرنا الْكَبْش الَّذِي فدي بِهِ إِسْمَاعِيل يومئذٍ وَرمى الْحجَّاج المنجنيق على ابْن الزبير وعَلى من مَعَه فِي الْمَسْجِد وَجعل ابْن الزبير على الْحجر الْأسود بَيْضَة ترد عَنهُ يَعْنِي خوذةً ودام الْحصار سِتَّة أشهرٍ وَسبع عشرَة لَيْلَة وخذل ابْن الزبير أَصْحَابه وَخَرجُوا إِلَى الْحجَّاج ثمَّ إِن الْحجَّاج أَخذه وصلبه مُنَكسًا وَكَانَ آدم نحيفاً لَيْسَ بالطويل بَين عَيْنَيْهِ أثر السُّجُود قيل إِنَّه بَقِي مصلوباً سنة ثمَّ جَاءَ إِذن عبد الْملك بن

مَرْوَان أَن يسلم وَلَدهَا إِلَيْهَا فحنطته وكفنته وصلت عَلَيْهِ وَحَمَلته فدفنته فِي الْمَدِينَة فِي دَار صَفِيَّة بنت) حييّ ثمَّ زيدت دَار صَفِيَّة فِي الْمَسْجِد فَهُوَ مدفونٌ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَ أبي بكر وَعَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا وَكَانَ كثير الصَّلَاة كثير الصّيام شَدِيد الْبَأْس كريم الْجدَّات والأمهات والخالات وَقَالَ مَالك ابْن الزبير كَانَ أفضل من مَرْوَان وَكَانَ اولى بِالْأَمر من مَرْوَان وَمن ابْنه وَقَالَ عَليّ بن زيد الجدعاني إِلَّا أَنه كَانَت فِيهِ خلالٌ لَا تصلح مَعهَا الْخلَافَة لِأَنَّهُ كَانَ بَخِيلًا ضيق الْعَطاء سيىء الْخلق حسوداً كثير الْخلاف أخرج مُحَمَّد بن الحنيفة وَنفى عبد الله بن عَبَّاس إِلَى الطَّائِف وَقَالَ عَليّ بن أبي طالبٍ مَا زَالَ الزبير يعد منّا أهل الْبَيْت حَتَّى نَشأ عبد الله وَلما كَانَ قبل قَتله بِعشْرَة أَيَّام دخل على أمه وَهِي شاكيةٌ فَقَالَ لَهَا كَيفَ تجدينك يَا أمه قَالَت مَا أجدني إِلَّا شاكية فَقَالَ لَهَا إِن فِي الْمَوْت لراحةً قَالَت لَعَلَّك تمنيته لي مَا أحب أَن أَمُوت حَتَّى يَأْتِي عَليّ أحد طرفيك إِمَّا قتلت فأحتسبك وَإِمَّا ظَفرت بعدوك فقرت عَيْني قَالَ عُرْوَة فَالْتَفت إِلَيّ فَضَحِك قَالَ فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الَّذِي قتل فِيهِ دخل عَلَيْهَا فِي الْمَسْجِد فَقَالَت يَا نَبِي لَا تقبلن مِنْهُم خطةً تخَاف فِيهَا على نَفسك الذل مَخَافَة الْقَتْل فوَاللَّه لضربة سيف فِي عز خير من ضَرْبَة سوطٍ فِي مذلةٍ قَالَ فَخرج وَقد جُعل لَهُ مصراعٌ عِنْد الْكَعْبَة وَكَانَ تَحْتَهُ فأتاهُ رجلٌ من قُرَيْش فَقَالَ أَلا نفتخ لَك بَاب الْكَعْبَة فتدخلها فَقَالَ عبد الله من كل شَيْء تحفظ أَخَاك إِلَّا من نَفسه وَالله لَو وجدوكم تَحت أَسْتَار الْكَعْبَة لقتلوكم وَهل حُرْمَة الْمَسْجِد إِلَّا كَحُرْمَةِ الْبَيْت ثمَّ تمثل من الطَّوِيل (وَلست بمبتاع الْحَيَاة بسبةٍ ... وَلَا مرتقٍ من خشيَة الْمَوْت سلما) ثمَّ شدّ عَلَيْهِ أَصْحَاب الْحجَّاج فَقَالَ أَيْن أهل مصر قَالُوا هم هَؤُلَاءِ من هَذَا الْبَاب فَقَالَ لأَصْحَابه إكسروا أغماد سُيُوفكُمْ وَلَا تميلوا عني فَإِنِّي فِي الرعيل فَفَعَلُوا ثمَّ حمل عَلَيْهِم وحملوا مَعَه وَكَانَ يضْرب بسيفين فلحق رجلا فَقطع يَده وانهزموا فَجعل يَضْرِبهُمْ حَتَّى أخرجهم من بَاب الْمَسْجِد فَجعل رجل أسود يسبه فَقَالَ لَهُ اصبر يَا ابْن حام ثمَّ حمل عَلَيْهِ فصرعه ثمَّ دخل عَلَيْهِ أهل حمص من بَاب بني شيبَة فَشد عَلَيْهِم وَجعل يَضْرِبهُمْ بِسَيْفِهِ حَتَّى أخرجهم من الْمَسْجِد ثمَّ انْصَرف وَهُوَ يَقُول من الرجز (لَو كَانَ قَرْني وَاحِدًا كفيته ... أوردته الْمَوْت وَقد ذكيته) ثمَّ دخل عَلَيْهِ أهل الْأُرْدُن من بابٍ آخر فَجعل يَضْرِبهُمْ بِسَيْفِهِ حَتَّى أخرجهم من الْمَسْجِد وَهُوَ يَقُول من الرجز)

(لَا عهد لي بغرةٍ مثل السَّيْل ... لَا ينجلي قتامها حَتَّى اللَّيْل) وَأَقْبل عَلَيْهِ حجرٌ من نَاحيَة الصَّفَا فَضَربهُ بَين عَيْنَيْهِ فَنَكس رَأسه وَهُوَ يَقُول من الطَّوِيل (فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... وَلَكِن على أقدامنا تقطر الدما) وحماه موليان وَأَحَدهمَا يَقُول من الرجز العَبْد يحمي ربه ويحتمي ثمَّ اجْتَمعُوا عَلَيْهِ فَلم يزَالُوا يضربونه حَتَّى قَتَلُوهُ ومولييه جَمِيعًا وَلما قتل كبر عَلَيْهِ أهل الشَّام فَقَالَ عبد الله بن عمر المكبرون عَلَيْهِ يَوْم ولد خير من المكبرين عَلَيْهِ يَوْم قتل وَقتل مَعَه مِائَتَان وَأَرْبَعُونَ رجلا مِنْهُم من سَالَ دَمه فِي جَوف الْكَعْبَة قَالَ ابْن عبد الْبر رَحل عُرْوَة بن الزبير إِلَى عبد الْملك بن مَرْوَان فَرغب إِلَيْهِ فِي إنزاله من الْخَشَبَة فأسعفه فَأنْزل قَالَ ابْن أبي ملكية كنت الْآذِن بِمن بشر أَسمَاء بنزوله عَن الْخَشَبَة فدعَتْ بمركن وشب يمانٍ فأمرتني بِغسْلِهِ فَكُنَّا لَا نتناول عضوا إِلَّا جَاءَ مَعنا فَكُنَّا نغسل الْعُضْو ونضعه فِي أَكْفَانه وتنناول الْعُضْو الَّذِي يَلِيهِ فنغسله ثمَّ نضعه فِي أَكْفَانه حَتَّى فَرغْنَا مِنْهُ ثمَّ قَامَت فصلت عَلَيْهِ وَكَانَت قبل ذَلِك تَقول اللَّهُمَّ لَا تمتني حَتَّى تقر عَيْني بَحثه فَمَا أَتَى عَلَيْهَا بعد ذَلِك جمعةٌ حَتَّى مَاتَت وَيُقَال إِنَّه لما جِيءَ بِهِ إِلَيْهَا وَضعته فِي حجرها فَحَاضَت ودر ثديها فَقَالَت حنت إِلَيْهِ موَاضعه وَدرت عَلَيْهِ مراضعه وَقيل إِن الْحجَّاج آلى على نَفسه إِن لَا ينزله عَن الْخَشَبَة حَتَّى تشفع فِيهِ أمه فَبَقيَ سنة ثمَّ إِنَّهَا مرت تَحْتَهُ فَقَالَت أما آن لراكب هَذِه المطية أَن يترجل فَيُقَال إِنَّه قيل للحجاج أَن هَذَا الْكَلَام شَفَاعَة فِيهِ فأنزله وَكَانَ قَتله سنة ثلاثٍ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَيُقَال أَن الْحجَّاج ورد عَلَيْهِ كتاب عبد الْملك بن مَرْوَان اعط ابْن الزبير الْأمان على هدر هَذِه الدِّمَاء وَحكمه فِي الْولَايَة فعرضوا ذَلِك عَلَيْهِ فَشَاور أَصْحَابه فأشاروا عَلَيْهِ بِأَن يفعل فَقَالَ لَا خلعها إِلَّا الْمَوْت ثمَّ قَالَ من الْبَسِيط (الْمَوْت أكْرم من إِعْطَاء منقصةٍ ... إِن لم تمت عبطةً فالغاية الْهَرم) (إصبر فَكل فَتى لَا بُد مخترمٌ ... وَالْمَوْت أسهل مِمَّا أملت جشم) ابْن المعتز بِاللَّه عبد الله بن الزبير بن جَعْفَر هُوَ عبد الله بن المعتز يَأْتِي ذكره فِي عبد الله بن مُحَمَّد فقد اخْتلف فِي اسْم المعتز)

الْحميدِي فَقِيه مَكَّة عبد الله بن الزُّبير بن عِيسَى الإِمَام الْقرشِي الْحميدِي حميد بن زُهَيْر مُحدث مَكَّة وفقيهها وَأجل أَصْحَاب سُفْيَان بن عُيَيْنَة روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل الْحميدِي عندنَا إمامٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِم أثبت النَّاس بِمَكَّة توفّي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ الْأَسدي عبد الله بن الزبير بِفَتْح الزَّاي وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة على وزن كبيرابن سليم الْأَسدي الْكُوفِي الشَّاعِر من شعراء الحماسة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وَمن شعره من الوافر (رمى الْحدثَان نسْوَة آل حربٍ ... بمقدارٍ سمدن لَهُ سمودا) (فَرد شعورهن السود بيضًا ... ورد وجوههن الْبيض سُودًا) (فَإنَّك لَو سَمِعت بكاء هندٍ ... ورملة إِذْ تصكان الخدودا) (سَمِعت بكاء باكيةٍ وباكٍ ... أبان الدَّهْر وَاحِدهَا الفقيدا) وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط (لَا أَحسب الشَّرّ جاراً لَا يفارقني ... وَلَا أحز على مَا فَاتَنِي الودجا) (وَمَا نزلت من الْمَكْرُوه منزلَة ... إِلَّا وثقت بِأَن ألْقى لَهَا فرجا) وَمِنْه من الْكَامِل (لَا تجعلن مبدناً ذَا سرةٍ ... ضخماً سرادقه عَظِيم الموكب) (كأغر يتَّخذ السيوف سرداقاً ... يمشي برايته كمشي الأنكب) ...

عبد الله بن زيد

(فتح الْإِلَه بشدةٍ لَك شدها ... مَا بَين مشرقها وَبَين الْمغرب) (جمع ابْن مَرْوَان الْأَغَر محمدٌ ... بَين ابْن أشترهم وَبَين المصعب) الْخُزَاعِيّ فَقِيه دمشق عبد الله بن أبي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيّ فَقِيه دمشق أحد الْأَعْلَام روى عَن أبي الدَّرْدَاء وسلمان وَعبادَة بن الصَّامِت وَأكْثر ذَلِك مَرَاسِيل وروى عَن أم الدَّرْدَاء وَغَيرهَا وَكَانَ يعدل بعمر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ يَقُول مَا عَالَجت من الْعِبَادَة شَيْئا أَشد من السُّكُوت وَكَانَ يجلسه عمر بن عبد الْعَزِيز مَعَ على السرير وَكَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث توفّي سنة سبع عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ) أَبُو دَاوُد الْقرشِي الْأَسدي عبد الله بن زَمعَة بن الْأسود بن الْمطلب بن أَسد بن عبد العُزَّى بن قُصيّ الْقرشِي الْأَسدي أمه قُريبة بنت أبي أُميَّة أُخْت أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ كَانَ من أَشْرَاف قومه وَكَانَ يَأْذَن على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ أَبُو بكر بن عبد الرحمان وَعُرْوَة بن الزبير وَكَانَت تَحت عبد الله زَيْنَب بنت أم سَلمَة وَهِي أم بنيه وَقتل لعبد الله بن زَمعَة يزم الْحرَّة بنُون وَمن وَلَده كَبِير بن عبد الله بن زَمعَة وَهُوَ جد أبي البخْترِي القَاضِي وهب بن وهب بن كَبِير بن عبد الله بن زَمعَة 3 - (عبد الله بن زيد) أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ عبد الله بن زيد بن ثَعْلَبَة بن عبد ربه بن زيد من بني جشم بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ وَقيل لَيْسَ فِي آبَائِهِ ثَعْلَبه إِنَّمَا هُوَ ابْن زيد بن عبد ربه شهد الْعقبَة وبدراً وَسَائِر الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الَّذِي أرِي الْأَذَان فِي النّوم

فَأمر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِلَالًا على مَا رَآهُ عبد الله بن زيد وَكَانَت الرُّؤْيَا سنة إِحْدَى بعد بِنَاء مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت مَعَه راية بني الْحَارِث يَوْم الْفَتْح توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن أربعٍ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وروى عَنهُ سعيد بن الْمسيب وَعبد الرحمان بن أبي ليلى وَابْنه مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد وروى لَهُ الْجَمَاعَة ابْن أم عمَارَة عبد الله بن زيد بن عَاصِم بن كَعْب بن الْمُنْذر بن عَمْرو بن عَوْف الْأنْصَارِيّ الْمَازِني يعرف بِابْن أم عمَارَة شهد أحُداً وَلم يشْهد بَدْرًا وَهُوَ الَّذِي قتل مُسَيْلمَة الْكذَّاب فِيمَا ذكره خَليفَة بن خياط وَغَيره وَكَانَ مُسَيْلمَة قتل أَخَاهُ حبيب بن زيد وقطعه عضوا عضوا رمى مُسَيْلمَة وَحشِي بن حربٍ بالحربة وضربه عبد الله بِالسَّيْفِ فَقتله وَقتل عبد الله يَوْم الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ روى عَنهُ سعيد بن الْمسيب وَابْن أَخِيه عباد بن تَمِيم بن زيد وَيحيى بن عمَارَة بن أبي الْحسن وَعبد الله بن زيد هُوَ الَّذِي حكى وضوء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله ولأبيه صُحْبَة) ابْن أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ عبد الله بن زيد أبي طَلْحَة بن سهل هُوَ أَخُو أنس بن مَالك لأمه ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبعثت بِهِ أمه أم سليم ابْنهَا أنس بن مَالك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فحنكه بتمرةٍ ودعا لَهُ وَسَماهُ عبد الله قَالَ أنس ابْن مَالك فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَار ناشىءٌ أفضل مِنْهُ قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة ولد لعبد الله عشرَة ذُكُور كلهم قَرَأَ الْقُرْآن وَشهد عبد الله مَعَ عَليّ صفّين وروى عَن أَبِيه أبي طَلْحَة وروى عَنهُ ابناه إِسْحَاق وَعبد الله توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ أَبُو القلابة الْبَصْرِيّ عبد الله بن زيد أَبُو القلابة الْجرْمِي الْبَصْرِيّ أحد أَعْلَام

عبد الله بن سالم

من التَّابِعين روى عَن ابْن عمر وَعَائِشَة وَمَالك بن الْحُوَيْرِث وَعَمْرو بن سَلمَة وَسمرَة بن جُنْدُب والنعمان بن بشير وثابت بن الضَّحَّاك وَأنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ وَأنس بن مَالك الكعبي وَأبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وزهدم الْجرْمِي وَعبد الرحمان أبي ليلى وَقبيصَة بن ذُؤَيْب بن مُخَارق وَأبي الْمليح الْهُذلِيّ وَأبي الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ وخَالِد بن اللَّجْلَاج وَأبي سَمَاء الرَّحبِي وَعبد الله بن يزِيد رَضِيع عَائِشَة وَخلق وَرِوَايَته عَن عَائِشَة مُرْسلَة وَلما مَاتَ عبد الرحمان بن أذينة القَاضِي ذكر أَبُو قلَابَة للْقَضَاء فهرب حَتَّى وصل الْيَمَامَة وَكَانَ يُرَاد للْقَضَاء فيفر مرّة إِلَى الشَّام وَمرَّة إِلَى الْيَمَامَة وَقيل إِنَّه كَانَ يسكن داريا وَتُوفِّي سنة أَربع وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة ابْن أبي إِسْحَاق النَّحْوِيّ عبد الله بن زيد أبي إِسْحَاق بن الْحَارِث الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ مولى لَهُم أحد الْأَئِمَّة فِي الْقِرَاءَة والنحو وَهُوَ أَخُو يحيى بن أبي إِسْحَاق أَخذ الْقُرْآن عَن يحيى بن يعمر وَنصر بن عَاصِم وروى عَن أَبِيه عَن جده عَن عَليّ وَأنس قَالَ أَبُو عُبَيْدَة أول من وضع الْعَرَبيَّة أَبُو الْأسود ثمَّ مَيْمُون ثمَّ عَنْبَسَة الْفِيل ثمَّ عبد الله بن أبي إِسْحَاق وتناظر هُوَ وَأَبُو عَمْرو ابْن الْعَلَاء عِنْد بِلَال بن أبي بردة وَهُوَ مِمَّن بعج النَّحْو وَمد الْقيَاس وَشرح الْعِلَل وَمَات هُوَ وَقَتَادَة فِي يومٍ وَاحِد بِالْبَصْرَةِ سنة عشْرين وَمِائَة 3 - (عبد الله بن سَالم) الوحاظي الْحِمصِي عبد الله بن سَالم الْأَشْعَرِيّ الوحاظي الْحِمصِي قَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ يَقُول عَليّ أعَان على قتل أبي بكر وَعمر وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس توفّي سنة تسعٍ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ قَالَ أَبُو مسْهر مَا رَأَيْت أحدا أنبل فِي عقله ومروءته مِنْهُ 3 - (عبد الله بن السَّائِب)

أَبُو السَّائِب الْقَارئ عبد الله بن السَّائِب بن صَيْفِي بن عَائِذ بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْقرشِي أَبُو عبد الرحمان وَقيل أَبُو السَّائِب يعرف بالقارئ أَخذ عَنهُ أهل مَكَّة الْقِرَاءَة وَعَلِيهِ قَرَأَ مُجَاهِد وَغَيره سكن بهَا وَتُوفِّي بهَا قبل قتل ابْن الزبير قَالَ هِشَام بن مُحَمَّد ابْن الْكَلْبِيّ كَانَ شريك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجَاهِلِيَّة عبد الله بن السَّائِب وَقَالَ الْوَاقِدِيّ السَّائِب بن أبي السَّائِب صَيْفِي وَقيل قيس بن السَّائِب وَقَالَ عبد الله بن السَّائِب شهِدت رَسُولا الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الصُّبْح بِمَكَّة فَافْتتحَ بِسُورَة الْمُؤمنِينَ فَلَمَّا أُتِي على ذكر مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام أَخَذته سعلة فَرَكَعَ توفّي بعد السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة التَّابِعِيّ عبد الله بن سَخْبَرَة تَابِعِيّ مَشْهُور ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة ابْن الْأَنْبَارِي شيخ المستنصرية عبد الله بن أبي السعادات بن مَنْصُور ابْن أبي السعادات بن مُحَمَّد الإِمَام الْفَاضِل نجم الدّين ابْن الْأَنْبَارِي شيخ المستنصرية الْبَغْدَادِيّ البابصري الْمُقْرِئ خطيب جَامع الْمَنْصُور سمع ابْن بهروز الطَّبِيب والأنجب الحمامي وَأحمد المارستاني وَتفرد بأجزاء وَحل عَنهُ أهل بَغْدَاد وَله اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سنة وَتُوفِّي سنة عشر وَسَبْعمائة وَولي مشيخة المستنصرية بعد الْعِمَاد ابْن الطبال

عبد الله بن سعد

رَأس السبئية عبد الله بن سبأ هُوَ رَأس الطَّائِفَة السبئية وَهُوَ الَّذِي قَالَ لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ) أَنْت الْإِلَه فنفاه عليٌّ إِلَى الْمَدَائِن فَلَمَّا قتل عَليّ كرم الله وَجهه زعم عبد الله بن سبأ أَنه لم يمت لِأَن فِيهِ جُزْءا إلهياً فَإِن ابْن ملجم إِنَّمَا قتل شَيْطَانا تصور بِصُورَة عَليّ وَأَن عليا فِي السَّحَاب وَأَن الرَّعْد صَوته والبرق سَوْطه وَأَنه ينزل إِلَى الأَرْض ويملؤها عدلا وَهَذِه الطَّائِفَة إِذا سَمِعت صَوت الرَّعْد قَالَت السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ ابْن أبي الدَّم لَا خَفَاء بِكفْر هَذِه الطَّائِفَة لاعتقادها أَن عليا كرم الله وَجهه إلهٌ وَأَنه حل فِيهِ جُزْء إلهيٌ فَإِن هَذَا الْمَذْهَب قريب من مَذْهَب النَّصَارَى تَعَالَى الله عَن أَقْوَالهم علوا كَبِيرا وَقَالَ فِي مَكَان آخر من كِتَابه الْفرق الإسلامية إِنَّه كَانَ يهوداً وَأسلم وَكَانَ يَقُول فِي يُوشَع بن نون وَصِيّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا يَقُول فِي عَليّ وَهُوَ أول من أظهر القَوْل بالرفض وبإمامة عَليّ وَمِنْه تشبعت فرق الضلال وَاجْتمعت عَلَيْهِ جمَاعَة وهم أول فرقةٍ قَالَت بالتوقف وبالرجعة بعد الْغَيْبَة وَزَعَمُوا أَن جعفراً كَانَ عَالما بمعالم الدّين كلهَا العقليات والشرعيات وقلدوا جعفراً فِي كل شَيْء حَتَّى لَو سئلوا عَن صِفَات الله تَعَالَى أَو عَن شَيْء من أصُول الديانَات قَالُوا نقُول فِيهَا بِمَا كَانَ يَقُول جَعْفَر فِيهَا وَلَا نعلم بِمَاذَا قَالَ جَعْفَر ويلزمهم أَن يتوقفوا فِي تَكْفِير أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا حَتَّى يعلمُوا مَا قَالَ جَعْفَر فيهمَا بل يلْزمهُم أَن يتوقفوا فِي توقفهم حَتَّى يعلمُوا هَل أجَاز جَعْفَر توقفهم فِي ذَلِك أَو لَا وكل مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ بَاطِل 3 - (عبد الله بن سعد) ابْن أبي سرح الْكَاتِب الْوَحْي عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الْحَارِث بن

حبيب بن جذيمة أَبُو يحيى الْقرشِي العامري أسلم قبل فتح وَهَاجَر وَكَانَ يكْتب الْوَحْي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ ارْتَدَّ منصرفاً وَصَارَ إِلَى قُرَيْش بِمَكَّة فَقَالَ إِنِّي كنت أصرف مُحَمَّدًا حَيْثُ أُرِيد كَانَ يملي عَليّ عَزِيز حَكِيم فَأَقُول أَو عليم حَكِيم فَيَقُول كلٌّ صَوَاب فَلَمَّا كام يَوْم الْفَتْح أَمر سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقتْله وَقتل عبد الله بن خطل وَمقيس ابْن صبَابَة وَلَو وجدوا تَحت أَسْتَار الْكَعْبَة ففر عبد الله بن سعد إِلَى عُثْمَان وَكَانَ أَخَاهُ من الرضَاعَة أرضعت أمه عُثْمَان فغيبه عُثْمَان حَتَّى أَتَى بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَمَا اطْمَأَن أهل مَكَّة فأستأمنه لَهُ فَصمت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَويلا ثمَّ قَالَ نعم فَلَمَّا انْصَرف عُثْمَان قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمن حوله مَا صمتُّ إِلَّا ليقوم إِلَيْهِ بَعْضكُم فَيضْرب عُنُقه فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار فَهَلا أَو أَوْمَأت إِلَيّ يَا رَسُول الله فَقَالَ إِن النَّبِي لَا يَنْبَغِي أَن تكون خَائِنَة أعين ثمَّ إِن عبد الله حسن إِسْلَامه لم يظْهر عَلَيْهِ بعد ذَلِك شَيْء يُنكر وَهُوَ أحد النجباء الْعُقَلَاء الكرماء ولاه عُثْمَان مصر سنة خمسٍ وَعشْرين وَفتح على يَدَيْهِ إفريقية سنة سبعٍ وَعشْرين وَكَانَ فَارس بني عَامر وَكَانَ صَاحب ميمنة عَمْرو بن الْعَاصِ فِي افتتاحه وَلما ولاه عُثْمَان عوضا عَن عَمْرو بن الْعَاصِ مصر جعل عَمْرو يطعن على عُثْمَان ويؤلب عَلَيْهِ وَيسْعَى فِي فَسَاد أمره فَلَمَّا بلغه قتل عُثْمَان وَكَانَ مُعْتَزِلا بفلسطين قَالَ إِنِّي إِذا أنكأت قرحَة أدميتها أَو نَحْو هَذَا وَكَانَ عَمْرو بن الْعَاصِ قد فتح الْإسْكَنْدَريَّة وَقتل الْمُقَاتلَة وسبى الذُّرِّيَّة لما انتقضت فَأمر عُثْمَان برد السَّبي الَّذين سبوا من الْقرى غل مواضعهم للْعهد الَّذِي كَانَ لَهُم وَلم يَصح عِنْده نقضهم وعزل عَمْرو بن الْعَاصِ وَولى عبد الله بن أبي سرح وَكَانَ ذَلِك بَدْء الشَّرّ بَين عُثْمَان وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَلما افْتتح عبد الله بن أبي سرح إفريقية غزا مِنْهَا الأساود من أَرض النّوبَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وهوهادنهم الْهُدْنَة الْبَاقِيَة وغزا الصواري من أَرض الرّوم سنة أربعٍ وَثَلَاثِينَ ثمَّ قدم على عُثْمَان واستخلف على مصر السَّائِب بن هِشَام بن عَمْرو العامري فانتزى مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة بن عتبَة فِي الْفسْطَاط فَمضى عبد الله إِلَى عسقلان وَأقَام بهَا حَتَّى قتل عُثْمَان وَقيل أَقَامَ بالرملة حَتَّى مَاتَ فَارًّا من الْفِتْنَة ودعا ربه فَقَالَ اللَّهُمَّ) اجْعَل خَاتِمَة عَمَلي صَلَاة الصُّبْح فَتَوَضَّأ وَصلى وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَة الأولى أم الْقُرْآن وَالْعَادِيات وَفِي الثَّانِيَة أم الْقُرْآن وَسورَة ثمَّ

عبد الله بن سعيد

سلم عَن يَمِينه وَذهب يسلم عَن يسَاره فَقبض وَكَانَت وَفَاته قبل اجْتِمَاع النَّاس على مُعَاوِيَة وَلم يُبَايع عليا وَلَا مُعَاوِيَة ووفاته سنة سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقَالَ فِي حِصَار عُثْمَان من الطَّوِيل (أرى الْأَمر لَا يزْدَاد إِلَّا تفاقماً ... وأنصارنا بالمكتين قَلِيل) (وأسلمنا أهل الْمَدِينَة والهوى ... هوى أهل مصرٍ والذليل ذليل) العامري عبد الله ابْن السَّعْدِيّ العامري اسْم أَبِيه عَمْرو يَأْتِي فِي مَوْضِعه الْأنْصَارِيّ عبد الله بن سعد بن خَيْثَمَة الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة شهد الْحُدَيْبِيَة وخيبر وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ حزيفة عبد الله بن سعد بن الْحُسَيْن بن الهاطر أَبُو المعمر الْعَطَّار الْوزان الْمَعْرُوف بخزيفة الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وتفقه على أبي الْخطاب الكلواذني سمع الْكثير من أبي الْخطاب نصر بن أَحْمد بن البطر وحسين بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النِّعالي وَأحمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ شَيخا صَالحا صَابِرًا على التحديث محباً للرواية حسن الْأَخْلَاق توفّي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة الماسوحي عبد الله بن سعد بن سعود بن عَسْكَر الماسوحي الْفَقِيه الْمُحدث الشَّافِعِي عارفٌ بالفروع كثير النَّقْل لَهُ مشاركةٌ جَيِّدَة تفقه بالشيخ برهَان الدّين وَسمع على الحجار والمزي وَالشَّيْخ برهَان الدّين وَغَيرهم وَكتب الْأَجْزَاء والطباق ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا 3 - (عبد الله بن سعيد)

عبد الله بن سعيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان الْأمَوِي توفّي سنة تسعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ أَبُو مَنْصُور الخوافي الْكَاتِب عبد الله بن سعيد بن مهْدي الخوافي أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب قدم بَغْدَاد أَيَّام العميد الكندري واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أديباً فَاضلا فرضياً حاسباً كَاتبا ظريفاً شَاعِرًا حسن الْمعرفَة باللغة لَهُ فِيهَا مصنفات مِنْهَا كتاب خلق الْإِنْسَان على حُرُوف المعجم وَكتاب رجم العفريت رد فِيهِ على أبي الْعَلَاء المعري فِي عدَّة من مصنفاته ورسالة الرّبيع المورق إِلَى الشتَاء المحرق وَمن شعره من الوافر (فَلَا تأيس إِذا مَا سد بابٌ ... فأرض الله وَاسِعَة المسالك) (وَلَا تجزع إِذا مَا اعتاص أمرٌ ... لَعَلَّ الله يُحدث بعد ذَلِك) وَمِنْه من الوافر (زفت إِلَيْهِ من فكري عروساً ... وصغت من الثَّنَاء لَهَا رعاثا) (فقبلها وقلبها وَلما ... طلبت الْمهْر طَلقهَا ثَلَاثًا) وَمِنْه فِي البرغوث من الوافر (وأحدب ضامر يسري بليلٍ ... إِلَى النوام مفتن الجفون) (تسلمه الثَّلَاثُونَ انتصاراً ... إِلَى السّبْعين فِي أسر الْمنون) وَمِنْه من الوافر (سأحدث فِي متون الأَرْض ضربا ... وأركب فِي العلى غبر اللَّيَالِي) (فإمَّا وَالثَّرَى وَبسطت عذرا ... وَإِمَّا والثريا والمعالي)

الْأَشَج عبد الله بن سعيد بن حُصَيْن أَبُو سعيد الْكِنْدِيّ الْكُوفِي الْأَشَج مُحدث الْكُوفَة وحافظها فِي عصره ومسند وقته لَهُ التَّفْسِير والتصانيف قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ هُوَ إِمَام زَمَانه توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ الْجَمَاعَة) ابْن كلاب عبد الله بن سعيد بن كلاب الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ كَانَ يرد على الْمُعْتَزلَة وَرُبمَا وافقهم روى أَبُو طَاهِر الذهلي أَن دَاوُد بن عَليّ الإصبهاني أَخذ الجدل وَالْكَلَام عَنهُ وَهُوَ أَصْحَابه كلابية لِأَنَّهُ كَانَ يجر الْخُصُوم إِن نَفسه بِفضل بَيَانه كالكلاب وَقَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية كَانَ لَهُ فضل وعلمٌ ودينٌ وَكَانَ مِمَّن أنتدب للرَّدّ على الْجَهْمِية وَمن أدعى أَنه ابتدع ليظْهر دين النَّصْرَانِيَّة فِي الْمُسلمين وَأَنه أرْضى أُخْته بذلك فَهَذَا كذبٌ عَلَيْهِ افتراه الْمُعْتَزلَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قلت سَوف تَأتي تَرْجَمَة عبد الله بن مُحَمَّد بن كلاب فِي مَكَانهَا وَهِي تخَالف هَذِه وَالله أعلم بِمَا كَانَ من أمره فَإِن هَذِه تخَالف تِلْكَ الحبر ابْن سَلام عبد الله بن سَلام بن الْحَارِث الإسرائيلي ثمَّ الْأنْصَارِيّ أَبُو يُوسُف وَهُوَ من ولد يُوسُف بن يَعْقُوب كَانَ حليفاً للْأَنْصَار وَقيل حليفاً للقواقلة من بني

عبد الله بن سليمان

عَوْف بن الْخَزْرَج وَكَانَ تسكه فِي الْجَاهِلِيَّة الْحصين فَلَمَّا أسلم سَمَّاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أحد الْأَحْبَار أسلم إِذْ قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة قَالَ خرجت فِي جمَاعَة من أهل الْمَدِينَة لنَنْظُر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حِين دُخُول الْمَدِينَة فَنَظَرت إِلَيْهِ وتاملت وَجهه فَعلمت أَنه لَيْسَ بِوَجْه كذابٍ وَكَانَ أول شيءٍ سمعته مِنْهُ أَيهَا النَّاس أفشوا السَّلَام وأطعموا الطَّعَام وصلوا الْأَرْحَام وصلوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نيامٌ تدْخلُوا الْجنَّة بِسَلام وَدخل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشهد رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لَهُ بِالْجنَّةِ قَالَ ابْن عبد الْبر قَالَ بعض الْمُفَسّرين فِي قَوْله عز وَجل وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل على مثله فَآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ هُوَ عبد الله بن سَلام وَقد قيل فِي قَوْله عز وجلّ ومنْ عِنْده علمُ الْكتاب إِنَّه عبد الله بن سَلام وَأنكر ذَلِك عِكْرِمَة وَالْحسن وَقَالا كَيفَ يكون ذَلِك وَالسورَة مَكِّيَّة وَإِسْلَام عبد الله بن سَلام كَانَ بعد قَالَ ابْن عبد الْبر وَكَذَلِكَ سُورَة الْأَحْقَاف مَكِّيَّة فالقولان جَمِيعًا لَا وَجه لَهما عِنْد الِاعْتِبَار إِلَّا أَن يكون فِي معنى قَوْله فاسأل الَّذين يقرؤون الْكتاب من قبلك وَقد تكون السُّورَة مَكِّيَّة وَبَعضهَا آيَات مَدَنِيَّة كالأنعام وَغَيرهَا وَقد روى لَهُ الْجَمَاعَة الْمرَادِي) عبد الله بن سَلمَة الْمرَادِي روى عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَصَفوَان بن عَسَّال وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وروى لَهُ الأبعة 3 - (عبد الله بن سُلَيْمَان) السجسْتانِي الْحَافِظ عبد الله سُلَيْمَان بن دَاوُد بن الْأَشْعَث بن إِسْحَاق بن

بشير أَبُو بكر الْأَزْدِيّ الْحَافِظ السجسْتانِي ولد بسجستان وَنَشَأ بِبَغْدَاد وَسمع بهما وبالحرمين ومصر وَالشَّام والثغور جمَاعَة وروى عَنهُ جماعةٌ قَالَ النّحاس سَمِعت ابْن أبي دَاوُد يَقُول رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة فِي النّوم وَأَنا بسجستان وَأَنا أصنف حَدِيث أبي هُرَيْرَة كث اللِّحْيَة ربعَة أسمر عَلَيْهِ ثيابٌ غلاظٌ فَقلت إِنِّي لَأحبك يَا أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ أَنا أول صَاحب حَدِيث كَانَ فِي الدُّنْيَا فَقلت كم من رجل أسْند عَن أبي صَالح عَنْك قَالَ مائَة رجل قَالَ ابْن أبي دَاوُد فَنَظَرت فَإِذا عِنْدِي نَحْوهَا قَالَ السّلمِيّ سَأَلت الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن أبي دَاوُد فَقَالَ ثِقَة كثير الْخَطَأ فِي الْكَلَام على الحَدِيث وَقَالَ ابْن الشخير إِنَّه كَانَ زاهداً ناسكاً صلى عَلَيْهِ نَحْو ثَلَاث مائَة ألف رجل وَأكْثر توفّي سنة خمس عشرَة وثلاثمائة الْحَافِظ ابْن حوط الله عبد الله بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عبد الرحمان بن سُلَيْمَان بن عمر بن حوط الله وَأَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ الأندلسي الأندي بالنُّون الساكنة الْحَافِظ ولد بأندة سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة سمع الْكثير وَأَجَازَهُ خلق ألّف كتابا فِي تَسْمِيَة رجال البُخَارِيّ وَمُسلم وَأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ نزع فِيهِ منزع أبي نصر الكلاباذي وَلم يكمله وَلم يكن فِي زَمَانه أَكثر سَمَاعا مِنْهُ وَله الرسائل والخطب والمشاركة فِي نظم الشّعْر أَقرَأ بقرطبة الْقُرْآن والنحو وأقرأ أَوْلَاد الْمَنْصُور صَاحب الْمغرب بمراكش ونال من جهتهم دنيا عريضة وَولي قَضَاء إشبيلية ابْن يخلف الصّقليّ عبد الله بن سُلَيْمَان بن يخلف الصّقليّ أَبُو الْقَاسِم الْكَلْبِيّ أحد الأدباء المجيدين وَالشعرَاء الْمَعْدُودين وَله تأليفاتٌ ومصنفاتٌ فِي الرَّد على الْعلمَاء فَمن مُخْتَار شعره قَوْله من المتقارب

(نعيمي أحلى بِتِلْكَ الديار ... رواحي إِلَى لذةٍ وابتكاري) ) (فليت ليَالِي الصدود الطوَال ... فدَاء ليَالِي الْوِصَال الْقصار) (زَمَانا أَبيت طليق الرقاد ... وأغدو خلياً خليع العذار) (وَلم يكن الهجر مِمَّا أَخَاف ... وَلَا العاذل الْفظ مِمَّا أداري) (أُسابق صبحي بصبح الدنان ... وأصرف ليلِي بِصَرْف الْكِبَار) (أَلا ربَّ يومٍ لنا بالمروج ... بخيل الضياء جواد القطار) (كأنّ الشَّقِيق بهَا وجنةٌ ... بآخرها لمعةٌ من عذار) (وسوسنها مثل بيض القباب ... بأوساطها عمدٌ من نضار) (ترى النرجس الغض فَوق الغصون ... مثل المصابيح فَوق الْمنَار) (أَقَمْنَا نسابق صرف الزَّمَان ... بداراً إِلَى عيشنا الْمُسْتَعَار) (نجيب وَصَوت القناني القيان ... إِذا مَا أجابت غناء القماري) (وتصبح عيداننا فِي اصطخابٍ ... يلذ وأطيارنا فِي اشتجار) (نَشُمُّ الخدود شميم الرياض ... ونجني النهود اجتناء الثِّمَار) (ونسقى على النُّور مثل النُّجُوم ... وَمثل البدور اعتلت للمدار) (عقارا هِيَ النَّار فِي نورها ... فلولا المزاج رمت بالشرار) (إِذا مَا لقِيت اللَّيَالِي بهَا ... فَأَنت على صرفهَا بِالْخِيَارِ) (نعمنا بهَا وَكَانَ النُّجُوم ... دَرَاهِم من فضةٍ فِي نثار) وَقَوله من الوافر (شربت على الرياض النيرات ... وتغريد الْحمام الساجعات) (مُعتقة ألذ من التصابي ... واشرف فِي النُّفُوس من الْحَيَاة) (تسير إِلَى الهموم بِلَا ارتياع ... كَمَا سَار الكمي إِلَى الكماة) (وتجري فِي النُّفُوس شِفَاء دَاء ... مجاري المَاء فِي أصل النَّبَات) (كَأَن حبابها سيلٌ مقيمٌ ... لصيد الألسن المتطايرات) (لنا من لَوْنهَا شفق العشايا ... وَمن أقداحها فلق الْغَدَاة) مِنْهَا من الوافر (كأنّ الأقحوان فصوص تبرٍ ... تركب فِي اللجين موسطات) )

(ونارنجٍ على الأغصان يَحْكِي ... كؤوس الْخمر فِي أَيدي السقاة) (إِذا مَا لم تنعمني حَياتِي ... فَمَا فضل الْحَيَاة على الْمَمَات) وَقَوله من الوافر (أرحتُ النَّفس من هم براحٍ ... وَهَان عليّ إلحاح اللواحي) (وصاحبت المدام وصاحبتني ... على لذاتها وعَلى سماحي) (فَمَا يبْقى على طربٍ مصونٌ ... وَلَا أُبْقِي على مَال مُبَاح) (ثوت فِي دنها وَلها هدير ... هدير الْفَحْل مَا بَين اللقَاح) (وصفتها السنون ورققتها ... كَمَا رق النسيم مَعَ الرواح) (إِلَى أَن كشفت عَنْهَا اللَّيَالِي ... ونالتها يَد الْقدر المتاح) (فأبرزها بزالُ الدن صرف ... كَمَا انْبَعَثَ النجيع من الْجراح) قلت شعرٌ جيد غَايَة الأندلسي المقرىء عبد الله بن سُهَيْل بن يُوسُف أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الأندلسي المقرىء كَانَ ضابطاً للقراآت عَارِفًا بمعانيها وَهُوَ إِمَام أهل وقته وَكَانَت بَينه وَبَين القَاضِي أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ منافرة عَظِيمَة بِسَبَب مَسْأَلَة الْكِتَابَة وَكَانَ ابْن سهل يلعنه فِي حَيَاته وَتُوفِّي ابْن سهل سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة الْقشيرِي عبد الله بن سوَادَة الْقشيرِي ثِقَة توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة القَاضِي الْعَنْبَري عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامَة الْعَنْبَري القَاضِي

عبد الله بن شبرمة بن الطفيل

الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره قَالَ المحدثون كَانَ صَاحب سنة وَعلم وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ النَّسَائِيّ المعداني عبد الله بن شَاكر بن حَامِد هُوَ شمس الدّين أَبُو المناقب ابْن أبي المطهر المعداني قد تقدم ذكر أَبِيه شَاكر فِي حرف الشين مَكَانَهُ قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب ودعته بإصبهان سنة تسعٍ وَأَرْبَعين يَعْنِي وَخَمْسمِائة وَهُوَ شابٌ فاضلٌ كاملٌ وَله الْيَد الطُّولى فِي الهندسة وَعلم النُّجُوم والموسيقى وَله شعر فَارسي حسنٌ وعربي لَا بَأْس بِهِ وَسمعت فِي دمشق سنة إِحْدَى وَسبعين) (لفح وجدٍ تعرضا ... لفؤادي من الغضا) (شبه لمعٍ بنجوةٍ ... فِي دجى اللَّيْل أومضا) (من هوى أغيدٍ رنا ... فَرَمَانِي وأغمضا) (عرض الْعرض للعدى ... ثمَّ عادى فأعرضا) (فشفى بعد دَاره ... قلب صبٍّ ممرضا) (قلت لما كفيته ... لمن اغرى وحرضا) (أمسك القَوْل لَا تطل ... ذَاك دورٌ قد انْقَضى) 3 - (عبد الله بن شبْرمَة بن الطُّفَيْل) 3 - (أَبُو شبْرمَة الضَّبِّيّ الْكُوفِي الْفَقِيه) عَالم الْكُوفَة فِي زَمَانه مَعَ أبي حنيفَة وهم عَم عمَارَة بن القعاع وَعمارَة أسن مِنْهُ وأوثق روى عَن أنس وَأبي وَائِل وَعبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد وَأبي طفيل عَامر بن وَاثِلَة وَأبي زرْعَة وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَالشعْبِيّ وَخلق وَثَّقَهُ ابْن حَنْبَل وَغَيره قَالَ الْعجلِيّ كَانَ عفيفاً صَارِمًا عَاقِلا خيرا

عبد الله بن شرحبيل بن حسنة

يشبه النساك شَاعِرًا جواداً كَرِيمًا وَهُوَ قَلِيل الحَدِيث لَهُ نَحْو خمسين حَدِيثا وَكَانَ عِيسَى بن مُوسَى لَا يقطع أمرا دونه وَهُوَ ولي الْعَهْد بعد الْمَنْصُور توفّي عبد الله سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (عبد الله بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة) لم يلْحق الرِّوَايَة عَن أَبِيه وروى عَن عُثْمَان وَعبد الرحمان بن أَزْهَر وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ علم الدّين المرزوقي عبد الله بن شرف بن نجدة المرزوقي علم الدّين أخيرني الإِمَام العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ كَانَ يحضر مَعنا عِنْد قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين بن رزين وَكَانَ معيداً بالمشهد الْحُسَيْنِي ألف شرحاً للتّنْبِيه وأنفذه إِلَى الشَّيْخ بهاء الدّين بن النّحاس فَكتب عَلَيْهِ نشراً يصفه وَأَعَادَهُ فأنفذ المرزوقي أبياتاً يشكره على ذَلِك وَهِي من مجزوء الْبَسِيط (يَا ملك الرّقّ والرقاد ... وَمن لَهُ الْفضل والأيادي) (وَمن تحلى التقى لباساً ... وأرشد النَّاس للسداد) (وَمن علا ذرْوَة الْمَعَالِي ... وَخلف النَّاس فِي وهاد) (وَمن غَدا فِي الْعُلُوم بحراً ... آذيه الدَّهْر فِي ازدياد) (وَصَارَ مدح الْأَنَام وَقفا ... على علاهُ إِلَى التناد) (شرفت مَا قد نظرت فِيهِ ... شرفك الله فِي الْمعَاد) (وَهُوَ كتابٌ عنيت فِيهِ ... وَلم أنل مُنْتَهى مرادي) (جمعت فِيهِ غر الْمعَانِي ... من كتبٍ جمةٍ عداد) (وعاند الدَّهْر فِيهِ حظي ... والدهر مَا زَالَ ذَا عناد) (فمهد الْعذر فِيهِ عني ... إِن كنت قصرت فِي اجْتِهَاد) (لَا زلت للْعُرْف ذَا اصطناعٍ ... ترأب مَا كَانَ ذَا فَسَاد) فَأجَاب الشَّيْخ بهاء الدّين عَن ذَلِك من مجزوء الْبَسِيط (يَا فَارِسًا فِي الْعُلُوم أضحى ... يزِيد نظماً على زِيَاد)

(وراوياً للْحَدِيث أَمْسَى ... يفوق فِيهِ على الْمرَادِي) (ومنسياً سِيبَوَيْهٍ نَحوا ... بِلَفْظِهِ الْفَائِق المفاد) (من دونه الْأَصْمَعِي فِيمَا ... رَوَاهُ قدماً عَن الْبَوَادِي) (فمسند الْفضل عَنهُ يروي ... ونظمه جلّ عَن سناد) ) (شيدت للشَّافِعِيّ ذكرا ... بمنطقٍ دونه الأيادي) (فَاسْلَمْ لتهدى بك البرايا ... فَأَنت للفضل خير هاد) (إِلَيْك فِي معضلٍ مفرٌّ ... وَهل معاذٌ سوى الْعِمَاد) (وَمن يجاريك فِي قريضٍ ... يُعَارض الْبَحْر بالثماد) الْمدنِي عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد الْمدنِي أمه سلمى بنت عُمَيْس أُخْت أَسمَاء كَانَت تَحت حَمْزَة فَلَمَّا اشتشهد تزَوجهَا شَدَّاد روى عَن أَبِيه وَطَلْحَة ومعاذ وَعلي بن مَسْعُود وَعَائِشَة وَأم سَلمَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة الزُّهْرِيّ الْأَكْبَر عبد الله بن شهَاب بن عبد الله بن الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب الْقرشِي الزُّهْرِيّ وَهُوَ جد ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ الْفَقِيه قَالَ الزبير هما أَخَوان عبد الله بن الْأَكْبَر وَعبد الله بن الْأَصْغَر ابْنا شهَاب بن عبد الله كَانَ اسْم عبد الله هَذَا عبد الجان فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَمَات بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة الزُّهْرِيّ الْأَصْغَر عبد الله بن شهَاب أَخُو الْمُتَقَدّم ذكره وَهَذَا هُوَ الْأَصْغَر

عبد الله بن صالح

شهد أحُداً مَعَ الْمُشْركين ثمَّ أسلم بعد وَهُوَ جد مُحَمَّد بن مُسلم بن عبد الله بن شهَاب الْفَقِيه قَالَ ابْن إِسْحَاق هُوَ الَّذِي شج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَجهه وَابْن قمئة جرح وجنته وَعتبَة كسر رباعيته وَحكى الزُّهْرِيّ عَن عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد الْعُزَّى الزُّهْرِيّ قَالَ مَا بلغ أحدٌ الْحلم من ولد عتبَة بن أبي وَقاص إِلَّا بخر أَو هتم لكسر عتبَة ربَاعِية رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد رُوِيَ ان عبد الله بن شهَاب الْأَصْغَر هُوَ جد الزُّهْرِيّ من قبل أمه وَأما جده من قبل أَبِيه فَهُوَ عبد الله بن شهَاب الْأَكْبَر وَأَن عبد الله الْأَصْغَر هُوَ الَّذِي هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَقدم مَكَّة وَمَات بهَا قبل الْهِجْرَة الْمَقْدِسِي عبد الله بن شَوْذَب الْبَلْخِي الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره كَانَ معاشه من كسب غلمانه فِي السُّوق توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة) 3 - (عبد الله بن صَالح) الْعجلِيّ عبد الله بن صَالح بن مُسلم الْعجلِيّ الْكُوفِي الْمُقْرِئ وَالِد الْحَافِظ أَحْمد بن عبد الله صَاحب التَّارِيخ قَرَأَ الْقُرْآن عَن حَمْزَة الزيات وَهُوَ آخر من قَرَأَ عَلَيْهِ موتا وروى عَنهُ وَعَن أبي بكر النَّهْشَلِي وَالْحسن ابْن صَالح بن حَيّ وَعبد الرحمان بن ثَابت بن ثَوْبَان وفضيل بن مَرْزُوق وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَحَمَّاد بن سَلمَة وأسباط بن نصر وشبيب بن شيبَة وَعبد الْعَزِيز بن الْمَاجشون وَجَمَاعَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِيمَا قيل وَابْنه أَحْمد بن عبد الله الْعجلِيّ وَأحمد ابْن أبي عزْرَة وَأحمد بن يحيى البلاذري الْكَاتِب وَبشر بن مُوسَى وَأَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَأَبُو حَاتِم وَمُحَمّد ابْن غَالب تمْتَام وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وخلقٌ سواهُم ولد بِالْكُوفَةِ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ

وَقيل فِي حُدُود الْعشْرين قَالَ ابْن معِين ثقةٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ ابْن حبَان فِي كتاب الثِّقَات كَانَ مُسْتَقِيم الحَدِيث الْجُهَنِيّ كَاتب اللَّيْث عبد الله بن صَالح بن مُحَمَّد بن مُسلم الْجُهَنِيّ مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث بن سعد ولد سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي يَوْم عَاشُورَاء سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَرَأى زبان بن فائد وَعَمْرو ابْن الْحَارِث وَسمع مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح وَمُعَاوِيَة بن صَالح وَيحيى بن أَيُّوب وَعبد الْعَزِيز الْمَاجشون وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز التنوخي وَنَافِع بن يزِيد وَجَمَاعَة وَأكْثر عَن اللَّيْث وَعنهُ يحيى بن معِين والذهلي وَالْبُخَارِيّ على الصَّحِيح فِي الصَّحِيح وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو إِسْحَاق الْجوزجَاني وَإِسْمَاعِيل بن سمويه وَحميد بن زَنْجوَيْه والدرامي وَعُثْمَان بن سعيد الدِّرَامِي وَأَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الترمزي وَإِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن ديزيل وَخلق كَانَ ابْن معِين يوثقه وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ ابْن عدي عِنْدِي مُسْتَقِيم الحَدِيث إِلَّا أَنه يَقع فِي حَدِيثه غلط وَلَا يتَعَمَّد الْكَذِب وروى لَهُ دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة الجُمَحِي عبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة الجُمَحِي الْمَكِّيّ ولد فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحدث عَن أَبِيه وَعمر وَأبي الدَّرْدَاء وَصفِيَّة بنت أبي عبيد وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة) أَمِير الْمَدِينَة عبد الله بن صَفْوَان الجُمَحِي أَمِير الْمَدِينَة توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَة

الصاحب شمس الدّين غبريال عبد الله بن الصنيعة الْمصْرِيّ الصاحب شمس الدّين كَانَ مُسْتَوْفِي الخزانة بالديار المصرية ثمَّ إِنَّه ولي نظر الْبيُوت بعد ذَلِك وَكَانَ لَهُ الخزانة فِي أَيَّام السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين ثمَّ إِنَّه بعد نظر الْبيُوت بالديار المصرية حضر إِلَى دمشق وَولي نظر الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ نقل إِلَى نظر النظار بِدِمَشْق وانتمى إِلَى الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله وَتمسك بِهِ فطالت أَيَّامه وامتدت ورزق السَّعَادَة الْعَظِيمَة فِي مُبَاشَرَته وَكَانَت أَيَّامه للمباشرين كَأَنَّهَا أحلامٌ لأمنها وَكَثْرَة خَيرهَا وَكَانَ كلما انتشا أحدٌ من الْأُمَرَاء الخاصكية بِمصْر خدمه وباشر أُمُوره فِي الشَّام بِنَفسِهِ فَكَانَ أُولَئِكَ يعضدونه ويقيمونه وَإِذا جَاءَ أحدٌ من ممالكهم أَو من جهتهم نزل عِنْده وخدمه وَكَانَ مرجع دواوينهم إِلَيْهِ وَأَمْوَالهمْ تَحت يَده يتجر لَهُم فِيهَا مثل بكتمر الساقي وقوصون وبشتاك وَغَيرهم كل من لَهُ علاقَة الشَّام لَا يخرج الحَدِيث عَنهُ وَكَانَ هُوَ وَالْقَاضِي كريم الدّين متعاضدين جدا ودامت أيامهما مُدَّة وَتَوَلَّى نظر الدولة مَعَ الجمالي الْوَزير بالديار المصرية مُدَّة تزيد على السّنة وَنصف فِيمَا أَظن ثمَّ إِنَّه سعى وَعَاد إِلَى نظر دمشق وَأقَام بهَا إِلَى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فتنكر السُّلْطَان لَهُ وَتغَير عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين تنكز فورد المرسوم بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فَأمْسك بِدِمَشْق وَأخذ مِنْهُ أَرْبَعَة مائَة ألف دِرْهَم ثمَّ إِنَّه طلب إِلَى مصر وَأخذ خطه بِأَلف ألف دِرْهَم وَأَفْرج عَنهُ فوزن ذَلِك وَبَقِي عَلَيْهِ مَا يُقَارب المائتي ألف دِرْهَم فاستطلق قوصون لَهُ ذَلِك من السُّلْطَان ثمَّ إِن السُّلْطَان غير خاطره عَلَيْهِ وَقيل إِن لَهُ ودائع فِي دمشق فَكتب السُّلْطَان إِلَى تنكز قتتبع ودائعه وَظهر لَهُ شَيْء كثيرٌ فَحمل إِلَى السُّلْطَان وَلما مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقع اخْتِلَاف بَين أَوْلَاده فِي الْمِيرَاث فطلع ابْنه صَلَاح الدّين بوسف وَلم يكن لَهُ ولدٌ ذكرٌ غَيره إِلَى السُّلْطَان ونمّ على أخواته فَأخذ مِنْهُم شَيْء كثير من الْجَوْهَر فَيرى النَّاس أَن الَّذِي أَخذ من مَاله أَولا وآخراً مَا يُقَارب الألفي ألف دِرْهَم وَلم يحك عَنهُ أَنه نكب ظَاهرا مُدَّة عمره إِلَّا هَذِه النكبة الَّتِي مَاتَ فِيهَا وَلم يرم أحدٌ عَلَيْهِ عود ريحانٍ وَلَا ضرب وَلَا أهين وَكَانَ فِي دمشق فِي الْمدرسَة والترسيم الَّذِي عَلَيْهِ أَمِير طبلخاناه يعرف بعلاء الدّين المرتيني وَلما أفرج عَنهُ بِدِمَشْق خرج) النَّاس لَهُ بالشمع وفرحوا بِهِ فَرحا عَظِيما وَلم يشك أحدٌ عَلَيْهِ أبدا وَقد بَاشر نظر الدَّوَاوِين مُدَّة تزيد على أربعٍ وَعشْرين سنة وَلما طلب إِلَى مصر أنزل فِي الطَّبَقَة الَّتِي على دَار الوزارة وَكَانَ هُنَاكَ قَاعِدا على مقاعد سنجاب وسرسينا وَغير ذَلِك والأمير عَلَاء الدّين ابْن هِلَال الدولة شاد الدَّوَاوِين والأمير صَلَاح الدّين الدوادار وَالْقَاضِي شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ فِي الرسائل عَن السُّلْطَان

عبد الله بن طاهر

إِلَى أَن كتب خطه بِمَا طلب مِنْهُ ونز إِلَى بَيته عَزِيزًا كَرِيمًا وَكَانَت أَيَّامه بِدِمَشْق كَأَنَّهَا مواسم وَالْخَيْر يتدفق وأموال السُّلْطَان كَثِيرَة وَكَانَ فِيهِ سترٌ وحلمٌ وَمَا وَقع لأحدٍ من الدماشقة الْكِبَار واقعةٌ إِلَّا ورقع خرقها وسد خللها على أحسن الْوُجُوه وَعمر جَامعا على بَاب شَرْقي عِنْد دير القعاطلة ووقف عَلَيْهِ وَقفا وَعمر بالرحبة بيمارستاناً وَعمر بكرك نوح بالبقاع طَهَارَة وأجرى المَاء هُنَاكَ فِي قناةٍ وَلما مَاتَ كَانَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَعمل بعد مَوته محضرٌ بِأَنَّهُ بِأَنَّهُ خَان فِي مَال السُّلْطَان وَاشْترى بِهِ أملاكاً وَقفهَا وَلَيْسَ لَهُ ذَلِك وَشهد بذلك كَمَال الدّين مدرس الناصرية وَابْن أَخِيه القَاضِي عماد الدّين نَاظر الْجَامِع وعلاء الدّين ابْن القلانسي وَعز الدّين ابْن المنجا وتقي الدّين ابْن مراجل وَآخَرُونَ وَامْتنع عز الدّين ابْن القلانسي نَاظر الخزانة وَنظر الْمحْضر وَأُرِيد بيع أملاكه فَوقف قوصون للسُّلْطَان للسُّلْطَان فِي ذَلِك واستطلقها لأولاده وَكَانَ يسمع البُخَارِيّ فِي ليَالِي رَمَضَان وَلَيْلَة ختمة يحتفل بذلك وَيعْمل مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كل سنة ويحضره كبار الْأُمَرَاء وَالْفُقَهَاء والقضاة والمتعممين والمحتشمين وَيظْهر تجملاً زَائِدا ويخلع على الَّذِي يقْرَأ المولد وكتبت أَنا إِلَيْهِ لما عمّر البيمارستان بالرحبة أبياتاً وَهِي من الْكَامِل (يَا سيد الوزراء ذكرك قد علا ... فَكَأَنَّهُ حَيْثُ اغتدى كيوان) (لَك جَامع بِدِمَشْق أضحى جَامعا ... للفضل فِيهِ الْحسن وَالْإِحْسَان) (وَأمرت أَن يبْنى برحبة مالكٍ ... من جودك المبرور مارستان) (أنشأت ذَاك وَذَا فَجئْت بآيةٍ ... صحت بهَا الْأَدْيَان والأبدان) 3 - (عبد الله بن طَاهِر) الْخُزَاعِيّ الْأَمِير عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن زُرَيْق بن ماهان

الْخُزَاعِيّ أَبُو الْعَبَّاس كَانَ نبيلاً عالي الهمة شهماً وَكَانَ الْمَأْمُون كثير الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ لذاته ورعايةً لحق وَالِده وَكَانَ والياً على الدينور فَلَمَّا خرج بابك الخرمي على خُرَاسَان وأوقع الْخَوَارِج بِأَهْل قَرْيَة الْحَمْرَاء من أَعمال نيسابور وَأَكْثرُوا فِيهَا الْفساد بعث الْمَأْمُون إِلَيْهِ يَأْمُرهُ بِالْخرُوجِ إِلَى خُرَاسَان فَخرج إِلَيْهَا فِي نصف شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَحَارب الْخَوَارِج وَقدم نيسابور فِي رَجَب سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ الْمَطَر قد انْقَطع عَنْهَا تِلْكَ السّنة فَلَمَّا دَخلهَا أمْطرت دَخلهَا مَطَرا كثيرا فَقَامَ إِلَيْهِ رجل بزازٌ من حانوته وأنشده من المنسرح (قد قحط النَّاس فِي زمانهم ... حَتَّى إِذا جِئْت جِئْت بالدرر) (غيثان فِي ساعةٍ لنا قدماً ... فمرحبا بالأمير والمطر) وَفِيه يَقُول أَبُو تَمام الطَّائِي وَقد قَصده من الْعرَاق فَلَمَّا انْتهى إِلَى قومس وَقد طَالَتْ عَلَيْهِ الْمَشَقَّة وبعدت الشقة من الْبَسِيط (يَقُول فِي قومس صحبي وَقد أخذت ... منا السرى وخطى المهرية الْقود) (أمطلع الشَّمْس تبغي أَن تؤم بِنَا ... فَقلت كلا وَلَكِن مطلع الْجُود) وَلما وصل إِلَيْهِ أنْشدهُ قصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا من الطَّوِيل (فقد ثَبت عبد الله خوف انتقامه ... على اللَّيْل حَتَّى مَا تدب عقاربه) وَكَانَ عبد الله ظريفاً جيد الْغناء نسب إِلَيْهِ صَاحب الأغاني أصواتاً كَثِيرَة نقلهَا عَنهُ أهل الصَّنْعَة وَكَانَ بارع الْأَدَب حسن الشّعْر وَمن شعره من الْخَفِيف نَحن قوم تليننا الحدق النجل على أننا نلين الحديدا طوع أَيدي الظباء تقتادنا الْعين ونقتاد بالطعان الأسودا نملك الصَّيْد ثمَّ تملكنا الْبيض المصونات أعيناً وخدودا (تتقي سخطنا الْأسود ونخشى ... سخط الخشف حِين يُبْدِي الصدودا) (فترانا يَوْم الكريهة أحرا ... راً وَفِي السّلم للغوان عبيدا) وَقيل إِنَّهَا لأصرم بن حميد وَمن مَشْهُور شعر عبد الله بن طَاهِر من الْخَفِيف) إغتفر زلتي لتحرز فضل الشُّكْر مني وَلَا يفوتك أجري (لَا تَكِلنِي إِلَى التوسل بالعذ ... ر لعَلي أَن لَا أقوم بعذري) وَلما افْتتح عبد الله بن طَاهِر مصر سوغه الْمَأْمُون خراجها سنة فَصَعدَ الْمِنْبَر فَلم ينزل

حَتَّى أجَاز بِهِ كُله وَكَانَ ثَلَاثَة آلَاف ألف دِينَار أَو نَحْوهَا وَقبل نزله أَتَاهُ مُعلى الطَّائِي وَقد أعلموه لما صنع عبد الله بِالنَّاسِ فِي الجوائز وَكَانَ عَلَيْهِ واجداً فَوقف بَين يَدَيْهِ تَحت الْمِنْبَر فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير أَنا مُعلى الطَّائِي مَا كَانَ مِنْك من جفاءٍ وغلظٍ فَلَا يغلظ عَليّ قَلْبك وَلَا يستخفنك مَا بلغك أَنا الَّذِي أَقُول من الْبَسِيط (يَا أعظم النَّاس عفوا عِنْد مقدرةٍ ... وأظلم النَّاس عِنْد الْجُود وَالْمَال) (لَو يصبح النّيل يجْرِي مَاؤُهُ ذَهَبا ... لما أَشرت إِلَى خزنٍ بمثقال) (تَعْنِي بِمَا فِيهِ رق الْحَمد تملكه ... وَلَيْسَ شيءٌ أعاض الْحَمد بالغالي) (تفك باليسر كف الْعسر من زمنٍ ... إِذا استطال على قومٍ بإقلال) (لم تخل كفك من جودٍ لمختبطٍ ... أَو مرهفٍ قاتلٍ من رَأس قتال) (وَمَا بثثت رعيل الْخَيل فِي بلدٍ ... إِلَّا عصفن بأرزاقٍ وآجال) (هَل فِي سَبِيل إِلَى أذنٍ فقد ظمئت ... نَفسِي إِلَيْك فَمَا تروى على حَال) (إِن كنت مِنْك على حالٍ مننت بِهِ ... فَإِن شكرك من حمدٍ لى بالي) (مَا زلت مقتضياً لَوْلَا مجاهرةٌ ... من ألسنٍ خضن فِي بشري بأقوال) فَضَحِك عبد الله وسر بهَا وَقَالَ يَا أَبَا السمراء بِاللَّه أَقْرضنِي عشرَة آلَاف دِينَار فَمَا أمسيت أملكهَا فأقرضه إِيَّاهَا فَدَفعهَا إِلَى مُعلى الطَّائِي وَمن كَلَامه سمن الْكيس ونيل الذّكر لَا يَجْتَمِعَانِ فِي موضعٍ واحدْ وتنقل فِي الاعمال الجليلة وَلما وصل إِلَى مصر وقف على بَابهَا وَقَالَ أخزى الله فِرْعَوْن ملك مثل هَذِه الْقرْيَة فَقَالَ أَنا ربكُم الْأَعْلَى مَا كَانَ أخبثه وَأدنى همته وَالله لَا دَخَلتهَا وَكَانَ جواداً ممدحاً وَفد عَلَيْهِ دعبل الْخُزَاعِيّ فوصل إِلَيْهِ مِنْهُ ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم وَقيل إِنَّه وَقع مرّة على رقاع فَبلغ ذَلِك ألفي ألف دِرْهَم وَسَبْعمائة ألف دِرْهَم وحكاياته فِي الْجُود كَثِيرَة بالغةٌ وَفِيه يَقُول بعض الشُّعَرَاء وَهُوَ بِمصْر من الطَّوِيل (يَقُول أناسٌ إِن مصرا بعيدةٌ ... وَمَا بَعدت يَوْمًا وفيهَا ابْن طَاهِر) ) (وَأبْعد من مصر رجالٌ تراهم ... بحضرتنا معروفهم غير حَاضر) (عَن الْخَيْر موتى مَا تبالي أزرتهم ... على طمعٍ أم زرت أهل الْمَقَابِر) وَذكر الْوَزير ابْن المغربي فِي كتاب أدب الْخَواص أَن الْبِطِّيخ العبدلاوي الْمَوْجُود بالديار المصرية منسوبٌ إِلَى عبد الله الْمَذْكُور وتأدب عبد الله فِي صغره وَقَرَأَ الْعلم وَالْفِقْه سمع من وَكِيع وَيحيى بن الضريس وَعبد الله الْمَأْمُون ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين

أَبُو الْقَاسِم الإسفرائيني عبد الله بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن شهفور أَبُو الْقَاسِم التَّمِيمِي الإسفرائيني نزل بَلخ وَأقَام بهَا وَتَوَلَّى التدريس بالنظامية وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها فَاضلا نبيلاً حسن الْمعرفَة بالأصول وَالْفُرُوع جيد الْكَلَام فِي مسَائِل الْخلاف لَهُ جاهٌ وثروة وحشمةٌ ومنزلة عِنْد الأكابر سمع من جده لأمه أبي منصورعبد القاهر بن طَاهِر الْبَغْدَادِيّ وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطرازي وَعبد الرحمان بن حمدَان النصروي وَجَمَاعَة وَورد بَغْدَاد وَحدث بهَا أنفذ إِلَى شيخ الْإِسْلَام عبد الله الْأنْصَارِيّ لما قدم من هراة إِلَى بَلخ بِمَا قِيمَته ألف دِينَار هروية مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ من الخيم والفرش والبسط وَمَا اسْتردَّ مِنْهُ شَيْئا وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ابْن أبي طَاهِر المرداوي عبد الله بن أبي الطَّاهِر بن مُحَمَّد الشَّيْخ الصَّالح أَبُو عبد الرَّحِيم الْمَقْدِسِي المرداوي أول سَمَاعه سنة ستٍ وَثَلَاثِينَ بمردا من خطيبها وَسمع من الضياء الْحَافِظ واليلداني وتلقن بمدرسة أبي عمر ثمَّ رَجَعَ وَحدث فِي أَيَّام ابْن عبد الدَّائِم روى عَنهُ ابْن الخباز قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَسمع مِنْهُ الْأَصْحَاب كَانَ معمراً من أَبنَاء التسعين وَهُوَ آخر أَصْحَاب الشَّيْخ الضياء بِالسَّمَاعِ توفّي بِمُرَاد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة الْيَمَانِيّ عبد الله بن طَاوس الْيَمَانِيّ سمع أَبَاهُ وَعِكْرِمَة وَعمر بن شُعَيْب وَعِكْرِمَة بن خَالِد وَكَانَ من أعلم النَّاس بِالْعَرَبِيَّةِ قد وثقوه قَالَ ابْن خلكان فِي تَارِيخه أَن الْمَنْصُور طلب ابْن طَاوس وَمَالك بن أنس فصدعه ابْن طَاوس بِكَلَام وَهَذَا لَا يَسْتَقِيم لِأَن ابْن طَاوس مَاتَ قبل الْمَنْصُور وَتُوفِّي ابْن طَاوس فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة) ذُو النُّور الصَّحَابِيّ عبد الله بن الطُّفَيْل الْأَزْدِيّ ثمَّ الدوسي أعطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نورا فِي جَبينه ليدعو قومه بِهِ فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذِه مثلةٌ فَجعله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَوْطه فَكَانَ يَقُول لَهُ ذُو النُّور وَذُو النُّور هُوَ الطُّفَيْل بن عَمْرو بن طريف الدوسي وَهُوَ

عبد الله بن عامر

الصَّحِيح وَقد تقدم ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمَة الطُّفَيْل كَذَا ذكره فِي الْمَوْضِعَيْنِ ابْن عبد الْبر وَهُوَ وهمٌ وَالله أعلم وَإِنَّمَا وهم ابْن عبد الْبر لِأَنَّهُ نقل ذَلِك تقليداً للمبرد فِي تَرْجَمَة ذِي الْيَدَيْنِ فِي حرف الذَّال وسرد فِيهَا الأذواء الَّذين ذكرهم الْمبرد فِي الْكَامِل مُؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن عَاتِكَة الْقرشِي العامري قَالَ ابْن عبد الْبر لم يَخْتَلِفُوا أَنه من بني عَامر بن لؤَي وَأمه أم مَكْتُوم وَاخْتلفُوا فِي اسْم أَبِيه فَقَالَ بَعضهم هُوَ عبد الله بن زَائِدَة بن الْأَصَم وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ عبد الله بن قيس بن مَالك بن الْأَصَم وَكَانَ قديم الْإِسْلَام بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة قيل قدمهَا بعد بدرٍ بِيَسِير فَنزل دَار الْقُرَّاء وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستخلفه فِي أَكثر غَزَوَاته على الْمَدِينَة وَأهل الْمَدِينَة يَقُول اسْمه عبد الله وَأهل الْعرَاق يَقُولُونَ اسْمه عَمْرو وَكَانَ يُؤذن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ بِلَال وَشهد الْقَادِسِيَّة 3 - (عبد الله بن عَامر) عبد الله بن عَامر بن زُرَارَة روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَبَقِي بن مخلد قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ابْن عَامر الْمُقْرِئ عبد الله بن عَامر الْيحصبِي وَاخْتلف فِي كنيته فَقيل أَبُو نعيم وَهُوَ أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة قيل إِنَّه قَرَأَ على عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَقيل على أبي الدَّرْدَاء وَقيل على معَاذ بن جبل وَقيل قِرَاءَة أهل الشَّام مَوْقُوفَة على قِرَاءَة ابْن عَامر الْيحصبِي وَقيل قَرَأَ على مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وروى الحَدِيث عَن عُثْمَان وَأبي الدَّرْدَاء

وَزيد بن ثَابت وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وَكَانَ يَقُول قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولي سنتَانِ وانتقلت إِلَى دمشق ولي تسع سِنِين وروى لَهُ مسلمٌ وَالتِّرْمِذِيّ وَولي قَضَاء دمشق بعد أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَكَانَ يغمز فِي نسبه وَكَانَ يزْعم أَنه من حمير فجَاء رَمَضَان فَقَالُوا من يؤمنا فَذكرُوا المُهَاجر بن أبي المُهَاجر فَقيل ذَاك مولى فبلغت سُلَيْمَان بن عبد الْملك فَلَمَّا اسْتخْلف بعث إِلَى المُهَاجر بن أبي المُهَاجر فَقَالَ إِذا كَانَ أول لَيْلَة من رَمَضَان فقف خلف الإِمَام فَإِذا تقدم ابْن عَامر فَخذ بثيابه واجذبه وَقل تَأَخّر فَلَنْ يؤمنا دعِي وصل أَنْت يَا مهَاجر وَيُقَال إِنَّه سمع قِرَاءَة عُثْمَان فِي الصَّلَاة وَيُقَال قَرَأَ عَلَيْهِ نصف الْقُرْآن وَلم يَصح وَقيل كَانَ وَالِي الشرطة لعُثْمَان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصَح أَنه ثَابت النّسَب وَكَانَ قَاضِي الْجند وَكَانَ على بِنَاء مَسْجِد دمشق وَكَانَ رَأس الْمَسْجِد لايرى فِيهِ بِدعَة إِلَّا غَيرهَا توفّي يَوْم عَاشُورَاء وَله سبع وَتسْعُونَ سنة وَطول تَرْجَمته فيكتاب طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ سعيد بن عبد الْعَزِيز ضرب ابْن عامرعطية بن قيس لكَونه رفع يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة أَبُو مُحَمَّد الْعَنزي عبد الله بن عَامر بن ربيعَة أَبُو مُحَمَّد الْعَنزي وعنز أَخُو بكر بن وَائِل الْمدنِي أَبوهُ عَامر من كبار الصَّحَابَة روى عَن أَبِيه وَعمر وَعُثْمَان وَعبد الرحمان بن عَوْف وَولد سنة ستٍ من الْهِجْرَة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَالِي خُرَاسَان) عبد الله بن عَامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس العبشمي وَابْن خَال عُثْمَان بن عَفَّان ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتي بِهِ وَهُوَ صغيرٌ فَقَالَ هَذَا شبهنا وَجعل يتفل عَلَيْهِ ويعوذه فَجعل عبد الله يتسوغ ريق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّه لمسقىً فَكَانَ لَا

عبد الله بن عباس

يعالج أَرضًا إِلَّا ظهر لَهُ المَاء وَكَانَ مَيْمُون النقيبة كثيرالمناقب وَهُوَ افْتتح خُرَاسَان وَقتل كسْرَى فِي ولَايَته وَأحرم من نيسابو شكرا لله تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي عمل السقايات بِعَرَفَة وَفِي سنة تسع وَعشْرين عزل عُثْمَان أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن الْبَصْرَة وَعُثْمَان ابْن أبي الْعَاصِ عَن فَارس وَجمع ذَلِك كُله لعبد الله بن عَامر بن كريز وَهُوَ ابْن أربعٍ وَعشْرين سنة وافتتح أَطْرَاف فَارس كلهَا وَعَامة خُرَاسَان وإصبهان وحلوان وكرمان وَهُوَ الَّذِي شقّ نهر الْبَصْرَة وَلم يزل والياً على الْبَصْرَة إِلَى أَن قتل عُثْمَان وَعقد لَهُ مُعَاوِيَة على الْبَصْرَة ثمَّ عَزله عَنْهَا وَكَانَ أحد الأجواد وَأوصى إِلَى عبد الله بن الزبير وَمَات قبله بِيَسِير هُوَ الَّذِي يَقُول فِي ابْن أذينة من الطَّوِيل (فَإِن الَّذِي أعْطى الْعرَاق ابْن عامرٍ ... لرَبي الَّذِي أَرْجُو لسد مفارقي) وَفِيه يَقُول زِيَاد الْأَعْجَم أبياته مِنْهَا من الوافر (وَأحسن ثمَّ أحسن ثمَّ عدنا ... فَأحْسن ثمَّ عدت لَهُ فعادا) (مرَارًا مَا رجعت إِلَيْهِ إِلَّا ... تَبَسم ضَاحِكا وثنى الوسادا) 3 - (عبد الله بن عَبَّاس) حبر الْأمة رَضِي الله عَنهُ عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف بن قصي الْهَاشِمِي أَبُو الْعَبَّاس الحبر الْبَحْر ابْن عَم رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأَبُو الْخُلَفَاء ولد فِي شعب بني هَاشم قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين وَصَحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعا لَهُ بالحكمة مرَّتَيْنِ وَقَالَ ابْن مَسْعُود نعم ترجمان الْقُرْآن ابْن عَبَّاس وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وأُبي وَأَبِيهِ الْعَبَّاس وَأبي ذَر وَأبي سُفْيَان وَطَائِفَة من الصَّحَابَة وَقَالَ

مُجَاهِد مارأيت أحدا قطّ مثل ابْن عَبَّاس لقد مَاتَ يَوْم مَاتَ وَإنَّهُ لحبر هَذِه الْأمة وَكَانَ يُسمى الْبَحْر لِكَثْرَة علومه وَعَن عبيد الله بن عبد الله قَالَ كَانَ ابْن عَبَّاس قد فَاتَ النَّاس بخصالٍ بِعلم مَا سبق وَفقه مَا احْتِيجَ إِلَيْهِ وحلمٍ ونسبٍ ونائلٍ وَلَا رَأَيْت أحدا أعلم بِمَا سبقه من حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا بِقَضَاء أبي بكر وَعَمْرو وَعُثْمَان وَلَا أعلم بشعرٍ مِنْهُ وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة أخرجه عبد الله ابْن الزبير إِلَى الطَّائِف وَبهَا توفّي وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَقيل ابْن إِحْدَى وَسبعين سنة وَصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا وَقَالَ الْيَوْم مَاتَ رباني هَذِه الْأمة وَضرب على قَبره فسطاطاً رُوِيَ من وجوهٍ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اللَّهُمَّ علمه الْحِكْمَة وَتَأْويل الْقُرْآن فَفِي بعض الرِّوَايَات اللَّهُمَّ فقهه فِي الدّين وَعلمه التَّأْوِيل وَفِي حديثٍ اللَّهُمَّ بَارك فِيهِ وانشر مِنْهُ واجعله من عِبَادك الصَّالِحين وَفِي حَدِيث اللَّهُمَّ زده علما وفقهاً قَالَ ابْن عبد الْبر وَهِي كلهَا أَحَادِيث صِحَاح وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ يُحِبهُ ويدنيه ويقربه ويشاوره مَعَ جلة الصَّحَابَة وَكَانَ عمر يَقُول ابْن عَبَّاس فَتى الكهول لَهُ لِسَان سئول وقلبٌ عقول وَقَالَ طَاوُوس أدْركْت نَحْو خَمْسمِائَة من الصَّحَابَة إِذا ذاكروا ابْن عَبَّاس فخالفوه لم يزل يقررهم حَتَّى ينْتَهوا إِلَى قَوْله وَقَالَ يزِيد بن الْأَصَم خرج مُعَاوِيَة حَاجا مَعَه ابْن عَبَّاس وَكَانَ لمعاوية موكبٌ وَلابْن عباسٍ موكب مِمَّن يطْلب الْعلم وَقَالَ عبد الله بن يزِيد الْهِلَالِي من الطَّوِيل (وَنحن ولدنَا الْفضل والحبر بعده ... عنيتُ أَبَا الْعَبَّاس ذَا الْفضل والندى) وَفِيه يَقُول حسان بن ثَابت من الطَّوِيل (إِذا مَا ابْن عباسٍ بدا لَك وَجهه ... رَأَيْت لَهُ فِي كل أَحْوَاله فضلا) ) (إِذا قَالَ لم يتْرك مقَالا لقائلٍ ... بمنتظماتٍ لَا ترى بَينهَا فضلا) (كفى وشفى مَا فِي النُّفُوس فَلم يدع ... لذِي إربة فِي القَوْل جدا وَلَا هزلا)

وَمر عبد الله بن صَفْوَان يَوْمًا بدار عبد الله بن عَبَّاس فَرَأى فِيهَا جمَاعَة من طالبي الْفِقْه وَمر بدار عبيد الله بن الْعَبَّاس فَرَأى فِيهَا جمعا يتناوبونها للطعام فَدخل على ابْن الزبير فَقَالَ لَهُ أَصبَحت وَالله كَمَا قَالَ الشَّاعِر من الْبَسِيط (فَإِن تصبك من الْأَيَّام قَارِعَة ... لم نبك مِنْك على دينا وَلَا دين) قَالَ وماذاك يَا أعرج قَالَ هَذَانِ ابْنا الْعَبَّاس أَحدهمَا يفقه النَّاس وَالْآخر يطعم النَّاس فَمَا أبقيا ذَلِك لَك مكرمَة فَدَعَا عبد الله بن مُطِيع وَقَالَ لَهُ إنطلق إِلَى ابْني عَبَّاس فَقل لَهما يَقُول لَكمَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أخرجَا عني أَنْتُمَا وَمن انضوى إلَيْكُمَا من أهل الْعرَاق وَإِلَّا فعلت وَفعلت فَقَالَ عبد الله بن عَبَّاس وَالله مَا يأتينا من النَّاس إِلَّا رجلَانِ رجل يطْلب فقهاً ورجلٌ يطْلب فضلا فَأَي هذَيْن نمْنَع وَكَانَ ابْن عَبَّاس قد عمي آخر عمره وَرُوِيَ عَنهُ أَنه رأى رجلا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يعرفهُ فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ فَقَالَ لَهُ أرأيته قَالَ نعم قَالَ ذَاك جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أما إِنَّك ستفتقد بَصرك فَعميَ فِي آخر عمره فَهُوَ الْقَائِل فِيمَا رُوِيَ عَنهُ من الْبَسِيط (إِن يَأْخُذ الله من عَيْني نورهما ... فَفِي لساني وقلبي مِنْهُمَا نور) (قلبِي ذكيٌّ وعقلي غير ذِي دخلٍ ... وَفِي فمي صارمٌ كالسيف مأثور) وَرُوِيَ أَن طائراً أَبيض خرج من قَبره فتأولوه علمه خرج إِلَى النَّاس وَيُقَال بل دخل قَبره طَائِر أَبيض فَقيل إِنَّه بَصَره بالتأويل وَقيل جَاءَ طَائِر أَبيض فَدخل نعشه حِين حمل فَمَا رُئي خَارِجا مِنْهُ وَشهد عبد الله بن عَبَّاس الْجمل وصفين والنهروان مَعَ عَليّ بن طَالب حفيد وَزِير الرشيد عبد الله بن الْعَبَّاس بن الْفضل بن الرّبيع بن يُونُس كَانَ الْفضل وَزِير الرشيد هَارُون وحفيده هَذَا عبد الله كَانَ مَوْصُوفا بالبراعة مليح الشّعْر والغناء قَالَ إِبْرَاهِيم الرَّقِيق فِي كتاب الأغاني كَانَ عبد الله يَقُول كنت أول من ضرب الكنكلة وَهِي طنبور بِثَلَاثَة أوتار قَالَ فغنيت عَلَيْهَا بِشعر الأعشي من المتقارب (أَتَانِي يؤامرني فِي الصبو ... ح لَيْلًا فَقلت لَهُ غادها) ) فَأَخَذته مني صبية كَانَت بحذاء الْفضل فَوَهَبَهَا لإِبْرَاهِيم الْموصِلِي فغنته لَهُ فَأَخذه عَنْهَا

فَقَالَ أَنِّي لَك هَذَا قَالَت أَخَذته عبد الله بن عَبَّاس قَالَ فغناه الرشيد فَقَالَ مِمَّن يَقُول هَذَا الصَّوْت قَالَ يَقُوله بعض مواليك قَالَ مَن مِنْ موَالِي يحسن مثل هَذَا وَلَا أعرفهُ قَالَ فَخفت الْفضل وَلم أجد من إِعْلَام الرشيد بدا فعرفته أمره فَقَالَ للفضل أحضرني ابْن ابْنك وعرفه الْخَبَر فَقَالَ وولائك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا علمت بِشَيْء من هَذَا إِلَّا فِي سَاعَتِي هَذِه فَانْصَرف وَدَعَانِي وَقَالَ بلغ من أَمرك أَن تجترئ عَليّ حَتَّى تصنع الْغناء ويغنيه المغنون للخليفة وَأَنا لَا أعلم بشيءٍ من أَمرك فَجعلت أعْتَذر إِلَيْهِ وَسَأَلته أَن يمْتَحن أدبي فِي كل بابٍ أَمر ان أودب فِيهِ فَأمرنِي ان أغنيه بعض مَا أروي وَقَالَ إِنَّمَا أكره أَن تلهج بِالْغنَاءِ وتقصر فِيهِ فنفتضح قَالَ فغنيته صَوتا فَقبل رَأْسِي وضمني إِلَيْهِ ثمَّ صَار بِي إِلَى الرشيد فغنيته فَأمر لي بِعشْرَة آلَاف دينارٍ فقبضها الْفضل وَقَالَ لَهُ الرشيد إشتر لَهُ بهَا ضيغة فَمَا زلت من ندماء الرشيد وَأَنا غُلَام مَا اتَّصل عارضاي وَبَقِي عبد الله إِلَى أَيَّام المتَوَكل وَكَانَ قد حلف أَن لَا يُغني إِلَّا خَليفَة أَو ولي عهدٍ واصطبح ثَلَاثِينَ سنة اصطباحاً دَائِما لَا يقطعهُ وَمن شعره وتلحينه من الطَّوِيل (صباحي صبوحي قد ظمئت إِلَى الكاس ... وتقت إِلَى النسرين والورد والآس) (فَلَا طلعت شمسٌ على غير لذةٍ ... صبوحي جديدٌ فاسقياني من الراس) مِنْهُ أَيْضا من الطَّوِيل (أَلا قل لمن بالجانبين بأنني ... مَرِيض عداني عَن زيارتهم مَا بِي) (وَلَو بهم بعض الَّذِي بِي لزرتهم ... وحاشاهم من طول ضري وأوصابي) أَمِين الدّين ابْن شقير عبد الله بن عبد الْأَحَد بن عبد الله بن سَلامَة بن خَليفَة القَاضِي أَمِين الدّين بن شقير الْحَرَّانِي كَانَ من خير النَّاس وأجودهم من أكَابِر بيُوت حران أَقَامَ بِدِمَشْق وَطلب إِلَى مصر وصودر فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة ووكله بعض الْأُمَرَاء المصريين بِالشَّام وَاقْتصر على وكَالَة الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبرس الوزيري وَأقَام يتحدث لوَرثَته إِلَى آخر وقتٍ وَكَانَ فِيهِ مروءةٌ لمن يَقْصِدهُ وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثمانٍ وَسَبْعمائة وَنقل إِلَى الْقُدس وَدفن بِهِ النَّحْوِيّ) عبد الله بن عبد الْأَعْلَى هُوَ أحد أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي

عبد الله بن عبد الباقي

صَحبه وَخرج مَعَه إِلَى فَارس وإصبهان وَكَانَ عبد الْأَعْلَى أَبوهُ من كبار أَصْحَاب الحَدِيث بِبَغْدَاد صلى ابْنه عبد الله وَكبر عَلَيْهِ خمْسا فَلَمَّا انْصَرف من الصَّلَاة عَلَيْهِ قيل لَهُ قد أظهرت الْيَوْم خلاف مذهبك فَقَالَ للنَّاس إعلموا أنني لَو تركت ورأيي لَكُنْت أكبر عَلَيْهِ تَكْبِيرَة وَبعد تكبيرةٍ وأخصه بأدعيةٍ بعد أدعية من نيةٍ صَادِقَة وطويةٍ صافيةٍ فقد وقذني فِرَاقه ولذعني انطلاقه ثمَّ بَكَى وافرط وشهق شهقةً وَأَنْشَأَ يَقُول من الطَّوِيل (صحبتك قبل الرّوح إِذْ أَنا نطفةٌ ... مصانٌ فَلَا يَبْدُو لخلقٍ مصونها) (فَمَاذَا بَقَاء الْفَرْع من بعد أَصله ... ستلقى الَّذِي لَاقَى الْأُصُول غصونها) 3 - (عبد الله بن عبد الْبَاقِي) أَبُو بكر الوَاسِطِيّ الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن عبد الْبَاقِي بن التبَّان الوَاسِطِيّ أَبُو بكر الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا وَأحمد درس الْمَذْهَب على أبي الْوَفَاء عَليّ ابْن عقيل حَتَّى برع وَكَانَ يتَكَلَّم فِي مسَائِل الْخلاف ويفتي ويدرس وَكَانَ أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة سمع من أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد الْخياط الْمُقْرِئ وَغَيره مَاتَ عَن تسعين سنة بَقِي على حفظه لعلومه إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع وَخَمْسمِائة الدلاصي عبد الله بن عبد الْحق بن عبد الْأَحَد المَخْزُومِي الْمصْرِيّ الدلاصي ولد سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة وتلا لنافع على أبي مُحَمَّد بن لب سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ ثن تَلا بعده كتب عَليّ بن فَارس وَسمع القصيدة من قَارِئ مصحف الذَّهَب وأقرأ دهراً بِمَكَّة وتلا عَلَيْهِ بالروايات عبد الله بن خَلِيل والمجير مقرئ الثغر وَأحمد بن الرضي الطَّبَرِيّ والوادي آشي وَخلق وَكَانَ صَاحب حَال وتألهٍ وأورادٍ أَحْيَا اللَّيْل سنوات وتفقه لمَالِك ثمَّ الشَّافِعِي ومناقبه غزيرة

الْمَالِكِي عبد الله بن عبد الْحَكِيم بن أعين بن لَيْث الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الْمَالِكِي الْمصْرِيّ كَانَ أعلم أَصْحَاب مَالك بمختلف قَوْله وأفضت إِلَيْهِ رياسة الْمَالِكِيَّة بعد أَشهب وروى الْمُوَطَّأ عَن مَالك سَمَاعا وَكَانَ من ذَوي الْأَمْوَال والرباع لَهُ جاه عظيمٌ وقدرٌ كَبِير وَكَانَ يُزكي الشُّهُود) ويجرحهم وَهَذَا لم يشْهد لأحدٍ وَلَا أحدٌ من وَلَده لدعوةٍ سبقت فِيهِ ذكر ذَلِك الْقُضَاعِي فِي كتاب الخطط وَيُقَال إِنَّه دفع للشَّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ عِنْد قدومه إِلَى مصر ألف دِينَار من مَاله وَأخذ لَهُ من عسامة التَّاجِر ألف دِينَار وَمن رجلَيْنِ ألف دِينَار وَهُوَ وَالِد أبي عبد الله مُحَمَّد صَاحب الشَّافِعِي وروى بشر بن بكر قَالَ رَأَيْت مَالك بن أنس رَضِي الله عَنهُ فِي النّوم فَقَالَ إِن ببلدكم رجلا يُقَال لَهُ ابْن عبد الحكم فَخُذُوا عَنهُ فَإِنَّهُ ثِقَة وَكَانَ لأبي مُحَمَّد ولدٌ آخر يُسمى عبد الرحمان من أهل الحَدِيث والتواريخ صنف كتاب فتوح مصر وَتُوفِّي أَبُو مُحَمَّد سنة أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وقبره إِلَى جَانب قبر الشَّافِعِي وَهُوَ الْأَوْسَط من الْقُبُور الثَّلَاثَة وَعبد الحكم يُقَال إِنَّه مولى عُثْمَان سمع عبد الله مَالِكًا وَاللَّيْث ومفضل بن فضَالة وَمُسلم بن خَالِد الزنْجِي وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو زرْعَة ثِقَة وَقَالَ لم أر بِمصْر أَعقل مِنْهُ وصنف كتاب الْأَهْوَال وَكتاب فَضَائِل عمر بن عبد الْعَزِيز وسارت تصانيفه الركْبَان وروى لَهُ النَّسَائِيّ شرف الدّين ابْن تَيْمِية عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن الْخضر بن تَيْمِية الْحَرَّانِي الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُفْتِي الْقدْوَة العابد شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي أَخُو الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ولد بحران سنة ستٍ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة قبل أَخِيه بِسنة وَسمع حضوراً من ابْن أبي عمر عَلان وَابْن الدرجي وَخلق كثير وَطلب الحَدِيث فِي وقته وَسمع الْمسند والمعجم الْكَبِير والدواوين وَأحكم الْفِقْه والنحو وبرع فِي معرفَة السِّيرَة والتأريخ وكثيرٍ من أَسمَاء الرِّجَال وَكَانَ فصيحاً يقظاً فهما جزل الْعبارَة غزير الْعلم بَصيرًا بالقواعد فِي الْفِقْه منصفاً فِي

عبد الله بن عبد الرحمان

بَحثه مَعَ الدّين وَالْإِخْلَاص وَالتَّعَفُّف والسماح والزهد والانقباض عَن النَّاس وَكَانَ أَخُوهُ يتأدب مَعَه ويحترمه ينْتَقل فِي الْمَسَاجِد ويختفي أَيَّامًا وَسمع مِنْهُ الطّلبَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا عَلمته صنّف شَيْئا وتمرض أَيَّامًا وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَحمل على الرؤوس 3 - (عبد الله بن عبد الرحمان) قَاضِي الْمَدِينَة عبد الله بن عبد الرحمان بن معمر بن حزم الْأنْصَارِيّ الْمدنِي قَاضِي الْمَدِينَة فِي خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز كَانَ عبدا صَالحا يسْرد الصَّوْم توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة الْحَافِظ الدَّارمِيّ عبد الله بن عبد الرحمان التَّمِيمِي الدَّارمِيّ السَّمرقَنْدِي الإِمَام صَاحب الْمسند ولد عَام موت عبد الله بن الْمُبَارك وَكَانَ من أوعية الْعلم يجْتَهد وَلَا يُقَلّد روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَكَانَ أحد الرحالين والحفاظ مَوْصُوفا بالثقة والزهد يضْرب بِهِ الْمثل فِي الدّيانَة والزهد صنّف الْمسند وَالتَّفْسِير وَكتاب الْجَامِع قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة صَدُوق لَهُ مَنَاقِب كَثِيرَة توفّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة أَربع وَخمسين أَبُو الْقَاسِم الدينَوَرِي الْكَاتِب عبد الله بن عبد الرحمان الدينَوَرِي أَبُو الْقَاسِم من رُؤَسَاء الأدباء وَالْكتاب ووجوه الْعمَّال بخراسان قيل إِنَّه من أَوْلَاد الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب لَهُ مصنفات وأشعار مِنْهَا فِي وصف الْخمر من الْبَسِيط (كَأَنَّهَا فِي يَد الساقي المدير لَهَا ... عصارة الخد فِي ظرفٍ من الْآل) (لم تُبق مِنْهَا اللَّيَالِي فِي تصرفها ... إِلَّا كَمَا أبقت الْأَيَّام من حَالي)

وَله أَبْيَات يسترجع بهَا كتابا معاراً من الْخَفِيف (أَنا أَشْكُو إِلَيْك فقد تمّ نديمٍ ... قد فقدت السرُور مُنْذُ تولى) (كَانَ لي مؤنساً يسلي همومي ... بِأَحَادِيث من منى النَّفس أحلى) (عَن أبي حَاتِم عَن ابْن قريب ... واليزيدي كل مَا كَانَ أمْلى) (وَهُوَ رهن يشكو لديك ويبكي ... ويغني قد آن لي أَن أخلّى) (فتفضل بِهِ عليّ فَإِنِّي ... لستُ إِلَّا بِمثلِهِ أَتَسَلَّى) وَله أَيْضا من مجزوء الرمل بِأبي أَنْت وَقد طبت لنا ضماً وشما) (ضَاقَ فوك العذب والعي ... ن وشيءٌ لَا يسلما) أَبُو مُحَمَّد الْمَالِكِي عبد الله بن عبد الرحمان بن طَلْحَة بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عمر الْمَالِكِي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الْبَصْرِيّ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الْمَالِكِيَّة وبيته مَشْهُور بِالدّينِ وَالْعلم كَانَ فَاضلا متديناً حسن الدّيانَة توفّي تسعٍ وَعشْرين وسِتمِائَة سمع وروى أَمِير مصر والإسكندرية عبد الله بن عبد الرحمان بن مُعَاوِيَة بن حديج بن جَفْنَة الْكِنْدِيّ التجِيبِي الْمصْرِيّ الْأَمِير ولي الْإسْكَنْدَريَّة لهشام وَولي مصر للمنصور وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَة ابْن النَّاصِر الْأمَوِي عبد الله بن عبد الرحمان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان ابْن الحكم بن هِشَام بن عبد الرحمان بن مُعَاوِيَة الْأمَوِي المرواني هُوَ ابْن النَّاصِر أبي الْمطرف صَاحب الأندلس وَقد تقدّمت تَرْجَمَة وَالِده وَكَانَ عبد الله فَقِيها شافعياً متنسكاً أديباً شَاعِرًا سما إِلَى طلب الْخلَافَة فِي مُدَّة أَبِيه وَبَايَعَهُ قوم فِي الْخفية على قتل وَالِده وأخيه الْمُسْتَنْصر ولي عهد أَبِيه فَعرف أَبوهُ بذلك فسجنه إِلَى أَن أخرج يَوْم

عيد الْأَضْحَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة من الْحَبْس وأحضره أَبوهُ بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لخواصه هَذِه أضحيتي فِي هَذَا الْعِيد ثمَّ اضجع لَهُ وذبحه وَقَالَ لأتباعه ليذبح كلٌّ أضحيته فاقتسموا أَصْحَاب وَلَده عبد الله الْمَذْكُور وذبحوهم عَن آخِرهم وَمن حكاياته أَن سعيد بن فرج الشَّاعِر أهْدى لَهُ ياسميناً أَبيض واصفر وَكتب مَعَه من الْكَامِل (مولَايَ قد أرْسلت نَحْوك تحفةً ... بمرادما أبغيه مِنْك تذكر) (من ياسمين كَالنُّجُومِ تبرجت ... بيضًا وصفراً والسماح يعبر) فَعوضهُ عَن ذَلِك ملْء الطَّبَق دَنَانِير ودراهم وَكتب لَهُ من السَّرِيع (أَتَاك تعبيري وَلما يحل ... مني على أضغاث أَحْلَام) (فاجعله رسماً دَائِما قَائِما ... مِنْك ومني أول الْعَام) وَمر مَعَ أحد الْفُقَهَاء يَوْمًا فأبصر غُلَاما فتان الصُّورَة فَأَعْرض عَنهُ وَقَالَ من المنسرح (أفدي الَّذِي مرَّ بِي فَمَال لَهُ ... لحظي وَلَكِن ثنيته غصبا) ) (مَا ذَاك إِلَّا مخاف منتقدٍ ... فَالله يعْفُو وَيغْفر الذنبا) قَاضِي حلب عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله بن علوان بن رَافع الْأَسدي أَبُو مُحَمَّد الْحلَبِي اسْمَعْهُ وَالِده الحَدِيث فِي صباه من أبي الْفرج يحيى بن مَحْمُود ابْن سعد الثَّقَفِيّ الإصبهاني وَمن جمَاعَة من الشُّيُوخ الْكِبَار وَالْأَئِمَّة وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ كثيرا وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل بهمة وافرة وَحفظ الْقُرْآن فِي صباه وتفقه للشَّافِعِيّ وَصَحب أَبَا المحاسن يُوسُف بن رَافع بن تَمِيم قَاضِي حلب وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمَذْهَب وَالْخلاف والجدل والأصولين وعني بِهِ عناية شَدِيدَة لما رأى من نجابته وفهمه وَاتخذ ولدا وصاهره وَاعْتمد عَلَيْهِ فِي جَمِيع أَحْوَاله وَصَارَ معيداً لمدرسته وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة ثمَّ ولي التدريس بعده ونبل مِقْدَاره عِنْد الْمُلُوك والسلاطين وَعلا جاهه وارتفع شَأْنه وَترسل إِلَى مُلُوك الشَّام ومصر مَرَّات وناب فِي الْقَضَاء بحلب وَأرْسل إِلَى دَار الْخلَافَة وَتكلم مَعَ الْفُقَهَاء بِحَضْرَة الْوَزير وَاسْتحْسن الْحَاضِرُونَ كَلَامه وَكَانَ لطيفاً ظريفاً بساماً حُلْو الْمنطق

مَقْبُول الصُّورَة محباً إِلَى النَّاس وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره وَقد توجه إِلَى دمشق من الطَّوِيل (إِلَى الله أَشْكُو مَا لقِيت من الأسى ... بحمص وَقد أَمْسَى الحبيب مودعاً) وأودع فِي الْعين السهاد وَفِي الحشا اللهيب وَفِي الْقلب الجوى والتصدعا (وَللَّه أَيَّام تقضت بِقُرْبِهِ ... فيا طيبها لَو دمت فِيهَا ممتعا) (وَلكنهَا عَمَّا قليلٍ تصرمت ... فأصحبت منبت السرُور مفجعا) (وَقد كَانَ ظَنِّي أَن عِنْد قفولنا ... إِلَى حلبٍ ألْقى من الْهم مفزعا) قلت شعر نَازل ابْن الْأَنْبَارِي عبد الله بن عبد الرحمان بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي سعيد الْأَنْبَارِي النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي البركات ولد بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَسمع من وَالِده وَمن أبي الْفَتْح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْأَدَب واشتغل بالوعظ وَكَانَ يتَكَلَّم على المنابر وَسكن الأنبار وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى بَغْدَاد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة الْوَزير الزجالي) عبد الله بن عبد الرحمان الزجالي الْقُرْطُبِيّ الْوَزير أَبُو بكر وزر للمستنصر كَانَ خيرا كثير الْمَعْرُوف والفضائل قَالَ ابْن الفرضي بَلغنِي أَن قَدَمَيْهِ تفطرتا صديداً من الْقيام فِي الصَّلَاة وَكَانَ يصلح للْقَضَاء وَكَانَ من سَادَات الوزراء وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وثلاثمائة الْفِرْيَانِيُّ المغربي عبد الله بن عبد الرحمان الْفِرْيَانِيُّ بِضَم الْفَاء وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء أخر الْحُرُوف وَبعد الْألف نون قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم كَانَ بإشبيلية نَاظرا لأبي سُلَيْمَان دَاوُد ابْن أبي دَاوُد فِي الْمَوَارِيث وَكَانَ أَبُو بكر ابْن زهر يكرههُ فَقَالَ الْفِرْيَانِيُّ من الْبَسِيط (أَمْرَانِ قد أتلفا جودي وموجودي ... ظلم ابْن زهرٍ مَعَ استخفاف دَاوُد) (يَا رب فاجز ابْن زهرٍ عَن تعسفه ... واغفر لداود يَاذَا الْفضل والجود)

الْمعَافِرِي البلنسي عبد الله بن عبيد الرحمان بتصغير عبيد بن جحاف الْمعَافِرِي البلنسي أَبُو مُحَمَّد من أَرْبَاب الْبيُوت الْقَدِيمَة فِيهَا والنباهة توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْكَامِل (هن البدور على الغصون الميس ... طلعت فَكَانَ مقَامهَا فِي الْأَنْفس) (يرفلن فِي حلل الْحَرِير تأوداً ... وَقد انتقبن براقعاً من سندس) (وَإِذا مررن أثرن مَا بِي من هوى ... يَا حسنهنَّ وَحسن ذَاك الْمجْلس) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل (يَا أَيهَا الْقَمَر الَّذِي ... قد صرت فِيهِ كالسهى) (أدمي بخدك أم جرى ... مَاء الْعَتِيق على المهى) (خُذ مهجتي وهب الرضى ... واجعلهما هَاء وَهَا) ابْن أبي زيد الْمَالِكِي عبد الله بن عبد الرحمان أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي زيد فَقِيه القيروان وَشَيخ الْمَالِكِيَّة بالمغرب كَانَ أَبوهُ قد جمع مَذْهَب مَالك وَشرح أَقْوَاله وَكَانَ وَاسع الْعلم كثير الْحِفْظ ذَا صَلَاح وورع وعفة ونجب أَصْحَابه وَهُوَ الَّذِي لخص الْمَذْهَب وملأ الْبِلَاد من تواليفه وَكَانَ يُسمى مَالك الصَّغِير) وصنف النَّوَادِر والزيادات نَحْو الْمِائَة جُزْء وَاخْتصرَ الْمُدَوَّنَة وعَلى هذَيْن الْكِتَابَيْنِ الْمعول فِي الْفتيا بالمغرب وَكتاب الرسَالَة وَهُوَ مَشْهُور وَكتاب الثِّقَة بِاللَّه والتوكل عَلَيْهِ وَكتاب الْمعرفَة وَالتَّفْسِير وإعجاز الْقُرْآن وَالنَّهْي عَن الْجِدَال والرسالة فِي الرَّد على الْقَدَرِيَّة ورسالة التَّوْحِيد وَكتاب من تَأْخُذهُ عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن حَرَكَة وَقيل إِنَّه صنف الرسَالَة فِي سبع عشرَة سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ابْن دنين المغربي عبد الله بن عبد الرحمان بن عُثْمَان بن سعيد بن دنين أَبُو

مُحَمَّد الصَّدَفِي الطليطلي سمع وَحدث وَكَانَ زاهداً عابداً متبتلاً عَالما عَاملا مجاب الدعْوَة متحرياً توفّي سنة أربعٍ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة سبط ابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن عبد الرحمان بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن رَاجِح الإِمَام الْفَقِيه موفق الدّين ابْن الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الْعَلامَة نجم الدّين الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ سبط الْعَلامَة شمس الدّين مُحَمَّد بن الْعِمَاد ولد بِالْقَاهِرَةِ وتفقه وبرع وتميز وَلَو عَاشَ لساد الطَّائِفَة سمع الْكثير من الْحَافِظ سعد الدّين وَغَيره وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وَصَلَاح توفّي شَابًّا سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة ابْن زين الْقُضَاة عبد الله بن عبد الرحمان بن سُلْطَان بن يحيى بن عَليّ القَاضِي شرف الدّين أَبُو طَالب ابْن زين الْقُضَاة الْقرشِي الدِّمَشْقِي ولي نِيَابَة الْقَضَاء بِدِمَشْق نِيَابَة عَن محيي الدّين بن الزكي ثمَّ عَن ابْنه زكي الدّين الطَّاهِر وَهُوَ ابْن عَمهمَا يلتقي نسب الْجَمِيع إِلَى يحيى بن عَليّ وَهُوَ أول من درس بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية ثمَّ بِالْمَدْرَسَةِ الشامية الحسامية وَهُوَ الَّذِي تُوجد علامته على الْكتب المسجلة الْحَمد لله وَهُوَ الْمُسْتَعَان كَانَ فقيهياً فَاضلا نزهاً عفيفاً وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن عِنْد مَسْجِد الْقدَم القَاضِي بهاء الدّين بن عقيل الشَّافِعِي عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله يَنْتَهِي إِلَى عقيل بن أبي طَالب هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح زين الدّين ابْن جلال الدّين مولده يَوْم الْجُمُعَة تاسوعاء سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة أَخذ القراآت السَّبع عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الصَّائِغ والعربية) عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي وغالبهما فِي الكافية الشافية والمقرب وَقَرَأَ على الشَّيْخ أثير الدّين التسهيل لِابْنِ مَالك

جَمِيعه فِي أَربع سِنِين ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ فِي أَربع سِنِين بحثا بقرَاءَته وبقراءة غَيره وَلم يكمل سِيبَوَيْهٍ على الشَّيْخ الْمَذْكُور إِلَّا لَهُ وللشيخ جمال الدّين يُوسُف بن عمر بن عَوْسَجَة العباسي بَلَدا ثمَّ إِن بهاء الدّين قَرَأَ على الشَّيْخ أثير الدّين شَرحه للتسهيل الْمُسَمّى بالتكميل والتذييل بحثا بقرَاءَته غَالِبا وَقِرَاءَة غَيره وَلم يكمل لغيره وَأما الْفِقْه فَقَرَأَ فِيهِ الْحَاوِي على الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للحاوي من أَوله إِلَى بَاب الْوكَالَة ولازمه كثيرا وَبِه تخرج وانتفع وَأخذ عَنهُ الأصولين وَالْخلاف والمنطق وَالْعرُوض والمعاني وَالْبَيَان وَالتَّفْسِير قَرَأَ فِي الْمنطق الْمطَالع مراتٍ بحثا وَفِي أصُول الدّين الطوالع وَفِي أصُول الْفِقْه مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب مراتٍ قِرَاءَة وسماعاً وانتخب من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب مسَائِل أمهاتٍ جَاءَت فِي تِسْعَة عشر ورقة وحفظها وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع من التَّحْصِيل جملَة كَبِيرَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ تَلْخِيص الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَبحث عَلَيْهِ من الْكَشَّاف سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ عرُوض ابْن الْحَاجِب بحثا وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُقَدّمَة النَّسَفِيّ فِي الْخلاف وَلم تكمل لَهُ ولازم الشَّيْخ زين الدّين الكتاني وَقَرَأَ عَلَيْهِ من الْحَاوِي وَلم يكمل لَهُ وَبحث عَلَيْهِ فِي التَّحْصِيل وَقَرَأَ على قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين كتاب الْإِيضَاح من أَوله إِلَى آخِره بحثا وَالتَّلْخِيص سَمعه قِرَاءَة وَسمع على مَشَايِخ عصره مِنْهُم الشَّيْخ شرف الدّين بن الصَّابُونِي وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة والحجار وست الوزراء وخلائق وأملى على أَوْلَاد قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين شرحاً على ألفية ابْن مَالك وأملى على التسهيل مثلا وكتبها بِخَطِّهِ وَكتب على التسهيل شرحاً خَفِيفا سَمَّاهُ المساعد على تسهيل الْفَوَائِد يَجِيء فِي ثَلَاثَة أسفارٍ وَوصل فِيهِ يَوْمئِذٍ إِلَى بَاب الْحَال وَكتب فِي التَّفْسِير كتابا سَمَّاهُ الذَّخِيرَة بَدَأَ فِيهِ إِلَى نصف حزبٍ فِي ثَلَاثِينَ كراساً وصنف فِي الْفِقْه مُخْتَصرا من الرَّافِعِيّ لم يفته شيءٌ من مسَائِله ولامن خلاف الْمَذْهَب وَضم إِلَيْهِ زَوَائِد الرَّوْضَة والتنبيه على مَا خَالف فِيهِ محيي الدّين النَّوَوِيّ فِي أصل الرَّوْضَة للشرح الْكَبِير بزيادةٍ أَو تَصْحِيح وصل فِيهِ يومئذٍ إِلَى كتاب الصَّلَاة وَشرع فِي كتاب مستقلٍّ سَمَّاهُ الْجَامِع النفيس فِي مَذْهَب الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس يجمع الْخلاف العالي والمخصوص بِمذهب الشَّافِعِي وتتبع مَا لكل مذهبٍ من الصَّحَابَة فَمن بعدهمْ من الْأَدِلَّة كتابا وَسنة وَأقوى قياسٍ فِي الْمَسْأَلَة ثمَّ الْكَلَام على مَا يتَعَلَّق بِأَحَادِيث تِلْكَ الْمَسْأَلَة من تصحيحٍ وَتَخْرِيج ثمَّ ذكر مَا تبدد فِي) كتب الْمَذْهَب من فروعها وَذكر مَا يتَعَلَّق بِشَيْء من فَوَائِد الْأَحَادِيث الَّتِي جرى ذكرهَا فِي الْمَسْأَلَة وَالْكَلَام على مَا يَقع فِي كتابي الْفَقِيه نجم الدّين ابْن الرّفْعَة وهما الْكِفَايَة وَالْمطلب مِمَّا يحْتَاج إِلَى الْكَلَام فِيهِ وَكَذَلِكَ كَلَام النَّوَوِيّ وَغَيره وَهُوَ يكون إِذا كمل فِي أَرْبَعِينَ سفرا وَكتب مِنْهُ يَوْمئِذٍ إِلَى بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ ألف ورقة إِلَّا أَرْبعا وَعشْرين ورقة من الْقطع الْكَبِير بِلَا هَامِش وَسمعت

من لَفظه مَا حَرَّره فِي أول بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ وَجعل على الكتا ب الْمَذْكُور ذيلاً على نمط كتاب تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات يذكر فِيهِ تَرْجَمَة لكل من نقل عَنهُ شَيْء من الْعلم فِي الْكتاب الْمَذْكُور ويستوفي الْكَلَام على مَا فِي الْكتاب الْمَذْكُور من اللُّغَات وضبطها وعزمه أَن يضمه إِلَى الْكتاب الْمَذْكُور ليَكُون فِي آخِره وَيعود كِلَاهُمَا كتابا وَاحِدًا ولي تدريس الْفِقْه بالجامع الناصري بقلعة الْجَبَل وَهُوَ أول من تكلم بِهِ فِي الْعلم الشريف فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَولي بعده تدريس الْمدرسَة القطبية الْكُبْرَى فِي بعض شهور سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَولي تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني فَكَانَ شَيْخه أثير الدّين فِي ربيع الأول سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وسبعائة وَولي قَضَاء مصر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وأجازني رِوَايَة مَا يجوز لَهُ تسميعه متلفظاً بذلك فِي الْمدرسَة القطبية الْكُبْرَى دَاخل الْقَاهِرَة فِي ثامن عشْرين شهر رَمَضَان الْمُعظم سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الْكَامِل (قسما بِمَا أوليتم من فَضلكُمْ ... للْعَبد عِنْد قوارع الْأَيَّام) (مَا غاض مَاء وداده وثنائه ... بل ضاعفته سحائب الإنعام) وَأول مَا اجْتمعت بِهِ فِي الْمدرسَة الشريفية بِالْقَاهِرَةِ وَقد رحت مَعَ أَمِير حُسَيْن لوداع الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي وَقد رسم لَهُ بالتوجه لقَضَاء الشَّام وَكَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل دخولي إِلَى الْقَاهِرَة فَالْتَفت إِلَيّ وَقَالَ مَوْلَانَا هُوَ الَّذِي حضر مَعَ الْأَمِير كَاتب درج من الشَّام قلت نعم فَقَالَ يَا مَوْلَانَا مَا تسْأَل أَنْت عَن مَرْفُوع وَلَا مَنْصُوب وَلَا مجرور فَقلت بِمَ يرسم مَوْلَانَا فَقَالَ كَيفَ يبْنى سفرجلٌ من عنكبوت وعنكبوتٌ من سفرجل فَقلت الْقَاعِدَة فِي ذَلِك أَن تحذف الزَّوَائِد من كل اسْم وتبني الصِّيغَة الْمَطْلُوبَة من الْأُصُول فَقَالَ كَيفَ يُقَال فِي ذَلِك فَقلت أما عنكبوت من سفرجل فَتَقول فِيهِ عنكببٌ لِأَن الْوَاو وَالتَّاء زائدتان وَأما سفرجل من عنكبوت فَتَقول فِيهِ سفرجول) أَبُو الرداد عبد الله بن عبد السَّلَام بن عبيد الله الرداد الْمُؤَذّن أَبُو الرداد الْبَصْرِيّ صَاحب المقياس بِمصْر كَانَ رجلا صَالحا وَتَوَلَّى مقياس النّيل الْجَدِيد بِجَزِيرَة مصر وَجمع إِلَيْهِ جَمِيع النّظر فِي أمره وَمَا يتَعَلَّق بِهِ فِي سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ واستمرت الْولَايَة فِي وَلَده إِلَى الْآن توفّي سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ

محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر عبد الله بن عبد الظَّاهِر بن نشوان بن عبد الظَّاهِر بن نجدة الجذامي الْمصْرِيّ الْمولى القَاضِي محيي الدّين ابْن القَاضِي رشيد الدّين الْكَاتِب النَّاظِم الناثر شيخ أهل الترسل وَمن سلك الطَّرِيق الْفَاضِلِيَّةِ فِي إنشائه وَهُوَ وَالِد القَاضِي فتح الدّين مُحَمَّد صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء سمع من جَعْفَر الْهَمدَانِي وَعبد الله ابْن إِسْمَاعِيل بن رَمَضَان ويوسف بن المخيلي وجماعةٍ وَكتب عَنهُ البرزالي وَابْن سيد النَّاس وأثير الدّين وَالْجَمَاعَة وَكَانَ بارع الْكِتَابَة فِي قلم الرّقاع ظريفاً ذَا عَرَبِيَّة حلوة وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وعصبية ولد فِي الْمحرم سنة عشْرين وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَمن إنشائه كتابٌ كتبه إِلَى الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر جَوَابا عَن كتاب كتبه بِفَتْح بِلَاد النّوبَة وَجَعَلنَا اللَّيْل وَالنَّهَار آيَتَيْنِ فمحونا آيَة اللَّيْل وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرةًٍ أدام الله نعْمَة الْمجْلس وَلَا زَالَت عَزَائِمه مرهوبةً وغنائمه مجلوبة ومحبوبة وسطاه وخطاه هَذِه تكف النوب وَهَذِه تَكْفِي النّوبَة وَلَا بَرحت وطأته على الْكفَّار مشتدة وآماله لإهلاك الْأَعْدَاء كرماحه ممتدة وَلَا عدمت الدولة بيض سيوفه الَّتِي يرى بهَا الَّذين كذبُوا على الله وُجُوههم مسودة صدرت هَذِه الْمُكَاتبَة إِلَى الْمجْلس تثني على عَزَائِمه الَّتِي واتت على كل أمرٍ رشيد وَأَتَتْ على كل جبارٍ عنيد وحكمت بِعدْل السَّيْف فِي كل عبد سوء وَمَا رَبك بظلامٍ للعبيد حَيْثُ شكرت الضمر الجرد وحمدت العيس واشتبه يَوْم النَّصْر بأمسه بِقِيَام حُرُوف الْعلَّة مقَام بعض فَأصْبح غَزْو كَنِيسَة سوس كغزو سيس ونفهمه أَنا علينا أَن الله بفضله طهر الْبِلَاد من رجسها وأزاح العناد وحسم مَادَّة معظمها الْكَافِر وَقد كَاد وَكَاد وَعجل عيد النَّحْر بالأضحية بِكُل كَبْش حربٍ يبرك فِي سَواد وَينظر فِي سَواد وَيَمْشي فِي سَواد وتحققنا النَّصْر الَّذِي شفى النُّفُوس وأزال البوس ومحا آيَة اللَّيْل بِخَير الشموس وَخرب دنقلة يجريمة سوس وَكَيف لَا يخرب شَيْء يكون فِيهِ سوس فَالْحَمْد لله عَن أَن صبحتم عزائم الْمجْلس بِالْوَيْلِ) وعَلى أَن أولج النَّهَار من السَّيْف مِنْهُم فِي اللَّيْل وعَلى أَن رد حَرْب حرابهم إِلَى نحورهم وَجعل تدميرهم فِي تدبيرهم وَبَين خيط السَّيْف الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود من فجر فُجُورهمْ وأطلع على مغيبات النَّصْر ذهن الْمجْلس الْحَاضِر وأورث سُلَيْمَان الزَّمَان الْمُؤمن ملك دَاوُد الْكَافِر وَقرن النَّصْر بعزم الْمجْلس الأنهض وَأهْلك الْعَدو الْأسود بميمون طَائِر النَّصْر الْأَبْيَض وَكَيف لَا وآقسنقر هُوَ الطَّائِر الْأَبْيَض وَقَرَأَ لأهل الصَّعِيد كل عين وَجمع

شملهم فَلَا يرَوْنَ من عدوهم بعْدهَا غراب بَين وَنصر ذَوي السيوف على ذَوي الحراب وَسَهل صيد ملكهم على يَد الْمجْلس وَكَيف يعسر على السنقر صيد الْغُرَاب وَالشُّكْر لله على إذلال ملكهم الَّذِي لَان وَهَان وأذاله ببأسه الَّذِي صرح بِهِ شَرّ كلٍّ مِنْهُم فِي قتلة فأمسى وَهُوَ عُرْيَان وإزهاقهم بالأسنة الَّتِي غَدا طعتهم كفم غَدا والزق ملآن ودق أقفيتهم بِالسَّيْفِ الَّذِي أنطق الله بألفهم أعجم الطير فَقَالَ دق قفا السودَان ورعى الله جِهَاد الْمجْلس الَّذِي قوم هَذَا الْحَادِث المنآد وَلَا عدم الْإِسْلَام فِي هَذَا الْخطب سَيْفه الَّذِي قَامَ خَطِيبًا وَكَيف لَا وَقد ألبسهُ مِنْهُم السوَاد وشكر لَهُ عزمه الَّذِي استبشربه وَجه الزَّمن بعد القطوب وتحققت بِلَاد الشمَال بِهِ صَلَاح بِلَاد الْجنُوب وأصبحت بِهِ سِهَام الْغَنَائِم فِي كل جهةٍ تسهم ومتون الفتوحات تمطى فَتَارَة يمتطي السَّيْف كل سيس وَتارَة كل أدهم وَحمد شجاعته الَّتِي مَا وقف لصدمتها السوَاد الْأَعْظَم وَالله الْمِنَّة على أَن جعل ربع الْعَدو بعزائم الْمجْلس حصيداً كَأَن لم تغن بالْأَمْس وَأقَام فروض الْجِهَاد بسيوفه المسنونة وأنامله الْخمس قون ثباته بتوصيل الطعْن لنحور الْأَعْدَاء وَوقت النَّحْر قيد رمحٍ من طُلُوع الشَّمْس وَنَرْجُو من كرم الله إِدْرَاك دَاوُد الْمَطْلُوب ورده على السَّيْف بِعَيْب هربه وَالْعَبْد السوء إِذا هرب يرد بِعَيْب الهروب وَالله يشْكر تَفْضِيل مكَاتبه الْمجْلس وجملها وَآخر غَزَوَاته وأولها ونزال مرهفاته ونزلها ويجعله إِذا انْسَلَخَ نَهَار سَيْفه من ليل هَذَا الْعَدو يعود سالما لمستقره وَالشَّمْس تجْرِي لمستقر لَهَا قلت وَفِي هَذِه الْغُزَاة قَالَ نَاصِر الدّين حسن ابْن النَّقِيب من الْكَامِل (يَا يَوْم دنقلةٍ وَقتل عبيدها ... من كل ناحيةٍ وكل مَكَان) (كم فِيك نوبيٌّ يَقُول لأمه ... نوحي فقد دقوا قفا السودَان) وَكتب فِي محْضر قيم فِي حمام الصُّوفِيَّة جوراه خانقاه سعيد السُّعَدَاء اسْمه يُوسُف يَقُول الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى عبد الله بن عبد الظّهْر أَن أَبَا الْحجَّاج يُوسُف مَا برح الصّلاح متمماً وَله جودة) صناعةٍ اسْتحق بهَا أَن يدعى قيمًا كم لَهُ عِنْد جسمٍ من مَنٍّ جسيم وَكم أقبل مستعملوه تعرف فِي وُجُوههم نَضرة النَّعيم وَكم تجرد مَعَ شيخ صَالح فِي خلْوَة وَكم قَالَ ولي الله يَا بشراي لِأَنَّهُ يُوسُف حِين ادلى فِي حَوْض دلوه كم خدم من الْعلمَاء والصلحاء إنْسَانا وَكم ادخر بركتهم لدُنْيَا واخرى فَحصل من كل مِنْهُم شفيعين

مؤتزراً وعرياناً كم حُرْمَة خدمةٍ لَهُ عِنْد أكَابِر النَّاس وَكم لَهُ يدٌ عِنْد جسدٍ وَمِنْه على راس كم شكرته أبشار الْبشر وَكم حك رجل رجل رجلٍ صَالح فتحقق هُنَاكَ أَن السَّعَادَة لتلحظ الْحجر قد ميز بخدمه الْفُضَلَاء والزهاد أَهله وقبيله شكر على مَا يعاب بِهِ غَيره من طول الفتيلة كم ختم تغسيل رجل بإعطائه بَرَاءَته يستعملها وَيخرج من حمامٍ حَار فاستعملها وَخرج فَكَانَت بِهِ برءة وعتقاً بالنَّار كم أوضح فرقا وَغسل درناً مَعَ مشيبٍ فَكَانَ الَّذِي أنقى فَمَا أبقى تتمتع الأجساد بتطييبه لحمامه بظلٍ مَمْدُود وَمَاء مسكوب وتكاد كَثْرَة مَا يُخرجهُ من الْمِيَاه أَن تكون كالرمح على أنبوباً على أنبوب كم لَهُ بَيِّنَة حر على تَكْثِير مَاء يَزُول بِهِ الِاشْتِبَاه وَكم تجعدت فباتت كالسطور فِي حوضٍ فَقل كتاب الطَّهَارَة بَاب الْمِيَاه كم رأسٍ أنشدت موساه حِين أخرجت من تلاحق الأنبات خضرًا من الطَّوِيل (وَلَو أَن لي فِي كل منبت شعرةٍ ... لِسَانا يبث الشُّكْر كنت مقصرا) وَمن إنشائه إيضاً صُورَة مقامةٍ وَهُوَ مِمَّا كتب بِهِ إِلَى محيي الدّين ابْن القرناص الْحَمَوِيّ حكى مُسَافر بن سيار قَالَ لما ألفت النَّوَى عَن الإخوان وتساوت عِنْدِي الرحلة إِلَى الْبَين تَسَاوِي الرحلة إِلَى الاوطان وتمادت الغربة تحبوني أهوالها فتزلزل بِي الأَرْض زِلْزَالهَا وَتخرج مني وَسن أمثالي اثقالها وَلَا إِنْسَان يرى أراجي نَفسِي وآمالها فَيَقُول مَا لَهَا وَلَا يُشَاهد مَا هُوَ أوحى لَهَا الدجة بالغذوة والإعتمام بالإسفار وغرني مَعَ إيماني تقلبي فِي الْبِلَاد وتطلبي لتقويم عيشي المنآد وتحنني إِلَى الْحُصُول بإرم ذَات الْعِمَاد الَّتِي لم يخلق مثلهَا فِي الْبِلَاد فَلَبثت فِيهَا أَيَّامًا وشهوراً وودت لَو كَانَت سنسن ودهوراً وَمَا بلد الْإِنْسَان إِلَّا الْمُوَافق فيينا أَنا مِنْهَا لَو ثلةٍ من الولين وَمن الوافدين عَلَيْهَا فِي قَلِيل من الآخرين وَبَين سَادَات من كتابها وَأَصْحَاب الْيمن من أَصْحَاب الْيَمين وَنحن فِي نعمةٍ بالإيواء من ظلها إِلَى ربوةٍ ذَات قرارٍ ومعين وَإِذا بداعي النفير قد أعلن مناديه وارتجل مَا ارتجز حاديه فَقلت الْمسير إِلَى أَيْن قَالُوا إِلَى الأين وَالسّفر مَتى فَقيل أَتَى من الطَّوِيل) (وماد دَار فِيمَا بَيْننَا أَيْن بَيْننَا ... يكون وَلَكِن الزَّمَان غبون) فعقدنا الحبا وجنبنا الجنايب وركبنا الصِّبَا وتسلمتنا من يَد الربوة يَد الوهاد والربا وَكَانَ توجهنا حِين أكثرت الْجبَال من الثلوج الاكتساء والاكتساب وبفضلٍ فتحت فِيهِ السَّمَاء

أَبْوَابهَا بِمَا لَيْسَ لفصوله عَن تِلْكَ المواطن من فُصُول وَلَا لأكوابه المترعة دَائِما بِجَمِيعِ الْفُصُول من بوابٍ فعدنا إِلَى جِهَة حمص وَإِن لم يعجبنا الْعَام وَقُلْنَا كل ذَلِك متغفرٌ فِي جنب مَا أشارته مصلحَة الْإِسْلَام المختصة بالخاص مِنْهُم وَالْعَام واستقبلنا تِلْكَ النواحي المتناوحة والمنازل المنتائية على الْمنَازل المتنازحة برقة جلودٍ تتجالد على الجليد وأواجهٍ تواجه من تِلْكَ الْجِهَات مَا وُرُود حِيَاض الْمنون بِهِ أقرب من حَبل الوريد كم الْتَقت الشَّمْس بقارةٍ من قرها بفروة سنجابٍ من الْغَمَام وَكم غمضت عينهَا عَمَّن لم يغمض جفونه بمناخٍ وَلَا مقَام وَكم سبكت الرِّيَاح الزمهريرية فضَّة ثلوجها فَصحت عِنْد السبك وَكم خبرٍ من امْرِئ الْقَيْس أنْشد عِنْد النبك قفا نبك هَذَا والزميتا قد ادهنت بهَا رُؤُوس الأكمام وَقَالَ الفراشون مَا الديار ديار لما لاقوه وَلَا الْخيام خيام كَأَنَّهُ نصول المشيب فِي المفارق أَو رملٌ أَبيض قد أتربت بِهِ سطور تِلْكَ المهارق إِلَى غير ذَلِك من نوك كَأَنَّهُ من السَّمَاء وَالْأَرْض بحرٌ فاض وغاض الشَّمْس وَمَا غاض قد أصبح عجاج خُيُول الجنائب ودخان مَا خيلته من صفاء المَاء مجامر الْكَوَاكِب وثلوج بقاصم تظهر ولأعين تِلْكَ المحاجر من العواصم تبهر فدافعت الهضبات ملائتها الْبَيْضَاء وَأَتَتْ من الإيلام ببردها بأضعاف مَا يحصل من حر رَمْضَاءُ حر رَمْضَاءُ فكم أنامل يدٍ هُنَالك قعدت القرفصاء على الطروس واشتلمت الصماء اشْتِمَال الْيمن وَالشمَال على النفيس من النُّفُوس وعجزت عَن أَن تطبيق للأقلام إمساكاً وَكم من مرملةٍ اشتبكت دموعها بخدودها فَمَا تبين من بَكَى مِمَّن تباكى فَلم نصل إِلَى حمص إِلَّا والجليد قد أعدم الجليد صبره وَعبر تِلْكَ الْأَمْكِنَة فجرت لَهُ على أخدُود تِلْكَ الخدود عِبْرَة وَأي عِبْرَة واعتدقت الآمال أَنَّهَا قد قربت من منازه تِلْكَ الْمنَازل وَأَنَّهَا من حماه تغامز عُيُون الدعة وتغازل وَأَن نَار الْقرى تزيل برد القر وتستجيب دُعَاء من نَادَى هُنَاكَ رب إِنِّي مستني الضّر وَقَالَت عَسى ثمَّ أَن تَسْتَقِر النَّفس وَتُؤَدِّي الأقلام بذلك مَا وَجب عَلَيْهَا من سورتي الْحَمد وَالْإِخْلَاص عِنْد ملازمتها الْخمس فاتفق مَا اتّفق من نصرةٍ حققت الكرة وأعادت الرّجْعَة كَمَا بدأتها أول مرّة وسقيت بكأس التَّعَب الَّتِي كَانَت بهَا سقت وبكت السَّمَاء بالدموع الَّتِي كَانَت قد رقت لنا ورقت وَعَاد الْحَبل على الجرارة) والكيل إِلَى حَبل الكارة فَدَخَلْنَا إِلَى دمشق وَإِذا أَغْصَانهَا قد أَلْقَت عصاها وَمَا اسْتَقر بهَا من الثَّمر والنوى وأوراقها قد اصْفَرَّتْ

وجوهها من الْهَوَاء والهوى وحمائهما لم تحمل مِنْهُ اللَّيَالِي فخلعت مَا لَهَا بالأعناق من الأطواق وَالنّهر قد توقف عَن زِيَادَة الغصون فراسلته بالأوراق فَقَالَت الْعين مَا الديار الديار وَلَا الرياض الرياض وَلَا المشارع المشارع وَلَا الْحِيَاض الْحِيَاض فشمرنا عَنْهَا ذيل الْإِقَامَة وَقُلْنَا للعزم شَأْنك ومصر دَار المقامة فقطعنا بيداً وَأي بيد ومنازل تستعبر السَّيِّد وتستعبر السَّيِّد ورمالاً هِيَ الأفاعي خدور وللنسور وكور وَلم يصدق فِيهَا تشبيهٌ يُقَال بِالْأَهِلَّةِ وَلَا آثَار أَخْفَاف الْمطِي بالبدور تستوقف الساري وَيسْعَى السَّاعِي مِنْهَا على شفا جرفٍ هار يسقى من الْمِيَاه مَاء يغلي فِي الْبُطُون كغلي الْحَمِيم وَيكفر شربه شرب المَاء الْبَارِد الَّذِي قَالَ بعض الْمُفَسّرين إِنَّه الَّذِي عَنى الله تَعَالَى بقوله ولتسألن يَوْمئِذٍ عَن النَّعيم وَمَا زَالَ الشوق بِنَا والسوق حَتَّى قربا الْبعيد حَتَّى فلينا بهما الفلاة وأبدنا البيد ودخلنا مصر فتلقانا نيلها مصعراً خَدّه للنَّاس وَقُلْنَا هَذَا الَّذِي خرج إِلَيْنَا عَن المقياس وشاهدنا ربوعها وَقد فرشت من الرّبيع بِأَحْسَن بسطها وبدت كل مقطعَة من النّيل قد زينت بِمَا أبدته من قُرْطهَا وتنشقنا رياحها الهابة بِمَا ترتاح إِلَيْهِ الْأَرْوَاح وشمنا بروق غمائمها الَّتِي الَّتِي لم تغادر فِي الْقُلُوب من القر قروحاً لَا تتعقبه لما تلقيه من المَاء القراح لَا يكلح الجليد أوجه بكرها وَلَا يهتم الْمدر ثنايا نهرها وَلَا يوقظ رَاقِد سمرها وَلَا تغير على أَهلهَا القوانين وَلَا يحْتَاج إِلَى التدفي فِي الكوانين بنيران الكوانين كل أَوْقَاتهَا سحر وآصالها بكر وَطول زمانها ربيع لَا يشان من اللواقح الكوالح بِبرد وَلَا يشان من النوافح اللوافح بَحر غنينت بنيلها الْخصم عَن كل دانٍ مسفٍ فويق الأَرْض هيدبه وَعَن كل نَادِي ارتدادٍ نحيف العزالة قطربه فَلَمَّا حصلنا هُنَاكَ قَالَت النَّفس المطمئنة هَذِه أول أَرض مس جلدي ترابها وَهَذِه الْجنَّة وَهَذَا شرابها وَإِذا بشمس الأمل وَقد حلت شرفها بِغَيْر الْحمل شرفاً كَرِيمًا فاق أحسن الأوفاق وملأ آفَاق الأوراق بِمَا رق من الْأَلْفَاظ الفاضلة وراق فَأَقْبَلت الْعين إِلَى مرآه لترى وَجه البلاغة وجنحت الجوانح الْجَوَارِح للتحلي بجواهر تِلْكَ الصِّنَاعَة البديعة الصياغة ومالت الأسماع إِلَى التشنف بِتِلْكَ الأسجاع وَمَا تَضَمَّنت من إبداع إِيدَاع وترصيع تصريعٍ يُعِيد سَابق هَذِه الحلبة سكيتاً وثنى حبها من حيائه وخجله مَيتا فكم رأى الْمَمْلُوك بهَا مِنْهُ كوكباً مَا عثر جَوَاده بجواده وَلَا كبا وَقَالَ هَذَا رب الْفضل الَّذِي نزع

وَهَذَا النَّابِغَة الَّذِي شكر الله زَمَانا فيع نبغ وَهَذَا النبل الَّذِي على) الأكوار واقتعدنا سنامه وغاربا ورأينا مشارقه ومغاربه نَظرنَا إِلَى السوارق من فَوْقه كالأهاضب وَمن الْجبَال جددٌ بيضٌ وحمر وغرابيب وَقد حط رجلا فِي الأَرْض ورأساً فِي السما وَأخذ لِسَانا إِلَى الْبَحْر وَمَا بِهِ من ظما وكأنما قَامَ إِلَى الْأُفق مزاحماً بمناكبه أبراجه أَو مَال على الْبَحْر ملاطماً بأهاضبه أمواجه تَزُول جبال رضوى وَهُوَ لَا يَزُول وتحول صبغة الْأَيَّام وصبغ شعرته لَا يحول قد رفع البروج عَلَيْهِ قباباً وأعارته الشَّمْس من شاعهها أطناباً من الوافر (وَأصْبح والغمام لَهُ رداءٌ ... على ثوبٍ من النبت العميم) (لَهُ درجٌ بنهر السحب يسْقِي ... يضاحك زهره زهر النُّجُوم) قد ركعت عَلَيْهِ الْكَوَاكِب والنجم وَالشَّجر يسجدان وَرفعت سماءه حَتَّى وضع عَلَيْهَا الْمِيزَان وَلما علاهُ الْمَمْلُوك تشوق إِلَى بلدته وَتَشَوُّقِ وتعلل بقربها مِنْهُ حِين عاينها من بعد وتسوف فَإِنَّهَا بلدته الَّتِي نَشأ من مَائِهَا وتربها وَلذَلِك جبلت طينته على حبها وَلم يزل يتلدد طرفه من بعد إِلَيْهَا ويتلذذ قلبه عَلَيْهَا حَتَّى عطف إِلَى ظلها عَائِدًا وَرجع بعد صدوده عَنْهَا وارداً فَوجدَ بهَا أطيب بقعةٍ وَأحسن مَدِينَة وَكَانَ موعد دُخُوله يَوْم الزِّينَة وَقد دارت للسرور أعظم رحى وَحشر النَّاس لقِرَاءَة كتاب الْبشَارَة ضحى وَإِذا بِهِ قد تضمن خبر الْفَتْح الْمُبين والنصر الْعَزِيز بعد أَن مس الْمُسلمين الضّر بِالشَّام وَنَادَوْا من بِمصْر يَا أَيهَا الْعَزِيز وَقد فرش الرّبيع ربوعها وقررها بالزهر وَنشر عَلَيْهَا ملاءة النسيم وطرزها بالنهر وَكَانَت يومئذٍ بَلْدَة لَا يهجر قطرها القطار وَلَا يحجب أفقها الْغُبَار وَلَا يعثر العقبان بعجاجها حَتَّى كَانَ جوها وعث أوضار وَلَا يخترق عين شمسها كبد السَّمَاء وَلَا يضرم حرهَا لهواتٍ بزفرات الْقَضَاء قد اكتفت بسح سحبها وغنيت بسقيا رَبهَا مَعَ أَن لَهَا نَهرا يتعطف تعطف الْحباب ويتشنف بدر الْحباب ويترشف مَاؤُهُ كالظلم من الأحباب والرضاب وَعَلِيهِ نواعير تشابه الأفلاك فِي مدارها واستدارها والفلك فِي بحارهاوبخارها إِذْ فِي هَذِه أضلعٌ كَثِيرَة كَمَا فِي جنبات تِلْكَ من الضلوع ولهذه صواري عديدةٌ كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا بِغَيْر قلوع وَمن عجائبها أَنَّهَا تحن حنين العشاق وتئن للوعة الْفِرَاق وتبكي على بعدٍ من الحدائق بعدةٍ من الأحداق من الطَّوِيل (وَمَا ذكرت تِلْكَ النواعير دوحها ... وَقد أقفرت فِي الأيك مِنْهَا ربوعها) رنت نَحْوهَا تبْكي الرياض عيونها المراض وفاضت فِي الْحِيَاض دموعها) (وأحنى عَلَيْهَا السقم حَتَّى بَدَت لنا ... من الوجد قد كَادَت تعد ضلوعها)

فَللَّه بلدةٌ هَذِه بعض محاسنها وَقد أوجزت فِي أوصافها وأضربت عَن ذكر مساكنها إِذْ عجزت عَن إنصافها وَحين أعياني الْكَلَام المنثور عدلت إِلَى المنظوم ووصفتها ثَانِيًا بِمَا استطردت فِيهَا بمدح مَوْلَانَا المخدوم وَلَو لم يرد عَليّ من الْمقَام الْفُلَانِيّ مقامة وَكَانَ خاطري مشتتاً فَحل مِنْهَا بدار إِقَامَة لما فتحت فِي وصفهَا دَوَاة وَلَا فَمَا وَلَا أجريت لِسَانا وَلَا قَلما لَكِن تعلمت مِنْهَا علم الْبَيَان وسحبت أذيال التيه على سحبان وَلَقَد قلبت مِنْهَا بردا محرراً ووشياً مرقوماً وعاينت الدّرّ من لَفظهَا منثوراً وَمن حظها منظوماً وَكَانَ لَفظهَا أعذب الْقُلُوب من الْغَمَام وسجعها أطيب فِي الأسماع من سجع الْحمام وَكنت عزمت حَالَة وصولها على الاستمداد مِنْهَا والاستعداد للإجابة عَنْهَا فَرَجَعت أدراجي الْقَهْقَرِي وَقلت حبس البضاعة أولى من تَخْيِير المُشْتَرِي فَلَمَّا قرب أمد المزار وبرح الشوق حِين دنت الديار من الديار رَأَيْت ذَلِك تقصيراً فِي الْخدمَة وإخلالاً وَإِن كَانَ ذَلِك فِي الْحَقِيقَة تَعْظِيمًا وإجلالاً ز فأجلت فِي ذَلِك خاطراً وجلاً وصرفت إِلَى هَذَا الْوَجْه وَجها خجلاً وعَلى أَن الْمَمْلُوك لَو رزق التَّوْفِيق لما جرى مَعَ مَوْلَانَا فِي هَذِه الطَّرِيق وَلم يزل الْمَمْلُوك ينشد قبل وُرُود ركابه الشريف عَسى وَطن يدنو بهم ولعلما فَلَمَّا دنا الوطن جعلت أهم بشيءٍ والليالي كَأَنَّمَا والمملوك قد أصبح من جملَة عبيد مَوْلَانَا وخدمه ويرجو من صدقاته الشَّرِيفَة أَن لَا يقطع عَنهُ مَا عوده من بره الْمَشْفُوع بصلته العائدة والمملوك يواصل خدمته مَعَ أَن سيدنَا أدام الله تَعَالَى لَهُ السعد قد علم ندب الشَّارِع إِلَى مُكَاتبَة العَبْد وَقد قصد أَولا أَن يرْتَفع بابتداء مُكَاتبَته وَثَانِيا بِخَبَر مجاوبته وَالله تَعَالَى يحرس محاسنه الَّتِي هِيَ فِي فَم الدَّهْر ابتسام ويديم مننه الَّتِي هِيَ الأطواق وَالنَّاس الْحمام تمت وَكتب رِسَالَة مَعَ مدادٍ وأهداها إِلَى جماعةٍ من الْكتاب فِي الْأَيَّام المعزية الأقدار أَطَالَ الله بَقَاء الموَالِي السَّادة وَلَا زَالَت سَمَاء الدولة محروسةً بشهبُ أقلامهم ومواسم السَّعَادَة مختالةً بشريف أيامهم ونحور العلياء منتزينةً بتنضيد نظامهم ورياض البلاغة معلمة الْأَطْرَاف والبرود بِمَا تحوكه غمائمهم إِذا غَدَتْ رفيعة الهضاب وأضحت فِي أَعلَى سمك السماك مَضْرُوبَة القباب وأحنى منال الشَّمْس دون منالها وَعظم توهم إِدْرَاكهَا حَتَّى أمست وَلَا الْحلم يجود بهَا وَلَا بمثالها استحقر فِي جَانب شرفها كل جليل واستدر بجودها كل شيءٍ جزيل واستقلت الرياض أَن تهدي إِلَى جنابها زهراً والسحائب أَن ترسل إِلَى بحرها قطراً والفلك) الدائر أَن يخدمها بنجومه والشذا العاطر أَن يكاثر عرف أوصافها بنسيمه والنهارأن يمنح أَيَّامهَا رقة أصائله وبكره وَاللَّيْل أَن يقدم بَين يَدي مساعيها حمد مسراه ونسمة سحره والبدر أَن يلبس حلَّة السرَار ويكسوها حلل تَمَامه والجفن الساهر أَن يصبر على مُفَارقَة الطيف ويحبوها لذيذ مَنَامه واستحى كل فَوقف موقف الإجلال وانْتهى من التبجيل إِلَى حد كَاد يبلغ بِهِ

الْإِخْلَال إِلَى أَن تَعَارَضَت أَدِلَّة الرسائل وتزاحمت الْغرْبَان على وُرُود تِلْكَ المناهل فَقلب الْمَمْلُوك وَجهه فِي سَمَاء سماتها وأسام فكره فِي أريض روضاتها قَائِلا للجوهر الفاخر أَنْت قريب الْعَهْد من تِلْكَ الْبحار وللنضار أَنْت بعض هاتيك النسمات وللعبير لَا تقل أَنا ضائع نعم عِنْد شذا تِلْكَ النفحات وللنظم والنثر أَنْتُمَا جنى غصون تِلْكَ الأقلام وللحمد وَالشُّكْر أَنْتُمَا كمام ذَلِك الْفضل والإنعام فحار كلٌّ جَوَابا وَغدا لَا يملك خطابا وأبى مشاكلة تِلْكَ الْفَضَائِل واستسقى سحائب تِلْكَ البلاغة الَّتِي إِذا قَالَت لم تتْرك مقَالا لقَائِل والإصغاء إِلَى أوصافها والتسليف على سلافها فشغف بهَا حبا وَصَارَ بمحاسنهاصباً وَدعَاهُ اليها جمَالهَا البديع وأغراه بحسنها الَّذِي لَهَا مِنْهُ أكْرم شَفِيع من الطَّوِيل (وَقَالَ لَهُ بدر السَّمَاء أَلا اجتلي ... وَقَالَت لَهُ تِلْكَ الثِّمَار أَلا اجتني) (وساعده من ذَلِك الْأَمر معتلٍ ... وساعده من ذَلِك الْفجْر معتني) (وَشَاهد من تِلْكَ الْفَضَائِل مَا غَدا ... يميس بِهِ عطف الزَّمَان وينثني) (فَضَائِل مثل الرَّوْض باكره الحيا ... فمغناه من تنويل كف الندى غَنِي) فسام وصالها فَأَعْرض ونأى بجانبه ورام قربهافسد عَلَيْهِ الإجلال أَبْوَاب مطالعه ومطالبه قَائِلا لست يَا ايْنَ السَّبِيل من هَذَا الْقَبِيل من الطَّوِيل (أَلا إِنَّمَا نَحن الْأَهِلّة إِنَّمَا ... نضيء لمن يسري إِلَيْنَا وَلَا نقري) (فَلَا منح إِلَّا مَا تزَود ناظرٌ ... وَلَا وصل إِلَّا بالخيال الَّذِي يسري) فتعلل بِأَحَادِيث المنى وَقَالَ زور الزِّيَادَة وبالرغم مني فَقَالَت القناعة غنى وَمن لم يجد مَاء طهُورا تيمما ثمَّ ثَبت إِلَى عطف أوصافها الجميلة وَقَالَت قد رَأَيْت لَك مزِيد قصدك وَإِلَّا أَنا بالطيف على غَيْرك بخيلة فَشَكَرت لَهَا ذَلِك الإنعام وَقلت أَيكُون ذَلِك نَهَارا أَو لَيْلًا هَذَا على تَقْدِير وجود الْمَنَام فَقَالَت أوليس اللَّيْل هُوَ حلَّة الْبَدْر الأكلف أم النَّهَار وَلَا يأنف على شمسه أَن مَا بناه ضربه بمرماه الصائب بل نبغ وَهَذَا نسيم الرَّوْضَة الَّتِي أطاعهاعاصيها وثمر الْجنَّة) الَّتِي كل مَا تشْتَهي الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين فِيهَا وَهَذِه البلاغة الَّتِي كنت بالإتحاف بهَا مَوْعُودًا وَهَذِه الفواضل والفضائل الَّتِي حققت أَن فِي النَّاس مجدوداً ومحدوداً ومسعوداً ومبعوداً ولمحه الْمَمْلُوك فَقَالَ هَذَا نورٌ أم نور وَهَذَا مَا ينْسب إِلَى مَا يسْتَخْرج من أصداف البحور وَيجْعَل فِي أطواق أَعْنَاق النحور من الْحور وَلم يرأحلى من تشبيهه وَإِن جلّ عَن التَّشْبِيه وَلَا أحلى من بلاغته الْبَالِغَة بِمَا فِيهِ من فِيهِ ولماشاهد من معجزها مَا بهرحمد وشكر ورام مجادلتها فعجز عَنْهَا جواد الْقَلَم فقصر وعثر وسولت لَهُ نَفسه الإضراب عَن الإحالة فِي الْإِجَابَة وَلَو وفْق لرأيه لأصابه وَإِنَّمَا حداه إِلَى التَّعَرُّض لنداه يحققه بِأَنَّهُ لم يكن فِي بَيته

الْكَرِيم إِلَّا من هُوَ بِهَذِهِ المثابة فِي الإثابة وَمن يتلَقَّى راية رَأْيه الصائب بيمن يَمِينه خيرا من عرابة قَالَ مُسَافر ابْن سيار وَلما سللت عضب هَذَا الْمقَال من غمده وتمتعت من شميم عرار نجده وَأتم لي عشرا وَعشرا من عِنْده قلت بِمَاذَا أجازي هَذِه المحنة وأكافي هَذِه الْمِنَّة الَّتِي تشح بِمِثْلِهَا القرائح السمحة فَقيل لي بشكر من هُوَ قَادِح زناد هَذِه القريحة وفاتح جواد هَذِه الطّرق المفضية الفسيحة من الْكَامِل (ملكٌ بِهِ الأقلام تقسم أَنَّهَا ... مَا إِن يزَال إِلَى علاهُ سجودها) (وتكاد من أَوْصَافه ومديحه ... تهتز من زهوٍ ويورق عودهَا) (سعد الْكِرَام الكاتبون بِبَابِهِ ... إِذْ هم جيوش يراعه وجنودها) (دَامَت فواضله تصيد خواطراً ... ويروق فِيهِ قَصدهَا وقصيدها) ثمَّ خفت أَن أقصر وَإِن اجتهدت وَأَن أحل الحبا وَإِن شددت وربحت فِي يومي من الخجل مَا لَعَلَّه يكون لغدي ثمَّ خطر أَن أَقُول معمياً وَلَا أصرح مسمياً لأَكُون من سِهَام التأويلات الراشقة متوقياً فأخفيت من معرفتي مَا ظهر وَقلت إِذا كَانَ المبتدا معرفَة فَلَا يضر تنكير الْخَيْر وَسَأَلت وَلَدي المساعدة والمساعفة فَقَالَ لَا يضر اشتراكي أَنا وَأَنت فِي هَذَا الْقصر وَقد تسميت بمسافر فاجمع إِلَى جوابك الْجَواب مُقْتَصرا على ذَلِك فالمسافر جائزٌ لَهُ الْجمع وَالْقصر فَأَجَابَهُ عَنْهَا بقوله لما ظعن وَالِدي وقطنت وتحرك للرحلة وسكنت قلقت لبعده وأرقت من بعده وَوجدت غَايَة الْأَلَم عِنْد فَقده فَبَقيت لَا ألتذ بطعامٍ وَلَا شراب وَلَا آوي إِلَى أهلٍ وَلَا أَصْحَاب وَلَا أَتَّخِذ مَكَانا فِي الأَرْض إِلَّا ظهر سابحٍ وَلَا جَلِيسا إِلَّا كتاب أعالج لواعج الأشواق وأبوح لما أجد من الْفِرَاق وأنوح للورقاء حَتَّى تَغْدُو مشقوقة الأطواق وَحين طَالَتْ) شقة الْبَين وَلم تنفصل وتهلهلت خيوط الدُّمُوع تتقطع تَارَة وتتوصل من الطَّوِيل (لبست ثِيَاب الْحزن رثى جَدِيدَة ... تشف على أَثوَاب بشرٍ ممزق) عقرت سوائم الآمال بعقر دَاري ولزمت كسر بَيْتِي بانكساري يتزايد شوقي ويتناقص صبري وتتسع همومي فيضيق لَهَا صَدْرِي فَبَقيت على ذَلِك من الزَّمن بُرْهَة لَا أَدخل فِي لذةٍ وَلَا أخرج فِي نزهة إِلَى أَن شامت بوارق البيارق الشَّرِيفَة عُيُون الشَّام فَتوجه لخدمتها المخدوم

واثقاً بِأَن قد هزمت الْأَحْزَاب وغلبت الرّوم لَكِن الْجَزْم يُوجب للقلوب أَن تكون هَذِه الدُّنْيَا خائفة والعزم يَقْتَضِي أَن تُوجد راجيةً وَأَن يتَحَقَّق أَن فرقه لم يُفَارق الْإِسْلَام والركاب الشريف هِيَ النَّاجِية وَكنت بِتِلْكَ الْمدَّة أستريح من الغموم إِلَى النبت العميم وأسائل من أَلْقَاهُ من الْوُفُود حَتَّى وَفد النسيم فخطر لي فِي بعض الْأَيَّام أَن أكر بِطرف طرفِي فِي ميادين الفضا وَأَن أجرد سيف عزمي لقطع مُوَاصلَة الهموم فَإِنَّهُ معروفٌ بالمضا فَخرجت أجيله فِي مساري الْغَمَام وَهُوَ يتمطر وأميله عَن محَال الوعول ومجاري السُّيُول وَهُوَ لطول الجمام يتقطر وَكَانَ فيمايجاور الْمَدِينَة من الحيط الغيط جبل يُسمى بالخيط يشاكل خيط الصُّبْح فِي امتداده ويماثل جنَاح الجنح بِكَثْرَة ظلال نجمه وشجره وسواده قد شمخ بِأَنْفِهِ على وَجه الأَرْض وَرفع رَأسه فشق السَّمَاء بالطول وشق الأَرْض بِالْعرضِ قَامَ الدوح على رَأسه وَهُوَ جَالس وَتَبَسم البلج فِي وَجهه وَهُوَ عَابس من الطَّوِيل (وقور على مر اللَّيَالِي كَأَنَّمَا ... يصيخ إِلَى نحوي وَفِي أُذُنه وقر) يمسح بكلف الثريا عَن أعطافه ويدير منطفة الجوزاء على أرادفه فعزمت على أَن أستظل بذروته وأستظل من ذورته فدعوت جمَاعَة من أَصْحَابِي كنت فِي السّفر أرافقهم وَفِي الْحَضَر ألازمهم فقلما أفارقهم وَقد انتظموا فِي الْمَوَدَّة انتظام الدّرّ فِي الأسلاك واتسقوا فِي الصُّحْبَة اتساق الدراري فِي الأفلاك من الطَّوِيل (وَقد كَثُرُوا عدا وَلَكِن قُلُوبهم ... قد اتّفقت ودا على قلب وَاحِد) يتجارون إِلَى الْفَضَائِل كتباري الْجِيَاد ويهتزون إِلَى الْفَضَائِل اهتزاز الصعاد قد نجنبوا المشاققة والمحاققة والتزموا بِشُرُوط الْمُوَافقَة والمرافقة فَذكرت لَهُم خطر لي من الْعَزْم فكلهم أَشَارَ بِأَن الحزم فِي الْجَزْم فسرنا وَالشَّمْس قد رفع حجاب الظلام عَنْهَا وَقد تراءت حسنا وراق شبَابًا وشاب جَانب مِنْهَا وَكُنَّا فِي فصل الرّبيع قد رق حسنا وراق شبَابًا وشاب عَارضه) بالزهر على صبىً فَجعل لَهُ الظل خضابا قد اكتست أرضه وأشجاره واستوت فِي الطّيب هواجره وأسحاره من الوافر (نجيب الْقَوْم واضاح الْمحيا ... أنيق الرَّوْض مصقول الْأَدِيم) فَلم نزل نمر مر السَّحَاب ونقف للتنزه وقُوف السراب حَتَّى أشرافنا على وَاد لَا يُعرف قَعْره وَلَا يسْلك وعره قد نزل عَن سمت الأودية وَالْبِقَاع وَأخذ فِي الانحطاط نَظِير مَا أَخذ

جبلة فِي الِارْتفَاع وَقد اسْتَدَارَ بِالْجَبَلِ وأحدق وأضحى لعالي سوره كالخندق لَا يسلكه إِلَّا ملك أَو شَيْطَان وَلَا يصل إِلَى قرارته وَلَا مِنْهَا إِلَّا بأمراسٍ ومراس أشطان من الوافر (سحيق ساخ فِي الْأَرْضين حَتَّى ... حكى فِي العمق أَوديَة الْجَحِيم) (ولاح الدوح والأنهار فِيهِ ... فخلنا ثمَّ جنَّات النَّعيم) وعندما أَشْرَفنَا عَلَيْهِ حمدنا التأويب لَا السرى ورأينا مَا لم ير بشعب بوان وَلَا وَادي الْقرى فأجمعنا على النُّزُول إِلَى قراره وَالْمَبِيت بمخيم أشجاره فتحدرنا إِلَيّ تحدر السَّيْل ونزلنا إِلَى بطُون شعابه على ظُهُور الْخَيل وَلم نزل تَارَة نهوي هوي القشاعم وننساب آونةً الْأَنْسَاب الأراقم إِلَى أَن انْقَطَعت أنفاسنا وأنفاس الهوا واحتجب عَنَّا عين الشَّمْس وَكَاد يحتجب وَجه السما وَلما بلغنَا منتهاه بطريقٍ غير مسلوك ونزلنا كَمَا يَقُول الْعَامَّة إِلَى السيدوك إِذا هُوَ وادٍ يذهل لحسنه الْجنان وكأنما هُوَ فِي الدُّنْيَا أنموذج الْجنان وَقد امتدت سماؤه غصوناً عِنْدَمَا هَب الْهَوَاء وفجرت أرضه عيُونا فَالتقى المَاء من الوافر (فبتنا وَالسُّرُور لنا سميرٌ ... وَمَاء عيونه الصافي مدام) (تساوه النسيم إِذا تغنت ... حمائمه ويسقيه الْغَمَام) وَلما طلع الصَّباح علينا طلعنا ودعا دَاعِي السرُور فسمعنا وأطعنا وتعلقنا بذيل الْجَبَل وسققنا فروج المساهب وعلونا عَاتِقه حَتَّى كدنا نلمس عَلَيْهِ عُقُود الْكَوَاكِب وَلما طرنا إِلَيْهِ طيران البزاة إِلَى الأوكار وصعدنا عَلَيْهِ صعُود السراة على الأكوار تكشف للعين وتكسف فَقلت لَهَا مجاوباً ومنصف من المتقارب (إِذا كنت فِي اللَّيْل تخشى الرَّقِيب ... لِأَنَّك كَالْقَمَرِ المشرقِ) (وَكَانَ النَّهَار لنا فاضحاً ... فبالله قل لي مَتى نَلْتَقِي) فَقَالَت إِذْ جنحت شمسي للمغيب فإياك يرى طيفي من النُّجُوم رَقِيب أَو يشوب شباب ذَلِك) اللَّيْل من أضوائها مشيب وَعَلَيْك بسواد الجفون فكون مِنْهُ لَيْلًا وسويداء الْقُلُوب فأسدل مِنْهُ ذيلاً وانتظار زِيَارَة الطيف وَلَا تجْعَل غير روحك قرى ذَلِك الضَّيْف فابت إِلَى فهمي وراجعني حلمي وأهديتُ إِلَيْهَا لَيْلًا من المداد أستزير فِي جنحه طيف خبالها وأستطلع فِي غسقه بدر كمالها وَجَعَلته كخافيه الْغُرَاب وكشعار الشّعْر أَيَّام الشَّبَاب من السَّرِيع (كَأَنَّمَا قد ذاب فِيهِ اللمى ... أَو حل فِيهِ الْحجر الْأسود)

تعذو جفون الأقلام كحليةً باثمده ووجوه السؤدد مبيضةً بأسوده من السَّرِيع (يَقُول من أبصره حالكاً ... هَذَا لعمري هُوَ من حالكا) (أَو ذَاك من حظك بَين الورى ... قلت صَدقْتُمْ إِنَّه ذلكا) وَقد خدم بِهِ آملاً أَن يستنشق لعبيره نشراًعطراً وَيرى لليله من الْفَضَائِل صبحاً مُسْفِرًا ويشاهد بدر الْفَضَائِل كَيفَ يرق فِي حلله والبلاغة كَيفَ تَغْدُو من تخييله وخوله فحيئذٍ ينشد من السَّرِيع (أصلحت قرطاسك عَن حسنه ... أشجاره من حكمٍ مثمره) (مسودة نقشاً ومبيضة ... طرساً كَمثل اللَّيْلَة المقمره) والرأي أَعلَى فِي إجابه مَا التمسه كتاب الْبُشْرَى بالنيل لنائب السلطنة بحلب المحروسة وسره بِكُل مبهجةٍ وهنأه بِكُل مُقَدّمَة سرُور تَغْدُو للخصب وَالْبركَة منتجة وَبِكُل نعمى لَا تصبح لمنة السحائب محوجة وَبِكُل رحمى لَا تستبعد لأيامها الْبَارِدَة وَلَا للياليها المثلجة هَذِه الْمُكَاتبَة تفهمه أَن نعم الله وَإِن كَانَت مُتعَدِّدَة ومنحه وَإِن غَدَتْ بالبركات متوددة ومننه وَإِن أَصبَحت إِلَى الْقُلُوب متوددة فَإِن أشملها وأكملها وأجملها وأفضلها وأجزلها وأنهلها وأتمها وأعمها وأضمها وألمها نعْمَة أجزلت المنّ والمنح وأزلت فِي أبرك سفح المقطم أغزر سفح وَأَتَتْ بِمَا أعجب الزراع ويعجل الهراع ويعجز الْبَرْق اللماع ويغل القطاع ويغل الإقطاع وتنبعث أمواهه وأفواجه وتمد خطاها أمواهه وأمواجه ويسبق وَفد الرّيح من حَيْثُ ينبري ويغبط مريخه الْأَحْمَر الْقَمَر لِأَنَّهُ بَيته السرطان كَمَا يغبط الْحُوت لِأَنَّهُ بَين المُشْتَرِي وَيَأْتِي عجبه فِي الْغَد بِأَكْثَرَ من الْيَوْم وَفِي الْيَوْم بِأَكْثَرَ من الأمس وتركتُ الطَّرِيق مجداً كَانَ ظهر بِوَجْهِهِ حمرَة فَهِيَ مَا يعرض للْمُسَافِر من حر الشَّمْس وَلم تكن شقته طَوِيلَة لما قيست بالذراع وَلَوْلَا أَن مقياسه أشرف الْبِقَاع لما اعْتبر مَا) تَأَخّر مُمل مَا حوله الْمَاضِي بقاع بَينا يكون فِي الْبَاب إِذا هُوَ فِي الطاق وَبينا يكون فِي الاحتراق إِذا هُوَ فِي الاختراق للإغراق وَبينا يكون فِي المجاري إِذا هُوَ فِي السَّوَارِي وَبينا يكون فِي الْحباب إِذْ هُوَ فِي الْجبَال وَبينا يُقَال لزيادته هَذِه الأمواه إِذا يُقَال لغلاتها هَذِه الْأَمْوَال وَبينا يكون مَاء إِذْ أصبح خيرا وَبينا يكْسب تِجَارَة قد أكسب تجربةً وَبينا يُفِيد غزَاة قد أَفَادَ عزاء جسور على الجسور جَيْشه الكرار وَلَو أمست التراع مِنْهُ تراع والبحار مِنْهُ تحار كم حسنت مقاطعاته على مر الجديدين وَكم أعانت ميزاب على مقياسه على الْغَزْو من بِلَاد سيس على العمودين أتم الله لطفه فِي الْإِتْيَان بِهِ على التدرج وإجرائه بِالرَّحْمَةِ الَّتِي تقضي للعيون بالتفرج وللقلوب بالتفريج فَأقبل جَيْشه بمواكبه وَجَاء يطاعن الجدب بالصواري من مراكبه

وتصافف لحَاجَة الجسور فِي بيد الْحجَّة ويثاقف الْقَحْط بالتراس من بركه وَالسُّيُوف من خلجه وَلما تَكَامل إيابه وضح فِي ديوَان الْفَلاح والفلاحة حسابه وَأظْهر مَا عِنْده من خسائر التَّيْسِير وودائعه ولقط عموده جمل ذَلِك على أَصَابِعه وَكَانَت السِّتَّة عشر ذِرَاعا تسمى مَاء السُّلْطَان نزلنَا وحصرنا مجْلِس الْوَفَاء الْمَعْقُود واستوفينا شكر الله تَعَالَى بفيض ماهو من زِيَادَته مَحْسُوب وَمن صَدَقَاتنَا مخرج وَمن الْقَحْط مَرْدُود وَوَقع تياره بَين أَيْدِينَا سطوراً تفوق وَعلمت يدنا الشَّرِيفَة بالخلوق وحمدنا السّير كَمَا حمدنا السرى وصرفناه فِي الْقرى للقرى وَلم نحضره فِي الْعَام الْمَاضِي فَعلمنَا لَهُ من الشُّكْر شكراناً وَعمل هُوَ مَا جرى وحضرنا الخليج إِذا بِهِ أُمَم قد تلقونا بِالدُّعَاءِ المجاب وقرظونا فَأمرنَا مَاءَهُ أَن يحثو من سَده كَمَا ورد فِي وُجُوه المادحين التُّرَاب وَمر يُبْدِي المسار وَيُعِيدهَا ويزور منَازِل الْقَاهِرَة ويعودها وَإِذا سُئِلَ عَن أَرض الطبالة قَالَ جُننا بليلى وَعَن خلجها وَهِي جنت بغيرنا وَعَن بركَة الْفِيل قَالَ وَأُخْرَى بِنَا مَجْنُونَة لَا نريدها وَمَا برح حَتَّى تعوض عَن القيعان البقيعة من المراكب بالسرر المرفوعة وَمن الْأَرَاضِي المحروثة من جَوَانِب الأدؤر بالزرابي المبثوثة وانقضى الْيَوْم هَذَا عَن سرورٍ لمثله فليحمد الحامدون وأصبحت مصر جنَّة فِيهَا مَا تشْتَهي الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين وَأَهْلهَا فِي ظلّ الْأَمْن خَالدُونَ فَيَأْخُذ حَظه من هَذِه الْبُشْرَى الَّتِي مَا كتبنَا بهَا حَتَّى كتبت بهَا الرِّيَاح إِلَى نهر المجرة إِلَى الْبَحْر وَالْمُحِيط ونطقت بهَا رَحْمَة الله تَعَالَى إِلَى مجاوري بَيت الله تَعَالَى من لابسي التَّقْوَى ونازعي الْمخيط وبشرت بهَا مطايا الْمسير الَّذِي يسير من قوص غير مَنْقُوص ويتشارك فِي الابتهاج بهَا الْعَالم فَلَا مصر دون) مصر بهَا مَخْصُوص وَالله تَعَالَى يَجْعَل الْأَوْلِيَاء فِي دولتنا يبتهجون لكل أَمر جليل وجيران الْفُرَات يفرحون بجيران النّيل وَكتب القَاضِي محيي الدّين يَسْتَدْعِي بعض أَصْحَابه إِلَى الْحمام هَل لَك أَطَالَ الله بقاك إطالة تكرع فِي منهل النَّعيم وتتملى بالسعادة تملي الزهر بالوسمي وَالنَّظَر بالْحسنِ والوسيم فِي الْمُشَاركَة فِي جمع بَين جنَّة ونار وأنواءٍ وأنوار وزهر وأزهار قد زَالَ فِيهِ الاحتشام فَكل عارٍ وَلَا عَار نُجُوم سمائه لَا يعتريها أفول وناجم رخامه لَا يَعْتَرِيه ذبول تنافست العناصر على خدمَة الْحَال بِهِ تنافساً أحسن كل فِيهِ التوسل إِلَى بُلُوغ أربه فَأرْسل مَا جسده جسده من زبده لتقبيل أَخْمُصُهُ إِذْ قصرت همته عَن تَقْبِيل يَده وَلم ير التُّرَاب لَهُ فِي هَذِه الْخدمَة مدخلًا فتطفل وَجَاء وَمَا علم أنّ التسريح لمن جَاءَ متطفلاً وَالنَّار رَأَتْ أَنه عين مباشرتها وَأَنَّهَا بِفَرْض خدمته لَا تخل وَلِأَن لَهَا حُرْمَة هِدَايَة الضَّيْف فِي السرى وَبهَا دفع القر ونفع الْقرى فأعملت ضدها المَاء فَدخل وَهُوَ حر الأنفاس وغلت مراجله فلأجل ذَلِك دَاخله من صَوت تسكابه الوسواس وَرَأى الْهَوَاء أَنه قصر عَن مطاولة هَذِه المبار فَأمْسك متهيباً ينظر وَلَكِن من خلف زجاجةٍ إِلَى تِلْكَ الدَّار ثمَّ إِن الْأَشْجَار رَأَتْ أَنَّهَا لَا شَائِبَة لَهَا فِي هَذِه الخطوة وَلَا مساهمة

فِي تِلْكَ الْخلْوَة فَأرْسلت من الأمشاط أكفاً أَحْسَنت بِمَا تَدْعُو إِلَيْهِ الْفرق وَمَرَّتْ على سَواد العذار الفاحم كَمَا يمر الْبَرْق وَذَلِكَ بيد قيمٍ قيمٍ بِحُقُوق الْخدمَة عارفٍ بِمَا يُعَامل بِهِ أهل النَّعيم أهل النِّعْمَة خَفِيف الْيَد مَعَ الْأَمَانَة موصوفٌ بالمهارة عِنْد أهل تِلْكَ المهانة لطف أَخْلَاقًا حَتَّى كَأَنَّهَا عتابٌ بَين جحظة وَالزَّمَان وَحسن صنعه فَلَا يمسك يدا إِلَّا بمعروفٍ وَلَا يسرح تسريحاً إِلَّا بِإِحْسَان أبدا يرى من طَهَارَته وَهُوَ ذُو صلف ويشاهد مزيلاً لكل أَذَى حَتَّى لَو خدم الْبَدْر لأزال وَجهه الكلف بِيَدِهِ مُوسَى كَأَنَّهَا صباحٌ ينْسَخ ظلاماً أَو نسيم ينفض عَن الزهر كماماً إِذا أَخذ صابونه أوهم من يَخْدمه بِمَا يمره على جسده أَنه بحرٌ عجاج وَأَنه يَبْدُو مِنْهَا زبد الأعكان الَّتِي هِيَ أحسن من الأمواج فَلهم إِلَى هَذِه اللَّذَّة وَلَا تعد الْحمام أَنَّهَا دَعْوَة أهل الحراف فَرُبمَا كَانَت هَذِه من بَين تِلْكَ الدَّعْوَات فذة وَلَعَلَّ سيدنَا يُشَاهد مَا لَا يحسن وَصفه قلمي وأستحسن وَصفه ليدي وفمي إِذْ جمح عناني فَأَقُول وَإِذا ترامت بِي الخلاعة أَخْلَع مَا يتستر بِهِ ذَوُو الْعُقُول لديّ أبهجك الله غصونٌ قد هزها الْحسن طَربا ورماحٌ لغير كفاحٍ قد نشرت الشُّعُور عذباً وبدورٌ أسدلت من الذوائب غيهباً قد جعلت بَين الخصور والروادف) من المآزر برزخاً لَا يبغيان وَعلمنَا بهم أننا فِي جنةٍ تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار وَتَطوف علينا بهَا الْولدَان يكَاد المَاء إِذا مر على أَجْسَادهم يُخرجهَا بمره وَالْقلب يخرج إِلَى مباشرتها من الصَّدْر وعجيبٌ من مبَاشر لأمر لَا يلتقيه بصدره إِذا أسدل ذوائبه ترى مَاء عَلَيْهِ ظلٌّ يرف وجوهراً من تَحت عنبر يشف يطْلب كل مِنْهُم السَّلَام وَكَانَ الْوَاجِب طلب السَّلامَة وَكَيف لَا وَقد غَدا كل مِنْهُم أَمِير حسنٍ وشعره المنثور وخاله الْعَلامَة إِذا قلب بأصفر الصفر مَاء على الحضار قلت هَذَا بدرٌ بِيَدِهِ نجمٌ تقسم مِنْهُ أشعة الْأَنْوَار وَإِن أَخذ غسولاً وَأمره على جِسْمه مفركاً لم يبْق عضوٌ إِلَّا واكتسب مِنْهُ لطافةً وَرَاح مدلكاً فَمَا عذرك فِي انتهار الفرص وأقتناص هَذِه الشوارد الَّتِي يجب على مثلك أَن يَغْدُو لَهَا وَقد أقتنص وَالله تَعَالَى يوالي المسار ويجعلها لديك دائمة الِاسْتِقْرَار بمنه وَكَرمه وَأما شعره فأحسنه المقاطيع وَأما القصائد فَرُبمَا قصر فِيهَا وَمن ذَلِك مَا نقلته من خطه من كتاب فلتة اليراعة ولفتة البراعة قَالَ فِي دواةٍ منزلَة من مجزوء الرجز

(دَوَاة مَوْلَانَا بَدَت ... أوصافها مكلمة) (بحسنها قد شهِدت ... أقلامها المعدله) (قد أعجزت آياتها ... لِأَنَّهَا منزَّله) (أمُّ الْكتاب قد غَدَتْ ... لِأَنَّهَا مفصَّلة) وَقَالَ من الوافر (ذُبَاب السَّيْف من لحظٍ إِلَيْهِ ... لأخضر صُدْغه بعض انتساب) (وَلَا عجبٌ إِذا مَا قيل هَذَا ... لَهُ صدغٌ زمرده ذبابي) وَقَالَ من الدوبيت (لله ليالٍ أَقبلت بِالنعَم ... فِي ظلّ بناءٍ شاهقٍ كَالْعلمِ) (بالجيزة والنيل بدا أَوله ... فِي مقتبل الشَّبَاب عِنْد الْهَرم) وَقَالَ فِي مليح مشطوب من الْبَسِيط (لَك طرفُ طرفٍ حمى من حسنك السرحه ... كم قد أغار على العشاق فِي صبحه) (لما علمت بأنو سَابق اللمحه ... عَلَيْهِ قد خفت شطبتو على صحه) وَقَالَ من الْكَامِل) (كم قلت لما بت أرشف رِيقه ... وَأرى نقي الدّرّ ثغراً منتقى) (بِاللَّه يَا ذَاك اللمى متروياً ... كرر عَليّ حَدِيث جيران النقا) وَقَالَ من المتقارب (لَئِن سَاءَنِي أَن هَذَا الَّذِي ... من الْعَار فِينَا من العارفينا) (لقد سرني أَن مَا قد أَتَى ... من الجاه لينًا من الجاهلينا) وَقَالَ من الْخَفِيف (بِي غزالٌ يَغْزُو الورى بجفون ... كل يومٍ سيوفها مشهوره) (عجبا من لحاظها كَيفَ حَتَّى ... هزمتنا مَعَ أَنَّهَا مكسور) وَقَالَ من المجتث (وَبِي من التّرْك أحوى ... حوى الْجمال فَأكْثر) (من طرفه لي سكرٌ ... من رِيقه لي سُكر)

(قد صان فِي الجفن خمرًا ... لأجل ذَا هُوَ يكسر) وَقَالَ من مجزوء الرمل إِن يكون يضْحك فِي الطيف حَدِيثي ومقالي (كَيفَ لَا يضْحك مِمَّا ... قصّ مِنْهُ فِي الخيال) وَقَالَ من مجزوء الرمل جَاءَ الرمْح يحاكيهذا فَلم يحك مِنْهُ قوامه (فَهُوَ لَا شكّ لهَذَا ... يقرع السن ندامه) وَقَالَ من مجزوء الْكَامِل (شكرا لنسمة أَرضهم ... كم بلغت عني تحيه) (كم قد أَطَالَت بل أطا ... بت فِي رسائلنا الخفيه) (وَلَا غرو إِن حفظت أحا ... ديث الْهوى فَهِيَ الذكيَّه) وَقَالَ من مجزوء الرمل (إِن يمل بالردف فِي السِّرّ ... ج فَمَا ذَاك عَجِيب) (هُوَ لَا شكّ يرينا ... كَيفَ ينهار الْكَثِيب) ) وَقَالَ من السَّرِيع (لَا تقل الرَّوْض من أَحَادِيثه ... عَن غير نمامٍ غَدَتْ خافيه) (فَإِنَّهُ تنقل أخباره ... إِلَى عينٌ عِنْده صافيه) وَقَالَ من الْكَامِل (من شَاءَ يخلد فِي النَّعيم فدونه ... حسنٌ بديعٌ مَا بِهِ تَحْسِين) (من نَاصِر الوجنات بل من نَاظر ... الجفنين جناتٌ لَهُ وعيون) وَقَالَ من الْخَفِيف (سل سَيْفا من جفْنه ثمَّ أرْخى ... وفرةً وفرت عَلَيْهِ الحميله) (إِن شكا الخصر طولهَا غير بدع ... لنحيلٍ يشكو اللَّيَالِي الطويله)

وَقَالَ من مجزوء الرجز (إِنِّي كتبت ختمةً ... حررتها كَمَا ترى) (لله قد نذرت مَا ... فِي بَطنهَا محررا) وَقَالَ من مجزوء الْخَفِيف (بِي أحوى وَقد حوى ... كلما يجلب الْهوى) (غُصْن بانٍ أَظُنهُ ... من دموعي قد ارتوى) (هُوَ لي قبلةٌ أما ... فرقه خطّ استوا) (إِن لوى الْوَعْد صُدْغه ... فَهُوَ يَا طالما التوى) (كم لَهُ من مسلسلٍ ... عَن أبي ذرةٍ روى) (مِنْهُ دبت عقاربٌ ... خافها الْخَال فانزوى) (ظَبْي أنسٍ لحاظه ... هِيَ لي الدَّاء والدوا) (أرعد الرمْح خجلةً ... مِنْهُ والمرهف انطوى) وَقَالَ من أَبْيَات من مجزوء الْكَامِل أطرافها مَاء النَّعيم بهَا يجول وَيظْهر لَوْلَا السوار لَكَانَ معصمها يذوب ويقطر (لَا غرو إِن سرقت حَشا ... ي فَإِنَّهَا تتسور) ) (مَا شِئْت لي من رِيقهَا ... سكرٌ وَلَا سكّر) (إِن تخل من مسك العذا ... ر فخالها هُوَ عنبر) (وَأَنت يَا قلبِي الَّذِي قد صبا ... خرجت مثل الصَّبْر عَن أَمْرِي) (إِنْسَان عَيْني إِن غَدا خاسراً ... للدمع فالإنسان فِي خسر) وَقَالَ من الطَّوِيل (وبطحاء فِي وادٍ بروقك روضها ... وَلَا سِيمَا إِن جاد غيثٌ مبكر) (تلاحظها عينٌ تفيض بأدمعٍ ... يرقرقها مِنْهَا هُنَالك محجر)

وَقَالَ من الْخَفِيف (رب روض أزرته بدر تمّ ... حِين غالى فِي تيهه والتجري) كَانَ ظَنِّي أَن يفضح الْقد بالغصن وَأَن الزلَال بالريق يزري (فَرَأَيْت الأغصان ذلاًّ لَدَيْهِ ... واقفاتٍ وَالْعين للدمع تذري) (ثمَّ لما ثنى الْعَنَان عَن النه ... ر غَدا فِي ركابه وَهُوَ يجْرِي) وَكتب إِلَى وَلَده بحماه من السَّرِيع (قلبِي الَّذِي صحبتكم قد مضى ... يشْرَح أشواقي إِلَيْكُم شفَاه) (مر وَلم يرجع بأخباركم ... أَظُنهُ عني حمته حماه) وَقَالَ من الْخَفِيف (نيل مصر لمن تَأمل مرأى ... حسنه معجزٌ من الْحسن معجب) (كم بِهِ شَاب فودها وعجيبٌ ... كَيفَ شابت بالنيل والنيل يخضب) وَقَالَ من المديد (أَيهَا الصَّائِد باللحظ وَمن ... هُوَ من بَين الورى مقتنص) (لَا تسم طَائِر قلبِي هرباً ... إِنَّه من أضلعي فِي قفص) وَقَالَ من الطَّوِيل (كم قيل قوم بالمجالس خوطبوا ... وَذَاكَ دوا جهالهم فِي التنافس) (فَقلت لَهُم مَا ذَاك بدع وَإنَّهُ ... لعِنْد الدوا يدعى الخرا بالمجالس) وَقَالَ من الْخَفِيف) (خُذ حَدِيثا يزينه الْإِنْصَاف ... لَيْسَ مِمَّا يشينه الِاعْتِرَاف) (كل من فِي الْوُجُود يطْلب صيدا ... غير أَن الشباك فِيهَا اخْتِلَاف) وَقَالَ من الطَّوِيل (لَئِن جاد لي بالوصل مِنْهُ خاليه ... وَأصْبح مجهوداً رَقِيب ولائم) (أَلا إِنَّهَا الْأَقْسَام تحرم ساهراً ... وَآخر يَأْتِي رزقه وَهُوَ نَائِم) وَقَالَ من الطَّوِيل (لقد قَالَ لي إِذْ رحت من خمر رِيقه ... أحث كؤوسا من ألذ مقبل)

(بلثم شفاهي بعد رشف سلافها ... تنقل فلذات الْهوى فِي التنقل) وَقَالَ من الْكَامِل (وَلَقَد أَقُول وَقد شجتني شجةٌ ... تبدو بصبح جَبينه الوضاح) (الله أكبر قَالَ مَا لَك قلت قد ... نَادَى جبينك فالق الإصباح) وَقَالَ من المتقارب (مغاني الْمَدِينَة قد أَصْبحُوا ... وَأنْفق مِنْهُم مغاني الْعَرَب) (فهم بالعناء وهم بِالْغنَاءِ ... كَمثل الْحمير الشقا والطرب) وَقَالَ من الوافر (أرانا رقم صدغيه مِثَالا ... لنا من طرز عَارضه سيبرز) (وَقَالَ لمبتدٍ فِي نَحْو حبي ... أَلا فاقرأ مُقَدّمَة الْمُطَرز) وَقَالَ من المنسرح (وأعور الْعين ظلّ يكشفها ... بِلَا حياءٍ مِنْهُ وَلَا خيفه) (وَكَيف يلفى الْحيَاء عِنْد فَتى ... عَوْرَته مَا تزَال مكشوفه) وَقَالَ من الْخَفِيف (وبنفسي هويته عجمياً ... لي لذت أَلْفَاظه الغتميه) (كم حلا عجميةً فَقلت لخلي ... خَلِّنِي والحلاوة العجميه) وَقَالَ من الطَّوِيل (وَبِي أَزْرَق الْعَينَيْنِ لَو أَن مقلتي ... كمقلته الزَّرْقَاء تِلْكَ المطوَّسه) ) (لدثرت ضيف الطيف من برد مدمعي ... بفروة سنجابٍ بهدبى مقندسه) وَقَالَ من الْخَفِيف (حبذا أسْهم من النبع جَاءَت ... لَك صنع فِيهَا وَالله صنع) (كَيفَ لثت غمائم النَّقْع مِنْهَا ... برذاذٍ ووابلٍ وَهِي نبع) وَقَالَ من المنسرح (كم قطع الطّرق نيل مصرٍ ... حَتَّى لقد خافه السَّبِيل) (بِالسَّيْفِ وَالرمْح فِي غديرٍ ... وَمن قناةٍ لَهَا نصول)

وَقَالَ من الْكَامِل (يَا من رأى غزلان رامة هَل رأى ... بِاللَّه فيهم مثل طرف غزالي) (أَحْيَا عُلُوم العاشقين بلحظه ال ... غزال والإحياء للغزالي) وَقَالَ من الطَّوِيل (وَلم أنسه إِذْ قَالَ قُم نودع الدجى ... دخائر وصلٍ فالظلام كتوم) (فَمَا مثله حرز حريزٌ لِأَنَّهُ ... تبيت عَلَيْهِ للنجوم ختوم) وَقَالَ من الطَّوِيل (مَلَأت اللَّيَالِي من على وختمتها ... فقد أَصبَحت مشحونة بمكارمك) (ختمت عَلَيْهَا بِالثُّرَيَّا فَقل لنا ... أَهَذا الَّذِي فِي كفها من خواتمك) وَقَالَ من الطَّوِيل (عزيزٌ على الأقلام تَكْلِيف مثلهَا ... من القَوْل والتبيان مَا لَا تُطِيقهُ) (وَإِن فَمَا فاجى علاك لِسَانه ... وحقك معذورٌ إِذا جف رِيقه) وَيُقَال من الطَّوِيل (أَقُول لمن قد رام نقد مدامعي ... وَمن لمعينٍ فِي تأملها ذهب) (إِذا انتقدوا قولي فَمَا هُوَ بدعةٌ ... وَهل مُنكر إِن رَاح ينْتَقد الذَّهَب) وَقَالَ من المجتث (يَا قاتلي بجفونٍ ... قتيلها لَيْسَ يقبر) (إِن صَبَرُوا عَنْك قلبِي ... فَهُوَ الْقَتِيل المصبر) ) وَقَالَ من الْبَسِيط (قل للحفيظ الَّذِي مَا قيل عَنهُ وَلَا ... عَن نده وهما يَوْمًا وَلَا اتهما) (لَا تكتبن على عَيْني رنا نظرٍ ... للطيف فَهِيَ الَّتِي لم تبلغ الحلما) وَقَالَ يذم قريته القطيفة من الوافر (على ذمّ القطيفة اجْتَمَعنَا ... وَإِن حشيت ببردٍ قد تكَرر) (وَقد أضحى عَلَيْهَا للزميتا ... بياضٌ مِثْلَمَا قد ذَر سكر) (وَلم يكن المكفن غير شخصٍ ... يكون إِلَى نَوَاحِيهَا مسير)

عبد الله بن عبد العزيز

وَقَالَ من مجزوء الْكَامِل (هذي القطيفة الَّتِي ... لَا تشْتَهي عقلا ونقلا) (حشيت ببردٍ يابسٍ ... فلأجل ذَاك الحشو تقلى) وَقَالَ من الْخَفِيف (لَا تلوموا دمشق إِن جئتموها ... فَهِيَ قد أوضحت لكم مَا لَدَيْهَا) إِنَّهَا فِي الْوُجُوه تضحك بالزهرضي الله عَنهُ لمن جَاءَ فِي الرّبيع إِلَيْهَا (وتراها بالثلج تبصق فِي لح ... ية من مر فِي الشتَاء عَلَيْهَا) وَقَالَ من أبياتٍ من الْخَفِيف (قل للعين طيف إلفك سارٍ ... فتباهي لَهُ وَلَو بعواري) (فتهيت لقُرْبه وتهادت ... من دموع إِلَيْهِ بَين جواري) (يتسابقن خدمه فتراهن ... لَدَيْهَا كالدر أَو كالدراري) مِنْهَا من الْخَفِيف (مفردٌ فِي جماله إِن تبدى ... خجلت مِنْهُ جملَة الأقمار) كَيفَ أَرْجُو الْوَفَاء مِنْهُ وعاملت غريماً من لحظه ذَا انكسار ذُو حواش تلوح من قلم الريحان فِي خَدّه فجل الْبَارِي (فِيهِ وجدي محققٌ وسلوي ... وَكَلَام العذول مثل الْغُبَار) (فلساني فِي وَصفه قلم الشع ... ر ورقي الْمَكْتُوب بالطومار) 3 - (عبد الله بن عبد الْعَزِيز) أَبُو عبيد الْبكْرِيّ عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن أبي مُصعب الْبكْرِيّ أَبُو عبيد

الأندلسي كَانَ أَمِيرا بساحل كورة لبلة وَصَاحب جَزِيرَة سلطيش بلد صَغِيرَة من قرى إشبيلية وَكَانَ مُتَقَدما من مشيخة أُولي الْبيُوت وأرباب النعم بالأندلس فغلبه ابْن عباد على بَلَده وسلطانه فلاذ بقرطبة ثمَّ صَار إِلَى مُحَمَّد بن معن صَاحب المرية فاصطفاه لصحبته وَأثر مُجَالَسَته والأنس بِهِ ووسع راتبه وَكَانَ مُلُوك الأندلس تتهادى مصنفاته وَمن شعره من الطَّوِيل (وَمَا زَالَ هَذَا الدَّهْر يلحن فِي الورى ... فيرفع مجروراً ويخفض مبتدا) (وَمن لم يحط بِالنَّاسِ علما فإنّني ... بلوتهم شَتَّى مسوداً وَسَيِّدًا) وَكَانَ معاقراً للراح لَا يصحو من خمارها يدمنها أبدا فَلَمَّا دخل رَمَضَان قَالَ يُخَاطب نديمين لَهُ من الطَّوِيل (خليلي إِنِّي قد طربت إِلَى الكاس ... وتقت إِلَى شم البنفسج والآس) (فقوما بِنَا نَلْهُو ونستمع الْغِنَا ... ونسرق هَذَا الْيَوْم سرا من النَّاس) (فَإِن نطقوا كُنَّا نَصَارَى ترهبوا ... وَإِن غفلوا عدنا إِلَيْهِم من الراس) (وَلَيْسَ علينا فِي التعلل سَاعَة ... وَإِن رتعت فِي عقب شعْبَان من باس) وَحدث عَن أبي مَرْوَان ابْن حَيَّان وَأبي بكر المصحفي وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الْبر وَكَانَ إِمَامًا لغوياً أخبارياً متفنناً صنف كتاب أَعْلَام النُّبُوَّة وَأَخذه النَّاس عَنهُ وصنف اللآلي فِي شرح نَوَادِر أبي عَليّ القالي والمقال فِي شرح الْأَمْثَال لأبي عبيد واشتاق الْأَسْمَاء ومعجم مَا استعجم من الْبِلَاد والمواضع والنبات وَغير ذَلِك وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة أَبُو مُوسَى الضَّرِير عبد الله بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْقَاسِم الضَّرِير النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِأبي مُوسَى كَانَ يُؤَدب الْمُهْتَدي وَكَانَ من أهل بَغْدَاد وَسكن مصر وَحدث بهَا عَن أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي وجعفر بن مهلهل بن صَفْوَان الرَّاوِي عَن ابْن الْكَلْبِيّ وروى عَنهُ يَعْقُوب بن يُوسُف بن خرزاد النجيرمي وَله كتاب فِي الْفرق وَكتاب فِي الْكِتَابَة وَالْكتاب)

الْعمريّ الزَّاهِد العابد عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب أَبُو عبد الرحمان الْعَدوي الْمدنِي العابد الزَّاهِد الْقدْوَة روى الْقَلِيل عَن أَبِيه وَأبي طوالة وَغَيرهمَا وَعَن ابْن الْمُبَارك وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الله بن عمرَان العابدي عَالما عَاملا قَانِتًا لله منعزلاً يُنكر على مَالك دُخُوله على السُّلْطَان وَله مَنَاقِب توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وعظ الرشيد مرّة فَقَالَ نعم يَا عَم وأتبعة الْأمين والمأمون بكيس فِيهِ ألفا دينارٍ فَلم يَأْخُذهَا وَقَالَ وَهُوَ أعلم يفرقها عَلَيْهِ وَأخذ من الْكيس دِينَارا وَقَالَ كرهت أَن أجمع من سوء القَوْل وَسُوء الْفِعْل وأتى إِلَيْهِ شاخصاً مرّة أُخْرَى فكره مَجِيئه وَجمع العمريين وَقَالَ مَالِي وَلابْن عمكم إحتملته بالحجاز فَأتى دَار مملكتي يُرِيد أَن يفْسد على أوليائي ردُّوهُ عني قَالُوا لَا يقبل منا فَكتب إِلَى عِيسَى بن مُوسَى أَن يرفق بِهِ حَتَّى يردهُ وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة هُوَ عَالم الْمَدِينَة الَّذِي جَاءَ فِي الحَدِيث الْمَشْهُور وَهُوَ يُوشك أَن يضْرب النَّاس أكباد الْإِبِل إِلَيْهِ فِي الْعلم فَلَا يَجدونَ أعلم مِنْهُ جمال الدّين الْحَنْبَلِيّ الْمَقْدِسِي عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن سرُور الْحَافِظ الْمُحدث جمال الدّين أَبُو مُوسَى ابْن الْحَافِظ الأوحد أبي مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

عبد الله بن عبد الله

وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَعشْرين وسِتمِائَة سمع الْكثير بالحجاز وإربل والموصل ونيسابور وإصبهان ومصر وعني بِالْحَدِيثِ وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَخرج وَأفَاد وَقَرَأَ الْقُرْآن على عَمه الْعِمَاد وتفقه على الشَّيْخ الْمُوفق وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة بِبَغْدَاد على أبي الْبَقَاء وَكَانَت قِرَاءَته صَحِيحَة سريعة مليحة لَهُ عبَادَة وورع ومجاهدة وَكَانَ جواداً كَرِيمًا وَلما مَاتَ رثاه جمَاعَة النُّور ابْن عبد الْكَافِي عبد الله بن عبد الْكَافِي نور الدّين بن ضِيَاء الدّين ابْن الْخَطِيب الْكَبِير جمال الدّين عبد الْكَافِي بن عبد الْملك بن عبد الْكَافِي الربعِي الدِّمَشْقِي الشُّرُوطِي الأديب ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة تسع وسِتمِائَة وَكَانَ حسن الْكِتَابَة لَهُ نظمٌ وَفِيه لعبٌ وَعشرَة وانطباع ابْن الْقشيرِي عبد الله بن عبد الْكَرِيم بن هوَازن الإِمَام أَبُو سعد ابْن الإِمَام الْقشيرِي النَّيْسَابُورِي كَانَ أكبر) أَوْلَاد الشَّيْخ وَكَانَ كَبِير الشَّأْن فِي السلوك ذكياً أصولياً غزير الْعَرَبيَّة سمع وَحدث وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (عبد الله بن عبد الله) 3 - (بن الْحَارِث بن نَوْفَل) أَخُو إِسْحَاق وَمُحَمّد روى عَن أَبِيه وَابْن عَبَّاس وَعبد الله بن خباب بن الْأَرَت وَعبد الله بن شَدَّاد توفّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ الْأنْصَارِيّ عبد الله بن عبد الله بن جَابر بن عتِيك الْأنْصَارِيّ روى عَن ابْن عمر وَأنس بن مَالك وجده لأمه عتِيك بن الْحَارِث وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة

ابْن عبد الله بن عمر عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُم وصيُّ أَبِيه سمع أَبَاهُ وَأَبا هُرَيْرَة وَأَسْمَاء بنت زيد بن الْخطاب وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن ماجة وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَة ابْن رَأس الْمُنَافِقين عبد الله بن أُبيّ بن سلول كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يثني عَلَيْهِ وَهُوَ ابْن عبد الله رَأس الْمُنَافِقين وَله ذكر فِي تَرْجَمَة أَبِيه عبد الله بن أبيّ إستشهد عبد الله يَوْم الْيَمَامَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروت عَنهُ عَائِشَة وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ أَبُو الْعَبَّاس الصفري عبد الله بن عبد الله الصفري أَبُو الْعَبَّاس أديب شَاعِر ناثر لَقِي أَعْيَان الْمَشَايِخ وَأخذ عَنْهُم الْأَدَب مِنْهُم الْفَارِسِي وَابْن خالويه والزجاجي وَكَانَ من شعراء سيف الدولة بن حمدَان مرض أَبُو فراس فَلم يعده الصفري فَكتب إِلَيْهِ أَبُو فراس من الْكَامِل (إِنِّي مَرضت فَلم يعدني عائدٌ ... مِمَّن قضيت حُقُوقه فِيمَا مضى) (إِن الْحُقُوق وَإِن تطاول عهدها ... دينٌ يحل وواجباتٌ تقتضى) (لَوْلَا الْجَمِيل وَحفظ مَا أسفلتم ... يَا ظالمين لَقلت لَا يعد الرضى) (يَا تاركين عيادتي بتعمدٍ ... إِن تمرضوا لَا تَعْدَمُوا مني القضا) فَأجَاب الصفوري من الْكَامِل) (شكوى الْأَمِير لما شكاه مودعٌ ... أحشاءنا وقلوبنا جمر الغضا) (مَا فِي الْمُرُوءَة أَن نرَاهُ يشتكي ... مَا الْعدْل إِلَّا أَن يَصح ونمرضا)

(عوضت من ألمٍ ألمَّ سَلامَة ... إِن السَّلامَة خير شَيْء عوضا) (فانهض بمجدٍ أَنْت محيي رسمه ... فالمجد لَيْسَ بناهضٍ أَو تنهضا) وَحضر مجْلِس سيف الدولة وَعِنْده القَاضِي أَبُو حَفْص قَاضِي حلب فَجرى ذكر الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين وهما من الطَّوِيل (وَلَيْسَ صرير النعش مَا تسمعونه ... وَلكنه أصلاب قومٍ تقصف) (وَلَيْسَ نسيم الْمسك ريا حنوطه ... وَلكنه ذَاك الثَّنَاء المخلف) فاستحسنا وَقَالَ سيف الدولة هما لبَعض الْمُحدثين وَذهب عني اسْمه فَقَالَ القَاضِي هما الخنساء فَقَالَ سيف الدولة للصفري أتعرف لمن هما قَالَ نعم هما لأبي عبد الرحمان العطوي قَالَ صدقت وَأمره بإجازتهما فَقَالَ ارتجالاً وَذكر أَبَاهُ أَبَا الهيجاء من الطَّوِيل (لقد ضم مِنْهُ قَبره كل سؤددٍ ... وكل عَلَاء حَده لَيْسَ يُوصف) (وأضحى الندا مذ غَابَ عَنَّا خياله ... وأركانه من شدَّة الوجد تضعف) (على أَن صرف الدَّهْر لَا در دره ... يسر أُنَاسًا بالحمام ويسعف) (أَلا يَا أَمِيرا عَم ذَا الْخلق جوده ... وأضحى بِهِ شعري على الشّعْر يشرف) (حسامك يجْرِي من دم الْقرن حَده ... ورمحك فِي يَوْم الكريهة يرعف) (وَأَنت إِذْ عد الْكِرَام مقدمٌ ... وَغير إِن عد الْكِرَام مخلف) قلت هَذِه الأبيات فِي الارتجال كثيرةٌ جَيِّدَة فِي الروية وسطٌ وَلَكِن أَيْن هَذِه الأبيات من الْبَيْتَيْنِ المقدمين شرف الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ الصُّوفِي عبد الله بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمويه شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين أَبُو بكر ابْن الشَّيْخ شيخ الشُّيُوخ تَاج الدّين الْجُوَيْنِيّ الدِّمَشْقِي الصُّوفِي ولد سنة ثمانٍ وسِتمِائَة وَسمع من أَبِيه وَأبي الْقَاسِم بن صصرى وَأبي صَادِق بن صباح وَابْن اللتي وروى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار والمزي والبرزالي وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا مُحْتَرما بَين الصُّوفِيَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة)

عبد الله بن عبد الملك

أَمِين الدّين الرهاوي عبد الله بن عبد الله أَمِين الدّين الرهاوي الدِّمَشْقِي تربية ابْن الكريدي ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله بَين الْعِيدَيْنِ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة سمع وقتا من ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَطلب بِنَفسِهِ وقتا بعد سَبْعمِائة وَنسخ الْأَجْزَاء وارتزق بِالْكِتَابَةِ فِي زرع وَغَيرهَا 3 - (عبد الله بن عبد الْملك) ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان عبد الله بن عبد الْملك بن مَرْوَان ولي الْغَزْو وَبنى المصيصة وَولي إمرة مصر بعد عَمه عبد الْعَزِيز وَلما مَاتَ فِي حُدُود الْمِائَة ترك ثَمَانِينَ مدىً ذهب ابْن الْقَابِض عبد الله بن عبد الْملك بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن شبويه بن الْقَابِض أَبُو زيد الإصبهاني سمع بهَا الْكثير من أبي طَاهِر أَحْمد بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ وَإِبْرَاهِيم بن مَنْصُور سبط بحرويه وَأبي الطّيب عبد الرَّزَّاق بن عمر بن شمسه وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد الصريفيني وَابْن النقور وَابْن غَالب الْعَطَّار وَابْن البشري وَأبي بكر الْخَطِيب وأمثالهم وَكَانَت لَهُ معرفَة ودراية وَحدث باليسير وَتُوفِّي بِالْبَصْرَةِ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة ابْن الْحجَّاج عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن علاف بن خلف بن طلائع الْمسند المعمر أَبُو عِيسَى الْأنْصَارِيّ النجاري الْمصْرِيّ الرزاز الْمَعْرُوف بِابْن الْحجَّاج بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة بِجمع حَاج ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة سمع البوصيري وَابْن ياسين وَفَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر والحافظ عبد الْغَنِيّ وَغَيرهم وَهُوَ آخر من روى بِالسَّمَاعِ عَن البوصيري وَابْن ياسين وَكَانَ شَيخا حسنا صَحِيح السماع عالي الْإِسْنَاد روى عَنهُ الدمياطي والدواداري وَابْن جمَاعَة وَسعد الدّين الْحَارِثِيّ وَأحمد ابْن حسن ابْن شمس الْخلَافَة وَخلق كثير وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده عبد الْحق بن عبد الله فِي مَكَانَهُ

عبد الله بن عبيد الله

تَقِيّ الدّين بن جبارَة الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة بن عبد الْوَلِيّ الإِمَام تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ ابْن الْفَقِيه الْمَقْدِسِي) الصَّالِحِي إمامٌ مفت مدرس صَالح عَارِف بِالْمذهبِ متبحرٌ فِي الْفَرَائِض والحبر والمقابلة كَبِير السن توفّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة الحَجبي الْبَصْرِيّ عبد الله بن عبد لوهاب الحَجبي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى النَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وثقة أَبُو حَاتِم وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (عبد الله بن عبيد الله) ابْن البيع الْمُؤَدب عبد الله بن عبيد الله بن يحيى أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْمُؤَدب الْمَعْرُوف بِابْن البيع كَانَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة أَبُو عبد الرحمان المعيطي عبد الله بن عبيد الله بن الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله أَبُو عبد الرحمان الْأمَوِي المعيطي الْقُرْطُبِيّ وَكَانَ من أهل الشّرف والسؤدد بُويِعَ بالخلافة بشرق الأندلس وخطب لَهُ ثمَّ خلع فَصَارَ إِلَى كتامة وَكَانَ مُجَاهِد صَاحب دانية قد قدم هَذَا المعيطي أَن يكون أَمِير الْمُؤمنِينَ بِعَمَلِهِ فَبَقيَ مُدَّة ثمَّ خلعه ونفاه فالتجأ إِلَى كتامة وَبَقِي لَا يرفع للدنيا رَأْسا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة أَبُو مُحَمَّد التَّيْمِيّ مُؤذن الْحرم عبد الله بن عبيد الله بن أبي ملكية أَبُو مُحَمَّد

عبد الله بن عثمان

وَأَبُو بكر التَّيْمِيّ الْمَكِّيّ الْأَحول مُؤذن الْحرم قَاضِي مَكَّة لِابْنِ الزبير روى عَن جده أبي ملكية وَله صُحْبَة وَعَن عَائِشَة وَأم سَلمَة وَابْن عَبَّاس وَعبد الله بن عَمْرو وَطَائِفَة وثقة غير واحدٍ وَالصَّحِيح أَنه أدْرك ثَلَاثِينَ من الصَّحَابَة وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة الجندعي الْمَكِّيّ عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ الْمَكِّيّ روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَجَمَاعَة وَهُوَ من أفْصح أهل مَكَّة قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة الْهُذلِيّ عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود الْهُذلِيّ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ حَدِيثا) وَتُوفِّي أَربع وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (عبد الله بن عُثْمَان) أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ عبد الله بن عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو بن

كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة ابْن كَعْب بن لؤَي بن غَالب بن فهر الْقرشِي التَّيْمِيّ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ ابْن أبي قُحَافَة أمه أم الْخَيْر بنت صَخْر بن عَامر بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة وَاسْمهَا سلمى قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يَخْتَلِفُونَ أَن أَبَا بكرٍ شهد بَدْرًا بعد مهاجرته مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَلم يكن رَفِيقه غَيره وَهُوَ كَانَ مؤنسه فِي الْغَار وَهُوَ أول من أسلم من الرِّجَال فِي قَول طَائِفَة من أهل الْعلم بالسير وَالْخَبَر وَأول من صلى مَعَ رَسُول اله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يُقَال لَهُ عَتيق لجماله وعتاقة وَجهه وَقيل لِأَنَّهُ لم يكن فِي نسبه شَيْء يعاب بِهِ وَقيل كَانَ لَهُ أَخَوان أَحدهمَا عَتيق بِفَتْح الْعين وَالْآخر عَتيق بِضَم الْعين فَمَاتَ عَتيق قبله فَسُمي باسمه وَقيل لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من سره أَن ينظر إِلَى عتيقٍ من النَّار فَلْينْظر إِلَى هَذَا يَقُول حسان بن ثَابت من الْبَسِيط (إِذا تذكرت شجواً من أخي ثقةٍ ... فاذكر أَخَاك أَبَا بكرٍ بِمَا فعلا) (خير الْبَريَّة أتقاها وأعدلها ... بعد النَّبِي وأوفاها بِمَا حملا) (وَالثَّانِي التَّالِي الْمَحْمُود مشهده ... وَأول النَّاس مِنْهُم صدق الرسلا) (وَالثَّانِي اثْنَيْنِ فِي الْغَار المنيف وَقد ... طَاف الْعَدو بِهِ إِذْ صعدوا الجبلا) (وَكَانَ حب رَسُول الله قد علمُوا ... خير الْبَريَّة لم يعدل بِهِ رجلا) وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان من الطَّوِيل (وَإِنِّي لأرجو أَن يقوم بأمرنا ... ويحفظه الصّديق والمرء من عدي) (أولاك خِيَار الْحَيّ فَهُوَ بن مالكٍ ... وانصار هَذَا الدّين من كل معتدي) وَقَالَ أَبُو محجن الثَّقَفِيّ من الطَّوِيل (وَسميت صديقا وكل مهاجرٍ ... سواك يُسمى باسمه غير مُنكر) (سبقت إِلَى الْإِسْلَام وَالله شاهدٌ ... وَكنت جَلِيسا بالعريش المشهر) (وبالغار إِذْ سميت بِالْغَارِ صاحباً ... وَكنت رَفِيقًا للنَّبِي المطهر)

) وَسمي الصّديق لبداره إِلَى تَصْدِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَا جَاءَ بِهِ وَقيل لتصديقه فِي خبر الْإِسْرَاء وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وجيهاً رَئِيسا كَانَت الأشناق وَهِي الدِّيات إِلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة وَأسلم على يَدَيْهِ الزبير وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَعبد الرحمان بن عَوْف وَأسلم وَله أَرْبَعُونَ ألفا أنفقها كلهَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي سَبِيل الله وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا نَفَعَنِي مالٌ مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكرٍ وَأعْتق سَبْعَة كَانُوا يُعَذبُونَ فِي الله مِنْهُم بِلَال وعامر بن فهَيْرَة وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دعوا لي صَاحِبي فَإِنَّكُم قُلْتُمْ كذبت وَقَالَ لي صدقت وَقَالَ إِن من أَمن النَّاس عَليّ من صحبته وَمَاله أَبَا بكر وَلَو كنت متخذاً خَلِيلًا لَا تخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام لَا تبقين فِي الْمَسْجِد خوخةٌ إِلَّا خوخة أبي بكر وَقَالُوا لأسماء مَا أَشد مَا رَأَيْت الْمُشْركين بلغُوا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت كَانَ الْمُشْركُونَ قعُودا فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فتذاكروا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يَقُول فِي آلِهَتهم فَبينا هم كَذَلِك إِذْ دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد فَقَامُوا إِلَيْهِ وَكَانُوا إِذا سَأَلُوهُ عَن شَيْء صدقهم فَقَالُوا أَلَسْت تَقول آلِهَتنَا كَذَا وَكَذَا قَالَ بلَى قَالَت فتشبثوا بِهِ بأجمعهم فَأتى الصَّرِيخ إِلَى أبي بكر فَقيل لَهُ أدْرك صَاحبك فَخرج أَبُو بكر حَتَّى دخل الْمَسْجِد فَوجدَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالنَّاس مجتمعون عَلَيْهِ فَقَالَ وَيْلكُمْ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله وَقد جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربكُم فلهوا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَقْبلُوا على أبي بكر رَضِي الله عَنهُ يضربونه قَالَت فَرجع إِلَيْنَا فَجعل لَا يمس شَيْئا من غدائره إِلَّا جَاءَ مَعَه وَهُوَ يَقُول تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام وَقَالَ أَبُو بكر قلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن فِي الْغَار لَو أَن أحدهم ينظر إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرنَا تَحت قَدَمَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا بكر مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما وَعَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ أَتَت امْرَأَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلته عَن شَيْء فَأمرهَا أَن ترجع إِلَيْهِ فَقَالَت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن جِئْت وَلم أجدك تَعْنِي الْمَوْت فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم تجديني فَأتي أَبَا بكر قَالَ الشَّافِعِي فِي

هَذَا دليلٌ على أَن الْخَلِيفَة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو بكر وَعَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم اقتدوا باللذين من بعدِي أَبُو بكر وَعمر واهتدوا بِهَدي عمار وتمسكوا بِعَهْد ابْن أم عبد وَعَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ كَانَ رُجُوع الْأَنْصَار يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة بكلامٍ) قَالَه عمر بن الْخطاب أنشدتكم الله هَل تعلمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر أَبَا بكر أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالُوا اللَّهُمَّ نعم قَالَ فَأَيكُمْ تطيب نَفسه أَن يُزِيلهُ عَن مقامٍ أَقَامَهُ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا كلهم كلنا لَا تطيب نَفسه ونستغفر الله وَقَالَ قيس بن عباد قَالَ لي عَليّ بن أبي طَالب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرض ليَالِي وأياماً يُنَادى بِالصَّلَاةِ فَيَقُول مروا أَبَا بكر يصل بِالنَّاسِ فَلَمَّا قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نظرت فَإِذا الصَّلَاة علم الْإِسْلَام وقوام الدّين فرضينا لدنيانا من رَضِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لديننا فَبَايعْنَا أَبَا بكر وَعَن عبد الله بن زَمعَة ابْن الْأسود قَالَ كنت عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عليلٌ فَدَعَاهُ بِلَال إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ لنا مروا من يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالَ فَخرجت فَإِذا عمر فِي النَّاس وَكَانَ أَبُو بكر غَائِبا فَقلت قُم يَا عمر فصل بِالنَّاسِ فَقَامَ عمر فَلَمَّا كبر سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَوته وَكَانَ مجهراً فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَيْنَ أَبُو بكر يَأْبَى الله ذَلِك والمسلمون فَبعث إِلَى أبي بكر فجَاء بعد أَن صلى عمر تِلْكَ الصَّلَاة وَصلى بِالنَّاسِ طول علته حَتَّى مَاتَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ مَسْرُوق حب أبي بكرٍ وَعمر وَمَعْرِفَة فضلهما من السّنة وَكَانَ أَبُو بكر رجلا نحيفاً أَبيض خَفِيف العارضين أجنى لَا تسْتَمْسك أزرته تسترخي عَن حقْوَيْهِ معروق الْوَجْه غائر الْعَينَيْنِ نأتىء الْجَبْهَة عاري الأشاجع كَذَا وَصفته انته عَائِشَة بُويِعَ بالخلافة فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة ثمَّ بُويِعَ الْبيعَة الْعَامَّة يَوْم الثُّلَاثَاء من غَد ذَلِك الْيَوْم وتخلف عَن بيعَته سعد بن عبَادَة وطائفةٌ من الْخَزْرَج وفرقةٌ من قُرَيْش ثمَّ بَايعُوهُ بعد غير سعد وَقيل لم يتَخَلَّف أحد وَقيل تخلف عَليّ وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وخَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ ثمَّ بَايعُوهُ وَقيل إِن عليا لم يبايعه إِلَّا بعد موت فَاطِمَة

وَلم يزل سَامِعًا مُطيعًا لَهُ يثني عَلَيْهِ ويفضله وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ لما بُويِعَ أَبُو بكر أَبْطَأَ عَليّ عَنهُ بيعَته وَجلسَ فِي بَيته فَبعث إِلَيْهِ أَبُو بكر مَا بطأ بك عني أكرهت إمارتي فَقَالَ عَليّ مَا كرهت إمارتك وَلَكِنِّي آلَيْت أَن لَا أرتدي رِدَائي إِلَّا إِلَى صَلَاة حَتَّى اجْمَعْ الْقُرْآن قَالَ ابْن سِيرِين فبلغني أَنه كتبه على تَنْزِيله وَلَو أُصِيب ذَلِك الْكتاب لوجد فِيهِ علم كثير وَعَن ابْن أبجر قَالَ لما بُويِعَ لأبي بكر جَاءَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب إِلَى عَليّ فَقَالَ غَلَبَكُمْ على هَذَا الْأَمر أرذل بَيت فِي قُرَيْش أما وَالله لأَمْلَأَنهَا خيلاً ورجالاً فَقَالَ عَليّ مازلت عَدو الْإِسْلَام وَأَهله) فَمَا ضرّ ذَلِك الْإِسْلَام وَأَهله شَيْئا إِنَّا رَأينَا أَبَا بكر أَهلا وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن الْمُبَارك وَعَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عليا وَالزُّبَيْر كَانَا حِين بُويِعَ لأبي بكر يدخلَانِ على فَاطِمَة فيشاورانها ويتراجعان فِي أَمرهم فَبلغ ذَلِك عمر فَدخل عَلَيْهَا فَقَالَ يَا بنت سَوَّلَ الله مَا كَانَ من الْخلق أحدٌ أحب إِلَيْنَا من أَبِيك وَمَا أحدٌ أحب إِلَيْنَا بعده مِنْك وَقد بَلغنِي أَن هَؤُلَاءِ النَّفر يدْخلُونَ عَلَيْك وَلَئِن بَلغنِي لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَن ثمَّ خرج وجاءوها فَقَالَت لَهُم إِن عمر قد جَاءَنِي وَحلف لَئِن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بهَا فانظروا فِي أَمركُم وَلَا ترجعوا إِلَيّ فانصرفوا فَلم يرجِعوا حَتَّى بَايعُوا أَبَا بكر وَعَن عبد الله بن أبي بكر أَن خَالِدا بن سعيد لما قدم من الْيمن بعد وَفَاة سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تربص ببيعته شَهْرَيْن وَلَقي عَليّ بن أبي طَالب وَعُثْمَان بن عَفَّان وَقَالَ يَا بني عبد منَاف لقد طبتم نفسا عَن أَمركُم يَلِيهِ غَيْركُمْ فَأَما أَبُو بكر فَلم يحفل بهَا وَأما عمر فأضطغنها عَلَيْهِ فَلَمَّا بعث أَبُو بكر خَالِدا أَمِيرا على ربعٍ من أَربَاع الشَّام وَكَانَ أول من اسْتعْمل عَلَيْهَا فَجعل عمر يَقُول أتؤمره وَقد قَالَ مَا قَالَ فَلم يزل بِأبي بكر حَتَّى عَزله وَولى يزِيد بن أبي سُفْيَان وَقَالَ ابْن أبي عزة الجُمَحِي من الْكَامِل (شكرا لمن هُوَ بالثناء خليق ... ذهب اللجاج وبويع الصّديق) (من بَعْدَمَا دحضت بسعدٍ نَعله ... وَرَجا رَجَاء دونه العيوق) (جَاءَت بِهِ الْأَنْصَار عاصب رَأسه ... أَتَاهُم الصّديق والفاروق) (وَأَبُو عُبَيْدَة وَالَّذين إِلَيْهِم ... نفس المؤمل للبقاء تتوق) (كُنَّا نقُول لَهَا عليٌ وَالرِّضَا ... عمرٌ وأولاهم بِذَاكَ عَتيق) (فدعَتْ قُرَيْش باسمه فَأَجَابَهُ ... إِن المنوه باسمه الموثوق) وَلما قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ارتجت مَكَّة فَسمع بذلك أَبُو قُحَافَة فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أمرٌجلل فَمن ولي بعده قَالُوا ابْنك قَالَ فَهَل رضيت بذلك بَنو عبد منَاف وَبَنُو الْمُغيرَة قَالُوا نعم قَالَ لَا مَانع لما أعْطى الله وَلَا معطي لما

مَنعه الله وَمكث أَبُو بكر فِي خِلَافَته سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر إِلَّا خمس ليالٍ وَقيل سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَسبع ليالٍ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق توفّي أَبُو بكر على رَأس سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر واثنتي عشرَة لَيْلَة من متوفى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ غَيره وَعشرَة أَيَّام وَقَالَ غَيره وَعشْرين يَوْمًا وَقَالَ أَبُو معشر سنتَيْن وَأَرْبَعَة أشهر إِلَّا ربع ليالٍ وَقَالَ غَيره) سنتَيْن وَمِائَة يَوْم وَكَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَسبب مَوته أَنه اغْتسل فِي يومٍ باردٍ فَحم خَمْسَة عشر يَوْمًا لَا يخرج للصَّلَاة وَيَأْمُر عمر بِالصَّلَاةِ وَعُثْمَان ألزم النَّاس لَهُ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق توفّي يَوْم الْجُمُعَة لسبع ليالٍ بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل عشي يَوْم الِاثْنَيْنِ وَأوصى أَن تغسله أَسمَاء بنت عُمَيْس فغسلته وَصلى عَلَيْهِ عمر بن الْخطاب وَنزل فِي قَبره عمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَعبد الرحمان ابْن أبي بكر وَدفن لَيْلًا فِي بَيت عَائِشَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يخْتَلف أَن سنه انْتَهَت إِلَى ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة إِلَّا مَا لَا يَصح وَكَانَ نقش خَاتمه نعم الْقَادِر الله وَقيل عبد ذليل لرب جليل وَكَانَ قد حرم الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّة هُوَ وَعُثْمَان رَضِي الله عَنْهُمَا وَقَالَ عُرْوَة عَن عَائِشَة إِن أَبَا بكر لم يقل بَيت شعرٍ فِي الْإِسْلَام وَقد أورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي أول الْعُمْدَة قَالَ قَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فِي غَزْوَة عُبَيْدَة بن الْحَارِث رَوَاهُ بن إِسْحَاق وَغَيره من الطَّوِيل (أَمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث ... أرقت وأمرٍ فِي الْعَشِيرَة حَادث) (ترى من لؤَي فرقة لَا يصدها ... عَن الْكفْر تذكيرٌ وَلَا بعث باعث) (رسولٌ أَتَاهُم صَادِق فتكذبوا ... عَلَيْهِ وَقَالُوا لست فِينَا بماكث) (إِذا مَا دعوناهم إِلَى الْحق أدبروا ... وهروا هرير المجحرات اللواهث) (فكم قد متْنا فيهم بقرابةٍ ... وَترك التقى شَيْء لَهُم غير كارث) (فَإِن يرجِعوا عَن كفرهم وعقوقهم ... فَمَا طَيّبَات الْحل مثل الحبائث) (وَإِن يركبُوا طغيانهم وضلالهم ... فَلَيْسَ عَذَاب الله عَنْهُم بلابث)

(وَنحن أناسٌ من ذؤابة غالبٍ ... لنا الْعِزّ مِنْهَا فِي الْفُرُوع الأثائث) (فأولي بِرَبّ الراقصات عشيةٍ ... حراجيج تخدي فِي السريح الرثائث) (كأدم ظباء حول مَكَّة عكفٍ ... يردن حِيَاض الْبِئْر ذَات النبائث) (لَئِن لم يفيقوا عَاجلا من ضلالهم ... وَلست إِذا آلَيْت قولا بحانث) (لتبتدرنهم غارةٌ ذَات مصدقٍ ... تحرم أطهار النِّسَاء الطوامث) (تغادر قَتْلَى تعصب الطير حَولهمْ ... وَلَا يرأف الْكفَّار رأف ابْن حَارِث) (فأبلغ بني سهمٍ لديك رِسَالَة ... وكل كفورٍ يَبْتَغِي الشَّرّ باحث) (فَإِن تشعثوا عرضي على سوء رَأْيكُمْ ... فَإِنِّي من أعراضكم غير شاعث) ) قلت مَا أَظن أَن لحسان بن ثابتٍ الْأنْصَارِيّ مثل هَذِه الأبيات لِأَنَّهَا فِي هَذِه القافية الثائية وَهِي فِي غَايَة الفصاحة والعذوبة وانسجام التَّرْكِيب فَرضِي الله عَنهُ وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن عَاصِم بن الْحسن بن عَاصِم العَاصِي من الْبَسِيط (قَالُوا تحب أَبَا بكر فَقلت لَهُم ... لم لَا أحب الَّذِي أرجوه يشفع لي) (نعم وَمن مذهبي أَنِّي أقدمه ... على الإِمَام مبيد الْكَافرين عَليّ) (وَجُمْلَة الْأَمر أَن الله قدمه ... فالفعل من قبل الرحمان لَا قبلي) أَبُو عبد الرحمان الْعَتكِي عبد الله بن عُثْمَان بن جبلة بن أبي راود مَيْمُون

الْأَزْدِيّ الْعَتكِي أَبُو عبد الرحمان الْمروزِي عَبْدَانِ أَخُو عبد الْعَزِيز شَاذان وهما سبطا عبد الْعَزِيز بن أبي رواد روى عَن عبد الله البُخَارِيّ وروى مسلمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَجَمَاعَة كَثِيرُونَ كَانَ ثِقَة إمامأً تصدق فِي حَيَاته بِأَلف ألف دِرْهَم وَكتب كتب ابْن الْمُبَارك بقلمٍ وَاحِد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ مَا سَأَلَني أحدٌ حَاجَة إِلَّا قُمْت لَهُ بنفسي فَإِن تمّ وَإِلَّا قُمْت لَهُ بِمَالي فَإِن تمّ وَإِلَّا استعنت بالإخوان فَإِن تمّ وَإِلَّا استعنت بالسلطان أَبُو عَمْرو الْأمَوِي عبد الله بن عُثْمَان أَبُو عَمْرو الْأمَوِي الْبَغْدَادِيّ صَدُوق سم عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة أَسد الشَّام اليونيني عبد الله بن عُثْمَان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد اليونيني الزَّاهِد أَسد الشَّام رَحمَه الله كَانَ شيخأً طوَالًا مهيباً حاد الْحَال كَأَنَّهُ نَار جمع خطيب زملكا مناقبه وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وسَاق الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته فِي نصف كراسة أَبُو بِمُحَمد الواثقي الصادع بِالْحَقِّ عبد الله بن عُثْمَان بن عمر بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أَبُو مُحَمَّد الواثقي حدث بخراسان عَن جده وَكَانَ اديباً شَاعِرًا وَجَرت لَهُ أحوالٌ وتقلبت بِهِ أمورٌ وعجائب كَانَ يخْطب بنصيبين وَيشْهد عِنْد الْحُكَّام ففسق فَخرج مِنْهَا إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَتوجه إِلَى بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر واتصل بِالْملكِ بغراخان) وَصَارَت لَهُ عِنْده منزلَة وَكَانَ أَبُو الْفضل التَّمِيمِي الْفَقِيه قد قصد بِلَاد الْخَانِية وَاجْتمعَ مَعَ الواثقي وكتبا كتبا عَن الإِمَام الْقَادِر بتقليد الواثقي الْعَهْد بعده وَأظْهر ذَلِك وَتقدم بِأَن يخْطب لَهُ فِي بِلَاده بعد الْخَلِيفَة وتلقب بالصادع بِالْحَقِّ وشاع هَذَا الحَدِيث ووردت الْأَخْبَار إِلَى الْقَادِر فانرعج وخطب بِولَايَة الْعَهْد لوَلَده أبي

عبد الله بن عدي

الْفضل مُحَمَّد ولقبه الْغَالِب بِاللَّه وعمره إِذْ ذَاك خمس سِنِين وَمَات بغراخان وَملك بعده قراخان وكاتبه الْقَادِر بِاللَّه بإبعاد الواثقي فأبعد فوصل بَغْدَاد مختفياً وَبلغ الْقَادِر خَبره فَطَلَبه فانحدر إِلَى الْبَصْرَة وَمضى إِلَى فَارس وعاود بِلَاد التّرْك وَجَاء إِلَى خوارزم وفارقها وَقصد الْأَمِير يَمِين الدولة مَحْمُود سبكتكين فَأَخذه وسجنه فِي بعض القلاع إِلَى أَن مَاتَ وَمن شعره من الْكَامِل (قمرٌ ضِيَاء وصاله من وَجهه ... يَبْدُو وظلمة هجره من شعره) (والمسك خالطه الرَّحِيق رضابه ... سحرًا ودر شنوفه من ثغره) (وسدته عضدي ونثر محاجري ... لونان مثل عقوده فِي نَحره) (وبدا الصَّباح فَمد نَحْو قراطقٍ ... يَده وَشد مزرها فِي خصره) وَمِنْه من السَّرِيع (وليلةٍ شَاب بهَا المفرق ... بل جمد النَّاظر والمنطق) (كَأَنَّمَا حم الغضا بَيْننَا ... وَالنَّار فِيهِ ذهبٌ محروق) (أَو سبج فِي ذهبٍ أحمرٍ ... بَينهمَا نيلوفرٌ أَزْرَق) البطليوسي عبد الله بن عُثْمَان البطليوسي الْعمريّ أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ الْفَقِيه الشَّاعِر توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره 3 - (عبد الله بن عدي) الصَّابُونِي عبد الله بن عدي أَبُو عبد الرحمان الصَّابُونِي توفّي ببخارا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَله شَيْء فِي الرَّد على ابْن حبَان فِيمَا تَأَول من الصِّفَات ابْن الْقطَّان الْحَافِظ عبد الله بن عدي بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مبارك أَبُو

عبد الله بن عقيل

أَحْمد الْجِرْجَانِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْقطَّان رَحل لمصر الشَّام رحلتين وَسمع الْكِبَار وروى عَنهُ جمَاعَة وَكَانَ مصنفاً حَافِظًا لَهُ كتاب الْكَامِل فِي معرفَة الضُّعَفَاء فِي غَايَة الْحسن ذكر فِيهِ كل من تكلم فِيهِ وَلَو كَانَ من رجال الصَّحِيح وَذكر فِي كل تَرْجَمَة حَدِيثا فَأكْثر من غرائب ذَلِك الرجل ومناكيره وَتكلم لى الرِّجَال بِكَلَام مصنفٍ قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر كَانَ ثِقَة على لحنٍ فِيهِ وَكَانَ لَا يعرف الْعَرَبيَّة مَعَ عجمةٍ وَأما فِي الْعِلَل وَالرِّجَال فحافظٌ لَا يجارى توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة الإبراهيمي عبد الله بن عَطاء بن عبد الله بن أبي مَنْصُور بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم أَبُو مُحَمَّد الإبراهيمي الْهَرَوِيّ أحد من عني بِهَذَا الْعلم تكلم فِي أمره وَتُوفِّي سنة ستٍ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة الدِّمَشْقِي الْمُفَسّر عبد الله بن عَطِيَّة بن عبد الله بن حبيب أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ الْمُفَسّر الْمعدل الدِّمَشْقِي كَانَ إِمَام مَسْجِد بَاب الْجَابِيَة توفّي سنة ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة قيل إِنَّه كَانَ يحفظ خمسين ألف بَيت من الشّعْر للاستشهاد على مَعَاني الْقُرْآن وَغَيره وَكَانَ ثِقَة وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن الأخرم 3 - (عبد الله بن عقيل) الثَّقَفِيّ الْكُوفِي عبد الله بن عقيل الثَّقَفِيّ مَوْلَاهُم الْكُوفِي نزيل بَغْدَاد وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة

عبد الله بن علي

3 - (عبد الله بن عَليّ) عَم الْمَنْصُور عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب عَم الْمَنْصُور أحد دهاة الرِّجَال وَكَانَ من الشجعان الْأَبْطَال وَهُوَ الَّذِي انتدب لِحَرْب مَرْوَان الْحمار ولج فِي طلبه وطوى الممالك حَتَّى بلغ دمشق ونازلها وحاصرها وَفتحهَا بِالسَّيْفِ وَعمل عمل التتار وأسرف فِي قتل بني أُميَّة وَلم يرقب فيهم إلاًّ وَلَا ذمَّة وَلما مَاتَ السفاح وَهُوَ بِالشَّام دَعَا لنَفسِهِ وَزعم أَن على مثل هَذَا بَايع ابْن أَخِيه فَبَايعهُ أهل الشَّام بالخلافة فَجهز الْمَنْصُور إِلَيْهِ أَبَا مُسلم الْخُرَاسَانِي فَالْتَقَيَا بنصيبين وَكَانَ الظفر لأبي مسلمٍ وَقصد عبد الله بن عَليّ الْبَصْرَة فأخفاه أَخُوهُ عِنْده ثمَّ لم يزل الْمَنْصُور حَتَّى سجنه وَعمل على قَتله سرا فَقيل إِنَّه جفر أساس الْحَبْس وملأه ملحاً ثمَّ أرسل المَاء عَلَيْهِ فَوَقع عَلَيْهِ فَمَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقيل إِن الْمَنْصُور قَالَ يَوْمًا لجلسائه أخبروني عَن ملكٍ جَبَّار اسْمه عينٌ قتل ثَلَاثَة أَسْمَاءَهُم عين فَقَالَ لَهُ أحد من حضر عبد الْملك بن مَرْوَان قتل عَمْرو بن سعيد وَعبد الله بن الزبير وَعبد الرحمان بن الْأَشْعَث فَقَالَ فخليفةٌ آخر أُسَمِّهِ عينٌ فعل ذَلِك بِثَلَاثَة جبابرةٍ أول أسمائهم عينٌ فَقَالَ أَنْت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قتلت أَبَا مُسلم واسْمه عبد الرحمان وَقتلت عبد الْجَبَّار وَسقط الْبَيْت على عمك عبد الله بن عَليّ فَضَحِك وَقَالَ وَيلك وَمَا ذَنبي أَن سقط عَلَيْهِ الْبَيْت وَقَالَ لَهُم أتعرفون عين بن عين بن عين قتل مِيم بن مِيم بن مِيم فَقَالَ لَهُ رجل نعم عمك عبد الله بن عَليّ بن عَبَّاس قتل مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان وَذكر ابْن مسكويه فِي تأريخه أَن عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز كَانَ يأمل أَن يقتل مَرْوَان الحَدِيث سَمعه أَن عين بن عين بن عين يقتل مِيم بن مِيم بن مِيم وَكَانَ يروي هَذَا الحَدِيث ويظنه حَتَّى قَتله عبد الله بن عَليّ بن عَبَّاس ولعَبْد الله بن عَليّ عَم الْمَنْصُور ذكرٌ فِي تَرْجَمَة عبد الله بن المقفع وَمن شعره من مجزوء الْكَامِل (الظُّلم يصرع أَهله ... وَالظُّلم مرتعه وخيم) ) (وَلَقَد يكون لَك البعي ... د أَخا ويقطعك الْحَمِيم)

وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط (بني أُميَّة قد أفنيت آخِرهم ... فَكيف لي مِنْكُم بِالْأولِ الْمَاضِي) (يطيب النَّفس أَن النَّار تجمعكم ... عوضدتم من لظاها شَرّ معتاض) (منيتم لَا أقَال الله عثرتكم ... بليت غابٍ إِلَى الْأَعْدَاء نهاض) (إِن كَانَ غيظي لفوتٍ مِنْكُم فَلَقَد ... رضيت مِنْكُم بِمَا رَبِّي بِهِ راضي) وَقد قتل جمَاعَة أعمامهم فَمنهمْ الْمَنْصُور وَمِنْهُم المعتضد غرق عَمه أَبَا عِيسَى فِي المَاء وَسَقَى المعتضد عَمه الْمُعْتَمد السم وَكَذَا فعل جمَاعَة من وُلَاة الْمغرب الْحَافِظ ابْن الْجَارُود عبد الله بن عَليّ بن الْجَارُود أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ نزيل مَكَّة توفّي سنة سبع وثلاثمائة سمع إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَعلي بن حجر وَعنهُ ابْن أَخِيه يحيى بن مَنْصُور القَاضِي المستكفي بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله بن عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه بن المكتفي بن المعتضد ابْن طَلْحَة الْمُوفق بن جَعْفَر المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور بُويِعَ للمستكفي عِنْد خلع أَخِيه فِي صفر ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسملت عَيناهُ وسجن فِي هَذِه السّنة وَبَقِي فِي هَذَا السجْن إِلَى أَن مَاتَ سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة عَن سِتّ وَأَرْبَعين سنة وَكَانَ أَبيض جميلاً ربعَة من الرِّجَال خَفِيف العارضين أكحل أقنى ابْن أمةٍ اسها غصنٌ لم تدْرك خِلَافَته وَبَايَعُوا بعده الْمُطِيع لله الْفضل بن المقتدر ومولد المستكفي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يلقب الوسيم يُسمى بِإِمَام الْحق وخطب لَهُ بالمستكفي وكنيته أَو الْقَاسِم وَلم يل الْخلَافَة من بني الْعَبَّاس أكبر سنا من الْمَنْصُور ثمَّ المستكفي وخلعه معز الدولة أَحْمد بن بويه وَلم يزل مَحْبُوسًا فِي دَار السُّلْطَان إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت خِلَافَته سنة وَأَرْبَعَة أشهر ويومين وَأقَام فِي السجْن ثَلَاث سِنِين وَأَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة عشر

يَوْمًا وَكَانَ كَاتبه أَبُو الْفرج مُحَمَّد بن أَحْمد السامري ثمَّ الْحُسَيْن بن أبي سُلَيْمَان ثمَّ أَبُو أَحْمد الْفضل بن عبد الرحمان بن جَعْفَر الشِّيرَازِيّ وَالْمُدبر للأمور مُحَمَّد بن يحيى ابْن شيرزاد وحاجبه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن خانقاه الملفحي وَنقش خَاتمه لله الْأَمر وَكَانَ الْغَالِب على دولة المستكفي) امرأةٌ يُقَال لَهَا علم الشيرازية وَكَانَت قهرمانة دَاره وَهِي الَّتِي سعت فِي خِلَافَته عِنْد توزون حَتَّى تمت فعوتب على اطلاق يَدهَا وتحكمها فِي الدولة فَقَالَ خفضوا عَلَيْكُم فَإِنَّمَا وجدتكم فِي الرخَاء ووجدتها فِي الشدَّة وَهَذِه الدُّنْيَا الَّتِي بيَدي هِيَ الَّتِي سعت لي فِيهَا حَتَّى حصلت أفأبخل عَلَيْهَا بِبَعْضِهَا وَكَانَ خواصه كثيرا مَا يبصرونه مصفراً لِكَثْرَة الْجزع فَقَالُوا لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ كَيفَ يطيب لي عيشٌ وَالَّذِي خلع ابْن عمي وَسلمهُ أشاهده فِي الْيَوْم مَرَّات وأطالع الْمنية بَين عَيْنَيْهِ فَمَا مر شهر من حِين هَذَا الْكَلَام حَتَّى سم توزون وَمَات ثمَّ دخل معز الدولة بن بويه فخلعه وسمله وَانْقَضَت دولة الأتراك وَصَارَت الدولة للديلم الكركاني الصُّوفِي عبد الله بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الطوسي الكركاني وَيعرف بكركان شيخ الصُّوفِيَّة وعارفهم بطوس توفّي فِي حُدُود السِّتين وَأَرْبَعمِائَة القَاضِي ابْن سمجون عبد الله بن عَليّ بن عبد الْملك أَبُو مُحَمَّد الْهِلَالِي الغرناطي الْمَعْرُوف بِابْن سمجون أحد الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء ولي قَضَاء غرناطة توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة الرشاطي عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن خلف بن أَحْمد بن عمر اللَّخْمِيّ الرشاطي المري كَانَت لَهُ عنايةٌ كَثِيرَة بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال والرواة والتاريخ لَهُ كتاب إقتباس الأنواء والتماس الأزهار فِي أَنْسَاب الصَّحَابَة ورواة الْآثَار أَخذه النَّاس عَنهُ وَمَا قصر فِيهِ وَهُوَ

على أسلوب كتاب السَّمْعَانِيّ توفّي شَهِيدا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بالمرية عِنْد تغلب الْعَدو عَلَيْهَا الصاحب ابْن شكر عبد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الْخَالِق بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن الْمَنْصُور الصاحب الْكَبِير الْوَزير صفي الدّين بن شكر أَبُو مُحَمَّد الشيبي الْمصْرِيّ الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة تفق على أبي بكر عَتيق البجائي وَتخرج بِهِ ورحل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وتفقه على شمس الْإِسْلَام أبي الْقَاسِم مخلوف بن جبارَة وَسمع مِنْهُ وَمن السلَفِي وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق ومصر وروى عَنهُ الزكي الْمُنْذِرِيّ والشهاب القوصي وَكَانَ مؤثراً لأهل الْعلم وَالصَّالِحِينَ كثير الْبر لَهُم والتفقد لَا يشْغلهُ مَا هُوَ فِيهِ من) كَثْرَة الأشغال عَن مجالستهم ومباحثتهم وَأَنْشَأَ مدرسةً قبالة دَاره بِالْقَاهِرَةِ وَبنى مصلى الْعِيد بِدِمَشْق وبلط الْجَامِع وَأَنْشَأَ الفوارة وَعمر جَامع المزة وجامع حرستا قَالَ الْمُوفق هُوَ رجل طوال تَامّ الْقصب فعمها دري اللَّوْن مشرق بحمرة لَهُ طلاقة محياً وحلاوة لسانٍ وَحسن هَيْئَة وَصِحَّة بنية ذُو دهاءٍ مفرط فِي هوجٍ وخبثٌ فِي طيش مَعَ رعونةٍ مفرطة وحقد لَا تخبوا ناره ينْتَقم ويظن أَنه لم ينْتَقم فَيَعُود وينتقم لَا ينَام عَن عدوه وَلَا يقبل مِنْهُ معذرةً وَلَا إنابةً وَيجْعَل الرؤساء كلهم أَعدَاء وَلَا يرضى لعَدوه بِدُونِ الْهَلَاك لَا تَأْخُذهُ فِي نقماته رَحْمَة استولى على الْعَادِل ظَاهرا وَبَاطنا وَلم يُمكن أحدا من الْوُصُول إِلَيْهِ حَتَّى الطَّبِيب والفراش والحاجب عَلَيْهِم عُيُون فَلَا يتَكَلَّم أحد مِنْهُم فضل كلمةٍ وَكَانَ لَا يَأْكُل من الدولة فلسًا وَيظْهر الْأَمَانَة فَإِذا لَاحَ لَهُ مالٌ عَظِيم احتجنه وعملت لَهُ قبسة العجلان فَأمر كاتبها أَن يَكْتُبهَا ويردها وَقَالَ لَا نحتسل أَن نَأْخُذ مِنْك وَرقا وَكَانَ لَهُ فِي كل بلدٍ من بِلَاد السُّلْطَان ضيعةٍ أَو أَكثر فِي مصر وَالشَّام إِلَى خلاط وَبلغ ذَلِك مَجْمُوع مغله مائَة ألف وَعشْرين ألف دِينَار وَكَانَ يكثر الإدلال على الْعَادِل ويسخط أَوْلَاده وخواصه فَكَانَ الْعَادِل يترضاه بِكُل ممكنٍ وتكرر ذَلِك مِنْهُ إِلَى أَن غضب مِنْهُ على حران فأقره الْعَادِل على الْغَضَب وَأعْرض عَنهُ وَظهر لَهُ مِنْهُ فسادٌ فَأمر بنفيه عَن مصر وَالشَّام فسكن آمد وَأحسن إِلَيْهِ صَاحبهَا فَلَمَّا مَاتَ الْعَادِل عَاد إِلَى مصر ووزر للكامل وَأخذ فِي المصادرات وَكَانَ قد عمي مَاتَ أَخُوهُ وَلم يتَغَيَّر وَمَات أَوْلَاده وَهُوَ على ذَلِك وَكَانَ يحم حمى قَوِيَّة وَيَأْخُذهُ النافض وَهُوَ فِي مجْلِس السُّلْطَان ينفذ الأشغال وَلَا يلقِي جنبه إِلَى

الأَرْض وَكَانَ يَقُول مَا فِي قلبِي حسرة إِلَّا أَن ابْن البيساني مَا تمرغ على عتباتي يَعْنِي القَاضِي الْفَاضِل وَكَانَ ابْنه يحضر عِنْده وَهُوَ يشتمه فَلَا يتَغَيَّر وداراه أحسن مداراة وبذل لَهُ أَمْوَالًا جمةً وَعرض لَهُ إسهالٌ وزحير أنهكه حَتَّى انْقَطع ويئس الْأَطِبَّاء مِنْهُ فاستدعى من حَبسه عشرَة من شُيُوخ الْكتاب وَقَالَ أَنْتُم تشتمون بِي وَركب عَلَيْهِم المعاصير وَهُوَ يزحر وهم يصيحون إِلَى أصبح وَقد خف مَا بِهِ وَركب فِي ثَالِث يومٍ وَكَانَ يقف الرؤوساء على بَابه من نصف اللَّيْل وَمَعَهُمْ المشاعل والشمع ويركب عِنْد الصَّباح فَلَا يراهم وَلَا يرونه إِمَّا أَنه يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وَإِمَّا يعرج إِلَى طريقٍ أُخْرَى وَفِيه يَقُول شرف الدّين ابْن عنين فِيمَا أَظن من الْخَفِيف (ضَاعَ شعري وَقل فِي النَّاس قدري ... من لزومي بَاب اللَّئِيم ابْن شكر) ) (لَو أَتَتْهُ حوالةٌ بخراه ... قَالَ سدوا بلحيتي بَاب جحري) وَفِيه يَقُول من السَّرِيع (ونعمةٍ جَاءَت إِلَى سلفةٍ ... أبطره الإثراء لما ثرا) (فَالنَّاس من بغضٍ لَهُ كلما ... مر عَلَيْهِم لعنُوا شاورا) (تَبًّا لمصر وَلها دولةً ... مَا رفعت فِي النَّاس إِلَّا خرا) وَمِمَّا قيل فِيهِ وَقد عزل من الْخَفِيف أَيْن غلمانك المطيفون بالبغلة والرافعون للأثواب (ردك الدَّهْر كالنداء على الني ... ل بِلَا حاجبٍ وَلَا بواب) وَكَانَ السَّبَب فِي انحرافه عَن القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى مَا قَالَه القَاضِي الْفَاضِل وَهُوَ وَأما ابْن شكر فَهُوَ لَا يشْكر وَإِذا ذكر النَّاس كَانَ كَانَ الشَّيْء الَّذِي لَا يذكر فَقيل للفاضل مَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي لَا يذكر قَالَ الشَّيْء الَّذِي لَا يذكر وَتُوفِّي الْفَاضِل رَحمَه الله وَقد عصمه الله مِنْهُ لم يُمكنهُ مِنْهُ على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمَة القَاضِي الْفَاضِل إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي ابْن شكر يَقُول ابْن شمس الْخلَافَة وَقيل إِنَّه قَالَ ذَلِك فِي الْفَاضِل من الْكَامِل (مدحتك أَلْسِنَة أَنَام مَخَافَة ... وتقارضت لَك فِي الثَّنَاء الْأَحْسَن) (أَتَرَى الزَّمَان مُؤَخرا فِي مدتي ... حَتَّى أعيش إِلَى انطلاق الألسن) وَقيل إِنَّه عَاشَ بعده وَانْطَلق لِسَانه فِيهِ ثمَّ إِنَّه تمنى أَن يكون قد عَاشَ إِلَى أنطلاق الألسن ولشعراء عصره فِيهِ أمداحٌ طنانة مليحة إِلَى الْغَايَة فَمِمَّنْ امتدحه ابْن الساعاتي وان سناء الْملك وَابْن عنين وَغَيرهم والأمداح مَوْجُودَة فِي دواوينهم

أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله الإِمَام مُحَمَّد الْمُقْرِئ سبط الزَّاهِد أبي مَنْصُور الْخياط شيخ الْقُرَّاء بالعراق سمع الْكتب الْكِبَار وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أبي الْكَرم بن فاخر وصنف فِي الْقرَاءَات الْمُبْهِج والكفاية وَالِاخْتِيَار والإيجاز توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وخولف فِي بعض مصنفاته وشنعوا عَلَيْهِ فَرجع عَن بَعْضهَا وَكَانَ يَقُول لَو قلت إِنَّه لَيْسَ بالعراق مقرئٌ إِلَّا وَقد قَرَأَ عليّ أَو على جدي أَو قَرَأَ على من قَرَأَ عليَّ لظَنَنْت أَنِّي صادقٌ وَلم يسمع أطيب من صَوته قَالَ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَقد رَأَيْت جمَاعَة من الْأَعْيَان مَاتُوا فَمَا رَأَيْت) أَكثر جمعا من جنَازَته وغلقت الْأَسْوَاق لأَجله قَالَ ياقوت وَهُوَ شيخ شَيخنَا تَاج الدّين الْكِنْدِيّ ومخرجه وَمن شعره من الْخَفِيف (أَيهَا الزائرون بعد وفاتي ... جدثاً ضمني ولحداً عميقا) (سَتَرَوْنَ الَّذِي رَأَيْت من المو ... ت عيَانًا وتسلكون الطريقا) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَمن لم تؤدبه اللَّيَالِي وصرفها ... فَمَا ذَاك إِلَّا غَائِب الْعقل والحس) (يظنّ بِأَن الْأَمر جارٍ بِحكمِهِ ... وَلَيْسَ لَهُ علمٌ أيصبح أم يُمْسِي) وَمِنْه وَمن الطَّوِيل (أرى ظَاهر الود الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... تقضي وَقد كَادَت بِهِ النَّفس تخدع) (وغرك مَا غر السراب لذِي ظما ... فَلَمَّا أَتَاهُ خانه وَهُوَ يطْمع) قلت شعر متوسط الفرغاني الْحَنَفِيّ الْخَطِيب عبد الله بن عَليّ بن صائن بن عبد الْجَلِيل بن

الْخَلِيل ابْن أبي بكر الفرغاني أَبُو بكر الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ يتَوَلَّى الخطابة بسمرقند وَقدم بَغْدَاد حَاجا وَسمع من أَحْمد الْأمين وَابْن الْأَخْضَر وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم أبي الْحصين وَكتب بِخَطِّهِ قَالَ محب الدّين بن النجار وَحدثنَا بِأَرْبَعِينَ حَدِيثا جمعهَا عَن شُيُوخه بِمَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف والْحَدِيث والنحو واللغة وَله النّظم والنثر وَلَقَد كَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر تأدبنا بأخلاقه واقتدينا بأفعاله وتعلمنا من فَوَائده وفرائده واقتبسنا من علومه مَا ينتشر بالحناجر على الْحَنَاجِر وأنشدنا لَهُ من المتقارب (تحر فديتك صدق الحَدِيث ... وَلَا تحسب الْكَذِب أمرا يَسِيرا) (فَمن آثر الصدْق فِي قَوْله ... سيلقى سُرُورًا ويرقى سريرا) (وَمن كَانَ بِالْكَذِبِ مستهتراً ... سيدعو ثبوراً وَيصلى سعيرا) قتل شَهِيدا ببخاراً صَابِرًا محتسباً على أَيدي التتار سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة ابْن الآبنوسي عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد ابْن الآبنوسي الْبَغْدَادِيّ) الْوَكِيل على بَاب الْقُضَاة قَرَأَ الْعلم وَسمع الحَدِيث الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ الرَّدِيء الْعسر وَتُوفِّي سنة خمسٍ وخمسامائة وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بِالْحَدِيثِ وقوانينه وَمن شعره وَلم يل غَيرهمَا من مجزوء الرمل (أصبح النَّاس حالشه ... كلهم يطْلب مَاله) (لَو بَقِي فِي النَّاس حرٌ ... مَا تعاطيت الوكاله) الشَّيْخ السديد الطَّبِيب عبد الله بن عَليّ هُوَ القَاضِي الرئيس شرف الدّين السديد أَبُو مَنْصُور ابْن الشَّيْخ السديد أبي الْحسن الطَّبِيب غلب عَلَيْهِ لقب وَالِده فَلَا يعرف إِلَّا بالسديد كَانَ عَالما بصناعة الطِّبّ خَبِيرا بهَا أصلا وفرعاً كثير الدربة حسن الْأَعْمَال بِالْيَدِ خدم من الْخُلَفَاء المصريين خمس خلفاء الْآمِر والحافظ والظافر والفائز والعاضد وخدم

بعدهمْ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وَلم يزل على رياسة الطِّبّ إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَأول مَا أدخلهُ أَبوهُ الشَّيْخ السديد إِلَى الْآمِر فصده فأعجبه حركاته وَقَالَ لَهُ أَحْسَنت وَأطلق لَهُ من الْأَنْعَام والهبات والجاري شَيْئا كثيرا وَأمره بملازمة الْقصر وَحصل لَهُ فِي يَوْم وَاحِد من المعالجة لبَعض الْخُلَفَاء ثَلَاثَة آلَاف دِينَار مصرية وَلما وصل الْمُهَذّب النقاش من بَغْدَاد إِلَى دمشق أَقَامَ بهَا مُدَّة وَلم يحصل لَهُ مَا يَقُول بكفايته وبلغته أَخْبَار الْخُلَفَاء المصريين فتاقت نَفسه إِلَى الديار المصرية وَتوجه إِلَيْهَا وَاجْتمعَ بالشيخ السديد وعرفه أمره فَلَمَّا سمع كَلَامه قَالَ لَهُ كم يَكْفِيك قَالَ عشرَة دَنَانِير فِي كل شهر فَقَالَ لَهُ لَا هَذَا الْقدر لَا يَكْفِيك وَأمر لَهُ بِخمْس عشرَة دِينَارا وَأَعْطَاهُ بَيْتا إِلَى جَانِبه وفرشة وَبغلة جَارِيَة حسناء وخلعةً سنية وَقَالَ هَذَا لَك فِي كل شهر وَمَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الْكتب وَغَيرهَا يَأْتِيك على وفْق المُرَاد بِشَرْط أَن لَا تتطاول إِلَى الِاجْتِمَاع بأحدٍ من أَرْبَاب الدولة وَلَا تطلب شَيْئا من جِهَة الْخُلَفَاء فَقبل ذَلِك وَلم يزل الْمُهَذّب النقاش على ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن عَاد إِلَى دمشق وَكَانَ الشَّيْخ السديد قد رأى فِي مَنَامه أَن دَاره احترقت فانتبه مَرْعُوبًا وَشرع فِي عمَارَة دَار أُخْرَى قريبَة مِنْهَا وحث الصناع على عمارتها فكلمت وَلم يبْق إِلَّا مجلسٌ وَاحِد وينتقل إِلَيْهَا فاحترقت الدَّار الَّتِي هُوَ ساكنها وَذهب لَهُ فِيهَا من الأثاث والآلات والأمتعة شيءٌ كثير جدا وَوَقعت براني كبار وخوابي ممتلئة من الذَّهَب الْمصْرِيّ وتكسرت وتناثر مَا فِيهَا فِي الْحَرِيق وَالْهدم وَشَاهده النَّاس وَبَعضه انسبك وَكَانَ ذَلِك ألوفاً) كَثِيرَة وَكتب إِلَيْهِ الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْجُوَيْنِيّ الْكَاتِب من الوافر (أيا من الْحق نعْمَته قديمٌ ... على المرؤوس منا والرئيس) (فكم عافٍ أعدت لَهُ العوافي ... وَكم عَنَّا نضيت لِبَاس بوس) (وَيَا من نَفسه أَعلَى محلاًّ ... من المنفوس يعْدم والنفيس) (جرعت مرَارَة أحلى مذاقاً ... لمثلك من كميتٍ خندريس) (فعاين من عرَاك بِنور تقوى ... خلائقك الَّتِي هِيَ كالشموس) (مصابك بِالَّذِي أضحى ثَوابًا ... يُرِيك الْبشر فِي الْيَوْم العبوس) (عَطاء الله يَوْم الْعرض يسمو ... مماثلةً عَن الْعرض الخسيس) (هموم الْخلق فِي الدُّنْيَا شرابٌ ... يَدُور عَلَيْهَا مثل الكؤوس) (تروم الرّوح فِي الدُّنْيَا بعقلٍ ... ترى الْأَرْوَاح مِنْهَا فِي حبوس) (وكل حوادث الدُّنْيَا يسيرٌ ... إِذا بقيت حشاشات النُّفُوس)

ابْن سويدة عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن عمر بن الْحسن بن خَليفَة أَبُو مُحَمَّد الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِابْن سويدة التكريتي سمع من أَبِيه وَأبي شَاكر مُحَمَّد ابْن خلف بن سعد التكريتي وَخلق كثير وَسمع بالموصل وَقدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وسمه بهَا جمَاعَة وَخرج أَرْبَعِينَ حَدِيثا وَغير ذَلِك من المجموعات بِالْأَسَانِيدِ وَحدث بهَا قَالَ محب الدّين بن النجار وَكَانَ قد جمع تَارِيخا لتكريت فِي مجلدين فطالعته فَوجدت فِيهِ من التخليظ والغلط الْفَاحِش مَا يدل على كذب فِي مُصَنفه وتهوره وجهله بِالْأَسَانِيدِ وَالرِّجَال توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَبُو الْقَاسِم المنجم عبد الله بن يحيى بن أبي الْمَنْصُور بن المنجم أَبُو الْقَاسِم أَخُو أبي أَحْمد يحيى وَأبي الْفَتْح أَحْمد وَأبي عِيسَى أَحْمد وَأبي عبد الله هَارُون كَانُوا بَيت فضلٍ وأدب ينادمون الْخُلَفَاء والملوك وَلَهُم النّظم والنثر والمصنفات الْحَسَنَة وَرِوَايَة الْأَخْبَار وَمن شعر أبي الْقَاسِم أوردهُ فِي اليتمية من المتقارب (إِذا لم تنَلْ همم الأكرمين ... وسعيهم وادعاً فاغترب) (فكم دعةٍ أَتعبت أَهلهَا ... وَكم راحةٍ نتجت من تَعب) ) الصَّيْمَرِيّ النَّحْوِيّ عبد الله بن عَليّ بن إِسْحَاق الصَّيْمَرِيّ أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ لَهُ كتابٌ فِي النَّحْو جليلٌ أَكثر مَا يشْتَغل بِهِ أهل الْمغرب سَمَّاهُ كتاب التَّبْصِرَة القيسراني عبد الله بن عَليّ بن سعيد القيسراني القصري أَبُو مُحَمَّد سكن حلب وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْكَلَام فِي الْمسَائِل تفقه بالعراق فِي النظامية مُدَّة على أبي الْحسن الكيا الهراسي وَأبي بكر الشَّاشِي وعلق الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول على أسعد الميهني وَأبي الْفَتْح بن برهَان وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم بن بَيَان وَأبي عَليّ بن نَبهَان وَأبي طَالب الزَّيْنَبِي وارتحل إِلَى دمشق وَعمل بهَا حَلقَة المناظرة بالجامع ثمَّ انْتقل إِلَى حلب

فَبنى لَهُ ابْن العجمي بهَا مدرسة إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله سنة ثَلَاث أَو أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى قصر حيفا وَهُوَ مَوضِع بَين حيفا وقيسارية أَبُو نصر السراج الصُّوفِي عبد الله بن عَليّ بن يحيى أَبُو نصر السراج الطوسي الصُّوفِي مصنّف كتاب اللمع فِي التصوف توفّي سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة عماد الدّين بن السَّعْدِيّ عبد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله عماد الدّين أَبُو مُحَمَّد الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بِابْن السَّعْدِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ يمدح السُّلْطَان الْملك الْكَامِل من الطَّوِيل (أيا ملكا قد طَال فِي طوله شكري ... وَقصر بعد الطول فِي الْمَدْح وَالشُّكْر) (حوى صَبر أيوبٍ وَنصر محمدٍ ... وَقُوَّة مُوسَى بعد فضل أبي بكر) وَأورد لَهُ مقاطيع غير هَذَا وَكلهَا شعرٌ نَازل كَمَا ترَاهُ فِي هَذَا الْمَقْطُوع فَإِنَّهُ لَا مُنَاسبَة لذكر أبي بكر مَعَ ذكر الْأَنْبِيَاء حسن الذَّوْق غير هَذَا أَبُو طَالب الْحلَبِي عبد الله بن عَليّ بن غَازِي أَبُو طَالب الْحلَبِي قَالَ الْفَقِيه شهَاب الدّين أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن يُوسُف الغزنوي لَقيته بحلب وَهُوَ من مقدميها المقدمين ومميزيها المحترمين وَأورد قَوْله من) الْكَامِل المرفل (قد قلت فِي وَقت الصَّباح ... والراح محمولٌ براح) (يَا صَاح دُونك والخلا ... عة والتهتك بالملاح) (لَا تأل جهداً عَن طلا ... بك وأعص فِيهِ كل لَاحَ) وَقَوله من الْكَامِل (إِن أخملت أَرض الشآم فضائلي ... فِي أَهلهَا للْجَهْل من رؤسائها) (فالعين تصر أَن ترى أجفانها ... وَترى الْكَوَاكِب فِي منار سمائها) وَقَوله من الوافر (فَلَا تغتر من خلٍ ببشرٍ ... وَلَا بتوددٍ عِنْد التلاقي) (فكم نبتٍ نضيرٍ راق حسنا ... عيَانًا وَهُوَ مر فِي المذاق)

كَمَال الدّين الكركي عبد الله بن عَليّ بن سوندك الأديب كَمَال الدّين الكركي شيخٌ فَاضل أديب لغَوِيّ كَانَ من نقباء السَّبع سمع وروى وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة روى نُسْخَة أبي مسْهر عَن أبي خَلِيل وَأول سَمَاعه سنة تسع وَأَرْبَعين تَقِيّ الدّين السرُوجِي عبد الله بن عَليّ بن منجد بن ماجد بن بَرَكَات الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ كَانَ رجلا خيرا عفيفاً تالياً لِلْقُرْآنِ عِنْده حَظّ جيد من النَّحْو واللغة والآداب متقللاً من الدِّينَا يغلب عَلَيْهِ حب الْجمال مَعَ الْعِفَّة التَّامَّة والصيانة نظم كثيرا وغنى بِشعرِهِ المغنون والقينات وَكَانَ يذكر أَنه يُكَرر على المفصّل والمتنبي والمقامات ويستحضر حظاً كَبِيرا من صِحَاح الْجَوْهَرِي وَكَانَ مَأْمُون الصُّحْبَة طَاهِر اللِّسَان يتفقد أَصْحَابه لَا يكَاد يظْهر إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ لي بِهِ اختلاطٌ وصحبة ولي فِيهِ اعْتِقَاد وَدفن لما مَاتَ بمقبرة الفخري بجوار من كَانَ يهواه ظَاهر الحسينية وَهُوَ أحد من تألمت لفقده لعزة وجود مثله فِي الصُّحْبَة رَحمَه الله وَكَانَ يكره أَن يخبر أحدا باسمه وَنسبه إنتهى قلت لِأَنَّهُ كَانَ يَقُول لي مَعَ الْأَصْحَاب ثَلَاث رتبٍ أول مَا أجتمع بهم يَقُولُونَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين جَاءَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَاح فَإِذا طَال الْأَمر قَالُوا رَاح التقي جَاءَ التقي صبرت عَلَيْهِم وَعلمت أَنهم أخذُوا فِي الْملَل) فَإِذا قَالُوا رَاح السرُوجِي جَاءَ السرُوجِي فَذَلِك آخر عهدي بصحبتهم وَقَالَ القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود كَانَ يكره مَكَانا فِيهِ امرأةٌ وَمن دَعَاهُ يَقُول شرطي معروفٌ أَن لَا تحضر امْرَأَة قَالَ كُنَّا يَوْمًا فِي دَعْوَة بعض الْأَصْحَاب فَكَانَ مِمَّا حضر شواءٌ فَأدْخل إِلَى النِّسَاء ليقطعوه ويضعوه فِي الصحون فَكَانَ يتبرم بذلك وَيَقُول أفيه السَّاعَة يلمسونه بِأَيْدِيهِم وَقَالَ الشَّيْخ أثير الدّين لما مَاتَ قَالَ وَالِد محبوبه وَالله مَا أدفنه إِلَّا فِي قبر وَلَدي وَهُوَ كَانَ يهواه وَمَا أفرق بَينهم فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَة لما كَانَ يعْتَقد الفخري من عفافه ومولده سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة بسروج وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ رَابِع شهر رَمَضَان سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وسِتمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى أَنْشدني الْعَلامَة أثير الدّين قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من الْكَامِل (أنعم بوصلك لي فَلهَذَا وقته ... يَكْفِي من الهجران مَا قد ذقته) (أنفقت عمري فِي هَوَاك وليتني ... أُعطى وصُولا بِالَّذِي أنفقته) (يَا من شغلت بحبه عَن غَيره ... وسلوت كل النَّاس حِين عشقته)

(كم جال فِي ميدان حبك فارسٌ ... بِالصّدقِ فِيك إِلَى رضاك سبقته) (أَنْت الَّذِي جمع المحاسن وَجهه ... لَكِن عَلَيْهِ تصبري فرقته) (قَالَ الوشاة قد ادّعى بك نِسْبَة ... فسررت لما قلت قد صدقته) (بِاللَّه إِن سألوك عني قَالَ لَهُم ... عَبدِي وَملك يَدي وَمَا أَعتَقته) (أَو قيل مشتاقٌ إِلَيْك فَقل لَهُم ... أَدْرِي بذا وَأَنا الَّذِي شوقته) (يَا حسن طيفٍ من خيالك زراني ... من فرحتي بلقاه مَا حققته) (فَمضى وَفِي قلبِي عَلَيْهِ حسرةٌ ... وَلَو كَانَ يمكنني الرقاد لحقته) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع (فِي الْجَانِب الْأَيْمن من خدها ... نقطة مسكٍ أشتهي شمها) (حسبته لما بدا خالها ... وجدته من حَسَنَة عَمها) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (دنيا الْمُحب وَدينه أحبابه ... فَإِذا جفوه تقطعت أَسبَابه) (وَإِذا أَتَاهُم فِي الْمحبَّة صَادِقا ... كشف الْحجاب لَهُ عز جنابه) (وَمَتى سقوه شراب أنسٍ مِنْهُم ... رقت مَعَانِيه وراق شرابه) ) (وَإِذا تهتك مَا يلام لِأَنَّهُ ... سَكرَان عشقٍ لَا يُفِيد عتابه) (بعث السَّلَام مَعَ النسيم رِسَالَة ... فَأَتَاهُ فِي طي النسيم جَوَابه) (قصد الْحمى وَأَتَاهُ يجْهد فِي السرى ... حَتَّى بَدَت أَعْلَامه وقبابه) (وَرَأى لليلى العامرية منزلا ... بالجود يعرف والندى أَصْحَابه) (فِيهِ الْأمان لمن يخَاف من الردى ... وَالْخَيْر قد ظَفرت بِهِ طلابه) (قد أشرعت بيض الصوارم والقنا ... من حوله فَهُوَ المنيع حجابه) (وعَلى حماه جلالةٌ من أَهله ... فلذاك طارقه الْعُيُون تهابه) (كم قلبت فِيهِ الْقُلُوب على الثرى ... شوقاً إِلَيْهِ وَقبلت أعتابه) (قد أخصبت مِنْهُ الأباطح والربا ... للزائرين وَفتحت ابوابه) وأنشدني قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (مُعَاملَة الأحباب بالوصل والوفا ... فدع يَا حَبِيبِي عَنْك ذَا الهجر والجفا)

(فَإِن كَانَ لي ذنبٌ بجهلي فعلته ... فمثلي من أَخطَأ وَمثلك من عَفا) (أيا بدر تمّ حَان مِنْهُ طلوعه ... وَيَا غُصْن بانٍ آن أَن يتعطفا) (كفى مَا جرى من دمع عَيْني بالبكا ... وعشقي على قلبِي جرى مِنْهُ مَا كفى) (فَإِن كنت لَا تَدْرِي وتعرف مَا الْهوى ... فقصدي أَن تَدْرِي بِذَاكَ وتعرفا) (أعد ذَلِك الْفِعْل لجميل تجملاً ... وَإِن لم يكن طبعا يكون تكلفاً) (فَمَا أقبح الْإِعْرَاض مِمَّن تحبه ... وَمَا أحسن الإقبال مِنْهُ وألطفا) (تقدم شوقي يسْبق الدمع جَارِيا ... إِلَيْك وَلَكِن عَنْك صبري تخلفا) (فديتك محبوباً على السخط وَالرِّضَا ... وعذرك مقبولٌ على الْعذر والوفا) وأنشدني الشَّيْخ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس وَالْقَاضِي عماد الدّين إِسْمَاعِيل ابْن القيسراني كِلَاهُمَا قَالَا أنشدنا تَقِيّ الدّين السرُوجِي لنَفسِهِ وَالْأَكْثَر إنشاد القَاضِي عماد الدّين من السَّرِيع (يَا ساعي الشوق الذ مذ جرى ... جرت دموعي فَهِيَ أعوانه) (خُذ لي جَوَابا عَن كتابي الَّذِي ... إِلَى الحسينية عنوانه) (فَهِيَ كَمَا قد قيل وَادي الْحمى ... وَأَهْلهَا فِي الْحسن غزلانه) ) (امش قَلِيلا وانعطف بسرة ... يلقاك دربٌ طَال بُنْيَانه) (واقصد بصدر الدَّرْب دَار الَّذِي ... بحسنه تحسن جِيرَانه) (سلم وَقل يخْشَى كي مسن ... اشت حَدِيثا طَال كِتْمَانه) (كنكم كزم ساوم أشى أط كبى ... فحبه أَنْت واشجانه) (وأسأل لي الْوَصْل فَإِن قَالَ يُق ... فَقل أوت قد طَال هجرانه) (وَكن صديقي واقض لي حَاجَة ... فَشكر ذَا عِنْدِي وسكرانه) قلت وَفِي تَرْجَمَة القَاضِي علم الدّين سلمَان بن إِبْرَاهِيم أَبْيَات من هَذِه الْمَادَّة وأظن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رَحمَه الله إِنَّمَا أَخذ قَوْله هَذَا من قَول الرئيس أبي بكر اللاسكي وَهُوَ من شعراء الدمية حَيْثُ قَالَ من الْخَفِيف قف بِذَات الجرعاء يَا صَاحب البكرة وَانْظُر تِلْقَاء جَانب نجد فَإِذا مَا بَدَت خيام لعينيك فَفِيهَا الَّتِي بهَا طَال وجدي (فأت تِلْكَ الْخيام ثمَّ تيَمّم ... خيمةً سترهَا عصائب برد)

ثمَّ سلم وقف وَقل بعد تسليمك قَول امرىء مُجَدد عهد (أَتَرَى أَنكُمْ على مَا عهدنا ... كم عَلَيْهِ أم خنتم الْعَهْد بعدِي) وَمن شعره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي من السَّرِيع (قلت لمحبوبي لما بدا ... إِلَيّ يَا مَحْبُوب قلبِي إليا) (قد عشق النَّاس وَقد واصلوا ... مَا وَقع الْإِنْكَار إِلَّا عليا) وَمن شعره أَيْضا من الْكَامِل (عِنْدِي هوى لَك طَال عمر زَمَانه ... لم يبْق لي صبرٌ على كِتْمَانه) (قد ضل قلبِي من طَرِيق سلوه ... فدليله لَا يَهْتَدِي لمكانه) (يَا صَاحب الْقلب الَّذِي أفراحه ... تلهيه عَن قلبِي وَعَن أحزانه) (عَيْني لفقدك قد بَكَى إنسانها ... وجفا الْكرَى شوقاً إِلَى إنسانه) (يَا من بدا لي حَسَنَة متلطفاً ... فعشقته وطمعت فِي إحسانه) (كَانَ اعتقادي أَن أفوز بوصله ... فحرمته وَرزقت من هجرانه) (كَانَ الرقاد لصيد طيفك حيلتي ... فسلبته وفجعته بعيانه) ) (ومنعتني أَن أجتني من وَصله ... ثمرأً يطيب جناه قبل أَوَانه) (ضمن التلطف مِنْك وَصلي فِي الْهوى ... لَكِن أَطَالَ وَمَا فى بضمانه) (خوف الْفِرَاق إِلَى حماك يسوقني ... فمتي أفوز من اللقا بأمانه) وَمِنْه أَيْضا من الْبَسِيط (يَا رايس الْحبّ أدركني فقد وحلت ... مراكب بِي فِي بَحر أشواقي) (ولي بضَاعَة صبرٍ ضَاعَ أَكْثَرهَا ... وَقد غَدا ذَا الْهوى يسْتَغْرق الْبَاقِي) قلت وَشعر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السرُوجِي كثيرٌ وَكله من هَذَا النمط يتدفق سلامةٌ ويذوب حلاوةً لمن يَذُوق مِنْهَا قَوْله من الطَّوِيل (تفقهت فِي عشقي لمن قد هويته ... ولي فِيهِ بالتحرير قولٌ وَمذهب) (وللعين تنبيهٌ بِهِ طَال شَرحه ... وللقلب مِنْهُ صدق ودٍّ مهذب) وَقَوله من الْخَفِيف (مد لي من أحب حَبل صدودٍ ... حِين أَوْهَى تجلدي واصطباري)

(ثمَّ قَالَ امش لي عَلَيْهِ سَرِيعا ... كَيفَ أَمْشِي وَمَا أَنا باختياري) وَقَوله من الطَّوِيل (أرى المشتهي فِي رَوْضَة الْحسن قد بدا ... على رصد المعشوق فالقلب وَاجِد) (وحقك مَا السَّبع الْوُجُوه إِذا بَدَت ... بمغنيةٍ عَن وَجهه وَهُوَ وَاحِد) وَقَوله من الطَّوِيل (خدمت بِذَاكَ الْوَجْه للثغر نَاظرا ... لعَلي أمسي والياً من ولاته) (وأصل حسابي ضبط حَاصِل وَصله ... وَتَقْبِيله مستخرجٌ من جهاته) وَقَوله من الْخَفِيف (لي حبيبٌ مِنْهُ أرى وَجه بدرٍ ... لم يزل دَاخِلا بِبَاب السَّعَادَة) (هُوَ لِلْحسنِ جامعٌ حاكميٌّ ... فَلهَذَا عشاقه فِي الزياده) وَقَوله من الطَّوِيل (نديمي وَمن حَالي من الوجد حَاله ... وَمن هُوَ مثلي عَن مناه بعيد) (أعد ذكر من أَهْوى فَإِنِّي مدرسٌ ... لذكراه من شوقي وَأَنت معيد) ) وَقَالَ من الطَّوِيل (إلهي بِجمع الشمل مِمَّن أحبه ... دعوتك ملهوفاً وَأَنت سميع) (فَلم يبْق لي مِمَّا تشوقت مهجةٌ ... وَلم يبْق لي مِمَّا بَكَيْت دموع) وَقَالَ من الْخَفِيف (بِي طلوعٌ مِنْهُ أَنا فِي نزولٍ ... وطلوعٌ بِلَا ارتفاعٍ نزُول) (قيل لَا بُد أَن سَرِيعا ... قلت أخْشَى نزُول قبل يَزُول) وَقَالَ من المنسرح (لم تبد مِمَّن أحب سيئةٌ ... فِي الْحبّ إِلَّا رَأَيْتهَا حسنه) (وَمَا أَتَتْنِي بطيفه سنةٌ ... إِلَّا تمنيت أَن تكون سنه) ولتقي الدّين السرُوجِي موشحات وَمِنْهَا قَوْله (وبالروح أفديك يَا حَبِيبِي ... إِن كنت ترْضى بهَا فدَاك) (فداوني الْيَوْم يَا طبيبي ... فالقلب قد ذاب من جفاك)

(يَا طلعة الْبَدْر إِن تجلى ... وَإِن تثنى فغصن بَان) (بالوصل طُوبَى لمن تملى ... ونال من هجرك الْأمان) (قل لي نعم قد ضجرت من لَا ... وَضاع مني بهَا الزَّمَان) (فَارْجِع إِلَى الله من قريب ... فبعض مَا حل بِي كَفاك) (من دمع عَيْني وَمن نحيبي ... وَادي الْحمى أنبت الْأَرَاك) (وَالله مَا كنت فِي حسابي ... وَإِنَّمَا عشقتك اتِّفَاق) (وَمَا أَنا من ذَوي التصابي ... فَلم دمي فِي الْهوى يراق) (وكلت بِي تبتغي عَذَابي ... الصد والهجر والفراق) (ثلاثةٌ قد غَدَتْ نَصِيبي ... يَا ليتها لَا عدت عداك) (فَإِن تكن تَرْتَضِي الَّذِي بِي ... فَإِن كل المنى رضاك) (إِن طَال شوقي وَزَاد وجدي ... فإنني عاشقٌ صبور) (اسْمَع حَدِيثي بقيت بعدِي ... أَنا وَحقّ النَّبِي غيور) (مَا أشتهي أَن يكون ضدي ... يمشي حواليك أَو يَدُور) ) (كَأَنَّمَا لحظه رقيبي ... ملازمي عِنْدَمَا يراك) (يسْعَى إِلَى النَّاس فِي مغيبي ... يَقُول هَذَا يحب ذَاك) (جَمِيع مَا تشْتَهي وترضى ... عَليّ إِحْضَاره لديك) (وَذَاكَ شيءٌ أرَاهُ فرضا ... بِاللَّه قل لي وَمَا عَلَيْك) (أنْفق وَخذ مَا تُرِيدُ نضاً ... فحاصلي أمره إِلَيْك) (فَأَنت يَا نزهتي وطيبي ... عَن صحبتي مَالك انفكاك) (وَمَا ابْن عمي وَلَا نسيبي ... يسري إِلَى مهجتي سراك) (إِن كنت تهوى مقَام شربٍ ... قُم نغتبق ثمَّ نصطبح) (تعال حَتَّى تزيل عتبي ... وَبعد ذَا العتب نصطلح) (والحقد فِي الْقلب لَا تعبي ... وروح الْهم نسترح) (فالعيش للعاشق الكئيب ... يطيب بالأنس فِي حماك) (فِي خلسة المنظر العجيب ... تجيبه كلما دعَاك)

ابْن أَسْبَاط المغربي عبد الله بن عَليّ من أَبنَاء الْكتاب وَيعرف بِابْن أَسْبَاط الْكَاتِب الْمصْرِيّ الَّذِي صنع لَهُ مُحَمَّد بن عبد الْملك تنوراً يعذبه فِيهِ فَعَاد وباله عَلَيْهِ وَهُوَ جد بني أَسْبَاط لأمهم فنسبو إِلَيْهِ ذكر عبد الله هَذَا ابْن رَشِيق فِي الأنموذج وَقَالَ كَانَ حاذقاً مليح الْكَلَام غَرِيب القوافي ظريف الْمعَانِي قَلِيل الشّعْر لَا يتبذل بِهِ وَمن شعره من الْخَفِيف (سَاءَنِي الدَّهْر مرّة بعد مرّة ... فتكسبت حنكة بعد غره) (وَإِذا ساءك الزَّمَان فأبشر ... فعلى عقب ذَاك يَأْتِي المسره) (إِن تدم كرة الزَّمَان علينا ... فلنا بعد كرّة الدَّهْر كرّه) (من ذنُوب الزَّمَان عِنْدِي أَنِّي ... لم أسامح فِيهِ بمثقال ذره) (غير أَنِّي صحبته لم أُفَارِق ... فِيهِ حمداً وَلَا صَحِبت معره) وَمِنْه من الْكَامِل المرفل (يَا من يحملني ذنُوبه ... ظلما ويفرط فِي العقوبه) ) (يَا لَيْت شعري مَا الَّذِي ... أرجوه مِنْك من المثوبه) (إِن كنت تطلب مهجتي ... خُذْهَا فها هِيَ قَرِيبه) (يَكْفِيك أَنَّك سقتها ... للْمَوْت سامعةً مجيبه) وَمِنْه من مجزوء الْبَسِيط (قَالَ الخلي الْهوى محالٌ ... فَقلت لَو ذقته عَرفته) (فَقَالَ هَل غير شغل سرٍّ ... إِن أَنْت لم ترضه صرفته) (وَهل سوى زفرةٍ دمعٍ ... إِن لم ترد جريه كففته) (فَقلت من بعد كل وصفٍ ... لم تعرف الْحبّ إِذْ وَصفته) قلت شعرٌ جيد عذبٌ منسجم جمال الدّين بن غَانِم عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سلمَان هُوَ جمال الدّين بن غَانِم ابْن الشَّيْخ عَلَاء الدّين تقدم تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة عَمه شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الْكَاتِب النَّاظِم الناثر المترسل كَانَ شَابًّا حسن الشكل مليح الْوَجْه جيد الْكِتَابَة فِي

الدرج مَعَ قوةٍ وأصالة وتسرع فِي الْإِنْشَاء يكْتب من رَأس قلمه وَله غوصٌ فِي نثره ونظمه مولده فِي شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة أربعٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة رحم الله شبابه وَيسر حسابه مرض فِي مُدَّة عمره مَرضا حاداً مَرَّات ونجاه الله مِنْهَا ثمَّ إِنَّه حصل لَهُ سلعةٌ قرحت مِنْهَا قَصَبَة الرئة وَبَقِي متمرضاً من ذَلِك يَصح آونةً ويعتل أُخْرَى إِلَى أَن قضى نحبه وَكَانَ قد كتب إِلَيّ وَقد انْقَطع فِي بعض علته هَذِه وَلم أعده من أَبْيَات عتاب من الْكَامِل (مولَايَ كَيفَ كسرتني فهجرتني ... علما بِأَنِّي كَيفَ كُنْتُم راضي) (أَو قلت إِنِّي لَا أَعُود ممرضاً ... ظنا بِأَنِّي لَا محَالة مَاض) فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك من الْكَامِل (أرسلتها مثل السِّهَام مواضي ... نفذت من الْأَعْرَاض فِي أَعْرَاض) (فَأَتَت وعتبك قد تخَلّل لَفظهَا ... مثل الأفاعي بَين زهر رياض) (دَعْنِي من الجبروت أَو من أَهله ... لَا تجعلن سوادهم كبياضي) (حاشاك أَن تمْضِي وسعدك قد غَدا ... مُسْتَقْبلا فِينَا وأمرك مَاض) ) وَقلت أرثيه رَحمَه الله تَعَالَى من الْكَامِل (تبْكي الطروس عَلَيْك والأقلام ... وتنوح فِيك على الغصون حمام) (يَا من حواه اللَّحْد غضاً يانعاً ... وَكَذَا كسوف الْبَدْر وَهُوَ تَمام) (يَا وَحْشَة الدِّيوَان مِنْك إِذا غَدَتْ ... فِيهِ مهمات الْبَرِيد ترام) (من ذَا يوفيها مقاصدها على ... مَا يَقْتَضِيهِ النَّقْض والإبرام) (هَيْهَات كنت بِهِ جمالاً باهراً ... فَعَلَيهِ بعْدك وحشةٌ وظلام) (أسفي على الْإِنْشَاء وَهُوَ بجلقٍ ... نثاره قد مَاتَ والنظام) (كم من كتاب سَار عَنْك كَأَنَّهُ ... بردٌ أَجَاد طرازه الرقام) (إِن كَانَ فِي شرٍّ فقد رد الردى ... وَبِه ترفه ذابلٌ وحسام) (لم لَا يرد الْبَأْس مَا ألفاته ... مثل القنا وَاللَّام مِنْهُ لَام) (أَو كَانَ فِي خيرٍ فَكل كَلَامه ... دررٌ يؤلف بَينهُنَّ نظام) (وكأنما تِلْكَ السطور إِذا بَدَت ... كأسٌ ترشف راحها الأفهام)

(يَهْتَز عطف أولي النهى لبيانه ... فَكَأَن هاتيك الْحُرُوف مدام) (كم فِيهِ وجهٌ سافرٌ مثل الضُّحَى ... وَعَلِيهِ من ليل السطور لثام) (وَلكم كتبت مطالعات خدها ... قان وثغر فصولها بسام وكأنما ألفاتها قضب اللوى وكأنما همزاتهن حمام) (مَا كنت إِلَّا فَارس الْكتاب فِي ... يومٍ تفرج ضيقه الأقلام) (صلى وَرَاءَك كل من عاصرته ... علما بأنك الْبَيَان إِمَام) (وَكَأن قبرك للعيون إِذا بدا ... قصرٌ عَلَيْهِ تَحِيَّة وَسَلام) (يَا محنةً نزلت بعترة غانمٍ ... هانوا وهم فِي الْعَالمين كرام) (لما تغيب فِي التُّرَاب جمَالهمْ ... قعدوا لهولٍ عاينوه وَقَامُوا) (يَا قَبره لَا تنْتَظر سقيا الحيا ... حزني ودمعي بارقٌ وغمام) (لي فِيك خلٌ كم قطعت بِقُرْبِهِ ... أَيَّام أنسٍ والخطوب نيام) (لذت فلذت بظلها فَكَأَنَّهَا ... لقياد لذات الزَّمَان زِمَام) (أسفي على صحبٍ مضى عمري بهَا ... وصفت بقربهم لي الْأَيَّام) (ثمَّ انْقَضتْ تِلْكَ السنون وَأَهْلهَا ... فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُم أَحْلَام) ) (بالرغم مني من أَن أُفَارِق صاحباً ... لي بعده ضرٌّ ثوى وضرام) (يَا من تقدمني وَسَار لغايةٍ ... لَا بُد لي مِنْهَا وَذَاكَ لزام) (قد كنت أحسبته يرثيني فقد ... عكست قَضيته معي الْأَحْكَام) (أَنا مَا أَرَاك على الصِّرَاط لِأَنَّهُ ... بيني وَبَيْنك فِي الْأَنَام زحام) (إِذْ قد سبقت خَفِيف ظهرٍ لَا كمن ... قد قيدت خطواته الآثام) (فَازَ المخف وَقد تقدم سَابِقًا ... وشفيعه لإلهه الْإِسْلَام) (فَاذْهَبْ فَأَنت وَدِيعَة الرَّحْمَن لي ... يلقاك مِنْهُ الْبر وَالْإِكْرَام) (ويجود قبرك مِنْهُ غيث سماحةٍ ... بِالْعَفو صيب ودقها سجام) (وَلَقَد قضيت حق ودك بالرثا ... وَالْحر من يرْعَى لَدَيْهِ ذمام)

(خلفتني رهن التندم والأسى ... تعتادني الأحزان والآلام) (لَكِن لي بأخيك نجم الدّين فِي ... الدِّيوَان أنسا مَا عداهُ مرام) (مهما توجس أَو توحش خاطري ... فبه تَزُول وتنقضي الأوهام) وَكَانَ قد كتب إِلَيّ وَهُوَ بِدِمَشْق وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ من الْكَامِل (ذكرت قلبِي حِين شط مزارهم ... بهم فناب عَن الجوى تذكارهم) (وَبكى فُؤَادِي وَهُوَ منزل حبهم ... وأحق من تبْكي الْأَحِبَّة دَرَاهِم) (وتخلق الجفن الهمول كَأَنَّمَا ... لمحته عِنْد غروبهم أنوارهم) (وَذكرت عَيْني عِنْد عين فراقهم ... لما أثارت لوعتي آثَارهم) (نذري الدُّمُوع عَلَيْهِم وَكَأَنَّهُم ... زهر الرِّبَا وَكَأَنَّهَا أمطارهم) (ويئن من حَالي العواذل رَحْمَة ... لما بَكَيْت وَمَا الأنين شعارهم) (وَيْح المحبين الَّذين بودهم ... قرب المزار لَو نأت أعمارهم) (فقدوا خليلهم الحبيب فأذكيت ... بالشوق فِي حطب الأضالع نارهم) (مولى تقلص ظلّ أنسٍ مِنْهُ عَن ... أَصْحَابه فأستوحشت أفكارهم) (كم راقها يَوْمًا بِرُؤْيَة وَجهه ... مَا لَا يروقهم بِهِ دينارهم) (وَلكم بَدَت أسماعهم فِي حليةٍ ... من لَفظه وَكَذَا غَدَتْ أَبْصَارهم) (كَانُوا بِصُحْبَتِهِ اللذيذة رتعاً ... بمسرةٍ ملئت بهَا أعشارهم) ) (يتنافسون على دنو مزاره ... فَكَأَنَّمَا بلقاه كَانَ فخارهم) (لَا غيب الرحمان رُؤْيَة وَجهه ... عَن عاشقيه فَإِنَّهَا أوطارهم) (وجلا ظلام بِلَادهمْ من بعده ... فَلَقَد تساوى ليلهم ونهارهم) (يَا سيداً لي لم تزل ثقتي بِهِ ... إِن خادعتني فِي الولا أسرارهم) (أصرمت حَبل مودتي ولصحبتي ... عرف الطَّرِيقَة فِي الوداد كبارهم) (أم تِلْكَ عادات القلى أجريتها ... فَكَذَا الْأَحِبَّة هجرهم ونفارهم) وكتبت الْجَواب إِلَيْهِ عَن ذَلِك من الْكَامِل (أفدي الَّذين إِذا تناءت دَارهم ... أَدْنَاهُم من صبهم تذكارهم)

(فِي جلق الفيحاء منزلهم وَفِي ... مصرٍ بقلب الصب تضرم نارهم) (قومٌ بذكرهم الندامى أَعرضُوا ... عَن كأسهم وكفتهم أخبارهم) (وَإِذا الثَّنَاء على محاسنهم أَتَى ... طربوا لَهُ وتعطلت أوتارهم) (وَإِذا هم نظرُوا لحسن وُجُوههم ... لم تبْق أنجمهم وَلَا أقمارهم) (فهم البدور إِذا ادلهم ظلامهم ... وَهُوَ الشموس إِذا استبان نهارهم) (دنت النُّجُوم تواضعاً لمحلهم ... وترفعت من فَوْقهَا أقدارهم) (وبكفهم وبوجههم كم قد هَمت ... أنواؤهم وتوقدت أنوارهم) (أهْدى جمَالهمْ إِلَيّ تَحِيَّة ... مِنْهَا تدار على الْأَنَام عقارهم) (أفقٌ وروضٌ فِي البلاغة فَهِيَ ... إِمَّا زهرهم فِي اللَّيْل أَو أزهارهم) (لَك يَا جمال الدّين سبقٌ فِي الوفا ... لَو رامه الْأَصْحَاب طَال عثارهم) (وتوددٌ مَا زَالَ يصفو ورده ... حَتَّى تقر لصفوه أكدارهم) (يَا ابْن الْكِرَام الْكَاتِبين فشأنهم ... صدق الْمَوَدَّة وَالْوَفَاء شعارهم) (قومٌ إِذا جاروا إِلَى شأو العلى ... سبقوا إِلَيْهِ وَلم يشق غبارهم) (صانوا وزانو باليراع مُلُوكهمْ ... أسوارهم من كتبهمْ وسوارهم) (مَا مثلهم فِي جودهم فلذاك قد ... عزت نظائرهم وَهَان نضارهم) (مَا فِي الزَّمَان حلىً على أعطافه ... إِلَّا مآثرهم بِهِ وفخارهم) (تتعلم النسمات من أَخْلَاقهم ... وتنوب عَن زهر الرِّبَا أشعارهم) ) ولفضلهم مَا ابْن الْفُرَات يعد فيهذا قَطْرَة لما تمد بحارهم (وحماهم يحمي النزيل بربعه ... من جور مَا يخْشَى ويرعى جارهم) (بالرغم مني أَن بَعدت وَلم أجد ... ظلاً تفيئه عَليّ دِيَارهمْ) (لَو كَانَ يمكنني وَمَا أحلى المنى ... مَا غَابَ عني شخصهم ومزارهم) (وَيْح النَّوَى شَمل الْأَحِبَّة فرقت ... فَمَتَى يفك من البعاد إسارهم) وَكتب رَحمَه الله قد دخلت الدِّيوَان بِدِمَشْق من الوافر (يَقُول جمَاعَة الدِّيوَان فِيهِ ... فسادٌ لَا يزَال وَلَا يزاح)

(فَقلت فَسَاده سيزول عَمَّا ... قليلٍ إِذْ بدا فِيهِ الصّلاح) فَكتبت الْجَواب من الوافر (هويت جمَاعَة الدِّيوَان دهراً ... فَلَمَّا ضمنا بِدِمَشْق مغنى) (نظرت إِلَيْهِم نظر انتقادٍ ... فَكنت جمَالهمْ لفظا وَمعنى) وَكنت قد وعدته بعارية رِسَالَة لِابْنِ رَشِيق سَمَّاهَا ساجور الْكَلْب فَتَأَخر إرسالها إِلَيْهِ فَكتب إِلَيّ من الْخَفِيف (يَا جواداً عنانه فِي بُد الجو ... د تباخلت لي بساجور كلب) لَا تضع رُتْبَة التفضل والايثار فَالْأَمْر دون بذل العتب (وَإِذا لم يكن من العتب يدٌّ ... فمرادي إِن شِئْت غير الْكتب) فجهزتها إِلَيْهِ وكتبت الْجَواب من الْخَفِيف (أَيهَا الأروع الَّذِي فاق مجداً ... لَا تؤنب من لَا أَتَاك بذنب) (أَنْت تَدْرِي أَن الْوَفَاء الموفى ... لي طباعٌ فِي الود من غير كسب) (أَنا أخبا لَو كَانَ طوق عروسٍ ... عَنْك حَتَّى أصون ساجور كلب) وَكتب إِلَيّ وانا بصفد ضَعِيف من الوافر (كتابك قد أَتَى عَيْني وفيهَا ... فَسَاد نوى لشوقي وارتياحي) (فجدده فَلَيْسَ يَزُول إِلَّا ... إِذا عَاد الصّلاح إِلَى الصّلاح) فَكتبت الْجَواب من الوافر (كتابك جَاءَنِي فنفى همومي ... وآذن سقم جسمي بالزوال) ) (وأذكر ناظري زَمنا حميدا ... تمتّع بالجمال من الْجمال) وَكتب هُوَ إِلَيّ يَوْمًا من السَّرِيع (قد أصبح الْمَمْلُوك يَا سَيِّدي ... يخْتَار أَن يتَفَرَّع الربوه) (وَقد أَتَى صحبتكم خاطباً ... فأسعفوا واغتنموا الخلوه) فَكتبت أَنا الْجَواب إِلَيْهِ ارتجالاً من السَّرِيع (مَا لي على الربوة من قدرةٍ ... لأنني أعجز عَن خطوه) (وَلَيْسَ مركوبي هُنَا حَاضرا ... فَمر نَحْو الْخلْوَة الحلوه)

وكتبت إِلَيْهِ وَقد سَافر إِلَى بعلبك وَطول الْغَيْبَة فِيهَا من مجزوء الرجز (قربك الْقلب الَّذِي ... أبعدته وقربك) (يَا نازحاً عَن جلقٍ ... ونازلاً فِي بعلبك) (لَك البلاغات الَّتِي ... أبدعت فِيهَا مذهبك) (جرت جَرِيرًا فالتوى ... إِلَى النسيب وانسبك) (وكل سطرٍ كالدجى ... وبرق مَعْنَاهُ احتبك) (شوارد الْمَعْنى غَدَتْ ... ميماته لَهَا شَبكَ) (أَشْكُو لَك الْبعد الَّذِي ... تطويله قد أعْجبك) (ذواك فِي ليل المنى ... عَن ناظري وغيبك) (فَاطلع علينا قمراً ... حَتَّى تنير غيهبك) (أَنا خَلِيل صحبةٍ ... ودادها قد جلبك) (حليك من فاخرٌ ... وسحره قد خلبك) (جلتك أنوار المنى ... فِي خاطرٍ تطلبك) (خلتك الْحسنى جلت ... لي فِي الْمَعَالِي شهبك) (حلتك بِالْعلمِ الَّذِي ... بِهِ عَلَوْت رتبك) (أَبُو جلنك لَو رأى ... كَمَا رَأينَا أدبك) (حل بك الْمَعْنى الَّذِي ... جلّ بك الْحق التبك) فَكتب الْجَواب إِلَيّ من مجزوء الرجز) (أَمن عقارٍ انسبى ... أم من نضارٍ انسبك) (أم من لآلٍ نظمت ... على عِذَارَيْ كالشبك) (أم نفس الأحباب هَب ... موهناً فأطربك) نسم فِي دمشق فاشتممته فِي بعلبك (يحمل ذكراك لقد ... عطرت مِنْهُ مركبك) (يَا حَاضرا فِي خاطرٍ ... محاضرٍ مَا غيبك) وفاضلا ذهبك اللهذا لنا وهذبك

(فِي أَي صورةٍ لنا ... فضيلةٍ قد ركبك) (ينسى بك النسيب من ... حقق فِيهِ نسبك) (ربتك للعلوم نفسٌ ... بلغتك رتبك) أعرب عَنْك الدَّهْر بالتمييز حَتَّى نصبك (عاج ببحرك الورى ... لما تراءوا عجبك) (سر بك الرَّأْي الَّذِي ... بفهمه قد سربك) (جلا بذوق علمه ... نهاك لما جلبك) (أَنْت جليل فطنةٍ ... يعرف ذَا من طَلَبك) (حلتك فارتضت وَمن ... يرتض إِلَّا أدبك) خلتك مَعْدُوم النظيرضي الله عَنهُ فَرد أَفْرَاد النبك (أَنْت خليلٌ للعلى ... وَليهَا قد قربك) حل بك النايل بالنحلة مِنْهَا أربك (حكتك فِي الذكا ذكا ... وَلم تحاك نخبك) حل بك الْفضل فحلى للبرايا كتبك (جلّ باليراع يَا جواد ... فِيهِ واحرز قصبك) (حلتك الْفضل جاكها ... نهاك إِذْ حبك) (شدوت من تَصْحِيف ذَا ... الِاسْم الَّذِي قد صحبك) (بعض الَّذِي فهمته ... إِذا بِمَعْنى حببك) ) (بك اهتديت فهمها ... لما رَأَيْت شهبك) (لَا زلت فِي بيد النهى ... تحدو إِلَيْهَا نجبك) وَحكى لي رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ رَأَيْت البارحة فِي الْمَنَام كَانَ فِي بَيْتِي نَهرا عَظِيما صافياً وَأَنت من ذَلِك الْجَانِب وَأَنا فِي هَذَا الْجَانِب وَكَأَنِّي أنْشدك من الْخَفِيف (يَا خليلي أَبَا الصَّفَا لَا تكدر ... منهلاً من نمير ودك أروى) (فَجَمِيع الَّذِي جرى كَانَ بسطاً ... ولعمري بسط الْمجَالِس يطوى) فَقلت لي لَا بل انظم فِي زهر اللوز شَيْئا فأنشدتك

عبد الله بن عمر

(أيا قادم الزهر أَهلا وسهلاً ... مَلَأت البرايا هَدَايَا أرج) (فوقتك فض ختام السرُور ... وعهدك فُرْجَة بَاب الْفرج) فَكتبت إِلَيْهِ عِنْدَمَا قصّ عَليّ هَذِه الرُّؤْيَا من الْخَفِيف (حاش لله أَن أكدر عهدا ... لم يزل من وفائك الْمَحْض صفوا) (وَإِذا مَا حَدِيث فضلك عِنْدِي ... ضَاعَ مني فِي نشره كَيفَ يطوى) وَاجْتمعَ يَوْمًا هُوَ وجمال الدّين مُحَمَّدًا ابْن نباتة فِي غِيَاض السفرجل فَقَالَ جمال الدّين بن نباتة من الْكَامِل (قد أشبه الْحمام منزل لهونا ... فالماء يسخن والأزاهر تحلق) (فلذاك جسمي منشدٌ ومصحفٌ ... عرقٌ على عرقٍ ومثلي يعرق) قَالَ جمال الدّين ابْن غَانِم رَحمَه الله تَعَالَى من الْكَامِل (مَا أشبه الْحمام منزل لهونا ... إِلَّا لِمَعْنى راق فِيهِ الْمنطق) (فالدوح مثل قبابه والزهر كال ... جامات فِيهِ وماؤه يتدفق) 3 - (عبد الله بن عمر) ابْن عمر بن الْخطاب عبد الله بن عمر بن الْخطاب أَبُو عبد الرحمان صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَابْن وزيره هَاجر بِهِ أَبوهُ قبل أَن يَحْتَلِم واستصغر عَن أحد وَشهد

الخَنْدَق وَمَا بعْدهَا وَهُوَ شَقِيق حَفْصَة أمهَا زَيْنَب بنت مَظْعُون روى علما كثيرا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن أبي بكر وَعمر شهد فتح مصر قَالَه ابْن يُونُس وَقَالَ غَيره شهد غَزْو فَارس كَانَ يخضب بالصفرة قَالَ عرضت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَأَنا ابْن أَربع عشرَة سنة فَلم يجزني وأجازني يَوْم الخَنْدَق بلغ أَرْبعا وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة ثَلَاث وَسبعين قيل إِنَّه قدم حَاجا فَدخل عَلَيْهِ الْحجَّاج وَقد أَصَابَهُ زج رمحٍ فَقَالَ من أَصَابَك قَالَ أصابني من أمرتوه بِحمْل السِّلَاح فِي مكانٍ لَا يحل فِيهِ حمله رَوَاهُ البُخَارِيّ وَقد روى الْجَمَاعَة كلهم لعبد الله بن عمر وَقد قيل إِن إِسْلَامه كَانَ قبل إِسْلَام أَبِيه وَلَا يَصح وَقيل إِنَّه أول من بَايع يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَالصَّحِيح أَن أول من بَايع تَحت الشَّجَرَة بيعَة الرضْوَان أَبُو سِنَان الْأَسدي وَكَانَ شَدِيد التَّحَرِّي وَالِاحْتِيَاط فِي فتواه وكل مَا يَأْخُذ بِهِ نَفسه وَكَانَ لَا يتَخَلَّف عَن السَّرَايَا فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ كَانَ بعد مَوته مُولَعا بِالْحَجِّ قبل الْفِتْنَة وَفِي الْفِتْنَة وَيُقَال إِنَّه كَانَ أعلم الصَّحَابَة بمناسك الْحَج وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزوجته حَفْصَة بنت عمر إِن أَخَاك عبد الله رجلٌ صَالح لَو كَانَ يقوم من اللَّيْل فَمَا ترك بعْدهَا ابْن عمر قيام اللَّيْل وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ لورعه قد اشكلت عَلَيْهِ حروب عَليّ بن أبي طَالب فَقعدَ عَنهُ وَنَدم على ذَلِك حِين حَضرته الْوَفَاة وَسُئِلَ عَن تِلْكَ الْمشَاهد فَقَالَ كَفَفْت يَدي فَلم أقدم والمقاتل على الْحق أفضل وَقَالَ جَابر ابْن عبد الله مَا منا أحدٌ إِلَّا مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَمَال بهَا خلا عمر وَابْنه عبد الله وَأفْتى فِي الْإِسْلَام سِتِّينَ سنة وَنشر نَافِع عَنهُ علما جماً قَاضِي نيسابور عبد الله بن عمر بن الرماح أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي قاضيها روى عَنهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه مَعَ تقدمه والذهلي وَجَمَاعَة قَالَ الذهلي ثِقَة ثِقَة وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

الْمدنِي ابْن ابْن عمر بن الْخطاب عبد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر الْمدنِي أحد أوعية الْعلم وَهُوَ أَخُو) عبيد الله كَانَ صَالحا عَالما خيرا صَالح الحَدِيث قَالَ ابْن حَنْبَل لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن معِين صُوَيْلِح وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ ضَعِيف توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة ثلاثٍ وَسبعين وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَمُسلم مُتَابعَة العبليُّ عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عَليّ بن ربيعَة بن عبد الْعُزَّى بن عبد شمس أَبُو عدي الْقرشِي العبلي عرف بالعبلي وَلَيْسَ مِنْهُم لِأَن العبلات من ولد أُميَّة الْأَصْغَر بن عبد شمس وَسموا بذلك لِأَن أمّهم عبلة بنت عبيد بن جاذل بِالْجِيم بن قيس بن مَالك ابْن حَنْظَلَة وَهَؤُلَاء يُقَال لَهُم براجم بني تَمِيم ولدت لعبد شمس بن عبد منَاف أُميَّة الْأَصْغَر وَعبد أُميَّة ونوفلاً وَأُميَّة بني عبد شمس فَهَؤُلَاءِ يُقَال لَهُم العبلات وَلَهُم جَمِيعًا عقبٌ أما بَنو أُميَّة الْأَصْغَر فهم بالحجاز وَأما بَنو نَوْفَل فهم بِالشَّام كثير وَعبد الْعُزَّى بن عبد شمس كَانَ يُقَال لَهُ أَسد الْبَطْحَاء وَإِنَّمَا أدخلهم النَّاس فِي العبلات لما صَار الْأَمر لبني أُميَّة الْأَكْبَر وسادوا وَعظم شَأْنهمْ فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام فَجعل سَائِر بني عبد شمسٍ من لَا يعلم طبقَة وَاحِدَة فسموهم أُميَّة الصُّغْرَى ثمَّ قيل لَهُم العبلات لشهرة الِاسْم وَعلي بن عدي جد هَذَا الشَّاعِر شهد الْجمل مَعَ عَائِشَة وَله يَقُول شَاعِر بني ضبة من الرجز (يَا رب اكبب بعلي جَمَلَهْ ... وَلَا تبَارك فِي بعيرٍ حمله) (إِلَّا عَليّ بن عدي لَيْسَ لَهُ) وَأما العبلي هَذَا عبد الله بن عمر فَكَانَ فِي أَيَّام بني أُميَّة يمِيل إِلَى بني هَاشم ويذم بني أُميَّة وَلم يكن لَهُم إِلَيْهِ صنعٌ جميلٌ فَسلم بذلك إِلَى أَيَّام بني الْعَبَّاس ثمَّ خرج على الْمَنْصُور فِي أَيَّامه مَعَ مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الْحسن وَكَانَ العبلي يكره فِي أَيَّام بني أُميَّة مَا يَبْدُو

مِنْهُم فِي حق عَليّ وَيظْهر إِنْكَار لذَلِك فَشهد عَلَيْهِ قومٌ من بني أُميَّة بذلك بِمَكَّة ونهوه عَنهُ فانتقل إِلَى الْمَدِينَة وَقَالَ من الْخَفِيف (شردوني عَن امتداحي عليا ... وَرَأَوا ذَاك فِي دَاء دويا) (فوربي لَا أَبْرَح الدَّهْر حَتَّى ... تختلى مهجتي أحب عليا) (وبنيه أحب أَحْمد إِنِّي ... كنت أَحْبَبْتهم لحبي النبيا) (حب دين لَا حب دنيا وَشر ال ... حب حبٌّ يكون دنياويا) ) (صاغني الله فِي الذؤابة مِنْهُم ... لَا زنيماً وَلَا سنيداً دعيا) (عدوياً خَالِي صَرِيحًا وجدي ... عبد شمسٍ وهَاشِم أبويا) (فسواءٌ عليّ لستُ أُبَالِي ... عبشمياً دعيتُ أم هاشميا) وَفد العبلي إِلَى هِشَام بن عبد الْملك وَقد أمتدحه بقصيدته الدالية وَهِي مَذْكُورَة فِي الأغاني الَّتِي يَقُول فِيهَا من الْخَفِيف (عبد شمسٍ أَبوك وَهُوَ أَبونَا ... لَا نناديك من مَكَان بعيد) (والقرابات بَيْننَا وأشجاتٌ ... محكمات القوى بعقدٍ شَدِيد) فانشده إِيَّاهَا وَأقَام بِبَابِهِ مُدَّة حَتَّى حضر بَابه وُفُود قريشٍ فَدخل فيهم وَأمر لَهُم بمالٍ فضل فِيهِ بني مَخْزُوم أَخْوَاله وَأعْطى العبلي عَطِيَّة لم يرضها فَانْصَرف وَقَالَ من الْخَفِيف (خس حظي أَن كنت من عبد شمسٍ ... لَيْتَني كنت من بني مَخْزُوم) (فأفوز الْغَدَاة فيهم بسهمٍ ... وأبيع الْأَب الْكَرِيم بلوم) وَلما فر العبلي من الْمَنْصُور قصد عبد الله وَالْحسن ابْني الْحسن بسويقة فاستنشده عبد الله شَيْئا من شعره فأنشده فَقَالَ أُرِيد شَيْئا مِمَّا رثيت بِهِ قَوْمك فأنشده قصيدةً سينيةً مَذْكُورَة فِي الأغاني مِنْهَا من المتقارب (أُولَئِكَ قومٌ أذعت بهم ... نَوَائِب من زمنٍ متعسِ) (أذلت قيادي لمن رامني ... وألصقت الرغم بالمعطسِ) (فَمَا أنس لَا أنس قتلاهم ... والا عَاشَ بعدهمْ من نسي) فَبكى مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن فَقَالَ لَهُ عَمه الْحسن بن حسن ابْن عَليّ اتبكي على بني أُميَّة وَأَنت تُرِيدُ ببني الْعَبَّاس مَا تُرِيدُ فَقَالَ وَالله يَا عَم لقد كُنَّا نقمنا على بني أُميَّة مَا نقمنا فَمَا بَنو الْعَبَّاس أخوف الله مِنْهُم وَإِن الْحجَّة على بني الْعَبَّاس لأوجب مِنْهَا عَلَيْهِم

وَلَقَد كَانَ للْقَوْم أَحْلَام وَمَكَارِم وفواضل لَيست لأبي جَعْفَر فَوَثَبَ حسنٌ وَقَالَ أعوذ بِاللَّه من شرك مشكدانه عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن أبان الْكُوفِي أَبُو عبد الرحمان مشكدانه بِضَم الْمِيم وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْكَاف وَالدَّال الْمُهْملَة وَبعد الْألف نون وهاء وَهُوَ بِلِسَان الخرسانيين وعَاء الْمسك روى عَنهُ مسلمٌ وَأَبُو دَاوُد أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَغَيره وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق) توفّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ من أهل الْكُوفَة من موَالِي عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَسمع عبد الله بن الْمُبَارك وَأَبا الْأَحْوَص سَلام ابْن سليم وعبثر بن الْقَاسِم وَعلي بن عَبَّاس وَعبيدَة بن الْأسود وَمُحَمّد ابْن الْحَارِث وَغَيرهم الدبوسي الْحَنَفِيّ عبد الله بن عمر بن عِيسَى أَبُو زيد الدبوسي بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَضم الْبَاء الْمُوَحدَة المخففة وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا السِّين مُهْملَة الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ مِمَّن يضْرب بِهِ الْمثل فِي النّظر واستخرج الْحجَج وَهُوَ أول من وضع علم الْخلاف وأبرزه إِلَى الْوُجُود صنف كتاب الْأَسْرَار وتقويم الْأَدِلَّة وَالْأَمر الْأَقْصَى وناظر بعض الْفُقَهَاء فَكَانَ كلما ألزمهُ أَبُو زيد إلزاماً تَبَسم أَو ضحك فانشد أَبُو زيد من السَّرِيع (مَا لي إِذا ألزمته حجَّة ... قابلني بالضحك والتبسمه) (إِن كَانَ ضحك الْمَرْء من فقهه ... فالدب فِي الصَّحرَاء مَا أفهمهُ) وَتُوفِّي الدبوسي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة سيف الدّين الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن عمر بن أبي بكر سيف الدّين أَبُو الْقَاسِم الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام ولد بقاسيون سنة تسعٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ورحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا الْكثير وتفقه واشتغل بالفقه

وَالْخلاف والفرائض والنحو وَصَارَ إِمَامًا عَالما ذكياً فطناً فصيح الْإِيرَاد قَالَ بعض الْفُقَهَاء مَا اعْترض السَّيْف على مستدل إِلَّا ثلم دَلِيله وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْمَسْأَلَة غير مستعجل بكلامٍ فصيحٍ من غير توقفٍ وَلَا تتعتع وَكَانَ حسن الخلْق والخلُق وَأنكر مُنْكرا بِبَغْدَاد فَضَربهُ الَّذِي أنكر عَلَيْهِ كسر ثنيته ثمَّ مكن مِنْهُ فَلم يقْتَصّ وَحفظ الْإِيضَاح للفارسي وَقَرَأَ على أبي الْبَقَاء العكبري واشتغل بالعروض وصنف فِيهِ ورثاه سُلَيْمَان بن النجيب بقوله من الطَّوِيل (على مثل عبد الله يفترض الْحزن ... وتسفح آماقٌ وَلم يغتمض جفن) (عَلَيْهِ بَكَى الدّين الحنيفي والتقي ... كَمَا قد بكاه الْفِقْه والذهن وَالْحسن) (ثوى لثواه كل فضلٍ وسؤددٍ ... وعلمٍ جزيلٍ لَيْسَ تحمله الْبدن) ورثاه جِبْرِيل المصعبي بقوله من الْبَسِيط) (صبري لفقدك عبد الله مَفْقُود ... ووجدك قلبِي عَلَيْك الدَّهْر مَوْجُود) (عدمت صبري لما قيل إِنَّك فِي ... قبرٍ بحران سيف الدّين مَفْقُود) (نبكي عَلَيْك شجوناً بالدماء كَمَا ... تبْكي التَّعَالِيق حزنا والأسانيد) ابْن الصفار أَبُو سعد عبد الله بن عمر بن أَحْمد بن مَنْصُور بن الإِمَام مُحَمَّد بن الْقَاسِم ابْن حبيب الْعَلامَة أَبُو سعد ابْن الصفار النَّيْسَابُورِي كَانَ إِمَامًا عَالما بالأصول فَقِيها ثِقَة من بَيت الْعلم توفّي سنة سِتّمائَة وَولد سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة وَسمع جده لأمه الْأُسْتَاذ أَبَا نصر ابْن الْقشيرِي وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ والفراوي وزاهر الشحامي وَعبد الغافر بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي وَعبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد الخواري وَغَيرهم وَحدث بِصَحِيح مُسلم عَن الفراوي وبالسنن والْآثَار للبهيقي بِسَمَاعِهِ من الخواري وبالسنن لأبي دَاوُد وروى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ الشَّيْخ شمس الدّين عبد الرحمان وفخر الدّين عَليّ ابْن البُخَارِيّ ابْن اللَّتي عبد الله بن عمر بن عَليّ بن عمر بن زيد الشَّيْخ أَبُو المنجى ابْن

اللتي بلامين آخرهما وبدها تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف مُشَدّدَة الْبَغْدَادِيّ الحريمي الطاهري الْقَزاز روى الْكثير بِبَغْدَاد وحلب ودمشق والكرك وَعلا سَنَده واشتهر اسْمه وَتفرد فِي الدُّنْيَا وَطَلَبه النَّاصِر دَاوُد إِلَى الكرك وسَمعه أَوْلَاده قَالَ ابْن نقطة سَمَاعه صَحِيح وَله أخٌ قد زوّر لعبد الله إجازاتٍ من ابْن نَاصِر وَغَيره وَإِلَى الْآن مَا عَلمته روى بهَا شَيْئا وَهِي بَاطِلَة وَأما الشَّيْخ فصالحٌ لَا يدْرِي هَذَا الشَّأْن الْبَتَّةَ وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي الْعشْرين من ذِي الْقعدَة من سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسمع بإفادة عَمه أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ من أبي الْقَاسِم سعيد بن أَحْمد بن السحن بن الْبَنَّا وَأبي الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَأبي الْفَتْح ابْن البطي وَأبي عَليّ الْحسن بن جَعْفَر بن عبد الصَّمد بن المتَوَكل على الله وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الطَّائِي وَأبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اللحاس وَغَيرهم ابْن الظريف الشَّافِعِي عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عليّ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْحسن بن سهل بن عبد) الله أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْفَتْح ابْن أبي بكر الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الظريف البخلي وَالِد أبي الْحَيَاة مُحَمَّد بن عبد الله الْوَاعِظ قدم بَغْدَاد حَاجا فِي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وحدَّث بهَا عَن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الإسلامي وَولي التدريس بنظامية بَلخ وَقبل ذَلِك بِمَسْجِد راعوم الْمُزنِيّ البدوي عبد الله بن عمر ابْن أبي صبح الْمُزنِيّ أَعْرَابِي بدوي نزل بَغْدَاد وَبهَا مَاتَ كَانَ شَاعِرًا فصيحاً أَخذ عَنهُ الْعلمَاء ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي الفهرست وَمن شعره الْمُوفق الوَرَن عبد الله بن عمر بن نصر الله الأديب الْفَاضِل الْحَكِيم

موفق الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بالورن كَانَ قَادِرًا على النّظم وَله مشاركةٌ فِي الطِّبّ والوعظ وَالْفِقْه حُلْو النادرة لَا تمل مُجَالَسَته أَقَامَ ببعلبك مُدَّة وَخمْس مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد مرثيةً فِي الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَمن شعره من الْخَفِيف (أَنا اهوى حُلْو الشَّمَائِل ألمى ... مشْهد الْحسن جَامع الْأَهْوَاء) (آيَة النَّمْل قد بَدَت فَوق خدي ... هـ فهيموا يَا معشر الشُّعَرَاء) وَمِنْه مَا كتبه إِلَى بعض الْكتاب من الوافر (أيا ابْن السَّابِقين إِلَى الْمَعَالِي ... وَمن فِي مدحه قالي وقيلي) (لقد وصل انقطاعي مِنْك وعدٌ ... فَمن قطع الطَّرِيق على الْوُصُول) وَمِنْه من الْكَامِل (من لي بأسمر جفونه ... بيضٌ وحمرٌ للمنايا تنتضى) (كَيفَ التَّخَلُّص من لواحظه الَّتِي ... بسهامها فِي الْقلب قد نفذ القضا) (أم كَيفَ أجحد صبوةً عذريةً ... ثبتَتْ بِشَاهِد قده الْعدْل الرضى) وَمِنْه من الطَّوِيل (تجور بجفنٍ ثمَّ تَشْكُو انكساره ... فوا عجبا تعدو عَليّ وتستعدي) (أحمل أنفاس الْقبُول سلامها ... وحسبي قبولاً حِين تسعف بِالرَّدِّ) ) (تثنت فَمَال الْغُصْن شوقاً مُقبلا ... من الترب مَا جرت بِهِ فَاضل الْبرد) وَمِنْه من الْكَامِل (يَا سعد إِن لاحت هضاب المنحنى ... وبدت أثيلاتٌ هُنَاكَ تبين) (عرج على الْوَادي فَإِن ظباءه ... لِلْحسنِ فِي حركاتهن سُكُون) وَمِنْه من الْبَسِيط (لله أيامنا والشمل منتظمٌ ... نظماً بِهِ خاطر التَّفْرِيق مَا شعرًا) (والهف نَفسِي على عَيْش ظَفرت بِهِ ... قطعت مَجْمُوعَة الْمُخْتَار مُخْتَصرا)

وَمِنْه من السَّرِيع (أرى غديراً الرَّوْض يهوى الصِّبَا ... وَقدر أَبَت مِنْهُ سكوناً يَدُوم) (فُؤَاده مرتجفٌ للنوى ... طرفه مختلجٌ للقدوم) وَمِنْه من الْكَامِل (ولع النسيم ببانهم فلأجل ذَا ... قد جَاءَ وَهُوَ معطرٌ من تربه) (وأظن لم يمس خفاق الحشا ... متولهاً إِلَّا بساكن شعبه) وَمِنْه من الْخَفِيف (حَار فِي لطفه النسيم فأضحى ... رائحاً اشتياقاً وغادي) (مذ رأى الظبي مِنْهُ طرفا وجيداً ... هام وجدا عَلَيْهِ فِي كل وَاد) وَكَانَ بالبقاع قاضٍ يلقب شهَاب الدّين وَله ولدٌ مليحٌ اسْمه مُوسَى فَأَتَاهُ فقيهٌ مَشْهُور باللواط وَكَانَ قد أظل شهر رَمَضَان فأنزله القَاضِي عِنْد ابْنه فَكتب إِلَيْهِ الْمُوفق الْمَذْكُور من السَّرِيع (قل لشهاب الدّين يَا حَاكما ... فِي شَرعه الْحبّ على الْجَار جَار) (آويت فِي ذَا الشَّهْر ضيفاً يرى ... أَن دَبِيب اللَّيْل مثل النَّهَار) (وَهُوَ فقيهٌ أشعري الخُصى ... يعلم الصّبيان بَاب الظِّهَار) (إياك إِن لاحت لَهُ غفلةٌ ... لف كبار الْبَيْت بعد الصغار) وَكَانَ بالبقاع أَيْضا والٍ من أهل الْأَدَب يعرف بعلاء الدّين عَليّ بن درباسٍ بنظم الشّعْر ويتوالى وَكَانَ الْوَزير بِدِمَشْق إِذْ ذَاك بدر الدّين جَعْفَر ابْن الْآمِدِيّ وَكَانَ يتوالى فاتفق أَنه ولى عِنْده كَاتبا مِمَّن سلم من التسمير فِي نوبَة ديوَان المطابخ لأَنهم كَانُوا قد سرقوا قنداً كثيرا) بِدِمَشْق فَبلغ ذَلِك الْملك الظَّاهِر بيبرس فَأمر بهم فسمروا وطيف بهم على الْجمال إِلَّا هَذَا الْكَاتِب فَإِنَّهُ شفع فِيهِ فَأطلق بعد أَن قدم إِلَى الْجمل ليسمر فَلَمَّا استخدمه ابْن الْآمِدِيّ بالبقاع ضيق على ابْن درباسٍ فَأَقَامَ يعْمل قريحته فِيمَا يَكْتُبهُ إِلَى ابْن الْآمِدِيّ فَلم يَأْتِ بشيءٍ فَسَأَلَ الْمُوفق الْمَذْكُور فِي ذَلِك فنظم من الْبَسِيط (شكية يَا وَزِير الْعَصْر أرفعها ... مَا كَانَ يأمل هَذَا من ولاك عَليّ) (لم يبْق فِي الأَرْض مختارٌ فتبعثه ... إِلَّا فَتى من بقايا وقْعَة الْجمل) فَضَحِك ابْن الْآمِدِيّ وَقَالَ قَالَ وَالله الْحق ثمَّ عزل الْكَاتِب وَلم يستخدمه بعْدهَا أبدا

عبد الله بن عمرو

نصير الدّين القاروقي الشَّافِعِي عبد الله بن عمر بن أبي الرِّضَا الْفَارِسِي الفاروقي الْعَلامَة سيف النّظر نصير الدّين أَبُو بكر الشَّافِعِي مدرس المستنصرية من كبار الشَّافِعِيَّة قدم دمشق وَتكلم وَبَانَتْ فضائله وَمَات بِبَغْدَاد سنة ستٍ وَسَبْعمائة الْبَيْضَاوِيّ عبد الله بن عمر الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُحَقق المدفق نَاصِر الدّين الشِّيرَازِيّ الْبَيْضَاوِيّ صَاحب التصانيف البديعة الْمَشْهُورَة مِنْهَا كتاب الْغَايَة القصوى فِي دارية الْفَتْوَى وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول وَكتاب الْمِنْهَاج فِي أصُول الْفِقْه وَشَرحه أَيْضا وَشرح الْمُنْتَخب فِي الْأُصُول للْإِمَام فَخر الدّين وَكتاب الْإِيضَاح فِي أصُول الدّين وَشرح الكافية فِي النَّحْو وَشرح الْمطَالع فِي الْمنطق قَالَ لي الْحَافِظ نجم الدّين سعيد الدهلي الْحَنْبَلِيّ الحريري توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة خمسٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بتبريز وَدفن بهَا 3 - (عبد الله بن عَمْرو) ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ من نجباء الصَّحَابَة وعلمائهم كتب الْكثير عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَن أَبِيه وَاخْتلف فِي كنيته فَقيل أَبُو عبد الرحمان وَقيل أَبُو نصير وَهِي غَرِيبَة وَالْأَشْهر أَبُو مُحَمَّد أمه ريطة بنت مُنَبّه بن الْحجَّاج السهمية وَلم يعله أَبوهُ فِي السن إِلَّا باثنتي عشرَة سنة وَأسلم قبل أَبِيه وَكَانَ فَاضلا حَافِظًا عَالما قَرَأَ الْكتب وَاسْتَأْذَنَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كتب الحَدِيث فَأذن لَهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله

أكتب كل مَا سمع مِنْك الرضى وَالْغَضَب قَالَ نعم فَإِنِّي لَا أَقُول إِلَّا حَقًا وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة مَا كَانَ أحفظ مني لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلاّ عبد الله بن عَمْرو فَإِنَّهُ كَانَ يعي بِقَلْبِه وأعي بقلبي وَكَانَ يكْتب وَأَنا لَا أكتب وَقَالَ عبد الله حفظت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألف مثل وَكَانَ يسْرد الصَّوْم وَلَا ينَام اللَّيْل وشكاه أَبوهُ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن لعينيك عَلَيْك حَقًا وَإِن لأهْلك عَلَيْك حَقًا وَإِن لزوجك عَلَيْك حَقًا وَإِن لزورك عَلَيْك حَقًا قُم ونم وصم وَأفْطر صم ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر فَذَلِك صِيَام الدَّهْر فَقَالَ لَهُ إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك فَلم يزل يُرَاجِعهُ فِي الصّيام حَتَّى قَالَ لَهُ لَا صَوْم أفضل من صَوْم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا فَوقف عبد الله عِنْد ذَلِك وَتَمَادَى ونازل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ختم الْقُرْآن فَقَالَ لَهُ إختمه فِي كل شهر فَقَالَ إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك فَلم يزل يُرَاجِعهُ حَتَّى قَالَ لَا تَقْرَأهُ فِي أقل مَعَ سبعٍ قيل أقل من خمس وَالْأَكْثَر على سبع فَوقف عِنْد ذَلِك وَاعْتذر رَضِي الله عَنهُ من شُهُود صفّين وَأقسم أَنه لم يرم فِيهَا بسهمٍ وَلَا رمحٍ وَأَنه إِنَّمَا شهد ذَلِك لعزمة أَبِيه عَلَيْهِ وَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ أطع أَبَاك وَكَانَ يَقُول مَالِي ولصفين مَالِي ولقتال الْمُسلمين وَالله لَوَدِدْت أَنِّي مت قبل هَذَا بِعشر سِنِين وَكَانَ يَقُول أسْتَغْفر الله عز وَجل من ذَلِك وَأَتُوب إِلَيْهِ إِلَّا أَنه كَانَت الرَّايَة بِيَدِهِ يومئذٍ وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل ثَلَاث وَسبعين وَقيل خمس وَسِتِّينَ وَقيل سبع وَسِتِّينَ وَهُوَ ابْن اثْنَيْنِ وَسبعين سنة بِمصْر وَقيل بِأَرْض فلسطين وَقيل بِمَكَّة وَقيل بِالطَّائِف ابْن السَّعْدِيّ) عبد الله بن عَمْرو السَّعْدِيّ العامري لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة نزل

الْأُرْدُن وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ أَبُو معمر التَّمِيمِي عبد الله بن عَمْرو بن أبي الْحَاج ميسرَة أَبُو معمر التَّمِيمِي الْمنْقري مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ المقعد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالْبَاقُونَ بِوَاسِطَة والذهلي وَأَبُو زرْعَة وَعُثْمَان بن خرزاد وَكَانَ رِوَايَة عبد الْوَارِث وَلَيْسَ لَهُ فِي الْكتب السِّتَّة شَيْء عَن غَيره قَالَ ابْن معِين ثِقَة ثبتٌ وَكَانَ يَقُول بِالْقدرِ وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَمِير الْبَصْرَة الثَّقَفِيّ عبد الله بن عَمْرو بن غيلَان بن سَلمَة الثَّقَفِيّ ولاه مُعَاوِيَة إمرة الْبَصْرَة وروى عَن ابْن مسعودٍ وَكَعب الْأَحْبَار وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة سبط ابْن عمر عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان سبط ابْن عمر مدنِي كَانَ يُقَال لَهُ الْمطرف من ملاحته وَحسنه وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد الديباج روى عَن ابْن عَبَّاس وَرَافِع بن بن خديج وَالْحُسَيْن بن عَليّ وَتُوفِّي بِمصْر سنة ستٍّ وَتِسْعين وروى لَهُ مسلمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ العرجي الْأمَوِي عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان وَقيل عبد الله بن

عمر على وزن زفر مَمْنُوعًا من الصّرْف هُوَ العرجي بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وبهدها جِيم كَانَ يسكن عرج الطَّائِف وَهُوَ من شعراء قُرَيْش الْمَشْهُورين بالغزل نحا نَحْو عمر بن أبي ربيعَة وأجاد وَكَانَ مشغوفاً باللهو وَالصَّيْد وَكَانَ ذَا مروءةٍ وَلم تكن لَهُ نباهةٌ فِي أَهله كَانَ يتَعَرَّض لأم الأوقص وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الرحمان المَخْزُومِي فَمر يَوْمًا بِبَطن النقيع فَنظر إِلَيْهَا وَكَانَت مَتى رَأَتْهُ رمت بِنَفسِهَا إِلَى الأَرْض وتسترت مِنْهُ وَهِي امرأةٌ من بني تَمِيم فَبَصر بهَا فِي نسوةٍ جالسة يتحدثن فَأحب أَن يَتَأَمَّلهَا من قرب فلقي أَعْرَابِيًا من بني نصر وَمَعَهُ وطبا لبن فَدفع إِلَيْهِ دَابَّته وثيابه وَأخذ قعوده ولبنه وَلبس ثِيَابه وَأَقْبل على النسْوَة فصحن بِهِ يَا أَعْرَابِي أَمَعَك لبنٌ قَالَ نعم وَمَال إلَيْهِنَّ وَجلسَ يتَأَمَّل أم الأوقص وتواثب من مَعهَا إِلَى الوطبين وَجلسَ العرجي يلحظها وَينظر أَحْيَانًا إِلَى الأَرْض فَقَالَت امرأةٌ مِنْهُنَّ أَي شَيْء تطلب فِي) الأَرْض يَا أَعْرَابِي قَالَ قلبِي فَلَمَّا سمعته التميمية نظرت إِلَيْهِ وَكَانَ أشقر أَزْرَق جميل الْوَجْه فَقَالَت العرجي بن عَمْرو وَرب الْكَعْبَة وسترها نساؤها وقلن لَا حَاجَة لنا فِي لبنك فَمضى منصرفاً وَقَالَ من الوافر (أَقُول لصاحبي وَمثل مَا بِي ... شكاة الْمَرْء ذِي الوجد الْأَلِيم) (إِلَى الْأَخَوَيْنِ مثلهمَا إِذا مَا ... تأوبه مؤرقة الهموم) (لحيني وَالْبَلَاء لقِيت ظهرا ... بِأَعْلَى النَّقْع أُخْت بني تَمِيم) (فَلَمَّا أَن رَأَتْ عَيْنَايَ مِنْهَا ... أسيل الخد فِي خلقٍ عميم) (وعيني جؤذرٍ خرقٍ وثغراً ... كلون الأقحوان وجيد ريم) (حنا أترابها دوني عَلَيْهَا ... حنو العائدات إِلَى السقيم) وَمن شعره من الوافر (أضاعوني وأيّ فَتى أضاعوا ... ليَوْم كريهةٍ وسدادِ ثغر) (فصبراً عِنْد معترك المنايا ... وَقد شرعت أسنتها بنحري) (أجرر فِي الْجَوَامِع كَا يومٍ ... فيا الله مظلمتي وصبري) (كَأَنِّي لم أكن فيهم وَسِيطًا ... وَلم تَكُ نسبتي فِي آل عَمْرو) وَهَذِه الأبيات قَالَهَا وَهُوَ فِي الْحَبْس لِأَنَّهُ كَانَ قد لاحى مولى لِأَبِيهِ فأمضه العرجي فَأَجَابَهُ الْمولى بِمثل مَا قَالَه فأمهله حَتَّى إِذا كَانَ اللَّيْل أَتَاهُ مَعَ جماعةٍ من موَالِيه وعبيده فهجم عَلَيْهِ فِي منزله وأوثقه كتافاً ثمَّ أَمر عبيده أَن ينكحوا زَوجته بَين يَدَيْهِ ثمَّ قتلته وَأحرقهُ بالنَّار فاستعدت الْمَرْأَة على العرجي إِلَى مُحَمَّد بن هِشَام وَكَانَ والياً على مَكَّة فِي خلَافَة هِشَام

وَكَانَ العرجي قد هجاه قبل ذَلِك هجواً كثير لما ولاه هِشَام الْحَج وتشبب بِأُمِّهِ وَامْرَأَته فأمض ذَلِك مُحَمَّدًا وَلم يزل يطْلب عثراته حَتَّى وجدهَا فَلَمَّا وجد هَذِه الْحجَّة عَلَيْهِ أَخذه وَأخذ مَعَه الْحصين الْحِمْيَرِي وجلدهما وصب على رؤوسهما الزَّيْت وأقامها فِي الحناطين بِمَكَّة فَقَالَ العرجي أبياتاً مِنْهَا من الوافر (وَكم من عاكبٍ حوراء بكرٍ ... أُلُوف السّتْر وَاضِحَة التراقي) (بَكت جزعاً وَقد سمرت كبولي ... وجامعةٌ يشد بهَا خناقي) ثمَّ حَبسه بعد الْجلد وَأقسم لَا يخرج من حَبسه مَا دَامَ لَهُ سلطانٌ فَمَكثَ فِي حَسبه تسع سِنِين) حَتَّى مَاتَ فِيهِ وَلما ولي الْخلَافَة الْوَلِيد بن يزِيد قبض على مُحَمَّد بن هِشَام وأخيه إِبْرَاهِيم وأشخصهما إِلَى الشَّام ودعا بالسياط فَقَالَ مُحَمَّد أَسأَلك بِالْقَرَابَةِ فَقَالَ الْوَلِيد وَأي قرابةٍ بيني وَبَيْنك هَل أَنْت إِلَّا من أَشْجَع فَقَالَ فأسألك بصهر عبد الْملك قَالَ لَهُ لم تحفظه قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن يضْرب قرشيٌّ بالسياط إِلَّا فِي حد قَالَ فَفِي حدٍّ أضربك وقودٍ أَنْت أول من سنّ ذَلِك على العرجي وَهُوَ ابْن عمي وَابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فَمَا رعيت حق جده وَلَا نسبه بِهِشَام وَأَنا ولي ثَأْره إضراب يَا غُلَام فضربهما ضربا مبرحاً وأثقلا بالحديد ووجها إِلَى يُوسُف بن عمر بِالْكُوفَةِ وَأمره باستصفائهما وتعذيبهما حَتَّى يتلفا فعذبهما عذَابا شَدِيدا وَأخذ مِنْهُمَا مَالا عَظِيما وَمَاتَا تَحت الْعَذَاب وَكَانَ من الفرسان الْمَعْدُودين مَعَ مسلمة بن عبد الْملك بِأَرْض الرّوم وَكَانَ قد اتخذ غلامين فَإِذا كَانَ اللَّيْل نصب قدوره وَقَامَ الغلامان يوقدان النَّار فَإِذا نَام واحدٌ قَامَ الآخر فَلَا يزَالَانِ كَذَلِك حَتَّى يصبحا يَقُول لَعَلَّ طَارِقًا يطْرق وَكَانَ غازياً فَأصَاب النَّاس مجاعةٌ فَقَالَ للتجار أعْطوا النَّاس وَعلي مَا تعطون فَلم يزل يعطيهم وَيطْعم النَّاس حَتَّى أخصبوا فَبلغ عشْرين ألف دِينَار فألزمها العرجي نَفسه وَبلغ الْخَبَر عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ بَيت المَال أَحَق بِهَذَا فَقضى التُّجَّار من بَيت المَال وَمن شعره من الْكَامِل (باتا بأنعم ليلةٍ حَتَّى إِذا ... صبحٌ تلوح كالأغر الْأَشْقَر) (فتلازما عِنْد الْفِرَاق صبَابَة ... أَخذ الْغَرِيم بِفضل الْمُعسر) وَمِنْه من الطَّوِيل (أماطت كسَاء الْخَزّ عَن حر وَجههَا ... وأدنت على الْخَدين بردا مهلهلا) (من اللاء لم يحججن يبغين حسبَة ... وَلَكِن ليقْتلن البريء المغفلا)

عبد الله بن عمران

3 - (عبد الله بن عمرَان) العابد الْمَكِّيّ عبد الله بن عمرَان العابد المَخْزُومِي الْمَكِّيّ روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ أَبُو الكنود الْأَزْدِيّ عبد الله بن عمرَان أَبُو الكنود الْأَزْدِيّ سمع ابْن مَسْعُود وخباب ابْن الْأَرَت وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (عبد الله بن عون) الخراز الْبَغْدَادِيّ عبد الله بن عون ابْن أَمِير مصر الْهِلَالِي الْبَغْدَادِيّ أَبُو مُحَمَّد الأدمِيّ الخراز روى عَنهُ مسلمٌ وروى النَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهم وثَّقه ابْن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ الْحَافِظ الْمُزنِيّ عبد الله بن عون أرطبان أَبُو عون الْمُزنِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام قَالَ خَالِد بن قُرَّة كُنَّا نعجب من ورع ابْن سِيرِين فأنساناه ابْن عون قَالَ شُعْبَة شكّ ابْن عون أحب إِلَيّ من يَقِين غَيره وروى حَمَّاد بن زيد

عبد الله بن عياش

عَن مُحَمَّد بن فضَالة قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فَقَالَ زورزا ابْن عون فَإِنَّهُ يحب الله وَرَسُوله وَكَانَت بعض أَسْنَانه مشدودةً بِالذَّهَب وَكَانَ يُمكنهُ السماع من طائفةٍ من الصَّحَابَة وَكَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث عثمانياً وَقيل إِن أمه نادته فعلا صَوتهَا فخاف فَأعتق رقبتين وترجمته فِي تَارِيخ دمشق عشرُون ورقة ومولده سنة ستٍ وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَة الدِّمَشْقِي الْقَارئ عبد الله بن عَوْف الْكِنَانِي الدِّمَشْقِي الْقَارئ رأى عُثْمَان وروى عَن أبي جُمُعَة الْأنْصَارِيّ وَبشير بن عقربة قَالَ بَعضهم اسْتَعْملهُ عمر بن عبد الْعَزِيز فِي شيءٍ فَتكون وَفَاته تَأَخَّرت إِلَى خلَافَة عمر بن عبد الْعَزِيز أَبُو زبر الدِّمَشْقِي) عبد الله بن الْعَلَاء زبر الربعِي أَبُو زبر الدِّمَشْقِي وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ دُحَيْم ثِقَة من أَشْرَاف أهل دمشق وَثَّقَهُ عدةٌ وَقَالَ أَحْمد مقارب الحَدِيث توفّي سنة أربعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة 3 - (عبد الله بن عَيَّاش) عبد الله بن عَيَّاش بن ربيعَة بن الحارت بن عبد الْمطلب توفّي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ المَخْزُومِي عبد الله بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة عَمْرو بن الْمُغيرَة بن

عبد الله بن عمر ابْن مَخْزُوم أَبُو الْحَارِث ولد بِالْحَبَشَةِ لَهُ رؤيةٌ وَشرف وَقَرَأَ على أبي ابْن كَعْب وَكَانَ من أَقرَأ أهل الْمَدِينَة وروى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن عمر وَغَيره وروى عَنهُ الْحَارِث بن عبد الله وَنَافِع مولى ابْن عمر وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ المنتوف عبد الله بن عَيَّاش المنتوف الْهَمدَانِي الْكُوفِي كنيته أَبُو الْجراح حدث عَن الشّعبِيّ وَغَيره وروى عَنهُ الْهَيْثَم بن عدي فأوعب وَكَانَ أحد أَصْحَاب الْأَخْبَار ورواة الْأَنْسَاب والأشعار مَعَ دراية وَفهم وَكَانَ كيساً مطبوعاً صَاحب نَوَادِر كَانَ ينتف لحيته وَكَانَ أبرص توفّي سنة ثمانٍ وَخمسين وَمِائَة فِي السِّتَّة الَّتِي مَاتَ فِيهَا الْمَنْصُور أَمِير الْمُؤمنِينَ كتب إِلَيْهِ معن بن زَائِدَة من الْيمن قد بعثت إِلَيْك بِخَمْسِمِائَة دينارٍ وَمن الثِّيَاب اليمنية بِخَمْسِينَ ثوبا أَشْتَرِي بهَا دينك فَكتب إِلَيْهِ قد بِعْتُك ديني كُله إِلَّا التَّوْحِيد لعلمي بقلة رغبتك فِيهِ قَالَ ابْن عَيَّاش فَحدثت الْمَنْصُور بذلك فَمَا زَالَ يضْحك مِنْهُ ويعجب لَهُ وَكَانَ شَاعِرًا هجاء يتقى لِسَانه وَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور يَوْمًا أنظر إِلَى لحية عبد الله بن الرّبيع مَا أحْسنهَا فَحلف ابْن عَيَّاش أَنه أحسن مِنْهُ فَقَالَ ابْن الرّبيع مَا أجرأك على الله أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ ابْن عَيَّاش يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إنتف لحيته وأقمني إِلَى جنبه حَتَّى ترى أَيّنَا أحسن وَكَانَ يطعن على الرّبيع فِي نسبه طَعنا قبيحاً وَيَقُول لَهُ فِيك شبهٌ من الْمَسِيح يخدعه بذلك فَكَانَ يُكرمهُ فَأخْبر الْمَنْصُور بذلك فَقَالَ إِنَّه يُرِيد أَنه لَا أَب لَك فتنكر لَهُ بعد ذَلِك وَقَالَ لَهُ رجلٌ لي إِلَيْك حاجةٌ صَغِيرَة فَقَالَ أطلب لَهَا صَغِيرا مثلهَا وَكَانَ الْمَنْصُور قد أَخذ عَلَيْهِ الْعَهْد بإعفاء لحيته من النتف فَلَمَّا مَاتَ الْمَنْصُور جعل يصْرخ عَلَيْهِ وَيَقُول يَا أَمِير المؤمنيناه وينتف لحيته حَتَّى أَتَى عَلَيْهَا جَمْعَاء) وَمن شعره فِي أخي أبي عَمْرو بن الْعَلَاء من الطَّوِيل (صبحت ابا سُفْيَان سِتِّينَ حجَّة ... خليلي صَفاءٍ وُدُّنا غيرُ كاذِبِ) (فَأمْسَيتُ لما حالَتِ الأَرْض بَيْننَا ... على قربه مني كمن لم أصَاحب) الْقِتْبَانِي عبد الله بن عَيَّاش الْقِتْبَانِي بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون التَّاء

عبد الله بن عيسى

ثَالِثَة الْحُرُوف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف نون الْمصْرِيّ إحتج بِهِ مسلمٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق لَيْسَ بالمتين وَقَالَ أَيْضا هُوَ قريب من ابْن لَهِيعَة وَضَعفه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ توفّي سنة سبعين وَمِائَة وروى لَهُ مسلمٌ وَالنَّسَائِيّ 3 - (عبد الله بن عِيسَى) أبن أبي ليلى عبد الله بن عِيسَى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى الْكُوفِي كَانَ أسن من عَمه القَاضِي وأزهد وروى عَن جده وَسَعِيد بن جُبَير وَالشعْبِيّ وَعِكْرِمَة قَالَ ابْن خرَاش هُوَ أوثق ولد ابْن أبي ليلى توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة أَبُو مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ عبد الله بن عِيسَى أَبُو مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ السَّرقسْطِي الْحَافِظ كَانَ يحفظ صَحِيح البُخَارِيّ وَسنَن أبي دَاوُد عَن ظهر قلبٍ وَله على صَحِيح مُسلم تأليفٌ حسن لم يكمله وَله اتساع بَاعَ فِي اللُّغَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة أَبُو مُحَمَّد الشلبي عبد الله بن عِيسَى بن أَحْمد بن سعيد أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر الأندلسي الشلبي من بَيت الْعلم والوزارة حصل من الْعلم مَا لم يحصله غَيره وَولي الْقَضَاء بالأندلس وَحج وجاور وَقدم خُرَاسَان وبغداد وطار ذكره فِي هَذِه الْبِلَاد وَتُوفِّي بهراة وَسمع وَحدث وَكَانَت وَفَاته سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ابْن بختويه الوَاسِطِيّ الطَّبِيب عبد الله بن عِيسَى بن بختويه كَانَ من أهل وَاسِط وَكَانَ طَبِيبا خَطِيبًا لَدَيْهِ معرفةٌ فِي صناعَة الطِّبّ كَلَام مطلعٍ على تصانيف

عبد الله بن غانم

القدماء وَله فِيهَا نظر ودراية وَكَانَ وَالِده أَيْضا طَبِيبا وَلأبي) الْحُسَيْن عبد الله من الْكتب كتاب الْمُقدمَات وَيعرف بكنز الْأَطِبَّاء أَلفه لوَلَده وَكتاب فِي الفصد وَكتاب الْقَصْد إِلَى معرفَة الزّهْد أَبُو مُحَمَّد الْمَالِكِي الْهَمدَانِي عبد الله بن غَالب بن تَمام بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْهَمدَانِي الْمَالِكِي الْفَقِيه عَالم أهل سبتة وصالحهم وشيخهم كَانَ إِمَامًا فتياً عَارِفًا بِالْمذهبِ بليغاً شَاعِرًا نظاراً توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (عبد الله بن غَانِم) أَبُو مُحَمَّد بن غَانِم عبد الله بن غَانِم بن عَليّ الْقدْوَة الزَّاهِد أَبُو مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ الْكَبِير الْعَارِف أبي عبد الله النابلسي كَانَ شيخ الأَرْض المقدسة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة بنابلس وَبهَا ولد سنة ثَمَان وسِتمِائَة وَلَعَلَّه سمع بهَا من الْبَهَاء عبد الرحمان فَإِنَّهُ روى بهَا الْكثير فِي سنة تسع عشرَة وَقد سمع بِدِمَشْق من الْحَافِظ ضِيَاء الدّين الْمَقْدِسِي وَكَانَ شيخ وقته زاهداً وصلاحاً وشهرةً وجلالة وَحدث عَن النَّجْم بن الخباز فِي مشيخته النَّحْوِيّ عبد الله بن فَزَارَة النَّحْوِيّ من نحاة مصر مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (عبد الله بن فروخ) سمع أَبَا هُرَيْرَة وَعَائِشَة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ فَقِيه القيروان عبد الله بن فروخ أَبُو مُحَمَّد الْفَارِسِي المغربي فَقِيه القيروان

وزاهدها كَانَ قوالاً للحق لَا يهاب الْمُلُوك فِي نهيهم الظُّلم كثير التجهد والتأله قَالَ البُخَارِيّ يعرف مِنْهُ وينكر قَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه غير محفوظةٍ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد ابْن غزلون عبد الله بن فرج بن غزلون أَبُو مُحَمَّد الْيحصبِي الطليطلي ابْن الْعَسَّال روى الحَدِيث وَكَانَ فصيحاً مفوهاً شَاعِرًا مفلقاً توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره الشَّاعِر الْأَسدي عبد الله بن فضَالة بن شريك بن سلمَان بن خويلد بن سَلمَة بن عَامر بن موقد النَّار يَنْتَهِي إِلَى نزار كَانَ شَاعِرًا وَسَيَأْتِي ذكره وَالِده فضَالة فِي حرف الْفَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَتَى عبد الله إِلَى عبد الله بن الزبير وافدأً فَقَالَ لَهُ بَعدت شقتي ونقبت رَاحِلَتي قَالَ أحضرها فأحضرها فَقَالَ أقبل بهَا وَأدبر فَفعل فَقَالَ ارقعها بسبتٍ واخفضها بهلبٍ وأنجد بهَا يبرد خفها وسر البردين تصح فَقَالَ ابْن فضَالة إِنِّي أَتَيْتُك مستحملاً وَلم آتِك مستوصفاً فلعن الله نَاقَة حَملتنِي إِلَيْك فَقَالَ ابْن الزبير إِن وراكبها فَانْصَرف ابْن فضَالة وَقَالَ من الوافر (أَقُول لغلمتي شدوا ركابي ... أجازو بطن مَكَّة فِي سَواد) (فَمَالِي حِين أقطع ذَات عرقٍ ... إِلَى ابْن الكاهلية من معاد) (سيبعد بَيْننَا نَص المطايا ... وَتَعْلِيق الأداوي والمزاد) (وكل معبدٍ قد أعلمته ... مناسمهن طلاع النجاد)

(أرى الْحَاجَات عِنْد أبي خبيبٍ ... نكدن وَلَا أُميَّة فِي الْبِلَاد) (من الأعياص أَو من آل حربٍ ... أغر كغرة الْفرس الْجواد) قلت أَبُو خبيب كنية عبد الله بن الزبير وَكَانَ يكنى أَبَا بكر وخبيبٌ أكبر أَوْلَاده وَلم يكنه بِهِ إِلَّا من ذمه فَكَأَن ذَلِك لقب لَهُ وَقَول ابْن الزبير إِن وراكبها إِن هَا هُنَا بِمَعْنى نعم كإنه إقرارٌ بِمَا قَالَه قَالَ ابْن قيس الرقيات من الْكَامِل المرفل) (وَيَقُلْنَ شيبٌ قد علا ... ك وَقد كَبرت فَقلت إِنَّه) الْمدنِي عبد الله بن الْمفضل با الْعَبَّاس بن ربيعَة بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب الْمدنِي قتل أَبوهُ يَوْم الْحرَّة وَهُوَ صبي روى عَن أنس وَعبيد الله بن أبي رَافع وَأبي سَلمَة عبد الرحمان وَنَافِع بن جُبَير والأعرج وَجَمَاعَة وَوَثَّقَهُ جمَاعَة وَهُوَ صَاحب حَدِيث الْبكر تستأمر وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة المغربي عبد الله بن فلاح المغربي قَالَ ابْن رَشِيق كَانَ متصدراً لِلْقُرْآنِ مَشْهُورا بذلك ذكياً لوذعياً مليح الشّعْر فَمن مشهوره قَوْله من الطَّوِيل (محلك من قلبِي وسمعي وناظري ... حمى لم يبحه مذ نأيت مُبِيح) (وَإِنِّي وَإِن أَبْصرت مِنْك تغيراً ... على مَا بقلبي من هوى لشحيح) (يَقُول أناسٌ قد سلوت وإنني ... لفي حسراتٍ أغتدي وأروح) تمكن من جسمي الضنى فأذابه فها أَنا أبلى والفؤاد صَحِيح وَمِنْه مَا كتب فِي رخامةٍ عِنْد رَأسه فِي قَبره من الطَّوِيل (أيا من رأى قبراً تضمن رمسه ... أَخا سكرةٍ مَا إِن يفِيق إِلَى الْحَشْر) (وَمَا سَاءَنِي الأحباب فِي برزخ البلى ... فَأَصْبَحت لَا أزداد إِلَّا على عقر) (وَأصْبح وَجْهي بعد أَي نضارةٍ ... كَسَاه البلى ثوبا يجد مَعَ الدَّهْر)

عبد الله بن القاسم

3 - (عبد الله بن الْقَاسِم) مرتضي الدّين الشهرزوري عبد الله بن الْقَاسِم بن المظفر بن عَليّ أَبُو مُحَمَّد الشهرزوري المنعوت بالمرتضى وَالِد القَاضِي كَمَال الدّين كَانَ واعظاً رشقاً أديباً شَاعِرًا توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَوعظ فِي بَغْدَاد مُدَّة واشتغل بالفقه والْحَدِيث وَرجع لى الْموصل وَتَوَلَّى بهَا الْقَضَاء وروى بهَا الحَدِيث وَمن شعره من الْخَفِيف (لمعت نارهم وَقد عسعس اللي ... ل ومل الْحَادِي وحار الدَّلِيل) (فتأملتها وفكري من البي ... ن عليلٌ ولحظ عَيْني كليل) (وفؤادي ذَاك الْفُؤَاد الْمَعْنى ... وغرامي ذَاك الرغام الدخيل) (ثمَّ قابلتها وَقلت لصحبي ... هَذِه النَّار نَار ليلى فيميلوا) (فرموا نَحْوهَا لحاظاً صَحِيحا ... ت فَعَادَت خواسئاً وَهِي حول) (ثمَّ مالوا إِلَى الملام وَقَالُوا ... خلبٌ مَا رَأَيْت أم تخييل) (فتجنبتهم وملت إِلَيْهَا ... والهوى مركبي وشوقي الزميل) (وَمَعِي صَاحب أَتَى يقتفي الآ ... ثار وَالْحب شَرطه التطفيل) (وَهِي تعلو وَنحن ندنو إِلَى أَن ... حجزت دونهَا طلولٌ محول) (فَدَنَوْنَا من الطلول فحالت ... زفراتٌ من دونهَا وغليل) (قلت من بالديار قَالُوا جريحٌ ... وأسيرٌ مكبلٌ وقتيل) (مَا الَّذِي جِئْت تبتغي قلت ضيفٌ ... جَاءَ يَنْبَغِي الْقرى فَأَيْنَ النُّزُول) (فَأَشَارَتْ بالرحب دُونك فاعقر ... هَا فَمَا عندنَا لضيفٍ رحيلُ) (من أَتَانَا ألقِي عَصا السّير عَنهُ ... قلت من لي بهَا وَكَيف السَّبِيل) وَهِي أَكثر من هَذَا وَمن شعر ابْن الشهرزوري فِي الشمعة من مجزوء الْكَامِل (ناديتها ودموعها ... تحكي سوابق عبرتي) (وَالنَّار من زفراتها ... تحكي تلهب زفرتي)

عبد الله بن أبي قتادة

(مَاذَا التنحب والبكا ... ء فأعربت عَن قصتي) (قَالَت فجعت بِمن هوي ... ت فمحنتي من منحتي) ) (بالنَّار فرق بَيْننَا ... وَبهَا أفرق جملتي) وَمِنْه فِيهَا أَيْضا من الوافر (إِذا صال البلى وسطا عَلَيْهَا ... تَلَقَّتْهُ بذل فِي التواني) (إِذا خضعت تقط بحس مس ... فتحيا فِي الْمقَام بِلَا تواني) (كَأَنِّي مثلهَا فِي كل حالٍ ... أَمُوت بكم وتحييني الْأَمَانِي) وَمِنْه من الدوبيت (يَا قلب إلام لَا يُفِيد النصح ... دع مزحك هوى جناه المزح) (مَا جارحةٌ فِيك خَلاهَا جرح ... مَا تشعر بالخمار حَتَّى تصحو) وغالب شعره من هَذَا النمط من بَاب الْوَعْظ والتذكير والأشعار الربانية أَبُو مُحَمَّد اللَّخْمِيّ عبد الله بن قَاسم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف أَبُو مُحَمَّد اللَّخْمِيّ الْحَافِظ الأندلسي الحريري ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وعني بِالْحَدِيثِ أتم عناية وصنف كتاب حديقة الْأَنْوَار فِي معرفَة الْأَنْسَاب والمنهج الرضي فِي الْجمع بَين كتابي ابْن بشكوال وَابْن الفرضي وَكَانَ مَعَ حفظه شَاعِرًا مليح الْخط وَمن شعره أَبُو الْقَاسِم الْبَصْرِيّ عبد الله بن قَاسم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الحريري أَبُو الْقَاسِم الْبَصْرِيّ ابْن صَاحب المقامات سكن بَغْدَاد لَهُ حظٌ وافرٌ من الْأَدَب واللغة مولده سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي روى المقامات ودرة الغواص وملحة الْإِعْرَاب عَن وَالِده وَكتب المقامات بِخَطِّهِ رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ غير وَاحِدَة 3 - (عبد الله بن أبي قَتَادَة) روى عَن أَبِيه فَارس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي حُدُود

عبد الله بن كثير

الْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عبد الله بن قيس بن حضار هُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الْيَمَانِيّ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم عَلَيْهِ مُسلما مَعَ أَصْحَاب السفينتين من الْحَبَشَة اسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على زبيد وعدن وَولي الْكُوفَة وَالْبَصْرَة لعمر وَحفظ الْكثير عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ من أجلاء الصَّحَابَة توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين على الصَّحِيح الْحِمصِي عبد الله بن أبي قيس مولى عَطِيَّة شَامي من حمص روى عَن أبي الدَّرْدَاء وَأبي ذَر وَعَائِشَة وَابْن الزبير توفّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة 3 - (عبد الله بن كثير) أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة عبد الله بن كثير أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة أَبُو معبدٍ مولى عَمْرو بن عَلْقَمَة الْكِنَانِي أَصله فَارسي وَيُقَال لَهُ الدَّارِيّ الْعَطَّار نِسْبَة إِلَى دارين وَقَالَ البُخَارِيّ هُوَ قرشي من بني عبد الدَّار وَقَالَ أَبُو بكر بن دَاوُد الدَّار بطنٌ من لخمٍ مِنْهُم تَمِيم الدَّارِيّ وَعَن الْأَصْمَعِي الَّذِي لَا يبرح فِي دَاره وَلَا يطْلب معاشاً قَرَأَ الْقُرْآن على مُجَاهِد باتفاف وَورد أَنه قَرَأَ على عبد الله بن السَّائِب المَخْزُومِي صَاحب أبي بن كَعْب وَقد

عبد الله بن كعب

حدث عَن ابْن الزبير وَعبد الله الرحمان بن مطعم وَأبي الْمنْهَال وَعِكْرِمَة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة وراوياه قنبل مُحَمَّد بن عبد الرحمان وَالْآخر البزي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله وَاخْتلف الْعلمَاء فِي قِرَاءَة ابْن كثير فَقيل إِنَّهَا موقوفةٌ عَلَيْهِ لم تتجاوزه إِلَى أحد وَقيل مَوْقُوفَة على مُجَاهِد بن جبر لم يتجاوزها أحدا فَوْقه وَقيل مَوْقُوفَة على ابْن عَبَّاس لم تتجاوزه وَقيل مَوْقُوفَة على أبي ابْن كَعْب وَقيل قَرَأَ على درباس عَن ابْن عَبَّاس وَأهل مَكَّة يَقُولُونَ درباس مخففاً وَأهل الحَدِيث يَقُولُونَ درباس مشدداً وَقيل قَرَأَ على درباس عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء وَعِيسَى بن عمر والخليل بن أَحْمد وَحَمَّاد ابْن سَلمَة) وَحَمَّاد بن زيد اليصري الدِّمَشْقِي الطَّوِيل الْمُقْرِئ عبد الله بن كثير الدِّمَشْقِي أحد الْقُرَّاء إِمَام جَامع دمشق روى عَن الْأَوْزَاعِيّ وَعبد الرحمان بن يزِيد بن جَابر وشبيان النَّحْوِيّ وَعنهُ هِشَام بن عمار وَسليمَان بن عبد الرحمان ومحمود بن خَالِد وَغَيرهم قَرَأَ فِي الصَّلَاة وَإِذ قَالَ إبراهام فَبعث إِلَيْهِ نصر بن حَمْزَة فخفقه بِالدرةِ ونحاه عَن الصَّلَاة قَالَ أَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي سنة ستٍ وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (عبد الله بن كَعْب) الْمرَادِي عبد الله بن كَعْب المرداي قتل يَوْم صفّين مَعَ عَليّ بن أبي طَالب يُقَال لَهُ صُحْبَة وَكَانَت وَفَاته سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ الْأنْصَارِيّ عبد الله بن كَعْب بن مَالك السّلمِيّ الْأنْصَارِيّ قَائِد أَبِيه من بَين بنيه حِين عمي سمع أَبَاهُ وَعُثْمَان وَأَبا لبَابَة وَعبد الله بن أنيس وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَسوى ابْن ماجة

عبد الله بن كيسان

الْمَازِني عبد الله بن كَعْب الْأنْصَارِيّ البدري أَخُو أبي ليلى الْمَازِني توفّي سنة ثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (عبد الله بن كيسَان) التَّيْمِيّ الْمدنِي عبد الله بن كيسَان التَّيْمِيّ الْمدنِي مولى أَسمَاء بنت أبي بكر روى عَن أَسمَاء وَابْن عمر وثقوه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين ومائه وروى لَهُ الْجَمَاعَة ابْن أبي فَرْوَة عبد الله بن كيسَان أبي فَرْوَة هُوَ أَبُو عبد الله بن أبي فَرْوَة جد الرّبيع مولى الْمَنْصُور كَانَ عبد الله هُوَ وَعبد الْملك بن مَرْوَان وَمصْعَب بن الزبيرفي حداثتهم أخلاء لَا يكادون يفترقون وَكَانَ أحدهم إِذا اكتسى كسْوَة اكتسى الآخر مثلهَا فاكتسى عبد الْملك حلَّة واكتسى ابْن أبي فَرْوَة مثلهَا وَبَقِي مُصعب لَا يجد مَا يكتسيه فَذكر ابْن أبي فَرْوَة ذَلِك لِأَبِيهِ فَكَسَاهُ مثل حلتيهما على يَد ابْنه فَلَمَّا ولي مُصعب الْعرَاق استكتب ابْن أبي فَرْوَة وَكَانَ عِنْده يَوْمًا إِذْ أُتِي مصعبٌ بِعقد جوهرٍ قد أُصِيب فِي بِلَاد الْعَجم لَا يدرى مَا قِيمَته فَجعل مُصعب يقلبه ويعجب مِنْهُ ثمَّ قَالَ لِابْنِ أبي فَرْوَة أَبَا عبد الله أَيَسُرُّك أَن أهبه لَك قَالَ نعم وَالله أصلح الْأَمِير فَدفعهُ إِلَيْهِ فَرَآهُ وَقد سر بِهِ سُرُورًا شَدِيدا ققال لَهُ مُصعب أَرَاك قد سررت بِهِ فَقَالَ نعم فَقَالَ مُصعب وَالله لأَنا بالحلة يَوْم كسوتنيها أَشد سُرُورًا مِنْك بِهَذَا الْآن وَلم يزل العقد عِنْد ابْن أبي فَرْوَة إِلَى أَن انْقَضتْ أَيَّام مُصعب فَكَانَ سَبَب غناهُ وغنى عقبه فِيمَا بعد وَذكر مصعبٌ الزبيرِي أَنه ظهر عَامل خُرَاسَان على كنزٍ فِيهِ نخلةٌ كَانَت لكسرى مصوغةٌ من ذهب عثاكيلها من لؤلؤٍ وجوهرٍ وياقوتٍ أَحْمَر وأخضر فحملها إِلَى مُصعب بن الزبير فَجمع المقومين لَهَا لما وَردت عَلَيْهِ فقوموها ألفي ألف دِينَار فَقَالَ إِلَى من أدفعها فَقَالُوا لَهُ إِلَى نِسَائِك وَأهْلك فَقَالَ لَا بل إِلَى رجل قدم إِلَيْنَا يدا وأولانا جميلاً أَدْعُو عبد الله بن أبي فَرْوَة فَدَفعهَا إِلَيْهِ فَلَمَّا قتل مصعبٌ كَاتب ابْن أبي فَرْوَة عبد الْملك بن مَرْوَان

وبذل لَهُ مَالا فَسلم مِنْهُ بِمَالِه وَكَانَ أيسر أهل الْمَدِينَة وَأَبُو فَرْوَة كيسَان مولى الْحَارِث الحفار مولى عُثْمَان ابْن عَفَّان وَكَانَ أَبُو فَرْوَة أحد من حصر عُثْمَان وناداه وَفِي لِسَانه لكنةٌ رد المذالم يُرِيد الْمَظَالِم فَقَالَ عُثْمَان أَنْت أول من أرد على الحفار وَقَالَ الحزين الديلِي فِي ذَلِك من الطَّوِيل (شهِدت بِإِذن الله أَن مُحَمَّدًا ... رسولٌ من الرحمان غير مكذب) (وَأَن وَلَا كيسَان للحرث الَّذِي ... ولي زَمنا حفر الْقُبُور بيشرب) ) وَقد رُوِيَ لعبد الله بن أبي فَرْوَة أَبْيَات شعرٍ وَهِي من الطَّوِيل (وَلما أَتَيْنَا منزلا طله الندى ... أنيقاً وبستاناً من النُّور حاليا) (أجد لنا طيب الْمَكَان وَحسنه ... منى نتمناها فَكنت الأمانيا) أَبُو عَامر الْهَوْزَنِي عبد الله بن لحي وَالِد أبي الْيَمَان هُوَ أَبُو عَامر الْهَوْزَنِي من قدماء التَّابِعين توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة ابْن لهيعه عبد الله بن لَهِيعَة بن عقبَة بن فرعان عَالم الديار المصرية وقاضيها ومفتيها ومحدثها قَالَ ابْن حَنْبَل مَا كَانَ مُحدث مصر إِلَّا ابْن لَهِيعَة وَقَالَ ابْن بكير إحترق منزل ابْن لَهِيعَة وَكتبه سنة سبعين وَمِائَة وَقَالَ ابْن حَنْبَل من كَانَ بِمصْر مثل ابْن لَهِيعَة فِي كَثْرَة حَدِيثه وَضَبطه وإتقانه ضعفه يحيى الْقطَّان وَغَيره وَسَائِر النقاد على أَنه لَا يحْتَج بحَديثه وَعَن ابْن معِين ضَعِيف وَسُئِلَ أَبُو زرْعَة عَن سَماع القدماء من ابْن لَهِيعَة فَقَالَ أَوله وَآخره سَوَاء وَقَالَ كَانَ ابْن لَهِيعَة لَا يضْبط وَلَيْسَ بِحجَّة وَقَالَ ابْن حبَان من

أَصْحَابنَا من يَقُول من سمع مِنْهُ قبل احتراق كتبه مثل العبادلة عبد الله ابْن وهب وَعبد الله بن الْمُبَارك وَعبد الله بن يزِيد وَعبد الله ابْن مسلمة القعْنبِي سماعٌ صَحِيح وَمن سمع بعد احتراقها فَلَيْسَ بِشَيْء وَقد رمي بالتشيع وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وروى لَهُ مسلمٌ تبعا وَلما توفّي أَبُو خُزَيْمَة إِبْرَاهِيم بن يزِيد الْحِمْيَرِي القَاضِي دخل ابْن حديج على الْمَنْصُور فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور يَا ابْن حديج لقد توفّي ببلدك رجلٌ أُصِيبَت بِهِ الْعَامَّة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ذَاك إِذا أَبُو خُزَيْمَة قَالَ نعم فَمن ترى أَن نولي الْقَضَاء بعده قَالَ أَبَا معدان الْيحصبِي قَالَ رجلٌ أصمٌ وَلَا يصلح للْقَضَاء قَالَ فَابْن لَهِيعَة على ضعفٍ فِيهِ فَأمر بتوليته وَأجْرِي عَلَيْهِ فِي كل شهر ثَلَاثُونَ دِينَارا وَهُوَ أول قاضٍ تولى مصر من قبل الْخَلِيفَة وَإِنَّمَا كَانَ وُلَاة الْبَلَد هم الَّذين يولون الْقُضَاة من عِنْدهم ابْن بُحَيْنَة عبد الله بن مَالك بن بُحَيْنَة بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا نون قديم الْإِسْلَام والصحبة فاضلٌ ناسك توفّي آخر أَيَّام مُعَاوِيَة فِي حُدُود) السِّتين وروى لَهُ الْجَمَاعَة أَبُو الْمُصِيب الصّقليّ عبد الله بن أبي مَالك أَبُو الْمُصِيب الْقَيْسِي الصّقليّ أحد رجال اللُّغَة والعربية المطابيع فِي أَجنَاس القريض الْعَالمين بالأوزن والأعاريض وَمن شعره من الْكَامِل (غلط الَّذِي سمى الْحِجَارَة جوهراً ... إِن الْكَرِيم أَحَق باسم الْجَوْهَر) (إِن الْجَوَاهِر قد علمت صوامتٌ ... والمرء جوهره جميل الْمحْضر) ابْن سيف الْمُقْرِئ عبد الله بن مَالك بن سيف بو بكر التجِيبِي الْمُقْرِئ من كبار قراء مصر أَخذ عَن أبي يَعْقُوب الْأَزْرَق صَاحب ورش تِلَاوَة وَتُوفِّي سنة سبع وثلاثمائة وَسمع مُحَمَّد بن رمح وَجَمَاعَة قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عدي عبد الْعَزِيز ابْن عَليّ بن

عبد الله بن المبارك

مُحَمَّد بن إِسْحَاق ابْن الإِمَام وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَرْوَان وَمُحَمّد بن عبد الرحمان الظهراوي وَغَيرهم وَهُوَ آخر أَصْحَاب الْأَزْرَق وَفَاة أَبُو تَمِيم الجيشاني عبد الله بن مَالك أَبُو تَمِيم الجيشاني هُوَ أَخُو سيف ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقدما الْمَدِينَة زمن عمر رَضِي الله عَنهُ وقرآ الْقُرْآن على معَاذ بن جبل وَكَانَ من أعبد أهل مصر وروى عَن عمر وَعلي وَأبي ذَر وَتُوفِّي سنة سبع لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم والتِّرمذي وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (عبد الله بن الْمُبَارك) 3 - (بن وَاضح الْحَنْظَلِي) مَوْلَاهُم التركي ثمَّ الْمروزِي الْحَافِظ فريد الزَّمَان وَشَيخ الْإِسْلَام كَانَت أمه خوارزمية ومولده سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ طلب الْعلم وَهُوَ ابْن بضع عشرَة سنة ورحل سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة وَلَقي التَّابِعين وَأكْثر الترحال والتطواف إِلَى الْغَايَة فِي طلب الْعلم وَالْجهَاد وَالْحج وَالتِّجَارَة روى عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ وَعَاصِم الْأَحول وَحميد الْأَجْلَح الْكِنْدِيّ وحسين الْمعلم وحَنْظَلَة السدُوسِي وحيوة بن شُرَيْح وَهِشَام ابْن عُرْوَة والجريري وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَالْأَعْمَش وبريد بن عبد الله وخَالِد الْحذاء وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَابْن عون وَابْن جريح ومُوسَى بن عقبَة وَخلق ثمَّ عَن الْأَوْزَاعِيّ وَالثَّوْري وَشعْبَة وَمَالك اللَّيْث وَابْن لَهِيعَة والحمادين وطبقتهم ثمَّ عَن هشيم وَابْن عُيَيْنَة وخلقٍ من أقرانه وصنف التصانيف النافعة قَالَ ابْن مهْدي هُوَ أفضل من الثَّوْريّ وَقَالَ ابْن حَنْبَل لم يكن فِي زَمَانه مثله وَلَا أطلب مِنْهُ للْعلم وَقَالَ ابْن معِين كَانَ ثِقَة متثبتاً وَكتبه نحوٌ من عشْرين ألف حَدِيث وَقَالَ الْعَبَّاس بن مُصعب جمع ابْن الْمُبَارك والْحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَأَيَّام النَّاس والشجاعة والسخاء

عبد الله بن المثنى

ومحبة الْفرق لَهُ وَكَانَ غَنِيا رَأس مَاله نحوٌ من أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم وَكَانَ من فحول الشُّعَرَاء وَلما بلغ الرشيد مَوته قَالَ مَاتَ سيد الْعلمَاء وَمَات بهيت وعانة فِي رَمَضَان قَالَ الْعَبَّاس بن مُحَمَّد النَّسَفِيّ سَمِعت أَبُو حَاتِم الْفربرِي يَقُول رَأَيْت فِي النّوم ابْن الْمُبَارك وَاقِفًا على بَاب الْجنَّة وَبِيَدِهِ مفتاحٌ فَقلت مَا يوقفك هَاهُنَا قَالَ هَذَا مِفْتَاح الْجنَّة دَفعه لي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ حَتَّى أَزور الرب تَعَالَى فَكُن أميني فِي السَّمَاء كَمَا كنت أميني فِي الأَرْض وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم المصِّيصِي رَأَيْت الْحَارِث بن عَطِيَّة فِي النّوم فَسَأَلته فَقَالَ غفر لي قلت فَابْن الْمُبَارك فَقَالَ بخٍ بخٍ ذَاك فِي عليين مِمَّن يلج على الله فِي كل يَوْم مرَّتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَمن شعر عبد الله بن الْمُبَارك من الْبَسِيط (قد يفتح حانوتاً لمتجره ... وَقد فتحت لَك الْحَانُوت بِالدّينِ) (بَين الأساطين حَانُوت بِلَا غلقٍ ... تبْتَاع بِالدّينِ أَمْوَال الْمَسَاكِين) (صيرت دينك شاهيناً تصيد بِهِ ... وَلَيْسَ يفلح أَصْحَاب الشواهين) 3 - (عبد الله بن الْمثنى) 3 - (بن عبد الله بن أنس بن مَالك بن نصر الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ) قَالَ ابْن معِين صَالح الحَدِيث وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَا أخرج حَدِيثه توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة أَبُو حُصَيْن المعري عبد الله بن المحسن بن عبد الله وَيَأْتِي تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة وَلَده أبي يعلى عبد الْبَاقِي وكنيته عبد الله هَذَا أَبُو حُصَيْن وَهُوَ بيتٌ فِي المعرة طلع مِنْهُ فضلاء وشعراء قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب أَنْشدني لَهُ القَاضِي أَبُو الْيُسْر يرثي وَالِده وَقد مَاتَ فِي الْحَج من مجزوء المتقارب (دمٌ فَوق صَدْرِي وكف ... من الجفن لما ذرف) (لفقدان من لَا رأى ... يدا الدَّهْر مِنْهُ خلف) (لميتٍ غَدا ثاوياً ... بِطيبَة بَين السّلف) نَابِغَة بني شَيبَان عبد الله بن الْمخَارِق قيل إِنَّه كَانَ نَصْرَانِيّا وَكَانَ شَاعِرًا يمدح خلفاء بني أُميَّة ويحزلون عطيته وَلما هم عبد الْملك بخلع أَخِيه عبد الْعَزِيز وَولَايَة الْعَهْد لِابْنِهِ

الْوَلِيد فَدخل النابفة يَوْمًا على عبد الْملك وَالنَّاس حوله فِي يَوْم حفل وَولده قدامه فمشل بيد يَدَيْهِ وَأنْشد من المنسرح (أزحت عَنَّا آل الزبير وَلَو ... كَانُوا هم المالكين مَا صلحوا) (إِن تلق بلوى أَنْت مصطبرٌ ... وَإِن تلاق النعمى فَلَا فَرح) (آل أبي الْعَاصِ أهل مأثرةٍ ... غر عتاٌ بِالْخَيرِ قد نفحوا) (خير قريشٍ وهم أفاضلها ... فِي الْجد جدٌّ وَإِن هم مزحوا) (أرجها أذرعاً وأصبرها ... أَنْتُم إِذا الْقَوْم فِي الوغي كلحوا) (أما قريشٌ وَأَنت وازعها ... تكف من شغبهم إِذا طمحوا) (حفظت مَا ضيعوا وزندهم ... أوريت إِن أصلدوا وَإِن قَدَحُوا) (آلَيْت جهداً وصادقٌ قسمي ... بِرَبّ عبد الله بنتصح) (يظل يَتْلُو الْإِنْجِيل يدرسه ... من خشيَة الله قلبه فيح) (لآبك أولى بِملك وَالِده ... وَعَمه إِن حَرْب فَإِنَّهُم نصح) ) (وهم خِيَار فاعمل بسنتهم ... واحي بخيرٍ واكدح كَمَا كدحوا) قَالَ فَتَبَسَّمَ عبد الْملك وَلم يتَكَلَّم فِي ذَلِك بإقرارٍ وَلَا دفعٍ فَعلم النَّاس أَن رَأْيه فِي خلع أَخِيه عبد الْعَزِيز وَبلغ ذَلِك عبد الْعَزِيز فَقَالَ لقد أَدخل نَفسه ان النَّصْرَانِيَّة مدخلًا ضيقا وأوردها مورداً خطراً وَللَّه عَليّ إِن ظَفرت بِهِ لأخضبن دَمه بدمه وَمن شعر نَابِغَة بني شَيبَان من قصيدةٍ طَوِيلَة من الرمل (إمدح الكأس وَمن أعملها ... واهج قوما قتلونا بالعطش) (أَنما الكأس ربيع باكرٌ ... فَإِذا مَا غَابَ عَنَّا لم نعش) (وَكَأن الشّرْب قومٌ موتوا ... من يقم مِنْهُم لأمرٍ يرتعش) (خرس الألسن عَمَّا نالهم ... بَين مصروعٍ وصاحٍ منتعش) (من حميا فرقف حصيةٍ ... قهوةٍ حوليةٍ لم تمتجش) (ينفع المزكوم مِنْهَا رِيحهَا ... ثمَّ تَنْفِي دواه إِن لم تنش) (كل من يشْربهَا بألفها ... ينْفق الاموال فِيهَا كل هش)

عبد الله بن محمد

3 - (عبد الله بن مُحَمَّد) ابْن ابْن الْحَنَفِيَّة عبد الله بن مُحَمَّد الْحَنَفِيَّة أَبُو هَاشم الْعلوِي الْمدنِي روى عَن أَبِيه وَعَن صهرٍ لَهُ صَحَابِيّ من الْأَنْصَار كَانَ صَاحب الشِّيعَة فأوصى إِلَى مُحَمَّد ابْن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس وَالِد السفاح وَدفع إِلَيْهِ كتاب الشِّيعَة وَصرف الشِّيعَة إِلَيْهِ وَقَالَ أَتبَاع أبي هَاشم هَذَا المعروفون بالهاشمية من جملَة الشِّيعَة بِمَوْت السَّيِّد مُحَمَّد أبي أبي هَاشم وانتقال الْإِمَامَة مِنْهُ إِلَى ابْنه أبي هَاشم وَأَن أَبَاهُ أطلعه على الْأَسْرَار ثمَّ أختلفوا بعده على خمس فرقٍ فرقةٌ قَالَت إِنَّه مَاتَ بِأَرْض الشراة وَأوصى إِلَى مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس قَالُوا وللعباس فِي الْخلَافَة حقٌ لاتصال النّسَب فَإِن الرَّسُول الله توفّي وَعَمه الْعَبَّاس أولى بالوراثة وفرقةٌ قَالَت إِن أَبَا هَاشم أوصى بِالْإِمَامَةِ بعده إِلَى الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة وفرقةٌ قَالَت إِن أَبَا هَاشم أوصى بِالْإِمَامَةِ إِلَى أَخِيه عليٌّ إِلَى ابْنه الْحسن فالإمامة لَا تخرج عِنْدهم من بني الْحَنَفِيَّة إِلَى فرقة غَيرهم وفرقةٌ قَالَت إِن أَبَا هَاشم أوصى إِلَى عبد الله بن عَمْرو بن حَرْب الْكِنْدِيّ وَإِن روح أبي هَاشم تحولت إِلَى عبد اله الْمَذْكُور وَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِي عبد الله علما وديناً فَلَمَّا) ادّعى انْتِقَال روح أبي هَاشم إِلَيْهِ ووافقوه تبين لَهُم بعد ذَلِك عدم دينه وَعلمه وتحققوا كذبه وخيانته وأعرضوا عَنهُ وَقَالُوا بإمامة عبد الله بن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب وَكَانَ عبد الله بن مُعَاوِيَة يَقُول بتناسخ الْأَرْوَاح من شخصٍ إِلَى شخصٍ وَادّعى الإلهية والنبوة مَعًا فَقَالَ إِن روح الله جلّ جَلَاله حلت فِيهِ وَادّعى علم الْغَيْب وَتَبعهُ جهالٌ أَنْكَرُوا الْقِيَامَة لاعتقادهم أَن الثَّوَاب وَالْعِقَاب يكون بالتناسخ فِي الدُّنْيَا وعنهم نشأت فرقة الخرمية ثمَّ إِن أَصْحَاب عبد الله بن مُعَاوِيَة اخْتلفت فِيهِ فَقَالَ بَعضهم مَاتَ وتحولت روحه إِلَى إِسْحَاق بن زيد بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ وَتسَمى هَذِه الْفرْقَة الحارثية أباحوا الْمُحرمَات وأسقطوا التكاليف قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث وَقيل إِن سُلَيْمَان بن عبد الْملك دس إِلَيْهِ من سمه فِي لبنٍ وَذَلِكَ بالحميمة سنة ثَمَان وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة

ابْن أبي عَتيق عبد الله بن مُحَمَّد أبي عَتيق عبد الرحمان بن أبي بكر الصّديق وَالِد مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين روى عَن أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة وَابْن عمر وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرَة وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة الْهَاشِمِي عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل بن أبي طَالب الْمدنِي روى لَهُ أبوداود وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة دافن الْعلوِي عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن أبي طَالب أمه خَدِيجَة بنت زين العابدين وَكَانَ لقبه دافن قَالَ بعض الْحفاظ صَالح الحَدِيث وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة روى عَن أَبِيه وروى عَنهُ ابْنه عِيسَى وَابْن الْمُبَارك وَابْن أبي فديك والواقدي وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ هُوَ وسط سحبل عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي يحيى الْأَسْلَمِيّ الْمدنِي سحبل روى عَن ابيه وَيزِيد بن عبد الله بن قسيط وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَهُوَ أَخُو إِبْرَاهِيم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة روى عَن أبي صَالح السمان وَسَعِيد بن أبي هِنْد وَبُكَيْر بن الْأَشَج وَأبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرحمان وَطَالَ) عمره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهُوَ فِيمَا أرى أكبر من إِبْرَاهِيم إِن كَانَ سمع من السمان وَابْن أبي هِنْد روى عَن القعْنبِي وقتيبة والواقدي وسُفْيَان بن وَكِيع وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَهُوَ قَلِيل الحَدِيث وروى لَهُ أَبُو دَاوُد الدقاق عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي الدقاق أَبُو الْفَضَائِل بن أبي بكر الْمَعْرُوف بِابْن الخاضبة أسمعهُ وَالِده كثيرا فِي صباه من أبي الفوارس طراد الزَّيْنَبِي وَأبي الْخطاب بن البطر وَأبي مُحَمَّد رزق الله ابْن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد النعالي وَغَيرهم وَقَرَأَ هُوَ بِنَفسِهِ كثيرا على أَصْحَاب أبي طَالب وَكتب

بِخَطِّهِ وَخرج التخاريج وَكَانَ فَاضلا لَهُ معرفةٌ بِالْحَدِيثِ وَالْأَدب وَكَلَامه على الحَدِيث مليحٌ وخطه مليح وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَيُقَال إِن سيرته لم تكن محمودة أَبُو مُحَمَّد الشَّاشِي عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عمر الشَّاشِي أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي بكر تفقه على أَبِيه حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وناظر وَأفْتى وَتكلم بِلِسَان الْوَعْظ وَكَانَ فَاضلا حسن الْعبارَة حُلْو الْإِشَارَة ظريف الشَّمَائِل كثير الْمَحْفُوظ فصيحاً وَسمع من أبي عبد الله الْحُسَيْن النعالي وطبقته وَحدث باليسير وَمن شعره ارتجالاً من الرجز (قضيةٌ أعجب بهَا قضيه ... جلوسنا اللَّيْلَة فِي التاجيه) (والجو فِي حلته الفضيه ... صقالها قعقعة الرعديه) (أعلامها شعشعة البرقيه ... تنثر من أردانها العطريه) (ذائب در ينشر البريه ... وَالشَّمْس تبدو تَارَة جليه) (ثمَّ ترَاهَا مرّة خفيه ... كَأَنَّهَا جاريةٌ خبيه) (حَتَّى إِذا حانت لنا العشيه ... فضت لِبَاس الْغَيْم بالكليه) (وأسفرت فِي الْجِهَة الغربيه ... صفراء فِي محلفةٍ ورسيه) كَرَامَة أعرفهَا شاشيه وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة أَبُو الْقَاسِم بن الْمعلم) عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمعلم أَبُو الْقَاسِم العكبري الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْأَدَب عَلَى أبي الْقَاسِم عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن برهَان الْأَسدي وَالْفِقْه على أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الفيروزآبادي وَسمع جمَاعَة وَكَانَ فَاضلا شَاعِرًا صنف جُزْءا فِي الِانْتِصَار لِحَمْزَة الزيات مِمَّا نسبه إِلَيْهِ ابْن قُتَيْبَة فِي مُشكل الْقُرْآن وروى كتاب أَخْبَار النَّحْوِيين للسيرافي عَن أبي عَليّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَتُوفِّي سنة

سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَمن شعره من السَّرِيع (أَسْلفنِي الْإِحْسَان من جَاءَنِي ... يطْلب إحساني على فقره) (لِأَنَّهُ أحسن بِي ظَنّه ... من قبل عزمٍ لي على بره) (فالشكر مني مَعَ جزائي لَهُ ... يلْزم أَن يُوفي على شكره) وَمِنْه من الْبَسِيط (أرى الْمُرُوءَة أُنْثَى لَيْسَ يخطبها ... مَعَ حسنها معسرٌ أَو من لَهُ نسب) (ظهرٌ كريمٌ وَلَكِن قل رَاكِبه ... كَأَنَّمَا حل فِي جلدي بِهِ جرب) (كم قد تراءت لهَذَا الْخلق قاطبةً ... وَكلهمْ قائلٌ مَا فِيك لي أرب) (تزوجت كل أُنْثَى فَهِيَ محصنةٌ ... وَتلك بن لداتٍ أيمٌ عزب) القَاضِي الْكَرْخِي عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْكَرْخِي أَو مَنْصُور ابْن القَاضِي أبي طَاهِر الْبَغْدَادِيّ ولي الْقَضَاء بِبَاب النوبي بعد أَبِيه وَبَقِي على الْقَضَاء إِلَى أَن توفّي سنة سبعٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَحدث بيسيرٍ عَن أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَسمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو المحاسن الْقرشِي آخر المستنجد بِاللَّه عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو جَعْفَر بن المقتفي أَخُو المستنجد كَانَ أسن من أَخِيه المستنجد بِعشر سِنِين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة أَمِير الْمُؤمنِينَ السفاح عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الْعَبَّاس السفاح أول خلفاء بني الْعَبَّاس ولد بالحميمة وَكَانَ شَابًّا طَويلا أَبيض مليح الْوَجْه واللحية أمه ريطة الحارثية حدث عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الإِمَام وَهُوَ أَخُوهُ مولده سنة ثمانٍ وَمِائَة) وَتُوفِّي سنة ستٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة بالجدري

وعاش ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ خَليفَة مَاتَ ابْن ثمانٍ وَعشْرين سنة وبويع بِالْكُوفَةِ فِي شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَهُوَ ابْن أَربع وَعشْرين سنة وَقيل ابْن ثمانٍ وَعشْرين سنة وَكَانَت ولَايَته أَربع سِنِين وَثَمَانِية أشهر وَلما صعد الْمِنْبَر خطب قَائِما فَقَالَ النَّاس يَا ابْن عَم رَسُول الله أَحييت السّنة وَكَانَت بَنو أُميَّة يخطبون قعُودا وَقتل أَبَا سَلمَة الْخلال وَكَانَ الْقَائِم بالدعوة وأضمر خلع بني الْعَبَّاس وتصيير الْأَمر إِلَى آل عَليّ بن أبي طَالب وعهد إِلَى أَخِيه عبد الله الْمَنْصُور وَصرف الْبيعَة عَن عَمه عبد الله ابْن عَليّ وَقَالَ وَهُوَ مريضٌ وَقد دخل عَلَيْهِ الطَّبِيب من مجزوء الْكَامِل (أنظر إِلَى ضعف الحرا ... ك وذله بَين السّكُون) (ينبيك أَن بَيَانه ... هَذَا مُقَدّمَة الْمنون) ولقب الْقَائِم والمرتضى والمهتدي والمبيح وَغير ذَلِك وَأشهر ألقابه السفاح وَلم يحجّ فِي خِلَافَته وصل عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بألفي ألف دِرْهَم وَهُوَ أول خليفةٍ وصل بِهَذِهِ الْجُمْلَة كَاتبه أَبُو الجهم بن عَطِيَّة وَأَبُو الْعَبَّاس خَالِد بن برمك بَعْدَمَا كَانَ وزيرهم أَبُو سَلمَة الْخلال حَاجِبه أَبُو حسان مَوْلَاهُ وَيُقَال أَبُو غَسَّان صَالح بن الْهَيْثَم وَقيل مُحَمَّد بن صول وَكَانَ قد وَقع فِي سبي يزِيد ابْن الْمُهلب وَكَانَ مَوْلَاهُ فَأنْكر ذَلِك وَادّعى أَنه مولى الْمَنْصُور وَنقش خَاتمه الله ثِقَة عبد الله وَبِه يُؤمن وَلما تولى الْخلَافَة وأصعده أَبُو مُسلم الْخُرَاسَانِي على الْمِنْبَر أرتج عَلَيْهِ فَقَالَ من الطَّوِيل (فَإِن لم أكن فِيكُم خَطِيبًا فإنني ... بسيفي إِذا جدَّ الوغى لخطيب) وَأخذ سَيْفه فِي يَده وَنزل فَعجب النَّاس من بلاغته وإصابته الْمَعْنى وَهُوَ أول من نزل الْعرَاق من خلفاء بني الْعَبَّاس بني لَهُ الْمَدِينَة الهاشمية إِلَى جَانب الأنبار وفيهَا قَبره إِلَى الْآن وَهِي الْمَعْرُوفَة الْآن بالأنبار لِأَن الأولى درست وَكَانَ من أكْرم النَّاس فِي المعاشرة وأسمحهم بِالْمَالِ وَمن شعره قَوْله فِي بني أُميَّة من الْبَسِيط (أَحْيَا الضغائن آباءٌ لنا سلفوا ... وَلنْ تَمُوت وللآباء أبناءُ) وَقَوله أَيْضا من الطَّوِيل (تناولت ثَأْرِي من أُميَّة عنْوَة ... وحزت تراثي الْيَوْم عَن سلفي قسرا) (وألقيت ذلاًّ من مفارق هاشمٍ ... وألبستها عزا وأعليتها قدرا) ) وَمن كَلَامه إِذا عظمت الْقُدْرَة قلت الشَّهْوَة وَمَا أقبح الدُّنْيَا بِنَا إِذا كَانَت لنا وأولياءُنا خالون من حسن آثارها الأناة محمودةٌ إِلَّا عِنْد إِمْكَان الفرصة وَلما وَقع فِي النزع كَانَ آخر كَلَامه إِلَيْك يَا رب لَا إِلَى النَّار

أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَنْصُور عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب العباسي الْخَلِيفَة أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور أمه سَلامَة البربرية ولد قريب سنة خمسٍ وَتِسْعين روى عَن أَبِيه وروى عَنهُ ابْنه الْمهْدي وَكَانَ قبل الْخلَافَة يُقَال لَهُ عبد الله الطَّوِيل وَضرب فِي الْآفَاق إِلَى الجزيرة وَالْعراق وإصبهان وَفَارِس قَالَ أَبُو بكر الجعابي كَانَ الْمَنْصُور فِي حَيَاة أَبِيه يلقب بمدرك التُّرَاب أَتَتْهُ الْبيعَة بالخلافة بِمَكَّة وعهد إِلَيْهِ بالخلافة أَخُوهُ السفاح فولي اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَكَانَ أسمر طَويلا نحيفاً خَفِيف العارضين معرق الْوَجْه رحب الْجَبْهَة يخضب بِالسَّوَادِ كَأَن عَيْنَيْهِ لسانان ناطقان تخالطه أبهة الْملك بزِي النساك تقبله الْقُلُوب وتتبعه الْعُيُون وَكَانَ أقنى الْأنف بَين القنا وَكَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر حزماً ورأياً ودهاءً وجبروتاً وَكَانَ مسيكاً حَرِيصًا على جمع المَال كَانَ يلقب أَبَا الدوانيق لمحاسبته الْعمَّال والصناع على الدوانيق والحبات وَكَانَ شجاعاً مهيباً تَارِكًا للهو واللعب كَامِل الْعقل قتل خلقا كثيرا حَتَّى ثَبت الْأَمر لَهُ ولولده وَكَانَ فِيهِ عدلٌ وَله حَظّ من صلاةٍ وتدينٍ وَعلم وَفقه نفسٍ توفّي محرما على بَاب مَكَّة فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة وَدفن مَا بَين الْحجُون وبئر مَيْمُون وَكَانَ فَحل بني الْعَبَّاس وَكَانَ بليغاً فصيحاً وَلما مَاتَ خلف فِي بيُوت الْأَمْوَال تسع مائَة ألف ألف وَخمسين ألف ألف دِرْهَم قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي فِي الْحرم وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْكَعْبَة وبابها مفتوحٌ فَنَادَى منادٍ أَيْن عبد الله فَقَامَ أخي أَبُو الْعَبَّاس حَتَّى صَار على الدرجَة فَأدْخل فَمَا لبث أَن خرج وَمَعَهُ قناةٌ عَلَيْهَا لواءٌ أسود قدر أَرْبَعَة أَذْرع ثمَّ نُودي أَيْن عبد الله فَقُمْت إِلَى الدرجَة فأصعدت فَإِذا رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأَبُو بكر وَعمر وبلال يعْقد لي وأوصاني بأمته وعممني بعمامةٍ وَكَانَ كورها ثَلَاثَة وَعشْرين وَقَالَ خُذْهَا إِلَيْك أَبَا الْخُلَفَاء إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وعاش أَرْبعا وَسِتِّينَ سنة وَتُوفِّي ببئر مَيْمُون من أَرض الْحرم قبل التَّرويَة بِيَوْم لثمانٍ خلون من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة وَكَانَ يَقُول حِين دخل فِي الثَّلَاث وَسِتِّينَ سنة هَذِه تسميها الْعَرَب القتالة والحاصدة كَاتبه أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان المورياني) وَعبد الْجَبَّار بن عدي ثمَّ أبان بن صَدَقَة نقش خَاتمه الْحَمد لله كُله وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد

مُحَمَّد الْمهْدي وجعفر الْأَكْبَر وجعفر الْأَصْغَر وَإِبْرَاهِيم وَسليمَان وَيَعْقُوب وَصَالح وَالقَاسِم وَعلي وَعبد الْعَزِيز وَالْعَبَّاس هَؤُلَاءِ الذُّكُور وَبنَاته الْعَالِيَة وَعبيدَة وَمن شعره قَوْله لما قتل أَبَا مُسلم الْخُرَاسَانِي من السَّرِيع (زعمت أَن الدّين لَا يقتضى ... فاكتل بِمَا كلت أَبَا مجرم) (وأشرب كؤوساً كنت تَسْقِي بهَا ... أَمر فِي الْحلق من العلقم) (حَتَّى مَتى تضمر بغضاً لنا ... وَأَنت فِي النَّاس بِنَا تنتمي) وَمِنْه من الطَّوِيل (فَإِنِّي وَهَذَا الْأَمر من حَيْثُ نلته ... لأعْلم أَن الشُّكْر لله يعظم) (ترى نعْمَة فِي الحاسدين وَإِنَّمَا ... هِيَ المحنة الْعُظْمَى لمن يتفهم) الْأَحْوَص الشَّاعِر عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَاصِم بن ثَابت بن أبي الأقلح الْأَحْوَص أَبُو عَاصِم وَقيل أَبُو عُثْمَان الْأنْصَارِيّ الشَّاعِر هُوَ من ولد حمي الدبر الصَّحَابِيّ نَفَاهُ عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى دهلك لِكَثْرَة هجائه وَقيل نَفَاهُ غَيره توفّي فِي حُدُود الْعشْر وَالْمِائَة قيل إِنَّه وَفد إِلَى الْوَلِيد بن عبد الْملك فأمتدحه فَأكْرم نزله وَأمر بمطبخه أَن يمال عَلَيْهِ فراود وصيفاً للوليد على الْفسق فَبلغ ذَلِك الْوَلِيد فَأرْسلهُ إِلَى ابْن حزمٍ بِالْمَدِينَةِ وَأمره أَن يجلده وَيصب على رَأسه الزَّيْت فَقَالَ وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال من الْكَامِل (مَا من مُصِيبَة نكبةٍ أمنى بهَا ... إِلَّا تشرفني وترفع شاني) (وتزول حِين تَزُول عَن متخمط ... تخشى بوادره على الأقران) (إِنِّي إِذا خَفِي اللئام رَأَيْتنِي ... كَالشَّمْسِ لَا تخفى بِكُل مكانٍ) وَقَالَ يهجو ابْن حزمٍ من الْبَسِيط (أَهْوى أُميَّة إِن شطت وَإِن قربت ... يَوْمًا وأهدي لَهَا نصحي وأشعاري) (وَلَو وَردت عَلَيْهَا القيظ مَا حفلت ... وَلَا سقت عطشي من مَائِهَا الْجَارِي) (لَا تأوين لحزمي رَأَيْت بِهِ ... ضراً وَلَو طرح الحزمي فِي النَّار) (الناخسون بمروانٍ بِذِي خشبٍ ... والداخلون على عُثْمَان فِي الدَّار)

) وَقيل إِن سُلَيْمَان كتب إِلَى عَامله بِالْمَدِينَةِ أَن يضْربهُ مائَة سوطٍ ويقيمه على البلس للنَّاس ثمَّ يسيره إِلَى دهلك فثوى هُنَالك سُلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ ولي عمر بن عبد الْعَزِيز فَكتب إِلَيْهِ يمتدحه من الطَّوِيل (أيا رَاكِبًا إِمَّا عرضت فبلغن ... هديت أَمِير الْمُؤمنِينَ رسائلي) (وَقل لأبي حفصٍ إِذا مَا لَقيته ... لقد كنت نَفَّاعًا قَلِيل الغوائل) (فَكيف ترى للعيس طيبا وَلَذَّة ... وخالك أَمْسَى موثقًا فِي الحبائل) فَأتى رجالٌ من الْأَنْصَار عمر بن عبد الْعَزِيز فكلموه فِيهِ وَقَالُوا قد عرفت نسبه وموضعه وقديمه وَأخرج إِلَى أَرض الشّرك ونطلب أَن ترده إِلَى حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدَار قومه قَالَ فَمن الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (فَمَا هُوَ إِلَّا أَن أَرَاهَا فجاءةً ... فأبهت حَتَّى مَا أكاد أُجِيب) قالو الْأَحْوَص قَالَ فَمن الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (أدور وَلَوْلَا أَن أرى أم جعفرٍ ... بأبياتكم مَا درت حَيْثُ أدور) (وَمَا كنت زواراً وَلَكِن ذَا الْهوى ... إِذا لم يزر لَا بُد أَن سيزور) قَالُوا الْأَحْوَص قَالَ فَمن الَّذِي يَقُول من المنسرح (كَأَن لبنى صبير غاديةٍ ... أَو دميةٌ زينت بهَا البيع) (الله بيني وَبَين قيمها ... يفر مني بهَا وأتبه) قَالُوا الْأَحْوَص قَالَ بل الله بَين قيمها وَبَينه فَمن الَّذِي يَقُول من الطَّوِيل (ستبقى لَهَا مُضْمر الْقلب والحشا ... سريرة حبٍّ يَوْم تبلى السرائر) قَالُوا الْأَحْوَص قَالَ إِن الْفَاسِق عَنْهَا يومئذِ لمشغولٌ وَالله لَا أرده مَا دَامَ لي سُلْطَان فَمَكثَ هُنَاكَ بَقِيَّة ولَايَة عمر وصدراً من ولَايَة يزِيد بن عبد الْملك وَبينا يزِيد وجاريته لَيْلَة على سطحٍ وَهِي تغنيه بشعرٍ من أشعار الْأَحْوَص فَقَالَ لَهَا من يَقُول هَذَا قَالَت وعيشك لَا أَدْرِي فاستخبر عَنهُ فعرفوه أَنه للأحوص وَأَنه قد طَال حَسبه فَأمر لَهُ بمالٍ وكسوةٍ وَأطْلقهُ أَبُو مُحَمَّد المصِّيصِي عبد الله بن مُحَمَّد بن ربيعَة أَبُو مُحَمَّد المصِّيصِي

روى عَنهُ مَالك وَإِبْرَاهِيم بن سعد وَعنهُ صَالح بن عَليّ النَّوْفَلِي وَمُحَمّد بن أبان القلانسي وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن سهم وَغَيرهم قَالَ أَبُو) عبد الله الْحَاكِم يروي عَن مَالك الموضوعات وَقَالَ ابْن حبَان لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على سَبِيل الِاعْتِبَار وَتُوفِّي بعد الْمِائَتَيْنِ الْحَافِظ الْبَصْرِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن حميد أَبُو بكر بن أبي الْأسود الْحَافِظ الْبَصْرِيّ ابْن أُخْت عبد الرحمان بن مهْدي ولي قَضَاء همذان وَحدث عَن مَالك وَأبي عوَانَة وَعبد الْوَاحِد بن زِيَاد وجعفر بن سُلَيْمَان وَيزِيد ابْن زُرَيْع وحاتم بن إِسْمَاعِيل وَخلق وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَإِسْمَاعِيل سمويه وَابْن أبي الدُّنْيَا وَعُثْمَان بن خرزاد وَيَعْقُوب الْفَسَوِي وَطَائِفَة قَالَ ابْن معِين لَا بَأْس وَلكنه سمع من أبي عوَانَة وَهُوَ صَغِير توفّي سنة ثلاثٍ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَبُو جَعْفَر المسندي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر بن الْيَمَان الْحَافِظ أَبُو جَعْفَر الْجعْفِيّ البُخَارِيّ المسندي لقب بذلك لِأَنَّهُ كَانَ يعتني بالمسند ويزهد فِي الْمُرْسل وعَلى يَده جده الْأَعْلَى الْيَمَان أسلم الْمُغيرَة جد البُخَارِيّ سمع عبد الله من سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَإِسْحَاق الْأَزْرَق ومروان بن مُعَاوِيَة وَعبد الرحمان بن مهْدي ورحل إِلَى عبد الرَّزَّاق وَإِلَى سعيد بن أبي مَرْيَم وَعَمْرو بن أبي سَلمَة وأقدم أشياخه الفضيل بن عِيَاض ورى عَنهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ عَن البُخَارِيّ وَعنهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق قَالَ الْحَاكِم هُوَ إِمَام الحَدِيث فِي عصره بِمَا وَرَاء النَّهر بِلَا مدافعة توفّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ عبد الله بن مُحَمَّد بن أَسمَاء بن عبيد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى عَنهُ النَّسَائِيّ بِوَاسِطَة وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وثلاين وَمِائَتَيْنِ

الْحَافِظ النُّفَيْلِي عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِي أَبُو جَعْفَر الْقُضَاعِي الْحَرَّانِي الْحَافِظ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وروى البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن رجلٍ عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن معِين والذهلي وَأَبُو زرْعَة قَالَ أَبُو دَاوُد أشهد عَليّ أَنِّي لم أر أحفظ من النُّفَيْلِي تجَاوز الثَّمَانِينَ وَتُوفِّي سنة) أربعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ المخرمي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان بن الْمسور بن مخرمَة الزُّهْرِيّ المخرمي الْبَصْرِيّ روى عَنهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة ستٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ أَبُو بكر بن أبي شيبَة عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن خواسي الإِمَام أَبُو بكر الْعَبْسِي مَوْلَاهُم الْكُوفِي الْحَافِظ أحد الْأَعْلَام سمع القَاضِي شريك وَأَبا الْأَحْوَص وَعبد السَّلَام بن حَرْب وَأَبا خَالِد الْأَحْمَر وَجَرِير بن عبد الحميد وَابْن الْمُبَارك وَعلي بن مسْهر وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعباد بن الْعَوام وَعبد الله بن إِدْرِيس وَحَفْص بن غياث وَخلف بن خَليفَة وَعبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى وَعبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد الْعمي وَعلي بن هَاشم بن الْبَرِيد وَعمر بن عبيد وهشيم بن بشير وخلقاً كثيرا وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَابْنه إِبْرَاهِيم وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عُثْمَان وَأَبُو زرْعَة وَبَقِي بن مخلد وَخلق كثير قَالَ ابْن حَنْبَل صَدُوق أحب إِلَيّ من أَخِيه وَقَالَ

الْعجلِيّ ثِقَة وَعَن أبي عبيد قَالَ أحْسنهم وضعا لكتابٍ أَبُو بكر وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ متقناً حَافِظًا صنف الْمسند وَالْأَحْكَام وَالتَّفْسِير وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ القَاضِي الخلنجي عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي يزِيد الخلنجي قَاضِي الكرخ وَولي قَضَاء دمشق وَكَانَ جهمياً من أَصْحَاب ابْن أبي دؤاد وَهُوَ ابْن أُخْت عُلْوِيَّهُ الْمُغنِي توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ الخلنجي قد تقلد قَضَاء الشرقية فِي أَيَّام الْأمين وَكَانَ يجلس إِلَى أسطوانة من أساطين الْمَسْجِد فيستند إِلَيْهَا بِجَمِيعِ جسده وَإِذا جَاءَهُ الخصمان ترك الِاسْتِنَاد إِلَيْهَا فَإِذا فصل الْقَضِيَّة عَاد إِلَى الأسطوانة فَعمد بعض المجان إِلَى رقعةٍ من الرّقاع الَّتِي يكْتب فِيهَا الدُّعَاء فألصقها فِي مَوضِع دنيته وطلاها بدبقٍ قجاء الخلنجي وَجلسَ فالتصقت دنيته بالدبق وَتمكن مِنْهَا فَلَمَّا تقدم إِلَيْهِ الْخُصُوم أقبل إِلَيْهِم بِجَمِيعِ جسده فانكشف رَأسه وَبقيت موضعهَا مصلوبةً فَقَامَ مغضباً وَعلم أَنَّهَا حيلةٌ عَلَيْهِ فَغطّى رَأسه بطليسانه وَانْصَرف وَتركهَا مصلوبةً مَكَانهَا وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء فِيهِ من المنسرح) (إِن الخنجلي من تتايهه ... أثقل بادٍ لنا بطلعته) (مَا تيه ذِي نخوةٍ مُنَاسبَة ... بَين أخاوينه وقصعته) (يُصَالح الْخصم من يخاصمه ... خوفًا من الْجور فِي قَضيته) (لَو لم تدبقه كف قابضه ... لصار تيهاً على رَعيته) واشتهرت الْقِصَّة والأبيات بِبَغْدَاد وَعمل عُلْوِيَّهُ ابْن اخته حِكَايَة أَعْطَاهَا للزفافين والمخنثين فأحرجوه فِيهَا فاستعفى الخلنجي من الْقَضَاء بِبَغْدَاد وَتَوَلَّى بعض الكور الْبَعِيدَة فولي دمشق أَو حمص فَلَمَّا ولي الْمَأْمُون غناهُ عُلْوِيَّهُ يَوْمًا شعر الخلنجي وَهُوَ من الطَّوِيل (بَرِئت من الْإِسْلَام إِن كَانَ ذَا الَّذِي ... أَتَاك بِهِ الواشون عني كَمَا قَالُوا) (وَلَكنهُمْ لما رأوك غريةً ... بهجري تواصوا بالنميمة واحتالوا) (فقد صرت أذنا للوشاة سميعةً ... ينالون من عرضي وَلَو شِئْت مَا نالو) فَقَالَ الْمَأْمُون من يَقُول هَذَا قَالَ قَاضِي دمشق فأشخص وَجلسَ الْمَأْمُون وأحضر عُلْوِيَّهُ ودعي بالخلنجي فَقَالَ لَهُ أَنْشدني قَوْلك بَرِئت من الْإِسْلَام فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذِه أَبْيَات قلتهَا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة وَأَنا صبيٌّ وَالَّذِي أكرمك بالخلافة مَا قلت شعرًا

مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا فِي زهدٍ أَو فِي عتاب صديقٍ فأجلسه وناوله قدحاً فأرعد وَبكى وَأَخذه وَقَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا غيرت المَاء بِشَيْء قطّ مِمَّا يخْتَلف فِي تَحْلِيله فَقَالَ لَعَلَّك تُرِيدُ نَبِيذ الزَّبِيب أَو التَّمْر فَقَالَ لاوالله لَا أعرف شَيْئا من ذَلِك فَأخذ الْمَأْمُون الْقدح من يَده وَقَالَ أما وَالله لَو شربت شَيْئا من هَذَا لضَرَبْت عُنُقك وَلَقَد ظَنَنْت أَنَّك صادقٌ فِي كل قَوْلك وَلَكِن لَا يتَوَلَّى الْقَضَاء لي أبدا رجلٌ يحلف ببراءته فِي الْإِسْلَام إنصرف إِلَى مَنْزِلك وَأمر عُلْوِيَّهُ أَن يُغير هَذِه الْكَلِمَة وَيَقُول بدلهَا حرمت مناي مِنْك المخرمي عبد الله بن مُحَمَّد بن أَيُّوب المخرمي روى عَنهُ ابْن صاعد وَابْن مخلدٍ وَآخَرُونَ قَالَ ابْن أبي حَاتِم سَمِعت مِنْهُ مَعَ أبي وَهُوَ صَدُوق وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ قلت كَذَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين وَالظَّاهِر أَنه الَّذِي تقدم ذكر وَفَاته فِي سنة ستٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ أَبُو البخْترِي عبد الله بن مُحَمَّد بن شَاكر أَبُو البخْترِي الْبَغْدَادِيّ الْعَنْبَري قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة صَدُوق) وَتُوفِّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ النوقاني عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْخَلِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي حَامِد ابْن أَسد ابم إِبْرَاهِيم الخليلي النوقاني أَبُو بكر كَانَ فَقِيها فَاضلا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَالْخلاف مَشْهُورا بِالْعلمِ وَالرِّوَايَة قدم بَغْدَاد حَاجا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَأقَام بهَا وَحدث عَن وَالِده وَمن شعره الكرندي اليمني عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الكرندي بِفَتْح الْكَاف وَكسر الرَّاء وَسُكُون النُّون من أهل الْيمن شاعرٌ قدم بَغْدَاد ومدح المستظهر بِاللَّه وروى عَنهُ أَبُو طاهرٍ السِّلفي فِي مُعْجم شُيُوخه وَمن شعره من الْبَسِيط

(يَا سر سري وروح الرّوح من بدني ... وَيَا حَقِيقَة تحقيقٍ نفى وسني) (أَنْت الْحَيَاة الَّتِي تحيا الْحَيَاة بهَا ... يَا نفس نفسٍ بِنَفس النَّفس مقترن) (تحقق الْحق قلبِي فاستطار لَهُ ... فَلَيْسَ يلوي على أهلٍ وَلَا وَطن) (مشرد الْأنس بَين الْإِنْس شرده ... سَماع من سمع النَّجْوَى بِلَا أذن) قلت رحى تطحن قروناً الْأَمِير ابْن المعتز عبد الله بن مُحَمَّد وَقيل اسْم أَبِيه الزبير أَبُو الْعَبَّاس بن المعتز ابْن المتَوَكل ابْن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور الْأَمِير الأديب صَاحب الشّعْر البديع والنثر الْفَائِق أَخذ الْأَدَب والعربية عَن الْمبرد وثعلب عَن مؤدبه أَحْمد بن سعيد الدِّمَشْقِي مولده فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ قتل سرا فِي ربيع الآخر سنة ستٍ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ قَامَت الدولة ووثبوا على المقتدر وَأَقَامُوا ابْن المعتز فَقَالَ بِشَرْط أَن لَا يقتل بسببي مسلمٌ ولقبوه المرتضى بِاللَّه وَقيل الْمنصف بِاللَّه وَقيل الْغَالِب بِاللَّه وَقيل الراضي بِاللَّه وَأقَام يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ إِن أَصْحَاب المقتدر تحزبوا واجتمعوا وتحاربوا هم وَأَعْوَان ابْن المعتز وشتتوهم وأعادوا المقتدر إِلَى دسته واختفى ابْن المعتز فِي دَار ابْن الْجَصَّاص الْجَوْهَرِي فَأَخذه المقتدر وَسلمهُ إِلَى مؤنس الْخَادِم الخاذن فَقتله) وَسلمهُ إِلَى أَهله ملفوفاً فِي كساءٍ وَقيل إِنَّه مَاتَ حتف أَنفه وَلَيْسَ بِصَحِيح بل خنقه مؤنس وَدفن فِي خرابةٍ إزاء دَاره وَقَضيته مشهورةٌ فِيهَا طولٌ وَهَذِه خلاصتها وَكَانَ شَدِيد السمرَة مسنون الْوَجْه يخضب بِالسَّوَادِ وَكَانَ اسْم أمه قبيحة لحسنها وَله من التصانيف كتاب الزهر والرياض وَكتاب البديع وَكتاب مكاتبات الإخوان بالشعر وَكتاب الْجَوَارِح وَالصَّيْد وَكتاب السرقات وَكتاب أشعار الْمُلُوك وَكتاب الْآدَاب وَكتاب حلى الْأَخْبَار وَكتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء وَكتاب الْجَامِع فِي الْغناء كتابٌ فِيهِ أرجوزة فِي ذمّ الصبوح وَهُوَ أول من صنف فِي صَنْعَة

الشّعْر فَوضع كتاب البديع وَقَالَ إِن البديع اسْم لفنون الشّعْر يذكرهَا فَوضع كتاب البديع وَقَالَ إِن البديع اسْم لفنون الشّعْر يذكرهَا الشُّعَرَاء ونقاد الْمُتَأَخِّرين بَينهم فَأَما الْعلمَاء باللغة وَالشعرَاء الْقَدِيم الجاهلي والمخضرمي والعربي فَلَا يعْرفُونَ هَذَا الإسم وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ قَالَ وَمَا جمع فنون البديع غير وَلَا سبقني إِلَيْهِ أحد وَهُوَ أشعر بني هَاشم على الْإِطْلَاق وأشعر النَّاس فِي الْأَوْصَاف والتشبيه لَيْسَ لأحدٍ مثل تشبيهاته وَكَانَ يَقُول إِذا قلت كَأَن وَلم أت بعْدهَا بالتشبيه ففض الله فاي وَكَانَ يحب غُلَامه نشوان وجاريته شرة وَلما مَاتَ قَامَ ابْن بسام يرثيه من الْبَسِيط (لله دَرك من ميتٍ بمضيعةٍ ... ناهيك فِي الْعلم والآداب والحسب) (مَا فِيهِ لَو وَلَا ليتٌ فتنقصه ... وَإِنَّمَا أَدْرَكته حِرْفَة الْأَدَب) وَقَالَ فِيهِ بعض الأدباء من الْبَسِيط (لَا يبعد الله عبد الله من ملكٍ ... سامٍ إِلَى الْمجد والعلياء مذ خلقا) (قد كَانَ زين بني الْعَبَّاس كلهم ... بل كَانَ زين بني الدُّنْيَا حجىً وتقى) (أشعاره زيفت بالشعر أجمعه ... وكل شعر سواهَا بهرجٌ ولقى) من كَلَام ابْن المعتز بِاللَّه فِي الْآدَاب والمواعظ وَالْحكم الْأَدَب صُورَة الْعقل فَحسن أدبك كَيفَ شِئْت إِعَادَة الِاعْتِذَار تذكير بالذنب فِي العواقب شافٍ أَو مريح إِذا كثر الناعي إِلَيْك قَامَ الناعي بك الْعقل غريزة تربيها التجارب الْعلمَاء غرباء لِكَثْرَة الْجُهَّال بَينهم النصح بَين الْمَلأ تقريع إِذا تمّ الْعقل نقص الْكَلَام الأمل رَفِيق مؤنس إِن لم يبلغك فقد استمعت بِهِ لَا يقوم عز الْغَضَب بذل الِاعْتِذَار نفاق الْمَرْء من ذله وعقوبة الْحَاسِد من نَفسه من أحب الْبَقَاء فليعد للمصائب قلباً صبوراً عَلامَة الْكذَّاب جوده بِالْيمن لغير مستحلف من ذاد أدبه على عقله كَانَ) كَالرَّاعِي الضَّعِيف مَعَ نعمٍ كَثِيرَة إفرح بِمَا لم تنطق بِهِ من الْخَطَأ مثل فرحك بِمَا لم تسكت عَنهُ من الصَّوَاب إِذا علمت فَلَا تفكر فِي كَثْرَة من دُونك من الْجُهَّال وَلَكِن اذكر من فَوْقك من الْعلمَاء الْمَرَض سجن الْبدن والهم سجن الرّوح الدَّار الضيقة الْعَمى الْأَصْغَر إِذا هرب الزَّاهِد من النَّاس فاطلبه إِذا طلب النَّاس فاهرب مِنْهُ الْبشر دالٌ على السخاء كَمَا يدل النُّور على الثَّمر من تملقك فقد استغمر فطنتك الشيب أول مواعيد الفناء لَا تَشِنْ وَجه الْعَفو بالتقريع إِنَّمَا أهل الدُّنْيَا كصور فِي صفيحة كلما نشر بَعْضهَا طوي بَعْضهَا الْعَاقِل لَا يَدعه مَا ستر الله من عيوبه يفرح مَا يظْهر من محاسنه أَن تذم بالعطاء خيرٌ من أَن تذم بِالْمَنْعِ الْعَجز نَائِم والحزم يقظان من تجرى لَك تجرى عَلَيْك مَا عفى عَن الذَّنب من قرع بِهِ الْحَسَد والنفاق وَالْكذب أثافي الذل أَمر المكاره مَا لم يحْتَسب عبد الشَّهْوَة أذلّ من عبد الرّقّ لَا تستبطئ

الْإِجَابَة للدُّعَاء وَقد سددت طَريقَة بِالذنُوبِ النَّاس اثْنَان واحدٌ لَا يَكْتَفِي وطالبٌ لَا يجد كلما كثر خزان الْأَسْرَار ازدادت ضيَاعًا مَا ادري أَيّمَا أَمر موت الْغنى أم حَيَاة الْفقر أفقرك الْوَالِد وعاداك الْحَاسِد مغتاظٌ على من لَا ذَنْب لَهُ من كثر تملقه لم يعرف بشره من أَكثر المشورة لم يعْدم عِنْد الصَّوَاب مادحاً وَعند الْخَطَأ عاذراً شكرك نعْمَة سالفة تَقْتَضِي نعْمَة مستأنفه كلما حسنت نعْمَة الْجَاهِل ازْدَادَ قبحاً فِيهَا من قبل عطاءك فقد أعانك على الْكَرم وَلَوْلَا من يقبل الْجُود لم يكن من يجود الْعَالم يعرف الْجَاهِل لِأَنَّهُ قد كَانَ جَاهِلا وَالْجَاهِل لَا يعرف الْعَارِف لِأَنَّهُ لم يكن عَارِفًا كفى بالظفر للمذنب إِلَى الْحَلِيم من ترفع بِعِلْمِهِ وَضعه الله بِعِلْمِهِ زلَّة الْعَالم كانكسار السَّفِينَة يغرق مَعهَا خلقٌ كثير من كتم علما فَكَأَنَّهُ جاهله علم الْمُنَافِق فِي قَوْله وَعلم الْمُؤمن فِي عمله إِنَّمَا يحبك من لَا يتملقك ويثني عَلَيْك من لَا يسمعك من مدحك بِمَا لَا يَلِيق فحقيق أَن يذمك بِمَا لَيْسَ فِيك أبق لرضاك من غضبك لَا يرضى عَنْك الحسود حَتَّى تَمُوت إِذا قدمت الرَّحْمَة شبهت بِالْقَرَابَةِ لَا تسرع إِلَى أرفع مَوضِع فِي الْمجْلس فالموضع الَّذِي ترفع إِلَيْهِ خير من الْموضع الَّذِي تحط عَنهُ إِذا زادك السُّلْطَان تأنيساً فزده إجلالاً أَصْغَر الْأَعْدَاء اخفاهم مكيدةً وأمضهم على المغلوب ظفراً لَو تميزت الْأَشْيَاء كَانَ الْكذَّاب مَعَ الْجُبْن والصدق مَعَ الشجَاعَة والتعب مَعَ الطمع والراحة مَعَ الْيَأْس والحرمان مَعَ الْحِرْص والذل مَعَ الدّين الْمَعْرُوف إِلَيْك غل لَا يفكه إِلَّا شكرٌ أَو مُكَافَأَة إِذا حضر الْأَجَل افتضح الأمل رَأس السخاء أَدَاء الْأَمَانَة الصَّبْر على) الْمُصِيبَة مصيبةٌ على الشامت بهَا من كثر مزاحه لم يخل من استخفافٍ بِهِ أَو حقدٍ عَلَيْهِ كَثْرَة الدّين تضطر الصَّادِق إِلَى الْكَذِب والمنجز إِلَى الإخلاف الْوَعْد أول الْعَطاء وَآخره إنجازه رب صديق تُؤْتى من جَهله لَا من نِيَّته أول الْغَضَب جُنُون وَآخره نَدم إنفرد بسرك لَا وتودعه حازماً فيزل وَلَا جَاهِلا فيخون علم الْإِنْسَان وَلَده المخلد الْمَعْرُوف رق والمكافأن عتق من لم يقدم الامتحان قبل الثِّقَة والثقة قبل الْأَمْن أثمرت مودته ندماً الْجَاهِل صَغِير وَإِن كَانَ شَيخا والعالم كبيرٌ وَإِن كَانَ حَدثا الْمَيِّت يقل الْحَسَد لَهُ وَيكثر الْكَذِب عَلَيْهِ أبخل النَّاس بِمَالِه أجودهم بعرضه أذكر عِنْد الظُّلم عدل الله فِيك وَعند الْقُدْرَة قدرَة الله عَلَيْك أعرف النَّاس بِاللَّه أرضاهم عَن أقداره الْملك بِالدّينِ يبْقى وَالدّين بِالْملكِ يقوى الْعجب شَرّ آفَات الْعقل الخضاب من شُهُود الزُّور الزّهْد فِي الدُّنْيَا الرَّاحَة الْعُظْمَى الظُّلم من اللؤم والإنصاف من الْكَرم غضب الْجَاهِل فِي قَوْله وغضبُ الْعَاقِل فِي فعله طَلَاق الدُّنْيَا مهر الْجنَّة وَقَالَ بعض من كَانَ يَخْدمه إِنَّه خرج يَوْمًا يتنزه وَمَعَهُ ندماؤه وَقصد بَاب الْحَدِيد وبستان الناعورة وَكَانَ ذَلِك آخر أَيَّامه فأحذ خزفةً وَكتب بالجص من المجتث (

سقيا لظل زماني ... ودهري الْمَحْمُود) (ولى كليلة وصلٍ ... قُدَّام يَوْم صدود) قَالَ وَضرب الدَّهْر ضربانه ثمَّ عدت بعد قتل ابْن المعتز فَوجدت خطه خفِيا وَتَحْته مَكْتُوب من المجتث (أفٍّ لظل زماني ... وعيشي المنكود) (فَارَقت أَهلِي وإلفي ... وصاحبي ووددي) (وَمن هويت جفاني ... مطاوعاً لحسودي) (يَا رب موتا وَإِلَّا ... فراحةً من صدود) وَكَانَ ابْن المعتز حَنَفِيّ الْمَذْهَب لقَوْله من أبياتٍ من الطَّوِيل (فهاتا عقارا فِي قَمِيص زجاجةٍ ... كياقوتةٍ فِي درةٍ تتوقد) (وقتني من نَار الْجَحِيم بِنَفسِهَا ... وَذَلِكَ من إحسانها لَيْسَ يجْحَد) وَكَانَ سني العقيدة منحرفاً عَن العلوين قَالَ وَلِهَذَا فِي قصيدته البائية الَّتِي أَولهَا من المتقارب (أَلا من لعَيْنِي وتسكابها ... تشكى القذى وبكاها بهَا) ) وَمِنْهَا من المتقارب (نهيت بني رحمي لَو وعوا ... نصيحة برٍّ بأنسابها) (وراموا قُريْشًا أسود الشرى ... وَقد نشبت بَين أنيابها) (قتلنَا أُميَّة فِي دارها ... فَكُنَّا أَحَق بأسلابها) (وَكم عصبةٍ قد سفت مِنْكُم ال ... خلَافَة صاباً باكوابها) (إِذا مَا دنوتم تلقتكم ... زبوناً وقرت بجلا بهَا) (وَلما أبي الله ان تملكوا ... دعينا إِلَيْهَا فقمنا بهَا) (وَمَا رد حجابها وافداً ... لنا إِذْ وقفنا بأبوابها) (كقطب الرَّحَى واقفت أُخْتهَا ... دَعونَا لَهَا وعلينا بهَا) (وَنحن ورثنا ثِيَاب النَّبِي ... فَلم تجذبون بأهدابها) (لكم رحمٌ يَا بني بنته ... وَلنْ أرى الْعم أولى بهَا)

قلت أَخذ هَذَا من قَول مَنْصُور النمري وَقَول مَرْوَان ابْن أبي حَفْصَة وَسَيَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة مَنْصُور النمري (بِهِ نصر الله مَحل الْحجاز ... وأبرأها بعج أوصابها) (وَيَوْم حنينٍ فداعيكم ... وَقد أبدت الْحَرْب عَن نابها) (فَلَمَّا علا الحبر أَكْفَانه ... هوى مللٌ بَين أثوابها) (فمهلاً بني عمنَا إِنَّهَا ... عَطِيَّة ربٍّ حبانا بهَا) (وَأقسم أَنكُمْ تعلمو ... ن أَنا لَهَا خير أَرْبَابهَا) وَقد أَجَابَهُ عَن ذَلِك صفي الدّين الْحلِيّ فِي وَزنهَا ورويها أَنْشدني ذَلِك لنَفسِهِ إجَازَة من المتقارب (أَلا قل لشر عبيد الْإِلَه ... وطاغي قريشٍ وكذابها) (وباغي الْعباد وباغي العناد ... وهاجي الْكِرَام ومغتابها) (أَأَنْت تفاخر آل النَّبِي ... وتجحدها فضل أحسابها) (بكم بَاهل الْمُصْطَفى أم بهم ... فَرد العداة بأوصابها) (أعنكم نفى الرجس أم عَنْهُم ... لطهر النُّفُوس وألبابها) ) (أما الرجس وَالْخمر من دأبكم ... وفرط الْعِبَادَة من دابها) (وَقلت ورثنا ثِيَاب النَّبِي ... فكم تجذبون بأهدابها) (وعندك لَا تورث الْأَنْبِيَاء ... فَكيف حظيتم بأثوابها) (فَكَذبت نَفسك فِي الْحَالَتَيْنِ ... وَلم تعلم الشهد من صابها) (أجدك يرضى بِمَا قلته ... وَمَا كَانَ يَوْمًا بمرتابها) (وَكَانَ بصفين من حزبهم ... لِحَرْب الطغاة وأحزابها) (وَقد شمر الْمَوْت عَن سَاقه ... وأكشرت الْحَرْب عَن نابها) (فَأقبل يَدْعُو إِلَى حيدرٍ ... بإرغابها وبإرهابها) (وآثر أَن يرتضيه الْأَنَام ... من الْحكمَيْنِ لإسهابها) (ليعطي الْخلَافَة أَهلا لَهَا ... فَلم يرتضوه لإيجابها)

(وَصلى مَعَ النَّاس طول الْحَيَاة ... وحيدر فِي صدر مِحْرَابهَا) (فَهَلا تقمصها جدكم ... إِذا كَانَ إِذْ ذَاك أَحْرَى بهَا) (وَإِذ جعل الْأَمر شُورَى لَهُم ... فَهَل كَانَ من بعض أَرْبَابهَا) (أخامسهم كَانَ أم سادساً ... وَقد جليت بَين خطابها) (وقولك أَنْتُم بَنو بنته ... وَلَكِن بَنو الْعم أولى بهَا) (بَنو الْبِنْت أَيْضا بَنو عَمه ... وَذَلِكَ أدنى لأنسابها) (فدع فِي الْخلَافَة فضل الْخلاف ... فَلَيْسَتْ ذلولاً لركابها) (وَمَا أَنْت والفحص عَن شَأْنهَا ... وَمَا قمصوك بأثوابها) (وَمَا ساورتك سوى ساعةٍ ... فَمَا كنت أَهلا لأسبابها) (وَكَيف يخصوك يَوْمًا بهَا ... وَلم تتأدب بآدابها) (وَقلت بأنكم القاتلون ... أسود أُميَّة فِي غابها) (كذبت وأسرفت فِيمَا ادعيت ... وَلم تنه نَفسك عَن عابها) (فكم حاولتها سراةٌ لكم ... فَردَّتْ على نكص أعقابها) (وَلَوْلَا سيوف أبي مسلمٍ ... لعزت على جهد طلابها) (وَذَلِكَ عبدٌ لَهُم لَا لكم ... رعى فِيكُم قرب أنسابها) ) (وكنتم أُسَارَى بطُون الحبوس ... وَقد شفكم لثم أعتابها) (فأخرجكم وحباكم بهَا ... وقمصكم فضل جلبابها) (فجازيتموه بشر الْجَزَاء ... لطغوى النُّفُوس وإعجابها) (فدعٌ ذكر قومٍ رَضوا بالكفاف ... وَجَاءُوا الْخلَافَة من بَابهَا) (هم الزاهدون هم العابدون ... هم الْعَالمُونَ بآدابها) (هم الصائمون هم القائمون ... هم الساجدون بمحرابها) (هم قطب مِلَّة دين الْإِلَه ... ودور الرحي بأقطابها) (عَلَيْك بلهوك بالغانيات ... وخل الْمَعَالِي لأصحابها) (وَوصف الْعَذْرَاء ذَات الْخمار ... ونعت الْعقار بألقابها) (فَذَلِك شَأْنك لَا شَأْنهمْ ... وجري الْجِيَاد بأحسابها)

من قَول ابْن المعتز يفخر على العلويين من هَذِه الْمَادَّة من المتقارب (فَأنْتم بَنو بنته دُوننَا ... وَنحن بَنو عَمه الْمُسلم) وَمِنْه أَيْضا من الطَّوِيل (وأعطاكم الْمَأْمُون عهد خلافةٍ ... لنا حَقّهَا لكنه جاد بالدنيا) وَمِنْه من الطَّوِيل (دعوا آل عباسٍ وإرث أَبِيهِم ... وَإِيَّاكُم مِنْهُم فَإِنَّهُم هم) (ملوكٌ إِذا خَاضُوا الوغى فسيوفهم ... مقابضها مسكٌ وسائرها دم) وَمِنْه قَوْله عِنْد الِانْتِصَار عَلَيْهِم من الطَّوِيل (قدحتم زناد الْحَرْب أول مرةٍ ... لنا وخلعتم بَيْننَا ربقة الْعَهْد) (وفاخرتم قوما بهم فَازَ قدحكم ... وهم علموكم فِي الملا حبوة الْمجد) (فلذنا بِرُكْن الصَّبْر وانتصفت لنا ... صوارم تعدينا إِذا قل من يعدي) وَمن شعره من الْبَسِيط (مستيقظٌ لَا يفل الشَّك عزمته ... كَأَن أَوْهَامه أبصار أَقوام) (لَا يشتكي الدَّهْر إِن خطبٌ ألم بِهِ ... إِلَّا إِلَى صعدةٍ أوحدّ صمصام) وَمِنْه من المتقارب) (تفقد مساقط لحظ الْمُرِيب ... فَإِن الْعُيُون وُجُوه الْقُلُوب) (وطالع بوادره فِي الْكَلَام ... فَإنَّك تجني ثمار الغيوب) وَمِنْه من مجزوء الْبَسِيط (عجل شيبي على شَبَابِي ... ولي ديونٌ على الحبيب) (لما تولى الصَّبِي سَرِيعا ... صفقت وَجْهي على المشيب) وَمِنْه من السَّرِيع (سَابق إِلَى مَالك وراثه ... مَا الْمَرْء فِي الدُّنْيَا بلباث) (كم صامتٍ يخنق أكياسه ... قد صَاح فِي ميزَان مِيرَاث) وَقَالَ ابْن المعتز رَحمَه الله فِي ذمّ الصبوح من الرجز (لي صاحبٌ قد لامني وَزَادا ... فِي تركي الصبوح ثمَّ عادا)

(قَالَ أَلا تشرب بِالنَّهَارِ ... وَفِي ضِيَاء الْفجْر والأسحار) (إِذا وشى بِاللَّيْلِ صبحٌ فافتضح ... وَذكر الطَّائِر شجواً فصدح) (والنجم فِي حَوْض الْغُرُوب وَارِد ... وَالْفَجْر فِي إِثْر الظلام طارد) (ونفض اللَّيْل على الرَّوْض الندى ... وحركت أغصانه ريح الصِّبَا) (وَقد بَدَت فَوق الْهلَال كرته ... كهامة الْأسود شابت لحيته) (فجمش الدَّار بِبَعْض نوره ... وَاللَّيْل قد رفع من ستوره) (وقدت المجرة الظلاما ... تحسبها فِي لَيْلهَا إِذا مَا) (تنفس الصُّبْح وَلما يشْتَغل ... بَين النُّجُوم مثل خرق المكتهل) (وَقَالَ شرب اللَّيْل قد آذَانا ... وطمس الْعُقُول والأذهانا) (وَشَكتْ الْجِنّ إِلَى إِبْلِيس ... أَنهم فِي أضيق الحبوس) (يَبُول فِي وجههم ويخرا ... وَيقتل الذُّبَاب مِنْهُم صبرا) (أما ترى الْبُسْتَان كَيفَ نورا ... وَنشر المنثور بردا أصفرا) (وَضحك الْورْد إِلَى الشقائق ... واعتنق الْقطر اعتناق الوامق) (فِي روضةٍ كحلة الْعَرُوس ... وخرمٍ كهامة الطاوس) (وياسمينٍ فِي ذرى الإغصان ... منظماً كَقطع العقيان) ) (والسرو مثل قضب الزبرجد ... قد استمد المَاء من تربٍ ند) (على رياضٍ وثرىً ثري ... وجدولٍ كالمبرد المجلي) (وفرش الخشخاش جيباً وفتق ... كَأَنَّهُ مصاحفٌ بيض الْوَرق) (حَتَّى إِذا مَا انتشرت أوراقه ... وَكَاد أَن ينأد رياً سَاقه) (صَار كأقداحٍ من البلور ... كَأَنَّمَا تجسمت من نور) (وَبَعضه عُرْيَان من أثوابه ... قد خجل البائس من أَصْحَابه) (تبصره بعد انتثار الْورْد ... مثل الدبابيس بأيدي الْجند) (والسوسن الآزاذ منشور الْحلَل ... كقطن قد مَسّه بعض البلل) (نور فِي حاشيتي بستانه ... وَدخل الميدان فِي ضَمَانه) (وَقد بَدَت فِي ثمار الكنكر ... كَأَنَّهَا جماجمٌ من عنبر)

(وَحلق البهار فَوق الآس ... جمجمةً كهامة الشماس) (حِيَال شيحٍ مثل شيب النّصْف ... وجوهرٍ من زهرٍ مُخْتَلف) (وجلنارٍ كاحمرار الخد ... أَو مثل أعراف ديوك الْهِنْد) (والأقحوان كالثنايا الغر ... قد صقلت أنواره بالقطر) (قل لي أَهَذا حسنٌ بِاللَّيْلِ ... ويلي مِمَّا تشْتَهي وعولي) (وَأكْثر الفضول والأوصافا ... فَقلت قد حببت لي الخلافا) (بت عندنَا حَتَّى إِذا الصُّبْح سفر ... كَأَنَّهُ جدول ماءٍ منفجر) (قمنا إِلَى زادٍ لنا معد ... وقهوةٍ صراعةٍ للجلد) (كَأَنَّمَا حبابها المنشور ... كواكبٌ فِي فلكٍ تَدور) (ومسمعٍ يلْعَب بالأوتار ... أرق من نائحة القُماري) (وَلَا تقل لي قد ألفت منزلي ... فتفسد القَوْل بعذرٍ مُشكل) (فَقَالَ هَذَا أول الْجُنُون ... مَتى ثوى الضَّب بوادي النُّون) (دعوتكم إِلَى الصَّباح ثمَّ لَا ... أكون فِيهِ إِذْ أجبتم أَولا) (لي حاجةٌ لَا بُد من قَضَائهَا ... فتستريح النَّفس من عنائها) (ثمَّ أجي وَالصُّبْح فِي عنان ... من قبل أَن يغْفر بِالْأَذَانِ) ) (ثمَّ مضى يوعد بالبكور ... وهز رَأس فرحٍ مسرور) (فَقُمْت مِنْهُ خَائفًا مرتاعاً ... وَقلت نَامُوا وَيحكم سرَاعًا) (لتأْخذ الْعين من الرقاد ... حضاً إِلَى تغليسة الْمُنَادِي) (فمسحت جنوبنا المضاجعا ... وَلم أكن للنوم قبل طَائِعا) (ثمت قمنا والظلام مطرق ... وَالطير فِي أوكارها لَا تنطق) (وَقد تبدى النَّجْم فِي سوَاده ... كحلة الراهب فِي حداده) (وَنحن نصغي السّمع نَحْو الْبَاب ... فَلم نجد حسا من الْكذَّاب) (حَتَّى تبدت حمرَة الصَّباح ... وأوجع للندمان سَوط الراح) (وَقَامَت الشَّمْس على الرؤوس ... وَملك السكر على النُّفُوس) (جَاءَ بوجةٍ بَارِد التبسم ... مفتضحٍ لما جنى مذمم)

(يعثر وسط الدَّار من حيائه ... وينتف الْأَهْدَاب من رِدَائه) (فعطعط الْقَوْم بِهِ حَتَّى سدر ... وافتتح القَوْل بعيٍّ وَحصر) (وَقَالَ يَا قوم اسمعوا كَلَامي ... لَا تسرعوا ظلما إِلَى ملامي) (فجاءنا بقصةٍ كذابه ... لم يفتح الْقلب لَهَا أبوابه) (كعذر الْعَينَيْنِ يَوْم السَّابِع ... إِلَى عروسٍ ذَات فرجٍ ضائع) (قَالَ اشربوا فَقلت قد شربنا ... أَتَيْتنَا وَنحن قد سكرنا) (فَلم يزل بِشَأْنِهِ مُنْفَردا ... يرفع بالكأس إِلَى فِيهِ يدا) (وَالْقَوْم من معذرٍ نشوان ... أَو غرقٍ فِي نَومه وَسنَان) (كَأَنَّهُ آخر خيل الحلبه ... لَهُ من السواس ألف ضربه) (مُجْتَهدا كَأَنَّهُ قد أفلحا ... يطلع فِي آثارها مقبحاً) (فاسمع فَإِنِّي للصبوح عائب ... عِنْدِي من أخباره عجائب) (إِذا أردْت الشّرْب عِنْد الْفجْر ... والنجم فِي لجة ليلٍ يسري) (وَكَانَ بردٌ فالنديم يرتعد ... وريقه على الثنايا قد جمد) (وللغلام ضجرةٌ وهمهمه ... وشتمةٌ فِي صَدره مجمجمه) (يمشي بِلَا رجلٍ من النعاس ... ويدفق الكأس على الْجلاس) ) (ويلعن الْمولى إِذا دَعَاهُ ... وَوَجهه إِن جَاءَ فِي فقاه) (وَإِن أحس من نديمٍ صَوتا ... قَالَ مجيباً طعنةً وموتا) (وَإِن يكن للْقَوْم ساقٍ يعشق ... فجفنه بجفنه مدبق) (وَرَأسه كَمثل فروٍ قد مطر ... وصدغه كالصولجان المنكسر) (أعجل من مسواكه وزينته ... وهيئةٍ تنضر حسن صورته) (فَجَاءَهُمْ بفسوة اللحاف ... مَحْمُولَة فِي الثَّوْب والأعطاف) (كَأَنَّهُ عض على دماغ ... مُتَّهم الأنفاس والأرفاغ) (يخدمهم بشفشجٍ محلول ... وَيحمل الكأس بِلَا منديل) (فَإِن طردت الْبرد بالستور ... وَجئْت بالكانون والسمور) (فَأَي فضلٍ للصبوح يعرف ... على الغبوق والظلام مسدف)

(وَلَو دسست فِي است محمومٍ لما ... نجا من القر إِذا مَا صمما) (تحس من رَائِحَة الشَّمَائِل ... صرصرةً ترسب فِي المفاصل) (وَقد نسيت شرر الكانون ... كَأَنَّهُ نثار ياسمين) (يَرْمِي بِهِ الْجَمْر إِلَى الأحداق ... إِن رمى قرطس فِي الآماق) (وَترك الْبسَاط بعد الخمد ... ذَا نقطٍ سودٍ كَجلْد الفهد) (وَقطع الْمجْلس باكتئاب ... وذكرحرق النَّار للثياب) (وَلم يزل للْقَوْم شغلاً شاغلا ... وأصبحت جِبَابهمْ مناخلا) (حَتَّى إِذا مَا ارْتَفَعت شمس الضُّحَى ... قيل فلانٌ وفلانٌ قد أَتَى) (وَرُبمَا كَانَ ثقيلاً يحتشم ... فطول الْكَلَام حينا وجثم) (وَرفع الريحان والنبيذ ... وَزَالَ عَنَّا عيشنا اللذيذ) (وَلست فِي طول النَّهَار آمنا ... من حَادث لم يَك قبل كَائِنا) (أَو خبر يكره أَو كتاب ... يقطع طَبِيب اللَّهْو وَالشرَاب) (فاسمع إِلَى مشالب الصبوح ... فِي الصَّيف قبل الطَّائِر الصدوح) (حِين حلا النّوم وطاب المضجع ... وانحسر اللَّيْل ولذ المهجع) (وَانْهَزَمَ البق وَكن رتعا ... على الدِّمَاء وارداتٍ شرعا) ) (من بعد مَا قد أكلو الأجسادا ... وطيروا عَن الورى الرقاد) (فَقرب الزَّاد إِلَى نيام ... ألسنهم ثَقيلَة الْكَلَام) (من بعد أَن دب عَلَيْهِ النَّمْل ... وحيةٌ تقذف سما صل) (وعقربٌ محذورةٌ قِتَاله ... وجعلٌ فوارةٌ بواله) (وللمغني عارضٌ فِي حلقه ... ونعسةٌ قد قدحت فِي حذقه) (وَإِن أدرت الشّرْب بعد الْفجْر ... وَالصُّبْح قد سل سيوف الْحر) (فساعةً ثمَّ تجيك الدامغة ... بنارها فَلَا تسوغ سَائِغَة) (ويسخن الشَّرَاب والمزاج ... وَيكثر الْخلاف والضجاج) (من معشرٍ قد جرعوا الحميما ... وطمعوا من زادهم سموما) (وغيمت أنفاسهم أقداحهم ... وعذبت أقداحها أَرْوَاحهم)

(وأولعو بالحك والتفرك ... وعصت الآباط أَمر المرتك) (وَصَارَ ريحانهم كالقت ... فكلهم لكلهم ذُو مقت) (وَبَعْضهمْ يمشي بِلَا رجلَيْنِ ... وَيَأْخُذ الكأس بِلَا يدين) (وَبَعْضهمْ محمرةٌ عَيناهُ ... من السمُوم محرقٌ خداه) (وَبَعْضهمْ عِنْد ارْتِفَاع الشَّمْس ... يحس جوعا مؤلما للنَّفس) (فَإِن أسر مَا بِهِ تهوسا ... وَلم يطق فِي ضعفةٍ تنفسا) (وَطَاف فِي أصداغه الصداع ... وَلم يكن بِمثلِهِ انْتِفَاع) (وَكَثُرت حِدته وضجره ... وَصَارَ كالجمر يطير شرره) (وهم بالعربدة الوحيه ... وَصرف الكاسات والتحيه) (وَظَهَرت سبعيةٌ فِي خلقه ... وَمَات كل صاحبٍ من فرقه) (وَإِن دَعَا الشقي بِالطَّعَامِ ... خيط جفنيه على الْمَنَام) (وَكلما جَاءَت صلاةٌ واجبه ... فسا عَلَيْهَا فتولت هاربه) (فكدر الْعَيْش بيومٍ أبلق ... أقطاره بلهوه لم تلتق) (فَمن أدام للشقاء هَذَا ... من فعله والتذه التذاذا) (لم يلف إِلَّا دنسٍ الأثواب ... مهوساً بهوس الْأَصْحَاب) ) (يزْدَاد مهنواً وضنى وسقما ... وَلَا ترَاهُ الدَّهْر إِلَّا فدما) (ذَا شاربٍ وظفرٍ طويلٍ ... ينغص الزَّاد على الأكيل) (ومقلةٍ مبيضة المآقي ... وأذنٍ كحقة الدرياق) (وجسدٍ عَلَيْهِ جلدٌ من وسخ ... كَأَنَّهُ شرب نفطاً أَو لطخ) (تخال تَحت إبطه إِذا عرق ... لحية قاضٍ قد نجا من الْغَرق) (وريقة كَمثل طوقٍ من أَدَم ... وَلَيْسَ من ترك السِّوَاك يحتشم) (فِي صَدره من واكفٍ وقاطر ... كأثر الذرق على الكنادر) (هَذَا وَمَا تركت أَكثر ... فجربوا مَا قلته وفكروا) قلت إِنَّمَا أثبت هَذِه المزدوجة بِطُولِهَا لما فِيهَا من بَدَائِع التَّشْبِيه وغرائب الِاسْتِعَارَة وَقد عَارضه فِيهَا الشريف أَبُو الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن حيدرة الْعقيلِيّ وَعكس مَقْصُوده ومدح فِيهَا الصبوح وَلَكِن لَيست كهذه فتانة فَإِن هَذِه درةٌ يتيمة وَتلك مرْجَانَة وسوف تَأتي إِن

شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور فِي مَكَانَهُ وَمِنْه من الطَّوِيل (وطافت بأقداح المدامة بَيْننَا ... بَنَات نَصَارَى قد تزين بالخفر) (وَتَحْت زنانيرٍ شددن عقودها ... زنانير أعكانٍ معاقدها السرر) قلت نقل هَذَا الْمَعْنى التهامي من هُنَا فَقَالَ من الْبَسِيط (وغادرت فِي العدا طَعنا يحف بِهِ ... ضرب كَمَا حفت الأعكان بالسرر) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَلَسْت ترى شيباً لرأسي ماثلاً ... ونت حيلي عَنهُ وضاق بِهِ ذرعي) (كَأَن المناقيش الَّتِي تعتورنه ... مناقير طيرٍ تتقي سنبل الزَّرْع) وَمِنْه من الْكَامِل (ومحجلٍ غر الْيَمين كَأَنَّهُ ... متبخرٌ يمشي بكمٍّ مُسبل) (متلثمٍ لجم الْحَدِيد يلوكها ... لوك الفتاة سواكها من إسحل) وَمِنْه فِي رَوْضَة من الْبَسِيط (تضاحك الشَّمْس أنوار الرياض بهَا ... كَأَنَّمَا نثرت فِيهَا الدَّنَانِير) ) (وَتَأْخُذ الرّيح من دخانها عبقاً ... كَأَن تربَتهَا مسكٌ وكافور) وَمِنْه من الْبَسِيط (وَالرِّيح تجذب أَطْرَاف الرِّدَاء كَمَا ... أفْضى شفيقٌ إِلَى تَنْبِيه وَسنَان) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَأصْبح يحدي للنوى كل بازلٍ ... سفينة أسفارٍ على الأَرْض تسبح) (وَقد ثقلت أخفافه فَكَأَنَّهَا ... من الأين أرحاءٌ تشال وتطرح) وَمِنْه من الوافر (وفتيانٍ سروا وَاللَّيْل داجٍ ... وضوء الصُّبْح مُتَّهم الطُّلُوع) (كَأَن بزاتهم أُمَرَاء جيشٍ ... على أكتافهم صدأ الدروع)

وَمِنْه فِي الْهلَال والثريا من المنسرح (قد انْقَضتْ دولة الصّيام وَقد ... بشر سقم الْهلَال بالعيد) (بتلو الثريا كفاغرٍ شرهٍ ... يفتح فَاه لأكل عنقود) وَمِنْه من الْكَامِل (فِي ليلةٍ أكل المحاق هلالها ... حَتَّى تبدي مثل وقف العاج) (وَالصُّبْح يَتْلُو المُشْتَرِي فَكَأَنَّهُ ... عُرْيَان يمشي فِي الدجى بسراج) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَقد صغت الجوزاء حَتَّى كَأَنَّهَا ... وَرَاء نجومٍ هاويات هاوياتٍ وغور) (صنوج على رقاصةٍ قد تمايلت ... لتلهي شرباً بَين دفٍ ومزهرٍ) وَمِنْه فِي الْحَيَّة من الْبَسِيط (كَأَنَّهَا حِين تبدو من مكامنها ... غضنٌ تفتح فِيهِ النُّور وَالْوَرق) (يستل مِنْهَا لسانٌ تستغيث بِهِ ... كَمَا تعوذ بالسبابة الْفرق) وَمِنْه من الوافر (أَطَالَ الدَّهْر فِي بغداذ همتي ... وَقد يشقى الْمُسَافِر أَو يفوز) (ظللت بهَا على كرهي مُقيما ... كعنينٍ تعانقه عَجُوز) وَمِنْه من المتقارب) (إِذا مَا طَعنا بطُون الدنان ... وَسَار دم الْكَرم مِنْهُنَّ سورا) (كَأَن خراطيمها فِي الزّجاج ... خراطيم نحلٍ ينقين نورا) وَمِنْه من السَّرِيع (كَأَنَّمَا أقداحنا فضةٌ ... قد بطنت بِالذَّهَب الْأَحْمَر) وَمِنْه من الوافر (كَأَن بكاسها نَارا تلظى ... وَلَوْلَا المَاء كَانَ لَهَا حريق) (كَأَن غمامةً بَيْضَاء بيني ... وَبَين الراح تحرقها البروق) وَمِنْه من السَّرِيع (يَا رب ليلٍ سحرٌ كُله ... مفتضح الْبَدْر عليل النسيم) (لم أعرف الإصباح الإصباح فِي ضوئه ... لما بدا إِلَّا بسكر النديم)

صَاحب الأندلس عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان الحكم بن هِشَام بن عبد الرحمان ابْن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة عبد شمس بن عبد منَاف بن قصي الْأمَوِي المرواني صَاحب الأندلس ولي الْأَمر بعد أَخِيه الْمُنْذر بن مُحَمَّد وطالت أَيَّامه وَبَقِي خمْسا وَعشْرين سنة وَكَانَ من الْأُمَرَاء العادلين الَّذين يعز وجودهم وَكَانَ صَالحا تقياً كثير الْعِبَادَة والتلاوة رَافعا علم الْجِهَاد مُلْتَزما للصلوات فِي الْجَامِع وَله غزوات مَشْهُورَة وَكَانَ أديباً عَالما توفّي فِي غرَّة شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاثمِائَة وَبلغ من السن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وسوف يَأْتِي ذكر أَخِيه الْمُنْذر فِي حرف الْمِيم مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ صَاحب الريحان والريعان ثمَّ وَليهَا عبد الله بن مُحَمَّد ولَايَة منحلةً وَقد كَانَ النَّاس سئموا الْحَرْب والفتنة فانصدعوا فِي كل جِهَة ثمَّ ثَابت المملكة بظفره بحصون ابْن حفصون والوقايع الَّتِي أوقع بِهِ ووفر على الْمُسلمين وأنمى لَهُم بَيت مَالهم فَلم يمد يدا إِلَيْهِم وَاقْتصر على مُؤْنَته وعَلى مُؤنَة من يعوله من مَال نَفسه وخاصة كَسبه وَحل مِيرَاثه وَحمل على ذَلِك وَلَده وَسَائِر خاصته فَلم ينْفق من مَال الله شَيْئا إِلَّا فِي مَوْضِعه من الذب عَن بِلَاد الْمُسلمين وحوزة الدّين وَكَانَ روعاً وَمن شعره من المنسرح (لهفي على شادنٍ كجيلٍ ... فِي مثله يخلع العذارُ) ) (كَأَنَّمَا وجنتاه وردٌ ... خالطٌ محمرَّه البهارُ) (قضيب بانٍ إِذا تنثى ... يُدِير طرفا بِهِ أحورارُ) (يصفو وحبّي عَلَيْهِ وقفٌ ... مَا اطرد اللَّيْل والنهارُ) وَمِنْه من السَّرِيع

(يَا كبد العشاق مَا أوجعك ... وَيَا أَسِير الْحبّ مَا أخضعك) (وَيَا رَسُول الْعين من لحظها ... بِالرَّدِّ والتبليغ مَا أسرعك) (تنطق بِالسحرِ وَتَأْتِي بِهِ ... فِي مجلسٍ يخفى على من مَعَك) وَمِنْه من مجزوء الرمل (هَذِه الدَّار الَّتِي قد ... كنت من قبل أَزور) (قد محاها الدَّهْر بعدِي ... مثل مَا تمحى المطور) (عج بهَا حَتَّى يُوفي ... حَقّهَا الْقلب الصبور) (مَا قلوبٌ لم تذب بِعْ ... د النَّوَى إِلَّا صخور) وَكَانَ جميلاً يمْلَأ الْعين بهاءً وَكَانَ متواضعاً يلازم الصَّلَوَات فِي الْجَامِع لَيْلًا وَنَهَارًا وَكَانَ يشاور الْعلمَاء ويزورهم وَكَانَ متصرفاً فِي الْعُلُوم إِلَّا أَنه ينْسب إِلَى الْبُخْل المفرط الَّذِي آل بِهِ إِلَى فَسَاد ملكه وقاسى من بخله سبطه النَّاصِر إِلَّا أَنه اخْتصَّ بخدمته من صغره من ذَلِك أَنه خرج مَعَه يَوْمًا فَنزل عَن فرسه لقَضَاء صلاةٍ فهرب الْفرس وتعب أَصْحَاب الموكب فِي أمره حَتَّى أَخَذُوهُ فَقَالَ لَهُ يَا عبد الرحمان مَالِي أَرَاك بِغَيْر خصي يحفظ دابتك فَقَالَ لَهُ النَّاصِر لَيْسَ يفضل لي من راتبي مَا اتَّخذهُ بِهِ فَقَالَ إِذا انصرفنا إِلَى الْقصر ذَكرنِي فَلَمَّا ذكره وَهُوَ لَا يشك أَن الوصيف حاصلٌ أَمر لَهُ بشكيمة مليحةٍ وَكتب عَنهُ النَّاصِر كتابا أرضاه بِهِ فَقَالَ لَهُ قُم إِلَى تِلْكَ الطاق فَخذ تِلْكَ الدَّجَاجَة بِمَا مَعهَا من الرقَاق فقد آثرتك بهَا مبارك لَك فِيهَا ابْن البندار عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن ناقيا بن دَاوُد أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْفَتْح الْحَنَفِيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن البندار الْبَغْدَادِيّ قَالَ محب الدّين ابْن النجار هَكَذَا رَأَيْت اسْمه بِخَط يَده وَرَأَيْت بِخَط عبد الْوَهَّاب الْأنمَاطِي اسْمه عبد الْبَاقِي ذكر فِي عبد الْبَاقِي

ابْن القلعي) عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْأَوَانِي أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن القلعي أَخُو مُحَمَّد كَانَ أديباً شَاعِرًا وورى عَن الشريف مَسْعُود بن المحسن البياضي وَأبي عَليّ بن الشبل وَأبي الْقَاسِم بن ناقيا وورى عَنهُ أَبُو طاهرٍ السِّلفي فِي مُعْجم شُيُوخه أترجّه الشَّاعِر عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْهَاشِمِي أترجة كَانَ شَاعِرًا مدح المستعين بِاللَّه قَالَ دخلت على المستعين وَقد خرج من الكرخ فَأَنْشَدته من الطَّوِيل (غَدَوْت بسعدٍ غدْوَة لَك باكره ... فَلَا زَالَت الدُّنْيَا بملكك عامره) (ونال مواليك الْغنى بك مَا بقوا ... وعزوا وعزت دولةٌ لَك ناضره) (بقيت علينا غيث جودٍ ورحمةٍ ... فنلنا بدنيا مِنْك فضلا وَآخره) (فَلَا خائفٌ إِلَّا بسطت أَمَانه ... وَلَا معدمٌ إِلَّا سددت مفاقره) (تبين سبق المستعين بفضله ... على غَيره نعماء فِي النَّاس ظَاهره) فَدفع إِلَيْهِ خريطةً فِيهَا دَنَانِير ودعا بغاليةٍ فَجعل يغلّفه بِيَدِهِ الْوَزير الخاقاني عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقَان أَبُو الْقَاسِم الْوَزير ابْن أبي عَليّ الْوَزير ولي الوزارة للمقتدر بعد ابْن الْفُرَات بِرَأْي مؤنس الْخَادِم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وثلاثمائة وَكَانَ رجلا قد مارس وجرب وتكهل وَكَانَ حسن البلاغة وَالْأَدب مليح الْخط جواداً قبض عَلَيْهِ سنة ثَلَاث عشرَة فَكَانَت وزارته ثَمَانِيَة عشرَة شهرا ووكل بِهِ فِي منزله وَلم يزل عليلاً بالسل إِلَى أَن توفّي سنة أَربع عشرَة وثلاثمائة وَسَيَأْتِي ذكر جده أَبُو مُحَمَّد الْحَافِظ الْبَرْبَرِي عبد الله بن مُحَمَّد بن نَاجِية بن نجبة أَبُو مُحَمَّد الْبَرْبَرِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ كَانَ ثِقَة ثبتاً ممتعاً بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ توفّي عَن سنٍّ عالية سنة إِحْدَى وثلاثمائة سمع أَبَا معمر الْهُذلِيّ وسُويد بن سعيد وَعبد الْوَاحِد بن غياث وَأَبا بكر بن أبي

شيبَة وَعبد الْأَعْلَى بن حمادٍ وطبقتهم وَعنهُ أَبُو بكر الشَّافِعِي والجعابي وَأَبُو الْقَاسِم بن النّحاس وَإِسْحَاق النعالي ابْن مقير عبد الله بن مُحَمَّد بن حَيَّان بن فروخ أَبُو مُحَمَّد بن مقير بِضَم الْمِيم وَفتح الْقَاف وَسُكُون) الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء سمع مَحْمُود بن غيلَان وَعبد الله بن عمر بن أبان وَغَيرهمَا وَعنهُ مُحَمَّد بن مخلدٍ وَإِسْمَاعِيل الخطبي وَأَبُو عَليّ ابْن الصَّواف وَأَبُو بكر ابْن الْإِسْمَاعِيلِيّ وَكَانَ ثِقَة توفّي سنة إِحْدَى وثلاثمائة السمناني عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْحُسَيْن السمناني من أَعْيَان الْمُحدثين بخراسان وثقاتهم سمع إساق بن رَاهَوَيْه وَهِشَام بن عمار وَعِيسَى بن زغبة وَأَبا كريب وَعنهُ عَليّ بن حمشاد وَمُحَمّد بن يَعْقُوب بن الأخرم وَأَبُو عَمْرو بن حمدَان توفّي سنة ثلاثٍ وثلاثمائة أَبُو مُحَمَّد بن شيرويه عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان بن شيرويه بن أَسد بن أعين الْقرشِي النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد أحد كبار نيسابور لَهُ مصنفات كَثِيرَة تدل على نبله سمع الْمسند من ابْن رَاهَوَيْه وَسمع خَالِد بن يُوسُف السَّمْتِي وَعبد الله بن مُعَاوِيَة الجحمي وَعَمْرو بن زُرَارَة وَأحمد بن منيعٍ وَأَبا كريب وَعنهُ ابْن خُزَيْمَة وَمُحَمّد بن يَعْقُوب بن الأخرم وَالْحُسَيْن بن عَليّ الْحَافِظ قَالَ قَالَ لي بنْدَار أَرِنِي مَا كتبته عني قَالَ فَجمعت مَا كتبته فِي أسفاطٍ وحملتها إِلَيْهِ على ظهر حمالٍ فَنظر فِيهَا وَقَالَ يَا ابْن شيرويه أفلستني وأفلسك الوراقون يَعْنِي النساخ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقع لنا حَدِيثه عَالِيا وَتُوفِّي سنة خمسٍ وثلاثمائة الْقزْوِينِي القَاضِي الشَّافِعِي عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْقَاسِم الْقزْوِينِي

الْفَقِيه الشَّافِعِي ولي نِيَابَة الحكم بِدِمَشْق وَقَضَاء الرملة وَسكن مصر وَحدث عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَمُحَمّد بن عَوْف الجُمَحِي وَالربيع بن سُلَيْمَان الْمرَادِي وَعنهُ عبد الله بن السقاء الْحَافِظ وَأَبُو بكر بن الْمُقْرِئ وَابْن عدي ويوسف الميانجي وَمُحَمّد بن المظفر وَجَمَاعَة قَالَ ابْن الْمُقْرِئ رَأَيْتهمْ يضعفونه وَيُنْكِرُونَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَقَالَ ابْن يُونُس كَانَ مَحْمُودًا فِيمَا يَتَوَلَّاهُ وَكَانَت لَهُ حلقةٌ للاشتغال وَقَالَ خلط فِي آخر عمره وَوضع أَحَادِيث على متونٍ فافتضح وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَضَعفه جمَاعَة الْحَافِظ أَبُو بكر الإِسْفِرَايِينِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن مُسلم أَبُو بكر الاسفراييني الْحَافِظ اُحْدُ المجودين الْأَثْبَات الطوافين) سمع مُحَمَّد بن يحيى الذهلي وَالْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي وَأَبا زرْعَة الرَّازِيّ وَيُونُس بن عبد الاعلى وحاجب بن سُلَيْمَان وَالْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن مزِيد وَعنهُ أَبُو عبد الله ابْن الأخرم وَأَبُو عَليّ الْحَافِظ وَأَبُو أَحْمد الْحَاكِم وَمُحَمّد بن الْفضل بن خُزَيْمَة وَآخَرُونَ وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وثلاثمائة أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمَرْزُبَان بن سَابُور أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ مُسْند الدُّنْيَا وَبَقِيَّة الْحفاظ ولد بِبَغْدَاد فِي أول شهر رَمَضَان سنة أَربع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي لَيْلَة عيد الْفطر سنة سبع عشرَة وثلاثمائة سمع عَليّ بن الْجَعْد وَخلف بن هِشَام وَأَبا نصر التمار وَيحيى الْحمانِي وَعلي ابْن الْمَدِينِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وشيبان بن فروخ وَدَاوُد بن عَمْرو الضَّبِّيّ وخلقاً كثيرا أَزِيد من ثَلَاثمِائَة وروى عَنهُ جماعةٌ لَا يحصيهم إِلَّا الله تَعَالَى لِأَنَّهُ طَال عمره وَتفرد فِي الدُّنْيَا بعلو السَّنَد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ

كَانَ الْبَغَوِيّ قَلِيل الْكَلَام على الحَدِيث فَإِذا تكلم كَانَ كَلَامه كالمسمار فِي الساج وَآخر من روى عَنهُ عَالِيا أَبُو المنجا ابْن اللتي قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً فهما عَارِفًا وَله مُعْجم الصَّحَابَة فِي مجلدين يدل على سَعَة حفظه وتبحره وَكَذَلِكَ تأليفه الجعديات أحسن ترتيبها وأجاد تأليفها أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن يزِيد بن فروخ بن دَاوُد أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ ابْن اخي الْحَافِظ أبي زرْعَة ولاؤهم لبني مَخْزُوم يروي عَن عَمه وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَأحمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي ويوسف بن سعد بن مُسلم وَمُحَمّد بن عِيسَى بن حَيَّان الْمَدَائِنِي والعراقيين والرازيين والمصريين روى عَنهُ وَالِد أبي نعيم وَالْحسن بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَابْن الْمُقْرِئ وَمُحَمّد بن عبيد الله الذكواني وَكَانَ صَاحب أصولٍ ثِقَة وَتُوفِّي سنة عشْرين وثلاثمائة أَبُو بكر الشَّافِعِي الْحَافِظ عبد الله بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن وَاصل أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ الْفَقِيه الشَّافِعِي مولى آل عُثْمَان بن عَفَّان سمع مُحَمَّد بن يحيى وَأحمد بن يُوسُف وَعبد الله بن هَاشم وَأحمد بن الْأَزْهَر بِبَلَدِهِ وَيُونُس وَالربيع وَأحمد ابْن أخي ابْن وهب وَأَبا إِبْرَاهِيم الْمُزنِيّ المصريين وَأَبا رزعة الرَّازِيّ وَالْعَبَّاس ابْن الْوَلِيد الْبَيْرُوتِي وَالْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي والرمادي وَعلي بن حَرْب) وَمُحَمّد ابْن عَوْف وَهَذِه الطَّبَقَة وَعنهُ ابْن عقدَة وَأَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي وَحَمْزَة الْكِنَانِي وَأَبُو إِسْحَاق ابْن حَمْزَة الإصبهاني وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن المظفر حفاظ الدُّنْيَا وَغَيرهم قَالَ الْحَاكِم كَانَ إِمَام عصره فِي الشَّافِعِيَّة بالعراق من أحفظ النَّاس للفقيهات وَكَانَ يعرف زيادات الْأَلْفَاظ فِي الْمُتُون وَلما قعد للتحديث قَالُوا حدث قَالَ بل سلوا فَسئلَ عَن أحائيث أَجَاد فِيهَا وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة

ابْن الشَّرْقِي عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو مُحَمَّد الشَّرْقِي أَخُو أبي حَامِد كَانَ أسن مِنْهُ الذهلي وَعبد الله بن هَاشم وَعبد الرحمان بن بشرٍ وَأحمد ابْن الْأَزْهَر وَأحمد بن يُوسُف وَأحمد مَنْصُور زاج وَعنهُ أَحْمد بن إِسْحَاق الصبغي وَأَبُو عَليّ الْحَافِظ وَيحيى بن إِسْمَاعِيل الْحَرْبِيّ وَعبد الله بن حَامِد الْوَاعِظ وَغَيرهم قَالَ الْحَاكِم توفّي وَله اثْنَتَانِ وَتسْعُونَ سنة ورأيته وَكَأن أُذُنَيْهِ مروحتان وَأَصْحَاب المحابر بَين يَدَيْهِ وَلم أرزق السماع مِنْهُ وَكَانَ أوحد وقته فِي الطِّبّ وَلم يدع الشّرْب إِلَى أَن مَاتَ فَلذَلِك نقموا عَلَيْهِ وَكَانَ أَخُوهُ لَا يرى لَهُم يرى لَهُم السماع مِنْهُ لذَلِك وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وثلاثمائة حامض رَأسه عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يزِيد أَبُو الْقَاسِم الْمروزِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بحامض رَأسه وبالحامض سمع الْحسن بن أبي الرّبيع وسعدان بن نصر وَأَبا يحيى الْعَطَّار وَأَبا أُميَّة الطرطوسي وَغَيرهم وَعنهُ أَبُو عمر بن حيويه وَالدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو بكر الْأَبْهَرِيّ والمعافى الْجريرِي وَعمر ابْن أَحْمد الْوَاعِظ وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة الكلاباذي الْحَنَفِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الْحَارِث بن خَلِيل أَبُو مُحَمَّد الكلاباذي البُخَارِيّ الْفَقِيه شيخ الْفَقِيه الْحَنَفِيَّة بِمَا وَرَاء النَّهر يعرف بِعَبْد الله الْأُسْتَاذ كَانَ كَبِير الشَّأْن كثير الحَدِيث إِمَامًا فِي الْفِقْه روى عَن عبيد الله بن واصلٍ وَعبد الصَّمد بن الْفضل وحمدان بن ذِي النُّون وَغَيره وَعنهُ أَبُو طيب عبد الله بن مُحَمَّد وَمُحَمّد بن الْحسن بن مَنْصُور النيسابوريان وَجَمَاعَة سُئِلَ عَنهُ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ فَقَالَ ضعيفٌ وَقَالَ الْحَاكِم هُوَ صَاحب عجائب عَن الثِّقَات وَقَالَ الْخَطِيب لَا يحْتَج بِهِ وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة)

أَبُو بكر لإصبهاني القَاضِي عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الخصيب بن الصَّقْر أَبُو بكر الإصبهاني الشَّافِعِي ولي قَضَاء دمشق وَقَضَاء مصر ثمَّ قَضَاء دمشق من جِهَة الْخَلِيفَة الْمُطِيع وصنف كتابا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْمسَائِل المجالسية وَحَدِيثه فِي الخلعيات توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة الْقُرْطُبِيّ ابْن الصفّار عبد الله بن مُحَمَّد بن مغيث أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ ابْن الصفار وَالِد القَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْوَلِيد يُونُس كَانَ أديباً شَاعِرًا بليغاً كَاتبا مَعَ عبادةٍ وتواضعٍ صنف للْحكم الْمُسْتَنْصر كتاب شعراء بني أُميَّة فأجاد وَجَاء بِهِ فِي مجلدٍ واحدٍ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة وروى عَن خَالِد ابْن سعد وَأحمد بن سعيد بن حزم وَإِسْمَاعِيل بن بدر وَجَمَاعَة أَبُو أَحْمد الشَّافِعِي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الناصح بن شُجَاع أَبُو أَحْمد بن الْمُفَسّر الْفَقِيه الشَّافِعِي نزيل مصر سمع أَحْمد بن عَليّ بن سعيد الْمروزِي وَعبد الرحمان بن الْقَاسِم بن الرواس وَعلي بن غَالب السكْسكِي وَمُحَمّد بن إِسْحَاق ابْن اهويه وانتقى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ وَحدث عَنهُ الْحفاظ عبد الْغَنِيّ وَابْن مندة وَأحمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَوام وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَسِتِّينَ وثلاثمائة أَبُو الشَّيْخ ابْن حَيَّان الإصبهاني عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن حَيَّان أَبُو مُحَمَّد الإصبهاني الْحَافِظ أَبُو الشَّيْخ صَاحب التصانيف ولد سنة أربعٍ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي

سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَسمع فِي صغره جده لأمه مَحْمُود بن الْفرج الزَّاهِد وَإِبْرَاهِيم بن سَعْدَان وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْحسن بن حَفْص رَئِيس إصبهان وَمُحَمّد ابْن أَسد الْمَدِينِيّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْخُزَاعِيّ وَسمع بِالْبَصْرَةِ وببغداد وبمكة وبالموصل بِالريِّ كَانَ حَافِظًا عَارِفًا بِالرِّجَالِ والأبواب صنف تَارِيخ بَلَده والتأريخ على السنين وَكتاب السنّة وَكتاب العظمة وَكتاب ثَوَاب الْأَعْمَال وَكتاب السّنَن قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد وَقع لنا أَشْيَاء من حَدِيثه وتخاريجه وروى عَنهُ أَبُو سعد الْمَالِينِي وَأَبُو بكر بن مرْدَوَيْه وَأَبُو بكر أَحْمد بن عبد الرحمان الشِّيرَازِيّ وَأَبُو نعيم وَمُحَمّد أبي عَليّ بن سمويه الْمُؤَدب وسُفْيَان بن حسنكويه) القباب عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فورك بن عَطاء أَبُو بكر الْأَصْبَهَانِيّ الْمُقْرِئ القباب وَهُوَ الَّذِي يعْمل المحابر كَانَ مُسْند إصبهان فِي عصره ومقرئها سمع مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجيراني سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَأَبا بكر بن أبي بكر عَاصِم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان وَعلي بن مُحَمَّد الثَّقَفِيّ وَطَائِفَة وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شنبوذ وروى عَنهُ أَبُو نعيم وَالْفضل ابْن أَحْمد الْخياط وَعلي بن أَحْمد بن مهْرَان الصحاف وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبعين وثلاثمائة الْحَافِظ ابْن السقاء عبد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْمُخْتَار الْمُزنِيّ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد ابْن السقاء الوَاسِطِيّ مُحدث وَاسِط توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة سمع أَبَا خَليفَة وزكرياء السَّاجِي وَأَبا يعلي الْموصِلِي وعبدان الْأَهْوَازِي مُوسَى ابْن سهل الْجونِي وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن ابْن مكرم وَجَمَاعَة وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو الْفَتْح يُوسُف القواس وَأَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ وَعلي بن احْمَد ابْن دَاوُد الرزاز وَأَبُو نعيم الْحَافِظ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن المظفر لم نر مَعَ ابْن السقاء كتابا وَإِنَّمَا حَدثنَا حفظا

ابْن الْبَاجِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شَرِيعَة بن رِفَاعَة اللَّخْمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْبَاجِيّ أَبُو مُحَمَّد الإشبيلي سمع مُحَمَّد بن عبد الله بن القوف وَالسَّيِّد أَبِيه الزَّاهِد وَسَعِيد بن جَابر وَغَيرهم وَكَانَ حَافِظًا ضابطاً متقناً بَصيرًا بمعاني الحَدِيث وَقَالَ ابْن الفرضي لم أحدا أفضله أحد عَلَيْهِ فِي الضَّبْط وروى النَّاس عَنهُ كثيرا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وثلاثمائة القَاضِي أَبُو مُحَمَّد البعلبكي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن ذكْوَان القَاضِي أَبُو مُحَمَّد البعلبكي حدث عَن أبي الجهم بن طلاب وَابْن جوصا وَأبي الدحداح أَحْمد بن مُحَمَّد وَأبي الْعَبَّاس الزفتي أبي بكر الخرائطي وَطَائِفَة وَعنهُ الْوَلِيد بن بكر الأندلسي ومكي بن الْغمر وَجَمَاعَة وَتَكَلَّمُوا فِيهِ وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة وَالِد ابْن عبد الْبر) عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبر أَبُو مُحَمَّد النمري الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي وَالِد الإِمَام أبي عمر يُوسُف تفقه على التجِيبِي ولازمه وَسمع من أَحْمد بن مطرفٍ وَاحْمَدْ بن حزم وَكَانَ صَالحا عابداً مُجْتَهدا توفّي سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة أَبُو سعيد الْقرشِي الصُّوفِي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن نصير بن عبد الْوَهَّاب بن عَطاء ابْن واصلٍ أَبُو سعيد الْقرشِي الرَّازِيّ الصُّوفِي حج وَدخل الشَّام ومصر وجاور وَأقَام بنيسابور مُدَّة وَصَحب الزَّاهِد أَبَا عَليّ الثَّقَفِيّ وَحدث عَن مُحَمَّد بن أَيُّوب الرَّازِيّ بن الضريس ويوسف بن عاصمٍ وروى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة

أَبُو مُحَمَّد القلعي عبد الله بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن حزم أَبُو مُحَمَّد الأندلسي القلعي رحالٌ جوالٌ سمع أَبَا الْقَاسِم عَليّ بن أبي الْعقب وَجَمَاعَة بِدِمَشْق وَأَبا بكر الشَّافِعِي وَأَبا عَليّ بن الصَّواف بِبَغْدَاد وَإِبْرَاهِيم بن عَليّ الهُجَيْمِي بِالْبَصْرَةِ وَأَبا جَعْفَر بن دُحَيْم بِالْكُوفَةِ وَعبد الله بن الْورْد بِمصْر ووهب بن مَسَرَّة بالأندلس وروى عَنهُ أَبُو الْوَلِيد بن الفرضي وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا زاهداً شجاعاً مُجَاهدًا ولاه الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الحكم للْقَضَاء فاستعفى وَأَصله من قلعة أَيُّوب بالأندلس وَكَانَ فَقِيها صلباً الْحق ورعاً وَكَانُوا يشبهونه بسفيان الثَّوْريّ فِي زَمَانه وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا أَخذ النَّاس عَنهُ الْكثير وَكَانَ يقف وَحده للفئة من الْمُشْركين قَالَ ابْن الفرضي سَمِعت مِنْهُ علما كثيرا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة البشتي الصُّوفِي عبد الله بن مُحَمَّد بن نَافِع أَبُو الْعَبَّاس البشتي بالشين الْمُعْجَمَة الصُّوفِي ورث من آبَائِهِ أملاكاً كثير فأنفقها فِي الْخَيْر وَكَانَ كثير الْعِبَادَة بَقِي سبعين سنة لَا ستند إِلَى حائظ وَلَا يتكي على وسَادَة حج من نيسابور حافياً رَاجِلا وَأقَام بالقدس أشهراً وَدخل الغرب وَحج من الغرب وَرجع إِلَى بِشَتٍّ وَتصدق بِبَقِيَّة أملاكه وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ابْن كلاب عبد الله بن مُحَمَّد بن كلاب الْقطَّان ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي كتاب الفهرست قَالَ محب الدّين بن النجار ونقلته من خطه فَقَالَ ابْن كلاب من نابتة الحشوية وَله مَعَ عبّاد بن) سلمَان مناظراتٌ وَكَانَ يَقُول إِن كَلَام الله هُوَ الله وَكَانَ عباد يَقُول إِنَّه نَصْرَانِيّ فَهَذَا القَوْل قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْبَغَوِيّ دَخَلنَا على فشيون النَّصْرَانِي وَكَانَ فِي دَار الرّوم بالجانب الغربي فَجرى الحَدِيث إِلَى أَن سالته عَن ابْن كلاب فَقَالَ رحم الله عبد الله

كَانَ يجيئني فيجلس إِلَى تِلْكَ الزواية وَأَشَارَ إِلَى ناحيةٍ من الْبيعَة عَن وعني أَخذ هَذ القَوْل وَلَو عَاشَ لنصرنا الْمُسلمين قَالَ الْبَغَوِيّ وَسَأَلَهُ مُحَمَّد بن إِسْحَاق الطَّالقَانِي فَقَالَ مَا تَقول فِي الْمَسِيح فَقَالَ مَا يَقُوله أهل السّنة من الْمُسلمين فِي الْقُرْآن قَالَ النديم ولعَبْد الله من الْكتب كتاب الصِّفَات كتاب خلق الْأَفْعَال كتاب الرَّد على الْمُعْتَزلَة وَقد تقدم فِي عبد الله ابْن سعيد بن كلاب ترجمةٌ أُخْرَى وَهِي لهَذَا وَالله أعلم بِمَا كَانَ من أمره فَإِن تِلْكَ التَّرْجَمَة تخَالف هَذِه التَّرْجَمَة فليكشف من هُنَاكَ الفِهري عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْقَاسِم ن أَبُو مُحَمَّد الفِهري ينتسب إِلَى عبد الْملك بن قطنٍ الفِهري وَالِي الأندلس لبني أُميَّة وَأَبُو مُحَمَّد هَذَا من مُلُوك الطوائف الصغار ورث الْملك بمعقل الْبِنْت عَن أَبِيه جده ودام فِيهِ مَشْهُورا مَقْصُودا ممدوحاً إِلَى أَن أَخذه مِنْهُ أَمِير الْمُسلمين يُوسُف بن تاشفين وَحمله إِلَى العدوة فأسكنه بسلا وَفِيه يَقُول صَاحب القلائد رجل زهت بِهِ الرياسة وَالتَّدْبِير وجبل دونه يلملمٌ وثبير ذووقارٍ لَا يستفزُّ وَلَو دارت عَلَيْهِ الْعقار وَضعته الدولة فِي مفرقها وأطلعت شمسه فِي أفقها فأظهر جمَالهَا وعطر صباها وشمالها وَمن شعره من المتقارب (خلعت عَن الْملك لكنني ... عَن الصَّبْر وَالْمجد لَا أُخلع) (رماني الزَّمَان بأزرائه ... وغيري من خطبه يجزع) (فَلَيْسَ فُؤَادِي بالملتظي ... وَلَا مقلتي حسرةً تَدْمَع) (ولي أمل ليته لم يكن ... فكم ذَا يغر وَكم يخدع) ابْن الْأمين عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون أَبُو مُحَمَّد الْأمين بن الرشيد كَانَ أديباً مليح الشّعْر كَانَ ينادم الواثق أورد لَهُ الصولي قَوْله من السَّرِيع (حَار على وجنته مدمعه ... وَزَالَ عَمَّا قد رجا مطمعه) ) (من حب ظبيٍ لَك من وَجهه ... إِذا تجلى قمرٌ يطلعه) (أعطي رق الْحسن ملكا فَمَا ... أصبح عَنهُ أحدٌ يمنعهُ) (فِي خَدّه من صُدْغه عقربٌ ... تلسع من شَاءَ وَلَا تلسعه)

ابْن يزْدَاد وَزِير المستعين عبد الله بن مُحَمَّد بن يزْدَاد بن سُوَيْد الْمروزِي أَبُو صَالح الْكَاتِب ولي الوزارة للمستعين بعد أَحْمد بن الخصيب مديدة ثمَّ صَعب على الموَالِي أمره وخاصمه بغا الصَّغِير لِأَنَّهُ كَانَ مَنعه إقطاعه فتهدده بِالْقَتْلِ ثمَّ وزر للمستعين ثَانِيًا بعد قتل الْوَزير شُجَاع أَو تامش وَجعل إِلَيْهِ الْعرض وديوان الْقَبْض والخاتم ودور الضَّرْب وَكِتَابَة ابْنه الْعَبَّاس حَتَّى تنكر لَهُ بغا الشرابي وألب عَلَيْهِ الأتراك فهرب إِلَى بَغْدَاد وَكَانَت وزارته أَرْبَعَة أشهرٍ وأياماً وَلم يزل بالكرخ مستتراً عِنْد بعض التُّجَّار إِلَى أَن أدْركهُ أَجله وَدفن فشاع مَوته ونبش حَتَّى رئي ثمَّ ورد فِي قَبره وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ومدحه البحتري وَغَيره من الشُّعَرَاء وَيُقَال إِنَّه امتدحه قومٌ من الشُّعَرَاء فَأمر لَهُم بِثَلَاثَة دَرَاهِم وَكتب إِلَيْهِم من السَّرِيع (قيمَة أَشْعَاركُم درهمٌ ... عِنْدِي وَقد زودتكم درهما) (وَدِرْهَم قيمَة قرطاسكم ... فانصرفوا قد نلتم مغنما) وَقَالَ من الطَّوِيل (كفى حزنا أَنِّي بقربك نازلٌ ... وحالي حَال النازح المتباعد) (وَأَنِّي ليلى مَا أَنَام صبَابَة ... وَأَنت قرير الْعين أنعم رَاقِد) عَبدُوس عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْوراق مولى بني هَاشم كَانَ يلقب عَبدُوس ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب الورقة وَقَالَ كَانَ أقدر النَّاس على تأليف سمرٍ وكتابٍ مصورٍ عمل كتابا ذكر فِي آبَاء أبي مُحَمَّد الْحسن بن مخلد ومآثرهم وَكَانَ يَخْدمه ويصحب وَلَده وَكتب إِلَى الْحسن بن مخلد يَوْم فصده من المتقارب (أيا من لع الْعِزّ والمفخر ... وَمن وجوده أبدا يشْكر) (هَديا الْمُلُوك وأبنائها ... ومنحتها الدّرّ والجوهر) (وحقك أعظم من حَقّهَا ... ويتك فِي الْمجد مَا يُنكر)

) (وَإِنِّي رَأَيْت كَبِير النوا ... ل فِي جنب معرفوكم يصغر) (فأهديت للفصد رامشنةً ... ترائبها الْمسك والعنبر) (موشحة بجميل الثنا ... ء ينشدها البدو والحضر) (سَيبقى على الدَّهْر تذكارها ... وتفنى الْهَدَايَا وَلَا تذكر) أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ الشَّافِعِي الدُّود عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَسد أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمُحدث نزيل مصر كَانَ يلقب بالدود سمع من عبد الرحمان ابْن أبي حَاتِم وَغَيره بِالريِّ وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن عبادل وَمُحَمّد بن يُوسُف الْهَرَوِيّ بِدِمَشْق وروى عَنهُ عبد الْكَرِيم بنم عبد الْوَاحِد الحسناباذي وَعبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ وَمُحَمّد مغلس وَأَبُو عمر الطلمنكي وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ابْن الثلاج عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ الشَّاهِد أَبُو الْقَاسِم ابْن الثلاج أَصله من حلوان ولد سنة سبعٍ وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَحدث عَن أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأبي بكر بن أبي دَاوُد وَيحيى بن صاعد وَمن بعدهمْ فَأكْثر وروى عَنهُ أَبُو عبد الله الصَّيْمَرِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ الوَاسِطِيّ وَأَبُو الْقَاسِم التنوخي وَآخَرُونَ قَالَ مَا بَاعَ أحدٌ من أسلافي الثَّلج إِنَّمَا كَانَ جدي مترفاً يجمع لنَفسِهِ كل فِي سنة ثلجاً كثيرا فَمر بعض الْخُلَفَاء بحلوان فَطلب ثلجاً فَلم يُوجد إِلَّا عِنْد جدي فأهدى إِلَيْهِ فَوَقع عِنْده بموقع وَقَالَ اطْلُبُوا عبد الله الثلاج فغلب عَلَيْهِ قَالَ عبيد الله الازهري كَانَ ابْن الثلاج الحَدِيث على سُلَيْمَان المطلي وَغَيره وَكَذَا تكلم فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة ابْن الزيات عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن يحيى أَبُو مُحَمَّد التجِيبِي

وَيعرف بقرطبة بِابْن الزيات رَحل إِلَى الْعرَاق مرَّتَيْنِ وَسمع من إِسْمَاعِيل الصفار وَمُحَمّد بن يحى بن عمر بن عَليّ بن حَرْب وَعُثْمَان بن السماك وَسمع بِالْبَصْرَةِ من أبي بكر ابْن داسة وَجَمَاعَة وبتنيس من عُثْمَان بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي وَكَانَ صَدُوقًا كثير الحَدِيث إِلَّا أَن ضَبطه لم يكن جيدا وَكَانَ ضَعِيف الْخط رُبمَا أخل بالهجاء وَكتب النَّاس عَنهُ كثيرا وَكَانَ يتَصَرَّف فِي التِّجَارَة وَهُوَ) من شُيُوخ أبي عمر ابْن عبد الْبر توفّي سنة تسعين وثلاثمائة الْجُهَنِيّ الطليطلي الْمَالِكِي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان بن أَسد أَبُو مُحَمَّد الْجُهَنِيّ الطليطلي الأندلسي الْفَقِيه الْمَالِكِي اللّغَوِيّ الْبَزَّاز فقيهٌ أديب مُحدث مُسْند سمع من قَاسم بن أصبغ وَغَيره ورحل وَسمع بِمصْر عبد الله بن جَعْفَر بن الْورْد وَابْن السكن وبمكة أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْمَوْت صَاحب عَليّ ابْن عبد الْعَزِيز كَانَ لَا يعير كتابا إِلَّا لمن يَثِق بِهِ وَلَا يسمع من غير كِتَابه وَيُحب التِّلَاوَة فِي الْمُصحف وامتحن الْحَبْس والقيد أَيَّام الْمَنْصُور بن أبي عامرٍ أخرج من الأندلس ورى عَنهُ أَبُو عمر ابْن عبد الْبر وَهُوَ من كبار أشياخه وَأَبُو الْمطرف ابْن فطيسٍ وَأَبُو عمر ابْن الْحذاء والخولاني وَآخَرُونَ ولد سنة عشرٍ وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَتِسْعين وثلاثمائة ابْن متويه النسابه عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفرج بن متويه الْقزْوِينِي الْفَقِيه النسابه الْحَافِظ كَانَ متفنناً فِي الْعُلُوم سمع على بن مهرويه وَفِي الرحلة من إِسْمَاعِيل الصفار عبد الله بن شَوْذَب الوَاسِطِيّ وجماعةٍ وَولي قَضَاء خُرَاسَان وروى عَنهُ أَبُو يعلى الخليلي وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَتِسْعين وثلاثمائة أَبُو مُحَمَّد البافي الشَّافِعِي عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد البُخَارِيّ الْفَقِيه

الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالبافي نزيل بَغْدَاد تفقه على أبي عَليّ بن أبي هُرَيْرَة وَأبي إِسْمَاعِيل الْمروزِي وبرع فِي الْمَذْهَب وَكَانَ ماهراً فِي الْعَرَبيَّة حَاضر البديهة وَهُوَ من أَصْحَاب الْوُجُوه تفقه بِهِ جمَاعَة قَالَ الْخَطِيب أنشدنا أَبُو الْقَاسِم التنوخي قَالَ أنشدنا أَبُو مُحَمَّد البُخَارِيّ لنَفسِهِ من المنسرح (ثلاثةٌ مَا اجْتَمعْنَ فِي الرجل ... إِلَّا أسلمنه إِلَى الْأَجَل) (ذل اغترابٍ وفاقةٌ وَهوى ... كلهَا سائقٌ على عجل) (يَا عاذل العاشقين إِنَّك لَو ... أنصفت رفهتهم عَن العذل) وَقصد البافي صديقا يزوره فَلم يجده فَكتب لَهُ من الْخَفِيف (قد حَضَرنَا وَلَيْسَ يقْضى التلاقي ... نسْأَل الله خير هَذَا الْفِرَاق) ) (أَن تغب وَإِن لم تغب غب ... ت كَأَن افتراقنا بِاتِّفَاق) وَتُوفِّي البافي سنة ثمانٍ وَتِسْعين وثلاثمائة الطليطلي النَّحْوِيّ الْمُحدث عبد الله بن مُحَمَّد بن نصر بن أَبيض الْأمَوِي أَبُو الْحسن الطيطلي النَّحْوِيّ الْمُحدث الْحَافِظ نزيل قرطبة روى عَن أبي جَعْفَر بن عون الله وعباس بن أصبغ وَعلي بن مصلح وَأَجَازَ لَهُ تَمِيم بن مُحَمَّد القيرواني وَمُحَمّد بن الْقَاسِم مسْعدَة وعني بِالْحَدِيثِ وَجمعه وَجمع كتابا فِي الرَّد على مُحَمَّد بن عبد الله بن مَسَرَّة وَهُوَ كتابٌ كَبِير وروى عَنهُ القَاضِي أَبُو عمر بن سميق وَحكم بن مُحَمَّد وَأَبُو إِسْحَاق وَأَبُو جَعْفَر الصاحبان وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة أَو سنة أَرْبَعمِائَة أَبُو بكر الحناني عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هِلَال أَبُو بكر الحنائي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون الْمُشَدّدَة الْبَغْدَادِيّ الأديب نزيل دمشق روى عَن يَعْقُوب الْجَصَّاص وَغَيره وثفة الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة أَبُو مُحَمَّد الصيريفيني عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أَحْمد أَبُو

مُحَمَّد الصيريفيني خطيب صريفين قدم بَغْدَاد مراتٍ وَحدث وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة ابْن اللبان عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن عبد السَّلَام الإصبهاني أَبُو مُحَمَّد بن اللبان قَالَ الْخَطِيب كَانَ أحد أوعية الْعلم وَلم أرَ أَجود وَلَا أحسن قِرَاءَة مِنْهُ توفّي سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة الخفاجي الْحلَبِي عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد بن سِنَان أَبُو مُحَمَّد الْحلَبِي الخفاجي الشَّاعِر أَخذ الْأَدَب عَن أبي الْعَلَاء المعري وَأبي نصر المنازي وَتُوفِّي بقلعة عزاز مسموماً سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَحمل إِلَى قلعة حلب وَصلى عَلَيْهِ الْأَمِير مَحْمُود بن صَالح وَكَانَ يرى رَأْي الشِّيعَة الإمامية وَيرى ذمّ السّلف وَكَانَ قد عصى بقلعة عزاز من أَعمال حلب وَكَانَ بَينه وَبَين أبي نصر) مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن النّحاس الْوَزير لمحمود وَغَيره مودةٌ مؤكدةٌ فَأمر مَحْمُود أَبَا نصر أَن يكْتب إِلَى الخفاجي كتابا يستعطفه ويؤنسه وَقَالَ إِنَّه لَا يَأْمَن إِلَّا إِلَيْك وَلَا يَثِق إِلَّا بك فَكتب إِلَيْهِ كتابا فَلَمَّا فرغ مِنْهُ وَكتب إِن شَاءَ الله تَعَالَى شدد النُّون من إِن شَاءَ الله فَلَمَّا قَرَأَهُ الخفاجي خرج من عزاز قَاصِدا حلب فَلَمَّا كَانَ على ظهر الطَّرِيق أعَاد النّظر فِي الْكتاب فَلَمَّا رأى التشديدة على النُّون أمسك رَأس فرسه وفكر فِي نَفسه وَأَن ابْن النّحاس لم يكْتب هَذَا عَبَثا فلاح لَهُ أَنه أَرَادَ إِن الْمَلأ يأتمرون بك ليقتلوك فَرجع إِلَى عزاز وَكتب الْجَواب أَنا الْخَادِم الْمُعْتَرف بالانعام وَكسر الْألف من أَنا وشدد النُّون وَفتحهَا فَلَمَّا وقف أَبُو نصر على ذَلِك سر بِهِ وَعلم أَنه قصد إِنَّا لن ندْخلهَا أبدا مَا داموا فِيهَا وَكتب الْجَواب يسنصوب رَأْيه فَكتب الخفاجي إِلَيْهِ من الْبَسِيط (خف من أمنت وَلَا تركن إِلَى أحدٍ ... فَمَا نَصَحْتُك إِلَّا بعد تجريب) (إِن كَانَت التّرْك فيهم غير وافيةٍ ... فَمَا تزيد على غدر الأعاريب) (تمسكوا بوصايا اللؤم بَينهم ... وَكَاد أَن يدرسوها فِي المحاريب)

واستدعى مَحْمُود أَبَا نصر وَقَالَ أَنْت أَشرت عَليّ بتولية هَذَا الرجل وَلَا أعرفهُ إِلَّا مِنْك وَمَتى لم تفرغ بالي مِنْهُ قتلتك وألحقت بك من بَيْنك وَبَينه حرمةٌ فَقَالَ لَهُ مرني بِأَمْر أمتثله قَالَ تمْضِي إِلَيْهِ وَفِي صحبتك ثَلَاثُونَ فَارِسًا فَإِذا قاربته عرفه بحضورك فَإِنَّهُ يلتقيك فَإِذا حضر وسألك النُّزُول عِنْده وَالْأكل مَعَه فَامْتنعَ وَقل لَهُ أَنِّي حلفتك أَن لَا تَأْكُل زَاده وَلَا تحضر مَجْلِسه حَتَّى يطيعك فِي الْحُضُور عِنْدِي وطاوله فِي المخاطبة حَتَّى تقَارب الظّهْر ثمَّ أدعِ أَنَّك جعت وَأخرج هَاتين الخشكنانجين فَكل أَنْت هَذِه وأطعمه هَذِه فَإِذا استوفى أكلهَا عجل الرُّجُوع إِلَيّ فَإِن منيته فِيهَا فَفعل مَا أمره بِهِ وَلما أكلهَا الخفاجي رَجَعَ أَبُو نصر إِلَى حلب وَرجع الخفاجي عزاز وَلما اسْتَقر بهَا وجد مغصاً شَدِيدا ورعدةً مزعجةً ثمَّ قَالَ قتلني وَالله أخي أَبُو النَّصْر ثمَّ أَمر بالركوب خَلفه ورده ففاتهم وَوصل إِلَى حلب وَأصْبح من الْغَد عِنْد مَحْمُود فَجَاءَهُ من عزاز من أخبرهُ أَن الخفاجي فِي السِّيَاق وَمَات وحُمل إِلَى حلب وللخفاجي من التصانيف كتاب سر الفصاحة كتاب الصرفة كتاب الحكم بَين النّظم والنثر صَغِير كتاب عبارَة الْمُتَكَلِّمين فِي أصُول الدّين كتاب فِي رُؤْيَة الْهلَال كتاب حكم منثورة كتاب الْعرُوض مجدول وَمن شعره من الوافر) (وَقَالُوا قد تَغَيَّرت اللَّيَالِي ... وضيعت الْمنَازل والحقوق) (فأقسم مَا استجد الدَّهْر خلقا ... وَلَا عدوانه إِلَّا عَتيق) (أَلَيْسَ يرد عَن فدكٍ عليٌ ... وَيملك أَكثر الدُّنْيَا عَتيق) وَمِنْه من الطَّوِيل (بقيت وَقد شطت بكم النَّوَى ... وَمَا كنت أخْشَى أنني بعدكم أبقى) (وعلمتموني كَيفَ أَصْبِر عَنْكُم ... وأطلب من رق الغرام بكم عتقا) (فَمَا قلت يَوْمًا للبكاء عَلَيْكُم ... رويداً وَلَا للشوق نحوكم رفقا) (وَمَا الْحبّ إِلَّا أَن أعد قبيحكم ... أَلِي جميلاً والقلى مِنْكُم عشقا) وَمِنْه من الْكَامِل (هَل تَسْمَعُونَ شكايةً من عَاتب ... أَو تقبلون إنابةً من تائب) (أم كلما يَتْلُو الصّديق عَلَيْكُم ... فِي جانبٍ وقلوبكم فِي جَانب) (أما الوشاة فقد أَصَابُوا عنْدكُمْ ... سوقاً تنْفق كل قولٍ كَاذِب) (فمللتم من صابرٍ ورقدتم ... عَن ساهرٍ وزهدتم فِي رَاغِب)

(وَأَقل مَا حكم الملال عَلَيْكُم ... سوء القلى وَسَمَاع قَول العائب) وَمِنْه من الرمل (مَا على محسنكم لَو أحسنا ... إِنَّمَا نطلب شَيْئا هينا) (قد شجانا الْيَأْس من بعدكم ... فادركونا بِأَحَادِيث المنى) (وعدوا بالوصل من طيفكم ... مقلةً تعرف فِيكُم وسنا) (لَا وسحرٍ بَين أجفانكم ... فتن الْحبّ بِهِ من فتنا) (وحديثٍ من مواعيدكم ... تحسد الْعين عَلَيْهَا الأذنا) (مَا رحلت العيس عَن أَرْضكُم ... فرأت عَيْنَايَ شَيْئا حسنا) وَمِنْه من الْكَامِل (عطر الثَّنَاء تعطرت أَوْصَافه ... وحلت فَكل فمٍ بهَا مَشْغُول) (مَا كَانَ يعلم قبل صوب ثنائه ... أَن الْغَمَام المستهل بخيل) (وَلَو آن للأيام نَار ذكائه ... مَا كَانَ فِيهَا بكرةٌ وأصيل) ) وَمِنْه من الْكَامِل (أملالةً ضيعت ودي بَعْدَمَا ... وَجَبت عَلَيْك حُقُوقه الأسلاف) (أم شِئْت تعلم أَن جودك لم يدع ... شَيْئا وَأَن طباعك الْإِتْلَاف) وَمِنْه من الْبَسِيط (إِذا هجوتكم لم أخش سطوتكم ... وَإِن مدحت فَمَا حظي سوى التَّعَب) (فحين لم يَك لَا خوفٌ وَلَا طمعٌ ... رغبت فِي الصمت إشفاقاً على الْكَذِب) وَمِنْه وَهِي من الطنانات من الطَّوِيل (سلا ظَبْيَة الوعساء هَل فقدت خشفا ... فَإنَّا لمحنا من مرابعها طرفا) (وقولا لخوط البان فليمسك الصِّبَا ... علينا فَإنَّا قد عرفنَا بهَا عرفا) (سرت من هضاب الشَّام وَهِي مريضةٌ ... فَمَا ظَهرت إِلَّا وَقد كَاد أَن تخفى) (عليلةُ أنفاسٍ تداوي بهَا الجوى ... وضعفاً وَلَكنَّا نرجي بهَا ضعفا) (وهاتفةٍ فِي البان تملي غرامها ... وتتلو علينا من صبابتها صحفا) (عجبت لَهَا تَشْكُو الْفِرَاق جَهَالَة ... وَقد جاوبت من كل ناحيةٍ إلفا)

(ويشجي قُلُوب العاشقين حنينها ... وَمَا فَهموا مِمَّا تغنت بِهِ حرفا) (وَلَو صدقت فِيمَا تَقول من الأسى ... لما لبست طوقاً وَلَا خضبت كفا) (أجارتنا أذكرت من كَانَ نَاسِيا ... وأضرمت نَارا للصبابة لَا تطفا) (وَفِي جَانب المَاء الَّذِي تردينه ... مواعيد مَا يُنكرُونَ لثما وَلَا خلفا) (ومهزوزةٍ للبان فِيهَا تمايلٌ ... جعلن لَهَا فِي كل قافيةٍ وَصفا) (لبسنا عَلَيْهَا بالثنية لَيْلَة ... من الود لم يطو الصَّباح لَهَا سجفا) (كَأَن الدجى لما تولت نجومه ... مُدبر حربٍ قد هَزَمْنَا لَهُ صفا) (كَأَن عَلَيْهِ للمجره رَوْضَة ... مفتحة الْأَنْوَار أَو نثرةً زغفا) (كأنا وَقد ألقا إِلَيْنَا هلاله ... سلبناه جَاما أَو فصمنا لَهُ وَقفا) (كَأَن السها إنسام عينٍ غريقةً ... من الدمع يَبْدُو كلما ذرفت ذرفا) (كَأَن سهيلاً فارسٌ عاين الوغى ... ففر وَلم يشْهد طراداً وَلَا زحفا) (كَأَن أفول الطّرف طرفٌ تعلّقت ... بِهِ سنةٌ مَا هَب مِنْهَا وَلَا أغفى) ) ابْن البواب عبد الله بن مُحَمَّد بن عتاب بن إِسْحَاق بن البواب وَكَانَ يخلف الْفضل بن الرّبيع على حجبة الْخُلَفَاء وَهُوَ شاعرٌ قَلِيل الشّعْر راويةٌ للْأَخْبَار عَن الْخُلَفَاء عارفٌ بأمورهم روى عَنهُ عمر بن شبه ونظراؤه وَلما أُتِي الْمَأْمُون بِشعر ابْن البواب الَّذِي قَالَ فِيهِ من الطَّوِيل (أيبخل فَرد الْحسن فَرد صِفَاته ... عَليّ وَقد أفردته بهوىً فَرد) (رأى الله عبد الله خير عباده ... فملكه وَالله أعلم بِالْعَبدِ) (أَلا إِنَّمَا الْمَأْمُون عصمةٌ ... مميزةٌ بَين الضَّلَالَة والرشد) قَالَ الْمَأْمُون أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (أعيني جودا وابكيا لي مُحَمَّدًا ... وَلَا تذخرا دمعاً عَلَيْهِ وأسعدا) (فَلَا فَرح الْمَأْمُون بِالْملكِ بعده ... وَلَا زَالَ فِي الدُّنْيَا طريداً مشردا) هَيْهَات واحدةٌ بِوَاحِد وَلم يصله بِشَيْء وَمن شعره من الطَّوِيل (أذا أبصرتك الْعين من بعد غايةٍ ... فأدخلت شكا فِيك أثبتك الْقلب) (وَلَو أَن ركباً يمموك لقادهم ... نسيمك حَتَّى يسْتَدلّ بك الركب)

وَوَقع بَين إِسْحَاق وَبَين ابْن البواب شرٌ فَقَالَ ابْن البواب شعرًا ردياً وَنسبه إِلَى إِسْحَاق ليعره بِهِ وَهُوَ من الْخَفِيف (إِنَّمَا أَنْت يَا عنان سراجٌ ... زيته الظّرْف والفتيلة عقل) (أَنْت ريحانةٌ وَرَاح وَلَكِن ... كل أُنْثَى سواك خلٌّ وبقل) قَالَ حَمَّاد بن إِسْحَاق فَبلغ ذَلِك أبي فَقَالَ من الْكَامِل (الشّعْر قد أعيا عَلَيْك فخله ... وَخذ الْعَصَا واقعد على الْأَبْوَاب) الْعَطَّار عبد الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المغربي الْمَعْرُوف بالعطار قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شاعرٌ حاذقٌ نقي اللَّفْظ جدا لطيف الإشارات مليح الْعبارَات صَحِيح الاستعارات على شعره ديباجةٌ ورونقٌ يمازجان النَّفس ويملكان الْحس وَفِيه مَعَ ذَلِك قوةٌ ظَاهِرَة قَالَ وَلم أر عطاردياً مثله لَا ترى عينه شَيْئا إِلَّا صَنعته يَده وَكَانَ الْأَمِير حُسَيْن بن ثِقَة الدولة قد أَرَادَهُ للكتابة بعد أَن اسْتَشَارَ الحذاق فدلوه عَلَيْهِ وَلَكِن حَال بَينهمَا رُجُوع حسن إِلَى مصر وَكَانَت لَهُ) عِنْد عبد الله بن حسن بِمَدِينَة طرابلس حالٌ شريفة وجرايةٌ ووظيفةٌ إِلَى أَن نازعته نَفسه إِلَى الوطن وَمن شعره من الْكَامِل (أعرضن لما أَن عرضن فَإِن يكن ... حذرا فَأَيْنَ تلفت الغزلان) (عطرن جيب الرّيح ثمَّ بعثنها ... طرب الشجي ورائد الغيران) (وكأنما أسكرنها فترنمت ... بحليهن ترنم النشوان) (يَا بنت ملتحف العجاج كَأَنَّهُ ... قبسٌ يضيء سناه تَحت دُخان) (إِذْ ينشر الطن الكماة كَأَنَّمَا ... يتراجم الفرسان بالفرسان) وَمِنْه وَهُوَ غَرِيب من مجزوء الوافر (شَكَوْت إِلَيْهِ جفوته ... وَمن خَافَ الصدود شكا) (فَأجرى فِي العقيق الد ... مر واستبقاه فامتسكا) (فَقلت مُخَاطبا نَفسِي ... أرق للوعتي فَبكى) (فَقَالَت مَا بَكت عينا ... هـ لَكِن خَدّه ضحكا) قلت ذكرت هَهُنَا لي بَيْتَيْنِ وهما من الوافر (بَكَى المحبوب لي لما اجْتَمَعنَا ... وَكَانَ هَوَاء فرقته تنسم)

(غَلطت فَمَا بَكَى أسفا لبعدي ... وَلَكِن ثغر ناظره تَبَسم) وَمن شعر الْعَطَّار من السَّرِيع (مهفهف الْقَامَة ممشوقها ... مستملح الخطرة معشوقها) (فِي طرفه من سقم أجفانه ... دَعْوَى وَفِي جسمي تحقيقها) وَمِنْه من الْكَامِل (وكأنما المريخ يَتْلُو المُشْتَرِي ... بَين الثريا والهلال المعتم) (ملك وَقد بسطت لَهُ يَد معدمٍ ... فَرمى بدينارٍ إِلَيْهِ وَدِرْهَم) وَمِنْه من الْبَسِيط (لله وجنته يَا مَا أميلحها ... كم بت مُشْتَمِلًا مِنْهَا على حرق) (أودعت صبري عِنْد الشوق مختبراً ... مَا تحتهَا وخبأت النّوم فِي الأرق) (حَتَّى إِذا زَالَ صبح الثَّوْب عَنهُ بدا ... ليلٌ تزين فِي أَعْلَاهُ بالشفق) ) (كدوحة الْورْد رَوَاهَا الحيا فَبَدَا ... نوارها وتوارى الشوك بالورق) وَمِنْه من الْكَامِل (يَا رب كأس مدامةٍ باكرتها ... وَالصُّبْح يرشح من جبين الْمشرق) (وَاللَّيْل يعثر بالكواكب كلما ... طردته رايات الصَّباح الْمشرق) ابْن قَاضِي مَيْلَة عبد الله بن مُحَمَّد بن قَاضِي مَيْلَة بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف بليدةٌ من إفريقية قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شاعرٌ لسنٌ مقتدر يُؤثر الِاسْتِعَارَة وَيكثر الزّجر والعيافة ويسلك طَرِيق ابْن أبي ربيعَة وَأَصْحَابه فِي نظم الْأَقْوَال والحكايات وَله فِي الشّعْر قدمٌ سابقةٌ ومجالٌ متسعٌ وَرُبمَا بلغ الإغراق والتعمق إِلَى فَوق الْوَاجِب هُوَ لهجٌ بذلك مطالبٌ لَهُ صحب أَبَاهُ إِلَى جَزِيرَة صقيلة وَكَانَ مفخماً حاذقاً فَعرف ثِقَة الدولة بِسَبَبِهِ واتصل لاتصاله بِهِ فأوطن الْبَلَد وصنع فِيهِ قصيدته الفائية وَمَا أعلم لأحدٍ فِي وَزنهَا ورويها مثلهَا فأجزل صلته وَقرب مَنْزِلَته وألحقه فِي أحد دواوين الْخَاصَّة وَأول هَذِه القصيدة من الطَّوِيل

(يذيل الْهوى دمعي وقلبي المعنف ... وتجني جفوني الوجد وَهُوَ مُكَلّف) (وَإِنِّي ليدعوني إِلَى مَا شنفته ... وَفَارَقت مغناه الأغن المشنف) (وأحور ساجي الطّرف أما وشاحه ... فصفرٌ وَأما وَقفه فموقف) (يطيب أجاج المَاء من نَحْو أرضه ... يجيئ ويندى رِيحه وَهُوَ حرجف) (وأيأسني من وَصله أَن دونه ... متالف تسري الرّيح فِيهَا فتتلف) (وغيران يجفو النّوم كي لَا يرى لنا ... إِذا نَام شملاً فِي الْكرَى يتألف) (يظل على مَا كَانَ من قرب دَارنَا ... وغفلته عَمَّا مضى يتأسف) (وجونٍ مزن الرَّعْد يستن ودقه ... يرى برقه كالحية الصل تطرف) (كَأَنِّي إِذا مَا لَاحَ والرعد معولٌ ... وجفن السَّحَاب الجون بِالْمَاءِ يذرف) (سليمٌ وَصَوت الرَّعْد راقٍ وودقه ... كنفث الرقى من سوء مَا أتكلف) (ذكرت بِهِ رياً وَمَا كنت نَاسِيا ... فأذكر لَكِن لوعةٌ تتضعف) (وَلما الْتَقَيْنَا محرمين وسيرنا ... بلبيك تطوى والركائب تعسف) (نظرت إِلَيْهَا والهدايا كَأَنَّمَا ... غواربها مِنْهَا عواطس رعف) ) (فَقَالَت أما مِنْكُن مَا يعرف الْفَتى ... فقد رَابَنِي من طول مَا يتشوف) (أرَاهُ إِذا سرنا يسير حذاءنا ... ونوقف أَخْفَاف الْمطِي فَيُوقف) (فَقلت لتربيها ابلغاها بأنني ... بهَا مستهامٌ قَالَتَا نتلطف) (وقولا لَهَا يَا أم عمرٍ أَلَيْسَ ذَا ... منى والمنى فِي خيفةٍ لَيْسَ تخلف) (فَقَالَت فِي أَن تبذلي طارف الوفا ... بِأَن عَن لي مِنْك البنان الْمطرف) (وَفِي عرفاتٍ مَا يخبر أنتي ... بعارفةٍ من عطف قَلْبك أسعف) (وَأما دِمَاء الْهَدْي فَهِيَ تواصل ... ورأي يراني فِي الْهوى متألف) (وتقبيل ركن الْبَيْت إقبال دولةٍ ... لنا وزمانٌ بالتحية يعْطف) (فأوصلتا مَا قلته فتبسمتْ ... وقالْ أحاديثُ العيافة زخرف) (بعيشي ألم أخبركما أَنه امرؤٌ ... على لَفْظَة برد الْكَلَام المفوف) (فَلَا تأمنا مَا استطعتما كيد نطقه ... وقولا ستدري أَيّنَا الْيَوْم أعيف) (إِذا كنت ترجو فِي منى الْفَوْز بالمنى ... فبا لخيف من إعراضنا تتخوف)

(وَقد أنذر الْإِحْرَام أَن وصالنا ... حرَام وَأَنا عَن مرادك نصدف) (فَهَذَا وقذفي بالحصا لَك مخبرٌ ... بِأَن النَّوَى بِي عَن دِيَارك تقذف) (وحاذر نفاري لَيْلَة النَّفر إِنَّه ... سريعٌ فقلبي بالعيافة أعرف) (فَلم أر مثلينا خليلي محبةٍ ... لكل لسانٌ ذُو غرارين مرهف) (إِمَّا إِنَّه لَوْلَا الأغن المهفهف ... وأشنب براقٌ وأحور أَوْطَفُ) (لراجع مشتاقٌ ونام مسهدٌ ... وأيقن مرتابٌ وأقصر مدنف) وَمِنْه من الْكَامِل (ومدامةٍ عني الرضاب بمزجها ... فأطابها وأدارها التَّقْبِيل) (ذهبيةٍ ذهب الزَّمَان بجسمها ... قدماً فَلَيْسَ لوصفها تَحْصِيل) (بتنا وَنحن على الْفُرَات نديرها ... وَهنا فأشرق من سناها النّيل) (فَكَأَنَّهَا شمس وكف مديرها ... فِينَا ضحى وفم النديم أصيل) وَمِنْه من الطَّوِيل (محياً ترى الأتراب أشخاصها بِهِ ... جرى فِيهِ رقراق النضارة مذهبا) ) (إِذا زَارَهُ ذُو لوعةٍ لَاحَ شخصه ... إِلَى الْحول فِي إفرنده متنصبا) (فاعجب بوجهٍ حسنه من وشاته ... ينم على من زَارَهُ متنقبا) (بَدَت صور العشاق فِي مَاء خَدّه ... فأغنت رَقِيب الْحَيّ أَن يترقبا) الجراوي عبد الله بن مُحَمَّد الجراوي تأدب بجراوة دخل الْمغرب قَالَ ابْن رَشِيق قدم إِلَى الحضرة سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة مُتَعَلقا بِالْخدمَةِ وَكَانَ شَاعِرًا فحلاً قَوِيا وصافاً درباً بالْخبر والنسيب جيد الفكرة والخاطر تحسب بديهته رويةً عميدي الترسيل يتحدر كَلَامه كالسيل وَكَانَ حسن الْخلق جميل الْعشْرَة مدمناً على الشَّرَاب متغارقاً فِيهِ مزاحا سَأَلَهُ أَيُّوب مرّة أَي بروج السَّمَاء لَك فَقَالَ وَاعجَبا مِنْك مَالِي فِي الأَرْض بيتٌ يكون لي برجٌ فِي السَّمَاء فَضَحِك وَأمر لَهُ بدارٍ جواره وَقَالَ يَوْمًا وَقد تعدى الْمعز فِي موكبه أجيزوا من الْبَسِيط لله دَرك اي ابنٍ لأي أَب فَقَالَ ابْن رَشِيق مَا أشبه الشبل بالضرغامة الدَّرْب فَقَالَ الجراوي

هَذَا الْمعز لدين الله محتسباً فَقَالَ ابْن رَشِيق لَا من سواهُ وَلَيْسَ الأسم كاللقب وَقَالَ يصف الديك من المتقارب (وكائن نفى النّوم عَن عترفان ... بديع الملاحة حُلْو الْمعَانِي) (بأجفان عَيْنَيْهِ ياقوتتان ... كَأَن وميضهما جمرتان) (على رَأسه التَّاج مستشرقاً ... كتاج ابْن هُرْمُز فِي المهرجان) (وقرطان من جوهرٍ أَحْمَر ... يزينانه زين قرط الحصان) (لَهُ عنقٌ حولهَا رونقٌ ... كَمَا حوت الْخمر إِحْدَى القناني) (ودارٌ نزايله حولهَا ... كَمَا نورت شعرةُ الزَّعْفَرَان) (ودارت بجؤجؤه حلةٌ ... تروق كَمَا راقك الخسرواني) ) (فَقَامَ لَهُ ذنبٌ معجبٌ ... كباقةِ زهرٍ بَدَت من بنان) (وقاس جنَاحا على سَاقه ... كَمَا قيس شبرٌ على خيزران) (وصفق تصفيق مستهترٍ ... بمحمرةٍ من بَنَات الدنان) (وغرد تغريد ذِي لوعةٍ ... يبوح بأشواقه للغواني) وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَقد بلغت سنة نيفاً وَأَرْبَعين سنة وَكَانُوا قد أغروا بِهِ الْقَائِد حَمَّاد بن سيف فَدس عَلَيْهِ من قَتله لَيْلًا قَالَ ابْن رَشِيق حَدثنِي بعض أَصْحَابنَا قَالَ غدونا إِلَى حَانُوت عبد الله بن الحادرة أحد الجراويين وَهُوَ موصوفٌ بِالْكَرمِ وَبَين يَدَيْهِ طفلةٌ فَقَالَ إشهدوا أَن هَذِه الطفلة فِي كفالتي إِلَى أَن تصلح للنِّكَاح فَإِن صلح لَهَا وَلَدي فلانٌ فعلي مهرهَا وَخَمْسُونَ دِينَارا وازنةً لشوارها نَقْدا وَإِن لَا فالخمسون صَدَقَة عَلَيْهَا لوجه الله فقد رَأَيْت البارحة أَبَاهَا رَحمَه الله يوبخني بِسَبَبِهَا وأنشدني من الْكَامِل (قَتَلُوهُ لَا لخيانةٍ عرفت لَهُ ... إِلَّا لفضل براعة الشُّعَرَاء) (أمروا بِهِ من غير ذنبٍ واجبٍ ... أكذا تكون صنائع الْأُمَرَاء) فاتصلا بحمادٍ فأسف على الجراوي ابْن الْبَغْدَادِيّ المغربي عبد الله بن مُحَمَّد من أهل قفصة كَانَ أَبوهُ

ظريفاً فلقب الْبَغْدَادِيّ قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج وَطَرِيق عبد الله فِي الشّعْر خارجةٌ عَن طرقات أهل الْعَصْر تعالياً وتغالياً كَأَنَّهُ جاهلي المرمى ملوكي المنتمى يخاله السَّامع فحلاً يهدر أَو أسداً يزأر وَله أمثالٌ واستعاراتٌ على حدةٍ من الْكَلَام وَفِي جهةٍ من البلاغة وَكَانَت لَهُ من عبد الله بن حسن مكانةٌ ثمَّ تغير عَلَيْهِ فداجاه إِلَى أَن تخلص مِنْهُ إِلَى جَزِيرَة صقلية بحيلةٍ كَانَت مِنْهُ ثمَّ ورد الحضرة ثمَّ انْتقل إِلَى طرابلس ثمَّ خرج مِنْهَا إِلَى مصر سنة أَرْبَعمِائَة وَكَانَت لَهُ بِمصْر وقعات فَخرج مِنْهَا مترقباً ثمَّ مَاتَ بالحضرة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقد بلغ قَرِيبا من السِّتين وَقَالَ لما سَار إِلَى مصر وَكتب بهَا إِلَى أَبِيه من الْخَفِيف (لَيْت شعري هَل ساءك الْبعد لما ... قلت مثلي من حرقةً لَيْت شعري) (وبرغم المُرَاد أزعجني المق ... دَار قسراً وَكَانَ للقسر قصري) (قل لمن جَاءَ زائري عِنْد أَهلِي ... سَار عَنْهُم وَصَارَ من أهل مصر) ) (غير أَنِّي سلوت عَن لَذَّة الرا ... ح على طيب مخبري عِنْد سكري) (أَيهَا الدَّهْر قد تبينت صبري ... فاصطنعني حَتَّى ترى كَيفَ شكري) وَمن شعره من الْكَامِل (مَا كل من عرف التغزل باسمه ... يجد الَّذِي أدنى إِلَيّ خلوبا) (أَعْطَيْت فضل زِمَام قلبِي أَحْمَر ال ... خدين مَكْحُول الجفون ربيبا) (ويطيب لي حل الغدائر عابثاً ... بيَدي وَحكي بَينهُنَّ الطيبا) (وَإِذا الْعُيُون أردن قتل متيمٍ ... كسبنه بجفونهن ذنوبا) (وَلكم جريت مَعَ الزَّمَان كَمَا جرى ... ومشيت فِي حلق الكبول دبيبا) (وَرَأَيْت مَاء المزن بَين شبا القنا ... وَالْبيض فِي قَعْب الْوَلِيد حليبا) (وَإِذا أرابني الزَّمَان بصرفه ... أخرجت من أخلاقه التأديبا) (وَالسيف أجمل مَا ترَاهُ مضرجاً ... والمرء أخيب مَا يكون هيوبا) (وَاللَّيْل صَاحب كل ليثٍ باسلٍ ... وَلَقَد أكون لَهُ وَكنت صحوبا) مِنْهَا يذكر المريخ من الْكَامِل (وَكَأَنَّهُ سيف الزَّمَان مُجَردا ... للنائبات فَلَا يزَال خضيبا) (وكأنني لتلاعب الْأَيَّام بِي ... رجلٌ لبست ثِيَابهَا مقلوبا)

أَبُو بكر ابْن أبي الدُّنْيَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبيد بن سُفْيَان بن قيس الْقرشِي مولى بني أُميَّة يعرف بِابْن أبي الدُّنْيَا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة إِحْدَى ومولده سنة ثمانٍ وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ يُوسُف بن يَعْقُوب القَاضِي وَكَانَ يُؤَدب المكتفي بِاللَّه فِي حداثته وَهُوَ أحد الثِّقَات المصنفين للْأَخْبَار وَالسير وَله كتبٌ كَثِيرَة تزيد على مائَة كتابٍ كتب إِلى المعتضد وَابْنه المكتفي وَكَانَ مؤدبهما من الْخَفِيف (إِن حق التَّأْدِيب حق الْأُبُوَّة ... عِنْد أهل الحجى وَأهل الْمَرْوَة) (وأحق الْأَنَام أَن يعرفوا ذَا ... ك وبرعوه أهل بَيت النبوه) قَالَ كنت أؤدب المكتفي فأقرأته يَوْمًا كتاب الفصيح فأخطاً ففرصت خَدّه قرصةً شَدِيدَة فَانْصَرَفت فَإِذا قد لَحِقَنِي رشيقٌ الْخَادِم فَقَالَ يُقَال لَك لَيْسَ من التَّأْدِيب سَماع الْمَكْرُوه فَقلت) سُبْحَانَ الله أَنا لَا أسمع الْمَكْرُوه غلامي وَلَا أمتِي قَالَ فَخرج إِلَيّ وَمَعَهُ كاغذٌ قَالَ يُقَال لَك صدقت يَا أَبَا بكر وَإِذا كَانَ يَوْم السبت تَجِيء على عادتك فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت جِئْت فَقلت أَيهَا الْأَمِير تَقول عني مَا لم أقل فَقَالَ نعم يَا مؤدبي من فعل مَا لم يجب قيل عَنهُ مَا لم يكنّ وَسمع من الْمَشَايِخ وَلم يسمع من أَحْمد بن حَنْبَل وروى عَنهُ جمَاعَة قَالَ ابْن أبي حَاتِم كتبت عَنهُ مَعَ أبي وَهُوَ صَدُوق وَكَانَ إِذا جَالس أحدا إِن شَاءَ أضحكه وَإِن شَاءَ أبكاه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقع لنا جملةٌ صَالِحَة من مصنفاته وَآخر من روى حَدِيثه بعلوًّ الشَّيْخ فَخر الدّين ابْن البُخَارِيّ أَبُو مُحَمَّد التوزي اللّغَوِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون التوزي وَيُقَال التوجي أَبُو مُحَمَّد مولى قُرَيْش توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ أَخذ عَن أبي عُبَيْدَة

والأصمعي وَأبي زيد وَهُوَ من أكَابِر أَئِمَّة اللُّغَة قَرَأَ على أبي عمر الْجرْمِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَكَانَ فِي طبقته فِي غير ذَلِك من الْعُلُوم قَالَ الْمبرد كَانَ التوزي أعلم من الرياشي والمازني وَله من التصانيف كتاب الْأَمْثَال كتاب الأضداد كتاب الْخَيل وسبقها وشياتها وَقَالَ خَالِد النجار يَهْجُونَ من الْكَامِل المرفل (يَا من يزِيد تمقتاً ... وتبغضاً فِي كل لحظه) (وَالله لَو كنت الْخَلِيل ... لما كتبنَا عَنْك لَفظه) النَّاشِئ الشَّاعِر الْمُتَكَلّم عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس النَّاشِئ الشَّاعِر الْمُتَكَلّم الْمَعْرُوف بِابْن شرشير أَصله من الأنبار وَسكن مصر بَغْدَاد وَهُوَ معدودٌ فِي طبقَة البحتري وَابْن الرُّومِي وَله قصيدةٌ نَحْو من أَرْبَعَة آلَاف بيتٍ فِيهَا فنونٌ من الْعلم وَهِي على رويٍّ واحدٍ وقافيةٍ واحدةٍ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَقد قَرَأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه لِأَنَّهُ أَخذ نَفسه بِالْخِلَافِ على أهل الْمنطق وَالشعر والعروضيين وَغَيرهم ورام أَن يحدث لنَفسِهِ أقوالاً ينْقض بهَا مَا هم عَلَيْهِ فَسقط فِي بَغْدَاد فلجأ إِلَى مصر وَأقَام بهَا بَقِيَّة عمره إِلَى أَن مَاتَ سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ قيل إِن سَبَب مَوته كَانَ عجبا وَهُوَ أَنه كَانَ فِي جماعةٍ على شرابٍ فَجرى ذكر الْقُرْآن وَعَجِيب نظمه فَقَالَ ابْن شرشير كم تَقولُونَ لوشئت وَتكلم بكلامٍ عظيمٍ فأنكروا عَلَيْهِ ذَلِك) فَقَالَ إيتوني بقرطاسٍ ومحبرةٍ فأحضر لَهُ ذَلِك فَقَامَ وَدخل بَيْتا فانتظروه فَلَمَّا طَال انْتِظَاره قَامُوا ودخلوا إِلَيْهِ فَإِذا القرطاس مَبْسُوطا وَإِذا النَّاشِئ فَوْقه ممتداً فحركوه فَإِذا هُوَ ميت وَكَانَ السَّبَب فِي تلقبه بالناشئ أَنه دخل مَجْلِسا فِيهِ أهل الجدل فَتكلم فَأحْسن على مَذْهَب الْمُعْتَزلَة فجود وَقطع من ناظره فَقَامَ شيخٌ مِنْهُم فَقبل رَأسه وَقَالَ لَا أعد منا الله مثل هَذَا النَّاشِئ أَن يكون فِينَا فينشأ فِي كل وقتٍ لنا مثله فَاسْتحْسن أَبُو الْعَبَّاس هَذَا الِاسْم وتلقب بِهِ وَمن شعره من المتقارب (بَكت للفراق وَقد راعني ... بكاء الحبيب لبعد الديار) (كَأَن الدُّمُوع على خدها ... بَقِيَّة طل على جلنار)

وَله فِي دَاوُد بن عَليّ الظَّاهِرِيّ من الطَّوِيل (أَقُول كَمَا قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد ... وَإِن قست بَين اللَّفْظ وَاللَّفْظ فِي الشّعْر) (عذلت على مَا لَو علمت بِقَدرِهِ ... بسطت مَكَان اللوم والعذل من عُذْري) (جهلت وَلم تَدْرِي بأنك جاهلٌ ... فَمن لي بِأَن تَدْرِي بأنك لَا تَدْرِي) وَقَالَ من الْبَسِيط (أشدد يَديك بِمن تهوى فَمَا أحدٌ ... يمْضِي فيدرك حيٌّ بعده خلفا) (واسعتب الْحر إِن أنْكرت شيمته ... فالحر يسْتَأْنف العتبى إِذا أنفًا) (من ذَا الَّذِي نَالَ حظاً دون صَاحبه ... يَوْمًا فأنصفه فِي الود وانتصفا) قَالَ مُحَمَّد بن خلف بن الْمَرْزُبَان إجتمع عِنْدِي أَحْمد بن أبي طَاهِر والناشئ وَمُحَمّد بن عروس فدعوت لَهُم مغنيةً فَجَاءَت وَمَعَهَا رقيبةٌ لم ير النَّاس أحسن مِنْهَا فَلَمَّا شربوا أَخذ النَّاشِئ رقْعَة وَكتب فِيهَا من المتقارب (فديتك لَو أَنهم أنصفوك ... لردوا النواظر عَن ناظريك) (تردين أَعيننَا عَن سواك ... وَهل تنظر الْعين إِلَّا إِلَيْك) (وهم جعلوك رقيباً علينا ... فَمن ذَا يكون رقيباً عَلَيْك) (ألم يقرأوا ويحهم مَا يرَوْنَ ... من وَحي حسنك فِي وجنتيتك) وَقَالَ النَّاشِئ يصف أَصْحَابه من الْبَسِيط (وَلَو شهِدت مقاماتي وأنديتي ... يَوْم الْخِصَام وَمَاء الْمَوْت مطرد) ) (فِي فتيةٍ لم يلاق النَّاس مذ وجدوا ... لَهُم شَبِيها وَلَا يلقون إِن فقدوا) (مجاورو الْفضل أفلاك العلى سبل الت ... قوى مَحل الْهدى عمد النهى الوطد) (كَأَنَّهُمْ فِي صُدُور النَّاس أفئدةٌ ... تحس مَا أخطأوا فِيهَا وَمَا عَمدُوا) (يبدون للنَّاس مَا تخفي ضمائرهم ... كَأَنَّهُمْ وجدو مِنْهَا الَّذِي وجدوا) (دلوا على بَاطِن الدُّنْيَا بظاهرها ... وَعلم مَا غَابَ عَنْهُم بِالَّذِي شهدُوا) (مطالع الْحق مَا من شبهةٍ غسقت ... إِلَّا وَمِنْهَا لديهم كوكبٌ يقد) وَمن شعره النَّاشِئ من الْبَسِيط (وشادان مَا تولى وَصفه أحدٌ ... إِلَّا تلجلج فِي الْوَصْف الَّذِي وَصفا)

(يلوح فِي خَدّه وردٌ على زهرٍ ... يعود من حسنه غضاً إِذا قطفا) (لَا شَيْء أعجب من جفينه إنَّهُمَا ... لَا يُضعفَانِ القوى إِلَّا إِذا ضعفا) لنيسابوري اللّغَوِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن هَانِئ النَّيْسَابُورِي أَبُو عبد الرحمان مَاتَ سنة ستٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ روى عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ يحْكى أَنه أنْفق على الْأَخْفَش سعيد بن مسْعدَة اثْنَي عشر ألف دينارٍ وبيعت كتبه بِأَرْبَع مائَة ألف درهمٍ قَالَ شمر بن حَمْدَوَيْه كنت عِنْد أبي عبد الرحمان فَجَاءَهُ وكيلٌ لَهُ فحاسبه فَبَقيَ وكيلٌ لَهُ فحاسبه فَبَقيَ لَهُ خمس مائَة دِرْهَم فَقَالَ لَهُ أَي شيءٍ أصنع بهَا قَالَ تصدق بهَا وَكَانَ قد أعد دَارا لكل من يقدم عَلَيْهِ من المستفيدين فيأمر بإنزاله فِيهَا ويزيح علله فِي النَّفَقَة والرزق ويوسع النّسخ عَلَيْهِ وَله كتاب نَوَادِر الْعَرَب وغرائب ألفاظها يربى على ألفي ورقة سمع شمرٌ مِنْهُ بعض هَذَا الْكتاب ابْن وداع الْوراق عبد الله بن مُحَمَّد بن وداع بن الزياد بن هاني الْأَزْدِيّ أَبُو عبد الله كَانَ وراقاً حسن الْمعرفَة صَحِيح الْخط يرغب النَّاس فِي خطه وَكَانَ لخطه نفاقٌ وثمنٌ ونفاسةٌ توفّي ابْن فأر اللَّبن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث معِين الدّين الْأنْصَارِيّ أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن فأر اللَّبن شيخٌ متميز مسن وَهُوَ آخر من روى عَن الشاطبي روى عَنهُ القصيده الشَّيْخ حسن الرَّشِيدِيّ وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَبدر الدّين الْجَوْهَرِي توفّي سنة أربعٍ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة) ابْن أبي الْجُوع الْوراق عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْجُوع النَّحْوِيّ الأديب الْوراق من أهل مصر كَانَ مليح الْخط جيد الضَّبْط وخطه مرغوبٌ فِيهِ وَكَانَ لَهُ تحققٌ باللغة والنحو والبلاغة وَقَول الشّعْر وصل إِلَيْهِ من الْعَزِيز وَابْنه الْحَاكِم جملةٌ كَبِيرَة على الوراقة وَقد أدْرك المتنبي وَأَيَّام كافور وَمَات بِمصْر سنة خمسٍ وَتِسْعين وثلاثمائة قَالَ كَانَ لي على الْوَزير ابْن خنزابة وعدٌ مطلني بِهِ مطلاً ضَاقَ بِهِ صَدْرِي فَعمِلت فِيهِ من مجزوء الرمل

(تاه جهلا بالفرات ... أحمقٌ ذُو نزوات) (قَالَ لي أهيف عَنهُ ... وَهُوَ من إِحْدَى الثِّقَات) (إِنَّه يجمع بالم ... يم رُؤُوس الألفات) قَالَ وكتبتها فِي رقعةٍ وكتبت فِي أُخْرَى إِلَيْهِ أتنجزه الْوَعْد وَاتفقَ لقائي لَهُ على عجلةٍ فَأَرَدْت أَن أعرض عَلَيْهِ الْقِصَّة فَدفعت إِلَيْهِ الأبيات غَلطا فَلَمَّا قَرَأَهَا قَالَ لعنك الله قد غَلطت وأعادها إِلَيّ وَالْتمس الْأُخْرَى فدفعتها إِلَيْهِ وَعِنْدِي من الخجل مَا يَقْتَضِيهِ مثل تِلْكَ الْحَال فَأَخذهَا وَوَقع فِيهَا بِمَا أردْت فَقلت لَك عَليّ مَعَ مَا تكرمت بِهِ من الْحلم أَن لَا يسْمعهَا أحدٌ مني أَبُو مُحَمَّد الْخطابِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن حَرْب بن خطاب الْخطابِيّ أَبُو مُحَمَّد من نحاة الْكُوفَة وَكَانَ شَاعِرًا يغلب عَلَيْهِ السخف والألفاظ الغريبة لَهُ كتاب النَّحْو الْكَبِير كتاب النَّحْو الصَّغِير كتاب عَمُود النَّحْو كتاب المكتم فِي النَّحْو أَبُو الْحسن الخراز النَّحْوِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن سُفْيَان الخراز النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن أَخذ عَن الْمبرد وثعلب وَغَيرهمَا وَمَات سنة خمسٍ وَعشْرين وثلاثمائة وَكَانَ معلما فِي دَار الْوَزير عَليّ بن عِيسَى بن الْجراح وَهُوَ الَّذِي صنف كتاب الْمعَانِي وخلط المذهبين وَله مصنفات فِي عُلُوم الْقُرْآن مِنْهَا كتابٌ مُخْتَصر فِي علم الْعَرَبيَّة الْمَقْصُور والممدود الْمُذكر والمؤنث كتاب مَعَاني الْقُرْآن كتاب أَعْيَان الْحُكَّام أَلفه لأبي الْحُسَيْن بن أبي عمر القَاضِي كتاب أعياد النُّفُوس فِي الْعلم كتاب رَمَضَان وَمَا قيل فِيهِ ابْن الْأَكْفَانِيِّ قَاضِي بَغْدَاد) عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم أَبُو

مُحَمَّد الْأَسدي الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْأَكْفَانِيِّ قَاضِي الْقُضَاة بِبَغْدَاد أنْفق على أهل الْعلم مائَة ألف دينارٍ وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَأَرْبَعمِائَة ابْن الفرضي الْقُرْطُبِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصرٍ الْأَزْدِيّ الْحَافِظ أَبُو الْوَلِيد ابْن الفرضي الْقُرْطُبِيّ مُصَنف تَارِيخ الأندلس لَهُ مصنفٌ فِي أَخْبَار شعراء الأندلس وكتابٌ فِي المؤتلف والمختلف وَفِي مشتبه النِّسْبَة وروى عَنهُ ابْن عبد الْبر وَكَانَ فَقِيها عَالما فِي جَمِيع فنون الْعلم إستقضاه مُحَمَّد الْمهْدي ببلنسية وَكَانَ حسن البلاغة والخط وقتلته البربر فِي الْفِتْنَة وَبَقِي فِي دَاره ثَلَاثَة أَيَّام مقتولاً قَالَ ابْن الفرضي تعلّقت بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَسَأَلت الشَّهَادَة ثمَّ انحرفت وفكرت فِي هول الْقَتْل فندمت وهممت أَن أرجع واستقيل الله ذَلِك فَاسْتَحْيَيْت قَالَ الْحميدِي فَأَخْبرنِي من رَآهُ بَين الْقَتْلَى ودنا مِنْهُ فَسَمعهُ يَقُول بصوتٍ ضعيفٍ لَا يكلم أحدٌ فِي سَبِيل الله وَالله أعلم بِمن يكلم فِي سَبيله إِلَّا وَجَاء يَوْم الْقِيَامَة وجرحه يثعب دَمًا اللَّوْن لون الدَّم وَالرِّيح ريح الْمسك كَأَنَّهُ يُعِيد الحَدِيث على نَفسه ثمَّ قضى على أثر ذَلِك وَأنْشد لَهُ ابْن عبد الْبر من الطَّوِيل (أَسِير الْخَطَايَا عِنْد بابك واقفٌ ... على وجلٍ مِمَّا بِهِ أَنْت عَارِف) (يخَاف ذنوباً لم يغب عَنْك عيبها ... ويرجوك فِيهَا فَهُوَ راجٍ وخائف) (وَمن ذَا الَّذِي يَرْجُو سواك وَيَتَّقِي ... وَمَالك من فضل الْقَضَاء مُخَالف) (فيا سَيِّدي لَا تخزني فِي صحيفتي ... إِذا نشرت يَوْم الْحساب الصحائف) (وَكن مؤنسي فِي ظلمَة الْقَبْر عِنْدَمَا ... يصد ذَوُو ودي ويجفو الموالف) (لَئِن ضَاقَ عني عفوك الْوَاسِع الَّذِي ... أرجي لإسرافي فَإِنِّي لتالف)

وَأنْشد الْحميدِي لِابْنِ الفرضي من الْكَامِل (إِن الَّذِي أَصبَحت طوع يَمِينه ... إِن لم يكن قمراً فَلَيْسَ بِدُونِهِ) (ذلي لَهُ فِي الْحبّ من سُلْطَانه ... وسقام جسمي من سقام جفونه) الزوزني العبدلكاني عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف العبدلكاني أَبُو مُحَمَّد الزوزني الأديب توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ رجلٌ مشهورٌ من الشُّعَرَاء حسن الْكَلَام غزير الْعلم كثير الْحلم سمع الحَدِيث) وقلما كَانَ ينشط للرواية وَكَانَ خَفِيف الرّوح كثير النَّوَادِر والمضاحك سريع الْجَواب قصير الْقَامَة لَا يزِيد على ذراعين كث اللِّحْيَة نحيف الْجِسْم إِلَّا أَن وَجهه بهيٌّ وَكَانَ يكتحل إِلى قريبٍ من أُذُنَيْهِ فَيصير شهرةً مضحكةً وَكَانَ مُلُوك خُرَاسَان يصطفونه لمنادمتهم وَتَعْلِيم أَوْلَادهم وَله كتاب المرجان فِي الرسائل وَمن شعره من مجزوء الْبَسِيط (يَا سَيِّدي نَحن فِي زمانٍ ... أبدلنا الله مِنْهُ غَيره) (كل خسيسٍ وكل نذل ... متع بالطيبات أيره) (وكل ذِي فطنةٍ وعقلٍ ... بجلد من فقره عميره) وَمِنْه من مجزوء الْبَسِيط (لما رَأَيْت الزَّمَان نكساً ... وَلَيْسَ فِي الْحِكْمَة انْتِفَاع) (كل رئيسٍ بِهِ ملالٌ ... وكل رأسٍ بِهِ صداع) (وكل نذلٍ بِهِ ارتفاعٌ ... وكل حرٍّ بِهِ اتضاع) (لَزِمت بَيْتِي وصنعت عرضا ... بِهِ عَن الذلة امْتنَاع) (أشْرب مِمَّا ادخرت رَاحا ... لَهَا على راحتي شُعَاع) (لي من قراقيرها ندامى ... وَمن قواريرها سَماع) (وأجتني من ثمار قومٍ ... قد أقفرت مِنْهُم الْبِقَاع) الواثق الصُّمادحي عبد الله بن مُحَمَّد بن معنٍ الواثق عز الدولة بن المعتصم بن صمادح كَانَ أَبوهُ قد ولاه بالمرية عَهده فَلَمَّا أَخذ الملثمون المرية عِنْد موت أَبِيه ركب الواثق الْبَحْر إِلى جِهَة بجاية بِمَا قدر عَلَيْهِ وَأقَام فِي الجزائر تَحت ظلّ بني حَمَّاد سلاطين الغرب الْأَوْسَط وَمن وصف الْحِجَازِي لَهُ قمرٌ عاجله المحاق قبل التَّمام فنشر من

يَدَيْهِ مَا كَانَ عقد أَبوهُ من ذَلِك النظام وَكَانَ قد خصّه بِولَايَة عَهده ورشحه للْملك من بعده وَآل أمره إِلى أَن حل ببجابة فِي دولة بني حَمَّاد مستوحشاً وَقَالَ شعرًا مِنْهُ قَوْله من الطَّوِيل (لَك الْحَمد بعد الْملك أصبح خاملاً ... بِأَرْض اغترابٍ لَا أَمر وَلَا أحلي) (وَقد أصدأت فِيهَا الهوادة منصلي ... كَمَا نسيت ركض الْجِيَاد بهَا رجْلي) (وَلَا مسمعي يصغي لنغمة شاعرٍ ... وكفي لَا تمتد يَوْمًا إِلى بذل) ) قَالَ وَمَا أَظن أحدا قَالَ فِي عظم الْهم مثل قَوْله من الْبَسِيط (لييأس النَّاس من همٍّ وَمن كمدٍ ... فإنني قد جمعت الْهم والكمدا) (لم أبق مِنْهُ لغيري مَا يحاذره ... فَلَيْسَ يقْصد دوني فِي الورى أحدا) وَقَالَ من المجتث (أَهْوى قضيب لجينٍ ... قد أطلع الْبَدْر فِيهِ) (إِن كَانَ موتِي بلحظٍ ... فَمِنْهُ عيشي يَلِيهِ) (يَا رب كم اتمنى ... لقيَاهُ كم أشتهيه) (وَلَا أرى مِنْهُ شَيْئا ... سوى جفاءٍ وتيه) (طُوبَى لدارٍ حوته ... وَأمه وَأَبِيهِ) (بل ألف طُوبَى لصبٍّ ... فِي موضعٍ يلتقيه) أَبُو بكر القَاضِي الطريثيثي عبد الله بن مُحَمَّد بن طَاهِر الطريثيثي أَبُو بكر القَاضِي وطريثيث بلدٌ من أَعمال نيسابور لَهُ يدٌ باسطة فِي اللُّغَة والنحو وَالْأَدب ورد بَغْدَاد قبل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة لَهُ كتاب الموازنة بَين أبي طَاهِر وطاهر يمدح فِيهِ أَبَا طَاهِر الْخَوَارِزْمِيّ ويذم طَاهِر الطريثيثي وَهُوَ كتابٌ كثير الْفَوَائِد وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَخَمْسمِائة أَبُو مُحَمَّد الشهراباني عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن أبي عِيسَى أَبُو مُحَمَّد من أهل شهرابان وَأقَام بِبَغْدَاد كَانَ لَهُ معرفةٌ بِعلم الْأَدَب والنحو والعربية وَالشعر وَهُوَ مليح الْخط جيد الضَّبْط قَرَأَ على أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب ولازمه حَتَّى حصل

طرفا جيدا مِمَّا عِنْده مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّمائَة وَمن شعره من الرمل (نَحن قومٌ قد تولى حظنا ... وأتى قومٌ لَهُم حظٌّ جَدِيد) (وَكَذَا الْأَيَّام فِي أفعالها ... تخْفض الهضب وتستعلي الوهود) (إِنَّمَا الْمَوْت حياةٌ لامرئٍ ... حَظه ينقص والهم يزِيد) أَبُو مُحَمَّد الأشيري عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ الْأنْصَارِيّ أَبُو مُحَمَّد الاشيري وأشير بلدةٌ فِي أَطْرَاف) إفريقية كَانَ اُحْدُ الْأَعْلَام والشيوخ الْمَشْهُورين كتب بِيَدِهِ الْكثير من الحَدِيث وَالْأَدب وَدخل الأندلس وَلَقي القَاضِي عياضاً وَورد إِلى الشرق وَحج وَدخل مصر وَالشَّام وحلب وَمَات سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يقْرَأ الحَدِيث فغلط فِي شيءٍ سبقه إِلَيْهِ لِسَانه فَرده عَلَيْهِ بعض الْحَاضِرين فَقبل قَوْله وَقَالَ الْقَارئ أَسِير المستمع وَكَانَ الْوَزير أَبُو المظفر ابْن هُبَيْرَة طلبه من الْعَادِل نور الدّين الشَّهِيد لما صنف كتاب الإفصاح وَجمع أهل الْمذَاهب لأَجله وَقيل لَهُ إِنَّه فقيهٌ مالكي الْمَذْهَب وَلما وصل بَغْدَاد أنزلهُ بدارٍ بَين الدربين وأنعم عَلَيْهِ وأجرى لَهُ الجرايات الْحَسَنَة وَأكْثر مذاكرته ومجالسته وَكَانَ قد بحث يَوْمًا مَعَه فَرد عَلَيْهِ وأغضبه بَين الْجَمَاعَة فَقَالَ لَهُ الْوَزير تهذي لَيْسَ كلامك بِصَحِيح فَمضى الأشيري وَلم يعد إِلى مَجْلِسه فَأرْسل إِلَيْهِ حَاجِبه فَلم يحضر فَرد الْحَاجِب وَقَالَ لَهُ إِن لم يجِئ بعثت إِلَيْهِ ولديّ الْإِثْنَيْنِ فَحَضَرَ فَقَالَ لَهُ لَا بُد أَن تقوم بَين الْجَمَاعَة وتخاطبني بِمَا خاطبتك بِهِ وَحلف على ذَلِك فَلم يفعل فألزمه الْوَزير وَالْجَمَاعَة الْحَاضِرُونَ إِلى أَن قَالَ للوزير كَمَا قَالَ لَهُ وَاعْتذر الْوَزير إِلَيْهِ وَوَصله وَله كتاب الِاشْتِقَاق وَكتاب وجوب الطُّمَأْنِينَة أَبُو مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن وليد الأندلسي النَّحْوِيّ يعرف بِابْن الْأَسْلَمِيّ كنيته أَبُو مُحَمَّد كَانَ يخْتم كتاب سِيبَوَيْهٍ كل خَمْسَة عشر يَوْمًا مرّة

وَألف كتبا مِنْهَا كتاب تفقيه الطالبين ثَلَاثَة أَجزَاء كتاب الْإِرْشَاد إِلى إِصَابَة الصَّوَاب البلنسي المجلد عبد الله بن مُحَمَّد البلنسي أَبُو مُحَمَّد كَانَ مجلداً فَاضلا قَالَ لَهُ يَوْمًا شهَاب الدّين عبد الْحق بن عبد السَّلَام الصّقليّ وَهُوَ يبشر جلدا لكتابٍ مَا أَنْت إِلَّا بشارٌ فَقَالَ من مجزوء الرمل (أَنا بشار وَلَك ... لست بشار بن برد) (ذَاك بشارٌ لشعرٍ ... وَأَنا بشار جلد) المكفوف النَّحْوِيّ القيرواني عبد الله بن مُحَمَّد وَقيل ابْن مَحْمُود أَبُو مُحَمَّد المكفوف النَّحْوِيّ القيرواني كَانَ عَالما بالغريب والعربية وَالشعر وَتَفْسِير المشروحات وَأَيَّام الْعَرَب وأخبارها وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وثلاثمائة وَله كتابٌ فِي الْعرُوض يفضله أهل الْعلم على كل مَا ضنف لما بَين وَقرب وَكَانَ) يجلس مَعَ حمدون النعجة فِي مكتبه فَرُبمَا اسْتعَار بعض الصّبيان كتابا فِيهِ شعرٌأو غريبٌ أَو شَيْء من أَخْبَار الْعَرَب فيقتضيه صَاحبه إِيَّاه فَإِذا ألح عَلَيْهِ أعلم أَبَا مُحَمَّد المكفوف بذلك فَيَقُول لَهُ إقرأ عَليّ فَإِذا فعل قَالَ أعده ثَانِيَة ثمَّ يَقُول رده على صَاحبه وَمَتى شِئْت تَعَالَى حَتَّى أمليه عَلَيْك وهجاه إِسْحَاق بن خنيسٍ فَأَجَابَهُ المكفوف وَقَالَ من الْبَسِيط (إِن الخنيسي يهجوني لأرفعه ... إخسا خنميس فَإِنِّي لست أهجوكا) (لم تبْق مثلبةٌ تحصى إِذا جمعت ... من المثالب إِلَّا كلهَا فيكا) وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ من جَمِيع إفريقية لِأَنَّهُ كَانَ أعلم خلق الله بالنحو واللغة وَالشعر وَالْأَخْبَار أَبُو مُحَمَّد الغيمي الْمَالِكِي عبد الله بن مُحَمَّد الغيمي بالغين الْمُعْجَمَة مَفْتُوحَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة أَبُو مُحَمَّد المغربي صوام قوامٌ عني بكتب أَشهب وبالمدونة وبكتب ابْن الْمَاجشون وَأخذ الْفِقْه عَن جلة أَصْحَاب ابْن سَحْنُون حمل هُوَ وَأَبُو عبد الله الصدري إِلى الْمهْدي لما ذما التَّشَيُّع فضربهما حَتَّى مَاتَا وصلبهما رَضِي الله عَنْهُمَا وَذَلِكَ سنة ثَمَان وثلاثمائة

الْحَافِظ الدينَوَرِي عبد الله بن مُحَمَّد بن وهب بن بشر أَبُو مُحَمَّد الدينَوَرِي الْحَافِظ الْكَبِير طوف الأقاليم وَسمع كَانَ أَبُو زرْعَة يعجز عَن مذاكرته قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ متروكٌ توفّي سنة ثمانٍ وثلاثمائة عين الْقُضَاة الميانجي عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن أَبُو الْمَعَالِي عين الْقُضَاة الميانجي بعد الْمِيم آخر الْحُرُوف وَبعدهَا الفٌ وَنون وجيم وميانج بلدٌ بِأَذربِيجَان وَهُوَ من أهل همذان فَقِيه عَلامَة شاعرٌ مفلق يضْرب بِهِ الْمثل فِي الذكاء وَالْفضل وَيتَكَلَّم بإشارات الصُّوفِيَّة وَكَانَ النَّاس يتباركون بِهِ والعزيز المستوفي يُبَالغ فِي تَعْظِيمه فَلَمَّا قتل كَانَ بَينه وَبَين الْوَزير أبي الْقَاسِم إحنٌ فَعمل محضراً بألفاظٍ شنيعةٍ التقطت من تصانيفه فَكتب جماعةٌ بِحل دَمه فَحَمله أَبُو الْقَاسِم الْوَزير إِلَى بَغْدَاد مُقَيّدا ثمَّ رد وصلب بهمذان فِي سنة خمسٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَ من تلاميذ الْغَزالِيّ وتلاميذ مُحَمَّد بن حمويه وَمن شعره من الطَّوِيل (أَقُول لنَفْسي وَهِي طالبة العلى ... لَك الله من طلابةٍ للعلى نفسا) (أجيبي المنايا إِن دعتك إِلَى الردى ... إِذا تركت للنَّاس أَلْسِنَة خرسا) ) وَمِنْه من الطَّوِيل (فَمَا خدع الأجفان بعْدك غفوةٌ ... وَلَا وطئ الأجفان قبلك أدمع) وَمن تصانيفه الرسَالَة العلائية أمالي الِاشْتِقَاق الْبَحْث عَن معنى الْبَعْث كتاب زبدة الْحَقَائِق فِي الْحساب الْهِنْدِيّ مُقَدّمَة وَغير ذَلِك الْكَامِل الْخَوَارِزْمِيّ صَاحب الرحل عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْخَوَارِزْمِيّ أَبُو الْقَاسِم الْكَامِل أحد البلغاء الْمُتَأَخِّرين وَالْعُلَمَاء المبرزين كَانَ فِي عصر الحريري أبي مُحَمَّد صَاحب المقامات وَلما فَازَ الحريري بِالسَّبقِ إِلَى عمل

المقامات إخترع هَذَا الْخَوَارِزْمِيّ كتاب الرحل وَعمل فِيهِ سِتّ عشرَة رحْلَة حذا فِيهَا حَذْو المقامات وأهداها إِلَى هبة الله ابْن الْفضل بن صاعد بن التلميذ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَأورد مِنْهَا ياقوت فِي مُعْجم الأدباء رحْلَة وَاحِدَة ابْن الذَّهَبِيّ الطَّبِيب عبد الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ يعرف بِابْن الذَّهَبِيّ أحد المعتنين بصناعة الطِّبّ ومطالعة كتب الفلاسفة وَكَانَ كلفاً بصناعة الكيمياء مُجْتَهدا فِي طلبَهَا توفّي سنة ستٍ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَله من الْكتب مقَالَة فِي أَن المَاء لَا يغذو ابْن عَلْقَمَة البلنسي عبد الله بن مُحَمَّد بن الْخلف أَبُو مُحَمَّد الصَّدَفِي البلنسي يعرف بِابْن عَلْقَمَة وَأَبوهُ الْكَاتِب أَبُو عبد الله هُوَ صَاحب تَارِيخ بلنسية وَكتب أَبُو مُحَمَّد هَذَا للْقَاضِي أبي الْحُسَيْن بن عبد الْعَزِيز وَفِيه يَقُول أَبُو الْعَبَّاس بن العريف الزَّاهِد رَحمَه الله تَعَالَى من السَّرِيع (من عجب الدَّهْر وآياته ... سكرةٌ تعزى إِلَى علقمه) (خيف عَلَيْهَا الْعين من طيبها ... فَهِيَ بأضداد الكنى معلمه) (بَقِيَّة الْمَعْنى لذِي فطنةٍ ... لِأَنَّهَا فِي اللَّفْظ علقٌ ومه) وَمن شعر أبي مُحَمَّد يُخَاطب الْأُسْتَاذ أَبَا عبد الله بن خلصة عقيب إبلاله من مرضٍ أرجف فِيهِ بِمَوْتِهِ من الطَّوِيل (نعوك وقاك الله كل ملمةٍ ... وَمَا هُوَ نعيٌ بل مصحفه بَقِي) (وينعٌ لزهر الْجِسْم بعد ذبوله ... وبالضد من مَعْنَاهُ يَبْدُو لنا الشي) ) (فَهَذَا صَحِيح الزّجر بادٍ دَلِيله ... وَللَّه فِينَا الحكم وَالْأَمر وَالنَّهْي) فَأجَاب ابْن خلصة بأبياتٍ مِنْهَا من الطَّوِيل (لثن كنت منعياً فَمَا الْمَوْت وصمةً ... لقد نعيت قبلي الرسَالَة وَالْوَحي) (ليغض عدوٌّ أَو ليظْهر شماتةً ... فعما قليلٍ يتبع الْمَيِّت الْحَيّ)

قلت أحسن من الأول قَول الأول من الطَّوِيل (تمنى رجالٌ أَن أَمُوت وَإِن أمت ... فَتلك طريقٌ لست فِيهَا بأوحد) ابْن أبي روح المغربي عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي روح أَبُو مُحَمَّد من أهل الجزيرة الخضراء رَحل مِنْهَا إِلَى الْمشرق سنة سبعين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا وَلم يعد إِلَيْهَا فَقَالَ يتشوقها من الطَّوِيل (أعلل يَا خضراء نَفسِي بالمنى ... وأقنع إِن هبت رياحك بالشم) (إِذا غبت عَن عَيْني يغيب منامها ... وَكَيف ينَام اللَّيْل ذُو الوجد والهم) (تذكرت من فِيهَا فَفَاضَتْ مدامعي ... فَللَّه من فِيهَا من الْخَال وَالْعم) (أحن إِلَى الخضراء من كل موطنٍ ... حنين مشوقٍ للعناق وللضم) (وَمَا ذَاك إِلَّا أَن جسمي رضيعها ... وَلَا بُد من شوق الرَّضِيع إِلَى الْأُم) قلت شعر مَقْبُول المغربي الْمهرِي عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن المنخل الْمهرِي من أهل شلب أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر وَمن شعره من الْكَامِل (شرف الْخلَافَة أَن ملكت زمامها ... وغدوت من عقب الإِمَام إمامها) (وافتك تبتدر الرِّضَا إِذْ رمتها ... ولشد مَا امْتنعت على من رامها) (طبع الْإِلَه لَهَا حساماً صَارِمًا ... يحمي جوانبها فَكنت حسامها) (وَرَأَتْ عداة الله أَن حمامها ... من قيس عيلانٍ فَكنت حمامها) مِنْهَا (فعلى رماحك أَن تشق جيوبها ... وعَلى حسامك أَن يفلق هامها) (ملكٌ يجير من الزَّمَان فَإِن يضم ... حرا بوادية اللَّيَالِي ضامها) ) (قسطاس عدلٍ لَا يمِيل فَإِن رأى ... ميل الْخلَافَة أمهَا فأقامها) (مَا الْجُود إِلَّا مَا تفيض بنانه ... لَا مَا تفيض الْعَرَب فِيهِ سهامها) (مَا الْبَأْس إِلَّا مَا تضمن سَيْفه ... لَا مَا تضمن بعضه صمصامها)

(مَا الزّجر إِلَّا مَا يجر خِلَافه ... لَيْسَ الَّذِي وسمت بِهِ أَيَّامهَا) (يطفي الحروب إِذا توهج جمرها ... ولربما خمدت فشب ضرامها) (وَإِذا أسود الْحَرْب هاج غرامها ... عانى بِحَدّ المشرفي عرامها) (وَإِذا بروق المزن لحن كواذباً ... صدقت بروق نواله من شامها) وَمِنْهَا (لما رَأَيْت الدّين أظلم وَجهه ... وَالْحَرب قد سدلت عَلَيْهِ قتامها) (أقبلتها شعث النواصي شزباً ... جردا تباري فِي الفلاة سمامها) (من كل مشرفة التليل كَأَنَّمَا ... عقدوا بباسقة النخيل لجامها) (وأغر وضاح الحجول مطهمٍ ... يجلو إِذا خَاضَ الغمار ظلامها) مِنْهَا (يلقى العداة الرعب قبل لِقَائِه ... فيزل قبل قتالها أَقْدَامهَا) وَقَالَ مسلياً من هزيمةٍ من الْكَامِل (لَا تكترث يَا ابْن الخلفة إِنَّه ... قدرٌ أتيح فَمَا يرد متاحه) (قد يكدر المَاء القراح لعلةٍ ... وَيعود صفواً بعد ذَاك قراحه) قلت شعرٌ جيد أَبُو مُحَمَّد المرسي الْكَاتِب عبد الله بن مُحَمَّد بن ذمام أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب المرسي من أهل لقنت بِفَتْح اللَّام وَالْقَاف وَسُكُون النُّون وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف سكن مالقة وَكَانَ فِي أول أمره توجه إِلَى مراكش وَتعلق بِخِدْمَة أبي الْغمر هِلَال بن الْأَمِير مُحَمَّد بن مرذنيش فَكتب إِلَيْهِ أَبوهُ الْأُسْتَاذ أَبُو عبد الله مَعَ رسالةٍ يشعره اللحاق بِهِ وَقد رغب إِلَيْهِ فِيهِ من الطَّوِيل (إِلَى الحضرة الْعليا الْمسير الْمُحَقق ... بهَا أملٌ إِن شاءه الله يلْحق) (بهَا كعبة الآمال طُوبَى لطائفٍ ... يقبل أركاناً لَهَا ويخلق) ) (فطوبى لمن أَمْسَى وَقد حط رَحْله ... بِسَاحَة بابٍ للهدى لَيْسَ يغلق) (وتعساً لمن لم ينظم الدَّهْر شَمله ... بمراكش الغراء حَيْثُ التأنق)

فَرَاجعه برسالةٍ يَقُول فِيهَا من الطَّوِيل (بنانك من بَحر المعارف تنْفق ... وذهنك للمعنى البديع موفق) (فنظمك درٌّ أنفس الدّرّ دونه ... ونثرك مسكٌ طيب الْعرف يعبق) (وَأَنت مليكٌ للبلاغة كلهَا ... وراياتها من فَوق رَأسك نخفق) (وَللَّه بكرٌ بنت عشرٍ زففتها ... تعبر عَن سحرٍ حلالٍ وتنطق) (تجلت فَجلت أَن يُعَارض حسنها ... وَكَيف وفيهَا للمعالي تأنق) (وَمَا هُوَ إِلَّا أَن فضضت ختامها ... فهيج بلبالي إِلَيْك التشوق) (فيا لَيْت مر الشوق لم تدر طعمه ... وياليت هَذَا الْبَين لم يَك يخلق) (فَذَاك للذات التواصل قاطعٌ ... وَهَذَا لشمل الْأَقْرَبين مفرق) قلت شعره أَجود من شعر أَبِيه بل مَا بَينهمَا صِيغَة أفعل واقترح عَلَيْهِ أَبُو الْغمر الْمَذْكُور أَن يُعَارض أَرْبَعَة من أشعار الْغناء أَولهَا من الوافر (يخط الشوق شخصك فِي ضميري ... على بعد التزاور خطّ زور) فَقَالَ من الوافر (ملكت الْفضل يَا نجل ابْن سعدٍ ... فَمَا لَك فِي الأكارم من نَظِير) (حسامك حاسمٌ عَدو الأعادي ... وَمَالك مذهبٌ عدم الْفَقِير) (ووجهك إِن تبدى فِي ظلامٍ ... تجلى عَن سنا قمرٍ مُنِير) (لذا سماك من سمى هلالاً ... لإشراقٍ حبيت بِهِ وَنور) وَثَانِيها من الطَّوِيل (أشاقك طيفٌ آخر اللَّيْل من هِنْد ... ضَمَان عَلَيْهِ أَن يزور على بعد) فَقَالَ من الطَّوِيل (حكى دمعها الْجَارِي على صفحة الخد ... نثير جمانٍ قد تساقط من عقد) (فَقلت لَهَا مَا بَال دمعك جَارِيا ... فَقَالَت لما فِي الْقلب من ألم الوجد) (وَلَوْلَا لهيبٌ ظلّ بَين جوانحي ... يجفف دمعي كَانَ كالسيل فِي الْمَدّ) ) (وَمَا يُطْفِئ الْجَمْر المضرم فِي الحشا ... سوى وصل مَوْلَانَا هلالٍ أبي سعد)

وَثَالِثهَا من الطَّوِيل (أعانق غُصْن البان مِنْهَا تعللاً ... فَأنكرهُ مساً وأعرفه قدا) فَقَالَ من الطَّوِيل (شكت يالها تَشْكُو لفرط صبابةٍ ... ولوعة وجدٍ ألبستها الضنى بردا) (وَقَالَت ودمع الْعين فِي ورد خدها ... يُرِيك جمان الطل إِذْ بَلل الوردا) (أيا قمرٌ رفقا على الْقلب إِنَّه ... سقيمٌ ضعيفٌ لَيْسَ يحْتَمل الصدا) (فَلَو حملت شم الْجبَال من الْهوى ... كبعض الَّذِي حَملته هدها هدا) وَرَابِعهَا من الطَّوِيل (صَحا الْقلب عَن سلمى وعلق زينبا ... وعاوده أَضْعَاف مَا قد تجنبا) فَقَالَ من الطَّوِيل (إِذا نمت الأزهار واعتلت الصِّبَا ... وهيجت الألحان أشجان من صبا) (ودارت كؤوسٌ للمدام تخالها ... لرقة مَا فِيهَا لجيناً مذهبا) (تهز هلالاً للمكارم هزةً ... كهز القنا يَوْم الكريهة والظبى) (فَفِي حَالَة الإفضال يشبه حاتماً ... وَفِي حَالَة الْإِقْدَام يَحْكِي المهلبا) وَمن شعره وَالرَّابِع مضمن من الوافر (نفى نومي وهيج لي خيالي ... فراقٌ لم يكن يجْرِي ببالي) (وَكُنَّا قبله فِي خفض عيشٍ ... وأنسٍ وانتظامٍ واتصال) (فشتتنا الْفِرَاق وروعتنا ... مطي الْبَين تدني لارتحال) (فَلَو نعطى الْخِيَار لما افترقنا ... وَلَكِن لَا خِيَار مَعَ اللَّيَالِي) الْبكْرِيّ الإشبيلي عبد الله بن مُحَمَّد بن عمار الْبكْرِيّ الإشبيلي من أقَارِب أبي عبيد الْبكْرِيّ قدم على شَرق الأندلس فِي أول الْمِائَة السَّابِعَة قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم سمع مِنْهُ ببلنسية بعض شعره شَيخنَا القَاضِي أَبُو الْخطاب بن واجبٍ ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَبِه توفّي وَمن شعره من الْكَامِل (سلت على الْأَعْدَاء مِنْهُ صوارمٌ ... قطعت مُنَاسِب دومةٍ عَن قَيْصر)

) (وكتائبٌ ضَاقَ الفضاء بحملها ... بَرِئت بهَا لمتونة من حمير) وَأول هَذِه الأبيات من الْكَامِل (طلعت كبدر التم لَاحَ لمبصر ... غيداء تَبَسم عَن نَفِيس الْجَوْهَر) (وتنفست فَكَأَن نفح مدامةٍ ... شيبت روائحها بمسكٍ أذفر) (عجبت لرامية الْقُلُوب بأسهمٍ ... أبدا تفوق من قسيِّ المحجر) (سفرت كَمَا وضح الصَّباح فقابلت ... بدر السَّمَاء ببدر أرضٍ نير) وَمِنْه من الْكَامِل (أَهلا بساحرة الجفون وَقد أَتَت ... لزيارتي تمشي على استحياء) (خَافت عُيُون وشاتها فتلفعت ... حذر الرَّقِيب بِبُرْدَةٍ الظلماء) (وأتتك ببن لداتها فَكَأَنَّهَا ... قمرٌ وَهن كواكب الجوزاء) وَقَالَ فِي أَعور غمت حدقته السليمة حمرةٌ إِلَّا يسير بياضٍ كالخط الدائر بهَا وَقَالَهُ ارتجالاً من السَّرِيع (لم تَرَ عَيْني مثل عينٍ غَدَتْ ... لَا تعرف السهد من الغمض) (فازت يَد الدَّهْر يتفريقها ... من كل مسودٍّ ومبيض) (وأبقت الأيم أُخْتا لَهَا ... ناكسة الرَّأْس إِلَى الأَرْض) (كَأَنَّهَا من حمرةٍ وردةٌ ... قد طوقت بالسوسن الغض) وَقَالَ فِي صديق كَانَ يداجيه من الطَّوِيل (ومستبطن حقداً وَفِي حركاته ... تصنع مظلومٍ يدل بظالم) (تصدى لإيناسي بحيلة فاتكٍ ... ولاحظني خوفًا بِطرف مسالم) (تستر عَن كشف الْعَدَاوَة جاهداً ... كَمَا كمنت فِي الرَّوْض دهم الأراقم) قلت يشبه قَول ابْن عبدون فِي ذمّ الْأَيَّام من الْبَسِيط (تستربالشيء لَكِن كي تغر بِهِ ... كالأيم ثار إِلَى الْجَانِي من الزهر) وَمِنْه شعره يصف إشبيلية من الْبَسِيط (أجل فديتك طرفا فِي محاسنها ... تبصر وحقك مِنْهَا آيَة عجبا) (قطر تكنفه من جانبيه مَعًا ... مصانعٌ تحمل الأنداء واللهبا)

) (زهر الْوُجُوه كَأَن الْبَدْر جر على ... حيطانها الْبيض من أنواره عذبا) (وَالنّهر كالجوارق الْعين بهجته ... تهز مِنْهُ الصِّبَا هنديةً قضبا) (ترَاهُ من فضةٍ حينا فَإِن طلعت ... عَلَيْهِ شمس الضُّحَى أبصرته ذَهَبا) (صفا وراق فلولا أَنه نهرٌ ... أَمْسَى سَمَاء يرينا فِي الدجى شهبا) (كَأَنَّمَا الجو مرآةٌ بِهِ صقلت ... زرقاء تحسب فِيهَا زهرها حببا) (مَا رَوْضَة الْحزن حلى الْقطر لبتها ... ومدت الشَّمْس فِي حافتها طنبا) (يَوْمًا بأبهج مرأىً مِنْهُ إِن رقصت ... حدائق الْحسن فِي أرجائه طَربا) وَكتب إِلى أبي الرّبيع بن سَالم يطْلب مِنْهُ جُزْءا من نسب الْأَشْرَاف للبلاذري من الْكَامِل (إبعث إِلَيّ أَبَا الرّبيع صحيفَة ... قد راق منظرها وطاب ثناها) (مهما تصخ أسماعنا لحديثها ... فنفوسنا تصبو إِلى رؤياها) (أضحت تحدث عَن أناسٍ أَصْبحُوا ... رمماً يذكرك الردى مثواها) (أظفر يَدي مِنْهَا بعلقٍ مضنةٍ ... كمين مُوسَى أظفرت بعصاها) (أَو كالقميص أَتَى النَّبِي مبشراً ... فأزاح عَن عين النَّبِي عماها) فَأجَاب أَبُو الرّبيع بأبياتٍ مِنْهَا من الْكَامِل (أهْدى إِلى النَّفس المشوق مناها ... وَأعَاد نَضرة أنسه وثناها) (طرسٌ أَتَى وَالْمجد بعض حداته ... يحوي نَظَائِر فاقت الأشباها) (حييّ بهَا ودي سلافاً مزةً ... طابت مذاقتها وطاب شذاها) وَهِي أَبْيَات طَوِيلَة جَيِّدَة وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد قد كتب قَوْله علق مضنة بِظَاء ثمَّ إِنَّه تذكر ذَلِك بعد إنفاذها فَكتب إِلى أبي الرّبيع ابْن سَالم من الْكَامِل (قل للفقيه أبي الرّبيع وَقد جرى ... قلمي فَأصْبح بِالصَّوَابِ ضنينا) (أبشر بِفَضْلِك ظاء كل مضنةٍ ... سَأَلته كفي فاستحال ظنينا) فَكتب أَبُو الرّبيع جَوَابه من اكامل (حسن بِإِخْوَان الصفاء ظنونا ... لَيْسَ الصجي على الصّديق ضنينا) (مَا دَار فِي خلدي سوى غلطٍ جرى ... حاشاك تفلى بِالصَّوَابِ ضنينا) (وَقد بشرْتُ مُشَال كل مضنةٍ ... لما أَتَت حَتَّى بشرت النونا)

) القَاضِي أَبُو مُحَمَّد التجِيبِي عبد الله بن مُحَمَّد بن مطروح التجِيبِي أَبُو مُحَمَّد القَاضِي البلنسي توفّي بهَا وَالروم يحاصرونها سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره يرثي أَبَاهُ من قصيده من المتقارب (دعَاك فلبيت دَاعِي البلى ... وَفَارَقت أهلك لَا عَن قلى) (رمتك وَسَهْم الردى صائبٌ ... شعوبٌ فَمَا أَخْطَأت مقتلا) (تقاضاك منا الْغَرِيم الَّذِي ... أبي قدر الله أَن يمطلا) (أيا ظَاعِنًا هدنا فَقده ... جَمِيعًا ألم يَأن أَن نقفلا) (أحن إِلى مورد أمه ... وَإِن لم يكن مورداً سلسلاً) (وأذهل مهما دعوا باسمه ... وَحقّ لمثلي أَن يذهلا) (وهون وجدي على فَقده ... لحاقي بِهِ بعد مستعجلا) (إِن جف من شجرٍ أَصله ... فال بُد للفرع أَن يذبلا) (سأبكيه مَا دمت ذَا مقلةٍ ... وأعصي العواذل والعذلا) (وأترك حكم لبيد سدىً ... كَمَا ينْسَخ الآخر الأولا) قلت قَول لبيد من أبياتٍ وأنشدها لابنتيه لما احْتضرَ من الطَّوِيل (إِلى الحولِ ثمَّ اسْم السَّلَام عَلَيْكُمَا ... وَمن يبك حولا كَامِلا فقد اعتذر) وَلِهَذَا قَالَ أَبُو حَاتِم الطَّائِي من الْكَامِل (ظعنوا فَكَانَ بكاي حولا بعدهمْ ... ثمَّ ارعويت وَذَاكَ حكم لبيد) وَقَالَ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد يرثي الشَّيْخ أَبَا عبد الله بن نوح من قصيدةٍ من الْكَامِل (ناداك إِذْ أزف الرحيل مُنَادِي ... فظعنت فِي قَود الْحمام الغادي) (وَالنَّاس وَالدُّنْيَا كسفرٍ أزمعوا ... ظعناً وَمَا غير الْمنية حادي) (هَل نَحن إِلَّا من أرومٍ هَالك ... فالفرع تلو الأَصْل فِي الْمُعْتَاد) (كل الجسوم وَإِن تطاول مكثها ... فمصيرها بجواهر أَفْرَاد) (فضت الْعُقُول بِأَن كل مركبٍ ... ينْحل عِنْد تغالب الأضداد)

(تتلو المبادي فِي الْأُمُور نهايةٌ ... والكون يُؤذن طبعه بِفساد) (لهفي ولهفي لَا يجير من الردى ... لهفي على قمر العلى والنادي) ) (أودى ابْن نوحٍ فالشريعة بعده ... تبْكي وتندب مِنْهُ ثَوَاب حداد) (كم ذب عَنْهَا كم أَقَامَ لواءها ... فَردا وجلى من ظلام عناد) (وَلم يلج أُذُنَيْهِ مؤلم نعيه ... لم يدر كَيفَ تصدع الأكباد) ابْن الْوَاعِظ الْمَقْدِسِي عبد الله بن مُحَمَّد بن الصفي أبي الْمَعَالِي أَحْمد الْمَقْدِسِي عرف بِابْن الْوَاعِظ أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ لَقيته بدمياط سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وأنشدنا لنَفسِهِ من الطَّوِيل (سرت نسمةٌ مسكية الْعرف معطار ... لَهَا أرجٌ فِي طي مسراه أسرار) (فلمنا بهَا حَتَّى الغصون كَأَنَّمَا ... شذاها سلاف الراح والنشر خمار) (أَلا هَات عَن نجدٍ أَحَادِيث غربةٍ ... فِيمَا طيب مَا خبرٌ أفدت وأخبار) (أهيل ودادي هَل عل أَيمن الْحمى ... أَرَاكُم وتقضى بالتواصل أوطار) (وَهل تسعف الْأَيَّام تسمح بالمنى ... بِقرب مزازٍ أَو يُوَافق مِقْدَار) (خليلي إِن الْقلب وَالنَّفس والهوى ... لعينيه أعوان عَليّ وأنصار) قلت شعرٌ يُقَارب الْجَوْدَة وَلَو كَانَ لي فِيهِ حكمٌ لَقلت فيا حبذا خبرٌ أفدت وأخبار وَكَانَ يستريح من اللّحن وَمن قلق هَذَا التَّرْكِيب لِأَن مَا هُنَا زَائِدَة تَقْدِيره فيا طيب خبرٍ وأخبار أفدت وَالْمعْنَى عَلَيْهِ وَإِن كَانَت نكرَة مَوْصُولَة وَتَقْدِيره فيا طيب مَا أفدته خَبرا وأخباراً فَيتَعَيَّن النصب حينئذٍ على التَّمْيِيز بليغ الدّين القسنطيني عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار القسنطيني أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني بليغ الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الله النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْعَرُوضِي رَحمَه الله لنَفسِهِ بِدِمَشْق بِالْمَدْرَسَةِ الريحانية فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة لغزاً فِي الفرزدق وَجَرِير من الطَّوِيل (رَأَيْت جَرِيرًا والفرزدق فَوْقه ... بخفيف منى لم يخْش عاراً وَلَا إِثْمًا) (فألقيت فِي النَّار الفرزدق بَعْدَمَا ... لطمت محياه وَلم أقترف ظلما) (وَلَوْلَا جريرٌ مَا ذكت نارنا لَهُ ... فَلَمَّا ذكت أضحى جريرٌ بهَا فحما)

) الفرزدق قطع الْعَجِين والجرير هُوَ الْحَبل قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل (جمع الْهَوَاء من الْهوى فِي باطني ... فتكاملت فِي أضلعي ناران) (فقصرت بالمقصور عَن وصل الظبا ... ومددت بالمدود فِي أكفاني) قلت لَو قَالَ فقصرت بالمدود ومددت بالمقصور لَكَانَ أغزل وأشعر وأصنع قَالَ وأنشدني نَفسه القصيدة الخالية وَهِي من الطَّوِيل (أيا رَاكب الوجناء فِي السبسب الْخَالِي ... إِذا جِئْت نجداً عج على دمن الْخَال) الأول لَا أنيس بِهِ وَالثَّانِي بنجدٍ مَعْرُوف (وقف باللوى حَيْثُ الرياض أنيقةٌ ... بِذَات الغضاغب المواطر كالخال) برود الْيمن الموشاة (وَحَيْثُ الصِّبَا تثني الغصون عليلةً ... تهب فتذكي لوعة الصب والخالي) الَّذِي لَيْسَ فِي قلبه علاقَة من حب (وَمهما أرتك الجلهتان ذوائباً ... من البان يثني بانثناءٍ على الْخَال) الْمَطَر الَّذِي يتخيل فِي السحب (غدتها بعل بعد نهلٍ فرنحت ... معاطفها كالمزدهي الْعَطف ذِي الْخَال) الْخُيَلَاء (تهيج بهَا الأغصان ورقٌ صوادحٌ ... وتبكي هديلاً بَان فِي العُصر الْخَالِي) الْمُتَقَدّم (فَتلك المغاني معشري وأحبتي ... وَربع ذَوَات الْأَعْين النجل وَالْخَال) أحد الخيلان (ربوعٌ بهَا أَصبَحت اللَّهْو وَالصبَا ... وَحَيْثُ بهَا ريعان عمري كالخال) المتكبر عجبا (يخيل لي من نشوة الْحبّ أنني ... أهز الرديني المثقف ذَا الْخَال) اللِّوَاء

(أنزه سَمْعِي عَن ملامة ناصحٍ ... وَأَعْدل عَن عذلٍ من الْعم وَالْخَال) أَخُو الْأُم) (وأصغي إِلى صَوت المهيب إِذا دَعَا ... لراحٍ براحٍ من أخي ثقةٍ خَالِي) الْحسن المخيلة (إِذا أَنا أَعْطَيْت النديم مدامةً ... بروضة حزنٍ راقت الطّرف للخال) نورٌ مَعْرُوف بِنَجْد (أَجود بِمَا ضن الْبَخِيل ببذله ... وأحسبني كسْرَى وَقَيْصَر بالخال) الظَّن والتوهم (إِذا كنت لَا تسطيع رد منيتي ... فَدَعْنِي ولذاتي وخال إِذن خَالِي) فعلا أمرٍ من المتاركة (إِلَيْك فَإِنِّي لَا أصيخ لعاذلٍ ... فَلَا تحلني واكفف ملامك يَا خَال) ترخيم خَالِد (إِذا أَنا أتلفت الَّذِي جمعت يَدي ... وعيشك إِنِّي فارغ الْقلب كالخال) العزب لَا زوج لَهُ (عليم بِأَسْبَاب اكتسابٍ تخالني ... إِذا مَا حويت الوفر يَا صَاح كالخال) حسن الْقيام على المَال (لحى الله مَالا صانه بذل باخلٍ ... لعرض ذميم النشر أهجن من خَال) ثوب يستر بِهِ الْمَيِّت (وَلَا أمنح الكوماء إِلَّا غريرةً ... وَلَا الْقَوْم إِلَّا إِن غَدا وَهُوَ كالخالِ) الْحَبل الْأسود (وَمَالِي لَا أسموا إِلى طلب العلى ... وَألْحق أطواد المبارين بالخال) الأكمة الصَّغِيرَة

(وَإِن تخل سلمى من وجيبٍ ولوعةٍ ... فلست وَإِن خانت عهودي بالخالي) الفارغ (فقلبي وَإِن شت بهَا غربَة النَّوَى ... على حفظ عهد الْحبّ مَا عِشْت كالخالي) الْخَالِي الملازم للشَّيْء (قررت بهَا عينا على السخط وَالرِّضَا ... كقرة عين الرائد الخصب بالخال) ) الَّذِي وجد الخلا (خلعت فِي الصبابة وَالصبَا ... وَمَا أَنا ذَا طوعٍ إِذا شِئْت للخالِ) الَّذِي يلقِي اللجام فِي فَم الْفرس (وَمَا أَنا بالهيابة الْأَمر هائلاً ... وَلَيْسَ فُؤَادِي باليراع وَلَا الْخَال) الضَّعِيف الْقلب (وعزمي كالغضب الجراز مضاؤه ... وَإِنِّي بِهِ للخطب إِن جلّ للخالي) قَاطع الخلا وَهُوَ العشب (أراعي عهوداً بَيْننَا ومودة ... وَإِن كنت فِي وجٍّ كنت بِذِي الْخَال) مَوضِع بِبِلَاد بني أَسد (فَلَا تتهمني فِي الوداد فانني ... إِذا غير الْبَين المحبين للخالي) البريء من التُّهْمَة (وَكم وَقْفَة لي بالمعالم باكياً ... أروي بدمع ذاوي الطلح والخالِ) قلت قد تَكَرَّرت مَعَه القوافي فِي مَوَاضِع وَهِي ظَاهِرَة إِلَّا بتكلفٍ كثير وتوسعٍ زَائِد ابْن جرج الْكَاتِب عبد الله بن مُحَمَّد بن جرج بجيمين بَينهمَا رَاء الْكَاتِب أَبُو جَعْفَر الْقُرْطُبِيّ أَصله من ألبيرة توفّي سنة خمسٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره يَسْتَدْعِي طَبِيبا من السَّرِيع (خل ابْن سيناء وأقواله ... فَإِنَّهَا من خدع الْمَرْء) (ولتأتني فِي منزلي مسرعاً ... فَإِن عِنْدِي حِيلَة الْبُرْء) وَمِنْه من الْبَسِيط

(أما ذكاء فَلم تصفر إِذْ جنحت ... إِلَّا لفرقة هَذَا المنظر الْحسن) (ربىً تروق وريعانٌ مزخرفةٌ ... وسابحٌ مد بالهطالة الهتن) (وللنسيم على أرجائه حببٌ ... يكَاد من رقةٍ يخفى على الْغُصْن) قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم وتنسب هَذِه الْقطعَة غَلطا إِلَى أبي الْقَاسِم أخيل ابْن إِدْرِيس الرندي وأنشدها أَبُو الْقَاسِم عَامر بن هِشَام الْقُرْطُبِيّ فِي مجموعٍ لَهُ لأبي جَعْفَر بن جرج هَذَا وَهُوَ بلديه وَلَعَلَّه سَمعهَا مِنْهُ) ابْن سارة المغربي عبد الله بن مُحَمَّد بن سارة وَيُقَال صارة بالصَّاد أَبُو مُحَمَّد الْبكْرِيّ الشنتريني نزيل إشبيلية كَانَ شَاعِرًا مغلقاً لغوياً مليح الْكِتَابَة نسخ الْكثير بِالْأُجْرَةِ وَهُوَ قَلِيل الْحَظ توفّي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة كَانَ لم يَسعهُ مكانٌ وَلَا اشْتَمَل عَلَيْهِ سلطانٌ أثنى عَلَيْهِ صَاحب القلائد وَصَاحب الذَّخِيرَة قَالَ إِنَّه يتبع المحقرات وَبعد جهدٍ اتَّقى إِلَى كِتَابَة بعض الْوُلَاة فَلَمَّا كَانَ من خلع الْمُلُوك مَا كَانَ آوى إِلَى إشبيلية أوحش حَالا من اللَّيْل وَأكْثر انفراداً من سُهَيْل وتبلغ بالوراقة وَله مِنْهَا جانبٌ وَبهَا بصر ثاقبٌ فانتحلها على كساد سوقها وخلو طريقها وفيهَا يَقُول من الْكَامِل (أما الوراقة فَهِيَ أيكة حرفةٍ ... أوراقها وثمارها الحرمان) (شبهت صَاحبهَا بِصَاحِب إبرةٍ ... تكسو العراة وجسمها عُرْيَان) وَمن شعره من الْكَامِل (ومعذرٌ رقت حَوَاشِي وَجهه ... فَقُلُوبنَا وجدا عَلَيْهِ رقاق) (لم يكس عَارضه السوَاد وَإِنَّمَا ... نفضت عَلَيْهِ سوادها الأحداق) وَمِنْه فِي غلامٍ أَزْرَق الْعَينَيْنِ من الْكَامِل (ومهفهف أَبْصرت فِي أَطْرَافه ... قمراً بآفاق الملاحة يشرق)

(تقضي على المهجات مِنْهُ صعدةٌ ... متألقٌ فِيهَا سنانٌ أَزْرَق) وَأورد لَهُ صَاحب الحديقة من الرجز (أَسْنَى ليَالِي الدَّهْر عِنْدِي ليلةٌ ... لم أخل فِيهَا الكأس من أعمالي) (فرقت فِيهَا بَين جفني والكرى ... وجمعت بَين القرط والخلخال) وَقيل إنَّهُمَا لصالح الهزيل الإشبيلي وَمن شعره ابْن سارة من الْبَسِيط (يَا من يصيخ إِلَى دَاعِي السقاة وَقد ... نَادَى بِهِ الناعيان الشيب والكبرُ) (إِن كنت لَا تسمع الذكرى فَفِيمَ ثوى ... فِي رَأسك الواعيان السّمع والبصرُ) وَمِنْه من الْبَسِيط (لَيْسَ الْأَصَم وَلَا الْأَعْمَى سوى رجل ... لم يهده الهاديان الْعين والأثرُ) (لَا الدَّهْر يبْقى وَلَا الدُّنْيَا وَلَا الْفلك ال ... أَعلَى وَلَا النيرَان الشَّمْس والقمرُ) ) (ليرحلن عَن الدُّنْيَا وَإِن كرها ... فراقها الثاويان البدو والحضر) وَمِنْه من الْبَسِيط (وَصَاحب لي كداء الْبَطن عشرته ... يودني كوداد الذِّئْب لِلرَّاعِي) (يثني عَليّ جزاه الله صَالِحَة ... ثَنَاء هندٍ على روح بن زنباع) إِشَارَة إِلَى قَول هِنْد بنت النُّعْمَان بن بشير الْأنْصَارِيّ وَكَانَت زَوْجَة روح بن زنباع وَفِيه تَقول من الطَّوِيل (وَهل هِنْد إِلَّا مهرَة عَرَبِيَّة ... سليلة أفراسٍ تحللها بعل) (فَإِن تنجت مهْرا كَرِيمًا فبالحرى ... وَإِن يَك إقرافٌ فَمَا أَنْجَب الْفَحْل) وَمِنْه من الطَّوِيل (أعندك أَن الْبَدْر بَات ضجيعي ... فقضت أطاري بِغَيْر شَفِيع) (جعلت ابْنه العنقود بيني وَبَينه ... فَكَانَت لنا أمّاً وَصَارَ رضيعي) وَمن شعر ابْن سارة قَوْله من الوافر (تَأمل حَالنَا والجو طلقٌ ... محياه وَقد طِفْل الْمسَاء) (وَقد جالت بِنَا عذراء حُبْلَى ... تجاذب مرْطهَا ريحٌ رخاء)

(بنهرٍ كالسجنجل كوثريٍّ ... تعاين وَجههَا فِيهِ السَّمَاء) قلت قَوْله تجاذب مرْطهَا أَرَادَ بذلك الْقلع الَّذِي كَانَ للمركب أَو المظلة الَّتِي كَانَت عَلَيْهِم فِيهِ وَلما وقف أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن خفاجة على هَذِه الْقطعَة أعجب بهَا فَقَالَ من الوافر (إِلَّا يَا حبذا ضحك الحميا ... بحامتها وَقد طِفْل الْمسَاء) (وأدهم من جِيَاد المَاء نهدٍ ... تنَازع جله ريحٌ رخاء) (إِذا بَدَت الْكَوَاكِب فِيهِ غرقى ... رَأَيْت الأَرْض تحسدها السَّمَاء) وَمِنْه فِي ذمّ فروته من الْكَامِل (أودى بِذَات يَدي ذماء فريةٍ ... كفؤاد عُرْوَة فِي الضنى والرقة) (يتجشم الْفراء فِي ترقيعها ... بعد الْمَشَقَّة فِي قريب الشقة) (إِن قلت بِسم الله عِنْد لباسها ... تقرا عَليّ إِذا السَّمَاء انشقت) قلت ذكرت هَا هُنَا مَا نظمت وَنحن بمرج الغسولة وَقد تَوَاتَرَتْ الأمطار والرعود علينا وَنحن) فِي الْخيام مقيمون من المنسرح (لم أنس لَيْلًا بالمرج مر لنا ... بِهِ حللنا فِي غَايَة الشدَّة) (تقَابل الرَّعْد فِيهِ خيمتنا ... بِسُورَة الانشقاق والسجده) النَّحْوِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن زبرج أَبُو الْمَعَالِي العتابي النَّحْوِيّ قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ عسراً فِي الرِّوَايَة جدا مبغضاً لأهل هَذَا الشَّأْن وَلم تكن سريته مرضيةً وَله معرفَة حَسَنَة بالنحو ويتردد إِلى بيُوت النَّاس للتعليم وَتُوفِّي سنة سِتّمائَة أَبُو طَالب النهرواني عبد الله بن مُحَمَّد الفتي أَبُو طَالب النهرواني كَانَ فَاضلا أديباً شَاعِرًا أَمر

أَن ينقش على لوح قَبره من الطَّوِيل (شربنا بكأس سَوف تسقون مثلهَا ... قَرِيبا لعمري والكؤوس تَدور) (فَقل للَّذي أبدى شماتته بِنَا ... إِلى مثل مَا صرنا إِلَيْهِ تصير) (فَلَو دَامَت الدُّنْيَا على ذِي مهابةٍ ... لدمت وَلَكِن الزَّمَان مبير) الْحَافِظ الْهَرَوِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مت شيخ الْإِسْلَام أَبُو إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ الْهَرَوِيّ الْحَافِظ الْعَارِف هُوَ من ولد أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ كَانَ بكر الزَّمَان فِي فنون الْفَضَائِل وأنواع المحاسن صنف كتاب الْفَارُوق فِي الصِّفَات وَكتاب ذمّ الْكَلَام وَكتاب الْأَرْبَعين حَدِيثا وَله فِي التصوف كتاب منَازِل السائرين وقصيدة فِي مذْهبه ومناقب أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَالِد ابْن الْعَرَبِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْعَرَبِيّ أَبُو مُحَمَّد الْمعَافِرِي الإشبيلي وَالِد القَاضِي أبي بكر بن الْعَرَبِيّ سمع بِبَلَدِهِ وَحج وَسمع بِالشَّام وَالْعراق وَكَانَ من أهل الْآدَاب واللغة والذكاء والبراعة والتقدم فِي معرفَة الْخَبَر وَالشعر والافتتان بالعلوم وَجَمعهَا وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعر أبي مُحَمَّد الْمعَافِرِي قَوْله من الْكَامِل (نصح العدى ضربٌ من التمويه ... فعلام تقبل نصحهمْ وتعيه) ) (أَو لم يبن لَك نصح عهدي فِي الْهوى ... أَيَّام قَلْبك فِي يَدي وَإِلَيْهِ) (قل لي فقد بلغ الأسى من خاطري ... وتحكمت أَيدي والوساوس فِيهِ) (أَو لَا فَلَا يضررك قَوْله عاشق ... لخليه فِي السِّرّ أَو لِأَخِيهِ) (كَيفَ السَّبِيل إِلى الْخَلَاص من الْأَذَى ... يَوْمًا وقلبي فِي يَدي مؤذيه) ابْن السَّيِّد البطليوسي عبد الله بن مُحَمَّد بن السَّيِّد أَبُو مُحَمَّد البطليوسي

النَّحْوِيّ نزيل بلنسية قَالَ ابْن بشكوال كَانَ عَالما باللغاتٍ والآداب مبتحراً فيهمَا يجْتَمع النَّاس إِلَيْهِ ويقرؤون عَلَيْهِ وَكَانَ حسن التَّعْلِيم صنف كتبا حسانا مِنْهَا كتاب الاقتضاب فِي شرح أدب الْكتاب والتنبيه على الْأَسْبَاب الْمُوجبَة للِاخْتِلَاف بَين الْأمة وَكتاب شرح الوطأ وَشرح ديوَان المتنبي وَشرح سقط الزند والخلل فِي أغاليط الْجمل وَالْحلَل فِي شرح أَبْيَات الْجمل وَكتاب فِي الحرفة الْخَمْسَة وَهِي السِّين وَالصَّاد وَالضَّاد والظاء والذال والمثلث فِي مجلدين ومشائل منثورة عَرَبِيَّة ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي نصف شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الطَّوِيل (ترى ليلنا شابت نواصية كبرة ... كَمَا شبت أم الجو روض بهار) (كَأَن اللَّيَالِي السَّبع فِي الجو جمعت ... وَلَا فصل فِيمَا بَينهَا بنهار) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَخُو الْعلم حيٌّ خَالِد بعد مَوته ... وأوصاله تَحت التُّرَاب رَمِيم) (وَذُو الْجَهْل ميتٌ وَهُوَ ماشٍ على الثرى ... يظنّ من الْأَحْيَاء وَهُوَ عديم) وَمِنْه يمدح المستعين بن هود من الطَّوِيل (هم سلبوني حسن صبري إِذْ بانوا ... بأقمار أطوافٍ مطالعها البان) (لَئِن غادروني باللوى إِن مهجتي ... مسايرةٌ أضعانهم حَيْثُمَا بانوا) (سقِِي عَهدهم بالخيف عهد غمائمٍ ... ينازعها مزنٌ من الدمع هتان) (أأحبابنا هَل ذَلِك الْعَهْد راجعٌ ... وَهل لي عَنْكُم آخر الدَّهْر سلوان) (ولي مقلة عبرى وَبَين جوانحي ... فؤاد إِلَى لقياكم الدَّهْر حنان) (تنكرت الدُّنْيَا لنا بعد بعدكم ... وحلت بِنَا من معضل الْخطب ألوان) ) من مديحها من الطَّوِيل (رحلنا سوام الْحَمد عَنْهَا لغَيْرهَا ... وَلَا ماءها صدى وَلَا النبت سَعْدَان) (إِلَى ملك حاباه بالْحسنِ يُوسُف ... وشاد لَهُ الْمجد الرفيع سُلَيْمَان) (من النَّفر الشم الَّذين أكفهم ... غيوثٌ وَلَكِن الخواطر نيران)

كَانَ لِابْنِ الْحَاج صَاحب قرطبة ثَلَاثَة بنُون يُسمى أحدهم عزون وَالثَّانِي رحمون وَالثَّالِث حسنون وَكَانُوا صغَارًا فِي حد الْحلم وهم من أجمل النَّاس صُورَة وَكَانُوا يقرؤون الْقُرْآن على الْمُقْرِئ ويختلفون إِلَيْهِ فِي الْجَامِع وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد البطليوسي قد أولع بهم وَلم يُمكنهُ صحبتهم إِذْ كَانَ من غير زيهم فَكَانَ يجلس فِي الْجَامِع تَحت شجرةٍ كَانَت فِي وَسطه بكتابٍ يقْرَأ فِيهِ يتحين وَقت خُرُوجهمْ وَلم يكن لَهُ مِنْهُم حَظّ غير ذَلِك فَقَالَ من الْبَسِيط (أخفيت سقمي حَتَّى كَاد يخفيني ... وهمت فِي حب عزونٍ فعزوني) (ثمَّ ارحموني برحمونٍ فَإِن ظمئت ... نَفسِي ريق حسنونٍ فحسوني) القَاضِي ابْن عصرون عبد الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن المطهر بن عَليّ بن أبي عصرون ابْن أبي السّري قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين أَبُو سعد التَّمِيمِي الْموصِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام تفقه على القَاضِي المرتضى الشهرزوري وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن خميسٍ الْموصِلِي وَقَرَأَ السَّبع على أبي عبد الله البارع وَالْعشر على أبي بكر المزرفي والنحو على أبي الْحسن بن دبيس وَدخل حلب ودرس بهَا وَأَقْبل عَلَيْهِ صَاحبهَا نور الدّين وَلما أَخذ دمشق ورد مَعَه إِلَيْهَا ودرس بالغزالية ثمَّ عَاد إِلَى حلب وَولي قَضَاء سنجار وحران وديار ربيعَة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فولي بهَا الْقَضَاء وَبنى لَهُ نور الدّين الْمدَارِس بحلب وحماة وحمص وبعلبك وَبنى هُوَ لنَفسِهِ مدرسةً بحلب وَأُخْرَى بِدِمَشْق وأضر آخر عمره وَهُوَ قاضٍ وصنف جُزْءا فِي جَوَاز قَضَاء الْأَعْمَى وَهُوَ خلاف مذْهبه وَفِي جَوَازه وَجْهَان وَالْجَوَاز أقوى لِأَن الْأَعْمَى أَجود من الْأَصَم والأعجمي وَكتب السُّلْطَان صَلَاح الدّين كتابا بِخَطِّهِ إِلَى القَاضِي الْفَاضِل يَقُول فِيهِ إِن القَاضِي قَالَ إِن قَضَاء الْأَعْمَى جَائِز وَالْفُقَهَاء يَقُولُونَ غير جَائِز فتجتمع بالشيخ أبي الطَّاهِر بن عَوْف الأسكندراني وتسأله عَمَّا ورد من الْأَحَادِيث فِي قَضَاء الْأَعْمَى ووفي سنة خمسٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمن تصانيفه صفوة الْمَذْهَب فِي

نِهَايَة الْمطلب سبع مجلدات والانتصار فِي أَربع) مجلدات والمرشد فِي مجلدين والذريعة فِي معرفَة الشَّرِيعَة والتيسير فِي الْخلاف أَربع مجلدات ومآخذ النّظر ومختصر فِي الْفَرَائِض والإرشاد فِي نصْرَة الْمَذْهَب وماتم والتنبيه فِي معرفَة الْأَحْكَام وفوائد الْمُهَذّب فِي مجلدين وَغير ذَلِك وَله شعرٌ مِنْهُ قَوْله من الطَّوِيل (أُؤَمِّل أَن أحيى وَفِي كل ساعةٍ ... تمر بِي الْمَوْتَى تهز نعوشها) (وَهل أَنا إِلَّا مثلهم غير أَن لي ... بقايا ليالٍ فِي الزَّمَان أعيشها) وَمِنْه من الطَّوِيل (أُؤَمِّل وصلا من حبيبٍ وإنني ... على ثقةٍ عَمَّا قيلٍ أفارقه) (تجارى بِنَا خيل الْحمام كَأَنَّمَا ... يسابقني نَحْو الردى وأسابقه) (فيا ليتنا متْنا مَعًا ثمَّ لم يذقْ ... مرَارَة فقدي لَا وَلَا أَنا ذائقه) قلت فِي تَرْجَمَة سعيد بن حميد فِي هَذِه الْمَادَّة أَبْيَات جَيِّدَة وَمِنْه من الْبَسِيط (يَا سائلي كَيفَ حَالي بعد فرقته ... حاشاك مِمَّا بقلبي من تنائيكا) (قد أقسم الدمع لَا يجفو الجفون أسىً ... وَالنَّوْم لَا زارها حَتَّى ألاقيكا) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَمَا الدَّهْر إِلَّا مَا مضى وَهُوَ فائتٌ ... وَمَا سَوف يَأْتِي وَهُوَ غير مُحَصل) (وعيشك فِيمَا أَنْت فِيهِ فَإِنَّهُ ... زمَان الْفَتى من مجملٍ ومفصل) قلت أكمل مِنْهُ قَول الأول من الْخَفِيف (مَا مضى فَاتَ والمؤمل غيبٌ ... وَلَك السَّاعَة الَّتِي أَنْت فِيهَا) وَأجَاب القَاضِي الْفَاضِل لمن كتب إِلَيْهِ يعرفهُ بِمَوْت ابْن أبي عصرون وصل كتاب الْحَضَر جمع الله شملها وسر بهَا أَهلهَا وَيسر إِلَى الْخيرَات سبلها وَجعل فِي ابْتِغَاء رضوانه قَوْلهَا وفعلها وَفِيه زيادةٌ وَهِي نقص الْإِسْلَام وثلمٌ فِي الْبَريَّة يتَجَاوَز رُتْبَة الانثلام إِلَى الانهدام وَذَلِكَ مَا قَضَاهُ الله من وَفَاة الإِمَام شرف الدّين ابْن أبي عصرون رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَمَا حصل بِمَوْتِهِ من نقص الأَرْض من أطرافها وَمن مساءة أهل الْملَّة ومسرة أهل خلَافهَا فَلَقَد كَانَ علما للْعلم مَنْصُوبًا وَبَقِيَّة من بقايا السّلف الصَّالح محسوباً وَقد علم الله اغتمامي لفقد حَضرته واستيحاشي لخلو الدُّنْيَا من بركته واهتمامي بِمَا عدمت من النَّصِيب الموفور من أدعيته)

الحجري المغربي عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عبيد الله بن سعيد بن مُحَمَّد ابْن ذِي النُّون الحجري بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْجِيم حجر ذِي رعين الأندلسي المريي الْفَقِيه الْحَافِظ الزَّاهِد أحد أَئِمَّة الأندلس سمع الْكثير وروى وَكَانَ لَهُ بصرٌ بصناعة الحَدِيث مَوْصُوفا بجودة الْفَهم أصَاب النَّاس قحطٌ شديدٌ فَلَمَّا وضعوه على شَفير قَبره توسلوا بِهِ إِلَى الله تَعَالَى فسقوا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ابْن زهر الطَّبِيب عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن زهرٍ أَبُو مُحَمَّد الْإِيَادِي ابْن الْحَفِيد أبي بكر الأندلسي الإشبيلي الطَّبِيب مَعْرُوف بالطب آباؤه شُيُوخ لطب وَكَانَ شَابًّا جميلاً مفرط الذكاء خيرا عَاشَ خمْسا وَعشْرين سنة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَكَانَ قد اشْتغل على وَالِده وَأَوْقفهُ على كثيرٍ من أسرار هَذِه الصِّنَاعَة وعملها وَقَرَأَ كتاب النَّبَات لأبي حنيفَة على أَبِيه وأتقن مَعْرفَته وَكَانَ الْخَلِيفَة أَبُو عبد الله النَّاصِر مُحَمَّد بن الْمَنْصُور أبي يَعْقُوب يرى لَهُ كثيرا ويحترمه وَيعرف مِقْدَار علمه ويثق بِهِ وَلما توجه إِلَى الحضرة خرج مِنْهُ فِيمَا اشْتَرَاهُ لسفره وَنَفَقَته فِي الطَّرِيق عشرَة آلَاف دينارٍ وَكَانَ يشْتَغل على الْجُزُولِيّ فِي النَّحْو وَكَانَ النَّاصِر إِذا جلس جلس الْخَطِيب أَبُو عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي عَليّ بن الْحسن بن أبي يُوسُف حجاج القَاضِي وَيجْلس تلوه القَاضِي الشريف أَبُو عبد الله الْحُسَيْنِي وَكَانَ يجلس تلوه ابْن الْحَفِيد أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن زهرٍ هَذَا وَكَانَ يجلس تلوه أَبُو مُوسَى عِيسَى الْجُزُولِيّ النَّحْوِيّ وَمَات ابْن الْحَفِيد مسموماً وَقَالَ أَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ قَالَ لي يَوْمًا رَأَيْت البارحة أُخْتِي وَكَانَت أُخْته قد مَاتَت قبله وكأنني قلت لَهَا بِاللَّه يَا أُخْتِي عرفيني كم يكون عمري فَقَالَت لي طابيتين وَنصفا والطابية هِيَ الْخَشَبَة للْبِنَاء الْمَعْرُوفَة فِي الْمغرب بِهَذَا الِاسْم طولهَا عشرَة أشبار فَقلت لَهَا أَنا أَقُول لَك جدا وَأَنت تجيبيني بالهزء فَقَالَت لَا وَالله مَا أَجَبْتُك إِلَّا بالجد وَإِنَّمَا أَنْت مَا فهمت أَلَيْسَ أَن الطابية عشرَة أشبار والطابيتان وَنصفا خمسةٌ وَعِشْرُونَ شبْرًا يكون عمرك خمْسا وَعشْرين سنة قَالَ أَبُو مَرْوَان فَلَمَّا قصّ عَليّ هَذِه الرُّؤْيَا قلت لَهُ لَا تتوهم من هَذَا فَلَعَلَّهُ أضغاث أَحْلَام قَالَ وَلَا تكمل تِلْكَ السّنة إِلَّا وَقد مَاتَ وَكَانَ عمره كَمَا قيل لَهُ خمْسا وَعشْرين سنة لَا أقل وَلَا أَكثر)

أَبُو مُحَمَّد النَّاسِخ عبد الله بن مُحَمَّد بن جرير أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْأمَوِي الْبَغْدَادِيّ النَّاسِخ من ولد سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة سمع الْكثير وَكتب من الْكتب الْكِبَار شَيْئا كثيرا وَكَانَ مليح الْكِتَابَة مُحدثا مُفِيدا مالكي الْمَذْهَب قَالَ ابْن النجار كتب مَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر بِالْأُجْرَةِ وَيُقَال إِنَّه كتب بِخمْس مائَة رَطْل حبرٍ أحصاها هُوَ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة الْهَرَوِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الأديب الْهَرَوِيّ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَغلب عَلَيْهِ المجون والخلاعة وَالْفُحْش والسخف وَجمع مقاماتٍ فِي الْهزْل وروى عَنهُ ابْن النجار شعرًا وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ يخضب بِالسَّوَادِ والحرة وَمن شعره من الطَّوِيل (سَلام كَمَا افتر النسيم وصافحت ... بواكره روضاً تجلت غمائمه) (وَأحسن من دوحٍ يراوحه الحيا ... تأشب أَعْلَاهُ وغنت حمائمه) وَمِنْه من السَّرِيع (واخجلتا من عبرةٍ كشفت ... ستري بعد الْبَين للحاسد) (قد يكْشف الدمع ضمير الْهوى ... وَيعرف الْغَائِب بِالشَّاهِدِ) ابْن الْمُهْتَدي عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُهْتَدي بِاللَّه أَبُو جَعْفَر أَخُو أبي الْغَنَائِم مُحَمَّد الْخَطِيب وَعبد الله أسن وَكَانَت لَهُ معرفَة بأنساب الهاشميين والطالبيين وصنف فِي ذَلِك كتابا حافلاً كَانَ أديباً فَاضلا متفنناً ولي الخبرية بِبَاب النوبي أَيَّام المستنجد وَجمع مدائحه فِي كتابٍ وَكَانَ يكْتب مليحاً نقم عَلَيْهِ شيءٌ فَقبض عَلَيْهِ وَحبس إِلَى أَن أَتَاهُ حِينه وَكَانَ شَابًّا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة الشَّيْخ نجم الدّين الرَّازِيّ عبد الله بن مُحَمَّد شاهاور بن أنوشروان بن أبي

النجيب الْأَسدي الرَّازِيّ نجم الدّين أَبُو بكر شيخ الطَّرِيقَة والحقيقة كَانَ كَبِير الشَّأْن من أَصْحَاب الْحَال والمقامات أكثرمن الترحال إِلَى الْحجاز ومصر وَالشَّام وَالْعراق وَالروم وآذربيجان وأران وخراسان وخوارزم ولد سنة ثَلَاث) وَسبعين وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع عبد الْمعز الْهَرَوِيّ وَمَنْصُور بن الفراوي وَأحمد بن عمر الخيوقي والمؤيد الطوسي وَابْن السَّمْعَانِيّ وَعبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَزَيْنَب الشعرية وَعبد المحسن بن الطوسي ومسسمار بن العويس وَمُحَمّد بن أبي بكر الغزال وَعبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْملك الشحادي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ جماعةٌ مِنْهُم شرف الدّين الدمياطي وقطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكنجي نجم الدّين البادرائي الشَّافِعِي عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء بن الْحسن بن عبد الله بن عُثْمَان الإِمَام نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد البادرائي الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي الفرضي ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَخمسين وسِتمِائَة سمع من عبد الْعَزِيز ابْن منينا وَسَعِيد بن مُحَمَّد الرزاز وَسَعِيد بن هبة الله الصّباغ وجماعةٍ وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب ودرس بالنظامية وَترسل عَن الدِّيوَان الْعَزِيز غير مرةٍ وَحدث بحلب ودمشق ومصر وبغداد وَبنى بِدِمَشْق الْمدرسَة الْكَبِيرَة الْمَشْهُورَة بِهِ وَكَانَ صَدرا محتشماً جليل الْقدر وافر الْحُرْمَة قَالَ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي أحسن إِلَيّ وَلَقِيت مِنْهُ أَثَرَة وَبرا فِي السّفر والحضر بِبَغْدَاد ودمشق والموصل ومصر وحلب وصحبته تسع سِنِين وَولي قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد خَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا وَعمل عزاؤه بِدِمَشْق فِي مدرسته فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة وَكَانَ يركب بالطرحة وَيسلم على من يمر بِهِ وَعَافَاهُ الله من فتْنَة التتار الكائنة على بَغْدَاد وَقَالَ لَهُ الزين خَالِد تذكر وَنحن بالنظامية وَالْفُقَهَاء يلقبونني حولتا ويلقبونك الدعشوش فَتَبَسَّمَ وَحملهَا مِنْهُ وَلما اجتاز بالموصل رَسُولا إِلَى حلب سنة سبعٍ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة سَأَلَ الْفُقَهَاء بهَا هَذِه المسأله من الطَّوِيل (أَلا يَا فُقَهَاء الْعَصْر هَل من مخبرٍ ... عَن امرإةٍ حلت لصَاحِبهَا عقدا) (إِذا طلقت بعد الدُّخُول تربصت ... ثَلَاثَة أقراءٍ حددن لَهَا حدا) (وَإِن مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا فاعتدادها ... بقرءٍ من الْأَقْرَاء تَأتي بِهِ فَردا) فَأَجَابَهُ صَاحب التَّعْجِيز ابْن يُونُس من الطَّوِيل (وَكُنَّا عهدنا النَّجْم يهدي بنوره ... فَمَا باله قد أبهم الْعلم الفردا)

(سَأَلت فَخذ عني فَتلك ليقطةٌ ... أقرَّت برقٍ أَن نكحت عمدا) قَاضِي الْقُضَاة الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ) عبد الله بن مُحَمَّد بن عَطاء بن حسن بن عَطاء قَاضِي الْقُضَاة أَبُو مُحَمَّد شمس الدّين الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ ولد سنة خمسٍ وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَسبعين وسِتمِائَة سمع من حَنْبَل وَابْن طبرزد والكندي وَابْن ملاعبٍ والموفق الْحَنْبَلِيّ وتفقه ودرس وَأفْتى وَصَارَ مشاراً إِلَيْهِ فِي الْمَذْهَب وَولي عدَّة مدارس وناب فِي الْقَضَاء عَن صدر الدّين ابْن سني الدولة وَغَيره وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة لما جددت الْقُضَاة الْأَرْبَع وَكَانَ فَاضلا دينا حسن الْعشْرَة وَلَقَد صدع بِالْحَقِّ لما حصلت الحوطة على الْبَسَاتِين بِحُضُور الْملك الظَّاهِر بيبرس وَقَالَ مَا يحل لمسلمٍ أَن يتَعَرَّض لهَذِهِ الْأَمْلَاك وَلَا إِلَى هَذِه الْبَسَاتِين فَإِنَّهَا بيد أَصْحَابهَا ويدهم عَلَيْهَا ثابتةٌ فَغَضب السُّلْطَان وَقَامَ وَقَالَ إِذا كُنَّا مَا نَحن مُسلمين ايش قعودنا فَأخذ الْأُمَرَاء فِي التلطف وَقَالُوا لم يقل عَن مَوْلَانَا السُّلْطَان وَلما سكن غَضَبه قَالَ أثبتوا كتبنَا عِنْد القَاضِي الْحَنَفِيّ وَتحقّق صلابته فِي الدّين ونبل فِي عينه روى عَنهُ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الحريري وَابْن الْعَطَّار وَجَمَاعَة وشيع جنَازَته خلائق نجم الدّين ابْن سطيح عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن سطيح الشَّيْخ الْقدْوَة نجم الدّين ابْن الْحَكِيم الْحَمَوِيّ ولد سنة ثلاثٍ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَسبعين وَيُقَال إِنَّه من ذُرِّيَّة سطيح الكاهن كَانَ شيخأً صَالحا زاهداً كَبِير الْقدر أثنى عَلَيْهِ ابْن الدباهي وَكَانَ يحضر السماع وَهُوَ الَّذِي أنكر على ابْن إِسْرَائِيل ذَلِك الْبَيْت وَأَظنهُ قَوْله من الْكَامِل (هَذَا الْوُجُود وَإِن تكْثر ظَاهرا ... وحياتكم مَا فِيهِ إِلَّا أَنْتُم) وَهُوَ وَالِد شرف الدّين الْمُحْتَسب وَلَهُم زَاوِيَة بحماة وَتُوفِّي بِدِمَشْق وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة

محيي الدّين قَاضِي الْقُضَاة ابْن عين الدولة عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عين الدولة قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين أَبُو الصّلاح ابْن قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين الصفراوي ثمَّ الإسكندري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عَاشَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَسبعين وسِتمِائَة وَولي الْقَضَاء بِمصْر وَالْوَجْه القبلي بعد القَاضِي تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز مُدَّة وأصابه فالج وَعجز عَن الْكِتَابَة خَمْسَة أعوامٍ وَكَانَ كَاتب الحكم يعلم عَنهُ ثمَّ عزل وَكَانَ فِيهِ لطفٌ ودماثة الطوبي الْكَاتِب) عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الصّقليّ الطوبي الْكَاتِب أورد لَهُ أُميَّة ابْن أبي الصَّلْت فِي الحديقة من مجزوء الوافر (تلاعب بِي وأطعمني ... بنعمى لَيْسَ يبدلها) (يقبل لي أنامله ... ويمنعني أقبلها) وَأورد لَهُ أَيْضا من المتقارب (بخدك آسٌ وتفاحةٌ ... وعينيك نرجسةٌ ذابله) (وَرِيقك من طيبه قهوةٌ ... فوجهك لي دعوةٌ كَامِله) هَذَا كَقَوْل الْقَائِل من مجزوء الْخَفِيف (شادنٌ خَدّه وعي ... ناه وردي ونرجسي) (إِن يجد لي بِخَمْر فِي ... هـ فقد تمّ مجلسي) المعري عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان هُوَ أَبُو مُحَمَّد التنوخي المعري وَهُوَ من بَيت أبي الْعَلَاء المعري وَقد تقدم وَالِده وجده فِي مكانيهما كَانَ وَالِده أَبُو الْمجد مُحَمَّد قَاضِي المعرة إِلَى أَن ملكهَا الفرنج وَمن شعر أبي مُحَمَّد هَذَا من الْكَامِل (يَا من تنكب قوسه وسهامه ... وَله من اللحظ السقيم سيوف) (تغنيك عَن حمل السِّلَاح إِلَى العدى ... أجفانك المرضى فهن حتوف) مجد الدّين الطَّبَرِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّيْخ الإِمَام

مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمُحدث الْمُفْتِي ولد بِمَكَّة سنة تسعٍ وَعشْرين وَسمع من ابْن المقير وَابْن الجميزي وَشُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَجَمَاعَة وَقدم دمشق وَسمع من الرشيد بن مسلمة ومكي بن عَلان وبرع فِي الْفِقْه ودرس وَأفْتى ولي الإِمَام بِمَكَّة ثمَّ بِمَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قدم أَوَاخِر أَيَّامه الْقُدس وَأم بالصخرة فَجمع لَهُ الْإِمَامَة بِالْمَسْجِدِ الثَّلَاثَة وَأفْتى بالأماكن الْمَذْكُورَة روى عَنهُ ابْن الْعَطَّار والبرزالي وَالْجَمَاعَة وَكتب إِلَى الشَّيْخ شمس الدّين بمروياته وَتُوفِّي بالقدس سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة ابْن هَارُون المغربي) عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن إِسْمَاعِيل الطَّائِي الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي نزيل تونس مولده سنة ثلاثٍ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَطلب الْعلم فِي حدائثته قراآتٍ وَحَدِيث وَفقه ولغة وَنَحْو وأدب وَمهر فِي الْآدَاب وَله حظٌ من النّظم قَرَأَ الْقُرْآن على جده لأمه مُحَمَّد بن قادم الْمعَافِرِي ولازم خَال أمه إِمَام جَامع قرطبة الْعَلامَة أَبَا مُحَمَّد عِصَام ابْن أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلصة واستفاد عَلَيْهِ وَأخذ على قرَابَته الْحَافِظ أبي زَكَرِيَّاء بن أبي عبد الله بن يحيى الْحِمْيَرِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الفصيح والأشعار السِّتَّة وَسمع مِنْهُ الرَّوْض الْأنف وَلم يكن أحدٌ فِي عصر أبي ذكرياء أحفظ مِنْهُ وَسمع قَاضِي الْجَمَاعَة أَبَا الْقَاسِم بن بَقِي وَأخذ عَنهُ الْمُوَطَّأ سَمَاعا وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَامِل لمبرد وَسمع صَحِيح مسلمٍ من عبد الله بن أَحْمد بن عَطِيَّة وَسمع من أبي بكر مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْخَطِيب صَحِيح البُخَارِيّ ولازمه وَسمع الشَّمَائِل من الْحَافِظ مُحَمَّد بن سعيد الطرار وَسمع التَّيْسِير من النَّحْوِيّ أَحْمد بن عَليّ الفحام المالقي وَأخذ كتاب سِيبَوَيْهٍ تفهماً عَن أبي عَليّ الشلوبين وَأبي الْحسن الدباج وَقَرَأَ مقامات الحريري تفهماً على الْعَلامَة عَامر بن هِشَام الْأَزْدِيّ وَله نظمٌ كثير وانْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد روى عَنهُ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَأَبُو عبد الله الْوَادي آشي وَأَبُو مَرْوَان التّونسِيّ خَازِن الْمُصحف وَآخَرُونَ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكتب إِلَيْنَا بمروياته عَام سَبْعمِائة وَفِي آخر وقته أسن وانحطم وَتغَير تغير الْهَرم وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة الْعَلامَة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ رَأَيْت بِخَط نَاصِر الدّين بن سَلمَة الغرناطي شَيخنَا ابْن هَارُون فِيهِ تشيعٌ وانحرافٌ عَن مُعَاوِيَة وَابْنه يطعن فيهمَا نظماً ونثراً اخْتَلَط بعد انفصالي عَنهُ وَبَان اخْتِلَاطه

الصاحب فتح الدّين ابْن القيسراني عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن نصرٍ الصاحب الْأَثِير فتح الدّين ابْن القيسراني المَخْزُومِي الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي نزيل مصر مولده سنة ثلاثٍ وَعشْرين ووفاته سنة ثلاثٍ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ سمع أَبَا الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة ابْن الجميزي ويوسف الساوي وَابْن خَلِيل وَأحمد بن الْحباب وَجَمَاعَة وشارك فِي الْفَضَائِل والآداب وعني بِالْحَدِيثِ وَجمع وَألف كتابا فِي معرفَة الصَّحَابَة وَله النّظم والنثر وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا ولي الوزارة فِي دولة الْملك السعيد ابْن الظَّاهِر روى عَنهُ الدمياطي من نظمه وَأخذ عَنهُ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس والبرزالي أَنْشدني من لَفظه الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ أَنْشدني الصاحب فتح الدّين من لفظ) لنَفسِهِ من الوافر (بِوَجْه معذبي آيَات حسنٍ ... فَقل مَا شِئْت فِيهِ وَلَا تحاشي) (ونسخة حسنه قُرِئت فَصحت ... وَهَا خطّ المَال على الْحَوَاشِي) الْقُرْطُبِيّ القوصي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ ثمَّ القوصي كَانَ فَاضلا وتزهد قَالَ الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ أَنْشدني أَبُو الْحسن عَليّ بن بن مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ قَالَ أَنْشدني أخي عبد الله بمنزله بقوص وَقد انْقَطَعت فِيهِ قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا لنَفسِهِ من الوافر (مَتى تعش ملكا كَرِيمًا ... يذل لملكك الْملك الفخور) (قنعت بوحدتي ولزمت بَيْتِي ... فطاب الْعَيْش لي ونما السرُور) (وأدبني الزَّمَان فَلَا أُبَالِي ... هجرت فَلَا أزار وَلَا أَزور) (وَلست بقائلٍ مَا دمت حَيا ... أسار الْجَيْش أم ركب الْأَمِير) الأسواني عبد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق أَبُو عبد الله الأسواني ذكره ابْن عرام فِي جملَة من مدح بني الْكَنْز وَذكر لَهُ قصيدةً أَولهَا من الْبَسِيط (بالسفح من ربع سلمى منزلٌ دثرا ... فاسفح دموعك فِي ساحاته دررا) (واستوقف الركب واستسق الْغَمَام لَهُ ... والثم صَعِيد ثراه الأذفر العطرا)

(واستخبر الدَّار عَن سلمى وجارتها ... إِن كَانَت الدرا تُعْطِي سَائِلًا خَبرا) (وَكَيف تسْأَل دَارا لم تدع جلدا ... لسائليها وَلَا سمعا وَلَا بصرا) وَمِنْهَا فِي المديح من الْبَسِيط (أَقْسَمت لَو كَانَ فِي الماضين مولده ... لأنزل الله فِي أَوْصَافه سورا) (كَأَنَّهُ الْحرم المحجوج تقصده ... وفوده لَا تمل الْورْد والصدرا) عماد الدّين الطَّبِيب الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق الْعِرَاقِيّ الإِمَام البارع عماد الدّين الحربوي الطَّبِيب الأديب الحيسوب الْمُتَكَلّم الفيلسوف أحد الْأَعْيَان بِبَغْدَاد ولد سنة ثلاثٍ وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة وبرع فِي فنونٍ وَعلم شرف الدّين هَارُون ابْن الْوَزير وَأَوْلَاد عَمه عَلَاء) الدّين صَاحب الدِّيوَان فن الْحساب وَكَثُرت الْأَمْوَال الَّتِي لَهُ ودرس مَذْهَب الشَّافِعِي بدار الذَّهَب وَولي رياسة الطِّبّ ومشيخة الرِّبَاط وجالس الْمُلُوك وَأخذ عَن النصير علم الْأَوَائِل وَأَنْشَأَ دَارا ووقف عَلَيْهَا الإِمَام ومؤدباً وَعشرَة أَيْتَام وَله تصانيف وإنشاء وَأخذ عَنهُ الْعِزّ الإربلي الطَّبِيب وَله من الْكتب الْقَوَاعِد البهائية فِي الْحساب ومقدمة فِي الطِّبّ وَغير ذَلِك قَالَ فِي تَفْسِير رشيد الدولة هُوَ إنسانٌ رباني بل ربٌّ إنساني تكَاد تجل عِبَارَته بعد الله فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بعد موت الرشيد فَدخل على قَاضِي الْقُضَاة قطب الدّين فحقن دَمه وَمَات وَدفن بداره فِي بَغْدَاد ابْن العاقولي الشَّافِعِي مدرس المستنصرية عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمَّاد بن ثابتٍ الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي الإِمَام مفتي الْعرَاق جمال الدّين بن العاقولي الْبَغْدَادِيّ مدرس المستنصرية ولد سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة تفقه ودرس وَأفْتى وَعدل سنة سبعٍ وَخمسين وَكَانَ يَقُول إِنَّه سمع من محيي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع من الْكَمَال الْكَبِير روى عَنهُ ابْن الساعاتي شَيْئا فِي تأليفه ورزق الْحَظ فِي فَتَاوِيهِ وَكَانَ إِمَامًا عَالما مفتياً شهماً حميد الطَّرِيقَة أفتى نَحوا من سبعين سنة دفن بداره الَّتِي وَقفهَا على ملقن وَعشرَة

أَيْتَام وَذكر أَنه مَا رئي أَكثر جمعا من جنَازَته وَخلف ولدا ذكياً مشتغلاً بالحكمة والبحث ودرس وَعظم تَقِيّ الدّين الزيراني الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر الإِمَام الْعَلامَة تَقِيّ الدّين الزريراني الْعِرَاقِيّ الْحَنْبَلِيّ مدرس المستنصرية ولد سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَقدم دمشق فِي حُدُود التسعين فتفقه على الْمجد وَغَيره وَرجع وبرع فِي الْمَذْهَب وصنف واشتغل وناب فِي الحكم وحمدت سيرته وتفقه بِهِ جماعةٌ وَهُوَ وَالِد شرف الدّين عبد الرَّحِيم قَاضِي حلب ابْن قَاضِي الْخَلِيل عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن نَاصِر قَاضِي الْقُضَاة بحلب زين الدّين الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الْخَلِيل الشَّافِعِي كَانَ رَئِيسا متميزاً وقوراً مليح الشكل فاخرة البزة حسن الْمُشَاركَة حُلْو المحاضرة سمع من ابْن أبي عَمْرو البُخَارِيّ والقطب الزُّهْرِيّ وَحدث وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وَولي قَضَاء حمص وبعلبك ثمَّ حلب نيفاً وَعشْرين سنة وَثقل سَمعه وَحج مراتٍ) وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة عَن أَربع وَسبعين سنة وَكَانَ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني كثير الْحَط عَلَيْهِ حكى لي عَنهُ حكاياتٍ عَجِيبَة تَقِيّ الدّين الهرغي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَيْمُون الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد الهرغي بِالْهَاءِ وَالرَّاء والغين الْمُعْجَمَة الزكندري بالزاء وَالْكَاف وَالنُّون وَالدَّال الْمُهْملَة وَالرَّاء المراكشي قَاضِي الركب المغربي إجتمعت بِهِ بجسر اللبادين بِدِمَشْق فِي حادي عشر صفر سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي تَاسِع عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وَسَبْعمائة وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ ملغزاً فِي البربر من الطَّوِيل (وَمَا أمةٌ سكناهم نصف وَصفهم ... وعيش أعيالهم إِذا ضم أَوله) (ومقلوبة بِالضَّمِّ مشروب جلهم ... وبالفتح من كل عَلَيْهِ معوله) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ أَيْضا من الْبَسِيط (إسم الَّذِي قد سبى قلبِي تجنيه ... وَعز ملكٍ جَمِيع الْحسن يطغيه)

(مَا كل آخِره عشرٌ لأوله ... وَعشر ثالثه شطرٌ لثانيه) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ أَيْضا من الْكَامِل (قسما بورد الوجنتين ونضرته ... وبقدرك السَّامِي الرفيع وعزته) (لَو لَاحَ وَجهك فِي الْكرَى لكثيرٍ ... مَا اعتاده برح الخيال بعزته) (أَو لَو رأى الضليل بعض جمالكم ... مَا ضل عَن سبل الْهوى بعنيزته) الْمرْجَانِي عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْمرْجَانِي الْوَاعِظ الْمُذكر الزَّاهِد الْقرشِي التّونسِيّ كَانَ مفتياً عَالما مُفَسرًا مذكراً حُلْو الْعبارَة كَبِير الْقدر لَهُ شهرةٌ فِي الْآفَاق قدم الْإسْكَنْدَريَّة وَذكر بهَا وبالديار المصرية وَكَانَ بارعاً فِي مَذْهَب مَالك عَارِفًا بِالْحَدِيثِ لَهُ قدمٌ فِي التصوف وَالْعِبَادَة والزهد وَلم يصنف شَيْئا وَلَا كَانَ أحدٌ يقدر يُعِيد مَا يَقُوله لِكَثْرَة مَا يَقُول على الْآيَة ولربما فسر فِي الْآيَة الْوَاحِدَة على لِسَان الْقَوْم ثَلَاثَة أشهرٍ خلف كتبا كَثِيرَة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بتونس سنة تسعٍ وَتِسْعين وسِتمِائَة وحضره صَاحب تونس الْمُسْتَنْصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الواثق وعاش اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَصلي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ) الْعَسْقَلَانِي عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الْمُحدث الْقدْوَة الرباني بهاء الدّين أَو مُحَمَّد قَرَأَ بالروايات وأتقن الْمَذْهَب وعني بِالْحَدِيثِ وارتحل فِيهِ وَأخذ عَن بيبرس العديمي بحلب وَعَن سِتّ الوزراء والدشي بِدِمَشْق وَعَن التوزري وَرَضي الدّين بِمَكَّة وَعَن طَائِفَة بِمصْر وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة جيد الْمعرفَة مليح المذاكرة متين الدّيانَة شَدِيد الْوَرع يُؤثر الِانْقِطَاع والخمول وَقَرَأَ الْمنطق وحصّل الجامكية ثمَّ ترك ذَلِك وَانْقطع بِظَاهِر الْإسْكَنْدَريَّة فِي زاويةٍ على الْبَحْر مرابطاً مولده سنة أربعٍ وَتِسْعين بِمَكَّة القَاضِي موفق الدّين الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الإِمَام الْعَالم قَاضِي الْقُضَاة موفق الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ عالمٌ ذكي خيرٌ فِيهِ مُرُوءَة وديانة وَله أوصافٌ حسنةٌ وسيرةٌ حميدة ويدٌ طولى فِي الْمَذْهَب إرتحل إِلى دمشق سنة سبع عشرَة فَسمع من أبي بكر بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى المطعِّم وعدةٍ وَسمع بِمصْر وَقَرَأَ وعني

بالرواية وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ ولد سنة نَيف وَتِسْعين وسِتمِائَة وولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الْقَضَاء بالديار المصرية سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة لما عزل الْقُضَاة بِمصْر فَكَانَ القَاضِي موفق الدّين عوضا عَن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ ابْن الواني عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث الْفَاضِل شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الواني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ حفيد الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُؤَذّن وَقد تقدم ذكر آبَائِهِ ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وسَمعه وَالِده الشَّيْخ أَمِين الدّين من أبي بكر بن عبد الدَّائِم والمطعم حضوراً وَمن ابْن سعد والبهاء ابْن عَسَاكِر وبالقدس من بنت شكر وبمصر وقوص والحرمين وحماة وحلب وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وَهُوَ فصيح الْأَدَاء جيد الْقِرَاءَة حاد الذِّهْن فِيهِ ورعٌ قرأعلى الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَغَيره وَعمل أَرْبَعِينَ بلدية وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ ورقة شَهَادَة باستحقاقه لما يَتَوَلَّاهُ من وظائف الْعلم وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالطاعون فِي دمشق الحمداني الخوافي) عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الحمداني من أهل خواف ناحيةٍ من نواحي نيسابور كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا رِوَايَة للْأَخْبَار والأشعار قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة يقتبس من فضلائها وروى بهَا الْأَشْعَار وَكتب عَنهُ فَارس الذهلي وَمن شعره من الْكَامِل (لله سَاحر ناظريه إِذا انتضى ... من جفْنه حد الحسام الباتر) (يغتال وامقه بطرفٍ فاتنٍ ... ويصيد رامقه بطرفٍ فاتر) وَمِنْه من الطَّوِيل (لَو كَانَ يحوي الرَّوْض ناضر خلقه ... مَا كَانَ يذبل نوره بشتائه) (أَو قَابل الأفلاك طالع سعده ... مَا سَار نحسٌ فِي نُجُوم سمائه) نجم الدّين الإصبهاني عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الإِمَام الْقدْوَة شيخ الْحرم نجم الدّين الإصبهاني الشَّافِعِي المجاور ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس المرسي تلميذ الشاذلي وتفقه وبرع فِي الْأُصُول وَدخل فِي طَرِيق الْحبّ صُحْبَة الشَّيْخ عماد الدّين الْحزَامِي وَكَانَ شَيخا مهيباً منقبضاً

عَن النَّاس وجاور بضعاً وَعشْرين سنة حج من مصر وَلم يزر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعيب ذَلِك عَلَيْهِ مَعَ جلالة قدره وَكَانَ لجماعةٍ فِيهِ اعْتِقَاد عَظِيم الْقرشِي الجُمَحِي الْمَكِّيّ العابد عبد الله بن محيريز بن جُنَادَة الْقرشِي الجُمَحِي الْمَكِّيّ نزيل الْقُدس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَا أعلم أحدا ذكر أَبَاهُ فِي الصَّحَابَة روى عَن عبَادَة ابْن الصَّامِت وَأبي مَحْذُورَة الْمُؤَذّن الجُمَحِي وَكَانَ زوج أمه وَمُعَاوِيَة وَأبي سعيد والصنابحي وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة قَالَ رَجَاء بن حَيْوَة إِن يفخر علينا أهل الْمَدِينَة بعابدهم عبد الله بن عمر فَإنَّا نفخر عَلَيْهِم بعابدنا عبد الله بن محيريز توفّي سنة تسعٍ وَتِسْعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة راوية أبي عبيد عبد الله بن مخلد بن عبد الله التَّمِيمِي راوية أبي عبيد من أهل نيسابور كنيته أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ مَاتَ سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بنيسابور روى عَنهُ أَبُو بكر الجارودي وَغَيره وَهُوَ روى كتب أبي عبيدٍ عَنهُ) أَبُو الْخَيْر الْهَرَوِيّ عبد الله بن مَرْزُوق بن عبد الله أَبُو الْخَيْر الْهَرَوِيّ من الموَالِي لأبي إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ قَرَأَ الْعلم ورزق الْفَهم وَسمع الْكثير وسافر فِي طلب الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ والمعرفة مَعَ حسن سيرةٍ وَجَمِيل طريقةٍ وَكَانَ خطه ردياً وأصابه فِي آخر عمره صممٌ شَدِيد توفّي سنة سبعٍ وَخَمْسمِائة وَزِير الرشيد عبد الله بن مَرْزُوق أَبُو مُحَمَّد الزَّاهِد الْبَغْدَادِيّ كَانَ وَزِير

عبد الله بن مروان

الرشيد فَخرج من ذَلِك وتخلى عَن مَاله وتزهد وَكَانَ كثير الْبكاء والحزن وَسبب حزنه أَنه نَام يوماًعن صَلَاة الظّهْر وَكَانَت لَهُ جاريةٌ فعمدت إِلَى جمرةٍ من نارٍ فَوَضَعتهَا على قدمه فاتنبه فَزعًا وَقَالَ مَا هَذَا قَالَت هَذِه نَار الدُّنْيَا فَكيف بِنَار الْآخِرَة فَقَامَ فَدخل على هَارُون فاستعفاه فأعفاه وَقَالَ سَلامَة قَالَ عبد الله فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَا سَلامَة إِن لي إِلَيْك حَاجَة قلت وَمَا هِيَ قَالَ تحملنِي فتطرحني عى تِلْكَ المزبلة لعَلي أَمُوت عَلَيْهَا فَيرى ذلي ومكاني فيرحمني وَكَانَت وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى بِبَغْدَاد سنة ستٍ وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (عبد الله بن مَرْوَان) زين الدّين الفارقي عبد الله بن مَرْوَان بن عبد الله بن فيره الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث الْمُفْتِي الْإِسْلَام زين الدّين الفارقي خطيب دمشق ومفتيها أَبُو محمدٍ الشَّافِعِي وَشَيخ دَار الحَدِيث الأشرفية ولد سنة ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَسَبْعمائة سمع من كَرِيمَة القرشية وَابْن رَوَاحَة وَابْن الصّلاح والسخاوي وَابْن خَلِيل وطبقتهم ثمَّ تحول إِلَى مصر وبرع فِي الْفِقْه على ابْن عبد السَّلَام وَغَيره وَقدم بالمشيخة بعد الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ ودرس بالشامية والناصرية وتصدى للأشغال وروى الْكثير وَكَانَ فصيحاً متحرياً وَفِيه ديانةٌ وصيانةٌ وَقُوَّة فِي الْحق وَله هيبةٌ وزعارة أَخذ عَنهُ ابْن أبي الْفَتْح وَابْن الخباز والبرزالي والمزي وَابْن حبيب وَطَائِفَة وَلم يكن بالماهر فِي خطبَته وَقدم على الْبَرِيد بجهاته صدر الدّين ابْن الْوَكِيل فَجرى مَا جرى على مَا تقدم فِي تَرْجَمته الْهَمدَانِي عبد الله بن مرّة الْهَمدَانِي الْكُوفِي روى عَن الْبَراء بن عازبٍ وَابْن عمر ومسروق وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة الْفَزارِيّ عبد الله بن مسْعدَة الْفَزارِيّ قَالَ الطَّبَرَانِيّ لَهُ صُحْبَة وَقَالَ ابْن عَسَاكِر لَهُ رُؤْيَة توفّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ

عبد الله بن مسعود

3 - (عبد الله بن مَسْعُود) الصَّحَابِيّ عبد الله بن مَسْعُود بن غافل بالغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء بن حبيب ابْن شمخ أَبُو عبد الرحمان الْهُذلِيّ حَلِيف بني زهرَة كَانَ أَبوهُ فِي الْجَاهِلِيَّة قد حَالف عبد الله بن الْحَارِث بن زهرَة وَأم عبد الله أم عبد بنت عبدودٍ من هُذَيْل كَانَ إِسْلَام عبد الله قَدِيما حِين أسلم سعيد بن زيد وَزَوجته فَاطِمَة بنت الْخطاب قبل إِسْلَام عمر بزمانٍ وَكَانَ سَبَب إِسْلَامه أَنه كَانَ يرْعَى غنما لعقبة بن أبي معيط فَمر بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخذ شَاة حَائِلا من تِلْكَ الْغنم فَدرت علينا لَبَنًا غزيراً فحلبه فِي إناءٍ وَشرب وَسَقَى أَبَا بكرٍ ثمَّ قَالَ للضرع اقلص فقلص قَالَ ثمَّ أَتَيْته بعد هَذَا فَقلت يَا رَسُول الله عَلمنِي من هَذَا القَوْل فَمسح رَأْسِي وَقَالَ يَرْحَمك الله فَإنَّك عليمٌ معلمٌ قَالَ ابْن عبد الْبر ثمَّ ضمه إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يلج عَلَيْهِ ويلبسه نَعْلَيْه وَيَمْشي أَمَامه ويستره إِذا اغْتسل ويوقظه إِذا نَام وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إذنك عَليّ أَن ترفع الْحجاب وَأَن تجمع سوَادِي حَتَّى أَنهَاك وَكَانَ يعرف فِي الصَّحَابَة بِصَاحِب السوَاد والسواك شهد بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة وَهَاجَر الهجرتين جَمِيعًا الأولى إِلى الْحَبَشَة وَالثَّانيَِة من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَصلى الْقبْلَتَيْنِ وَشهد لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رضيت لأمتي مَا رَضِي لَهَا ابْن أم عبدٍ وسخطت لَهَا مَا

سخط ابْن أم عبدٍ وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اهدوا هدي عمارٍ وتمسكوا بِعَهْد ابْن أم عبدٍ وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل عبد الله أَو رجلا عبد الله فِي الْمِيزَان أثقل من أحد وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إستقرأوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة نفرٍ فَبَدَأَ بِابْن أم عبدٍ ومعاذ بن جبلٍ وَأبي بن كعبٍ وَسَالم مولى أبي حُذَيْفَة وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أحب أَن يسمع الْقُرْآن غضاً فليسمعه من ابْن أم عبدٍ وَكَانَ رَحمَه الله رجلا قَصِيرا نحيفاً يكَاد طوال الرِّجَال يوازونه جُلُوسًا وَهُوَ قَائِم وَكَانَت لَهُ شَعْرَة تبلغ أُذُنَيْهِ وَكَانَ لَا يُغير شَيْبه وَجَاء رجلٌ إِلَى عمر وَهُوَ بِعَرَفَات فَقَالَ جئْتُك من الْكُوفَة ونركت بهَا رجلا يملي الْمَصَاحِف عَن ظهر قلبه فَغَضب عمر غَضبا شَدِيدا وَقَالَ وَيحك من هُوَ قَالَ عبد الله بن مسعودٍ فَذهب عَنهُ ذَلِك الْغَضَب وَسكن وَعَاد إِلَى حَاله وَقَالَ وَالله مَا أعلم أحدا من النَّاس هُوَ أَحَق بذلك مِنْهُ وَبَعثه عمر بن الْخطاب إِلَى الْكُوفَة مَعَ عمار بن يَاسر وَكتب إِلَيْهِم إِنِّي بعثت إِلَيْكُم بِعَمَّار بن ياسرٍ أَمِيرا) وَعبد الله بن مَسْعُود معلما ووزيراً وهما من النجباء من أَصْحَاب محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهل بدرٍ فاقتدوا بهما واسمعوا من قَوْلهمَا وَقد آثرتكم بِعَبْد الله بن مَسْعُود على نَفسِي وَقَالَ عمر فِيهِ كنيفٌ ملئ علما وَلما أَمر عُثْمَان بِمَا أَمر قَامَ عبد الله بن مَسْعُود خَطِيبًا فَقَالَ أتأرمني أَن أَقرَأ الْقُرْآن على قِرَاءَة زيد بن ثَابت وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد خذت من فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبعين سُورَة وَإِن زيد بن ثابتٍ لذُو ذؤابة يلْعَب مَعَ الغلمان الله مَا نزل شيءٌ من الْقُرْآن إِلَّا وَأَنا أعلم فِي أَي شيءٍ نزل وَمَا أحدٌ أعلم بِكِتَاب الله مني وَلَو أعلم أحدا تبلغنيه الْإِبِل أعلم بِكِتَاب الله مني لأتيته ثمَّ اسْتَحى مِمَّا قَالَ فَقَالَ وَمَا أَنا بِخَيْرِكُمْ وَلما مَاتَ عبد الله

عبد الله بن مسلم

نعي إِلَى أبي الدَّرْدَاء فَقَالَ مَا ترك بعده مثله وَدفن بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وَقيل عمار وَقيل الزبير وَدَفنه لَيْلًا بإيصائه بذلك إِلَيْهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الله بن مُسلم) ابْن قُتَيْبَة عبد الله بن مُسلم بن قُتَيْبَة الدينَوَرِي وَقيل الْمروزِي الْكَاتِب نزيل بَغْدَاد صَاحب التصانيف حدث عَن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن زِيَاد الزيَادي وَزِيَاد بن يحيى الحساني وَأبي حَاتِم السجسْتانِي وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْنه القَاضِي أَحْمد وَعبيد الله السكرِي وَعبيد الله بن أَحْمد ابْن بكير وَعبد الله بن جَعْفَر بن درسْتوَيْه ومولده سنة ثَلَاث عشرَة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَسِتِّينَ وماتئين قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة دينا فَاضلا ولي قَضَاء الدينور وَكَانَ رَأْسا فِي اللُّغَة والعربية وَالْأَخْبَار وَأَيَّام النَّاس وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ كَانَ يرى رَأْي الكرامية وَنقل صَاحب الْمرْآة عَن الدَّارَقُطْنِيّ أَنه كَانَ يمِيل إِلَى التَّشْبِيه قلت وَهَذَا فِيهِ بعدٌ لِأَن لَهُ مصنفاً فِي الرَّد على المشبهة وَالله أعلم وَمَات فَجْأَة صَاح صَيْحَة عَظِيمَة سَمِعت من بعدٍ ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ كَانَ أكل هريسةً فَأصَاب حرارةً فَبَقيَ إِلَى الظّهْر ثمَّ اضْطربَ سَاعَة ثمَّ هدأ فَمَا زَالَ يتَشَهَّد إِلَى السحر وَمَات وَقَالَ مَسْعُود السجْزِي سَمِعت الْحَاكِم يَقُول أَجمعت الْأمة على أَن القتيبي كَذَّاب وَهَذِه مجازفةٌ من الْحَاكِم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مَا علمت أحدا اتهمَ القتيبي فِي نَقله مَعَ أَن الْخَطِيب قد وَثَّقَهُ وَمَا أعلم الْأمة أَجمعت إِلَّا على كذب الدَّجَّال ومسيلمة وَمن تصانيفه كتاب مُخْتَلف الحَدِيث كتاب إِعْرَاب الْقُرْآن كتاب الْخَلِيل كتاب جَامع النَّحْو كتاب ديوَان الْكتاب كتاب خلق) الْإِنْسَان كتاب الْمَرَاتِب والمناقب كتاب القراآت كتاب الأنواء كتاب التَّسْوِيَة بَين الْعَرَب والعجم كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة كتاب مُشكل الْقُرْآن كتاب تَأْوِيل مُخْتَلف الحَدِيث كتاب المعارف كتاب جَامع الْفِقْه كتاب غَرِيب الحَدِيث كتاب الميسر والقداح كتاب الحكم والأمثال كتاب الْأَشْرِبَة كتاب جَامع النَّحْو الصَّغِير كتاب

الْمسَائِل والجوابات كتاب إصطلاح مَا غلط فِيهِ أَبُو عبيد فِي غَرِيب الحَدِيث كتاب الرَّد على المشبهة كتاب الْقَلَم كتاب الجوابات الْحَاضِرَة كتاب النَّفس كتاب مَا قيل فِي الْخَيل من الشّعْر كتاب ملح الْأَخْبَار كتاب ذكر النَّبِي ومولده ووفاته كتاب الضواري والبزاة كتاب الفهود كتاب الْكلاب كتاب السماحة كتاب التَّنْبِيه كتاب عُيُون الْأَخْبَار كتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء كتاب الْإِبِل كتاب الْوَحْش والرؤيا كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب أدب القَاضِي كتاب الرَّد على من قَالَ بِخلق الْقُرْآن كتاب الصّيام كتاب الْمَطَر والرواد كتاب الشّعْر وَالشعرَاء كتاب الْحجامَة وَمن شعره من المقارب (فيا من مودته بالعيان ... فَإِن غَابَ كَانَت مَعَ الْغَائِب) (وَيَا من رَضِي لي من وده ... بِفعل امرئٍ قاطعٍ قاضب) (بأية جرمٍ قد اقصيتني ... وألقيت حبلي على غاربي) ابْن جُنْدُب الْقَارئ عبد الله بن مُسلم بن جُنْدُب بن حُذَيْفَة بن عَمْرو بن زُهَيْر بن خِدَاش الْهُذلِيّ الْقَارئ أحد قراء الروَاة قَرَأَ عَلَيْهِ نَافِع بن أبي نعيمٍ وَحدث عَنهُ ابْن أبي ذِئْب وَغَيره وَدخل على الْمهْدي مَعَ الْقُرَّاء فَأخذ عشرَة آلَاف درهمٍ ثمَّ دخل عَلَيْهِ فِي الروَاة فَأخذ عشرَة آلَاف دِرْهَم ثمَّ دعِي فِي المغنين فَأخذ عشرَة آلَاف دِرْهَم ثمَّ دعِي فِي الْقصاص فَقَالَ الْمهْدي لم أر كَالْيَوْمِ أجمع لما لم يجمع الله فِي أحدٍ مِنْك وَكَانَ ظريفاً غزلاً وَهُوَ أحد الكملة لما ولي الْحسن بن زيدٍ الْمَدِينَة مَنعه أَن يؤم بِالنَّاسِ فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير لم منعتني مقَامي ومقام آبَائِي وأجدادي قبلي فَقَالَ مَنعك مِنْهُ يَوْم الْأَرْبَعَاء يُرِيد بذلك قَوْله من الْبَسِيط (يَا للرِّجَال ليَوْم الْأَرْبَعَاء أما ... يَنْفَكّ يحدث لي بعد النهى طَربا) (إِذا لَا يزَال غزالٌ فِيهِ يفتنني ... يهوي إِلَى مَسْجِد الْأَحْزَاب منتقبا) (يخبر النَّاس أَن الْأجر همته ... وَمَا أَتَى طَالبا لِلْأجرِ محتسبا) (لَو كَانَ يطْلب أجرا مَا أَتَى ظهرا ... مضمخاً بفتيت الْمسك مختضبا) ) وَهِي أطول من هَذَا وَله من الْكَامِل (قل للمليحة فِي الْخمار الْأسود ... مَاذَا صنعت براهبٍ متعبد) (قد كَانَ شمر للصَّلَاة ثِيَابه ... حَتَّى وقفت لَهُ بِبَاب الْمَسْجِد)

أَبُو مُحَمَّد القيرواني عبد الله بن مُسلم بن عبد الله القيرواني أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا وَتَوَلَّى تدريس الْعَرَبيَّة بالنظامية وروى بهَا كتاب الزجاجي فِي النَّحْو رَوَاهُ عَنهُ أَبُو مَنْصُور ابْن الجواليقي وَحدث باليسير وَكَانَ من أهل الصّلاح وَالدّين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ابْن الْمولى الْأنْصَارِيّ عبد الله بن مُسلم بن الْمولى الْأنْصَارِيّ مَوْلَاهُم كَانَ شَاعِرًا من شعراء الدولتين مدح الْمهْدي فأنعم عَلَيْهِ وَكَانَ ظريفاً عفيفاً وَهُوَ الْقَائِل يمدح يزِيد بن حَاتِم من قصيدةٍ من الْكَامِل (يَا وَاحِد الْعَرَب الَّذِي دَانَتْ لَهُ ... قحصان قاطبةً وساد نزارا) (إِنِّي لأرجو إِن لقيتك سالما ... أَن لَا أعالج بعْدك الأسفارا) (رَشَّتْ الندى وَلَقَد تكسر ريشه ... فعلا الندى فَوق الْبِلَاد وطارا) فَأعْطَاهُ رزمتي ثيابٍ وَعشرَة أُلَّاف دينارٍ وَقدم على الْمهْدي فأنشده قصيدته الَّتِي قَالَ فِيهَا من الطَّوِيل (وَمَا قارع الْأَعْدَاء مثل مُحَمَّد ... إِذا الْحَرْب أبدت عَن حجول الكواعب) (فَتى ماجد الأعراق من آل هاشمٍ ... تبحبح مِنْهَا فِي الذرى والذوائب) (أَشمّ من الرَّهْط الَّذين كَأَنَّهُمْ ... لَدَى حندس الظلماء زهر الْكَوَاكِب) (إِذا ذكرت يَوْمًا مَنَاقِب هاشمٍ ... فَإِنَّكُم مِنْهَا بِخَير المناصب) (وَمن عيب فِي أخلاقه ونصابه ... فَمَا فِي بني الْعَبَّاس عيبٌ لعائب) (وَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ ورهطه ... لأهل الْمَعَالِي من لؤَي بن غَالب) (أُولَئِكَ أوتاد الْبِلَاد ووراثوا الن ... م بِي بِأَمْر الْحق غير التكاذب) ثمَّ ذكر آل أبي طَالب فِيهَا فَقَالَ (وَمَا نقموا إِلَّا الْمَوَدَّة مِنْهُم ... وَأَن غادرو فيهم جزيل الْمَوَاهِب) (وَأَنَّهُمْ نالوا لَهُم من دِمَائِهِمْ ... شِفَاء النُّفُوس من قتيلٍ وهارب) ) (وَقَامُوا لَهُم دون العدى وكفوهم ... بسمر القنا والمرهفات القواضب)

(وحاموا على أحسابهم وكرائم ... حسان الْوُجُوه واضحات الترائب) (وَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ لعائدٌ ... بإنعامه فيهم على كل تائب) (إِذا مَا دنوا أَدْنَاهُم وَإِذا هفوا ... تجَاوز عَنْهُم نَاظرا فِي العواقب) (شفيقٌ على الأقصين أَن يركبُوا الردى ... فَكيف بِهِ فِي واشجات القرائب) فوصله الْمهْدي صلَة سنيةً وَقدم بِالْمَدِينَةِ فأنفق وَبنى دَاره وَلبس ثيابًا فاخرةً كَذَلِك مُدَّة حَتَّى نفذ مَا جَاءَ بِهِ ثمَّ دخل على الْحسن بن زيدٍ وَكَانَت لَهُ عَلَيْهِ وَظِيفَة فِي كل سنةٍ فأنشده مديحاً فِيهِ قصيدةً مِنْهَا من الْخَفِيف (وَلَو أَن أمرأً ينَال خلوداً ... بمحلٍ ومنصبٍ وَمَكَان) (أَو بَيت ذرعه تلصق بالنج ... م قراناً فِي غير برج قرَان) (أَو بمجد الْحَيَاة أَو بسماحٍ ... أَو بحلم أوفى على ثهلان) (أَو بفضلٍ لَنَالَهُ حسن الخي ... ر بِفضل الرَّسُول ذِي الْبُرْهَان) (فَضله راجحٌ برهط أبي القا ... سم رَهْط الْيَقِين وَالْإِيمَان) (هم ذَوُو النُّور وَالْهدى وأولو الْأُم ... ر وَأهل الْبُرْهَان وَالْفرْقَان) (مَعْدن الْحق والنبوة والبذ ... ل إِذا مَا تنَازع الخصمان) فَلَمَّا أنْشدهُ دَعَا بِهِ خَالِيا وَقَالَ يَا عاض كَذَا من أمه إِذا مَا جِئْت إِلى الْحجاز تَقول لي هَذَا وَإِذا مَا مضيت إِلى الْعرَاق تَقول وَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ ورهطه وأنشده الْبَيْتَيْنِ فَقَالَ لَهُ أتنصفني يَا ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم لَا قَالَ بلَى قَالَ ألم أقل وَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ ورهطه ألستم رهطه فَقَالَ دع هَذَا ألم تقدر أَن تنْفق شعرك ومديحك إِلَّا بتهجين أَهلِي والطعن عَلَيْهِم والإغراء بهم حَيْثُ تَقول وَمَا نقموا إِلَّا الْمَوَدَّة مِنْهُم وأنشده الْبَيْتَيْنِ فَوَجَمَ ابْن الْمولى وأطرق ثمَّ قَالَ يَا ابْن رَسُول الله إِن الشَّاعِر يَقُول ويتقرب بِجهْدِهِ ثمَّ قَامَ وَخرج من عِنْده منكسراً فَأمر الْحسن وَكيله أَن يحمل إِلَيْهِ وظيفته ويزيده مثلهَا فَفعل فَقَالَ ابْن الْمولى وَالله لَا ٌأقبلها وَهُوَ عَليّ ساخط فَعَاد رَسُول فَأخْبرهُ فَقَالَ قل لَهُ قد رضيت فأقبلها فَدخل على الْحسن وأنشده من الطَّوِيل (سَأَلت فَأَعْطَانِي وَأعْطى وَلم أسل ... وجاد كَمَا جَادَتْ غوادٍ رواعد) ) (فأقسمت لَا أَنْفك أنْشد مدحه ... إِذا جمعتني والحجيج الْمشَاهد) (إِذا قلت يَوْمًا فِي ثنائي قصيدةً ... ثنيت بِأُخْرَى حَيْثُ تجزى القصائد)

أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ عبد الله بن مُسلم الْهُذلِيّ كَانَ شَاعِرًا موالياً لبني أُميَّة وَهُوَ الْمَعْرُوف بِأبي صَخْر لما ظهر عبد الله بن الزبير بالحجاج دخل عَلَيْهِ أَبُو صخرٍ الْهُذلِيّ وَكَانَ عَارِفًا بهواه فِي بني أُميَّة فَمَنعه عطاءه فَقَالَ لَهُ علام تمنعني حَقًا لي وَأَنا امرؤٌ مسلمٌ مَا أحدثت فِي الْإِسْلَام حَدثا وَلَا أخرجت من طاعةٍ يدا فَقَالَ عَلَيْك ببني أُميَّة فاطلب عطاءك عِنْدهم فَقَالَ إِذا أجدهم سبطاً أكفهم سَمْحَة أنفسهم بذلاً لأموالهم وَأبين لمجتديهم كَرِيمَة أعراقهم شريفةً أصولهم زاكيةً فروعهم قَرِيبا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نسبهم وسببهم لَيْسُوا بأذناب وَلَا وشائظ وَلَا أتباعٍ وَلَا هم فِي قريشٍ كفقعة القاع لَهُم السؤدد فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْملك فِي الْإِسْلَام لاكمن لَا يعد فِي عيرها وَلَا نفيرها وَلَا حكم آباؤه فِي نقيرها وَلَا قطميرها لَيْسَ من أحلافها المطيبين وَلَا من ساداتها المطعمين وَلَا جودائها الوهابين وَلَا من هاشمها المنتخبين وَلَا عبد شمسها المسودين كَيفَ تقَابل الرؤوس بالأذناب أَيْن النصل من الجفن والسنان من الزج والذنابى من القدامى وَكَيف يفضل الشحيح على الْجواد والسوقة على الْملك والمجيع بخلا على الْمطعم فضلا فَغَضب ابْن الزبير حَتَّى ارتعدت فرائصه وعرق جَبينه واهتز من قرنه إِلى قدمه وامتقع لَونه ثمَّ قَالَ يَا ابْن البوالة على عقبيها يَا جلف يَا جَاهِل أم وَالله لَوْلَا الحرمات الثَّلَاث حُرْمَة الْإِسْلَام وَحُرْمَة الْحرم وَحُرْمَة الشَّهْر الْحَرَام لأخذت مَا فِيهِ عَيْنَاك ثمَّ أَمر بِهِ إِلى سجن عَارِم فحبس فِيهِ مُدَّة ثمَّ استوهبته قُرَيْش وهذيل وَمن لَهُ من قُرَيْش خؤولة فِي هُذَيْل فَأَطْلقهُ بعد سنةٍ وَأقسم أَلا يُعْطِيهِ عَطاء مَعَ الْمُسلمين أبدا وَلما كَانَ عَام الْجَمَاعَة وَولي عبد الْملك وَحج فَلَقِيَهُ أَبُو صَخْر فَلَمَّا رَآهُ عبد الْملك قربه وَأَدْنَاهُ وَقَالَ لم يخف عَليّ خبرك مَعَ الملحد وَلَا ضَاعَ لَك عِنْدِي هَوَاك وَلَا موالاتك فَقَالَ إِذا شفى الله نَفسِي ورأيته قَتِيل سَيْفك وصريع أوليائك مصلوباً مهتوك السّتْر مفرق الْجمع فَمَا أُبَالِي مَا فَاتَنِي من الدُّنْيَا ثمَّ استأذنه فِي الإنشاد فَأذن لَهُ فَمثل قَائِما وَأَنْشَأَ يَقُول من الطَّوِيل (عفت ذَات عرقٍ عصلها فرئامها ... فدهناؤها وحشٌ وَأجلى سوامها) (إِلى عقد الجرعاء من جمل أقفرت ... وَكَانَ بهَا مصطافها ومقامها) ) (إِذا اعتجلت فِيهَا الرِّيَاح فأدلجت ... عَيْشًا جرى فِي جانبيها قمامها) (وَإِن معاجي فِي القتام وموقفي ... بدراسة الربعين بالٍ ثمامها) (لجهلٌ وَلَكِنِّي أَجلي ضمانةً ... وأضعف أسرار الْفُؤَاد سقامها)

عبد الله بن مسلمة

(فأقصر فَلَا مَا قد مضى لَك راجعٌ ... وَلَا لَذَّة الدُّنْيَا يَدُوم دوامها) (وَفد أَمِير الْمُؤمنِينَ الَّذِي رمى ... بجأواء جمهورٍ تسيل إكامها) (من ارْض قرى الزَّيْتُون مَكَّة بَعْدَمَا ... غلبنا عَلَيْهَا واستحل حرامها) (وَإِذ عاث فِيهَا الْفَاسِقُونَ وأفسدوا ... فخيفت أقاصيها وطار حمامها) (فشج بهم عرض الفلاة تعسفاً ... إِذا الأَرْض أخْفى مستواها علامها) (لَهُ عَسْكَر طاحي الصُّفُوف عرمرمٌ ... وجمهورةٌ يثني الْعَدو اقتحامها) (فطهر مِنْهُم بطن مَكَّة بَعْدَمَا ... أبي الضيم والميلاء حِين يسامها) (فدع ذَا وَبشر شاعري أم خالدٍ ... بِأَبْيَات مَا خزيٍ طَوِيل عرامها) (فَإِن تبد تجدع منخراك بمديةٍ ... مشرشرةٍ حرى حديدٍ حسامها) (وَإِن تخف مِنْهَا أَو تخف من أذاتنا ... تنوشك نابا حيةٍ وسمامها) (فلولا قريشٌ لَا سترقت عجوزهم ... وَطَالَ على قطبي رحاها احتزامها) (هم الْبيض إقداماً وديباج أوجهٍ ... وغيثٌ إِذا الجوزاء قل رهامها) فَأمر لَهُ عبد الْملك بِمَا فَاتَهُ من الْعَطاء وبمثلة صلَة من مَاله وكساه 3 - (عبد الله بن مسلمة) القعْنبِي عبد الله بن مسلمة بن قعنب الْحَارِثِيّ القعْنبِي كَانَ من أهل الْمَدِينَة وَأخذ الْعلم عَن مَالك رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ من جلة أَصْحَابه وفضلائهم وخيارهم وَهُوَ أحد رُوَاة الْمُوَطَّأ عَنهُ فَإِن الْمُوَطَّأ رَوَاهُ عَن مَالك جماعةٌ وَبَين الرِّوَايَات اختلافٌ وأكملها رِوَايَة يحيى ابْن يحيى وَكَانَ يُسمى الراهب لعبادته وفضله وَسكن الْبَصْرَة ولد بعد الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَسمع من صغَار التَّابِعين وروى عَنهُ البُخَارِيّ ومسلمٌ وَأَبُو دَاوُد وروى مسلمٌ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَعبد الله بن دَاوُد الْخُرَيْبِي وَهُوَ أكبر وجماعةٌ كَثِيرُونَ وَكَانَ مجاب الدعْوَة وَكَانَ لَا يرضى لنَفسِهِ قِرَاءَة حبيب حَتَّى قَرَأَ لنَفسِهِ الْمُوَطَّأ وَهُوَ أكبر شيخ لمسلمٍ

عبد الله بن مصعب

3 - (عبد الله بن مُصعب) أَمِير الْمَدِينَة واليمن عبد الله بن مُصعب بن الزبير الْمدنِي الْأَمِير ولي إمرة الْمَدِينَة وإمرة الْيمن وحمدت سيرته وَكَانَ وسيماً جميلاً فصيحاً مفوهاً ولاه الرشيد وَجعل لَهُ فِي الْعَام اثْنَي عشر ألف دينارٍ وَوَصله بِعشْرين ألف دينارٍ وَعقد لَهُ اللِّوَاء بِيَدِهِ وزاده مَعَهُمَا ولَايَة عك وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة روى عَن هِشَام بن عُرْوَة وَأبي حازمٍ الْأَعْرَج ومُوسَى بن عقبَة وروى عَنهُ ابْنه مُصعب وَهِشَام بن يُوسُف وَإِبْرَاهِيم بن خَالِد الصنعانيان سُئِلَ عَنهُ ابْن معِين فَقَالَ ضَعِيف الحَدِيث لم يكن لَهُ كتابٌ وَتُوفِّي بالرقة وَله نَحْو سبعين سنة وَقَالَ ياقوت كنيته أَبُو بكر ويلقب عَائِد الْكَلْب لقَوْله من الْكَامِل (مَالِي مَرضت فَلم يعدني عائدٌ ... مِنْكُم ويمرض كلبكم فأعود) (وَأَشد من مرضِي عَليّ صدوركم ... وصدود عبدكم عَليّ شَدِيد) وَمن شعره من الطَّوِيل (فَإِن يحجبوها أَو يحل دون وَصلهَا ... مقَالَة واشٍ أَو وَعِيد أَمِير) (فَلَنْ يمنعوا عَيْني من دَائِم البكا ... وَلنْ يحجبوا مَا قد أجن ضميري) (وَمَا برح الواشون حَتَّى بَدَت لنا ... بطُون الْهوى مَقْلُوبَة لظُهُور) ) (إِلى الله أَشْكُو مَا أُلَاقِي من الْهوى ... وَمن نفسٍ يعتادني وزفير) عبد الله بن مُطِيع الْعَدوي عبد الله بن مُطِيع بن الْأسود الْعَدوي ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحدَّث عَن أَبِيه وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم قَالَ أَبوهُ مُطِيع رَأَيْت فِي الْمَنَام أهدي إِلَيّ جراب تمرٍ فَذكرت ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لي تَلد امْرَأَتك غُلَاما فَولدت عبد الله بن مُطِيع فَذَهَبت بِهِ إِلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الزبير كَانَ عبد الله بن مُطِيع من جلة

عبد الله بن مطيع بن راشد

قُرَيْش شجاعةً وجلداً قتل مَعَ ابْن الزبير وَكَانَ قد هرب وَلحق بِمَكَّة فَلَمَّا حصر الْحجَّاج ابْن الزبير جعل عبد الله بن مُطِيع يُقَاتل وَيَقُول من الرجز (أَنا الَّذِي فَرَرْت يَوْم الحره ... وَالْحر لَا يفر إِلَّا مره) (يَا حبذا الكرة بعد الفره ... لأجزين فرةً بكره) 3 - (عبد الله بن مُطِيع بن رَاشد) روى عَنهُ مُسلم وروى النَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ الإصبهاني عبد الله بن مظاهرٍ أَبُو مُحَمَّد الإصبهاني الْحَافِظ توفّي شَابًّا وَكَانَ آيَة فِي الْحِفْظ حفظ الْمسند كُله وَشرع فِي حفظ فتاوي الصَّحَابَة وَحدث عَن مطين وَتُوفِّي سنة أَربع وثلاثمائة الجُمَحِي عبد الله بن مَظْعُون بن حبيبٍ الجُمَحِي أَخُو عُثْمَان وَقُدَامَة شهد بَدْرًا وَهَاجَر إِلى الْحَبَشَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (عبد الله بن المظفر) أَبُو الْحَكِيم الْبَاهِلِيّ الطَّبِيب عبد الله بن المظفر بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الحكم الْبَاهِلِيّ الأندلسي المغربي الأَصْل يمني المولد كَانَ أديباً شَاعِرًا وَله يَد فِي الهندسة والطب وَله ديوَان شعرٍ يغلب عَلَيْهِ المجون والهزل قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا يعلم الصّبيان بهَا ومدح الأكابر وسمى ديوانه نهج الوضاعة وَكَانَ يهجو ابْن الحويزي النَّاظر ثمَّ انْتقل إِلى الشَّام وَسكن دمشق وَبهَا مَاتَ سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يعرف الموسيقى ويلعب بِالْعودِ وَيجْلس فِي جيرون على دكان للطب وَسكن دَار الْحِجَارَة ومدح بني الصُّوفِي كثيرا

وَكَانَ يهاجي أهل عصره ورثى أَحيَاء لم يموتوا مجوناً مِنْهُ وهزلاً وَفِيه يَقُول عرقلة الشَّاعِر من السَّرِيع (لنا طبيبٌ شاعرٌ أشترٌ ... أراحنا من شخصه الله) (مَا عَاد فِي صبحة يومٍ فَتى ... إِلَّا وَبَاقِي الْيَوْم رثاه) وَكَانَ لشتره سببٌ وَهُوَ أَنه خرج ليلةٌ وَهُوَ سَكرَان من دَار زين الْملك أبي طَالب ابْن الْخياط وَوَقع وشج وَجهه وَجعل النَّاس يسألونه كَيفَ وَقعت فنظم هَذِه الأبيات من الطَّوِيل (وصعت على وَجْهي فطارت عمامتي ... وَضاع شمشكي وانبطحت على الأَرْض) (وَقمت وأسراب الدِّمَاء بلحيتي ... ووجهي وَبَعض الشَّرّ أَهْون من بعض) (قضى الله أَنِّي صرت فِي الْحَال هتكةً ... وَلَا حِيلَة للمرء فِيمَا بِهِ يقْضِي) (وَلَا خير فِي قصفٍ وَلَا فِي لذاذةٍ ... إِذا لم يكن سكرٌ إِلى مثل ذَا يُفْضِي) وآخذ الْمرْآة فَرَأى الْجرْح بِوَجْهِهِ غايراً تَحت الوجنة بعد وقعته فَقَالَ من مجزوء الْكَامِل (ترك النَّبِيذ بوجنتي ... جرحا ككس النعجة) (وَوَقعت منبطحاً على ... وَجْهي وطارت عَمَّتي) (وَبقيت منهتكاً وَلَو ... لَا اللَّيْل بَانَتْ سوأتي) (وَعلمت أَن جَمِيع ذَا ... لَك من تَمام اللَّذَّة) (من لي بِأُخْرَى مثل تل ... ك وَلَو بحلق اللِّحْيَة) وَقَالَ يهجو الطَّبِيب المفشكل على سَبِيل المرثية من الطَّوِيل (أَلا عد عَن ذكرى حبيبٍ ومنزل ... وعرج على قبر الطَّبِيب المفشكل) ) (فيا رَحْمَة الله استهيني بقبره ... وكوني على الشَّيْخ الوضيع بمعزل) (وَيَا مُنْكرا جود فديت قذاله ... بمقنعةٍ واسقله سقل السجنجل) (وكبكبه فِي قَعْر الْجَحِيم بِوَجْهِهِ ... كجلمود ضخرٍ حطه السَّيْل من علٍ) (فَلَا زَالَ وكافٌ يرجيه ديمةٌ ... عَلَيْهِ بمنهل من السلح مُسبل) (لقد حَاز ذَاك اللَّحْد أَخبث جيفةٍ ... وأوضع ميتٍ بَين ترب وجندل)

وَقَالَ يهجو نَصِيرًا الْحلَبِي على سَبِيل المرثيه من مجزوء الرجز (يَا هَذِه قومِي اندبي ... شخص النصير الْحلَبِي) (يرحمه الله لقد ... كَانَ طَوِيل الذَّنب) (قد ضجت الْأَمْلَاك من ... نكهته فِي الترب) (وودهم لَو عوضوا ... مِنْهُ بكلبٍ جرب) وَهِي أطول من هَذَا وَعمل أرجوزةً وسمها بمعرة الْبَيْت يذكر فِيهَا مَا ينَال الْإِنْسَان من العناء إِذا عمل دَعْوَة وَهِي مائَة وَسِتُّونَ بَيْتا أوردهَا ابْن أبي أصيبعة فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء كَامِلَة فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور أَولهَا من الرجز (معرة الْبَيْت على الْإِنْسَان ... تطرى بِلَا شكّ على الْأَسْنَان) (فاصغ إِلى قَول أخي تجريب ... يَأْتِيك الشَّرْح على الترنيب) (جَمِيع مَا يحدث فِي الدَّعْوَات ... وكل مَا فِيهَا من الْآفَات) (فَصَاحب الدعْوَة والمسره ... لَا بُد أَن يحْتَمل المضره) أَبُو الْفضل عبد الله بن المظفر بن عَليّ بن الْحسن بن الْمسلمَة أَبُو الْفضل ابْن الْوَزير أبي الْقَاسِم الملقب برئيس الرؤساء كَانَ فَاضلا أديباً لبيباً كَبِير الْقدر توقي سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الوافر (أمولانا جلال الدّين يَا من ... أذكرهُ بخدمتي القديمه) (ألم تَكُ قد عزمت على اصطناعي ... فَمَاذَا صد عَن تِلْكَ العزيمه) الْأَثِير أَبُو جَعْفَر عبد الله بن المظفر بن هبة الله بن المظفر بن عَليّ بن الْحسن بن الْمسلمَة أَبُو جَعْفَر بن أبي) شُجَاع من بَيت الْمَذْكُور آنِفا كَانَ يعرف بالأثير وَكَانَ من الْأَعْيَان كَاتبا جَلِيلًا حاذقاً بليغاً نبيلاً كَانَ يَنُوب فِي وقتٍ فِي ديوَان الْإِنْشَاء فِي سفر سديد الدولة بن الْأَنْبَارِي وَولي النّظر بأعمال دجيل ثمَّ صَار عميداً فِي الْحلَّة السيفية وَسمع الحَدِيث من أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الْحسن بن خيرون وَغَيره وروى وَتُوفِّي

سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره من الْخَفِيف (قلت شعرًا قَالُوا بِغَيْر عرُوض ... ناقصٌ وَالْعرُوض كالميزان) (قلت إِنِّي لص القوافي فديوا ... ني من شعر كل ذِي ديوَان) (أسرق الشّعْر لَا بوزنٍ وَمَا يس ... رق إِلَّا جزفٌ بِلَا ميزَان) وَمِنْه من الْخَفِيف (خير مَا جَالس اللبيب كتابٌ ... لَا قريناً فِيهِ رياً ونفاق) (هُوَ مثل الرياض حَقًا كَمَا أَو ... راقها بَينهَا لَهَا أوراق) رشيد الدّين الصفوي عبد الله بن المظفر رشيد الدّين أَبُو مُحَمَّد الصفوي الْكَاتِب الْمصْرِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور من أجلاء الْكتاب جَامعا بَين فضيلتي الْحِكْمَة والحساب وَعرف بِخِدْمَة الْوَزير صفي الدّين سيد الْأَصْحَاب ووزر بحماة للْملك النَّاصِر قلج أرسلان وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة أَنْشدني بحماة وَقد ذكرت لَهُ قَول الامام عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه إِذا قدرت على عَدوك فَاجْعَلْ الْعَفو عَنهُ شكرا لقدرتك عَلَيْهِ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من الْكَامِل (إِذا قدرت على عَدوك مرّة ... فالعفو أجمل بالكريم الْقَادِر) (ليَكُون ذَلِك شكر قدرتك الَّتِي ... أعطاكها الرحمان أكْرم نَاصِر) قَالَ وأجريت يَوْمًا مَعَه بحماة ذكر السَّيْف الْآمِدِيّ وزين الدّين قَاضِي حمص وَكَانَا لَا يفترقان ويعرفان بِالسَّيْفِ والنطع فأنشدني هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من الطَّوِيل (وَقَالُوا افترشت النطع صيفاً وقدأتى ال ... خريف فَمر فِي نطعك الْآن بِالرَّفْع) (فَقلت حَبِيبِي شاهرٌ سيف لحظه ... وَلَا بُد للسيف الشهير من النطع) إنتهي قلت وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأشرفي حكايةٌ تتَعَلَّق بهَا الرشيد) الصفوي الزماني الْبَصْرِيّ عبد الله بن معبد الزماني الْبَصْرِيّ روى عَن ابْن مسعودٍ وَأبي قَتَادَة وَأبي هُرَيْرَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة

عبد الله بن معاوبة

الْمُزنِيّ الْكُوفِي عبد الله بن معقل بن مقرن الْمُزنِيّ الْكُوفِي لِأَبِيهِ صُحْبَة روى عَن أَبِيه وَعلي وَابْن سمعودٍ وَكَعب بن عجْرَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن ماجة 3 - (عبد الله بن معاوبة) الجُمَحِي الْبَصْرِيّ عبد الله بن مُعَاوِيَة بن مُوسَى الجُمَحِي الْبَصْرِيّ المعمر مُسْند الْعرَاق فِي زَمَانه روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ الْعلوِي رَأس الجناحية عبد الله بن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب روى عَن أَبِيه كَانَ جواداً ممدحاً شَاعِرًا من رجال الْعَالم وَأَبْنَاء الدُّنْيَا خرج بِالْكُوفَةِ وَجمع خلقا وَنزع الطَّاعَة وَجَرت لَهُ أمورٌ يطول شرحها ثمَّ لحق بإصبهان وَغلب على تِلْكَ الديار ثمَّ ظفر أَبُو مُسلم الْخُرَاسَانِي فَقتله وَقيل سجنه إِلَى أَن مَاتَ ذكره ابْن حزم فِي الْملَل والنحل قَالَ كَانَ رَدِيء الدّين معطلاً يصحب الدهرية وَذهب بعض الكيسانية الى أَن عبد الله حيٌّ لم يمت وَأَنه بجبال إصبهان وَلَا بُد أَن يظْهر وَكَانَت قتلته فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وَهُوَ رَئِيس الجناحية من الرافضة قَالَ ابْن أبي الدَّم فِي الْفرق الإسلامية زعمت هَذِه الْفرْقَة أَن الْأَرْوَاح تتناسخ وَأَن روح الله حلت فِي آدم ثمَّ فِي الْأَنْبِيَاء بعده إِلَى محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ فِي علىٌّ ثمَّ فِي أَوْلَاده الثَّلَاثَة من بعده ثمَّ صَارَت إِلَى عبد الله بن مُعَاوِيَة وَأَنه حيٌّ لم يمت مقيمٌ بجبال إصبهان وذهبوا إِلَى القَوْل بإلهية الْأَنْبِيَاء وَالْأَئِمَّة وَكَفرُوا بالقيامة فأنكروها وأباحوا شرب الْخمر وَأكل الْميتَة فَكَفرُوا بِجَمِيعِ ذَلِك وَكَانَ قد خرج عبد الله هَذَا قبيل الدولة العباسية أَوَان اخْتِلَاف النزارية واليمنية وَقَالَ إِنِّي أجد الَّذِي يَلِي الْخلَافَة من بني هَاشم اسْمه عبد الله وَلَيْسَ فيهم من اسْمه عبد الله يسْتَحق ذَلِك غَيْرِي فَقدم الْكُوفَة وَجمع وَأظْهر أمره بالجبانة وعَلى الْعرَاق عبد الله بن عمر) بن عبد الْعَزِيز من قبل مَرْوَان بن مُحَمَّد فَوجه إِلَيْهِ بِخَالِد بن قطن الْحَارِثِيّ فَهَزَمَهُ عبد الله ثمَّ إِنَّه خرج إِلَى الْمَدَائِن وَغلب على الماهين وهمذان وإصبهان

والري وَخرج إِلَيْهِ العبيد وتلاحق بِهِ الشذاذ وَدخل فَارس وجبى الْأَمْوَال فِي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَمِائَة واتسع أمره وَاسْتعْمل أَخَاهُ الْحسن على الْجبَال وأخاه يزِيد على فَارس وقصده النَّاس من بني هاشمٍ وَغَيرهم وَقدم يزِيد بن عمر بن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ أَمِيرا على الْعرَاق فَوجه لحربه نباتة بن حَنْظَلَة الْكلابِي ثمَّ وَجه بِابْن ضبارة مَعَ ابْنه دَاوُد بن يزِيد وَمَعَهُ معن بن زَائِدَة فَانْهَزَمَ عبد الله بن مُعَاوِيَة من إصطخر وَقتل فيهم ابْن ضبارة وَأسر مِنْهُم خلقا وَمضى ابْن مُعَاوِيَة إِلَى سمنان ثمَّ إِلى خُرَاسَان ثمَّ وصل هراة هُوَ وَأَخُوهُ الْحسن وَيزِيد أَخُوهُ فَأَخذهُم مَالك أبي الْهَيْثَم وَكَانَ من قبل أبي مسلمٍ فَكتب إِلَيْهِ بخبرهم فَقَالَ إحبسهم إِلى أَن يَأْتِيك أَمْرِي وَوجه إِلَيْهِم بعينٍ فحبس مَعَهم وَكَانُوا يَقُولُونَ وَلَا يَدْرُونَ بمَكَان الْعين أَبُو مسلمٍ كَذَّاب فَكتب الْعين إِلَيْهِ بذلك فَجهز يطلبهم فحملوا إِلَيْهِ فَأطلق الْحسن وَيزِيد ابْني مُعَاوِيَة وَقتل عبد الله ابْن مُعَاوِيَة أَخَاهُم وَقيل بل مَاتَ سنة تسعٍ وَعشْرين وَمِائَة ورثاه أَبُو مَالك الْخُزَاعِيّ فَقَالَ من الطَّوِيل (تَغَيَّرت الدُّنْيَا خلاف ابْن جعفرٍ ... عَليّ وَولي طيبها وسرورها) وَكتب عبد الله بن مُعَاوِيَة إِلى أبي مسلمٍ الْخُرَاسَانِي وَهُوَ فِي سجنه من الأسٍير فِي يَديك من غير ذنبٍ إِلَيْك وَلَا خلافٍ عَلَيْك أما بعد فَإنَّك مستودعٌ ودائع وَمولى صنائع وَإِن الودائع مرعيةٌ وَإِن الصنيعة عَارِية فاحذر الْقصاص واطلب الْخَلَاص وأنبه للتفكر قَلْبك وَاتَّقِ الله رَبك وآثر مَا يلقاك غَدا على مَا لَا يلقاك أبدا فَإنَّك لاقٍ مَا استلفت لَا مَا خلفت وفقك الله لما ينجيك وأوزعك شكر مَا يوليك وَمن شعره من الطَّوِيل (رَأَيْت فضيلاً كَانَ شَيْئا ملففا ... فكشفه التمحيص حَتَّى بدا ليا) (فَأَنت أخي مَا لم تكن لي حاجةٌ ... فَإِن عرضت أيقنت أَلا أخاليا) (فَلَا زَاد مَا بيني وَبَيْنك بَعْدَمَا ... بلوتك فِي الْحَاجَات إِلَّا تماديا) (وَلست براءٍ عيب ذِي الود كُله ... وَلَا بعض مَا فِيهِ إِذا كنت رَاضِيا) (فعين الرضى عَن كل عيبٍ كليلةٌ ... كَمَا أَن عين السخط تبدي المساويا) الْمُزنِيّ عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور شهد بيعَة الشَّجَرَة وَنزل

الْمَدِينَة وتو فِي سنة) سِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة مخلص الدّين الطوخي عبد الله بن الْمفضل بن سليم مخلص الدّين الطوخي وَيعرف بضياء الدّين أَيْضا أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ يحضر مَعنا فِي درس قَاضِي الْقُضَاة ابْن رزين وَبعده فِي درس ابْنه كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ الحاجبية وَكتاب المتنبي وَكَانَ لَهُ معرفةٌ بالفقه وَالْأُصُول وَله ردٌّ على النَّصَارَى وأدبٌ من النثر وَالنّظم وَكَانَ معدوداً فِي فضلاء ديار مصر وأخلدت بِهِ البطالة عَن بُلُوغه مَرَاتِب الْعلمَاء وَكَثِيرًا مَا كَانَ يشْتَغل عَلَيْهِ الْكتاب وَالنَّصَارَى وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشري شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بقرافة سَارِيَة بتربة نجم الدّين ابْن الْحلِيّ ورثاه نَاصِر الدّين ابْن النَّقِيب على حرف الزَّاي الْمَفْتُوحَة وَبعث بهَا إِلى نَاصِر الدّين شَافِع وَهِي قطعةٌ مليحة وأجابه عَنْهَا نَاصِر الدّين بِمِثْلِهَا فِي الْوَزْن والروي البليغ الْمَشْهُور عبد الله بن المقفع بِضَم وَفتح الْقَاف وَكسر الْفَاء الْمُشَدّدَة وَفتحهَا مَعًا وَالْفَتْح أشهر أَصله من خُرَاسَان قتل سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا بارعاً فِي الفصاحة والبلاغة متحققاً بنحوٍ ولغةٍ وَكَانَ يكْتب لعيسى بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس عَم الْمَنْصُور قيل لَهُ لم لَا تَقول الشّعْر قَالَ مَا يَأْتِي جيده وآبى رديئه وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (رزئنا أَبَا عمروٍ وَلَا حَيّ مثله ... فَللَّه ريب الحادثات بِمن وَقع) (لَئِن تَكُ قد فارقتنا وَتَرَكتنَا ... إِلَى خلةٍ مَا فِي انسدادٍ لَهَا طمع) (فقد جر نفعا فَقدنَا لَك أننا ... أمنا على كل الرزايا من الْجزع) وَهُوَ الْقَائِل أَيْضا من الطَّوِيل (دليلك أَن الْفقر خيرٌ من الْغنى ... وَأَن الْقَلِيل المَال خيرٌ من المثري) (لقاؤك إنْسَانا عصى الله للغنى ... وَلم تَرَ إنْسَانا عصى الله للفقر) قَالَ نصر بن حبيب المهلبي أخذت قوما من الزَّنَادِقَة فَوجدت فِي كتبهمْ إِلَى هَذَا مَا انْتهى قَول ابْن المقفع وَقَالَ الجهشياري كَانَ ابْن المقفع من أهل خوز من أَرض فَارس

وَكَانَ سرياً سخياً كَاتبا فصيحاً لبيباً يطعم الطَّعَام ويصل كل من احْتَاجَ إِلَيْهِ وَكَانَ يكْتب للداود بن يزِيد بن) هُبَيْرَة على كرمان وَأفَاد مَعَه مَالا وَكَانَ يجْرِي على جماعةٍ من أهل الْكُوفَة مَا بَين الْخَمْسمِائَةِ إِلَى الْأَلفَيْنِ وَكَانَت بَينه وَبَين عمَارَة بن حَمْزَة مَوَدَّة فَلَمَّا أنكر الْمَنْصُور على عمَارَة بن حَمْزَة شَيْئا وَنَقله إِلَى الْكُوفَة كَانَ ابْن المقفع يَأْتِيهِ ويزوره فَبينا هُوَ عِنْده ذَات يومٍ إِذْ ورد على عمَارَة كتاب وَكيله بِالْبَصْرَةِ يُعلمهُ فِيهِ أَن ضيعته مجاورةٌ لضيعةٍ تبَاع بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَأَن ضيعته لَا تصلح إِلَّا بِهَذِهِ الضَّيْعَة وَإِن لم تشتر هَذِه الضَّيْعَة فيبيع ضيعته فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ مَا أعجب أَمر هَذَا الْوَكِيل يُشِير علينا بمشترى ضيعةٍ فِي وَقت إضاقتنا وإملاقنا وَنحن إِلَى البيع أحْوج فَسمع ابْن المقفع الْكَلَام وَكتب فِي منزله سفتجةً إِلَى الْوَكِيل بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَكتب إِلَيْهِ على لِسَان عمَارَة بمشترى الضَّيْعَة وَأَن يُقيم مَكَانَهُ وَينفذ إِلَيْهِ الْكتاب بالابتياع فَلم يشْعر عمَارَة بعد أيامٍ إِلَّا وَكتاب وَكيله قد ورد عَلَيْهِ قرين الْكتاب بمشترى الضَّيْعَة فتعجب عمَارَة من وُقُوع ذَلِك فَقيل لَهُ إِن ابْن المقفع فعل ذَلِك فَلَمَّا صَار إِلَيْهِ بعد أيامٍ وتحدثا قَالَ لَهُ عمَارَة بعثت الى الْوَكِيل بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَكُنَّا إِلَيْهَا هَهُنَا أحْوج فَلَمَّا توجه من عِنْده بعث إِلَيْهِ بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم أُخْرَى وَلما هرب عبد الله بن عَليّ بن الْعَبَّاس من أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي قصد أَخَوَيْهِ سُلَيْمَان وَعِيسَى ابْني عَليّ وهما بِالْبَصْرَةِ فكاتبا الْمَنْصُور أَن يُؤمنهُ وأنفذ سُلَيْمَان كَاتبه عمر ابْن أبي حليمة فِي ذَلِك فاستقر الْأَمر فِي إِعْطَائِهِ الْأمان وأنفذ الْمَنْصُور سُفْيَان ابْن مُعَاوِيَة بن يزِيد بن الْمُهلب بن أبي صفرَة وَأمره بضبطهم والتضييق عَلَيْهِم حَتَّى يحضروا عبد الله بن عَليّ إِلَى حَضرته وَكَانَ ابْن المقفع يكْتب لعيسى بن عَليّ فَأمره عِيسَى بن عَليّ بِعَمَل نُسْخَة الْأَيْمَان لعبد الله وأكدها واحترس من كل تأويلٍ يجوز أَن يَقع عَلَيْهِ فِيهَا وترددت بَين أبي جعفرٍ الْمَنْصُور وَبينهمْ فِي النُّسْخَة كتبٌ ورسائل إِلَى أَن اسْتَقَرَّتْ على مَا أَرَادَ من الِاحْتِيَاط وَلم يَقع للمنصور فِيهَا حِيلَة لفرط احتيال ابْن المقفع وَكَانَ الَّذِي زَاده فِيهَا مِمَّا شقّ على الْمَنْصُور أَن قَالَ يُوقع بِخَطِّهِ فِي سفل الْأمان فَإِن أَنا نلْت عبد الله بن عَليّ أَو أحدا مِمَّن آمنته مَعَه بصغيرةٍ من الْمَكْرُوه أَو كَبِيرَة أَو أوصلت إِلَى أحدٍ مِنْهُم ضَرَرا سرا أَو عَلَانيَة على الْوُجُوه والأسباب كلهَا تَصْرِيحًا أَو كِنَايَة أَو بحيلةٍ من الْحِيَل فَأَنا نفيٌ من مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس ومولودٌ لغير رشدة وَقد حل لجَمِيع أمة مُحَمَّد خلعي وحربي والبراءة مني وَلَا بيعَة لي فِي رِقَاب الْمُسلمين وَلَا عهد وَلَا ذمَّة وَقد وَجب لَهُم الْخُرُوج من طَاعَتي وإعانة من ناوأني من جَمِيع الْخلق وَلَا مُوالَاة بيني وَبَين أحدٍ) من الْمُسلمين وَأَنا متبرٍ من الْحول وَالْقُوَّة مدعٍ إِن كَانَ أَنه كافرٌ بِجَمِيعِ الْأَدْيَان ألْقى رَبِّي على غير دينٍ وَلَا شريعةٍ محرم المأكل وَالْمشْرَب والمنكح والملبس والمركب وَالرّق وَالْملك على سَائِر الْوُجُوه والأسباب كلهَا

وَيُعْطِي ولايتي سواهُ وَلَا يقبل الله مني إِلَّا إِيَّاه وَالْوَفَاء بِهِ فَقَالَ الْمَنْصُور إِذا وَقعت عَيْني عَلَيْهِ فَهَذَا الْأمان لَهُ صَحِيح لِأَنِّي لَا آمن إِن أعْطه إِيَّاه قبل رؤيتي لَهُ أَن يسير فِي الْبِلَاد وَيسْعَى عَليّ بِالْفَسَادِ وتهيأت لَهُ الْحِيلَة من هَذِه الْجِهَة وَقَالَ من كتب لَهُ هَذَا الْأمان فَقيل ابْن المقفع كَاتب عِيسَى بن عَليّ فَقَالَ الْمَنْصُور فَمَا أحدٌ يكفنيه وَكَانَ سُفْيَان بن مُعَاوِيَة أَمِير الْبَصْرَة من قبل الْمَنْصُور يضطغن على ابْن المقفع أَشْيَاء كَثِيرَة مِنْهَا أَنه كَانَ يهزأ بِهِ ويسأله عَن الشَّيْء بعد الشَّيْء فَإِذا أَجَابَهُ قَالَ أَخْطَأت ويضحك مِنْهُ فَلَمَّا كثر ذَلِك على سُفْيَان غضب وافترى عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ابْن المقفع يَا ابْن المغتلمة وَالله مَا اكتفت أمك بِرِجَال الْعرَاق حَتَّى تعدتهم إِلَى الشَّام فَلَمَّا قَالَ الْمَنْصُور ذَلِك الْكَلَام كتب أَبُو الخصيب إِلَى سُفْيَان بذلك فَعمل على قَتله فَقَالَ يَوْمًا عَليّ بن عِيسَى لِابْنِ المقفع صر إِلَى سُفْيَان فَقل لَهُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ وَجه معي إِبْرَاهِيم بن جبلة بن مَخْزَمَةَ الْكِنْدِيّ فَإِنِّي لَا آمن سُفْيَان فتوجها إِلَيْهِ فَأذن لإِبْرَاهِيم بن جبلة قبله فَدخل ثمَّ خرج الْإِذْن لِابْنِ المقفع فَلَمَّا دخل عدل بِهِ إِلَى مقصورةٍ فِيهَا غلامان فَأَوْثَقَاهُ كتافاً فَقَالَ إِبْرَاهِيم لِسُفْيَان ايذن لِابْنِ المقفع فَقَالَ للآذن ايذن لَهُ فَخرج ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ لَهُ إِنَّه انْصَرف فَقَالَ سُفْيَان لإِبْرَاهِيم هُوَ أعظم كبرا من أَن يُقيم وَقد أَذِنت لَك قبله وَمَا أَشك فِي أَنه غضب ثمَّ قَامَ سُفْيَان وَقَالَ لإِبْرَاهِيم لَا تَبْرَح وَدخل الْمَقْصُورَة الَّتِي فِيهَا ابْن المقفع فَقَالَ لَهُ وَقد وَقعت عينه عَلَيْهِ أنْشدك الله فَقَالَ أُمِّي مغتلمةٌ كَمَا قلت إِن لم أَقْتلك قتلةً لم يقتل بهَا أحد وَأمر بتنورٍ فسجر ثمَّ أَمرهمَا فقطعا مِنْهُ عضوا عضوا ويلقى فِي التَّنور وَهُوَ يرى إِلَى أَن قطع أعضاءه ثمَّ أحرقه وَهُوَ يَقُول وَالله يَا ابْن الزنديقة لأحرقنك بِنَار الدُّنْيَا قبل نَار الْآخِرَة فَلَمَّا فرغ مِنْهُ رَجَعَ لإِبْرَاهِيم فحدثه سَاعَة ثمَّ خرج إِبْرَاهِيم فَقَالَ لَهُ غُلَام ابْن المقفع مَا فعل مولَايَ فَقَالَ مَا رَأَيْته فَقَالَ دخل بعْدك إِلَى سُفْيَان فرام الرُّجُوع إِلَى سُفْيَان فحجب عَنهُ فَانْصَرف غُلَام ابْن المقفع وَهُوَ يَقُول سُفْيَان قتل مولَايَ فدخلا على عِيسَى ابْن عَليّ فَقَالَ مَا هَذَا فخبره الْخَبَر فَقَالَ عِيسَى إرجع إِلَى سُفْيَان وَقل لَهُ خل سَبِيل ابْن المقفع مَا لم تكن قتلته وَإِن كنت قتلته فوَاللَّه لأطالبنك بدمه وَلَا أدع جهداً فَعَاد إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ ذَلِك فَقَالَ مَا رَأَيْته وسعى سُفْيَان مَعَ) أبي أَيُّوب المورياني إِلَى الْمَنْصُور وَطلب سُفْيَان إِلَى الْمَنْصُور وَجَرت أمورٌ وَذهب ابْن المقفع وَقيل إِن سُفْيَان لما أَرَادَ قتل ابْن المقفع قَالَ لَهُ وَالله إِنَّك لتقتلني فَيقْتل بقتلي ألف نفسٍ وَلَو قتلوا مثلك مائَة مَا وفوا بواحدٍ ثمَّ قَالَ من الوافر (إِذا مَا مَاتَ مثلي مَاتَ شخصٌ ... يَمُوت بِمَوْتِهِ خلقٌ كثير) (وَأَنت تَمُوت وَحدك لَيْسَ يدْرِي ... بموتك لَا الصَّغِير وَلَا الْكَبِير)

عبد الله بن منصور

وَقَالَ أَبُو الغول الْأَسدي قصيدةً طَوِيلَة يعير فِيهَا عَليّ بن عِيسَى ابْن عَليّ مِنْهَا من الطَّوِيل (لعمري لمن أوفى بجارٍ أجاره ... لقد غر عِيسَى جَاره ابْن المقفع) (فَلَو بِابْن حربٍ عاذ أَو بِابْن عامرٍ ... لما اغتيل عبد الله فِي شَرّ مَضْجَع) (وَلَكِن عبد الله ألجأ ظَهره ... إِلَى رخماتٍ بالنبيط وإصبع) (دَعَا دَعْوَة عِيسَى وهم يسحبونه ... بلحيته جر الحوار المفزع) (فَمَا كنت عدلا للسموأل إِذْ فدى ... بواحده أحلاف بيضٍ وأدرع) (وَلَا مثل جَار ابْن الملهب إِذا سما ... بِهِ جَاره فِي شاهقٍ متمنع) (أُولَئِكَ لم تقعد بِهِ أمهاتهم ... وَلم يسلمُوا الْأَحْرَار أَسْوَأ مصرع) (أهابوا بِهِ حَتَّى إِذا قيل قد علا ... مَعَ النَّجْم خلوه وَقَالُوا لَهُ قع) (إِذا أَنْت لم تغْضب لجارٍ أجرته ... فدونك ثوبي حيضةٍ فتقنع) وَمن تصانيفه كتاب مزدك كتاب كليلة ودمنة صنعه وَعَزاهُ إِلَى الْهِنْد كتاب التَّاج فِي سيرة أنوشروان كتاب الْأَدَب الْكَبِير كتاب الْأَدَب الصَّغِير كتاب جَوَامِع كليلة ودمنة كتاب رسَالَته فِي الصَّحَابَة كتاب خداي نامه فِي السّير كتاب آئين نامه كتاب الدرة الْيَتِيمَة 3 - (عبد الله بن مَنْصُور) ابْن الباقلاني الْمُقْرِئ عبد الله بن مَنْصُور بن عمرَان بن ربيعَة الربعِي أَبُو بكر الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن الباقلاني من أهل وَاسِط كَانَ أحد الْمَشَايِخ الْقُرَّاء الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ والمعرفة وتجويد الْقِرَاءَة ووجهها وطرقها وعلو الْأَسَانِيد فِيهَا والرحلة إِلَيْهِ من سَائِر الأقطار قَرَأَ على أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بنْدَار القلانسي وَانْفَرَدَ بالرواية عَنهُ فِي الدُّنْيَا جَمْعَاء وعَلى أبي الْقَاسِم عَليّ بن عَليّ بن شيران وَأبي الْكَتَائِب بن ملاهي الخباز

وَقَرَأَ بِبَغْدَاد على أبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ سبط أبي مَنْصُور الْخياط وَسمع من أبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الدباس وَأبي غالبٍ أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء وَغَيرهم ضعفه غير واحدٍ إِلَّا مَا صحت قِرَاءَته بِهِ على القلانسي وَهُوَ كتاب إرشاد الْمُبْتَدِي فِي القراآت الْعشْر تصنيفه لَا غير وَمَا عداهُ من كتب القراآت الْمَشْهُور مِنْهَا والشاذ فَلَا تصح قِرَاءَته بِهِ وَلَا رِوَايَته لَهُ ذكر ذَلِك محب الدّين ابْن النجار ولد سنة خَمْسمِائَة وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعصم بِاللَّه عبد الله بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو أَحْمد المستعصم بِاللَّه الشَّهِيد ابْن الْمُسْتَنْصر بن الظَّاهِر بن النَّاصِر بن المستضيء بن المستنجد بِاللَّه الْبَغْدَادِيّ آخر خلفاء العباسيين بالعراق وَكَانَ ملكهم بِهِ من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة إِلَى سنة ستٍ وَخمسين وسِتمِائَة ولد سنة تسعٍ وسِتمِائَة وَقتل سنة ستٍ وَخمسين وسِتمِائَة آخر الْمحرم هُوَ وابناه أَحْمد وَعبد الرحمان وَبَقِي ابْنه الصَّغِير مبارك وأخواته فَاطِمَة وَخَدِيجَة وَمَرْيَم فِي أسر التتار بُويِعَ بالخلافة سنة أَرْبَعِينَ وَكَانَ مليح الْخط قَرَأَ الْقُرْآن على الشَّيْخ عَليّ بن النيار الشَّافِعِي وعملت دعوةٌ عَظِيمَة وَقت خَتمه وَأعْطِي الشَّيْخ من الذَّهَب سِتَّة آلَاف دينارٍ وخلع يَوْم خِلَافَته ثَلَاثَة عشر ألف وَسبع مائَة وَخمسين خلعةً وروى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ فِي خِلَافَته محيي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وَنجم الدّين الباذرائي وَكَانَ حَلِيمًا كَرِيمًا سليم الْبَاطِن حسن الدّيانَة متمسكاً بِالسنةِ وَلكنه لم يكن كَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَبوهُ وجده من الحزم والتيقظ وَكَانَ الدوادار والشرابي لَهُم الْأَمر وركن إِلَى ابْن العلقمي الْوَزير فَأهْلك الْحَرْث والنسل وَحسن لَهُ جمع الْأَمْوَال والاقتصار على) بعض العساكر وَكَانَ فِيهِ شحٌ وَقلة معرفةٍ وَعدم تَدْبِير جَاءَ هولاكو الْبِلَاد فِي نَحْو مِائَتي ألف فَارس وَطلب الْخَلِيفَة وَحده فطلع وَمَعَهُ الْقُضَاة والمدرسون والأعيان نَحْو سبع مائَة نفسٍ فَلَمَّا وصلوا إِلَى الحربية جَاءَ الْأَمر بِحُضُور الْخَلِيفَة وَحده وَمَعَهُ سَبْعَة عشر نفسا فساقوا مَعَ الْخَلِيفَة وأنزلوا من بَقِي عَن خيلهم وضربوا رقابهم وَوَقع السَّيْف فِي بَغْدَاد وَعمل الْقَتْل أَرْبَعِينَ يَوْمًا وأنزلوا الْخَلِيفَة فِي خيمةٍ وَحده والسبعة عشر فِي خيمة أُخْرَى ثمَّ إِن

عبد الله بن موسى

هولاكو أحضر الْخَلِيفَة وَجَرت لَهُ مَعَه وَمَعَ ابْنه أبي بكر محاوراتٌ وأخرجاورفسوهما إِلَى أَن مَاتَا وعفي أثرهما وأطلقوا السَّبْعَة عشر وأعطوهم نشابة وَكَانَ الْحَال قد تقرر أَن يكون للتتار دَاخل الْبِلَاد فَلَمَّا تَركهم ابْن العلقمي وَقَالَ الْمصلحَة قَتله وَإِلَّا مَا يتم لكم ملك الْعرَاق قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين توفّي الْخَلِيفَة فِي أَوَاخِر الْمحرم وَمَا أَظُنهُ دفن وَكَانَ الْأَمر أعظم من أَن يُوجد من يؤرخ مَوته أَو يواري جسده وَرَاح تَحت السَّيْف أممٌ لَا يحصيهم إِلَّا الله تَعَالَى وَيُقَال إِنَّهُم أَكثر من ألف ألفٍ وَاسْتغْنى التتار إِلَى الْأَبَد وحَدثني شَيخنَا ابْن الدباهي قَالَ لما بَقِي بَين التتار وَبَين بَغْدَاد يَوْمَانِ أعلم الْخَلِيفَة حينئذٍ فَقَالَ عَدْلَيْنِ يروحون يبصرون هَذَا الْخَبَر إِن كَانَ صَحِيح المكين الأسمر الْمُقْرِئ عبد الله بن مَنْصُور بن عَليّ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد اللَّخْمِيّ الإسْكَنْدراني الْمَعْرُوف بالمكين الأسمر الْمُقْرِئ قَرَأَ القراآت على أبي الْقَاسِم الصفراوي وَغَيره وَطَالَ عمره وأقرأ جمَاعَة وَحدث عَن أَصْحَاب السلَفِي وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة الْمروزِي الزَّاهِد عبد الله بن مُنِير الْمروزِي الزَّاهِد كَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء روى عَنهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (عبد الله بن مُوسَى) ابْن الكريد عبد الله بن مُوسَى بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم السلَامِي أَبُو الْحسن بن الكريد توفّي فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وثلاثمائة سمع أَبَا محمدٍ صاعداً

وأقرانه روى عَن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي وَغَيره كنفطويه النَّحْوِيّ وَمُحَمّد بن مخلد الْعَطَّار وَكَانَ من الرحالة فِي طلب الحَدِيث وَكَانَ شَاعِرًا كثير الْحِفْظ للحكايات والنوادر وصنف كتبا كَثِيرَة وَكَانَ صَحِيح السماع إِلَّا أَنه كتب عَمَّن دب ودرج من المجهولين وَمن شعره من المنسرح (قَالَ السلَامِي محنتي عجبٌ ... أصغرها فِي الْقيَاس أعظمها) (من ذَلِك أَنِّي اشْتريت جَارِيَة ... خادمةً لي فصرت أخدمها) ابْن الْهَادِي عبد الله بن مُوسَى الْهَادِي بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور ذكره الصولي فِي كتاب الأوراق قَالَ أمه أم ولدٍ يُقَال لَهَا أمة الْعَزِيز وَكَانَ أديباً فَاضلا مليح الشّعْر ظريفاً كَرِيمًا جواداً ممدحاً وَقَالَ مُحَمَّد بن حبيبٍ كَانَ عبد الله بن مُوسَى الْهَادِي معربداً وَكَانَ قد أعضل الْمَأْمُون مِمَّا يعربد عَلَيْهِ إِذا شرب مَعَه فَأمر بِهِ أَن يجلس فِي بَيته فَلَا يخرج مِنْهُ وأقعد على بَابه حرسا ثمَّ تذمم من ذَلِك فأظهر لَهُ الرضى وَصرف الحرس عَنهُ ثمَّ نادمه فعربد عَلَيْهِ وَكَلمه بكلامٍ أحفظه وَكَانَ عبد الله مغرماً بالصيد فَأمر الْمَأْمُون خَادِمًا من خواصه يُقَال لَهُ حُسَيْن فسمه فِي دراج وَهُوَ بموشاباذ فَدَعَا عبد الله الْعشَاء فَأَتَاهُ حُسَيْن بذلك الدراج فَأَكله فَلَمَّا أحس بالسم ركب فِي اللَّيْل وَقَالَ لأَصْحَابه هُوَ آخر مَا تروني وَأكل مَعَه الدراج خادمان فَأَما أَحدهمَا فَمَاتَ من وقته وَالْآخر مضى مُدَّة مضنىً ثمَّ مَاتَ وَمَات عبد الله بعد أيامٍ وَمن شعره من المتقارب (تقاضاك دهرك مَا أسلفا ... وكدر عيشك بعد الصَّفَا) (فَلَا تنكرن فَإِن الزَّمَان ... جديرٌ بتشتيت مَا ألفا) (وَلما رآك قَلِيل الهموم ... كثير الْهوى نَاعِمًا مترفا) (ألح عَلَيْك بروعاته ... وَأَقْبل يرميك مستهدفا) وَمِنْه من السَّرِيع (يَا من يرَاهُ النَّاس دوني وَلَا ... أرَاهُ طُوبَى لعيونٍ تراك) ) (أَنْت الَّذِي إِن غَابَ بدر الدجا ... لم يكْشف الظلمَة نورٌ سواك) (وَأَنت من لَو خير الْحسن أَن ... يملكهُ خلقٌ إِذا مَا عداك) (وَمَا يشم النَّاس من وردهم ... فَإِنَّمَا منشؤه وجنتاك)

عبد الله بن موسى الجون

ابْن حدير المغربي عبد الله بن مُوسَى بن حدير المغربي ذكره حرقوص فِي كِتَابه فَقَالَ شاعرٌ محسنٌ مفلقٌ مجودٌ مطبوعٌ كَانَ من أَمْلَح النَّاس وأطيبهم وأرشقهم وأظرفهم وأحضرهم جَوَابا وأسرعهم بديهةً وأوقعهم على نادرةٍ مضحكةٍ وطيبةٍ مستطرفةٍ كَانَ جَالِسا عِنْد صاحبٍ لَهُ فَأمر بمرآةٍ فَأتي بهَا فَنظر إِلَى وَجهه فِيهَا ثمَّ رمى بهَا إِلَى ابْن حدير وَقَالَ لَهُ أنظر إِلَى هَذَا الْوَجْه الْقَبِيح فَلَمَّا تصفح وَجهه فِيهَا قَالَ يَا رب لقد صورتني فشوهت بِي وخلقتني فقبحت صُورَتي وَمَا أعلم شَيْئا أكافيك بِهِ إِلَّا ترك الصَّلَاة وَأَنا أدعها وَلَا أصيلها ولقيه رجلٌ من أخوانه فِي السُّوق فَسلم عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن حَاله وَقَالَ لَهُ أَي شَيْء تصنع فَقَالَ لَهُ مَا كَانَت الْأَنْبِيَاء تصنع تَأْكُل الطَّعَام وتمشي فِي الْأَسْوَاق وَمن شعره من الوافر (جَفا أَهلا وزايله طريدا ... وأخلى منزلا واحتل بيدا) (وهدد بالردى إِن لم يقوض ... فخاف فأعمل الركض الشديدا) (فَعَاد بقفرةٍ لَا مَاء فِيهَا ... وَلَا ظلاًّ يلوذ بِهِ مديدا) (تأنس بالوحوش وَمن يرَاهُ ... يخال بِهِ خلال الْوَحْش سيدا) (غَدا من أَهله بالبيد وحشاً ... يوالف من أهاليه جُنُودا) 3 - (عبد الله بن مُوسَى الجون) 3 - (بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب) وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده مُوسَى الجون فِي حرف الْمِيم من مَكَانَهُ كَانَ عبد الله سيداً مَشْهُورا بالجود ممدحاً معمراً وَهُوَ الْقَائِل من الطَّوِيل (أذا الْعَرْش إِن تفرج فَإنَّك قادرٌ ... وَإِن تكن الْأُخْرَى فَإِنِّي صابر) (جزى الله عَنَّا قَومنَا شَرّ مَا جزى ... فَللَّه للمظلوم كافٍ وناصر) وَقَالَ من الطَّوِيل (على زهرَة الدُّنْيَا السَّلَام من امرئٍ ... يرى كل مَا فِيهَا يَزُول وَيذْهب) 3 - (عبد الله بن نَافِع) عبد الله بن نَافِع الْعَدْوى مولى ابْن عمر وَله إخْوَة ضعفه ابْن معِين وَغَيره وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ ابْن ماجة

الْأَصْغَر عبد الله بن نَافِع بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام أَبُو بكر الْأَسدي الزبير الْمدنِي وَلَيْسَ بالصايغ ذَاك مخزومي وَهَذَا يُقَال لَهُ عبد الله بن نَافِع الْأَصْغَر قَالَ ابْن معِين صَدُوق وَقَالَ البُخَارِيّ أَحَادِيثه مَعْرُوفَة توفّي سنة سِتّ عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن سبعين سنة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة الصايغ الْمدنِي الْفَقِيه عبد الله بن نَافِع الصايغ الْمدنِي الْفَقِيه قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ البُخَارِيّ تعرف وتنكر قَالَ ابْن عدي روى عَن مَالك غرايب وَتُوفِّي سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة السّلمِيّ عبد الله بن النَّضر السّلمِيّ روى عَنهُ أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يَمُوت لأحدٍ من الْمُسلمين ثَلَاثَة من الْوَلَد فيحتسبهم إِلَّا كَانُوا لَهُ جنَّة من النَّار فَقَالَت إمرأةٌ يَا رَسُول الله أَو اثْنَان قَالَ أَو اثْنَان قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ مجهولٌ لَا يعرف وَلَا أعرف لَهُ غير هَذَا الحَدِيث وَقد ذَكرُوهُ فِي الصَّحَابَة وَفِيه نظرٌ وَمِنْهُم من يَقُول فِيهِ مُحَمَّد وَمِنْهُم من يَقُول فِيهِ أَبُو النَّضر كل ذَلِك قَالَ فِيهِ أَصْحَاب مالكٍ وَبَعْضهمْ يَقُول فِيهِ) ابْن النَّضر لَا يُسَمِّيه وَأما ابْن وهبٍ فَجعل هَذَا الحَدِيث لأبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزمٍ عَن عبد الله بن عامرٍ الْأَسْلَمِيّ وَمَا أعلم فِي الْمُوَطَّأ رجلا مَجْهُولا غير هَذَا جلال الدّين ابْن شَاس الْمَالِكِي عبد الله بن نجم بن شَاس بن نزار بن

عشاير بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن شاسٍ الجذامي السَّعْدِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي جلال الدّين كَانَ فَقِيها فَاضلا عَارِفًا بقواعد مذْهبه قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى رَأَيْت بِمصْر جمعا كثيرا من أَصْحَابه يذكرُونَ فضائله وصنف فِي مَذْهَب مالكٍ كتابا نفيساً أبدع فِيهِ وَسَماهُ الْجَوَاهِر الثمينة فِي مَذْهَب عَالم الْمَدِينَة وَضعه على تَرْتِيب الْوَجِيز وَفِيه دلالةٌ على غزارة فَضله والطائفة الْمَالِكِيَّة بِمصْر عاكفةٌ عَلَيْهِ لحسنه وَكَثْرَة فَوَائده وَكَانَ مدرساً بِمصْر بِالْمَدْرَسَةِ الْمُجَاورَة للجامع وَتُوفِّي غازياً بدمياط سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة تَاج الدّين كَاتب قطيا عبد الله بن نجيب بن خصيب تَاج الدّين الْمصْرِيّ كَاتب الدرج بقطيا فِيهِ خدمةٌ وإحسان للصادر والوارد ويخدم من يعرف وَمن لَا يعرف سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ من الْكَامِل (أفديه إِن نبذ الْمَوَدَّة أَو رعى ... ملك الحشاشة مَا عشى أَن يصنعا) (رشاءٌ تصيد الْأسود سود عيونه ... ولديه أضحى كل قلبٍ مرتعا) (لم أنس لَيْلَة زارني متعطفاً ... من بعد صدٍّ بالوصال ممتعا) (والعتب مِنْهُ كقهوةٍ لما افترى ال ... واشي سلوي عَن هَوَاهُ وأبدعا) (قمرٌ سقاني من رحيق رضابه ... إِذْ عزت الصَّهْبَاء كأساً مترعا) (حفت كؤوس رضابه بعتابه ... فسكرت من خمرين فِي وقتٍ مَعًا) رشيد الدّين ابْن كَاتب الصَّادِر القوصي عبد الله بن نصر ابْن كَاتب الصَّادِر القوصي رشيد الدّين أَبُو مُحَمَّد كَانَ حَيا سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِدِمَشْق فِي الشيب وَالْكبر من الْبَسِيط (نعمت حينا قَدِيما فِي بلهنيةٍ ... من الشَّبَاب وعودي وارقٌ نضر) ) (وَقد سقيت زمَان الشيب وَا أسفا ... قد خَابَ مني مَا قد كنت أنْتَظر) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من مجزوء الرجز (هَذَا غزالٌ فاتنٌ ... بطرفه وشعره) (يُرِيد أَن يخرجكم ... من أَرْضكُم بسحره)

عبد الله بن هارون

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الرمل (عللونا فالشفا من سوركم ... وَكَذَا جنتنا من سوركم) (فارفعوا سجفكم كي نهتدي ... وانظرونا نقتبس من نوركم) الهريع النَّحْوِيّ عبد الله بن نصر بتن سعد رشيد الدّين القوصي النَّحْوِيّ قَرَأَ النَّحْو وتصدر لإقرائه مُدَّة وَتَوَلَّى عدَّة ولاياتٍ وَسمع الحَدِيث وَحدث ولد بقوص سنة سِتّمائَة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَسبعين وسِتمِائَة بِمصْر وَذكره الْمُحدث عبد الْغفار بن عبد الْكَافِي فِي مُعْجَمه وَقَالَ عَنهُ اللّغَوِيّ وَيعرف بالهريع وَقَالَ كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَقَالَ إِنَّه ذكر أَنه وَهُوَ صَغِير سمع كتاب التِّرْمِذِيّ من أبي الْحسن ابْن الْبناء وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ الْجُزْء الأول مِنْهُ الْحَافِظ الخارفي عبد الله بن نمير الخارفي الْكُوفِي الْحَافِظ وَثَّقَهُ ابْن معينٍ وَغَيره وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَتِسْعين وَمِائَة وورى لَهُ الْجَمَاعَة قَاضِي الْمَدِينَة عبد الله بن نَوْفَل بن الْحَارِث أَخُو الْحَارِث ولي قَضَاء الْمَدِينَة زمن مُعَاوِيَة وَكَانَ يشبه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحفظ لَهُ سماعٌ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل قتل يَوْم الْحرَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة أَربع وَثَمَانِينَ 3 - (عبد الله بن هَارُون) أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَأْمُون عبد الله بن هَارُون أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الْعَبَّاس

الْمَأْمُون بِاللَّه بن الرشيد ابْن الْمهْدي بن الْمَنْصُور ولد سنة سبعين وَمِائَة بَايعُوهُ أول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَكَانَ يكنى أَبَا الْعَبَّاس فَلَمَّا اسْتخْلف اكتنى بِأبي جَعْفَر وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ فِي يَوْم الْخَمِيس لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت من رَجَب وَكَانَت وَفَاته بالبدنون فَكَانَت خِلَافَته عشْرين سنة وَسِتَّة أشهرٍ قَرَأَ الْعلم فِي صغره وَسمع من هشيم وَعباد بن الْعَوام ويوسف بن عَطِيَّة وَأبي مُعَاوِيَة الضَّرِير وطبقتهم وروى عَنهُ وَلَده الْفضل وَيحيى بن أَكْثَم وجعفر ابْن أبي عُثْمَان الطَّيَالِسِيّ والأمير عبد الله ابْن طَاهِر وَأحمد بن الْحَارِث الشيعي ودعل الْخُزَاعِيّ وبرع فِي الْفِقْه والعربية وَأَيَّام النَّاس وَلما كبر عني بعلوم الْأَوَائِل وَمهر فِي الفلسفة فجره ذَلِك إِلَى القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَكَانَ من رجال بني الْعَبَّاس حزماً وعزماً وعلماً وحلماً ورأياً ودهاءً وشجاعةً وسؤدداً وسماحة قَالَ ابْن أبي الدُّنْيَا كَانَ أَبيض ربعَة حسن الْوَجْه تعلوه صفرةٌ قد وخطه الشيب أعين وطويل اللِّحْيَة رقيقها ضيق الجبين على خَدّه خالٌ وَقَالَ الجاحظ كَانَ أَبيض فِيهِ صفرةٌ وَكَانَ ساقاه دون جسده صفراوين كَأَنَّمَا طليتا بزعفران وَلما خلعه الْأمين غضب ودعا إِلَى نَفسه بخراسان فَبَايعُوهُ فِي ذَلِك التَّارِيخ وَأمه أم ولد اسْمهَا مراجل مَاتَت أَيَّام نفَاسهَا بِهِ ودعي لِلْمَأْمُونِ بالخلافة وَأَخُوهُ الْأمين حَيّ فِي آخر سنة خمسٍ وَتِسْعين وَمِائَة إِلَى أَن قتل الْأمين فَاجْتمع النَّاس عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَتْ عماله فِي الْبِلَاد وأقيم الْمَوْسِم سنة ستٍّ وَسنة سبعٍ باسمه وَهُوَ مقيمٌ بخراسان وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ بِبَغْدَاد فِي أول سنة ثمانٍ وَكَانَ فصيحاً مفوهاً كَانَ يَقُول مُعَاوِيَة بعمره وَعبد الْملك بحجاجه وَأَنا بنفسي وَرويت هَذِه عَن الْمَنْصُور ختم فِي الرمضانات ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ختمةً وَقَالَ يحيى بن أَكْثَم قَالَ الْمَأْمُون أُرِيد أَن أحدث فَقلت وَمن أولى بِهَذَا من أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ ضَعُوا لي منبراً ثمَّ صعد فَأول مَا حدث حَدثنَا هشيم بن أبي الجهم عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة رفع الحَدِيث قَالَ امْرُؤ الْقَيْس صَاحب لِوَاء الشُّعَرَاء إِلى النَّار ثمَّ حدث بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ حَدِيثا ثمَّ نزل فَقَالَ كَيفَ

رَأَيْت يَا يحيى مَجْلِسنَا فَقلت أجل مجلسٍ تفقه الْخَاصَّة والعامة فَقَالَ مَا رَأَيْت لكم حلاوةً إِنَّمَا الْمجْلس لأَصْحَاب الخلقان والمحابر وروى عَن مُحَمَّد بن عون عَن ابْن عُيَيْنَة أَن الْمَأْمُون) جلس فَجَاءَتْهُ امرأةٌ فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَاتَ أخي وَخلف سِتّمائَة دِينَارا فأعطوني دِينَارا وَقَالُوا هَذَا نصيبك فَقَالَ الْمَأْمُون هَذَا نصيبك هَذَا خلف أَربع بناتٍ فَقَالَت نعم قَالَ لَهُنَّ أَرْبَعمِائَة دينارٍ وَخلف وَالِدَة لَهَا مائَة دِينَار وَخلف زَوْجَة لَهَا خمسةٌ وَسَبْعُونَ دِينَارا بِاللَّه أَلَك إثنا عشر أَخا قَالَت نعم قَالَ لكل واحدٍ دِينَارَانِ وَلَك دينارٌ واحدٌ وَقَالَ الْمَأْمُون لَو عرف النَّاس حبي للعفو لتقربوا إِلَيّ بالجرائم وَقيل إِن ملاحاً مر فَقَالَ أتظنون أَن هَذَا ينبل فِي عَيْني وَقد قتل أَخَاهُ الْأمين فَسَمعَهَا فَتَبَسَّمَ وَقَالَ مَا الْحِيلَة الَّتِي أنبل فِي عين هَذَا السَّيِّد الْجَلِيل وَكَانَ الْمَأْمُون بخراسان قد بَايع بالعهد لعَلي بن مُوسَى الرِّضَا الْحُسَيْنِي ونوه بِذكرِهِ وَغير زِيّ آبَائِهِ من لبس السوَاد وأبدله بالحضرة فَغَضب بَنو الْعَبَّاس بالعراق لهذين الْأَمريْنِ وخلعوه وَبَايَعُوهُ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي عَمه ولقبوه الْمُبَارك فحاربه الْحسن ابْن سهل فَهَزَمَهُ إِبْرَاهِيم وألحقه بواسط وَأقَام إِبْرَاهِيم بِالْمَدَائِنِ ثمَّ سَار جَيش الْحسن وَعَلَيْهِم حميد الطوسي وَعلي بن هِشَام فهزموا إِبْرَاهِيم فاختفى وَانْقطع خَبره إِلى أَن أظهر فِي وسط خلَافَة الْمَأْمُون فَعَفَا عَنهُ على مَا ذكرته فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم وَتقدم رجلٌ غَرِيب بِيَدِهِ محبرةٌ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ صَاحب حَدِيث مُنْقَطع بِهِ فَقَالَ مَا تحفظ فِي بَاب كَذَا فَلم يذكر فِيهِ شَيْئا فَمَا زَالَ الْمَأْمُون يَقُول حَدثنَا هشيم وَحدثنَا يحيى وَحدثنَا الْحجَّاج حَتَّى ذكر الْبَاب ثمَّ سَأَلَهُ عَن بابٍ آخر فَلم يذكر فِيهِ شَيْئا فَقَالَ الْمَأْمُون حَدثنَا فلَان وَحدثنَا فلَان إِلى أَن قَالَ لأَصْحَابه يطْلب أحدهم الحَدِيث ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يَقُول اعطوني أَنا من أَصْحَاب الحَدِيث أَعْطوهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ مُسْرِف الْكَرم جواداً ممدحاً فرق سَاعَة سِتَّة وَعشْرين ألف ألف دِرْهَم ومدحه أَعْرَابِي مرّة فَأَجَازَهُ بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَقَالَ أَبُو معشر كَانَ أماراً بِالْعَدْلِ مَيْمُون النقيبة فَقِيه النَّفس يعد مَعَ كبار الْعلمَاء وَأهْدى إِلَيْهِ ملك الرّوم تحفاً سنيّةً مِنْهَا مائَة رَطْل مسك وَمِائَة حلَّة سمور فَقَالَ الْمَأْمُون أضعفوها لَهُ ليعلم عز الْإِسْلَام وذل الْكفْر وَقَالَ يحيى بن أَكْثَم كنت عِنْد الْمَأْمُون وَعِنْده جماعةٌ من قواد خُرَاسَان وَقد دَعَا إِلى خلق الْقُرْآن فَقَالَ لَهُم مَا تَقولُونَ فِي الْقُرْآن فَقَالُوا كَانَ شُيُوخنَا يَقُولُونَ مَا كَانَ فِيهِ من ذكر الْجمال وَالْبَقر وَالْخَيْل وَالْحمير فَهُوَ مخلوقٌ وَمَا سوى ذَلِك فَهُوَ غير مخلوقٍ فَأَما إِذْ قد قَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ هُوَ مَخْلُوق فَنحْن نقُول كُله مخلوقٌ فَقلت لِلْمَأْمُونِ أتفرح بموافقة هَؤُلَاءِ وَقَالَ ابْن عَرَفَة أَمر الْمَأْمُون منادياً فَنَادَى فِي النَّاس بِبَرَاءَة الذِّمَّة مِمَّن ترحم على مُعَاوِيَة أَو ذكره بِخَير وَكَانَ كَلَامه فِي الْقُرْآن) سنة اثْنَتَيْ عشرَة فَكثر المنكرلذلك وَكَاد الْبَلَد يفتن وَلم يلتئم لَهُ من ذَلِك مَا أَرَادَ

فَكف عَنهُ إِلى بعد هَذَا الْوَقْت وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل دخلت على الْمَأْمُون فَقَالَ إِنِّي قلت الْيَوْم من المنسرح (أصبح ديني الَّذِي أدين بِهِ ... وَلست مِنْهُ الْغَدَاة معتذرا) (حب عليٍّ بعد النَّبِي وَلَا ... أشتم صديقه وَلَا عمرا) (وَابْن عَفَّان فِي الْجنان مَعَ الأ ... برار ذَاك الْقَتِيل مصطبرا) (وعائش الْأُم لست أشتمها ... من يفتريها فَنحْن مِنْهُ برا) وَقد نَادَى الْمُنَادِي بإحة مُتْعَة النِّسَاء وَلم يزل بِهِ يحيى بن أَكْثَم وروى لَهُ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن ابْني ابْن الْحَنَفِيَّة عَن أَبِيهِمَا مُحَمَّد عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن مُتْعَة النِّسَاء يَوْم خَيْبَر فَلَمَّا صحّح لَهُ الحَدِيث رَجَعَ إِلى الْحق وأبطلها وَأما مَسْأَلَة خلق الْقُرْآن فَلم يرجع عَنْهَا وصمم عَلَيْهَا فِي سنةٍ ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ وأمتحن الْعلمَاء فعوجل وَلم يُمْهل توجه غازياً بالخلافة إِلى أَرض الرّوم فَلَمَّا وصل إِلى البدندون مرض وَأوصى بالخلاقة إِلى أَخِيه المعتصم وَلما مَاتَ نَقله أَخُوهُ المعتصم وَابْن الْمَأْمُون الْعَبَّاس إِلى طرسوس فَدفن بهَا فِي دَار خاقَان خَادِم أَبِيه وَمن شعره من المتقارب (لساني كتومٌ لأسراركم ... ودمعي نمومٌ لسري يذيع) (فلولا دموعي كتمت الْهوى ... وَلَوْلَا الْهوى لم تكن لي دموع) وَمن شعره من الوافر (أَنا الْمُؤْمِنُونَ وَالْملك الْهمام ... وَلَكِنِّي بحبك مستهام) (أترضى ان أَمُوت عَلَيْك وجدا ... وَيبقى النَّاس لَيْسَ لَهُم إِمَام) وَمِنْه من الطَّوِيل (بَعَثْتُك مشتاقاً ففزت بنظرةٍ ... وأغفلتني حَتَّى أَسَأْت بك الظنا) (وناجيت من أَهْوى وَكنت مقرباً ... فَمَا لَيْت شعري عَن دنوك مَا أغْنى) (فَمَا لَيْتَني كنت رَسُول وكنتني ... فَكنت الَّذِي يقصى وَكنت الَّذِي أدنى)

حكى الْفضل بن الرّبيع عَن أَبِيه قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي شَدِيد الانحراف عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَحدث الْمَأْمُون يَوْمًا أَنه رأى عليا فِي النّوم فَقَالَ لَهُ من أَنْت فَأخْبرهُ أَنه عَليّ بن أبي طالبٍ قَالَ فمشينا حَتَّى جِئْنَا قنطرةً فَذهب يتقدمني لعبورها فأمسكته وَقلت) أَنْت رجلٌ يَدعِي هَذَا الْأَمر بامرأةٍ وَنحن أَحَق بِهِ مِنْك فَمَا رَأَيْت لَهُ فِي الْجَواب بلاغةً كَمَا تُوصَف عَنهُ فَقَالَ واي شَيْء قَالَ لَك قَالَ مَا زادني على أَن قَالَ سَلاما سَلاما فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون قد وَالله أجابك أبلغ جوابٍ قَالَ فَكيف ذَلِك قَالَ عرف أَنَّك جاهلٌ لَا يُجَاوب مثلك قَالَ الله عز وَجل وَإِذا خاطبهم الجاهلون قَالُوا سَلاما فَخَجِلَ إِبْرَاهِيم وَقَالَ لَيْتَني لم أحَدثك بِهَذَا الحَدِيث قلتُ يُؤَيّد هَذ التَّفْسِير مَا حَكَاهُ أَحْمد بن الرّبيع عَن إِبْرَاهِيم ابْن الْمهْدي قَالَ رَأَيْت عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي النّوم فَقلت إِن النَّاس قد أَكْثرُوا فِيك وَفِي أبي وَعمر فَمَا عنْدك ذَلِك فَقَالَ لي إخسه وَلم يزدني على ذَلِك وَأدْخل رجلٌ من الْخَوَارِج عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا حملك على الْخُرُوج وَالْخلاف قَالَ قَوْله تَعَالَى وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الْكَافِرُونَ قَالَ أَلَك علمٌ بِأَنَّهَا منزلةٌ قَالَ نعم قَالَ مَا دليلك قَالَ إِجْمَاع الْأمة قَالَ فَكَمَا رضيت بإجماعهم فِي التَّنْزِيل فارض بإجماعهم فِي التَّأْوِيل فَقَالَ صدقت السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقَالَ يحيى كَانَ الْمَأْمُون يحلم حَتَّى يغيظنا وَكَانَ يشرب النَّبِيذ وَقيل بل الْخمر وَكَانَ يتشيع قَالَ الجهشياري وَكَانَ الْمَأْمُون أول من جعل التواقيع أَن تختم وَإِنَّمَا كَانَت مُجَرّدَة منشورةً وكاتبه أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن سهلٍ ثمَّ أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن سهل ثمَّ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي خالدٍ الْأَحول ثمَّ مُحَمَّد بن زيادٍ ثمَّ عَمْرو ابْن مسْعدَة ثمَّ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف ثمَّ أَبُو عبادٍ ثَابت بن يحيى وَقيل أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يزْدَاد وحاجبه عبد الحميد بن شبيب بن حميد بن قَحْطَبَةَ وَصَالح صَاحب الْمصلى ثمَّ مُحَمَّد وَعلي ابْنا صالحٍ ثمَّ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن صالحٍ وَمُحَمّد بن حَمَّاد بن دنقش وعَلى حجابة الْعَامَّة الْحسن ابْن أبي سعيدٍ وَنقش خَاتمه الله ثِقَة عبد الله وَبِه يُؤمن وَقيل عبد الله يُؤمن بِاللَّه مخلصاً وَكَانَ الْمَأْمُون يعرف بِابْن مراجل طباخةٍ كَانَت لزبيدة الطوسي عبد الله بن هَاشم بن حَيَّان الطوسي رَحل وعُني بِالْحَدِيثِ روى عَنهُ مُسلم وَاخْتلف فِي مَوته وَالصَّحِيح أَنه مَاتَ سنة خمسٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ

عبد الله بن هبة الله

الْحَضْرَمِيّ عبد الله بن هُبَيْرَة السبائي الْحَضْرَمِيّ الْمصْرِيّ روى عَن مسلمة ابْن مخلدٍ وَأبي تميمٍ الجيشاني وَعبيد بن عميرٍ وَقبيصَة بن ذُؤَيْب وثقة أَحْمد وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة) وروى لَهُ مسلمٌ وَالْأَرْبَعَة 3 - (عبد الله بن هبة الله) عز الدّين استاذدار المقتفي عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن عَليّ بن الْحسن بن الْمسلمَة أَبُو الْفتُوح بن أبي الْفرج بن أبي الْقَاسِم الملقب برئيس الرؤساء عز الدّين وَهُوَ وَالِد الْوَزير أبي الْفرج مُحَمَّد تولى أستاذ دارية الْخلَافَة أَيَّام المقتفي سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَعلا قدره وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً كثير الْميل إِلى الصُّوفِيَّة وأرباب الْفقر وَالصَّلَاح وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَبُو الْعِزّ الضَّرِير عبد الله بن هُرْمُز بن عبد الله أَبُو الْعِزّ الضَّرِير الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ كَانَ ينظم الشّعْر وروى عَنهُ أَبُو بكر بن كاملٍ الْخفاف وَمن شعره يمدح أَبَا طَالب الزَّيْنَبِي من المتقارب (هَنِيئًا لَك النّوم يَا نَائِم ... رقدت وَلم يرقد الهائم) (وَكَيف ينَام فَتى مغرمٌ ... بَرى جِسْمه سره الكاتم) (أُرِيد لأضمر وجدي بكم ... فيظهره دمعي الساجم) (فليت الَّذِي شفتي حبه ... بِمَا فِي فُؤَادِي لَهُ عَالم) (عساه على ظلمه يرعوي ... فيدنو وَقد يرعوي الظَّالِم) وَمِنْه من الْكَامِل (ومدامةٍ صهباء صافيةٍ ... تنسي الهموم وتذكر المرحا) (سبقت حُدُوث الدَّهْر عصرتها ... فلذاك يلفى سؤرها شبحا) قلت شعرٌ جيد

السَّلُولي عبد الله بن همام أَبُو عبد الرحمان السَّلُولي الْكُوفِي أحد الشُّعَرَاء توفّي حدودَ الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ الْأَسدي عبد الله بن وهب بن زَمعَة بن الْأسود الْأَسدي قتل يَوْم الدَّار مَعَ عُثْمَان وَالأَصَح أَنه مَا لَهُ صُحْبَة قتل سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ) الْمَالِكِي عبد الله بن وهب بن مُسلم الإِمَام أَبُو مُحَمَّد الفِهري الْمَالِكِي الْمصْرِيّ أحد الْأَعْلَام وعالم مصر ولد سنة خمسٍ وَعشْرين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة قَالَ أَبُو زرْعَة نظرت فِي ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث لِابْنِ وهب لَا أعلم أَنِّي رَأَيْت لَهُ حَدِيثا وَلَا أصل لَهُ وَهُوَ ثِقَة لَهُ موطأ كَبِير إِلى الْغَايَة وَكتاب الْجَامِع وَكتاب الْبيعَة وَكتاب الْمَنَاسِك وَكتاب الْمَغَازِي وَكتاب الرِّدَّة وَكتاب تَفْسِير غَرِيب الْمُوَطَّأ وَغير ذَلِك قَرَأَ كتاب أهوال يَوْم الْقِيَامَة فَخر مغشياً عَلَيْهِ وَلم يتَكَلَّم بكلمةٍ حَتَّى مَاتَ ابْن العميد عبد الله بن أبي الياسر المكين الْمَعْرُوف بِابْن العميد الْكَاتِب النَّصْرَانِي كَانَ جده من تكريت وَكَانَ يحضر إِلى مصر بمتجرٍ فِي أَيَّام الإِمَام الْآمِر بِأَمْر الله الفاطمي فَقدم للخليفة الْمَذْكُور من متجره طُرفاً فَأحْسن إِلَيْهِ وقربه فَأَقَامَ بالديار المصرية وجاءه بهَا الْأَوْلَاد وَكَانَ فيهم من تعلم الْكِتَابَة وَتصرف وَتقدم وَعرف أَبُو الياسر بالعميد وخدم بديوان الْجَيْش بِمصْر وَالشَّام وَتقدم فِي الدولة الناصرية يُوسُف وَبعده إِلى الدولة الظَّاهِرِيَّة والنائب يومئذٍ عَلَاء الدّين طيبرس الوزيري فَتقدم عِنْده وَصَارَت لَهُ كلمة نَافِذَة وَلما تغير خاطر الظَّاهِر على النَّائِب الْمَذْكُور أرسل يطْلب ديوَان الْجَيْش إِلى مصر فَلم يرسلم واعتقلهم

عبد الله بن يحيى

صُورَة فَلَمَّا قبض السُّلْطَان عَلَيْهِ طلب المكين إِلى مصر وأعتقله مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ ولاه جَيش مصر وأضاف إِلَيْهِ جَيش الشَّام فحسده بعض نواب ديوَان الْجَيْش وزور كتابا إِلَيْهِ وألقاه فِي حرمدانه ووشى بِهِ لينقم عَلَيْهِ ويتولى مَكَانَهُ فاعتقل المكين وَنقل عَن الَّذِي وشى بِهِ كَلَام أوجب الْقَبْض عَلَيْهِ والعقوبة فاعتقل بعد الْعَذَاب مُدَّة خمس عشرَة سنة وَأَفْرج عَن المكين هَذَا وَترك التَّصَرُّف وَحضر إِلى دمشق وَتُوفِّي بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة وَكَانَ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَجمع تَارِيخا فِي مجلدين من ابْتِدَاء الْعَالم إِلى أول الدولة الظَّاهِرِيَّة وَعمل الْملَّة الإسلامية فِي مُجَلد مِنْهُمَا وَكَانَ لَهُ بر وَفِيه مكارمٌ وَعِنْده مُرُوءَة 3 - (عبد الله بن يحيى) اليمامي عبد الله بن يحيى بن أبي كثيرٍ اليمامي كَانَ من خِيَار النَّاس ورعاً وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم عبدون بن صَاحب الصَّلَاة عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فتوح أَبُو مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ الداني النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بعبدون وبابن صَاحب الصَّلَاة أَقرَأ النَّحْو بشاطبة زَمَانا وأدب بني صَاحب بلنسية وَكَانَ مبرزاً فِي الْعَرَبيَّة مشاركاً فِي الْفِقْه وَيَقُول الشّعْر وَفِيه تواضع وطيبة اخلاقٍ توفّي سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَأخذ عَنهُ جلة مِنْهُم أَبُو جَعْفَر الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْحسن بن حريق وَأَبُو مُحَمَّد ابْن نصرون وَأَبُو الرّبيع بن سالمٍ وَمن شعره فِي ابْن سعدٍ وَقد كتبت بِهِ البغلة من الْبَسِيط (إِن تكب فِي السّير بنت العير بِالْملكِ ... فَلَيْسَ يُدْرِكهَا فِي ذَاك من دَرك) (عذرك الملومة فِيهَا انها حملت ... مَا لَيْسَ يحمل غير الأَرْض والفلك) (الدَّهْر وَالْبَحْر والطود الأشم ذرى ... والبدر بدر الدجى وَالشَّمْس فِي الحلك) قلت كَذَا وجدته وَلَعَلَّه وَالشَّمْس شمس الضُّحَى والبدر فِي الحلك قَالَ ابْن الأنبار هَذَا مَأْخُوذ من قَول ابْن المعتز من الْبَسِيط

(لَا ذَنْب عِنْدِي لِابْنِ العير يَوْم وهت ... قواه من خورٍ فِيهَا وَمن لين) (حملتموه سوى مَا كَانَ يحملهُ ... فره البغال وأصناف البراذين) (الشَّمْس والبدر والطود المنيف ولي ... ث الغاب وَالْبَحْر وَالدُّنْيَا مَعَ الدّين) وَلأبي بكرٍ من مجبرٍ من الْبَسِيط (لَا ذَنْب للطرف وَإِن زلت قوائمه ... وهضبة الْحلم إِبْرَاهِيم يجريها) (وَكَيف يحملهُ طرفٌ وخردلةٌ ... من حمله تزن الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) وَله أَيْضا من الطَّوِيل (أَلا اصفح عَن الطّرف الَّذِي زل إِذْ جرى ... أيثبت طرفٌ فَوْقه النَّاس والدهر) (تداخله كبرٌ لَئِن كنت فَوْقه ... فَتلك لعمري زلةٌ جرها الْكبر) (ثَبت عَلَيْهِ حِين زل رجاحةً ... أيخرج عَن أثْنَاء هالته الْبَدْر) ) (وَلم يدر هَل أمسكته أَو ركضته ... وللعجب سكرٌ لَيْسَ يعدله سكر) وَمن شعر عبدون أَيْضا من الْبَسِيط (يَا من محياه جناتٌ مفتحةٌ ... وهجره لي ذنبٌ غير مغْفُور) (لقد تناقضت فِي خلق وَفِي خلقٍ ... تنَاقض النَّار بالتدخين والنور) وَمِنْه مَا ألغزه فِي باكورة تين من الوافر (وَمَا شيءٌ نماه الْعود حَتَّى ... تناهى بالنماء إِلى الصّلاح) (تكفله الْهَوَاء بدر سكرى ... من الأنواء صيبةٍ رداح) (طلته الشَّمْس مكاً ثمَّ خطت ... بكافورٍ عَلَيْهِ يَد الرِّيَاح) (خُطُوطًا بالبياض على سوادٍ ... كَمَا خطّ الدجى ضوء الصَّباح) قَاضِي مالقة وخطيبها عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمان بن أَحْمد بن عبد الرحمان بن ربيعٍ أَبُو الْقَاسِم الْأَشْعَرِيّ نسبا الْقُرْطُبِيّ قَاضِي الْجَمَاعَة بغرناطة روى عَن الْخَطِيب أبي جَعْفَر بن يحيى وَتفرد بالرواية عَنهُ وَعَن أبي الْحسن عَليّ القشوري وَأبي الْقَاسِم بن بَقِي وَأبي الْحسن بن خروف النَّحْوِيّ وروى عَنهُ ابْن الزبير وَأثْنى عَلَيْهِ وَولي

الْقَضَاء بشريش ومالقة وخطابنها وتصدر للأشغال قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان كَانَ مُسَدّد النّظر رطب المناظرة منصفاً أديباً نحوياً فقسيهاً مشاركاً فِي الْأُصُول توفّي سنة ستٍ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة الجزائري عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يُوسُف بن حيون الغساني الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الجزائري نزيل دمشق شيخ محدثٌ عالمٌ متقن كثير الرِّوَايَة مليح الْكِتَابَة نسخ الْكثير وعني بِالْحَدِيثِ مَعَ فهمٍ ومعرفةٍ وديانةٍ وتواضع سمع بِمصْر من جماعةٍ من أَصْحَاب السلَفِي وَحدث عَن ابْن دحْيَة واخيه يُوسُف بن المخيلي والسخاوي وكريمة القرشية وَابْن الصّلاح وَإِبْرَاهِيم بن الخشوعي وروى عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَابْن تَيْمِية وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَولي مشيخة النجيبية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة صفي الدّين الْبَغْدَادِيّ عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن المعمر بن جعفرٍ أَبُو الْقَاسِم أبن أبي الْفضل) الْمَعْرُوف بصفي الدّين بن زعيم الدّين كَانَ وَالِده صَدرا بالمخزن وناب فِي الوزارة قَرَأَ عبد الله الْأَدَب على أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وَسمع بقرَاءَته الحَدِيث على أبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن مُحَمَّد العباسي الْمَكِّيّ وَأبي بكر ابْن الزغواني وَأبي الْفَتْح ابْن البطي وجماعةٍ وَغَيرهم وَمَات شَابًّا سنة أربعٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَلم يرو شَيْئا وَمن شعره فِي مدح المستضيء بِاللَّه على وزنين وقافيتين من الْكَامِل ومجزوء الرجز (جود الإِمَام المستضيء غمام للمجتدي ... تروى بهَا آماله) (منح الورى مِنْهُ بأبلج الشدائد منجد ... معدومةٌ أمتاله) (إِن الخليقة بالخليفة فِي المكارم تقتدي ... فدليلها أَفعاله) (وبجوده الحيران مِنْهَا فِي النوائب يَهْتَدِي ... فسراجها أفضاله) (قَالَ السماح وَقد حبا أكْرم بِهِ من مرفد ... مبذولة أَمْوَاله) (أحيى مَنَاقِب جده الْعَبَّاس عَم مُحَمَّد ... فبذاك تمّ جَلَاله) (خجل الحيا بسحابه مُتَبَرعا بندى يَد ... متتابعٌ هطاله) (جود السَّحَاب بمائه والمستضيء بعسجد ... فاعتاقه إخجاله)

وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل (هَب النسيم بحاجرٍ ... فتنبهت أشواقه) (ووشت بِمَا حوت الضلو ... ع من الجوى آماقه) (ناديت والبين المش ... ت غَدَتْ تزم نياقه) (يَا مشبه الشَّمْس الْمَنِيّ ... رة فِي الضُّحَى إشراقه) (الصب فِيك معذبٌ ... مضني الحشا مشتاقه) (وَالْقلب فِي أسر الْهوى ... مَا تَنْقَضِي أعلاقه) (إرحم معنى فِي الْهوى ... مَا إِن يحل وثَاقه) (أَمْسَى لديغ هواكم ... ووصالكم درياقه) الْمصْرِيّ الْبُرُلُّسِيّ عبد الله بن يحيى المغافري الْمصْرِيّ الْبُرُلُّسِيّ روى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ) طَالب الْحق الْخَارِجِي الإِمَام عبد الله بن يحيى الْكِنْدِيّ أحد بني عَمْرو بن كنَانَة كَانَ من حَضرمَوْت مُجْتَهدا عابداً كَانَ يَقُول قبل أَن يخرج لَقِيَنِي رجل فَأطَال النّظر إِلَيّ وَقَالَ مِمَّن أَنْت فَقلت من كِنْدَة فَقَالَ من أَيهمْ فَقلت من بني شَيْطَان فَقَالَ وَالله لتملكن ولتبلغن وَادي الْقرى وَذَلِكَ بعد أَن تذْهب إِحْدَى عَيْنَيْك وَقد ذهبت وَأَنا أَتَخَوَّف مَا قَالَ وأستخير الله فَرَأى بِالْيمن جوراً ظَاهرا وعسفاً شَدِيدا وسيرةً قبيحةً فَقَالَ لأَصْحَابه مَا يحل لنا الْمقَام على مَا نرى وَلَا يسعنا الصَّبْر عَلَيْهِ وَكتب إِلى أبي عُبَيْدَة مُسلم بن أبي كَرِيمَة الَّذِي يُقَال لَهُ كرزين مولى تميمٍ وَكَانَ ينزل فِي الأزد وَإِلَى غَيره من الإباضية بِالْبَصْرَةِ يشاورهم فِي الْخُرُوج فَكَتَبُوا إِلَيْهِ إِن اسْتَطَعْت أَن لَا تقيم يَوْمًا وَاحِدًا فافعل وشخص إِلَيْهِ الْمُخْتَار بن عوفٍ الْأَزْدِيّ وبلج بن عقبَة السقوري فِي

رجالٍ من الإباضية وأتوه إِلى حَضرمَوْت وسموه طَالب الْحق وَكثر جمعه وَتوجه إِلى صنعاء سنة تسعٍ وَعشْرين وَمِائَة فِي أَلفَيْنِ وَجَرت لَهُ حروبٌ ثمَّ دَخلهَا وَجمع الخزائن وَالْأَمْوَال فأحرزها وَلما استولي على بِلَاد الْيمن خطب فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَصلى على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوعظ وَذكر وحذر ثمَّ قَالَ إِنَّا ندعوكم إِلى كتاب الله وَسنة نبيه وَإجَابَة من دَعَا إِلَيْهِمَا الْإِسْلَام ديننَا والكعبة قبلتنا وَالْقُرْآن إمامنا رَضِينَا بالحلال حَلَالا لَا نبغي بِهِ بَدَلا وَلَا نشتري بِهِ ثمنا حرمنا الْحَرَام ونبذناه وَرَاء ظُهُورنَا وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعَظِيم وَإِلَى الله المشتكى وَعَلِيهِ الْمعول من زنا فَهُوَ كافرٌ وَمن سرق فَهُوَ كافرٌ وَمن شرب الْخمر فَهُوَ كافرٌ وَمن شكّ فِي أَنه كافرٌ فَهُوَ كافرٌ ندعوكم إِلى فَرَائض بيناتٍ وآياتٍ محكماتٍ وآثار يقْتَدى بهَا ونشهد أَن الله صادقٌ فِيمَا وعد وعدلٌ فِيمَا حكم ندعوكم إِلَى تَوْحِيد الرب وَالْيَقِين بالوعيد والوعيد وَأَدَاء الْفَرَائِض وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَالْولَايَة لأهل ولَايَة الله والعداوة لأعداء الله أَيهَا النَّاس إِن من رَحْمَة الله أَن جعل فِي كل فترةٍ بقايا من أهل الْعلم يدعونَ من ضل إِلى الْهدى ويصبرون على الْأَلَم فِي جنب الله يقتلُون على الْحق سالف الدهور شُهَدَاء فَمَا نسيهم رَبهم وَمَا كَانَ ربكك نسيا أوصيكم بالتقوى وَحسن الْقيام على مَا وكلتم بِالْقيامِ بِهِ فابلوا الله بلَاء حسنا فِي أمره وزجره أَقُول قولي هَذَا واستغفر الله لي وَلكم وَأقَام بِصَنْعَاء أشهراً يحسن السِّيرَة وأتته الشراة من كل جَانب وَلما كَانَ وَقت الْحَج جهز أَبَا حَمْزَة الْمُخْتَار بن عوفٍ وبلج بن عقبَة وأبرهة بن) الصَّباح إِلى مَكَّة فِي سَبْعمِائة وَقيل فِي ألفٍ وَأمره أَن يُقيم بِمَكَّة إِذا صدر النَّاس وَيُوجه بلجاً إِلى الشَّام وَجَرت حروبٌ وخطوبٌ يطول شرحها ثمَّ إِن مَرْوَان انتخب من عسكره أَرْبَعَة آلَاف فارسٍ وَقدم عَلَيْهِم عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة السَّعْدِيّ فَالتقى أَبُو حَمْزَة وَابْن عَطِيَّة بِأَسْفَل مَكَّة فَخرج أهل مَكَّة مَعَ ابْن عَطِيَّة فَقتل أَبُو حَمْزَة على فَم الشّعب وتفرق الْخَوَارِج وصلب أَبُو حَمْزَة وأبرهة بن الصَّباح وَعلي بن الْحصين وَلم يزَالُوا كَذَلِك إِلى أَن حج مهلهل الهُجَيْمِي فِي خلَافَة أبي الْعَبَّاس فأنزلهم ودفنهم وَكَانَ ابْن عَطِيَّة قد بعث بِرَأْس أبي حَمْزَة إِلى مَرْوَان وَخرج إِلى الطَّائِف وَقَاتل عبد الله بن يحيى وَجَرت بَينهمَا حروبٌ وَآخر الْأَمر التقيا فِي مَكَان كثير الشّجر وَالْكَرم والحيطان فترجل عبد الله بن يحيى فِي ألف فارسٍ وقاتلوا حَتَّى قتلوا وَبعث عبد الْملك بن عَطِيَّة بِرَأْس عبد الله بن يحيى إِلى مَرْوَان مَعَ ابْنه يزِيد ابْن عبد الْملك

عبد الله بن يزيد

الصليحي صَاحب خدد عبد الله بن يعلي السُّلْطَان الصليحي صَاحب حصن خدد قَالَ من قصيدةٍ فِي رجلٍ ادّعى أَنه شاعرٌ ومدح المكلة الْحرَّة بِمَا لم يسْتَحق عَلَيْهِ جَائِزَة فاستشفع بِهِ من الْكَامِل (قَاس الْأُمُور وَلم يجد فِي فكره ... أمرا يقوم بواجبٍ من عذره) (فمضي ينْفق زائفاً من تبره ... وسرى يلفق كاسداً من شعره) (ويظن أَن حقوقك ابْنة أَحْمد ... جهلا يقوم بِهن بَاطِل أمره) (هَيْهَات مِنْك فَوق ذَاك وَإنَّهُ ... قسما بحقك عاجزٌ عَن شكره) (إِن الَّذِي يلقى الصَّنِيع بجحده ... مثل الَّذِي يلقى الْإِلَه بِكُفْرِهِ) (وَمَتى أخل بواجباتك شاعرٌ ... عَن قدره هدمت مباني فخره) (إِن الصَّنَائِع فِي الْكِرَام ودائعٌ ... تبقى وَلَو فني الزَّمَان بأسره) 3 - (عبد الله بن يزِيد) الأوسي الخطمي عبد الله بن يزِيد بن زيدٍ الأوسي الخطمي شهد الْحُدَيْبِيَة وَله سبع عشرَة سنةٍ وروى أَحَادِيث وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وروى عَنهُ عدي بن ثابتٍ عَن الْبَراء بن عازبٍ وَكَانَ أَمِيرا على الْكُوفَة وَشهد مَعَ عَليّ الْجمل والنهروان حمَار الْفراء عبد الله بن يزِيد بن راشدٍ أَبُو بكر الْقرشِي الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الملقب بِحِمَار الْفراء شيخٌ مسن معمر قَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَن لَا بَأْس بِهِ توفّي فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

عبد الله بن يعقوب

الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ عبد الله بن يزِيد مولى آل عمر الْفَارُوق الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى عَنهُ الْجَمَاعَة الْبَاقُونَ عَن رجلٍ عَنهُ وَأحمد بن حنبلٍ وَغَيرهم كَانَ إِمَامًا فِي الْقُرْآن والْحَدِيث كَبِير الشَّأْن مَاتَ بِمَكَّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ أَبُو بكر ابْن هُرْمُز عبد الله بن يزِيد بن هُرْمُز أَبُو بكر الْأَصَم الفقية أحد الْأَعْلَام روى عَن جماعةٍ من التَّابِعين قَالَ مَالك كنت أحب أَن أقتدي بِهِ وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام قَلِيل الْفتيا شَدِيد التحفظ يرد على أهل الْأَهْوَاء عَالما بالْكلَام قَالَ أَبُو حَاتِم ابْن هُرْمُز أحد الْفُقَهَاء لَيْسَ بِقَوي يكْتب حَدِيثه توفّي فِي حُدُود ثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة عبد الله بن يزِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم ولد عبد الله هَذَا سبعةٌ من الْخُلَفَاء أَبوهُ يزِيد وجده عبد الْملك وجد أَبِيه مَرْوَان وجده لأم أَبِيه يزِيد بن مُعَاوِيَة لِأَن أم أَبِيه عَاتِكَة بنت يزِيد وَأَبُو جده لأم أَبِيه مُعَاوِيه بن أبي سُفْيَان وجده لأمه عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ لِأَن أمه سعدى بنت عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان وَأم عبد الله بن عَمْرو ابْن عُثْمَان ابْنة عبد الله بن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ لعبد الله هَذَا ولدٌ عَظِيم الْقدر عِنْد الْمهْدي والرشيد اسْمه عبد الْمطلب ابْن أبي نجيح) عبد الله بن يسارٍ أبي نجيحٍ مولى الْأَخْنَس الثَّقَفِيّ أحد الثِّقَات قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة هُوَ ثقةٌ قدري توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الله بن يَعْقُوب) الْعَادِل صَاحب مراكش عبد الله بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن السُّلْطَان أَبُو مُحَمَّد الملقب بالعادل بُويِعَ بالمغرب إِثْر خلع ابْن عمهم عبد الْوَاحِد سنة إِحْدَى

عبد الله بن يعلى الصليحي

وَعشْرين وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَت دولته أقل من أَربع سِنِين وَلم يسْتَقلّ بالمملكة وَكَانَ أَخُوهُ الْمَأْمُون أَبُو العلى منازعاً لَهُ ثمَّ قوي الْمَأْمُون وَدخل قصر الْإِمَارَة بمراكش وَقبض على الْعَادِل 3 - (عبد الله بن يعلى الصليحي) صَاحب حصن خدد هُوَ من بَيت الصليحيين الَّذين كَانَت لَهُم سلطنة الْيمن وَهُوَ مِمَّن ذكره الْعِمَاد فِي الخريدة وَأنْشد لَهُ من أبياتٍ قَالَهَا فِي شاعرٍ مدح الْحرَّة صَاحِبَة الْيمن بشعرٍ لم يسْتَحق عَلَيْهِ جَائِزَة من الْكَامِل (قَاس الْأُمُور فَلم يجد فِي فكره ... أمرا يقوم بواجبٍ من عذره) (فَمضى ينْفق زائفاً من نثره ... وسرى يلفق كاسدا من شعره) (ويظن أَن حقوقك ابْنة أحمدٍ ... جهلا يقوم بِهن بَاطِل أمره) وَمِنْه من الْكَامِل (إِن الصَّنَائِع فِي الْكِرَام ودائعٌ ... تبقى وَلَو فني الزَّمَان بأسره) 3 - (عبد الله بن يُوسُف) وَالِد إِمَام المحرمين عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن حيويه الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَالِد إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ إِمَامًا بارعاً فَقِيها شَافِعِيّ الْمَذْهَب مُفَسرًا نحوياً أديباً تفقه على أبي بكر الْقفال وَتخرج بِهِ فُقَهَاء صنف التَّبْصِرَة وصنف التَّذْكِرَة وَالتَّعْلِيق ومختصر الْمُخْتَصر وَالْفرق وَالْجمع والسلسلة وموقف الإِمَام وَالْمَأْمُوم وَالتَّفْسِير الْكَبِير وَسمع من جماعةٍ وروى عَنهُ وَلَده إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقَرَأَ أَيْضا على أبي الطّيب سهلٍ الصعلوكي وَكَانَ مهيباً لَا يجْرِي بَين يَدَيْهِ إِلَّا الْجد وَلما مَاتَ وَالِد إِمَام الْحَرَمَيْنِ قَالَ أَبُو الْفرج حمد بن مُحَمَّد بن حسنيل الهمذاني يرثيه من الطَّوِيل

(علومٌ علت أعلامها غبراتها ... وأعين أعيانٍ طغت عبرانها) (وأفلاذ أكبادٍ من الْفضل فتتت ... فدلت على تفتيتها زفراتها) (بنى بليوث الغاب عقر غيولها ... وأخلته من عفر الفلا سمراتها) (أَبى الله عز الدّين إِلَّا تنقصاً ... من الأَرْض حَتَّى استقلعت شجراتها) (تداعت مباني الدّين وانهد رُكْنه ... ودهده من أطواده صخراتها) (وغار ضِيَاء الشرق فانكسفت لَهُ ... شموسٌ وأقمارٌ خبت شرراتها) (أرى عصباً تيجانها قد تقوضت ... وَقد عصبتها بالثرى غبراتها) (علا الحبر عبد الله صهوة سَابق ... قوائمه من معشرٍ قصداتها) (وَإِن قلوباً قطعت لوفاته ... كوتها على تقطيعها حسراتها) (ذوت دوحة الْإِسْلَام وَالْعلم والعلى ... بمصرع من جدت بِهِ ثمراتها) (هوى نجمها العالي وأظلم جوها ... ومادت رواسيها ومارت كراتها) (سلامٌ على المنطيق فِي شبهاتها ... إِذا مَا رجالٌ عاقها حصراتها) (برغم الْفَتَاوَى والمدارس هورت ... خواطره واستنزفت خطراتها) (برغم النوادي والمجالس رنقت ... مواردها وارتد ملحاً فراتها) (برغم العلى وَالدّين وَالْعلم والجحى ... ثوى الْبَدْر والبيداء ضلت سراتها) (فجايع سَالَتْ بالخدود دماؤها ... كَذَا وتهارت فِي الحشا جمراتها) ) (لخفت مَثَاقِيل الرِّجَال وأضللت ... حلوماً وطاشت بعده وقراتها) (وَكَانَ إِذا مَا حررت كَلِمَاته ... مَعَاني لم ترقم سطوراً قراتها) وَهِي طويلةٌ سَاقهَا الباخرزي فِي الدمية وتألم مرّة من ضرسه فَقَالَ الباخرزي من السَّرِيع (جلّ الإِمَام الحبر عَن علةٍ ... فِي ضرسه لم تَكُ معتاده) (لِسَانه أوجع أَسْنَانه ... وَالسيف قد يَأْكُل أغماده) الْجِرْجَانِيّ الْمُحدث عبد الله بن يُوسُف القَاضِي أَبُو محمدٍ الْجِرْجَانِيّ الْمُحدث صنف فَضَائِل الشَّافِعِي وفضائل أَحْمد بن حَنْبَل وَدخل هراة وَكَانَ ثِقَة

وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة أَبُو مُحَمَّد الكلَاعِي عبد الله بن يُوسُف التنيسِي أَبُو مُحَمَّد الكلَاعِي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ نزل تنيس روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ قَالَ البُخَارِيّ من أثبت الشاميين وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره ثِقَة توفّي سنة سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ العاضد صَاحب مصر عبد الله بن يُوسُف هُوَ العاضد لدين الله أَبُو مُحَمَّد ابْن يُوسُف ابْن الْحَافِظ لدين الله عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن الْمُسْتَنْصر بن الظَّاهِر بن الْحَاكِم العبيدي الْمصْرِيّ هُوَ آخر خلفاء المصريين ولد سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فِي أَولهَا وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة لما هلك الفائز ابْن عَمه وَاسْتولى الْملك الصَّالح طلائع على الديار المصرية بَايع العاضد وأقامه صُورَة وَكَانَ كالمحجور عَلَيْهِ لَا يتَصَرَّف فِي أمرٍ وَكَانَ رَافِضِيًّا سباباً خبيثاً إِذا رأى سنياً اسْتحلَّ دَمه وَقتل ابْن رزيك ووزر لَهُ شاور وَدخل أَسد الدّين شيركوه إِلَى الْقَاهِرَة وَقتل شاور ووزر لَهُ شيركوه على مَا هُوَ مذكورٌ فِيمَا تقدم فِي ترجمتهما وَمَات شيركوه فوزر لَهُ صَلَاح الدّين يُوسُف على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة صَلَاح الدّين وَتمكن صَلَاح الدّين من المملكة وَلم يزل يَسْتَدْعِي مِنْهُ الْخَيل وَالرَّقِيق وَغَيره إِلَى أَن أَخذ مِنْهُ فرسا كَانَ رَاكِبه فسيره إِلَيْهِ وشق خفيه وَلزِمَ بَيته وَبَقِي مَعَه صُورَة إِلَى أَن خلعة وخطب لأمير الْمُؤمنِينَ المستضيء بِأَمْر الله العباسي وأزال تِلْكَ الدولة وَكَانُوا أَرْبَعَة عشر خَليفَة مِنْهُم ثلاثةٌ بإفريقية وهم الْمهْدي والقائم والمنصور وَأحد عشر بِمصْر وهم الْمعز والعزيز وَالْحَاكِم وَالظَّاهِر والمستنصر) والمستعلي والآمر والحافظ والظافر والفائز

والعاضد يدعونَ الشّرف ونسبتهم إِلَى مَجُوسِيّ أَو يَهُودِيّ واشتهروا بَين الْعَوام فَيَقُولُونَ الدولة الفاطمية والعلوية وَقد أوضحت ذَلِك فِي تَرْجَمَة عبيد الله الْمهْدي وتسلم الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين قصر الْخلَافَة وَاسْتولى على مَا كَانَ فِيهِ من الذَّخَائِر وَكَانَت عَظِيمَة الْوَصْف وَقبض على أَوْلَاد العاضد وَأَهله وحبسهم فِي مكانٍ واحدٍ بِالْقصرِ وأجرى عَلَيْهِم مَا يموتهم وَعفى آثَارهم وَاسْتمرّ البيع فِي موجودهم مُدَّة عشر سِنِين وَلم يُوجد فِي خزائنهم من المَال كثيرٌ لِأَن شاور ضيعه وصانع بِهِ الفرنج وَمن عجائب مَا وجد فِيهَا قضيب زمردٍ طوله شبرٌ وشيءٌ فِي غلظ الْإِبْهَام فَأَخذه صَلَاح الدّين وأحضر صائغاً ليقطعه فاستعفى الصَّائِغ من ذَلِك فَرَمَاهُ السُّلْطَان فانكسر ثَلَاث قطعٍ وفرقه على نِسَائِهِ وَوجد طبل القولنج الَّذِي صنع للظافر وَكَانَ من ضربه خرج مِنْهُ الرّيح واستراح من القولنج فَوَقع إِلَى بعض أُمَرَاء الأكراد فَلم يدر مَا هُوَ فَكَسرهُ لِأَنَّهُ ضربه فضرط وَوجد إبريقٌ عظيمٌ من الْحجر الْمَانِع فَكَانَ من جملَة مَا أرسل إِلَى بَغْدَاد من التحف ثمَّ إِن موفق الدّين خَالِد بن القيسراني وصل إِلَى مصر من جِهَة نور الدّين الشَّهِيد وطالبه بِجَمِيعِ مَا حصله فشق ذَلِك على صَلَاح الدّين وهم بشق الْعَصَا ثمَّ إِنَّه أَمر بِعَمَل الْحساب وَعرضه على موفق الدّين وَأرَاهُ جرائد الأجناد وَأرْسل مَعَه هَدِيَّة إِلَى نور الدّين على يَد الْفَقِيه عِيسَى وَهِي خمس ختماتٍ إِحْدَاهُنَّ مَكْتُوبَة بِالذَّهَب بِخَط يانس فِي ثَلَاثِينَ جُزْء وختمة بِخَط مهلهل وختمة بِخَط الْحَاكِم الْبَغْدَادِيّ وختمة بِخَط رَاشد فِي عشرَة أجزاءٍ وختمة بِخَط ابْن البواب وَثَلَاثَة أَحْجَار بلخش وَزنهَا أَرْبَعَة وأبعون مِثْقَالا وست قصبات مرد مزنها ثَلَاثَة عشر مِثْقَالا وَثلث وَربع وياقوتة وَزنهَا سَبْعَة مَثَاقِيل وَحجر أَزْرَق وَزنه سِتَّة مَثَاقِيل وَسدس وَمِائَة عقد جَوْهَر وَزنهَا مائَة وَخَمْسَة وَسَبْعُونَ مِثْقَالا وَخَمْسُونَ قَارُورَة دهن بِلِسَان وَعِشْرُونَ قِطْعَة بلور وَأَرْبع عشرَة قِطْعَة جزع وإبريق يشم وطشت يشم وسقرق مينا مَذْهَب وصحون وزبادي صيني أَرْبَعُونَ قِطْعَة وكرتين عود وزنهما خَمْسُونَ رطلا بالمصري وَمِائَة ثوب أطلس وَأَرْبع وَعِشْرُونَ بقياراً مذهبَة وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ثوبا حَرِيرًا وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ من الوشي وحلة فلفلي مذهبَة وحلة مريش صفراء مذهبَة وَغير ذَلِك أَنْوَاع قماش قيمتهَا مِائَتَان وَعِشْرُونَ ألف دِينَار مصرية وعدة من الْخَيل والغلمان والجواري وشيئاً كثيرا من السِّلَاح وَيُقَال إِن دَار الْكتب كَانَ بهَا ألف ومائتان وَعِشْرُونَ نُسْخَة بتاريخ الطَّبَرِيّ وَكَانَت تحتوي على ألفي ألف وسِتمِائَة ألف) كتاب وَكَانَ فِيهَا من الخطوط المنسوبة أَشْيَاء كَثِيرَة حصل القَاضِي الْفَاضِل نخبها أَنه اعتبرها وَكلما أعجبه شَيْء قطع جلده ورماه فِي الْبركَة فَلَمَّا فرغ النَّاس من شِرَاء الْكتب اشْترى هُوَ تِلْكَ على أَنَّهَا مخرومة ذكر ذَلِك ابْن أبي طي وَقَالَ أَخْبرنِي بذلك جمَاعَة من المصريين مِنْهُم الْأَمِير شمس الْخلَافَة مُوسَى بن مُحَمَّد وَسَارُوا بِهَذِهِ الْهَدِيَّة فَلم تصل إِلَى نور الدّين لأَنهم اتَّصَلت بهم وَفَاة نور الدّين فِي الطَّرِيق

وَقيل إِنَّهَا أُعِيدَت جَمِيعهَا إِلَى صَلَاح الدّين لِأَنَّهُ وضع على موفق الدّين والفقيه عِيسَى من نهبهما فِي الطَّرِيق وَكَانَ موت العاضد بذربٍ مفرطٍ وَقيل مَاتَ غماً لما بلغه قطع خطبتهم من مصر وَقيل سم نَفسه وَمَات يَوْم عَاشُورَاء بعد قطع الْخطْبَة بيوميات قَلَائِل يُقَال إِن صَلَاح الدّين لما بلغته وَفَاته قَالَ لَو علمت قرب أَجله مَا رَوْعَته بِقطع الْخطْبَة حكى ابْن المارستاني فِي سيرة الْوَزير عون الدّين ابْن هُبَيْرَة أَنه رأى إنسانٌ من أهل بَغْدَاد فِي سنة خمسٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة كَأَن قمرين أَحدهمَا أنور من الآخر والأنور مِنْهُمَا مسامت الْقبْلَة وَله لحيةٌ سَوْدَاء فِيهَا طولٌ ويهب أدنى نسيم فيحركها وظلها فِي الأَرْض وَكَأن الرجل يتعجب من ذَلِك وَكَأَنَّهُ يسمع أصوات جماعةٍ يقرؤن بألحانٍ وأصواتٍ لم يسمع قطّ مثلهَا وَكَأَنَّهُ يسْأَل بعض من حضر فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ قد استبدل النَّاس بإمامهم قَالَ وَكَأن الرجل اسْتقْبل الْقبْلَة وَهُوَ يَدْعُو الله أَن يَجعله إِمَامًا برا نقياً واستيقظ الرجل وَبلغ هَذَا الْمَنَام الْوَزير ابْن هُبَيْرَة إِذْ ذَاك بِبَغْدَاد فَعبر الْمَنَام بِأَن الإِمَام الَّذِي بِمصْر يسْتَبْدل بِهِ وَتَكون لدَعْوَة لبني الْعَبَّاس لمَكَان اللِّحْيَة السَّوْدَاء وَقَوي هَذَا عِنْده حَتَّى كَاتب نور الدّين الشَّهِيد حِين دخل أَسد الدّين شيركوه إِلَى مصر فِي أول مرّة بِأَنَّهُ يظفر بِمصْر وَتَكون الْخطْبَة لبني الْعَبَّاس بهَا على يَده وَفِي قطع خطْبَة خلفاء مصر يَقُول العرقلة من الْخَفِيف (أصبح الْملك بعد آل عليٍّ ... مشرقاً بالملوك من آل شاذي) (وَغدا الشرق يحْسد الغرب للقو ... م ومصرٌ تعلو على بغداذ) (مَا حووها إِلَّا بحزمٍ وعزمٍ ... وصليل الفولاذ فِي الفولاذ) (لَا كفرعون والعزيز وَمن كَا ... ن بهَا كالخصيب والأستاذ) وَيُقَال إِن الشريف الجليس وَهُوَ رجلٌ شرِيف كَانَ يجلس مَعَ العاضد ويحادثه عمل دَعْوَة لشمس الدولة توران شاه أخي السطان صَلَاح الدّين بعد انْقِرَاض دولة الفاطميين غرم عَلَيْهَا) مَالا كثيرا وأحضرها جمَاعَة من أكَابِر أُمَرَاء الدولة الصلاحية فَلَمَّا جَلَسُوا على الطَّعَام قَالَ شمس الدولة للشريف حَدثنَا بِأَعْجَب مَا رَأَيْت قَالَ نعم طلبني العاضد يَوْمًا وَالْجَمَاعَة من الندماء فَلَمَّا دَخَلنَا عِنْده وجدنَا عِنْده مملوكين من التّرْك عَلَيْهِم أقبية مثل أقبيتكم وقلانس كقلانسكم وَفِي أوساطهم مناطق كمناطقكم فَقُلْنَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا هَذ الَّذِي مَا رَأَيْنَاهُ قطّ فَقَالَ هَذِه هَيْئَة الَّذين يملكُونَ دِيَارنَا وَيَأْخُذُونَ أمولنا وذخائرنا وَكتب صَلَاح الدّين إِلى وَزِير بَغْدَاد على يَد شمس الدّين مُحَمَّد بن المحسن بن الْحُسَيْن بن أبي المضاء البعلبكي الَّذِي خطب أول شَيْء بِمصْر للعباسيين من إنْشَاء القَاضِي الْفَاضِل كتابا مِنْهُ وَقد توالت الْفتُوح غرباً ويمناً وشاماً وَصَارَت الْبِلَاد والشهر بل الدَّهْر حرما حَرَامًا

وأضحى الدّين وَاحِدًا بَعْدَمَا كَانَ أدياناً والخلافة إِذا ذكر بهَا أهل الْخلاف لم يخروا عَلَيْهَا صمًّا وعمياناً والبدعة خاشعة وَالْجُمُعَة جَامِعَة والمذلة فِي شيع الضلال شايعة ذَلِك بِأَنَّهُم آتخذوا عباد الله من دونه أَوْلِيَاء وَسموا أَعدَاء الله أصفياء وتقطعوا أَمرهم شيعًا وَفرقُوا أَمر الْأمة وَكَانَ مجتمعاً وكذبوا بالنَّار فَجعلت لَهُم نَار الحتوف وَنَثَرت أَقْلَام الظبى حُرُوف رؤوسهم نثر الأقلام للحروف ومزقوا كل ممزقٍ وَأخذ مِنْهُم بِكُل مخنقٍ وَقطع دابرهم وَوعظ آثبهم غابرهم ورغمت أنوفهم ومنابرهم صدقا وعدلاً وَلَيْسَ السَّيْف عَمَّن سواهُم من الفرنج بصائم وَلَا اللَّيْل عَن السّير إِلَيْهِم بنائم وَلَا خَفَاء عَن الْمجْلس الصاحبي أَن من شدّ عقد خلَافَة وَحل عقد خلاف وَقَامَ بدولةٍ وَقعد بِأُخْرَى قد عجز عَنْهَا الأخلاف والأسلاف فَإِنَّهُ مفتقرٌ إِلى أَن يشْكر مَا نصح ويقلد مَا فتح ويبلغ مَا اقترح وَيقدم حَقه وَلَا يطْرَح وَيقرب مَكَانَهُ وَإِن نزح وتأتيه التشريفات الشَّرِيفَة وَيُقَال إِن الْمعز لما أَتَى إِلَى الْقَاهِرَة قَالَ لديوان الْإِنْشَاء أكتبوا لنا ألقاباً تصلح لنا أَن نتلقب بهَا فَكَتَبُوا لَهُم ألقاباً آخر مَا كَانَ فِيهِ لقب العاضد فَقدر الله تَعَالَى أَن آخر من ملك مِنْهُم كَانَ لقبه العاضد وَهَذَا فألٌ عَجِيب وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة الخبوشاني فصل يتَعَلَّق بالعاضد وَكَانَ الْفَقِيه عمَارَة اليمني قد رثى أهل الْقصر بِهَذِهِ القصيدة اللامية وَهِي من الْبَسِيط (رميت يَا دهر كف الْمجد بالشلل ... وجيده بعد حسن الْحلِيّ بالعطل) (سعيت فِي مَنْهَج الرَّأْي العثور فَإِن ... قدرت من عثرات الدَّهْر فاستقل) (جدعت مَا رنك الأقنى فأنفك لَا ... يَنْفَكّ مَا بَين أَمر الشين والخجل) ) (هدمت قَاعِدَة الْمَعْرُوف عَن عجلٍ ... سقيت مهلا أما تمشي على مهل) (لهفي ولهف بني الْأَيَّام قاطبةً ... على فجيعتها فِي أكْرم الدول) (قدمت مصرا فأولتني خلائفها ... من المكارم مَا أربى على الأمل) (قومٌ عرفت بهم كسب الألوف وَمن ... تَمامهَا أَنَّهَا جَاءَت وَلم أسل) (وَكنت من وزراء الدست حِين سما ... رَأس الحصان يهاديه على الكفل) (ونلت من عُظَمَاء الْجَيْش تكرمةً ... وحلةً حرست من عَارض الْحلَل) (يَا عاذلي فِي هوى أَبنَاء فاطمةٍ ... لَك الْمَلَامَة إِن قصرت فِي عذلي) (بِاللَّه زر ساحة القصرين وابك معي ... عَلَيْهِمَا لَا على صفّين والجمل)

(مَاذَا ترى كَانَت الأفرنجٍ فاعلةً ... فِي نسل آل أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ) (هَل كَانَ فِي الْأَمر شيءٌ غير قسْمَة مَا ... ملكتم بَين حكم السَّبي وَالنَّفْل) (وَقد حصلتم عَلَيْهَا وَاسم جدهم ... محمدٍ وأبيكم غير منتقل) (مَرَرْت بِالْقصرِ والأركان خاليةٌ ... من الْوُفُود وَكَانَ قبْلَة الْقبل) (فملت عَنْهَا بوجهي خرف منتقدٍ ... من الأعادي وَوجه الود لم يمل) (أسبلت من أسفٍ دمعي غَدَاة خلت ... رحابكم وغدت مهجورة السبل) (أبْكِي على مَا تراءت من مكارمكم ... حَال الزَّمَان عَلَيْكُم وَهِي لم تحل) (دَار الضِّيَافَة كَانَت أنس وافدكم ... وَالْيَوْم أحوحش من رسمٍ وَمن طلل) (وفطرة الصَّوْم إِن أصغت مكارمكم ... تَشْكُو من الدَّهْر حيفاً غير مُحْتَمل) (وَكِسْوَة النَّاس فِي الْفَصْلَيْنِ قد درست ... ورث مِنْهَا جديدٌ عَنْهُم وبلي) (وموسمٌ كَانَ فِي يَوْم الخليج لكم ... يَأْتِي تجملكم فِيهِ على الْجمل) (وَأول الْعلم وَالْعِيدَيْنِ كم لكم ... فِيهِنَّ من وبل وجودٍ لَيْسَ بالوشل) (وَالْأَرْض تهتز فِي عيد الغدير كَمَا ... يَهْتَز مَا بَين قصريكم من الأسل) (وَالْخَيْل تعرض فِي وشيٍ وَفِي شيةٍ ... مثل العرائس فِي حليٍ وَفِي حلل) (وَمَا حملتم قرى الأضياف من سَعَة إِلَى ال ... أطباق إِلَّا على الأكتاف والعجل) (وَمَا خصصتم ببرٍّ أهل ملتكم ... حَتَّى عممتم بِهِ الْأَقْصَى من الْملَل) (كَانَت رواتبكم للذمتين ولل ... ضيف الْمُقِيم وللطاري من الرُّسُل) ) (ثمَّ الطّراز بتنيس الَّذِي عظمت ... مِنْهُ الصلات لأهل الأَرْض والدول) (وللجوامع من أحباسكم نعمٌ ... لمن تصدر فِي علمٍ وَفِي عمل) (وَرُبمَا عَادَتْ الدُّنْيَا بمعقلكم ... مِنْكُم وأضحت بكم محلولة الْعقل) (وَالله لَا فَازَ يَوْم الْحَشْر مبغضكم ... وَلَا نجا من عَذَاب الله غير ولي) (وَلَا سقِِي المَاء من حرٍّ وَمن ظمأٍ ... من كف خير البرايا خَاتم الرُّسُل) (أئمتي وهداتي والذخيرة لي ... إِذا ارتهنت بِمَا قدمت من عَمَلي) (تالله لم أوفهم فِي الْمَدْح حَقهم ... لِأَن فَضلهمْ كالوابل الهطل) (وَلَو تضاعفت الْأَقْوَال واستبقت ... مَا كنت فيهم بِحَمْد الله بالخجل)

عبد الله بن يونس

(بَاب النجَاة فهم دنيا وآخرة ... وحبهم فَهُوَ أصل الدّين وَالْعَمَل) (نور الْهدى ومصابيح الدجى ومح ... ل الْغَيْث إِن ونت الأنواء فِي الْمحل) (أئمةٌ خلقُوا نورا ونورهم ... عَن نور خَالص نور الله لم يفل) (وَالله لَا زلت عَن حبي لَهُم أبدا ... مَا أخر الله لي فِي مُدَّة الْأَجَل) قلت أَنا شَدِيد التَّعَجُّب من الْفَقِيه عمَارَة وَهُوَ كَانَ من أهل السّنة مَعْرُوفا بذلك فِي أيامهم لم يتشيع وَكَيف رثاهم بِهَذِهِ المرثية خُصُوصا هَذِه الأبيات الْأَخِيرَة وَكَأَنَّهَا ألحقت فِي هَذِه القصيدة أَو عملت على لِسَانه حَتَّى أغري السُّلْطَان صَلَاح الدّين بشنقه على مَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته لَكِن القصيدة من نَفسه وَالله أعلم ابْن عبد الْبر عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبر أَبُو مُحَمَّد ابْن الْحَافِظ أبي عمر ابْن عبد الْبر وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده أبي عمر فِي مَكَانَهُ كَانَ أَبُو مُحَمَّد من أهل الْأَدَب البارع والبلاغة الرائعة والتقدم فِي الْعلم والذكاء توفّي قبل أَبِيه رَحمَه الله تَعَالَى بعد الْخمسين والأربع مائَة وَدون النَّاس رسائله وشعره وَمِنْه قَوْله من الْكَامِل المرفل (لَا تكثرن تأملاً ... واحبس عَلَيْك عنان طرفك) (فلربما أَرْسلتهُ ... فرماك فِي ميدان حتفك) 3 - (عبد الله بن يُونُس) الشَّيْخ الأرمني عبد الله بن يُونُس الأرمني الشَّيْخ الزَّاهِد الْقدْوَة نزيل سفح قاسيون وَهُوَ من أرمينية الرّوم كَانَ صَاحب أَحْوَال ومجاهدات سَمحا لطيفاً متعففاً ساح مُدَّة وَأكل الْمُبَاحَات وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن والقدوري فَوَقع برجلٍ من الْأَوْلِيَاء فدله على

الطَّرِيق وَطول أَبُو المظفر ابْن الْجَوْزِيّ تَرْجَمته وزاويته مطلة على مَقْبرَة الشَّيْخ الْمُوفق توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة البطال عبد الله أَبُو مُحَمَّد البطال الْمَذْكُور فِي سيرة دلهمه والبطال يُقَال لَهُ أَبُو يحيى أَيْضا كَانَ أحد الشجعان الموصوفين بالاقدام كَانَ أحد أُمَرَاء بني أُميَّة وَكَانَ على طلايع مسلمة بن عبد الْملك وَكَانَ ينزل بأنطاكية شهد عدَّة حروب وأوطأ الرّوم خوفًا وذلاًّ وسارت بِذكرِهِ الركْبَان إِلَّا أَنه لم يكن كَمَا كذبُوا عَلَيْهِ فِي السِّيرَة الْمَذْكُورَة من الخرافات والأمور المستحيلة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة أَخُو مهْدي البعلبكي عبد الله البعلبكي الْمَعْرُوف بأخي مهْدي وَهُوَ وَالِد الْفَقِيه نجم الدّين هَاشم ولد سنة أَربع وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ لوناً غَرِيبا ووحشاً عجيباً قطع إِصْبَع يَده وَزعم أَنه أمرهَا فعصته فقطعها وَكَانَ لجماعةٍ من أهل الضّيَاع فِيهِ عقيدةٌ وَقضى أَكثر عمره مَحْبُوسًا فِي برج وَكَانَ يتَكَلَّم تَارَة بالعجمى وَتارَة بالفرنجي وَيظْهر مِنْهُ أَنْوَاع من الاختلال وَالَّذِي ظهر من أمره أَنه كَانَ يمِيل إِلى مَذْهَب الإسماعيلية لِأَنَّهُ سَافر فِي شبابه إِلى حصونهم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ ضالاًّ بِلَا شكّ لِأَنَّهُ كَانَ يتَكَلَّم بالْكفْر الفاتولة الْحلَبِي عبد الله الفاتولة الْحلَبِي الدِّمَشْقِي شيخٌ مسن حرفوشٌ مَكْشُوف الرَّأْس عَلَيْهِ دلقٌ رَقِيق وسخ من رقاع وَله مجمرة يجلس عِنْد قناة عقبَة الْكَتَّان وَلَا يقرب الصَّلَاة ثَابت الْعقل وَلَا يسْأَل أحدا شَيْئا وَيذكر النَّاس لَهُ كراماتٍ وَكَانَ الصّبيان يعبثون بِهِ فيزط عَلَيْهِم وَكَانَت لَهُ جنازةٌ حفلة وَتُوفِّي سنة سَبْعمِائة النَّحْوِيّ الْكُوفِي) أَبُو عبد الله الطوَال أحد الْأَئِمَّة فِي نَحْو الْكُوفِيّين لَهُ مذهبٌ وذكرٌ قديمٌ وَهُوَ فِي وقتنا خامل الذّكر لخمول نَحْو الْكُوفِيّين توفّي الصّقليّ أَبُو عبد الله الْعَرُوضِي الصّقليّ أحد الْعلمَاء الروَاة الْحفاظ الثِّقَات الْعَالمين بِجَمِيعِ التواريخ وَالْأَخْبَار وملح الْآدَاب والأشعار كَانَ يسامر الْمُلُوك والأمراء وينادم السادات والوزراء عالمٌ بِالْغنَاءِ أربى فِيهِ على الْمُتَقَدِّمين وَعلمه بالعروض والقوافي والأوزان كعلم الْخَلِيل وَله شعرٌ مِنْهُ من المنسرح

(وَسنَان طرفٍ يبيت فِي دعةٍ ... وَلَيْسَ طرفِي عَنهُ بوسنان) (كَانَ أجفان عينه حَلَفت ... الا تذوق الرقاد أجفاني) وَمِنْه من الْكَامِل (لما نَظرنَا إِلَيّ من حدق المها ... وبسمن عَن متفتح النوار) (وحللن أَطْرَاف الْخمار مجانةً ... عَن جنح ليلٍ فاحمٍ ونهار) (وشددن بَين قضيب بانٍ ناعمٍ ... وكثيب رملٍ عقدَة الزنار) (عفرت وَجْهي فِي الثرى لَك سَاجِدا ... وعزمت فِيك على دُخُول النَّار) المغربي عبد الله البلوي من أهل باجة الْقَمْح قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شاعرٌ قديمٌ معروفٌ بحب الْغَرِيب من اللُّغَة ويورد كثيرا فِي أشعاره من ذَلِك وَلَا يُبَالِي بِلَفْظِهِ كَيفَ وَقع وَرُبمَا سهل طَرِيقه فجَاء فَوق المُرَاد من ذَلِك قَوْله فِي فرس من الرجز (يُدِير فِي ملمومةٍ كالفهر ... أذنا كأطراف اليراع المبري) (مدلق الخد رحيب السحر ... عذاره من خَدّه فِي السطر) وَقَوله من الرجز (قد أغتدي قبل نعيب الأسحم ... بسابحٍ قانٍ كلون العندم) (لَيْسَ بفرساحٍ وَلَا بأقتم ... وَلَا بمضطرٍّ وَلَا بأهضم) (منهرت الشدق ممر المعصم ... تصل فِي فِيهِ فؤوس الألجم) (يصهل فِي مثل الطوى الْمُحكم ... يعدو بساقي نقنقٍ مصلم) ) (قد ركبا فِي سنبكٍ عثمثم ... مجتمعٍ كالحجر الململم) بَاطِنه فِيهِ مغار الشيهم وَقَوله من الطَّوِيل (وحول بيُوت الْحَيّ جردٌ وَترى لَهَا ... إِذا مَا علا صَوت الصَّرِيخ تحمحما) (وَفِي الْحَيّ فتيانٌ تخال وُجُوههم ... إِذا سفروا فِي ظلمَة اللَّيْل أنجما) مِنْهَا من الطَّوِيل (إِذا مَا تتوجنا فَلَا نَاس غَيرنَا ... ونمنع من شئناه أَن يتعمما) (وَكُنَّا ذَوي التيجان قبل محمدٍ ... وَمن بعده نلنا الفخار المعظما)

الجزء الثامن عشر

المنوفي الْمَالِكِي عبد الله بن المنوفي الْمَالِكِي الْعَالم الصَّالح أَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي قَالَ إجتمع بِهِ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي زَائِرًا وَحمل إِلَيْهِ سبعين ألف دِرْهَم فَامْتنعَ من قبُولهَا وَقَالَ لَهُ مَالِي بهَا حَاجَة فَقَالَ لَهُ ففرقها على من تخْتَار فَقَالَ نعم حَتَّى أنظر فِي ذَلِك إِلى غَد فَلَمَّا أصبح ردهَا وَقَالَ مَا أعرف أحدا فَأَخَذُوهَا مِنْهُ وَقَالَ أَيْضا أَنه جَاءَ فِي بعض الْأَيَّام إِلى شواء عِنْده رَأس غنمٍ قد شواه فَقَالَ لَهُ بكم هَذَا فَقَالَ بِخَمْسَة وَعشْرين درهما فَقَالَ هَات الْمِيزَان وَوزن لَهُ الثّمن وَطلب حمالاً فَحمل لَهُ ذَلِك الرَّأْس وَتوجه بِهِ إِلى كيمان البرقية ودعا الْكلاب وجعلهم من ذَلِك الرَّأْس إِلى أَن فرغ فَغسل يَده وَدفع إِلى الْحمال أجرته فراح الْحمال إِلى الشواء وَقَالَ لَهُ هَذَا الَّذِي أشترى مِنْك هَذَا الرَّأْس مجنونٌ لِأَنَّهُ توجه بِهِ وأطعمه الْكلاب فَقَالَ لَهُ الشواء وَلَا الله إِلَّا هَذَا رجلٌ صَالح لِأَنَّهُ لم يكن عِنْدِي غَيره وَلما أَصبَحت الْيَوْم وجدته مَيتا وَأَنا لَا أملك غَيره فشويته على أَنِّي أبيعه فجَاء وَفعل مَا رَأَيْت فأطعمه الْكلاب حَتَّى لَا يَأْكُل النَّاس مِنْهُ وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ من الْعلمَاء المجيدين فِي مَذْهَب الإِمَام مَالك يقري النَّاس وَتُوفِّي فِي سَابِع شهر رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة القاق عبد الله القاق هُوَ أَبُو سَالم ابْن الدويدة وَكَانَ لَهُ أَخَوان عَليّ وَمُحَمّد وَأَبُو سَالم هَذَا هُوَ الْقَائِل فِي أبي صَالح حَيْثُ أعْطى ابْن حيوس وَحرم الشُّعَرَاء أبياته السائرة وَهِي من الطَّوِيل) (على بابك الميمون مِنا عصابةٌ ... مَفاليسُ فانظُر فِي أُمور المفاليس) (وَقد قنعت منا الْعِصَابَة كلهَا ... بعُشرِ الَّذِي أَعْطيته لِابْنِ حَيوس) (وَمَا بَيْننَا هَذَا التَّفَاوُت كُله ... وَلَكِن سعيدٌ لَا يُقَاس بمنحوس) (الْجُزْء الثَّامِن عشر)

الجزء 18

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) (عبد الْأَحَد) عبد الْأَحَد بن أبي الْقَاسِم بن عبد الْغَنِيّ ابْن خطيب حران هُوَ الشَّيْخ الْعدْل بَقِيَّة الأخيار شرف الدّين أَبُو البركات ابْن تَيْمِية التَّاجِر سمع من ابْن اللتي فِي الْخَامِسَة وَمن ابْن رَوَاحَة ومرجى بن شقيرة وعلوان بن جَمِيع وَكَانَ لَهُ حَانُوت فِي الْبر ثمَّ انْقَطع وَحدث زَمَانا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة (عبد الْأَعْلَى) 3 - (أَبُو الْخطاب الْمعَافِرِي) عبد الْأَعْلَى بن السَّمْح أَبُو الْخطاب الْمعَافِرِي مَوْلَاهُم رَأس الإباضية وهم صنفٌ من الْخَوَارِج بالمغرب خرج بالمغرب ودعي لَهُ بالخلافة فِي عصر الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ وَمِائَة واستفحل أمره وَكَانَ لَهُ شَأْن فندب لَهُ الْمَنْصُور مُحَمَّد ابْن الْأَشْعَث الْخُزَاعِيّ فَقتل عبد الْأَعْلَى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَكَانَت أَيَّامه أَربع سِنِين قَالَ ابْن أبي الدَّم الإباضية أَصْحَاب عبد الرَّحْمَن بن إباض خرج فِي أَيَّام مَرْوَان بن مُحَمَّد وَقيل إِن عبد الله بن يحيى الإباضي كَانَ رَفِيقًا لعبد الرَّحْمَن بن إباض مُوَافقا لَهُ فِي أَقْوَاله وأفعاله زَعَمُوا أَن مخالفيهم من أهل الْقبْلَة كفارٌ غير مُشْرِكين ومناكحتهم جَائِزَة ومواريثهم حَلَال وَلَا يجوز قَتلهمْ إِلَّا بعد إِقَامَة الْحجَّة وَنصب الْقِتَال وَقَالُوا إِن أَصْحَاب الْكَبَائِر موحدون غير مُؤمنين وَإِن أَفعَال العَبْد مخلوقة لله تَعَالَى إحداثاً وإبداعاً مكتسبة للْعَبد حَقِيقَة لَا مجَازًا وَلَا يسمون إمَامهمْ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقَالُوا الْعَالم يفني كُله إِذا فني أهل التَّكْلِيف

أبو محمد القرشي

وَحكى أَبُو الْقَاسِم الكعبي عَنْهُم أَنهم قَالُوا بِطَاعَة لَا يُرَاد بهَا وَجه الله تَعَالَى كَمَا هُوَ مَذْهَب أبي الْهُذيْل العلاف من الْمُعْتَزلَة وَاخْتلفُوا فِي النِّفَاق هَل يُسمى شركا أَو لَا وَقَالَ قوم مِنْهُم يجوز أَن يخلق الله تَعَالَى رَسُولا بِلَا دَلِيل وَلَا معْجزَة ويكلف الْعباد مَا يوحي إِلَيْهِ وَلَا يجب على الله إقداره على المعجزة وَلَا يجب على النَّبِي إِظْهَار المعجزة وافترقت الإباضية ثَلَاث فرق حفصية وحارثية وبريدية وَقد ذكرت كل فرقة فِي حرفها عِنْد ذكر اسْم رئيسها 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي) عبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى الشَّامي الإِمَام أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي صَدُوق لكنه رمي بِالْقدرِ وَرُوِيَ لَهُ الْجَمَاعَة توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى عَن حميد والجريري وَيُونُس بن عبيد وَدَاوُد بن أبي هِنْد وطبقتهم وروى عَنهُ ابْن رَاهَوَيْه وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو حَفْص الفلاس وَبُنْدَار وَنصر الْجَهْضَمِي وَخلق 3 - (أَبُو يعلى الْحُسَيْنِي) عبد الْأَعْلَى بن عَزِيز بن أبي الْفَخر السَّيِّد الشريف أَبُو يعلى الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْمَالِينِي الْهَرَوِيّ سبط عبد الْهَادِي ابْن شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ كَانَ مفضلاً جواداً سخي النَّفس سمع أَبَا عبد الله العميري وَأَبا عَطاء المليجي وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو يحيى الْبَاهِلِيّ) عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد النَّرْسِي الْحَافِظ أَبُو يحيى الْبَاهِلِيّ روى عَن الحمادين وَعبد الْجَبَّار بن الْورْد ووهيب بن خَالِد وَمَالك بن أنس وَسَلام بن أبي مُطِيع وَيزِيد بن زُرَيْع وَخلق وَعنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى النَّسَائِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة وَأَبُو حَاتِم وَمُحَمّد بن عبد بن حميد اللَّيْثِيّ وَعبد الله بن نَاجِية وَبَقِي بن مخلد وَغَيرهم وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن هِلَال الْأَسدي) عبد الْأَعْلَى بن وَاصل بن عبد الْأَعْلَى بن هِلَال الْأَسدي

ابن أبي دارمة

روى عَن عبد الله بن إِدْرِيس وَأبي أُسَامَة وَابْن فُضَيْل وَيحيى بن آدم وَيعْلي بن عبيد وَغَيرهم وَعنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن أبي دارمة) عبد الْأَعْلَى بن مسْهر بن عبد الْأَعْلَى أَبُو مسْهر الغساني شيخ الشَّام الدِّمَشْقِي أحد الْأَعْلَام يعرف بِابْن أبي دارمة وَهِي كنية جده عبد الْأَعْلَى ولد سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان) عشرَة وَمِائَتَيْنِ روى لَهُ الْجَمَاعَة وَعنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَمُحَمّد بن إِسْحَاق الصغاني وَغَيرهم قَالَ ابْن معِين مُنْذُ خرجت من بَاب الأنبار إِلَى أَن رجعت لم أر مثل أبي مسْهر وَقد امتحنه الْمَأْمُون وَحمله إِلَى الرقة بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن وَأدْخل إِلَيْهِ وَقد ضربت رَقَبَة رجل وَهُوَ مطروح بَين يَدَيْهِ فامتحنه فَلم يجبهُ فَأمر بِهِ فَوضع فِي النطع فَأجَاب فَأخْرج فَعَاد فأعيد فَأجَاب فَأمر بِهِ إِلَى بغداذ فَأَقَامَ مائَة يَوْم وَمَات عَاشَ تسعا وَسبعين سنة (عبد الأول) 3 - (ابْن أبي عبد الله السجْزِي) عبد الأول بن عِيسَى بن شُعَيْب بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق مُسْند الْوَقْت أَبُو الْوَقْت ابْن أبي عبد الله السجْزِي الأَصْل الْهَرَوِيّ الْمَالِينِي الصُّوفِي رَحمَه الله سمع الصَّحِيح وَمُنْتَخب مُسْند عبد وَكتاب الدَّارمِيّ من جمال الْإِسْلَام أبي الْحسن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الدَّاودِيّ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ ببوشنج حمله أَبوهُ إِلَيْهَا وَسمع من أبي عَاصِم النَّبِيل وَغَيره وَحدث بخراسان وأصبهان وكرمان وهمذان وبغداذ واشتهر اسْمه وازدحم الطّلبَة عَلَيْهِ وروى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَكَانَ صبوراً على الْقِرَاءَة محباً للرواية وأشياخه كثر إِلَى الْغَايَة مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ أَبوهُ قد سَمَّاهُ مُحَمَّدًا فَسَماهُ الإِمَام أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ عبد الأول وكناه أَبَا الْوَقْت وَكَانَ آخر كلمة قَالَهَا يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بِمَا غفر لي رَبِّي وَجَعَلَنِي من الْمُكرمين

عبد الباري

وَأنْشد الرئيس أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن الْمفضل بن كاهويه لنَفسِهِ وَقد دخل على أبي الْوَقْت فِي النظامية بأصبهان وَشهد اجْتِمَاع الْعلمَاء والحفاظ فِي مَجْلِسه عِنْد الإِمَام صدر الدّين مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الخجندي والحافظ أَبُو مَسْعُود كوتاه يقْرَأ عَلَيْهِ الصَّحِيح السَّرِيع (أَتَاكُم الشَّيْخ أَبُو الْوَقْت ... بِأَحْسَن الْأَخْبَار من ثَبت) (طوى إِلَيْكُم علمه ناشراً ... مراجل الأبرق والخبت) (ألحق بالأشياخ أطفالكم ... وَقد رمى الْحَاسِد بالكبت) (بَارك فِيهِ الله من حَامِل ... خُلَاصَة الْفِقْه إِلَى الْمُفْتِي) (انتهزوا الفرصة يَا سادتي ... وحصلوا الْإِسْنَاد فِي الْوَقْت) ) (فَإِن من فَوت مَا عِنْده ... يصير ذَا الْحَسْرَة والمقت) (عبد الْبَارِي) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ) عبد الْبَارِي بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الصعيدي الْمُقْرِئ المجود قَرَأَ بالروايات على أبي الْقَاسِم بن عِيسَى وَغَيره وصنف فِي الْقرَاءَات وتصدر بِالْمَدْرَسَةِ الحافظية بالإسكندرية وَأخذ عَنهُ الطّلبَة وَكَانَ مقرئاً صَالحا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد روى وَلَده أَبُو بكر عَن سبط السلَفِي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة 3 - (كَمَال الدّين الأرمنتي) عبد الْبَارِي بن أبي عَليّ الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن كَمَال الدّين بن الأسعد الأرمنتي بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وَرَاء سَاكِنة وَمِيم مَفْتُوحَة وَنون سَاكِنة وتاء ثَالِثَة الْحُرُوف الْقرشِي الْبكْرِيّ سمع من ابْن النُّعْمَان وَغَيره قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ فَقِيها مالكياً اشْتغل بِمذهب مَالك وبمذهب الشَّافِعِي وَحفظ كتاب ابْن الْحَاجِب فِي مَذْهَب مَالك والتعجيز فِي مَذْهَب الشَّافِعِي ذكر لي جمَاعَة من قوص أَن قَاضِي الْقُضَاة أَبَا الْفَتْح الْقشيرِي قَالَ لَهُ اكْتُبْ على بَاب بلدك أَنه مَا خرج مِنْهَا أفقه مِنْك وَكَانَ متورعاً زاهداً عِنْده قَمح قد انتقاه يغسلهُ بِالْمَاءِ ويزرعه بِنَفسِهِ فِي أَرض يختارها ويحصده ويطحنه بِيَدِهِ وَعِنْده طين طَاهِر يعْمل مِنْهُ آنِية بِنَفسِهِ ويحترز فِي الطهارات لكنه حصل لَهُ تغير مزاج فطلع إِلَى الْمِنْبَر بقوص عقيب صَلَاة الْجُمُعَة وَادّعى الْخلَافَة بعد

عبد الباقي

ذَلِك صلح حَاله قَلِيلا وَتُوفِّي بقوص سنة سِتّ أَو سبع وَسبع مائَة بلسعة ثعبان (عبد الْبَاقِي) 3 - (الْحَافِظ ابْن قَانِع) عبد الْبَاقِي بن قَانِع بن مَرْوَان بن واثق أَبُو الْحُسَيْن الْأمَوِي مَوْلَاهُم البغداذي الْحَافِظ سمع الْحَارِث بن أبي أُسَامَة وَإِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم الْبَلَدِي وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَإِسْحَاق بن الْحسن الْحَرْبِيّ وَمُحَمّد بن مسلمة الوَاسِطِيّ وَإِسْمَاعِيل بن الْفضل الْبَلْخِي وخلقاً سواهُم وَعنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن رزقويه وَجَمَاعَة وصنف مُعْجم الصَّحَابَة وَوَقع للشَّيْخ شمس الدّين بعلو وَقَالَ البرقاني أما البغداذيون فيوثقونه وَهُوَ عِنْدِي ضَعِيف قَالَ الْخَطِيب ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَحدث بِهِ اخْتِلَاط قبل مَوته 3 - (ابْن عبد الله النَّحْوِيّ) عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله النَّحْوِيّ أَخذ النَّحْو عَن أبي عَليّ الْفَارِسِي وَتُوفِّي سنة نَيف وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة لَهُ كتاب الدواة واشتقاقها النكت المختارة فِي شرح حُرُوف الْعَطف 3 - (أَبُو البركات ابْن النَّرْسِي) عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن النَّرْسِي أَبُو البركات الْأَزجيّ الْمُحْتَسب البغداذي قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ شيخ مسن بهي المنظر بِهِ طرش وجدنَا لَهُ ثَلَاثَة أَجزَاء عَن أبي الْقَاسِم عبد الله بن الْحسن الْخلال قرأناها عَلَيْهِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعنَا على أبي الْفِدَاء ابْن الْفراء أَجزَاء من حَدِيث ابْن صاعد بِسَمَاعِهِ من أبي الْقَاسِم ابْن صصرى والطبقة بِخَط الْحَافِظ الضياء بإجازته من عبد الْبَاقِي بن النَّرْسِي بِسَمَاعِهِ من القَاضِي أبي يعلى وفرحت بذلك فَلَمَّا تنبهت فِي الحَدِيث بِأَن لي أَن هَذَا غلط وَأَن عبد الْبَاقِي ولد بعد موت أبي يعلى بِسنة ولي أَبُو البركات قَضَاء بَاب الأزج وَولي الْحِسْبَة ببغداذ وبذل أَمْوَالًا جمة فيهمَا 3 - (وَزِير الظَّاهِر غَازِي) عبد الْبَاقِي بن أبي يعلى مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن أبي يعلى بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم قيل أَبُو المظفر الصاحب شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد الْموصِلِي وَزِير الْملك الظَّاهِر غَازِي بحلب)

نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي من مُعْجَمه قَالَ لما اجْتمعت بِهِ بحلب فِي شهور سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَقلت لَهُ إِن الْمولى السُّلْطَان الْملك الْعَادِل مَا يعْتَمد فِي تَشْدِيد أُمُور سُلْطَانه إِلَّا عَلَيْك وَلَا يُفَوض إصْلَاح ذَات الْبَين إِلَّا إِلَيْك فَقَالَ تخْدم عني مَوْلَانَا السُّلْطَان عز نَصره وتنهي إِلَيْهِ أَن حَالي وَحَال مخدومي عبرت عَن حقيقتهما بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وأنشدنيهما وهما لقمر الدولة أبي طَاهِر جَعْفَر بن دواس الْمصْرِيّ الطَّوِيل (فَإِنِّي وَالْمولى الَّذِي أَنا عَبده ... طريفان فِي أَمر لَهُ طرفان) (تراني قَرِيبا مِنْهُ أبعد مَا ترى ... كَأَنِّي يَوْم الْعِيد من رَمَضَان) فاستحسنت مِنْهُ هَذَا الْمَعْنى الَّذِي قَصده والاعتذار الَّذِي ضمنه فِي الشّعْر الَّذِي أوردهُ وَقَالَ كَانَ هَذَا الْوَزير عَالما فَاضلا رَئِيسا فِي أَفعاله وأقواله كَامِلا وَبعد انْفِصَاله من الوزارة الظَّاهِرِيَّة بحلب قصد بِلَاد الرّوم وَبلغ من صَاحبهَا من الْكَرَامَة كل مَطْلُوب ومروم وَقَالَ ابْن أَنْجَب هُوَ أَبُو المظفر البغداذي الأَصْل الْموصِلِي المولد فاضلٌ أَخذ بأطراف الْعُلُوم وصنف كتابا سَمَّاهُ نخبة الْكَلم وروضة الحكم سَار إِلَى حلب واتصل بِالْملكِ الظَّاهِر غَازِي ورتبه مشرفاً بديوان حلب ثمَّ ولاه الوزارة وَكَانَ أهل حلب يثنون عَلَيْهِ ويحمدون سيرته ثمَّ إِنَّهُم صَارُوا يذمونه ويسيئون الثَّنَاء عَلَيْهِ وَذَلِكَ بعد موت الظَّاهِر فَإِنَّهُ كَانَ على حَاله فِي الوزارة وَمد يَده وَأخذ الْأَمْوَال وصنف كتابا سَمَّاهُ تجنب الْحَرَام والتورع عَن الآثام توفّي رَحمَه الله بحلب فِي أَوَاخِر الْأَيَّام المستنصرية كتب إِلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله الْهَاشِمِي يعْتَذر عَن تَأَخره الْخَفِيف (حَال دون الْوَزير وَحل وَبرد ... وسحاب يروح طوراً وَيَغْدُو) (وظلامٌ كَأَنَّهُ وَجه نضر ... وسجاياه حِين يطْلب رفد) (فاعذر العَبْد إِن تَأَخّر أَو قصّ ... ر وزيراً إحسانه لَا يعد) (وابق فِي نعْمَة تدوم على الده ... ر إِلَى أَن يرى لمجدك ند) فَكتب إِلَيْهِ الْوَزير أَبُو المظفر الْخَفِيف (أَيهَا السَّيِّد الشريف المود ... قد تغشى الْقُلُوب بعْدك وجد) (لم يكن عاقك اللِّقَاء لغيث ... فلقاء الليوث مَا لَا يصد) (غير أَن الْحَواس تطلب حظاً ... من خَلِيل آلاؤه لَا تحد) ) (فابق للفضل قدوةً وإماماً ... مَا تراقى لأهل بَيْتك مجد)

ابن الباجي

3 - (ابْن الْبَاجِيّ) عبد الْبَاقِي حسن بن أبي الْقَاسِم أَبُو ذَر الصّقليّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْبَاجِيّ سمع من الْعِمَاد الْكَاتِب وَغَيره وَحضر إِسْمَاعِيل بن ياسين وَحدث وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وست مائَة 3 - (ابْن ناقيا) عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن دَاوُد بن ناقيا بالنُّون وَبعد الْألف الأولى قَاف وياء آخر الْحُرُوف أَبُو الْقَاسِم الجريمي البغداذي الشَّاعِر صنف عدَّة كتب مِنْهَا تَفْسِير فصيح ثَعْلَب وَاخْتصرَ الأغاني وَغير ذَلِك وَله ملح الممالحة وأغاني الْمُحدثين وملح الْمُكَاتبَة والرسائل والجمان فِي تشبيهات الْقُرْآن لم يسْبق إِلَيْهَا بل إِلَى مثلهَا إِلَّا أَنه كَانَ معثراً ثلابة يطعن على الشَّرِيعَة وَيذْهب إِلَى رَأْي الْأَوَائِل وَله مقَالَة فِي التعطيل توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ يعرف بِابْن البندار وَله مقامات أدبية إِلَّا أَنه كَانَ مطعوناً عَلَيْهِ فِي دينه وعقيدته وَكَانَ كثير الْهزْل والمجون سمع من عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله المَخْزُومِي وَمُحَمّد بن عَليّ العشاري وَأبي الْقَاسِم عَليّ بن المحسن التنوخي وَغَيرهم وروى عَن جمَاعَة من الشُّعَرَاء كَأبي الْخطاب الحبلي وَأبي الْقَاسِم الْمُطَرز وَغَيرهم وَمن شعره وَهُوَ مَرِيض الْكَامِل (نمضي كَمَا مَضَت الْقَبَائِل قبلنَا ... لسنا بِأول من دَعَاهُ الدَّاعِي) (تبقى النُّجُوم دوائراً أفلاكها ... وَالْأَرْض فِيهَا كل يَوْم دَاعِي) (وزخارف الدُّنْيَا يجوز خداعها ... أبدا على الْأَبْصَار والأسماع) وَمِنْه الطَّوِيل

(وَإِنِّي لآبي الدمع فِيك تطيراً ... عَلَيْك وتأبى الْعين إلاه جَارِيا) (وأسخط لاستمرار هجرك سَاعَة ... وتغلب أشواقي فأرجع رَاضِيا) (هَنِيئًا إِن استحللت قَتْلِي فَلَا تطل ... عَذَابي وموهوب لعينك ثاريا) وَمِنْه الطَّوِيل (أرى كل مَحْبُوب يلاقي محبه ... وَمَا نتلاقى والليالي تصرم) ) (وَقد علمت أَنِّي مشوقٌ وأنني ... بهَا كلفٌ لَكِنَّهَا لَيْسَ ترحم) وَمِنْه الْكَامِل (يَا صَاح أذن بالصباح يُشِير ... والكاس تطلع تَارَة وتفور) (وَالرَّوْض مبتسم الثغور نسيمه ... يستاف مِنْهُ الْمسك والكافور) (وَالْعود تخطر فِي حشاه أناملٌ ... لم يطو سرا دونهن ضمير) (فَاشْرَبْ على طرب النديم وَلَا تطل ... حبس المدامة فالزمن قصير) وَمِنْه مَا كتبه إِلَى بعض الرؤساء وَقد افتصد الْخَفِيف (جعل الله ذُو الْمَوَاهِب عقبا ... ك من الفصد صِحَة وَسَلَامه) (قل ليمناك كَيفَ شِئْت استهلي ... لَا عدمت الندى فَأَنت غمامه) وَمِنْه الطَّوِيل (أخلاي مَا صاحبت فِي الْعَيْش لَذَّة ... وَلَا زَالَ عَن قلبِي حنين التَّذَكُّر) (وَلَا طَابَ لي طعم الرقاد وَلَا اجتلت ... لحاظي مذ فارقتكم حسن منظر) (وَلَا عبثت كفي بكأس مدامة ... يطوف بهَا سَاق وَلَا جس مزهر) وَكَانَ يَقُول فِي السَّمَاء نهر من خمر ونهر من لبن ونهر من عسل لَا ينقط مِنْهُ شَيْء ينقط هَذَا الَّذِي يخرب الْبيُوت ويهدم السقوف وَكَانَت بَينه وَبَين ابْن الشبل مُنَافَسَة ومباعدة شائعة ظَاهِرَة قَالَ أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد ابْن الدهان أنشدته يَوْمًا لِابْنِ الشبل الطَّوِيل (وَمَا أَسجد لله الملائك كلهم ... لآدَم إِلَّا أَن فِي نَسْله مثلي) (وَلَو أَن إبليساً درى خر سَاجِدا ... لآدَم من قبل الملائك من أَجلي) (وَلَكِن أنسى الله عَنهُ تَكُونِي ... إِلَى أَن زهت أنوار فضلي على النَّسْل) (فيا رب إِبْرَاهِيم لم أوت فَضله ... وَلَا فضل مُوسَى وَالنَّبِيّ على الرُّسُل) (فَلم لي وحدي ألف فِرْعَوْن فِي الورى ... ولي ألف نمرودٍ وَألف أَبُو جهل) فَلَمَّا سَمعهَا قالك أشهد بَين يَدي الهل أَنه مَا أخرج آدم من الْجنَّة إِلَّا لِأَنَّهُ كَانَ فِي ظَهره

أبو الحسن المقرئ

ثمَّ قَالَ أمضي إِلَيْهِ فأنشده المتقارب (إِذا مَا افتخرت فَلَا تجهلاً ... أَبَاك وشلاقه والعصا) (فَأَنت قذار تبيد الذُّبَاب ... إِذا أَنْت أوطئتها إخمصا) ) (فكونك فِي الظّهْر من آدمٍ ... بشؤمك أهبطه إِذْ عَصا) وَلَو كَانَ آدم ذَا خبرةٍ بأنك من نَسْله لاختصى فَقيل لَهُ ألم تكن قَرَأت على الشَّيْخ ابْن الشبل قَالَ بلَى وغلا من أَيْن أكتسب هَذِه البلادة الَّتِي فِي فَبلغ ذَلِك ابْن الشبل فَقَالَ الوافر (فَقل مَا شِئْت إِن الْحلم دأبي ... وشأني الْخَيْر إِن حاولت شرا) (فَأَنت أقل أَن تلقى بذم ... مجاهرة وَأَن تغتاب سرا) وَبلغ ابْن شبْل عَنهُ كَلَام قَبِيح فَقَالَ وَأغْرب فِي عروضها الْبَسِيط (وَسِتَّة فِيك لم يجمعن فِي بشر ... كذب وَكبر وبخل أَنْت جَامعه) مَعَ اللجاج وَشر الحقد والحسد (وَسِتَّة فِي لم يخلقن فِي ملك ... حلمي وَعلمِي وإفضالي وتجربتي) وَحسن خلقي وبسطي بالنوال يَدي وَقَالَ ابْن الدهان دخلت على ابْن ناقيا بعد مَوته لأغسله فَوجدت يَده الْيُسْرَى مَضْمُومَة فاجتهدت حَتَّى فتحتها وفيهَا كتابةٌ بَعْضهَا على بعض فتمهلت حَتَّى قرأتها فَإِذا فِيهَا مَكْتُوب الطَّوِيل (نزلت بجارٍ لَا يخيب ضَيفه ... أرجي نجاتي من عَذَاب جَهَنَّم) (وَإِنِّي على خوفي من الله واثق ... بإنعامه وَالله أكْرم منعم) 3 - (أَبُو الْحسن الْمُقْرِئ) عبد الْبَاقِي بن حسن بن أَحْمد الإِمَام الْمُقْرِئ أَبُو الْحسن بن السقاء أحد الحذاق بالقراءات توفّي فِي حُدُود التسعين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن كتيلة) عبد الْبَاقِي بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحُسَيْن النجاد البغداذي الْمَعْرُوف وَالِده بكتيلة تَصْغِير كتلة قَرَأَ بالروايات على أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد ابْن الْبناء وَسمع من أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الصريفيني وَغَيرهمَا قَالَ محب الدّين بن النجار يُقَال إِن سيرته لم تكن مرضية توفّي سنة خمس وَعشْرين وَخمْس مائَة

أبو الفضل البغداذي

3 - (أَبُو الْفضل البغداذي) ) عبد الْبَاقِي بن حَمْزَة بن الْحُسَيْن الْحداد أَبُو الْفضل البغداذي الفرضي قَرَأَ الْفِقْه وَكَانَت لَهُ يَد باسطة فِي الْفَرَائِض والحساب وَكَانَ صَالحا ثِقَة سمع الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن حسنون الزيني وَغَيرهم وَحدث باليسير ولد سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وتوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد العبرناني) عبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد العبرتاني أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب أديب شَاعِر غلب عَلَيْهِ الخلاعة والمجون كتب عَنهُ أَبُو الْوَفَاء أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحصين قِطْعَة من شعره وعظية تشْتَمل على تصحيفات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَمن شعره مَا وجد فِي كَفنه مَكْتُوبًا عِنْد مَوته الطَّوِيل (نزلت بجار لَا يخيب ضَيفه ... أرجي نجاتي من عَذَاب جَهَنَّم) (وَإِنِّي على خوفٍ من الله واثق ... بإنعامه وَالله أكْرم منعم) قلت وَقد تقدم إيرادهما فِي تَرْجَمَة ابْن ناقيا آنِفا وَالله أعلم لمن هما 3 - (أَبُو يعلى ابْن أبي حُصَيْن) عبد الْبَاقِي بن عبد الله أبي حُصَيْن بن المحسن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن سعيد ابْن مُحَمَّد بن دَاوُد بن المطهر إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى قحطان هُوَ من بَيت يعْرفُونَ ببني أبي حُصَيْن من معرة النُّعْمَان وَأَخُوهُ أَبُو سعد عبد الْغَالِب بن أبي حُصَيْن عبد الله وَأَخُوهُ القَاضِي أَبُو غَانِم عبد الرَّزَّاق بن أبي حُصَيْن وَأَبُو حُصَيْن عبد الله وَأَبُو الْقَاسِم المحسن وَالِد أبي حُصَيْن كل هَؤُلَاءِ شعراء فَمن شعر أبي يعلى عبد الْبَاقِي بن عبد الله الْكَامِل (بانوا فجفن المستهام قريح ... يخفي الصبابة مرّة ويبوح) (من طرفه وصلت جِرَاحَة قلبه ... وَإِلَيْهِ فاض نجيعها المسفوح) (لم يبْق بعدهمْ لَهُ من جِسْمه ... شَيْء فوا عجباه أَيْن الرّوح) مِنْهَا (لم يدنني طمعٌ إِلَى طبع وَلَا ... شعري لجائزة عَلَيْهِ مديح) (أغلقت بَاب الْحِرْص خشيَة وَقْفَة ... بِفنَاء من مَا بَابه مَفْتُوح) ) (وعفوت عَن جرم الزَّمَان وَلم أرد ... مِنْهُ الْقصاص وَفِي مِنْهُ جروح) وَمن شعره الطَّوِيل

ابن عبد المجيد

(وَلما الْتَقَيْنَا للوداع وقلبها ... وقلبي يبثان الصبابة والوجدا) (بَكت لؤلؤاً رطبا فَفَاضَتْ مدامعي ... عقيقاً فصارا الْكل فِي نحرها عقدا) وَمِنْه فِي ولد لَهُ مَاتَ فَرَآهُ فِي النّوم الْكَامِل (أَهلا بطيف خيالك الْمُعْتَاد ... شقّ التُّرَاب إِلَيّ شقّ فُؤَادِي) (أهْدى الثرى لي فِي الْكرَى شخصا لَهُ ... أهديته حملا على الأعواد) (شتان بَين الْحَالَتَيْنِ قبرته ... فِي يقظتي ونشرته برقادي) وَمن شعره المتقارب (إِذا غبت عَن ناظري لم يكد ... يمر بِهِ وَأَبِيك الْكرَى) (فيؤلمني أنني لأرَاك ... إِذا مَا طلبتك فِيمَن أرى) (لقد كذب النّوم فِيمَا اسْتَقل ... بشخصك فِي مقلتي وافترى) (وَكَيف وداري بِأَرْض الشآم ... ودارك أرضٌ بوادي الْقرى) (وَبعد فلي أمل فِي اللِّقَاء ... لِأَنِّي وَإِيَّاك فَوق الثرى) قلت شعر جيد مُتَمَكن 3 - (ابْن عبد الْمجِيد) عبد الْبَاقِي بن عبد الْمجِيد بن عبد الله بن أبي الْمَعَالِي مَتى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف تَاج الدّين اليمني المَخْزُومِي الْمَكِّيّ ولد بِمَكَّة لمضي اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة من رَجَب سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة أَو أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين بالديار المصرية ورد إِلَى دمشق أَيَّام الأفرم وَأقَام بهَا متصدراً بالجامع فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز مُدَّة سبع سِنِين يقرئ الطّلبَة المقامات الحريرية وَالْعرُوض وَغير ذَلِك من عُلُوم الْأَدَب وَقرر لَهُ على ذَلِك مائَة دِرْهَم فِي كل شهر على مَال الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ توجه إِلَى الْيمن وَكتب الدرج لصَاحب الْيمن وَرُبمَا وزر لَهُ ثمَّ لما مَاتَ الْملك الْمُؤَيد صادره وَلَده وَأخذ مِنْهُ مَا حصله ثمَّ ورد إِلَى مصر سنة ثَلَاثِينَ وفوض إِلَيْهِ تدريس المشهد النفيسي وَشَهَادَة البيمارستان المنصوري ثمَّ قدم دمشق ورأيته بهَا فِيمَا أَظن سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ ثمَّ) عَاد إِلَى الْقَاهِرَة ورأيته بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ثمَّ قدم دمشق ورتب مصدرا بِالْحرم فِي الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة وَتردد إِلَى دمشق وحلب وطرابلس وَعمل لَهُ راتب بطرابلس

ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة وأباع وظائفه وَبهَا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ شَيخا طوَالًا حسن الشكل والعمة حُلْو الْوَجْه اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَكَانَ قَادِرًا على النّظم والنثر إِلَّا أَنه لم يكن لَهُ فيهمَا غوص وَكَانَ ظنيناً بِنَفسِهِ يعيب كَلَام القَاضِي الْفَاضِل وَغَيره ويظن أَن كَلَامه خير من كَلَام القَاضِي الْفَاضِل ويرجح كَلَام ابْن الْأَثِير عَلَيْهِ وعارض الرسائل المختارة للْقَاضِي الْفَاضِل مثل الرسَالَة الذهبية وَفتح الْقُدس وَغَيرهمَا فعارض الشَّمْس بالزبالة والجواهر بالزبالة لَكِن كَلَامه كَانَ متوسطاً وَهُوَ قَادر على الْإِنْشَاء نظماً ونثراً ذُو بديهة وارتجال وخطه جيد قوي عمل تَارِيخا لليمن وتاريخاً للنحاة لَيْسَ بِشَيْء وذيل على تَارِيخ ابْن خلكان بذيل قصير جدا رَأَيْته لم يبلغ بِهِ ثَلَاثِينَ رجلا وَكَانَ يعظم نَفسه ويمدحها ولكلامه وَقع فِي النُّفُوس إِذا أطنب فِي وصف فضائله وأنشدني من كَلَامه كثيرا وَكتب عَليّ أَشْيَاء وقف عَلَيْهَا من تصانيفي تقريظاً بالنظم والنثر فَمن ذَلِك مَا كتبه على جنان الجناس الطَّوِيل (جنان جناس فاق جنس جنان ... يعين الْمعَانِي فِيهِ جلّ مَعَاني) (لقد نوع الْأَجْنَاس فِيهِ مؤلف ... طرائق وشي أَو سموط جمان) (غَدا ناهجاً فِيهِ مناهج لم يكن ... قدامَة قدماً جاءها بِبَيَان) (مَقَاصِد مَا نجل الْأَثِير مثيرها ... بَدَائِع فضلٍ من بديع زمَان) (محررة الْأَلْفَاظ لَكِن حسنها ... رَقِيق ينسينا حليل حسان) (إِذا ابْن فَتى نجل الْحَدِيد أرادها ... تَقول لَهُ أقصر فلست بدان) (وَمَا أَنْت مِمَّن يسبك التبر ناقداً ... وَمَا لَك فِي سبك النضار يدان) (لقد أطربت أبياته كل سامع ... فرائد مَا جَاءَت لَهُنَّ ثوان) (تفوح بأرواح الصِّبَا نفحاتها ... حَظِيرَة بَان عِنْد حَضْرَة بَان) (لقد صير الحساد تذرف عِنْدهَا ... مدامع شَأْن فِي محاجر شان) (أَقُول لنظمي حِين حاول شأوها ... رفيقك قيسي وَأَنت يمَان) (بقيت صَلَاح الدّين للفضل صَالحا ... لحسن بَيَان من يراع بنان) ) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ الوافر (تجنب أَن تذم بك اللَّيَالِي ... وحاول أَن يذم لَك الزَّمَان)

(وَلَا تحفل إِذا كملت ذاتاً ... أصبت الْعِزّ أم حصل الهوان) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْكَامِل (بخلت لواحظ من رَأينَا مُقبلا ... برموزها ورموزهن سَلام) (فعذرت نرجس مقلتيه لِأَنَّهُ ... يخْشَى العذار فَإِنَّهُ نمام) قلت أَخذه من الأول وَهُوَ أحسن وأكمل المديد (لافتضاحي فِي عوارضه ... سَبَب وَالنَّاس نوام) (كَيفَ يخفى مَا أكابده ... وَالَّذِي أهواه نمَّام) وأنشدني لنَفسِهِ فِي حمَار وَحش السَّرِيع (حمَار وَحش نقشه معجب ... فَلَا يضاهي حسنه فِي الملاح) (قد غَدا فِي حسنه أوحداً ... تشاركا فِيهِ الدجى والصباح) قلت فِيهِ إِضْمَار قبل الذّكر وَلَا يجوز إِلَّا على لُغَة من قَالَ أكلوني البراغيث وَأحسن من هَذَا قَول الْقَائِل فِي فَهد الْبَسِيط (تنافس اللَّيْل فِيهِ وَالنَّهَار مَعًا ... فقمصاه بجلباب من الْمقل) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا وَقد ركب الْمُؤَيد فيلاً الْبَسِيط (الله أولاك يَا دَاوُد مكرمَة ... ورتبةً مَا أَتَاهَا قبل سُلْطَان) (ركبت فيلاً فظل الْفِيل ذَا رهجٍ ... مُسْتَبْشِرًا وَهُوَ بالسُّلطان فرحان) (لَك الْإِلَه أذلَّ الْوَحْش أجمعه ... هَل أَنْت دَاوُد فِيهِ أم سُلَيْمَان) وأنشدني لنَفسِهِ يهجو عدن الْكَامِل (عدن إِذا رمت الْمقَام بربعها ... فَلَقَد أَقمت على لهيب الهاوية) (بلد خلا عَن فَاضل وصدوره ... أعجاز نخل إِذْ ترَاهَا خاوية) وأنشدني لنَفسِهِ مَا قَالَه وَقد زار جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة الشَّاعِر بِدِمَشْق فَرَأى فِي بَيته نملاً كثيرا الْبَسِيط (مَا لي أرى منزل الْمولى الأديب بِهِ ... نمل تجمع فِي أرجائه زمرا) ) (فَقَالَ لَا تعجبن من نمل منزله ... فالنمل من شَأْنهَا أَن تتبع الشعرا) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْبَسِيط (لَا أعرف النّوم فِي حَالي جَفا ورضى ... كَأَن جفني مطبوع من السهد) (فليلة الْوَصْل تمْضِي كلهَا سمراً ... وَلَيْلَة الهجر لَا أغفي من الكمد)

وأنشدني لنَفسِهِ الرجز (لَو لم تكن وجرة منشا عفرها ... مَا طَابَ وصف نورها وغفرها) (منَازِل لَوْلَا الصِّبَا مَا شاقني ... نور أقاحيها وظل سدرها) (إِن المغاني كالغواني لم تزل ... معشوقة تصبي بِحسن ذكرهَا) (علام أَهْوى منزلا مَا عطرت ... فجاجه سلمى بنشر عطرها) (وَلَا غَدَتْ تسحب ذيل مرْطهَا ... فِيهِ وَلَا مدت حبال خدرها) (بهنانة قد ملكت لمهجتي ... قلبِي وَأمسى فِي أَلِيم أسرها) (مرت على الْوَادي فَمَال نَحْوهَا ... أراكه يَبْغِي ارتشاف ثغرها) (وراعها مِنْهُ الْحَصَى فسيرت ... يَمِينهَا تكشف عقد نحرها) (غزالة إِن سفرت لناظر ... رَأَيْت ليلى فِي فروع شعرهَا) (تملي على خلْخَالهَا شكاية ... من ردفها مَرْفُوعَة عَن خصرها) (يَا حبذا مِنْهَا أصيل وَصلهَا ... لَو لم ينغصه هجير هجرها) (سَارَتْ بهَا فوارس من وَائِل ... قد أطلعت كواكباً من سمرها) (وخلفتني فِي الديار نَادِيًا ... أبْكِي طلول رسمها وعقرها) (اعملت فِي طلابها رواحلاً ... بوخدها تفري أَدِيم قفرها) (وَاللَّيْل مثل غادة زنجية ... قد زانها عشاقها بدرها) (وصفحة الْأُفق كَمثل روضةٍ ... تبدو لنا أنوارها من نورها) وَله الطَّوِيل (لَعَلَّ رَسُولا من سعاد يزور ... فيشفي وَلَو أَن الرسائل زور) (يخبرنا عَن غادة الْحَيّ هَل ثوت ... وَهل ضربت بالرقمتين خدور) (وَهل سنحت فِي الرَّوْض غزلان عالج ... وَهل أثله بالساريات مطير) ) (ديار لسلمى جادها واكف الحيا ... إِذا ذكرت خلت الْفُؤَاد يطير) (كَأَن غنا الورقاء من فَوق دوحها ... قيان وأوراق الغصون ستور) (تمايل فِيهَا الْغُصْن من نشوة الصِّبَا ... كَأَن عَلَيْهِ بالسلاف تدير) (مَتى أطلعت فِيهِ الغمائم أنجماً ... تلوح وَلَكِن بالأكف تغور) (إِذا اقتطفتها الغانيات رَأَيْتهَا ... نجوماً جنتها فِي الصَّباح بدور)

عبد البر

(وَفِي الكلة الوردية اللَّوْن غادة ... أَسِير لَدَيْهَا الْقلب حَيْثُ تسير) (بعيدَة مهوى القرط أما أثيثها ... فضاف وَأما خطوها فقصير) (من العطرات الْعرف مَا زَان فرقها ... ذرور وَلَا شَاب الثِّيَاب بخور) (حمتها كماةٌ من فوارس عامرٍ ... ضراغمة يَوْم الْهياج ذُكُور) (فَمَا الْحبّ إِلَّا حَيْثُ تشتجر القنا ... وللأسد فِي أرجائهن زئير) (عبد الْبر) 3 - (ابْن الْحَافِظ الهمذاني) عبد الْبر بن الْحَافِظ أبي الْعَلَاء الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن الهمذاني الْعَطَّار أَبُو مُحَمَّد سمع أَبَاهُ وَعلي بن مُحَمَّد المشكاني رَاوِي التَّارِيخ الصَّغِير وَنصر بن المظفر الْبَرْمَكِي وَأَبا الْخَيْر الباغياني وَأَبا الْوَقْت السجْزِي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ وَلَده والصدر الْبكْرِيّ والزكي البرزالي وَسَائِر الرحالة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْوَادي آشي الْكَاتِب) عبد الْبر بن فرسَان الغساني الْكَاتِب أَبُو مُحَمَّد الْوَادي آشي أَخذ بمالقة عَن أبي الْقَاسِم السُّهيْلي ثمَّ لحق بإفريقية فَكتب ليحيى بن إِسْحَاق بن غانية وَحضر مَعَه حروبه وَكَانَ من رجالات وقته براعةً وشجاعة وأصابته فِي بعض الوقائع جِرَاحَة انتقضت بِهِ فَهَلَك مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة قبل وَفَاة مخدومه بِعشْرين سنة فَلم يسد عَنهُ أحد مسده وَلَا أغْنى غناهُ بعده وَله فِي مخدومه أمداح حسان يصف وقائعه وَمن شعره مخلع الْبَسِيط (بيض من مفرقي عدوي ... لخوض هول وخرق دو) (وصير اللَّيْل مِنْهُ صبحاً ... طُلُوع شمس بِكُل جو) وَمِنْه أَيْضا قَوْله الطَّوِيل) (كفى حزنا أَن الزّجاج صقيلةٌ ... وَأَن الشبا رهن الصدى ببهائه) (وَأَن بياذيق الجوانب فرزنت ... وَلم يعد رخ الدست بَيت بنائِهِ) وَمِنْه فِي خباء ضرب خلف قيطون شعر الْكَامِل (أخريدة أم دمية من عاج ... حَتَّى الدجى مِنْهَا بضوء سراج) (قد كَانَ أليل داجياً حَتَّى بَدَت ... فعزته للألاء لَا للداجي)

ابن رزين القاضي

(وكأنما أبقى عَلَيْهَا حارساً ... مِنْهُ فَقَامَ لَهَا مقَام مناجي) (كفتاة زنج فِي حلي كحلي الملا ... حفت بِبَعْض كرائم الأعلاج) (كاللمة السَّوْدَاء أرسل عقصها ... فَوق الغلائل دون عقد التَّاج) (كالفجر أشرق من حجاب جهامه ... أَو كالهدي على منصة سَاج) وَمِنْه الطَّوِيل (مَتى تتجلى عَن بدور المطالب ... سَحَاب الخطوب الفاحمات الذوائب) (وَهل تأخذن الْعين حظاً من الْكرَى ... بِمَا أخذت من حَظّ رعي الْكَوَاكِب) (أرقت لبرق سَله الْأُفق صَارِمًا ... على اللَّيْل لساعا كهام الْمضَارب) (ينير ذرى الأفواز ومض التياحه ... كَمَا شعشع الساقي كؤوساً لشارب) (إِذا قيل أورت زندها كف مصطل ... تلألاء خفاقاً فأكذبت صَاحِبي) (سرى وسرى همي فَأصْبح دانياً ... وواصلت سيري بالسرى المتناوب) (وَمِمَّا شجاني والشجون كَثِيرَة ... وغيري يشجي بالحسان الخوالب) (وَمَا كنت وقاعاً على مَا يقودني ... مباديه مطواعاً كذم العواقب) (بكاء ضنينات الدُّمُوع سواجع ... حللن من الأغصان فَوق مشاجب) (سليمات رَجَعَ اللّحن من خطل الأسى ... مثيرات شجو الصب عجم أعارب) (صقيلات مَا فَوق الظُّهُور إِلَى الطلى ... وَمَا خطت الْأَعْنَاق فَوق الترائب) (فقدن هديلاً مَا تناسين برحة ... وَلَيْسَ يَجِيء الدَّهْر مِنْهُ بذاهب) (فهن على مَا خيلت يدعينه ... وصم عَن الدَّاعِي صماخ المجاوب) قلت شعر جيد فصيح جزل 3 - (ابْن رزين القَاضِي) ) عبد الْبر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين القَاضِي الْعَالم صدر الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي مدرس القيمرية بِدِمَشْق كَانَ شَابًّا متودداً متواضعاً حسن الْعشْرَة وَفِيه ذكاء وَمَعْرِفَة توفّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة (عبد الْجَبَّار) 3 - (القَاضِي عبد الْجَبَّار المعتزلي) عبد الْجَبَّار بن أَحْمد القَاضِي أَبُو الْحسن

الْهَمدَانِي المعتزلي قَاضِي قُضَاة الرّيّ شيخ الاعتزال توفّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة وَقيل سنة خمس عشرَة زَاد سنة على التسعين وَكَانَ كثير المَال وَالْعَقار ولي قَضَاء الْقُضَاة بِالريِّ وأعمالها بعد امْتنَاع مِنْهُ وإباء وإلحاح من الصاحب بن عباد وَهُوَ صَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة فِي الاعتزال وَتَفْسِير الْقُرْآن وَكَانَ مَعَ ذَلِك شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَكَانَ الصاحب قد أنفذ إِلَى أستاذه أبي عبد الله الْبَصْرِيّ يسْأَله إِنْفَاذ رجل يَدْعُو النَّاس بِعَمَلِهِ وَعلمه إِلَى مذْهبه فأنفذ إِلَيْهِ أَبَا إِسْحَاق النصيبي وَكَانَ حسن اللَّفْظ وَالْحِفْظ فَلم ينْفق على الصاحب لشراسة أخلاقه واحتشم الصاحب أَن يجْزِيه بِمَا يكره فَأكل مَعَه يَوْمًا وَأكْثر من أكل الْجُبْن فَقَالَ لَهُ الصاحب لَا تكْثر من أكل الْجُبْن فَإِنَّهُ يضر الذكاء فَقَالَ النصيبي لَا تطبب النَّاس على مائدتك فَسَاءَتْ هَذِه الْكَلِمَة الصاحب فَبعث إِلَيْهِ بِخَمْسَة مائَة دِينَار وَثيَاب ورحل وَأمره بالانصراف عَنهُ وَكتب إِلَى أبي عبد الله الْبَصْرِيّ أُرِيد أَن تبْعَث لي رجلا يَدْعُو النَّاس بعقله أَكثر مِمَّا يَدعُوهُم بِعِلْمِهِ وَعَمله فأنفذ إِلَيْهِ عبد الْجَبَّار فَرَأى مِنْهُ جبل علم وأخلاقاً مهذبة فنفق عَلَيْهِ ودرس يَوْمًا القَاضِي عبد الْجَبَّار مَسْأَلَة فِي بعض الْأَيَّام فَقَالَ تقوم عَليّ هَذِه الْمَسْأَلَة بِمِائَة وَثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم فَسَأَلَهُ التلامذة عَن ذَلِك فَقَالَ كَانَ يلازمني حدث من أهل قزوين لم يكن لَهُ رَغْبَة فِي الْعلم فَعلمت أَن ملازمته لي رَغْبَة فِي جاهي فاتفق أَن تَوَجَّهت عَلَيْهِ مُطَالبَة تتَعَلَّق بدار الضَّرْب بقزوين فقرر عَلَيْهِ مائَة وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم فقصدني وشكا إيل فَمَا ظَهرت لَهُ نصيحتي فَحَضَرت مجْلِس الصاحب فَسَأَلَنِي عَن هَذِه الْمَسْأَلَة وَهِي قَوْله تَعَالَى وَإِذ قَالَ الله يَا عِيسَى ابْن مَرْيَم أَنْت قلت للنَّاس اتخذوني وَأمي إِلَهَيْنِ من دون الله هَل فِي النَّصَارَى من يَقُول أَن مَرْيَم إِلَه فَقلت هَذَا على سَبِيل الْإِلْزَام يلْزمهُم بِمُقْتَضى قَوْلهم فِي عِيسَى أَن يقولوه فِي مَرْيَم) وسألني عَن قَوْله تَعَالَى إِنَّا هديناه السَّبِيل إِمَّا شاكراً وَإِمَّا كفوراً كَيفَ قرن بَين لفظ فَاعل بفعول وَأَحَدهمَا يُرَاد بِهِ الْمُبَالغَة دون الآخر فَقلت نعم الله تَعَالَى على عباده كَثِيرَة فَكل شكر يَأْتِي فِي مقابلتها قَلِيل وكل كفر يَأْتِي فِي مقابلتها عَظِيم فجَاء بِلَفْظ فَاعل لَيْسَ للْمُبَالَغَة وَجَاء كفور على وزن فعول للْمُبَالَغَة فتهلل وَجهه فَقلت هَذِه سَاعَة تلِيق أَن أخاطبه فِي أَمر الْقزْوِينِي فَلَمَّا خاطبته قَالَ يحكم القَاضِي فَقلت إِن حكمت بِشَيْء يسير نسبني إِلَى ضعف النَّفس وَصغر الهمة فَقلت تسْقط عَنهُ مائَة ألف دِرْهَم فَقَالَ الصاحب والعلاوة أَيْضا وَكَانَ قبل اتِّصَاله بالصاحب على حَظه من الْفِقْه وَكَانَ لَهُ زَوْجَة وَولد وابتاع لَيْلَة من اللَّيَالِي دهناً ليداوي بِهِ جرباً كَانَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أظلم اللَّيْل تفكر هَل يطلي الجرب أَو يشعل بِهِ السراج وَلَا تفوته مطالعة الْكتب فرجح عِنْده الإشعال للمطالعة فَمَا بعد أَن أرسل الصاحب وَرَاءه وولاه الْقَضَاء فَملك الْأَمْوَال وَكَانَ مَوْصُوفا بقلة الرِّعَايَة للحقوق

أبو يعلى الديناري

فَأول ذَلِك أَنه كَانَ يكْتب للصاحب على عنوان كتبه عَبده وصنيعه وغرسه عبد الْجَبَّار فَلَمَّا رأى مَنْزِلَته مِنْهُ ومعرفته لحقه وإقباله عَلَيْهِ كتب عَبده وصنيعه ثمَّ كتب غرسه فَقَالَ الصاحب لجلسائه إِن تطاول مقَام القَاضِي عندنَا عنون كتبه إِلَيْنَا الْجَبَّار وَترك مَا سواهُ من اسْمه وَلما مَاتَ الصاحب كَانَ يَقُول أَنا لَا أترحم عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لم يظْهر تَوْبَته فطعن النَّاس عَلَيْهِ بذلك ومقتوه مَعَ كَثْرَة إِحْسَان الصاحب إِلَيْهِ وَكَانَ عَاقِبَة ذَلِك أَن قبض فَخر الدولة عَلَيْهِ بعد موت الصاحب وصادره على ثَلَاثَة آلَاف ألف دِرْهَم وعزله عَن قَضَاء الرّيّ وَولى مَكَانَهُ القَاضِي أَبَا الْحسن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْجِرْجَانِيّ الْعَلامَة صَاحب التصانيف الَّتِي مِنْهَا الوساطة وَيُقَال إِن عبد الْجَبَّار بَاعَ فِي مصادرته ألف طيلسان مصري وَهُوَ شيخ الْمُعْتَزلَة وَرَئِيس طائفتهم يزْعم أَن الْمُسلم يخلد فِي النَّار على ربع دِينَار وَجمع هَذَا المَال من الْقَضَاء وَالْحكم بالظلم والرشا وتولاها عَن قوم هم فِي مذْهبه ظلمَة بل كفرة 3 - (أَبُو يعلى الديناري) عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْيَمَان الديناري أَبُو يعلى من أهل الْبيُوت الْمَذْكُورَة وَذَوي الْأَنْسَاب كَانَ وَالِده يزور على خطّ أبي عَليّ بن مقلة تزويراً لَا يكَاد يفْطن لَهُ وَكَانَ أَبُو يعلى فِيهِ فَضَائِل جمة من درس الْقُرْآن وَالْفِقْه وَرِوَايَة الْأَخْبَار وَحفظ دواوين) الْأَشْعَار وَمَعْرِفَة تَامَّة بالنحو واللغة وإنشاء الرسائل وَكَانَ عَارِفًا بِأُمُور الْمِيَاه والضياع وَله بَصِيرَة جَيِّدَة بأحوال الْمصَالح ويميل إِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة وَيَدعِي الفروسية ويتعاطاها وواقع الْعَرَب عدَّة وقعات وَأورد لَهُ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء قَوْله فِي الشمعة السَّرِيع (فالليل صبح كلما استوقدت ... والمنزل الموحش كالآهل) (تشبه مني كلما حل بِي ... عِنْد صدود الرشاء الخاذل) (صفرَة لون إِن تأملتها ... مثل بوادي لوني الْحَائِل) (وأدمعي تجْرِي وَلَا ينثني ... كدمعها المنسبل الهامل) (وزفرتي ترقا كَمَا ترتقي ... زفرتها شوقاً إِلَى قاتلي) (والجسم مني محرق ذابلٌ ... كقلبها المحترق الذابل) (وَالنَّار من قلبِي وَمن قَلبهَا ... تذيب جسميناً وَلَا تأتلي)

أبو طالب القرطبي

3 - (أَبُو طَالب الْقُرْطُبِيّ) عبد الْجَبَّار بن عبد الله بن أَحْمد المرواني الْقُرْطُبِيّ أَبُو طَالب توفّي سنة عشر وَخمْس مائَة كَانَ من أهل الْمعرفَة باللغة وَالْأَدب والعربية جمع كتابا حافلاً فِي التَّارِيخ سَمَّاهُ عنوان الْآثَار ونواظر السياسة وَكَانَ شَاعِرًا ذكياً 3 - (أَبُو مُحَمَّد الجراحي) عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْجراح أَبُو مُحَمَّد الجراحي المرزباني رَاوِي جَامع التِّرْمِذِيّ عَن أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْبُوب بن فضل التَّاجِر توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن حسكان الإِسْفِرَايِينِيّ) عبد الْجَبَّار بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسكان الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الإِسْفِرَايِينِيّ الْمُتَكَلّم الْأَصَم الْمَعْرُوف بالإسكاف فَقِيه إِمَام أشعري من تلامذة أبي إِسْحَاق الإِسْفِرَايِينِيّ المبرزين فِي الْفَتْوَى توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (المساحقي صَاحب مَالك) عبد الْجَبَّار بن سعيد بن سُلَيْمَان المساحقي الْفَقِيه الْمدنِي صَاحب مَالك روى عَنهُ وَعَن ابْن) أبي ذِئْب وروى عَنهُ إِسْمَاعِيل القَاضِي وَغَيره ولي قَضَاء المصيصة وعاش بضعاً وَثَمَانِينَ سنة قَالَ مُصعب كَانَ أجمل قرشي وَجها وَأَحْسَنهمْ لِسَانا توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو بكر الْعَطَّار الْبَصْرِيّ) عبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء بن عبد الْجَبَّار أَبُو بكر الْبَصْرِيّ المجاور بِمَكَّة مولى الْأَنْصَار سمع سُفْيَان بن عُيَيْنَة ومروان بن مُعَاوِيَة وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ ويوسف بن عَطِيَّة وغندرا وَجَمَاعَة وروى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو بكر بن أبي عَاصِم وَإِسْحَاق بن أَحْمد الْخُزَاعِيّ وَعمر الْبُحَيْرِي وَأَبُو قُرَيْش مُحَمَّد بن جُمُعَة

أبو هاشم السلمي

وَابْن صاعد وَابْن خُزَيْمَة وَأَبُو عرُوبَة وروى النَّسَائِيّ أَيْضا عَن زَكَرِيَّا خياط السّنة عَنهُ وَقَالَ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وَقَالَ ابْن خُزَيْمَة مَا رَأَيْت أسْرع قِرَاءَة مِنْهُ وَمن بنْدَار وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو هَاشم السّلمِيّ) عبد الْجَبَّار بن عبد الصَّمد بن إِسْمَاعِيل أَبُو هِشَام السّلمِيّ الْمُؤَدب الْمُقْرِئ قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي عُبَيْدَة أَحْمد بن ذكْوَان وَسمع مُحَمَّد بن خريم وجعفر بن أَحْمد بن عَاصِم وَالقَاسِم بن عِيسَى العصار وَمُحَمّد بن الْمعَافي الصَّيْدَاوِيُّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم بِالشَّام ومصر والحجاز وَعنهُ تَمام الرَّازِيّ ومكي بن الْغمر وَعبد الْوَهَّاب الميداني وَأَبُو الْحسن ابْن جَهْضَم وَغَيرهم وَجمع من المصنفات شَيْئا وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو سعيد الْأَزجيّ) عبد الْجَبَّار بن يحيى بن عَليّ بن هِلَال أَبُو سعيد الْأَزجيّ الدباس الْمَعْرُوف بِابْن الْأَعرَابِي سمع أَبَا الْقَاسِم بن بَيَان وَأَبا يَاسر البرداني وَمُحَمّد ابْن عبد الْبَاقِي الدوري وَابْن الْحصين وَجَمَاعَة سمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب مَعَ تقدمه وروى عَنهُ ابْن الدبيثي والبهاء عبد الرَّحْمَن وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي) عبد الْجَبَّار بن يُوسُف بن عبد الْجَبَّار بن شبْل بن عَليّ القَاضِي الأكرم أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي الْأَجَل أبي الْحجَّاج الجذامي الصويتي الْمَقْدِسِي) ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بِبَيْت الْمُقَدّس سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة سمع من السلَفِي وَولي ديوَان الْجَيْش بِمصْر مُدَّة ومولده وداره بِمصْر 3 - (شيخ الفتوة) عبد الْجَبَّار بن يُوسُف بن صَالح الْبَغْدَادِيّ شيخ الفتوة ورئيسها ودرة تاجها وحامل لوائها تفرد بالمروءة والعصبية وَانْفَرَدَ بشرف النَّفس والأبوة وَانْقطع إِلَى عبَادَة الله بِموضع اتَّخذهُ لنَفسِهِ وبناه فاستدعاه الإِمَام النَّاصِر وتفتى إِلَيْهِ وَلبس مِنْهُ خرج حَاجا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فَتوفي بالمعلاة فِي ذِي الْحجَّة من السّنة 3 - (عبد الْجَبَّار الحصري) عبد الْجَبَّار بن أبي الْفضل بن الْفرج بن حَمْزَة الْأَزجيّ الحصري الْمُقْرِئ الراجل الصَّالح قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْكَرم الشهرزوري وَسمع من أبي الْوَقْت وَابْن نَاصِر وَأبي بكر الزَّاغُونِيّ وَجَمَاعَة وأقرأ الْقُرْآن مُدَّة ببغداذ والموصل والقفص

أبو محمد الخرقي

سقط عَلَيْهِ جرف بتكريت وعجزوا عَن كشفه وَكَانَ قَبره سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْخرقِيّ) عبد الْجَبَّار بن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن ثَابت بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد الثابتي الْخرقِيّ الْمروزِي فَقِيه فَاضل بارع تفقه على تَاج الْإِسْلَام أبي بكر بن السَّمْعَانِيّ وعَلى الإِمَام أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المروروزي ثمَّ اشْتغل بِالْحِسَابِ والهندسة وتجاوزه وتجاوزها إِلَى عُلُوم الْأَوَائِل وَمَعَ ذَلِك كَانَ حسن الصَّلَاة وَسمع الْكثير من الحَدِيث فَانْتَفع بِهِ وَجمع تَارِيخا لمور وَسمع أَبَا بكر مُحَمَّد ابْن السَّمْعَانِيّ قَالَ ولد بعزبة خرق بِفَتْح الْخَاء وَالرَّاء سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي يَوْم عيد الْفطر سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو طَالب الْمعَافِرِي) عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو طَالب الْمعَافِرِي اللّغَوِيّ المغربي قدم الْبِلَاد وأقرأ الْعَرَبيَّة بِمصْر وبغداذ وانتفع بِهِ خلق وَتُوفِّي وو رَاجع إِلَى بِلَاده سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَهُوَ شيخ عبد الله بن بري 3 - (كَمَال الدّين بن الحرستاني) عبد الْجَبَّار بن عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن أبي الْفضل بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد ابْن عبد الضَّيْف) الْأنْصَارِيّ بن الحرستاني الشَّافِعِي الْفَقِيه الْمُفْتِي كَمَال الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع أَبَا الْقَاسِم الْحَافِظ وَأَبا سعد بن أبي عصرون وَأَجَازَ لَهُ خطيب الْموصل أَبُو الْفضل والحافظ أَبُو مسوى الْمَدِينِيّ وَسمع مِنْهُ الزكي البرزالي وَخرج لَهُ جُزْءا وَأَبُو حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَابْن الدخميسي وَالْفَخْر مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن التيني ودرس بالكلاسة والأكزية وَهُوَ من بَيت ابْن طليس وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة 3 - (ابْن حمديس الصّقليّ) عبد الْجَبَّار بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حمديس أَبُو مُحَمَّد الصّقليّ الشَّاعِر امتدح مُلُوك الأندلس بعد السّبْعين وَأَرْبع مائَة واختص بالمعتمد وامتدح بعده ملك إفريقية يحيى بن تَمِيم وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره الرمل (والثريا رجح الغرب بهَا ... كَابْن مَاء ضم للوكر جنَاح) (وَكَأن الغرب مِنْهَا ناشق ... باقة من ياسمين أَو أقاح)

(وَكَأن الصُّبْح بالأنوار من ... ظلم اللَّيْل على الظلماء صَاح) وَمِنْه الْبَسِيط (ومغرب طعنته غير نابيةٍ ... أسنة هن إِن حققتها شهب) (ومشرق كيمياء الشَّمْس فِي يَده ... ففضة المَاء من إلقائها ذهب) وَمِنْه الْبَسِيط (وَرب ليل سريناه وَقد طلعت ... بَقِيَّة الْبَدْر فِي أولى بشائره) (كَأَنَّمَا أدهم الإظلام حِين نجا ... من أَشهب الصُّبْح ألْقى نعل حَافره) وَمِنْه الطَّوِيل (ووردية فِي اللَّوْن والفوح شعشعت ... فأبدت نجوماً فِي شُعَاع من الشَّمْس) (نفيت هموم النَّفس مِنْهَا بشربةٍ ... دَبِيب حمياها يدق عَن الْحس) (كَأَن يَدي من فضَّة فَإِذا حوت ... زجاجتها عَادَتْ مذْهبه الْخمس) وَمِنْه الْكَامِل (حَمْرَاء يشرب الأنوف سلافها ... لطفاً مَعَ الأسماع والأحداق) (بزجاجة صور الفوراس نقشها ... فترى لَهَا حَربًا بكف الساقي) ) (وكأنما سفكت صورامها دَمًا ... لبست بِهِ غرقاً إِلَى الْأَعْنَاق) (وَكَأن للكاسات حمر غلائل ... أزرارها دُرَر على الأطواق) وَمِنْه فِي وصف فرس الْكَامِل (يجْرِي ولمع الْبَرْق فِي آثاره ... من كَثْرَة الكبوات غير مُفِيق) (ويكاد يخرج سرعَة من ظله ... لَو كَانَ يرغب فِي فِرَاق رَفِيق) وَمِنْه الْبَسِيط (يرْعَى الرعايا بِعَين من حفيظته ... ويبسط الْعدْل مِنْهُ لين قَاس) (كَأَن سُورَة كسْرَى عِنْد سورته ... سُكُون صُورَة كسْرَى وَهِي فِي الكاس) وَمِنْه فِي الذُّبَاب الَّذِي يَقع على الْإِبِل الْبَسِيط (ومودع فِي المطايا لسعة حمة ... فيزعج الرّوح مسراها من الْجَسَد) (يحك من دَمهَا القاني يدا بيد ... كَمَا تحك بحناء يدا بيد) (يغشى السوام مناقيراً فتحسبها ... مباضعاً مدميات كل مفتصد)

وَمِنْه فِي وصف الْإِبِل فِي الْمسير الْبَسِيط (وداخلات على بهماء سبسبها ... بِكُل خرق عريق فِي العلى ندس) (كَأَنَّهَا وَهِي ترمي المقفرات بهم ... من الوجيف نبال والهزال قسي) (مثل الحواجب لاذت وَهِي ظامئة ... بأعين بالفلا مطموسة درس) من ذَا يَقُول ولج الْآل يحملهاإن السَّفِينَة لَا تجْرِي على يبس وَمِنْه الْبَسِيط (حرر لمعناك لفظا كي تزان بِهِ ... وَقل من الشّعْر سحرًا أَو فَلَا تقل) (فالكحل لَا يفتن الْأَبْصَار منظره ... حَتَّى يصير حَشْو الْأَعْين النجل) وَمِنْه فِي الشيب مخلع الْبَسِيط (ولي شَبَابِي وراع شيبي ... مني سرب المها وفضه) (كَأَنَّمَا الْمشْط فِي يَمِيني ... يجر مِنْهُ خيوط فضه) وَمِنْه الوافر (وَقد سكرت صعاد الْخط حَتَّى ... تأود كل لدن مُسْتَقِيم) ) (وَمَا شربت سوى خمر التراقي ... وَلَا نشقت سوى ورد الكلوم) وَمِنْه الْكَامِل (والروع تثقل بالردى ساعاته ... وتخف بالأبطال فِي الضمر) (نكص النَّهَار بِهِ على أعقابه ... حَتَّى حسبت الشَّمْس فِيهِ تكور) (وَالنَّقْع مِنْهُ دجنة لَا تنجلي ... وَالصُّبْح مِنْهُ ملاءة لَا تنشر) وَمِنْه السَّرِيع (قُم هَاتِهَا من كف ذَات الوشاح ... فقد نعى اللَّيْل بشير الصَّباح) (واحلل عرى نومك من مقلة ... تمقل أحداقاً مراضاً صِحَاح) (خل الْكرَى عَنْك وَخذ قهوة ... تهدي إِلَى الرّوح نسيم ارتياح) (باكر إِلَى اللَّذَّة واركب لَهَا ... سوابق اللَّهْو ذَوَات المراح) (من قبل أَن ترشف شمس الضُّحَى ... ريق الغوادي من ثغور الأقاح) وَمِنْه الطَّوِيل (كَأَنَّك لم تجْعَل قناك مراودا ... تشق من اللَّيْل البهيم مآقيا)

(وَلم تزد الإظلام بالنقع ظلمَة ... إِذا بيض الإصباح مِنْهُ حواشيا) وَمِنْه القصيدة الْمَشْهُورَة المتقارب (قَضَت فِي الصِّبَا النَّفس أوطارها ... وأبلغها الشيب إنذارها) (نعم وَأحلت قداح الْهوى ... عَلَيْهَا فقسمن أعشارها) (وَمَا غرس الدَّهْر فِي تربة ... غراساً وَلم يجن أثمارها) (فأفنيت فِي الْحَرْب آلاتها ... وأفنيت فِي السّلم أَوزَارهَا) (كميتاً لَهَا مرح بالفتى ... إِذا حث باللهو أدوارها) (ينازلها الكوب من دنها ... فتحسبه كَانَ مضمارها) (وساقية زررت كفها ... على عنق الظبي أزرارها) (تدير بياقوتة درة ... فتغمس فِي مَائِهَا نارها) (وفتيان صدق كزهر النُّجُوم ... كرام النحائز أحرارها) (يديرون رَاحا تفيض الكؤوس ... على ظلم اللَّيْل أنوارها) ) (كَأَن لَهَا من نَسِيج الْحباب ... شباكاً تعقل أطيارها) (وراهبة أغلقت ديرها ... فَكُنَّا مَعَ اللَّيْل زوارها) (هدَانَا إِلَيْهَا شذا قهوة ... تذيع لأنفك أسرارها) (فَمَا فَازَ بالمسك إِلَّا امْرُؤ ... تيَمّم دارين أَو دارها) (كَأَن نوافجه عِنْدهَا ... دنان مضمنة قارها) (طرحت بميزانها درهمي ... فسيل فِي الكاس دينارها) (خَطَبنَا بَنَات لَهَا أَرْبعا ... ليفترع اللَّهْو أبكارها) (تريك عرائسها أيدياً طوَالًا ... تصافح أخصارها) (من اللأى أَعمار زهر النُّجُوم ... تكَاد تطاول أعمارها) (تفرس فِي طيبها شمها ... مجيد الفراسة فاختارها) (فَتى دارس الكاس حَتَّى درى ... عصير الْخُمُور وأعصارها) (يعد لما شِئْت من قهوة ... سنيها وَيعرف خمارها) (وعدنا إِلَى هَالة أطلعت ... على قضيب البان أقمارها) (نفى ملك اللَّهْو عَنَّا الهموم ... وَلَو ثرن قتل ثوارها)

أبو محمد البغداذي

(وَقد سكنت حركات الأسى ... قيان تحرّك أوتارها) (فهذي تعانق لي عودهَا ... وَتلك تقبل مزمارها) (وراقصة لقطت رجلهَا ... حِسَاب يَد نقرت طارها) (وقضب من الشمع مصفرة ... تريك من النَّار نوارها) (كَأَن لَهَا عمدا صففت ... وَقد وزن الْعدْل أقطارها) (تقل الدياجي على هامها ... وتهتك بِالنورِ أستارها) (كأنا نسلط آجالها ... عَلَيْهَا فتمحق أعمارها) (ذكرت صقلية والأسى ... يهيج للنَّفس تذكارها) (ومنزلة للصبا قد خلت ... وَكَانَ بَنو الظّرْف عمارها) (فَإِن كنت أخرجت من جنَّة ... فَإِنِّي أحدث أَخْبَارهَا) (وَلَوْلَا ملوحة مَاء الْبكاء ... حسبت دموعي أنهارها) ) (ضحِكت ابْن عشْرين من صبوة ... بَكَيْت ابْن سِتِّينَ أَوزَارهَا) (فَلَا تعظمن عَلَيْك الذُّنُوب ... إِذا كَانَ رَبك غفارها) قلت كَذَا فَلْيَكُن الشّعْر عذوبة وانسجاماً وَتمكن قواف وَحسن تَشْبِيه ولطف اسْتِعَارَة وغوصاً على الْمعَانِي 3 - (أَبُو مُحَمَّد البغداذي) عبد الْجَبَّار بن عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن أبي نصر بن عبد الْبَاقِي بن عكبر الإِمَام الْوَاعِظ الْعَلامَة جلال الدّين أَبُو مُحَمَّد البغداذي أحد الْمَشَاهِير ولد فِي حُدُود الْعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة سمع من ابْن اللتي وَنصر بن عبد الرَّزَّاق وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن الفوطي وَأَبُو الْعَلَاء ابْن الفرضي وَدفن فِي دَاره وَولي تدريس المستنصرية وَكَانَ وحيد دهره فِي الْوَعْظ وَالتَّفْسِير وَله مصنفات مِنْهَا مشكاة الْبَيَان فِي تَفْسِير الْقُرْآن ومراتع المرتعين فِي مرابع الْأَرْبَعين من أَخْبَار سيد الْمُرْسلين وإيقاظ الوعاظ وَلم يخلف مثله 3 - (أَبُو طَالب النَّسَائِيّ) عبد الْجَبَّار بن عَاصِم النَّسَائِيّ حدث ببغداذ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

أبو محمد الجهرمي

3 - (أَبُو مُحَمَّد الجهرمي) عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجهرمي أَبُو مُحَمَّد بن أبي الْحَدث كَانَ فَقِيها مناظراً ولي الْحِسْبَة ببغداذ وعزل وَولي الإشراف على جبل وَالنَّظَر فِي أَمْوَال الوكلاء بواسط وَالْبَصْرَة واتصل بالوزير أبي المحاسن وَزِير السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه وَقبض عَلَيْهِ لما نكب الْوَزير وخلصه صَدَقَة بن مزِيد ثمَّ قبض عَلَيْهِ العميد أَبُو جَعْفَر وصودر على مَال سمع من أبي مُحَمَّد الصريفيني وَحدث باليسير 3 - (أَبُو المظفر عبد الْجَبَّار) عبد الْجَبَّار بن عبد الْجَلِيل أَبُو المظفر قَالَ الباخرزي فِي الدمية ارتبطه الصاحب أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن عَليّ بن مِيكَائِيل رَحمَه الله لكتابته فِي ديوَان رسَالَته وَكُنَّا نَحن ثلاثتنا هُوَ وَأَبُو مَنْصُور الْجلاب وَهُوَ منخرط فِي سلك الْكتاب لنجابته وأنشدني لنَفسِهِ وَنحن فِي مجْلِس) الْأنس بَين يَدي الصاحب بِالريِّ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة الرمل (أشتهي نوماً ونيكاً مَعَه ... إِنَّمَا النّوم مَعَ النيك يطيب) (هُوَ دائي ودوائي عنْدكُمْ ... هَل لدائي سادتي فِيكُم طَبِيب) قَالَ الباخرزي هَذَا الْفَاضِل صَادِق الاشتهاء أفْصح عِنْد الطَّبِيب بالداء وَلم يسر الحسو فِي الارتغاء يغر أَن الطَّبِيب هُنَا كِنَايَة عَن القواد وَعَن الْبغاء وَمَا أطيب مَا اشْتهى وَالْعجب أَنه مَا بَكَى فَهُوَ كَمَا وصفت بِهِ نَفسِي حَيْثُ قلت السَّرِيع (يَا قوم إِنِّي رجل فَاضل ... وَلَيْسَ فِي فضلي من شكّ) (أَهْوى كؤوس الراح مَمْلُوءَة ... وأشتهي الْإِيلَاج فِي التّرْك) (وأقضم القند وَلَا أشتكي ... وآكل التَّمْر وَلَا أبْكِي) (عبد الْجَلِيل) 3 - (أَبُو المظفر الْمروزِي) عبد الْجَلِيل بن عبد الْجَبَّار بن عبد الله بن طَلْحَة أَبُو المظفر الْمروزِي الْفَقِيه الشَّافِعِي قدم دمشق وتفقه بِهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْمفضل يحيى بن عَليّ الْقرشِي وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو مَسْعُود الْأَصْبَهَانِيّ كوتاه) عبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سهمرد بن مهرَة الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو مَسْعُود الْأَصْبَهَانِيّ كوتاه بِالْكَاف وَبعد الْوَاو تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة تقدم ذكر وَالِده وَولده وحفيده فِي المحمدين

عبد الجليل الغزنوي

كَانَ من أَئِمَّة الحَدِيث مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ والإتقان والصدق والديانة وَقد أمْلى كثيرا من الْمجَالِس وَسمع مِنْهُ الْكِبَار سمع هُوَ رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الذكواني وَالقَاسِم بن الْفضل بن أَحْمد الثَّقَفِيّ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْحسن بن ماجة الْأَبْهَرِيّ وَأحمد بن الْحُسَيْن ابْن أبي ذَر الصالحاني وَجَمَاعَة 3 - (عبد الْجَلِيل الغزنوي) عبد الْجَلِيل بن فَيْرُوز بن الْحسن من أهل غزنة أحد أعيانها لَهُ تصانيف مِنْهَا كتاب لباب التصريف كتاب الْهِدَايَة فِي النَّحْو كتاب مَعَاني الْحُرُوف كتاب مؤنس الْإِنْسَان وَمذهب) الأحزان 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ) عبد الْجَلِيل بن مُوسَى بن عبد الْجَلِيل القصري الإِمَام الْقدْوَة شيخ الْإِسْلَام أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ عرف بالقصري قصر كتامة كَانَ رَأْسا فِي الْعلم وَالْعَمَل مُنْقَطع القرين فَارغًا عَن الدُّنْيَا صنف التَّفْسِير وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَله شعب الْإِيمَان وَكَلَامه فِي الْعرْفَان بديع وَتُوفِّي سنة ثَمَان وست مائَة 3 - (ابْن وهبون المرسي) عبد الْجَلِيل بن وهبون أَبُو مُحَمَّد الملقب بالدمعة المرسي قَالَ ابْن بسام فِي تَرْجَمته شمس الزَّمَان وبدره وسر الْإِحْسَان وجهره ومستودع الْبَيَان ومستقره أحد من أفرغ فِي وقتنا فنون الْمقَال فِي قوالب السحر الْحَلَال وَقيد شوارد الْأَلْبَاب بأرق من ملح العتاب وأروق من غفلات الشَّبَاب وكورة تدمير أفقه الَّذِي مِنْهُ طلع وعارضه الَّذِي مِنْهُ لمع اجتاز بالمرية فِي بعض رَحْله الشرقية وملكها يَوْمئِذٍ أَبُو يحيى ابْن صمادح فاهتز لعبد الْجَلِيل واستدعاه وَعرض لَهُ بجملة وافرة من عرض دُنْيَاهُ فَلم يعرج على ذَلِك وارتحل عَن بَلَده وَقَالَ فِي ارتجال الطَّوِيل (دنا الْعِيد لَو تَدْنُو بِهِ كعبة المنى ... وركن الْمَعَالِي من ذؤابة يعرب) (فيا أسفا للشعر ترمى جماره ... وَيَا بعد مَا بَين المنى والمحصب) وَمن عَجِيب مَا اتّفق أَن عبد الْجَلِيل وَأَبا إِسْحَاق بن خفاجة تصاحبا فِي طَرِيق مخوف فمرا بعلمين وَعَلَيْهِمَا رأسان كَأَنَّهُمَا بسر متناجيان فَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الطَّوِيل

(أَلا رب رَأس لَا تزاور بَينه ... وَبَين أَخِيه والمزار قريب) (أناف بِهِ صلد الصَّفَا فَهُوَ مِنْبَر ... وَقَامَ على أَعْلَاهُ فَهُوَ خطيب) فَقَالَ عبد الْجَلِيل الطَّوِيل

(يَقُول حذاراً لَا اغترار فطالما ... أَنَاخَ قَتِيل بِي وَمر سليب) فَمَا أتم قَوْله حَتَّى لَاحَ لَهما قتام سَاطِع كَأَن السيوف فِيهِ برق لامع فَمَا تجلى إِلَّا وَعبد الْجَلِيل قَتِيل وَابْن خفاجة سليب فَكَأَنَّمَا كشف لَهُ فِيمَا قَالَ ستر الْغَيْب وَمن شعره يمدح الْمُعْتَمد الْبَسِيط) (بيني وَبَين اللَّيَالِي همة جلل ... لَو نالها الْبَدْر لاستخزى لَهُ زحل) (سراب كل يباب عِنْدهَا شنب ... وهول كل ظلام عِنْدهَا كحل) (من أَيْن أبخس لَا فِي ساعدي قصر ... عَن المساعي وَلَا فِي مقولي خطل) (ذَنبي إِلَى الدَّهْر إِن أبدي تعنته ... ذَنْب الحسام إِذا مَا أحجم البطل) (يَا طَالب الوفر إِنِّي قُمْت أطلبها ... علياء تعيا بهَا الأسماع والمقل) (لَا كَانَ للعيش فضل لَا أَجود بِهِ ... يَكْفِي المهند من أسلابه الْخلَل) (لَكِن بخلت بِأَنْفَاسِ مهذبة ... تروي الْعُقُول وَهن الْجَمْر والشعل) (وَإِن وصفت فكاليوم الَّذِي عرفت ... مِنْك الفرنجة فِيهِ كنه مَا جهلوا) (وَقد دلفت إِلَيْهِم تَحت خافقة ... قلب الضَّلَالَة مِنْهَا خَائِف وَجل) (فراعهم مِنْك وضاح الجبين وَعَن ... بشر الحسام يكون الْخَوْف والوهل) (وَحين أسمعت مَا أسمعت من كلم ... تمثلت لَهُم الْأَعْرَاب وَالْحلَل) (وَكلما نفحت ريح الْهدى خمدت ... دِمَاؤُهُمْ وسيوف الْهِنْد تشتعل) (أشباه مَا اعتقلوه من ذوائبهم ... فالحرب جاهلة من مِنْهُم الأسل) (لَوْلَا اعتراضك سرا بَين أَعينهم ... لَكَانَ يفرق مِنْهَا السهل والجبل) (أنسيتها النّظر الشزر الَّذِي عهِدت ... فَكل عين بهَا من دهشة قبل) (تنزلوا آل عباد فربتما ... لم يدْرك الْوَصْف مَا تأتون والمثل) (إِذا أسرتم فَمَا فِي أسركم قنط ... وَإِن عفوتم فَمَا فِي عفوكم خلل) (يقبل الغل مرتاحاً أسيركم ... فَهُوَ البشير لَهُ أَن تسحب الْحلَل) (جَيش فوارسه بيض كأنصلة ... وخيله كالقنا عسالة ذبل) وَمن شعر عبد الْجَلِيل الْكَامِل (ناهضتهم والبارقات كَأَنَّهَا ... شعل على أَيْديهم تتلهب) (ووقفت مشكور الْمَكَان كريمه ... وَالْبيض تطفو فِي الْغُبَار وترسب) (مَا إِن ترى إِلَّا توقد كَوْكَب ... من قونس قد غَابَ فِيهِ كَوْكَب) (فمجدل ومزمل وموسد ... ومضرج ومضمخ ومخضب) (سلبوا وأشرقت الدِّمَاء عَلَيْهِم ... محمرة فكأنهم لم يسلبوا) ) (وَلَو أَنهم ركبُوا الْكَوَاكِب لم يكن ... لمجدهم من حد بأسك مهرب) وَمِنْه الطَّوِيل (قتلت بني الْأَيَّام خَبرا فباطني ... مشيب وَمَا يَبْدُو عَليّ شباب) (وَلما رَأَيْت الزُّور فِي النَّاس فاشياً ... تحيل لي أَن الشَّبَاب خضاب) وَمِنْه الْكَامِل (للدهر عِنْدِي فِي جنابك لَيْلَة ... وضاحة الأقطار والجنبات) (لَو أَنَّهَا يَوْم الْحساب صحيفَة ... فِي راحتي لضقت بِالْحَسَنَاتِ) وَمِنْه المتقارب (بِنَفس وَإِن كنت لَا نفس لي ... فقد سلبتها لحاظ الْمقل) (عذار وخد كَمَا يحتوي ... سَواد الْقُلُوب بَيَاض الأمل) وَمِنْه قَوْله أَيْضا فِي مغنية لابسة حليا الْبَسِيط (إِنِّي لأسْمع شدوا لَا أحققه ... وَرُبمَا كذبت فِي سَمعهَا الْأذن) (مَتى رأى أحد قبلي مطوقة ... إِذا تغنت بلحن جاوب الفنن) وَمِنْه الطَّوِيل (يعز على العلياء أَنِّي خامل ... وَأَن أَبْصرت مني خمود شهَاب) (وَحَيْثُ ترى زند النجابة وارباً ... فثم ترى زند السَّعَادَة كابي) وَمِنْه الْكَامِل (زَعَمُوا الغزال حَكَاهُ قلت لَهُم نعم ... فِي صده عَن عاشقيه وهجره) (قَالُوا الْهلَال شبيهه فأجبتهم ... إِن كَانَ قيس إِلَى قلامة ظفره) (وَكَذَا يَقُولُونَ المدام كريقه ... يَا رب لَا علمُوا مذاقة ثغره) وَمِنْه السَّرِيع

(وبركة تزهى بنيلوفر ... نسيمه يشبه ريح الحبيب) (حَتَّى إِذا اللَّيْل دنا وقته ... ومالت الشَّمْس لحين الْغُرُوب) (أطبق جفنيه على إلفه ... وغاص فِي المَاء حذار الرَّقِيب) وَأنْشد الْمُعْتَمد يَوْمًا قَول أبي الطّيب الطَّوِيل) (إِذا ظَفرت مِنْك الْعُيُون بنظرة ... أثاب بهَا معيي الْمطِي ورازمه) فَجعل يردده اسْتِحْسَانًا لَهُ فَقَالَ عبد الْجَلِيل بديهاً الطَّوِيل (لَئِن جاد شعر ابْن الْحُسَيْن فَإِنَّمَا ... تجيد العطايا واللهى تفتح اللها) (تنبأ عجبا بالقريض وَلَو درى ... بأنك تروي شعره لتألها) فَأمر لَهُ بِمِائَتي دِينَار وَأرْسلت البزاة يَوْمًا بَين يَدَيْهِ واستحث الشُّعَرَاء فِي وصفهَا فَقَالَ عبد الْجَلِيل الْكَامِل (للصَّيْد قبلك سنة مأثورة ... لَكِنَّهَا بك أعجب الْأَشْيَاء) (تمْضِي البزاة وَكلما أمضيتها ... عارضتها بخواطر الشُّعَرَاء) وَجلسَ الْمُعْتَمد يَوْمًا وَبَين يَدَيْهِ جَارِيَة تسقيه فخطف الْبَرْق فارتاعت فَقَالَ السَّرِيع (روعها الْبَرْق وَفِي كفها ... برق من القهوة لماع) (عجبت مِنْهَا وَهِي شمس الضُّحَى ... كَيفَ من الْأَنْوَار ترتاع) ثمَّ أنْشد الأول لعبد الْجَلِيل واستجازه فَقَالَ السَّرِيع (وَلنْ ترى أعجب من آنس ... من مثل مَا يمسك يرتاع) وَمن شعر عبد الْجَلِيل الوافر (غزال يستطاب الْمَوْت فِيهِ ... ويعذب فِي محاسنه الْعَذَاب) (يقبله اللثام هوى وشوقاً ... ويجني ورد خديه النقاب) وَمِنْه الطَّوِيل (سقى فسقى الله الزَّمَان من أَجله ... بكأسين من لميائه وعقاره) (وَحيا فَحَيَّا الله دهراً أَتَى بِهِ ... بأطيب من ريحانه وعراره) وَلما ركب الْمُعْتَمد الْبَحْر قَالَ ابْن وهبون الْبَسِيط (أحَاط جودك بالدنيا فَلَيْسَ لَهُ ... إِلَّا الْمُحِيط مِثَال حِين يعْتَبر)

عبد الحافظ

(وَمَا حسبت بِأَن الْكل يحملهُ ... بعض وَلَا كَامِلا يحويه مُخْتَصر) (كَأَنَّمَا الْبَحْر عين أَنْت ناظرها ... وكل شط بأشخاص الورى شفر) وَكَانَ للمعتمد أستاذ يُسمى خَليفَة فَأمره أَن يَأْتِي بنبيذ فَأخذ وعَاء يُسمى القمصال فجَاء إِلَيْهِم فعثر وَوَقع القمصال فانكسر وَمَات الْأُسْتَاذ فَأخْبر الْمُعْتَمد بذلك فَقَالَ الوافر) (أنأمن والحياة لنا مخيفة ... ونفرح والمنون بِنَا مطيفه) فَقَالَ ابْن عمار (وَفِي يَوْم وَمَا أَدْرَاك يومٌ ... مضى قمصالنا وَمضى خليفه) فَقَالَ ابْن وهبون (هما فخارتا رَاح وريح ... تكسرتا فاشقاف وجيفه) واجتاز ابْن وهبون يَوْمًا على فرن وَيَده فِي يَد فَتى يُسمى ربيعاً فَقَالَ لَهُ صف هَذَا الفرن فَقَالَ الْخَفِيف (رب فرن رَأَيْته يتلظى ... وربيع مخالطي وعقيدي) (قَالَ شهه قلت صدر حسود ... خالطته مَكَارِم الْمَحْسُود) وَهُوَ الْقَائِل فِي رثاء ابْن عمار لما قَتله الْمُعْتَمد الْكَامِل (عجبا لَهُ أبكيه ملْء مدامعي ... وَأَقُول لَا شلت يَمِين الْقَاتِل) (عبد الْحَافِظ) 3 - (عماد الدّين النابلسي) عبد الْحَافِظ بن بدران بن شبْل بن طرخان الزَّاهِد الْقدْوَة الْمسند الرحلة أَبُو مُحَمَّد عماد الدّين النابلسي الْمَقْدِسِي شيخ نابلس قدم دمشق فِي صباه وَسمع الْكثير من الشَّيْخ موفق الدّين ومُوسَى بن عبد الْقَادِر وَابْن رَاجِح وَأحمد بن طَاوس وزين الْأُمَنَاء والبهاء عبد الرَّحْمَن وَابْن الزبيدِيّ وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن الحرستاني وَأَبُو البركات ابْن ملاعب وَتفرد بأَشْيَاء وَقصد للسماع والزيارة والتبرك وَبنى بنابلس مدرسة وجدد طَهَارَة وَكَانَ كثير التِّلَاوَة والأوراد لَازِما بَيته إِلَى جَانب مَسْجده وَقيل إِنَّه تعاطى الكيمياء مُدَّة وَلم تصح لَهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت عَلَيْهِ عشرَة أَجزَاء ورحل إِلَيْهِ قبلي ابْن الْعَطَّار والبرزالي وسمعا مِنْهُ وَسمع مِنْهُ شمس الدّين بن مُسلم وَابْن نعْمَة وَجَمَاعَة وشارف التسعين وَأول سَمَاعه سنة خمس عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة

عبد الحق

(عبد الْحق) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الزُّهْرِيّ) عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الزُّهْرِيّ الأندي بالنُّون الساكنة نزيل بلنسية ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة حج عَام اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسمع من السلَفِي الْأَرْبَعين والمحامليات وَكَانَ عدلا تَاجِرًا قَالَ ابْن الْأَبَّار سَمِعت الْأَرْبَعين مِنْهُ وَقد سَمعهَا مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو سُلَيْمَان ابْنا ابْن حوط الله وَعمر وأسن حَتَّى ألحق الصغار بالكبار 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ المغربي) عبد الْحق بن عبد الله بن عبد الْحق أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ المغربي الْمَهْدَوِيّ قَاضِي الْجَمَاعَة بمراكش وبإشبيلية وَولي أَولا قَضَاء غرناطة وامتحن فِي قَضَاء مراكش بالفتنة المتفاقمة قَالَ ابْن الْآبَار وَكَانَ من الْعلمَاء المتفننين فَقِيها مالكياً حَافِظًا للْمَذْهَب نظاراً بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ صليباً فِي الْحق مهيباً مُعظما وَله كتاب فِي الرَّد على أبي مُحَمَّد بن حزم دلّ على فَضله وَعلمه وَأفَاد بِوَضْعِهِ وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (عبد الْحق بن خلف الْحَنْبَلِيّ) عبد الْحق بن خلف بن عبد الْحق ضِيَاء الدّين أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ المغسل إِمَام مَسْجِد الأرزة الَّذِي بطرِيق الجسر الْأَبْيَض ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة تَقْرِيبًا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة وَسمع من عبد الرَّحْمَن بن أبي الْعَجَائِز وَهبة الله بن مَحْفُوظ بن صصرى وَعبد الصَّمد بن سعد النسوي وَأحمد بن أبي الْوَفَاء وَأبي الْمَعَالِي صابر وَأحمد بن حَمْزَة المواويني وَجَمَاعَة وَله مشيخة وروى عَنهُ الحافظان البرزالي والضياء مُحَمَّد وحفيده عز الدّين عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْمعدل وسبط كَمَال الدّين عَليّ بن أَحْمد القَاضِي وَغَيرهم قَالَ الضياء هُوَ دين خير وَقَالَ غَيره شيخ معمر صَالح حسن المحاضرة حُلْو النادرة وَعجز آخر عمره عَن التَّصَرُّف 3 - (ابْن الْحجَّاج) عبد الْحق بن عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن علاف بن خلف أَبُو سُلَيْمَان الخزرجي الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْحجَّاج بِضَم الْحَاء صِيغَة جمع مُحدث مَعْرُوف ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين) وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَطلب وَسمع من أبي الْقَاسِم البوصيري وَأبي نزار ربيعَة وبدمشق الْخضر بن كَامِل وَابْن الحرستاني روى عَنهُ الدمياطي وَتقدم ذكر وَالِده 3 - (ابْن الرصاص الشَّافِعِي) عبد الْحق بن مكي بن صَالح بن عَليّ بن سُلْطَان

ابن سبعين

الْمُحدث علم الدّين أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الرصاص ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة 3 - (ابْن سبعين) عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نصر بن مُحَمَّد بن سبعين الشَّيْخ قطب الدّين أَبُو مُحَمَّد المرسي الرقوطي الصُّوفِي كَانَ صوفياً على قَوَاعِد الفلاسفة وَله كَلَام كثير فِي الْعرْفَان وتصانيف وَله أَتبَاع ومريدون يعْرفُونَ بالسبعينية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ذكر شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد قَالَ جَلَست مَعَ ابْن سبعين من ضحوة إِلَى قريب الظّهْر وَهُوَ يسْرد كلَاما تعقل مفرداته وَلَا تعقل مركباته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين واشتهر عَنهُ أَنه قَالَ لقد تحجر ابْن آمِنَة وَاسِعًا بقوله لَا بني بعدِي فَإِن كَانَ ابْن سبعين قَالَ هَذَا فقد خرج بِهِ من الْإِسْلَام مَعَ أَن هَذَا الْكَلَام هُوَ أخف وأهون من قَوْله فِي رب الْعَالمين إِنَّه حَقِيقَة الموجودات تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا وحَدثني فَقير صَالح أَنه صحب فُقَرَاء من السبعينية وَكَانُوا يهونون لَهُ ترك الصَّلَاة وَغير ذَلِك قَالَ وَسمعت أَن ابْن سبعين فصد يَدَيْهِ وَترك الدَّم يخرج حَتَّى تصفى وَمَات بِمَكَّة فِي ثامن عشْرين شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة وَله خمس وَخَمْسُونَ سنة قَالَ الشَّيْخ صفي الدّين الأرموي الْهِنْدِيّ وَحَجَجْت فِي حُدُود سنة سِتّ وَسِتِّينَ وبحثت مَعَ ابْن سبعين فِي الفلسفة وَقَالَ لي لَا يَنْبَغِي لَك الْإِقَامَة بِمَكَّة فَقَالَ لَهُ كَيفَ تقيم أَنْت بهَا قَالَ انحصرت الْقِسْمَة فِي قعودي بهَا فَإِن الْملك الظَّاهِر يطلبني بِسَبَب انتمائي إِلَى أَشْرَاف مَكَّة واليمن صَاحبهَا لَهُ فِي عقيدة وَلَكِن وزيره حشوي يكرهني قَالَ صفي الدّين وَكَانَ داوى صَاحب مَكَّة فَصَارَت عِنْده لَهُ بذلك مكانة يُقَال إِنَّه نفي من الْمغرب بِسَبَب كلمة كفر صدرت عَنهُ وَهِي أَنه قَالَ لقد تحجر ابْن آمِنَة كَمَا مر انْتهى مَا نقلته من كَلَام الشَّيْخ شمس الدّين) قلت وَلَقَد اجْتمعت بِجَمَاعَة من أَصْحَاب أَصْحَابه ورأيتهم ينقلون عَن أُولَئِكَ أَن ابْن سبعين كَانَ يعرف السيمياء والكيمياء وَأَن أهل مَكَّة كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّه أنْفق فِيهَا ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَإنَّهُ كَانَ لَا ينَام كل لَيْلَة حَتَّى يُكَرر على ثَلَاثِينَ سطراً من كَلَام غَيره وَإنَّهُ لما خرج من وَطنه كَانَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة أَو مَا حولهَا وَخرج فِي خدمته جمَاعَة من الطّلبَة والأتباع

رسالة العهد

وَفِيهِمْ الشُّيُوخ وَأَنَّهُمْ لما أبعدوا بعد عشرَة أَيَّام دَخَلُوهُ الْحمام ليزيل وعثاء السّفر فَدَخَلُوا فِي خدمته وأحضروا لَهُ قيمًا فَأخذ الْقيم يحك رجلَيْهِ ويسألهم عَن وطنهم لما استغربهم فَقَالُوا لَهُ من فُلَانَة فَقَالَ لَهُم من الْبَلَد الَّتِي ظهر فِيهَا الزنديق ابْن سبعين فَأَوْمأ إِلَيْهِم أَن لَا يتكلموا وَقَالَ هُوَ نعم فَأخذ يسبه ويلعنه كثيرا وَهُوَ يَقُول لَهُ استقص فِي الحك وَذَاكَ الْقيم يزِيد فِي اللَّعْن والذم وَهُوَ لَا يزِيدهُ إِلَّا استقص إِلَى أَن فاض أحدهم غيظاً وَقَالَ لَهُ وَيلك هَذَا الَّذِي تسبه قد جعلك الله تحك رجلَيْهِ وَأَنت فِي خدمته أقل لغلام يكون فَسكت خجلاً وَقَالَ اسْتغْفر الله ويحكون عَنهُ أَشْيَاء من الرياضة وَكَلَامه مفحل محشو بقواعد الفلاسفة وَله كتاب البد يَعْنِي أَنه لَا بُد للعارف مِنْهُ وَكتاب الْإِحَاطَة ومجلدة صَغِيرَة فِي الْجَوْهَر وَغير ذَلِك وَله عدَّة رسائل بليغة الْمَعْنى فصيحة الْأَلْفَاظ جَيِّدَة مِنْهَا رِسَالَة الْعَهْد وَهِي 3 - (رِسَالَة الْعَهْد) يَا هَذَا هَل عمرك إِلَّا كلمح أَو إِعْطَاء مكد لَا سمح وآصالك لَهو وَعلل وأسحارك سَهْو وَعلل وَمَا سر ورد أَو صدر إِلَّا وساء كدر وَالْغَرَض بحول الله تَعَالَى فِي تَحْصِيل الكمالات وأسبابها والتجوهر بمدلولات الإمكانات الإلهية وَبِمَا يجب كَمَا يجب على مَا يجب فِي الْوَقْت الَّذِي يجب والاتصاف بالحكمة الَّتِي تفِيد الصُّورَة المتممة للسعيد وبالحقيقة الَّتِي تُقِيمهُ فِي الصُّورَة المقومة وتعمل على نيل الْآلَات الَّتِي تُعْطِي الْحق بِحَسب مَا تعطيه وتقتضيه طبيعة الْبُرْهَان وتحكم الشَّارِع عَلَيْهِ السَّلَام على جملتك وتمتثل أوامره وتعتقد أَنه الْخَيْر بِالذَّاتِ وَتصل حَبل الْمَعْرُوف وَجَمِيع مَا استحسنه الْعقل وحرره النَّقْل وحضت عَلَيْهِ الشَّرَائِع وتتخلا عَن كل قَاطع يقطعك عَن الله تَعَالَى بعد مَا تتصف بالعلوم الضرورية الَّتِي لَا يحملهَا أحد عَن أحد فِي عرف الشَّرِيعَة وبالأعمال الَّتِي تلْزم لُزُوم هَذِه الْعُلُوم وبالعلوم الَّتِي تدخل بهَا فِي زمرة الْحُكَمَاء وبالحقيقة الجامعة الَّتِي فِيهَا نتيجة الشَّرَائِع وَغَايَة الْحِكْمَة وَهِي عُلُوم التَّحْقِيق وَإِن) غلبت عَلَيْك شَهْوَة حيوانية وَمَا أشبه ذَلِك أجبر وقتك مَعَ الله تَعَالَى بتوبة صَادِقَة فَإِن بَابه مَا عَلَيْهِ بواب إِلَّا رَحمته خَاصَّة ورضوانه يأمرها بالمضمار وَاعْلَم أَن مطالك مطال ومحالك محَال والواصل رَحمَه مهما دَعَا الله تَعَالَى رَحمَه وَالْعلم للعلو عَلامَة وَالسّلم لِلْعَدو سَلامَة وَالصُّلْح مَعَ جملتك صَلَاح وَالدُّعَاء بالإخلاص سلَاح وَإِيَّاك من الْعَمَل المهدوم والأمل الْمَعْدُوم وَمن الْأُمُور الَّتِي تفْسد حِكْمَة الْعَادة

ابن الخراط الإشبيلي

وأصول السَّعَادَة وَمن الود مَعَ الْملك فَإِنَّهُ قَبِيح فِي كل الْملَل والسعيد هُوَ المصلح أَعماله المطرح لله تَعَالَى مَا لَهُ وَلَا تخالط إِلَّا مَا قَامَت بِهِ الْأَوْصَاف الْمَذْكُورَة قبل إِن اسْتَطَعْت وَإِلَّا الأمثل فالأمثل وحبيبك من يدبر أَمر آخرتك ويعينك عَلَيْهَا ويذكرك بهَا ويهجرك ويصلك من أجلهَا وَمَعَ هَذَا كُله سَله ورح مَمْلُوء الرَّاحَة وصل وسح مكلوء الساحة وَلَا تغفل عَن الدَّعْوَات المأثورة وَأَعْظَمهَا اللَّهُمَّ اختر لي وَأَسْمَاء الله تَعَالَى دروع مَا مَعهَا أحد مروع وَلَا سَبِيل إِلَى التَّعَجُّب فِي قيامك وجلوسك وَلَا تنظر إِلَى جاهك وفلوسك والتقي هُوَ الَّذِي يطرفه فِي حبوته مغضوض وَخذ الْبَغي فِي خلوته تنير مغضوض وَهُوَ الَّذِي لَا يرفل فِي أَثوَاب اللاهي وَلَا يغْفل عَن ثَوَاب الله وَإِذا الله تَعَالَى تَابَ عَلَيْهِ أناب هُوَ إِلَيْهِ وتأهب لجَوَاز الْعقَاب وَكَفاهُ سوء الْحساب والشرير الْجَاهِل هُوَ الَّذِي لَا يعرف مَعْرُوفا ويحسب مَاله من الْبَحْر مغروفاً وَنَفسه تطمع وتشح ويداه تجمع وَلَا تسح فَإِذا قضى الله وَفَاته خانه الأمل وَفَاته وَقد عاهدتك على هَذَا وارتضيتك لي تلميذاً وجعلتك مَعَ الْأَصْحَاب الَّذين يخاطبهم لِسَان حَال الْغِبْطَة وَيَقُول لَهُم تكثرون وَأَنْتُم ترثون وأشهدت الله تَعَالَى عَلَيْك الْعَلِيم بخفيات الصُّدُور الَّذِي يُجيب الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ ويثيب على كظم نفثات الصُّدُور وَقد رَجَوْت لَك خبر الْخَلَاص وَخير الْإِخْلَاص وَصلى الله على الشَّرْط فِي نيل الشّرف والكمال مُحَمَّد وآدَم وَمَا بَينهمَا من النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا وَبعد هَذَا كُله تبَارك المبدي المعيد قد صدق الْوَعْد والوعيد إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (ابْن الْخَرَّاط الإشبيلي) عبد الْحق بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن حُسَيْن بن سعيد أَبُو مُحَمَّد الْأَزْدِيّ الإشبيلي وَيعرف بِابْن الْخَرَّاط) روى عَن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأبي الحكم بن برجان وَعمر بن أَيُّوب وَأبي بكر بن مُدبر وأبى الْحسن طَارق وطاهر بن عَطِيَّة وَأَجَازَ لَهُ ابْن عَسَاكِر وَغَيره وَنزل بجاية وَقت فتْنَة الأندلس بانقراض الدولة اللمتونية فَبَثَّ بهَا علمه وصنف التصانيف وَولي الْخطْبَة وَالصَّلَاة بهَا

ابن البيطار المالقي

وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا عَالما بِالْحَدِيثِ وَعلله وَرِجَاله مَوْصُوفا بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح والزهد والورع والتقلل من الدُّنْيَا مشاركاً فِي الْأَدَب وَقَول الشّعْر وصنف فِي الْأَحْكَام نسختين كبرى وصغرى سبقه إِلَى مثل ذَلِك أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي مَرْوَان الشهير بلبلة فحظي عبد الْحق دونه وَجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَجمع الْكتب السِّتَّة وَله كتاب فِي المعتل من الحَدِيث وَكتاب فِي الرَّقَائِق ومصنفات أخر وَله فِي اللُّغَة كتاب حافل ضاهي بِهِ كتاب الْهَرَوِيّ وَتُوفِّي بعد محنة نالته من قبل الْولَايَة وَرُوِيَ عَنهُ أَبُو الْحسن الْمعَافِرِي عَليّ بن مُحَمَّد خطيب الْقُدس وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره الْخَفِيف (إِن فِي الْمَوْت والمعاد لشغلاً ... وادكاراً لذِي النهى وبلاغا) (فاغتنم خطتين قبل المنايا ... صِحَة الْجِسْم يَا أخي والفراغا) 3 - (ابْن البيطار المالقي) عبد الْحق بن عبد الْملك بن بونة بن سعيد أَبُو مُحَمَّد المالقي الْعَبدَرِي الْمَعْرُوف بِابْن البيطار نزيل مَدِينَة الْمنْكب بالأندلس شيخ معمر يوري عَن أَبِيه أبي مَرْوَان وَأبي مُحَمَّد بن عتابٍ وَأبي بَحر بن الْعَاصِ وغالب بن عَطِيَّة وَأبي الْحسن ابْن البادش وَأبي الْحسن بن مغيث وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَليّ بن سكرة قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ عالي الْإِسْنَاد صَحِيح السماع اعتنى بِهِ أَبوهُ وسَمعه صَغِيرا ورحل بِهِ إِلَى قرطبة فأورثه نباهةً وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وروى عَنهُ ابْن دحْيَة وَغَيره مولده سنة أَربع وَخمْس مائَة ووفاته سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (سبط ابْن عَطِيَّة) عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي المرسي سبط عبد الْحق بن عَطِيَّة روى عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن سهل الضَّرِير وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ متفنناً فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والنظرية مَعَ دقة الذِّهْن وجودة النّظر وَقَول الشّعْر وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة) 3 - (ابْن عَطِيَّة الْمُفَسّر) عبد الْحق بن غَالب بن عبد الْملك بن تَمام بن عَطِيَّة

عبد الحق بن محمد

الإِمَام الْكَبِير قدوة الْمُفَسّرين أَبُو مُحَمَّد ابْن الْحَافِظ النَّاقِد الْحجَّة أبي بكر الْمحَاربي الغرناطي القَاضِي حدث عَن أَبِيه وَغَيره وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ والْحَدِيث وَالتَّفْسِير بارعاً فِي الْأَدَب ذَا ضبط وَتَقْيِيد وتجويد وذهن سيال وَلَو لم يكن لَهُ إِلَّا تَفْسِيره لكفى ولد سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَقيل سنة إِحْدَى خَامِس عشْرين شهر رَمَضَان وَمَات بحصن لورقة 3 - (عبد الْحق بن مُحَمَّد) عبد الْحق بن مُحَمَّد الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد سمع الْكثير كأخيه من أَصْحَاب ابْن كُلَيْب والبوصيري وَحدث وَمَات وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ وَهُوَ أَخُو تَاج الدّين عبد الْغفار السَّعْدِيّ توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأَجَازَ لي بخطّه سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ 3 - (ابْن الْجنان الشَّاعِر) عبد الْحق بن خلف أَبُو الْعَلَاء الْكِنَانِي الشاطبي الْمَعْرُوف بِابْن الْجنان الشَّاعِر صحب ابْن خفاجة وَكَانَ بَصيرًا بالشعر بارعاً فِي الطِّبّ واللغة والعربية توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة (عبد الحكم) 3 - (ابْن الْعِرَاقِيّ) عبد الحكم بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن الْمُسلم الْفَقِيه الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد ابْن الإِمَام أبي إِسْحَاق الْمَعْرُوف وَالِده بالعراقي اشْتغل على وَالِده وَقَرَأَ الْأَدَب ونظم الشّعْر وَأَنْشَأَ الْخطب الْكَثِيرَة وناب عَن وَالِده فِي خطابة جَامع مصر واستقل بِهِ بعد مَوته وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة وَمن شعره مَا نقلته من خطّ ابْن سعيد المغربي الْكَامِل (قَامَت تطالبني بلؤلؤ نحرها ... لما رَأَتْ عَيْني تجود بدرها) (وتبسمت عجبا فَقلت لصاحبي ... هَذَا الَّذِي اتهمت بِهِ فِي ثغرها) 3 - (أَبُو عُثْمَان الْمصْرِيّ) عبد الحكم بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين الْفَقِيه

ابن عبد الحكم

أَبُو عُثْمَان الْمصْرِيّ أحد الْإِخْوَة سمع أَبَاهُ وَابْن وهب وَكَانَ فَقِيها صَالحا عَالما سجن وعذب عذَابا شَدِيدا ودخن عَلَيْهِ فِي السجْن فَمَاتَ لِأَنَّهُ اتهمَ بودائع لعَلي بن الجروي وَيُقَال إِن بني عبد الحكم ألزموا فِي نوبَة ابْن الجروي بِأَكْثَرَ من ألف ألف دِينَار ثمَّ بعد مُدَّة ورد كتاب المتَوَكل بِإِخْرَاج من بَقِي مِنْهُم فِي السجْن ورد أَمْوَالهم إِلَيْهِم وسجن القَاضِي الْأَصَم الَّذِي تعصب عَلَيْهِ وحلقت لحيته وَضرب بالسياط وطيف بِهِ على حمَار وَكَانَت وَفَاة عبد الحكم فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن عبد الحكم) الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الله (شهَاب الدّين) عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن أبي الْقَاسِم الإِمَام الْمُفْتِي المتفنن شهَاب الدّين ابْن الْعَلامَة أبي البركات ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ نزيل دمشق وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين رحمهمَا الله ولد سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة سمع من ابْن اللتي وَأبي الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة وحامد بن أميرتن وَعلي ابْن الْفَتْح الكيماري وَابْن خَلِيل وَعِيسَى الْخياط وَقَرَأَ الْمَذْهَب وأتقنه على وَالِده ودرس وَأفْتى وصنف وَصَارَ شيخ الْبَلَد بعد أَبِيه وَكَانَ محققاً لما يَنْقُلهُ جيد الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم لَهُ يَد طولى فِي الْفَرَائِض والحساب والهيئة وَكَانَ دينا خيرا تفقه عَلَيْهِ ولداه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَأَخُوهُ وَهَاجَر بأَهْله إِلَى دمشق سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة (عبد الحميد) 3 - (عبد الحميد الْمدنِي الْأَعْرَج) عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب الْمدنِي الْأَعْرَج ولي إمرة الْكُوفَة لعمر بن عبد الْعَزِيز سَأَلَ ابْن عَبَّاس وروى عَن مُسلم بن يسَار ومقسم وَمُحَمّد بن سعد بن أبي وَقاص وَثَّقَهُ ابْن خرَاش وَغَيره وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ جمَاعَة 3 - (ابْن رَافع الْأنْصَارِيّ) عبد الحميد بن جَعْفَر بن عبد الله بن الحكم بن رَافع الْأنْصَارِيّ قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَكَانَ الْوَاقِدِيّ يُنكر عَلَيْهِ خُرُوجه مَعَ مُحَمَّد بن

الحماني الكوفي

عبد الله وَكَانَ من فُقَهَاء الْمَدِينَة وَيَرْمِي بِالْقدرِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْحمانِي الْكُوفِي) عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن الْحمانِي الْكُوفِي وَلَاؤُه لحْمَان وهم بطن من تَمِيم وَأَصله خوارزمي ولقبه بشمين بِالْبَاء الْمُوَحدَة والشين الْمُعْجَمَة وَبعد الْمِيم يَاء آخر الْحُرُوف وَنون وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ دَاعِيَة فِي الإرجاء وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ ابْن ماجة 3 - (أَبُو بكر الأصبحي) ) عبد الحميد بن عبد الله أبي أويس بن عبد الله بن مَالك بن أبي عَامر أَبُو بكر الأصبحي الْمدنِي الْأَعْشَى وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَقَرَأَ الْقُرْآن على نَافِع وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن ماجة 3 - (البرجمي) عبد الحميد بن صَالح البرجمي الْكُوفِي قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ 3 - (أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ) عبد الحميد بن بَيَان أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ الْعَطَّار روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (القَاضِي أَبُو خازم السكونِي) عبد الحميد بن عبد الْعَزِيز القَاضِي أَبُو خازم السكونِي الْبَصْرِيّ البغداذي الْحَنَفِيّ الْفَقِيه كَانَ ثِقَة ولي قَضَاء الشَّام والكوفة والشرقية ببغداذ للمعتضد أدب شخصا فَمَاتَ فَكتب إِلَى المعتضد أَن دِيَة هَذَا وَاجِبَة فِي بَيت المَال فَإِن رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ يحملهَا إِلَى أَهله فَحمل إِلَيْهِ عشرَة آلَاف دِرْهَم فَدَفعهَا إِلَى ورثته وَله شعر مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ

أبو علي الزيدي

وَمن شعره 3 - (أَبُو عَليّ الزيدي) عبد الحميد بن عبد الله بن أُسَامَة بن أَحْمد أَبُو عَليّ بن التقي الْهَاشِمِي الْعلوِي الْحُسَيْنِي الزيدي الشريف النَّقِيب عَاشَ خمْسا وَسبعين سنة وَكَانَ إِمَامًا فِي الْأَنْسَاب واشتغل على ابْن الخشاب وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة قَالَ ياقوت حدث النَّقِيب شرف الدّين يحيى بن أبي زيد نقيب الْبَصْرَة أَنه لم يكن تَحت السَّمَاء أحد أعرف من ابْن التقي بالأنساب وَكَانَ يحدث عَن مَعْرفَته بالعجائب وَكَانَ مَعَ ذَلِك عَارِفًا بالطب والنجوم وعلوم كَثِيرَة من الْفِقْه وَالشعر وَغَيره 3 - (أَبُو بكر الهمذاني) عبد الحميد بن عبد الرشيد بن عَليّ بن بنيمان القَاضِي أَبُو بكر الهمذاني الشَّافِعِي الْحداد سبط) الْحَافِظ أبي الْعَلَاء الهمذاني ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَثَلَاثِينَ وست مائَة سمع وَله أَربع سِنِين من جده وناب فِي الْقَضَاء بالجانب الغربي وَكَانَ صَالحا دينا ورعاً على طَريقَة السّلف كثير الْمَحْفُوظ قدم دمشق وَحدث بهَا وَولي قَضَاء الْجَانِب الغربي ببغداذ لما عَاد من دمشق وروى عَنهُ جمَاعَة 3 - (شمس الدّين الخسروشاهي) عبد الحميد بن عِيسَى بن عمويه بن يُونُس بن خَلِيل الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد الخسروشاهي التبريزي ولد سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة بخسروشاه وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست مائَة اشْتغل بالعقليات على الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وَسمع من الْمُؤَيد الطوسي وبرع فِي الْكَلَام وتفنن فِي الْعُلُوم ودرس وأقرأ واشتغل عَلَيْهِ زين الدّين بن الْمرجل خطيب دمشق وَالِد الشَّيْخ صدر الدّين وَغير زين الدّين وَأقَام بالكرك مُدَّة عِنْد النَّاصِر وَأخذ النَّاصِر دَاوُد عَنهُ أَشْيَاء من علم الْكَلَام روى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَدفن بقاسيون وَاخْتصرَ الْمُهَذّب لأبي إِسْحَاق وَاخْتصرَ الشِّفَاء لِابْنِ سينا وتمم الْآيَات الْبَينَات الَّتِي للْإِمَام فَخر الدّين وصل فِيهَا إِلَى الشكل الثَّانِي وَهَذِه الْآيَات الْبَينَات غير النُّسْخَة الصَّغِيرَة الَّتِي هِيَ عشرَة أَبْوَاب وَكتب إِلَيْهِ سعد الدّين مُحَمَّد بن عَرَبِيّ الطَّوِيل (يَمِينا لقد أَحييت علم أفاضل ... مضوا فرأيناه لديك جَمِيعًا)

أبو الحسن النيسابوري

(وَلَو لم أكذب قلت إِنَّك مِنْهُم ... فليت لقولي سَامِعًا ومطيعا) (لِأَنَّك أَنْت الشَّمْس وَالشَّمْس إِن تغب ... فَإِن لَهَا بعد المغيب طلوعا) ورثاه عز الدّين الإربلي الضَّرِير الغنوي بِأَبْيَات مِنْهَا الطَّوِيل (بموتك شمس الدّين مَاتَ الْفَضَائِل ... وأقفر من ذكر الْعُلُوم المحافل) (أصَاب الردى شمس الورى عِنْدَمَا اسْتَوَت ... وأودى ببدر الْفضل والبدر كَامِل) (فَتى بذ كل الْقَائِلين بصمته ... فَكيف إِذا وافيته وَهُوَ قَائِل) (فربع الحجى من بعده الْيَوْم قد خلا ... وجيد الْمَعَالِي من حلى الْفضل عاطل) (أَتَدْرِي المنايا من رمت بسهامها ... وَأي فَتى أودى وغال الغوائل) (رمت أوحد الدُّنْيَا وبحر علومها ... وَمن قصرت فِي الْفضل عَنهُ الْأَوَائِل) ) ورثاه الصاحب نجم الدّين بن اللبودي بِأَبْيَات مِنْهَا الطَّوِيل (أيا ناعياً عبد الحميد تصبراً ... عَليّ فَإِن الْعلم أدرج فِي كفن) (مضى مُفردا فِي فَضله وعلومه ... وعدت فريد الوجد والهم والحزن) (فيا عين سحي بالدموع لفقده ... فَمَا حسن صبري بعده الْيَوْم بالْحسنِ) (تَلَقَّتْهُ أَصْنَاف الملائك بهجة ... بمقدمه الْأَسْنَى على ذَلِك السّنَن) (تَقول لَهُ أَهلا وسهلاً ومرحباً ... بِخَير فَتى وافي إِلَى ذَلِك الوطن) 3 - (أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي) عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن القَاضِي أَبُو الْحسن ابْن الإِمَام أبي سعيد النَّيْسَابُورِي أحد رجال الدَّهْر علما ورئاسة وسؤدداً عرض عَلَيْهِ الْمُطِيع لله قَضَاء بغداذ فَأبى وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (عبد الحميد الكتامي الأسيوطي) عبد الحميد بن عبد المحسن الكتامي الأسيوطي قَالَ من قصيدة مدح بهَا القَاضِي الْفَاضِل الْكَامِل (وَالرَّوْض قد رَاض الخواطر بَعْدَمَا ... ركضت خُيُول الْغَيْث فِي جنباته) (قد أشرع الأرماح أغصاناً وَقد ... نشر الشَّقِيق هُنَاكَ من راياته) (وترنحت أغصانه بنسيمه ... لتشاجر الأطيار فِي سحراته) (كتب الْغَمَام بِهِ سطور منمق ... فِي خطه ودواته من ذَاته)

مختص الدين ابن أبي الرجاء

(وَرَأَتْ طيور الدوح حسن كِتَابه ... فغدت لَهُ همزاً على ألفاته) 3 - (مُخْتَصّ الدّين ابْن أبي الرَّجَاء) عبد الحميد بن عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي الرَّجَاء هُوَ مُخْتَصّ الدّين كَانَ من أَئِمَّة أَصْبَهَان الشَّافِعِيَّة قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب فارقته بهَا حَيا وَلم أسمع بعد ذَلِك سوى خبر سَلَامَته شَيْئا وَأورد لَهُ الوافر (أَلا يَا لَيْت دهري صَار شخصا ... وَيدْرك فهمه رتب الْكَلَام) (لأعرف مِنْهُ فِي سر لماذا ... أصر على معاداة الْكِرَام) وَأورد لَهُ أَيْضا الوافر) (إِمَام الْعَصْر لَا أحصي ثَنَاء ... عَلَيْك فَأَنت أكْرم من ثنائي) (وَإِنِّي فِيك معترف بعجزي ... وَلَكِن لَا أقل من الدُّعَاء) 3 - (عز الدّين ابْن أبي الْحَدِيد) عبد الحميد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْحَدِيد عز الدّين أَبُو حَامِد الْمَدَائِنِي المعتزلي الْفَقِيه الشَّاعِر أَخُو موفق الدّين ولد سنة ستٍ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائةٍ وتوفِّي سنة خمس وَخمسين وست مائَة وَهُوَ مَعْدُود فِي أَعْيَان الشُّعَرَاء وَله ديوَان مَشْهُور روى عَنهُ الدمياطي وَمن تصانيفه القلك الدائر على الْمثل السائر صنفه فِي ثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَكتب إِلَيْهِ أَخُوهُ موفق الدّين السَّرِيع (الْمثل السائر يَا سَيِّدي ... صنفت فِيهِ الْفلك الدائرا) (لَكِن هَذَا فلك دائر ... أَصبَحت فِيهِ الْمثل السائرا) ونظم فصيح ثَعْلَب فِي يَوْم وَلَيْلَة وَشرح نهج البلاغة فِي سِتَّة عشر مجلداً وَله تعليقات على كتابي المحصل والمحصول للْإِمَام فَخر الدّين وَمن شعره الطَّوِيل (وحقك لَو أدخلتني النَّار قلت لل ... ذين بهَا قد كنت مِمَّن يُحِبهُ) (وأفنيت عمري فِي دَقِيق علومه ... وَمَا بغيتي إِلَّا رِضَاهُ وقربه) (هبوني مسيئاً أوتغ الْحلم جَهله ... وأبقه دون الْبَريَّة ذَنبه) (أما يَقْتَضِي شرع التكرم عَفوه ... أيحسن أَن ينسي هَوَاهُ وحبه) (أما رد زيغ ابْن الْخَطِيب وشكه ... وتمويهه فِي الدّين إِذْ جلّ خطبه)

(أما كَانَ يَنْوِي الْحق فِيمَا يَقُوله ... ألم تنصر التَّوْحِيد وَالْعدْل كتبه) وَقلت أَنا ردا عَلَيْهِ فِي وَزنه ورويه الطَّوِيل (علمنَا بِهَذَا القَوْل أَنَّك آخذ ... بقول اعتزال جلّ فِي الدّين خطبه) (فتزعم أَن الله فِي الْحَشْر مَا يرى ... وَذَاكَ اعْتِقَاد سَوف يرديك غبه) (وتنفي صِفَات الله وَهِي قديمَة ... وَقد أثبتتها عَن إلهك كتبه) (وتعتقد الْقُرْآن خلقا ومحدثاً ... وَذَلِكَ دَاء عز فِي النَّاس طبه) (وَتثبت للْعَبد الضَّعِيف مَشِيئَة ... يكون بهَا مَا لم يقدره ربه) ) (وَأَشْيَاء من هذي الفضائح جمة ... فأيكما دَاعِي الضلال وَحزبه) (وَمن ذَا الَّذِي أضحى قَرِيبا إِلَى الْهدى ... وحامي عَن الدّين الحنيفي ذبه) (وَمَا ضرّ فَخر الدّين قَول نظمته ... وَفِيه شناع مفرط إِذْ تسبه) (وَقد كَانَ ذَا نور يَقُود إِلَى الْهدى ... إِذا طلعت فِي حندس الشَّك شهبه) (وَلَو كنت تُعْطِي قدر نَفسك حَقه ... لأخمدت جمراً بالمحال تشبه) (وَمَا أَنْت من أقرانه يَوْم معرك ... وَلَا لَك يَوْمًا بِالْإِمَامِ تشبه) وأنشدني من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أنشدنا شَيخنَا الْحَافِظ شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْمُؤمن بن خلف ابْن أبي الْحسن الدمياطي قَالَ أنشدنا الشَّيْخ الْعَالم الصاحب عز الدّين أَبُو حَامِد عبد الحميد بن هبة الله ابْن أبي الْحَدِيد المعتزلي ببغداذ السَّرِيع (لَوْلَا ثَلَاث لم أخف صرعتي ... لَيست كَمَا قَالَ فَتى العَبْد) (أَن أنْصر التَّوْحِيد وَالْعدْل فِي ... كل مَكَان باذلاً جهدي) (أَن أُنَاجِي الله مستمتعاً ... بخلوة أحلى من الشهد) (وَأَن أتيه الدَّهْر كبرا على ... كل لئيم أصعر الخد) (لذاك لَا أَهْوى فتاة وَلَا ... خمرًا وَلَا ذَا ميعةٍ نهد) وَقلت أَنا أَيْضا فِي هَذِه الْمَادَّة السَّرِيع (لَوْلَا ثَلَاث هن أقْصَى المنى ... لم أهب الْمَوْت الَّذِي يردي) (تَكْمِيل ذاتي بالعلوم الَّتِي ... تنفعني إِن صرت فِي لحدي) (وَالسَّعْي فِي رد الْحُقُوق الَّتِي ... لصَاحب نلْت بِهِ قصدي) (وَأَن أرى الْأَعْدَاء فِي صرعة ... لقيتها من جمعهم وحدي)

(فبعدها الْيَوْم الَّذِي حم لي ... قد اسْتَوَى فِي الْقرب والبعد) وَفِي تَرْجَمَة أَحْمد بن صابر الْقَيْسِي مقطوعان لَهُ وللشيخ أثير الدّين أبي حَيَّان فِي هَذِه الْمَادَّة ولعز الدّين ابْن أبي الْحَدِيد قصائد مُطَوَّلَة مديح فِي على ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ مِنْهَا قَوْله الطَّوِيل (أَلا إِن نهج الْمجد أَبيض محلوب ... على أَنه جم المسالك مرهوب) (هُوَ الْعَسَل الماذي يشتاره امْرُؤ ... بغاه وأطراف الرماح اليعاسيب) ) (ذُقْ الْمَوْت إِن شِئْت العلى واطعم الردى ... فنيل الْأَمَانِي بالمنية مكسوب) (خض الحتف تأمن خطة الْخَسْف إِنَّمَا ... يُبَاح ضرام الْخطب والخطب مَنْسُوب) (ألم تخبر الْأَخْبَار عَن فتح خَيْبَر ... فَفِيهَا لذِي اللب الملب أَعَاجِيب) (وَفَوْز عَليّ بالعلى فوزها بِهِ ... فَكل إِلَى كل مُضَاف ومنسوب) (حصون حصان الْفرج حَيْثُ تبرجت ... وَمَا كل ممتط الجرارة مركوب) (تناط عَلَيْهَا للنجوم قلائد ... وتسفل عَنْهَا للغمام أهاضيب) وَمِنْهَا (وأرعن موار الْعَنَان يمورها ... فَلم يغن عَنْهَا جر مجر وتلبيب) (فللخطب عَنْهَا والصروف صوارف ... كَمَا كَانَ عَنْهَا للنوائب تنكيب) مِنْهَا (نَهَار سيوف فِي دجى ليلٍ عثير ... فأبيض وضاح وأسود غربيب) (ينوح عَلَيْهَا نوح قَارون يُوشَع ... ويذري عَلَيْهَا دمع يُوسُف يَعْقُوب) (بهَا من زماجير الرِّجَال صواعق ... وَمن صوب أذي الدِّمَاء شآبيب) مِنْهَا (يمج منوناً سَيْفه وسنانه ... ويلهب نَارا غمده والأنابيب) وَمن شعره فِيهِ أَيْضا الْكَامِل (عَن رِيقهَا يتحدث المسواك ... أرجاً فَهَل شجر الْأَرَاك أَرَاك) (ولطرفها خنث الجبان فَإِن رنت ... باللحظ فَهِيَ الضيغم الفتاك) (شرك الْقُلُوب وَلم أخل من قَلبهَا ... أَن الْقُلُوب تصيدها الأشراك) (يَا وَجههَا المصقول مَاء شبابه ... مَا الحتف لَوْلَا طرفك الفتاك) (أم هَل أَتَاك حَدِيث وقفتها ضحى ... وقلوبنا بشبا الْفِرَاق تشاك)

الأخفش الأكبر

(لَا شَيْء أفظع من نوى الأحباب أَو ... سيف الْوَصِيّ كِلَاهُمَا سفاك) 3 - (الْأَخْفَش الْأَكْبَر) عبد الحميد بن عبد الْمجِيد مولى قيس بن ثَعْلَبَة الْأَخْفَش الْأَكْبَر أَبُو الْخطاب إِمَام فِي علم الْعَرَبيَّة قديم لَقِي الْأَعْرَاب وَأخذ عَنْهُم وَأخذ عَنهُ أَبُو عُبَيْدَة وسيبويه وَالْكسَائِيّ وَيُونُس بن) حبيب وَأخذ هُوَ عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وطبقته وَكَانَ دينا ورعاً ثِقَة قَالَ المرزباني هُوَ أول من فسر الشّعْر تَحت كل بَيت وَمَا كَانَ النَّاس يعْرفُونَ ذَلِك قبله وَإِنَّمَا كَانُوا إِذا فرغوا من القصيدة فسروها وقف أَبُو الْخطاب عَليّ أَعْرَابِي يُرِيد الْحَج فَقَالَ لَهُ أَتَقْرَأُ من الْقُرْآن شَيْئا قَالَ نعم قَالَ فاقرأ فَقَالَ الطَّوِيل (فَإِن كنت قد أيقنت أَنَّك ميت ... وَأَنَّك مَجْزِي بِمَا كنت تفعل) (فَكُن رجلا من سكرة الْمَوْت خَائفًا ... ليَوْم بِهِ عَنْك الْأَقَارِب تشغل) فَقَالَ لَهُ لَيْسَ هَذَا من الْقُرْآن قَالَ بلَى فاقرأ أَنْت فَقَرَأَ وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ ذَلِك مَا كنت مِنْهُ تحيد فَقَالَ هَذِه أُخْت الَّتِي تلوتها سَوَاء إِلَّا أَنَّهَا بعد لم تنتظم لَك 3 - (شمس الدّين الْجَزرِي) عبد الحميد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن ندى الْأَمِير الأوحد شمس الدّين ابْن الصاحب الْكَبِير محيي الدّين بن شمس الدّين الْجَزرِي تقدم ذكره وَالِده فِي المحمدين وَذكر مملوكهم أيدمر المحيوي وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه الْأَمِير مجير الدّين عبد الْعَزِيز انْقَطع وانعزل عَن الدُّنْيَا بعد الرِّئَاسَة وزهد فِي الدُّنْيَا وَأَقْبل على الْآخِرَة وَكَانَ الْملك الْكَامِل بن الْعَادِل يعرف مِنْهُ ذَلِك وَيَرَاهُ من أعظم وُجُوه الدول الَّذين تسفر عَنْهُم حسان الممالك وَكَانَ يأنس بمحاضرته ويحن إِلَى مُجَالَسَته وَأورد لَهُ نور الدّين سعيد المغربي فِي كتاب الْمشرق فِي أَخْبَار الْمشرق ونقلت ذَلِك من خطه الطَّوِيل (لنا من سنا وَجه المليحة مِصْبَاح ... وَمن لَفظهَا در وَمن رِيقهَا رَاح) (وَمن شعرهَا ليل يضل عَن الْهدى ... وَمن فرقها خيط من الصُّبْح وَصَاح)

عماد الدين الجماعيلي

وَأورد لَهُ أَيْضا المنسرح (عَلَيْهِ من شعره قَمِيص دجاً ... لكنه بالصباح مشقوق) وَأورد لَهُ يُعَارض أَبَا نواس فِي قَوْله المديد (مَا هوى إِلَّا لَهُ سَبَب ... يبتدي مِنْهُ وينشعب) فَقَالَ (لي حَشا بالجمر يلتهب ... من رشا فِي ثغره شنب) ) (تيمت قلبِي لواحظه ... حِين يَبْدُو سحرها الْعجب) (أجتلي من وَجهه قمراً ... بضياء الصُّبْح ينتقب) (فَكَأَن الْحسن فِي يَده ... ملك حق لَيْسَ يستلب) وَأورد لَهُ الْكَامِل (سفر الحبيب مواجهي فحسبته ... بَدْرًا وَأَيْنَ الْبَدْر من تمثاله) (وثنى معاطفه إِلَيّ تمايلاً ... بذؤابة وصلت إِلَى خلخاله) وَأورد لَهُ أَيْضا السَّرِيع (أما ترى الصَّهْبَاء قد أَقبلت ... تتيه فِي معجرها الْأَبْيَض) (فِي مجْلِس حفت رياحينه ... وَفِيه ظَبْي هجره ممرضي) (وأوجه الْعَيْش صباح بِهِ ... وَلَذَّة الأفراح لَا تَنْقَضِي) (يَا خيل لهوي أَنْت فِي ساحة ... كري على الإخوان لي واركضي) وَأورد لَهُ مَا كتبه إِلَى الْملك الْكَامِل وَقد قصد بِلَاد عَدو لَهُ دون أَن يبلغ غَرَضه الْبَسِيط (لله لله هَذَا الْورْد والصدر ... وللعلى كل مَا تَأتي وَمَا تذر) (مَا غير الله أمرا كنت تعهده ... وَإِنَّمَا النَّصْر عِنْد الله مدخر) (قد أَخَّرته لَك الْأَيَّام طَائِعَة ... عمدا ومقصودها أَن يحلو الظفر) 3 - (عماد الدّين الجماعيلي) عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصر عماد الدّين الْمَقْدِسِي الجماعيلي ثمَّ الصَّالح الْمُقْرِئ الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب ولد بجماعيل سنة ثَلَاث وَسبعين ظنا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَقدم

أبو القاسم الموسوي النسابة

دمشق وَسمع وَكَانَ لَهُ مكتب بالقصاعين روى عَنهُ الدمياطي وَغَيره 3 - (أَبُو الْقَاسِم الموسوي النسابة) عبد الحميد بن فخار بن معد الشَّيْخ جلال الدّين أَبُو الْقَاسِم الموسوي الْحُسَيْنِي الأديب النسابة وَفِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة سمع عبد الْعَزِيز بن الْأَخْضَر وَغَيره وَمَات ببغداذ 3 - (ملك الْمَوْت) عبد الحميد بن عمر ابْن أبي الْقَاسِم الْعَلامَة نور الدّين الْبَصْرِيّ العبدلياني درس للحنابلة) بالبشرية مُدَّة ثمَّ درس بالمستنصرية بعد ابْن عكبر وَله تصانيف مِنْهَا كتاب جَامع الْعُلُوم فِي التَّفْسِير وكب الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَكتاب الْكَافِي فِي شرح الْخرقِيّ والشافي فِي الْمَذْهَب وَله طَريقَة فِي الْخلاف وَكَانَ يلقب بِملك الْمَوْت وَمَات لَيْلَة عيد الْفطر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (اليونيني الْحَنْبَلِيّ) عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن رَافع بن منهال بن عِيسَى الْفَقِيه الزَّاهِد العابد حسام الدّين اليونيني الْحَنْبَلِيّ مُرِيد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم البطائحي وفقي قَرْيَة عمسكا وخطيبها شيخ صَالح عَالم عَابِد دَائِم الذّكر وَالصِّيَام والمراقبة قَلِيل الْكَلَام روى عَن إِبْرَاهِيم بن ظفر وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة 3 - (ابْن الْوَزير المغربي) عبد الحميد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المغربي أَبُو يحيى ابْن الْوَزير أبي الْقَاسِم المغربي تقدم ذكر وَالِده كَانَ فَاضلا أديباً يكْتب مليحاً روى ببغداذ عَن أَبِيه وروى عَنهُ أَبُو مَنْصُور العكبري وَفَارِس الذهلي وَمن شعره الطَّوِيل (لقِيت من الدُّنْيَا أموراً ثَلَاثَة ... وَلَو كَانَ مِنْهَا واحدٌ لكفانيا) (تكدر عَيْش الْمَرْء بعد صفائه ... وهجر خَلِيل كَانَ للفجر قاليا) (وثالثةٌ تنسي الْأَحَادِيث كلهَا ... ثقيل إِذا أبعدت عَنهُ أتانيا) 3 - (أَبُو مَنْصُور الْمَدَائِنِي) عبد الحميد بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب أَبُو الْمَنْصُور الْمَدَائِنِي كَانَ قاضيها وَكَانَ شَابًّا أديباً فَاضلا نزيهاً عفيفاً مشكوراً عِنْد أهل بَلَده توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمن شعره السَّرِيع

عبد الحميد الأنصاري

(إِذا نهيت الوغد عَن طبعه ... أَتَاك مِنْهُ الزيغ وَالْخلف) (لَا يصبر الْمَرْء على حالةٍ ... كَانَ لَهُ فِي ضدها إلْف) (كدودة الْخلّ إِذا ألقيت ... فِي عسل بادرها الحتف) 3 - (عبد الحميد الْأنْصَارِيّ) عبد الحميد بن مَنْصُور بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار الْأنْصَارِيّ سمع من عَليّ ابْن عبد الْوَاحِد) وَإِسْمَاعِيل ابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَولد فِي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي ذِي الْعقْدَة سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي هَذِه السّنة الَّتِي توفّي فِيهَا 3 - (عبد الحميد الْكَاتِب) عبد الحميد بن يحيى بن سعد أَبُو يحيى الْكَاتِب مولى الْعَلَاء بن وهب العامري الْأَنْبَارِي كَانَ يعلم الصّبيان وينتقل فِي الْبلدَانِ سكن الرقة وَله بهَا عقب كَانَ من الْكتاب الْفُضَلَاء البلغاء الَّذين يضْرب بهم الْمثل فِي الْكِتَابَة كَانَ أوحد دهره بلغ مَجْمُوع رسائله نَحوا من ألف ورقة وأستاذه فِي الْكِتَابَة سَالم مولى هِشَام بن عبد الْملك تولى عبد الحميد الْكِتَابَة لمروان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن الحكم آخر خلفاء الأمويين لما قوي أَمر بني الْعَبَّاس قَالَ مَرْوَان لعبد الحميد إِنَّا نجد فِي الْكتاب أَن هَذَا الْأَمر زائل عَنَّا لَا محَالة وسيضطر إِلَيْك هَؤُلَاءِ الْقَوْم فصر إِلَيْهِم فَإِنِّي أَرْجُو أَن تتمكن مِنْهُم فتنفعني فِي مخلفي وَفِي كثير من أموري فَقَالَ وَكَيف لي بِأَن يعلم النَّاس جَمِيعًا أَن هَذَا عَن رَأْيك وَكلهمْ يَقُول أَنِّي غدرت بك وَأَنِّي صرت إِلَى عَدوك الطَّوِيل (أسر وَفَاء ثمَّ أظهر غدرةً ... فَمن لي بِعُذْر يُوسع النَّاس ظَاهره) ثمَّ أنْشد أَيْضا الوافر (فلومٌ ظَاهر لَا شكّ فِيهِ ... للائمة وعذري بالمغيب) فَلَمَّا سمع ذَلِك مَرْوَان علم أَنه لَا يفعل ثمَّ قَالَ عبد الحميد إِن الَّذِي أَمرتنِي بِهِ أَنْفَع الْأَمريْنِ لَك وأقبحهما لي وَلَك عَليّ الصَّبْر إِلَى أَن يفتح الله عَلَيْك أَو أقتل فِي جماعتك وَلَكِن دَعْنِي أكتب إِلَى أبي مُسلم كتابا إِن قَرَأَهُ على نَفسه جبنه وفزعه وَإِن قَرَأَهُ على جَيْشه فَللَّه وفرقه فَكتب إِلَيْهِ طوماراً حمل على بعير فوصل الرَّسُول إِلَى أبي مُسلم وَهُوَ بِالريِّ فَوضع الْكتاب يبن يَدَيْهِ فِي سرادقه وَجمع عساكره ووزراءه فَلَمَّا حَضَرُوا أَمر بِنَار فأضرمت ثمَّ

عبد الخالق

قَالَ لكَاتبه اقْطَعْ من رَأس هَذَا الطومار قدر الرَّاحَة ثمَّ قَالَ اكْتُبْ إِلَى مَرْوَان جَوَابه الطَّوِيل (محا السَّيْف أسطار البلاغة وانتحت ... عَلَيْك صُدُور الْخَيل من كل جَانب) وَسلم الْجَواب إِلَى الرَّسُول ثمَّ أَمر بالطومار فَوضع فِي النَّار وَلم يقرأه وَلَا فضه وَقيل لعبد الحميد مَا الَّذِي مكنك من البلاغة وخرجك فِيهَا قَالَ كَلَام الأصلع يَعْنِي عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ) وَأهْدى عَامل لمروان غُلَاما أسود فَقَالَ لعبد الحميد اكْتُبْ إِلَيْهِ واذممه وَاخْتصرَ فَكتب لَو وجدت لوناً شرا من السوَاد وعدداً أقل من الْوَاحِد لأهديته وَعبد الحميد أول من أَطَالَ الرسائل وَاسْتعْمل التحميدات فِي فُصُول الْكتب وَقيل إِنَّه قتل مَعَ مَرْوَان على بوصير سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقيل أَنه استخفى لما قتل مَرْوَان وَكَانَ بالجزيرة فغمز عَلَيْهِ فَدفعهُ السفاح إِلَى عبد الْجَبَّار بن عبد الرَّحْمَن صَاحب شرطته فَكَانَ يحمي لَهُ طستاً ويضعه على رَأسه إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ يَعْقُوب بن دَاوُد وَزِير الْمهْدي كَاتبا بَين يَدي عبد الحميد وَعَلِيهِ تحرج وَكَانَ إِسْمَاعِيل بن عبد الحميد من الْكتاب الماهرين ورسالته أَعنِي عبد الحميد إِلَى الْكتاب مَشْهُورَة وَهِي الَّتِي أَولهَا أما بعد حفظكم الله يَا أهل هَذِه الصِّنَاعَة وَمن شعر عبد الحميد المتقارب (ترحل مَا لَيْسَ بالقافل ... وأعقب مَا لَيْسَ بالآفل) (فلهفي من الْخلف النَّازِل ... ولهفي من السّلف الراحل) (وأبكي على ذَا وأبكي لذا ... بكاء المولهة الثاكل) (تبْكي من ابْن لَهَا قَاطع ... وتبكي على ابْن لَهَا وَاصل) وَكَانَ الْمَنْصُور كثيرا مَا يَقُول بعد إفضاء الْأَمر إِلَيْهِم غلبنا بَنو مَرْوَان بِثَلَاثَة أَشْيَاء بالحجاج وَعبد الحميد الْكَاتِب وبالمؤذن البعلبكي (عبد الْخَالِق) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ) عبد الْخَالِق بن أَسد بن ثَابت أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الدِّمَشْقِي تفقه على الْبَلْخِي وَسمع الْكثير من عبد الْكَرِيم بن حَمْزَة الْحداد وَأبي الْحسن عَليّ بن الْمُسلم وطاهر بن سهل الاسفراييني وَغَيرهم ورحل فِي طلب الحَدِيث وَحدث بِهِ وَكَانَ فَاضلا أديباً شَاعِرًا وَكَانَ يدرس بِالْمَدْرَسَةِ الصادرية بِبَاب الْبَرِيد فِي دمشق وَتُوفِّي سنة أَربع

السيوري المالكي

وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره الْبَسِيط (قل الْحفاظ فذو العاهات محترمٌ ... والشهم ذُو الْفضل يُؤْذِي مَعَ سَلَامَته) (كالقوس يحفظ عمدا وَهُوَ ذُو عوج ... وينبذ السهْم قصدا لاستقامته) 3 - (السيوري الْمَالِكِي) عبد الْخَالِق بن عبد الْوَارِث أَبُو الْقَاسِم السيوري المغربي الْمَالِكِي خَاتِمَة شُيُوخ القيروان كَانَ آيَة فِي معرفَة الْمَذْهَب بل فِي معرفَة مَذَاهِب الْعلمَاء توفّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي) عبد الْخَالِق بن طَاهِر بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الشَّاعِر الدِّمَشْقِي توفّي سنة أَربع عشرَة وست مائَة بالديار المصرية نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِدِمَشْق سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة الطَّوِيل (فُؤَادِي لم يسكن وهم فِيهِ سكان ... فعندهم قلب وَعِنْدِي جثمان) (مَرَرْت على الأوطان عَنْهُم مسائلاً ... وقلبي لَهُم فِيهِ ربوع وأوطان) (سَلام عَلَيْهِم أَيْن حلوا فإنني ... أَسِير هواهم عبدهم أَيْنَمَا كَانُوا) (وَكم رمت كتمان الْهوى مَا أطقته ... وَكَيف ودمع الْعين فِي الخد هتان) قلت أثبت القوصي القصيدة بكمالها وَهِي مُطَوَّلَة من هَذَا الأنموذج وَهُوَ شعر نَازل إِلَى الْغَايَة 3 - (أَبُو جَعْفَر الْحَنْبَلِيّ) عبد الْخَالِق بن عِيسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد بن مُوسَى ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو جَعْفَر ابْن أبي مُوسَى الْفَقِيه إِمَام طَائِفَة) الْحَنَابِلَة فِي زَمَانه بِلَا مدافعة كَانَ ورعاً زاهداً مفنناً عَالما بِأَحْكَام الْقُرْآن والفرائض دفن إِلَى جَانب الإِمَام أَحْمد وَختم على قَبره نَحْو عشرَة آلَاف ختمة وَكَانَ دَفنه يَوْمًا مشهوداً وَتُوفِّي سنة سبعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ قد انْقَطع إِلَى الزّهْد وَالْعِبَادَة وخشونة الْعَيْش والشدة والصلابة فِي مذْهبه حَتَّى أفْضى ذَلِك إِلَى مسارعة الْعَوام إِلَى إِيذَاء النَّاس وَإِقَامَة الْفِتْنَة وَسَفك الدِّمَاء وَسَب الْعلمَاء وتكفير طوائف الْمُسلمين فَأخذ وَحبس إِلَى حِين وَفَاته وَأَرَادَ الْعَوام دَفنه فِي قبر الإِمَام أَحْمد فَقَالَ لَهُم أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي لَا يجوز دَفنه فِيهِ فَإِن بنت أَحْمد دفنت عِنْد أَبِيهَا فَقَالَ لَهُ بعض

أبو محمد القرشي النحوي

الْعَوام أسكت قد زوجناه بنت الإِمَام أَحْمد وَرويت لَهُ المنامات الصَّالِحَة من ذَلِك أَنه قيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ لما وضعت فِي قَبْرِي رَأَيْت فِيهِ قبَّة من درة بَيْضَاء لَهَا ثَلَاثَة أَبْوَاب وقائلاً يَقُول هَذِه لَك أَدخل من أَي أَبْوَابهَا شِئْت 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي النَّحْوِيّ) عبد الْخَالِق بن صَالح بن عَليّ بن زَيْدَانَ بن أَحْمد الشَّيْخ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي التقى الْقرشِي الْأمَوِي المسكي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ برع فِي اللُّغَة وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانَ مُفِيد الْقَاهِرَة وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وست مائَة 3 - (الْحَافِظ النشتبري) عبد الْخَالِق بن الأنجب بن المعمر بن الْحسن الْفَقِيه الملقب بِالْحَافِظِ أَبُو مُحَمَّد ضِيَاء الدّين الْعِرَاقِيّ والنشتبري بنُون بعْدهَا شين مُعْجمَة وتاء ثَالِثَة الْحُرُوف مَفْتُوحَة أَو مَكْسُورَة وباء مُوَحدَة سَاكِنة وَبعدهَا رَاء المارديني نزيل دنيسر وماردين سمع ببغداذ من ابْن شاتيل وَغَيره وبمصر ودمشق وَكَانَ فَقِيها عَالما ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة روى عَنهُ الدمياطي ومجد الدّين ابْن العديم وَابْن الظَّاهِرِيّ وَجَمَاعَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد بن علوان الشَّافِعِي) عبد الْخَالِق بن عبد السَّلَام بن سعيد بن علوان القَاضِي الإِمَام تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد المعري الأَصْل البعلبكي الشَّافِعِي الأديب ولد سنة ثلاثٍ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة) حدث عَن الشَّيْخ الْمُوفق والبهاء عبد الرَّحْمَن وَالْمجد الْقزْوِينِي والكاشغري والعز بن رَوَاحَة والتقي أبي أَحْمد عَليّ بن وَاصل الْبَصْرِيّ وَأحمد بن هِشَام الليلي والزكي أبي عبد الله البرزالي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الْكِنْدِيّ وروى الْكثير وَتفرد فِي زَمَانه وَرجل إِلَيْهِ وَحدث بسنن ابْن ماجة بِدِمَشْق وسَمعه مِنْهُ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَأكْثر عَنهُ وَهُوَ من جلة شُيُوخه ولي قَضَاء بعلبك وحمدت سيرته وَكَانَ صَاحب أوراد وتهجد وبكاء من خشيَة الله ودرس بالأمينية وَهُوَ ابْن نَيف وَتِسْعين سنة وَحدث عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن اليونيني والمزي وَمن شعره 3 - (ابْن أبي حَاتِم) عبد الْخَالِق بن أبي حَاتِم قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ

ابن الفكاه

شَاعِرًا مَشْهُورا وَكَانَ مقصراً عِنْد نَفسه لَا يتعاطى الدُّخُول بَين الحذاق على أَنه مجود تواضعاً وَبعد همة فِي الشّعْر لَا يكَاد يرضى عَن جيد نَفسه وَلم تكن لَهُ بديهة بل كَانَ شَدِيد التَّعَب والمعالجة إِذا أَرَادَ الصَّنْعَة وَأورد لَهُ الطَّوِيل (جنَاح سلوي عَن هَوَاك مهيض ... وَمَا لي بِمَا حملت مِنْك نهوض) (وَكَيف وَبِي فِي الْقرب مَا بِي فِي النَّوَى ... وجسمي من اللحظ الْمَرِيض مَرِيض) (يغيض اصْطِبَارِي عَنْك وَالنَّفس كلما ... تذكرت أشجاني تكَاد تفيض) قلت شعر يظْهر أثر الكلفة عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الفكاه) عبد الْخَالِق بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي الْمَعْرُوف بِابْن الفكاه قَالَ ابْن رَشِيق شَاعِر بارع ذكي الخاطر حسن الطَّرِيقَة يضْرب فِي كل علم بقدح وَيرجع من كل طَرِيق بِرِبْح وَأورد لَهُ الطَّوِيل (وَقَالُوا ظلام اللَّيْل سترٌ لذِي الْهوى ... إِذا قَادَهُ الشوق المبرح عَاشَ) (فَمَا لي إِذا مَا جن أيقظ يَا فَتى ... كَأَن عَليّ اللَّيْل مقلة واش) وَأورد لَهُ أَيْضا الطَّوِيل (على الضيم أَو فاحلل عقال الركائب ... وللذل أَو فاحلل صُدُور الْكَتَائِب) (فإمَّا حَيَاة تَحت إِدْرَاك منيةٍ ... وَإِمَّا منايا تَحت عز القواضب) (فَمَا الْعَيْش فِي ظلّ الهوان بِطيب ... وَمَا الْمَوْت فِي سبل الْعَلَاء بعائب) ) قلت شعر جيد (عبد الدَّائِم) 3 - (ابْن عبد الدَّائِم الْحَنْبَلِيّ) ابْن عبد الدَّائِم الْحَنْبَلِيّ اسْمه أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَابْنه أَبُو بكر بن أَحْمد (عبد ربه) 3 - (عبد ربه بن سعيد) عبد ربه بن سعيد بن قيس بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الْمدنِي أَخُو يحيى وَسعد توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة (عبد الرب) 3 - (أَبُو عبد الرب الدِّمَشْقِي) أَبُو عبد الرب الدِّمَشْقِي الزَّاهِد مولى رومي قسطنطيني روى عَنهُ فضَالة بن عبيد وَمُعَاوِيَة وأويس الْقَرنِي خرج عَن عشرَة آلَاف دِينَار

عبد الرحمن

لله تَعَالَى وَكَانَ يخْتَار الْفقر على الْغنى وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ ابْن ماجة (عبد الرَّحْمَن) 3 - (ابْن أم برثن) عبد الرَّحْمَن بن آدم الْبَصْرِيّ صَاحب السِّقَايَة توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد 3 - (دُحَيْم الْيَتِيم) عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عَمْرو بن مَيْمُون الْأمَوِي مولى آل عُثْمَان الْحَافِظ الدِّمَشْقِي توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن أبي طَاهِر طيفور) عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أبي طَاهِر بن إِبْرَاهِيم بن طيفور البغداذي كَانَ يتَوَلَّى الخطابة بصرصر وَكَانَ مالكي الْمَذْهَب سمع أَبَا الْقَاسِم هبة الله ابْن الْحُسَيْن وَحدث باليسير وَكَانَ شَيخا صَالحا ورعاً متديناً توفّي سنة سبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي) عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الإِمَام بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد بقرية الساويا بِالْأَرْضِ المقدسة سنة خمس أَو سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ أَبوهُ يؤم بِأَهْلِهَا وَهِي من عمل نابلس وَأمه سِتّ النّظر بنت أبي المكارم هَاجر بِهِ أَبوهُ نَحْو دمشق سرا وخيفة من الفرنج ثمَّ سَافر بِهِ إِلَى مصر وَسمع بالبلاد قَالَ قَرَأت الْقُرْآن فِي سِتَّة أشهر وَصليت التَّرَاوِيح بهم وَتوجه إِلَى بغداذ وَسمع بالموصل وروى الْكثير ببعلبك ونابلس ودمشق واشتغل على ابْن الْمَنِيّ وَكَانَ فَقِيها مناظراً وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَأقَام بنابلس بعد الْفتُوح سِنِين كَثِيرَة وَشرح كتاب الْمقنع وَكتاب

أبو محمد الفزاري

الْعُمْدَة لموفق الدّين وروى عَنهُ جمَاعَة وَانْقطع بِمَوْتِهِ حَدِيث كثير وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْفَزارِيّ) عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْعَلامَة الإِمَام مفتي الْإِسْلَام فَقِيه الشَّام تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد الْفَزارِيّ البدري الْمصْرِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الفركاح ولد فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة تسعين وست مائَة وَسمع البُخَارِيّ من ابْن الزبيدِيّ وَسمع من ابْن ناسويه وَابْن المنجا وَابْن اللتي ومكرم بن) أبي الصَّقْر وَابْن الصّلاح والسخاوي وتاج الدّين ابْن حمويه والزين أَحْمد بن عبد الْملك وَخرج لَهُ البرزالي عشرَة أَجزَاء صغَار عَن مائَة نفس وَسمع مِنْهُ وَلَده الشَّيْخ برهَان الدّين وَابْن تَيْمِية والمزي وَالْقَاضِي ابْن صصرى وَكَمَال الدّين الزملكاني وَابْن الْعَطَّار وَكَمَال الدّين الشهبي وَالْمجد الصَّيْرَفِي وَأَبُو الْحسن الختني وَالشَّمْس مُحَمَّد بن رَافع الرجبي وعلاء الدّين الْمَقْدِسِي والشرف بن سيدة وزكي الدّين زكري وَخرج من تَحت يَده جمَاعَة من الْقُضَاة والمدرسين والمفتيين ودرس وناظر وصنف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب كَمَا انْتَهَت إِلَى وَلَده وَكَانَ لطيف الْحَيَّة قَصِيرا أسمر حُلْو الصُّورَة ظَاهر الدَّم مفركح السَّاقَيْن بهما حنف مَا وَكَانَ يركب البغلة ويحف بِهِ أَصْحَابه وَيخرج مَعَهم إِلَى الْأَمَاكِن النزهة ويباسطهم ويحضر المغاني وَله فِي النُّفُوس صُورَة عَظِيمَة لدينِهِ وَعلمه وتواضع وخيره ولطفه وَكَانَ مفرط الْكَرم وَله تصانيف تدل على مَحَله من الْعلم وتبحره وَكَانَت لَهُ يَد فِي النّظم والنثر تفقه فِي صغره على الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح وبرع فِي الْمَذْهَب وَهُوَ شَاب وَجلسَ للاشتغال وَله بضع وَعِشْرُونَ سنة ودرس سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَكتب فِي الْفَتَاوَى وَقد كمل الثَّلَاثِينَ وَلما قدم النَّوَوِيّ من بَلَده أحضروه ليشتغل عَلَيْهِ فَحمل همه وَبعث بِهِ إِلَى مدرس الرواحية ليَصِح لَهُ بهَا بَيت ويرتفق بمعلومها وَكَانَت الْفَتَاوَى تَأتيه من الأقطار وَإِذا سَافر إِلَى زِيَارَة الْقُدس ترامى أهل الْبر على ضيافاته وَكَانَ أكبر من الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ بِسبع سِنِين وَهُوَ أفقه نفسا وأذى وَأقوى مناظرة من الشَّيْخ

محيي الدّين بِكَثِير وَقيل إِنَّه كَانَ يَقُول أيش قَالَ النَّوَوِيّ فِي مزيلته يَعْنِي الرَّوْضَة وَكَانَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام يُسَمِّيه الدويك لحسن بَحثه وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَلَده برهَان الدّين وَكَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَكَمَال الدّين الشهبي وزكي الدّين زكري وَكَانَ قَلِيل الْمَعْلُوم كثير الْبركَة لم يكن لَهُ إِلَّا تدريس الباذرائية مَعَ مَا لَهُ على الْمصَالح دفن بمقابر بَاب الصَّغِير وشيعه الْخلق وتأسفوا عَلَيْهِ عَاشَ سِتا وَسِتِّينَ سنة وَثَلَاثَة أشهر وَله الإقليذ فِي شرح التَّنْبِيه وَهُوَ جيد وكشف القناع فِي حل السماع وَله شرح الْوَسِيط فِي نَحْو عشرَة أسفار وَمن شعره لما انجفل النَّاس سنة ثَمَان وَخمسين الْبَسِيط (لله أَيَّام جمع الشمل مَا بَرحت ... بهَا الْحَوَادِث حَتَّى أَصبَحت سمرا) ) (ومبتدا الْحزن من تَارِيخ مَسْأَلَتي ... عَنْكُم فَلم ألق لَا عينا وَلَا خَبرا) (يَا راحلين قدرتم فالنجاء لكم ... وَنحن للعجز لَا نستعجز القدرا) وَمِنْه الْخَفِيف (يَا كريم الْآبَاء والأجداد ... وَسَعِيد الإصدار والإيراد) (كنت سَعْدا لنا بوعد كريم ... لَا تكن فِي وَفَاته كسعاد) وَكتب الشَّيْخ تَاج الدّين إِلَى زين الدّين عبد الْملك بن العجمي ملغزاً فِي اسْم بيدرا الْبَسِيط (يَا سيداً مَلأ الْآفَاق قاطبة ... بِكُل فن من الألغاز مبتكر) (مَا اسْم مُسَمَّاهُ بدرٌ وَهُوَ مُشْتَمل ... عَلَيْهِ فِي اللَّفْظ إِن حققت فِي النّظر) (وَإِن تكن مسْقطًا ثَانِيَة مُقْتَصرا ... عَلَيْهِ فِي الْحَذف أضحى وَاحِد الْبَدْر) فَكتب الْجَواب الْبَسِيط (يَا أَيهَا الْعَالم الحبر الَّذِي شهِدت ... لَهُ فضائله فِي البدو والحضر) (مقلوب خمسي مُسَمّى أَنْت ملغزه ... يطوف ظَاهره نعتاً على الْبشر) (وَمَا بَقِي مِنْهُ وَحشِي مصحفه ... من بعد قلبٍ بعكس عِنْد ذِي الْبَصَر) (هَذَا اسْم من صَار سُلْطَان الملاح وَقد ... جلاه وصفك إِذْ حلوه بالدرر) وَمن شعر الشَّيْخ تَاج الدّين (مَا أطيب مَا كنت من الوجد لقِيت ... إِذْ أصبح بالحبيب صبا وأبيت) (وَالْيَوْم صَحا قلبِي من سكرته ... مَا أعرف فِي الغرام من أَيْن أتيت)

ابن أبي عمر المقدسي

3 - (ابْن أبي عمر الْمَقْدِسِي) عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق 3 - (عبد الرَّحْمَن بن أبي أَبْزَى) عبد الرَّحْمَن بن أبي أَبْزَى مولى نَافِع بن عبد الْحَارِث لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِي) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد السَّيِّد الْقدْوَة أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِي الْعَنسِي بالنُّون أَصله واسطي قَالَ) مُحَمَّد بن خريم الْعقيلِيّ سَمِعت أَحْمد بن أبي الْحوَاري يَقُول تمنيت أَن أرى أَبَا سُلَيْمَان الدَّارَانِي فِي الْمَنَام فرأيته بعد سنة فَقلت لَهُ يَا معلم مَا فعل الله بك قَالَ يَا أَحْمد دخلت من بَاب الصَّغِير فَلَقِيت وسق شيح فَأخذت مِنْهُ عوداً فَلَا ادري تخللت بِهِ أم رميت بِهِ فَأَنا فِي حسابه من سنة مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ أَو خمس عشرَة وَهُوَ الصَّحِيح 3 - (نجم الدّين الشِّيرَازِيّ) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن القَاضِي شمس الدّين أبي نصر مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن جميل الصَّدْر نجم الدّين أَبُو بكر ابْن القَاضِي تَاج الدّين الشِّيرَازِيّ الدِّمَشْقِي من بَيت الرِّوَايَة وَالْعلم والرئاسة روى عَن عمر بن طبرزد وتاج الدّين الْكِنْدِيّ وَدَاوُد بن ملاعب وَابْن الحرستاني وَغَيرهم وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَالْمجد بن الصَّيْرَفِي وَجَمَاعَة وَكَانَ من أَعْيَان الشُّهُود وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة 3 - (أَبُو الْفضل الْعجلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْحسن بن بنْدَار أَبُو الْفضل الْعجلِيّ الرَّازِيّ الْمُقْرِئ الزَّاهِد الإِمَام كَانَ فَاضلا كثير التصنيف عَارِفًا بالقراءات وَالْأَدب والنحو وَله شعر وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة بنيسابور وَمن شعره السَّرِيع (يَا موت مَا أجفاك من زائر ... تنزل بِالْمَرْءِ على رغمه)

كمال الدين ابن الفاقوسي

(وَتَأْخُذ الْعَذْرَاء من خدرها ... وتسلب الْوَاحِد من أمه) وَمِنْه الطَّوِيل (طوى الدَّهْر أترابي فبادوا جَمِيعهم ... وَمَا أحد مِنْهُم إِلَيْهِ يؤوب) (وَمن رزق الْعُمر الطَّوِيل تصيبه ... مصائب فِي أشكاله وتنوب) (إِذا مَا مضى الْقرن الَّذِي أَنْت فيهم ... وخلفت فِي قرن فَأَنت غَرِيب) (وَإِن امْرَءًا قد سَار سبعين حجَّة ... إِلَى منهل من ورده لقريب) 3 - (كَمَال الدّين ابْن الفاقوسي) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن بشر كَمَال الدّين أَبُو الْفرج الْمصْرِيّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الفاقوسي إِمَام الْمدرسَة المجاهدية روى عَن ابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وَابْن البن وروى عَنهُ البرزالي والمزي وَابْن تَيْمِية وَكَانَ فِيهِ نباهة وخطه مليح وَتُوفِّي عَن) خمس وَسبعين سنة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره 3 - (ابْن بَقِي بن مخلد) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن بَقِي بن مخلد أَبُو الْحسن الْقُرْطُبِيّ سمع وروى وَكَانَ ثِقَة ضابطاً بليغاً وقوراً قَالَ ابْن الفرضي أَخْبرنِي من سمع عَنهُ يَقُول الْإِجَازَة عِنْدِي وَعند أبي وَعند جدي كالسماع وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو حبيب المغربي) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد أَبُو حبيب قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج ولد بالمحمدية وتأدب بالأندلس دَخلهَا صَغِيرا مَعَ أَبِيه وَكَانَ من صالحي الْأمة وعبادها وزهادها ترك التِّجَارَة لشَيْء اطلع عَلَيْهِ من شريك كَانَ لَهُ فتبرأ لَهُ من جَمِيع مَا فِي يَدَيْهِ وَخرج فَقِيرا إِلَى الأندلس غازياً وَلم يخف حَاله هُنَاكَ وَسكن الثغر مرابطاً حَتَّى قبض وَلم يزل وَلَده أَبُو حبيب هَكَذَا يخالط أَشْرَاف النَّاس وَأهل الأقدار حَتَّى برز فِي الْأَدَب وصناعة الشّعْر وَعلم الشَّرْع فَصَارَ صَدرا مَذْكُورا فِي كل وَاحِد مِنْهَا يصلح للْفَتْوَى وَمن شعره الْكَامِل (أضحى عذولي فِيهِ من عشاقه ... لما بدا كالبدر فِي إشراقه) (وَغدا يلوم ولومه لي غيرَة ... مِنْهُ عَلَيْهِ لَيْسَ من إشفاقه) قلت من هُنَا أَخذ ابْن الخيمي قَوْله الرمل (مَا عذولي قطّ إِلَّا عاشق ... ستر الْغيرَة بالعذل وداجى)

أبو المطرف بن بشر القرطبي

رَجَعَ إِلَى تَمام شعر أبي حبيب الْكَامِل (قمر تنافست الجوانح وَالصبَا ... فِي حبه لتفوز عِنْد عناقه) (فِي خَدّه نورٌ تفتح ورده ... ألحاظه منعته من عشاقه) وَمِنْهَا (عرض الْوِصَال وظل يعرض دونه ... وتخلق المعسول من أخلاقه) (وَغدا محاق الْبَدْر موعد بَينه ... ورحيله فمحقت قبل محاقه) وَمِنْه الطَّوِيل (وَإِنِّي على شوقي إِلَيْهِ وصبوتي ... أغار عَلَيْهِ فِي دجى اللَّيْل إِذْ يسري) (فَبت ودمعي مزج فيض دُمُوعه ... أقبل مَا بَين الترائب والنحر) ) (إِذا هم أَن يمْضِي جذبت بِثَوْبِهِ ... وأطبقت من خوف على مقلتي شفري) (وَكم لَيْلَة هَانَتْ عَليّ ذنوبها ... بِمَا بَات يرويني من الرِّيق وَالْخمر) (أقبل مِنْهُ الْورْد فِي غير حِينه ... وألثم بدر التم فِي غيبَة الْبَدْر) (إِلَى أَن بدا نور التبلج فِي الدجا ... كنور جبين لَاحَ فِي ظلمَة الشّعْر) (وهب نسيم للصباح كَأَنَّمَا ... يهب برِيح الْمسك أَو خَالص الْعطر) (وَقد نبه الساقي الندامى لقهوة ... كشعلة مِصْبَاح خلا أَنَّهَا تجْرِي) وَمِنْه الْبَسِيط (مجْرى جفوني دِمَاء وَهُوَ ناظرها ... ومتلف الْقلب وجدا وَهُوَ مرتعه) (إِذا بدا حَال دمعي دون رُؤْيَته ... يغار مني عَلَيْهِ فَهُوَ برقعه) قلت ولي فِي مثل هَذَا الْمَعْنى الوافر (سَأَلتهمْ وَقد عزم التنائي ... قفوا نفسا عَليّ فَمَا أجابوا) (وَلم أرهم وَقد زموا المطايا ... بِأَن الدمع فِي عَيْني حجاب) ولي مثله أَيْضا الْبَسِيط (هم نور عَيْني وَإِن كَانَت لبعدهم ... أَيَّام عيشي سُودًا كلهَا عطب) (أَن يحضروا فالبكا غطى على بَصرِي ... فهم حضورٌ وَفِي الْمَعْنى هم غيب) 3 - (أَبُو الْمطرف بن بشر الْقُرْطُبِيّ) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن

أبو الفرج السرخسي الزاز

بشر بن غرسيه أَبُو الْمطرف الْقُرْطُبِيّ قَاضِي الْجَمَاعَة ابْن الْحصار مولى ابْن فطيس روى عَن أَبِيه وتفقه بِهِ وَكَانَ من أهل الْعلم والتفنن والذكاء وَكَانَ لَا يفتح على نَفسه بَاب رِوَايَة وَلَا مدارسة قَالَ ابْن بشكوال سَمِعت أَبَا مُحَمَّد ابْن عتاب حَدثنَا أبي مرَارًا قَالَ كنت أرى القَاضِي ابْن بشر فِي الْمَنَام بعد مَوته فِي هَيئته وَهُوَ مقبل من دَاره فَأسلم عَلَيْهِ وأدري أَنه ميت وأسأله عَن حَاله وَعَما صَار إِلَيْهِ فَكَانَ يَقُول لي إِلَى خير وَيسر بعد شدَّة فَكنت أَقُول لَهُ وَمَا تذكر من فضل الْعلم وَكَانَ يَقُول لي لَيْسَ هَذَا الْعلم يُشِير إِلَى علم الرَّأْي وَيذْهب إِلَى أَن الَّذِي انْتفع بِهِ من ذَلِك مَا كَانَ عِنْده من علم كتاب الله وَحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن حزم فِي آخر كتاب الْإِجْمَاع مَا لقِيت فِي المناظرة أَشد إنصافاً مِنْهُ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ) وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَلم يَأْتِ بعده قَاض مثله 3 - (أَبُو الْفرج السَّرخسِيّ الزاز) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأُسْتَاذ أَبُو الْفرج السَّرخسِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالزاز كَانَ أحد من يضْرب بِهِ الْمثل فِي حفظ الْمَذْهَب وَهُوَ رَئِيس الشَّافِعِيَّة بمرو تفقه على القَاضِي حُسَيْن وَله مُصَنف سَمَّاهُ الْإِمْلَاء انْتَشَر فِي الأقطار توفّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو نصر النَّيْسَابُورِي) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سهل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن حمدَان ابْن مُحَمَّد السراج أَبُو نصر بن أبي بكر من أهل نيسابور من بَيت الْعلم وَالدّين وَكَانَ وَالِده من كبار الْأَئِمَّة الْفُقَهَاء تفقه أَبُو نصر هَذَا على أبي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ ولازمه حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَصَارَ من خَواص أَصْحَابه والمعيدين لدرسه وَجرى على منوال أسلافه فِي الدّين والورع وَقلة المخالطة لأبناء الدُّنْيَا وملازمة طَرِيق السّلف سمع وَالِده وَسَعِيد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبُحَيْرِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن الجترزوذي وَغَيرهم وَقدم بغداذ حَاجا وَحدث بهَا وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو طَاهِر الساوي) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن علك بتَشْديد اللَّام بعد الْعين الْمُهْملَة وَآخره كَاف ابْن دات بِالدَّال الْمُهْملَة وَبعد الْألف تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف الساوي أَبُو طَاهِر الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ وَالِده من أهل ساوة وَكَانَ وَالِده أَمِير الْحَاج سمع بسمرقند من

أبو النجيب التغلبي

طَاهِر بن عبد الله الإيلافي وَالْحَاكِم أبي عَمْرو عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْقَنْطَرِي الْمروزِي وَعبد الله بن مُحَمَّد الْفَارِسِي وَغَيرهم توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وشيع جنَازَته نظام الْملك وَجمع من الأكابر وَدفن عِنْد قبر الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ورؤي الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق فِي اللَّيْلَة الَّتِي دفن أَبُو طَاهِر بجانبه كَأَنَّهُ خرج من قَبره وَقعد على شَفير الْقَبْر وَهُوَ يُحَرك إصبعه المسبحة وَيَقُول يَا بني الأتراك يَا بني الأتراك كَأَنَّهُ يستغيث من جواره 3 - (أَبُو النجيب التغلبي) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن المفرج بن درع بن الْخضر بن حسن بن حَامِد أَبُو النجيب ابْن أبي الْعَبَّاس التغلبي التكريتي ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس) مائَة قَرَأَ الْقُرْآن على وَالِده وَالتَّفْسِير والوعظ والعربية وَصَارَ يعظ النَّاس على الْكُرْسِيّ وَقَوي فهمه واحتد خاطره وسافر إِلَى بغداذ وتفقه على يُوسُف الدِّمَشْقِي بالنظامية وعَلى ابْن الْخلّ وأتقن الْمَذْهَب وَالْخلاف والجدل وناظر الْأَئِمَّة وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف ومدح شَيْخه الدِّمَشْقِي بِأَبْيَات مِنْهَا الْخَفِيف (هَل زماني بالأجرعين يعود ... أم هَل الدَّهْر بالحبيب يجود) (أم هَل الشمل شَامِل بعد نأي ... فبري مكمداً بِذَاكَ الحسود) مِنْهَا (بَحر برٍ بالمكر مَاتَ مُحِيط ... فسماء السماح مِنْهُ تجود) (لَو سرى روح راحتيه إِلَى الجل ... مد حَقًا لأعشب الجلمود) (كَفه فِي الْعَطاء بَحر وَفِي البأ ... س دمٌ تقشعر مِنْهُ الْجُلُود) ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى تكريت وَأقَام مُدَّة وَتوجه إِلَى الْموصل وَتكلم عِنْد فضلاء بهَا وَندب للتدريس بماردين وَبنت لَهُ أُخْت شاه أرمن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن سكان مدرسة فدرس بهَا مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى تكريت وَولي الْقَضَاء بهَا إِلَى أَن توفّي فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور 3 - (أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عُثْمَان الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو الْفرج الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وست مائَة وتوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وست مائَة سمع حضوراً من عبد الْجَلِيل بن مندويه وَمن الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَدَاوُد بن ملاعب وَأبي عبد الله ابْن الْبناء وَأبي الْفتُوح ابْن الحرستاني وَدَاوُد بن ملاعب وَأبي عبد الله ابْن الْبناء وَأبي الْفتُوح ابْن الجلاجلي ومُوسَى بن عبد الْقَادِر وَالشَّيْخ الْمُوفق وَابْن رَاجِح وَابْن البن وَابْن أبي لقْمَة وَطَائِفَة ورحل هُوَ وَالسيف بن الْمجد والتقي بن الوَاسِطِيّ وسمعوا ببغداذ من

ابن يونس الصدفي

الْفَتْح بن عبد السَّلَام وَأبي الْحسن ابْن بو زَيْدَانَ وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَكَانَ فَقِيها صَالحا ثِقَة نبيلاً عابداً مهيباً متيقظاً وَاسع الرِّوَايَة على الْإِسْنَاد تفرد بِبَعْض مروياته وَسمع مِنْهُ خلق مِنْهُم ابْن الخباز وَأَبُو الْحسن الْموصِلِي وَابْن الْعَطَّار وشمس الدّين بن مُسلم وَابْن تَيْمِية والمزي والبرزالي وَابْن المهندس وَأَجَازَ الشَّيْخ شمس الدّين مروياته 3 - (ابْن يُونُس الصَّدَفِي) ) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى الصَّدَفِي الْمصْرِيّ الْحَافِظ المؤرخ أَبُو سعيد مؤرخ مصر ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وَلم يرحل وَلَكِن كَانَ إِمَامًا فِي فن التَّارِيخ روى عَنهُ ابْن مندة وَأَبُو مُحَمَّد ابْن النّحاس وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الْبَلْخِي وَجَمَاعَة من الرحالة والمغاربة وَله كَلَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل يدل على بَصَره بِالرِّجَالِ ومعرفته بالعلل وَعمل لمصر تاريخين أَحدهمَا وَهُوَ الْأَكْبَر يخْتَص بالمصريين وَالْآخر وَهُوَ صَغِير يخْتَص بِذكر الغرباء الواردين على مصر وَقد ذيلهما أَبُو الْقَاسِم يحيى بن عَليّ الْحَضْرَمِيّ وَبنى عَلَيْهِمَا وَهَذَا أَبُو سعيد هُوَ حفيد يُونُس بن عبد الْأَعْلَى صَاحب الإِمَام الشَّافِعِي وَلما مَاتَ أَبُو سعيد الْمَذْكُور رثاه أَبُو عِيسَى عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الْخَولَانِيّ الخشاب النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي بقوله الْبَسِيط (بثثت علمك تشريقا وتغريبا ... وعدت بعد لذيذ الْعَيْش مَنْدُوبًا) (أَبَا سعيد وَمَا نألوك إِن نشرت ... عَنْك الدَّوَاوِين تَصْدِيقًا وتصويبا) (مَا زلت تلهج بالتاريخ تكتبه ... حَتَّى رَأَيْنَاك فِي التَّارِيخ مَكْتُوبًا) (أرخت موتك فِي ذكري وَفِي صحفي ... لمن يؤرخه إِذْ كنت محسوبا) (نشرت عَن مصر من سكانها علما ... مبجلاً لجمال الْقَوْم مَنْصُوبًا) (كشفت عَن فَخْرهمْ للنَّاس مَا سجعت ... ورق الْحمام على الأغصان تطريبا) (أعربت عَن عرب نخبت عَن نحب ... سَارَتْ مناقبهم فِي النَّاس تنقيبا) (أنشرت ميتتهم حَيا بنسبته ... حَتَّى كَأَن لم يمت إِذْ كَانَ مَنْسُوبا) (إِن المكارم للإحسان موجبةٌ ... وفيك قد ركبت يَا عبد تركيبا) (حجبت عَنَّا وَمَا الدُّنْيَا بمظهرة ... شخصا وَإِن جلّ إِلَّا عَاد محجوبا)

ابن العجوز

(كَذَلِك الْمَوْت لَا يبقي على أحدٍ ... مدى اللَّيَالِي من الأحباب محبوبا) قَوْله مَا زلت تلهج بالتاريخ تكتبه الْبَيْت مَأْخُوذ من خبر لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ أَنه كَانَ رجل مَجْنُون فِي زَمَانه يمشي أَمَام الْجَنَائِز وينادي الرحيل الرحيل لَا تكَاد جَنَازَة تَخْلُو مِنْهُ فمرت يَوْمًا جَنَازَة بعلي ابْن أبي طَالب وَلم يره أمامها وَلم يسمع نداءه فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ هُوَ هَذَا الْمَيِّت فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله الْكَامِل) (مَا زَالَ يصْرخ بالرحيل مناديا ... حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ الْجمال) وَقَالَ الْأَصْمَعِي حَدثنِي أبي قَالَ رَأَيْت رجلا على قصر أويس أَيَّام الطَّاعُون وَبِيَدِهِ كوز يعد الْمَوْتَى فِيهِ بالحصى فعد فِي أول يَوْم ثَمَانِينَ ألفا ثمَّ عد فِي الْيَوْم الثَّانِي مائَة ألف فَمر قوم بميتهم فرأوه ثمَّ رجعُوا فَرَأَوْا على الْكوز رجلا غَيره فسألوا عَنهُ فَقَالَ وَقع فِي الْكوز وَمثل هَذَا قَول التهامي الْكَامِل (حكم الْمنية فِي الْبَريَّة جَار ... مَا هَذِه الدُّنْيَا بدار قَرَار) (بَينا يرى الْإِنْسَان فِيهَا مخبرا ... حَتَّى يرى خَبرا من الْأَخْبَار) 3 - (ابْن الْعَجُوز) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الكتامي الْفَقِيه الْمَالِكِي أَبُو عبد الرَّحْمَن السبتي يعرف بِابْن الْعَجُوز إِلَيْهِ كَانَت الرحلة بالمغرب وَعَلِيهِ مدَار الْفَتْوَى وَفِي عقبه نجباء 3 - (ابْن عجب) عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سعيد أَبُو الْمطرف الْبكْرِيّ عرف بِابْن عجب الْحَافِظ لمَذْهَب مَالك توفّي سنة أَربع وَأَرْبع مائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن أَرْطَاة) عبد الرَّحْمَن بن أَرْطَاة وَقيل ابْن سيحان بن أَرْطَاة بن سيحان يَنْتَهِي إِلَى مُضر بن نزار هُوَ شَاعِر مقل إسلامي لَيْسَ من الفحول الْمَشْهُورين وَلكنه يَقُول فِي الْغَزل وَالْفَخْر وَالشرَاب وَهُوَ أحد المعاقرين للشراب المحدودين فِيهِ وَكَانَ مَعَ بني أُميَّة كواحد مِنْهُم إِلَّا أَنه اخْتصَّ بآل أبي سُفْيَان وَآل عُثْمَان وَكَانَ ينادم الْوَلِيد بن عُثْمَان فَأَصَابَهُ ذَات يَوْم خمار فَذهب لِسَانه وسكنت أَطْرَافه وصرخ أَهله عَلَيْهِ فَجَاءَهُ الْوَلِيد فَزعًا فَلَمَّا رَآهُ قَالَ أخي مخمور وَرب الْكَعْبَة ثمَّ أَمر غُلَامه فَأَتَاهُ بشراب من منزله فَأمر بِهِ فأسخن وسقاه إِيَّاه وقيأه وصنع لَهُ حساء وَجعل على رَأسه دهناً وَجعل رجلَيْهِ

الزجاجي

فِي مَاء سخن فَمَا لبث أَن انْطلق وَذهب مَا كَانَ بِهِ فَقَالَ يذكر تِلْكَ الْإِدَاوَة الَّتِي أحضر لَهُ فِيهَا الشَّرَاب الْكَامِل (حنت إِلَى برق فَقلت لَهَا قري ... بعض الحنين فَإِن شجوك شائقي) (بِأبي الْوَلِيد وَأم نَفسِي كلما ... بَدَت النُّجُوم وذر قرن الشارق) (أثوى فَأكْرم فِي الثواء وقضيت ... حاجاتنا من عِنْد أورع باسق) ) (كم عِنْده من نائل وسماحةٍ ... وفضائل معدودةٍ وخلائق) (وكرامة للمعتفين إِذا اعتفوا ... فِي مَاله حَقًا وَقَول صَادِق) (لَا تبعدن إداوة مطروحة ... كَانَت حَدِيثا للشراب العاتق) 3 - (الزجاجي) عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق النهاوندي أَبُو الْقَاسِم الزجاجي النَّحْوِيّ صَاحب الْجمل أَصله من صيمر نزل بغداذ وَلزِمَ أَبَا إِسْحَاق الزّجاج حَتَّى برع فِي النَّحْو ثمَّ نزل حلب ثمَّ دمشق وأملى عَن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي وَعلي بن سُلَيْمَان الْأَخْفَش وَابْن دُرَيْد وَغَيرهم وصنف الْجمل بِمَكَّة وَكَانَ إِذا فرغ الْبَاب طَاف بِهِ أسبوعاً ودعا بالمغفرة وللنحاة عَلَيْهِ مؤاخذات مَعْرُوفَة فِي هَذَا الْكتاب والجزولية حواش عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث مائَة وَله كتاب الْإِيضَاح فِي النَّحْو وَشرح خطْبَة أدب الْكَاتِب والمخترع فِي القوافي وَالْكَافِي فِي النَّحْو وَكتاب اللامات كَبِير وَشرح كتاب الْألف وَاللَّام للمازني فِي النَّحْو وَله آمال حَسَنَة جَامِعَة لفنون الْأَدَب من النَّحْو واللغة والأشعار وَالْأَخْبَار 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْأَزْدِيّ) عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْقَاسِم الْأَزْدِيّ ابْن الْحداد التّونسِيّ شَارِح الشاطبية كَانَ قد رَحل وسمعها من النَّاظِم وتلا عَلَيْهِ بالسبع سمع ابْن بَقِي وَجَمَاعَة وَدخل الأندلس وَبهَا لقِيه ابْن مسدي وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة أَو سنة خمس وَعشْرين وَهُوَ الصَّحِيح 3 - (أَبُو شامة الْمَقْدِسِي) عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الإِمَام

الْعَلامَة ذُو الْفُنُون شهَاب الدّين أَبُو الْقَاسِم الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْفَقِيه الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ أَبُو شامة ولد سنة تسع وَتِسْعين بِدِمَشْق فِي أحد الربيعين وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وست مائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَله دون الْعشْر وَقَرَأَ الْقرَاءَات كلهَا سنة سِتّ عشرَة على الشَّيْخ علم الدّين السخاوي وَسمع بالإسكندرية من أبي الْقَاسِم عِيسَى بن عبد الْعَزِيز وَغَيره وَحصل لَهُ سنة بضع وَثَلَاثِينَ عناية بِالْحَدِيثِ وَسمع أَوْلَاده وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب الْكثير من الْعُلُوم وأتقن الْفِقْه ودرس وَأفْتى وبرع فِي الْعَرَبيَّة وصنف شرحاً نفيساً للشاطبية وَاخْتصرَ تَارِيخ دمشق مرَّتَيْنِ الأولى فِي خَمْسَة) عشر مجلداً وَالثَّانيَِة فِي خَمْسَة وَشرح القصائد النَّبَوِيَّة للسخاوي فِي مُجَلد وَله كتاب الروضتين فِي أَخْبَار الدولتين النورية والصلاحية وَكتاب الذيل عَلَيْهَا وَكتاب شرح الحَدِيث المقتفى فِي مبعث الْمُصْطَفى وَكتاب ضوء الْقَمَر الساري إِلَى معرفَة الْبَارِي والمحقق فِي علم الْأُصُول فِيمَا يتَعَلَّق بِأَفْعَال الرَّسُول وَكتاب الْبَسْمَلَة الْأَكْبَر فِي مُجَلد والباعث على إِنْكَار الْبدع والحوادث وَكتاب السِّوَاك وكشف حَال بني عبيد وَالْأُصُول من الْأُصُول ومفردات الْقُرَّاء ومقدمة نَحْو ونظم الْمفصل للزمخشري وشيوخ الْبَيْهَقِيّ وَله غير ذَلِك وأكثرها لم يفرغها وَذكر أَنه حصل لَهُ الشيب وَله خمس وَعِشْرُونَ سنة وَولي مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية ومشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية وَكَانَ متواضعاً مطرحاً للتكلف أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات الشَّيْخ شهَاب الدّين حُسَيْن الكفري والشهاب أَحْمد اللبان وزين الدّين أَبُو بكر بن يُوسُف الْمزي وَجَمَاعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح الشاطبية الشَّيْخ شرف الدّين الْفَزارِيّ الْخَطِيب دخل عَلَيْهِ اثْنَان جبليان إِلَى بَيته الَّذِي بآخر الْمَعْمُور من حكر طواحين الأشنان فِي صُورَة فتيا فضرباه ضربا مبرحاً كَاد يتْلف مِنْهُ وَلم يدر بِهِ أحد وَلَا أغاثه وَتُوفِّي فِي تَاسِع عشر رَمَضَان وَدفن بِبَاب الفراديس

قَالَ رَحمَه الله جرت لي محنة بداري بطواحين الأشنان فألهم الله الصَّبْر ولطف وَقيل لي اجْتمع بولاة الْأَمر فَقلت أَنا قد فوضت أَمْرِي إِلَى الله وَهُوَ يكفينا وَقلت فِي ذَلِك السَّرِيع (قلت لمن قَالَ أما تَشْتَكِي ... مَا قد جرى فَهُوَ عَظِيم جليل) (يقيض الله تَعَالَى لنا ... من يَأْخُذ الْحق ويشفي الغليل) (إِذا توكلنا عَلَيْهِ كفى ... وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل) وَمن شعره ضَابِط فِي السَّبْعَة الَّذين يظلهم الله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله الطَّوِيل (إِمَام محب نَاشِئ متصدق ... وَبَاكٍ مصل خَائِف سطوة الباس) (يظلهم الله الْجَلِيل بظله ... إِذا كَانَ يَوْم الْعرض لَا ظلّ للنَّاس) (أَشرت بِأَلْفَاظ تدل عَلَيْهِم ... فيذكرهم بالنظم من بَعضهم نَاس) وَقَالَ أَيْضا الطَّوِيل (وَقَالَ النَّبِي الْمُصْطَفى إِن سَبْعَة ... يظلهم الله الْعَظِيم بظله) (محب عفيف نَاشِئ متصدق ... وَبَاكٍ مصل وَالْإِمَام بعدله) ) وَلما تولى دَار الحَدِيث الأشرفية مَكَان القَاضِي عماد الدّين عبد الْكَرِيم ابْن القَاضِي جمال الدّين بن الحرستاني بعد مَوته فِي تَاسِع عشْرين جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة حضر درسه قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان والأعيان على الْعَادة وَذكر من أول تصنيفه فِي كتاب المبعث الْخطْبَة والْحَدِيث وَالْكَلَام على سَنَده وَمَتنه فَقَالَ بعض الشُّعَرَاء فِي ذَلِك الْكَامِل (الْعلم والمعلوم قد أَدْرَكته ... وسماعك الْبَحْر الْمُحِيط بمحدث) (وَبعثت فِي دَار الحَدِيث بمعجز ... وَأَبَان عَنهُ لَك افْتِتَاح المبعث) (مكثت لَهُ الْأَلْبَاب طائعه الندى ... وَالْحسن من طرب بِهِ لم يمْكث) وَقد نظم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة رَحمَه الله تَعَالَى قصيدة تناهز الْأَرْبَعين بَيْتا فِي زَوجته فسمج عَفا الله عَنهُ فِيهَا مَا شَاءَ وَبرد رَحمَه الله مَا أَرَادَ أَولهَا الطَّوِيل (تزوجت من أَوْلَاد دنو عقيلة ... بهَا من خِصَال الْخَيْر مَا حير العقلا) (مكملة الْأَوْصَاف خلقا وخلقة ... فأهلاً بهَا أَهلا وسهلاً بهَا سهلا) (ولود ودود حرَّة قرشية ... مخدرة من حسنها تكرم البعلا) مِنْهَا

وضاح اليمن

(مطرزة خطالة ذهبية ... مفصلة خياطَة تحكم الغزلا) (تنقل فِي الأشغال من ذَا وَذَا وَذَا ... وَتفعل حَتَّى الكنس والطبخ والغسلا) 3 - (وضاح الْيمن) عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عبد كلال الْحِمْيَرِي الْخَولَانِيّ الْمَعْرُوف بوضاح الْيمن قيل هُوَ من الْفرس الَّذين قدمُوا الْيمن مَعَ وهرز لنصرة سيف ابْن ذِي يزن على الْحَبَشَة وَكَانَ من حسنه يتقنع فِي المواسم مَخَافَة الْعين وَكَانَ يهوى امْرَأَة من الْيمن اسْمهَا رَوْضَة ويشبب بهَا فَمن ذَلِك قَوْله السَّرِيع (قَالَت أَلا لَا تلجاً دَارنَا ... إِن أَبَانَا رجل غاير) (قلت فَإِنِّي طَالب غرَّة ... وَإِن سَيفي صارم باتر) (قَالَت فَإِن الْقصر من دُوننَا ... قلت فَإِنِّي فَوْقه طَائِر) (قَالَت فَإِن الْبَحْر من دُوننَا ... قلت فَإِنِّي سابح ماهر) (قَالَت فحولي إخوةٌ سَبْعَة ... قلت فَإِنِّي لَهُم حاذر) ) (قَالَت فليث رابض دُوننَا ... قلت فَإِنِّي أَسد عَاقِر) (قَالَت فَإِن الله من فَوْقنَا ... قلت فربي رَاحِم غَافِر) (قَالَت فقد أعييتنا حجَّة ... فأت إِذا مَا هجع السامر) (واسقط علينا كسقوط الندى ... لَيْلَة لَا ناهٍ وَلَا آمُر) قلت هَذِه الأبيات عدهَا أَرْبَاب البديع فِي الْمُرَاجَعَة وَأما هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ قَوْله واسقط علينا كسقوط الندى فقد اشْتهر ونظم الشُّعَرَاء فِي مَعْنَاهُ كثيرا وَأَصله لامرئ الْقَيْس حَيْثُ قَالَ الطَّوِيل (سموت إِلَيْهَا بعد مَا نامأهلها ... سمو حباب المَاء حَالا على حَال) وَقيل إِن بعض الظرفاء وقف على هَذِه الأبيات وَكتب فِي الْحَاشِيَة عِنْد قَوْله فربي رَاحِم غَافِر هَذَا نياك بالدبوس مَا يرجع وَلما اسْتَأْذَنت أم الْبَنِينَ بنت عبد الْعَزِيز من الْوَلِيد بن عبد الْملك فِي الْحَج أذن لَهَا وَهُوَ خَليفَة وَهِي زَوجته وَكتب الْوَلِيد يتوعد الشُّعَرَاء جَمِيعًا أَن يذكرهَا أحد مِنْهُم أَو يذكر أحدا مِمَّن تبعها فَقدمت مَكَّة وتراءت للنَّاس وتصدى لَهَا أهل الْغَزل وَالشعرَاء وَوَقعت عينهَا على

وضاح فهويته وأنفذت إِلَى كثير وَإِلَى وضاح أَن انسبا بِي فكره ذَلِك كثير وشبب بجاريتها غاضرة وَذَلِكَ فِي قَوْله الوافر شجا أظعان غاضرة الغوادي وَأما وضاح فَإِنَّهُ صرح فَبلغ ذَلِك الْوَلِيد فَقتله وَقيل إِنَّه مدح الْوَلِيد فوعدته أَن تعينه على رفده وتقوي أمره فَقدم عَلَيْهِ وأنشده الوافر (صبا قلبِي إِلَيْك وَمَال ميلًا ... وأرقني خيالك يَا أثيلا) (يَمَانِية تلم بِنَا فتبدي ... ودقيق محَاسِن وتكن غيلا) وَهِي أبياتٌ مشهورةٌ فَأحْسن رفده ثمَّ نمي إِلَيْهِ أَنه يشبب بِأم الْبَنِينَ فجفاه وحجبه ودبر فِي قَتله واختلسه وَدَفنه فِي دَاره وَقيل إِن أم الْبَنِينَ كَانَت ترسل إِلَيْهِ فَيدْخل إِلَيْهَا وَيُقِيم عِنْدهَا فَإِذا خَافت وارته فِي صندوق كَانَ عِنْدهَا فأهدي إِلَى الْوَلِيد جَوْهَر فأعجبه ودعى خَادِمًا وَبعث بِهِ إِلَى أم الْبَنِينَ فَدخل عَلَيْهَا مفاجأة ووضاح عِنْدهَا فَرَآهُ وَقد وارته فَقَالَ لَهَا يَا مولاتي هبي لي مِنْهُ حجرا فَقَالَت لَا يَا ابْن اللخناء وَلَا كَرَامَة فَرجع إِلَى الْوَلِيد وَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ لَهُ) كذبت وَأمر بِهِ فوجئت عُنُقه ثمَّ أَتَى أم الْبَنِينَ وَهِي تمتشط فِي بَيتهَا وَقد وصف لَهُ الْخَادِم ذَلِك الصندوق فجَاء فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَقَالَ لَهَا يَا أم الْبَنِينَ مَا أحب إِلَيْك هَذَا الْبَيْت من بَين بيوتك فَلم تختارينه قَالَت أختاره لِأَنَّهُ يجمع حوائجي كلهَا فأتناولها مِنْهُ من قرب على مَا أُرِيد فَقَالَ لَهَا هبي لي صندوقاً من هَذِه الصناديق فَقَالَت كلهَا لَك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ مَا أُرِيد كلهَا إِنَّمَا أُرِيد وَاحِدًا مِنْهَا فَقَالَت خُذ أَيهَا شِئْت قَالَ هَذَا الَّذِي جَلَست عَلَيْهِ قَالَت غَيره خُذ فَإِن لي فِيهِ أَشْيَاء أحتاج إِلَيْهَا قَالَ مَا أُرِيد غَيره قَالَت خُذْهُ فَدَعَا بالخدم وَأمرهمْ بِحمْلِهِ حَتَّى انْتهى بِهِ إِلَى مَجْلِسه وحفر بِئْرا عميقة فِي الْمجْلس إِلَى المَاء تَحت بساطه وَوضع الصندوق على شَفير الْبِئْر ودنا مِنْهُ وَقَالَ يَا صَاحب الصندوق إِنَّه بلغنَا شَيْء فَإِن كَانَ حَقًا فقد كَفَيْنَاك ودفناك ودفنا ذكرك وقطعنا أثرك إِلَى آخر الدَّهْر وَإِن كَانَ بَاطِلا فَإِنَّمَا دفنا الْخشب وَمَا أَهْون ذَلِك ثمَّ قذف بِهِ فِي الْبِئْر وهيل عَلَيْهِ التُّرَاب وسويت الأَرْض ورد الْبسَاط وَجلسَ عَلَيْهِ والوليد وَمَا رأى الْوَلِيد وَلَا أم الْبَنِينَ فِي وَجه وَاحِد مِنْهُمَا أثرا حَتَّى فرق الدَّهْر بَينهمَا قَالَ البلاذري أم الْبَنِينَ صَاحِبَة وضاح الْيمن لَيست ببنت عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان وَإِنَّمَا هِيَ أم الْبَنِينَ بنت الْمحرم من حمير من أهل الْيمن وَكَانَت جميلَة عَشِقَهَا وضاح وعشقته فَتَزَوجهَا وَخرج بهَا إِلَى مَكَّة وَطَلقهَا فحج الْوَلِيد وَهِي بِمَكَّة فَبَلغهُ حسنها وجمالها فَتَزَوجهَا وَخرج بهَا إِلَى الشَّام وَخرج وضاح خلفهَا فَفعل بِهِ الْوَلِيد مَا فعل

أبو عيسى الخولاني النحوي المصري

قلت أَنا فِي حيرة من أَمر أم الْبَنِينَ وَمَا جرى لَهَا مَعَ وضاح إِن قُلْنَا إِنَّهَا بنت عبد الْعَزِيز فنحاشيها من ذَلِك لِأَنَّهَا كَانَت من العفائف العابدات وَقد قيل إِنَّهَا كَانَت تُوجد فِي ذَلِك الْمَكَان تبْكي إِلَى أَن وجدت يَوْمًا مكبوبة على وَجههَا ميتَة وَهَذَا لَا يَصح أَيْضا فَإِنَّهَا توفيت سنة سبع عشرَة وَمِائَة والوليد توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ أَبوهُ قد زوجه إِيَّاهَا فِي حَال حَيَاته وَإِن قُلْنَا أَن أم الْبَنِينَ هِيَ بنت الْمحرم الحميرية فَلَا يَصح احْتِمَال الْوَلِيد قصَّتهَا مَعَ وضاح الْيمن وَأَنه مَا واجهها بذلك لِأَنَّهُ إِنَّمَا فعل ذَلِك مَعَ أم الْبَنِينَ بنت عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان لشرفها ومكانها من قَومهَا وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال فِي ذَلِك 3 - (أَبُو عِيسَى الْخَولَانِيّ النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْخَولَانِيّ النَّحْوِيّ الْعَرُوضِي الخشاب أَبُو عِيسَى الْمصْرِيّ مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَهُوَ صَاحب المرثية البائية الَّتِي قَالَهَا فِي) ابْن يُونُس الصَّدَفِي المؤرخ واسْمه عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد وأولها الْبَسِيط (بثثت علمك تشريقا وتغريبا ... وعدت بعد لذيذ الْعَيْش مَنْدُوبًا) وَقد مرت الأبيات فِي تَرْجَمَة ابْن يُونُس 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْوراق) عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو مُحَمَّد الْوراق البغداذي كتب بِخَطِّهِ الْكثير توريقاً للنَّاس وَكَانَ حفظَة للحكايات والأشعار المستحسنة وَكَانَ صَدُوقًا صَالحا سمع مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اللحاس وَأحمد بن مُحَمَّد الرَّحبِي البواب وَتُوفِّي سنة سِتّ عشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن يحيى الزبيدِيّ أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي سمع فِي صباه من ابْن البطي وَأحمد بن بنيمان الْبَقَّال وَعبد الله بن الْمُبَارك بن البقلي وَغَيرهم وبرع فِي الْفِقْه وَصَارَ معيداً بمدرسة أم الْخَلِيفَة جوَار مَعْرُوف الْكَرْخِي وَكَانَت لَدَيْهِ يَد باسطة فِي الْفَرَائِض والحساب ثمَّ رتب شَيخا برباط الشونيزية وَتُوفِّي سنة عشْرين وست مائَة وبرع فِي الْفِقْه وَصَارَ معيداً بمدرسة أم الْخَلِيفَة جوَار مَعْرُوف الْكَرْخِي وَكَانَت لَدَيْهِ يَد باسطة فِي الْفَرَائِض والحساب ثمَّ رتب شَيخا برباط الشونيزية وَتُوفِّي سنة عشرَة وست مائَة

شيخ الشيوخ

3 - (شيخ الشُّيُوخ) عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين أَبُو الْقَاسِم بن أبي البركات بن أبي سعد النَّيْسَابُورِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ شيخ الشُّيُوخ كَانَ حسن النثر وَالنّظم لَهُ رَأْي ودهاء وَتقدم وجاه عريض وَكَانَ والمشار إِلَيْهِ فِي حسن الرَّأْي وَالتَّدْبِير مَعَ الزّهْد والورع وَالْعِبَادَة ترسل إِلَى الشَّام وَكَانَت الْمُلُوك تَسْتَغْنِي بِرَأْيهِ توفّي بالرحبة سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ كَفنه مَعَه من غزل أمه ودينار من غزل أمه لتجهيزه أَيْنَمَا سَافر وَأَظنهُ هُوَ الَّذِي لما اجْتمع بالسلطان صَالح الدّين وَقَامَ من عِنْده قدم السُّلْطَان مداسه فَقَالَ القَاضِي الْفَاضِل هَذَا مَا بَقِي يصلح إِلَّا للرؤوس فَقَالَ الشَّيْخ صدر الدّين بِمَسّ الله يَا مَوْلَانَا الْمَمْلُوك فَقير ومذهبه الإيثار وَمن شعره الْبَسِيط (من عَاشَ فِي أَهله أبدوا سآمته ... وعافه مِنْهُم أهل وجيران) ) (يحنو وداداً وتبدو مِنْهُم إحن ... وَلَيْسَ يألوهم نصحاً وَإِن خانوا) (يهوى لإيثارهم موتا يعاجله ... والمرتجى بعده عَفْو وغفران) (إِن بَان من بَينهم سروا بغيبته ... وَلَيْسَ يهناؤه عَيْش إِذا بانوا) وَمِنْه من أَبْيَات الْكَامِل (سَافر بهمك فِي مقامات الرضى ... واسرح بقلبك فِي رياض الْأنس) (تصفو صفاتك من كدورات الْهوى ... وتعيش فَرحا بَين جمع الْإِنْس) (شمر فقد وضح الطَّرِيق إِلَى الْهدى ... وَالْحر موعده زَوَال اللّبْس) (من عاف شَهْوَته وعف ضَمِيره ... فَهُوَ الْمعَافي من عُيُوب النَّفس) 3 - (عبد الرَّحْمَن الزُّهْرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن الْأسود الزُّهْرِيّ روى عَن أبي بكر وَعمر وَغَيرهمَا وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين من الْهِجْرَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة 3 - (أَبُو حَفْص النَّخعِيّ) عبد الرَّحْمَن بن الْأسود النَّخعِيّ يروي عَن أَبِيه وَعَن عَمه عَلْقَمَة بن قيس وَعَائِشَة وَابْن الزبير وَأدْركَ عمر يُقَال أَنه صَامَ حَتَّى احْتَرَقَ لِسَانه وَلم يزل

أبو القاسم المالقي

يقْرَأ الْقُرْآن حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم المالقي) عبد الرَّحْمَن بن أَيُّوب بن تَمام أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ المالقي روى عَن جمَاعَة كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والآداب مبرزاً فِيهَا مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والْحَدِيث توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (الرشيد النابلسي) عبد الرَّحْمَن بن بدر بن الْحسن بن المفرج بن بكار رشيد الدّين النابلسي الشَّاعِر مدح النَّاصِر وَأَوْلَاده وَأَوْلَاد الْعَادِل وَهُوَ عَم الْحَافِظ شرف الدّين يُوسُف بن الْحسن النابلسي نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي شهور سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَقد رأى مليحاً بديع الصُّورَة بَين أسودين قبيحي الصُّورَة الْبَسِيط (لله من عَايَنت عَيْني محاسنه ... يَوْمًا فعوذته بِاللَّه من عَيْني) ) (يختال كالغصن تهياً فِي شمائله ... مَا بَين عَبْدَيْنِ لون اللَّيْل علجين) (فَقلت والشوق يطويني وينشرني ... لم ألق قبلك صبحاً بَين ليلين) (فَمر يضْحك من قولي وَقَالَ بلَى ... كم قد رأى النَّاس سَعْدا بَين نحسين) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ غزلاً فِي محبوبه المنسرح (يَا من عُيُون الْأَنَام ترقبه ... رَقَبَة شهر الصّيام وَالْفطر) (وَإِنَّمَا يرقب الْهلَال فَلم ... ترقب بعد الْكَمَال يَا بَدْرِي) وَمن شعره قصيدة لَهَا أَربع قواف رجز كم الحشى معذبموجعمع المدى صب الْفُؤَاد مغرم بناره ملتهبملذعما خمداأواره والضرم حكم فِي أشنبممنعمن الفدافهو الْأَسير الْمُسلم مبتعد مجتنبمودعتعمداوهو الْقَرِيب الْأُمَم زَمَانه تعتبوولعوقد أكمدامن غر فَهُوَ يحكم (مَا الْحبّ إِلَّا لهبومدمع ... تجدداولوعة وسقم) يَا هَل إِلَيْهِ سببممتعيولي يدامن لبه مخترم

مَا أَنا إِلَّا أشعبوأطمعفيما عدامما إِلَيْهِ سلم وَهِي تِسْعَة وَعِشْرُونَ بَيْتا وَمن شعره الرجز (مَا لَك وَالْوَرق على أوراقها ... تعجم مَا يعرب عَن أشواقها) (دعها وَمَا هيجها فَإِنَّهَا ... أَو ألف تفرق من فراقها) (وَإِنَّمَا يريب ذَا الوجد بهَا ... ملبسها الْحلِيّ فِي أطواقها) (أفدي الأولى فَارَقْتهمْ فمهجتي ... لَا تطمع الأساة فِي إفراقها) (سروا بدوراً فِي دجى غدائر ... أعاذها الرَّحْمَن من مخلوقها) (غواراباً أفلاكها غوارب ... تزري بضوء الشَّمْس فِي إشراقها) (تساق لبين المشت عيسها ... وأنفس العشاق فِي سياقها) (فكم حَشا نطوي على حريقه ... وأدمع تنشر من آماقها) وَمِنْه الْخَفِيف) (هز لدنا من قده سمهريا ... وَمن اللحظ صَارِمًا مشرفيا) (شادن أرسل الجفون سهاماً ... حِين أبدى من حاجبيه قسيا) (من بني التّرْك مَا رنا وَرمى حب ... ة قلب إِلَّا وأصمى الرميا) (مخطف الخصر والسهام وَلما أر ... شقّ فِي الرَّمْي راشقاً تركيا) (فَهُوَ شاكي السِّلَاح مَا زَالَ من قت ... ل محبيه يركب المنهيا) وأظن أَن الرشيد النابلسي كَانَ يلقب مدلويه وَفِيه يَقُول الصاحب شرف الدّين ابْن عنين السَّرِيع (جال على حجرته مدلويه ... فويه من أَفعاله ثمَّ ويه) (كَأَنَّهُ الرَّحبِي فِي حمقه ... فلعنة الله على وَالِديهِ) وَفِيه يَقُول لما اعْتكف النجيب غُلَام الْكِنْدِيّ فِي جَامع دمشق وَجلسَ الرشيد فِي الْجَامِع يقْرَأ شعره الْبَسِيط (اثْنَان فِي الْجَامِع الْمَعْمُور لَيْسَ على ... كل الْبَريَّة فِي صفعيهما حرج) (هذاك قد أنف الْفُسَّاق مِنْهُ وَذَا ... تتلى عَلَيْهِ مساويه فيبتهج) وَفِي الرشيد يَقُول وَقد صفح الْخَفِيف قيل لي إِن مدلويه بن بدر قَتَلُوهُ بالصفع أشنع قتل (قلت عظمتهم الْقَضِيَّة فِي دلّ ... وخليع قد رقعوه بنعل)

عبد الرحمن الأنصاري

وَفِيه يَقُول المتقارب (تعجب قوم لصفع الرشيد ... وَذَلِكَ مَا زَالَ من دأبه) (رحمت انكسار قُلُوب النِّعَال ... وَقد دنسوها بأثوابه) (فوَاللَّه مَا صفعوه بهَا ... وَلَكنهُمْ صفعوها بِهِ) 3 - (عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ) عبد الرَّحْمَن بن بشر بن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ الْمدنِي روى عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ وخباب وَأبي هُرَيْرَة مُحَمَّد سعيد وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (عبد الرَّحْمَن بن بشر النَّيْسَابُورِي) عبد الرَّحْمَن بن بشر بن الحكم بن حبي الْعَبْدي النَّيْسَابُورِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو) دَاوُد وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمُؤَدب البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله النَّيْسَابُورِي أَبُو مُحَمَّد الْمُؤَدب البغداذي كَانَ يُؤَدب الصّبيان بدرب النَّخْلَة وَكَانَ أديباً فَاضلا حسن الطَّرِيقَة نظيفاً ظريفاً توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة وَمن شعره الْخَفِيف (زارني من أحبه بعد يأس ... من شفائي فَكَانَ نعم الآسي) (زارني والسمول تفعل فِيهِ ... فعل ريح الشمَال فِي غُصْن آس) (ثملاً مائلاً يميس دلالاً ... بَين سكري مدامةٍ ونعاس) (وأماط اللثام عَن وجنتيه ... فغنينا عَن شعلة النبراس) (وانجلت ظلمَة الغياهب عَنَّا ... وأضاءت حنادس الديماس) قلت شعر جيد 3 - (ابْن الفحام الصّقليّ) عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر عَتيق بن خلف أَبُو الْقَاسِم

ابن أبي بكرة الثقفي

الصّقليّ الْمُقْرِئ المجود الْمَعْرُوف بِابْن الفحام مُصَنف التَّجْرِيد فِي الْقرَاءَات طَال عمره وَتفرد فِي عصره وَأَعْلَى مَا يرْوى سَنَد الْقرَاءَات من طَرِيقه توفّي سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة 3 - (ابْن أبي بكرَة الثَّقَفِيّ) عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة الثَّقَفِيّ أول مَوْلُود ولد بِالْبَصْرَةِ ثِقَة كَبِير الْقدر توفّي فِي حُدُود الْعشْرَة وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن ثَوْبَان) عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان أَبُو عبد الله الْعَنسِي بالنُّون الدِّمَشْقِي الْمُحدث أحد الصَّالِحين ولد فِي خلَافَة عبد الْملك وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَة وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَاخْتلف قَول ابْن معِين فِيهِ وَوَثَّقَهُ دُحَيْم قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ باس وَقَالَ ابْن حَنْبَل وَغَيره أَحَادِيثه مُنكرَة وَقَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ صَالح جزرة قدري ضَعِيف وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو قيس بن ثروان) ) عبد الرَّحْمَن بن ثروان الْأَزْدِيّ أَبُو قيس الْكُوفِي روى عَن عَلْقَمَة وَالْقَاضِي شُرَيْح وهذيل بن شُرَحْبِيل وسُويد بن غَفلَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَلينه أَبُو حَاتِم وَغَيره وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة 3 - (ابْن غنيمَة) عبد الرَّحْمَن بن جَامع بن غنيمَة الْبناء أَبُو الْغَنَائِم الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ البغداذي كَانَ يُسَمِّي نَفسه غنيمَة أَيْضا قَرَأَ الْفِقْه على أبي بكر الدينَوَرِي وَالْخلاف على أسعد المهيني وَكَانَ يدرس فِي مَسْجده بالميدان وَكَانَ فَقِيها فَاضلا ورعاً زاهداً مليح المناظرة حسن الْمعرفَة بِالْمذهبِ وَالْخلاف سمع من أبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحُسَيْن وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَالْحُسَيْن بن عبد الْملك الْخلال وَغَيرهم ولد سنة

أبو حميد الحضرمي

خمس مائَة تَقْرِيبًا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو حميد الْحَضْرَمِيّ) عبد الرَّحْمَن بن جُبَير من نفير الْحَضْرَمِيّ الْحِمصِي روى عَن أَبِيه وخَالِد بن معدان وَكثير بن مرّة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن) عبد الرَّحْمَن بن جُبَير الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن يروي عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَعبد الله بن عَمْرو وَغَيرهمَا شهد فتح مصر وَكَانَ عبد الله بن عمر معجباً بِهِ وَيَقُول إِنَّه من المحبتين وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو مُحَمَّد المَخْزُومِي) عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي أَبُو مُحَمَّد وَالِد أَبى بكر الْفَقِيه أحد الَّذِي عينهم عُثْمَان لكتابة مصاحف الْأَمْصَار وَهُوَ ابْن أبي جهل توفّي فِي آخر أَيَّام مُعَاوِيَة فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَأَظنهُ الشريد الَّذِي رثى لَهُ عمر 3 - (أعشى هَمدَان) عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث أَبُو المصيح الْأَعْشَى الْهَمدَانِي الشَّاعِر أحد الفصحاء المفوهين قيل أَن اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الْحَارِث وَسَيَأْتِي فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله 3 - (عبد الرَّحْمَن بن حجيرة) ) عبد الرَّحْمَن بن حجيرة الْخَولَانِيّ الْمصْرِيّ القَاضِي روى عَن أبي ذَر وَابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة وَكَانَ عبد الْعَزِيز قد جمع لَهُ الْقَضَاء

ابن حرملة

والقصص وَبَيت المَال ورزقه فِي الْعَام ألف دِينَار وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن حَرْمَلَة) عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة الْأَسْلَمِيّ قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَضَعفه الْقطَّان وَلينه البُخَارِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن حسان) عبد الرَّحْمَن بن حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ يُقَال إِنَّه أدْرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله رِوَايَة عَن أَبِيه وَأمه شيرين الْقبْطِيَّة أُخْت مَارِيَة توفّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ ذكره الشَّيْخ شمس الدّين فِي من توفّي فِي حُدُود السّبْعين ثمَّ ذكره فِي من مَاتَ فِي سنة أَربع وَمِائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْبَنْدَنِيجِيّ) عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عَليّ بن بصلا أَبُو مُحَمَّد الصُّوفِي الْبَنْدَنِيجِيّ البغداذي تفقه للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ الْأَدَب وَكَانَ من أَعْيَان المتصوفة وَفِيه فضل وَله نظم سمع أَحْمد بن المقرب الْكَرْخِي وَيحيى بن ثَابت بن بنْدَار وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره الْكَامِل (ورد الْكتاب من الحبيب فسرني ... لما قَرَأت سطوره وفهمته) (وَوَضَعته فَوق الجفون وحقكم ... يَا سادتي فَرحا بِهِ ولثمته) (كتب أناملكم كتابا أودعت ... سر الْهوى فِي طيه فعلمته) (فختامه مسك وَفِي أرجائه ... أرج بِهِ تحيي النُّفُوس شممته) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الهمذاني) عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد

الحافظ أبو سعد النيسابوري

الْأَسدي أَبُو الْقَاسِم الهمذاني روى عَن إِبْرَاهِيم بن ديزيل وَيحيى بن عبد الله الْكَرَابِيسِي وَمُحَمّد بن الضريس وَتَكَلَّمُوا فِي سَمَاعه من ابْن ديزيل وروى عَنهُ ابْن مندة وَالْحَاكِم وَأحمد بن مُوسَى بن مرْدَوَيْه وَأَبُو بكر بن لال وَمُحَمّد ابْن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْمحَامِلِي وَأَبُو عَليّ بن شَاذان وَآخَرُونَ ورماه الْقَاسِم ابْن أبي صَالح بِالْكَذِبِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَلَاث مائَة) 3 - (الْحَافِظ أَبُو سعد النَّيْسَابُورِي) عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عَلَيْك بِضَم الْعين وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا كَاف ابْن الْحُسَيْن الْحَافِظ أَبُو سعد النَّيْسَابُورِي ثِقَة حَافظ مَشْهُور نبيل مُصَنف بَصِير بالفن حسن المذاكرة توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن القبابي) عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن الْفَقِيه الإِمَام الْقدْوَة الرباني بركَة الْمُسلمين نجم الدّين اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ القبابي والقباب قَرْيَة بِنَاحِيَة دمياط تفقه لِأَحْمَد وَكَانَ زكي النَّفس ثخين الْوَرع ذَا حَظّ من صدق وعزم وتأله وقناعة حدث بِشَيْء يسير عَن عِيسَى الْمطعم وتحول من مصر بأَهْله وَترك الْمدَارِس وانزوى بحمص ثمَّ فتح لَهُ فاخورياً وَكَانَ ينْتَه المُشْتَرِي على عُيُوب الشربة ثمَّ تحول إِلَى حماه فَعرف بِهِ ملكهَا فَأقبل عَلَيْهِ واشتهر أمره وَقصد بالزيارة مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة وَتُوفِّي بحماة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَحمل على الرؤوس وقبره الْآن بحماه يزار 3 - (القرمسيني) عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحسن هُوَ القَاضِي صدر الدّين بن محيي الدّين القرمسيني الإسكندري من بَيت رئاسة وحشمة تقدم ذكر أَخِيه أَحْمد فِي مَكَانَهُ فِي الأحمدين وَلأبي الْحُسَيْن الجزار فِيهِ أمداح جَيِّدَة وَتَوَلَّى نظر جِهَات من الديار المصرية مِنْهَا نظر الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ وجيهاً عِنْد الْكَامِل وَمن أمداح الجزار فِيهِ قَوْله وَقد عصر بعض أعدائه الْكَامِل (وَالْعصر إِن عداك فِي الْعَصْر ... وَقد انْتَهوا لبداية الْحَشْر) (ظلمُوا فَمَا أَبقوا لَهُم وزراً ... يُنجي وَلَا سلمُوا من الْوزر) (ظَهَرُوا لنورك وَهُوَ شمس ضحى ... فتضاءلوا كتضاؤل الْبَدْر) (مكروا وَقد مكر الْإِلَه بهم ... شتان بَين الْمَكْر وَالْمَكْر) (دعهم فَلَا برح التغابن من ... حسد يواصلهم إِلَى الْحَشْر)

الحافظ الأصبهاني

(وَأنْشد إِذا مَا زرت تربتهم ... مُتَمَكنًا فِي السِّرّ والجهر) (مَاتُوا بغيظهم وَمَا ظفروا ... بمدادهم واضيعة الْعُمر) (وَمن الْعَجَائِب كَونهم جهلوا ... أَن الْعُلُوم وَدِيعَة الصَّدْر) ) (لَوْلَا أَخَاف الله قلت لمن ... يروي مديحك أثل يَا مقري) (لله دَرك كل ممتدحٍ ... بعلاك قد ضاهى أَبَا ذَر) وَقَوله من قصيدة السَّرِيع (واحر قلباه وللعين فِي ... خديه من حسنهما جنتان) (فِي صُدْغه الآس وَفِي خَدّه إِلَى ... ورد وَفِي مبسمه الأقحوان) (لَهُ من الصَّدْر مَكَان وللص ... در من العلياء أَعلَى مَكَان) (الْعَالم الْعَامِل والفاضل إِلَى ... فَاضل حكما بوجيز الْبَيَان) (والناظر الْيَقظَان أغنته عَن ... سود جفون اللحظ بيض الجفان) (والكامل الْفضل السَّرِيع الندى ... والوافر الْعرض الْبَسِيط البنان) (ذُو طلعة كالبدر فِي التم بل ... كَالشَّمْسِ لَوْلَا هَالة الطيلسان) وَمن شعر صدر الدّين عبد الرَّحْمَن الوافر (فلَان وَالْجَمَاعَة عارفوه ... وَظَاهره التنسك والزهادة) (يَمُوت على الشَّهَادَة وَهُوَ حَيّ ... إلهي لَا تمته على الشَّهَادَة) وَمِنْه الْخَفِيف (قد لعمري أَخْطَأت يَا بن عباده ... فِي ترقيك جَاهِلا للشهاده) (لَو تصديت للقيادة قُلْنَا ... أَنْت علق وَمَا بلغت القياده) 3 - (الْحَافِظ الْأَصْبَهَانِيّ) عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن مُوسَى الضراب الْأَصْبَهَانِيّ الْحَافِظ ثِقَة كَبِير صنف الْأَبْوَاب والمسند وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الصَّيْمَرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن الْحسن أَبُو الْقَاسِم الصَّيْمَرِيّ الْفَقِيه شيخ الشَّافِعِيَّة وَهُوَ من أَصْحَاب الْوُجُوه تفقه بِأبي الْفَيَّاض الْبَصْرِيّ وَهُوَ شيخ أقضى الْقُضَاة الْمَاوَرْدِيّ لَهُ كتاب الْإِيضَاح فِي الْمَذْهَب وَهُوَ كتاب جليل وَمن غرائب وجوهه أَنه قَالَ لَا يملك الرجل الْكلأ النَّابِت فِي ملكه وَمِنْهَا لَا يجوز مس الْمُصحف لمن بعض بدنه

أبو سعيد النيسابوري

نجس كَانَ حَيا فِي سنة خمس وَأَرْبع مائَة وَلم يعلم وَقت وَفَاته) 3 - (أَبُو سعيد النَّيْسَابُورِي) عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن خَالِد أَبُو سعيد النَّيْسَابُورِي القَاضِي الْحَنَفِيّ قَالَ الْحَاكِم كَانَ إِمَام أهل الرَّأْي بِلَا مدافعة وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن خُزَيْمَة منافرة فَلَمَّا مَاتَ أظهر السرُور ابْن خُزَيْمَة وَعمل دَعْوَة وَكَانَت وَفَاته سنة تسع وَثَلَاث مائَة 3 - (شُرَيْح النعماني) عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن عبد الله النعماني أَبُو مَنْصُور الْمَعْرُوف بشريح ولي قَضَاء النّيل مُدَّة كَانَ فَاضلا أديباً اتَّصل بِالْملكِ طاشتكين وَمَات سنة ثَلَاث وست مائَة وَكتب الْإِنْشَاء لطاشتكين وَله رسائل مدونة فِي مجلدين وَكَانَ كَامِل الرِّئَاسَة يصلح للوزارة وَكَانَ كَرِيمًا جواداً وسجن بعد وَفَاة طاشتكين إِلَى أَن مَاتَ فِي محبسه 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْقَاسِم بن أبي عبد الله الْمُقْرِئ البغداذي قَرَأَ بالروايات على عبد الله بن عَليّ سبط أبي مَنْصُور الْخياط وَسمع من أبي الْفضل بن نَاصِر وَحدث باليسير وَكَانَ مقرئاً مجوداً وَله معرفَة بمنازل النُّجُوم وأوقات الصَّلَوَات وصنف فِي ذَلِك كتابا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الطَّبَرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله الطَّبَرِيّ أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه على وَالِده وعَلى أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَسمع من عَليّ بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَأبي الْخطاب نصر بن البطر وجعفر بن أَحْمد بن السراج وَغَيرهم وَولي التدريس بنظامية بغداذ سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة ثمَّ عزل سنة سبع عشرَة وَحدث بِالْمَدْرَسَةِ الْمَذْكُورَة سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شهفيروز اللارزي الطَّبَرِيّ وَأنْفق الْأَمْوَال والذخائر حَتَّى ولي التدريس قيل إِنَّه أنْفق على تدريس الْمدرسَة مَا لَو أَرَادَ لعمر بِهِ مدرسة مثل النظامية ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (ابْن أبي الْعَاصِ الْأمَوِي) عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن أبي الْعَاصِ الْأمَوِي أَخُو

مَرْوَان شَاعِر محسن شهد يَوْم الدَّار وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ كَانَ حَاضرا عِنْد يزِيد بن مُعَاوِيَة وَقد جِيءَ إِلَيْهِ بِرَأْس) الْحُسَيْن وَوضع بَين يَدَيْهِ فِي طست فَبكى عبد الرَّحْمَن ثمَّ قَالَ الطَّوِيل (أبلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَا تكن ... كموتر قَوس ثمَّ لَيْسَ لَهَا نبل) (لهام يجنب الطف أدنى قرَابَة ... من ابْن زِيَاد الوغد ذِي الْحسب الرذل) (سميَّة أَمْسَى نسلها عدد الْحَصَى ... وَبنت رَسُول الله لَيْسَ لَهَا نسل) فصاح يزِيد وَقَالَ اسْكُتْ يَا ابْن الحمقاء وَمَا أَنْت وَهَذَا وَقَالَ لما ادّعى مُعَاوِيَة زياداً وَبَعض النَّاس بنسبه لِابْنِ مفرغ وَهُوَ خطأ الوافر (أَلا أبلغ مُعَاوِيَة بن حَرْب ... مغلغلة عَن الْقَوْم الهجان) (أتغضب أَن يُقَال أَبوك عف ... وترض أَن يُقَال أَبوك زاني) (فأَشْهَدُ أَنّ رَحْمَكَ مِنْ زِيادٍ ... كرَحْمِ الفِيلِ من ولد الأتان) (وَأشْهد أَنَّهَا ولدت زياداً ... وصخر من أُميَّة غير دَان) فَبلغ ذَلِك مُعَاوِيَة فَحلف لَا يرضى عَنهُ حَتَّى يرضى عَنهُ زِيَاد فَخرج عبد الرَّحْمَن إِلَى زِيَاد فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ إيه يَا عبد الرَّحْمَن أَنْت الْقَائِل أَلا أبلغ مُعَاوِيَة بن حَرْب الأبيات فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير مَا قلت هَذَا وَلَكِنِّي قلقت الوافر (أَلا من مبلغ عني زياداً ... مغلغلة من الرجل الهجان) (من ابْن القرم قرم بني قصي ... أبي الْعَاصِ ابْن آمِنَة الحصان) (حَلَفت بِرَبّ مَكَّة والمصلى ... وبالتوراة أَحْلف وَالْقرَان) (لأَنْت زِيَادَة فِي آل حَرْب ... أحب إِلَيّ من وسطى بناني) (سررت بِقُرْبِهِ وفرحت لما ... أَتَانِي الله مِنْهُ بِالْبَيَانِ) (وَقلت أَتَى أَخُو ثِقَة وَعم ... بعون الله فِي هَذَا الزَّمَان) (كَذَاك أَرَاك والأهواء شَتَّى ... فَمَا أَدْرِي بِغَيْب مَا تراني) فَرضِي عَنهُ زيادٌ وَكتب لَهُ إِلَى مُعَاوِيَة بِرِضَاهُ عَنهُ فَلَمَّا دخل بِالْكتاب وَقَالَ أَنْشدني مَا قلته لزياد فأنشده فَتَبَسَّمَ ثمَّ قَالَ قبح الله زياداً فَمَا أجهله لما قلت لَهُ أخيراً حَيْثُ يَقُول لأَنْت زِيَادَة فِي آل حَرْب

عبد الرحمن الأوسط

الْبَيْت شَرّ من القَوْل الأول وَلَكِنَّك خدعته فجازت خديعتك عَلَيْهِ) 3 - (عبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط) عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الْأمَوِي وَهُوَ عبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط الْأَمِير أَبُو الْمطرف صَاحب الأندلس كَانَ عادلاً فِي الرّعية بِخِلَاف أَبِيه جواداً فَاضلا لَهُ نظر فِي الْعُلُوم العقليلة وَهُوَ أول من أَقَامَ رسوم الإمرة وَامْتنع عَن التبذل للعامة وَهُوَ أول من ضرب الدَّرَاهِم بالأندلس وَبنى سور إشبيلية وَأمر بِالزِّيَادَةِ فِي جَامع قرطبة وَكَانَ يشبه بالوليد بن عبد الْملك وَكَانَ محباً للْعُلَمَاء مقرباً لَهُم وَكَانَ يُقيم الصَّلَوَات بِنَفسِهِ وَيُصلي إِمَامًا بهم فِي أَكثر الْأَوْقَات اسْم أمه حلاوة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة ومدته إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة وَخَمْسَة أشهر وَمن شعره الطَّوِيل (وَهل برأَ الرَّحْمَن من كل مَا برا ... أقرّ لعَيْنِي من منعمة بكر) (ترى الْورْد فَوق الياسمين بخدها ... كَمَا فوف الْورْد الْمنور بالزهر) (فَلَو أنني ملكت قلبِي وناظري ... نظمتهما مِنْهَا على الْجيد والنحر) وَمِنْه مجزوء الرمل (مَا ترَاهُ فِي اصطباح ... وعقود الْقطر تنثر) (ونسيم الرَّوْض يختا ... ل على مسك وَعَنْبَر) (كلما حاول سبقاً ... فَهُوَ بالريحان يعثر) (لَا تكن شبها لَهُ واس ... بق فَمَا فِي البطء تعذر) وَقيل أَنه ولد لسبعة أشهر وجهز إِلَى الْبِلَاد فِي طلب الْكتب وَهُوَ أول من أَدخل كتب الْأَوَائِل إِلَى الأندلس وَعرف أَهلهَا بهَا وَكَانَ حسن الصُّورَة ذَا هَيْئَة وَكَانَ يكثر تِلَاوَة الْقُرْآن ويحفظ حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يُقَال لأيامه أَيَّام الْعَرُوس وافتتح دولته بهدم فندق الْخمر وَإِظْهَار الْبر وتملا النَّاس بأيامه وَطَالَ عمره وَكَانَ حسن التَّدْبِير فِي تَحْصِيل الْأَمْوَال وَعمارَة الْبِلَاد بِالْعَدْلِ حَتَّى انْتهى ارْتِفَاع بِلَاده فِي كل سنة ألف ألف دِينَار وَاتفقَ أَن بعض عُلَمَاء سرق لَهُ بدرة وَهُوَ يلمحه فَلَمَّا عدت الْبَدْر نقصت فَأَكْثرُوا التَّنَازُع فِي من أَخذهَا فَقَالَ

أبو سلمة العنبري

السُّلْطَان أَخذهَا من لَا يردهَا وَرَآهُ من لَا يتم عَلَيْهِ وَلَا يَفْضَحهُ فإياكم والعودة فَإِن كَبِير الذَّنب يهجم على استنفاد الْعَفو وَمن توقيعاته من لم يعرف وَجه مطلبه كَانَ الحرمان أولى بِهِ) 3 - (أَبُو سَلمَة الْعَنْبَري) عبد الرَّحْمَن بن حَمَّاد بن شُعَيْب أَبُو سَلمَة الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ قَالَ أَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْجلاب) عبد الرَّحْمَن بن حمدَان بن الْمَرْزُبَان الهمذاني أَبُو مُحَمَّد الْجلاب الجزار كَانَ أحد أَرْكَان السّنة بهمذان توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن الدوني الزَّاهِد) عبد الرَّحْمَن بن حمد بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الدوني الصُّوفِي الزَّاهِد من بَيت زهد روى كتاب السّنَن لنسائي عَن ابْن الكسار وَهُوَ آخر من حدث بِهِ عَنهُ قَرَأَهُ عَلَيْهِ السلَفِي سنة خمس مائَة قَالَ السلَفِي كَانَ سفياني الْمَذْهَب ثِقَة بليغاً توفّي سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد نَاظر الدِّيوَان) عبد الرَّحْمَن بن حمدَان بن أَحْمد الْكِنَانِي التكريتي القَاضِي تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد كَانَ قَاضِيا بقلعة الكرك وقلعة جعبر وَتَوَلَّى نظر الدِّيوَان بالقدس نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور رَحمَه الله لنَفسِهِ بِالْبَيْتِ الْمُقَدّس وَهُوَ يَوْمئِذٍ نَاظر ديوانه الْبَسِيط (يَا خير من سطرت فِي الطرس أنمله ... وَخير من وَلدته برة وَأب) (أَنْت الشهَاب لديك الْفضل وَالْأَدب ... وَالْعلم والحلم والعلياء والحسب) 3 - (عبد الرَّحْمَن بن حميد الزُّهْرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهري الْمدنِي توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة

عبد الرحمن بن خالد بن الوليد

3 - (عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد) عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة الْقرشِي المَخْزُومِي اِدَّرَكَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يحفظ عَنهُ وَلَا سمع مِنْهُ وَكَانَ عبد الرَّحْمَن من فرسَان قُرَيْش وَله فضل وهدي حسن وكرم إِلَّا أَنه كَانَ منحرفاً عَن عَليّ ابْن أبي طَالب وَبني هَاشم مُخَالفا لِأَخِيهِ المُهَاجر) بن خَالِد فَأن المُهَاجر كَانَ يحب عليا وَشهد عبد الرَّحْمَن صفّين مَعَ مُعَاوِيَة وَلما أَرَادَ مُعَاوِيَة الْبيعَة ليزِيد خطب أهل الشَّام وَقَالَ إِنَّه قد كَبرت سني وَقرب أَجلي وَقد أردْت أَن أعقد لرجل يكون نظاماً لكم وَإِنَّمَا أَنا رجل مِنْكُم فارتأوا رَأْيكُمْ فاتفقوا واجتمعوا وَقَالُوا رَضِينَا عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد فشق ذَلِك على مُعَاوِيَة وأسرها فِي نَفسه ثمَّ إِن عبد الرَّحْمَن مرض فَأمر مُعَاوِيَة طَبِيبا عِنْده يَهُودِيّا أَن يَأْتِيهِ فيسقيه سقية يقْتله بهَا فَسَقَاهُ فانحرق بَطْنه وَدخل أَخُوهُ المُهَاجر دمشق مستخفياً هُوَ وَغُلَام لَهُ فرصدا ذَلِك الْيَهُودِيّ فَخرج لَيْلًا من عِنْد مُعَاوِيَة فَقتله المُهَاجر وقصته مَشْهُورَة وَجَاءَت عَن عبد الرَّحْمَن بن خَالِد رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا سَماع 3 - (ابْن مُسَافر الفهمي) عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن مُسَافر الفهمي أَمِير الْمُؤمنِينَ الديار المصرية لهشام بن عبد الْملك قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس لَهُ نُسْخَة عَن الزُّهْرِيّ نَحْو مِائَتي حَدِيث وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو الْقَاسِم المَخْزُومِي) عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد بن رسْلَان الشَّيْخ عماد الدّين أَبُو الْقَاسِم المَخْزُومِي الْمصْرِيّ السمرباوي من أَعمال الغربية عَاشَ ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ دينا عَالما خيرا مَشْهُورا لَهُ فضل وأدب توفّي فِي شهر رَجَب سنة أَربع وَسبعين وست مائَة وجدت لَهُ أبياتاً يخرج بهَا الضَّمِير وَحكمهَا أَبْيَات الخطيري سعد بن عَليّ وَهِي الطَّوِيل (أَتَانِي غزال ظلّ إِذْ دَاء شيقاً ... يَخُوض دجى ليل لشأن لِقَاء) (بَعرَة صبح حل كعبة صُورَة ... كروضة زهر صبحت برخاء) (صفي خَلِيل كيس حَيْثُ لَا شجى ... يَحُثُّك فِي ضيق لأجل جفَاء) (يروض شمولاً من يَمِين نديةٍ ... لأزهر ذِي صد وسيم رواء) (ظلوم غوي عطفه لَا يقيمه ... على كلف ينمي لطول وَفَاء)

ابن أبي الرجال الأنصاري

3 - (ابْن أبي الرِّجَال الْأنْصَارِيّ) عبد الرَّحْمَن بن أبي الرِّجَال الْأنْصَارِيّ النجاري وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَلينه أَبُو حَاتِم قَلِيلا وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة روى لَهُ الْأَرْبَعَة) 3 - (ابْن رَوَاحَة) عبد الرَّحْمَن بن رَوَاحَة بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مظفر بن نصر بن رَوَاحَة الشَّيْخ الْجَلِيل المعمر الْمسند زين الدّين بن أبي صَالح الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي نزيل مَدِينَة أسيوط من مُدَّة طَوِيلَة ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة سمع من جده لأمه أبي الْقَاسِم بن رَوَاحَة عدَّة أَجزَاء مِنْهَا القناعة لِابْنِ مَسْرُوق وَسمع من صَفِيَّة بنت الحبقبق جُزْءا من معرفَة الصَّحَابَة لِابْنِ مندة وَهُوَ الثَّامِن وللبغوي وَله إجَازَة من ابْن روزبه وللشيخ شهَاب الدّين السهروردي وَطَائِفَة تفرد فِي زَمَانه واختفى ذكره مُدَّة ثمَّ تنبه الطّلبَة لَهُ وَحدث بآخرة وَكَانَ كَاتبا بأسيوط 3 - (عبد الرَّحْمَن بن زيد) عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمه لبَابَة بنت أبي لبَابَة أَتَى بِهِ أَبُو لبَابَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا مِنْك يَا أَبَا لبَابَة فَقَالَ ابْن بِنْتي يَا رَسُول الله فَقَالَ مَا رَأَيْت مولوداً قطّ أَصْغَر مِنْهُ فحنكه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمسح رَأسه ودعا لَهُ بِالْبركَةِ قَالَ فَمَا رُؤِيَ عبد الرَّحْمَن فِي قوم قطّ إِلَّا فرعهم طولا قَالَ مُصعب كَانَ أطول الرِّجَال وأتمهم توفّي فِي حُدُود السّبْعين من الْهِجْرَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ 3 - (عبد الرَّحْمَن بن زيد الْأنْصَارِيّ) عبد الرَّحْمَن بن زيد بن خَارِجَة الْأنْصَارِيّ أَخُو مجمع ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحدث عَن عَمه وَأبي لبَابَة وخنساء بنت خدام وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الإفْرِيقِي) عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم الإفْرِيقِي قَاضِي إفريقية وعالمها وَكَانَ أول مَوْلُود ولد فِي الْإِسْلَام بإفريقية فِيمَا قيل وَفد على الْمَنْصُور

الحافظ المحاربي

وَأَغْلظ لَهُ فِي الْكَلَام طلبا للمعدلة قَالَ ابْن معِين هُوَ ضَعِيف وَلَا يسْقط حَدِيثه وَقَالَ أَحْمد لَا أكتب حَدِيثه وَهُوَ مُنكر الحَدِيث لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ توفّي بإفريقية سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (الْحَافِظ الْمحَاربي) عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد الْكُوفِي الْحَافِظ قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي) رَحمَه الله فِي عشر الْمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَيعرف بالمحاربي 3 - (الجُمَحِي الْمَكِّيّ) عبد الرَّحْمَن بن سابط الجُمَحِي الْمَكِّيّ روى عَن أَبِيه وَله صُحْبَة وَعَن عَائِشَة وَجَابِر وَأبي أُمَامَة وَأرْسل عَن معَاذ وَغَيره وَقد وثقوه وَكَانَ ابْن معِين يعد أَكثر رواياته مُرْسلَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَكَانَ يحيى بن معِين يَقُول هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن سليط وسابط جده قَالَ ابْن عبد الْبر وَفِي ذكر نظر 3 - (ابْن صصرى) عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن الْحسن بن صصرى الصَّدْر الرئيس شرف الدّين ابْن أبي الْغَنَائِم سمع من حَنْبَل وَابْن طبرزد والكندي وَغَيرهم ولي الوزارة والمناصب الجليلة وَله بر وَصدقَة وَهُوَ وَالِد الصاحب جمال الدّين إِبْرَاهِيم روى عَنهُ ابْن أَخِيه قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين وَتُوفِّي سنة أبع وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (جمال الدّين الْأَنْبَارِي) عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن يحيى بن هبة الله الإِمَام الْمُفْتِي جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْأَنْبَارِي البغداذي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ سمع من الْكِنْدِيّ وَابْن ملاعب وَابْن الحرستاني وتفقه على الشَّيْخ الْمُوفق وَنسخ بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْعلم وَكَانَ صَحِيح النَّقْل يَقُول الشّعْر وَهُوَ دين صَالح روى عَنهُ ابْن الْخلال والدمياطي وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة قَالَ أَبُو شامة كَانَ يُصَلِّي بالمتأخرين إِمَامًا صَلَاة الصُّبْح فيطيل إطالة مفرطة خَارِجَة عَن الْمُعْتَاد بِكَثِير إِلَى أَن تكَاد الشَّمْس تطلع وَلَا يتْرك ذَلِك وَمن شعره

أبو حميد الساعدي

3 - (أَبُو حميد السَّاعدي) عبد الرَّحْمَن بن سعد بن الْمُنْذر أَبُو حميد السَّاعِدِيّ من أكبر فُقَهَاء الصَّحَابَة وَقد اخْتلف فِي اسْمه فَقيل عبد الرَّحْمَن بن سعد بن مَالك وَقيل عبد الرَّحْمَن بن سعد بن عَمْرو بن سعد وَقيل الْمَنّ بن سعد بن الْمُنْذر أمه أُمَامَة بنت ثَعْلَبَة الخزرجية روى عَنهُ من الصَّحَابَة جَابر بن عبد الله وَمن التَّابِعين) عُرْوَة بن الزبير وَالْعَبَّاس بن سهل بن سعد وَمُحَمّد ابْن عَمْرو بن عَطاء وخارجة بن زيد بن ثَابت وَجَمَاعَة من تَابِعِيّ الْمَدِينَة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن أبي سعيد الْخُدْرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ الْمدنِي روى عَن أَبِيه وَأبي حميد السَّاعِدِيّ وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (جمال الدّين البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن سعيد بن سُلَيْمَان الإِمَام الْفَقِيه جمال الدّين البغداذي مُصَغرًا ثمَّ الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ ولد بحران سنة خمس وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة سبعين وست مائَة وَسمع من ابْن طبرزد وحنبل والكندي وَعبد الْقَادِر الْحَافِظ وَابْن الحرستاني وَالشَّيْخ الْمُوفق وَالْفَخْر بن تَيْمِية وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَكَانَ إِمَامًا صَالحا خيرا خَبِيرا بِالْمذهبِ حسن التَّعْلِيم متواضعاً 3 - (ابْن الغسيل) عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن حَنْظَلَة بن الغسيل أَبُو سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ رأى عبد الرَّحْمَن بن سهل السَّاعِدِيّ وروى عَن عِكْرِمَة وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَعَن ابْن معِين صُوَيْلِح وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة 3 - (الجُمَحِي) عبد الرَّحْمَن بن سَلام الجُمَحِي مَوْلَاهُم روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو زرْعَة

ابن سمرة العبشمي

وَأَبُو حَاتِم قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن سَمُرَة العبشمي) عبد الرَّحْمَن بن العبشمي أسلم يَوْم الْفَتْح قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تسْأَل الْإِمَارَة غزا خُرَاسَان زمن عُثْمَان وَفتح سجستان وكابل وَلم يزل بسجستان حَتَّى اضْطربَ أَمر عُثْمَان فَخرج عَنْهَا واستخلف رجلا من بني يشْكر فخرجه أهل سجستان ثمَّ عَاد إِلَيْهَا بعد ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَة فسكنها وَإِلَيْهِ تنْسب سكَّة ابْن سَمُرَة بِالْبَصْرَةِ توفّي سنة خمسين لِلْهِجْرَةِ أَو إِحْدَى وَخمسين وروى لَهُ الْجَمَاعَة) 3 - (أَبُو الْمطرف الْقُرْطُبِيّ) عبد الرَّحْمَن بن سوار بن أَحْمد بن سوار أَبُو الْمطرف الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه قَاضِي الْجَمَاعَة كَانَ نبيها وَلم يَأْخُذ على الْقَضَاء أجرا توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْفرج بن شُجَاع) عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع بن الْحسن بن الْفضل أَبُو الْفرج الْفَقِيه الْحَنَفِيّ البغداذي قَرَأَ الْفِقْه على أَبِيه حَتَّى برع فِيهِ وأجاد الْكَلَام فِي المناظرة وَولي التدريس بمشهد أبي حنيفَة سمع من ابْن نَاصِر وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن يحيى بن نَاقَة الْكُوفِي توفّي سنة تسع وست مائَة 3 - (أَبُو شُرَيْح الْمعَافِرِي) عبد الرَّحْمَن بن شُرَيْح أَبُو شُرَيْح الْمعَافِرِي الإسكندري العابد قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة

أبو محمد الدنيسري

3 - (أَبُو مُحَمَّد الدنيسري) عبد الرَّحْمَن بن صَالح بن عمار المزعفري أَبُو مُحَمَّد الثَّعْلَبِيّ الدنيسري محتسب دنيسر لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْعرُوض والعربية حَبسه الْملك الْمَنْصُور صَاحب ماردين بِسَبَب قصيدة عَملهَا فِي الْملك الْأَشْرَف ابْن الْعَادِل فَمَاتَ فِي السجْن بعد خمس سِنِين فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره الوافر (تزايد فِي هوى أملي جنوني ... وأورث مهجتي سقماً شجوني) (وصرت أغار من نظر البرايا ... عَلَيْهِ وَمن خيالات الظنون) (وأحرص أَن يكون لَهُ وَفَاء ... من الْأَبْصَار قلبِي أَو جفوني) 3 - (أَبُو هُرَيْرَة) عبد الرَّحْمَن بن صَخْر أَبُو هُرَيْرَة الدوسي رَضِي الله عَنهُ فِي اسْمه وَاسم أَبِيه اخْتِلَاف كثير لَا يضْبط وَلَا يحصر وأشهرها عبد الرَّحْمَن بن صَخْر كَانَ اسْمه قبل الْإِسْلَام عبد شمس وَقَالَ كناني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنِّي كنت أحمل هرة فِي كمي فَلَمَّا رَآنِي قَالَ مَا هَذِه فَقلت هرة فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَة وَقيل أَنه قَالَ كناني أبي بِأبي هُرَيْرَة لِأَنِّي كنت أرعى غنما فَوجدت أَوْلَاد هرة وحشية فأخذتها فَلَمَّا رَآنِي قَالَ أَتَت أَبُو هُرَيْرَة كَانَ أحد الْحفاظ الْمَعْدُودين فِي الصَّحَابَة قدم من أَرض دوس هُوَ وَأمه مُسلما وَقت فتح خَيْبَر) قَالَ البُخَارِيّ روى عَنهُ ثَمَان مائَة رجل أَو أَكثر كَانَ فَقِيرا من أَصْحَاب الصّفة اسْتَعْملهُ عمر وَغَيره وَولي الْمَدِينَة زمن مُعَاوِيَة قَالَ المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قلت يَا رَسُول الله أسمع مِنْك أَشْيَاء فَلَا أحفظها قَالَ فابسط رداءك فبسطته فَحدث حَدِيثا كثيرا فَمَا نسيت شَيْئا حَدثنِي بِهِ قَالَ الْوَاقِدِيّ توفّي سنة تسع وَخمسين وَله سبع وَثَمَانُونَ سنة وَقيل سنة سبع وَهُوَ الَّذِي صلى على عَائِشَة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَقَالَ هِشَام مَاتَ هُوَ وَعَائِشَة سنة ثَمَان وَتَابعه الْمَدَائِنِي وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَقَالَ غَيرهم سنة ثَمَان وَصلى عَلَيْهِ الْوَلِيد بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ قد لزم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وواظبه رَغْبَة فِي الْعلم رَاضِيا بشبع بَطْنه وَكَانَت يَده مَعَ يَد رَسُول

ابن الضحاك الفهري

الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يَدُور مَعَه حَيْثُمَا دَار وَكَانَ أحفظ الصَّحَابَة لِأَنَّهُ كَانَ يحضر مَا لَا يحضرهُ سَائِر الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار لاشتغال الْمُهَاجِرين بِالتِّجَارَة وَالْأَنْصَار بحوائجهم شهد لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَنَّهُ حَرِيص على الْعلم والْحَدِيث وروى عَنهُ من الصَّحَابَة ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَجَابِر وَأنس وَوَائِلَة بن الْأَسْقَع وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُم وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن الضَّحَّاك الفِهري) عبد الرَّحْمَن بن الضَّحَّاك بن قيس الفِهري أحد أَشْرَاف الْعَرَب ولي إمرة الْمَدِينَة فَأحْسن إِلَى أَهلهَا خطب فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب فألح عَلَيْهَا فشكته إِلَى يزِيد فَغَضب لَهَا وعزله وغرمه أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَأَبوهُ هُوَ الْمَقْتُول يَوْم مرج راهط وَتُوفِّي عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور فِي حُدُود الْعشْر وَمِائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن عَائِذ) عبد الرَّحْمَن بن عَائِذ الْأَزْدِيّ الثمالِي الْحِمصِي يُقَال لَهُ صُحْبَة وَلَا تصح روى عَن معَاذ وَعمر وَأبي ذَر وَعلي وَعمر بن عَنْبَسَة وعَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ والعرباض وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (أَبُو النَّصْر الْهَرَوِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَبَّار بن عُثْمَان بن مَنْصُور بن عُثْمَان الفامي أَبُو النَّصْر ابْن أبي عبد الرَّحْمَن من أهل هراة كَانَ من المعدلين بهَا وَمن وُجُوه محدثيها وأدبائها وَأَوْلَاده وأحفاده شُهُود سمع الْكثير من عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ العميري) ونجيب بن مَيْمُون الوَاسِطِيّ وَجَمَاعَة وَقدم بغداذ سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة وَسمع بهَا أَبَا الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَأَبا غَالب أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَمن شعره الوافر (يروم الْقلب عَيْشًا مستطابا ... مداماً لَا يُغَيِّرهُ الزَّوَال) (وَمن عرف الزَّمَان درى يَقِينا ... بِأَن منال مَا يَرْجُو محَال) (فطب نفسا بِمَا قَضَت اللَّيَالِي ... فَلَيْسَ لدفع مَا يقْضِي احتيال) (فَلَا حزن يَدُوم وَلَا سرُور ... وَلَا هجر يَدُوم وَلَا وصال)

أبو عدنان السلمي

وَكَانَ كثير الصَّلَاة وَالصَّدَََقَة دَائِم الذّكر متودداً متواضعاً لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ وَالْأَدب يكرم الغرباء وَفِيه دماثة أَخْلَاق حسن السِّيرَة جميل الطَّرِيقَة 3 - (أَبُو عدنان السّلمِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْأَعْلَى أَبُو عدنان يُقَال اسْمه ورد بن حَلِيم السّلمِيّ من أهل الْبَصْرَة مولى بني سليم كَانَ عَلامَة راوية أَخذ عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ وَأبي عُبَيْدَة والأصمعي وطبقتهم وَكَانَ شَاعِرًا راوية وَكَانَ معلما وَكتابه بِالْبَصْرَةِ فِي بني جشم بن سعد وَكَانَ يتَطَوَّع على المعلمين وعَلى أَصْحَابه بتعليمه روى عَنهُ الجاحظ حكايات وَمن شعره الْكَامِل (أهملت نَفسك فِي هَوَاك ولمتني ... لَو كنت تنصف لمت نَفسك دوني) (مَا بَال عَيْنك لَا ترى أقذاءها ... وَترى الْخَفي من القذى بجفوني) 3 - (سَحْنُون) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْحَلِيم بن عمرَان الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث الْمُقْرِئ الْفَقِيه صدر الدّين أَبُو الْقَاسِم الأوسي الدكالي الْمَالِكِي الملقب سَحْنُون كَانَ إِمَامًا فَقِيها مفتياً متفنناً كثير الْفَضَائِل قوي الْعَرَبيَّة زعر الْأَخْلَاق ولد سنة سِتّ عشرَة وَقيل سنة عشر وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة قدم الْإسْكَنْدَريَّة فِي عنفوان شبابه وَقَرَأَ بهَا على أبي الْقَاسِم الصفراوي وَسمع مِنْهُ وَمن عَليّ بن مُخْتَار العامري وَابْن رواح وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الحَدِيث على الشُّيُوخ وَسمع مِنْهُ ابْن الظَّاهِرِيّ والمزي وَابْن سيد النَّاس والبرزالي وَطَائِفَة 3 - (أَبُو طَالب ابْن العجمي) ) عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن أبي طَالب عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الْكَرَابِيسِي الْفَقِيه الْعَالم أَبُو طَالب بن العجمي الْحلَبِي كَانَ رَئِيسا محتشماً ومفتياً مُحْتَرما روى عَنهُ جمَاعَة وعذبه التتار وَمَات سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة 3 - (سديد الدّين القوصي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن رَافع العثمان القوصي الكيزاني سديد الدّين سمع من مجد الدّين الْقشيرِي وَمن ابْنه تَقِيّ الدّين وَمن عبد الْعَظِيم وَمن ابْن برطلة وَمن ابْن عبد السَّلَام وَغَيرهم وَحدث بقوص سمع مِنْهُ شرف الدّين النصيبي وَغَيره وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ الْفِقْه للشَّافِعِيّ على مجد الدّين الْقشيرِي وَكَانَ خَفِيف الرّوح وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ينبسط

أبو الفضل اللمغاني

مَعَه وينشده الرجز (بَين السديد والسداد سد ... كسد ذِي القرنين أَو أَشد) ولد بقوص سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي بهَا سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة 3 - (أَبُو الْفضل اللمغاني) عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن اللمغاني أَبُو الْفضل الْفَقِيه الْحَنَفِيّ البغداذي قَرَأَ الْقُرْآن وَالْخلاف وناظر ودرس وناب فِي الحكم وَالْقَضَاء عَن القَاضِي مَحْمُود بن أَحْمد الزنجاني ثمَّ عَن قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن يحيى بن فضلان وَبعده عَن قَاضِي الْقُضَاة أبي صَالح الْحَنْبَلِيّ وَعَن قَاض الْقُضَاة عبد الرَّحْمَن بن مقبل وَولي التدريس بِجَامِع السُّلْطَان ثمَّ بمشهد أبي حنيفَة وَولي قَضَاء بغداذ وخوطب بأقضى الْقُضَاة واستناب نواباً فِي الحكم والتدريس وَولي التدريس بالمستنصرية وَحدث عَن وَالِده وَغَيره ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (ابْن الطبيز الرَّامِي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز أَحْمد أَبُو الْقَاسِم الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن الطبيز الرَّامِي سكن دمشق وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو سُلَيْمَان الْمَقْدِسِي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو سُلَيْمَان ابْن الْحَافِظ الْمَقْدِسِي محيي الدّين ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة سمع من أَبِيه) والخشوعي وَجَمَاعَة وتفقه على الْمُوفق وَكَانَ فَقِيها متقناً صَالحا عابداً مدرساً من أَعْيَان الْحَنَابِلَة قيل إِنَّه حفظ كتاب الْكَافِي جَمِيعه وَكَانَ دَائِم الْبشر حسن الْأَخْلَاق روى عَنهُ جمَاعَة 3 - (أَبُو الْفرج الْبَزَّاز الْحَنْبَلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن وريد بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الرَّاء الْمَكْسُورَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا دَال مُهْملَة الشَّيْخ المعمر كَمَال الدّين أَبُو الْفرج البغداذي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ البرَاز المكبر وَالِده

عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق

بِجَامِع الْقصر شيخ دَار الحَدِيث بالمستنصرية ويلقب بالفويرة من الفروهية انْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد فِي عصره ولد قبل سنة خمس مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة وَسمع من أَحْمد بن صرما وَأبي بكر زيد بن يحيى البيع وَأبي الْوَفَاء مَحْمُود بن مندة قدم عَلَيْهِم والمهذب بن قنيدة وَعمر بن كرم وَمُحَمّد بن الْحسن بن إشنانة وَأبي الْكَرم عَليّ بن يُوسُف بن صَبُوحًا ويعيش بن مَالك وَمُحَمّد بن أَحْمد بن صَالح الجيلي وَأبي صَالح نصر بن عبد الرَّزَّاق الجيلي وَسعد بن ياسين وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أبي حَرْب النَّرْسِي وَمُحَمّد بن أبي جَعْفَر بن الْمُهْتَدي وَأَجَازَ لَهُ ابْن طبرزد وَابْن سكينَة وَابْن شنيف وَمُحَمّد بن هبة الله الْوَكِيل وَابْن الْأَخْضَر وَخلق وَقَرَأَ السَّبْعَة على فَخر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفرج الْموصِلِي الْفَقِيه صَاحب ابْن سعدون الْقُرْطُبِيّ وَسمع مِنْهُ كتابي التَّيْسِير والتجريد فِي الْقرَاءَات وروى الْكثير وَعمر دهراً طَويلا ذكره الفرضي فَقَالَ شيخ جليل ثِقَة مُسْند مكثر وَأذن للشَّيْخ شمس الدّين فِي جَمِيع مروياته 3 - (عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عُثْمَان أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو مُحَمَّد هُوَ ابْن أبي بكر الصّديق أدْرك هُوَ وَأَبوهُ وجده وَابْنه أَبُو عَتيق بن عبد الرَّحْمَن النَّبِي صلى اللهُ عليهِ وَسلم يُقَال أَنه شَقِيق عَائِشَة حضر بَدْرًا مُشْركًا ثمَّ أسلم قبل الْفَتْح وَهَاجَر وَكَانَ أسن ولد أبي بكر وَكَانَ شجاعاً رامياً قتل يَوْم الْيَمَامَة سَبْعَة نفر توفّي بالصفاح من مَكَّة على أَمْيَال وَحمل فَدفن فِي مَكَّة سنة ثَلَاث وَخمسين لِلْهِجْرَةِ شهد بَدْرًا وأحداً مَعَ الْكفَّار ودعي إِلَى البرَاز وَقَامَ إِلَيْهِ ليبادره فَذكر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ متعني بِنَفْسِك وَأسلم وَصَحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة) وَكَانَ اسْمه عبد الْكَعْبَة فَغَيره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ فِيهِ دعابة ونفله عمر بن الْخطاب ليلى بنت الجودي حِين فتح دمشق وَكَانَ رَآهَا قبل ذَلِك وَكَانَ يشبب بهَا وَله فِيهَا أشعار وَخَبره مَعهَا مَشْهُور وَكَانَ قد رَآهَا فِي طَرِيقه بِالشَّام لما وافى الشَّام تَاجِرًا وَهِي قَاعِدَة على طنفسة وحولها ولائد فَقَالَ فِيهَا وَكَانَت تسمى ليلى الطَّوِيل (نذْكر ليلى والسماوة دونهَا ... وَمَا لابنَة الجودي ليلى وَمَا ليا) (وأنى تعَاطِي قلبه حارثية ... تدمن بصرى أَو تحل الجوابيا) (وأنى يلاقيها بلَى ولعلها ... إِن النَّاس حجُّوا قَابلا أَن توافيا)

عبد الرحمن الهذلي

وَلما أَمر لَهُ بهَا عمر أحبها وآثرها على نِسَائِهِ فشكونه إِلَى عَائِشَة فعاتبته على ذَلِك فَقَالَ وَالله لكَأَنِّي أرتشف بأنيابها حب الرُّمَّان فأصابها مرض وَقع لَهُ فوها فجفاها حَتَّى شكته إِلَى عَائِشَة فَقَالَت لَهُ يَا عبد الرَّحْمَن لقد أَحْبَبْت ليلى وأفرطت وأبغضتها فأفرطت فإمَّا أَن تنصفها وَإِمَّا أَن تجهزها إِلَى أَهلهَا فجهزها إِلَى أَهلهَا وَمن شعره فِيهَا الوافر (وَقَالَت يَا ابْن عَم استحي مني ... وَلَا بقيا إِذا ذهب الْحيَاء) وَمِنْه أَيْضا المديد (يَا ابْنة الجودي قلبِي كئيب ... مستهام عِنْدهَا لَا يؤوب) (جَاوَرت أخوالها حَيّ عك ... فلعك من فُؤَادِي نصيب) (وَلَقَد قلت ملن لَام فِيهَا ... إِن من تلحون فِيهِ حبيب) وَشهد الْجمل مَعَ عَائِشَة وَكَانَ أَخُوهُ مُحَمَّد يَوْمئِذٍ مَعَ عَليّ ابْن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ وَلما قعد مُعَاوِيَة على الْمِنْبَر ودعا إِلَى بيعَة يزِيد كَلمه الْحُسَيْن بن عَليّ وَابْن الزبير وَأما عبد الرَّحْمَن هَذَا فَقَالَ لَهُ أهرقلية إِذا مَاتَ كسْرَى كَانَ كسْرَى مَكَانَهُ لَا نَفْعل وَالله أبدا وَبعث إِلَيْهِ مُعَاوِيَة بِمِائَة ألف دِرْهَم بعد أَن أَبى الْبيعَة فَردهَا وَقَالَ أبيع ديني بدنياي وَخرج إِلَى مَكَّة فَمَاتَ بهَا قبل أَن تتمّ الْبيعَة ليزِيد يُقَال إِنَّه مَاتَ فِي نومَة نامها وظعنت أُخْته عَائِشَة من الْمَدِينَة حَاجَة ووقفت على قَبره فَبَكَتْ وتمثلت الطَّوِيل (وَكُنَّا كندماني جذيمة حقبة ... من الدَّهْر حَتَّى قيل لن يتصدعا) (فَلَمَّا تفرقنا كَأَنِّي ومالكاً ... لطول اجْتِمَاع لم نبت لَيْلَة مَعًا) أما وَالله لَو حضرتك لدفنتك حَيْثُ مت وَلَو حضرتك مَا بَكَيْت وروى لَهُ الْجَمَاعَة) 3 - (عبد الرَّحْمَن الْهُذلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عتبَة بن عبد الله بن مَسْعُود الْهُذلِيّ المَسْعُودِيّ الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام قَالَ أَبُو حَاتِم تغير قبل مَوته بِيَسِير سنة أَو سنتَيْن وَكَانَ أعلم أهل زَمَانه بِحَدِيث ابْن مَسْعُود وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (أَبُو سعيد الْبَصْرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله مولى بني هَاشم شيخ بَصرِي

أبو القاسم الجوهري المالكي

حَافظ جاور بِمَكَّة وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْجَوْهَرِي الْمَالِكِي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْمَالِكِي الْفَقِيه أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ الْجَوْهَرِي توفّي بِمصْر وَهُوَ صَاحب مُسْند الْمُوَطَّأ ووفاته سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَسمع الْمُوَطَّأ مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس بن نَفِيس الْمُقْرِئ وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو الْحسن بن فَهد وَآخَرُونَ 3 - (عبد الرَّحْمَن بن أبي عصرون) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي عصرون القَاضِي نجم الدّين التَّمِيمِي ابْن شيخ الشَّام أبي سعد شرف الدّين توفّي بحماة سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن القس) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أبي عمار من بني جشم بن مُعَاوِيَة كَانَ فَقِيها عابداً من عباد مَكَّة فَسُمي القس لعبادته وَكَانَ يشبه بعطاء بن أبي رَبَاح فَسمع يَوْمًا غناء سَلامَة جَارِيَة سُهَيْل بن عبد الرَّحْمَن على غير تعمد مِنْهُ فَبلغ غنَاؤُهَا مِنْهُ كل مبلغ فَرَآهُ مَوْلَاهَا فَقَالَ لَهُ هَل لَك أَن أخرجهَا إِلَيْك أَو تدخل فَتسمع غناءها وَلَا ترَاهَا وَلَا تراك فَأبى فَلم يزل بِهِ حَتَّى أخرجهَا إِلَيْهِ فأقعدها بَين يَدَيْهِ فغنته فشغف بهَا وَعرف ذَلِك أهل مَكَّة واشتهر بهَا فَهِيَ تعرف بسلامة القس وَقد تقدم ذكرهَا فِي مَكَانَهُ من حرف السِّين وَقَالَت لَهُ يَوْمًا أَنا وَالله أحبك قَالَ وَأَنا وَالله أحبك قَالَت وَأحب أَن أَضَع فمي على فمك قَالَ وَأَنا وَالله أحب ذَلِك قَالَت وألصق بَطْني مَعَ بَطْنك قَالَ وَأَنا وَالله أحب ذَلِك قَالَت فَمَا يمنعك فَإِن الْموضع لخال قَالَ إِنِّي سَمِعت الله جلّ وَتَعَالَى يَقُول الأخلاء يَوْمئِذٍ بَعضهم لبَعض عَدو إِلَّا الْمُتَّقِينَ فَأَنا أكره أَن يكون خلة مَا بيني وَبَيْنك تؤول إِلَى عَدَاوَة ثمَّ قَامَ وَانْصَرف وَعَاد إِلَى مَا كَانَ) عَلَيْهِ من النّسك وَمن قَوْله فِيهَا الْكَامِل (إِن الَّتِي طرقتك بَين ركائب ... تمشي بمزهرها وَأَنت حرَام) (لتصيد قَلْبك أَو جَزَاء مَوَدَّة ... إِن الرفيق لَهُ عَلَيْك ذمام) (باتت تعللنا وتحسب أننا ... فِي ذَاك أيقاظ وَنحن نيام) (حَتَّى إِذا سَطَعَ الضياء لناظر ... فَإِذا وَذَلِكَ بَيْننَا أَحْلَام) (قد كنت أعذل فِي السفاهة أَهلهَا ... فاعجب لما تَأتي بِهِ الْأَيَّام)

عبد الرحمن بن عبد الله

(فاليوم أَعْذرهُم وَأعلم أَنما ... سبل الضَّلَالَة وَالْهدى أَقسَام) وَمِنْه قَوْله أَيْضا الطَّوِيل (ألم تَرَهَا لَا يبعد الله دارها ... إِذا رجعت فِي صَوتهَا كَيفَ تصنع) (تمد نظام القَوْل ثمَّ ترده ... إِلَى صلصل فِي صَوتهَا يترجع) وَمِنْه قَوْله السَّرِيع (سَلام هَل لي مِنْكُم نَاصِر ... أم هَل لقلبي عَنْكُم زاجر) (قد سمع النَّاس بوجدي بكم ... فَمنهمْ اللائم والعاذر) وَله فِيهَا غير ذَلِك 3 - (عبد الرَّحْمَن بن عبد الله) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود الْهُذلِيّ الْكُوفِي توفّي أَبوهُ وَله سِتّ سِنِين فحفظ عَنهُ شَيْئا وروى عَن عَليّ والأشعث بن قيس ومسروق وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أغشى هَمدَان) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن الْحَارِث بن نظام الْهَمدَانِي أَبُو المصبح الْأَعْشَى كُوفِي من شعراء الدولة الأموية كَانَ زوج أُخْت الشّعبِيّ وَالشعْبِيّ زوج أُخْته وَكَانَ من الْقُرَّاء وَالْفُقَهَاء ثمَّ ترك ذَلِك وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ قد قصّ يَوْمًا على الشّعبِيّ مناماً رَآهُ قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي دخلت بَيْتا فِيهِ حِنْطَة وشعير وَقيل خُذ أَيهمَا شِئْت فَأخذت الشّعير فَقَالَ الشّعبِيّ إِن صدقت رُؤْيَاك تركت الْقُرْآن وقراءته وَقلت الشّعْر فَكَانَ كَمَا قَالَ وَكَانَ قد وَفد على النُّعْمَان بن بشير إِلَى حمص ومدحه فَيُقَال إِنَّه حصل لَهُ أَرْبَعِينَ ألف دِينَار) وَسَيَأْتِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة النُّعْمَان وَكَانَ الْحجَّاج قد أغراه الديلم فأسروه وَبَقِي فِي أَيْديهم مُدَّة ثمَّ إِن بنت العلج الَّذِي أسره هويته فمكنته من نَفسهَا فواقعها ثَمَانِي مَرَّات فَقَالَت لَهُ الديلمية يَا معشر الْمُسلمين هَكَذَا تَفْعَلُونَ بنسائكم فَقَالَ هَكَذَا نَفْعل كلنا فَقَالَت بِهَذَا الْعَمَل نصرتم أَفَرَأَيْت إِن خلصتك أَن تصطفيني لنَفسك قَالَ نعم فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل حلت قيوده وَأخذت بِهِ طَرِيقا تعرفها حَتَّى خلصته فَقَالَ شَاعِر من أسراء الْمُسلمين الطَّوِيل (فَمن كَانَ يفْدِيه من الْأسر مَاله ... فهمدان تفديها الْغَدَاة أيورها)

جمال الدين الباذرائي

وَقَالَ الْأَعْشَى قصيدته الفائية الَّتِي يذكر فِيهَا أسره بالديلم وَهِي طَوِيلَة مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني وأولها الْكَامِل (لمن الظعائن سيرهن تزحف ... عوم السفين إِذا تقاعس مجذف) (مرت بِذِي خشب كَأَن حمولها ... نخل بِيَثْرِب حمله متضعف) وَقَتله الْحجَّاج فِي حُدُود التسعين لما خرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث ثمَّ إِن أعشى هَمدَان خرج هُوَ وَالشعْبِيّ مَعَ ابْن الْأَشْعَث على الْحجَّاج فَلَمَّا أَتَى بِهِ أَسِيرًا قَالَ الْحجَّاج الْحَمد لله الَّذِي أمكن مِنْك أَلَسْت الْقَائِل كَذَا أَلَسْت الْقَائِل كَذَا وَعدد لَهُ أشعاراً قَالَهَا فَلم يبْق فِي الْمجْلس أحد إِلَّا أهمته نَفسه وأرعدت فرائصه فَقَالَ الْأَعْشَى لَا بل أَنا الْقَائِل الطَّوِيل (أَبى الله إِلَّا أَن يتمم نوره ... ويطفئ نَار الْفَاسِقين فتخمدا) مِنْهَا (فصادمنا الْحجَّاج دون صُفُوفنَا ... كفاحاً وَلم يضْرب لذَلِك موعدا) (بجند أَمِير الْمُؤمنِينَ وخيله ... وسلطانه أَمْسَى معاناً مؤيدا) (ليهنئ أَمِير الْمُؤمنِينَ ظُهُوره ... على أمة كَانَت بغاة وحسدا) (وجدنَا بني مَرْوَان خير أَئِمَّة ... وَأعظم هَذَا الْخلق حلماً وسؤددا) (وَخير قُرَيْش من قُرَيْش أرومةً ... وَأكْرمهمْ إِلَّا النَّبِي مُحَمَّدًا) وَهِي أَكثر من هَذَا فَقَالَ الْحجَّاج أظننت يَا عَدو الله أَنَّك تخدعني وتفلت من يَدي أَلَسْت الْقَائِل الْكَامِل (وَإِذا سَأَلت الْمجد أَيْن مَحَله ... فالمجد بَين مُحَمَّد وَسَعِيد) ) (بَين الْأَشَج وَبَين قيس بَيته ... بخ بخ لوالده وللمولود) وَالله لَا تبخبخ بعْدهَا أبدا أولست الْقَائِل الْكَامِل (وَإِذا تصبك من الْحَوَادِث نكبة ... فاصبر فَكل غيابة ستكشف) أما وَالله لتكونن غيابةٌ لَا تتكشف عَنْك يَا حرسي اضربا عُنُقه 3 - (جمال الدّين الباذرائي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحسن الإِمَام جمال الدّين ابْن الشَّيْخ الإِمَام نجم الدّين الباذرائي درس بمدرسة وَالِده إِلَى أَن مَاتَ سنة سبع

ياقوت الرومي

وَسبعين وست مائَة عَن نَيف وَخمسين سنة وَكَانَ صَدرا رَئِيسا حسن الْأَخْلَاق ودرس بعده الشَّيْخ تَاج الدّين 3 - (ياقوت الرُّومِي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الرُّومِي أَبُو الدّرّ الشَّاعِر مولى أبي مَنْصُور الجيلي كَانَ اسْمه ياقوت أَقَامَ بِالْمَدْرَسَةِ النظامية ببغداذ وَحفظ الْقُرْآن وَله معرفَة بالأدب وَيَقُول الشّعْر وَلَا يمدح بِهِ أحدا وَكَانَ غالياً فِي التَّشَيُّع وجد مَيتا فِي دَاره سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره الْخَفِيف (كتبت أدمعي ووجدي أملي ... أسطراً أعربته نقطاً وشكلا) (يَا مُقيما على الجفا صل محباً ... غادر الْبعد طل جفنيه وَبلا) (أَي مفت أَفْتَاك فِي حل قَتْلِي ... لَيْت شعري وَأي شرعٍ أحلا) (أسلوا يروم بالعذل مني ... عاذلي فِي الْهوى سفاهاً وجهلا) (أَنا لَا أعرف السلو وَلَا أس ... مَعَ فِي حب من تعشقت عذلا) (كلما زادني دلالاً وَعزا ... زِدْته فِي الْهوى خضوعاً وذلا) (يَا حبيباً صدوده وتجن ... يه بقتلي يَوْم الْفِرَاق استقلاً) (لَا يظنّ الْمُحب عَنْك وَإِن غي ... بت عَن لحظ طرفه يتسلى) قلت شعر وسط خالٍ من الغوص 3 - (السُّهيْلي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد بن أصْبع بن الْحُسَيْن بن سعدون

بن رضوَان ابْن فتوح الإِمَام الْخَيْر أَبُو الْقَاسِم وَأَبُو زيد وَيُقَال أَبُو الْحسن ابْن الْخَطِيب أبي عمر بن أبي الْحسن) الْخَثْعَمِي السُّهيْلي الأندلسي المالقي الْحَافِظ صَاحب المصنفات توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة نَاظر عَليّ بن الْحُسَيْن بن الطراوة فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَسمع مِنْهُ كثيرا من اللُّغَة والآداب وكف بَصَره وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والقراءات بارعاً فِي ذَلِك تصدر للإقراء والتدريس والْحَدِيث وَبعد صيته وَجل قدره جمع بَين الرِّوَايَة والدراية لَهُ من المصنفات الرَّوْض الْأنف فِي شرح السِّيرَة وَهُوَ كتاب جليل جود فِيهِ مَا شَاءَ ذكر فِي آخِره أَنه استخرجه من نَيف وَعشْرين وَمِائَة ديوَان وَله التَّعْرِيف والإعلام بِمَا فِي الْقُرْآن من الْأَسْمَاء والأعلام وَشرح آيَة الْوَصِيَّة وَمَسْأَلَة رُؤْيَة الله تَعَالَى ورؤية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَشرح الْجمل وَلم يتم وَمَسْأَلَة السِّرّ فِي عور الرِّجَال واستدعي إِلَى مراكش وحظي بهَا وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة وَحسنت سيرته وَأَصله من قَرْيَة بوادي سُهَيْل من كورة مالقة لَا يرى سُهَيْل من جَمِيع الْمغرب إِلَّا من جبل مطل على هَذِه الْقرْيَة وَمن شعره يرثي بَلَده وَكَانَ الفرنج قد خربته وَقتلت رِجَاله ونساءه وَكَانَ غَائِبا عَنهُ الْكَامِل (يَا دَار أَيْن الْبيض والأرآم ... أم أَيْن جيران عَليّ كرام) (دَار الْمُحب من الْمنَازل آيَة ... حيى فَلم يرجع إِلَيْهِ سَلام) (أخرسن أم بعد المدى فنسينه ... أم غال من كَانَ الْمُجيب حمام) (دمعي شهيدي أنني لم أنسهم ... إِن السلو على الْمُحب حرَام) (لما أجابتني الصدى عَنْهُم وَلم ... يلج المسامع للحبيب كَلَام) (طارحت ورق حمامها مترنماً ... بمقال صب والدموع سجام) (يَا دَار مَا صنعت بك الْأَيَّام ... ضامتك وَالْأَيَّام لَيْسَ تضام) وَمر على دَار بعض تلاميذه من أَعْيَان الْبَلَد وَهُوَ جميل وَقد مرض فَلَقِيَهُ بعض الْمَشَايِخ فَقَالَ لَهُ عجبا لمرورك هَهُنَا فَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْو دَار التلميذ وَأنْشد المتقارب (جعلت طريقي على دَاره ... وَمَا لي على دَاره من طَرِيق) (وعاديت من أَجله جيرتي ... وواخيت من لم يكن لي صديقي) (فَإِن كَانَ قَتْلِي حَلَالا لَهُ ... فسيري بروحي مسير الرفيق)

ابن شبراق

) وَله الأبيات الْمَشْهُورَة وَهِي الْكَامِل (يَا من يرى مَا فِي الضَّمِير وَيسمع ... أَنْت الْمعد لكل مَا يتَوَقَّع) (يَا من يُرْجَى للشدائد كلهَا ... يَا من إِلَيْهِ المشتكي والمفزع) (يَا من خَزَائِن رزقه فِي قَول كن ... أمنن فَإِن الْخَيْر عنْدك أجمع) (مَا لي سوى فقري إِلَيْك وَسِيلَة ... فبالافتقار إِلَيْك رَبِّي أضرع) (مَا لي سوى فقري إِلَيْك حِيلَة ... فلئن رددت فَأَي بَاب أَقرع) (وَمن الَّذِي أَدْعُو وأهتف باسمه ... إِن كَانَ فضلك عَن فقيرك يمْنَع) (حاشى لمجدك أَن يقنط عَاصِيا ... الْفضل أجزل والمواهب أوسع) 3 - (ابْن شبراق) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الخضرمي الأديب أَبُو الْقَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن شبراق بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الرَّاء ألف وقاف كَانَ شَاعِرًا نبيلاً صنف كتابا فِي الْأَخْبَار وَعمر طَويلا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (دحمان الْأَشْقَر الْمُغنِي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الله هُوَ دحمان الْأَشْقَر الْمُغنِي مولى بني لَيْث كَانَ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاة الْأَرْبَعَة الحذاق ابْن سُرَيج ومعبد وَمَالك وَابْن عَائِشَة وَيَأْخُذ مِنْهُم وَكَانَ جيد الصَّوْت وَالضَّرْب من فحول المغنين وَكَانَ فَاضلا عفيفاً حسن الْمَذْهَب يوالي بَين الْحَج والغزو عَاشَ تسعين سنة وَمَات فِي خلَافَة الرشيد قَالَ إِسْحَاق قَالَ دحمان مَا رَأَيْت بَاطِلا أشبه بِحَق من الْغناء وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى جَعْفَر بن سُلَيْمَان وَهُوَ على الْمَدِينَة وَكَانَ دحمان يَقُول مَا رَأَيْت مثل مجْلِس جَعْفَر فِيهِ الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء والأدباء وَالشعرَاء والقراء والمغنون وَأَصْحَاب النُّجُوم والغريب والمضحكون قَالَ عَليّ بن سُلَيْمَان النَّوْفَلِي غنى دحمان الْأَشْقَر الرشيد صَوتا فأطربه واستعاده مرَارًا ثمَّ قَالَ لَهُ احتكم فَقَالَ غَالب والريان وهما ضيعتان بِالْمَدِينَةِ غلتهما أَرْبَعُونَ ألف دِينَار فَأمر لَهُ بهما فَقيل لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن هَاتين الضيعتين من جلالتهما وَعظم خطرهما لَا يجب أَن يسمح بمثلهما فَقَالَ الرشيد لَا سَبِيل إِلَى اسْتِرْدَاد مَا أَعْطَيْت وَلَكِن احْتَالُوا فِي شرائهما مِنْهُ فوافقوه على مائَة ألف دِينَار فَرضِي بذلك وأخبروا الرشيد فَقَالَ ادفعوها إِلَيْهِ فَقَالُوا

أبو القاسم ابن الصفراوي

يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي) إِخْرَاج مائَة ألف دِينَار لمغن من بَيت المَال أشنوعة عَظِيمَة وَلَكِن تقطعها لَهُ فَكَانَ يُوصل بِخَمْسَة آلَاف دِينَار وَثَلَاثَة آلَاف دِينَار حَتَّى استوفاها قَالَ أَبُو الْفرج وَالصَّوْت الَّذِي طرب لَهُ الرشيد حَتَّى حكمه الطَّوِيل (إِذا نَحن أدلجنا وَأَنت إمامنا ... كفى لمطايانا برياك هاديا) (أعد اللَّيَالِي مَا نأيت وَلم أكن ... لما مر من دهري أعد اللياليا) (ذكرتك بالديرين يَوْمًا فأشرقت ... بَنَات الْهوى حَتَّى بلغن التراقيا) 3 - (أَبُو الْقَاسِم ابْن الصفراوي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمجِيد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن يُوسُف بن الْحُسَيْن بن حَفْص الإِمَام جمال الدّين أَبُو الْقَاسِم بن الصفراوي الإسكندري الْمَالِكِي الْمُقْرِئ الْمُفْتِي كَانَ من الْأَئِمَّة الْأَعْلَام وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الإقراء وَالْفَتْوَى بِبَلَدِهِ وَنزل النَّاس بِمَوْتِهِ دَرَجَة وَحدث بِبَلَدِهِ وبمصر والمنصورة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَكَانَ قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن خلف بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة الْقرشِي وعَلى أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن جَعْفَر الغافقي وَأبي يحيى اليسع بن حزم وَأبي الطّيب عبد الْمُنعم بن الخلوف وتفقه على الْعَلامَة أبي طَالب صَالح بن إِسْمَاعِيل ابْن بنت معافي وَسمع السلَفِي وَإِسْمَاعِيل بن عَوْف وَأَبا مُحَمَّد العثماني وَجَمَاعَة وَهُوَ آخر من قَرَأَ على الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورين خرج لنَفسِهِ مشيخة وَكَانَ صَاحب ديانَة وجلالة 3 - (خطيب الْموصل) عبد الرَّحْمَن بن عبد المحسن بن الْخَطِيب أبي الْفضل عبد الله بن أَحْمد الطوسي ثمَّ الْموصِلِي تَاج الدّين خطيب الْموصل وَابْن خطبائها كَانَ ورعاً صَالحا متواضعاً شَاعِرًا توفّي سنة تسع وَعشْرين وست مائَة وَقيل سنة سِتّ وَمن شعره مجزوء الْكَامِل (مَا لَاحَ بارق مقلتي ... هـ لناظر إِلَّا وشامه) (للصبح يشبه والظلا ... م إِذا بدا خداً وشامه) (فاقت محاسنه الحسا ... ن عراقة فِينَا وشامه) (يَا ليته مثل يقو ... ل لمن إِلَيْهِ بِي وشى مَه) قلت شعر جيد صنع) 3 - (كَمَال الدّين الْحَنْبَلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عبد المحسن بن حسن بن ضرغام بن

أبو الفرج الواسطي

صمصام الْعدْل الْفَقِيه المعمر كَمَال الدّين الْكِنَانِي الْمصْرِيّ المنشاوي الْحَنْبَلِيّ مولده بالمنشية الَّتِي لقناطر الأهرام سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة عشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ يخْطب بالمنشية وَصَارَ عدلا بِالْقَاهِرَةِ دهراً سمع من سبط السلَفِي والصدر الْبكْرِيّ وَطَائِفَة سمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين واختبل قبل مَوته بِنَحْوِ من أَرْبَعَة أشهر 3 - (أَبُو الْفرج الوَاسِطِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عبد المحسن بن عمر بن شهَاب الإِمَام الْمُفْتِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَبُو الْفرج الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي مُحدث وَاسِط ولد سنة أَربع وَسبعين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله ببغداذ سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَحج مَرَّات وَقدم دمشق وَسمع هُوَ وَالشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَأخذ عَن المَخْزُومِي وَبنت جَوْهَر والموجودين وَكَانَ كيساً خيرا لطيفاً متواضعاً كثير المحاسن لَهُ صُورَة كَبِيرَة بِبَلَدِهِ ومروة تَامَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حصل كثيرا من مروياته وَحدثنَا عَنهُ ابْن ثردة الْوَاعِظ وَصَحب الشَّيْخ عز الدّين الفاروثي 3 - (أَبُو مُحَمَّد اليلداني) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحدث الْمعبر تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد اليلداني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد بيلدا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة خمس وَخمسين وست مائَة وَطلب الحَدِيث على كبر وَسمع من ابْن كُلَيْب وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانَ ثِقَة صَالحا وَسمع من ابْن بوش وَالْمبَارك بن المعطوش وَهبة الله بن الْحسن السبط وغياث بن الْحسن بن الْبناء وأعز بن عَليّ الظهيري ودلف بن قوفا وَالْحسن بن أشنانة وَعبد اللَّطِيف بن أبي سعد وَبَقَاء بن جند وَأبي عَليّ بن الخريف وَعبد الله بن جوالق وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الغمري وَخلق كثير بالموصل وبدمشق وروى عَنهُ سبطه عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن الزراد والبدر بن التوزي وَالْجمال عَليّ بن الشاطبي والشرف مُحَمَّد بن رقية وَأَبُو الْمَعَالِي ابْن البالسي وَجَمَاعَة وَكَانَ خطيب يلدا قَالَ أَبُو شامة أَخْبرنِي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله مَا أَنا رجل جيد فَقَالَ لَهُ بلَى أَنْت رجل جيد) 3 - (الْحَافِظ أَبُو يحيى الأندلسي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن الْفرس الْوَزير الْحَافِظ اللّغَوِيّ أَبُو يحيى ابْن القَاضِي النَّحْوِيّ أبي مُحَمَّد الخزرجي الأندلسي أحد الْأَعْلَام ذكره ابْن الزبير فِي تَارِيخه فَقَالَ أَخذ عَن أَبِيه فَأكْثر وَعَن أبي الْحسن ابْن كوثر وَعبد الْحق بن بونة وَابْن عبد الله الحجري وَابْن رِفَاعَة

أبو الفرج النابلسي

وَانْفَرَدَ بالرواية عَنْهُم وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق الأرتاحي والبوصيري كَانَ يدْرِي كثيرا من مُشكل الحَدِيث وغريبه صنف كتابا فِي غَرِيب الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث طول حَيَاته وَكَانَت فِيهِ غَفلَة قصرت بِهِ عَن قَضَاء بَلَده وخطابته توفّي فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (أَبُو الْفرج النابلسي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور بن رَافع الْفَقِيه الإِمَام جمال الدّين أَبُو الْفرج النابلسي الْحَنْبَلِيّ وَالِد شهَاب الدّين العابر وفخر الدّين عَليّ ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة سمع بالقدس من أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْبناء وبنابلس من الْبَهَاء وبدمشق من الْكِنْدِيّ والموفق وَحضر ابْن طبرزد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وروى لنا عَنهُ أَحْمد بن ياقوت الْمُقْرِئ وَكَانَ فَقِيها دينا لَهُ شعر حسن 3 - (سبط اليلداني) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمولى بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الْمسند أَبُو مُحَمَّد اليلداني الصحراوي سبط اليلداني سمع الْكثير من جده تَقِيّ الدّين الرشيد الْعِرَاقِيّ وَابْن خطيب القرافة وَشَيخ الشُّيُوخ الْأنْصَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ الْعلم السخاوي والضياء الْحَافِظ وَآخَرُونَ وَتفرد بأَشْيَاء وَسمع مِنْهُ الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام كتاب الْآثَار للطحاوي وَوَصله ورتب لَهُ مرئباً وَكَانَ فَقِيرا ثمَّ عمي مولده سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن بنت الْأَعَز) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن خَليفَة بن بدر قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين العلامي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن بنت الْأَعَز كَانَ جده لأمه يعرف بِالْقَاضِي الْأَعَز وَزِير الْملك الْكَامِل بن أبي بكر بن أَيُّوب وعلامة بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف قَبيلَة من لخم) 3 - (سمع من الرشيد الْعَطَّار وَغَيره وتفقه على ابْن عبد السَّلَام وعَلى وَالِده وَكَانَ فَقِيها

مناظرا بصيرا بالأحكام جيد العربية ذكيا كاملا نبيلا رئيسا شاعرا محسنا فصيحا مفوها وافر العقل كامل السؤدد روى عنه الدمياطي في معجمه شيئا من نظمه توفي كهلا سنة خمس وتسعين وست مائة ودرس في أماكن كبار وولي الوزارة مع القضاء ثم استعفى من الوزارة

إِمَامًا) مناظراً بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ جيد الْعَرَبيَّة ذكياً كَامِلا نبيلاً رَئِيسا شَاعِرًا محسناً فصيحاً مفوهاً وافر الْعقل كَامِل السؤدد روى عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه شَيْئا من نظمه توفّي كهلاً سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة ودرس فِي أَمَاكِن كبار وَولي الوزارة مَعَ الْقَضَاء ثمَّ استعفى من الوزارة أَخْبرنِي الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس قَالَ كَانَ يجلس وَكتاب الحكم بَين يَدَيْهِ والموقعون وتعمل محاسبات الضَّمَان من خاطره أَو كَمَا قَالَ وَتَوَلَّى الْقَضَاء بعده الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَأَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ نَاظر الخزانة السُّلْطَانِيَّة ودرس بالصالحية وَفِي قبَّة الشَّافِعِي وبالشريفية وبالمشهد وَتَوَلَّى مشيخة الشُّيُوخ بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَتَوَلَّى الخطابة بالجامع الْأَزْهَر وَله خطب ونثر ونظم وَكَانَ فصيحاً جزلاً فِي أَحْكَامه يقظاً مهيباً كثير التَّحَرُّز وَالِاجْتِهَاد فِي من يَنُوب عَنهُ وَكَانَ من بقايا الْعلمَاء الفصحاء وَمن أحد رجال الْكَمَال بالديار المصرية وامتحن فِي الدولة الأشرفية على يَد الصاحب شمس الدّين ابْن السلعوس ثمَّ نجاه الله تَعَالَى مِنْهُ قلت فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دقي الْعِيد كَلَام لَهُ علاقَة بِهَذِهِ التَّرْجَمَة وَيُقَال أَنه لما حكم بتعزيره نهره ابْن السلعوس وأقامه فَقَالُوا لَهُ هَذَا تَعْزِير مثل هَذَا فَقَالَ لَا بُد من زِيَادَة فَقَالُوا ينزل من القلعة إِلَى بَاب زويلة مَاشِيا وَلم ينله مِنْهُ مَكْرُوه بعد عَزله من الْقَضَاء أَكثر من ذَلِك وَسكن القرافة وَتَوَلَّى التدريس بِالْمَدْرَسَةِ الْمُجَاورَة لضريح الشَّافِعِي ثمَّ سَافر إِلَى الْحَج فقضي الْفَرِيضَة وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأنْشد بهَا القصيدة البليغة من نظمه وَهِي الْكَامِل (النَّاس بَين مرجز ومقصد ... ومطولٍ فِي مدحه ومجود) (ومخبر عَمَّن روى ومعبر ... عَمَّا رَآهُ من العلى والسؤدد) وَمِنْهَا (مَا فِي قوى الأذهان حصر صفاتك ال ... عليا وَمَا لَك من كريم المحتد) (وتفاوت المداح فِيك بِقدر مَا ... بصروا بِهِ من نورك المتوقد) (وَمن الْمُحِيط بكنه معنى مدهش ... بهر بالعقول بمصدر وبمورد) ) (فَإِذا البصائر فِيهِ تنفذ أدْركْت ... مِنْهُ مَعَاني حسنها لم ينْفد) (ورأتك فِي مرآتها شمس الضُّحَى ... طلعت بِكُل تنوفة وبفدفد) (فأفادت الْبَصَر الصَّحِيح إنارة ... يقوى على الْبَصَر الضَّعِيف الأرمد) (وأخو الْهوى فِي طرفه وفؤاده ... مرض يصد عَن الطَّرِيق الأقصد)

(جحد الظهيرة نورها واهاً لَهُ ... حرم السَّعَادَة كلهَا إِن يجْحَد) (حَظّ الْمُوفق أَن يُتَابع دَائِما ... أخلاقك الغر الْكِرَام ويقتدي) مِنْهَا فِي الْإِسْرَاء (لم يرْتَفع لله من خفض وَلم ... يقرب إِلَيْهِ من مَكَان مبعد) (لَكِن أرى محبوبه ملكوته ... حَتَّى يُشَاهد فِيهِ مَا لم يشْهد) (وَأرَاهُ كَيفَ تفاضل الْأَمْلَاك وَال ... رسل الْكِرَام وَكَانَ غير مقلد) (وَرَأَتْ لَهُ الْأَمْلَاك فِي ملكوته ... جاهاً وَقدرا مثله لم يُوجد) مِنْهَا (هَل جَاءَ قبلك مُرْسل بخوارق ... إِلَّا وَجئْت بِمثلِهِ أَو أَزِيد) (فعصا الكليم تبدلت أعراضها ... وَكَذَا عصاك تبدلت بمهند) (نبعت عُيُون المَاء من حجرٍ لَهُ ... والنبع فِي الْأَحْجَار كالمتعود) (إِن الْبعيد من العوائد كلهَا ... نبع بدا بَين الْأَصَابِع فِي الْيَد) (هذي هِيَ الْكَفّ الَّتِي قد أَصبَحت ... بحراً إِذا مدحوا لنا الْكَفّ الندي) مِنْهَا (ومحبة الْمولى هِيَ الأَصْل الَّذِي ... لم يثن عزمك عَنهُ رَأْي مُفند) (وَمن الَّذِي يجلي عَلَيْهِ جهرة ... ذَاك الْجمال فَلم يخر وَيسْجد) مِنْهَا (صلوَات رَبك وَالسَّلَام عَلَيْك مَا ... حييت من متوجهٍ متعبد) (وَجرى بذكرك لَفظه فِي وَقفه ... لخطابة أَو جلْسَة لتشهد) (وَإِذا مَرَرْت على الْقُلُوب فَكنت كال ... أرج الذكي يرد روح المكمد) (وعَلى صحابتك الْكِرَام وآلك ال ... برَاء من قَول الجهول الْمُفْسد) ) (وعَلى ضجيعيك اللَّذين تشرفا ... بِالْقربِ مِنْك بمقعدٍ وبمرقد) (لمكانةٍ فِي الدّين مَا خفيت على ... متبصر قَرَأَ الْعُلُوم مُسَدّد) (قاما بنصرك فِي الْحَيَاة عبَادَة ... وجلادة أزرت على المتجلد) (وتكفلا بعد الْمَمَات بنصرة ال ... دين الحنيف على الكفور الملحد) (وتقلدا الْأَمر الْعَظِيم فأصبحا ... حجَجًا على كل امرء متقلد) (تالله قد جدا وَمَا ونيا وَلَا اخ ... تارا الأخف على الأشق الأجهد)

عماد الدين النابلسي

(وَكِلَاهُمَا بزلال فضلك يرتوي ... وبفضل برد من شعارك يرتدي) (كَانَا سَعَادَة كل عبد صَالح ... وشقاوة الْبَاغِي الجهول المفند) قلت شعر جيد جزل يدل على تمكن من الْعُلُوم 3 - (عماد الدّين النابلسي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب عماد الدّين النابلسي كَانَ إِمَامًا فِي علم الطِّبّ يشْتَغل النَّاس عَلَيْهِ قَالَ الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان فَأخذ ذَلِك عَن ابْن الرَّحبِي وَلم يصنف فِيهِ وَلَا فِي غَيره وَكَانَ لَهُ نظم يسير وَحفظ جملَة كَبِيرَة من شعر أبي الْعَلَاء المعري ويتمثل بِهِ كثيرا وَقَرَأَ ألفية ابْن مَالك على الشَّيْخ بهاء الدّين بن النّحاس واشتغل الشَّيْخ بهاء الدّين عَلَيْهِ فِي الطِّبّ ودرس أخيراً قِطْعَة من مُخْتَصر الْوَجِيز لِابْنِ يُونُس وَكَانَ يمِيل إِلَى كَلَام ابْن حزم ويعظمه وقرأت عَلَيْهِ جملَة من الأرجوزة المنسوبة لأبي عَليّ ابْن سينا فِي الطِّبّ بحثا ونظراً وقيدت لي جملَة مِنْهَا شرحاً وَلما مَاتَ دفن خَارج بَاب النَّصْر فِي التربة الَّتِي ابتناها رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (ضِيَاء الدّين البعلبكي) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن أَحْمد بن عقيل الإِمَام الْخَطِيب المعمر ضِيَاء الدّين ابْن الْخَطِيب السّلمِيّ البعلبكي ولد سنة أَربع عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبع مائَة سمع من أبي الْمجد الْقزْوِينِي كتاب شرح السّنة وَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَسمع من ابْن اللتي وَابْن الصّلاح وَكَانَ خيرا متواضعاً يخضب بالحمرة بَقِي فِي الخطابة بضعاً وَخمسين سنة وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين 3 - (الْقَارِي) ) عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي والقارة هم بَنو الْهون ابْن خُزَيْمَة أَخُو أَسد وكنانة ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُ سَماع وَلَا لَهُ عَنهُ رِوَايَة وَكَانَ مَعَ عبد الله بن الأرقم على بَيت المَال فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَهُوَ من جملَة تَابِعِيّ الْمَدِينَة وعلمائها توفّي سنة ثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان التَّيْمِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن عبيد الله التَّيْمِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة أسلم يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَقيل يَوْم الْفَتْح قتلوا ثَلَاثَتهمْ مَعَ ابْن الزبير وَفَاته سنة

عبد الرحمن التيمي

ثَلَاث وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّسائيّ 3 - (عبد الرَّحْمَن التَّيْمِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة الْقرشِي التَّيْمِيّ ابْن أخي طَلْحَة بن عبيد الله أسلم يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَقيل يَوْم الْفَتْح قتل فِي يَوْم وَاحِد هُوَ وَابْن الزبير فِي مَكَّة وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد معَاذ وَعُثْمَان رويا عَنهُ وروى عَنهُ مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَأَبُو سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن وَيحيى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب قَالَ ابْن سعد يُقَال لعبد الرَّحْمَن هَذَا شَارِب الذَّهَب 3 - (الشَّيْخ الْعَفِيف) عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الْقَاسِم بن مَعْرُوف بن حبيب أَبُو مُحَمَّد بن أبي نصر التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي الْمعدل الرئيس الْمَعْرُوف بعفيف الدّين قَرَأَ لأبي عَمْرو على أَحْمد بن عُثْمَان غُلَام السباك حضر جنَازَته حَتَّى الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الشهرزوري) عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُوسَى بن أبي نصر الْمُفْتِي صَلَاح الدّين أَبُو الْقَاسِم الْكرْدِي الشهرزوري الشَّافِعِي وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح تفقه على القَاضِي شرف الدّين بن أبي عصرون وَغَيره وَأفْتى وَأفَاد وَسكن حلب بآخرة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الأَسدِية وَتُوفِّي بحلب سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة 3 - (ابْن عسيلة الصنَابحِي) عبد الرَّحْمَن بن عسيلة الصنَابحِي نزيل الشَّام هَاجر فَتوفي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قبل قدومه بِخمْس أَو سِتّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْجَوْزِيّ

أَبُو الْفرج الْوَاعِظ قَالَ محب الدّين بن النجار هَكَذَا كَانَ يكْتب نسبه بِخَطِّهِ وَهَكَذَا رَأَيْته بِخَط شَيْخه ابْن نَاصِر وَذكر لي وَلَده أَبُو الْقَاسِم عَليّ أَنه عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عبيد الله بن حمادى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْجَوْزِيّ بن عبد الله بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق كَانَ وَالِده يعْمل الصفر بنهر العلامين فَتوفي وَهُوَ صَغِير وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الْحَافِظ الْعَلامَة جمال الدّين أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ البغداذي الْحَنْبَلِيّ الْوَاعِظ صَاحب التصانيف الْمَشْهُورَة فِي أَنْوَاع الْعُلُوم عرف جدهم بالجوزي لجوزة فِي دَاره بواسط وَلم يكن بواسط جوزة غَيرهَا وجعفر فِي أجداده هُوَ الْجَوْزِيّ مَنْسُوب إِلَى فرضة من فرض الْبَصْرَة يُقَال لَهَا جوزة توفّي أَبوهُ وَله ثَلَاث سِنِين وَكَانَت لَهُ عمَّة صَالِحَة وَكَانَ أَهله تجارًا فِي النّحاس وَلِهَذَا كتب اسْمه فِي بعض السماعات عبد الرَّحْمَن الصفار ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان أَو سنة عشر وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَأول سَمَاعه سنة عشر وَخمْس مائَة وَسمع بعد ذَلِك فِي سنة عشْرين من ابْن الْحصين وَعلي بن عبد الْوَاحِد الدينَوَرِي وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد البارع وَأبي السعادات أَحْمد بن مُحَمَّد المتوكلي وَأبي سعد إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح الْمُؤَذّن وَأبي الْحسن عَليّ بن الزَّاغُونِيّ الْفَقِيه وَأبي غَالب ابْن الْبناء وأخيه يحيى وَأبي بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المزرفي وَهبة الله بن الطير وقاضي المارستان وَأبي غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الْمَاوَرْدِيّ وخطيب أَصْبَهَان أبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الرَّاوِي عَن ابْن شمة وَأبي السُّعُود أَحْمد بن المجلي وَأبي مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الفزاز وَعلي بن أَحْمد الموحد وَأبي الْقَاسِم السَّمرقَنْدِي والحافظ بن نَاصِر وَأبي الْوَقْت وَخرج لنَفسِهِ مشيخة عَن سَبْعَة وَثَمَانِينَ شَيخا وَوعظ وَهُوَ صَغِير وَقَرَأَ الْوَعْظ على الشريف أبي الْقَاسِم عَليّ بن يعلى بن عوض الْعلوِي الْهَرَوِيّ وَأبي الْحسن ابْن الزَّاغُونِيّ وتفقه على أبي بكرٍ أَحْمد بن مُحَمَّد الدَّينُوري وَتخرج فِي الحَدِيث بِابْن نَاصِر وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور الجواليقي وروى عَنهُ ابْنه محيي الدّين يُوسُف الْوَاعِظ والحافظ عبد الْغَنِيّ) وَالشَّيْخ الْمُوفق والبهاء عبد الرَّحْمَن والضياء مُحَمَّد وَابْن خَلِيل والدبيثي ومحب الدّين ابْن النجار واليلداني والزين بن عبد الدايم وَأحمد ابْن أبي الْخَيْر والعز عبد الْعَزِيز بن الصَّقِيل والنجيب عبد اللَّطِيف وَخلق سواهُم وَأَجَازَ لجَماعَة كثيرين وَقَالَ يَوْمًا فِي وعظه للخليفة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن تَكَلَّمت خفت مِنْك وَإِن

سكت خفت عَلَيْك فَأَنا أقدم خوفي عَلَيْك على خوفي مِنْك إِن الْقَائِل اتَّقِ الله خيرٌ من الْقَائِل أَنْتُم أهل بَيت مغْفُور لكم وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى أَلَيْسَ لي ملك مصر يفتخر فِرْعَوْن بنهر مَاء أجراه مَا أجراه وَقَالَ وَقد طرب الْجمع فهمتم فهمتم صنف ابْن الْجَوْزِيّ وَله ثَلَاث عشرَة سنة وصنف فِي عُلُوم الْقُرْآن الْمُغنِي وَهُوَ أحد وَثَمَانُونَ جُزْءا زَاد الْمسير أَربع مجلدات تيسير الْبَيَان مجلدة تذكرة الأريب فِي تَفْسِير الْغَرِيب مُجَلد وَالْوُجُوه والنظائر مُجَلد عُيُون المشتبه جُزْء وعيون عُلُوم الْقُرْآن مُجَلد وفنون الأفنان مُجَلد النَّاسِخ والمنسوخ خَمْسَة أَجزَاء فِي الْأُصُول منهاج الْوُصُول إِلَى علم الْأُصُول خَمْسَة أَجزَاء نفي التَّشْبِيه مُجَلد فِي علم الحَدِيث جَامع المسانيد سبع مجلدات الحدائق أَربع وَثَلَاثُونَ جُزْءا نقي النَّقْل خَمْسَة أَجزَاء المجتنى مُجَلد النزه جزءان وغرر الْأَثر ثَلَاثُونَ جُزْءا التَّحْقِيق فِي أَحَادِيث التَّعْلِيق مجلدان المديح سَبْعَة أَجزَاء الموضوعات مجلدان الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة مجلدان الْكَشْف لمشكل الصَّحِيحَيْنِ أَربع مجلدات الضُّعَفَاء والمتروكون مُجَلد النَّاسِخ والمنسوخ فِي الحَدِيث مُجَلد الْأَحَادِيث الرائقة فِي التَّارِيخ التلقيح مُجَلد المنتظم فِي تَارِيخ الْمُلُوك والأمم عشر مجلدات شذور الْعُقُود مُجَلد مَنَاقِب بغداذ مُجَلد درة الإكليل أَربع مجلدات الْمِصْبَاح المضيء فِي سيرة المستضيء مُجَلد الْفجْر النوري الْمجد الصلاحي مُجَلد فِي الْفِقْه الْمَذْهَب فِي الْمَذْهَب الْإِنْصَاف فِي مسَائِل الْخلاف جنَّة النّظر وحبة النّظر مُخْتَصر الْمُخْتَصر فِي مسَائِل النّظر الدَّلَائِل فِي مشتهر الْمسَائِل الْمَنْفَعَة فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة وَفِي الْوَعْظ اليواقيت فِي الْخطب مُجَلد الْمُنْتَخب فِي الغرب مُجَلد نسيم الرياض مُجَلد اللُّؤْلُؤ مُجَلد كتاب الذَّخَائِر مُجَلد كنز الْمُذكر مُجَلد الأرج مُجَلد اللطف مُجَلد اللطائف مُجَلد كنوز الرموز مُجَلد النفيس مُجَلد زين الْقَصَص مُجَلد مغاني الْمعَانِي مُجَلد منهاج القاصدين أَربع) مجلدات المدهش مجلدان النُّور فِي فَضَائِل الْأَيَّام والشهور مُجَلد أَخْبَار النِّسَاء مُجَلد الْمُخْتَار من أَخْبَار

الأخيار مُجَلد ملتقط الحكايات ثَلَاثَة عشر جُزْءا عُيُون الحكايات مُجَلد إرشاد المريدين مُجَلد صفوة الصفوة خمس مجلدات مثير الْعَزْم السَّاكِن مُجَلد كَانَ وَكَانَ فِي الْوَعْظ مُجَلد المعقد الْمُقِيم مُجَلد تبصرة الْمُبْتَدِي عشرُون جُزْءا تحفة الْوَعْظ مُجَلد المرتجل مُجَلد التَّبْصِرَة ثَلَاث مجلدات ياقوتة المواعظ فِي فنون شَتَّى ذمّ الْهوى مجلدان صدي الخاطر خَمْسَة وَسِتُّونَ جُزْءا أَحْكَام الْأَشْعَار عشرُون جُزْءا الأذكياء مُجَلد الحمقى مُجَلد تلبيس إِبْلِيس مجلدان لقط الْمَنَافِع فِي الطِّبّ مُجَلد الشيب والخضاب مُجَلد الْمُخْتَار من الْأَشْعَار عشر مجلدات ملح الْأَحَادِيث لُغَة الْفِقْه تَقْوِيم اللِّسَان منهاج الْإِصَابَة فِي محبَّة الصَّحَابَة الملهب المطرب صبا نجد مُنْتَهى المشتهى فنون الْأَلْبَاب الظرفاء والمتحابين تقريب الطَّرِيق الْأَبْعَد فِي فضل مَقْبرَة أَحْمد أَسبَاب الْهِدَايَة لأرباب الْبِدَايَة واسطات الْعُقُود الوفا بفضائل الْمُصْطَفى مَنَاقِب عَليّ مَنَاقِب أبي بكر مَنَاقِب عمر مَنَاقِب عمر بن عبد الْعَزِيز مَنَاقِب سعيد بن الْمسيب مَنَاقِب الْحسن الْبَصْرِيّ مَنَاقِب إِبْرَاهِيم بن أدهم مَنَاقِب الفضيل مَنَاقِب الشَّافِعِي مَنَاقِب أَحْمد مَنَاقِب مَعْرُوف مَنَاقِب الثَّوْريّ مَنَاقِب بشر مَنَاقِب رَابِعَة كتاب الْمعَاد إيقاظ الْوَسْنَان الثَّبَات عِنْد الْمَمَات النَّصْر على مصر خطب اللآلي على الْحُرُوف مواسم الْعُمر مرافق الْمُوَافق الْخَوَاتِم الْمجَالِس اليوسفية كتاب تنوير الْغِشّ فِي فَضَائِل الْحَبَش كتاب الْمُحْتَسب فِي النّسَب كتاب عجائب الْبَدَائِع الدَّالَّة على الصَّنَائِع كتاب مُنْقد المعتقد كتاب السهْم الْمُصِيب فِي الرَّد على الْخَطِيب عدد الْآخِرَة لنيل الْمَرَاتِب الفاخرة وَأكْثر هَذِه التصانيف متداخل بعضه فِي بعض فَإِنَّهُ كَانَ إِذا جمع كتابا كَبِيرا اختصر مِنْهُ كتابا أَوسط ثمَّ اختصر من الْأَوْسَط كتابا أَصْغَر وَلم يزل يصنف وَيكْتب إِلَى أَن مَاتَ قَالَ سبطه شمس الدّين أَبُو المظفر سمعته يَقُول على الْمِنْبَر فِي آخر عمره كتبت بإصبعي هَاتين ألفي مُجَلد وَتَابَ على يَدي مائَة ألف وَأسلم على يَدي عشرُون ألف يَهُودِيّ وَنَصْرَانِي وَسُئِلَ عَن عدد تصانيفه فَقَالَ تزيد على ثَلَاث مائَة وَأَرْبَعين مصنفاً مِنْهَا مَا هُوَ عشرُون مجلداً وَمِنْهَا مَا هُوَ كراس وَاحِد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَعَ تبحر ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعُلُوم وَكَثْرَة اطِّلَاعه وسعة دائرته لم يكن مبرزاً فِي علم من الْعُلُوم وَذَلِكَ شَأْن كل من فرق نَفسه فِي بحور الْعُلُوم مَعَ أَنه كَانَ

مبرزاً فِي) الْوَعْظ وَالتَّفْسِير والتاريخ متوسطاً فِي الْمَذْهَب والْحَدِيث لَهُ اطلَاع على متون الحَدِيث وَأما الْكَلَام على صَحِيحه وسقيمه فَمَا لَهُ فِيهِ ذوق الْمُحدثين وَلَا نقد الْحفاظ المبرزين فَإِنَّهُ كثير الِاحْتِجَاج بالأحاديث الضعيفة مَعَ كَونه كثير السِّيَاق لتِلْك الْأَحَادِيث فِي الموضوعات وَالتَّحْقِيق أَنه لَا يَنْبَغِي الِاحْتِجَاج بهَا وَلَا ذكرهَا فِي الموضوعات وَرُبمَا ذكر فِي الموضوعات أَحَادِيث حسانا قَوِيَّة وَكَلَامه فِي السّنة مُضْطَرب ترَاهُ فِي وَقت سنياً وَفِي وَقت متجهماً محرفاً للنصوص وَالله يرحمه وَيغْفر لَهُ مرض خَمْسَة أَيَّام وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة بني العشاءين الثَّالِث عشر من شهر رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة كَمَا تقدم فِي أول تَرْجَمته فِي دَاره وَدفن بمقبرة أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَ يَوْمًا عَظِيما وَختم النَّاس الختمات على قَبره طول رَمَضَان على الشمع والقناديل وغالي بعض النَّاس فَقَالَ جمعت كراريسه الَّتِي كتبهَا وحسبت مُدَّة عمره وَقسمت الكراريس على الْمدَّة فَكَانَ مَا خص كل يَوْم تِسْعَة كراريس وَهَذَا مِمَّا لَا يكَاد الْعقل يعيه وَيُقَال إِنَّه جمعت براية أقلامه فَكَانَ شَيْئا كثيرا وَأوصى أَن يسخن بِهِ المَاء الَّذِي يغسل بِهِ فَفعل ذَلِك وَفضل مِنْهَا وَمن شعره المتقارب (عذيري من فتية بالعراق ... قُلُوبهم بالجفا قلب) (يرَوْنَ العجيب كَلَام الْغَرِيب ... وَقَول الْقَرِيب فَلَا يعجب) (ميازيبهم إِن تندت بِخَير ... إِلَى غير جيرانهم تقلب) (وَعذرهمْ عِنْد توبيخهم ... مغنية الْحَيّ مَا تطرب) وَمِنْه المتقارب (وَلما رَأَيْت ديار الصَّفَا ... ء أقوت من اخوان أهل الصفاء) (سعيت إِلَى سد بَاب الوداد ... وأحزن قلبِي وَفَاة الْوَفَاء) (فَلَمَّا اصطحبنا وعاشرتكم ... علمت بكم أَن رَأْي وَرَاء) وَمِنْه السَّرِيع (يَا صَاحِبي إِن كنت لي أَو معي ... فعج إِلَى وَادي الْحمى نرتعي) (وسل عَن الْوَادي وسكانه ... وَأنْشد فُؤَادِي فِي رَبِّي الْمجمع) (حَيّ كتب الرمل رمل الْحمى ... وقف وَسلم لي على لعلع) (واسمع حَدِيثا قد روته الصِّبَا ... تسنده عَن بانة الأجرع) ) (وابك فَمَا فِي الْعين من فضلَة ... ونب فدتك النَّفس عَن مدمعي) (وَانْزِلْ على الشَّيْخ بواديهم ... واشمم عشيب الْبَلَد البلقع) (رفقا بنضو قد براه الأسى ... يَا عاذلي لَو كَانَ قلبِي معي)

(لهفي على طيب لَيَال خلت ... عودي تعودي دنفاً قد نعي) (إِذا تذكرت زَمَانا مضى ... فريح أجفاني من أدمعي) (يَا نفس كم أتلو حَدِيث المنى ... ضَاعَ زماني بالمنى فاقطعي) (يَا قلب لَا تسكن على بعدهمْ ... وَأَنت يَا عين فَلَا تهجعي) وَمِنْه المتدارك (أَتَرَى سَأَلُوا لما رحلوا ... مَاذَا فعلوا فِي من قتلوا) (خدعوا بالبين قبيل الْبَين ... فسحب الْعين لَهُم ذلل) (وغدوا فطمعت غَدَاة سَمِعت ... مني وقنعت بِمَا بذلوا) (أحليف النّوم أقل اللوم ... فعندي الْيَوْم بهم شغل) (أدنى جزعي لم يبْق معي ... قلباً فيعي مُنْذُ احتملوا) (لما ذرفت عَيْني وقفت ... أَتَرَى عرفت مَا بِي الْإِبِل) (ولحا اللاحي وَهُوَ الصاحي ... وَلَهُم زاجي وَأَنا الثمل) وَأمر أَن يكْتب على قَبره مجزوء الرمل (يَا كثير الْعَفو عَمَّن ... كثر الذَّنب لَدَيْهِ) جَاءَك المذنب يرجوالصفح عَن جرم يَدَيْهِ (أَنا ضيف وَجَزَاء الض ... يَفِ إِحْسَان إِلَيْهِ) وَلما دفن قَامَ الفاخر الْعلوِي من أهل مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر فَأَنْشد الْكَامِل (الدَّهْر عَن طمع يعز ويخدع ... وزخارف الدُّنْيَا الدنية تطمع) (وأعنة الآمال يطلقهَا الرجا ... طَمَعا وأسياف الْمنية تقطع) (والمرء مَعَ علم بهَا متشوف ... أبدا إِلَى نيل المنى متطلع) (يَا لاهياً أَمن الْحَوَادِث غرَّة ... يَغْدُو ويصفو زَمَانه يتمتع) (الشيب يَا مغرور يأنفه الردى ... أأمنت من حدثانه مَا يفزع) ) (وَالْمَوْت آتٍ والحية مريرة ... وَالنَّاس بَعضهم لبَعض يتبع) (وأخو البصيرة من لخير زارع ... والمرء يحصد فِي غَد مَا يزرع) (وَاعْلَم بأنك عَن قَلِيل صائر ... خَبرا فَكُن خَبرا لخير يسمع)

ابن مسعدة الكاتب

(لعلا أبي الْفرج الَّذِي بعد التقى ... وَالْعلم يَوْم حواه هَذَا المضجع) (مَا زَالَ منتصراً لمَذْهَب أَحْمد ... بِالْحَقِّ والحجج الَّتِي لَا تدفع) (خبر عَلَيْهِ الشَّرْع أصبح والهاً ... ذَا مقلة حرى عَلَيْهِ تَدْمَع) (من للفتاوى المشكلات وحلها ... من ذَا لخرق الشَّرْع يَوْمًا يرقع) (من للمنابر إِن تفاقم خطبهَا ... ولرد مَسْأَلَة يَقُول فَيسمع) (من للجدال إِذا الشفاه تقلصت ... وَتَأَخر القرم الهزبر المصقع) (من للدياجي قَائِما ديجورها ... يَتْلُو الْكتاب بمقلة لَا تهجع) (أجمال دين مُحَمَّد مَاتَ التقى ... وَالْعلم بعْدك واستجم الْمجمع) (وتزعزعت لعَظيم يَوْمك حسرةً ... صم الْجبَال وَكَيف لَا تتصدع) (قد كنت كهفاً للشريعة وَالْهدى ... حبرًا بألوان الْهِدَايَة تلمع) (يَا قَبره جادتك كل غمامة ... هطالة بركابه لَا تقلع) (فِيك الصَّلَاة مَعَ الصَّلَاة فته بِهِ ... وَانْظُر بِهِ يَا ويك مَاذَا تصنع) (يَا أحمدا خُذ أَحْمد الثَّانِي الَّذِي ... مَا زَالَ عَنْك مدافعاً لَا يرجع) (خُذ يَا ابْن حَنْبَل سَيْفك الْمَاضِي الَّذِي ... مَا زَالَ عَنْك إِذا يذب وَيدْفَع) (أَقْسَمت لَو كشف الغطا لرأيتمو ... وَفد الملائك حوله تتسرع) (وَمُحَمّد يبكي عَلَيْهِ وَآله ... خير الْبَريَّة والبطين الأنزع) (والحور حور الْقُدس حول ضريحه ... والأولياء بقبره تتضرع) 3 - (ابْن مسْعدَة الْكَاتِب) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مسعد العامري الْكَاتِب من أهل غرناطة وَولي الْخطْبَة بِجَامِع قصبتها قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم وَكَانَ من مشاهير الْكتاب وَتُوفِّي عَن سنّ عالية يَوْم الْأَرْبَعَاء الموفي ثَلَاثِينَ لجمادى الأولى وَدفن مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ مائَة كتب إِلَيْهِ أَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير أَيَّام الشبيبة الوافر) (أَبَا يحيى أما فِي الدن فضل ... تجود بِهِ فقد طَال الظماء) (فأطلعها لنا حَمْرَاء نبصر ... بهَا شفقاً تضمنها الْإِنَاء) (وَلَيْسَ بلونها لَكِن أغبت ... زيارتها فخامرها الْحيَاء)

فَبعث إِلَيْهِ بمطلوبه وَكتب إِلَيْهِ مراجعاً الوافر (نعم نعمت بك العلياء خُذْهَا ... مُعتقة كَمَا طلعت ذكاء) (فَأَما طعمها فألذ شَيْء ... كَانَ مزاجها عسل وَمَاء) (بعثت بهَا على الْغَرَض الموفي ... وحسبي مَا تتضمنه الْإِنَاء) أدام الله رفعتكم فهمت إشارتك فِي معنى الْبَيْت الْمشَار إِلَيْهِ وَعرضت مِنْهُ بِمثلِهِ الْبَسِيط (فسقياني شرابًا نَام طابخه ... نصف النَّهَار وَنصفا لم يجد حطبا) وَكتب ابْن مسْعدَة إِلَى أبي بكر يزِيد بن مُحَمَّد بن صقْلَابٍ الوافر (أَبَا بكر ودادك من ضميري ... كرقم يحابر أعي الصناعا) (وأنسى أَن الرّقاع وَأم سلمى ... فَمَا لي لَا أضمنه الرقاعا) (وأكتم لوعتي حفظا لشيبٍ ... لحى فِي الْحبّ من كشف القناعا) (وخلة وَاصل بِالذَّاتِ تبقى ... بِالْإِعْرَاضِ لَا تألو انْقِطَاعًا) (وَإِن يَك طيفك الساري سهيلا ... قنعت بِهِ على الْبعد اطلاعا) (وحسبي نفثة فِي عقد سحر ... لخمسك تلأم النَّفس الشعاعا) فَكتب ابْن صقْلَابٍ الوافر (خلفت وَإِنَّهَا ليمين صدق ... كشفت بهَا إِلَى الْخصم القناعا) (لقدك فِي لطيف الْوَهم مثوى ... أمنت بِهِ من الحدق اطلاعا) (وَكنت أَقُول فِي قلبِي وَلَكِن ... خشيت عَلَيْهِ من كَبِدِي انصداعا) (مَتى مَا شِئْت لقيا أمسكتني ... وَلم أثقل لَهَا فِي الْحِين باعا) (إِذا تَدْعُو فَأول من يُلَبِّي ... وَإِن تَأمر فَأول من أطاعا) (فزد بضمائري شرب التصافي ... ورد حَوْض الْهوى فِي انتجاعا) (أأسترها علاقَة مستهام ... فَشَا وَلها بكم ونمى وشاعا) (وَيَا لله لَا أنسى رياضاً ... سلبت بهَا مسالمة الشجاعا) ) (جرى الْأَدَب الْمعِين بحافتيها ... وأخدمها الخواطر واليراعا) (غلبت بهَا النُّجُوم على سراها ... وضمنت الرّبيع بهَا الرقاعا) (وخذها من يَدي زمن ظلوم ... تقسم صرفه النَّفس الشعاعا)

ابن شقف الأتون البغداذي

قلت قَوْله مسالمة الشجاعا لحن فَمَا أَدْرِي علام نصب الشجاع وَهُوَ مُضَاف وَكَأن يُشِير فِي هَذَا إِلَى الْبَيْت الَّذِي يمثل بِهِ النُّحَاة وَهُوَ الرجز (قد سَالم الْحَيَّات مِنْهُ القدما ... الأفعوان والشجاع الشجعما) مستشهدين على نصب الأفعوان والشجاع بِأَنَّهُ مفعول سَالم والقدما تَثْنِيَة قدم وَإِنَّمَا سَقَطت النُّون وَتَقْدِيره قد سَالم القدمان مِنْهُ الْحَيَّات والأفعوان وَمَا بعده بدل 3 - (ابْن شقف الأتون البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن حَمْزَة بن أَحْمد بن حَمْزَة أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن شقف الأتون البغداذي قَرَأَ بالروايات على وَالِده وعَلى أبي بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المرزفي وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن أَحْمد بن عمر الحريري والشريف أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُهْتَدي وَعبد الله سبط ابْن الْخياط وَغَيرهم وَسمع من ابْن الْحصين وَابْن الْبناء وَأبي مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الفزاز وَغَيرهم توفّي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن التانرايا البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بِابْن التانرايا الأولى تَاء مثناة من فَوق وَالثَّانيَِة نون البغداذي قَرَأَ الْفِقْه على أبي الْفَتْح بن الْمَنِيّ وناظر الْفُقَهَاء وَصَحب ابْن الْجَوْزِيّ أَبَا الْفرج وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَتكلم على المنابر فِي الْوَعْظ مُدَّة وَتَوَلَّى مشيخة رِبَاط الزوزني واستنابه القَاضِي أَبُو صَالح الجيلي وَأذن لَهُ فِي سَماع الْبَيِّنَة والإسجال عَنهُ وعزل بعزل أبي صَالح وأدركه أَجله فَجْأَة بعد يَوْمَيْنِ من عَزله سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة 3 - (صدر الدّين القرميسني) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مهْرَان الْفَقِيه صدر الدّين ابْن الْعَلامَة أبي الْحسن القرميسيني الشَّافِعِي الإسكندري الْحَاكِم ولي الحكم بالغربية مُدَّة وخدم فِي الدِّيوَان مُدَّة ودرس بِمصْر بزاوية الْمَسْجِد البهنسي مُدَّة وَله شعر وأدب وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ) وست مائَة وَمن شعره الْخَفِيف (قد لعمري أَخْطَأت يَا ابْن عبَادَة ... فِي ترقيك جَاهِلا للشهاده) (لَو تصديت للقيادة قُلْنَا ... أَنْت علق وَمَا بلغت القيادة) 3 - (أَبُو الْقَاسِم سعد الله البيساني) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد

ابن أبي صادق النيسابوري

الرَّحِيم بن عَليّ الْأَجَل سعد الدّين أَبُو الْقَاسِم بن زين الدّين أَبُو الْحسن ابْن القَاضِي الْأَشْرَف بهاء الدّين ابْن القَاضِي الْفَاضِل البيساني الأَصْل الْمصْرِيّ روى عَن جَعْفَر الْهَمدَانِي وَعبد الصَّمد الغضاري ويوسف ابْن المخيلي ويوسف بن جِبْرِيل بن مَحْبُوب وَجَمَاعَة وَحضر عَليّ ابْن باقا وَتفرد أَجزَاء وَكَانَ من المكثرين وَكَانَ خَازِن الْكتب الَّتِي بمدرسة جده سمع مِنْهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي يَوْم الْأَحَد مستهل شهر رَجَب سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة وَمن غَرِيب الِاتِّفَاق أَنه فِي هَذَا الْوَقْت توفّي رجل بِدِمَشْق باسمه وَاسم أَبِيه وجده وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْفَقِيه الْعدْل جمال الدّين الشهرزوري الشَّاهِد 3 - (ابْن أبي صَادِق النَّيْسَابُورِي) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي صَادِق النَّيْسَابُورِي طَبِيب فَاضل بارع فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة كثير الدِّرَايَة فِي الصِّنَاعَة الطبية لَهُ حرص بَالغ فِي الِاطِّلَاع على كتب جالينوس وَمَا أودعهُ فِيهَا من غامض الصِّنَاعَة وَكَانَ فصيحاً بليغ الْكَلَام فِيمَا فسره من كتب جالينوس وَهُوَ فِي نِهَايَة الْجَوْدَة والإتقان وَقيل إِنَّه اجْتمع بِابْن سينا واشتغل عَلَيْهِ وَله من الْكتب شرح كتاب الْمسَائِل فِي الطِّبّ لحنين بن إِسْحَاق اخْتِصَار شَرحه الْكَبِير شرح الْفُصُول لأبقراط وَوجد خطه على هَذَا الشَّرْح سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة شرح تقدمه الْمعرفَة شرح كتاب مَنَافِع الْأَعْضَاء لِجَالِينُوسَ وَوجد خطه عَلَيْهِ سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَله حل شكوك الرَّازِيّ على كتب جالينوس 3 - (القَاضِي المرتضى الْعَسْقَلَانِي) عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن قُرَيْش يلقب القَاضِي المرتضى بهاء الدّين من أهل عسقلان انْتقل إِلَى مصر وَكتب فِي الدَّوَاوِين وَكَانَ من أهل البلاغة والكفاية جليل الْقدر وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي) 3 - (رستة الْأَصْبَهَانِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن يزِيد بن كثير الزُّهْرِيّ رستة الْأَصْبَهَانِيّ الْمَدَائِنِي سمع يحيى القطاع وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ وَغَيره وروى عَنهُ ابْن ماجة وَمُحَمّد بن يحيى بن مَنْدَه وَعبد الله بن أَحْمد بن أسيد وَابْن أَخِيه عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عمر الزُّهْرِيّ وَابْن أَخِيه الآخر مُحَمَّد ابْن عبد الله بن عمر وَخلق وَكَانَ عِنْده عَن ابْن مهْدي ثَلَاثُونَ ألف حَدِيث توفّي فِي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ أَو فِي حُدُودهَا

أبو الفضل المجلد

3 - (أَبُو الْفضل المجلد) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن حميلة العجان أَبُو الْفضل المجلد صَاحب أبي بكر بن الزَّاغُونِيّ كَانَ مَوْصُوفا بِحسن الصَّنْعَة فِي تجليد الْكتب سمع أَبَا عُثْمَان إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مِلَّة الْأَصْبَهَانِيّ وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْحَرَّانِي) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن بَرَكَات بن شحانة بالشين الْمُعْجَمَة والحاء الْمُهْملَة الْمُحدث الْعَالم سراج الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَرَّانِي توفّي بميافارقين سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة سماعاته كَثِيرَة سنة نَيف عشرَة وست مائَة بِدِمَشْق ومصر وحلب والموصل وَكتب شَيْئا كثيرا وَكَانَ ثِقَة فهما حسن المحاضرة 3 - (الصاحب ابْن أبي جَرَادَة) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن هبة الله بن أبي جَرَادَة الصاحب قَاضِي الْقُضَاة مجد الدّين أَبُو الْمجد ابْن الصاحب الْعَلامَة كَمَال الدّين أبي الْقَاسِم ابْن العديم الْعقيلِيّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ ولد سنة ثَلَاث عشرَة أَو قَرِيبا مِنْهَا وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وست مائَة سمع من ثَابت بن مشرف حضوراً وَعَن عمر بن أَبِيه القَاضِي أبي غَانِم هبة الله وَأبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن علوان وَأبي حَفْص الشهروزدي وَعبد الرَّحْمَن بن بصلا وَابْن شَدَّاد وَالْحَاكِم وَعبد اللَّطِيف بن يُوسُف وَابْن زوزيه وَابْن اللتي وَأبي الْحسن ابْن الْأَثِير وَجَمَاعَة بحلب وَجَمَاعَة بِمَكَّة وَجَمَاعَة بِدِمَشْق وَجَمَاعَة بِبَغْدَاد وَجَمَاعَة بِمصْر وَجَمَاعَة بالإسكندرية وَقَرَأَ بالسبع على الفاسي وَخرج لَهُ ابْن الظَّاهِرِيّ معجماً فِي مجلدة وَأَجَازَ لَهُ الْمُؤَيد الطوسي وَكَانَ صَدرا مُعظما محتشماً ذَا دين وَتعبد وأوراد وسيرة حميدة لَوْلَا مَا كَانَ فِيهِ من التيه) وَكَانَ إِمَامًا مفتياً مدرساً عَالما بِالْمذهبِ عَارِفًا بالأدب وَهُوَ أول حَنَفِيّ ولي خطابة جَامع الْحَاكِم ودرس بظاهرية الْقَاهِرَة وحضره السُّلْطَان وَهُوَ لم يَأْتِ بعد فَطَلَبه السُّلْطَان فَقيل حَتَّى يقْضِي ورد الضُّحَى ثمَّ جَاءَ وَقد تَكَامل النَّاس فَقَامَ كلهم وَلم يقم هُوَ لأحد ثمَّ قدم على قَضَاء الشَّام وَهُوَ بزِي الوزراء والرؤساء لم يعبأ بالمنصب وَلَا غير زيه وَلَا وسع كمه وَمر بوادي الربيعة وَهُوَ مخوف فَنزل وَصلى ورده وَلما فرغ ركب وَسَار وَكَانَ يتواضع للصالحين ويعتقد فيهم ودرس بِدِمَشْق فِي عدَّة مدارس وَسمع مِنْهُ

ابْن الظَّاهِرِيّ والدمياطي والحارثي وَشرف الدّين الْحسن بن الصَّيْرَفِي وقطب الدّين بن الْقُسْطَلَانِيّ وبهاء الدّين يُوسُف بن العجمي وَابْن الْعَطَّار وَابْن جعوان وَجَمَاعَة وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَتُوفِّي فِي سادس عشر شهر ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة وَدفن بتربته قبالة جوسق ابْن العديم عِنْد زَاوِيَة الحريري وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً ورثاه الشُّعَرَاء مِنْهُم الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود بقصيدتين إِحْدَاهمَا أَولهَا الوافر (أقِم يَا ساري الْخطب الذميم ... فقد أدْركْت مجد بني العديم) (هدمت وَكنت تقصر عَنهُ بَيْتا ... لَهُ شرف يطول على النُّجُوم) (قصدت ذَوي الْجمال فعاجلتهم ... يداك بِحل عقدهم النظيم) (أَتَدْرِي من أصبت وَكَيف أمست ... بك العلياء دامية الكلوم) (وَكَيف رفعت قدر الْجَهْل لما ... خفضت مَنَارَة أَعْلَام الْعُلُوم) (ومكنت الصغار من الْأَيَامَى ... وسلطت الشظاء على الْيَتِيم) (وَلم تتْرك لوفد الرفد أَيدي ... شطاك سوى الْبكاء على الرسوم) (عثرت وَقد ضللت بطود علم ... أما تمشي على السّنَن القويم) (بِمن أودى بِصَرْف الدَّهْر قدماً ... فثار عَلَيْهِ للثأر الْقَدِيم) (بِمن بسط الندى فَأَفَاضَ عدلا ... يكف اللَّيْث عَن ظلم الظلوم) (صَحِيح الزّهْد غَادَرَهُ تقاه ... وَخَوف الله كالنضو السقيم) (فكم قد بَات وَهُوَ من الْخَطَايَا ... سليم النَّفس فِي ليل السَّلِيم) (وَكم أورى هداه المستضيء ... وَكم أروى نداه غليل هيم) (مضى وسراح منزله الثريا ... ومورد بَيته قلب الغيوم) ) (وودع وَالثنَاء على علاهُ ... يفوق مضاعف النبت العميم) (وساد وَكَانَ للفضلاء مِنْهُ ... حنو المرضعات على الْيَتِيم) (وَغَابَ فأعدم الأسماع لفظا ... أرق من المدامة للنديم) (أمجد الدّين دَعْوَة مستنيم ... لأنواع الكآبة مستديم) (حللت من الْجنان أجل دَار ... وقلبي حل بعْدك فِي الْجَحِيم) (فَمَا لي غير حزني من صديق ... وَلَا غير المدامع من حميم) (إِذا مَا شام نوء الْأنس طرفِي ... ليمطرني اهتمامي بالهموم) (سقاك من الْجنان رحيق لطف ... يدار عَلَيْك مفضوض الختوم)

أبو القاسم الأنصاري

(وَلَا بَرحت ركاب المزن تسري ... إِلَى مثواك مُطلقَة الرسيم) ورثاه بقصيدة أُخْرَى جَيِّدَة جَاءَ مِنْهَا أخيراً الطَّوِيل (أَمر على مغناه كي يذهب الأسى ... كعادته الأولى فيغري وَلَا يُغني) (وتنثر عَيْني لؤلؤاً كَانَ كلما ... يساقطه من فِيهِ تلقطه أُذُنِي) (وأحسد عجم الطير فِيهِ لِأَنَّهَا ... تزيد على إِعْرَاب لَفْظِي باللحن) (وَأقسم أَن الْفضل مَاتَ لمَوْته ... ويخطر فِي ذهني أَخُوهُ فأستثني) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عذرة أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ القَاضِي من أهل الجزيرة الخضراء كَانَ خَطِيبًا مفوهاً وَاسْتعْمل فِي قَضَاء الجزيرة توفّي بهَا سنة سِتّ وست مائَة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم من أَبْيَات رَاجع بهَا أَبَا عَمْرو بن عتاب الشريشي الطَّوِيل (ترفق على النَّفس النفيسة إِنَّهَا ... أجل نهى من أَن تحملهَا هما) (كَبِير عَلَيْهَا أَن تهيم بخطة ... وَقد عظمت قدرا وَقد رسخت حلما) (وَقد طلعت شمساً إِلَى كل نَاظر ... وَمَا خفيت إِلَّا على نَاظر أعمى) (رويدك يَا إِنْسَان عين زَمَاننَا ... فقد لاحظ الإقبال والسعد أوهما) ووقف هُوَ وأخواه أَبُو بكر مُحَمَّد وَأَبُو الحكم عبد الرَّحِيم على قبر أَبِيهِم أبي حَفْص فَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَسِيط (يَا أَيهَا الْوَاقِف اسْتغْفر لمودعه ... رب الْعباد وَرب الْمجد وَالْكَرم) ) فَقَالَ أَبُو بكر (وَاحْذَرْ هجوم المنايا واستعد لَهَا ... وعد نَفسك إِحْدَى هَذِه الرمم) فَقَالَ أَبُو الحكم (وَلَا تغرنك الدُّنْيَا وَزينتهَا ... فكم أبادت وَكم أفنت من الْأُمَم) وَهِي طَوِيلَة أَكثر من هَذَا ونقشوها على قبر أَبِيهِم فِي مرمرة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْخطاب) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْخطاب هم ثَلَاثَة الْأَكْبَر مِنْهُم هُوَ أَبُو بيهس وبيهس لقب اسْمه عبد الله وَعبد الرَّحْمَن الْأَكْبَر هَذَا أدْرك

النحاس مسند مصر

بسنه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يحفظ عَنهُ وَعبد الرَّحْمَن بن عمر الْأَوْسَط هُوَ أَبُو شحمة وَهُوَ الَّذِي ضربه عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر فِي الْخمر ثمَّ حمله إِلَى الْمَدِينَة فَضَربهُ أَبوهُ أدب الْوَالِد ثمَّ مرض وَمَات بعد شهر قَالَ ابْن عبد الْبر هَكَذَا يروي معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه وَأما أهل الْعرَاق فَيَقُولُونَ إِنَّه مَاتَ تَحت سياط عمر وَذَلِكَ غلط وَعبد الرَّحْمَن بن عمر الْأَصْغَر هُوَ أَبُو الْمُجبر وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ وَقع وَهُوَ صَغِير فتكسر فَأتي بِهِ إِلَى حَفْصَة أم الْمُؤمنِينَ فَقيل لَهَا انظري إِلَى ابْن أَخِيك المكسر فَقَالَ لَيْسَ وَالله بالمكسر وَلكنه الْمُجبر 3 - (النّحاس مُسْند مصر) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو مُحَمَّد التجِيبِي الْمَعْرُوف بِالنُّحَاسِ مُسْند ديار مصر فِي وقته كَانَ الْخَطِيب قد هم بالرحلة إِلَيْهِ لعلو سَنَده وَحَدِيثه أَعلَى مَا فِي الخلعيات توفّي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (الشنشتري الطَّبِيب) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عَليّ الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي الشنشتري الطَّبِيب قدم بغداذ وَنزل بالنظامية وتفقه وَمهر فِي الطِّبّ وَتخرج بِابْن الصّباغ وبابن القسيس ثمَّ برع فِي الْإِنْشَاء وَالْأَدب وَكِتَابَة الْمَنْسُوب وَأَيَّام النَّاس فَنَوَّهَ عز الدّين الْجَعْفَرِي مُتَوَلِّي الْبَصْرَة بِذكرِهِ وأجزل عطاءه واتصل بِصَاحِب الدِّيوَان عَلَاء الدّين وَحصل الْأَمْوَال بالطب ثمَّ إِنَّه أقبل على التصوف وَدخل فِي تِلْكَ المضائق وَعمر خانقاه صير نَفسه شيخها وَعظم شَأْنه عِنْد خربندا وَبَقِي دخله فِي الْعَام) سبعين ألفا إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة وَقد شاخ وَهُوَ وَالِد نظام الدّين شيخ الربوة بِدِمَشْق 3 - (المشارف كَمَال الدّين الأرمنتي) عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْحسن بن عَليّ كَمَال الدّين الشيمي الأرمنتي يعرف بالمشارف وَكَانَ كَرِيمًا جواداً كثير الْمُرُوءَة والفتوة شَاعِرًا أديباً تقلب فِي الخدم الديوانية وَكَانَ فَقِيها حسن السِّيرَة توفّي فِي سنة تسع وَسبع مائَة وَمن شعره المديد (حبست جفني على الأرق ... نغمات الْوَرق فِي الْوَرق)

أبو عمرو الأوزاعي

(وانعطاف الْغُصْن صيرني ... وَاخْتِلَاف النُّور فِي نسق) (هائماً لم أدر مَا فعلت ... يَد هَذَا الْبَين بالأفق) وَمِنْه الوافر (ألحظك فِيهِ سحر أم حسامٌ ... وخدك فِيهِ ورد أم ضرام) (وثغرك فِيهِ در أم أقاح ... وَمَا فِي فِيك شهد أم مدام) (خطرت فَكَانَ من فرط التثني ... يغرد فَوق عطفيك الْحمام) (أيا من خص بالتعذيب قلبِي ... أما فِي الْوَصْل بعْدك لي مرام) 3 - (أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن يحمد أَبُو عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ إِمَام أهل الشَّام وفقيههم وعالمهم سكن بِظَاهِر الفراديس بمحلة الأوزاع ثمَّ تحول إِلَى بيروت فرابط بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة سبع وَخمسين وَمِائَة والأوزاع بطن من هَمدَان وَولد سنة ثَمَانِينَ وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا فَاضلا خيرا كثير الْعلم والْحَدِيث وَالْفِقْه حجَّة روى عَن عَطاء بن أبي رَبَاح وَالقَاسِم ابْن مخيمرة وَمُحَمّد بن سِيرِين حِكَايَة وَالزهْرِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ الباقر وَإِسْمَاعِيل بن عبد الله بن أبي المُهَاجر وَقَتَادَة وَعَمْرو بن شُعَيْب وَرَبِيعَة بن يزِيد وَشَدَّاد وَأبي عمار وَعَبدَة ابْن أبي لبَابَة وبلال بن سعد وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَيحيى بن أبي كثير وَعبد الله بن عَامر الْيحصبِي وَمَكْحُول وَأبي كثير السحيمي وَخلق وَكَانَت صناعته الْكِتَابَة والترسل ورسائله تُؤثر قَالَ ابْن الْمُنْذر بشر كَانَ الْأَوْزَاعِيّ كَأَنَّهُ أعمى من الْخُشُوع وَقَالَ ابْن مسْهر كَانَ يحيي اللَّيْل صَلَاة وقرآناً وَكَانَ يَقُول لَا بَأْس) بإصلاح اللّحن وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ رَأَيْت كَأَن ملكَيْنِ نزلا فأخذا بضبعي فعرجا بِي إِلَى الله وأوقفاني بَين يَدَيْهِ فَقَالَ أَنْت عَبدِي عبد الرَّحْمَن الَّذِي يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر قَالَ قلت بعزتك يَا رب فرداني إِلَى الأَرْض

أبو زرعة الدمشقي

قَالَ الحكم بن مُوسَى بن الْوَلِيد قَالَ مَا كنت أحرص على السماع من الْأَوْزَاعِيّ حَتَّى رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم وَالْأَوْزَاعِيّ إِلَى جنبه فَقلت يَا رَسُول الله عَمَّن أحمل الْعلم قَالَ عَن هَذَا وَأَشَارَ إِلَى الْأَوْزَاعِيّ وَكَانَت أمه تدخل منزله فتفقد مُصَلَّاهُ فتجده رطبا من دُمُوعه وَقَالَ لَا يجْتَمع حب عَليّ وَعُثْمَان إِلَّا فِي قلب مُؤمن وَقَالَ إِنَّا لَا ننقم على أبي حنيفَة أَنه رأى كلنا يرى ولكننا ننقم عَلَيْهِ أَنه رأى الشَّيْء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فخالفه وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الطنافسي كنت جَالِسا عِنْد الثَّوْريّ فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت كَأَن رَيْحَانَة قلعت من الْمغرب فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك مَاتَ الْأَوْزَاعِيّ فَكَتَبُوا ذَلِك فوجدوه قد مَاتَ فِي ذَلِك الْوَقْت قيل إِنَّه دخل الْحمام وَكَانَ لصَاحب الْحمام حَاجَة فأغلق الْبَاب عَلَيْهِ وَذهب ثمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُ مَيتا مُسْتَقْبلا الْقبْلَة وَلم يخلف إِلَّا سِتَّة دَنَانِير من عطائه وَخرج فِي جنَازَته الْيَهُود نَاحيَة وَالنَّصَارَى نَاحيَة وَكَانَت وَفَاته فِي صفر وَلَقَد كَانَ مذْهبه ظَاهرا بالأندلس إِلَى حُدُود الْعشْرين وَمِائَتَيْنِ ثمَّ تناقص واشتهر مَذْهَب مَالك بِيَحْيَى بن يحيى اللَّيْثِيّ وَكَانَ مذْهبه بِدِمَشْق مَشْهُورا إِلَى حُدُود الْأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَولد فِي بعلبك وَكَانَ فَوق الربعة خَفِيف اللِّحْيَة بِهِ سَمُرَة وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ بقرية خنتوس من عمل بيروت ورثاه بَعضهم بقوله الْكَامِل (جاد الحيا بِالشَّام كل عَشِيَّة ... قبراً تضمن لحده الْأَوْزَاعِيّ) (قبر تضمن فِيهِ طود شَرِيعَة ... سقيا لَهُ من عَالم نفاع) (عرضت لَهُ الدُّنْيَا فَأَعْرض مقلعاً ... عَنْهَا بزهد أَيّمَا إقلاع) 3 - (أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي) عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الْحَافِظ أَبُو زرْعَة النصري الدِّمَشْقِي مُحدث الشَّام عَن جمَاعَة وروى) عَنهُ أَبُو دَاوُد تَفْسِير حَدِيث وَابْن صاعد وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق قَالَ جمَاعَة توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمن قَالَ سنة ثَمَانِينَ فقد وهم 3 - (ابْن أبي عمْرَة) عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة الصَّحَابِيّ توفّي سنة سِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لمعاوية اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هادياً مهدياً واهده الْهَدِيَّة قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب

عبد الرحمن بن عوسجة

3 - (عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة) عبد الرَّحْمَن بن عَوْسَجَة الْهَمدَانِي كَانَ على ميمنة ابْن الْأَشْعَث قتل يَوْم الرادية فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى عَن الْبَراء بن عَازِب وروى لَهُ الْأَرْبَعَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بن عبد عَوْف بن عبد بن الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب بن مرَّة بن كَعْب بن لؤَي بن غَالب الْقرشِي الزُّهْرِيّ أَبُو مُحَمَّد كَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة عبد عَمْرو وَقيل عبد الْكَعْبَة فَغَيره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمه الشِّفَاء بنت عَوْف بن عبد الْجَبَّار بن زهرَة بن كلاب ولد بعد الْفِيل بِعشر سِنِين وَأسلم قبل أَن يدْخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ أَو اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة وَدفن بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان هُوَ أوصى بذلك وَقَالَ ابْن سعد كَانَ سنه ثمانياً وَسبعين سنة كَانَ من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين جمع الهجرتين إِلَى الْحَبَشَة وَإِلَى الْمَدِينَة وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين سعد بن الرّبيع وَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى دومة الجندل إِلَى كلب وعممه بِيَدِهِ وسدلها بَين كَتفيهِ وَقَالَ لَهُ سر باسم الله وأوصاه بوصاياه لأمراء سراياه ثمَّ قَالَ لَهُ إِن فتح الله عَلَيْك فَتزَوج بنت ملكهم أَو قَالَ بنت شريفهم وَكَانَ الْأَصْبَغ بن ثَعْلَبَة بن ضَمْضَم الْكَلْبِيّ شريفهم فَتزَوج بنته تماضر وَهِي أم ابْنه أبي سَلمَة الْفَقِيه قَالَ ابْن الزبير وَأم ابْنه مُحَمَّد الَّذِي كَانَ يكنى بِهِ ولد فِي الْإِسْلَام وَابْنَته أم الْقَاسِم ولدت فِي) الْجَاهِلِيَّة أم هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة أم كُلْثُوم بنت عتبَة بن ربيعَة بن عبد شمس وَأم إِبْرَاهِيم وَحميد وَإِسْمَاعِيل أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَأم عُرْوَة بحيرة بنت هاني بن قبيصَة من بني شَيبَان قتل عُرْوَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بإفريقية وَأم سَالم الْأَصْغَر سهلة بنت سُهَيْل بن عَمْرو العامري أَخُوهُ لأمه مُحَمَّد بن أبي حُذَيْفَة وَأم أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن أم حَكِيم بنت قارط بن خَالِد بن عبيد من كنَانَة وَأم عبد الله الْأَكْبَر يكنى أَبَا عُثْمَان قتل بإفريقية أَيْضا وَالقَاسِم أمهما بنت أنس ابْن رَافع الْأنْصَارِيّ من بني عبد الْأَشْهَل هِيَ أمهما جَمِيعًا وَعبد الله الْأَصْغَر هُوَ أَبُو سَلمَة الْفَقِيه وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أمه أَسمَاء بنت سَلامَة بن مخرمَة وَمصْعَب بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أمه سبية من بهران وَسُهيْل بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أمه مجد بنت يزِيد بن سَلامَة الْحِمْيَرِي وَعُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف أمه غزال بنت كسْرَى من سبي سعد بن أبي وَقاص يَوْم الْمَدَائِن وَجُوَيْرِية بنت

عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف زوج الْمسور بن مخرمَة أمهَا بادية بنت غيلَان بن سَلمَة الثَّقَفِيّ وَمُحَمّد بن معن وَزيد بَنو عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أمّهم سهلة الصُّغْرَى بنت عَاصِم بن عدي الْعجْلَاني هَذَا كُله قَول الزبير بن بكار كَانَ عبد الرَّحْمَن أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة الَّذين جعل عمر الشورى فيهم وَأخْبر أَن رَسُول اله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي وَهُوَ رَاض عَنْهُم وَصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَلفه فِي سَفَره وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف سيد من سَادَات الْمُسلمين وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَمِين فِي السَّمَاء وَأمين فِي الأَرْض وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف لأَصْحَاب الشوري هَل لكم أَن أخْتَار لكم وأشفى مِنْهَا فَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنا أول من رَضِي فإنِّي سمعتُ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أَنْت أَمِين فِي أهل السَّمَاء أَمِين فِي أهل الأَرْض وَقَالَ الزبير بن بكار كَانَ عبد الرَّحْمَن أَمِين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نِسَائِهِ وَكَانَ رجلا طَويلا أجنا ابيض مشرباً حمرَة حسن الْوَجْه رَقِيق الْبشرَة لَا يُغير لحيته وَلَا رَأسه وَكَانَ أعين أهدب الأشفار أقنى طَوِيل النابين الأعليين رُبمَا أدمي شفته لَهُ جمة ضخم الْكَفَّيْنِ غليظ الْأَصَابِع جرح يَوْم أحد إِحْدَى وَعشْرين جِرَاحَة وجرح فِي رجله وَكَانَ يعرج مِنْهَا) قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ تَاجِرًا مجدوداً فِي التِّجَارَة وَكسب مَالا كثيرا وَخلف ألف بعير وَثَلَاثَة آلَاف شَاة وَمِائَة فرس ترعى بِالبَقِيعِ وَكَانَ يزرع بالجرف على عشْرين ناضحاً وَكَانَ يدّخر من ذَلِك قوت أَهله سنة وَقَالَ صَالح بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف صالحنا امْرَأَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الَّتِي طَلقهَا فِي مَرضه من ثلث الثّمن بِثَلَاثَة وَثَمَانِينَ ألفا وَقيل صُولِحَتْ بذلك عَن ربع الثّمن من مِيرَاثه وَأعْتق فِي يَوْم وَاحِد ثَلَاثِينَ عبدا وَلم حَضرته الْوَفَاة بَكَى بكاء شَدِيدا فَقَالَ إِن مُصعب بن عُمَيْر كَانَ خيرا مني توفّي على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يكن لَهُ مَا يُكفن فِيهِ وَإِن حَمْزَة بن عبد الْمطلب كَانَ خيرا مني لم نجد لَهُ كفناً وَإِنِّي أخْشَى أَن أكون مِمَّن عجلت لَهُ طيباته فِي حَيَاته الدُّنْيَا وأخشى أَن أحبس أَصْحَابِي بِكَثْرَة مَالِي وَدخل على أم سَلمَة فَقَالَ يَا أمه قد خشيت أَن يهلكني كَثْرَة مَالِي أَن أَكثر قُرَيْش كلهم مَالا قَالَت يَا بني تصدق فإنِّي سمعتُ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن من أَصْحَابِي من لَا يراني بعد أَن أفارقه فَخرج عبد الرَّحْمَن فلقي عمر فَأخْبرهُ بِمَا قَالَت أم سَلمَة فجَاء عمر فَدخل عَلَيْهَا فَقَالَ بِاللَّه مِنْهُم أَنا فَقَالَت لَا وَلنْ أَقُول بعْدك لأحد هَكَذَا

عبد الرحمن بن عياش

3 - (عبد الرَّحْمَن بن عَيَّاش) عبد الرَّحْمَن بن عَيَّاش لما خرج ابْن الْأَشْعَث عَليّ عبد الْملك بَايع أهل الْبَصْرَة عبد الرَّحْمَن بن عَيَّاش وَخَرجُوا مَعَه لقِتَال الْحجَّاج بالزاوية فَهزمَ وفر إِلَى الْكُوفَة ثمَّ لحق بخراسان فبويع بهَا بيعَة ثَانِيَة وَقصد لِحَرْب يزِيد بن الْمُهلب فَالْتَقَيَا بهراة فَهزمَ أَيْضا وَلحق بِالْهِنْدِ وانقضى أمره 3 - (أَبُو عَليّ بن الْجراح) عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن دَاوُد بن الْجراح أَبُو عَليّ الْكَاتِب أَخُو الْوَزير عَليّ ابْن عِيسَى كَانَ كَاتبا سديداً ولي الوزارة للراضي بِاللَّه بعد عزل أبي عَليّ بن مقلة لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الأولى سنة أَربع عشرَة وَثَلَاث مائَة وعزل لسبع خلون من شهر رَجَب من السّنة الْمَذْكُورَة فَكَانَت وزارته ثَمَانِينَ يَوْمًا قَالَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد اعتللت عِلّة فعادني رُؤَسَاء بغداذ جَمِيعهم إِلَّا عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى أَخُو الْوَزير عَليّ فَكتبت إِلَيْهِ المتقارب) (تراني أعيش إِذا عدتني ... وَإِن لم تعدني تراني أَمُوت) (تمحل بِمَا شِئْت من ذَا وَذَا ... فَإِن المكافاة لَيْسَ تفوت) فَركب إِلَى سَبْعَة عشر ركبة يَقُول فِي كل ركبة زَالَ مَا فِي نَفسك من تركي عيادتك إِلَى أَن حَلَفت لَهُ على زَوَال ذَلِك وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة لَهُ أَخْبَار الوزراء كتاب الْخراج التَّارِيخ وَغير ذَلِك 3 - (صَاحب الْأَلْفَاظ) عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن حَمَّاد الهمذاني كَاتب بكر بن عبد الْعَزِيز ابْن أبي دلف الْعجلِيّ لَهُ من التصانيف كتاب الْأَلْفَاظ قَالَ الصاحب بن

التمتام الحداد المصري

عباد لَو أَدْرَكته لأمرت بِقطع يَده وَلسَانه لِأَنَّهُ جمع شذور الْعَرَبيَّة الجزلة الْمَعْرُوفَة فِي أوراق يسيرَة فأضاعها فِي أَفْوَاه صبيان الْمكَاتب وَرفع عَن المتأدبين تَعب الدَّرْس وَالْحِفْظ والمطالعة وَمن شعره الْبَسِيط (مَا ودني أحد إِلَّا بذلت لَهُ ... صفو الْمَوَدَّة مني آخر الْأَبَد) (وَلَا قلاني وَإِن كنت الْمُحب لَهُ ... إِلَّا دَعَوْت لَهُ الرَّحْمَن بِالرشد) (وَلَا أوتمنت على سر فبحت بِهِ ... وَلَا مددت إِلَى غير الْجَمِيل يَدي) (وَلَا أَقُول نعم يَوْمًا فأتبعها ... بِلَا وَلَو ذهبت بِالْمَالِ وَالْولد) وَتُوفِّي سنة عشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (التمتام الْحداد الْمصْرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى أَبُو الْقَاسِم الْكِنَانِي التمتام الْمَعْرُوف بالحداد الْمصْرِيّ نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور بِدِمَشْق سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة لنَفسِهِ المنسرح (أما ترى الْغَيْث كلما ضحِكت ... كمائم الزهر فِي الرياض بَكَى) (كالحب يبكي لَدَيْهِ عاشقه ... وَكلما فاض دمعه ضحكا) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ الطَّوِيل (بنفسي غزال فِي فُؤَادِي كناسه ... ومرعاه قلبِي ليته ذِمَّتِي رعى) (دَعَوْت عليا فاعتزيت بحبه ... لدين نصير وادعيت كَمَا ادّعى) (وَأقسم لَو أَن الشقي ابْن ملجم ... رأى مِنْهُ مَا عاينته لتشيعا) ) وَقَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي راقصة الْبَسِيط (وَذَات دلّ يضل المهتدون بهَا ... أَصبَحت فِي حبها بَين الورى علما) (يعلم اللين خوط البان قامتها ... تَعْلِيم جفني من أجفانها السقما) (رقراقة لَو مشت فِي جفن ذِي رمد ... لما أحس بِهِ من وَطئهَا ألما) (خَفِيفَة الخطو لَو جالت بخطوتها ... رقصاً على المَاء مَا ندى لَهَا قدماً) (معَاذ رَبِّي أسلوها وَقد تركت ... وجود قلبِي فِي وجدي بهَا عدهَا) 3 - (أَبُو نوح الْخُزَاعِيّ) عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان أَبُو نوح الْخُزَاعِيّ وَيُقَال الضَّبِّيّ

ابن غنم الأشعري

مَوْلَاهُم قَالَ ابْن الْمَدَائِنِي وَابْن نمير ثِقَة وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس توفّي سنة سبع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي 3 - (ابْن غنم الْأَشْعَرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن غنم الْأَشْعَرِيّ نزيل فلسطين روى عَن عمر وَعلي ومعاذ بن جبل وَأبي الدَّرْدَاء وَأبي مَالك الْأَشْعَرِيّ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (ابْن غطريف البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن أبي الفوارس بن أَحْمد بن شيران أَبُو الْفتُوح السمسار الْمَعْرُوف بِابْن غطريف البغداذي طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ سمع أَبَا غَالب مُحَمَّد بن الداية وَأَبا الْفضل مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأُرموي والحافظ ابْن نَاصِر وَغَيرهم قَالَ محب الدّين بن النجار توفّي سنة تسع وست مائَة وأنشدنا لنَفسِهِ الْكَامِل (إِنِّي أَسَأْت رجا لحلمك سَيِّدي ... وعظيم عفوك والتجاوز وَالْكَرم) (إِلَّا رحمت فَلَيْسَ غَيْرك راحماً ... رَبًّا سواهُ لمن عَصَاهُ أَو اجترم) (ظَنِّي بك الْحسنى وَأَنت وَليهَا ... تمحو وَتثبت مَا تشَاء بِلَا قلم) 3 - (عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم) عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق الْمدنِي الْفَقِيه أحد الْأَعْلَام سمع أَبَاهُ وَأسلم مولى عمر وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن

ابن الرواس الدمشقي

الزبير وَغَيرهم وَكَانَ إِمَامًا ورعاً حجَّة وَهُوَ خَال) جَعْفَر الصَّادِق ولد فِي حَيَاة عمَّة أَبِيه عَائِشَة استوفده الْوَلِيد بن يزِيد فَمَاتَ بحوران سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن الرواس الدِّمَشْقِي) عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن الْفَرح أَبُو بكر الْهَاشِمِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الرواس وَهُوَ آخر من روى عَن أبي مسْهر والوحاظي توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عبد الله العتقي) عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن خَالِد أَبُو عبد الله العتقي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي أحد الْأَعْلَام القائمين بِمذهب مَالك أنْفق أَمْوَالًا جمة فِي طلب الْعلم قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة مَأْمُون أحد الْفُقَهَاء وَعَن مَالك أَنه ذكر عِنْده عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم فَقَالَ عافاه الله مثله كَمثل جراب فِيهِ مسك قَالَ سَحْنُون رَأَيْت ابْن الْقَاسِم فَقلت مَا فعل الله بك فَقَالَ وجدت عِنْده مَا أَحْبَبْت توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ صحب مَالِكًا عشْرين سنة وانتفع بِهِ أَصْحَابه بعد مَوته وَهُوَ صَاحب الْمُدَوَّنَة فِي مَذْهَب مَالك 3 - (ابْن المسجف الْعَسْقَلَانِي) عبد الرَّحْمَن بن أبي الْقَاسِم بن غَنَائِم بن يُوسُف الأديب بدر الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي ابْن المسجف الشَّاعِر ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَدفن عِنْد وَالِده بالمزة وَكَانَ أديباً ظريفاً خليعاً توفّي فجاءة وَخلف خمس مائَة ألف دِرْهَم فَأَخذهَا الْجواد صَاحب دمشق وَله أُخْت عمياء فقيرة فَمنعهَا حَقّهَا من مِيرَاثهَا وَكَانَ بدر الدّين يتجر وَله رسوم على الْمُلُوك وَأكْثر شعره فِي الهجو نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه كَانَ السَّيِّد الشريف شهَاب الدّين ابْن الشريف فَخر الدولة بن أبي الْجِنّ الْحُسَيْنِي رَحمَه الله تَعَالَى لما ولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أعزه الله النقابة على الطالبين من الْأَشْرَاف اجْتمع فِي دَاره للتهنئة جمَاعَة الْوُلَاة وَالْقَضَاء والصدور وسألني الشريف وَالْجَمَاعَة إنْشَاء خطْبَة أَمَام قِرَاءَة المنشور فَذكرت خطْبَة

على البديهة بِآيَة جمعت فِيهَا بَين ذكر فضل أهل الْبَيْت عَلَيْهِم السَّلَام وَبَين شكر السُّلْطَان على تَوليته مَا أولاه من الْإِحْسَان فَحَضَرَ بدر الدّين ابْن المسجف رَحمَه الله الْمجْلس وَأنْشد هَذِه) الثَّلَاثَة أَبْيَات لنَفسِهِ الْكَامِل (دَار النَّقِيب حوت بِمن قد حلهَا ... شرفاً يقصر عَن مداه المطنب) (أضحت كسوق عكاظ فِي تفضيلها ... وَبهَا شهَاب الدّين قس يخْطب) (الْفَاضِل القوصي أفْصح من غَدا ... عَن فَضله فِي الْعَصْر يعرب يعرب) وأنشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ فِي الشّرف الْحلِيّ الشَّاعِر الطَّوِيل (يَقُولُونَ لي مَا بَال حظك نَاقِصا ... لَدَى رَاجِح رب الفهاهة وَالْجهل) (فَقلت لَهُم إِنِّي سمي ابْن ملجم ... وَذَلِكَ اسْم لَا يَقُول بِهِ حلي) وأنشدني لنَفسِهِ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَكَانَ قد قالهما ببغداذ وَقد جَاءَ مطر كثير يَوْم عَاشُورَاء فِي فصل الصَّيف الْكَامِل (مطرَت بعاشورا وَتلك فَضِيلَة ... ظَهرت فَمَا للناصبي المعتدي) (وَالله مَا جاد الْغَمَام وَإِنَّمَا ... بَكت السَّمَاء لرزء آل مُحَمَّد) وأنشدني لنَفسِهِ يمدح الْكَمَال القانوني الْكَامِل (لَو كنت عانيت الْكَمَال وجسه ... أوتار قانون لَهُ فِي الْمجْلس) (لرأيت مِفْتَاح السرُور بكفه ال ... يسرى وَفِي الْيُمْنَى حَيَاة الْأَنْفس) وأنشدني لنَفسِهِ الْكَامِل (وَلَقَد مدحتهم على جهل بهم ... وظننت فيهم للصنيعة موضعا) (فَرَجَعت بعد الاختبار أذمهم ... فأضعت فِي الْحَالين عمري أجمعا) قلت وَمثل هَذَا قَول سبط بن التعاويذي السَّرِيع (قضيت شطر الْعُمر فِي مدحكم ... ظنا بكم أَنكُمْ أَهله) (وعدت أفنيه هجاء لكم ... فَضَاعَ عمري فِيكُم كُله) وَمن شعر ابْن المسجف الْكَامِل (يَا رب كَيفَ بلوتني بعصابة ... مَا فيهم فضل وَلَا إفضال) (متنافري الْأَوْصَاف يصدق فيهم ال ... هاجي وَتكذب فيهم الآمال) (غطى الثراء على عيوبهم وَكم ... من سوءة غطى عَلَيْهَا المَال) (جبناء مَا استنجدتهم لملمة ... لؤماء مَا استرفدتهم بخال)

أبو ليلى الأنصاري

) (فوجوههم عوذ على أَمْوَالهم ... وأكفهم من دونهَا أقفال) (هم فِي الرخَاء إِذا ظَفرت بِنِعْمَة ... آل وهم عِنْد الشدائد آل) وَمن شعره فِي الْعَزِيز خَلِيل وَالِي دمشق الرمل (مَا خَلِيل بخليل لَا وَلَا ... صَحبه أهل صَلَاح بل فَسَاد) (لقبوه الغرز لَا جهلا بِهِ ... صدقُوا لكنه غرز جَراد) وَقَالَ يمدح الْملك الْكَامِل المتقارب (إِذا لبس الدرْع مستلئماً ... وكرسيه صهوة الصاهل) (ترى الأَرْض محمرة بالدما ... ومخضرة اللَّوْن بالنائل) وَقَالَ على لِسَان بنت الْملك الْأَشْرَف فِي دَار السَّعَادَة الْبَسِيط (قَالَت مليكَة هذي الدَّار حِين ثوى ... من شيد الدَّار بعد الْملك بالترب) (لَا تحسدوني على دَار السَّعَادَة بل ... دَار السَّعَادَة كَانَت فِي زمَان أبي) وَقَالَ السَّرِيع (إربل دَار الْفسق حَقًا فَلَا ... يعْتَمد الْعَاقِل تعزيزها) (لَو لم تكن دَار فسوق لما ... اصبح بَيت النَّار دهليزها) وصل ابْن المسجف فِي بعض سفراته إِلَى الْموصل بِمَا مَعَه من تِجَارَة فَبَاعَ الْملك الرَّحِيم بدر الدّين لُؤْلُؤ الأتابكي متملك الْموصل شَيْئا مَعَه ومدحه فَتقدم إِلَى نَائِبه الْأَمِير أَمِين الدّين لُؤْلُؤ عتيقه بِقَضَاء أشغاله فتوقف فِي أمره فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَاب الْبَاب لَو طَابَ قلب الْأمين لمشى الْحَال وَحصل الْمَقْصُود فَقَالَ المتقارب (يَقُولُونَ إِن طَابَ قلب الْأمين ... رجعت بِشَيْء نَفِيس ثمين) (فَقلت أَعُود بِلَا حَبَّة ... وَلَا طيب الله قلب الْأمين) 3 - (أَبُو ليلى الْأنْصَارِيّ) عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن عَمْرو أَبُو ليلى الْأنْصَارِيّ الْمَازِني وَهُوَ أَخُو عبد الله بن كَعْب الْأنْصَارِيّ كَانَ أَبُو ليلى أحد البكائين الَّذين نزل فيهم توَلّوا وأعينهم تفيض من الدمع توفّي أول خلَافَة عُثْمَان وَكَانَ قد شهد أحدا وَمَا بعْدهَا 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ الفرضي) ) عبد الرَّحْمَن بن كُلَيْب أَبُو مُحَمَّد الْحَمَوِيّ

شيخ الدولة

الْمُقْرِئ الفرضي قَالَ ابْن عَسَاكِر كَانَ عَلامَة فِي الْفَرَائِض والحساب وَكَانَ يعلم الصّبيان فِي مكتبه توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (شيخ الدولة) عبد الرَّحْمَن بن لُؤْلُؤ الْأَمِير شيخ الدولة قَالَ الْأَمِير أَبُو غَانِم شمس الدولة حَامِد بن عَبْدَانِ أنشدت شيخ الدولة للظَّاهِر الْجَزرِي فِي وصف فرس الْكَامِل (أَبَت الحوافر أَن يمس بهَا الثرى ... فَكَأَنَّهُ فِي جريه مُتَعَلق) (وَكَأن أَرْبَعَة تراهن طرفه ... فتكاد تسبقه إِلَى مَا يرمق) فأنشدني لنَفسِهِ فِي هَذَا الْمَعْنى الطَّوِيل (وأدهم كالليل البهيم مطهم ... فقد عز من يَعْلُو لساحة عرفه) (يفوت هبوب الرّيح سبقاً إِذا جرى ... تراهن رجلَيْهِ مواقع طرفه) 3 - (أَبُو سعد الْمُتَوَلِي) عبد الرَّحْمَن بن مَأْمُون بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو سعد بن أبي سعيد الْمُتَوَلِي النَّيْسَابُورِي تفقه بمرو على أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الفوراني وبمرو الروذ على القَاضِي حُسَيْن وببخارى على أبي سهل أَحْمد ابْن عَليّ الأبيوردي وَسمع مِنْهُم وَمن أبي عبد الله الطَّبَرِيّ وَأبي عَمْرو مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْقَنْطَرِي وَجَمَاعَة وبرع فِيمَا حصله من الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَقدم بغداذ وَولي التدريس بالنظامية بعد وَفَاة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق ثمَّ صرف عَنْهَا ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا فدرس بهَا إِلَى حِين وَفَاته سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ أحسن النَّاس خلقا وخلقاً وَأكْثر الْعلمَاء تواضعاً ومروءة وَكَانَ محققاً مدققاً مَعَ فصاحة وبلاغة وتحرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وَقد تمم كتاب الْإِبَانَة للْقَاضِي حُسَيْن وجوده 3 - (عبد الرَّحْمَن بن الْمُبَارك) عبد الرَّحْمَن بن الْمُبَارك الْبَصْرِيّ الخلقاني العيسي بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف الظفاوي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

عبد الرحمن بن الأشعث

3 - (عبد الرَّحْمَن بن الْأَشْعَث) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن قيس الْكِنْدِيّ أَمِير سجستان ظفر بِهِ الْحجَّاج وَقَتله) وطيف بِرَأْسِهِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ قد خلع عبد الْملك بن مَرْوَان ودعا لنَفسِهِ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَبَايع النَّاس فدوفع بدير الجماجم وَقتل وَلما أَن وصل ابْن الْأَشْعَث الْبَصْرَة هرب الْحجَّاج إِلَى نَاحيَة الْعرَاق وَبَايع أهل الْبَصْرَة ابْن الْأَشْعَث على قتال الْحجَّاج وَحرب عبد الْملك من الْقُرَّاء وَغَيرهم وَكَانَ مِمَّن بَايع ابْن الْأَشْعَث من الْأَعْيَان مُسلم بن يسَار وَجَابِر بن زيد أَبُو الشعْثَاء وَأَبُو الْحَوْرَاء وَقتل مَعَه وَأَيوب ابْن الْقرْيَة وماهان العابد قَتلهمَا الْحجَّاج وَأنس بن مَالك فِي جملَة الْقُرَّاء وَمن أهل الْكُوفَة سعيد بن جُبَير وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وعامر الشّعبِيّ وَطَلْحَة بن مصرف وذر وَعبد الله بن شَدَّاد وَأَبُو البحتري الطَّائِي وَالْحكم بن عتبَة وَعون بن عبد الله بن مَسْعُود الْهُذلِيّ وَخلق سواهُم وَكَانَ ابْن الْأَشْعَث فِي مِائَتي ألف فَارس وَمِائَة ألف راجل وَكَانَ دُخُول ابْن الْأَشْعَث الْبَصْرَة فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ثمَّ إِن الْحجَّاج التقى مَعَ ابْن الْأَشْعَث فِي أول الْمحرم وَهِي وقْعَة الزاوية فاقتتلا قتالاً شَدِيدا وَقَالَ الْحجَّاج لله در مُصعب بن الزبير مَا كَانَ أكْرمه فَعلم أهل الْكُوفَة أَنه لَا يفر حَتَّى يقتل فَقَاتلُوا دونه هم وَأهل الشَّام وَانْهَزَمَ ابْن الْأَشْعَث وَالنَّاس مَعَه إِلَى الْكُوفَة فَأَتَاهُ وُجُوه أهل الْكُوفَة وَأَتَاهُ الْعلمَاء من الْأَمْصَار والزهاد وَبَايَعُوهُ وَقتل الْحجَّاج يَوْم الزاوية أحد عشر ألفا نَادَى مناديه بالأمان ثمَّ قَتلهمْ إِلَّا وَاحِدًا وَلم يزل هُوَ وَالْحجاج فِي حروب وكروب وكر وفر إِلَى أَن أسر ابْن الْأَشْعَث وَكَانَت بَينه وَبَين ابْن الْأَشْعَث ثَمَانِينَ وقْعَة وَهَذَا عبد الرَّحْمَن بالمذكور أعرق النَّاس فِي الْغدر لِأَن عبد الرَّحْمَن غدر بالحجاج وغدر وَالِده مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بِأَهْل طبرستان لِأَن عبيد الله بن زِيَاد ولاه إِيَّاهَا فَصَالح أَهلهَا على أَن لَا يدْخل إِلَيْهَا ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَيْهِم غادراً فَأخذُوا عَلَيْهِ الشعاب وَقتلُوا ابْنه أَبَا بكر وغدر الْأَشْعَث بن قيس ببني الْحَارِث بن كَعْب غزاهم فأسروه ففدا نَفسه بِمِائَتي بعير فَأَعْطَاهُمْ مائَة وَبَقِي عَلَيْهِ مائَة فَلم يؤدها إِلَيْهِم حَتَّى جَاءَ الْإِسْلَام فهدم مَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ بَين قيس بن معدي كرب وَبَين مُرَاد عهد إِلَى أجل فغزاهم فِي آخر يَوْم من الْعَهْد وَكَانَ يَوْم الْجُمُعَة فَقَالُوا إِنَّه لَا يحل لنا الْقِتَال فأمهلنا إِلَى يَوْم السبت فأمهلهم فَلَمَّا كَانَت

كزبران

صبحية السبت قَاتلهم فَقَتَلُوهُ وهزموا جَيْشه وغدر معدي كرب ببني مهرَة كَانَ بَينه وَبينهمْ عهد إِلَى) أجل فغزاهم ناقضاً لعهدهم فَقَتَلُوهُ وملأوا بَطْنه حَصى 3 - (كزبران) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْحَارِثِيّ البغداذي الْبَصْرِيّ الأَصْل يلقب كزبران قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ أَبُو يحيى الرَّازِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سلم أَبُو يحيى الرَّازِيّ الْحَافِظ إِمَام جَامع أَصْبَهَان صنف الْمسند وَالتَّفْسِير وَغير ذَلِك وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ الْخُرَاسَانِي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْخُرَاسَانِي أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ البارع الأديب توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة سمع السّري بن خُزَيْمَة وَالْحُسَيْن بن الْفضل ومُوسَى بن هَارُون وروى عَنهُ ابْنه أَبُو الْحُسَيْن وَأَبُو إِسْحَاق المذكي وَجَمَاعَة حضر ابْن خُزَيْمَة مَجْلِسه فَلَمَّا فرغ قَالَ مَا رَأينَا مثل أبي الْقَاسِم وَلَا رأى مثل نَفسه وَقَالَ أَبُو سهل الصعلوكي مَا رَأَيْت مثل أبي الْقَاسِم مذكراً وَلَا مثل السراج مُحدثا وَلَا مثل أبي سَلمَة أديباً 3 - (ابْن أبي حَاتِم) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن الْمُنْذر بن دَاوُد بن مهْرَان

أبو القاسم الخرقي

أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي حَاتِم التَّمِيمِي الْحَنْظَلِي الإِمَام ابْن الإِمَام الْحَافِظ ابْن الْحَافِظ سمع أَبَاهُ وَغَيره وَقَالَ يحيى بن مَنْدَه صنف ابْن أبي حَاتِم الْمسند فِي ألف جُزْء وَكتاب الزّهْد وَكتاب الكني والفوائد الْكَبِير وفوائد الرازيين وتقدمة الْجرْح وَالتَّعْدِيل وصنف فِي الْفِقْه وَاخْتِلَاف الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وعلماء الْأَمْصَار وَله الْجرْح وَالتَّعْدِيل فِي عدَّة مجلدات تدل على سَعَة حفظه وإمامته وَكتاب الرَّد على الْجَهْمِية فِي مُجَلد كَبِير وَله تَفْسِير كَبِير سائره آثَار مُسندَة فِي أَربع مجلدات قَالَ أَبُو يعلى الخليلي كَانَ يعد من الأبدال وَقد أثنى عَلَيْهِ جمَاعَة بالزهد والورع التَّام وَالْعلم وَالْعَمَل توفّي فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْخرقِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ثَابت أَبُو الْقَاسِم الثابتي الْخرقِيّ من قَرْيَة خرق كَانَ من أَئِمَّة الشَّافِعِيَّة ورعاً زاهداً تفقه بمرو على الفوراني وبمرو الروز على القَاضِي حُسَيْن وببغداذ) على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (أَبُو الْحسن الْقُرْطُبِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْحَافِظ بَقِي بن مخلد أَبُو الْحسن الْقُرْطُبِيّ تولى الْأَحْكَام بقرطبة وَكَانَ بهَا درباً وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (عبد الرَّحْمَن النَّاصِر الْأمَوِي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم ابْن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الْأمَوِي المرواني النَّاصِر لدين الله أَبُو الْمطرف صَاحب الأندلس الملقب أَمِير الْمُؤمنِينَ بَقِي فِي الإمرة خمسين سنة وَقَامَ بعده وَلَده الحكم وَكَانَ أَبوهُ قد قَتله أَخُوهُ الْمطرف فِي صدر دولة أَبِيهِمَا وَخلف

الناصر شنشول الأندلسي

ابْنه عبد الرَّحْمَن هَذَا ابْن عشْرين يَوْمًا وَتُوفِّي جده عبد الله الْأَمِير فِي سنة ثَلَاث مائَة فولي عبد الرَّحْمَن النَّاصِر وَقيل لبث فِي ولَايَته خمْسا وَأَرْبَعين سنة وجد فِي الْغَزْو والفتوح وَكَثُرت لَهُ الفتوحات واستوت لَهُ طَاعَة الأجناد وَلم يكن بعد عبد الرَّحْمَن الدَّاخِل أجزل مِنْهُ فِي الحروب وَصِحَّة الرَّأْي والإقدام عل المخاطرة والهول حَتَّى نَالَ البغية وَبنى الْمَدِينَة الزهراء فِرَارًا بِنَفسِهِ وخاصة جنده عَن عَامَّة قرطبة الْكَثِيرَة الْهَرج الجمة سَواد الْخلق فرتب الجيوش ترتيباً لم يعْهَد مثله قبله واكرم أهل الْعلم واجتهد فِي تخير الْقُضَاة وَكَانَ مبخلاً لَا يُعْطي وَلَا ينْفق إِلَّا فِيمَا رَآهُ سداداً وَتُوفِّي فِي شهر رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وَتَوَلَّى ابْنه الحكم الْمُسْتَنْصر وَقد مر ذكره وَلم يتسم بأمير الْمُؤمنِينَ حَتَّى تحقق اختلال دولة بني الْعَبَّاس بالعراق وَقتل المقتدر العباسي وَغَلَبَة الْعَجم عَلَيْهِم بعد قتل المتَوَكل قَالَ ابْن عبد ربه نظمت أرجوزة ذكرت فِيهَا غَزَوَاته وافتتح سبعين حصناً من أعظم الْحُصُون ومدحه الشُّعَرَاء وَكثر الْعلمَاء فِي أَيَّامه وَمن شعر النَّاصِر عبد الرَّحْمَن الْكَامِل (همم الْمُلُوك إِذا أَرَادوا ذكرهَا ... من بعدهمْ فبألسن الْبُنيان) (إِن الْبناء إِذا تعاظم شَأْنه ... أضحى يدل على عَظِيم الشان) وَمِنْه وَقيل هُوَ لِابْنِهِ الْمُسْتَنْصر مخلع الْبَسِيط) (مَا كل شَيْء فقدت إِلَّا ... عوضني الله عَنهُ شيا) (إِنِّي إِذا مَا منعت خيري ... تبَاعد الْخَيْر من يديا) (من كَانَ لي نعْمَة عَلَيْهِ ... فَإِنَّهَا نعْمَة عليا) وَمن سياساته الْحَسَنَة أَنه رفع إِلَيْهِ أَن تَاجِرًا زعم أَنه ضَاعَت لَهُ صرة فِيهَا مائَة دِينَار وَأَنه نَادَى عَلَيْهَا وَجعل لمن يَأْتِيهِ بهَا عشرَة دَنَانِير فَجَاءَهُ بهَا رجل عَلَيْهِ سمة خير وَذكر أَنه وجدهَا فَلَمَّا حصلت فِي يَد التَّاجِر ادّعى أَنَّهَا كَانَت مائَة وَعشرَة وَإِن الْعشْرَة الَّتِي نقصت مِنْهَا أَخذهَا وغرضه أَن لَا يُعْطِيهِ مَا شَرط لَهُ فَوَقع النَّاصِر صدق الرّجلَانِ فَنَادِ على مَال التَّاجِر فَإِنَّهُ مائَة وَعشرَة واترك الْمِائَة مَعَ الَّذِي أَخذهَا إِلَى أَن يَجِيء صَاحبهَا 3 - (النَّاصِر شنشول الأندلسي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله النَّاصِر الْمَعْرُوف بشنشول بشينين معجمتين بَينهمَا نون وَبعد الْوَاو لَام ابْن الْمَنْصُور أبي عَامر الْحَاجِب تقدم ذكر وَالِده فِي المحمدين ولي بعد أَبِيه الأندلس وَفتح أُمُوره باللعب وَاللَّهْو وَالْخُرُوج إِلَى النزه والتهنك والمؤيد بِاللَّه على عَادَته الَّتِي قررها الْمَنْصُور أَبُو عَامر الْحَاجِب من الْأَصْحَاب فأكره الْمُؤَيد على

الحافظ أبو مسلم العابد

النُّزُول عَن الْأَمر وَأَنه الْخَلِيفَة بعده وَكَانَ زيه وزي أَصْحَابه الشُّعُور المكشوفة فَأمر أَصْحَابه بحلق الشُّعُور وَشد العمائم تشبهاً ببني زيري فبقوا أوحش مَا يكون ثمَّ إِن ابْن عبد الْجَبَّار ظفر بِهِ وَقَتله وطيف بِرَأْسِهِ وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَأخرج ابْن عبد الْجَبَّار الْمُؤَيد بِاللَّه من الاحتجاب وَكتب خلع شنشول وتولية مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار 3 - (الْحَافِظ أَبُو مُسلم العابد) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مهْرَان أَبُو مُسلم البغداذي الْحَافِظ الثِّقَة العابد صنف أَشْيَاء كَثِيرَة وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة سمع الْبَغَوِيّ وَابْن صاعد وَأَبا عرُوبَة الْحَرَّانِي وَأحمد بن عُمَيْر بن جوصاء وَأَبا حَامِد بن بِلَال وَسمع الْكثير بخراسان وَدخل بُخَارى وسمرقند وَأقَام هُنَاكَ نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَجمع الْمسند على الرِّجَال وروى عَنهُ الْحَاكِم وَأَبُو الْعَلَاء الوَاسِطِيّ وَعلي بن مُحَمَّد الْحذاء وَأحمد بن مُحَمَّد الْكَاتِب 3 - (ابْن فوران الشَّافِعِي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فوران أَبُو الْقَاسِم الْمروزِي الْفَقِيه صَاحب أبي بكر الْقفال لَهُ) المصنفات الْكَثِيرَة فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ مقدم أَصْحَاب الشَّافِعِي بمرو وصنف الْإِبَانَة وَغَيرهَا وَهُوَ شيخ الْمُتَوَلِي صَاحب التَّتِمَّة وَهِي تَتِمَّة الْكتاب الْمَذْكُور وَشرح لَهُ وَكَانَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ يحط عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ فِي بَاب الْأَذَان وَالرجل غير موثوق بِهِ فِي نَقله ونقم الْعلمَاء ذَلِك عَلَيْهِ وَلم يصوبوا حطه عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَقيل أَن إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ يحضر حَلقَة ابْن فوران وَهُوَ شَاب وَكَانَ ابْن فوران لَا ينصفه وَلَا يصغي إِلَى قَوْله لكَونه شَابًّا فَمَتَى قَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي نِهَايَة الْمطلب وَقَالَ بعض المصنفين كَذَا وَغلط فِي ذَلِك فمراده ابْن فوران 3 - (أَبُو الْقَاسِم ابْن مَنْدَه) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن يحيى بن مَنْدَه وَاسم مَنْدَه إِبْرَاهِيم ابْن الْوَلِيد أَبُو الْقَاسِم ابْن الْحَافِظ أبي عبد الله الْعَبْدي

ابن الرمال النحوي

الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ كَبِير الشَّأْن جليل الْقدر حسن الْخط وَاسع الرِّوَايَة لَهُ أَصْحَاب وَأَتْبَاع وَهُوَ أكبر الْإِخْوَة وَالْإِجَازَة كَانَت عِنْده قَوِيَّة وَله تصانيف كَثِيرَة وردود جمة عل أهل الْبدع قَالَ السَّمْعَانِيّ سَمِعت الْحسن بن مُحَمَّد بن الرِّضَا الْعلوِي يَقُول سَمِعت خَالِي أَبَا طَالب ابْن طَبَاطَبَا يَقُول كنت اشتم أبدا عبد الرَّحْمَن بن أبي عبد الله بن مَنْدَه إِذا سَمِعت ذكره أَو جرى ذكره فِي محفل فسافرت إِلَى جرباذقان فَرَأَيْت أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي الْمَنَام وَيَده فِي يَد رجل عَلَيْهِ جُبَّة زرقاء وَفِي عَيْنَيْهِ نُكْتَة فَسلمت عَلَيْهِ فَلم يرد عَليّ وَقَالَ لم تَشْتُم هَذَا إِذا سَمِعت اسْمه فَقيل لي فِي الْمَنَام هَذَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب وَهَذَا عبد الرَّحْمَن بن مَنْدَه فانتبهت ثمَّ رجعت إِلَى أَصْبَهَان وقصدت الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ ورأيته صادفته على النَّعْت الَّذِي رَأَيْته فِي الْمَنَام وَعَلِيهِ جُبَّة زرقاء فَلَمَّا سلمت عَلَيْهِ قَالَ وَعَلَيْك السَّلَام يَا أَبَا طَالب وَقبل ذَلِك مَا رَآنِي وَلَا رَأَيْته فَقَالَ لي قبل أَن ُأكَلِّمهُ شَيْء حرمه الله وَرَسُوله يجوز لنا أَن نحله فَقلت لَهُ اجْعَلنِي فِي حل ونشدته الله وَقبلت بَين عَيْنَيْهِ فَقَالَ جعلتك فِي حل فِيمَا يرجع إِلَيّ وَتُوفِّي ابْن مَنْدَه سنة سبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الرمال النَّحْوِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى أَبُو الْقَاسِم الْأمَوِي الإشبيلي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الرمال روى عَن جمَاعَة مِنْهُم ابْن الطراوة وَابْن الْأَخْضَر وَكَانَ أستاذاً فِي) الْعَرَبيَّة مدققاً قيمًا بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ قَالَ أَبُو عَليّ الشلوبيني ابْن الرمال عَلَيْهِ تعلم طلبة الأندلس وَتُوفِّي كهلاً سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (فَخر الدّين ابْن عَسَاكِر) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن الإِمَام الْمُفْتِي فَخر الدّين أَبُو مَنْصُور الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن عَسَاكِر شيخ الشَّافِعِيَّة تولى تدريس الجاروخية ثمَّ تدريس الصلاحية بالقدس ثمَّ بِدِمَشْق تدريس التقوية وَكَانَ يُقيم بالقدس أشهراً وبدمشق أشهراً وَكَانَ عِنْده بالتقوية فضلاء الشَّام وَهُوَ أول من

الفراسي المغربي

درس بالعذراوية وَكَانَ يتورع من الْمُرُور فِي رواق الْحَنَابِلَة لِئَلَّا يأثموا بالوقيعة فِيهِ لِأَن عوامهم يبغضون بني عَسَاكِر لأَنهم شافعية أشاعرة وَعرض عَلَيْهِ ولايات ومناصب فَتَركهَا وصنف فِي الْفِقْه والْحَدِيث مصنفات وَتُوفِّي سنة عشْرين وست مائَة ومولده سنة خمسين وَخمْس مائَة 3 - (الفراسي المغربي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الفراسي بِالْفَاءِ وَبعد الرَّاء ألف وسين مُهْملَة قَرْيَة تعرف ببني فراس جوَار تونس إِلَّا أَن مستقره تونس وَبهَا تأدبه كَانَ شَاعِرًا خليعاً مَاجِنًا شريراً كثير المهاجاة قيل المداراة خَفِيف اللِّسَان من تلاميذ الصرايري توفّي بِمَدِينَة سوسة سقط من سطح وَهُوَ سَكرَان بِحَضْرَة عَتيق بن مفرج سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة وَقد نَيف على الثَّلَاثِينَ لما ولي القَاضِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ قَضَاء تونس كتب الفراسي فِي الْجَبَل المعشوق حَيْثُ يتنزه النَّاس ويتفرجون المتقارب (يَقُول فراسي هَذَا الزَّمَان ... وَمَا زَالَ فِي قَوْله يعدل) (مَتى يملك الأَرْض دجالها ... فقد صَار قاضينا أَحول) وبلغه ذَلِك فأحفظه وَدعَاهُ إِلَيْهِ رجل خاصمه فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ سمع دَعْوَى خَصمه وَسَأَلَهُ فَأقر فألزمه أَدَاء الْحق فَامْتنعَ وَقَالَ عَليّ يَمِين إِن لَا أديته إِلَى وَقت كَذَا فَأَطْرَقَ القَاضِي سَاعَة وَقضى عَنهُ مَا وَجب لغريمه فَلَمَّا خرج قَلِيل لَهُ وَيحك مَا صنعت قَالَ أردْت أَن اسْتحلَّ عرضه فحرمه عَليّ ونظم المنسرح (من كَانَ عِنْدِي لَهُ مُطَالبَة ... كَأَن بيني وَبَينه القَاضِي) ) (قَاض قضى عني الْحُقُوق على ... بعدِي مِنْهُ وفرط إعراضي) (أَبَاحَ لي مَاله ليمنعني ... من عرضه وَهُوَ ساخط رَاض) (فيا لَهَا رقية مسكنةً ... لحية قد ساورت نضناض) وَمن شعره مخلع الْبَسِيط (خلقت إِلَّا عَلَيْك جلدا ... يَا متلفي جفوة وصدا) (لججت وصلا فلج هجراً ... وزدت قرباً فَزَاد بعدا) (يَا أَيهَا النَّاس أَي شَيْء ... عَلَيْكُم إِن هَلَكت وجدا) (حرمت من وَصله نَصِيبي ... إِن لم تكن وجنتاه وردا)

وَمِنْه الْكَامِل (مِسْكين هجرك أَو أَسِير هواكا ... أَمْسَى وَأصْبح يرتجيك عساكا) (ضَاقَتْ بِهِ سَعَة الْبِلَاد وَأَمْسَكت ... كف الغرام لِقَلْبِهِ إمساكا) (قد كَانَ مُنْقَطع الرَّجَاء فَمَا ترى ... فِيمَن أضرّ بِهِ الْهوى فدعاكا) (يَا أَيهَا الرشأ الَّذِي بلحاظه ... مَا زَالَ ينصب للهوى أشراكا) (أَتَرَى جميلاً أَن تعذب فِي الْهوى ... قلبِي وَقد عبثت بِهِ عيناكا) (وَلَقَد عكفت على هَوَاك ألومه ... فَأبى وَأقسم لَا يحب سواكا) وَكتب إِلَى معد بن جبارَة السَّرِيع يَا وَاحِد الْعلم وَيَا كهفهويا فريد الْأَدَب الْمَحْض (وَمن بِهِ يفخر شأو العلى ... فِي سَائِر الْآفَاق وَالْأَرْض) (مَسْأَلَة جَاءَك عنوانها ... خصمان فِي أَمر بِمَا تقضي) (طرف رأى طرفا فَلم يبرحا ... وَآخر فِي خَدّه الغض) (لَكِن جرح الْقلب عَن لَذَّة ... وَهِي بِهِ نَحْو الردى تمْضِي) (وَالْجرْح فِي الخد لَهُ زِينَة ... أَتَتْهُ عَن كره وَعَن بغض) (فَاقْض وقاك الله من بَيْننَا ... بِالْحَقِّ يَا خير امْرِئ يقْضِي) فَأَجَابَهُ معد وتعافى من الْحُكُومَة قطعا للجدال وللخصومة وَقَالَ السَّرِيع (تفديك نَفسِي من فَتى بارع ... يعرف بالإبرام والنقض) ) (قد أتعب الأفكار وصف الْهوى ... وكل غبن دونه يعضي) (تِلْكَ أُمُور خفيت دقةً ... عَن كل من يحكم أَو يقْضِي) (لَو لم يعب أَمر الْهوى لم يكن ... فِيهِ تلاف المَال وَالْعرض) وَجلسَ يَوْمًا إِلَى شيخ تونس وَكَانَ نِهَايَة فِي المجون فاجتاز بهما رجل يسْأَل عَن دَار ابْن عبدون فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ هِيَ تِلْكَ الرائقة حَيْثُ يقوم أيرك فَقَالَ الفراسي وَالله لأنظمنه فَمَا رَأَيْت كَهَذا الْمَعْنى وَقَالَ من سَاعَته السَّرِيع (إِن شِئْت أَن تعرف عَن صحةٍ ... دَار الَّتِي تعزى لعبدونه) (فامش فَإِن أيرك أبصرته ... قَامَ فَإِن الْبَاب من دونه) قلت قد وَقع لي هَذَا الْمَعْنى لَكِن هُوَ عكس هَذَا وَهُوَ الوافر (أَقُول لمن يسائل عَن محلي ... تقدم وامش من خلف السَّوَارِي)

أبو طالب الواسطي

(وَمر فَحَيْثُمَا تلقى حكاكا ... بسرمك لَا تعد فثم دَاري) 3 - (أَبُو طَالب الوَاسِطِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد السَّمِيع بن أبي تَمام عبد الله بن عبد السَّمِيع أَبُو طَالب الْهَاشِمِي الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ الْمعدل سمع وَكتب الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره وصنف أَشْيَاء حَسَنَة وروى الْكثير وَكَانَ ثِقَة حسن النَّقْل وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الطَّيِّبِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حمدَان الْفَقِيه صائن الدّين أَبُو الْقَاسِم الطَّيِّبِيّ مُصَنف شرح التَّنْبِيه ومعيد النظامية كَانَ سديد الْفَتْوَى متقناً فرضياً حاسباً توفّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الإِمَام رَضِي الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ وَالِد السَّيْف بن الرضي شيخ صَالح تال لكتاب الله تَعَالَى سمع وروى وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (ابْن رحمون النَّحْوِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم بن رحمون النَّحْوِيّ المصمودي أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن خروف وَكَانَ ذَا لسن وفصاحة وَكَانَ يقرئ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَله صيت) وشهرة ومشاركة فِي فنون توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (ابْن الفويرة) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حفاظ الشَّيْخ زكي الدّين أَبُو مُحَمَّد السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الفويرة حدث عَن الْكِنْدِيّ وَكَانَ من المعدلين وَهُوَ وَالِد بدر الدّين الْحَنَفِيّ 3 - (عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْحَافِظ الْكَبِير

ابن قدامة الجماعيلي

عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد الإِمَام الْمُحدث عز الدّين ابْن الْعِزّ أَخُو التقي بن الْمعز الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة سمع حضوراً من ابْن طبرزد وتفقه على الشَّيْخ الْمُوفق وَسمع من الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَابْن ملاعب وطبقتهم وَسمع من أَصْحَاب السلَفِي بالإسكندرية وَله معرفَة بِالرِّجَالِ وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الزراد وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين وَلم يستكمل السِّتين 3 - (ابْن قدامَة الجماعيلي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة شيخ الْإِسْلَام وَبَقِيَّة الْأَعْلَام شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْفرج ابْن الْقدْوَة الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي الجماعيلي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْخَطِيب الْحَاكِم ولد سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة بالدير الْمُبَارك بسفح قاسيون وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَسمع حضوراً من سِتّ الكتبة بنت الطراح وَمن أَبِيه وَعَمه الْمُوفق وَعَلِيهِ تفقه وَعرض عَلَيْهِ الْمقنع وَشَرحه عَلَيْهِ وَشرح عَلَيْهِ غَيره وَشَرحه فِي عشر مجلدات وَسمع من حَنْبَل وَابْن طبرزد والكندي وَابْن الحرستاني وَابْن كَامِل وَالْقَاضِي أسعد بن المنجا وَابْن الْبناء وَابْن ملاعب وَأبي الْفتُوح الْبكْرِيّ والجلاجلي وَالشَّمْس البُخَارِيّ وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب وَقَرَأَ على الشُّيُوخ قَرَأَ على ابْن الزبيدِيّ وجعفر الهمذاني والضياء الْمَقْدِسِي وَسمع بِمَكَّة من أبي الْمجد الْقزْوِينِي وَابْن باسويه وبالمدينة من أبي طَالب عبد المحسن بن العميد الحفيفي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ وَأَبُو جَعْفَر الصيدلاني وَأَبُو سعد بن الصفار وعفيفة الفارقانية وَأَبُو الْفَتْح المندائي وَخلق كثير وروى عَنهُ الْأَئِمَّة أَبُو بكر النواوي وَأَبُو الْفضل بن قدامَة الْحَاكِم وَابْن تَيْمِية وَأَبُو مُحَمَّد الْحَارِثِيّ وَابْن الْعَطَّار وَأَبُو الْحجَّاج الْكَلْبِيّ) وَأَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ وَأَبُو الْفِدَاء إِسْمَاعِيل الْحَرَّانِي والبرزالي وَخلق كثير وَإِلَيْهِ انْتَهَت رئاسة الْمَذْهَب فِي عصره وَكَانَ عديم النظير علما وَعَملا وزهداً وَتَوَلَّى الْقَضَاء أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَلم يَأْخُذ عَلَيْهِ رزقا ثمَّ إِنَّه تَركه وَبَالغ نجم الدّين بن الخباز وَجمع سيرته فِي مائَة وَخمسين جُزْءا تَجِيء سِتّ مجلدات لَعَلَّ ثلثهَا مِمَّا يخْتَص بترجمة الشَّيْخ وَالْبَاقِي فِي تَرْجَمَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكَون الشَّيْخ من أمته وَفِي

تَرْجَمَة الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَأَصْحَابه وهلم جراً إِلَى زمَان الشَّيْخ وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته ورثاه شمس الدّين الصَّائِغ وَالشَّيْخ عَلَاء الدّين بن غَانِم وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن الْأمَوِي والبرهان بن عبد الْحَافِظ وَنجم الدّين بن فليته ومجد الدّين بن المهمار ورثاه شهَاب الدّين مَحْمُود بقصيدته الَّتِي أَولهَا الْكَامِل (مَا للوجود وَقد علاهُ ظلام ... أعراه خطب أم عداهُ مرام) (أم قد أُصِيب بشمسه فغدا وَقد ... لبست عَلَيْهِ حدادها الْأَيَّام) (لم أدر هَل نبذ الظلام نجومه ... أم حل للفلك الْأَثِير نظام) (فَلَقَد تنكرت المعالم واستوى ... فِي ناظري الْإِشْرَاق والإظلام) (وذهلت حَتَّى خلت أَنِّي لَيْسَ لي ... بعد الْفِرَاق سوى الدُّمُوع كَلَام) (أَتَرَى درى صرف الردى لما رمى ... أَن الْمُصَاب بسهمه الْإِسْلَام) (أَو أَنه مَا خص بِالسَّهْمِ الَّذِي ... أصمى بِهِ دون الْعرَاق الشَّام) (سهم تقصد وَاحِدًا فغدا وَفِي ... كل الْقُلُوب لِوَقْعِهِ آلام) (مَا خلت أَن يَد الْمنون لَهَا على ... شمس المعارف وَالْهدى إقدام) (من كَانَ يستسقى بغرة وَجهه ... إِن عَاد وَجه الْغَيْث وَهُوَ جهام) (وَتبين للساري أسرة فَضله ... فَكَأَنَّمَا هِيَ للهدى أَعْلَام) (مَا خلت أَن الدّين لَوْلَا فَقده ... فَمن يروع سربه ويضام) (كَانَت تطيب لنا الْحَيَّة بأنسه ... وبقره فعلى الْحَيَاة سَلام) (كَانَت ليالينا بِطيب بَقَائِهِ ... فِينَا تضيء كَأَنَّهَا أَيَّام) (كَانَت بِهِ تروى الْقُلُوب وتنثني ... وَلها إِلَيْهِ تعطش وأوام) (من للعلوم وَقد علت وغلت بِهِ ... أضحت تسامي بعده وتسام) ) (من للْحَدِيث وَكَانَ حَافظ سره ... من أَن يضم إِلَى الصِّحَاح سقام) (وَله إِذا ذكر الدُّرُوس مَرَاتِب ... تسمو فتقصر دونهَا الأوهام) (يروي فيروي كل ذِي ظمأ لَهُ ... بحمى الحَدِيث تعلق وغرام) (ببديهة فِي الْعلم يقسم من رأى ... ذَاك التسرع أَنَّهَا إلهام) (من للقضايا المشكلات إِذا نبت ... عَنْهَا الْعُقُول وحارت الأفهام) (هَل للفتاوى من إِذا وافى بهَا ... قضي الْقَضَاء وجفت الأقلام) (من للمنابر وَهُوَ فارسها الَّذِي ... تحيى الْقُلُوب بِهِ وَهن رمام)

(وَله إِذا أم الدُّرُوس مَوَاقِف ... مَشْهُودَة مَا نالهن إِمَام) (يجلى بهَا صدأ الْقُلُوب وترتوي ... مِنْهَا الْعُقُول وتعقل الْأَحْكَام) (ولديه فِي علم الْكَلَام جَوَاهِر ... غر يحار لحسنها النظام) (من للزمان وَكَانَ طول حَيَاته ... ألليل يحيى وَالنَّهَار يصام) (من للعفاة وللعناة وَهل لَهُم ... من بعد فِي ذَاك الْمقَام مقَام) (كَانَت لَهُم مِنْهُ عواطف مُشفق ... فَمضى فهم من بعده أَيْتَام) (إِن يخل مِنْهُم بَابه فلطالما ... عاينته وَلَهُم عَلَيْهِ زحام) (وذوو الْحَوَائِج مَا أَتَوْهُ لحادث ... إِلَّا ونالوا عَنهُ مَا قد راموا) (يلقاهم بشر يبشرهم بِمَا ... قصدُوا من الْحَاجَات وَهِي جسام) (من للطريد وَهل لَهُ من بعده ... يَوْمًا من الدَّهْر الذميم ذمام) (فجعت بِهِ الدُّنْيَا فَإِن لم تصف ... من أكدارها يَوْمًا فَلَيْسَ تلام) (فعلام يبقي الطّرف فِيهِ بَقِيَّة ... أيروم أَن يرد الجفون مَنَام) (أَو أَن يصون الدمع كي يطفي الجوى ... ولناره بَين الضلوع ضرام) (أَو أَن يكون ذخيرة هَيْهَات مَا ... لملمة من بعْدهَا إيلام) (هَذَا الَّذِي عفنا الْمضَاجِع خشيَة ... من أَن تخيله لنا الأحلام) (فعلام نجزع للحوادث مَا اشتهت ... من بعده فلتفعل الْأَيَّام) (بتنا نودعه وَقد جَاءَتْهُ من ... دَار السَّلَام تَحِيَّة وَسَلام) (ونقوم إجلالاً لَدَيْهِ وَلم نخل ... أَن الْمَلَائِكَة الْكِرَام قيام) ) (وأتته من خلع الْقبُول ملابس ... شرفت فَلَيْسَ ترى وَلَيْسَ ترام) (فليهنه الدَّار الَّتِي لنعيمها ... فِيهَا إِذا زَالَ النَّعيم دوَام) (دَار لَهُ فِيهَا السرُور مُحَقّق ... لَا كالحياة فَإِن تِلْكَ مَنَام) (حييّ الحيا زَالَ الزَّمَان فَإِنَّهُ ... للأنس بل للمكرمات ختام) (وَسَقَى العهاد عهوده فَإِذا ونى ... فالدمع إِن ضن الْغَمَام غمام) (إِن كَانَ عاندنا الزَّمَان بفقده ... فَلهُ بِمن أبقى لنا إنعام) (أَو غالنا فِي الشَّمْس وَهِي منيرة ... فَلَقَد سخا بالبدر وَهُوَ تَمام) (نجم بِهِ ألف الْهدى وبنوره ... عَادَتْ وُجُوه الدَّهْر وَهِي وسام)

ابن الإخوة الكاتب

(أبقى لنا مِنْهُ الزَّمَان بَقِيَّة ... أثنى عَلَيْهِ بِتَرْكِهَا الْإِسْلَام) (شرف الْقَضَاء بِعِلْمِهِ وتشرفت ... بِوُجُودِهِ الْأَحْكَام والحكام) (وَبِه علينا الدَّهْر لما أَن مضى ... مِنْهُ إِمَام قَامَ مِنْهُ إِمَام) (حسن الزَّمَان بِهِ فألفت جيده ... ماضي الدهور وحنت الأعوام) (وَلكم عدت من زلَّة وفريضة ... هذي تقال بِهِ وَتلك تُقَام) (من دوحة شرفت وَكم فرع بهَا ... زاك تَأَخّر عَنهُ وَهُوَ إِمَام) (من كَانَ فِي حجر الْعُلُوم وطالما ... سبق الكهول تقاه وَهُوَ غُلَام) (مولَايَ نجم الدّين دَعْوَة من غَدا ... الصَّبْر الْجَمِيل عَلَيْهِ وَهُوَ حرَام) (طلب عَن أَبِيك فدتك نَفسِي إِنَّه ... ولى وَلم تعلق بِهِ الآثام) (فلمثل هَذَا كَانَ يتعب نَفسه ... اللَّيْل ذكر وَالنَّهَار صِيَام) (لكم الكرامات الجليلات الَّتِي ... لَا يَسْتَطِيع جحودها الأقوام) (فِي وَقت دفن أَبِيك هبت نسمَة ... فِي طيها كلف بِهِ وغرام) (إِن لم يكن روح الْجنان فقبلها ... مَا طَابَ من لفح الهجير مقَام) (فَاسْلَمْ وَدم تحيى المآثر والعلى ... مَا ناح فِي فرع الْأَرَاك حمام) 3 - (ابْن الْإِخْوَة الْكَاتِب) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْغفار بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْوَزير الصَّقْر إِسْمَاعِيل بن بلبل الشَّيْبَانِيّ البيع أَبُو الْفَتْح ابْن أبي الْغَنَائِم الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن) الْإِخْوَة سمع مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْأنْصَارِيّ وثابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن البشري وَغَيرهم وَكَانَ أحد الْكتاب بالديوان وَكتب خطا مليحاً وَله أدب وَشعر توفّي سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وَمن شعره الرجز المجزوء (صد الغزال الأغيد ... فَعَاد طرفِي السهد) (وَلَيْسَ لي من مسعد ... على الغرام يسْعد) (وَفِي ضلوعي زفرا ... ت نارها مَا تخمد) (يَا عاذلي رفقا فَمَا ... مثل الَّذِي بِي تَجِد)

أبو منصور الكرخي

(أَنْت خلي وَأَنا ... صب معنى مكمد) (فَلَا تلمني فِي الْبكاء ... إِذا بدا لي معهد) وَهِي أَكثر من هَذَا طَوِيلَة قلت شعر فارغ لَا روح فِيهِ 3 - (أَبُو مَنْصُور الْكَرْخِي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو مَنْصُور الْكَرْخِي أسمعهُ جده فِي صباه من أبي الْفَتْح بن البطي وَجَمَاعَة فِي طبقته وَكَانَ وَالِده سنياً وَلَكِن صحب وَلَده هَذَا أَبُو مَنْصُور الرفضة وَتعلم الإنشاد لمراثي الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ فِي أَيَّام المواسم بالكرخ فِي مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر وَيذكر سبّ الصَّحَابَة وجود حفظ الْقُرْآن وقرأه بالروايات على أبي بكر بن الباقلاني وَكَانَ حسن التِّلَاوَة طيب النغمة أدب الصّبيان فِي منزله وَكتب الْحسن وَتُوفِّي شَابًّا قد جَاوز الْأَرْبَعين سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَأورد لَهُ محب الدّين ابْن النجار الْكَامِل (وصل الْكتاب فَلَا عدمت أناملاً ... عبثت بِهِ فَلَقَد تضوع طيبا) (فَقَرَأته وفهمته فَوَجَدته ... لحفي أسرار الْقُلُوب طَبِيبا) (يجلو الْعَمى عَن ناظري بوروده ... كقميص يُوسُف إِذْ أَتَى يعقوبا) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن بدر بن سعيد بن جَامع أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ يعرف بِابْن الْمعلم دخل بغداذ وتفقه للشَّافِعِيّ على أبي الْقَاسِم بن فضلان وَأبي عَليّ بن الرّبيع حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول وَسمع من ابْن شاتيل أبي الْفَتْح ولي الْإِعَادَة بمدرسة الْجِهَة أم الْخَلِيفَة بالجانب الغربي عِنْد الفارقي فَلَمَّا توفّي الفارقي ولي بهَا التدريس وَتُوفِّي سنة ثَمَان) وَعشْرين وست مائَة 3 - (كَمَال الدّين بن الْأَنْبَارِي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أبي سعيد أَبُو البركات النَّحْوِيّ كَمَال الدّين ابْن الْأَنْبَارِي قدم بغداذ فِي صباه وَقَرَأَ الْفِقْه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية على أبي مَنْصُور سعيد ابْن الرزاز وعَلى من بعده حَتَّى برع وَحصل طرفا صَالحا من

الْخلاف وَصَارَ معيداً بالنظامية وَكَانَ يعْقد مجْلِس الْوَعْظ ثمَّ قَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور بن الجواليقي ولازم الشريف أَبَا السعادات ابْن الشجري حَتَّى برع وَصَارَ من الْمشَار إِلَيْهِم فِي النَّحْو وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَسمع من أَبِيه بالأنبار وَمن خَليفَة بن مَحْفُوظ الْمُؤَدب وببغداذ من أبي مَنْصُور مُحَمَّد ابْن خيرون وَعبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَمُحَمّد بن عبد الله بن حبيب العامري وَغَيرهم وَحدث باليسير إِلَّا أَنه روى الْكثير من كتب الْأَدَب وَمن مصنفاته وَكَانَ إِمَامًا ثِقَة صَدُوقًا فَقِيها مناظراً غزير الْعلم ورعاً زاهداً عابداً تقياً عفيفاً لَا يقبل من أحد شَيْئا وَكَانَ خشن الْعَيْش خشن المأكل لم يتلبس من الدُّنْيَا بِشَيْء توفّي سنة سبع وَسبعين وَخمْس مائَة وَله من المصنفات هِدَايَة الذَّاهِب فِي معرفَة الْمذَاهب كتاب بداية الْهِدَايَة والداعي إِلَى الْإِسْلَام فِي علم الْكَلَام النُّور اللائح فِي اعْتِقَاد السّلف الصَّالح واللباب الْمُخْتَصر منثور الْعُقُود فِي تَجْرِيد الْحُدُود التَّنْقِيح فِي مَسْلَك التَّرْجِيح الْجمل فِي علم الجدل والاختصار فِي الْكَلَام على أَلْفَاظ تَدور بَين النظار نجدة السُّؤَال فِي عُمْدَة السُّؤَال الْإِنْصَاف فِي مسَائِل الْخلاف بَين نحاة الْبَصْرَة والكوفة أسرار الْعَرَبيَّة عُقُود الْإِعْرَاب حَوَاشِي الْإِيضَاح منثور الْفَوَائِد مِفْتَاح المذاكرة كلا وكلتا كتاب لَو كتاب مَا كتاب كَيفَ كتاب الْألف وَاللَّام كتاب فِي يعفون كتاب حلية الْعَرَبيَّة كتاب لمع الْأَدِلَّة الإغراب فِي علم الْإِعْرَاب شِفَاء السَّائِل فِي بَيَان رُتْبَة الْفَاعِل الْوَجِيز فِي التصريف الْبَيَان فِي جمع أفعل أخف الأوزان الْمُعْتَبر فِي الْفرق بَين الْوَصْف وَالْخَبَر المرتجل فِي إبِْطَال تَعْرِيف الْجمل جلاء الأوهام وجلاء الأفهام فِي مُتَعَلق الظّرْف فِي قَوْله تَعَالَى أحل لكم لَيْلَة الصّيام غَرِيب إِعْرَاب الْقُرْآن رُتْبَة الإنسانية فِي الْمسَائِل الخراسانية مقترح السَّائِل فِي ويل أمه كتاب الزهرة فِي اللُّغَة الأسمى فِي شرح الأسما كتاب حيص بيص حلية الْعُقُود فِي الْفرق بَين الْمَقْصُور والممدود كتاب ديوَان اللُّغَة زِينَة الْفُضَلَاء فِي الْفرق بَين الضَّاد والظاء الْبلْغَة فِي) الْفرق بَين الْمُذكر والمؤنث كتاب النَّوَادِر كتاب الأضداد كتاب فعلت وأفعلت الْأَلْفَاظ الْجَارِيَة على لِسَان الْجَارِيَة قبسة الطَّالِب فِي شرح خطْبَة أدب الْكَاتِب تَفْسِير غَرِيب المقامات الحريرية شرح ديوَان المتنبي شرح الحماسة شرح السَّبع الطوَال شرح مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد الْمَقْبُوض فِي الْعرُوض شرح الْمَقْبُوض الموجز فِي القوافي اللمْعَة فِي صَنْعَة الشّعْر نزهة الألباء فِي طَبَقَات الأدباء الْجَوْهَرَة فِي نسب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه الْعشْرَة تَارِيخ الأنبار نكت الْمجَالِس فِي الْوَعْظ نقد الْوَقْت بغية الْوَارِد التفريد فِي كلمة التَّوْحِيد أصُول الْفُصُول فِي التصوف نسمَة العبير فِي

الحلواني

التَّعْبِير وَمن شعره الْبَسِيط (إِذا ذكرتك كَاد الشوق يقتلني ... وأرقتني أحزان وأوجاع) (وَصَارَ كلي قلوباً فِيك دامية ... للسقم فِيهَا وللآلام إسراع) (فَإِن نطقت فكلي فِيك أَلْسِنَة ... وَإِن سَمِعت فكلي فِيك أسماع) وَمِنْه الْخَفِيف (دع فُؤَادِي من ذكر دعد وَهِنْد ... وبكائي مغنى العقيق ونجد) (وادكاري أطلال رامة والجز ... ع فَذكر الأطلال مَا لَيْسَ يجدي) (وارتياحي إِلَى الْحمى والأثيلا ... ت وَمَا فِيهِ من عرار ورند) (واشتياقي إِلَى الْأَرَاك وَمَا ض ... م حماه من المها والربد) (وَدَعَانِي بِذكر من سكن الخي ... ف فخيفي خوفي ونجدي وجدي) (سوق شوق الحبيب يَحْدُو بقلبي ... نَحْو سوق الشوق المبرح وجدي) (غيرَة أَن يحل فِيهِ سواهُ ... أَو يرى فِيهِ ذكر مولى وَعبد) (هُوَ أنسي إِذا تبَاعد أنسي ... وجليسي إِذا ذكرت وَعِنْدِي) (جلّ فِي الذَّات وَالصِّفَات عَن الح ... د وَفِي الطول أَن يحد بِحَدّ) (عد عني ذكر الغواني وَهِنْد ... والمغاني بالجزع بِاللَّه عد) وَمِنْه الْكَامِل (الْعلم أوفى حلية ولباس ... وَالْعقل أوقى جنَّة الأكياس) (كن طَالبا للعم تحيا فَإِنَّمَا ... جهل الْفَتى كالموت فِي الأرماس) (وصن الْعُلُوم عَن المطامع كلهَا ... لترى بِأَن الْعِزّ عز الياس) ) (وَالْعلم ثوب والعفاف طرازه ... ومطامع الْإِنْسَان كالأدناس) (وَالْعلم نور يهتدى بضيائه ... وَبِه يسود النَّاس فَوق النَّاس) 3 - (الْحلْوانِي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحلْوانِي أَبُو مُحَمَّد بن

أبو محمد الحنفي

أبي الْفَتْح تفقه على أَبِيه وَفسّر الْقُرْآن الْكَرِيم فِي أحد وَأَرْبَعين جُزْءا وَحدث بِهِ وَكَانَ فَقِيها يُفْتِي وَينْتَفع بِهِ أهل محلته بالمأمونية فِي بغداذ وروى عَن وَالِده وَعلي بن الْحُسَيْن بن أَيُّوب البرَاز وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد الصَّيْرَفِي مولده سنة تسعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمرَان بن علوان بن خزرج أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْعِرَاقِيّ قدم دمشق وروى بهَا عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الزبيدِيّ الْوَاعِظ وَعَن الْوَزير أبي المظفر يحيى بن هُبَيْرَة وَكتب عَنهُ أَبُو الْخَيْر سَلامَة ابْن إِبْرَاهِيم بن سَلامَة الْحداد إِمَام الْحَنَابِلَة بالجامع الْأمَوِي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره الْكَامِل (مَا بَال قلبِي لَا يفِيق لدائه ... كم ذَا التَّمَادِي مِنْهُ فِي عميائه) (يصف الرشاد وَلَا يصيخ لمرشد ... ويظل يخبط فِي دجى ظلمائه) (حسب الْمُنَافِق أَن يكون مُخَالفا ... فِي فعله عَن قَوْله بريائه) (مَا عذر من قطع الزَّمَان مشرقاً ... فِي طَاعَة الرَّحْمَن يَوْم لِقَائِه) 3 - (عبد الرَّحْمَن بن منقذ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مرشد بن منقذ أَبُو الْحَارِث شمس الدولة الشيزري ابْن بَيت الْإِمَارَة والتقدم وَالْفضل وَالْأَدب قدم بغداذ رَسُولا عَن السُّلْطَان صَلَاح الدّين وروى بهَا شَيْئا من شعره وجهزه أَيْضا رَسُولا إِلَى ابْن تاشفين صَاحب مراكش ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة من شعره مجزوء الْكَامِل (لَام العذول على هوا ... هـ فَقلت عذل لَا يُفِيد) زَادَت ملاحته فقللوا من ملامي أَو فزيدوا (قد جدد الوجد القدي ... م لدي عَارضه الْجَدِيد) ) وَمِنْه الطَّوِيل (وأغيد مسب للعقول بِوَجْهِهِ ... وثغر تبدى دره من عقيقه) (إِذا لدغت عقارب صُدْغه ... فَلَيْسَ شفائي غير درياق رِيقه) 3 - (عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو عَليّ توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة سمع جمَاعَة من أهل الْعلم

ابن دوست

مِنْهُم أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن يَعْقُوب النجيرمي وَأَبُو سعيد السيرافي وروى عَنهُ القَاضِي أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار السَّمْعَانِيّ فِي مصنفاته الداوودي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن المظفر بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن أَحْمد بن معَاذ بن سهل بن الحكم بن شيرزاذ أَبُو الْحسن بن أبي طَلْحَة الداوودي البوشنجي جمال الْإِسْلَام وَشَيخ خُرَاسَان كَانَ من الْأَئِمَّة الْكِبَار فِي معرفَة الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأَدب مَعَ علو الْإِسْنَاد وَله حَظّ من النّظم والنثر قَرَأَ الْفِقْه على الْقفال الْمروزِي وَأبي الطّيب سهل الصعلوكي وَأبي ظَاهر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحمش الزيَادي وَأبي بكر الطوسي وَأبي سعيد يحيى بن مَنْصُور وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي عَليّ الفلجردي وَصَحب الْأُسْتَاذ أَبَا عَليّ الدقاق وَأَبا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وفاخر السجْزِي الضَّرِير وَيحيى بن عمار وَقدم بغداذ وَقَرَأَ على أبي حَامِد الإسفرييني حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَسمع من أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصلب وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مهْدي وَعلي بن عمر التمار وَغَيرهم وَعَاد إِلَى بوشنج وَأخذ فِي التدريس وَالْفَتْوَى والتصنيف وَعقد مجَالِس التَّذْكِير وَرِوَايَة الحَدِيث إِلَى أَن توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ مولده سنة أَربع وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَمن شعره السَّرِيع (كَانَ اجْتِمَاع النَّاس فِيمَا مضى ... يُورث الْبَهْجَة والسلوة) (فَانْقَلَبَ الْأَمر إِلَى ضِدّه ... فَصَارَت السلوة فِي الْخلْوَة) وَمِنْه الْخَفِيف (كَانَ فِي الِاجْتِمَاع من قبل نور ... فَمضى النُّور وادلهم الظلام) (فسد النَّاس وَالزَّمَان جَمِيعًا ... فعلى النَّاس وَالزَّمَان السَّلَام) ) وَمِنْه الرجز المجزوء (إِن شِئْت عَيْشًا طيبا ... صفواً بِلَا مُنَازع) (فاقنع بِمَا أُوتِيتهُ ... فالعيش عَيْش القانع) 3 - (ابْن دوست) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَزِيز بن يزِيد الْحَاكِم أَبُو

الحافظ الإدريسي

سيعد بن دوست ودوست لقب جده مُحَمَّد أحد الْأَعْيَان الْأَئِمَّة بخراسان فِي الْعَرَبيَّة سمع الدَّوَاوِين وحصلها وصنف التصانيف المفيدة وأقرأ النَّاس الْأَدَب والنحو وَله رد على الزجاجي فِيمَا استدركه على ابْن السّكيت فِي إصْلَاح الْمنطق وَكَانَ زاهداً عَارِفًا فَاضلا وَعنهُ أَخذ الواحدي اللُّغَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ أطروشاً لَا يسمع شَيْئا وَكَانَ يقْرَأ على الْحَاضِرين مَجْلِسه بِنَفسِهِ وَكَانَ أوجه من قَرَأَ اللُّغَة على إِسْمَاعِيل الْجَوْهَرِي وَمن شعره الهزج (أَلا يَا ريم أَخْبرنِي ... عَن التفاح من عضه) (وَحدث بِأبي عَن حب ... ك الْبكر من افتضه) (وَختم الله بالورد ... على خديك من فضه) (لقد أثرت العض ... ة فِي وجنتك الغضه) (كَمَا يكْتب بالعنب ... ر فِي جَام من الفضه) وَمن شعره السَّرِيع (وشادن نادمت فِي مجْلِس ... قد مطرَت رَاحا أباريقه) (طلبت وردا فَأبى خَدّه ... ورمت رَاحا فَأبى رِيقه) وَمِنْه الرجز المجزوء (وشادن قلت لَهُ ... هَل لَك من المنادمة) (فَقَالَ كم عاشق ... سفكت بالمنى دَمه) وَمِنْه الْبَسِيط (عَلَيْهِ بِالْحِفْظِ دون الْجمع فِي كتب ... فَإِن للكتب آفاتٍ تفرقها) (المَاء يغرقها وَالنَّار تحرقها ... والفار يخرقها واللص يسرقها) 3 - (الْحَافِظ الإدريسي) ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِدْرِيس بن حسن بن متويه الْحَافِظ أَبُو سعيد الإدريسي الأسترابادي نزيل سَمَرْقَنْد رَحل وَأكْثر وصنف تَارِيخ سَمَرْقَنْد وتاريخ استراباد وَجمع الْأَبْوَاب والشيوخ وَثَّقَهُ الْخَطِيب

أبو محمد الحصار الطليطلي

وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْحصار الطليطلي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَيَّاش بن جوشن أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ عرف بِابْن الْحصار الطليطلي خطيبها حدث وعني بالرواية وَجمع وَكَانَت إِلَيْهِ الرحلة وَهُوَ ثِقَة صَدُوق صبور على النّسخ ذكر أَنه نسخ مُخْتَصر ابْن عبيد وعارضه فِي يَوْم وَاحِد وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْمطرف ابْن فطيس) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن فطيس بن أصبغ بن فطيس الْعَلامَة أَبُو الْمطرف قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة سمع وروى وَكَانَ من جهابذة الْمُحدثين وكبار الْحفاظ بِيعَتْ كتبه بِأَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَكَانَ لَهُ سِتَّة وراقين ينسخون دَائِما وصنف كتاب الْقَصَص وَأَسْبَاب النُّزُول وَهُوَ فِي مائَة جُزْء وفضائل الصَّحَابَة فِي مائَة جُزْء وفضائل التَّابِعين فِي مائَة جُزْء وَخمسين جُزْء والناسخ والمنسوخ ثَلَاثُونَ جُزْءا وَالإِخْوَة من أهل الْعلم وَالصَّحَابَة وَمن بعدهمْ فِي أَرْبَعِينَ جُزْءا وأعلام النُّبُوَّة وَدلَالَة الرسَالَة عشرَة أسفار كرامات الصَّالِحين ثَلَاثُونَ جُزْءا مِنْهُ حَدِيث مُحَمَّد بن وطس فِي خمسين جُزْءا ومسند قَاسم بن أصبغ العوالي فِي سِتِّينَ جُزْءا وَالْكَلَام على الْإِجَازَة والمناولة فِي عدَّة أَجزَاء توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْوَزير أَبُو مطرف اللَّخْمِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْكَبِير بن وَافد بن مهند اللَّخْمِيّ الْوَزير أَبُو الْمطرف أحد أَشْرَاف الأندلس وَذَوي السّلف الصَّالح والسابقة الْقَدِيمَة عني عناية بَالِغَة بِقِرَاءَة كتب جالينوس وتفهمها ومطالعة كتب أرسططاليس وَغَيره من الْحُكَمَاء وَمهر فِي علم الْأَدْوِيَة وَجمع فِيهَا كتابا جَلِيلًا لَا نَظِير لَهُ فِي حسن التَّرْتِيب جمعه فِي عشْرين سنة وَله فِي الطِّبّ منزع لطيف وَمذهب نبيل كَانَ لَا يرى التَّدَاوِي بالأدوية مَا أمكن التَّدَاوِي بالأغذية أَو كَانَ قَرِيبا مِنْهَا فَإِذا دعت الضَّرُورَة إِلَى الدَّوَاء لَا يرَاهُ بالمركب فَإِن اضْطر إِلَى الْمركب لم يره بِمَا كثر تركيبه وَله نَوَادِر مَحْفُوظَة وغرائب مَشْهُورَة فِي الْإِبْرَاء من الْعِلَل الصعبة والأمراض المخيفة بأيسر) علاج واستوطن طليطلة ومولده سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ حَيا سنة سِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَله كتاب الْأَدْوِيَة

أبو محمد المكناسي الكاتب

المفردة وَكتاب الوساد فِي الطِّبّ كتاب تدقيق النّظر فِي عِلّة حاسة الْبَصَر كتاب المغيب 3 - (أَبُو مُحَمَّد المكناسي الْكَاتِب) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد المكناسي الْكَاتِب الأديب قَالَ ابْن الْآبَار ختمت بِهِ البلاغة بالأندلس وَرَأس فِي الْكِتَابَة وديوان رسائله بأيدي النَّاس يتنافسون فِيهِ وَكتب لأبي عبد الله مُحَمَّد بن سعد وَغَيره من الْأُمَرَاء وَمَات كهلاً سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عتاب بن محسن أَبُو مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ مُسْند الأندلس فِي عصره قَالَ ابْن بشكوال هُوَ آخر الشُّيُوخ الجلة الأكابر بالأندلس فِي علو الْإِسْنَاد وسعة الرِّوَايَة جمع كتابا حفلاً فِي الزّهْد وَالرَّقَائِق 3 - (ابْن حُبَيْش الْأنْصَارِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن أبي عِيسَى القَاضِي أَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش الْأنْصَارِيّ الأندلسي المرسي نزيل مرسية وحبيش خَاله برع فِي النَّحْو وَولي الْقَضَاء بِجَزِيرَة شقر ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء مرسية وخطابتها وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة بالأندلس فِي الحَدِيث وغريبه ولغته وَله الْمَغَازِي فِي عدَّة مجلدات وملكته بِخَطِّهِ وَهُوَ فِي مجلدين وخطه جيد فِي المغربي طبقَة وَطَالَ عمره وَكَاد النَّاس يهْلكُونَ من الزحمة على قَبره توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم القوصي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سُلَيْمَان وجيه الدّين أَبُو الْقَاسِم القوصي تفقه لأبي حنيفَة وَسمع من ابْن بري وَعلي بن هبة الله الكاملي ومحمود بن أَحْمد الصَّابُونِي وَعبد الْخَالِق بن فَيْرُوز الْجَوْهَرِي وَالْمُسلم بن عَلان وَأبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَليّ الدِّمَشْقِي وَإِسْمَاعِيل بن صَالح بن ياسين وَجَمَاعَة وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي الجيوش عَسَاكِر وجاور بِمَكَّة ودرس بهَا ودرس بِالْمَدْرَسَةِ العاشورية بحارة زويلة بِالْقَاهِرَةِ وَحدث وصنف وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء ولد بقوص سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين) وست مائَة وَكَانَ شَاعِرًا وَمن شعره

ابن عسكر البغداذي

تَاج الدّين التبريزي الشَّافِعِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الإِمَام الْقدْوَة العابد المتبع الْمُذكر تَاج الدّين ابْن الإِمَام أفضل الدّين أبي حَامِد التبريزي الشَّافِعِي الْوَاعِظ أحد من قَامَ بالإنكار على رشيد الدولة وَزِير التتار وَطعن فِي نحلته وفلسفته فَمَا أقدم الرشيد عَلَيْهِ وَأعْرض عَنهُ لِوَقْعِهِ فِي نفوس أهل تبريز وَكَانَ سلفياً قوالاً بِالْحَقِّ ذَا سكينَة وإخلاص قدم دمشق حَاجا بِأَبِيهِ وَأَوْلَاده فَسَار وَرجع مَعَ الركب الْعِرَاقِيّ فأدركه أَجله ببغداذ سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة وَله ثَمَان وَخَمْسُونَ سنة 3 - (ابْن عَسْكَر البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَسْكَر البغداذي مدرس المستنصرية ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَهُوَ شيخ الْمَالِكِيَّة شهَاب الدّين روى عَن ذِي الفقار مُحَمَّد بن شرف الْعلوِي مُسْند الشَّافِعِي بِسَمَاعِهِ من ابْن الخازن وَسمع من عَليّ بن مُحَمَّد الأسدآبادي وَعز الدّين الفاروثي والعماد بن الطبال وَسمع فِي الْحجاز من زين الدّين بن الْمُنِير قصيدة وَأخذ عَنهُ الشّرف ابْن الكازروني وَأَبُو الْخَيْر الذهلي وَولده الْفَقِيه شرف الدّين أَحْمد الَّذِي درس بعده وَكَانَ صَاحب أَخْلَاق وتصوف ولطف يشْهد السماع ويتواجد وَلَا يُرَاعِي ناموساً وَلَا ملبوساً سَافر وَدخل الْيمن وَله مصنفات فِي الْمَذْهَب وَفِي الدَّعْوَات وَله عُمْدَة الناسك وَغير ذَلِك من التواليف وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَبعد صيته 3 - (أَبُو مُحَمَّد البعلبكي الْحَنْبَلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الْمُفِيد فَخر الدّين عين الطّلبَة أَبُو مُحَمَّد قَارِئ الكراسي ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة سمع من الْفَخر فِي الْخَامِسَة وَمن ابْن الوَاسِطِيّ وَابْن القواس ثمَّ طلب بِنَفسِهِ سنة خمس وَسبع مائَة ورحل وَكتب وتعب وَخرج وتميز ودرس الْفِقْه وَغير ذَلِك وَكَانَ فِيهِ دين وَخير ونفع للعامة 3 - (الدّباغ القيرواني) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ المؤرخ الْمُحدث أَبُو زيد

تاج الدين المصري الشافعي

الْأنْصَارِيّ الْأَسدي القيرواني المعمر صَاحب تَارِيخ القيروان ولد بهَا سنة خمس وست مائَة وتوفِّي سنة تسع وَتِسْعين) وست مائَة وَأخذ عَن عبد الرَّحْمَن بن طَلْحَة وَعبد السَّلَام بن عبد الْغَالِب الصُّوفِي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن رواج وَابْن الجميزي وسبط السلَفِي وَجَمَاعَة وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ تساعيات بِالْإِجَازَةِ سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن جَابر الْوَادي آشي وَتُوفِّي فِي بَلَده 3 - (تَاج الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ تَاج الدّين ابْن الإِمَام الْعَلامَة القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ الشَّافِعِي تقدم ذكر وَالِده فِي مَكَانَهُ قَرَأَ تَاج الدّين الْمَذْكُور الْمِنْهَاج للشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ فِي الْأُصُول وناب عَن وَالِده فِي العادلية الصَّغِيرَة وَفِي الرواحية واستقل هُوَ بتدريس الدولعية لما نزل لَهُ عَنْهَا وَالِده وَحج مَعَ وَالِده سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وجاور وَالِده وَقدم هُوَ صُحْبَة الركب إِلَى دمشق وَكَانَ هشاً بشاً فِيهِ كيس وذوق وتعصب مَعَ النَّاس وَله مُرُوءَة وَعِنْده كرم وَفِي كل قَليلَة يعْمل للفقهاء دَعْوَة وَيحسن إِلَى أَصْحَابه وَتُوفِّي رَحمَه الله بالطاعون فِي شهر رَمَضَان الْمُعظم سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة شَابًّا تَقْدِير عمره ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة وتأسف أَصْحَابه وَمن يعرفهُ عَلَيْهِ 3 - (ابْن سنينيرة) عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي الْقَاسِم بن بخمش أَبُو المظفر بن أبي سعد جمال الدّين الوَاسِطِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور بِابْن سنينيرة تَصْغِير سنورة ولد سنة سبع أَو تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة بواسط وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة كَانَ يطوف الْبِلَاد وَدخل حلب ومدح الظَّاهِر غازياً وَجرى لَهُ مَعَه قَضِيَّة ذكرتها فِي تَرْجَمَة ابْن خروف عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَكَانَ عسر الْأَخْلَاق صَعب الممارسة كثير الدعاوي لَا يعْتَقد فِي أحد من أقرانه من الشُّعَرَاء مثل الأبله وَابْن الْمعلم وَغَيرهمَا شَيْئا وَيَقُول أَنا أسحب ذيلي عَلَيْهِم فضلا ومزية وَأنْشد الْملك الظَّاهِر قصيدة يذكر فِيهَا الْقَنَاة الَّتِي أجراها بحلب وَهِي الْكَامِل (دون الصراة بَدَت لنا صور الدما ... لَا أَدَم صيران الصريم وَلَا الْحمى)

(غيد هززن من القدود ذوابلاً ... لدنا ورشن من اللواحظ أسهما) (عنت وَكم دون الْحَرِيم أحل من ... دم عاشق عان وَكَانَ محرما) (فنهبن أنقاء الصريم روادفاً ... ووهبن إيماض البروق تبسما) (وأعرن أنفاس النسيم من الصِّبَا ... أرجاً أَبَت أسراره أَن يكتما) ) (وعَلى أوانا كم ونى يَوْم النَّوَى ... جلد وعهد هوى وهى وتصرما) (أأميم لَوْلَا فرط صدك لم أهم ... ظمأً وَلَا ألما إِلَى رشف اللمى) (وَلما وقفت بسفح سلمى منشداً ... أمحلتي سلمى بكاظمة اسلما) (خلفتني بَين التجني والقلى ... لَا ممعناً هرباً وَلَا مستسلما) (وتركتني تفني الزَّمَان تعللاً ... نَفسِي بِذكر عَسى وسوف ولعلما) (وَلكم طرقتك زَائِرًا فَجعلت لي ... دون الوسادة والمهاد المعصما) (ومنحتني ضماً ولثماً لم يكن ... حَوْض العفاف بورده متهدما) (فاليوم طيفك لَو ألم لبخله ... بالصب فِي سنة الْكرَى مَا سلما) (يَا سعد إِن حلاوة الْعَيْش الَّتِي ... قد كنت تعهدها استحالت علقما) (سر بِي فلي فِي السرب قلب سَار فِي ... أثر الْفَرِيق مقوضاً ومخيما) (قد فَازَ بالقدح الْمُعَلَّى من أَتَى ... نهر الْمُعَلَّى زَائِرًا وَمُسلمًا) (لَو لم تكن تِلْكَ القباب منازلا ... مَا قابلت فِيهَا البدور الأنجما) (يَا سَاكِني دَار السَّلَام عَلَيْكُم ... مني التَّحِيَّة معرقاً أَو مشئما) (وعَلى حمى حلب فَإِن مليكها ... مَا زَالَ صبا بالمكارم مغرما) (قرم ترى فِي الدرْع مِنْهُ لَدَى الوغى ... ذَا لبدة قرماً وصلا أرقما) (وَيضم مِنْهُ الدست فِي يَوْم الوغى ... بحراً طمى كرماً وطوداً أَيهمَا) مِنْهَا (روى ثرى حلب فَعَادَت رَوْضَة ... أنفًا وَكَانَت قبله تَشْكُو الظما) (أَحْيَا رفات عفاتها فَكَأَنَّهُ ... عِيسَى بِإِذن الله أَحْيَا الأعظما) (لَا غرو إِن أجْرى الْقَنَاة جداولاً ... فلطالما بقناته أجْرى الدما) (وبكفه للآملين أنامل ... مِنْهَا الْعباب أَو السَّحَاب إِذا هما) وَقَالَ الطَّوِيل (رَآنِي جليداً وَهُوَ شمس منيرة ... فذبت وبالشمس الجليد يذوب)

ابن قرطاس القوصي

3 - (ابْن قرطاس القوصي) عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود مجد الدّين بن قرطاس القوصي أديب فَاضل سمع الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ) على أَشْيَاخ عصره وَقَرَأَ النَّحْو على الْعَلامَة أثير الدّين وتأدب على الطوفي الْحَنْبَلِيّ وَالشَّيْخ صدر الدّين بن الْوَكِيل والأمير مجير الدّين عمر بن اللمطي وَتَوَلَّى الخطابة بِجَامِع الصارم بقوص وَكَانَ صوفياً وعلق تعاليق كَثِيرَة وَاخْتَارَ دواوين ووقف كتبه بِالْمَدْرَسَةِ السابقية بقوص وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة وَقَالَ يرثي مجير الدّين بن اللمطي بقصيدة أَولهَا الْكَامِل (كأس الْحمام على الْأَنَام تَدور ... يسقى بهَا ذُو الصحو والمخمور) مِنْهَا (يزهى بِهِ النعش الَّذِي هُوَ فَوْقه ... وكذاك يزهى بالأمير سَرِير) 3 - (أَبُو الْحسن الْقُرْطُبِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مخلد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن بَقِي بن مخلد أَبُو الْحسن الْقُرْطُبِيّ سمع من أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ جده وَكَانَ مليح الْخط درباً بِالْقضَاءِ توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن مخلوف الإسكندري) عبد الرَّحْمَن بن مخلوف بن عبد الرَّحْمَن بن مخلوف بن جمَاعَة بن رَجَاء الربعِي الإسكندري الْمَالِكِي الشَّيْخ الْعَالم الْعدْل الْخَيْر المعمر الْمسند محيي الدّين أَبُو الْقَاسِم ولد سنة تسع وَعشْرين وست مائَة أَو نَحْوهَا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة سمع من جَعْفَر الْهَمدَانِي وَعلي بن زيد التسارسي وَابْن رواح وَطَائِفَة وَتفرد بأجزاء عالية سلفية وَله بصر بِالشُّرُوطِ وَتقدم فِيهَا سمع مِنْهُ الواني وَابْن سيد النَّاس وَابْن ربيع المصغوني وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين خمس مجَالِس تعرف بالسلماسية وَمن سَمَاعه الثَّالِث من الثقفيات على التسارسي وَالدُّعَاء للمحاملي على جعيفر 3 - (أَبُو سهل التنوخي الشَّاعِر) عبد الرَّحْمَن بن مدرك بن عَليّ أَبُو سهل التنوخي المعري الشَّاعِر زلزلت حماة فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة فَهَلَك جمَاعَة تَحت الرَّدْم مِنْهُم أَبُو سهل روى عَنهُ من شعره أَبُو الْيُسْر شَاكر التنوخي الْكَاتِب مقطعات مِنْهَا قَوْله المنسرح (سارقته نظرة أَطَالَ بهَا ... عَذَاب قلبِي وَمَا لَهُ ذَنْب)

أبو القاسم بن مرهف

(يَا جور حكم الْهوى وَيَا عجبا ... تسرق عَيْني وَيقطع الْقلب) ) 3 - (أَبُو الْقَاسِم بن مرهف) عبد الرَّحْمَن بن مرهف بن عبد الله بن يحيى بن عبد الْمجِيد الإِمَام البارع تَقِيّ الدّين أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي النَّاشِرِيّ الْمُقْرِئ ولد سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَقَرَأَ على أبي الْجُود انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الإقراء بِجَامِع مصر 3 - (عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان) 3 - (ابْن المنجم الْوَاعِظ) عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان بن سَالم بن الْمُبَارك أَبُو مُحَمَّد التنوخي المعري ابْن المنجم الْوَاعِظ قدم بغداذ وَعَلِيهِ مسح على هَيْئَة السياح فَصَارَ لَهُ ناموس عَظِيم وَعقد مجْلِس الْوَعْظ بدار السُّلْطَان وَحضر السُّلْطَان مَجْلِسه وَصَارَ لَهُ الجاه التَّام ونفذه الْخَلِيفَة رَسُولا إِلَى الْموصل واشتهر ذكره ونمى خَبره وَكَانَ مشتهراً بتزويج الْأَبْكَار وَأكْثر من ذَلِك حَتَّى قيلت فِيهِ الْأَشْعَار وَصَارَ لَهُ جوَار يَقِين عَلَيْهِنَّ وَخرج من بغداذ هَارِبا من أَيدي الْغُرَمَاء وَدخل الشَّام وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن توفّي سنة سبع وَخمسين وَخمْس مائَة وَقد جَاوز السّبْعين وَكَانَ يعظ بِدِمَشْق ونفقت سوقه بهَا وَلم يتْرك الْوَعْظ فِي الأعزية أَتَاهُ يَوْمًا صَغِير ليتوب على يَده فَحَمله على كتفه وَقَالَ الرجز (هَذَا صَغِير مَا أَتَى صَغِيرَة ... فَهَل كَبِير ركب الكبائرا) فَضَجَّ أهل الْمجْلس بالبكاء وَكَانَ يظْهر لكل طَائِفَة أَنه مِنْهُم حرصاً على التَّحْصِيل وَعمل عزاء أَمِير الْمُؤمنِينَ المقتفى لأمر الله فِي الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق فَقَامَ فِي التَّعْزِيَة ورثاه بِأَبْيَات فَخلع عَلَيْهِ صدر الْمجْلس ثَوْبه فَذكر عَادَته فِي الكدية وعرج عَمَّا كَانَ فِيهِ من التَّعْزِيَة إِلَى استدعاء مُوَافقَة الْحَاضِرين فَخلع عَلَيْهِ بَعضهم فَقَالَ ذَلِك الْيَوْم فِيهِ الْعِمَاد الْكَاتِب المُعري لَا المَعري يَعْنِي بِضَم الْمِيم لَا فتحهَا قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب يَعْنِي ابْن المنجم الْوَاعِظ قَالَ بديهاً وسمعني أنْشد بعض الْأَصْحَاب قِطْعَة سَمعتهَا فِي الجرب من جُمْلَتهَا مجزوء الْخَفِيف دب فِي الْجِسْم والتهب

فَقطع عَليّ الإنشاد وَأَنْشَأَ فَهُوَ كالنار فِي الْحَطب) ثمَّ قَالَ كالنار فِي الغرب فَإِنَّهُ أغرب (صحت من حر ناره ... صَيْحَة السخط وَالْغَضَب) (مُتْعب قلبِي الجرب ... ومطيل بِي النصب) (فَمَتَى يأمل الخلا ... ص معنى بِهِ تَعب) (مطرَت قلبه الهمو ... م فأودت بِهِ السحب) (فَهُوَ مَا فَوق جِسْمه ... طافيات من الحبب) مَا قصر فِي تَشْبِيه الجرب بالحبب وأنشدني أَيْضا الهزج (وَلما أصبح الْوَصْل ... صَحِيحا مَا بِهِ دَاء) (أَتَى الهجر فَلَا سين ... وَلَا هَاء وَلَا لاء) (وَلَا مِيم وَلَا رَاء ... وَلَا حاء وَلَا يَاء) وَمن شعره الوافر (حبيب لست أنظرهُ بعيني ... وَفِي قلبِي لَهُ حب شَدِيد) (أُرِيد وصاله وَيُرِيد هجري ... فأترك مَا أُرِيد لما يُرِيد) وَمِنْه مجزوء الْخَفِيف (جَارة قد أجارها ال ... حسن من كل جَانب) (فَهِيَ بَين النِّسَاء كال ... بدر بَين الْكَوَاكِب) وَمِنْه مجزوء الرمل (أُفٍّ للدنيا وتف ... كل من فِيهَا يلف) (مثل خياط حَرِيص ... كلما شل يكف) وَمِنْه فِي فرس أدهم الوافر (وأدهم يستعير اللَّيْل مِنْهُ ... وتطلع بَين عَيْنَيْهِ الثريا) (إِذا لَاحَ الصَّباح يطير طيراً ... وتطوى دونه الأفلاك طيا) وَمِنْه الْبَسِيط (وشارب مثل نصف الصَّاد صَاد بِهِ ... قلبِي رشاً ثغره أنقى من الْبرد)

أبو عوف البغداذي

(كَأَنَّمَا خَاله من فَوق وجنته ... سَواد عين بدا فِي حمرَة الرمد) ) وَمِنْه الطَّوِيل (أرى حب ذَات الطوق يزْدَاد لوعة ... إِذا نحت أَو ناح الْحمام المطوق) (وقلبي على جمر الْمحبَّة مُودع ... وإنسان عَيْني بالمدامع يغرق) (سعى الدَّهْر مَا بيني وَبَين أحبتي ... فغربت لما فارقوني وشرقوا) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو عَوْف البغداذي) عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان بن عَطِيَّة أَبُو عَوْف البغداذي الْبزورِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْمطرف القنازعي) عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْمطرف الْأنْصَارِيّ القنازعي الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي نشر الْعلم وأقرأ الْقُرْآن وَكَانَ عَالما عَاملا فَقِيها حَافِظًا ورعاً متقشفاً صنف شرح الْمُوَطَّأ وَكَانَ لَهُ معرفَة باللغة وَالْأَدب وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (شمس الدّين الْحَارِثِيّ الْحَنْبَلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن أَحْمد الْعَلامَة شيخ الْحَنَابِلَة شمس الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة سعد الدّين الْحَارِثِيّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي وبدمشق من الْفَخر عَليّ وَجَمَاعَة وبرع فِي الْمَذْهَب وَأخذ النَّحْو عَن ابْن النّحاس وَالْأُصُول عَن ابْن دَقِيق الْعِيد ودرس وَأفْتى وناظر وتصدر للإفادة مَعَ الدّيانَة والصيانة وَالْوَقار والسمت الصَّالح وَالْقُوَّة فِي الصدْق وَكَانَ مَعَه مدارس كبار وَحج غير مرّة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (أَبُو مُسلم الْخُرَاسَانِي) عبد الرَّحْمَن بن مُسلم أَبُو مُسلم وَقيل إِبْرَاهِيم بن

عُثْمَان بن يسَار الْخُرَاسَانِي صَاحب الدعْوَة كَانَ قَصِيرا أسمر جميلاً حلواً نقي الْبشرَة أحور الْعين عريض الْجَبْهَة حسن اللِّحْيَة طَوِيل الشّعْر طَوِيل الظّهْر خافض الصَّوْت فصيحاً بالعربي والفارسي حُلْو الْمنطق راوية للشعر عَالما بالأمور لم ير ضَاحِكا وَلَا مازحاً إِلَّا فِي وقته وَلَا يكَاد يقطب فِي شَيْء من أَحْوَاله تَأتيه الفتوحات العظائم فَلَا يظْهر عَلَيْهِ أثر السرُور وتنزل بِهِ الفادحة فَلَا يرى مكتئباً لَا يَأْتِي) النِّسَاء فِي السّنة إِلَّا مرّة وَيَقُول الْجِمَاع جُنُون وَيَكْفِي الْإِنْسَان أَن يجن فِي السّنة مرّة وَاحِدَة ولد سنة مائَة من الْهِجْرَة وَقتل سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَأول ظُهُوره بمرو وَكَانَ فِي سنة تسع وَعشْرين ظهر فِي خمسين رجلا ويروى أَنه من ولد بزرجمهر ولد بأصبهان وَنَشَأ بِالْكُوفَةِ وروى عَن عِكْرِمَة مُرْسلا وَعَن ثَابت الْبنانِيّ وَابْن الزبير وَإِسْمَاعِيل السّديّ وَمُحَمّد بن عَليّ العباسي وَجَمَاعَة كَانَ اسْمه إِبْرَاهِيم فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم الإِمَام غير اسْمك فَسمى نَفسه عبد الرَّحْمَن قيل إِن أَبَاهُ رأى فِي نَومه كَأَنَّهُ جلس للبول فَخرج من إحليله نَار وَارْتَفَعت فِي السَّمَاء وسدت الْآفَاق وأضاءت الأَرْض وَوَقعت بِنَاحِيَة الْمشرق فَقص رُؤْيَاهُ على عِيسَى بن معقل الْعجلِيّ فَقَالَ لَهُ مَا اشك أَن فِي بطن جاريتك غُلَام وَكَانَت جَارِيَته حَامِلا فَوضعت أَبَا مُسلم فَلَمَّا ترعرع اخْتلف مَعَ وَلَده إِلَى الْمكتب فَخرج أديباً لبيباً أريباً يشار إِلَيْهِ فِي صغره فَاجْتمع بِجَمَاعَة من نقباء الإِمَام مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعَبَّاس الخراسانية فَأَعْجَبَهُمْ عقله وأدبه وَكَلَامه ومعرفته وَمَال هُوَ إِلَيْهِم وَخرج مَعَهم إِلَى مَكَّة فأورد النُّقَبَاء على إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الإِمَام وَقد تولى الْإِمَامَة بعد وَفَاة أَبِيه عشْرين ألف دِينَار ومائتي ألف دِرْهَم وأهدوا إِلَيْهِ أَبَا مُسلم فأعجب بمنطقه وأدبه وَقَالَ لَهُم هَذَا عضلة من العضل وَأقَام بخدمه سفرا وحضراً ثمَّ إِن النُّقَبَاء عَادوا إِلَى إِبْرَاهِيم وسألوه رجلا يقوم بِأَمْر خُرَاسَان فَقَالَ إِنِّي جربت هَذَا الْأَصْبَهَانِيّ وَعرفت بَاطِنه وَظَاهره فَوَجَدته حجرا لأرض فَدَعَا أَبَا مُسلم وقلده

أَمر خُرَاسَان وَكَانَ إِبْرَاهِيم قد أرسل إِلَى أهل خُرَاسَان سُلَيْمَان بن كثير الْحَرَّانِي يَدعُوهُم إِلَى أهل الْبَيْت فَلَمَّا بعث أَبَا مُسلم أَمر من هُنَاكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة وَأمره أَن لَا يُخَالف سُلَيْمَان فَكَانَ أَبُو مُسلم يخْتَلف مَا بَين إِبْرَاهِيم وَسليمَان وَكَانَ مَرْوَان بن مُحَمَّد يحتال على الْوُقُوف على حَقِيقَة الْأَمر وَإِلَى من يَدْعُو أَبُو مُسلم فَلم يزل حَتَّى ظهر لَهُ أَن الدُّعَاء لإِبْرَاهِيم فَأرْسل مَرْوَان وَقبض عَلَيْهِ وَهُوَ عِنْد إخْوَته بالحميمة وأحضره إِلَى حران فأوصى إِبْرَاهِيم لِأَخِيهِ عبد الله السفاح وَقتل إِبْرَاهِيم الإِمَام على مَا مر فِي تَرْجَمته وَأخذ أَبُو مُسلم يَدْعُو إِلَى عبد الله السفاح وَلما ظهر بمرو كَانَ الْوَالِي بخراسان نصر بن سيار اللَّيْثِيّ فَكتب نصر إِلَى مَرْوَان الطَّوِيل (أرى جذعاً إِن يَئِن لم يَقوَ رَيِّضٌ ... عَلَيْهِ فبادِر قَبلَ أَن يثني الْجذع) وَكَانَ مَرْوَان مَشْغُولًا بِغَيْرِهِ من الْخَوَارِج بالجزيرة الفراتية وَغَيرهَا مِنْهُم الضَّحَّاك بن قيس الحروري وَغَيره فَلم يجبهُ عَن كِتَابه فَكتب إِلَيْهِ ثَانِيَة قَول ابْن مَرْيَم عبد الله بن إِسْمَاعِيل) البَجَلي الْكُوفِي وَكَانَ لَهُ مكتب بخراسان الوافر (أرى خلل الرماد وميض جمر ... ويوشك أَن يكون لَهَا ضرام) (فَإِن النَّار بالزندين تورى ... وَإِن الْحَرْب أَولهَا كَلَام) (لَئِن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهام) (أَقُول من التَّعَجُّب لَيْت شعري ... أأيقاظ أُميَّة أم نيام) (فَإِن كَانُوا لحينهم نياماً ... فَقل قومُوا فقد حَان الْقيام) فَكتب مَرْوَان الْجَواب نمنا حِين وليناك خُرَاسَان وَالشَّاهِد يرى مَا لَا يرى الْغَائِب فاحسم الشولول قبلك فَقَالَ نصر قد أعلمكُم أَن نصر عِنْده ثمَّ كتب ثَالِثا فَأَبْطَأَ الْجَواب عَنهُ وقويت شَوْكَة أبي مُسلم وهرب نصر من خُرَاسَان فَمَاتَ بِنَاحِيَة ساوة ووثب أَبُو مُسلم على عَليّ بن جديع بن عَليّ الْكرْمَانِي فَقتله بنيسابور بعد أَن قَيده وحبسه وَقعد فِي الدست وَسلم عَلَيْهِ بالإمرة وَصلى وخطب ودعا للسفاح وصفت لَهُ خُرَاسَان وانقطعت عَنْهَا ولَايَة بني أُميَّة ثمَّ أَنه سير العساكر لقِتَال مَرْوَان وَظهر السفاح بِالْكُوفَةِ وبويع بالخلافة وتجهزت العساكر لمروان وَعَلَيْهَا عبد الله بن عَليّ بن الْعَبَّاس فَتقدم مَرْوَان إِلَى الزاب وَهُوَ نهر بَين الْموصل وإربل وَكَانَت الْوَقْعَة على كساف وانكسر عَسْكَر مَرْوَان فَتَبِعَهُ عبد الله بن عَليّ بجيوشه فهرب إِلَى مصر فَأَقَامَ عبد الله بِدِمَشْق وَأرْسل وَرَاءه جَيْشًا بصبغ الْأَصْفَر فَأدْرك مَرْوَان عِنْد قَرْيَة بوصير بالفيوم وَقتل على مَا يذكر فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى واجتز رَأسه وبعثوه إِلَى

السفاح فَبَعثه إِلَى أبي مُسلم وَأمره أَن يطِيف بِهِ فِي بِلَاد خُرَاسَان وَكَانَ السفاح كثير التَّعْظِيم لأبي مُسلم لما صنعه وَدبره وَكَانَ أَبُو مُسلم ينشد الْبَسِيط (أدْركْت بالحزم والكتمان مَا عجزت ... عَنهُ مُلُوك بني مَرْوَان إِذْ حشدوا) (مَا زلت أسعى بجهدي فِي دمارهم ... وَالْقَوْم فِي غَفلَة بِالشَّام قد رقدوا) (حَتَّى ضربتهم بِالسَّيْفِ فانتبهوا ... من نومةٍ لم ينمها قبلهم أحد) (وَمن رعى غنما فِي أَرض مسبعةٍ ... ونام عَنْهَا تولى رعيها الْأسد) وَلما مَاتَ السفاح وَتَوَلَّى أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور صدرت من أبي مُسلم أَسبَاب وقضايا غيرت قلب الْمَنْصُور عَلَيْهِ فعزم على قَتله وَبَقِي حائراً فِي أمره بَين الاستبداد بِرَأْيهِ أَو الاستشارة فِي أمره فَقَالَ يَوْمًا لسلم بن قُتَيْبَة ابْن مُسلم الْبَاهِلِيّ مَا ترى فِي أَمر أبي مُسلم) فَقَالَ لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة إِلَّا الله لفسدتا فَقَالَ حَسبك يَا ابْن قُتَيْبَة لقد أودعتها أذنا وَاعِيَة وَكَانَ أَبُو مُسلم قد حج وَلما عَاد نزل الْحيرَة عِنْد الْكُوفَة وَكَانَ بهَا نَصْرَانِيّ كَبِير السن يخبر بالكوائن فَسَأَلَهُ أَبُو مُسلم فَقَالَ لَهُ تقتل وَإِن صرت إِلَى خُرَاسَان سلمت فعزم على الرُّجُوع فَلم يزل أَبُو جَعْفَر يخدعه بالرسائل إِلَى أَن عَاد وَكَانَ أَبُو مُسلم ينظر فِي كتب الْمَلَاحِم ويجد خَبره فِيهَا وَأَنه مميت دولة ومحيي دولة وَأَنه يقتل بِبِلَاد الرّوم وَكَانَ الْمَنْصُور برومية الْمَدَائِن الَّتِي بناها كسْرَى وَلم يخْطر لأبي مُسلم أَنَّهَا مَوضِع قَتله فَلَمَّا دخل على الْمَنْصُور رحب بِهِ وَأمره بالانصراف إِلَى مخيمه وَركب أَبُو مُسلم إِلَيْهِ مرَارًا وَأظْهر لَهُ التجني ثمَّ جَاءَهُ يَوْمًا فَقيل لَهُ إِنَّه يتَوَضَّأ للصَّلَاة فَقعدَ تَحت الرواق ورتب لَهُ الْمَنْصُور جمَاعَة يقفون وَرَاء السرير الَّذِي خلف أبي مُسلم فَإِذا عاتبه لَا يظهرون فَإِذا ضرب يدا على يَد ظَهَرُوا وضربوا عُنُقه ثمَّ جلس الْمَنْصُور وَدخل أَبُو مُسلم فَسلم فَرد عَلَيْهِ وَأذن لَهُ فِي الْجُلُوس وحادثه ثمَّ عاتبه فَقَالَ فعلت وَفعلت فَقَالَ أَبُو مُسلم مَا يُقَال هَذَا إِلَيّ بعد سعيي واجتهادي وَمَا كَانَ مني فَقَالَ الْمَنْصُور يَا ابْن الخبيثة إِنَّمَا فعلت ذَلِك بجدنا وحظنا وَلَو كَانَ مَكَانك أمة سَوْدَاء لعملت عَمَلك أَلَسْت الْكَاتِب إِلَيّ تبدأ بِنَفْسِك قبلي أَلَسْت الْكَاتِب تخْطب عَمَّتي آسِيَة وتزعم أَنَّك ابْن سليط بن عبد الله بن الْعَبَّاس لقد ارتقيت لَا أم لَك مرتقى صعباً فَأخذ أَبُو مُسلم بِيَدِهِ يعركها ويقبلها وَيعْتَذر إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور قتلني الله إِن لم أَقْتلك ثمَّ صفق بِيَدِهِ على الْأُخْرَى فَخرج إِلَيْهِ الْقَوْم وخبطوه بسيوفهم والمنصور يَقُول اضربوا قطع الله أَيْدِيكُم وَكَانَ أَبُو مُسلم قد قَالَ عِنْد أول ضَرْبَة استبقني يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لعدوك فَقَالَ لَا أبقاني الله أبدا إِذا وَأي عَدو أعدى مِنْك ثمَّ أدرج فِي بِسَاط فَدخل جَعْفَر ابْن حَنْظَلَة فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور مَا

تَقول فِي أَمر أبي مُسلم فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن كنت أخذت من رَأسه شَعْرَة فَاقْتُلْ ثمَّ اقْتُل ثمَّ اقْتُل فَقَالَ الْمَنْصُور وفقك الله هَا هُوَ فِي الْبسَاط فَلَمَّا نظره قَتِيلا قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عد هَذَا الْيَوْم أول خلافتك فَأَنْشد الْمَنْصُور الطَّوِيل (فَأَلْقَت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى ... كَمَا قر عينا بالإياب الْمُسَافِر) ثمَّ أقبل الْمَنْصُور على من حَضَره وَأَبُو مُسلم بَين يَدَيْهِ طريحاً وَأنْشد السَّرِيع (زعمت أَن الدّين لَا يقتضى ... فاستوف بِالْكَيْلِ أَبَا مجرم) (إشرب بكأس كنت تَسْقِي بهَا ... أَمر فِي الْحلق من العلقم) ) وَفِيه يَقُول أَبُو دلامة الطَّوِيل (أَبَا مجرم مَا غير الله نعْمَة ... على عَبده حَتَّى يغيرها العَبْد) (أَفِي دولة الْمَنْصُور حاولت غدرة ... أَلا إِن أهل الْغدر آباؤك الكرد) (أَبَا مجرم خوفتني الْقَتْل فانتحى ... عَلَيْك بِمَا خوفتني الْأسد الْورْد) وَكَانَ الْمَنْصُور بعد قَتله أَبَا مُسلم كثيرا مَا ينشد لجلسائه الطَّوِيل (طوى كشحه عَن أهل كل مشورة ... وَبَات يُنَاجِي عزمه ثمَّ صمما) (وأقدم لما لم يجد ثمَّ مذهبا ... وَمن لم يجد بدا من الْأَمر أقدما) وَفِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَة ظهر الريوندية وهم قوم من خُرَاسَان على رَأْي أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي يَقُولُونَ فِي مَا زعم بتناسخ الْأَرْوَاح وَأَن روح آدم حلت فِي عُثْمَان بن نهيك وَأَن الْمَنْصُور هُوَ رَبهم الَّذِي يُطعمهُمْ ويسقيهم وَأَن الْهَيْثَم بن عدي هُوَ جِبْرِيل أَتَوا قصر الْمَنْصُور وَجعلُوا يطيفون بِهِ وَيَقُولُونَ هَذَا فَقبض الْمَنْصُور مِنْهُم نَحْو الْمِائَتَيْنِ من الْكِبَار وحبسهم فَغَضب الْبَاقُونَ لأجل ذَلِك وحملوا نعشاً ومروا بِهِ على بَاب السجْن يوهمون أَنَّهَا

عبد الرحمن بن المسور

جَنَازَة واقتحموا السجْن وأخرجوا أَصْحَابهم وقصدوا الْمَنْصُور وهم سِتّ مائَة فتنادى النَّاس وأغلقت الْمَدِينَة ثمَّ أبادوهم قتلا 3 - (عبد الرَّحْمَن بن الْمسور) عبد الرَّحْمَن بن الْمسور بن مخرمَة الزُّهْرِيّ الْمدنِي الْفَقِيه سمع أَبَاهُ وسعداً بن أبي وَقاص وَأَبا رَافع وَكَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم 3 - (ابْن مسافع الشَّاعِر) عبد الرَّحْمَن بن مسافع بن دارة وَقيل هُوَ عبد الرَّحْمَن بن ربعي بن مسافع وَأَخُوهُ مسافع بن مسافع وَكِلَاهُمَا شاعران وأخوهما سَالم بن مسافع ابْن دارة شَاعِر أَيْضا فَأَما سَالم أخوهما فمخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَأما عبد الرَّحْمَن ومسافع فإسلاميان لما أَخذ السمهري العكلي اللص وَحبس وَقتل كَانَت بَنو أَسد قد أَخَذته وَبعثت بِهِ إِلَى السُّلْطَان وَكَانَ نديماً لعبد الرَّحْمَن فَقَالَ عبد الرَّحْمَن يهجو بني أَسد ويحرض عكلا الطَّوِيل (إِن يمس بالعينين سقم فقد أَنا ... لعينيك من طول الْبكاء على جمل) (يهيم بهَا لَا الدَّهْر فان وَلَا المنى ... سواهَا وَلَا تسلوا بِأَهْل وَلَا شغل) ) (كبيضة أدحي بميث خميلة ... يخففها جون بجوجؤه الصعل) مِنْهَا الطَّوِيل (وَيَا رَاكِبًا إِمَّا عرضت مبلغا ... على نأيهم مني الْقَبَائِل من عكل) (وَكَيف تنام اللَّيْل عكل وَلم تنَلْ ... رضَا قَود بالسمهري وَلَا عقل) (فَلَا صلح حَتَّى تنحط الْخَيل بالقنا ... وتوقد نَار الْحَرْب بالحطب الجزل) (وجرد تعادي بالكماة كَأَنَّهَا ... تلاحظ من غيظ بأعينها الْقبل) (علام تمشي فقعس بدمائكم ... وَمَا هِيَ بالفرع المنيف وَلَا الأَصْل) (وَكُنَّا حَسبنَا فقعساً قبل هَذِه ... أذلّ على وَقع الهوان من النَّعْل) (فقد نظرت نَحْو النُّجُوم وسلمت ... على النَّاس واعتاضت بخصب من الْمحل) (وَإِن أَنْتُم لم تثأروا بأخيكم ... فكونوا بَغَايَا للخلوق وللكحل)

عبد الرحمن الداخل

(وبيعوا الردينيات بالحلي واقعدوا ... على الذل وابتاعوا المغازل بِالنَّبلِ) وَهِي قصيدة طَوِيلَة فاعتضه الْكُمَيْت بن مَعْرُوف الفقعسي فَعَيَّرَهُ بقتل زميل الْفَزارِيّ سَالم بن دارة وَقَالَ الطَّوِيل (فَلَا تكثروا فِينَا الضجاج فَإِنَّهُ ... محا السَّيْف مَا قَالَ ابْن دارة أجمعا) ثمَّ إِن بني أَسد ظَفرت بِعَبْد الرَّحْمَن بَعْدَمَا أَكثر من سبهم وهجائهم فتآمروا فِي قَتله فَقَالَ بَعضهم لَا نَقْتُلهُ وَلَكِن نَأْخُذ عَلَيْهِ أَن يمدحنا فنحسن إِلَيْهِ فَيَمْحُو بمدحه مَا سلف من هجائه فَأتى رجل مِنْهُم كَانَ قد عضه بهجائه فَضَربهُ بِسَيْفِهِ فَقتله وَقَالَ الْكَامِل (قتل ابْن دارة بالجزيرة سبنا ... وَزَعَمت أَن سبابنا لَا يقتل) وَيُقَال إِن الْبَيْت الأول لهَذَا الْقَائِل أَيْضا 3 - (عبد الرَّحْمَن الدَّاخِل) عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك الْأمَوِي الدَّاخِل إِلَى الأندلس وَهُوَ أول من ملك الأندلس وانفلت من بَين يَدي بني الْعَبَّاس وَأبْعد إِلَى الْمغرب أَقَامَ ببرقة خمس سِنِين وَدخل بدر مَوْلَاهُ يتجسس لَهُ الْأَخْبَار فَقَالَ للمضرية لَو وجدْتُم رجلا من أهل الْخلَافَة أَكُنْتُم تبايعونه فَقَالُوا وَكَيف لنا بذلك فَقَالَ بدر هَذَا عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة فَأتوهُ فَبَايعُوهُ فولي عَلَيْهِم ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ دُخُوله الأندلس سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الآخر سنة) اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وَكَانَت ولَايَته ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة وَأَرْبَعَة اشهر وَكَانَ يُوسُف الفِهري أول من قطع الدعْوَة عَنْهُم وَكَانُوا من قبله يدعونَ لولد عبد الْملك بن مَرْوَان بالخلافة فَأبْطل يُوسُف ذَلِك فَلَمَّا دخل عبد الرَّحْمَن قَاتل يُوسُف وَاسْتولى على الْبِلَاد وَبَقِي ملك الأندلس بأيدي أَوْلَاده إِلَى رَأس الْأَرْبَع مائَة وَكَانَ عبد الرَّحْمَن من أهل الْعلم على سيرة جميلَة من الْعدْل فِي قَضَائِهِ وَكَانُوا يَقُولُونَ ملك الدُّنْيَا ابْنا بربريتين يعنون الْمَنْصُور وَعبد الرَّحْمَن وَكَانَ الْمَنْصُور إِذا ذكر لَهُ عبد الرَّحْمَن قَالَ ذَاك صقر قُرَيْش دخل الْمغرب وَقد قتل قومه فَلم يزل يضْرب العدنانية بالقحطانية حَتَّى تملك قَالَ ابْن حزم خطب عبد الرَّحْمَن بالخلافة لأبي جَعْفَر الْمَنْصُور أعواماً ثمَّ ترك الْخطْبَة وَلم تهجه بَنو الْعَبَّاس وَلَا تعرض هُوَ لَهُم وَكَانَ بقرطبة جنَّة اتخذها عبد الرَّحْمَن وَكَانَ فِيهَا نَخْلَة تولدت مِنْهَا كل نَخْلَة بالأندلس وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة

أبو عثمان النهدي

اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وَقيل إِن رجلا مِمَّن كَانَ لَهُ علم رَأْي فِيهِ عَلامَة فَقَالَ لَهُ إِن أَمر الأندلس صائر إِلَيْك فَهُوَ الَّذِي حثه على التَّوَجُّه إِلَى الأندلس وبويع بطتيانة من قرى الْوَادي بإشبيلية وَطلبت قناة تعقد لَهُ فِيهَا راية فَلم تُوجد فعقدوا لَهُ ملحفة فِي قَصَبَة وَكَانَت الأندلس غفلاً من سمة الْملك فدون الدَّوَاوِين وجند الأجناد وَفرض الأعطية وَأقَام للْملك أبهة وشعاراً وَمن شعره الرجز (غنيت عَن روض وَقصر شَاهِق ... بالقفر والإيطان فِي السرادق) (فَقل لمن نَام على النمارق ... إِن العلى شدت بهم طَارق) وَمِنْه الْخَفِيف (أَيهَا الرَّاكِب الميمم أرضي ... أقرّ من بعض السَّلَام لبَعض) (إِن جسمي كَمَا علمت بِأَرْض ... وفؤادي ومالكيه بِأَرْض) (قدر الْبَين بَيْننَا فافترقنا ... وطوى الْبَين عَن جفوني غمضي) (قد قضى الله بالفراق علينا ... فَعَسَى باجتماعنا سَوف يقْضِي) وَمِنْه الْكَامِل (لَا يلف ممتن علينا قَائِل ... لولاي مَا ملك الْأَنَام الدَّاخِل) ) (سعدي وحزمي والمهند والقنا ... ومقادر بلغت وَحَال حَائِل) (إِن الْمُلُوك مَعَ الزَّمَان كواكبٌ ... نجم يطالعنا وَنجم آفل) (والحزم كل الحزم أَن لَا يغفلوا ... أيردم تَدْبِير الْبَريَّة غافل) (وَيَقُول قوم سعده لَا عقله ... خير السَّعَادَة مَا حماها الْعَاقِل) (أبني أُميَّة قد جبرنا كسركم ... بالغرب رغماً والسعود قبائل) (مَا دَامَ من نسلي إِمَام قَائِم ... فالملك فِيكُم ثَابت متواصل) 3 - (أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مل بِكَسْر الْمِيم وَضمّهَا أَبُو عُثْمَان

أبو مسلم الأصبهاني

النَّهْدِيّ قَالَ أسلمت على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأديت إِلَيْهِ ثَلَاث صدقَات وَلم ألقه وغزوت على عهد عمر قَالَ ابْن عبد الْبر شهد الْقَادِسِيَّة وجلولاء وتستر ونهاوند واليرموك ومهران ورستم يُقَال أَنه عَاشَ فِي الْجَاهِلِيَّة أَزِيد من سِتِّينَ سنة وَفِي الْإِسْلَام مثل ذَلِك وَكَانَ يَقُول بلغت من الْعُمر مائَة وَثَلَاثِينَ سنة فَمَا مني شَيْء إِلَّا قد عرفت النَّقْص فِيهِ إِلَّا أملي فَإِنَّهُ كَمَا كَانَ وَكَانَ يَقُول أدْركْت الْجَاهِلِيَّة فَمَا سَمِعت صَوت صبح وَلَا بربط وَلَا مزمار أحسن من صَوت أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بِالْقُرْآنِ وَإنَّهُ كَانَ ليُصَلِّي بِنَا صَلَاة الصُّبْح فنود لَو صلى بِنَا بِسُورَة الْبَقَرَة من حسن صَوته وَسمع أَبُو عُثْمَان من عمر وَابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وبلال وسلمان وَعلي وَأبي مُوسَى وَسَعِيد بن زيد وَابْن عَبَّاس وَطَائِفَة وَحج فِي الْجَاهِلِيَّة مرَّتَيْنِ وَصَحب سلمَان الْفَارِسِي اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَكَانَ صواماً قواماً قَانِتًا لله وَكَانَ يُصَلِّي حَتَّى يغشى عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو مُسلم الْأَصْبَهَانِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مندويه أَبُو مُسلم الْأَصْبَهَانِيّ من بلغاء أَصْبَهَان ورسائله فِي طَرِيق رسائل الجاحظ وَكَلَامه يكَاد يشبه كَلَامه وَله كتاب الشّعْر وَالشعرَاء يشْتَمل على خَمْسَة وَعشْرين كتابا كل كتاب مِنْهَا ذُو أَبْوَاب وفصول يبلغ عَددهَا سبع مائَة بَاب وَفصل وَقد فرق فِيهَا كل فن من فنون الشّعْر الْمَقُول فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام يَقع فِي ألف ورقة وَله كتاب فِي السّمن والهزال والطول وَالْقصر يَقع فِي نَحْو مِائَتي ورقة مَا سبق إِلَى مثله وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة تَقْرِيبًا قَالَ حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ وَمن عجب الِاتِّفَاق أَن سعيد بن الْفضل) اليزيدي كَانَ أَنْشدني لنَفسِهِ أبياتاً من نُسْخَة ديوَان شعره وَكَانَت أول من نسخهَا وَهِي الْكَامِل (ضاعف عَليّ بجهدك الْبلوى ... واصرف عنانك للَّذي تهوى) (واهجر وَبَالغ فِي مهاجرتي ... والهج بهَا فِي السِّرّ والنجوى) (فَإِذا بلغت الْجهد مِنْك وَلم ... تتْرك لنَفسك غَايَة ترجى) (فَانْظُر فَهَل حَالي بك انْتَقَلت ... عَمَّا تحب لحالة أُخْرَى) فَدخلت فِي أسبوعي إِلَى أَصْبَهَان فاجتمعت بِأبي مُسلم فأنشدني لنَفسِهِ من دفتر شعره الْكَامِل (مَا كل من لَك يظْهر الشكوى ... حنيت أضالعه على الْبلوى) (فطوى الْهوى وَأسر علته ... وَلم يدر من يهواه مَا يلقى)

أبو سعيد العنبري

(أتظن أَنَّك لَو سفكت دمي ... يَا من يتيه بحسنه زهوا) (هَل كنت منتقلاً ومنصرفاً ... عَمَّا تحب لحالة أُخْرَى) 3 - (أَبُو سعيد الْعَنْبَري) عبد الرَّحْمَن بن مهْدي الْعَنْبَري مَوْلَاهُم وَقيل مولى الأزد أَبُو سعيد الْبَصْرِيّ اللؤْلُؤِي الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة سمع أَيمن بن نائل وَعمر بن أبي زَائِدَة وَهِشَام بن عبد الله وَمُعَاوِيَة بن صَالح وَإِسْمَاعِيل بن مُسلم الْعَبْدي قَاضِي جَزِيرَة كيش وَعبد الله بن بديل الْمَكِّيّ وَعبد الْجَلِيل بن عَطِيَّة وَأَبا خلدَة خَالِد ابْن دِينَار السَّعْدِيّ وَشعْبَة وسُفْيَان والمسعودي وخلقاً كثيرا قَالَ أَحْمد ابْن حَنْبَل هُوَ أفقه من يحيى بن سعيد وَإِذا اخْتلف هُوَ ووكيع فَابْن مهْدي أثبت لِأَنَّهُ أقرب عهدا بِالْكتاب قَالَ أَحْمد الْعجلِيّ شرب عبد الرَّحْمَن وَالطَّيَالِسِي البلاذر فبرص عبد الرَّحْمَن وجذم الآخر وَتُوفِّي بِالْبَصْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن حديج قَاضِي مصر) عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن حديج الْكِنْدِيّ التجِيبِي الْمصْرِيّ قَاضِي مصر لعبد الْعَزِيز بن مَرْوَان وَصَاحب شرطته روى عَن أَبِيه وَأبي بصرة الْغِفَارِيّ وَعبد الله بن عَمْرو وَلم يخرجُوا لَهُ شَيْئا وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن أبي الموال الْمدنِي) عبد الرَّحْمَن بن أبي الموال الْمدنِي مولى آل عَليّ بن أَبى طَالب يروي حَدِيث الاستخارة لَيْسَ) يرويهِ غَيره وَهُوَ حَدِيث مُنكر قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أخرجه العجاري قَالَ وَأهل الْمَدِينَة يَقُولُونَ إِذا كَانَ حَدِيث غلط الْمُنْكَدر عَن جَابر وَأهل الْبَصْرَة يَقُولُونَ ثَابت عَن أنس يحيلون عَلَيْهِمَا قَالَ ابْن عدي وَقد روى حَدِيث الاستخارة غير وَاحِد من الصَّحَابَة كَمَا رَوَاهُ ابْن أبي الموال توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة

أبو المعالي الواسطي

3 - (أَبُو الْمَعَالِي الوَاسِطِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مقبل بن الْحُسَيْن الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين أَبُو الْمَعَالِي الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي ولد بواسط سنة سبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وتفقه بواسط وَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده وتفقه على ابْن البوقي وعَلى المجير البغداذي وَابْن فضلان وَابْن الرّبيع وبرع فِي الْمَذْهَب وَأعَاد وَأفْتى ودرس وناب فِي الْقَضَاء عَن أبي صَالح الجيلي ثمَّ ولي بعده قَضَاء الْقُضَاة سنة أَربع وَعشْرين وَولي تدريس مذْهبه بالمستنصرية ثمَّ عزل من الْجَمِيع وتنسك وَلزِمَ بَيته ثمَّ ولي مشيخة رِبَاط المرزبانية إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ من عقلاء الْعلمَاء 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْكِنْدِيّ) عبد الرَّحْمَن بن مقرب بن عبد الْكَرِيم الْحَافِظ الْمُفِيد أسعد الدّين أَبُو الْقَاسِم الْكِنْدِيّ الإسكندري الْعدْل قَرَأَ بِنَفسِهِ على البوصيري وَلزِمَ الْحَافِظ أَبَا الْحسن بن الْمفضل وتحرج بِهِ وَخرج لنَفسِهِ عشْرين جُزْءا أبان فِيهَا عَن معرفَة ونباهة وَحدث عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن مكي) عبد الرَّحْمَن بن مكي بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد بن عَتيق جمال الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الحاسب الطرابلسي المغربي الإسْكَنْدراني السبط ولد سنة سبعين وَخمْس مائَة بالإسكندرية وَسمع من جده أبي طَاهِر السلَفِي قِطْعَة صَالِحَة من مروياته وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَسمع من موقا جُزْءا وَتفرد فِي زَمَانه ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة وروى الْكثير وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى وَخمسين وست مائَة وروى عَنهُ الدمياطي وَالْمُنْذِرِي 3 - (عبد الرَّحْمَن بن ملجم) عبد الرَّحْمَن بن ملجم الْمرَادِي قَاتل عَليّ بن أبي

طَالب رَضِي الله عَنهُ قَرَأَ الْقُرْآن على) معَاذ بن جبل وَكَانَ من الْعباد وَقيل أنّ عمر بن الْخطاب رَضِيَ الله عَنهُ كتب إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ أَن قرب إِلَيّ دَار عبد الرَّحْمَن بن ملجم ليعلم النَّاس الْقُرْآن وَالْفِقْه فَوسعَ لَهُ مَكَان دَاره ثمَّ كَانَ من شيعَة عَليّ بن أبي طَالب بِالْكُوفَةِ وَشهد مَعَه صفّين ثمَّ فعل مَا فعل وَهُوَ عِنْد الْخَوَارِج من أفضل الْأمة وَكَذَلِكَ النصيرية يعظمونه قَالَ ابْن حزم يَقُولُونَ أَن ابْن ملجم أفضل أهل الأَرْض لِأَنَّهُ خلص روح اللاهوت من ظلمَة الْجَسَد وكدره وَعند الروافض أَنه أَشْقَى الْخلق فِي الْآخِرَة وَهُوَ عندنَا أهل السّنة من نرجو لَهُ النَّار وَيجوز أَن الله تَعَالَى يتَجَاوَز عَنهُ وَحكمه حكم قَاتل عُثْمَان وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَسَعِيد بن جُبَير وَقَاتل عمار وَقَاتل خَارِجَة وَقَاتل الْحُسَيْن فَكل هَؤُلَاءِ نبرأ مِنْهُ ونبغضهم فِي الله تَعَالَى وَنكل أَمرهم إِلَى الله وَلما دفن عَليّ أحضر ابْن ملجم وَجَاء النَّاس بالنفط والبواري وَقطعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ وكحلت عَيناهُ ثمَّ قطع لِسَانه ثمَّ أحرق فِي قوصرة وَكَانَ أسمر حسن الْوَجْه أفلج شعره مَعَ شحمة أُذُنه وَفِي جَبهته أثر السُّجُود وَكَانَت قتلته سنة أَرْبَعِينَ من الْهِجْرَة وَقيل إِنَّه قطعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَلم يتأوه بل يَتْلُو الْقُرْآن فَلَمَّا أَرَادوا قطع لِسَانه امْتنع عَن إِخْرَاجه فتعبوا فِي ذَلِك فَقيل لَهُ قطعت يداك ورجلاك وَمَا ألمت وَلَا امْتنعت فَمَا هَذَا الِامْتِنَاع من قطع لسَانك فَقَالَ لِئَلَّا تفوتني تِلَاوَة الْقُرْآن شَيْئا وَأَنا حَيّ فشقوا شدقه وأخرجوا لِسَانه بكلاب وقطعوه وَكَانَ السَّبَب فِي قَتله لعَلي أَن عليا لما قَاتل الْخَوَارِج بالنهروان واستأصل جمهورهم وَلم ينج مِنْهُم إِلَّا الْيَسِير انتدب لَهُ من بقاياهم عبد الرَّحْمَن بن ملجم وتعاقد الْخَوَارِج على قتل مُعَاوِيَة وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَعلي بن أبي طَالب وَخرج مِنْهُم ثَلَاثَة نفر لذَلِك وَدخل عبد الرَّحْمَن الْكُوفَة وَاشْترى لذَلِك سَيْفا وسقاه السم فِيمَا زَعَمُوا حَتَّى لَفظه فَقيل ذَلِك لعَلي فَأحْضرهُ وَقَالَ لَهُ لم تَسْقِي سَيْفك السم قَالَ لعدوي وعدوك فخلى عَنهُ وَكَانَ فِي خلال ذَلِك يَأْتِي عليا فيسأله ويستحمله فيحمله إِلَى أَن وَقعت عينه على قُدَّام وَكَانَت جميلَة رائعة فأحبته فَخَطَبَهَا فَقَالَت لقد آلَيْت أَلا أَتزوّج إِلَّا على مهر لَا أُرِيد سواهُ فَقَالَ مَا هُوَ قَالَت ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَعبد وَجَارِيَة وَقتل عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ وَالله مَا أتيت إِلَّا للفتك بِهِ وَلَا أقدمني هَذَا الْمصر غير ذَلِك وَلَك لما رَأَيْتُك آثرت تزويجك فَقَالَت لَيْسَ إِلَّا الَّذِي قلت لَك فَقَالَ وَمَا بغيتك أَو مَا يغنيني مِنْك قتل عَليّ وَأَنا أعلم أَنِّي إِذا قتلته لم أفلت فَقَالَت إِن قتلته ونجوت فَهُوَ) الَّذِي أردْت تبلغ شِفَاء نَفسِي ويهنيك الْعَيْش معي وَإِن قتلت فَمَا عِنْد الله خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا فَقَالَ لَهَا لَك مَا اشْترطت ثمَّ قَالَ الطَّوِيل (ثَلَاثَة آلافٍ وَعبد وقينة ... وَضرب عَليّ بالحسام المسمم) (فَلَا مهر أغلا من قُدَّام وَإِن غلا ... وَلَا فتك إِلَّا دون فتك ابْن ملجم)

فَقَالَت أَرَانِي من يشد ظهرك فَبعثت إِلَى ابْن عَم لَهَا يدعى وردان بن مجَالد فأجابها وَلَقي ابْن ملجم شبيب بن بحرة الْأَشْجَعِيّ فَقَالَ يَا شبيب هَل لَك فِي شرف الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تساعدني على قتل عَليّ بن أبي طَالب قَالَ ثكلتك أمك لقد جِئْت شَيْئا إداً كَيفَ تقدر على ذَلِك قَالَ إِنَّه رجل لَا حرص لَهُ وَيخرج إِلَى الْمَسْجِد مُنْفَردا فنتمكن مِنْهُ وَقد كمنا لَهُ فِي الْمَسْجِد فنقتله فَإِن نجونا نجونا وَإِن قتلنَا فقد سعدنا بِالذكر فِي الدُّنْيَا وبالجنة فِي الْآخِرَة فَقَالَ وَيلك إِن عليا ذُو سَابِقَة فِي الْإِسْلَام مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله مَا تَنْشَرِح نَفسِي لقَتله قَالَ وَيحك إِنَّه حكم الرِّجَال فِي دين الله وَقتل إِخْوَاننَا الصَّالِحين فنقتله بِبَعْض من قتل فَلَا تسكن فِي دينك فَأَجَابَهُ وأقبلا حَتَّى دخلا على قُدَّام وَهِي معتكفة فِي الْمَسْجِد الْأَعْظَم فِي قبَّة ضربتها لنَفسهَا فدعَتْ لَهما وأخذا سيفيهما وجلسا قبالة السدة الَّتِي يخرج مِنْهَا عَليّ فَخرج إِلَى صَلَاة الصُّبْح فبدره شبيب فَضَربهُ فأخطأه وضربه عبد الرَّحْمَن على رَأسه وَقَالَ الحكم لله يَا عَليّ لَا لَك وَلَا لأصحابك فَقَالَ عَليّ فزت وَرب الْكَعْبَة لَا يفوتنكم الْكَلْب رشد النَّاس عَلَيْهِ من كل جَانب فَأَخَذُوهُ وهرب شبيب خَارِجا من بَاب كِنْدَة فَقَالَ عَليّ احْبِسُوهُ فَإِن مت فَاقْتُلُوهُ وَلَا تمثلوا بِهِ وَإِن لم أمت فَالْأَمْر إِلَيّ فِي الْعَفو وَالْقصاص قَالَ ابْن عبد الْبر اخْتلفُوا هَل ضربه فِي الصَّلَاة أَو قبل الدُّخُول فِيهَا وَهل اسْتخْلف من أتم بهم الصَّلَاة أَو هُوَ أتمهَا وَالْأَكْثَر أَنه اسْتخْلف جعدة بن هُبَيْرَة فصلى بهم تِلْكَ الصَّلَاة وَالله أعلم وَعَن عُثْمَان بن صُهَيْب عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَلي من أَشْقَى الْأَوَّلين قَالَ الَّذِي عقر النَّاقة قَالَ فَمن أَشْقَى الآخرين قَالَ لَا أَدْرِي قَالَ الَّذِي يَضْرِبك على هَذَا يَعْنِي يَافُوخه فيخضب هَذِه يَعْنِي لحيته وَكَانَ عَليّ إِذا رأى ابْن ملجم قَالَ الوافر (أُرِيد حباءه وَيُرِيد قَتْلِي ... عذيرك من خَلِيلك من مُرَاد) وَكَانَ عَليّ كثيرا مَا يَقُول مَا يمْنَع أشقاها أَن يخضب هَذِه من هَذَا وَيُشِير إِلَى لحيته وَرَأسه) خضاب دم لَا خضاب عطر وعبير وَعَن سكين بن عبد الْعَزِيز أَنه سمع أَبَاهُ يَقُول جَاءَ عبد الرَّحْمَن بن ملجم يستحمل عليا فَحَمله ثمَّ قَالَ الوافر (أُرِيد حباءه وَيُرِيد قَتْلِي ... عذيري من خليلي من مُرَاد) أما أَن هَذَا قاتلي قيل فَمَا يمنعك مِنْهُ قَالَ إِنَّه لم يقتلني بعد وَاجْتمعَ الْأَطِبَّاء لعَلي وَكَانَ أبصرهم بالطب أثير بن عَمْرو السكونِي كَانَ صَاحب كسْرَى يتطبب لَهُ وَهُوَ الَّذِي تنْسب لَهُ صحراء أثير فَأخذ أثير رئة شَاة حارة فتتبع عرقا مِنْهَا فاستخرجه فَأدْخلهُ فِي جِرَاحَة عَليّ ثمَّ نفخ الْعرق فاستخرجه فَإِذا عَلَيْهِ بَيَاض دماغ وَإِذا الضَّرْبَة قد وصلت إِلَى أم رَأسه فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إعهد عَهْدك فَإنَّك ميت

أبو تاشفين بن عبد الواد

وَقَالَ عمرَان بن حطَّان يَا ضَرْبَة من تَقِيّ الأبيات وَهِي الْمَذْكُورَة فِي تَرْجَمته وَقَالَ بكر بن حَمَّاد التاهرتي مُعَارضا لَهُ الْبَسِيط (قل لِابْنِ ملجم والأقدار غالبة ... هدمت وَيلك لِلْإِسْلَامِ أركانا) (قتلت أفضل من يمشي على قدم ... وَأول النَّاس إسلاماً وإيمانا) (وَأعلم النَّاس بِالْقُرْآنِ ثمَّ بِمَا ... سنّ الرَّسُول لنا شرعا وتبيانا) (صهر النَّبِي ومولاه وناصره ... أضحت مناقبه نورا وبرهانا) (وَكَانَ مِنْهُ على رغم الحسود لَهُ ... مَكَان هَارُون من مُوسَى بن عمرانا) (وَكَانَ فِي الْحَرْب سَيْفا مَاضِيا ذكرا ... ليثاً إِذا لَقِي الأقران أقرانا) (ذكرت قَاتله والدمع منحدر ... فَقلت سُبْحَانَ رب النَّاس سبحانا) (إِنِّي لأحسبه مَا كَانَ من بشر ... يخْشَى الْمعَاد وَلَكِن كَانَ شَيْطَانا) (أَشْقَى مُرَاد إِذا عدت قبائلها ... وأخسر النَّاس عِنْد الله ميزانا) (كعاقر النَّاقة الأولى الَّتِي جلبت ... على ثَمُود بِأَرْض الْحجر خسرانا) (قد كَانَ يُخْبِرهُمْ أَن سَوف يخضبها ... قبل الْمنية أزمانا وأزمانا) (فَلَا عَفا الله عَنهُ مَا تحمله ... وَلَا سقى قبر عمرَان بن حطانا) (لقَوْله فِي شقي ظلّ مجترما ... ونال مَا ناله ظلما وعدوانا) (يَا ضَرْبَة من تَقِيّ مَا أَرَادَ بهَا ... أَلا ليبلغ من ذِي الْعَرْش رضوانا) (بل ضَرْبَة من غوى أوردته لظى ... فَسَوف يلقى بهَا الرَّحْمَن غضبانا) ) (كَأَنَّهُ لم يرد قصدا بضربته ... إِلَّا ليصلى عَذَاب الْخلد نيرانا) 3 - (أَبُو تاشفين بن عبد الواد) عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى هُوَ الْملك أَبُو تاشفين بن الْملك أبي حمو بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْمِيم الْمُشَدّدَة وَالْوَاو ابْن الْملك أبي عَمْرو عُثْمَان ابْن السُّلْطَان يغمرآسن بن عبد الواد الزناتي المغربي البريري صَاحب تلمسان كَانَ سيئ السِّيرَة يذكر عَنهُ قبائح وَفِيه شجاعة وحزم وجبروت نظر فِي الْعلم وتفقه على أَبِيه الإِمَام وَقتل أَبَاهُ وَكَانَ ملكه نيفاً وَعشْرين سنة قَصده سُلْطَان الْمغرب أَبُو الْحسن المريني وحاصره مُدَّة طَوِيلَة وَأَنْشَأَ فِي الْمنزلَة مَدِينَة كَبِيرَة وَطَالَ الْأَمر إِلَى شهر رَمَضَان فبرز أَبُو تاشفين فِي إِبْطَاله لكبسة

عبد الرحمن بن نجم الحنبلي

ومكيدة انعكست عَلَيْهِ وَركب جَيش أبي الْحسن وحملوا حَتَّى دخلُوا من بَاب تلمسان وقتلوه على ظهر جَوَاده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ الْحصار نَحْو سنتَيْن وَأكْثر وطيف بِرَأْس أبي تاشفين بالمغرب ثمَّ دفن مَعَ جسده عِنْد أبائه بتلمسان وَكَانَ جد السُّلْطَان أبي الْحسن قد نَازل تلمسان أَيْضا سنوات وَمَات وَهُوَ يحاصرها سنة بضع وَسبع مائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن نجم الْحَنْبَلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن نجم بن شرف الْإِسْلَام أبي البركات عبد الْوَهَّاب ابْن الشَّيْخ الإِمَام أبي الْفرج عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الإِمَام نَاصح الدّين أَبُو الْفرج الْحَنْبَلِيّ الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الْوَعْظ سمع وَوعظ ودرس وَله خطب ومقامات وتاريخ الوعاظ وَأَشْيَاء فِي الْوَعْظ وَكَانَ لَهُ قبُول زَائِد وَكَانَ رَئِيس مذْهبه فِي زَمَانه وروى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة دخل بغداذ وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي الْفَتْح ابْن الْمَنِيّ وَسمع من شهدة بنت الأبري وَغَيرهَا ثمَّ قدم دمشق وَعَاد إِلَى بغداذ ثَانِيًا وَتوجه إِلَى أَصْبَهَان وتفقه بهَا على القَاضِي أبي طَالب وخالط الْمُلُوك وروسل بِهِ إِلَى الْأَطْرَاف ثمَّ عَاد إِلَى بغداذ بعد علو سنه وَحدث بهَا 3 - (الْأَعَز أَبُو بكر الْحَنْبَلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن النفيس بن الأسعد الغياثي أَبُو بكر الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بالأعز سمع عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَسعد الْخَيْر بن مُحَمَّد بن سهل الْأنْصَارِيّ وعسكر بن أُسَامَة) النصيبي وتفقه لِأَحْمَد بن حَنْبَل وَحفظ الْقُرْآن وَتكلم فِي الْخلاف وَكَانَ يؤم بالحنابلة فِي الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ توجه إِلَى مصر وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي بعد سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا قَارِئًا مجوداً طيب النغمة وَكَانَ يحفظ فِي يَوْم وَاحِد مَا لَا يحفظه غَيره فِي شهر 3 - (عبد الرَّحْمَن بن نوح) عبد الرَّحْمَن بن نوح بن مُحَمَّد الإِمَام شمس الدّين التركماني الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمُفْتِي صَاحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن الصّلاح كَانَ فَقِيها مجوداً

عبد الرحمن بن نصر الحنفي

بَصيرًا درس بالرواحية وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وَهُوَ وَالِد نَاصِر الدّين الَّذِي شنفوه فِي الدولة المنصورية وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين وشمس الدّين هُوَ وَالِد بهاء الدّين أَيْضا توفّي سنة أَربع وَخمسين وست مائَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن نصر الْحَنَفِيّ) عبد الرَّحْمَن بن نصر بن عبيد الْمُفْتِي الإِمَام زين الدّين الفدمي السوادي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ سمع المرسي وسبط بن الْجَوْزِيّ وخطيب مردا وَإِبْرَاهِيم البطائحي والرشيد الْعِرَاقِيّ واليلداني وعدة وَشهد تَحت السَّاعَات دهراً ثمَّ عجز وَانْقطع بمدرسة الأَسدِية وَكَانَ بَصيرًا بالفقه عابراً للرؤيا توفّي وَله سِتّ وَثَمَانُونَ سنة ووفاته سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْن أبي نعم البَجلِيّ) عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم البَجلِيّ الْكُوفِي يروي عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد كَانَ يفْطر فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو نعيم النَّخعِيّ) عبد الرَّحْمَن بن هَانِئ بن سعيد أَبُو نعيم النَّخعِيّ الْكُوفِي ابْن بنت إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ ضَعِيف توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة 3 - (الْوَزير فلك المسيري) عبد الرَّحْمَن بن هبة الله هُوَ فلك المسيري الْوَزير كَانَ صَدرا كَبِيرا محتشماً وافر الْحُرْمَة ظَاهر الحشمة وَالنعْمَة كثير التيه والصلف ورسم الْملك الْأَشْرَف عَلَيْهِ وأحاط على موجوده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة لكَونه نقل إِلَيْهِ أَنه يُكَاتب أَخَاهُ الْكَامِل وَكَانَ لَهُ عِنْده حَظّ مَعَ أَنه كَانَ يستجهله خرج يَوْمًا وَعَاد فَقَالَ لَهُ أَيْن كنت فَقَالَ يَا مَوْلَانَا سيرت الدَّوَابّ إِلَى الاصطبل فَقَالَ لَهُ عجب مَا رحت مَعهَا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَفِيه قَالَ) الْقَائِل

أبو القاسم المصري

(صَعب القيادة يَا فلك ... تنقاد لَك) (ايش هُوَ فلك وايش هُوَ مسير ... حَتَّى يجي مِنْهَا وَزِير) (وَالله وَلَا راعي حمير ... كنت اجعلك) (ترضي غلامك بِالنَّهَارِ ... مَرَّات وبالليل زَاد مرار) (بالصاحب ازعق لي جهار ... قع طز فِي جَوف لحيتك) (اسْمك مقار مَا تعربه ... وَالْمَال بالْقَوْل تحسبه) (والسرح بالصَّاد تكتبه ... مَا أجهلك) (لَو كَانَ فِي الدُّنْيَا خَبِير ... كَانَ ركبك فَوق الْحمير) (والبوق خَلفك والنفير ... وَأَنا أنذلك) (خلي القيادة والفضول ... كم ذَا تخاصم كم تصول) (وتدعي أَنَّك رَسُول ... من أرسلك) (لَو كنت أملك يَا قبق ... أَمرك جعلتك فِي الْحلق) (عُرْيَان وَفِي عُنُقك حلق ... وَأَنا انطلك) وجدت بِخَط بعض الْفُضَلَاء أَن فَخر الْقُضَاة ابْن بصاقة نظمها وَعَزاهَا إِلَى النصير الإخميمي قَالَ وَسَأَلت فَخر الْقُضَاة عَنْهَا فَسكت 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ) عبد الرَّحْمَن بن هبة الله بن رِفَاعَة السديد علم الرؤساء أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة كَانَ يتَوَلَّى ديوَان المكاتبات لخلفاء مصر وَله نثر جيد ونظم جيد وَمن شعره فِي القطائف الْبَسِيط (وافى الصّيام فوافتنا قطائفه ... كَمَا تسنمت الكثبان من كثب) (مَا بَين محشوة صفت إِلَى أخر ... حمر من القلي تشفي جنَّة السغب) (كأنهن حروز ذَات أغشية ... من فضَّة وتعاويذ من الذَّهَب) وَمِنْه فِي الثغر الطَّوِيل (وَحقّ لَهُ إِذْ كَانَ حق جَوَاهِر ... إِذا صين من مسك اللمى بختامه) ) وَمِنْه الوافر (فهبني من زيارتك افتخاراً ... يجر على المجرة مِنْهُ ذيل)

(فَإِن اللَّيْل إِن حلاه قصف ... نَهَار وَالنَّهَار العطل ليل) وَمِنْه الْبَسِيط (أحباب قلبِي أعيدوا لي وصالكم ... فَمَا للسعة قلبِي غَيْركُمْ راق) (أَقْسَمت مَا حَال قلبِي عَن محبتكم ... يَوْمًا وَلَا حل بعد الدَّار ميثاقي) (فَغير دمعي عَلَيْكُم غير مكتسب ... وَغير قلبِي إِلَيْكُم غير مشتاق) (فَإِن يكن قد مَضَت أَيَّام وصلكم ... فَإِن حبكم بَين الحشا بَاقٍ) وَكتب علم الرؤساء إِلَى القَاضِي الْفَاضِل قد جعل الله الْمجْلس العالي الفاضلي الأسعدي زَاده الله من اصطفائه أبكار المناقب وعونها وواصل إِلَى جنابه حمولات المئويات وظعونها واستجاب من أوليائه فِي طول بَقَائِهِ وهلاك أعدائه صَالح الدَّعْوَات الَّتِي يدعونها خير من يُنَادي ويناجي قَرِيبا وبعيداً وَأفضل منعم يُحَقّق وَعدا ويخلف وعيداً وَعم الْخلق جَمِيعًا بنعمته وَشرف الدُّنْيَا بصوابحكمه وَصوب حكمته والهج أقلامه بتوزيع أفضال المَال والجاه وقسمته وَخَصه فِي إهداء الْهدى بمدى أقربه على السامعين أبعده وأثل لَهُ مجداً لَا يتناهى مصعده وَيكون فَوق النَّجْم مَقْعَده وَلم يزل إقباله على الْمُلُوك يرِيه وَجه الإقبال وسيماً وَيُعِيد عِنْده سموم الْيَأْس بأرواح النجاح نسيماً وَلَا يضيع جريه فِي ميدان اعتناق تنفذ مراسمه عنقًا ورسيما وَقد كَانَ أكبر مَوْلَاهُ عَن مُكَاتبَة تلِيق بالأكابر وتنحط عَن الأصاغر وَسَأَلَ ابْن حيون إحساناً إِلَيْهِ بِذكر هَذِه الْجُمْلَة فِي كتبه وإجمالاً وَأَن يقلده بالإعراب عَنهُ منَّة لَا يسأم لَهَا على مر الزَّمَان احْتِمَالا وَحين أكدت مطالبه وأحاطت بجوانبه دواعي النَّدَم وجوالبه وَصَارَ الإجلال وجلا وَعَاد الْإِحْلَال خجلاً ثاب إِلَيْهِ من علم شرف خلق الْمولى وكرم طبعه وتواضعه المرتفعة أقدار الْمَعَالِي بِحسن وَضعه وَمَا حمله على نظم قصيدة خدم بهَا مَجْلِسه الْكَرِيم مَعَ تحَققه أَن لمدحه جادة يعجز جلة الشُّعَرَاء عَن سلوكها وضراعته فِي إجرائه فِي تقبلهَا على مألوف عَادَة الْإِحْسَان ومعروفها واغتفار خطلها الَّذِي كَفَّارَته مَا يواصله هُوَ وعائلته من أدعية صَالِحَة للْمولى والمملوك مُسْتَمر على عَادَته فِي مُلَازمَة الْخدمَة والمواظبة عَلَيْهَا وإدامة البكور إِلَيْهَا مَعَ مَا يلْحقهُ من النزلات الَّتِي يظلم بهَا مطالع محياه وَغَيرهَا من) أمراض شَاهدهَا اصفرار محياه وَالله تَعَالَى يزِيد فِي مَحل الْمولى علوا يؤسس على التَّقْوَى ويجمل الدُّنْيَا بمفاخره الموفية على ناصع الْجَوْهَر الْمُنْتَقى وَالْقَصِيدَة المنسرح (تالله مَا عاشق الدمى عَاقل ... كلا وَلَا عاذل لَهُ عَادل) (ذَا مغرم مرغم أَخُو حرق ... وَذَا مطيل مَا عِنْده طائل) (لم يخْش من ناقد وَقد جَاءَ بالن ... كس إِلَى نَاقَة الْهوى ناقل)

المستظهر الأموي

مِنْهَا (غانية عَن حلي غانيةٍ ... بِحسن عاط من جيدها عاطل) (وأسمر غادرت لدونته ... مَاء لَهَا فِيهِ جَارِيا جائل) (سنانه طرفه وَمن عجب ... سيف علا لهذما على ذابل) (أَهله ضَارِبًا وأعمل للط ... عَن سواهُ من نهده عَامل) مِنْهَا (وحاله المستهام أَنْفَع مَا ... عاذبه المستهام من عاذل) (خبا سناه وخاب مقْصده ... أَيَّة حَال لخامد خامل) (وَزَاد حب الدُّنْيَا عَلَيْهِ فَمَا ... يزَال فِي هوة الْهوى نَازل) (يُرِيد مِنْهَا خفضاً فترفعه ... من نَصبه للعنا بهَا فَاعل) (أَيْن من الدّرّ كف جالبها ال ... مكفوف مِنْهَا بكفه الحابل) (يظْهر تَكْذِيب سلم بَاطِنهَا ... عنوان عدوان خائرٍ خابل) (أنصارها عصبَة التَّتَابُع فِي ال ... جهل وأحزاب طالبي الْبَاطِل) (وَمَا يني مذكراً لخطبتها ... حكم التناسي لخطبها الهايل) (يكون مِنْهَا أَمر الْوَلَاء وَمَا ... تمّ لَهَا عاضل سوى الْفَاضِل) (عبد الرَّحِيم الَّذِي لِرَحْمَتِهِ ... ظلّ على الْخلق وارق شَامِل) (الْقَائِل الْقَصْد والمعيد من ال ... من ألوفاً فِي الْعَام والقابل) (وجاعل الرَّسْم فِي سماحته ... نحبيس ملك الْغنى على السَّائِل) (بديهة الْبر مِنْهُ موفية ... على تراخي روية الآمل) (فضل أياديه زايد أبدا ... أيد عوادي أَيدي الردى زابل) ) (إِن يظْهر الْمَدْح فِيهِ منتقصاً ... فَمِنْهُ فِي النَّفس كامن كَامِل) (لِأَن أدنى فعال همته ... لغاية الْعَجز قَائِد الْقَائِل) (ومعجز السَّيْف فضل جوهره ... وماؤه لَا عناية الصاقل) 3 - (المستظهر الْأمَوِي) عبد الرَّحْمَن بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار بن النَّاصِر لدين الله

الْأمَوِي أَخُو مُحَمَّد الْمهْدي توفّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة وَكَانَ قد ولي بعد الْقَاسِم ابْن حمود يَوْم الثُّلَاثَاء السَّادِس عشر من شهر رَمَضَان سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة ويكنى أَبَا المظفر بالمستظهر وَكَانَ من أمره أَنه لم يزل مستخفياً فِي دولة العلويين وَله دعاة يَأْخُذُونَ الْبيعَة من النَّاس فَلَمَّا ثار أهل قرطبة على ابْن حمود وأخرجوه اجْتَمعُوا إِلَى الْجَامِع وَحضر أَرْبَاب الدولة وَكَانُوا قد عزموا على مبايعة سُلَيْمَان بن المرتضى وَكَتَبُوا كتاب الْبيعَة باسمه فَأقبل جمَاعَة من الْعَامَّة شاهرين سيوفهم معلنين باسم المستظهر أبي المظفر عبد الرَّحْمَن فدهش الَّذين كَانُوا قد بَايعُوا ابْن المرتضى وكشطوا اسْمه وَكتب اسْم المستظهر وَتمّ لَهُ الْأَمر إِلَّا أَنه أَخطَأ من جِهَة السياسة فِي قصتين الأولى أَنه ظهر بِقرب البربر وهم أَعدَاء أهل قرطبة فأحقد الْعَامَّة بذلك وَالثَّانيَِة أَن ابْن عمرَان كَانَ رجل فتْنَة مارداً من مَرَدَة الْإِنْس فأشير عَلَيْهِ بحبسه فحبسه واستصفى مَاله ثمَّ شفع إِلَيْهِ فِيهِ فَأَطْلقهُ فَقَالَ لَهُ أحد أَصْحَابه إِن مَشى ابْن عمرَان فِي غير حَبسك باعاً بتر من عمرك عَاما فَلم يصغ إِلَى قَوْله وَأطْلقهُ فشرع فِي التأليب عَلَيْهِ وجلب الْحِين من كل جِهَة إِلَيْهِ فَدخل عَلَيْهِ ابْن عمرَان الْمَذْكُور مَعَ جمَاعَة كَثِيرَة من الْعَامَّة فَقتلُوا المستظهر فِي الْيَوْم الثَّالِث من إِطْلَاقه وَهُوَ يَوْم السبت لثلاث خلون من ذِي الْقعدَة من سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة وَكَانَت مُدَّة ملكه سَبْعَة وَأَرْبَعين يَوْمًا وعمره ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة قَالَ ابْن بسام وَبِه ختم فضلاء أهل بَيته وَكَانَ جواداً مجيداً فِي الشّعْر ذَا بديهة وعلو همة رفع إِلَيْهِ شَاعِر مِمَّن هنأه بالخلافة يَوْم بيعَته شعرًا مَكْتُوبًا فِي رق مبشور وَاعْتذر عَن إِنْفَاذه الأبيات فِي ذَلِك الرّقّ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ وهما الْكَامِل (الرّقّ مبشور وَفِيه بِشَارَة ... ببقا الإِمَام الْفَاضِل المستظهر) (ملك أعَاد الْملك غضا شخصه ... وَكَذَا يكون بِهِ طوال الأدهر) فَأمر بتوفر صلته وَوَقع فِي الْحَال خلف رقعته الوافر) (قبلنَا الْعذر فِي بشر الْكتاب ... لما أحكمت من فصل الْخطاب) (وجدنَا بالندى مِمَّا لدينا ... على قدر الْوُجُود بِلَا حِسَاب) (فَنحْن المطلعون بِلَا امتراء ... شموس الْمجد من فلك الثَّوَاب) وَمن مستحسن شعره قَوْله وَقد مر بابنة عَمه حَبِيبَة الَّتِي كَانَ يهواها فَسلم عَلَيْهَا فَلم ترد عَلَيْهِ السَّلَام خجلاً الطَّوِيل (سلامٌ على من لم يجد بسلامه ... وَلم يرني أَهلا لرد كَلَامه) (ألم تعلمي يَا عذبة الِاسْم أنني ... فَتى فِيك مخلوع عذار لجامه)

أبو القاسم الواسطي

(عَلَيْك سَلام الله من ذِي صبَابَة ... وَإِن كَانَ هَذَا زَائِدا فِي اجترامه) وَمن لطيف شعره مجزوء الرمل (طَال عمر اللَّيْل عِنْدِي ... مذ تولعت بصدي) (يَا غزالاً نقض العه ... د وَلم يوف بعهدي) (أنسيت الْوَعْد إِذْ بت ... نَا على مفرش ورد) (واعتنقنا كوشاح ... وانتظمنا مثل عقد) (ونجوم الجو تحكي ... ذَهَبا فِي لازورد) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ) عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن الرّبيع بن سُلَيْمَان أَبُو الْقَاسِم من أهل وَاسِط قدم بغداذ وَقَرَأَ بهَا الْفِقْه وَالْخلاف على وَالِده وعَلى أبي الْقَاسِم بن فضلان وَتكلم فِي الْخلاف وناظر فِي الْمجَالِس وَأفْتى فِي الْمسَائِل وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة وَنفذ من الدِّيوَان رَسُولا إِلَى غزنة ثمَّ إِلَى خوارزم وَحدث هُنَاكَ بِالْإِجَازَةِ عَن جمَاعَة من شُيُوخ بغداذ كَأبي الْفَتْح بن البطي وَأبي زرْعَة الْمَقْدِسِي وأمثالهما وَتُوفِّي فِي عوده من خوارزم بأران سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة 3 - (أَبُو النجيب التغلبي) عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن الْقَاسِم بن المفرج بن درج أَبُو النجيب التغلبي من أهل تكريت حفظ الْقُرْآن وجوده وتفقه على وَالِده ولازمه وَحصل طرفا صَالحا من الْفِقْه والفرائض وَالْأَدب وَسمع من أبي الْفرج بن كُلَيْب وَغَيره وولاه أَبُو صَالح الجيلي قَضَاء تكريت وخدم فِي عدَّة أشغال فِي ديوَان الْوكَالَة وَغَيرهَا وَلما فتحت الْمدرسَة المستنصرية جعل نَاظرا) عَلَيْهَا وَجَرت أُمُوره فِيمَا تولاه على السداد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (ابْن يخلفتن) عبد الرَّحْمَن بن يخلفتن بن أَحْمد أَبُو زيد الفازازي الْقُرْطُبِيّ نزيل تلمسان كَانَ شَاعِرًا محسناً بليغاً فَقِيها متكلماً لغوياً كَاتبا كتب لِلْأُمَرَاءِ زَمَانا وَمَال إِلَى التصوف وَكَانَ شَدِيدا على المبتدعة بمراكش وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين

ابن الخواص الكفيف

وست مائَة وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي قرطبة وَلأبي زيد قصائده الْمَشْهُورَة فِي مديح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي العشرونيات وَمن شعره الْبَسِيط (يَا نَائِم الطّرف عَن سهدي وَعَن أرقي ... وفارغ الْقلب من وجدي وَمن حرقي) (إلام أتلفهَا نفسا معذبة ... على نقيضين للإحراق وَالْغَرق) (وَإِن أعذب شَيْء أَنْت سامعه ... دمع تكفكفه أجفان محترق) (فَتَارَة أَنا من وصل على طمع ... وَتارَة أَنا من يأس على فرق) (كم رمت إرْسَال أنفاسي مؤدية ... عني إِلَيْك فَقَالَ الْقلب لَا تثق) (كَأَنَّمَا زفراتي فِي جوانحها ... سمائم القيظ فِي ذاو من الْوَرق) (لَيْت الْمحبَّة للعشاق مَا خلقت ... وليتني حِين ذاقوا الْحبّ لم أذق) (هَذَا الْفِرَاق وَهَذَا الهجر يتبعهُ ... يَا نفس صبرا على موتين فِي نسق) وَمِنْه الْبَسِيط (مَا حيلتي فِيك قد ضَاقَتْ بِي الْحِيَل ... لَا الْكتب مغنية عني وَلَا الرُّسُل) (فِي كل يَوْم غرام لَا شِفَاء لَهُ ... إِلَّا لقاؤك والهجران مُتَّصِل) (الْخَوْف يَمْنعنِي والتيه يمنعكم ... مَتى وَكَيف وأنى يبلغ الأمل) 3 - (ابْن الْخَواص الكفيف) عبد الرَّحْمَن بن يحيى الْأَسدي الكفيف أَبُو الْقَاسِم بن الْخَواص المغربي لم يكن أَبوهُ خواصاً وَلكنه سكن بالقيروان فِي سوق الخوص قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج أَبُو الْقَاسِم هَذَا شَاعِر مَشْهُور حسن الطَّرِيقَة منقاد الطَّبْع لَا يتَكَلَّف التصنيع بَرِيء من تعقيد أَصْحَابه النَّحْوِيين وَبرد أشعارهم مفنن فِي علم الْقُرْآن من مُشكل وغريب وَأَحْكَام وَمن شعره الطَّوِيل) (جرى حكم هَذَا الدَّهْر أَن يجمع الْغنى ... مَعَ الْجَهْل والفهم الذكي مَعَ الْحَرْف) (فَلَا تَكُ فِي شكّ إِذا كنت عَالما ... بأنك لَا تُعْطى سوى خطة الْخَسْف) (وَلما رَأَيْت الدَّهْر لَيْسَ بتارك ... كَرِيمًا وَلَا تبقي نَوَاه على إلْف) (قسمنا بَين الْآدَاب نِصْفَيْنِ بَيْننَا ... فَلم يغنه النّصْف الَّذِي اخْتَار عَن نصفي) (خليلي هَذَا مأتم الْمجد والعلى ... أَصَابَهُم سهم الْحَوَادِث والحتف)

عبد الرحمن النخعي

(فَأَصْبَحت الْآدَاب وخلفت ... مغاني الحجى مدروسة بني ذَا الْخلف) وَمِنْه السَّرِيع (دق لما يلقى من اللَّمْس ... وَفَاتَ دَرك الْوَهم والحس) (كَأَنَّهُ مِمَّا بِهِ من ضنى ... وهم جرى فِي خاطر النَّفس) وَمِنْه الْبَسِيط (أَرَاك عَيْني كحيل الطّرف ذِي حور ... ظَبْي خلا أَنه ظَبْي من الْبشر) (أغْنى عَن الْغُصْن قداً بالقوام كَمَا ... أغْنى بغرته عَن طلعة الْقَمَر) (يفتر عَن أشنب عذب مراشفه ... كالمسك نكهته فِي سَاعَة السحر) (مستملح الدل حُلْو الشكل مَا نظرت ... إِلَيْهِ عين فَلم تفتن من النّظر) (مَا كَانَ أحسن إِذْ تمت محاسنه ... لَو تمّ لي مِنْهُ إشفاق على ضرري) (جرى هَوَاهُ مجاري الرّوح من جَسَدِي ... وَحل مني مَحل السّمع وَالْبَصَر) 3 - (عبد الرَّحْمَن النَّخعِيّ) عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن قيس النَّخعِيّ الْكُوفِي الْفَقِيه أَخُو الْأسود وَابْن أخي عَلْقَمَة روى عَن عُثْمَان وسلمان وَابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْحَافِظ الدَّارَانِي الدِّمَشْقِي) عبد الرَّحْمَن بن يزِيد الْأَزْدِيّ الدَّارَانِي الدِّمَشْقِي الْحَافِظ وَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو حَاتِم وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وروى الْحَافِظ أَبُو عتبَة عَن أبي الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ وَأبي كَبْشَة السَّلُولي وَمَكْحُول وَأبي سَلام مَمْطُور وعطية بن قيس وَعبد الله بن عَامر الْمُقْرِئ وَالزهْرِيّ وَخلق كثير وَعنهُ ابْنه عبد الله وَابْن الْمُبَارك وَعمر بن عبد الْوَاحِد وَأَيوب بن سُوَيْد وحسين الْجعْفِيّ وَابْن شَابُور ووفد على الْمَنْصُور لما طلبه)

زكي الدين بن وهيب القوصي

3 - (زكي الدّين بن وهيب القوصي) عبد الرَّحْمَن بن وهيب بن عبد الله زكي الدّين أَبُو الْقَاسِم القوصي الْكَاتِب كَانَ فَاضلا فِي نظمه ونثره متقناً للكتابة توفّي بحماة مشنوقاً بعد وزارته للْملك المظفر بحماة وصحبته لَهُ دهراً طَويلا كَانَ المظفر قد وعده أَنه مَتى ملك حماة أعطَاهُ ألف دِينَار فَلَمَّا ملكهَا أنْشدهُ السَّرِيع (مولَايَ هَذَا الْملك قد نلته ... برغم مَخْلُوق من الْخَالِق) (والدهر منقاد لما شئته ... وَذَا أَوَان الْموعد الصَّادِق) فَدفع لَهُ ألف دِينَار وَأقَام مَعَه مُدَّة وَلَزِمتهُ أسفار أنْفق فِيهَا المَال الَّذِي أعطَاهُ وَلم يحصل بِيَدِهِ زِيَادَة عَلَيْهِ فَقَالَ السَّرِيع (ذَاك الَّذِي أَعْطوهُ لي جملَة ... قد استردوه قَلِيلا قَلِيل) (فليت لم يُعْطوا وَلم يَأْخُذُوا ... وحسبي الله وَنعم الْوَكِيل) فَبلغ ذَلِك المظفر فَأخْرجهُ من دَار كَانَ قد أنزلهُ بهَا فَقَالَ الطَّوِيل (أتخرجني من كسر بَيت مهدم ... ولي فِيك من حسن الثَّنَاء بيُوت) (فَإِن عِشْت لم أعدم مَكَانا يضمني ... وَأَنت فتدري ذكر من سيموت) فحبسه المظفر فَقَالَ مَا ذَنبي إِلَيْك فَقَالَ وحسبي الله وَنعم الْوَكِيل وَأمر بخنقه فَلَمَّا أحس بذلك قَالَ الْبَسِيط (أَعْطَيْتنِي الْألف تَعْظِيمًا وتكرمة ... يَا لَيْت شعري أم أَعْطَيْتنِي ديتي) وَكَانَ قد أنْشدهُ قصيدة قبل أَن يتَمَلَّك حماة حِين وعده بِالْألف دِينَار وَمِنْهَا الْبَسِيط (مَتى أَرَاك وَمن تهوى وَأَنت كَمَا ... تهوى على زعمهم روحين فِي بدن) (هُنَاكَ أنْشد والآمال حَاضِرَة ... هنيت بِالْملكِ والأحباب والوطن) نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني زكي الدّين أَبُو الْقَاسِم القوصي لنَفسِهِ بِدِمَشْق عِنْد وُصُوله من الديار المصرية لقصد الْخدمَة بحماة وَذكر أَنه كتبهَا إِلَى الصاحب تَاج الدّين يُوسُف ابْن الصاحب صفي الدّين بن شكر لما نكب بعد موت أَبِيه الْكَامِل (أسفي وَهل يجدي عَلَيْك تأسفي ... حكم الزَّمَان عَلَيْك حكم تعسف) ) (يَا قبْلَة الراجي وكهف الملتجي ... ومسامح الْجَانِي وكنز المعتفي)

(فِي مثل هَذَا الْيَوْم بَيْتك مشْهد ... يُتْلَى الثَّنَاء بِهِ كآي الْمُصحف) (فلأجرين على ربوعك أدمعي ... ولأضرمن عَلَيْك نَار تلهفي) (فَأَنا الوفي لَدَى زمَان غادر ... لَا ذاق برد أَمَانه من لَا يَفِي) (شاركت يُوسُف فِي اسْمه وبلائه ... ستنال بعد السجْن رُتْبَة يُوسُف) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ الطَّوِيل (تَبَدَّتْ فَهَذَا البدرُ من كَلَفٍ بهَا ... وحقَّك مثلي فِي دجى اللَّيْل حائرُ) (وماستْ فشقَّ الْغُصْن غيظاً جيوبه ... أَلَسْت ترى أوراقه تتناثر) وَذكر أَن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز بن المرصص الْمصْرِيّ أجازهما فَقَالَ الطَّوِيل (وفاحت فَألْقى العودُ فِي النارِ نفسَه ... كَذَا نقلتْ عَنهُ الحَدِيث المجامر) (وَقَالَت فغار الدَّار واصفرَّ لونُه ... كَذَلِك مَا زالتْ تغارُ الضَّرائرُ) قَالَ وَكتب إِلَيّ وَهُوَ بالديار المصرية السَّرِيع (أوحشتني وَالله يَا سَيِّدي ... وَزَاد شوقي وغرامي إِلَيْك) (ن غبت عَن عَيْني برغمي فقد ... أَقَامَ فِي الحضرة قلبِي لديك) (وَإِن شممت الرّيح مسكية ... فَذَاك من طيب ثنائي عَلَيْك) قَالَ وَكتب إِلَيّ أَيْضا الْخَفِيف (سَيِّدي سَيِّدي كتابك أحلى ... من زلال على فُؤَادِي الصادي) (خلت فِيهِ قَمِيص يُوسُف لما ... أَلْصَقته أناملي بفؤادي) (كرر اللثم يَا فمي وترشف ... مِنْهُ آثَار فضل تِلْكَ الأيادي) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الْمعِين الهيتي وَقد نفي من مصر إِلَى الشَّام الْكَامِل (لَا تحسب الهيتي يفلح بعْدهَا ... ونحوسه يتبعنه أَنى سلك) (قد غلقت أَبْوَاب مصر دونه ... بغضاً لطلعته وَقَالَت هيت لَك) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ الوافر (فلَان وَالْجَمَاعَة عارفوه ... وَظَاهره التنسك والزهادة) (يَمُوت على الشَّهَادَة وَهُوَ حَيّ ... إِلَيْهِ لَا تمته على الشَّهَادَة) ) قلت شعر جيد طبقه

ابن أبي ليلى الأنصاري

3 - (ابْن أبي ليلى الْأنْصَارِيّ) عبد الرَّحْمَن بن يسَار أبي ليلى بن بِلَال بن أحيجة بن الجلاح الْأنْصَارِيّ وَقيل اسْم أبي ليلى دَاوُد وَفِيه خلاف غير هَذَا وَهُوَ أَبُو عِيسَى الْكُوفِي الْفَقِيه الْمُقْرِئ روى عَن عمر وَعلي وَابْن مَسْعُود وَأبي ذَر وبلال وَأبي ابْن كَعْب وصهيب وَغَيرهم ولأبيه صُحْبَة اسْتَعْملهُ الْحجَّاج على الْقَضَاء ثمَّ عَزله ثمَّ ضرب ليسب عليا وَشهد وقْعَة الْجمل وَكَانَت راية عَليّ بن أبي طَالب بِيَدِهِ وَسمع مِنْهُ الشّعبِيّ وَمُجاهد وَعبد الْملك بن عُمَيْر وَخلق وسواهم ولد لست بَقينَ من خلَافَة عمر فَلهَذَا لَا يثبت سَمَاعه من عمر وَقتل بدجيل وَقيل غرق فِي نهر الْبَصْرَة وَقيل فقد بدير الجماجم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة إِحْدَى وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن خمرتاش) عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن خمرتاش بن عبد الله الْبَزَّاز أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب البغداذي كَانَ يكْتب على الجسر وَفِيه أدبو ينظم وُلد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة بالمارستان العضدي وَمن شعره الوافر (أتيه على الْخَلِيفَة فِي نواله ... ويمنعني التعفف عَن سُؤَاله) (وَأعلم أَن رزق الْمَرْء يَأْتِي ... كَمَا تَأتي الْمنية لاغتياله) (وَقد مَضَت الدهور وَمَاء وَجْهي ... مُقيم فِيهِ يقطر من خلاله) 3 - (عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن وليدويه) عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن وليدويه النخاس شَاعِر ابْن شَاعِر يروي عَن أَبِيه وروى عَنهُ أَبُو عمر بن حيويه وَمن شعره يرثي غُلَامه نجماً الْخَفِيف (عين جودي بعبرة مَا بقيت ... جلّ رزء بِهِ الْغَدَاة رزيت) (مَاتَ نجم فَكل حَيّ يَمُوت ... وخلت مِنْهُ عرصتي والبيوت)

عبد الرحمن بن يوسف بن الجوزي

(وَيْح ذَا الْمَوْت كَيفَ بدد شملي ... إِن شملي من بعد نجم شتيت) (مَاتَ إِذْ مَاتَ ميتَة فَتَوَلّى ... وَأرَانِي فِي كل يَوْم أَمُوت) قلت شعر مرذول سَاقِط وَذكرت لي هَهُنَا بَيْتَيْنِ وهما الْبَسِيط) (يَا غَائِبا فِي الثرى تبلى محاسنه ... وَالله يوليه إحساناً وغفرانا) (إِن كنت جرعت كأس الْمَوْت وَاحِدَة ... فَكل يَوْم أَذُوق الْمَوْت ألوانا) وكررته فَقلت أرثي أخي إِبْرَاهِيم رَحمَه الله تَعَالَى الطَّوِيل (أخي ذقت كأس الْمَوْت فِي الدَّهْر مرّة ... وجرعت كاسات الردى فِيك ألوانا) (وجار عَلَيْك الدَّهْر دوني ظَالِما ... فغادرني تبعا وأذواك ريحانا) 3 - (عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن الْجَوْزِيّ) عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن الصاحب محيي الدّين ابْن الإِمَام ابْن الْجَوْزِيّ ولد سنة سِتّ مائَة وَقتل مَعَ وَالِده فِي نوبَة بغداذ سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَكَانَ محتسب بغداذ وَترسل عَن الْخَلِيفَة إِلَى مصر وَوعظ وَحدث 3 - (الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي) عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن خرَاش الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي الأَصْل البغداذي قَالَ شربت بولِي خمس مَرَّات فِي هَذَا الشَّأْن يَعْنِي فِي

أبو محمد البعلبكي

طلب الحَدِيث وَله كَلَام فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَقد اتهمَ بالرفض قَالَ ابْن عدي ذكر بِشَيْء من التَّشَيُّع 3 - (أَبُو مُحَمَّد البعلبكي) عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن الْمُفْتِي الْقدْوَة فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد البعلبكي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وست مائَة سمع من أبي الْمجد الْقزْوِينِي والبهاء عبد الرَّحْمَن وَابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَالْفَخْر الإربلي والناصح بن الْحَنْبَلِيّ ومكرم بن أبي الصَّقْر وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْقُرْآن على خَاله القَاضِي صدر الدّين عبد الرَّحِيم بن نصر وتفقه على تَقِيّ الدّين بن الْعِزّ وشمس الدّين عمر بن المنجا وَأبي سُلَيْمَان الْحَافِظ وَحفظ كتاب عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَعرضه حفظا على المُصَنّف وَقَرَأَ الْأُصُول وشيئاً من الْخلاف على السَّيْف الْآمِدِيّ وعَلى القَاضِي نجم الدّين أَحْمد بن رَاجِح وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن الْحَاجِب ثمَّ على الْمجد الإربلي الْحَنْبَلِيّ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده دمشق وَقد درس بالجوزية عَن القَاضِي نجم الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين ودرس بالصدرية والمسمارية نِيَابَة عَن بني المنجا وَولي تدريس الْحلقَة بالجامع) وَكَانَ قَلِيل الْمثل وَفِيه ديانَة وَتعبد أجَاز للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وروى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز وَابْن تَيْمِية والمزي والبرزالي وَخلق 3 - (أَبُو عَامر الْقَيْسِي) عبد الرَّحْمَن الْعَقدي أَبُو عَامر الْقَيْسِي من حفاظ أهل الْبَصْرَة توفّي سنة خمس وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْبَيْلَمَانِي الشَّاعِر) عبد الرَّحْمَن الْبَيْلَمَانِي الشَّاعِر روى عَن سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفيل وَابْن عَبَّاس وَعَمْرو بن عَنْبَسَة وَابْن عمر وَغَيرهم وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَمن شعره 3 - (عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ رَسُول أَحْمد بن هولاكو) عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ رَسُول

الْملك أَحْمد بن هولاكو كن من مماليك الْخَلِيفَة المستعصم وَكَانَ اسْمه قراجا فَلَمَّا أخذت بغداذ تزهد واتصل بِالْملكِ أَحْمد وَعظم عِنْده إِلَى أَن كَانَ ينزل إِلَى زيارته وَإِذا شَاهده ترجل وَقبل يَده وامتثل جَمِيع مَا يَأْمُرهُ بِهِ فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَن يتَّفق مَعَ الْملك الْمَنْصُور فندبه لذَلِك وسير فِي خدمته جمَاعَة كَثِيرَة من الْمغل فَحَضَرَ إِلَى دمشق فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَأقَام بِمن مَعَه فِي دَار رضوَان ورتب لَهُم من الإقامات مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ وَقدم السُّلْطَان الشَّام فَعِنْدَ وُصُوله بلغه قتل أَحْمد وتملك أرغون فَاسْتَحْضر الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن لَيْلًا بالقلعة وَسمع رسَالَته ثمَّ أخبرهُ بقتل مرسله وَعَاد السُّلْطَان إِلَى مصر وَبَقِي عبد الرَّحْمَن وَمن مَعَه معتقلين بالقلعة وَاخْتصرَ أَكثر تِلْكَ الرَّوَاتِب فَلَمَّا كَانَ فِي آخر شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة توفّي الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَدفن بسفح قاسيون وَقد نَيف على السِّتين وَبَقِي من مَعَه على حَالهم وتطاول بهم الاعتقال وضاق بهم الْحَال فِي الْمطعم والملبس فنظم النَّجْم يحيى شعرًا وَبعث بِهِ إِلَى ملك الْأُمَرَاء حسام الدّين لاجين مِنْهُ الْكَامِل (أولى بسجنك أَن يُحِيط وتقتفي ... صيد الْمُلُوك وأفخر العظماء) (مَا قدر فرَاش وحداد ونق ... اط وخربندا إِلَى سقاء) (خدموا رَسُولا مَا لَهُم علم بِمَا ... يخفى وَمَا يُبْدِي من الْأَشْيَاء) (لم يتبعوا الشَّيْخ الرَّسُول ديانَة ... وطلاب علم واغتنام دُعَاء) ) (بل رَغْبَة فِي نيل مَا يتَصَدَّق ال ... سُلْطَان من كرم وفيض عَطاء) (ويؤملون فواضلاً تَأتيه من ... لحم وَفَاكِهَة وَمن حلواء) (تَفِرُّوا من الْكفَّار والتجأوا إِلَى ال ... إِسْلَام وَاتبعُوا سَبِيل نجاء) (فيقابلون بطول سجن دَائِم ... وتحسر ومجاعة وعناء) (أخبارهم مَقْطُوعَة فكأنهم ... موتى وهم فِي صُورَة الْأَحْيَاء) (إِن كَانَ خيرا قد مضى أَو كَانَ ش ... راً قد أمنت عواقب الأسواء) (وَإِذا قطعت الرَّأْس من بشر فَلَا ... تحفل بِمَا يبْقى من الْأَعْضَاء) فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا أطلق أَكْثَرهم وَبَقِي مِنْهُم ثَلَاثَة قيل إِن صَاحب ماردين أَشَارَ بإبقائهم فِي الاعتقال وَكَانَت مَقَاصِد الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن جَيِّدَة وباطنه وَظَاهره منصرف إِلَى نصْرَة الْإِسْلَام واجتماع الْكَلِمَة وَله سفرات عديدة إِلَى مصر وَالشَّام والحجاز وَلما قدم فِي الرسلية كَانُوا يَسِيرُونَ بِهِ فِي اللَّيْل وينزلون بِهِ فِي النَّهَار قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ يعرف السحر والسيمياء رَأَيْت فِي تَارِيخ أَنه كَانَ رومياً من فِرَاشِي السدة وَأخذ من الدّور وَقت الكائنة جوهراً نفيساً وَأسر فَسلم لَهُ الْجَوْهَر ثمَّ

أبو زيد السالمي

صَار من فِرَاشِي القان ثمَّ تزهد وتنمش وطمر الْجَوْهَر وَصَارَ إِلَى الْموصل فاتصل بعز الدّين أيبك أحد نواب القان وَكَانَ مهوساً بالكيمياء فربطه وَصَارَ مَعَه إِلَى أبغا وَدخل إِلَيْهِ فَقَالَ رَأَيْت فِي النّوم فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا جوهراً مَدْفُونا فَبعث مَعَه جمَاعَة فَقَالَ لَهُم احفروا هُنَا فوجدوا ذَلِك فخضع لَهُ أبغا ثمَّ ربطه بِأَمْر الْجِنّ ثمَّ إِنَّه عمل خاتمين نفيسين على هَيْئَة وَاحِدَة فأظهر الْوَاحِد وَأَعْطَاهُ لأبغا ففرح والشعبذة بِهِ فَقَالَ لَهُ إِن رميته فِي الْبَحْر أَنا أخرجه فَرَمَاهُ فَقَالَ لَهُ اصبر إِلَى غَد ثمَّ عمل هَيْئَة سَمَكَة خشب مجوفة وملأها ملحاً مَعَ الْخَاتم الآخر وَقَالَ هَذِه تَأتي بالخاتم ورماها فِي الْبَحْر فغرقت فَمَا تحلل الْملح طفت وفح أبغا فمها فَإِذا الْخَاتم فانبهر واعتقد فِيهِ وخضع لَهُ الْملك أَحْمد أَيْضا 3 - (أَبُو زيد السالمي) عبد الرَّحْمَن أَبُو زيد السالمي من أهل أستجه قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم حدثت عَن أبي الْقَاسِم ابْن الطيلسان الْقُرْطُبِيّ قَالَ أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الزهراوي قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم بن غَالب وَقد حَدثنِي أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله القَاضِي وَغَيره عَن) أبي غَالب هَذَا وَيعرف بالشراط قَالَ لقِيت السالمي برحبة القريش بقرطبة فأنشدني لنَفسِهِ وَقد صحب فَتى اسْمه عِيسَى ثمَّ ترك صداقته وانتقل إِلَى صداقة آخر اسْمه مُحَمَّد فَقَالَ فِي ذَلِك الطَّوِيل (تسليت عَن عِيسَى بحب مُحَمَّد ... هديت وَلَوْلَا الله مَا كنت أهتدي) (وَمَا عَن قلى مني سلوت وَإِنَّمَا ... شَرِيعَة عِيسَى عطلت بِمُحَمد) قلت الْمَشْهُور أَن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لإِبْرَاهِيم بن سهل وَهِي فِي محبوبه مُوسَى الَّذِي يكثر من ذكره فِي شعره وَأَنه لما قالهما ألزم بِالْإِسْلَامِ وَقيل لَهُ قد اعْترفت بنسخ شَرِيعَة عِيسَى 3 - (أَبُو زيد الجياني) عبد الرَّحْمَن أَبُو زيد الجياني الْمَعْرُوف بالنجاري بالنُّون وَالْجِيم سكن بياسة وَتُوفِّي سنة سبع وست مائَة خرج يَوْمًا مَعَ أبي بَحر صَفْوَان بن إِدْرِيس بمرسية يطوفان على ضفة نهرها فوقفا على الدولاب الملاصق للقصر فَقَالَ النجاري الطَّوِيل (وباكية تبْكي فيسلي بكاؤها ... وَمَا كل مَا يبكي إِذا مَا بَكَى يسلي) فَقَالَ أَبُو بَحر (كَأَن بكاها من سرُور بدمعها ... يثير سُرُورًا فِي جوانح ذِي خيل) فَقَالَ النجاري (فيا عجبا ينهل واكف دمعها ... سَرِيعا وَإِن كَانَت تَدور على رسل)

عبد الرحيم

فَقَالَ أَبُو بَحر (كَذَاك السَّحَاب الغر ترسل دمعها ... سَرِيعا وتمشي فِي السَّمَاء على مهل) فَقَالَ النجاري (تسلسل مِنْهَا المَاء من كل جَانب ... فخطتها من عِبْرَة الصب تستملي) فَقَالَ أَبُو بَحر (كَأَن السَّحَاب الغر أَلْقَت بسرها ... إِلَيْهَا فَلم تكْتم وَضَاقَتْ عَن الْحمل) من شعر النجاري أَيْضا المتقارب (إِذا هان عنْدك ترك الدنا ... فَلَيْسَ يؤدك مَا تحمل) (فجد بالتوسط فِي كل أَمر ... إِذا مَا وليت هُوَ الأجمل) ) (وفكر فَلَا بُد من آخر ... إِلَيْهِ انْتهى قبلك الأول) (وَلَا تتمن علوا كثيرا ... فَإِن على قدره تنزل) (عبد الرَّحِيم) 3 - (ابْن الْبَارِزِيّ) عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن الْمُسلم بن هبة الله بن حسان القَاضِي نجم الدّين الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حماة وَابْن قاضيها شرف الدّين ولد بحماة سنة ثَمَان وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة وَحدث عَن مُوسَى ابْن الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَسمع مِنْهُ ابْنه والحافظ أَبُو الْعَبَّاس بن الظَّاهِرِيّ وَولده أَبُو عَمْرو وَعُثْمَان والبدر أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا فَقِيها أصولياً أديباً شَاعِرًا لَهُ خبْرَة بالعقليات وَنظر فِي الْفُنُون وَقد سمع من الْقَاسِم بن رَوَاحَة وَغَيره وسماعه من مُوسَى بِدِمَشْق وَقد حكم قَدِيما بحماة بِحكم النِّيَابَة عَن وَالِده شمس الدّين ثمَّ ولي بعده وَلم يَأْخُذ عَن الْقَضَاء رزقا وعزل عَن الْقَضَاء قبل مَوته بأعوام وَكَانَ مشكور الْأَحْكَام وافر الدّيانَة محباً للْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ درس وَأفْتى وصنف وأشغل وَخرج لَهُ الْأَصْحَاب فِي الْمَذْهَب توجه لِلْحَجِّ فَأَدْرَكته الْمنية وَحمل إِلَى الْمَدِينَة وَدفن فِي البقيع

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَنْشدني أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب النَّحْوِيّ قَالَ أَنْشدني القَاضِي نجم الدّين الْبَارِزِيّ لنَفسِهِ فِي الْقَلَم الْكَامِل (ومثقف لِلْخَطِّ يَحْكِي فعل سم ... ر الْخط إِلَّا أَن هَذَا أصفر) (فِي رَأسه المسود إِن أجروه فِي ال ... مبيض للأعداء موت أَحْمَر) وَمن شعره وَهُوَ تَشْبِيه سَبْعَة أَشْيَاء بسبعة الطَّوِيل (يقطع بالسكين بطيخة ضحى ... على طبق فِي مجْلِس لأصاحبه) (كبدر ببرق قد شمساً أهلةً ... لَدَى هَالة فِي الْأُفق بَين كواكبه) قلت وَهَذَا يشبه قَول الآخر الطَّوِيل (وَلما بدا مَا بَيْننَا منية النَّفس ... يحزز بالسكين صفراء كالورس) (توهمت بدر التم قد أهلة ... على أنجم بالبرق من كرة الشَّمْس) وَالْأَصْل فِي هَذَا لِابْنِ قلاقس الإسكندري حَيْثُ قَالَ المتقارب) (أَتَانَا الْغُلَام ببطيخة ... وسكينة قد أجيدت صقالا) (فَقطع بالبرق شمس الضُّحَى ... وَأهْدى لكل هلالاً هلالا) بل للْآخر حَيْثُ قَالَ الْكَامِل (خلناه لما حزز الْبِطِّيخ فِي ... أطباقه بصقيلة الصفحات) (بَدْرًا يقد من الشموس أهلة ... بالبرق بَين الشهب فِي الهالات) وَأول من سبق إِلَى فتح هَذَا الْبَاب العسكري حَيْثُ قَالَ الوافر (وجامعة لأصناف الْمعَانِي ... صلحن لوقت إكثار وقله) (فَمن أَدَم وَرَيْحَان وَنقل ... فَلم ير مثلهَا سداً لخله) (فَمِنْهَا مَا تشبهه بدوراً ... فَإِن قطعتها رجعت أَهله) وَمن شعر نجم الدّين بن الْبَارِزِيّ مَا كتبه إِلَى الْملك الْمَنْصُور الوافر (خدمتك فِي الشَّبَاب وَهَا مشيبي ... أكاد أحل مِنْهُ الْيَوْم رمسا) (فراع لحرمتي عهدا قَدِيما ... وَمَا بالعهد من قدم فينسى) وَمِنْه الطَّوِيل (إِذا شمت من تِلْقَاء أَرْضكُم برقاً ... فَلَا أضلعي تهدأ وَلَا أدمعي ترقا) (وَإِن ناح فَوق البان ورق حمائم ... سحيراً فنوحي فِي الدجى علم الورقا) (فرقوا لقلب فِي ضرام غرامه ... حريق وأجفان بأدمعها غرقى)

ابن أبي اليسر التنوخي

(سميري من سعد خذا نَحْو أَرضهم ... يَمِينا وَلَا تستبعدا نَحْوهَا الطرقا) (وعوجا على أفق توشح شيحه ... بِطيب الشذا المسكي أكْرم بِهِ أفقا) (فَإِن بِهِ الْمُغنِي الَّذِي بترابه ... وذكراه يستشفي لقلبي ويسترقي) (وَمن دونه عرب يرَوْنَ نفوس من ... يلوذ بمغناهم حَلَالا لَهُم طلقا) (بِأَيْدِيهِم بيض بهَا الْمَوْت أَحْمَر ... وَسمر لَدَى هيجائهم تحمل الزرقا) (وقولا محب بالشآم غَدا لقى ... لفرقة قلب بالحجاز غَدا ملقى) (تعلقكم فِي عنفوان شبابه ... وَلم يسل عَن ذَاك الغرام وَقد أنقى) (وَكَانَ يمني النَّفس بِالْقربِ فاغتدى ... بِلَا أمل إِذْ لَا يؤمل أَن يبْقى) قلت شعر جيد) 3 - (ابْن أبي الْيُسْر التنوخي) عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر التنوخي تَاج الدّين أَبُو الْفضل سمع من جده أبي مُحَمَّد كثيرا وَأَجَازَ لي بخطّه سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق 3 - (عبد الرَّحِيم بن أَحْمد الْحَافِظ) عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن نصر بن إِسْمَاعِيل بن عَمْرو الْحَافِظ أَبُو زَكَرِيَّا التَّمِيمِي البُخَارِيّ الْمُحدث صَاحب الرحلة الواسعة سمع بِالشَّام ومصر واليمن وَالْعراق والثغور والحجاز وبخارى والقيروان وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (عبد الرَّحِيم القنائي) عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن حجون بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن جَعْفَر بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الصَّادِق السبتي شيخ من مَشَايِخ الْإِسْلَام وَإِمَام من الائمة العارفين أَقَامَ بِمَكَّة سبع سِنِين ثمَّ قدم إِلَى قِنَا من صَعِيد مصر وَأقَام بهَا سِنِين إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة لَا يكَاد قَبره بقنا يَخْلُو من زائر وقاصد وعابر وَتزَوج بقنا وجاءته الْأَوْلَاد وانتفع النَّاس بِهِ وأشرق نوره عَلَيْهِم وَمن أَصْحَابه الشَّيْخ أَبُو الْحسن عَليّ بن حميد بن الصّباغ ذكره الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي وفياته وَأثْنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا لَهُ مقالات فِي التَّوْحِيد منقولة عَنهُ ومسائل فِي عُلُوم الْقَوْم كَانَ مالكي الْمَذْهَب

القاضي المختار الحنفي

قَالَ القَاضِي الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي حكى لي الشَّيْخ الْفَاضِل الثِّقَة الْعدْل ضِيَاء الدّين منتصر بن الْحسن خطيب أدفو عَن الشَّيْخ الإِمَام الْعَارِف كَمَال الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر نزيل إخميم وَحكى لي أَيْضا ابْنه الشَّيْخ الْعَالم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الشَّيْخ كَمَال الدّين الْمشَار إِلَيْهِ أَنَّهُمَا سمعا الشَّيْخ كَمَال الدّين يَقُول زرت جبانة قِنَا وَجَلَست عِنْد قبر سَيِّدي الشَّيْخ عبد الرَّحِيم وَإِذا يَد قد خرجت من قَبره وصافحتني قَالَ وَقَالَ لي يَا بني لَا تعص الله طرفَة عين فَإِنِّي فِي عليين وَأَنا أَقُول يَا حسرتاً على مَا فرطت فِي جنب الله انْتهى وَقد اشْتهر أَن الدُّعَاء عِنْد قَبره مجاب 3 - (القَاضِي الْمُخْتَار الْحَنَفِيّ) عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله القَاضِي الْمُخْتَار أَبُو سعد الْإِسْمَاعِيلِيّ السراج الْحَنَفِيّ ولي الْقَضَاء بِاخْتِيَار المشائخ لَهُ فَلِذَا قيل لَهُ الْمُخْتَار وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين) وَأَرْبع مائَة 3 - (عبد الرَّحِيم بن أَحْمد الْحَرَّانِي) عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن زيد بن الْفرج بن الطّيب الْحَرَّانِي كَاتب سُلَيْمَان بن عبد الله بن طَاهِر وَفد مَعَه إِلَى سر من رأى وَهُوَ كَاتب مترسل بليغ شَاعِر مدح الْمُعْتَمد وَمن شعره السَّرِيع (عاديت مرآتي وآذنتها ... بالهجر مَا كَانَت وَمَا كنت) (فأقفرت مني وَمن طلعتي ... كَمَا من اللَّذَّات أقفرت) (وَقد أَرَاهَا شغلي نزهة ... قبْلَة وَجْهي حَيْثُ يممت) (كَانَت تريني الْعُمر مُسْتَقْبلا ... وَهِي تريني الْمَوْت مذ شبت) 3 - (ابْن الْأُخوة) عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن الْأُخوة الْعَطَّار أَبُو الْفضل سمع أَبَا الفوارس طراد الزَّيْنَبِي وَأَبا الْخطاب نصر بن البطر وَالْحُسَيْن النعالي وَغَيرهم وسافر إِلَى خُرَاسَان فِي طلب الحَدِيث وَسمع بنيسابور وبالري وبطبرستان وبأصبهان وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَنسخ بِخَطِّهِ مَا لَا يدْخل تَحت الْحَد وَكَانَ يكْتب خطا مليحاً وَكَانَ سريع الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة قَالَ محب الدّين بن النجار رَأَيْت بِخَطِّهِ كتاب التَّنْبِيه فِي الْفِقْه لأبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقد ذكر فِي آخِره أَنه كتبه فِي يَوْم وَاحِد وَكَانَت لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ وَالْأَدب وَله شعر وَكَانَ يَقُول كتبت بخطي ألف مجلدة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة بشيراز وَرمي بِأَنَّهُ كَانَ يقْرَأ مُعْجم الطَّبَرَانِيّ ورقتين وَيتْرك حَدِيثا وحديثين رَوَاهُ السَّمْعَانِيّ عَن

مجد الدين الجزري

يحيى بن عبد الْملك بن أبي الْمُسلم الْمَكِّيّ وَكَانَ شَابًّا صَالحا وَمن شعره الْبَسِيط (مَا النَّاس نَاس فسرح إِن خلوت بهم ... فَأَنت مَا حَضَرُوا فِي خلْوَة أبدا) (وَلَا يغرنك أَثوَاب لَهُم حسنت ... فَلَيْسَ حاملها من تحتهَا أحدا) (القرد قرد وَإِن حليته ذَهَبا ... وَالْكَلب كلب وَإِن سميته أَسد) وَمِنْه الْبَسِيط (أنفقت شرخ شَبَابِي فِي دِيَاركُمْ ... فَمَا حظيت وَلَا أحمدت إنفاقي) (وَخير عمري الَّذِي ولى وَقد ولعت ... بِهِ الهموم فَكيف الظَّن بِالْبَاقِي) ) وَمِنْه الطَّوِيل (وَلما التقى للبين خدي وخدها ... تلاقى بهار ذابل وجنى ورد) (ولفت يَد التوديع عطفي بعطفها ... كَمَا لفت النكباء مَا يستي رند) (وأذرى النَّوَى دمعي خلال دموعها ... كَمَا نظم الْيَاقُوت والدر فِي عقد) (وَوَلَّتْ وَبِي من لوعة الوجد مَا بهَا ... كَمَا عِنْدهَا من حرقة الْبَين مَا عِنْدِي) وَمِنْه الْكَامِل (الدَّهْر كالميزان يرفع نَاقِصا ... أبدا ويخفض زَائِد الْمِقْدَار) (وَإِذا انتحى الْإِنْصَاف عَادل عدله ... فِي الْوَزْن بَين حَدِيدَة ونضار) قلت شعر جيد 3 - (مجد الدّين الْجَزرِي) عبد الرَّحِيم بن أبي بكر مجد الدّين الْجَزرِي الْفَقِيه النَّحْوِيّ الصُّوفِي كَانَ من كبار النُّحَاة وَله حَلقَة أشغال وَفِيه عشرَة وانطباع ابْتُلِيَ بحب شَاب وقويت عَلَيْهِ السَّوْدَاء ففسدت مخيلته فأغلق عَلَيْهِ الخانقاه الشهابية وطلع إِلَى السَّطْح وَألقى نَفسه إِلَى الطَّرِيق فَمَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة فِي ثَانِي عشر شهر رَمَضَان يَوْم الْجُمُعَة وَقت الصَّلَاة 3 - (ابْن الدقدق الشَّاعِر) عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن عبد الْبَاقِي أَبُو مَنْصُور الشَّاعِر الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الدقدق بدالين مهملتين وقافين ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بواسط وَقدم بغداذ وروى بهَا شَيْئا من شعره سنة عشْرين وست مائَة وَمن شعره الوافر (سَقَاهَا بعد عَافِيَة الرسوم ... مجش رواعد هزج النسيم)

عبد الرحيم بن جعفر

(وعاهدت العهاد عهود سلمى ... ترم برامة شعث الرميم) (وصافحت الربوع يدا ربيع ... تشق بِهِ عَن الزهر الوسيم) (وناوحت الحمائم فِي النواحي ... على الأغصان غريد الْقدوم) (ديار طالما خلعت عذاراً ... عذاراها عَن الْوَرع الْحَلِيم) (وصدت عينهَا عَيْني محب ... يهيم صدى عَن الْورْد الغميم) (وحجبن الحواجب محميات ... بِمَا جردن من دلّ رخيم) ) (وسلطن القدود فَمَا لصب ... يقد بلين قد من رَحِيم) (وصوبن السِّهَام فَكيف ينجو ... فؤاد ترتميه لحاظ ريم) قلت شعر أَكثر فِيهِ من الجناس فَأدى إِلَى الإملال 3 - (عبد الرَّحِيم بن جَعْفَر) عبد الرَّحِيم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب كَانَ من الرؤساء الأجلاء أديباً شَاعِرًا شرِيف الْأَخْلَاق نجيباً فصيحاً ولاه المعتصم الْيمن فَأَقَامَ بهَا وَأقرهُ الواثق بعده ثمَّ عَزله بإيتاخ فأشخصه وحبسه وطالبه بأموال فَمَاتَ فِي الْحَبْس سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره المنسرح (كل محب سواي مَسْتُور ... وَالنَّاس إِلَّا عَن قصتي عور) (كَأَن طرفِي عين عَليّ لَهُم ... فَكل طي لدي منشور) (مَا إِن يغيب الفعال أَفعلهُ ... إِلَّا تهادته بَيْننَا الدّور) يخرج من هَذِه وَيدخل هاتيك وَعنهُ القناع محسور (كأنني عِنْد ستر مأربتي ... بِكُل طرف إِلَيّ مَنْظُور) (فَمَا احتيالي وَقد خلقت فَتى ... تجْرِي بِمَا سَاءَنِي الْمَقَادِير) (لَكِن وَجه الَّذِي كلفت بِهِ ... مُحْتَمل ذَا لَهُ ومغفور) 3 - (الْوَزير الْعَادِل) عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن الْوَزير الأوحد أَبُو عبد الله الْكَاتِب الملقب بالعادل وزر للْملك الرَّحِيم أبي نصر كاليجار وخلع عَلَيْهِ الْخَلِيفَة وَكَانَ جواداً ظَالِما سفاكاً للدماء وَغَضب عَلَيْهِ أَبُو نصر وَقد غطوا على حفيرة فِي دَاره حصيرة فَلَمَّا مر نزل فِيهَا وطم عَلَيْهِ فِي الْحَال سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة

الجمحي الفقيه

3 - (الجُمَحِي الْفَقِيه) عبد الرَّحِيم بن خَالِد الجُمَحِي مَوْلَاهُم الْمصْرِيّ الْفَقِيه من قدماء أَصْحَاب مَالك كَانَ مَالك معجباً بِهِ وبفهمه وَهُوَ أول من أَدخل مصر فقه مَالك وَكَانَ من الصَّالِحين مَاتَ شَابًّا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة وتفقه بِهِ ابْن الْقَاسِم قبل رحلته إِلَى مَالك وروى عَنهُ اللَّيْث بن سعد) وَرشْدِين وَابْن وهب 3 - (ابْن الصنيعة الْأنْصَارِيّ) عبد الرَّحِيم بن سعيد بن مُؤَمل بن الصنيعة الْأنْصَارِيّ من شعره مجزوء الْكَامِل (إِن قيل أسرف فِي الَّذِي ... لَا يَأْمَن الذَّنب الْعَظِيم) (وَغدا بسخط فعاله ... يَرْجُو رضى الرب الرَّحِيم) (مَاذَا يكون جَوَابه ... عِنْد الْقدوم على الْكَرِيم) (فَأَقُول من أَنا عبد من ... فَيُقَال لي عبد الرَّحِيم) 3 - (أَبُو عَليّ الرَّازِيّ) عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان الرَّازِيّ أَبُو عَليّ نزيل الْكُوفَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث صنف الْكتب وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الْمحَاربي) عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمحَاربي الْكُوفِي أَبُو زِيَاد سمع أَبَاهُ ومبارك بن فضَالة وشريكاً وزائدة وَغَيرهم وروى عَنهُ البُخَارِيّ وروى ابْن ماجة عَن رجل عَنهُ وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَابْن نمير وَعبد بن حميد وَأحمد بن أبي عذرة قَالَ أَبُو زرْعَة شيخ فَاضل ثِقَة وَقَالَ أَبُو دَاوُد هُوَ أثبت من أَبِيه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (نجم الدّين بن الشحام) عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن نصير الْموصِلِي الشَّافِعِي ابْن الشحام هُوَ نجم الدّين الْمُفْتِي أَكثر الْأَسْفَار واشتغل ببغداذ وتميز وَسكن مَدِينَة سراي مُدَّة وَقدم دمشق سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ فَقِيها طيبا ولي مشيخة الْقصر ودرس بالجاروخية والظاهرية البرانية وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة مَاتَ وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة

عبد الرحيم بن العجمي

3 - (عبد الرَّحِيم بن العجمي) عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم ثَلَاثَة بن عبد الرَّحْمَن القَاضِي عماد الدّين أَبُو الْحسن الْحلَبِي ابْن العجمي ولد سنة خمس وست مائَة وَتُوفِّي سنة سبعين وست مائَة سمع من الافتخار الْهَاشِمِي وثابت بن مشرف وَحدث ودرس وَأفْتى وَولي الْقَضَاء بالفيوم مُدَّة) فَشكر وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وروى عِنْد الدمياطي وَابْن جمَاعَة وَتُوفِّي بحلب 3 - (ابْن سَعْدَوَيْه) عبد الرَّحِيم بن عبد السَّلَام بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سَعْدَوَيْه بن بشر بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن غياث أَبُو زيد الغياثي الْحَنَفِيّ من أهل مرو كَانَ أحد أَعْيَان الْقُضَاة الْفُضَلَاء حدث ببغداذ عَن أَبِيه وَأبي غَانِم أَحْمد ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن الكراعي وَأبي حَفْص عمر بن مَنْصُور الْبَزَّاز وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الدندري الفصيح) عبد الرَّحِيم بن عبد الْعَلِيم الدندري يعرف بالفصيح كَانَ خَفِيف الرّوح ومدح الأكابر توفّي سنة أَربع وَسبع مائَة ظنا أورد لَهُ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي فِي تَارِيخ الصَّعِيد قصيدة فِي مدح الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد المتقارب (أيا سيداً فاق كل الْبشر ... وَمن علمه فِي الْوُجُود انْتَشَر) (وَيَا بَحر علم غَدا فيضه ... لوارده من نَفِيس الدُّرَر) (أيادي ندى عمنَا جودها ... كَمَا عَم فِي الأَرْض جود الْمَطَر) (وَفِي روض أيامك المونقات ... أنزه طرف المنى بِالنّظرِ) 3 - (الزُّهْرِيّ رَاوِي السِّيرَة) عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن عبد الرَّحِيم الزُّهْرِيّ مَوْلَاهُم البرقي روى السِّيرَة عَن عبد الْملك ابْن هِشَام عَن البكاي وَكَانَ ثِقَة توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (جمال الدّين الباجربقي) عبد الرَّحِيم بن عبد الْمُنعم بن عمر بن عُثْمَان الإِمَام

محيي الدين بن الدميري

الْمُفْتِي الزَّاهِد جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الباجربقي الْموصِلِي الشَّافِعِي شيخ فَقِيه مُحَقّق نقال طَوِيل مهيب سَاكن كثير الصَّلَاة يلازم الْجَامِع لَهُ حَلقَة تَحت النسْر إِلَى جَانب البرادة منقبض عَن النَّاس أشغل بالموصل وَأفَاد وخطب بِجَامِع دمشق نِيَابَة ودرس بالغزالية نِيَابَة وَولي تدريس الفتحية وَحدث بِجَامِع الْأُصُول لِابْنِ الْأَثِير عَن وَاحِد عَن المُصَنّف وَله نظم ونثر وَوعظ وَقد نظم كتاب التَّعْجِيز وَعَمله برموز وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي المحمدين صَاحب الْعَجَائِب وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَمن شعره) 3 - (محيي الدّين بن الدَّمِيرِيّ) عبد الرَّحِيم بن عبد الْمُنعم بن خلف بن عبد الْمُنعم الشَّيْخ الإِمَام الْمسند محيي الدّين أَبُو الْفضل ابْن الدَّمِيرِيّ اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ ولد سنة ثَلَاث وست مائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة وَسمع سنة عشر من الْحَافِظ أبي الْحسن عَليّ بن الْمفضل وَسمع من أبي طَالب أَحْمد ابْن حَدِيد وَابْن أبي الْفَخر الْبَصْرِيّ والزين بن فتح الدّين الدمياطي وَإِسْمَاعِيل بن ظافر الْعقيلِيّ وَتفرد بالرواية عَن هَؤُلَاءِ وَالْفَخْر الْفَارِسِي وَابْن ناقا وَالْقَاضِي زين الدّين وَعبد الصَّمد الغضائري ومكرم الْقرشِي ومرتضى بن حَاتِم وَلبس الْخِرْقَة من الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي وَكَانَ من كبار المسندين 3 - (أَبُو المظفر بن السَّمْعَانِيّ) عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الإِمَام فَخر الدّين أَبُو المظفر ابْن الْحَافِظ أبي سعد بن السَّمْعَانِيّ الْمروزِي الشَّافِعِي ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وست مائَة اعتنى بِهِ أَبوهُ أتم عناية ورحل بِهِ وسَمعه الْكثير وَأدْركَ الْإِسْنَاد العالي وَوَقع لَهُ عَالِيا صَحِيح البُخَارِيّ وَسنَن أبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَسنَن النَّسَائِيّ ومسند أبي عوَانَة وتاريخ يَعْقُوب الْفَسَوِي وَسمع الْكتب الْكِبَار مثل الْحِلْية ومسند الْهَيْثَم بن كُلَيْب وَأَشْيَاء كَثِيرَة وَخرج لَهُ أَبوهُ معجماً فِي ثَلَاثَة عشر جُزْءا وَحدث ببغداذ وَعَاد إِلَى مرو ورحل النَّاس إِلَيْهِ وَحدث عَنهُ الْأَئِمَّة وَانْقطع بِمَوْتِهِ شَيْء كثير من المرويات وَسَيَأْتِي ذكر جده مُحَمَّد فِي المحمدين وَسَيَأْتِي ذكر جد أَبِيه الْمَنْصُور بن مُحَمَّد فِي مَكَانَهُ من حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى

أبو نصر القشيري

3 - (أَبُو نصر الْقشيرِي) عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن هوَازن بن عبد الْملك بن طَلْحَة أَبُو نصر ابْن الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم الْقشيرِي من أهل نيسابور كَانَ من أَئِمَّة الْمُسلمين وأعلام الدّين قَرَأَ الْأُصُول على وَالِده وَتَفْسِير الْقُرْآن والوعظ ورزق من ذَلِك حظاً وافراً ولازم إِمَام الْحَرَمَيْنِ ودرس عَلَيْهِ الْمَذْهَب وَالْخلاف وبرع فِي ذَلِك وَجَاز أقرانه وَقَرَأَ الْأَدَب ونظم ونثر وَسمع من إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي وَعبد الغافر بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْفَارِسِي وَغَيرهم وَقدم بغداذ وَسمع ابْن النقور وَعبد الْعَزِيز الْأنمَاطِي وَعبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن غَالب الْعَطَّار) وَغَيرهم وَسمع بِمَكَّة سعد بن عَليّ الزنجاني وَالْحسن ابْن عبد الرَّحْمَن الشَّافِعِي وَعقد مجْلِس الْوَعْظ ببغداذ وَظهر لَهُ الْقبُول الْعَظِيم وَأظْهر مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَقَامَت سوق الْفِتْنَة بَينه وَبَين الْحَنَابِلَة وثار الْعَوام إِلَى الْمُقَاتلَة وكوتب الْوَزير نظام الْملك بِأَن يَأْمُرهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى وَطنه فَأحْضرهُ وأكرمه وَأمره بِلُزُوم وَطنه فَأَقَامَ يدرس ويعظ ويروي الحَدِيث إِلَى أَن توفّي سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة كتب إِلَيْهِ فَتْوَى وَهِي الْخَفِيف يَا إِمَامًا حوى الْفَضَائِل طراطبت أصلا وزادك الله قدرا مَا على عاشق رأى الْحبّ مختالا كغصن الْأَرَاك يحمل بَدْرًا فَدَنَا نَحوه يقبل خديه غراماً بِهِ ويلثم ثغرا (وَعَلِيهِ من العفاف رَقِيب ... لَا يداني فِي سنة الْحبّ غدرا) فَأجَاب رَحمَه الله الْخَفِيف (مَا على من يقبل الْحبّ حد ... غير أَنِّي أرَاهُ حاول نكرا) (امتحان الحبيب باللثم حيف ... لَو تعففت كَانَ ذَلِك أَحْرَى) (لَا تشرف للثم خد وثغر ... فتلاقي فِي لحظ نَفسك مرا) (واخش مِنْهُ إِذا تسامحت فِيهِ ... غائلات تجر إِثْمًا ووزرا) (قمعك النَّفس دَائِما عَن هَواهَا ... لَك خير فَالْزَمْ النَّفس صبرا) من بلاه إلهه بهوى الْخلق فقد سامه هواناً وصغرا

ابن قدامة الحنبلي

(فَاجْتَنِبْهُمْ وراقب الله سرا ... فَهُوَ أولى بِنَا وَأعظم أجرا) (ذَا جَوَاب لِابْنِ الْقشيرِي فاسمع ... إِن أردْت السداد سرا وجهرا) وَمن شعره الطَّوِيل (ليَالِي وصال قد مضين كَأَنَّهَا ... لآلي عُقُود فِي نحور الكواعب) (وَأَيَّام هجر أعقبتها كَأَنَّهَا ... بَيَاض مشيب فِي سَواد الذوائب) وَجلسَ فِي مدرسة النظامية للوعظ فِي شهر رَمَضَان فَمُطِرُوا فَأَنْشد الْكَامِل (رَمَضَان أرمضني بعادات على ... عدد الطبائع والفصول الْأَرْبَعَة) (صَوْم وَصوب مَا يغيب سحابه ... وصبابة وصدود من قلبِي مَعَه) وَمن شعره مجزوء الْكَامِل) (تَقْبِيل خدك أشتهي ... أمل إِلَيْهِ أَنْتَهِي) (لَو نلْت ذَلِك لم أبل ... بِالروحِ مني أَن تهي) (دنياي لَذَّة سَاعَة ... وعَلى الْحَقِيقَة أَنْت هِيَ) 3 - (ابْن قدامَة الْحَنْبَلِيّ) عبد الرَّحِيم بن عبد الْملك بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام الشَّيْخ كَمَال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ شيخ صَالح ورع حَافظ كتاب الله عالي السَّنَد ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسمع من حَنْبَل حضوراً وَمن ابْن طبرزد والكندي والجلاجلي وَحدث فِي أَيَّام الْحَافِظ ابْن خَلِيل بحلب وروى الْكثير وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الْعَطَّار والمزي والبرزالي وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (القَاضِي الْفَاضِل) عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحسن بن الْحسن بن أَحْمد بن المفرج بن أَحْمد القَاضِي الْفَاضِل محيي الدّين أَبُو عَليّ ابْن القَاضِي الْأَشْرَف أبي الْحسن اللَّخْمِيّ البيساني الأَصْل الْعَسْقَلَانِي المولد الْمصْرِيّ الدَّار صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء ووزير

السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب ولد فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة رَحمَه الله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين اشْتغل بصناعة الْإِنْشَاء على الْمُوفق ابْن الْخلال شيخ الْإِنْشَاء لخلفاء مصر ثمَّ خدم بالإسكندرية فِي صباه سمع السلَفِي وَأَبا مُحَمَّد العثماني وَأَبا طَاهِر بن عَوْف وَأَبا الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَعُثْمَان بن سعيد بن فَرح الْعَبدَرِي وَكَانُوا ثَلَاثَة إخْوَة أحدهم خدم بالإسكندرية وَبهَا مَاتَ خلف من الخواتيم صناديق وَمن الْحصْر والقدور والخزف بُيُوتًا مَمْلُوءَة وَكَانَ إِذا رأى خَاتمًا وَسمع بِهِ تسبب فِي تَحْصِيله وَأما الآخر فَكَانَ لَهُ هوى مفرط فِي تَحْصِيل الْكتب كَانَ عِنْده زهاء مِائَتي ألف كتاب من كل كتاب نسخ وَكَانَ الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى قَلِيل النَّحْو وَلكنه لَهُ دربة توجب لَهُ قلَّة اللّحن كَانَ عِنْد ابْن سناء الْملك من إنشائه اثْنَان وَعِشْرُونَ مجلدة وَعند ابْن الْقطَّان أحد كِتَابه عشرُون مجلداً وَكَانَ متقللاً فِي مطعمه ومنكحه وملبسه لِبَاسه الْبيَاض لَا يبلغ جَمِيع مَا عَلَيْهِ دينارين ويركب مَعَه غُلَام وركاب وَلَا يُمكن أحدا أَن يَصْحَبهُ وَيكثر تشييع الْجَنَائِز وعيادة المرضى وزيارة الْقُبُور وَكَانَ ضَعِيف) البنية رَقِيق الصُّورَة لَهُ حدبة يغطيها الطيلسان وَكَانَ فِيهِ سوء خلق يكد بِهِ نَفسه وَلَا يضر بِهِ أحدا ولأصحاب الْفَضَائِل عِنْده نفاق يحسن إِلَيْهِم وَلَا يمن عَلَيْهِم وَلم يكن لَهُ انتقام من أعدائه إِلَّا بِالْإِحْسَانِ وَكَانَ دخله ومعلومه فِي السّنة خمسين ألف دِينَار سوى متاجر الْهِنْد وَالْمغْرب وَغَيرهمَا مَاتَ مسكوباً أحْوج مَا كَانَ إِلَى الْمَوْت عِنْد تولي الإقبال وإقبال الإدبار وَهَذَا يدل على أَن لله بِهِ عناية وَله أوقاف فِي فكاك الأسرى وأعان الطّلبَة الشَّافِعِيَّة والمالكية عِنْد دَاره بِالْمَدْرَسَةِ والأيتام بِالْكتاب وَله مُعَاملَة حَسَنَة مَعَ الله وتهجد فِي اللَّيْل لما بلغه أَن الْعَادِل أَخذ الديار المصرية دَعَا على نَفسه بِالْمَوْتِ خشيَة من ابْن شكر وزيره فيهينه انْتهى وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء مولده وَأَصله بعسقلان وَإِنَّمَا قيل لَهُ البيساني لِأَن وَالِده ولي الْقَضَاء ببيسان قيل لما ولد أَخذ طالعه القَاضِي ابْن قُرَيْش وَكَانَ خَبِيرا بِعلم النُّجُوم فَقَالَ هَذِه وَالله سَعَادَة لَا تسعها الدُّنْيَا فضلا عَن عسقلان قلت وَقد ذكر مولده وطالعه واتصالات الْكَوَاكِب فِي ذَلِك الْوَقْت القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر فِي الْكتاب الَّذِي سَمَّاهُ الدّرّ النظيم فِي تقريظ عبد الرَّحِيم

قَالَ ياقوت كَانَ السَّبَب فِي تقدمه أَن أَبَاهُ كَانَ يتَوَلَّى بعسقلان بعد الْقَضَاء ببيسان وكاتبه السُّلْطَان بِمصْر بالأخبار فاتفق أَن وَالِي عسقلان أطلق أَسِيرًا لَهُ قيمَة فتعلل عَلَيْهِ المصريون كَونه لم يخبر بِخَبَرِهِ فَاسْتَحْضر إِلَى الْقَاهِرَة وصودر حَتَّى استصفى مَاله وَلم يبْق لَهُ شَيْء فأصابته فجعة فَمَاتَ وَبَقِي الْفَاضِل وَأُخْت لَهُ وَأَخ على غَايَة من الاختلال وَسُوء الْحَال والفقر فألجأه الْحَال إِلَى أَن مَشى رَاجِلا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَقصد بهَا القَاضِي ابْن حَدِيد فالتجأ إِلَيْهِ وعرفه بِنَفسِهِ وشكا إِلَيْهِ فاقته فتوجع لَهُ وَفرض لَهُ فِي كل شهر ثَلَاثَة دَنَانِير واستنابه فِي الْكِتَابَة عَنهُ وَفتحت الفرنج عسقلان وَخرج أَخُوهُ وَأُخْته حَتَّى لَحقا بِهِ وَأَقَامَا عِنْده فاختبره القَاضِي فَوَجَدَهُ على غَايَة من الفصاحة والبلاغة وَحسن الْمَقَاصِد وَكَانَ إِذا أَرَادَ مُكَاتبَة ديوَان مصر أمره بِالْكِتَابَةِ عَنهُ وَكَانَت كتبه ترد كالدر النظيم فحسده الْكتاب الَّذين ترد كتبه عَلَيْهِم وخافوا مِنْهُ على مَنْزِلَتهمْ فسعوا بِهِ إِلَى الظافر بن الْحَافِظ فَحدث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بنان الْأَنْبَارِي كَاتب الْإِنْشَاء يَوْمئِذٍ قَالَ فأحضرني الظافر وَأَمرَنِي أَن أكتب إِلَى الْوَالِي بالإسكندرية أَن يتسلم ابْن البيساني من القَاضِي ابْن حَدِيد وَيقطع يَده ويسيرها إِلَيْنَا قَالَ فَمَا علمت السَّبَب وَلَا عرفت) ابْن البيساني ووددت لَو كَانَ هَذَا الْكتاب بِخَط غَيْرِي فَأخذت الدواة والقلم والدرج وكتبت بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبَطلَت الْكِتَابَة فَنظر إِلَيّ وَقَالَ مَا تنظر قلت عَفْو مَوْلَانَا قَالَ تعرف هَذَا الرجل قلت لَا وَالله قَالَ هَذِه رقْعَة وَردت من الدِّيوَان تخبر بِسوء أدبه واستخفافه وَذَاكَ أَنه كتب كتابا وَجعل بَين السطر والسطر شبْرًا وَهَذَا لَا يكون إِلَّا من الْفَاضِل إِلَى الْمَفْضُول وَبَلغنِي أَيْضا أَنه يرى انتقاضنا وَذَهَاب دولتنا دينا فَقلت إِن رأى استحضار الْمَكْتُوب وَالْوُقُوف عَلَيْهِ فأحضر فَرَأَيْت أبلغ كتاب وَأحسن عبارَة فَقلت هَذَا كتاب مَعْدُوم الْمِثَال وكاتبه أوحد عصره وَمَا كتبُوا فِي أمره بِمَا كتبُوا إِلَّا حسداً لَهُ فَإِن رأى إِحْضَار كَاتبه وَسَمَاع لَفظه وَالْعَمَل بِمُوجب الْمُشَاهدَة رَجَوْت أَن يكون ثَوابًا وصواباً فَكتبت بتسييره مكرماً فَمَا كَانَ إِلَّا مَسَافَة الطَّرِيق حَتَّى أحضر إِلَى مجْلِس الظافر وَأَنا حَاضر فَرَأَيْت شَابًّا ظريفاً بِثِيَاب قصار وأكمام لَطِيفَة وطيلسان فَوقف بَين يَدي الظافر فَقَالَ الظافر اختبره فِي شَيْء من الرسائل فَقلت لَهُ مَوْلَانَا يَأْمُرك أَن تكْتب منشوراً لأحد أَوْلِيَاء دولته يتَضَمَّن تَوليته مَا وَرَاء بَابه فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة فقربت مِنْهُ دَوَاة فَأخذ يكْتب وَهُوَ قَائِم وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يستمد

انكب إِلَى الدواة ثمَّ وقف فَكتب فَلَمَّا أَن رأى الظافر جَرَيَان قلمه وثبات جنانه أَمر خَادِمًا أَن يحمل لَهُ الدواة ثمَّ فرغ من الْكِتَابَة وَهُوَ قَائِم على رجله فتناوله الْخَادِم وَعرضه على الظافر فَاسْتحْسن خطه وَكَانَ خطا مليحاً رائقاً على طَريقَة ابْن مقلة وَقَالَ لي اقرأه فَقلت يَا مَوْلَانَا اسْمَعْهُ من منشئه فَهُوَ أحسن فقرأه بِلِسَان حاد وَبَيَان صَادِق فَلَمَّا استتم قِرَاءَته أَمر الظافر بقلع طيلسانه وَأخذ عذبة عمَامَته وفتلها وتحنيكه بهَا فَفعل بِهِ ذَلِك وَلم يزل فِي الدِّيوَان مُدَّة أَيَّام الظافر والفائز والعاضد فَلَمَّا استعلى الضرغام على شاور وَتَوَلَّى الوزراة وهرب شاور إِلَى الشَّام وَقبض على وَلَده الْكَامِل وأودعه السجْن خدمه الْفَاضِل ومت إِلَيْهِ بِخِدْمَة قديمَة ثمَّ إِن الضرغام تنكر على الْفَاضِل فَمضى من فوره إِلَى ملهم أخي ضرغام واستجار بِهِ وَكَانَ ملهم هُوَ الْكَبِير وَكَانَ ترفع عَن الْولَايَة فَأمره بملازمة دَاره حَتَّى يصلح أمره فاتفق أَن قرن بالكامل ابْن شاور فِي محبسه وَحبس مَعَه وَحصل لَهُ بذلك يَد بَيْضَاء عِنْده وَرجع شاور إِلَى الديار المصرية يَصْحَبهُ شيركوه وَقتل الضرغام وَأَخُوهُ ملهم ملهم وَبَنوهُ وعادت الوزارة إِلَى ساور وَركب ابْنه الْكَامِل من دَار ملهم وَمَعَهُ القَاضِي الْفَاضِل حَتَّى دخلا على شاور وَعرف الْكَامِل أَبَاهُ شاور حُقُوق) الْفَاضِل عَلَيْهِ وَحسن ولائه واختص الْفَاضِل بالكامل اختصاصاً كلياً وَكَانَ أَولا يدعى بالأسعد فَغَيره ولقبه بالفاضل وَلم يزل مَعَهُمَا على أحسن حَال إِلَى أَن عَاد أَسد الدّين إِلَى مصر فِي الْمرة الْأُخْرَى وَاسْتولى على الديار المصرية وَتَوَلَّى الوزارة وَقتل شاور وَابْنه الْكَامِل وَطلب الْفَاضِل وَكَانَ فِي نَفسه مِنْهُ أَشْيَاء نقمها عَلَيْهِ فِي مكاتباته عَن شاور وَكَانَ يغلظ القَوْل فِيهَا ولجأ القَاضِي إِلَى الْقصر مستجيراً ومستخفياً وَطَلَبه شيركوه من العاضد فشفع فِيهِ فَلم يقبل الشَّفَاعَة وألح فِي طلبه فاتفق أَن العاضد أهْدى إِلَى شيركوه هَدَايَا نفيسة وَقعت مِنْهُ موقعاً لطيفاً وَسَأَلَهُ مَعَ قبُولهَا أَمَان الْفَاضِل فَأَمنهُ فَلَمَّا حضر أكْرمه شيركوه وَأمره بِالْجُلُوسِ فِي حَضرته وَقَالَ اكْتُبْ كتاب إِلَى نور الدّين مَحْمُود بن زنكي عرفه مَا فعل الله بِهَذَا الطاغية الْفَاسِق يَعْنِي شاوراً فَكتب وَلم يذكرهُ إِلَّا بِالْخَيرِ فَغَضب أَسد الدّين وَقَالَ مَا لَك لَا تكْتب بِمَا آمُرك بِهِ فَقَالَ مَا يسعني ذَلِك أَيهَا الْوَزير لحقوق لَهُ عَليّ فَأَغْلَظ لَهُ وتهدده إِن لم يكْتب وَحلف ليوقعن بِهِ فَوَثَبَ حَتَّى صَار بَين يَدَيْهِ وَقَالَ قد انبسط الْآن عُذْري فِيمَا كنت أكاتب بِهِ الْمولى فَإِنَّمَا أَنا آلَة أكتب حَسْبَمَا أومر فسط عذره وَأَعْجَبهُ مخرجه من الْحجَّة وآنس بِهِ آنساً تَاما فَلَمَّا مَاتَ أَسد الدّين شيركوه ترشح أكَابِر الدولة لمكانه وطمع فِيهَا من هُوَ أهل لذَلِك

وَلم يكن صَلَاح الدّين مِمَّن تطمع نَفسه فِي تِلْكَ الرُّتْبَة وَاتفقَ أَنه اجْتمع بالفاضل فِي دَار السُّلْطَان وَجرى حَدِيث من ترشح للولاية وَبسط صَلَاح الدّين الحَدِيث فِي ذكرهم وَلم يذكر نَفسه فَجَذَبَهُ الْفَاضِل إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ سرا هَل عنْدك قُوَّة لِأَن تلِي هَذَا الْأَمر فَقَالَ صَلَاح الدّين وأنى لي بذلك وَهنا مثل فلَان وَفُلَان وَعدد الأكابر فَقَالَ لَهُ لَا عَلَيْك فَإِنِّي أدبر أَمرك فاستعد لذَلِك فَبينا هما فِي الحَدِيث استدعي الْفَاضِل إِلَى مجْلِس العاضد واستشير فِيمَن يُولى وَلم يكن شيركوه دفن بعد لِأَن من عَادَتهم أَن الَّذِي يتَوَلَّى يلبس فِي الْجِنَازَة أَخْضَر دون كل من فِيهَا وَنهي إِمَارَة الْولَايَة فَقَالَ الْفَاضِل رَأْي أَمِير الْمُؤمنِينَ أَعلَى وَهُوَ أعرف فَقَالَ العاضد مَا تَقول فِي فلَان فوهى أمره وَذكر شَيْئا صدفه عَنهُ إِلَى أَن ذكر جمَاعَة كلهم كَذَلِك فَقَالَ للفاضل فَمن ترى أَنْت قَالَ مَا رَأَيْت فِي الْجَمَاعَة أحسن طَريقَة من يُوسُف ابْن أَيُّوب ابْن أخي الْمَيِّت فَإِنِّي اختبرته ورأيته يرجع إِلَى دين وَأَمَانَة فَقَالَ العاضد إِنِّي أَخَاف أَن لَا يرضى بِهِ الْقَوْم فَقَالَ الْفَاضِل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنْت ألبسهُ وَأَجْلسهُ وَهُوَ يبْذل الْأَمْوَال وَيصْلح) حَال الرِّجَال فَفعل ذَلِك وَخرج النَّاس وعَلى صَلَاح الدّين الْأَخْضَر من دون الْجَمَاعَة فعرفوا أَنه صَاحب الْأَمر وساعدته السَّعَادَة فَلم يقل أحد كلمة وَفرق خزاين شيركوه وعامل النَّاس بِالْإِحْسَانِ وبذل المَال فَأَحبُّوهُ وَتمّ أمره وَصَارَ الْقَبْض والبسط إِلَى الْفَاضِل وفوض صَلَاح الدّين إِلَيْهِ أُمُور دولته وَصَارَ لَا يصدر عَن رَأْيه واستنابه فِي جَمِيع أُمُوره ورعى لَهُ تِلْكَ الْحَال فَجرى فِي تصاريفه على أحسن قانون وَأحسن إِلَى أَرْبَاب الْبيُوت وَجمع كتبا مَشْهُورَة بَلغنِي أَنَّهَا تكون سبعين ألف مُجَلد فِي فنون الْعلم وأنواعه وَأما ابْن بنان الَّذِي كَانَ السَّبَب فِي خُلَاصَة وعلو منزله فَإِنَّهُ أطرح فِي دولة بني شادي حَتَّى احْتَاجَ إِلَى النَّاس فَدخل يَوْمًا إِلَى الْفَاضِل وَقد انقادت الدولة لأَمره وَنَهْيه فعدد إحسانه إِلَيْهِ واشتماله فِي الدولة الذاهبة عَلَيْهِ فاعترف الْفَاضِل بذلك واستخلص لَهُ رزقا كَانَ يقوم عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ القَاضِي الْفَاضِل شَابًّا مليحاً من أظرف الرِّجَال فَلَمَّا كَانَت وقْعَة الْبَاب بَين شيركوه وشاور بالصعيد نفرت بِهِ فرسه فَوَقع على ظَهره على قربوس السرج فأوهنه فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة عمل عَلَيْهِ وَكَانَ يمرضه ويداويه وَقد مد وانتفخ فَلَمَّا كَانَ يَوْم جُلُوسه بَين يَدي أَسد الدّين وَهُوَ يكْتب انفجرت عَلَيْهِ وَهُوَ بَين يَدَيْهِ فَمَا راعه إِلَّا والمدة وَالدَّم يسيلان بَين يَدي أَسد الدّين فارتاع من ذَلِك وَقَالَ احملوه ورق لَهُ وعولج وانفسدت إِحْدَى خَرَزَات ظَهره ثمَّ اندملت وَكَانَت لَهُ حدبة وَفِي ذَلِك يَقُول ابْن عنين المنسرح

(قد أصبح الْملك مَا لَهُ سَبَب ... فِي النَّاس إِلَّا الْبغاء والحدب) (سلطاننا أعرج وكاتبه ... ذُو عمش والوزير منحدب) (معايب كلهَا لَو اجْتمعت ... فِي فلك لم تحله الشهب) انْتهى كَلَام ياقوت قلت وَقد أَكثر ابْن عنين من هجوه وَذكر الحدبة فَقَالَ وَهُوَ أحسن مَا يكون من التهكم المنسرح حاشا لعبد الرَّحِيم سيدنَا الْفَاضِل مِمَّا تَقوله السّفل (يكذب من قَالَ إِن حدبته ... فِي ظَهره من عبيده حَبل) (هَذَا قِيَاس فِي غير سيدنَا ... يَصح إِن كَانَ يحبل الرجل) وَقَالَ أَيْضا الْكَامِل (كم ذَا التبظرم زَائِد عَن حَده ... مَا كَانَ قبلك هَكَذَا الحدبان) ) (مَا طَال فِي اللَّيْل البهيم سُجُوده ... إِلَّا ليركع فَوْقه السودَان) وَقَالَ أَيْضا المتقارب (إِذا كلبة ولدت سَبْعَة ... فقف واستمع أَيهَا السَّائِل) (وَإِن كلبة ولدت تِسْعَة ... تزاوجن فالفاضل الْفَاضِل) وَقَالَ فتيَان الشاغوري الْكَامِل (عجبا لأحدب فِي دمشق وَكتبه ... هن الْكَتَائِب عثن فِي الحدباء) (آراؤه شهب البزاة فسل بهَا ... حَلبًا إِذا انْقَضتْ على الشَّهْبَاء) وَكَأَنَّهُ الزَّوْرَاء والأقلام أسهمه بهَا يفري كلى الزَّوْرَاء وَفِيه يَقُول ابْن الخيمي الْخَفِيف (يشبه الْقوس صُورَة فَلهَذَا ... قد غَدَتْ فِي النُّفُوس مِنْهُ نبال) قلت إِلَّا أنني مَا أعرف أحدا كَانَ فِي عصره من الشُّعَرَاء الْمَشْهُورين إِلَّا وَقد مدح القَاضِي الْفَاضِل كَابْن سناء الْملك وَابْن مماتي وَابْن الدروي وَابْن قلاقس وَابْن الساعاتي وَابْن النبيه وَابْن نفاده والرشيد النابلسي والتعاويذي وَقَالَ القَاضِي محيي الدّين عبد الله بن عبد

الظَّاهِر ونقلت ذَلِك من خطه كَانَ القَاضِي الْفَاضِل يبكر كل يَوْم سحرة إِلَى مصر فيقف على بَاب الْمُوفق بن قادوس حَتَّى يركب ويسايره إِلَى الْقَاهِرَة ويذاكره ويستفيد مِنْهُ فَإِذا وصل إِلَى الْقصر مضى لمنزله وَأقَام إِلَى الظّهْر ثمَّ يركب وَيقف على بَاب الْقصر فَإِذا خرج صَحبه إِلَى مصر قَالَ وَرَأَيْت أوراقاً سود القَاضِي الْفَاضِل فِي ظهرهَا شَيْئا من كَلَامه وشعره وَهِي استدعاءات بجلبان لعلوفات الْحمام الرسائلي بالإسكندرية وَصُورَة خطه بِصِحَّة المستدعى بِهِ وَكتب عبد الرَّحِيم ابْن القَاضِي الْأَشْرَف وخطه بذلك عِنْدِي وَعِنْدِي بِخَطِّهِ فِي إِجَارَة اسْتَأْجر فلَان ابْن فلَان من ديوَان الرباع السُّلْطَانِيَّة بثغر الْإسْكَنْدَريَّة وَفِي آخرهَا الشَّهَادَة على الْمُسْتَأْجر وَكتب عبد الرَّحِيم ابْن القَاضِي الْأَشْرَف وَهُوَ كَانَ يُبَاشر هَذَا الدِّيوَان فَالْإِجَارَة مِنْهُ وَالشَّهَادَة على الْمُسْتَأْجر بِخَطِّهِ وَهَذَا فِيهِ نظر قلت مَا فِي هَذَا نظر لاحْتِمَال أَن يكون النَّاظر غَيره وَهُوَ الَّذِي آجر الْمُسْتَأْجر والفاضل كَانَ شَاهد الدِّيوَان وَقَالَ محيي الدّين كلَاما آخِره أَن الْوَزير شاور لما وزر الوزارة الثَّانِيَة استخدم الْفَاضِل فِي ديوَان المكاتبات شَرِيكا للشَّيْخ الْمُوفق أبي الْحجَّاج يُوسُف بن الْخلال وَقَالَ الصاحب كَمَال الدّين بن) العديم وَقَالَ لي القَاضِي بهاء الدّين ابْن شَدَّاد قَاضِي حلب دخلت على القَاضِي الْفَاضِل أول دخولي عَلَيْهِ دَاره وَمَعِي الْعِمَاد الْكَاتِب فَلَمَّا خرجنَا قَالَ لي الْعِمَاد كَيفَ رَأَيْت القَاضِي الْفَاضِل قلت رَأَيْت رجلا قد أَتَاهُ الله أَرْبَعَة أَسبَاب السَّعَادَة وَهِي تَدْعُو النَّاس إِلَى الْميل إِلَيْهِ والاشتمال عَلَيْهِ وَأَتَاهُ الله الْعلم فَإِنَّهُ كَانَ عَالما مطلعاً على سَائِر الْعُلُوم آخِذا من كل نوع مِنْهَا بأوفر سهم لَا يجْتَمع بِهِ صَاحب علم إِلَّا ويخوض مَعَه فِي علمه وَذَلِكَ من أَسبَاب السَّعَادَة لِأَن النَّاس يميلون إِلَى إرشاد علمه الثَّانِي وَهُوَ كَذَلِك فَإِنَّهُ كَانَ من أَكثر النَّاس ورعاً وَكَانَ وقته لَا يخليه من تِلَاوَة قُرْآن أَو التَّسْبِيح وَإِن اتّفق من يكلمهُ فِي حَاجَة كلمة ثمَّ عَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَهَذَا أَيْضا يَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ فَإِنَّهُم يميلون إِلَى ذِي الدّين وَالثَّالِث الجاه وَكَانَ من أوفر النَّاس جاهاً عِنْد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وأقربهم منزلَة وَكَانَ أعظم النَّاس ميلًا إِلَيْهِ وَالرَّابِع المَال وَكَانَ كثير المَال جدا حَتَّى أَن وَكيله ابْن سناء الْملك قَالَ كَانَ دخله فِي كل يَوْم خمسين دِينَارا وَقَالَ القَاضِي جمال الدّين ابْن شِيث على مَا شاهدته مسطوراً قَالَ كَانَ للْقَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله بِمصْر ربع عَظِيم يُؤجر بمبلغ كَبِير فَلَمَّا عزم على الْحَج ركب وَمر بِهِ ووقف عَلَيْهِ

وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَن هَذَا الخان لَيْسَ شَيْء أحب لي مِنْهُ أَو قَالَ أعز عَليّ مِنْهُ اللَّهُمَّ فاشهد أنني وقفته على فكاك الأسرى وَسَار إِلَى مَكَّة وَهُوَ إِلَى يَوْمنَا وقف وَأَظنهُ صناعَة التَّمْر الَّتِي بِمصْر على الْبَحْر قَالَ القَاضِي محيي الدّين وَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن قَائِلا يَقُول لي قل للْقَاضِي تَاج الدّين يَعْنِي ابْن بنت الْأَعَز قَاضِي الْقُضَاة إِن شِئْت أَن تَدْعُو وَأَن يُسْتَجَاب لَك فَاقْعُدْ بَين قبر القَاضِي الْفَاضِل وَبَين قبر الشَّيْخ الشاطبي وادع فَإِن دعَاك يُسْتَجَاب أَو مَا هَذَا مَعْنَاهُ فعرفته ذَلِك قَالَ كنت أفعل ذَلِك وَتركته مُدَّة وسر بذلك وَقَالَ الصاحب كَمَال الدّين بن العديم إِنَّه سمع عبد الرَّحِيم بن شِيث بِالْبَيْتِ الْمُقَدّس وَكَانَ يكْتب بَين يَدي الْفَاضِل قَالَ كَانَ النَّاس يَشكونَ من الْفَاضِل قلَّة اهتمامه بهم وَأَنه لَا يوفيهم رد السَّلَام إِذا لقوه فِي طَرِيق قَالَ وَلم يكن ذَلِك كبرا مِنْهُ وَإِنَّمَا من يرى أَنه لَا يضيع وقتا من أوقاته إِمَّا فِي مصلحَة أَو فِي عبَادَة فَإِذا ركب الدَّابَّة) تنفل عَلَيْهَا فيمضي ويمر بِهِ الْإِنْسَان فَيسلم عَلَيْهِ فَلَا يقطع صلَاته فَهَذَا كَانَ سَبَب إهماله الاحتفال بِالنَّاسِ فِي رد السَّلَام قلت لَا تفي لَهُ صَلَاة النَّافِلَة بِمَا يحصل لَهُ من كسر قُلُوب من هُوَ دونه أَو أَنه يؤثم من هُوَ مثله أَو قريب مِنْهُ لِأَنَّهُ يغتابه أَو أَنه يسبه أَو غير ذَلِك وَقَالَ الشَّيْخ موفق الدّين عبد اللَّطِيف البغداذي وَالْقَاضِي الْفَاضِل هُوَ الَّذِي زَاد فِي الكلاسة مثلهَا وَلما حفرت وجد تَحت الأَرْض أعمدة قَائِمَة على عتب وفوقها مثلهَا وَأثر الْعِمَارَة مُتَّصِل تَحت الأَرْض لَيْسَ لَهُ نِهَايَة وَكَأَنَّهُ كَانَ معبدًا وَوجدت فِيهِ قبْلَة بحي الشمَال قَالَ محيي الدّين ومدرسته بِالْقَاهِرَةِ بدرب ملوخياً هِيَ أول مدرسة بنيت بِالْقَاهِرَةِ ووقفها على الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة والمالكية وَجعل فِيهَا قاعة لإقراء الْقُرْآن كَانَ الشاطبي متصدراً بهَا وَغَيره وَخرج مِنْهَا جمَاعَة من الْعلمَاء وَكَانَ الْفَقِيه ابْن سَلامَة مدرساً بهَا وَجعل قاعة للكتب وقف بهَا الْكتب الْعَظِيمَة الجليلة من التفاسير والشروح وأصناف الْعُلُوم وَمن مَبارّه الأرضي الَّتِي ابتاعها بالجمل الْكَثِيرَة من المَال بأراضي اللوق على عين الْأَزْرَق بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَهِي قريب بُسْتَان البورجي وَهِي الْآن بُسْتَان لبني قُرَيْش وَبَعضهَا دخل فِي الميدان الظَّاهِرِيّ وَعوض عَنْهَا أَرَاضِي بِأَكْثَرَ من قيمتهَا وَمن مباره الميضأة الَّتِي قريب مشْهد الْحُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ وَالْمَسْجِد والساقية ووقف عَلَيْهَا أراض قريب الخَنْدَق انْتهى مَا نقلته من خطّ محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر

وَقَالَ ابْن مماتي كنت فِي مجْلِس الْفَاضِل فحدثه بعض حاضري مَجْلِسه أَن الْغَزالِيّ لما ورد بغداذ سُئِلَ عَن أبي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ فَقَالَ تركته بنيسابور وَقد أُسَمِّهِ الشِّفَاء وَقد كَانَ شرع فِي مطالعة كتاب الشِّفَاء لِابْنِ سينا قَالَ فَجعل القَاضِي يتعجب من حسن قَوْله أسقمه الشِّفَاء ويتمايل لَهُ وَيَقُول وَالله إِن هَذَا كَلَام حسن بديع وَكَانَ عِنْده ابْن ولد الْوَزير ابْن هُبَيْرَة فَقَالَ كَلَام جدي فِي هَذَا الْمَعْنى أحسن وأبلغ قَالَ لَهُ وَمَا هُوَ قَالَ قَوْله الشِّفَاء ترك الشِّفَاء والنجاة ترك النجَاة فَقَالَ الْفَاضِل لَا وَلَا كَرَامَة بَين الْكَلَامَيْنِ بون لَا يطلع عَلَيْهِ إِلَّا أَرْبَاب الصَّنَائِع وَكتب إِلَيْهِ تَاج الدّين بن جراح الْخَفِيف (أَنا أهذي وَأَنت تقرا وَتَرْمِي ... والليالي تمر وَالله حسبي) فَكتب فَوق قَوْله أَنا أهذي أَنْت اعْترفت بالهذيان وَكتب فِي قَوْله وَأَنت تقْرَأ وَتَرْمِي الهذيان مرمى وَفَوق قَوْله والليالي تمر نعم تمر عَليّ وَعَلَيْك وَكتب فَوق قَوْله وَالله حسبي) وحسبي أَيْضا وَدخل أَبُو الْخَيْر سَلامَة الضَّرِير عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ حق يُوجب الدَّالَّة يستقضيه فِي مُهِمّ كَانَ سَأَلَهُ استنجازه من السُّلْطَان فمطله فتضجر أَبُو الْخَيْر وأنشده قَول ابْن الرُّومِي الْبَسِيط (لَا يسر الله خيرا أَنْت جالبه ... وَلَا أعَان على مقدوره الْقدر) (فَأَنت عِنْدِي كزب الْكَلْب مدخله ... سهل ومخرجه مستصعب وعر) فَقَالَ الْفَاضِل يَا أَبَا الْخَيْر وَقع الْفساد فِي مَوضِع الحيا وَعرض عَلَيْهِ يَوْمًا ورقة باسم مؤذنين يستخدمان اسْم أَحدهمَا مرتضى وَالْآخر زِيَادَة فَكتب على رَأس الورقة أما مرتضى فَزِيَادَة وَأما زِيَادَة فمرتضى فصرف مرتضى واستخدم زِيَادَة وَحضر مرّة من الْعَجم واعظ وَكَانَ جميلاً مبدعاً فِي الْحسن فَاجْتمع لَهُ النَّاس فوعظ فَظهر مِنْهُ خلاف مَا يُؤَدِّي إِلَى الْخُشُوع فَقَالَ الْفَاضِل يَا لَهَا من عظة منعظة وَعمل الْجَمَاعَة فِي هَذَا الْمَعْنى فَقَالَ الأسعد بن مماتي السَّرِيع (وجاهل بعد من ضَيفه ... لما أَتَى من سفه منسفه) (فَقبل الأَرْض فجف الثرى ... فيا لَهَا من شفة منشفه) وَقَالَ ابْن الْحجَّاج حضرت يَوْمًا عِنْد الْفَاضِل فَحَضَرَ من ثقل عَلَيْهِ فَاعْتَذر الْفَاضِل فَأقبل وَقَالَ الْمَوْت غَدا فَأَنْشد الْفَاضِل الرجز المجزوء

(قَالَ لي الْمَوْت غَدا ... فَقلت هذي حجتي) وَكَانَ كثيرا مَا ينشد الرجز المجزوء (عمَارَة الْجِسْم نفس ... وهدمه إِذا احْتبسَ) وَركب الْفَاضِل يَوْمًا فَرَكبهُ القَاضِي المكين ابْن حيوس وَلم يكن مَعَه مقرعة فَأعْطَاهُ الْفَاضِل مقرعة فَرَمَاهَا ثمَّ رد فِي طلبَهَا عجلاً فَمَا وجدهَا فَعَاد بسكتة وسكينة لخيبته فأنشده الْفَاضِل الْكَامِل المجزوء يَا عاديا شبه السَّفِيه وعائدا مثل الْحَلِيم ضيعت مقرعة وعدت شبيهها من غير مِيم وَتوجه رَسُولا إِلَى صَاحب الْموصل فأحضرت فواكه فَقَالَ بعض الْكِبَار خياركم أحدب فَقَالَ الْفَاضِل خسنا خير من خياركم) وَلما عمل الْعِمَاد الْكَاتِب كتاب الخريدة بعثها إِلَيْهِ فِي ثَمَانِيَة أَجزَاء فَلَمَّا أحضرت لَدَى الْفَاضِل قَالَ وَأَيْنَ الْآخرَانِ لِأَنَّهُ قَالَ كتاب خريدة وَمَا أرى إِلَّا ثَمَانِيَة يَعْنِي خرى عشرَة لِأَن ده بالعجمي عشرَة وَقَالَ ضِيَاء الدّين ابْن الْحجَّاج دخلت على الْفَاضِل أَنا وَأخي فَقَالَ الأسعد بن مماتي إِن فلَانا أفضل من فلَان فَقَالَ الْفَاضِل هما كَحَد السَّيْف قَالَ وَذكرت قَول الْفَاضِل هَذَا بعد مُدَّة للموفق الديباجي فنظمه وَقَالَ الهزج هما كالسيف لَا يدْرك فرق بَين حديه وَقَالَ ضِيَاء الدّين أَيْضا حضرت وَأَنا صَغِير مجْلِس الْفَاضِل فَحَضَرَ عِنْده أحد أَوْلَاد الْوَزير عون الدّين ابْن هُبَيْرَة وَكَانَ ينْسب إِلَى الثّقل فِي أشغاله فَسَأَلَهُ عدَّة سُؤَالَات فقضاها وَكثر فِي أَشْيَاء لَا يُمكن الْفَاضِل فعلهَا والفاضل يحلم عَنهُ ويجيبه أجوبة حَسَنَة فَلَمَّا قَامَ قَالَ مَا هُوَ إِلَّا أَن يَجِيء فيا خيل الله ارْكَبِي وَيَا يَد البطالة اكتبي وَيُقَال إِنَّه تخرج وتدرب على الْمُوفق ابْن الْخلال فِي أَيَّام الْخُلَفَاء المصريين وَكَانَ الْمُوفق يكْتب إِلَيْهِ فِي أَيَّام السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَلم يُغير مُكَاتبَته أَيَّام المصريين فَيَقُول خادمه وَكَانَ الْفَاضِل يتعجب من ذَلِك وَيَقُول إِلَى مَتى يخبئ الْألف وَاللَّام يَعْنِي يكْتب الْخَادِم وَكَانَ الْفَاضِل يعْمل للسجعة وَيَقُول لكتابه اعْمَلُوا قرينتها فَمَا ارْتَضَاهُ أجاره وَمَا لَا يرتضيه أفادهم إِيَّاه فَقَالَ لَهُم جَاءَت خيل الله تعسل مَا قرينتها فَقَالُوا أَشْيَاء لم يرضها فَقَالَ وَهِي من كل حدب تنسل وَقَالَ لَهُم يَوْمًا كتبهَا وَالْمغْرب قد تنحنح مؤذنه وَطلب إجازتها فَلم يَأْتُوا بِمَا أرضاه فَقَالَ وجفن عين الشَّمْس قد غمضه وسنه

وَقيل إِن الْعَزِيز هوى قينة شغلته عَن مَصَالِحه فَأمره أَبوهُ بِتَرْكِهَا فشق ذَلِك عَلَيْهِ وضاق صَدره وَلم يجْتَمع بهَا فسيرت لَهُ مَعَ بعض الخدم كرة عنبر فَكَسرهَا فَوجدَ فِيهَا زر ذهب ففكر فِي ذَلِك وَلم يعرف مَعْنَاهُ وَعرف الْفَاضِل الصُّورَة فنظم الْفَاضِل بَيْتَيْنِ وجهزهما إِلَيْهِ وهما السَّرِيع (أَهْدَت لَك العنبر فِي وَسطه ... زر من التبر خَفِي اللحام) (فالزر فِي العنبر مَعْنَاهُمَا ... زر هَكَذَا مختفياً فِي الظلام) قَالَ شمس الدّين مَحْمُود الْمروزِي كنت يَوْمًا بِحَضْرَة القَاضِي الْفَاضِل وَكَانَ الْعِمَاد الْكَاتِب) عِنْده فَلَمَّا انْفَصل قَالَ الْفَاضِل للْجَمَاعَة بِمَ تشبهون الْعِمَاد وَكَانَت عِنْده فَتْرَة عَظِيمَة وجمود فِي النّظر وَالْكَلَام فَإِذا أَخذ الْقَلَم أَتَى بالنظم والنثر فكلهم شبه بِشَيْء فَقَالَ لَهُم مَا أصبْتُم هُوَ كالزناد ظَاهره بَارِد وباطنه فِيهِ نَار وَقَالَ لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب يَوْمًا سر فَلَا كبا بك الْفرس فَقَالَ الْفَاضِل دَامَ عَلَاء الْعِمَاد وَمن كَلَام الْفَاضِل فِي هَذِه الْمَادَّة أَعنِي مَا يقْرَأ مقلوباً فَلَا يتَغَيَّر قَوْله أبدا لَا تدوم إِلَّا مَوَدَّة الأدباء قلت وَلَا يعلم أَن كَاتبا بلغ من الرُّتْبَة عِنْد مخدومه مَا بلغه الْفَاضِل عِنْد صَلَاح الدّين حَتَّى أَنه كَانَ يَقُول مَا فتحت الْبِلَاد بالعساكر إِنَّمَا فتحتها بأقلام القَاضِي الْفَاضِل وَعمل الْخُلَفَاء على أَخذه مِنْهُ وَاحْتَجُّوا بِأَنَّهُم يطلبونه لأمور لَا تقال إِلَّا للْقَاضِي الْفَاضِل فِي مَا يتَعَلَّق بالفتوحات فَأذن لَهُ فَقَالَ لَهُ السَّلَام عَلَيْك هُوَ آخر الْعَهْد بك ثمَّ دَافع عَنهُ وَاعْتذر بضعفه فَعَلمُوا عَلَيْهِ لما حج وَأَرَادُوا أَخذه غصبا فَتعذر ذَلِك وَيُقَال إِن النَّاصِر الإِمَام لما توفّي صَلَاح الدّين كتب إِلَى الْفَاضِل أَو أرسل إِلَيْهِ يَقُول لَهُ أَي من كَانَ فِي أَوْلَاد صَلَاح الدّين يصلح للْملك وَله الْأَمر وَحكى شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ قَالَ لما مرض السُّلْطَان صَلَاح الدّين بحران مَرضا شَدِيدا حَتَّى حصل الْيَأْس مِنْهُ وَبَقِي أَيَّامًا لَا يَأْكُل وَلَا يشرب فَدخل عَلَيْهِ القَاضِي ضِيَاء الدّين الشهرزوري عَائِدًا فَبكى السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ ضِيَاء الدّين يَا مَوْلَانَا مثلك مَا يسامح أَنْت ربيت بَين سمر الرماح وبيض الصفاح وَعرضت نَفسك على الْمَوْت مرَارًا فِي عدَّة حروب وَأَنت الْآن تفزع من الْمَوْت وَأَنت فِي هَذَا السن فَقَالَ وَالله مَا خطر لي هَذَا ببال وَلَكِن فَكرت السَّاعَة فِي القَاضِي الْفَاضِل كَيفَ يكون إِذا بلغته وفاتي فَأَشْفَقت عَلَيْهِ لعلمي بِهِ وَمَا يجده من أَجلي وَرَأَيْت من تمكن الْفَاضِل عِنْد السُّلْطَان فصلا كتبه فِي معنى الْعَادِل أخي السُّلْطَان وَكَانَ الْعَادِل يكره الْفَاضِل لِأَنَّهُ أَخذ حلب مِنْهُ وَأَعْطَاهَا للعزيز عُثْمَان وَبلغ الْخَادِم أَن الْمولى الْعَادِل

أنكر توالي الإنعام بعد الإنعام وتتابع الْإِكْرَام بعد الْإِكْرَام وَمَا علم أَن آثَار السَّيْف طاحت وَبَقِي أثر الأقلام وَكم للخادم من موقف مشكور يعجز عَنهُ السيوف الْمَشْهُور وَالْعلم المنشور وَالْمولى الْعَادِل يمني نَفسه فأدام الله أَيَّام الْمولى مَا دَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض وَالْخَادِم إِن تقدم الْمولى فَهُوَ أكبر مُرَاده وَإِن كَانَت شقوة تطيل لَهُ الْبَقَاء فَمَا يخرج الْملك عَن السَّادة الْمُلُوك من أَوْلَاده) قلت من هَذَا الْكَلَام يعرف أَيْن كَانَ الْفَاضِل فِي الرُّتْبَة عِنْد صَلَاح الدّين وَمَا أَفَادَ هَذَا الْكَلَام وَمَات السُّلْطَان وَاسْتولى الْعَادِل على الْبِلَاد وسل أَوْلَاد أَخِيه صَلَاح الدّين وَاحِدًا بعد وَاحِد وَمَا نفعهم القَاضِي الْفَاضِل وَمن إدلال الْفَاضِل على السُّلْطَان مَا رَأَيْته فِي مُكَاتبَة عَنهُ إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ أَن الْعَزِيز عُثْمَان وَلَده كَانَ مَعَه فِي تِلْكَ السفرة فَذكره الْفَاضِل وَقَالَ الْكَامِل (مَمْلُوك مَوْلَانَا ومملوك ابْنه ... وأخيه وَابْن أَخِيه وَالْجِيرَان) (طي الْكتاب إِلَيْهِ مِنْهُ إِجَابَة ... لسلام مَوْلَانَا ابْنه عُثْمَان) (وَالله قد ذكر السَّلَام وَأَنه ... يَجْزِي بِأَحْسَن مِنْهُ فِي الْقُرْآن) (وغريبة قد جِئْت فِيهَا أَولا ... وَمن اقتفاها كَانَ بعدِي الثَّانِي) (فرسولي السطلان فِي إبلاغها ... وَالنَّاس رسلهم إِلَى السُّلْطَان) وترسله فَلَعَلَّهُ يبلغ الْمِائَة مُجَلد ونظمه فقد قَالَ فِي جملَة رِسَالَة إِنِّي من مدرجة سِتِّينَ وَمَا قاربها وَهِي الْمدَّة من تاريخها قدح هِجْرَة وَكري وعلو سعر شعري قد نظمت مَا بَين خمسين ألف بَيت من الشّعْر بِشَهَادَة عيانها وَحُضُور ديوانها وَمثل هَذَا الْعدَد لَا يعرف لقديم وَلَا مُحدث فِي مثل هَذِه الْمدَّة مثل قولي فِي صفة باذهنج شَدِيد الحرور مَا يناهز ألف بَيت وَمثل قولي فِي رجل طَوِيل الآذان كَأَنَّهُمَا فِي رَأسه خفان أَو قد عجل لَهُ مِنْهُمَا نَعْلَانِ مَا يُقَارب ألفي بَيت وَمثل قولي فِي رثاء الوطن الَّذِي درجت من وَكره وَخرجت فَلم أخرج عَن ذكره مَا يناهز عشرَة آلَاف بَيت وَمثل قولي فِي مدائح منصوصة وأهاجي مَخْصُوصَة وَمثل قواف لم اسبق إِلَى ركُوبهَا وَلم يدر الزَّمَان على مسامع أَهله مثل كوبها فَأَما نثره فَمِنْهُ مَا كتبه إِلَى موفق الدّين خَالِد بن القيسراني وَقد وقف لَهُ على رِسَالَة كتبهَا بِالذَّهَب وقف الْخَادِم على مَا دبجته أنامل الحضرة الَّتِي إِذا صاب سحابها روض لساعته وَإِذا عدمت حَقِيقَة السحر فَهِيَ الَّتِي نفثها بَيَانه فِي روع يراعته فانتقل من الِاسْتِحْسَان

إِلَى التَّسْبِيح لِأَن حُرُوفه شذور السبح وخلص من التَّرْجِيح بِأول مَا صَافح الطّرف من الطّرف واللمح من الْملح فَتَنَاول مِنْهَا جنَّة قد زخرفت بِنَار وَلَيْلَة قد وثجت بنهار وروضة قد سقيت بأنهار عقار وعارض ذهب قد أذيب يكَاد سنا برقه يذهب بالأبصار فتعالى من ألان لداود عَلَيْهِ السَّلَام الْحَدِيد وَلها الذَّهَب وَأَيْقَظَ بِهِ جد هَذِه الصِّنَاعَة بعد أَن نَام بَين الْأَنَام فَهَب وَأعلم) النَّاس أَن الْقَلَم فِي يَد ابْن البواب للضرب لَا للطرب وَأَن قيمَة كل مِنْهَا وَمِنْه مَا بِهِ فِي هَذِه الصِّنَاعَة وَكتب وجلاها بِتمَام البدور وَأَعْطَاهُ مَا أعْطى أَبَاهُ من المحاق وَأخر زمانها وَقدم زَمَانه وَرِزْقهَا السَّبق وَحرمه اللحاق فَمن ألفات ألفت الهمزات غصونها حمائم وَمن لامات بعْدهَا يحسدها الْمُحب على عنَاق قدودها النواعم وَمن صادات نقعت غلال الْقُلُوب الصوادي والعيون الحوائم وَمن واوات ذكرت مَا فِي جنَّة الأصداغ من العطفات وَمن ميمات دنت الأفواه من ثغورها لتنال جني الرشفات وَمن سينات كَأَنَّهَا التأشير فِي تِلْكَ الثغور وَمن دالات دالات على الطَّاعَة لكاتبها بانحناء الظُّهُور وَمن جمات كالمناسر تصيد الْقُلُوب الَّتِي تخفق لروعات الِاسْتِحْسَان كالطيور وفيهَا مَا تشْتَهي الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين وخَالِد فِيهَا خَالِد وتحيته فِيهَا المحامد وَيَده تضرب فِي ذهب ذائب والخلق تضرب فِي حَدِيد بَارِد فَهِيَ الْيَد الَّتِي تنظم تيجان الْمُلُوك بدرها وَتظهر آيَة الْكَرم على قراطيسها لما تظهره من تبرها وَمَا كنت قبل يَدهَا أَحسب أَن سحاباً يمطر تضاراً وَلَا أَن مَاء يستمد نَارا وَلَا أَن أقلامها سفكت دم المَال فأجرته أَنهَارًا وَلَا قل لحظها أَن الشَّفق لَا يشفق من طُلُوع الْفجْر وَلَا أَن لون الْوَصْل ينْقض على لون الهجر وَلَا أَن اللَّيْل يتشبث بعطف الْبَرْق فَلَا يريم وَلَا أَن ذهب الْأَصِيل يجْرِي بِهِ سَواد اللَّيْل البهيم وَلَا أَن يدا كَرِيمَة تَدعِي من آيَات قلمها وكرمها أَن الجلمود بهَا يُفَارق الجمود وَأَن اليراعة تستر فرقدها على الظمأ فيشافه منهل النضارة المورود وَمَا كَانَت خطوط الْفُضَلَاء إِلَّا تجربة بَين يَدي تجريرها الْآن وَلَا أقلامها إِلَّا حطباً أوقدته على الذَّهَب فذاب لَهَا ولان وَلَا تحسب الْخط إِلَّا بحسبها فغيرت لَهُ أَثوَاب الْحداد وجلت عرائس حُرُوفه مضمخة الأجساد بالجساد وأطلعت إِنْسَان عين الْإِحْسَان بِدَلِيل كَونه لم يلمح إِلَّا فِي سَواد وَسجد لَهُ وَالسُّجُود فَرْضه لِأَنَّهُ ثوب التيجان وَقَبله والتقبيل حَقه لِأَن الْجنان تجَاوز مِنْهُ حور الْجنان كَيفَ لَا يفضل جوهرها بِأَن يفضل ويقابل حروفها بَان تقبل وَقد كتب النَّاس إِلَيْهِ وَكتب بِالْعينِ وَحصل النَّاس من هَذِه الصِّنَاعَة بعد حَرْب حنين على خَفِي حنين وفازت بِمَا أظهرت من ثروتها للنظار من النضار وَصحت لَهَا الكيمياء لِأَنَّهُ كتب بِشَطْر دِينَار سطراً بِأَلف دِينَار وَأَن لَهُ فِي نَهَارهَا بل فِي أنهارها سبح طَوِيل وَأَنَّهَا على خفَّة وَزنهَا وَقلة أسطرها لتكلف من الشُّكْر عبئاً ثقيلاً وَكَيف لَا تخف ميزَان الثَّنَاء على أَنَّهَا رجحته بذائب ذهب وَكَيف يضل وَفد الشُّكْر وَقد هدبه بذوائب لَهب وَقد نشره وطواه حَتَّى كَاد أَن يخلقه وأسام فِيهِ نَاظرا لَا يسأمه) فَكَانَ آخر مَا يأمله أول مَا رمقه أَمْسَى لافتتانه يعبد مذْهبه على حُرُوفه أَو

على ورقه وورده إِذْ ورده فازداد عطشاً على كَثْرَة العل والنهل وأعشاه إِذا عشاه وَكَثْرَة النُّور يعشي نَاظر الْمقل وَمِنْه مَا وصف بِهِ الْخيام فَقَالَ إِن الْخيام فقد بليت وَصَارَت أمشاجاً ورقت فخالطت كأس الْغَمَام مزاجاً وَلَقِيت مَعنا الشدَّة وَكَانَت شدتنا أَن رَأينَا بهَا انفراجاً وفيهَا من السَّمَاء رقاع وكأنما أَخذهَا فِي شقّ الثِّيَاب سَماع وَإِذا هبت الرِّيَاح فَهِيَ بتقدمها وتأخرها فِي نزاع حثيث وَنزع من الشَّيْطَان خَبِيث طلقتنا وَهِي بعد فِي حبالنا وظعنت وَهِي بعد فِي عقالنا إِن أرْسلت الرّيح آيَة ظلت أعناقها لَهَا خاضعة وَإِن قعدنا فِيهَا فعلى قَارِعَة الطَّرِيق وَهِي قَاعِدَة على طَرِيق القارعة وَإِن وَقعت لَيْلًا فَمَا لوقعتها الخافضة الرافعة بهَا للدهر جراح الإبر لَا تقطبها وَمِنْهَا على الدَّهْر أطلال تصدقها الْعين تَارَة وتكذبها قد فرجت سماؤها وانشقت وأذنت إربها وحقت لم يبْق فِي أدمها بشرة تعاتب وَلَا فِي صبرها سكَّة تجاذب كَأَنَّهَا وَأَخَوَاتهَا إِذا هبت الرِّيَاح المجرمون رَأَوْا الْعَذَاب وتقطعت بهم الْأَسْبَاب بِحَيْثُ يرى حماها نافضاً والعارض وَقد دخل عَلَيْهَا على الْحَقِيقَة عارضاً فعمدها الأغصان هزها البارح وشرائطها الشرار أطاره القادح أما إِذا نشأت السحائب فسلت سيوف برقها وسلسلت سيول ودقها فَإِنَّهَا أَمَام تِلْكَ السيوف جرحى ووراء تِلْكَ السُّيُول طرحى تود مَا ود ابْن نوح يَوْم لَا عَاص وتراها كبط المَاء وَنحن بَين غريق وعائم نَضْرِبهَا فِي كل يَوْم فَوق الْحَد ونأخذها فِي المصيف بِحَرب حر وَفِي الشتَاء بِبرد برد وَمِنْه كتاب أصدره من بعرين وَهُوَ المستقر ببعرين حَيْثُ أخرجت السَّمَاء أثقالها وَفتحت من عز إِلَيْهَا أقفالها وركضت خيل الرعود لابسة من الْغَيْم جلالها ثوب اللَّيْل بِمَاء الْغَمَام غسيل وشبح الظلام بِسيف الْبَرْق قَتِيل وغراب الْأُفق فِي الجو باز لِأَنَّهُ فِي قَوس قزَح ناز وَكَأن عقارب الظلماء بالثلج أفاعي فَلْيَكُن ليل السَّلِيم وَكَأن مواقع الرَّعْد قواقع حلى على الغواني فَهُوَ لَا نَام وَلَا تنيم وَكَأن الصَّباح قد ذاب فِي اللَّيْل قطراً وَكَأن الْبَرْق لما سَاوَى بَين صدفي اللَّيْل وَالنَّهَار قد قَالَ آتوني أفرغ عَلَيْهِ قطراً وَقد ابتل جنَاح اللَّيْل المغدق فَمَا يطير وَأَبْطَأ حمام الصُّبْح خلاف مَا يحياه فِي رِسَالَة نوح فَمَا يسير والرياح قد أعصفت فقصفت عيدَان نجد ورتمها وخيولها قد ركضت فِي السَّحَاب فَكَانَ الْبَرْق تحجيلها ورتمها فَأَما الْخيام الَّتِي قد) نَضِجَتْ جلودها بإيقاد الشَّمْس واسودت ثمَّ نَضِجَتْ بدموع الْغَمَام فتراخت أجفانها بَعْدَمَا اشتدت فَمَا هِيَ إِلَّا أعين سَالَ مِنْهَا بالدموع كحلها وخيول دهم جلّ عَنْهَا بالرياح من الإطناب شكلها وَلَا يزَال الْخِصَام بَينهَا وَبَين الأهوية إِلَى أَن تشق الشَّاب من حرمهَا كَمَا شقها السَّحَاب من طربها وَنحن ندأب فِي عقد طنبها لنَدْخُل فِي عقد حسبها وهيهات سلبت فِي البيكار أشباحها وَخرجت بالرياح أرواحها فالشمس إِن طلعت ألْقى الشرق جامات تقر على العيان لَا دَنَانِير أبي الطّيب الَّتِي تَفِر من البنان وَمَا لاذت بجانبها

الرِّيَاح وأبت على الْأَطْنَاب من إرسالها فِي عنان الجماح إِلَّا أشبهت قطاة غرها شرك وَقد علق الْجنَاح وقداة هزها دَرك وَقد أَبَت البراح وَقد زَادَت السُّيُول إِلَى أَن صَار هَذِه الْخيام عَلَيْهَا فواقع وهمهم الرَّعْد قارياً فاستقلت قِيَامهَا بَين ساجد وَرَاكِع وَأَنا فِيهَا كعثمان فِي دَاره والخطب قد أَخذ فِي حصاره فَلَا يزَال ويل الثبل مفرقاً وَلَا أَزَال على نَفسِي من السَّيْل مخندقاً وَقد رَجعْنَا إِلَى النشأة الأولى فعدنا فِي هَذَا المَاء علقاً وَلَا كفران لله فَإِنِّي ملقى على طرق الطوارق ملقى مَا شَاب الْعَيْش من فِرَاق يشوب بالشيب المفارق وَمَا كنت أخْشَى أَن ينقلني الدَّهْر من دَرَجَة مجانيه المقتطفة إِلَى مدرجة مجاريه المجتحفة وَلنْ يرى أعجب مني ممحلاً وَأَنا أَشْكُو الغدران الغادرة ومجدباً أتظلم من ظلمات اللَّيَالِي الماطرة وَفتح الله بعرين وَإِن استجن مِنْهَا أَسد الْإِسْلَام بعرين وَأَنا بَرِيء مِنْهَا بِعَدَد رمل بيرين وَمِنْه من جملَة كتاب ثمَّ وَردت فِي هَذِه السَّاعَة على الْعُيُون عُيُون مُوسَى فِي سَاعَة بَكت لَهَا عُيُون أم أَحْمد وَفِي هجير مَا يُوقد بالنَّار بل النَّار بِهِ توقد والجو يتنفس عَن صدر مسجور كصدر مهجور وَالْحر وصاليه فِي نَحْو هَذِه الطَّرِيق جَار ومجرور والمهامه قد نشر فِيهَا ملاء السراب وزخر فِيهَا بَحر مَاء ولد لغير رشدة وعَلى غير فرش السَّحَاب وحر الرمل قد منع حث الرمل وَنحن فِي أَكثر من جموع صفّين نَخَاف من الْعَطش وقْعَة الْجمل ووردنا مَاء الْعُيُون وَهُوَ كَمَا عُيُون المحابر يغترف المجرم مِنْهُ مثل عمله ويرسله فَلَا يُؤَدِّي الْأَمَانَة إِلَى غلله وَهُوَ مَعَ هَذَا قَلِيل كَأَنَّهُ مِمَّا جَادَتْ بِهِ الآماق فِي ساحات النِّفَاق لَا فِي سَاعَات الْفِرَاق وَلَو لم يكن مِمَّا جَادَتْ مَا كَانَ ملحاً طعمه نَافِذا فِي الْقُلُوب سَهْمه فيا لَك من مَاء لَا تتَمَيَّز أَوْصَافه من التُّرَاب وَلَا يعدو مَا وصف لَهُ أهل الْجَحِيم فِي قَوْله تَعَالَى وَإِن يستغيثوا يغاثوا بِمَاء كَالْمهْلِ يشوي الْوُجُوه بئس الشَّرَاب فَنحْن حوله كالعوائد حول الْمَرِيض بل) الْمَيِّت يُجهز للدفن ونعشه المزاد ويحفر عَلَيْهِ ليقوم من قَبره وَذَلِكَ خلاف الْمُعْتَاد وَفِي غير من قد وَأَدت الأَرْض فاطمع فَمَا شِئْت من صارخ وصارخة وَابْن شمس وَهُوَ وَإِن لم يكن من مُضر فَإِنَّهُ ابْن طابخة وَكلما عصفت الرِّيَاح تعاهدها مِنْهُ نافخ وقابل صفحتها من صَحَائِف الْوُجُوه مَنْسُوخ وناسخ وكل لِسَانه كسباً بِهِ الْفرق وإصبع الْغَرق قد جَفتْ اللهوات من الأرياق وفدي بَيَاض المَاء بسواد الأحداق وسئلت الثماد عَمَّا عِنْدهَا واقتدح الْحفر زندها فَلَا حجر يبض وَلَا نقد مَاء ينض إِنَّمَا هِيَ يَد الْبَخِيل إِذا سُئِلت وَإِنَّمَا المؤودة وبيننا قتلت فَأَما الْقُلُوب فقد أوقد لظى أنفاسها وسلط سُلْطَان سوء الظَّن على وسواسها وخناسها وَلَا غرو فَإِن الْقُلُوب مَا بَرحت تتبع الْعُيُون على عَشِقَهَا وَمَا بَرحت الْعُيُون تقودها إِلَى حتفها وَهَذِه قُلُوبنَا الْآن منقادة لحكم هَذِه الْعُيُون منتظرة على يَدهَا الْمنون إِلَّا أَن مَاء قد كشف الغرب خبيئته وَزعم أَن الطير كَانَ ربيئته وَالله مَا عرفوه إِلَّا الْآن على أَنه لَو كَانَ دمعاً لما بل الأجفان أَو مَالا لما رفع كفة الْمِيزَان وَإِن امْرَءًا روحه فِي جلد غَيره وَهُوَ المَاء

الَّذِي فِي المزاد وخصمه غير نَفسه وَهُوَ النَّار الَّتِي فِي غير الزِّنَاد لجدير بِأَن يعزى بِهِ أعزاؤه وَأَن يلام على مُفَارقَة الأحباب وَيُقَال هَذَا جَزَاؤُهُ وَأَنا وَإِن كنت من الْحر فِي أجيج وَمن الْعرق فِي خليج كإنسان الْعين ظام ماتح غرق سابح فَإِنِّي إِلَى أَخْبَار حَضرته أشوق مني إِلَّا ذكر المَاء على مَا ذكرته من هَذِه الغلل وعَلى مَا اعترضنا فِي هَذِه الطَّرِيق من هَذِه الغيل وَلَو أَنه عللني بِكِتَاب لعلني بسحاب وَلَو أَنه زَاد طرفِي سَواد مداده لأعاد صبغة مَا غسلته بكارة من سوَاده وَلَو أَنه بعث الطيف لقدم لمسيره الطّرف جواد رقاده وَإِن كَانَ جواداً على النَّوَى برقاده وَمِنْه فصل من كتاب يذكر فِيهِ الجرب وأشكو بعد قلبِي جسمي فقد ضعفت قوته وَقَوي ضعفه ونسجت عَلَيْهِ همومي ثوبا دون الثِّيَاب وشعاراً دون الشعار من الجرب الَّذِي عادى بيني وبيني وأنتقم بيَدي من جسمي وأستخدمها تحرث أرضه فَإِن لم يكن لأرضه عجاج فلي عجيج وَإِن لم يكن لي بذار فلي من الْحبّ ثمار وَإِن لم يكن لي سنبلة فلي أُنْمُلَة وَإِن لم يكن فِي كل سنبلة مائَة حَبَّة فَفِي كل أُنْمُلَة مائَة حَبَّة تأكلني وَقد كنت مسالماً لأعضائي إِلَّا سنا أقرعها فَمَا يَخْلُو زمن من مندماتي أَو إصبعاً أعضها فَمَا أَكثر مَا تَأتي بِهِ الْأَيَّام من غايظاتي والآن فقد زِدْت على الظَّالِم الَّذِي يعَض يَدَيْهِ فَأَنا أَقرع جَمِيع أعضائي وَكلهَا ثنيات وأعض على جوارحي وَكلهَا أنامل وَإِن يمسسك الله بضر فَلَا كاشف لَهُ إِلَّا هُوَ والجرب هم) للأجسام والهم جرب الْقُلُوب والفكر للقلب حك والحك للجسم فكر وَبِاللَّهِ ندفع مَا لَا نطيق يَا واهب الْعُمر خلصه من الكدر وَمِنْه يصف مَا حصل لَهُ من النقرس وجالي فِي النقرس إِلَى هَذِه الْغَايَة الأَرْض من ذَوَات الْمَحَارِم مَا وطئتها برجلي وطرقها ضاحية مني مَا كسوتها ظِلِّي والمملوك قد وهنت ركبتاه وَضعف أطيباه وكتبت لَام ألف عِنْد قِيَامه رِجْلَاهُ وَلم يبْق من نظره إِلَّا شفافة وَمن حَدِيثه إِلَّا حَدِيث خرافة وَمن كَلَامه فِي وصف المكاتبات الْوَارِدَة عَلَيْهِ وصلني كِتَابه فوصلني مِنْهُ مَا وصلني وَعرفت من بلاغته مَا جهلني وشربت من بَحر كَلَامه مَا شربني وأكلني وعلوت بِهِ قدرا على أَنه صهوة الْكَلَام استنزلني فَإِنَّهَا بَدَائِع مَا سر البلاغة قبلهَا بذائع ووقائع خاطر صفت صفاتها فَهِيَ الَّتِي رقته وروقته الوقائع وغرائب سهلت وجزلت فَتَارَة أَقُول جرْأَة نبع وَتارَة أَقُول جرية نابع قد ضمن الدّرّ إِلَّا أَنه كَمَا قَالَ أَبُو الطّيب كلم وأحي حَيّ الأشواق إِلَّا أَنه كَمَا قَالَ أَبُو تَمام لَو مَاتَ من شغل بالبين مَا علم ففديت يَدهَا وَقد مدت ظلاً كَاد يقصر ظلاً من الْخط وَالله قلمها الَّذِي طَال وأناف

مِنْهَا كَأَنَّهُ تحيفه القط قطّ وَمِنْه وَمَا أَحسب الأقلام جعلت سَاجِدَة إِلَّا لِأَن طرسه محراب وَلَا أَنَّهَا سميت خرساً إِلَّا قبل أَن ينفث سيدنَا فِي روعها رايع هَذَا الصَّوَاب وَلَا أَنَّهَا اضطجعت فِي دويها إِلَّا ليبعثها أما ينفح فِيهَا روحه فِي مرقدها وَلَا سوددت رؤوسها إِلَّا لِأَنَّهَا أَعْلَام عباسية تداولتها الحضرة بِيَدِهَا لَا جرم أَنَّهَا تَحْمِي الْحمى وتسفك دَمًا وتتشح بهَا يَده عنانا ويرسلها فَيعلم الفرسان أَن فِي الْكتاب فُرْسَانًا وَيقوم الخطباء بِمَا كتبت فتعلم الْأَلْسِنَة أَن فِي الْأَيْدِي كَمَا فِي الأفواه لِسَانا وَلَقَد عجبت من هَذِه الأقلام تجز ألسنتها قطعا فَتَنْطِق فصيحة وتجدع أنوفها فَتخرج صَحِيحه وتجلى مليحة وَمَا هِيَ إِلَّا آيَة فِي يَد سيدنَا الْبَيْضَاء موسوية وَمَا مادتها فِي الفصاحة إِلَّا علوِيَّة وَلَوْلَا الْخلق لقَالَ علوِيَّة وَمِنْه وَلَو ادّعى سحر الْبَيَان أَنه يقْضِي أيسر حُقُوقه ويثمر مَا يجب من شكر فورعه وعروقه لَكُنْت أفضح بَاطِل سحره وأذيقه وبال أمره وأصلب الخواطر السحارة على جُذُوع الأقلام وأعقد ألسنتها كَمَا تعقد الْحَسْرَة الْأَلْسِنَة عَن الْكَلَام) وَمِنْه كتاب كريمي من حَيْثُ النِّسْبَة إِلَيْهِ كلمي من حَيْثُ نسبته إِلَى الْيَد الْبَيْضَاء من يَدَيْهِ مسيحي من حَيْثُ أَنه أَحْيَا ميت الْأنس محمدي منم حَيْثُ كَاد يكون بِمَا نفثه فِي روعي روح الْقُدس فَلَا عدمت مخاطبته الَّتِي تخلع على الْأَيَّام يَوْم الْعِيد وعَلى اللَّيَالِي لَيْلَة الْعرس فأبقاه الله للسان الْعَرَبِيّ فلولاه كَانَ مزوياً لَا مروياً ومدحوراً لَا مذخوراً ولولاه لحالت أحرفه عَن حَالهَا وأبت الفصاحة أَن تكون قَوَائِم الأحرف من آلاتها وَكَانَت تقعد أَلفه الْقَائِمَة وَتَمُوت باؤه النائمة وَيزِيد حَتَّى ظهر داله حَتَّى يلْحق بالرغام خدها ويغض وَحَتَّى تدرد أَسْنَان سينه فَلَا يبْقى لَهَا ناجذ عَلَيْهِ تعض وَمِنْه وقف عَلَيْهِ وَالشُّكْر عَن الْمُنعم بِهِ غير وَاقِف بل وقف واستمطر مِنْهُ صوب الْغَمَام فَمَا انْقَطع وَلَا كف وكف وَأرى بُنيان تبيان لَو رَأَتْهُ المجارون لأبي بنيانهم من الْقَوَاعِد فجر عَلَيْهِم السّقف فَللَّه هُوَ من بليغ أَن قَالَ فَالْقَوْل عِنْده أَكثر يَوْم الْبَين من مَاء الطّرف وَإِن رام القَوْل غَيره فَهُوَ أقل عِنْده يَوْم الحنين من مَاء الطف وَمِنْه من جَوَاب الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وظننته وحقق الله فِي الظَّن قد ارْتقى الْأَسْبَاب وَأخذ اللَّفْظ من الْقطر والقرطاس من السَّحَاب وَآمَنت بِصِحَّة رقِيه وتبينت الْتِقَاطه للنجوم حِين أوردهَا فِي بارع اللَّفْظ ونقيه قلت للْجَمَاعَة كَلَام التَّاج تَاج الْكَلَام وَالْملك فِي كِنْدَة وَكَانَت أقلامها سيوفاً وسيوفها الْآن أَقْلَام وَمِنْه فوقفت مِنْهُ على طرف الطّرف وتحفة الطّرف وكدت أعبده مِنْهُ على حرف وكل جرف ذَلِك الْحَرْف وَلَوْلَا إشفاقي أَن يفْطن الدَّهْر لمكانه من قلبِي وخوفي أَن أعرفهُ

بحسنته مِنْهُ فأغريه مِنْهَا بِدفع أوزار حَرْبِيّ لَقلت قولا يغض الْأَوَّلين والآخرين من هَذِه الصِّنَاعَة وأنفدت فيهم سهاماً لَا تَحْمِي شَاعِرًا مِنْهُم صَخْرَة وَجه وَلَا كَاتبا درع دراعه وَمَا هِيَ إِلَّا آيَات كل وَاحِدَة أكبر من أُخْتهَا وفكر مرزوقة فِي أَيَّام الْجمع كلهَا إِذا أَتَت الْفِكر أرزاقها يَوْم سبقها وَمِنْه كتب كَرِيمَة كَادَت ألفاظها تتبسم ومعانيها تَتَكَلَّم وكادت حروفها تكون أناسي لعين المسار وكادت سطورها تحلي عرائس وَعَلَيْهَا من الشكل حلي وَمن النقط نثار وَمِنْه كتاب سني الْمعَانِي سني القوافي وَحقّ سينه أَن يخلص لَهَا الإقبال وَالسِّين تصْحَب الْفِعْل فتخلصه للاستقبال وَهَذَا أفق لَا مطار فِيهِ إِلَّا للعقاب وَابْنه وبحر لَا سبح فِيهِ إِلَّا لمن) يخرج الدّرّ من فِيهِ وَيدخل الْبَحْر فِي ردنه وَمَا عنيت هَاهُنَا بالبحر إِلَّا يَده الْكَرِيمَة فَأَما الْبَحْر فَلم أعنه وَمِنْه كتب الْمجْلس روح وأتاح فريه وَلَا بَرحت أقلامه سلَاح أوليائه على الزَّمن إِذا خَافُوا حربه تؤنس راجيها وتؤنس مجاريها وتخضب بهَا السّمع ويتظاهر بهَا النَّفْع لَوْلَا أَنَّهَا تغير علينا شيمنا فتخلق فِيهَا الْحَسَد وتشد أَيْدِينَا إِذا تعاطينا المجاراة بِحَبل من مسد وَمِنْه وَسَيِّدنَا مَا بعد بَيَانه بَيَان وَبَين فَكَّيْهِ سيف وَبَين فكي كل إِنْسَان لِسَان فَقولِي يَا أقلامه فقد خرست فِي الغمود المناصل وتبختري يَا تغلب ابْنة وَائِل فقد أعْطى التقدمة من البلغاء وهم صاغرون وأفلح الْمُعْتَرف بفضله وَقد علم أَنه لَا يفلح الْكَافِرُونَ وَمِنْه وَلَكِن اعتزل النَّاس السماك الأعزل وارتفع أهل الدرج الْعليا وانخفض أهل الدَّرك الْأَسْفَل وضيع النَّاس السِّهَام وأصبت أَنْت بواحدها المقتل فَأَنت الرَّامِي وَغَيْرك الرائم وَأَنت الحامي وَغَيْرك الحائم وحروفك الأزهار وكتبك الكمائم وقلمك الساقي وخاطرك الغمائم وبقولك يضن ويغالي وَإِذا قلت يَا خيل الأقلام ارْكَبِي مَلَأت الأَرْض تصهالاً وصيالاً ونفرت إِلَيْك الْمعَانِي خفافاً وثقالاً وأذنت فِيهَا بِالْحَجِّ فَأَتَت ضمائر على كل ضامر ورجالاً وَأَنت الْحَاضِر والغيث الْحُضُور وَأَنت السَّيِّد وَغَيْرك الحصور والأسماع إِلَى مَا تَقول فِي دمشق صور وَلَو قدحت المَاء لاستطار شراراً وَلَو أجرت ورد الخد لَكُنْت لَهُ من بنفسج العذار جاراً وَمِنْه ووقفت على الميمية فأطاف بِهِ مِنْهَا الطوفان وحياه مِنْهَا الرّوح وَالريحَان وَهِي مِمَّا أملاه ملك إِن كَانَ يملي الْأَشْعَار شَيْطَان وَعَجِبت لاطراد تِلْكَ القوافي وَرَأَيْت الشُّعَرَاء أَتَت بِمَا ألفت فِي ضيق الأودية وخاطره وقلمه أَتَيَا بِمَا ألفيا فِي الفيافي وكل بَيت مِنْهَا بديوان كَمَا أَن قَائِلهَا إِنْسَان يعد بِأَلف إِنْسَان كَمَا أَن قلمه قصير فَمَا جدع أَنفه إِلَّا ليَأْخُذ ثأر

الْقَلَم من السنان وَمِنْه وارتحت لما امتحت على بعد أرضي من غمامه وداويت الْقلب الدوي من آلامه بلمامه وَأعَاد عَليّ زمن رامة كَمَا هُوَ بآرامه وأطلع عَليّ مطالع الْأَهِلّة وَمَا الْأَهِلّة وَهل هِيَ إِلَّا قلامة أقلامه وَمن كَلَامه) وَأَنْتُم يَا بني أَيُّوب لَو ملكتم الدَّهْر لأمطيتم لياليه أداهم وقلدتم أَيَّامه صوارم ووهبتم شموسه وأقماره دَنَانِير ودراهم وأيامكم أعراس وَمَا تمّ فِيهَا على الْأَمْوَال مآتم والجود فِي أَيْدِيكُم خَاتم وَنَفس حَاتِم فِي نقش تِلْكَ الْخَاتم وَمِنْه ونزلنا قلعة كَوْكَب وَهِي نجم فِي سَحَاب وعقاب فِي عِقَاب وَهَامة لَهَا الغمامة عِمَامَة وأنملة إِذا خضبها الْأَصِيل كَانَ الْهلَال لَهَا قلامة وَمِنْه وَالْفضل والفصل اللَّذين وردا بالإسهاب والإيجاز والجميل المخلد الذّكر فَإِنَّهُ تَنْجِيز وعد الخلود وَإِن جَازَ فِيهِ إنجاز وَمِنْه وَعرفت الإنعام بِالْخلْعِ وَمن تكفل فِي مَوَاقِف المناظرة بطي لسانها تكفلت لَهُ المملكة بِأَن يزهى بطيلسانها وأحلته من سَواد الْخلْع فِي خلعة إنسانها وَمِنْه واطلعت شرف الْأَرْبَعين وَمَا تركت سرف الْعشْرين وَقلت للنَّفس إنساني نيسان مَا تشرين لتشرين وَمِنْه وأوحشني قَوْله إِنِّي بعثت بِالْكتاب مستأذناً وَكَيف يرى فِي معشر طلبته بالحقوق لأستاذنا وَأما شعره فكثير وَتقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ وَكله قصائد مُطَوَّلَة ومعانيه مَعَاني الْكتاب لَا مَعَاني الشُّعَرَاء فَلذَلِك قل دوره على الْأَلْسِنَة وَمن شعره مَا هُوَ مَشْهُور السَّرِيع (بتنا على حَال يسر الْهوى ... وَرُبمَا لَا يحسن الشَّرْح) (بوابنا اللَّيْل فَقُلْنَا لَهُ ... إِن نمت عَنَّا هجم الصُّبْح) وَمِنْه الْكَامِل (بِاللَّه قل للنيل عني إِنَّنِي ... لم أشف من مَاء الْفُرَات غليلا) (وسل الْفُؤَاد فَإِنَّهُ لي شَاهد ... إِن كَانَ جفني بالدموع بَخِيلًا) (يَا قلب كم خلفت ثمَّ بثينة ... وأعيذ صبرك أَن يكون جميلا) وَمِنْه الْبَسِيط (وَكَيف أَحسب مَا يُعْطي العفاة وَمَا ... حسبت الَّذِي مَا زَالَ يعطيني)

(الْكتب تشكره عَنَّا وَلَا عجب ... مَا تشكر السحب إِلَّا بالبساتين) وَمِنْه الْكَامِل) (للنَّاس أَغْصَان وَقد يجنونها ... وعلقت غصناً دونهَا وجنان) (وَيَد النسيم كَرِيمَة عِنْدِي بِمَا ... شرع التعانق فِي غصون البان) (وعَلى الْأَحِبَّة من عداهم رَقَبَة ... وعَلى الحمائم رَقَبَة الأغصان) (وَالرِّيح تَحت الطير تجْرِي خيلها ... وَالطير يمسك غصنه بعنان) (ويهزني كالغصن خمر غنائه ... فَأَقُول هَل غناهُ أَو غناني) وَمِنْه المتقارب (وأغيد لما رجا عتبنا ... تبدى على الخد مِنْهُ شفق) (صفا فَوق خديه خمر الصِّبَا ... فَكَانَ الْحباب عَلَيْهِ الْعرق) (إِلَى الله أَشْكُو فكم حَادث ... طرا فِي هَوَاهُ وخطب طرق) (ضعيفين من جفْنه والوداد ... فليت الضَّعِيف لضعفي رق) (وصعبين من لوعتي والوصال ... فَلَا تِلْكَ هَانَتْ وَلَا ذَا اتّفق) (وماءين من وَجهه والعيون ... وَهَذَا أَقَامَ وَذَاكَ اندفق) (ونارين فِي خَدّه والقلوب ... سناها لغيري وَعِنْدِي الحرق) وَمِنْه الْبَسِيط كم بت أسرِي على ظهر الكؤوس إِلَى أَن أصبح الدن فِي آثارها طللا (فَاسْأَلْهُ لَا تسْأَل الأطلال حادثه ... فالدن من أنطق الأطلال أَن يسلا) (أما الشَّبَاب فأبكاني برحلته ... فَقَالَ إِن كنت تنعي فابك من رحلا) (فَقلت هَل بعْدك الْأَيَّام وَاسِعَة ... أَو لَا فقد جَاءَنِي مَا ضيق السبلا) وَمِنْه من وصف قصيدة الطَّوِيل (يَد الْجُود عِنْدِي من يَديك عَظِيمَة ... وَأعظم مِنْهَا عِنْدِي الْحَمد وَالشُّكْر) (ومجلسك الْأَعْلَى المطهر مَسْجِد ... فَمَا قلت خُذْهَا خيفة أَنَّهَا خمر) وَمِنْه الْكَامِل المجزوء والمدن إِن رَجَعَ الْمُسَافِر أَو إِذا خرج الْمُسَافِر (مَا استقبلته وودعت ... هـ المدن إِلَّا بالمقابر)

وَمِنْه الطَّوِيل) (فَلَا تمكن الْأَيَّام من أَن تمسني ... فمهما تمس الْحر مسته بالضر) (وَأَنت بِحَمْد الله أعدل حَاكم ... فَلَا ترفعن الْحجر عَن سفه الدَّهْر) وَمِنْه الطَّوِيل (وَمَا ألسن الراوين إِلَّا صوارم ... كَمَا أَن أَعْرَاض اللئام رِقَاب) (فَلَا تنكروا الأنفاس فَهِيَ دِمَاؤُهُمْ ... وَلَا تنكروا الأقلام فَهِيَ حراب) وَمِنْه الطَّوِيل (تلق ضِيَاء الصُّبْح فَهُوَ أرايحي ... وشم نسيم الرَّوْض فَهُوَ سلامي) (وَإِن زَاد مَاء النّيل فَهُوَ مدامعي ... وَإِن هاج وَقد القيظ فَهُوَ ضرامي) وَمِنْه فِي وصف الْخمر الطَّوِيل (لَهَا منن تصفو على الشّرف أَربع ... وَوَاحِدَة لَوْلَا سماحتها تَكْفِي) (سرُور إِلَى قلب وتبر إِلَى يَد ... وَنور إِلَى عين وعطر إِلَى أنف) (وَلما رَأينَا ياسمين حبابها ... مددنا يَمِين القطف قبل يَد الرشف) وَمِنْه الْكَامِل (من لي بِوَجْهِك والشباب وثروة ... والأمن من دهري وَمن أبنائه) (وَيْح الْمُحب وَقَلبه وحبيبه ... ورقيبه والدهر من أعدائه) (وَيَمُوت بالداء الَّذِي فِي قلبه ... وَيخَاف من علم الطَّبِيب بدائه) (وعذوله وَكَفاهُ هم عذوله ... وَالْمَوْت مِنْهُ وَمن تفلسف رائه) جرى عِنْده يَوْمًا ذكر حب الصَّغِير فَإِن الْقلب للضيق رُبمَا ضَاقَ عَنهُ فارتجل فِي الْحَال وَقَالَ السَّرِيع (طِفْل كَفاهُ الْقلب دَارا لَهُ ... كَأَنَّمَا الْقلب لَهُ قالب) (كيوسف الْحسن وقلبي لَهُ ... سجن وَمَا ثمَّ لَهُ صَاحب) (أصبح وَالْقلب لِبَاس لَهُ ... لَا قَاصِر عَنهُ وَلَا ساحب) (وَهُوَ كعيني وَهُوَ إنسانها ... وَهِي لَهُ من خَارج حَاجِب) وَمن شعره السَّرِيع (يبش من هون لأقدارهم ... وَالسيف فِي الروع يرى هشاً) ) (كَأَنَّمَا أسيافه فِي الوغى ... طير ترى الْهَام لَهَا عشا)

وَمِنْه الْخَفِيف (عللوني عَن الشآم بذكرى ... أَن قلبِي إِلَيْهِ بالأشواق) (مثلته الذكرى لسمعي كَأَنِّي ... أتمشى هُنَاكَ بالأحداق) قلت هُوَ من قَول الشريف الرضي الْخَفِيف فَاتَنِي أَن أرى الديار بعيني فعلي أرى الديار بسمعي وَهَذَانِ البيتان غَرِيبَانِ من القَاضِي الْفَاضِل فَإِنَّهُ مَا كَانَ يُؤثر الشَّام وَلَا يُحِبهُ وَله فِي نثره عجائب من ذمّ دمشق لَكِن هَذَا الْمَعْنى من مَعَانِيه وَهَذَا النَّفس من أنفاسه وَمِنْه الطَّوِيل (أفيكم لهَذَا الْحسن بِاللَّه مُنكر ... فَإِن كَانَ فالأعمى الَّذِي لَيْسَ يبصر) (تودي إِلَى قلب الْفَتى نغماته ... هوى غير مَا كَانَت بِهِ الْعين تشعر) (هِيَ الكأس مَا دارت بكف على فَم ... فبالسمع نسقاها وبالقلب نسكر) (فيا لَك من در من اللَّفْظ مقتنى ... وَيَا لَك من خمر من اللحظ تعصر) (يمجمج ألفاظاً بخمرة رِيقه ... سكارى الخطا فِي ذيلها تتعثر) وَمِنْه الْخَفِيف تعس الْكَاتِب الشقي فَمَا أِشقاه بِالْأَمر بَين هذي الخليقة خير أَيَّامه وَلَا خير فِيهَا يَوْم يلقى من بكرَة وَجه ليقه والدراريع فخره وَهُوَ مِنْهَا فِي ثِيَاب من صَدره مشقوقه وَمِنْه الْبَسِيط (الْغُصْن تثمره الأغصان من بَان ... وكل غُصْن يحيينا ببستان) (مُبشر جلنار الوجنتين بِمَا ... رباه فِي الصَّدْر من أَطْفَال رمان) (إِنِّي لأخشى على ورد بوجنته ... من أَن يسبخه خطّ بريحان) وَمِنْه الطَّوِيل (نديمي هيا قد قضى النَّجْم نحبه ... وهب نسم ناعم يوقظ الفجرا) (وَقد أَزْهَر النارنج أزهار فضَّة ... تزر على الْأَشْجَار أوراقها الخضرا) وَمِنْه الْكَامِل) (من ثغره وحليه ونسيمه ... مَا لَا يقوم بكتمه الظلماء) (وَمَتى يفوز بِمَا تمنى عاشق ... وَجَمِيع مَا يهوى لَهُ أَعدَاء)

وَمِنْه الطَّوِيل (وَلما مَرَرْنَا بالرسوم تنفذت ... بهَا للهوي فِي العاشقين المراسم) (بكينا فَغطّى الدمع أنوار أعين ... وَمن عجب أَن الدُّمُوع كواتم) وَمِنْه الْبَسِيط

(الصمت أسلم لَكِن إِن أردْت دمي ... أَن لَا يفِيض فسامحني أفض كلمي) (بيني وَبَين وجودي الله يحكم لي ... عَلَيْهِ يَا لَيْتَني لَا شَيْء فِي الْعَدَم) (وَلَا حَدِيثي وَلَا دهري أحادثه ... وَلَا همومي وَلَا وهمي وَلَا هممي) (وَلَا حسامي الَّذِي للعجز أغمده ... وَلَا أجرد فِي الشكوى سوى قلمي) (وَلَا اللَّيَالِي الَّتِي نيرانها انقدت ... بالفكر لم يعل فِي الدُّنْيَا سوى علمي) (الشَّرّ فِي يقظتي بِالْعينِ أبصره ... وَالْخَيْر بِالْقَلْبِ قد أَلْقَاهُ فِي حلمي) وَمِنْه الطَّوِيل (قدمت علينا بالبشاشة والندى ... ففجر إِلَى ليل ومزن إِلَى قفر) (ووافيت من لين الْخَلَائق والظبا ... بأسهل من مزن وأخشن من صَخْر) (فَللَّه مَا ألبست ذَا الدّين من على ... وَللَّه مَا ألبست ذَا الْملك من فَخر) (بِجَيْش إِذا مَا النَّقْع أبدى حديده ... حسبتهم قد نصلوا السمر بالزهر) (إِذا اشتجرت راياتهم وتألفت ... طيور إِلَيْهِم قلت حنت إِلَى وكر) (أسيدنا إِن جِئْت فِي الدَّهْر آخرا ... فقد جَاءَ عيد الْفطر فِي آخر الشَّهْر) (وَتمّ لي التَّمْثِيل فِيمَا ذكرته ... وَقد جَاءَ عيد النَّحْر فِي آخر الْعشْر) وَمِنْه الْبَسِيط (يَا لمْعَة الْبَرْق وَيَا هبة الرّيح ... روحي بجسمي إِلَى من عِنْدهم روحي) (خدي لَهُم من سلامي عنبراً عبقاً ... وأوقديه بِنَار من تباريحي) (ناشدتك الله إِلَّا كنت مخبرة ... عني بِأَنَّهُم ذكري وتسبيحي) وَمِنْه الْكَامِل) (والشمع فَوق الْبَحْر تحسب إِنَّه ... من لجه قد أطلع المرجان) (وَالْمَاء درع والشموع أسنة ... وَلها إِذا خَفق النسيم طعان) وَمِنْه الْبَسِيط (أَشْكُو إِلَيْك جفوناً عينهَا أبدا ... عين تترجم من نيران أحشائي) (كَأَن إنسانها وافى بمعجزة ... فَكَانَ من أدمعي يمشي على المَاء) وَمن شعره مِمَّا نقلته من خطه الطَّوِيل (أيقطع صرف الدَّهْر مني بَعْدَمَا ... علقت بِحَبل من حبال مُحَمَّد) (جرى أملي بالنجح لما لَقيته ... إِلَى موعد لم أثن عَنهُ بموعد) (عشوت إِلَى نَار تلقى بقوله ... تَجِد خير نَار عِنْدهَا خير موقد) (كَأَن اللَّيَالِي فِي كَفَالَة جوده ... فَإِن تعذلي خيرا فَمن يَده يَدي)

(فدى لَك من يدعى فَلَا ينْطق الصدى ... ويورد مَعْنَاهُ فَلَا ينقع الصدى) (رَأَيْنَاك فِي العلياء طلاب أنجم ... إِذا افتخرت يَوْمًا بطلاع أنجدي) (وَكم عدتم إِن الشجَاعَة متجر ... بِهِ رق مِنْهَا من ضراب مهند) (تَعَالَى الَّذِي أجْرى على كفك الندى ... وَترْجم عَنهُ مَا على وَجهك الندي) (فَمن همة تعلو على هام جبهة ... وَمن قدم يخطو على فرق فرقد) (أسيدنا والسودد اسْم مفحم ... ولولاك لم نظفر بِأَفْعَال سَيِّدي) (سَيَأْتِيكُمْ شكري على الْبعد عَنْكُم ... وَرب مغيب شَاهد لي بمشهد) (وأذكر أَيَّامًا لديك جميلَة ... وَمن يلق مِنْهُ الْحَمد لاقيه يحمد) (وَإِن أنصرف لم ينْصَرف حمد مجدكم ... وَفِي الْحَمد مَصْرُوف وحمديك أَحْمد) (أجد رحيل الْيَوْم يَوْم منيتي ... وَكَانَ لقائي أمس سَاعَة موردي) (وَمن لي من بعد الرحيل برجعة ... وَمن لي وَقد جد الرحيل بمورد) (وَمَا أسفي إِلَّا على النَّفس الْهوى ... إِذا طرف عين ناهزك بمرود) (وينشر عني إِن ذكرت لَهَا غَدا ... وَغدا يستجر الدمع خوف نوى غَد) (هم وطئوا فِي سرة الأَرْض مقعدي ... وهم رفعوا إِلَى قمة النَّجْم مصعدي) (وَلَو أنني يَوْمًا جحدت جميلهم ... قرت يَدي مِنْهُ بِمَا تمّ فِي يَدي) ) مِنْهَا (مغاني معَان لَو رَأَتْ عين معبد ... مجالتها أصبحن معبد معبد) (يصادم قلبِي الْهم والهم صَخْرَة ... وَيَا جلمد أَلْقَاهُ مِنْهُ بجلمد) (وأبلغ مَا لَا يبلغ الْجهد وادعاً ... وأغنى كَمَا يغنى العديد بمفرد) (وصبحة يَوْم الوجد أَنِّي مجتدا ... وَلم يدر يَوْم الْفقر أَنِّي مجتدي) (وأقصد مَا لَا يخجل الْحر قَصده ... وَلَا عَار إِن لم ينجح الدَّهْر مقصدي) (وبالنفس قارنت العلى وَلَو أنني ... قعدت بهَا لاستنهض الدَّهْر محتدي) (وأقتل من ناويت بِالسَّيْفِ مغمداً ... وَإِن كَانَ يلقاني بِسيف مُجَرّد) (وَإِن رجوعي عَنْك قره أعين ... لقوم وَفِي قوم حرارة أكبد) (مَوَاقِف رَأْي لَو رأتها غزيَّة ... لعض دُرَيْد يَوْم عض بأدرد) (وهيهات مني أَن أَعُود إِلَيْكُم ... أرث جَدِيد الْحَبل من أم معبد) (فَلَا تعجبوا إِن خبت فيهم فَإِن أخب ... فَتلك سَبِيل لست فِيهَا بأوحد) (وَقُولُوا لنجم الدّين عني رِسَالَة ... دعوتك للجفن القريح المسهد) (وللعين عِنْد النَّجْم أعظم رَاحَة ... وَهل أنست إِلَّا بِهِ فِي التفرد) (فيا لسهام الدَّهْر كلي مقَاتل ... فَلَا تتحري فِي أَن تتعمد) (إِذا وَردت تِلْكَ الأكف على الضنى ... فهيهات أَن اشفي الغليل بجلمد) وَمِنْه قَوْله الوافر (لعينيه على العشاق إمره ... وَلَيْسَ لَهُم إِذا مَا جَار نَصره) (فَأَما الهجر مِنْهُ فَهُوَ إلْف ... وَأما الْوَصْل مِنْهُ فَهُوَ ندره) (إِذا مَا سره قَتْلِي فأهلاً ... بِمَا قد سَاءَنِي إِن كَانَ سره) (تلفت بِشعرِهِ وَسمعت غَيْرِي ... يَقُول سلمت من تلفي بِشعرِهِ) (وَقد خدعتك ألحاظ مراض ... وتمم بالفتور عَلَيْك سحره) (فيا حذر البصيرة كَيفَ حَتَّى ... وَقعت كَمَا رَأَيْت وُقُوع غره) (فَإِن الْحَرْب تزرعها بِلَفْظ ... ون الْحبّ تجنيه بنظره) (وَبعد فَإِن قلبِي فِي يَدَيْهِ ... فَإِن هُوَ ضَاعَ مِنْهُ أذاع سره) ) (وَأعظم حسرة أَنِّي بدائي ... أَمُوت وَفِي فُؤَادِي مِنْهُ حسره)

(لقد جمع الْإِلَه لناظريه ... بنضرة خَدّه مَاء وخضره) (وحمرته بِمَاء الْعين تذكى ... وَمَا جَفتْ بهَا للشعر زهره) (فإبريق المدام بريق فِيهِ ... وَلم أشْرب فَكيف وجدت سكره) (وَعِنْدِي أَنه لبن وخمر ... وَقَالَ حسوده مَاء وجمره) (يروع قرطه من بعد مهوى ... فَإِن يرعد فقد أبديت عذره) (وَلَوْلَا جوره مَا كَانَ ظلما ... يغلظ ردفه ويرق خصره) (وَلَوْلَا بخله مَا كَانَ نظمي ... لَهُ شفتان تستلمان ثغره) (وأعجب من ذبولهما ظماء ... وَقد منعا الورى من ورد خمره) (سقا روض العقيق بِفِيهِ خمر ... وَقد زَان الْبيَاض سَواد طره) (سقا روض العقيق بِفِيهِ خمر ... وَكَانَ النبت بعد السَّقْي دره) (فيا شمساً تبدت لي عشَاء ... وَيَا قمراً وَلَيْسَ يغيب بكره) (إِذا استخدمت فِي الأفكار سري ... وَمَا أطلقت لي بالوصل أجره) (وَقد ضمن اغترامي عَنْك صبري ... وَكم من ضَامِن يبْلى بكسره) (وَلم أره على الْأَيَّام إِلَّا ... عقدت محبَّة وحللت صره) (وَلَا عاتبته إِلَّا ثناه ... على الغيظ وَهُوَ عَليّ شفره) (وَلَا استمطرت سحب الْعين إِلَّا ... بقيت بأدمعي فِي الشَّمْس عصره) (بَكَيْت عَلَيْك يَا مولَايَ حَتَّى ... صرعت وَلَيْسَ فِي عَيْني قطره) (وَكم زمن نواصله وَكُنَّا ... نقُول لذاك كَيفَ قطعت شعره) (صببت عَلَيْهِ لما زَاد دمعي ... فَأنكرهُ فَقلت المَاء نثره) (وخوفني من الأوزار فِيهِ ... وَمن لمحبه لَو نَالَ وزره) (وحلمني هَوَاهُ فصرت فِيهِ ... أسامح كل من لحقته ضجره) (بدا بَدْرًا جلاه ليل شعر ... وَقد أهْدى لَهُ الشَّفق المزره) (وَجُمْلَة مَا أُرِيد بِأَن يراني ... مَكَان الْخَيط مِنْهُ وَهُوَ إبره) (فَقلت لَهُ وَقد أحرقت جسمي ... وَأَنت بِهِ فَكيف سكنت سره) ) (فَلَو قبلتني وَقبلت مني ... فَقَالَ أَخَاف بعد الْحَج عمره) (تميدن خَدّه من وَقع لثمي ... وصولح صُدْغه وَالْخَال أكره)

(إِذا عاينته وبدا رقيبي ... فيا لَك حمرَة نسجت بصفره) (أَرَانِي كنت فِي وَطن التصابي ... وأشعار المشيب دَلِيل سَفَره) (وَمَا أخصبت يَا نور الأقاحي ... وَإِن أجدبتني إِلَّا لمطره) (وينهرني نَهَار الشيب زجرا ... وليل شبيبتي قد كَانَ ستره) (وَإِن رابتك أقوالي فَإِنِّي ... حملت وقاره وحملت وقره) وَلَيْسَ يجوز الْأَيَّام إِلَّا التخيل والتخيل للمسرة (وخل لَا يخل بِشَرْط ودي ... وَلَا يُبْدِي لعينك وَجه عذره) (وَبَعض الْحلم فِي الْأَوْقَات جهل ... ويعجبني الْحَلِيم وَلَو بمره) (وَكم قد مر فِي سَمْعِي ملام ... أخذت لبابه وَتركت قشره) (وَمَا فِي الأَرْض أشعر من أديب ... يَقُول الشّعْر فِي البخلاء سَخَّرَهُ) (يروقني الْكَرِيم وَلَو بفلس ... وَلَا أَهْوى الْبَخِيل وَلَو ببدره) (وكل مذاقة تحلو وتحلى ... سوى طعم السُّؤَال فَمَا أمره) (مَرَرْت على حطام من حطام ... ويملكني الصّديق بِحسن عشره) (وَأما سوء حظي من صديقي ... فَذَاك من الرسوم المستقره) (حفظت عهوده وأضاع عهدي ... وَلم يَك لي بطرق الْغدر خَبره) (وَكم آمنته خدعي ومكري ... وَلم آمن خديعته ومكره) (بذلت لَهُ على العلات خيري ... وَلَكِن مَا كفاني الله شَره) (وَمَا أدخلت نَار الهجر قلباً ... بَقِي من حبه مِثْقَال ذره) (سترجعه لي الْأَيَّام طَوْعًا ... وتعطفه التجارب وَهُوَ مكره) (لي الثِّقَة الَّتِي مَلَأت يَمِيني ... من الثِّقَة الَّذِي أمليت شكره) (أَذمّ الدَّهْر من ذمِّي بمدحي ... وذم خَلِيله من ذمّ دهره) (رَبِّي رئاسة وَأبي نفس ... وَرَأس سيادة وَأمين حَضَره) (من الْقَوْم الَّذين لَهُم حَدِيث ... إِذا نشر استطاب الْمسك نشره) ) (وُجُوه رئاسة لَهُم وُجُوه ... وَستر الْجُود فِي تِلْكَ الأسره) (تفانوا فِي سَبِيل الْمجد لَكِن ... لَهُم ذكر أَطَالَ الله عمره) (لقد أحببته سلفا رميماً ... فَعَاد لأثره فِي الْمجد أَثَره)

(وَمَا أخْشَى عَلَيْك عثار سبق ... أيخشى نير الْآفَاق عثره) (وعثر السَّمْح لمح فارتقبها ... حظوظاً أَبْطَأت لتجي بكثره) (وَقد تتضاعف الأنواء جدا ... إِذا الأقمار كَانَت مستسره) (وللأيام فِي الحكم اخْتِلَاف ... وهم عَشِيَّة يمحى ببكره) (فيا من سره مني قصوري ... إِذا الْمَسْبُوق يُوضح مِنْك عذره) (حسبت كِتَابه خداً صقيلاً ... ذكرت عذاره فلثمت سطره) (وَشعر مَا حسبت أخف روحاً ... وأثقب زهرَة وأغض زهره) (جلاه عَليّ فِي أَثوَاب ليلِي ... فابصر مِنْهُ ليل الْهم فجره) (وفجرت البلاغة مِنْهُ بحراً ... أردْت عبوره فَخَشِيت عبره) (إِذا غرق امْرُؤ فِي سيف بَحر ... فَلَا تذكر على شفتيك قَعْره) (ألذ من الرِّضَا من بعد سخط ... وأعذب من وصال بعد هجره) (وَكم من شَاعِر إِن قَالَ بَيْتا ... حكى مَيتا وَكَانَ الطرس قَبره) (قَلِيل اللَّفْظ لَكِن فِي الْمعَانِي ... إِذا حصلتها بِالنَّقْدِ كثره) (وَيُؤْنس ثمَّ يؤيس مثل بَحر ... ترَاهُ فيستهين الْغمر غمره) (وَفِي شعر الورى غر ودهم ... وَهَذَا كل بَيت مِنْهُ غره) (قواف شاردات طالعات ... لإمرة قَادر لم تعص أمره) (وَجئْت بهَا على قدر فَجَاءَت ... ترينا مِنْك فِي التَّقْدِير قدره) (وَلَيْسَ كمن يُغير على الْمعَانِي ... فَإِن ظهر ادّعى بِالنَّقْدِ غره) (رَقِيق الطَّبْع مرهفه فَأَما ... خواطره فَمثل السَّيْف خطره) (وَقد عرف الْأُمُور وعرفته ... فَصَارَ لَهُ بعقبى الْأَمر خَبره) وَمَا يخفي غناهُ عَن صديقولكن مَا أرَاهُ أرَاهُ فقره

(جَزَاك الله خيرا عَن صديق ... بتَخْفِيف الأسى أثقلت ظَهره) ) (عرائس يجتليها وَجه نقدي ... فتنقد من صفاء الود مهره) (لَئِن سهلت لقد صعبت وأضحت ... كروض دونه الطرقات وعره) (فَلَا تَعْتَد كل النّظم شعرًا ... فتحسب كل سُودًا مِنْهُ تمره) (تعلة حَاضر ونشيد سفر ... ومرشف ناهل وأنيس فقره) (تخْفض فَتْرَة الأفكار عني ... وَكم دبت لَهَا بالسكر فتره) (فَخذهَا بنت لَيْلَتهَا ارتجالاً ... وَلَكِن أَصبَحت شَمْطَاء سحره) (لَئِن طَالَتْ لقد طابت وراقت ... على نظر الخواطر حسن نظره) (وسارت أَو غَدَتْ للنجم نجماً ... فطيرها وأوقع ثمَّ نسره) (تعرفنِي إِلَيْهِ وَلَا أرَاهُ ... وتعقد لي من الْفُضَلَاء أسره) (عقائل سنّ شرع الشّعْر أَنِّي ... أَب من شَاءَ كنت بِهن صهره) (ملكت قيادها بِيَمِين فكري ... وَلَقَد عتقت لوجه الْمجد حره) (أَطَالَ الله عمرك فِي سعود ... تجر ذيولها فَوق المجره) سَأَلَ شرف الدّين شيخ الشُّيُوخ عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ بعض أَصْحَابه مُعَارضَة هَذِه القصيدة فَقَالَ ارتجالاً الوافر (لعَيْنِي كل يَوْم فِيك عبره ... تصيرني لأهل الْعِشْق عبره) (فعسجد جفنها لَا نقص فِيهِ ... وَكم جهزت مِنْهُ جَيش عسره) (إِذا غفل الوشاة أسلت دمعي ... فيغدو مُرْسلا فِي وَقت فتره) (زِيَادَة صبوتي نقصت ملامي ... وكفت زيده عني وعمره) (عَلامَة شقوتي فِي الْحبّ أَنِّي ... ثقلت عَلَيْك لَا من طول عشره) (ووتر الْوَصْل لم يشفع بثان ... وهجرك زمرة من بعد زمره) (وجفنك أكحل من غير كحل ... وخدك أَحْمَر من غير حمره) (وصبري عَنْك لَيْسَ لَهُ وجود ... ووجدي فِيك لَا أحصيه كثره) (وَبَيت الْحزن بَيْتِي حِين تنأى ... وَحين تزوره دَار المسره) (وَقَالُوا كم ترى غَضْبَان رَاض ... فَقلت رضيت زنبوراً وتمره) (سألزم بَاب خمار الثنايا ... ليطلق لي وَلَو فِي الْعُمر سكره) ) (وقدماً كنت مَسْتُورا إِلَى أَن ... لبست من الخلاعة ثوب شهره) (أَطَعْت غوايتي وعصيت رشد الناصح ... مرّة من بعد مره) (وَمَا تنقى من الأدناس نَفسِي ... وَلَو غسلت بصابون المعره) (وأعجب حادثات الدَّهْر أَنِّي ... أحاول طَاعَة فتعود حسره) (وأطمع فِي خلاص يَوْم بعثي ... وَمَا أخلصت فِي مِثَال ذره)

جمال الدين بن شيث

وَقد نظمت أَنا قصيدة على هَذَا الْوَزْن وَهَذَا الروي وَهِي مثبتة فِي الْجُزْء الْحَادِي وَالثَّلَاثِينَ من التَّذْكِرَة الَّتِي لي وَقد رَأَيْت للْقَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى موشحة عارضها جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَقد تقدم ذَلِك فِي تَرْجَمَة أَحْمد الْموصِلِي وَهِي المجتث (من لي بِهِ بدر كلهقد حَاز قلبِي كُله ... فَهَل ترى نتعززوالعز فِي الْحبّ ذله) (رضيت فِيهِ مصابي ... فَمَا على النَّاس مني) (وراحتي فِي عَذَابي ... فَلَو مضى ذَاك عني) (لاشتاق قلبِي لما بِي ... فَهَل علمْتُم بِأَنِّي) أمسيت أحمل مقلة من الْمَنَام مقلة لَو زارها الطيف اعورنوم يكون مَحَله (مزجت مِنْهُ كؤوساً ... تجلو الدجى بشعاع) (إِذا تجلت شموساً ... وَقَامَ للهو دَاع) (فالروض يجلي عروساً ... قد سورت لشجاع) أشجارها مثل كلهفالروض مطرح بذلهله من النَّهر فروزفانظر إِلَى صفة الله (قد جدد الله سَعْدا ... للْملك من آل سعد) (بأنفس الْخلق تفدى ... وَإِن أَبَوا كنت وحدي) (سيوفه لَيْسَ تصدى ... وَلَا تقر بغمد) (مَا زَالَ دون المظلة يجلو الخطوب المظلة ... فنونها قد تطرزبالنصر مذ سل نصله) (تثني عَلَيْهِ الأسنة ... بِمَا يَقُول وَيفْعل) (وَجه يجلي الدجنة ... فِي كَفه النَّار تشعل) (فِي نظرة مِنْهُ حملهعلى الجيوش المطلة ... بِجَيْش رأى مجهزيربى على ألف بغله) (وغادة بنت عَنْهَا ... فأضمرت لي وحشه) ) (من غادة ذَاك مِنْهَا ... شدت للدمع رشه) (بلوعة لم تبنها ... لَوْلَا تعرض دهشه) (كم بَات عُصْفُور نخلهمع العصافير جمله ... وَبَات قلبِي مفرزوحدي وَمَا بَث مثله) 3 - (جمال الدّين بن شِيث) عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن شِيث القَاضِي

الرئيس جمال الدّين الْأمَوِي الْإِسْنَوِيّ القوصي صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء للْملك الْمُعظم عِيسَى ولد بإسنا سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وست مائَة وَنَشَأ بقوص وتفنن بهَا وبرع فِي الْأَدَب وَالْعلم وَكَانَ ورعاً دينا خيرا حسن النّظم والنثر ولي الدِّيوَان القوصي ثمَّ بالإسكندرية ثمَّ بالقدس ثمَّ ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء للمعظم وَكَانَ يُوصف بالمروءة وَقَضَاء الْحَاجة وَتُوفِّي بِدِمَشْق وَدفن بتربته بقاسيون وَكَانَت بَينه وَبَين الْمُعظم مداعبات كتب لَهُ مرّة رقْعَة أَنه فَارق الْمُعظم وَدخل منزله فطالبه أَهله بِمَا حصل لَهُ من بره فَقَالَ لَهُم مَا أَعْطَانِي شَيْئا فَقَامُوا إِلَيْهِ بالخفاف وصفعوه وَكتب بعد ذَلِك الْكَامِل وتخالفت بيض الأكف كَأَنَّهَا التصفيق عِنْد مجامع الأعراس (وتطابقت سود الْخفاف كَأَنَّهَا ... وَقع المطارق من يَد النّحاس) فَرمى الْمُعظم الرقعة إِلَى فَخر الْقُضَاة ابْن بصاقة وَقَالَ أجبه عَنْهَا فَكتب إِلَيْهِ نثراً وَفِي آخِره الْكَامِل (فاصبر على أخلاقهن وَلَا تكن ... متخلقاً إِلَّا بِخلق النَّاس) (وَاعْلَم إِذا اخْتلفت عَلَيْك بِأَنَّهُ ... مَا فِي وقوفك سَاعَة من باس) وَمن شعره الْخَفِيف (مَا لقلبي إِلَى السلو طَرِيق ... أَنا من سكرة الْهوى لَا أفِيق) (ضحكوا يَوْم بَينهم وبكينا ... فتراءت سحائب وبروق) لَو تَرَانَا وللمطالب إخفاق إِلَيْهِم وللقلوب خفوق (لرأيت الدَّلِيل حيران منا ... كلما لَاحَ الْهلَال شروق) (وسهام اللحاظ قد فوقت لي ... فلهَا كلما ومقت مروق) (لست أَدْرِي إِذْ ضرم اللثم وجدي ... أحريق رشفته أم رحيق) ) (ليدعني أولو الرشاد وعي ... لَيْسَ يدْرِي مَا بالأسير الطليق) أقفرت دَار من أحب وَكم وَرْقَاء كَانَت بهَا وغصن وريق وهفا ثوبها الصفيق وللريح عَلَيْهَا من حسرة تصفيق دَار الْهوى وللهوى فِي مغانيها عروق تنمى وَوجد عريق (أَي روح وفت هُنَاكَ لجسم ... عِنْدَمَا فَارق الديار الغريق)

(أشبهتني تِلْكَ الديار فجسمي ... دَار مي ودمع عَيْني العقيق) (وَكَأن الثِّيَاب لفظ وجسمي ... فِيهِ معنى من المعمى دَقِيق) ورشيق القوام يرشق باللحظ وَلَا يسْتَقلّ مِنْهُ الرشيق لحظه قَاطع وَمَا فَارق الجفن وَفِي جفْنه عَن السَّيْف ضيق (مشقت نون حاجبيه فأبدى ... ألف الْحسن قده الممشوق) ولماه فِي صُدْغه لامه وَالْمِيم فوه وَالرّق مِنْهُ الرِّيق فغدا خطّ حسنه وَهُوَ منشور وأخلاقه عَلَيْهِ خلوق أحدق الْحسن بالحدائق من خديه لما آذاهما التحريق مسحة للجمال مسح بركنيها وخد لَهُ الشَّقِيق شَقِيق وَكَأن الْخَال الَّذِي لَاحَ فِي لجة خديه وَهُوَ طَاف غريق طابق الْحسن فِيهِ فَهُوَ إِذا يشْعر فِيهِ التَّجْنِيس والتطبيق مردف الردف وَهُوَ مُخْتَصر الخصر فَذا مفعم وَهَذَا دَقِيق (فاتك الطّرف باتك الظّرْف عمدا ... وَهُوَ فِي كل حَالَة معشوق) (يَا خليلي إِن الْعَدو كثير ... فاحذرنه وَأَيْنَ أَيْن الصّديق) والرفيق الَّذِي يؤمل مِنْهُ الرِّفْق قَاس فَمَا رَفِيق رَفِيق وبسوق الهوان يبتذل الْفضل فَمَا للفروع فِيهِ بسوق فسد النَّاس وَالزَّمَان وَلَا بُد بِحَق أَن يخلق الْمَخْلُوق (فالكريم الَّذِي يغيث يَغُوث ... واللئيم الَّذِي يعق يعوق) (غير أَن الْملك الْمُعظم فَرد ... فاق فضلا وَخَصه التَّوْفِيق) قلت شعر جيد وَقد تقدم ذكر وَلَده كَمَال الدّين إِبْرَاهِيم فِي مَكَانَهُ ولجمال الدّين عبد الرَّحِيم) الْمَذْكُور كتاب معالم الْكِتَابَة فِي صناعَة الْإِنْشَاء وَكَانَ قد رمي من ابْن عنين بالداء العضال فَإِنَّهُ هجاه مَرَّات مِنْهَا قَوْله مجزوء الْكَامِل الله يعلم يَا ابْن شِيث مَا حصلت من الكتابه (إِلَّا على الدَّاء الَّذِي ... خصت بِهِ تِلْكَ العصابه) وَقَوله أَيْضا الْكَامِل (أَنا وَابْن شِيث والرشيد ثَلَاثَة ... لَا يرتجى فِينَا لخلق فائده) (من كل من قصرت يَدَاهُ عَن الندى ... يَوْم الندى وتطول عِنْد المائده)

الدخوار الطبيب

(فكأننا وَاو بِعَمْرو ألحقت ... أَو إِصْبَع بَين الْأَصَابِع زائده) وَقَوله مُصحفا الوافر (محَال أَن تَجِد فِي الْخلق شخصا ... عريق الأَصْل ممتدحاً كَرِيمًا) (وَإِن أنْكرت مَا قد قلت فيهم ... فميز أَيْن شِئْت تَجِد لئيما) وَمن شعر ابْن شِيث أَيْضا قَوْله الرجز المجزوء وشمعة فِي المنجنيق وَهِي فِيهِ تشرق (كَأَنَّهَا من تَحْتَهُ ... شمس علاها شفق) وَقَوله أَيْضا الْكَامِل (وأنيسة باتت تساهر مقلتي ... تبْكي وتوري فعل صب عاشق) (سرقت دموعي والتهاب جوانحي ... فغدا لَهَا بالقط قطع السَّارِق) 3 - (الدخوار الطَّبِيب) عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن حَامِد الشَّيْخ مهذب الدّين الطَّبِيب الدخوار شيخ الْأَطِبَّاء وَرَئِيسهمْ بِدِمَشْق وقف دَاره بالصاغة العتيقة مدرسة طب ومولده سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَدفن بتربته فِي قاسيون فَوق الميطور وَكَانَ أعرج روى عَنهُ القوصي وَغَيره شعرًا وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَبِيرَة من الْأَطِبَّاء وصنف كتبا مِنْهَا كتاب الجنينة واختصار الْحَاوِي ومقالة فِي الاستفراغ وتعاليق ومسائل فِي الطِّبّ وشكوك وأجوبة ورد على شرح ابْن أبي صَادِق لمسائل حنين ورسالة يرد فِيهَا على يُوسُف الإسرائيلي فِي تَرْتِيب الأغذية اللطيفة والكثيفة فِي أَولهَا وَنسخ كتبا كَثِيرَة بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب) أَكثر من مائَة مُجَلد فِي الطِّبّ وَاخْتصرَ الأغاني الْكَبِير وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وَقَرَأَ الطِّبّ على الرضي الرجبي ثمَّ لَازم ابْن المطران ثمَّ أَخذ عَن الْفَخر المارديني وخدم الْعَادِل ولازم ابْن شكر وَكَانَت جامكيته جامكية الْمُوفق عبد الْعَزِيز فَإِنَّهُ نزل عَلَيْهَا بعده مائَة دِينَار صوري فِي الشَّهْر وَحصل لَهُ من الْعَادِل فِي مَرضه سَبْعَة آلَاف دِينَار مصرية وَمرض الْكَامِل فَحصل لَهُ من جِهَته اثْنَا عشر ألف دِينَار وَأَرْبع عشرَة بغلة بأطواق ذهب وَالْخلْع الأطلس وَغير ذَلِك وولاه السُّلْطَان الْكَبِير فِي

ذَلِك الْوَقْت رئاسة الْأَطِبَّاء بِمصْر وَالشَّام وَكَانَ خَبِيرا بِكُل مَا يقْرَأ عَلَيْهِ ولازم السَّيْف الْآمِدِيّ وَحصل مُعظم مصنفاته ثمَّ نظر فِي الْهَيْئَة والنجوم ثمَّ طلبه الْأَشْرَف فَتوجه إِلَيْهِ وأقطعه مَا يغل فِي السّنة ألف وَخمْس مائَة دِينَار ثمَّ عرض لَهُ ثقل فِي لِسَانه واسترخاء فجَاء إِلَى دمشق لما ملكهَا الْأَشْرَف فولاه رئاسة الطِّبّ بهَا وَجعل لَهُ مَجْلِسا ليدرس الصَّنْعَة وَزَاد ثقل لِسَانه حَتَّى إِنَّه لم يفهم كَلَامه وَكَانَ الْجَمَاعَة يبحثون بَين يَدَيْهِ ويجيب هُوَ وَرُبمَا كتب لَهُم مَا يشكل فِي اللَّوْح واجتهد فِي علاج نَفسه واستفرغ بدنه مَرَّات وَاسْتعْمل المعاجين الحارة فعرضت لَهُ حمى قَوِيَّة فأضعفت قوته وَظَهَرت بِهِ أمراض كَثِيرَة وأسكت سِتَّة أشهر وسالت عينه وَاتفقَ لَهُ فِي بادئ خدمته للعادل أَشْيَاء قربته من خاطره وأعلت مَحَله عِنْده مِنْهَا أَنه اتّفق لَهُ مرض شَدِيد وعالجه الْأَطِبَّاء وَهُوَ مَعَهم فَقَالَ يَوْمًا لَا بُد من الفصد فَلم ير الْأَطِبَّاء بِهِ فَقَالَ وَالله لَئِن لم يخرج لَهُ دَمًا ليخرجن بِغَيْر اخْتِيَاره فاتفق أَن رعف السُّلْطَان وَبرئ وَمِنْهَا أَنه كَانَ يَوْمًا على بَاب دور السُّلْطَان فَخرج إِلَيْهِم خَادِم وَمَعَهُ قَارُورَة فرأوها ووصفوا لَهَا علاجاً فَأنْكر هُوَ ذَلِك العلاج وَقَالَ لَيْسَ هَذَا دَوَاء ويوشك أَن تكون هَذِه القارورة من حناء اختضبت بِهِ فاعترف الْخَادِم لَهُم بذلك وَمن شعره مَا كتبه إِلَى الْحَكِيم رشيد الدّين أبي خَليفَة فِي مرضة مَرضهَا الْكَامِل (حوشيت من مرض تُعَاد لأَجله ... وَبقيت مَا بقيت لنا أَعْرَاض) (إِنَّا نعدك جوهراً فِي عصرنا ... وَسوَاك إِن عدوا فهم أَعْرَاض) نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ على بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن خروف النَّحْوِيّ يهجو الدخوار الْبَسِيط) (لَا ترجون من الدخوار مَنْفَعَة ... فَلَو شفى علتيه الْعجب والعرجا) (طَبِيب إِن رأى المطبوب طلعته ... لَا يرتجي صِحَة مِنْهَا وَلَا فرجا) (إِذا تَأمل فِي دستوره سحرًا ... وَقَالَ أَيْن فلَان قيل قد درجا) (فشربة دخلت مِمَّا يركبه ... جسم العليل وروح مِنْهُ قد خرجا) قَالَ وأنشدني لَهُ فِيهِ الْبَسِيط (إِن الأعيرج حَاز الطِّبّ أجمعه ... اسْتغْفر الله إِلَّا الْعلم والعملا) (وَلَيْسَ يجهل شَيْئا من غوامضه ... إِلَّا الدَّلَائِل والأمراض والعللا) (فِي حِيلَة الْبُرْء قلت عِنْده حيل ... بعد اجْتِهَاد ويدري للردى حيلا) (الرّوح يسكن جثمان العليل على ... علاته فَإِذا مَا طبه رحلا)

الإسنائي الصوفي

قَالَ وأنشدني لَهُ فِيهِ الوافر (تجرر يَا أعيرج ذيل عجب ... وَتَدْرِي لوم وغد أَنْت نجله) (وتمشي مشْيَة الْخُيَلَاء زهواً ... أَمَام السامري وَأَنت عجله) قَالَ وأنشدني لَهُ فِيهِ مجزوء الْكَامِل (طبع الْمُهَذّب طبه ... سَيْفا وصال على المهج) (وَعلا دمشق لسؤمه ... من كل نَاحيَة رهج) (بَاب السَّلامَة لَا يرى ... مِنْهُ وَلَا بَاب الْفرج) 3 - (الإسنائي الصُّوفِي) عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن هبة الله الإسنائي الصُّوفِي كَانَ من أَصْحَاب الشَّيْخ الْحسن ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم القنائي وَكَانَ نحوياً شَاعِرًا جمع فِي النَّحْو كتابا سَمَّاهُ الْمُفِيد وَتُوفِّي سنة تسع وَسبع مائَة وَمن شعره الطَّوِيل (أهاجك برق بِالْمَدِينَةِ يلمع ... وبيض ثعاليل سوار وطلع) (تراهن يهمين الحيا فَكَأَنَّهُ ... على وجنات الأَرْض در مرصع) (كَأَن ثراها عِنْدَمَا مَسهَا الحيا ... سحيقة مسك نشره يتضوع) (على جنبات النَّهر زهر تفتقت ... لَهَا فِي شُعَاع الشَّمْس لون منوع) ) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الدفاف) عبد الرَّحِيم بن الْفضل الْكُوفِي الدفاف أَبُو الْقَاسِم قيل هُوَ عبد الرَّحْمَن بن سعد وَقيل عبد الرَّحِيم بن الْهَيْثَم بن سعد مولى لآل الْأَشْعَث بن قيس وَقيل مولى خُزَاعَة كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عَليّ بن الْمهْدي الْمَعْرُوف بِأُمِّهِ ريطة بنت أبي الْعَبَّاس غنت جَارِيَة يَوْمًا بِحَضْرَة الرشيد المنسرح (قل لعَلي أيا فَتى الْعَرَب ... وَخير نَام وَخير منتسب) (أعلاك جداك يَا عَليّ إِذا ... قصر جد عَن ذرْوَة النّسَب) فَأمر بِضَرْب عُنُقهَا فَقَالَت يَا سَيِّدي مَا ذَنبي هَذَا صَوت عَلمته وَالله مَا أَدْرِي من قَالَه وَلَا فِي من قيل فَعلم صدقهَا فَقَالَ عَمَّن أَخَذته فَقَالَت عَن عبد الرَّحِيم بن الدفاف فَأمر بِهِ فأحضر فَقَالَ يَا عاض بظر أمه أتغني فِي شعر تفاخر بيني وَبَين أخي جردوه فَجرد وَضرب بَين يَدَيْهِ خمس مائَة سَوط

ابن نباتة الخطيب

3 - (ابْن نباتة الْخَطِيب) عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن نباتة الْأُسْتَاذ البارع البليغ الْخَطِيب أَبُو يحيى الحذاقي بِضَم الْحَاء وَبعد الْألف قَاف وحذاقة بطن من قضاعة الفارقي قَالَ سبط بن الْجَوْزِيّ كَانَ يحفظ نهج البلاغة وَعَامة أَلْفَاظه وخطبه من مَعَانِيه وَكَانَ من ميافارقين وَولي خطابة حلب لسيف الدولة وَبهَا اجْتمع بالمتنبي رزق السَّعَادَة فِي خطبه وَكَانَ رجلا صَالحا مولده سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَقيل مَاتَ قبل السّبْعين وَثَلَاث مائَة وَعمر دون الْأَرْبَعين وَتُوفِّي بميافارقين قلت فِي ولَايَته خطابة حلب نظر وَكَأَنَّهُم غلطوا فِي مولده أَيْضا وخطبه أحسن من كل الْخطب الَّتِي جَاءَت بعده وَجَمِيع سجعها مُعرب بِخِلَاف المقامات فَإِنَّهَا لَا يلْتَزم الحريري إعرابها اتكالاً على الْوُقُوف على السَّاكِن ويشم من بعض ألفاظها رَوَائِح الاعتزال يظْهر ذَلِك للفضلاء مثل قَوْله وَمن وَجب لَهُ الثَّوَاب وَحقّ عَلَيْهِ الْعقَاب وَغَيره ذَلِك وَذكر الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْخَطِيب قَالَ لما عملت خطْبَة الْمَنَام وخطبت بهَا يَوْم الْجُمُعَة رَأَيْت لَيْلَة السبت فِي مَنَامِي كَأَنِّي بِظَاهِر ميافارقين عِنْد الْجَبانَة وَرَأَيْت بهَا جمعا كثيرا بَين الْقُبُور فَقلت مَا هَذَا الْجمع فَقَالَ لي قَائِل هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمَعَهُ الصَّحَابَة فقصدت إِلَيْهِ لأسلم عَلَيْهِ فَلَمَّا دَنَوْت مِنْهُ الْتفت إِلَيّ فرآني فَقَالَ يَا خطيب الخطباء كَيفَ تَقول وَأَوْمَأَ إِلَى الْقُبُور قلت لَا يخبرون بِمَا إِلَيْهِ آلوا وَلَو قدرُوا على الْمقَال لقالوا قد شربوا من الْمَوْت كأساً مرّة وَلم يفقدوا من أَعْمَالهم ذرة وآلى عَلَيْهِم الدَّهْر ألية برة أَن لَا يَجْعَل لَهُم إِلَى دَار الدُّنْيَا كرة كَأَنَّهُمْ لم يَكُونُوا للعيون قُرَّة وَلم يعدوا فِي الْأَحْيَاء مرّة أسكتهم وَالله الَّذِي أنطقهم وأبادهم الَّذِي خلقهمْ وسيجدهم كَمَا أخلقهم ويجمعهم كَمَا فرقهم يَوْم يُعِيد الله الْعَالمين خلقا جَدِيدا وَيجْعَل الظَّالِمين لنار جَهَنَّم وقوداً يَوْم تَكُونُونَ شُهَدَاء على النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا وأومأت عِنْد قولي على النَّاس إِلَى الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَعند قولي شَهِيدا إِلَى الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضراً وَمَا عملت من سوء تود لَو أَن بَينهَا وَبَينه أمداً بَعيدا فَقَالَ لي أَحْسَنت ادنه ادنه فدنوت مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ وَجْهي فَقبله وتفل فِي فِي وَقَالَ لي وفقك الله قَالَ فانتبهت من النّوم وَبِي من السرُور مَا يجل عَن الْوَصْف فَأخْبرت أَهلِي مَا رَأَيْت قَالَ الْكِنْدِيّ بروايته وَبَقِي الْخَطِيب بعد هَذَا الْمَنَام ثَلَاثَة أَيَّام لَا يطعم طَعَاما وَلَا يشتهيه وَيُوجد من فِيهِ مثل رَائِحَة الْمسك وَلم يَعش إِلَّا مُدَّة يسيرَة وَلما اسْتَيْقَظَ الْخَطِيب من مَنَامه كَانَ على وَجهه أثر نور وبهجة لم يكن قبل ذَلِك وقص رُؤْيَاهُ على النَّاس وَقَالَ سماني

عبد الرحيم سبط ابن فضلان

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيبًا وعاش بعد ذَلِك ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا لَا يستطعم فِيهَا طَعَاما وَلَا شرابًا من أجل تِلْكَ التفلة وبركتها وَقَالَ الْوَزير المغربي رَأَيْت الْخَطِيب بن نباتة فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ دفع لي ورقة فِيهَا سطران بالأحمر وهما السَّرِيع (قد كَانَ أَمن لَك من قبل ذَا ... وَالْيَوْم أضحى لَك أمنان) (والصفح لَا يحسن عَن محسن ... وَإِنَّمَا يحسن عَن جَان) قلت وَهُوَ أقدر النَّاس على الترصيع وتنزيل الْآيَات فِي كَلَامه وَيُقَال عَن المتنبي وَغَيره كَانُوا تَحت منبره فَقَالَ أَيهَا النَّاس تجهزوا فقد ضرب فِيكُم بوق الرحيل فَقَالُوا أفحم الْخَطِيب مَا بَقِي يَأْتِي بعد هَذِه السجعة بِمِثْلِهَا فَقَالَ وبرزوا فقد قدمت لكم نُوق التَّحْوِيل فَزَادَهُم الِاسْتِعَارَة والترصيع وَقد أورد عَلَيْهِ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وواخذه فِي أَمَاكِن من فَسَاد الْمَعْنى وَالْإِعْرَاب والتصريف) واللغة وَأجَاب عَنهُ الْمُوفق عبد اللَّطِيف وَقد كتبت بهَا أَنا ثَلَاث نسخ وكتبت على كل مِنْهَا حَوَاشِي الْكِنْدِيّ وقرأتها طلبا للرواية على الْعَلامَة الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي سنة خمس وَثَلَاثِينَ بالأشرفية دَار الحَدِيث بِدِمَشْق قلت لَهُ أخْبرك بِهَذَا الدِّيوَان سَمَاعا عَلَيْهِ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ بِسَمَاعِهِ من الشَّيْخ الْعَلامَة تَاج الدّين أبي الْيمن زيد الْكِنْدِيّ بقرَاءَته على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن نَبهَان الرقي ببغداذ بروايته عَن أبي الْقَاسِم عَن أَبِيه أبي الْفرج عَن أَبِيه أبي طَاهِر يحيى عَن أَبِيه عبد الرَّحِيم بن نباتة الْخَطِيب وسماعاً لسِتَّة وَثَلَاثِينَ خطْبَة من أول الدِّيوَان من الشَّيْخ الإِمَام فَخر الدّين أبي الْحُسَيْن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد البُخَارِيّ الْمَقْدِسِي بِسَمَاعِهِ فاقر بِهِ وَأَجَازَ لي ولجماعة سمعوها بِقِرَاءَتِي 3 - (عبد الرَّحِيم سبط ابْن فضلان) عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ياسين أَبُو الرِّضَا بن أبي البركات بن أبي نصر سبط أبي الْقَاسِم يحيى بن عَليّ بن فضلان قَرَأَ الْفِقْه على جده ثمَّ سَافر إِلَى الْموصل وَقَرَأَ على أبي حَامِد بن يُونُس وَأقَام عِنْده مُدَّة وَحصل طرفا صَالحا من الْمَذْهَب وَالْخلاف فَصَارَ حسن المناظرة وَعَاد إِلَى بغداذ وَتَوَلَّى الْإِعَادَة بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَولي النّظر بديوان الزِّمَام وعزل ثمَّ رتب نَاظر الْوَقْف الْعَام مُدَّة وأضيف نظر المناثر وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (تَاج الدّين بن يُونُس) عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة

أبو محمد بن الزجاج

الْعَلامَة تَاج الدّين أَبُو الْقَاسِم بن رَضِي الدّين ابْن الإِمَام عماد الدّين الْموصِلِي الشَّافِعِي مُصَنف التَّعْجِيز ولد سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة ببغداذ وَكَانَ قد قدمهَا من قريب فولي قَضَاء الْجَانِب الغربي وتدريس البشيرية وخلع عَلَيْهِ وَله التطريز فِي شرح التَّعْجِيز وَلم يكمله وكمله الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري ومختصر الْمَحْصُول ومختصر طَريقَة الطاوسي فِي الْخلاف وَله النبيه مُخْتَصر التَّنْبِيه وَله التنويه أَيْضا ومختصر درة الغواص وجوامع الْكَلم الشَّرِيفَة فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وَألف تصانيف عدَّة لم يكملها أَخذ عَنهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري) 3 - (أَبُو مُحَمَّد بن الزّجاج) عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن فَارس الشَّيْخ الصَّالح أَبُو مُحَمَّد بن الزّجاج عفيف الدّين العلثي بالثاء الْمُثَلَّثَة ثمَّ البغداذي الْحَنْبَلِيّ الأثري ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وست مائَة وَسمع من ابْن صرما وَالْفَتْح بن عبد السَّلَام وَعبد السَّلَام العبرتي وَابْن روزيه وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق لما قدمهَا حَاجا وَكَانَ مُحدثا عَالما ورعاً 3 - (السمهودي) عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف السمهودي الْخَطِيب بسمهود وَكَانَ فَقِيها شافعياً أديباً نحوياً شَاعِرًا رجل إِلَى دمشق وَاجْتمعَ بالشيخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَحفظ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ الْفِقْه على الزكي عبد الله البهلوي وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي حكى لي رَحمَه الله أَنه كَانَ بِالْقَاهِرَةِ تحصل لَهُ ضائقة وتلجئه الْحَاجة والفاقة فَيَأْخُذ وَرقا وَيكْتب فِيهِ قلفطيريات ويعتقه ويبيعه بِشَيْء لَهُ صُورَة وَحكى لي ذَلِك أَيْضا شَيخنَا أثير الدّين وَكَانَ صَاحبه وَكَانَ ظريفاً لطيفاً خَفِيف الرّوح جَارِيا على مَذْهَب أهل الْأَدَب فِي حب الشَّرَاب والشباب والطرب وَكَانَ ضيق الْخلق قَلِيل الرزق اجْتمعت بِهِ كثيرا وَله خطب ورسائل وَكَانَ يقرئ الْعرُوض والنحو وَالْأَدب وَتُوفِّي بسمهود سنة عشْرين وَسبع مائَة وَمن شعره الْكَامِل (يَا مالكي ذلي لحسنك شَافِعِيّ ... فاشفع هديت الْحسن بِالْإِحْسَانِ) (من قبل أَن يَأْتِي ابْن حَنْبَل آخِذا ... من وجنتيك شقائق النُّعْمَان)

تقي الدين البمباني

وَمِنْه الْكَامِل (وافى نظامك فِيهِ كل بديعة ... أخذت من الْحسن البديع نَصِيبا) (فَلَقَد ملكت من البلاغة سرها ... وحويت من فن البديع غَرِيبا) (ونصبت من بيض الطروس منابراً ... أضحى يراعك فوقهن خَطِيبًا) (تبدي ضروب محَاسِن لسنا نرى ... بَين الورى يَوْمًا لَهُنَّ ضريبا) وَمِنْه الطَّوِيل (وَروض حللنا من حماه خمائلاً ... يُنَبه مِنْهَا النشر غير نبيه) (فغنت لنا الأطيار من كل جَانب ... بمرتجل تختاره وبديه) ) (وأضحى لِسَان الزهر فَوق غصونها ... يخبر بالسر الَّذِي هُوَ فِيهِ) وَمِنْه الْبَسِيط (كَأَنَّمَا الْبَحْر إِذْ مر النسيم بِهِ ... والموج يصعد فِيهِ وَهُوَ منحدر) (بَيْضَاء فِي أَزْرَق تمشي على عجل ... وطي أعكانها يَبْدُو ويستتر) وَمِنْه الْخَفِيف (قَالَ لي من هويت شبه قوامي ... وَقد اهتز بالجمال دلالا) (قلت غُصْن على كثيب مهيل ... صافحته يَد النسيم فمالا) وَمِنْه قصيدة مدح بهَا المظفر صَاحب الْيمن الطَّوِيل (هم الْقَصْد إِن حلوا بنعمان أَو سَارُوا ... وَإِن عدلوا فِي مهجة الصب أَو جاروا) (تعشقتهم لَا الْوَصْل أَرْجُو وَلَا الجفا ... أَخَاف وَأهل الْحبّ فِي الْحبّ أطوار) (وآثرتهم بِالروحِ وَهِي حَبِيبَة ... إِلَيّ وَفِي أهل الْمحبَّة إِيثَار) (وَهل سحر ولي بنعمان عَائِد ... فَكل ليالينا بنعمان أسحار) 3 - (تَقِيّ الدّين البمباني) عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ تَقِيّ الدّين البمباني كَانَ فَاضلا نحوياً أديباً شَاعِرًا قَرَأَ النَّحْو وَالْأَدب على الشَّمْس الرُّومِي وَكَانَ خَفِيفا لطيفاً توفّي بأسوان سنة خمس أَو سِتّ وَسبع مائَة وبمبان قَرْيَة من أسوان وَمن شعره يمدح طقصبا وَالِي قوص الْكَامِل

القزويني خطيب الجامع الأموي

(لعلا جنابك كل أَمر يدْفع ... وَإِلَيْك حَقًا كل خطب يرجع) مِنْهَا (مَا كَانَ يَفْعَله الشجاعي سالفاً ... فِي مصر فِي أسوان جَهرا يصنع) وضاعت لَهُ سكين فَوَجَدَهَا مَعَ ابْن المصوص الأسنائي فَقَالَ بليقة (إِنَّك قذارى فِي اللُّصُوص ... ياابن المصوص) خنيجري كَانَ فِي الطَّبَق ومنتصر فِي القَوْل صدق (وَأَنت حزتهبالسبق ... لعبالفصوص) 3 - (الْقزْوِينِي خطيب الْجَامِع الْأمَوِي) ) عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الدَّار تَاج الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين خطيب الْجَامِع الْأمَوِي تقدم ذكر وَالِده وأخيه الْخَطِيب بدر الدّين وَسَيَأْتِي ذكر عَمه قَاضِي الْقُضَاة إِمَام الدّين عمر بن عبد الرَّحْمَن لما توفّي أَخُوهُ الْخَطِيب بدر الدّين ولى الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا الخطابة مَكَانَهُ للعلامة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وباشر الْخطْبَة إِلَى أَن أَخذ الفخري دمشق فولى الخطابة لتاج الدّين هَذَا فباشرها ثمَّ إِنَّه لما طلب قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ إِلَى الديار المصرية فِي أَيَّام الصَّالح تولى الخطابة من هُنَاكَ فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق نزل عَنْهَا لتاج الدّين الْمَذْكُور فاستمر يخْطب بالجامع الْأمَوِي من سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة إِلَى أَن توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين أَيَّام طاعون دمشق بَصق دَمًا على الْعَادة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى هُوَ وَجَمَاعَة من بَيته أما يَوْم مَاتَ فَخرج مَعَ نعشه ثَلَاثَة نعوش نسَاء ثمَّ مَاتَ بَقِيَّة النَّهَار أَخُوهُ صدر الدّين عبد الْكَرِيم الْموقع وَامْرَأَة وَمَات جمَاعَة مِنْهُم قبل ذَلِك وَكَانَ الْعَوام يحبونه وتعصبون لَهُ وَكَانَ أعجم وَيُؤَدِّي الْقُرْآن والخطابة فصيحاً فَكنت أعجب مِنْهُ لذَلِك وَأول مَا خطب بِجَامِع الْأَمِير بشتاك بالديار المصرية تَاج الدّين الْمَذْكُور وَلما خرج وَالِده خرج مَعَه وَكَانَ مَعَه تدريس الشامية الجوانية وتصدير بالجامع الْأمَوِي وَقَرَأَ الْكثير على القَاضِي بهاء الدّين بن عقيل وَلم يكن لَهُ يَد فِي شَيْء من الْعُلُوم بل كَانَت بضاعته مزجاة وتأسف الْعَوام عَلَيْهِ يَوْم مَوته وَكَانَت جنَازَته حفلة وَمَات وَلم يبلغ الْأَرْبَعين

عبد الرحيم بن ميمون

3 - (عبد الرَّحِيم بن مَيْمُون) عبد الرَّحِيم بن مَيْمُون من موَالِي أهل الْمَدِينَة سكن مصر وَكَانَ زاهداً عابداً مجاب الدعْوَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو مُحَمَّد البعلبكي) عبد الرَّحِيم بن نصر بن يُوسُف الإِمَام الْمُحدث صدر الدّين أَبُو مُحَمَّد البعلبكي الشَّافِعِي قَاضِي بعلبك كَانَ يقوم اللَّيْل وَيكثر الصَّوْم وَيحمل الْعَجِين إِلَى الفرن وَيَشْتَرِي حَاجته وَله حُرْمَة وافرة وَكَانَ ورعاً متحرياً سديد الْفَتْوَى سريع الدمعة لَهُ يَد فِي النّظم والنثر رثاه القَاضِي شرف الدّين بن الْمَقْدِسِي لما مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة يَقُول الطَّوِيل) (لفقدك صدر الدّين أضحت صدرونا ... تضيق وَجَاز الوجد غَايَة قدره) (وَمن كَانَ ذَا قلب على الدّين منطو ... تفتت أشجاناً على فقد صَدره) وَكَانَ فِي الرَّكْعَة الثَّالِثَة فِي السَّجْدَة الثَّانِيَة من صَلَاة الظّهْر فانتظره من خَلفه أَن يقوم فَلم يقم فحركوه فوجوده قد مَاتَ رَحمَه الله وَكَانَ قد تفقه بِدِمَشْق على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن الصّلاح وَسمع من الْكِنْدِيّ وَالشَّيْخ الْمُوفق وَجَمَاعَة وَقَالَ الْفَقِيه عبد الْملك المغربي مَا رَأَيْت قَاضِيا مكاشفاً إِلَّا القَاضِي صدر الدّين 3 - (أَبُو نصر بن النفيس) عبد الرَّحِيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومي السّلمِيّ الحديثي أَبُو نصر بن أبي جَعْفَر البغداذي قَرَأَ الْقُرْآن وتفقه على مَذْهَب ابْن حَنْبَل وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَحصل من الْأَدَب طرفا صَالحا وَسمع فِي صباه من أبي الْفَتْح بن شاتيل وَأبي السَّعادات بن زُرَيْق فأبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عقيل وَغَيرهم وسافر فِي طلب الحَدِيث إِلَى الشَّام والجزيرة وَالْعراق وديار مصر وَمَا وَرَاء النَّهر وخوارزم وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ مليح الْخط سريع النَّقْل فَاضلا حَافِظًا متقناً صَدُوقًا لَهُ يَد فِي النّظم والنثر وَكَانَ من أكمل النَّاس ظرفا ولطفاً مولده سنة سبعين وَخمْس مائَة ببغداذ وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة وَمن شعره

ابن مسلمة الكوفي

3 - (ابْن مسلمة الْكُوفِي) عبد الرَّحِيم بن يحيى بن عبد الرَّحِيم بن المفرج بن مسلمة الْأمَوِي الشَّيْخ الْمُقْرِئ الْفَقِير أَبُو مُحَمَّد ابْن الْمُحدث الدِّمَشْقِي الْكُوفِي مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة حضر السخاوي وعتيقاً السَّلمَانِي وَعمر بن البراذعي وَسمع كثيرا من عَم أَبِيه الرشيد بن مسلمة والسديد بن عَلان وعدة وَحدث وَكتب فِي الإجازت فِي أَيَّام ابْن أبي الْيُسْر وَحفظ الْقُرْآن وَعمل فِي الكوافي وَقَرَأَ على الترب وَخرج لَهُ علم الدّين البرزالي مشيخة سَمعهَا الشَّيْخ شمس الدّين وَالْجَمَاعَة 3 - (ابْن خطيب المزة) عبد الرَّحِيم بن يُوسُف بن يحيى بن يُوسُف بن أَحْمد بن سليم الْمسند شهَاب الدّين أَبُو الْفضل ابْن خطيب المزة الْموصِلِي الدِّمَشْقِي ولد بسفح قاسيون سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة سمع فِي الْخَامِسَة من حَنْبَل وَابْن طبرزد وَالشَّيْخ أبي) عمر وَحدث بعامة مسموعاته روى عَنهُ الْحَافِظ زكي الدّين فِي مُعْجَمه وَسمع مِنْهُ خلق من الرحالة وَأهل مصر وعلت رِوَايَته وَتفرد هُنَاكَ وَكَانَ يعاني الْكِتَابَة 3 - (الْمهْر ابْن الْفرس) عبد الرَّحِيم الْمَعْرُوف بِالْمهْرِ بن الْفرس كَانَ مَوْصُوفا بالذكاء المفرط والتفنن فِي الْعُلُوم والتقدم بأنواع الْفَضَائِل عالي الهمة تسمو نَفسه إِلَى أَعلَى الْمَرَاتِب حَتَّى أظهر أَنه القحطاني الَّذِي ذكره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقوله لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يخرج رجل من قحطان يَسُوق النَّاس بعصاه وَادّعى ذَلِك وَخرج فِي برابر لمطة فِي قبلي مراكش وخطب لَهُ هُنَالك بالخلافة وابتعه خلق من البربر وَصَارَ لَهُ صيت عَظِيم لكنه عكس حَاله مَعَهم أَنه لم يكن يعرف بالبربري لِأَنَّهُ كَانَ أندلسياً وَلم يكن البربر يعْرفُونَ لِسَانه وَكَانَ لَهُ ترجمان وَلم يكن يحسن إِلَيْهِ فَعدل الترجمان إِلَى الإبطان عَلَيْهِ وَصَارَ يحرف كَلَامه عِنْد البربر ويقصد سُقُوطه من أَعينهم فَبلغ غَرَضه وَقَتله البربر وحملوا رَأسه إِلَى بني عبد الْمُؤمن بمراكش فعلق على بَاب الشَّرِيعَة وَمن شعره الْبَسِيط (قولا لأبناء عبد الْمُؤمن بن عَليّ ... تأهبوا لوُقُوع الْحَادِث الجلل) (قد جَاءَ سيد قحطان وعالمها ... ومنتهى القَوْل والغلاب للدول) (وَالنَّاس طوع عَصَاهُ وَهُوَ سايقهم ... بِالْأَمر وَالنَّهْي نَحْو الْعلم وَالْعَمَل)

ابن زويتينة

(فبادروا أمره فَالله ناصره ... وَالله خاذل أهل الزيغ والزلل) وَله موشحات مِنْهَا الموشح الْمَشْهُور الَّذِي مِنْهُ لَهُ مَا كَانَ من يَوْم بهيج بنهر حمص على تِلْكَ المروج ثمَّ انعطفنا على فَم الخليج نفض مسك الختام عَن عسجدي المدام ورداء الْأَصِيل تطويه كف الظلام وَلما سمع ابْن زهر إِمَام الوشاحين هَذِه الِاسْتِعَارَة البديعة أعجب بهَا وحسده عَلَيْهَا وَقَالَ أَيْن كُنَّا عَن هَذَا الرِّدَاء وَلما سمع أحد بني عبد الْمُؤمن قَوْله من هَذِه الموشحة وَلَيْلَة بذلت فِيهَا الوصالا حَتَّى إِذا مَا خليج الْفجْر سالا قَامَت مودعة تبغي انفصالا (وَإِذا أَتَت للسلام ... لثمت فَوق اللثام) ) (وارتشفت الشُّمُول ... محجوبة بفدام) قَالَ لَا بُد لهَذَا الرجل أَن يثور وَيطْلب الْملك قيل لَهُ وَمن أَيْن حكمت بذلك فَقَالَ رَأَيْت الثيارة ظَاهِرَة من قَوْله إِذا أَتَت للسلام فَلَو جرى على عَادَة العشاق وَلم تكن نخوة الْملك كامنة فِي رَأسه لقَالَ وجئتها للسلام وَجعل الخضوع من جِهَته لَا من جِهَتهَا 3 - (ابْن زويتينة) عبد الرَّحِيم بن عَليّ جمال الدّين بن زويتينة مصغر زيتونة الرَّحبِي قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان كَانَ قد وصل إِلَى مصر رَسُولا عِنْد صَاحب حمص وأنشدني لنَفسِهِ فِي بعض شهور سنة سبع وَأَرْبَعين وست مائَة الرمل المجزوء يَا مليكا أوضح الْحق لدينا وأبانه جَامع التَّوْبَة قد قلدني مِنْهُ أَمَانه قَالَ قل للْملك الصَّالح أَعلَى الله شَأْنه (يَا عماد الدّين يَا من ... حمد النَّاس زَمَانه) كم إِلَى كم أَنا فِي ضرّ وبؤس وإهانه

عبد الرزاق

(لي خطيب واسطي ... يعشق الْخمر ديانه) وَالَّذِي قد كَانَ من قبل يُغني بالجغانه فَكَمَا نَحن فَمَا زلنا وَلَا أَبْرَح حانه ردني للنمط الأول واستبق ضَمَانه قلت هَذِه الأبيات قَالَهَا الشَّاعِر وقدمها للْملك الصَّالح صَاحب دمشق عماد الدّين إِسْمَاعِيل ابْن الْملك الْعَادِل لِأَن الْملك الْأَشْرَف مُوسَى لما عمر جَامع التَّوْبَة بالعقيبة كَانَ بمدرسة سِتّ الشَّام إِمَام يعرف بالجمال السبتي كَانَ يُقَال أَنه فِي صباه يلْعَب بالجفانة ثمَّ لما كبر حسن طَرِيقَته وعاشر الْعلمَاء وَأهل الصّلاح فَذكر هَذَا الْجمال للْملك الْأَشْرَف فولاه خطابة الْجَامِع الْمَذْكُور وَلما توفّي رتب مَكَانَهُ الْعِمَاد الوَاسِطِيّ الْوَاعِظ وَكَانَ يتهم بِاسْتِعْمَال الشَّرَاب فنظم الشَّاعِر ابْن زويتينة هَذِه الأبيات (عبد الرَّزَّاق) 3 - (عبد الرَّزَّاق بن همام الصَّنْعَانِيّ) عبد الرَّزَّاق بن همام بن نَافِع الإِمَام أَبُو بكر الْحِمْيَرِي مَوْلَاهُم الصَّنْعَانِيّ أحد الْأَعْلَام روى عَن أَبِيه وَمعمر وَعبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد وَعبيد الله بن عمر وَابْن جريج والمثنى بن الصَّباح وثور بن يزِيد وحجاج بن أَرْطَاة وزَكَرِيا بن إِسْحَاق وَالْأَوْزَاعِيّ وَعِكْرِمَة بن عمار والسفيانين وَمَالك وَخلق ورحل إِلَى الشَّام بِتِجَارَة وَسمع الْكثير من جمَاعَة ومولده سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ شيخاه مُعْتَمر بن سُلَيْمَان وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأَبُو أُسَامَة وَهُوَ أكبر مِنْهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَإِسْحَاق وَمُحَمّد بن رَافع وَمُحَمّد بن يحيى ومحمود بن غيلَان وَأحمد بن صَالح وَأحمد بن الْأَزْهَر وَأحمد بن الْفُرَات والرمادي وَإِسْحَاق الكوسج وَالْحسن بن عَليّ الْخلال وَسَلَمَة بن شبيب وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق الدبرِي وَإِبْرَاهِيم بن سُوَيْد الشبامي وَخلق كثير قَالَ أَحْمد بن صَالح قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل رَأَيْت أحدا أحسن حَدِيثا من عبد الرَّزَّاق

عبد الرزاق العامري

فَقَالَ لَا قَالَ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي قلت لِأَحْمَد ابْن حَنْبَل كَانَ عبد الرَّزَّاق يحفظ حَدِيث معمر قَالَ نعم قيل لَهُ فَمن أثبت فِي ابْن جريج عبد الرَّزَّاق أَو مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي قَالَ عبد الرَّزَّاق وَعمي عبد الرَّزَّاق وَكَانَ يلقن قَالَ الْأَثْرَم سَمِعت أَبَا عبد الله يسْأَل عَن حَدِيث النَّار خِيَار فَقَالَ هَذَا بَاطِل لَيْسَ من هَذَا شَيْء ثمَّ قَالَ وَمن يحدث بِهِ عَن عبد الرَّزَّاق قلت حَدثنِي أَحْمد بن شيبوبة قَالَ هَؤُلَاءِ سمعُوا بَعْدَمَا عمي لَيْسَ هُوَ فِي كتبه وَقد أسندوا عَنهُ أَحَادِيث لَيست فِي كتبه كَانَ يلقنها بَعْدَمَا عمي قَالَ ابْن معِين سَمِعت من عبد الرَّزَّاق كلَاما يَوْمًا فاستدللت بِهِ على مَا ذكر عَنهُ من الْمَذْهَب يَعْنِي التَّشَيُّع فَقلت لَهُ إِن أستاذيك الَّذين أخذت عَنْهُم ثِقَات كلهم أَصْحَاب سنة معمر وَمَالك وَابْن جريج وسُفْيَان وَالْأَوْزَاعِيّ فعمن أخذت هَذَا الْمَذْهَب فَقَالَ قدم علينا جَعْفَر بن سُلَيْمَان الضبعِي فرأيته فَاضلا حسن الْهدى فَأخذت هَذَا عَنهُ وَقَالَ سَلمَة بن شبيب سَمِعت عبد الرَّزَّاق يَقُول وَالله مَا انْشَرَحَ صَدْرِي قطّ أَن أفضل عليا على أبي بكر وَعمر وَقَالَ أَحْمد بن الْأَزْهَر سَمِعت عبد الرَّزَّاق يَقُول أفضل الشَّيْخَيْنِ بتفضيل عَليّ إيَّاهُمَا على نَفسه وَلَو لم يفضلهما لم أفضلهما كفى بِي إزراء أَن أحب عليا ثمَّ أُخَالِف قَوْله وَقَالَ ابْن معِين قَالَ لي عبد الرَّزَّاق) اكْتُبْ عني حَدِيثا وَاحِدًا من غير كتاب فَقلت وَلَا حرف وصنف عبد الرَّزَّاق التَّفْسِير وَالسّنَن وَغير ذَلِك وَعمر دهراً طَويلا وَأكْثر عَنهُ الطَّبَرَانِيّ وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ زُهَيْر بن حَرْب لما قدمنَا صنعاء أغلق عبد الرَّزَّاق الْبَاب وَلم يَفْتَحهُ لأحد إِلَّا لِأَحْمَد بن حَنْبَل لديانته فَدخل فحدثه بِخَمْسَة وَعشْرين حَدِيثا وَيحيى بن معِين بَين النَّاس جَالس فَلَمَّا خرج قَالَ لَهُ يحيى أَرِنِي مَا حَدثَك فَنظر فِيهِ فخطأه فِي ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا فَعَاد أَحْمد إِلَى عبد الرَّزَّاق فَأرَاهُ مَوَاضِع الْخَطَأ فَأخْرج عبد الرَّزَّاق أُصُوله فَوَجَدَهَا كَمَا قَالَ يحيى فَفتح الْبَاب وَقَالَ ادخُلُوا وَأخذ مِفْتَاح بَيت وَسلمهُ إِلَى أَحْمد وَقَالَ هَذَا الْبَيْت مَا دَخلته يَد غَيْرِي مُنْذُ ثَمَانِينَ سنة أسلمه إِلَيْكُم بأمانة الله على أَنكُمْ لَا تَقولُونَ مَا لم أقل وَلَا تدْخلُوا عَليّ حَدِيثا من حَدِيث غَيْرِي ثمَّ أَوْمَأ إِلَى أَحْمد وَقَالَ أَنْت أَمِين الله على نَفسك وَعَلَيْهِم فأقاموا عِنْده حولا وَقَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ عبد الرَّزَّاق ابْن همام من لم يكْتب عَنهُ من كتاب فَفِيهِ نظر وَمن كتب عَنهُ بآخرة حدث عَنهُ بِأَحَادِيث مَنَاكِير 3 - (عبد الرَّزَّاق العامري) عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن الْخضر بن أَحْمد بن صَالح

العامري بديع الدّين أَبُو الْقَاسِم من قَرْيَة كفر عَامر من بِلَاد الزبداني نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ الطَّوِيل (أراق دمي من مأربي رشف رِيقه ... بإطراقه إِذْ مر بِي فِي طَرِيقه) (وأغض وَمن جمر الغضا قد حَشا الحشا ... وَولى فَأولى الْقلب فرط خفوقه) (إِذا انهل دمعي زَاد قلبِي تحرقا ... فَمن لفتى بالدمع بَدْء حريقه) (جرى الدمع درا فِي مبادي جَفا عَمه ... فَعَاد عقيقاً فِي تمادي عقوقه) (غزال من الأتراك لم يتْرك لمن ... يديم بِهِ قلباً لرعي حُقُوقه) (أصَاب دموعي إِذْ أصَاب حشاشتي ... بِسَهْم مناي مِنْهُ تَقْبِيل فَوْقه) (فيا بِأبي من راشق قلب عاشق ... بِسَهْم يرد السهْم قلب رشيقه) (محياه بدر والعذاران هَالة ... وقامته كالغصن عِنْد بسوقه) (ومبسمه حَصْبَاء در بمورد ... من الأرى غشاه غشاء عقيقه) (سباني سبا إبريقه الْهم إِذْ سقى ... وَكم قد سبا عَقْلِي سباء بريقه) (حباني بكأس من رحيق كخده ... بخيل بِمَا فِي ثغره من رحيقه) (وَكم لَيْلَة خجلت بدر الدجا بِهِ ... ونادمت فِيهَا النَّجْم حَتَّى خفوقه) (على غرَّة الواشي تقضت حميدة ... وغرة وضاح الجبين طليقه) (برشف لماه واغتنام حَدِيثه ... وتقبيل خديه وَضم رشيقه) (وَللَّه ليل مر لي بوصاله ... قصير كمر الْبَرْق حَال بريقه) (تولى فَلَمَّا لألأ الصُّبْح مشرقاً ... ظَنَنْت عماد الدّين ضوء شروقه) قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ فِي بهاء الدّين عَليّ بن الساعاتي الوافر (بهاء الدّين يَا سامي الْبَهَاء ... وَيَا بدر تألق فِي السَّمَاء) (أتزعم أنني قد قلت هجواً ... وعرضك لَا يدنس بالهجاء) (وهبني قلت هَذَا الصُّبْح ليلٌ ... أيعمى الْعَالمُونَ عَن الضياء) قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ فِيهِ عِنْد أَخذ الْألف دِينَار لَهُ من حب المَاء فِي منزله الْبَسِيط (يَا من أصافيه ودي حِين أَلْقَاهُ ... وَمن إِذا غَابَ عني لست أنساه) (ضَاعَت لَك الْألف يَا بن الْألف فِي زمن ... كَمَا علمت بِأَن قد عز لقيَاهُ) (قد كَانَ مَالك مَاء الْحبّ أثله ... كَمَا علمت وَمَاء الْحبّ أفناه)

شمس الدين البهنسي

قلت شعر جيد 3 - (شمس الدّين البهنسي) عبد الرَّزَّاق بن حسام بن رزق الله بن حَاتِم شمس الدّين زُرَيْق البهنسي كَانَ مُقيما بقفط وَقيل من البلينا وَنَشَأ بقفط وَتَوَلَّى الحكم بهَا وَتَركه تزهداً وتصوف وَكَانَ صواماً قواماً قَالَ عبد الْغفار بن نوح أَقَامَ عِنْدِي أَرْبَعَة أشهر مَا رَأَيْته وضع جنبه إِلَى الأَرْض وَكَانَ يتورع وَله طاحون يَأْكُل مِنْهَا وَتُوفِّي بقفط مقتولاً سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره الْكَامِل (طُوبَى لسكان الْقُبُور فَإِنَّهُم ... حلوا بِسَاحَة أكْرم الكرماء) ) (فازوا بتعجيل الْقرى من رَبهم ... فِي خفض عَيْش دَائِم النعماء) (نالوا المنى فِي قربه وجواره ... وتخلصوا من منَّة اللؤماء) (مَا خص بِالْإِحْسَانِ من هُوَ محسن ... بل عَم أهل بَصِيرَة وعماء) (أَدْنَاهُم لطفاً وَأكْرم نزلهم ... فمحلهم بِالْقربِ فَوق سَمَاء) (لَا تخش يَا من حل ساحة ربه ... شَيْئا من البأساء وَالضَّرَّاء) (إِن الْكَرِيم لَهُ عُمُوم تفضل ... يغشى فَيشْمَل جملَة الضُّعَفَاء) 3 - (أَبُو غَانِم بن أبي حُصَيْن) عبد الرَّزَّاق بن عبد الله القَاضِي أَبُو غَانِم بن أبي حُصَيْن المعري تقدم ذكر أَخِيه القَاضِي أبي يعلى عبد الْبَاقِي بن أبي حُصَيْن فِي مَكَانَهُ وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه أبي سعد عبد الْغَالِب بن أبي حُصَيْن قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب أَنْشدني ابْن ابْنه أبي الْبَيَان أَبُو غَانِم سنة سبعين وَخمْس مائَة قَالَ أَنْشدني جدي أَبُو غَانِم لنَفسِهِ يصف الفقاع معمى الوافر (ومحبوس بِلَا جرم جناه ... لَهُ حبس بِبَاب من رصاص) (يضيق بَابه خوفًا عَلَيْهِ ... ويوثق بعد ذَلِك بالعفاص) (إِذا أطلقته خرج ارتقاصاً ... وَقبل فَاك من فرج الْخَلَاص) 3 - (ابْن أخي نظام الْملك) عبد الرَّزَّاق بن عبد الله بن عَليّ بن إِسْحَاق الْوَزير أَبُو المحاسن ابْن أخي الْوَزير نظام الْملك تفقه على إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَأفْتى وناظر ثمَّ وزر للسُّلْطَان سنجر وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة

شيخ الشيوخ

3 - (شيخ الشُّيُوخ) عبد الرَّزَّاق بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عَليّ بن عبيد الله شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين أَبُو الْفَضَائِل ابْن الإِمَام أبي أَحْمد بن سكينَة البغداذي ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة سمع من ابْن البطي وَغَيره وَهُوَ من بَيت رِوَايَة ومشيخة كتب عَنهُ الْكِبَار وَولي مشيخة رِبَاط جده أبي الْقَاسِم وروسل بِهِ إِلَى الْأَطْرَاف وَسمع من شهدة بنت الأبري وَغَيرهَا وجاور بِمَكَّة سِنِين مَعَ وَالِديهِ وَولي بعد وَفَاة وَالِده نظر البيمارستان العضدي مُدَّة) 3 - (الجيلي) عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي قَالَ أَبُو شامة كَانَ زاهداً عابداً ورعاً لم يكن فِي أَوْلَاد الشَّيْخ مثله سمع الحَدِيث الْكثير وَكَانَ مقتنعاً من الدُّنْيَا باليسير وَكَانَ صَالحا ثِقَة لم يدْخل فِي مَا دخل فِيهِ غَيره من إخْوَته ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وست مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الدقوقي) عبد الرَّزَّاق بن أبي الْغَنَائِم بن ياسين بن الْعَلَاء أَبُو مُحَمَّد مهذب الدّين الدقوقي الْعِرَاقِيّ الضَّرِير الْمُقْرِئ الشَّاعِر قدم دمشق شَابًّا وَسمع من عبد اللَّطِيف ابْن أبي سعد وَمن الْقَاسِم بن عَسَاكِر والدولعي الْخَطِيب وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَمن شعره 3 - (أَبُو مُحَمَّد الرَّسْعَنِي) عبد الرَّزَّاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الإِمَام الْحَافِظ الْمُفَسّر عز الدّين أَبُو مُحَمَّد الرَّسْعَنِي الْمُحدث الْحَنْبَلِيّ سمع تَارِيخ بغداذ كُله من الْكِنْدِيّ وصنف تَفْسِيرا يروي فِيهِ بأسانيده وَله كتاب مقتل الْحُسَيْن روى عَنهُ الدمياطي والأبرقوهي فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة

أبو محمد بن أبي الثياب الشاعر

3 - (أَبُو مُحَمَّد بن أبي الثِّيَاب الشَّاعِر) عبد الرَّزَّاق بن الْحسن بن أبي الثِّيَاب أَبُو مُحَمَّد الشَّاعِر سَافر إِلَى الْعرَاق ومدح الْمُلُوك والوزراء والأكابر واتصل بالوزير أبي الْفَتْح بن العميد وسافر بعد مَوته إِلَى خُرَاسَان وَدخل مَا وَرَاء النَّهر وصادف قبولاً من فضلائها وَكَانَ لَهُ يَد فِي الْمنطق والهندسة وَعِنْده فلسفة وفضله مَشْهُور وَمن شعره الْكَامِل (الْحر ينْهض بالخطوب عَزَائِمه ... ويطيع فِي نوب الزَّمَان صرائمه) (مَا جَاءَت الأحزان ضَرْبَة لَازم ... بل سنة السلوان جَاءَت لَازمه) (فادفع بكف الصَّبْر فِي صدر الأسى ... أوليس نَفسك فِي الأعزة سالمه) (وَإِذا جزعت لفقد خير كَرِيمَة ... كَانَت لشملك بَين أهلك ناظمه) (فاذكر رَسُول الله بعد خَدِيجَة ... وَاذْكُر عليا بعد أمك فَاطِمَة) وَمِنْه فِي شمعة المتقارب) (ومجدولةٍ مثل صدر الْقَنَاة ... تعرَّت وباطنها مكتس) (لَهَا مقلة هِيَ روح لَهَا ... وتاج على الرَّأْس كالبرنس) (وتنتح فِي وَقت تلقيحها ... ضِيَاء يجلي دجى الحندس) (إِذا غازلتها الصَّبا حرَّكت ... لِسَانا من الذَّهَب الأملس) (فَنحْن من النُّور فِي أسعدٍ ... وَتلك من النَّار فِي أنحس) (وَقد نَاب وَجهك عَن ضوئها ... وَعَن ذَا البنفسج والنرجس) 3 - (عبد الرَّزَّاق بن عَليّ النَّحْوِيّ) عبد الرَّزَّاق بن عَليّ النَّحْوِيّ أَبُو الْقَاسِم شَاعِر قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج قَادر يطْلب الطباق والتجنيس طلبا شَدِيدا بالتصريف وتبديل الْحُرُوف وَيسْتَعْمل القوافي العويصة وَيبعد المرامي تحلقاً على الْمعَانِي وَلَا يكَاد يهمل من التصنيع إِلَّا مَا أفلته وَالْغَالِب عَلَيْهِ علم الشَّرَائِع وَالْقُرْآن وَعِنْده من أصُول الجدل وَالنَّظَر فِي الْمذَاهب نصيب كتب إِلَيّ لما صنعت هَذَا الْكتاب صُحْبَة نبذ أنفذها إِلَيّ لأثبتها الْكَامِل (يَا مبرزاً إبريز خير سبيكة ... ومكللاً إكليل خير متوج) (ومطرزاً حلل البلاغة معجزاً ... كل الورى ببراعة الأنموذج)

ابن الفوطي

(فَكَأَنَّهُ للسمع لفظ أحبة ... وَكَأَنَّهُ للعين روض بنفسج) (وَكَأَنَّهُ للقلب سحر علاقَة ... فِي مهجة تخشى الصدود وترتجي) (خصصت أهل الغرب مِنْهُ بمشرق ... بأقر من شمس النَّهَار وأبهج) (رجحت بَين ذَوي الفصاحة مِنْهُم ... وفضلت بَين مُرَتّب ومسبج) (وكشفت عَن شعري لتلحقه بِهِ ... فاستر على خل لسترك محوج) وَمن شعره الطَّوِيل (أقمري أيك الْجزع هَل أَنْت جازع ... وَهل لَك إلْف نازح عَنْك نَازع) (وَفِي لحنك المسجوع فِي رونق الضُّحَى ... دَلِيل أسى لَو أَن جفنك دامع) (أثار كمين الشوق أَنَّك صادح ... وَإِن كَانَ لَا يدْرِي مرادك سامع) (كَأَن نسيماً للشمال وللصبا ... نسيب الصِّبَا طيبا إِذا الشمل جَامع) (وَإِذ لَيْسَ سر للمسرة ذائع ... وَلَيْسَ ذمام بالمذمة ضائع) ) قلت شعر جيد 3 - (ابْن الفوطي) عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصَّابُونِي الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث المؤرخ الْعَلامَة الإخباري النسابة الفيلسوف الأديب كَمَال الدّين الشَّيْبَانِيّ البغداذي ابْن الفوطي صَاحب التصانيف ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أفردت لَهُ تَرْجَمَة فِي جُزْء ذكر أَنه من ولد معن بن زَائِدَة الْأَمِير أسر فِي كائنة بغداذ ثمَّ صَار للنصير الطوسي سنة سِتِّينَ فاشتغل عَلَيْهِ بعلوم الْأَوَائِل وبالآداب وبالنظم والنثر وَمهر فِي التَّارِيخ وَله يَد بَيْضَاء فِي ترصيع التراجم وذهن سيال وقلم سريع وَخط بديع إِلَى الْغَايَة قيل إِنَّه يكْتب من ذَلِك الْخط الْفَائِق الرَّائِق أَربع كراريس وَيكْتب وَهُوَ نَائِم على ظَهره وَله بصر بالْمَنْطق وفنون الْحِكْمَة بَاشر كتب خزانَة الرصد أَزِيد من عشرَة أَعْوَام بمراغة ولهج بالتاريخ واطلع على كتب نفيسة ثمَّ تحول إِلَى بغداذ وَصَارَ خَازِن كتب المستنصرية فأكب على التصنيف وسود تَارِيخا كَبِيرا جدا وَآخر دونه سَمَّاهُ مجمع الْآدَاب فِي مُعْجم الْأَسْمَاء على مُعْجم الألقاب فِي خمسين مجلداً عشرُون كراساً

عبد الرشيد

وَألف كتاب دُرَر الأصادف فِي غرر الْأَوْصَاف مُرَتّب على وضع الْوُجُود من المبدإ إِلَى الْمعَاد يكون عشْرين مجلداً وَكتاب تلقيح الأفهام فِي الْمُخْتَلف والمؤتلف مجدولاً والتاريخ على الْحَوَادِث من آدم إِلَى خراب بغداذ والدرر الناصعة فِي شعراء الْمِائَة السَّابِعَة قَالَ ومشائخي الَّذين أروي عَنْهُم ينيفون على الْخمس مائَة شيخ مِنْهُم الصاحب محيي الدّين بن الْجَوْزِيّ والأمير مبارك بن المستعصم بِاللَّه حَدثنَا عَن أَبِيه بمراغة وَخلف وَلدين وَله شعر كثير بالعربي والعجمي وَكتب الشَّيْخ شمس الدّين مروياته (عبد الرشيد) 3 - (صَاحب غزنة) عبد الرشيد بن مَحْمُود بن سبكتكين صَاحب غزنة تملك بعد موت ابْن أَخِيه نَحْو ثَلَاثَة أَعْوَام وَكَانَ مقدم جَيْشه طغرل أحد الْأَبْطَال فتح فتوحاً وَحدث نَفسه بِالْملكِ فَأحْسن بِهِ عبد الرشيد فالتجأ إِلَى القلعة وتحصن فَعمل عَلَيْهِ نواب القلعة وأسلموه إِلَى طغرل فَقتله وتملك ثمَّ قَتله بعض الْأُمَرَاء وَلم يمهله الله وَكَانَت قتلة عبد الرشيد فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَتَوَلَّى عبد الرشيد الْملك فِي سَابِع عشْرين شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَقد تقدم ذكر طغرل فِي مَكَانَهُ فِي حرف الطَّاء فليكشف من هذاك أوضح من هَذَا (عبد السَّاتِر) 3 - (عبد السَّاتِر بن عبد الحميد الْحَنْبَلِيّ) عبد السَّاتِر بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن ماضي بن وحيش الشَّيْخ الْفَقِيه الصَّالح تَقِيّ الدّين ابْن الْفَقِيه أبي مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الصَّالِحِي توفّي بِالْجَبَلِ سنة تسع وَسبعين وست مائَة وَقد نَيف على السّبْعين قَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وتفقه على التقي ابْن الْعِزّ وَمهر فِي الْمَذْهَب وَسمع من الشَّيْخ الْمُوفق ومُوسَى بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر والقزويني وَابْن رَاجِح وَقل من سمع مِنْهُ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهِ زاعرة ومنابذة للمتكلمين وَله مُصَنف فِي الصِّفَات وَكَانَ حنبلياً خشناً متحرقاً على الأشاعرة قَالَ لَهُ بعض الْمُتَكَلِّمين أَنْت تَقول أَن الله اسْتَوَى على الْعَرْش فَقَالَ لَا مَا قلته وَلَكِن الله قَالَه وَالرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام بلغه وَأَنا صدقت وَأَنت كذبت (عبد السَّلَام) 3 - (عز الدّين النابلسي) عبد السَّلَام بن أَحْمد بن غَانِم بن عَليّ عز الدّين الْوَاعِظ

النابلسي قدم دمشق وَوعظ بهَا وأعجب النَّاس كَلَامه وَله نظم وَكَلَام حسن كَانَ جده من سَادَات الشُّيُوخ وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة وَله كتاب تفليس إِبْلِيس وَكتاب الأطيار والأزهار وَحل الرموز فِي فتح الْكُنُوز والفتوح الغيبية فِي الْأَسْرَار القلبية وَمن شعره يمدح سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَسِيط (يَا بسمة الرّيح بثي أطيب الْخَبَر ... وعللينا بريا نشْرك الْعطر) (وحدثي عَن رَبًّا وَادي العقيق وَعَن ... أهل الْفَرِيق فكم فِي ذَاك من غرر) (فإنني بعد إيناسي بقربهم ... قد صرت أقنع بعد الْعين بالأثر) (وَإِن أتيت ثنيات الْوَدَاع قفي ... واقري التَّحِيَّة عني سيد الْبشر) (وبلغي أَن عيشي دون رُؤْيَته ... لَا يستلذ وَلَا يصفو من الكدر) (أنوي نهوضاً وأيدي الدَّهْر تقعدني ... من ذَا يُطيق عناداً سطوة الْقدر) (لَو أَسْتَطِيع انقياداً جِئْت مُعْتَمدًا ... على جفوني على رَأْسِي على بَصرِي) (وَلَو بِقدر اشتياقي كنت مغتدياً ... لَكُنْت أسحب أجفاني على الإبر) (وَلَو جعلت على خد مَسِيرهمْ ... أَعنِي الْمطِي لَكَانَ الْفَخر فِي سَفَرِي) (طُوبَى لأنيق ركب حثها سحرًا ... حادي الرحيل يفد البيد بِالسَّفرِ) (تمد أعناقها وَالسير يقلقها ... شوقاً إِلَى طلعة الْمُخْتَار من مُضر) ونقلت من خطه موشحة من نظمه وَهِي المتقارب (تجلى حَبِيبِي ونادانيه ... وأغصان وَصلي بِهِ دانية) تجلى علينا وكاس الْعقار تدار وَقد طَابَ خلع العذار فَقَالَ وَقد جلّ ثوب الْوَقار (ردوا وَاشْرَبُوا الصّرْف من كأسيه ... فأنوار صفوتها كاسيه) (مدام من الدّرّ ... قد عتقت) ) (وَفِي حانة الذّكر ... قد روقت) (بهَا ظلمَة الْكَوْن ... قد أشرقت) (بَدَت فِي الدجا فاهتدى ساريه ... بهَا عمر صَاح يَا ساريه) تجلت لآدَم يَوْم اسجدوا فشاهد مَا لم يكن يشْهدُوا

ابن اللمغاني

أردوا نهوضاً فَقيل اقعدوا (فَمَا يعرف الْعِزّ أَو صافيه ... على كدر الكأس أَو صافيه) بهَا نوح من قبل أوصى بهَا وصابر لوعة صابها فَقُمْ نجتني الشهد من أوصابها (عَسى أَن أفوز بأغراضيه ... مَعَ الْحبّ فِي عيشة راضيه) إِلَى حانها كَانَ سعي الْخَلِيل ولاح لمُوسَى عَلَيْهَا دَلِيل فَقَالَ قفوا وامكثوا لي قَلِيل (فقد لَاحَ لي لمْعَة باهية ... وَلم أدر من نشوتي ماهيه) فَلَمَّا اجتلاها نَبِي الْهدى وَشَاهد خمارها إِذْ بدا وَقَالَ وَقد قَالَ عَنهُ الردى (وقف عِنْد ساحة أبوابيه ... ودع مَا حييت لاحبابيه) سَأَلتك يَا ساقي القرقف تعطف على عَبدك المسرف على غير بابك لم يُوقف (شهِدت حَبِيبِي وَأوحى ليه ... دَعونِي فَمَا حالكم حاليه) فناداه خمارها يَا كليم أَنا الله فاسمع خطاب الْكَرِيم) وَلَا تقربُوا ثمَّ مَال الْيَتِيم (وَلَا تخزني عِنْد أعماليه ... فهن وحقك أعمى ليه) قلت شعر متوسط 3 - (ابْن اللمغاني) عبد السَّلَام بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام بن الْحسن بن اللمغاني أَبُو مُحَمَّد البغداذي كَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب يدرس بمدرسة زيرك بسوق

الملائي

العبيد وناب فِي الحكم عَن قَاضِي الْقُضَاة أبي طَالب بن البُخَارِيّ فِي ولَايَته الأولى ثمَّ عَن قَاضِي الْقُضَاة عَليّ بن عبد الله بن سلمَان وَكَانَ فَاضلا متديناً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً وَتُوفِّي سنة خمس وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْملَائي) عبد السَّلَام بن حَرْب الْملَائي كُوفِي أَصله من الْبَصْرَة كَانَ شَرِيكا لأبي نعيم فِي بيع الْملَائي توفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة 3 - (ابْن الطوير القيسراني) عبد السَّلَام بن الْحسن بن عبد السَّلَام بن أَحْمد القَاضِي المرتضى أَبُو مُحَمَّد الفِهري القيسراني ثمَّ الْمصْرِيّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن الطوير خدم فِي دولة خلفاء مصر ثمَّ خدم فِي الدولة الصلاحية وَله شعر وَكِتَابَة حَسَنَة توفّي سنة سبع عشرَة وست مائَة عَن اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين سنة وَسَبْعَة وَعشْرين يَوْمًا عَن ذهن حَاضر وَكِتَابَة جَيِّدَة وَهُوَ الْقَائِل الرجز المجزوء (بِاللَّه رَبِّي ثقتي ... دخلت عشر المئة) (تسعون عَاما كملت ... فِي النّصْف من ذِي الْحجَّة) (ممتعاً بناظري ... ومسمعي وقوتي) (وإنني أطمع أَن ... تغْفر لي خطيئتي) 3 - (أَبُو الْخطاب الحريري) عبد السَّلَام بن الْحسن بن عَليّ بن عون أَبُو الْخطاب الحريري توفّي سنة سبع وست مائَة وَكَانَ معتزلياً على مَذْهَب البغداذيين وَمن شعره الْبَسِيط (ليل المحبين مطوي جوانبه ... مشمر الذيل مَنْسُوب إِلَى الْقصر) ) (إِذا الحبيبان باتا تَحت جَانِبه ... غَابَتْ أَوَائِله فِي آخر السحر) (مَا ذَاك إِلَّا لِأَن الصَّباح نم بِنَا ... فَأطلع الشَّمْس من غيظ على الْقَمَر)

الواجكا اللغوي

وَمِنْه الوافر (أما ومقلدات مني يَمِينا ... وَمن جمع الحجيج بِأَرْض جمع) (لقد مازجت حبك فِي فُؤَادِي ... كَمَا مازجت بَين دمي ودمعي) (وأنزلك الْهوى مني مَكَانا ... أعز عَليّ من بَصرِي وسمعي) وَمِنْه الطَّوِيل (وبتنا أعف البائتين منتشاً ... على أَن عين الريب أفعالنا تبدي) (صريعي هوى مِنْهُ فَم فَوْقه فَم ... وجيد على جيد وخد على خد) (وَقد لفنا حَبل العناق كَأَنَّمَا ... خلقنَا كِلَانَا للمحبة فِي جلد) وَمِنْهَا (وَمَا عمرت شم الرواسِي لعظمها ... وَلكنهَا لم تدر مَا ألم الوجد) (وَلَو مَسهَا بعض الَّذِي مس مهجتي ... سَمِعت أَنِين الْحبّ من حجر صلد) 3 - (الواجكا اللّغَوِيّ) عبد السَّلَام بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَصْرِيّ أَبُو أَحْمد بن القرميسيني ويلقب بالواجكا اللّغَوِيّ صَاحب الْخط الْمليح والضبط الفصيح توفّي فِي الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة ورد بغداذ وَحدث بهَا وَكَانَ صَدُوقًا عَالما أديباً قَارِئًا عَارِفًا بالقراءات وَكَانَ يتَوَلَّى النّظر بدار الْكتب الَّتِي أنشأنها الْوَزير سَابُور وَكَانَ سَمحا سخياً وَرُبمَا جَاءَهُ السَّائِل وَمَا مَعَه شَيْء فَيدْفَع إِلَيْهِ بعض كتبه الَّتِي لَهَا قيمَة كَثِيرَة وَقَرَأَ على أبي عَليّ الْفَارِسِي وَأبي سعيد السيرافي وَمن شعره مجزوء الْكَامِل (قمر يتيه على الْقَمَر ... أهْدى لعَيْنِي السهر) (وَلَقَد سعدت بِقُرْبِهِ ... لَو كَانَ ساعدني الْقدر) (لَكِن شقيت ببعده ... لم أقض فِي الْقرب الوطر) (وَلَقَد سقاني هجره ... كأساً أمرَّ من الصَّبْر) (وَإِذا ذكرت حَدِيثه ... ظلت دموعي تبتدر) ) 3 - (أَبُو طَالب المأموني) عبد السَّلَام بن الْحُسَيْن أَبُو طَالب المأموني من أَوْلَاد الْمَأْمُون توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة ورد الرّيّ وامتدح الصاحب بن عباد بقصائد فأعجبه نظمه وَتقدم عِنْده فدبت عقارب الْحَسَد لَهُ ورماه ندماء الصاحب بالدعوة فِي بني

عَبَّاس وبالغلو فِي النصب واعتقاد تَكْفِير الشِّيعَة والمعتزلة وبهجاء الصاحب ويحلفون على انتحال مَا يظْهر من الشّعْر حَتَّى تَكَامل لَهُم إِسْقَاط مَنْزِلَته حَتَّى قَالَ قصيدته الغراء وَطلب الْإِذْن للرحيل وأولها الْبَسِيط (يَا ربع لَو كنت دمعاً فِيك منسكباً ... قضيت نحبي وَلم أقض الَّذِي وجبا) (لَا تنكرن ربعك الْبَالِي بجسدي ... فقد شربت بكأس الْحبّ مَا شربا) (وَلَو أفضت دموعي حسب واجبها ... أفضت من كل عُضْو مدمعاً سربا) (عهدي بربعك للذات مرتبعاً ... فقد غَدا للغوادي السحب منتحبا) (فيا سقاك أَخُو جفني السَّحَاب حَيا ... يحبو رَبًّا الأَرْض من نور الرياض حبا) (ذُو بارق كسيوف الصاحب انتضيت ... ووابل كعطاياه إِذا وهبا) مِنْهَا (وعصبة بَات فِيهَا الغيظ متقداً ... إِذْ شدت لي فَوق أَعْنَاق العدى رتبا) فَكنت يُوسُف والأسباط هم وَأَبُو الأسباط أَنْت ودعواهم دَمًا كذبا (وَمن يرد ضِيَاء الشَّمْس إِن شَرقَتْ ... وَمن يسد طَرِيق الْغَيْث إِن سكبا) (قد ينبح الْكَلْب مَا لم يلق لَيْث شرى ... حَتَّى إِذا مَا رأى ليثاً مضى هربا) (أرى مآربكم فِي نظم قافية ... وَمَا أرى لي فِي غير العلى أربا) (عدوا عَن الشّعْر إِن الشّعْر منقصة ... لذِي الْعَلَاء وهاتوا الْمجد والحسبا) (فالشعر أقصر من أَن يستطال بِهِ ... أَكَانَ مبتدعاً أم كَانَ مقتضبا) وَمِنْهَا أَسِير عَنْك ولي فِي كل جارحة فَم بشكرك يحوي منطقاً ذربا (إِنِّي لأهوى مقَامي فِي ذراك كَمَا ... تهوى يَمِينك فِي العافين أَن تهبا) (لَكِن لساني يهوى السِّرّ عَنْك لِأَن ... يطبق الأَرْض مدحاً فِيك منتخبا) (أظنني بَين أَهلِي والأنام هم ... إِذا ترحلت عَن مغناك مغتربا) ) وَكَانَ يمني نَفسه أَن يقْصد بغداذ ويدخلها فِي جَيش يضم إِلَيْهِ من خُرَاسَان ويسمو بهمته إِلَى الْخلَافَة فاعتل بالاستسقاء وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَمن شعره الطَّوِيل (فلست وَإِن حكت القريض بشاعر ... فَأعْطِي على مَا قلته القل والكثرا) (وَلَكِن بَحر الْعلم بَين أضالعي ... طمى فَرمى من دره النّظم والنثرا) (وَلَو كَانَ لي مَال بذلت رقابه ... لمن يعتفيكم أَو يذيع لكم شكرا)

ديك الجن

(قد قنعت وَالْحَمْد لله همتي ... وفزت وَمَا أبغي بمدحكم أجرا) (وَمَا طلبي إِلَّا السرير وَإِنَّمَا ... سريت إِلَيْكُم أَبْتَغِي بكم النصرا) وَمِنْه الْخَفِيف مَا ترى النَّار كَيفَ أسقمها القر فأضحت تخبو وحيناً تسعر (وَغدا الْجَمْر والرماد عَلَيْهِ ... فِي قميصين مَذْهَب ومعنبر) وَمِنْه الوافر (وحمام لَهُ حر الْجَحِيم ... وَلَكِن شابه برد النسيم) (قذفت بِهِ ثَوابًا فِي عِقَاب ... وزرت بِهِ نعيماً فِي جحيم) 3 - (ديك الْجِنّ) عبد السَّلَام بن رغبان بالراء والغين الْمُعْجَمَة وَبعد الْبَاء الْمُوَحدَة ألف وَنون ابْن عبد السَّلَام أَبُو مُحَمَّد الْكَلْبِيّ الشَّاعِر الْحِمصِي الْمَعْرُوف بديك الْجِنّ كَانَ من شعراء بني الْعَبَّاس وَأَصله من سلمية وَكَانَ شِيعِيًّا ظريفاً مَاجِنًا لَهُ مراث فِي الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ أَخذ عَنهُ أَبُو تَمام الطَّائِي وَاجْتمعَ بِأبي نواس لما توجه إِلَى مصر وَقَالَ سعيد بن زيد الْحِمصِي دخلت على ديك الْجِنّ لأكتب شعره وَقد صبغ لحيته بالزنجار وَعَلِيهِ ثِيَاب خضر وَكَانَ جيد الْغناء بالطنبور وَقيل أَنه كَانَ أشقر أَزْرَق الْعين ويصبغ حاجبيه بالزنجار وذقنه بِالْحِنَّاءِ وَلذَلِك قيل لَهُ ديك الْجِنّ وَمن شعره الطَّوِيل (بهَا غير معذول فداو خمارها ... وميل بحبالات الغبوق ابتكارها) (ونل من عَظِيم الْوزر كل عَظِيمَة ... إِذا ذكرت خَافَ الحفيظان نارها) (وقم أَنْت فاحثث كأسها غير صاغر ... وَلَا تسق إِلَّا خمرها وعقارها) ) (فَقَامَ يكَاد الكأس يحرق كَفه ... من الشَّمْس أَو من وجنتيه استعارها) (ظللنا بِأَيْدِينَا نتعتع روحها ... فتأخذ من أقداحنا الراح ثارها) (موردة من كف ظَبْي كَأَنَّمَا ... تنَاولهَا من خَدّه فأدارها)

سحنون المالكي

وَلما اجتاز أَبُو نواس بحمص سمع بِهِ الديك فاختفى خوفًا مِنْهُ لِأَنَّهُ قَاصِر فقصده أَبُو نواس فِي دَاره فَاسْتَأْذن عَلَيْهِ فأنكرته الْجَارِيَة ففهم الْمَعْنى فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ قولي لَهُ اخْرُج فقد فتنت أهل الْعرَاق بِقَوْلِك (موردة من كف ظَبْي كَأَنَّمَا ... تنَاولهَا من خَدّه فأدارها) فَلَمَّا سمع ذَلِك خرج إِلَيْهِ وأضافه وَكَانَ الديك يهوى غُلَاما لَهُ وَجَارِيَة فاتهمها بِهِ وقتلهما وأحرقهما وَعمل من رمادهما برنيتين ثمَّ تبين لَهُ أَمرهمَا وَأَنه ظلمهما فَكَانَ يضع البرنيتين عَن يَمِينه ويساره ويملأهما شرابًا وَيقبل هَذِه تَارَة وَهَذِه تَارَة وَقَالَ فيهمَا الْأَشْعَار الْكَثِيرَة وَمِنْهَا فِي الْجَارِيَة الْكَامِل (يَا طلعة طلع الْحمام عَلَيْهَا ... وجنى لَهَا ثَمَر الردى بِيَدَيْهَا) (رويت من دَمهَا الثرى ولطالما ... روى الْهوى شفتي من شفتيها) (قد بَات سفي فِي مجَال وشاحها ... ومدامعي تجْرِي على خديها) (فوحق نعليها وَمَا وطئ الْحَصَى ... شَيْء أعز عَليّ من نعليها) (مَا كَانَ قتليها لِأَنِّي لم أكن ... أبْكِي إِذا سقط الذُّبَاب عَلَيْهَا) (لَكِن ضننت على الْعُيُون بحسنها ... وأنفت من نظر الحسود إِلَيْهَا) وَمِنْه فِي الْغُلَام الْكَامِل (أشفقت أَن يرد الزَّمَان بغدره ... أَو أَبْتَلِي بعد الْوِصَال بهجره) (قمر إِذا استخرجته من دجنه ... لبليتي ورفعته من خدره) (فَقتلته وَبِه عَليّ كَرَامَة ... ملْء الحشا وَله الْفُؤَاد بأسره) (عهدي بِهِ مَيتا كأحسن نَائِم ... والحزن يسفح دمعتي فِي نَحره) (لَو كَانَ يدْرِي الْمَيِّت مَاذَا بعده ... بالحي كَانَ لَهُ بَكَى فِي قَبره) (غصص تكَاد تغيظ مِنْهَا نَفسه ... ويكاد يخرج قلبه من صَدره) وَقَالَ فِي الْجَارِيَة الْبَسِيط) (جَاءَت تزور فِرَاشِي بَعْدَمَا قبرت ... فظلت ألثم نحراً زانه الْجيد) (وَقلت قُرَّة عَيْني قد بعثت لنا ... فَكيف ذَا وَطَرِيق الْقَبْر مسدود) (قَالَت هُنَاكَ عِظَامِي فِي مودعة ... تعيث فِيهَا بَنَات الأَرْض والدود) (وَهَذِه الرّوح قد جاءتك زائرة ... هذي زِيَارَة من فِي الْقَبْر ملحود) 3 - (سَحْنُون الْمَالِكِي) عبد السَّلَام بن سعيد أَبُو سعيد التنوخي الْحِمصِي ثمَّ

ابن برجان الحفيد

القيرواني الْمَالِكِي سَحْنُون قَاضِي القيروان ومصنف الْمُدَوَّنَة رَحل إِلَى مصر وَقَرَأَ على ابْن وهب وَابْن الْقَاسِم وَأَشْهَب وبرع فِي مذْهبه وعَلى قَوْله الْمعول بالمغرب وتفقه بِهِ خلق وَسمع بِمَكَّة من سُفْيَان بن عُيَيْنَة ووكيع والوليد بن مُسلم وَكَانَ مَوْصُوفا بالديانة والورع والسخاء وَالْكَرم عَن ابْن عجلَان الأندلسي قَالَ مَا بورك لأحد بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَصْحَابه مَا بورك لسَحْنُون فَإِنَّهُم كَانُوا فِي كل بلد أَئِمَّة وَسَحْنُون بِالضَّمِّ وَالْفَتْح طَائِر بالمغرب سموهُ بذلك لحدة ذهنه وَفِي الْمُدَوَّنَة أسئلة ومسائل لَا ينْهض بهَا دَلِيل وَإِنَّمَا هِيَ رَأْي مَحْض وَكَانَ علم عَلَيْهَا ليسقطها فَأَدْرَكته الْمنية فِي سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ وكبار أَئِمَّة مَذْهَب مَالك يعْرفُونَ تِلْكَ الْمسَائِل عبد السَّلَام العبسمي عبد السَّلَام بن صَالح بن سُلَيْمَان الْقرشِي العبسمي مَوْلَاهُم النَّيْسَابُورِي نَاظر بشرا المريسي غير مرّة بَين يَدي الْمَأْمُون وَكَانَ الظفر لَهُ وَكَانَ خَاصّا عِنْد الْمَأْمُون قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ رَافِضِيًّا خبيثاً قيل إِنَّه قَالَ كلب للعلوية خير من جَمِيع بني أُميَّة وَأمر أَبُو زرْعَة أَن يضْرب على حَدِيثه وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ الموزوري عبد السَّلَام بن السَّمْح بن نائل بن عبد الله بن سَحْنُون بن حَرْب بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز الهواري الموزوري بواو بعْدهَا زَاي وواو وَرَاء نِسْبَة إِلَى موزورة كورة بالأندلس أَبُو سُلَيْمَان رَحل إِلَى الشرق وَتردد هُنَالك مُدَّة طَوِيلَة وَسكن الْيمن وَسمع بِمَكَّة ابْن الْأَعرَابِي وبمصر أَبَا جَعْفَر النّحاس وَأَبا عَليّ الْآمِدِيّ اللّغَوِيّ وَغَيرهم وَسمع بجدة من الْحُسَيْن ابْن حميد النجيرمي نَوَادِر عَليّ بن عبد الْعَزِيز وموطأ القعْنبِي وَغير ذَلِك وَقدم الأندلس وَكَانَ) حسن الْخط بديعه وَكَانَ زاهداً صَالحا وَسكن الزهراء بقرطبة إِلَى أَن مَاتَ بهَا قَالَ ابْن الفرضي ترددت إِلَيْهِ زَمَانا وَسمعت مِنْهُ نَوَادِر عَليّ ابْن عبد الْعَزِيز وَلم تكن عِنْد أحد من شُيُوخنَا سواهُ وقرأت عَلَيْهِ كتاب الأبيات لسيبويه بشرح النّحاس وَكتاب الْكَافِي فِي النَّحْو لَهُ وَغير ذَلِك وَتُوفِّي فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 3 - (ابْن برجان الْحَفِيد) عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ الْعَارِف أبي الحكم

ابن برجان الجد

عبد السَّلَام ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي الرِّجَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن اللَّخْمِيّ الإفْرِيقِي الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن برجان وَهُوَ مخفف من ابْن أبي الرِّجَال أَخذ اللُّغَة والعربية عَن أبي إِسْحَاق بن ملكون ولازمه كثيرا وَكَانَ من أحفظ أهل زَمَانه للغة مُسلما ذَلِك صَدُوقًا ثِقَة وَله رد على أبي الْحسن ابْن سيدة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَهُوَ حفيد الْمَذْكُور فِيمَا بعد 3 - (ابْن برجان الْجد) عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الرِّجَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الحكم اللَّخْمِيّ الإفْرِيقِي الإشبيلي الصُّوفِي الْعَارِف الْمَعْرُوف بِابْن برجان سمع وَحدث وَله تواليف مفيدة مِنْهَا تَفْسِير الْقُرْآن لم يكمله وَكتاب شرح أَسمَاء الله الْحسنى وَقد رَوَاهُمَا عَنهُ أَبُو الْقَاسِم القبطري وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (مجد الدّين ابْن تَيْمِية) عبد السَّلَام بن عبد الله بن أبي الْقَاسِم الْخضر بن مُحَمَّد بن عَليّ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام مجد الدّين أَبُو البركات ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي جد تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية ولد فِي حُدُود التسعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة وتفقه فِي صغره على عَمه الْخَطِيب فَخر الدّين ورحل إِلَى بغداذ وَهُوَ ابْن بضع عشرَة سنة فِي صحابة ابْن عَمه السَّيْف وَسمع بهَا وبحران وروى عَنهُ الدمياطي وشهاب الدّين عبد الْحَلِيم وَجَمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا حجَّة بارعاً فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَله يَد طولى فِي التَّفْسِير وَمَعْرِفَة تَامَّة بالأصول واطلاع على مَذَاهِب النَّاس وَله ذكاء مفرط وَلم يكن فِي زَمَانه مثله وَله المصنفات النافعة كالأحكام وَشرح الْهِدَايَة وبيض مِنْهُ ربعه الأول وصنف أرجوزة فِي الْقرَاءَات وكتاباً فِي أصُول الْفِقْه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وحَدثني الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية قَالَ كَانَ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن) مَالك يَقُول أَلين للشَّيْخ مجد الدّين الْفِقْه كَمَا أَلين لداود الْحَدِيد وَشَيْخه فِي الْفَرَائِض والعربية أَبُو الْبَقَاء وَشَيْخه فِي الْقرَاءَات عبد الْوَاحِد وَشَيْخه فِي الْفِقْه أَبُو بكر بن

عبد السلام الجيلي

غنيمَة صَاحب ابْن الْمَنِيّ توفّي يَوْم عيد الْفطر بحران وَحكى الْبُرْهَان المراغي أَنه اجْتمع بِهِ فأورد نُكْتَة عَلَيْهِ فَقَالَ مجد الدّين الْجَواب عَنْهَا من مائَة وَجه الأول كَذَا وَالثَّانِي كَذَا وسردها إِلَى آخرهَا ثمَّ قَالَ للبرهان قد رَضِينَا مِنْك الْإِعَادَة فخضع لَهُ وانبهر 3 - (عبد السَّلَام الجيلي) عبد السَّلَام بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْقَادِر بن أبي صَالح الجيلي أَبُو مَنْصُور الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ البغداذي قَرَأَ الْفِقْه على أَبِيه ودرس بمدرسة جده بعد وَفَاة أَبِيه ثمَّ بِالْمَدْرَسَةِ الشاطبية فِي أَسْفَل الْبَلَد وَولي النّظر بالتربة الجهتية والرباط الناصري مُدَّة ثمَّ إِنَّه ظهر لَهُ على أَشْيَاء كتبهَا بِخَطِّهِ من العزائم وتبخير الْكَوَاكِب ومخاطبتها بالإلهية وَأَنَّهَا الْمُدبرَة لِلْخلقِ فأحضر بدار الْخلَافَة وأوقف على ذَلِك فاعترف أَنه إِنَّمَا كتبه مُتَعَجِّبا مِنْهُ لَا مُعْتَقدًا لَهُ فأخرجت تِلْكَ الْكتب وَغَيرهَا وأحرقت بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة وَكَانَ قد رتب بعد تِلْكَ الْوَاقِعَة عميداً ببغداذ مُسْتَوْفيا للمكوس والضرائب فشرع فِيهِ ظلم النَّاس واهتضامهم وارتكاب مَا نهى الله عَنهُ من سفك الدِّمَاء وَضرب الأبشار وَأخذ الْأَمْوَال بِغَيْر حق وَلم يزل حَتَّى عزل واعتقل بالمخزن ثمَّ أطلق وَمكث خاملاً ثمَّ عمل وَكيلا للأمير الصَّغِير أبي الْحسن عَليّ ابْن الإِمَام النَّاصِر وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق لطيفاً ظريفاً وَمن شعره فِي مليح لابس أَحْمَر الْبَسِيط (قَالُوا ملابسه حمر فَقلت لَهُم ... هذي الثِّيَاب ثِيَاب الصَّيْد والقنص) (يَرْمِي بِسَهْم لحاظ طالما أخذت ... أَسد الْقُلُوب فتلقيها لَدَى قفص) (فاللون فِي الثَّوْب إِمَّا من دم المهج ... أَو انعكاس شُعَاع الخد بالقمص) قلت شعر يشبه عقيدته فِي الْكَوَاكِب وَفِي إحراق كتب الرُّكْن عبد السَّلَام يَقُول الْمُهَذّب الرُّومِي سَاكن النظامية الْخَفِيف لي شعر أرق من دين ركن الدّين عبد السَّلَام لفظا وَمعنى (زحلي يشنا علينا ويهوى ... آل حَرْب حقداً عَلَيْهِ وضغنا) (منحته النُّجُوم إِذْ رام سَعْدا ... وسروراً نحساً وهما وحزنا)

ابن سيد الناس الزواوي

) (سَار إحراق كتبه سير شعري ... فِي جَمِيع الأقطار سهلاً وحزنا) أَيهَا الْجَاهِل الَّذِي جهل الْحق ضلالا وضيع الْعُمر غبنا رمت جهلا من الْكَوَاكِب بالتبخير عزا فنلت ذلاً وسجنا مَا زحيل وَمَا عُطَارِد والمريخ وَالْمُشْتَرِي ترى يَا معنى كل شَيْء يودي ويفني سوى الله إلهي فَإِنَّهُ لَيْسَ يفنى 3 - (ابْن سيد النَّاس الزواوي) عبد السَّلَام بن عَليّ بن عمر بن سيد النَّاس الشَّيْخ الْعَلامَة زين الدّين أَبُو مُحَمَّد الزواوي الْمُقْرِئ الْمَالِكِي شيخ الْقُرَّاء والماليكة بِالشَّام ولد بِظَاهِر بجاية بالمغرب سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة وَقدم مصر سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وأكمل الْقرَاءَات سنة سِتّ عشرَة على أبي الْقَاسِم بن عِيسَى بالإسكندرية وعرضها بِدِمَشْق على أبي الْحسن السخاوي سنة سبع عشرَة وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس وَكَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل ولي الإقراء بتربة أم الصَّالح وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة سنة أَربع وَسِتِّينَ على كره مِنْهُ وَكَانَ يخْدم نَفسه وَيحمل الْحَطب على يَده مَعَ جلالته وعزل نَفسه عَن الْقَضَاء يَوْم موت رَفِيقه القَاضِي شمس الدّين بن عَطاء وَاسْتمرّ على التدريس وَالْفَتْوَى والإقراء وَحضر جنَازَته نَائِب الشَّام حسام الدّين لاجين 3 - (أَبُو مُحَمَّد الإبريسمي) عبد السَّلَام بن عَليّ بن نصر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان أَبُو مُحَمَّد الإبريسمي البغداذي ابْن بهارة كَانَت لَهُ معرفَة حَسَنَة بتعبير الرُّؤْيَا وحلقة بِجَامِع الْقصر يجْتَمع عَلَيْهِ فِيهَا النَّاس ويسألونه سمع من الْحَافِظ ابْن نَاصِر والمظفر بن أردشير الْعَبَّادِيّ الْوَاعِظ وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو الميسر الْبَصْرِيّ) عبد السَّلَام بن عمر بن صَالح الأديب البارع نجم الدّين أَبُو الميسر الْبَصْرِيّ توفّي سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم المزرفي) عبد السَّلَام بن الْفرج ابْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْقَاسِم المزرفي الْحَنْبَلِيّ صَاحب أبي عبد الله بن حَامِد) لَهُ تصانيف فِي الْمَذْهَب وَحدث عَن أبي الْحسن عَليّ بن الْقزْوِينِي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة

أبو القاسم الجيلي

3 - (أَبُو الْقَاسِم الجيلي) عبد السَّلَام بن الْفضل أَبُو لقاسم الجيلي الشَّافِعِي تفقه فِي النظامية على الكيا الهراسي وَولي قَضَاء الْبَصْرَة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَكَانَ وقوراً لَهُ هَيْبَة جرت أَحْكَامه على السداد وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو الْفرج الأرمنازي) عبد السَّلَام بن مُحَمَّد أَبُو الْفرج الصُّورِي الأرمنازي خطيب صور ومحدثها ومفيدها توفّي سنة تسع وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو يُوسُف الْقزْوِينِي) عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن بنْدَار أَبُو يُوسُف الْقزْوِينِي سمع أَبَاهُ أَبَا بكر وَعَمه أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم وَأَبا عمر عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهْدي الْفَارِسِي وَسمع بِالريِّ ودرس الْكَلَام على مَذْهَب الاعتزال وَسمع بحران وَسكن طرابلس وَدخل مصر وَأقَام بهَا وَحصل كتبا كَثِيرَة نفيسة وَعَاد إِلَى بغداذ وَكَانَ من أَعْيَان الْفُضَلَاء كثير الْمَحْفُوظ دَاعِيَة إِلَى الاعتزال وَبلغ من السن مبلغا يكَاد يختفي فِي الْمجْلس الَّذِي يكون فِيهِ وَله لِسَان شَاب وَله تَفْسِير فِي الْقُرْآن نَحْو ثَلَاث مائَة مُجَلد سَبْعَة مِنْهَا فِي الْفَاتِحَة وَفِي قَوْله تَعَالَى وَاتبعُوا مَا تتلوا الشَّيَاطِين على ملك سُلَيْمَان مجلدة وَكَانَ يَقُول من قَرَأَ عَليّ هَذَا التَّفْسِير وهبته إِيَّاه فَلم يقْرَأ أحد عَلَيْهِ وَسَماهُ حدائق ذَات بهجة وبيعت كتبه فِي سنتَيْن وَكَانَت تزيد على أَرْبَعِينَ ألف مجلدة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وعاش سِتا وَتِسْعين سنة وَقَالَ لَهُ ابْن مَرْوَان عِنْد وُصُوله إِلَى آمد كَيفَ ترى سور آمد قَالَ يحفظك بِاللَّيْلِ وَيرد عَنْك السَّيْل وَلَا يرفع عَنْك دَعْوَة مظلوم فَقَالَ وَالله إِن هَذَا أحسن من الْغناء 3 - (أَبُو هَاشم الجبائي) عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب أَبُو هَاشم بن أبي

أبو محمد البصري الحنبلي

عَليّ الْبَصْرِيّ الجبائي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من قرى الْبَصْرَة وَهُوَ وَأَبوهُ من رُؤُوس الْمُعْتَزلَة وَكتب الْكَلَام مشحونة بمذاهبهما) قَالَ ابْن درسْتوَيْه اجْتمعت مَعَ أبي هَاشم فَألْقى عَليّ ثَمَانِينَ مسالة من غَرِيب النَّحْو مَا كنت أحفظ لَهَا جَوَابا وَكَانَ يُصَرح بِخلق الْقُرْآن وَتُوفِّي هُوَ وَابْن دُرَيْد فِي يَوْم وَاحِد سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة وَكَانَ أَولا لَا يعرف النَّحْو فَوقف على الْجَامِع الصَّغِير لَهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله الرامَهُرْمُزِي فَوجدَ فِيهِ ضروباً من اللّحن أزرى بهَا على أبي هَاشم فَبَعثه ذَلِك على طلب النَّحْو فَاخْتلف إِلَى المبرمان فلازمه وَاحْتمل سخف المبرمان إِلَى أَن حصل مَا أَرَادَ وَقد تقدم ذكر وَالِده فِي المحمدين 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ) عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مزروع بن أَحْمد الإِمَام الْمُحدث الْقدْوَة عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد المضري الْبَصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد بِالْبَصْرَةِ سنة خمس وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة ستٍ وَتِسْعين وست مائَة وَحدث عَن المؤتمن بن قميرة وَفضل الله الجيلي وجاور بِالْمَدِينَةِ أَكثر عمره وَحج أَرْبَعِينَ حجَّة مُتَوَالِيَة وَكَانَ من محَاسِن الشُّيُوخ وَله نظم وَسمع مِنْهُ البرزالي 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الْفَارِسِي) عبد السَّلَام بن مَحْمُود بن أَحْمد ظهير الدّين أَبُو الْمَعَالِي الْفَارِسِي الْفَقِيه الأصولي الْمُتَكَلّم من كبار الْمُتَكَلِّمين والخلافيين درس واشتغل وصنف الْكثير وَلم يشْتَهر مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيل وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

أبو القاسم المصري

3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ) عبد السَّلَام بن مُخْتَار أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ جيد الْخط يكْتب على طَريقَة ابْن مقلة مَوْصُوف بِالْفَضْلِ والذكاء إِلَّا أَنه كَانَ كذابا يَدعِي سَماع مَا لم يسمعهُ ويركب الْإِسْنَاد على كتب لم يروها وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو ظفر الْأَزْدِيّ) عبد السَّلَام بن مطهر بن حسام بن مصك أَبُو ظفر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن أبي عصرون) عبد السَّلَام بن المطهر ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي سعد عبد الله بن أبي السّري بن هبة الله بن المطهر بن عَليّ بن أبي عصرون الْفَقِيه شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي) سمع من جده وَمن جمَاعَة وَكَانَ فَقِيها جليل الْقدر وافر الدّيانَة ترسل من حلب إِلَى بغداذ وَإِلَى الْأَطْرَاف وَانْقطع فِي الآخر بمكانه فِي الْجَبَل عِنْد حمام النّحاس بِدِمَشْق وَكَانَ منهمكاً فِي التَّمَتُّع كَانَ لَهُ أَكثر من عشْرين سَرِيَّة حَتَّى فنيت أعضاؤه وتولدت عَلَيْهِ أمراض وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد التكريتي) عبد السَّلَام بن يحيى بن الْقَاسِم بن المفرج أَبُو مُحَمَّد التكريتي أَخُو عبد الرَّحْمَن وَهُوَ الْأَكْبَر تفقه على وَالِده وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ الْأَدَب وبرع فِيهِ وَله النّظم والنثر والخطب والمكاتبات والمصنفات الأدبية ولد سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره الْبَسِيط (مَتى يفِيق من الْأَسْوَاق سَكرَان ... ويرتوي من شراب الْوَصْل ظمآن) (وَيرجع الْعَيْش غضاً بَعْدَمَا يَبِسَتْ ... مِنْهُ بطول الجفا والصد أَغْصَان) (أفنى اصْطِبَارِي صدوح غَابَ وَاحِدهَا ... فكم لَهَا فِي فروع الأيك ألحان) (باتت تنوح على غُصْن تميل بِهِ ... ريح الصِّبَا فَكَأَن الْغُصْن نشوان) (حزينة الصَّوْت تشجو قلب سامعها ... قريحة قَلبهَا المفجوع حنان) (تبْكي بِغَيْر دموع والبكا خلق ... بالدمع لي وكذاك الوجد ألوان) (آهاً على عيشنا الْمَاضِي ولذته ... إِذْ غصنه باجتماع الشمل فينان)

الجماهري

وَمِنْه الطَّوِيل (أمني قلبِي سَاعَة بعد سَاعَة ... لقاكم وَلَوْلَا ذَاك كنت أطيش) (فَمَا الْعَيْش إِلَّا عَيْش من نَالَ وصلكم ... وهيهات من فارقتموه يعِيش) 3 - (الجماهري) عبد السَّلَام بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد التنوخي الدِّمَشْقِي أَبُو الْفتُوح ابْن أبي الْحجَّاج الْمَعْرُوف بالجماهري بغداذي المولد وَالدَّار أسمعهُ أَبوهُ فِي صباه من مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الْحسن بن خيرون وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن السلال الْوراق والحافظ ابْن نَاصِر وَغَيرهم وَقَرَأَ هُوَ بِنَفسِهِ الْكثير على أبي الْفَتْح بن البطي وَأبي مُحَمَّد بن التعاويذي وَغَيرهمَا وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ شَيخا برباط زاخي يعظ على المنابر وَكَانَ صَالحا متديناً وَله نظم ونثر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بسفح قاسيون كَانَ قدم دمشق يسترفد صَلَاح الدّين) فَأعْطَاهُ ذَهَبا وَمن شعره الطَّوِيل (أَظن الصِّبَا النجدي فِيهِ رِسَالَة ... أرى العيس قد حنت وَقد طرب الركب) (وَقد مَال غُصْن البان مصغ كَأَنَّهُ ... يسائلها بالوهم مَا فعل الشّعب) (فحطا عَن الأكوار رحلي وأنزلا ... إِلَى أَيْن ترحالي وَقد نزل الْقلب) وَمِنْه الطَّوِيل (على سَاكِني بطن العقيق سَلام ... وَإِن أسهرونا بالفراق وناموا) (حظرتم علينا النّوم وَهُوَ مُحَلل ... وحللتم التعذيب وَهُوَ حرَام) (إِذا بنتم عَن حاجر وحجرتم ... على السّمع أَن يدنوا إِلَيْهِ سَلام) (فَلَا ميلت ريح الصِّبَا فرع بانه ... وَلَا سجعت فَوق الغصون حمام) (وَلَا قهقهت فِيهِ الرعود وَلَا بَكت ... على حافتيه بالْعَشي غمام) 3 - (موفق الدّين عبد السَّلَام) عبد السَّلَام موفق الدّين جمع إِلَى الصِّنَاعَة الطبية الْعُلُوم الْحكمِيَّة والأخلاق الحميدة والفضائل التَّامَّة أَصله من حماه وَأقَام بِدِمَشْق واشتغل على الشَّيْخ مهذب الدّين عبد الرَّحِيم بن عَليّ وعَلى غَيره وسافر إِلَى حلب وتزايد فِي الْعلم وخدم النَّاصِر وَأقَام عِنْده إِلَى أَن ملك النَّاصِر دمشق فَأتى صحبته وَلما قصد التتار دمشق

بنو عبد السلام

توجه إِلَى مصر وَأقَام بهَا ثمَّ أَنه خدم الْمَنْصُور صَاحب حماة ونال مِنْهُ إحساناً كثيرا وأموالاً جزيلة 3 - (بَنو عبد السَّلَام) مِنْهُم الشَّيْخ عز الدّين عبد الْعَزِيز وَولده محيي الدّين عبد اللَّطِيف وَأَخُوهُ شرف الدّين مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز (عبد السَّيِّد) 3 - (أَبُو الْقَاسِم بن عتاب) عبد السَّيِّد بن عتاب بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الله الْحطاب بِالْحَاء الْمُهْملَة أَبُو الْقَاسِم الضَّرِير الْمُقْرِئ كَانَ من الموصوفين بجودة الْقِرَاءَة وَمَعْرِفَة وُجُوه الْقرَاءَات قَرَأَ بالروايات عَلَى القَاضِي أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَالْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحَرْبِيّ وَمُحَمّد بن عمر بن مُوسَى بن زلال النهاوندي وَجَمَاعَة كثيرين وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن الصّباغ الشَّافِعِي) عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن جَعْفَر بن الصّباغ أَبُو نصر الْفَقِيه الشَّافِعِي البغداذي فَقِيه الْعرَاق صَاحب الشَّامِل والكامل وَتَذْكِرَة الْعَالم وَالطَّرِيق السَّالِم توفّي ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة والشامل من أصح كتب الشَّافِعِيَّة وأجودها فِي النَّقْل وَله كتاب الْعدة فِي أصُول الْفِقْه وَتَوَلَّى التدريس بالنظامية ببغداذ أول مَا فتحت ثمَّ عزل بالشيخ أبي إِسْحَاق وَكَانَت ولَايَته لَهَا عشْرين يَوْمًا وَلما توفّي أَبُو إِسْحَاق أُعِيد إِلَيْهَا أَبُو نصر وَقيل لما مَاتَ أَبُو إِسْحَاق تولى النظامية أَبُو سعد الْمُتَوَلِي ثمَّ صرف وأعيد ابْن الصّباغ قَالَ ابْن النجار وكف بَصَره فِي آخر عمره رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (أَبُو نصر حفيد ابْن الصّباغ) عبد السَّيِّد بن عَليّ بن عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد أَبُو نصر حفيد الشَّيْخ أبي نصر بن الصّباغ الْمَذْكُور قبل سمع فِي صباه من أبي الْقَاسِم

ابن الزيتوني

عَليّ بن أَحْمد بن بَيَان وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان وَأبي طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَغَيرهم وَحدث باليسير وَتُوفِّي بنصيبين سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره المتقارب (أَلا سقني الراح بالدسكرة ... بكف غزال شَدِيد الجره) (إِذا طَاف بالكاس بَين الْجُلُوس ... سكرت وهيهات أَن تسكره) ومعتدل الْقد حُلْو الشَّبَاب يفتن بالدل من أبصره (صبرت على طول هجرانه ... فَقَالَ العواذل مَا أصبره) ) (فَللَّه أيامنا والهوى ... جَدِيد وعودي مَا أنضره) (وأيامنا وليال لنا ... خلون بأعمالنا المنكره) (مضين وخلفن بِي لوعتي ... بتذكارها جَمْرَة مسعره) 3 - (ابْن الزيتوني) عبد السَّيِّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الطّيب بن مهْدي أَبُو جَعْفَر الْمُتَكَلّم الْمَعْرُوف بِابْن الزيتوني وَالِد أبي نصر كَانَ حنبلياً من أَصْحَاب أبي الْوَفَاء بن عقيل ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة وَقَرَأَ الْكَلَام على خلف بن أَحْمد الضَّرِير وبرع فِي ذَلِك وَكَانَ يذهب إِلَى الاعتزال وَله معرفَة بمذاهب الْمُتَكَلِّمين توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (ابْن الجكر الصَّواف) عبد السَّيِّد بن أبي الْفَضَائِل بن الصَّواف أَبُو الْقَاسِم الشَّيْبَانِيّ يعرف بِابْن الجكر من أهل وَاسِط هَكَذَا سَمَّاهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَذكر لنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعيد الْحَافِظ الوَاسِطِيّ أَن ذَلِك وهم وَإِنَّمَا هُوَ أَبُو السَّيِّد الْمُبَارك بن أبي الْفَضَائِل وَأَنه لَقِي جمَاعَة مِمَّن لقِيه وروى عَنهُ وَأَنَّهُمْ نسبوه كَذَلِك كَانَ حلاوياً فَترك ذَلِك واشتغل بالشعر والتطايب وَكَانَ خَفِيفا مطبوعاً وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَخمْس مائَة من شعره السَّرِيع (يَا أَيهَا الدّهن الَّذِي أَصله ... أظهره إِحْسَان مَاء إِلَيْهِ) (تعلو على المَاء وَجَهل بِمن ... يظْهر من شَيْء ويعلو عَلَيْهِ) وَمِنْه مجزوء الْخَفِيف (زارني بعد هجعة ... فَأرَانِي محاسنه) طيف سعدى وَمَا نأى معرضًا أَو محا سنه

عبد الصمد

وَمِنْه المتقارب (أما فِي الْبَريَّة من ينتبه ... يهني بك الْعِيد لَا أَنْت بِهِ) (وَإِن وَقعت شُبْهَة فِي الْهلَال ... فَأَنت على الْعين لَا تشتبه) (عبد الصَّمد) 3 - (ابْن أبي الْجَيْش) عبد الصَّمد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أبي الْجَيْش الإِمَام الْمُقْرِئ المجود الزَّاهِد الْقدْوَة مجد الدّين أَبُو أَحْمد الْحَنْبَلِيّ البغداذي سمع من مُحَمَّد بن أبي غَالب شيخ قديم وَعبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن النَّاقِد وَأحمد بن صرما وَالْفَتْح بن عبد السَّلَام وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وتفقه وَلم يمعن فِيهِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ المقصاتي ومولده سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة 3 - (ابْن حنيش النَّحْوِيّ) عبد الصَّمد بن أَحْمد بن حنيش بن الْقَاسِم بن عبد الْملك بن سُلَيْمَان بن حَفْص أَبُو الْقَاسِم الْخَولَانِيّ الْحِمصِي النَّحْوِيّ حُكيَ عَن المتنبي وَأبي بكر الصنوبري وَمن شعره الْخَفِيف (لَا وَحسن الْإِنْصَاف بالألاف ... وتصافي الأحباب بعد التَّجَافِي) مَا شريت السلاف لَكِن أبياتك قَامَت عَنهُ مقَام السلاف آنست وحشتي وحلت عرى حزني وهزت أعطافها أعطافي (بمعان معسولة رائعات ... وقواف مصقولة أفواف) 3 - (قَاضِي هراة) عبد الصَّمد بن حسان كَانَ إِمَامًا فَقِيها ولي قَضَاء هراة وَهُوَ من مروالروذ فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ وَعشرَة 3 - (عبد الصَّمد البديع) عبد الصَّمد بن حُسَيْن بن عبد الْغفار بن مَنْصُور الكلاهيني الزنجاني أَبُو المظفر الصُّوفِي الملقب بالبديع قدم بغداذ وتفقه بالنظامية على أسعد الميهني وَسمع من أبي الْقَاسِم بن الْحصين وزاهر بن ظَاهر الشحامي وَمُحَمّد ابْن الْحسن الْمَاوَرْدِيّ وَغَيرهم وَانْقطع إِلَى الْعِبَادَة وَالْخلْوَة والرياضة ومواصلة الصّيام وَالْقِيَام حَتَّى ظَهرت عَلَيْهِ أنوار

عبد الصمد المقاماتي

الطَّاعَة وانتشر لَهُ الْقبُول وَعقد مجْلِس الْوَعْظ وَحدث بالكثير وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة 3 - (عبد الصَّمد المقاماتي) عبد الصَّمد بن الْحسن بن يُوسُف بن أَحْمد الأصبحي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالمقاماتي) لِأَنَّهُ حفظ مقامات الحريري وَكَانَ إخبارياً كثير الْمَحْفُوظ توفّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة 3 - (الْحِمصِي) عبد الصَّمد بن سعيد بن عبد الله بن سعيد أَبُو الْقَاسِم الْكِنْدِيّ الْحِمصِي لَهُ تَارِيخ لطيف توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (عبد الصَّمد الجذامي النَّحْوِيّ) عبد الصَّمد بن سُلْطَان بن أَحْمد بن الْفرج الجذامي الصويتي النَّحْوِيّ الطَّبِيب مُعْتَمد الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن قراقيش كَانَ إِمَامًا بارعاً فِي الطِّبّ والعربية توفّي سنة ثَمَان وست مائَة 3 - (أَبُو صَالح الحاني) عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْعَبَّاس بن عبد السَّلَام بن سَلامَة بن نصر بن عدي أَبُو صَالح الشَّيْبَانِيّ الحنوي من أهل حاني مَدِينَة من آخر ديار بكر قدم بغداذ وتفقه بهَا بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَسمع الْكثير من أبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن أبي عُثْمَان الدقاق وَعَاصِم بن الْحسن بن عَاصِم وَعلي بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَغَيرهم وَكَانَ صَدُوقًا وروى عَنهُ أَبُو أَحْمد بن سكينَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمْس مائَة 3 - (جمال الدّين بن الحرستاني) عبد الصَّمد بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْقَاسِم جمال الدّين ابْن القَاضِي الْخَطِيب عماد الدّين ابْن القَاضِي جمال الدّين أبي الْقَاسِم الحرستاني الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ الزَّاهِد الإِمَام الْعَالم ولد سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة سمع من زين الْأُمَنَاء وَابْن صباح وَابْن الزبيدِيّ وَابْن ماسويه وَجَمَاعَة وَكَانَ فَقِيرا صَالحا خيرا فِيهِ بلة وَوَلِهَ وَله حَال وكشف يمشي وَيحدث نَفسه سمع مِنْهُ الْمزي والبرزالي وَأحمد بن النابلسي وَالشَّيْخ شمس الدّين نَاب فِي الْإِمَامَة بالجامع عَن وَالِده وَحضر الْمدَارِس ثمَّ فرغ عَن هَذِه الْأَشْيَاء

أبو نصر الأزدي

3 - (أَبُو نصر الْأَزْدِيّ) عبد الصَّمد بن عبد الله الأديب أَبُو نصر الْأَزْدِيّ الْهَرَوِيّ ورد لَهُ الباخرزي فِي كتاب الدمية قَوْله الطَّوِيل (وناولني غُصْن الخزامى يَقُول لي ... لعمرك إِنِّي للفراق مصافح) ) (فصحفت من مقلوبه الْخَاء فانبرى ... يُخْبِرنِي أَن الحبيب يمازح) 3 - (عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث الْحَافِظ) عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث التَّمِيمِي الْعَنْبَري مَوْلَاهُم كَانَ من ثِقَات الْبَصرِيين وحفاظهم توفّي سنة سبع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَمِين الدّين ابْن عَسَاكِر) عبد الصَّمد بن عبد الْوَهَّاب بن زين الْأُمَنَاء أبي البركات الْحسن بن مُحَمَّد ابْن عَسَاكِر الإِمَام الْمُحدث الزَّاهِد أَمِين الدّين أَبُو الْيمن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الْحرم سمع من جده وَمن الشَّيْخ الْمُوفق وَأبي مُحَمَّد ابْن البن وَأبي الْقَاسِم ابْن صصرى وَابْن الزبيدِيّ وَابْن غَسَّان وَالْقَاضِي أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَأَجَازَ لَهُ الْمُؤَيد الطوسي وَأَبُو روح الْهَرَوِيّ وَطَائِفَة وَحدث بالحرمين بأَشْيَاء وَكَانَ عَالما فَاضلا جيد الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم وَله نظم وَهُوَ صَاحب عبَادَة كل من يعرفهُ يثني عَلَيْهِ ولد سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ شيخ الْحجاز فِي وقته وَله تواليف فِي الحَدِيث تدل على حفظه ومعرفته بِالْأَسَانِيدِ واعتنائه بِعلم الْآثَار وَمن شعره 3 - (عبد الصَّمد بن المكتفي بِاللَّه) عبد الصَّمد بن عَليّ المكتفي بِاللَّه بن أَحْمد المعتضد بن الْمُوفق بن المتَوَكل ابْن المعتصم بن هَارُون بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور كَانَ شَابًّا سرياً ذَا نعْمَة لما توجه الراضي بِاللَّه مَعَ بجكم إِلَى الْموصل لإِزَالَة الْحسن بن حمدَان عَنْهَا وَكَانَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن رائق مستتراً ببغداذ فَظهر وانضم إِلَيْهِ عَسْكَر كثير وراسله عبد الصَّمد بن المكتفي فِي أَن يقلده الْخلَافَة وبذل لَهُ مَالا فَلم يتم لَهُ ذَلِك فَلَمَّا قدم

أبو الحسين الطستي

الراضي إِلَى بغداذ قبض على عبد الصَّمد واعتقله وَقَتله وَدفن فِي قصر الْخلَافَة وَظهر خبر وَفَاته سنة ثَلَاث وَقيل سنة سبع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَلما مَاتَ الراضي نقل إِلَى التربة الَّتِي كَانَ اتخذها فِي درب يَعْقُوب ابْن سوار بِحَضْرَة دَار ابْن طَاهِر 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الطستي) عبد الصَّمد بن عَليّ بن مكرم أَبُو الْحُسَيْن الطستي الْوَكِيل بغداذي مَشْهُور توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْغَنَائِم بن الْمَأْمُون) ) عبد الصَّمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الْفضل بن الْمَأْمُون أَبُو الْغَنَائِم الْهَاشِمِي البغداذي ثِقَة صَدُوق مهيب نبيل كثير الصمت وَكَانَ رَئِيس بَيت بني الْمَأْمُون توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (عبد الصَّمد بن عَليّ العباسي) عبد الصَّمد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي كَانَت فِيهِ عجائب مِنْهَا أَنه ولد سنة سِتّ وَمِائَة أَو أَربع وَمِائَة وَولد أَخُوهُ مُحَمَّد بن عَليّ وَالِد السفاح والمنصور سنة سِتِّينَ فبينهما فِي المولد أَربع وَأَرْبَعُونَ سنة وَتُوفِّي مُحَمَّد سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَتُوفِّي عبد الصَّمد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَة فبينهما فِي الْوَفَاة تسع وَخَمْسُونَ سنة وَمِنْهَا أَنه حج يزِيد بن مُعَاوِيَة فِي سنة خمسين لِلْهِجْرَةِ وَحج عبد الصَّمد بِالنَّاسِ سنة مائَة وَخمسين وهما فِي النّسَب إِلَى عبد منَاف سَوَاء لِأَن يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف وَبَين يزِيد وَعبد منَاف خَمْسَة أجداد وَبَين عبد الصَّمد وَعبد منَاف خَمْسَة أجداد لِأَن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف وَمِنْهَا أَنه أدْرك السفاح والمنصور وهما ابْنا أَخِيه ثمَّ أدْرك الْمهْدي بن الْمَنْصُور وَهُوَ عَم أَبِيه ثمَّ أدْرك الْهَادِي وَهُوَ عَم جده ثمَّ أدْرك الرشيد وَفِي أَيَّامه مَاتَ وَمِنْهَا أَنه مَاتَ بِأَسْنَانِهِ الَّتِي خلق بهَا وَولد بهَا لم يثغر وَكَانَت قِطْعَة وَاحِدَة من أَسْفَل وَقَالَ يَوْمًا للرشيد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا مجْلِس فِيهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَعم أَمِير الْمُؤمنِينَ وَعم عَم أَمِير

أبو القاسم الطبري

الْمُؤمنِينَ وَعم عَم عَمه وَذَلِكَ أَن سُلَيْمَان بن أبي جَعْفَر عَم الرشيد وَالْعَبَّاس عَم سُلَيْمَان وَعبد الصَّمد عَم الْعَبَّاس ولي إمرة دمشق للمهدي والرشيد وَولي مَكَّة والموسم وَكَانَ كَبِير الْقدر مُعظما وَهُوَ أعرف النَّاس فِي الْعَمى لِأَنَّهُ أعمى ابْن أعمى ابْن أعمى وَقعت فِي عينه ريشة فَعميَ مِنْهَا توفّي بِالْبَصْرَةِ 3 - (أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرِيّ) عبد الصَّمد بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرِيّ ذكره الباخرزي فِي الدمية وَأورد لَهُ المنسرح (دَعْنِي أسر فِي الْبِلَاد مبتغياً ... فضل ثراء إِن لم يفر زانا) (فبيذق النطع وَهُوَ أَحْقَر مَا ... فِيهِ إِذا سَار صَار فرزانا) وَقَوله السَّرِيع) حمر يَدي بالكاس فالروض مخضر الرِّبَا قبل اصفرار البنان 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ) عبد الصَّمد بن عمر أَبُو الْقَاسِم البغداذي الدينَوَرِي ثمَّ البغداذي الْوَاعِظ إِلَيْهِ تنْسب الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بأصحاب عبد الصَّمد توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم ابْن الحرستاني) عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْقَاسِم جمال الدّين ابْن الحرستاني الْأنْصَارِيّ الخزرجي البغداذي السَّعْدِيّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الشَّافِعِي سمع جمَاعَة وَحدث وبرع فِي الْمَذْهَب وأفنى ودرس وَطَالَ عمره ولاه الْعَادِل الْقَضَاء ولد سنة عشْرين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وست مائَة وَفِيه يَقُول ابْن عنين مجزوء الْكَامِل (تَبًّا لحكمك لَا حرستا ... هَل أَنْت إِلَّا من حرستا) (بلد تجمع من حرٍ ... واستٍ فَصَارَ إِذن حرستا)

كَانَ بارعاً فِي الْفِقْه قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة حكى لي الْفِقْه عز الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام أَنه لم ير أفقه مِنْهُ وَعَلِيهِ كَانَ ابْتِدَاء اشْتِغَاله ثمَّ صحب الشَّيْخ فَخر الدّين ابْن عَسَاكِر فَسَأَلته عَنْهُمَا فرجح ابْن الحرستاني انْتهى قلت وناهيك بِمن يثني عَلَيْهِ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام هَذَا الثَّنَاء وَقَالَ إِنَّه كَانَ يحفظ الْوَسِيط للغزالي ولي الْقَضَاء نِيَابَة بِدِمَشْق أَيَّام شرف الدّين بن أبي عصرون وَلما أضرّ شرف الدّين بَقِي هُوَ على نيابته مَعَ ابْنه محيي الدّين فَلَمَّا عزل وَولي محيي الدّين بن الزكي وَهُوَ شَاب انْقَطع ابْن الحرستاني فِي بَيته إِلَى أَن ولاه الْعَادِل قَضَاء الْقُضَاة وَأخذ مِنْهُ مدرستيه العزيزية والتقوية وَأعْطى التقوية لفخر الدّين بن عَسَاكِر وأضاف العزيزية إِلَى الْقَضَاء لِابْنِ الحرستاني واعتنى بِهِ الْعَادِل عناية كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة بِحَيْثُ أَنه جهز لَهُ مَا يفرش تَحْتَهُ فِي مجْلِس الحكم لضَعْفه وَكبره وَمَا يسْتَند إِلَيْهِ وَكَانَ يجلس للْحكم بمدرسة المجاهدية وناب عَنهُ بهَا ابْنه عماد الدّين عبد الْكَرِيم وَكَانَ يجلس بَين يَدَيْهِ فَإِذا قَامَ الشَّيْخ يسْتَند مَكَانَهُ ثمَّ أَنه مَنعه ذَلِك لشَيْء بلغه عَنهُ وناب عَنهُ أَيْضا أكَابِر شُيُوخ الْقُضَاة يَوْمئِذٍ شمس الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ وَكَانَ يجلس قبالته فِي إيوَان المجاهدية وشمس الدّين ابْن سيني الدولة وبنيت لَهُ دكة فِي الزاوية الْقبلية بِقرب الْمدرسَة وَشرف الدّين الْموصِلِي الْحَنَفِيّ بِمَجْلِس الْمِحْرَاب بهَا وَبَقِي فِي الْقَضَاء نَحوا من سنتَيْن وَسَبْعَة أشهر وَلما) توفّي رَحمَه الله تَعَالَى كَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة حفلة وَكَانَ لَهُ يَوْم توفّي رَحمَه الله تَعَالَى خمس وَتسْعُونَ سنة وَفِيه قَالَ شهَاب الدّين فتيَان الشاغوري الْبَسِيط (يَا من تدرع فِي حمل الحمول وَيَا ... معانق الْهم فِي سر وإعلان) (لَا تأنسا روح من نَادَى لذِي مائَة ... قَاضِي الْقُضَاة الْجمال ابْن الحرستاني) يَعْنِي أَنه غَرِيب وَلِأَنَّهُ قَاضِي الْقُضَاة من هُوَ فِي هَذَا السن على أَنه امْتنع رَحمَه الله تَعَالَى من الْولَايَة لما طلب لَهَا فألزمه الْعَادِل بهَا وَكَانَ عادلاً فِي ولَايَته صَارِمًا وَكَانَ عديم الِالْتِفَات إِلَى شَفَاعَة الأكابر عِنْده قَالَ سبط ابْن الْجَوْزِيّ اتّفق أهل دمشق على أَنه مَا فَاتَهُ صَلَاة بِجَامِع دمشق فِي الْجَمَاعَة إِلَّا إِذا كَانَ مَرِيضا ينزل من الجويرة فِي سلم طَوِيل فَيصَلي وَيعود إِلَى دَاره وَمُصَلَّاهُ بِيَدِهِ وَكَانَ مقتصداً فِي ثِيَابه ومعيشته وَلم يدع أحدا من غلْمَان الْقُضَاة يمشي مَعَه وَقَالَ إِن الْعَادِل كتب لبَعض خواصه كتابا يوصيه فِي حُكُومَة بَينه وَبَين آخر فجَاء إِلَيْهِ وَدفع إِلَيْهِ الْكتاب فَقَالَ إيش فِيهِ قَالَ وَصِيَّة بِي قَالَ أحضر خصمك فَأحْضرهُ وَالْكتاب بِيَدِهِ لم يَفْتَحهُ وَادّعى على الرجل فَظهر الْحق لغريمه فَقضى عَلَيْهِ ثمَّ فتح الْكتاب وقرأه وَرمى الْكتاب إِلَى حامله وَقَالَ كتاب الله قد قضى وَحكم على هَذَا الْكتاب فَمضى الرجل إِلَى الْعَادِل وَبكى بَين يَدَيْهِ وَأخْبرهُ بِمَا قَالَ فَقَالَ الْعَادِل صدق كتاب الله أولى من كتابي

عبد الصمد بن المعذل

وَكَانَ القَاضِي جمال الدّين الْمَذْكُور قد شَارك الْحَافِظ أَبَا الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر فِي كثير من مشائخه الدماشقة سَمَاعا وَفِي الغرباء إجَازَة وَسمع بِدِمَشْق عَليّ بن الْمُسلم وَعبد الْكَرِيم بن حَمْزَة وَعلي بن أَحْمد بن قيس الْمَالِكِي وَسمع بحلب عَليّ بن سُلَيْمَان الْمرَادِي أَكثر كتب الْبَيْهَقِيّ وَكَانَ آخر من حدث عَن عبد الْكَرِيم الْحداد وجمال الْإِسْلَام عَليّ بن الْمُسلم سَمَاعا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله الفراوي وَهبة الله بن سهل وقاضي المارستان وَابْن السَّمرقَنْدِي والأنماطي وزاهر بن طَاهِر الشحامي وَأَبُو الْمَعَالِي الْفَارِسِي وَعبد الْمُنعم بن أبي الْقَاسِم الْقشيرِي 3 - (عبد الصَّمد بن المعذل) عبد الصَّمد بن المعذل بن غيلَان بن الحكم بن البخْترِي بن الْمُخْتَار بن ذريح بن أَوْس بن همام بن ربيعَة يَنْتَهِي إِلَى معد بن عدنان وَهُوَ أَخُو أَحْمد الْمَذْكُور فِي الأحمدين كَانَ شَاعِرًا) فصيحاً من شعراء الدولة العباسية بَصرِي المولد والمنشأ وَكَانَ هجاء خَبِيث اللِّسَان شَدِيد الْعَارِضَة لَا يسلم مِنْهُ من مدحه من الهجو فضلا عَن غَيره توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَله ذكر فِي تَرْجَمَة أَخِيه وهما طرفا نقيض وَمن شعره الْكَامِل (استبق قَلْبك لَا يَمُوت صبَابَة ... حذرا لبين أَخ لَهُ يتَوَقَّع) (إِن حَان بَينهم وقلبك بَائِن ... فَبِأَي قلب بعد ذَلِك تجزع) وَمِنْه الْبَسِيط (إِن الْعُيُون إِذا أمكن من رجل ... يفعلن بِالْقَلْبِ مَا لَا يفعل الأسل) (وَلَيْسَ بالبطل الْمَاشِي إِلَى بَطل ... فِي الْحَرْب تخمد أَحْيَانًا وتشتعل) (لكنه من لوى قلباً إِذا رشقت ... فِيهِ الْعُيُون فَذَاك الْفَارِس البطل) وَمِنْه الْكَامِل (برعت محاسنه فجل بهَا ... عَن أَن يقوم بوصفها لفظ) (نطق الْجمال بِعُذْر عاشقه ... للعاذل فأخرس الْوَعْظ) (لم تبتذل مِنْهُ الْعُيُون سوى ... مَا نَالَ من وجناته اللحظ) (مَا للقلوب إِذا التبسن بِهِ ... مِنْهُ سوى حسراتها حَظّ) (مَا ضرّ من رقت محاسنه ... لَو كَانَ رق فُؤَاده الْفظ)

أبو القاسم بن بابك

وهجاه الجماز بقوله المجتث (ابْن المعذل من هُوَ ... وَمن أَبوهُ المعذل) (سَأَلت وهبان عَنهُ ... فَقَالَ بيض محول) وَكَانَ وهبان رجلا يَبِيع الحملقة فَجمع جمَاعَة من جِيرَانه وَأَصْحَابه وَجعل يغشى الْمجَالِس وَيعْتَذر وَيحلف لَهُم أَنه مَا قَالَ إِن عبد الصَّمد بيض محول ويسألهم أَن يعتذروا لَهُ عَنهُ وَكَانَ ذَلِك أَشد على عبد الصَّمد من الهجو وهجا عبد الصَّمد الجماز فَقَالَ مجزوء الرمل نسب الجماز مَقْصُور إِلَيْهِ منتهاه يتَرَاءَى نسب النَّاس فَمَا يخفى سواهُ لَيْسَ يدْرِي من أَبُو الجماز إِلَّا من يرَاهُ فاشتهرت أَبْيَات الجماز وَلم تشتهر هَذِه وَمن شعره الطَّوِيل) (هِيَ النَّفس تجزي الود بالود أَهله ... وَإِن سمتها الهجران فالهجر دينهَا) (إِذا مَا قرين بت مِنْهَا حياله ... فأهون مَفْقُود عَلَيْهَا قرينها) (لبئس معار الود من لَا يربه ... ومستودع الْأَسْرَار من لَا يصونها) 3 - (أَبُو الْقَاسِم بن بابك) عبد الصَّمد بن مَنْصُور بن بابك أَبُو الْقَاسِم الشَّاعِر الْمَشْهُور بغداذي محسن مجيد القَوْل لَهُ ديوَان كَبِير طوف الْبِلَاد ومدح الْكِبَار وَتُوفِّي سنة عشر وَأَرْبع مائَة ومدح عضد الدولة والصاحب بن عباد وَغَيرهمَا وملكت ديوانه وَهُوَ فِي مجلدة وَاحِدَة بِخَط ضِيَاء الدّين أبي الْحسن عَليّ بن خروف النَّحْوِيّ المغربي من شعره قَوْله الْبَسِيط (أحببته أسرد الْعَينَيْنِ والشعره ... فِي عينه عدَّة للوصل منتظره) (لدن الْمُقَلّد مخطوف الحشا ثملاً ... رخص الْعِظَام أَشمّ الْأنف والقصره) (للظبي لفتته والغصن قتلته ... وَالرَّوْض مَا بثه والرمل مَا ستره) (تكَاد عَيْني إِذا خاضت محاسنه ... إِلَيْهِ تشربه من رقة البشره) (حَتَّى إِذا قلت قد أمللتها شرهت ... شوقاً إِلَيْهِ وَفِي عين الْمُحب شَره) (أدنى إِلَيّ فَمَا أعطَاهُ ريقته ... طير يفِيض على أعطافه جبره)

(مزنر لم تنصره شمامسة ... وَلَا ارجحنت إِلَى أنصابه الكفره) (فاءت عَليّ غصون من ذؤابته ... كَمَا تفيء على غزلانها السمره) (نبهته وَسنَان الْفجْر معترض ... وَاللَّيْل كالبحر يخفي لجه درزه) (فَقَامَ يكسر من أجفانه وسناً ... ودمعة الدل من عَيْنَيْهِ معتصره) (نشوان يسرق لين البان خطرته ... مبلبل الخطو والأعطاف والبشره) (فِي كَفه خمرة تترو فواقعها ... كَمَا تدوم فَوق الْجَمْرَة الشرره) (مَا زَالَ يسحرني لحظاً وأسحره ... لفظا فَيَسْبق سيلي فِي الْهوى مطره) (وَفِي الصبابة لَاحَ والسلو أَخ ... وَالشعر يلقف مَا تَأتي بِهِ السحره) (ثمَّ اكتحلنا بأوشال الدُّمُوع كَمَا ... تقرطت برذاذ المزنة الشجره) (يجني ويغضب وَالْإِقْرَار من شيمي ... وللمحب ذنُوب غير مغتفره) ) (كَذَا الزَّمَان وَلَكِنِّي أماثله ... ذَنبا بذنب ولي من دونه الخيره) وَمِنْه الْكَامِل (سحر الْعرَاق ونعرة الندمان ... حبسا على خلع العذار عناني) (يَا حبذا ضعف النسيم إِذا ونى ... وتحرش الأغصان بالأغصان) (أرج تخنث حِين حمشه الندى ... فاختال فِي عذب من الريحان) (أَيَّام تذكرني القدود وفتلها ... ري تردد فِي غصون البان) (فِي شاطئي وَاد تطرف رَملَة ... خضراء يفحصها الربَاب الداني) (فالريح تعثر فِي برود رياضها ... وَالْمَاء يمشي مشْيَة السَّكْرَان) (سيل يبرح بالشعاب أتيه ... ويكب سدر القاع للأذقان) (وَاد ترفعه الْجنُوب إِذا جرت ... عنقًا ويخضع للنسيم الواني) وَمِنْه الْبَسِيط (هَذَا الصَّباح وكفي فِي يَد الساقي ... تجلى وَقد قَامَت الدُّنْيَا على سَاق) (فَمن جني على زير يخاطبه ... وَمن رشوف لريق الناي ذواق) (وَمن مكب كَأَن الْبَدْر فِي يَده ... يجلوه مَا بَين إرعاد وإبراق) (نملي عَلَيْهِ مَزَامِير اللحون يَد ... تمشي أناملها فِي رق وراق) (كَأَنَّهُمْ وَالصبَا تستن فَوْقهم ... حمائم السدر لم توسم بأطواق)

(وراقصاً ينثني تيهاً فتحسبه ... غصناً من البان لم يستر بأوراق) (كَأَن أعضاءه والرقص يزعجها ... تصفيق ريش جنَاح الطَّائِر الراقي) (وَمن ندامى إِذا اشتدت مدامتهم ... شجت بِمَاء من النونين رقراق) (كَأَنَّمَا هامهم وَالسكر يسندها ... إِلَى المناكب لم تدعم بأعناق) (لم يبْق مِنْهُم زجاج الراح دَائِرَة ... إِلَّا حشاشة أنفاس وأرماق) (وتعسة كلما زارت أَخا شجن ... جَاءَت بطيف من الْحَسْنَاء طراق) (هَذَا مراحي وشيب الراس مشتغل ... والمستهام لسيغ مَاله راق) وَمِنْه مجزوء الوافر (بَدَت بالجزع ذِي الضاله ... فغال الْقلب مَا عاله) ) وهز الْمَشْي مِنْهَا بانه خضراء مياله (مشت فوشت بهَا ريح ... على الأحباب دلاله) (كَأَن بجيبها قمراً ... لَهُ من ثغرها هاله) على غُصْن يجاذب رَملَة عرفاء منهاله وَفِي أَمْثَال ذَات الْخَال يَعْصِي الصب عذاله (تراءت لي وَقد قطعت ... كثيب الرمل مختاله) (فَلَمَّا عرجت هَاجَتْ ... لضيف الشوق بلباله) (وَكَانَت نبعة الرَّامِي ... وَإِن لم تَكُ قِتَاله) (وَأعْرض دونهَا دمع ... تخوض الْعين أوشاله) (أغيضه مسارقة ... ويأبى الوجد إمهاله) فتؤت بثقل مَا وزرت وَنَفس الصب حماله (وَقَامَ بذنبها عُذْري ... فنال الْوَصْل من ناله) (تراح عَليّ خرطوم ... كعين الديك سلساله) (ونم الْفجْر بالصبح ... فزم اللَّيْل أجماله) وَمِنْه الْبَسِيط (زمر الْغُرُوب وأصوات النواعير ... وَالشرب فِي ظلّ أكواخ المناظير) (أشهى إِلَيّ من الْبَيْدَاء أعسفها ... وَمن طُلُوع الثنايا الشهب والقور)

(وصرعة بَين إبريق وباطية ... ونعرة بَين مزمار وطنبور) (يَا رب يَوْم على القاطول جاذبني ... صبح الزجاجة فِيهِ فضلَة النُّور) (صدعت طرته وَالشَّمْس قَاصِرَة ... فِي يلمق من ضباب الدجن مزرور) (كَأَن مَا انحل من هداب مزنته ... دمع تساقط من أجفان مهجور) (فَمن رشاش على الريحان مقتحم ... وَمن رذاذ على المنشور منثور) (أجلت سحابته عَن فتية درجوا ... فِي ملعب من جناب الْعَيْش معمور) (نَامُوا فنبههم قَول السقاة لَهُم ... هبوا فقد صفرت فصح الزرازير) (فَهَب كل كسير الطّرف منخزل ... يطوي معاطفه طي الطوامير) ) (يسْعَى إِلَيْهِ بهَا هيف القنا هضم ... عض المآزر من خور المقاصير) (مزنرات على لف معاقدها ... تكَاد تنْبت من تَحت الزنانير) (فَمن قدود كأطراف القنا قصف ... وَمن خصور كأوساط الزنانير) (فَفِي المروط غصون فِي نقا دمث ... وَفِي الْجُيُوب وُجُوه كالدنانير) تجميشنا مثل حسو الطير مختلس خوفًا وتقبيلنا نقر العصافير (تحكي أباريقنا طيراً على خلج ... عوجا حلا قيمها حمر المناقير) (فَلَو رَأَيْت كؤوس الراح دَائِرَة ... فِي كف كل طليق الْبشر مسرور) (صهباء يرعشها طوراً وترعشه ... كَأَنَّهَا قبس فِي كف مقرور) (وَلَو تهزجت الأوتار باغمة ... لَقلت للْأَرْض من طيب الْغِنَا سيري) وَمِنْه الْكَامِل (شفق يحف بِهِ الظلام فشمسه ... كالخد سَالَ عَلَيْهِ خطّ عذار) (وَاللَّيْل فِي بدد الرذاذ كَأَنَّهُ ... كحل يكاثر صوب دمع جَار) (حَتَّى تجاذبت الصِّبَا هدابه ... وذكا ذبال الْكَوْكَب الغرار) (وافتر عَن فجر كَأَن نجومه ... شرر يطيش على لِسَان النَّار) (وَكَأن حوذان الأنيعم سحرة ... نشز أناف عَلَيْهِ سرب صوار) وَمِنْه الوافر (وهات الكأس أرعشها مزاجاً ... إِذا دارت وترعشني خمارا) (إِذا انعطفت يَد الساقي عَلَيْهَا ... حسبت عَلَيْهِ من ورس صدارا)

(إِذا ابتسمت أرتك هِلَال فطر ... تضاءل طوقه ثمَّ استدارا) (لَهُ فِي حمرَة لشفق التواء ... كَمَا ألقيت فِي النَّار السوارا) (كَأَن سقاتها أَبنَاء وتر ... أَصَابُوا من عقول الشّرْب ثارا) وَمِنْه يصف بطيخاً السَّرِيع (جماجم أعضاؤهم ألسن ... لَكِنَّهَا معقولة بالخرس) (تجمعت تكْتم أسرارها ... ففرقتها مدية كالقبس) (فصلها الْقطع فَمن حزه ... كحاجب الشَّمْس بعيد الْغَلَس) ) (وحزة كالنون ممشوقة ... كَأَنَّهَا موطئ نعل الْفرس) (يجْرِي لعاب النَّحْل فِي نحرها ... وَظَاهر الْجلْدَة قاع يبس) وَمِنْه الوافر (وأطلال خواشع شاخصات ... كَأَن رسومهن نصول نقش) (وجاثمة من الأنصاب ورق ... كَأَن ثلثهن حمام عش) (ونؤي كالقلادة أَو كممشى ... شُجَاع الرمل ساور ضَب حرش) وَمِنْه الوافر (على وَاد كَأَن ريَاح نجد ... خلعن عَلَيْهِ أبدان الدروع) (إِذا ريح اقشعر كَمَا استطارت ... لمس الْخَوْف أحشاء المروع) (تنصب فِيهِ أَغْصَان الخزامى ... كَمَا انتصبت أنابيب الشموع) (إِذا رقَّ النسيم بشاطئيه ... وأصغى الْعود إصغاء السَّمِيع) (تنفض لُؤْلُؤ الأنداء فِيهِ ... كَمَا لجت أساريع الدُّمُوع) (يُدِير النرجس المبهوت فِيهِ ... عيُونا لم تذق طعم الهجوع) (يكفر للنسيم إِذا ثناه ... كَمَا هم الْمُصَلِّي بِالرُّكُوعِ) وَمن شعر ابْن بابك وَفِيه غوص الْكَامِل (وغدير مَاء أفعمت أَطْرَافه ... كالدمع لما ضَاقَ عَنهُ مجَال) (قمر الرياض إِذا الغصون تعدلت ... وَإِذا الغصون تهدلت فهلال) وَمِنْه الْبَسِيط (وافى الشتَاء فبز النُّور بهجته ... فعل المشيب بِشعر اللمة الرجل)

أبو جعفر بن تاجيت

(ورد تفتح ثمَّ ارْتَدَّ مجتمعاً ... كَمَا تجمعت الأفواه للقبل) قلت أَخذه مجير الدّين بن تَمِيم فَقَالَ وَزَاد فِيهِ التَّضْمِين الْكَامِل (سبقت إِلَيْك من الحديقة وردة ... وأتتك قبل أوانها تطفيلا) (طمعت بلثمك إِذْ رأتك فَجمعت ... فمها إِلَيْك كطالب تقبيلا) وَهَذَا التَّضْمِين من بَيت لأبي الطّيب فِي وصف النَّاقة وَهُوَ الْكَامِل (وَتغَير فِي جذب الزِّمَام لقلبها ... فمها إِلَيْك كطالب تقبيلا) ) فنقله إِلَى ذكر زر الْورْد فَأحْسن كل الْإِحْسَان وَمن شعر ابْن بابك يصف زِمَام النَّاقة وَهُوَ معنى جيد الْكَامِل (وَلَقَد أتيت إِلَيْك تحمل بزتي ... حرف يسكن طيشها الذألان) (يَنْفِي الزَّفِير خطامها فَكَأَنَّهُ ... غَار يحاول نقبه ثعبان) قلت وَفِيه زِيَادَة كَثِيرَة على قَول أبي الطّيب وَقد ذكر الْخَيل الطَّوِيل (تجاذب مِنْهَا فِي الصَّباح أَعِنَّة ... كَأَن على الْأَعْنَاق مِنْهَا أفاعيا) وَمن شعر ابْن بابك الْكَامِل (طعن تكلل بالضراب كَأَنَّهُ ... زج الحواجب فَوق نجل الْأَعْين) هُوَ مثل قَول ابْن نباتة السَّعْدِيّ الطَّوِيل (خرقنا بأطراف القنا فِي ظُهُورهمْ ... عيُونا لَهَا وَقع السيوف حواجب) وَمن شعر ابْن بابك يصف السيوف والدماء الطَّوِيل (قواطع من مَاء الْحَدِيد كَأَنَّهَا ... بقايا سيول أسلمتها المقاصل) (تعطب فِي نضح الدِّمَاء شفارها ... كَمَا اعتنقت تَحت الشَّقِيق الجداول) 3 - (أَبُو جَعْفَر بن تاجيت) عبد الصَّمد بن مُوسَى بن هُذَيْل بن تاجيت أَبُو جَعْفَر الْبكْرِيّ قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة كَانَ يؤم النَّاس فِي مَسْجده وَيلْزم الْأَذَان وَاسْتمرّ على ذَلِك مُدَّة وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْبَزَّاز) عبد الصَّمد بن النُّعْمَان البغداذي الْبَزَّاز وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره

عبد الصمد النحوي الضرير

وَلم يَقع لَهُ شَيْء فِي الْكتب السِّتَّة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (عبد الصَّمد النَّحْوِيّ الضَّرِير) عبد الصَّمد بن يُوسُف بن عِيسَى النَّحْوِيّ الضَّرِير قَرَأَ على ابْن الخشاب وَأقَام بواسط يقرئ أَهلهَا النَّحْو ويفيدهم إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة (عبد الظَّاهِر) 3 - (رشيد الدّين أَبُو مُحَمَّد الجذامي) عبد الظَّاهِر بن نشوان بن عبد الظَّاهِر بن نجدة الإِمَام رشيد الدّين أَبُو مُحَمَّد الجذامي الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ الضَّرِير من ذُرِّيَّة روح بن زنباع قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْجُود وَغَيره وَسمع وتصدر للإقراء مُدَّة وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ مقرئ الديار المصرية فِي زَمَانه روى عَنهُ الدمياطي الْحفاظ وَهُوَ وَالِد القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر وَقد تقدم ذكره وَذكر وَلَده فتح الدّين مُحَمَّد وَسَيَأْتِي ذكر عَلَاء الدّين عَليّ بن فتح الدّين مُحَمَّد وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة ونقلت من خطّ وَلَده محيي الدّين يرثيه الطَّوِيل (فَمَا ابْن كثير الدمع إِن مَاتَ نَافِع ... وَلَا نَافِع حزن عَلَيْك يحتم) (خزانَة علم قَبره فَلِذَا غَدا ... بهَا كل يَوْم بالتلاوة يخْتم) وَمن شعر رشيد الدّين الْمَذْكُور مِمَّا كتبه إِلَى بعض مُلُوك بني أَيُّوب يطْلب حَوْض طين فِي بهتيم الْكَامِل (يَا أَيهَا الْملك الَّذِي إنعامه ... للنَّاس أَنْفَع من سَحَاب ممطر) (بهتيم فِيهَا فضلَة فِي طينها ... جد لي بِهِ من فضلك المستثمر) (حَوْض مَتى أَعْطيته لي منعماً ... فجزاك عِنْد الله حَوْض الْكَوْثَر) وَله شرح العنوان وَكتاب قَبْضَة العجلان فِي مخارج الْحُرُوف وَله شرح بعض الْمفصل

عبد العزيز

(عبد الْعَزِيز) 3 - (ابْن حَاجِب النُّعْمَان) عبد الْعَزِيز بن إِبْرَاهِيم بن بَيَان الرئيس أَبُو الْحُسَيْن بن النُّعْمَان الْكَاتِب البغداذي قَالَ الْخَطِيب أحد الْكتاب الحذاق بِأُمُور الدِّيوَان لَهُ تواليف فِي الْهزْل توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مائَة مِنْهَا كتاب الصبوة كتاب أشعار الْكتاب كتاب الْفَصْل فِي الْولَايَة والعزل كتاب الْغرَر ومجتنى الزهر كتاب النِّسَاء 3 - (ابْن مغلس الأندلسي) عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن السَّيِّد بن مغلس الأندلسي البلنسي اللّغَوِيّ أَبُو مُحَمَّد أحد الْعلمَاء باللغة الْعَرَبيَّة رَحل من الأندلس واستوطن مصر فَمَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة قَرَأَ اللُّغَة على أبي الْعَلَاء صاعد البغداذي وعَلى أبي يَعْقُوب يُوسُف بن خرزاذ النجيرمي قَالَ ياقوت أنْشد لَهُ بعض أهل مصر فِي حمام الطَّوِيل (ومنزل أَقوام إِذا مَا اغتدوا بِهِ ... تشابه فِيهِ وغده ورئيسه) (يخالط فِيهِ الْمَرْء غير خليطه ... ويضحى عَدو الْمَرْء وَهُوَ جليسه) (يفرج كربي إِن تزايد كربه ... وَيُؤْنس قلبِي إِذْ يقل أنيسه) (إِذا مَا أعرت الجو طرفا تكاثرت ... على مَا بِهِ أقماره وشموسه) وَمن شعر البلنسي قَوْله المتقارب (مَرِيض الجفون بِلَا عِلّة ... وَلَكِن قلبِي بِهِ ممرض) (أعَاد السهاد على مقلتي ... بفيض الدُّمُوع فَمَا تغمض) (وَمَا زار شوقاً وَلَكِن أَتَى ... يعرض لي أَنه معرض) وَكَانَت بَينه وَبَين أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن خلف صَاحب كتاب العنوان معارضات فِي قصائد هِيَ مَوْجُودَة فِي ديوانيهما 3 - (أَبُو مُحَمَّد الشرفي) عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عبد الله بن عَامر الْيحصبِي أَبُو مُحَمَّد الشرفي من شرف إشبيلية قَالَ ابْن مسدي أديب بارع عذب المشارع قدم علينا مصر

الأخفش

حَاجا ويلغني أَنه توفّي مُنْصَرفه من الْحَج فِي سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة قَالَ أنشدنا لنَفسِهِ مخلع الْبَسِيط) (رَأَيْت فِي خَدّه عذاراً ... خلعت فِي حبه عِذَارَيْ) (قد كتب الْحسن فِيهِ سطراً ... ويولج اللَّيْل فِي النَّهَار) 3 - (الْأَخْفَش) عبد الْعَزِيز بن أَحْمد النَّحْوِيّ أَبُو الْأصْبع يعرف بالأخفش سمع مِنْهُ أَصْحَابه سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن خطيب الأشمونين) عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان الإِمَام البارع الرئيس عز الدّين أَبُو الْعِزّ الهكاري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي قَاضِي الْمحلة وَيعرف بِابْن خطيب الأشمونين وَكَانَ من نبلاء الْعلمَاء ذَا فهم وَمَعْرِفَة وتواضع وسؤدد حج وَسمع من عبد الصَّمد بن عَسَاكِر وَغَيره وَله تصانيف واعتناء بِالْحَدِيثِ حج مَرَّات وَذكر لقَضَاء دمشق بعد ابْن صصرى توفّي بِالْقَاهِرَةِ فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (الديريني) عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن سعيد الشَّيْخ الْقدْوَة الصَّالح عز الدّين الدَّمِيرِيّ الْمَعْرُوف بالديريني بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء أُخْرَى وَنون أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور رجلا متقشفاً مخشوشناً من أهل الْعلم يتبرك النَّاس بِهِ رَأَيْته مرَارًا وزرته بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ كثير الْأَسْفَار فِي قرى مصر يُفِيد النَّاس وينفعهم وَله نظر كثير فِي غير مَا فن ومشاركة فِي فنون شَتَّى أنشدنا لَهُ بعض الْفُقَرَاء قَالَ أنشدنا عز الدّين عبد الْعَزِيز لنَفسِهِ الطَّوِيل (وَعَن صُحْبَة الإخوان والكيمياء خُذ ... يَمِينا فَمَا من كيمياء وَلَا خل) (لقد درت أَطْرَاف الْبِلَاد بأسرها ... وعانيت من شغل وعاينت من شكل) (وَلم أر أحلى من تفرد سَاعَة ... مَعَ الله خَالِي البال والسر والشغل) (أناجيه فِي سري وأتلو كِتَابه ... فَأشْهد مَا يسلي عَن المَال والأهل) قلت أَخْبرنِي شهَاب الدّين أَحْمد بن مَنْصُور الْمَعْرُوف بِابْن الجباس وَقد تقدم ذكره وَكَانَ من تلامذته قَالَ أَخْبرنِي الشَّيْخ عز الدّين الدَّمِيرِيّ رَحمَه الله قَالَ رَأَيْت فِي النّوم

غلام الخلال

كَأَن سَائِلًا يسألني عَن الْمحبَّة فأجبته الْمحبَّة بَيَان لَهَا مِنْهَا وشغل لَهَا عَنْهَا فَلَمَّا استيقظت نظمته فِي هَذَا) الْمَعْنى فِي أَرْبَعَة أَبْيَات الطَّوِيل (تحدث بأسرار الْمحبَّة أَو صنها ... فآثارها فِيهَا بَيَان لَهَا عَنْهَا) (شواهدها تبدو وَإِن كَانَ سرها ... خفِيا فقد بَانَتْ وَإِن لم تبينها) (لقد جليت حَتَّى طمعنا بنيلها ... وجلت فَلَا تَدْرِي الْعُقُول لَهَا كنها) (لنا من سناها حيرة وهداية ... وَدلّ وإدلال وشغل بهَا عَنْهَا) وَأَخْبرنِي شهَاب الدّين الْمَذْكُور أَن الشَّيْخ عز الدّين الْمَذْكُور نظم وجيز الْغَزالِيّ فِي قريب الْخَمْسَة آلَاف بَيت على حرف الرَّاء وأنشدني شهَاب الدّين الْمَذْكُور من أَوله جملَة من كتاب الطَّهَارَة وَهُوَ نظم مُتَمَكن قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى لنَفسِهِ الطَّوِيل (تطهرن بِالْمَاءِ خص فَإِن بَقِي ... على أَصله فالطهر بَاقٍ بِلَا نكر) سوى رَافع الْأَحْدَاث مُسْتَعْملا على الْجَدِيد لنقل الْمَنْع من حدث يجْرِي (وَمن كَونه مُسْتَعْملا فِي عبَادَة ... فَإِن فقدا فالطهر حَقَّقَهُ عَن بشر) (وَإِن فقدت إِحْدَاهمَا فتردد ... كَذَا فِي اجْتِمَاع مِنْهُ يكنز فِي النَّهر) 3 - (غُلَام الْخلال) عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر بن أَحْمد بن يزداذ أَبُو بكر الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ غُلَام الْخلال شيخ الْحَنَابِلَة وعالمهم الْمَشْهُور تفقه بأستاذه أبي بكر الْخلال وَسمع من عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل فِيمَا قيل وَجَمَاعَة وَكَانَ كَبِير الْقدر صَحِيح النَّقْل بارعاً فِي نقل مذْهبه لَهُ الْمقنع وَهُوَ نَحْو مائَة جُزْء والشافي نَحْو ثَمَانِينَ جُزْءا وَزَاد الْمُسَافِر وَالْخلاف مَعَ الشَّافِعِي ومختصر السّنة توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم بن خواستي) عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن خواستي أَبُو الْقَاسِم الْفَارِسِي البغداذي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ شيخ معمر سمع وروى وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة

أبو الحسن التميمي

3 - (أَبُو الْحسن التَّمِيمِي) عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث بن أَسد بن اللَّيْث أحد فُقَهَاء الْحَنَابِلَة الْأَعْيَان كَانَ جليل الْقدر لَهُ كَلَام فِي مسَائِل الْخلاف ومصنف فِي الْفَرَائِض وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو طَاهِر سيدوك) ) عبد الْعَزِيز بن حَامِد بن الْخضر أَبُو طَاهِر الشَّاعِر من أهل وَاسِط كَانَ يعرف بسيدوك روى عَنهُ شعره أَبُو الْقَاسِم ابْن كردان وَأَبُو الجوائز الْكَاتِب الواسطيان كَانَ مَوْجُودا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَمن شعره مخلع الْبَسِيط (تاركتي فِي الْهوى حَدِيثا ... بِكَثْرَة الدمع بَين صحبي) (هيك تجنبت لاجتناب ... طيفك يجفو لأي ذَنْب) (خذي حَياتِي بِلَا مكاس ... يَا نور عَيْني ونار قلبِي) وَمِنْه الوافر (شربنا فِي شعانين النَّصَارَى ... على ورد كأردية الْعَرُوس) (تغنينا بَنَات الرّوم فِيهِ ... بألحان الرهابن والقسوس) (فيا لَيْلًا نعمنا فِي دجاه ... بحاجات تردد فِي النُّفُوس) (رياضك والمدامة والتداني ... شموس فِي شموس فِي شموس) وَمِنْه الْبَسِيط (عهدي بِنَا ورداء الْوَصْل يجمعنا ... وَاللَّيْل أطوله كاللمح بالبصر) (والآن ليلِي مذ غَابُوا فديتهم ... ليل الضَّرِير فصبحي غير منتظر) وَمِنْه الْخَفِيف (إِن دائي الْغَدَاة أَبْرَح دَاء ... وطبيبي سريرة مَا تبوح) (تحسبوني إِذا تَكَلَّمت حَيا ... رُبمَا طَار طَائِر مَذْبُوح) 3 - (ابْن أبي حَازِم) عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم الْفَقِيه أَبُو تَمام الْمدنِي كَانَ إِمَامًا كَبِير

الحكيم أسعد الدين

الشَّأْن قَالَ ابْن معِين صَدُوق وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْحَكِيم أسعد الدّين) عبد الْعَزِيز بن أبي الْحسن الْحَكِيم أسعد الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ رَئِيس الْأَطِبَّاء بِمصْر سمع ابْن عَسَاكِر أَبَا الْقَاسِم وَشهد عِنْد الْقُضَاة وَأخذ الطِّبّ عَن أبي زَكَرِيَّا البياسي وخدم الْملك مَسْعُود الاقسيس بِالْيمن وَحصل أَمْوَالًا وعاش خمْسا وَسِتِّينَ سنة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَله كتاب نَوَادِر الألباء فِي امتحان الْأَطِبَّاء وَأَظنهُ الَّذِي عناه ابْن عنين بقوله) الطَّوِيل (فُرَادَى وَلَا خلف الإِمَام جمَاعَة ... وموتي وَلَا عبد الْعَزِيز طَبِيب) 3 - (أَخُو السفاح) عبد الْعَزِيز بن الْحجَّاج بن عبد الْملك بن مَرْوَان وَهُوَ أَخُو السفاح لأمه ريطة بنت عبيد الله الحارثية لما غلب مَرْوَان الْحمار وثب عَلَيْهِ غلمانه بداره فَقَتَلُوهُ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الدَّارِيّ الخليلي) عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن الْحسن الشَّيْخ مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد الدَّارِيّ الخليلي الْمصْرِيّ وَالِد الصاحب فَخر الدّين ابْن الخليلي ولد سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة بِمصْر وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَسمع الشِّفَاء لعياض بن الْحُسَيْن بن جُبَير الْكِنَانِي وَدخل بغداذ وَسمع من الْفَتْح بن عبد السَّلَام وَأبي عَليّ ابْن الجواليقي والداهري وَعمر بن كرم وزَكَرِيا العيلبي وَأخذ عَنهُ الْمزي والبرزالي قَالَ الشَّيْخ قطب الدّين زعم أَنه من ولد تَمِيم الدَّارِيّ وَكَانَ دينا متعبداً لَهُ وجاهة فِي الدول وعَلى ذهنه من الْأَيَّام والتواريخ قِطْعَة صَالِحَة 3 - (الجليس ابْن الْجبَاب) عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن الْجبَاب بِالْجِيم وَالْبَاء

الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف بَاء أُخْرَى الأغلبي السَّعْدِيّ التَّمِيمِي الصّقليّ الأَصْل هُوَ الْمَعْرُوف بِالْقَاضِي الجليس أَبُو الْمَعَالِي قَالَ ابْن نقطة كَانَ عبد الله جد أبي الْمَعَالِي يعرف بالجباب لجلوسه فِي سوقهم وَسمي هُوَ الجليس لِأَنَّهُ كَانَ يعلم الظافر وأخويه أَوْلَاد الْحَافِظ الْقُرْآن الْكَرِيم وَالْأَدب وَكَانَت عَادَتهم يسمون مؤدبهم الجليس وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَقد أناف على السّبْعين ذكر عمَارَة فِي كتاب تَارِيخ الْيمن أَن ابْن الْجبَاب تولى ديوَان الْإِنْشَاء للفائز مَعَ الْمُوفق بن الْخلال وَمن شعره الطَّوِيل (وَمن عجب أَن السيوف لديهم ... تحيض دِمَاء وَالسُّيُوف ذُكُور) (وأعجب من ذَا أَنَّهَا فِي أكفهم ... تأجج نَارا والأكف بحور) وَمِنْه المنسرح) (حَيا بتفاحة مخضبة ... من شفني حبه وتيمني) (فَقلت مَا إِن رَأَيْت مشبهها ... فاحمر من خجلة فَكَذبنِي) وَمِنْه الوافر (وأصل بليتي من قد غزاني ... من السقم الْملح بعسكرين) (طَبِيب طبه كغراب بَين ... يفرق بَين عافيتي وبيني) (أَتَى الْحمى وَقد شاخت وباخت ... فَرد لَهَا الشَّبَاب بنسختين) (ودبرها بتدبير لطيف ... حَكَاهُ عَن سِنَان أَو حنين) (وَكَانَت نوبَة فِي كل يَوْم ... فصيرها بحذق نوبتين) وَمِنْه مخلع الْبَسِيط (يَا وَارِثا عَن أَب وجد ... فَضِيلَة الطِّبّ والسداد) (وكاملاً رد كل نفس ... هَمت عَن الْجِسْم بالبعاد) (أقسم لَو قد طببت دهراً ... لعاد كوناً بِلَا فَسَاد) وَمِنْه الْكَامِل (قد أهملت كل الْأُمُور فَمَا ... يَعْنِي بمصلحة وَلَا يُغني)

(بسداد مُخْتَلفين مَا لَهما ... إِلَّا فَسَاد أمورنا معنى) (نأتي فنكتب ذَا ونكشط ذَا ... فنعود بعدهمَا كَمَا كُنَّا) وَمِنْه الْخَفِيف (ربَّ بيد سللنا باللحظ بيضًا ... مرهفات جفونهن جفون) (وخدود للدمع فِيهَا خد ... وعيون قد فاض فِيهَا عُيُون) وَمِنْه الْخَفِيف حبذا ميعة الشَّبَاب الَّتِي يعْذر حبها الخليع العذار (إِذْ بِذَات الْخمار أمتع ليلِي ... وبذات الْخمار ألهو نهاري) (والغواني لَا عَن وصالي غواني ... والجواري إِلَى جِواري جَواري) وَكَانَ القَاضِي الجليس ابْن الْجبَاب كَبِير الْأنف وَكَانَ الْخَطِيب أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْبَدْر الْمَعْرُوف بِابْن الصياد مُولَعا بِأَنْفِهِ وهجائه وَذكر أَنفه فِي أَكثر من ألف مَقْطُوعَة فانتصر لَهُ) أَبُو الْفَتْح ابْن قادوس الشَّاعِر فَقَالَ مجزوء الْكَامِل يَا من يعيب أنوفنا الشم الَّتِي لَيست تعاب (الْأنف خلقَة رَبنَا ... وقرونك الشم اكْتِسَاب) وَقَالَ القَاضِي الجليس يرثي وَالِده وَقد مَاتَ غريقاً فِي الْبَحْر لريح عصفت الْبَسِيط (وَكنت أهدي مَعَ الرّيح السَّلَام لَهُ ... مَا هبت الرّيح فِي صبح وَمَسَاء) (إِحْدَى ثقاتي عَلَيْهِ كنت أحسبها ... وَلم أخل أَنَّهَا من بعض أعدائي) وَمن شعره الطَّوِيل (ألمت بِنَا وَاللَّيْل يزهي بلمة ... دجوجية لم يكتهل بعد فوادها) (فأشرق ضوء الصُّبْح وَهُوَ جبينها ... وفاحت أزاهير الرِّبَا وَهِي رياها) (إِذا مَا اجتنت من وَجههَا الْعين رَوْضَة ... أسالت خلال الرَّوْض بِالدَّمِ أهواها) (وَإِنِّي لاستسقي السَّحَاب لربعها ... وَإِن لم يكن إِلَّا ضلوعي مأواها) (إِذا استعرت نَار الأسى بَين أضلعي ... نضحت على حر الحشا برد ذكرَاهَا) (وَمَا بِي أَن يصلى الْفُؤَاد بحرها ... وتضرم لَوْلَا أَن فِي الْقلب سكناهَا)

ابن خلوف النحوي

3 - (ابْن خلوف النَّحْوِيّ) عبد الْعَزِيز بن خلوف الجزوري النَّحْوِيّ قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر مفلق ذُو أَلْفَاظ حَسَنَة وَمَعَان متمكنة مثقف لنواحي الْكَلَام رطبها حُلْو مذاقة الطَّبْع عذبها يشبه فِي المنظوم والمنثور بِأبي عَليّ الْبَصِير وَله من سَائِر الْعُلُوم حظوظ وافرة وَحُقُوق ظهرة أغلبها عَلَيْهِ علم النَّحْو والقراءات وَمَا تعلق بهَا وَفِيه ذكاء يخرج عَن الْحَد الْمَحْمُود وَمن شعره من قصيدة الْكَامِل (الصَّبْر من خلق الرِّجَال وطبعها ... والحزن أَكثر صابريه نسَاء) (حَتَّى إِذا زرت هوادجهم ولي ... فِي بَعْضهَا لَو يعلمُونَ شِفَاء) (الشَّمْس مشدود عَلَيْهَا معجر ... والغصن مُشْتَمل عَلَيْهِ رِدَاء) (تصبو الجمادات الْموَات لوجهها ... طَربا فَكيف النُّطْق الْأَحْيَاء) (سَارُوا وَقد بنت الأسنة حولهَا ... سوراً يجاز بحده الجوزاء) (من كل أروع كل مَا فِي صَدره ... قلب وَمَا فِي قلبه سَوْدَاء) ) (غيران يضْرب بالمهند كُله ... حَتَّى يُقَال لَهُ بِهَذَا دَاء) وَمن مديحها (لَو يَسْتَطِيع لأدخل الْأَمْوَات من ... نعمائه فِيمَا نَالَتْ الْأَحْيَاء) (سوت رعاياه يَد إنصافه ... حَتَّى الشوامخ والوهاد سَوَاء) (متنوع العزمات مَاء مغدق ... فيهم وعنهم صَخْرَة صماء) (مَا أَنْت بعض النَّاس إِلَّا مِثْلَمَا ... بعض الْحَصَا الياقوتة الْحَمْرَاء) (فتحت لنا نعماك كل بلاغة ... فَجرى اليراع وقات الشُّعَرَاء) قلت قَوْله أول الأبيات الصَّبْر من خلق الرِّجَال الْبَيْت مَأْخُوذ من قَول الأول الطَّوِيل (خلقنَا رجَالًا للتجلد والأسى ... وَتلك الغواني للبكا والمآتم)

الأسعد بن مماتي

وَقَوله مَا أَنْت بعض النَّاس الْبَيْت مَأْخُوذ من قَول أبي الطّيب الوافر (فَإِن تفق الْأَنَام وَأَنت مِنْهُم ... فَإِن الْمسك بعض دم الغزال) ولي فِي مثل هَذَا الْمَعْنى الْكَامِل (فاقوا الْأَنَام علا وهم من جنسهم ... وَمن الْحِجَارَة إثمد فِي الْأَعْين) وَمن شعره أَيْضا الطَّوِيل (وَمن دونهَا طود من السمر شامخ ... إِلَى النَّجْم أَو بَحر من الْبيض متآ) (وأسود لَا تبدو بِهِ النَّار حالك ... وبيداء لَا تجتازها الرّيح غلق) قَالَ ابْن رَشِيق لَا أعلم مثل هَذِه الْمُبَالغَة إِلَّا قَول الكموني الْبَسِيط (تأملوا مَا دهاني تبصروا قصصاً ... ظلامها لَيْسَ يمشى فِيهِ بالسرج) من الأبيات الْمَذْكُورَة فِي ذكر الْقَلَم الطَّوِيل (بِهِ السحب ترجى وَالصَّوَاعِق تتقى ... وَمَاء الحيا ينهل وَالنَّار تحرق) (هُنَا لكم يلقى العصي معاشر ... سوى مَا شدا طير الفلاة المحلق) (ويرتفع الْحزن الصَّلِيب عجاجة ... على أَنه من وابل الدَّم مغدق) قَالَ ابْن رَشِيق أَخذ هَذَا الْمَعْنى من قولي المديد ملك بل بالدماء ثرى الأَرْض فَمَا للجيوش فِيهَا غُبَار قلت وَمن هُنَا أَخذ شهَاب الدّين مَحْمُود قَوْله الْكَامِل) (رَشَّتْ دِمَاؤُهُمْ الصَّعِيد فَلم يطر ... مِنْهُ على الْجَيْش السعيد غُبَار) 3 - (الأسعد بن مماتي) عبد الْعَزِيز بن الخطير هُوَ الأسعد بن الْمُهَذّب بن مماتي تقدم ذكره وَذكر وَالِده فِي حُرُوف الْألف وَالسِّين من الْهمزَة فليكشف من هُنَاكَ 3 - (المتنقتل) عبد الْعَزِيز بن خيرة أَبُو أَحْمد الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بالمتنقتل من شعره يهجو اللقانق وَأهل الأندلس يسمونه المرقاس السَّرِيع لَا آكل المرقاس دهري لتأويل الورى فِيهِ قَبِيح العيان (كَأَنَّمَا صورتهَا إِذْ بَدَت ... أنامل المصلوب بعد الثمان) وَمِنْه الْخَفِيف (إِن جفاني الْكرَى وواصل قوما ... فَلهُ الْعذر فِي التَّخَلُّف عني)

عبد العزيز بن دلف

(لم يخل الْهوى لجسمي شخصا ... فَإِذا جَاءَنِي الْكرَى لم يجدني) قلت هُوَ كَقَوْل الآخر الْخَفِيف (لم يَعش إِنَّه جليد وَلَكِن ... ذاب سقماً فَلم تَجدهُ الْمنون) 3 - (عبد الْعَزِيز بن دلف) عبد الْعَزِيز بن دلف بن أبي طَالب أَبُو مُحَمَّد البغداذي الْمُقْرِئ النَّاسِخ الخازن كَانَ عدلا ثِقَة لَهُ صُورَة كَبِيرَة ولي خزانَة كتب المستنصرية وَغَيرهَا وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (عبد الْعَزِيز بن رفيع) عبد الْعَزِيز بن رفيع أَبُو عبد الله الْأَسدي الطَّائِفِي نزيل الْكُوفَة روى عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَشُرَيْح القَاضِي وَأنس بن مَالك وَعبيد بن عُمَيْر وَزيد بن وهب وَجَمَاعَة كَانَ أحد الثِّقَات المسندين وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الْعَزِيز بن أبي رواد) عبد الْعَزِيز بن أبي رواد الْأَزْدِيّ الْمَكِّيّ أحد الْعلمَاء وَله جمَاعَة إخْوَة كَانَ يطوف بِالْكَعْبَةِ فطعنه الْمَنْصُور بإصبعه فَالْتَفت فَرَآهُ فَقَالَ علمت أَنَّهَا طعنة جَبَّار لم يصل عَلَيْهِ سُفْيَان) الثَّوْريّ لكَونه يرى الإرجاء فَقيل للثوري فَقَالَ وَالله إِنِّي لأرى الصَّلَاة على من هُوَ دونه وَلَكِن أردْت أَن أرِي النَّاس أَنه مَاتَ على بِدعَة قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ مرجئاً رجلا صَالحا وَلَيْسَ هُوَ فِي التثبيت مثل غَيره وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (صفي الدّين الْحلِيّ) عبد الْعَزِيز بن سَرَايَا بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن

نصر بن أبي الْعِزّ ابْن سَرَايَا بن بَاقِي بن عبد الله بن العريض هُوَ الإِمَام الْعَلامَة البليغ المفوه النَّاظِم الناثر شَاعِر عصرنا على الْإِطْلَاق صفي الدّين الطَّائِي السنبسي الْحلِيّ شَاعِر أصبح بِهِ رَاجِح الْحلِيّ نَاقِصا وَكَانَ سَابِقًا فَعَاد على عقبه ناكصاً أَجَاد القصائد المطولة والمقاطيع وأتى بِمَا أخجل زهر النُّجُوم فِي السَّمَاء فَمَا قدر زهر الأَرْض فِي الرّبيع تطربك أَلْفَاظه المصقولة ومعانيه المعسولة ومقاصده الَّتِي كَأَنَّهَا سِهَام راشقة وسيوف مسلولة مولده يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شهر ربيع الآخر سنة سبع وَسبعين وست مائَة دخل إِلَى مصر أَيَّام الْملك النَّاصِر فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة تَقْرِيبًا وَأَظنهُ وردهَا مرَّتَيْنِ وَاجْتمعَ بِالْقَاضِي عَلَاء الدّين بن الْأَثِير كَاتب السِّرّ ومدحه وَأَقْبل عَلَيْهِ وَاجْتمعَ بالشيخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وَغَيره وَأثْنى فضلاء الديار المصرية عَلَيْهِ وَأما شمس الدّين عبد اللَّطِيف فَإِنَّهُ كَانَ يظنّ أَنه لم ينظم الشّعْر أحد مثله لَا فِي الْمُتَقَدِّمين وَلَا فِي الْمُتَأَخِّرين مُطلقًا وَرَأَيْت عِنْده قِطْعَة وافرة من كَلَامه بِخَطِّهِ نقلت مِنْهَا أَشْيَاء اجْتمعت بِهِ بِالْبَابِ وبزاعه من بِلَاد حلب فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ جَمِيع مَا لَهُ من نظم ونثر وتأليف مِمَّا سمعته مِنْهُ وَمَا لم أسمعهُ وَمَا لَعَلَّه يتَّفق لَهُ بعد ذَلِك التَّارِيخ على أحد الرائين وَمَا يجوز لَهُ أَن يرويهِ سَمَاعا وإجازة ومناولة ووجادة بِشَرْطِهِ وَقلت وَقد بلغتني وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة مجزوء الرمل (إِن فن الشّعْر نَادَى ... فِي جَمِيع الأدباء) (أحسن الله تَعَالَى ... فِي الصفي الْحلِيّ عزائي) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي التَّارِيخ بِالْبَابِ وبزاعه المجتث) للترك مَا لي ترك مَا دين حييّ شرك (حواجب وعيون ... لَهَا بقلبي فتك) (كالقوس يصمي وهذي ... تشكي الْمُحب وتشكو) وأنشدني من لَفظه أَيْضا لنَفسِهِ مجزوء الْكَامِل وَإِذا العداة أرتك فرط مذلة فإليك عَنْهَا (وَإِذا الذئاب استنعجت ... لَك مرّة فحذار مِنْهَا) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْكَامِل (لَا غرو أَن يُصَلِّي الْفُؤَاد بذكركم ... نَارا تؤججها يَد التذْكَار) (قلبِي إِذا غبتم يصور شخصكم ... فِيهِ وكل مُصَور فِي النَّار)

وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْبَسِيط (يقبل الأَرْض عبد تَحت ظلكم ... عَلَيْكُم بعد فضل الله يعْتَمد) (مَا دَار مية من أَسْنَى مطالبه ... يَوْمًا وَأَنْتُم لَهُ العلياء فَالسَّنَد) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا الْكَامِل (وأغر تبري الإهاب مورد ... سبط الْأَدِيم محجل ببياض) (أخْشَى عَلَيْهِ بِأَن يصاب بأسهم ... مِمَّا يسابقني إِلَى الْأَغْرَاض) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا وَهُوَ غَرِيب الْبَسِيط (وأدهم يقق التحجيل ذِي مرح ... يميس من عجبه كالشارب الثمل) (مُضْمر مشرف الْأُذُنَيْنِ تحسبه ... موكلاً باستراق السّمع عَن زحل) (ركبت مِنْهُ مطا ليل تسير بِهِ ... كواكب تلْحق الْمَحْمُول بِالْحملِ) (إِذا رميت سهامي فَوق صهوته ... مرت بهاديه وانحطت عَن الكفل) قلت وَلم يطلّ مجْلِس اجتماعنا بِالْبَابِ وبزاعة لِأَنَّهُ قصد الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام رَحمَه الله وَهُوَ نَازل عَلَيْهَا يتصيد وَكَانَ صفي الدّين قد سرقت لَهُ عملة وبلغه فِي ماردين أَن اللص من أهل صيدنايا وسال كِتَابه إِلَى وَالِي الْبر بِدِمَشْق بإمساكه وَقَوله كالقوس تصمى إِشَارَة إِلَى قَول ابْن الرُّومِي الْبَسِيط (نشكي الْمُحب وتشكو وَهِي ظالمة ... كالقوس تصمى الرمايا وَهِي مريان) ) وَقَوله وَإِذا الذئاب استنعجت الْبَيْت يُرِيد بِهِ قَول الْقَائِل الْكَامِل (وَإِذا الذئاب استنعجت لَك مرّة ... فحذار مِنْهَا أَن تعود ذئابا) (والذئاب أَخبث مَا يكون إِذا اكتسى ... من جلد أَوْلَاد النعاج ذئابا) وَقد أنْفق غَالب مدائحه فِي مُلُوك ماردين بني أرتق وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى حماة ويمدح ملكهَا الْمُؤَيد وَالْأَفْضَل وَلَده وَكَانَا يعظمانه وَهُوَ من الشجعان الْأَبْطَال قتل خَاله فَأدْرك ثَأْره وَفِيه آثَار الْجراحَة وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة يفتخر الطَّوِيل (سوابقنا وَالنَّقْع والسمر والظبى ... وأحسابنا والحلم والبأس وَالْبر) (هبوب الصِّبَا وَاللَّيْل والبرق والقضا ... وشمس الضُّحَى والطود وَالنَّار وَالْبَحْر) وأنشدني إجَازَة وَفِيه استخدامان الطَّوِيل (لَئِن لم أبرقع بالحيا وَجه عفتي ... فَلَا أشبهته راحتي فِي التكرم) (وَلَا كنت مِمَّن يكسر الجفن فِي الوغى ... إِذا أَنا لم أغضضه عَن رَأْي محرم)

وأنشدني إجَازَة أَيْضا لَهُ الْبَسِيط (لَا يسمع الْعود منا غير خاضنه ... من لبة الشوس يَوْم الروع بالعلق) وَلَا يعاطى كميتاً غير مصدرهيوم الصدام بلَيْل الْعَطف بالعرق وأنشدني إجَازَة لَهُ السَّرِيع (أودَّ حسادي أَن يكثروا ... وأعذرُ الْحَاسِد فِي فعله) (لَا أفقد الحساد إِلَّا إِذا ... فقدت مَا أحسد من أَجله) وأنشدني لَهُ إجاز المنسرح (أَقُول للدَّار إِذْ مَرَرْت بهَا ... وعبرتي فِي عراصها تكف) مَا بَال وعد السَّحَاب أخلف مغناك فَقَالَت فِي دمعك الْخلف وأنشدني لَهُ إجَازَة الوافر (وسَاق من بني الأتراك طِفْل ... أتيه بِهِ على جمع الرفاق) (أملكهُ قيادي وَهُوَ رقي ... وأفديه بعيني وَهُوَ ساقي) وأنشدني لَهُ وَهُوَ سبع تشبيهات الطَّوِيل (وظبي بقفر فَوق طرف مفوق ... بقوس رمى فِي النَّقْع وحشاً بأسهم) ) (كشمس بأفق فَوق برق بكفه ... هِلَال رمى فِي اللَّيْل جنا بأنجم) وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع (مَا زَالَ كحل النّوم فِي ناظري ... من قبل إعراضك والبين) (حَتَّى سرقت الغمض من مقلتي ... يَا سَارِق الْكحل من الْعين) وأنشدني لَهُ إجَازَة المديد (رب يَوْم قد رفلت بِهِ ... فِي ثِيَاب اللَّهْو والمرح) (أشرقت شمس المدام بِهِ ... وجبين الشَّمْس لم يلح) (فظللنا بَين مغتبق ... محياها ومصطبح) (وشدت فِي الدوح صادحة ... بضروب السجع وَالْملح) (كلما ناحت على شجن ... خلتها غنت على قدحي) وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل (طلبت نديماً يُوجد الراح رَاحَة ... إِذا الراح أودت بِالْقَلِيلِ من الْعقل)

(يشاركني فِي شربهَا وشروطها ... فَيسمع أَو يحسو ويملأ أَو يملي) وأنشدني لَهُ إجَازَة فِي غُلَام حَيَّاهُ بنرجس السَّرِيع (ومشرق الْوَجْه بِمَاء الحيا ... حَيا بِوَجْه كُله أعين) (قبلته ثمَّ تقبلته ... بَين وُجُوه كلهَا أعين) (وَقلت وقيت صروف الردى ... وانصرفت عَن وَجهك الْأَعْين) وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل (أحن إِلَيْكُم كَمَا ذَر شارق ... ويرتاح قلبِي كلما مر خاطف) (وأهتز من خَفق النسيم إِذا سرى ... ولولاكم مَا حركتني العواصف) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل (وَلَقَد ذكرتك والعجاج كَأَنَّهُ ... مطل الْغَنِيّ وَسُوء عَيْش الْمُعسر) (والشوس بَين مجدل فِي جندل ... منا وَبَين معفر فِي مغفر) (فَظَنَنْت أَنِّي فِي صباح مُسْفِر ... بضياء وَجهك أَو مسَاء مقمر) (وتعطرت أَرض الكفاح كَأَنَّمَا ... فتقت لنا ريح الجلاد بعنبر) ) وأنشدني أَيْضا إجَازَة الْكَامِل (وَلَقَد ذكرتك وَالسُّيُوف مواطر ... كالسحب من وبل النجيع وطله) (فَوجدت أنسا عِنْد ذكرك كَامِلا ... فِي موقف يخْشَى الْفَتى من ظله) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل (وَلَقَد ذكرتك والجماجم وَقع ... تَحت السنابك والأكف تطير) (والهام فِي أفق الْعَجَاجَة حوم ... فَكَأَنَّهَا فَوق النسور نسور) (فاعتادني من طيب ذكرك نشوة ... وبدت عَليّ بشاشة وسرور) (فَظَنَنْت أَنِّي فِي مجَالِس لذتي ... والراح تجلى والكؤوس تَدور) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل (أطلقت نطقي بالمحامد عِنْدَمَا ... قيدتني بسوابق الإنعام) (فلتشكرنك نِيَابَة عَن منطقي ... صدر الطروس وألسن الأقلام) وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة الطَّوِيل (سأثني على نعماك بالكم الَّتِي ... يقر لَهَا الحساد فِي اللَّفْظ وَالْفضل)

(بهَا يطرد السارون عَن جفنها الْكرَى ... ويجلب طيب النّوم فِي المهد للطفل) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْبَسِيط (وَالله مَا سهرت عَيْني لبعدكم ... لعلمها أَن طيب الْوَصْل فِي الْحلم) (وَلَا صبوت إِلَى ذكر الجليس لكم ... لِأَن ذكركُمْ فِي خاطري وفمي) ونقلت من خطه قصيدة يمدح بهَا سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّوِيل (كفى الْبَدْر حسنا أَن يُقَال نظيرها ... فيزهى وَلَكنَّا بِذَاكَ نضيرها) (وحسبت غصون البان أَن قوامها ... يُقَاس بِهِ ميادها ونضيرها) (أسيرة حجل مطلقات لحاظها ... قضى حسنها أَن لَا يفك أَسِيرهَا) (تهيم بهَا العشاق خلف حجابها ... فَكيف إِذا مَا آن مِنْهَا سفورها) (وَلَيْسَ عجيباً أَن غررت بنظرة ... إِلَيْهَا فَمن شَأْن البدور غرورها) (فكم نظرة قادت إِلَى الْقلب حسرة ... يقطع أنفاس الْحَيَاة زفيرها) (فوا عجبا كم نسلب الْأسد فِي الوغى ... وتسلبنا من أعين الْحور حورها) ) (فتور الظبى عِنْد القراع يشينها ... وَمَا يرهف الأجفان إِلَّا فتورها) (وجذوة حسن فِي الخدود لهيبها ... يشب وَلَكِن فِي الْقُلُوب سعيرها) (إِذا آنستها مقلتي خر صاعقاً ... فادي وَقَالَ الْقلب لَا دك طورها) (وسرب ظباء مشرقات شموسه ... على حلية عِنْد النُّجُوم بدورها) (تمانع عَمَّا فِي الكناس أسودها ... وتحرس مَا تحوي الْقُصُور صقورها) (تغار من الطيف الملم حماتها ... ويغضب من مر النسيم غيورها) (إِذا مَا رأى فِي النّوم طيفاً يزورها ... توهمه فِي الْيَوْم ضيفاً يزورها) (نَظرنَا فأعدتنا السقام عيونها ... ولذنا فأولتنا النحول خصورها) (وزرنا وَأسد الْحَيّ تذكي لحاظها ... وَيسمع فِي غَابَ الرماح زئيرها) (فيا ساعد الله الْمُحب فَإِنَّهُ ... يرى غَمَرَات الْمَوْت ثمَّ يزورها) (وَلما ألمت للزيارة خلسة ... وسجف الدياجي مسبلات ستورها) (سعى بَيْننَا الواشون حَتَّى حجولها ... وثمت بِنَا الْأَعْدَاء حَتَّى عبيرها) (وهمت بِنَا لَوْلَا حبائل شعرهَا ... خطى الصُّبْح لَكِن قيدتها ظفورها) (ليَالِي يعديني زماني على العدى ... وَإِن ملئت حقداً عَليّ صدورها)

(ويسعدني شرخ الشبيبة والغنى ... إِذا شانها إقتارها وقتيرها) (ومذ قلب الدَّهْر الْمِجَن أصابني ... صبوراً على حَال قَلِيل صبورها) (فَلَو تحمل الْأَيَّام مَا أَنا حَامِل ... لما كَاد يمحو صبغة اللَّيْل نورها) (سأصبر إِمَّا أَن تَدور صروفها ... عَليّ وَإِمَّا تستقيم أمورها) (فَإِن تكن الخنساء إِنِّي صخرها ... وَإِن تكن الزباء إِنِّي قصيرها) (وَقد ارتدى ثوب الظلام بحسرة ... عَلَيْهَا من الشوس الحماة جسورها) (كَأَنِّي بأحشاء السباسب خاطر ... فَمَا وجدت إِلَّا وشخصي ضميرها) (وصادية الأحشاء غضى بالها ... يعز على الشعري العبور عبورها) (ينوح بهَا الخريت ندبا لنَفسِهِ ... إِذا اخْتلفت حصباؤها وصخورها) (إِذا وطئتها الشَّمْس سَالَ لُعَابهَا ... وَإِن سلكتها الرّيح طَال هديرها) (وَإِن قَامَت الحرباء ترصد شمسها ... أصيلاً أذاب اللحظ مِنْهَا هجيرها) ) (تجنب عَنْهَا للحذار جنوبها ... وتدبر عَنْهَا فِي الهبوب دبورها) (خبرت مرامي أرْضهَا فقتلتها ... وَمَا يقتل الْأَرْضين إِلَّا خبيرها) (بخطوة مرقال أمون عثارها ... كثير على وفْق الصَّوَاب عثورها) (ألذ من الْأَنْغَام رَجَعَ بغامها ... وأطرب من سجع الهديل هديرها) (نساهم شطر الْعَيْش عيساً سواهُمَا ... لطول السرى لم يبْق إِلَّا سطورها) (حروفاً كنونات الصحائف أَصبَحت ... تخط على طرس الفيافي سطورها) (إِذا نظمت نظم القلائد فِي البرى ... تقلدها خضر الربى ونحورها) (طواها طواها فاغتدت وبطونها ... تجول عَلَيْهَا كالوشاح ظهروها) (يعبر عَن فرط الحنين أنينها ... ويعرب عَمَّا فِي الضَّمِير ضمورها) (تسير بهَا نَحْو الْحجاز وقصدها ... ملاعب شعبي بابل وقصورها) (فَلَمَّا ترامت عَن زرود ورملها ... ولاحت لَهَا أَعْلَام نجد وقورها) (وصدت يَمِينا عَن شميط وجاوزت ... رَبِّي قطن والشهب قد شف نورها) (وعاج بهَا عَن رمل عاج دليلها ... فَقَامَتْ لعرفان المُرَاد صدورها) (غَدَتْ تتقاضانا الْمسير لِأَنَّهَا ... إِلَى نَحْو خير الْمُرْسلين مسيرها) (ترض الْحَصَى شوقاً لمن سبح الْحَصَى ... لَدَيْهِ وَحيا بِالسَّلَامِ بَعِيرهَا)

(إِلَى خير مَبْعُوث إِلَى خير أمة ... إِلَى خير معبود دَعَاهَا بشيرها) (وَمن بشر الله الْأَنَام بِأَنَّهُ ... مبشرها عَن إِذْنه ونذيرها) (وَمن أخمدت مَعَ وَضعه نَار فَارس ... وزلزل مِنْهَا عرشها وسريرها) (وَمن نطقت توراة مُوسَى بفضله ... وَجَاء بِهِ إنجيلها وزبورها) (مُحَمَّد خير الْمُرْسلين بأسرهم ... وأولها فِي الْمجد وَهُوَ أخيرها) (فيا آيَة الله الَّتِي مذ تبلجت ... على خلقه أخْفى الظلال ظُهُورهَا) (عَلَيْك سَلام الله يَا خير مُرْسل ... إِلَى أمة لولاه دَامَ غرورها) (عَلَيْك سَلام الله يَا خير شافعٍ ... إِذا النَّار ضم الْكَافرين حصيرها) (عَلَيْك سَلام الله يَا من تشرفت ... بِهِ الْإِنْس طراً واستتم سرورها) (عَلَيْك سَلام الله يَا من تعبدت ... لَهُ الْجِنّ وانقادت لَدَيْهِ أمورها) ) (تشرفت الْأَقْدَام لما تَتَابَعَت ... إِلَيْك خطاها وَاسْتمرّ مريرها) (وفاخرت الأفواه نور عيوننا ... بتربك لما قبلته ثغورها) (فَضَائِل رامتها الرؤوس فقصرت ... ألم تَرَ للتقصير جزت شعورها) (وَلَو وفت الوفاد قدرك حَقه ... لَكَانَ على الأحداق مِنْهَا مسيرها) (لِأَنَّك سر الله وَالْآيَة الَّتِي ... تجلت فَجلى ظلمَة الشّرك نورها) (مَدِينَة علم وَابْن عمك بَابهَا ... فَمن غير ذَاك الْبَاب لم يُؤْت سرورها) (شموس لكم فِي الغرب مُدَّة شموسها ... بدور لكم فِي الشرق حق بدورها) (جبال إِذا مَا الهضب دكت جبالها ... بحور إِذا مَا الأَرْض عَادَتْ بحورها) (فآلك خير الْآل والعترة الَّتِي ... محبتها نعمى قَلِيل شكورها) (إِذا جولست للبذل ذل نضارها ... وَإِن سوجلت فِي الْفضل عز نظيرها) (وصحبك خير الصحب وَالْغرر الَّتِي ... بهم أمنت من كل أَرض ثغورها) (كماة حماة فِي القراع وَفِي الْقرى ... إِذا شط قاربها وطاش وقورها) (أيا صَادِق الْوَعْد الْأمين وَعَدتنِي ... ببشرى فَلَا أخْشَى وَأَنت بشيرها) (بعثت الْأَمَانِي باطلات لتبتغي ... نداك فَجَاءَت حاليات نحورها) (وَأرْسلت آمالاً خماصاً بطونها ... إِلَيْك فَعَادَت مثقلات ظهروها) (إِلَيْك رَسُول الله أَشْكُو جرائماً ... يوازي الْجبَال الراسيات صغيرها)

(كَبَائِر لَو تبلى الْجبَال بحملها ... لدكت وناد بالثبور ثبيرها) (وغالب ظَنِّي بل يقيني أَنَّهَا ... ستمحى وَإِن جلت وَأَنت سفيرها) (لِأَنِّي رَأَيْت الْعَرَب تخفر بالعصا ... وتحمي إِذا مَا أمهَا مستجيرها) (فَكيف بِمن فِي كَفه أَوْرَق الْعَصَا ... تضام بَنو الآمال وَهُوَ خفيرها) (وَبَين يَدي نَجْوَايَ قدمت مِدْحَة ... قضى خاطري أَن لَا يخيب خطيرها) (يروي غليل السامعين قطارها ... وتجلو عُيُون الناظرين قطورها) (وَأحسن شَيْء أنني قد جلوتها ... عَلَيْك وأملاك السَّمَاء حُضُورهَا) (تروم بهَا نَفسِي الْجَزَاء فَكُن لَهَا ... مجيراً بِأَن تمسي وَأَنت مجيرها) (فلابن زُهَيْر قد أجزت بِبُرْدَةٍ ... عَلَيْك فأثرى من ذويه فقيرها) ) (أجرني أجزني وأجزني أجر مدحتي ... بِبرد إِذا مَا النَّار شب سعيرها) (وقابل ثناها بِالْقبُولِ فَإِنَّهَا ... عرائس فكر وَالْقَبُول مهورها) (فَإِن زانها تطويلها واطرادها ... فقد شانها تقصرها وقصورها) (إِذا مَا القوافي لم تحط بصفاتكم ... فسيان مِنْهَا جمها ويسيرها) (بمدحك تمت حجتي وَهِي حجتي ... على عصبَة يطغى عَليّ فجورها) (أقص بشعري إِثْر فضلك واصفاً ... علاك إِذا مَا النَّاس قصت شعورها) (وأسهر فِي نظم القوافي وَلم أقل ... خليلي هَل من رقدة أستعيرها) تمت وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة الْكَامِل (وَلَقَد أَسِير على الضلال وَلم أقل ... أَيْن الطَّرِيق وَإِن كرهت ضلالي) (وأعاف تسآل الدَّلِيل ترفعاً ... عَن أَن يفوه فمي بِلَفْظ سُؤَالِي) وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل (ولائي لآل الْمُصْطَفى عقد مذهبي ... وقلبي من حب الصَّحَابَة مفعم) (وَمَا أَنا مِمَّن يستجيز لحبهم ... مسَبَّة أَقوام عَلَيْهِم تقدمُوا) (ولكنني أعطي الْفَرِيقَيْنِ حَقهم ... وزي بِحَال الْأَفْضَلِيَّة أعلم) (فَمن شَاءَ تعويجي فَإِنِّي معوج ... وَمن شَاءَ تقويمي فَإِنِّي مقوم) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْخَفِيف (قيل لي تعشق الصَّحَابَة طراً ... أم تفردت بَينهم بفريق)

فوصفت الْجَمِيع وَصفا إِذا ضوع أزرى بِكُل مسك سحيق قيل هذي الصِّفَات وَالْكل كالدرياق يشفي من كل دَاء وثيق فَإلَى من تميل قلت إِلَى الْأَرْبَع لَا سِيمَا إِلَى الْفَارُوق ونقلت من خطه مَا صورته أَن جمَاعَة من أَعْيَان فضلاء الْموصل وقفُوا على شَيْء من النكت الَّتِي أنشأتها فِي أثْنَاء المقامات والرسائل فاقترحوا أَن أعمد إِلَى أَبْيَات من فصيح شعر الْعَرَب فأعد حروفها وأنشئ رِسَالَة عدد حروفها بِقدر عدد حُرُوف تِلْكَ الأبيات جملَة وتفصيلاً وَأَن يكون معنى الرسَالَة فِي عرض لَهُم فملكتهم زِمَام التَّخْيِير فِي الْحَالَتَيْنِ فَقَالُوا قد اقتصرنا على السَّبْعَة الأول من فَاتِحَة السَّبع الطوَال فَقلت اسطروها احْتِرَازًا من التبديل وَالِاخْتِلَاف فِي) إِحْدَى الْأَلْفَاظ فَيَقَع الْخلَل فسطروها الطَّوِيل (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بَين الدُّخُول وحومل) (فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمأل) (ترى بعر الأرآم فِي عرصاتها ... وقيعانها كَأَنَّهُ حب فلفل) (كَأَنِّي غَدَاة الْبَين يَوْم تحملوا ... لَدَى سمُرَات الْحَيّ ناقف حنظل) (وقوفاً بهَا صحبي عَليّ مطيهم ... يَقُولُونَ لَا تهْلك أسى وتجمل) (وَإِن شفائي عِبْرَة إِن سفحتها ... وَهل عِنْد رسم دارس من معول) (كَذَا يَك من أم الْحُوَيْرِث قبلهَا ... وجارتها أم الربَاب بمأسل) فَلَمَّا تعيّنت الأبيات سَأَلتهَا تعْيين معنى الرسَالَة فاقترحوا أَن تَتَضَمَّن استعطاف مخدوم لَهُم واعتذاراً من ذَنْب سبق واستنجازاً لوعد مِنْهُ سلف فأنشأت الْكَرِيم مرتجى وَإِن أصبح بَابه مرتجاً وَالنَّدْب يلتقى وَإِن كَانَ باسه يتقى والسحب تؤمل بوارقها وَإِن رهبت صواعقها ولحلم سيدنَا أعظم من اللّحن بعتب لسالف ذَنْب فَمَا فَتى شرف الله بلثم كفوفه أَفْوَاه الْعباد يغْفر الْخَطِيئَة ويوفر الْعَطِيَّة والملوك مقرّ عرف أَنه رب حق بل مَالك رق ومقتض من جوده العميم نجاز وعده الْكَرِيم فسالف كرمه مُقيم لَا برح إحسانه شَامِلًا مدى السنين إِن الله يحب الْمُحْسِنِينَ فَلَمَّا سطروها وسطروها وعدوا أحرفها واعتبروها سَأَلُوا أَن أرجع ربعهَا مأهولاً وأعيدها سيرتها الأولى فنظمت الطَّوِيل (قفا نبك فِي أطلال ليلى ونسأل ... دوارسها عَن ركبهَا المتحمل) (وننشد من أدراسها كل معلم ... محاه هبوب الرامسات ومجهل) (ونأخذ عَن أترابها من ترابها ... صَحِيح مقَال كالجمان الْمفصل)

(معَان هوى أقوى بهَا دأب بَينهم ... كدأبي من تبريح قلب مفلفل) (عفت غير سفع من رواكد جثم ... تحف بشفع من رواكض جفل) (ووشم أَو أرى سحيل مريرها ... ليلهى بقاه حول نؤىٍ معطل) (فرفقاً بهَا رفقا وَإِن هِيَ لم تنج ... بلظ وَلَا تأوي لسائل منزل) فَكل وَاحِد من المقطوعين الشّعْر والرسالة عدد حُرُوفه مثل الآخر مجملة وتفصيلاً وَالْجُمْلَة) مِائَتَيْنِ وَثَلَاثَة وَثَمَانُونَ حرفا الْألف أحد وَأَرْبَعُونَ الْبَاء سَبْعَة عشر التَّاء تِسْعَة الثَّاء أحد الْجِيم أَرْبَعَة الْحَاء تِسْعَة الْخَاء أحد الدَّال سِتَّة الذَّال أحد الرَّاء خَمْسَة عشر الزَّاي أحد السِّين ثَمَانِيَة الشين اثْنَيْنِ الصَّاد اثْنَيْنِ الضَّاد أحد الطَّاء اثْنَيْنِ الظَّاء أحد الْعين ثَمَانِيَة الْغَيْن أحد الْفَاء اثْنَا عشر الْقَاف تِسْعَة الْكَاف سَبْعَة اللَّام ثَمَانِيَة وَعشْرين اللَّام ألف اثْنَيْنِ الْيَاء تِسْعَة عشر وأنشدني لَهُ إجَازَة من قصيدة طَوِيلَة ونقلت ذَلِك من خطه الْبَسِيط (من نفخة الصُّور أم من نفخة الصُّور ... أَحييت يَا ريح مَيتا غير مقبور) (أم من شذا نسمه الفردوس حِين سرت ... عَليّ بلَيْل من الأزهار مَمْطُور) (وَالرِّيح قد أطلقت فضل الْعَنَان بِهِ ... طي النسيم بنشر فِيهِ منشور) (فِي رَوْضَة نصبت أَغْصَانهَا وَغدا ... ذيل الصِّبَا بَين مَرْفُوع ومجرور) (قد جمعت جمع تَصْحِيح جوانبها ... وَالْمَاء يجمع فِيهَا جمع تكسير) (وَالرِّيح ترقم فِي أمواجها شبكاً ... والغيم يرسم أَنْوَاع التصاوير) (وَالْمَاء مَا بَين مَصْرُوف وممتنع ... والظل مَا بَين مَمْدُود ومقصور) (والنرجس الغض لم تغضض نواظره ... فزهره بَين منغض ومزرور) (كَأَنَّهُ ذهب من فَوق أعمدة ... من الزمرد فِي أوراق كافور) (والأقحوان زهى بَين البهار بهَا ... شبه الدَّرَاهِم مَا بَين الدَّنَانِير) (وَقد أَطعْنَا التصابي حِين ساعدنا ... عصر الشَّبَاب بجود غير منزور) (وزامر الْقَوْم يطوينا وينشرنا ... بالنفخ فِي الناي لَا بالنفخ فِي الصُّور) (وَقد ترنم شاد صَوته غرد ... كَأَنَّهُ نَاطِق من حلق شحرور) (شاد أنامله ترْضى الْأَنَام لَهُ ... إِذا شدا وَأجَاب اليم بالزير)

(بشامخ الْأنف قوام على قدم ... يشكو الصبابة عَن أنفاس مهجور) (شدت بِصَحِيفَة فِي الْعَضُد ألسنه ... فَزَاد نطقاً بسر فِيهِ مَحْصُور) (إِذا تأبطه الشادي وأذكره ... عصر الشَّاب بأطراف الأظافير) (شكت إِلَى الصحب أحشاه وأضلعه ... قرض المقاريض أَو نشر المناشير) (بَينا ترى خَدّه من فَوق سالفة ... كمن يشاوره فِي حسن تَدْبِير) ) (ترَاهُ يزعجه عنفاً ويوجعه ... بِضَرْب أوتاره عَن حقد موتور) (والراقصات وَقد مَالَتْ ذوائبها ... على خصور كأوساط الزنابير) (رَأَيْت أمواج أرداف إِذا التطمت ... فِي لج بَحر بِمَاء الْحسن مسحور) (كَأَن فِي الشيز أيديها إِذا ضربت ... صبح تقلقل فِيهِ قلب ديجور) (ترعى الضروب بأيديها وأرجلها ... وَتحفظ الأَصْل من نقص وتغيير) (وتعرب الرقص من لحن فتلحقه ... مَا يلْحق النَّحْو من حذف وَتَقْدِير) (وحامل الكأس ساجي الطّرف ذُو هيف ... صاحي اللواحظ يثني عطف مخمور) (كَأَنَّمَا صاغه الرَّحْمَن تذكرة ... لمن يشكك فِي الْولدَان ولحور) (تظلمت وجنتاه وَهِي ظالمة ... وطرفه سَاحر فِي زِيّ مسحور) (يُدِير رَاحا يشب المَاء جذوتها ... فَلَا يزِيد لظاها غير تسعير) (نَارا بَدَت لكليم الوجد آنسها ... من جَانب الكأس لَا من جَانب الطّور) (كَأَنَّهَا وضياء الكأس يحجبها ... روح من المَاء فِي جسم من النُّور) (تشعشعت فِي يَد السَّاقَيْن وانقدت ... بهَا زجاجاتها من لطف تَأْثِير) (وللأباريق عِنْد المزج لجلجة ... كنطق مرتبك الْأَلْفَاظ مذعور) (كَأَنَّهَا وَهِي فِي الأكواب ساكبة ... طير تزق فراخاً بالمناقير) (أمست تحاول منا ثأر والدها ... ودوسه تَحت أَقْدَام المعاصير) (فحين لم يبْق عقل غير معتقل ... من الْعقار ولب غير معقور) (أجلت فِي الصحب أجفاني فكم نظرت ... ليثاً تعفره ألحاظ يَعْفُور) (من كل عين عَلَيْهَا مثل ثَالِثهَا ... مَكْسُورَة ذَات فتك غير مكسور) (أَقُول والكأس قد أبدت فواقعها ... والراح تنفث مِنْهَا نفث مصدور) (أَسَأْت يَا مازج الكاسات حليتها ... وَهل يطوق ياقوت ببلور)

(وَقَائِل إِذْ رأى الجنات عالية ... والحور مَقْصُورَة بَين المقاصير) والجوسق الْفَرد فِي لج الْبحيرَة والصرح الممرد فِيهِ من قَوَارِير (لمن ترى الْملك فِي ذَا الْيَوْم قلت لَهُ ... مقَال منبسط الآمال مسرور) (لصَاحب التَّاج وَالْقصر المشيد وَمن ... أَتَى بِعدْل برحب الأَرْض منشور) ) (الصَّالح الْملك المشكور نائله ... وَرب نائل ملك غير مشكور) ونقلت من خطه لَهُ أَيْضا الْكَامِل (كَيفَ الضلال وصبح وَجهك مشرق ... وشذاك فِي الأكوان مسك يعبق) (يَا من إِذا سفرت محَاسِن وَجهه ... ظلت بِهِ حدق الْخَلَائق تحدق) (أوضحت عُذْري فِي هَوَاك بواضح ... مَاء الحيا بأديمه يترقرق) (فَإِذا العذول رأى جمالك قَالَ لي ... عجبا لقلبك كَيفَ لَا يتمزق) (يَا آسراً قلب الْمُحب فدمعه ... وَالنَّوْم مِنْهُ مُطلق وَمُطلق) (أغنيتني بالفكر فِيك عَن الْكرَى ... يَا آسري فَأَنا الْغَنِيّ المملق) (وصحبت قوما لست من نظرائهم ... فكأنني فِي الطرس سطر مُلْحق) (قولا لمن حمل السِّلَاح وخضره ... وَمن قد ذايله أدق وأرشق) (لَا توه جسمك بِالسِّلَاحِ وَحمله ... إِنِّي عَلَيْك من الغلالة أشْفق) (ظَبْي من الأتراك فَوق خدوده ... نَار يحر لهها الكليم ويصعق) (تَلقاهُ وَهُوَ مزرد ومدرع ... وتراه وَهُوَ مقرط ومقرطق) (لم تتْرك الأتراك بعد جمَالهَا ... حسنا لمخلوق سواهَا يخلق) (إِن نوزلوا كَانُوا أسود عَرِيكَة ... أَو غوزلوا كَانُوا بدوراً تشرق) (قوم إِذا ركبُوا الْجِيَاد ظننتهم ... أسداً بألحاظ الجآذر ترمق) (قد خلقت بِدَم الْقُلُوب خدودهم ... ودروعهم بِدَم الكماة تخلق) (جذبوا القسي إِلَى قسي حواجب ... من تحتهَا نبل اللواحظ ترشق) (نشرُوا الشُّعُور فَكل قد مِنْهُم ... لدن عَلَيْهِ من الذؤابة صنجق) (لي مِنْهُم رشأ إِذا قابلته ... كَاد لواحظه بِسحر تنطق) (إِن شَاءَ يلقاني بِخلق وَاسع ... عِنْد السَّلَام نَهَاهُ طرق ضيق) (لم أنس لَيْلَة زارني ورقيبه ... يُبْدِي الرضى وَهُوَ المغيظ المحنق)

(حَتَّى إِذا عَبث الْكرَى بجفونه ... كَانَ الوسادة ساعدي والمرفق) (عانقته وضممته فَكَأَنَّهُ ... من ساعدي ممنطق ومطوق) (حَتَّى بدا قلق الصَّباح فراعه ... إِن الصَّباح هُوَ الْعَدو الْأَزْرَق) ) وأنشدني لَهُ إجَازَة يمدح السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الْكَامِل (أسبلن من فَوق النحور ذوائباً ... فتركن حبات الْقُلُوب ذوائبا) (وجلون من صبح الْوُجُوه أشعة ... غادرن فود اللَّيْل مِنْهَا شائبا) (بِي دعاهن الغبي كواعبا ... وَلَو استبان الرشد قَالَ كواكبا) (وربائب فَإِذا رَأَيْت نفارها ... من بسط أنسك خلتهن رباربا) (سفهن رَأْي المانوية عِنْدَمَا ... أسبلن من ظلم الشُّعُور غياهبا) (وسفرن لي فرأين شخصا حَاضرا ... شدهت بصيرته وَقَلْبًا غَائِبا) (أشرقن فِي حلل كَأَن أديمها ... شفق تدرعه الشموس جلائبا) (وغربن فِي كلل فَقلت لصاحبي ... بِأبي الشموس الجانحات غواربا) (ومعربد اللحظات يثني عطفه ... فيخال من مرح الشبيبة شاربا) حُلْو التعتب والدلال يروعه عتبي وَلست أرَاهُ إِلَّا عاتبا (عاتبته فتضرجت وجناته ... وازور ألحاظاً وقطب حاجبا) (فَأرَانِي الخد الكليم وطرفه ... ذُو النُّون إِذْ ذهب الْغَدَاة مغاضبا) (ذُو منظر تَغْدُو الْقُلُوب بحسنها ... نهباً وَإِن منح الْعُيُون مواهبا) (لَا غرو أَن وهب اللواحظ حظوة ... من نوره وَدعَاهُ قلبِي ناهبا) (فمواهب السُّلْطَان كست الورى ... نعما وَتَدْعُوهُ القساور سالبا) (النَّاصِر الْملك الَّذِي خضعت لَهُ ... صيد الْمُلُوك مشارقاً ومغاربا) (ملك يرى تَعب المكارم رَاحَة ... ويعد راحات الْفَرَاغ متاعبا) (لم تخل أَرض من ثناه وَإِن خلت ... من ذكره ملئت قِنَا وقواضبا) (بمكارم تذر السباسب أبحراً ... وعزائم تذر الْبحار سباسبا)

(ترجى مواهب ويرهب بطشه ... مثل الزَّمَان مسالماً ومحاربا) (فَإِذا سَطَا مَلأ الْقُلُوب مهابة ... وَإِذا سخا مَلأ الْعُيُون مواهبا) (كالغيث يبْعَث من عطاه نائلاً ... سبطاً وَيُرْسل من سطاه حاصبا) (كالليث يحمي غابه بزئيره ... طوراً وينشب فِي القنيص مخالبا) (كالسيف يُبْدِي للنواظر منْظرًا ... طلقاً ويمضي فِي الْهياج مضاربا) ) (كالسيل يحمد مِنْهُ عذباً واصلاً ... ويعده قوم عذَابا واصبا) (كالبحر يهدي للنفوس نفائساً ... مِنْهُ ويبدي للعيون عجائبا) (فَإِذا نظرت ندا يَدَيْهِ ورأيه ... لم تلف إِلَّا صيباً أَو صائبا) (أبقى قلاوون الفخار لوَلَده ... إِرْثا ففازوا بالثناء مكاسبا) (قوم إِذا سئموا الصوافن صيروا ... للمجد أخطار الْأُمُور مراكبا) (عشقوا الحروب تيمناً بلقا العدا ... فكأنهم حسبوا العداة حبائبا) (وكأنما ظنُّوا السيوف سوالفاً ... واللدن قدا والقسي حواجبا) (يَا أَيهَا الْملك الْعَزِيز وَمن لَهُ ... شرف يجر على النُّجُوم ذوائبا) (أصلحت بَين الْمُسلمين بهمة ... تذر الْأَجَانِب بالوفود أقاربا) (ووهبتهم زمن الْأمان فَمن رأى ... ملكا يكون لَهُ الزَّمَان مواهبا) (فَرَأَوْا خطابا كَانَ خطباً فادحاً ... لَهُم وكتباً كن قبل كتائبا) (وحرست ملكك من رجيم مارد ... بعزائم إِن صلت كن قواضبا) (حَتَّى إِذا خطف الْمُنَافِق خطْفَة ... أتبعته مِنْهَا شهاباً ثاقبا) (لَا ينفع التجريب خصمك بعد مَا ... أفنيت من أفنى الزَّمَان تجاربا) (صرمت شَمل المارقين بصارم ... يبديه مسلوباً فَيرجع سالبا) (صافي الفرند حكى صباحاً جَامِدا ... أبدى النجيع بِهِ شعاعاً ذائبا) (وكتيبة تدع الصهيل رواعداً ... وَالْبيض برقاً والعجاج سحائبا) (حَتَّى إِذا ريح الجلاد حدت لَهَا ... مطرَت وَكَانَ الويل نبْلًا صائبا) (بذوابل ملد يخلن أراقماً ... وشوائل جرد يخلن عقاربا) (تطَأ الصُّدُور من الصُّدُور كَأَنَّمَا ... تعتاض عَن وَطْء التُّرَاب ترائبا) (فأقمت تقسم للوحش وظائفاً ... فِيهَا وتصنع للنسور مآدبا)

(وَجعلت هامات الكماة منابراً ... وأقمت حد السَّيْف فِيهَا خاطبا) (يَا رَاكب الْخطر الْجَلِيل وَقَوله ... فخراً بمجدك لَا عدمت الراكبا) (صيرت أسحار السماح بواكراً ... وَجعلت أَيَّام الكفاح غياهبا) (وبذلت للمداح صفو خلائق ... لَو أَنَّهَا للبحر طَابَ مشاربا) ) (فرأوك فِي جنب النضار مفرطاً ... وعَلى صَلَاتك وَالصَّلَاة مواظبا) (إِن يحرس النَّاس النضار بحاجبٍ ... كَانَ السماح لعين مَالك حاجبا) (لم يملأوا فِيك الْبيُوت رغائباً ... إِلَّا وَقد ملأوا الْبيُوت غرائبا) (أوليتني قبل المديح عناية ... وملأت عَيْني هَيْبَة ومواهبا) (وَرفعت قدري فِي الْأَنَام وَقد رَأَوْا ... مثلي لمثلك خاطباً ومخاطبا) (فِي مجْلِس سَاوَى الْخَلَائق فِي الندى ... وترتبت فِيهِ الْمُلُوك مرابتا) (وافيته فِي الْفلك أسعى جَالِسا ... فخراً على من قَالَ أَمْشِي رَاكِبًا) (فأقمت أنفذ فِي الْأَنَام أوامراً ... مني وأنشب فِي الخطوب مخالبا) (وسقتني الدُّنْيَا غَدَاة وردته ... رياً وَمَا مطرَت عَليّ مصائبا) (فطفقت أملأ من ثناك وشكره ... حقباً وَأَمْلَأُ من نداك حقائبا) (أثني فتثنيني صفاتك مظْهرا ... عياً وَكم أعييت صفاتك خاطبا) (لَو أَن أعضانا جَمِيعًا ألسن ... تثني عَلَيْك لما قضينا الواجبا) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْبَسِيط (يَا نسمَة لأحاديث الْحمى شرحت ... كم من صُدُور الأرباب النهى شرحت) (بليلة الْبرد يهدي للقلوب بهَا ... برد فكم لفحت قلبِي وَقد نفحت) (وبارق كسقيط الزند مقتدح ... لَهُ يَد لزناد الشوق قد قدحت) (بدا فأذكرني أَرض الصراة وَقد ... تكللت بالكلاء والشيح واتشحت) (وَالرِّيح نائحة والسحب سافحة ... والغدر طافحة وَالْوَرق قد صدحت) (وقهوة كوميض الْبَرْق صَافِيَة ... كَأَنَّهَا من أَدِيم الشَّمْس قد رشحت) (عذراء شَمْطَاء قد جف النشاط بهَا ... لَوْلَا المزاج إِلَى ندمانها جمحت) (رقيقَة الجرم يستخفي المزاج بهَا ... كَأَنَّهَا دون جرم الشَّمْس قد سفحت) (باكرتها وعيون الشهب قد غمضت ... خوف الصَّباح وَعين الشَّمْس قد فتحت)

(وبشرت بوفاة اللَّيْل ساجعة ... كَأَنَّهَا فِي غَدِير الصُّبْح قد سبحت) (مخضوبة الْكَفّ مَا تنفك نائحة ... كَأَن أفراخها فِي كفها ذبحت) (وظبية من ظباء التّرْك كالية ... لَكِنَّهَا فِي رياض الْقلب قد سرحت) ) (إِن جال مَاء الحيا فِي خدها خجلت ... وَإِن تردد فِي أجفانها انقحت) (قست على صبها قلباً ووجنتها ... لَو مر تقبيلها بالوهم لانجرحت) (سَأَلتهَا قبْلَة وَالْوَقْت منفسح ... لنا فَمَا رخصت فِيهَا وَلَا فسحت) (وخلت أعطافها بالْعَطْف تمنحني ... فَمَا نحت ذَلِك المنحا وَلَا منحت) (كم قد عصيت اللواحي فِي إطاعتها ... وَإِن ألحت على عذلي بهَا ولحت) (من لَيْسَ يخْشَى اسود الغاب إِن زارت ... فيكف يخْشَى كلاب الْحَيّ إِن نبحت) (مَا أَن أَخَاف من الْأَيَّام فادحة ... إِذا يَد الدَّهْر فِي أبنائه فدحت) (وَكَيف تفْسد كف الدَّهْر حَال فَتى ... أُمُوره بالمليك النَّاصِر انصحلت) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل (لما رَأَتْ عَيْنَاك أَنِّي كَالَّذي ... أبدو فينقصني السقام الزَّائِد) (وافيتني ووفيت لي بمكارم ... فنداك لي صلَة وَأَنت الْعَائِد) وأنشدني لَهُ إجَازَة مجزوء الْكَامِل وَلَقَد ذكرت الْقرب مِنْك وَطيب أَيَّام الْوِصَال (فطفقت اصفق راحتي ... وَعند صفقها مقالي) كَيفَ السَّبِيل إِلَى سعاد ودونها قلل الْجبَال وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل (وعود بِهِ عَاد السرُور لِأَنَّهُ ... حوى اللَّهْو قدماً وَهُوَ رَيَّان ناعم) (يغرب فِي تغريده فَكَأَنَّهُ ... يُعِيد لنا مَا لقنته الحمائم) وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع (عود حوى فِي الرَّوْض أعواده ... كل الْمعَانِي وَهُوَ رطب قويم) (فحان شدو الْوَرق فِي سجعه ... ورقة المَاء ولطف النسيم) وأنشدني لَهُ إجَازَة من أَبْيَات الْكَامِل (وشدت فأيقظت الرقود بشدوها ... وأعارت الأيقاظ طيب رقودها)

(خود شدت بلسانها وبنانها ... حَتَّى تشابه ضربهَا بنشيدها) (وَكَأن نَغمَة عودهَا فِي صَوتهَا ... وَكَأن رقة صَوتهَا فِي عودهَا) ) (إِنِّي لأحسد عودهَا إِن عانقت ... عطفيه أَو ضمته بَين نهودها) (وأغار من لثم الكؤوس لثغرها ... وأذوب لمس الْحلِيّ لجيدها) وأنشدني لَهُ إجَازَة فِي إبريق الوافر (وإبريق لَهُ نطق عَجِيب ... إِذا مَا أرْسلت من السلاف) (كتمتام تلجلج فِي حَدِيث ... يردد لَفظه وَالتَّاء قَاف) وأنشدني لَهُ إجَازَة فِي رواقص الْبَسِيط (بَحر من الْحسن لَا ينجو الغريق بِهِ ... إِذا تلاطم أعطاف بأعطاف) (مَا حركته نسيم الرقص من مرح ... إِلَّا وَمَاجَتْ بِهِ أمواج أرداف) وأنشدني لنَفسِهِ فِي جرغتوه الْبَسِيط (هَذَا إِنَاء حوى مَا كَانَ مجتمعاً ... فِي غَيره فَلهُ الماعون أعوان) (كَأَن وقمع وإبريق ومغرفة ... وصحفةٌ وشرابي وقرغان) وأنشدني لَهُ إجَازَة فِي النّيل الطَّوِيل (وَفِي النّيل إِذْ وفى البسيطة حَقّهَا ... وَزَاد على مَا جَاءَهُ من صنائع) (فَمَاذَا يَقُول النَّاس فِي جود منعم ... يشار إِلَى إنعامه بالأصابع) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْكَامِل (لي من ضميرك شَاهد فِيهِ غنى ... لَك عَن قِرَاءَة مَا حوى قرطاسي) (وَلِأَن وقفت عَلَيْهِ مُعْتَبرا لَهُ ... مَا فِي وقوفك سَاعَة من باس) وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع (غارت وَقد قلت لمسواكها ... أَرَاك تجني رِيقهَا بأراك) (قَالَت تمنيت جني ريقتي ... وفاز بالترشاف مِنْهَا سواك) وأنشدني لَهُ أَيْضا الْكَامِل (يَا من حمت عَنَّا مذاقة رِيقهَا ... وفقاً بقلب لَيْسَ فِيهِ سواك) (فلكم سَالَتْ الثغر وصف رضابه ... فَأبى وَصرح لي سَفِيه سواك) وَله من بَاب الْمُرَاجَعَة المنسرح

(قَالَت كحلت الجفون بالوسن ... قلت ارتقاباً لوجهك الْحسن) ) (قَالَت تسليت يَوْم فرقتنا ... فَقلت عَن مسكني وَعَن سكني) (قَالَت تشاغلت عَن محبتناً ... قلت بفرط الْبَاء والحزن) (قَالَت تناسيت قلت عافيتي ... قَالَت تناءيت قَالَت عَن وطني) (قَالَت تخليت قلت عَن جلدي ... قَالَت تَغَيَّرت قلت فِي بدني) (قَالَت تخصصت دون صحبتنا ... فَقلت بِالْغبنِ فِيك والغبن) (قَالَت أذعت الْأَسْرَار قَالَت لَهَا ... صير سري هَوَاك كالعلن) (قَالَت سررت الْأَعْدَاء قلت لَهَا ... ذَلِك شَيْء لَو شِئْت لم يكن) (قَالَت فَمَاذَا تروم قلت لَهَا ... سَاعَة سعدٍ بالوصل تسعدني) (قَالَت فعين الرَّقِيب ترصدنا ... قلت فَإِنِّي للعين لم أبن) (نحلتني بالصدود مِنْك فَلَو ... ترصدني الْمنون لم ترني) وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل (وَلم أنس إِذْ زار الحبيب بروضة ... وَقد غفلت عَنَّا وشَاة ولوام) (وَقد فرش الْورْد الخدود ونشرت ... بمقدمه للسوسن الغض أَعْلَام) (أَقُول وطرف النرجس الغض شاخص ... إِلَيْنَا وللنمام حَولي إِلْمَام) (أيا رب حَتَّى فِي الحدائق أعين ... علينا وَحَتَّى فِي الرياحين نمام) وأنشدني لَهُ إجَازَة المنسرح (قد أضْحك الرَّوْض مدمع السحب ... وتوج الزهر عاطل القضب) (وقهقه الْورْد للصبا فغدت ... تملأ فَاه قراضه الذَّهَب) (وَأَقْبَلت بِالربيعِ محدقة ... كتائب لَا تخل بالأدب) (فغصنها قَائِم على قدم ... وَالْكَرم جاث لَهُ على الركب) وأنشدني لَهُ إجَازَة المتقارب (رعى الله ليلتنا بالحمى ... وأمواه أعينه الزاخره) (وَقد زين حسن سَمَاء الغصون ... بأنجم أزهاره الزاهره) (وللنرجس الغض من بَيْننَا ... وُجُوه بحضرتنا ناضره) (كَأَن تحدق أزهارها ... عُيُون إِلَى رَبهَا ناظره)

) وأنشدني لَهُ إجَازَة الْخَفِيف (خلياني أجر فضل برودي ... راتعاً فِي رياض عين البرود) (كم بهَا من بديع زهر أنيق ... كفصوص منظومة وعقود) (زنبق بَين قضب آس وَبَان ... وأقاحٍ ونرجس وورود) (كجبين وعارض وقوام ... وثغور وأعين وخدود) وأنشدني لَهُ إجَازَة الوافر (تغانى بالحشيش عَن الرَّحِيق ... وبالورق الْجَدِيد عَن الْعَتِيق) (وبالخضراء عَن حَمْرَاء صرف ... فكم بَين الزمرد والعقيق) وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع (فِي الْكيس لَا فِي الكاس لي قهوة ... من ذوقها أسكر أَو شمها) لم ينْه نَص الذّكر عَنْهَا وَلَا اجْتمع فِي الشَّرْع على ذمها (ظَاهِرَة النَّفْع لَهَا نشوة ... تستنقذ الْأَنْفس من همها) (فشكرها أَكثر من سكرها ... ونفعها أكبر من إثمها) وأنشدني لَهُ إجَازَة الوافر (لِيَهنك أَن لي ولدا وعبداً ... وساء فِي الْمقَال وَفِي الْمقَام) (فَهَذَا سَابق من يغر سين ... وَهَذَا عَاقل من غير لَام) وأنشدني لَهُ إجَازَة الطَّوِيل (تزوج جاري وَهُوَ شيخ صبية ... فَلم يسْتَطع غشيانها حِين جاءها) (وَلَو أنني بادرتها لتركتها ... يرى قَائِم من دونهَا مَا وَرَاءَهَا) وأنشدني لَهُ إجَازَة السَّرِيع (جَاءَت بِوَجْه بَين قرطي ... شَبيه بدر بَين نجمين) (فامتدت الْأَعْين منا إِلَى ... عينين مِنْهَا تَحت نونين) (قَالَت لكَي تعبث بِي لَا تكن ... للنَّفس قوتاً بعد ميمين) (فَقلت إِن عارضتني بعْدهَا ... قطعت سيناً بَين كافين) وأنشدني إجَازَة لَهُ الطَّوِيل) (وَذَات حرٍ جَادَتْ بِهِ فصدتها ... وَقلت لَهَا مقصودي الْعَجز لَا الْفرج)

(فدارت وداوت سوء خلقي بِالرِّضَا ... وَفِي قَلبهَا مِمَّا تكابده وهج) (وظلت تقاسي من فعالي شدَّة ... وَلم يعل من فرط الْحيَاء لَهَا وهج) (إِذا مَا دفعت الأير فِيهِ تجشأت ... وَذَاكَ ضراط لم يتم لَهُ نضج) وأنشدني لَهُ إجَازَة المنسرح (ولي غُلَام كالنجم طلعته ... أخدمه وَهُوَ بعض خدامي) (تعراه خَلْفي طول النَّهَار فَإِن ... دجا لنا اللَّيْل صَار قدامي) (جعلته فِي الْحُضُور مَعَ سَفَرِي ... كفروة الْحَرْث بن همامي) يُرِيد قَول الحريري فعمدت لفروة هِيَ بِالنَّهَارِ رياشي وَفِي اللَّيْل فِرَاشِي ونقلت من خطه لَهُ وَهُوَ مِمَّا يقْرَأ مقلوباً كَمَا ترَاهُ وَهُوَ كد ضدك كن كَمَا أمكنك كرم علمك يكمل عمرك ونقلت من خطه رِسَالَة طَوِيلَة نظماً ونثراً كل كلمة مِنْهَا تصحف بِمَا بعْدهَا أَولهَا قبل قيل يراك ثراك عبد عِنْد رخاك رجالك أبيٌّ أَبى سُؤال سواك آمل أمك رَجَاء رخاء فألفى فَألْقى جدة خَدّه بأعتابك بأغيابك شرقاً سَرفًا لَاذَ بك لاد بك مقْدماً مُقَدِّماً أمل آملٍ يزجيه ترجيه يبشره بيسره وَجودك وُجودُك فاشتاق فاستاف عَرْفَ عُرْف مِنْك مثل عبير عنبر وقدِمَ قَدُّمَ صدَقه صِدْقه متجملاً متحملاً بضَاعَة بضَاعَة تِبر نثر وَمِنْهَا أَبْيَات الْخَفِيف (سَنَد سيد حَلِيم حَكِيم ... فَاضل فاصل مجيد مجيد) (حازمٌ جازمٌ بصيرٌ نصير ... زانه رَأْيه السديد الشَّديد) (أمَّه أمَّةُ رَجَاء رخاء ... أدْركْت إِذْ زكتْ نقودٌ نَقُودُ) مَكْرُماتٌ مُكَرَّمات بنت بَيت عَلَاء علا بجود يجود وَهِي طَوِيلَة إِلَى الْغَايَة تكون أَربع مائَة كلمة أَو أَكثر وَقد أوردتها بمجموعها فِي كتاب حَرْم المَرَح فِي تَهْذِيب لُمَحِ المُلَح وأنشدني لَهُ إجَازَة موشحة مدح بهَا الْملك الْمُؤَيد صَاحب حماة رَحمَه الله تَعَالَى وَهِي المنسرح زار وصبغ الظلام قد نصلا بدر جلا الشَّمْس فِي الظلام أَلا فاعجب جَاءَ وسجف الظلام قد فتقا) وَالصُّبْح لم يبْق فِي الدجى رمقا وَقد جلا نور وَجهه الغسقا وأدهم اللَّيْل مِنْهُ قد جفلا وَقد أَتَى رائد الصَّباح على أَشهب أفديه بَدْرًا فِي قالب الْبشر

ابن أبي سهل الخشني

قد جَاءَ فِي حسنه على قدر يرتع فِي روض خَدّه نَظَرِي خد بلطف النَّعيم قد صقلا كَأَنَّهُ من دمي إِذا خجلا يخضب يَا من غَدا ظلّ حسنه حرما لما حوى مَا بِهِ الْجمال حمى فرعا وصدغاً مذ حكما ظلما فارقم الْجَعْد يحرس الكفلا وحارسا الخد مِنْهُ قد جعلا عقرب هلا تعلمت بذل ودك لي من المليك الْمُؤَيد بن عَليّ سُلْطَان عصر سما على الأول لَوْلَا أياد بهَا الورى شملاً لأصبح النَّاس كالسماء بِلَا كَوْكَب ملك مغانيه للورى حرم إِلَى معاليه يَنْتَهِي الْكَرم قد أغرق النَّاس سيله العرم سَحَاب جود على الورى هطلا لَا برقه مبطئ الثوال وَلَا خلب حماة أَصبَحت للأنام حمى حويت ملكا على الْمُلُوك سما بحراً غَدا بالعلوم ملتطما ملكا لرزق الْأَنَام قد كفلا فَصَارَ فِي النَّاس جوده مثلا يضْرب يَا من عطاه قبل السُّؤَال بدا وَمن حبانا قبل الندى بندى) هَيْهَات ينسى صنيعكم أبدا عبد على فرط حبكم جبلا عَلَيْكُم إِن أَقَامَ أَو رحلا يحْسب 3 - (ابْن أبي سهل الْخُشَنِي) عبد الْعَزِيز بن أبي سهل الْخُشَنِي الضَّرِير قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ مَشْهُورا باللغة والنحو مفتقراً إِلَيْهِ فيهمَا بَصيرًا بِغَيْرِهِمَا من

عبد العزيز بن صهيب

الْعُلُوم وَلم ير ضَرِير قطّ أطيب نفسا مِنْهُ وَلَا أَكثر حَيَاء مَعَ دين وعفة أَدْرَكته وَقد جَازَ لتسعين والتلاميذ يكلمونه فيحمر خجلاً وَكَانَ شَاعِرًا مطبوعاً يلقِي الْكَلَام إِلْقَاء ويسلك طَرِيق أبي الْعَتَاهِيَة فِي سهولة الطَّبْع ولطف التَّرْكِيب وَلَا غنى لأحد من الشُّعَرَاء الحذاق عَن الْعرض عَلَيْهِ وَالْجُلُوس بَين يَدَيْهِ أخذا للْعلم عَنهُ واقتباساً للفائدة مِنْهُ توفّي سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة وَأورد لَهُ قَوْله الْبَسِيط (قَالَ العواذل قد طولت حزنك إِذْ ... لَو شِئْت إِخْرَاجه عَن سلوة خرجا) (وَلنْ أُطِيق خُرُوج الْحزن من خلديه ... لأنني أَنا لم آمره أَن يلجا) وَقَوله السَّرِيع (الْعين من وَجهك فِي لَهو ... وَالْقلب من صدك فِي شجو) (تناصف الْحسن الَّذِي حُزْته ... لم يفْتَقر عُضْو إِلَى عُضْو) (وَلم يفد مِنْك محب سوى ... قلب شج فِي جَسَد نضو) وَقَوله الْبَسِيط (لما تحمل قطان الحمي تركُوا ... عِنْدِي وساوس قد فضلن بالحرق) (وَفِي هوادجهم سرب أوانس قد ... دخلن فِي الْوَحْش بالأجياد والحدق) (من كل مطلعة شمساً بِلَا فلك ... حسنا ويهززن أغصاناً بِلَا ورق) 3 - (عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب) عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب الْبنانِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ الْأَعْمَى روى عَن أنس وَشهر وَأبي نَضرة الْعَبْدي وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب) عبد الْعَزِيز بن طَلْحَة بن لُؤْلُؤ أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب الْوراق كَانَ على الْبَرِيد أَيَّام المقتدر وَله فِيهِ مدائح وَكَانَ شَاعِرًا ظريفاً يكْتب خطا مليحاً وَمن كَلَامه إِن نعْمَة لَا تستدام بِمثل الإنعام) وَالْقُدْرَة لَا تستبقى بِمثل الْعَفو ودعا لصَاحب لَهُ فَقَالَ صان الله عَن سَماع المكاره سَمعك وَعَن الْبكاء على الأحباب دمعك وَمن شعره المنسرح وَمن شعره المنسرح سَأَلته قبْلَة فبادر بالتقبيل مُسْتَبْشِرًا إِلَى قدمي

عبد العزيز بن صاحب أبي علي الفارسي

(فَقلت مولَايَ إِن أردْت بهَا ... سرُور قلبِي جَعلتهَا لفمي) (فَقَالَ كلا للْعَبد منزلَة ... لُزُومهَا من حراسة النعم) 3 - (عبد الْعَزِيز بن صَاحب أبي عَليّ الْفَارِسِي) عبد الْعَزِيز بن الْعَبَّاس أَبُو أَحْمد من أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي وَصَحب عضد الدولة وَكَانَ من جُلَسَائِهِ وأعيان أَصْحَابه وَكَانَ معتزليا وَهُوَ الَّذِي قَالَ للمتنبي النَّاس يستبشعون قَوْلك ويستحيلون مَعْنَاهُ أحاد أم سداس فِي أحاد فَقَالَ المتنبي يَحْتَاجُونَ أَن يجيئوا غلي ويسألوني حَتَّى أيبن لَهُم مَا انغلق وَلم يفسره وأنف أَن يستفسره 3 - (فَخر الدّين الخلاطي) عبد الْعَزِيز بن عبد الْجَبَّار بن عمر الْعَلامَة فَخر الدّين الخلاطي الْحَكِيم شيخ معمر شهير استدعاه هولاكو لعمارة الرصد اشْتغل بالموصل على الْمُهَذّب ابْن هِنْد وَصَحب أوحد الدّين الْكرْمَانِي وَقَالَ ابْن الفوطي رَأَيْت سَمَاعه لجَمِيع جَامع الْأُصُول من مُصَنفه مجد الدّين ونيف على الْمِائَة وَأَجَازَ لي مصنفاته وَمَات فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَقَالَ ابْن الكازروني كثر مَاله وَجَهل وَشرب الْخمر 3 - (موفق الدّين السّلمِيّ الطَّبِيب) عبد الْعَزِيز بن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد ابْن الْعَلامَة موفق الدّين السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الطَّبِيب خدم الْملك الْعَادِل وَكَانَ فَقِيها بَصيرًا بالطب دينا وَله تلامذة فِي الطِّبّ وَتُوفِّي سنة أرع وست مائَة وَكَانَ كثير الْخَيْر غزير الْمُرُوءَة شَدِيد الشَّفَقَة على الْمَرَض خُصُوصا لمن كَانَ مِنْهُم ضَعِيف الْحَال يصلهم ويتفقدهم بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من الْأَدْوِيَة والأغذية وَكَانَ أول أمره فَقِيها بِالْمَدْرَسَةِ الأمينية ثمَّ اشْتغل على إلْيَاس بن المطران بصناعة الطِّبّ وَصَارَ من المتميزين) وخدم بالطب فِي البيمارستان النوري ثمَّ خدم الْملك الْعَاد أَبَا بكر بن أَيُّوب وحظي عِنْد ونال الْمرتبَة الْعلية وَتُوفِّي موفق الدّين بِدِمَشْق بعلة القولنج وَقد تقدم ذكر ابْنه سعد الدّين أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز فِي الأبارة 3 - (الْمَاجشون الْمدنِي) عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون الْمدنِي

الأويسي

الْفَقِيه مولى آل الهدير التَّمِيمِي وَالِد عبد الْملك الْفَقِيه وَابْن عمر بن يُوسُف الْمَاجشون كَانَ إِمَامًا مفتياً حجَّة صَاحب سنة وَإِلَيْهِ تنْسب سكَّة الْمَاجشون وَكَانَ أصبهانياً يلقى النَّاس فَيَقُول جَوْنِي جَوْنِي يَعْنِي يحييهم فلقب الْمَاجشون وَقيل إِنَّه كَانَ يصلح للوزارة توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الأويسي) عبد الْعَزِيز بن عبد الله الْمَعْرُوف بالأويسي روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة عَن رجل عَنهُ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْعَبَّاس الْخُزَاعِيّ) عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن أَبُو الْعَبَّاس الْخُزَاعِيّ من بَيت الْإِمَارَة والتقدم وَكَانَ شَاعِرًا مقدما مجَازًا ناقداً للْكَلَام سهل الْأَلْفَاظ لَهُ صَنْعَة فِي الْغناء وَمَعْرِفَة بِهِ وَله كتاب جليل أَلفه فِي الْغناء عرضه على ابْن المعتز فَذكر أَنه مَا قَرَأَ فِي مَعْنَاهُ أحسن مِنْهُ وقرظ مُؤَلفه وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره الرجز (أَقُول لما هاج قولي الذكرى ... واعترضت وسط السَّمَاء الشعرى) (كَأَنَّهَا ياقوتة فِي مدرى ... مَا أطول اللَّيْل بسر من رى) (فَإِن تَجِد لي بنجاة أُخْرَى ... يَا رب فكا كفكاك الأسرى) (إجعل أدنى خطواتي بصرى ... حَتَّى أأوب بالمطايا حسرى) (كَأَنَّهَا من الكلال سكرى ... ثمَّ أعيش مثل عَيْش كسْرَى) قلت شعر سهل 3 - (أَبُو الْقَاسِم الداركي) عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الداركي لَهُ وُجُوه فِي الْمَذْهَب مِنْهَا أَنه قَالَ لَا) يجوز السّلم فِي الدَّقِيق وانتقى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ ابْن أبي الفوارس كَانَ يتهم بالاعتزال وَكَانَ فَقِيها إِمَامًا قَالَ أَبُو حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ مَا رَأَيْت

الشاعر العباسي

افقه مِنْهُ الداركي وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ أَبوهُ مُحدث أَصْبَهَان ودرس أَبُو الْقَاسِم الْفِقْه بنيسابور ثمَّ انْتقل إِلَى بغداذ وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَأخذ الْفِقْه عَن أبي إِسْحَاق الْمروزِي وَأخذ عَنهُ عَامَّة شُيُوخ بغداذ وَغَيرهم من الْآفَاق وَرُبمَا أفتى على خلاف مَذْهَب الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة فَيُقَال لَهُ فِي ذَلِك فَيَقُول وَيحكم حدث فلَان عَن فلَان عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَذَا وَكَذَا وَالْأَخْذ بِالْحَدِيثِ أولى من الْأَخْذ بقول الْإِمَامَيْنِ 3 - (الشَّاعِر العباسي) عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحِيم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب قَالَ الصولي كَانَ شَاعِرًا محسناً مطيلاً مدح المتَوَكل من شعره الْكَامِل (طفقت تَأمل حسن مشبهها ... فشككت أَيهمَا هُوَ الْبَدْر) (ثمَّ انْثَنَتْ بالدر تهمله ... فَكَأَنَّهُ فِي نحرها تبر) (غراء آنسة تخال بهَا ... بهراً وَلَيْسَ بنهضها بهر) (ذَنْب الرواد أَنَّهَا ثقلت ... فبهرتها إِذْ خانها الخصر) قَالَ الْعَبَّاس ابْنه كنت مَعَ أبي بسر من رأى فَدفع إِلَيّ هَذِه الأبيات وَقَالَ لي سل ابْن السّكيت عَن الْبَيْت الثَّانِي فَسَأَلته عَنهُ فَقَالَ هَذِه جَارِيَة مضمخة النَّحْر بالخلوق بَكت فَتَلَوَّنَ الدمع فِي نحرها بالخلوق فَصَارَ كالذهب فَعرفت أبي ذَاك فَقَالَ صدق 3 - (ابْن قرناص الْحَمَوِيّ) عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن هبة الله أَبُو بكر بن قرناص الْحَمَوِيّ حدث بِشَيْء من شعره وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وست مائَة 3 - (عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن النَّاصِر) عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم ابْن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الْأمَوِي المرواني هُوَ ابْن النَّاصِر عبد الرَّحْمَن صَاحب الأندلس وَقد تقدم ذكر أَبِيه وأخيه عبد الله فِي مكانيهما) كَانَ الْمَذْكُور أديباً شَاعِرًا حَنَفِيّ الْمَذْهَب لَهُ شعر عراقي المشرع نجدي المنزع وَكَانَ مغرماً بالنبيذ والغناء فَترك النَّبِيذ لِبُغْض أَخِيه فِي النَّبِيذ فَقَالَ أَخُوهُ الْمُسْتَنْصر لَو ترك الْغناء لكمل سروري فَقَالَ وَالله لَا تركته حَتَّى تتْرك الطُّيُور تغريدها ثمَّ قَالَ الْخَفِيف

الصقلي

(أَنا فِي صِحَة وجاه ونعمى ... هِيَ تَدْعُو للذة الألحان) (وَكَذَا الطير فِي الحدائق تشدو ... للَّذي سر نَفسه بالعيان) وَمن شعره الرمل (زارني من هَمت فِي سحرًا ... يتهادى كنسيم السحر) (اقبس الصُّبْح ضِيَاء نوره ... فأضا وَالْفَجْر لم ينفجر) (واستعار الرَّوْض مِنْهُ نفحة ... بثها بَين الصِّبَا والزهر) (أَيهَا الطالع بَدْرًا زاهراً ... لَا حللت الدَّهْر إِلَّا بَصرِي) 3 - (الصّقليّ) عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن الصّقليّ أَخُو عَليّ بن عبد الرَّحْمَن وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه أورد أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي الحديقة لعبد الْعَزِيز قَوْله الْكَامِل (من ذَا يدل على الطَّرِيق إِلَى الْكرَى ... فَعَسَى خيال أحبتي يلقاني) (لَو لم تفض عبرات عَيْني حسرة ... فاضت عَلَيْك النَّفس من أجفاني) (لَيْت الَّذِي خلق الْهوى قسم الْهوى ... فسقاك بالكأس الَّذِي أسقاني) 3 - (عز الدّين بن عبد السَّلَام) عبد الْعَزِيز بن عبيد السَّلَام بن أبي الْقَاسِم بن الْحسن شيخ الْإِسْلَام وَبَقِيَّة الْأَعْلَام الشَّيْخ عز الدّين أَبُو مُحَمَّد السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتِّينَ وست مائَة حضر أَبَا الْحُسَيْن احْمَد بن الموازيني والخشوعي وَسمع عبد اللَّطِيف بن إِسْمَاعِيل الصُّوفِي وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَابْن طبرزد وحنبل المكبر وَابْن الحرستاني وَغَيرهم وَخرج لَهُ الدمياطي أَرْبَعِينَ حَدِيثا عوالي روى عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد والدمياطي وَأَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَغَيرهم وتفقه على الإِمَام فَخر الدّين ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ الْأُصُول والعربية ودرس وَأفْتى وصنف وبرع فِي الْمَذْهَب وَبلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد وقصده الطّلبَة من الْبِلَاد وَتخرج بِهِ أَئِمَّة وَله الْفَتَاوَى السديدة)

عبد العزيز بن عبد الصمد

وَكَانَ ناسكاً ورعاً أماراً بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر لَا يخَاف فِي الله لومة لائم ولي خطابة دمشق بعد الدولعي فَلَمَّا تملك الصَّالح إِسْمَاعِيل دمشق وَأعْطى الفرنج صفد والشقيف نَالَ ابْن عبد السَّلَام مِنْهُ على الْمِنْبَر وَترك الدُّعَاء لَهُ فَعَزله وحبسه ثمَّ أطلقهُ فنزح إِلَى مصر فَلَمَّا قدمهَا تَلقاهُ الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب وَبَالغ فِي احترامه وَاتفقَ موت قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين ابْن عين الدولة فولي بدر الدّين السنجاري قَضَاء الْقَاهِرَة وَولي عز الدّين قَضَاء مصر وَالْوَجْه القبلي مَعَ خطابة جَامع مصر ثمَّ إِن بعض غلْمَان وَزِير الصَّالح وَهُوَ معِين الدّين ابْن الشَّيْخ بنى بنياناً على سطح مَسْجِد بِمصْر وَجعل فِيهِ طبلخاناه معِين الدّين فَأنْكر عز الدّين ذَلِك وَمضى بجماعته وَهدم الْبُنيان وَعلم أَن السُّلْطَان والوزير يغضبان فاشهد عَلَيْهِ بِإِسْقَاط عَدَالَة الْوَزير وعزل نَفسه عَن الْقَضَاء فَعظم ذَلِك على السُّلْطَان وَقيل لَهُ اعزله عَن الخطابة وَإِلَّا شنع عَلَيْك على الْمِنْبَر كَمَا فعل فِي دمشق فَعَزله فأقم ببيته يشغل النَّاس وَكَانَ مَعَ شدته فِيهِ حسن محاضرة بالنادرة وَالشعر وَكَانَ يحضر السماع ويرقص ويتواجد وَأرْسل إِلَيْهِ السُّلْطَان لما مرض وَقَالَ عين مناصبك لمن تُرِيدُ من أولادك فَقَالَ مَا فيهم من يصلح وَهَذِه الْمدرسَة الصالحية تصلح للْقَاضِي تَاج الدّين ففوضت إِلَيْهِ بعده وَلما مت شهد الْملك الظَّاهِر جنَازَته وَالْخَلَائِق وَاخْتصرَ نِهَايَة الْمطلب وَله الْقَوَاعِد الْكُبْرَى وَالْقَوَاعِد الصُّغْرَى ومقاصد الرِّعَايَة وَالنَّاس يَقُولُونَ فِي الْمثل مَا أَنْت إِلَّا من الْعَوام وَلَو كنت ابْن عبد السَّلَام وَيُقَال إِنَّه لما حضر بيعَة الْملك الظَّاهِر قَالَ لَهُ يَا ركن الدّين أَنا أعرفك مَمْلُوك البندقدار فَمَا بَايعه حَتَّى جَاءَ من شهد لَهُ بِالْخرُوجِ عَن رقّه إِلَى الصّلاح وعتقه رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ وملا كَانَ بِدِمَشْق سمع من الْحَنَابِلَة أَذَى كثيرا وَكَانَ الشَّيْخ عز الدّين يكْتب خطا حسنا قَوِيا وَفِيه يَقُول الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو الْحُسَيْن الجزار الْخَفِيف (سَار عبد الْعَزِيز فِي الحكم سيراً ... لم يسره سوى ابْن عبد الْعَزِيز) (عمنَا حكمه بِعدْل بسيط ... شَامِل للورى وَلَفظ وجيز) 3 - (عبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد) عبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد الْعمي الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره توفّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة)

صائن الدين الجيلي

3 - (صائن الدّين الجيلي) عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم هُوَ الشَّيْخ الإِمَام صائن الدّين الهمامي الجيلي الشَّافِعِي شرح التَّنْبِيه شرحاً حسنا وجوده وَله شرحان للتّنْبِيه كَذَا قَالَ فِي أول الشَّرْح الْمَشْهُور لَهُ وَشرح الْوَجِيز وَالْفُقَهَاء يرمونه بِالْكَذِبِ فِي نقُوله وَقد قَالَ هُوَ وَالْوُجُوه الْمَذْكُورَة فِي الْكتب الْمَشْهُورَة بَين أَصْحَاب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وعنهم من الْوَسِيط والبسيط والشامل والتهذيب والتجريد وَالْخُلَاصَة والحلية وَالْحَاوِي والشافي وَالْكَافِي والتتمة وَالنِّهَايَة ومختصرها وبحر الْمَذْهَب والإيضاح والإبانة ومختصر الْمُزنِيّ والمستظهري وَالْمُحِيط وَالتَّلْخِيص وَالْبَيَان وَشرح الْبَيْضَاوِيّ وتبصرة الْجُوَيْنِيّ وتحرير الْجِرْجَانِيّ وَالْمُحَرر ومهذب أبي الْفَيَّاض الْبَصْرِيّ وَغَيرهَا وَلَا يُبَادر النَّاظر فِيهِ بالإنكار لَا بعد مطالعة الْكتب الْمَذْكُورَة إِذْ لَا مَعْصُوم إِلَّا الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام 3 - (ابْن الصيقل الْحَرَّانِي) عبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم بن عَليّ بن الصيقل عز الدّين أَبُو الْعِزّ الْحَرَّانِي مُسْند الديار المصرية بعد أَخِيه روى عَن يُوسُف بن كَامِل وضياء بن الخريف وَأبي الْفرج مُحَمَّد بن هبة الله بن الْوَكِيل وَأبي حَامِد بن جوالق وَسَعِيد بن مُحَمَّد بن ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عطاف وَأبي عَليّ يحيى بن الرّبيع الْفَقِيه وَابْن طبرزد وَأحمد بن الْحسن العاقولي وَابْن الْأَخْضَر وعزيزة بنت الطراح وَعبد الْقَادِر الزهاوي وَجَمَاعَة وبالإجازة عَن ابْن كُلَيْب وَتفرد فِي وقته ورحل إِلَيْهِ وَكَانَ من التُّجَّار المعروفين كأخيه ثمَّ افْتقر روى عَنهُ ابْن الخباز والدمياطي وَابْن الزراد وَأَبُو مُحَمَّد الْحَارِثِيّ والمزي وَأَبُو حَيَّان وَأَبُو عمر وَابْن الظَّاهِر

الرفيع الجيلي

والبرزالي وَفتح الدّين ابْن سيد النَّاس وَخلق وَهُوَ أكبر شيخ لقِيه الْمزي والبرزالي ولد بحران سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَحدث سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة 3 - (الرفيع الجيلي) عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق رفيع الدّين أَبُو حَامِد الجيلي الشَّافِعِي الَّذِي فعل بِالنَّاسِ تِلْكَ الأفاعيل وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مناظراً متكلماً متفلسفاً قدم الشَّام وَولي الْقَضَاء ببعلبك أَيَّام صَاحبهَا إِسْمَاعِيل الصَّالح ووزيره أَمِين الدولة السامري فَلَمَّا ملك الصَّالح دمشق ولاه الْقَضَاء بِدِمَشْق فاتفق هُوَ والزير الْمَذْكُور فِي الْبَاطِن على الْمُسلمين) وَكَانَ عِنْده شُهُود زور وَمن يَدعِي زوراً فيحضر الرجل المتمول إِلَى مَجْلِسه وَيَدعِي عَلَيْهِ الْمُدَّعِي بِأَلف دِينَار أَو أَلفَيْنِ فينكر فيحضر الشُّهُود فَيلْزمهُ وَيحكم عَلَيْهِ فيصالح غَرِيمه على النّصْف أَو أَكثر أَو أقل فاستبيحت أَمْوَال النَّاس قَالَ أَبُو المظفر ابْن الْجَوْزِيّ حَدثنِي جمَاعَة أَعْيَان أَنه كَانَ فَاسد العقيدة دهرياً مستهتراً بِأُمُور الشَّرْع يَجِيء إِلَى الصَّلَاة سَكرَان وَأَن دَاره كَانَت مثل الحانة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بَلغنِي أَن النَّاس اسْتَغَاثُوا إِلَى الصّلاح من الرفيع فخاف الْوَزير وَعجل بهلاكه ليمحو التُّهْمَة عَنهُ وَقيل إِن السُّلْطَان كَانَ عرافاً بالأمور وَالله أعلم وَقبض على أعوان الرفيع وَكَبِيرهمْ الْمُوفق حُسَيْن بن الرواس الوَاسِطِيّ وسجنوا ثمَّ عذبُوا بِالضَّرْبِ وَالْعصر والمصادرة وَلم يزل ابْن الرواس فِي الْعَذَاب والمصادرة إِلَى أَن فقد وَفِي ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة أخرج الرفيع من دَاره وَحبس بالمقدمية ثمَّ أخرج لَيْلًا فسجن فِي مغارة أفقة من نواحي الْبِقَاع وَقيل ألقِي من شَاهِق وَقيل بل خنق وَقَالَ ابْن وَاصل حكى لي ابْن صبح بِالْقَاهِرَةِ أَنه ذهب بالرفيع إِلَى رَأس شقيف فَعرف أَنِّي أُرِيد أَن أرميه فَقَالَ بِاللَّه عَلَيْك دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فأمهلته حَتَّى صلاهما ثمَّ رميته فَهَلَك وَلما كثرت الشكاوي عَلَيْهِ أَمر الْوَزير بكشف مَا حمل إِلَى الخزانة وَكَانَ الْوَزير لَا يحمل إِلَى الخزانة إِلَّا الْقَلِيل فَقَالَ الرفيع الْأُمُور عِنْدِي مضبوطة فخافه الْوَزير وَخَوف السُّلْطَان من أَمر وَمن عاقبته فَقَالَ لَهُ أَنْت جِئْت بِهِ وَأَنت تتولى أمره أَيْضا فَأَهْلَكَهُ الْوَزير

عبد العزيز المنوفي

وَقَالَ ابْن أبي أصيبعة وَكَانَ من الأكابر المتميزين فِي الْحِكْمَة والطبيعي والطب وأصول الدّين وَالْفِقْه وَكَانَ فَقِيها فِي الْمدرسَة العذرية وَله مجْلِس للمشتغلين عَلَيْهِ وَحكى من أمره مَا حكى وَقَالَ إِن بعض الَّذين كَانُوا مَعَه حكى أَنه لما دفع فِي تِلْكَ الهوة تحطم فِي نُزُوله وَكَأَنَّهُ تعلق فِي بعض جوانبها أَسْفَل بثيابه قَالَ فبقينا نسْمع أنينه نَحْو ثَلَاثَة أَيَّام وَكلما مر يَوْم يضعف وَيخْفى حَتَّى تحققنا مَوته ورجعنا عَنهُ قَالَ وَمن أعجب مَا يحْكى أَن القَاضِي رفيع الدّين وقف على نُسْخَة من هَذَا الْكتاب يَعْنِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء وَمَا كنت ذكرته فِي تِلْكَ النُّسْخَة وطالعه فَلَمَّا وقف على أَخْبَار السهروردي تأثر من ذَلِك فَقَالَ ذكرت هَذَا وَغَيره أفضل مِنْهُ مَا ذكرته وشار إِلَى نَفسه ثمَّ قَالَ وإيش كَانَ من حَال شهَاب الدّين إِلَّا أَنه قتل فِي آخر أمره وَقدر الله تَعَالَى أَن رفيع الدّين قتل أَيْضا) وَذكر ابْن أبي أصيبعة قصيدة مدحه بهَا أَولهَا الْكَامِل (مجد وَسعد دَائِم وعلاء ... أيد الزَّمَان ورفعة وسناء) بِبَقَاء مولنا رفيع الدّين ذِي الْجُود العميم وَمن لَهُ النعماء 3 - (عبد الْعَزِيز المنوفي) عبد الْعَزِيز بن عبد الْغَنِيّ بن أبي الأفراح سرُور بن أبي الرَّجَاء سَلامَة بن أبي الْيمن بَرَكَات بن أبي الْحَمد دَاوُد ويتصل بالْحسنِ الْمثنى بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الينبعي الْمجِيد الإسكندري المولد أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ مولده سنة سبع وست مائَة وأنشدنا لنَفسِهِ بِجَامِع عمر بن الْعَاصِ ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وست مائَة الطَّوِيل (وجدت بقالي عِنْد فقد وجودي ... فَلم يبْق حد جَامع لحدودي) (وألفيت سري عَن ضميري ملوحاً ... يرمز إشاراتي وَفك قيودي) (فَأَصْبَحت مني دانياً بمعارف ... وَقد كنت عني نَائِيا لجمودي) (وَمن عين ذَاك الْأَمر حكم مُبين ... لتحقيق ميراثي وَحفظ عهودي) (فَمن مبتدا فرقي فتوتي ووجهتي ... إِلَى مُنْتَهى جمعي يكون سجودي) (وعاكف ذاتي مُطلق غير مطرق ... وبادي صفاتي قد وفى بعقودي) (وَإِن أَمرتنِي نشأتي غير نسبتي ... فَصَالح آبَائِي نَذِير ثمودي) (وَإِن أضرمت للحرب نَار فإنني ... أقابلها من همتي بجنودي)

عبد العزيز الربعي

(سألقي عصاي فِي رحاب نَار فإنني ... أقابلها من همتي بجنودي) (وأخلد بلعامي إِلَى أَرض طيعة ... لترفعني الْآيَات حِين صعودي) (إِذا وَردت من مَاء مَدين نشوتي ... لَطِيفَة أسراري بِطيب ورودي) (فَأنْزل مني منزلا بعد منزلٍ ... وتنزل شمسي فِي بروج سعودي) (فَلَا مَنْهَج إِلَّا ولي فِيهِ مَسْلَك ... وَلَا موطن إِلَّا وَمِنْه شهودي) قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين قَالَ شَيخنَا الرضي الشاطبي هَذَا يعرف بالشيخ عبد الْعَزِيز المنوفي وَهُوَ من أَتبَاع ابْن الْعَرَبِيّ صَاحب عنقاء مغرب قَالَ الْأَثِير الدّين وَهُوَ شيخ عبد الْغفار بن نوح القوصي 3 - (عبد الْعَزِيز الربعِي) ) عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن أبي الْكَرم بن أبي الذَّر الربعِي البغداذي هُوَ الشَّيْخ نجم الدّين أحد من سَمِعت أليه وَأَجَازَ لي بخطّه سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة لَهُ رِسَالَة فِي الرَّد على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فِي إِنْكَاره صِحَة الكيمياء وَله مصنفات مِنْهَا كتاب نتائج الشيب من مدح وعيب وَهُوَ كَبِير ملكته بِخَطِّهِ وَسمعت الْخطب الجزرية الَّتِي لِابْنِ الصيقل يَرْوِيهَا عَن المُصَنّف بِقِرَاءَة شهَاب الدّين العسجدي بِالْمَدْرَسَةِ القراسنقرية بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة ببغداذ 3 - (عز الدّين الإربلي) عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن أبي طَاهِر بن مفضل الشَّيْخ عز الدّين أَبُو مُحَمَّد الإربلي الْمُحدث إِمَام دَار الحَدِيث النورية بِدِمَشْق طلب الْكثير وَسمع بِنَفسِهِ وَكَانَ صَاحب وقار أديباً فَاضلا حسن الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم كتب عَنهُ القدماء كَابْن الْحَاجِب وطبقته وَمَات بجوبر سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة 3 - (الْمروزِي) عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان الْمروزِي شَاذان أَخُو عَبْدَانِ روى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أسعد الدّين الطَّبِيب) عبد الْعَزِيز بن عَليّ أسعد الدّين بن أبي الْحسن قَالَ ابْن

ابن بنت السكري

أبي أصيبعة كَانَ من أفاضل الْعلمَاء وأعيان الْأَطِبَّاء حاد الذِّهْن كثير الاعتناء بِالْعلمِ أتقن الصِّنَاعَة الطبية وَحصل الْعُلُوم الْحكمِيَّة وَكَانَ عَالما بعلوم الشَّرْع مسموع القَوْل اشْتغل بالطب على أبي زَكَرِيَّا يحيى البياسي فِي ديار مصر وخدم المكل المسعود أقسيس بن الْكَامِل وَأقَام مَعَه بِالْيمن مُدَّة وَقرر لَهُ فِي كل شهر مائَة دِينَار مصرية وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن توفّي ثمَّ إِن الْكَامِل أطلق لَهُ إقطاعات يستغلها واشتغل أسعد الدّين بالأدب وَالشعر وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَله من الْكتب كتاب نَوَادِر الأنباء فِي امتحان الْأَطِبَّاء صنفه للكامل بن الْعَادِل 3 - (ابْن بنت السكرِي) عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْأنمَاطِي أَبُو الْقَاسِم ابْن بنتن السكرِي سمع وَحدث وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَأَرْبَعمِائَة) 3 - (ابْن الطَّحَّان الإشبيلي) عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سَلمَة بن عبد الْعَزِيز الأندلسي أَبُو الْأَصْبَغ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن الطَّحَّان الإشبيلي دخل بغداذ من مَكَّة كَانَ من الْقُرَّاء المجودين الموصوفين بإتقان الْقرَاءَات وَمَعْرِفَة وجوهها وَله فِي ذَلِك مصنفات قَرَأَ بِبَلَدِهِ بالروايات على جمَاعَة وَسمع من شُرَيْح بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله بن شُرَيْح الرعيني خطيب إشبيلية وبقرطبة من أبي بكر بن سَعَادَة الْقُرْطُبِيّ قَالَ أَبُو مُحَمَّد ابْن الأشيري لَيْسَ فِي الْمغرب أحد أعلم من ابْن الطَّحَّان بالقراءات وَولد سنة ثَمَان وَخمْس مائَة بإشبيلية وَمن شعره مجزوء الوافر (دع الدُّنْيَا لعاشقها ... سيصبح من رشائقها) (وَعَاد النَّفس مصطبراً ... ونكب عَن خلائقها) (هَلَاك الْمَرْء أَن يُضحي ... مجداً فِي علائقها) (وَذُو التَّقْوَى يذللها ... فَيسلم من بوائقها) 3 - (ابْن صَاحب الرَّد) عبد الْعَزِيز بن عَليّ أَبُو الْأَصْبَغ اللَّخْمِيّ الإشبيلي الظَّاهِرِيّ يعرف بِابْن صَاحب الرَّد كَانَ مِمَّن برع فِي فقه الظَّاهِرِيَّة قَالَ ابْن مسدي كَانَ ذَاكِرًا لصحيح مُسلم متظاهراً بِمذهب أهل الظَّاهِر رَافعا راية تِلْكَ الْمظَاهر مَعَ الثِّقَة والأصالة

أبو محمد السمات

توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد السمات) عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن زَيْدَانَ أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو بكر السمات بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف الْقُرْطُبِيّ نزيل فاس كَانَ من أهل الْفِقْه والْحَدِيث والنحو واللغة والتاريخ وَالْأَخْبَار وَأَسْمَاء الرِّجَال متصرفاً فِي أُمُور كَثِيرَة أديباً نحوياً شَاعِرًا مقدما فِي الْعَرَبيَّة توفّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره 3 - (عبد الْعَزِيز بن عمر) عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان كَانَ من ثِقَات الْعلمَاء وَثَّقَهُ ابْن معِين وَمَات سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة على الصَّحِيح ومروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ عِنْده أدب ولطف وكرم طرقه بعض اللَّيَالِي أضياف فَكتب إِلَى زَوجته الْخَفِيف) (إِن عِنْدِي أبقاك رَبك ضيفاً ... وَاجِبا حَقه كهولاً ومردا) (طرقوا جَارك الَّذِي كَانَ قدماً ... لَا يرى من غَرَامَة الضَّيْف بدا) (فلديه أضيافه قد قراهم ... وهم يشتهون تَمرا وزبدا) (فَلهَذَا أجْرى الحَدِيث وَلَكِن ... قد جعلنَا بعض الفكاهة جدا) فَوقف أَبوهُ عمر رَضِي الله عَنهُ على هَذِه الأبيات فَقَالَ يَا بني لَو قلت بدل هَذَا سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله كَانَ أَعُود عَلَيْك وروى أَن عبد الْعَزِيز خرج وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة وَمَعَهُ عبد الله بن الْحسن فَنزلَا تَحت سرحة وتغذيا فَأخذ عبد الله حجرا وَكتب بِهِ على سَاق السرحة الْخَفِيف خبرينا خصصت بِالْغَيْبِ يَا سرج بِصدق فالصدق فِيهِ شِفَاء فَأخذ عبد الْعَزِيز الْحجر وَكتب تَحْتَهُ (هَل يَمُوت الْمُحب من ألم الْحبّ ... ويشفي من الحبيب اللِّقَاء) ثمَّ أَنَّهُمَا ركبا دَوَابِّهِمَا ومضيا غير بعيد فَإِذا السَّمَاء قد أَقبلت عَلَيْهِمَا فَرَجَعَا مُسْرِعين إِلَى السرحة فأصابا تَحت مَا كتبا

ابن نباتة السعدي

(إِن جهلا سؤالك السَّرْح عَمَّا ... لَيْسَ يَوْمًا بِهِ عَلَيْك خَفَاء) لَيْسَ للعاشق الْمُحب من العشقاضي الْقُضَاة سوى لَذَّة الْجِمَاع دَوَاء فتعجبا من ذَلِك وانصرفا 3 - (ابْن نباتة السَّعْدِيّ) عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نباتة بن حميد بن نباتة أَبُو نصر التَّمِيمِي السَّعْدِيّ البغداذي أحد الشُّعَرَاء المجودين كَانَ يعاب لكبرٍ فِيهِ توفّي سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة مدح الْمُلُوك والوزراء وَله فِي سيف الدولة غر القصائد كَانَ قد أعطَاهُ فرسا أدهم أغر محجلاً فَكتب إِلَيْهِ الْكَامِل (يَا أَيهَا الْملك الَّذِي أخلافه ... من خلقه ورواؤه من رائه) (قد جَاءَنَا الطّرف الَّذِي أهديته ... هادية يعْقد أرضه بسمائه) (أولاية وليتنا فبعثته ... رمحاً سبيت الْعرف عقد لوائه) (نحتل مِنْهُ على أغر محجل ... مَاء الدياجي قَطْرَة من مَائه) ) (فَكَأَنَّمَا لطم الصَّباح جَبينه ... فاقتص مِنْهُ فَخَاضَ فِي أحشائه) (متمهلاً والبرق من أَسْمَائِهِ ... متبرقعاً وَالْحسن من أكفائه) (مَا كَانَت النيرَان يكمن حرهَا ... لَو كَانَ للنيران بعض ذكائه) (لَا تعلق الألحاظ فِي أعطافه ... غلا إِذا كفكفت من غلوائه) (لَا يكمل الطّرف المحاسن كلهَا ... حَتَّى يكون الطّرف من أسرائه) قلت قد اشْتهر هَذَا الْبَيْت الَّذِي لَهُ أَعنِي قَوْله وكأنما لطم الصَّباح جَبينه فيروى أَن ابْن حجاج أَو غَيره قَالَ الْكَامِل (غضِبت صباح وَقد رأتني قَابِضا ... أيري فَقلت لَهَا مقَالَة فَاجر) (بِاللَّه إِلَّا مَا لطمت جَبينه ... حَتَّى يُحَقّق فِيك قَول الشَّاعِر) وَمن شعر أبي نصر بن نباتة الْبَسِيط (قد جدت لي باللهى حَتَّى ضجرت بهَا ... وكدت من ضجري أثني على الْبُخْل) (إِن كنت ترغب فِي أَخذ النوال لنا ... فاخلق لنا أملاً أَولا فَلَا تنَلْ)

(لم يبْق جودك لي شَيْئا أؤمله ... تَرَكتنِي أصحب الدُّنْيَا بِلَا أمل) وَقَالَ ابْن نباتة كنت يَوْمًا قَائِلا فِي دهليزي فدق عَليّ الْبَاب فَقلت من قَالَ رجل من أهل الْمشرق أَنْت الْقَائِل الطَّوِيل (وَمن لم يمت بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ ... تخالفت الْأَسْبَاب والداء وَاحِد) فَقلت نعم فَقَالَ أرويه عَنْك فَقلت نعم فَلَمَّا كَانَ آخر النَّهَار دق عَليّ الْبَاب فَقلت من قَالَ رجل من أهل تاهرت من الْمغرب فَقلت مَا حَاجَتك قَالَ أَنْت الْقَائِل (وَمن لم يمت بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ ... تخالفت الْأَسْبَاب والداء وَاحِد) فَقلت نعم فَقَالَ أرويه عَنْك فَقلت نعم وَعَجِبت كَيفَ وصل قولي إِلَى الْمشرق وَالْمغْرب وَمن شعر ابْن نباتة قَوْله الطَّوِيل (فَلَا تجعلني كَالَّذي رَأَيْتهمْ ... وَمن يَجْعَل الْأَقْدَام الذوائب) (إِذا بصروني نكسوا فَكَأَنَّمَا ... شواربهم مضفورة بالحواجب) قلت هُوَ عكس معنى قَول أبي الطّيب الطَّوِيل) (بعيدَة مَا بَين الجفون كَأَنَّمَا ... عقدتم أعالي كل جفن بحاجب) وَمن شعره ابْن نباتة السَّعْدِيّ فِي مصلوب الطَّوِيل (على الْجذع موف لَا يزَال كَأَنَّهُ ... سليما دَعَا قوما إِلَيْهِ فَأَقْبَلُوا) (فَقَامَ يماريهم وَقد مد بَاعه ... يَقُول لَهُم عرضي أم الطول أطول) وَمِنْه الوافر (رفعن ذلاذل الظلماء حَتَّى ... بدا مِنْهُنَّ ورد ذُو ابنلاج) (إِذا مرت ركائبها بقاع ... خلعن عَلَيْهِ أردية العجاج) وَمِنْه فِي الْحَيَّة الطَّوِيل (وصل صفا بِالسِّنِّ دون سميره ... لَهُ فِي عقول الناظرين وجار) (يُخَادع الْبَاب الرِّجَال كَأَنَّهُ ... إِذا مَا تطوى للأكف سوار) وَمِنْه المتقارب (غبطت الَّذِي لامني فِيكُم ... وَلم أدر أَنِّي حسدت الحسودا) (فليت الْعُيُون وجدن الدُّمُوع ... وليت الدُّمُوع وجدن الخدودا) وَمِنْه الْخَفِيف (قيل إِن الْهوى فرَاغ جهول ... وَكفى بالهوى لذِي اللب شغلا)

ابن عمران الأعرج

مَا اسْتحق الْفِرَاق نجد فيشتاق وَلَا استأهل الْحمى أَن يملا وَمِنْه فِي السِّهَام الطَّوِيل (سهامي من خطي سِهَام أعدهَا ... عطارف نبع لحمهن نيال) (يردن وأطراف الرماح حوائم ... وَهن قصار والرماح طوال) وَمِنْه فِي السَّيْف وَالرمْح المنسرح (وصارم فِي الضراب نفحته ... يتبعهَا المنكبان والعنق) (وَمن نطاق الجوزاء مطرد ... كَأَنَّهَا فِي كعوبه نسق) وَقَالَ مهيار الديلمي يرثي ابْن نباتة الْكَامِل (حملوك لَو علمُوا من الْمَحْمُول ... لارتاض معتاص وخفف ثقيل) (واستودعوا بطن الثرى بك هضبة ... فاقلها إِن الثرى لحمول) ) (هالوا التُّرَاب على دَقِيق شخصه ... معنى التُّرَاب وَقد حواه جليل) مِنْهَا (يَا نَاشد الْكَلم الغرائب أعوصت ... شبها فَلَيْسَ لآيها تَأْوِيل) (قُم نَاد فِي النادي هَل ابْن نباتة ... أذن فَتسمع أَو فَم فَيَقُول) (فاسأل غطارف من تَمِيم أمّهم ... يَوْم انطوى عبد الْعَزِيز ثكول) (لَو أغمدت أسيافكم عَن نَصره ... وَلسَانه من دونكم مسلول) (أوما لبستم مَا كسى أعراضكم ... شرفاً يعرض نسجها وَيطول) (ضيعتم رحما رعاها بُرْهَة ... ويبيسها بِكَلَامِهِ مبلول) مِنْهَا (مني أَخ إِن ينأ عَنْك وَلَاؤُه ... فوداده بك لاصق مَوْصُول) (أسيان طابت نَفسه عَن نَفسه ... لَك بِالْفِدَاءِ لَو أَنه مَقْبُول) (عقل السلو عَن الْعُيُون وَأَن لي ... عينا عَلَيْك وكاؤها محلول) (تَجِد الدُّمُوع المقذيات جلاءها ... حَتَّى كَأَن الدمع فِيهَا الْميل) 3 - (ابْن عمرَان الْأَعْرَج) عبد الْعَزِيز بن عمرَان الْمدنِي الْأَعْرَج اتَّصل بِيَحْيَى

عبد العزيز الطائي

الْبَرْمَكِي قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِثِقَة إِنَّمَا كَانَ صَاحب شعر وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لم أكتب عَنهُ توفّي فِي حُدُود السِّتين وَفِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة 3 - (عبد الْعَزِيز الطَّائِي) عبد الْعَزِيز بن عمرَان بن عَمْرو بن حسان بن سُلَيْمَان الطَّائِي كَانَ عمرَان ابْن عَمْرو من جلة قواد الْمَنْصُور وصحابته وَقد تقلد لَهُ فَارس وَأما عبد الْعَزِيز فَإِن الْمَأْمُون أحضرهُ فِي جملَة من اتهمه بقتلة الْفضل بن سهل وزيره وَقَالَ الْمَأْمُون لعبد الْعَزِيز تنسى مقدمك من خُرَاسَان دَاخِلا عَليّ وَأَنت آخذ بلحيتك لَا ترى للخلافة مهابة وَلَا توقيراً فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن كنت فعلت ذَاك فبغير استخفاف مني وَمَا يبلغ هَذَا استحلال الدَّم فَاتق الله فِي فَقَالَ الْمَأْمُون اتقاؤه فِيك إِقَامَة الْحَد عَلَيْك فَهَلا اتقيتموه فِي الْمَظْلُوم المرحوم المضرج بِالدَّمِ يَا غُلَام اضْرِب عُنُقه فَقَالَ عبد الْعَزِيز صبرا لأمر الله فَقَالَ الْمَأْمُون كذبت بل صبرا) لأمري فَضربت عُنُقه وصلب فِي سوَاده وَالله أعلم بالباطن وَكَانَ ذَلِك فِي سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ أَو اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد البابصري) عبد الْعَزِيز بن أبي الْقَاسِم بن عُثْمَان الشَّيْخ عز الدّين أَبُو مُحَمَّد البابصري البغداذي الْحَنْبَلِيّ الصُّوفِي الأديب من أَعْيَان الشميساطية ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة سمع مشيخة الباقرحي على ابْن الْأَجَل وَسمع بِدِمَشْق من أَصْحَاب ابْن طبرزد وَكَانَ عَارِفًا بالفقه بَصيرًا بالأدب وَالشعر وَأَيَّام النَّاس ضعف بَصَره وَسمع مِنْهُ ابْن البرزالي وَابْن الصَّيْرَفِي وَله شعر 3 - (القَاضِي عبد الْعَزِيز بن النُّعْمَان) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن حمد بن مَنْصُور قَاضِي الْحَاكِم صَاحب مصر علت رتبته عِنْده إِلَى أَن أقعده مَعَه على الْمِنْبَر فِي يَوْم الْعِيد وَقَتله مَعَ الْقَائِد حُسَيْن بن جَوْهَر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الدَّرَاورْدِي) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي من قَرْيَة بخراسان أَبُو مُحَمَّد الْجُهَنِيّ مَوْلَاهُم الْمدنِي قَالَ معن بن عِيسَى يصلح أَن يكون أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقَالَ يحيى بن معِين هُوَ أثبت من فليح وَقَالَ أَبُو زرْعَة سيئ الْحِفْظ وَقَالَ أَحْمد إِذا حدث من حفظه بهم لَيْسَ هُوَ بِشَيْء توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة روى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وروى لَهُ

أبو محمد التميمي

البُخَارِيّ مُتَابعَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْمُحدث أَبُو مُحَمَّد التَّمِيمِي الْكِنَانِي الصُّوفِي مُفِيد الدماشقة سمع الْكثير وَكتب مَا لَا ينْحَصر وَتُوفِّي فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو مُسلم الشِّيرَازِيّ) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو مُسلم الشِّيرَازِيّ الأديب قدم بغداذ وروى عَن الْقشيرِي كَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر وأعاينه متفنناً لغوياً نحوياً فَقِيها متكلماً مترسلاً شَاعِرًا لَهُ مصنفات كَثِيرَة فِي كل فن وَكَانَ حَافِظًا للتواريخ قَالَ السلَفِي توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَمن شعره) الْبَسِيط (كَأَنَّمَا اللَّيْل صب عز مرتقباً ... وأنجم اللَّيْل فِي ظلمائه رقبا) (فَلَا ترى اللَّيْل يمْضِي خوف رقبه ... وَلَا ترى الصُّبْح يعمي عين من رقبا) 3 - (الطارقي) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْقرشِي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج منشأه وأدبه بالبادية من سَاحل الْبَحْر تعرف قريته ببني طَارق وَلَقي بالحضرة رجَالًا وَهُوَ شَاعِر مجود فخم الْكَلَام ينحته نحتاً وَأكْثر اشتهاره بالنثر دون النّظم إِذْ كَانَ فِيهِ فَارس الفرسان وَوَاحِد الزَّمَان مَا بَين تزوير مقامة مبتدعة أَو خطْبَة غير مفترعة إِلَى الرسائل السُّلْطَانِيَّة والمكاتبات الإخوانية وَله من الْخط البارع حَظّ الْمُعَلَّى من قداح الميسر وَأورد لَهُ الطَّوِيل (وَيَوْم كَأَن الشَّمْس دون عجاجه ... حشاشة قنديل يشف زجاجها) (غزا إِبْرَاهِيم نصير الدولة الْعَرَب فانبرت ... كتائب سد الْخَافِقين عجاجها) (تموج بالجرد الْعتاق بحورها ... ويزداد بالبيض الرقَاق ارتجاجها) وَمن شعره من أَبْيَات الْبَسِيط (هَب السرُور ونام الدَّهْر مشتغلاً ... عَنَّا فَلم نشمل ثوبا على حذر) (أما ترى المزن قد فضت خواتمه ... وَالرَّوْض يضْحك عجبا من بكا الْمَطَر) (والجو كالمنخل المسود جَانِبه ... يكسو الظهيرة أثواباً من الشّجر) (فاقدح سرورك من صهباء صَافِيَة ... يكَاد يقذف مِنْهَا الكأس بالشرر)

ابن القبيطي

وَمن شعره الْبَسِيط (بذ الرِّجَال وَجَاز السَّبق مبتدئاً ... كَأَنَّهُ مصعد ينحط صبب) (ودوخ الْعَجم حَتَّى قَالَ قَائِلهمْ ... مَا صفحة الصَّعق إِلَّا صولة الْعَرَب) قلت مَا أحسن قَوْله كَأَنَّهُ مصعد ينحط من صبب وأذكرني قَول الْقَائِل فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المتقارب (تحيره الله من آدم ... فَمَا زَالَ منحدراً يرتقي) وَمن شعر الطارقي الطَّوِيل (وَيَوْم على أعطافه من عجاجه ... مشرفة دكن ومحبوكة حمر) ) (ترف إِلَى الْأَبْطَال من تَحت سجفه ... عوان من الهيجاء أَو غَارة بكر) (أحن فليهيني بِهِ من بنانه ... يَمَانِية بيض وخطية سمر) (إِذا جردت عِنْد العناق ترنمت ... فتطرب لَكِن ذَلِك الطَّرب الذعر) (وجرد كأمثال السعالي خَفِيفَة ... مسومة لِابْنِ النصير بهَا نصر) (أقرَّت نِصَاب الْملك فِي كف أروع ... تدين لَهُ الدُّنْيَا وَيَنْتَهِي الْأَمر) قلت وهم فِي حَرَكَة الْبَاء من يَنْتَهِي وَلَا يجوز تحريكها لِأَنَّهَا لَيست ضميراً 3 - (ابْن القبيطي) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمْزَة بن فَارس بن القبيطي الْحَرَّانِي أَبُو البركات حفظ الْقُرْآن فِي صباه وقرأه على عَمه حَمْزَة بالروايات وأتقنه وَصَارَ من الْقُرَّاء المجيدين وأسمعه عَمه من شهدة الْكَاتِب وَعبد الرَّحِيم بن عبد الْخَالِق بن يُوسُف وَأبي الْفَتْح بن شاتيل وَغَيرهم وَصلى إِمَامًا بعد عَمه بِبَاب بدر وَكَانَ حسن الْأَدَاء طيب النغمة وخدم فِي عدَّة أَعمال ديوانية فَلم تحمد سيرته وَحدث باليسير ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (ابْن الديناري الْوَاعِظ) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي الْفَضَائِل بن أبي البركات الْأنْصَارِيّ أَبُو مُحَمَّد الْوَاعِظ ابْن الديناري قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن البطائحي وَسمع مِنْهُ وَمن ابْن الخشاب وَقَرَأَ الْأَدَب على ابْن الْأَنْبَارِي وَأبي الْحسن بن العصار وَأبي مُحَمَّد بن عُبَيْدَة الْكَرْخِي وتفقه على أبي طَالب غُلَام ابْن الْخلّ وَقَرَأَ الْوَعْظ على ابْن الْجَوْزِيّ وَورد دمشق وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره الْكَامِل

أبو القاسم الكرخي

(شهرت لواحظ مقلتيه مرهفاً ... صَوتا لورد خدوده أَن يقطفا) (وَالْحسن أطلع من سَمَاء قبائه ... بَدْرًا ينير لنا وغصناً أهيفا) (كتب الْجمال على صحيفَة خَدّه ... بالمسك سطراً ضم فِيهِ الأحرفا) (ريم لنكهة فِيهِ من بعد الْكرَى ... عرف بِهِ الْمسك الذكي تعرفا) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْكَرْخِي) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الْكَرْخِي شَاعِر روى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْمُنَادِي من) شعره الْبَسِيط (إِذا اشتكت نفس محزون وَقد جزعت ... وأظهرت بالتشكي بعض بلواها) (وفاض مِنْهَا الَّذِي قد كَانَ يستره ... عقل ضنين فأوهى الْعقل شكواها) (فَمَا تفِيد بشكواها وَإِن كثرت ... إِلَّا شماتة من عادى وناواها) (وَمَا لنَفس أَتَاهَا ضرّ سَيِّدهَا ... إِلَّا دُعَاء الَّذِي بالضر أبلاها) 3 - (ضِيَاء الدّين السنجاري) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ضِيَاء الدّين أَبُو مُحَمَّد السنجاري مولده بسنجار سنة خمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بهَا سنة عشْرين وست مائَة نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني بسنجار فِي شهور سنة سِتّ مائَة الْكَامِل (وَلَئِن شكرتك قدر مَا أوليتني ... برا وبشراً فِي اصطناع جواد) (حاولت مَا لَا أَسْتَطِيع وَقصرت ... أدوات نطقي عَن بُلُوغ مرادي) (لَكِن شكري مِنْك فِيك على المدى ... جهد الْمقل وطاقة المنآد) قَالَ وأنشدني لَهُ الطَّوِيل (وَلَو أَن أعضائي وكل جوارحي ... أكف تخط الْحَمد وَالشُّكْر فِي طرس) (لكلت وَمَا أدَّت ديوناً وَلَا قَضَت ... حقوقاً وفاءت ممسكات على يأس) 3 - (مجير الدّين ابْن الْجَزرِي) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن ندى الْأَمِير الْأَجَل الأوحد مجير الدّين ابْن الصاحب محيي الدّين بن شمس الدّين الْجَزرِي قد تقدم ذكر وَالِده فِي المحمدين ومملوكهم أيدمر فِي الْهمزَة وأخيه عبد الْعَزِيز وَعبد الْعَزِيز أشعر من هَذَا وَكَانَ لَهما أَخ اسْمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد نقلت من خطّ ابْن سعيد المغربي فِي كتاب الْمشرق فِي أَخْبَار الْمشرق قَالَ كَفاهُ من المفاخر والأهلية للمكانة الَّتِي لَا يَسْتَوْفِي وصفهَا ناظم وَلَا ناثر أَن أَهله أَبوهُ الصاحب الْكَبِير

للاستقلال بِمَا كن يسْتَقلّ بِهِ من تَدْبِير ملك الجزيرة العمرية بدهاء عمري وسيرة عمرية حَتَّى خطبَته المملكة الْعُظْمَى الأيوبية فَسَار إِلَيْهَا سير النسيم إِلَى الرَّوْض وَحل مِنْهَا مَحل الْهم من النُّفُوس الأبية وحظي من أشغالها الْعَظِيمَة بِمَا دَانَتْ لَهُ أكَابِر الدولة حسداً وَكتب غلي من قَوْله) الطَّوِيل (وَقد قيل إِن الشَّمْس تبدو بمغرب ... وَذَاكَ بعيد فِي الصحائف والكتب) (إِلَى أَن رَأَيْت النُّور من مغرب أَتَى ... فحققت أَن الشَّمْس تبدو من الغرب) وَقَالَ وَقد داست رجل وَالِده فرس الْكَامِل (قَدَمٌ لَهَا قِدَمُ غَدَتْ مجبورة ... فِي المكرمات إِلَى ذَوي حَاجَتهَا) (زكتْ وَمَا زَالَت عَن السَّعْي الَّذِي ... عودتها فجرت على عاداتها) (طلبت بذلك رَاحَة لما انْتَهَت ... فِي حلبة الْعليا إِلَى غاياتها) وَقَالَ فِي حمام خركاه الْخَفِيف (إِن حمامك الَّتِي أَنْت فِيهَا ... زورت سَيِّدي عَليّ الْحمام) (كالمزاوير قد تسمى طَعَاما ... وَهِي لَيست من طَيّبَات الطَّعَام) وَقَالَ فِي الخوخ مجزوء الرجز يَا حبذا الخوخ بكف شادن مهفهف (كَأَنَّهُ كأس ملي ... من الرَّحِيق القرقف) وَقَالَ أَيْضا الطَّوِيل (وخوج أَتَانَا فِي الهجير حره ... وَقد خلت قرص الشَّمْس صَارَت لنا أَرضًا) (جمعناه فِي وَقت فَأشبه جمعه ... خدود غوان قبلت بَعْضهَا بَعْضًا) وَقَالَ نور الدّين بن سعيد المغربي أَيْضا الوافر (أَتَاك الخوخ أَحْمَر فِي ابيضاض ... رقيم الْوَجْه من خجل الْكِرَام) (وَقد حيتك مِنْهُ دون إِثْم ... كؤوس قد ملئن من المدام) وَقَالَ فِي فوارة تحتهَا شموع تقد الْكَامِل (مَا أحسن المَاء الَّذِي ترمي بِهِ ... فوراة كالهاطل الهتان)

ابن الرفاء

(وَالنَّار فِي أحشائها كمتيم ... أضحى الغريق بهاطل الأجفان) (أَو مثل شمس الْأُفق فِي كبد السما ... ممطورة مَمْنُوعَة الدوران) وَكَانَ شرف الدّين التيفاشي حَاضرا فَقَالَ الْكَامِل (فوراة بِالْمَاءِ يفتن حسنها ... ببديع منظرها وَحسن صفاء) ) (فَالنَّار فَوق المَاء عنصر كَونهَا ... فاعجب لهَذَا النَّار تَحت المَاء) 3 - (ابْن الرفاء) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن خلف الإِمَام الْعَلامَة الأديب الشَّاعِر شيخ الشُّيُوخ شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن القَاضِي أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ الأوسي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الصاحب ابْن قَاضِي حماة وَيعرف بِابْن الرفاء ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة ورحل بِهِ وَالِده وسَمعه جُزْء ابْن عَرَفَة من ابْن كُلَيْب والمسند كُله من عبد الله بن أبي الْمجد الْحَرْبِيّ وَحدث بالجزء نَحوا من سِتِّينَ مرّة بِدِمَشْق وحماه وبعلبك ومصر وروى الْمسند غير مرّة قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشَّيْخ شرف الدّين الْفَزارِيّ وَغَيره وَقَرَأَ الْكثير من كتب الْأَدَب على الْكِنْدِيّ وَسمع من جمَاعَة وبرع فِي الْعلم وَالْأَدب وَكَانَ من الأذكياء الْمَعْدُودين وَله محفوظات كَثِيرَة وَسكن بعلبك مُدَّة وَسمع بهَا من الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن وَحدث مَعَه وَسكن دمشق مُدَّة ثمَّ سكن حماه وَكَانَ صَدرا كَبِيرا نبيلاً مُعظما وافر الْحُرْمَة كَبِير الْقدر روى عَنهُ الدمياطي وَأَبُو الْحُسَيْن وَأَبُو الْعَبَّاس ابْن الظَّاهِرِيّ وقاض الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَجَمَاعَة كَثِيرَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت لَهُ عدَّة قصائد على تَاج الدّين عبد الْخَالِق قَرَأَهَا عَلَيْهِ قلت لَا أعرف فِي شعراء الشَّام من بعد الْخمس مائَة وَقبلهَا من نظم أحسن مِنْهُ وَلَا أجزل وَلَا أفْصح وَلَا أصنع وَلَا أسرى وَلَا أَكثر فَإِن لَهُ لُزُوم مَا لَا يلْزم مُجَلد كَبِير وَمَا رَأَيْت لَهُ شَيْئا إِلَّا وعلقته لما فِيهِ من النكت والتورية الْقَاعِدَة والقوافي المتمكنة والتركيب العذب وَاللَّفْظ الفصيح ولمعنى البليغ فَمن ذَلِك قَوْله الوافر (غَدَوْت فَكنت شمسي فِي صباحي ... ورحت فَكنت بَدْرِي فِي مسائي)

(وَجَدْتُك إِذْ عدمت وجود نَفسِي ... فأهلاً بالفراق وباللقاء) (وَإِن أغفيت كَانَ عَلَيْك وقفي ... أَو استيقظت كَانَ بك ابتدائي) (فيا سعدي إِذا مَا دَامَ سكري ... عَليّ وَإِن صحوت فيا شقائي) (وَقلت لصاحبي لما لحاني ... عَلَيْك بِمَا عناك ولي عنائي) (أصمك سوء فهمي عَن خطابي ... وأعماك الضلال عَن اهتدائي) (وهنت فَكنت فِي عَيْني صَبيا ... أخاطبه بِأَلْفَاظ الهجاء) ) (فَلَو أَصبَحت ذَا حاء وسين ... لما عنفت فِي حاء وباء) وَمِنْه الْبَسِيط (قَرَأت خطّ عذاريه فأطمعني ... بواو عطف وَوصل مِنْهُ عَن كثب) (وأعربت لي نون الصدغ مُعْجمَة ... بِالْحَال عَن نجح مقصودي وَعَن طلبي) (حَتَّى رنا فسبت قلبِي لواحظه ... وَالسيف أصدق أنباء من الْكتب) وَمِنْه مخلع الْبَسِيط (حَيْثُ ترامت بِي الْجِهَات ... فلي إِلَى وَجهك الْتِفَات) (جيراننا باللوى أجيروا ... وَلها أودى بِهِ الشتات) (إِلَيْكُم هجرتي وقصدي ... وَفِيكُمْ الْمَوْت والحياة) (أمنت أَن توحشوا فُؤَادِي ... فآنسوا مقلتي وَلَا تو) يُرِيد وَلَا توحشوها فاقتصر على بعض الْكَلِمَة تظرفاً وتلطفاً وَمِنْه مجزوء الْكَامِل (رَاح هويت صَرِيح ... فمنحت مَاء المزن مقتا) (إِن الَّتِي ناولتني ... فرددتها قلت قتلتا) وَمِنْه مضمناً الوافر (بروحي من سمحت لَهُ بروحي ... وَأصْبح خائني فِيهِ نصيحي) (وَعز عَليّ عزلي فِي هَوَاهُ ... وَهَان عَليّ مأثور الْقَبِيح) (فَقلت لصاحبي قفا فَإِنِّي ... جريت مَعَ الْهوى طلق الجموح)

(وَفرق بَين أقراني وبيني ... قرَان النغم بالوتر الفصيح) (فقاطع من يصدك عَن سرُور ... وصل بعرى الغبوق عرى الصبوح) وَمِنْه مجزوء الْخَفِيف (نفحت معنبرة ... من رياض محبره) (وغمام معربد ... ببروق مزمجره) (ترك الرَّوْض ناضراً ... بعيون مخضره) وَمِنْه الْخَفِيف) (كبد تلتظي وجفن غريق ... هَكَذَا هَكَذَا يكون المشوق) (نفس عَن خنق نفس كثيب ... كلفت بالغرام مَا لَا يُطيق) (مَا لنا فِي الْهوى حُقُوق عَلَيْكُم ... بل لكم سادتي علينا الْحُقُوق) (مثلكُمْ فِي جمالكم لَيْسَ يلقى ... وعرامي بغيركم لَا يَلِيق) (عقني لُؤْلُؤ المدامع فِيكُم ... ووفى لي دمع حَكَاهُ العقيق) (فبعيني أفدي سيوف جفوني ... لدمى من جفوني عَيْني تريق) (يَا حبيباً لَهُ بصدري وداد ... رحب صدر الفضاء عَنهُ يضيق) (دق مغناي فِيك مذ كنت طفْلا ... لست أَدْرِي بكم يُبَاع الدَّقِيق) (إِنَّنِي رب غلظة لعذولي ... ولداعي هَوَاك عبد رَقِيق) (بهرت مِنْك مقلتي عين شمس ... يتهادى بهَا قضيب وريق) (فبتعريق حاجبيك افتناني ... كلما مَاس قدك الممشوق) (وبتعليق ذَا العذار اشْتِغَال ... عَن دروسي وَالضَّرْب وَالتَّعْلِيق) وَمِنْه الْبَسِيط (أفنيت عمري فِي دهر مكاسبه ... تطيع أهواءها فِينَا وتعصينا) (تسعا وَعشْرين مد الدَّهْر شقتها ... حَتَّى توهمتها عشرا وَتِسْعين) وَمِنْه المنسرح (أكملت سِتا وَأَرْبَعين بهَا ... أحلّت همومي من راحتي ربعي) (وجزت فِي السَّبع خَائفًا وجلاً ... كأنني جَائِز على السَّبع)

وَمِنْه الوافر (مَرَرْت وبدره فِي عقربيه ... فصد فَبَان لي صدق النجامه) (فديتك لَو رَأَيْت لهيب قلبِي ... إِذا لرحمت دمعي وانسجامه) (وخدك فِي العذار بديع حسن ... وَأحسن مِنْهُ ساقك فِي الحجامه) وَمِنْه مجزوء الْكَامِل (ضحك العواذل إِذْ بكيتك ... فشغلتني عَنْهُم فديتك) لَا مت من يلحى عَلَيْك وعاش عيشي إِذْ نأيتك) أطمعتني بلطيف وَعدك فِي وصالك فافتضيتك وَأَرَدْت قَتْلِي بالبعاد فَقَالَ صدرك قد كفيتك (وَنزلت قلبِي فاحتكم ... فِيهِ فَإِن الْبَيْت بَيْتك) وَمِنْه مجزوء الوافر (غرامي فِيك لَا يُحْصى ... بميزان وَلَا كيل) (وَأما دمع أجفاني ... فَلَا تسْأَل عَن السَّيْل) (وَمَا أنسى فَلَا تنسى ... مراحي ساحباً ذيلي) واجلابي على اللَّذَّات بِالرجلِ وبالخيل (من اللَّيْل إِلَى اللَّيْل ... إِلَى اللَّيْل إِلَى اللَّيْل) وَمِنْه مجزوء الرمل (عد عَن عذلي وبسك ... إِن نَارِي لن تمسك) (لَو تلبست بحالي ... لَا زَالَت عَنْك لبسك) (قد ضرسنا مِنْك فاقلع ... من قبُول اللوم ضرسك) (لَا تلمني فِي حبيب ... لَو ترَاهُ لمت نَفسك) (سَيِّدي مأتم صبري ... قاتم هنيت عرسك) لست أنساك فَلَا يعْدم فُؤَادِي مِنْك أنسك وَمِنْه السَّرِيع (سِتّ عُيُون من تأتت لَهُ ... كَانَت لَهُ شافية كافيه) الْعلم والعلياء وَالْعَفو والعزة والعفة والعافية

وَمِنْه فِي طِفْل السَّرِيع (لَا تكبروا وجدي بطفل فقد ... تمّ لَهُ الْحسن على صغره) (يحسدني الْملك المنيع الْحمى ... لأنني والٍ على ثغره) وَمِنْه السَّرِيع (النذل مَفْرُوض لَهُ يسره ... وَالْحر بالإقتار مرفوض) (كَذَلِك المنقوص لم ينخفض ... وأكمل الْأَسْمَاء مخفوض) ) وَمِنْه السَّرِيع (سَأَلته من رِيقه شربة ... أطفي بهَا من ظمأي حره) فَقَالَ أخْشَى يَا شَدِيد الظما أَن تتبع الشربة بالجره وَمِنْه الْخَفِيف (إِن قوما يلحون فِي حب سعدى ... لَا يكادون يفقهُونَ حَدِيثا) (سمعُوا أوصافها ولاموا عَلَيْهَا ... أخذُوا طيبا وأعطوا خبيثا) وَمِنْه الْخَفِيف (يَا غزالاً من سرب عبد المدان ... لَيْسَ لي بالصدود مِنْك يدان) (بِعْتُك الرّوح بيعَة لزمتني ... فعلام الْفِرَاق بالأبدان) وَمِنْه الْخَفِيف (زَعَمُوا أنني هويت سواكم ... كذبُوا مَا عرفت إِلَّا هواكم) (قد علمْتُم بِصدق مُرْسل دمعي ... فسلوه إِن كَانَ قلبِي سلاكم) قَالَ لي عذلي مَتى تبصر الرشد وتسلو فَقلت يَوْم عماكم حاولوا سلوتي بلومي فاغروني فَمن ذَا بصدكم أغراكم (صدق الواصفون للبدر فِيمَا ... قد حكوه لكنه مَا حكاكم) (لَا تحيلوا قلبِي على حسن صبري ... أحسن الله فِي اصْطِبَارِي عزاكم) وَمِنْه المجتث (مَا بَان لي فِيك جين ... لَو لم يبن لَك حِين) (يَا جنتي كل هون ... سوى تجنيك هَين) (تديننا أَبُو عيد ... وتنكر الْوَعْد دين)

إِن كَانَ جفنك جفن فَإِن عَيْني عين وَمِنْه الْبَسِيط (ومعرف اللَّفْظ لي من نَحوه أبدا ... حذف وَصرف وإعلان وتنكير) (فلحظه سَاكن وَالْقد منتصب ... والقرط مُرْتَفع والمرط مجرور) وَمِنْه الوافر) (لنا من ربة الخالين جَاره ... تواصل تَارَة وتصد تاره) (توانسني فتنفر من قريب ... وَتعرض ثمَّ تقبل فِي الحراره) (وَمَا لي فِي الغرام بهَا شبيبه ... وَلَيْسَ لَهَا نَظِير فِي النضاره) (وَفِي الْوَصْف من كحل وكحل ... حوت حسن البداوة والحضاره) (وَقَالُوا قد خسرت الرِّبْح فِيهَا ... فَقلت الرِّبْح فِي تِلْكَ الخساره) (بأيسر نظرة أسرت فُؤَادِي ... كَمَا ينشا اللهيب من الشراره) (وَقلت لَهَا قفي إِن لم تزوري ... فَقَالَت وَالْوُقُوف من الزِّيَارَة) (وَدَار على مزررها عناقي ... فَبت ومعصمي للبدر دَاره) وَمِنْه يمدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مخلع الْبَسِيط (ويلاه من غمضي المشرد ... فِيك وَمن دمعي المردد) (يَا كَامِل الْحسن لَيْسَ يطفي ... نَارِي سوى ريقك الْمبرد) (يَا بدر تمّ إِذا تجلى ... لم يبْق عذرا لمن تجلد) (أبديت من حَالي الموري ... لما بدا خدك المورد) (رفقا بولهان مستهام ... أَقَامَهُ جده وأقعد) (مُجْتَهد فِي رضاك عَنهُ ... ونت فِي إثمه الْمُقَلّد) (لَيْسَ لَهُ منزل بِأَرْض ... عَنْك وَلَا فِي السَّمَاء مصعد) (قيدته فِي الْهوى فتمم ... واكتب على قَيده مخلد) (بَان الصبى عَنهُ فالتصابي ... إنْشَاء إطرابه فَأَنْشد) (من لي بطفل حَدِيث سحر ... بابل عَن ناظريه سَنَد) (شتت عني نظام عَقْلِي ... شتيت ثغر لَهُ منضد) (لَو اهْتَدَى لائمي عَلَيْهِ ... ناح على نَفسه وَعدد)

(أكسبني نشوة بِطرف ... سكرت من خمره فعربد) (لَا سهم لي فِي سديد رَأْي ... يحرس من سَهْمه المسدد) غُصْن نقي حل عقد صبري بلين خص يكَاد يعْقد فَمن رأى ذَلِك الوشاح الصَّائِم صلى على مُحَمَّد) (خير نَبِي نبيه قدر ... عودي إِلَى الْمَدْح فِيهِ أَحْمد) (ومرسل حَمده شعاري ... لِأَنَّهُ فِي الْمعَاد أَعُود) (عِقَابه للطغاة مقص ... وبابه للعفاة مقصد) (أَن يحسدوه على علاهُ ... فَمثله فِي الْعَلَاء يحْسد) (أبان نقص الْجَمِيع عَنهُ ... لما غَدا فِي الْكَمَال مُفْرد) (رد مِنْهُ الْعدْل مَا تولى ... كف من الْجور مَا تولد) (ألبسنا الْمجد فانتصرنا ... بِحَدّ عضب لَهُ مُجَرّد) (فالعيش من سيبه المهنى ... وَالْمَوْت من سَيْفه المهند) (فكم عصى عَلَيْهِ شقي ... وَكم منيب إِلَيْهِ يسْعد) (وَكم شَدِيد الضلال مِمَّن ... أشرك لما رَآهُ وحد) (فَلَو رَأَتْهُ بلقيس أغْنى ... بهداه عَن صرحها الممرد) (أشرف من فِي النَّهَار نَاجِي ... وَخير من فِي الدجى تهجد) (لله كم كربَة تجلت ... بِهِ وَكم مفخر تجدّد) (وَكم سفاه عَلَيْهِ أبدى ... وَكم صَوَاب إِلَيْهِ أرشد) (وَكم قَطعنَا إِلَى ذراه ... من مهمه موحش وفدفد) (حَتَّى وفدنا إِلَى ضريح ... جنابه للوفود مشْهد) (نَأْمَن فِي ظله إِذا مَا ... أبرق من كادنا وأرعد) (وَغير بدع لمستجير ... بِهِ إِذا نَالَ كل مقصد) قلت أما مخلص هَذِه القصيدة وَحسنه فَمَا رَأَيْته لأحد فَتَأَمّله يظْهر لَك مَعْنَاهُ وَمن شعره قَوْله الْبَسِيط (أَقْسَمت مَا خَدّه القاني من الخجل ... أرق من دمعي الْجَارِي وَلَا غزلي) (يَا عاذلي لَيْسَ مثلي من تخادعه ... وَلَيْسَ مثلك مَأْمُونا على عذلي)

(مَا دمت حلواً فَلَا تنفك مُتَّهمًا ... أعشق وقولك مَقْبُول عَليّ ولي) (إِن تدعني خَالِيا من لوعتي فَلَقَد ... أجَاب دمعي وَمَا الدَّاعِي سوى طلل) (عاتبت إِنْسَان عَيْني فِي تسرعه ... فَقَالَ لي خلق الْإِنْسَان من عجل) ) وَمِنْه الوافر (سَأَلت سوارها المثري فَنَادَى ... فَقير وشاحها الله يفتح) (لَهَا طرف يَقُول الْحَرْب أولى ... ولي قلب يَقُول الصُّلْح أصلح) قَالَ شرف الدّين شيخ الشُّيُوخ حضرت بَين يَدي وَالِدي رَحمَه الله وَقد قاربت خمس عشرَة سنة فَسَأَلته عَن عمره فَقَالَ خُذ فِي شَأْنك هَكَذَا فِي حَدِيث مسلسل فألححت عَلَيْهِ فَأمرنِي فأحضرت كتابا من كتب الْقرَاءَات فَأرَانِي صفحة فِي آخِره عَلَيْهَا خطّ جدي رَحمَه الله ولد الْوَلَد الْمُبَارك مُحَمَّد فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتَحْته بِخَط وَالِدي ولد الْوَلَد الْمُبَارك عبد الْعَزِيز ضحوة نَهَار الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشْرين جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فأخذنا نتعجب من هَذَا الِاتِّفَاق فِي السّنة والشهر والجزء من الْيَوْم ثمَّ انصرفت من بَين يَدَيْهِ إِلَى حجرَة كنت أَخْلو فِيهَا بنفسي وأنفرد بأنسي وأتفرغ للاشتغال بدرسي ففكرت فِي يَوْم مولدِي كَانَ قد أكمل الله لوالدي عشْرين سنة فنظمت بَيْتَيْنِ وكتبت بهما إِلَيْهِ وهما السَّرِيع (يَا رب قد وجدت قبلي أبي ... فِي هَذِه الدُّنْيَا بعشرينا) (فاجعله بعدِي بَاقِيا مثلهَا ... وَارْحَمْ محباً قَالَ آمينا) فَكتب إِلَيّ فِي الْحَال المجتث (لَا بل أَمُوت وتحيى ... فِي غِبْطَة خير محيا) حَتَّى يصرف صرف الزَّمَان أمرا ونهيا وَكتب بعدهمَا المجتث (لَا بل أَمُوت وَتبقى ... من الخطوب موقى) (وَيرْحَم الله خلا ... يَقُول آمين حَقًا) (وَمَا عهدتك مِمَّن ... أَرَادَ برا فعقا) وَكتب تحتهما إِنَّمَا أردْت بقافية الْبَيْت الثَّانِي أَن دَعَاني حَقِيقَة بِخِلَاف دعائك وَجعلت قدحي فِي ادعائك عُقُوبَة على اعتدائك ثمَّ بَات تِلْكَ اللَّيْلَة فَلَمَّا أصبح كتب إِلَيّ ليعلم الْوَلَد أسلكه الله الجدد وهياً لَهُ الرشد إِنَّنِي فرقت فَارَقت واستشعرت من مَضْمُون شعره فنظمت مجزوء الرمل)

ضياء الدين الطوسي

(أَيهَا النجل الشفيق ... كَيفَ أخطاك الطَّرِيق) (راعني مِنْك دُعَاء ... لم يسع لي مِنْهُ ريق) (قدك قد كلفت سَمْعِي ... مِنْهُ مَا لَيْسَ يُطيق) لم أخلك الدَّهْر تَلقانِي بِشَيْء لَا يَلِيق أعدو أَنْت أَخْبرنِي بِصدق أم صديق مسني من شعرك الْبَارِد حر بل حريق (مَا لَهُ لفظ جليل ... لَا وَلَا معنى دَقِيق) (لم يضح لي مِنْهُ إِلَّا ... مقه مِنْك وموق) (اعْفُ من برك هَذَا ... فَمن الْبر عقوق) 3 - (ضِيَاء الدّين الطوسي) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ الطوسي ضِيَاء الدّين مدرس النجيبية شَارِح الْحَاوِي توفّي سنة سِتّ وَسَبْعمائة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن جمَاعَة) عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة الإِمَام الْمُفْتِي الْفَقِيه الْمدرس الْمُحدث الْخَطِيب قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين أَبُو عمر بن جمَاعَة الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية وَابْن قَاضِي قضاتها تقدم ذكر وَالِده فِي المحمدين وجده فِي الأباره ولد سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة وَحضر عمر بن القواس وَأَبا الْفضل ابْن عسار وَسمع بِمصْر من أبي عبد الله الغوي والأبرقوهي وَطَائِفَة وارتحل بولده إِلَى دمشق سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة وَقَرَأَ الْكثير وَسمع وَكتب الطباق وعني بِهَذَا الشَّأْن وَسمع بِقِرَاءَتِي المقامات الحريرية وَهُوَ وَولده عمر على

الحافظ ابن الأخضر الجنابذي

الْعَلامَة أثير الدّين أبي حَيَّان بالجامع الْأَقْمَر وَغير ذَلِك وأجزت لَهُ ولولده وَعِنْده سُكُون وَعَلِيهِ وقار لما توفّي القَاضِي تَاج الدّين إِسْحَاق نَاظر الْخَواص وَتَوَلَّى القَاضِي شرف الدّين النشو نظر الْخَواص أفرد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وكَالَة السُّلْطَان عَن النشو وولاها للْقَاضِي عز الدّين وضاف إِلَيْهِ ولايات أخر ثمَّ لما عزل القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي عَن الديار المصرية ولاها للْقَاضِي عز الدّين سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وخطابة الْجَامِع بقلعة) الْجَبَل وَلما تولى القَاضِي حسام الدّين الغوري قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية آذاه بِلِسَانِهِ كثيرا فَصَبر القَاضِي عز الدّين عَلَيْهِ إِلَى أَن نَصره الله عَلَيْهِ وَأخرج الغوري من الْقَاهِرَة وَنفي إِلَى الْعرَاق نوبَة قوصون وَله سَعَادَة ضخمة وأموال جمة مِيرَاثا واكتساباً 3 - (الْحَافِظ ابْن الْأَخْضَر الجنابذي) عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود بن الْمُبَارك بن مَحْمُود الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد ابْن الْأَخْضَر الجنابذي الأَصْل البغداذي كتب الْكثير وعني بالفن أتم عناية وصنف تصانيف مفيدة وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة الدّباغ الْبَصْرِيّ عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ الدّباغ وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان) عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم وَأَبُو الْأَصْبَغ الْأمَوِي أَمِير مصر وَولي عهد الْمُؤمنِينَ بعد أَخِيه عبد الْملك بِعَهْد من مَرْوَان إِن صححنا خلَافَة مَرْوَان فَإِنَّهُ خَارج على ابْن الزبير فَلَا يَصح عهد إِلَى وَلَده وَإِنَّمَا تصح خلَافَة عبد الْملك

من يَوْم قتل ابْن الزبير وَكَانَ دَاره بِدِمَشْق الخانقاه الشميساطية ثمَّ انْتَقَلت بعده إِلَى ابْنه عمر وَذَلِكَ مَكْتُوب على عتبَة الْبَاب إِلَى الْيَوْم روى عَن أَبِيه وَأبي هُرَيْرَة وَعقبَة بن عَامر وَابْن الزبير قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث قَالَ عِنْد الْمَوْت يَا لَيْتَني لم أكن شَيْئا يَا لَيْتَني كنت مثل هَذَا المَاء الْجَارِي توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ بحلوان وَحمل فِي النّيل إِلَى مصر وَلما بلغ عبد الْملك وَفَاته بَايع بِولَايَة الْعَهْد لابْنَيْهِ الْوَلِيد ثمَّ سُلَيْمَان وروى لعبد الْعَزِيز بن مَرْوَان أَبُو دَاوُد وَكَانَ أول من عرف بِمصْر يَعْنِي جمع النَّاس عَشِيَّة عَرَفَة ودعا لَهُم ووعظهم ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد عمر رَضِي الله عَنهُ وَولي الْخلَافَة وَعَاصِم وَأَبُو بكر وَمُحَمّد أمّهم أم عَاصِم بنت عَاصِم بن عمر بن الْخطاب والأصبغ وَأم عُثْمَان وَأم مُحَمَّد لأم ولد وَسُهيْل وَسَهل وَأم الحكم أمّهم أم عبد الله بنت عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ بن وَائِل وزبان وجزي) لأم لد وَأم الْبَنِينَ أمهَا ليلى بنت سهل بن حَنْظَلَة الْكلابِيَّة وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحَارِث المَخْزُومِي دخل رجل على عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان يشكو إِلَيْهِ صهراً لَهُ فَقَالَ إِن الْخِتَان الَّذِي يختن النَّاس فَقَالَ عبد الْعَزِيز لكَاتبه وَيحك مَا هَذَا الْجَواب فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِنَّك لحنت وَالرجل يعرف اللحنه وَقَالَ يَنْبَغِي أَن تَقول لَهُ من ختنك بِالضَّمِّ فَقَالَ عبد الْعَزِيز أَرَانِي أكلم بِكَلَام لَا يعرفهُ الْعَرَب وَالله لَا شاهدت النَّاس حَتَّى أعرف اللّحن فَأَقَامَ فِي بَيته جُمُعَة لَا يظْهر وَمَعَهُ من يُعلمهُ الْعَرَبيَّة فصلى بِالنَّاسِ الْجُمُعَة الْأُخْرَى وَهُوَ من أفْصح النَّاس ثمَّ كَانَ بعد ذَلِك يُعْطي على الْعَرَبيَّة وَيحرم على اللّحن فَجَاءَهُ قوم من قُرَيْش زواراً فَجعل يَقُول للرجل مِنْهُم من أَنْت فَيَقُول من بني فلَان فيعطيه مِائَتي دِينَار فَسَأَلَهُ رجلا مِنْهُم فَقَالَ من بَنو عبد الدَّار فَقَالَ لِلْكَاتِبِ خُذ من جائزته مائَة دِينَار وَأَعْطَاهُ مائَة دِينَار وَكَانَ عَمْرو بن سعيد الْأَشْدَق قد حد عبد الْعَزِيز فِي شراب شربه فَوجدَ عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى لما ولي الْمَدِينَة إِسْحَاق بن عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر فِي بَيت

أبو طاهر اللبناني

خليدة العرجاء فحده حد الْخمر فَقَالَ لَهُ إِسْحَاق يَا عمر كل النَّاس جلدُوا فِي الْخمر يعرض بِأَبِيهِ وَمرض عبد الْعَزِيز فَدخل عَلَيْهِ كثير غَزَّة يعودهُ فَقَالَ الْكَامِل (ونعود سيدنَا وَسيد غَيرنَا ... لَيْت التشكي كَانَ بالعواد) (لَو كَانَ يقبل فديَة لفديته ... بالمصطفى من طارفي وتلادي) وَكَانَ عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان يَقُول من أمكنني من وضع معروفي عِنْده فيده عِنْدِي أعظم من يَدي عِنْده وَكَانَ يترنم بِأَبْيَات عبد الله بن عَبَّاس الطَّوِيل (إِذا طارقات الْهم ضاجعت الْفَتى ... وأعمل فكر اللَّيْل وَاللَّيْل عاكر) (وباكرني فِي حَاجَة لم يجد لَهَا ... سواي وَلَا يُوجد لَهَا الدَّهْر نَاصِر) (فَكَانَ لَهُ فضل عَليّ بظنه ... بِي الْخَيْر إِنِّي للَّذي ظن شَاكر) وَكتب إِلَيْهِ عبد الْملك يَقُول يَا أخي إِن رَأَيْت أَن تجْعَل الْأَمر لِابْنِ أَخِيك فافعل فَأبى فَكتب إِلَيْهِ فاجعله لَهُ من بعْدك فَإِنَّهُ أعز الْخلق عيل فَكتب إِلَيْهِ عبد الْعَزِيز إِن رأى فِي أبي بكر بن عبد الْعَزِيز مَا ترَاهُ فِي الْوَلِيد فَكتب إِلَيْهِ فاحمل خراج مصر غلي فَكتب إِلَيْهِ عبد الْعَزِيز إِنِّي وَإِيَّاك قد بلغنَا سنا لم يبلغهَا أحد من أهل بيتنا إِلَّا كَانَ بَقَاؤُهُ قَلِيلا وَإِنَّا لَا نَدْرِي) أَيّنَا يَأْتِيهِ الْمَوْت أَولا فَإِن رَأَيْت أَن لَا تعتب عَليّ بَقِيَّة عمري وَلَا يأتيني الْمَوْت إِلَّا وَأَنت وَاصل لي فافعل فرق لَهُ عبد الْملك وَقَالَ لَا عتبت عله بَقِيَّة عمره وَقَالَ لابْنَيْهِ الْوَلِيد وَسليمَان إِن يرد الله أَن يعطيكماها لم يقدر أحد من الْخلق على ردهَا عنكما ثمَّ قَالَ قارفتما حَرَامًا قطّ قَالَا لَا وَالله فَقَالَ الله أكبر نلتماها وَرب الْكَعْبَة فَلم يلبث عبد الْعَزِيز قَلِيلا حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله 3 - (أَبُو طَاهِر اللبناني) عبد الْعَزِيز بن مَسْعُود بن عبد الْعَزِيز اللبناني أَبُو طَاهِر الأديب من أهل أَصْبَهَان كَانَ من أفاضل عصره لَهُ يَد حَسَنَة فِي الْأَدَب قدم بغداذ صُحْبَة صدر الدّين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد الخجندي وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره الوافر (أَلا يَا أَيهَا الغادي أَلا يَا ... مذت نَفسِي نجايبك النجايا) (أحامله وَأَنت على وفاز ... إِلَى الْعَالمين أَو قار التحايا) (نشدتك والصبابة قد طوتني ... على شجن حشوت بِهِ الحشايا) (إِذا شارفت من تلعان جزوى ... فعرج بَين تياك الثنايا) (نعم عرج تنَلْ حجا وَلَكِن ... تَمام الْحَج أَن تقف المطايا) (فَإِن آنست أغصاناً رشاقاً ... تحملهن أَخْفَاف روايا)

الصاحب ابن وداعة

(وسكرى الصد تَبَسم عَن أقاح ... عَلَيْهَا من ندى طل بقايا) (فَنَادِ بملء فِيك وَلَا تخَاف ... أَمِير الْحسن رفقا بالرعايا) (وَيَا طيف المليحة خل عني ... فقد خلى الشجي عني الخلايا) (وَيَا نفس الصِّبَا يسري رخاء ... رويدك لَا يطر قلبِي شظايا) (ألم ترني أَفَقْت من التصابي ... وودعت الصبابة والصبايا) (وَحل اللَّهْو مني بعد شيبي ... مَكَان الشيب من مقل الفتايا) وَمِنْه الْخَفِيف (بِأبي أَنْت أَيْن أَلْقَاك ... طَال شوقي إِلَى محياك) (ورد الْورْد يَدعِي سفهاً ... أَن رياه مثل رياك) (ووقاح الأقاح توهمنا ... أَنَّهَا تفتر عَن ثناياك) ) (ضحك الزهر عجلاً ... فهوت مثل عِبْرَة الباكي) (لست أَدْرِي لفرط حمرتها ... أمحياك أم حمياك) (هام قلبِي بِهَذِهِ وبذا ... آه من هَذِه وَمن ذَاك) 3 - (الصاحب ابْن ودَاعَة) عبد الْعَزِيز بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ودَاعَة الصاحب عز الدّين الحبي ولي خطابة جبلة لفي أَوَائِل أمره وَولي للْملك النَّاصِر شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ وَكَانَ يظْهر النّسك وَالدّين ويقتصد فِي ملبسه وأموره فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر ولاه وزارة الشَّام وَلما ولي النجيبي نِيَابَة السلطنة حصل بَينه وَبَين ابْن ودَاعَة وَحْشَة لِأَن النجيبي كَانَ سنياً وَكتب ابْن ودَاعَة إِلَى السُّلْطَان يطْلب مِنْهُ مشداً تركياً وَظن أَنه يكون بِحكمِهِ ويستريح من النجيبي فرتب السُّلْطَان الْأَمِير عز الدّين كشتغدي الشقيري فَوَقع بَينهمَا وَكَانَ يهينه ثمَّ كَاتب فِيهِ فجَاء المرسوم بمصادرته فصودر وَأخذ خطه بجملة كَثِيرَة وعصره وعلقه وضربه فِي قاعة الشد وَبَاعَ موجوده وأملاكه الَّتِي كَانَ وَقفهَا وَحمل ثمنهَا ثمَّ طلب إِلَى مصر فَتوجه وَمرض فِي الطَّرِيق وَدخل مُثقلًا فَمَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة وَله مَسْجِد وتربة بقاسيون وَله وقف بر

الكولمي التاجر

3 - (الكولمي التَّاجِر) عبد الْعَزِيز بن مَنْصُور الصَّدْر عز الدّين الكولمي التَّاجِر ذُو الْأَمْوَال توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع وَمِائَة 3 - (الْقَسْمَلِي) عبد الْعَزِيز بن مُسلم الْقَسْمَلِي مَوْلَاهُم الْخُرَاسَانِي قَالَ ابْن معِين وَغَيره ثِقَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (المَخْزُومِي قَاضِي الْمَدِينَة) عبد الْعَزِيز بن الْمطلب نب عبد الله بن حنظب المَخْزُومِي الْمدنِي قَاضِي الْمَدِينَة توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَمُسلم مُتَابعَة 3 - (أَبُو خَالِد الْقرشِي) عبد الْعَزِيز بن مُعَاوِيَة أَبُو خَالِد الْقرشِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي سنة أَربع وثمنين) وَمِائَتَيْنِ 3 - (شمس الْعَرَب) عبد الْعَزِيز بن النفيس بن هبة الله بن وهبان وَيعرف بشمس الْعَرَب الشَّاعِر الْمُحدث نزيل دمشق أَخُو الْمُحدث عبد الرَّحِيم وَقد مر ذكره كَانَ مُقيما بالعزيزية ومدح جمَاعَة من مُلُوك بني أَيُّوب وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره مجزوء الْكَامِل (روحي الْفِدَاء لشادن ... روحي تعذب فِي يَدَيْهِ) فِي كَفه سهم وقوس غير مُحْتَاج إِلَيْهِ (وسهامه من لحظه ... وقسيه من حاجبيه)

الأموي نائب دمشق

يمنعن أَن تجني اللواحظ وردة من وجنتيه (إِن أَخْطَأت يَده فَمَا ... تخطي رماية مقلتيه) وَمِنْه الْبَسِيط (يَا غَائِبا لست أَخْلو من تصَوره ... وَلَا يكل لساني من تذكره) (عِنْد اشتياق إِلَى رُؤْيَاك شَاب لَهُ ... فودي وذاب فُؤَادِي من تسعره) (فجد بلقياك يَا مِمَّن لَا نَظِير لَهُ ... على فَتى أَنْت إِنْسَان لناظره) (مذ غبت عَن عَيْنَيْهِ أودى تصبره ... فَهُوَ الْمَعْنى المعتري من تصبره) قلت شعر متوسط 3 - (الْأمَوِي نَائِب دمشق) عبد الْعَزِيز بن الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان أَبُو الْأَصْبَغ الْأمَوِي هُوَ ابْن أُخْت عمر بن عبد الْعَزِيز دَاره بالكشك قبلي دَار الْبِطِّيخ العتيقة ولي نِيَابَة دمشق لِأَبِيهِ وَتُوفِّي فِي حُدُود الشعرة وَمِائَة 3 - (عماد الدّين بن الزكي) عبد الْعَزِيز بن يحيى بن مُحَمَّد القَاضِي الرئيس عماد الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين يحيى بن قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين بن الزكي الْقرشِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي مدرس العزية والتقوية وَأحد من ولي نظر الْجَامِع غير مرّة وَكن صَدرا رَئِيسا محتشماً مليح الشكل وَعين للْقَضَاء قَرَأَ عَلَيْهِ البرزالي مشيخة أبي مسْهر بروايته حضوراً عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل) مولده سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (الغول الشَّافِعِي) عبد الْعَزِيز بن يحيى بن عبد الْعَزِيز بن مُسلم الْكِنَانِي الْمَكِّيّ كَانَ يلقب بالغول لدمامة منظره وَهُوَ الْفَقِيه صَاحب كتاب الحيدة جرت بَينه وَبَين بشر المريسي مناظرات فِي الْقُرْآن وَله مصنفات عدَّة وَهُوَ أحد أَتبَاع الشَّافِعِي وَقد طَالَتْ صحبته لَهُ وَخرج مَعَه إِلَى الْيمن وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

الجكار كاتب عضد الدولة

3 - (الجكار كَاتب عضد الدولة) عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الجكار أَبُو الْقَاسِم كَاتب الْإِنْشَاء لعضد الدولة ثمَّ وزر لِابْنِهِ بهاء الدولة خَمْسَة أشهر وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة قَالَ أنشدت عضد الدولة الْبَسِيط (سل الجرادة عني حِين أركبها ... هَل فَاتَنِي بَطل أَو حمت عَن بَطل) (مَاذَا يُرِيد بنُون الهيجاء من رجل ... بالجمر مكتحل بِاللَّيْلِ مُشْتَمل) (لَا يشرب المَاء إِلَّا من قليب دم ... وَلَا يبيت لَهُ جَار على وَجل) فاستعادنيها غير مرّة فأعدتها وسال عَن قَائِلهَا فَقلت أَبُو سعد المَخْزُومِي فقطب وَجهه وَقَالَ قَائِلهَا غير أهل لَهَا وَمن شعره فِي عضد الدولة الْبَسِيط (الله أكبر وَالْإِسْلَام قد سلما ... وَعَاد شَمل الْعلَا وَالْمجد ملتئما) (وظل ملك بني الْعَبَّاس معتلياً ... كَمَا غَدا ببغاة الْحق مدعما) (بآل بويه أَعلَى الله رايته ... وَشد من عقده مَا كَانَ منفصما) (هم قلادة عز أَنْت وَاسِطَة ... فِيهَا وكل بِمَا قد قلته علما) (سامتك أَبنَاء سامان وَمَا بلغُوا ... مدى من الْعِزّ لم يرفع لَهُ علما) (وناضلوك عَن العلياء فَكنت بهَا ... أولى وَأثبت مِنْهُم فِي العلى قدما) 3 - (عز الدّين ابْن سبط ابْن الْجَوْزِيّ) عبد الْعَزِيز بن يُوسُف عز الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين سبط ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ قد درس مَكَان أَبِيه بعده بِالْمَدْرَسَةِ العزية الَّتِي فَوق الميدان الْكَبِير وَدفن عِنْد أَبِيه بجبل قاسيون لما مَاتَ فِي سلخ شَوَّال سنة سِتِّينَ وست مائَة

الجزء التاسع عشر

(الْجُزْء التَّاسِع عشر)

الجزء 19

(عبد الْعَظِيم) 3 - (ابْن أبي الإصبغ العدواني) عبد الْعَظِيم بن عبد الْوَاحِد بن ظافر بن عبد الله بن مُحَمَّد الأديب أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الإصبع العدواني الْمصْرِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور الإِمَام فِي الْأَدَب وشعره رائق عَاشَ نيفاً وَسِتِّينَ سنة وَتُوفِّي بِمصْر فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وستماية وَمن شعره (تصدق بوصل إِن دمعي سَائل ... وزود فُؤَادِي نظرة فَهُوَ راحل) (جعلتك بالتمييز نصبا لناظري ... فَلم لَا رفعت الهجر والهجر فَاعل) وَمِنْه (تخيل أَن الْقرن وافاه سَائِلًا ... فعالجه طلق الأسرة بالبشر) (ونادى فرند السَّيْف دُونك نَحره ... فَأحْسن مَا تهدى اللآلي إِلَى النَّحْر) وَمِنْه (وَلما اعتنقنا رد دمعي لنحرها ... وديعتها فَهِيَ اللآلي الَّتِي ترى) (بَكت ورنت نحوي فَجرد لحظها ... من الجفن سَيْفا بالدموع مجوهرا)

وَمن قصيدة يمدح فِيهَا الْأَشْرَف (فضحت الحيا وَالْبَحْر جوداً فقد بَكَى ال ... حَيا من حَيَاء مِنْك والتطم الْبَحْر) (عُيُون مَعَانِيهَا صِحَاح وأعين الملا ... ح مراض فِي لواحظها كسر) (هِيَ السحر فأعجب لامرئ جَاءَ يَبْتَغِي ... عواطف من مُوسَى وصنعته السحر) قَالَ زكي الدّين ابْن أبي الْأَصْبَغ وَقع فِي هَذَا الْبَيْت سِتَّة عشر ضربا من البديع اتّفقت فِيهِ الِاسْتِعَارَة فِي عشر فِي افتضاح الحيا وبكائه وحيائه وَالْمُبَالغَة إِذْ جعلت الممدوح يفضح الحيا وَالْبَحْر بجوده وَالتَّفْسِير فِي قولي جوداً وَقَوْلِي من حَيَاء مِنْك والإغراق لما فِي جملَة القافية من زِيَادَة الْمُبَالغَة والترشيح بِذكر الاستعادة الأولى للاستعارة الثَّانِيَة والتجنيس بَين الحيا والحيا والتورية فِي قولي والتطم الْبَحْر والترشيح للتورية بِذكر الْبكاء فَإِن ذكره هُوَ الَّذِي رشح التورية وَصِحَّة التَّقْسِيم فِي حصر الْقسمَيْنِ اللَّذين يضْرب بهما الْمثل فِي الْجَوْدَة وَلَا ثَالِث لَهما والتصدير فِي كَون الْبَحْر مَذْكُورا فِي صدر الْبَيْت وَهُوَ قافيته وَالتَّعْلِيل فِي كَون الْعلَّة فِي بكاء الحيا والتطام الْبَحْر فضيحتهما بجوده والتسهيم فِي كَون صدر الْبَيْت يَقْتَضِي) الْعَجز وَيدل عَلَيْهِ وَحسن النسق فِي كَون جمل الْبَيْت عطف بَعْضهَا على بعض أصح تَرْتِيب والإرداف لِأَنِّي عبرت عَن نِهَايَة جوده بفضوح الحيا وَالْبَحْر والتمثيل فِي كوني عبرت عَن عظم الْجُود ببكاء الحيا من الحيا والتطام الْبَحْر فَهَذَا مَا فِي تفاصيل الْبَيْت وَأما مَا فِي جمله فالمساواة لكَون لَفظه قالباً لمعناه وائتلاف لَفظه مَعَ مَعْنَاهُ فِي كَون أَلْفَاظ الْبَيْت متلائمة مختارة لَا يصلح مَوضِع كل لَفْظَة غَيرهَا وَلم يحصل فِيهِ من تعقيد السبك والتقديم وَالتَّأْخِير وَسُوء الْجوَار مَا يُوجب لَهُ الاستثقال والإيداع لكَون كل لَفْظَة من مفرداته تَتَضَمَّن نوعا أَو نَوْعَيْنِ من البديع وَمن شعر ابْن أبي الإصبع (من يذم الدُّنْيَا بظُلْم فَإِنِّي ... بطرِيق الْإِنْصَاف أثني عَلَيْهَا) (وعظتنا بِكُل شَيْء لَو أَنا ... حِين جدت بالوعظ من مصطفيها) (وأرتنا الْوَجْهَيْنِ مِنْهَا فهمنا ... للهوى بالفتان من وجهيها) (نصحتنا فَلم نر النصح نصحاً ... حِين أبدت لأَهْلهَا مَا ليدها) (أعلمتنا أم المَال يَقِينا ... للبلى حِين جددت عصريها)

(كم أرتنا مصَارِع الْأَهْل والأ ... حباب لَو نستفيق بَين يَديهَا) (وَلكم مهجة بزهرتها اغت ... رت فأدمت ندامة كفيها) (أتراها أبقت على سبأ من ... قبلنَا حِين بدلت جنتيها) (يَوْم بؤس لَهَا وَيَوْم رخاء ... فتزود مَا شِئْت من يوميها) (وتيقن زَوَال ذَاك وَهَذَا ... تسل عَمَّا ترَاهُ من حادثيها) (دَار زَاد لمن تزَود مِنْهَا ... وغرور لمن يمِيل إِلَيْهَا) (مهبط الْوَحْي والمصلى الَّتِي كم ... عفرت صُورَة بهَا خديها) (متجر الْأَوْلِيَاء قد ربحوا ... الْجنَّة فِيهَا وأوردوا عينيها) (رغبت ثمَّ رهبت ليرى ... كل لَبِيب عقباه من حالتيها) (فَإِذا أنصفت تعين أَن يث ... ني عَلَيْهَا الْبر من ولديها) وَهَذِه الأبيات منظومة من كَلَام الإِمَام عليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي خطْبَة قَالَهَا وَهِي أَيهَا الذام للدنيا المغتر بغرورها بِمَ تذمها أَنْت المجرم عَلَيْهَا أم هِيَ المجرمة عَلَيْك مَتى استهوتك أم مَتى غرتك أبمصارع آبَائِك من البلى أم بمضاجع أمهاتك تَحت الثرى كم عللت) بكفيك وَكم مَرضت بيديك تبغي لَهُم الشِّفَاء وتستوصف لَهُم الْأَطِبَّاء لم ينفع أحدهم إشفاقك وَلم تسعف فِيهِ بطلبتك وَلم تدفع عَنهُ بقوتك قد مثلت لَك بِهِ الدُّنْيَا نَفسك وبمصرعه مصرعك إِن الدُّنْيَا دَار صدق لمن صدقهَا وَدَار عَافِيَة لمن فهم عَنْهَا وَدَار غنى لمن تزَود مِنْهَا وَدَار موعظة لمن اتعظ بهَا مَسْجِد أحباء الله ومصلى مَلَائِكَة الله ومهبط وَحي الله ومتجر أَوْلِيَاء الله اكتسبوا فِيهَا الرَّحْمَة وربحوا فِيهَا الْجنَّة فَمن ذَا يذمها وَقد آذَنت ببينها وَنَادَتْ بفراقها ونعت نَفسهَا وَأَهْلهَا فمثلت لَهُم ببلائها الْبلَاء وشوقتهم بسرورها إِلَى السرُور راحت بعافية وابتكرت بفجيعة ترغيباً وترهيباً وتخويفاً وتحذيراً فذمها رجال غَدَاة الندامة وحمدها آخَرُونَ ذكرتهم الدُّنْيَا فَذكرُوا وحدثتهم فصدقوا ووعظتهم فاتعظوا وَمن شعره (إنتخب للقريض لفظا رَقِيقا ... كنسيم الرياض فِي الْأَشْجَار) (فَإِذا اللَّفْظ رق شف عَن المع ... نى فأبداه مثل ضوء النَّهَار)

(مِثْلَمَا شفت الزجاجة جسماً ... فاختفى لَوْنهَا بلون الْعقار) وَمِنْه (وقيم كلمت جسمي أنامله ... بِغَيْر أَلْسِنَة تكليم خرسان) (إِن أمسك الْيَد مني كَاد يكسرها ... أَو سرح الشّعْر من قودي أدماني) (فَلَيْسَ يمسك إمساكاً بِمَعْرِِفَة ... وَلَا يسرح تسريحاً بِإِحْسَان) وَمِنْه (وَكلما فاق على ... فاض ندى للمرمل) (وَلَيْسَ فِي ذَا عجب ... فالسيل يَأْتِي من عل) وَمِنْه (أَرَانِي لَا يَنْفَكّ نجمي هابطاً ... ترَاهُ براه رَبنَا حسب للرجم) (حنتني اللَّيَالِي فاغتديت كأنني ... أفتش دهري فِي التُّرَاب على نجمي) (فصرت إِذا قوساً وعقلي رامياً ... ورأيي الَّذِي أصمي الرمايا بِهِ سهمي) وَمن شعره (وسَاق إِذا مَا ضَاحِك الكأس قابلت ... فواقعها من ثغره اللُّؤْلُؤ الرطبا) ) (خشيت وَقد أَمْسَى رقيبي على الدجى ... فأسدلت دون الصُّبْح من ثغره حجبا) (وَقسمت شمس الطاس بالكاس أنجماً ... وَيَا طول ليل شمسه قسمت شهبا) وَمِنْه يضمن شعر أبي الطّيب (إِذا مَا سقاني رِيقه وَهُوَ باسم ... تذكرت مَا بَين العذيب وبارق) (ويذكرني من قده ومدامعي ... مجر عوالينا ومجرى السوابق)

وَمِنْهَا يضمن أَبْيَات الحماسة (لَهُ من ودادي ملْء كفيه صافياً ... ولي مِنْهُ مَا ضمت عَلَيْهِ الأنامل) (وَمن قده الزاهي وَنبت عذاره ... صُدُور رماح أشرعت أَو سلاسل) وَمِنْه (أيا عبلة الأرداف لحظك عنتر ... وَمَالِي على غاراته فِي الحشا صَبر) (نعم أَنْت حسناء خنساء عصرنا ... وَشَاهد قولي أَن قَلْبك لي صَخْر) وَمِنْه (تحلمنا الْأَيَّام وَهِي سَفِيهَة ... فتهدي إِلَيْنَا برهَا من عقوقها) (كَمَا تحدث لطيش الطلا من سكونها ... فتغرب شمس الْفضل عِنْد شروقها) (وتهدي الدراري وَهِي من حيرة ترى ... وَقد رجعت عَن مُسْتَقِيم طريقها) وَمِنْه فِي فرس أدهم أغر محجل (وأدهم جارى الشَّمْس فِي مثل لَونه ... من الْمغرب الْأَقْصَى إِلَى جَانب الشرق) (فَوَافى إِلَيْهِ قبلهَا متمهلاً ... فَأعْطَاهُ من أنواره قصب السَّبق) وَمِنْه (تَبَسم لما أَن بَكَيْت من الهجر ... فَقلت أرى دمعي فَقَالَ أرى ثغري) (فديتك لما أَن بَكَيْت تنظمت ... بفيك لآلي الدمع عقدا من الدّرّ) (فَلَا تَدعِي يَا شَاعِر الثغر صَنْعَة ... وَكَاتب دمعي قَالَ ذَا النّظم من نثري)

الحافظ زكي الدين المنذري

وَمِنْه (رَأَيْت بِفِيهِ إِذْ تَبَسم أدمعاً ... فَقلت رثى لي إِذْ بَكَى فَمه حزنا) (أَجَاد لَهُ فِي النّظم شَاعِر ثغره ... وَلكنه من مقلتي سرق الْمَعْنى) ) لما صنف ابْن أبي الإصبع كِتَابه تَحْرِير التحبير نسخه الضياء مُوسَى ابْن ملهم الْكَاتِب وَكتب فِي آخِره (هَذَا كتاب بديع مَا رأى أحد ... مثلا لَهُ فِي مبانيه وَمَعْنَاهُ) (حوى تصانيف هَذَا الْعلم أجمعها ... وزادنا جملا عَمَّا سمعناه) (لَا تعجبوا من لطيف الحجم قا ... م بِهَذَا الْفَنّ أجمع أقصاه وَأَدْنَاهُ) (فقد رَأَيْتُمْ عَصا مُوسَى كم التقفت ... وَلم يزدْ قدرهَا عَمَّا عهدناه) وَحضر السراج الْوراق مَعَ عفيف الدّين ابْن عَدْلَانِ وَأبي الْحُسَيْن الجزار قبر الزكي الْمَذْكُور فَقَالَ السراج وَقد كَانَا كتماه أَن ذَلِك الْيَوْم مأتمه وكتماه قصيدتين فِي رثائه وَمن خطه نقلت (مَاذَا أَقُول وَقد أَتَاك مرثياً ... ملك النُّحَاة وَسيد الشُّعَرَاء) (رثياك بالدر النظيم فَهَذِهِ ... للدال قافية وَتلك الرَّاء) (وتوخيا نثر العقيق مدامعاً ... إِذْ كنت لم تنصف بنظم رثاء) (يَا من طوى بفضائل وفواضل ... ذكرين للطائي بعد الطَّاء) (غادرتني وَأَنا الحبيب مَوَدَّة ... صبا قد استعذبت مَاء بُكَائِي) (فسقاك فضل الله فيض عطائه ... فَلَقَد أَقمت قِيَامَة الشُّعَرَاء) 3 - (الْحَافِظ زكي الدّين الْمُنْذِرِيّ) عبد الْعَظِيم بن عبد الْقوي بن عبد الله بن سَلامَة

بن سعد بن سعيد الْحَافِظ الإِمَام زكي الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمُنْذِرِيّ الشَّامي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية غرَّة شعْبَان بِمصْر وَقَرَأَ الْقُرْآن على الأرتاحي وتفقه على أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقرشِي وتأدب على أبي الْحُسَيْن ابْن يحيى النَّحْوِيّ وَسمع من أبي عبد الله الأرتاحي وَعبد الْمجِيد بن زُهَيْر وَإِبْرَاهِيم بن البتيت وَمُحَمّد بن سعيد المأموني والمطهر بن أبي بكر الْبَيْهَقِيّ وَرَبِيعَة اليمني الْحَافِظ وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد الله وَأبي الْجُود غياث بن فَارس والحافظ ابْن الْمفضل وَبِه تخرج وَهُوَ شَيْخه وبمكة من يُونُس الْهَاشِمِي وَأبي عبد الله ابْن الْبناء وبطيبة من جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أموسان وَيحيى ابْن عقيل بن رِفَاعَة وبدمشق من ابْن طبرزد وَمُحَمّد بن الزنف وَالْخضر بن كَامِل والكندي وَعبد الْجَلِيل ابْن مندويه وَخلق وَسمع بحران والرها والإسكندرية وأماكن وَخرج لنَفسِهِ معجماً كَبِيرا مُفِيدا قَالَ الشَّيْخ شمس) الدّين سمعناه روى عَنهُ الدمياطي والشريف عز الدّين وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن اليونيني وَالشَّيْخ مُحَمَّد الْقَزاز وَالْفَخْر إِسْمَاعِيل ابْن عَسَاكِر وَعلم الدّين سنجر الدواداري وقاضي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَإِسْحَاق ابْن الوزيري والأمين عبد الْقَادِر الصعبي والعماد مُحَمَّد ابْن الجرايدي وَأحمد الدفوني ويوسف ابْن الْخُنْثَى وَطَائِفَة سواهُم ودرس بالجامع الظافري بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ ولي مشيخة الدَّار الكاملية للْحَدِيث وَانْقطع بهَا نَحوا من عشْرين سنة مكباً على التصنيف والتخريج والإفادة وَالرِّوَايَة وَأول سَمَاعه سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَلَو اسْتمرّ يسمع لأدرك إِسْنَادًا عَالِيا وَلكنه فتر نَحوا من عشر سِنِين سمع من الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَلم يظفر بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ وَسمع شَيْئا من أبي الْحسن ابْن نجا الْأنْصَارِيّ وَله رحْلَة إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة أَكثر فِيهَا عَن أَصْحَاب السلَفِي قَالَ الدمياطي هُوَ شَيْخي ومخرجي أَتَيْته مبتدئاً وفارقته معيداً توفّي الشَّيْخ زكي الدّين سنة سِتّ وَخمسين وست ماية وَقَالَ السراج الْوراق يرثيه وَمن خطه نقلت (مَا اقْتضى حظنا بَقَاءَك فِينَا ... ليتنا فِيك ليتنا لَو كفينا) (من يعز الْمُخلفين بميت ... فليعز بفقدك المسلمينا) (عَم فِيك الْمُصَاب حَتَّى لَقينَا ... كل حَيّ أودى بِهِ مَا لَقينَا) (فكأنا لم ندر قبلك رزءاً ... أوكأنا لم ندر من قد رزينا) (غال صرف الْحمام من كَانَ يحيي ... سنة الدّين وَالْكتاب المبينا)

خطيب مالقة

(لَو أمنا من الْقُلُوب جواها ... لوددناك فِي الْقُلُوب دَفِينا) (أَو قبلت المجرحين مضى نَعشك ... تعلو خدودنا والعيونا) (مُرْسلا جا حَدِيث دمعي ... وَكم قد بلغت مِنْهُ أَربع أربعينا) (يَا إِمَامًا على حَدِيث رَسُول الله ... أضحى فِي الله حصناً حصينا) (بِأبي مِنْك بَحر علم روينَا ... عَنهُ لَكِن مضى وَمَا إِن روينَا) (وعجبنا من حَال أَعْوَاد نعش ... لم تعد يَوْم جاورتك غصونا) (نضر الله للزكي محيا ... يستمد الصَّباح مِنْهُ جبينا) (وجزاه خيرا إِذا أذن الله ... بِحسن الْجَزَاء للمحسنينا) ) وَمن مناقبه الصَّالِحَة مَا ذكره لي قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن عَليّ السُّبْكِيّ قَالَ لما توفّي ابْنه مُحَمَّد صَبر واحتسب وَلم يخرج مَعَ جنَازَته بل اتبعهُ إِلَى بَاب الْمدرسَة الكاملية لَا غير وَلم يرح إِلَى قَبره وَلَا كَانَ يزوره وَكَانَ وَلَده مُحَمَّد معيداً عِنْده فِي الكاملية وَكَانَت بَينه وَبَين الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي صُورَة جرت الْعَادة بهَا بَين المتناظرين فِي الطّلب والاشتغال وَكَانَ الشَّيْخ زكي الدّين يعرف مَا بَينهمَا من التحاسد والعداوة وَلما مَاتَ مُحَمَّد كَانَ الشَّيْخ شرف الدّين فِي الْحجاز فَلَمَّا وصل من الْحجاز جَاءَ إِلَيْهِ الشَّيْخ زكي الدّين إِلَى بَيته فدق عَلَيْهِ الْبَاب فَقَالَ من قَالَ أَنا عبد الْعَظِيم فَخرج إِلَيْهِ مدهوشاً لِحُرْمَتِهِ وعظمته فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد مَاتَ وَقد وليتك مَكَانَهُ فِي الْإِعَادَة رَحِمهم الله أَجْمَعِينَ 3 - (خطيب مالقة) عبد الْعَظِيم بن عبد الله ابْن أبي الْحجَّاج ابْن الشَّيْخ البلوي الْخَطِيب الْعَلامَة أَبُو مُحَمَّد شيخ مالقة أدْرك جده وَسمع مِنْهُ قَلِيلا وصنف تصانيف وَله اختيارات لَا يُقَلّد فِيهَا أحدا كَانَ عاكفاً على إقراء الْمُسْتَصْفى والجواهر الثمينة ولازمه أَبُو جَعْفَر ابْن الزبير سِنِين للاشتغال عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست ماية 3 - (ابْن شرف الدّين الدمياطي) عبد الْعَظِيم بن عبد الْمُؤمن زكي الدّين ابْن الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي مَاتَ كهلاً سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع ماية

عبد الغافر

وَكَانَ شيخ الظَّاهِرِيَّة بِالْقَاهِرَةِ (عبد الغافر) 3 - (ركن الدّين السروستاني) عبد الغافر ركن الدّين السروستاني الْفَقِيه الشَّافِعِي قدم بَغْدَاد وَنزل بالنظامية وَكَانَ أديباً فَاضلا غلب عَلَيْهِ الْعِشْق حَتَّى حمل إِلَى البيمارستان وَقيد وَكَانَ عفيفاً مَسْتُورا فَلَمَّا أبل من الْمَرَض لم يقم بِبَغْدَاد خجلاً وَكَانَ حَيا بأصبهان فِي سنة سِتّ أَو سبع وَأَرْبَعين وَخمْس ماية وَمن شعره (ناحت وَرْقَاء على فنن ... نوح المشتاق على الدمن) (ناحت وتغنت هاتفة ... بالشجو تبوح وبالشجن) (إِن كَانَ رضاكم فِي سهري ... فسلام الله على الوسن) 3 - (الْحَافِظ الْفَارِسِي) عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْحُسَيْن عبد الغافر هُوَ الْحَافِظ أَبُو الْحُسَيْن الْفَارِسِي مُصَنف السِّيَاق لتاريخ نيسابور وَله مُعْجم الغرائب فِي غَرِيب الحَدِيث والمفهم لشرح مُسلم كَانَ إِمَامًا مُحدثا حَافِظًا أديباً كَامِلا فصيحاً مفقهاً روى عَنهُ ابْن عَسَاكِر بِالْإِجَازَةِ وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَخمْس ماية

أبو الفتوح الكاشغري

قَالَ ياقوت نقلت من خطه الَّذِي يفوق أصداغ الملاح قصائد تفوق سلاف الراح قَوْله (بِاللَّه لَا تستري عَنَّا محياك ... وَلَا تضني على صب بلقياك) (حييّ فؤاداً لقد عذبت مهجته ... حياك رَبك بالنعمى وبياك) (يَا لَيْت شعري وَقد أَصبَحت ساهية ... أريقك العذب أحلى أم حمياك) (بذلت ديني مَعَ الدُّنْيَا وآخرتي ... والعمر فِيك فجودي لي بدنياك) وَقَوله (وَبِي ظمأ أعداد سَبْعَة أبحر ... تقاصر أَن تشفي غليل أواره) (ترقرق من عَيْني دمع أَظُنهُ ... يطبق وَجه الأَرْض إِن لم أواره) وَقَوله (رحت فِي سكرة اللَّذَّات آونة ... ألْقى المسرات مَا لي دونهَا شغل) (عيشي هنيء وَمن أَهْوى يساعدني ... فِيمَا أُرِيد ورق الْعُمر مقتبل) ) (أمسي وَأصْبح فِي زهو وَفِي مرح ... صبح السرُور بلَيْل الْأنس مُتَّصِل) (حَتَّى انتصبت لأرباب الْهوى علما ... بِحسن حَالي فيهم يضْرب الْمثل) (واستيقظ الدَّهْر حَربًا بعد رقدته ... سلما عَليّ وَأَيَّام الْفَتى دوَل) (فصرت حيران مَا لي بعد فرقتهم ... سوى دموع على الْخَدين تنهمل) قلت شعر محلول 3 - (أَبُو الْفتُوح الكاشغري) عبد الغافر بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن خلف بن جِبْرِيل أَبُو الْفتُوح الألمعي الكاشغري سمع جمَاعَة وَكَانَ فهما ذكياً عَارِفًا بِالْحَدِيثِ واللغة حَافِظًا مَاتَ فِي أَيَّام طلبه سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية 3 - (الْحَافِظ الْفَارِسِي) عبد الغافر بن مُحَمَّد بن عبد الغافر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن

عبد الغالب

سعيد أَبُو الْحُسَيْن الْفَارِسِي النَّيْسَابُورِي قَالَ فِي تَرْجَمته حفيده الْحَافِظ عبد الغافر لشيخ الْجد الثِّقَة الْأمين الصَّالح الصين الدّين المحظوظ فِي الدُّنْيَا وَالدّين الملحوظ من الْحق تَعَالَى بِكُل نعمى وَقد سمع من الْأَئِمَّة والصدور ألحق الأحفاد بالأجداد وعاش فِي النِّعْمَة عَزِيزًا مكرماً قَرَأَ عَلَيْهِ الْحسن السَّمرقَنْدِي الْحَافِظ صَحِيح مُسلم نيفاً وَثَلَاثِينَ مرّة وسماعه للصحيح من الجلودي توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية (عبد الْغَالِب) 3 - (القَاضِي أَبُو سعد المعري) عبد الْغَالِب ابْن أبي حُصَيْن القَاضِي أَبُو سعد وَهُوَ أَخُو القَاضِي أبي يعلى عبد الْبَاقِي ابْن أبي حُصَيْن المعري وَله أَخ آخر اسْمه أَبُو غَانِم عبد الرَّزَّاق وَقد تقدماه أورد لَهُ أُسَامَة بن منقذ فِي مَجْمُوع أشعار الْمُحدثين قَوْله (قلب وقلب فِي يَدي ... ك معذب ومنعم) (ظمآن يطْلب قَطْرَة ... تشفي صداه ومفعم) وَقَوله (يَا من تفرد بالمكارم واغتدى ... فِي حوزه جمل المفاخر مَا اعْتدى) (لما وقفت على سلامك خلته ... نفحات ند فحن لما أوقدا) (قلدتني منناً بِهِ أثقلنني ... لَا زلت للفضل العميم مُقَلدًا) (أرجت نواحي أَرْضنَا بمروره ... كالروض هاج نسيمها مر الشدا) وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة (رَأَيْت مرآتها تقَابلهَا ... فَقلت وَالْقلب فِي تلهبه) (كَأَنَّهَا الشَّمْس عِنْد مشرقها ... قابلت الْبَدْر عِنْد مغربه)

الماكسيني

3 - (الماكسيني) عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن مُحَمَّد بن ثَابت بن عبد الْغَالِب الماكسيني سمع من إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْيُسْر وَأبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ ابْن النشبي وَإِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل ابْن الدرجي وَغَيرهم أجَاز لي بخطّه سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع ماية بِدِمَشْق (عبد الْغفار) 3 - (أَبُو الطّيب الحضيني الْمُقْرِئ) عبد الْغفار بن عبيد الله بن السّري أَبُو الطّيب الحضيني بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ روى عَن أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث ماية لَهُ مُصَنف فِي القراآت السَّبع 3 - (الْفَقِيه أَبُو بكر الدينَوَرِي) عبد الْغفار بن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الدينَوَرِي الْفَقِيه كَانَ فَقِيها على مَذْهَب سُفْيَان الثَّوْريّ وَكَانَ آخر من بَقِي على مذْهبه بِمَدِينَة السَّلَام فِي جَامع الْمَنْصُور وَكَانَ إِلَيْهِ النّظر فِي الْجَامِع وَالْقِيَام بأَمْره وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو الْفضل الْأنْصَارِيّ) عبد الْغفار بن عَمْرو أَبُو الْفضل الْأنْصَارِيّ ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب فِي كتاب الورقة قَالَ نزل بَغْدَاد وَكَانَ فِي صحابة الرشيد وَكَانَ صديق أَحْمد ابْن أبي عُثْمَان فأطلعه على حبه لنعم فأحبها هُوَ واستهام بحبها فهجره أَحْمد وَقَالَ فِيهِ

أبو سعد البستي الكاتب

(وَصَاحب كنت بِهِ واثقاً ... أصفيته الود وأصفاني) (سايلني عَن مُضْمر فِي الحشا ... كتمته أَهلِي وإخواني) (فبحت بالمستور عِنْدِي لَهُ ... وَلم يزل صَاحب كتمان) (فَاسْتحْسن الْغدر وأغري بِهِ ... لبئس مَا بالود جازاني) فَأَجَابَهُ عبد الْغفار (وَصَاحب أصبح يلحاني ... على هوى لم يَك من شاني) (أَتَيْته أسأَل عَن حَاله ... وَكَانَ مفتوناً بفتان) (فَلم يزل فِي وَصفه دائباً ... بالظرف فِي سر وإعلان) (حَتَّى إِذا هام فُؤَادِي بِهِ ... أصبح فِي حبه يلحاني) 3 - (أَبُو سعد البستي الْكَاتِب) ) عبد الْغفار بن فاخر بن شرِيف أَبُو سعد البستي ورد إِلَى بَغْدَاد رَسُولا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية للأمير أبي الْفَتْح مودود بن مَسْعُود بن مَحْمُود يلْتَمس أَن يخرج إِلَيْهِ من الألقاب وَالْخلْع والعهد بِولَايَة مَا كَانَ إِلَى أَبِيه من الْأَعْمَال وَكَانَ جميل المنظر حسن الصُّورَة وَكَانَ يتفقه لأبي حنيفَة وَمن شعره (إِن شَكَوْت الأوصاب أبدت ... بروقاً للثنايا تشفي من الأوصاب) (برضاب حُلْو المراشف كم حل ... جوى أَو أحل حسن الرِّضَا بِي) (وبوجه كالبدر يجلو الدياجي ... ويرينا رضى اللَّيَالِي الغضاب) (رب ليل مزجت فِيهِ مدامي ... لِاتِّفَاق بصفو ذَاك الرضاب) (إِذْ هضاب اللوى تضم بِنَا شم ... ل التداني سقيا لَهَا من هضاب) (إِذْ عَذَابي سقم الجفون وَلَكِن ... شفائي رشف الثنايا الْعَذَاب) (فَهَل الْآن لي سَبِيل إِلَى ... رَجَعَ زماني عذوبة وَعَذَاب) (وانجذابي إِلَى الخلاعة وَاللَّهْو ... وأنى خلاعتي وانجذابي) وَمِنْه (وحياة رَأسك إِنَّه قسم ... مستعظم أعزز بِهِ قسما) (لقد اصطفاك الْحسن معتنياً ... بك إِذْ حباك أجل مَا قسما)

أبو بكر الشيروي

(فلذاك ذل العَبْد منخفضاً ... فِيمَا هويت وَلَو أطَاق سما) (فَأسلم ليبقى تَحت رجلك ... مثل الأَرْض طوع هَوَاك وابق سما) وَمِنْه (مَا رَوْضَة من رياض الْحزن مونقة ... زهراء يضْحك فِي حافاتها الزهر) (كَأَن نور الأقاحي فِي شقائقها ... مباسم حول خد زانه الخفر) (كَأَنَّمَا وردهَا المحمر إِذْ قطرت ... من الْغَمَام عَلَيْهِ أدمع همر) (خد تضرج من صبغ الحيا وَجرى ... طل الدُّمُوع عَلَيْهِ فَهُوَ ينحدر) (كَأَنَّمَا النُّور فَوق النبت منتثراً ... دراهماً فَوق خضر الوشي ينتثر) (كَأَنَّمَا السرو مصفوف خلالهما ... رواقص شمرت عَن سوقها الحبر) (أبهى وَأحسن من ملك طلعت لَهُ ... بَدْرًا مشارقه الإيوان والسرر) ) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو بكر الشيروي) عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن شيرويه أَبُو بكر ابْن أبي الْحسن الشيروي الجنابذي التَّاجِر من أهل نيسابور حدث بنيسابور وأصبهان انْتَهَت إِلَيْهِ الرحلة من الْبلدَانِ وَختم بِعْ إِسْنَاد الْأَصَم وَكَانَ عفيفاً صَدُوقًا متديناً صائناً سمع أَبَاهُ وَالْقَاضِي أَبَا بكر أَحْمد بن الْحسن الْحِيرِي وَأَبا سعيد مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْفضل الصَّيْرَفِي وَغَيرهم وَحدث بالكثير وروى عَنهُ الجم الْغَفِير من الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين حدث نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة وَألْحق الأحفاد بالأجداد وَلم تَتَغَيَّر حواسه فِي آخر عمره إِلَّا بَصَره فَإِنَّهُ ضعف 3 - (الْبكْرِيّ الْحَرَّانِي) عبد الْغفار بن دَاوُد بن مهْرَان الْبكْرِيّ الْحَرَّانِي نزيل مصر

تاج الدين الشافعي المصري

روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه عَن رجل عَنهُ وَأَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَخلق كثير توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ 3 - (تَاج الدّين الشَّافِعِي الْمصْرِيّ) عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي بن عوض السَّعْدِيّ الْمصْرِيّ القَاضِي الْمُفْتِي المتقن الْمجِيد تَاج الدّين الشَّافِعِي روى عَن إِسْمَاعِيل بن عزون والنجيب وَابْن علاق وعدة وَجمع وصنف وَعمل المعجم والتساعيات وَنسخ الْكثير وجود وَخرج المسلسلات وَكَانَ مَوْصُوفا بالإتقان وَالْفِقْه ولي مشيخة الحَدِيث الصاحبية بِمصْر أَخذ عَنهُ ابْن رَافع وَابْن أَبِيك الدمياطي والواني وَابْنه والسروجي وعاش اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية بِالْقَاهِرَةِ 3 - (نجم الدّين ابْن المغيزل) عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله الشَّيْخ نجم الدّين أَبُو المكارم الْعَبْدي الْحَمَوِيّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن المغيزل وبابن الْمُحْتَسب حدث عَن أبي الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة وَصَحب شيخ الشُّيُوخ وَكتب الدرج بحماه للْملك الْمَنْصُور ولولده المظفر وَكَانَ الْمَنْصُور يُحِبهُ ويحترمه وقف أوقافاً بحماه وَكَانَ أديباً شَاعِرًا فَاضلا حسن الصُّحْبَة كثير المكارم) ولد سنة أَربع وَعشْرين وست ماية وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست ماية من شعره (هويت بحرياً إِذا سمته ... تَقْبِيل مَا فِي فِيهِ من در) (ينهرني من فرط إعجابه ... ياما أحيلى النَّهر من بحري)

الشيخ ابن نوح

3 - (الشَّيْخ ابْن نوح) عبد الْغفار بن أَحْمد بن عبد الْمجِيد بن عبد الْمجِيد الدروي المحتد الأقصري المولد القوصي الدَّار الشَّيْخ عبد الْغفار بن نوح صحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد الملثم وَالشَّيْخ عبد الْعَزِيز المنوفي وتجرد زَمَانا وَتعبد سمع الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي بِالْقَاهِرَةِ وَحدث عَنهُ بقوص وَسمع بِمَكَّة من محب الدّين الطَّبَرِيّ وصنف كتابا سَمَّاهُ الوحيد فِي التَّوْحِيد وَكَانَ لَهُ شعر وقدرة على الْكَلَام وَحَال فِي السماع وينسب أَصْحَابه إِلَيْهِ كرامات وَكَانَ يُنكر كثيرا من الْمُنْكَرَات وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ بفصاحة لِسَان وَقُوَّة جنان توفّي بِمصْر سنة ثَمَان وَسبع ماية وَله بِظَاهِر قوص رِبَاط حسن وَله بقوص أَحْوَال مَعْرُوفَة ومقالات مَوْصُوفَة كَانَ النَّصَارَى قد أحضروا مرسوماً بِفَتْح الْكَنَائِس فَقَامَ شخص فِي السحر بِجَامِع قوص وَقَرَأَ إِن تنصرُوا الله ينصركم وَيثبت أقدامكم وَقَالَ يَا أَصْحَابنَا الصَّلَاة فِي هدم الْكَنَائِس فَلم تأت الظّهْر إِلَّا وَقد هدمت ثَلَاث عشرَة كَنِيسَة وَنسب ذَلِك إِلَى أَنه من جِهَة الشَّيْخ ثمَّ إِن عز الدّين الرَّشِيدِيّ أستاذ دَار سلار حضر إِلَى قوص فَتوجه إِلَيْهِ شخص نَصْرَانِيّ يدعى النشوكان يخْدم عِنْدهم فَتكلم فِي الْقَضِيَّة فَاجْتمع الْعَوام وَرَجَمُوا إِلَى أَن وصل الرَّجْم إِلَى حراقة الرَّشِيدِيّ فاتهم الشَّيْخ بذلك ثمَّ بعد أَيَّام حضر أَمِير إِلَى قوص وَأمْسك جمَاعَة من الْفُقَرَاء وضربهم وَأخذ الشَّيْخ عبد الْغفار مَعَه إِلَى مصر ورسم لَهُ أَن يُقيم بِمصْر وَلَا يطلع إِلَى الصَّعِيد ثمَّ حصل بعد مُدَّة لَطِيفَة للرشيدي مرض وتهوس وتلاشت حَاله وَاسْتمرّ فِي أنحس حَال إِلَى أَن توفّي وَتُوفِّي بعده بِمدَّة الشَّيْخ فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَمن شعره (أَنا أُفْتِي أَن ترك الْحبّ ذَنْب ... آثم فِي مذهبي من لَا يحب) (ذُقْ على أَمْرِي مرارات الْهوى ... فَهُوَ عذب وَعَذَاب الْحبّ عذب) (كل قلب لَيْسَ فِيهِ سَاكن ... صبوة عذرية مَا ذَاك قلب)

عبد الغني

) (عبد الْغَنِيّ) 3 - (الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ) عبد الْغَنِيّ بن سعيد بن عَليّ بن بشر بن مَرْوَان أَبُو مُحَمَّد الْأَزْدِيّ الْمصْرِيّ الْحَافِظ رَحل إِلَى الشَّام وَسمع كثيرا قَالَ لما رددت على أبي عبد الله الْحَاكِم الأوهام الَّتِي فِي مدْخل الصَّحِيح بعث إِلَيّ يشكرني وَيَدْعُو لي فَعلمت أَنه رجل عَاقل وَقَالَ البرقاني مَا رَأَيْت بعد الدَّارَقُطْنِيّ أحفظ من عبد الْغَنِيّ وَله كتاب الْمُخْتَلف والمؤتلف ومشتبه النِّسْبَة توفّي سَابِع صفر سنة تسع وَأَرْبع ماية وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة وَكَانَت بَينه وَبَين أبي أُسَامَة جُنَادَة اللّغَوِيّ وَأبي عَليّ الْمُقْرِئ الْأَنْطَاكِي مَوَدَّة أكيدة واجتماع فِي دَار الْكتب ومذاكرات فَلَمَّا قَتلهمَا الْحَاكِم صَاحب مصر استتر الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بِسَبَب ذَلِك خوفًا أَن يلْحق بهما وَأقَام مُدَّة مختفياً حَتَّى ظهر لَهُ الْأَمْن 3 - (الْحَافِظ الْمَقْدِسِي) عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور بن رَافع بن حسن بن جَعْفَر الْحَافِظ الْكَبِير تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الجماعيلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ ماية هُوَ والموفق فِي عَام وَاحِد وهما ابْنا خَالَة ولدا بجماعيل سمع الْكثير بِدِمَشْق وبغداد والموصل وهمذان وأصبهان والإسكندرية ومصر وَحدث بأصبهان وبغداد ودمشق ومصر ودمياط والإسكندرية وصنف التصانيف المفيدة وَكتب مَا لَا يُوصف وَكَانَ غزير الْحِفْظ من أهل الإتقان والتجويد قيمًا بِجَمِيعِ فنون الحَدِيث وَهُوَ كثير الْعِبَادَة والورع على قانون السّلف قَالَ ابْن

أبو محمد الألواحي

النجار كَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث سُئِلَ لم لَا تقْرَأ من غير كتاب يَعْنِي دَائِما فَقَالَ أَخَاف الْعجب وَلم يزل بِدِمَشْق بعد رُجُوعه من إصبهان ينْتَفع النَّاس بِهِ إِلَى أَن تكلم فِي الصِّفَات وَالْقُرْآن بِشَيْء أنكرهُ عَلَيْهِ أهل التَّأْوِيل من الْفُقَهَاء وشنعوا عَلَيْهِ وَعقد لَهُ مجْلِس بدار السُّلْطَان حَضَره الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء فأصر على قَوْله فأباحوا دَمه فشفع فِيهِ جمَاعَة من أُمَرَاء الأكراد على أَن يخرج من دمشق فَتوجه إِلَى مصر وَلم يزل بهَا خاملاً إِلَى أَن توفّي صحب السلَفِي مُدَّة وَكتب عَنهُ كثيرا وَسمع بِبَغْدَاد أَبَا الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي ابْن البطي وَأحمد بن المقرب الْكَرْخِي وَعبد الله بن مُحَمَّد بن النقور وَعبد الله بن مَنْصُور بن هبة الْموصِلِي وَأَبا طَالب الْمُبَارك بن عَليّ بن خضير الصَّيْرَفِي وَغَيرهم) وصنف الْمِصْبَاح فِي الْأَحَادِيث الصِّحَاح فِي ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين جُزْءا يشْتَمل على أَحَادِيث الصَّحِيحَيْنِ نِهَايَة المُرَاد فِي السّنَن نَحْو مايتي جُزْء وَلم يبيضه اليواقيت مجلدة تحفة الطالبين فِي الْجِهَاد والمجاهدين مُجَلد الرَّوْضَة أَرْبَعَة أَجزَاء فَضَائِل الْبَريَّة أَرْبَعَة أَجزَاء الذّكر جزآن الْإِسْرَاء جزآن التَّهَجُّد جزآن الْفرج جزآن صلات الْأَحْيَاء إِلَى الْأَمْوَات جزآن الصِّفَات جزآن محنة أَحْمد ثَلَاثَة أَجزَاء ذمّ الرِّيَاء جُزْء ذمّ الْغَيْبَة جُزْء التَّرْغِيب فِي الدُّعَاء جُزْء الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ فَضَائِل مَكَّة أَرْبَعَة أَجزَاء فَضَائِل رَمَضَان وفضائل الْعشْر فَضَائِل الصَّدَقَة فَضَائِل الْحَج فَضَائِل رَجَب وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَقسَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَرْبَعُونَ حَدِيثا جُزْء أَرْبَعُونَ أُخْرَى الْأَرْبَعُونَ من كَلَام رب الْعَالمين أَرْبَعُونَ حَدِيثا بِسَنَد وَاحِد اعْتِقَاد الشَّافِعِي جُزْء الحكايات سَبْعَة أَجزَاء غنية الْحفاظ فِي مُشكل الْأَلْفَاظ مجلدان ذكر الْقُبُور مَنَاقِب عمر بن عبد الْعَزِيز أَجزَاء فِي الْأَحَادِيث والحكايات أَكثر من ماية جُزْء وَكلهَا بأسانيده وَمن الْكتب بِلَا إِسْنَاد الْأَحْكَام فِي سِتَّة أَجزَاء الْعُمْدَة الْأَحْكَام جزآن دُرَر الْأَثر تِسْعَة أَجزَاء السِّيرَة النَّبَوِيَّة جُزْء كَبِير النَّصِيحَة فِي الْأَدْعِيَة الصَّحِيحَة الِاعْتِقَاد تَبْيِين أَوْهَام أبي نعيم الْحَافِظ فِي الصَّحَابَة الْكَمَال فِي معرفَة الرِّجَال عدَّة مجلدات وَفِيه إِسْنَاد 3 - (أَبُو مُحَمَّد الألواحي) عبد الْغَنِيّ بن بازل بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف زَاي وَلَام ابْن يحيى بن الْحسن بن يحيى الألواحي من أهل مصر أَبُو مُحَمَّد قدم بَغْدَاد

ابن حنيفة الباجسرائي

وتفقه بهَا للشَّافِعِيّ وَسمع من أبي طَالب ابْن غيلَان وَأبي إِسْحَاق الْبَرْمَكِي وَأبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي وَأبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَغَيرهم كَانَ شَيخا صَالحا حسن الطَّرِيقَة فَقِيرا صبوراً وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن حنيفَة الباجسرائي) عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن حنيفَة بن أبان بن زَكَرِيَّاء أَبُو الْقَاسِم الباجسرائي توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية وَكَانَ عمره سبعا وَثَمَانِينَ سنة وَمن شعره (إِن تحاول علم مَا أضمره ... من صفاء لَك أَو من دخل) (فاعتبره مِنْك وَاعْلَم أَنه ... لَك عِنْدِي مثل مَا عنْدك لي) ) وَمِنْه (لعمرك إِنَّنِي لأصون عرضي ... بِمَا اكتسبته من مَال يَمِيني) (وَإِنِّي مَعَ صيانته بِمَا لي ... أَجود ببذله بخلا بديني) (وَلَا آسى على عرض وَمَال ... إِذا أَنا ذَا دين مصون) 3 - (ابْن نقطة الزَّاهِد) عبد الْغَنِيّ ابْن أبي بكر بن شُجَاع بن نقطة الزَّاهِد لَهُ زَاوِيَة بِبَغْدَاد يأوي إِلَيْهَا الْفُقَرَاء وَكَانَ دينا جواداً سَمحا لم يكن فِي عصره من يقاومه فِي التَّجْرِيد كَانَ يفتح عَلَيْهِ قبل غرُوب الشَّمْس بِأَلف دِينَار فيفرقها والفقراء صِيَام فَلَا يدّخر لَهُم شَيْئا

ظهير الدين المصري النحوي

وَيَقُول نَحْو لَا تعْمل بِأُجْرَة يَعْنِي نَصُوم وَلَا ندخر مَا نفطر عَلَيْهِ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَدفن بزاويته وَهُوَ أَخُو أبي مَنْصُور المزكلش وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الْمِيم 3 - (ظهير الدّين الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ) عبد الْغَنِيّ بن حسان بن عَطِيَّة بن يخلف ظهير الدّين الكتامي الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ توفّي بِدِمَشْق رَحمَه الله تَعَالَى فِي عَاشر شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وست ماية وَدفن فِي مَقَابِر ابْن زوزان كَانَ فِيهِ مُرُوءَة وكرم وتعصب وَقيام مَعَ الْأَصْحَاب قَرَأَ الْعَرَبيَّة بِمصْر قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو شامة على شَيخنَا أبي عمر وعلق عَنهُ أَشْيَاء كَثِيرَة وَكَانَ كثير الاعتناء بِكَلَامِهِ 3 - (سيف الدّين ابْن تَيْمِية) عبد الْغَنِيّ ابْن شيخ حران وخطيبها فَخر الدّين ابْن تَيْمِية الْخَطِيب سيف الدّين أَبُو مُحَمَّد ولي الخطابة بعد أَبِيه وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وستماية 3 - (أثير الدّين القباني) عبد الْغَنِيّ بن سُلَيْمَان بن بَنِينَ بن خلف الشَّيْخ الْمسند أثير الدّين أَبُو الْقَاسِم وَأَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ الشَّافِعِي القباني النَّاسِخ)

قاضي القضاة الحنبلي

ولد سنة خمس وَسبعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست ماية سمع الْكثير بإفادة وَالِده أبي الرّبيع وَسمع وَحدث وصنف وروى عَنهُ الدمياطي والدواداري 3 - (قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ) عبد الْغَنِيّ بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحَرَّانِي القَاضِي شرف الدّين الْحَنْبَلِيّ ولي نظر الخزانة بالديار المصرية مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ أضيف إِلَيْهِ قَضَاء الْحَنَابِلَة كَانَ رَئِيسا جواداً فِيهِ تعصب لمن يَقْصِدهُ مولده سنة خمس وَأَرْبَعين وست ماية بحران وَتُوفِّي رَحمَه الله بِمصْر سنة تسع وَسبع ماية (عبد الْقَادِر) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْوَاعِظ) عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن السماك أَبُو مُحَمَّد الْوَاعِظ ولي الْقَضَاء بواسط سنة ثَلَاث وَخمسين وَأقَام بهَا إِلَى أَن مرض فَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَمَات بهَا سنة سبع وَخمسين وَأَرْبع ماية وَمن شعره (قلبِي قلبِي على الْجَمْر ... وزيدي فِي عَذَابي) (أَنا رَاض بِالَّذِي ترضي ... وَلَو مت لما بِي) (قلت للعاذل دَعْنِي ... لَيْسَ ذَا وَقت عتابي) (حكم الْحبّ لحبي ... وَهُوَ فِي الحكم يحابي) 3 - (ابْن النقار الشَّافِعِي) عبد الْقَادِر بن دَاوُد ابْن أبي نصر مُحَمَّد بن النقار أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل وَاسِط قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي بكر ابْن الباقلاني وعَلى غَيره وَسمع الحَدِيث من أبي طَالب ابْن الكتاني وَغَيره وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي الْعَلَاء ابْن البوقي وعَلى المجير مَحْمُود الْبَغْدَادِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأُصُول وَتَوَلَّى نظر دَار الْكتب الناصرية

أبو محمد الإسكندري

ثمَّ ترك ذَلِك وتصدى فِي بَيته لإقراء النَّاس الْمَذْهَب وَالْأُصُول والفرائض والحساب وَيكْتب فِي الْفَتَاوَى وَيقسم التركات وَكَانَ من الزّهْد والورع وَالْفِقْه على أحسن طَريقَة وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وست ماية 3 - (أَبُو مُحَمَّد الإسكندري) ) عبد الْقَادِر ابْن أبي الرِّضَا بن معافى أَبُو مُحَمَّد نَائِب الحكم بالإسكندرية كَانَ يروي جَامع التِّرْمِذِيّ عَن عَليّ ابْن الْبناء وَكَانَ عسراً فِي الرِّوَايَة جدا فَلم يسمع مِنْهُ علم الدّين لذَلِك وَذكر الْمزي أَنه أَتَاهُ ليسمع مِنْهُ فَقَالَ نَحن جُلُوس للْحكم فِي قَضَاء أشغال الْمُسلمين قَالَ فَقلت فأيش نَحن نَاب فِي الحكم مُدَّة وعزل نَفسه ولازم بَيته وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست ماية 3 - (الْملك أَسد الدّين) عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز ابْن السُّلْطَان الْملك الْمُعظم عِيسَى ابْن أبي بكر مُحَمَّد الْعَادِل بن أَيُّوب الْملك أَسد الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد بالكرك سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست ماية وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية سمع من خطيب مردا السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَحدث بهَا بِمصْر ودمشق وروى عَنهُ عدَّة أَجزَاء وَله إجَازَة من مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي والصدر الْبكْرِيّ وَكَانَ مليح الشكل صَحِيح البنية حسن الْأَخْلَاق قيل إِنَّه لم يتَزَوَّج وَلَا تسرى وَله همة وجلادة توفّي بالرملة وَنقل إِلَى الْقُدس وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى دمشق أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ بِخَطِّهِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية وَاجْتمعت بِهِ غير مرّة 3 - (الجيلي الشَّيْخ الْمَشْهُور) عبد الْقَادِر بن عبد الله أبي صَالح ابْن جنكي دوست ابْن أبي عبد الله يَنْتَهِي نسبه إِلَى الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الجيلي الْحَنْبَلِيّ الزَّاهِد صَاحب المقامات والكرامات وَشَيخ الْحَنَابِلَة رَحمَه الله قدم

بَغْدَاد وتفقه على القَاضِي أبي سعد وَسمع وَكَانَ يَأْكُل من عمل يَده وَتكلم فِي الْوَعْظ وَظهر لَهُ صيت وَكَانَ لَهُ سمت وَصمت قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم يسع ابْن الْجَوْزِيّ أَن يترجم لَهُ أَكثر من هَذَا لما فِي قلبه لَهُ من البغض وَترْجم لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين سبع وَرَقَات ولد بجيلان سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَقدم بَغْدَاد شَابًّا وتفقه على القَاضِي أبي سعد المخرمي وَسمع من أبي بكر أَحْمد بن المظفر بن سوسن التمار وَأبي غَالب الباقلاني وَأبي الْقَاسِم ابْن ببان الرزاز وَأبي مُحَمَّد جَعْفَر السراج وَأبي سعد ابْن خشيش وَأبي طَالب ابْن يُوسُف وَجَمَاعَة وروى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَعمر بن عَليّ الْقرشِي وولداه عبد الرَّزَّاق ومُوسَى ابْنا عبد الْقَادِر والحافظ عبد الْغَنِيّ وَالشَّيْخ) الْمُوفق وَيحيى بن سعد الله التكريتي وَالشَّيْخ عَليّ بن إِدْرِيس اليعقوبي وَأحمد ابْن مُطِيع الباجسرائي وَأَبُو هُرَيْرَة وَمُحَمّد بن لَيْث الوسطاني وأكمل بن مَسْعُود الْهَاشِمِي وَطَائِفَة آخِرهم وَفَاة أَبُو طَالب عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد ابْن القبيطي وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ الرشيد أَحْمد بن مسلمة وَكَانَ إِمَام زَمَانه وقطب عصره وَشَيخ الشُّيُوخ بِلَا مدافعة قَالَ أَبُو الْحُسَيْن اليونيني سَمِعت الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام يَقُول مَا نقلت إِلَيْنَا كرامات أحد بالتواتر إِلَّا الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَقيل لَهُ هَذَا مَعَ اعْتِقَاده فَكيف هَذَا قَالَ لَازم الْمَذْهَب لَيْسَ بِمذهب وَكَانَ الشَّيْخ عبد الْقَادِر قد لَازم الْأَدَب على أبي زَكَرِيَّاء التبريزي واشتغل بالوعظ إِلَى أَن برز فِيهِ ثمَّ لَازم الْخلْوَة والرياضة والسياحة والمجاهدة والسهر وَالْمقَام فِي الْمِحْرَاب والصحراء وَصَحب الشَّيْخ أَحْمد الدباس وَأخذ عَنهُ علم الطَّرِيق ثمَّ إِن الله أظهره لِلْخلقِ وأوقع لَهُ الْقبُول الْعَظِيم فعقد الْمجْلس سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس ماية وَأظْهر الله الْحِكْمَة على لِسَانه ثمَّ جلس فِي مدرسة شَيْخه أبي سعد للتدريس وَالْفَتْوَى سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس ماية وَصَارَ يقْصد بالزيارة وَالنّذر وصنف فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَله كَلَام على لِسَان أهل الطَّرِيق قَالَ طالبتني نَفسِي يَوْمًا بِشَهْوَة فَكنت أضاجرها وَأدْخل فِي درب وَأخرج إِلَى درب أطلب

الحافظ الرهاوي الحنبلي

الصَّحرَاء فَبينا أَنا أَمْشِي إِذْ رَأَيْت رقْعَة ملقاة فَإِذا فِيهَا مَا للأقوياء والشهوات إِنَّمَا خلقت الشَّهَوَات للضعفاء ليتقووا بهَا على طَاعَتي فَلَمَّا قرأتها خرجت تِلْكَ الشَّهْوَة من قلبِي وَقَالَ كنت أقتات بخرنوب الشوك وورق الخس من جَانب النَّهر وَكَانَ يَقُول الْخلق حجابك عَن نَفسك ونفسك حجاب عَن رَبك مَا دمت ترى الْخلق لَا ترى نَفسك وَمَا دمت ترى نَفسك لَا ترى رَبك وَكَانَ يَقُول الدُّنْيَا أشغال وَالْآخِرَة أهوال وَالْعَبْد فِيمَا بَين الأشغال والأهوال حَتَّى يسْتَقرّ قراره إِمَّا إِلَى جنَّة وَإِمَّا إِلَى نَار وَكَانَ يَقُول الْأَوْلِيَاء عرائس الله لَا يطلع عَلَيْهِم إِلَّا ذَا محرم وَكَانَ يَقُول فتشت الْأَعْمَال كلهَا فَمَا وجدت فِيهَا أفضل من إطْعَام الطَّعَام أود لَو أَن الدُّنْيَا بيَدي فأطعمها الجياع وَقَالَ عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر ولد لوالدي تسع وَأَرْبَعُونَ ولدا سبع وَعِشْرُونَ ذكرا وَالْبَاقِي إناث 3 - (الْحَافِظ الرهاوي الْحَنْبَلِيّ) ) عبد الْقَادِر بن عبد الله الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو مُحَمَّد الرهاوي الْحَنْبَلِيّ ولد بالرها سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست ماية وَنَشَأ بالموصل كَانَ مَمْلُوكا لبَعض المواصلة فَأعْتقهُ وَطلب الْعلم وَهُوَ ابْن نَيف وَعشْرين سنة ورحل إِلَى الْبِلَاد النائية وَلَقي الْكِبَار وعني بِالْحَدِيثِ أتم عناية وَعمل الْأَرْبَعين المتباينة والإسناد والبلدان وَهَذَا شَيْء لم يسْبق إِلَيْهِ وَلَا يرجوه أحد بعده وَهُوَ كتاب كَبِير فِي مُجَلد ضخم من نظر فِيهِ علم سَعْيه وتعبه وَحفظه لكنه تكَرر عَلَيْهِ ذكر أبي إِسْحَاق السبيعِي وَذكر مُحَمَّد بن سعيد الْبُحَيْرِي نبه على ذَلِك الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي

ابن نومة الشاعر

قَالَ ابْن نقطة ختم بِهِ علم الحَدِيث 3 - (ابْن نومَة الشَّاعِر) عبد الْقَادِر بن عَليّ بن الْفضل أَبُو مُوسَى الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن نومَة الوَاسِطِيّ قدم بَغْدَاد شَابًّا أَيَّام المقتفي وَقَرَأَ الْأَدَب على الشريف ابْن الشجري ومدح الْوَزير أَبَا المظفر ابْن جهير وَغَيره وَتُوفِّي بِمصْر سنة سبع وَسبعين وَخمْس ماية وَمن شعره (صَحا لي الْقلب عَن ذكر الْهوى ولهى ... عَنْهَا بِأُخْرَى وللإنسان أوطار) (وَمَا الْمُقِيم على مَاء لينزحه ... بآمن أَن تشوب الصفو أكدار) وَمِنْه (وَمَا رَوْضَة نبت الخزامى أظلها ... من النُّور ظلّ دَامَ للنشر ينشر) (تشف على الأجراع قضب زبرجد ... لَهَا الْمسك نور والكمائم عنبر) (كَأَن سُقُوط الطل بَين مروجها ... سلاسل در من يَد السحب تنثر) 3 - (القَاضِي تَاج الدّين الْحَنَفِيّ) عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد ابْن أبي الْكَرم عبد الرَّحْمَن بن علوي بن الْمُعَلَّى بن علوي بن جَعْفَر القَاضِي تَاج الدّين ابْن القَاضِي عَزِيز الدّين الْعقيلِيّ البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ ولد بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَعشْرين وست ماية وَسمع الصَّحِيح من ابْن الزبيرِي من الْإِمَامَيْنِ جمال الدّين الحصيري وتقي الدّين ابْن الصّلاح وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب وَنظر الْأَوْقَاف والمدرسة العصرونية وَقدم دمشق آخر عمره وَحدث بهَا بِالْمِائَةِ البخارية وَرجع إِلَى حلب)

محيي الدين المقريزي

وَتُوفِّي بهَا 3 - (محيي الدّين المقريزي) عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن تَمِيم الْفَقِيه الْمُحدث محيي الدّين المقريزي البعلبكي الْحَنْبَلِيّ اشْتغل وتفقه وَسمع بِبَلَدِهِ من زَيْنَب بنت كندي وبدمشق من ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وبمصر من الْبَهَاء ابْن الْقيم وسبط زِيَادَة وبحلب والحرمين وَنسخ وَحصل وَصَارَ شيخ دَار الحَدِيث للبهاء ابْن عَسَاكِر توفّي عَن خمس وَخمسين سنة أَو نَحْوهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية 3 - (شمس الدّين ابْن الحظيري) عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن مظفر الصَّدْر الْجَلِيل الْعدْل الْمَأْمُون شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن الحظيري الدِّمَشْقِي الْكَاتِب من عقلاء الرِّجَال ونبلائهم مولده سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَسبع ماية سمع بِمصْر من عبد الْوَهَّاب بن رواج وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن الصفراوي وَعلي بن مُخْتَار وَجَمَاعَة سمع مِنْهُ الواني والبرزالي وَابْن الشَّيْخ شمس الدّين وعدة وَولي نظر الْجَامِع وَنظر الخزانة 3 - (محيي الدّين حِينَئِذٍ) عبد الْقَادِر بن أَحْمد الْفَقِيه المناظر محيي الدّين حِينَئِذٍ كَانَ يكثر فِي بحوثه من قَول حِينَئِذٍ سقط من سلم فَمَاتَ سنة سبع ماية وَكَانَ بغدادياً فَقِيها كهلاً تَامّ الشكل لَدَيْهِ معرفَة وفضائل 3 - (الأدفوي) عبد الْقَادِر بن مهذب بن جَعْفَر الأدفوي قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي هُوَ ابْن عمي كَانَ ذكياً جواداً متواضعاً رَحل إِلَى قوص للاشتغال بالفقه وَحفظ أَكثر التَّنْبِيه وَلم ينْتج فِيهِ وَكَانَ إسماعيلي الْمَذْهَب مشتغلاً بِكِتَاب

عبد القاهر

الدعائم تصنيف النُّعْمَان بن مُحَمَّد متفقهاً وَكَانَ فيلسوفاً يقرئ الفلسفة ويحفظ من كتاب زجر النَّفس وَكتاب أثلوجيا وَكتاب التفاحة الْمَنْسُوب لأرسطو كثيرا قَالَ وَذكر لي بعض أَصْحَابنَا مِمَّن لَا أَتَّهِمهُ بكذب أَنه تعسر عَلَيْهِ قفل بَاب فَذكر اسْما وفتحه وَأَنَّهُمْ قصدُوا حُضُور امْرَأَة فهمهم بشفتيه لَحْظَة فَحَضَرت فَسَأَلُوهَا عَن ذَلِك فَقَالَت إِنَّهَا حصل عِنْدهَا قلق فَلم تقدر على الْإِقَامَة وَكَانَ مُؤمنا بِالنَّبِيِّ صلى) الله عَلَيْهِ وَسلم منزلاُ لَهُ مَنْزِلَته ويعتقد وجوب أَرْكَان الْإِسْلَام غير أَنه يرى أَنَّهَا تسْقط عَمَّن حصل لَهُ معرفَة بربه بالأدلة الَّتِي يعتقدها وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ مواظباً على الْعِبَادَة فِي الْخلْوَة والجلوة وَالصِّيَام إِلَّا أَنه يَصُوم بِمَا يَقْتَضِيهِ الْحساب وَيرى أَن الْقيام بالتكاليف الشَّرْعِيَّة يَقْتَضِي زِيَادَة الْخَيْر وَإِن حصلت الْمعرفَة وَكَانَ يفكر طَويلا وَيقوم ويرقص وَيَقُول (يَا قطوع من أفنى عَمْرو فِي المحلول ... فاتو العاجل والآجل ذَا البهلول) قَالَ وَمرض فَلم أصل إِلَيْهِ وَمَات فَلم أصل عَلَيْهِ وَسَار إِلَى ساحة الْقُبُور وَصَارَ إِلَى من يعلم خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفي الصُّدُور وأظن وَفَاته فِي سنة خمس أَو سِتّ وَعشْرين وَسبع ماية وَقَالَ لي جمَاعَة سنة خمس لَا غير (عبد القاهر) 3 - (الْأُسْتَاذ أَبُو مَنْصُور الشَّافِعِي) عبد القاهر بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن عبد الله التَّمِيمِي أَبُو مَنْصُور ابْن أبي عبد الله الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وسافر مَعَ

وَالِده إِلَى خُرَاسَان وسكنا نيسابور إِلَى حِين وفاتهما تفقه أَبُو مَنْصُور على أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الإِسْفِرَايِينِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أصُول الدّين وَكَانَ ماهراً فِي فنون عديدة خُصُوصا علم الْحساب وَله فِيهِ تواليف نافعة مِنْهَا كتاب التكملة وَكَانَ يدرس فِي سَبْعَة وَعشْرين فَنًّا وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض والنحو وَله أشعار وَكَانَ ذَا مَال وثروة وَلم يكْتَسب بِعِلْمِهِ مَالا وأربى على أقرانه فِي الْفُنُون وَجلسَ بعد أستاذه أبي إِسْحَاق للإملاء فِي مَكَانَهُ بِمَسْجِد عقيل فأملى سِنِين وَاخْتلف إِلَيْهِ الْأَئِمَّة فقرأوا عَلَيْهِ مثل نَاصِر الْمروزِي وزين الْإِسْلَام الْقشيرِي وَتُوفِّي سنة عشْرين وَأَرْبع ماية بِمَدِينَة أسفرايين وَدفن إِلَى جَانب شَيْخه وَمن شعره (طلبت من الحبيب زَكَاة حسن ... على صغر من الْعُمر الْبَهِي) (فَقَالَ وَهل على مثلي زَكَاة ... على قَول الْعِرَاقِيّ الكمي) (فَقلت الشَّافِعِي لنا إِمَام ... وَقد فرض الزَّكَاة على الصَّبِي) قلت هُوَ مثل قَول الْأَمِير أبي الْفضل الميكالي (أَقُول لشادن فِي الْحسن فَرد ... يصيد بلحظه قلب الكمي) (ملكت الْحسن أجمع فِي نِصَاب ... فأد زَكَاة منظرك الْبَهِي) ) (وَذَاكَ بِأَن تجود لمستهام ... برشف من مقبلك الشهي) (فَقَالَ أَبُو حنيفَة لي إِمَام ... وَعِنْدِي لَا زَكَاة على الصَّبِي) وَقد رَوَاهَا بَعضهم على غير هَذِه القافية فَقَالَ (أَقُول لشاذن فِي الْحسن فَرد ... يصيد بلحظه قلب الجليد) (ملكت الْحسن أجمع فِي نِصَاب ... فَلَا تمنع وجوبا عَن وجود) (وَذَاكَ بِأَن تجود لمستهام ... برشف من مقبلك البرود) (فَقَالَ أَبُو حنيفَة لي إِمَام ... وَعِنْدِي لَا زَكَاة على الْوَلِيد) وَمن شعر الْأُسْتَاذ أبي مَنْصُور الشَّافِعِي (يَا سائلي عَن قصتي ... دَعْنِي أمت فِي غصتي) (المَال فِي أَيدي الورى ... واليأس مِنْهُ حصتي)

أبو النجيب السهروردي الواعظ

وَمِنْه (شَبَابِي وشيبي دَلِيلا رحيل ... فسمعاً لذَلِك وَذَا من دَلِيل) (وَقد مَاتَ من كَانَ لي من عديل ... وحسبي دَلِيلا رحيل العديل) وَمن تصانيفه تَفْسِير الْقُرْآن تَأْوِيل متشابه الْأَخْبَار فضائح الْمُعْتَزلَة الْكَلَام فِي الْوَعْد والوعيد الفاخر فِي الْأَوَائِل والأواخر إبِْطَال القَوْل بالتولد فضائح الكرامية معيار النّظر تَفْضِيل الْفَقِير الصابر على الْغَنِيّ الشاكر الْإِيمَان وأصوله الْملَل والنحل التَّحْصِيل فِي أصُول الْفِقْه الْفرق بَين الْفرق بُلُوغ المدى فِي أصُول الْهدى نفي خلق الْقُرْآن الصِّفَات 3 - (أَبُو النجيب السهروردي الْوَاعِظ) عبد القاهر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمويه يَنْتَهِي إِلَى عبد الرَّحْمَن ابْن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق أَبُو النجيب الْفَقِيه الْوَاعِظ السهروردي قدم بَغْدَاد فِي صباه وتفقه للشَّافِعِيّ وَسمع من أبي عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن نَبهَان وزاهر بن طَاهِر الشحامي وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وَكَانَ يسمع النَّاس بإفادته وَيحصل الْأُصُول والنسخ وَكَانَ يعظ النَّاس فِي مدرسته وَكَانَ مذْهبه فِي الْوَعْظ اطراح الكلفة وَترك السجع وَبَقِي عدَّة سِنِين يَسْتَقِي على ظَهره النَّاس بالقربة وَلم يزل إِلَى أَن صَار لَهُ الْقبُول عِنْد الْمُلُوك والأمراء وزاره الْأُمَرَاء والأكابر وَولي تدريس النظامية وأملي عدَّة أمالي وصنف عدَّة تصانيفوصحب) مَشَايِخ الْمُعَامَلَات والمجاهدات ولازم خدمَة الشَّيْخ حَمَّاد الدباس ووقف على كثير مِمَّا كَانَ لَهُ من الكرامات توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَمن شعره (أحبكم مَا دمت حَيا وَمَيتًا ... وَإِن كُنْتُم قد ملتم فِي بعاديا) (وعذبتم قلبِي بشوقي إِلَيْكُم ... فحبي للقياكم وحبي نَادِيًا) (وَقل خروجي عَن كناسي لأنني ... فقدت بقاعاً كنت فِيهِنَّ نَادِيًا) (وإخوان صدق كنت آلف قربهم ... وَكَانُوا ينادوني بِكُل مراديا) (لقد طفئت نَارِي وَقل مساعدي ... وَزَالَ أنيس كَانَ يوري زناديا)

ابن الشطوي

(فيا لَيْت إِن لم يجمع الله بَيْننَا ... سَمِعت بشيراً لي بموتي مناديا) قلت شعر نَازل على لحنة فِيهِ 3 - (ابْن الشطوي) عبد القاهر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى الْوَكِيل أَبُو الْفتُوح الْمَعْرُوف بِابْن الشطوي وَكَانَ جده لأمه كَانَ فَاضلا شَاعِرًا قيل إِنَّه كَانَ حفظ ديوَان المتنبي وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي السعادات ابْن الشجري قَالَ ابْن الْبَنْدَنِيجِيّ كَانَ رَافِضِيًّا معتزلياً ابْن ملاعنة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس ماية 3 - (مخلص الدّين الْعقيلِيّ الْحلَبِي) عبد القاهر بن عَليّ ابْن أبي جَرَادَة الْأمين مخلص الدّين الْعقيلِيّ الْحلِيّ نَاظر خزانَة الْملك نور الدّين بحلب كَانَ خيرا كَاتبا بليغاً لَهُ النّظم والنثر يتوقد ذكاء توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية 3 - (القَاضِي الْجِرْجَانِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ) عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو بكر الْجِرْجَانِيّ النَّحْوِيّ الْمَشْهُور أَخذ النَّحْو بجرجان عَن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن الْحسن الْفَارِسِي كَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة صنف الْمُغنِي فِي شرح الْإِيضَاح فِي نَحْو ثَلَاثِينَ مجلداً والمقتصد فِي شرح الصَّغِير وَكتاب تَتِمَّة الْعرُوض والعوامل الماية والمفتاح وَشرح الْفَاتِحَة فِي مُجَلد وَله الْعُمْدَة فِي التصريف والجمل وَالتَّلْخِيص شَرحه وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب أشعري الْأُصُول مَعَ دين وَسُكُون وَله شعر جيد توفّي سنة) إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع ماية وَمن شعره (لَا يوحشنك أَنهم مَا ارتاحوا ... مِمَّا جلاه عَلَيْهِم المداح)

زين الدين أبو القاسم الدمشقي

(فهم كقوم علقت بإزائهم ... بيض المرايا وَالْوُجُوه قباح) وَمِنْه (لَا تأمن النفشة من شَاعِر ... مَا دَامَ حَيا سالما ناطقا) (فَإِن من يمدحكم كَاذِبًا ... يحسن أَن يهجوكم صَادِقا) وَمِنْه (كبر على الْعقل لَا ترمه ... ومل إِلَى الْجَهْل ميل هائم) (وَكن حمارا تعش بِخَير ... فالسعد فِي طالع الْبَهَائِم) وَمِنْه (أرخ بإثنين وخمسينا ... فليت شعري مَا قضى فِينَا) (نسر بالحول إِذا مَا انْقَضى ... وَفِي تقضيه تقضينا) وَمِنْه (وَمَا لَك مطمع فِي الْمَرْء إِلَّا ... إِذا مَا أنكر الْأَمر القبيحا) (فَأَما وَهُوَ يجهل بَين قبح ... وَبَين الْحسن فرقاناً صَحِيحا) (فَإنَّك فِي رَجَاء الْخَيْر مِنْهُ ... بأجواز الفلاة تكيل ريحًا) 3 - (زين الدّين أَبُو الْقَاسِم الدِّمَشْقِي) عبد القاهر بن الْحسن بن عبد القاهر بن ثُمَامَة بن الْحُسَيْن بن شُجَاع ابْن المطهر أَبُو الْقَاسِم الْكَلْبِيّ الدِّمَشْقِي نقلت من خطّ القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ الْفَقِيه زين الدّين جمال الأدباء أَبُو الْقَاسِم عبد القاهر بن الْحسن رَحمَه الله لنَفسِهِ (يَا من سما فَوق الْعلَا بِعِلْمِهِ ... أفديه من صدر عليم سَام) (يَا فضل الْفُضَلَاء بل يَا أُفٍّ ... صَحَّ الفصحاء بل يَا قدوة الْإِسْلَام) (أأبا المحامد يَا ابْن حَامِد الَّذِي ... هُوَ وَحده فِي الشَّام صدر الشَّام)

الوأواء الحلبي

(عودتني من فيض فضلك عَادَة ... كرماً وإكراماً على إكرام) ) (أخرت عني مَا يعد وَإِن يكن ... قلاً أجل من وافر الإنعام) وَقَالَ القوصي كَانَ علما عَارِفًا بِالشُّرُوطِ الْجَارِيَة على وفْق الشَّرْع المطهر إِلَّا أَنه كَانَ بالشعر للإكثار مِنْهُ أشهر وَتَوَلَّى فِي صدر عمره بحوران ديوَان زرع وَمَا سلم من آفَات الخدم السُّلْطَانِيَّة وَتُوفِّي بحماه سنة أَرْبَعِينَ وست ماية قلت إِلَّا أَن شعره نَازل 3 - (الوأواء الْحلَبِي) عبد القاهر بن عبد الله بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بالوأواء الْحلَبِي أَبُو الْفرج الشَّيْبَانِيّ النَّحْوِيّ الشَّاعِر أَصله من بزاعة وَنَشَأ بحلب وتأدب بهَا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس ماية تردد إِلَى دمشق غير مرّة وأقرأ بهَا النَّحْو وَكَانَ حاذقاً فِيهِ ومدح جمَاعَة من الأكابر وَتُوفِّي بحلب وَشرح ديوَان المتنبي وَمن شعره (أخافوا أَنهم بانوا ... وهم فِي الْقلب سكان) (تولى النّوم إِذْ ولوا ... وَكَانَ الْعَيْش إِذْ كَانُوا) (أناديهم وَقد خفوا ... ودمع الْعين هتان) (أحب الغيد أحباب ... وخان الْعَهْد إخْوَان) (وأغيد فاتن الألحا ... ظ صَاح وَهُوَ نشوان) (وريان من الْحسن ... إِلَى الْأَنْفس ظمآن) (إِذا لَاحَ فَمَا الْبَدْر ... إِن مَاس فَمَا البان) وَمِنْه فِي مناظر ماكر (طَال فكري فِي جهول ... وضميري فِيهِ حائر)

الخطيب ابن تيمية

(يَسْتَفِيد القَوْل مني ... وَهُوَ فِي زِيّ مناظر) قلت هَذَا المناظر بِخِلَاف مناظر ابْن حجاج لِأَنَّهُ غلب مَعَ ابْن حجاج حَيْثُ قَالَ (ورقيعٍ أَرَادَ أَن يعرف النح ... وبزي الْعيار لَا المستفتي) (قَالَ لي لست تعرف النَّحْو مثلي ... قلت سلني عَنهُ أجب فِي الْوَقْت) (قَالَ مَا الْمُبْتَدَأ وَمَا الْخَبَر الْمَجْرُور أخبر ... فَقلت ذقنك فِي استي) 3 - (الْخَطِيب ابْن تَيْمِية) ) عبد القاهر بن عبد الْغَنِيّ الشَّيْخ فَخر الدّين أَبُو الْفرج ابْن الْخَطِيب سيف الدّين ابْن الْخَطِيب فَخر الدّين مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست ماية وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وست ماية وَسمع من جده وَمن ابْن اللتي وَغَيرهمَا وخطب بجماع حران وَتُوفِّي بِدِمَشْق وَكَانَ دينا عَالما جَلِيلًا فَاضلا 3 - (الشريف الْمُقْرِئ) عبد القاهر بن عبد السَّلَام بن عَليّ أَبُو الْفضل العباسي الشريف النَّقِيب الْمَكِّيّ الْمُقْرِئ توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع ماية 3 - (القَاضِي جمال الدّين التبريزي) عبد القاهر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مُوسَى القَاضِي الْخَطِيب جمال الدّين أَبُو بكر البُخَارِيّ ثمَّ التبريزي ثمَّ الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي مولده فِي نصف شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وست ماية بحران وَنَشَأ واشتغل بِدِمَشْق وتفقه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فِيمَا ذاكرني بِهِ قَالَ مَاتَت أُمِّي بنت عشْرين سنة وَكَانَ أبي تَاجِرًا ذَا مَال فَقدم بِي إِلَى دمشق وَأَنا ابْن سِتّ سِنِين فَمَاتَ وكفلني عمي عبد الْخَالِق

وَرجع بِي إِلَى حران وَبَاعَ أملاكنا بِثَمَانِينَ ألفا ورد بِي ثمَّ قَالَ لي يَوْمًا إمض بِنَا فَمضى بِنَا نَحْو ميدان الْحَصَا وعرج بِي فَوَثَبَ عَليّ فخنقني فغشيت فَرَمَانِي فِي حُفْرَة وطم عَليّ الْمدر وَالْحِجَارَة فأبقى كَذَلِك أَرْبَعَة أَيَّام فَمر رجل صَالح كَانَ برباط الإسكاف عَرفته بعد ثَلَاثِينَ سنة فبكر يَتْلُو وَمر بجسر ابْن سواس ثمَّ إِلَى القطائع فَجَلَسَ يَبُول وَكنت أحك رجْلي فَرَأى الْمدر يَتَحَرَّك فَظَنهُ حَيَّة فَقلب حجرا فبدت رجْلي من خف بلغاري فاستخرجني فَقُمْت أعدو إِلَى المَاء فَشَرِبت من شدَّة عطشي وَوجدت فِي خاصرتي فزراً من الْحِجَارَة وَفِي رَأْسِي فتحا ثمَّ أَرَانِي القَاضِي أثر ذَلِك فِي كشحه وَوضع أصابعي على جورة فِي رَأْسِي تسع باقلاه قَالَ وَدخلت الْبَلَد إِلَى إِنْسَان أعرفهُ فَمضى بِي إِلَى ابْن عَم لنا وَهُوَ الصَّدْر الخجندي وَكَانَ متخفياً بالصالحية وَله غلامان ينسخان ويطعمانه اختفى لأمور بَدَت مِنْهُ أَيَّام هولاكو وَكتب معي ورقة إِلَى نِسَائِهِ بِالْبَلَدِ وَكَانَت بنته سِتّ الْبَهَاء الَّتِي تزوج بهَا الشَّيْخ زين الدّين ابْن المنجا وَمَاتَتْ مَعَه هِيَ أُخْتِي من الرضَاعَة فأقمت عِنْدهن مُدَّة لَا أخرج حَتَّى بلغت وحفظت الْقُرْآن) بِمَسْجِد الزلاقة فمررت يَوْمًا بالديماس فَإِذا بعمي فَقَالَ هاه جمال إمش بِنَا إِلَى الْبَيْت فَمَا كَلمته وتغيرت وَمَعِي رفيقان فَقَالَا لي مَا بك فَسكت وأسرعت ثمَّ رَأَيْته مرّة أُخْرَى بالجامع فَأخذ أَمْوَالِي وَذهب إِلَى الْيمن وَتقدم عِنْد ملكهَا ووزر وَمَات عَن أَوْلَاد وجودت الختمة على الزواوي تفقهت على النَّجْم الموغاني وترددت إِلَى الشَّيْخ تَاج الدّين وتفقهت بِابْن جمَاعَة وقرأت عَلَيْهِ مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب وعَلى الْفَزارِيّ ثمَّ وليت الْقَضَاء من جِهَة ابْن الصَّائِغ وَغَيره وَنبت يَوْمًا بِجَامِع دمشق عَن ابْن جمَاعَة فَقيل لَهُ إِن داوم هَذَا رحلت الخطابة مِنْك يَعْنِي لحسن أَدَائِهِ وهيئته وجالسته مَرَّات وَكَانَ يروي عَن الشَّيْخ مجد الدّين ابْن الظهير قصيدته الَّتِي أَولهَا كل حَيّ إِلَى الْمَمَات مآبه إنتهى مَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين قلت هَذَا القَاضِي جمال الدّين جَاءَ إِلَيْنَا إِلَى صفد قَاضِيا من جِهَة جمال الدّين الزرعي وَأقَام أشهراً فَلَمَّا ولي الْقَضَاء القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي عَزله وَتوجه إِلَى مصر مَعَ ابْن جمَاعَة فولاه قَضَاء دمياط فَلَمَّا ولي القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي إِلَى الديار المصرية عَزله ثمَّ إِنَّه توصل وَدخل عَلَيْهِ فولاه ثمَّ عَزله وَقرر لَهُ مُرَتبا يَأْخُذهُ وَلَا يتَوَلَّى الْأَحْكَام فَكنت كثيرا مَا أرَاهُ فيشكو إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ حَاله وإعراض القَاضِي جلال الدّين

عَنهُ فَلَمَّا توجه إِلَى الشَّام وَتَوَلَّى قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين ابْن جمَاعَة ولاه قَضَاء دمياط لم يزل بهَا حَاكما إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وَسبع ماية وَولي قَضَاء عجلون فِيمَا أَظن أَو الخطابة وَقَضَاء سلمية وَغير ذَلِك وَكَانَ فصيح الْعبارَة مليح الشكل أَحْمَر الْوَجْه مستديره موجناً منور الشيبة عذب الْكَلَام ينظم نظماً عذباً منسجماً فِيهِ بعض شَيْء من اللّحن الْخَفي جدا وَعمل مجلدة فِي الْخطب وسمها بتحفة الألباء فقرأتها عَلَيْهِ بصفد جَمْعَاء وأجازني جَمِيع مَا يجوز لَهُ أَن يرويهِ وَفِي هَذِه الْخطب مَوَاضِع خَارِجَة جَمْعَاء وأجازني جَمِيع مَا يجوز لَهُ أَن يرويهِ وَفِي هَذِه الْخطب مَوَاضِع خَارِجَة عَن الصَّوَاب من اللّحن الْخَفي فَكتبت أَنا عَلَيْهَا طبقَة وَصورتهَا قَرَأت هَذِه الْخطب المسردة على حُرُوف المعجم من أَولهَا إِلَى آخرهَا على مصنفها وكاتبها الْفَقِير إِلَى الله تَعَالَى القَاضِي جمال الدّين عبد القاهر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد التبريزي الشَّافِعِي الْحَاكِم بصفد المحروسة لَا زَالَت الطروس توشى وتوشع بِكَلَامِهِ وأقلامه وترصف وترصع بِحكمِهِ وَأَحْكَامه ومحاسن أَيَّامه ولياليه تنشى وتنشد ودرر نثره ونظامه تنظم وتنضد قِرَاءَة من غاص اللجة من بَحر حبرها وَعلم قيمَة الْمُنْتَقى والمنتقد من دراريها) ودرها واستشف مَعَانِيهَا المجلوة فِي حبر حبرها وَصدق معجز آياتها وَمَا شكّ فِي خبر خَبَرهَا واستجلى وُجُوه عربها وتوجيه إعرابها وَتحقّق أَن القرائح مَا لَهَا طَاقَة على مثلهَا فِي بَابهَا وتنزه فِي حدائقها الَّتِي ضربت عَلَيْهَا أرواق الأوراق واجتلى أبكارها الغر فَكَانَت حَقِيقَة فتْنَة العشاق فسرحت سوام الطّرف فِيمَا أرضاه من روضاتها ورشفت قطر البلاغة مِمَّا زهي من زهراتها (وتشنفت أُذُنِي بلؤلؤ لَفظهَا ... وتنزهت عَيْنَايَ فِي جناتها) (وتأملت أفهامنا فتمايلت ... بترشف الصَّهْبَاء من كاساتها) (فَكَأَن همز سطورها بطروسها ... ورق على الأغصان من ألفاتها) (وَكَأَنَّهَا وجنات غيد نقطها ... خَال على الأصداغ من جيماتها) (لله مَا أطرى وأطرب مَا أَتَى ... فِي هَذِه الأوراق من سجعاتها) (لَا غرو أَن عقدت لِسَان أولي النهى ... عَن مثلهَا بِالسحرِ من كلماتها) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ بصفد سنة أَربع وَعشْرين وَسبع ماية فِي الشبابة (وناطقة بأفواه ثَمَان ... تميل بعقل ذِي اللب الْعَفِيف) (لكل فَم لِسَان مستعار ... يُخَالف بَين تقطيع الْحُرُوف) (تخاطبنا بِلَفْظ لَا يعيه ... سوى من كَانَ ذَا طبع لطيف) (فضيحة عاشق ونديم رَاع ... وَعزة موكب ومدام صوفي)

خصا البغل

قلت ظرف فِي قَوْله ومدام صوفي وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ قَالَ حضرت صُحْبَة الْملك الظَّاهِر بيبرس حِصَار قلعة صفد فصنعت هَذِه الأبيات (إِذا القلعة الشماء باتت حَصِينَة ... وَبَات على أقطارها الْقَوْم رصدا) (ترى منجنيقاً يذهب الْعقل حسه ... يغادرهم بَين الأسرة همدا) (إِذا مَا أَرَاهَا السهْم مِنْهُ رُكُوعه ... تَخِر لَهُ أَعلَى الشراريف سجدا) وأنشدني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ (جَاءَت تهز اختيالاً ... قد الْقَضِيب الْمُنعم) (تجر إِثْر خطاها ... أذيال مرط مسهم) (قد أنجد الردف والخص ... ر غَار لطفاً وأتهم) ) (يَا وَيْح خصر شقي ... من جور ردف منعم) (وَبَات بَدْرِي بصدري ... حَتَّى إِذا الصُّبْح أنجم) (ودعته وَهُوَ يبكي ... ويمزج الدمع بِالدَّمِ) (فِي موقف لَو تَرَانَا ... لَكُنْت ترثي وترحم) 3 - (خصا الْبَغْل) عبد القاهر بن المهنا التنوخي الْمَعْرُوف بخصا الْبَغْل المعري قَالَ كنت بحماه فَأتيت إِلَى رجل يعرف بالحكيم أبي الْخَيْر فصادفت عِنْده رجلا يعرف بالسديد فطلبت مِنْهُ برنية ورد مربى فَقَالَ لي لَا أدفَع لَك شَيْئا حَتَّى نعمل فِي شعرًا فَقلت لَهُ أما الْمَدْح فَلَا يستطيعه فِيك أحد وَأما إِن شِئْت هجاء فَنعم فَقَالَ بل هجاء فصنعت (أَبُو الْخَيْر أَبُو الْخَيْر ... فَلَا خير وَلَا مير) (ضئيل ناحل الْجِسْم ... وَلَكِن كُله أير) فَقَالَ واصنع فِي الْحَكِيم السديد وَكَانَ كَبِير الْأنف فَقلت

المعري

(كَمَا أَن سديد الدّين ... أنف بس لَا غير) (ترَاهُ بَين فَخذيهِ ... كُنَّا قَوس على دير) فَقَالَ وَأَنت أَيْضا فَقلت (فَخذهَا من خصي الْبَغْل ... كَمثل الْبَرْق فِي السّير) روى عَنهُ أَبُو البركات الْعَبَّاس بن عبد الله العباسي الْحلَبِي الْكَاتِب هَذِه الْحِكَايَة وَرَوَاهَا عَن أبي البركات عَليّ بن ظافر 3 - (المعري) عبد القاهر بن علوي بن عبد القاهر بن علوي بن المهنا قد تقدم ذكر جده عبد القاهر بن المهنا المعري قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب شَاب لَقيته بحماه وأنشدني لنَفسِهِ معمى فِي الدواة (وَمَا أم يُجَامِعهَا بنوها ... جهاراً فَهِيَ حاملة عقيم) (ترى أَوْلَادهَا فِيهَا رقوداً ... يضم عَلَيْهِم رحم رَحِيم) (تصان عَن الغبي الْغمر ضناً ... بهَا وينالها النّدب الْكَرِيم) وَقَوله) (يلومني اللائم فِي ال ... حب على أَن أَنْتَهِي) (وَفِي فُؤَادِي حسرة ... لفرط وجدي أَنْت هِيَ) وَقَوله (لهفي على مهفهف يث ... نيه دلّ وصبا) (أَصبَحت بعد بَينه ... صبا كثيباً وصبا) (مَال فُؤَادِي فِي الْهوى ... إِلَيْهِ عمدا وصبا) (يحنو إِلَيْهِ كلما ... هبت جنوب وَصِيّا)

عبد القدوس

(عبد القدوس) 3 - (الْبَصْرِيّ) عبد القدوس بن مُحَمَّد بن عبد الْكَبِير الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ والتِّرمذي والنَّسائي وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْخَولَانِيّ الْحِمصِي) عبد القدوس بن الْحجَّاج الْخَولَانِيّ الْحِمصِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى الْبَاقُونَ عَن رجل عَنهُ كَانَ من ثِقَات الشاميين ومسنديهم صلى عَلَيْهِ أَحْمد ابْن حَنْبَل وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة ومايتين (عبد الْقوي) 3 - (حفيد أبي الْعَتَاهِيَة عبد الْقوي) عبد الْقوي بن مُحَمَّد ابْن أبي الْعَتَاهِيَة إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم أَبُو سُوَيْد الشَّاعِر ابْن الشَّاعِر ابْن الشَّاعِر وَهُوَ أَخُو عبد الله ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب الفهرست وَذكر أَن مِقْدَار شعره خَمْسُونَ ورقة 3 - (الأسعد ابْن القَاضِي الجليس) عبد الْقوي بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن

نجم الدين الطوفي الحنبلي

عبد الله بن حُسَيْن القَاضِي الأسعد أَبُو البركات ابْن القَاضِي الجليس أبي الْمَعَالِي التَّمِيمِي السَّعْدِيّ الأغلبي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْمعدل من بَيت السؤدد وَالْكَرم وَالْفضل والتقدم والرياسة ولي من أُمُور المملكة ولايات أبان فِيهَا عَن أَمَانَة سمع وروى وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست ماية 3 - (نجم الدّين الطوفي الْحَنْبَلِيّ) عبد الْقوي بن عبد الْكَرِيم الْقَرَافِيّ الْحَنْبَلِيّ نجم الدّين الرافضي لَهُ مُصَنف فِي أصُول الْفِقْه ونظم كثير وعزر على الرَّفْض بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَسبع ماية وَهُوَ الْقَائِل فِي نَفسه (حنبلي رَافِضِي ظاهري أش ... عري هَذِه إِحْدَى الْكبر) وَكَانَ تعزيره على قَوْله (كم بَين من شكّ فِي خِلَافَته ... وَبَين من قيل إِنَّه الله) وَكَانَت وَفَاته بِبَلَد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَقيل إِنَّه تَابَ آخرا من الهجاء والرفض 3 - (النوشاذر) عبد الْقوي الْمَعْرُوف بالنشاذر صَاحب أبي الْحسن عَليّ الحصري الْمَعْرُوف بالقوسان وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه كَانَا يتجاريان فِي ميدان الخلاعة ويتجاذبان أَعِنَّة المجون وينظمان البلاليق المطبوعة الظريفة الحلوة الرشيقة وَلَهُمَا أمداح كَثِيرَة فِي الْعَزِيز ابْن صَلَاح الدّين وَأَوْلَاد الْعَادِل وَمن بلاليق النشاذر الْمَذْكُور) (أَصبَحت مَكْشُوف الليه ... مَا نمتلك غير خصويه) لَا ثوب عِنْدِي لَا منديل وَلَا قماش غير ذَا الكريل

(قايم بِحَال زلومة فيل ... على دماغه كرزيه) باشين منوا اذا توتر وأزبد وَقَامَ ذَاك الْأَعْوَر (يحمل بِحَال حملات عنتر ... وطعنته كالديويه) أَقرع وَفِي راسو حزه ترَاهُ بِحَال عنق الوزة (مَا يرغب إِلَّا فِي الحزة ... مخروط بِحَال الكميه) ترَاهُ على بيضو يلبد إِذا رأى الثقبة يُزْبِد (وَالنَّار من راسو تزند ... فَقير وَنَفسه جبريه) ترَاهُ مكعك كالثعبان على الْحَصَا نايم عُرْيَان (إِذا سمع حس المردان ... يقفز وينفخ كالحيه) ترَاهُ على بَاب المفسا يدْخل بِحَال فرخ العرسا (والخصوتين خَلفه مرقا ... خجل على الْبَاب مرخيه) نوصيك منو لَا تسمع وَالْخَيْر معو احذر تزرع (فِيهِ عاهتين أَعور أَقرع ... الْغدر شانه والسيه) لما رَأَيْت الدَّهْر ادبر وَالْقلب مني مَا يصبر (مدحت من يُعْطي الْأَكْثَر ... وَيعْتَذر بعد الميه) ) وَمِنْهَا يهجو أم أَحْمد صهيون (لي زب أَحمَق يتمرد ... من هيبتو تخرا ام احْمَد) ترَاهُ يرْكض فِي الأسحار رَاكب على خرجه سفار (كَأَنَّهُ الْوَالِي الدوار ... رَاكب جواد خصويه مُعْتَد)

زنديق فِي فعله مَا رد رَاكِع إِلَى الفقحه ساجد (ترَاهُ فِي زِيّ العابد ... قايم وَفِي وَسطه مزود) اي زب من خس الْفجار مَا يسكن إِلَّا فِي الْأَحْجَار (ترَاهُ يخيس مثل الفار ... رأى القط الْأسود) غليظ طَوِيل عينه عورا أصلع مُفلس لَهُ قورا (يَا شين من ذيك الصورا ... إِذا نفخ قحفه وامتد) قَالَت حرَام انك مَجْنُون تخيفني وَأَنا صهيون (اعْمَلْ على راسو الصابون ... واعطيه لي وانا أتجلد) (دورتها ... كالدوامه) وَقمت ايري كالهامه (صَارَت عَلَيْهِ كالعوامه ... تسبح وَمَا تبلغ مقصد) قَالَت لي لبد غرمولك وَقل عني من كيلك (قطعت كَبِدِي واويلك ... مِثَال زبك مَا يُوجد) هَذَا وإنتي قواده قحبة وَهَذَا لَك عَاده) (أيش ذَا الخشاف عِنْدِي زَاده ... قَوْلك محَال وَإِلَّا من جده) قَالَت ترى عقلك مبطول كسي مراح أَو مخزن فول (لَو رمت ترخي ذَا المخذول ... على حِجَارَة سور انهد) أيش ذَا التخوف والرعده وَالله لقد ريتي شده (فِي الْحَال حطيتي الْعدة ... لما رَأَيْتِيه قَامَ وامتد) قَامَت تهلل بالتصفيق

وَهِي تفرق لي تَفْرِيق (قَالَت لزبك عِنْدِي ريق ... إِذا بلعته مَا يُوجد) أَنا الْعَجُوز أم الْبُهْتَان كسي تربى فِي الْعِصْيَان (مَعَ الْمَشَايِخ ولاصبيان ... وَفِي السحاق دايم سرمد) أم الخبايث قد سميت وَفِي المناجس قد ربيت (فِي النَّار لَو أَنِّي القيت ... كَانَت بقول سحرِي تخمد) أَنا الَّذِي سميت تَنْزِيل وَأَنا الْعَجُوز أم التخييل (بَين الْبَغْل أجمع والفيل ... وأسوقهم من غير مقود) فِي السحق علمت الأكساس وَفِي اللواط دبري برجاس (وَفِي القيادة ففت النَّاس ... ولي ثَنَا أعطر من ند) كل الْإِمَارَة لي خدام والدهر طزعي وَالْأَيَّام (بمدحتي سُلْطَان الشَّام ... العالي الْقدر الأمجد) ) وَمِنْهَا أيضاُ قَوْله (بيني وَبَين لحم الخروف ... ضرب السيوف) الْغَيْر تساق لَو أذواد كباش وَالْخَيْل مَعَ أسفاط القماش (وَأَنا طلع نجمي بلاش ... برج الخسوف) فِي مطبخي باض الْغُرَاب وَالْعَنْكَبُوت سدى ثِيَاب (والفارمات جوع والتهاب ... فَوق الرفوف) وزوجتي فِيهَا انطباع تهوى الْخمر والانخلاع

(وَأَنا دبر مُفلس لكاع ... بِالرِّيحِ نطوف) قَالَت محالك مَا يجوز ذَاكر وبياع الحروز (مَالك ببابي ان تحوز ... ولاوقوف) ناديتها يامية كنيف خذني على قلبِي الرجيف (قَالَت حرَام انك ظريف ... قواد عسوف) فَقلت مَا هَذَا الْخطاب أسرفت فِي رد الْجَواب (مَا لَك سوى رق الْكتاب ... يصلح دفوف) قَالَت بقاضي الْمُسلمين تاخذ صَدَاقي يَا خرين (واخرج عَلَيْك حَقي يَقِين ... بِذِي الْحُرُوف) ناديت آستي ارفقي عنقِي مصرى قد سقِِي) (حلي من الْكيس وانفقي ... واملي الكفوف) تكرعت قَالَت هها تطلب وصالي بالدها (عَلَيْك بِمن يُعْطي اللها ... سيف السيوف) وَمِنْهَا قَوْله يمدح الْأَشْرَف مُوسَى (بِي أسمر يَحْكِي الأسمر ... غنج أحور) الْهلَال يَبْدُو فِي سعدو وَالْجمال الباهر عبدو (قد رقم فِي صفحة خدو ... طراز عنبر) أَي رَشِيق حُلْو الْقَامَة لَو ترى فَوق خدو شامه (قد رشق قلبِي صمصامه ... بهَا تقبر)

نجم الدين الأسنائي

قد رماني حكم الْمَقْدُور فِي هوى ذِي الظبي اليعفور (قد تركني هايم مهجور ... وَمَا أعذر) ردني حبو نتقلا بجمر هجرو الذلا (قَاتل الله بوز القلا ... بهَا نهجر) قلت لَو مَحْبُوب زرني قَالَ لي ايا زول عني (الْوِصَال بيش تطلب مني ... وتتأمر) أعديم تطلب بالأشعار الْوِصَال يَا قلَّة محتار (لَك قطاع أَو عنْدك دِينَار ... مليح أصفر) قلت لَو بِي تتهزا) وَالنَّبِيّ لَيْسَ عِنْدِي أزا (غير عنقِي نعطيك ززا ... ونتمسخر) هز خصرو وأبرز دفو وانبرم واعطاني كتفو (وَجَعَلَنِي نجري خلفو ... ونتعثر) قلت لَو محبوبي أتوقف الذَّهَب نعطيك والقرقف (بنوال الْملك الْأَشْرَف ... عَلَيْك ننصر) ولد سيف الدّين الْعَادِل الْهمام اللَّيْث الباسل (الْفَقِير يُعْطي والسايل ... وَمَا يضجر) 3 - (نجم الدّين الأسنائي) عبد الْقوي بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن عمر بن الحكم بن عبد الرَّحْمَن بن

نجم الدين ابن مغني

مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان نجم الدّين الْأمَوِي الأسنائي كَانَ فَقِيها فَاضلا نحوياً تولى الخطابة بأسنا بعد أَبِيه وناب فِي الحكم بهَا ثمَّ عمل بَنو السديد عَلَيْهِ فِي الخطابة وأحضروا من شهد على أَبِيه أَنه قَالَ عَنهُ إِنَّه عَاق لَهُ وَآخر الْأَمر اسْتَقر أَحْمد بن السديد فِي الخطابة وَاسْتقر أَنه تولى أَيَّامًا وَابْن السديد أَيَّامًا وَحضر للصَّلَاة فَلم يصل أحد مَعَه ثمَّ صلى ابْن السديد فصلى مَعَه جمع كَبِير فَقَالَ يَا جمَاعَة أما أَنا مُسلم وَتوجه إِلَى الكرك صُحْبَة شمس الدّين الإصبهاني فناب عَنهُ فِي الحكم ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وَجرى بَينه وَبَين السديد كَلَام وَحضر قَاضِي قوص ليفصل بَينهم واستقرت الخطابة لِابْنِ السديد قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوني وَكَانَ نجم الدّين متديناً خيرا توفّي بِبَلَدِهِ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست ماية 3 - (نجم الدّين ابْن مُغنِي) ) عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الأسنائي يعرف بِابْن مُغنِي وبابن أبي جَعْفَر فَقِيه شَافِعِيّ قَرَأَ على الشَّيْخ النجيب بن مُفْلِح وَالشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي وناب فِي الحكم ودرس بِالْمَدْرَسَةِ العزية بقوص وَكَانَ خَفِيف الرّوح حسن الْخلق مرتاضاً محباً للسماع قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي بَلغنِي أَنه أوصى أَن تخرج جنَازَته بِالدُّفُوفِ والشبابة وَيمْنَع النائحات والباكيات عَلَيْهِ وَكَانَ الْتزم أَنه لَا يبْحَث مَعَ قَاض وَتُوفِّي بإسنا سنة ثَمَان وَتِسْعين وست ماية (عبد الْكَافِي) 3 - (الْخَطِيب جمال الدّين) عبد الْكَافِي بن عبد الْملك بن عبد الْكَافِي بن عَليّ القَاضِي الْخَطِيب الْمُفْتِي جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الربعِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست ماية وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وست ماية

اليهودي الكاتب

وَسمع ابْن صباح وَابْن الزبيدِيّ وَأَبا الْفَاضِل الْهَمدَانِي وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة سَمعهَا مِنْهُ هُوَ وَابْن تَيْمِية والزين عمر بن حبيب وَأَبُو الْحُسَيْن الختني وَابْن مُسلم الْحَنْبَلِيّ نَاب فِي لقَضَاء مُدَّة ثمَّ تَركه وَاقْتصر على الخطابة بالجامع وَكَانَ للنَّاس فِيهِ عقيدة حَسَنَة وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته 3 - (الْيَهُودِيّ الْكَاتِب) عبد الْكَافِي الهاروني الْيَهُودِيّ صَاحب الْخط الْمليح إِلَى الْغَايَة على طَريقَة ابْن البواب كَانَ مَوْجُودا بعد سنة خمس ماية قَالَ ياقوت أنشدت من شعره (قلبِي عميد معنى ... بَين الْهوى والهواء) (هَذَا يَقُود زمامي ... وَذَا يصد هَوَاء) وَله (يَا من يقرب وَصلي مِنْهُ موعده ... لَوْلَا عوائق من خلق تباعده) (لَا تحسبن دموعي الْبيض غير دمي ... وَإِنَّمَا نَفسِي الحامي يَصْعَدهُ) (عبد الْكَبِير) 3 - (أَبُو بكر الْحَنَفِيّ الْبَصْرِيّ) عبد الْكَبِير بن عبد الْمجِيد أَبُو بكر الْحَنَفِيّ الْبَصْرِيّ أَخُو أبي عَليّ الْحَنَفِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وروى لَهُ الْجَمَاعَة توفّي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو مُحَمَّد المرسي الغافقي) عبد الْكَبِير بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن بَقِي أَبُو مُحَمَّد الغافقي المرسي نزيل إشبيليه كَانَ فَقِيها مشاركاً فِي الحَدِيث بَصيرًا

عبد الكريم

بِالشُّرُوطِ مُتَقَدما فِي الْفتيا وصنف تَفْسِيرا نحا فِيهِ منحى ابْن عَطِيَّة وَتَفْسِير الزَّمَخْشَرِيّ وَولي الْقَضَاء برنده وَحدث وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وست ماية (عبد الْكَرِيم) 3 - (أَبُو عبد الْكَرِيم الْحُسَيْن الشَّيْبَانِيّ) عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر بن الْحُسَيْن أَبُو الْحُسَيْن الشَّيْبَانِيّ روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْحُسَيْن بن طَلْحَة بن النّحاس التنيسِي فِي مُعْجم شُيُوخه وَمن شعره فِي الْقَلَم (إِنِّي ليكتب بِي قبيحاً كاتبي ... فأعود مسلوب الْبَهَاء كليلا) (ولربما عجلت عَليّ عقوبتي ... فَلَقِيت مسنون الغرار صقيلا) 3 - (النَّهْشَلِي المغربي) عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم النَّهْشَلِي توفّي بالقيروان أَو المهدية سنة خمس وَأَرْبع ماية ومنشؤه بالمحمدية من أَرض الزاب كَانَ شَاعِرًا مقدما عَارِفًا باللغة خَبِيرا بأيام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا بَصيرًا بوقائعها وآثارها وَكَانَت فِيهِ غَفلَة شَدِيدَة عَمَّا سوى ذَلِك قَالَ لَهُ بعض إخوانه النَّاس يَزْعمُونَ أَنَّك أبله فَقَالَ هم البله هَل أَنا أبله فِي صناعتي قَالَ لَا قَالَ فَمَا على الصَّائِغ أَن لَا يكون نساجاً وَلم يهج أحدا قطّ وَمن شعره (أواجدة وجدي حمامة أيكة ... تميل بهَا ميل النزيف غصونها) ) (نشاوى وَمَا مَالَتْ بِخَمْر رقابها ... بواك وَمَا فاضت بدمع عيونها) (أعيدي حمامات اللوى إِن عندنَا ... لشجوك أَمْثَالًا يعود حنينها) (وكل غَرِيب الدَّار يَدْعُو همومه ... غرائب مَحْسُود عَلَيْهَا شجونها) وَمِنْه (يشكو هَوَاك إِلَى الدُّمُوع متيم ... لم يبْق فِيهِ للعزاء نسيس) (لَوْلَا الدُّمُوع تحرقت من شوقه ... يَوْم الدواع قبابكم والعيس)

أبو القاسم النيسابوري

(دَرك الزَّمَان وحبك ابْنة مَالك ... فِي الصَّدْر لَا خلق وَلَا مدروس) (فَكَأَنَّهُ مَا شَاءَ الْمَنْصُور من ... رتب العلى وَاخْتَارَهُ باديس) قلت شعر جيد وشعره كثير سَاق مِنْهُ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج قطعا كَثِيرَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم النَّيْسَابُورِي) عبد الْكَرِيم بن حسن بن أَحْمد بن يحيى أَبُو الْقَاسِم التَّمِيمِي النَّيْسَابُورِي الْكَاتِب رَئِيس فَاضل شَاعِر سمع وروى وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس ماية 3 - (صفي الدّين اللّغَوِيّ) عبد الْكَرِيم بن حسن بن جَعْفَر بن خَليفَة الْعَلامَة صفي الدّين اللّغَوِيّ أَبُو طَالب البعلبكي من كبار الأدباء سود شرحاً للمقامات وَله جُزْء سُؤَالَات وَقعت فِي السِّيرَة سَأَلَ عَنْهَا الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَكَانَ مَلِيًّا بِعلم اللُّغَة ثِقَة قَالَ شرف الدّين شيخ الشَّيْخ بحماة شَرحه للمقامات فِي غَايَة الْجَوْدَة وَكتب بِخَطِّهِ سبع ماية مُجَلد وَتُوفِّي سنة سِتّ ماية 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب) عبد الْكَرِيم بن حُسَيْن بن مخلد أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الأديب الشَّاعِر روى عَنهُ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن هِلَال بن المحسن الْكَاتِب وشجاع بن فَارس الذهلي وَطَلْحَة بن بَادِي العاقولي قَرَأَ على حَائِط مَكْتُوبًا (يَا أَيهَا الْحَاضِرُونَ فِيهِ ... بخالق اللَّيْل والصباح) (ومنشئ السحب باقتدار ... تسري إِذا شَاءَ بالرياح) ) (أَلا دعوتم إِذا حضرتم ... لكاتب الْخط بالنجاح) فَكتب تَحْتَهُ (يَا رب يَا خَالق البرايا ... بالمصطفى سيد البطاح) (بآله الغر يَا إلهي ... بالطول بالمكن والسماح) (إفتح لهَذَا الْغَرِيب بَابا ... يَأْتِيهِ بِالرشد وَالصَّلَاح)

الزاهد المصري

3 - (الزَّاهِد الْمصْرِيّ) عبد الْكَرِيم بن الْحَارِث الْحَضْرَمِيّ الْمصْرِيّ الزَّاهِد أحد الْأَوْلِيَاء يروي عَن الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد ورجاء بن حَيْوَة وَالزهْرِيّ ومشرح بن عاهان كَانَ ثِقَة توفّي ببرقة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وماية وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو عَليّ السكرِي النَّحْوِيّ) عبد الْكَرِيم بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَلان السكرِي أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ لَهُ كتاب شرح فصيح ثَعْلَب فِي عدَّة مجلدات وَكتاب شرح أَبْيَات الْإِيضَاح لأبي عَليّ الْفَارِسِي 3 - (التككي الْمُقْرِئ الْمصْرِيّ) عبد الْكَرِيم بن الْحسن بن المحسن ين سوار أَبُو عَليّ الْمصْرِيّ التككي بكافين الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ كَانَ عَارِفًا بالقراآت وَالتَّفْسِير وَالْإِعْرَاب وَكَانَت لَهُ حَلقَة إقراء وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَخمْس ماية 3 - (كريم الدّين شيخ خانقاه سعيد السُّعَدَاء) عبد الْكَرِيم بن حسن الشَّيْخ كريم الدّين الآملي يَنْتَهِي إِلَى سعد الدّين ابْن حمويه كَانَ شيخ خانقاه سعيد السُّعَدَاء بِالْقَاهِرَةِ من كبار الْقَوْم يَخُوض تِلْكَ الغمرات وَكَانَ محبباً إِلَى الْأَعْيَان وَله صُورَة كَبِيرَة فِي النُّفُوس وَله رياضات وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية كثير الْحَط عَلَيْهِ وَقد حكى لي عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ قَالَ دخل مرّة على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دقيقي الْعِيد وَتكلم زَمَانا طَويلا وَالشَّيْخ سَاكِت فَلَمَّا خرج من عِنْده قَالَ للحاضرين هَل فِيكُم من فهم عَنهُ تراكيب كَلَامه لِأَنِّي مَا فهمت غير مفرداته

أبو بكر الجصاص

وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أثبت الصُّوفِيَّة فسقه من سِتَّة عشر وَجها) وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة عشر وَسبع ماية وَتَوَلَّى مَكَانَهُ القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة 3 - (أَبُو بكر الْجَصَّاص) عبد الْكَرِيم بن عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن الْجَصَّاص أَبُو بكر الشَّاعِر روى عَنهُ أَبُو الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن خيرون وَأَبُو الْحُسَيْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار ابْن أَحْمد الصَّيْرَفِي توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبع ماية من شعره (لَو كَانَ كل متيم مثلي لما ... درس الْأَنَام لسنة العشاق) (إِنِّي دفنت هواكم فِي مهجتي ... وخزنت دمعي فِي بطُون الماق) (حذرا على من لَا أبوح بِذكرِهِ ... أَن يرتمى بأظنة الْفُسَّاق) (لَا بل على نَفسِي وإكراماً لَهَا ... أَن لَا أرى خلا لغير وقاق) قلت شعر نَازل وَأَلْفَاظه غَرِيبَة الِاسْتِعْمَال 3 - (نجم الدّين ابْن صَدَقَة الْكَاتِب) عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد نجم الدّين ابْن صَدَقَة الْكَاتِب ابْن عَم النفيس وَاقِف النفيسية خدم فِي جِهَات الظُّلم وَمَات بصافيتا سمع من الرشيد بن مسلمة وَمن ابْن عبد الدَّائِم وطبقته وَحفظ التَّنْبِيه وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وست ماية 3 - (عماد الدّين ابْن الحرستاني القَاضِي الْخَطِيب) عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْفضل بن عَليّ الإِمَام القَاضِي الْخَطِيب عماد الدّين أَبُو الْفَضَائِل الْأنْصَارِيّ الخزرجي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن الحرستاني ولد فِي سَابِع عشر شهر رَجَب سنة سبع وَسبعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست ماية

القطان الطبري المقرئ

سمع من أَبِيه قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين وَمن الخشوعي وَمن الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر وحنبل وَابْن طبرزد وَغَيرهم وتهاون أَبوهُ وفوته السماع من يحيى الثَّقَفِيّ وطبقته وتفقه على وَالِده وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس وناظر وَولي قَضَاء الْقُضَاة وناب فِي الْقَضَاء عَن وَالِده ثمَّ عزل ودرس بالغزالية مُدَّة وَولي الخطابة مُدَّة وَكَانَ من كبار الْأَئِمَّة وشيوخ الْعلم مَعَ) التَّوَاضُع والديانة وَحسن السمت وَولي مشيخة الأشرفية بعد ابْن الصّلاح وروى عَنهُ الدمياطي وبرهان الدّين الإسْكَنْدراني وَابْن الخباز وَابْن الزراد 3 - (الْقطَّان الطَّبَرِيّ الْمُقْرِئ) عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْقطَّان الطَّبَرِيّ لَهُ فِي علم الْقُرْآن تصانيف حَسَنَة وَسمع الحَدِيث ورحل فِي طلبه إِلَى الْبِلَاد الشاسعة وَكَانَ مقرئ أهل مَكَّة سكنها وَمَات بعد سبعين وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن كتته الْمصْرِيّ) عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد الْمصْرِيّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن كتتة بِضَم الْكَاف وَالتَّاء الأولى وَالثَّانيَِة مُشَدّدَة أَنْشدني الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ (شهر الصّيام أَتَى يتيح لَك الهنا ... فابشر فقد أدْركْت غايات المنى) (أَو مَا ترى قَوس الْهلَال كَأَنَّهُ ... فتر الْمُسلم فِي السما لما انحنى) (يهدي إِلَيْك تَحِيَّة لما بدا ... ويريك من لألاء عَارِية السنا) قَالَ وَقُرِئَ وَأَنا أسمع (بَنو الفعال أَقوام خساس ... بهم بخل وَعِنْدهم عناد) (فسادوا لَا يعلم مُسْتَفَاد ... وَلَكِن الزَّمَان بِهِ فَسَاد) 3 - (الشَّيْخ قطب الدّين ابْن أُخْت نصر) عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير الشَّيْخ

أبو الفضل الإسكندري

الإِمَام الْحَافِظ مُفِيد الديار المصرية قطب الدّين أَبُو عَليّ الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي مولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وست ماية وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية حفظ الْقُرْآن وتلاه بالسبع على أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل المليحي صَاحب أبي الْجُود وتلا على خَاله الزَّاهِد الشَّيْخ نصر المنبجي وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي وَابْن خطيب المزة وَالْقَاضِي شمس الدّين ابْن الْعِمَاد وطبقتهم بِدِمَشْق والحرمين من طَائِفَة وَكتب العالي والنازل وَجمع وَخرج وَألف شرح شطر صَحِيح البُخَارِيّ وتاريخ مصر فِي عدَّة مجلدات بيض أَوَائِله وَغير ذَلِك مَعَ الْفَهم وَالْبَصَر بِالرِّجَالِ والمشاركة فِي القه وَغير ذَلِك) وَحج مَرَّات وروى الْكثير لكنه قَلِيل فِي سَعَة مَا سمع علق عَن الشَّيْخ شمس الدّين فِي تَارِيخه وَمَا عِنْده عَنهُ إِلَّا الْإِجَازَة وَكَانَ يُحِبهُ فِي الله وَكَانَ فِيهِ تواضع وَحسن سيرة وَلَعَلَّ شُيُوخه تبلغ ألفا خرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ تساعيات أَخذ عَنهُ المحدثون تَقِيّ الدّين ابْن رَافع وَابْن أيبك الدمياطي وَعمر ابْن العجمي وعلاء الدّين مغلطاي وَابْن السرُوجِي وَعدد كَبِير وَأَنا فِي شكّ هَل سَمِعت مِنْهُ أَو لَا لكنه أجَاز لي وأجزت لَهُ ولأولاده رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (أَبُو الْفضل الإسكندري) عبد الْكَرِيم بن عطايا بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ أَبُو الْفضل الْقرشِي الزُّهْرِيّ الإسكندري نزيل القرافة كَانَ عَارِفًا باللغة الْعَرَبيَّة وَالشعر صنف كتابا فِي شرح أَبْيَات الْجمل وكتاباً فِي زِيَارَة قُبُور الصَّالِحين بِمصْر وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست ماية 3 - (أَخُو القَاضِي الْفَاضِل) عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن الْحُسَيْن الرئيس الْأَثِير القَاضِي أَبُو الْقَاسِم اللَّخْمِيّ البيساني الْعَسْقَلَانِي المولد الْمصْرِيّ الدَّار الشَّافِعِي أَخُو القَاضِي الْفَاضِل كَانَ كثير الرَّغْبَة فِي تَحْصِيل الكتي مبالغاً فِي ذَلِك إِلَى الْغَايَة القصوى ملك مِنْهَا جملَة عَظِيمَة لم يبلغنَا عَن أحد من الرؤساء أَن كتبه وصلت إِلَى مبلغ كتب عبد الْكَرِيم لَا قَرِيبا مِنْهُ إِلَّا مَا ذكر عَن أَخِيه وَلم يُقَارب هَذَا عبد الْكَرِيم حَتَّى قيل إِنَّهَا مايتا ألف مجلدة قَالَ الْمُوفق عبد اللَّطِيف كَانَ لَهُ هوس فِي تَحْصِيل الْكتب وَكَانَ عِنْده مِنْهَا زهاء مايتي ألف كتاب من كل كتاب نسخ قلت وَهِي مَوْجُودَة إِلَى عصرنا هَذَا نشاهد اسْمه عَلَيْهَا بقلم دَقِيق طَوِيل الألفات على أَعلَى الْكتاب مِمَّا يَلِي يسَار النَّاظر فِي أَوله فَوق اسْم الْكتاب

البارع النحوي

وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وستماية وَقيل إِنَّه كَانَ يتَوَلَّى نظر الْإسْكَنْدَريَّة 3 - (البارع النَّحْوِيّ) عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الْقُضَاعِي أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ الملقب بالبارع كَانَت لَهُ حَلقَة فِي جَامع الْإسْكَنْدَريَّة يقرئ النَّحْو وَهُوَ ضَرِير مائل إِلَى الْخَيْر كثير الصمت 3 - (رَأس العجاردة من الْخَوَارِج) ) عبد الْكَرِيم بن عجرد أحد رُؤُوس الْخَوَارِج وَهُوَ كَبِير الطَّائِفَة الْمَعْرُوفَة بالعجاردة وَافق النجدات فِي بدعهم وَزَادُوا عَلَيْهِم بِأَنَّهُم ذَهَبُوا إِلَى أَن سُورَة يُوسُف لَيست من الْقُرْآن قَالُوا لِأَنَّهَا قصَّة محبَّة وعشق وخالفوا النجدات فَكَفرُوا أَصْحَاب الْكَبَائِر وَتفرد عبد الْكَرِيم بقوله تجب الْبَرَاءَة من الْأَطْفَال إِلَى أَن يبلغُوا ويدعوا إِلَى الْإِسْلَام وَيجب دُعَائِهِمْ إِلَيْهِ إِذا بلغُوا وافترقت العجاردة ثَمَانِي فرق الصلتية والميمونية والحمزية والخلفية والأطرافية والمحمدية والشعبية والحازمية وَزَعَمت الميمونية أَن الله تَعَالَى لَا مَشِيئَة لَهُ فِي الشرور والمعاصي وَأَنه يُرِيد الْخَيْر دون الشَّرّ وَحكى الْحُسَيْن الْكَرَابِيسِي الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كِتَابه الَّذِي حكى فِيهِ مقالات الْخَوَارِج عَن الميمونية أنعهم أحلُّوا نِكَاح بَنَات الْبَنَات وَبَنَات الْإِخْوَة وَحكى الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَأَبُو الْقَاسِم الكعبي عَنْهُم إنكارهم سُورَة يُوسُف أَنَّهَا من الْقُرْآن والخلفية أَصْحَاب خلف الْخَارِجِي وهم خوارج كرمان خَالف أَصْحَابه فِي الْقدر فأضاف خَيره وشره إِلَى الله كَمَا هُوَ مَذْهَب أهل السّنة إِلَّا أَنه حُكيَ عَنْهُم أَنهم قَالُوا لَو عذب الله تَعَالَى الْعباد على أَفعَال قدرهَا عَلَيْهِم كَانَ ظَالِما أَو عذبهم على مَا لم يفعلوه كَانَ ظَالِما ثمَّ قضوا بِأَن أَطْفَال الْمُشْركين فِي النَّار وَلَا عمل لَهُم وَلَا شرك وَهَذَا من أظهر التَّنَاقُض والأطرافية زعيمهم غَالب بن شاذل من سجستان موافقوا

الحلواني

أَصْحَابهم فِي بدعهم والمحمدية أَصْحَاب مُحَمَّد بن رزق كَانَ من أَصْحَاب حَمْزَة بن أدْرك ثمَّ تَبرأ مِنْهُ والشعبية أَصْحَاب شُعَيْب بن مُحَمَّد كَانَ من جملَة العجاردة مَعَ الميمونية ثمَّ لما ذهب مَيْمُون إِلَى أَن الشَّرّ لَا يُريدهُ الله تَعَالَى فَارقه شُعَيْب وَقَالَ الْخَيْر وَالشَّر من الله تَعَالَى وَهُوَ خَالق أَعمال الْعباد وَالْعَبْد مسؤول عَن الْعَمَل خَيره وشره مجازى عَلَيْهِ ثَوابًا وعقاباً وَلَا يكون فِي الْوُجُود شَيْء إِلَّا بِإِرَادَة الله تَعَالَى وَوَافَقَ العجاردة فِي حكم الْأَطْفَال وَحكم الْقعدَة والتولي والتبري وَوَافَقَ الْخَوَارِج فِي الْإِمَامَة والوعيد قَالَ ابْن أبي الدَّم وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذِهِ الْفرق الثمان من العجاردة مُتَقَارِبَة فِي الْمذَاهب الْبَاطِلَة وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي بعض فروع بدعهم وضلالاتهم 3 - (الْحلْوانِي) عبد الْكَرِيم بن فضال أَبُو الْحسن الْحلْوانِي أورد لَهُ أُميَّة ابْن أبي الصَّلْت فِي الحديقة (سرى يتخطى الركب والركب نوم ... وثوب الدياجي بالمجرة معلم) ) (حبيب دَعَتْهُ سُورَة الْحبّ بَيْننَا ... فهان عَلَيْهِ هول مَا يتجشم) مِنْهَا (ودافع فِي صدر العتاب بأنمل ... بهَا من دم العشاق وَشَيْء منمنم) (وَلما رَأَيْت الركب نحوي تشوفوا ... ورابهم من بردتي مَا تنسموا) (نهضت بمدحي أَحْمد بن مُحَمَّد ... لأوهم أَن الطّيب من فِي يفعم) (وَقمت بِهِ بَين السماطين منشداً ... كَمَا يتَغَنَّى الشَّارِب المترنم) (بمدح امْرِئ كل امْرِئ من عفاته ... يُخَيّر فِيمَا عِنْده وَيحكم) (هُوَ اللَّيْث إِلَّا أَنه ذُو شمائل ... كَأَن رياض الْحزن عَنْهَا تَبَسم) وَأورد لَهُ أَيْضا

أمير المؤمنين الطائع

(ويختال بك الطّرف ... كَمَا يختال نشوان) (ترَاهُ وَهُوَ لَا يدْرِي ... درى أَنَّك سُلْطَان) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الطائع) عبد الْكَرِيم بن الْفضل بن جَعْفَر بن أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو بكر الطائع لله ابْن الْمُطِيع بن المقتدر بن المعتضد بن الْمُوفق طَلْحَة بن المتَوَكل بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور العباسي وَأمة أمة تولى الْخلَافَة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَلَاث ماية وقبضوا عَلَيْهِ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَت خِلَافَته سبع عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام قَالَ أَبُو عَليّ ابْن شَاذان رَأَيْته رجلا مربوعاً كَبِير الْأنف أَبيض أشقر وَفِي أَنفه يَقُول ابْن حجاج (خَليفَة فِي وَجهه روشن ... خريسته قد ظلل العسكرا) (عهدي بِهِ يمشي على دجلة ... وَأَنْفه قد صعد المنبرا) وَكَانَ الطائع شَدِيد الْحِيَل فِي خلقه حِدة خلعه بهاء الدولة ابْن عضد الدولة بِإِشَارَة الْأُمَرَاء ومعونتهم وسلموا عَيْنَيْهِ وَلما أَجْلِس الْقَادِر فِي الْخلَافَة أسْكنهُ مَعَه فِي زَاوِيَة من قصره رقة لَهُ وَكَانَ يحسن إِلَيْهِ وَيحْتَمل غلظة كَلَامه وَيَقْضِي مُعظم مَا يستقضيه من الْحَوَائِج فكلفه يَوْمًا حَاجَة لم يقدر عَلَيْهَا وَاعْتذر لَهُ بِأَن الديلم غالبون على الْأَمر فَلَمَّا توَسط النَّهَار وَقدم الطَّعَام أَتَوْهُ بعدس مطبوخ فلمسه وَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا عدسية قَالَ أَمن هَذَا أكل أَبُو) الْعَبَّاس قَالُوا نعم قَالَ إِذا كَانَ جاهه كَمَا رَأَيْنَاهُ أول النَّهَار وَطَعَامه هَذَا فِي وسط النَّهَار كَانَ الأولى بِهِ أَن يقْعد فِي البطيخة وَلَا يتعنى وَلَا يتَكَلَّف مشقة الْخلَافَة فَضَحِك الْقَادِر قَالَ منعناه من رَاحَة الْبَصَر فَلَا نمنعه من رَاحَة اللِّسَان وَكَانَ الطائع قد استعرض جَارِيَة فَأَعْجَبتهُ وَأمر بشرائها فَنَظَرت إِلَيْهِ وَرَأَتْ عظم أَنفه فَقَالَت مَا يقدم على أَن يُبَاع عنْدكُمْ إِلَّا من يوطن نَفسه على المرابطة فِي سَبِيل الله فَضَحِك وَقَالَ إشتروها فَإِن لم يكن عِنْدهَا أدب الْمُلُوك فَعندهَا نَوَادِر الظرفاء وَتُوفِّي رَحمَه الله لَيْلَة عيد الْفطر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَلَاث ماية وَصلى عَلَيْهِ الْقَادِر وَكبر خمْسا وَحمل إِلَى الرصافة وشيعه الأكابر ورثاه الشريف الرضي بقصيدة مِنْهَا (مَا رأى حَيّ نزار قبلهَا ... جبلا سَار على أَيدي الرِّجَال) (وَإِذا رامي الْمَقَادِير رمى ... فدروع الْمَرْء أعوان النصال)

الحراني

(أَيهَا الْقَبْر الَّذِي أَمْسَى بِهِ ... عاطل الأَرْض جَمِيعًا وَهُوَ حَال) (لم يواروا فِيك مَيتا إِنَّمَا ... أفرغوا فِيك جبالاً من نوال) (لَا أرى الدمع كفاء للجوى ... لَيْسَ أَن الدمع من بعْدك غال) (وبرغمي أَن كسوناك الثرى ... وفرشناك زرابي الرمال) (وهجرناك على رغم العدى ... رب هجران على غير تقال) (لَا تقل تِلْكَ قُبُور إِنَّهَا ... هِيَ أصداف على در اللآلي) 3 - (الْحَرَّانِي) عبد الْكَرِيم بن مَالك الْجَزرِي الْحَرَّانِي مولى بني أُميَّة روى عَن سعيد ابْن الْمسيب وَسَعِيد بن جُبَير وَطَاوُس وَجَمَاعَة كَانَ أحد الْأَثْبَات وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَوَصفه بِالْحِفْظِ وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وماية 3 - (ابْن الصَّيْرَفِي الْحَنَفِيّ) عبد الْكَرِيم بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم ابْن الْبَلَدِي أَبُو الْفضل الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الصَّيْرَفِي الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْفِقْه على مَسْعُود اليزدي حَتَّى برع وَسمع الْكثير بِنَفسِهِ وَكتب وَتَوَلَّى الْمدرسَة المغيثية على شاطئ دجلة واستنابه قَاضِي الْقُضَاة الْقَاسِم بن يحيى الشهرزوري على الْقَضَاء بحريم دَار الْخلَافَة وَمَا يَليهَا وَكَانَ صَدُوقًا حسن الْأَخْلَاق) وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس ماية 3 - (أَبُو السعد ابْن السَّمْعَانِيّ) عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عبد

الْجَبَّار تَاج الْإِسْلَام قوام الدّين أَبُو سعد ابْن أبي بكر ابْن أبي المظفر ابْن أبي مَنْصُور السَّمْعَانِيّ من أهل مرو وَهُوَ الإِمَام ابْن الْأَئِمَّة غذي بِالْعلمِ وَنَشَأ فِي حجر الْفضل وَحمل على أكتاف الْأَئِمَّة أسمعهُ وَالِده فِي صغره من أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن عَليّ الكراعي ورحل بِهِ وَله ثَلَاث سِنِين إِلَى نيسابور فَأحْضرهُ على أبي بكر عبد الْغفار ابْن مُحَمَّد الشيروي وَأبي الْعَلَاء عبيد بن مُحَمَّد الْقشيرِي ثمَّ إِنَّه اشْتغل بالأدب وَحصل مِنْهُ طرفا صَالحا وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف وَتكلم فِي المناظرة ثمَّ اشْتغل بِالْحَدِيثِ فَسمع الْكثير بِبَلَدِهِ وجال فِي خُرَاسَان وَسمع بنيسابور وطوس ومهينة الْكثير من أبي عبد الله الفراوي وَأبي مُحَمَّد السيدي وَأبي الْقَاسِم الشحامي وَعبد الْجَبَّار الخواري وَجَمَاعَة غَيرهم ثمَّ توجه إِلَى الْعرَاق وَدخل إصبهان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسمع بهَا وبالري وساوة وهمذان وَغَيرهَا من الْبِلَاد وَدخل بَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسمع بهَا الْكثير من مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَأبي الْحسن ابْن عبد السَّلَام وَخلق من هَذِه الطَّبَقَة وَمن دونهَا وَحج مرَّتَيْنِ وَانْحَدَرَ إِلَى وَاسِط وَالْبَصْرَة وَسمع بهما وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَتوجه إِلَى الشَّام وَسمع بحلب ودمشق وحماة وحمص وزار الْقُدس وبلاد السَّاحِل وَسمع بِبِلَاد الجزيرة وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَسمع على من بَقِي فِيهَا من الْأَشْيَاخ وَجمع ذيلاً على تَارِيخ الْخَطِيب لبغداد وأتى فِيهِ بِكُل مليحة ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور وَقد ولد لَهُ أَبُو المظفر عبد الرَّحِيم بنيسابور فَلَمَّا بلغ حد السماع طَاف بِهِ بِلَاد خُرَاسَان وأسمعه ثمَّ دخل إِلَى مَا وَرَاء النَّهر وأسمعه ثمَّ عَاد إِلَى مرو وَألقى بهَا عَصَاهُ وَأقَام بهَا مشتغلاً بِالْجمعِ والتصنيف والتحديث والإملاء وإلقاء الدُّرُوس بِالْمَدْرَسَةِ العميدية وَكَانَ وافر الهمة فِي طلب الحَدِيث شَدِيد الْحِرْص على لِقَاء الْمَشَايِخ مليح الْخط سريع الْقَلَم وَكتب عَن أقرانه وَعَمن هُوَ دونه وَجمع معجماً لشيوخه فِي عشر مجلدات كبار قَالَ محب الدّين ابْن النجار سَمِعت من يذكر أَن عَددهمْ سَبْعَة آلَاف شيخ وَلم يبلغ أحد من أقرانه مبلغه وَكَانَ مليح التصانيف كثير الشوارد والأسانيد لطيف الطَّبْع ظريفاً فَاضلا صَدُوقًا جميل السِّيرَة مولده سنة سِتّ وَخمْس ماية ووفاته سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس ماية تصانيفه المذيل فِي أَربع ماية طَاقَة قَالَ) الشَّيْخ شمس الدّين يَقع لي أَن الطَّاقَة نصف كراس تَارِيخ المراوزة كتب مِنْهُ خمس ماية

طَاقَة طراز الذَّهَب فِي أدب الطّلب مايو وَخَمْسُونَ طَاقَة الْإِسْفَار عَن الْأَسْفَار خمس وَعِشْرُونَ طَاقَة الْإِمْلَاء والاستملاء خمس عشرَة طَاقَة مُعْجم الشُّيُوخ ثَمَانُون طَاقَة مُعْجم الْبلدَانِ ماية وَخَمْسُونَ طَاقَة التحف والهدايا خمس وَعِشْرُونَ طَاقَة بَيَان عز الْعُزْلَة سَبْعُونَ طَاقَة الْأَدَب فِي اسْتِعْمَال الْخشب خمس طاقات الْمَنَاسِك سِتُّونَ طَاقَة الدَّعْوَات الْكَبِيرَة أَرْبَعُونَ طَاقَة الدَّعْوَات المروية عَن الحضرة النَّبَوِيَّة خمس عشرَة طَاقَة الْحَث على غسل الْيَد خمس طاقات أفانين الْبَسَاتِين خمس عشرَة طَاقَة دُخُول الْحمام خمس عشرَة طَاقَة فَضَائِل صَلَاة التَّسْبِيح عشر طاقات التحايا والهدايا سِتّ طاقات تحفة الْعِيدَيْنِ ثَلَاثُونَ طَاقَة الرسائل والوسائل كتب مِنْهُ قدر خمس عشرَة طَاقَة فَضَائِل الديك خمس طاقات مَجْمُوع الحَدِيث المستفيض فِي صَوْم الْأَيَّام الْبيض خمس عشرَة طَاقَة سلوة الأحباب وَرَحْمَة الْأَصْحَاب خمس طاقات التحبير فِي المعجم الْكَبِير ثَلَاث ماية طَاقَة فرط الغرام إِلَى سَاكِني الشَّام خمس عشرَة طَاقَة مقَام الْأَئِمَّة وَالْعُلَمَاء بَين يَدي الْمُلُوك والأمراء المناولة والمصافحة ثَلَاث عشرَة طَاقَة ذكرى حبيب رَحل وبشرى مشيب نزل عشرُون طَاقَة الأمالي الْخمس ماية مايتا طَاقَة الْحَلَاوَة خمس عشرَة طَاقَة أَسَانِيد المسانيد ثَلَاث عشرَة طَاقَة فَوَائِد الموائد ماية طَاقَة فَضَائِل الْهِرَّة ثَلَاث طاقات الأخطار فِي ركُوب الْبحار سبع طاقات الهريسة ثَلَاث طاقات تَارِيخ الْوَفَاة للمتأخرين من الروَاة خمس عشرَة طَاقَة حَقِيقَة الْأَنْسَاب وَمَعْرِفَة الأحساب ثَلَاث ماية طَاقَة وَخَمْسُونَ طَاقَة الأمالي سِتُّونَ طَاقَة بخار بخور البُخَارِيّ عشرُون طَاقَة تَقْدِيم الجفان إِلَى الضيفان سَبْعُونَ طَاقَة صَلَاة الضُّحَى عشر طاقات الصدْق فِي الصداقة والرفق فِي الرفاقة الرِّبْح والخسارة فِي الْكسْب وَالتِّجَارَة رفع الارتياب عَن كِتَابَة الْكتاب أَربع طاقات النُّزُوع إِلَى الأوطان والنزاع إِلَى الإخوان خمس وَثَلَاثُونَ طَاقَة حث الإِمَام على تَخْفيف الصَّلَاة مَعَ الْإِتْمَام فِي طاقتين لفتة المشتاق إِلَى سَاكن الْعرَاق أَربع طاقات الشد وَالْعد لمن اكتنى بِأبي سعد ثَلَاثُونَ طَاقَة فَضَائِل الشَّام فِي طاقتين فَضَائِل سُورَة يس فِي طاقتين وَكَانَ بَينه وَبَين ضِيَاء الدّين أبي شُجَاع عمر ابْن أبي الْحسن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن نصر البسطامي مَوَدَّة مُؤَكدَة وخلة وَثِيقَة وَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا يسْأَل الله عقيب الصَّلَاة أَن لَا يسمع نعي صَاحبه وَأَن يكون يَوْمه قبله وَكَانَ من عَجِيب أَمرهمَا أَنَّهُمَا

إمام الدين الرافعي الشافعي

مَاتَا فِي) شهر وَاحِد مَاتَ السَّمْعَانِيّ بمرو وَمَات البسطامي ببلخ فِي شهر ربيع الأول وَلم يسمع أَحدهمَا نعي الآخر رحمهمَا الله تَعَالَى 3 - (إِمَام الدّين الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي) عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن الْفضل الإِمَام الْعَلامَة إِمَام الدّين أَبُو الْقَاسِم الرَّافِعِيّ الْقزْوِينِي صَاحب الشَّرْح الْكَبِير ذكره ابْن الصّلاح وَقَالَ أَظن أَنِّي لم أر فِي بِلَاد الْعَجم مثله وَكَانَ ذَا فنون حسن السِّيرَة صنف شرح الْوَجِيز فِي بضعَة عشر مجلداً لم يشْرَح الْوَجِيز بِمثلِهِ وَقَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ الرَّافِعِيّ من الصَّالِحين المتمكنين كَانَت لَهُ كرامات كَثِيرَة ظَاهِرَة وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الاسفراييني فِي الْأَرْبَعين تألفيه هُوَ شَيخنَا إِمَام الدّين وناصر السّنة صدقا كَانَ أوحد عصره فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة أصولاً وفروعاً ومجتهد زَمَانه فِي الْمَذْهَب وفريد وقته فِي التَّفْسِير كَانَ لَهُ مجْلِس بقزوين فِي التَّفْسِير وتسميع الحَدِيث صنف شرحاً لمُسْند الشَّافِعِي وأسمعه وصنف شرحاً للوجيز ثمَّ صنف آخر أوجز مِنْهُ وَكَانَ زاهداً ورعاً متواضعاً وَتُوفِّي بقزوين رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَعشْرين وست ماية 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي) عبد الْكَرِيم بن هوَازن بن عبد الْملك بن طَلْحَة بن مُحَمَّد الإِمَام أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي النَّيْسَابُورِي الزَّاهِد الصُّوفِي شيخ خُرَاسَان وأستاذ الْجَمَاعَة ومقدم الطَّائِفَة قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَهُوَ ثِقَة وَكَانَ يعرف الْأُصُول على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَالْفُرُوع على مَذْهَب الشَّافِعِي صنف التَّفْسِير وَهُوَ من أَجود التفاسير

والرسالة الْمَشْهُورَة فِي رجال الطَّرِيقَة وَحج مَعَ الْبَيْهَقِيّ وَأبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَكَانَ لَهُ فِي الفروسية وَاسْتِعْمَال السِّلَاح يَد بَيْضَاء وَله عدَّة أَوْلَاد أَئِمَّة عبد الله وَعبد الْوَاحِد وَعبد الرَّحِيم وَعبد الْمُنعم وَغَيرهم توفّي أَبُو الْقَاسِم سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ بِبَاب الطاق بِجنب شَيْخه الْأُسْتَاذ أبي عَليّ الدقاق قَالَ ياقوت وَمن عَجِيب مَا وَقع أَن الْفرس الَّذِي كَانَ يركبه كَانَت رمكة أهديت إِلَيْهِ من قريب عشْرين سنة مَا كَانَ يركب غَيرهَا مَا ركبهَا أحد بعده حُكيَ أَنَّهَا لم تعتلف بعد وَفَاته حَتَّى نفقت يَوْم الْجُمُعَة سادس يَوْم وَفَاته أَخذ طَرِيق التصوف عَن الْأُسْتَاذ أبي عَليّ الدقاق وَأخذ هُوَ عَن أبي الْقَاسِم النصراباذي وَأخذ هُوَ) عَن الشلبي عَن الْجُنَيْد عَن السّري عَن مَعْرُوف الْكَرْخِي عَن دَاوُد الطَّائِي عَن التَّابِعين وَله كتاب آدَاب الصُّوفِيَّة وَكتاب بلغَة القاصد وَكتاب التحبير فِي علم التَّذْكِير وَمن شعره (هِيَ النوائب والأحداث والغير ... والدهر كالنحل فِيهِ الشهد والإبر) (عدات دهرك بالتأييد كَاذِبَة ... ترى السراب شرابًا من بِهِ وحر) (منتك نَفسك أَن تبقى إِلَى أمد ... من الْخَبِير بِمَا يَأْتِي بِهِ الْقدر) (اللَّيْل حُبْلَى وللميلاد آونة ... وَمَا سيولد لَا يدْرِي بِهِ الْبشر) (فَرب ليل بِطيب الْأنس مفتضح ... بضد أَوله يَأْتِي بِهِ السحر) وَمِنْه (وَإِذا سقيت من الْمحبَّة مصة ... ألقيت من فرط الْخمار خماري) (كم تبت قصدا ثمَّ لَاحَ عذاره ... فخلعت فِي ذَاك العذار عِذَارَيْ) وَمِنْه (قَالُوا تهن بِيَوْم الْعِيد قلت لَهُم ... لي كل يَوْم بلقيا سَيِّدي عيد) (الْوَقْت عيد وروح إِن شهدتم ... وَإِن فقدتهم نوح وتعديد) وَمِنْه (سقى الله وقتا كنت أَخْلو بوجهكم ... وثغر الْهوى فِي رَوْضَة اللَّهْو ضَاحِك) (أَقَمْنَا زَمَانا والعيون قريرة ... وأصبحت يَوْمًا والجفون سوافك)

علم الدين ابن بنت العراقي

3 - (علم الدّين ابْن بنت الْعِرَاقِيّ) عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عمر الْأنْصَارِيّ الشَّيْخ علم الدّين ابْن بنت الْعِرَاقِيّ قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان ولد بديار مصر سنة ثَلَاث وَعشْرين وست ماية وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبع ماية وَأَصله من وَادي آش من الأندلس وجده أَبُو أمه لَيْسَ من الْعرَاق وَإِنَّمَا رَحل إِلَى الْعرَاق ثمَّ قدم مصر وَهِي بَلَده فَسُمي الْعِرَاقِيّ وَكَانَ من الْمَعْدُودين فِي عُلَمَاء مصر وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْفِقْه وأصوله وَالْأَدب وَالتَّفْسِير وَله اخْتِصَاص بتفسير الزَّمَخْشَرِيّ وصنف مُخْتَصرا فِي أصُول الْفِقْه وردا على القَاضِي ابْن الْمُنِير الْمَالِكِي فِي رده على الزَّمَخْشَرِيّ وَكَانَ كثيرا مَا يشغل الطّلبَة بِالْعلمِ حَتَّى أَنه مُعظم من بديار مصر اشْتغل) عَلَيْهِ وَلَا يمل من الإقراء وَلَا يسأم حسن المفاكهة كثير الْحِكَايَة والنوادر منبسط النَّفس وَله معرفَة بِالْحِسَابِ والكتبة وحظ من النّظم والنثر درس بالشريفية وبالمشهد الْفِقْه وأضر فِي آخر عمره وأملى كتابا فِي تَفْسِير الْقُرْآن مُخْتَصرا احتوى على فَوَائده وأنشدنا قَالَ نظمت فِي النّوم فِي قَاضِي الْقُضَاة ابْن رزين وَكَانَ معزولاً (يَا مَالِكًا سبل السَّعَادَة منهجا ... يَا موضح الْخطب البهيم إِذا دجا) (يَا ابْن الَّذين رست قَوَاعِد مجدهم ... وسرى ثناهم عاطراً فتأرجا) (لَا تيأسن من عود مَا فارقته ... بعد السرَار ترى الْهلَال تبلجا) (وَابْشَرْ وسرح نَاظرا فَلَقَد ترى ... عَمَّا قَلِيل فِي العدى متفرجا) (وَترى وليك ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا ... قد نَالَ من تدميرهم مَا يرتجى) وَكتب الشَّيْخ علم الدّين الْمَذْكُور بِخَطِّهِ كتاب الْحَاوِي الْكَبِير للماوردي مرَّتَيْنِ وَكَانَ يَوْم بِمَسْجِد الدرفيل 3 - (الديرعاقولي) عبد الْكَرِيم بن الْهَيْثَم أَبُو يحيى الديرعاقولي الْبَغْدَادِيّ الْقطَّان طوف وَكتب الْكثير قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة ثبتاً

القاضي كريم الدين الكبير

توفّي سنة ثَمَان وَسبعين ومايتين 3 - (القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير) عبد الْكَرِيم بن هبة الله بن السديد الْمصْرِيّ القَاضِي النَّبِيل الْجَلِيل الْمُدبر كريم الدّين أَبُو الْفَضَائِل الْكَبِير ابْن الْعلم وَكيل السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وناظر خواصه ومدبر دولته بلغ فَوق مَا يبلغهُ الوزراء ونال فَوق مَا يَنَالهُ الْكتاب من الوجاهة وَالْحُرْمَة والتقدم أسلم كهلاً أَيَّام الجاشنكير وَكَانَ كَاتبه وَكَانَ لَا يصرف على السُّلْطَان شَيْء يَطْلُبهُ إِلَّا بقلم القَاضِي كريم الدّين وَيُقَال إِنَّه طلب مرّة إوزة وَلم يكن حَاضرا فَلم تصرف لَهُ وَلما هرب الجاشنكير على مَا تقدم فِي تَرْجَمته وَأخذ الخزائن مَعَه وَورد السُّلْطَان من الكرك تطلبه كثيرا حكى لي الْحَافِظ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس قَالَ جَاءَ إِلَى الْأَمِير علم الدّين الجاولي وَقَالَ لَهُ قد جِئْت إِلَيْك فَقَالَ مَا فِي يَدي لَك فرج وَلَكِن للسُّلْطَان الْيَوْم خاصكي يُقَال لَهُ الْأَمِير سيف الدّين طغاي الْكَبِير وَهُوَ لَا يُخَالِفهُ فَأُرِيد أجتمع لَك بِهِ وأعرفك مَا يكون) ثمَّ إِنَّه اجْتمع بِهِ فَقَالَ لَهُ أحضرهُ وَدخل الْأَمِير سيف الدّين طغاي إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ يضْحك وَقَالَ لَهُ إِن حضر كريم الدّين أيش تُعْطِينِي ففرح وَقَالَ أعندك هُوَ أحضرهُ فَخرج وَقَالَ للأمير علم الدّين أحضرهُ فَأحْضرهُ فَقَالَ لَهُ مهما قَالَ لَك السُّلْطَان قل لَهُ نعم وَلَا تخَالفه وَدعنِي أَنا أدبر أَمرك فَدخل بِهِ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ استشاط غَضبا وَقَالَ لَهُ أخرج السَّاعَة احْمِلْ ألف ألف دِينَار فَقَالَ لَهُ نعم وَخرج فَقَالَ لَا كثير إحمل خمس ماية ألف دِينَار فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة فَقَالَ لَا كثير إحمل ثَلَاث ماية ألف دِينَار فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة فَقَالَ لَا كثير إحمل السَّاعَة ماية ألف دِينَار فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة فَخرج فَقَالَ لَهُ الْأَمِير سيف الدّين طغاي لَا تسقع دقنك وتحضر الْجَمِيع الْآن وَلَكِن هَات لي الْآن مِنْهَا عشرَة آلَاف دِينَار وَدخل بهَا إِلَى السُّلْطَان فسكن غيظه وَبَقِي كل يَوْمَيْنِ وَثَلَاثَة يحمل خَمْسَة آلَاف دِينَار وَمرَّة ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَمرَّة أَلفَيْنِ وَلم يزل هُوَ وَالْقَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش يصلحان أمره عِنْد السُّلْطَان إِلَى أَن رَضِي عَنهُ وسامحه بِمَا بَقِي واستخدمه نَاظر الْخَاص وَهُوَ أول من بَاشر هَذِه الْوَظِيفَة وَلم تكن تعرف أَولا ثمَّ تقدم وأحبه محبَّة لم يُحِبهَا لآخر مثله وَكَانَ يخلع عَلَيْهِ أطلس أَبيض والفوقاني بطرز والتحتاني بطرز

والقبع زركش على مَا استفاض وَكَانَت الخزائن جَمِيعهَا عِنْده فِي بَيته وَإِذا أَرَادَ السُّلْطَان شَيْئا نزل إِلَيْهِ مَمْلُوك إِلَى بَيته واستدعى مِنْهُ مَا يُريدهُ فيجهزه إِلَيْهِ من بَيته وَكَانَ يخلع على أُمَرَاء الطبلخانات الْكِبَار من عِنْده وَقيل إِن السُّلْطَان نزل يَوْمًا من الصَّيْد فَقَالَ لَهُ يَا قَاضِي إعرض أَنْت صيود الْأُمَرَاء فَإِن لي ضَرُورَة وَدخل الدهليز ووقف القَاضِي كريم الدّين على بَاب الدهليز وَكَانَ الْأُمَرَاء يحْضرُون صيودهم على طبقاتهم بَين يَدَيْهِ وَهُوَ يخلع عَلَيْهِم على طبقاتهم وَاحِدًا بعد وَاحِد وَحج هُوَ الخونده طغاي امْرَأَة السُّلْطَان واحتفل بأمرها وَكَانَ كل سماط فِي الْغَدَاء وَالْعشَاء يحضر لَهَا أَنْوَاع البقل طرية والجبن المقلي سخناً أَخذ مَعَه الأبقار الحلابة وَحمل الْخضر فِي مزارعها بالطين على الْجمال وَكَانَ يخْدم كل أحد من الْأُمَرَاء الْكِبَار الْمَشَايِخ والخاصكية الْكِبَار والجمدارية الصغار وكل أحد حَتَّى الأوشاقية فِي الإسطبل وأرباب الْوَظَائِف وَكَانَ فِي أول الْأَمر مَا يخرج القَاضِي فَخر الدّين لصَلَاة الصُّبْح إِلَّا ويجد كريم الدّين رَاكِبًا وَهُوَ ينتظره ويطلع فِي خدمته إِلَى القلعة ودام الْأَمر هَكَذَا سِتَّة أشهر أَو مَا هُوَ حولهَا ثمَّ إِن فَخر الدّين كَانَ يركب ويحضر إِلَى بَابه وينتظره ليطلع مَعَه إِلَى القلعة وَكَانَ فِي كل يَوْم ثلاثاء) يحضر إِلَى جَار فَخر الدّين ويتغذى عِنْده ويحضر مخفيتين لَا يعود إِلَيْهِ شَيْء من ماعونهما الصيني أبدا وَكَانَ يركب فِي عدَّة مماليك أتراك يُقَال سَبْعُونَ مَمْلُوكا أَو أقل بكنابيش عمل الدَّار وطرز ذهب والأمراء تركب فِي خدمته وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا رأى أحد من المتعممين مَا رَآهُ القَاضِي كريم الدّين وَلَا غَيره وَقيل إِنَّه طلبه السُّلْطَان يَوْمًا إِلَى الدّور فَدخل وَبقيت الخزندارة تروح وتجيء مَرَّات فِيمَا تطلبه الخونده طغاي فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان يَا قَاضِي أيش حَاجَة لهَذَا التَّطْوِيل بنتك مَا تختبي مِنْك أَدخل إِلَيْهَا أبْصر مَا تريده إفعله فَقَالَ وَدخل إِلَيْهَا وسير السُّلْطَان قَالَ لَهَا أَبوك هُنَا ابصري لَهُ مَا ياكل فأخرجت لَهُ طَعَاما وَقَامَ السُّلْطَان إِلَى كرمة فِي الدّور وَقطع مِنْهَا عنباً وأحضره وَهُوَ ينفخه من الْغُبَار وَقَالَ يَا قَاضِي كل من عِنَب دُورنَا وَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يعْمل سوءا وَيَرَاهُ قد أقبل يَقُول جَاءَ القَاضِي وَمَا يدعنا نعمل مَا نُرِيد فيحدثه فِي إبِْطَال مَا كَانَ هم بِهِ من الشَّرّ وَمُدَّة حَيَاته لم يَقع من السُّلْطَان إِلَّا خير وَأما مكارمه فَلم أسمع من أحد عَنهُ إِلَّا مكرمَة أَو منقبة بديعة حكى لي غير وَاحِد بِالْقَاهِرَةِ أَنه حضرت لَهُ امْرَأَة رفعت قصَّة تطلب مِنْهُ إزاراً فَوَقع فِي ظَاهرهَا إِلَى الصَّيْرَفِي بمبلغ ثَمَان ماية دِرْهَم فَلَمَّا رأى الصَّيْرَفِي أنكر ذَلِك وأوقفها وَتوجه إِلَيْهِ وَقَالَ يَا سَيِّدي هَذِه سَأَلت إزاراً والإزار مَا ثمنه هَذَا الْمبلغ فَقَالَ لَهُ صدقت وَأخذ الْقِصَّة وَقَالَ هَذَا مَتَاع الله تَعَالَى وَهَذِه متاعي وَزَاد الثمان ماية ثَمَانِينَ وَقَالَ أَنا مَا أردْت إِلَّا ثَمَانِينَ وَلَكِن

الله أَرَادَ الثمان ماية فوزن الصَّيْرَفِي للْمَرْأَة ثَمَان ماية وَثَمَانِينَ حكى لي هَذِه غير وَاحِد وَقيل لي إِنَّه كَانَ لَهُ صيرفي يَسْتَدْعِي مِنْهُ مَا يُرِيد صرفه لمن سَأَلَهُ شَيْئا وَإِن الصَّيْرَفِي أحضر إِلَيْهِ مرّة وصولات عديدة لَيست بِخَطِّهِ فأنكرها فَقَالَ الصَّيْرَفِي هَذَا فِي كل وَقت يحضر إِلَيّ مثل هَذِه الوصولات فَقَالَ إِذا جَاءَ أمْسكهُ وأحضره فَلَمَّا جَاءَهُ على الْعَادة أمْسكهُ وأحضره إِلَى بَابه فَقيل لَهُ إِن الصَّيْرَفِي وَقع بالمزور فَقَالَ سيبوه مَا لي وَجه أرَاهُ ثمَّ قَالَ أحضروه فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ قَالَ لَهُ مَا حملك على هَذَا قَالَ الْحَاجة فَقَالَ لَهُ كلما احتجت إِلَى شَيْء اكْتُبْ بِهِ خطك على عادتك لهَذَا الصَّيْرَفِي وَلَكِن ارْفُقْ فَإِن علينا كلفاً كَثِيرَة وَقَالَ الصَّيْرَفِي كلما جَاءَ إِلَيْك خطه بِشَيْء فأصرفه وَلَا تشَاور عَلَيْهِ وَحكي لي أَنه قبل إِمْسَاكه ضيع بعض بابية مماليك بكتمر الساقي حياصة ذهب فَقَالَ صَاحبهَا للأمير فَقَالَ الْأَمِير إِن لم يحضر الحياصة وَإِلَّا روحوا بِهِ إِلَى الْوَالِي ليقطع يَده فنزلوا بذلك البابي فَوجدَ القَاضِي كريم الدّين آخر النَّهَار طالع) القلعة فَوقف لَهُ وشكاه حَاله فَقَالَ أخروا أمره إِلَى غَد وَلما نزل إِلَى دَاره قَالَ لعَبْدِهِ خُذ مَعَك غَدا حياصة ذهب لتعطيها لذَلِك البابي الْمِسْكِين فَلَمَّا أصبح وطلع القلعة أمسك واشتغل النَّاس بأَمْره وَنسي أَمر البابي وَلما تفرغ النَّاس طلب البابي وجهز إِلَى الْوَالِي فَقَالَ لَهُ رفقاه مَا كَانَ القَاضِي كريم الدّين قد وَعدك روح إِلَيْهِ فَقَالَ يَا قوم إِنْسَان قد أمسك وصودر أروح إِلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ روح إِلَيْهِ وَكَانَ قد أَمر لَهُ بالْمقَام فِي القرافة فَلَمَّا دخل إِلَيْهِ شكا إِلَيْهِ حَاله فَقَالَ يَا ابْني جِئْت إِلَيّ وَأَنا فِي هَذِه الْحَال ثمَّ رفع المقعد من تَحْتَهُ وَقَالَ لَهُ خُذ هَذِه الدَّرَاهِم اسْتَعِنْ بهَا وَكَانَت قريب الْأَلفَيْنِ فَلَمَّا أَخذهَا وَخرج قَالَ لذَلِك العَبْد مَا كنت أَعطيتك حياصة لهَذَا البابي فَقَالَ نعم وَهَذِه معي فَقَالَ هَاتِهَا فَأَخذهَا وَطلب البابي وَدفعهَا إِلَيْهِ وَقَالَ هَذِه الحياصة أعطهم إِيَّاهَا وَالدَّرَاهِم أنفقها فطلع بالحياصة وَأَعْطَاهَا للملوك فَدخل بهَا إِلَى الْأَمِير سيف الدّين بكتمر فَقَالَ لَهُ قل أَمر هَذِه الحياصة كَيفَ فَحكى لَهُ مَا جرى لَهُ مَعَ كريم الدّين فَقيل إِن بكتمر الساقي لطم وَجهه وَقَالَ يَا مُسلمين مثل هَذَا يمسك لِأَنَّهُ مَا أمسك إِلَّا بِغَيْر رِضَاهُ حكى لي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله أَنه بلغه أَن القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر وَالْقَاضِي نجم الدّين ابْن الْأَثِير قعدا يَوْمًا على بَاب الْقلَّة وَأجْرِي ذكر كريم الدّين ومكارمه فَقَالَ عَلَاء الدّين مَا مكارمه إِلَّا لمن يخافه فَهُوَ يصانع بذلك عَن نَفسه فَمَا كَانَ بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاث حَتَّى احْتَاجَ نجم الدّين ابْن الْأَثِير إِلَى رصاص يَسْتَعْمِلهُ فِي قدور حمام فَكتب ورقة إِلَى كريم الدّين يسْأَل بيع جملَة من الرصاص بديوان الْخَاص فَحمل إِلَيْهِ جملَة كَبِيرَة فضل لَهُ عَمَّا احْتَاجَ إِلَيْهِ ثَلَاثُونَ قِنْطَارًا وَلم يَأْخُذ عَن ذَاك ثمنا وَأما عَلَاء الدّين فَإِنَّهُ تَركه يَوْمًا وَهُوَ فِي بستانه وَانْحَدَرَ إِلَيْهِ فِي الْبَحْر فَلم يشْعر بِهِ إِلَّا وَقد أرست حراقته على زريبة

عَلَاء الدّين فَنزل إِلَيْهِ وتلقاه واندهش لقدومه فَحلف أَنه مَا يَأْكُل مَا يحضرهُ إِلَيْهِ من خَارج الْبُسْتَان وَإِلَّا مهما كَانَ طَعَام ذَلِك النَّهَار يحضرهُ فأحضر لَهُ مَا اتّفق حُضُوره وَقَالَ يَا مَوْلَانَا أَنا مَا أعلمتك بمجيئي وَلَكِن أَنا مثل الْيَوْم ضيفك وَلَكِن لَا ألتقي هَذِه الْعِمَارَة على هَذِه الصُّورَة وَشرع رتبها على مَا أَرَادَ وَرَاح من عِنْده فَلم يشْعر عَلَاء الدّين ذَلِك الْيَوْم إِلَّا بالمراكب قد أرست على زريبته بأنواع الأخشاب والطوب وأفلاق النّخل والجبس والمهندسين والصناع والفعول وَكلما يحْتَاج إِلَيْهِ وَأخذُوا فِي هدم ذَلِك الْمَكَان وشرعوا فِي بنائِهِ على مَا قَالَه لَهُم فَلم) يَأْتِ على ذَلِك خَمْسَة أَيَّام أَو سِتَّة إِلَّا وَقد تَكَامل ورخم وزخرف وَفرغ مِنْهُ فَلَمَّا كَانَ قبل ذَلِك الميعاد بِيَوْم جَاءَ إِلَيْهِ مركب موسق بأنواع الْغنم والإوز والدجاج الفايق وَغَيره وَالسكر والأرز وَجَمِيع مَا يطْبخ حَتَّى المخافي والماعون الصيني والجبن وَمن يقليه وَعمل الطَّعَام الفايق الْمُخْتَلف وَمد السماط الْعَظِيم وَنزل القَاضِي كريم الدّين وَمَعَهُ من يختاره وَجَاء إِلَيْهِ وجد الدَّار قد عمرت على مَا أَرَادَ وَالطَّعَام قد مد سماطه فَأكل هُوَ وَمن مَعَه وأحضر أَنْوَاع الْفَاكِهَة والحلوى والمشروب وَلما فرغ من ذَلِك أحضر بقجة كَبِيرَة أخرج مِنْهَا مَا يصلح للنِّسَاء من القماش الإسكندري وَغَيره وَمَا يصلح لملبوس عَلَاء الدّين وَقَالَ هَذِه خَمْسَة آلَاف دِرْهَم يكسو بهَا مَوْلَانَا عبيده وجواريه على مَا يرَاهُ وَهَذَا توقيع تصدق بِهِ مَوْلَانَا السُّلْطَان على مَوْلَانَا فِيهِ زِيَادَة مَعْلُوم دَرَاهِم وغلة وَكِسْوَة وَلحم وجراية وَنزل يركب فَنزل مَعَه فَلَمَّا ركب وفارقه قَالَ يَا مَوْلَانَا عَلَاء الدّين وَالله هَذِه الْأَشْيَاء أَنا أَفعَلهَا طبعا وَأَنا لَا أرجوك وَلَا أخافك وعَلى الْجُمْلَة فَمَا سَمِعت عَنهُ بالديار المصرية إِلَّا كل مكرمَة غير الْأُخْرَى بيتدع فعلهَا وَلم نسمعها عَن غَيره وَهُوَ الَّذِي صدق أَخْبَار البرامكة وَمن رياسته أَنه كَانَ إِذا قَالَ لَك نعم كَانَت نعم وَإِذا قَالَ لَك لَا فَهِيَ لَا وَهَذِه تَمام الرياسة قدم من الثغر نوبَة حريق الْقَاهِرَة وَنسب إِلَيْهِ ميل إِلَى النَّصَارَى فغوث بِهِ الغوغاء ورجموه فَغَضب السُّلْطَان وَقطع أَيدي أَرْبَعَة وتزاحم الْخلق واختنق رجل وَكَانَ إِذا دخل إِلَى البيمارستان المنصوري وَقد ولي نظره يتَصَدَّق بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَمَاتَ فِي مرّة ثَلَاثَة أنفس على مَا قيل وَقيل إِنَّه شرب مرّة دَوَاء فَجمع كل مَا دخل الْقَاهِرَة ومصر من الْورْد وَحمل إِلَى دَاره وَبسط إِلَى كراسي بَيت المَاء وداس النَّاس مَا داسوه وَأخذ مَا فضل وأباعه الغلمان للبيمارستان بمبلغ ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَ وقوراً عَاقِلا داهية جزل الرَّأْي بعيد الْغَوْر عمر بالزريبة جامعاُ وميضأة وَعمر فِي طرق الرمل البيارات وَأصْلح الطّرق وَعمر جَامع القبيبات والقابون ووقف عَلَيْهِمَا

ضامن الزكاة

ثمَّ انحرف عَنهُ السُّلْطَان ونكبه وَأقَام فِي بَيت الْأَمِير سيف الدّين أرغون النَّائِب ثَلَاثَة أَيَّام وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين قجليس يروح وَيَجِيء إِلَيْهِ فِي الرسائل عَن السُّلْطَان ثمَّ رسم بنزوله إِلَى القرافة ثمَّ إِنَّه أخرج إِلَى الشوبك ثمَّ إِلَى الْقُدس ثمَّ طلب إِلَى مصر وجهز إِلَى أسوان وَبعد قَلِيل أصبح مشنوقاً بعمامته وَكَانَ يحترم الْعلمَاء وَسمع البُخَارِيّ وَقيل إِنَّه لما أحس بقتْله) صلى رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ هاتوا عِشْنَا سعداء ومتنا شُهَدَاء وَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ مَا عمل أحد مَعَ أحد مَا عمله السُّلْطَان مَعَ كريم الدّين أعطَاهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَت واقعته سنة أَربع وَعشْرين وَسبع ماية ومناقبه كَثِيرَة إِلَى الغية ومكارمه جزيلة لَا تحصى وَهَذَا أنموذج مِنْهَا وَمن مدح شرف الدّين الْقُدسِي فِيهِ قَوْله (إِذا مَا بار فضلك عِنْد قوم ... قصدتهم وَلم تظفر بطائل) (فخلهم خلاك الذَّم وأقصد ... كريم الدّين فَهُوَ أَبُو الْفَضَائِل) 3 - (ضَامِن الزَّكَاة) عبد الْكَرِيم بن عَليّ الشهروزي المحتد القوصي الدَّار والوفاة أديب فَاضل ناظم ناثر ينظم الشّعْر والزجل كَانَ ضَامِن الزَّكَاة بقوص ثمَّ ترك ذَلِك وتصوف ومدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمدائح وَله أزجال مَشْهُورَة وَتُوفِّي بعد السَّبع ماية طلب من بعض التُّجَّار جوزة هندية فَلم يرسلها إِلَيْهِ فَكتب إِلَيْهِ (طلبت مِنْك جوزة ... منعت مني قربهَا) (وَكم طلبت زَوْجَة ... مِنْك فَلم تبخل بهَا) قلت الْبَاء الأولى مَفْتُوحَة وَالثَّانيَِة مَكْسُورَة وَهُوَ عيب فِي القافية وَقَالَ (وكرشة مَمْلُوءَة ... من الخرا مطنبه) (شبهتها مرمية ... بدمها مختضبه) (قليطة القَاضِي الشها ... ب بن النجيب بن هبة)

عبد اللطيف

(عبد اللَّطِيف) 3 - (ابْن النجيب السهروردي) عبد اللَّطِيف بن عبد القاهر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمويه السهروردي أَبُو مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ النجيب الْمَذْكُور فِي بَابه الصُّوفِي ولد بِبَغْدَاد وَقَرَأَ الْفِقْه بهَا على أَبِيه وسافر إِلَى خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر وَلَقي الْأَئِمَّة وَحصل وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة ورحل إِلَى الشَّام وبلاد السَّاحِل وَتَوَلَّى الْقَضَاء بعكا لما أَخذهَا الْمُسلمُونَ من الفرنج وَكَانَ يتنقل من بلد إِلَى بلد ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد ودرس بمدرسة وَالِده ثمَّ سَافر إِلَى إربل وَكَانَ فَقِيها فَاضلا صَدُوقًا متديناً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً أسمعهُ وَالِده الْكثير من أبي الْمَعَالِي عبد الْخَالِق ابْن عبد الصَّمد بن الْبدن وَأبي الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْكَرْخِي وَأبي الْقَاسِم عَليّ بن عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن الصّباغ وَغَيرهم وَتُوفِّي بإربل سنة عشر وست ماية 3 - (صدر الدّين الخجندي) عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن ثَابت بن الْحسن الخجندي أَبُو الْقَاسِم صدر الدّين الإصبهاني كَانَ يتَوَلَّى الرياسة بهَا على قَاعِدَة آبَائِهِ وَكَانَت لَهُ المكانة عِنْد السلاطين والملوك والعوام وَكَانَ فَقِيها فَاضلا أديباً شَاعِرًا صَدرا مهيباً جَلِيلًا نبيلاً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً سمع من أبي الْقَاسِم غَانِم بن خَالِد بن عبد الْوَاحِد التَّاجِر وَأبي سعد أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَغْدَادِيّ وَأبي الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَغَيرهم قدم بَغْدَاد حَاجا فِي عدد كثير من أَتْبَاعه وأشياعه وَعقد مجْلِس الْوَعْظ وَأحسن وأجاد وخلع عَلَيْهِ من الدِّيوَان وَلما عَاد من الْحَج وصل إِلَى همذان وَدخل الْحمام فَأَصَابَهُ فالج فِي الْحمام فَمَاتَ فِي الْحَال وَحمل إِلَى إصبهان وَدفن بهَا سنة ثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَمن شعره (بالحمى دَار سَقَاهَا مدمعي ... يَا سقى الله الْحمى من مربع)

أبو طالب ابن القبيطي

(لَيْت شعري والأماني ضلة ... هَل إِلَى وَادي الغضا من مرجع) (أَذِنت علوة للواشي بِنَا ... مَا على علوة لَو لم تسمع) (أَو تحرت رشدا فِيمَا وشى ... أَو عفت عني فَمَا الْقلب معي) ) وَمِنْه (رمانا يَوْم رامة طرف غاده ... تعود قتلنَا وَالْخَيْر عَاده) (فَذَكرنَا الصِّبَا وَالْعود رطب ... وثغر الْعَيْش يبسم عَن رغاده) (يشوش طيب عَيْش كنت فِيهِ ... رعى الله المشوش لَو أَعَادَهُ) (رَوَت عَيْني وَقد كحلت بشوك ... أَحَادِيث الصبابة عَن قتاده) (بطرفك والسقام وَبِي سقام ... وَلَكِن لَا علاج وَلَا عياده) قلت من هُنَا أَخذ ابْن سناء الْملك قَوْله (تعودت الْهوى وَالْخَيْر عَاده ... وَلَا سِيمَا لأغيد أَو لغاده) (فَنَار الْقلب تخبر عَن شهَاب ... ودمع الْعين يروي عَن قتاده) وَلَكِن أَقُول الخجندي أكمل لِأَنَّهُ ذكر الشوك فَلَمَّا جَاءَ ذكر قَتَادَة ترشح وَإِنَّمَا ابْن سناء الْملك زادنا ذكر شهَاب فِي حِصَّة الْقلب وَقد مر ذكر أَبِيه مَكَانَهُ وَذكر وَالِد جده مُحَمَّد بن ثَابت فِي المحمدين 3 - (أَبُو طَالب ابْن القبيطي) عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمْزَة بن فَارس الْحَرَّانِي أَبُو طَالب ابْن أبي الْفرج التَّاجِر الْجَوْهَرِي الْمَعْرُوف بِابْن القبيطي أَخُو عبد الْعَزِيز وَهُوَ الْأَكْبَر أسمعهُ عَمه حَمْزَة فِي صباه الْكثير من أبي الْفَتْح ابْن البطي وَأبي زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَأبي شُجَاع مُحَمَّد بن عَليّ بن الماذرائي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن الخشاب وَغَيرهم وَهُوَ صَدُوق حسن الطَّرِيقَة روى عَنهُ محب الدّين ابْن النجار ومولده سنة أَربع وَخمسين وَخمْس ماية ووفاته سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست ماية

ابن الكيال الحنفي قاضي واسط

3 - (ابْن الكيال الْحَنَفِيّ قَاضِي وَاسِط) عبد اللَّطِيف بن نصر الله بن عَليّ بن مَنْصُور بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن الكيال أَبُو المحاسن ابْن أبي الْفَتْح الوَاسِطِيّ الْفَقِيه الْحَنَفِيّ تولى قَضَاء وَاسِط بعد أَبِيه وعزل ثمَّ أُعِيد ثَانِيًا وَقدم بَغْدَاد وَولي التدريس بمشهد أبي حنيفَة سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء وَاسِط ثَالِثا ثمَّ ولي ديوَان الإشراف بواسط مُضَافا إِلَى الْقَضَاء إِلَى أَن عزل عَنْهُمَا واعتقل بالديوان مُدَّة وَتُوفِّي معتقلاً سنة خمس وست ماية) 3 - (أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ الشَّافِعِي الطَّبِيب) عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الْموصِلِي الْبَغْدَادِيّ المولد وَالْأَب أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الْعِزّ النَّحْوِيّ أسمعهُ والدُهُ الْكثير فِي صِباه من أبي الْفَتْح ابْن البطي وَأبي زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي وَأبي الْقَاسِم يحيى ابْن ثَابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَأبي بكر عبد الله ابْن النقور وَغَيرهم وتفقه للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على ابْن الْأَنْبَارِي وَصَحب الْوَجِيه أَبَا بكر الضَّرِير النَّحْوِيّ وبرع فِي النَّحْو وتميز على أقرانه وَقَرَأَ الطِّبّ وأحكمه وصنف فِي الْأَدَب وَغَيره وَكَانَ يكْتب مليحاً وسافر إِلَى الشَّام وَدخل مصر وَلَقي قبولاً وَقَرَأَ النَّاس عَلَيْهِ فِي الْأَدَب والطب وروى أَكثر مجموعاته وَكَانَ غزير الْفضل كَامِل الْعقل حسن الْأَخْلَاق محباً للْعلم وَأَهله وَدخل بِلَاد الرّوم وَأقَام بهَا مُدَّة وَكَانَ يطب ملكهَا وصادف قبولاً وَلما توفّي الْملك عَاد إِلَى حلب وَحدث بهَا وَحج وَأقَام بِبَغْدَاد مَرِيضا بعلة الذرب وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وست ماية 3 - (الْمُوفق المطجن) عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أبي سعد الْعَلامَة موفق الدّين أَبُو مُحَمَّد الْموصِلِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمُتَكَلّم الطَّبِيب الفيلسوف الْمَعْرُوف قَدِيما بِابْن اللباد لقبه تَاج الدّين الْكِنْدِيّ بالجدي المطجن لرقة وَجهه وتجعده ويبسه ولد بِبَغْدَاد فِي أحد الربيعين سنة سبع وَخمسين وَخمْس ماية وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة تسع وَعشْرين وست ماية سَمعه أَبوهُ من ابْن البطي وَأبي زرْعَة

الْمَقْدِسِي وشهدة وَجَمَاعَة وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم البرزالي وَالْمُنْذِرِي والضياء وَابْن النجار والقوصي والكمال العديمي وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق ومصر والقدس وحران وبغداد وَكَانَ أحد الأذكياء المتضلعين من الْآدَاب والطب وَعلم الْأَوَائِل إِلَّا أَن دعاويه كَانَت أَكثر من علومه وَكَانَ ذميم الْخلقَة نحيلها قَلِيل لحم الْوَجْه بَالغ القفطي فِي الْحَط عَلَيْهِ وَكَانَ ينْتَقل من دمشق إِلَى حلب وَمن كَلَامه اللَّهُمَّ أعذنا من جموع الطبيعة وشموس النَّفس وسلس لنا مقار التَّوْفِيق وَخذ بِنَا فِي سَوَاء الطَّرِيق يَا هادي الْعمي يَا مرشد الضلال يَا محيي الْقُلُوب الْميتَة بِالْإِيمَان خُذ بِأَيْدِينَا من مهواة الهلكة ونجنا من ردغة الطبيعة وَطَهِّرْنَا من درن الدُّنْيَا الدنية بالإخلاص لَك وَالتَّقوى إِنَّك مَالك الدُّنْيَا وَالْآخِرَة سُبْحَانَ من عَم بِحِكْمَتِهِ الْوُجُود وَاسْتحق بِكُل وَجه أَن) يكون هُوَ المعبود تلألأت بِنور جلالك الْآفَاق وأشرقت شمس معرفتك على النُّفُوس إشراقاً وَأي إشراق وَمن تصانيفه غَرِيب الحَدِيث والمجرد مِنْهُ والواضحة فِي الْإِعْرَاب الْفَاتِحَة كتاب رب كتاب الْألف وَاللَّام شرح بَانَتْ سعاد ذيل الفصيح خمس مسَائِل نحوية شرح مُقَدّمَة ابْن بابشاذ شرح الْخطب النباتية شرح سبعين حَدِيثا شرح أَرْبَعِينَ حَدِيثا طبية الرَّد على فَخر الدّين الرَّازِيّ فِي تَفْسِير سُورَة الْإِخْلَاص شرح نقد الشّعْر لقدامه قوانين البلاغة الْإِنْصَاف بَين ابْن بري وَبَين ابْن الخشاب فِي كَلَامهمَا على المقامات مَسْأَلَة أَنْت طَالِق فِي شهر قبل مَا بعد قبله رَمَضَان كتاب قبسة العجلان فِي النَّحْو اخْتِصَار الْعُمْدَة لِابْنِ رَشِيق مُقَدّمَة حِسَاب اخْتِصَار كتاب النَّبَات اخْتِصَار كتاب النَّبَات اخْتِصَار كتاب الْحَيَوَان لأرسطو وَاخْتصرَ كتبا كَثِيرَة فِي الطِّبّ كتاب أَخْبَار مصر الْكَبِير الإفادة فِي أَخْبَار مصر تَارِيخ يتَضَمَّن سيرته مقَالَة فِي الرَّد على الْيَهُود وَالنَّصَارَى مقَالَة فِي النَّفس مقَالَة فِي الْعَطش مقَالَة فِي السقنقور

كتاب فِي الْعلم الإلهي كتاب الْجَامِع الْكَبِير فِي الطبيعي والإلهي زهاء عشرَة مجلدات بَقِي يصنف فِيهِ مُدَّة شرح الراحمون يرحمهم الرحمان إختصار الصناعتين للعسكري إختصار كتاب مَادَّة الْبَقَاء للتميمي كتاب بلغَة الْحَكِيم مقَالَة فِي الْمَار مقَالَة فِي حَقِيقَة الدَّوَاء والغذاء مقَالَة فِي التأذي بصناعة الطِّبّ مقَالَة فِي الرواند مقَالَة فِي الْحِنْطَة مقَالَة فِي الحبران مقَالَة رد فِيهَا على عَليّ بن رضوَان فِي اخْتِلَاف جالينوس وأرسطو كتاب يعقب حَوَاشِي ابْن جَمِيع على القانون مقَالَة فِي الْحَواس مقَالَة فِي الْكَلِمَة وَالْكَلَام كتاب السَّبْعَة كتاب تحفة الأمل كتاب الْحِكْمَة العلائية حواش على كتاب الْبُرْهَان للفارابي كتاب للدرياق حل شَيْء من شكوك الرَّازِيّ على كتب جالينوس مقَالَة فِي ميزَان الْأَدْوِيَة والأدواء من جِهَات الكيفيات مقَالَة فِي تعقب ميزَان الْأَدْوِيَة مقَالَة أُخْرَى فِي الْمَعْنى مقَالَة فِي النَّفس وَالصَّوْت وَالْكَلَام مقَالَة فِي تَدْبِير الْحَرْب جَوَاب مَسْأَلَة سُئِلَ عَنْهَا فِي ذبح الْحَيَوَان وَقَتله وَهل ذَلِك سَائِغ فِي الطَّبْع وَفِي الْعقل كَمَا هُوَ سَائِغ فِي الشَّرْع مقالتان فِي الْمَدِينَة الفاضلة مقَالَة فِي الْعُلُوم الضارة رِسَالَة فِي الْمُمكن مقَالَة فِي الْحسن وَالنَّوْع الْفُصُول الْأَرْبَعَة المنطقية تَهْذِيب كَلَام أفلاطون مقَالَة فِي النِّهَايَة واللانهاية مقَالَة فِي كَيْفيَّة اسْتِعْمَال الْمنطق مقَالَة فِي الْقيَاس كتاب فِي الْقيَاس خَمْسُونَ كراساً ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ الْمدْخل والمقولات والعبارة والبرهان فجَاء أَربع) مجلدات كتاب السماع الطبيعي مجلدان شرح الأشكال البرهانية مقَالَة فِي تزييف الشكل الرَّابِع مقَالَة فِي تزييف مَا يَعْتَقِدهُ ابْن سينا من البرهانية وجود أقيسة شَرْطِيَّة تنْتج نتائج شَرْطِيَّة مقَالَة فِي القياسات المختلطات مقَالَة فِي تزييف المقاييس الشّرطِيَّة مقَالَة أُخْرَى فِي الْمَعْنى رِسَالَة فِي الْمَعَادِن وَإِبْطَال الكيمياء عهد إِلَى الْحُكَمَاء اخْتِصَار كتاب الْحَيَوَان لِابْنِ أبي الْأَشْعَث اخْتِصَار كتاب القولنج لَهُ مقَالَة فِي البرسام مقَالَة فِي الرَّد على ابْن الْهَيْثَم مُخْتَصر فِيمَا بعد الطبيعة مقَالَة فِي اللُّغَات وَكَيْفِيَّة تولدها مقَالَة فِي الشّعْر مقَالَة فِي الأقيسة الوضعية مقَالَة فِي الْقدر وَقَالَ موفق الدّين عبد اللَّطِيف ولدت بدار لجدي سنة سبع وَخمسين وَخمْس ماية وتربيت فِي حجر الشَّيْخ لَا أعرف اللَّهْو واللعب وَأكْثر زماني مَصْرُوف فِي سَماع الحَدِيث وَأخذت لي إجازات من مَشَايِخ بَغْدَاد وخراسان وَالشَّام ومصر وَقَالَ وَالِدي قد سَمِعتك جَمِيع عوالي بَغْدَاد تعلم الْخط واحفظ الْقُرْآن والفصيح والمقامات وديوان المتنبي وَنَحْو ذَلِك ومختصراً فِي النَّحْو ومختصراً فِي الْفِقْه فَلَمَّا ترعرعت حَملَنِي إِلَى كَمَال الدّين ابْن الْأَنْبَارِي فَقَالَ

أَنا أجفو عَن تَعْلِيم الصّبيان وأحمله إِلَى تلميذي الْوَجِيه فأخذني الْوَجِيه بكلتا يَدَيْهِ وَجعل يعلمني من أول النَّهَار إِلَى آخِره وَيجْعَل جَمِيع الشروحات لي ويخاطبني وَفِي آخر الْأَمر أَقرَأ درسي ثمَّ نخرج من الْمَسْجِد فيذاكرني فِي الطَّرِيق فَإِذا بلغنَا منزله أخرج الْكتب الَّتِي يشْتَغل بهَا مَعَ نَفسه فيحفظ وأحفظ مَعَه وَأخرج مَعَه إِلَى كَمَال الدّين ابْن الْأَنْبَارِي فَيقْرَأ درسه ويشرح لَهُ وانا أسمع وتخرجت إِلَى أَن صرت أسبقه فِي الْحِفْظ والفهم وأصرف أَكثر اللَّيْل فِي الْحِفْظ والتكرار فاستقام ذهني وأقمت بُرْهَة وَأَنا لَازم الشَّيْخ وَشَيخ الشَّيْخ وحفظت اللمع فِي ثَمَانِيَة أشهر وأطالع عَلَيْهِ الشُّرُوح وأشرحها لتلاميذ يختصون بِي إِلَى أَن صرت أَتكَلّم على كل بَاب كراريس وَلَا ينفذ مَا عِنْدِي وحفظت أدب الْكتاب لِابْنِ قُتَيْبَة فِي شهور فَأَما تَقْوِيم اللِّسَان فَفِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا كل يَوْم كراس وحفظت مُشكل الْقُرْآن لَهُ وغريب الْقُرْآن لَهُ فِي مُدَّة يسيرَة وحفظت الْإِيضَاح لأبي عَليّ الْفَارِسِي فِي شهور وَأما التكملة فَفِي أَيَّام يسيرَة كل يَوْم كراس وطالعت الْكتب المبسوطة والمختصرات وواظبت على مقتضب الْمبرد وَكتاب ابْن درسْتوَيْه وَفِي أثْنَاء ذَلِك لَا أغفل عَن سَماع الحَدِيث وَالْفِقْه على شَيخنَا ابْن فضلان وأكببت على المقتضب فأتممته وَبعد ذَلِك تجردت لكتاب سِيبَوَيْهٍ وَشَرحه للسيرافي وقرأت على أبي عُبَيْدَة الْكَرْخِي كتبا كَثِيرَة مِنْهَا الْأُصُول لِابْنِ السراج وقرأت) عَلَيْهِ الْفَرَائِض وَالْعرُوض للخطيب التبريزي وَأما ابْن الخشاب فَسمِعت بقرَاءَته مَعَاني الزّجاج على الكاتبة شهدة وَسمعت مِنْهُ الحَدِيث المسلسل وَهُوَ الراحمون يرحمهم الرَّحْمَن وأكببت على كتب الْغَزالِيّ الْمَقَاصِد والمعيار وَالْمِيزَان ومحك النّظر ثمَّ انْتَقَلت إِلَى كتب ابْن سينا صغارها وكبارها وحفظت كتاب النجَاة وكتبت الشِّفَاء وبحثت فِيهِ وحصلت كثيرا من كتب جَابر بن حَيَّان الصُّوفِي وَابْن وحشية وباشرت على الصَّنْعَة الْبَاطِلَة وتجارب الضلال الفارغة وَأقوى من أضلني ابْن سينا بكتابه فِي الصَّنْعَة الَّذِي تمم بِهِ فلسفته الَّتِي لَا تزداد بالتمام إِلَّا نقصا ثمَّ دخلت الْموصل وَوجدت الْكَمَال ابْن يُونُس جيدا فِي الرياضيات وَالْفِقْه متصرفاً فِي بَاقِي أَجزَاء الْحِكْمَة وَاجْتمعَ إِلَيّ جمَاعَة كَبِيرَة وَعرضت عَليّ مناصب فاخترت مِنْهَا مدرسة ابْن مهَاجر الْمُعَلقَة وَدَار الحَدِيث الَّتِي تحتهَا وأقمت بالموصل سنة فِي اشْتِغَال دَائِم ومتواصل وَسمعت النَّاس يرهجون فِي حَدِيث السهروردي المتفلسف ويعتقدون أَنه فاق الْأَوَّلين والآخرين وَأَن تصانيفه فَوق تصانيف القدماء فهممت لقصده وأدركني التَّوْفِيق وَطلبت من ابْن يُونُس شَيْئا من تصانيفه فوقفت على التلويحات واللمحة والمعارج فصادفت فِيهَا مَا يدل على جهل أهل الزَّمَان وَوجدت لي تعاليق كَثِيرَة لَا أرتضيها هِيَ خير من كَلَام هَذَا الأول ثمَّ دخلت دمشق

وَاجْتمعت بالكندي الْبَغْدَادِيّ النَّحْوِيّ وَجَرت بَيْننَا مباحثات وَكَانَ شَيخا ذكياً مثرياً لَهُ جَانب من السُّلْطَان لكنه معجب بِنَفسِهِ مؤذ لجليسه وأظهرني الله عَلَيْهِ فِي مبَاحث ثمَّ أهملت جَانِبه وَكَانَ يتَأَذَّى بإهمالي وعملت بِدِمَشْق تصانيف جمة ثمَّ تَوَجَّهت إِلَى صَلَاح الدّين بِظَاهِر عكا وَاجْتمعت ببهاء الدّين ابْن شَدَّاد قَاضِي الْعَسْكَر يَوْمئِذٍ فانبسط إِلَيّ وَأَقْبل عَليّ وَقَالَ تَجْتَمِع بعماد الدّين الْكَاتِب فَوَجَدته يكْتب كتابا إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز بقلم الثُّلُث من غير مسودة وذاكرني فِي مسَائِل من علم الْكَلَام وَقَالَ قومُوا بِنَا إِلَى القَاضِي الْفَاضِل فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَرَأَيْت شَيخا ضئيلاً كُله رَأس وقلب وَهُوَ يكْتب ويملي على اثْنَيْنِ وَوَجهه وشفتاه تلعب ألوان الحركات لقُوَّة حرصه على إِخْرَاج الْكَلَام وَكَانَ يكْتب بجملة أَعْضَائِهِ وسألني عَن قَوْله تَعَالَى حَتَّى إِذا جاءها وَفتحت أَبْوَابهَا وَقَالَ لَهُم خزنتها أَيْن جَوَاب إِذا وَأَيْنَ جَوَاب لَو فِي قَوْله تَعَالَى وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال وَعَن مسَائِل كَثِيرَة وَمَعَ هَذَا فَلَا يقطع الْكِتَابَة والإملاء وَقَالَ لي ترجع إِلَى دمشق وتجرى عَلَيْك الجرايات فَقلت أُرِيد مصر فَكتب لي ورقة صَغِيرَة إِلَى وَكيله لَهَا فَلَمَّا وصلت الْقَاهِرَة جَاءَنِي ابْن سناء الْملك) وَكيله فأنزلني دَارا قد زيحت عللها وَجَاءَنِي بِدَنَانِير وغلة ثمَّ مضى إِلَى أَرْبَاب الدولة وَقَالَ هَذَا ضيف القَاضِي الْفَاضِل فَدرت الْهَدَايَا والصلات من كل جَانب وَكَانَ فِي كل عشرَة أَيَّام وَنَحْوهَا تصل تذكرة الْفَاضِل فِي مهمات الدولة وفيهَا فضل توكيد الْوَصِيَّة بِي فأقمت بِمَسْجِد الْحَاجِب لُؤْلُؤ أَقْْرِئ النَّاس وَكَانَ قصدي ياسمين السيميائي والرئيس مُوسَى بن مَيْمُون الْيَهُودِيّ وَأَبا الْقَاسِم الشراعي أما ياسمين فَوَجَدته محالياً كذابا ومُوسَى الْيَهُودِيّ وجدته فَاضلا لَا فِي الْغَايَة قد غلب عَلَيْهِ حب الرياسة وخدمة أَرْبَاب الدُّنْيَا وَأما أَبُو الْقَاسِم فَوَجَدته كَمَا تشْتَهي الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين سيرته سيرة الْحُكَمَاء الْعُقَلَاء وَوَجَدته قيمًا بكتب القدماء وَإِذا تفاوضنا فِي الحَدِيث أغلبه بِقُوَّة الجدل وَفضل اللسن ويغلبني بِقُوَّة الْحجَّة وَظُهُور المحجة ثمَّ عدت إِلَى الْقُدس وَأخذت من كتب القدماء مَا أمكنني وَكتب لي السُّلْطَان صَلَاح الدّين عِلّة ديوَان الْجَامِع كل شهر بِثَلَاثِينَ دِينَارا وَأطلق لي أَوْلَاده رواتب وَرجعت إِلَى دمشق وأكببت على الِاشْتِغَال وإقراء النَّاس بالجامع وَكلما أمعنت فِي كتب القدماء ازددت فِيهَا رَغْبَة وَفِي كتب ابْن سينا زهادة واطلعت على بطلَان الكيمياء وَعرفت حَقِيقَة الْحَال فِي وَضعهَا وَمن وَضعهَا وَمَا كَانَ قَصده فِي ذَلِك وخلصت من ضلالين عظيمين فَإِن أَكثر النَّاس هَلَكُوا بكتب ابْن سينا وبالكيمياء ثمَّ إِن صَلَاح الدّين توفّي وأقمت بِدِمَشْق وملكها الْأَفْضَل إِلَى أَن جَاءَ الْعَزِيز بعساكر مصر وَتَأَخر إِلَى مرج الصفر لقولنج عرض لَهُ فَخرجت إِلَيْهِ بعد خلاصه فَأذن لي فِي الرحيل مَعَه وأجرى عَليّ من بَيت المَال كفايتي وَزِيَادَة وأقمت مَعَ الشَّيْخ أبي الْقَاسِم يلازمني صباحاً وَمَسَاء إِلَى أَن قضى نحبه وَكنت أَقْْرِئ النَّاس بالجامع الْأَزْهَر من أول النَّهَار إِلَى نَحْو السَّاعَة الرَّابِعَة ووسط النَّهَار يَأْتِي من يقْرَأ الطِّبّ

النجيب ابن الصقيل

وَغَيره وَآخر النَّهَار يقْرَأ عَلَيْهِ بالجامع قوم آخَرُونَ وَفِي اللَّيْل أشتغل مَعَ نَفسِي وَلم أزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي الْملك الْعَزِيز نقلت ذَلِك من كَلَامه مُخْتَصرا ثمَّ إِن الْمُوفق توجه إِلَى الْقُدس وَأقَام بِهِ مُدَّة يشغل النَّاس بالجامع الْأَقْصَى ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَنزل بالعزيزية سنة أَربع وست ماية وَكَانَ يَأْتِيهِ خلق كثير يشتغلون عَلَيْهِ فِي أَصْنَاف من الْعُلُوم ثمَّ سَافر إِلَى حلب وَقصد بِلَاد الرّوم وَأقَام بهَا سِنِين كَثِيرَة فِي خدمَة الْملك عَلَاء الدّين دَاوُد بن بهْرَام لَهُ مِنْهُ الجامكية الوافرة والصلات المتواترة وصنف باسمه عدَّة كتب ثمَّ توجه إِلَى ملطية ثمَّ عَاد إِلَى حلب وَتُوفِّي بِبَغْدَاد) قلت موفق الدّين وَإِن كَانَ فَاضلا وَعِنْده مشاركات فَلَيْسَ هُوَ فِي رُتْبَة الْحَط على هَؤُلَاءِ الْكِبَار الَّذين غض مِنْهُم وَمن أجوبته المليحة السديدة فِي الرَّد على الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ حَيْثُ قَالَ الْخَطِيب ابْن نباتة فِي أول خطْبَة ذكر فِيهَا وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَمد لله المنتقم مِمَّن خالقه المهلك من آسفه المتوحد فِي قهره المتفرد بعز أمره وَقَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ الْعجب مِمَّن يفْتَتح هَذِه الْخطْبَة بِمثل هَذَا الْكَلَام لَوْلَا غَفلَة لحقت الْخَطِيب والأليق بهَا أَن يكون افتتاحها الْحَمد لله الْعَادِل فِي أقضيته فَلَا جور فِي قَضَائِهِ الممضي حكمه فِي بريته فَلَا ريب فِي مضائه المتفرد بِالْبَقَاءِ فَلَا مشارك لَهُ فِي بَقَائِهِ المرجو روحه فَلَا رَاحَة لأوليائه جون لِقَائِه وَهَذِه السجعات فِي غَايَة الْمُنَاسبَة لافتتاح خطْبَة تذكر فِيهَا وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ موفق الدّين الْمَذْكُور الْخَطِيب إِنَّمَا قَالَ ذَلِك نظرا إِلَى قَوْله تَعَالَى فإمَّا تذهبن بك فَإنَّا مِنْهُم منتقمون وَهَذَا الْجَواب فِي غَايَة الْحسن والسداد وَلَو أورد على الْخَطِيب وَهُوَ حَيّ مَا أجَاب بِأَحْسَن من هَذَا الْجَواب وَلَا أَسد 3 - (النجيب ابْن الصَّقِيل) عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم بن عَليّ بن نصر بن مَنْصُور بن هبة الله الشَّيْخ الْجَلِيل مُسْند الديار المصرية مُجيب الدّين أَبُو الْفتُوح ابْن الإِمَام الْوَاعِظ أبي مُحَمَّد ابْن الصَّقِيل النميري الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ التَّاجِر السفار ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست ماية مولده بحران أسمعهُ أَبوهُ بِبَغْدَاد من عبد الْمُنعم بن كُلَيْب وَأبي الطَّاهِر الْمُبَارك بن المعطوش وَأبي الْفرج ابْن

بدر الدين العبدي

الْجَوْزِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن السبط وَأبي الْفرج ابْن ملاح الشط وَابْن سكينَة وَعبد الله بن مُسلم بن جوالق وَعبد الْملك بن مواهب الْوراق وَطَائِفَة سواهُم وَأَجَازَ لَهُ من أَصْبَهَان أَبُو جَعْفَر الطرسوسي ومسعود الْجمال وخليل الرازاني وَأَبُو المكارم اللبان وروى الْكثير بِبَغْدَاد ودمشق ومصر وانْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد ورحل إِلَيْهِ من الْبِلَاد وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة والنقاد وَألْحق الأحقاد بالأجداد وَكَانَ يُجهز الْبَز ويتكسب بالمتاجر وَله وجاهة وَحُرْمَة وافرة عِنْد الدولة ثمَّ انْقَطع لرِوَايَة الحَدِيث وَولي مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية إِلَى أَن مَاتَ وَخرج لَهُ الشريف عز الدّين مشيخة فِي خَمْسَة أَجزَاء وَخرج لَهُ ثمانيات فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وَخرج لَهُ ابْن الظَّاهِرِيّ الموافقات فِي ثَلَاثَة عشر جُزْءا والأبدال والعوالي فِي أَرْبَعَة أَجزَاء والمصافحات فِي جزءين وَغير ذَلِك وَكَانَ صيناً صَحِيح السماع) وَجَرت عَلَيْهِ محنة من الدولة ولطف الله بِهِ وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الظَّاهِرِيّ وحضرا ولديهما وقاضي الْقُضَاة نجم الدّين وَابْن جمَاعَة وقاضي الْقُضَاة سعد الدّين وَالِد الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الشريشي وَالشَّيْخ نصر المنبجي والعفيف أَبُو بكر الصُّوفِي الهنداسة وَمُحَمّد ابْن الشّرف الْمَيْدُومِيُّ والصفي مَحْمُود الأرموي وعلاء الدّين الْكِنْدِيّ وعالم كثير بِمصْر وَالشَّام 3 - (بدر الدّين الْعَبْدي) عبد الطيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله الإِمَام بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الْعَبْدي الْحَمَوِيّ الْفَقِيه مدرس جيد الْفَتْوَى وافر الْحُرْمَة بِبَلَدِهِ صَاحب مَكَارِم ولطف وتواضع لَهُ نظم ونثر توفّي سنة تسعين وست ماية من شعره (وَبِي رشأ قد علا شانه ... وكل الْأَنَام بِهِ مرتبك) (تملكني وتملكته بِنصْف الَّذِي ... بِي بِهِ قد ملك) (أَنا عَبده وَهُوَ عَبدِي أعجبوا ... فَهَل يملك الشَّخْص من قد ملك) يَعْنِي تملكني بِالْعينِ وملكته بِالْعينِ وَقد سمع بِبَغْدَاد من الكاشغري وَأبي بكر ابْن الخازن وبمصر من الْحُسَيْن بن دِينَار وبحلب من ابْن خَلِيل وبحماه من صَفِيَّة وَجَمَاعَة وَكَانَ خطيب حماه بالجامع الْأَعْلَى

بدر الدين ابن رزين

3 - (بدر الدّين ابْن رزين) عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْعَلامَة بدر الدّين شيخ الشَّافِعِيَّة ابْن القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن رزين الْحَمَوِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي إِمَام متفنن عَارِف بِالْمذهبِ درس وَأفْتى وَأعَاد لِأَبِيهِ وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ودرس بالظاهرية وَغَيرهَا وخطب بِجَامِع الْأَزْهَر حدث عَن عُثْمَان خطيب القرافة وَعبد الله ابْن الخشوعي وَغَيره وَحفظ الْمُحَرر فِي جملَة مَا حفظ وَتُوفِّي سنة عشر وَسبع ماية 3 - (نجم الدّين الميهني) عبد اللَّطِيف بن نصر بن سعيد بن سعد بن مُحَمَّد بن نَاصِر ابْن الشَّيْخ أبي سعيد الميهني الشيخي شيخ الشُّيُوخ بالبلاد الحلبية ابْن الشَّيْخ بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد نجم الدّين سمع من جده لأمه حَامِد بن أَمِيري وَعبد الحميد بن بليمان وَيحيى بن الدَّامغَانِي وَابْن روزبه وَغَيرهم) ولد بحمص سنة تسع وست ماية وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست ماية وَأقَام بحلب وَحدث بهَا غص بلقمة فَمَاتَ كتب للشَّيْخ شمس الدّين بِإِجَازَة مروياته 3 - (مجد الدّين ابْن تَيْمِية) عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز الشَّيْخ مجد الدّين ابْن تَيْمِية الْعدْل نجم الدّين الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ روى عَن جده وَعَن عِيسَى بن سَلامَة وَابْن عبد الدَّائِم وخطب بحران سنوات وَكَانَ خيرا عدلا وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست ماية 3 - (ابْن الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام) عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن

شهاب الدين ابن المرحل

عبد السَّلَام الْفَقِيه محيي الدّين ابْن الشَّيْخ عز الدّين السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وست ماية وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وست ماية وروى عَن ابْن اللتي وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكَانَ أفضل الْإِخْوَة وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْأُصُول وتميز وَكَانَ يعرف تصانيف وَالِده معرفَة حَسَنَة ووفاته بِالْقَاهِرَةِ 3 - (شهَاب الدّين ابْن المرحل) عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز الشَّيْخ الإِمَام النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ شهَاب الدّين ابْن المرحل الْحَرَّانِي كَانَ عَلامَة فِي النَّحْو يتثبت فِيمَا يَنْقُلهُ أَقرَأ جمَاعَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ أخي إِبْرَاهِيم رَحمَه الله تَعَالَى اجْتمعت بِهِ بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَكَانَ سَاكِنا يكْتب خطا مَنْسُوبا حسنا ويتجر فِي الْكتب فيلازم سوقها كثيرا وَسمعت صَحِيح البُخَارِيّ بقرَاءَته على الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية بالظاهرية بَين القصرين لكنه رَحمَه الله كَانَ فِيهِ جمود يسير ورد الْخَبَر علينا بوفاته بِمصْر إِلَى دمشق سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع ماية رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ كثير التَّرَدُّد من الْقَاهِرَة إِلَى حلب 3 - (الشَّيْخ سيف الدّين السعودي) عبد اللَّطِيف شيخ سيف الدّين شيخ زَاوِيَة السعودي بِالْقَاهِرَةِ كَانَ يعرف قبل ذَلِك ببلبان الكرجي سمع من الْمعِين أَحْمد بن

شمس الدين العجمي

عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عمر بن) مُضر وَغَيرهمَا وَخرجت لَهُ مشيخةً لَطِيفَة وَكتب خطا حسنا متوسطاً أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ فِي سلخ شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية بِالْقَاهِرَةِ وَكتب بِخَطِّهِ (أجزت لَهُم رِوَايَة كل مَا ... لي رِوَايَته سَمَاعا أَو إجَازَة) (وَمَا لي من مقول مؤلفات ... حوت نثراً ونظماً لي مجازه) (أجزتهم وَأَرْجُو الله رَبِّي ... ينيلهم الْكَرَامَة والعزازة) 3 - (شمس الدّين العجمي) عبد اللَّطِيف بن خَليفَة الصَّدْر الْمُعظم شمس الدّين أَخُو النجيب كَحال قازان وَغَيره كَانَ النجيب الْمَذْكُور لَهُ صُورَة كَبِيرَة وَمحل زَائِد عِنْد مُلُوك الْمغل وَكَانَ شمس الدّين عبد اللَّطِيف قد تسمى فِي تِلْكَ الْبِلَاد بِالْملكِ الصَّالح وَورد إِلَى الديار المصرية فَأكْرم كثيرا كَانَ فَاضلا متأدباً مترسلاً بِغَيْر سجع لَكِن بِعِبَارَة فَاضل يستشهد بِالْآيَاتِ وَالْأَحَادِيث وَالشعر وَكَلَام الْحُكَمَاء وعَلى ذهنه مسَائِل من الْفُرُوع الغربية وَله مداخلات مَعَ السُّلْطَان والأمراء الْكِبَار وأرباب الدولة يتحدث بالتركي والعجمي وَله إقدام على الْكِبَار كَانَ الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار إِذا رَآهُ فِي القلعة يَقُول مَا أحسد إِلَّا هَذَا الشَّيْخ الَّذِي لَهُ فِي كل شهر ألفا دِرْهَم وَهُوَ داير بطال بِلَا شغل وَكَانَ يحضر عِنْد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد فِي خانقاه سرياقوس وَيتَكَلَّم بَين يَدَيْهِ وينفع ويضر قَالَ لي أَنا أتعيش بَين النَّاس وأتجوه عِنْدهم بِكُل جلْسَة أَجْلِسهَا عِنْد السُّلْطَان بسرياقوس عدَّة شهور اجْتمعت بِهِ غير مرّة فَرَأَيْت مِنْهُ رجلا داهية خَبِيرا بِمَا يتَكَلَّم بِهِ يغلب عَلَيْهِ العقليات ويستحضر من كَلَام الْحُكَمَاء جملَة وافرة وينقل كثيرا مِمَّا يذاكر بِهِ من فنون الْأَدَب ووقائع النَّاس خُصُوصا مُلُوك الْمغل وكتابته حَسَنَة قَوِيَّة لَهُ ذوق جيد يفهم بِهِ مَعَاني الشّعْر وَكَانَت لَهُ خُصُوصِيَّة بِالْقَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش وبالقاضي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير ونفع عِنْدهمَا من أَرَادَ وَهُوَ كَانَ مِمَّن ساعد قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين على مقاصده فِيمَا تولاه دخل يَوْمًا على القَاضِي مجد الدّين ابْن لفيتة نَاظر الدولة يُطَالِبهُ بمرتبه وألح عَلَيْهِ وَزَاد فِي الإبرام فَقَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا كل شهر ألفا دِرْهَم مَا تمهل علينا بِشَهْر وَاحِد فَقَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا هَذِه الألفان الَّتِي لي مَا تَكْفِي هَذَا عَبدك الَّذِي يحمل دواتك أَن

التكريتي الكارمي

يشرب بهَا نبيذاً فَلم يجبهُ بِكَلِمَة وَصرف لَهُ مَا أَرَادَ وَكَانَ إِذا حضر عِنْد فَخر الدّين نَاظر) الْجَيْش أَخذ ورقة من يَده ونتشها بعنف ورماها وَقَالَ لَهُ خلنا من هَذِه وتحدث بِنَا فِي شَأْننَا وَكَانَ شَيخا تَامّ الْقَامَة أعشى الْبَصَر قَلِيلا ذَا عمَّة صَغِيرَة كَأَنَّهَا تخفيفة وَكَانَ لَا يُخَاطب إِلَّا بمولانا وَكَانَ يَدعِي أَنه قَرَأَ على الْأَثِير الْأَبْهَرِيّ وَكَانَت لَهُ دَار مليحة على بركَة الْفِيل وَله أَمْوَال وجواهر رَأَيْته يَوْمًا وَقد دخل إِلَى أَمِير حُسَيْن وَقد انْقَطع أَمِير حُسَيْن من وجع المفاصل الَّذِي كَانَ يَعْتَرِيه فِي رجلَيْهِ وَكَانَ قد غَابَ عَنهُ مُدَّة فَلَمَّا رَآهُ قد أقبل وَقَالَ يَا مَوْلَانَا أَيْن كنت فِي هَذِه الْغَيْبَة واويلاه من يدك فَقَالَ لَهُ شمس الدّين عَاجلا واويلاه من رجلك وَتُوفِّي قبل الثَّلَاثِينَ وَسبع ماية بِقَلِيل أَو فِيمَا بعْدهَا بِقَلِيل وَكَانَ قد حصل لَهُ الفالج قبل ذَلِك بِتَقْدِير سنتَيْن ثَلَاثَة وَانْقطع وَكَانَ من دهائه أَنه عمل الْمُرَتّب الَّذِي لَهُ فِي جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ حَتَّى لَا يتَعَرَّض أحد من المستوفين وَلَا مِمَّن يتَكَلَّم فِي عمل استيمار إِلَيْهِ وَكَانَ فِي الأَصْل يَهُودِيّا ثمَّ أسلم فِي الْبِلَاد فَلَمَّا جَاءَنِي الْحَكِيم شمس الدّين بن الْأَكْفَانِيِّ وَقَالَ لي الْآن لما أسلم شمس الدّين فَقلت لَهُ كَيفَ ذَلِك وَهُوَ قديم الْإِسْلَام فَقَالَ لِأَن الْمُسلمين سلمُوا من يَده وَلسَانه يَعْنِي بالفالج الَّذِي حصل لَهُ وَأَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي قَالَ اجْتمع شمس الدّين يَوْمًا والأمير نَاصِر الدّين ابْن البابا وشجاع الدّين الترجمان وَنجم الدّين قَاسم بن مرداد فَقَالَ نَاصِر الدّين أَخْبرنِي هَذَا وَأَشَارَ إِلَى أحد الْإِثْنَيْنِ فَقَالَ لَهُ شمس الدّين من هُوَ هَذَا إِن الْبَقر تشابه علينا فَقَالَ شُجَاع الدّين مَوْلَانَا من قَالَ هَذَا الْكَلَام فَقَالَ شمس الدّين الَّذين قَالَ الله فِي حَقهم يَا بني إِسْرَائِيل اذْكروا نعمتي الَّتِي أَنْعَمت عَلَيْكُم وَأَنِّي فضلتكم على الْعَالمين فَقَالَ شُجَاع الدّين مَوْلَانَا شمس الدّين حاشاك تَقول هَذَا وَإِنَّمَا قَالَ الله فِي حَقهم وَضربت عَلَيْهِم الذلة والمسكنة الْآيَة أَو كَمَا قَالَ وشكوت إِلَيْهِ يَوْمًا من بعض الْكِبَار فَقَالَ لي مَوْلَانَا القواهر العلوية دائمة الْفَيْض مَمْنُوعَة الْحجب تقتص من الظَّالِم للمظلوم وَمن الْحَاكِم للمحكوم 3 - (التكريتي الكارمي) عبد اللَّطِيف بن الرشيد الربعِي التكريتي الكارمي أَخْبرنِي

سراج الدين الكويك التاجر

الشَّيْخ الْعَلامَة أثير الدّين قَالَ كَانَ الْمَذْكُور شَيخا لَهُ مَكَارِم وإحسان مُقيما) بالإسكندرية أنشأ فِيهَا مدرسة للشَّافِعِيَّة وَهُوَ مقصد لمن يرد عَلَيْهِ من الْفُضَلَاء وَله نظم مِنْهُ (مَا للنياق عَن الْفِرَاق تميل ... تهوى الْحجاز وَمَا إِلَيْهِ سَبِيل) (ذكرت لياليها المواضي بالحمى ... والوجد مِنْهَا سَابق وَدَلِيل) (واستنشقت عرف الخزام وشاقها ... ظلّ بِأَكْنَافِ الغوير ظَلِيل) (عجبا لَهَا تهوى النسيم تعللاً ... بنسيم رامة والنسيم عليل) (ترد النَّقِيب وَمَا تبل بِهِ صدى ... وتود لَو أَن العذيب بديل) (لله لَيْلَتهَا وَقد لاحت لَهَا ... أَعْلَام يثرب واستبان نخيل) (وبدا لَهَا شعب الثَّنية فانثنت ... تهتز من طرب بِهِ وتميل) (يَحْدُو لَهَا حادي السرى مترنماً ... مَا بعد طيبَة للركاب مقيل) (يَا سائق الوجناء عرج بالفضا ... فهناك عرب بالأراك نزُول) (دَار لعزة مَا أعز جوارها ... وظلالها للوافدين نزُول) (للنوق مرعاها البهيج وللعدى ... نقم تهيج وللجياد صَهِيل) (فَإِذا حللت فللظباء مراتع ... وَإِذا رحلت فللحمام هديل) 3 - (سراج الدّين الكويك التَّاجِر) عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مَحْمُود أَبُو الْفرج الإِمَام سراج الدّين ابْن الكويك كَانَ فَاضلا جيد الذِّهْن ذَا عَرَبِيَّة جَيِّدَة رَأَيْته غير مرّة وَنحن نحضر حَلقَة الْعَلامَة الشَّيْخ أثير الدّين أبي حَيَّان وَسمع بِقِرَاءَتِي قِطْعَة من شعر الشَّيْخ أثير الدّين وَكَانَ حسن الشكل مليح الْوَجْه وَتُوفِّي بِأَرْض التكرور كهلاً سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية رَأَيْت لَهُ ثَلَاثَة أَبْيَات من نظمه بِخَطِّهِ كتبهَا على مُصَنف وَضعه الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي وَقد أوردتها فِي تَرْجَمَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين وَكَانَ

عبد المجيد

شَافِعِيّ الْمَذْهَب قدم دمشق سنة عشر وَسبع ماية وَسمع بنت البطائحي وَإِسْحَاق الْأَسدي وَابْن مَكْتُوم (عبد الْمجِيد) 3 - (أَبُو مَنْصُور الْوَاعِظ) عبد الْمجِيد بن زَيْدَانَ أَبُو مَنْصُور الْوَاعِظ الزَّاهِد الْبَغْدَادِيّ كَانَ رجلا صَالحا يتَكَلَّم فِي علم الْبَاطِن وَكَانَ سالمي الْمَذْهَب روى عَنهُ أَبُو الْوَفَاء عَليّ ابْن عقيل الْفَقِيه وَتُوفِّي سنة خمسين وَأَرْبع ماية 3 - (الْأَزْدِيّ الْمَكِّيّ) عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد الْأَزْدِيّ الْمَكِّيّ مولى الْمُهلب ابْن أبي صفرَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَأحمد وَقَالَ أَحْمد كَانَ فِيهِ غلو فِي الإرجاء وَتُوفِّي فِي حُدُود عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَمُسلم مُتَابعَة 3 - (الْحَافِظ لدين الله) عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد الْحَافِظ لدين الله أَبُو الميمون ابْن أبي الْقَاسِم ابْن الْمُسْتَنْصر بن الظَّاهِر بن الْحَاكِم بن الْمعز بن الْمَنْصُور بن الْقَائِم بن الْمهْدي صَاحب مصر أحد مُلُوك الفاطميين بُويِعَ بِالْأَمر يَوْم قتل ابْن عَمه الْآمِر ولَايَة الْعَهْد وتدبير المملكة حَتَّى يظْهر أَمر الْحمل ووثب الْأُمَرَاء فأخرجوا أَحْمد ابْن الْأَفْضَل وقدموه عَلَيْهِم فَسَار إِلَى الْقصر وقهر الْحَافِظ وَسَار أحسن سيرة ورد الْمَظَالِم ووقف عِنْد مَذْهَب الشِّيعَة الإمامية وَترك الْأَذَان بحي على خير الْعَمَل ورفض الْحَافِظ وَأهل بَيته ودعا على المنابر للْإِمَام المنتظر صَاحب الزَّمَان وَكتب اسْمه على السِّكَّة وَبَقِي كَذَلِك إِلَى أَن وثب عَلَيْهِ وَاحِد

الروذراوري

من أَصْحَاب الْخَاصَّة فَقتله بتدبير الْحَافِظ فبادر الدولة والأجناد وأخرجوا الْحَافِظ من السجْن وَبَايَعُوهُ ثَانِيًا واستقل وَكَانَ مولده بعسقلان سنة سبع وَسِتِّينَ ووفاته سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس ماية أَو سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَ كثير الْأَمْرَاض بالقولنج فَعمل لَهُ شيرماه الديلمي طبلاً وَهُوَ طبل القولنج الَّذِي أَخذه صَلَاح الدّين من ذخائر العاضد وَكَانَ مركبا من الْمَعَادِن السَّبْعَة وَالْكَوَاكِب السَّبْعَة فِي إشرافها فَإِذا ضرب بِهِ الْمَرِيض خرج مَا فِي بَطْنه من الرّيح فحبق وفسا واستراح وَولي بعد الْحَافِظ وَلَده الظافر إِسْمَاعِيل وَقد تقدم ذكره 3 - (الروذراوري) ) عبد الْمجِيد ابْن أبي الْفرج بن مُحَمَّد الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة أَبُو مُحَمَّد مجد الدّين الروذراوري شيخ إِمَام مَشْهُور بارع فِي اللُّغَة كثير الْمَحْفُوظ من أشعار الْعَرَب فصيح الْعبارَة مليح الْخط جيد الْمُشَاركَة مليح الشكل وَالْبزَّة أنفذه الْملك الظَّاهِر رَسُولا إِلَى بركَة فَمَرض فِي الطَّرِيق وَرجع وَكَانَ لَهُ حَلقَة أشغال بِالْحَائِطِ الشمالي وَتُوفِّي وَهُوَ فِي عشر السّبْعين سنة سبع وَسِتِّينَ ماية وَقيل إِنَّه كَانَ يُكَرر على مقامات الحريري وخطب ابْن نباتة وديوان أبي الطّيب نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي وصف الْقَلَم بِدِمَشْق (يَعْلُو أنامله الَّتِي هِيَ أبحر ... قلم جليل الْقدر وَهُوَ دَقِيق) (وَكَذَلِكَ القصباء وَهِي ضَعِيفَة ... تعلو الْبحار بطبعها وتفوق) (وَأرَاهُ مَقْطُوع اللِّسَان لبثه ... سر العلى وَأرَاهُ وَهُوَ سروق) (أَخذ الفرائد من قلائد فكركم ... سرقاً وَقطع السارقين حقيق) (وَأرَاهُ يجلس فِي الدواة على الطوى ... والجسم غث وَالْمَكَان مضيق) (لضمانه رزق الْأَنَام تكفلاً ... طَوْعًا وَحبس الصامتين يَلِيق) (إِن كَانَ نظم الدّرّ عَادَته فقد ... نظم الممالك سَعْيه الموموق) (شرب الْقَلِيل فراح يسْعَى هائماً ... وَكَأَنَّهُ سَكرَان لَيْسَ يفِيق) (وَغدا بدقته وصفرة لَونه ... مثل العليل يسيل مِنْهُ الرِّيق) (وشفى الممالك فاستقام مزاجها ... مِنْهُ طَبِيب فِي العلاج شفيق)

ابن عبدون المغربي

(كدرت مشارع ورده لكنه ... يصفو بِهِ ورد العلى ويروق) (فَلهُ ظلام اللَّيْل طوراً مولج ... وَله على وضح النَّهَار طَرِيق) (وتراه أعجم وَهُوَ أفْصح من ترى ... بَين الورى وَلسَانه مشقوق) (وَلَقَد تحمل كل أعباء العلى ... هَذَا الضئيل لكم فَكيف يُطيق) (لَا زَالَ روض نداك منتجع المنى ... ولدوح مجدك فِي السمو سموق) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الْقَلَم (لَك من بَنَات المَاء أصفر للعدى ... من رَأسه المسود موت أَحْمَر) (خجل القنا من فعله حَتَّى غَدا ... مثل النِّسَاء يرى عَلَيْهِ المحجر) ) (يصفو بِهِ ورد الْعَلَاء وورده ... أبدا كعيش الحاسدين مكدر) (كالطفل لَا تَلقاهُ يلقى مكتباً ... إِلَّا بإزنان ودمع يقطر) (نظم الفرزدق دون نثر بَيَانه ... وَله دَقِيق المشكلات مخمر) (ميل يغوص فِي لعاب دواته ... يشفي معمى المعضلات ويسبر) (متقيد يعدو وينطق سَاكِنا ... نتحكم فِي الْملك وَهُوَ مسخر) (يَا رَاكِعا لبس السوَاد وساجداً ... يَتْلُو بني الْعَبَّاس وَهُوَ مزنر) (قد حز رَأسك وَاللِّسَان لبثه ... سر العلى واسود مِنْك المنظر) (هَب أَن جسمك من جواك نحوله ... أَو أَن لونك للنحافة أصفر) (مركوبك الْبَحْر الْجواد وَمَا لَهُ ... من كبوة فلعاً لماذا تعثر) قلت شعر متوسط وَمَعَان بَعْضهَا غث بَارِد 3 - (ابْن عبدون المغربي) عبد الْمجِيد بن عبد الله بن عبدون أَبُو مُحَمَّد الفِهري روى عَن أبي بكر عَاصِم بن أَيُّوب وَأبي مَرْوَان سراج وَأبي الْحجَّاج الأعلم وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس ماية كَانَ أديباً شَاعِرًا كَاتبا مترسلاً عَالما بِالْخَيرِ والأثر ومعاني الحَدِيث أَخذ النَّاس عَنهُ وَله مُصَنف فِي الِانْتِصَار لأبي عبيد الله على ابْن قُتَيْبَة وَهُوَ من أهل يابره بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف بَاء مُوَحدَة وَبعدهَا رَاء وهاء

وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس ماية وَمن شعره قصيدته الرائية الَّتِي رثى بهَا مُلُوك بني الْأَفْطَس وَذكر فِيهَا من أباده الْحدثَان من مُلُوك كل زمَان وَهِي (الدَّهْر يفجع بعد الْعين بالأثر ... فَمَا الْبكاء على الأشباح والصور) (أَنهَاك أَنهَاك لَا آلوك موعظة ... عَن نومَة بَين نَاب اللَّيْث وَالظفر) (فَلَا يغرنك من دنياك نومتها ... فَمَا صناعَة عينيها سوى السهر) (تسر بالشَّيْء لَكِن كي تغر بِهِ ... كالأيم ثار إِلَى الْجَانِي من الزهر) (والدهر حَرْب وَإِن أبدى مسالمة ... والسود وَالْبيض مثل الْبيض والسمر) (مَا لليالي أقَال الله عثرتنا ... من اللَّيَالِي وخانتها يَد الْغَيْر) ) (هوت بدارا وكفت غرب قَاتله ... وَكَانَ غَضبا على الْأَمْلَاك ذَا أثر) (واسترجعت من بني ساسان مَا وهبت ... وَلم تدع لبني يونان من أثر) (وَاتَّبَعت أُخْتهَا طسماً وَعَاد على ... عَاد وجرهم مِنْهَا نَاقض المرر) (وَمَا أقالت ذَوي الهيئات من يمن ... وَلَا أجارت ذَوي الغايات من مُضر) (ومزقت سبأ فِي كل قاصية ... فَمَا التقى رائح مِنْهُم بمبتكر) (وأنفذت فِي كُلَيْب حكمهَا ورمت ... مهلهلاً بَين سمع الأَرْض وَالْبَصَر) (ودوخت آل ذبيان وجيرتهم ... لخماً وعضت بني بدر على النَّهر) (وَمَا أعادت على الضليل صِحَّته ... وَلَا ثنت أسداً عَن رَبهَا حجر) (وألحقت بعدِي بالعراق على ... يَد ابْنه الْأَحْمَر الْعَينَيْنِ وَالشعر) (وَبَلغت يزدجرد الصين واختزلت ... عَنهُ سوى الْفرس جمع التّرْك والخزر) (وَلم تكف مواضي رستم وقنا ... ذِي حَاجِب عَنهُ سَعْدا فِي انتها الْعُمر) (ومزعت جعفراً بالبيض واختلست ... من غيله حَمْزَة الظلام للجزر)

(وأشرفت بخبيب فَوق قَارِعَة ... وألصقت طَلْحَة الْفَيَّاض بالعفر) (وخضبت شيب عُثْمَان دَمًا وخطت ... إِلَى الزبير وَلم تَسْتَحي من عمر) (وَلَا رعت لأبي الْيَقظَان صحبته ... وَلم تزوده غير الضيح فِي الْغمر) (وأجزرت سيف أشقاها أَبَا حسن ... وأمكنت من حُسَيْن راحتي شمر) (وليتها إِذْ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليا بِمن شَاءَت من الْبشر) (وَفِي ابْن هِنْد وَفِي ابْن الْمُصْطَفى حسن ... أَتَت بمعضلة الْأَلْبَاب والفكر) (فبعضنا قَائِل مَا اغتاله أحد ... وبعضنا سَاكِت لم يُؤْت من حصر) (وَأَرَدْت ابْن زِيَاد بالحسين فَلم ... يبو بشسع لَهُ قد طاح أَو ظفر) (وعممت بالظبا فودي أبي حسن ... وَلم ترد الردى عَنهُ قِنَا زفر) (وأنزلت مصعباً من رَأس شاهقة ... كَانَت بِهِ مهجة الْمُخْتَار فِي وزر) (وَلم تراقب مَكَان ابْن الزبير وَلَا ... رعت عياذته بِالْبَيْتِ وَالْحجر) (وَلم تدع لأبي الذبان قَائِمَة ... لَيْسَ اللطيم لَهَا عَمْرو بمنتصر) (وأظفرت بالوليد بن اليزيد وَلم ... تبْق الْخلَافَة بَين الكأس وَالْوتر) ) (وَلم تعد قضب السفاح نابية ... عَن رَأس مَرْوَان أَو أشياعه الْفجْر) (وأسبلت دمعة الرّوح الْأمين على ... دم بفخ لآل الْمُصْطَفى هدر) (وأشرقت جعفراً وَالْفضل ينظره ... وَالشَّيْخ يحيى بريق الصارم الذّكر) (وَلَا وفت بعهود المستعين وَلَا ... بِمَا تَأَكد للمعتز من مرر) (وأوثقت فِي عراها كل مُعْتَمد ... وأشرقت بقذاها كل مقتدر) (وروعت كل مَأْمُون ومؤتمن ... وَأسْلمت كل مَنْصُور ومنتصر) (وأعثرت آل عباد لعاً لَهُم ... بذيل زباء من بيض وَمن سمر) (بني المظفر وَالْأَيَّام مَا بَرحت ... مراحل والورى مِنْهَا على سفر) (سحقاً ليومكم يَوْمًا وَلَا حملت ... بِمثلِهِ لَيْلَة فِي سالف الْعُمر)

(من للأسرة أَو من للأعنة أَو ... من للمساحة أَو للنفع وَالضَّرَر) (أَو دفع كارثة أَو قمع رادفة ... أَو ردع حَادِثَة تعيي على الْقدر) (وَيْح السماح وويح الْبَأْس لَو سلما ... وحسرة الدّين وَالدُّنْيَا على عمر) (سقت ثرى الْفضل وَالْعَبَّاس هامية ... تعزى إِلَيْهِم سماحاً لَا إِلَى الْمَطَر) مِنْهَا (زمر من كل شَيْء فِيهِ أطيبه ... حَتَّى التَّمَتُّع بالآصال وَالْبكْر) (من للجلال الَّذِي غضت مهابته ... قُلُوبنَا وعيون الأنجم الزهر) (أَيْن الإباء الَّذِي أرسوا قَوَاعِده ... على دعائم من عز وَمن ظفر) (أَيْن الْوَفَاء الَّذِي أصفوا شرائعه ... فَلم يرد أحد مِنْهَا على كدر) مِنْهَا (على الْفَضَائِل إِلَّا الصَّبْر بعدهمْ ... سَلام مرتقب لِلْأجرِ منتظر) (يَرْجُو عَسى وَله فِي أُخْتهَا أمل ... والدهر ذُو عقب شَتَّى وَذُو غير) وَقد سلك مسلكه أَبُو جَعْفَر الكفيف فَقَالَ قصيدته الَّتِي رثى بهَا ابْن الينافي وَقد قتل غيلَة وأولها (أَلا حدثاني عَن فلٍ وَفُلَان ... لعَلي أرِي باقٍ على الْحدثَان) وَهِي مَذْكُورَة فِي تَرْجَمته وَمن شعر ابْن عبدون) (وافاك من فلق الصَّباح تَبَسم ... وانساب عَن غسق الظلام تجهم) (وَاللَّيْل ينعى بِالْأَذَانِ وَقد شدا ... بِالْفَجْرِ طير البانة المترنم) (ودموع طل اللَّيْل تخلق أعيناً ... يرنو بهَا من مَاء دجلة أَرقم) قَالَ ابْن ظافر كرر الْمَعْنى الأول فِي قَوْله (لَعَلَّ الصُّبْح قد وافى وَقَامَت ... على اللَّيْل النوائح بِالْأَذَانِ)

وَكرر الثَّانِي فِي قَوْله (ودموع طل اللَّيْل تخلق أعيناً ... ترنو إِلَيْنَا من وُجُوه المَاء) وَمن شعر ابْن عبدون (مضوا يظْلمُونَ اللَّيْل لَا يلبسونه ... وَإِن كَانَ مسكي الجلابيب ضافيا) (يؤمُّونَ بيضًا فِي الأكنة لم تزل ... قُلُوبهم حبا عَلَيْهَا أداحيا) (وأغربة الظلماء تنفض بَينهم ... قوادمها مبلولة والخوافيا) (إِذا مرقوا من بطن ليل رقت بهم ... إِلَى ظهر يَوْم عَزمَة هِيَ مَا هيا) (وَإِن زعزعتهم روعة زعزعوا الدجا ... إِلَيْهَا كماة والرياح مذاكيا) (وَلَو أَنَّهَا ضلت الْمَكَان أمامها ... سنا عمر فِي فَحْمَة اللَّيْل هاديا) (همام أَقَامَ الْحَرْب وَهِي قعيدة ... وروى القنا فِيهَا وَكَانَت صواديا) (شرِيف المطاوي تَحت ختم ضلوعه ... تَمِيمَة تقوى ردَّتْ الدَّهْر صَاحِيًا) (إِذا قُرِئت لَا بالنواظر طابقت ... سرى أُخْتهَا ذَات البروج مساعيا) (وهدي لَو استشفى الْمُحب بِرُوحِهِ ... لما دَان بالوجد المبرح صاليا) (ورقة طبع لَو تحلى بهَا الْهوى ... لأعدى على عصر الشَّبَاب البواكيا) (إِلَيْهِ أكلت الأَرْض بالعيس ثائراً ... وَقد أكلت مِنْهَا الذرى والحواميا) (حوافي لَا ينعلن والبعد آذن ... على نَفسه إِلَّا الوجى والدياجيا) (فَجَاءَتْهُ لم تبصر سوى الْبشر هادياً ... وسله وَلم يسمع سوى الشُّكْر حَادِيًا) (ألكني ألكني والسيادة بَيْننَا ... إِلَى مولع بِالْحَمْد يشريه غاليا) (إِلَى آمُر فِي الدَّهْر ناه إِذا قضى ... على كل من فِيهِ أطاعوه قَاضِيا) (وحيوه لَا راجين مِنْهُ تَحِيَّة ... وَإِن كَانَ جوداً لَا يخيب راجيا) ) (إِلَيْك ابْن سَيفي يعرب زف خاطري ... عقائل لَا ترْضى البروج مغانيا) (وَإِنِّي لأستحيي من الْمجد أَن أرى ... عَليّ لمأمول سواك أياديا) (وَإِنِّي وَقد أسلفتني قبل وقته ... من الْبر مَا جَازَت خطاه الأمانيا) (وأيقظت من قدري وَمَا كَانَ نَائِما ... وأبعدت من ذكري وَمَا كَانَ دانيا) (وَلَكِن نبا من حسن ذكراك فِي يَدي ... أَظن حساماً لم يجدني نابيا) (وَلَو لم يكن مَا خفت لَا خفت لن أجد ... على غير مَا أخدمتنيه اللياليا)

(إِلَى من إِذا لم تشكني أَنْت والعلا ... أكون لما ألْقى من الدَّهْر شاكيا) (وَأَنت على رفعي ووضعي حجَّة ... فَكُن بِي على أولاهما بك جَارِيا) مِنْهَا (وَكَون مَكَاني فِي سمائك عاطلاً ... وَلَوْلَا مَكَاني الدَّهْر مَا كَانَ حاليا) (فَرد المنى خضرًا ترف غصونها ... بمبسوطة تندى ندى وعواليا) (عَوَالٍ إِذا مَا الطعْن هز جذوعها ... تساقطت الهيجا عَلَيْك معاليا) (وعاون على استنجاز طبعي بِهِبَة ... ترقص فِي ألفاظهن المعانيا) (وَعز على العلياء أَن يلقِي الْعَصَا ... مُقيما بِحَيْثُ الْبَدْر ألْقى المراسيا) (وَمن قَامَ رَأْي ابْن المظفر بَينه ... وَبَين اللَّيَالِي نَام عَنْهُن لاهيا) قلت وددت أَن هَذِه الأبيات لم تفرغ فَإِنَّهَا أطربت سَمْعِي وأذهلت عَقْلِي هَكَذَا هَكَذَا وَإِلَّا فَلَا لَا وَمن شعره أَيْضا (مَا لي إِذا نفس معنى قدست وسرت ... فِي جسم لفظ مسوى الْخلق من مثل) (أَنْت الَّذِي باهت الأَرْض السَّمَاء بِهِ ... وَمَا لَهَا بك لَو باهتك من قبل) مِنْهَا (تفري أديمي اللَّيَالِي غير مبقية ... عَليّ مَا لليالي ويحهن ولي) (وإنني فِي مواليكم كملككم ... بَين الممالك وَالْإِسْلَام فِي الْملَل) وَمن شعره (سَقَاهَا الحيا من مغان فساح ... فكم لي بهَا من معَان فصاح) (وحلى أكاليل تِلْكَ الربى ... ووشى معاطف تِلْكَ البطاح) ) (فَمَا أنس لَا أنس عهدي بهَا ... وجري فِيهَا ذيول المراح) (فكم لي فِي اللَّهْو من طيرة ... إِلَيْهَا بأجنحة الارتياح) (ونوم على حبرات الرياض ... تجاذب بردي أَيدي الرِّيَاح)

الوادي آشي

مِنْهَا (وليل كرجعة طرف الْمُرِيب ... لم أرده شفقاً من صباح) (كعمر عداتك يَوْم الندى ... وَعمر عداتك يَوْم الكفاح) (إِلَيْك رمى أملي بِي وَلَا ... هوي مصفقة بالجناح) مِنْهَا (إِذا عمر هطلت كَفه ... فَلَا حملت سحب من ريَاح) وَقَالَ (وَمَا أنس بَين النَّهر وَالْقصر وَقْفَة ... نشرت بهَا مَا ضل من شارد الْحبّ) (رميت بلحظي دمية سنحت بِهِ ... فَلم أثنه إِلَّا ومحرابها قلبِي) 3 - (الْوَادي آشي) عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن مُسلم العذري الْوَادي آشي أَخْبرنِي الْعَلامَة أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ أَخذ الْمَذْكُور الْأَدَب عَن الْأُسْتَاذ ابْن مفوز وَعَن ابْن الأرقم الأبيرش وهما من تلاميذ الْأُسْتَاذ أبي عَليّ الشلوبين وَكَانَ ابْن مُسلم الْمَذْكُور أديباً حَافِظًا مكثراً من النّظم والنثر توفّي فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست ماية بوادي آش رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ أَبُو حبَان أَنْشدني لَهُ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْحصار قدم علينا الْقَاهِرَة (يَا أَيهَا الْبَدْر مَتى تطلع ... قد لج بِي الوجد فَمَا أصنع) (الْحسن فِي النَّاس ادِّعَاء وَفِي ... خديك سر الْحسن مستودع) (مُحَمَّد رفقا على مدنف ... هجرانكم مِمَّا بِهِ أوجع) (وَالله لَوْلَا حر أنفاسه ... لأغرقت مَوْضِعه الأدمع) (وَقَلبه لَوْلَا رجا وصلكم ... طَار وَلما تحوه الأضلع) ) قلت شعر نَازل منحط (عبد المحسن) 3 - (الْحجَّة الصُّوفِي) عبد المحسن ابْن أبي العميد فرامرز بن خَالِد بن عبد الْغفار

أمين الدين الحلبي الكاتب

بن إِسْمَاعِيل ابْن أَحْمد الخفيفي أَبُو طَالب الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِالْحجَّةِ من أهل أبهرزنجان سمع بهَا أَبَا الْفتُوح عبد الْكَافِي بن عبد الْغفار الْخَطِيب وَغَيره وسافر إِلَى همذان وتفقه للشَّافِعِيّ على أبي الْقَاسِم عبد الله بن حيدر الْقزْوِينِي وَسمع مِنْهُ وَمن عبد الرَّزَّاق بن إِسْمَاعِيل القومساني وَسمع بأصبهان من أَحْمد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن ينَال التركي وَأبي مُوسَى مُحَمَّد ابْن أبي بكر الْمَدِينِيّ الْحَافِظ وَمن جمَاعَة وَقدم بَغْدَاد وتفقه بهَا على النوقاني وَسمع من ابْن شاتيل وَأبي السعادات ابْن زُرَيْق وسافر الشَّام وَسمع بهَا بِدِمَشْق أَبَا مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الحزمي وَغَيره وَسمع البوصيري بِمصْر وبالإسكندرية وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس ماية وروى عَنهُ ابْن النجار وَابْن الْحَاجِب والضياء والدبيثي وَأَبُو الْفرج ابْن أبي عمر وقطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ 3 - (أَمِين الدّين الْحلَبِي الْكَاتِب) عبد المحسن بن حمود بن المحسن بن عَليّ أَمِين الدّين أَبُو الْفضل التنوخي الْحلَبِي الْكَاتِب المنشئ البليغ ولد سنة سبعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست ماية رَحل وَسمع بِدِمَشْق من حَنْبَل وَابْن طبرزد والكندي وَغَيرهم وعني بالأدب جمع كتابا فِي الْأَخْبَار والنوادر فِي عشْرين مجلدة روى فِيهِ بالسند وَله ديوَان شعر وديوان ترسل وروى عَنهُ القوصي والزين الفارقي وَأَبُو عَليّ ابْن الْخلال وَكتب لصَاحب صرخد عز الدّين أَبِيك ووزر لَهُ وَكَانَ دينا خيرا كَامِل الأدوات نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني أَبُو الْفضل الْمَذْكُور لنَفسِهِ (إشتغل بِالْحَدِيثِ إِن كنت ذَا ... فهم فَفِيهِ المُرَاد والإيثار) (وَهُوَ الْعلم معلم وَبِه ... بَين ذَوي الدّين تحسن الْآثَار) (إِنَّمَا الرَّأْي وَالْقِيَاس ظلام ... وَالْأَحَادِيث للورى أنوار) ) (كن بِمَا قد عَلمته عَاملا ... فالعلم دوح مِنْهُنَّ تجبى الثِّمَار)

(وَإِذا كنت عَاملا وعليماً ... بالأحاديث لن تمسك نَار) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ يُعَاتب صديقا قصر فِي حَقه (سَأَلتك حَاجَة ووثقت فِيهَا ... بقول نعم وَمَا فِي ذَاك عَابَ) (وَلم أعلم بِأَنِّي من أنَاس ... ظموا قبلي وَغَيرهم السراب) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي مَعْنَاهُمَا (ظَنَنْت بِهِ الْجَمِيل فجببت أَرضًا ... إِلَيْهِ كهمتي طولا وعرضا) (فَلَمَّا جِئْته ألفيت شخصا ... حمى عرضا لَهُ وأباح عرضا) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (كَأَنَّمَا نارنا وَقد خمدت ... وجمرها بالرماد مَسْتُور) (دم جرى من فواختٍ ذبحت ... من فَوْقه ريشهن منثور) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا (أَتَانَا بكانون يشب اضطرامه ... كقلب محب أَو كصدر حسود) (كَأَن احمرار النَّار من تَحت فحمه ... خدود عذارى فِي معاجر سود) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي جميل الصُّورَة لابس أصفر (قد قلت لما أَن بصرت بِهِ ... فِي حلَّة صفراء كالورس) (أَو مَا كَفاهُ أَنه قمر ... حَتَّى تدرع حلَّة الشَّمْس) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (أَقُول لنَفْسي حِين نَازل لمتي ... مشيبي وَلما يبْق غير رحيلي) (أيا نفس قد مر الْكثير فأقصري ... وَلَا تحرصي لم يبْق غير قَلِيل) (وَلَا تأملي طول الْبَقَاء فإنني ... وجدت بَقَاء الدَّهْر غير طَوِيل) قلت كَذَا وجدته بِخَط القوصي وَلَو قَالَ الشَّاعِر وجدت بَقَاء الْعُمر غير طَوِيل لَكَانَ أحسن وأصدق لحكاية الْوَاقِع لِأَن الدَّهْر طَوِيل والعمر قصير قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (بِاللَّه هَل يَا ملول ... إِلَى الْوِصَال وُصُول) ) (أم هَل إِلَى سلسبيل ... من ريق فِيك سَبِيل)

ابن شهدانكه

(صلني فَمَاذَا التَّجَافِي ... من ذَا الْجمال جميل) (ساءت لبعدك حَالي ... وَلست عَنْك أَحول) (قضى اعتدالك فِينَا ... أَن لَيْسَ عَنْك عدُول) (مَا مَال قدك إِلَّا ... عَليّ ظلما يمِيل) (فَهَل شمائل ريح ... مرت بِهِ أَو شُمُول) (إِن كنت تنكر أَنِّي ... بمقلتيك قَتِيل) (فها دمي كَاد من ... خدك الأسيل يسيل) (وَذَا الدَّلال على مَا ... بِي فِي هَوَاك دَلِيل) (لَكِن يهون على الْغمر ... فِي الْهوى مَا يهول) 3 - (ابْن شهدانكه) عبد المحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو مَنْصُور الشيحي بالشين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف والحاء الْمُهْملَة التَّاجِر الْمَعْرُوف بِابْن شهدانكه الْبَغْدَادِيّ من أهل محلّة النصرية سمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ أَكثر مسموعاته وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (أَخُو الصفي الْأسود) عبد المحسن بن إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود شرف العلى الْمحلي كَانَ قد وزر للْملك الأوحد وَكَانَ قد نَاب بِدِمَشْق عَن الْوَزير صفي الدّين ابْن شكر فِي الدولة العادلية ثمَّ وزر لأخي الْعَادِل فلك الدّين فتسب إِلَيْهِ ثمَّ اسْتَقل وزيراً بخلاط للأوحد ابْن الْعَادِل فذبحه على فرَاشه مَمْلُوك لَهُ لَيْلَة عيد الْفطر بخلاط سنة خمس وست ماية أَو أَربع وَحمله من خلاط إِلَى دمشق الرشيد عبد الله الصفوي وَكَانَ صديقه وَدَفنه بجبل قاسيون وصلب قَاتله على قَبره وَعند صلبه بدره الرشيد فطعنه بسكين فِي نَحره وَهُوَ أخي الصفي الْأسود واسْمه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين

جمال الدين البارنباري

3 - (جمال الدّين البارنباري) عبد المحسن بن الْحسن بن سُلَيْمَان البارنباري) أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ رَأَيْته مرَارًا بدمياط والقاهرة وبمصر وينعت بالجمال وَله نظم مِنْهُ مَا أَنْشدني لنَفسِهِ بدمياط وَهُوَ (مَتى يَا أهل الْحَيّ أحظى بقربكم ... ويبلغ قلبِي من لقائكم القصدا) (وَترجع الْأَيَّام تقضت على الْحمى ... وتنجز ليلى من تواصلنا الوعدا) قَالَ وَله أَيْضا (مَنْهَج فَخر الدّين فِي حكمه ... وشرعه للْقَوْم منهاج) (قد وسع النَّاس بأخلاقه ... فَمَاله فِي الْخلق من هاج) 3 - (مهذب الدّين الدِّمَشْقِي) عبد المحسن بن عَليّ بن عبد الله مهذب الدّين أَبُو مُحَمَّد الشَّاعِر الدِّمَشْقِي نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوضي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ يُعَاتب بعض أصدقائه (قد هجرناك وَقد سر الورى ... ويئسنا مِنْك فافعل مَا تُرِيدُ) (وغسلنا مِنْك أَيْدِينَا فَمَا ... نشغل الْفِكر بِشَيْء لَا يُفِيد) (وندمنا إِذْ صحبناك فَكُن ... كَيْفَمَا شِئْت فَإنَّا لَا نعود) (لم يزل يلحقنا مِنْك أَذَى ... وعَلى الْأَيَّام يَنْمُو وَيزِيد) (غير أَنا لَا نكافيك فَفِي ... هجرنا مَا يشتفي مِنْك الحسود) (تجحد الصُّحْبَة والبقيا على ... جَاحد الصُّحْبَة إِحْسَان جَدِيد) 3 - (ابْن حَدِيد المعري) عبد المحسن بن صَدَقَة بن عبد الله بن حَدِيد أَبُو الْمَوَاهِب المعري ورد مصر أَيَّام الْأَفْضَل أَمِير الجيوش وخدمه بعدة قصائد فَلم ينجح طَرِيقه ولاحظي عِنْده فَتوجه إِلَى الْيمن وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن هجا ملكتها الْمَعْرُوفَة بالسيدة الْحرَّة فَكَانَ ذَلِك سَبَب قَتله وَمن شعره (سكر هوى لم يثنه قَول لَاحَ ... فاقذف بريا صَاح فِي قلب صَاح)

أبو محمد الصوري

(مزجت بالهجر فجر الْهوى ... بالعد أم جدنا فِي المزاح) (مفعمة الحجلين ظمأى الحشا ... شماء مهوى القرط غرثى الوشاح) (فِي خدها مَاء ونار وَفِي ... مبسمها در وَشهد وَرَاح) وَمن هجوه) (بِفَم كَمثل الْقَبْر بعد ثَلَاثَة ... فِي نَتنه وصديده وعظامه) وَهَذَا يشبه قَول ابْن مكنسة (تشابها سرمه وفوه ... فِي الوسع وَالنَّتن والبرودة) وَمن شعر ابْن حَدِيد (وَالشعر مثل الشّعْر يسْعد أسوداً ... فَإِذا تبيض عَاد بالحظ الشقي) (فِي كل يَوْم للقوافي عَثْرَة ... يشقى بهَا حظي وخجلة مطرق) (أسْقى الثماد وليتني مَعَ قلَّة ... فِيهِ بِأول نهلة لم أشرق) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الصُّورِي) عبد المحسن بن مُحَمَّد بن غَالب أَبُو غلبون أَبُو مُحَمَّد الصُّورِي الشَّاعِر الْمَشْهُور أحد الْمُحْسِنِينَ الْفُضَلَاء وديوانه مَشْهُور توفّي سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وعمره ثَمَانُون سنة أَو أَكثر وَكَانَ ابْن حيوس يَقُول إِنِّي ليعرض لي الشَّيْء مِمَّا يشابه شعر أبي تَمام والبحتري وَغَيرهمَا من الْمُتَقَدِّمين وَلَا أقدر على أَن أبلغ موازنة الصُّورِي لسُهُولَة لَفظه وعذوبة مَعَانِيه وَقصر أبياته وَمن شعره (أَتَرَى بثأر أم بدين ... علقت محاسنها بعيني) (فِي لحظها وقوامها ... مَا فِي المهند والرديني) (بكرت عَليّ وَقَالَت اخ ... تَرَ خصْلَة من خَصْلَتَيْنِ) (إِمَّا الصدود أَو الفرا ... ق فَلَيْسَ عِنْدِي غير ذين) (فأجبتها ومدامعي ... تنهل فَوق الوجنتين)

(لَا تفعلي إِن حَان ص ... دك أَو فراقك حَان حيني) (وكأنما قلت انهضي ... فمضت مسارعة لبيني) (ثمَّ اسْتَقَلت أَيْن حل ... ت عيسها رميت بأين) (ونوائب أظهرن أيا ... مي إِلَيّ بصورتين) (سودنها وأطلنها ... فَرَأَيْت يَوْمًا لَيْلَتَيْنِ) (هَل بعد ذَلِك من يعر ... فني النضار من اللجين) (فَلَقَد جهلتهما لبع ... د الْعَهْد بَينهمَا وبيني) ) (متكسباً بالشعر يَا ... بئس الصِّنَاعَة فِي الْيَدَيْنِ) (كَانَت كَذَلِك قبل أَن ... يَأْتِي عَليّ بن الْحُسَيْن) (فاليوم حَال الشّعْر ثا ... لثة لحَال الشعريين) (أغْنى وأعفى مدحه ال ... عافين عَن كذب ومين) وَهَذِه القصيدة عَملهَا الصُّورِي فِي عَليّ بن الْحُسَيْن وَالِد الْوَزير أبي الْقَاسِم المغربي وَاتفقَ أَنه كَانَ فِي عسقلان رَئِيس يُقَال لَهُ ذُو المنقبتين فَجَاءَهُ بعض الشُّعَرَاء وامتدحه بِهَذِهِ القصيدة وَزَاد فِي مديحها من نظمه (وَلَك المناقب كلهَا ... فَلم اقتصرت على اثْنَتَيْنِ) فأصغى الرئيس إِلَى إنشادها واستحسنها وأجزل جائزته فَلَمَّا خرج من عِنْده قَالَ لَهُ بعض الْحَاضِرين هَذِه القصيدة لعبد المحسن الصُّورِي فَقَالَ أعلم ذَلِك وَأَنا أحفظ القصيدة ثمَّ أنشدها فَقَالَ لَهُ فَكيف عملت مَعَه هَذَا الْعَمَل قَالَ لم أعْطه إِلَّا لأجل قَوْله وَلَك المناقب كلهَا الْبَيْت فَإِن هَذَا لم يكن عبد المحسن وَأَنا ذُو المنقبين فَأعْلم قطعا أَن هَذَا الْبَيْت مَا عمل إِلَّا فِي وَمن شعر الصُّورِي (عِنْدِي حدائق شكر غرس أنعمكم ... قد مَسهَا عَطش فليسق من غرسا) (تداركوها وَفِي أَغْصَانهَا رَمق ... فَلَنْ يعود إخضرار الْعود إِن يبسا) واجتاز يَوْمًا بِقَبْر صديق لَهُ فَأَنْشد (عجبا لي وَقد مَرَرْت على قبر ... كَيفَ اهتديت قصد الطَّرِيق) (أَترَانِي نسيت عَهْدك يَوْمًا ... صدقُوا مَا لمَيت من صديق) وَلما مَاتَت أمه وجد عَلَيْهَا وجدا كثيرا وَقَالَ بَعْدَمَا دَفنهَا

المسند أمين الدين ابن الصابوني

(رهينة أَحْجَار ببيداء دكدك ... تولت فَحلت عُرْوَة المتمسك) (وَقد كنت أبْكِي إِن تشكت وَإِنَّمَا ... أَنا الْيَوْم أبْكِي أَنَّهَا لَيْسَ تَشْتَكِي) وَمن شعره (جَزَاك الله عَن ذَا النصح خيرا ... وَلَكِن جَاءَ فِي الزَّمن الْأَخير) (ومذ صَار نفوس الناي حَولي ... قصاراً عدت ذَا أمل قصير) وَمِنْه) (ومعتذر العذار الى فُؤَادِي ... لجزم سَابق من مقلتيه) (وَكم رمت السلو فَأَعْرَضت بِي ... عَن الْإِعْرَاض خضرَة عارضيه) (وَلما قلت إِن الشّعْر يسْعَى ... لقلبي فِي الْخَلَاص سعى عَلَيْهِ) وَمِنْه (بِالَّذِي ألهم تعذيبي ... ثناياك العذابا) (مَا الَّذِي قالته عَيْنَاك ... لقلبي فأجابا) وَمِنْه (وتريك نَفسك فِي معاندة الورى ... رشدا وَلست إِذا فعلت براشد) (شغلتك عَن أفعالها أفعالهم ... هلا اقتصرت على عَدو وَاحِد) 3 - (الْمسند أَمِين الدّين ابْن الصَّابُونِي) عبد المحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّيْخ الْمسند أَمِين الدّين أَبُو الْفضل شهَاب الدّين ابْن الْحَافِظ جمال الدّين أبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي ولد فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة أَو الْقعدَة سنة سبع وَخمسين وست ماية وَتُوفِّي لَيْلَة السبت سادس جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية بِمصْر وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالقرافة أجَاز لي بِخَطِّهِ المرتعش المعوج سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية 3 - (القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن رزين) عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن

ابن السهروردي

الْحُسَيْن بن رزين القَاضِي الإِمَام الْعَالم عَلَاء الدّين ابْن القَاضِي بدر الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي وَتُوفِّي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ عَاشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية أجَاز لي بِخَطِّهِ فِي رَابِع الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَسبع ماية بِالْقَاهِرَةِ وَقد تقد ذكر وَالِده وجده سَمِعت خطابته ودرسه غير مرّة وَكَانَ فصيحاً بليغاً ودرسه بِسُكُون لَا يتَكَلَّم فِيهِ أحد غَيره 3 - (ابْن السهروردي) عبد الْمَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الإِمَام شهَاب الدّين ابْن السهروردي رَئِيس بَغْدَاد) توفّي سنة أَربع عشرَة وَسبع ماية 3 - (ابْن ناعمة الطَّبِيب) عبد الْمَسِيح بن عبد الله الْحِمصِي الطَّبِيب الْمَعْرُوف بِابْن ناعمة كَانَ مِمَّن ينْقل كتب اليونان إِلَى لُغَة الْعَرَب وَهُوَ متوسط النَّقْل إِلَّا أَنه إِلَى الْجَوْدَة أميل 3 - (فَخر الدّين الْحَنَفِيّ الْحلَبِي) عبد الْمطلب بن الْفضل بن عبد الْمطلب بن الْحُسَيْن الْعَلامَة الْمُفْتِي فَخر الدّين أَبُو هَاشم الْقرشِي العباسي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ تفقه بِمَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ مدرس الْمدرسَة الحلاوية وَشرح الْجَامِع الْكَبِير وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء وروى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة سِتّ عشر وست ماية

أبو العز الحنبلي

3 - (أَبُو الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ) عبد المغيث بن زُهَيْر بن عبد الله بن زُهَيْر أَبُو الْعِزّ الْحَرْبِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة خمس ماية وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية سمع الحَدِيث وصنف كتابا فِي فضل يزِيد بن مُعَاوِيَة ورد على الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب سَمَّاهُ الرَّد على المتعصب العنيد الْمَانِع من ذمّ يزِيد وَمن شعره (يَا عز من سمحت لَهُ أطماعه ... إِن بَات ذَا عدم خَفِيف المزود) (فاليأس عز فادرعه وصل بِهِ ... نيل السِّيَادَة فِي سَبِيل أقصد) (وَالْحر من نزلت بِهِ أزمانه ... فِي حب مكرمَة وَحسن تسدد) (وَلم يستكن للنائبات إِذا عرت ... صولاً على الْأَعْدَاء غير مُفند) (فِي ذَا ينافس كل قيل أروع ... سمح خليقته كريم المحتد) (عبد الْملك) 3 - (الْمَقْدِسِي الهمذاني الفرضي) عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أَبُو الْفضل الفرضي الْمَعْرُوف بالمقدسي من أهل همذان سكن بَغْدَاد إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ فَقِيها شافعياً إِمَامًا فِي الْفَرَائِض والحساب وَقِسْمَة التركات وَإِلَيْهِ مرجع النَّاس فِي ذَلِك وَطلب لقَضَاء الْقُضَاة فَامْتنعَ وَكَانَ عابداً ناسكاً ورعاً نزهاً عفيفاً عرفه بذلك الْخَاص وَالْعَام سمع عبد الْوَاحِد بن هُبَيْرَة بن عبد الله الْعجلِيّ وَعبد الله بن عَبْدَانِ الْفَقِيه وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الرَّوْيَانِيّ وَغَيرهم وَحدث باليسير وَكَانَ يحفظ الْمُجْمل لِابْنِ فَارس وغريب الحَدِيث لأبي عبيد وَلم يعرف أَنه اغتاب أحدا قطّ وَلما طلبه الْوَزير أَبُو شُجَاع للْقَضَاء اعتذر بِالْعَجزِ وعلو السن وَقَالَ لَو كَانَت ولايتي مُتَقَدّمَة لاستعفيت مِنْهَا وَأنْشد

الوزير ابن شهيد

(إِذا الْمَرْء أعيته السِّيَادَة ناشئاً ... فمطلبها كهلاً عَلَيْهِ شَدِيد) وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (الْوَزير ابْن شَهِيد) عبد الْملك بن أَحْمد بن عبد الْملك بن شَهِيد الْوَزير أَبُو مَرْوَان الْقُرْطُبِيّ روى عَن قَاسم بن أصبغ وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْأَخْبَار وصنف التَّارِيخ الْكَبِير على السنين من وَفَاة عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ أَزِيد من مائَة سفر توفّي بالذبحة فِي رَابِع ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَصَحب الْمَنْصُور أَبَا عَامر 3 - (أَبُو مَرْوَان الْقُرْطُبِيّ) عبد الْملك بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الْأَصْبَغ أَبُو مَرْوَان الْقرشِي الْقُرْطُبِيّ كَانَ من أهل الْعلم لَهُ تصنيف حسن فِي الْفِقْه وَالسّنَن وَكتاب فِي أصُول الْعلم فِي تِسْعَة أَجزَاء ومناسك الْحَج توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (تَقِيّ الدّين الأرمنتي الشَّافِعِي) عبد الْملك بن أَحْمد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ تَقِيّ الدّين الأرمنتي فَقِيه شَافِعِيّ مفت سمع الحَدِيث على شَيْخه مجد الدّين الْقشيرِي وَابْنه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وعَلى عبد المحسن بن إِبْرَاهِيم) الْمكتب وَغَيرهم وَحدث وَله أرجوزة فِي الحلى وموجز تَارِيخ مَكَّة للأزرقي أجَازه شَيْخه مجد الدّين بالفتوى وَكَانَ محسناً إِلَى النَّاس من الْفُقَهَاء ومساعداً لَهُم على المناصب وَكَانَ يكْتب خطا ردياً لَا يحسن أحد يَسْتَخْرِجهُ إِلَّا الشاذ قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ بعض قُضَاة قوص إِذا جَاءَت إِلَيْهِ ورقة

عبد الملك بن إدريس

بِخَطِّهِ يَقُول لصَاحِبهَا أحضرهُ لِيَقْرَأهَا ولد بأرمنت سنة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست ماية وَتُوفِّي بقوص سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية وَمن شعره (قَالَت لي النَّفس وَقد شاهدت ... حَالي لَا تصلح أَو تستقيم) (بِأَيّ وَجه تلتقي رَبنَا ... وَالْحَاكِم الْعدْل هُنَاكَ الْغَرِيم) (فَقلت حبسي حسن ظَنِّي بِهِ ... ينيلني بِهِ النَّعيم الْمُقِيم) (قَالَت وَقد جاهرت حَتَّى لقد ... حق لَهُ يصليك نَار الْجَحِيم) (قلت معَاذ الله أَن يَبْتَلِي ... بناره وَهُوَ بحالي عليم) (وَلم أفه قطّ بِكفْر وَقد ... كَانَ بتكفير ذُنُوبِي زعيم) وَقَالَ فِي لُزُوم الوراقة (ايا سَائِلًا حَالي بسوق لَزِمته ... يسومنه سوق الوراقة مَا يجدي) (خُذ الْوَصْف مني ثمَّ لَا تلو بعْدهَا ... على أحد من سَائِر الْخلق من بعدِي) (يكْسب سوء الظَّن بالخلق كلهم ... وخسة طبع فِي التقاضي مَعَ الحقد) (وَينْقص مِقْدَار الْفَتى بَين قومه ... ويدعى على رغم من الْقرب والبعد) (وَإِن خَالف الْحُكَّام فِي بعض أَمرهم ... يرى مِنْهُم وَالله كل الَّذِي يردي) (وَلَا سِيمَا فِي الدَّهْر إِذْ رسموا لنا ... بأَرْبعَة فِي كل أَمر بِلَا بُد) (ويكفيه تمعير النَّقِيب وَكَونه ... يشنطط بَين الرُّسُل فِي حَاجَة الجندي) (وَإِن قَالَ إِنِّي قَانِع بتفردي ... فَهَذَا معاش لَيْسَ يحصل للفرد) (فبالله إِلَّا مَا قبلت نصيحتي ... وعانيت مَا يُغْنِيك عَنهُ وَمَا يجدي) (وَإِن كنت مقهوراً عَلَيْهِ لحَاجَة ... فصابر عَلَيْهِ لَا تعيد وَلَا تبدي) (عبد الْملك بن إِدْرِيس) عبد الْملك بن إِدْرِيس النَّحْوِيّ الْكَاتِب أَبُو مَرْوَان أحد وزراء الدولة العامرية وكاتبها وَكَانَ عَالما أديباً شَاعِرًا مَاتَ قبل الْأَرْبَع ماية بِمدَّة كَانَ بَين يَدي الْمَنْصُور أبي عَامر فِي لَيْلَة يَبْدُو فِيهَا الْقَمَر تَارَة وَيخْفى بالسحاب تَارَة

أبو المظفر الشافعي

فَقَالَ بديهاً (أرى بدر السَّمَاء يلوح حينا ... ويبدو ثمَّ يلتحف السحابا) (وَذَاكَ لِأَنَّهُ لما تبدى ... وَأبْصر وَجهك استحيا فغابا) 3 - (أَبُو المظفر الشَّافِعِي) عبد الْملك بن أزاروه بن عبد الله أَبُو المظفر الشَّاعِر ذكره أَبُو الْفَتْح عبد السَّلَام بن يُوسُف الدِّمَشْقِي فِي كتاب أنموذج الْأَعْيَان فَقَالَ دين أديب شَاعِر شَافِعِيّ الْمَذْهَب بغدادي توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين أَو أَربع وَعشْرين وَخمْس ماية وَمن شعره (فاض دمعي حَتَّى إِذا نفذ الدمع ... جرى الْقلب فِي مجاري الدُّمُوع) (لَا تلمني فدمع عَيْني جرى ... شوقاً وقلبي من خيفة التوديع) وَمِنْه (نظرت من قد صِيغ من لَونه ... شمس وَبدر التم فِي غرته) (فحار قلبِي عِنْد تشبيهه ... فَلم أقسه بسوى صورته) وَمِنْه (أشارت بأطراف لطاف وأومأت ... بأنملة من مَاء قلبِي خضابها) (وأرخت نقاباً بَين طرفِي وَجههَا ... فخلت بِأَن الشَّمْس تَحت نقابها) قلت كَذَا وجدته وَهُوَ مُخْتَلف القافية فِي إعرابه كَمَا ترَاهُ وَلَعَلَّه فخلت بِأَن الشَّمْس دوني سحابها 3 - (الْملك السعيد ابْن الصَّالح) عبد الْملك بن إِسْمَاعِيل هُوَ الْملك السعيد ابْن الْملك الصَّالح نجم الدّين أبي الْجَيْش ابْن الْعَادِل أَبُو مُحَمَّد فتح الدّين وَهُوَ وَالِد الْملك الْكَامِل نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين كَانَ فتح الدّين الْمَذْكُور وافر الْحُرْمَة والتجمل وَدفن بتربة جدته أم الصَّالح وشيعه الْأُمَرَاء والأعيان) وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست ماية

تقي الدين الأسنائي

3 - (تَقِيّ الدّين الأسنائي) عبد الْملك بن الْأَعَز بن عمرَان التقي الأسنائي كَانَ أديباً شَاعِرًا قَرَأَ النَّحْو وَالْأَدب على الشَّمْس الرُّومِي ورد عَلَيْهِم أسنا وَله ديوَان شعر قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي اجْتمعت بِهِ كثيرا وَلم أستنشده وَكَانَ مُتَّهمًا بالتشيع وَتُوفِّي بأسنا سنة سبع وَسبع ماية وَمن شعره (لَا تلم من يحب عِنْد سراه ... فغرام الحبيب قد أسراه) (جذبته يَد الغرام لمن يهواه ... فاعذره فِي الَّذِي قد عراه) (رَاح يطوي نشر اللَّيَالِي ... من الشوق إِلَيْهِ ووجده قد يرَاهُ) وَمِنْه (جفوني مَا تنام إِلَّا ... لعَلي أَن أَرَاك) (فزرني قد براني الشو ... ق يَا غُصْن الْأَرَاك) (وطرفي مَا رأى مثلك ... وقلبي قد حواك) (فَهُوَ لَك لم يزل مسكن فسبحان الَّذِي ... أسكن وحسنك كم بِهِ أفتن) وَمَا قصدي سواك (حَبِيبِي آه مَا أحلى ... هواني فِي هَوَاك) (فَخَل الصد والهجران ... وَلَا تسمع ملام) (وصلني يَا قضيب البان ... فَفِي قلبِي ضرام) (وجد للهائم الولهان ... يَا بدر التَّمام) (وزر يَا طلعة الْبَدْر ودع يَا ... قاتلي هجري وارفق قد فني عمري) وعد أَيَّام وفاك (واسمح أَن أقبل يَا ... مليح بِاللَّه فَاك) (إِذا مَا زَاد بِي وجدي ... وَلَا ألْقى معِين)

النهرواني المقرئ

(وَصَارَ دمعي على خدي ... كَمَا المَاء الْمعِين) ) (أفكر ألتقيك عِنْدِي ... يطيب قلبِي الحزين) (لِأَنَّك نزهة النَّاظر وشخصك فِي ... الْفُؤَاد حَاضر وحبي فِيك بِلَا آخر) وَقَوْلِي قد كَفاك (فجد واعدل وصل ... وواصل رضاي من رضاك) (جبينك يشبه الأصباح ... بنورو قد هدى) (وَرِيقك من رحيق الراح ... بِهِ يرْوى الصدى) (وخدك يشبه التفاح ... مكلل بالندى) (سباني لَونه القاني فخلاني ... كئيب عاني تجافى النّوم أجفاني) فَهَل عَيْني تراك (فَذَاك الْيَوْم فِيهِ خدي ... أعفر فِي ثراك) (عذولي لَا تطل واقصر ... ودع صبا كئيب) (تَأمل من هويت وابصر ... إِلَى وَجه الحبيب) (وَكن يَا صَاح مستبصر ... ترى شَيْئا عَجِيب) (ترى من حسنه مبدع كبدر التم ... إِذْ يطلع تحير لم تدر مَا تصنع) وَلَا تعرف هداك (وَتبقى مفتكر حيران ... إِلَّا إِن هداك) 3 - (النهرواني الْمُقْرِئ) عبد الْملك بن بكران بن الْعَلَاء أَبُو الْفرج النهرواني الْمُقْرِئ الْقطَّان كَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء بالعراق توفّي سنة أربه وَأَرْبع ماية (عبد الْملك بن جُنْدُب) هُوَ ابْن أبي ذَر الْغِفَارِيّ رَضِي الله عَنهُ روى عَن أَبِيه وسلمان الْفَارِسِي وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ

القرطبي المالكي

3 - (الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي) عبد الْملك بن حَبِيبِي بن سُلَيْمَان بن هَارُون السّلمِيّ الْفَقِيه العباسي الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي أحد الْأَعْلَام كَانَ مَوْصُوفا بالحذق فِي مَذْهَب مَالك لَهُ مصنفات كَثِيرَة توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَمن مصنفاته كتاب الْوَاضِحَة كتاب الْجَامِع فَضَائِل الصَّحَابَة غَرِيب الحَدِيث تَفْسِير الْمُوَطَّأ حروب الْإِسْلَام المسجدين وسيرة الإِمَام فِي الْمُلْحِدِينَ طَبَقَات الْفُقَهَاء مصابيح الْهدى قَالَ ابْن الفرضي كَانَ فَقِيها نحوياً شَاعِرًا عروضياً أخبارياً نسابة طَوِيل اللِّسَان متصرفاً فِي فنون الْعلم روى عَنهُ بَقِي بن مخلد قَالَ ابْن الفرضي إِلَّا أَنه لم يكن لَهُ علم بِالْحَدِيثِ وَلَا يعرف صَحِيحه من سقيمه ذكر عَنهُ أَنه كَانَ يتساهل فِي سَمَاعه وَيحمل على سَبِيل الْإِجَازَة أَكثر رِوَايَته وَتُوفِّي بعلة الْحَصَى فِي شهر رَمَضَان رَابِعا أَو فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وَمن شعره 3 - (الْجونِي الْبَصْرِيّ) عبد الْملك أَبُو عمرَان الْجونِي الْبَصْرِيّ رأى عمرَان بن حُصَيْن وروى عَن جُنْدُب ابْن عبد الله وَأنس بن مَالك وَعبد الله بن الصَّامِت وَأبي بكر ابْن أبي مُوسَى وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره قَالَ أَبُو سعيد ابْن الْأَعرَابِي كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْكَلَام فِي الْحِكْمَة توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن بتنة) عبد الْملك بن حسن بن بتنة بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة

أبو نعيم الإسفراييني

الْحُرُوف وَبعدهَا نون مُشَدّدَة وَبعدهَا هَاء أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ شيخ صَالح جاور بِمَكَّة وَسمع مِنْهُ السلَفِي والسمعاني وَأَبُو بكر وَغَيرهمَا وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَع ماية 3 - (أَبُو نعيم الإِسْفِرَايِينِيّ) ) عبد الْملك بن الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن الْأَزْهَر الْأَزْهَرِي أبز نعيم الإِسْفِرَايِينِيّ روى عَن خَال أَبِيه الْحَافِظ أبي عوَانَة كتاب الصَّحِيح الْمسند واحتاط لَهُ خَاله فِي سَمَاعه فَبَارك الله فِي عمره حَتَّى سَمعه الْأَئِمَّة واشتهر الْحَافِظ عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل وَكَانَ رجلا صَالحا ثِقَة 3 - (كَاتب الْمَنْصُور العباسي) عبد الْملك بن حميد مولى حَاتِم بن النُّعْمَان الْبَاهِلِيّ من أهل حران كَانَ كَاتبا مُتَقَدما قَلّدهُ الْمَنْصُور كِتَابَته ودواوينه وَكَانَت لَهُ عِنْده منزلَة رفيعة وَلما بنى مَدِينَة السَّلَام قسمهَا أَربَاعًا فَجعل الرّبع مِنْهَا إِلَى عبد الْملك بن حميد الْكَاتِب ولعَبْد الْملك قطيعة وربض بعرف بِهِ بالجانب الغربي من بَغْدَاد وَلم يزل على حَاله عِنْده إِلَى أَن لحقته عِلّة النقرس فَانْقَطع وَكَانَ عبد الْملك رُبمَا تثاقل على الْمَنْصُور وتعالل عَلَيْهِ فِي أَيَّام قربه مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور اتخذ من يَنُوب عَنْك إِذا غبت عَن حضرتي فَاتخذ أَبَا أَيُّوب المورياني وَهُوَ فَتى حدث ظريف فخف على قلب الْمَنْصُور وَأدنى أَبَا أَيُّوب كثيرا فَلَمَّا طَالَتْ عِلّة النقرس بِعَبْد الْملك اسْتَقل أَبُو أَيُّوب بالوزارة وَحكي أَن عبد الْملك جلس أَيَّام عطلته بحران وَيحيى بن رَملَة الصفري وَعبيد الله بن النُّعْمَان مولى ثَقِيف وَرجل آخر تَحت شَجَرَة تين وَذَلِكَ بعد انْقِضَاء دولة بني أُميَّة فَقَالُوا لَهُ لَو أصبْنَا رجلا لَهُ سُلْطَان انقطعنا لَهُ وَكُنَّا فِي خدمته يرزقنا رزقا نعود بِهِ على عيالنا فَقَالَ بَعضهم عَسى الله أَن يسبب لنا ذَلِك أَو لبعضنا فيفضل علينا فتوافقوا على ذَلِك وَأَن عبد الْملك بن حميد فَأحْضرهُ وقلده كِتَابَته وتذكر عبد الْملك أَصْحَابه فأحضرهم وقلدهم الْأَعْمَال فأثروا وَحسنت أَحْوَالهم

القاضي أبو المعالي الحديثي

فَكَانُوا إِذْ ذَاك يعْرفُونَ بأصحاب التينة 3 - (القَاضِي أَبُو الْمَعَالِي الحديثي) عبد الْملك بن روح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح الحديثي أَبُو الْمَعَالِي ابْن قَاضِي الْقُضَاة استنابه وَالِده على الحكم وَالْقَضَاء بحريم دَار الْخلَافَة فَبَقيَ على ذَلِك مُدَّة ولَايَة أَبِيه وَجَرت أُمُوره على السداد والاستقامة وَكَانَ عابداً ورعاً عفيفاً متواضعاً تَارِكًا للتكلف سمع من جده أبي نصر أَحْمد وَمن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السلال الوازن وَأبي الْقَاسِم عَليّ ابْن عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن الصّباغ لما توفّي وَالِده خُوطِبَ فِي أَن يتَوَلَّى الْقَضَاء فَأبى وَتردد الْكَلَام فِي ذَلِك أَيَّامًا وَمرض وَتُوفِّي سنة سبعين وَخمْس ماية) 3 - (الطَّبِيب) عبد الْملك بن زهر بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن مرزان الإشبيلي شيخ الْأَطِبَّاء لَهُ مصنفات فِي الطِّبّ أَخذ عَن وَالِده وَتقدم فِي الطِّبّ وَرَأس وشاع ذكره وَلحق بِأَبِيهِ أبي الْعَلَاء وَأَقْبل الْأَطِبَّاء على حفظ مصنفاته وَكَانَ واصلاً عِنْد عبد الْمُؤمن عَليّ الْقدر وصنف لَهُ الدرياق السبعيني ونال من جِهَته دنيا عريضة وَمن أجل تلامذته أَبُو الْحُسَيْن ابْن أَسد المصدوم وَتُوفِّي عبد الْملك سنة سبع وَخمسين وَخمْس ماية (عبد الْملك بن زونان) أَبُو مَرْوَان الأندلسي شيخ معمر فَقِيه أدْرك مُعَاوِيَة بن صَالح الْحِمصِي قَاضِي الْمغرب وَكَانَ يُفْتِي أَولا بالأندلس على مَذْهَب الْأَوْزَاعِيّ ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَذْهَب مَالك توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْفضل التَّمِيمِي الطبني المغربي) عبد الْملك بن زِيَادَة الله بن عَليّ بن

ضياء الدين الدولعي الخطيب

حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَسد السَّعْدِيّ التَّمِيمِي الْحمانِي أَبُو مَرْوَان الطبني أَصله من طبنة من عمل إفريقية أَقَامَ بقرطبة وَوجد مقتولاً فِي دَاره سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع ماية وَهُوَ من أهل بَيت جلالة ورياسة من أهل الحَدِيث وَالْأَدب إِمَام فِي اللُّغَة لَهُ رِوَايَة وَسَمَاع بالأندلس رَحل إِلَى الْمشرق غير مرّة وَحدث عَن إِبْرَاهِيم ابْن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الزُّهْرِيّ النَّحْوِيّ من شعره (دَعْنِي أسر فِي الْبِلَاد مبتغياً ... فضل ثراء إِن لم يضر زانا) (فبيذق الصَّدْر وَهُوَ آخِره ... فِيهِ إِذا سَار صَار فرزانا) 3 - (ضِيَاء الدّين الدولعي الْخَطِيب) عبد الْملك بن زيد بن ياسين بن زيد بن قَائِد بن جميل الإِمَام ضِيَاء الدّين الْخَطِيب الدِّمَشْقِي التغلبي الأرقمي الدولعي الْموصِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولي خطابة دمشق ودرس بالغزالية وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس ماية) 3 - (أَبُو مَرْوَان الْقُرْطُبِيّ الْأمَوِي) عبد الْملك بن سراج بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سراج أَبُو مَرْوَان مولى بني أُميَّة من أهل قرطبة إِمَام اللُّغَة بهَا روى عَن كثير من أهل الْعلم مَاتَ يَوْم عَرَفَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَكَانَ وقور الْمجْلس لَا يَجْسُر أحد على الْكَلَام فِيهِ نهابة لَهُ وَكَانَ يَقُول حَدثنَا وَأخْبرنَا وَاحِد ويحتج بقوله تَعَالَى يَوْمئِذٍ تحدث أَخْبَارهَا فَجعل الحَدِيث وَالْخَبَر

العرزمي الكوفي

وَاحِدًا وَكَانَ جده سراج الدّين من موَالِي بني أُميَّة وَكَانَ أحفظ النَّاس لأنساب الْعَرَب وأصدقهم وأقوم النَّاس بِالْعَرَبِيَّةِ والأشعار وَالْأَخْبَار فاق النَّاس فيوقته 3 - (الْعَرْزَمِي الْكُوفِي) عبد الْملك ابْن أبي سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي الْكُوفِي أحد الْحفاظ روى عَن أنس بن مَالك وَسَعِيد بن جُبَير وَعَطَاء ابْن أبي رَبَاح قَالَ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ ثِقَة وَاسْتشْهدَ بِهِ البُخَارِيّ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة 3 - (ابْن الْقُوطِيَّة) عبد الْملك بن سُلَيْمَان بن عمر بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْوَلِيد ابْن الْقُوطِيَّة الإشبيلي كَانَ متصرفاً فِي الْفِقْه والحساب وَالْأَدب بارعاً فِي عقد الوثائق راوية للْأَخْبَار توفّي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبع ماية 3 - (الفهمي) عبد الْملك بن شُعَيْب بن اللَّيْث بن سعد الفهمي مَوْلَاهُم كَانَ عسراً فِي الحَدِيث بَصيرًا بالفقه توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (الْأَمِير العباسي) عبد الْملك بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو عبد الرَّحْمَن الْأَمِير ولي الْمَدِينَة والصوائف للرشيد ثمَّ ولي الشَّام والجزيرة للأمين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين ماية وَحدث عَن أَبِيه وَمَالك بن أنس ووفاته بالرقة وَكَانَ أفْصح

النَّاس وأخطبهم وَلم يكن) فِي عصره مثله فِي فَصَاحَته وصيانته وجلالته قيل ليحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي وَقد ولى الرشيد عبد الْملك الْمَدِينَة كَيفَ ولاه الْمَدِينَة من بَين أَعماله قَالَ أحب أَن يباهي بِهِ قُريْشًا وَيُعلمهُم أَن فِي بني الْعَبَّاس مثله وَدخل على الرشيد وَقد توفّي لَهُ ولد وجاءه ولد فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سرك الله فِيمَا ساءك وَلَا ساءك فِيمَا سرك وَجعل هَذِه بِهَذِهِ جَزَاء للشاكر وثواباً للصابر وَقيل لَهُ إِن أَخَاك عبد الله يزْعم أَنَّك حقود فَقَالَ (أذا مَا امْرُؤ لم يحقد لم تَجِد ... لَدَيْهِ لَدَى الْعَمى جَزَاء وَلَا شكرا) وَوجه إِلَى الرشيد فَاكِهَة فِي أطباق الخيزران وَكتب إِلَيْهِ أسعد الله أَمِير الْمُؤمنِينَ وأسعد بِهِ دخلت بستاناً لي أفادنيه كرمك وعمرته لي نعمك وَقد ينعَت أشجاره وآنت ثماره فوجهت إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ من كل شَيْء شَيْئا على الثِّقَة والإمكان فِي أطباق القضبان ليصل إِلَيّ من بركَة دُعَائِهِ مثل مَا وصل إِلَيّ من كَثْرَة عطائه فَقَالَ لَهُ رجل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم أسمع بأطباق القضبان فَقَالَ الرشيد يَا أبله إِنَّه كنى عَن الخيزران إِذْ كَانَ اسْما لأمنا وَلما ودعه الرشيد وَقد وَجهه إِلَى الشَّام قَالَ لَهُ الرشيد أَلَك حَاجَة قَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ بيني وَبَيْنك وَبَين يزِيد بن الدثنة حَيْثُ يَقُول (فكوني على الواشين لداء شغبة ... كَمَا أَنا للواشي أَلد شغوب) ثمَّ إِن الرشيد جعل ابْنه الْقَاسِم فِي حجر عبد الْملك بن صَالح فَقَالَ عبد الْملك يحضه على أَن يوليه الْعَهْد بعد أَخَوَيْهِ الْأمين والمأمون وَأَن يَجعله ثَالِثا لَهما (يَا أَيهَا المَلِكُ الَّذِي ... لَو كَانَ نجماً كَانَ سَعْدا) (للقاسم اعقد بيعَة ... واقدْحْ لَهُ فِي الْملك زَنْدا) (اللهُ فَرد وَاحِد ... فَاجْعَلْ وُلَاة الْعَهْد فَردا) فَجعله الرشيد ثَالِثا لَهما ثمَّ وشى بِهِ بعد ذَلِك النَّاس وَتَتَابَعَتْ الْأَخْبَار عَنهُ بِفساد نِيَّته للرشيد فَدخل عَلَيْهِ فِي بعض الْأَيَّام وَقد امْتَلَأَ قلب الرشيد فَقَالَ أكفراً بِالنعْمَةِ وغدراً بِالْإِمَامِ فَقَالَ عبد الْملك قد بؤت إِذا بأعباء النَّدَم وَاسْتِحْلَال النقم وَمَا ذَاك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَّا بفي حَاسِد نافس فِيك وَفِي تَقْدِيم الْولَايَة مَوَدَّة الْقَرَابَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّك خَليفَة رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي أمته وأمينه على عترته لَك عَلَيْهَا فرض الطَّاعَة وَأَدَاء النَّصِيحَة

وَلها عَلَيْك الْعدْل فِي حكمهَا والتثبت فِي حادثها فَقَالَ لَهُ الرشيد هَذَا قمامة كاتبك يُخْبِرنِي بِفساد نيتك) وَسُوء سيرتك قَالَ فَأَسْمع كَلَام قمامة فَلَعَلَّهُ أَعْطَاك مَا لَيْسَ فِي عقده وَلَعَلَّه لَا يقدر أَن يعضهني وَلَا يبهتني بِمَا لم يعرفهُ مني وَلم يَصح لَهُ عني فَأمر بإحضاره فَقَالَ لَهُ الرشيد تكلم غير خَائِف وَلَا هائب فَقَالَ أَقُول إِنَّه عازم على الْغدر بك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالْخلاف عَلَيْك فَقَالَ عبد الْملك وَكَيف لَا يكذب عَليّ بن خَلْفي من يبهتني فِي وَجْهي فَقَالَ الرشيد فَهَذَا عبد الرَّحْمَن ابْنك يَقُول بقول كاتبك ويخبر عَن سوء ضميرك وَفَسَاد نيتك وَأَنت لَو أردْت أَن تحتج بِحجَّة لم نجد أعدل من هذَيْن فَبِمَ تدفعهما عَنْك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الرَّحْمَن بَين مَأْمُور أَو عَاق فَإِن كَانَ مَأْمُورا فمعذور وَإِن كَانَ عاقاً فَهُوَ عَدو أخبر الله بعداوته وحذر مِنْهَا فَقَالَ جلّ ثَنَاؤُهُ فِي مُحكم كِتَابه إِن من أزواجكم وَأَوْلَادكُمْ عدوا لكم فاحذروهم فَنَهَضَ الرشيد وَقَالَ أما أَمرك فقد وضح وَلَكِن لَا أعجل حَتَّى أعلم مَا الَّذِي يُرْضِي الله فِيك فَإِنَّهُ الحكم بيني وَبَيْنك فَقَالَ عبد الْملك رضيت بِاللَّه حكما وبأمير الْمُؤمنِينَ حَاكما فَإِنِّي أعلم أَنه يُؤثر كتاب الله على هَوَاهُ وَأمر الله على رِضَاهُ ثمَّ إِنَّه دخل عَلَيْهِ فِي مجْلِس آخر وَسلم فَلم يرد عَلَيْهِ الرشيد فَلم يزل يعْتَذر ويحتج لنَفسِهِ بِالْبَرَاءَةِ حَتَّى أقبل عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَقَالَ مَا أَظن الْأَمر إِلَّا كَمَا قلت يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن وَأَنت محسد وأمير الْمُؤمنِينَ يعلم أَنَّك على سريرة صَالِحَة غير مدخولة وَلَا خسيسة ثمَّ دَعَا عبد الْملك بِشَربَة مَاء فَقَالَ الرشيد مَا شرابك يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن قَالَ سحيق الطبرزد ذَر بِمَاء الرُّمَّان فَقَالَ بخ بخ عضوان لطيفان يذهبان الظما ويلذان المذاق فَقَالَ عبد الْملك صِفَتك لَهما يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ألذ من فعلهمَا ثمَّ إِن الرشيد تنكر لَهُ بعد ذَلِك وحبسه عَن الْفضل بن الرّبيع وَقَالَ أما وَالله لَوْلَا الْإِبْقَاء على بني هَاشم لضَرَبْت عتقك وَلم يزل مَحْبُوسًا حَتَّى توفّي الرشيد فَأَطْلقهُ الْأمين وَعقد لَهُ على الشَّام وَكَانَ مُقيما بالرقة وَجعل للأمين عهد الله وميثاقه لَئِن قتل وَهُوَ حَيّ لَا يُعْطي الْمَأْمُون طَاعَته أبدا فَمَاتَ قبل قتل الْأمين وَدفن فِي دَار من دور الْإِمَارَة فمل خرج الْمَأْمُون يُرِيد الرّوم أرسل إِلَى ابْن لَهُ حول أَبَاك عَن دَاري فنبشت عِظَامه وحولت وَكتب إِلَى الرشيد قبل إشخاصه إِلَى الْعرَاق وَقد تغير عَلَيْهِ (أخلاي لي شجو وَلَيْسَ لكم شجو ... وكل امْرِئ من شجو صَاحبه خلو) (من أبي نواحي الأَرْض أبغي رضاكم ... وَأَنْتُم أنَاس مَا لمرضاتكم نَحْو) (فَلَا حسن نأتي بِهِ تقبلونه ... وَلَا إِن أسأنا كَانَ عنْدكُمْ عَفْو)

المسمعي الصنعاني

) فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا قَالَ وَالله إِن كَانَ قَالَهَا لقد أحسن وَإِن كَانَ رَوَاهَا لقد أحسن وَكتب إِلَيْهِ من السجْن (قل لأمير الْمُؤمنِينَ الَّذِي ... يشكره الصَّادِر والوارد) (يَا وَاحِد الْأَمْلَاك فِي فَضله ... مَا لَك مثلي فِي الوري وَاحِد) (إِن كَانَ لي ذَنْب وَلَا ذَنْب لي ... حَقًا كَمَا زعم الْحَاسِد) (فَلَا يضق عفوك عني فقد ... فَازَ بِهِ الْمُسلم والجاحد) وَمن شعره وَهُوَ فِي الْحَبْس (لَئِن سَاءَنِي حبسي لفقد أحبتي ... وَأَنِّي فيهم لَا أَمر وَلَا أحلي) (لقد سرني عزي بترك لقائهم ... وَمَا أتشكى من حجاب وَمن ذل) وَلما أخرجه الْأمين من السجْن دفع إِلَيْهِ كَاتبه قمامة وَابْنه عبد الرَّحْمَن فَقتل قمامة فِي حمام وهشم وَجه ابْنه بعمود 3 - (المسمعي الصَّنْعَانِيّ) عبد الْملك بن الصَّباح المسمعي الصَّنْعَانِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث توفّي سنة تسع وَتِسْعين وماية وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو مَرْوَان الأندلسي) عبد الْملك بن طريف الأندلسي أَبُو مَرْوَان النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ مَاتَ فِي حُدُود الْأَرْبَع ماية 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب) عبد الْملك بن عبد الله بن أَحْمد بن رضوَان

السيوري

أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ كَانَ كَاتبا فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ حاقداً فَاضلا سمع الحَدِيث من أبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَغَيره وَحدث باليسر وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمْس ماية 3 - (السيوري) عبد الْملك بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن أَيُّوب أَبُو مَنْصُور السيوري شَاعِر ذكره أَبُو طَاهِر) السلَفِي وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس ماية وَمن شعره 3 - (إِمَام الْحَرَمَيْنِ) عبد الْملك بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن حيويه إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي ابْن الإِمَام أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ الْفَقِيه الملقب ضِيَاء الدّين رَئِيس الشَّافِعِيَّة قَالَ السَّمْعَانِيّ كَانَ إِمَام الْأَئِمَّة على الْإِطْلَاق الْمجمع على إِمَامَته شرقاً وغرباً لم تَرَ الْعُيُون مثله ولد سنة تسع عشرَة وَأَرْبع ماية فِي الْمحرم وَتُوفِّي فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع ماية وَدفن فِي دَاره ثمَّ نقل بعد سِنِين إِلَى مَقْبرَة الْحُسَيْن وَدفن إِلَى جَانب أَبِيه وَكسر منبره فِي الْجَامِع وأغلقت الْأَسْوَاق وَكَانَ لَهُ نَحْو أربه ماية تلميذ فكسروا محابرهم وأقلامهم وطافوا فِي الْبَلَد ناحبين عَلَيْهِ مبالغين فِي الصياح والجزع وَأَقَامُوا على ذَلِك حولا وَوضع المناديل على الرؤوس عَاما بِحَيْثُ إِنَّه مَا اجترأ أحد على ستر رَأسه من الرؤوس والكبار وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو الْقَاسِم بعد جهد وَأكْثر الشُّعَرَاء فِي مراثيه وَكَانَ قد تفقه على وَالِده فَأتى على جَمِيع مصنفاته وَتُوفِّي أَبوهُ وَله عشرُون سنة فَأقْعدَ مَكَانَهُ للتدريس وَكَانَ يدرس وَيخرج إِلَى مدرسة الْبَيْهَقِيّ وَأحكم الْأُصُول على أبي الْقَاسِم الإِسْفِرَايِينِيّ الإسكاف وتفقه بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وَسمع من أَبِيه وَمن أبي حسان

مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُزَكي وَأبي سعيد النصروي وَمَنْصُور بن رامش وَآخَرين وَكَانَ مَعَ تبحره وفضله لَا علم لَهُ بِالْحَدِيثِ ذكر فِي كتاب الْبُرْهَان حَدِيث معَاذ فِي الْقيَاس فَقَالَ هُوَ مدون فِي الصِّحَاح مُتَّفق على صِحَّته كَذَا قَالَ وأنى لَهُ الصِّحَّة ومداره على الْحَارِث بن عَمْرو ومجهول عَن رجال من أهل مصر لَا يدْرِي من هم عَن معَاذ وَقَالَ الْمَازرِيّ رَحمَه الله فِي شرح الْبُرْهَان فِي قَوْله إِن الله يعلم الكليات لَا الجزئيات وددت لَو محوتها بدمي أَبُو بدمع عَيْني قلت أَنا أحاشي إِمَام الْحَرَمَيْنِ عَن القَوْل بِهَذِهِ الْمَسْأَلَة وَالَّذِي أَظُنهُ أَنَّهَا دست فِي كَلَامه ووضعها الحسدة لَهُ على لِسَانه كَمَا وضع كتاب الْإِبَانَة على لِسَان الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَهَذِه الْمَسْأَلَة فلسفة صرفة كَيفَ يَقُول بهَا أشعري وَسَائِر قَوَاعِده تخَالف القَوْل بهَا أَخْبرنِي من لَفظه الإِمَام الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ) الشَّافِعِي قَالَ كَانَ الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي يَقُول إِذا كَانَ الْأَمر على مَا ذكره إِمَام الْحَرَمَيْنِ فَأَي حَاجَة كَانَت بِهِ إِلَى أَن أضاع الزَّمَان فِي وضع نِهَايَة الْمطلب أَو كَمَا قَالَ لَهُ كتاب نِهَايَة الْمطلب فِي دارية الْمَذْهَب فِي عشْرين مجلدة وَهُوَ كتاب جليل مَا فِي الْمَذْهَب مثله وَفِيه إشكالات لم تنْحَل والإرشاد فِي أصُول الدّين والرسالة النظامية فِي الْأَحْكَام الإسلامية والشامل فِي أصُول الدّين والبرهان فِي أصُول الْفِقْه ومدارك الْعُقُول وَلم يتمه وغياث الْأُمَم فِي الْإِمَامَة ومغيث الْخلق فِي اخْتِيَار الأحق وغنية المسترشدين فِي الْخلاف وَكَانَ إِذا أَخذ فِي علم الصُّوفِيَّة وشح الْأَحْوَال أبكى الحاضري وَجرى ذكره فِي مجْلِس قَاضِي الْقُضَاة أبي سعيد الطَّبَرِيّ فَقَالَ أحد الْحَاضِرين بِأَنَّهُ تلقب بِإِمَام الْحَرَمَيْنِ فَقَالَ القَاضِي بل هُوَ إِمَام خُرَاسَان وَالْعراق لفضله وتقدمه فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الفيروزأبادي تمَتَّعُوا بِهَذَا الإِمَام فَإِنَّهُ نزهة هَذَا الزَّمَان وَحج وجاور بِمَكَّة أَربع سِنِين يدرس ويفني ويتعبد ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور وَتَوَلَّى الْمدرسَة النظامية وَبَقِي ثَلَاثِينَ سنة غير مُزَاحم وَلَا مدافع مُسلم لَهُ الْمِحْرَاب والمنبر والخطابة والتدريس مجْلِس التَّذْكِير يَوْم الْجُمُعَة وَحضر درسه الأكابر وَكَانَ يقْعد بَين يَدَيْهِ كل يَوْم ثَلَاث ماية فَقِيه ودرس أَكثر تلامذته وَبنى لَهُ نظام الْملك الْمدرسَة النظامية بنيسابور يُقَال إِن وَالِده رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ فِي أول عمره ينْسَخ

ابن بدرون المغربي

بِالْأُجْرَةِ فَاجْتمع لَهُ من كسب يَده شَيْء اشْترى بِهِ جَارِيَة مَوْصُوفَة بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح وَلم يزل يطعهما من كسب يَده أَيْضا إِلَى أَن حملت بِإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَهُوَ مُسْتَمر على تربيتها بمكسب الْحل فَلَمَّا وَضعته أوصاها أَن لَا تمكن أحدا من إرضاعه فاتفق أَنه دخل يَوْمًا عَلَيْهَا وَهِي متألمة وَالصَّغِير يبكي وَقد أَخَذته امْرَأَة من جيرانهم وشاغلته بثديها فرضع مِنْهَا قَلِيلا فَلَمَّا رَآهُ شقّ عَلَيْهِ ذَلِك وَأَخذه إِلَيْهِ ونكس رَأسه وَمسح على بَطْنه وَأدْخل إصبعه فِي فِيهِ وَلم يزل إِلَى أَن قاء جَمِيع مَا شربه وَهُوَ يَقُول يسهل عَليّ أَن يَمُوت وَلَا يفْسد طبعه بِشرب لبن غير أمه ويحكى عَن إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَنه كَانَ يلْحقهُ فَتْرَة فِي بعض الأحيان فِي مجْلِس المناظرة وَيَقُول هَذَا من بقالا تِلْكَ الرضعة وَمن شعره (أصخ لن تنَال الْعلم إِلَّا بِسِتَّة ... سأنبيك عَن تفصيلها بِبَيَان) (ذكاء وحرص وافتقار وغربة ... وتلقين أستاذ وَطول زمَان) ) وَمِمَّا وجدته مَنْسُوبا (إِذا سمته التَّقْبِيل صد بِوَجْهِهِ ... وَقَالَ أما تخشى وَأَنت إِمَام) (أتحسب رشف الرِّيق شَيْئا محللا ... فريقي خمر والمدام حرَام) وَمِمَّا رثي رَحمَه الله تَعَالَى (قُلُوب الْعَالمين على المقالي ... وَأَيَّام الورى شبه اللَّيَالِي) (أيثمر غُصْن أهل الْعلم يَوْمًا ... وَقد مَاتَ الإِمَام أَبُو الْمَعَالِي) وَقَالَ القَاضِي أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الطَّبَرِيّ الْمدرس بثغر جنزة (يَا أَيهَا الناعي شمس الْمشرق ... بِأبي الْمَعَالِي نور دين مشرق) (أنذرتني الدُّنْيَا قيام قِيَامَة ... فالشمس صَار مغيبها فِي الْمشرق) 3 - (ابْن بدرون المغربي) عبد الْملك بن عبد الله بن بدرون أَبُو الْقَاسِم الْحَضْرَمِيّ من أهل شلب ويكن أَبَا الْحُسَيْن وَهُوَ مؤلف كتاب كمامة الزهر وصدفة الدُّرَر

أبو سعيد السرخسي الحنفي

فِي شرح قصيدة أبي مُحَمَّد عبد الْمجِيد بن عبدون اليابري وَأورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم (من معشر سبقوا إِلَى الندى ... وَتَقَدَّمت أولاهم وتأخروا) (طابت بطيبهم الْبِلَاد كَأَنَّمَا ... أَرْوَاحهم فَوق الوقائع مجمر) (نشرت عَلَيْهِم للدروع صَحَائِف ... وَالْبيض تكْتب والعجاج ينشر) مِنْهَا (ومفاضة زعف كَأَن وليدها ... لبد يجرر معطفيها قسور) (كَادَت تسيل عَلَيْهِ لَوْلَا بأسه ... فغدت على أعطافه تتحير) وَأورد لَهُ أَيْضا (لِيهن الأعادي مِنْك أَن سروجهم ... وَإِن أنفوا دون اللحود لحود) (وَإِن وضعُوا سَيْفا فكفك ساعد ... وَإِن رفعوا رَأْسا فرمحك جيد) وَأورد لَهُ أَيْضا (من كل حَامِل جدول فِي كَفه ... وأديمه من فَوْقه مَحْمُول) (ومثقف نشوان من خمر الوغى ... قصرت بِهِ الأغماد وَهُوَ طَوِيل) ) (كَادَت تصل كعوبه من لينه ... حَتَّى استقام من اللِّسَان دَلِيل) قلت شعر جيد 3 - (أَبُو سعيد السَّرخسِيّ الْحَنَفِيّ) عبد الْملك بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو سعد السَّرخسِيّ الْحَنَفِيّ ولي قَضَاء الْبَصْرَة وَالِده وَسمع أَبُو سعد هَذَا بِبَغْدَاد أَبَا الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وَأَبا الْفَتْح مَنْصُور بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ الْكَاتِب وبنيسابور عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطرازي وبالأهواز عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر الدينَوَرِي وَحدث بِبَغْدَاد عَن وَالِده وَولي قَضَاء الْبَصْرَة وَمضى إِلَيْهَا وَحدث بهَا وبإصبهان توفّي سنة سبعين وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن جريج) عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز جريج الرُّومِي مولى بني أُميَّة كَانَ

ابن الماجشون

أحد أوعية الْعلم عَالم مَكَّة وَهُوَ أول من صنف التصانيف فِي الحَدِيث روى عَن أَبِيه وَمُجاهد وَعَطَاء ابْن أبي رَبَاح وَطَاوُس وَعَمْرو بن شُعَيْب وَنَافِع وَالزهْرِيّ وَعَبدَة ابْن أبي لبَابَة وَابْن أبي مليكَة وَخلق كثير من التَّابِعين مولده بعد سنة سبعين وَتُوفِّي سنة خمسين وماية قَالَ أَبُو غَسَّان ربيح سَمِعت جَرِيرًا يَقُول كَانَ ابْن جريج يرى الْمُتْعَة تجوز بستين امْرَأَة وَقَالَ الْقطَّان لم يكن ابْن جريج عِنْدِي بِدُونِ مَالك وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لم يكن فِي الأَرْض بعطاء أعلم من ابْن جريح وَكَانَ رُبمَا دلّس وَقيل إِنَّه جَاوز الماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ يكنى أَبَا خَالِد وَأَبا الْوَلِيد 3 - (ابْن الْمَاجشون) عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن عبد اله ابْن أبي سَلمَة مَيْمُون وَقيل دِينَار ابْن الْمَاجشون أَبُو مَرْوَان الْقرشِي التَّيْمِيّ المنكدري مَوْلَاهُم الْأَعْمَى الْفَقِيه الْمَالِكِي تفقه على الإِمَام مَالك رَضِي الله عَنهُ وعَلى وَالِده عبد الْعَزِيز وَغَيرهمَا قيل إِنَّه عمي آخر عمره وَكَانَ مُولَعا بِالْغنَاءِ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل قد مر علينا وَمَعَهُ من يُغْنِيه وَحدث وَكَانَ من الفصحاء رُوِيَ أَنه إِذا ذاكره الإِمَام الشَّافِعِي لم يعرف النَّاس كثيرا مِمَّا يَقُولَانِ لِأَن الشَّافِعِي تأدب بهذيل وَعبد الْملك تأدب) فِي خؤولته من كلب الْبَادِيَة وَقَالَ أَحْمد بن المعذل كلما تذكرت أَن التُّرَاب يَأْكُل لِسَان عبد الْملك صغرت الدُّنْيَا فِي عَيْني قَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ لَا يعقل الحَدِيث وَقَالَ فِيهِ يحيى بن أَكْثَم كَانَ بحراً لَا تكدره الدلاء توفّي بِالْمَدِينَةِ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة

أبو نصر التمار

3 - (أَبُو نصر التمار) عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز الْقشيرِي النسوي الدقيقي التمار الزَّاهِد توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ مُسلم وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَجَمَاعَة كَانَ ابْن حَنْبَل لَا يرى الْكِتَابَة عَنهُ وَلَا عَن أحد مِمَّن امتحن فَأجَاب قَالَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْورْد مُؤذن بشر الحافي رَأَيْت بشرا فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي فَمَا فعل بِأبي نصر التمار قَالَ هَيْهَات ذَلِك فِي عليين بفقره وَصَبره على بُنْيَانه 3 - (القَاضِي بهاء الدّين الْحَنْبَلِيّ) عبد الْملك بن عبد الْوَهَّاب ابْن الشَّيْخ أبي الْفرج الشِّيرَازِيّ الدِّمَشْقِي القَاضِي الأوحد بهاء الدّين ابْن الْحَنْبَلِيّ شيخ الْحَنَابِلَة سَيَأْتِي ذكر وَالِده وَكَانَ شيخ الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق وَرَئِيسهمْ كَانَ يُفْتِي على مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل وَأبي حنيفَة وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس ماية 3 - (ذُو الرياستين المغربي) عبد الْملك بن عبود بن هُذَيْل بن رزين حسام الدولة ذُو الرياستين من برابرة الأندلس لما ثارت مُلُوك الطوائف بعد اختلال دولة بني أُميَّة ثار هُذَيْل ين رزين بمملكة السهلة بشرق الأندلس ثمَّ ورثهَا عَنهُ ابْنه عبود ثمَّ ورثهَا هَذَا حسام الدولة وَهُوَ فاضلهم ومشهورهم ذكره صَاحب القلائد وَقَالَ فِي وَصفه ورث الرياسة عَن مُلُوك عضدوا موازرهم وشدوا دون الْمَحَارِم مآزرهم لم يتوشحوا إِلَّا بالحمائل وَلَا جمحوا للباس إِلَّا فِي إعنة الصِّبَا وَالشَّمَائِل وَكَانَ ذُو الرياستين مُنْتَهى فخارهم وقطب مدراهم وَاسْتولى الملثمون

أبو نصر المقرئ

على مُلُوك الأندلس وَهُوَ فِي الْحَيَاة فاشتغلوا عَنهُ بِمَا هُوَ أقرب مِنْهُ لِأَنَّهُ كَانَ فِي أقْصَى شَرق الأندلس) وَكَانَت لَهُ هَيْبَة ومداراة إِلَى أَن مَاتَ وَترك ولدا صَغِيرا خلعوه وَأخذُوا ملكه وَمن شعره فِي شمعة (رب صفراء تردت ... برداء العاشقينا) (مثل فعل النَّار فِيهَا ... تفعل الْآجَال فِينَا) وَمِنْه (دع الجفن يذري الدمع لَيْلَة ودعوا ... إِذا انقلبوا بِالْقَلْبِ لَا كَانَ مدمع) (سروا كافتداء الطير لَا الصَّبْر بعدهمْ ... جميل وَلَا طول الندامة ينفع) (أضيق بِحمْل الفادحات من النَّوَى ... وصدري من الأَرْض البسيطة أوسع) (وَإِن كنت خلاع العذار فإنني ... لبست من العلياء مَا لَيْسَ يخلع) (إِذا سلت الألحاظ سَيْفا خَشيته ... وَفِي الْحَرْب لَا أخْشَى وَلَا أتوقع) وَمِنْه (أَتَرَى الزَّمَان يسرنَا بتلاق ... وَيضم مشتاقاً إِلَى مشتاق) (وتعض تفاح الْقُلُوب شفاهنا ... ونرى سنا الأحداق بالأحداق) (وتعود أَنْفُسنَا إِلَى أجسامها ... من بعد مَا شَردت على الْآفَاق) 3 - (أَبُو نصر الْمُقْرِئ) عبد الْملك بن عَليّ بن سَابُور بن الْحُسَيْن أَبُو نصر الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ سَافر إِلَى مصر وَأقَام بهَا وَحدث بهَا وَكَانَ عَالما بالقراآت ووجوهها وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية سمع أَبَا الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْقَاسِم بن الصَّلْت الْقرشِي وَغَيره وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْمُسلم بن عبد السَّمِيع بن عَليّ بن إِسْحَاق بن الْفرج الْمصْرِيّ

ابن الكيا الهراسي

وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الرَّازِيّ 3 - (ابْن الكيا الهراسي) عبد الْملك بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ أَبُو الْمَعَالِي ابْن الكيا الهراسي نَشأ بِبَغْدَاد وَسمع من أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان الرزاز وَأبي طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَلم يكن لَهُ اشْتِغَال بِالْعلمِ وَلَا سلك) طَرِيق وَالِده بل خالط أَصْحَاب الدِّيوَان وخدم فِي أشغالهم وعلت مرتبته ورتب حاجباً بِالْبَابِ النوبي وناظراً فِي الْمَظَالِم فَأَقَامَ نَحوا من أَرْبَعِينَ يَوْمًا وعزل وَحبس بالمطمورة عشر سِنِين وَثَلَاثَة أشهر وَذَلِكَ لِأَنَّهُ رأى يَوْمًا فرس المقتفي قَرِيبا مِنْهَا فرسولي عهد المستنجد فَقَالَ لَا أحياني الله إِلَى زمَان أرى هَذِه الْفرس مَكَان هَذِه الْفرس وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس ماية (عبد الْملك بن عَليّ) كَانَ مُؤذنًا بهراة وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر فضلائها وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية صنف كتاب الْمُحِيط فِي اللُّغَة والمنتخب من تَفْسِير الرماني وَكتاب الصِّفَات والأدوات الَّتِي يَبْتَدِئ بهَا الْأَحْدَاث 3 - (الْوَزير ابْن أبي شيبَة) عبد الْملك بنعلي ابْن أبي صَالح بن عبد الْكَرِيم بن الْفضل ابْن أبي شيبَة الْعَبدَرِي من بني شيبَة كَانَ من الرؤساء عالي الْمحل استوزره الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماه وَقرب من قلبه وَترسل عَنهُ إِلَى الْمُلُوك فأكرموه كثيرا وَكَانَ قبل ذَلِك يخْدم عِنْد الظَّاهِر صَاحب حلب وَعرض عَلَيْهِ عدَّة ولايات فَلم يجبهُ ورحل بعد وَفَاة الْمَنْصُور إِلَى منبج وَأقَام بِهَا إِلَى أَن مَاتَ وولادته سنة خمس وَخمسين وَخمْس ماية ووفاته سنة ثَلَاث وَعشْرين وست ماية وَمن شعره (حَيّ حَيا بمنبج فِيهِ هِنْد ... بابل من لحاظها والهند) (وَلما تبْعَث التَّحِيَّة التَّحِيَّة من ... نحوي إِلَى منبج غرام وَوجد) (وتوخ الحنين فِيهَا فَمن ... قرب حماها تشفى الْعُيُون الرمد)

ابن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز

3 - (ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن عبد الْعَزِيز) عبد الْملك بن عمر بن عبد الْعَزِيز الشَّاب الناسك قَالَ لِأَبِيهِ عمر يَا أبه أقِم الْحق وَلَو سَاعَة من نَهَار كَانَ يفضل على أَبِيه توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي حُدُود الماية لِلْهِجْرَةِ) 3 - (قَاضِي الْكُوفَة) عبد الْملك بن عُمَيْر بن سُوَيْد بن جَارِيَة اللَّخْمِيّ الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام رأى عليا رَضِي الله عَنهُ وروى عَن جاب بن سَمُرَة وحندب البَجلِيّ وعدي بن حَاتِم والأشعث بن قيس وَابْن الزبير وَطَائِفَة كَثِيرَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ولي قَضَاء الْكُوفَة بعد الشّعبِيّ قَالَ النَّسَائِيّ وَجَمَاعَة لَيْسَ بِهِ باس وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بحافظ وَضَعفه أَحْمد لغلطه وَقَالَ ابْن معِين مختلط وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ وَكَانَ معمراً توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وماية بالِاتِّفَاقِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة يُقَال إِنَّه عَاشَ ماية وَثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة وعزل عَن الْقَضَاء وَولي بعده ابْن أبي ليلى وَكَانَ يلقب بالقبطي وَإِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ فرس يدعى بذلك وقف عَلَيْهِ إِنْسَان وَقَالَ أَيْن عبد الْملك ين عُمَيْر القبطي فَقَالَ لَهُ إِن كنت تُرِيدُ عبد الْملك ابْن عُمَيْر اللَّخْمِيّ فَهُوَ أَنا وَإِن كنت تُرِيدُ القبطي فَهُوَ ذَا وَاقِف يَعْنِي فرسه قَالَ كنت عِنْد عبد الْملك بن مَرْوَان بقصر الْكُوفَة حِين جِيءَ إِلَيْهِ براس مُصعب بن الزبير فَوضع بَين يَدَيْهِ فرآني قد ارتعت فَقَالَ مَالك فَقلت أُعِيذك بِاللَّه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كنت بِهَذَا الْقصر فِي هَذَا الْموضع مَعَ عبيد الله بن زِيَاد فَرَأَيْت رَأس الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب بَين يَدَيْهِ فِي هَذَا الْمَكَان ثمَّ كنت فِيهِ مَعَ مُصعب بن الزبير فَرَأَيْت راس الْمُخْتَار فِيهِ بَين يَدَيْهِ ثمَّ هَذَا رَأس مُصعب ابْن الزبير بَين يَديك فَقَامَ عبد الْملك من مَوْضِعه وَأمر بهدم ذَلِك الطاق الَّذِي كُنَّا فِيهِ

أبو الحسن القرطبي

3 - (أَبُو الْحسن الْقُرْطُبِيّ) عبد الْملك بن عَيَّاش أَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ الْقُرْطُبِيّ أَخذ عَن أَبِيه عَيَّاش وَدخل فِي الدُّنْيَا بعد الزّهْد وَكتب للدولة وَحصل الثروة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَهُوَ الْقَائِل (عصيت هوى نَفسِي صَغِيرا فعندما ... دهتني اللَّيَالِي بالمشيب وبالكبر) (أَطَعْت الْهوى عكس الْقَضِيَّة لَيْتَني ... خلقت كَبِيرا وانتقلت إِلَى الصغر) فَزَاد ابْنه أَبُو الْحسن عَليّ (هَنِيئًا لَهُ أَن لم يكن كابنه الَّذِي ... أطَاع الْهوى فِي حالتيه وَمَا اعتذر) ) وَكَانَ عبد الْملك بارع الْخط 3 - (القاهر ابْن الْمُعظم) عبد الْملك بن عِيسَى ابْن أبي بكر بن أَيُّوب الْملك القاهر بهاء الدّين ابْن السُّلْطَان الْمُعظم ابْن الْملك الْعَادِل ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وست ماية سمع من ابْن اللتي وَغَيره وَحدث وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق سليم الصَّدْر يعاني زِيّ الْأَعْرَاب فِي مركبه ولباسه وخطابه ويتبادى وَكَانَ بطلاً شجاعاً قَالَ قطب الدّين اليونيني حَدثنِي تَاج الدّين نوح ابْن شيخ السلامية أَن الْأَمِير عز الدّين أيدمر العلائي نَائِب صفد حَدثهُ قَالَ كَانَ الظَّاهِر مُولَعا بالنجوم فَأخْبر أَنه يَمُوت فِي هَذِه السّنة بالسم ملك فَوَجَمَ لذَلِك وَكَانَ عِنْده حسد لمن يُوصف بالشجاعة وَيذكر بالجميل وَكَانَ القاهر مَعَ الظَّاهِر نوبَة الأبلستين وَفعل أفاعيل عَجِيبَة وَبَين يَوْم المصاف وتعجب النَّاس مِنْهُ فحسده وَكَانَ حصل للسُّلْطَان نَدم لتورطه فِي بِلَاد الرّوم فحدثه القاهر بِمَا فِيهِ نوع إِنْكَار عَلَيْهِ فأثر عِنْده فتخيل فِي ذهنه أَنه إِذا سمه كَانَ هُوَ الَّذِي ذكره المنجمون فَأحْضرهُ عِنْده يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر الْمحرم لشرب القمز وَجعل السقية فِي وريقة فِي جيبه وللسلطان ثَلَاث هنابات مُخْتَصَّة بِهِ كل هناب مَعَ سَاق فَمن أكْرمه السُّلْطَان نَاوَلَهُ هناباً مِنْهَا فاتفق قيام القاهر ليبزل

قاضي القضاة ابن درباس

فَجعل السلطات الوريقة فِي الهناب وأمسكه بِيَدِهِ وَجَاء القاهر فَنَاوَلَهُ الهناب فَقبل الأَرْض وشربه وَقَامَ السُّلْطَان ليبزل فَأخذ الساقي الهناب من يَد القاهر وملأه على الْعَادة ووقف وأتى السُّلْطَان فَتَنَاول الهناب وشربه وَهُوَ لَا يشْعر فَلَمَّا شربه أَفَاق على نَفسه وَعلم أَنه شرب من ذَلِك الهناب وَفِيه آثَار السم فتخل وَحصل لَهُ وعك وتمرض وَمَات وَأما القاهر فَمَاتَ من الْغَد ذكر العلائي أَنه بلغه ذَلِك من مطلع على الْأُمُور لَا يشك فِي أخباره 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن درباس) عبد الْملك بن عِيسَى بن درباس بن فير بن جهم بن عَبدُوس قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الماراني الشَّافِعِي ولد بنواحي الْموصل سنة سِتّ عشرَة وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة خمس وست ماية كَانَ قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية) 3 - (الْأَصْمَعِي) عبد الْملك بن قريب بن عبد الْملك بن عَليّ بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس الْأَصْمَعِي الْبَصْرِيّ صَاحب اللُّغَة كَانَ إِمَام زَمَانه فِي اللُّغَة روى عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وقرة بن خَالِد ومسعر بن كدام وَابْن عون وَنَافِع ابْن أبي نعيم وَسليمَان التَّيْمِيّ وَشعْبَة وبكار بن عبد الْعَزِيز ابْن أبي بكرَة وَحَمَّاد بن سَلمَة وَسَلَمَة بن بِلَال وَعمر ابْن أبي زَائِدَة وَخلق قَالَ عمر بن شبة سمعته يَقُول حفظت سِتَّة عشر ألف أرجوزة وَقَالَ الشَّافِعِي مَا عبر أحد عَن الْعَرَب بِمثل عبارَة الْأَصْمَعِي وَقَالَ ابْن معِين لم يكن مِمَّن يكذب وَكَانَ من أعلم النَّاس فِي فنه وَقَالَ أَبُو دَاوُد صَدُوق وَكَانَ يَتَّقِي أَن يُفَسر حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا يَتَّقِي أَن يُفَسر الْقُرْآن قيل لأبي نواس قد أشخص أَبُو عُبَيْدَة والأصمعي إِلَى الرشيد فَقَالَ أما أَبُو عُبَيْدَة فَإِن مكنوه من سَفَره قَرَأَ عَلَيْهِم أَخْبَار الْأَوَّلين والآخرين وَأما الْأَصْمَعِي فبلبل يطربهم بنغماته وَكَانَ بَخِيلًا وَيجمع أَحَادِيث البخلاء قَالَ لَهُ أَعْرَابِي رَآهُ يكْتب (مَا أَنْت إِلَّا الحفظه ... تكْتب لفظ اللفظه)

وتناظر هُوَ وسيبويه فَقَالَ يُونُس بن حبيب الْحق مَعَ سِيبَوَيْهٍ وَهَذَا يغلبه بِلِسَانِهِ وَقَالَ البُخَارِيّ مَاتَ سنة سِتّ عشرَة ومايتين وَقَالَ غَيره سنة خمس عشرَة وَقيل انه عَاشَ ثمانياً وَثَمَانِينَ سنة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَحدث الرياشي قَالَ قَالَ الْأَصْمَعِي لم تتصل لحيتي حَتَّى بلغت سِتِّينَ سنة وَكَانَ الشّعْر للأصمعي وَالْأَخْبَار لأبي عُبَيْدَة قَالَ أَبُو الطّيب عبد الْوَاحِد بن عَليّ اللّغَوِيّ كَانَ الْأَصْمَعِي صَدُوقًا فِي كل شَيْء من أهل السّنة فَأَما مَا يَحْكِي الْعَوام وسقاط النَّاس من نَوَادِر الْأَعْرَاب وَيَقُولُونَ هَذَا مَا افتعله الْأَصْمَعِي ويحكون أَن رجلا رأى ابْن أَخِيه عبد الرَّحْمَن فَقَالَ لَهُ مَا يفعل عمك فَقَالَ قَاعد فِي الشَّمْس يكذب على الْأَعْرَاب فَهَذَا بَاطِل نَعُوذ بِاللَّه مِنْهُ وَمن معرة جهل قائليه وَكَيف يكون ذَلِك وَهُوَ لَا يُفْتِي إِلَّا فِيمَا أجمع عُلَمَاء اللُّغَة عَلَيْهِ وَيقف عَمَّا ينفردون عَنهُ وَلَا يُجِيز إِلَّا أفْصح اللُّغَات وَقَالَ أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد سَأَلت الْأَصْمَعِي مَا معنى قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْجَار أَحَق بسقبه فَقَالَ أَنا لَا أفسر حَدِيث رَسُول الله وَلَكِن الْعَرَب تزْعم أَن السقب اللزيق) وَحدث مُحَمَّد بن زَاهِر سَمِعت الشَّاذكُونِي يَقُول إِذا بعث الله عز وَجل الْخلق لم يبْق بالبادية أعربي إِلَّا تظلم إِلَى الله من كذب الْأَصْمَعِي عَلَيْهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي حضرت أَنا وَأَبُو عُبَيْدَة عِنْد الْفضل بن الرّبيع فَقَالَ لي كم كتابك فِي الْخَيل فَقلت مُجَلد وَاحِد فَسَأَلَ أَبَا عُبَيْدَة عَن كِتَابه فَقَالَ خَمْسُونَ مجلداً فَقَالَ لَهُ قُم إِلَى هَذَا الْفرس وَأمْسك عضوا مِنْهُ وسمه فَقَالَ لست بيطاراً وَإِنَّمَا هَذَا شَيْء أَخَذته عَن الْعَرَب فَقَالَ لي قُم يَا أصمعي وَافْعل ذَلِك فَقُمْت وَأَمْسَكت ناصيته وَجعلت أذكر عضوا عضوا وَبَلغت حَافره فَقَالَ خُذْهُ فَأخذت الْفرس قَالَ فَكنت إِذا أردْت أَن أَغيظهُ ركبت ذَلِك الْفرس وأتيته وَقَالَ كنت عِنْد الرشيد فَشرب مَاء بثلج فاستطابه فَقَالَ الْحَمد لله ثمَّ قَالَ لي أتحفظ فِي هَذَا شَيْئا يَا عبد الْملك فَقلت نعم وأنشدته (وشربة الثَّلج بِمَاء عذب ... تستخرج الشُّكْر من أقْصَى الْقلب) شكرا من العَبْد لنعمى الرب فَقَالَ لي يَا أصمعي مَا سمع بمثلك قلت فَالنَّاس معذورون فِيهِ إِذْ قَالُوا إِنَّه يضع فَإِن هَذَا الِاتِّفَاق لاستحضار الأبيات بعيد فَهُوَ إِمَّا أَن تكون الْوَاقِعَة قد وَضعهَا وَإِمَّا أَن يكون الشّعْر ارتجله وَهُوَ أعظم وَقَالَ لَا يَنْبَغِي للْإنْسَان أَن يدْخل على الْمُلُوك بِغَيْر الْملح من السّعر فَإِن الرشيد أَعْطَانِي فِي أَبْيَات أنشدته فِي لَيْلَة ثَلَاثَة آلَاف دِينَار دخلت عَلَيْهِ لَيْلَة

فَأَنْشَدته (تزوجت وَاحِدَة مِنْكُم ... فَنكتَ بشفعتها أربعينا) (ونكت الرِّجَال ونكت النِّسَاء ... ونكت الْبَنَات ونكت البنينا) (وَأرْسلت أيري فِي داركم ... فطوراً شمالاً وطوراً يَمِينا) فَقَالَ الرشيد هَذَا يصل الْمَقْطُوع وَيُقِيم النَّائِم فزدني من هَذَا الْمَعْنى فَأَنْشَدته (أما وَالله لَو يلقاك أيري ... قبيل الصُّبْح فِي ظلماء بَيت) (لَكُنْت تَرين أَن السحق زور ... وَأَن الشَّأْن فِي هَذَا الْكُمَيْت) وَقَالَ الْأَصْمَعِي وصلت بِالْعلمِ وكسبت بالملح وَقَالَ ذكرت يَوْمًا للرشيد نهم سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَقلت إِنَّه كَانَ يجلس وتحضر بَين يَدَيْهِ الخراف المشوية وَهِي كَمَا أخرجت من تنانيرها فيريد أَخذ كلاها فتمنعه حَرَارَتهَا فَيجْعَل يَده فِي طرف حلته ويدخلها فِي جَوف الخروف فَيَأْخُذ كلاه فَقَالَ لي قَاتلك الله فَمَا أعلمك بأخبارهم إعلم أَنه عرضت عَليّ ذخائر بني أُميَّة فَنَظَرت إِلَى ثِيَاب مذهبَة ثمينة وأكمامها زهكة بالدهن فَلم أدر مَا ذَلِك حَتَّى حَدَّثتنِي) بِهَذَا الحَدِيث ثمَّ قَالَ عَليّ بِثِيَاب سُلَيْمَان فَنَظَرْنَا إِلَى تِلْكَ الْآثَار فِيهَا ظَاهِرَة فكساني مِنْهَا حلَّة وَكَانَ الْأَصْمَعِي رُبمَا خرج فِيهَا أَحْيَانًا فَيَقُول هَذِه جُبَّة سُلَيْمَان وَكَانَ جد الْأَصْمَعِي عَليّ بن أصمع سرق بسفوان فَأتوا بِهِ عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ جيئوني بِمن يشْهد أَنه أخرجهَا من الرحل فَشهد عَلَيْهِ بذلك فَقطع من أشاجعه فَقيل لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا قطعته من زنده فَقَالَ يَا سُبْحَانَ الله كَيفَ يتَوَكَّأ كَيفَ يُصَلِّي كَيفَ يَأْكُل فَلَمَّا قدم الْحجَّاج الْبَصْرَة أَتَاهُ عَليّ بن أصمع فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير إِن أَبَوي عقاني فسماني عليا فسمني أَنْت فَقَالَ مَا أحسن مَا توسلت بِهِ قد وليتك سمك البارجاه وأجريت لَك كل يَوْم دانقين فُلُوسًا وَوَاللَّه لَئِن تعديتهما لأقطعن مَا أبقاه عَليّ عَلَيْك وَمن تصانيفه كتاب خلق الْإِنْسَان كتاب الْأَجْنَاس كتاب الأنواء كتاب الْهَمْز كتاب الْمَقْصُور والممدود كتاب الْفرق كتاب الصِّفَات كتاب الأثواب كتاب الميسر والقداح كتاب خلق الْفرس كتاب الْخَيل كتاب الْإِبِل كتاب الشَّاء كتاب الأخبية كتاب الوحوش كتاب فعل وأفعل كتاب الْأَمْثَال كتاب الأضداد كتاب الْأَلْفَاظ كتاب السِّلَاح كتاب اللُّغَات كتاب مياه الْعَرَب كتاب النَّوَادِر كتاب الِاشْتِقَاق كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب المصادر كتاب الأراجيز كتاب النَّخْلَة

كتاب النَّبَات كتاب مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ كتاب غَرِيب الحَدِيث كتاب نَوَادِر الْأَعْرَاب وَغير ذَلِك قَالَ أَبُو العيناء كُنَّا فِي جَنَازَة الْأَصْمَعِي فجذبني أَبُو قلَابَة الْجرْمِي الشَّاعِر فأنشدني لنَفسِهِ (لعن الله أعظماً حملوها ... نَحْو دَار البلى على خشبات) (أعظماً تبغض النَّبِي وَآل الْبَيْت ... والطيبين والطيبات) قَالَ وجذبني أَبُو الْعَالِيَة الشَّافِعِي وأنشدني (لَا در نَبَات الأَرْض إِذْ فجعت ... بالأصمعي لقد أبقت لنا أسفا) (عش مَا بدا لَك فِي الدُّنْيَا فلست ترى ... فِي النَّاس مِنْهُ وَلَا من علمه خلقا) قَالَ فعجبت من اخْتِلَافهمَا فِيهِ وَقَالَ مُحَمَّد ابْن أبي الْعَتَاهِيَة لما بلغ أبي موت الْأَصْمَعِي جزع عَلَيْهِ ورثاه بقوله (لهفي لمَوْت الْأَصْمَعِي فقد مضى ... حميدا لَهُ فِي كل صَالِحَة سهم) (تقضت بشاشات الْمجَالِس بعده ... وودعنا إِذْ ودع الْأنس وَالْعلم) ) (وَقد كَانَ نجم الْعلم فِينَا حَيَاته ... فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّامه أفل النَّجْم) وَمن شعر الْأَصْمَعِي مَا قَالَه فِي جَعْفَر الْبَرْمَكِي (إِذا قيل من للندى والعلى ... من النَّاس قيل الْفَتى جَعْفَر) (وَمَا إِن مدحت فَتى قبله ... وَلَكِن بني جَعْفَر جَوْهَر) دخل الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف يَوْمًا على الرشيد فَقَالَ قد عملت شعرًا لم يسبقني أحد إِلَى مَعْنَاهُ فَقَالَ الرشيد هَات فأنشده (إِذا مَا شِئْت أَن تصنع ... شَيْئا يعجب الناسا) (فصور هَا هُنَا فوزاً ... وصور ثمَّ عباسا) (فَإِن لم يدنوا حَتَّى ... ترى رأسيهما راسا) (فكذبهما بِمَا قاست ... وَكذبه بِمَا قاسى) فَنظر الرشيد إِلَى الْأَصْمَعِي فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد سبق إِلَيْهِ فَقَالَ هَات فأنشده

أبو الوليد المهري القيرواني

(لَو أَن صُورَة من أَهْوى ممثلة ... وصورتي لاجتمعا فِي الْجِدَار مَعًا) (إِذا تأملتنا ألفيتنا عجبا ... إلفان مَا افْتَرقَا يَوْمًا وَلَا اجْتمعَا) 3 - (أَبُو الْوَلِيد الْمهرِي القيرواني) عبد الْملك بن قطن أَبُو الْوَلِيد الْمهرِي القيرواني النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ شيخ أهل الْأَدَب بالمغرب كَانَ أحفظ أهل الزَّمَان لأنساب الْعَرَب ووقائعهم وأشعارهم وَله كتاب تَفْسِير مغازي الْوَاقِدِيّ وَكتاب اشتقاق الْأَسْمَاء ذيل بِهِ على قطرب وَكَانَ شَاعِرًا خَطِيبًا بليغاً مفوهاً وَعمر طَويلا وَكَانَ سَمحا جواداً توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَتقدم لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة أَخِيه إِبْرَاهِيم بن قطن فِي الأباره 3 - (الثعالبي) عبد الْملك بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَبُو مَنْصُور الثعالبي النَّيْسَابُورِي الأديب الشَّاعِر صَاحب التصانيف الأديبة ولد سنة خمسين وماية وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية وَقيل سنة تسع وَعشْرين وَكَانَ يلقب بجاحظ زَمَانه وتصانيفه كَثِيرَة إِلَى الْغَايَة مِنْهَا يتيمة الدَّهْر وتتمة الْيَتِيمَة وَهِي أحسن تصانيفه وَقد اشتهرت كثيرا وَلابْن قلاقس فِيهَا عدَّة مقاطيع مِنْهَا قَوْله) (حفظ الْيَتِيمَة كل من ... فِي شرقها وَالْمغْرب) (فشدوت من عجب بهَا ... كم لليتيمة من أَب) وَقَوله (كتب القريض لآلئ ... نظمت على جيد الْوُجُود) (فضل الْيَتِيمَة فيهم ... فضل الْيَتِيمَة فِي الْعُقُود)

وَقَوله (أَبْيَات أشعار الْيَتِيمَة ... أبكار أفكار قديمَة) (مَاتُوا وَعَاشَتْ بعدهمْ ... فلذاك سميت الْيَتِيمَة) وَكتاب سحر البلاغة وَكتب عَلَيْهِ الأديب أَبُو يَعْقُوب صَاحب كتاب الْبلْغَة فِي اللُّغَة (سحرت النَّاس فِي تأليف سحرك ... فجَاء قلادة فِي جيد دهرك) (وَكم لَك من معَان فِي معَان ... شَوَاهِد عندنَا تعلو بقدرك) (وقيت نَوَائِب الدُّنْيَا جَمِيعًا ... فَأَنت الْيَوْم جاحظ أهل عصرك) وَمن تصانيفه الْمُبْهِج وَفقه اللُّغَة وَكتاب التَّمْثِيل والمحاضرة وثمار الْقُلُوب وغرر المضاحك والفرائد والقلائد وَكتاب الْأَعْدَاد ومدح الشَّيْء وذمه وَكتاب الْمُضَاف والمنسوب وَكتاب الشَّمْس وَكتاب حل العقد وَكتاب مرْآة الْمُرُوءَة وَكتاب أحسن مَا سَمِعت وَكتاب أحاسن المحاسن وَكتاب أَجنَاس التَّجْنِيس وَكتاب الظرائف واللطائف وَكتاب السياسة وَكتاب الثَّلج والمطر وَكتاب سحر البلاغة وَكتاب الاقتباس وَكتاب سجع الْمَنْصُور وَكتاب اللمع الغضة وَكتاب الغلمان وَكتاب تفضل المقتدرين وتنصل المعتذرين وَكتاب يَوَاقِيت الْمَوَاقِيت وَكتاب التحسين والتقبيح وَكتاب خَاص الْخَاص وَكتاب الإعجاز والإيجاز وَكتاب أنس الْمُسَافِر وَكتاب عُيُون النَّوَادِر وَكتاب الْكِنَايَة والتعريض وَكتاب أَفْرَاد الْمعَانِي وَكتاب الْمُتَشَابه لفظا وخطاً وَكتاب النَّوَادِر والبوادر وَكتاب الْفُصُول الفارسية وَكتاب الأنيس فِي غرر التَّجْنِيس وَكتاب الْمُنْتَحل وَكتاب سر الْبَيَان وَكتاب من أعوزه المطرب وَكتاب سر الْأَدَب فِي مجاري كَلَام الْعَرَب وَكتاب الأحاسن من بَدَائِع البلغاء وَكتاب منادمة الْمُلُوك وَكتاب عنوان المعارف وَكتاب الطّرف من شعر البستي وَكتاب الْورْد وَكتاب حجَّة الْعقل وَكتاب صَنْعَة الشّعْر والنثر وَكتاب سر الوزارة كتاب الْأَمْثَال والتشبيهات وَكتاب مِفْتَاح) الفصاحة وَكتاب لباب الأحاسن وَكتاب لطائف الظرفاء وَكتاب الخوارزمشاهيات وَكتاب المديح وَكتاب الْأَدَب مَا للنَّاس فِيهِ إرب كتاب التفاحة وَكتاب أَفْرَاد الْمعَانِي وَكتاب نسيم الْأنس وَكتاب اللَّطِيف فِي الطّيب وَكتاب بهجة المشتاق وَكتب خَصَائِص الفضايل وَكتاب جَوَامِع الْكَلم وَكتاب الْملح والطرف وَكتاب المشوق وَكتاب من غَابَ عَنهُ المؤانس وَكتاب نسيم السحر وَكتاب الْفُصُول فِي الْفُصُول

ورثاه الْحَاكِم أَبُو سعد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن دوست النَّيْسَابُورِي بقوله (كَانَ أَبُو مَنْصُور الثَّعْلَبِيّ أبر ... ع فِي الْآدَاب من ثَعْلَب) (لَيْت الردى قدمني قبله ... لكنه أروغ من ثَعْلَب) (يطعن من شَاءَ من النَّاس بالمو ... ت كطعن المح بالثعلب) وَغير ذَلِك أَشْيَاء كَثِيرَة وَيُقَال إِنَّه كَانَ مؤدب صبيان فِي مكتب وَقَالَ قَالَ لي سُهَيْل بن الْمَرْزُبَان يَوْمًا إِن الشُّعَرَاء من شلشل وَمِنْهُم من سلسل وَمِنْهُم من قلقل وَمِنْهُم من بلبل فَقَالَ الثعالبي إِنِّي أَخَاف أَن أكون رَابِع الشُّعَرَاء أَرَادَ قَول الشَّاعِر (الشُّعَرَاء فاعلمن أَرْبَعَة ... فشاعر يجْرِي وَلَا يجرى مَعَه) (وشاعر من حَقه أَن ترفعه ... وشاعر من حَقه أَن تسمعه) وشاعر من حَقه أَن تصفعه وَأَرَادَ بقوله مِنْهُم من شلشل قَول الْأَعْشَى (وَقد أروح إِلَى الحانات يَتبعني ... شاو مشل شلول شلشل شول) وَأَرَادَ بقوله مِنْهُم من سلسل قَول مُسلم بن الْوَلِيد (سلت وسلت ثمَّ سل سليلها ... فَأتى سليل سليلها مسلولا) وَأَرَادَ بقوله قلقل قَول المتنبي (فقلقلت بالهم الَّذِي قلقل الحشا ... قلاقل هم كُلهنَّ قلاقل) قَالَ الثعالبي ثمَّ إِنِّي قلت بعد حِين (وَإِذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فانف البلابل باحتساء البابلي) قَالَ ياقوت وَمن شعر الثعالبي رَأَيْته بِخَط ابْن الخشاب (دَعَوْت بِمَاء فِي إِنَاء فَجَاءَنِي ... غُلَام بهَا صرفا فأوسعته زجرا) ) (فَقَالَ هِيَ المَاء القراح وَإِنَّمَا ... تجلى لَهَا خدي فأوهمك الخمرا) وَمن شعره (لما بعثت فَلم تنجب مطالعتي ... وأمعنت نَار شوقي فِي تلهبها)

الخركوشي

(وَلم أجد حِيلَة تبقي على رمقي ... قبلت عين رَسُولي إِذْ رآك بهَا) وَمِنْه مَا كتبه إِلَى أبي الْفضل الميكالي (لَك فِي المفاخر معجزات جمة ... أبدا لغيرك فِي الورى لم تجمع) (بحران بَحر فِي البلاغة شابه ... شعر الْوَلِيد وَحسن لفظ الْأَصْمَعِي) (كالنور أَو كالسحر أَو كالبدر أَو ... كالوشي فِي برد عَلَيْهِ موشع) (شكرا فكم من فقرة لَك كالغنى ... وافى الْكَرِيم بعيد فقر مدقع) (وَإِذا تفتق نور شعرك ناضراً ... فالحسن بَين مصرع ومرصع) (أرجلت أَفْرَاس الْكَلَام ورضت أُفٍّ ... راس البديع وَأَنت أمجد مبدع) (ونقشت فِي فص الزَّمَان بدائعاً ... تزري بآثار الرّبيع الممرع) وَمِنْه (طالع يومي غير منحوس ... فسقني يَا طارد البوس) (كأساً كعين الديك فِي رَوْضَة ... كَأَنَّهَا حلَّة طَاوُوس) قلت ذكرت هُنَا مَا قلته وَفِيه زِيَادَة (كَأَنَّمَا ذَنْب الطاووس روضتنا ... والفول ذُو زهرات مثل زرزور) (والسحب فِي الْأُفق قد مدت جنَاح قطاً ... فَاشْرَبْ على خَفق عود مثل شحرور) (وهات خمرًا كعين الديك تتبعها ... بفستق قد حكى منقار عُصْفُور) 3 - (الخركوشي) عبد الْملك بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو سعد ابْن أبي عُثْمَان النَّيْسَابُورِي الْوَاعِظ الزَّاهِد الْمَعْرُوف بالخركوشي وخركوش سكَّة نيسابور لَهُ كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة وَالتَّفْسِير وَله فِي الزّهْد وَغير ذَلِك

ابن أبي عامر

3 - (ابْن أبي عَامر) عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أبي عَامر ولي بعد وَالِده الْمَنْصُور ابْن أبي عَامر) الْحَاجِب فَكَانَت مُدَّة ولَايَته سبع سِنِين فسميت الْأُسْبُوع وَقَتله أَخُوهُ عبد الرَّحْمَن بشم فِي تفاحة شقها نِصْفَيْنِ بسكين نقش أحد جانبيها وحشا النقش سما فَمَاتَ وَلما شَعرت الْعَامَّة بذلك ثارت على عبد الرَّحْمَن فَقتلته وشوهت بِهِ وصلبته وثارت الْفِتَن بقرطبة فاقتتل الأمويون والعامريون فَقَامَ مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن النَّاصِر على العامرييّن ثمَّ قَامَ عَلَيْهِ سُلَيْمَان المستعين بن الحكم الملقب بالمهدي وَفِي أَيَّامه قتل الْمُؤَيد هشان بن الحكم وَقيل قتل فِي مُدَّة المستعين قَتله ابْن المستعين خنقاً وَدفن ثمَّ نبش أَربع مَرَّات ثمَّ نبش أَربع مَرَّات ثمَّ قَامَ عبد الرَّحْمَن المستظهر ثمَّ الْمُعْتَمد وَذَلِكَ كُله حول عَام أَربع ماية فِي الْعشْر الَّتِي بعْدهَا وثار كلُّ والٍ فِي مَكَانَهُ وَظهر الْقَاسِم بن حمود الحمودي وَيَزْعُم أَنه من ولد فاطمةَ رَضِي الله عَنْهَا 3 - (أَمِير الْكَلَام) عبد الْملك بن مُحَمَّد أَبُو مَرْوَان التَّمِيمِي الْمَعْرُوف بأمير الْكَلَام كَانَ مَوْصُوفا بِالْفَضْلِ وَالْأَدب وجودة وَالنّظم والنثر قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَأَظنهُ كَانَ من أهل الشَّام دخل بَغْدَاد وروى بهَا شَيْئا من شعره وَكتب عَنهُ فَارس الذهلي وَأورد لَهُ من شعره (يلومني الحساد فِيك وإنني ... لداؤهم المعيي وخصمهم الألوى) (فيا لفؤادي مَا أَشد صبَابَة ... وَيَا لعذولي مَا أضلّ وَمَا أغوى) (وللدهر من بَاغ تطاول بغيه ... وللبين من طاغ تمادت بِهِ الطغوى) (لعمري لقد خطت بقلبي يَد النَّوَى ... سطور اشتياق لَا أُطِيق لَهَا محوا) (وَلَكِن أَبَت إِلَّا اغترابي همتي ... وَإِلَّا بلوغي فِي العلى الْغَايَة القصوى) وَمن شعره (أرشفني من رضابه ضرب ... على حذار من الرَّقِيب فَمه) (وعاذل فِي هَوَاهُ قلت لَهُ ... أكثرت يَا عاذلي عَلَيْهِ فَمه)

ابن بشران الواعظ

قلت شعر متوسط وَأما هَذَا الْمَعْنى فَإِنَّهُ مقلوب فَإِن الْفَم هُوَ الَّذِي يرشف الرضاب فَانْقَلَبَ مَعَه كَمَا ترَاهُ 3 - (ابْن بَشرَان الْوَاعِظ) عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران بن مُحَمَّد بن بَشرَان بن مهْرَان مولى بني أُميَّة) أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ الْوَاعِظ مُسْند الْعرَاق توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن زهر الطَّبِيب) عبد الْملك بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن زهر أَبُو مَرْوَان الْإِيَادِي الإشبيلي كَانَ فَاضلا فِي صناعَة الطِّبّ خَبِيرا بأعمالها حاذقاً فِيهَا دخل القيروان ومصر وتطبب هُنَاكَ زَمَانا طَويلا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأندلس وَقصد دانية وَكَانَ ملكهَا ذَلِك الْوَقْت مُجَاهِد فَأكْرمه إِكْرَاما كثيرا وَأمن بالْمقَام عِنْده وحظي فِي أَيَّامه واشتهر بدانية وشاع ذكره فِي الأقطار وَله فِي الطِّبّ أَشْيَاء مِنْهَا مَنعه من الْحمام واعتقاده فِيهِ أَنه يعفن الْأَجْسَام وَيفْسد تركيب الأمزجة وَهُوَ رَأْي خَالف فِيهِ الْأَوَائِل والأواخر ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى إشبيلية وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي وَخلف أَمْوَالًا جزيلة من الرباع والضياع 3 - (الدركادو المغربي) عبد الْملك بن مُحَمَّد التَّمِيمِي الْمَعْرُوف بالدركادو قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر غزل الشّعْر مطبوع موجز الْكَلَام سَافر إِلَى أوجه الْمعَانِي تفهم نَجوَاهُ من فحواه لَا يكَاد يحْسب شعره مَوْزُونا وَلَا القوافي مَشْهُورَة لسُهُولَة مخرجه وَقلة تكلفه وركوبه الأعاريض الْقصار وَرُبمَا قبض من عنانه فاشتدت شَكِيمَته وَلَا أعلم فِي عصرنا أحلى من طَرِيقَته انْتهى قلت هُوَ أشبه النَّاس شعرًا فِي المتاخرين بالبهاء وَمن شعره (كل يَوْم أَنا من حبك ... فِي نوع جَدِيد)

(يغتدي صَعب شَدِيد ... بِي إِلَى صَعب شَدِيد) (ولعمر الله مَا قلبِي ... بِالْقَلْبِ الجليد) (وَالَّذِي ألْقى ويلقى ... دونه مضغ الْحَدِيد) (أَنا حَيّ الْوَصْل يومي ... وَغدا ميت الصدود) وَمِنْه (يَا طلعة الشَّمْس لَا بل ... أبهى وأجمل مِنْهَا) (ملكت نَفسِي فاحكم ... ببذلها أَو فَضلهَا) (وَأمر فديتك سولي ... فِي مهجة الصب وَأَنه) ) (فَأَنت تسْأَل لَا ش ... ك فِي الْقِيَامَة عَنْهَا) وَمِنْه (يَا رب ذِي نخوة وتيه ... حواهما طبعه جبله) (مهفهف كالهلال لَا بل ... يأتى بِمَا لَيْسَ فِي الأهله) (إِن زادني عزة ومنعاً ... زِدْت غرماً بِهِ وذله) (قد كتب الْحسن فِي دَاره ... أعيذ هَذَا الْجمال بِاللَّه) وَمِنْه (أَبَا وردية الخد ... وَيَا راحية الثغر) (بدلت الْقرب بالبعد ... وصنت الْوَصْل بالهجر) (وَمَا فِي الْعُمر مَا يح ... مل ذَا لَا سِيمَا عمري) (فَإِن تستحسني الْغدر ... فوصي حافر الْقَبْر) (وخل الْأَمر مَوْقُوفا ... إِلَى الْموقف فِي الْحَشْر) وَمِنْه (قُم إِلَى كيمياء شرب كرام ... لَا ترى فيهم نديماً نحيسا) (خُذ بدور الكؤوس ألق عَلَيْهَا ... من أكاسيرها تعدها شموسا) (حَسبنَا من طرائف الرَّوْض خذا ... ك وَمن غُصْن آسه أَن تميسا) (وكفانا من وَحش غزلانه أَن ... كنت من دونهَا غزالاً أنيسا)

وَمِنْه (من قهوة كانونها لَهب ... فِي حِين يخبو النُّور مَا تخبو) (تَأْتِيك وسط الْقَعْب ماثلة ... وكأنما فِي وَسطهَا الْقَعْب) (نهكت فأعيت من ضآلتها ... بحبابها فَلهُ بهَا رسب) (يسْعَى بهَا من ملْء وجنته ... سلم وملء جفونه حَرْب) (أردافه خفض بِوَجْه إِضَافَة ... للخصر الدَّقِيق وقده نصب) قلت قَوْله تَأْتِيك وسط العق ماثلة الْبَيْت مَأْخُوذ من قَول (لَسْتُ أدْرِي من رِقَّةٍ وَصَفاءٍ ... هِيَ فِي كأسها أم الكأس فِيهَا) ) وَمن شعر الدركادو قَوْله (ظَبْي يتيه بِهِ الدَّلال فينثني ... مَا بَين مشي مؤنث ومذكر) (يثني معاطفه الشَّبَاب بنخوة ... فيظل يمزج ذلة بتكبر) (يزهى بِوَجْه لَا أحاول وَصفه ... حسنا وَلَو حاولته لم أقدر) (من أَحْمَر منتثر فِي أَبيض ... أَو أَبيض مُنْتَظم فِي أَحْمَر) (وتكحل فِي بابلي أحور ... وتخطط فِي لؤلؤي أَزْهَر) (وبقامة جَاءَت بخصر مُضْمر ... فِي حَال خطرتها بردف مظهر) وَمِنْه من أَبْيَات (يَا ظَبْي أنس كل قبح فعله ... يَا بدر تمّ كل حسن وَجهه) (إِن لم يكن أحلى من الْقَمَر الَّذِي ... فِي الْأُفق وَجهك ذَا وَإِلَّا فَهُوَ هُوَ) (حزني وَلَيْسَ بنافعي حزني ... وَهل فِي أوه مَا يسلو بِهِ المتأوه) (إِن كَانَ من وَجه الْمُرُوءَة عنْدكُمْ ... غدري فحفظي فِي الْحَقِيقَة أوجه) (خنتك ولي كبد تذوب إِلَيْكُم ... شوقاً وقلب مَا حييت مدله) وَمِنْه فِي أنيف (نر على المنقار إِن كنت قد ... أنْكرت مِنْهُ عظم الْأنف) (أنف إِذا أقبل يمشي بِهِ ... حسبته يمشي إِلَى خلف) (لَو أَنه مورده مَا انْتهى ... فِيهِ يُرِيد الْيَوْم لِلنِّصْفِ)

ابن الطلاء

قَالَ ابْن رَشِيق أنشدته لي فِي أبخر (وأخشم إِن مثلت فَاه وَأَنْفه ... فَإِنَّهُمَا ضدان للمسك والند) (لَهُ نكهة بخراء بعد انشقاقها ... تصرع مجتاز الذُّبَاب على بعد) فأنشدني لنَفسِهِ (ومنتق ذِي بخر حابق ... يطْرق من حَدثهُ جائحه) (لَيست ترَاهُ الْعين من قلَّة ... وَإِنَّمَا يعرف بالرائحه) 3 - (ابْن الطلاء) عبد الْملك بن مُحَمَّد بن هِشَام بن سعد الإِمَام أَبُو الْحسن ابْن الطلاء الْقَيْسِي الشلبي من كَابر) أَئِمَّة الأندلس كَانَ أَبوهُ طلاء للجم وَكَانَ أَبُو الْحسن من أهل الْعلم والْحَدِيث والعكوف على الحَدِيث مَعَ الْمعرفَة باللغة وَالْأَدب والمشاركة فِي الْأُصُول وَكَانَ نسابه وخطب بشلب وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس ماية 3 - (الْحَافِظ أَبُو نعيم) عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عدي أَبُو نعيم الْجِرْجَانِيّ الأشتراباذي الْحَافِظ الرّحال قَالَ الْحَاكِم كَانَ من أَئِمَّة الْمُسلمين وَقَالَ حَمْزَة السَّهْمِي كَانَ مقدما فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث ماية 3 - (الْحَافِظ أَبُو قلَابَة) عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله الرقاشِي الْحَافِظ أَبُو

أمير المؤمنين الأموي

قلَابَة العابد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ صَدُوق كثير الْخَطَأ لكَونه حدث من حفظه توفّي سنة سِتّ وَسبعين ومايتين وروى عَنهُ ابْن ماجة 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأمَوِي) عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم ابْن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس ابْن عبد منَاف الْأمَوِي أَمِير الْمُؤمنِينَ بُويِعَ بِعَهْد من أَبِيه فِي خلَافَة ابْن الزبير وَبَقِي على مصر وَالشَّام وَابْن الزبير على بَاقِي الْبِلَاد مُدَّة سبع سِنِين ثمَّ غلب عبد الْملك على الْعرَاق وَمَا والاها حَتَّى قتل ابْن الزبير واستوثق الْأَمر لعبد الْملك كَانَ عابداً ناسكاً بِالْمَدِينَةِ وَشهد يَوْم الدَّار مَعَ أَبِيه وَهُوَ ابْن عشر سِنِين وَحفظ أَمرهم قَالَ ابْن سعد وَاسْتَعْملهُ مُعَاوِيَة على الْمَدِينَة وَهُوَ ابْن سِتّ عشرَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَسمع عُثْمَان وَأَبا هُرَيْرَة وَأَبا سعيد وَأم سَلمَة وبريرة مولاة عَائِشَة وَابْن عمر وَمُعَاوِيَة قَالَ مُصعب ابْن عبد الله أول من سمي عبد الْملك فِي الْإِسْلَام عبد الْملك بن مَرْوَان وَأمه عَائِشَة بنت مُعَاوِيَة ابْن أبي الْعَاصِ وَقَالَ أَبُو الزِّنَاد فُقَهَاء الْمَدِينَة سعدي ابْن الْمسيب وَعبد الْملك وَعُرْوَة بن الزبير وَقبيصَة بن ذُؤَيْب وَعَن ابْن عمر قَالَ ولد النَّاس أَبنَاء وَولد مَرْوَان أَبَا وَقَالَ مَالك سَمِعت يحيى بن سعيد يَقُول أول من صلى فِي الْمَسْجِد مَا بَين الظّهْر وَالْعصر عبد الْملك وَقَالَ ابْن عَائِشَة أفْضى الْأَمر إِلَى عبد الْملك والمصحف فِي حجره فأطبقه وَقَالَ هَذَا فِرَاق) بيني وَبَيْنك وَكَانَ لَهُ سبع عشر ولدا وَمَات فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَفِي تَارِيخ الْقُضَاعِي لقبه رشح الْحجر لبخله وَأمه عَائِشَة بنت مُعَاوِيَة بن الْمُغيرَة ابْن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس وَكَانَ ربعَة إِلَى الطول أقرب أَبيض لَيْسَ بالبادن وَلَا النحيف مقرون

الحاجبين كَبِير الْعَينَيْنِ مشرف الْأنف كثير الشّعْر متفلج الْفَم مشبك الْأَسْنَان بِالذَّهَب أبخر كَانَ يلقب أَبَا الذبان يَزْعمُونَ أَن الذبابة إِذا مرت بِفِيهِ مَاتَت لشدَّة بخره ولد يَوْم جلس عُثْمَان للخلافة وَكَانَ ملكه مَه سني ابْن الزبير إِحْدَى وَعشْرين سنة وَسِتَّة أشهر وخلص لَهُ ثَلَاث عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَلما مَاتَ صلى عَلَيْهِ ابْنه الْوَلِيد كَانَ كَاتبه قبيصَة بن ذُؤَيْب وسرجون بن مَنْصُور وعَلى رسائله أَبُو الزعيزعة وَفِي أَيَّامه حولت الدَّوَاوِين إِلَى الْعَرَبيَّة وَفِي تَارِيخ الْقُضَاعِي وَكتب لَهُ روح بن زنباع وَكَانَ حَاجِبه أَبُو يُوسُف مَوْلَاهُ ثمَّ أَبُو درة وَنقش خَاتمه آمَنت بِاللَّه مخلصاً وَفِي أَيَّامه نقشت الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم بِالْعَرَبِيَّةِ سنة سِتّ وَسبعين وَكَانَ على الدَّنَانِير قبل ذَلِك كِتَابَة بالرومية وعَلى الدَّرَاهِم كِتَابَة بِالْفَارِسِيَّةِ وَكَانَت المثاقيل فِي الْجَاهِلِيَّة اثْنَيْنِ وَعشْرين قيراطاً إِلَّا حَبَّة بالشامي كتب إِلَى الْحجَّاج مرّة رِسَالَة مِنْهَا قد بَلغنِي عَنْك إِسْرَاف فِي الْقَتْل وتبذير فِي المَال وَهَاتَانِ خلَّتَانِ لَا احْتمل عَلَيْهِمَا أحدا وَقد حكمت عَلَيْك فِي الْعمد بالقود وَفِي الْخَطَأ بِالدِّيَةِ وَفِي الْأَمْوَال تردها إِلَى موَاضعهَا وسيان منع حق أَو إِعْطَاء بَاطِل لَا يؤنسنك إِلَّا الطَّاعَة وَلَا يوحشنك إِلَّا الْمعْصِيَة وَكتب فِي آخر كِتَابه (وَإِن ترمني غَفلَة قرشية ... فيا رُبمَا قد غص بِالْمَاءِ شَاربه) (وَإِن ترمني غضبة أموية ... فَهَذَا وَهَذَا كل ذَا أَنا صَاحبه) (سأملي لذِي الذَّنب الْعَظِيم كأنني ... أَخُو غَفلَة عَنهُ وَقد جب غاربه) (فَإِن كف لم أعجل عَلَيْهِ وَإِن أَبى ... وَثَبت عَلَيْهِ وثبة لَا أراقبه) وَلما قتل عَمْرو بن عيد قَالَ (أدنيته مني ليسكن روعه ... فأصول صولة حَازِم مستمكن) (غَضبا لديني والخلافة إِنَّه ... لَيْسَ الْمُسِيء سَبيله كالمحسن) قَالَ ابْن جريج عَن أَبِيه خَطَبنَا عبد الْملك بن مَرْوَان بِالْمَدِينَةِ بعد قتل ابْن الزبير فِي الْعَام الَّذِي) حج فِيهِ سنة خمس وَسبعين فَقَالَ بعد حمد الله وَالثنَاء عَلَيْهِ أما بعد فلست بالخليفة المستضعف وَلَا الْخَلِيفَة المداهن وَلَا الْخَلِيفَة المأفون أَلا وَإِن من كَانَ قبلي من الْخُلَفَاء كَانُوا يَأْكُلُون ويطعمون من هَذِه الْأَمْوَال أَلا وَأَنِّي لَا أداوي هَذِه الْأمة إِلَّا بِالسَّيْفِ حَتَّى تستقيم لي قناتكم تكلفونا أَعمال الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين وَلَا تعلمُونَ أَعْمَالهم فَلَنْ تزدادوا

الأمير اللخمي

إِلَّا اجتراحاً وَلَا تزدادوا إِلَّا عُقُوبَة حَتَّى حكم السَّيْف بَيْننَا وَبَيْنكُم هَذَا عَمْرو بن سعيد قرَابَته قرَابَته وموضعه مَوْضِعه قَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا فَقُلْنَا بأسيافنا هَكَذَا أَلا وَإِنَّا نَحْتَمِلُ كل شَيْء إِلَّا وثوباً على مِنْبَر أَو نصب راية أَلا وَإِن الجامعة الَّتِي جَعلتهَا فِي عنق عَمْرو بن سعيد عِنْدِي وَالله لَا يفعل أحد فعله إِلَّا جَعلتهَا فِي عُنُقه ثمَّ لَا تخرج نَفسه إِلَّا صعداً وَزَاد غَيره وَالله لَا يَأْمُرنِي أحد بتقوى الله بعد مقَامي هَذَا إِلَّا ضربت عُنُقه ثمَّ نزل فَركب نَاقَة وَأخذ بزمامها وَقَالَ (فَصحت وَلَا شلت وضرت عدوها ... يَمِين هراقت مهجة ابْن سعيد) قلت إِن صحت هَذِه الزِّيَادَة الَّتِي فِي هَذَا الْخَبَر فعبد الْملك بن مَرْوَان أول من نهى عَن الْمَعْرُوف فِي الْإِسْلَام وَهُوَ أول من غدر فِي الْإِسْلَام لِأَن وَالِده عهد لعَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ فَقتله عبد الْملك وَأول من نهى عَن الْكَلَام بِحَضْرَة الْخُلَفَاء وَكَانَ النَّاس قبله يراجعون الْخُلَفَاء ويعترضون عَلَيْهِم فِيمَا يَفْعَلُونَ وَهُوَ أول خَليفَة بخل وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد وَسليمَان وَهِشَام وَهَؤُلَاء الثَّلَاثَة ولوا الْخلَافَة ومروان الْأَكْبَر وَدَاوُد وَعَائِشَة وَيزِيد وَقد ولي الْخلَافَة أَيْضا ومروان الْأَصْغَر وَمُعَاوِيَة وبكار وَحج مَاشِيا من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة على اللبود وَالْحكم وَعبد الله ومسلمة وعنبسة وَمُحَمّد وَسَعِيد الْخَبَر وَالْحجاج وَفَاطِمَة تزَوجهَا عمر بن عبد الْعَزِيز وَأَعْطَاهَا أَبوهَا الدرة الْيَتِيمَة وقرطي مَارِيَة وَقبيصَة وَالْمُنْذر 3 - (الْأَمِير اللَّخْمِيّ) عبد الْملك بن مَرْوَان بن الْأَمِير مُوسَى بن نصير اللَّخْمِيّ وَكَانَ من أَعْيَان الدولة الأموية وولاه أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور إقليم فَارس وَكَانَ فصيحاً وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وماية 3 - (ابْن أبي الْخِصَال المغربي) عبد الْملك بن مَسْعُود بن فرج أَبُو مَرْوَان ابْن أبي الْخِصَال الغافقي الْكَاتِب نزيل قرطبة كَانَ أديباً حاذقاً فصيحاًَ مفوهاً بليغاً لَهُ رسائل بديعة اسْتَعْملهُ الْأُمَرَاء فِي الْكتاب)

العامري الكوفي الزراد

وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية 3 - (العامري الْكُوفِي الزراد) عبد الْملك بِمَ ميسرَة الْهِلَالِي العامري أَبُو زيد الْكُوفِي الزراد عَن ابْن عمر وَأبي الطُّفَيْل وَزيد بن وهب وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة نبيلاً توفّي سنة سِتّ عشرَة وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (شرف الدّين الْمُقْرِئ الإسكندري) عبد الْملك بن نصر بن عبد الْملك بن عَتيق بن مكي الشَّيْخ الإِمَام شرف الدّين أَبُو الْمجد الْقرشِي الفِهري الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ ولد بالإسكندرية سنة تسع وَسبعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست ماية اشْتغل بالأدب وبرع فِيهِ واشتهر باللغة والنحو وانتفعوا بِهِ 3 - (ابْن جهبل الْحلَبِي) عبد الْملك بن نصر الله بن جهبل أَبُو الْحُسَيْن الْفَقِيه الشَّافِعِي الْحلَبِي كَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْمعرفَة بِمذهب الشَّافِعِي وَكَانَ زاهداً عابداً ورعاً سَاكِنا درس بالزجاجية بحلب وَقدم بَغْدَاد حَاجا وَحدث بهَا بِأَحَادِيث الْبَيْنُونَة لأبي الْعَبَّاس السراج عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن يَاسر وَتُوفِّي بحلب سنة تسعين وَخمْس ماية 3 - (صَاحب السِّيرَة) عبد الْملك بن هِشَام بن أَيُّوب الْحِمْيَرِي الْمعَافِرِي وَقيل الذهلي أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ نزيل مصر مهذب السِّيرَة النَّبَوِيَّة سَمعهَا من زِيَاد بن عبد الله البكائي صَاحب ابْن إِسْحَاق ونقحها وَحذف جملَة من أشعارها وروى فِيهِ مَوَاضِع عَن عبد الْوَارِث التنوري وَغَيره وَثَّقَهُ أَبُو سعيد ابْن يُونُس وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة ومايتين وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة

أبو مروان القرطبي

وَكَانَ عَالم مصر بالغريب فِي الشّعْر والسيرة الْمَشْهُورَة بِابْن هِشَام هِيَ لَهُ وَله أَنْسَاب حمير وملوكها وَشرح مَا وَقع فِي أشعار السِّيرَة من الْغَرِيب قيل لَهُ لَو أتيت الشَّافِعِي فَأبى أَن يَأْتِيهِ ثمَّ قيل لَهُ فَأَتَاهُ فذاكره أَنْسَاب الرِّجَال فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِي بعد أَن تذاكرا طَويلا دع عَنْك) أَنْسَاب الرِّجَال فَإِنَّهَا لَا تذْهب عَنَّا وعنك وَخذ بِنَا فِي أَنْسَاب النِّسَاء فَلَمَّا أخذا فِي ذَلِك بَقِي ابْن هِشَام مبهوتاً فَكَانَ ابْن هِشَام يَقُول بعد ذَلِك مَا ظَنَنْت أَن الله خلق مثل هَذَا وَكَانَ يَقُول الشَّافِعِي حجَّة فِي اللُّغَة 3 - (أَبُو مَرْوَان الْقُرْطُبِيّ) عبد الْملك بن هُذَيْل بن إِسْمَاعِيل أَبُو مَرْوَان التَّمِيمِي الْقُرْطُبِيّ كَانَ من الراسخين فِي الْعلم وَهُوَ أَخُو يحيى بن هُذَيْل الشَّاعِر وَتُوفِّي عبد الْملك سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَلَاث ماية 3 - (اللَّيْثِيّ قَاضِي الْبَصْرَة) عبد الْملك بن يعلى اللَّيْثِيّ قَاضِي الْبَصْرَة روى عَن أَبِيه وَعَن رجل صَحَابِيّ من قومه وَعَن عمرَان بن حُصَيْن وَعَن مُحَمَّد بن عمرَان بن حُصَيْن وَتُوفِّي فِي حُدُود الماية لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْغَرِيض الْمُغنِي) عبد الْملك أَبُو زيد هُوَ الْغَرِيض أحد رُؤَسَاء المغنين كَانَ شجي الْغناء حسنه وحيد الْمَعْنى غَرِيبه أَكثر النَّاس تعريضاً فِي غنائه بِمَا فِي نَفسه وَكَانَ مخنثاً وضيء الْوَجْه فائق الْجمال غض الْبدن أسود النقرة حسنها ينعم نَفسه ويصنعها كمما تتصنع الْعَرُوس أَتَاهُ يَوْمًا صديق لَهُ من أهل مَكَّة يسْأَله حَاجَة ليمشي مَعَه إِلَى رجل فَقَالَ لَهُ وعيشك إِنِّي لَا أحب مَا يَسُرك وَلَوْلَا أَنِّي أَخَاف أَن تراني عدوتي لسعيت مَعَك وَلَكِن وَالله مَا وَقعت عينهَا عَليّ مُنْذُ سنة وأكره أَن تراني الْيَوْم فَقَالَ الرجل وَمن عدوتك يَا أَبَا يزِيد جعلت فدائك قَالَ الشَّمْس وحياتك مَا ظَهرت لَهَا من حول وَلَا رأتني فَقَالَ لَهُ الرجل لَا بُد لَك من أَن تقضي حَاجَتي أَو تعوضني مَكَانهَا قَالَ قل بِأبي أَنْت قَالَ تغنيني صَوتا يشبه وَجهك قَالَ نعم وكرامة وَهُوَ أَهْون عَليّ من غَيره

عبد المنعم

قَالَت لَهُ مولاته الثريا يَا بني لَو قعدت فِي السُّوق واحترقت كَانَ خيرا لَك قَالَ أجل قَالَت فَأَي صَنْعَة أحب إِلَيْك قَالَ بيع الْفَاكِهَة فَأَعْطَتْهُ دَرَاهِم وَاتخذ حانوتاً وملأها من أَصْنَاف الْفَوَاكِه وَجعل يَبِيع وَيَشْتَرِي وَجعل غلْمَان من أهل مَكَّة يأتونه وَيَتَحَدَّثُونَ عِنْده وَلَا يزَال يطْرَح لَهُم شَيْئا من تِجَارَته وَيحلف عَلَيْهِم أَن يأكلوه فَلم يلبث أَن أتلف رَأس مَاله فَقَالَ لَهُ) مولاته بعد أَيَّام كم ربحت إِلَى هَذِه الْغَايَة قَالَ لَا وعيشك يَا أُمِّي مَا لي ربح قَالَت ذهب الرِّبْح وَرَأس المَال وأفضيت إِلَى بيع ثِيَابك فَقَالَ يَا سيدتي لَو غشيت الْكلاب فِي منازلها لم يكن بُد من أَن تتمرى فَقَالَت عطلتك من خدمتي رَجَاء أَن يصنع الله لَك فَإِذا كَانَ الْأَمر كَذَا فعد إِلَى خدمتي فَلَزِمَ الْبَيْت وَكَانَت الثريا مألفاً لِابْنِ سُرَيج يَأْكُل عِنْدهَا وَيشْرب ويتحدث إِلَيْهَا ويأنس بهَا فَنظر يَوْمًا إِلَى الْغَرِيض فأعجبه حسنه وظرفه وتخضع كَلَامه فَقَالَ للثريا هَل لَك أَن تخليني وإياه أعلمهُ لَك الْغناء فَلَا يفوتهُ مَال أبدا أَو جاه فِي النَّاس فَقَالَت دونكه فَذهب بِهِ إِلَى منزله فَجعل لَا يعمله إِلَّا شَيْئا إِلَّا لقنه وَجعل إخْوَان ابْن سُرَيج وَمن كَانَ يَغْشَاهُ لَا يرَاهُ أحد مِنْهُم إِلَّا أحبه فحسده ابْن سُرَيج وَخَافَ أَن يبرز عَلَيْهِ فطرده فَأتى مولاته وشكى ذَلِك إِلَيْهَا فَقَالَت لَهُ هَل لَك أَن تنوح وَنحن نقُول لَك الشّعْر فتبكي بِهِ فَإنَّك تَسْتَغْنِي عَن الْغناء فَقَالَ وَكَيف لي بذلك فَقُلْنَ لَهُ شعرًا فناح بِهِ فَظهر اسْمه وَعرف وَكَانَ يدْخل المآتم فَتضْرب دونه الْحجب والكلل وناح مَعَ النسْوَة لَيْلَة فِي ذِي طوى فَلَمَّا هدأت الْعُيُون جَاءَهُ من كَلمه وَقَالَ لَا تَنَح فقد فتنت نِسَاءَنَا فَترك النوح وَمَال إِلَى الْغناء فتسامع النَّاس بِهِ وفتنهم وَجعل لَا يلصق إِلَّا بالأشراف وَذَوي المروءات فَتقدم ونبل وَصَارَ لَا يُغني ابْن سُرَيج صَوتا إِلَّا غناهُ أَو غير صَنعته وادعاه وَمَا زَالَ أهل مَكَّة لَا يفضلون ابْن سُرَيج عَلَيْهِ إِلَّا بِالسَّبقِ وَلذَلِك قَالَت سكينَة حِين سمعتهما أَنْتُمَا كالجديين الْحَار والبارد لَا يدرى أَيهمَا أطيب وَسمي الْغَرِيض لِأَن ابْن سُرَيج سَمعه وَهُوَ يتَغَنَّى على سطح فَقَالَ إِن هَذَا لصوت غريض (عبد الْمُنعم) 3 - (جلال الدّين الْأنْصَارِيّ خطيب صفد) عبد الْمُنعم بن أَحْمد أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود القَاضِي جلال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ ثمَّ الشَّامي الشَّافِعِي ولد سنة تسع عشرَة وست ماية وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وست ماية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين روى لنا مجْلِس معمر عَن ابْن المقير وَحدث بالقدس

ابن بنت وهب بن منبه

ودمشق والصلت وَكَانَ شَيخا وقوراً ولي خطابة صفد وَالْقَضَاء بالصلت وعجلون وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَله تعليقة على التَّنْبِيه 3 - (ابْن بنت وهب بن مُنَبّه) عبد الْمُنعم بن إِدْرِيس بت سِنَان هُوَ ابْن بنت وهب بن مُنَبّه أحد أَصْحَاب السّير توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين ومايتين وَبلغ من الْعُمر مائَة سنة وَله كتاب الْمُبْتَدَأ 3 - (الزَّاهِد الْآمِدِيّ) عبد الْمُنعم بن سعد بن عبد الْوَهَّاب بن عبيد الله بن فَارس بن ملاعب ابْن الذَّيَّال أَبُو مَنْصُور الْأَزْدِيّ الْمَعْرُوف بالزاهد الْآمِدِيّ سمع بِبَغْدَاد كثيرا من أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الربعِي وَأبي الْحُسَيْن ابْن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ العلاف وأمثالهم وَحدث باليسير لنزول إِسْنَاده وَتقدم وَفَاته روى عَن أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَكَانَت لَهُ أنسة بِالْحَدِيثِ من كَثْرَة مَا سمع وَمَعْرِفَة بالأدب وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية قَالَ رَأَيْت فِي النّوم بعد وَفَاة الْوَزير ابْن جهير كَأَنِّي قد نظمت بَيْتا فِي النّوم وَهُوَ (لآل جهير فِي الْأَنَام صنائع ... هِيَ الْآن فِي رَأس الْخلَافَة تَاج) قَالَ فأضفت إِلَيْهِ فِي الْيَقَظَة (إِذا مَا رَضوا فالبؤس أم عقيمة ... وَإِن سخطوا فالباترات نتاج) (وَإِن يمم الْعَافُونَ سيب أكفهم ... فَمَا دون نيل المنفسات رتاج) (بحورهم من سلسبيل مطهر ... وبحر سواهُم علقم وأجاج) 3 - (المسكي النَّحْوِيّ) ) عبد الْمُنعم بن صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْمصْرِيّ المسكي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالإسكندراني كَانَ عَلامَة ديار مصر فِي النَّحْو

ابن النطروني المالكي

وَأكْثر عَن ابْن بري وروى ديوَان ابْن هَانِئ المغربي بِسَنَد غَرِيب وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وست ماية وصنف كتاب تَقْوِيم الْبَيَان لتحرير الأوزان فِي الْعرُوض وَضعه على هَيْئَة تَقْوِيم السّنة كتقويم الصِّحَّة وَغَيره وملكت مِنْهُ نُسْخَة وخطه عَلَيْهَا سنة ثَلَاث وَعشْرين وست ماية كتبه بِالْقَاهِرَةِ وَمن شعر عبد الْمُنعم بن صَالح يهنئ ابْن الْجبَاب بالقدوم (شفانا من الْبَين اجْتِمَاع من الشمل ... فصلنا على جَيش القطيعة بالوصل) (وماذا على الدَّهْر الَّذِي كَانَ جائراً ... إِذا مَال بعد الْجور فِينَا إِلَى الْعدْل) (أَقُول لدهر ساءنا ثمَّ سرنا ... بلقياك كن يَا دهر إِن تبت فِي حل) (قدمت فأقدمت السرُور على الورى ... وَإِن خص بالخدام ذَاك وبالأهل) وَمِنْه يهجو (يَا حسنا نونه مُقَدّمَة ... فَلَا رعى الله من يؤخرها) (إِن أيادي الصفي صَافِيَة ... لَكِن وزانها يكدرها) 3 - (ابْن النطروني الْمَالِكِي) عبد الْمُنعم بن عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن عبد الْمُؤمن أَبُو الْفضل الْقرشِي الْعَبدَرِي الْمَعْرُوف بِابْن النطروني الإسكندري قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا ومدح الإِمَام النَّاصِر بعدة قصائد وَكَانَ فَقِيها مالكياً أديباً حسن الشيبة مليح السمت ورتب شَيخا برباط العميد بالجانب الغربي وناظراً فِي أوقاته ثمَّ نفذ رَسُولا من الدِّيوَان إِلَى يحيى بن غانية الميورقي فَأَقَامَ هُنَاكَ مُدَّة طَوِيلَة وَولده عبد الْعَزِيز ينوبه ثمَّ عَاد وَقد حصل لَهُ مَال طائل ورتب نَاظر البيمارستان العضدي وَتُوفِّي سنة ثَلَاث سِتّ ماية وَمن شعره (باتت تصد عَن النَّوَى ... وَتقول كم تتغرب) (إِن الْحَيَاة مَعَ القنا ... عة وَالْمقَام لَأَطْيَب) ) (فأجبتها يَا هَذِه ... غَيْرِي بِقَوْلِك يخلب) (إِن الْكَرِيم مفارق ... أوطانه إِذْ تجذب)

ابن القشيري

(والبدر حِين يشينه ... نقصانه يتغيب) (لَا يرتقي درج العلى ... من لَا يجد ويتعب) وَمِنْه (يَا سَاحر الطّرف ليلِي مَا لَهُ سحر ... وَقد أضرّ بجفني بعْدك السهر) (يَكْفِيك مني إشارات بِعَين ضنى ... لم يبْق مني بِهِ عين وَلَا أثر) (أَعَاذَك الله من شَرّ الْهوى فَلَقَد ... أذكى على كَبِدِي نَارا لَهَا شرر) (غررت فِيهِ بروحي بَعْدَمَا علمت ... أَن السَّلامَة من أَسبَابه غرر) (وَكَانَ عذباً عَذَابي فِي بدايته ... فَصَارَ فِي الصَّبْر طعماً دونه الصَّبْر) (وَلست أَدْرِي وَقد مثلت شخصك فِي ... قلبِي المشوق وشمس أَنْت أم قمر) (مَا صور الله هَذَا الْحسن فِي بشر ... وَكَانَ يُمكن أَن لَا تعبد الصُّور) (من لي برد غديات بِذِي سلم ... حَيْثُ النسيم عليل وَالثَّرَى عطر) (والنور يضْحك فِي وَجه السَّحَاب إِذا ... أبدى عبوساً وأبكى جفْنه الْمَطَر) (وَالْوَرق تدرع الأوراق إِن نظرت ... سِهَام قطر بِذَاكَ الْقطر ينحدر) (وللغصون مُنَاجَاة إِذا سَمِعت ... من النسيم أحاديثاً لَهَا خطر) (مَا كنت أَحسب أَن الْعَيْش يخلف مَا ... قد كَانَ من صَفوه فِيمَا مضى كدر) (وَلَا تَخَيَّلت أَن الساكنين ربى ... نجد تغيرهم من بَعدنَا الْغَيْر) (وفيت بالعهد إِذْ وافيتهم نكثوا ... وصنت عهدي إِذا غادرتهم غدروا) (مَا حرمُوا غير وَصلي فِي محرمهم ... وَحَال فِي صفر مَا بَيْننَا سفر) (واحر قلباه إِن لم يدن لي وَطن ... عَمَّا قَلِيل وَإِن لم يقْض لي وطر) (لَو كنت يَا بَين تَدْرِي مَا صنعت بِنَا ... لَكُنْت فِي عَاجل الْأَحْوَال تعتذر) قلت شعر جيد 3 - (ابْن الْقشيرِي) عبد الْمُنعم بن عبد الْكَرِيم ين هوَازن بن عبد الْملك بن طَلْحَة

ابن كليب الحراني

القيشري أَبُو المظفر ابْن الْأُسْتَاذ) أبي الْقَاسِم الصُّوفِي النَّيْسَابُورِي سمع أَبَاهُ وَأَبا عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد السميري وَأَبا سعد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الكنجروذي وَأحمد ابْن إِبْرَاهِيم الْمُقْرِئ وَأحمد بن مَنْصُور بن خلف المغربي وَأحمد بن الْحُسَيْن ابْن عَليّ الْبَيْهَقِيّ وَالْحسن بن مُحَمَّد الدربندي وَحج بعد وَفَاة وَالِده وَسمع بِبَغْدَاد من أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن النقور وَعبد الْبَاقِي بن مُحَمَّد بن غَالب الْعَطَّار وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزيني وَعبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأنمَاطِي وَغَيرهم وبمكة من الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الشَّافِعِي وَسَعِيد بن عَليّ الزنجاني وبهمذان عَبدُوس بن مُحَمَّد بن عَبدُوس وَحدث بِبَغْدَاد بالكثير وَعَاد إِلَى نيسابور وَبَقِي يحدث بهَا أَكثر من عشْرين سنة ومولده سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي بَين الْعِيدَيْنِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية 3 - (ابْن كُلَيْب الْحَرَّانِي) عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن سعد بن صَدَقَة بن الْخضر بن كُلَيْب أَبُو الْفرج الْحَرَّانِي ابْن أبي الْفَتْح التَّاجِر الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ بكر بِهِ فِي سَماع الحَدِيث وعمره سِتّ سِنِين من الشريف أبي طَالب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَعلي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان وَمُحَمّد بن سعيد بن نَبهَان وَإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن فَلهُ الإصبهاني وَالْمبَارك بن الْحُسَيْن بن أَحْمد الغسال الْمُقْرِئ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن طَاهِر بن أَحْمد الخازن وَأحمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي وصاعد بن سيار بن مُحَمَّد الإسحاقي الْهَرَوِيّ وَكَانَ آخر من حدث عَن هَؤُلَاءِ على وَجه الأَرْض وَكَانَت لَهُ إجَازَة من الشريف أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْمُخْتَار بن الْمُؤَيد وَمُحَمّد بن عَليّ بن مَيْمُون النَّرْسِي وَغَيرهمَا وغرق لَهُ مَمْلُوك فِي الْبَحْر وَمَعَهُ سِتَّة آلَاف دِينَار وَلم يتأثر لسعة حَاله وَمَا مَاتَ حَتَّى سَأَلَ من النَّاس ولد سنة خمس ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس ماية وَسكن دمياط مُدَّة وتسرى بماية وَثَمَانِية وَأَرْبَعين جَارِيَة وَكَانَ مُسْند الْعرَاق ألحق الصغار بالكبار 3 - (أَبُو الطّيب الْحلَبِي الْمُقْرِئ) عبد الْمُنعم بن عبيد الله بن غلبون أَبُو الطّيب

أبو الفضل الجلياني المغربي

الْحلَبِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي نزيل مصر كَانَ خيرا ثِقَة ذكره أَبُو عَمْرو الداني فَقَالَ كَانَ حَافِظًا للْقِرَاءَة توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث ماية 3 - (أَبُو الْفضل الجلياني المغربي) ) عبد الْمُنعم بن عمر بن عبد الله بن احْمَد بن خضر بن مَالك بن حسا أَبُو الْفضل حَكِيم الزَّمَان الغساني الجلياني الأندلسي وجليانة بِالْجِيم وَاللَّام وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعد الْألف نون وهاء من عمل وَادي آش كَانَ أديباً فَاضلا طَبِيبا حاذقاً لَهُ معرفَة بعلوم الْبَاطِن وَكَلَام على طَرِيق الْقَوْم وَكَانَ مليح السمت حسن الْأَخْلَاق رَحل من الأندلس وَدخل بَغْدَاد وروى عَنهُ محب الدّين ابْن النجار ومدح السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْكَبِير ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وست ماية بِدِمَشْق قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ عَلامَة زَمَانه فِي صناعَة الطِّبّ والكحل وأعمالها بارعاً فِي الْأَدَب وصناعة الشّعْر وَعمل المدائح وَعمر طَويلا وَكَانَ لَهُ حَانُوت فِي اللبادين لصناعة الطِّبّ وَكَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يرى لَهُ ويحترمه وَله فِيهِ مدائح كَثِيرَة وصنف لَهُ كتبا وَكَانَ يعاني صناعَة الكيمياء وَتُوفِّي فِي دمشق وَخلف وَلَده عبد الْمُؤمن وَكَانَ كحالاً وَله شعر أَيْضا وخدم بصناعة الْكحل الْملك الْأَشْرَف مُوسَى وَتُوفِّي بالرها سنة نَيف وَعشْرين وست ماية ولحكيم الزَّمَان عبد الْمُنعم فيمل قَالَه من منظوم الْكَلَام ومطلقه عشرَة دواوين الأول ديوَان الحكم ومنظوم الْكَلم الثَّانِي ديوَان المشوقات إِلَى الْمَلأ الْأَعْلَى نظم الثَّالِث ديوَان أدب السلوك وَهُوَ حكم الرَّابِع ديوَان نَوَادِر الْحَيّ حكم فِي معَان من الْقُرْآن والْحَدِيث الْخَامِس تَحْرِير النّظر كَلَام حكم فِي البسائط والمركبات والقوى والحركات السَّادِس سر البلاغة وصناعة البديع فِي فصل الْخطاب السَّابِع ديوَان الْمُبَشِّرَات وَهُوَ نثر وتدبيج الثَّامِن ديوَان الْغَزل والنسيب والموشحات والدوبيت التَّاسِع ديوَان تشبيهات وألغاز ورموز

وأحاجي وأوصاف وخمريات الْعَاشِر ديوَان ترسل ومخاطبات وَله أَيْضا كتاب منادح الممادح وروضة المآثر والمفاخر فِي خَصَائِص الْملك النَّاصِر وَمن شعره يمدح صَلَاح الدّين (كليني لكر الْخَيل يَا أم مَالك ... فَمَا الأين إِلَّا فِي متون الصواهل) (فبحر الوغى لَوْلَا السوابح صادرت ... بِنَا لجة لم نحط مِنْهَا بساحل) (فَلَا تخطبي يَا هِنْد لي غادة سبت ... بنطق وشاح أَو بصمت خلاخل) ) (فَلَيْسَتْ ذيول فَوق حجب تروقني ... وَلَكِن خُيُول تَحت سحب قساطل) (فَلَا هلك إِلَّا فِي نحور نواهد ... وَلَا ملك إِلَّا فِي صُدُور عوامل) (وَلَا ملك يَأْتِي كيوسف آخرا ... كَمَا لم يجِئ مثل لَهُ فِي الْأَوَائِل) (فَتى ركب الْأَهْوَال خيلاً سُرُوجهَا ... عزائم شدت للثبات بكاهل) وَهِي طَوِيلَة جَيِّدَة وَمِنْه (فأبخس شَيْء حِكْمَة عِنْد جَاهِل ... وأهون شَيْء فَاضل عَن ظَالِم) (فَلَو زفت الْحَسْنَاء للذئب لم يكن ... يرى قربهَا إِلَّا لأكل المعاصم) وَمِنْه (عجبا من أحبابنا وانقيادي ... طوعهم إِن شفوا وَإِن أقرضوني) (مَا رضاهم إِلَّا بسخط سواهُم ... فِي هواهم وحبذا إِن رضوني) وَمِنْه (أُؤَمِّل لقياكم وَإِن شطت النَّوَى ... وأزجر قرباً فِي مُرُور السوابح) (ويذكي اشتياقي زند تذكار عَهدهم ... وَمَا الشوق إِلَّا بعض نَار الْحَوَائِج) وَمِنْه (قَالُوا نرى نَفرا عِنْد الْمُلُوك سموا ... وَمَا لَهُم همة تسمو وَلَا وزع) (وَأَنت ذُو همة فِي الْفضل عالية ... فَلم ظمئت وهم فِي الجاه قد كرعوا) (فَقلت باعوا نفوساً واشتروا ثمنا ... وصنت نَفسِي فَلم أخضع كَمَا خضعوا) (قد يكرم القرد إعجاباً بخسته ... وَقد يهان لفرط النخوة السَّبع) وَمِنْه (بذلت وقتا للطب كب لَا ... ألْقى بني الْملك بالسؤال) (وَكَانَ وَجه الصَّوَاب فِي أَن ... أصون نَفسِي بِلَا ابتذال)

الباجسرائي الحنبلي

(لَا بُد للجسم من قوام ... فَخذه من جَانب اعْتِدَال) (وَأقرب من الْعِزّ فِي اتضاع ... واهرب من الذل فِي الْمَعَالِي) 3 - (الباجسرائي الْحَنْبَلِيّ) عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي نصر الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الباجسرائي) قدم بَغْدَاد صَبيا وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي الْفَتْح ابْن الْمَنِيّ ولازمه حَتَّى برع فِيهِ وَقَرَأَ الْأُصُول وَالْخلاف والجدل على مُحَمَّد بن عَليّ النوقاني ودرس بِمَسْجِد ابْن الْمَنِيّ بالمأمونية وَكَانَ يؤم النَّاس بِمَسْجِد الآجرة وَتَوَلَّى الخزن بالديوان وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر يتَكَلَّم فِيهَا فِي مسَائِل ويحضره الْفُقَهَاء وَكَانَ دينا حسن الطَّرِيقَة وَسمع من شهدة الكاتبة وَغَيرهَا ولد سنة تسع وَأَرْبَعين أَو سنة خمسين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست ماية 3 - (ابْن الْفرس الْمَالِكِي) عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد الخزرجي القَاضِي الْمَعْرُوف بِابْن الْفرس الْمَالِكِي الغرناطي سمع أَبَاهُ وجده أَبَا الْقَاسِم وتفقه فِي كتب أصُول الدّين وَالْفِقْه وبرع وَألف كتابا فِي أَحْكَام الْقُرْآن من أحسن مَا وضع فِي ذَلِك واضطرب قبل مَوته بِقَلِيل وَكسر النَّاس نعشه لما مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس ماية وَمن شعره من قصيدة (بعثوا بِرَأْس العلج عَنهُ مخبرا ... يَا من رأى مَيتا يَقُول ويخبر) (فسما بِهِ متن الْقَنَاة كواعظ ... يسمو بِهِ بَين المعاشر مِنْبَر) (وَكَأَنَّهُ قد أثمرته قناته ... يَا من رأى غصناً بِرَأْس يُثمر) وَمِنْه قَوْله أَيْضا (أنظر إِلَى رَأس نأى عَن جمسه ... ولرب نأي لَيْسَ فِيهِ تلاق) (أضحى لَهُ سور الْمَدِينَة جثة ... من غير رجل ظَاهر أَو سَاق)

(وَكَأن ذَاك السُّور مقْعد نزهة ... وَكَأَنَّهُ متشوف من طاق) قلت الثَّانِي مَأْخُوذ من قَول الأول (وَعَاد لكنه رَأس بِلَا جَسَد ... وَجَاء يسْعَى على سَاق بِلَا قدم) (إِذا تراآى على الخطي أَسْفر فِي ... حَال العبوس لنا عَن ثغر مبتسم) وَمَا أحسن قَول أبي فراس وَقد عَاد سيف الدولة وَرَأس القرمطي بَين يَدَيْهِ على رمح (وأنقذ من ثقل الْحَدِيد ومسه ... أَبَا وَائِل والدهر أجدع صاغر) (وآب وَرَأس القرمطي أَمَامه ... لَهُ جَسَد من أكعب الرمْح ضامر) ) وَمن شعر ابْن الْفرس وتروى لغيره (أأدعو فَلَا تلوي وَأَنت قريب ... وأشكو فَلَا تشكي وَأَنت طَبِيب) (فَهَل شيب من تِلْكَ المصافاة مشرع ... وهيل على ذَاك الإخاء كثيب) وَمِنْه فِي صدر رِسَالَة (مَا بالنا مُتَّهمًا ودنا ... وَنحن فِي ودكم نقتبل) (كأنكم مثل فَقِيه رأى ... أَن يتْرك الظَّاهِر للمحتمل) وَمِنْه فِي خُسُوف الْقَمَر (تلطع الْبَدْر لم يشْعر بناظره ... حَتَّى اسْتَوَى وَرَأى النظار فاحتجبا) (كالخود أَلْقَت رواق الخدر ناظرة ... ثمَّ استردت حَيَاء فَوْقهَا الطنبا) قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم ولي فِي ذَلِك (ألم تَرَ للخسوف وَكَيف أودى ... ببدر التم لماع الضياء) (كمرآة جلاها الصقل حَتَّى ... أنارت ثمَّ ردَّتْ فِي غشاء) وَقَالَ ولي فِيهِ أَيْضا بعكس الْمَعْنى وإبقاء التَّشْبِيه (تناولت الْمرْآة وَهِي صقيلة ... تَأمل وَجها دونه ذَلِك الصقل) (فَلَمَّا تناولت أودعتها غشائها ... وَقد حدث القرطاس واستمع الحجل) (فشبهتها بَدْرًا علاهُ خسوفه ... فأظلم مِنْهُ مَا أنار لَهُ قبل) وَمن شعر ابْن الْفرس فِي تفاحة

(وتفاحة يهدي إِلَيْك نسيمها ... فَمَا شِئْت من طيب ينم لناشق) (تروقك مِنْهَا خمرة فَوق صفرَة ... كوجنة معشوق على خد عاشق) وَمن شعره فِي نارنجة وسط نهر (ونارنجة فِي النَّهر تحسب أَنَّهَا ... شرارة جمر فِي الرماد تلوح) (وَمَا هُوَ إِلَّا الرَّوْض أبدى شَقِيقَة ... يهدهدها غُصْن هُنَاكَ مروح) (أَو الدرْع تضفو فَوق أعطاف فَارس ... غَدا فِي رحى الهيجاء وَهُوَ جريح) (تغيب وتبدو مرّة فَكَأَنَّهَا ... عقيقة برق فِي الخبي تلوح) (كَأَن حباب المَاء يكتم سرها ... وَقد جعلت تَفْشُو بِهِ وتبوح) ) وَقَالَ ابْن الْفرس هَذِه الأبيات بِجَزِيرَة شقر وَفِي نهرها أبْصر تِلْكَ النارنجة وجاراه فِيهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن فتحون المَخْزُومِي فَقَالَ (وَلَقَد رميت مَعَ الْعشي بنظرة ... فِي منظر غض البشاشة يبهج) (نهر صقيل كالحسام كَأَنَّهُ ... روض لنا نفحاته تتأرج) (تثني معاطفه الصِّبَا فِي بردة ... موشية بيد الغمامة تنسج) (وَالْمَاء فَوق صفائه نارنجة ... تطفو بِهِ وعبابه يتمرج) (حَمْرَاء قانية الْأَدِيم كَأَنَّهَا ... وسط المجرة كَوْكَب يتوهج) وَقَالَ أَبُو المطراف ابْن أبي بكر بن سُفْيَان المَخْزُومِي فِي ذَلِك (ومنظر قد راقني حسنه ... من أَزْرَق ينساب كالأرقم) (أبصرته يحمل نارنجة ... طافية حَمْرَاء كالعندم) (ودرجت ريح الصِّبَا مَتنه ... لما انبرت وَهِي بهَا ترنمي) (فخلته مهنداً مُصْلِتًا ... هز وَفِيه قَطْرَة من دم) وَقَالَ مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْمَعْرُوف بِابْن مرج كحل (وَعَشِيَّة كَانَت قنيصة فتية ... ألفوا من الْأَدَب الصَّرِيح شُيُوخًا) (وكأنما العنقاء قد نصبوا لَهَا ... من الانحناء إِلَى الْوُقُوع فخوخا) (شملتهم آدابهم فتجاذبوا ... سر السرُور مُحدثا ومصيخا) (وَالْوَرق تقرا سُورَة الطَّرب الَّتِي ... ينسبك مِنْهَا نَاسخ مَنْسُوخا) (وَالنّهر قد طمحت بِهِ نارنجة ... فَتَيَمَّمت من كُنَّا فِيهِ منيخا)

أبو الفضل الواسطي الشافعي

(فتخالهم خلل السَّمَاء كواكباً ... قد فَارَقت بسعودها المريخا) (خرق العوائد فِي السرُور نهارهم ... فَجعلت أبياتي لَهُ تَارِيخا) وَقَالَ عبد الْمُنعم ابْن الْفرس أَيْضا (ونارنجة تحمر فِي النَّهر مِثْلَمَا ... توقد نجم فِي المجرة سابح) قلت قَول ابْن الْمطرف المَخْزُومِي أحسن أَقْوَال الْجَمَاعَة وأوقعها فِي النَّفس لَا سِيمَا وَقد تمم الْمَعْنى بقوله هز إِلَّا أَنه لَو قَالَ فخلته سَيْفا غَدا مُصْلِتًا لَكَانَ أعذب وارشق وَأما ابْن مرج الْكحل فَإِنَّهُ أضاع الزَّمَان وَقصر فِي التَّشْبِيه) وَمن شعر ابْن الْفرس (أنظر إِلَى حَضْرَة فِي الزَّرْع قارنها ... مبيض نور ومصفر وأحمره) (كَثوب وشي أجادته صوائغه ... وَالرِّيح تطويه طوراً ثمَّ تنشره) (أخامات زرع أم بحور تلاعبت ... بأمواجها أَيدي الرِّيَاح النواسم) (ترَاهَا أَمَام الرّيح وَهِي تسوقها ... كجيش زنوج فر قُدَّام هازم) قلت أحسن مِنْهُ وأرشق قَول القَاضِي عِيَاض (أنظر إِلَى الزَّرْع وخاماته ... تحكي وَقد ولت أَمَام الرّيح) (كَتِيبَة خضراء مهزومة ... شقائق النُّعْمَان فِيهَا جراح) 3 - (أَبُو الْفضل الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي) عبد الْمُنعم بن مقبل بن عَليّ أَبُو الْفضل الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل وَاسِط قدم بَغْدَاد وتفقه على يُوسُف الدِّمَشْقِي وَغَيره وَكَانَ يتَكَلَّم فِي مسَائِل الْخلاف والمناظرات أَيَّام الْجمع قدم بَغْدَاد سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس ماية وَمن شعره يرثي ولدا لَهُ مَاتَ بالحويزة (خليلي إِن آنستما لامعاً ... من الْأُفق الشَّرْقِي حِين يشام) (وهبت من الرّيح الحويزي نفحة ... مَعَ الرّيح أَو مِنْهُ اسْتَقل غمام) (فَلَا تعذلاني إِن بَكَيْت وَإِن جرى ... بعيني فُرَادَى أدمع وتوآم) (فَإِن بهاتيك الْأَمَاكِن لي هوى ... يؤرق عَيْني والعيون نيام)

قطب الدين خطيب الأقصى

3 - (قطب الدّين خطيب الْأَقْصَى) عبد الْمُنعم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْخَطِيب الْوَاعِظ قطب الدّين أَبُو الذكاء الْقرشِي الزُّهْرِيّ النابلسي الشَّافِعِي خطيب الْأَقْصَى أفتى نَحوا من خمسين سنة ولد سنة ثَلَاث وست ماية وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست ماية وَسمع من دَاوُد بن ملاعب وَابْن الْبناء الصُّوفِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفَتْح المندائي وَأَبُو أَحْمد ابْن سكينَة والمؤيد الطوسي وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْأَحْكَام لعبد الْحق قِرَاءَة بحث على أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله الْمَقْدِسِي وَقَرَأَ اللمع فِي النَّحْو على رجل بمنى وتفقه وَنظر فِي الْعُلُوم روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز والمزي وقاضي حلب زين الدّين الخليلي وَابْن مُسلم والبرزالي وَكَانَت) لَهُ أبهة فِي النُّفُوس وموقع سني مَعَ الدّين وَالْفضل وَكَانَ لَهُ ميعاد بعد الصُّبْح يلقِي فِيهِ من تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ من حفظه وذكرانه على ذهنه من كَثْرَة ترداد وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته (عبد الْمُؤمن) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ بالمغرب الْمهْدي) عبد الْمُؤمن بن عَليّ بن علوي الْقَيْسِي المغربي الكومي التلمساني ولد بقرية من ضيَاع تلمسان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس ماية وَكَانَ أَبوهُ يصنع الفخار وَكَانَ فصيحاًن جزل الْمنطق لَا يرَاهُ أحدا إِلَّا أحبه وَكَانَ أَبيض ذَا جسم عمم تعلوه حمرَة أسود الشّعْر معتدل الْقَامَة وضياً جَهورِي الصَّوْت قيل إِنَّه كَانَ نَائِما فِي صباه فَسمع أَبوهُ دوياً فَرفع رَأسه فَإِذا سَحَابَة سَوْدَاء من النَّحْل قد أهوت مطبقة على بَيته فَنزلت كلهَا على عبد الْمُؤمن وَهُوَ نَائِم فَلم يَسْتَيْقِظ وَلَا آذاه شَيْء مِنْهَا فصاحت أمه فسكنها أَبوهُ وَقَالَ لَا بَأْس وَلَكِنِّي متعجب مِمَّا يدل هَذَا عَلَيْهِ ثمَّ طَار النَّحْل كُله عَنهُ واستيقظ الصَّبِي سالما فَمشى أَبوهُ إِلَى زاجر فَأخْبرهُ بِالْأَمر فَقَالَ لَهُ يُوشك أَن يكون لَهُ

شَأْن يجمع على طَاعَته أهل الْمغرب وَكَانَ ابْن تومرت الْمَذْكُور فِي المحمدين يَقُول لأَصْحَابه هَذَا غلاب الدول وسمى نَفسه أَمِير الْمُؤمنِينَ وقصده الشُّعَرَاء ومدحوه وَلما قَالَ فِيهِ الْفَقِيه مُحَمَّد بن الْعَبَّاس التيفاشي قصيدته الَّتِي أَولهَا (مَا هز عطفيه بَين الْبيض والأسل ... مثل الْخَلِيفَة عبد الْمُؤمن بن عَليّ) أنْشدهُ هَذَا المطلع قَالَ لَهُ حَسبك وَأَجَازَهُ ألف دِينَار وَفِي تَرْجَمَة ابْن تومرت طرف من ذكره يدل على بَدْء أمره وَلما مَاتَ ابْن تومرت لم يزل أمره بقوى وَيظْهر على النواحي ويدوخ الْبِلَاد وَكَانَ محباً لأهل الْعلم يستدعيهم من الْبِلَاد ويجزل لههم الصلات وينوه بهم وَتسَمى المصامدة بالموحدين لخوض ابْن تومرت بهم فِي العقائد وَلما مَاتَ خلف من الْوَلَد سِتَّة عشر ولدا وهم مُحَمَّد المخلوع وَعلي وَعمر ويوسف وَعُثْمَان وَسليمَان وَيحيى وَإِسْمَاعِيل وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَعبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَعِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيم وَيَعْقُوب وَكَانَ قد جعل وليه فِي الْعَهْد وَلَده مُحَمَّدًا فَلَمَّا مَاتَ عبد الْمُؤمن وَتَوَلَّى ابْنه مُحَمَّد اضْطربَ أمره وخلعوه بعد شهر وَنصف وَاجْتمعت الدول) على تَوْلِيَة يُوسُف أَو عمر من إخْوَته فَبَايعُوا يُوسُف فَأَقَامَ فِي الْخلَافَة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَأما عبد الْمُؤمن فَأَقَامَ فِي الْملك ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة وأشهراً وَكَانَ ابْن تومرت ينشد إِذا أبصره قَول أبي الشيص الْخُزَاعِيّ (تكاملت فِيك أَوْصَاف خصصت بهَا ... فكلنا بك مسرور ومغتبط) (السن ضاحكة والكف مانحة ... وَالنَّفس وَاسِعَة وَالْوَجْه منبسط) وَلم يَصح عَن ابْن تومرت أَنه اسْتَخْلَفَهُ بل رَاعى أَصْحَابه فِيهِ إِشَارَته فتم الْأَمر لَهُ وكمل وَأول مَا أَخذ من الْبِلَاد وهران ثمَّ تلمسان ثمَّ سلا ثمَّ سبتة ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى مراكش وحاصرها أحد عشر شهرا ثمَّ ملكهَا أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس ماية واستوسق لَهُ الْأَمر وامتد ملكه إِلَى الْمغرب الْأَقْصَى والأدنى وبلاد إفريقية وَكثير من بِلَاد الأندلس وَخرج على عبد الْمُؤمن ثوار كَثِيرُونَ نَصره الله عَلَيْهِم وَكَانَ الْبَيْت الَّذِي يسكنهُ مملوءاً من الْكتب فَارغًا مِمَّا يَلِيق بالسلاطين من الْفرش وَغَيرهَا وَكَانَ لَهُ رجلَانِ من ثقاته أَحدهمَا يجلس عِنْد بَاب بَيته وَالْآخر عِنْد بَاب قصره وَله فِي قصره حمام لَا بُد لَهُ من دُخُوله فِي كل لَيْلَة يديم قيام الثُّلُث الْأَخير من اللَّيْل يُصَلِّي أجمعه ثمَّ يُصَلِّي الصُّبْح خلف إِمَام الْجَامِع ثمَّ يخرج إِلَى مَجْلِسه

وَمِمَّا يحْكى من حلمه مَعَ أَن قَاعِدَة دولتهم لَا تناسب ذَلِك أَن شَاعِرًا قَالَ لما توالى الْقَحْط بمراكش فِي مُدَّة عبد الْمُؤمن يعرض لما كَانَ يرَاهُ من سفك الدِّمَاء مِمَّن خَالفه وَسبي الذَّرَارِي (يطوف السَّحَاب بمراكش ... طواف الحجيج بِبَيْت الْحَرَام) (يروم النُّزُول فَمَا يستط ... يع لسفك الدِّمَاء وَبيع الْحرم) فَطلب الشَّخْص الْقَائِل للبيتين فَلَمَّا حضر قَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل لهذين الْبَيْتَيْنِ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا مقَام لَا يحْتَمل تَطْوِيل الْكَلَام فَإِن أَنا أنكرتهما لم تصدقني وَإِن أَقرَرت بهما قتلتني فَتَبَسَّمَ عبد الْمُؤمن وَأطْلقهُ ويحكى أَنه سَأَلَ أَصْحَابه عَن مَسْأَلَة أَلْقَاهَا عَلَيْهِم فَقَالُوا لَا علم لنا إِلَّا مَا علمتنا فَلم يُنكر ذَلِك عَلَيْهِم فَبلغ الْمجْلس بعض زهاد بَلَده فَكتب الزَّاهِد ورقة فِيهَا هَذَا البيتان (يَا أَيهَا الَّذِي قهر الْأَنَام بِسَيْفِهِ ... مَاذَا يَضرك أَن تكون إِلَهًا) ) (إلفظ بهَا فِيمَا لفظت فَإِنَّهُ ... لم يبْق شَيْء أَن تَقول سواهَا) وتوصل إِلَى أَن وضعت الورقة تَحت سجادة عبد الْمُؤمن وَكَانَت عَادَته أَن يتفقد تَحت سجادته لوضع أوراق الْمَظَالِم الْخفية تحتهَا فَلَمَّا رأى الْبَيْتَيْنِ وجم الْملك وَعظم أَمرهمَا عَلَيْهِ وأفكر فِي سَبَب مَا قيلا فِيهِ فَذكر قَول أَصْحَابه لَهُ ذَاك الْيَوْم لَا علم لنا إِلَّا مَا علمتنا فَعرف أَنه السَّبَب ثمَّ إِنَّه أفكر فِي قائلهما وَجعل يبْحَث عَنهُ فَلم يعرف بِهِ وَكَانَ عبد الْمُؤمن يتزيا بزِي الْعَامَّة ويقصد مَوَاضِع الْخَيْر وَالشَّر ليقف على الْحَقَائِق إِلَى أَن وَقعت يَوْمًا عينه على شيخ يعلوه شحوب وَعَلِيهِ سيماء الْخَيْر وَهُوَ يُطِيل النّظر فتفرس فِيهِ أَنه قَائِل الْبَيْتَيْنِ وباعثهما إِلَيْهِ فَأرْسل من أحضرهُ بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لَهُ سرا أصدقني فقد تفرست فِيك أَنَّك كَاتب الورقة فَقَالَ أَنا هُوَ فَقَالَ لم فعلت ذَلِك قَالَ لم أقصد بِهِ إِلَّا صَلَاح دينك وَإِن أردْت فَسَاد دنياي فَأَنا بَين يَديك فَقَالَ لَا بل أصلح دنياك كَمَا أصلحت ديني وَدفع إِلَيْهِ ألف دِينَار وَقَالَ يكون رسمك أَن تنبهنا مَتى غفلنا وَتصْلح ديننَا فَامْتنعَ الشَّيْخ من أَخذ الذَّهَب فَقَالَ إِنَّهَا من جِهَة حل والمعطي هُوَ الله وَأَنا وَأَنت فِيهَا وَاسِطَة فاصرفها إِلَى مُسْتَحقّ وَأورد بَعضهم لعبد الْمُؤمن ملك الْمغرب قَوْله (ألْقى الْمنية فِي درعين قد نسجا ... من الْمنية لَا من نسج دَاوُد) (إِن الَّذِي صور الْأَشْيَاء صورني ... بحراً من الْبَأْس فِي بَحر من الْجُود) وَبَعض النَّاس نَسَبهَا لسديد الْملك أبي الْحسن عَليّ بن مقلد بن منقذ وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ وَلما دخل مراكش وسالت بهَا الدِّمَاء كمجاري المَاء وأباح أَصْحَابه أَمْوَال الملثمين قَالَ الْبَيْتَيْنِ الْمُتَقَدِّمين وَلَهُمَا ثَالِث وَهُوَ

ابن الجلياني الكحال

(وَإِن فقدت جَمِيع النَّاس كلهم ... وَقد بقيت فَمَا شَيْء بمفقود) وَقَالَ وَقد كثر الثوار عَلَيْهِ (لَا تحلفن بِمَا قَالُوا وَمَا فعلوا ... إِن كنت تسمو إِلَى الْعليا من الرتب) (وجرد السَّيْف فِيمَا لأَنْت طَالبه ... فَمَا ترد صُدُور الْخَيل بالكتب) وَعبد الْمُؤمن هَذَا هُوَ الَّذِي أرسل إِلَيْهِ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يستنجد بِهِ على الفرنج وَكَانَ الرَّسُول شمس الدّين ابْن منقذ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَلم يخاطبه بأمير الْمُؤمنِينَ بل خاطبه بأمير المسلين وَكتب إِلَيْهِ ابْن منقذ الْمَذْكُور) (سأشكر بحراً ذَا عباب قطعته ... إِلَى بَحر جود مَا لنعماه سَاحل) (إِلَى مَعْدن التَّقْوَى إِلَى كعبة الْهدى ... إِلَى من سمت بِالذكر مِنْهُ الْأَوَائِل) (إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلم تزل ... إِلَى بابك المأمول تزجى الرَّوَاحِل) (قطعت إِلَيْك الْبر وَالْبَحْر موقناً ... بِأَن نداك الْغمر بالجنح كافل) (رَجَوْت بقصديك العلى فبلغها ... وَأدنى عطاياك العلى والفواضل) (فَلَا زلت للعلياء والجود بانياً ... تبلغك الآمال مَا أَنْت آمل) من أَبْيَات فَأعْطَاهُ لكل بَيت ألف دِينَار وَقَالَ لَهُ مَا أَعطيتك هَذَا لأجل صَاحبك فَإِنَّهُ خاطبنا بِمَا لم يخاطبنا بِهِ أحد وَإِنَّمَا أَعطيتك لفضلك وبيتك وَالْحَمْد لله الَّذِي وفْق الفنش ملك الفرنج لما لم يهد إِلَيْهِ صَاحبك وَلَو خاطبنا بِمَا يَلِيق لأنجدناه برا وبحراً وَقد وكلناه إِلَى من خاطبه بِمَا هُوَ أليق بِنَا مِنْهُ 3 - (ابْن الجلياني الكحال) عبد الْمُؤمن بن عبد الْمُنعم بن عمر الجلياني الكحال وَتقدم ذكره فِي تَرْجَمَة أَبِيه فليطلب هُنَاكَ 3 - (الْحَافِظ أَبُو يعلى التَّمِيمِي) عبد الْمُؤمن بن خلف بن طفيل بن زيد بن طفيل الْحَافِظ أَبُو يعلى التَّمِيمِي النَّسَفِيّ كَانَ أثرايً طاهري الْمَذْهَب شَدِيدا على أهل الْقيَاس يتبع

الشيخ شرف الدين الدمياطي

أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه كثيرا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث ماية 3 - (الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي) عبد الْمُؤمن بن خلف بن أبي الْحسن بن شرف الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ البارع النسابة المجود الْحجَّة علم الْمُحدثين عُمْدَة النقاد شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو أَحْمد الدمياطي الشَّافِعِي صَاحب التصانيف مولده بتونة قَرْيَة من أَعمال تنيس فِي آخر عَام ثَلَاث عشرَة وست ماية ووفاته سنة خمس وَسبع ماية وَكَانَ منشؤه بدمياط وتميز فِي الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْقُرْآن وَطلب الحَدِيث وَقد صَار لَهُ ثَلَاث) وَعِشْرُونَ سنة فَسمع بالإسكندرية فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ من أَصْحَاب السلَفِي ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وعني بِهَذَا الشَّأْن رِوَايَة ودراية ولازم الْحَافِظ زكي الدّين حَتَّى صَار معيده وَحج سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسمع بالحرمين وارتحل إِلَى الشَّام سنة خمس وَأَرْبَعين وارتحل إِلَى الجزيرة وَالْعراق مرَّتَيْنِ وَكتب العالي والنازل وَبَالغ وصنف إِذْ ذَاك وَحدث وأملى فِي حَيَاة كبار مشايخه وَكَانَ مليح الْهَيْئَة حسن الْأَخْلَاق بساماً فصيحاً نحوياً لغوياً مقرئاً سريع الْقِرَاءَة جيد الْعبارَة كثير التفنن صَحِيح الْكتب مكثراً مُفِيدا حُلْو المذاكرة حسن العقيدة كافاً عَن الدُّخُول فِي الْكَلَام سمع من ابْن المقير وَعلي بن مُخْتَار العامري ويوسف ابْن عبد الْمُعْطِي ابْن المخيلي وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي وَإِبْرَاهِيم بن الْخَيْر الْبَغْدَادِيّ وَابْن العليق وَأحمد وَيحيى ابْني قميرة وموهوب ابْن الجواليقي وَعبد الْعَزِيز ابْن الزبيدِيّ وَهبة اله بن مُحَمَّد بن مفرج ابْن الْوَاعِظ وَعلي بن زيد البسارسي وظافر بن سحيم الْمُطَرز وَشُعَيْب ابْن الزَّعْفَرَانِي المجاور وضيفة بنت عبد الْوَهَّاب القرشية وَحَمْزَة بن أَوْس الْغَزالِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن محَارب الْقَيْسِي وَمُحَمّد بن الْجبَاب وَابْن عَمه أبي الْفضل ابْن الْجبَاب وَابْن رواج وَابْن رَوَاحَة عبد الله وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن ياقوت وَابْن الجميزي وحسين بن يُوسُف الشاطبي وَعبد الْعَزِيز ابْن النقار الْكَاتِب ومظفر بن عبد الْملك الفوي وَأبي عَليّ مَنْصُور بن سندان الدِّمَاغ ويوسف بن مَحْمُود الساوي وَعبد الرَّحْمَن بن مكي السبط وَمُحَمّد بن الْحسن السفاقسي خَاتِمَة من سمع حضوراً من السلَفِي وَسمع بِدِمَشْق من

عمر ابْن البراذعي والرشيد بن مسلمة ومكي بن عَلان وطبقتهم وبدمياط من خطيبها الْجلَال عبد الله وبحران من عِيسَى بن سَلامَة الْخياط وبماردين من عبد الْخَالِق بن أَنْجَب الشنتبري وبحلب من ابْن خَلِيل فَأكْثر لَعَلَّه سمع مِنْهُ مايتي ألف حَدِيث وبالموصل من أبي الْخَيْر إِيَاس الشهرزوري صَاحب خطيب الْموصل وبمصر من عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن الترابي حَدثهُ عَن خطيب الْموصل وَعنهُ عدَّة من أَصْحَاب السلَفِي وشهدة وَابْن عَسَاكِر وَخلق من أَصْحَاب شاتيل والقزاز وَابْن بري النَّحْوِيّ وَإِسْمَاعِيل بن عَوْف وَيحيى الثَّقَفِيّ وَابْن كُلَيْب وَأَصْحَاب ابْن طبرزد وحنبل والبوصيري والخشوعي وَنزل إِلَى أَصْحَاب الْكِنْدِيّ وَابْن ملاعب والافتخار الْهَاشِمِي وَكتب عَنهُ طَائِفَة من رفقائه وَمن هُوَ أَصْغَر مِنْهُ وَعدد مُعْجَمه ألف ومايتان وَخَمْسُونَ نفسا) وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المنجا ابْن اللتي وَأَبُو نصر ابْن الشِّيرَازِيّ ويروي بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الْمُؤَيد الطوسي وَجَمَاعَة وَمن مصنفاته كتاب الصَّلَاة الْوُسْطَى مُجَلد لطيف كتاب الْخَيل مُجَلد وسمعهما مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين قبائل الْخَزْرَج مُجَلد العقد الْمُثمن فِيمَن اسْمه عبد الْمُؤمن مجيليد الْأَرْبَعُونَ المتباينة الْإِسْنَاد فِي حَدِيث أهل بَغْدَاد مُجَلد مشيخة البغاددة مُجَلد السِّيرَة النَّبَوِيَّة مُجَلد وَله تصانيف غير ذَلِك وَهِي مهذبة منقحة تشهد لَهُ بِالْحِفْظِ والفهم وسعة الْعلم حدث عَنهُ الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم وَالْإِمَام أَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَالْقَاضِي علم الدّين الأخنائي وَالشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَالشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس والحافظ الْمزي وقاض الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وفخر الدّين النويري وَخلق كثير من الرحالين وَطَالَ عمره وَتفرد بأَشْيَاء قَالَ الْمزي مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعته يَقُول سَمِعت ابْن رواج يَقُول قَرَأَ عَليّ السراج بن شحانة نتف الْإِبِط فحركه بِالْكَسْرِ فَقلت لَهُ لَا تحركه يفح صنانه قلت وَقَالَ لي الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس دخل الشَّيْخ على جمَاعَة يقرأون الحَدِيث فسمعهم يَقُولُونَ عبد الله بن سَلام بتَشْديد اللَّام فَقَالَ سَلام عَلَيْكُم سَلام وجمل عَن الصَّنْعَانِيّ عشْرين مجلداً من تصانيفه فِي الحَدِيث واللغة وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة من بضعَة وَثَمَانِينَ نفسا بِالشَّام ومصر وَالْعراق والجزيرة وجزء ابْن الْأنْصَارِيّ عَن أَكثر من ماية شيخ وأربى على الْمُتَقَدِّمين فِي علم النّسَب وَسكن دمشق مُدَّة وَأفَاد أَهلهَا وتحول إِلَى مصر وَنشر بهَا علمه وَكَانَ موسعاً عَلَيْهِ فِي الرزق وَله حُرْمَة وجلالة وَولي مشيخة الظَّاهِرِيَّة بَين القصرين وَمَا زَالَ يسمع الحَدِيث إِلَى أَن مَاتَ فَجْأَة فِي نصف ذِي الْعقْدَة وَصلي عَلَيْهِ بِدِمَشْق غَائِبا وَمن شعره

صفي الدين المغني

3 - (صفي الدّين الْمُغنِي) عبد الْمُؤمن بن فاخر صفي الدّين قَالَ الْعِزّ الإربلي الطَّبِيب كَانَ كثير الْفَضَائِل يعرف علوماً كَثِيرَة مِنْهَا الْعَرَبيَّة ونظم الشّعْر وَعلم الْإِنْشَاء كَانَ فِيهِ غَايَة وَعلم التَّارِيخ وَعلم الْخلاف وَعلم الموسيقى وَلم يكن فِي زَمَانه من يكْتب الْخط الْمَنْسُوب سوى الشَّيْخ زكي الدّين لَا غير وَهُوَ بعده وفَاق فِي فنه الْأَوَائِل والأواخر وَبِه تقدم عِنْد خَليفَة زَمَانه وَكَانَت آدابه كَثِيرَة وحرمته وافرة وأخلاقه حَسَنَة طيبَة ثمَّ قَالَ وَاجْتمعت بِهِ بِمَدِينَة تبريز فِي شهور سنة) تسع وَثَمَانِينَ وست ماية وَأخْبر صفي الدّين عبد الْمُؤمن قَالَ وَدرت بَغْدَاد صَبيا وَأثبت فَقِيها بالمستنصرية شافعياً أَيَّام الْمُسْتَنْصر واشتغلت بالمحاضرات وَالْأَدب والعربية وتجويد الْخط فبلغت فِيهِ من غَايَة لَيْسَ فَوْقهَا غَايَة ثمَّ اشتغلت بِضَرْب الْعود فَكَانَت قابليتي فِيهِ أعظم من الْخط لكني اشتهرت بالخط وَلم أعرف بِغَيْرِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت ثمَّ إِن الْخلَافَة وصلت إِلَى المستعصم فعمر خزانتي كتب متقابلتين برواق عَزِيز وَأمر أَن يخْتَار لَهما كاتبان يكتبان مَا يختاره وَلم يكن فِي ذَلِك الْوَقْت أفضل من الشَّيْخ زكي الدّين وَكنت دونه فِي الشُّهْرَة فرتبنا فِي ذَلِك وَلم يعلم الْخَلِيفَة أنني أحسن الضَّرْب بِالْعودِ وَكَانَ بِبَغْدَاد مغنية تعرف بلحاظ فائقة الْجمال تغني جيدا فأحبها الْخَلِيفَة وأجزل لَهَا الْعَطاء فَكثر خدامها وجواريها وأملاكها فاتفق أَن غنت يَوْمًا بَين يَدَيْهِ بلحن طيب غَرِيب فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك فَقَالَت هَذَا لصفي الدّين المجود فَقَالَ عَليّ بِهِ فأحضرت وَضربت بَين يَدَيْهِ بِالْعودِ فأعجبه ذَلِك وَأَمرَنِي بملازمة مَجْلِسه ورسم لي برزق وافر جزيل غير مَا كَانَ ينعم بِهِ عَليّ وصرت أَسْفر بَين يَدَيْهِ وأقضي للنَّاس عِنْده حوائج كَثِيرَة وَكَانَ لي مُرَتّب فِي الدِّيوَان كل سنة خمس آلَاف دِينَار يكون عَنْهَا دَرَاهِم مبلغ سِتِّينَ ألف دِرْهَم وأحصل فِي قَضَاء أشغال النَّاس مثلهَا وَأكْثر مِنْهَا وَحَضَرت بَين يَدي هولاكو وغنيته وأضعف مَا كَانَ لي من الرَّاتِب أَيَّام المستعصم واتصلت بِخِدْمَة الصاحب عَلَاء الدّين عطا الْجُوَيْنِيّ وأخيه شمس الدّين وَوليت أيامهما كِتَابَة الْإِنْشَاء بِبَغْدَاد ورفعاني إِلَى رُتْبَة المنادمة وضاعفا عَليّ الإنعام وَالْإِحْسَان وَبعد موت عَلَاء الدّين وَقتل شمس الدّين زَالَت سعادتي وتقهقرت إِلَى وَرَاء فِي عمري ورزقي وعيشي وعلتني الدُّيُون وَصَارَ لي أَوْلَاد وَأَوْلَاد أَوْلَاد كَبرت سني وعجزت عَن السَّعْي

شوروه الحافظ

قَالَ صفي الدّين الشريف ابْن الطقطقى مَاتَ صفي الدّين عبد الْمُؤمن مَحْبُوسًا على دين كَانَ لمجد الدّين عبد الْحَكِيم غُلَام ابْن الصّباغ وَكَانَ مبلغ الدّين ثَلَاث ماية دِينَار وحبسه القَاضِي فِي مدرسة الْخلّ ووفاته يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشْرين صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست ماية وَكَانَ ينْفق أَمْوَاله على الملاذ ويبالغ فِي عمل الحضرات البديعة التصفيف وَكَانَ يكون ثمن المشموم أَربع ماية والفاكهة أَربع ماية دِرْهَم وَكَانَ يتنعم كثيرا 3 - (شوروه الْحَافِظ) ) عبد الْمُؤمن بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله هُوَ شرف الدّين شوروه بالشين الْمُعْجَمَة وَالْوَاو وَالرَّاء الساكنة وَبعدهَا وَاو وهاء ابْن نور الدّين ابْن وجيه الدّين الإصبهاني الْحَنَفِيّ كَانَ جده وجيه الدّين نَائِب القَاضِي بإصبهان وَولده نور الدّين كَانَ واعظاً حَافِظًا لَهُ أَوْلَاد فضلاء وبنون نجباء وَوصل شوروة الْمَذْكُور إِلَى دمشق آخر أَيَّام نور الدّين الشَّهِيد وَعقد مجْلِس الْوَعْظ وحضره نور الدّين وَأسلم على يَده أول يَوْم طِفْل نَصْرَانِيّ فَقَالَ بديهاً نصبنا فخاً وأصبنا فرخاً وَقَالَ يشبه الْهلَال فِي وعظه فِي رَمَضَان هُوَ كمصبغ الفصاد أَو منجل الْحَصاد وَتوجه بعد نور الدّين إِلَى الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين فَأكْرمه وَأَعْطَاهُ وَأفضل وَعَاد إِلَى دمشق وَأقَام بهَا آخر سنة سبعين وَخمْس ماية وَعَاد إِلَى إصبهان وَمن شعره (فِي الْعِشْق لكل عَاقل مُعْتَبر ... والصادق فِي هَوَاهُ لَا يختبر) (لم يبْق على هجرك مصطبر ... هَل عنْدك مِمَّا أَنا فِيهِ خبر) وَمِنْه (إِن شِئْت أمتني فَلهَذَا نشيت ... لكنك لَا تفعل هَذَا حوشيت) (قد كنت على فُؤَادِي الصب خشيت ... وَالْيَوْم مضى الْفُؤَاد فافعل مَا شيت) وَمِنْه (أفدي غزالاً يشبه البانا ... قد بَان مني الْقلب مذ بانا) (ظَبْيًا كليل اللَّفْظ من دله ... بَدْرًا عليل اللحظ فتانا)

صفي الدين الحنبلي البغدادي

(وَمن شراب الدن ذَا عفة ... وَمن شراب الذل سكرانا) (أبدى لنا الْوَجْه فَلَمَّا رأى ... أَنا رغبنا فِيهِ خلانا) (عَيْني دلتني عَلَيْهِ لذا ... ملأتها درا ومرجانا) (أَطُوف حيران على بَابه ... ألثم جدراناً وحيطانا) (أبث شكواي إِلَى حَائِط ... وَإِن للحيطان آذَانا) (يضايق العشاق فِي قبْلَة ... وَيَأْخُذ الْأَرْوَاح مجَّانا) (تَغَيَّرت أحوالنا بعده ... لكنما الْعِشْق كَمَا كَانَا) 3 - (صفي الدّين الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ) عبد الْمُؤمن بن عبد الْحق بن عبد الله بن عَليّ الإِمَام الْعَالم صفي الدّين الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ) من عُلَمَاء الْعرَاق لَهُ فنون وتواليف وعناية بِالْحَدِيثِ سمع من الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَمن الفرضي وَخرج لنَفسِهِ وَفِيه خير ومروءة مولده سنة ثَمَان وَخمسين وست ماية وَتُوفِّي فِي صفر سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية 3 - (عز الدّين ابْن العجمي) عبد الْمُؤمن بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ الإِمَام عز الدّين ابْن العجمي كَانَت لَهُ فَضَائِل وَهُوَ وَأَخُوهُ شمس الدّين أَحْمد خطيب حلب شَيخا كِتَابَة اجْتمعت بالشيخ عز الدّين فِي الْقَاهِرَة غير مرّة وَكَانَ قد انْقَطع فِي بَيت بحارة برجوان يتَرَدَّد النَّاس إِلَيْهِ ويعتقدون فِيهِ الصّلاح وتعيش على النَّاس مُدَّة مقَامه بهَا وَكَانَ يلازم سوق الْكتب بِالْقَاهِرَةِ يتجر فِيهَا ويجهزها إِلَى الشَّام 3 - (صَاحب الْيمن) عبد النَّبِي بن مهْدي كَانَ أَبوهُ يرى رَأْي القرامطة وتلق بالمهدي وَاسْتولى على الْيمن وظلم وعسف وشق أَجْوَاف الحبالى وَذبح الْأَطْفَال وَكَانَ

أبو الفتح الخطيب المقرئ

يظْهر أَنه دَاعِيَة المصريين وَولي بعده ابْنه عبد النَّبِي فَفعل أنحس من وَالِده وَبنى على قبر أَبِيه قبَّة عَظِيمَة لم يعْمل فِي الْإِسْلَام مثلهَا لِأَنَّهُ صفح حيطانها بِالذَّهَب ظَاهرا وَبَاطنا وَعمل لَهَا الستور من الْحَرِير وَيُقَال إِنَّه أَمر النَّاس بِالْحَجِّ إِلَيْهَا وَأَن يحمل إِلَيْهَا كل وَاحِد مَالا وَمن لم يحمل قَتله ومنعهم من الْحَج وَكَانُوا يقصدونها من السحر وَاجْتمعَ فِيهَا من الْأَمْوَال مَا لَا يُحْصى فاستأصل الله شأفته على يَد شمس الدولة ابْن أَيُّوب وَاسْتولى على خزائنه وَقَتله سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس ماية 3 - (أَبُو الْفَتْح الْخَطِيب الْمُقْرِئ) عبد الْهَادِي بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عِيسَى بن تَمِيم الْخَطِيب الْمُقْرِئ المعمر أَبُو الْفَتْح الْقَيْسِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي ولد سنة سبع وَسبعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وست ماية قَرَأَ بالروايات على أبي الْجُود والمليحي وهما كَانَا آخر من قَرَأَ على أبي الْجُود وَسمع من قَاسم بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَأبي عبد الله الأرتاحي وَأبي نزار ربيعَة اليمني وَابْن الْفضل الْحَافِظ وَتفرد فِي عصره بالرواية عَن جمَاعَة وروى الْكثير خطب بِجَامِع المقياس مُدَّة وَحدث عَنهُ الدواداري والدمياطي ابْن عبد الْهَادِي شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد) (عبد الْوَاحِد) 3 - (ابْن الْفَقِيه الْموصِلِي) عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن نصر الله بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْحصين أَبُو مَنْصُور الْمَعْرُوف بِابْن الْفَقِيه ولد بالموصل سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست ماية وَسمع من أبي الْفضل ابْن الطوسي حضوراً وَكتب الْخط الْمليح وَقَالَ الشّعْر وروى عَنهُ محب الدّين ابْن النجار وَأورد لَهُ (نَفسِي الْفِدَاء لمن سميري ذكره ... وحشاشتي فِي أسره ووثاقه) (رشأ لَو أَن الْبَدْر قَابل وَجهه ... فِي تمه لكساه ثوب محاقه)

الدسكري الشافعي

(ينأد لينًا قده فَكَأَنَّهُ ... غُصْن الْأَرَاك يميس فِي أوراقه) (فمعاطف الأغصان فِي أثوابه ... ومطالع الأقمار فِي أزياقه) (يَبْدُو على وجناته لمحبه ... مَا فاض يَوْم الْبَين من آماقه) (فِي رِيقه طعم السلاف ولونها ... فِي خَدّه واللطف فِي أخلاقه) (غفل الرَّقِيب فزارني فوشى بِهِ ... فِي ليل طرته سنا إشراقه) (يشكو إِلَيّ غرامه وأبثه ... وجدي وَمَا لاقيت من أشواقه) (حَتَّى إِذا مَا اللَّيْل مد رواقه ... وَقضى بِجمع الشمل بعد فِرَاقه) (هجم الصَّباح على الدجى بحسامه ... فَظَنَنْت أَن الصُّبْح من عشاقه) وَأورد لَهُ أَيْضا (مَا هَب من أَرض الْعرَاق نسيم ... إِلَّا دَعَاني للغرام غَرِيم) (فإلام ويك تلوم جهلا بالهوى ... قصر فإفراط الْمَلَامَة لوم) (أَنى يحل العذل من سَمْعِي وَفِي ... قلبِي لتكرار الْكَلَام كلوم) (يَا أَيهَا الْقَمَر الَّذِي لم يخل من ... يهواه من لَاحَ عَلَيْهِ يلوم) (إِن العذول على هَوَاك أعده ... من حاسدي وَلَا أَقُول رَحِيم) (فإلام أحمل ثقل هجرك والهوى ... والهجر حَامِل ثقله مَرْحُوم) (وَإِلَى مَتى أرعى النُّجُوم تعللاً ... حَتَّى كَأَنِّي للنجوم نديم) ) (وَمن الْعَجَائِب أَن قلبِي يشتكي ... شوقاً إِلَيْك وَأَنت فِيهِ مُقيم) قلت شعر جيد 3 - (الدسكري الشَّافِعِي) عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْحصين الدسكري أَبُو سعد الشَّافِعِي تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَولي النّظر فِي المخزن وَكَانَ مَحْمُودًا فِي ولَايَته مفضلاً على أهل الْعلم مُقبلا على من يرد مِنْهُم من الغرباء حج وَأنْفق بالحرمين مَالا صَالحا على المجاورين وَحكي أَن الْحجَّاج عطشوا فَسَأَلُوهُ أَن يَسْتَسْقِي لَهُم فَتقدم وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَن هَذَا بدن لم يعصك قطّ فِي لَذَّة ثمَّ استسقى فسقي النَّاس وَسمع من الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْمَذْهَب وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن الخازري وَغَيرهم وَحدث باليسير

قاضي قضاة بغداد الثقفي

وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (قَاضِي قُضَاة بَغْدَاد الثَّقَفِيّ) عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الثَّقَفِيّ أَبُو جَعْفَر من أهل الْكُوفَة قدم بَغْدَاد وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِالْكُوفَةِ وعزل ثمَّ أُعِيد ثمَّ ولاه الزَّيْنَبِي الْقَضَاء بِبَاب الأزج وَطَرِيق خُرَاسَان ومدينة الْمَنْصُور ثمَّ ولي قَضَاء بَغْدَاد سنة خمس وَخمسين وَخمْس ماية للْإِمَام المستنجد فَأَقَامَ قَاضِيا إِلَى أَن عزل عَليّ بن أَحْمد الدَّامغَانِي عَن قَضَاء الْقُضَاة ثمَّ قلد مَا كَانَ إِلَيْهِ من قَضَاء الْقُضَاة فَأَقَامَ يَسِيرا وَتُوفِّي وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة حسن الطَّرِيقَة سديد الْأَفْعَال متديناً سمع بِالْكُوفَةِ من وَالِده وَمن أبي الْبَقَاء المعمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ الحبال وَأبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن مَيْمُون النَّرْسِي وَغَيرهم وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن البطر وَالْحُسَيْن بن طَلْحَة النعالي وَأحمد بن خيرون وَغَيرهم مولده سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَخمْس ماية وَكَانَ مليح المحاورة فصيح الْعبارَة حسن الْخط يحفظ التَّارِيخ 3 - (أَبُو عمر المليحي الْهَرَوِيّ) عبد الْوَاحِد بن أَحْمد ابْن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن أبي حَاتِم أَبُو عمر المليحي بِالْحَاء الْمُهْملَة الْهَرَوِيّ من أهل الْأَدَب والْحَدِيث أَخذ عَن أبي عبيد الْهَرَوِيّ صَاحب الغريبين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية) صنف كتبا مِنْهَا كتاب الرَّوْضَة جمع فِيهِ ألف حَدِيث صَحِيح وَألف حَدِيث غَرِيب وَألف حِكَايَة وَألف بَيت شعر وَكتاب الرَّد على أبي عبيد فِي غَرِيب الْقُرْآن 3 - (الرشيد صَاحب الْمغرب) عبد الْوَاحِد بن إِدْرِيس بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن

القاضي الروياني الشافعي

عبد الْمُؤمن بن عَليّ الملقب بالرشيد ابْن أبي الْعَلَاء الْمَأْمُون صَاحب الْمغرب وأمير الْمُؤمنِينَ بِهِ ولي الْأَمر سنة ثَلَاثِينَ وست ماية بعد أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ قد قطع خطْبَة الْمهْدي ابْن تومرت فَأَعَادَ الرشيد ذكرهَا واستمال بهَا قُلُوب جمَاعَة وَبَقِي كَذَلِك إِلَى أَن توفّي غريقاً فِي صهريج بُسْتَان لَهُ بمراكش سنة أَرْبَعِينَ وست ماية وكتموا مَوته شهرا وَولي بعده أَخُوهُ السعيد عَليّ بن إِدْرِيس قيل إِنَّه صنع لَهُ مركبا فِي قصره ينزل فِيهِ هُوَ وإماؤه يقذفن بِهِ فَانْقَلَبَ بِهن فَغَرقُوا وَقد تقدم ذكر وَالِده الْمَأْمُون أبي الْعَلَاء إِدْرِيس فِي حرف الْهمزَة مَكَانَهُ وَسَيَأْتِي ذكر السعيد عَليّ بن إِدْرِيس فِي مَكَانَهُ 3 - (القَاضِي الرَّوْيَانِيّ الشَّافِعِي) عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو المحاسن الرَّوْيَانِيّ الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي فَخر الْإِسْلَام القَاضِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام لَهُ الجاه العريض وَالْقَبُول التَّام سمع جمَاعَة وروى عَنهُ السلَفِي وَجَمَاعَة تفقه ببخارى مُدَّة وبرع فِي الْمَذْهَب حَتَّى أَنه كَانَ يَقُول لَو احترقت كتب الشَّافِعِي كنت أميلها من حفظي وَله فِي الْمَذْهَب مصنفات مَا سبق إِلَيْهَا مِنْهَا كتاب بَحر الْمَذْهَب وَهُوَ من أطول كتب الشَّافِعِيَّة وَكتاب مناصيص الشَّافِعِي وَكتاب الْكَافِي وَكتاب حلية الْمُؤمن وصنف فِي الْأُصُول وَالْخلاف وَكَانَ قَاضِي طبرستان قتل بِسَبَب تعصبه فِي الدّين يَوْم الْجُمُعَة حادي عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس ماية وَكَانَ مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس عشرَة وَأَرْبع ماية قَتله الْمَلَاحِدَة فِي الْجَامِع بعد أَن فرغ من الْإِمْلَاء وَكَانَ نظام الْملك كثير التَّعْظِيم لَهُ وَبنى بآمل طبرستان مدرسة 3 - (أَبُو الْفَتْح الباقرحي الشَّافِعِي) عبد الْوَاحِد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مخلد بن جَعْفَر الباقرحي أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الشَّافِعِي من أَوْلَاد الْمُحدثين سمع الْكثير بِبَغْدَاد وخراسان وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مبرزاً) تغرب وجال فِي الْآفَاق وَله يَد فِي اللُّغَة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية ووفاته سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس ماية

الخباز البغدادي

وَقدم بَغْدَاد رَسُولا وَمَعَهُ كتب السُّلْطَان سنجر بن ملكشاه وَابْن أَخِيه مَحْمُود ابْن مُحَمَّد إِلَى الدِّيوَان ليسلم إِلَيْهِ الْمدرسَة النظامية يدرس بهَا فنفر الْفُقَهَاء من ذَلِك واجتهدوا فِي مَنعه فألزمهم الدِّيوَان بذلك فدرس بهَا من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وَخمْس ماية إِلَى شعْبَان من السّنة وَوصل أسعد الميهني وَمَعَهُ الْكتب بتدريسها ونظرها فعزل مِنْهَا 3 - (الخباز الْبَغْدَادِيّ) عبد الْوَاحِد ابْن أبي الْحسن ابْن أبي نصر ابْن أبي عبد الله الخباز الْبَغْدَادِيّ كَانَ عامياً وَله طبع فِي قَول الشّعْر وَهُوَ مكثر مِنْهُ روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الغزال الْوَاعِظ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (أَي دَاع دَعَا بتفريق جمعي ... بَين وَادي منى وأطلال جمع) (قف بِهِ صَاحِبي إِذا رَحل الوف ... د قبيل الضُّحَى وسل عَن سلع) (واسأل البان بالحمى عَن أص ... حابي وَأَهلي وَعَن مهاة الْجزع) (فالسحاب العميم لم يهم فِي الرب ... ع جهاراً بأدمع مثل دمعي) (هَب نشر النسيم فارتحت لما ... ضَاعَ رياه فِي فضاء الرّبع) (وتغنت حمائم الأيك فارتا ... ع فُؤَادِي لنوحها والسجع) (يَا خليلي لَا تعداكما الخي ... ر أجيبا السُّؤَال من غير منع) (واسألاني عَن بَان سلع فَإِنِّي ... لم أجد بالعراق راق للسعي) (مَا بدا بالغوير مبسم برق ... لَاحَ إِلَّا وَكَانَ يقْصد فجعي) (لَا وَلَا رَجَعَ الْحمام بلَيْل ... بت إِلَّا معيره للسمع) (قسما بالسماء ذَات النُّجُوم الزهر ... تزهى وَالْأَرْض ذَات الصدع) (إِن قَتْلِي بالبعد فِي أَرض نجد ... كَانَ حتما ظلما بِغَيْر الشَّرْع) (طَاف بِي طائف من الطيف لما ... هم جفني بِالنَّوْمِ بعد الْقطع) (فتقلقلت إِذْ تذكرت مَا كل ... ن وأمسيت بَين ضرّ ونفع) قلت شعر جيد لم يكن لعامي مثله) 3 - (الصَّيْمَرِيّ الشَّافِعِي) عبد الْوَاحِد بن الْحسن القَاضِي أَبُو الْقَاسِم الصَّيْمَرِيّ

ابن شيطا المقرئ

الشَّافِعِي أحد الْأَعْلَام كَانَ من أَصْحَاب الْوُجُوه فِي مَذْهَب الشَّافِعِي تفقه بِأبي حَامِد المروروذي وَله كتاب الإفصاح فِي الْمَذْهَب وَتُوفِّي فِي حُدُود تسعين وَثَلَاث ماية 3 - (ابْن شيطا الْمُقْرِئ) عبد الْوَاحِد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عُثْمَان بن شيطا بالشين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وطاء مُهْملَة بعْدهَا ألف أَبُو الْفَتْح مقرئ الْعرَاق مُصَنف كتب التذْكَار فِي الْقرَاءَات قَالَ الْخَطِيب كتبنَا عَنهُ وَكَانَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة خمسين وَأَرْبع ماية كَانَ ابْن شيطا الْمَذْكُور من أهل الرصافة وَبَقِي أَرْبَعِينَ سنة يعبر فِي كل يَوْم إِلَى الْجَانِب الغربي لأخذ الْعلم وَالْقِرَاءَة على الْأَشْيَاخ وَكَانَ لَا ينزل السَّفِينَة إِلَّا وَفِي كمه أمهار وَهُوَ حَبل يعلق فِيهِ مجذاف السَّفِينَة فاتفق يَوْمًا أَن هبت ريح شَدِيدَة وَقطعت مهار السَّفِينَة الَّتِي هُوَ فِيهَا فتحير الملاح وَكَاد أهل السَّفِينَة يغرقون فَأخْرج ابْن شطا ذَلِك المهار من كمه وَأَعْطَاهُ الملاح فتعجب مِنْهُ من كَانَ فِي السَّفِينَة فَقَالَ أَنا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة أحملهُ فِي كمي لأجل هَذَا الْيَوْم 3 - (أَبُو تَمام الْبَارِد) عبد الْوَاحِد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الدباس أَبُو تَمام الْفَقِيه الملقب بالبارد كَانَ يَقُول الشّعْر على طَرِيق البغدادده سمع الحَدِيث من جده لأمه أبي البركات مُحَمَّد بن يحيى الْوَكِيل وروى عَنهُ وَلَده أَحْمد والشريف أَبُو عَليّ الْحسن بن جَعْفَر ابْن عبد الصَّمد المتوكلي كَانَ جلال الدّين ابْن صَدَقَة قد احتجب عَن النَّاس فِي وَقت خوفًا على نَفسه فجار الْبَارِد فَمنع فَكتب إِلَيْهِ (وَقَالُوا قد تحجب عَنْك مولى ... وَصَارَ لَهُ مَكَان مستخص) (فَقلت سيفتح الْأَبْوَاب شعري ... ويدخلها لِأَن الْبرد لص) وَمن شعره (مَاتَ أَبُو حَامِد وَمَات جلال الد ... ين فَاسْتَحْضر الهجا والمديح)

التميمي الحنبلي الواعظ

(كنت أهجو هَذَا وأمدح هَذَا ... فَأَنا الْيَوْم خاطري مستريح) وَمِنْه) (إِنِّي رَأَيْت الدَّهْر فِي صرفه ... يمنح حَظّ الْعَاقِل الجاهلا) (فَمَا أَرَانِي نائلاً ثروة ... أَظُنهُ يحسبني عَاقِلا) قلت شعر جيد 3 - (التَّمِيمِي الْحَنْبَلِيّ الْوَاعِظ) عبد الْوَاحِد بن رزق الله بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْعَزِيز بن الْحَارِث أَبُو الْقَاسِم التَّمِيمِي الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ قَرَأَ الْقُرْآن وتفقه وَكَانَ يعظ على المنابر وَبِه ختم بَيته وَلم يعقب وَكَانَ ينفذ من الدِّيوَان فِي الرسائل إِلَى الْأَطْرَاف فِي أَيَّام المستظهر سمع من أبي طَالب ابْن غيلَان وَمُحَمّد بن أَحْمد الآبنوسي وَغَيرهمَا وَحدث بأصبهان وَكَانَ صداعاً يلبس الْحَرِير ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية بِبَغْدَاد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع ماية 3 - (الْعَبْدي الْبَصْرِيّ) عبد الْوَاحِد بن زِيَاد الْعَبْدي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ من مشاهير الْعلمَاء وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَلينه يحيى بن سعيد توفّي سنة سِتّ وَسبعين وماية وَقيل سنة سبع وَسبعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الزَّاهِد الْبَصْرِيّ) عبد الْوَاحِد بن زيد الزَّاهِد الْبَصْرِيّ العابد شيخ الصُّوفِيَّة بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ ضَعِيف الحَدِيث قَالَ البُخَارِيّ تَرَكُوهُ وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيّ وَقَالَ ابْن جبان كَانَ مِمَّن غلب عَلَيْهِ الْعِبَادَة حَتَّى غفل عَن الإتقان فَكثر الْمَنَاكِير أَصَابَهُ الفالج فَسَأَلَ الله أَن

السبنسي المصري

يُطلقهُ فِي وَقت وَكَانَ إِذا أَرَادَ الضَّوْء انْطلق ثمَّ يعود إِذا رَجَعَ إِلَى سَرِيره فَارق عَمْرو بن عبيد لاعتزاله وَصحح الِاكْتِسَاب وَقد نسب إِلَى الْقدر وَلم يغلب الْكَلَام عَلَيْهِ وَقيل إِنَّه رَجَعَ عَن القَوْل بِالْقدرِ وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وماية 3 - (السبنسي الْمصْرِيّ) عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور ابْن أبي الْفرج أَبُو مُحَمَّد السبنسي الشَّاعِر الْمصْرِيّ قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة أَربع وست ماية ومولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متودداً) وَمن شعره (جهول بسر الْحبّ من لَيْسَ يعشق ... ويغرى بِهِ من مَاتَ فِي اللؤم يعرق) (وَكَيف بإثراء الْكرَى لمتيم ... وأجفانه من دمعه الدَّهْر تنْفق) (سقى الله عهد العامرية إِنَّه ... تقضى حميدا للصبى فِيهِ رونق) (أَكَانَت ليَالِي الْوَصْل إِلَّا تعلة ... تملأت مِنْهَا ثمَّ حَان التَّفَرُّق) (ليَالِي رياها شمال معبق ... ورشف ثناياها شُمُول مُعتق) (وَإِذ لمحياها محَاسِن رَوْضَة ... فألحاظنا تسري إِلَيْهَا وتسرق) (تقى الله فِي قلب إِلَيْك عليله ... ومهجة نفس فِي هَوَاك تحرق) (بِبَيْت لأهوائي إِلَيْك تشوق ... ويضحي لأشجاني إِلَيْك تشوق) (وَمَا ملك الواشون مني غرَّة ... وَإِن نمنموا فِيك الْمقَال ونمقوا) (علاقَة حب لَيْسَ يخبو زفيرها ... وعبرة دمع ماتني تترقرق) (أمنك سرى الْبَرْق الَّذِي هِيَ موهناً ... كقلب محب يستكين ويخفق) (مِمَّا أرجوانياً كَأَن وميضه ... شهَاب بأذيال السَّمَاء مُعَلّق) (فَللَّه مَا أهْدى سناه وَمَا هدى ... إِلَى ذِي هوى مِمَّا يهيج ويقلق) 3 - (الزبيرِي) عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل أَبُو مُحَمَّد الزبيرِي الوركي الْفَقِيه الزَّاهِد عمر ماية وَثَلَاثِينَ سنة وَبَين كِتَابَة الْإِمْلَاء عَن أبي ذَر

ابن القشيري

عمار بن مُحَمَّد وَبَين مَوته ماية وَعشر سِنِين رَحل إِلَى النَّاس إِلَيْهِ من الأقطار وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن الْقشيرِي) عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن هوَازن الْقشيرِي أَبُو سعيد ابْن الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم النَّيْسَابُورِي نَشأ فِي الْعلم وَالْعِبَادَة وَأخذ من الْأَدَب بحظ وافر واقتبس من فَوَائِد وَالِده واقتدى بحركاته وسكناته وَكَانَ يَتْلُو كتاب الله دَائِما وَفِي آخر عمره صَار سيد عشيرته سمع من وَالِده وَمن عَليّ بن مُحَمَّد الطرازي وَمَنْصُور ابْن الْحُسَيْن الْمُفَسّر وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم النصراباذي وَغَيرهم) ومولده سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي أَربع وَتِسْعين وَأَرْبع ماية وَمن شعره (خليلي كفا عَن عتابي فإنني ... خلعت عِذَارَيْ فِي الْهوى وعناني) (تصاممت عَن كل الملام لأنني ... شغلت بِمَا قد نابني وعناني) وَمِنْه (لعمري لَئِن حل المشيب بمفرقي ... ورثت قوى جسمي ورق عِظَامِي) (فَإِن الغرام الْعِشْق بَاقٍ بِحَالهِ ... إِلَى الْحَشْر مِنْهُ لَا يكون فطامي) 3 - (أَبُو الْفتُوح ابْن سكينَة) عبد الْوَاحِد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عَليّ بن عبيد الله الْأمين أَبُو الْفتُوح الْمَعْرُوف بِابْن سكينَة أسمعهُ وَالِده فِي صباه من أبي الْفَتْح ابْن البطي وَأبي زرْعَة الْمَقْدِسِي وَأبي بكر أَحْمد بن المقرب الْكَرْخِي وَغَيرهم وَقَرَأَ الْقُرْآن وتفقه وَقَرَأَ الْأَدَب وتغرب نَحْو عشْرين سنة يتَرَدَّد مَا بَين الْحجاز وَالشَّام ومصر والجزيرة وشميشاط وَغَيرهمَا ويخالط مُلُوكهَا وَتَوَلَّى مشيخة رِبَاط بالقدس ثمَّ بخانكاه خاتون ظَاهر دمشق وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وتلقي من الدِّيوَان بالاحترام وَالْإِكْرَام وَولي المشيخة برباط جده شيخ الشُّيُوخ وَنفذ رَسُولا إِلَى كيش فأدركه أَجله بهَا سنة ثَمَان وست ماية ومولده سنّ اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس ماية وَمن شعره

أبو عبيدة الحداد

(دع العذال مَا شَاءُوا يَقُولُوا ... فَأَيْنَ السّمع مني والعذول) (أَتَوا بدقيق عذلهم ليمحوا ... هوى جللاً لَهُ خطر جليل) (وسمعي عَنْهُم فِي كل شغل ... بوجد شَرحه شرح يطول) (تمكن فِي شغَاف الْقلب حَتَّى ... غَدا ورسيسه فِيهِ دخيل) 3 - (أَبُو عُبَيْدَة الْحداد) عبد الْوَاحِد الْحداد أَبُو عُبَيْدَة توفّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ) ) عبد الْوَاحِد بن عَليّ أَبُو الطّيب العسكري اللّغَوِيّ من عَسْكَر مكرم قدم حلب وَأقَام بهَا إِلَى أَن قتل فِي دُخُول الدمستق حلب سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث ماية أحد الحذاق الْعلمَاء المبرزين المتقنين لعلمي اللُّغَة والعربية أَخذ عَن أبي عمر مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الزَّاهِد وَمُحَمّد بن يحيى الصولي قَالَ أَبُو الطّيب قَرَأت على أبي عمر الفصيح وَإِصْلَاح الْمنطق حفظا وَقَالَ لي أَبُو عمر كنت أغلق اللُّغَة عَن ثَعْلَب على خزف وأجلس على دجلة أحفظها وأرمي بهَا قَالَ أَبُو عَليّ الصقيلي كنت فِي مجْلِس ابْن خالويه إِذْ وَدرت عَلَيْهِ من سيف الدولة مسَائِل تتَعَلَّق باللغة فاضطرب لَهَا وَدخل خزانته وَأخرج مِنْهَا كتب اللُّغَة وفرقها على أَصْحَابه يفتشونها ليبحث عَنْهَا فتركته وَذَهَبت إِلَى أبي الطّيب اللّغَوِيّ وَهُوَ جَالس وَقد وَردت عَلَيْهِ تِلْكَ الْمسَائِل بعيمها وَبِيَدِهِ قلم الْحمرَة فَأجَاب بِهِ وَلم يُغَيِّرهُ قدرَة على الْجَواب وَهُوَ صَاحب كتاب مَرَاتِب النَّحْوِيين وَكتاب الْإِبْدَال نحا فِيهِ نَحْو كتاب يَعْقُوب فِي الْقلب وَكتاب شجر الدّرّ سلك فِيهِ مَسْلَك أبي عمر فِي الْمدْخل كتاب فِي الْفرق وَأكْثر فِيهِ وأسهب وَقَالَ أَبُو الطّيب وللخليل ثَلَاثَة أَبْيَات قافية وَاحِدَة يَسْتَوِي لَفظهَا وَيخْتَلف مَعْنَاهَا وَأَرَادَ بِهَذَا أَن يبين أَن تكْرَار القوافي لَيْسَ بضار إِذا لم يكن بِمَعْنى وَاحِد وَلَيْسَ بإبطاء والأبيات

(يَا وَيْح قلبِي من دواعي الْهوى ... إِذْ رَحل الْجِيرَان عِنْد الْغُرُوب) غرُوب الشَّمْس (أتبعتهم طرفِي وَقد أَمْعَنُوا ... ودمع عَيْني كفيض الْغُرُوب) الدلاء الْكِبَار المملوءة (بانوا وَفِيهِمْ طفلة حرَّة ... تفتر عَن مثل أقاحي الْغُرُوب) الوهاد المنخفضة قَالَ أَبُو الطّيب فقصد هَذَا الْقَصْد بعض الشُّعَرَاء فِيمَا أنْشدهُ ثَعْلَب وَلم يذكر قَائِلا (أتعرف أطلالاً شجونك بالخال ... وعيش زمَان كَانَ فِي الْعَصْر الْخَال) الْمَاضِي (ليَالِي ريعان الشَّبَاب مسلط ... عَليّ بقضبان الْإِمَارَة وَالْخَال) الرَّايَة) (وَإِذا أَنا خدن للغوي أخي الصِّبَا ... وللغزل المذيح ذِي اللَّهْو وَالْخَال) الْخُيَلَاء (وللخود تصطاد الرِّجَال بفاحم ... وخد أسيل كالوذيلة ذِي الْخَال) الشامة (إِذا رئمت رئمت رباعها ... كَمَا رئم الميثاء ذُو الزِّينَة الْخَال) الغرب (ويقتادني مِنْهُم رخيم دلاله ... كَمَا اقتاد مهْرا حِين يألفه الْخَال) الَّذِي يلجه (زمَان أفدي من يراح إِلَى الصبى ... إِذا الْقَوْم كعوا لست بالرعش الْخَال) الضَّعِيف (وَلَا أرتدي إِلَّا الْمُرُوءَة خلة ... إِذا ضن بعض الْقَوْم بالعصب وَالْخَال) البرود (وَإِن أَنا أَبْصرت المحول ببلدة ... تنكبها واستمت خالاً على خَال) سَحَاب

(فَخَالف بخلفي كل خلق مهذب ... وَإِلَّا تخالفني فَخَالف إِذا خَالِي) أَخُو أمه (وَإِنِّي حَلِيف للسماحة والندى ... كَمَا اخْتلفت عبس وذبيان بالخال) مَوضِع (وثالثنا فِي الْحلف كل مهند ... لما ريم من صم الْعِظَام بِهِ خَال) قَاطع قَالَ أَبُو الطّيب وَلما ظننا أَن من سمع هَذِه الأبيات رُبمَا خَال صَاحبهَا قد زَاد على الْخَلِيل وَأَنه لما تعرض لشَيْء تقصاه رَأينَا أَن نبين أَنه بِخِلَاف هَذِه الصُّورَة وَأَنه قد ترك أَكثر مِمَّا أَخذ وأغفل أَكثر مِمَّا أورد وَقد بَقِي عَلَيْهِ من هَذِه القافية مَا نَحن ناظموه أبياتاً ومعتذرون من تقصيرنا فِيهِ إِذْ المُرَاد إِيرَاد القوافي دون التعمد لنقد الشّعْر والأبيات (ألم بِربع الدَّار بَان أنيسه ... على رغم أهل اللَّهْو قفراً بِذِي الْخَال) ) مَوضِع (مساعد خل أَو مقض ذمامه ... ومحيي قَتِيل بعد ساكنه خَال) (خلا مِنْهُم من حَيْثُ لم تخل مهجتي ... وَمن يخل من نؤي وأورق كالخال) أَوْرَق الرماد وَالْخَال الْجَبَل الْأسود (وَكم حللت أَيدي النَّوَى وصروفها ... على الزَّمن الْخَالِي المحبين بالخال) ثوب يستر بِهِ الْمَيِّت (تبصر خليلي الرّبع يثعب دَائِما ... بقلب من الوجد الَّذِي حل فِي خَالِي) فارغ البال (ألم ترني أرعى الْهوى من جوانحي ... رياضكم بِالْمَرْءِ ذِي النعم الْخَال) الرجل الْحسن الْقيام على المَال (أَذُوق أمريه بِغَيْر تكره ... مذاقة موفور على جزعه خَال) من قَوْلهم خل على اللَّبن إِذا لزمَه وَلم يتعده (وأسكن مِنْهُ كل زَاد مضلة ... وآلف ربعا لَيْسَ من مألف الْخَال) خلى بِالْمَكَانِ إِذا لزمَه وَلم يُفَارِقهُ (وَكم أنتضي فِيهِ سيوف عزائم ... وأنضو ثِيَاب الْبدن عَن جمل خَال) الْجمل الضخم البادن

ابن برهان النحوي

(وَكم من هوى وليت عَنهُ إِلَى هوى ... وَحقّ يَقِين حدت عَنهُ إِلَى خَال) وهم (وَمهما تدللني لِليْل صبَابَة ... فَغير معرى الْقدر من ملبس الْخَال) المتكبر (تطامن طودي للهوى يستقيده ... وَألْحق أطواد الأغرين بالخال) الأكمة الصَّغِيرَة (أضن بعهدي ضن غَيْرِي بِرُوحِهِ ... وأبذل روحي بذل ذِي الْكَرم الْخَال) الْجواد (وَإِن أخل من شَيْء فَلَا من صبَابَة ... خلت سرفي كالغيث بل بِهِ الْخَال) ) الَّذِي سحر الخلا (وَإِن يخل ليل من تذكر عهدنا ... فكم أَيقَن الواشون أَنِّي خَال) (وَإِن زَعَمُوا أَنِّي خليت بعْدهَا ... فَمَا أَنا عَنْهَا بالخلي وَلَا الْخَالِي) من الْخلْوَة قلت قد تقدم فِي تَرْجَمَة عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار القسنطيني قصيدة فِي تكْرَار الْخَال 3 - (ابْن برهَان النَّحْوِيّ) عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن عمر بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن برهَان بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة أَبُو الْقَاسِم الْأَسدي العكبري النَّحْوِيّ صَاحب الْعَرَبيَّة واللغة والتواريخ وَأَيَّام الْعَرَب قَرَأَ على عبد السَّلَام الْبَصْرِيّ وَأبي الْحسن السمسمي وَكَانَ أول أمره منجماً فَصَارَ نحوياً وَكَانَ حنبلياً فَصَارَ حنفياً وَكَانَت فِيهِ شراسة على من يقْرَأ عَلَيْهِ وَلم يكن يلبس سَرَاوِيل وَلَا على رَأسه غطاء وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبع ماية بِبَغْدَاد

وَكَانَ قد سمع من ابْن بطة كثيرا وَصَحبه وَسمع من غَيره وَكَانَ إِذا ذكر المتنبي قَالَ قَالَ ابْن عيدَان بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَفِي شعر ابْن عيدَان كَذَا وَكَانَ زاهداً عرف النَّاس مِنْهُ ذَلِك وَإِلَّا كَانُوا رَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ لهيئته وَكَانَ يخرج من دَاره وَقد اجْتمع على بَابه من أَوْلَاد الرؤساء جمَاعَة فَيَمْشِي ويغدون مَعَه يَمِينا وَشمَالًا يلقِي على هَذَا مَسْأَلَة وعَلى هَذَا مَسْأَلَة وَكَانَ يتكبر على أَوْلَاد الْأَغْنِيَاء وَإِذا رأى الطَّالِب غَرِيبا أقبل عَلَيْهِ وَكَانَ متعصباً لمَذْهَب أبي حنيفَة وَكَانَ مُحْتَرما فِيمَا بَين أَصْحَابه وَكَانَ يُعجبهُ الباذنجان وَيَقُول فِي تفضيله إِن النَّاس يَأْكُلُونَهُ ثَمَانِيَة أشهر فِي الْعَام وهم أصحاء وَلَو أكلُوا الرُّمَّان أَرْبَعَة أشهر فلجوا وَلما ورد الْوَزير عميد الْملك الكندري إِلَى بَغْدَاد استحضر ابْن برهَان فأعجبه كَلَامه وَعرض عَلَيْهِ مَالا فَلم يقبل لَهُ شَيْئا فَأعْطَاهُ مُصحفا بِخَط ابْن البواب وعكازاً حملت إِلَيْهِ من بلد الرّوم مليحة فَأَخذهُمَا وَعبر إِلَى منزله فَدخل أَبُو عَليّ ابْن الْوَلِيد الْمُتَكَلّم فَأخْبرهُ بِالْحَال فَقَالَ لَهُ أَنْت تحفظ الْقُرْآن وبيدك عَصا تتوكأ عَلَيْهَا فَلم تَأْخُذ شَيْئا فِيهِ شُبْهَة فَنَهَضَ ابْن برهَان وَدخل على قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله ابْن الدَّامغَانِي وَقَالَ لَهُ لقد كدت أهلك حَتَّى نبهني أَبُو عَليّ ابْن الْوَلِيد وَهُوَ أَصْغَر مني سنا وَأُرِيد أَن تعيد هَذِه العكازة وَهَذَا الْمُصحف على عميد الْملك) فِيمَا يصحباني فَأَخذهُمَا وأعادهما إِلَيْهِ وَكَانَ مَعَ ذَلِك يحب الْمليح مُشَاهدَة وَإِذا حضر أَوْلَاد الْأُمَرَاء والأتراك وأرباب النعم يقبلهم بِمحضر من آبَائِهِم وَلَا يُنكرُونَ عَلَيْهِ ذَلِك لعلمهم بِدِينِهِ وورعه وَكَانَ يَقُول لَو كَانَ علم الكيمياء حَقًا لما احتجنا إِلَى الْخراج وَلَو كَانَ علم الطلاسم حَقًا لما احتجنا إِلَى الْجند وَلَو كَانَ علم النُّجُوم حَقًا لما احتجنا إِلَى الرُّسُل والبريد وَكَانَ يحضر حلقته فَتى مليح الْوَجْه فَانْقَطع عَنهُ فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ إِن عميد الْملك اعتقل وَالِده فانحدر إِلَى بَابا الْمَرَاتِب فصادف الكندري فحين رَآهُ أقبل عَلَيْهِ مُسلما ووقف والعالم حوله فَقَالَ لَهُ ابْن برهَان فِيك الْخِصَام وَأَنت الْخصم وَالْحكم وَلم يزده على ذَلِك فَوَجَمَ الكندري وَسَأَلَ عَمَّن فِي حَبسه فَأخْبر بالجل وَأَن ابْنه يغشى مجْلِس الشَّيْخ للاقتباس فَأَطْلقهُ ووهبه مَا عَلَيْهِ وَكَانَ ثَمَانِيَة عشر ألف دِينَار وَمن شعر ابْن برهَان

الكاتب

(أحبتنا بِأبي أَنْتُم ... وسقياً لكم أَيْنَمَا كُنْتُم) (أطلتم عَذَابي بميعادكم ... وقلتم نوزر وَمَا زرتم) (فَإِن لم تجودوا على عبدكم ... فَإِن المعوي بِهِ أَنْتُم) 3 - (الْكَاتِب) عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْكَاتِب رجل فَاضل صنف كتاب الْقُضَاة 3 - (شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ) عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد شمس الدّين الْقرشِي الْحَنْبَلِيّ أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور مَوْصُوفا بالصلاح وَيذكر عَنهُ أَنه يجْتَمع بالخضر عَلَيْهِ السَّلَام لما سَافر عَن جبل لبنان واشتاق إِلَيْهِ أنْشد لنَفسِهِ (لَعَلَّك يَا نسيم صبا زرود ... تعود فقد ذوى للبين عودي) (وَيَا نفحات أنفاس الخزامى ... على المشتاق من لبنان عودي) قَالَ وأسمع الحَدِيث وَسَمعنَا عَلَيْهِ وَكَانَ مُقيما بالحكر 3 - (ابْن أبي هَاشم الْمُقْرِئ) ) عبد الْوَاحِد بن عمر بن مُحَمَّد ابْن أبي هَاشم يسَار أَبُو طَاهِر كَانَ بزازاً وَكَانَ أعلم خلق الله بعلوم الْقُرْآن ووجوه الْقرَاءَات وَله مصنفات فِي ذَلِك لم ير بعد ابْن مُجَاهِد مثله وَكَانَ ينتحل فِي النَّحْو مَذْهَب الْكُوفِيّين وَهُوَ من أهل بَاب الْبَصْرَة قَرَأَ على ابْن كجاهد وعَلى أبي الْعَبَّاس ابْن سهل الْأُشْنَانِي وَقَرَأَ على ابْن درسْتوَيْه بعض كتب سِيبَوَيْهٍ وَحدث عَن جَعْفَر القباب وَمُحَمّد بن عَبَّاس الزيدي ووكيع القَاضِي قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الشَّاهِد كنت يَوْمًا مَعَ ابْن أبي هَاشم الْمُقْرِئ وَكَانَ أستاذي فاجتزنا بمقابر الخيزران فَوقف عَلَيْهَا سَاعَة ثمَّ الْتفت إِلَيّ وَقَالَ يَا أَبَا

الزواق

الْقَاسِم ترى لَو وقفُوا هَؤُلَاءِ هَذِه الْمدَّة الطَّوِيلَة على بَاب ملك الرّوم مَا رَحِمهم فَكيف تظن بِمن هُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ وَبكى 3 - (الزواق) عبد الْوَاحِد بن فتوح الزواق وَبَعض النَّاس يَقُول فِيهِ المنبز وَهُوَ كتامي نَشأ بتونس وَبهَا تأدب قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج هُوَ شَاعِر مفلق قوي أساس الشّعْر كَأَنَّهُ أَعْرَابِي بدوي يتَكَلَّف بعض التَّكَلُّف وَفِي قصائده طول عُرْيَان الظَّاهِر من حلية الْأَدَب لغفلة فِي طبعه وَثقل فِي سَمعه ضمني وإياه مجْلِس مذاكرة وَمَعَهُ غُلَام من ولد عبد الله بن غنجة الْكَاتِب وَكَانَ مفتوناً بِهِ فجفا عَليّ بعض كَلَام الْغُلَام ورابه ذَلِك مني فَقَالَ الزواق بعد ذَلِك مَا ترَاهُ يصنع فَقَالَ لَهُ (إِن يكن خيرا فَأَنت لَهُ ... أَو يكن شرا فَدَعْهُ لنا) (نتقي عَنْك السِّهَام وَلَا ... بُد مِنْهَا أَن تلم بِنَا) وَبَلغنِي ذَلِك فَكتبت إِلَيْهِ من فوري وَكَانَت لَهُ عِنْدِي مُقَدمَات سوء (أيهذا الْمُدَّعِي لسنا ... كف من غربي أَنا وَأَنا) (أَرَأَيْت الضغن كَيفَ بدا ... وَرَأَيْت الشَّرّ كَيفَ رنا) (بعتني وكساً بِلَا ثمن ... كَيفَ لَو أَعْطَيْت بِي ثمنا) (لَا ترد شتمي ومنقصتي ... إِنَّمَا المغبون من غبنا) وَمِمَّا أوردهُ للزواق فِي وصف ديك) (وهب لأطيار ذُو خبْرَة ... عَنهُ بِمَا يعرب عَن خَبَرهَا) (فنص جيدا وَرقا منبراً ... دَار الَّذِي عود من خدرها) (واستفتح الصَّوْت بتصفيقه ... استفتاح ذَات الطارفي شعرهَا) (فبلبل البلبل فِي غصنه ... وأرق الورقاء فِي وَكرها) (كَأَنَّمَا توج ياقوتة ... فَاتخذ الشنفين من شطرها) (كَأَنَّمَا يخْطر فِي حلَّة ... من عدني الوشي لم يشرها) وَقَوله فِي وصف فرس

أبو الرضا المعري

(مخلولق الصهوة مثل المدوك ... يعدو معديه بِلَا تحرّك) (كَأَنَّهُ فَوق مهاد متك ... يضْحك للعين وَلما يضْحك) (ذُو مقلة فِي محلولك ... كَأَنَّهَا فلذة قلب الْمُشرك) وَقَوله فِي وصف حمام (يجتاب أَوديَة السَّحَاب بخافق ... كالبرق أومض فِي السَّحَاب فأبرقا) (لَو سَابق الرّيح الْجنُوب لغاية ... يَوْمًا لجاءك مثلهَا أَو أسبقا) (يستقرب الأَرْض البسيطة مذهبا ... والأفق ذَا السّقف الرفيعة مرتقى) (ويظل مسترق السماع مَخَافَة ... فِي الجو يحسبه الشهَاب المحرقا) (قسه بأعتق كل ريشة ... مِمَّا يطير تَجدهُ مِنْهُ أعتقا) (يَبْدُو فيعجب من يرَاهُ لحسنه ... وتكاد آيَة عتقه أَن تنطقا) (مترقرقاً من حَيْثُ درت كَأَنَّمَا ... لبس الزجاجة أَو تجلبب زئبقا) وَقَوله فِي القَاضِي جَعْفَر بن عبد الله الْكُوفِي (حر الْمَرْوَة والأبوة سيد ... ينمى لأشرف سادة أخيار) (القاطعين نِيَاط كل مبالغ ... فِي الْمَدْح تَحت دقائق الأفكار) (كَانُوا إِذا بخل السَّحَاب بمائه ... وهبوا سحائب فضَّة ونضار) (يَا صيرفي فِي بني الزَّمَان أما ترى ... عز الْفُلُوس وذلة الدِّينَار) وَقَوله يُعَاتب (قد كنت أَحسب فِي عليين منزلتي ... فِي ودكم وَإِذا بِي أَسْفَل الدَّرك) ) (يَا حسن ودي لَو أَنِّي نعمت بِهِ ... فِيكُم وفزت بحظ غير مُشْتَرك) (يَا رَوْضَة شانها فِي عين زائرها ... وَقد تنزه مَا فِيهَا من الحسك) 3 - (أَبُو الرِّضَا المعري) عبد الْوَاحِد بن الْفرج بن نَوَت أَبُو الرِّضَا المعري توفّي فِي حُدُود ثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة فَقَالَ كَانَ مغفلاً صَاحب بديهة وَأورد لَهُ عدَّة

أبو المظفر ابن الصباغ

مقاطيع فَمن ذَلِك أَنه مر على قَرْيَة يُقَال لَهَا سياث من أَعمال المعرة وفيهَا دَار قديمَة تنقض فَقَالَ (عبرت بِربع من سياث فراعني ... بِهِ زجل الْأَحْجَار تَحت المعاول) (تنَاولهَا عبل الذِّرَاع كَأَنَّمَا ... رمى الدَّهْر فِيمَا بَينهَا حَرْب وَائِل) (فَقلت لَهُ شلت يَمِينك خلها ... لمعتبر أَو زاهد أَو مسَائِل) (منَازِل قوم حَدثنَا حَدِيثهمْ ... وَلم أر أحلى من حَدِيث الْمنَازل) وَقَالَ (نسري فيغدو من بغال جيادنا ... قبس يضيء اللَّيْل وَهُوَ بهيم) (وَكَأن مبيض النِّعَال أهلة ... وَكَأن محمر الشرار نُجُوم) قَالَ جلس معز الدولة الْكلابِي صَاحب حلب على قويق زمَان الْمَدّ وخيم وَذكر ابْن التوت فأحضر على الْبَرِيد فَلَمَّا رَآهُ على شاطئ النَّهر قَالَ بديهاً (رَأَيْت قويقاً إِذْ تجاور حَده ... لَهُ زجل فِي جريه وضجيج) (وَكَانَ ثمال جَالِسا بشفيره ... فشبهته بحراً لَدَيْهِ خليج) فَقَالَ لَهُ معز الدولة قد زعم الشُّعَرَاء الحلبيون أَن هَذَا لَيْسَ بشعرك وَكَانَ فيهم ابْن سِنَان الخفاجي فَإِن قلت بديهاً أَعطيتك جائزتهم كلهم ثمَّ نظر إِلَى غرابين على نشز فَقَالَ قل فيهمَا فَقَالَ (يَا غرابين أَنْتُمَا سَبَب لأبي ... ن فَكيف اجتمعتما فِي مَكَان) (إِنَّمَا قد وقفتما فِي خلو ... بِفِرَاق الأحباب تشتوران) (فاحذرا أَن تفَرقا بَين إلفين ... فَمَا تدريان مَا تلقيان) 3 - (أَبُو المظفر ابْن الصّباغ) ) عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن جَعْفَر بن الصّباغ أَبُو المظفر ابْن أبي غَالب الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْخَيْر الْمُبَارك بن الْحُسَيْن الغسال وتفقه على الكيا وَسمع من الشريف أبي الفوارس طراد الزَّيْنَبِي وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَابْن البطر وَغَيرهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ

أبو القاسم الإصبهاني

مولده سنة خمس وَسبعين وَأَرْبع ماية بالكرخ ووفاته سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس ماية وَكَانَ سَمَاعه صَحِيحا إِلَّا أَنه كَانَ مخلطاً فِي نَفسه 3 - (أَبُو الْقَاسِم الإصبهاني) عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء أَبُو الْقَاسِم قَالَ ياقوت وقفت لَهُ على كتاب شرح فِيهِ أشعار أبي الطّيب المتنبي فأجاده وَكبره وَهُوَ من أهل إصبهان 3 - (الخصيبي) عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد أَبُو الْحُسَيْن الخصيبي حدث عَن أبي العيناء وَهُوَ صَاحب أَخْبَار وَرِوَايَة للآداب روى عَنهُ أَبُو عبيد الله المرزباني 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب) عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن جرش الإصبهاني أَبُو الْقَاسِم كَاتب الْإِنْشَاء للسُّلْطَان مَسْعُود بن مَحْمُود بن سبكتكين توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع ماية وَمن شعره يرثي السُّلْطَان مسعور 3 - (أَبُو الْفرج الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ) عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الشَّيْخ أَبُو الْفرج الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْوَاعِظ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْحَرَّانِي المولد كَانَت لَهُ وقعات مَعَ الأشاعرة توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن الْمُطَرز) عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الْمُطَرز أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية) قَالَ الشريف أَبُو حَرْب ابْن الدينَوَرِي النسابة أَنْشدني لنَفسِهِ (سقى الله من جرعاء مَالك منزلا ... وجدنَا بهَا سهل العزاء منيعا)

الكازروني

(وَيَوْم حملنَا للوداع صبَابَة ... من الدمع جالت فِي الخدود نجيعا) (وَقد وَعَدتنِي أم عَمْرو عناقها ... فَلَمَّا رأتني فِي يَدَيْهِ صَرِيعًا) (بَكت بَين أتراب لَهَا وعواذل ... فَمَا بَرحت حَتَّى بكين جَمِيعًا) وَمن شعره أَيْضا (عَسى طيف الملمة بالنعيم ... يلم بِنَا على الْعَهْد الْقَدِيم) (أرقت لَهُ أماطل فِيهِ هما ... يلازمني مُلَازمَة الْغَرِيم) (لَعَلَّ خيال ذَات الخيال يسري ... فينقع غلَّة النضو السقيم) (وَكَيف ينَام عشق تغلبي ... يؤرقه ظباء بني تَمِيم) وَمِنْه (بسعيك فِي ظلمي وخوضك فِي دمي ... وبعدك عَن وَصلي وقربك من قلبِي) (هَب الْعَفو لي إِن كَانَ جرم عَلمته ... وَإِن كنت مَظْلُوما فذنب الْهوى ذَنبي) (وَلم أعترف أَنِّي جنيت وَإِنَّمَا ... يصانع بِالْإِقْرَارِ من ألم الضَّرْب) وَمِنْه (وَلما وقفنا بالصراة عَشِيَّة ... حيارى لتوديع ورد سَلام) (وقفنا على رغم الحسود وكلنَا ... يفض عَن الأشواق كل ختام) (وسوغني عِنْد الْوَدَاع عناقه ... فَلَمَّا رأى وجدي بِهِ وغرامي) (تلثم مُرْتَابا بِفضل رِدَائه ... فَقلت هلالاً بعد بدر تَمام) (فقبلته فَوق اللثام فَقَالَ لي ... هِيَ الْخمر إِلَّا أَنَّهَا بغرام) 3 - (الكازروني) عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مهْدي أَبُو عمر الْفَارِسِي الكازروني الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّاز قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة أَمينا وَتُوفِّي سنة عشر وَأَرْبع ماية 3 - (العباسي)

أبو غالب الكاتب

) عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الْمُهْتَدي بِاللَّه بن هَارُون الواثق قَالَ أَبُو بكر الْوراق كَانَ رَاهِب بني هَاشم صلاحاً وورعاً حَدِيثه فِي جُزْء بيبي وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث ماية 3 - (أَبُو غَالب الْكَاتِب) عبد الْوَاحِد بن مَسْعُود بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد ابْن الْعَبَّاس بن الْحصين الشَّيْبَانِيّ أَبُو غَالب ابْن مَنْصُور الْكَاتِب تولى النّظر بواسط وأعمالها وعزل وَدخل الشَّام ومصر وخدم الْمُلُوك بهما وَعَاد إِلَى حلب وخدم الظَّاهِر ابْن صَلَاح الدّين وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس ماية وَكَانَ كَاتبا بليغاً مليح الْخط حسن الْمعرفَة بأحوال التَّصَرُّف مَحْمُود السِّيرَة سمع الحَدِيث من وَالِده وَمن أبي الْكَرم ابْن الشهرزوري وَأبي الْوَقْت الصُّوفِي وَغَيرهم وَحدث باليسير 3 - (فَخر الدّين ابْن الْمُنِير) عبد الْوَاحِد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْمُنِير الْعَلامَة عز الْقُضَاة فَخر الدّين الجذامي الإسكندري صَاحب التَّفْسِير سمع من السراج ابْن فَارس وتفقه بِعَمِّهِ نَاصِر الدّين وَله نظم ونثر وَعمل أرجوزة فِي السَّبع وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية 3 - (الببغا الشَّاعِر) عبد الْوَاحِد بن نصر بن مُحَمَّد أَبُو الْفرج المَخْزُومِي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالببغا بباءين موحدتين الثَّانِيَة مُشَدّدَة وَبعدهَا غين منقوطة وَوجد بِخَط ابْن جني الففعا بفاءين مُشَدّدَة الثَّانِيَة وَيُقَال فِيهِ الببغا بباءين موحدتين الثَّانِيَة سَاكِنة وَالْمَشْهُور فِيهِ

الأول لقب بذلك لفصاحته وَقيل بل للثغة فِي لِسَانه وَهُوَ كَاتب مترسل شَاعِر من شعراء سيف الدولة من أهل نَصِيبين بَالغ الثعالبي فِي وَصفه فِي يتيمة الدَّهْر وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر جملَة من رسائله وَمَا دَار بَينه وَبَين أبي إِسْحَاق الصابي وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث ماية وَمن شعره (يَا سادتي هَذِه روحي تودعكم ... إِذْ كَانَ لَا الصَّبْر يسليها وَلَا الْجزع) (قد كنت أطمع فِي روح الْحَيَاة لَهَا ... فَالْآن إِذْ بنتم لم يبْق لي طمع) ) (لَا عذب الله روحي بِالْبَقَاءِ فَمَا ... أظنها بعدكم بالعيش تنْتَفع) وَمِنْه (خيالك مِنْك أعرف بالغرام ... وأرأف بالمحب المستهام) (فَلَو يسطيع حِين حظرت نومي ... عَليّ لزار فِي غير الْمَنَام) وَمِنْه (وكأنما نقشت حوافر خيله ... للناظرين أهلة فِي الجلمد) (وَكَأن طرف الشَّمْس مطروف وَقد ... جعل الْغُبَار لَهُ مَكَان الإثمد) وَمِنْه (ومهفهف لما اكتست وجناته ... خلع الملاحة طرزت بعذاره) (لما انتصرت على أَلِيم جفائه ... بِالْقَلْبِ كَانَ الْقلب من أنصاره) (كملت محَاسِن وَجهه فَكَأَنَّمَا ... اقتبس الْهلَال النُّور من أنواره) (وَإِذا ألح الْقلب فِي هجرانه ... قَالَ الْهوى لَا بُد مِنْهُ فداره) وَمِنْه فِي سعيد الدولة ابْن سيف الدولة (لَا غيث نعماه فِي الورى خلب الْبر ... ق وَلَا ورد جوده وشل) (جاد إِلَى أَن لم يبْق نائله ... مَالا وَلم يبْق للورى أمل) وَمِنْه (يَا من رضيت من الْخلق الْكثير بِهِ ... أَنْت الْبعيد على قرب من الدَّار)

(أعملت فِيك المنى حلا ومرتحلاً ... حَتَّى رددت المنى أنضاء أسفار) وَمِنْه فِي كأس أَزْرَق مُصَور (كم من صباح لراح أسلمني ... من فلق سَاطِع إِلَى فلق) (فعاطنيها بكرا مشعشعة ... كَأَنَّهَا فِي صفائها خلقي) (فِي أَزْرَق كالهواء يخرقه اللح ... ظ وَإِن كَانَ غير منخرق) (مَا زلت مِنْهُ منادماً صوراً ... مذ أسكرتها السقاة لم تفق) (تغرق فِي أبحر المدام قيستن ... قذها شربنا من الْغَرق) (فَلَو ترى راحتي ورقته ... من صبغها فِي معصفر شَرق) ) (لخلت أَن الْهَوَاء لاطفني ... بالشمس فِي قِطْعَة من الْأُفق) وَمِنْه (ومعصرة أنخت بهَا ... وَقرن الشَّمْس لم يغب) (فخلت قَرَارهَا بالرا ... ح بعض معادن الذَّهَب) (وَقد ذرفت لفقد الْكر ... م فِيهَا أعين الْعِنَب) (وجاش عباب واديها ... بمنهل ومنسكب) (وَيَاقُوت الْعصير بهَا ... يلاعب لُؤْلُؤ الحبب) (فيا عجبا لعاصرها ... وَمَا يفنى بِهِ عجبي) وَمن شعره فِي دير الزَّعْفَرَان (صفحت لهَذَا الدَّهْر عَن سيئاته ... وعددت يَوْم الدَّيْر من حَسَنَاته) (وصبحت عمر الزَّعْفَرَان بِصُحْبَة ... أعاشت سرُور الْقلب بعد وَفَاته) (عمرت مَحل اللَّهْو بعد دثوره ... وألفت شَمل الْأنس بعد شتاته) (وعاشرت من رهبانه كل ماجن ... تجَاوز لي عَن صَوْمه وَصلَاته) (وأهيف فاخرت الرياض بحسنه ... فأذعن صغراً وصفهَا لصفائه) (جلا الأقحوان الغض نوار ثغره ... وَمَال بغضن البان عَن حركاته) (وأسكرني بالعذب من خمر رِيقه ... وأمتعني بالورد من وجناته) (وَلما دجا اللَّيْل استعاد سنا الضُّحَى ... براح نأت بِاللَّيْلِ عَن ظلماته) (نصيبية عمرية كَاد كرمها ... بجوهرها بنهل قبل نَبَاته)

صاحب المغرب

(ونم إِلَيْنَا دنها بضيائها ... فَكَانَ كقلب ضَاقَ عَن خطراته) (فأهدى إِلَيْهَا الْورْد من صبغ خَدّه ... وأيدها بِالْفَتْكِ من لحظاته) (وَمَا زَالَ يسقيني وَيشْرب والمنى ... تبشرني عَنهُ بِصدق عداته) (إِلَى أَن تهادى بَين نحري ونحره ... صَلِيب يضوع الْمسك من نفحاته) (وخوفني مِنْهُ فخلت صليبه ... لشدَّة مَا يخشاه بعض وشاته) وَمن شعر الببغا (سلوا الصبابة عني هَل خلوت بِمن ... أَهْوى مَعَ الشوق إِلَّا والعفاف معي) ) (تأبى الدناءة لي نفس نفائسها ... تسْعَى لغير الرضى بِالريِّ والشبع) (وهمة مَا أَظن الْحَظ يُدْرِكهَا ... إِلَّا وَقد جَاوَرت فِي كل مُمْتَنع) (لَا صاحبتني نفس إِن هَمَمْت لمن ... أرقى بهَا غَمَرَات الْمَوْت لم تُطِع) (على جناب العلى حلي ومرتحلي ... وَفِي حمى الْمجد مصطفاي ومرتبعي) (وَمَا نضوت لِبَاس الذل عَن أملي ... حَتَّى جعلت دروع الْيَأْس مدرعي) (وكل من لم تؤدبه خلائقه ... فَإِنَّهُ بعظاتي غير منتفع) وَمِنْه (يَا سادتي هَذِه روحي تشيعكم ... إِن كَانَ لَا الصَّبْر يسليها وَلَا الْجزع) (قد كنت أطمع فِي روح الْحَيَاة لَهَا ... فَالْآن مذ غبتم لم يبْق لي طمع) (لَا عذب الله روحي بِالْبَقَاءِ فَمَا ... أظنها بعدكم بالعيش تنْتَفع) 3 - (صَاحب الْمغرب) عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ السُّلْطَان أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي صَاحب الْمغرب ولي الْأَمر بعد أَبِيه يُوسُف وَكَانَ كَبِير السن عَاقِلا لكنه لم يدار الدولة فخلعوه وخنقوه وَكَانَت ولَايَته تِسْعَة أشهر وَكَانَت وَفَاته سنة إِحْدَى وَعشْرين وست ماية وَكَانَ بالأندلس أَبُو مُحَمَّد عبد الله ابْن الْأَمِير يَعْقُوب بن يُوسُف الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ أَعنِي يَعْقُوب بن يُوسُف فَامْتنعَ الْأَمِير أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن يَعْقُوب بمرسية وَرَأى أَنه أَحَق بِالْأَمر من عبد الْوَاحِد وَخرج إِلَى مَا فِي جِهَته من بِلَاد الأندلس وَاسْتولى عَلَيْهَا بِغَيْر كلفة وتلقب بالعادل وَلما خنق عبد الْوَاحِد ثارت الفرنج بالأندلس على

الذي كان راهبا

عبد الله الْمَذْكُور وتواقعوا وَانْهَزَمَ أَصْحَابه هزيمَة شنيعة وَركب هُوَ فِي الْبَحْر يُرِيد مراكش وَترك أَخَاهُ أَبَا الْعَلَاء إِدْرِيس بن يَعْقُوب وقاسى عبد الله شَدَائِد فِي طَرِيقه من العربان وَلما وَصلهَا اضْطَرَبَتْ أَحْوَاله وَقبض أَهلهَا عَلَيْهِ وتفاوضوا فِي من يقلدونه الْأَمر فَوَقع اتِّفَاقهم على أبي زَكَرِيَّاء يحيى بن النَّاصِر مُحَمَّد بن يَعْقُوب وسوف يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ 3 - (الَّذِي كَانَ رَاهِبًا) عبد الْوَاحِد الدِّمَشْقِي الزَّاهِد قَالَ أَبُو شامة أَقَامَ رَاهِبًا فِي كنسية مَرْيَم سبعين سنة ثمَّ اسْلَمْ قبل) مَوته بأيام وَأَخذه الصُّوفِيَّة إِلَى خانقاه الشميشاطية وَأقَام بهَا أَيَّامًا وَمَات فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست ماية وَكَانَت لَهُ جَنَازَة حفلة 3 - (القيرواني) عبد الْوَاحِد القيرواني أَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ عندنَا بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ لَهُ نظم حسن ورحل إِلَى الْحجاز واستوطن مَكَّة وَصَحب ملكهَا أَبَا نمي الحسني وَله فِيهِ أشعار حَسَنَة أَجَاد فِيهَا غَايَة الإجادة ونظم بهَا نظماً كثيرا وَتعرض فِي نظمه لأَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقتل بهَا أشنع قتل وَمن شعره بِالْقَاهِرَةِ مِمَّا أنشدنا بعض أَصْحَابنَا (عليل أسى لَا يهتدى لمكانه ... عَزِيز أسى لَا يرتجى من سقامه) (خُذُوا إِن قضى فِي الْحبّ عمدا بثاره ... أَخا الْبَدْر يَبْدُو فِي غمام لثامه) (ورفقاً بِهِ لَا ناله مَا يشينه ... وَإِن كَانَ أسْقى الصب كاس حمامه) (غزال بِهِ لَا ناله فِي الضُّحَى ... ويشبهها فِي الْبعد عَن مستهامه) (يَمُوت جني الْورْد غماً بخده ... ألم تنظروه مدرجاً فِي كمامه) 3 - (أَخُو أبي الْعَلَاء المعري) عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن سُلَيْمَان أَبُو الْهَيْثَم التنوخي المعري هُوَ أَخُو أبي الْعَلَاء الْمَشْهُور وأخو أبي الْمجد مُحَمَّد بن

أبو عبيدة البصري

عبد الله وَقد تقدم ذكر كل مِنْهُمَا فِي مَكَانَهُ وَمن شعر أبي الْهَيْثَم قَوْله فِي الشمعة (وَذَات لون كلوني فِي تغيره ... وأدمع كدموعي فِي تحدرها) (سهرت ليلِي وباتت بِي مسهدة ... كَأَن ناظرها فِي قلب مسهرها) 3 - (أَبُو عُبَيْدَة الْبَصْرِيّ) عبد الْوَارِث بن عبد الصَّمد أَبُو عُبَيْدَة الْبَصْرِيّ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ومايتين وروى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَجَمَاعَة 3 - (المطوعي الْمَالِكِي الْأَبْهَرِيّ) عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن أبي حَمَّاد المطوعي) الْمَالِكِي الْأَبْهَرِيّ أَبُو المكارم كَانَ من أَعْلَام الزَّمَان علما وفضلاً وأبوة رَحل إِلَى أبي الْعَلَاء أَحْمد بن عبد الله بن سُلَيْمَان وَأقَام عِنْده مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب 3 - (التنوري الْبَصْرِيّ) عبد الْوَارِث بن سعيد الْعَنْبَري مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ التنوري هُوَ الإِمَام أحد الْأَعْلَام كَانَ إِمَامًا حجَّة متعبداً لكنه قدري وَكَانَ من خَواص تلامذة عَمْرو ابْن عبيد توفّي فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة (عبد الْوَاسِع) 3 - (شمس الدّين الْأَبْهَرِيّ) عبد الْوَاسِع بن عبد الْكَافِي بن عبد الْوَاسِع بن عبد

أبو الحسن النحوي المغربي

الْجَلِيل القَاضِي شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأَبْهَرِيّ نزيل دمشق شيخ فَقِيه جليل عَالم فَاضل وافر الدّيانَة عالي الرِّوَايَة كثير الْوَرع سمع بالموصل من أبي الْحسن ابْن روزبه وبدمشق من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَابْن ماسويه وَإِبْرَاهِيم الخشوعي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفَتْح المندائي وَأَبُو أَحْمد ابْن سكينَة وَعين الشَّمْس الثقفية والمؤيد ابْن الْإِخْوَة وزاهر بن أَحْمد الثَّقَفِيّ وروى الْكثير أَخذ عَنهُ الْمزي والبرزالي وَخلق وأدركه فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وَأكْثر عَنهُ وَولي نِيَابَة الْقَضَاء لِابْنِ الصَّائِغ مُدَّة وَولد سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية بأبهر وَمَات فِي شَوَّال سنة تسعين وست ماية بالخانقاه الأَسدِية قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلنَا مِنْهُ إجَازَة 3 - (أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ المغربي) عبد الْوَدُود بن عبد الْملك بن عِيسَى أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ من أهل قرطبة كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَقُرِئَ عَلَيْهِ الْأَدَب ذكره السلَفِي فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ إِن لَهُ قصيدة سائرة يهجو فِيهَا بعض الرؤساء أَولهَا (تسل فللأيام بشر وتعبيس ... وأيقن فَلَا النعمى تدوم وَلَا البوس) وَكَانَ يعشق صَبيا وضيء الْوَجْه بحلب فَكَانَ ذَلِك الصَّبِي إِذا غاضبه مضى إِلَى رجل آخر يَخْدمه مِثْلَمَا يخْدم عبد الْوَدُود ويعاشره فَإِذا رأى عبد الْوَدُود ذَلِك لَا يملك صبره وَيسْعَى بِكُل) طَرِيق فِي رِضَاهُ فَغَضب مرّة وَذهب إِلَى ذَلِك الرجل وَكَانَ عطاراً فَمر عبد الْوَدُود بسوق الْعطر فَوجدَ الصَّبِي جَالِسا على دكان الْعَطَّار فَمَا ملك نَفسه أَن خر مغشياً عَلَيْهِ وَوَقع فِي وسط الطَّرِيق وَسَقَطت عمَامَته عَن رَأسه فبادر الصَّبِي وَرَفعه من الطين إِلَى دكان حَتَّى أَفَاق فَفتح عَيْنَيْهِ وَرَأى مَا حل بِهِ فَقَامَ وَأنْشد (لست أرْضى لَك يَا قل ... ب بِأَن ترْضى بذلي) (هَذِه إِن شِئْت أَن ... تسلو طَرِيق للتسلي) ثمَّ هجره بعد ذَلِك وَسَلاهُ وَلم يعد إِلَيْهِ بعْدهَا

قَالَ بَعضهم كَانَ أَبُو الْحسن الْقُرْطُبِيّ طَرَأَ على مصر وَكَانَ بهَا إِذْ ذَاك إِسْمَاعِيل بن حميد الْمَعْرُوف جده بقادوس فمدحه أَبُو الْحسن الْمَذْكُور بقصيدة جَيِّدَة فَمَا أَجدت وَلَا أفادت فَقَالَ (يشقى رجال ويشقى آخَرُونَ بهم ... ويسعد الله أَقْوَامًا بِأَقْوَام) (ولي رزق الله من حسن حيلته ... لَكِن جدود بأرزاق وأقسام) (كالصيد يحرمه الرَّامِي الْمجِيد وَقد ... يَرْمِي فيرزقه من لَيْسَ بالرامي) وهجا ابْن قادوس بقصيدة اشتهرت عَنهُ وَهِي (تسل فللأيام بشر وتعبيس ... وأيقن فَلَا النعمى تدوم وَلَا البوس) (صديت على قرب وخلقك عسجد ... وملت إِلَى لَغْو ولفظك تقديس) (يعز على العلياء كونك عَارِيا ... ويلبس من أثوابك الغاب والخيس) (ترحل إِذا مَا دنس الْعِزّ ملبس ... فغيرك من يرضى بِهِ وَهُوَ ملبوس) (وَمَا ضَاقَتْ الدُّنْيَا على ذِي عَزِيمَة ... وَلَا غرقت فلك وَلَا نفقت عيس) (وَكم من أخي عزم جفته سعوده ... يَمُوت احتراقاً وَهُوَ فِي المَاء مغموس) (تفل السيوف الْبيض وَهِي صوارم ... وَيرجع صدر الرمْح وَالرمْح دعيس) (وَلَوْلَا أنَاس زَينُوا بسعادة ... لما ضرّ تربيع وَلَا سر تسديس) (وَلَكِن فِي الأفلاك سر حُكُومَة ... تحير بطليموس فِيهَا وَإِدْرِيس) (أفاضت سعوداً بِالْحِجَارَةِ دونهَا ... فَطَافَ سبوعاً حولهَا الغلب والشوس) (وَصَارَ فلَانا كل من كَانَ لم يكن ... ودان لَهُ بِالرّقِّ قوم مناحيس) (فحقق وَلَا يغررك قَول ممخرق ... فأكبر مَا تدعى إِلَيْهِ نواميس) ) (أفيقوا بني الْأَيَّام من سنة الْكرَى ... وسيروا بسير الدَّهْر فالدهر معكوس) (هِيَ الْقِسْمَة الضيزى يخول جَاهِل ... وَذُو الْعلم فِي أنشوطة الدَّهْر مَحْبُوس) (وإرضاء ذِي جهل وإسخاط ذِي حجى ... تيوس مياسير وَأسد مفاليس) (خُذ الْعلم قِنْطَارًا بفلس سَعَادَة ... عَسى الْعلم أَن يفنى فيمتلئ الْكيس) (ومذ لقب القرد الْقصير موفقاً ... هذى الدَّهْر واستولت عَلَيْهِ الوساويس) (وَقَالُوا سديد الدولة السَّيِّد الرضى ... فَأكْثر حجاب وشدد ناموس) (وأعجب من ذَا أَن يلقب قَاضِيا ... وَأكْثر مَا يحوي من الحكم تَدْلِيس)

ابن المجير

(وأصدق مَا نَص الحَدِيث فكاذب ... وأطهر مَا صلى الصَّلَاة فمنجوس) (وَأعرف مِنْهُ بالفرائض رَاهِب ... وأفقه مِنْهُ فِي الْحُكُومَة قسيس) (وَمَا الْغبن إِلَّا أَن تحكم نعجة ... وضرغام أَسد الغاب فِي الغيل مفروس) (وَمَالِي فَوق الأَرْض مغرز إبرة ... وَتحمل دمياط إِلَيْهِ وتنيس) (مصائب من يسكت لهامات حسرة ... وَمن يلقها بثاً يمت وَهُوَ مبخوس) (ويبتاع مسك بالخراء مُدَلّس ... ويعبد خِنْزِير وَيُرْسل جاموس) (وَقَالُوا ابْن قادوس فَلَا قدس اسْمه ... وَمن هُوَ قادوس فَلَا كَانَ قادوس) (أيا من غَدا ضداً لكل فَضِيلَة ... وَمن نجمه فِي طالع السعد منكوس) (بنفسي من أَصبَحت فِي حكم فَضله ... يُقَال حمَار ومجريس) (وأخشى الَّذِي يخْشَى عَلَيْك بِأَن ترى ... وكعبك مَرْفُوع ورأسك معكوس) (وَقد قلتهَا هجواً وأنفك راغم ... فَلَا يدخلن ريب عَلَيْك وتدليس) (أَبَا الْفضل إِن أَصبَحت قَاضِي أمة ... وللحكم فِي أرجاء دَارك تعريس) (فَإِن قريضي بَين أذنيك درة ... وَإِن هجائي فِي دماغك دبوس) (ورأسي ومثلا شعره سفن خَرْدَل ... أيور بغال فِي حر امك مدسوس) (تجمع فِي الْخَيْر وَالشَّر جملَة ... فخيري جِبْرِيل وشري إِبْلِيس) 3 - (ابْن المجير) عبد الْوَدُود بن مَحْمُود بن الْمُبَارك بن عَليّ بن الْمُبَارك أَبُو المظفر ابْن أبي الْقَاسِم الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف وَالِده بالمجير قَرَأَ الْمَذْهَب وَالْأُصُول على وَالِده وبرع فيهمَا وَقَرَأَ الْخلاف) وناظر وَتَوَلَّى الْإِعَادَة بنظامية بَغْدَاد وَتَوَلَّى التدريس بِالْمَدْرَسَةِ الثقفية بِبَاب الأزج ورتب على السَّبِيل الَّذِي أخرجه الإِمَام النَّاصِر بطرِيق مَكَّة وشكره الْخَاص وَالْعَام وَولي الْوكَالَة للْإِمَام النَّاصِر وَجَرت أُمُوره على السداد وَكَانَ متديناً حسن الْبشر توفّي فجاءة سنة ثَمَان عشر وست ماية 3 - (الْقُرْطُبِيّ)

خطيب جرجا

عبد الْوَدُود بن عبد القدوس كَانَ فِي غَايَة الْجمال وَهُوَ من أهل قرطبة مدح الْأَفْضَل أَمِير الجيوش بِشعر فِي غَايَة الْجَوْدَة فاستراب فِي ذَلِك أَمِير الجيوش وَقَالَ لَهُ مَا اسْمك فَقَالَ عبد الْوَدُود فَقَالَ لَهُ الْأَفْضَل لَهُ لحاظ مراض فَقَالَ الشَّاعِر بهَا تصاد الْأسود فَقَالَ الْأَفْضَل أَحْسَنت وَالشعر لَك وَأحسن إِلَيْهِ 3 - (خطيب جرجا) عبد الْوَلِيّ ابْن أبي السَّرَايَا بن عبد السَّلَام الْأنْصَارِيّ خطيب جرجا بجيمين وَالرَّاء سَاكِنة قَرْيَة من أَعمال الصَّعِيد بِمصْر كَانَ فَقِيها شافعياً كَانَ خطيب جرجا وَأحد عدولها قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ أَنْشدني أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن عبد الْمَكِّيّ قَالَ أَنْشدني الْخَطِيب عبد الْوَلِيّ لنَفسِهِ (لَا تنكرن بعلوم السقم معرفتي ... فَرب حَامِل علم وَهُوَ مَجْهُول) (قد يقطع السَّيْف مفلولاً مضاربه ... عِنْد الجلاد وينبو وَهُوَ مصقول) قلت لَا يلْزم من كَونه مصقولاً أَن لَا ينبو بل لَو قَالَ وَهُوَ مَاض لطبق الْمفصل فِيهِ على الْمفصل لكنه مَا ساعدته القافية وَأورد لَهُ بالسند الْمَذْكُور (تأن إِذا أردْت النُّطْق حَتَّى ... تصيب بسهمه غَرَض الْبَيَان) (وَلَا تطلق لسَانك لَيْسَ شَيْء ... أَحَق بطول سجن من لِسَان) (عبد الْوَهَّاب) 3 - (ابْن الإِمَام العباسي) عبد الْوَهَّاب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس ولد بالشراة من أَرض البلقاء وولاه الْمَنْصُور إمرة دمشق وفلسطين والصائفة فَلم تحمد ولَايَته وولاه أَيْضا مَا هدم الرّوم من حَائِط ملطية فِي سنّ أَرْبَعِينَ وماية وَلما بلغ الْمَنْصُور سوء سيرته كتب إِلَيْهِ يَقُول إبعث إِلَيّ ابْن أبي عبلة وَابْن مخمر الْكِنَانِي فَدَعَا بهما وغداهما وغلفهما بالغالية بِيَدِهِ وجهزهما إِلَيْهِ فَلَمَّا دخلا عَلَيْهِ أكرمهما وسألهما عَن سيرة عبد الْوَهَّاب فَقَالَ ابْن أبي عبلة قد قَرَأت العهود مُنْذُ زمن الْوَلِيد ابْن عبد الْملك فَمَا رَأَيْت

قاضي الحران الحنبلي

عهدا أحسن من عَهْدك لِابْنِ أَخِيك غير أَنه عمد إِلَى جَمِيع مَا أَمرته بِهِ فاجتبنه وَإِلَى جَمِيع مَا نهيته عَنهُ فارتكبه وَقَالَ ابْن مخمر الْكِنَانِي ترك ابْن أَخِيك فلسطين مثل هَذَا الطَّائِر وَأخرج من كمه طائراً قد نتف ريشه فَقَالَ الْمَنْصُور مَاله قبحه الله قد عزلته فَاخْتَارُوا لأنفسكم فَاخْتَارُوا الْعَبَّاس ابْن مُحَمَّد فولاه واستدعى عبد الْوَهَّاب فأهانه وَشَتمه وضربه بقضيب فأدمى وَجهه وَهُوَ صَاحب سويقة عبد الْوَهَّاب بِبَغْدَاد وَكَانَ عَظِيم الْقدر وَمَات بِالشَّام وَجعل يَقُول لما احْتضرَ وَيحكم أمثل يَمُوت وَقيل مَاتَ وَهُوَ وَال على دمشق سنة ثَمَان وَخمسين وماية واستخلف ابْنه إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب 3 - (قَاضِي الحران الْحَنْبَلِيّ) عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن جلبة أَبُو الْفَتْح الْحَنْبَلِيّ الخراز يُقَال إِنَّه بغدادي سكن حران وَولي الْقَضَاء بهَا وَكَانَ فَقِيها واعظاً سمع الْحسن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن شَاذان وَالْحسن بن شهَاب بن الْحسن العكبري وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب البرقاني وَغَيرهم وَحدث بحران وَاخْتَارَ الله لَهُ الشَّهَادَة على يَد ابْن قُرَيْش الْعقيلِيّ عِنْد اضْطِرَاب أهل حران عَلَيْهِ لما أظهر سبّ السّلف بهَا سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو مسحل البدوي) عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد أَبُو مسحل الْأَعرَابِي أَبُو مُحَمَّد الهمذاني حضر لبغداد من الْبَادِيَة وَكَانَ فِي أَيَّام الْأَصْمَعِي وَأخذ النَّحْو وَالْقُرْآن عَن الْكسَائي وَكَانَ يروي عَن عَليّ بن الْمُبَارك) أَرْبَعِينَ ألف بَيت شَاهدا على النَّحْو وَله مصنفات مِنْهَا كتاب النَّوَادِر وَكتاب الْغَرِيب وأنشدني المرزباني لَهُ (أَلا لَيْسَ من هَذَا المشيب طَبِيب ... وَلَيْسَ شباب بَان عَنْك يؤوب) (لعمري لقد بَان الشَّبَاب وإنني ... عَلَيْهِ لمحزون الْفُؤَاد كئيب)

أبو المغيرة ابن حزم

(وَلَيْسَ على باكي الشَّبَاب ملامة ... وَلَو أَنه شقَّتْ عَلَيْهِ جُيُوب) (أَقُول لضيف الشيب لما أَنَاخَ بِي ... جزاؤك مني جفوة وقطوب) (حرَام عَلَيْهِ أَن ينالك عندنَا ... كَرَامَة بر أَو يمسك طيب) قَالَ أَبُو بكر الصولي قَالَ ثَعْلَب حَدثنِي أَبُو مسحل قَالَ كنت يَوْمًا مَعَ بعض ولد طَاهِر إِذْ ذكر شَيْئا من التصريف فَمر بِنَا الْأَصْمَعِي فَقَالَ من هَذَا الدَّاخِل فِي علمنَا فَقلت لَهُ وَالله إِنَّك لتعلم أَن ذَا لَيْسَ من علمك إِنَّمَا علمك الشّعْر واللغة فَقَالَ وَهَذَا أَيْضا فَقلت لَهُ فَإِن كَانَ كَمَا تزْعم فَابْن من رَأَيْت مثل وصاليات ككما يؤثفين فَسكت 3 - (أَبُو الْمُغيرَة ابْن حزم) عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن حزم الأندلسي أَبُو الْمُغيرَة الْكَاتِب وَزِير الْأَمِير أبي الحكم مُنْذر بن يحيى التجِيبِي الملقب بالمنصور صَاحب سرقسطه والثغر الْأَعْلَى فِي أول أمره ثمَّ استوزره أحد مُلُوك قرطبة وَكَانَ مقدما فِي الْأَدَب والبلاغة وَالشعر وَهُوَ ابْن عَم الْفَقِيه أبي مُحَمَّد ابْن حزم ووالد أبي الْخطاب وَأَبُو مُحَمَّد خَاله مَاتَ قَرِيبا من سنة عشْرين وَأَرْبع ماية وَله كتاب أَخْبَار شعراء الأندلس يشْتَمل على ذكر نَيف وَسبع ماية شَاعِر وَله عدَّة رسائل وَكتب وأجوبة وَمن شعره (لما رَأَيْت الْهلَال منطوياً ... فِي غرَّة الْفجْر قَارن الزهره) (شبهته والعيان يشْهد لي ... بصولجان أوفى لضرب كره) ورسائله وأشعاره قد أثبت مِنْهُمَا ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة شَيْئا كثيرا 3 - (مجد الدّين خطيب النيرب) عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن سَحْنُون الْخَطِيب

البارع مجد الدّين خطيب النيرب روى عَن) خطيب مردا وَله شعر وأدب وفضائل وَكَانَ من فضلاء الْحَنَفِيَّة درس بالدماغية وعاش خمْسا وَسبعين سنة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وست ماية وَكَانَ طَبِيبا ببيمارستان الْجَبَل أنْشد قَول مجير الدّين مُحَمَّد بن تَمِيم فِي تَفْضِيل الْورْد (من فضل النرجس وَهُوَ الَّذِي ... يرضى بِحكم الْورْد إِذْ يرأس) (أما ترى الْورْد غَدا جَالِسا ... إِذْ قَامَ فِي خدمته النرجس) فأحاب مجد الدّين من غير روية (لَيْسَ جُلُوس الْورْد فِي مجْلِس ... قَامَ بِهِ نرجسه يوكس) (وَإِنَّمَا الْورْد غَدا باسطاً ... خداً ليمشي فَوْقه النرجس) قلت وَفِي تَرْجَمَة ابْن الرُّومِي عَليّ بن الْعَبَّاس ذكر شَيْء من هَذَا يَجِيء إِن شَاءَ الله تَعَالَى هُنَاكَ فِي مَكَانَهُ وَمن شعر ابْن سَحْنُون فِي مشاعلي (بِأبي غزال جَاءَ يحمل مشعلاً ... يكسو الدجى بملاء ثوب أصفر) (وَكَأَنَّهُ غُصْن عَلَيْهِ باقة ... من نرجس أَو زهرَة من نوفر) قلت أخذت هَذَا وزدت عَلَيْهِ فَقلت (ومشاعلي من سنا وجناته ... لَا ناره يكسو الدجى أنوارا) (هُوَ غُصْن بَان بَات يجمل نوفراً ... أَو جنَّة قد حملوها نَارا) وَقلت فِيهِ أَيْضا (مشاعلي قلت لما بدا ... يروق فِي الْقلب وَفِي الْعين) (هَذَا من الْولدَان فِي حسنه ... فَهُوَ وَحمل النَّار من أَيْن) وَمن شعر ابْن سَحْنُون وَقد أهْدى نرجساً (لما تحجبت عَن طرفِي وأرقني ... بعدِي وَلم تحظ عَيْني مِنْك بِالنّظرِ) (أرْسلت من نرجس عطر ... كَيْمَا أَرَاك بأحداق من الزهر)

صاحب البطال

وَمِنْه (لله حسن الياسمين يلوح فو ... ق الْورْد للجلساء والندمان) ) (مثل الثنايا والخدود نواضراً ... أَو كالفراش هوى على النيرَان) وَمِنْه (وَورد أَبيض قد زَاد حسنا ... فَعِنْدَ الضِّدّ للخجل احمرار) (يمثله النديم إِذا رَآهُ ... مداهن فضَّة فِيهَا نضار) وَمِنْه (يَا حسنه نيلوفراً فِي مَائه ... طَاف وَفِي أحشاه نَار تسعر) (يَحْكِي أنامل غادة مَضْمُومَة ... جمعت وزينها خضاب أَخْضَر) 3 - (صَاحب البطال) عبد الْوَهَّاب بن بخت توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وماية وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَهُوَ صَاحب البطال مولي آل مَرْوَان من أهل مَكَّة خرج من الْمَدِينَة للغزو وَكَانَ كثير الْحَج وَالْعمْرَة وغزا مَعَ البطال سنة ثَلَاث عشرَة وماية فانكشف النَّاس عَن البطال فَألْقى بيضته عَن رَأسه وَصَاح أَنا عبد الْوَهَّاب بن بخت يَا معاشر الْمُسلمين أَمن الْجنَّة تفرون ثمَّ قَاتل فِي نحر الْعَدو فَقتل أسْند عَن ابْن عمر وَأنس وَأبي هُرَيْرَة وَنَافِع مولى ابْن عمر وَأبي الزِّنَاد وَعَطَاء ابْن أبي رَبَاح وَغَيرهم وروى عَنهُ مَالك بن أنس وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَهِشَام بن سعد وَأُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ وَغَيرهم وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا صَالحا 3 - (الْفراء الزَّاهِد النَّيْسَابُورِي) عبد الْوَهَّاب بن حبيب بن مهْرَان الْعَبْدي النَّيْسَابُورِي الْفراء الزَّاهِد توفّي سنة سِتّ ومايتين 3 - (تَاج الدّين ابْن عَسَاكِر) عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن

أخو تبوك المحدث

هبة الله تَاج الدّين أَبُو الْحسن ابْن زين الْأُمَنَاء أبي البركات ابْن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّيْخ أَمِين الدّين عبد الصَّمد ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وست ماية كَانَ فَاضلا من بَيت الحَدِيث كَانَت وَفَاته بِمَكَّة) 3 - (أَخُو تَبُوك الْمُحدث) عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن الْوَلِيد بن مُوسَى الْكلابِي الْمُحدث الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بأخي تَبُوك وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَلَاث ماية 3 - (ابْن الغطاس السُّوسِي) عبد الْوَهَّاب بن خلف بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الغطاس من أَبنَاء سوسه قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج هُوَ شَاعِر متدرب حسن المسلك فِي اعْتِدَال وَقُوَّة قد جمع إِلَى رقة الْمَعْنى رشاقة اللَّفْظ وَقرب الْمَقْصد وَأورد لَهُ (أَبَا عاذري فِي فيض دمعي إِذا جرى ... وَإِن عاذلي لم يستمع فِي الْهوى عُذْري) (لقد لذ لي فِي الْحبّ تَعْذِيب مهجتي ... وَمَا لذ لي عَن ظالمي فِي الْهوى صبري) (فيا عاذلي فِي عِبْرَة قد سفحتها ... لهجر وَأُخْرَى قبلهَا خيفة الهجر) (رويدك قد أغريت قلبِي بلوعتي ... ووكلت أجفاني بأَرْبعَة غزر) (فَدَعْنِي أرو الأَرْض صوح نبتها ... بدمعي إِذا لم يروها سبّ الْقطر) (على أنني لم تبْق إِلَّا حشاشتي ... وَلم يتْرك مني السقام سوى ذكري) قلت قَوْله فيا عاذلي الْبَيْت وَمَا بعده أَخذ الأول بِلَفْظِهِ من البحتري وَالثَّانِي أَيْضا بِمَعْنَاهُ حَيْثُ يَقُول (فيا عاذلي من عِبْرَة قد سفحتها ... لبين وَأُخْرَى قبلهَا للتحبب) (تحول مني شِيمَة غير شيمتي ... وتطلب مني مذهبا غير مذهبي)

وَأورد لَهُ أَيْضا (وَكم لَيْلَة قد جاذبت راحتي بهَا ... نهود العذارى قَمِيص الدجى الوحف) (وَبت يعاطيني الْعقار مهفهف ... هضيم الحشا مخطوفه أهيل الردف) (وأظما فأستسقي ثناياه ظلمها ... فتغني ثناياه عَن القهوة الصّرْف) (وأعين دهري مغضيات على القذى ... وأيامه يقطعن باللهو والقص) (إِلَى أَن نبا من بعد لين جنابه ... ففوق سهم الْغدر عَن وتر الصّرْف) (وَمن يَأْمَن الدُّنْيَا يكن مثل قَابض ... على المَاء خانته الْفروج من الْكَفّ) ) قَالَ ابْن رَشِيق الْبَيْت الْأَخير مختلب من قَول الأول (وَمن يَأْمَن الدُّنْيَا يكن مثل قَابض ... على المَاء خانته فروج الْأَصَابِع) غير أَنه غير آخِره وَقد تقدم سواهُ إِلَى اختلاب هَذَا الْبَيْت فَقَالَ (وَمن يَأْمَن الدُّنْيَا يكن مثل قَابض ... على المَاء لم ترجع بِشَيْء أنامله) وَأورد لَهُ (وَلَو أَن لي فِي كل عُضْو ومفصل ... لِسَانا فصيحاً أَو بناناً مترجما) (لجاءك يستحييك أَنِّي مقصر ... على أَن شكري يمْلَأ الأَرْض والسما) وَأورد لَهُ (هَوَاك لم يبْق مني مَا تفوز بِهِ ... يَد السقام وهذي جملَة الْخَبَر) (كَأَنَّمَا أَنا سر الْوَهم فِي خلد ... تديره برحاها رَاحَة الْفِكر) (فاردد عَليّ زمامي كي أقيك بِهِ ... أَلا تراك حذاراً مقلتا بشر) (وَتلك عِنْدِي نعمى لَو مننت بهَا ... فسحت مَا قد أضاق الشوق من عمري) (وَالْأَمر أَمرك إِن عطفا وَإِن صلفاً ... فَلَا تحيلن شكواي على الضجر) وَأورد لَهُ من قصيدة مدح لَهَا عبد الْجَلِيل بن بدر (أَلا لَا تهيجني الْحمام فندبها ... قَدِيما بأكباد المحبين سادك) (توسدت مطوي الْجنَاح كَأَنَّمَا ... لَهُنَّ حشايا فَوْقه ودرانك)

قاضي القضاة ابن بنت الأعز

(وملن على خضر الغصون لحونها ... وَلَا دمع إِلَّا من جفوني سافك) (وَلَا مدح إِلَّا لِابْنِ جَعْفَر الرضى ... وكل امْرِئ يطري سواهُ فآفك) قلت شعر جيد 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن بنت الْأَعَز) عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر العلامي قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن بنت الْأَعَز ولد سنة أَربع عشر وست ماية وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وست ماية وَقيل ولد سنة أربه وست ماية روى عَن جَعْفَر الهمذاني وَغَيره وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا متبحراً ولي المناصب الجليلة كنظر الدَّوَاوِين والوزارة وَالْقَضَاء ودرس بالصالحية وبمدرسة الشَّافِعِي وَتقدم فِي الدولة وَكَانَت) لَهُ الْحُرْمَة الوافرة عِنْد الظَّاهِر بيبرس وَكَانَ ذَا ذهن ثاقب وحدس صائب وجد وَسعد وعزم مَعَ النزاهة المفرطة والصلابة فِي الدّين وَحسن الطَّرِيقَة والتثبت فِي الْأَحْكَام وتولية الْأَكفاء لَا يُرَاعِي أحدا وَلَا يداهنه وَلَا يقبل شَهَادَة مريب وَكَانَ قوي النَّفس يترفع على الصاحب بهاء الدّين وأوهم الصاحب السُّلْطَان أَن للْقَاضِي متاجر وأموالاً وَأَن بعض التُّجَّار ورد وَقَامَ بِمَا عَلَيْهِ ثمَّ وجد مَعَه ألف دِينَار وَقَالَ هِيَ وَدِيعَة للْقَاضِي فَسَأَلَهُ السُّلْطَان فَأنْكر وَلم يُصَرح بالإنكار بل قَالَ النَّاس يقصدون التجوه بِالنَّاسِ وَإِن كَانَت لي فقد خرجت عَنْهَا لبيت المَال فَأخذت وَذَهَبت وَهُوَ وَالِد القَاضِي الْكَبِير صدر الدّين عمر قَاضِي الديار المصرية ووالد قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن الَّذِي وزر أَيْضا ووالد القَاضِي الْعَلامَة عَلَاء الدّين أَحْمد الَّذِي دخل الْيمن وَالشَّام وَكَانَ قد شكى جمال الدّين أيدغدي العزيزي من القَاضِي تَاج الدّين وَرفع قصَّة من بَين الْملك النَّاصِر يُوسُف أَنهم ابتاعوا دَار القَاضِي برهَان الدّين السنجاري فِي حَيَاته وَبعد وَفَاته ادّعى الْوَرَثَة وقفيتها وَجرى فِي ذَلِك كَلَام كثير فَقَالَ جمال الدّين نَتْرُك نَحن مَذْهَب الشَّافِعِي لَك ونولي فِي كل مَذْهَب من يحكم بَين النَّاس فَأمر السُّلْطَان بذلك وَلم يكن قبل ذَلِك أَربع حكام وَفِي هَذِه الْوَاقِعَة التقى علم الدّين ابْن شكر القَاضِي تَاج الدّين وَقَالَ لَهُ مَا مت حَتَّى رَأَيْتُك صَاحب ربع

أبو القاسم المدائني

وَقَالَ السراج الْوراق يمدحه (أرضيت عَنْك رعية ومليكا ... فَالله يعطيك الَّذِي يرضيكا) (وَجعلت تقوى الله عمدتك الَّتِي ... مَا كَانَ عنْدك حَقّهَا متروكا) (يَا ابْن الَّذين تقسمت أيامهم ... جوداً سفوحاً أَو دَمًا مسفوكا) (المطعمين وَلم يمد من الحيا ... خيط يُرِيك من الرياض محوكا) (والمرشدين إِذا ادلهمت شُبْهَة ... لم يدر فِيهَا الحائرون سلوكا) (آل العلامي الَّذين بعلمهم ... باتت نُجُوم سمائهم تهريكا) (هم أنباؤك الْمجد عَن أبنائهم ... فرويته وَرَوَاهُ عَنْك بنوكا) (وَلَقَد كَفاك بِوَالِدَيْك مفاخراً ... وكفاهم شرفاً بِأَن ولدوكا) ) (يَا من مديحي ذُو تَمام فِيهِ لَا ... أرضاه مشطوراً وَلَا منهوكا) (لي حَالَة سكنت وَخير سكونها ... فَاجْعَلْ عقيب سكونها تحريكا) (وَأرى صَلَاح الْحَال فِي بِلَفْظَة ... من فِيك بلغت المطالب فيكا) وَكتب إِلَيْهِ فِي شهر رَجَب (أعلمت من رَجَب مشابه ... فِي الإِمَام ابْن العلامي) (هَذَا أَصمّ عَن السِّلَاح ... وَذَا أَصمّ عَن الأثام) (هَذَا فريد فِي الشُّهُور ... وَذَا فريد فِي الْأَنَام) (تَاج الشَّرِيعَة والمحا ... رب عَن حماها والمحامي) (يَا حَاكما أَيَّامه ... حلم ولسنا بالنيام) (قد زِدْت لخماً سؤدداً ... مِنْهُ الأعادي فِي جذام) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمَدَائِنِي) عبد الْوَهَّاب بن الصَّباح الْمَدَائِنِي أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب ذكره مُحَمَّد ابْن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب الورقة وَقَالَ لَهُ أشعار جِيَاد وَأورد لَهُ (كَانُوا بَعيدا فَكنت آمُلُهم ... حَتَّى إِذا مَا تقربُوا هجروا) (فالبعد مِنْهُم على رجائهم ... أروح من هجرهم إِذا حَضَرُوا) 3 - (ابْن رواج)

ابن دنين المغربي

عبد الْوَهَّاب بن ظافر بن عَليّ بن فتوح بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الْمُحدث الْمسند رشيد الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن رواج وَهُوَ لقب أَبِيه بعد الْألف جِيم الْأَزْدِيّ الْقرشِي الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي الجوشني ولد سنة أَربع وَخمسين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست ماية سمع الْكثير من السلَفِي وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا وكامن فَقِيها لبيباً فَاضلا دينا صَحِيح السماع روى عَنهُ ابْن نقطة وَابْن النجار وَالْمُنْذِرِي والرشيد الْعَطَّار وَابْن الحلوانية والدمياطي والضياء السبتي وَجَمَاعَة كَثِيرُونَ وَحدث بِالْقَاهِرَةِ والإسكندرية 3 - (ابْن دنين المغربي) ) عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن سعيد بن دنين تَصْغِير دن أَبُو مُحَمَّد الصَّدَفِي الطليطلي سمع وَحدث وَكَانَ زاهداً عابداً متبتلاً عَالما مجاب الدعْوَة متحرياً توفّي سنة أربعٍ وَعشْرين وَأَرْبع ماية 3 - (فَخر الدّين كَاتب الدرج) عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحِيم بن عبد الله القَاضِي النَّاظِم الناثر الْكَاتِب المفتن فَخر الدّين الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بكاتب الدرج كتب الدرج للْقَاضِي جمال الدّين جمال الكفاة نَاظر الْخَاص ثمَّ لمن بعده إِلَى أَيَّام الصاحب علم الدّين ابْن زنبور وَجَمِيع من كتب لَهُ من نظار الْخَاص يعظمه ويقربه وَيعْلي رتبته لَا يزَال هشاً بشاً خَفِيفا على الْقُلُوب متودداً إِلَى من يسلم عَلَيْهِ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي تَاسِع عشر الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وَسبع ماية أَخْبرنِي أَنه حفظ الحاجبية وَبحث المقرب على برهَان الدّين السفاقسي وَسمع ثلث التسهيل على الشَّيْخ أثير الدّين بِقِرَاءَة شمس الدّين مُحَمَّد ابْن الناصح وَحفظ عرُوض ابْن الْحَاجِب وَبحث فِي التخليص على مُصَنفه قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين وَحل الْحَاوِي على السَّيِّد الشريف شرف الدّين وَكيل بَيت المَال وَحفظ الْفُصُول لأبقراط وَبَعض كليات القانون وَبحث بعض مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب على الشَّيْخ أكمل الدّين وَقَرَأَ قَوَاعِد العقائد للنصير الطوسي على الشَّيْخ شمس الدّين

الإصفهاني وَسمع عَلَيْهِ بعض شرح الإشارات للنصير وَقَرَأَ الشفا لِابْنِ سينا سرداً من غير بحث على الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْفَهَانِي وَقَرَأَ المقامات الحريرية على محب الدّين أبي عبد الله ابْن الصَّائِغ المغربي وَكتب الْمَنْسُوب وَكَانَ القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله يثني عَلَيْهِ ويجاريه ويباريه ويقترح عَلَيْهِ مَا ينظمه وَهُوَ جيد النّظم غواص على الْمعَانِي وكتبت إِلَيْهِ وَقد حضر إِلَى دمشق المحروسة فِي شهر رَمَضَان ملغزاً فِي رَمَضَان (يَا فَاضلا أَخْبَار أشعاره ... مَشْهُورَة فِي الْعَجم وَالْعرب) (وسجعه أخرس ورق الْحمى ... إِذا تغنت فِي ذرى القضب) (وخطه أزرى بزهر الربى ... إِن دبجتها رَاحَة السحب) (قل لي مَا اسْم قدره مختف ... وَحكمه فِي الشرق والغرب) (فِيهِ لنا فَاكِهَة قد غَدَتْ ... تروق للنَّفس بِلَا قلب) (إِن عكس الخمسان من لَفظه ... أمتعنا بِالْأَكْلِ وَالشرب) ) (وَهُوَ مَعَ الْعَكْس بِلَا آخر ... أضمر فَافْهَم يَا أَخا اللب) (بَين مرادي يَا إِمَام الورى ... فَلَيْسَ مَا ألغزت بالصعب) (وَدم قرير الْعين فِي نعْمَة ... مَا ازدانت الأفاق بِالشُّهُبِ) فَكتب هُوَ الْجَواب إِلَيّ عَن ذَلِك (يَا بَحر أهل الْعلم يَا حَبْرهمْ ... وَذَا الندى والمورد العذب) (يَا كَوْكَب الْفضل الَّذِي نوره ... يظْهر عَن بعد وَعَن قرب) (يَا سيداً بِالْقربِ من بَابه ... غفرت مَا للدهر من ذَنْب) (يَا حائزاً كل عُلُوم الورى ... وجائزاً فَوق مدى الشهب) (يَا باسم الثغر وَيَا جالب ... الرَّاحَة للصاحب الْجنب) (وَيَا رائق الْمنطق يَا صَادِق ال ... قِيَاس فِي الْإِيجَاب وَالسَّلب) (وَمن لَهُ النّظم البديع الَّذِي ... يصبي وأرباب النهى تسبي) (فِي كل بَيت مِنْهُ سامي الْبَنَّا ... يَقُول لي طرفِي هُنَا قف بِي) (هنئته شهرا شريفاً أَتَى ... الْقُرْآن عَن تفضيله ينبي) (تقبل الله تَعَالَى بِهِ ... أعمالك المربحة الْكسْب) وَأهْديت إِلَيْهِ دفتراً من الْوَرق الْأَبْيَض وكتبت مَعَه إِلَيْهِ

ابن الجبان المري

(لما رَأَيْتُك بحراً ... وموجه متوالي) (يمج در قريض ... على ممر اللَّيَالِي) (أهديت نَحْوك درجاً ... تضم تِلْكَ اللآلي) فَكتب الْجَواب إِلَيّ عَن ذَلِك (بالغت فِي إخجالي ... بِفَضْلِك المتوالي) (فحرت مَا بَين شكري ... فَوَائِد ونوال) (والدرج قد جمع الْحس ... ن عاطلاً وَهُوَ حَالي) (وسوف يمْلَأ مدحاً ... بجودك المتتالي) (وَمن محَاسِن تملى ... مِنْكُم بِغَيْر ملال) (تالله يقصر قالي ... عَن شكر تِلْكَ الأمالي) ) 3 - (ابْن الجبان المري) عبد الْوَهَّاب بن عمر بن أَيُّوب أَبُو نصر المري الدِّمَشْقِي الشُّرُوطِي الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِابْن الجبان وبابن الْأَذْرَعِيّ توفّي فِي شَوَّال سنّ خمس وَعشْرين وَأَرْبع ماية وصنف كتبا كَثِيرَة 3 - (ابْن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي) عبد الْوَهَّاب بن عبد الْقَادِر ابْن أبي صَالح الجيلي أَبُو عبد الله ابْن أبي مُحَمَّد الْفِقْه الْحَنْبَلِيّ قَرَأَ الْفِقْه على وَالِده حَتَّى برع فِيهِ ودرس بمدرسة وَالِده وَهُوَ حَيّ وَقد نَيف على الْعشْرين من عمره واستقل بذلك بعد وَفَاته وَلم يكن فِي أَوْلَاد أَبِيه أميز مِنْهُ وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْكَلَام فِي مسَائِل الْخلاف لَهُ لِسَان فصيح فِي الْوَعْظ وحدة خاطر وَله مُرُوءَة وسخاء وَجعله الإِمَام النَّاصِر على الْمَظَالِم وَكَانَ يُوصل إِلَيْهِ حوائج النَّاس وَسمع فِي صباه من أَحْمد بن الْحسن ابْن الْبناء وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْقَزاز وَمُحَمّد بن أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم الصَّائِغ وَمُحَمّد بن عمر الْأمَوِي وَغَيرهم ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس ماية ووفاته سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس ماية

أبو القاسم الحنبلي الدمشقي

3 - (أَبُو الْقَاسِم الْحَنْبَلِيّ الدِّمَشْقِي) عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الفرخ الْأنْصَارِيّ الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الدِّمَشْقِي أَصله من شيراز كَانَ شيخ الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق وَله قبُول تَامّ قدم بَغْدَاد رَسُولا من بوري بن طغتكين صَاحب دمشق إِلَى الإِمَام المسترشد يستنجده على الفرنج وَحضر بَغْدَاد مجَالِس النّظر وَتكلم مَعَ الْفُقَهَاء فِي الْخلاف قَالَ ابْن النجار وَحدث عَن وَالِده بِحَدِيث مُنكر سَمعه مِنْهُ أَبُو بكر ابْن كَامِل وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية بِدِمَشْق وَهُوَ وَاقِف الْمدرسَة الحنبلية قبالة الرواحية 3 - (الْحَافِظ الثَّقَفِيّ) عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد بن الصَّلْت أَبُو مُحَمَّد الثَّقَفِيّ الْبَصْرِيّ الْحَافِظ أحد الْأَئِمَّة قَالَ ابْن معِين وَابْن الْمَدِينِيّ ثِقَة وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة وَقَالَ عقبَة بن مكرم كَانَ قد اخْتَلَط قبل مَوته بِثَلَاث سِنِين أَو أَربع وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين ماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة) 3 - (أَبُو الْحسن الْوراق) عبد الْوَهَّاب بن عبد الحكم بن نَافِع أَبُو الْحسن

أبو نصر الخفاف

الْوراق النَّسَائِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ العابد روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين ومايتين 3 - (أَبُو نصر الْخفاف) عبد الْوَهَّاب بن عَطاء أَبُو نصر الْبَصْرِيّ الْخفاف مولى بني عجل قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَتُوفِّي سنة أَربع ومايتين وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (ابْن سكينَة الْحَافِظ الشَّافِعِي) عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عَليّ بن عبيد الله أَبُو أَحْمد ابْن أبي مَنْصُور الْأمين الْمَعْرُوف بِابْن سكينَة شيخ وقته فِي علو الْإِسْنَاد والمعرفة والإتقان والزهد وَالْعِبَادَة والسمت الْحسن وسلوك طَرِيق السّلف بكر بِهِ وَالِده فأسمعه فِي صباه بإفادة الْحَافِظ ابْن نَاصِر وقراءته من هبة الله ابْن الْحصين وزاهر بن طَاهِر الشحامي وَمُحَمّد ابْن حمويه الْجُوَيْنِيّ وأخيه عبد الصَّمد وَمُحَمّد بن الْحسن الْمَاوَرْدِيّ ثمَّ صحب أَبَا سعد السَّمْعَانِيّ وَأَبا الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَسمع مَعَهُمَا الْكثير من مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ من وَالِده أبي مَنْصُور عَليّ وَمن جده لأمه أبي البركات إِسْمَاعِيل ابْن أَحْمد النَّيْسَابُورِي وَجَمَاعَة كَثِيرَة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الْحَافِظ ابْن نَاصِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتبا كبارًا وأجزاء كَثِيرَة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الحَدِيث وَغَيره وَحصل الْأُصُول والنسخ الملاح بالخطوط الْحَسَنَة وَقَرَأَ بالروايات على عبد الله بن عَليّ سبط أبي مَنْصُور الْخياط وعَلى الْحَافِظ أبي

القاضي المالكي

الْعَلَاء الْحسن بن احْمَد الْعَطَّار الهمذاني وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف على أبي مَنْصُور سعيد بن مُحَمَّد بن الرزاز وَغَيره وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وَصَحب جده أَبَا البركات وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وانتفع بِهِ وَحدث بِجَمِيعِ مروياته مرَارًا وقصده النَّاس من الأقطار وَكَانَ كثير الْحَج وَالْعمْرَة وجاور بِمَكَّة وَكَانَ دَائِما على سجادته على طَهَارَة يسْتَقْبل الْقبْلَة وَيقْرَأ الْقُرْآن لَيْلًا وَنَهَارًا والمصحف فِي يَده ينظر فِيهِ وَإِذا غَلبه النّوم نَام على سجادته فَإِذا اسْتَيْقَظَ جدد الْوضُوء وَكَانَ يديم الصّيام مَعَ علو سنه قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا حجَّة نبيلاً وركناً من أَرْكَان الدّين وعلماء الْمُسلمين وَرُوِيَ عَمَّن) روى وَهُوَ حَيّ ومولده سنة تسع عشرَة وَخمْس ماية ووفاته سنة تسع وست ماية وَقَالَ غَيره كَانَ يُكَرر على التَّنْبِيه وَكَانَ كثير الِاشْتِغَال بالمهذب والوسيط 3 - (القَاضِي الْمَالِكِي) عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نصر بن أَحْمد القَاضِي أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي سمع وروى وَكَانَ شيخ الْمَالِكِيَّة فِي عصره وعالمهم قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة لم ألق أفقه مِنْهُ ولي الْقَضَاء بباذاريا وَنَحْوهَا وَخرج فِي آخر عمره إِلَى مصر فَمَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع ماية وَقيل هُوَ من أَوْلَاد مَالك بن طوق صَاحب الرحبة وصنف التَّلْقِين وَهُوَ مَعَ صغره من كبار خِيَار الْكتب وَله الْمعرفَة فِي شرح الرسَالَة وَله عُيُون الْمسَائِل والنصرة لمَذْهَب مَالك وَكتاب الْأَدِلَّة فِي مسَائِل الْخلاف وَشرح الْمُدَوَّنَة وَخرج لمصر فِي آخر عمره لإملاق بِهِ وَفِي ذَلِك يَقُول (بَغْدَاد دَار لأهل المَال طيبَة ... وللمفاليس ذَات الضنك والضيق) (ظللت حيران أَمْشِي فِي أزقتها ... كأنني مصحف فِي بَيت زنديق) واجتاز فِي طَرِيقه بمعرة النُّعْمَان وأضافه أَبُو الْعَلَاء المعري وَفِي ذَلِك يَقُول (والمالكي ابْن نصر زار فِي سفر ... بِلَادنَا فحمدنا النأي والسفرا)

(إِذا تفقه أَحْيَا مَالِكًا جدلاً ... وينشر الْملك الضليل إِن شعرًا) وَمن شعره (سَلام على بَغْدَاد فِي كل موطن ... وَحقّ لَهَا مني سَلام مضاعف) (فوَاللَّه مَا فارقتها عَن قلى لَهَا ... وَإِنِّي بشطي جانبيها لعارف) (وَلكنهَا ضَاقَتْ عَليّ بأسرها ... وَلم تكن الأرزاق فِيهَا تساعف) (وَكَانَت كخل كنت أَهْوى دنوه ... وأخلاقه تنأى بِهِ وتخالف) وَمِنْه (مَتى يصل العطاش إِلَى ارتواء ... إِذا استقت الْبحار من الركايا) (وَمن يثني الْأَصْغَر عَن مُرَاد ... وَقد جلس الأكابر فِي الزوايا) (وَإِن ترفع الوضعاء يَوْمًا ... على الرفعاء من إِحْدَى البلايا) ) (إِذا اسْتَوَت الأسافل والأعالي ... فقد طابت منادمة المنايا) وَمِنْه (ونائمة قبلتها فتنبهت ... وَقَالَت تَعَالَوْا فَاطْلُبُوا اللص بِالْحَدِّ) (فَقلت لَهَا إِنِّي فديتك غَاصِب ... وَمَا حكمُوا فِي غَاصِب بسوى الرَّد) (فَقَالَت قصاص يشْهد الْعقل أَنه ... على كبد الْجَانِي ألذ من الشهد) (فباتت يَمِيني وَهِي هميان خصرها ... وباتت يساري وَهِي وَاسِطَة العقد) (فَقَالَت ألم أخْبرهَا بأنك زاهد ... فَقلت بلَى مَا زلت أزهد فِي الزّهْد) وَمِنْه (أيا من قَوْله نعم ... وكل مقاله نعم) (تَقول لقد سعى الوا ... شون بالتحريش لَا سلمُوا) (وَقد راموا قطيعتنا ... فَقلت بلَى أَنا لَهُم) قلت قد تقدم فِي المحمدين فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر الْمَعْرُوف بِابْن الْوَكِيل شَيْء من هَذِه الْمَادَّة وَمن شعر القَاضِي عبد الْوَهَّاب (أَتَذكر إِذْ نِهَايَة مَا تمنى ... مُلَاحظَة بهَا مِنْهُ تفوز) (فحين نسجت بَيْنكُمَا التصافي ... دخلت وصرت من برا أجوز)

ابن كردان النحوي

قَالَ أَبُو مُحَمَّد ابْن الطّيب الباقلاني أَخذه من قَول الآخر (قد كنت أقرا هَذِه السوره ... فَانْكَشَفَتْ لي هَذِه الصوره) (شبشتني حَتَّى إِذا صدت من ... تهواه بِي فزرتني خَيره) الشباش الطَّائِر الَّذِي يُقيد فِي الشّرك ليصاد بِهِ غَيره من نَوعه وَقد تقدم ذكر أَخِيه الْحسن بن عَليّ فِي حرف الْحَاء مَكَانَهُ 3 - (ابْن كردان النَّحْوِيّ) عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن طَلْحَة أَبُو الْقَاسِم ابْن كردان بِضَم الْكَاف وَسُكُون الرَّاء وَبعد الدَّال ألف وَنون الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ صَاحب الْفَارِسِي والرماني قَرَأَ عَلَيْهِمَا كتاب سِيبَوَيْهٍ وَأهل وَاسِط يتغالون فِيهِ ويفضلونه على ابْن جني صنف فِي إِعْرَاب الْقُرْآن كتابا نَحْو خمس) وَعشْرين مجلدة ثمَّ بدا لَهُ فَغسله قبل مَوته وَهُوَ أحد من لم يذكرهُ ابْن عَسَاكِر وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع ماية وَمن شعره (سئم الأديب من الْمقَام بواسط ... إِن الأديب بواسط مهجور) (يَا بَلْدَة فِيهَا الْغَنِيّ مكرم ... وَالْعلم فِيهَا ميت مقبور) (لَا جادك الْغَيْث الهطول وَلَا اجتلى ... فِيك الرّبيع وَلَا عداك حبور) (شَرّ الْبِلَاد أرى فعالك ساتراً ... عني الْجَمِيل وشرك الْمَشْهُور) وَمِنْه (أَبْصرت فِي المأتم مقدودة ... تقضي ذماماً بتكاليفها) (تُشِير باللطم إِلَى وجنة ... ضرجها مبدع تأليفها) (إِذا تبدى الصُّبْح فِي وَجههَا ... جمشه ليل تطاريفها) وَكَانَ يجْتَمع هُوَ وسيدرك الوَاسِطِيّ الشَّاعِر ويتناشدان الْأَشْعَار 3 - (تَاج الدّين السُّبْكِيّ)

عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الإِمَام الْعَالم الْفَقِيه الْمُحدث النَّحْوِيّ النَّاظِم تَاج الدّين أَبُو نصر ابْن الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة السُّبْكِيّ يَأْتِي تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة وَالِده ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية وَسمع من الْمَقْدِسِي وطبقته بِمصْر وَمن بنت الْكَمَال وَابْن تَمام وَمن الْمزي وَأَجَازَ لَهُ الحجار وعني بالرواية وَسمع كثيرا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على شَيخنَا شمس الدّين الذَّهَبِيّ كثيرا من مصنفاته وَغَيرهَا وَأفْتى ودرس ونظم الشّعْر وَعمل الألغاز وراسلني وراسلته وَبِالْجُمْلَةِ فَعلمه كثير على سنه وَحج من الشَّام هُوَ وَأَخُوهُ الشَّيْخ بهاء الدّين أَبُو حَامِد أَحْمد سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَعمل الورقات فِي الطَّبَقَات ذكر فِيهَا الْفُقَهَاء أَصْحَاب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ فَكتبت عَلَيْهَا وقف الْمَمْلُوك على هَذِه الورقات وَصعد فِي معارج التَّأَمُّل إِلَى هَذِه الطَّبَقَات وباشر نظرها وَعلم مَا لفوائدها فِي كل وَقت من النَّفَقَات فَرَأى أوراقها المثمرة وغصونها المزهرة وراقت لَهُ ليَالِي سطورها الَّتِي هِيَ بالمعاني مُقْمِرَة وَشهد برق فضائلها اللهاب وَعلم من جمعهَا أَن لكل مَذْهَب عبد الْوَهَّاب) (لقد أحيى الَّذين تضمنتهم ... وأجسلهم على سرر السرُور) (فأصحاب التراجم فِي طباق ... أطلوا من شبابيك السطور) فَمَا هِيَ طَبَقَات لَكِن بروج كراكب وَمَا هِيَ سطور مواكب لقد أَعْجَبته همة من حررها وَأسسَ قواعدها وقررها وَحصل بِهَذَا الْوَلَد النجيب الياس من فضل القَاضِي إِيَاس وَكَونه تقدم فِي شبابه على كهول أَصْحَابه فَهَذَا أَصْغَر سنا وأكبر منا وَقد شهد لَهُ الْعقل وَالنَّقْل بِأَنَّهُ فتي السن كهل الْعلم والحلم وَالْعقل وَالله يمتع الزَّمَان بفوائده ويرقيه فِي الدّين وَالدُّنْيَا إِلَى دَرَجَات وَالِده يمنه وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَعمل مصنفاً صَغِيرا فِي الطَّاعُون سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع ماية وَعمل أَيْضا كتابا حافلاً فِي الْأَشْبَاه والنظائر فِي مَذْهَب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَشرح الْمِنْهَاج فِي أصُول الْفِقْه للبيضاوي كَانَ وَالِده الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة قد شرح مِنْهُ قِطْعَة صَغِيرَة وكمل هُوَ عَلَيْهَا

أخو الشيخ صدر الدين ابن الوكيل

3 - (أَخُو الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل) عبد الْوَهَّاب بن عمر هُوَ أَخُو الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَكَانَ أسود أمه حبشية تفقه وَحضر الْمدَارِس ثمَّ إِنَّه تمفقر وتجرد وجرد الْعَالم وَتُوفِّي شَابًّا سنة تسع وَتِسْعين وست ماية 3 - (ظهير الدّين ابْن أَمِين الدولة) عبد الْوَهَّاب بن عمر الإِمَام الزَّاهِد النَّحْوِيّ ظهير الدّين ابْن عمر ابْن عبد الْمُنعم بن هبة الله ابْن أَمِين الدولة الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي مولده سنة أَرْبَعِينَ وست ماية وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَسبع ماية سمع من حيية الحرانية وَأَجَازَ لَهُ شُعَيْب الْحَرَّانِي وَابْن الجميزي وَحدث وَأخذ عَنهُ مُحَمَّد بن طغريل وَجَمَاعَة 3 - (القَاضِي شرف الدّين كَاتب السِّرّ) عبد الْوَهَّاب بن فضل الله القَاضِي شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأَثِير الأثيل يَمِين الْمُلُوك والسلاطين الْقرشِي الْعمريّ وَتقدم ذكر نسبه إِلَى عمر رَضِي الله عَنهُ فِي تَرْجَمَة ابْن أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن يحيى مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وست ماية كَانَ كَاتبا أديباً مترسلاً كتب الْمَنْسُوب الْفَائِق ومتع بحواسه لم يفقد مِنْهَا شَيْئا وَلم يتَغَيَّر كِتَابه) وَمَات وَهُوَ جَالس ينفذ بريداً إِلَى بعض النواحي وتنقل إِلَى أَن صَار صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِمصْر مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ مخاديمه يعظمونه ويحترمونه مثل حسام الدّين لاجين وَالْملك الْأَشْرَف وَالْملك النَّاصِر وَلَدي قلاوون والأمير سيف الدّين تنكز كَانَ قَلِيل يذكرهُ وَيجْعَل أَفعاله قَوَاعِد يمشي النَّاس عَلَيْهَا وَكَانَ كَامِلا فِي فنه مَا كتب عَن مُلُوك الأتراك أحد مثله وَلَا عرف مقاصدهم مثله وَكَانَ يَدُور فِي كَلَامه ويتحيل حَتَّى يخرج عَن ثقل الْإِعْرَاب وَمَا يلحن لِأَن ذَلِك خرج مُلُوك عصره رَآهُ الْملك الْأَشْرَف مرّة وَقد قَامَ وَمَشى تلقى أَمِيرا فَلَمَّا حضر عِنْده قَالَ رَأَيْتُك قد قُمْت من مَكَانك وخطوت خطوَات فَقَالَ يَا خوند كَانَ الْأَمِير سيف الدّين بيدار النَّائِب قد جَاءَ وَسلم عَليّ فَقَالَ لَا تعد تقم لأحد أبدا أَنْت تكون قَاعِدا عِنْدِي وَذَاكَ وَاقِف وَحكى لي القَاضِي

شهَاب الدّين ابْن القيسراني قَالَ كنت يَوْمًا أَقرَأ الْبَرِيد على الْأَمِير سيف الدّين تنكز فَتحَرك على جَائِر الْمَكَان طَائِر فَالْتَفت إِلَيْهِ يَسِيرا وَرجع إِلَيّ وَقَالَ كنت يَوْمًا بالمرج وَشرف الدّين ابْن فضل الله يقْرَأ عَليّ بريداً جَاءَ من السُّلْطَان وَالصبيان قد رموا جلمة على عُصْفُور فاشتغلت بِالنّظرِ إِلَيْهَا فَبَطل الْقِرَاءَة وَأَمْسِكْنِي وَقَالَ يَا خوند إِذا قَرَأت عَلَيْك كتاب السُّلْطَان إجعل بالك كُله مني وَيكون كلك عِنْدِي لَا تشتغل بغيري أبدا وافهمه لَفْظَة لَفْظَة أَو كَمَا قَالَ وَمَا رأى أحد مَا رَآهُ من تَعْظِيمه فِي نفوس النَّاس وَكَانَ فِي مبدأ أمره يلبس القماش الفاخر وَيَأْكُل الْأَطْعِمَة المنوعة الفاخرة وَيعْمل السماعات المليحة ويعاشر الْفُضَلَاء مثل ابْن مَالك بدر الدّين وَغَيره ثمَّ انْسَلَخَ من ذَلِك كُله لما دَاخل الدولة وقتر على نَفسه وَاخْتصرَ فِي ملبسه وانجمع عَن النَّاس انجماعاً كلياً وَكَانَ قد سمع فِي الكهولة من ابْن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لَهُ ابْن مسلمة وَغَيره وَلما مَاتَ خلف نعْمَة طائلة وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر قد نَقله من مصر إِلَى الشَّام عوضا عَن أَخِيه القَاضِي محيي الدّين لِأَن السُّلْطَان كَانَ قد وعد القَاضِي عَلَاء الدّين الْأَثِير لما كَانَ مَعَه بالكرك بالمنصب فَأَقَامَ بِدِمَشْق إِلَى سنة سبع عشرَة وَسبع ماية وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَمَضَان ورثاه القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود وَهُوَ بِمصْر أَنْشدني ذَلِك إجَازَة وَكتب بهَا إِلَيّ القَاضِي محيي الدّين يحيي أَخِيه (لتبكي الْمَعَالِي والنهى الشّرف الْأَعْلَى ... وتبك الورى الْإِحْسَان والحلم والفضلا) (وتنتحب الدُّنْيَا لمن لم تَجِد لَهُ ... وَإِن جهدت فِي حسن أَوْصَافه مثلا) ) (وَمن أتعب الناي أَتبَاع طَرِيقه ... فكفوا وأعيتهم طَرِيقَته المثلى) (لقد أثكل الْأَيَّام حَتَّى تجهمت ... وَإِن كَانَت الْأَيَّام لَا تعرف الثكلا) (وَفَارق مِنْهُ الدست صَدرا مُعظما ... رحيباً يرد الْحزن تَدْبيره سهلا) (فكم حاط بِالرَّأْيِ الممالك فاكتفت ... بِهِ أَن تعد الْخَيل للصون والرجلا) (وَكم جردت أَيدي العدى نصل كيدهم ... فَرد إِلَى أَعْنَاقهم ذَلِك النصلا) (وَكم جلّ خطب لَا يحل انْعِقَاده ... فاعمل فِيهِ صائب الرَّأْي فانحلا) (وَكم جَاءَ أَمر لَا يُطَاق هجومه ... فَلَمَّا تولى أَمر تَدْبيره ولى) (وَكم كف محذوراً وَكم فك عانياً ... وَكم رد مَكْرُوها وَكم قد جلا جلى)

مِنْهَا (وَقد كَانَ للاجين ظلاً فقلصت ... يَد الْمَوْت عدوا عَنْهُم ذَلِك الظلا) (وعف عَن الْأَعْرَاض مغض عَن القذى ... صبور عَلَيْهِ فِي الورى يحمل الكلا) (سأندبه دهري وأرثيه جاهداً ... وَأكْثر فِيهِ من بُكَائِي وَإِن قلا) (وَلم لَا وَقد صاحبته كل مدتي ... أرَاهُ أَبَا برا ويعتدني نجلا) (وَلم يرنا فِي طول مدتنا امْرُؤ ... فيحسبنا إِلَّا الْأَقَارِب والأهلا) (وَكم أرشدتني فِي الْكِتَابَة كتبه ... وَلَو زل عَن إرشادها خاطري ضلا) (وَكم مشكلات لم يبن لمحدق ... إِلَيْهَا جلاها فانجلت عِنْدَمَا أمْلى) (فَمن هَذِه حَالي وحالته معي ... أيحسن أَن أبْكِي على فَقده أم لَا) (وعهدي بِهِ لَا أبعد الله عَهده ... وأقلامه أَنى جرت نشرت عدلا) (وتجري بِمَا تجْرِي الْمُلُوك من الندى ... بهَا فتزيل الجدب وَالْمحل والأزلا) (لقد كَانَ لي أنس بِهِ وَهُوَ نازح ... كَأَن التنائي لم يفرق لنا شملا) (وَقد زَالَ ذَاك الْأنس واعتضت بعده ... دموعاً إِذا أنشأتها أنشأت الوبلا) (فَلَا دمعي الهامي يجِف وَلَا الأسى ... يخف جواه إِن أقل لَهما مهلا) (وَلَا حرقي تخبو وَإِن يطف وقدها ... بِمَاء دموعي صَار فِيهَا غضى جزلا) (إِلَى الله أَشْكُو فقد صحب رزئتهم ... وفقد ابْن فضل الله قد عدل الكلا) (وَلم يتْرك الْمَوْت الَّذِي حم مِنْهُم ... حميماً وَلَا خلى الردى مِنْهُم خلا) ) (وعمهم دَاعِي الْحمام فَأَسْرعُوا ... جَمِيعًا وَألْفي قَوْلنَا فيهم إِلَّا) (وَكم يرتجي الساري الونى عَن رفاقه ... إِذا ركبهمْ يَوْمًا بدارهم حلا) (أيطمع من قد جَازَ معترك الردى ... بإبطائه عَمَّن تقدمه كلا) (وَلَا سِيمَا من عَاهَدَ الدَّاء جِسْمه ... يعاوده بدءاً إِذا ظَنّه ولى) (عزاءك محيي الدّين فِي الذَّاهِب الَّذِي ... قضى إِذْ قضى فرض المناقب والنقلا) (فمثلك من يلقى الخطوب بكاهل ... يقل الَّذِي تعيى الْجبَال بِهِ حملا) (وَفِي الصَّبْر أجر أَنْت تعرف فَضله ... وآثاره الْحسنى فَلَا تدع الفضلا) (وَسلم لأمر الله وَارْضَ بِحكمِهِ ... تحز مِنْهُ فضلا مَا بَرحت لَهُ أَهلا) (وَلَا زَالَ صوب المزن وَالْعَفو دَائِما ... يؤمانه حَتَّى إِذا وصلا آنهلا)

ورثاه الشَّيْخ عَلَاء الدّين عَليّ بن غَانِم أَنْشدني لنَفسِهِ إجَازَة (مَا كنت عَن حزني عَلَيْك بلاهي ... لما فقدتك يَا ابْن فضل الله) (أَصبَحت ذَا جلد لفقدك واهن ... حزنا عَلَيْك وَذَا اصطبار واه) (كم صنت سر الْملك مِنْك بهمة ... وَفِيه كِفَايَة مَا صانها إِلَّا هِيَ) (وَلكم مُهِمّ مُشكل أمضيته ... إِذْ أَنْت فِيهِ آمُر أَو ناه) (من للْمصَالح والمهمات الَّتِي ... مَا كنت عَنْهَا سَاعَة بالساهي) (كم حَاجَة حصلت بجاهك وَانْقَضَت ... وكريهة فرجتها لله) (من ذَا يقوم مقَام فضلك فِي العلى ... من سَائِر الأنظار والأشباه) (مَا زلت عمرك محسناً حَتَّى انْتهى ... وَلكُل عمر فِي الزَّمَان تناه) (كم قَائِل مَا زلت أَنْت ملاذه ... قد كنت عزي فِي الزَّمَان وجاهي) (وَلكم سعيد مَاتَ بعْدك خاملاً ... بك كَانَ بفخر دَائِما ويباهي) (مَا فَرد داهية برزئك قد دهت ... بل قد دهت لما فقدت دواهي) (قسما لقد خمل الزَّمَان وَكَانَ لما كن ... ت بِهِ هُوَ الزَّمَان الزاهي) (لله در معارف قد حزتها ... من ذَا يجاري فَضلهَا ويباهي) (أنطقت أَفْوَاه الرفاق بمدحك العا ... لي لفضل دَامَ مِنْك وفاهي) (أسفي على مَا فَاتَ مِنْك وَأَنت لم ... تَبْرَح بقربي منعماً وتجاهي) ) (أبكيك مَا بَقِي الْبكاء بكاء مح ... زون على طول المدى أَواه) (فسقت ضريحك رَحْمَة فياضة ... ترويه بالأنواء والأمواه) وَلما طلب إِلَى مصر كتب إِلَيْهِ عَلَاء الدّين الوداعي وَمن خطه نقلت (وَافَقت رَبِّي من ثَلَاث بِأَن ... تبقى وترقى وتنال الْعلَا) (وَقد رَأَتْ عَيْنَايَ أمنيتي ... وَالْحَمْد لله تَعَالَى على) (والآن فِي مصر فَلَا بُد من ... أَن تخلف الْفَاضِل والأفضلا) وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا (لَئِن كَانَ أُصَلِّي من ذؤابة كِنْدَة ... أولي الحكم الغراء والمنطق الْفَصْل) (فَمَا زلت طول الدَّهْر أشكر فَضلكُمْ ... إِلَى أَن دَعونِي فِي الْفَضَائِل بِالْفَضْلِ) وَأما إنْشَاء القَاضِي شرف الدّين صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة فَمن نثره كتاب بشرى بالنيل هُوَ

لَا زَالَت البشائر تستمتع بمحاورته وتغتبط بمجاورته وتود لَو اسْتَقر بذراه قَرَارهَا وَطَالَ مَعَه سرارها هَذِه الْجُمْلَة تبشره بِنِعْمَة عظمت مواهبها وعذبت مشاربها وانتشرت فِي البسيطة مذاهبها وروت الآمال الظماء وضاهت الأَرْض بهَا السَّمَاء وأغنت عَن منَّة الْغَمَام وعممت مصر بالهناء حَتَّى فاض إِلَى الشَّام وَهِي وَفَاء النّيل الَّذِي وفى وَفِي وفائه حَيَاة الْبِلَاد والعباد وشكر النِّعْمَة بِهِ مُتَعَيّن على الْحَاضِر والباد وَمن إنشائه ورد كِتَابه فتمتع مِنْهُ بعرائس أبكار الأفكار وتملا مِنْهُ بنفائس من أنفاس الأزهار وَشَاهد كل سطر مِنْهُ أحسن من سطر وَكَانَ ناظره صَائِما عَن النّظر لبعده فَأوجب عَلَيْهِ عِنْد قدومه فطرا وردد فكره فِي بدائعه الرائقة الرائعة وَرَأى التشريف بإرساله من جملَة صنائعه المتتابعة ووقف عَلَيْهِ وسر بدنوه وإيابه وشكر الْأَيَّام الَّتِي خولته من اقترابه مَا لم تطمعه الأوهام فِي تمثيله وَلم يدر فِي حسابه وَالله تَعَالَى يقرن الْيمن بِهَذِهِ الْحَرَكَة ويجعلها مُشْتَمِلَة على السَّعَادَة مَخْصُوصَة بِالْبركَةِ وَمِنْه نُسْخَة كتاب كتبه عَن نَائِب السلطنة بِالشَّام لما قدم الْمُبَارك الَّذِي ادّعى أَنه ابْن الْمُسْتَنْصر سَلام عَلَيْكُم طبتم فادخلوها خَالِدين (لِيَهنك النِّعْمَة المخضر جَانبهَا ... من بعد مَا اصفر فِي أرجائها العشب) ضاعف الله جلال الجناب الشريف العالي المولوي السيدي النَّبَوِيّ وَجعل قدومه كاسمه) الْمُبَارك على الْإِسْلَام (وَاسم شققت لَهُ من اسْمك فاكتسى ... شرف الْعُلُوّ بِهِ وَفضل العنصر) وَأورد ركابه الأَرْض الشامية وُرُود الْغَمَام وَبَين أنوار الْخلَافَة على جبين مجده فَلَا تضام النواظر فِي رؤيتها وَلَا الأفرام وأضاء بِوُجُودِهِ بَيت الْإِمَامَة من يعود إِلَى عوائده الْحسنى فِي سالف الْأَيَّام وسخر لَهُ العزائم والشكائم وَجعل من شيمته السيوف والأقلام ورد الْكتاب الْكَرِيم تبدو البركات من صفحاته وتسري نسمات السعد من أنفاس كَلمه الطّيب ونفحاته وَكَانَ كالسحاب إِذا سح وابله وكالذكر الْمَحْفُوظ إِذا عَمت ميامنه الْإِسْلَام وفواضله وكالبدر وافته لوقت سعوده وَتمّ سناه اسْتَقَلت مَنَازِله فَتَلقاهُ حِين ألْقى إِلَيْهِ من سَمَاء الشّرف بالإعظام وَحل الواردون بِهِ من مَوَاطِن الْقبُول مَحل الْمَلَائِكَة الْوَحْي الْكِرَام وتلا على من قبله يَا بشراي هَذَا سيد وَلم يقل هَذَا غُلَام فَأَي قلب لم يسر بمقدمه وَأي طرف لم يستطلع أنوار مطلعه على الدُّنْيَا ومنجمه من شعره يمدح الْملك الْمَنْصُور قلاوون الألفي (تهب الألوف وَلَا تهاب لَهُم ... ألفا إِذا لاقيت فِي الصَّفّ) (ألف وَألف فِي ندى ووغى ... فلأجل ذَا سموك بالألفي)

النشو ناظر الخاص

وَمِنْه لما ختن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد (لم يروع لَهُ الْخِتَان جنَانًا ... قد أصَاب الْحَدِيد مِنْهُ الحديدا) (مِثْلَمَا تنقص المصابيح بالقط ... فتزداد فِي الضياء وقودا) وَمِنْه (كتبت والشوق يدنيني إِلَى أمل ... من اللِّقَاء ويقصيني عَن الدَّار) (والشوق يضرم فِيمَا بَين ذَاك وَذَا ... بَين الجوانح أَجزَاء من النَّار) وَمِنْه (فِي ذمَّة الله ذَاك الركب إِنَّهُم ... سَارُوا وَفِيهِمْ حَيَاة المغرم الدنف) (فَإِن أعش بعدهمْ فَردا فيا عجبي ... وَإِن أمت هَكَذَا وجدا فيا أسفي) وَمِنْه تهنئة لفتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر ببنت (أمولاي فتح الدّين هنئ خدركم ... بقرة عين للصيانة وَالْمجد) ) (ومتعتم فِيهَا بأيمن غرَّة ... مباركة فِي الصَّالِحَات من الْوَلَد) (وصين بَين سعد حماكم وعشتم ... ميامين فرسَان اليراعة وَالْحَمْد) (وعوذتم من عين حَاسِد فَضلكُمْ ... ومجدكم فِي الدست يَوْمًا وَفِي المهد) (فأولادكم إِمَّا بدور فَضِيلَة ... وَإِمَّا شموس هن أخبية السعد) (فبورك فِيهَا طلعة فلربما ... أَفَادَ بني سعد فخاراً بَنو نهد) 3 - (النشو نَاظر الْخَاص) عبد الْوَهَّاب بن فضل الله القَاضِي شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص كَانَ هُوَ ووالده وَإِخْوَته يخدمون الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب فَلَمَّا انفصلوا من عِنْده أَقَامُوا بطالين فِي بَيتهمْ مُدَّة ثمَّ استخدم النشو الْمَذْكُور عِنْد الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش أَمِير آخور فِي خدمته تَقْدِير سِتَّة أشهر ثمَّ إِن السُّلْطَان جمع كتاب الْأُمَرَاء فَحَضَرُوا فَرَآهُ وَهُوَ وَاقِف وَرَاء الْجَمِيع وَهُوَ شَاب طَوِيل نَصْرَانِيّ حُلْو الْوَجْه فاستدعاه وَقَالَ أيش أسمك قَالَ النشو فَقَالَ أَنا أجعلك نشوي ثمَّ إِنَّه رتبه مُسْتَوْفيا فِي الجيزية وَأَقْبَلت سعادته فأرضاه فِيمَا يندبه إِلَيْهِ وملأ عَيْنَيْهِ ثمَّ نَقله إِلَى اسْتِيفَاء الدولة فباشر ذَلِك مُدَّة ثمَّ إِنَّه

استسلمه على يَد الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَسلم إِلَيْهِ ديوَان آنوك ابْن السُّلْطَان فخدمته السَّعَادَة ولاحظته عيونها فَلَمَّا توفّي القَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش نقل السُّلْطَان شمس الدّين مُوسَى من نظر الْخَاص إِلَى الْجَيْش وَنقل النشو إِلَى نظر الْخَاص مَعَ كِتَابَة ابْن السُّلْطَان وَحج مَعَ السُّلْطَان فِي تِلْكَ السّنة وَهِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية وَلما كَانَ فِي الِاسْتِيفَاء وَهُوَ نَصْرَانِيّ كَانَت أخلاقه حَسَنَة وَفِيه بشر وطلاقة وَجه وتسرع إِلَى قَضَاء حوائج النَّاس وَكَانَ النَّاس يحبونه فَلَمَّا تولى الْخَاص وَكثر الطّلب عَلَيْهِ من السُّلْطَان وَزَاد السُّلْطَان فِي الإنعامات والعمائر وَبَالغ فِي أَثمَان المماليك وَزوج بَنَاته وَاحْتَاجَ إِلَى الكلف الْعَظِيمَة المفرطة الْخَارِجَة عَن الْحَد ساءت أَخْلَاق النشو وَأنكر من يعرفهُ وَفتحت أَبْوَاب المصادرات للْكتاب وَلمن مَعَه مَال وَكَانَ النَّاس يقومُونَ مَعَه ويقعون إِلَى أَن حرج فازداد الشَّرّ أضعافه وَهلك أنَاس كَثِيرُونَ وسلب جمَاعَة نعمهم وَزَاد الْأَمر إِلَى أَن دخل الْأَمِير سيف الدّين بشتاك والأمير سيف الدّين قوصون وَجَمَاعَة من الخاصكية وَمَعَهُمْ عبد الْمُؤمن الَّذِي تقدم ذكره إِلَى السُّلْطَان فَلَمَّا حَضَرُوا وأجلسهم وَأخرج عبد الْمُؤمن سكيناً عَظِيمَة من غلافها فارتاع السُّلْطَان فَقَالَ عبد الْمُؤمن أَنا السَّاعَة) أخرج إِلَى النشو وأضربه بِهَذِهِ السكينَة وَأَنت تشنقني وأريح النَّاس من هَذَا الظَّالِم فَقَالَ يَا أُمَرَاء مَتى قتل هَذَا بَغْتَة رَاح مَالِي وَلَكِن اصْبِرُوا حَتَّى نبرم الْحَال فِي أمره فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة اثْنَيْنِ ثَانِي شهر صفر سنة أَرْبَعِينَ اجْتمع السُّلْطَان بِهِ وَقَالَ لَهُ غَدا نُرِيد نمسك فلَانا فَاطلع أَنْت من سحر لتروح تحتاط عَلَيْهِ وأحضر جماعتك ليتوجه كل وَاحِد مِنْهُم إِلَى جِهَة أعينها لَهُ فَلَمَّا كَانَ من بكرَة النَّهَار طلع إِلَيْهِ وَدخل إِلَيْهِ وَاجْتمعَ بِهِ وَقرر مَعَه الْأَمر وَقَالَ لَهُ أخرج حَتَّى أخرج أَنا وأعمل على إِمْسَاكه مَعَ الْأُمَرَاء فَخرج وَقعد على بَاب الخزانة قَالَ السُّلْطَان لبشتاك أخرج إِلَى النشو وأمسكه فَخرج إِلَيْهِ وأمسكه وَأمْسك أَخَاهُ رزق الله الْمَذْكُور فِي حرف الرَّاء وصهره وأخاه وجماعتهم وعبيدهم وَلم ينجح مِنْهُم إِلَّا المخلص أَخُو النشو فَإِنَّهُ كَانَ فِي بعض الديرة فَجهز إِلَيْهِ من أمْسكهُ وأحضره وجهز رزق الله إِلَى بَيت الْأَمِير سيف الدّين قوصون فَلَمَّا أصبح وجدوه قد ذبح نَفسه وَأما النشو فتسلمه الْأَمِير سيف الدّين برسبغا الْحَاجِب من الْأَمِير سيف الدّين بشتاك وعوقب هُوَ وَأَخُوهُ والمخلص ووالدتهما وعبيدهم وَمَاتَتْ والدته وَأَخُوهُ المخلص تَحت الْعقُوبَة فِي المعاصير والمقارع ثمَّ إِن السُّلْطَان رق على النشو وَرفع عَنهُ الْعقُوبَة ورتب لَهُ الجرائحية وَالشرَاب والفراريج فاستشعروا رضَا السُّلْطَان عَنهُ فأعيدت عَلَيْهِ الْعقُوبَة وَمَات تحتهَا وَقيل إِن الَّذِي أَخذ مِنْهُ وَمن إخْوَته وَأمه وَأُخْته وصهره وعبيدهم بلغ ثَلَاث ماية ألف دِينَار مصرية وَفِي إِمْسَاكه نظم القَاضِي عَلَاء الدّين عَليّ بن فضل الله صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء (فِي يَوْم إثنين ثَانِي الشَّهْر من صفر ... نَادَى الْبشر إِلَى أَن أسمع الفلكا) (يَا أهل مصر نجا مُوسَى ونيلكم ... وفى وَفرْعَوْن وَهُوَ النشو قد هلكا)

المقرئ المكي

حُكيَ لي القَاضِي شرف الدّين النشو من لَفظه غير مرّة لما تولى نظر الْخَاص قَالَ كنت أطلع مَعَ وَالِدي إِلَى القلعة بِالْحِسَابِ فيتقدمني هُوَ بحماره الْقوي وأنقطع أَنا على الْحمار الضَّعِيف والحساب عَلَيْهِ فَلَا أَزَال أضربه بالعصا إِلَى أَن تتكسر ثمَّ أضربه بفردة السرموزة إِلَى أَن تتقطع وأطلع القلعة وَأَنا فِي أنحس حَال وَحكى لي قَالَ لما بطلنا من عِنْد الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب أَقَمْنَا نبيع من أطرافنا وننفق علينا إِلَى أَن لم يبْق لنا شَيْء فأصبحنا يَوْمًا وَلم نجد مَا نبيعه فجمعنا اللوا لَك الْعتْق وسيرنا أبعناها بِمَا أنفقناه علينا فَقَالَ لي وَالِدي هَذَا آخر الخمول وَمَا بَقِي بعد هَذَا قطوع وَقد قرب الْفرج قَالَ وَكَانَ لي قَمِيص إِذا خرجت) أَنا لبسته وَإِذا خرج أخي المخلص لبسه فَلَمَّا كَانَ ثَانِي يَوْم نزل عَبدنَا مُفْلِح إِلَى الْبَحْر واصطاد لنا سَمَكَة مليحة سَمِينَة فقلينا بِمَا فِيهَا من الدّهن وَلم يكن لنا مَا تشتري بِهِ سيرجاً فَلَمَّا كَانَ ثَانِي يَوْم لذاك الْيَوْم جَاءَ من طلبني لأخدم عِنْد الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغمش فتوجهت وَقدر الله باتصال الْقِسْمَة وخلع عَليّ فتوجهت بالتشريف إِلَى الشرابيشيين وأبعته واشتريت قماشاً من الشّرْب كثيرا وفصلناه قمصاناً لما وَجَدْنَاهُ من حرقة عدم القمصان وَكَانَ اسْمه نشء الدولة فَلَمَّا أسلم سَمَّاهُ السُّلْطَان عبد الْوَهَّاب وَقَالَ هَذَا اسْم التَّاج إِسْحَاق وَأرَانِي قبل خروجي من الديار المصرية فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية قَالَ هَذِه الأوراق فِيهَا ثمن المماليك الَّتِي شراها السُّلْطَان من أول مباشرتي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ إِلَى الْآن وَجُمْلَة ذَلِك أَرْبَعَة آلَاف ألف وَسبع مائَة ألف دِينَار وَأما جراحته فَإِنَّهُ كَانَ من عَادَته مَتى أذن الصُّبْح ركب من بَيته فِي الزريبة وَتوجه إِلَى القلعة فيجلس إِلَى الْبَاب إِلَى أَن يفتح وَيدخل فَلَمَّا كَانَ فِي ثَانِي عشر شهر رَمَضَان سنة سبع أَو ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية ركب على عَادَته فَلَمَّا كَانَ خلف الميدان عِنْد أَوله إِلَى جِهَة الْبَحْر لحقه فَارس يطرد فرسه وَبِيَدِهِ سيف مَشْهُور فَقَالَ لَهُ عَبده من وَرَائه يَا سَيِّدي جَاءَك فالفت فَرَأى السَّيْف مسلولاً قَالَ لي فرفست البغلة لأحيد عَنهُ فَأَخَذَتْنِي إِلَيْهِ فَضَربهُ على عضده الْيَسَار وعَلى جنبه إِلَى مربط لِبَاسه ثمَّ تقدمه وضربه أُخْرَى إِلَى خلف فَرفعت البغلة رَأسهَا فجَاء إِلَى حجاج عينهَا وَبَعض أذنيها وَسَقَطت عمَامَته إِلَى الأَرْض فَتوهم أَنه رَأسه وسَاق وَتَركه فَرجع إِلَى الْبَيْت فقطب الجرائحي رَأسه بِسِتَّة إبر وجنبه باثنتي عشرَة إبرة وَلَو لم أر ذَلِك لم أصدقه فَإِن النَّاس ادعوا أَنه ادّعى ذَلِك 3 - (الْمُقْرِئ الْمَكِّيّ) عبد الْوَهَّاب بن فليح الْمَكِّيّ الْمُقْرِئ أحد الحذاق فِي الْقِرَاءَة قَرَأَ على دَاوُد ابْن شبْل وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين ومايتين 3 - (أَبُو البركات الْأنمَاطِي)

الفامي الشافعي

عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك بن أَحْمد بن الْحسن بن بنْدَار أَبُو البركات الْأنمَاطِي الْبَغْدَادِيّ سمع وَقَرَأَ وَكتب وَحصل الْكثير وَلم يزل يسمع ويفيد النَّاس إِلَى آخر عمره وَحدث بِأَكْثَرَ مروياته وَكتب عَن الْكِبَار وَرووا عَنهُ وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ والمعرفة وَحسن الطَّرِيقَة) والديانة والثقة والصدق سمع عبد الله بن مُحَمَّد الصريفيني وَأحمد بن مُحَمَّد النقور وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَعبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأنمَاطِي وَعلي بن أَحْمد البسري وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَأَبُو أَحْمد ابْن سكينَة وَابْن الْأَخْضَر وَعبد الْوَاحِد بن سعد الصفار وَجَمَاعَة كبار ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية ووفاته سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس ماية بِبَغْدَاد وَمن مسموعاته طَبَقَات ابْن سعد وتاريخ الْخَطِيب 3 - (الفامي الشَّافِعِي) عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الفامي الْفَارِسِي أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الشَّافِعِي درس فِي نظامية بَغْدَاد وَقَالَ صنفت سبعين تألفياً فِي ثَمَانِيَة عشر عَاما ولي كتاب فِي التَّفْسِير ضمنته مائَة ألف بَيت شَاهدا أمْلى بِجَامِع الْقصر ثمَّ رمي بالاعتزال حَتَّى فر بِنَفسِهِ وأملى حَدِيثا مَتنه صَلَاة فِي إِثْر صَلَاة كتاب فِي عليين فصحف وَقَالَ كنار فِي غلس قلت صير التَّاء نوناً وَجعل عليين غلساً بالغين الْمُعْجَمَة وَبعد اللَّام سين مُهْملَة فَسئلَ مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ النَّار فِي الْغَلَس تكون أَضْوَأ وصنف كتاب الْفُقَهَاء وَتُوفِّي سنة خمس ماية وَكَانَ يَوْم دُخُوله إِلَى بَغْدَاد يَوْمًا مشهوداً وَخرج إِلَيْهِ كَافَّة الْعلمَاء وَأهل الدولة وَغَيرهم وتلقاه أهل بَغْدَاد وَحضر أَرْبَاب الدولة من الْقُضَاة وحجاب الْخَلِيفَة أول يَوْم درس وَقُرِئَ منشوره 3 - (الْخفاف الْمُقْرِئ)

المثقال

عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن الصَّابُونِي أَبُو الْفَتْح الْخفاف الْمُقْرِئ الْمَالِكِي الْبَغْدَادِيّ أَصله من قَرْيَة يُقَال لَهَا الْمَالِكِيَّة وَهُوَ حنبلي الْمَذْهَب قَرَأَ الرِّوَايَات الْكَثِيرَة على أبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي وَأبي الْعِزّ مُحَمَّد ابْن القلانسي وَغَيرهمَا وَسمع من ابْن البطر وَأبي عبد الله الْحُسَيْن النعالي وثابت بن بنْدَار الْبَقَّال وَغَيرهم وَكَانَ قيمًا بطرق القراآت ثبتاً صَدُوقًا صَالحا حسن الطَّرِيقَة) توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس ماية 3 - (المثقال) عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المثقال قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر مطبوع قَلِيل التَّكَلُّف سهل القافية خَبِيث اللِّسَان فِي الهجاء ماجن لَا يمدح أحدا كَانَ يألف غُلَاما نَصْرَانِيّا خماراً واشتهر وَأقَام بِبَابِهِ فِي الحانة ثَلَاث سِنِين وَيدخل مَعَه الْكَنِيسَة فِي الْآحَاد والأعياد طول هَذِه الْمدَّة حَتَّى حذق كثيرا من الْإِنْجِيل وَشَرَائِع أَهله وهجره مرّة فاستعان وتحيل فَلم يجد إِلَيْهِ سَبِيلا وَزعم أَن عَلَيْهِ قسما شَدِيدا أَن لَا يكلمهُ إِلَى شهر فَدَعَا بالفاصد وفصد إِحْدَى يَدَيْهِ ثمَّ دَعَا بفاصد آخر وفصد الْيَد الْأُخْرَى وَدخل دَاره وأغلق بَابه وفجر الفصادين فَمَا شعر أَهله إِلَّا بِالدَّمِ يدْفع من سدة الْبَاب وَبلغ الْغُلَام أَنه يَدعِي أَنه قَتله فَصَالحه خوفًا على نَفسه وَمن شعره (خيالك زائري من غير وعد ... وَأكْثر مِنْك بِي برا وحبا) (فَلَمَّا أَن رآك أطلت بعدِي ... وَلم تمنح محبك مِنْك قربا) (سرى وَهنا فقبلتي وآلى ... يَمِين الله لَا عذبت صبا) (فأحيى مهجة تلفت غراماً ... وَقَلْبًا لم يفق دنفاً وكربا) (فَكَانَ الطيف أرأف مِنْك نفسا ... وألين مِنْك أعطافاً وَقَلْبًا) وَمِنْه (هم بالوجوه من البدور ... وبالقدود من الغصون)

(ودروعهم صِيغ الحيا ... وَسُيُوفهمْ لحظ الْعُيُون) وَمِنْه (لما تناهى وكمل ... وَتمّ لي فِيهِ الأمل) (أعرض واستبدل بِي ... كَذَلِك الدُّنْيَا دوَل) وَمِنْه (قد زارني طيف من أَهْوى يعللني ... عِنْد الصَّباح وخيط الْفجْر قد طلعا) (فطرت شوقاً لعلمي أَن قبلته ... فِي النّوم تحدث لي فِي وَصله طَمَعا) قَالَ ابْن رَشِيق وأنشدته من قصيدة لي) (والثريا قبالة الْبَدْر تحكي ... باسطاً كَفه ليَأْخُذ جَاما) فاستظرفه وأنشدته لي أَيْضا (رَأَيْت بهْرَام والثريا ... وَالْمُشْتَرِي فِي الْقرَان كره) (كراحة خيرت فحارت ... مَا بَين ياقوتة ودره) فاحتذى ذَلِك وَقَالَ (يَا ساقي الكاس سُقْ صحبي ... وواسني إِنَّنِي أواسي) (وَانْظُر إِلَى حيرة الثريا ... وَاللَّيْل قد سد باندماس) (مَا بَين بهرامها الملاحي ... وَبَين نرجسها المواسي) (كَأَنَّهَا رَاحَة أشارت ... لأخذ تفاحة وكاس) وَمِنْه (أهْدى إِلَى مدامة ... صفراء صَافِيَة حميا) (فَكَأَنَّهَا وحبابها ... بدر تكلل بِالثُّرَيَّا) (فشربتها من كَفه ... وصببت فاضلها عليا) وَمِنْه (طَاف بِالرَّاحِ غريري ... قَائِلا بَين صَحَابِيّ) (هاك خُذْهَا يَا فَتى الفت ... يان واسمع من خطابي) (فَهِيَ من خدي ولحظي ... ونسيمي ورضابي) وَقَالَ فِي أستاذه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الكموني

القيسي خطيب مالقة

(يَا طَالب الشّعْر بالعروض أَلا ... فاسمع لما قَالَه المثيقيل) (لحية مستفعلن ومفتعلن ... فِي استي لَو أَن طولهَا ميل) وَقَالَ وَقد مَاتَ النَّصْرَانِي الْمُتَقَدّم ذكره بالإسكندرية (أخي بوداد لَا أخي بديانة ... وَرب أَخ فِي الود مثل نسيب) (وَقَالُوا أَتَبْكِي الْيَوْم من لست صاحباً ... غَدا إِن هَذَا فعل غير لَبِيب) (فَقلت لَهُم هَذَا أَوَان تلهفي ... وَشدَّة إعوالي وفرط كروبي) (وَمن أَيْن لَا أبْكِي حبيباً فقدته ... إِذا خَابَ مِنْهُ فِي الْمعَاد نَصِيبي) ) (فيا ناصحي مهلا فلست بمرشد ... وَيَا لائمي أقصر فَغير مُصِيب) (وسلمان أودى حَيْثُ لَا أَنا حَاضر ... أعلله يَوْمًا بِوَصْف طَبِيب) (وَأَجْعَل كفي تَحت جيب مكرم ... عَليّ وخد بالنحول خضيب) 3 - (الْقَيْسِي خطيب مالقة) عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي الأندلسي خطيب مالقة كَانَ عَالما ورعاً متقللاً من الدُّنْيَا لَهُ نظم ونثر توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس ماية 3 - (كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة) عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة انْتفع بِهِ النَّاس وَكَانَ ينفع المبتدئين يُقْرِئهُمْ النَّحْو وَالْفِقْه توفّي رَحمَه الله سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع ماية وَكَانَ مفتياً 3 - (الأقفالي الْبَصْرِيّ) عبد الْوَهَّاب بن نَاصِر بن عمر الأقفالي الْبَصْرِيّ من شعره فِي غُلَام حائك (قد قلت للحائك الرخيم وَفِي ... بنانه طَاقَة يخلصها) (هَل لَك فِي رد مهجة لفتى ... لَيْسَ لَهُ طَاقَة يخلصها)

أبو طالب التبريزي

3 - (أَبُو طَالب التبريزي) عبد الْوَهَّاب بن يعمر بن الْحسن بن المظفر أَبُو طَالب الْكَاتِب من أهل تبريز كَانَ أَبوهُ وجده وزيرين وَكَانَ حسن الْخط والبلاغة لَهُ ديوَان شعر ورسائل مِنْهَا رِسَالَة تسمى كنية الفار وَأُخْرَى تسمى سطور الطّور وَأُخْرَى تسمى الواقية الْبَاقِيَة وَمن شعره (تبَارك خَالق هَذَا الْقَمَر ... وَسُبْحَان من بهواه أَمر) (سترت غرامي بِهِ فانجلى ... وغيضت دمعي لَهُ فانهمر) (وقامرته قلبِي الْمُبْتَلى ... فَمَا زَالَ يلْعَب حَتَّى قمر) ) (فهجرانه لي ووجدي بِهِ ... على ألسن النَّاس صَار سمر) قَالَ أَبُو الْفَتْح نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل الخازن إِن الْأُسْتَاذ نَاظر الْملك أَبَا طَالب عبد الْوَهَّاب كتب إِلَى وَالِده أبي الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد ملغزاً (أيا أهل البلاغة هَل وجدْتُم ... خرير المَاء بَين زفير نَار) (وَهل عانيتم فلكاً عَلَيْهِ ... كواكب مَا تغيب مَعَ النَّهَار) (بِهِ مُوسَى يكلم قوم عِيسَى ... وَأحمد من صغَار أَو كبار) (بِلَا لحن ليوشع أَو بَيَان ... لهرون الْوَصِيّ على اخْتِيَار) (وَسكن مثل يُونُس بطن حوت ... ويسبح مُعْلنا غير القفار) (ينشر من ذؤابة كل طي ... وينسخ مَا بهم من كل عَار) (إِذا جردته جردت مِنْهُ ... حساماً كالحسام بِغَيْر عَار) فَأَجَابَهُ وَالِدي ابْن الخازن (أيا نظر الْملك الْفَضَائِل كلهَا ... إِلَى بحرك الطامي الْعباب انتسابها) (جلوت كؤوساً لفظك العذب خمرها ... وغر معانيك الحسان حبابها) (وصفت جحيماً فِيهِ للنَّفس رَاحَة ... وحجناء مردوداً عَلَيْهَا نصابها) (بديهة حر لم يشم نوء غيمه ... بفطنته إِلَّا اسْتهلّ سحابها) وَمن شعر أبي طَالب عبد الْوَهَّاب بن يعمر

ابن رشيق القصري

(نُجُوم شيبي فِي ليل الشَّبَاب بَدَت ... فبصرت عين قلبِي مَنْهَج الدّين) (فعدن راجمة شَيْطَان معصيتي ... إِن النُّجُوم رجوم للشياطين) 3 - (ابْن رَشِيق القصري) عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن خلف الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد ابْن الْفَقِيه أبي الْحجَّاج القصري الْمَعْرُوف بِابْن رَشِيق الْمَعْرُوف بِابْن رَشِيق بِضَم الرَّاء وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف مُصَغرًا شيخ عَالم صَالح خير ذُو مُرُوءَة وفتوة وتعفف وفقر حمل عَن أَبِيه الرَّاوِي عَن عِيَاض وتصدر بالجامع الْعَتِيق بِمصْر وَتُوفِّي سنة خمس وست ماية (عبد) 3 - (الْكشِّي أَبُو مُحَمَّد مُصَنف الْمسند) عبد بن حميد بن نصر أَبُو مُحَمَّد الكسي بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا وسين مُهْملَة مَعَ كسر الْكَاف أحد الْحفاظ بِمَا وَرَاء النَّهر روى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين ومايتين وَكَانَ قد لَقِي الْكِبَار وَسمع يزِيد بن هَارُون وَابْن أبي فديك وَمُحَمّد بن بشر الْعَبْدي وَعلي بن عَاصِم وَمُحَمّد بن بكر البرْسَانِي وحسين بن عَليّ الْجعْفِيّ وَأَبا أُسَامَة وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله الدشتكي وَعبد الرَّزَّاق وخلقاً كثيرا واسْمه عبد الحميد وَلَكِن خفف وصنف الْمسند الْكَبِير 3 - (أَبُو أَحْمد الصَّحَابِيّ) عبد بن جحش بن رياب بن يعمر يَنْتَهِي إِلَى مدركة بت

الألقاب

الياس بن مُضر الْأَسدي أمه أُمَيْمَة بنت عبد الْمطلب عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل اسْمه ثُمَامَة وَلَا يَصح وكنيته أَبُو أَحْمد كَانَ شَاعِرًا قَالَ ابْن إِسْحَاق كَانَ أول من خرج إِلَى الْمَدِينَة مُهَاجرا من مَكَّة عبد الله بن جحش بن رياب الْأَسدي حَلِيف بني أُميَّة احْتمل بأَخيه أبي أَحْمد الْأَعْمَى وَأَهله وَكَانَت عِنْد أبي الفارعة بنت أبي سُفْيَان بن حَرْب وَتُوفِّي أَبُو أَحْمد بعد زَيْنَب بنت جحش أُخْته زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت وفاتها سنة عشْرين وَقَالَ يحيى بن معِين اسْمه عبد الله وَلم يَصح 3 - (الألقاب) العبديلي الشهروزي اسْمه إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْعَبْدي عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن عبد الْبر يُوسُف بن عبد الله ابْن عبد ربه الأديب الْمَشْهُور أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عبد ربه الطَّبِيب اسْمه سعيد بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد ربه الْكَاتِب أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن عبد ربه) ابْن عبد ربه يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عبد ربه يحيى بن مُحَمَّد (عَبْدَانِ) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْمروزِي الشَّافِعِي) عَبْدَانِ بن مُحَمَّد بن عِيسَى أَبُو مُحَمَّد الْفَقِيه الْمروزِي كَانَ زاهداً نبيلاً ثِقَة صَاحب حَدِيث كَانَ إِلَيْهِ الْمرجع بمرو فِي الْفتيا تفقه للشَّافِعِيّ وبرع وَكَانَ يُوصف بِالْحِفْظِ والزهد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ومايتين وصنف الْمُوَطَّأ وَغير ذَلِك

أبو محمد الجواليقي الأهوازي

3 - (أَبُو مُحَمَّد الجواليقي الْأَهْوَازِي) عَبْدَانِ بن أَحْمد بن مُوسَى أَبُو مُحَمَّد الْأَهْوَازِي الجواليقي طوف الْبِلَاد وصنف التصانيف وَكَانَ أحد الْحفاظ الْأَثْبَات وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاث ماية 3 - (الفلكي) عَبْدَانِ الفلكي الْأَجَل عز الدّين صَاحب الدَّار وَالْحمام تجاه دَار الحَدِيث النورية بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة تسع وست ماية عبدكان الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (عَبدة) 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْكلابِي) عَبدة بن سُلَيْمَان أَبُو مُحَمَّد الْكلابِي ثِقَة صَالح صَاحب قُرْآن مقرئ قَالَ الْعجلِيّ توفّي فِي حُدُود التسعين وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْأَسدي الْكُوفِي التَّاجِر) عَبدة بن أبي لبَابَة الْأَسدي ثمَّ الغاضري مَوْلَاهُم الْكُوفِي التَّاجِر أحد الْعلمَاء الْأَثْبَات سكن دمشق وَحدث عَن ابْن عمر وسُويد بن غَفلَة وعلقمة وَأبي وَائِل وزر بن حُبَيْش وَكَانَ شَرِيكا لِلْحسنِ بن الْحر فَقدما مَكَّة بِتِجَارَة فتصدقا برأسي مَالهمَا وَهُوَ أَرْبَعُونَ ألفا

الصفار

وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وماية أَو فِي حُدُودهَا وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى أبي دَاوُد 3 - (الصفار) عَبدة بن عبد الله الصفار توفّي سنة ثَمَان وَخمسين مايتين (عَبدُوس) 3 - (الطَّبِيب) عَبدُوس بن زيد مرض الْقَاسِم بن عبيد الله فِي حَيَاة أَبِيه مَرضا حاداً فِي تموز وَحصل لَهُ قولنج صَعب فَانْفَرد بعلاجه عَبدُوس وسقاه مَاء أصُول قد طبخ وَطرح فِيهِ أصل الكرفس ودهن الخروع والرازيابخ وشيئاً من أيارج فيقرا فحين شربه سكن وَجَعه وَأجَاب طبعه مجلسين فأفاق ثمَّ أعطَاهُ من غَد ذَلِك الْيَوْم مَاء شعير فاستظرف هَذَا مِنْهُ قَالَ أَبُو عَليّ القباني إِن أَخَاهُ إِسْحَاق بن عَليّ مرض وغلبت الْحَرَارَة على مزاجه والنحول على بدنه حَتَّى أَدَّاهُ إِلَى الضعْف ورد مَا يَأْكُلهُ فَسَقَاهُ عَبدُوس هَذِه الْأُصُول بالأرياج ودهن الْخُرُوج فِي خيزران أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَعُوفِيَ وصلحت معدته فَقَالَ فِي مثل هَذِه الْأَيَّام تحم حمى حادة فَإِن كنت حَيا خلصتك بِإِذن الله وَإِن كنت مَيتا فعلامة عافيتك لَهُ دائر سنة أَن تَنْطَلِق طبيعتك فِي الْيَوْم السَّابِع فَإِذا انْطَلَقت عوفيت وَمَعَ هَذَا فقد بقرت معدتك بقرًا لَو طرحت فِيهَا الْحِجَارَة طحتنها فَلَمَّا انْقَضتْ السّنة مرض عَبدُوس وحم أخي كَمَا قَالَ وَكَانَ مرضهما فِي يَوْم وَاحِد فَمَا زَالَ عَبدُوس يُرَاعِي أخي وَيسْأل عَن خَبره إِلَى أَن قيل لَهُ انْطَلَقت طَبِيعَته فَقَالَ قد) تخلص وَمَات عَبدُوس من الْغَد وَله كتاب التَّذْكِرَة فِي الطِّبّ قلت وَقد ذكره ابْن أبي أصيبعة فِي مَكَان آخر وَذكر عَن مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ أَنه حُكيَ عَن دَاوُد بن دَيْلَم وعبدوس أَنه لما غلظت على المعتضد وَكَانَت من استسقاء وَفَسَاد مزاج من علل يتنقل مِنْهَا أحضرنا وَجَمِيع الْأَطِبَّاء وَقَالَ أَلَيْسَ تقوون أَن الْعلَّة إِذا عرفت عرف

الروذباري

دواؤها وَإِذا أعطي العليل ذَلِك الدَّوَاء صلح قُلْنَا لَهُ بلَى قَالَ فعلتي عرفتموها ودواءها أم لم تعرفوهما قُلْنَا قد عرفناهما قَالَ فَمَا بالكم تعالجونني وَلست أصلح فطننا أَن قد عزم على الْإِيقَاع بِنَا فَسَقَطت قوانا فَقَالَ لَهُ عَبدُوس كلنا فِي هَذَا الْبَاب ونقابل الْعلَّة بِمَا ينجع فِيهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَأمْسك عَنَّا وخلونا فتشاورنا على أَن نرميه بالغاية وَهِي التَّنور فأحميناه لَهُ وأرميناه فِيهِ فعرق وخف مَا كَانَ بِهِ لدُخُول الْعلَّة إِلَى بَاطِن جِسْمه ثمَّ إِنَّهَا ارتقت إِلَى قلبه فَمَاتَ بعد أَيَّام وخلصنا مِمَّا كُنَّا أَشْرَفنَا عَلَيْهِ وَهَذَا عَبدُوس الثَّانِي هُوَ ذَاك الأول وَالله أعلم لِأَن المعتضد كَانَ عبيد الله وزيره وَقد ذكر مَا جرى لَهُ مَعَ ابْنه الْقَاسِم ثمَّ إِنَّه قَالَ فِي آخر التَّرْجَمَة وَله كتاب التَّذْكِرَة فقوى ذَلِك عِنْدِي أَنه هُوَ 3 - (الرُّوذَبَارِي) عَبدُوس بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَبدُوس أَبُو الْفَتْح الهمذاني الرُّوذَبَارِي روى عَن أَبِيه وَعم أَبِيه الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله وَعَن خلق سواهُمَا من أهل همذان والغرباء يطول تعدادهم قَالَ شيرويه بن شهريار سَمِعت مِنْهُ عَام مَا مر لَهُ وَكَانَ صَدُوقًا ذَا منزلَة وحشمة وصم فِي آخر عمره وَعمي ومولده سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث ماية وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسعين وَأَرْبع ماية وَدفن فِي خانجاه بروذبار 3 - (الألقاب) ابْن عبدون المغربي اسْمه عبد الْمجِيد بن عبد الله ابْن عبدل الشَّاعِر اسْمه الحكم أَبُو العَبْد الْهَاشِمِي صَاحب النَّوَادِر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد العبلي الشَّاعِر اسْمه عبد الله بن عمر

عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الملك بن عمر الأنصاري العبادي المحبوبي النجاري

(عبيد الله) 3 - (جمال الدّين المحبوبي الْحَنَفِيّ) عبيد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عمر الْأنْصَارِيّ الْعَبَّادِيّ المحبوبي النجاري الْعَلامَة جمال الدّين أَبُو الْفضل كَانَ مدرساً مُحدثا عَارِفًا بِمذهب أبي حنيفَة وَكَانَ ذَا هَيْئَة وَعبادَة وَإِلَيْهِ انْتَهَت رياسة الْحَنَفِيَّة بِمَا وَرَاء النَّهر وتفقه عَلَيْهِ خلق وانتفعوا بِهِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وست ماية 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ) عبيد الله بن إِبْرَاهِيم بن مهْدي أَبُو الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ توفّي سنة سبع وَثَلَاث ماية 3 - (ابْن خرداذبه) عبيد الله بن أَحْمد بن خرداذبه أَبُو الْقَاسِم كَانَ خرداذبه مجوسياً أسلم على يَدي البرامكة وَتَوَلَّى أَبُو الْقَاسِم هَذَا الْبَرِيد وَالْخَبَر بنواحي الْجَبَل ونادم الْمُعْتَمد وَخص بِهِ قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء كَانَ أَبُو الْفرج الْأَصْفَهَانِي إِذا أورد عَنهُ شَيْئا فِي كِتَابه أعقبه بالوقيعة فِيهِ والتنقيص لَهُ وَيَقُول إِنَّه كثير التَّخْلِيط قَلِيل التَّحْصِيل وَمن تصانيفه كتاب المسالك والممالك كتاب أدب السماع كتاب الطبيخ كتاب اللَّهْو والملاهي كتاب جمهرة الْأَنْسَاب للْفرس كتاب الأنواء كتاب الندامى والجلساء كتاب الشَّرَاب وَمن شعره (فِي مثل وَجهك يحسن الشّعْر ... وَيكون فِيهِ لذِي الْهوى عذر) (مَا إِن نظرت إِلَى محاسنه ... إِلَّا تداخلني لَهُ كبر) (تتزين الدُّنْيَا بطلعته ... وَيكون بَدْرًا حِين لَا بدر)

البلدي النحوي

3 - (الْبَلَدِي النَّحْوِيّ) عبيد الله بن أَحْمد الْبَلَدِي النَّحْوِيّ كَانَ أَعور فاعتلت عينه الصَّحِيحَة حَتَّى أشرف مِنْهَا على الْعَمى فَقَالَ أسْتَغْفر الله (إِن قلت جوراً فَلَا تلمني ... بِأَن رب الورى الْمَسِيح) (أَرَاك تعمي وَذَاكَ يبري ... فَهُوَ إِذا عِنْدِي الصَّحِيح) ) وَمن شعره (لِلْحسنِ فِي وَجهه شُهُود ... تشهد أَنا لَهُ عبيد) (كَأَنَّمَا خَدّه وصال ... وصدغه فَوْقه صدود) (يَا من جفاني بِغَيْر جرم ... أقصر فقد نلْت مَا تُرِيدُ) (إِن كَانَ قد رق ثوب صبري ... عَنْك فثوب الْهوى جَدِيد) 3 - (أَبُو الْحسن) عبيد الله بن أَحْمد بن أبي طَاهِر طيفور أَبُو الْحسن توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث ماية وَكَانَ أحذق من أَبِيه وَمن تصانيفه الذيل على تَارِيخ أَبِيه فِي أَخْبَار بَغْدَاد كتاب السكباج وفضائله كتاب المستظرفات والمستظرفين 3 - (الكلوذاني) عبيد الله بن أَحْمد الكلوذاني من ولد أردشير بن بابك مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث ماية وَمن تصانيفه كتاب الْخراج كتاب الرسائل كتاب ديوَان رسائله 3 - (جخجخ النَّحْوِيّ) عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بجخجخ بجيمين وخاءين معجمتين أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ سمع الْبَغَوِيّ وطبقته وَابْن دُرَيْد وَكَانَ ثِقَة صَحِيح الْكتاب كتب بِخَطِّهِ حَتَّى قَالَ النَّاس إِن يَده من حَدِيد وَله من المصنفات كتاب الْعُزْلَة والانفراد كتاب الْأَحَادِيث والانفراد كتاب الحَدِيث الْمسند كتاب مجالسات الْعلمَاء كتاب أَخْبَار جحظه

عبيد الله بن أحمد الفزاري أبو محمد قاضي القضاة بشيراز أحد أصحاب أبي علي الفارسي له تصانيف منها كتاب في صناعة الإعراب أربع مجلدات كتاب عيون الإعراب شرحه علي بن فضال المجاشعي

3 - (قَاضِي شيراز أَبُو مُحَمَّد) عبيد الله بن أَحْمد الْفَزارِيّ أَبُو مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة بشيراز أحد أَصْحَاب أبي عَليّ الْفَارِسِي لَهُ تصانيف مِنْهَا كتاب فِي صناعَة الْإِعْرَاب أَربع مجلدات كتاب عُيُون الْإِعْرَاب شَرحه عَليّ بن فضال الْمُجَاشِعِي 3 - (الْأَمِير أَبُو الْفضل الميكالي) عبيد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال بن عبد الْوَاحِد ابْن) جِبْرِيل بن الْقَاسِم بن بكر بن سور بن سور بن سور بن سور أَرْبَعَة من الْمُلُوك ابْن فَيْرُوز بن يزدجرد بن بهْرَام جور أَبُو الْفضل الميكالي الْأَمِير مَاتَ يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية كَانَ أوحد خُرَاسَان فِي عصره أدباً وفضلاً ونسباً حسن الْخلق مليح الْوَجْه والشمايل كثير الْقِرَاءَة دَائِم الْعِبَادَة سخي النَّفس سمع بخراسان من الْحَاكِم أبي أَحْمد الْحَافِظ وَأبي عَمْرو ابْن حمدَان وَفِي بُخَارى من أبي بكر مُحَمَّد بن ثَابت البُخَارِيّ وبمكة أَبَا الْحسن ابْن زُرَيْق وَسمع أَبَا الْحُسَيْن ابْن فَارس وَعقد لَهُ مجْلِس الْإِمْلَاء فأملى وَأَبوهُ أَمِير مَشْهُور شَاعِر جليل الْقدر وَلأبي الْفضل عدَّة أَوْلَاد عُلَمَاء وهم الْحُسَيْن وَعلي وَإِسْمَاعِيل سمع قَول الصاحب بن عباد (لَئِن هُوَ لم يكفف عقارب صُدْغه ... فَقولُوا لَهُ يسمح بدرياق رِيقه) فَاسْتَحْسَنَهُ الْحَاضِرُونَ فَقَالَ الْأَمِير أَبُو الْفضل قد سرق الصاحب من قَول الْقَائِل (لدغت عَيْنك قلبِي ... إِنَّمَا عَيْنك عقرب) (لَكِن المصة من ريق ... ك درياق مجرب) وَمن نثره من جملَة جَوَاب وَكَاد فرط التَّعَجُّب مرّة وإفراط الْإِعْجَاب تَارَة يقف بِي عِنْد أول كل فصل من فصوله ويثبطني على اسْتِيفَاء غرره وحجوله ويوهمني أَن المحاسن مَا حوته قلائده ونظمته فرائده فَلَيْسَ فِي قَوس إِحْسَان وَرَاءَهَا منزع وَلَا لاقتراح فَوْقهَا متطلع حَتَّى إِذا جاوزته إِلَى لففه وقرينه وأجلت فكري فِي نكته وعيونه رَأَيْت مَا يحسر الطّرف ويعجز الْوَصْف ويعلو على الأول محلا ومكاناً ويفوته حسناُ وإحساناً فرتعت كَيفَ شِئْت فِي رياضه وحدائقه واقتبست نور الحكم من مطالعه ومشارقه وسلمت لمعانيه وَأَلْفَاظه فَضِيلَة

السَّبق والبراعة وتلقيتها بواجبها من النشر والإذاعة فَإِنَّهَا جمعت إِلَى حسن الإيجاز دَرَجَة الإعجاز وَإِلَى فَضِيلَة الإبداع جلالة الْموقع فِي الْقُلُوب والإسماع وللثعالبي وَغَيره من أهل عصره فِيهِ مدائح كَثِيرَة من ذَلِك أَبْيَات كتبهَا إِلَيْهِ أَبُو مَنْصُور عبد الْملك الثعالبي مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور وَمن ذَلِك قَول الثعالبي أَيْضا (من رأى غرَّة الْأَمِير أبي الْفضل ... ازدرى المُشْتَرِي ببرج الْقوس) (من يطالع آدابه وعلاه ... يطلع فِي أنموذج الفردوس) (عين رَبِّي عَلَيْهِ من بدر صدر ... وده خزرجي ولقياه أوسي) ) (لَيْسَ لي طَاقَة بِوَصْف معاليه ... وَلَو كنت مفلقاً كَابْن أَوْس) وَمن ذَلِك قَول أبي سعيد عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف الهمذاني (مَا سر مَوْلَانَا نَبِي الْهدى ... بِوَحْي جِبْرِيل وميكال) (إِلَّا قَرِيبا من سروري ... بِمَا رزقت من ود ابْن ميكال) (لَكِن نَوَاه قد أشاطت دمي ... وَالله مِنْهَا لدمي كال) قلت كَانَ لَهُ مندوحة فِي المديح بِغَيْر هَذَا الْمَقْصد الْقَبِيح فَإِنَّهُ تجرأ فِيهِ كَمَا ترَاهُ وللأمير أبي الْفضل تصانيف مِنْهَا كتاب الْمُنْتَحل كتاب مخزون البلاغة ديوَان رسائله وديوان شعره كتاب ملح الخواطر ومنح الْجَوَاهِر وَمن شعره قَوْله (إِذا مَا جاد بالأموال ثنى ... وَلم تُدْرِكهُ فِي الْجُود الندامه) (وَإِن هجست خواطره بِجمع ... لريب حوادث قَالَ الندى مَه) وَمِنْه (مبدع فِي شمائل الْمجد خيماً ... مَا اهتدينا لأَخذه واقتباسه) (فَهُوَ فيض بِالْمَالِ وَقت نداه ... وجواد بِالْعَفو فِي وَقت باسه) وَمِنْه (أَرَانِي كلما فاخرت قوما ... فخرتهم بنفسي أَن بخاري)

(خُذُوا خبري بِهِ عَن خوف ثَان ... يُجَاهر بالعناد وَأمن جَار) وَمِنْه (وقائلة إِن الْمَعَالِي مواهب ... فَقلت لَهَا أَخْطَأت هن مناهب) (أَرَادَت صدودي وانحرافي عَن الْعلَا ... وَمَا أَنا فِي هذي الْمذَاهب ذَاهِب) وَمِنْه (أَلا رب أَعدَاء لئام قريتهم ... متون سيوف أَو صُدُور عوالي) (إِذا كلبهم يَوْمًا عوى لي رميتهم ... بكلب إِذا عاوى الْكلاب عوى لي) وَمِنْه (عجبت لوغد قد جذبت بضبعه ... فَأصْبح يلقاني بتيه وبشما) ) (بريد مساماتي وَمن دونهَا السما ... وَكَيف يباريني سموا وَبِي سما) وَمِنْه (وَكم حَاسِد لي انبرى فانثنى ... بغصة نفس شَجَّاهَا شَجَّاهَا) (وَمن أَيْن يسمو لنيل الْعلَا ... وَمَا بَث مَالا وَلَا راش جاها) وَمِنْه (ضَاقَ صَدْرِي من هوى قمر ... قمر الْقلب وَمَا شعرًا) (لَيْت أجفاني بِهِ سعدت ... فترى الطّرف الَّذِي فترا) وَمِنْه (عذيري من جفون راميات ... بِسَهْم السحر من عَيْني غزال) (غزاني طرفه حَتَّى سباني ... لأنتصرن مِنْهُ بِمن غزالي) وَمِنْه (لقد راعني بدر الدجى بصدوده ... ووكل أجفاني برعي كواكبه) (فيا جزعي مهلا عساه يعود لي ... وَيَا كَبِدِي صبرا على مَا كواك بِهِ) وَمِنْه (صل محباً أعياه وصف هَوَاهُ ... فضناه يَنُوب عَن ترجمانه) (كلما راقه سواك تصدت ... مقلتاه بدمعه ترجمانه)

وَمِنْه (يَا ذَا الَّذِي أرسل من طرفه ... عَليّ سَيْفا قدني لَو فرى) (شِفَاء نَفسِي مِنْك تجميشة ... يغْرس فِي خديك نيلوفرا) وَمِنْه (أما حَان أَن يشفي المستهام ... بزورة وصل وتأوي لَهُ) (يجمجم عَن سؤله هَيْبَة ... وَيعلم علمك تَأْوِيله) وَمِنْه (سقيا لدهر مضى والوصل يجمعنا ... وَنحن نحكى عنَاقًا شكل تَنْوِين) (فصرت إِذا علقت نَفسِي حبالكم ... بِسَهْم هجرك ترمي ثمَّ تنويني) ) وَمِنْه (إِن كنت تأنس بالحبيب وقربه ... فاصبر على حكم الرَّقِيب وداره) (إِن الرَّقِيب إِذا صبرت لحكمه ... بواك فِي مثوى الحبيب وداره) وَمِنْه (شَكَوْت إِلَيْهِ مَا أُلَاقِي فَقَالَ لي ... رويداً فَفِي حكم الْهوى أَنْت مؤتلي) (فَلَو كَانَ حَقًا مَا ادعيت من الجوى ... لقل بِمَا تلقى إِذا أَن تَمُوت لي) وَمِنْه (ومعشوق يتيه بِوَجْه عاج ... شَبيه الصدغ مِنْهُ بلام زاج) (إِذا استسقيته رَاحا سقاني ... رضاباً كالرحيق بِلَا مزاج) وَمِنْه (ظَبْي يحار الْبَرْق فِي بريقه ... غنيت عَن إبريقه بريقه) (فَلم أزل أرشف من رحيقه ... حَتَّى شفيت الْقلب من حريقه) وَمِنْه (إِن لي فِي الْهوى لِسَانا كتوما ... وَحَنَانًا يخفي حريق جواه) (غير أَنِّي أَخَاف دمعي عَلَيْهِ ... ستراه يفشي الَّذِي ستراه) وَمِنْه (تفرق قلبِي فِي هَوَاهُ فَعنده ... فريق وَعِنْدِي شُعْبَة وفريق)

(إِذا ظميت نَفسِي أَقُول لَهُ اسْقِنِي ... وَإِن لم يكن رَاح لديك فريق) وَمِنْه (أَهْدَت جفونك للفؤاد ... من الغرام بِلَا بِلَا) (فالشوق مِنْهُ بِلَا مدى ... والوجد فِيهِ بِلَا بِلَا) وَقَالَ بِهِ أَبُو الْقَاسِم الْكَرْخِي كنت لَيْلَة عِنْد الصاحب بن عباد ومعنا أَبُو الْعَبَّاس الصَّبِي وَقد وقف على رؤوسنا غُلَام كَأَنَّهُ فلقَة قمر فَقَالَ الصاحب أَيْن ذَاك الظبي أينه) فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس شادن فِي وصف قينه فَقَالَ الصاحب (بِلِسَان الدمع تَشْكُو ... أبدا عَيْني عينه) فَقَالَ أَبُو الْقَاسِم (لي دين فِي هَوَاهُ ... ليته أنْجز دينه) فَزَاد الْأَمِير أَبُو الْفضل (لَا قضى الله ببين ... أبدا بيني وَبَينه) وأنشده بعض الْحَاضِرين قَول الشَّاعِر (أحسن من رَوْضَة حزن ناضره ... قد فتح النرجس فِيهَا ناظره) فَقَالَ الْأَمِير أَبُو الْفضل مرتجلاً (طلعة معشوق لديك حاضره ... ناضرة تجلو الْعُيُون الناظرة) وَمن شعره أَيْضا (روض يروض هموم قلبِي حسنه ... فِيهِ لكاس اللَّهْو أَي مساغ) (وَإِذا بَدَت قضبان ريحَان بِهِ ... حَيْثُ بِمثل سلاسل الأصداغ) وَمِنْه (تصوغ لنا كف الرّبيع بدائعاً ... كعقد عقيق بَين سمط لآل) (وفيهن أنوار الشقائق قد حكت ... خدود عذارى نقطت بغوال) وَمِنْه (نثر السَّحَاب على الغصون ذريرة ... أَهْدَت لنا نورا يروق ونورا)

(شابت ذوائبها فعدن كَأَنَّهَا ... أشفار عين تحمل الكافورا) وَمِنْه فِي اقتران الزهرة والهلال (أما ترى الزهرة قد لاحت لنا ... تَحت هِلَال لَونه يَحْكِي اللهب) (ككرة من فضَّة مجلوة ... أوفى عَلَيْهَا صولجان من ذهب) وَمِنْه طُلُوع الْفجْر) (أَهلا بفجر قد نضا ثوب الدجى ... كالسيف جرد من سَواد قرَاب) (أَو غادة شقَّتْ إزاراً أزرقاً ... مَا بَين نقرتها إِلَى الأقراب) وَمِنْه فِي النرجس (أَهلا بنرجس روض ... يزهى بِحسن وَطيب) (يرنو بِعَين غزال ... على قضيب رطيب) (وَفِيه معنى خَفِي ... يزينه فِي الْقُلُوب) (تصحيفه إِن نسقت الحرو ... ف بر حبيب) وَمِنْه فِي البنفسج (يَا مهدياً لي بنفسجاً أرجاً ... يرتاح صَدْرِي لَهُ وينشرح) (بشرني عَاجلا مصحفه ... بِأَن ضيق الْأُمُور ينفسح) وَقَالَ فِي ضد ذَلِك (يَا مهدياً لي بنفسجاً سمجاً ... وددت لَو أَن أرضه سبخ) (بشرني عَاجلا مصحفه ... بِأَن عهد الحبيب ينفسح) وَقَالَ فِي المذبة (مَا صُورَة أبدع فِي ... تركيبها أَصْحَابهَا) (مركبها الْأَيْدِي وَفِي ... هاماتها أذنابها) وَقَالَ فِي النرجس (مَا ضم الْأنس يَوْمًا كنرجس ... يقوم بِعُذْر اللَّهْو عَن خَالع الْعذر) (فأحداقه أقداح تبر وَسَاقه ... كقامة سَاق فِي غلائله الْخضر) وَقَالَ (ومدامة زفت إِلَى سلسال ... تختال بَين ملابس كالآل)

البردسيري الكاتب

(فَدَنَا لَهَا حَتَّى إِذا مَا افتضها ... بالمزج أمهرها عُقُود لآلي) وَمِنْه (لنا صديق إِن رأى ... مهفهفاً لاطفه) (فَإِن يكن فِي دَهْرنَا ... ذوأبنة لَاطَ فَهُوَ) ) وَمِنْه (لنا صديق يجيد لقماً ... راحتنا فِي أَذَى قَفاهُ) (مَا ذاق من كَسبه وَلَكِن ... أَذَى قَفاهُ أذاق فَاه) 3 - (البردسيري الْكَاتِب) عبيد الله بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِدْرِيس أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الأديب البردسيري من أهل بردسير كرمان كَانَ عَارِفًا بالأدب واللغة توفّي سنة نَيف وَخمْس ماية وَمن تصانيفه عُقُود المرجان فِي شَوَاهِد الْكَشْف وَالْبَيَان لِلثَّعْلَبِي كتاب مسك الْعباب فِي شرح الشهَاب عربيه وفارسية كتاب رسائله مجلدان ديوَان شعره مُخْتَصر فِي النَّحْو والتصريف وَمن شعره 3 - (ابْن الشمعي) عبيد الله بن أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم ابْن الشمعي الْبَغْدَادِيّ سمع الْكثير من عِيسَى بن عَليّ الْوَزير ومُوسَى بن مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن مُحَمَّد بن عُرْوَة وَالْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ يكْتب خطا حسنا ويتولى الْعيار بدار الضَّرْب وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو الْقَاسِم الكلوذاني الْكَاتِب) عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن ابْن أبي الْحسن ابْن خسرو فَيْرُوز أَبُو الْقَاسِم الكلوذاني من نسل أردشير بن بابك كَانَ قد تولى ديوَان السوَاد وَلما عزل المقتدر وزيره أَبَا الْعَبَّاس الخصيبي أحضر أَبَا الْقَاسِم الْمَذْكُور سنة أَربع عشرَة وَثَلَاث ماية وعرفه أَنه قلد أَبَا الْحسن

ابن أبي زيد الأنباري

عَليّ بن عِيسَى بن الْجراح الوزارة وَهُوَ بِالشَّام والياً عَلَيْهَا وَقد اسْتَخْلَفَهُ إِلَى أَن يقدم فناب إِلَى أَن وصل الْوَزير ثمَّ إِن المقتدر قلد عبيد الله الْمَذْكُور الوزارة لخمس بَقينَ من شهر رَجَب سنة تسع عشرَة وَثَلَاث ماية وَجعل عَليّ بن عِيسَى بن الْجراح مشرفاً عَلَيْهِ ومجتمعاً مَعَه على تَدْبِير الْأُمُور ثمَّ عزل فِي شهر رَمَضَان من السّنة وَكَانَت مُدَّة ولَايَته شَهْرَيْن وَثَلَاث أَيَّام وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَعْمَالِ ثِقَة ذَا مُرُوءَة وَله مُصَنف فِي الْخراج نسختين) وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث ماية 3 - (ابْن أبي زيد الْأَنْبَارِي) عبيد الله بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن نصر أَبُو طَالب الْأَنْبَارِي بعرف بِابْن أبي زيد كَانَ أديباً راوية للْأَخْبَار والأشعار حدث بِكِتَاب الْخط والقلم من جمعه بِبَغْدَاد وَأقَام بواسط وَقيل لَهُ ماية وَأَرْبَعُونَ كتابا ورسالة مِنْهَا كتاب الْبَيَان عَن حَقِيقَة الْإِنْسَان وَكتاب الشافي فِي علم الدّين وَكتاب الْإِمَامَة وَكَانَ شِيعِيًّا كَانَ حَيا فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث ماية 3 - (ابْن السوادي الْبَغْدَادِيّ) عبيد الله بن أَحْمد بن عُثْمَان أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي الصَّيْرَفِي الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن السوادي كَانَ أحد المعتنين بِالْحَدِيثِ وَجمعه مَعَ صدق واستقامة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الإشبيلي) عبيد الله بن أَحْمد بن عبيد الله ابْن أبي الرّبيع الإِمَام أَبُو الْحُسَيْن الْقرشِي الْأمَوِي العثماني الأندلسي الإشبيلي إِمَام أهل النَّحْو فِي زَمَانه ولد سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست ماية اشْتغل على أبي الْحُسَيْن ابْن الدباج قَرَأَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أبي عمر مُحَمَّد ابْن أبي هرون التَّيْمِيّ عَن وَالِده أَحْمد بن مُحَمَّد وَقَرَأَ سِيبَوَيْهٍ وَغَيره على الشلوبين وَأذن لَهُ أَن يتصدر للأشغال وَصَارَ يُرْسل إِلَيْهِ الطّلبَة الصغار وَيحصل لَهُ مِنْهُم مَا يَكْفِيهِ وَسمع بعض

عبيد الله بن الأخنس

الْمُوَطَّأ وَبَعض الْكَافِي على القَاضِي الْقَاسِم بن بَقِي وَأَجَازَ لَهُ وَلما استولى الفرنج على إشبيليه جَاءَ إِلَى سبتة وصنف بهَا كتاب الإفصاح فِي شرح الْإِيضَاح بيع بِمصْر بِخَمْسَة وَثَلَاثِينَ دِينَارا وَهُوَ فِي أَربع مجلدات كبار وَله كتاب القوانين مُجَلد كَبِير وتعليقة على سِيبَوَيْهٍ وَشرح الْجمل فِي عشر مجلدات وَهُوَ كتاب لم تشذ عَنهُ مَسْأَلَة فِي الْعَرَبيَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت هَذِه التَّرْجَمَة على قَائِلهَا أبي الْقَاسِم ابْن عمرَان وَقَالَ حضرت مجْلِس الْأُسْتَاذ أبي الْحُسَيْن وَسمعت عَلَيْهِ وَأَجَازَ لي وَأَجَازَ عِنْد مَوته كل من أدْرك حَيَاته بعد أَن رغب فِي ذَلِك طلبته وَخَلفه فِي مَوْضِعه كَبِيرهمْ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الغافقي) 3 - (عبيد الله بن الْأَخْنَس) وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (المكاربي الأخباري) عبيد الله بن إِسْحَاق بن سَلام المكاربي أَبُو الْعَبَّاس الأخباري قيل فِيهِ عبد الله بن إِسْحَاق ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب الورقة فَقَالَ صَاحب الْكتاب شَاعِر مجيد توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين ومايتين وَكَانَ حسن الْعلم بالفقه والغريب والْآثَار وَالشعر صَدُوقًا وَدفن شعره لما مَاتَ لِئَلَّا يُوصل إِلَيْهِ وَكَانَ قَالَ فِي المتَوَكل قصيدة يهجوه بهَا فبلغت المتَوَكل فَأمر بقتْله فعوجل المتَوَكل بالحادث عَلَيْهِ وأفلت وَله القصيدة الَّتِي رثى بهَا أَبَا الْحُسَيْن يحيى بن عمر الطَّالِبِيُّ وأولها (أَلا قل لنصل السَّيْف هَل أَنْت نادب ... هماماً تبكيه القنا والقواضب) مِنْهَا (فَإِن بك يَا ابْن الْمُصْطَفى قبر سيد ... تعقر خيل حوله ونجائب) (فقبرك أَحْرَى أَن تعقر حوله ... رجال الْمَعَالِي وَالنِّسَاء الكواعب)

ربيب أم المؤمنين

(بني هَاشم قد جرب النَّاس وقعكم ... وَهل حَازِم من لم تعظه التجارب) (وَإِن حمل الدَّهْر الرزايا نفوسكم ... فَأنْتم قروم الحادثات المصاعب) وَقَالَ يهجو ابْن أبي حكيمة (وتكيد رَبك فِي مغارس لحية ... الله يرزعها وكفك تحصد) (تأبى السُّجُود لمن يراك تمرداً ... وَترى الأيور المنعظات فتسجد) 3 - (ربيب أم الْمُؤمنِينَ) عبيد الله بن الْأسود ربيب مَيْمُونَة أم الْمُؤمنِينَ روى عَنْهَا وَعَن عُثْمَان وَابْن عَبَّاس وَزيد بن خَالِد وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد) 3 - (أَبُو حَاتِم الثَّقَفِيّ) عبيد الله بن أبي بكرَة أَبُو حَاتِم الثَّقَفِيّ الْأَمِير ابْن صَاحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمِير سجستان أحد الأجواد روى عَن أَبِيه وَعلي بن أبي طَالب وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين 3 - (الطَّبِيب) عبيد الله بن جِبْرِيل بن عبيد الله بن بختيشوع بن جِبْرِيل بن بختيشوع ابْن جورجس بن جِبْرِيل أَبُو سعيد الطَّبِيب كَانَ من فضلاء الْأَطِبَّاء متقناً للطب ولأصوله وفروعه وَكَانَ جيد الْمعرفَة بِمذهب النَّصَارَى وَكَانَ يجْتَمع بِابْن بطلَان الطَّبِيب وَبَينهمَا مؤانسة وَكَانَ بميا فارقين وَتُوفِّي فِي مَا بعد الْخمسين والأربع ماية وَله مَنَاقِب الْأَطِبَّاء وَكَاتب الرَّوْضَة الطبية وَكتاب التَّوَصُّل إِلَى حفظ التناسل

المصري الليثي

رِسَالَة إِلَى ابْن قطرميز جَوَابا عَن الطَّهَارَة ووجوبها بَيَان وجوب حَرَكَة النَّفس نَوَادِر الْمسَائِل فِي الطِّبّ كتاب تذكرة الخاطر وَزَاد الْمُسَافِر كتاب الْخَاص فِي علم الْخَواص كتاب طبائع الْحَيَوَان وخواصها وَمَنَافع أعضائها أَلفه للأمير نصر الدولة 3 - (الْمصْرِيّ اللَّيْثِيّ) عبيد الله بن أبي جَعْفَر الْمصْرِيّ اللَّيْثِيّ الْفَقِيه أَبوهُ من سبي طرابلس الغرب رأى عبيد الله من الصَّحَابَة عبد الله بن الْحَارِث الزبيدِيّ وَسمع الْأَعْرَج وَأَبا سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن وَعَطَاء وَحَمْزَة بن عبد الله بن عمر وَالشعْبِيّ ونافعاً وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن الزبير وَبُكَيْر بن الْأَشَج وَكَانَ عَالما زاهداً عابداً ولد سنة سِتِّينَ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْمهْدي الفاطمي) عبيد الله بن الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ كَذَا قَالَ صَاحب تَارِيخ القيروان وَقَالَ غَيره عبيد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الْمَذْكُور وَقيل هُوَ عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن عَليّ بن أبي طَالب وَقيل هُوَ عبيد الله) بن التقي بن الوفي بن الرضي وَهَؤُلَاء الثَّلَاثَة يُقَال لَهُم المستورون فِي ذَات الله والرضي الْمَذْكُور ابْن مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الْمَذْكُور وَاسم التقي الْحسن وَاسم الوفي أَحْمد وَاسم الرضي عبد الله وَإِنَّمَا استتروا خوفًا على أنفسهم من العباسيين لأَنهم علمُوا أَن فيهم من يروم الْخلَافَة وَأكْثر الْمُحَقِّقين دَعوَاهُم فِي هَذَا النّسَب وَتقدم فِي تَرْجَمَة الشريف عبد الله بن طَبَاطَبَا مَا جرى بَينه وَبَين الْمعز لما سَأَلَهُ عِنْد وُصُوله إِلَى الْقَاهِرَة عَن نسبه وَيَقُولُونَ أَيْضا اسْمه سعيد ولقبه عبيد الله وَزوج أمه الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَيْمُون القداح وَسمي

قداحاً لِأَنَّهُ كَانَ كحالاً يقْدَح الْعين إِذا نزل فِيهَا المَاء وَقيل إِن الْمهْدي لما وصل إِلَى سجلماسة ونمي خَبره إِلَى اليسع ملكهَا وَهُوَ آخر مُلُوك بني مدرار وَقيل لَهُ إِن هَذَا هُوَ الَّذِي يَدْعُو إِلَى بيعَته أَبُو عبد الله الشيعي بإفريقية أَخذه اليسع واعتقله فَلَمَّا سمع أَبُو عبد الله الشيعي باعتقاله حشد جمعا كثيرا من كتامة وَغَيرهمَا وَقصد سجلماسة لاستنقاذه فَلَمَّا سمع اليسع ذَلِك قتل الْمهْدي فِي السجْن وَلما دنت عَسَاكِر أبي عبد الله الشيعي هرب اليسع فَدخل عبد الله الشيعي السجْن فَوجدَ الْمهْدي وَهُوَ مقتول وَعِنْده رجل من أَصْحَابه كَانَ يَخْدمه فخاف أَبُو عبد الله أَن ينْتَقض عَلَيْهِ مَا دبره من الْأَمر إِن عرفت العساكر بقتل الْمهْدي فَأخْرج الرجل وَقَالَ هَذَا هُوَ الْمهْدي وَالْمهْدِي هَذَا هُوَ أول من قَامَ بِهَذَا الْأَمر من بَينهم وَادّعى الْخلَافَة بالمغرب وَكَانَ أَبُو عبد الله الشيعي داعيته وَلما استتب الْأَمر للمهدي قتل أَبَا عبد الله الشيعي وَقتل أَخَاهُ وَبنى المهدية بإفريقية وَفرغ من بنائها فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاث ماية وَبنى سور تونس وَأحكم عمارتها وجدد فِيهَا مَوَاضِع فنسبت إِلَيْهِ وَملك بعده وَلَده الْقَائِم ثمَّ الْمَنْصُور ولد الْقَائِم ثمَّ الْمعز بن الْمَنْصُور باني الْقَاهِرَة واستمرت دولتهم بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن انقرضت على يَد صَلَاح الدّين كَمَا ذكر فِي تَرْجَمَة العاضد وَكَانَت ولادَة الْمهْدي سنة تسع وَخمسين وَقيل سنة سِتِّينَ ومايتين وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ ومايتين بِمَدِينَة سلمية وَقيل بِالْكُوفَةِ ودعي لَهُ بالخلافة فِي مَنَابِر رقادة والقيروان يَوْم الْجُمُعَة لتسْع بَقينَ من شهر ربيه الآخر سنة سبع وَتِسْعين ومايتين وَظهر بسجلماسة يَوْم الْأَحَد لسبع خلون من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين ومايتين وَتُوفِّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء منتصف شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث ماية بالمهدية وَفِيه قَالَ بعض شعرائهم) (حل برقادة الْمَسِيح ... حل بهَا آدم ونوح) (حل بهَا الله فِي علاهُ ... وَمَا سوى الله فَهُوَ ريح) لِأَن العبيديين يَزْعمُونَ أَن الله تَعَالَى حل فِي جَسَد آدم ونوح والأنبياء ثمَّ حل فِي جَسَد الْأَئِمَّة مِنْهُم بعد عَليّ بن أبي طَالب وَهَذَا كفر صَرِيح تَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا وَقد قَالَ الْحَاكِم لداعيته من فِي جريدتك قَالَ سِتَّة عشر ألفا يَعْتَقِدُونَ أَنَّك الْإِلَه وَفِي الْمعز يَقُول ابْن هَانِئ الأندلسي (مَا شِئْت لَا مَا شَاءَت الأقدار ... فاحكم فَأَنت الْوَاحِد القهار)

وَله فِيهِ غير هَذَا وأئمة النّسَب مجمعون على أَنهم لَيْسُوا من ولد عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ بل وَلَا من قُرَيْش وَالْمَعْرُوف أَنهم بَنو عبيد ووالده القداح الْمَذْكُور كَانَ يَهُودِيّا من أهل سلمية وَقيل كَانَ مجوسياً وَقيل إِنَّه كَانَ حداداً وَإِن عبيدا كَانَ اسْمه سعيداً فَلَمَّا دخل الْمغرب تسمى عبيدا وَادّعى نسبا لَيْسَ بِصَحِيح وَكتب الْقَادِر بِاللَّه محضراً يتَضَمَّن الْقدح فِي نسبهم ومذهبهم وَشهد فِي ذَلِك خلق كثير مِنْهُم الشريفان الرضي والمرتضى وَالشَّيْخ أَبُو حَامِد الأسفراييني وَأَبُو جَعْفَر الْقَدُورِيّ وَفِي الْمحْضر أَن أصلهم من الديصانية وَأَنَّهُمْ خوارج أدعياء وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع ماية وَكَانَ الْمهْدي زنديقاً خبيثاً عدوا لِلْإِسْلَامِ قتل من الْفُقَهَاء والصلحاء والمحدثين جمَاعَة كَثِيرَة ونشأت ذُريَّته على ذَلِك وَقد بَين نسبهم جمَاعَة مثل القَاضِي أبي بكر الباقلاني فِي أول كِتَابه الْمُسَمّى كشف أسرار الباطنية وَكَذَلِكَ القَاضِي عبد الْجَبَّار استقصى الْكَلَام فِي آخر كتاب تثبيت النُّبُوَّة وَبَين بعض مَا فَعَلُوهُ من الكفريات والمنكرات وَقَالَ القَاضِي عبد الْجَبَّار إِن الْمهْدي كَانَ يتَّخذ الْجُهَّال ويسلطهم على أهل الْفضل وَكَانَ يُرْسل إِلَى الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء فَيذبحُونَ فِي فرشهم وَأرْسل إِلَى الرّوم وسلطهم على الْمُسلمين وَأكْثر من الْجور واستصفى الْأَمْوَال وَقتل الرِّجَال وَكَانَ لَهُ دعاة يضلون النَّاس على قدر عُقُولهمْ فَيَقُولُونَ للْبَعْض هُوَ الْمهْدي ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَحجَّة الله على خلقه وَيَقُولُونَ لآخرين هُوَ رَسُول الله وَحجَّة الله وَيَقُولُونَ لآخرين هُوَ الله الْخَالِق الرازق لَا إِلَه وَحده لَا شريك لَهُ تَعَالَى الله عَمَّا يَقُولُونَ علوا كَبِيرا وَلما هلك قَامَ ابْنه الْقَائِم مَكَانَهُ وَزَاد فِي شَره على شَرّ أَبِيه وجاهر بشتم الْأَنْبِيَاء وَكَانَ يُنَادي فِي الْأَسْوَاق بالمهدية وَغَيرهَا العنوا) عَائِشَة وبعلها إلعنوا الْغَار وَمَا حوى اللَّهُمَّ صل على نبيك وَأَصْحَابه وأزواجه الطاهرات والعن الْكَفَرَة الْمُلْحِدِينَ وَارْحَمْ من أَزَال دولتهم ولبعضهم قصيدة سَمَّاهَا الْإِيضَاح عَن دَعْوَة القداح أَولهَا (حَيّ على مصر إِلَى خلع الرسن ... فثم تَعْطِيل فروض وَسنَن) وَقَالَ بعض من مدح بني أَيُّوب (ألستم مزيلي دولة الْكفْر من بني ... عبيد بِمصْر إِن هَذَا هُوَ الْفضل) (زنادقة شِيعِيَّة باطنية ... مجوس وَمَا فِي الصَّالِحين لَهُم أصل) (يبرون كفا يظهرون تشيعاً ... ليستتروا شَيْئا وعمهم الْجَهْل)

العنبري قاضي البصرة

3 - (الْعَنْبَري قَاضِي الْبَصْرَة) عبيد الله بن الْحسن بن الْحصين بن مَالك بن الخشخاش بن الْحَارِث ابْن مجفر بن كَعْب بن العنبر بن عَمْرو بن تَمِيم الْعَنْبَري قَاضِي الْبَصْرَة وخطيبها ولد سنة ماية وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وماية ولي قَضَاء الْبَصْرَة بعد سوار وروى لَهُ مُسلم وَقد تقدم للْقَاضِي الْعَنْبَري ذكر فِي تَرْجَمَة حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ فليكشف من التَّرْجَمَة الْمَذْكُورَة 3 - (الْحَافِظ أَبُو نعيم الإصبهاني) عبيد الله بن الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ الْحداد الْحَافِظ أَبُو نعيم رَحل فِي طلب الحَدِيث وعني بجمعه وَنسخ الْكثير بِخَطِّهِ الْمليح وَكَانَ ذَا دين وتقوى وَبكى وخشية وفضيلة تَامَّة جمع أَطْرَاف الصَّحِيحَيْنِ فاستحسنها كل من رَآهَا وانتقى على الشُّيُوخ وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ عفيفة الفارقانية وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَخمْس ماية 3 - (ابْن الْجلاب الْمَالِكِي) عبيد الله بن الْحُسَيْن بن الْحسن الإِمَام أَبُو الْقَاسِم ابْن الْجلاب الْمَالِكِي توفّي رَاجعا من الْحَج سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث ماية 3 - (ابْن مولى رَسُول الله) عبيد الله ابْن أبي رَافع مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع

المكي القداح

أَبَاهُ وعلياً وَكَانَ كَاتبه) وَأَبا هُرَيْرَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْمَكِّيّ القداح) عبيد الله بن أبي زِيَاد الْمَكِّيّ القداح قَالَ أَحْمد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وَلينه بَعضهم وَقَالَ ابْن عدي لم أر لَهُ مُنْكرا وَتُوفِّي سنة خمسين وماية وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (ابْن أَبِيه الْأَمِير) عبيد الله بن زِيَاد بن أَبِيه ولي إمرة الْكُوفَة لمعاوية ثمَّ ليزِيد ثمَّ ولاه إمرة الْعرَاق وَأمه مرْجَانَة سَأَلَهُ مُعَاوِيَة لما استوفده من زِيَاد عَن كل شَيْء فَأَجَابَهُ حَتَّى سَأَلَهُ عَن الشّعْر فَلم ينفذ فِيهِ فَقَالَ مَا مَنعك من رِوَايَة الشّعْر قَالَ كرهت أَن أجمع كَلَام الله وَكَلَام الشَّيْطَان فِي صَدْرِي فَقَالَ أغرب وَالله لقد وضعت رجْلي فِي الركاب يَوْم صفّين مرَارًا مَا يَمْنعنِي من الْهَزِيمَة إِلَّا أَبْيَات ابْن الإطنابة (أَبَت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الْحَمد بِالثّمن الربيح) (وإقحامي على الْمَكْرُوه روحي ... وضربي هَامة البطل المشيح) (وَقَوْلِي كلما جشأت وجاشت ... مَكَانك تحمدي أَو تستريحي) (لأدفع عَن مآثر صالحات ... وأحمي بعد عَن عرض صَحِيح) وَكتب إِلَى أَبِيه فَرَوَاهُ الشّعْر فَمَا سقط عَلَيْهِ مِنْهُ بعد ذَلِك شَيْء وَقَتله بعد ذَلِك ابْن الأشتر يَوْم عَاشُورَاء سنة سِتّ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الثَّقَفِيّ) عبيد الله بن السباق الثَّقَفِيّ روى عَن زيد بن ثَابت وَجُوَيْرِية أم

أبو قدامة السرخسي

الْمُؤمنِينَ وَأُسَامَة بن وَيَد وَسَهل بن حنيف وَابْن عَبَّاس وَتُوفِّي سنة تسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو قدامَة السَّرخسِيّ) ) عبيد الله بن سعد بن يحيى بن برد السَّرخسِيّ أَبُو قدامَة كَانَ من الْأَثْبَات وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ قَالَ ابْن حبَان هُوَ الَّذِي أظهر السّنة بسرخس وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ومايتين 3 - (أَبُو الْفضل الْعَوْفِيّ) عبيد الله بن سعد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْفضل الزُّهْرِيّ الْعَوْفِيّ الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ ثِقَة نبيلاُ شريفاً وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ ومايتين 3 - (الْحَافِظ أَبُو نصر الوائلي) عبيد الله بن سعيد بن حَاتِم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُلْوِيَّهُ الْحَافِظ أَبُو نصر الوائلي بياء آخر الْحُرُوف بعد الْألف الْبكْرِيّ السنجري نزيل مصر صنف الْإِبَانَة الْكُبْرَى عَن مَذْهَب السّلف فِي الْقُرْآن وَهُوَ طَوِيل جليل يدل على إِمَامَة مُصَنفه وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث المسلسل بالأولية توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية

القاضي ابن الرطبي

3 - (القَاضِي ابْن الرطبي) عبيد الله بن سَلامَة بن عبيد الله بن مخلد بن إِبْرَاهِيم بن مخلد أَبُو مُحَمَّد الْكَرْخِي الْمَعْرُوف بِابْن الرطبي أَخُو مُحَمَّد كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة وَكَانَ من أَصْحَاب أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ ولي الْقَضَاء على شهراباذ والبندنيجين ودجيل وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْوَزير) عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب بن سعيد أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب ولي الوزارة للمعتضد وَهُوَ لي الْعَهْد لِعَمِّهِ الْمُعْتَمد فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَسبعين ومايتين وَكَانَ يَكْتُبهُ وَيجْلس بَين يَدَيْهِ وفلما توفّي الْمُعْتَمد وَتَوَلَّى المعتضد أقرّ عبيد الله على وزارته إِلَى حِين وَفَاته سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ومايتين ومولده سنة سِتّ وَعشْرين ومايتين وَكَانَت مُدَّة وزارته للمعتضد عشر سِنِين وَعشرَة أَيَّام وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ ابْن المعتز (قد اسْتَوَى الناي وَفَاتَ الْكَمَال ... وَقَالَ صرف الدَّهْر أَيْن الرِّجَال) (هَذَا أَبُو الْقَاسِم فِي نعشه ... قومُوا انْظُرُوا كَيفَ تَزُول الْجبَال) ) وَلما توفّي دخل ابْن المعتز على ابْنه الْقَاسِم بن عبيد الله وَقَالَ (إِنِّي معزيك لَا أَنِّي على ثِقَة ... من الخلود وَلَكِن سنة الدّين) (فَمَا المعزي بباق بعد صَاحبه ... وَلَا المعزى وَإِن عاشا إِلَى حِين) وَلما جعل على أَعْنَاق الرِّجَال قَالَ (وَمَا كَانَ ريح الْمسك ريح حنوطه ... وَلكنه هَذَا الثَّنَاء المخلف) (وَلَيْسَ صرير النعش مَا تسمعونه ... وَلكنه أصلاب قوم تقصف)

وَلما تقدم الْقَاسِم للصَّلَاة عَلَيْهِ قَالَ أَيْضا (قضوا مَا قضوا من أمره ثمَّ قدمُوا ... إِمَامًا لَهُم والنعش بَين يَدَيْهِ) (فصلوا عَلَيْهِ خاشعين كَأَنَّهُمْ ... وقُوف خضوع للسلام عَلَيْهِ) وَله فِيهِ مَرَّات كَثِيرَة وَمِنْهَا قَوْله (لم تمت أَنْت إِنَّمَا مَاتَ من لم ... يبْق فِي الْمجد والمكارم ذكرا) (لست مستقياً لقبرك غيثاً ... كَيفَ يظمى وَقد تضمن بحرا) (أَنْت أولى بِأَن تعزى بِنَا منا ... فقد مَاتَ بعْدك النَّاس طرا) وَحضر يَوْمًا الشُّهُود وَكَتَبُوا إشهاداً على المعتضد وَكَتَبُوا إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبَا الْعَبَّاس المعتضد بِاللَّه أشهدهم على نَفسه فِي صِحَة مِنْهُ وَجَوَاز أَمر وَعرضت النُّسْخَة على الْوَزير أبي الْقَاسِم فَضرب عَلَيْهَا وَقَالَ هَذَا لَا يحسن كتبته عَن الْخَلِيفَة اكتبوا فِي سَلامَة من جِسْمه وإصابة من رَأْيه وَلما استتر عِنْد ابْن أبي عَوْف دخل عَلَيْهِ بوماً فِي حجرَة أفردها لَهُ فَقَالَ لَهُ وَقَالَ يَا سَيِّدي إخبأ لي هَذَا الْقيام إِلَى وَقت أنتفع بِهِ فَمَا كَانَ بعد مُدَّة حَتَّى ولي الوزارة فاستدعاه فَصَارَ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسه بخلعته وَالنَّاس عِنْده على طبقاتهم فَلَمَّا رَآهُ قَامَ قَائِما وعانقه وَقَالَ هَذَا وَقت تنْتَفع بقيامي وَأَجْلسهُ مَعَه على طرف الدست فَمَا مَضَت سَاعَة حَتَّى استدعاه المعتضد فَدخل إِلَيْهِ وَغَابَ ثمَّ حضر وَأخذ بِيَدِهِ إِلَى مَكَان خلوته وَقَالَ إِن الْخَلِيفَة طلبني بسببك لِأَنَّهُ كُوتِبَ بخبرنا وَأنكر عَليّ وَقَالَ تبذل مجْلِس الوزارة لتاجر وَلَو كَانَ هَذَا لصَاحب طرف كَانَ مَحْظُورًا أَو ولي عهد كَانَ كثيرا فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم يذهب عَليّ حق الْمجْلس وَلَكِن لي عذر وأخبرته خبري مَعَك فَقَالَ أما الْآن فقد عذرتك ثمَّ قَالَ لَهُ إِنِّي قد شهرتك شهرة إِن لم يكن مَعَك ألف دِينَار معدة للنكبة هَلَكت فَيجب أَن نحصلها لَك لهَذِهِ) الْحَالة فَقَط صم نحصل لَك نعْمَة بعْدهَا ثمَّ قَالَ هاتم فلَان الْكَاتِب فجَاء فَقَالَ أحضر السَّاعَة التُّجَّار وسعر ماية ألف كرّ من غلات السُّلْطَان بِالسَّوَادِ عَلَيْهِم فَخرج وَعَاد وَقَالَ قررت مَعَهم ذَلِك فَقَالَ بِعْ على أبي عبد الله هَذِه الْغلَّة بِنُقْصَان دِينَار وَاحِد بِمَا أَقرَرت بِهِ السّعر مَعَ التُّجَّار وبعه لَهُم بالسعر الَّذِي قَرّرته مَعَهم وطالبهم السَّاعَة بِفضل مَا بَين السعرين وأخرهم بِالثّمن إِلَى أَن يتسلموا الغلال واكتب إِلَى النواحي بتقبيضهم ذَلِك فَقَالَ من الْمجْلس وَقد حصل لَهُ ماية ألف دِينَار ثمَّ قَالَ لَهُ إجعل هَذِه أصلا لنعمتك وَلَا يسألنك أحد من الْخلق شَيْئا إِلَّا أخذت رقعته ووافقته على أُجْرَة ذَلِك

خطيب رنده

وخاطبني فِيهِ وَكَانَ يعرض عَلَيْهِ فِي كل يَوْم مَا يصل إِلَيْهِ بِمَا فِيهِ أُلُوف دَنَانِير وَيدخل فِي المكاسب الجليلة وَكَانَ رُبمَا قَالَ لَهُ فِي بعض الرّقاع كم قرروا لَك على هَذِه فَيَقُول كَذَا فَيَقُول لَهُ الْوَزير هَذِه تَسَاوِي أَكثر من ذَلِك إرجع إِلَيْهِم وَلَا تفارقهم إِلَّا بِكَذَا وَكَانَ مِمَّن خدمه فِي أَيَّام نكبته رجل يعرف بِيَعْقُوب الصايغ وَكَانَ عامياً ساقطاُ فقلده لما ولي الوزارة حسبَة الحضرة فَلَمَّا عزم الْوَزير على الشخوص إِلَى الْجَبَل جلس يَوْمًا للنَّظَر فِيمَا يحمل مَعَه من خزانته وَمن يشخص مَعَه من أَصْحَابه وخدمه وَيَعْقُوب حَاضر للخاصية الَّتِي كَانَت لَهُ بِهِ فَأمر بِمَا يحمل مَعَه فَمَا انْتهى إِلَى فصل مِنْهُ قَالَ لَهُ يَعْقُوب بغباوته وعاميته وَيحمل كفن وحنوط فتطير من ذَلِك وَأعْرض عَنهُ وَأخذ يَأْمر وَينْهى وَلما انْتهى إِلَى فصل من كَلَامه كرر يَعْقُوب ذَلِك القَوْل فَأَعْرض عَنهُ ضجراً وَفعل ذَلِك ثَالِثا فَقَالَ الْوَزير يَا هَذَا أتخاف عَليّ إِن أَنا مت أَن أَصْلَب أَو أطرح على قَارِعَة الطَّرِيق بِغَيْر كفن إِن تعذر الْكَفَن لفوني فِي ثِيَابِي وَمن شعره (كِفَايَة الله خير من توقينا ... وَعَادَة الله فِي الماضين تكفينا) (كَاد الأعادي فَلَا وَالله مَا تركُوا ... قولا وفعلاً وتلقيناً وتهجينا) (وَلم نزد نَحن فِي سر وَلَا علن ... شَيْئا على قَوْلنَا يَا رب إكفينا) (فَكَانَ ذَاك ورد الله حاسدينا ... بغيظه لم ينل تقدريه فِينَا) 3 - (خطيب رنده) عبيد الله بن عَاصِم بن عِيسَى بن أَحْمد الْخَطِيب أَبُو الْحُسَيْن الْأَسدي الرندي خطيب رندة بالراء وَالنُّون وعاملها ومسند الأندلس فِي وقته ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست ماية) سمع الحافظين أبي بكر ابْن الْجد وَأبي عبد الله ابْن زرقون وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة بالرواية 3 - (الْهَاشِمِي أَبُو مُحَمَّد) عبيد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب ولد فِي حَيَاة

أبو الفتح ابن شاتيل

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ شَقِيق عبد الله قيل لَهُ رُؤْيَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وَأمه لبَابَة بنت الْحَارِث بن حزن الْهِلَالِيَّة وَكَانَ أَصْغَر سنا من أَخِيه عبد الله بِسنة اسْتَعْملهُ عَليّ بن أبي طَالب على الْيمن وَأمره على الْمَوْسِم فحج بِالنَّاسِ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسنة سبع وَثَلَاثِينَ وَلما كُنَّا سنة ثَمَان يعث مُعَاوِيَة يزِيد ابْن شَجَرَة الرهاوي فاجتمعا وَسَأَلَ كل مِنْهُمَا صَاحبه أَن يسلم لَهُ فأبيا واصطلحا على أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ شيبَة بن عُثْمَان وَكَانَ عبيد الله أحد الأجواد فَكَانَ يُقَال من أَرَادَ الْجمال وَالْفِقْه والسخاء فليأت دَار الْعَبَّاس الْجمال للفضل وَالْفِقْه لعبد الله والسخاء لِعبيد الله وَفِي وَفَاته خلاف فَقيل سنة ثَمَان وَخمسين وَقيل فِي أَيَّام يزِيد وَقيل مَاتَ بِالْيمن وَقيل سنة سبع وَثَمَانِينَ فِي خلَافَة عبد الْملك وأردفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخَلفه وَبعث مُعَاوِيَة بسر ابْن أبي أَرْطَاة على الْيمن فهرب عبيد الله مِنْهُ فَأصَاب لَهُ وَلدين صغيرين فذبحهما ثمَّ وَفد بعد مُعَاوِيَة وَقد هلك بسر فذكرهما لمعاوية فَقَالَ مَا عزلته إِلَّا لقتلهما وَكَانَ عبيد الله ينْحَر كل يَوْم جزوراً 3 - (أَبُو الْفَتْح ابْن شاتيل) عبيد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن نجا بن شاتيل أَبُو الْفَتْح ابْن أبي مُحَمَّد الدباس الْبَغْدَادِيّ سمع الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن البسري وَمُحَمّد ابْن الْحسن بن أَحْمد الْبَقَّال وَأحمد بن المظفر بن سوسن التمار وَعلي بن مُحَمَّد ابْن العلاف وَانْفَرَدَ بالرواية عَنْهُم قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَأكْثر أَصْحَاب الحَدِيث أبطلوا سَمَاعه من ابْن البطر وَلم يسمعوا مِنْهُ وروى عَنهُ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَغَيره من الْمُتَقَدِّمين وَقد أدْركْت أَيَّامه وروى لي عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا ورفقائنا ومولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبع ماية ووفاته سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية) 3 - (ابْن طهْمَان) عبيد الله بن عبد الله بن يَعْقُوب بن دَاوُد بن طهْمَان شَاعِر مُتَقَدم فِي الْأَدَب وَفِي الرِّوَايَة وَقَول الشّعْر وَهُوَ أَخُو مُحَمَّد بن عبد الله ذكره ابْن الْجراح فِي كتاب الورقة وَقَالَ أنْشد لَهُ أَبُو هفان

ابن طاهر الخزاعي

(سأصبر حرا لم يضق عَنهُ صبره ... وَإِن كَانَ قد ضَاقَتْ عَلَيْهِ مذاهبه) (فَإِن الْغَمَام الغر يخلف حَالهَا ... وَإِن الحسام العضب تنبو مضاربه) 3 - (ابْن طَاهِر الْخُزَاعِيّ) عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بن مُصعب بن زُرَيْق بن أسعد ابْن باذان أسلم باذان على يَد طَلْحَة الطلحات وكنية عبيد الله هَذَا أَبُو أَحْمد وَهُوَ أَخُو مُحَمَّد بن عبد الله ولي عبيد الله الشرطة بِبَغْدَاد فِي خلَافَة المعتز مَعَ شرطة سر من رأى وَكَانَ سيداً شَاعِرًا أديباً مصنفاُ رَئِيسا وَإِلَيْهِ انْتَهَت رياسة هَذَا الْبَيْت وَهُوَ آخر من مَاتَ مِنْهُم أَمِيرا فِي شهور سنة ثَلَاث وَثَلَاث ماية ومولده سنة ثَلَاث وَعشْرين ومايتين وَكَانَ جواداً ممدحاً وَله تصانيف مِنْهَا كتاب الْإِشَارَة فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء كتاب السياسة الملوكية وَفِيه يَقُول البحتري لما قدم من خُرَاسَان (لقد سرني أَن المكارم أَصبَحت ... تحط إِلَى أَرض الْعرَاق حمولها) (مجيئ عبيد الله من شَرق أرضه ... سرى الديمة الوطفاء هبت قبُولهَا) (كَأَنَّهُمْ عِنْد استلام ركابه ... عصائب عِنْد الْبَيْت حَان قفولها) (يحلونَ مأمولاً مخوفا لنائل ... يواليه أَو صولات بَأْس يصولها) وَذكر جحظة فِي أَمَالِيهِ قَالَ رَأَيْت فِي بعض السنين بَاب عبيد الله ابْن عبد الله وَعَلِيهِ قوم يبيعون مَا يخرج من مائدته من الزلات فيبتاعها التُّجَّار وفيهَا العنوق والجدي وجامات الْحَلْوَى ثمَّ رَأَيْت بعد ذَلِك رقعته بِخَطِّهِ إِلَى عبدون يستميحه قوتاً لِعِيَالِهِ وَكَانَ مَا كتب إِلَيْهِ يَا أَبَا الْحسن أَنا أطلب الْإِحْسَان حَيْثُ عودته فَوجه إِلَيْهِ عبدون ألف دِينَار وَلما تقلد عبيد الله بن سُلَيْمَان الوزارة كتب إِلَيْهِ عبيد الله بن عبد الله (أَبى دَهْرنَا إسعافنا فِي نفوسنا ... وأسعَفنا فِي من نحب ونكرمُ) (فقلتُ لَهُ نعماكَ فيهم أتمَّها ... ودَعْ أمرنَا إِن المهم الْمُقدم) ) فاستحسنها عبيد الله وَقَالَ مَا أحسن مَا تلطف فِي شكوى حَاله مَعَ التهنية هاتم رقاعه فجاءوه بعدة فَوَقع لَهُ بِمَا أَرَادَ فِي جَمِيعهَا وَحدث أَبُو عبيد الله مُحَمَّد ابْن عبد الله بن رشيد الْكَاتِب قَالَ حَملَنِي أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْفُرَات فِي وَقت من الْأَوْقَات برا وَاسِعًا إِلَى أبي أَحْمد عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر فأوصلته إِلَيْهِ فَوَجَدته على فاقة شَدِيدَة

فَقبله وَكتب إِلَيْهِ (أياديك عِنْدِي معظمات جلائل ... طوال المدى شكري لَهُنَّ قصير) (فَإِن كنت عَن شكري غَنِيا فإنني ... إِلَى شكر مَا أوليتني لفقير) فَقلت لَهُ هَذَا أعز الله الْأَمِير حسن فَقَالَ أحسن مِنْهُ مَا سَرقته مِنْهُ فَقلت مَا هُوَ فَقَالَ حديثان حَدثنِي بهما أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ بخراسان عَن أبي الْحسن الرِّضَا عَن آبَائِهِ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يُؤْتى بِعَبْد فَيُوقف بَين يَدي الله عز وَجل فَيُؤْمَر بِهِ إِلَى النَّار فَيَقُول أَي ري لم أمرت بِي إِلَى النَّار فَيَقُول لِأَنَّك لم تشكر نعمتي فَيَقُول يَا رب إِنَّك أَنْعَمت عَليّ بِكَذَا فَشَكَرت بِكَذَا فَلَا يزَال يحصي النعم ويعدد الشُّكْر فَيَقُول الله تَعَالَى صدقت عَبدِي إِلَّا أَنَّك لم تشكر من أَنْعَمت عَلَيْك بهَا على يَدَيْهِ وَقد آلَيْت على نَفسِي أَن لَا أقبل شكر عبد على نعْمَة أنعمتها عَلَيْهِ أَو يشْكر من أَنْعَمت بهَا على يَدَيْهِ قَالَ فَانْصَرَفت بِالْخَيرِ إِلَى أبي الْحسن وَهُوَ فِي مجْلِس أَخِيه أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد وَذكرت لَهما مَا جرى فَاسْتحْسن أَبُو الْعَبَّاس مَا ذكرته ورد إِلَى عبيد الله بر أوسع من بر أَخِيه فأوصلته إِلَيْهِ فَقبله وَكتب إِلَيْهِ (شكريك مَعْقُود بإيماني ... حكم فِي سري وإعلاني) (عقد ضمير وفم نَاطِق ... وَفعل أَعْضَاء وأركان) فَقلت لَهُ هاذ أعز الله الْأَمِير أحسن من الأول فَقَالَ أحسن مِنْهُ مَا سَرقته مِنْهُ فَقلت وَمَا هُوَ فَقَالَ حَدثنِي أَبُو الصَّلْت الْهَرَوِيّ بخراسان عَن أبي الرِّضَا عَن أبي الْحسن مُوسَى بن جَعْفَر الكاظم عَن الصَّادِق عَن الباقر عَن السَّجَّاد عَن السبط عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب صلوَات الله عَلَيْهِم قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم الْإِيمَان عقد بِالْقَلْبِ ونطق بِاللِّسَانِ وَعمل بالأركان قَالَ فعدت إِلَى الْعَبَّاس فَحَدَّثته بِالْحَدِيثِ وَكَانَ فِي مَجْلِسه مُحَمَّد بن إِسْحَاق ابْن رَاهَوَيْه المتفقه فَقَالَ مَا هَذَا الْإِسْنَاد قَالَ ابْن رشيد فَقلت هَذَا سعوط السبليا الَّذِي إِذا سعط بِهِ الْمَجْنُون برِئ وَمن شعر عبيد الله) (أَلا أَيهَا الدَّهْر الَّذِي قد مللته ... لتخليطه حَتَّى مللت حَياتِي) (فقد وجلال الله حببت دائباً ... إِلَيّ على بغض الْوَفَاة وفاتي) وَمِنْه (إِلَى كم يكون العتب فِي كل حَالَة ... وَلم لَا تملين القطيعة والهجرا) (رويدك إِن الدَّهْر فِيهِ كِفَايَة ... لتفريق ذَات الْبَين فانظري الدهرا)

أحد الفقهاء السبعة

وَكَانَ عبيد الله قد مرض فعاده الْوَزير فَلَمَّا انْصَرف عَنهُ كتب إِلَيْهِ مَا أعرف أحدا جزى الْعلَّة خيرا غَيْرِي فَإِنِّي جزيتهَا الْخَيْر وشكرت نعمتها عَليّ إِذْ كَانَت إِلَى رؤيتك مؤدية فَأَنا كالأعرابي الَّذِي جزى يَوْم الْبَين خيرا فَقَالَ (جزى الله يَوْم الْبَين خيراُ فَإِنَّهُ ... أرانا على علاتها أم ثَابت) (أرانا ربيبات الْخُدُور وَلم نَكُنْ ... نراهن إِلَّا بانتعات النواعت) وَمن شعر عبيد الله أَيْضا (إِن الْأَمِير هُوَ الَّذِي ... يُضحي أَمِيرا يَوْم عَزله) (إِن زَالَ سُلْطَان الولا ... ية لم يزل سُلْطَان فَضله) وَمِنْه (إقض الْحَوَائِج مَا استطع ... ت وَكن لَهُم أَخِيك فارج) (فلخير أَيَّام الْفَتى ... يَوْم قضى فِيهِ الْحَوَائِج) 3 - (أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة) عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود بن غافل بن حبيب يَنْتَهِي إِلَى عدنان أَبُو عبد الله الْهُذلِيّ أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أَخُو الْمُحدث عون وجدهما عتبَة هُوَ أَخُو عبد الله بن مَسْعُود الصَّحَابِيّ وَكَانَ من أَعْلَام التَّابِعين لَقِي خلقا كثيرا من الصَّحَابَة وَسمع من ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَقَالَ الزُّهْرِيّ أدْركْت أَرْبَعَة بحور فَذكر عبيد الله وَقَالَ سَمِعت من الْعلم شَيْئا كثيرا فَظَنَنْت أَنِّي قد اكتفيت حَتَّى لقِيت عبيد الله فَإِذا كَأَنِّي لَيْسَ فِي يَدي شَيْء وَكَانَ مؤدب عمر بن الْعَزِيز وَكَانَ عمر يَقُول لِأَن يكون لي مجْلِس من عبيد الله أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا وَكَانَ عَالما ناسكاً وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وماية وَقيل سنة تسع وَتِسْعين وَقيل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقيل سنة سبع) وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ وَأورد لَهُ أَبُو تَمام فِي الحماسة (شققت الْقلب ثمَّ ذررت فِيهِ ... هَوَاك فليم فالتأم الفطور) (تغلغل حب عَثْمَة فِي فُؤَادِي ... فباديه مَعَ الخافي يسير)

أبو القاسم الخفاف

(توغل حَيْثُ لم يبلغ شراب ... وَلَا حزن وَلم يبلغ سرُور) وَلما قَالَ هَذَا الشّعْر قيل لَهُ أَتَقول مثل هَذَا فَقَالَ فِي اللدود رَاحَة المكدود أَو قَالَ المفؤود وَهُوَ الْقَائِل لَا بُد للمصدور أَن ينفث وأضر رَحمَه الله بِأخرَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْخفاف) عبيد الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن أَبُو الْقَاسِم ابْن النَّقِيب الْبَغْدَادِيّ الْخفاف رأى الشبلي وَسمع جمَاعَة وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع ماية 3 - (الْحَاكِم الْحَافِظ الْحَنَفِيّ) عبيد الله بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسكان القَاضِي أَبُو الْقَاسِم الْحذاء الْقرشِي الْحَنَفِيّ النَّيْسَابُورِي الْحَاكِم الْحَافِظ شيخ متقن ذُو عناية تَامَّة بِالْحَدِيثِ أسن وَعمر وَهُوَ من ذُرِّيَّة عبد الله بن عَامر ابْن كريز توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والأربع ماية 3 - (قَاضِي نسف أَبُو الْقَاسِم الْمروزِي) عبيد الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن النضري بالضاد الْمُعْجَمَة القَاضِي أَبُو الْقَاسِم الْمروزِي قَاضِي الْقُضَاة بنسف نَاظر الكرامية وكفرهم بَين يَدي سبكتكين صَاحب غزنة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث ماية 3 - (التَّيْمِيّ الْمدنِي) عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن موهب التَّيْمِيّ الْمدنِي قَالَ

الأشجعي الكوفي

أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَلابْن معِين قَولَانِ وتفي سنة أَربع وَخمسين وماية وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة) 3 - (الْأَشْجَعِيّ الْكُوفِي) عبيد الله بن عبيد الرَّحْمَن بتصغير عبيد الثَّانِيَة أَيْضا الْأَشْجَعِيّ الْكُوفِي أَبُو عبد الرَّحْمَن أحد الْأَئِمَّة لما مَاتَ سُفْيَان الثَّوْريّ قعد مَوْضِعه وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وماية وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الإصبهاني) عبيد الله بن عبد الرَّحِيم أَبُو الْقَاسِم الْأَصْبَهَانِيّ أحد فضلاء أَصْبَهَان وأدبائها لَهُ تصانيف مِنْهَا كتب أَخْبَار أبي الطّيب كتاب استدرك فِيهِ على ابْن جني فِي كِتَابه الصَّغِير الْمُسَمّى بالواضح قَالَ ياقوت لَا أعرف من حَاله شَيْئا إِلَّا أَنه كَانَ فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبع ماية 3 - (ابْن الْمُهْتَدي) عُبيد الله بن عبد الصَّمد بن الْمُهْتَدي بِاللَّه أَبُو عبد الله العباسي حفيد الْخُلَفَاء وَكَانَ ثِقَة شَافِعِيّ الْمَذْهَب توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث ماية 3 - (الرسولي الأديب) عبيد الله بن عبد الْعَزِيز بن المؤمل الأديب أَبُو نصر الرسولي كَانَ أخبارياً عَلامَة توفّي سنة تسع وَخمْس ماية 3 - (الْحَافِظ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ) عبيد الله بن عبد الْكَرِيم الْحَافِظ أَبُو زرْعَة

ابن القشيري

الرَّازِيّ الْقرشِي مَوْلَاهُم أحد الْأَعْلَام ولد سنة تسعين وماية فِيمَا قيل وَيُقَال سنة مايتين وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ ومايتين سمع خلقا كثيرا وروى عَنهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة ورحل وطوف وَلم يدْخل خُرَاسَان وَكَانَ من أَفْرَاد الْعَالم ذكاء وحفظاً وديناً وفضلاً وَرُوِيَ أَنه كَانَ من الأبدال قَالَ أَبُو الْعَبَّاس السراج سَمِعت ابْن دارة يَقُول رَأَيْت أَبَا زرْعَة فِي النّوم فَقلت مَا حالك فَقَالَ أَحْمد الله على الْأَحْوَال كلهَا إِنِّي وقفت بَين يَدي الله تَعَالَى فَقَالَ لي يَا عبيد الله كم تذرعت فِي القَوْل عبَادي قلت يَا رب إِنَّهُم حاولوا دينك قَالَ صدقت ثمَّ أُتِي بطاهر الخلقاني فاستعديت عَلَيْهِ إِلَى رَبِّي فَضرب الْحَد مائَة ثمَّ أَمر بِهِ إِلَى الْحَبْس ثمَّ قَالَ ألْحقُوا عبيد الله) بِأَصْحَابِهِ بِأبي عبد الله وَأبي عبد الله وَأبي عبد الله سُفْيَان الثَّوْريّ وَمَالك وَأحمد بن حَنْبَل وَرَوَاهَا عَن ابْن دارة عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم أيضاَ توفّي فِي آخر يَوْم من السّنة الْمَذْكُورَة 3 - (ابْن الْقشيرِي) عبيد الله بن عبد الْكَرِيم بن هوَازن بن عبد الْملك بن طَلْحَة بن مَنْصُور أَبُو الْفَتْح الْقشيرِي ابْن الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم النَّيْسَابُورِي كَانَ فَاضلا كثير الْعِبَادَة لَهُ مصنفات فِي علم الطَّرِيقَة سكن أسفرايين إِلَى أَن توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس ماية وَسمع من وَالِده وَمن عبد الغافر الْفَارِسِي وَعمر بن أَحْمد بن مسرور وَسَعِيد بن مُحَمَّد البحتري وَغَيرهم وَحدث وروى عَنهُ أهل بَلَده 3 - (أَبُو عَليّ الْحَنَفِيّ) عبيد الله بن عبد الْمجِيد أَبُو عَليّ الْحَنَفِيّ أَخُو أَبُو بكر وَلَهُمَا أَخَوان قَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره لَيْسَ بِهِ بَأْس وَتُوفِّي سنة تسع ومايتين

أبو محمد

وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد) عبيد الله بن عبد الْمجِيد بن شيران بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد ابْن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم من أهل خوزستان كَاتب أديب عَالم زكي النَّفس لَهُ تَارِيخ يدل على غزارة علمه أَجَاد فِي جمعه وَكَانَ شِيعِيًّا وَكَانَ أَبوهُ أَبُو الْقَاسِم من أهل الْعلم أَيْضا 3 - (ابْن الْخِيَار) عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحدَّث عَن عمر وَعلي وَعُثْمَان وَكَعب الأخيار وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (الدَّاودِيّ الْمصْرِيّ) عبيد الله بن عَليّ بن عبيد الله بن دَاوُد أَبُو الْقَاسِم الدَّاودِيّ الْمصْرِيّ القَاضِي شيخ أهل) الظَّاهِر فِي عصره توفّي سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث ماية 3 - (قَاضِي الْقُضَاة الخطيبي) عبيد الله بن عَليّ بن عبيد الله الخطيبي أَبُو إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْحسن الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الملقب بقاضي الْقُضَاة ابْن قَاضِي الْقُضَاة الإصبهاني من بَيت الْقُضَاة والرئاسة والخطابة والتقدم قتل يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس ماية قَتله بعض الْمَلَاحِدَة ومولده سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبع ماية

ابن المارستانية

3 - (ابْن المارستانية) عبيد الله بن عَليّ بن نصر بن حمرَة بن عَليّ بن عبيد الله أَبُو بكر ابْن أبي الْفرج التَّيْمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المارستانية هَكَذَا كَانَ يذكر نسبه ويوصله إِلَى أبي بكر الصّديق قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَرَأَيْت الْمَشَايِخ الثِّقَات من أَصْحَاب الحَدِيث وَغَيرهم يُنكرُونَ نسبه هَذَا وَيَقُولُونَ إِن أَبَاهُ وَأمه كَانَا يخدمان المرضى بالمارستان وَكَانَ أَبوهُ مَشْهُورا بفريج تَصْغِير أبي الْفرج عامياً لَا يفهم شَيْئا وَأَنه سُئِلَ عَن نسبه فَلم يعرفهُ ثمَّ إِنَّه ادّعى لأمه نسبا إِلَى قحطان وَادّعى لِأَبِيهِ سَمَاعا من أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي وسَمعه مِنْهُ وَكَذَلِكَ ادّعى لنَفسِهِ سَمَاعا من أبي الْفضل مُحَمَّد بن عمر الأرموي وكل ذَلِك بَاطِل وَكَانَ قد طلب الْعلم فِي صباه وتفقه لِابْنِ حَنْبَل وَسمع كثيرا وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول وَلم يقنع بذلك حَتَّى ادّعى السماع مِمَّن لم يُدْرِكهُ واختلق طباقاً على الْكتب بخطوط مَجْهُولَة وَجمع مجموعات من التواريخ وأخبار النَّاس من نظر فِيهَا ظهر لَهُ كذبة وقحته وتهوره مَا كَانَ مخفياً عَنهُ وَقَرَأَ كثيرا من الطِّبّ والمنطق والفلسفة وَكَانَت بَينه وَبَين عبيد الله بن يُونُس صداقة فَلَمَّا أفضت إِلَيْهِ الوزارة اخْتصَّ بِهِ وَقَوي جاهه وَبنى دَارا بدرب الشاكرية وسماها دَار الْعلم وَجعل فِيهَا خزانَة كتب أوقفها على طلاب الْعلم وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر يقْرَأ فِيهَا الحدي يَوْم الْجُمُعَة ويحضره النَّاس ورتب نَاظرا على المارستان العضدي فَلم تحمد سيرته وَقبض عَلَيْهِ وسجن فِي المارستان مُدَّة مَعَ المجانين مسلسلاً وبيعت دَار الْعلم بِمَا فِيهَا ثمَّ أطلق بعد مُدَّة وَبَقِي يطب النَّاس وصادف قبولاً فأثرى وَعَاد إِلَى حَال حَسَنَة وَحصل كتبا كَثِيرَة ثمَّ ندب إِلَى الرسلية من الدِّيوَان إِلَى تفليس وخلع عَلَيْهِ خلعة سَوْدَاء وقميص وعمامة وطرحة) وَأعْطِي سَيْفا ومركوباً وَتوجه إِلَى إيلدكز فأدركه أَجله هُنَاكَ سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية وَمن شعره (أفردتني بالهموم ... ذَات دلّ ونعيم) (أودعت قلبِي سقاماً ... والحشا نَار الْجَحِيم)

الصارم ابن الغيران

(لَيْسَ لي شغل سواهَا ... من خَلِيل وحميم) (هِيَ دَاء للمعافى ... ودواء للسقيم) (شغلت قلبِي بِأَمْر ... مقْعد فِيهَا مُقيم) قَالَ ياقوت وعني بِجمع تَارِيخ بَغْدَاد أزرى فِيهِ على الْخَطِيب وَسَماهُ كتاب ديوَان الْإِسْلَام الْأَعْظَم قسمه ثَلَاث ماية وَسِتِّينَ كتابا فِي كل كتاب أَسمَاء تتوافق أنسابها وَطول فِي ذَلِك وَله كتاب تَارِيخ الْحَوَادِث لم يتم وَكتاب فِي الصِّفَات وَغير ذَلِك وجده حمرَة بِالْحَاء وَسُكُون الرَّاء وَفِيه يَقُول أَبُو جَعْفَر ابْن الواثقي (دع الْأَنْسَاب لَا تعرض ليتم ... فَأَيْنَ الهجن من ولد الصميم) (لقد أَصبَحت فِي تيم دعياً ... كدعوى حيص بيص إِلَى تَمِيم) وَقد بَالغ ابْن الدبيثي فِي الطعْن عَلَيْهِ وَزَاد فِي غلوه فِيهِ وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال 3 - (الصارم ابْن الغيران) عبيد الله بن عَليّ بن عقيل بن أَحْمد بن عَليّ الْعَبْدي صارم الدّين الغيران من الْحلَّة السيفية أَخُو الْحسن بن عَليّ الملقب بالهمام سكن الشَّام مُدَّة وَكَانَ يمدح مُلُوكهَا وأعيانها يُقَال إِنَّه كَانَ يسرق شعر أَخِيه الْهمام ويمدح بِهِ النَّاس توفّي بحلب سنة سِتّ أَو سبع وست ماية وَمن شعره (كم برسوم لعلع ... من البدور الطّلع) (يمنعن أقمار السما ... فِي الدجى عَن مطلع) (نواعم رواتع ... أكْرم بهَا من رتع)

ابن غلنده

(كل رداح كالقضيب ... سهلة الْمقنع) ) (تصمي الْقُلُوب بسهام ... من خلال البرقع) (صَحِيحَة لَا تأتلي ... عَن قلبِي المصدغ) (واحر قلبِي لبرود ... رِيقهَا الممنع) (وآه من ذكر لييلات ... الْحمى والأجرع) (لهفي على تَفْرِيق ... طيب شملي الْمجمع) (وَمَا خلا بذلك ... المصطاف والمرتبع) (منَازِل غَيرهَا ... مر الرِّيَاح الْأَرْبَع) (واستبدلت بعد الأنيس ... بالغراب الأبقع) قلت شعر جيد سهل 3 - (ابْن غلنده) عبيد الله بن عَليّ بن غلندة بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَكسر اللَّام وَسُكُون النُّون وَضم الدَّال الْمُهْملَة وَبعدهَا هَاء أَبُو الحكم الْكَاتِب السَّرقسْطِي سكن إشبيلية وَتُوفِّي بمراكش سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَقد أسن وَكَانَ يُشَارك فِي فنون من الطِّبّ وَالْأَدب وَغير ذَلِك مَعَ الْخط البارع والإتقان لكل مَا يحاول وَمن شعره (يَا خير من علق الْفُؤَاد بحبه ... وَأجل من يسمو إِلَيْهِ النَّاظر) (عجبا لِأَنَّك ملْء عَيْنك نَائِم ... وَأَنا كَمَا يخْتَار ضدك ساهر) وَمِنْه (آه والبين قد أجد بصحبي ... لَو أَفَادَ العزاء تكرارها) (يَا لواة الدُّيُون من غير عسر ... إِن مطل الْغَنِيّ ظلم تناهى) وَمِنْه (تكْثر من الإخوان للدهر عدَّة ... فكثرة در العقد من شرف العقد) (وَعظم صَغِير الْقَوْم وابدأ بِحقِّهِ ... فَمن خنصري كفيك تبدأ بِالْعقدِ)

ابن زنين

وَمِنْه وَهُوَ بديع الْمَعْنى (لَا تأمنن ضَرَر الوضيع إِذا غَدا ... مُتَمَكنًا مِمَّن نهى أَو من أَمر) ) (أَو مَا ترى مخروط ظلّ الأر ... ض عِنْد تقَابل القمرين يكسف بالقمر) 3 - (ابْن زنين) عبيد الله بن عَليّ بن عبيد الله بن زنين الرقي أَبُو الْقَاسِم سكن بَغْدَاد وَتُوفِّي سنة خمسين وَأَرْبع ماية كَانَ من الْعلمَاء بالنحو وَالْأَدب واللغة والفرائض وَكَانَ صَدُوقًا أَخذ الْأَدَب عَن الربعِي والمعري وَله كتاب فِي القوافي وَكَانَ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ يسْأَله وَيَقُول لَهُ قدر أَنه سَأَلَك بعض الصّبيان وَلَا تقل سَأَلَني عَنْهَا أَبُو إِسْحَاق 3 - (ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر) عبيد اله بن عمر بن الْخطاب ولد فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقتل مَعَ مُعَاوِيَة يَوْم صفّين سنة سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا حفظ لَهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا رِوَايَة وَكَانَ من أنجاد قُرَيْش وفرسانهم وَهُوَ الْقَائِل (أَنا عبيد الله ينميني عمر ... خير قُرَيْش من مضى وَمن غير) حاشى نب الله وَالشَّيْخ الْأَغَر ورثاه أَبُو زبيد الطَّائِي ورثاه أَيْضا كَعْب بن جعيل وهجاه الصلتان الْعَبْدي وَلما قتل حمل على بغل فَذكر أَن يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ خطتا الأَرْض من فَوق الْبَغْل وروى ابْن وهب عَن السّري بن يحيى عَن الْحسن بن عبيد الله قتل الهرمزان بعد أَن أسلم وَعَفا عَنهُ عُثْمَان فَلَمَّا ولي عَليّ خشيه على نَفسه فهرب إِلَى مُعَاوِيَة وَقيل لعَلي هَذَا عبيد الله بن عمر عَلَيْهِ جُبَّة خَز وَفِي يَده سواك يَقُول سَيعْلَمُ غَدا عَليّ إِذا الْتَقَيْنَا فَقَالَ عَليّ دَعوه فَإِنَّمَا دَمه دم عُصْفُور 3 - (ابْن الْخطاب الْمدنِي) عبيد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب الإِمَام الثبت الْمدنِي أحد عُلَمَاء الْمَدِينَة توفّي فِي حُدُود الْخمسين وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة

ابن وهب الرقي

3 - (ابْن وهب الرقي) عبيد الله بن عمر أَبُو وهب الرقي عَالم أهل الجزيرة قَالَ ابْن سعد كَانَ ثِقَة وَرُبمَا أَخطَأ وَلم يكن أحد ينازعه فِي الْفَتْوَى مولده سنة إِحْدَى وماية ووفاته سنة ثَمَانِينَ وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة) 3 - (الْحَافِظ القواريري) عبيد الله بن عمر القواريري الْبَصْرِيّ الْحَافِظ سمع الْكِبَار وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَأَبُو زرْعَة وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَصَالح جزرة وَكتب عَنهُ أَحْمد وَابْن معِين والقدماء قَالَ ابْن معِين ثِقَة قَالَ لم تكد تفوتني صَلَاة الْعَتَمَة فِي جمَاعَة فشغلت لَيْلَة بضيف فَخرجت أطلب الصَّلَاة فِي قبائل الْبَصْرَة فَإِذا النَّاس قد صلوا فَقل فِي نَفسِي روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ صَلَاة الْجمع تفضل على صَلَاة الْفَذ إِحْدَى وَعشْرين دَرَجَة وَرُوِيَ خمْسا وَعشْرين وَرُوِيَ سبعا وَعشْرين فَانْقَلَبت إِلَى منزلي فَصليت الْعَتَمَة سبعا وَعشْرين مرّة ثمَّ رقدت فرأيتني مَعَ قوم راكبين أفراساً وَأَنا رَاكب فرسا كأفراسهم وَنحن نتجارى وأفراسهم تسبق فرسي فَجعلت أضربه لألحقهم فَالْتَفت إِلَيّ آخِرهم وَقَالَ لَا تجهد فرسك فلست بلاحقنا فَقلت وَلم فَقَالَ لِأَنَّك لم تصل الْعَتَمَة جمَاعَة توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ ومايتين وَله أرع وَثَمَانُونَ سنة 3 - (عبيد الله الْفَقِيه الشَّافِعِي) عبيد الله بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الْقَيْسِي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي وَيعرف بعبيد الْفَقِيه نزيل قرطبة كَانَ عَالما بالأصول وَالْفُرُوع إِمَامًا فِي القراآت والفرائض وَقد ضعفه بَعضهم بِرِوَايَة مَا لم يسمع عَن بعض الدمشقيين وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَثَلَاث ماية

الحضرمي الإشبيلي

3 - (الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي) عبيد الله بن عمر بن هِشَام أَبُو مُحَمَّد أَبُو مَرْوَان الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي أحكم الْعَرَبيَّة وَكَانَ شَاعِرًا فَاضلا جوالاً تصدر بمراكش للإقراء ثمَّ إِنَّه سكن مرسية وخطب بهَا وَله تصانيف مِنْهَا الإفصاح فِي اخْتِصَار الْمِصْبَاح وَشرح مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد وَله كتاب قِرَاءَة نَافِع وَتُوفِّي سنة خمسين وَخمْس ماية 3 - (شَيْطَان الطاق) عبيد الله بن الْفضل شَيْطَان الطاق الْمُتَكَلّم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَلَاث ماية وَهُوَ غير شَيْطَان الطاق الأول ذَاك تقدم 3 - (ابْن قيس الرقيات) ) عبيد الله بن قيس الرقيات العامري الْحِجَازِي أحد الشُّعَرَاء المجيدين قيل لِأَبِيهِ قيس الرقيات لِأَن لَهُ عدَّة جدات كُلهنَّ يسمين رقية توفّي عبيد الله فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَيُقَال إِن أَبَاهُ شَبَّبَ بِثَلَاث نسْوَة يسميهن جَمِيعًا رقية كَانَ قد خرج مَعَ مُصعب بن الزبير حَيْثُ بلغه شخوص عبد الْملك بن مَرْوَان إِلَيْهِ فَلَمَّا رأى مُصعب معالم الْغدر مِمَّن مَعَه دَعَا ابْن الرقيات ودعا بِمَال ومناطق فَمَلَأ المناطق من ذَلِك وَألبسهُ مِنْهَا وَقَالَ لَهُ انْطلق حَيْثُ شِئْت فَقَالَ وَالله لَا أريم حَتَّى آتِي سبيليك فَأَقَامَ مَعَه حَتَّى قتل ثمَّ إِنَّه أَتَى الْكُوفَة واختفى بهَا سنة ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى الْمَدِينَة وأتى عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب وَقَالَ جِئْت عائذاً بك فَكتب لَهُ إِلَى أم الْبَنِينَ زوج عبد الْملك بن مَرْوَان وَكتب إِلَى أَبِيهَا عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان يسألهما الشَّفَاعَة لِعبيد الله بن قيس الرقيات فشفعت لَهُ وآمنه وَأدْخلهُ عَلَيْهِ بعد تَكَامل النَّاس فِي مجَالِسهمْ فَقَالَ يَا أهل الشَّام أتعرفون هَذَا فَقَالُوا لَا قَالَ هُوَ عبيد الله بن قيس الرقيات الَّذِي يَقُول (كَيفَ نومي على الْفراش وَلما ... تَشْمَل الشَّام غَارة شعواء) (تذهل الشَّيْخ عَن بنيه وتبدي ... عَن خدام العقيلة الْعَذْرَاء)

فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إسقنا دم هَذَا الْمُنَافِق قَالَ الْآن وَقد آمنته وَصَارَ فِي منزلي وعَلى بساطي فاستأذنه فِي الْإِنْشَاء فَأذن لَهُ فأنشده (عَاد لَهُ من كَثِيرَة الطَّرب ... فعينه بالدموع تنسكب) (كوفية نازح محلتها ... لَا أُمَم دارها وَلَا صقب) (وَالله مَا إِن صبَّتْ إِلَيّ وَلَا ... يعرف بيني وَبَينهَا سبّ) (إِلَّا الَّذِي أورثت كَثِيرَة فِي ال ... قلب وللحب سُورَة عجب) حَتَّى قَالَ فِيهَا (إِن الْأَغَر الَّذِي أَبوهُ أَبُو ال ... عاصي عَلَيْهِ الْوَقار والحجب) (يعتدل التَّاج فَوق مفرقه ... على جبين كَأَنَّهُ الذَّهَب) فَقَالَ لَهُ عبد الْملك يَا ابْن قيس تمدحني بالتاج كَأَنِّي من الْعَجم وَتقول فِي مُصعب (إِنَّمَا مُصعب شهَاب من الله ... تجلت عَن وَجهه الظلماء) ) (ملكه ملك عزة لَيْسَ فِيهِ ... جبروت مِنْهُ وَلَا كبرياء) أما الْأمان فقد سبق لَك وَلَكِن وَالله لَا تَأْخُذ مَعَ الْمُسلمين عَطاء أبدا فَعَاد ابْن قيس إِلَى عبد الله بن جَعْفَر وَقَالَ لَهُ وَمَا يَنْفَعنِي أماني تركت حَيا كميت لَا آخذ عَطاء فَقَالَ لَهُ عبد الله كم سنك قَالَ سِتُّونَ سنة قَالَ فعمر نَفسك فَقَالَ عشْرين سنة أُخْرَى قَالَ كم عطاؤك قَالَ أَلفَانِ فَأمر لَهُ عبد الله بِأَرْبَعِينَ ألفا وَقَالَ ذَلِك عَليّ حَتَّى تَمُوت على تعميرك نَفسك فَقَالَ يمدحه (تقدت بِي الشَّهْبَاء نَحْو ابْن جَعْفَر ... سَوَاء عَلَيْهَا لَيْلهَا ونهارها) (تزور امْرَءًا قد يعلم الله أَنه ... تجود لَهُ كف قَلِيل غرارها) (أَتَيْنَاك نثني بِالَّذِي أَنْت أَهله ... عَلَيْك كَمَا أثنى على الرَّوْض جارها) (وَوَاللَّه لَوْلَا أَن تزور ابْن جَعْفَر ... لَكَانَ قَلِيلا فِي دمشق قَرَارهَا) (إِذا مت لم يُوصل صديق وَلم ... يقم طَرِيق من الْمَعْرُوف أَنْت منارها) (ذكرتك أَن فاض الْفُرَات بأرضنا ... وفاض بِأَعْلَى الرقمتين بحارها) (وَعِنْدِي مِمَّا خول الله هجمة ... عطاؤك مِنْهَا شولها وعشارها) (مباركة كَانَت عَطاء مبارك ... تمانح كبراها وتنمي صغارها)

حفيد البيهقي

قلت وَقَوله تذهل الشَّيْخ عَن بنيه وتبدي الْبَيْت وَهُوَ من عويص النَّحْو وَمِمَّا يمْتَحن بإعرابه وَذَلِكَ أَنه لم يجر العقيلة بِإِضَافَة خدام إِلَيْهَا وَلَا جر الْعَذْرَاء على أَنَّهَا صفة للعقيلة وَإِنَّمَا رفعهما وَوجه إعرابه إِن الشَّاعِر حذف التَّنْوِين من خدام وَهُوَ منون مجرور والعقيلة الْعَذْرَاء فَاعل تبدي وَتَقْدِيره وتبدي العقيلة الْعَذْرَاء عَن خدام وَهُوَ الخلخال وَإِنَّمَا حذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين بَينه وَبَين لَام العقيلة وَمثله مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ (فَأَلْفَيْته غير مستعتب ... وَلَا ذَاكر الله إِلَّا قَلِيلا) فجر الرَّاء وَنصب الْجَلالَة لِأَنَّهُ مفعول ذَاكر الَّذِي هُوَ اسْم فَاعل من الذّكر فَحذف التَّنْوِين لالقتاء الساكنين وَمثله قَول الآخر (عَمْرو الَّذِي هشم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ ... وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف) أَرَادَ عَمْرو الَّذِي بتنوين الرَّاء من عَمْرو فَحَذفهُ لالتقاء الساكنين وَمثله قَول الشَّاعِر (فلست بآتيه وَلَا أستطيعه ... ولاك اسْقِنِي إِن كَانَ ماؤك ذَا فضل) ) يُرِيد وَلَكِن اسْقِنِي فَحذف النُّون لالقتاء الساكنين 3 - (حفيد الْبَيْهَقِيّ) عبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُوسَى أَبُو الْحسن ابْن أبي عبد الله ابْن أبي بكر الْبَيْهَقِيّ كَانَ جده من أَئِمَّة الحَدِيث الْأَعْلَام وَتقدم ذكره وَهَذَا أَبُو الْحسن لم يعرف شَيْئا وَلكنه سمع كثيرا من جده من مصنفاته وَسمع من أبي سعد أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمُقْرِئ وَأبي يعلى إِسْحَاق ابْن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي وَغَيرهمَا وَكَانَ يتغالى فِي الْإِجَازَة وَيَقُول مَا أُجِيز إِلَّا بطسوج مولده سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخمْس ماية 3 - (ابْن جرو الْأَسدي) عبيد الله بن مُحَمَّد بن جرو الْأَسدي أَبُو الْقَاسِم

أبو القاسم ابن الفراء الحنبلي

النَّحْوِيّ الْموصِلِي سكن بَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي عبيد الله بن مُحَمَّد بن عمرَان المرزباني وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي سعيد السيرافي وَأبي عَليّ الْفَارِسِي وَأبي الْحسن الرماني وَأبي بكر ابْن الْخراج وَغَيرهم وَكَانَ حسن الْخط صَحِيح النَّقْل جيد الضَّبْط وَله مصنفات فِي عُلُوم الْقُرْآن وَالْعرُوض والقوافي وَكَانَ معتزلياً توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث ماية وَله الموضح فِي الْعرُوض وجوده والمفصح فِي القوافي والأمدفي فِي عُلُوم الْقُرْآن التمس عضد الدولة من أبي عَليّ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِ يكون يجمع بَين الْقِرَاءَة والعربية فأحضر لَهُ ابْن جرو فصلى بِهِ فَلَمَّا كَانَ من الْغَد سَأَلَ أَبُو عَليّ عضد الدولة عَنهُ فَقَالَ هُوَ كَمَا وصفت إِلَّا أَنه لَا يُقيم الرَّاء فَقَالَ هِيَ عَادَة لساني لَا أَسْتَطِيع تغييراها فَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ ضع ذُبَابَة الْقَلَم تَحت لسَانك لترفعه بهَا وَأكْثر نع ذَلِك ترديد اللَّفْظ بالراء فَفعل فاستقامت لَهُ وَلَا شُبْهَة أَن الْغَيْن حرف حلقي لَا عمل للسان فِيهِ وَالرَّاء من حُرُوف اللِّسَان وَله فِيهِ عمل فَمن نطق بالغين مَكَان الرَّاء لم يكن للسان فِيهِ عمل بل هُوَ قار فِي مَحَله والحرف الحلقي مَنْطُوق بِهِ مَعَ اللِّسَان فَإِذا رَفعه بِطرف الْقَلَم أَو غَيره جعل للسان عملا فِيهِ فَبَطل أَن يكون حلقياً وَقد حُكيَ أَن أَبَا إِسْحَاق الزّجاج كَانَ بِهَذِهِ الصّفة رأراء قلت وَقد رَأَيْت أَنا الْخَطِيب كَمَال الدّين مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي خطيب صفد لما كَانَ صَغِيرا وَهُوَ بِهَذِهِ الْحَالة يلثغ بالراء فَكَانَ وَالِده رَحمَه الله يلْزمه أَن يَقُول شربه بتحريك الرَّاء ويكرر عَلَيْهَا فَفعل ذَلِك فاستقام) لِسَانه وَهُوَ الْيَوْم من الفصحاء لَا أعرف فِي الخطباء مثله فصاحة وَمن شعر ابْن جرو الْأَسدي (قطعت من السنين مدى طَويلا ... وَلم تعرف عَدوك من صديقك) (فسرت على الْغرُور وَلست تَدْرِي ... أماء أم سراب فِي طريقك) 3 - (أَبُو الْقَاسِم ابْن الْفراء الْحَنْبَلِيّ) عبيد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف الْفراء أَبُو الْقَاسِم ابْن القَاضِي أبي يعلى الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ أَخُو أبي الْحُسَيْن وَأبي حَازِم مُحَمَّد وَمُحَمّد بني أبي يعلى وَكَانَ أكبر أَوْلَاد أَبِيه قَرَأَ بالروايات على أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الْخياط وَأبي عَليّ الْحسن بن أَحْمد بن الْبناء وَأبي الْخطاب أَحْمد ابْن عَليّ الصُّوفِي وَغَيرهم وَقَرَأَ الْفِقْه على وَالِده ثمَّ على الشريف أبي جَعْفَر ابْن أبي مُوسَى وعلق عَنْهُمَا مسَائِل الْخلاف وسافر إِلَى آمد وَقَرَأَ بهَا على أبي الْحسن الْبَغْدَادِيّ تلميذ وَالِده وَسمع

كمال الدين ابن رئيس الرؤساء

الْكثير بِبَغْدَاد وَصَحب الْخَطِيب أَبَا بكر وَأَبا عبد الله الصُّورِي وَقيل إِنَّه لم يدْرك الصُّورِي وَنقل عَنْهُمَا معرفَة الحَدِيث وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَمَات شَابًّا طَربا لم يبلغ الثَّلَاثِينَ وَتُوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية فِي طَرِيق الْحَج 3 - (كَمَال الدّين ابْن رَئِيس الرؤساء) عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن عَليّ بن الْحسن ابْن الْمسلمَة أَبُو الْفضل ابْن الْوَزير أبي الْفرج الْمَعْرُوف بِابْن رَئِيس الرؤساء كَانَ يلقب بِكَمَال الدّين كَانَ وَالِده يتَوَلَّى الْأُسْتَاذ دارية فَلَمَّا ولي الوزارة ولي كَمَال الدّين الْأُسْتَاذ دارية وَكَانَ فِيهِ شدَّة وجفاء وصرامة وبطش وَسُوء سيرة وَلم يكن فِي بَيته أَسْوَأ طَريقَة مِنْهُ قَالَ محب الدّين ابْن النجار رَأَيْت النَّاس مُجْتَمعين على ذمه وَكَانَ أديباً يَقُول الشّعْر وَتُوفِّي شَابًّا سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس ماية وَمن شعره (وأهيف معسول الفكاهة واللمى ... مليح التثني وَالشَّمَائِل وَالْقد) (بِهِ ري عَيْني وَهُوَ ظام إِلَى دمي ... وخدي لَهُ ورد من خَدّه وردي) 3 - (أَبُو إِبْرَاهِيم الخجندي) عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن ثَابت الخجندي أَبُو إِبْرَاهِيم كَمَال الْإِسْلَام) الإصبهاني أَخُو عبد اللَّطِيف كَانَ فَقِيها فَاضلا وأديباً كَامِلا سمع الْكثير وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَقدم بَغْدَاد مَرَّات وَحدث وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَقد تقدم ذكر أَخِيه عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد وَذكر جده وَذكر وَالِد جده فِي المحمدين وَمن شعره فِي أبي مُوسَى الْحَافِظ وَقد دفن زَوجته (إِمَام غَدا فَردا فاصبح مُفردا ... عَن الْأَهْل فِي خفض الزَّمَان وَرَفعه) (أحب الْإِلَه الْوتر وَهُوَ حَبِيبه ... فصيره وترا شَفِيعًا لشفعه) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْمَذْهَب) عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن تَوْبَة الْمَذْهَب أَبُو الْقَاسِم الأديب روى عَنهُ أَبُو الْحسن ابْن عبد السَّلَام وَأَبُو الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي

أبو الحسين الإشبيلي

وَمن شعره (مَا زلت أبدل نَفسِي فِي مودته ... وَكلما ازددت حبا زادني ضجرا) (حَتَّى إِذا استأنست عَيْني بِرُؤْيَتِهِ ... ورمت أَشْكُو إِلَيْهِ صده نَفرا) (تركته واتخذت الصَّبْر مدرعاً ... فَمَا أُبَالِي أعَاد الْوَصْل أم هجرا) (فَعَاد يطْلب حبا كَانَ يعهده ... عِنْدِي فَلم ير فِي قلبِي لَهُ أثرا) 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الإشبيلي) عبيد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْحُسَيْن السكونِي الإشبيلي هُوَ ابْن عَم الْهَيْثَم بن أَحْمد الشَّاعِر وَكَانَ أَبُو الْحُسَيْن أَعور هجاء من شعره (كَيفَ النجَاة وقلبي بَين أشراك ... من مقلتي مستطيل اللحظ فتاك) (شاكي السِّلَاح وَلم يحمل مثقفة ... غير الجفون وَلَكِن يَا لَهُ شاكي) (تَشْكُو معاطفه من ثقل مِئْزَره ... وَيَا بلائي من المشكو والشاكي) (سحقاً لوجه ابْن أدهم ... فَإِنَّهُ يجلب الْهم) (وَمَا استبان لخلق ... إِلَّا اشْتَكَى وتألم) (وَجه يرى الشؤم فِيهِ ... يكَاد أَن يتَكَلَّم) وَمن شعره وَقد تنَاول من يَد معذر الْأَشْعَار السِّتَّة فَأول مَا وَقعت غينه على قصيدة امْرِئ) الْقَيْس (وَذي صلف خطّ العذار بخده ... كخط زبور فِي عسيب يمَان) (فَقلت لَهُ مستفهماً كنه حَاله ... لمن طلل أبصرته فشجاني) (فَقَالَ وَلم يملك عزاء لنَفسِهِ ... تمتّع من الدُّنْيَا فَإنَّك فان) (فَمَا كَانَ إِلَّا بُرْهَة إِذْ رَأَيْته ... كتيس ظباء الخلب الْعدوان) 3 - (ابْن عَائِشَة) عبيد الله بن مُحَمَّد بن حَفْص بن عمر بن مُوسَى أَبُو

قاضي فارس القصري

عبد الرَّحْمَن الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبَصْرِيّ الأخباري الْمَعْرُوف بِابْن عَائِشَة وبالعيشي لِأَنَّهُ من ولد عَائِشَة بنت طَلْحَة روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وروى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَأحمد ابْن حَنْبَل وَأَبُو زرْعَة وَابْن أبي الدُّنْيَا قَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ طلاباً للْحَدِيث عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ وَأَيَّام النَّاس لَوْلَا مَا أفسد نَفْيه وَهُوَ صَدُوق قذف بِالْقدرِ وَكَانَ بَرِيئًا مِنْهُ وَكَانَ من سَادَات الْبَصْرَة انفق على إخوانه أَربع ماية ألف دِينَار فِي الله حَتَّى بَاعَ سقف بَيته وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين ومايتين وَكَانَ قد سمع حَمَّاد بن سَلمَة وَغَيره خلقا كثيرا وَكَانَ تِسْعَة آلَاف حَدِيث قَالَ المرزباني وَمن أخباره المستحسنة أَنه قدم بَغْدَاد ليرْفَع كتابا إِلَى المعتصم يسْأَله أَن يرد صدقَات الْبَصْرَة على أَهلهَا الْفُقَرَاء فَاسْتَكْثر المعتصم ذَلِك وَلم يجبهُ وَأمر لَهُ بِمَال كَبِير يُقَارب الْمِائَة ألف دِرْهَم فَأبى أَن يقبله وَقَالَ لم أجىء أسَال لنَفْسي وَانْصَرف إِلَى الْبَصْرَة وَجَاء إِلَيْهِ أَعْرَابِي يسْأَله شَيْئا فَقيل لَهُ ابْن عَائِشَة فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل إِن عَلَيْهِ دينا فَلَمَّا خرج ابْن عَائِشَة قَالَ لَهُ الْأَعرَابِي قد أخبروني يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن بعذرك وَلَكِن مثلي وَمثلك كَمَا قَالَ من هُوَ قبلي (وَقد أنبيت أَن عَلَيْك دينا ... فزد رقم دينك واقض ديني) فَأمر لَهُ بدنينيرات وَمن كَلَامه جزعك فِي مُصِيبَة صَاحبك أحسن من صبرك وصبرك فِي مصيبتك أحسن من جزعك وَدخل الْبَصْرَة أَعْرَابِي فَسَأَلَ عَن الأجواد فَقيل لَهُ إِن عَلَيْهِ دينا وَقد جلس فِي دَاره فجَاء إِلَى حَاجِبه وَمَعَهُ رقْعَة فَقَالَ أوصل هَذِه إِلَى عبد الرَّحْمَن فأوصلها وفيهَا مَكْتُوب (إِذا كَانَ الْجواد لَهُ حجاب ... فَمَا فضل الْجواد على الْبَخِيل) فقرأها ابْن عَائِشَة وَكتب تَحت ذَلِك) (إِذا كَانَ الْجواد عديم مَال ... وَلم يعْذر تعلل بالحجاب) 3 - (قَاضِي فَارس القصري) عبيد الله ابْن مُحَمَّد ابْن أبي بردة أَبُو مُحَمَّد القصري من قصر الزَّيْت بِالْبَصْرَةِ قَاضِي فَارس نحوي لغَوِيّ معتزلي لَهُ كتاب الِانْتِصَار لسيبويه على أبي الْعَبَّاس

أبو القاسم اليزيدي

3 - (أَبُو الْقَاسِم اليزيدي) عبيد الله بن مُحَمَّد ابْن أبي مُحَمَّد اليزيدي أَبُو الْقَاسِم مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ ومايتين سمع عبد الرَّحْمَن ابْن أخي الْأَصْمَعِي وروى عَن جده أبي مُحَمَّد يحيى اليزيدي عَن أبي عَمْرو ابْن الْعَلَاء قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزجاجي أَنْشدني أَبُو عبد الله اليزيدي لِعَمِّهِ عبيد الله ابْن مُحَمَّد اليزيدي (قد ضقت ذرعاً بك مستصلحاً ... وَأَنت مزور عَن الْوَاجِب) (من لي بِأَن تعقل حَتَّى ترى ... كم لَك فِي الْعَالم من عائب) 3 - (الجُمَحِي الأديب) عبيد الله بن مُحَمَّد بن صَفْوَان الجُمَحِي أحد الْفُضَلَاء الأدباء ولاه الْمَنْصُور قَضَاء الْعرَاق وَصَرفه الْمهْدي لما ولي الْخلَافَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وماية 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الأندلسي) عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمذْحِجِي أَبُو الْحُسَيْن الأندلسي قَرَأَ الْقرَاءَات والطب وَالْأَدب وعني بلقاء الشُّيُوخ المقرئين والأطباء والمحدثين وَكَانَ ناظماً ناثراً ماهرا فِي الطِّبّ وَأَبوهُ وأجداده أطباء وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست ماية وَمن شعره 3 - (أَبُو مُحَمَّد اللّغَوِيّ) عبيد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شاهمردان أَبُو مُحَمَّد قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء لَا أعرف من حَاله شَيْئا إِلَّا أَنِّي وجدت لَهُ كتابا فِي اللُّغَة سَمَّاهُ حدائق الْأَدَب 3 - (أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ الْأَزْدِيّ) عبيد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأَزْدِيّ أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ) قَالَ الْخَطِيب مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَلَاث ماية وَحدث عَن مُحَمَّد ابْن الجهم السمري بِكِتَاب الْمعَانِي للفراء وَعَن مُسلم بن عِيسَى الصفار

ابن بطة

وَابْن أبي الدُّنْيَا وَابْن قُتَيْبَة روى عَنهُ الْمعَافي بن زَكَرِيَّاء الْجريرِي وَإِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد الطَّبَرِيّ وَغَيرهمَا حَدثنَا عَنهُ ابْن رزقويه قَالَ وَسَأَلت أَبَا يعلى مُحَمَّد ابْن السراج عَنهُ فَقَالَ ضَعِيف لَهُ كتاب الِاخْتِلَاف كتاب النُّطْق 3 - (ابْن بطة) عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمدَان الإِمَام الْقدْوَة أَبُو عبد الله ابْن بطة العكبري الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ سمع أَبَا الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأَبا صاعد وَأَبا ذَر ابْن الباغندي وَأَبا بكر ابْن زِيَاد وَإِسْمَاعِيل الْوراق والمحاملي وَمُحَمّد بن مخلد وَأَبا طَالب أَحْمد بن نصر الْحَافِظ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن ثَابت العكبري ورحل فِي الكهولة وَسمع بِدِمَشْق على ابْن أبي الْعقب وبحمص أَحْمد بن حميد وَآخَرين وروى عَنهُ أَبُو نعيم الْحَافِظ وَأَبُو الْفَتْح ابْن أبي الفوارس وَأَبُو الْقَاسِم عبيد الله الْأَزْهَرِي وَعبد الْعَزِيز الْأَزجيّ وَأحمد بن مُحَمَّد العتيقي وَأَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي وَأَبُو إِسْحَاق الْبَرْمَكِي وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى السَّعْدِيّ نزيل مصر وَآخَرُونَ وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد ابْن السّري روى عَنهُ كتاب الْإِنَابَة الْكُبْرَى تأليفه قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْجَوْهَرِي سَمِعت أخي الْحُسَيْن يَقُول رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْمَنَام فَقلت يَا رَسُول الله قد اخْتلفت عَليّ الْمذَاهب فَقَالَ عَلَيْك بِابْن بطة فَأَصْبَحت ولبست ثِيَابِي ثمَّ أصعدت إِلَى عكبرا فَدخلت وَابْن بطة فِي الْمَسْجِد فَلَمَّا رَآنِي قَالَ صدق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مجاب الدعْوَة أماراً بِالْمَعْرُوفِ لم يبلغهُ خبر مُنكر إِلَّا غَيره لزم بَيته بعد الرحلة أَرْبَعِينَ سنة لَا يرى مُفطرا إِلَّا يَوْم عيده قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَابْن بطة ضَعِيف وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث ماية 3 - (البارساه) عبيد الله ابْن مُحَمَّد الإِمَام العابد شيخ الْحَنَفِيَّة ركن الدّين البارساه السَّمرقَنْدِي نزيل دمشق ومدرس الظَّاهِرِيَّة ثمَّ مدرس النورية كَانَ من كبار أَئِمَّة الْمَذْهَب مكباً على المطالعة والتعليم لَهُ ورد فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة رَكْعَة وَله حَلقَة

الرشيد ابن المعتمد

بالجامع أصبح يَوْمًا ملقىً يَوْمًا فِي) بركَة الظَّاهِرِيَّة كَأَنَّهُ خنق لشَيْء من حطام الدُّنْيَا وَأخذ طي الحوراني قيم دَار الحَدِيث بالظاهرية وَضرب فَأقر بقتْله فشنق وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَسبع ماية 3 - (الرشيد ابْن الْمُعْتَمد) عبيد الله ابْن مُحَمَّد هُوَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْمُعْتَمد بن عباد الاشبيلي كَانَ ولي عهد أَبِيه فِي المملكة فَجرى لَهُم مَا جرى فِي تَرْجَمَة وَالِده وَحَمَلُوهُ مَعَ أَبِيه إِلَى مراكش وَذكر الْحِجَازِي أَنه انقلبت بِهِ الْأَحْوَال فسجن ثمَّ سرح ثمَّ سجن وَلم يزل فِي توالي نكباته إِلَى أَن أراحه أمد وَفَاته وَمن شعره لما تعذر عَلَيْهِ الرَّاتِب الَّذِي كَانَ يَأْخُذهُ من قبل أَمِير الْمُسلمين (أَصبَحت بعد الْملك فِي ضَيْعَة ... يعوزني الْقُوت وَلَا رَاحِم) (وَصَارَ طرفِي مُنْكرا مَا يرى ... كَأَنَّهُ فِيمَا مضى حالم) وَمِنْه (بمراكش أَصبَحت عَن أسرتي ... غَرِيبا بِحكم الذل وَالْخلْع والأسر) (فوا أسفا إِن مت من دون أَن أرى ... بعيني مَا تبديه لي أعين الْفِكر) وَقَالَ أَبوهُ الْمُعْتَمد عَلَيْهِ يَوْمًا فِي مبناه الْمُسَمّى بِسَعْد السُّعُود سعد السُّعُود يتيه فَوق الزاهي ثمَّ استجاز الْحَاضِرين فعجزوا عَن الْإِجَازَة فَقَالَ ابْنه الرشيد الْمَذْكُور وَكِلَاهُمَا فِي حسنه متناهي (وَمن اغتدى سكناً لمثل مُحَمَّد ... قد جلّ فِي الْعليا عَن الْأَشْبَاه) (لَا زَالَ يخلد فيهمَا مَا شاءه ... ودهت عداهُ من الخطوب دواهي) وَمن شعر الرشيد أَيْضا (أُرِيد تفرجاً عِنْد الرواح ... وَمد الْعين فِي خضر البطاح) (فقد صدئت من الأحزان روحي ... وَلَيْسَ جلاؤها غير المراح) (فَلَا تتوانيا عني وهباً ... إِلَيّ هبوب أنفاس الرِّيَاح) (على عود يرن كَمَا أرنت ... فصاح الْوَرق فِي فلق الصَّباح)

ابن المهدي

وَكَانَ الرشيد لَهُ حَظّ من الْعُلُوم الرياضية مجيداً فِي صناعَة الْغناء وَكَانَ يخلف أَبَاهُ فِي الْأَعْمَال وحاله مُشْتَقَّة من حَاله وَلابْن اللبانة فِيهِ أمداح مِنْهَا موشحة أَولهَا) سَطَا أَو جاد رشيد بني عباد فأنسى النَّاس رشيد بني الْعَبَّاس 3 - (ابْن الْمهْدي) عبيد الله بن مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار بن النَّاصِر المرواني هُوَ ابْن الْمهْدي وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ كَانَ عبيد الله هَذَا أديباً شَاعِرًا جال بعد قتل أَبِيه فِي الْبِلَاد ودارت بِهِ صروف الدَّهْر إِلَى أَن استجدى بالشعر حَتَّى مدح الْوَزير ابْن عطاف بقصيدة (أَقُول لآمالي ستبلغ إِن بدا ... محيا ابْن عطاف وَنعم المؤمل) (فَقَالَت دَعونِي كل يَوْم تعلل ... فَقلت لَهَا إِن لَاحَ يفنى التعلل) فتغافل عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ (أَيهَا الْمُمكن قدرته ... لَا يراك الله إِلَّا محسنا) (إِنَّمَا الْمَرْء بِمَا قدمه ... فتخير بَين ذمّ وثنا) (لَا تكن بالدهر غراً وَإِذا ... كنت فَانْظُر فعله فِي ملكنا) (مد كفا نَحْو طالما ... أمْطرت مِنْهُ السَّحَاب الهتنا) (أَو أراحني بِجَوَاب مؤنس ... فمطال النَّفس من شَرّ العنا) فَقَالَ صَاعِقَة لم يرسلها الْقدر إِلَّا عَليّ ثمَّ قَالَ لوَكِيله ادْفَعْ لَهُ خَمْسَة عشر درهما فَقَالَ يَا سَيِّدي مَا لهَذَا الْعدَد رونق إِمَّا عشرَة وَإِمَّا عشرُون فَقَالَ ادْفَعْ إِلَيْهِ عشرَة فَقَالَ لَهُ الْوَكِيل مَا قلت لَك هَذَا إِلَّا لتطلع همتك وَلَا يكون كَلَامي مشؤوماً على الرجل فَقَالَ يَا هَذَا دع الفضول إِنَّمَا أَنْت وَكيل لَا مشير فَقَالَ فَارْجِع إِلَى الْحَال الأولى فحرد وَحلف أَن لَا يُعْطِيهِ شَيْئا فتحيل الْوَكِيل فِي خمسين درهما ودفعهما إِلَى عبيد الله فَسمع ذَلِك ابْن عطاف فَقَالَ لَهُ من أَنْت فِي الْكلاب حَتَّى خمسين كَأَنَّك ابْن زبيدة أَبُو جَعْفَر الْبَرْمَكِي مثلك لَا يستخدم وَصَرفه فَقدر الله موت الْوَزير وَتزَوج الْوَكِيل زَوجته وَسكن دَاره فَقَالَ فِي ذَلِك عبيد الله شعرًا أَوله (أيا دَار قولي أَيْن ساكنك الَّذِي ... أَبى لؤمه أَن يتْرك الشُّكْر خَالِدا)

صاحب نهج الوضاعة الطبيب

وَمِنْه (وأضحى وَكيلا كَانَ يأنف فعله ... نزيلك فِي الْحَوْض الممنع واردا) ) 3 - (صَاحب نهج الوضاعة الطَّبِيب) عبيد الله بن المظفر أَبُو الحكم الْبَاهِلِيّ الأندلسي الطَّبِيب الشَّاعِر الأديب نزيل دمشق توفّي سنة تتسع وَأَرْبَعين وَخمْس ماية وَكَانَ ماهراً فِي الطِّبّ خليعاً مَاجِنًا لَهُ مراث من أَقوام لم يموتوا على طَرِيق اللّعب وَكَانَ يدمن الشّرْب سكن درب الْحِجَارَة من النَّاس من سَمَّاهُ عبد اله وَقد تقدم ذكره فِي مَكَانَهُ فليكشف من هُنَاكَ 3 - (الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ) عبيد الله بن معَاذ بن معَاذ الْعَنْبَري الْحَافِظ الْبَصْرِيّ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم والدارمي وَغَيرهم وَكَانَ فصيحاً وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ ومايتين 3 - (الْحَافِظ الْكُوفِي) عبيد الله بن مُوسَى الْعَبْسِي ومُوسَى هُوَ ابْن أبي الْمُخْتَار الْكُوفِي الْحَافِظ الشيعي ولد بعد الْعشْرين وماية وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة ومايتين روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى عَنهُ الْجَمَاعَة بِوَاسِطَة وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن رَاهَوَيْه وَابْن معِين وَغَيرهم قَالَ ابْن معِين وَغَيره ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق ثِقَة كَانَ عَالما بِالْقُرْآنِ رَأْسا فِيهِ وَهُوَ من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ

تاج الرؤساء الكاتب

3 - (تَاج الرؤساء الْكَاتِب) عبيد الله بن هبة الله ابْن الأصباغي أَبُو غَالب الْكَاتِب تَاج الرؤساء الْبَغْدَادِيّ نَاب فِي ديوَان الزِّمَام بعد عزل أبي عَليّ ابْن صَدَقَة سنة إِحْدَى وَخمْس ماية ثمَّ أُعِيد ابْن صَدَقَة وَجعل عبيد الله مشرفاً عَلَيْهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس ماية وَكَانَ أديباً فَاضلا مليح الشّعْر ظريفاً وَمن شعره (هويت من لَا ألام فِيهِ وَلَا ... أنسب فِي حبه إِلَى الْغَلَط) (لأنني مَا وضعت قطّ يَدي ... مذ كنت طفْلا إِلَى على النقط) 3 - (الْوَزير ابْن خاقَان) عبيد الله بن يحيى بن خاقَان الْأَمِير التركي الْبَغْدَادِيّ الْوَزير وزر للمتوكل وَمَا زَالَ عَلَيْهَا إِلَى أَن قتل المتَوَكل وَتُوفِّي عبيد اله سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمَا يتين وَجَرت لَهُ أُمُور فِي انخفاض وارتفاع ونفاه المستعين إِلَى برقة ثمَّ قدم بَغْدَاد ووزر للمعتمد وَكَانَ عبيد الله جواداً كَرِيمًا) سمح الْأَخْلَاق ممدحاً وَلم يكن لَهُ من الصِّنَاعَة حَظّ وَإِنَّمَا أيد بأعوان كفاة وَكَانَ وَاسع الْحِيلَة حسن المداراة وَلم يزل جمَاعَة بعد قتل المتَوَكل يحرضون الْمُنْتَصر على قتلت عبيد الله ويعرفونه ميله إِلَى المعتز حَتَّى هم بذلك ثمَّ إِنَّه نَفَاهُ وأبعده إِلَى إقريطش أَخذ يَوْمًا بلجام دَابَّته بعض النَّاس وَقَالَ لَهُ يَا زنديق فَقَالَ مَا أَنا بزنديق لِأَنِّي مَا عبدت إِلَّا الله فَقَالَ لَهُ يَا فَاسق فَقَالَ مَا أَنا بفاسق فَقَالَ لَهُ يَا كَذَّاب فَقَالَ صدقت نبلى بأنكاد مثلكُمْ يضطروننا إِلَى أَن نكذب لَهُم خل اللجام ثمَّ أَمر أَن لَا يتبعهُ أحد قَالَ أَبُو الشبل عصم بن وهب البرجمي حضرت مجْلِس عبيد الله وَكَانَ محسناً إِلَيّ فَجرى ذكر البرامكة وكرمهم فَقُمْت وَقلت

(رَأَيْت عبيد الله أفضل سؤدداً ... وَأكْرم من فضل بن يحيى بن خَالِد) (أُولَئِكَ جادوا وَالزَّمَان مساعد ... وَقد جاد ذَا والدهر غير مساعد) واعتل مرّة فَأمر المتَوَكل الْفَتْح أَن يعودهُ فَأَتَاهُ وَقَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسْأَل عَن علتك فَقَالَ عبيد الله (عليل من مكانين ... من الأسقام وَالدّين) (وَفِي هذَيْن لي شغل ... وحسبي شغل هذَيْن) فَأمر لَهُ المتَوَكل بِأَلف ألف دِرْهَم وَكَانَ المتَوَكل قد بَقِي شَهْرَيْن بِلَا وَزِير لما نكب مُحَمَّد بن الْفضل الجرجرائي وَقَالَ مللت عرض الْمَشَايِخ فَاطْلُبُوا خلي حَدثا من أَوْلَاد الْكتاب فَاخْتَارُوا لَهُ ثَلَاثَة إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولي وَمُحَمّد بن نجاح بن سَلمَة وَعبيد الله بن خاقَان فَأَما إِسْحَاق فَإِن أَبَاهُ اسْتغْفر لَهُ وَحلف لَهُ أَنه لَا يصلح لهَذَا الْأَمر وَكَانَ اكْتُبْ النَّاس وأذكاهم وأمات ابْن سَلمَة فَإِن المتَوَكل لما رَآهُ استثقله وَأما عبيد الله فأعجبه خطه وشكله وحلاوته وَقَالَ لَهُ اكْتُبْ فَكتب إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا وولاه الْعرض وَبَقِي سنة تؤرخ الْكتب باسم الْفَتْح بن خاقَان وباسم وصيف التركي ثن إِنَّه اخْتصَّ بالمتوكل وَطرح ذكر وصيف وورخت الْكتب باسميهما وَدخل فِيمَا بعد وَقد وزر للمعتمد بعد حُضُوره من الغرب دخل إِلَى الميدان فِي دَاره يَوْم الْجُمُعَة لعشر خلون من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ومايتين ليضْرب بالصوالجة فصدمه خادمه رَشِيق فَسقط عَن دَابَّته وَحمل إِلَى منزله فَمَا نطق بِحرف حَتَّى مَاتَ بعد ثَلَاث سَاعَات وَالنَّاس فِي صَلَاة الْجُمُعَة وَقَالَ يحيى بن عبيد الله بن المنجم) يرثي الْوَزير عبيد الله بن يحيى بن خاقَان (أَبَا حسن لَا تبعدن فقد مضى ... من الأَرْض مَا إِن مضيت بهاؤها) (وهى الْملك وانحلت عرى الدّين بعده ... وأظلم من أَرض الْعرَاق ضياؤها) (لقد فَارق الدُّنْيَا حميدا وألسن الْبر ... ية مَصْرُوف إِلَيْهِ ثناؤها) (يطيب نَفسِي أنني لست بَاقِيا ... وَلست أرى نفسا يَدُوم بَقَاؤُهَا) (عزاء أَمِير الْمُؤمنِينَ لنَفسك البقا ... ء طَويلا والنفوس فداؤها) (وَلَا تحبطن أجر الْمُصِيبَة إِنَّه ... على قدر أحزان النُّفُوس جزاؤها)

الليثي القرطبي

3 - (اللَّيْثِيّ الْقُرْطُبِيّ) عبيد الله بن يحيى بن يحيى اللَّيْثِيّ الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الْفَقِيه حمل عَن أَبِيه وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين ومايتين 3 - (ابْن البحتري الشَّاعِر) عبيد الله بن يحيى بن الْوَلِيد بن عبَادَة البحتري أَبُو أَحْمد المنبجي الشَّاعِر ابْن الشَّاعِر ورد بَغْدَاد وروى بهَا شَيْئا من شعر جده قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عُثْمَان الناجم وَمن شعره 3 - (الْمَكِّيّ الْكِنَانِي) عبيد الله ابْن أبي يزِيد الْمَكِّيّ مولى كنَانَة حلفاء الزهريين روى عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَابْن الزبير وَعبيد الله بن عُمَيْر وَالْحُسَيْن بن عَليّ وسباع بن ثَابت وَنَافِع بن جُبَير وَمُجاهد وَثَّقَهُ ابْن الْمَدِينِيّ وَغَيره وَهُوَ من أكبر شُيُوخ ابْن عُيَيْنَة عَاشَ سِتا وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْوَزير جلال الدّين) عبيد الله بن يُونُس بن أَحْمد بن عبيد الله بن هبة الله أَبُو المظفر الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْوَزير جلال الدّين تفقه لِابْنِ حَنْبَل على أبي حَكِيم إِبْرَاهِيم بن دِينَار النهرواني وَقَرَأَ الْأُصُول وَالْكَلَام على أبي الْفرج صَدَقَة بن الْحُسَيْن بن الْحداد وَسمع من الشريف أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز العباسي وَأبي الْوَقْت عبد الأول وَنصر بن نصر بن عَليّ العكبري وَمُحَمّد بن عبيد الله ابْن الزَّاغُونِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي ابْن البطي وسافر إِلَى همذان وَقَرَأَ الْقُرْآن) على الْحَافِظ أبي الْعَلَاء الْحسن بن أَحْمد ابْن الْعَطَّار وَسمع مِنْهُ ثمَّ رتب وَكيلا لأم الإِمَام النَّاصِر بعد وَفَاة وَالِده ثمَّ تولى نظر الزِّمَام وَلم يزل فِي سَعَادَة إِلَى أَن ولي الوزارة ثمَّ جهز مَعَ الْعَسْكَر إِلَى همذان لمناجزة طغرل بن أرسلان السلجوقي الْخَارِجِي فانكسر الْوَزير وانفل جمعه وَأسر وَحمل إِلَى

علم الدين ابن شراق الكاتب

همذان ثمَّ إِلَى أذربيجان ثمَّ أطلق وَعَاد إِلَى بَغْدَاد ورتب نَاظرا فِي المخزن ثمَّ ولي أستاذ دارية الإِمَام وَردت أُمُور الدُّيُون إِلَيْهِ فَكَانَ كالنائب إِلَى أَن رتب ابْن القصاب وزيراً فَعَزله واعتقله إِلَى أَن توفّي ابْن القصاب فَنقل ابْن يُونُس من دَار ابْن القصاب إِلَى بواطن دَار الْخلَافَة وَحبس بهَا وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَقَالَ بَعضهم توفّي سَابِع عشر صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس ماية بمحبسه فِي السرداب بدار الْخلَافَة وصنف فِي الْأُصُول ومقالات النَّاس وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي دَاره ويحضره الْفُقَهَاء وَكَانَت لَهُ معرفَة حَسَنَة بالفرائض والحساب وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة فِي كل ولاياته 3 - (علم الدّين ابْن شراق الْكَاتِب) عبيد الله بن شراق علم الدّين ابْن شراق الْكَاتِب بِفَتْح السِّين الْمُعْجَمَة وَبعد الرَّاء ألف وقاف أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وَكتب إِلَيّ بِأَبْيَات يَأْتِي ذكرهَا وَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى الْخَطِيب مجد الدّين بِمَدِينَة الفيوم من أَبْيَات (خلائقك الْحسنى أبر وألطف ... وَأَنت بأنواع المكارم أعرف) (وَتلك السجايا الغر فَهِيَ كروضة ... مفوفة الأزهار تجنى وتقطف) (طبعت على فعل الْجَمِيل فَأن ... ت بِمَا تَأتيه لَا تتكلف) فَأجَاب مجد الدّين (يَمِينا لأَنْت الْبَحْر للدر تقذف ... وَذَا عجب إِذْ أَنْت بالعذب تُوصَف) (وَمَا الدّرّ فِي الْبَحْر الْفُرَات وَإِنَّمَا ... خَصَائِص فضل حزتها بك تعرف) (فَلَا جيد إِلَّا وَهُوَ مِنْهَا مطوق ... وَلَا سمع إِلَّا وَهُوَ مِنْهَا مشنف) مِنْهَا (لقد نالنا من طيب شعرك نشوة ... فَقُلْنَا أَهَذا الشّعْر أم هُوَ قرقف) (فَذَاك هُوَ السحر الْحَلَال حَقِيقَة ... كمر نسيم الرَّوْض بل هُوَ ألطف) )

عبيد

وَكتب علم الدّين الْمَذْكُور إِلَى زين الدّين الأرمنتي (بِحَق مَا حزت من خِصَال ... عطرت الْكَوْن بالأريج) (شنف بنظم كنظم در ... أَو رونق اليانع البهيج) (فمذ قطعت القريض عني ... أَمْرِي فِي مقلق مريج) فَأجَاب زين الدّين الْمَذْكُور (سَأَلت أمرا وَبِي احْتِيَاج ... لنظمك الباهر البهيج) (تطلب مني وَأَنت أولى ... مَا الْبَحْر يحْتَاج للخليج) (نظمك فِي حسنه أرَاهُ ... كالزهر فِي يَانِع المروج) (بلاغة فِيهِ لم ينلها ... حبيب أَوْس وَلَا السرُوجِي) وَمن شعر علم الدّين (وَلَقَد هَمَمْت بِأَن أفوز بنظرة ... من مَالك تهوى الْمَعَالِي وَصفه) (لم يسْتَطع نَظَرِي يرَاهُ شاكياً ... فبعثتها عني تقبل كَفه) (عبيد) 3 - (ابْن سُرَيج) عبيد بن سُرَيج أَبُو يحيى مولى بني نَوْفَل وَقيل مولى بني الْحَارِث بن عبد الْمطلب وَقيل مولى لبني لَيْث ومنزلة مَكَّة وَكَانَ آدم أَحْمَر ظَاهر الدَّم سناطاً فِي عينه قبل بلغ خمْسا وَثَمَانِينَ وصلع وَكَانَ يلبس جمة مركبة وَكَانَ أَكثر مَا يرى متقنعاً وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى عبد الله بن جَعْفَر وَلَا يُغني إِلَّا مُسبل القناع على وَجهه ويوقع بقضيب وَمَات فِي خلَافَة هِشَام بن عبد الْملك وَقيل مَاتَ فِي خلَافَة الْوَلِيد وَكَانَ أَبوهُ تركياً وَقيل إِنَّه كَانَ يضْرب بِالْعودِ وَمَات بعلة الجذام وَكَانَ ابْن سُرَيج أول من ضرب بِالْعودِ بِمَكَّة لِأَنَّهُ رَآهُ مَعَ الْعَجم الَّذين قدم بهم ابْن الزبير لبِنَاء الْكَعْبَة فأعجب أهل مَكَّة غناؤهم فَقَالَ ابْن سُرَيج أَنا أضْرب بِهِ على غنائي فَضرب بِهِ فَكَانَ أحذق النَّاس وَأخذ الْغناء من ابْن مسجح قَالَ إِسْحَاق أصل الْغناء أَرْبَعَة مكيان وهما ابْن سُرَيج وَابْن مُحرز ومدنيان وهما معبد وَمَالك وَسُئِلَ هِشَام ابْن المرية وَكَانَ معمراً عَالما بِالْغنَاءِ من أحذق النَّاس

الأبجر

فِيهِ فَقَالَ مَا خلق الله بعد دَاوُد النَّبِي أحسن صَوتا من ابْن سُرَيج وَلَا صاغ الله أحدا أحذق بِالْغنَاءِ مِنْهُ) ويدلك على ذَلِك أَن معبدًا كَانَ إِذا أعجبه غناؤه قَالَ أَنا الْيَوْم سريجي وَكَانَ ابْن سُرَيج يناوئ الْغَرِيض ويضاده وَكَانَ بِبَعْض أَطْرَاف مَكَّة دَار يأتيانها فِي كل جُمُعَة ويجتمع لَهما النَّاس فَيُوضَع لكل مِنْهُمَا كرْسِي يجلس عَلَيْهِ ثمَّ يتناقضان الْغناء ويترادانه فَلَمَّا رأى ابْن سُرَيج موقع الْغَرِيض وغنائه من النَّاس لقُرْبه من النواح وَشبهه بِهِ مَال إِلَى الأرمال والأهزاج فاستخفها النَّاس فَقَالَ لَهُ الْغَرِيض يَا أَبَا يحيى قصرت الْغناء وحذفته وأفسدته قَالَ نعم يَا مخنث حِين جعلت تنوح على أَبِيك وأمك أَلِي تَقول هَذَا وَالله لأغنين غناء مَا غنى أحد أثقل مِنْهُ وَلَا أَجود ثمَّ غنى قَالَ مَالك ابْن أبي السَّمْح سَأَلت ابْن سُرَيج عَن قَول النَّاس فلَان يخطىء وَفُلَان يُصِيب وَفُلَان يحسن وَفُلَان يسيء فَقَالَ الْمُصِيب المحسن من المغنين هُوَ الَّذِي يشْبع الألحان ويملأ الأنفاس ويعدل الأوزان ويفخم الْأَلْفَاظ وَيعرف الصَّوَاب وَيُقِيم الْإِعْرَاب ويستوفي النغم الطوَال وَيحسن مقاطع النغم الْقصار ويصيب أَجنَاس الْإِيقَاع ويختلس مَوَاضِع النبرات ويستوفي مَا يشاكلها فِي الضَّرْب من النقرات فعرضت مَا قَالَ على معبد فَقَالَ لَو جَاءَ فِي الْغناء قُرْآن مَا جَاءَ إِلَّا هَكَذَا 3 - (الأبجر) عبيد بن قَاسم أَبُو طَالب الأبجر الْمُغنِي مولى كنَانَة وَقيل بني اللَّيْث لم يكن بِمَكَّة أظرف وَلَا أشجى وَلَا أحسن هَيْئَة من الأبجر كَانَت حلته بِمِائَة دِينَار وفرسه بماية دِينَار ومركبه بماية دِينَار وَكَانَ يقف بَين المأزمين ويغني فيقف النَّاس لَهُ يركب بَعضهم بَعْضًا قيل إِنَّه جلس فِي لَيْلَة السَّابِع من أَيَّام الْحَج على قريب من التَّنْعِيم فَإِذا عَسْكَر جرار قد أقبل فِي آخر اللَّيْل وَفِيه دَوَاب تجنب وفيهَا فرس أدهم عَلَيْهِ سرج حلية من ذهب فتغنى الأبجر (عرفت ديار الْحَيّ خَالِيَة قفرا ... كَأَن بهَا لما توهمتها سطرا) (وقفت بهَا كي مَا ترد جَوَابنَا ... فَمَا بيّنت لي الدَّار عَن أَهلهَا خَبرا) فَلَمَّا سَمعه من فِي القباب والمحامل أَمْسكُوا وَصَاح صائح وَيحك أعد الصَّوْت فَقَالَ لَا وَالله إِلَّا بالفرس الأدهم بسرجه ولجامه وَأَرْبع ماية دِينَار وَإِذا الْوَلِيد بن يزِيد صَاحب الْإِبِل قد أرسل إِلَيْهِ بالفرس بعدته وَأَرْبع ماية دِينَار وتخت ثِيَاب وشي وَغير ذَلِك وَرَاح مَعَ الْوَلِيد إِلَى الشَّام وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن قتل ثمَّ إِن الأبجر خرج إِلَى مصر فَمَاتَ بهَا 3 - (الْعجل الْحَافِظ) ) عبيد الْعجل الْحَافِظ أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ روى عَن دَاوُد بن

أبو عبد الله المدني

رشيد قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة مُسْندًا حَافِظًا كَانَ من تلامذة ابْن معِين توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ومايتين 3 - (أَبُو عبد الله الْمدنِي) عبيد بن حنين أَبُو عبد الله الْمدنِي مولى آل زيد بن الْخطاب روى عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَزيد بن ثَابت وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة خمس وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد النَّخعِيّ الْكُوفِي) عبيد بن غَنَّام بن حَفْص بن غياث أَبُو مُحَمَّد النَّخعِيّ الْكُوفِي روى الْكثير عَن أبي بكر ابْن أبي شيبَة وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين ومايتين 3 - (الشَّيْبَانِيّ) عبيد بن فَيْرُوز الشَّيْبَانِيّ مَوْلَاهُم روى عَن الْبَراء بن عَازِب توفّي فِي حُدُود الماية لِلْهِجْرَةِ روى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الجندعي الْمَكِّيّ) عبيد بن عُمَيْر بن قَتَادَة اللَّيْثِيّ الجندعي الْمَكِّيّ الْوَاعِظ الْمُفَسّر ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وروى هُوَ عَن عمر بن الْخطاب وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَعَائِشَة 3 - (الأوسي) عبيد بن أَوْس بن مَالك بن سَواد بن كَعْب الْأنْصَارِيّ الظفري أَبُو النُّعْمَان من الْأَوْس شهد بَدْرًا يُقَال لَهُ مقرن لِأَنَّهُ قرن أَرْبَعَة أسرى يَوْم بدر وَهُوَ الَّذِي

الأنصاري

أسر عقيل ابْن أبي طَالب وَيُقَال إِنَّه أسر الْعَبَّاس ونوفلاً وعقيلاً وقرنهم وأتى بهم إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد أعانك عَلَيْهِم ملك كريم وَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقرناً 3 - (الْأنْصَارِيّ) عبيد بن التيهَان بن مَالك بن عَمْرو بن جشيم بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج هُوَ أَخُو أبي ابْن التيهَان الْأنْصَارِيّ وَفِي نسبهما إِلَى الْأَنْصَار خلاف وَعبيد أحد السّبْعين الَّذين بَايعُوا رَسُول الله صلّى) الله عَلَيْهِ وَسلم من الْأَنْصَار لَيْلَة الْعقبَة الثَّالِثَة شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا قَتله عِكْرِمَة ابْن أبي جهل 3 - (أَبُو مُعَاوِيَة الْخُزَاعِيّ) عبيد بن نضيلة أَبُو مُعَاوِيَة الْخُزَاعِيّ الْمُقْرِئ الْكُوفِي توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْهِلَالِي الْبَصْرِيّ) عبيد بن عقيل أَبُو عَمْرو الْهِلَالِي الْبَصْرِيّ الضَّرِير الْمُقْرِئ الْمُؤَدب قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة سبع ومايتين وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (قَاضِي حلب) عبيد بن جناد مولى بني جَعْفَر بن كلاب ولد بالرقة وتحول إِلَى حلب وولاه الْمَأْمُون قضاءها وَحدث عَن عَطاء بن مُسلم الْخفاف الْحلَبِي وَعبيد الله بن عَمْرو الرقي وَعبد الله بن الْمُبَارك الْمروزِي وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَغَيرهم 3 - (الْحَافِظ تَقِيّ الدّين الإسعردي) عبيد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن موهوب الْحَافِظ الْمُفِيد تَقِيّ الدّين أَبُو الْقَاسِم الإسعردي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست ماية بإسعرد وَدخل مصر فِي صباه مَعَ أَبِيه وَسمع من عَليّ بن مُخْتَار وَالْحسن بن دِينَار

الراعي الشاعر

ويوسف بن المخيلي وَابْن رواج وَابْن المقير وَطَائِفَة بِمصْر وَحَمْزَة بن أَوْس الْغَزالِيّ وسبط السلَفِي وَجَمَاعَة بالثغر وَجَمَاعَة بِدِمَشْق وَكتب الْكثير وبرع فِي الحَدِيث وَالرِّجَال والتخريج والعالي والنازل وَخرج لجَماعَة وَقَرَأَ الْكثير وَكَانَ من العارفين مَعَ الثِّقَة والصدق وَسمع مِنْهُ ابْن الظَّاهِرِيّ وولداه والحارثي وَولده الْمزي وَابْن مُنِير الْحلَبِي وَابْن سيد النَّاس والبرزالي وَابْن سامة وَخلق وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست ماية 3 - (الرَّاعِي الشَّاعِر) عبيد بن حُصَيْن أَبُو جندل النميري الْمَعْرُوف بالراعي لِكَثْرَة وَصفه الْإِبِل فِي شعره وَكَانَ) من فحول الشُّعَرَاء توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل بعد الماية وَهُوَ الْقَائِل يمدح سعيد بن عبد الرَّحْمَن الْأمَوِي من قصيدة (ترجي من سعيد بني لؤَي ... أخي الأعياص أنواء غزارا) (تلقى نوؤهن سرار شهر ... وَخير النوء مَا لَقِي السرارا) (خَلِيل تعزب العلات عَنهُ ... إِذا مَا حَان يَوْمًا أَن يزارا) (مَتى مَا تأته ترجو نداه ... فَلَا بخلا تخَاف وَلَا اعتذارا) (هُوَ الرجل الَّذِي نسبت قُرَيْش ... فَصَارَ الْمجد فِيهَا حَيْثُ صَارا) (وأنضاء أنخن إِلَى سعيد ... طروقاً ثمَّ عجلن ابتكارا) (حمدن مزاره ولقين مِنْهُ ... عَطاء لم يكن عدَّة ضمارا) وَكَانَ الرَّاعِي يقْضِي للفرزدق على جرير ويفضله فَلَمَّا أَكثر من ذَلِك خرج جرير إِلَيْهِ وَلم يركب دَابَّته وَقَالَ وَالله مَا يسرني أَن يعلم أحد وَكَانَ لِلرَّاعِي والفرزدق وجلسائهما حَلقَة بِأَعْلَى المربد فَخرج جرير يتَعَرَّض للقائه إِذا انْصَرف عَن مَجْلِسه فَإِذا بِهِ قد أقبل على بغلة وَابْنه أَبُو جندل يسير وَرَاءه وإنسان يمشي مَعَه فَلَمَّا استقبله قَالَ لَهُ مرْحَبًا بك يَا أَبَا

أبو محمد المغربي

جندل ضرب بيساره إِلَى معرفَة بغلته وَقَالَ لَهُ إِن قَوْلك يسمع وَإنَّك تفضل عَليّ الفرزدق تَفْضِيلًا قبيحاً وَأَنا أمدح قَوْمك وَهُوَ يهجوهم وَهُوَ ابْن عمي وَلَيْسَ مِنْك وَلَا عَلَيْك كلفة فِي أَمْرِي مَعَه وَقد يَكْفِيك من ذَلِك هَين إِذا ذكرنَا أَن تَقول كِلَاهُمَا شَاعِر وَلَا تحْتَمل مِنْهُ لائمة وَلَا مني فَسكت لَا يحير قولا حَتَّى لحق ابْنه جندل فَضرب كفل بغلته وَقَالَ أَرَاك وَاقِفًا مَعَ كلب من كُلَيْب كَأَنَّك تخشى مِنْهُ شرا أَو ترجو مِنْهُ خيرا وَضرب البغلة ضربا شَدِيدا فزحم جَرِيرًا وَوَقع مِنْهَا قلنسوته فَأخذ قلنسوته وَقَالَ (أجندل مَا تَقول بَنو نمير ... إِذا مَا الأير فِي أست أَبِيك غابا) وَانْصَرف جرير مغضباً فَلَمَّا كَانَ الْعشَاء صلى وَكَانَ منزله فِي علية فَقَالَ ارْفَعُوا لي باطية من نَبِيذ وأسرجوا لي فَفَعَلُوا فَجعل يهينم فَمَا زَالَ حَتَّى إِذا كَانَ السحر فَإِذا بهَا ثَمَانِينَ بَيْتا وَلما بلغ إِلَى قومه (فغض الطّرف إِنَّك من نميرٍ ... فَلَا كَعْبًا بلغت وَلَا كلابا) ) وثب وثبة دق رَأسه السّقف وَقَالَ أخزيته وَالله فضحته وَالله غضضته ثمَّ أَتَى مجلسهم وَهُوَ رَاكب حصانه فأنشدها فَلَمَّا فرغ مِنْهَا قَالَ لأَصْحَابه ركابكم ركابكم فضحكم جرير فَلَيْسَ لكم هُنَا مقَام فَقَالُوا لَهُ شؤمك وشؤم ابْنك جندل فَحَلَفُوا أَنهم لما وصلوا إِلَى أهلهم وجدوا قَول جرير قد سبقهمْ إِلَيْهِم فتشاءم بهما بَنو نمير وسبوهما ابْن عَبدُوس قَاضِي قرطبة أَحْمد بن عبد الله 3 - (أَبُو مُحَمَّد المغربي) عبيديس ذكره حرقوص فِي كِتَابه فَقَالَ هُوَ مطبوع مجود سهل الشّعْر وَهُوَ فِيمَا ذكر لنا من أسْرع النَّاس قولا وأعجبهم بديهة يَسْتَغْنِي بالبديهة عَن الروية قَالَ لَهُ يَوْمًا ابْن سودال وَهُوَ صُحْبَة الْقَائِد أبي الْعَبَّاس فِي بعض غَزَوَاته لما انصرفوا أَبَا مُحَمَّد عَفا الله عَنْك أَنْت منصرف إِلَى موضعك وَنحن ضيوفك فأتحفنا بِبَعْض طرائف حصنك وَلَا تنسنا من هَدَايَا موضعك فَلَمَّا انْصَرف إِلَى حصنه كتب إِلَى ابْن سودال وَفِيه (بعثت إِذا خرجت من مَالِي ... وصرت فِي فقر وإقلال)

المعمر

(للحية القرنان سودال ... من الخرا خَمْسَة أَرْطَال) وَكتب عبيديس للملوك بِبِلَاد الغرب وَمن شعره (يَا غزالاً وهلالاً ... خلقا خلقا عجيبا) (وقضيباً وكثيباً ... جمعا قداً غَرِيبا) (قد غضضنا دُونك ... الألحاظ خوفًا أَن تذوبا) (كلما زدناك لحظاً ... زدتنا حسنا وطيبا) وَمِنْه يهجو سودالاًً (كَأَنِّي أرى شَاعِر الْعَسْكَر ... يصب القريض من المبعر) (ويرشق من قَوس وجعائه ... بِسَهْم يقرطس فِي المنخر) 3 - (المعمر) عبيد بن شرية الجرهمي بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف قَالَ هِشَام ابْن الْكَلْبِيّ عَاشَ ثَلَاث ماية سنة وَأدْركَ الْإِسْلَام وَأسلم) وَدخل على مُعَاوِيَة وَهُوَ بِالشَّام خَليفَة فَقَالَ لَهُ حَدثنِي بِأَعْجَب مَا رَأَيْت فَقَالَ مَرَرْت ذَات يَوْم بِقوم يدفنون مَيتا فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَيْهِ اغرورقت عَيْنَايَ بالدموع فتمثلت بقول الشَّاعِر (يَا قلب إِنَّك من أَسمَاء مغرور ... فاذكر وَهل ينفعنك الْيَوْم تذكير) (قد بحت بالحب مَا تخفيه من أحد ... حَتَّى جرت لَك أطلاقاً محاضير) (فلست تَدْرِي وَلَا تَدْرِي أعاجلها ... أدنى لرشدك أم مَا فِيهِ تَأْخِير) (فاستقدر الله خيرا وارضين بِهِ ... فَبَيْنَمَا الْعسر إِذْ دارت مياسير) (وبينما الْمَرْء فِي الْأَحْيَاء مغتبط ... إِذا هُوَ الرمس تعفوه الأعاصير) (يبكي الْغَرِيب عَلَيْهِ لَيْسَ يعرفهُ ... وَذُو قرَابَته فِي الْبَيْت مسرور) وَزَاد ابْن عَسَاكِر فِي رِوَايَته (وَذَاكَ آخر عهد من أَخِيك إِذا ... مَا الْمَرْء ضمنه اللَّحْد الخناشير)

ابن أبي الجليد

قلت الخنشير بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون والشين الْمُعْجَمَة هُوَ الَّذِي يتبع الْجِنَازَة فَقَالَ لي رجل أتعرف من يَقُول هَذَا الشّعْر قلت لَا قَالَ قَائِله هَذَا الَّذِي دفناه السَّاعَة وَأَنت الْغَرِيب الَّذِي لَيْسَ تعرفه وتبكي عَلَيْهِ وَهَذَا الَّذِي خرج من قَبره أمس النَّاس رحما بِهِ وأسرهم بِمَوْتِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَة لقد رَأَيْت عجبا فَمن الْمَيِّت قَالَ هُوَ عثير بن لبيد العذري قلت هُوَ بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَفتح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء وَذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق وَقَالَ قَالَ لَهُ مُعَاوِيَة كم أَتَى عَلَيْك قَالَ مايتان وَعِشْرُونَ سنة وَذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي الفهرسة قَالَ وعاش إِلَى أَيَّام عبد الْملك بن مَرْوَان وَله من الْكتب كتاب الْأَمْثَال كتاب الْمُلُوك وأخبار الماضين قَالَ غير ابْن النديم كَانَ عبيد يروي عَن الْكيس النمري وَابْنه زيد بن الْكيس وَعَن عبد ود الجرهمي وَعَن الكسير الجرهمي 3 - (ابْن أبي الجليد) يعرف بِابْن أبي الجليد بِالْجِيم وَبعد اللَّام يَاء آخر الْحُرُوف ودال مُهْملَة نحوي من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ أَبُو الجليد أَعْرَابِيًا بدوياً عَلامَة وَكَانَ الضَّحَّاك ابْن عُثْمَان يروي عَنهُ وَأَبُو الجليد هُوَ الْقَائِل وَقد رأى جَارِيَة سَوْدَاء غَلِيظَة الْجِسْم (إِن لَا يُصِبْنِي أَجلي فأخترم ... أشتر من مَالِي صناعًا كالصنم) ) (عريضة المعطس خشناء الْقدَم ... تكون أم ولد وتختدم) (إِذا ابْنهَا جَاءَ بشر لم يلم ... يقتل النَّاس وَلَا يُوفي الذمم) أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو عبيد الْبكْرِيّ عبد الله بن عبد الْعَزِيز (عُبَيْدَة) 3 - (ابْن أشعب الطمع) عُبَيْدَة بن أشعب الطمع كَانَ خصيصاً بإبراهيم بن الْمهْدي وَكَانَ مطبوعاً كأبيه كَانَ يَوْمًا عِنْد إِبْرَاهِيم بِمَ الْمهْدي وَعِنْده جمَاعَة فَأتي بطيلسان كسروي قد قطع وخيط فَأَخذه بِيَدِهِ وَنظر إِلَيْهِ وَقَالَ فِيهِ ثقل ثمَّ أقبل على ابْن أشعب فَقَالَ حَدثنَا عَن طمع أَبِيك فَقَالَ وَمَا تصنع أبي أحَدثك عَن طمعي وَالله مَا هُوَ

السلماني

إِلَّا قلت فِي الطيلسان ثقل حَتَّى طمعت فِيهِ فَضَحِك مِنْهُ وَقَالَ ردوا الطيلسان وَدفعه إِلَيْهِ وَقيل إِن أَبَاهُ قَالَ لَهُ يَوْمًا إِنِّي أَرَانِي سأخرجك من منزلي وأنتفي مِنْك قَالَ لم يَا أبه قَالَ إِنِّي لأكسب خلق الله لرغيف وَأَنت ابْني وَقد بلغت هَذَا السن وَأَنت فِي عيالي مَا تكسب شَيْئا قَالَ بلَى وَالله إِنِّي لأكسب وَلَكِنِّي مثل الموزة لَا تحمل حَتَّى تَمُوت أمهَا 3 - (السَّلمَانِي) عُبَيْدَة السَّلمَانِي الْمرَادِي من سلمَان بن نَاجِية أَبُو عَمْرو من كبار الْفُقَهَاء بِالْكُوفَةِ أسلم زمن الْفَتْح وَلم يلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَهُوَ بِفَتْح الْعين وَكسر الْبَاء 3 - (الْحذاء الْكُوفِي) عُبَيْدَة بن حميد بن صُهَيْب الْكُوفِي الْحذاء النَّحْوِيّ توفّي فِي حُدُود التسعين والماية وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَعبيدَة بِفَتْح الْعين وَكسر الْبَاء 3 - (الطنبورية) عُبَيْدَة قَالَ أَبُو الْفرج الإصبهاني كَانَت من المحسنات المتقدمات فِي الصَّنْعَة والآداب يشْهد لَهَا بذلك إِسْحَاق وحسبها بِشَهَادَتِهِ وَكَانَ أَبُو حشيشة يعظمها ويعترف لَهَا بالرياسة) والأستاذية وَكَانَت من أحسن النَّاس وَجها وأطيبهم صَوتا ذكرهَا جحظة فِي كتاب الطنبوريين والطنبوريات وقرأت عَلَيْهِ خَبَرهَا فِيهِ فَقَالَ كَانَت من المحسنات وَكَانَت لَا تَخْلُو من عشق وَلم يعرف فِي الدُّنْيَا امْرَأَة أعظم صَنْعَة فِي الطنبور مِنْهَا وَقَالَ جحظة وهب لي جَعْفَر بن الْمَأْمُون طنبورها فَإِذا عَلَيْهِ مَكْتُوب بآبنوس كل شَيْء سوى الْخِيَانَة فِي الْحبّ يحْتَمل

عتاب

وينسب إِلَى إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي (أمست عُبَيْدَة فِي الْإِحْسَان وَاحِدَة ... الله جَار لَهَا من كل مَحْذُور) (من أحسن النَّاس وَجها حِين تبصرها ... وأحذق النَّاس إِن غنت بطنبور) أَبُو عُبَيْدَة أحد الْعشْرَة اسْمه عَامر بن عبد الله (عتاب) 3 - (الشَّيْبَانِيّ) عتاب بن وَرْقَاء الشَّيْبَانِيّ لما وصل الْمَأْمُون إِلَى بَغْدَاد قَالَ ليحيى بن أَكْثَم وددت لَو أَنِّي وجدت رجلا مثل الْأَصْمَعِي مِمَّن عرف أَخْبَار الْعَرَب وأيامها وَأَشْعَارهَا فيصحبني كَمَا صحب الْأَصْمَعِي الرشيد فَقَالَ لَهُ يحيى هَا هُنَا شيخ يعرف هَذِه الْأَخْبَار يُقَال لَهُ عتاب بن وَرْقَاء الشَّيْبَانِيّ قَالَ فَابْعَثْ لنا بِهِ فَقَالَ لَهُ يحيى إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ يرغب فِي حضورك مَجْلِسه ومحادثته فَقَالَ أَنا شيخ كَبِير وَلَا طَاقَة لي لِأَنَّهُ ذهب مني الأطيبان فَعرفهُ ذَلِك فَقَالَ لَا بُد من حُضُوره فَقَالَ الشَّيْخ فاسمع مَا حضرني وَقَالَ (أبعد سِتِّينَ أصبو ... والشيب للمرء حَرْب) (شيب وشين وإثم ... أَيَّام عودي رطب) (وَإِذ شِفَاء الغواني ... مني حَدِيث وَقرب) (وَإِذ مشيبي قَلِيل ... ومنهل الْعَيْش عذب) (فَالْآن لما رأى بِي ... عواذلي مَا أَحبُّوا) (آلَيْت أشْرب رَاحا ... مَا حج لله ركب) فَقَالَ الْمَأْمُون يَنْبَغِي أَن تكْتب هَذَا بِالذَّهَب وأعفاه وَأمر لَهُ بجائزة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمايتين) وَمن شعره أَيْضا (إِن الْأَهِلّة للأنام مناهل ... تطوى وتبسط دونهَا الْأَعْمَار) (فقصارهن مَعَ الهموم طَوِيلَة ... وطوالهن مَعَ الهموم قصار)

الأموي أمير مكة

3 - (الْأمَوِي أَمِير مَكَّة) عتاب بن أسيد ابْن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس أَبُو عبد الرَّحْمَن وَأَبُو أُميَّة الْأمَوِي أسلم يَوْم الْفَتْح وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَكَّة فِي حِين خُرُوجه إِلَى حنين فَأَقَامَ للنَّاس الْحَج سنة تسع حِين أردفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعلي وَأمره أَن يُنَادي بِأَن لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان وَأَن يبرأ إِلَى كل ذِي عهد من عَهده وأردفه بعلي يقْرَأ للنَّاس سُورَة بَرَاءَة وَلم يزل عتاب أَمِيرا على مَكَّة حَتَّى قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأقرهُ أَبُو بكر عَلَيْهَا فَلم يزل عَلَيْهَا إِلَى أَن مَاتَا فِي يَوْم وَاحِد لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى عَنهُ عَمْرو بن عقرب قَالَ سَمِعت عتاب بن أسيد وَهُوَ يخْطب مُسْندًا ظَهره إِلَى الْكَعْبَة فَحلف مَا أصبت من عَمَلي الَّذِي بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا ثَوْبَيْنِ كسوتهمَا مولَايَ كيسَان وَحدث عَنهُ سعيد بن الْمسيب وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَلم يسمعا مِنْهُ 3 - (التَّيْمِيّ) عتاب بن سليم بن قيس بن خَالِد الْقرشِي التَّيْمِيّ أسلم يَوْم فتح مَكَّة وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (الضَّبِّيّ) عتاب بن شمير الضَّبِّيّ أسلم وَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي شيخ كَبِير ولي إخْوَة فَأذْهب إِلَيْهِم لَعَلَّهُم يسلمُونَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن هم أَسْلمُوا فَهُوَ خير لَهُم وَإِن أَبَوا فالإسلام وَاسع عريض 3 - (الألقاب) العتابي الشَّاعِر الْقَدِيم اسْمه كُلْثُوم بن عَمْرو العتابي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَتَاهِيَة اسْمه إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم)

عتبان بن مالك بن عمرو الخزرجي بدري كبير القدر أضر بآخرة

(عتْبَان) 3 - (الخزرجي) عتْبَان بن مَالك بن عَمْرو الخزرجي بَدْرِي كَبِير الْقدر أضرّ بآخرة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة (عتبَة) 3 - (الْغُلَام الزَّاهِد) عتبَة بن أبان الْبَصْرِيّ العابد الْمَعْرُوف بالغلام لِأَنَّهُ تنسك وَهُوَ صبي فَعرف بَين الْعباد بالغلام كَانَ خَاشِعًا قَانِتًا لله توفّي فِي حُدُود السّبْعين وماية كَانَ يَصُوم الدَّهْر وَيفْطر على خبز الشّعير وَالْملح الجريش وَيَقُول الْعرس فِي الدَّار الْآخِرَة 3 - (العثماني الأندلسي الْمُقْرِئ) عتبَة بن عبد الْملك بن عَاصِم بن الْوَلِيد بن عتبَة بن عبد الْمُهَيْمِن بن الْمُغيرَة ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أبان بن عُثْمَان بن عَفَّان أَبُو الْوَلِيد العثماني الْمُقْرِئ الأندلسي كَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء الْمَشَاهِير سمع من وَالِده وسافر إِلَى مصر وَقَرَأَ بهَا على أبي أَحْمد عبد الله بن الْحُسَيْن بن حسنون الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وَقدم بَغْدَاد واستوطنها إِلَى أَن توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع ماية وأقرأ بهَا النَّاس الْقُرْآن وَحدث بهَا عَن وَالِده وَغَيره 3 - (قَاضِي الْقُضَاة أَبُو السَّائِب) عتبَة بن عبيد الله بن مُوسَى بن عبيد الله الهمذاني

أبو الهيثم الحنفي

القَاضِي أَبُو السَّائِب كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فاشتغل هُوَ بِالْعلمِ وَغلب عَلَيْهِ فِي الأول الِابْتِدَاء بالتصوف والزهد وَلَقي الْجُنَيْد وَالْعُلَمَاء لما سَافر وَكتب الحَدِيث وتفقه للشَّافِعِيّ ثمَّ تولى قَضَاء مراغة ثمَّ قَضَاء أذربيجان ثمَّ قَضَاء همذان ثمَّ سكن بَغْدَاد وَعظم شَأْنه وَولي بهَا قَضَاء الْقُضَاة وَتُوفِّي سنة خمسين وَثَلَاث ماية دخل عَلَيْهِ يَوْمًا ابْن سكرة الْهَاشِمِي وَقد كَانَ مدحه فَأخر صلته فَدفع إِلَيْهِ قصَّة فَلَمَّا قَرَأَهَا لم يظْهر مِنْهُ غضب وَلَا نكر بل وَقع فِيهَا شَيْئا بِخَطِّهِ وَقَالَ أَيْن رَافع هَذِه الْقِصَّة فَقَامَ ابْن سكرة فَدَفعهَا إِلَيْهِ فَأَخذهَا مُقَدرا أَن فِيهَا مَا يكف لِسَانه من صلَة أَو بر فَلَمَّا قَرَأَهَا ستحيى) وَخَافَ وَانْصَرف وَهُوَ يترقب التَّأْدِيب وَالتَّعْزِير فقرئت فِيمَا بعد فَإِذا فِيهَا بِخَط ابْن سكرة (يَا عتبَة بن عبيد ... حوشيت من كل عيب) وبخط القَاضِي لبيْك يَا مُخْتَصر وَأَنت حوشيت من كل سوء وبخط ابْن سكرة (وَأبْعد الله قوما ... رموك عِنْدِي بِعَيْب) (قَالُوا بأنك تهوى ... زبيبة بن شُعَيْب) وبخط القَاضِي كذبُوا وبخط ابْن سكرة (فَقلت هَذَا محَال ... أصبوة بعد شيب) وبخط القَاضِي أحسن الله جزاءك قلت مَا يشبهك وبخط ابْن سكرة (لقد هتفتم بشيخ ... نقي عرض وجيب) وبخط القَاضِي بئس مَا فعلوا الْحَمد لله على ذَلِك وبخط ابْن سكرة (رَأَيْتُمْ الأير فِيهِ ... فَلم شهدتم بِغَيْب) وبخط القَاضِي جهلا مِنْهُم بطرِيق الشَّهَادَة 3 - (أَبُو الْهَيْثَم الْحَنَفِيّ) عتبَة بن خَيْثَمَة بن مُحَمَّد بن حَاتِم القَاضِي أَبُو الْهَيْثَم

الهمداني الأزدي

النَّيْسَابُورِي الْحَنَفِيّ الإِمَام سمع الْأَصَم وَطَائِفَة وتفقه على أبي الْحُسَيْن قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وبرع فِي الْفِقْه وَصَارَ أوحد عصره وروى عَنهُ الْحَاكِم حَدِيثا فِي تَارِيخه وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَثَلَاث ماية 3 - (الْهَمدَانِي الْأَزْدِيّ) عتبَة ابْن أبي حَكِيم الهمذاني الْأَزْدِيّ وَيُقَال الأردني بالراء وَالنُّون الْمُشَدّدَة قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس فِيهِ وَقَالَ مَرْوَان الطاطري هُوَ ثِقَة وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة وَرُوِيَ عَنهُ أَنه ضَعِيف وَلينه أَحْمد وَقَالَ دُحَيْم لَا أعلمهُ إِلَّا مُسْتَقِيم الحَدِيث وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وماية وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الْمروزِي اليحمدي) ) عتبَة بن عبد الله المرزوي اليحمدي روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين ومايتين كَانَ من بقايا المسندين بخراسان روى عَن مَالك بن أنس وَسَعِيد بن سَالم القداح وَابْن الْمُبَارك وَابْن عُيَيْنَة وَالْفضل بن مُوسَى الشَّيْبَانِيّ وَجَمَاعَة وَهُوَ من كبار شُيُوخ ابْن خُزَيْمَة قَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ مرّة وَمرَّة وَثَّقَهُ 3 - (السّلمِيّ) عتبَة بن فرقد السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وَقد روى لَهُ النَّسَائِيّ 3 - (الْأمَوِي أَمِير الْمَدِينَة) عتبَة بن أبي سُفْيَان شهد يَوْم الدَّار مَعَ عُثْمَان وداره بِدِمَشْق بدرب الحبالين ولي الْمَدِينَة وإمرة الْحَج وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْمَازِني الصَّحَابِيّ) عتبَة بن غَزوَان الْمَازِني أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو غَزوَان

الهذلي الصحابي

من السَّابِقين الْأَوَّلين سَابِع سَبْعَة فِي الْإِسْلَام هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وَشهد بَدْرًا وَغَيرهَا وَهُوَ من الرُّمَاة الْمَذْكُورين توفّي سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة قَالَ وَهُوَ يخْطب بِالْبَصْرَةِ لقد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لنا طَعَام إِلَّا ورق الشّجر حَتَّى قرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وَبَين سعد بن مَالك فاتزرت بِبَعْضِهَا واتزر بِبَعْضِهَا مَا أصبح منا الْيَوْم وَاحِد إِلَّا وَهُوَ أَمِير على مصر من الْأَمْصَار وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة وَقدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة مَعَ الْمِقْدَاد بن عَمْرو وَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا وَهُوَ أول من نزل الْبَصْرَة من الْمُسلمين وَهُوَ الَّذِي اختطها وَقَالَ لَهُ عمر لما بَعثه إِلَيْهَا يَا عتبَة إِنِّي أُرِيد أَن أوجهك لتقاتل بلد الْحيرَة لَعَلَّ الله يفتحها عَلَيْكُم فسر على بركَة الله ويمنه وَاتَّقِ الله مَا اسْتَطَعْت وَاعْلَم أَنَّك تَأتي حومة الْعَدو وَأَرْجُو أَن يعينك الله عَلَيْهِم ويكفيكهم وَقد كتبت إِلَى الْعَلَاء ابْن الْحَضْرَمِيّ أَن يمدك بعرفجة بن خُزَيْمَة وَهُوَ ذُو مجاهدة لِلْعَدو وَذُو مكايدة فشاوره وادع إِلَى الله فَمن أجابك فاقبل مِنْهُ وَمن أَبى فالجزية عَن يَد مذلة وصغاراً وَإِلَّا) فالسيف فِي غير هوادة واستنفر من مَرَرْت بِهِ من الْعَرَب وحثهم على الْعَدو وَاتَّقِ الله رَبك فَافْتتحَ عتبَة الأبلة واختط الْبَصْرَة وَأمر محجن بن الأدعج فَخط مَسْجِد الْبَصْرَة الْأَعْظَم وبناه بالقصب 3 - (الْهُذلِيّ الصَّحَابِيّ) عتبَة بن مَسْعُود الْهُذلِيّ حَلِيف بني زهرَة أَخُو عبد الله بن مَسْعُود وشقيقه وَقيل بل أمه امْرَأَة من هُذَيْل وَالْأَكْثَر أَنه شقيقه أَبُو عبد الله هَاجر مَعَ أَخِيه إِلَى أَرض الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة ثمَّ قدم الْمَدِينَة وَشهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَتُوفِّي رَضِي الله عَنهُ بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهِ عمر بن الْخطاب وَقَالَ المَسْعُودِيّ مَاتَ عتبَة قبل أَخِيه عبد الله فِي خلَافَة عمر وَقَالَ الزُّهْرِيّ مَا عبد الله أفقه عندنَا من عتبَة وَلَكِن عتبَة مَاتَ سَرِيعا انْتهى وكف بَصَره بآخرة 3 - (الألقاب)

عتيبة

الْعُتْبِي الأخباري اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله والعتبي أسعد بن مَسْعُود ابْن عتبَة الْكِنْدِيّ الحكم بن عتبَة والعتبي الْكَاتِب مَنْصُور بن مسكان (عتيبة) 3 - (ابْن فسوة) عتيبة بن مرداس أحد بني كَعْب بن عَمْرو بن تَمِيم قَالَ صَاحب الأغاني شَاعِر مقل غير مَعْدُود فِي الفحول مخضرم مِمَّن أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام هجاء خَبِيث اللِّسَان وَهُوَ ابْن فسوة لقب لزمَه وَلَيْسَ أَبوهُ بفسوة أقبل ابْن عَم لَهُ من الْحَج وَكَانَ من أهل بَيت يُقَال لَهُم بَنو فسوة فَقَالَ لَهُ يَا ابْن فسوة كَيفَ كنت فَوَثَبَ مغضباً وَركب رَاحِلَته وَقَالَ لعمر الله بئس مَا حييت بِهِ ابْن عمك وَقد قدم عَلَيْك من سفر وَنزل دَارك فَقَامَ إِلَيْهِ وَقَالَ إِنَّمَا قلت ذَلِك ممازحاً فَقَالَ إنزل فَأَنا أَشْتَرِي مِنْك هَذَا اللقب وأتسمى بِهِ وَظن أَن ذَلِك لَا يضرّهُ فَقَالَ لَا أفعل أَو تشتريه بِمحضر من الْعَشِيرَة قَالَ نعم فَجَمعهُمْ وَأَعْطَاهُ بردا وجملاً وكبشين فَقَالَ عتيبة اشْهَدُوا أَنِّي قبلت هَذَا النبز وَأخذت الثّمن فَأَنا ابْن فسوة فَزَالَتْ عَن ابْن عَمه وغلبت عَلَيْهِ وهجي بذلك وَقَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء (أودي ابْن فسوة ... إِلَّا نَعته الإبلا) وَكَانَ من أوصف النَّاس لِلْإِبِلِ وَمن شعره من قصيدة طَوِيلَة مدح فِيهَا عَامر بن كريز (منعمة لم يغذها أهل بَلْدَة ... وَلَا أهل مصر فَهِيَ هيفاء ناهد) (فريعت فَلم تخبا وَلَكِن تأودت ... كَمَا انتض مَكْحُول المدامع فارد) (وأهوت لتنتاش الرقَاق فَلم تقم ... إِلَيْهِ وَلَكِن طأطأته الولائد) (قَليلَة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من الْعَيْش بَارِد)

عتيق

(تناهى إِلَى لَهو الحَدِيث كَأَنَّهَا ... أَخُو سقم قد أسلمته العوائد) (ترى القرط مِنْهَا فِي قناة كَأَنَّهُ ... بهمهمة لَوْلَا البرى والمعاقد) (عَتيق) 3 - (علم السّنة الْبكْرِيّ الْوَاعِظ) عَتيق بن عبد الله الْبكْرِيّ أَبُو بكر الْوَاعِظ من ولد مُحَمَّد ابْن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ كَانَ مليح الْوَعْظ فَاضلا عَارِفًا بالْكلَام على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ هَاجر إِلَى نظام الْملك فنفق عَلَيْهِ لانبساطه وَأَقْبل عَلَيْهِ زَائِدا وأجرى لَهُ الجراية الوافرة وَعقد مجْلِس الْوَعْظ بالنظامية وبجامع الْمَنْصُور ولقب من جِهَة الدِّيوَان بِعلم السّنة وَأعْطِي دَنَانِير وثياباً وَكَانَ قد قصد فِي بعض الْأَيَّام دَار قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الدَّامغَانِي فتعرض لأَصْحَابه قوم من الْحَنَابِلَة فكبست دور بني الْفراء وَأخذت كتبهمْ وَوجد فِيهَا كتاب الصِّفَات وَكَانَ يقرى بَين يَدي الْبكْرِيّ وَهُوَ جَالس ويشنع بِهِ عَلَيْهِم وَلما جلس على الْمِنْبَر كَانَ المماليك الأتراك وقوفاً حوله بِالسِّلَاحِ فَتكلم الْبكْرِيّ ومدح الإِمَام أَحْمد وَقَالَ وَمَا كفر سُلَيْمَان وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا فَجَاءَت حَصَاة وَأُخْرَى وَأُخْرَى فأحس بذلك النَّقِيب وَأمْسك جمَاعَة من الْعَوام وعوقبوا وَقَالَ نقيب النُّقَبَاء يَوْم جلس الْبكْرِيّ بِجَامِع الْمَنْصُور يَا أهل بَاب الْبَصْرَة أعيرونا الْجَامِع نكفر فِيهِ سَاعَة وَمن خرج فعلت بِهِ وصنعت وَكَانَ الْخَطِيب يذكر فِي خطبَته شَاة أم معبد فِي أَكثر أوقاته فَقَالَ لَهُ النَّقِيب عجل الْخطْبَة وَلَا تذبح الشَّاة الْيَوْم وَتُوفِّي الْبكْرِيّ سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبع ماية 3 - (الْحميدِي الأندلسي) عَتيق بن عَليّ بن الْحسن أَبُو بكر الْحميدِي بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم الصنهاجي من أهل الأندلس قدم بَغْدَاد بعد الثَّمَانِينَ وَخمْس ماية وَأقَام بهَا مُدَّة يتفقه على أبي الْقَاسِم ابْن فضلان وَسمع من أبي السعادات ابْن زُرَيْق وَأَمْثَاله وَعمل مقامة يصف فِيهَا بَغْدَاد وقدومه إِلَيْهَا وسمعها مِنْهُ جمَاعَة ثمَّ إِنَّه قدم مصر مرّة ثَانِيَة وَعَاد إِلَى بِلَاده

أبو بكر السبتي المالكي

وَكَانَ أديباً فَاضلا وَله ديوَان شعر فِي مُجَلد وصنف كتابا فِي الحلى والشيات وَمَا يَلِيق بالملوك من الْآلَات صنفه لبَعض مُلُوك الْمغرب وَذكر أَنه تولى الْقَضَاء بالمعدن وَتُوفِّي هُنَاكَ وَمن شعره 3 - (أَبُو بكر السبتي الْمَالِكِي) عَتيق بن عمرَان بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد الربعِي أَبُو بكر من أهل سبتة صحب أَمِير) الْمُسلمين يُوسُف بن تاشفين وولاه قَضَاء سبتة وَكَانَ فَقِيها محققاً مالكياً وَله فِي كل علم قدم قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا سِنِين يتفقه وَيقْرَأ الْأَدَب وَسمع من أبي الْحُسَيْن ابْن الطيوري وَأبي عبد الله الْحميدِي وَسمع بِالْبَصْرَةِ من أبي يعلى أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَالِكِي وَأبي الْقَاسِم عبد الْملك بن عَليّ بن خلف الْأنْصَارِيّ وَحدث بِبَغْدَاد عَن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمرَان الإشبيلي وَكَانَ ورعاً ذَا أَمَانَة وَطلب بَلَده فِي الْبَحْر فَردته الرّيح إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَحمل إِلَى أَمِير الجيوش فَقتله سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع ماية لِأَنَّهُ وجدت مَعَه كتب من الْمُقْتَدِي إِلَى أَمِير الغرب 3 - (الْوراق التَّمِيمِي المغربي) عَتيق بن مُحَمَّد أَبُو بكر الْوراق التَّمِيمِي قَالَ ابْن رَشِيق دخلت الْجَامِع فِي بعض الْجمع فَوَجَدته فِي حَلقَة يقْرَأ الرَّقَائِق والمواعظ وَيذكر أَخْبَار السّلف الصَّالِحين وَمن بعدهمْ من التَّابِعين وَقد بدا خشوعه وترقرقت دُمُوعه فَمَا كَانَ إِلَّا أَن جِئْته عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم إِلَى دَاره فَوَجَدته وَفِي يَده طنبور وَعَن يَمِينه غُلَام مليح فَقلت مَا أبعد مَا بَين حاليك فِي مجلسيك فَقَالَ ذَاك بَيت الله وَهَذَا بَيْتِي أصنع فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا مَا يَلِيق بِهِ وبصاحبه فَأَمْسَكت عَنهُ وَمن شعره فِي قتل الرافضة (أَخذنَا لأهل الْغدر مِنْهُم إغارة ... عَلَيْهِم فَمَا أبقت وَلَا السَّيْف مَا أبقى) (وَقَامَ لأم الْمُؤمنِينَ بِحَقِّهَا ... بنوها فَمَا أَبقوا لَهَا عِنْدهم حَقًا) وَمِنْه يصف شاذرواناً (كَأَنَّهُ فلك غصت كواكبه ... وَجه الْمعز الْمُعَلَّى بَينهَا قمر) (إِذا بدا فِيهِ قرن الشَّمْس قارنه ... كَأَنَّهَا مِنْهُ أَو مِنْهُ بهَا أثر) (مذ زاحم الجو فاحتل السَّحَاب بِهِ ... فَلَيْسَ يفقد فِي أرجائه مطر)

(فرحمة الله عَنهُ غير نازحة ... ونعمة الله مَا فِيهَا بِهِ قصر) (ترى الغمائم بيضًا تَحْتَهُ بكرا ... مثل الْكَوَاكِب فَوق الأَرْض تنتثر) وَمِنْه (كلما أذْنب أبدى وَجهه ... حجَّة فَهُوَ مَلِيء بالحجج) (كَيفَ لَا يفرط فِي إجرامه ... من مَتى شَاءَ من الذَّنب خرج) ) قلت هَذَا الْمَعْنى أحسن من قَول الْقَائِل (وَإِذا الْمليح أَتَى بذنب وَاحِد ... جَاءَت محاسنه بِأَلف شَفِيع) وَمن شعر الْوراق (بدر لَهُ إشراق شمس على ... غُصْن سبا قلبِي بنوعين) (يكَاد من لين وَمن دقة ... فِي حَضَره ينْقد نِصْفَيْنِ) (إدباره ينسيك إقباله ... كَأَنَّهُ يمشي بِوَجْهَيْنِ) وَمِنْه ووزنه خَارج عَن أبحر الْعرُوض (أورد قلبِي الردى ... لَام عذار بدا) (أسود كالغي فِي ... أَبيض مثل الْهدى) قلت وهما بِبَيْت وَاحِد من الْبَسِيط فِي أصل الدائرة (تعبي راحتي وأنسي انفرادي ... وشفاي الضنى ونومي سهادي) (لست أَشْكُو بعاد من صد عني ... أَي بعد وَقد ثوى فِي فُؤَادِي) (هُوَ يختال بَين عَيْني وقلبي ... وَهُوَ ذَاك الَّذِي يرى فِي سوَادِي) وَمن شعره فِي الهجاء وَقد بَالغ (لَو أَن أكفانهم من حر أوجههم ... قَامُوا إِلَى الْحَشْر فِيهَا مِثْلَمَا رقدوا) (خزر الْعُيُون إِذا مَا عوتبوا وَإِذا ... مَا عاتبوا أنفذوا باللحظ مَا قصدُوا) قَالَ ابْن رَشِيق كنت أرى أَن قَول الشَّاعِر (لَا يعْمل الْمبرد فِي وَجهه ... لكنه يعْمل فِي الْمبرد) وَقَوْلِي لبَعض أهل الوقاحة وَكَانَ لقبه الكرش لجدري كَانَ بِهِ (حَدِيد وَجه صاحبنا ... وهم يَدعُونَهُ كرشا) (وَلَوْلَا آلَة مَعَه ... هِيَ الجدري مَا نقشا)

التونسي العتقي

وَقد فاتا كل سَابق وأعجزا كل لَاحق فَإِذا هُوَ قد أَخذ علينا الْمطَالع وسد الفجاج وَلم أر لأهل عصرنا أظرف من قَوْله (ابْن أندرية علج ... نتاج أم كريمه) (ذُو لحية ذَات عرض ... طَوِيلَة مستقيمه) ) (كَأَنَّهَا بند جَيش ... منكس فِي هزيمه) 3 - (التّونسِيّ العتقي) عَتيق بن مفرج العتقي التّونسِيّ أورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج قَوْله (لَا جعل الله لي مِنْك فرجا ... دَعْوَة من فِي هَوَاك قد نضجا) (وَلَا أرانيك فِي الْهوى أبدا ... إِلَّا كَذَا مُقبلا ومنعرجا) (يعذب لي فِيك مَا لقِيت وَإِن ... كَانَ عذَابا ومسلكاً رهجا) (أَيَّة نفس من الأسى سلمت ... وَأي قلب من الغرام نجا) (يَا حسن الْوَجْه مَا يَضرك لَو ... حسنت من فعلك الَّذِي سمجا) (يَا قاتلي فِي الْهوى بِلَا سَبَب ... تراك أحللت قتلتي همجا) (إِن كَانَ يرضيك أَن أَمُوت كَذَا ... فِيك غراماً إِذا فَلَا حرجا) (قد فاض دمعي وغاض مصطبري ... قد انْقَضى عمر زاجري لججا) (إِنَّا إِلَى الله رَاجِعُون فقد ... عز عزاء الْمُحب وانبلجا) (يَا خَارِجا عَن صِفَات واصفه ... رفقا فقلبي عَلَيْك قد خرجا) قلت أول هَذِه الأبيات من قَول أبي نواس وَهُوَ أحسن (لَا خفف الله عني إِن مددت يَدي ... إِلَيْهِ أسأله من حبك الفرجا) وَمن شعره وَهُوَ بليغ (ذبت حَتَّى خلت أَن الله قد ... خلق الرّوح وَلم يخلق بدن) (لَيْسَ إِلَّا نفس يجْرِي بِهِ ... ذكركُمْ حَتَّى إِذا تمّ سكن) وَمن شعره أَيْضا (أَرَاك فأشتهي لَو كنت كلي ... عيُونا لَا تكون لَهَا جفون)

المجدولي المغربي

(وَلَكِنِّي اعتقدت على يَقِين ... بِأَن الْحبّ أسهله الْمنون) قلت يُرِيد بِالْأولِ أَن يكون عيُونا بِلَا جفون حَتَّى لَا يطرف بجفونه فَلَا يفوتهُ النّظر إِلَيْهِ مُدَّة الطّرف بل يكون دَائِما محدقاً إِلَيْهِ وَمن شعره (لَا عذر للصب إِذا لم يكن ... يخلع فِي ذَاك العذار العذار) ) (كَأَنَّهُ فِي خَدّه إِذا بدا ... ليل تبدى طالعاً فِي نَهَار) (كَأَنَّهُ جنح ظلام وَقد ... صَاح بِهِ ضوء نَهَار فحار) قلت قد اشْتهر بَين أهل الْعلم اسْتِعَارَة الشَّاعِر وَأَنَّهَا قبيحة فِي قَوْله (والشيب ينْهض فِي الشَّبَاب ... كَأَنَّهُ ليل يَصِيح بجانبيه نَهَار) وَمن شعر ابْن المفرج يهجو (ولحية لينَة الجس ... تنساب فِي الشق بِلَا حس) (لَو قعد الْجَالِس فِي وَسطهَا ... لما رَأَتْهُ أعين الْإِنْس) (كَأَنَّهَا الترس وَلكنهَا ... أخشن فِي الْعين من الترس) 3 - (المجدولي المغربي) عَتيق بن عبد الْعَزِيز الْمذْحِجِي الْمَعْرُوف بالمجدولي كَانَ من أَبنَاء قمودة وَنَشَأ بقرية مجدولة فإليها ينْسب توفّي سنة تسع وَأَرْبع ماية وَقد أوفى على الْأَرْبَعين كَانَ شَاعِرًا شريراً منابشاً هجاءاً معجباً سريع البديهة مدللاً على الْكَلَام لَا يطْلب إِلَّا الْوَزْن مسامحاً لنَفسِهِ فِي الْعَرَبيَّة إِن أعوزته لَفْظَة صنعها على مَا يَشَاء ويروي بَيْتا شَاهدا عَلَيْهَا وَإِن طُولِبَ بِهِ أحَال على كتاب لم يسمع بِذكرِهِ قطّ قَالَ ابْن رَشِيق أنْشد الباغاني قصيدة فِيهَا مائَة بَيت وَبَيت زَائِد فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ لِأَن توتر خير من أَن لَا توتر ثمَّ سَأَلَهُ كَيفَ رَأَيْت فَقَالَ زدتني وَاحِدَة على حد الزِّنَا فَانْصَرف حرداً وَقَالَ يهجوه (وَكَاتب يمسخ مَا ينْسَخ ... جَمِيع مَا يَكْتُبهُ يفْسخ) (حرت فَلَا أَدْرِي أأثوابه ... أم عرضه أم حبره أوسخ) فتغاضى الباغاني زَمَانا ثن أغرى بِهِ أَبَا البهلول وَكَانَ قد ساعد الصرائري على هجائه فَقَالَ من أَبْيَات

ابن أبي العرب المغربي

(بالقيروان وَرب النَّاس يُعلمهُ ... شيخ أَقَامَ لِوَاء الشَّيْخ إِبْلِيس) (صَار الْوَزير وَكَانَت أمس خطته ... بيع النَّبِيذ وتطريب النواقيس) فَأَفلَت الصرائري وَأمْسك المجدولي فَضَربهُ الْقَائِد فتوح بن أَحْمد ثَمَانِينَ سَوْطًا فَكَانَ الباغاني يَقُول بَقِي لي وَالله فِي ظَهره ثَلَاث وَعِشْرُونَ جلدَة بِإِضَافَة الْبَيْتَيْنِ إِلَى بَاقِي القصيدة) (ألم هُدُوا حِين لَا عين كاشح ... تخَاف وَلَا الخلخال يغري وَلَا السمط) (فطرف حَتَّى صَاح بِاللَّيْلِ صائح ... من الْفجْر وَاسْتولى على فَرعه الوخط) (فَلم ير مثلي فِي الْهوى ذَا حفيظة ... وَلم أر طيفاً طَارِقًا مثله قطّ) مِنْهَا (وليل بطيء النَّجْم داج سريته ... على حِين لَا يُرْجَى لآخره شط) (كَأَن الثريا فِي ذراه مقصر ... سباحة بَحر فَهُوَ يخطو وَلَا يخطو) 3 - (ابْن أبي الْعَرَب المغربي) عَتيق بن حسان بن خلف لأبي الْعَرَب أورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج قَوْله (ولت بشاشة ذَاك الْعَيْش فَانْصَرَفت ... فَلَيْسَ لي غير أشواقي وتذكاري) (وَقد رَأَيْت بَيَاض الشيب يزجرني ... عَن الصِّبَا وَبِه وعظي وإنذاري) (وَحسب نَفسِي أَن تَأتي بموعظتي ... مَا بَين ظَاهر أفعالي وإقراري) (جلى عماية ذَاك الغي عَن بَصرِي ... حَتَّى تبصرت خوف الله وَالنَّار) (كأنني بِيَقِين مِنْك وازرني ... فحط عني أَبَا الْعَبَّاس أوزاري) مِنْهَا (رفضت دنياك رفض المستقل لَهَا ... وَلم تكن لِتَبِيع الدَّار بِالدَّار) (هَذَا وَأَنت بدهر لَا جَوَاز بِهِ ... كَأَنَّك الْخَيْر مَقْرُونا بأشرار) (لَوْلَا التضادد فِي الْأَشْيَاء مَا ظَهرت ... فِي ظلمَة اللَّيْل مسرى الْكَوْكَب الساري) وَقَوله فِي هَذَا الْمَعْنى (يزْدَاد فِي ظلم الخطوب ضياؤه ... كالبدر مُعظم نوره فِي الحندس)

ابن أبي النوق الطبيب

وَقَوله (من كل مُشْتَمل بمنصل عزمه ... ذِي همة يطَأ السماك همام) (نشوان من خمر الندى صَاحب الندى ... رَيَّان من مَاء المحامد ظام) من مديحها (وتقلدت مِنْهُ الرّقاب قلائداً ... قد أَصبَحت نعما على الْأَجْسَام) (وتوالت البركات فِي أَيَّامه ... حَتَّى دَعُوهَا أحسن الْأَيَّام) ) قلت أَيْن هَذَا من قوا أبي تَمام الطَّائِي (ويضحك الْمَوْت مِنْهُم عَن غطارفة ... كَأَن أيامهم من حسنها جمع) وَمن شعر أبي الْعَرَب يهجو (يستر الْقبْح مِنْهُ وَهُوَ منكشف ... جسم حطام وَوجه لَونه شحبا) (يمْضِي السِّوَاك على ثغر بِهِ قلح ... لَو مج ريقته فِي النّيل مَا شربا) 3 - (ابْن أبي النوق الطَّبِيب) عَتيق ابْن تَمام الطَّبِيب الْأَزْدِيّ الإفْرِيقِي قَالَ ابْن رَشِيق غلب عَلَيْهِ اسْم الطِّبّ فَعرف بِهِ لحذقه فِيهِ وَمَكَان أَبِيه مِنْهُ وَكَانَ أَبوهُ وجده من الرؤساء الْمَضْرُوب بهم الْمثل فِي الْجَلالَة وَشرف الْحَال بإفريقية وَأَبُو بكر شَاعِر حاذق مفتوق اللِّسَان حَاضر الخاطر متضح البديهة سديد الطَّبْع لم أر قطّ أسهل من الشّعْر عَلَيْهِ يكَاد لَا يتَكَلَّم إِلَّا بِهِ وَأكْثر تأدبه بالأندلس وَلَقي بهَا أُنَاسًا وملوكاً وَأخذ الجوائز وقارع فحول الشُّعَرَاء وَأورد لَهُ قَوْله (فَلم أُنْسُهَا كَالشَّمْسِ أسبل فَوْقهَا ... من الشّعْر الوحف الأثيث عذوق) (فَلَو ذاب ذَا أوسال جريال خدها ... جرى سيح مِنْهَا وسال عقيق) (فمت تسترح يَا قلب إِن كنت صَادِقا ... فَإنَّك فِيهَا بالممات خليق) (وَمن لم يمت فِي إِثْر إلْف مُودع ... فَلَيْسَ لَهُ بالعاشقين لُحُوق) وَنظر إِلَيْهِ صَاحب لَهُ فَرَأى فِي رَأسه شامة شيب فَقَالَ لَهُ أجز يَا صَاحب الشامة فِي رَأسه

أبو بكر الدرغمي

فَقَالَ وشيبه من حر أنفاسه فَقَالَ زد فَقَالَ (إِذا شدا بَيْتا ترى دمعه ... فِي حمرَة المشروب فِي كاسه) (يكَاد من حِدة أفكاره ... تلتهب النَّار بقرطاسه) وكاتبه مرّة وَقد شاوره فِي عليل فآيسه مِنْهُ (قل لأبي بكر حَكِيم الذكا ... وفيلسوف الْجِنّ وَالْإِنْس) (لم لَا تداوي كل ذِي عِلّة ... وَالْفرع ينبيك عَن الأس) ) فَأَجَابَهُ استمداداً من سَاعَته (اسْمَع جوابي إِنَّنِي مخبر ... أنذر والإخبار عَن نَفسِي) (امرض فإمَّا مرض زائل ... تبرا وَإِمَّا مرض رمسي) (والظل لَا يبْقى على حَاله ... كالظل لَا يبْقى مَعَ الشَّمْس) (لم يبرا دَوَاء الْهوى كلهَا ... إِلَّا الَّذِي صور من قدس) (وَالنَّاس أَصْنَاف وَقل الَّذِي ... يفضل الْجِنْس على الْجِنْس) 3 - (أَبُو بكر الدرغمي) عَتيق بن عبد الْعَزِيز أَبُو بكر السَّمرقَنْدِي الدرغمي ثمَّ النَّيْسَابُورِي الأديب الأوحد لَهُ محفوظات فِي اللُّغَة وَله شعر سمع عبد الْغفار بن شيرويه وَغَيره وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَخمْس ماية وَمن شعره 3 - (تَقِيّ الدّين الصُّوفِي الْعمريّ) عَتيق بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي الْفَتْح الْمُحدث المتقن الزَّاهِد تَقِيّ الدّين أَبُو بكر الْقرشِي الْعَدوي الْعمريّ الْمصْرِيّ الصُّوفِي الْمَالِكِي شيخ خانقاه ابْن الخليلي كَانَ فِيهِ دين وَتعبد وتحر وفضيلة سمع بِمصْر وَالشَّام والحجاز وجاور مُدَّة وَحدث عَن النجيب عبد اللَّطِيف وَعبد الله بن علاق مرض مُدَّة بالفالج وَهُوَ عشر الثَّمَانِينَ كتب عَنهُ الطّلبَة

تاج الدين الدماميني الشافعي

وَتُوفِّي سِتَّة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسبعماية 3 - (تَاج الدّين الدماميني الشَّافِعِي) عَتيق بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المَخْزُومِي الدماميني تَاج الدّين سمع الحَدِيث وَقَرَأَ الْفِقْه بقوص وَحفظ التَّنْبِيه واستوطن الْإسْكَنْدَريَّة وانتهت إِلَيْهِ رياستها وَكَانَ ذكياً كثير الْعَطاء وَله مُشَاركَة فِي التَّارِيخ وَالْأَدب وَبنى مدرسة بالمرجانيين بالثغر ووقف أوقافاً كَثِيرَة وَتُوفِّي بِمصْر فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسبعماية 3 - (ابْن عريهة) عَتيق بن عُثْمَان بن عَتيق أَبُو يحيى العامري الْمَعْرُوف بِابْن عريهة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا هاآن قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين هُوَ صاحبنا كَانَ فَاضلا أديباً عَاقِلا سَاكن النَّفس لَهُ حَظّ من علم النَّحْو) وَكَانَ يلوذ بقاضي الْقُضَاة زين الدّين بن مخلوف الْمَالِكِي وبنيه ويقرئ بعض بنيه شَيْئا من النَّحْو فاستعدله وَكَانَ أَهلا لذَلِك رَحمَه الله قَالَ وَاتفقَ أَنِّي كنت أَنا وَهُوَ نسْمع الحَدِيث وَكَانَ على بعض الْجَامِع بالفاكهيين مظلة تمنع من زرق الطير وَكَانَ مَعنا صَاحب ينعَت بِنور الدّين وَآخر بعز الدّين ويلقب بالفار فاتفق أَن قعد نور الدّين تَحت المظلة فَصَعدَ قطّ عَلَيْهَا وبال فَوَقع بَوْله على نور الدّين فَضَحِك الْجَمَاعَة وأردنا نظم شَيْء فِي هَذَا الْمَعْنى فَبَدَأَ أَبُو يحيى فَأَنْشد على عجل (وقط تبدى فَوق سقف وَتَحْته ... أنَاس لَهُم مجد أثيل وإيثار) (تعمد نور الدّين مِنْهُم ببوله ... وَمَا ذَاك إِلَّا أَن معشوقه الفار) ثمَّ طلبه السُّلْطَان وَطلب وَلَده فروعهما الْحُضُور قدامه لكَلَام أغلظه لَهما فَنزلَا مرعوبين ومرضا بالبيمارستان المنصوري بِالْقَاهِرَةِ وَمَات وَلَده قبله وَتُوفِّي هُوَ بعده بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَكَانَت مُدَّة مرضهما دون الْجُمُعَة 3 - (أَبُو بكر الْعمريّ) عَتيق بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي الْفَتْح الْمُحدث الْعَالم الزَّاهِد تَقِيّ الدّين أَبُو بكر الْعمريّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الصُّوفِي شيخ شانقاه ابْن الخليلي سمع من النجيب وَأَصْحَاب البوصيري وَقدم دمشق

أبو بكر السرتي

قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فَسمع مَعنا من الشّرف ابْن عَسَاكِر وَله اعتناء بالرواية وَكَانَ ذَا زهد وَخير وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية 3 - (أَبُو بكر السرتي) عَتيق بن الْقَاسِم أَبُو بكر السرتي بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وسرت مَدِينَة على سَاحل الْبَحْر الرُّومِي بَين برقة وطرابلس الغرب قَالَ أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمفضل الْمَقْدِسِي الْحَافِظ من أَصْحَاب السلَفِي أَنْشدني أَبُو بكر عَتيق السرتي لنَفسِهِ (أَقُول لعَيْنِي دَائِما ولدمعها ... لِسَان بسر الْحبّ فِي الْحزن نَاطِق) (أجدك مَا ينفيك لي مِنْك ضائر ... بسرتي واش أَو لحيني رامق) (فلولاك لما أعرف الْعِشْق أَولا ... ولولاه لم أعرف بِأَنِّي عاشق) ) 3 - (السمنطاري) عَتيق بن عَليّ بن دَاوُد الْمَعْرُوف بالسمنطاري سين مُهْملَة وَمِيم وَنون سَاكِنة وطاء مُهْملَة وَألف وَرَاء وسمنطار قَرْيَة فِي جَزِيرَة صقلية وَهُوَ أَبُو بكر أحد الْعباد الزهاد الْعَالمين مِمَّن رفض الأولى وَتعلق بِالْأُخْرَى بَالغ فِي الطّلب وسافر إِلَى الْحجاز وساح فِي الْبِلَاد بِالْيمن وَالشَّام إِلَى أَرض فَارس وخراسان وَلَقي الْعباد وَأَصْحَاب الحَدِيث وَكتب جَمِيع مَا سمع وَله كتاب بناه على حُرُوف المعجم جمعه فِي دُخُوله الْبلدَانِ ولقياه الْعلمَاء وَله فِي الرَّقَائِق وأخبار الصَّالِحين كتاب كَبِير لم يسْبق إِلَى مثله وَله فِي الْفِقْه والْحَدِيث تواليف حسان فِي غَايَة التَّرْتِيب وَالْبَيَان وَقَالَ (فتن أَقبلت وَقوم غفول ... وزمان على الْأَنَام يصول) (ركدت فِيهِ لَا تُرِيدُ زوالاً ... عَم فِيهَا الْفساد والتضليل) أَيهَا الخائن الَّذِي شانه الْإِثْم وَكسب الْحَرَام مَاذَا تَقول بِعْت دَار الخلود بِالثّمن البخس بدنيا قَرِيبا تَزُول توفّي رَحمَه الله سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبع ماية

النيسابوري

3 - (النَّيْسَابُورِي) عَتيق بِضَم الْعين وَفتح التَّاء ابْن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي شيخ قديم عالي الرِّوَايَة توفّي سنة خمس وَخمسين ومايتين ابْن أبي عَتيق اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكر ابْن قُحَافَة 3 - (العامري الْكُوفِي) عثام بن عَليّ بن هجير الْكلابِي العامري الْكُوفِي وَالِد عَليّ بن عثام قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة خمس وَتِسْعين وماية وَقيل سنة أَربع وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الْمُغنِي) عثعث كَانَ عبدا أسود لمُحَمد بن يحيى بن معَاذ ظهر مِنْهُ طبع حسن فِي الْغناء وَحسن أَخذ وَأَدَاء فَعلمه مَوْلَاهُ الْغناء وخرجه وأدبه فبرع فِي صناعته وَكَانَ حسن المسموع جيد الضَّرْب وَله صَنْعَة صَالِحَة وكنيته أَبُو دليجة وَكَانَ مأبوناً سَمعه مُخَارق يُغني (أَبَا دليجة من توصي بأرملة ... أم من لأشعث ذِي طمرين ممحال) ) فَقَالَ لَهُ أَحْسَنت أَبَا دليجة فَقبل يَده وَقَالَ أَنا يَا سَيِّدي يَا أَبَا المهنى أتشرف بِهَذِهِ الكنية إِذا كَانَت نحلة مِنْك (عُثْمَان) 3 - (إِمَام مَسْجِد القرشيين) عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم ابْن أبي عَليّ الْحِمصِي الْمُقْرِئ الصَّالح أَبُو عَمْرو الصَّالِحِي النساج إِمَام مَسْجِد القرشيين إِنْسَان خير متودد متواضع حسن الْبشر سمع حضوراً من أبي زبيدي نصف البُخَارِيّ الْأَخير وَسمع من ابْن اللتي لَكِن يصحف فِي كِتَابَة الْأَسْمَاء الْحِمصِي بالمصري فَذهب سَمَاعه وَسمع كثيرا من الْحَافِظ

فخر الدين ابن التركماني

الضياء عَاشَ ثلاثاُ وَثَمَانِينَ سنة وَسمع مِنْهُ الواني والمقاتلي وقاضي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ والمحب وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة عشر وَسبع ماية 3 - (فَخر الدّين ابْن التركماني) عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى مفتي الْحَنَفِيَّة فَخر الدّين التركماني المارديني نزيل مصر شرح الْجَامِع الْكَبِير فِي مجلدات وألقاه فِي المنصورية دروساً وَكَانَ إِمَامًا فصيحاً عذب الْعبارَة رَضِي الْآخِرَة تفقه بِهِ ولداه عَلَاء الدّين وَسَيَأْتِي ذكره وتاج الدّين مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين وروى عَن الأبرقوهي توفّي فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَله إِحْدَى وَسَبْعُونَ سنة 3 - (نظام الدّين) عُثْمَان بن أَحْمد بن عَتيق بن الْحُسَيْن بن عَتيق بن حُسَيْن بن عبد الله بن رَشِيق نظام الدّين أَبُو عَمْرو الربعِي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست ماية سمع من البوصيري والأرتاحي وروى صَحِيح البُخَارِيّ عَنْهُمَا وَهُوَ من بَيت الدّين وَالْعلم وَالرِّوَايَة روى عَنهُ الدمياطي وقاضي الْقُضَاة ابْن جمَاعَة والمصريون وَكن جده عَتيق من كبار الْفُضَلَاء 3 - (ابْن الظَّاهِرِيّ) عُثْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحدث الزَّاهِد فَخر الدّين أَبُو عَمْرو الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ ابْن) الظَّاهِرِيّ ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاثِينَ وَسبع ماية وَحضر النجيب وَابْن علاق وَسمع من عَامر القلعي والعز الْحَرَّانِي وَنسخ بعض الْأَجْزَاء وَكتب الطباق قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَله إِلْمَام بِبَعْض هَذَا الشَّأْن وَكَثْرَة مطالعة

قائد جيش غرناطة

3 - (قَائِد جَيش غرناطة) عُثْمَان بن إِدْرِيس ابْن عبد الله ابْن السُّلْطَان عبد الْحق بن مجبو البطل الضرغام فَارس الْإِسْلَام مقدم الجيوش أَبُو سعيد ابْن أبي الْعَلَاء المريني قَائِد جَيش غرناطة وَهُوَ الَّذِي أبلى يَوْم الكائنة الْعُظْمَى سنة تسع عشرَة وَسبع ماية وَنصر الله فِيهَا الْإِسْلَام وأباد مُلُوك الْعَدو وَشهد مايتي وأربعاً وَثَلَاثِينَ غَزْوَة وَكَانَ ذَا دين وعقل وَشرف وسؤدد توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع ماية أهلك الله ضِدّه الْوَزير المحروق الَّذِي أبعده من الحضرة فِي سنة تسع وَعشْرين وَسبع ماية لِأَن وَلَده إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان كَانَ قد شَارك يحيى بن عمر ابْن راجوا فِي قتلة السُّلْطَان أبي الْوَلِيد ثمَّ عَاد ابْن أبي الْعَلَاء إِلَى منصبه فِي سنة تسع وَعشْرين وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ مرابطاً وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ نزل يَوْم الملحمة الْعُظْمَى إِلَى الأَرْض وَسجد وتضرع إِلَى الله ثمَّ ركب فرسه وَقَالَ لجيشه احملوا وَكَانُوا دون الْأَلفَيْنِ فحملوا على الْقلب وَفِيه دون بطرو الْمُقدم ذكره وَهُوَ فِي بضعَة عشر ملكا من الفرنج فَقتلُوا كلهم لم يفلت مِنْهُم أحد ودام الْقِتَال إِلَى اللَّيْل فَأَقل مَا قتل من الفرنج سِتُّونَ ألفا وَقيل ثَمَانُون ألفا وَلم يقتل من الْمُسلمين سوى ثَلَاثَة عشر فَارِسًا وغنم الْمُسلمُونَ غنيمَة عَظِيمَة إِلَى الْغَايَة 3 - (المواقيتي المغربي) عُثْمَان بن إِدْرِيس بن عبد الرَّحْمَن الكتامي أَبُو عَمْرو الصُّوفِي المواقيتي من أهل الْمغرب قدم بَغْدَاد واستوطنها إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس ماية كَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بِعلم النُّجُوم والهيئة وَعمل الإسطرلاب وآلات الْفلك من الرخامات وموازين الشَّمْس وَمَعْرِفَة أَوْقَات اللَّيْل وَالنَّهَار وَله فِي ذَلِك مصنفات حَسَنَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ) جمَاعَة من أهل بَغْدَاد وانتفعوا بِهِ 3 - (عز الدّين ابْن المنجا) عُثْمَان بن أسعد بن المنجا ابْن أبي البركات الْأَجَل عز الدّين أَبُو عَمْرو وَأَبُو الْفَتْح التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد زين الدّين ابْن المنجا ووجيه

العماد السلماسي

الدّين مُحَمَّد وَصدر الدّين أسعد وَاقِف الْمدرسَة الصدرية بِدِمَشْق ولد بِمصْر وَسمع من البوصيري وَغَيره وَكَانَ ذَا مَال وثروة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست ماية 3 - (الْعِمَاد السلماسي) عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل بن خَلِيل السلماسي عماد الدّين من شعره فِي مرثية جَارِيَة (مَا خلت قبلك أَن الشَّمْس مغْرِبهَا ... لحد وَلَا أَن غيم الْبَدْر أكفان) وَمِنْه (بحياتي عَلَيْك خُذْهَا فَإِنِّي ... واثق مِنْك أَن تبر حَياتِي) (لَا تلمني على انعطافي عَلَيْهَا ... مَعَ مَا فِي الْحباب من واوات) وَمِنْه (وَلما اسْتَقَلت أعين النَّاس حوله ... تراقبه حَيْثُ اسْتَقل وسارا) (تمثلت الْأَهْدَاب فِي صفو خَدّه ... خيالاً فظنوا الشّعْر فِيهِ عذارا) وَمِنْه (شقَّتْ عَلَيْك يَد الأسى ... ثوب الدُّمُوع إِلَى الذبول) وَمِنْه (فأعجب ليل طَال من شعره ... وفرقه خيط سنا الْفجْر) 3 - (الجُمَحِي الْمَكِّيّ) عُثْمَان بن الْأسود الجُمَحِي مَوْلَاهُم الْمَكِّيّ وثقة الْقطَّان وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن مُجَاهِد الفرجوطي) عُثْمَان بن أَيُّوب الفرجوطي عرف بِابْن مُجَاهِد أديب شَاعِر ظريف الشكل حسن الْخلق متواضع النَّفس قَالَ الْفضل كَمَال الدّين جَعْفَر الإدفوي رَأَيْته بفرجوط مَرَّات لَهُ نظم كثير) وَكَانَ ملازماً للتلاوة عديم الطّلب مَعَ ظُهُور فاقته قانعاً بِالْقَلِيلِ من الرزق

فخر الدين العسقلاني

توفّي بِبَلَدِهِ فِي مستهل شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية وَمن شعره (أَلا فِي سَبِيل الْحبّ مَا الوجد صانع ... بقلب لَهُ من وشكة الْبَين صادع) (يكابد من أجل البعاد هلوعه ... وَإِن قلى الأحباب للصب هَالِع) (ويقلقه دَاعِي الْهوى ويقيمه ... فيقعده الإعجاز وَالْعجز مَانع) (ويصبو فتنصب الدُّمُوع صبَابَة ... وَلَا غرو إِن صبَّتْ لذاك المدامع) (إِذا فاح من أكناف طيبَة طيبها ... تحركه شوقاً إِلَيْهَا المطامع) (وَإِن ذكرت نجد وجرعاء رامة ... فَللَّه كم من لوعة هُوَ جارع) (هَل الدَّهْر يَوْمًا بعد تَفْرِيق شملنا ... بِذَاكَ الْحمى النجدي للشمل جَامع) (وَهل مَا مضى من عيشنا بربوعكم ... وَطيب زمَان بالتواصل رَاجع) (عدوا بالتلاقي عطفة وتكرماً ... عَليّ فَإِنِّي بالمواعيد قَانِع) (وَإِن تسمحوا بالوصل يَوْمًا لعبدكم ... فَهَذَا أَوَان الْوَصْل آن فسارعوا) (أهيل الْحمى هَل مِنْكُم لي رَاحِم ... وَهل فِيكُم يَوْمًا لشكواي سامع) (فَهَذَا لِسَان الْحَال يرفع قصتي ... لديكم عَسى مِنْكُم لبلواي رَافع) 3 - (فَخر الدّين الْعَسْقَلَانِي) عُثْمَان بن أَيُّوب ابْن أبي الْفَتْح فَخر الدّين أَبُو عَمْرو الْأنْصَارِيّ الْعَسْقَلَانِي أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ مولده بِبَيْت زينون بالنُّون لَا بِالتَّاءِ من عسقلان وغزة فِي خَامِس عشر شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست ماية أنشدنا لنَفسِهِ (أَتَانِي كتاب خلت فِي طي نشره ... بريق ضِيَاء يخجل القمرين) (إِلَى علم أسعى بِهِ من سميه ... فنلت مني بالسعي فِي العلمين) فَأَجَابَهُ نور الدّين ابْن سعيد المغربي (بِبَيْت وَبَيت قد سبقت مجلياً ... فَلَا زلت بالبيتين ذَا سبقين) (وأنجحت بِالْأَمر الَّذِي قد قصدته ... بسعيك يَا ذَا الْفضل بالعلمين)

الفقيه البصري

قَالَ وأنشدنا الْمَذْكُور لنَفسِهِ) (من رِيقهَا وردي وَمن وجناتها ... وردي وخمري لحظها والساقي) (يَا هِنْد عنْدك منيتي ومنيتي ... بوعيد هجر أَو بوعد تلاق) 3 - (الْفَقِيه الْبَصْرِيّ) عُثْمَان البتي الْفَقِيه الْبَصْرِيّ بياع البتوت توفّي فِي حُدُود الْمِائَة وَالْأَرْبَعِينَ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (أَبُو بكر القلعي المغربي) عُثْمَان ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد أَبُو بكر القلعي من أهل الغرب ذكره أَبُو الْمَعَالِي سعد الخطيري الكتبي فِي كتاب زِينَة الدَّهْر من جمعه وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِبَغْدَاد (قُم هَاتِهَا من كف أحدر أَو طفا ... رَاحا أرق من النسيم وألطفا) (يسْعَى بهَا خنث الدَّلال كَأَنَّمَا ... تحكيه خداً للنديم ومرشفا) (فَكَأَنَّمَا فِي الكأس ذائب عسجد ... وحبابها در عَلَيْهِ قد طفا) (فانهض إِلَى بنت الكروم فَإِنَّهَا ... نجم بِشَيْطَان الهموم تكلفا) (فالروض يعبق من أريج مسكه ... والجو يدفق من غمام قرقفا) (والسحب تلعب بالبروق كَأَنَّهَا ... قار على عجل يقلب مُصحفا) (قد قلدت بِالنورِ أجياد الربى ... حليا وألبست الخمائل مطرفا) (فَكَأَنَّهَا جود ابْن فياض الَّذِي ... أضحى يجدد فِي المكارم مَا عَفا) قلت قَوْله والسحب تلعب بالبروق الْبَيْت مَأْخُوذ من قَول ابْن المعتز (وَكَأن الْبَرْق مصحف قار ... فانطباقاً مرّة وانفتاحا) وَلَكِن قَول القلعي أحسن ديباجة وَمن قَوْله أَيْضا (كَأَن رياض ساحته سَمَاء ... وناجم زهرها زهر النُّجُوم) (نزلنَا من رباه فَوق هام ... معممة من النبت العميم)

فخر الدين الكفتي المقاتلي

(تعطرنا الرِّيَاح بِهِ كأنا ... نسوم الْمسك من كف النسيم) 3 - (فَخر الدّين الكفتي المقاتلي) عُثْمَان بن لبان الْمُحدث فَخر الدّين الرُّومِي المقاتلي الدِّمَشْقِي الكفتي) سكن مصر سنوات وداخل الرؤساء إِلَى أَن صَار معيداً فِي المنصورية للْحَدِيث وَكَانَ حُلْو المحاضرة يحفظ بعض الْقُرْآن توفّي سنة سِتّ عشرَة وَسبع ماية وَكَانَ مولده فِي سنة خمس وَسبعين وست ماية وَسمع من ابْن القواس ويوسف الغسولي وَابْن عَسَاكِر وبحلب من سنقر الزيني مَمْلُوك ابْن الْأُسْتَاذ وبمصر من الدمياطي وطبقته وعني بالرواية وَنسخ الْأَجْزَاء وَحصل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كتبت عَنهُ وَكتب عني وَكَانَ فِي ورعه نقص وَغَيره أدين مِنْهُ وَلَيْسَ لَهُ مَحْفُوظ وَلَا ختم قُرْآن 3 - (الْعَتكِي) عُثْمَان بن جبلة ابْن أبي رواد الْعَتكِي مَوْلَاهُم وثقة أَبُو حَاتِم وَغَيره مَاتَ فجاءة فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والماية وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ) عُثْمَان بن جني أَبُو الْفَتْح النَّحْوِيّ الإِمَام الْعَلامَة من أحذق النُّحَاة وَكَانَ أكمل علومه التصريف وَلم يتَكَلَّف أحد وَلم يتَكَلَّم أدق من كَلَامه فِي التصريف مولده قبل الثَّلَاثِينَ وَالثَّلَاث ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَثَلَاث ماية وَخلف من الْأَوْلَاد عليا وعالياً والْعَلَاء وَكلهمْ أدباء فضلاء قد خرجهم والدهم وسمعهم وَحسن خطوطهم وهم معدودون فِي صحيحي الضَّبْط وحسني الخطوط وَكَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا رومياً ل

سُلَيْمَان بن فَهد الْموصِلِي وَكَانَ أَعور وَمن شعره فِي ذَلِك (صدودك عني وَلَا ذَنْب لي ... دَلِيل على نِيَّة فاسده) (فقد وحياتك مِمَّا بَكَيْت ... خشيت على عَيْني الواحده) (وَلَوْلَا مَخَافَة أَن لَا أَرَاك ... لما كَانَ فِي تَركهَا فائده) اجتاز أَبُو عَليّ الْفَارِسِي بالموصل فَمر بالجامع وَأَبُو الْفَتْح يقرئ النَّحْو وَهُوَ شَاب فَسَأَلَهُ أَبُو عَليّ مَسْأَلَة فِي التصريف فقصر فِيهَا أَبُو الْفَتْح فَقَالَ لَهُ زببت قبل أَن تحصرم فَلَزِمَهُ من يَوْمئِذٍ مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة واعتنى بالتصريف وَلما مَاتَ أَبُو عَليّ تصدر ابْن جني مَكَانَهُ بِبَغْدَاد وَأخذ عَنهُ الثمانيني وَعبد السَّلَام الْبَصْرِيّ وَأَبُو الْحسن السمسمي وَجرى بَينه وَبَين أبي نصر بشر بن هَارُون كَلَام فِي معنى شَيْطَان يُقَال لَهُ العوار أَو العدار وَإِذا لَقِي إنْسَانا وَطئه فَقَالَ) لَهُ ابْن جني بودك لَو لقيك فَإِنَّهُ كَانَ لأمنيتك دَوَاء فَقَالَ أَبُو نصر (زعمت أَن العذار خدني ... وَلَيْسَ خدناً لي العذار) (عفر من الْجِنّ أَنْت أولى بِهِ ... ففيهم لَك افتخار) (فالجن جن وَنحن إنس ... شتان هَذَانِ يَا حمَار) (وَنحن من طِينَة خلقنَا ... خلق الْجِنّ مِنْهُ نَار) (العر والعار فِيك تما ... والعور التَّام والعوار) وَكَانَ يَوْمًا يتحدث بِحَضْرَة أبي الْحُسَيْن القمي الْكَاتِب وَكَانَت لأبي الْفَتْح عَادَة إِذا تحدث أَن يمِيل بشفتيه وَيُشِير بِيَدِهِ فَبَقيَ القمي شاخصاً إِلَيْهِ فَقَالَ أَبُو الْفَتْح مَالك تحدق إِلَيّ وتكثر التَّعَجُّب مني قَالَ شبهت مولَايَ الشَّيْخ وَهُوَ يتحدث وَيَقُول ببوزه كَذَا وَبِيَدِهِ كَذَا بقرد رَأَيْته الْيَوْم عِنْد صعودي إِلَى دَار المملكة وَهُوَ على شاطئ دجلة يفعل مَا يَفْعَله مَوْلَانَا فامتعض أَبُو الْفَتْح وَقَالَ مَا هَذَا القَوْل أعزّك الله وَمَتى رَأَيْتنِي أمزح مَعَك فتمزح معي بِمثل هَذَا فَلَمَّا رَآهُ أَبُو الْحُسَيْن قد استشاط غَضبا قَالَ المعذرة إِلَيْك أَيهَا الشَّيْخ عَن أَن أشبهك بالقرد وَإِنَّمَا شبهت القرد بك فَضَحِك أَبُو الْفَتْح وَقَالَ مَا أحسن مَا اعتذرت وَعلم أَنَّهَا نادرة تشيع فَكَانَ أَبُو الْفَتْح يتحدث بهَا دَائِما واجتاز يَوْمًا بِأبي الْحُسَيْن الْمَذْكُور فِي الدِّيوَان وَبَين يَدَيْهِ كانون فِيهِ نَار وَالْبرد شَدِيد فَقَالَ لَهُ أَبُو الْفَتْح تعال أَيهَا

الشَّيْخ إِلَى النير فَقَالَ أعوذ بِاللَّه وَقَالَ ابْن الزمكدم الْموصِلِي يهجو ابْن جني يَا أَبَا الْفَتْح قد أَتَيْنَاك للتدريس وَالْعلم فِي فنائك رحب فَوَجَدنَا فتاة بَيْتك أنحى مِنْك والنحو مُؤثر مُسْتَحبّ (قدماها مَرْفُوعَة وَهِي خفض ... فَلم الأير فَاعل وَهُوَ نصب) (مَذْهَب خَالَفت شيوخك فِيهِ ... فَهِيَ تصبي بِهِ الْحَلِيم وتصبو) وَوجد بِخَط ابْن جني على ظهر كتاب الْمُحْتَسب فِي علل الْقرَاءَات الشاذة أَخْبرنِي بعض من يعتادني للْقِرَاءَة عَليّ وَالْأَخْذ عني قَالَ رَأَيْتُك فِي مَنَامِي جَالِسا فِي مجْلِس لَك على حَال كَذَا وبصورة كَذَا وَذكر من الْحِلْية والشارة جميلاً وَإِذا رجل لَهُ رواء ومنظر وَظَاهر نبل وَقدر قد أَتَاك فحين رَأَيْته أعظمت مورده وأسرعت الْقيام لَهُ فَجَلَسَ فِي صدر مجلسك وَقَالَ لَك إجلس فَجَلَست فَقَالَ كَذَا شَيْئا ذكره ثمَّ قَالَ لَك أتمم كتاب الشواذ الَّذِي عَلمته فَإِنَّهُ) كتاب يصل إِلَيْنَا ثمَّ نَهَضَ فَلَمَّا ولى سَأَلت بعض من كَانَ مَعَه عَنهُ فَقَالَ عَليّ ابْن أبي طَالب كرم الله وَجهه ذكر هَذَا الرَّائِي هَذِه الرُّؤْيَا لي وَقد من نواحي هَذَا الْكتاب أميكنات تحْتَاج إِلَى معاودة نظر وَأَنا على الْفَرَاغ مِنْهَا وَبعده مُلْحق فِي الْحَاشِيَة بِخَطِّهِ أَيْضا ثمَّ عاودتها فَصحت بلطف الله ومشيئته وَلما مَاتَ أَبُو الْفَتْح رثاه الشريف الرضي بقصيدة عدتهَا تِسْعَة وَخَمْسُونَ بَيْتا مِنْهَا (لتبك أَبَا الْفَتْح الْعُيُون بدمعها ... وألسننا من قبلهَا بالمناطق) (إِذا هَب من تِلْكَ الغليل بدامع ... تسرع من هَذَا الْغَمَام بناطق) (طوى مِنْهُ بطن الأَرْض مَا تستعيده ... على الدَّهْر منشوراً بطُون المهارق) (مضى طيب الأردان يأرج ذكره ... كريح الصِّبَا تندى لعرنين ناشق) (وَمَا أحتاج بردا غير برد عفافه ... وَلَا عرف طيب غير تِلْكَ الْخَلَائق) (تروق مَاء الود بيني وَبَينه ... وطاح القذى عَن سلسل الطّعْم رائق) (سقاك وَهل يسقيك إِلَّا تعلة ... لغير الروى قطر الغيوم الودائق) (من المزن جمجام إِذا التج لجة ... أَضَاءَت تواليه زناد البوارق) (وَمَا فرحي أَن جاورتك حديقة ... وقبرك مَمْلُوء بغر الحدائق)

تصانيف أبي الْفَتْح ابْن جني كتاب الخصائص وَهُوَ كتاب نَفِيس إِلَى الْغَايَة فِيهِ لباب النَّحْو وَكتاب سر الصِّنَاعَة وَهُوَ من أحسن مَا صنفه وجوده وَكتاب تَفْسِير أشعار هُذَيْل مِمَّا أغفله السكرِي وَكتاب تَفْسِير تصريف الْمَازِني وَشرح مستغلق الحماسة واشتقاق أَسمَاء شعرائها وَشرح الْمَقْصُور والممدود لِابْنِ السّكيت وتعاقب الْعَرَبيَّة قَالَ ابْن جني وأطرف بِهِ وَشرح ديوَان المتنبي شرحين كَبِيرا وصغيراً كتاب اللمع كتاب مُخْتَصر التصريف مُخْتَصر الْعرُوض والقوافي والحروف المهموزة كتاب فِي اسْم الْمَفْعُول المعتل الْعين من الثلاثي تَفْسِير الْمُذكر والمؤنث لِابْنِ السّكيت كتاب تأييد التَّذْكِرَة لأبي عَليّ الْفَارِسِي كتاب محَاسِن الْعَرَبيَّة كتاب النَّوَادِر الممتعة فِي الْعَرَبيَّة ألف ورقة كتاب مَا أحضرهُ الخاطر من الْمسَائِل المنثورة وَكتاب الْمُحْتَسب فِي تَعْلِيل شواذ الْقرَاءَات وَهُوَ جيد إِلَى الْغَايَة كتاب تَفْسِير أرجوزة أبي نواس كتاب تَفْسِير العلويات وَهِي أَربع قصائد للشريف الرضي كتاب الْبُشْرَى وَالظفر صنعه لعضد الدولة مِقْدَاره خَمْسُونَ ورقة فِي تَفْسِير بَيت وَاحِد من شعر عضد) الدولة وَهُوَ (أَهلا وسهلاً بِذِي الْبُشْرَى ونوبتها ... وباشتمال سرايانا على الظفر) رِسَالَة فِي مدد الْأَصْوَات ومقادير المدات كتاب الْمُذكر والمؤنث كتاب المنتصف مُقَدمَات أَبْوَاب التصريف النَّقْض على ابْن وَكِيع فِي شعر المتنبي وتخطئته الْمغرب فِي شرح القوافي كتاب الْفَصْل بَين الْكَلَام الْخَاص وَالْكَلَام الْعَام كتاب الْوَقْف والابتداء كتاب الْفرق كتاب الْمعَانِي المحررة كتاب الْفَائِق كتاب الْخَطِيب كتاب مُخْتَار الأراجيز كتاب ذِي الْقد فِي النَّحْو كتاب شرح الفصيح كتاب الْكَافِي فِي القوافي كتاب التَّنْبِيه فِي إِعْرَاب الحماسة كتاب الْمُهَذّب كتاب التَّبْصِرَة يُقَال إِن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق أَخذ مِنْهُ أَسمَاء كتبه فَإِنَّهُ لَهُ التَّنْبِيه والمهذب واللمع والتبصرة وَمن شعر ابْن جني (فَإِن أصبح بِلَا نسب ... فعلمي فِي الورى نسبي) (على أَنِّي أؤول إِلَى ... قروم سادة نجب) (قياصرة إِذا نطقوا ... أرم الدَّهْر ذُو الْخطب) (أولاك دَعَا النَّبِي لَهُم ... كفى شرفاً دُعَاء نَبِي)

عثمان بن حسن

وَمِنْه (تحبب أَو تذرع أَو تأبى ... فَلَا وَالله لَا أزداد حبا) (ملكت بِبَعْض حسنك كل قلبِي ... فَإِن رمت الزِّيَادَة هَات قلبا) وَمِنْه (غزال غير وَحشِي ... حكى الوحشي مقلته) رَآهُ الْورْد يجني الْورْد فاستكساه حلته وشم بِأَنْفِهِ الريحان فاستهداه زهرته وذاقت رِيحه الصَّهْبَاء فاختلسته نكهته 3 - (عُثْمَان بن حسن) 3 - (أَخُو الْحَافِظ ابْن دحْيَة) عُثْمَان بن حسن بن عَليّ بن الْجَمِيل أَبُو عَمْرو الْكَلْبِيّ السبتي اللّغَوِيّ أَخُو الْحَافِظ أبي الْخطاب ابْن دحْيَة سمع وَحده وَمَعَ أَخِيه من جمَاعَة وَحج وَحدث بإفريقية وَنزل بِالْقَاهِرَةِ عِنْد أَخِيه ودرس بعده بالكاملية وَكَانَ مُولَعا بالتقعير فِي كَلَامه ورسائله لهجاً بذلك توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست ماية 3 - (ابْن الْوَزير نظام الْملك) عُثْمَان بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن الْعَبَّاس هُوَ ابْن نظام الْملك الْوَزير بعث إِلَيْهِ السُّلْطَان عنبر الْخَادِم ليَقْتُلهُ فَقَالَ أمهلني وَتَوَضَّأ وَصلى وَنظر فِي السَّيْف الَّذِي مَعَه فَقَالَ سَيفي أمضى مِنْهُ فَخذه فَأَخذه وَقَتله بِهِ سنة سبع عشرَة وَخمْس ماية 3 - (الجذامي الْمصْرِيّ) عُثْمَان بن الحكم الجذامي الْمصْرِيّ كَانَ فَقِيها زاهدا

الأنصاري الأوسي

كَبِير الْقدر عرض عَلَيْهِ قَضَاء الديار المصرية فَأبى وهجر اللَّيْث بن سعد لكَونه نبه عَلَيْهِ توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وماية وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (الْأنْصَارِيّ الأوسي) عُثْمَان بن حنيف بن وهب بن العكيم بن ثَعْلَبَة بن الْحَارِث بن مجدعة الْأنْصَارِيّ من بني عَمْرو بن مَالك بن عَوْف بن الْأَوْس أَخُو سهل وَقد تقدم هُوَ أَبُو عَمْرو وَقيل أَبُو عبد الله اسْتَشَارَ عمر بن الْخطاب الصَّحَابَة فِي رجل يوجهه إِلَى الْعرَاق فَأَجْمعُوا جَمِيعًا على عُثْمَان هَذَا وَقَالُوا لن تبعثه إِلَى أهم من ذَلِك فَإِن لَهُ بصراً وعقلاً وَمَعْرِفَة وتجربة فأسرع عمر إِلَيْهِ فولاه مساحة أَرض الْعرَاق فَضرب عُثْمَان على كل جريب من الأَرْض يَنَالهُ المَاء عَامِرًا وغامراً درهما وقفيزاً فبلغت جباية سَواد الْكُوفَة قبل أَن يَمُوت عمر بعام ماية ألف ألف ونيفاً ونال عُثْمَان بن حنيف فِي نزُول عَسْكَر طَلْحَة وَالزُّبَيْر مَا زَاد فَضله ثمَّ سكن الْكُوفَة وَبَقِي إِلَى زمَان مُعَاوِيَة 3 - (المري أَمِير الْمَدِينَة) عُثْمَان بن حَيَّان المري مولى أم الدَّرْدَاء أَو مولى عتبَة ابْن أبي سُفْيَان حدث عَن أم الدَّرْدَاء) وَهُوَ الَّذِي كَانَ على الْمَدِينَة أَيَّام الْوَلِيد وَكَانَ ظَالِما غاشماً عسوفاً وَكَانَ يروي الشّعْر فِي خطبَته على مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي سنة خمس وماية وروى لَهُ مُسلم وَابْن ماجة 3 - (أَبُو الدُّنْيَا الْأَشَج) عُثْمَان بن خطاب بن عبد الله بن عوام أَبُو عَمْرو البلوي المغربي الْأَشَج الْمَعْرُوف بِأبي الدُّنْيَا الَّذِي ادّعى أَنه سمع من عَليّ بن أبي طَالب وَأَنه معمر وَحدث عَنهُ بِبَغْدَاد لَيْسَ ثِقَة وَلَا صَدُوق وعَلى قَوْله يكون قد عَاشَ ثَلَاث ماية سنة وَأكْثر وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَثَلَاث ماية

أبو القاسم الهيتي

3 - (أَبُو الْقَاسِم الهيتي) عُثْمَان بن خمارتاش بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم من أهل هيت كَانَ أديباً فَاضلا مليح الشّعْر لطيف الطَّبْع كيساً طيب الْعشْرَة ظريفاً قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ متهاوناً بالأمور الدِّينِيَّة عفى الله عَنَّا وَعنهُ توفّي سنة تسع عشرَة وست ماية وَمن شعره (المَال أفضل مَا ادخرت فَلَا تكن ... فِي مريةٍ مَا عِشْت فِي تفضيله) (مَا صنَّف النَّاس الْعُلُوم بأسرها ... إِلَّا لحيلتهم على تَحْصِيله) وَمِنْه لما تزوج كَانَ رَأْيِي أَن لَا يكون الَّذِي كلن فيا لَيْتَني تركت بدائي لَا يزَال الْإِنْسَان يَخْدمه السعد إِلَى أَن يَقُول بَيت حمائي وَمِنْه (شَيْئَانِ لم يبلغهما واصفٌ ... فِيمَا مضى بالنَّظم والنَّثر) (مدح ابْنة العنقود فِي كأسها ... وذمُّ أَفعَال بني الدَّهْر) وَمِنْه (قَالُوا هداك الشيب يَا لَيْتَني ... دَامَ ضلالي وعدمت الْهدى) وَمِنْه) (ولي قلبٌ لشقوته ألوفٌ ... ينغِّص عيشتي أُخْرَى اللَّيالي) (فَلَو أَنِّي ألفت الهجر يَوْمًا ... بَكَيْت عَلَيْهِ فِي زمن الْوِصَال) وَمِنْه (توخ مُنَاجَاة الْعَدو توقعاً ... لفرصة إِمْكَان يسوغها الحزم) (وحاول بِسَهْم الكيد حَبَّة قلبه ... وَلَا تلْتَفت إِلَّا وَقد نفذ السهْم) وَمِنْه (إِذا رمت تَهْذِيب الرسائل فاعتمد ... على حسن خطّ فِي سهولة منطق)

الطفيلي

(فأسمج مسطور سَمَاعا ومنظراً ... غرائب أَلْفَاظ بِخَط مُعَلّق) وَمِنْه (إِذا أدبر الْأَمر لم يغن فِيهِ ... حصافة رَأْي ولطف اجْتِهَاد) (فسيان ناتف بنت العذار ... وخاضب لمته بِالسَّوَادِ) وَمِنْه (لَا تخضعن وَلَو بَدَت ... زرق الأسنة مِنْك حمرا) لَا بُد من ورد الْحمام فمت كريم النَّفس حرا وَمِنْه (إِنِّي لأعجب من ضراعة سَائل ... فِي جود مقتدرٍ على الْإِحْسَان) (كَيفَ استمالهما خداع رذيلة ... وَكِلَاهُمَا عَمَّا قَلِيل فان) 3 - (الطفيلي) عُثْمَان بن دراج الطفيلي كَانَ فِي زمن الْمَأْمُون قَالَ أَبُو الْفرج صَاحب الأغاني كَانَ فِيهِ أدب وَله شعر صَالح قيل لَهُ يَوْمًا إِن فلَانا اشْترى رؤوساً وَدخل بستاناً مَعَ جمَاعَة لَهُ فَخرج يحضر خوفًا من فَوْقهم فَوَجَدَهُمْ قد لوحوا الْعِظَام فَوقف عَلَيْهَا ينظر ثمَّ استعبر وتمثل قَول الرقاشِي (آثَار ربع قدما ... أعيا جوابي صمما) (كَانَ لسعدي علما ... فَصَارَ وحشاً رمما) (أَيَّام سعدى سقمي ... وَهِي تداوي السقما) ) وَحكي عَنهُ أَنه قيل لَهُ مَا هَذِه الصُّفْرَة الَّتِي فِي لونك قَالَ من الفترة بَين القصعتين وَمن خوفي فِي كل يَوْم من نفاد الطَّعَام قبل شَأْن أشْبع وَمن شعر ابْن دراج الطفيلي (لَذَّة التطفيل دومي ... وأقيمي لَا تريمي) (أَنْت تشفين غليلي ... وتسلين همومي) وَقيل لَهُ يَوْمًا كَيفَ تصنع بالعرس إِذا لم يدْخلك أَصْحَابه فَقَالَ أنوح على بابهم فيتطيرون من ذَلِك فيدخلوني وَقيل لَهُ أتعرف بُسْتَان فلَان قَالَ إِي وَالله وَإنَّهُ للجنة الْحَاضِرَة

الأندلسي

فِي الدُّنْيَا قيل لَهُ فَلم لَا تدخل إِلَيْهِ فتأكل من ثماره تَحت أشجاره وتسبح فِي أنهاره قَالَ لِأَن فِيهِ كَلْبا لَا يتمضمض إِلَّا بدماء عراقيب الرِّجَال وَقَالَ يَوْمًا مَرَرْت بِجنَازَة وَمَعِي ابْني وَمَعَ الْجِنَازَة امْرَأَة تبكيه تَقول يذهبون بك إِلَى بَيت لَا فرَاش فِيهِ وَلَا وطاء وَلَا ضِيَافَة وَلَا غطاء وَلَا خبز وَلَا مَاء فَقَالَ ابْني يَا أَبَت إِلَى بيتنا وَالله يذهبون بِهِ 3 - (الأندلسي) عُثْمَان بن ربيعَة الأندلسي ذكره الْحميدِي فَقَالَ هُوَ مؤلف كتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء بالأندلس مَاتَ قَرِيبا من سنة عشر وَثَلَاث ماية 3 - (ابْن السلعوس) عُثْمَان ابْن أبي الرَّجَاء فَخر الدّين ابْن السلعوس التنوخي التَّاجِر الدِّمَشْقِي وَالِد الصاحب الْوَزير شمس الدّين وَزِير الْأَشْرَف وَقد تقدم ذكره كَانَ عدلا مَقْبُول القَوْل توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وست ماية 3 - (الْكُوفِي الزَّاهِد) عُثْمَان بن زَائِدَة الْكُوفِي أحد الزهاد الْعباد كَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي فِي حُدُود الماية وَالسِّتِّينَ وروى لَهُ مُسلم 3 - (عُثْمَان بن سَالم) عُثْمَان بن سَالم بن خلف لن فضل الْمَقْدِسِي سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ سنة ثَلَاثِينَ وَسبع ماية بِدِمَشْق 3 - (ابْن الصيقل المغربي) عُثْمَان بن سعد أَبُو سعيد ابْن الصيقل كَانَ أَبوهُ سعد مولى الْأَمِير أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْأَغْلَب الْمَعْرُوف بِأبي الغرانيق وَنَشَأ عُثْمَان مَعَ أَبِيه فِي النّظر فِي السيوف وعملها وَهُوَ مَعَ ذَلِك يحاول قِرَاءَة الْكتب ثمَّ صحب أهل الْأَدَب وَالْعلم وعاشر جمَاعَة من الشُّعَرَاء والأدباء وَكَانَ حاد الذِّهْن سريع الْفَهم صنع بِيَدِهِ لكل صَنْعَة طَريقَة وَنظر فِي الْحساب والتنجيم وَقصد الحكم بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ ولي عهد

عثمان بن سعيد

فَأكْرم مثواه وَأحسن نزله وَوَصله وَكَانَ من أقرب النَّاس عِنْده وَمن شعره (أَلا حَيّ ربعا للوى قد تأبدا ... كسته الصِّبَا ثوبا من الترب أربدا) (ونكر مَعْنَاهُ أهاضيب عَارض ... إِذا عَن فِي أرجائه الْبَرْق أرعدا) (أَقَامَ بِهِ نوء السماكين مأتماً ... فخرت أعاليه من الوجد سجدا) (خليلي لَا تستكبرا فيض عبرتي ... وعوجا قَلِيلا نسْأَل الرّبع واسعدا) (عَسى أَن يُجيب الرّبع أَيْن تحملت ... بسكانه الأظعان لَو ينْطق الصدى) 3 - (عُثْمَان بن سعيد) 3 - (الدَّارمِيّ السجسْتانِي) عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ السجسْتانِي مُحدث هراة وَأحد الْأَعْلَام رَحل وطوف وَلَقي الْكِبَار وَأخذ علم الحَدِيث عَن ابْن حَنْبَل وَابْن الْمَدِينِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن معِين وَأخذ الْأَدَب عَن ابْن الْأَعرَابِي وَالْفِقْه عَن الْبُوَيْطِيّ وَتقدم فِي هَذِه الْعُلُوم وَله الرَّد على الْجَهْمِية وَالرَّدّ على بشر المريسي وَكَانَ جذعاً فِي أعين المبتدعين وَهُوَ الَّذِي قَامَ على مُحَمَّد بن كرام وطرده عَن هراة فِيمَا قيل وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ ومايتين 3 - (الشَّافِعِي الْأنمَاطِي الْأَحول) عُثْمَان بن سعيد بن بشار الْفَقِيه الْبَغْدَادِيّ الْأنمَاطِي الشَّافِعِي الْأَحول شيخ الشَّافِعِيَّة بِبَغْدَاد تفقه على الْمُزنِيّ وَعَلِيهِ تفقه ابْن سُرَيج 3 - (عُثْمَان بن عمر) 3 - (الْعَبْدي الْبَصْرِيّ) عُثْمَان بن عمر بن فَارس الْعَبْدي الْبَصْرِيّ قَالَ

الدراج المقرئ

أَحْمد رجل صَالح ثَبت وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة ثَبت توفّي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الدراج الْمُقْرِئ) عُثْمَان بن عمر بن خَفِيف أَبُو عَمْرو الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالدراج كَانَ ثِقَة قَالَ البرقاني كَانَ بَدَلا من الأبدال مَاتَ فجاءة فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن أخي النجاد) عُثْمَان بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن الرّبيع أَبُو عَمْرو الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن أخي النجاد بغدادي حدث عَن أَحْمد بن عِيسَى الوشاء وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عمَارَة وَأبي الطّيب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبادل وَعبد الله بن الْحُسَيْن بن جُمُعَة وَجَمَاعَة كثيرين 3 - (الْعَزِيز ابْن المغيث) ) عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْملك الْعَزِيز فَخر الدّين ابْن الْملك المغيث فتح الدّين ابْن الْملك الْعَادِل سيف الدّين ابْن الْملك الْكَامِل نَاصِر الدّين ابْن الْملك الْعَادِل سيف الدّين أبي بكر بن أَيُّوب أجَاز لي بخطة سنة تسع وَعشْرين وَسبع ماية بِالْقَاهِرَةِ 3 - (ابْن الْحَاجِب الْفَاضِل) عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بن يُونُس الإِمَام الْعَلامَة

المفتن الْمُحَقق جمال الدّين أَبُو عَمْرو ابْن الْحَاجِب الْكرْدِي الدويني الأَصْل الإسنائي المولد الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الأصولي الْفَقِيه الْمَالِكِي صَاحب التصانيف المنقحة ولد سنة سبعين أَو إِحْدَى وَسبعين وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست ماية كَانَ أَبوهُ جندياً كردياً حاجباً للأمير عز الدّين موسك اشْتغل فِي صغره بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن وَأخذ بعض الْقُرْآن عَن الشاطبي وَسمع مِنْهُ التَّيْسِير وَقَرَأَ بطرق الْمنْهَج على أبي الْفضل مُحَمَّد بن يُوسُف الغزنوي وَقَرَأَ بالسبع على أبي الْجُود وَسمع من البوصيري وَابْن ياسين وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَحَمَّاد الْحَرَّانِي وَبنت سعد الْخَيْر وَجَمَاعَة وتفقه على أبي الْمَنْصُور الأبياري وَغَيره وتأدب على الشاطبي وَابْن الْبناء وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي الْأُصُول والعربية وَكَانَ من أذكياء الْعَالم ثمَّ قدم دمشق ودرس بجامعها فِي زَاوِيَة الْمَالِكِيَّة وَأخذ الْفُضَلَاء عَنهُ وَكَانَ الْأَغْلَب عَلَيْهِ النَّحْو وصنف فِي الْفِقْه الْمَالِكِي مُخْتَصرا وَفِي غير ذَلِك وَخَالف النُّحَاة وَأورد عَلَيْهِم إشكالات وإلزامات مُعْجمَة تعسر الْإِجَابَة عَنْهَا ذكره الْحَافِظ ابْن الْحَاجِب الأميني فَقَالَ هُوَ فَقِيه مفتي مناظر مبرز فِي عدَّة عُلُوم متبحر مَعَ ثِقَة وَدين وورع وتواضع وَاحْتِمَال واطراح للتكلف قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ثمَّ نزح عَن دمشق هُوَ وَالشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام فِي دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل عِنْدَمَا أنكرا عَلَيْهِ ودخلا مصر وتصدر بالمدرة الْفَاضِلِيَّةِ ولازمه الطّلبَة وانتقل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَلم تطل مدَّته هُنَاكَ وَتُوفِّي بهَا فِي السَّادِس وَالْعِشْرين من شَوَّال وَحدث عَنهُ الْمُنْذِرِيّ والدمياطي وَالْجمال الفاضلي وَأَبُو مُحَمَّد الجزائري وَأَبُو عَليّ ابْن الْجلَال وَأَبُو الْفضل الإربلي وَأَبُو الْحسن ابْن الْبَقَّال وَطَائِفَة وبالإجازة قَاضِي الْقُضَاة ابْن الخوبي والعماد ابْن البالسي) قلت وَكتب الْمَنْسُوب الْفَائِق وَله شعر مِنْهُ وَهُوَ شعر أصولي (إِن تغيبوا عَن العيان فَأنْتم ... فِي قُلُوب حضوركم مُسْتَمر) مِثْلَمَا تثبت الْحَقَائِق فِي الذِّهْن وَفِي خَارج لَهَا مُسْتَقر وَمِنْه لَهُ (إِن غبتم صُورَة عَن ناظري فَمَا ... زلت حضوراً على التَّحْقِيق فِي خلدي) (مثل الْحَقَائِق فِي الأذهان حَاضِرَة ... وَإِن ترد صُورَة فِي خَارج تَجِد) وَمِنْه فِي أَسمَاء قداح الميسر (هِيَ فذ وتوأم ورقيب ... ثمَّ حلْس ونافس ثمَّ مُسبل) (وَمعلى والوغد ثمَّ سفيح ... ومنيح هذي الثَّلَاثَة تهمل)

(وَلَك مِمَّا سواهَا نصيب ... مثله إِن يعد أول أول) وَمِنْه (قد كَانَ ظَنِّي أَن الشيب يرشدني ... إِذا أَتَى فَإِذا غيي بِهِ كثرا) (يَا وَاسع الرَّحْمَة اغْفِر واعف عَن زللي ... قد عَم عفوك من يَأْتِيك منزجرا) (إِن خص عَفْو إلهي الْمُحْسِنِينَ فَمن ... يَرْجُو الْمُسِيء ويدعوه إِذا عثرا) وَمِنْه (كنت إِذا مَا أتيت غياً ... أَقُول بعد المشيب أرشد) (فصرت بعد ابيضاض شيبي ... أسوء مَا كنت وَهُوَ أسود) وَولد الشَّيْخ جمال الدّين بإسنا وَهِي قَرْيَة بصعيد مصر الْأَعْلَى وأكثرها روافض قَالَ قَالَ لي وَالِدي إِنَّمَا سميتك عُثْمَان ترغيماً لأهل إسنا ونقلت من خطّ الْفَقِيه كَمَال الدّين أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الطوخي الشَّافِعِي صهر الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله تَعَالَى أَنْشدني الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن الْحَاجِب مَا ذكره بعض أَصْحَاب التواريخ فِي المعميات (رُبمَا عالج الْحُرُوف رجال ... فِي القوافي فتلتوي وتلين) (طوعتهم عين وَعين وَعين ... وعصتهم نون وَنون وَنون) ثمَّ قَالَ كتب هَذَانِ البيتان إِلَيّ حاذق بِإِخْرَاج المعميات فَأَقَامَ سِتَّة أشهر ينظر فيهمَا إِلَى أَن) كشفهما ثمَّ حلف بأيمان مُغَلّظَة أَنه لَا ينظر فِي معمى أبدا وَلم يذكر تفسيرهما أصلا فأضربت عَن النّظر فيهمَا لم تبين من عسرهما من سِيَاق الْحِكَايَة ثمَّ بعد أَرْبَعِينَ سنة خطرا لي بِاللَّيْلِ فأفكرت فيهمَا فَظهر لي أَمرهمَا وَأَنه إِنَّمَا أَرَادَ بقوله طاوعتهم عين وَعين وَعين يَعْنِي نَحْو يَد وغد ودد لِأَنَّهُنَّ عينات مطاوعة فِي القوافي مَرْفُوعَة كَانَت أَو مَنْصُوبَة أَو مجرورة وكل وَاحِد مِنْهَا عين لِأَنَّهَا عين الْكَلِمَة لِأَن وزن غَد فع وَوزن يَد فع وَوزن دَد فع وأرد بقوله وعصتهم نون وَنون وَنون الْحُوت لِأَنَّهُ يُسمى نوناً والدواة لِأَنَّهَا تسمى نوناً وَالنُّون الَّذِي هُوَ الْحَرْف وَكلهَا نونات غير مطاوعة فِي القوافي إِذْ لَا يلتئم وَاحِد مِنْهَا مَعَ الآخر ثمَّ نظم ذَلِك رَضِي الله عَنهُ فِي بَيْتَيْنِ على وزن السُّؤَال فَقَالَ (أَي غَد مَعَ يَد دَد ذُو حُرُوف ... طاوعت فِي الروي وَهِي عُيُون) (ودواة والحوت وَالنُّون نونا ... ت عصتهم وأمرها مستبين) ثمَّ قَالَ وَلَا يشك عَارِف بالمعميات أَنه لم يرد سوى ذَلِك انْتهى قلت الَّذِي ذكره

الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى فِي غَايَة الْحسن وَالدّلَالَة على ذكائه المفرط وَلَكِن الَّذِي ذكره فِي أَمر العينات مُسلم وَأما النونات فَلَا نسلم أَنَّهَا تَعْصِي فِي القوافي وَلَا تلتئم لِأَنَّهَا تقع قوافي على صِيغَة النُّون فتكرر فِي كل مرّة قافية نون وَيكون ذَلِك من بَاب الجناس الَّذِي اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ كَمَا نظم النَّاس القوافي المتعددة فِي لفظ الْعين وَالْخَال والهلال وَغير ذَلِك من الْمُشْتَرك وَقد ذكرت هَذَا فِي أول شرح لامية الْعَجم وَفِيه زيادات تتَعَلَّق بذلك وَلَكِن لم اذكر هُنَاكَ هَذِه الْمُؤَاخَذَة وَفِي تَرْجَمَة عَليّ بن عَدْلَانِ الْموصِلِي شَيْء يتَعَلَّق بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ أَيْضا وَمن تصانيف ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله الحاجبية وَهِي الْمُقدمَة الموسومة بكافية ذَوي الأرب وَهِي خمس كتب وَاحِد فِي النَّحْو وَآخر فِي التصريف وَآخر فِي تمرين التصريف والآخران أظنهما فِي الْعرُوض والقوافي أَو فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك رَحمَه الله يَقُول هَذِه كَافِيَة وَلكنهَا لَيست شافية وَلذَلِك نظم الكافية الشافية ثَلَاثَة آلَاف بَيت وَشرح ابْن الْحَاجِب هَذِه الْمُقدمَة شرحاً مُخْتَصرا وَعَادَة المشتغلين الحذاق أَن يأخذوه على الْأَشْيَاخ بعد الْمُقدمَة ونظم ابْن الْحَاجِب هَذِه الْمُقدمَة أَيْضا وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك يَقُول ابْن الْحَاجِب نَحوه من نَحْو الْمفصل وَصَاحب الْمفصل نحوي صَغِير وَأما شَيخنَا الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان فَإِنَّهُ يَقُول هَذِه نَحْو الْفُقَهَاء وَقد رَأَيْت بعض الأدباء الظرفاء كتب عَلَيْهَا بَيت) الحماسة (وددت وَمَا تغني الودادة أنني ... بِمَا فِي ضمير الحاجبية عَالم) وَهِي من المختصرات المفيدة النافعة اختصر فِيهَا الْمفصل وَمن شُرُوح الحاجبية شرح المُصَنّف وَثَلَاث شُرُوح للسَّيِّد ركن الدّين وَشرح النيلي وَشرح ابْن القواس وَشرح الشَّيْخ شمس الدّين الإصفهاني وَأَنا لي عَلَيْهَا تعليقة لم تكمل وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الْحَاجِب لَهُ قدرَة على الِاخْتِصَار وَكَانَ يشاحح نَفسه فِي الْفَاء أَو الْوَاو إِذا كَانَت زَائِدَة يتم الْمَعْنى بِدُونِهَا حَتَّى أَنه يختصر الْخطْبَة الَّتِي تكون أول التصنيف بل يذكر الْبَسْمَلَة ويشرع فِي ذكر ذَلِك الْعلم الَّذِي قَصده وَله الْقُدْرَة على إدراج الْمسَائِل الْكَثِيرَة فِي الْأَلْفَاظ القليلة ومصنفاته صناعَة تصنيف يدل على تمكنه وحذقه وذكائه وَله مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول وَهُوَ الَّذِي كشف الْمُنْتَخب فِي أصُول الْفِقْه فَإِن النَّاس كَانُوا يَحْفَظُونَهُ أَولا فَلَمَّا ظهر الْمُخْتَصر اشتغلوا بِهِ وَشَرحه الْفُضَلَاء فَمن شروحه شرح ابْن المطهر وَشرح القَاضِي فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين وقطب الدّين الشِّيرَازِيّ والطوسي شَارِح الْحَاوِي وَالسَّيِّد ركن الدّين وَلابْن الْحَاجِب قصيدة فِي الْعرُوض ومصنف فِي الْفُرُوع للمالكية وَهُوَ جيد عِنْدهم وَله كتاب الأمالي وَهُوَ كتاب جيد اشْتَمَل على فَوَائِد عَرَبِيَّة غَرِيبَة ونكت وقواعد وَغير ذَلِك

وَلما مَاتَ رثاه الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن الْمُنِير بقوله (أَلا أَيهَا المختال فِي مطرف الْعُمر ... هَلُمَّ إِلَى قبر الْفَقِيه أبي عَمْرو) (ترى الْعلم والآداب وَالْفضل والتقى ... ونيل المنى والعز غيبن فِي قبر) (وتوقن أَن لَا بُد ترجع مرّة ... إِلَى صدف الأجداث مكنونة الدّرّ) وَكَانَ ابْن الْحَاجِب وَابْن مَالك رحمهمَا الله تَعَالَى طرفِي نقيض خالفا الْعَادة لِأَن ابْن مَالك مغربي شَافِعِيّ وَابْن الْحَاجِب كردِي مالكي وَمن هُنَا غلط بعض الشُّرَّاح للمقدمة فَجعله مغربياً لما سمع بِأَنَّهُ مالكي قَالَ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَجَاءَنِي مرَارًا بِسَبَب أَدَاء شَهَادَات وَسَأَلته عَن مَوَاضِع فِي الْعَرَبيَّة مشكلة فَأجَاب أبلغ إِجَابَة بِسُكُون كثير وَتثبت تَامّ وَمن جملَة مَا سَأَلته عَن مَسْأَلَة اعْتِرَاض الشَّرْط على الشَّرْط فِي قَوْلهم إِن أكلت إِن شربت فَأَنت طَالِق لم) تعين تَقْدِيم الشّرْب على الْأكل بِسَبَب وُقُوع الطَّلَاق حَتَّى لَو أكلت ثمَّ شربت لم تطلق وَسَأَلته عَن بَيت أبي الطّيب المتنبي وَهُوَ (لقد تصبرت حَتَّى لات مصطبر ... فَالْآن أقحم حَتَّى لات مقتحم) ولات لَيست من أدوات الْجَرّ فَأطَال الْكَلَام فِيهَا وَأحسن الْجَواب عَنْهُمَا وَلَوْلَا التَّطْوِيل لذكرت مَا قَالَه انْتهى قلت بَلغنِي أَن الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل كَانَ يَقُول وَالله مُصِيبَة أَن يسْأَل ابْن خلكان مثل ابْن الْحَاجِب وَمَا كَانَ ابْن الْحَاجِب يحسن يجِيبه وَأما هَاتَانِ المسألتان فَلم يذكر ابْن خلكان الْجَواب عَنْهُمَا وَهُوَ سهل وَاضح مَشْهُور أما الأولى فَإِن الشَّرْط الْمُعْتَرض بَين الْجَواب وَالشّرط الأول حكمه أَن يكون مقدما على مَا قبله فِي الْمَعْنى وَإِن كَانَ اللَّفْظ آخِره كَقَوْلِه تَعَالَى وَلَا ينفعكم نصحي إِن أردْت أَن أنصح لكم إِن كَانَ الله يُرِيد أَن يغويكم وَالتَّقْدِير وَلَا ينفعكم نصحي إِن كَانَ الله يُرِيد أَن يغويكم إِن أردْت أَن أنصح لكم وَمثله قَوْله تَعَالَى وَامْرَأَة مُؤمنَة إِن وهبت نَفسهَا للنَّبِي إِن أَرَادَ النَّبِي أَن يستنكحها فعلى هَذَا إِذا قلت إِن دخلت الدَّار إِن كلمت زيدا فَأَنت حر فَدخل الدَّار ثمَّ كلم زيدا لَا يتحرر وَلَا يعْتق إِلَّا إِن كلم زيدا ثمَّ دخل الدَّار لِأَن الْجَواب عَن الشَّرْط الأول صَار مُعَلّقا بِالشّرطِ الثَّانِي الَّذِي اعْترض وَكَذَا لَو قلت إِن أكلت إِن شربت إِن نمت فَأَنت حر فالثالث وَجَوَابه جَوَاب للشّرط الثَّانِي وَالثَّانِي وَجَوَابه جَوَاب للْأولِ فَلَو أكل ثمَّ شرب ثمَّ نَام لم يعْتق وَلَا يعْتق إِلَّا إِن نَام ثمَّ شرب ثمَّ أكل وَأما الْبَيْت فَإِن المتنبي كَانَ نَحوه نَحْو الْكُوفِيّين وَهَذَا جَائِز عِنْدهم وأنشدوا عَلَيْهِ (طلبُوا صلحنا ولات أَوَان ... فأجبنا أَن لَيْسَ حِين بَقَاء)

نائب الحسبة

فجر الشَّاعِر أواناً بعد لات 3 - (نَائِب الْحِسْبَة) عُثْمَان بن عمر بن نَاصِر كَمَال الدّين أَبُو عَمْرو الْأنْصَارِيّ الْعدْل الْمَعْرُوف بنائب الْحِسْبَة بِدِمَشْق كَانَ عدلا مرضياً ثِقَة توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة بِدِمَشْق وَأورد لَهُ ابْن الصقاعي شعرًا (صن النَّفس واحملها على مَا يزينها ... تعش سالما وَالْقَوْل فِيك جميل) (وَلَا تولين النَّاس إِلَّا تجملاً ... نبا بك دهر أَو جفاك خَلِيل) (وَإِن ضَاقَ رزق الْيَوْم فاصبر إِلَى غَد ... عَسى نكبات الدَّهْر عَنْك تحول) ) (فيغنى غَنِي النَّفس إِن قل مَاله ... ويغنى فَقير النَّفس وَهُوَ ذليل) (وَلَا خير فِي ود امْرِئ متلون ... إِذا الرّيح مَالَتْ مَال حَيْثُ تميل) (وَمَا أَكثر الإخوان حِين تعدهم ... وَلَكنهُمْ فِي النائبات قَلِيل) 3 - (الباقلاني الزَّاهِد) عُثْمَان بن عِيسَى أَبُو عَمْرو الباقلاني الزَّاهِد بِبَغْدَاد كَانَ ملازماً للوحدة وَكَانَ يَقُول أحب النَّاس إِلَيّ من ترك السَّلَام عَليّ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبع مائَة 3 - (أَبُو الْفَتْح ابْن هيجون البلطي) عُثْمَان بن عِيسَى بن هيجون أَبُو الْفَتْح البلطي الأديب النَّحْوِيّ لَهُ شعر ومجاميع فِي الْأَدَب وَكَانَ طَويلا ضخماً كثير اللِّحْيَة ويلبس عِمَامَة كَبِيرَة وثياباً كَثِيرَة فِي الْحر تصدر فِي الْجَامِع الْعَتِيق بِمصْر وروى وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وبلط بلد قريبَة من الْموصل وَكَانَ قد أَقَامَ بِدِمَشْق مُدَّة يتَرَدَّد إِلَى الزبداني للتعليم وَلما فتحت مصر انْتقل إِلَيْهَا وحظي بهَا ورتب لَهُ صَلَاح الدّين على جَامع مصر جَارِيا يقرئ بِهِ النَّحْو وَالْقُرْآن وَلما كَانَ

فِي آخر سني الغلاء بِمصْر توفّي وَبَقِي فِي بَيته ثَلَاثَة أَيَّام مَيتا لِأَنَّهُ كَانَ يحب الِانْفِرَاد وَالْخلْوَة وَكَانَ يتطلس وَلَا يُدِير الطيلسان على عُنُقه بل يُرْسِلهُ وَكَانَ إِذا دخل فصل الشتَاء اختفى وَلم يكد يظْهر وَكَانُوا يَقُولُونَ لَهُ أَنْت فِي الشتَاء من حشرات الأَرْض وَإِذا دخل الْحمام يدْخل وعَلى رَأسه مزدوجة مبطنة بِقطن فَإِذا صَار عِنْد الْحَوْض كشف رَأسه بِيَدِهِ الْوَاحِدَة وصب المَاء الْحَار الناضح بِيَدِهِ الْأُخْرَى على رَأسه ثن يغطيه إِلَى أَن يمْلَأ السطل ثمَّ يكشفه وَيصب عَلَيْهِ ثمَّ يغطيه يفعل ذَلِك مرَارًا وَيَقُول أَخَاف من الْهَوَاء وَكَانَ إِمَامًا نحوياً مؤرخاً شَاعِرًا وَله الْعرض الْكَبِير نَحْو ثَلَاث مائَة ورقة وَكتاب الْعرُوض الصَّغِير وَكتاب العظات والموقظات وَكتاب النبر فِي الْعَرَبيَّة وَكتاب أَخْبَار المتنبي وَكتاب المستزاد على المستجاد من فعلات الأجواد وَكتاب علم أشكال الْخط وَكتاب التَّصْحِيف والتحريف وَكتاب تَعْلِيل الْعِبَادَات وَحضر يَوْمًا عِنْد البلطي بعض المطربين فغناه صَوتا أطربه فَبكى البلطي وَبكى المطرب فَقَالَ البلطي أما أَنا فَإِنِّي طربت فَأَنت علام تبْكي فَقَالَ تذكرت وَالِدي فَإِنَّهُ كَانَ إِذا سمع هَذَا الصَّوْت بَكَى فَقَالَ البلطي فَأَنت إِذا وَالله ابْن أخي وَخرج فَأشْهد على نَفسه جمَاعَة من عدُول) مصر بِأَنَّهُ ابْن أَخِيه وَلَا وَارِث لَهُ سواهُ وَلم يزل ذَلِك المطرب يعرف بِابْن أخي البلطي وَكَانَ البلطي مَاجِنًا خليعاً خميراً منهمكاً على الشَّرَاب وَاللَّذَّات وَمن شعره (دَعوه على ضعْفي يجور ويشتط ... فَمَا بيَدي حل لذاك وَلَا ربط) (وَلَا تعتبوه فالعتاب يزِيدهُ ... ملالاً وَأَنِّي لي اصطبار إِذا يَسْطُو) (تنازعت الآرام والدر والمهى ... لَهُ شبها والغصن والبدر والسقط) (فللريم مِنْهُ اللحظ واللون والطلى ... وللدر مِنْهُ اللَّفْظ واللحظ والخط) (وللغصن مِنْهُ الْقد والبدر وَجهه ... وَعين المهى عين بهَا أبدا يَسْطُو) (وللسقط مِنْهُ ردفه فَإِذا مَشى ... بدا خَلفه كالموج يَعْلُو وينحط) وَمِنْه على نمط قَول الحريري فِي مقاماته (محملة الْعَاقِل عَن ذِي الْخَنَا ... توقظه إِن كَانَ فِي محلمه) (مكلمة الخابط فِي جَهله ... لقلب من يردعه مكلمه)

(مهدمة الْعُمر لحر إِذا ... أصبح بَين النَّاس ذَا مهدمه) (مُحرمَة الْمُلْحِف أولى بِهِ ... إياك أَن ترعى لَهُ محرمه) (مسلمة يمْنَعهَا غَاصِب ... حَقًا فأمسى جوره مسلمه) (مظْلمَة يَفْعَلهَا ظَالِما ... تلقيه يَوْم الْحَشْر فِي مظلمه) (من دَمه أهدره الْحبّ ... لَا غرو إِذا حلت بِهِ مندمه) (أسلمه الْحبّ إِلَى هلكه ... فَإِن نجا مِنْهُ فَمَا أسلمه) (أشأمه الْبَين وَقد أعرقوا ... فيا لهَذَا الْبَين مَا أشأمه) (مكتمة الأحزان فِي أدمعي ... يَبْدُو نصول الشيب من مكتمه) (مُحرمَة الدَّهْر رفيقي فَفِي ... ذرى جمال الدّين لي محرمه) (مقسمة الأرزاق فِي كَفه ... أَبْلَج زانت وَجهه مقسمه) قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَهِي خَمْسُونَ بَيْتا من هَذَا الأنموذج قلت لست هَذِه الأبيات من نمط قَول الحريري الْمَشْهُور فِي مقاماته بل هَذِه من بَاب الجناس التَّام وَهُوَ مَا اتّفق لَفظه وَاخْتلف مَعْنَاهُ لِأَن الحريري يَأْتِي الأول بلفظتين إِمَّا مستقلتين وَإِمَّا الثَّانِيَة بعض كلمة أُخْرَى) ثمَّ يَأْتِي فِي الآخر بِكَلِمَة وَاحِدَة تشبه تينك اللفظتين الْأَوليين وَهُوَ ظَاهر وَمَا كَأَن البلطي ذاق قَول الحريري وَمَا أَتَى فِي قَوْله مَا يشبه قَول الحريري إِلَّا قَوْله من دَمه ومندمه لَا غير وَأورد لَهُ ياقوت أَيْضا نمط قَول الحريري فِي مقاماته آس أرملاً إِذا عرا وَهِي أَبْيَات يقْرَأ كل بَيت مِنْهَا مقلوباً (اسع لَا بَقَاء سنا ... إنسأ قباً لعسا) (اسخ بمولى درع ... ردعاء لوم بخسا)

(اسد ندا عف نما ... من فَعَاد ندسا) (إسمح بصد ناعم ... معاند صبح مسا) قلت بَينهَا وَبَين أَبْيَات الحريري بون عَظِيم وَأورد لَهُ أبياتاً تزيد على الْعشْرين كل قافية مِنْهَا يجوز فِيهَا الرّفْع وَالنّصب والجر وَمِنْهَا (إِنِّي امْرُؤ لَا يطبيني ... الشادن الْحسن القوام) رفع القوام بالْحسنِ صفة مشبهة باسم الْفَاعِل ونصبه على الشّبَه بالمفعول بِهِ وجره بِالْإِضَافَة (فَارَقت شرة عيشتي ... إِذْ فارقتني والغرام) رَفعه عطفا على الضَّمِير فِي فارقتني ونصبه عطفا على شَره وجره على عيشتي (لَا أستلذ بقينة تشدو ... لدي وَلَا غُلَام) رَفعه عطفا على الضَّمِير فِي تشدو ونصبه على أَنه اسْم لَا وجره عطفا على قينة وَقد أوردهَا ياقوت فِي المعجم جَمْعَاء ومدح القَاضِي الْفَاضِل بموشحة وَهِي (ويلاه من راوغ ... بجوره يقْضِي) (ظَبْي بني يزْدَاد ... مِنْهُ الجفا حظي) (قد زَاد وسواسي ... مذ زَاد فِي التيه) (لم يلق فِي النَّاس ... مَا أَنا لاقيه) (من قيم قاسي ... بالهجو يغريه) (أروم إيناسي ... بِهِ ويثنيه) ) (إِذا وصال سَاغَ ... بِقُرْبِهِ يُرْضِي) (لأبعده الْأُسْتَاذ ... لَا خيط بِالْحِفْظِ) (وكل ذَا الوجد ... بطول إبراقه) (مضرج الخد ... من دم عشاقه) (مصَارِع الْأسد ... فِي لحظ أحداقه) (لَو كَانَ ذَا دَاوُد ... رق لعشاقه) (شَيْطَانه النزاغ ... علمه بغضي) (واستحوذ استحواذ ... بِقَلْبِه الْفظ) (دع ذكره وَاذْكُر ... خُلَاصَة الْمجد) (الْفَاضِل الْأَشْهر ... بِالْعلمِ والزهد)

(والطاهر المئزر ... والصادق الْوَعْد) (وَكَيف لَا أشكر ... مولى لَهُ عِنْدِي) (نعمى لَهَا إسباغ ... صائنة عرضي) (من كف كاس غاذ ... والدهر ذُو عظ) (منَّة مستبق ... ضَاقَ بهَا ذرعي) (قد أفحمت نطقي ... واستنفدت وسعي) (وملكت رقي ... لمكمل الصنع) (دَافع عَن رِزْقِي ... فِي موطن الدّفع) (لما سقى ايتاغ ... دهري فِي دحض) (أنقذني إنقاذ ... من همه حفظي) (ذُو الْمنطق الصائب ... فِي حومه الْفَصْل) (ذكاؤه الثاقب ... يجل عَن مثل) (فَهُوَ الْفَتى الْغَالِب ... كل ذَوي النبل) (من عَمْرو والصاحب ... وَمن أَبُو الْفضل) (لَا يَسْتَوِي الأفراغ ... بِوَاحِد الأَرْض) ) (أَيْن من الآزاذ ... نفاية المظ) (يَا أَيهَا الصَّدْر ... فت الورى وَصفا) (قد مسني الضّر ... وَالْحَال مَا تخفى) (وَعَبْدك الدَّهْر ... يسومني خسفا) (وَلَيْسَ لي عذر ... مَا دمت لي كهفا) (من صرف دهر طاغ ... أَنى لَهُ أغضي) (من يَك أَمْسَى عاذ ... لم يخْش من بهظ) وَقَالَ أبياتاً حصر قوافيها وَمنع أَن يُزَاد فِيهَا وَهِي (بِأبي من تهتكي فِيهِ صون ... رب واف لغادر خون) (بَين ذل الْمُحب فِي طَاعَة الح ... ب وَعز الحبيب يَا قوم بون) (أَيْن مضنى يَحْكِي البهارة لوناً ... من غرير لَهُ من الْورْد لون) (لي حبيب ساجي اللواحظ أحوى ... مترف زانه جمال وصون) (يلبس الوشي وَالْقَبَاطِي جون ... فَوق جون ولون حَالي جون) (إِن رماني دهري فَإِن جمال ... الدّين ركني وجوده لي عون) (عِنْده للمسيء صفح وللأسرا ... ر مستودع وللمال هون) (زانه نائل وحلم وَعدل ... ووفاء جم ورفق وأون)

ضياء الدين ابن درباس

(أَنا فِي ربعَة الخصيب مُقيم ... لي من جوده لِبَاس ومون) (لَا أَزَال الْإِلَه عَنهُ نعيماً ... وسروراً مَا دَامَ لِلْخلقِ كَون) 3 - (ضِيَاء الدّين ابْن درباس) عُثْمَان بن عِيسَى بن درباس القَاضِي الْمُحدث الْعَلامَة ضِيَاء الدّين أَبُو عَمْرو الهذباني الماراني الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْفَقِيه أَخُو قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين عبد الْملك وَقد تقدم أحكم الْمَذْهَب وَشرح الْمُهَذّب شرحاً شافياً فِي عشْرين مجلداً لم يسْبق إِلَيْهِ بَقِي عَلَيْهِ من الشَّهَادَات إِلَى آخِره وَشرح اللمع لِابْنِ إِسْحَاق أَيْضا فِي مجلدين وَكَانَ من أعلم الشَّافِعِيَّة فِي عصره وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة) نَاب عَن أَخِيه فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ واشتغل فِي صباه بإربل على الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْخضر بن عقيل ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى دمشق وَقَرَأَ على الشَّيْخ أبي سعيد عبد الله ابْن أبي عصرون وَلما مَاتَ أَخُوهُ قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين عزل هُوَ عَن النِّيَابَة فَوقف عَلَيْهِ الْأَمِير جمال الدّين خشتر بن الهكاري مدرسة أَنْشَأَهَا بِالْقصرِ بِالْقَاهِرَةِ وفوض تدريسها إِلَيْهِ وَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ 3 - (الْأَمِير فَخر الدّين الكاملي) عُثْمَان بن قزل الْأَمِير فَخر الدّين أَبُو الْفَتْح الكاملي ولد بحلب وَكَانَ من خِيَار أُمَرَاء الْكَامِل وقف الْمدرسَة الْمَشْهُورَة بِالْقَاهِرَةِ وَالْمَسْجِد الْمُقَابل لَهَا وَكتاب السَّبِيل والرباط بِمَكَّة والرباط بسفح المقطم وَكَانَ مَبْسُوط الْيَد بِالْمَعْرُوفِ فِي الصَّدقَات فِي حَيَاته وَبعد مَوته توفّي بحران وَدفن بظاهرها سنة تسع وَعشْرين وست مائَة كتب إِلَيْهِ زكي الدّين ابْن أبي الإصبع وَقد جَاءَهُ لدان فِي لَيْلَة وَاحِدَة (لِيهن عَيْنَيْك بَدْرًا ... ن زينا الْخَافِقين)

عثمان بن محمد

3 - (عُثْمَان بن مُحَمَّد) 3 - (ابْن أبي شيبَة) عُثْمَان بن مُحَمَّد ابْن أبي شيبَة إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن خواشتي الإِمَام ابْن أبي شيبَة الْعَبْسِي أَخُو الإِمَام أبي بكر عبد الله وَقد تقدم وهما كوفيان كَانَ من كبار الْحفاظ كأخيه رَحل إِلَى الْحجاز والري وَالْبَصْرَة وَالشَّام وبغداد وصنف الْمسند وَالتَّفْسِير وَغير ذَلِك وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَجَمَاعَة قَالَ ابْن معِين مَأْمُون قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ لَا يحفظ الْقُرْآن فَإِذا جَاءَ شَيْء مِنْهُ صحفه فِي بعض الْأَحَايِين قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن كاس القَاضِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْخصاف قَالَ قَرَأَ علينا عُثْمَان ابْن أبي شيبَة فِي التَّفْسِير فَلَمَّا جهزهم بجهازهم جعل السَّفِينَة فَقيل إِنَّمَا هُوَ السِّقَايَة فَقَالَ أَنا وَأخي أَبُو بكر لَا نَقْرَأ لعاصم وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ حَدثنَا أَحْمد بن كَامِل حَدثنِي الْحسن بن الْحباب أَنه قَرَأَ عَلَيْهِم فِي التَّفْسِير ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك قَالَهَا ألف لَام مِيم قلت توهم أَنَّهَا مثل أول الْبَقَرَة وَغَيرهَا وَأَنا شَدِيد التَّعَجُّب من وُقُوع مثل هَذَا أما سمع أحدا يَتْلُو هَذِه السُّورَة وَهُوَ فِي الْمكتب أما سَمعهَا من أحد يُصَلِّي بهَا توفّي الإِمَام الْمَذْكُور سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ) 3 - (أَبُو الْحُسَيْن الذَّهَبِيّ) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَلان الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحُسَيْن الذَّهَبِيّ حدث بِمصْر ودمشق عَن أبي بكر ابْن أبي الدُّنْيَا وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة

العزيز صاحب الصبيبة

3 - (الْعَزِيز صَاحب الصبيبة) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْملك الْعَزِيز بن الْعَادِل أبي بكر كَانَ شَقِيق الْمُعظم عِيسَى وَهُوَ الَّذِي بنى قلعة الصبيبة وَكَانَت لَهُ هِيَ وبانياس وتبنين وهونين كَانَ عَاقِلا قَلِيل الْكَلَام تبعا لِأَخِيهِ الْمُعظم عَامل بعد أَخِيه على قلعة بعلبك وَأَخذهَا من الأمجد وَكتب إِلَيْهِ ولد الأمجد قد نشرت لَك بَاب السِّرّ فأت إِلَيْنَا سحرًا فساق من الصبيبة من أول اللَّيْل وَفِي الْمسَافَة بعد فجَاء بعلبك وَقد أَسْفر وَفَاتَ الْمَقْصُود فَنزل مُقَابل القلعة فَبعث صَاحبهَا يستنجد بِالْملكِ النَّاصِر دَاوُد فَأرْسل الْغَرْس خَلِيل إِلَى الْعَزِيز يَقُول ارحل من كل بُد فَإِن أَبى فارم الْخَيْمَة عَلَيْهِ وَعلم الْعَزِيز بذلك فَرد إِلَى بِلَاده فَلَمَّا قصد الْكَامِل دمشق كَانَ الْعَزِيز مَعَه إلباً على النَّاصِر وَعلم الأمجد بِمَا فعله وَلَده مَعَه فَيُقَال إِنَّه أهلكه وَتُوفِّي الْعَزِيز ببستانه الْمَعْرُوف بِهِ بالناعمة من بَيت لهيا وَدفن بالتربة المعظمية بقاسيون سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (البعلبكي الزَّاهِد العابد) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الحميد التنوخي البعلبكي الْعَدوي الزَّاهِد الْكَبِير شيخ دير ناعس كَانَ كَبِير الْقدر صَاحب أَحْوَال وكرامات وَعبادَة ومجاهدات ذكره خطيب زملكا توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وست مائَة 3 - (شرف الدّين ابْن أبي عصرون) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عَليّ بن المطهر بن أبي عصرون الصَّدْر الرئيس شرف الدّين أَبُو عَمْرو ابْن القَاضِي أبي حَامِد ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي سعد التَّمِيمِي الشَّافِعِي أَخُو محيي الدّين عمر ولد بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَلم يرو عَن جده شَيْئا وَسمع وروى وَكَانَ جواداً مفضالاً أنْفق أَمْوَالًا عَظِيمَة إِلَى أَن افْتقر وَكَانَ أَبوهُ خلف لَهُ من الْأَمْوَال وَالْخَيْل والخدم والأملاك شَيْئا كثيرا من ذَلِك سطل بلور قدر الْمَدّ أَو أكبر بطوق ذهب

ابن البشطاري

وَهُوَ ملآن جَوَاهِر نفيسة فَأذْهب) الْجَمِيع 3 - (ابْن البشطاري) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن منيع بن عُثْمَان بن شادي شمس الدّين ابْن البشطاري بِالْبَاء الْمُوَحدَة والشين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا طاء مُهْملَة وَبعد الْألف رَاء ولد بعد الْأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة وَسمع من ابْن رواج والمرسي وَكَانَ مَوْصُوفا بِمَعْرِِفَة الموسيقى وَطيب الصَّوْت سمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَتُوفِّي بقوص وَعمل المؤذنون عزاءه بِدِمَشْق 3 - (فَخر الدّين التوزري) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي بكر الشَّيْخ الإِمَام الْمُقْرِئ الْفَقِيه الزَّاهِد مُفِيد الديار المصرية فَخر الدّين أَبُو عَمْرو المغربي التوزري ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي المجاور ولد سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة سمع من ابْن الجميزي وسبط السلَفِي ثمَّ طلب سنة نَيف وَخمسين وتلا بالسبع على أبي إِسْحَاق ابْن وثيق والكمال بن شُجَاع وَقَرَأَ صَحِيح مُسلم على ابْن الْبُرْهَان وَأكْثر عَن الْمُنْذِرِيّ والرشيد بن عزون وَأَصْحَاب البوصيري فَمن بعدهمْ وَقَرَأَ مُسْند أَحْمد والمعجم الْأَكْبَر للطبراني والدواوين الْكِبَار ذكر أَنه قَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ نَحوا من ثَلَاثِينَ مرّة وَسمع بقرَاءَته خلق كثير وشيوخه نَحْو الْألف ثمَّ أقبل على شَأْنه وَتعبد بِمَكَّة زَمَانا وَحدث بالكثير وَكَانَ صَاحب أصُول وَفهم ومذاكرة وخبرة بالقراءات متوسطة قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين بمنى أَجزَاء وَأخذ عَنهُ الإِمَام عبد الله بن خَلِيل وَالنَّاس وَكَانَت لَهُ إجَازَة من ابْن المقير 3 - (فَخر الدّين الشَّافِعِي) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ فَخر الدّين أَبُو عَمْرو مفتي الثغر الْبَزَّاز الشَّافِعِي توفّي سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة 3 - (ابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حلب) عُثْمَان بن مُحَمَّد ابْن قَاضِي حماه نجم الدّين عبد الرَّحِيم الإِمَام البارع فَخر الدّين أَبُو عَمْرو قَاضِي حلب ابْن الْبَارِزِيّ الشَّافِعِي مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة

امرؤ القيس الرويدشتي

لحق جده وَأخذ عَنهُ وَعَن عَمه قَاضِي الْقُضَاة كَانَ يحفظ الْحَاوِي ويفهمه وينزله على الرَّافِعِيّ) وَيعرف ألفية ابْن مَالك نَاب فِي الحكم بحماه وَولي قَضَاء حمص وَرجع إِلَى حماة وَولي الخطابة بهَا ونيابة الْقَضَاء ثمَّ ولي الْقُضَاة فِي حلب وَكَانَ ذَا دين وصرامة وجودة سيرة حج غير مرّة وَحدث بِمُسْنَد الشَّافِعِي عَن ابْن النصيبي وتفقه بِهِ جمَاعَة توفّي فَجْأَة بعد أَن تَوَضَّأ وَجلسَ مجْلِس حكمه ينْتَظر إِقَامَة صَلَاة الْعَصْر فِي صفر بحلب 3 - (امْرُؤ الْقَيْس الرويدشتي) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن بياه هُوَ الأكرم امْرِئ الْقَيْس الرويدشتي بالراء وَالْوَاو وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا دَال مُهْملَة وشين مُعْجمَة وتاء ثَالِثَة الْحُرُوف وياء النّسَب سمي امْرُؤ الْقَيْس لجزالة أَلْفَاظه ومتانة شعره كَانَ يرتجل النثر وَالنّظم توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَكَانَ بِبَغْدَاد يعلم أَوْلَاد الأكابر وَكَانَ هاجياً مادحاً وَأورد لَهُ الْعِمَاد الْكَاتِب شعرًا فِي الخريدة من ذَلِك (أعدن التفاتاً بعد حث الروافل ... فأودعن مِنْهُنَّ الونى فِي المفاصل) (وأسبلن من تَحت القناع أراقماً ... فهن إِذا انسابت أراقم وَائِل) (وللسحر فِي ألحاظهن مناصل ... فَمَا بالهم يحمونها بالمناصل) (وَمَا للقنا حفت بِهن ذوابلاً ... وَهن القنا يخطرن غير ذوابل) (وَنحن مجانين الغرام فَلم على ... سوالفهن الغر سود السلَاسِل) (رحلن عَن الْوَادي وَلَيْسَ عَن الحشا ... وَإِن حَال أَسبَاب النَّوَى برواحل) (فودعن والتوديع مِنْهُنَّ لمحة ... بأعينهن النجل أَو بالأنامل) (ورمن بنعمان المصيف فجئنها ... وَهن بهَا بَين القنا والقنابل) (وَلَو لم يكن فِي الْقلب مِنْهُنَّ وقدة ... لَكَانَ لَهُنَّ الْقلب خير الْمنَازل) 3 - (علم الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد الشَّافِعِي) عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع علم الدّين أَبُو عَمْرو الْقشيرِي ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد سمع من أَصْحَاب البوصيري وَكَانَ من الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء درس بالفاضلية بِالْقَاهِرَةِ ودرس بقوص وَولي بهَا وكَالَة بَيت المَال وَكَانَ ذكي الْفطْرَة أجَازه الشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدشناوي بالفتوى وَكتب فِي إِجَازَته وَقد أجَازه غرس مجده وتلميذ جده وَكَانَ حاد القريحة حَاضر الْجَواب تكلم هُوَ وَابْن قرصة فَقَالَ لَهُ ابْن قرصة كبرتم بِمَ أَلا) إِنَّك ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ لَهُ نعم

أبو السائب الجمحي

كل قدح منا يَجِيء ألف قرصة مِنْكُم فَقَالَ ابْن قرصة جَوَاب مسكت ولد بقوص سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست ماية وَتُوفِّي بهَا سنة إِحْدَى وَتِسْعين وست ماية 3 - (أَبُو السَّائِب الجُمَحِي) عُثْمَان بن مَظْعُون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عَمْرو بن هصيص الْقرشِي الجُمَحِي أَبُو السَّائِب أمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن حذافة بن جمح وَهِي أم السَّائِب وَعبد الله أسلم عُثْمَان بعد ثَلَاثَة عشر رجلا وَهَاجَر الهجرتين وَشهد بَدْرًا وَكَانَ أول رجل مَاتَ بِالْمَدِينَةِ من الْمُهَاجِرين بَعْدَمَا رَجَعَ من بدر وَأول من تبعه إِبْرَاهِيم بن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرُوِيَ من وُجُوه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل عُثْمَان بَعْدَمَا مَاتَ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ لِلْهِجْرَةِ بعد اثْنَيْنِ وَعشْرين شهرا من مقدَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل بعد ثَلَاثِينَ شهرا بعد بدر وَلما دفن قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم السّلف لنا عُثْمَان بن مَظْعُون وَلما توفّي إِبْرَاهِيم قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلحق بالسلف الصَّالح عُثْمَان بن مَظْعُون وَأعلم قبر عُثْمَان بِحجر وَكَانَ يزوره وَكَانَ عابداً مُجْتَهدا من فضلاء الصَّحَابَة وَكَانَ هُوَ وَعلي بن أبي طَالب وَأَبُو ذَر قد هموا بِأَن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك وَنزلت فيهم لَيْسَ على الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا الْآيَة وَهُوَ أحد من حرم الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّة وَقَالَ لَا أشْرب شرابًا يذهب عَقْلِي ويضحك بِي من هُوَ أدنى مني ويحملني على أَن أنكح كَرِيمَتي فَلَمَّا حرمت الْخمر أُتِي وَهُوَ بالعوالي فَقيل لَهُ قد حرمت الْخمر فَقَالَ تَبًّا لَهَا فقد كَانَ بَصرِي فِيهَا ثَابتا وَقَالَ ابْن عبد الْبر فِي هَذَا نظر لِأَن تَحْرِيم الْخمر عِنْد أَكْثَرهم بعد أحد وَقَالَت امْرَأَته ترثيه (يَا عين جودي بدمع غير منمنون ... على رزية عُثْمَان بن مَظْعُون) (على امْرِئ بَان فِي رضوَان خالقه ... طُوبَى لَهُ من فقيد الشَّخْص مدفون) (طَابَ البقيع لَهُ سُكْنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تفنين) (وأورت الْقلب حزنا لَا انْقِطَاع لَهُ ... حَتَّى الْمَمَات فَلَا ترقى لَهُ شوني)

النجيب الشافعي

3 - (النجيب الشَّافِعِي) عُثْمَان بن مُفْلِح القوصي الشَّافِعِي نجيب الدّين أَبُو عَمْرو فَقِيه فَاضل أَخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ) مجد الدّين الْقشيرِي وَأفْتى ودرس وَتَوَلَّى الحكم بإسنا وإدفو وأصفون والأقصر قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي حكى لي أَنه كَانَ يتَكَلَّم على الْوَسِيط كلَاما جيدا وَأَنه بحث مرّة مَعَ شخص فَأَرَادَ ذَاك الشَّخْص أَن يبكته فَقَالَ لَهُ أَنْت ابْن من فَإِن مُفْلِح وَالِده مولى فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ النجيب أَنا ابْن الْعلم واشتغل عَلَيْهِ جمَاعَة بإسنا وتخرجوا عَلَيْهِ وَتُوفِّي بإسنا فِي شهور سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة وَتَوَلَّى تدريس الْمدرسَة العزية بإسنا وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي معيداً عِنْده 3 - (الْكِنْدِيّ الْبَصْرِيّ) عُثْمَان بن مقسم الْبري الْكِنْدِيّ الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام على ضعفه توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَة 3 - (أَبُو عَمْرو الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ) عُثْمَان بن مقبل بن قَاسم بن عَليّ أَبُو عَمْرو الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ من الياسرية قَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف وَحصل مِنْهُمَا طرفا صَالحا وَسمع الْكثير وَكتب قَالَ ابْن النجار جمع لنَفسِهِ معجماً فِي مجلدة وَحدث وصنف كتبا فِي الْوَعْظ وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه والتواريخ وفيهَا غلط كثير لقلَّة مَعْرفَته لِأَنَّهُ كَانَ صحفياً وخطه فِي غَايَة الرداءة وَتُوفِّي سنة عشر وست مائَة 3 - (جمال الدّين الْوَاعِظ) عُثْمَان بن مكي بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن شبيب الإِمَام الْوَاعِظ جمال الدّين أَبُو عَمْرو السَّعْدِيّ الشارعي الشَّافِعِي الْمُذكر ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وست ماية

ابن الوتار الواعظ

وَسمع الْكثير من أَبِيه وقاسم بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَابْن ياسين والبوصيري والأرتاحي وَفَاطِمَة وَابْن نجا الْوَاعِظ والعماد الْكَاتِب وَابْن الطُّفَيْل والحافظ عبد الْغَنِيّ وَجَمَاعَة وعني بِالْحَدِيثِ روى عَنهُ الدمياطي وَابْن الظَّاهِرِيّ وَكَانَ شَيخا فَاضلا مَشْهُورا بِالدّينِ وَالصَّلَاح وَكَانَ يجلس للوعظ وَهُوَ حسن الْإِيرَاد كثير الْمَحْفُوظ لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْمَوَاقِيت وَعمل السَّاعَات حدث هُوَ وَأَبوهُ وجده وَإِخْوَته 3 - (ابْن الوتار الْوَاعِظ) عُثْمَان بن مَنْصُور بن هِلَال أَبُو الْفرج وَأَبُو الْفتُوح المَسْعُودِيّ الْبَغْدَادِيّ ابْن الوتار الْوَاعِظ) الْحَنْبَلِيّ تكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَوعظ وناظر ودرس وَأفْتى وَكَانَ مطبوعاً حسن الْأَخْلَاق روى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (صَاحب صهيون) عُثْمَان بن منكوبرس بن خمار تكين الْأَمِير مظفر الدّين صَاحب صهيون كَانَ خمار تكين عَتيق مُجَاهِد الدّين صَاحب صرخد وَملك مظفر الدّين صهيون بعده وَالِده سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة وَكَانَ حازماً يقظاً سائساً مهيباً طَالَتْ أَيَّامه وَعمر تسعين سنة أَو أَكثر وَلما مَاتَ سنة تسع وَخمسين وست مائَة دفن بقلعة صهيون وَولي بعده وَلَده سيف الدّين مُحَمَّد وَرَأى عُثْمَان أَوْلَاد أَوْلَاده وَله صهيون وبرزبه ومكسرائيل وَكَانَ قد رتب أَن لَا يحضر أحد من نواحي صهيون وبلادها لشكوى إِلَّا بهدية على قدر الْحَاجة من الرَّأْس إِلَى الجدي إِلَى الدَّجَاجَة إِلَى الْخبز إِلَى الْخضر وَكَانَ يجْتَمع من هَذَا فِي كل يَوْم شَيْء لَهُ صُورَة وَيفرق فِي آخر النَّهَار على بيُوت أَوْلَاده وَجمع من ذَلِك أَمْوَالًا كَثِيرَة وَلما ولي ابْنه سيف الدّين مُحَمَّد جمع أَهله وَإِخْوَته وَشرع فِي عمل الْمجَالِس الملوكية وَجمع المطربين وَالرِّجَال وَالنِّسَاء وَلم يزل فِي إِنْفَاق تِلْكَ الْأَمْوَال والقصف وَاللَّهْو إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة بصهيون وَأَخذهَا الْملك الظَّاهِر وأحضر أَوْلَاده وَأَهله إِلَى دمشق وَأَعْطَاهُمْ أخبازاً من الْأَرْبَعين إِلَى الْعشْرَة وانقرضوا بِدِمَشْق أَولا فأولاً 3 - (ابْن أبي الحوافر الطَّبِيب) عُثْمَان بن هبة الله ابْن أبي الْفَتْح أَحْمد بن عقيل بن

المؤذن الأشج

مُحَمَّد الْحَكِيم الرئيس جمال الدّين أَبُو عَمْرو الْقَيْسِي البعلبكي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْعدْل الطَّبِيب الْمَعْرُوف بِابْن أبي الحوافر رَئِيس الْأَطِبَّاء بالديار المصرية ولد سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع عشرَة وست مائَة وَكَانَ جده عقيل يُكَرر على مُخْتَصر الْمُزنِيّ وَمن شعر جمال الدّين الْمَذْكُور 3 - (الْمُؤَذّن الْأَشَج) عُثْمَان بن الْهَيْثَم الْمُؤَذّن الْأَشَج العصري روى عَنهُ النجاري وَأسيد بن عَاصِم وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَخلق كثير قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (عُثْمَان بن يَعْقُوب) 3 - (المريني صَاحب مراكش) عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق السُّلْطَان أَبُو سعيد المريني المغربي صَاحب مراكش وفاس وَغير ذَلِك ملك بعد أَخِيه أبي يَعْقُوب يُوسُف وامتدت أَيَّامه واتسعت ممالكه وَكَانَت دولته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع ماية وَله بضع وَسِتُّونَ سنة وَملك أَخُوهُ يُوسُف قبله خمْسا وَعشْرين سنة لم يكن بَينهمَا الْملكَانِ عَامر وَسليمَان وَكَانَ عُثْمَان هَذَا ذَا حلم وَسُكُون وإهمال للْجِهَاد بل لَهُ نظر فِي الْعلم وَلم تحمد أَيَّامه حصل فِيهَا غلاء وَفتن وَخَالف عَلَيْهِ ابْنه عمر وتملك سجلماسة وَجَرت أُمُور يطول شرحها وَملك بعد عُثْمَان وَلَده الْفَقِيه الْعَالم السُّلْطَان الْعَادِل أَبُو الْحسن عَليّ وَأمه أمة نوبية فَعظم شَأْنه وهابته الْمُلُوك لكَمَال سؤدده وَشدَّة هيبته

عثمان بن يوسف

3 - (عُثْمَان بن يُوسُف) 3 - (الْعَزِيز صَاحب مصر) عُثْمَان بن يُوسُف بن أَيُّوب السُّلْطَان الْملك الْعَزِيز أَبُو الْفَتْح وَأَبُو عَمْرو ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين الْكَبِير ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس ماية وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس ماية ملك مصر بعد وَالِده وَكَانَ لَا بَأْس بسيرته وَكَانَ أهل مصر يحبونه وَكَانَ شَابًّا حسن الصُّورَة ظريف الشَّمَائِل قَوِيا ذَا بَطش وأيد وخفة حَرَكَة حيياً كَرِيمًا عفيفاً عَن الْأَمْوَال والفروج وَبلغ من كرمه أَنه لم تبْق لَهُ خزانَة وَلَا خَاص وَلَا برك وَلَا فرس وَأما بيُوت أَصْحَابه فتفيض بالخيرات وَكَانَ الرّعية يحبونه وَكَانَ القَاضِي الْفَاضِل يتفرس فِيهِ ذَلِك كُله وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ دون إخْوَته ويؤثر قربه ولمحبته لمصر قررها لَهُ فِي حَيَاة أَبِيه حُكيَ أَن السُّلْطَان لما عزم على الْخُرُوج إِلَى الشَّام لفتح الْقُدس والسواحل قرر أَخَاهُ الْعَادِل أَن يكون فِي مصر نَائِبا وَطلب الْفَاضِل يَوْمًا وَهُوَ فِي دور الْحَرِيم فَدخل إِلَيْهِ وتحدثا فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ اعْتِمَاده فِي غيبته وَهُوَ يكْتب ذَلِك تذكرة فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوج طلب أَن يعود من الْمَكَان الَّذِي دخل مِنْهُ فَقَالَ لَهُ خَادِم يَا مَوْلَانَا بِسم الله من هَا هُنَا فَمَا أمكن الْفَاضِل إِلَّا الذّهاب خَلفه فَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْمَكَان الَّذِي يلبس فِيهِ مداسه وجد الْعَزِيز قد أَخذهَا من مَكَان قلعهَا ونقلها إِلَى) ذَلِك الْمَكَان فَلَمَّا رأى ذَلِك عَاد من فوره إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ يَا مَوْلَانَا فكر الْمُلُوك فِي أَن هَذِه الْحَرَكَة الْمُبَارَكَة مَا يَسْتَغْنِي السُّلْطَان عَن أَن يكون الْعَادِل مَعَه يستضيء بِرَأْيهِ وبخبرته فَقَالَ لَهُ ومصر من يكون فِيهَا فَقَالَ الْفَاضِل الْملك الْعَزِيز فَقَالَ هُوَ صَغِير السن فَقَالَ نَحن فِي خدمته والهجن عماله والمكاتبات مَا تَنْقَطِع وَمهما اعتمدناه طالعناك بِهِ وَتَكون قد رشحته للْملك وينتشئ فِي أيامك وَحسن لَهُ ذَلِك فقرر الْعَزِيز فِي مصر وكشط اسْم الْعَادِل وَعَاد فَلَمَّا رأى الْعَزِيز قَالَ يَا مَوْلَانَا تقدمة مداس الْمَمْلُوك بِملك مصر مَا هُوَ كثير وَلم يزل نَائِبه إِلَى أَن اسْتَقل بهَا بعد وَفَاة أَبِيه وَلِهَذَا لما مَاتَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين بِدِمَشْق توجه إِلَى مصر رَغْبَة فِي الْعَزِيز وَسمع الحَدِيث من السلَفِي وَأبي الطَّاهِر ابْن عون وَعبد الله بن بري وَحدث بالإسكندرية

وَكَانَ الْعَزِيز فِي آخر أمره قد توجه إِلَى الفيوم فطرد فرسه وَرَاء صيد فتقطر بِهِ فأصابته الْحمى وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فَتوفي بهَا وَكتب الْفَاضِل إِلَى عَمه الْملك الْعَادِل رِسَالَة يعزيه مِنْهَا فَنَقُول فِي توديع النِّعْمَة بِالْملكِ الْعَزِيز لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم قَول الصابرين ونقول فِي استيفائها بِالْملكِ الْعَادِل الْحَمد لله رب الْعَالمين قَول الشَّاكِرِينَ وَقد كَانَ من أَمر هَذِه الْحَادِثَة مَا قطع كل قلب وجلب كل كرب وَمثل هَذِه الْوَاقِعَة لكل أحد وَلَا سِيمَا لأمثال الْمُلُوك مواعظ من الْمَوْت بليغة وأبلغها مَا كَانَ فِي شباب الْمُلُوك فرحم الله ذَلِك الْوَجْه ثمَّ السَّبِيل يسره (وَإِذا محَاسِن أوجه بليت ... فَعَفَا الثرى عَن وَجهه الْحسن) والمملوك فِي حَال تسطير هَذِه الْخدمَة جَامع بَين مرضِي قلب وجسد ووجع أَطْرَاف وغليل كبد فقد فجع الْمَمْلُوك بِهَذَا الْمولى والعهد بوالده غير بعيد والأسى فِي كل يَوْم جَدِيد وَمَا كَانَ ليندمل ذَلِك الْقرح حَتَّى أعقبه هَذَا الْجرْح فَالله تَعَالَى لَا يعْدم الْمُسلمين سلطانهم الْملك الْعَادِل السلوة كَمَا لَا يعدمهم بِنَبِيِّهِمْ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الأسوة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى فِي قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي ورتب بعده وَلَده الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وأتابكه بهاء الدّين قراقوش وَلابْن الساعاتي فِيهِ أمداح كَثِيرَة وَقَالَ يرثيه من قصيدة طَوِيلَة أَولهَا (خلا الدست من ذَاك الْجلَال الممنع ... فَسلم على الدُّنْيَا سَلام مُودع) (مضى بَعْدَمَا عَمت سراياه والندى ... وَسَار مسير الشَّمْس فِي كل مَوضِع) ) (وأطلع فِي الْآفَاق زرق رماحه ... نجوماً وَمَا زهر النُّجُوم بطلع) (وَمَا كَانَ إِلَّا الْبَدْر غَابَ وَلم يعد ... كعود أَخِيه الْبَدْر يَوْمًا لمطلع) (فجعنا بأندى من سَحَاب بنانه ... وأجرأ من لَيْث العرين وَأَشْجَع) (يُقَابل مِنْهُ الْبَدْر لَيْلَة تمه ... منيراً وندعو مِنْهُ أكْرم من دعِي) (شبيبة دبت عقارب لَيْلهَا ... وَمن يسر فِي ليل الشبيبة يلسع) (تولى فَلَا درع الْغَمَام بحافل ... غزير وَلَا وَادي الْبِلَاد بممرع) (وَقد كَانَ تبكيه السيوف بأدمع ... هواطل لَو تبْكي السيوف بأدمع) (قفا واندبا غمداً خلا من حسامه ... ونوحا على ربع من الْملك بلقع)

رضي الدين الدمشقي

(شجا رزء عُثْمَان وَعم مصابه ... فأثر فِي السّني والمتشيع) (فَلَا مَاء إِلَّا من جفون قريحة ... وَلَا نَار إِلَّا فِي قُلُوب وأضلع) (ثوى الْجُود وَالْملك الْعَزِيز بحفرة ... وَيَا لَهما من فرقة وَتجمع) (وَقد كَانَت الدُّنْيَا جَمِيعًا بكفه ... فغودر مِنْهَا فِي ثَلَاثَة أَذْرع) (لقد سد ثغر الدّين وَالْملك بِابْنِهِ ... ورد إِلَى كُفْء من الْقَوْم مقنع) (هُنَاكَ حمى الْإِسْلَام لَيْسَ بمهمل ... سوام وَشَمل الْملك غير مروع) (لقد نطقت فِيهِ مخايل جده ... بأفصح من نطق القريض وأبدع) (غَدا الْملك الْمَنْصُور كالناصر الْهدى ... يسير على نهج من الْعدْل مهيع) (سقاك وحياك يَا ابْن يُوسُف ... بأصبغ من صنعاء صنعا وأصنع) (وَلَوْلَا التقي وَالدّين قلت وجادها ... مُصَفِّق كاسات المدام المشعشع) 3 - (رَضِي الدّين الدِّمَشْقِي) عُثْمَان بن يُوسُف بن حيدرة الطّيب التَّاجِر جمال الدّين ابْن الطّيب الْعَلامَة رَضِي الدّين الرَّحبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي برع فِي علم الطِّبّ على وَالِده وخدم فِي البيمارستان وَكَانَ يُسَافر فِي التِّجَارَة إِلَى مصر فَتوجه فِي الجفل وَمَات هُنَاكَ سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه شرف الدّين على بن يُوسُف ابْن الرَّحبِي 3 - (النويري الْمَالِكِي) عُثْمَان بن يُوسُف ابْن أبي بكر القَاضِي الْمُحدث الْفَقِيه الْوَرع الصَّالح فَخر الدّين أَبُو) مُحَمَّد النويري الْمَالِكِي ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وست ماية وَصَحب وَالِده الْقدْوَة الزَّاهِد علم الدّين وتفقه بِهِ وبجماعة وَأفْتى ودرس وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة والتأله والصدق وَالْإِخْلَاص 3 - (الحلبوني العابد) عُثْمَان أَبُو عَمْرو الصعيدي الحلبوني سمي بذلك إِقَامَته مُدَّة بحلبون بِالْحَاء الْمُهْملَة وَبعد اللَّام بَاء مُوَحدَة وَبعد الْوَاو نون الشَّيْخ الصَّالح العابد كَانَ فِيهِ تأله وَصدق وتؤثر عَنهُ أَحْوَال وَتوجه وتأثير أَقَامَ مُدَّة ببعلبك وَمُدَّة ببرزة

عين غين المصري

وَلما توفّي سنة ثَمَان وَسبع ماية طلع الأفرم إِلَى جنَازَته والقضاة وَكَانَ قانعاً متعففاً ترك أكل الْخبز مُدَّة سِنِين عديدة وَقَالَ إِنَّه يتَضَرَّر بِأَكْلِهِ 3 - (عين غين الْمصْرِيّ) عُثْمَان الْفَخر الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِعَين غين قَالَ أَبُو شامة جَاءَنَا الْخَبَر بوفاته من مصر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست ماية 3 - (الدكالي الصُّوفِي) عُثْمَان الصُّوفِي بخانقاه الشميشاطية كَانَ يعرف بالدكلي يتَرَدَّد إِلَيْهِ النَّاس ويجتمعون بِهِ واستخف بعض الْعَوام وسلك شَيْئا من الطّرق الَّتِي تحكى عَن ابْن الباجربقي وَقَالَ أَنا أدلكم على الطَّرِيق إِلَى الله وَخَالف الْقَوَاعِد الشَّرْعِيَّة وتبعته جمعية وشاع أمره فَأمْسك واعتقل وأحضر دَار الْعدْل مَرَّات أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا وأدوا عَلَيْهِ شَهَادَات عَجِيبَة وَلم يعْتَرف بِشَيْء فَلَمَّا كَانَ حادي عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع ماية يَوْم الثُّلَاثَاء أحضر فِي زنجير وبلاس وَحضر الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي وَالشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة وشهدوا بالاستفاضة عَنهُ أَنه قَالَ مَا ادعِي عَلَيْهِ فَحكم القَاضِي شرف الدّين الْمَالِكِي بإراقة دَمه فَضربت رقبته فِي سوق الْخَيل وَلم يكن ذَلِك رَأْي النَّائِب وَلَا رَأْي قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين وتقي الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي حُكيَ لي الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين قَالَ قَالَ لي الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا لما كَانَت لَيْلَة الثُّلَاثَاء أفكرت فِي أَنهم يحْضرُون عُثْمَان الصُّوفِي وأبتلش بأَمْره وقصدت دفع أمره عني فَقلت غَدا مَا أعمل دَار عدل وأركب بكرَة وأروح فَلَمَّا أَصبَحت أرسل الله عَليّ النّوم فَنمت إِلَى أَن طلع النَّهَار وَتَعَالَى فَدَخَلُوا إِلَيّ) وَقَالُوا إِن الْقُضَاة والحجاب وَالْجَمَاعَة حَضَرُوا وهم فِي انتظارك فالتزمت بِعَمَل دَار الْعدْل ذَلِك النَّهَار أَو كَمَا قَالَ وَحكى لي هُوَ عَن نَفسه قَالَ أردْت وَأَنا خَارج من دَار السَّعَادَة أَن أَقُول لنقيب المتعممين أَن يتَوَجَّه إِلَيْهِم وَيَقُول لَهُم أَن لَا يعجلوا فِي أمره فأنساني الله ذَلِك إِلَى أَن فرط فِيهِ الْأَمر أَو كَمَا قَالَ وَلم أر أثبت جنَانًا مِنْهُ وَلَا أملك لأمر نَفسه 3 - (ابْن أبي النوق) هُوَ فَخر الدّين عُثْمَان من أهل الْمغرب رَأَيْته بِدِمَشْق وبحلب وَلم أر من لَهُ قدرته على ارتجال النّظم وَسُرْعَة بديهته يكَاد أَنه لَا يتَكَلَّم فِي جَمِيع مخاطباته ومحاوراته إِلَّا بالشعر وَلما وصف لي ذَلِك رَأَيْته بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق فَأتيت إِلَيْهِ وَهُوَ وَاقِف بِبَاب السَّاعَات وَكَانَ ذَلِك الْيَوْم يَوْم نصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع ماية أَو

اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية فَقَالُوا لَهُ هَذَا فلَان يَشْتَهِي أَن يسمع مِنْك شَيْئا من نظمك فأنشدني فِي الْحَالة الراهنة من غير فكر وَلَا روية ثَلَاثَة أَبْيَات فِي الْجَامِع والقناديل الَّتِي علقت بِهِ لأجل النّصْف وذكراً لِقَوْمِهِ واجتماع النَّاس للفرجة فِيهِ كَأَنَّمَا كَانَ يحفظ ذَلِك ويكرر عَلَيْهِ وَمضى وَلم أحفظ الأبيات الْمَذْكُورَة وَآخر عهدي بِهِ بحلب سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع ماية وَكَانَ قد أَخذ يعْمل مَجْلِسا يُفَسر فِيهِ الْقُرْآن الْكَرِيم أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ رَآنِي مرّة وَفِي يَدي كتاب لَهُ فَاتِحَة ذهب فأنشدني كَمَا أَنه يتحدث (أَرَاك تنظر فِي شَيْء من الْكتب ... وَفِي أَوَائِله شَيْء من الذَّهَب) (لَو شِئْت تصرف نَقْدا من فواتحه ... صرفت مِنْهُ دنانيراً بِلَا ريب) فَوَهَبته الْكتاب وأنشدته (خُذْهُ إِلَيْك بِمَا يحوي من الذَّهَب ... فَفِي ندى السحب لَا يخْشَى من اللهب) (واضمم يَديك عَلَيْهِ لَا تمزقه ... فَإِنَّهُ ذهب من مَعْدن الْأَدَب) قَالَ وَكتب إِلَيّ يتقاضاني عليقاً لفرسه وشيئاَ يُنْفِقهُ (دموع كميتي على خَدّه ... من الْجُوع يطْلب مني الْعلف) (وَلَيْسَ معي ذهب حَاضر ... وَلَا فضَّة وَعلي الكلف) (ولي مِنْك وعد فَعجل بِهِ ... من أنْجز الْوَعْد حَاز الشّرف) (وَدم وتهنى بِشَهْر الصيا ... م بِوَجْه يهل وكخف تكف) ) فَبعثت إِلَيْهِ الشّعير وَالنَّفقَة وكتبت إِلَيْهِ (مسحت بمكي دموع الْكُمَيْت ... وَقلت لَهُ قد أَتَاك الْعلف) (ووافى إِلَيْك جَدِيد الشّعير ... لَعَلَّ يداوي سقام العجف) (وَفِي كم سائقه صرة ... تسير لتخفيف ثقل الكلف) (فإياك تحسبها للوفا ... فَإِنِّي بعثت بهَا للسلف) وَكَانَ يقص مَا ينظمه فِي الْوَرق قصاً مليحاً محكماً جيدا بالنقط والضبط وَلَكِن أوضاعه على عَادَة المغاربة فِي كتاباتهم ونقلت من قصَّة قَوْله (إِلَى الْحر الحسيب إِلَى عَليّ ... عَلَاء الدّين ذِي الْحسب الْعلي) (إِلَيّ من جوده عَم البرايا ... وفَاق مكارماً لكريم طي) (إِلَى من قدره فاق الثريا ... وَزَاد على على الْأُفق السمي)

العجلية

أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ عبد الرَّحْمَن بن مل ابْن عُثْمَان موفق الدّين أَحْمد بن أَحْمد 3 - (العجلية) هم فرقة من الخطابية المنسوبين إِلَى أبي الْخطاب وهم من الرافضة افْتَرَقت الخطابية بعد قتل أبي الْخطاب فرقا فَمِنْهَا فرقة زعمت أَن الإِمَام بعد أبي الْخطاب عُمَيْر بن بَيَان الْعجلِيّ ومقالتهم كمقالة البزيعية وَقد تقدم ذكرهم فِي حرف الْبَاء فِي مَكَانَهُ إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ اعْتَرَفُوا بموتهم ونصبوا خيمة على كناسَة الْكُوفَة يَجْتَمعُونَ فِيهَا على عبَادَة جَعْفَر الصَّادِق فَرفع خبرهم إِلَى يزِيد بن عمر فصلب عُمَيْرًا فِي كناسَة الْكُوفَة 3 - (الألقاب) ابْن عجب الْمَالِكِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْعجلِيّ الْمروزِي الْفَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْعجلِيّ النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن حمدَان الْعجلِيّ الْحَافِظ أَبُو عَليّ عبيد وَالْعجلِي الْحلِيّ الشيعي مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْعجلِيّ الْكُوفِي يحيى بن عبد الحميد الْعجلِيّ الْكُوفِي آخر يحيى بن الْيَمَان وَالْعجلِي صَاحب أَحْمد بن نوح ابْن عجلَان الْمُقْرِئ الْمدنِي مُحَمَّد بن عجلَان) بَنو العجمي جمَاعَة مِنْهُم عز الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَكَمَال الدّين أَحْمد بن عبد الْعَزِيز وشمس الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد وَعون الدّين سُلَيْمَان بن عبد الْمجِيد وعماد الدّين عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم وتاج الدّين يُوسُف بن إِسْمَاعِيل وَكَمَال الدّين عمر بن إِبْرَاهِيم وَكَمَال الدّين عمر بن أَحْمد العجاردة نِسْبَة إِلَى عبد الْكَرِيم بن عجرد ابْن الْعَجُوز عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد ابْن الْعَجُوز الْمَالِكِي القَاضِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي الْعَجَائِز اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله

عجيبة

(عَجِيبَة) 3 - (ضوء الصَّباح البغدادية) عَجِيبَة بنت الْحَافِظ أبي بكر مُحَمَّد ابْن أبي غَالب بن أَحْمد بن مَرْزُوق الباقداري الْبَغْدَادِيّ وتدعى ضوء الصَّباح شيخة مَشْهُورَة تفردت بالدنيا بِالْإِجَازَةِ عَن جمَاعَة وَخرج لَهَا مشيخة فِي عشرَة أَجزَاء وَولدت فِي صفر سنة أَربع وَخمسين وَخمْس ماية وَتوفيت سبع وَأَرْبَعين وست ماية وروى عَنْهَا جمَاعَة وتفردت عَنْهَا الشيخة زَيْنَب بنت الْكَمَال بِالْإِجَازَةِ فروت عَنْهَا الْكثير 3 - (السَّلُولي الشَّاعِر) العجير بن عبد الله بن عُبَيْدَة السَّلُولي شَاعِر مقل إسلامي مر يَوْم بِقوم يشربون فسقوه فَلَمَّا انتشى قَالَ إنحروا جملي وأطعموا مِنْهُ فنحروه وطبخوا مِنْهُ وَجعلُوا يطعمونه ويسقونه ويغنونه بِشعر قَالَه يَوْمئِذٍ (عللاني إِنَّمَا الدُّنْيَا علل ... واسقياني نهلاً بعد نهل) (وانشلا مَا اغبر من قدركما ... واصحباني أبعد الله الْجمل) (أصحب الصاحب مَا صاحبني ... وأكف اللوم عَنهُ والعذل) (وَإِذا اتلف شَيْئا لم أقل ... أبدا يَا صَاح مَا كَانَ فعل) فَلَمَّا صَحا سَأَلَ عَن جمله فأخبروه بِمَا كَانَ مِنْهُ فَبكى وَجعل يَصِيح يَا غربتاه وهم يَضْحَكُونَ ثمَّ وهبوا لَهُ جملا وَمن شعره يرثي ابْن عَمه (فَتى قد قد السَّيْف لَا متضائل ... وَلَا رهل كباته وبادله) ) (جميل إِذا استقبلته من أَمَامه ... وَإِن هُوَ ولى أَشْعَث الرَّأْس جائله) (تركنَا أَبَا الأضياف فِي كل شتوة ... بمر ومردى كل خصم يجادله)

عدنان

(مُقيما سلبناه دريسي مفاضة ... وأبيض هندياً طوَالًا حمائله) وَمِنْه (سَلِي الطارق المعتر يَا أم مَالك ... إِذا مَا أَتَانِي دون قدري ومجزري) (أأبسط وَجْهي إِنَّه أول الْقرى ... وَأعْرض معروفي لَهُ دون منكري) (أقي الْعرض بِالْمَالِ التلاد وَمَا عَسى ... أَخُوك إِذا مَا ضيع الْعرض يَشْتَرِي) ابْن عَدْلَانِ النَّحْوِيّ اسْمه عَليّ بن عَدْلَانِ ابْن عَدْلَانِ الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان (عدنان) 3 - (الطولوني) عدنان بن أَحْمد بن طولون هُوَ أَبُو معد ابْن الْأَمِير الطولوني توفّي سنة خمس وَعشْرين وَثَلَاث ماية 3 - (موفق الدّين الْعين زَرْبِي الطَّبِيب) عدنان بن نصر بن مَنْصُور الطَّبِيب الْأُسْتَاذ موفق الدّين ابْن الْعين زَرْبِي اشْتغل بالطب وَالْحكمَة وَمهر فِي ذَلِك وَفِي التنجيم بِبَغْدَاد ثمَّ سكن مصر وخدم الْخُلَفَاء الفاطميين ونال دنيا وَاسِعَة وصنف كثيرا فِي الطِّبّ والمنطق وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَكتب الْخط الْمليح وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس ماية وَله من المصنفات كتاب الْكَافِي فِي الطِّبّ وَشرح كتاب الصَّنْعَة الصَّغِير لِجَالِينُوسَ وَله الرسَالَة المقنعة فِي الْمنطق وَله مجربات فِي الطِّبّ مثل الكناش ورسالة فِي السياسة مقَالَة فِي الْحَصَى وعلاجه رِسَالَة فِي تعذر الْوُجُود من الطَّبِيب الْفَاضِل ونفاق الْجَاهِل وَلما دخل الديار المصرية استرزق بالتنجيم على قَارِعَة الطَّرِيق فَأتى إِلَى مصر رَسُول من بَغْدَاد وَكَانَ يعرف الْمُوفق وَمَا يعرفهُ من الْعُلُوم فَلَمَّا رَآهُ يتكسب بالتنجيم اجْتمع بالوزير وَوَصفه لَهُ وَمَا يعرفهُ من الْعُلُوم فَاسْتَحْضرهُ وَتكلم عِنْده فأعجب بِهِ ولأوصله إِلَى الْخَلِيفَة وَكَانَ عذلك سَبَب سعادته وإفادته)

عدي

(عدي) 3 - (الْفَزارِيّ أَمِير الْبَصْرَة) عدي بن أَرْطَأَة الْفَزارِيّ الدِّمَشْقِي أَمِير الْبَصْرَة لعمر بن عبد الْعَزِيز حدث عَن عَمْرو بن عبسة وَأبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يحْتَج بحَديثه وَقَتله مُعَاوِيَة بن يزِيد وَجَمَاعَة صبرا سنة اثْنَتَيْنِ وماية وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْأنْصَارِيّ الظفري) عدي بن ثَابت بن أبان بن ثَابت بن قيس بن الخطيم الْأنْصَارِيّ الظفري روى عَن جده لأمه عبد الله بن يزِيد الخطمي وَعَن أَبِيه عَن جده وَسليمَان بن صرد والبراء بن عَازِب وَابْن أبي أوفى وَأبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ كَانَ إِمَام مَسْجِد الشِّيعَة وقاصهم وَهُوَ صَدُوق قَالَه أَبُو حَاتِم وَغَيره قَالَ ثِقَة توفّي سنة سِتّ عشرَة وماية وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْكِنْدِيّ) عدي بن عميرَة الْكِنْدِيّ وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ قيس ابْن أبي حَازِم وَأَخُوهُ الْعرس بن عميرَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّسائيّ وَابْن مَاجَه 3 - (ابْن حَاتِم الطَّائِي) عدي بن حَاتِم بن عبد الله بن سعد أَبُو طريف الطَّائِي

العبادي النصراني

ولد حَاتِم الْجُود وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأكْرمه فِي شعْبَان سنة عشرَة ثمَّ قدم على أبي بكر الصّديق بصدقات قومه فِي حِين الرِّدَّة وَمنع قومه وَطَائِفَة مَعَهم من الرِّدَّة بِثُبُوتِهِ على الْإِسْلَام وَحسن رَأْيه وَكَانَ سرياً شريفاً تفي قومه خَطِيبًا حَاضر الْجَواب فَاضلا كَرِيمًا قَالَ مَا دخل وَقت صَلَاة قطّ إِلَّا وَأَنا اشتاق إِلَيْهَا وَقَالَ مَا دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطّ إِلَّا وسع لي أَو تحرّك وَدخلت يَوْمًا عَلَيْهِ فِي بَيته وَقد امْتَلَأَ من أَصْحَابه فَوسعَ لي حَتَّى جَلَست إِلَى جنبه وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة سبع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن ماية وَعشْرين سنة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَسكن الْكُوفَة وَبهَا توفّي وَشهد الْجمل مَعَ عَليّ وصفين والنهروان وفقئت عينه يَوْم الْجمل وروى عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ من الْبَصْرَة والكوفة وَأَتَاهُ سَالم بن دارة الْغَطَفَانِي بمدحة فَقتل لَهُ) عدي أمسك عَلَيْك يَا أخي أخْبرك بِمَا لي فتمدحني على حَسبه لي ألف ضانية وألفا دِرْهَم وَثَلَاثَة أعبد وفرسي هَذِه حبيس فِي سَبِيل الله فَقل فَقَالَ (تحن قلوصي فِي معد وَإِنَّمَا ... تلاقي الرّبيع فِي ديار بني ثعل) (وَأبقى اللَّيَالِي من عدي بن حَاتِم ... حساماً كلون الْملح سل من الْخلَل) (أَبوك جواد مَا يشق غباره ... وَأَنت جواد لَيْسَ تعذر بالعلل) (فَإِن تتقوا شرا فمثلكم اتَّقى ... وَإِن تَفعلُوا خيرا فمثلكم فعل) 3 - (الْعَبَّادِيّ النَّصْرَانِي) عدي بن زيد بن الْحمار الْعَبَّادِيّ بتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة التَّمِيمِي الشَّاعِر جاهلي نَصْرَانِيّ من فحول الشُّعَرَاء قيل إِنَّه مَاتَ فِي زمن الْخُلَفَاء الرَّاشِدين فَلهَذَا ذكرته وَقيل إِنَّه مَاتَ قبل الْإِسْلَام فَلَا يكون حِينَئِذٍ من شَرط هَذَا الْكتاب وَله الأبيات الْمَشْهُورَة وَهِي (أَيهَا الشامت الْمُعير بالده ... ر أَأَنْت المبرأ الموفور) (أم لديك الْعَهْد الوثيق من الأيا ... م أم أَنْت جَاهِل مغرور) (من رَأَيْت الْمنون خلفن أم من ... ذَا عَلَيْهِ من أَن يضام خفير) (أَيْن كسْرَى كسْرَى الْمُلُوك أَبُو ... ساسان أم أَيْن قبله سَابُور)

العاملي ابن الرقاع

(وأخو الْحَضَر إِذْ بناه وَإِذ دجلة ... تجبى إِلَيْهِ والخابور) (شاده مرمراً وجلله كلساً ... فللطير فِي ذراه وكور) (لم يَهبهُ ريب الْمنون فباد ال ... ملك عَنهُ فبابه مهجور) (وتذكر رب الخورنق إِذْ أش ... رف يَوْمًا وللهدى تفكير) (سره مَاله وَكَثْرَة مَا يمل ... ك وَالْبَحْر معرضًا السدير) (فارعوى قلبه فَقَالَ وَمَا غب ... طة حَتَّى إِلَى الْمَمَات يصير) (ثمَّ بعد الْفَلاح وَالْملك والإم ... ة وارتهم هُنَاكَ الْقُبُور) (ثمَّ صَارُوا كَأَنَّهُمْ ورق جف ... فألوت بِهِ الصِّبَا وَالدبور) وَخَبره مَعَ كسْرَى وشعره مَذْكُور مُسْتَوفى فِي كتاب الأغاني 3 - (العاملي ابْن الرّقاع) عدي بن زيد العاملي الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن الرّقاع بِالْقَافِ وَالْعين الْمُهْملَة مدح الْوَلِيد وهاجى) جَرِيرًا وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْر والماية وَكَانَ مقدما عِنْد بني أُميَّة خَاصّا بالوليد من حَاضِرَة الشُّعَرَاء لَا من باديتهم دخل جرير على الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان وَعِنْده عدي فَقَالَ أتعرف هَذَا قَالَ لَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ هَذَا عدي بن الرّقاع قَالَ جرير فشر الثِّيَاب الرّقاع قَالَ مِمَّن هُوَ قَالَ من عاملة فَقَالَ جرير قد قَالَ الله عز وَجل عاملة ناصبة تصلى نَارا حامية ثمَّ قَالَ (يقصر بَاعَ العاملي عَن العلى ... وَلَكِن أير العاملي طَوِيل) فَقَالَ عدي (أأمك كَانَت خبرتك بِطُولِهِ ... أم أَنْت امْرُؤ لم تدر كَيفَ تَقول) فَقَالَ لَا بل لم أدر كَيفَ أَقُول فَوَثَبَ العاملي إِلَى رجل الْوَلِيد فقبلها وَقَالَ أجرني مِنْهُ فَقَالَ الْوَلِيد لجرير لَئِن شتمته لأسرجنك وألجمنك حَتَّى يركبك فيعيرك الشُّعَرَاء بذلك فكنى جرير عَن اسْمه فَقَالَ

(إنى إِذا الشَّاعِر الْمَغْرُور حر بني ... جَار لقبر على مَرْوَان مرموس) (قد كَانَ أشوس آبَاء فأورثنا ... شغباً على النَّاس فِي أبنائه الشوس) (أقصر فَإِن نزاراً لنم يفاخرهم ... فرع لئيم وأصل غير مغروس) (وَابْن اللَّبُون إِذا مَا لز فِي قرن ... لم يسْتَطع صولة البزل القناعيس) (قد جربت عركي فِي كل معترك ... غلب الْأسود فَمَا بَال الضغابيس) وَكَانَ لعدي بنت تَقول الشّعْر فَأَتَاهُ يَوْمًا نَاس من الشُّعَرَاء ليماتنوه وَكَانَ غَائِبا فَسمِعت ابْنَته فَخرجت إِلَيْهِم وَقَالَت (تجمعتم من كل أَوب وبلدة ... على وَاحِد لَا زلتم قرن وَاحِد) فأفحمتهم وَقَالَ جرير سَمِعت عدي بن الرّقاع ينشد تزجي أغن كَأَن إبرة روقه فرحمته من هَذَا التَّشْبِيه وَقلت بِأَيّ شَيْء يُشبههُ ترى فَلَمَّا قَالَ قلم أصَاب من الدواة مدادها رحمت نَفسِي مِنْهُ وَمن شعر عدي بن الرّقاع (لَوْلَا الْحيَاء وَأَن رَأْسِي قد عسا ... فِيهِ المشيب لزرت أم الْقَاسِم) (وَكَأَنَّهَا وسط النِّسَاء أعارها ... عَيْنَيْهِ أحور من جآذر جاسم) (وَسنَان أقصده النعاس فرنقت ... فِي عينه سنة وَلَيْسَ بنائم) ) وَمِنْه وَقيل إِنَّهَا لنصيب (وَقد كدت يَوْم الْجزع لما ترنمت ... هتوف الضُّحَى محزونة بالترنم) (أَمُوت لمبكاها أسى إِن عولتي ... ووجدي بسعدى شجوه غير منجم) (وناحت على عيناء من عين أيكة ... بسرة وَاد غامر السَّيْل مجثم) (إِذا قومت من غصنه الرّيح أَو هفت ... بِهِ مائل الأفنان غير مقوم) (أرنت عَلَيْهِ والهاً مستحثة ... بِصَوْت مَتى مَا تسمع الْعود ترزم) (فَلم أبك من علمي بكاها وَقد بَكت ... بَكَى أعولت فِيهِ على غير معلم) (وَلَو قبل مبكاها بَكَيْت صبَابَة ... بسعدى شفيت النَّفس قبل التندم)

أبو فروة الكندي

(وَلَكِن بَكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فَقلت الْفضل للمتقدم) 3 - (أَبُو فَرْوَة الْكِنْدِيّ) عدي بن عدي بن عميرَة الْكِنْدِيّ أَبُو فَرْوَة سيد أهل الجزيرة روى عَن أَبِيه وَقد تقدم ذكره وَعَمه الْعرس ورجاء بن حَيْوَة وَكَانَ ناسكاً فَقِيها كَبِير الْقدر ولي إمرة الجزيرة وأذربيجان وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَتُوفِّي سنة عشْرين وماية وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو حَاتِم الْبَصْرِيّ) عدي بن الْفضل هُوَ أحد المتروكين توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وماية وَهُوَ أَبُو حَاتِم الْبَصْرِيّ روى عَن سعيد المَقْبُري وَطَلْحَة بن عبيد الله تبن كريز وَعلي بن زيد بن جدعَان وَأبي أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ قَالَ ابْن معِين وَأَبُو حَاتِم مَتْرُوك الحَدِيث وروى لَهُ ابْن مَاجَه 3 - (الشَّيْخ عدي الْكرْدِي) عدي بن مُسَافر بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى الزَّاهِد الشَّامي الهكاري ساح سِنِين كَثِيرَة وَصَحب الْمَشَايِخ وجاهد أنواعاً من المجاهدات وَسكن بعض جبال الْموصل لَيْسَ بِهِ آنس ثمَّ آنس الله بِهِ تِلْكَ الْمَوَاضِع وعمرها ببركاته حَتَّى صَارَت لَا يخَاف بهَا أحد بعد قطع السبل وارتدع جمَاعَة من مفسدي الأكراد وَعمر حَتَّى انْتفع بِهِ خلق وانتشر ذكره وَكَانَ لَهُ غليلة يَزْرَعهَا بالقدوم فِي الْجَبَل ويحصدها ويتقوت مِنْهَا ويزرع الْقطن ويكتسي مِنْهُ تبعه خلق وجازوا فِيهِ) الْحَد حَتَّى جَعَلُوهُ قبلتهم الَّتِي يصلونَ إِلَيْهَا وذخيرتهم فِي الْآخِرَة صحب الشَّيْخ عقيل المنبجي وَالشَّيْخ حَمَّاد الدباس

الشاعر العجلي

وعاش الشَّيْخ عدي تسعين سنة وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وخمسماية ابْن العدية شهَاب الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ 3 - (الشَّاعِر الْعجلِيّ) العديل بن الفرخ بن معن الْعجلِيّ وَعجل ابْن ربيعَة وَكَانَ عجل محمقاً كَانَ لبه فرس جواد فَقيل لَهُ إِن فرسك هَذَا جواد فسمه ففقأ عينه وَقَالَ قد سميته الْأَعْوَر فَقَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء (رمتني بَنو عجل بداء أَبِيهِم ... وَهل أحد فِي النَّاس أَحمَق من عجل) (أَلَيْسَ أبوهم عَار عين جَوَاده ... وسارت بِهِ الْأَمْثَال فِي النَّاس بِالْجَهْلِ) وَكَانَ العديل هَذَا شَاعِرًا إسلامياً مقلاً والى الْحجَّاج طلبه ليطالبه بقود فهرب إِلَى الرّوم ولجأ إِلَى قَيْصر فآمنه من الْحجَّاج فَقَالَ فِيهِ من أَبْيَات (صَحا عَن طلاب الْبيض قبل مشيبه ... وراجع غض الطّرف وَهُوَ خفيض) (كَأَنِّي لم أرع الصِّبَا ويروقني ... من الْحَيّ أحوى المقلتين غضيض) (دَعَاني لَهُ يَوْمًا هوى فَأَجَابَهُ ... فؤاد إِذا يلقى المراض مَرِيض) (لمستأنسات بِالْحَدِيثِ كَأَنَّهُ ... تهلل غر برقهن وميض) يَقُول مِنْهَا (وَدون يَد الْحجَّاج من أَن تنالاني ... بِسَاط لأيدي الناعجات عريض) (مهامه أشباه كَأَن سرابها ... ملاء بأيدي العاملات رحيض) فَبلغ الْحجَّاج شعره فَبعث إِلَى قَيْصر لتبعثن إِلَيّ بِهِ أَو لأغزونك بِجَيْش أَوله عنْدك وَآخره عِنْدِي فَبعث بِهِ فَنظر إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل وَدون الْحجَّاج قد رَأَيْت كَيفَ أمكن الله مِنْك فَقَالَ بل أَنا الْقَائِل أَيهَا الْأَمِير (فَلَو كنت فِي سلمى أجاً وشعا بهَا ... لَكَانَ لحجاج عَليّ سَبِيل) (خَلِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ وسيفه ... لكل إِمَام مصطفى وخليل) (بنى قبَّة الْإِسْلَام حَتَّى كَأَنَّمَا ... هدى النَّاس من بعد الضلال رَسُول)

الألقاب

فخلى سَبيله وَتحمل دِيَة قتيله وَأورد لَهُ صَاحب الأغاني قصيدته اللامية الَّتِي يمدح فِيهَا سَائِر) قبائل وَائِل وَيذكر دَفعهَا عَنهُ ويفتخر وأولها (صرم الغواني واستراح عواذلي ... وصحوت بعد صبَابَة وتمايل) (وَذكرت يَوْم لوى عنيق نسْوَة ... يخطرن بَين أَكلَة ومراحل) (لعب النَّعيم بِهن فِي أظلاله ... حَتَّى لبسن زمَان عَيْش غافل) (يَأْخُذن زينتهن أحسن مَا ترى ... فَإِذا عطلن فهن غير عواطل) 3 - (الألقاب) بَنو العديم جمَاعَة مِنْهُم الصاحب كَمَال الدّين عمر بن أَحْمد ابْن أبي جَرَادَة وَعبد القاهر بن عَليّ بن عبد الْبَاقِي وَهُوَ من ساداتهم وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي وَعلي بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي وَالْحسن بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد وَعبد القاهر بن عَليّ بن عبد الله وَعبد الله بن الْحسن بن عَليّ وَهَارُون بن مُوسَى وَعبد الصَّمد بن زُهَيْر بن هَارُون بن مُوسَى وَيحيى بن زُهَيْر بن هَارُون وَأحمد بن يحيى بن زُهَيْر وَهبة الله بن أَحْمد بن يحيى وَمُحَمّد بن هبة الله بن أَحْمد وَهبة الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله وَأحمد بن هبة الله نبن مُحَمَّد وجمال الدّين مُحَمَّد ابْن الصاحب كَمَال الدّين عمر وَأحمد بن يحيى وَالْقَاضِي مجد الدّين عبد الرَّحْمَن بن عمر وَعمر بن مُحَمَّد (عذراء) 3 - (بنت شاهنشاه) عذراء بنت شاهنشاه بن أَيُّوب ابْن شاذي الخاتون الجليلة صَاحِبَة الْمدرسَة العذراوية الَّتِي دَاخل بَاب النَّصْر وَهِي أُخْت عز الدّين فروخ شاه وعمة الْملك الأمجد توفيت سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة ودفنت بتربتها فِي الْمدرسَة الَّتِي لَهَا

عرابة

(عرابة) 3 - (الأوسي) عرابة بن أَوْس بن قيظي بن عَمْرو بن زيد الأوسي كَانَ أَبوهُ أَوْس من كبار الْمُنَافِقين أحد الْقَائِلين إِن بيوته عَورَة وَذكر ابْن إِسْحَاق والواقدي أَن عرابة استصغره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد فِي تِسْعَة نفر مِنْهُم عبد الله ابْن عمر وَزيد بن ثَابت والبراء بن عَازِب وعرابة بن أَوْس وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ ابْن قُتَيْبَة إِن الشماخ خرج يُرِيد الْمَدِينَة فَلَقِيَهُ عرابة بن أَوْس فَسَأَلَهُ عَمَّا أقدمه الْمَدِينَة فَقَالَ أردْت أمتار لأهلي وَكَانَ مَعَه بعيران فأوقرهما عرابة لَهُ تَمرا وَبرا وكساه وأكرمه فَخرج من الْمَدِينَة وامتدحه بالقصيدة الَّتِي قَول فِيهَا (رَأَيْت عرابة الأوسي يسمو ... إِلَى الْخيرَات مُنْقَطع القرين) (إِذا مَا راية رفعت لمجد ... تلقاها عرابة بِالْيَمِينِ) (إِذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بِدَم الوتين) 3 - (عرابة بن شماخ) عرابة بن شماخ الْجُهَنِيّ شهد فِي الْكتاب الَّذِي كتبه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للعلاء بن الْحَضْرَمِيّ حِين بَعثه إِلَى الْبَحْرين (عرار بن عَمْرو) عرار بن عَمْرو بن شأس الْأَسدي سَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ اكثر شعر أَبِيه فِيهِ وَفِي امْرَأَته أم حسان وَكَانَ عرار أسود من أمه وَكَانَت امْرَأَة أَبِيه الْمَذْكُورَة تؤذيه وتظلمه وَتعير أَبَاهُ بِهِ فَلَمَّا أعياه أمرهَا بِسَبَبِهِ طَلقهَا وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي مَكَانَهُ وَفِيه يَقُول أَبوهُ عَمْرو (أَرَادَت عراراً بالهوان وَمن يرد ... عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم) (فَإِن عراراً إِن يكن غير وَاضح ... فَإِنِّي أحب الجون والمنطق العمم) (فَإِن كنت منني أَو تريدين صحبتي ... فكوني لَهُ كَالشَّمْسِ ربت بِهِ الْأدم) (وَإِلَّا فسيري سير رَاكب نَاقَة ... تَمِيم حينا لَيْسَ فِي سيره أُمَم)

العراقي

وعرار هَذَا هُوَ الَّذِي بعث بِهِ الْحجَّاج إِلَى عبد الْملك بن مَرْوَان بِرَأْس عبد الرَّحْمَن ابْن الْأَشْعَث وَكتب لَهُ كتابا بِالْفَتْح فَجعل عبد الْملك يقْرَأ الْكتاب وَكلما اسْتشْكل شَيْئا سَأَلَ عرار عَنهُ فيخبره فَعجب عبد الْملك من سوَاده وفصاحته فَقَالَ أَرَادَت عراراً الْبَيْتَيْنِ فَضَحِك عرار فَقَالَ لَهُ عبد الْملك مَا بالك تضحك فَقَالَ أتعرف عراراً يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ لَا قَالَ أَنا هُوَ فَضَحِك عبد الْملك وَقَالَ حَظّ وَافق كلمة وَأحسن جائزته وسرحه 3 - (الْعِرَاقِيّ) الْعِرَاقِيّ بن مُحَمَّد ابْن الْعِرَاقِيّ الْعَلامَة ركن الدّين أَبُو الْفضل الْقزْوِينِي الطاووسي صَاحب الطَّرِيقَة كَانَ إِمَامًا كَبِيرا مناظراً محجاجاً قيمًا بِعلم الْخلاف مفحماً للخصوم وصنف ثَلَاث تعاليق وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة بهمذان وَتُوفِّي سنة سِتّ مائَة والطريقة الْوُسْطَى أحسن طرائقه وَيُقَال إِنَّه من نسل طَاوُوس بن كيسَان التَّابِعِيّ واشتغل على رَضِي الدّين النَّيْسَابُورِي الْحَنَفِيّ صَاحب التعليقة 3 - (الألقاب) الْعِرَاقِيّ اسْمه عبد الْكَرِيم بن عَليّ الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي مكي بن عَليّ الْعِرَاقِيّ إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بَنو عزام جمَاعَة مِنْهُم بهاء الدّين أَحْمد ابْن أبي بكر وَمِنْهُم عبد الله ابْن أبي بكر وَمِنْهُم عَليّ بَين أَحْمد وَمِنْهُم هبة الله بن عَليّ ابْن الْعِرَاقِيّ الْخَطِيب عبد الحكم بن إِبْرَاهِيم ابْن) عَرَبِيّ محيي الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ وَلَده سعد الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَخُوهُ عماد الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْعَرَبِيّ الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الله 3 - (الْغِفَارِيّ الْمدنِي) عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ الْمدنِي الْفَقِيه الصَّالح من جلة التَّابِعين روى عَن أبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَابْن عمر وَزَيْنَب بنت أبي سَلمَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وَعشر وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (السّلمِيّ الصَّحَابِيّ) الْعِرْبَاض بن سَارِيَة السّلمِيّ أَبُو نجيح أحد أَصْحَاب

الألقاب

الصّفة وَأحد البكائين الَّذين نزل فيهم وَلَا على الَّذين إِذا مَا أتوك لتحملهم الْآيَة سكن حمص وروى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي عُبَيْدَة توفّي سنة خمس وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الألقاب) ابْن عَرَفَة الْمسند الْحسن بن عَرَفَة ابْن عَرَفَة المهلبي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن عَرَفَة أَبُو الْعَرَب الإفْرِيقِي الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمِيم الْعرفِيّ الشَّاعِر عبد الله بن عَمْرو ابْن عرق الْمَوْت اسْمه مُحَمَّد بن فتوح عرقلة الشَّاعِر حسان بن نمير ابْن أبي عرُوبَة الْحَافِظ سعيد بن مهْرَان ابْن عروس الْكَاتِب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَبدُوس عروس الزهاد مُحَمَّد بن يُوسُف (عُرْوَة) عُرْوَة بن حزَام أحد متيمي الْعَرَب وَمن قَتله الغرام وَمَات عشقاً فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ صَاحب عفراء الَّتِي كَانَ يهواها وَكَانَت عفراء ترباً لعروة بنت عَمه يلعبان مَعًا فألف كل مِنْهُمَا صَاحبه وَكَانَ عَمه عقال يَقُول لعروة اُبْشُرْ فَإِن عفراء امْرَأَتك إِن شَاءَ الله فَلم يَزَالَا إِلَى أَن الْتحق عُرْوَة بِالرِّجَالِ وعفراء بِالنسَاء وَكَانَ عُرْوَة قد رَحل إِلَى عَم لَهُ بِالْيمن ليطلب مِنْهُ مَا يمهر بِهِ عفراء لِأَن أمهَا سامته كثيرا فِي مهرهَا فَنزل بالحي رجل ذُو يسَار وَمَال من بني أُميَّة فَرَأى عفراء فَأَعْجَبتهُ فَلم يزل هُوَ وَأمّهَا بأبيها إِلَى أَن زَوجهَا بِهِ فَلَمَّا أهديت إِلَيْهِ قَالَت (يَا عرو إِن الْحَيّ قد نقضوا ... عهد الْإِلَه وحاولوا الغدرا) وارتحل الْأمَوِي بعفراء إِلَى الشَّام وَعمد أَبوهَا إِلَى قبر فجدده وسواه وَسَأَلَ الْحَيّ كتمان أمرهَا ووفد عُرْوَة بعد أَيَّام فنعاها أَبوهَا إِلَيْهِ فَذهب إِلَى ذَلِك الْقَبْر وَمكث مُدَّة يخْتَلف إِلَيْهِ فَأَتَتْهُ جَارِيَة من الْحَيّ فَأَخْبَرته الْقِصَّة فَرَحل إِلَى الشَّام ومقصد الرجل وانتسب لَهُ فِي عدنان فَأكْرمه وَبَقِي أَيَّامًا فَقَالَ لجارية لَهُم هَل لَك فِي يَد تولينها قَالَت وَمَا هِيَ قَالَ هَذَا

الْخَاتم تدفعينه إِلَى مولاتك فَأَبت عَلَيْهِ مرَارًا فعرفها الْخَبَر وَقَالَ إطرحي هَذَا الْخَاتم فِي صبوحها فَإِن أنكرته قولي إِن ضيفنا اصطبح قبلك وَلَعَلَّه وَقع من يَده فَلَمَّا فعلت الْجَارِيَة ذَلِك عرفت عفراء الْخَبَر وَقَالَت لزَوجهَا إِن ضيفك ابْن عمي فَجمع بَينهمَا وَخرج وتركهما وأوقف من يسمع مَا يَقُولَانِ فتشاكيا وتباكيا طَويلا ثمَّ أَتَتْهُ بشراب وَسَأَلته شربه فَقَالَ وَالله مَا دخل جوفي حرَام قطّ وَلَا ارتكبته وَلَو استحللته كنت قد استحللته مِنْك وَأَنت حظي من الدُّنْيَا وَقد ذهبت مني وَذَهَبت مِنْك فَمَا أعيش بعْدك وَقد أجمل هَذَا الرجل الْكَرِيم وَأحسن وَأَنا مستحي مِنْهُ وَلَا أقيم بمكاني بعد علمه وَإِنِّي لأعْلم أَنِّي لأرحل إِلَى منيتي فَبَكَتْ وَبكى وَجَاء زَوجهَا وَأخْبرهُ الْخَادِم بِمَا جرى بَينهمَا فَقَالَ لَهَا يَا عفراء إمنعي ابْن عمك من الْخُرُوج فَقَالَت لَا يمْتَنع فَدَعَاهُ وَقَالَ يَا أخي اتَّقِ الله فِي نَفسك فقد عرفت خبرك وَإِن رحلت تلفت وَالله مَا أمنعك من الِاجْتِمَاع مَعهَا أبدا وَإِن شِئْت فارقتها فجزاه خيرا وَقَالَ إِنَّمَا كَانَ الطمع فِيهَا آفتي والآن فقد يئست وحملت نَفسِي على الصَّبْر واليأس يسلي ولي أُمُور لَا بُد من الرُّجُوع إِلَيْهَا فَإِن وجدت لي قُوَّة إِلَى ذَلِك وَإِلَّا عدت إِلَيْكُم وزرتكم حَتَّى يقْضِي الله من أَمْرِي مَا يَشَاء فزودوه وأكرموه وأعطته) عفراء خماراً لَهَا فَلَمَّا رَحل عَنْهُم نكس بعد صَلَاحه وأصابه غشي وخفقان وَكَانَ كلما أُغمي عَلَيْهِ ألقِي عَلَيْهِ كربَة ذَلِك الْخمار فيفيق فَلَقِيَهُ فِي الطَّرِيق ابْن مَكْحُول عراف الْيَمَامَة وَجلسَ عِنْده وَسَأَلَهُ عَمَّا بِهِ وَهل هون خبل أَو جُنُون فَقَالَ لَهُ عُرْوَة أَلَك علم بالأوجاع فَقَالَ نعم فَأَنْشَأَ عُرْوَة يَقُول (أَقُول لعراف الْيَمَامَة داوني ... فَإنَّك إِن داويتني لطبيب) (فواكبدي أمست رفاتاً كَأَنَّمَا ... يلذعها بالموقدات لهيب) (عَشِيَّة لَا عفراء مِنْك قريبَة ... فتسلو وَلَا عفراء مِنْك قريب) (فوَاللَّه مَا أتنساك مَا هبت الصِّبَا ... وَمَا عقبتها فِي الرِّيَاح جنوب) (عَشِيَّة لَا خَلْفي مكر وَلَا الْهوى ... أَمَامِي وَلَا يهوى هواي غَرِيب) (وَإِنِّي لتغشاني لذكراك فَتْرَة ... لَهَا بَين جلدي وَالْعِظَام دَبِيب) قَالَ الأخباريون وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي طَرِيقه قبل أَن يصل إِلَى حيه بِثَلَاث لَيَال وَبلغ عفراء خَبره فَجَزِعت جزعاً شَدِيدا وَقَالَت ترثيه (أَلا أَيهَا الركب المخبون وَيحكم ... أحقاً نعيتم عُرْوَة بن حزَام) (فَلَا تهنأ الفتيان بعْدك لَذَّة ... وَلَا رجعُوا من غيبَة بِسَلام) (وَقل للحبالى لَا يرجين غَائِبا ... وَلَا فرحات بعده بِغُلَام) وَلم تزل تردد هَذِه الأبيات وتندبه وتبكيه إِلَى أَن مَاتَت بعده بأيام قَلَائِل

وَعَن أبي صَالح قَالَ كنت مَعَ ابْن عَبَّاس بِعَرَفَة فَأَتَاهُ فتيَان يحملون فَتى لم يبْق إِلَّا خياله فَقَالُوا لَهُ يَا ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ادْع لنا الله تَعَالَى لَهُ فَقَالَ وَمَا بِهِ فَقَالَ الْفَتى (بِنَا من جوى الأحزان فِي الصَّدْر لوعة ... تكَاد لَهَا نفس الشفيق تذوب) (ولكنما أبقى حشاشة معول ... على مَا بِهِ عود هُنَاكَ صَلِيب) قَالَ ثمَّ خَفَقت فِي أَيّدهُم فَإِذا هُوَ قد مَاتَ فَمَا رَأَيْت ابْن عَبَّاس فِي عشيته سَأَلَ الله إِلَّا الْعَافِيَة مِمَّا ابْتُلِيَ بِهِ ذَلِك الْفَتى قَالَ وَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي هَذَا عُرْوَة بن حزَام وَمن شعر عُرْوَة بن حزَام (خليلي من عليا هِلَال بن عَامر ... بِصَنْعَاء عوجا الْيَوْم وانتظراني) ) (وَلَا تزهدا فِي الْأجر عِنْدِي وأجملا ... فإنكما بِي الْيَوْم مبتليان) (إلما على عفراء إنَّكُمَا غَدا ... بوشك النَّوَى والبين معترفان) (فيا واشيي عفراء ويحكما بِمن ... وَمَا وَإِلَى من جئتما تشيان) (بِمن لَو أرَاهُ عانياً لفديته ... وَمن لَو رَآنِي عانياً لفداني) (مَتى تكشفا عني الْقَمِيص تَبينا ... بِي السقم من عفراء يَا فتيَان) (فقد تَرَكتنِي لَا أعي لمحدث ... حَدِيثا وَإِن نَاجَيْته وَدَعَانِي) (جعلت لعراف الْيَمَامَة حكمه ... وعراف نجد إِن هما شفياني) (فَمَا تركا من حِيلَة يعلمانها ... وَلَا شربة إِلَّا وَقد سقياني) (ورشا على وَجْهي من المَاء سَاعَة ... وقاما مَعَ العواد يبتدران) (وَقَالا شفاك الله وَالله مَا لنا ... بِمَا ضمنت مِنْك الضلوع يدان) (فويلي على عفراء ويل كَأَنَّهُ ... على الصَّدْر والأحشاء حد سِنَان) (أحب ابْنة العذري حبا وَإِن نأت ... ودانيت مِنْهَا غير مَا تريان) (إِذا رام قلبِي هجرها حَال دونه ... شفيعان من قلبِي لَهَا جدلان) (إِذا قلت لَا قَالَا بلَى ثمَّ أصبحا ... جَمِيعًا على الرَّأْي الَّذِي يريان) (تحملت من عفراء مَا لَيْسَ لي بِهِ ... وَلَا للجبال الراسيات يدان) (فيا رب أَنْت الْمُسْتَعَان على الَّذِي ... تحملت من عفراء مُنْذُ زمَان)

عروة بن أسماء

(كَأَن قطاة علقت بجناحها ... على كَبِدِي من شدَّة الخفقان) 3 - (عُرْوَة بن أَسمَاء) عُرْوَة بن أَسمَاء بن الصَّلْت السّلمِيّ حرص الْمُشْركُونَ يَوْم بِئْر مَعُونَة أَن يؤمنوه فَأبى وَكَانَ ذَا خلة لعامر بن الطُّفَيْل مَعَ أَن قومه بني سليم حرصوا على ذَلِك فَقَالَ لَا أقبل لَهُم أَمَانًا وَلَا أَرغب بنفسي عَن مصَارِعهمْ ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل شَهِيدا رَضِي الله عَنهُ 3 - (قَاضِي الْكُوفَة) عُرْوَة بن عَيَّاش ابْن أبي الْجَعْد الْبَارِقي اسْتَعْملهُ عمر على قَضَاء الْكُوفَة وَذَلِكَ قبل أَن يستقضي شريحاً قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ من قَالَ فِيهِ عُرْوَة بن الْجَعْد فقد أَخطَأ إِنَّمَا هُوَ عُرْوَة ابْن أبي الْجَعْد كَانَ خَفِي دَاره سَبْعُونَ فرسا رَغْبَة فِي الرِّبَاط وَهُوَ الَّذِي روى حَدِيث الْخَيْر) مَعْقُود بنواصي الْخَيل وروى عَنهُ قيس ابْن أبي حَازِم وَالشعْبِيّ وَأَبُو إِسْحَاق والعيزار بن حُرَيْث وشبيب بن غرقدة وَتُوفِّي هفي حُدُود السّبْعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَمِير الْكُوفَة) عُرْوَة بن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أَخُو حَمْزَة وعقار ولي إمرة الْكُوفَة للحجاج وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو مَسْعُود الثَّقَفِيّ) عُرْوَة بن مَسْعُود بن معتب بن مَالك أَبُو مَسْعُود الثَّقَفِيّ قَالَ ابْن إِسْحَاق لما انْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الطَّائِف اتبع أَثَره عُرْوَة حَتَّى أدْركهُ قبل أَن يصل الْمَدِينَة فَأسلم وَسَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يرجع إِلَى قومه بِالْإِسْلَامِ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن فعلت فَإِنَّهُم قاتلوك فَقَالَ لَهُ عُرْوَة يَا رَسُول الله أَنا أحب إِلَيْهِم من أبكارهم وَكَانَ فيهم محبباً مُطَاعًا فَخرج يَدْعُو قومه إِلَى الْإِسْلَام فأظهر دينه رَجَاء أَن لَا يخالفوه لمنزلته فيهم فَلَمَّا أشرف على قومه وَقد دعاهم إِلَى دينه رَمَوْهُ بِالنَّبلِ من كل وَجه فَأَصَابَهُ سهم فَقتله وَقيل

عروة بن أبي قيس

لعروة مَا ترى فِي دمك فَقَالَ كَرَامَة أكرمني الله بهَا وَشَهَادَة سَاقهَا إِلَيّ فَلَيْسَ فِي إِلَّا مَا فِي الشُّهَدَاء الَّذين قتلوا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن يرتحل عَنْكُم قَالَ فزعموا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مثله فِي قومه مثل صَاحب يس فِي قومه وَقَالَ فِيهِ عمر بن الْخطاب شعرًا يرثيه وَقَالَ قَتَادَة قَوْله تَعَالَى لَوْلَا نزل هَذَا الْقُرْآن على رجل من القريتين عَظِيم قَالَهَا الْوَلِيد بن الْمُغيرَة قَالَ لَو كَانَ مَا يَقُول مُحَمَّد حَقًا أنزل عَليّ الْقُرْآن أَو على عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ قَالَ والقريتان مَكَّة والطائف وَقَالَ مُجَاهِد وَهُوَ عتبَة بن ربيعَة من مَكَّة وَابْن عبد بِاللَّيْلِ الثَّقَفِيّ من الطَّائِف وَالْأَكْثَر قَول قَتَادَة وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عرض عَليّ الْأَنْبِيَاء فَإِذا مُوسَى رجل ضرب من الرِّجَال كَأَنَّهُ من رجال شنؤة وَرَأَيْت عِيسَى ابْن مَرْيَم وَإِذا أقرب من رَأَيْت بِهِ شبها عُرْوَة بن مَسْعُود 3 - (عُرْوَة بن أبي قيس) عُرْوَة بن أبي قيس مولى عَمْرو بن الْعَاصِ الْفَقِيه الْمصْرِيّ روى عَن عبد الله بن عَمْرو وَعقبَة بن عَامر) 3 - (أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة) عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام الْقرشِي الْأَسدي الْفَقِيه الإِمَام الْمدنِي روى عَن أَبِيه وَعلي وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفَيل وَأُسَامَة بن زيد وَزيد بن ثَابت وَحَكِيم ابْن حزَام وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَطَائِفَة وَهُوَ أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة وَهُوَ شَقِيق أَخِيه عبد الله بِخِلَاف مُصعب وأمهما أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق وَهُوَ أول من صنف الْمَغَازِي قَالَ حميد بن عبد الرَّحْمَن لقد رَأَيْت أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّهُم ليسألون عُرْوَة وَقَالَ الزُّهْرِيّ رَأَيْت عُرْوَة بحراً لَا تكدره الدلاء وَكَانَ يقْرَأ فِي كل يَوْم ربع الْقُرْآن نظرا فِي الْمُصحف وَيقوم بِهِ فِي اللَّيْل وَكَانَ إِذا كَانَ أَيَّام الرطب ثلم حَائِطه وَأذن للنَّاس يدْخلُونَ ويأكلون ويحملون وَهُوَ الَّذِي احتفر الْبِئْر الَّتِي فِي الْمَدِينَة منسوبة إِلَيْهِ وَلَيْسَ بِالْمَدِينَةِ بِئْر أعذب مِنْهَا ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَقيل سِتّ وَعشْرين وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَجمع الْمَسْجِد الْحَرَام بَين عبد الْملك بن مَرْوَان وَبَين عبد الله بن الزبير وأخيه

مُصعب وَعُرْوَة أَيَّام تآلفهم فَقَالَ بَعضهم هَلُمَّ فلنتمنه فَقَالَ عبد الله منيتي أَن أملك الْحَرَمَيْنِ وأنال الْخلَافَة وَقَالَ مُصعب منيتي أَن أملك العراقين وَأجْمع بَين عقيلتي قُرَيْش سكينَة بنت الْحُسَيْن وَعَائِشَة بنت طَلْحَة وَقَالَ عبد الْملك بن مَرْوَان منيتي أَن أملك الأَرْض كلهَا وأخلف مُعَاوِيَة فَقَالَ عُرْوَة لست فِي شَيْء مِمَّا أَنْتُم فِيهِ منيتي الزّهْد فِي الدُّنْيَا والفوز فِي الْآخِرَة وأكون مِمَّن يرْوى عَنهُ هَذَا الْعلم فَبلغ كل مناه فَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان بعد ذَلِك يَقُول من سره أَن ينظر إِلَى رجل من أهل الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى عُرْوَة وَقدم عُرْوَة على الْوَلِيد بن عبد الْملك فَلَمَّا كَانَ فِي وَادي الْقرى وَقعت فِي رجله قرحَة فأشاروا عَلَيْهِ فِي مجْلِس الْوَلِيد بِأَن يقطعهَا وَإِلَّا أفسدت جَمِيع جسدك فدعي الجزار ليقطعها وَقَالُوا نسقيك الْخمر حَتَّى لَا تَجِد ألماً فَقَالَ لَا أستعين بِحرَام الله على مَا أرجوه من عافيته فَقَالُوا نسقيك مرقداً فَقَالَ مَا أحب أَن أسلب عضوا من أعضائي وَأَنا لَا أجد ألم ذَلِك فأحتسبه وَدخل عَلَيْهِ قوم أنكرهم فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ قَالُوا يمسكونك فَإِن الْأَلَم رُبمَا عزب مَعَه الصَّبْر فَقَالَ أَرْجُو أَن أكفيكم ذَلِك من نَفسِي فَقطعت ركبته بالسكين فِي مجْلِس الْوَلِيد والوليد مَشْغُول عَنهُ بِمن يحدثه وَلم يدر الْوَلِيد بقطعها حَتَّى شم رَائِحَة الكي بالنَّار هَكَذَا ذكر القتيبي وَقَالَ غَيره قَالَ دَعونِي أُصَلِّي) فَإِنَّهُ كَانَ إِذا صلى اشْتغل عَن نَفسه بِالصَّلَاةِ فَقطعت وَهُوَ يُصَلِّي وَقيل إِنَّهَا قطعت بِالْمِنْشَارِ وأغلي لَهُ الزَّيْت فحسم بِهِ فَغشيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق وَهُوَ يمسح الْعرق قَالَ لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا وَمَا ترك ورده تِلْكَ اللَّيْلَة وَدخل ابْنه مُحَمَّد وَكَانَ يدعى زين المواكب لحسنه إسطبل الْوَلِيد فرفسته دَابَّة فَقتلته وَعُرْوَة لَا يعلم فَأَتَاهُ صديق لَهُ يزهده فِي الدُّنْيَا ويذكره الْمَوْت ويرغبه فِي الْآخِرَة فَظن عُرْوَة إِنَّمَا يعزيه عَمَّا ابْتُلِيَ بِهِ فِي جسده فَذكر لَهُ موت مُحَمَّد وَلَده فَاسْتَرْجع وَأَنْشَأَ يَقُول (وَكنت إِذا الْأَيَّام أحدثن نكبة ... أَقُول شوى مَا لم يصبن صميمي) وتمثل بِأَبْيَات معن بن أَوْس (لعمري مَا أهديت كفي لريبة ... وَلَا حَملتنِي نَحْو فَاحِشَة رجْلي) (وَلَا قادني سَمْعِي وَلَا بنصري لَهَا ... وَلَا دلَّنِي رَأْيِي عَلَيْهَا وَلَا عَقْلِي) (وَأعلم أَنِّي لم تصبني مُصِيبَة ... من الدَّهْر إِلَّا قد أَصَابَت فَتى قبلي) ثمَّ رفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وَقَالَ وَعزَّتك لَئِن كنت ابْتليت لقد عافيت وَلَئِن كنت قد أخذت لقد أبقيت أخذت وَاحِدًا وأبقيت لي سِتَّة وَأخذت طرفا وأبقيت ثَلَاثًا فَلَمَّا ارتحل إِلَى الْمَدِينَة وشارفها لَقيته أَشْرَاف قُرَيْش وَالْأَنْصَار وَأهل الْمَدِينَة فَمن بَين باك ومعز ومهن فَمَا سمع من كَلَامه إِلَّا قَوْله أَيهَا الناي من كَانَ يُرِيدنِي للصراع والسباق فقد أودى وَمن كَانَ يُرِيدنِي للْعلم والجاه فقد أبقى الله خيرا كثيرا وَلَقَد أحسن الله إِلَيّ وهب لي سبع بَنِينَ فمتعني بهم مَا

أبو عامر الليثي

شَاءَ ثمَّ أَخذ وَاحِدًا وَأبقى لي سِتَّة ووهب لي يدين وَرجلَيْنِ فمتعني بِهن مَا شَاءَ ثمَّ أَخذ مِنْهُنَّ وَاحِدَة وَأبقى لي ثَلَاثًا فَللَّه الْحَمد وَذكر ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عِنْد ذكر المجهولين أَن رجلا من بني عبس وَفد على الْوَلِيد بن عبد الْملك للخؤولة فَسَأَلَهُ عَن حَاله وَعَن سَبَب ذهَاب عَيْنَيْهِ فَقَالَ مَا كَانَ فِي الأَرْض عبسي أَكثر مني مَالا وَولدا وَأهلا فَأتى السَّيْل لَيْلًا فَلم يبْق لي مَالا وَلَا أَهلا وَلَا ولدا إِلَّا ذهب بِهِ إِلَّا بنياً لي صَغِيرا وبعيراً فَحملت الصَّبِي وند الْبَعِير فَوضعت الصَّبِي وتبعت الْبَعِير فنفحني بِرجلِهِ ففقأ عَيْني وَرجعت إِلَى وَلَدي فَإِذا الذِّئْب يلغ فِي بَطْنه فَقَالَ الْوَلِيد إذهبوا بِهَذَا إِلَى عُرْوَة بن الزبير ليعلم أَن فِي الدُّنْيَا من هُوَ أعظم مُصِيبَة مِنْهُ 3 - (أَبُو عَامر اللَّيْثِيّ) ) عُرْوَة بن أذينة أذينة لقب واسْمه يحيى بن مَالك أَبُو عَامر اللَّيْثِيّ الشَّاعِر الْحِجَازِي الْمَشْهُور سمع ابْن عمر وروى عَنهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ وَكَانَ من فحول الشُّعَرَاء قَالَ أَبُو دَاوُد لَا أعلم لَهُ إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وَمن شعره (لقد علمت وَمَا الْإِسْرَاف من خلقي ... أَن الَّذِي هُوَ رِزْقِي سَوف يأتيني) (أسعى لَهُ فيعنيني تطلبه ... وَلَو قعدت أَتَانِي لَا يعنيني) (فَإِن حَظّ امْرِئ غَيْرِي سيبلغه ... لَا بُد لَا بُد أَن يجتازه دوني) (لَا خير فِي طمع يدني لمنقصة ... وعفة من عفاف الْعَيْش تكفيني) (لَا أركب الْأَمر تزري بِي عواقبه ... وَلَا يعاب بِهِ عرضي وَلَا ديني) (كم من فَقير غَنِي النَّفس نعرفه ... وَمن غَنِي فَقير النَّفس مِسْكين) (وَمن هدو رماني لَو قصدت لَهُ ... إِن انطواءك عني سَوف يطويني) (إِنِّي لأنظر فِيمَا كَانَ من أربي ... وَأكْثر الصمت فِيمَا لَيْسَ يعنيني) (لَا أَبْتَغِي ونصل من يَبْغِي مقاطعتي ... وَلَا أَلين لمن لَا يَبْتَغِي ليني) أَتَى هُوَ وَجَمَاعَة من الشُّعَرَاء إِلَى هِشَام بن عبد الْملك فتبينهم فَلَمَّا عرف عُرْوَة قَالَ لَهُ أَلَسْت الْقَائِل لقد علمت وَمَا الْإِسْرَاف من خلقي البيتي فَقَالَ عُرْوَة نعم أَنا قَائِلهَا قَالَ فألا قعدت فِي بَيْتك حَتَّى يَأْتِيك رزقك وغفل عَنهُ هِشَام فَخرج عُرْوَة من وقته وَركب رَاحِلَته

عريب

وَمضى منصرفاً ثمَّ افتقده هِشَام وَأتبعهُ بجائزته وَقَالَ للرسول قل لَهُ أردْت تكذيبنا وتصديق نَفسك فَلحقه وابلغه الرسَالَة وَدفع إِلَيْهِ الْجَائِزَة فَقَالَ قل لَهُ قد صدقني الله وَكَذبَك وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه ابْن عُرْوَة اسْمه مُحَمَّد بن عُرْوَة (عريب) 3 - (عريب) عريب بِفَتْح الْعين وَكسر الرَّاء ابْن حميد الدهني روى عَن عَليّ وعمار وَقيس بن سعد بن عبَادَة 3 - (الْمُغنيَة) عريب الْمُغنيَة كَانَت بارعة الْحسن كَامِلَة الظّرْف حاذقة بِالْغنَاءِ وَقَول الشّعْر مَعْدُومَة الْمثل اشْتَرَاهَا المعتصم بِمِائَة ألف واعتقها وَيُقَال إِن جَعْفَر الْبَرْمَكِي أحب أمهَا وَأَنه اشْتَرَاهَا وأودعها فِي مَكَان خوفًا من أَبِيه فَأَتَت مِنْهُ بعريب وَالله أعلم وَتوفيت عريب فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمائتين وَهِي بِفَتْح الْعين وَكسر الرَّاء وجدته بِخَط الْفُضَلَاء المحررين عريب وبخط بعض الْفُضَلَاء عريب بِضَم الْعين وَفتح الرَّاء وَالْأول أصح لِأَن إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر قَالَ فِيهَا (زَعَمُوا أَي أحب عريبا ... صدقُوا وَالله حبا عجيبا) (حل من قلبِي هَواهَا محلا ... لم تدع فِيهِ لخلق نَصِيبا) (وَليقل من قد رأى النَّاس قدماً ... هَل رأى مثل عريب عريبا) (هِيَ شمس وَالنِّسَاء نُجُوم ... فَإِذا لاحت أفلن غروبا) قلت وَأهل عصرها أخبر باسمها وخصوصاً من بَينه وَبَينهَا مطارحات وَعشرَة مُتَّصِلَة وَمن شعره فِيهَا أَيْضا (أَلا يَا عريب وقيت الردى ... وجنبك الله صرف الزَّمن) (فَإنَّك أَصبَحت بَين النِّسَاء ... وَاحِدَة النَّاس فِي كل فن) (فقربك يدني لذيذ الْحَيَاة ... وبعدك يَنْفِي لذيذ الوسن)

(فَنعم الجليس وَنعم الأنيس ... وَنعم السمير وَنعم السكن) وَكَانَت ذَات جوَار مشهورات بِالْغنَاءِ فمنهن تحفة الزامرة وبدعة الْمُغنيَة وَفِيهِمَا يَقُول إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر (إِن عريباً خلقت وَحدهَا ... فِي كل مَا يحسن من أمرهَا) (ونعمة الله فِي خلقه ... يقصر الْعَالم عَن شكرها) ) (أشهد فِي جاريتيها على ... أَنَّهُمَا محسنتا دهرها) (فبدعة تبدع فِي شدوها ... وتحفة تتحف فِي زمرها) (يَا رب أمتعها بِمَا خولت ... وامدد لنا يَا رب فِي عمرها) وَكَانَت من جواري الْمَأْمُون وَكَانَ شَدِيد الكلف بحبها وَمن شعرهَا (وَأَنْتُم أنَاس فِيكُم الْغدر شِيمَة ... لكم أوجه شَتَّى وألسنة عشر) (عجبت لقلبي كَيفَ يصبو إِلَيْكُم ... على عظم مَا يلقى وَلَيْسَ لَهُ صَبر) حُكيَ أَن الْمَأْمُون أنشدها مداعباً (أَنا الْمَأْمُون وَالْملك الْهمام ... عَليّ أَنِّي بحبك مستهام) (أترضى ان أَمُوت عَلَيْك وجدا ... وَيبقى النَّاس لَيْسَ لَهُم إِمَام) فَقَالَت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ والدك أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون الرشيد أعشق مِنْك حِين يَقُول (مَلَك الثلاثُ الآنِساتُ عِناني ... وحَلَلنَ من قلبِي بِكُل مَكَان) (مَا لي تُطاوِعُني البريّةُ كُلُّها ... وأُطيعُهنّ وهنّ فِي عِصياني) (مَا ذَاك إلاّ أنّ سلطانَ الهَوى ... وَبِه قوين أعز من سلطاني) وَذَلِكَ أَن والدك أَمِير الْمُؤمنِينَ قدم ذكر جواريه على نَفسه وَأَنت قدمت ذكرك على من زعمت أَنَّك تهواه فَقَالَ لَهَا الْمَأْمُون صدقت إِلَّا أنني مُنْفَرد بحبك وَحب الرشيد منقسم بَين ثَلَاث جواري وشتان بَين ربيبي الحبين فَقَالَت لَهُ أعرفهن يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أما الْوَاحِدَة وَهِي فُلَانَة وَكَانَت هِيَ الْمَقْصُودَة بحبه وَأما الأخريان فهما محبوبتان لَهَا فأحبهما لأَجلهَا وقربهما إِلَى بِسَبَبِهَا من قلبه كَمَا قَالَ خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة فِي رَملَة (أحبُّ بني العوَّام من أجل حبِّها ... وَمن أجلهَا أَحْبَبْت أخوالها كَلْبا) وكما قَالَ الآخر (أحب لحبها السودَان حَتَّى ... أحب لحبها سود الْكلاب)

فهذان أحبا القبيلتين من أجل محبوبتيهما وعشقا هذَيْن الوصفين تقرباً إِلَى قلب معشوقتيهما وَهَذَا الْمخْرج لعذر أَمِير الْمُؤمنِينَ هَارُون فَأَيْنَ الْمخْرج لعذر أَمِير الْمُؤمنِينَ فاستحيا مِنْهَا وَعظم وجده بهَا لما رأى من فَضلهَا وَحسن خطابها وَكَانَ بَين عريب وَبَين إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر مطارحات ومداعبات مَذْكُورَة بَين أهل الْأَدَب من) ذَلِك مَا حَكَاهُ الْفضل بن الْعَبَّاس بن الْمَأْمُون قَالَ زارتني عريب يَوْمًا وَمَعَهَا عدَّة من جواريها فوافتنا وَنحن على شرابنا فتحدثت مَعنا سَاعَة وسألتها تقيم عِنْدِي فَأَبت وَقَالَت وعدت جمَاعَة من أهل الْأَدَب والظرف أَن أصير إِلَيْهِم وهم فِي جَزِيرَة الْمُؤَيد مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر وَسَعِيد بن حميد وَيحيى بن عِيسَى بن مَنَارَة فَحَلَفت عَلَيْهَا فأقامت ودعت بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وكتبت إِلَيْهِم سطراً وَاحِدًا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أردْت وَلَوْلَا ولعلي ووجهت بالرقعة إِلَيْهِم فَلَمَّا وصلت قرأوها وعيوا بجوابها فَأَخذهَا إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر فَكتب تَحت أردْت لَيْت وَتَحْت لَوْلَا مَاذَا وَتَحْت لعَلي أَرْجُو وَوجه بالرقعة فَلَمَّا قرأتها طربت ونعرت وَقَالَت أَنا أترك هَؤُلَاءِ وأقعد عنْدكُمْ تركني الله إِذا من يَدَيْهِ فَقَامَتْ وَمَضَت إِلَيْهِم وَقَالَت لكم فِي جواري كِفَايَة وكتبت إِلَيْهِ مرّة وهب الله بَقَاءَك ممتعاً بِالنعَم مَا زلنا أمس فِي ذكرك فَمرَّة نمدحك وَمرَّة نأكلك ونذكرك بِمَا فِيك لوناً لوناً إجحد ذَنْبك الْآن وهات حجج الْكتاب ونفاقهم فَأَما خبرنَا أمس فَإنَّا شربنا من فضل نبيذك على تذكارك رطلا رطلا وَقد رفعنَا حسابنا إِلَيْك فارفع حِسَابك وخبرنا من زارك أمس وألهاك وَأي شَيْء كنت الْقِصَّة على جِهَتهَا وَلَا تخطرف فتحوجنا إِلَى كشفك والبحث عَنْك وَقل الْحق فَمن صدق نجا وَمن أحوجك إِلَى تَأْدِيب فَإنَّك لَا تحسن أَن تؤدبه وَالْحق أَقُول إِنَّه يعتريك كزاز شَدِيد يجوز حد الْبرد وَكَفاك بِهَذَا من قَول وَإِن عدت سَمِعت أَكثر من ذَلِك وَالسَّلَام وَقَالَ أَبُو عبد الله ابْن حمدون اجْتمعت أَنا وَإِبْرَاهِيم بن الْمُدبر وَابْن مَنَارَة وَالقَاسِم بن زرزور فِي بُسْتَان بالمطيرة فِي يَوْم غيم يهريق رذاذه ويقطر أحسن قطر وَنحن فِي أطيب عَيْش واحسن يَوْم فَلم نشعر إِلَّا بعريب قد أَقبلت من بعيد فَوَثَبَ إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر من بَيْننَا وَخرج حافياً حَتَّى تلقاها وَأخذ بركابها حَتَّى نزلت وَقبل الأَرْض بَين يَديهَا وَكَانَت قد هجرته مُدَّة لشَيْء أنكرته عَلَيْهِ فَجَاءَت وَجَلَست وَأَقْبَلت عَلَيْهِ مبتسمة ثمَّ قَالَت غنما جِئْت إِلَى من هَاهُنَا لَا إِلَيْك فَاعْتَذر وشيعنا قَوْله وشفعنا لَهُ فرضيت وأقامت عندنَا يَوْمئِذٍ وباتت واصطبحنا من غَد وأقامت عندنَا فَقَالَ إِبْرَاهِيم

علان

(بِأبي من حقق الظَّن بِهِ ... وأتانا زَائِرًا مبتديا) (كَانَ كالغيث ترَاخى مُدَّة ... فَأتى بعد قنوط مرويا) (طَابَ يَوْمَانِ لنا فِي قربه ... بعد شَهْرَيْن لهجر مضيا) ) (فَأقر الله عَيْني وشفا ... سقماً كَانَ لجسمي مبليا) ولعريب فِي هَذَا الشّعْر لحنان رمل وهزج بالوسطى وَلابْن الْمُدبر فِيهَا شعر كثير حدث اليزيدي قَالَ خرجنَا مَعَ الْمَأْمُون فِي خرجته إِلَى بِلَاد الرّوم فَرَأَيْت جَارِيَته عريب فِي هودج فَلَمَّا رأتني قَالَت يَا يزيدي أَنْشدني شعرًا قلته حَتَّى أصنع فِيهِ لحناً فأنشدت (مَاذَا بقلبي من دوَام الخفق ... إِذا رَأَيْت لمعان الْبَرْق) (من قبل الْأُرْدُن أَو دمشق ... لِأَن من أَهْوى بذاكم الْأُفق) (ذَاك الَّذِي يملك مني رقي ... وَلست أبغي مَا حييت عتقي) قَالَ فتنفست نفسا ظَنَنْت أَن ضلوعها تقصفت فَقلت (إِنِّي لأحسب أَن الشيب غير حالتي ... وصير وصل الغانيات محرما) عُلْوِيَّهُ الْمُغنِي اسْمه عَليّ بن عبد الله بن سيف يَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله ابْن العلوية الصُّوفِي مُحَمَّد بن مَحْمُود ابْن العلاف هبة الله بن الْحسن (عَلان) 3 - (الشعوبي الْوراق) عَلان الْوراق الشعوبي اصله من الْفرس وَكَانَ عَلامَة بالأنساب والمثالب والمنافرات مُنْقَطِعًا إِلَى البرامكة ينْسَخ فِي بَيت الْحِكْمَة للرشيد والمأمون والبرامكة عمل كتاب الميدان الَّذِي هتك فِيهِ الْعَرَب وَأظْهر مثالبها وَكَانَ قد عمل كتابا سَمَّاهُ الحلبة لم يتمه وانقرض أَثَره وابتدأ فِي كتاب الميدان ببني هَاشم ثمَّ قَبيلَة بعد قَبيلَة على التَّرْتِيب إِلَى آخر قبائل الْيمن على تَرْتِيب كتاب ابْن الْكَلْبِيّ وَكتاب فَضَائِل كنَانَة وَكتاب نسب النمر بن قاسط وَكتاب نسب تغلب بن وَائِل وَكتاب فَضَائِل ربيعَة

وَكتاب المنافرة وَقَالَ عَلان مَرَرْت يَوْمًا بمخنث يغزل على حَائِط فَقَالَ لي من ابْن أَنْت قلت من الْبَصْرَة فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله تغير كل شَيْء كَانَت القرود تَأتي من الْيمن والآن تَجِيء من الْعرَاق وَلما قَالَ عبد الله ابْن طَاهِر قصيدته الَّتِي أَولهَا (مدمن الإغضاء مَوْصُول ... ومديم العتب مملول) وفخر فِيهَا بقتْله أَبِيه طَاهِر مُحَمَّدًا الْأمين أَجَابَهُ مُحَمَّد بن يزِيد الخصيبي بِأَبْيَات رد فِيهَا عَلَيْهِ وَقَالَ (لَا يرعك القال والقيل ... كل مَا بلغت تحميل) فَقَالَ عَلان قصيدة رد فِيهَا عَلَيْهِ وهجاه ومدح عبد الله بن طَاهِر وَفضل الْعَجم على الْعَرَب وأولها (أَيهَا اللاطي بحفرته ... فِي قَرَار الأَرْض مجعول) (قد تخاللنا على دخل ... واستخفتك التهاويل) (وَأَبُو الْعَبَّاس غادية ... لعزاليها أهاليل) (تمطر العقيان رَاحَته ... وَله بالجود تهطيل) (رستمي فِي ذرى شرف ... زانه تَاج وإكليل) (وَعَلِيهِ من جلالته ... كرم عد وتبجيل) (إِن لي فخراً مباءته ... فِي قَرَار النَّجْم مأهول) (وَرِجَال شربهم غدق ... هم لما حازوا مباذيل) (كسرويات أبوتنا ... غرر زهر مقاويل) ) عَلان النَّحْوِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن

الجزء 20

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (عَليّ) 1 - عَليّ بن آدم الْبَزَّاز عَليّ بن آدم كَانَ من تجار الْكُوفَة يَبِيع الْبَز وَكَانَ صَالح الشّعْر فهوى جَارِيَة تدعى ممهلة واستهام بهَا مُدَّة ثمَّ بِيعَتْ فأسف عَلَيْهَا وَمَات أسفا وَله حَدِيث طَوِيل مَعهَا فِي كتاب مُفْرد مَشْهُور صنفه أهل الْكُوفَة لَهما ذكر فِيهِ قصصهما وقتا وقتا وَمَا قَالَ فِيهَا من الْأَشْعَار وَقيل انه مَاتَ لما بيعَة وَبَلغهَا خَبره فَمَاتَتْ أَيْضا وَمن شعره فِيهَا // (من مجزوء الْكَامِل) // (يَا نصب عَيْني لَا أرى ... حَيْثُ الْتفت سواك شيا) (إِنِّي لمَيت إِن صددت ... وَإِن وصلت رجعت حَيا) وَقَالَ مُحَمَّد بن سَمَّاعَة آخر من مَاتَ من الْعِشْق عَليّ بن آدم وَمن شعره فِيهَا // (من مجزوء الْكَامِل) // (إِنِّي لما يعتادني ... من حب لابسة السوَاد) (فِي فتْنَة وبلية ... مَا إِن يطيقها فُؤَادِي) (فَبَقيت لَا دنيا أصبت ... وفاتني طلب الْمعَاد) وَكَانَ شكا حَاله فِيهَا إِلَى أم جَعْفَر فَوَقَعت لَهُ بِمَا احب من المساعدة 2 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الْقطَّان عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سَلمَة بن بَحر أَبُو الْحسن الْقزْوِينِي الْحَافِظ الْقطَّان عَالم بِجَمِيعِ الْعُلُوم التَّفْسِير وَالْفِقْه والنحو واللغة ارتحل وسع وَله فَضَائِل اكثر من أَن تعد توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة لَقِي

الْمبرد وثعلبا وَابْن أبي الدُّنْيَا وَهُوَ شيخ أبي الْحُسَيْن أَحْمد بن فَارس الْقزْوِينِي وَكتبه محشوة بالرواية عَنهُ وَقَالَ لما علت سنه كنت لما خرجت إِلَى الرحلة احفظ مائَة ألف حَدِيث وَأَنا الْيَوْم لَا أقوم على حفظ مائَة حَدِيث وسع أَبَا حَاتِم الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن الْفرج الْأَزْرَق والْحَارث بن أبي أُسَامَة وَالقَاسِم بن مُحَمَّد الدَّلال وخلقا من القزوينيين والرازيين والبغداديين وسع بِالْكُوفَةِ وَمَكَّة وَصَنْعَاء وهمدان وحلوان ونهاوند وَقد أَقَامَ الصّيام ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ يفْطر على الْخبز وَالْملح 3 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم الحوفي النَّحْوِيّ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن يُوسُف الحوفي اصله من شبر النَّخْلَة من خوف بلبيس من الديار المصرية أَخذ عَن أبي بكر بن عَليّ الإدفوي صَاحب النّحاس وَكَانَ نحويا قَارِئًا توفّي فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة لَهُ من التصانيف كتاب الموضح فِي النَّحْو تَفْسِير الْقُرْآن قَالَ ياقوت بَلغنِي انه فِي ثَلَاثِينَ مُجَلد ضخمة بِخَط دَقِيق 4 - الْعمي الشيعي عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن هَاشم القمي ذكره ابْن النديم وَذكره أَبُو جَعْفَر أَيْضا فِي مصنفي الإمامية وَقَالَ لَهُ كتب مِنْهَا كتاب التَّفْسِير كتاب النَّاسِخ والمنسوخ كتاب الْمَغَازِي كتاب الشَّرَائِع كتاب قرب الْإِسْنَاد كتاب المناقب كتاب أَخْبَار الْقُرْآن ورواياته 5 - الْكَاتِب عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْكَاتِب كَانَ من أهل الْمعرفَة وَتُوفِّي بعد الثَّمَانِينَ وثلاثمائة لَهُ كتاب فِي نسب بني عقيل جوده صنفه الْأَمِير الْمُقَلّد بن الْمسيب بن رَافع الْعَبَّادِيّ 6 - أَبُو الْقَاسِم الدهكي عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدهكي قَالَ ياقوت هَكَذَا وجدته بِخَط عبد السَّلَام مكسور الدَّال والمحدثون يفتحونها وَهِي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من قرى الرى يُقَال لَهَا دهك بِالْكَاف

هُوَ أَبُو الْقَاسِم أحد رُوَاة الْأَخْبَار وجماعي الْأَشْعَار قَرَأَ على أبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ كتاب الأغاني قَالَ ياقوت اُخْبُرْنَا الشَّيْخ الإِمَام النسبتين بَين دحْيَة وَالْحُسَيْن أَبُو الْخطاب عمر بن حسن الْمَعْرُوف بَان دحْيَة المغربي السبتي بِمصْر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة إجَازَة قَالَ أَنا شَيْخي أَبُو عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عميرَة الْمروزِي قَالَ أَنا أَبُو الْحسن يُونُس بن مُحَمَّد بن مغيث وَيعرف بِابْن الصفار عَن الشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بشير عَن أبي الْوَلِيد هِشَام بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي عَن أبي الْقَاسِم عَليّ بن إِبْرَاهِيم الدهكي عَن أبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ 7 - أَبُو الْحسن الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن نجا بن غَنَائِم أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ سبط أبيس الْفَرد عبد الْوَاحِد بن الْفرج الْحَنْبَلِيّ الدِّمَشْقِي سمع ضاله عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد الشِّيرَازِيّ الْحَنْبَلِيّ وَعلي بن أَحْمد بن مَنْصُور بن قبيس الغساني وَقد بَغْدَاد وَسمع بهَا أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الدّلاّل وَعبد الْخَالِق ابْن أَحْمد بن يُوسُف وَأحمد بن مُحَمَّد بن أبي سعد الْبَغْدَادِيّ وَغَيرهم وَعقد مجْلِس الْوَعْظ بِبَغْدَاد وَعَاد إِلَى دمشق ثمَّ قد بَغْدَاد رَسُولا من عِنْد نور الدّين الشَّهِيد ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام وَسكن مصر إِلَى أَن توفّي فِيهَا سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ مليح الْوَعْظ حُلْو الْإِيرَاد لطيف الطَّبْع لَهُ مكانة عِنْد الْمُلُوك وعاش عَيْشًا طيبا متلذذا بالمباحات من الْمطعم وَالْمشْرَب والملبس والمنكح وَكَانَ صَدُوقًا 8 - ابْن سعد الْخَيْر البلنسي عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن سعد الْخَيْر أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ البلنسي كَانَ مَعَ تفننه فِي الْعَرَبيَّة وتقدمه فِي الْآدَاب مَنْسُوبا إِلَى غَفلَة تغلب عَلَيْهِ وَله رسائل بديعة وتواليف مِنْهَا كتاب الْحلَل فِي شرح الْجمل للزجاجي ابتدأه من حَيْثُ انْتهى أَبُو مُحَمَّد البطليوسي وَكتاب جذوة الْبَيَان وفريدة العيقان وَكتاب القرط على الْكَامِل وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (أَلا سَائل الركْبَان هَل ظلّ لعلع ... كَمَا كَانَ مطلول الأصائل سجسجا) (وَهل وردوا مَاء العذيب مناهلا ... إِذا صافحت كف النسيم تأرجا) (وَعَن حرجات الْحَيّ مَا لي وَمَالهَا ... تجدّد لي شوقا إِذا الركب عرجا)

(وَعَن أَثلَاث الْجزع هَل مَال ظلها ... وَهل تخذت ريح الصِّبَا مِنْهُ مدرجا) (لَئِن ظمئت نَفسِي إِلَيْهَا فطالما ... وَردت بمغناهن أشنب أفلجا) (بِحَيْثُ يشف السّتْر عَن مَاء مبسم ... أرى بَاب صبري عَنهُ أبهم مرتجا) وَمِنْه // (من الْخَفِيف) // (بِأبي من بني الْمُلُوك عَزِيز ... قد ترديت فِيهِ برد التصابي) (ضاعفت حسنه ضفيرة شعر ... هِيَ مِنْهُ طراز برد الشَّبَاب) (تتلوى على الرِّدَاء مراحا ... كحباب ينساب فَوق حباب) وَمِنْه فِي سَحَابَة // (من المتقارب) // (وسارية سحبت ذيلها ... وهزت على الْأُفق أعطافها) (تسل البروق بأرجائها ... كَمَا سلت الزنج أسيافها) وَمِنْه أَيْضا // (من المتقارب) // (بدا الْبَدْر فِي أفقه لابسا ... ثيابًا من الشَّفق الْأَحْمَر) (فشبهته والدجى حَائِل ... عروسا تزف إِلَى أسمر) وَمِنْه فِي رمانة مفتحة // (من المتقارب) // (وساكنة من ظلال الغصون ... بخدر تروقك أفنانه) (تضاحك أترابها عِنْدَمَا ... غَدا الجو تَدْمَع أجفانه) (كَمَا فتح اللَّيْث فَاه وَقد ... تفرج بِالدَّمِ أَسْنَانه) وَمِنْه يصف إبرة فِي لبد احمر // (من مخلع الْبَسِيط) // (ومخيط ضَاقَ عَنهُ وصفي ... يعجز عَن فعله الْيَمَانِيّ) (يكمن فِي لبدة ويبدو ... كالعرق فِي بَاطِن اللِّسَان) وَمِنْه فِي حَلقَة كتاب اصطف بهَا غربان // (من الطَّوِيل) // (ومخضرة الأرجاء قد طلها الندى ... وقابلها أنف الصِّبَا بتنفس) (تبدى بهَا الْغرْبَان سطرا كَمَا بَدَت ... ضفيرة شعر فَوق بردة سندس) وَمِنْه // (من الْكَامِل) //

(لله دولاب يفِيض بسلسل ... فِي رَوْضَة قد أينعت أفنانها) (قد طارحته بهَا الحمائم شجوها ... فيجيبها وَيرجع الألحانا) (فَكَأَنَّهُ دنف يَدُور بمعهد ... يبكي وَيسْأل فِيهِ عَمَّن كَانَا) (ضَاقَتْ مجاري جفْنه عَن دمعه ... فتفتحت أضلاعه أجفانا) وَمِنْه فِي كلة // (من الطَّوِيل) // (حميت الَّذِي يَبْغِي لدي مَنَامه ... إِذا كَانَ خبر أَو تطوق قرقس) (كأنى فؤاد حشوه الْبر والتقى ... وَمن حوله جن البعوض توسوس) وَمِنْه فِي مليح ارمد وَقد لبس ثيابًا حمرا (ومهفهف تجْرِي بصفحة خَدّه ... ولماه من مَاء الْحَيَاة عبابه) (مَا زَالَ يهتك باللحاظ قُلُوبنَا ... حَتَّى تضرج طرفه وثيابه) (فَبَدَا بحمرة ذَا وَحُمرَة هَذِه ... كالسيف يدمي حَده وقرابه) وَمِنْه // (من مجزوء الوافر) // (فتاة مَا بَدَت إِلَّا ... هزئت بصفحة الْبَدْر) (وَأَيْنَ الْبَدْر من شمس ... ترى فِي مطلع الخدر) قلت شعر جيد فِيهِ غوص وجزالة وَحسن تخيل 9 - ابْن هِشَام الْحَنَفِيّ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن خنشام بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والشين الْمُعْجَمَة وَبعد النُّون ألف وَمِيم ابْن أَحْمد الْفَقِيه أَبُو الْحسن الْحميدِي الْكرْدِي الْحلَبِي من كبار الْحَنَفِيَّة روى عَنهُ الدمياطي والبدر مُحَمَّد بن النوزي وَغَيرهمَا عدم بحلب عِنْد دُخُول التتار إِلَيْهَا فِي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة 10 - الْأَزْدِيّ الشِّيرَازِيّ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حمويه أَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ الشِّيرَازِيّ كَانَ من الْفضل والثقة وَكَانَ حَيا فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والأربعمائة 11 - الطَّبِيب ابْن بكس عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن بكس قَالَ ابْن اصيبعة كَانَ طَبِيبا فَاضلا عَالما بصناعة الطِّبّ مَشْهُورا بهَا جيد الْمعرفَة بِالنَّقْلِ وَقد نقل كتبا كَثِيرَة إِلَى الْعَرَبيَّة

عَليّ بن إِبْرَاهِيم الوَاسِطِيّ نزيل بَغْدَاد روى عَنهُ ابْن صاعد وَأَبُو عَمْرو السماك فِي صَحِيح البُخَارِيّ عَليّ بن روح بن عبَادَة قَالَ الْحَاكِم هُوَ الوَاسِطِيّ هَذَا وَقَالَ ابْن عدي أشبه أَن يكون عَليّ بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن إشكاب وَالله أعلم 12 - الْمُؤَيد ابْن خطيب عقرباء عَليّ بن إِبْرَاهِيم ابْن الْخَطِيب يحيى بن عبد الرَّزَّاق بن يحيى الْعدْل الْمسند مؤيد الدّين أَبُو الْحسن الزبيدِيّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ابْن خطيب عقرباء ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة سمع من جده والناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وَابْن غَسَّان والإربلي وَابْن اللتي وَالْقَاضِي ابْن الشِّيرَازِيّ وَسَالم بن صصرى وَمُحَمّد بن نصر الْقرشِي وَحج فَسمع بِالْمَدِينَةِ من النَّجْم سَلام وَكَانَ دينا متواضعا ولي مخزن الْأَيْتَام وناب فِي نظر الْجَامِع وَغير ذَلِك وَشهد على الْقُضَاة 13 - عَلَاء الدّين الْعَطَّار الشَّافِعِي عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي الْمُحدث الصَّالح بَقِيَّة السّلف عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن ابْن الْمُوفق الْعَطَّار ابْن الطَّبِيب الشَّافِعِي شيخ دَار الحَدِيث النورية ومدرس القوحية والعلمية ولد يَوْم الْفطر سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَسمع من ابْن عبد الدايم وَابْن أبي الْيُسْر وَعبد الْعَزِيز بن عبد الله وَالْجمال بن الصَّيْرَفِي وَابْن أبي الْخَيْر وَالْمجد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَسَاكِر والعماد مُحَمَّد بن صصرى وَابْن مَالك شيخ الْعَرَبيَّة وَالشَّمْس بن أبي هامل وَأبي بكر مُحَمَّد بن البشتي وخطيب بَيت الْآبَار وَمُحَمّد بن عمر الْخَطِيب والقطب ابْن أبي عصرون وَأحمد بن هبة الله الكهفي والكمال بن فَارس الْمقري وَالشَّيْخ حسن الصّقليّ والفقيه زُهَيْر الزرعي وَالْقَاضِي أبي مُحَمَّد بن عَطاء الْأَذْرَعِيّ ومدللة بنت الشيرجي وإلياس بن علوان الْمقري وَغَيرهم وَسمع بِمَكَّة من يُوسُف بن إِسْحَاق الطَّبَرِيّ وَأبي الْيمن بن عَسَاكِر وبالمدينة من أَحْمد بن مُحَمَّد النقيبي وبالقدس من قطب الدّين الزُّهْرِيّ وبنابلس من الْعِمَاد عبد الْحَافِظ وبالقاهرة من الأبرقوهي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَعمل لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين معجما سَمعه الشَّيْخ كَمَال الدّين بن الزملكاني بقرَاءَته سنة سبع وَتِسْعين وَابْن الْفَخر وَابْن الْمجد وَالْمجد الصَّيْرَفِي والبرزالي والمقاتلي وَصَحب الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ

وتفقه عَلَيْهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّنْبِيه وَأفْتى ودرس وَجمع وصنف وَنسخ الْأَجْزَاء وَدَار مَعَ الطّلبَة وَسمع الْكثير وَكَانَ فِيهِ زهد وَتعبد وامر بِالْمَعْرُوفِ على زعارة فِي أخلاقه وَله اتِّبَاع ومحبون أُصِيب بالفالج سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَكَانَ يحمل فِي محفة إِلَى الْمدَارِس والى الْجَامِع رَأَيْته غير مرّة وَلم اسْمَع مِنْهُ وَكَانَ وَالِده يَهُودِيّا 14 - ابْن الْعَلَاء الْمصْرِيّ عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن الْعَلَاء الْمصْرِيّ توجه إِلَى مصر ومدح الْأَفْضَل قيل إِن فَخر الْملك ابْن عمار صَاحب طرابلس اقترح على الشُّعَرَاء أَن يعملوا لَهُ على وزن قصيدة ابْن هَانِئ وَهِي // (من الْكَامِل) // (فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر) فسبهم أَبُو الْحسن بن الْعَلَاء هَذَا ونظم مَا أعجبه وَأَجَازَهُ عَلَيْهِ وَاسْتغْنى بِهِ عَنْهُم وَهُوَ // (من الْكَامِل) // (هَل بارع الشُّعَرَاء غير مقصر ... عَن بارع من مجدك المتخير) (أم كنهه مَا لَيْسَ ندركه بِهِ ... أقوى كمنسوف الجمابه مُخَيّر) (فعلى البليغ الْجهد مِنْهُ فَإِن نجد ... عهر وَإِن يَك مقصرا فليعذر) (يَا نَاصِر الدّين الَّذِي لما يظل ... عَنهُ مقارعة العدى لم ينعر) (ليطل بقاؤك للمكارم والعلى ... فربوعهن معالم لم تدثر) (ولترع عين الله مِنْك حلاحلا ... سبق الورى سبق الْجواد الْمحْضر) (يحتاطك التَّوْفِيق لَا يألوك ... فِي تسهيله لَك كل صَعب أوعر) (وَإِذا دجت ظلم الْأُمُور فَلَا تزل ... سفافها بسراج رَأْي أنور) كَذَا قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَأورد هَذِه القصيدة بمجموعها فِي الخريدة وَلَيْسَت بطائل وَالْعجب أَن تكون هَذِه تناظر تِلْكَ القصيدة الَّتِي لِابْنِ هَانِئ حَتَّى لقد قلت أَنا // (من الْكَامِل) // (إِن كَانَ نظمك مثل هَذَا كُله ... فِيمَا أرَاهُ من الركالة فانشر) وَأورد الْعِمَاد الْكَاتِب لَهُ أَيْضا فِي الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش // (من الْكَامِل) // (زارت وواشيها نسيم الْمنزل ... ورقيبها فِي اللَّيْل وسواس الْحلِيّ) مِنْهَا // (من الْكَامِل) //

(وَسمعت فِي الدُّنْيَا بسبعة أبحر ... وَرَأَيْت ثامنها يَمِين الْأَفْضَل) 15 - التجاني البَجلِيّ عَليّ بن إِبْرَاهِيم التجاني البَجلِيّ اخبرني الْعَلامَة أثير الدّين الْمَذْكُور أستاذ تونس يقْرَأ عَلَيْهِ النَّحْو وَالْأَدب قدم علينا حَاجا وأنشدنا بِالْقَاهِرَةِ لنَفسِهِ // (من السَّرِيع) // (إِن الَّذِي يروي وَلكنه ... يجهل مَا يروي وَمَا يكْتب) (كصخرة تنبع أمواهها ... تَسْقِي الأراضى وَهِي لَا تشرب) قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ وَكَانَ الممدوح قد وهبه مَالا عونا على الْحَج // (من السَّرِيع) // (يَا سيدا قَامَت لدهري بِهِ ... على الَّذِي يعتبه الْحجَّة) (جودك للنَّاس ربيع ولى ... مِنْهُ ربيعان وَذُو الْحجَّة) 16 - ابْن الزبير الأسواني عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الزبير الأسواني وَالِد القَاضِي الرشيد وَالْقَاضِي الْمُهَذّب وَقد تقدم ذكرهمَا فِي مكانيهما كَانَ فَاضلا شَاعِرًا رَئِيسا وروى عَنهُ ابْن أَخِيه القَاضِي الْمُوفق مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن الرَّاعِي وَمن شعره // (من الْكَامِل) // (يَا سائلي عَمَّا لقِيت من الْأسر ... لفراقهم مَا الشوق مِمَّا يُوصف) (حَتَّى مَتى يتجلد القلق الحشا ... وَإِلَى مَتى يتَكَلَّف الْمُتَكَلف) (أحبابنا وَالله مَا لي حِيلَة ... فِي الْبعد إِلَّا أنني أتشوف) (أَنا من عَرَفْتُمْ لَا أميل عَن الْهوى ... عَمَّن عرفت بِهِ لمن لَا أعرف) (لتطيب نفوسكم الْغَدَاة فَإِنَّهُ لي نفسا ... تفيض مَعَ الدُّمُوع وتذرف) (قَالُوا بَكَيْت دَمًا فَقلت وهمتم ... مَا كنت إِلَّا من جفول أرعف) (لَو لم يبت قلبِي قَتِيل هواكم ... لم تمس أجفاني جراحا تنزف) 17 - عَلَاء الدّين ابْن الشاطر عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْهمام أبي مُحَمَّد بن

إِبْرَاهِيم بن حسان بن عبد الرَّحْمَن بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الأوسي هُوَ الإِمَام فريد الزَّمَان الْمُحَقق المتقن البارع الرياضي أعجوبة الدَّهْر الشَّيْخ عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن الشاطر رَئِيس المؤذنين بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق قَرَأَ على عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف وَكَانَ يعرف بِابْن الشاطر فَسمى هُوَ بذلك سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي خَامِس عشر شعْبَان سنة خمس وَسَبْعمائة بِدِمَشْق رَأَيْته غير مرّة وَدخلت إِلَى منزله فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة لرؤية الإسطرلاب الَّذِي أبدع وَضعه فَوَجَدته قد وَضعه فِي قَائِم حَائِط فِي منزله دَاخل بَاب الفراديس فِي درب الطيار وَرَأَيْت هَذَا الإسطرلاب فَأَنْشَأَ لي طَربا وجدد لي فِي المعارف أربا وَعلمت بِهِ أَن من تقدمه من الأفاضل عِنْد جبل علمه الراسخ هباء فَلَو رَآهُ النصير الطوسي لما كَانَت متوسطاته إِلَّا مبادي أَو الْمُؤَيد الفرضي لخذل عِنْد الحواضر والبوادي أَو القطب الشِّيرَازِيّ لما خرج عَن دائرته إِلَى يَوْم التنادي بل لَو رَآهُ أقليدس كَمَا كَانَ إِلَّا نقطة من خطه أرشميدس لتراءى شكله قطاعا فِي تحريره وَضَبطه فسبحان من يفِيض على بعض النُّفُوس مَا يَشَاء من الْمَوَاهِب ويجدد فِي كل عصر من يحيي رسوم الْفضل الَّذِي عدم فِي اللَّيَالِي الذواهب لَا إِلَه غَيره وَصُورَة هَذَا الإسطرلاب الْمَذْكُور قطره مِقْدَار نصف أَو ثلث بِذِرَاع الْعَمَل تَقْرِيبًا يَدُور أبدا على الدَّوَام فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من غير رمل رحى وَلَا مَاء على تحركات الْفلك لكنه نسق بتثاقيل قد رتبها على أوضاع مَخْصُوصَة تعلم مِنْهُ السَّاعَات المستوية والساعات الزمانية بحركة وَاحِدَة وَهنا من اغرب مَا يكون وَيعلم من الطالع وَالْغَارِب والمتوسط وَالْوتر وَيعلم مِنْهُ ارْتِفَاع الشَّمْس وسمتها وسعة مشرقها وَوقت طُلُوع الْكَوَاكِب وتوسطها وغروبها وَمَا يتَعَلَّق بذلك من سَعَة الطُّلُوع والغروب والبعد والمطالع وَبِالْجُمْلَةِ فَكل مَا فِي رسائل الإسطرلاب من الْأَبْوَاب والأعمال فانه يظْهر فِي هَذَا الإسطرلاب للعيان من غير عمل يوضع يَد أَو غَيرهَا وَفَوق الإسطرلاب دَائِرَة تَدور دورة كَامِلَة فِي ربع دَرَجَة والزوايا مقسومة بِخَمْسِينَ قسما مُتَسَاوِيَة ومقسومة أَيْضا بِخَمْسَة عشر قسم مُتَسَاوِيَة وَفِي مَرْكَز هَذِه الدائرة شخص يَمْتَد إِلَى محيطها وَكلهَا وصل رَأس الشَّخْص إِلَى أول قسم من الْخَمْسَة عشر كَانَ جُزْءا وَاحِدًا من سِتِّينَ جُزْء من الدرجَة الْوَاحِدَة وَهُوَ دقيقة وَهُوَ وَاضح مِقْدَاره فِي الْعين مساحة إِصْبَعَيْنِ وَذَا وصل الشَّخْص الْمَذْكُور إِلَى أول قسم من الْأَقْسَام الخمسينية كَانَ جُزْءا من مِائَتي جُزْء من الدرجَة الْوَاحِدَة فعلى هَذَا تكون السَّاعَة منقسمة بستين قسما بِكَمَال الدورة وبتسعمائة قسم من الْأَقْسَام الثَّانِيَة وبثلاثة آلَاف قسم من

الْأَقْسَام الثَّالِثَة فَيكون الْيَوْم بلياليه منقسما مِائَتَيْنِ وَسبعين ألفا قسم مُتَسَاوِيَة وكل مِنْهَا مدرك بالبصر مساحة عرضه دون الإصبع وَفِي كل قسم من هَذِه الْأَقْسَام الِاثْنَيْنِ وَالسبْعين ألفا يسمع عِنْد مُضِيّ كل قسم دقة من آلَة تذهبا وتجئ على أَعلَى الإسطرلاب وَفِي أَعْلَاهُ ثَلَاثَة أَبْوَاب إِذا مَضَت سَاعَة مستوية وَالْبَاب الثَّالِث الْأَوْسَط يسْقط مِنْهُ بندقة فِي الكأس الْأَيْمن عِنْد أول كل وَقت من أَوْقَات الصَّلَوَات الْخمس فَيعلم بلك دُخُول أول الْوَقْت الشَّرْعِيّ ومجموع هَذَا الإسطرلاب وَمَا يحركه من الْآلَات فِي مساحة ذِرَاع تَقْرِيبًا طولا وعرضا وعمقا وَأما حسن هَذَا الإسطرلاب وَوَضعه وتحرير آلاته وإتقانها وظرفها فَفِي غَايَة الْحسن وَالَّذِي أقوله فِي هَذَا أَن الْإِنْسَان الْعَارِف لَو سمع بهَا فِي إقليم بعدِي من مَكَانَهُ وَكَانَت الطَّرِيق مشقة وكابد أهوالها فِي السَّعْي إِلَى رُؤْيَته وظفر بِرُؤْيَتِهِ لما أضاع زَمَانا وَلَا تعبا فان هَذَا أَمر لم اسْمَع بِهِ أَنه اتّفق لغيره فِي الْوُجُود وَلما رَأَيْت الإسطرلاب خطر لي معنى فنظمته وَهُوَ // (من الْكَامِل) // (أفلاك شوقي مذ تغيب شخصكم ... دارت على قطب الجوى فِي خاطري) (لَا يعتريها فَتْرَة فِي دورها ... فَكَأَنَّهَا اسطرلاب ابْن الشاطر) وَذكر لي أَن الإشكالات الَّتِي وَقعت فِي أرصاد الْمُتَقَدِّمين وَفِي الطّرق الَّتِي حد سوها على هَيْئَة أفلاك الْكَوَاكِب السيارة الجامعة لحركاتها الْمَوْجُودَة بالعيان جملَة الأول قرب فلك البروج من معدل النَّهَار الثَّانِي حَرَكَة الإقبال والإدبار الثَّالِث كَون حَامِل تدوير الْقَمَر بقطه قسيا مُتَسَاوِيَة فِي أزمنة مُتَسَاوِيَة إِلَى مَرْكَز الْعَالم لَا إِلَى مركزه الرَّابِع محاذاة قطر فلك تدوير الْقَمَر إِذا تحرّك من الأوج إِلَى الحضيض الْخَامِس أفلاك معدلات الْمسير للكواكب السيارة السَّادِس عرُوض الْكَوَاكِب السَّابِع الأفلاك الْخَوَارِج المراكز العلوية فَإِنَّهَا فِي الأوضاع الْمَشْهُورَة تقطع قسيا مُتَسَاوِيَة فِي أزمنة مُخْتَلفَة لِأَن اسْتِوَاء حركتها مرصود عِنْد مراكز أفلاك معدلات الْمسير

الثَّامِن فلك مسير عُطَارِد التَّاسِع الْخَارِج المركز لعطارد فان اسْتِوَاء حركته عِنْد مَرْكَز معدل الْمسير لَهُ الْعَاشِر كَون عرض الزهرة غير ثَابت بل ينْتَقل من الْجنُوب على الشمَال وَبِالْعَكْسِ قَالَ النصير الطوسي حاولنا إِزَالَة الإشكالات وَمَا يتَفَرَّع مِنْهَا فَلم يُمكن إِلَى الْآن قَالَ عَلَاء الدّين صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة ثمَّ ظهر لي إشكالات آخر مِنْهَا عشرَة فِي الْقَمَر وَأَرْبَعَة من كل كَوْكَب من الْكَوَاكِب السيارة خلا عُطَارِد فَفِيهِ خمس اشكالات قَالَ فَأَما الْإِشْكَال الأول وَالثَّانِي وهما قرب فلك البروج من معدل النَّهَار وحركة الإقبال والإدبار فَإِنِّي وضعت فِي ذَلِك مقالتين بيّنت فيهمَا مَا وَقع للأقدمين والمتأخرين من الأرصاد إِلَى تاريخي وَثَبت بِمَا ظهر لي من تِلْكَ الأرصاد عدم الإشكالين ثمَّ فرضت صِحَة الإشكالين وتتبع بِهِ الأرصاد الْمَذْكُورَة فَلم يتطابق الرصد من زمَان البرخس إِلَى تاريخنا وَوجدت الْخلَل من ثَلَاثَة أَشْيَاء أَحدهَا الَّذِي كَانَ ظهر لبَعض الأقدمين إِنَّمَا كَانَ بِسَبَب مَا حد سوه من أوضاع هَيْئَة أفلاك الشَّمْس وَالثَّانِي من حركات الشَّمْس وَالثَّالِث أَن الأقدمين بنوا أَمرهم فِي ذَلِك على إضاءة الهدفة الْمُقَابلَة الهدفة الْقَرِيبَة إِلَى الشَّمْس بإضاءة تَامَّة وَمن الْمَعْلُوم أَن ظلّ الهدفة الْعليا إِذا وَقع على الهدفة الْوُسْطَى لم يَسْتُرهَا من الْجِهَات الثَّلَاث سترا تَاما دفْعَة وَاحِدَة فَمن هُنَا ظهر أَن فِي الِارْتفَاع على وضع الأقدمين يكون تفَاوت وَقع من قبله الْإِشْكَال وَأما الإشكالات الْبَاقِيَة فِيمَا يتَعَلَّق بالكواكب فقد وضعت لَهَا أوضاعا أزلت بهَا تِلْكَ الإشكالات وأقمت عَلَيْهَا براهين هندسية ورصدية ذكرتها فِي كتاب مُخْتَصّ بذلك وسميته تَعْلِيق الْأَوْتَاد وتكلمت فِي ذَلِك كُله على مَا يلْزم من الْأُمُور الحسابية والهندسية وَوضعت فِي بعض ذَلِك طرقا مختصرة تغني عَمَّا بَسطه الأقدمون من ذَلِك انه حصل لي مقوم الْقَمَر من تَعْدِيل وَاحِد مَعَ مُطَابقَة الترصد وَفِي الْمَشْهُور أَربع تعاديل وَمن عُلُوم عَلَاء الدّين بن الشاطر كتاب أرقليدس والهندسة الثَّانِيَة وَمَا يتَعَلَّق بِالْحِسَابِ والجبر والمقابلة وفن المساحة وَأما من وَضعه من آلَات الْوَقْت فَمِنْهَا آلَة سَمَّاهَا الرّبع التَّام لمواقيت الْإِسْلَام وَالرّبع الْجَامِع والممرات الآفاقية وَالرّبع المجبع والآلة الجامعة وكل آلَة من هَذِه وضع لَهَا رِسَالَة تخصها

وَوضع كتابا سَمَّاهُ نِهَايَة الغايات فِي أَعمال الفلكيات وكتابا فِي المساحة وكتابا فِي الْحساب وكتابا فِي الهندسة سَمَّاهُ الْمَحْصُول فِي ضبط الْأُصُول وَكتاب الذّبْح السيفي وَضعه للأمير سيف الدّين تنكز واما صناعَة التطعيم والنجارة والنحت فَلهُ فِي ذَلِك الْيَد الطُّولى مَعَ الإتقان والتحرير 18 - ابْن قرناص الشَّافِعِي عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن بن قرناص عَلَاء الدّين الْخُزَاعِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ابْن قرناص ولد سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة بِدِمَشْق اخذ عَن جمَاعَة وَسمع وَنسخ وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَلم يكثر سمع بِمصْر من ابْن خطيب المزة وبدمشق من شرف الدّين ابْن عَسَاكِر وَكَانَ فصيح الْقِرَاءَة قَلِيل الدربة بِالرِّجَالِ وَله نظم من شعره 19 - ابْن الثرد الْوَاعِظ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن معتوق بن عبد الْمجِيد بن وَفَاء عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المنشأ الْمَعْرُوف بِابْن الثردة الْوَاعِظ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ بكرَة الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشْرين شعْبَان سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة قدم إِلَى دمشق مَرَّات وَوعظ بهَا بالجامع الْأمَوِي ثمَّ إِنَّه حصل لَهُ خلط سوداوي فَتغير حَاله وَكَانَ يَدعِي فِي هَذِه الْحَالة أَنه كَانَت لَهُ بِبَغْدَاد كتب تَقْدِير ألفى مجلدة وَأَن جمَاعَة من التُّجَّار الَّذين قدمُوا إِلَى دمشق اغتصبوها واخذوها مِنْهُ وَلم يلق من يساعده على ذَلِك وَكَانَ ذَلِك كُله من مخيلة السَّوْدَاء فَسَاءَتْ حَاله وأضرت بِهِ والتحق بعقلاء المجانين وَكَانَ يتَّخذ كارة يحملهَا تَحت إبطه لَا يفارقها لَيْلًا وَلَا نَهَارا بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا دخل إِلَى الطَّهَارَة يكون جَالِسا وَهِي تَحت إبطه وَكلما وجدت خيطا أَو حبلا شدها بِهِ فَلَا تزَال فِي نمو وَزِيَادَة وَهُوَ حاملها وَكَانَ يَقُول لَو دفع لي فِيهَا ألف دِينَار مَا بعتها وَكَانَ ينظم الشّعْر الْجيد فِي هَذِه الْحَالة وعلق عني أَشْيَاء وعلقت عَنهُ وَكَانَ إِذا دفع

إِلَيْهِ أحد شَيْئا من دَرَاهِم أَو غَيرهَا يَقُول من أَنْت أَظن عنْدك شَيْئا من كتبي فَأَنت تبرطلني على ذَلِك وَلَا يقبل لأحد شَيْئا إِلَّا بعد الْجهد وَكنت أرَاهُ فأتألم لَهُ وأتوجع لما أَصَابَهُ وَآخر الْأَمر لما زَادَت تِلْكَ الكارة وثقلت ابطل حملهَا ثمَّ انه مرض وَحمل إِلَى المارستان النوري فطالت علته وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي أول ربيع الآخر سنة خمسين وَسَبْعمائة وَكتب قصيدة إِلَى الْأَمِير سيف الدّين كافل السلطنة بِدِمَشْق يشكو فِيهَا خصومه وَهِي // (من الْكَامِل) // (يَا نَائِب السُّلْطَان لَا تَكُ غافلا ... عَن قتل قوم للظواهر زوقوا) (قوم لَهُم وَقع وَذكر فِي الورى ... وَيرى عَلَيْهِم للمهابة رونق) (وَإِذا رَأَوْا شَيْئا عَلَيْهِ تحيلوا ... فِي أَخذه وتأولوا وتملقوا) (مَا هم تجار بل لصوص كلهم ... فَأمر بهم أَن يقتلُوا أَو يشنقوا) (ألمين دأبهم إِذا مَا حدثوا ... مَا فيهم من فِي كَلَام يصدق) (مرقوا من الدّين الحنيف بأسرهم ... كالسهم ظلّ من الرَّمية يَمْرُق) (كم أستغيث وَكم أصيح وأشتكي ... مِنْهُم إِلَيْك وَكم لقلبي أحرقوا) (سدوا عَليّ الطّرق بغيا مِنْهُم ... أَنِّي اتجهت وللأعادي أذلقوا) (وَأتوا بِمَالي من لآمة طبعهم ... نَحْو الشآم وَبينهمْ قد فرقوا) (وأراك لَا تجدي لديك شكاية ... إِلَّا كَأَنَّك حَائِط لَا ينْطق) (مَاذَا جوابك حِين تسْأَل فِي غَد ... عَنْهُم ورأسك من حياتك مطرق) (مَا أَنْت رَاع والأنام رعية ... وَإِذا ركبت لَك الْمُلُوك تطرق) (كن منصف الْمَظْلُوم من غُرَمَائه ... فالبغي مصرعه وَفعل موبق) (واكشف ظلامه من شكا من خَصمه ... فَالْحق حق وَاضح هُوَ مشرق) (لَا تعف عَن قوم سعوا بفسادهم ... فِي الأَرْض بغيا مِنْهُم وتحرقوا) (وانصب لَهُم شرك الردى إِن أنجدوا ... أَو أتهموا أَو أشأموا أَو أعرقوا) (لَا تبترق مِنْهُم وَإِن هم أسرجوا ... أَو ألجموا أَو أرعدوا أَو أبرقوا) (وَمَتى ظَفرت بمفسد لَا تبقه ... فبقاؤه للنَّاس ضرّ مقلق) (واكفف أكف الظَّالِمين عَن الورى ... ليكف عَنْك الله شرا يطْرق)

(لَا زلت سَيْفا للأعادي قَاطعا ... ورؤوسهم مهما حييت تحلق) (وَبقيت فِي مجد رفيع لَا يهى ... وبنود نصرك عاليات تخفق) 20 - أَمِير الْمُؤمنِينَ المكتفي بِاللَّه عَليّ بن أَحْمد بن طَلْحَة بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب هُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ المكتفي بِاللَّه بن المعتضد بن الْمُوفق بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور الْهَاشِمِي العباسي ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ كَانَ معتدل الْقَامَة دري اللَّوْن اسود الشّعْر حسن اللِّحْيَة جميل الصُّورَة بُويِعَ لَهُ بالخلافة عِنْد موت وَالِده فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَت أَيَّامه سِتَّة أَعْوَام وَنصفا وَمَات شَابًّا فِي ذِي الْقعدَة وبويع بعده أَخُوهُ المقتدر وَقد دخل فِي أَربع عشرَة سنة بتفويض المكتفي إِلَيْهِ فِي مَرضه بعد أَن سُئِلَ وَصَحَّ أَنه احتكم وَخلف مائَة ألف ألف دِينَار وعينا وأمتعة وعقارا وأواني وَثَلَاثَة وَسِتِّينَ ألف ثوب وَكَانَت أمه أم ولد يُقَال لَهَا أم جيجك تركته لم تدْرك خِلَافَته وَكَانَ يلقب بالمترف لنعمة جِسْمه ولدونته والصنم لحسنه وجماله وَكَانَ حسن الْميل إِلَى آل بَيت رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وكاتبه أَبُو الْحسن بن عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب إِلَى أَن مَاتَ وَكتب لَهُ الْعَبَّاس بن الْحسن بن أَيُّوب باستخلاف أبي الْحسن الْقَاسِم إِيَّاه وحاجبيه حفيف السَّمرقَنْدِي ثمَّ سوسن مَوْلَاهُ وَنقش خَاتمه اعتمادي على من خلقني وَقيل عَليّ يتوكل على ربه وَقيل الْحَمد لله الَّذِي لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ خَالق كل شَيْء كخاتم أَبِيه وافتتح المكتفي دولته بقتل بدر مولى أَبِيه الْعَظِيم فِي دولته وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ يحيى بن عَليّ المنجم // (من الْكَامِل) // (أولى الْأَنَام بِأَن يهان ويسلب الْإِكْرَام ... من لَا يعرف الإكراما) وَكَانَ بدر قد اشتعر من المكتفي فتباطأ بِبِلَاد الجيل لمنافسة كَانَت بَينهمَا فِي أَيَّام المعتضد فَكتب إِلَيْهِ المكتفي بِاللَّه كتابا بِيَدِهِ نسخته أمتعنا الله ببقائك ثِقَة بِاللَّه عز وَجل وبمالك عِنْدِي فَإِنِّي عَالم بنيتك واثق بأمانتك وَلَا تستشعر مِمَّا كَانَ بَيْننَا فَإِن تِلْكَ حَال

مُنَافَسَة وَهَذِه حَال خلَافَة وَأَنا أَحَق من عبد الْملك بن مَرْوَان بقول الأخطل // (من الْبَسِيط) // (شمس الْعَدَاوَة حَتَّى يستقاد لَهُم ... وَأعظم النَّاس أحلاما إِذا قدرُوا) فَلَمَّا قَرَأَ خطه طابت نَفسه وبادر إِلَى بَغْدَاد فَلَمَّا وصل إِلَى النهروان أوقف لَهُ الْوَزير أَبُو الْقَاسِم بن عبيد الله بن عَليّ جسر النهروان من قَتله وَمن شعر المكتفي بِاللَّه // (من السَّرِيع) // (من لي بِأَن تعلم مَا ألْقى ... فتعرف الصبوة والعشقا؟ !) (مَا زَالَ لي عبدا وحبي لَهُ ... صيرني عبدا لَهُ حَقًا) (أعتق من رقي ولكنني ... من حبه لَا آمل العتقا) وينسب المكتفي بِاللَّه // (من الوافر) // (تلطف فِي رَسُولك يَا أَمِيري ... فَإِنِّي من رَسُولك فِي غرور) (أحملهُ رسَالَاتي فينسى ... ويبلغك الْقَلِيل من الْكثير) (وَأرْسل من إِذا لحظته عَيْني ... حكى لَك طرفه مَا فِي ضميري) // (من الوافر) // (إِذا كَانَ لِرَسُولِك كَذَا بليدا ... تقطعت الجوانح فِي الصُّدُور) وَفِي المكتفي يَقُول ابْن المعتز // (من الْكَامِل) // (قايست بَين جمَالهَا وفعالها ... فَإِذا الملاحة بالخيانة لَا تفي) (وَالله لَا كلمتها لَو أَنَّهَا كالبدر ... أَو كَالشَّمْسِ أَو كالمكتفي) وَمَا أحسن قَول ابْن سناء الْملك // (من الْكَامِل) // (وملية بالْحسنِ يسخر وَجههَا ... بالبدر يهزأ رِيقهَا بالقرقف) (لَا أرتضي بالشمس فِي تشبيهها ... والبدر بل لَا أكتفي بالمكتفي) وَقد تعنت عَلَيْهِ شرف الدّين ابْن حبارة فِي كِتَابه نظم الدُّرَر من نقد الشّعْر وأجبت عَنهُ فِي شرح لامية الْعَجم

عثمان

(عُثْمَان) 21 - أَبُو عَمْرو الداني الْمقري عُثْمَان بن سعيد بن عُثْمَان بن سعيد بن عمر الإِمَام أَبُو عَمْرو الداني الْأمَوِي مَوْلَاهُم الْقُرْطُبِيّ الْمزي الْحَافِظ الْمَعْرُوف فِي وقته بِابْن الصَّيْرَفِي وَفِي هَذَا الْوَقْت بِأبي عَمْرو الداني صَاحب التصانيف ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ورحل إِلَى الْمشرق سنة سبع وَتِسْعين وثلاثمائة وَحج وَرجع إِلَى قرطبة وَقَرَأَ طَائِفَة بالروايات بِمصْر والأندلس قَالَ ابْن بشكوال كَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي عُلُوم الْقُرْآن وآياته وَتَفْسِيره ومعانيه وطرقه وَإِعْرَابه وَجمع فِي ذَلِك كُله تواليف حسانا مفيدة يطول ذكرهَا وَله معرفَة بِالْحَدِيثِ وطرقه وَرِجَاله ونقلته وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط من أهل الْحِفْظ والمعرفة والذكاء والتفنن فِي الْعلم وَكَانَ دينا ورعا سنيا قَالَ المغامي كَانَ مجاب الدعْوَة مالكي الْمَذْهَب لَهُ كتاب جَامع الْبَيَان فِي الْقرَاءَات السَّبع وطرقها الْمَشْهُورَة والغريبة فِي ثَلَاثَة أسفار وَكتاب إيجاز الْبَيَان فِي أصُول قِرَاءَة ورش مُجَلد كَبِير والتخليص فِي قِرَاءَة ورش مُجَلد متوسط والتيسير وَالْمقنع والمحتوى على الْقرَاءَات الشواذ مُجَلد كَبِير والأرجوزة فِي أصُول الدّيانَة نَحْو ثَلَاثَة آلَاف بَيت وَمَعْرِفَة الْقُرَّاء فِي ثَلَاثَة أسفار وَالْوَقْف والابتداء قيل إِن مصنفاته مائَة وَعِشْرُونَ مصنفا وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْملك بن أبي حَمْزَة والمرسي وَالِد العَاصِي أبي بكر مُحَمَّد وَتُوفِّي أَبُو عَمْرو بدانية فِي نصف شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَمَشى السُّلْطَان أَمَام نعشه وَمن شعر أبي عَمْرو الداني // (من الْبَسِيط) // (قد قلت إِذْ ذكرُوا حَال الرِّجَال وَمَا ... يجْرِي على كل من يعزى إِلَى أدب) (لَا شَيْء أبلغ من ذل يجرعه ... أهل الخساسة أهل الدّين والحسب)

(القائمين بِمَا جَاءَ الرَّسُول بِهِ ... والمبغضين لأهل الزيغ والريب) 22 - ورش الْمُقْرِئ عُثْمَان بن سعيد بن عبد بن غَزوَان بن دَاوُد بن سَابق الْمصْرِيّ القبطي الْمَعْرُوف بورش الْمُقْرِئ الْقرشِي مولى لآل الزبير بن الْعَوام واصله من القيروان وَقيل من أفريقية كنيته أَبُو سعيد وَقيل أَبُو عَمْرو مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وَولد بِمصْر سنة عشر وَمِائَة قَرَأَ على نَافِع سنة خمس وَخمسين وَمِائَة وَإِنَّمَا قيل لَهُ ورش لِأَنَّهُ كَانَ ازرق ابيض اللَّوْن قَصِيرا ذَا كدنة وَكَانَ نَافِع يلقبه بالورشان وَهُوَ طَائِر مَعْرُوف لكَونه قَصِيرا ويلبس ثيابًا قصارا فَكَانَ إِذا مَشى بَدَت رِجْلَاهُ مَعَ اخْتِلَاف ألوانه فَلَزِمَهُ ذَلِك وخفف فَقيل لَهُ ورش وَقيل إِن الورش شَيْء يصنع من اللَّبن فلقب بِهِ لبياضه وَكَانَ ورش حجَّة فِي الْقِرَاءَة ثبتا طيب الصَّوْت هدادا بِهِ هَاجر إِلَى نَافِع بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ نَافِع لَا يقْرَأ إِلَّا ثَلَاثِينَ آيَة فَدخل على نَافِع بِبَعْض أَصْحَابه فَقَالَ لَهُ بت فِي الْمَسْجِد فَلَمَّا أصبح حضر نَافِع وَقَالَ أَيْن الْغَرِيب هَات اقْرَأ فَإنَّك حضرت قبل النَّاس فَقَرَأَ ثَلَاثِينَ آيَة وَمد بهَا صَوته فأطرب النَّاس فَلَمَّا فرغ قَامَ وَاحِد وَقَالَ يَا مولَايَ وهبته عشر آيَات من نَصِيبي فقرأها فَقَامَ آخر فَقَالَ مثل ذَلِك فَقَرَأَ خمسين ثمَّ كَانَ يقرئه بعد النَّاس خمسين أُخْرَى فَقَرَأَ عَلَيْهِ ختمات 7719 - معِين الدّين ابْن توَلّوا عُثْمَان بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن توَلّوا بِضَم التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَسُكُون الْوَاو الأولى وَضم اللَّام وَفتح الْوَاو الثَّانِيَة وَبعدهَا ألف الأديب معِين الدّين أَبُو عَمْرو الفِهري الْمصْرِيّ ولد بتنيس سنة خمس وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة

وَسمع بِدِمَشْق من القَاضِي أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَغَيره وَكَانَ أحد الشُّعَرَاء فِي عصره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أنشدنا عَنهُ أَبُو الْحسن اليونيني وَغَيره وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ قلت وَعَلِيهِ تخرج الْحَكِيم شمس الدّين ابْن دانيال وَبِه تأدب وَله مَعَه حكايات كَانَ يسخر بِهِ ويهزو ويضحك من النَّاس وَمن شعره // (من المنسرح) // (جمعك بَين الْكَثِيب والغصن ... فرق بَين الجفون والوسن) (يَا فتْنَة مَا دقيت صرعتها ... مَعَ حذري دَائِما من الْفِتَن) (بِاللَّفْظِ واللحظ كم ترى أبدا ... تسخر بِي دَائِما وتسحرني) (وَقد ألفت الغرام فِيك كَمَا ... فرقت بَين الْحَيَاة وَالْبدن) أَنْشدني العلامةُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني معِين الدّين بن توَلّوا لنَفسِهِ // (من الْبَسِيط) // (أما السماح فقد أقوت معالمه ... فَمَا على الأَرْض من ترجى مكارمه) (فَلَا يغرنك من يلقاك مُبْتَسِمًا ... فطالما غر برق أَنْت شائمه) (لَا تتعب النَّفس فِي استخلاص راحتها ... من باخل لؤمه فِي الْجُود لائمه) (أخي المذلة إعزازا لدراهمه ... ويصحب الذل من عزت دَرَاهِمه) (مَاذَا أَقُول لدهر عَاشَ باهله ... غنى وَمَات بِسيف الْفقر عالمه) (قد سَالم النَّقْص حَتَّى مَا يحاربه ... وَحَارب الْفضل حَتَّى مَا يسالمه) وَمن شعره // (من الْخَفِيف) // (يَا أهل مصر وجدت أَيْدِيكُم ... عَن بسطها بالنوال منقبضه) (فمذ عدمت الْغذَاء عنْدكُمْ ... أكلت كتبي كأنني أرضه) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (يَا رب شيخ دَعَاني للفسوق بِهِ ... فَجِئْته غير مسرور وَلَا راضي) (علما بِأَنِّي سألقى مِنْهُ شَائِبَة ... قضى عَلَيْهَا بذل دَائِم قَاضِي) (كَأَنَّهَا فَم شيعي شواربه شابت ... وَمَا مَسهَا يَوْمًا بمقراض)

24 - من بني شيبَة الحَجبي عُثْمَان بن طَلْحَة بن أبي طَلْحَة عبد الله بن عبد الْعُزَّى بن عُثْمَان بن عبد الله بن عبد الدَّار بن قصي قتل أَبوهُ طَلْحَة وَعَمه عُثْمَان بن أبي طَلْحَة يَوْم أحد كَافِرين قتل حَمْزَة عُثْمَان وَقتل عَليّ طَلْحَة وكلاب بن طَلْحَة كلهم اخوة عُثْمَان قتلوا كفَّارًا يَوْم أحد وَهَاجَر عُثْمَان بن طَلْحَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد فلقيا عَمْرو بن الْعَاصِ مُقبلا من عِنْد النَّجَاشِيّ يُرِيد الْهِجْرَة فاصطحبوا وَقدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ رسو الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين رَآهُمْ رمتكم مَكَّة بأفلاذ كَبِدهَا يُرِيد انهم وُجُوه أهل مَكَّة وَأَسْلمُوا وَشهد عُثْمَان فتح مَكَّة فَدفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِفْتَاح الْكَعْبَة إِلَيْهِ والى شيبَة بن عُثْمَان بن أَي طَلْحَة وَقَالَ خذوها يَا بني أبي طَلْحَة خالدة تالدة لَا يَنْزِعهَا مِنْكُم إِلَّا ظَالِم ثمَّ نزل عُثْمَان بن طَلْحَة الْمَدِينَة فَأَقَامَ بهَا إِلَى وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ سكن مَكَّة حَتَّى مَاتَ رَضِي الله عَنهُ أول خلَافَة مُعَاوِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقيل إِنَّه قتل يَوْم أجنادين وَهُوَ وهم 25 - عُثْمَان بن أبي العاتكة عُثْمَان بن أبي العاتكة الْأَزْدِيّ الْوَاعِظ الدِّمَشْقِي كَانَ معلم أهل دمشق وقاضي الْجند قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ بليته من كَثْرَة رِوَايَته عَن عَليّ بن يزِيد الْأَلْهَانِي وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ توفّي سنة خمس وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ 26 - أَبُو عبد الله الثَّقَفِيّ عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ بن بشر بن عبد بن دهمان أَبُو عبد الله الثَّقَفِيّ هُوَ أَخُو الحكم وَقد تقدم ذكره لَهما صُحْبَة قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد ثَقِيف

قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ مَا رَأَيْت افضل مِنْهُ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين لِلْهِجْرَةِ اسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الطَّائِف فَلم يزل عَلَيْهَا حَيَاته وَخِلَافَة أبي بكر وسنتين من خلَافَة عمر ثمَّ عَزله عمر وولاه على عمان والبحرين سنة خمس عشرَة فَصَارَ إِلَى عمان وَوجه أَخَاهُ الحكم بن أبي الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرين وَسَار هُوَ إِلَى توج فافتتحها ومصرها وَقتل ملكهَا شهدك سنة إِحْدَى وَعشْرين وعَلى يَدَيْهِ كَانَ افْتِتَاح اصطخر الثَّانِيَة سنة سبع وَعشْرين وَقيل الَّذِي افتتحها عبد الله بن عَامر سنة تسع وَعشْرين وأقطعه عُثْمَان بن عَفَّان اثْنَي عشر ألف جريب وَسكن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ الْبَصْرَة وروى عَنهُ أَهله واهل الْمَدِينَة وَالْحسن أروى النَّاس عَنهُ وَقد قيل أَنه لم يسمع مِنْهُ وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ كَانَ سَبَب إمْسَاك ثَقِيف عَن الرِّدَّة لِأَنَّهُ قَالَ لَهُم حِين هموا بِالرّدَّةِ يَا معشر ثَقِيف كُنْتُم آخر النَّاس إسلاما فَلَا تَكُونُوا أول النَّاس ردة وَهُوَ الْقَائِل الناكح مغترس فَلْينْظر أَيْن يضع غرسه فَإِن عرق السوء لَا يزَال ينْزع بعد حِين وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَكَانَ يَغْزُو حَنِيفا وَيرجع فيشتو بتوج وَأَوْلَاده وَعقبَة أَشْرَاف 27 - أَبُو حُصَيْن الْكُوفِي عُثْمَان بن عَاصِم أَبُو حُصَيْن الْأَسدي الْكُوفِي أحد الْأَشْرَاف الْأَئِمَّة روى عَن جَابر بن سَمُرَة وَابْن الزبير وَأنس بن مَالك وَالْقَاضِي شُرَيْح وَأبي وَائِل وَالْأسود بن هِلَال وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 28 - وَالِد أبي بكر الصّديق عُثْمَان بن عَامر أَبُو قُحَافَة الْقرشِي التَّيْمِيّ وَالِد أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا أسلم أَبُو قُحَافَة يَوْم فتح مَكَّة وأتى بِهِ يَوْم الْفَتْح ليبايع وَرَأسه ولحيته كَأَنَّهُمَا ثغامة بَيْضَاء فال لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غيروا هَذَا بِشَيْء وجنبوه السوَاد فَهُوَ أول مخضوي فِي الْإِسْلَام وعاش بعد ذَلِك وَمَات سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن سبع وَتِسْعين سنة وَتُوفِّي وَلَده أَبُو بكر قبله وَورث مِنْهُ السُّدس ورده على ولد أبي بكر وأضر بأخوة 29 - القَاضِي الطرسوسي عُثْمَان بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد أَبُو عمر

الطرسوسي الْكَاتِب القَاضِي كَانَ من الأدباء الْفُضَلَاء كتب لكثير بِخَطِّهِ من كتب الْأَدَب وَالشعر وَجمع شعر جمَاعَة من عصره مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس الصقري وَأَبُو الْعَبَّاس الناشي وَغَيرهمَا وصنف كتبا مِنْهَا كتاب فِي أَخْبَار الْحجاب وَكَانَ متقن الْخط سريع الْكِتَابَة وَولي الْقَضَاء بمعرة النُّعْمَان وَسمع الحَدِيث الْكثير وَرَوَاهُ وروى عَنهُ أَبُو حُصَيْن عبد الله بن محسن بن عبد الله بن محسن بن عَمْرو المعري وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الكفرطابي وَأَبُو عَليّ الْأَهْوَازِي وَالْقَاضِي أَبُو الْفضل بن السَّعْدِيّ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة 30 - الْمدنِي أَمِير مَكَّة عُثْمَان بن عبد الله بن سراقَة الْمدنِي أمه زَيْنَب بنت عمر بن الْخطاب روى عَن أبي هُرَيْرَة وجده عمر وخاله ابْن عُمَيْر وَرَأى أَبَا قَتَادَة الْأنْصَارِيّ وَولي إمرة مَكَّة وَوَثَّقَهُ أَبُو زرع وَالنَّسَائِيّ وَرِوَايَته عَن جده عمر مُرْسلَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَابْن مَاجَه 31 - الْحَافِظ الْأَنْطَاكِي عُثْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن خرزاذ أَبُو عَمْرو الْأَنْطَاكِي الْحَافِظ مُحدث أنطاكية سمع جمَاعَة وروى عَنهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ ثِقَة وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ هُوَ اكبر مِنْهُ وَابْن جوصي وَأَبُو عوَانَة وَجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم ثقةٌ مأمونٌ وسمى لَهُ صَاحب التَّهْذِيب مائَة واثنين وَثَلَاثِينَ شَيخا توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 32 - اللاحقي عُثْمَان بن عبد الله الحميد اللاحقي توفّي سنة تسعين وَمِائَة 33 - الجُمَحِي عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الجُمَحِي الْبَصْرِيّ

توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وروى عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الجُمَحِي ونعيم المجمر صَاحِبي أبي هُرَيْرَة وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ وَيُونُس بن عبيد وروى عَنهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَأحمد بن عَبدة الضَّبِّيّ وَبشر بن الحكم وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي وَجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا تحتج بِهِ 34 - الْحَرَّانِي الْأمَوِي الْمُؤَدب عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن مُسلم الْحَرَّانِي الطرائفي الْمُؤَدب مولى بني أُميَّة قَالَ ابْن معِين صَدُوق وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم أتكر أبي على البُخَارِيّ إِدْخَاله فِي كتاب الضُّعَفَاء توفّي فِي حُدُود الْعشْرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 35 - الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى الإِمَام مفتي الْمُسلمين تَقِيّ الدّين أَبُو عَمْرو ابْن الإِمَام البارع أبي الْقَاسِم صَلَاح الدّين الْكرْدِي الشهرزوري الشَّافِعِي ولد سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة تفقه على وَالِده الصّلاح بشهرزور ثمَّ نَقله وَالِده إِلَى الْموصل فاشتغل بهَا مُدَّة وبرع فِي الْمَذْهَب قَالَ ابْن خلكان بَلغنِي أَنه كرر على جَمِيع الْمُهَذّب وَلم يطمر شَاربه وَولي الْإِعَادَة عِنْد الْعَلامَة عماد الدّين بن يُونُس وَسمع من عبيد الله بن السمين وَنصر الله بن سَلامَة الهيثمي ومحمود بن عَليّ الْموصِلِي وَعبد المحسن خطيب الْموصل وَعبد الله بن أبي السنان ورحل وَله بضع وَعِشْرُونَ سنة إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من ابْن سكينَة وَابْن طبرزذ أبي النجيب ودنيسر من إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم النجار وبهمذان بن أبي الْفضل بن المعزم وبنيسابور من مَنْصُور الفراوي والمؤيد الطوسي وَالقَاسِم بن الصفار وَغَيرهم وبمرو

من أبي المظفر عبد الرَّحِيم ابْن السَّمْعَانِيّ وَغَيره وَدخل الشَّام سنة سبع عشرَة أَو قبلهَا فَسمع من الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ وزين الْأُمَنَاء وأخيه الْمُفْتِي فَخر لدين وَسمع بحلب من أبي مُحَمَّد الْأُسْتَاذ وَقد ورد دمشق قبل ذَلِك وَسمع من أبي الحرستاني وَسمع بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوي ثمَّ فِي النّوبَة الثَّانِيَة درس بالقدس بِالْمَدْرَسَةِ الصلاحية فَلَمَّا خرب الْمُعظم سور الْقُدس قدم دمشق وَتَوَلَّى تدريس الرواحية وَولى سنة ثَلَاثِينَ مشيخة دَار الحَدِيث الأشرفية ثمَّ تدريس الشامية الصُّغْرَى وَكَانَ إِمَامًا بارعا حجَّة متبحرا فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة بَصيرًا بِالْمذهبِ ووجوهه خَبِيرا بأصوله عَارِفًا بالمذاهب جيد الْمَادَّة من اللُّغَة الْعَرَبيَّة حَافِظًا للْحَدِيث متقننا فِيهِ حسن الضَّبْط كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من النّسك والورع وَكَانَت فَتَاوِيهِ مسددة وَهُوَ أحد أَشْيَاخ ابْن خلكان وَبِه اشكالات على الْوَسِيط تفقه عَلَيْهِ خلق كثير مِنْهُم الإِمَام شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن نوح وَالْإِمَام شهَاب الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل أَبُو شامة وَالْإِمَام كَمَال الدّين سلار وَالْإِمَام كَمَال الدّين إِسْحَاق وَالْإِمَام تَقِيّ الدّين بن رزين قَاضِي الْقُضَاة بِمصْر وروى عَنهُ جمَاعَة توفّي أَيَّام حِصَار الخوارزمية بِدِمَشْق خرج بجنازته دون الْعشْرَة مشمرين وَدفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَصلى عَلَيْهِ خلق فِي بَاطِن الْمَدِينَة 36 - شماس عُثْمَان بن عُثْمَان بن السريد بن سُوَيْد بن هزمر بن عَامر بن مَخْزُوم الْمَعْرُوف بشماس وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ شماسا من الشماسة قدم مَكَّة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ جميلا فَعجب النَّاس من جماله فَقَالَ عتبَة بن ربيعَة وَكَانَ خَال عُثْمَان لنأتينكم بشماس احسن مِنْهُ فَأتى بِابْن أُخْته عُثْمَان بن عُثْمَان فَسمى شماسا من يَوْمئِذٍ وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ من مهاجرة الْحَبَشَة شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد 37 - عُثْمَان بن الزبير عُثْمَان بن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام أحد خطباء قُرَيْش وعلمائهم وأشرافهم كَانَ دميم الْهَيْئَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وَأَرْبَعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه

39 - أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان بن عَفَّان بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف ابْن قصي الْقرشِي الْأمَوِي أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو عبد الله وَأَبُو عَمْرو ذُو النورين أحد السَّابِقين الْأَوَّلين صَاحب الهجرتين وَزوج الابنتين هَاجر برقية إِلَى الْحَبَشَة وَخَلفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة بدر ليمرضها فَتُوُفِّيَتْ بعد بدر بِليَال وضربه لَهُ بِسَهْم من بدر وَأُجْرَة وزوجه بالبنت الْأُخْرَى أم كُلْثُوم كَانَ لَا بالطويل وَلَا بالقصير حسن الْوَجْه كَبِير اللِّحْيَة أسمر اللَّوْن عَظِيم الكراديس بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ تخضب بالصفرة وَشد أَسْنَانه بِالذَّهَب قَالَ قَتَادَة ولي عُثْمَان ثِنْتَيْ عشرَة سنة غير اثْنَي عشر يَوْمًا وَكَذَا قَالَ خَليفَة وَغَيره وَقَالَ أَبُو معشر السندي قتل لثماني عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة يَوْم الْجُمُعَة وَزَاد غَيره بعد الْعَصْر وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَهُوَ الصَّحِيح قيل دفن بثيابه فِي دمائه وَلم يغسل وَقيل صلى عَلَيْهِ مَرْوَان ونائلة وَأم الْبَنِينَ زوجتاه هما اللَّتَان دلتاه فِي حفرته على الرِّجَال الَّذين نزلُوا فِي قَبره ولحدوا لَهُ وغيبوا قَبره وَتَفَرَّقُوا وَكَانَت نائلة مليحة الثغر فَكسرت ثناياها بِحجر وَقَالَت وَالله لَا يجتليكن أحد بعد عُثْمَان وخطبها مُعَاوِيَة بِالشَّام فَأَبت وَقيل إِن تخلفه عَن بدر لِأَنَّهُ كَانَ مَرِيضا بالجدري واما تخلفه عَن بيعَة الرضْوَان الْحُدَيْبِيَة فَلِأَن رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كَانَ وَجهه إِلَى مَكَّة فِي أَمر لَا يقوم بِهِ غَيره من صلح قُرَيْش على أَن يتْركُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْعُمْرَةِ فَلَمَّا أَتَاهُ الْخَبَر الْكَاذِب بقتل عُثْمَان جمع أَصْحَابه ودعاهم إِلَى الْبيعَة فَبَايعُوهُ على قتال أهل مَكَّة وَبَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عُثْمَان يَوْمئِذٍ بِإِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى ثمَّ أَتَى الْخَبَر بِأَنَّهُ لم يقتل قَالَ ابْن عمر يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعُثْمَان خير من يَد عُثْمَان لنَفسِهِ وَعُثْمَان مَعْدُود فِي بدر وَالْحُدَيْبِيَة لذَلِك ولمّا زوّجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْنَته أم كُلْثُوم قَالَ لَو كَانَ عِنْدِي غَيرهَا لزوجتكها وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلت رَبِّي عز وَجل أَلا يدْخل النَّار أحدا صاهر إِلَيّ أَو صاهرت إِلَيْهِ وَارْتجَّ أحد وَعَلِيهِ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اثْبتْ فَإِنَّمَا عَلَيْك نَبِي وصديق وشهيدان وَعُثْمَان رَضِي الله عَنهُ أحد الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وَأحد السِّتَّة الَّذين جعل

عمر فيهم الشورى وَاخْبَرْ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي وَهُوَ عَنْهُم رَاض وَلم يعلم أَن أحدا أرسل سترا على ابْنَتي نَبِي غَيره وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ كَانَ عُثْمَان أوصلنا للرحم وَكَانَ من الَّذين آمنُوا ثمَّ اتَّقوا واحسنوا وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ وَاشْترى عُثْمَان بِئْر رومة وَكَانَت ركية ليهودي يَبِيع للْمُسلمين مَاؤُهَا فَقَالَ رَسُول الله اصلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يَشْتَرِي رومة فيجعلها للْمُسلمين يضْرب بدلوه فِي دلائهم وَله بهَا مشرب فِي الْجنَّة فَأتى عُثْمَان ليهودي فساومه بهَا فَأبى أَن يَبِيعهَا كلهَا فَاشْترى نصفهَا باثنتي عشر ألف دِرْهَم فَجعله للْمُسلمين فَقَالَ لَهُ عُثْمَان إِن شِئْت جعلت على نَصِيبي قرنين وَإِن شِئْت فلي يَوْم وَلَك يَوْم قَالَ بل لَك يَوْم ولي يَوْم فَكَانَ إِذا كَانَ يَوْم عُثْمَان استقى الْمُسلمُونَ مَا يكفيهم يَوْمَيْنِ فَلَمَّا رأى ذَلِك الْيَهُودِيّ قَالَ أفسدت عَليّ ركيتي فاشتر النّصْف الآخر فَاشْتَرَاهُ بِثمَانِيَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يزِيد فِي مَسْجِدنَا فَاشْترى عُثْمَان مَوضِع خمس سواري فزاده فِي الْمَسْجِد وجهز جَيش الْعسرَة بتسعمائة وَخمسين بَعِيرًا وَأتم الْألف بِخَمْسِينَ فرسا وَذَلِكَ فِي غزوت تَبُوك وَقَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين كَانَ عُثْمَان يحيي اللَّيْل بِرَكْعَة يقْرَأ فِيهَا الْقُرْآن وَكثر المَال فِي زَمَانه على الْمُسلمين حَتَّى بِيعَتْ جَارِيَة بوزنها وَفرس بِمِائَة ألف دِرْهَم ونخلة بِأَلف دِرْهَم وَقَامَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى عُثْمَان وَهُوَ يخْطب فَقَالَ يَا عُثْمَان انك قد ركبت بِالنَّاسِ المهامة وركبوها فتب إِلَى الله وليتوبوا قَالَ فَالْتَفت إِلَيْهِ عُثْمَان وَقَالَ وانك هُنَا يَا ابْن النَّابِغَة ثمَّ رفع يَدَيْهِ واستقبل الْقبْلَة وَقَالَ أَتُوب إِلَى الله اللَّهُمَّ أَنا أول تائب إِلَيْك وَقَالَ الْحسن سَمِعت عُثْمَان يَقُول يَا أَيهَا النَّاس مَا تَنْقِمُونَ عَليّ وَمَا من يَوْم إِلَّا وانتم تقسمون فِيهِ خيرا قَالَ الْحسن وَشهِدت مناديه يُنَادي يَا أَيهَا النَّاس اغدوا على أعطياكم فيغدون فيأخذونها وافرة يَا أَيهَا النَّاس اغدوا على أرزاقكم فيغدون فيأخذونها مِنْهُ حَتَّى وَالله سمعته أذناي يَقُول اغدوا على كسواتكم فَيَأْخُذُونَ الْحلَل واغدوا على السّمن وَالْعَسَل قَالَ الْحسن أرزاق دارة وَخير كثير وَذَات بَين حسن مَا على الأَرْض مُؤمن يخَاف مُؤمنا إِلَّا يوده وينصره ويألفه فَلَو صَبر الْأَنْصَار على الأثرة لوسعهم مَا كَانُوا فِيهِ من

الْعَطاء والرزق وَلَكنهُمْ لم يصبروا وسلوا السَّيْف مَعَ من سل فَصَارَ عَن الْكفَّار مغمد وعَلى الْمُسلمين مسلولا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ مُوسَى بن طَلْحَة أَتَيْنَا عَائِشَة نسألها عَن عُثْمَان فَقَالَت اجلسوا أحدثكُم عَمَّا جئْتُمْ لَهُ إِنَّا عتبنا على عُثْمَان فِي ثَلَاث خلال فَلم تذكرهن فعمدوا إِلَيْهِ حَتَّى إِذا ماصوه كَمَا يماص الثَّوْب بالصابون اقتحموا عَلَيْهِ الْعقر الثَّلَاثَة حُرْمَة الْبَلَد الْحَرَام والشهر الْحَرَام وَحُرْمَة الْخلَافَة وَلَقَد قَتَلُوهُ وانه لمن أوصلهم للرحم واتقاهم لرَبه وَقَالَ الزبير بن عبد الله أَخْبَرتنِي جدتي وَكَانَت خادمة لعُثْمَان قَالَت كَانَ لَا يوقظ نَائِما من أَهله إِلَّا أَن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر وَقَالَ ابْن عمر أذْنب عُثْمَان ذَنبا عَظِيما يَوْم التقى الْجَمْعَانِ بِأحد فَعَفَا الله عَنهُ وأذنب فِيكُم ذَنبا صَغِيرا فقتلتموه وَقتل عُثْمَان بِالْمَدِينَةِ يَوْم الْجُمُعَة لثمان عشرَة أَو سبع عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ أول من دخل عَلَيْهِ الدَّار مُحَمَّد بن أبي بكر فَأخذ بلحيته فَقَالَ دعها يَا ابْن أخي فوَاللَّه لقد كَانَ أَبوك يكرمها فاستحيا وَخرج ثمَّ دخل رُومَان بن سرحان رجل أَزْرَق قصير مَحْدُود وَمَعَهُ خنجر فَاسْتَقْبلهُ بِهِ وَقَالَ على أَي دين أَنْت يَا نعثل فَقَالَ لست بنعثل وَلَكِن عُثْمَان بن عَفَّان وَأَنا على مِلَّة إِبْرَاهِيم حَنِيفا مُسلما وَمَا أَنا من الْمُشْركين قَالَ كذبت وضربه على صُدْغه الْأَيْسَر فَقتله فَخر رَضِي الله عَنهُ وأدخلته امْرَأَته نائلة بَينهَا وَبَين ثِيَابهَا وَدخل رجل من أهل مصر مَعَه السَّيْف مُصْلِتًا فَقَالَ وَالله لأقطعن انفه فعالج الْمَرْأَة فكشف عَن ذراعيها وَقبض على السَّيْف فَقطع إبهامها فَقَالَت لغلام لعُثْمَان مَعَه سيف يُقَال لَهُ رَبَاح اعني على هَذَا وَأخرجه عني فَضَربهُ الْغُلَام بِالسَّيْفِ فَقتله وَأقَام عُثْمَان يَوْمه ذَلِك مطروحا إِلَى اللَّيْلَة وَقيل إِن الَّذِي قَتله مُحَمَّد بن أبي بكر ضربه بمشقص وَقيل بل قَتله سودان بن حمْرَان وَقيل بل رُومَان الْيَمَانِيّ وَقيل غَيره وَقيل إِن مُحَمَّد بن أبي بكر اخذ بلحيته يهزها فَقَالَ مَا أغْنى عَنْك مُعَاوِيَة مَا أغْنى عَنْك ابْن أبي سرح مَا أغْنى عَنْك ابْن عَامر قَالَ ابْن عبد الْبر وَأَكْثَرهم يروي أَن قَطْرَة أَو قطرات من دَمه سَقَطت على الْمُصحف على قَوْله {فَسَيَكْفِيكَهُم} الْبَقَرَة 137 وَقَالَ كنَانَة مولى صَفِيَّة بنت حييّ شهِدت مقتل عُثْمَان فَأخْرج من الدَّار أَمَامِي أَرْبَعَة من شباب قُرَيْش مخرجين بِالدَّمِ محمولين كَانُوا يدرؤون عَن عُثْمَان الْحسن بن عَليّ وَعبد

الله بن الزبير وَمُحَمّد بن حَاطِب ومروان بن الحكم فَقيل لَهُ هَل ندى مُحَمَّد بن أبي بكر بِشَيْء من دَمه قَالَ معَاذ الله وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة أَنِّي لمحصور مَعَ عُثْمَان فِي الدَّار فَرمى رجل منا فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْآن طَابَ الضراب قتلوا منا رجلا قَالَ عزمت عَلَيْك يَا أَبَا هُرَيْرَة إِلَّا رميت سَيْفك فَإِنَّمَا ترَاد نَفسِي وسأقي الْمُؤمنِينَ بنفسي قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فرميت السَّيْف لَا ادري أَيْن هُوَ حَتَّى السَّاعَة وَكَانَ مَعَه فِي الدَّار من يُرِيد الدّفع عَنهُ عبيد الله بن عمر وَعبد الله بن سَلام وَعبد الله بن الزبير وَالْحسن بن عَليّ وَأَبُو هُرَيْرَة وَمُحَمّد بن حَاطِب وَزيد بن ثَابت ومروان بن الحكم فِي طَائِفَة من هم المغير بن الْأَخْنَس وَقتل يَوْمئِذٍ قبل عُثْمَان وَعَن مَالك أَن عُثْمَان لما قتل ألقِي على المزبلة ثَلَاثَة أَيَّام وَفِيه يَقُول حسان بن ثَابت // (من الْبَسِيط) // (من سره الْمَوْت صرفا لَا مزاج لَهُ ... فليأت مأدبة فِي دَار عثمانا) (ضحوا بأشمط عنوان السُّجُود بِهِ ... يقطع اللَّيْل تسبيحا وقرآنا) (لتسمعن وشيكا فِي دِيَاركُمْ ... الله اكبر يَا ثَارَاتِ عثمانا) وَبَعْضهمْ ينْسب هذَيْن لعمران بن حطَّان وَقَالَ حسان أَيْضا // (من الْبَسِيط) // (إِن تمس دَار بني عَفَّان موحشة ... بَاب صَرِيح وَبَاب محرق خرب) (فقد يُصَادف وباغي الْخَيْر حَاجته ... فِيهَا ويأوي إِلَيْهَا الْجُود والحسب) وَقَالَ عمر بن شبة قَالَ الْوَلِيد بن عقبَة // (من الطَّوِيل) // (فَكف يَدَيْهِ ثمَّ أغلق بَابه ... وأيقن أَن الله لَيْسَ بغافل) (وَقَالَ لأهل الدَّار لَا تَقْتُلُوهُمْ ... عَفا الله عَن ذَنْب امرىء لم يُقَاتل) (فَكيف رَأَيْت الله ألْقى عَلَيْهِم الْعَدَاوَة ... والبغضاء بعد التواصل) (وَكَيف رَأَيْت الْخَيْر أدبر بعده ... على النَّاس إدبار السَّحَاب الجوافل) وَقَالَ ايمن بن خُزَيْمَة // (من الْبَسِيط) // (ضحوا بعثمان فِي الشَّهْر الْحَرَام ضحى ... وَأي ذبح حرَام ويحهم ذَبَحُوا) (وَأي سنة كفر سنّ أَوَّلهمْ ... وَبَاب شَرّ على سلطانهم فتحُوا)

(مَاذَا أَرَادوا أضلّ الله سَعْيهمْ ... بسفك ذَاك الدَّم الزاكي الَّذِي سفحوا) والمراثي فِيهِ كَثِيرَة جدا إِلَى الْغَايَة قيل لأنس بن مَالك إِن حب عَليّ وَعُثْمَان لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قلب وَاحِد فَقَالَ كذبُوا لقد اجْتمع حبهما فِي قُلُوبنَا وَمن كَلَام عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَقد صعد الْمِنْبَر أول خِلَافَته فارتج عَلَيْهِ مَا يزغ الله بالسلطان اكثر مِمَّا يزغ بِالْقُرْآنِ فسيجعل الله بعد عسر يسرا وَبعد عَنى بَيَانا وانتم على إِمَام فعال أحْوج مِنْكُم إِلَى إِمَام قَوَّال وَقيل انه كتب إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ مَحْصُور أما بعد فقد بلغ السَّيْل الزبى وَتجَاوز الحزام الطبيين وطمع فِي من لَا يدْفع عَن نَفسه وَلم يعجزك كلئيهم وَلم يَغْلِبك كمغلب فَأقبل إِلَيّ على أَي أمريك أَحْبَبْت // (من الطَّوِيل) // (فَإِن كنت مَأْكُولا فَكُن خير أكل ... وَإِلَّا فأدركني وَلما أمزق) وَمن شعر عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ // (من الطَّوِيل) // (غنى النَّفس يُغني النَّفس حَتَّى يفكها ... وَإِن عظها حَتَّى يضر بهَا الْفقر) (وَمَا عسرة فاصبر لَهَا إِن تَتَابَعَت ... بباقية إِلَّا سيتبعها يسر) وَكَانَ يَقُول إِذا جَاءَهُ الْأَذَان للصَّلَاة // (من الرجز) // (فمرحبا بالقائلين عدلا ... وبالصلاة مرْحَبًا وَأهلا) 39 - ابْن أبي عِمَامَة الْبَغْدَادِيّ عُثْمَان بن عَليّ بن المعمر بن أبي عِمَامَة أَبُو الْمَعَالِي البقالي أَخُو أبي سعد المعمر بن عَليّ الْوَاعِظ سمع شَيْئا من أبي طَالب ابْن غيلَان وَأبي الْفَتْح عمر بن عبد الْملك الرزاز وَقَرَأَ الْأَدَب على عبد الْوَاحِد بن برهَان وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن الدهان وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَكَانَ عسرا فِي الرِّوَايَة غير مرضِي السِّيرَة يخل بالصلوات ويرتكب الْمَحْظُورَات روى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (أرى شَعْرَة بَيْضَاء فِي الخد نابتة ... لَهَا لوعة فِي صفحة الصَّدْر ثَابِتَة)

(وَمن شؤمها أَنِّي إِذا رمت نتفها ... نتفت سواهَا وَهِي تضحك شامتة) و// (من السَّرِيع) // (أيا جمال المرتجى ... لكل خير كم أناديكا) (مَالِي على أَنِّي أُخْفِي الَّذِي ... مَا بِي وبالخير أباديكا) (اجْلِسْ فِي الْحمام من شقوتي ... أغسل أثوابي المراديكا) (والديك فِي دَارك ذُو بسطة ... يروح عَنْهَا ويغاديكا) (محتكرا يلقط مَا عَايَنت عَيناهُ ... أَو مر بناديكا) (فَكلم البواب فِي الْإِذْن لي ... مقربا أَو كشكش الديكا) (وعش كَمَا تُؤثر فِي نعْمَة ... تكْتب بالذل أعاديكا) قلت شعر جيد 40 - أَبُو عَمْرو الصّقليّ عُثْمَان بن عَليّ بن عمر السرقوسي النَّحْوِيّ الصّقليّ أَبُو عَمْرو قَالَ السلَفِي كَانَ من الْعلم بمَكَان نَحْو ولغة وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الفحام وَابْن بليمة وَغَيرهمَا وَله تواليف فِي الْقرَاءَات والنحو وَالْعرُوض وَكَانَت لَهُ حَلقَة فِي الإقراء فِي جَامع مصر ولازمني مُدَّة مقَامي بِمصْر وَقَرَأَ عَليّ كثير وأنشدني لنَفسِهِ // (من الْكَامِل) // (إِن المشيب من الخطوب خطيب ... أَن لَا هوى بعد الشَّبَاب يطيب) وَكتب إِلَيْهِ السلَفِي كتابا مِنْهُ // (من السَّرِيع) // (مَا وَقعت عَيْنَايَ على مثله ... فِي فَضله الوافي وَفِي نبله) (وَلَيْسَ بدعا مثل أخلاقه ... مِنْهُ وَمِمَّنْ كَانَ فِي شكله) (فَإِنَّهُ من عنصر طيب ... وَيرجع الْفَرْع إِلَى اصله) فَأَجَابَهُ بشر ونظم وَهُوَ // (من السَّرِيع) // (توجني مولَايَ من قَوْله ... تاجا على التيجان من قبله) (لِأَنَّهَا تبلى وَهَذَا إِذا ... مرت بِهِ الْأَيَّام لم تبله)

(فنثره الإكليل فِي فَرعه ... ونظمه الْجَوْهَر من اصله) (وَهُوَ فَقِيه حَافظ فِي الورى ... مهذب يجْرِي على رسله) (كلا وَأما إِن درى فالورى ... غدرانهم مَا كَانَ من سيله) (وَعلمه يشتق من لَفظه ... وَلَفظه يشتق من فَضله) (تكاملت أَوْصَافه كلهَا ... وَمثله من كَانَ من مثله) (وَمَا أَنا إِلَّا كمهد إِلَى ... بَغْدَاد وَالْبَصْرَة من نخله) قلت كَذَا ذكره ياقوت فِي مُعْجم الأدباء ثمَّ قَالَ بعده عُثْمَان بن عَليّ بن عمر الخزرجي الصّقليّ روى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الطَّاهِر السلَفِي وَأَبُو مُحَمَّد بن بري وَأَبُو البقي صَالح بن عادي العذري الْأنمَاطِي الْمصْرِيّ وَأَنا أرى أَن هَذَا ترْجم لَهُ ثَانِيًا هُوَ هَذَا الْمَذْكُور أَولا وَالله أعلم وَذكر لهَذَا الثَّانِي كتاب مُخْتَصر فِي القوافي رَوَاهُ السلَفِي عَنهُ سِتَّة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَكتاب مخارج الْحُرُوف وَكتاب مُخْتَصر الْعهْدَة وَكتاب شرح الْإِيضَاح 41 - أَبُو سعد الْعجلِيّ الشَّافِعِي عُثْمَان بن عَليّ بن شراف بتَشْديد الرَّاء الإِمَام أَبُو سعد الْمروزِي البنجديهي الْعجلِيّ بِالْفَتْح الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام تفقه على القَاضِي حُسَيْن وَسمع من جمَاعَة ونسبته إِلَى بعض أجداده كَانَ يعْمل الْعجل وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة 42 - فَخر الدّين ابْن بنت أبي سعد الشَّافِعِي عُثْمَان بن عَليّ الْعَلامَة الْمُفْتِي فَخر الدّين الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الْمصْرِيّ ابْن بنت أبي سعد من كبار الْفُقَهَاء نَاب فِي الحكم ودرس بِجَامِع ابْن طولون وَحدث عَن الْكَمَال الضَّرِير وَالرِّضَا بن الْبُرْهَان وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وَله تسعون عَاما 43 - أَبُو عَمْرو الشلبي عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان أَبُو عَمْرو الإِمَام الأندلسي الشلبي

كَانَ أديبا بارعا بليغ الْعلم وَاللِّسَان كَاتبا شَاعِرًا محسنا لَهُ مُصَنف فِي شعراء عصره توفّي فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة وَمن شعره 44 - فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين عُثْمَان بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة صَاحب الْفُنُون قَاضِي الْقُضَاة فَخر الدّين أَبُو عَمْرو بن زين الدّين الطَّائِي الْحلَبِي الشَّافِعِي قَاضِي قُضَاة حلب الْمَعْرُوف بِابْن خطيب جبرين فَقِيه حلب فاضلها ومقرؤها ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ هُوَ وَابْنه سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة رَأَيْته بحلب وقرأت عَلَيْهِ فِي الْأَرْبَعين للْإِمَام فَخر الدّين وَفِي الشمسية مشروحة لِابْنِ المطهر وَحَضَرت دروسه للْجَمَاعَة المشتغلين فَكنت أرى مِنْهُ الْعجب لم يحضر إِلَيْهِ أحد بِأَيّ كتاب كَانَ فِي أَي علم كَانَ فِي أَي بَاب كَانَ ذَلِك الْكتاب إِلَّا وأقرأه فِيهِ وَلم أر مثله فِي جلّ كَلَام النَّاس رَأَيْته وَهُوَ يقْرَأ فِي الشاطبية وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه والمختصر لِابْنِ الْحَاجِب والمحصل للْإِمَام فَخر الدّين وَفِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَكتاب النجدة والميل والحاجبية فِي النَّحْو وتمرين التصريف لِابْنِ الْحَاجِب وَغير ذَلِك من كتب الْحِكْمَة لِابْنِ الْخَطِيب مثل الملخص وَغَيره وَكَانَ يَنُوب يَوْمئِذٍ للْقَاضِي الشَّافِعِي وَالْقَاضِي الْحَنَفِيّ وَيحكم لكل مِنْهَا بمذهبه وَعِنْده دين وَبِيَدِهِ مسبحة كلما خلا من الْكَلَام سبح بهَا وَكَانَ تَلا بالسبع على شمس الدّين الخابوري والبدر الشاذفي وَابْن بهْرَام والكمال الغرناطي وتفقه بقاضي حلب شمس الدّين بن بهْرَام وقاضي حماة شرف الدّين واخذ عَن ابْن مكي علم الْكَلَام وتصدر وأقرأ وَتخرج بِهِ الْقُرَّاء وَالْفُقَهَاء واشتهر اسْمه وَكَانَ عَاقِلا ذكيا صنف شرح الشَّامِل الصَّغِير وَشرح التَّعْجِيز ومختصر ابْن الْحَاجِب والبديع لِابْنِ الساعاتي وَله نظم فِي الْفَرَائِض وَشَرحه فِي مُجَلد ومصنف الْمَنَاسِك وَفِي اللُّغَة وَشرح الْحَاوِي فِي الْفِقْه فِيمَا أَظن تَلا عَلَيْهِ بالسبع محتسب حلب نجم الدّين ابْن السفاح الْحلَبِي وَالشَّيْخ عَليّ السرميني وجمال الدّين يُوسُف بن حسن

عكاشة

التركماني وَأحمد بن يَعْقُوب وَلم يكمل وَتَوَلَّى قَضَاء الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة بحلب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ طلبه السُّلْطَان وَطلب وَلَده فروعهما الْحُضُور قدامه لكَلَام أغلظه لَهما فَنزلَا مرعوبين ومرضا بالبيمارستان المنصوري بِالْقَاهِرَةِ وَمَات وَلَده قبله وَتُوفِّي هُوَ بعد بِيَوْم أَو بيومين وَكَانَت مُدَّة مرضهما دون الْجُمُعَة (عكاشة) 45 - عكاشة بن الْأَسدي وعكاشة بن محسن بن حرثان بن قيس الْأَسدي حَلِيف بني أُميَّة أَبُو مُحصن كَانَ من فضلاء الصَّحَابَة شهد بدا وأبلى فِيهَا بلَاء حسنا وانكسر سَيْفه فَأعْطَاهُ رسو الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عرجونا أَو عودا فاصر فِي يَده سَيْفا يَوْمئِذٍ وَشهد أحدا وَالْخَنْدَق وَسَائِر الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي خلَافَة أبي بكر الصّديق يَوْم بزاخة قَتله طليحة بن خويلد الْأَسدي وَقيل ثَابت بن اقرم فِي الرِّدَّة هَذَا قَول جُمْهُور أهل السّير إِلَّا سلميان التَّيْمِيّ فَإِنَّهُ ذكر انه قتل فِي سَرِيَّة بعثها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بني أَسد بن خُزَيْمَة فَقتله طليحة وَقيل ثَابت بن أَرقم وَكَانَ يَوْم توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن أَربع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي بعده بِسنة قَالَ ابْن سعد سَمِعت بَعضهم يشدد الْكَاف وَبَعْضهمْ يخففها وَكَانَ من اجمل الرِّجَال وروى عَنهُ من الصَّحَابَة أَبُو هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وروى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من وُجُوه انه قَالَ يدْخل الْجنَّة من أمتِي سَبْعُونَ ألفا لَا حِسَاب عَلَيْهِم فَقَالَ عكاشة بن مُحصن يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَقَالَ لَهُ أَنْت مِنْهُم ودعا لَهُ فَقَامَ رجل آخر فَقَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله لي سَبَقَك بهَا عكاشة قَالَ ابْن الْبر قَالَ بعض أهل الْعلم كَانَ ذَلِك الرجل منافقا فَأَجَابَهُ بمعاريض من القَوْل وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يكَاد يمتع شَيْئا يسْأَله إِذا قدر عَلَيْهِ 46 - الْعَمى الشَّاعِر عكاشة بن عبد الصَّمد الْعَمى هُوَ من بني الْعم ونسبهم كالمدفوع لأَنهم نزلُوا فِي بني تَمِيم بِالْبَصْرَةِ أَيَّام عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فأسلموا وغزوا مَعَ الْمُسلمين فَقَالَت لَهُم الْعَرَب إِنَّكُم وَإِن لم تَكُونُوا من الْعَرَب فإخوتنا وَبَنُو عمنَا فلقبوا بني الْعم وَفِيهِمْ قَالَ الشَّاعِر // (من الوافر) //

(وجدنَا آل سامة فِي لؤَي ... كَمثل الْعم بَين بني تَمِيم) كَانَ عكاشة من فحول الشُّعَرَاء وَكَانَ يهوى جَارِيَة لبَعض الهاشميين تدعى نعيما وَكَانَ لَا يَرَاهَا إِلَّا فِي الأحيان وَرُبمَا اجْتمع بهَا مَعَ صديقه حميد بن سعيد أَو بِسَعِيد أَبِيه وَهُوَ الصَّحِيح فيشربون وتغنيهم وتنصرف إِلَى أَن قدم قادم من بَغْدَاد فَاشْترى نعيما ورحل بهَا عَن الْبَصْرَة إِلَى بَغْدَاد فَعظم أَسف عكاشة وجزعه واستهيم بهَا طول عمره واستحالت صورته وطبعه وَكَانَ ينوح عَلَيْهَا بأشعاره ويبكي وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (أَلا لَيْت شعري هَل يعودن مَا مضى ... وَهل رَاجع مَا فَاتَ من صلَة الْحَبل) (وَهل أجلسن فِي مثل مَجْلِسنَا الَّذِي ... نعمنا بِهِ يَوْم السَّعَادَة بالوصل) (عَشِيَّة صبَّتْ لَذَّة الْوَصْل طيبها ... علينا وأفنان الْحَيَاة جنى النَّحْل) (وَقد دَار ساقينا بكأس روية ... ترحل أحزان الكئيب مَعَ الغفل) (وشجت شُمُول بالمزاج فطيرت ... كألسنة الْحَيَّات خَافت من الْقَتْل) (فبتنا وَعين الكأس سح دموعها ... بِكُل فَتى يَهْتَز للمجد كالنصل) (وقينتنا كالظبي تحتج بالهوى ... وَبث تباريح الْفُؤَاد على رسل) (إِذا مَا حلت بِالْعودِ رَجَعَ لسانها ... رَأَيْت لِسَان الْعود من كفها يملي) (فَلم أر كاللذات أمْطرت الْهوى ... وَلَا مثل يومي ذَاك صادفه مثلي) وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (وَجَاءُوا إِلَيْهِ بالتمائم والرقى ... وَصبُّوا عَلَيْهِ المَاء من شدَّة الْمس) (وَقَالُوا بِهِ من أعين الْجِنّ نظرة ... وَلَو صدقُوا قَالُوا بِهِ نظرة الْإِنْس) وَمِنْه وَهِي طَوِيلَة مِنْهَا // (من الْكَامِل) // (هَذَا وَكم من مجْلِس لي مونق ... بَين النَّعيم وَبَين عَيْش دَان) (نازعته أردانه فلبسها ... مَعَ طيبَة من عيشنا الفينان) (تنسى الْحَلِيم من الرِّجَال معاده ... بَين الْغناء وعودها الحنان)

عكرمة

(حَتَّى يعود كَأَن حَبَّة قلبه ... مشدودة بمثالث ومثاني) (ظلت تغنيني وَتعطف كفها ... بِالْعودِ بَين الراح وَالريحَان) (فَسمِعت مَا أبكى وأضحك ... فسكرت من طرب وَمن أشجان) (ومشيت فِي لجج الْهوى متبخترا ... وَمَشى إِلَيّ اللَّهْو فِي ألوان) (فَعلمت أَن قد عَاد قلبِي عَائِد ... من بَين عود مطرب وبنان) وَمِنْه من أَبْيَات // (من الْكَامِل) // (إِذْ نَحن نسقاها شمولا قرقفا ... تدع الصَّحِيح بعقله مُرْتَابا) (حَمْرَاء مثل دم الغزال وَتارَة ... بعد المزاج ثغالها زريابا) (من كف جَارِيَة كَأَن بنانها ... من فضَّة قد قمعت عنابا) (تزداد حسنا تأسها فِي كفها ... ويطيب مِنْهَا نشرها أحقابا) (وَإِذا المزاج علا فشج جبينها ... بقيت بألسنة المزاج حبابا) (وتخال مَا جمعت فأحدق سمطه ... بالطوق ربق جنادب ورضابا) (وَالْعود مُتبع غناء خريدة ... غردا يَقُول كَمَا تَقول صَوَابا) (وَكَأن يمناها إِذا نطقت بِهِ ... تلقى على يَدهَا الشمَال جَوَابا) قَالَ لَهُم الْمهْدي لما سمع قَوْله زريابا قد أَحْسَنت وصفهَا إِحْسَان من شربهَا واستحققت الْحَد فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَا يدْريك أَن قد أَحْسَنت وصفهَا إِن كنت لَا تعرفها فَقَالَ اغرب قبحك الله وَضحك مِنْهُ (عِكْرِمَة) 47 - الْقرشِي المَخْزُومِي عِكْرِمَة بن أبي جهل عِكْرِمَة بن أبي جهل عَمْرو بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم بن يقظة بن مرّة بن لؤَي الْقرشِي المَخْزُومِي كَانَ يكنى أَبَا الحكم فكناه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا جهل فَذَهَبت

وَكَانَ عِكْرِمَة شَدِيد الْعَدَاوَة لرَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْجَاهِلِيَّة هُوَ وَأَبوهُ وَكَانَ فَارِسًا مَشْهُورا هرب حِين الْفَتْح وَلحق بِالْيمن وَلَحِقت بِهِ امْرَأَته أم حَكِيم بنت الْحَارِث بن هِشَام فَأَتَت بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رَآهُ قَالَ مرْحَبًا بالراكب المُهَاجر فَأسلم وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان بعد الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه إِن عِكْرِمَة يأتيكم فَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فَلَا تسبوا أَبَاهُ فَإِن سبّ الْمَيِّت يُؤْذِي الْحَيّ وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام حج على هوَازن يصدقها وَوَجهه أَبُو بكر إِلَى عمان وَكَانُوا ارْتَدُّوا فَظهر عَلَيْهِم ثمَّ وَجهه إِلَى الْيمن ثمَّ لزم عِكْرِمَة الشَّام مُجَاهدًا حَتَّى قتل يَوْم اليرموك وَقيل يَوْم أجنادين وَقيل يَوْم مرج الصفر وَكَانَ قد اجْتهد فِي قتال الْمُشْركين وَقيل انه اسْتشْهد باليرموك عِكْرِمَة والْحَارث بن هِشَام وَسُهيْل بن عَمْرو وَأتوا بِمَاء وهم صرعى فتدافعوا كلما دفع إِلَى رجل مِنْهُم يَقُول اسْقِ فلَانا حَتَّى مَاتُوا وَلم يشربوه وَلما أسلم قَالَ للرسول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله لَا أنزل مقَاما قمته لأصد بِهِ عَن سيبل الله إِلَّا قُمْت مثله فِي سَبِيل الله وَلَا تركت نَفَقَة كنت أنفقتها لأصد بهَا عَن سَبِيل لله إِلَّا أنفقت مثلهَا فِي سَبِيل الله وَلما مَاتَ رَضِي الله عَنهُ وجد بِهِ بضع وَسَبْعُونَ جِرَاحَة مَا بَين طعنة وضربة ورمية وَكَانَ إِن اجْتهد فِي الْيَمين قَالَ لَا وَالَّذِي نجاني يَوْم بدر 48 - أَخُو أبي بكر عِكْرِمَة بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث أَخُو أبي بكر سمع أَبَاهُ وَأم سَلمَة وَعبد الله بن عَمْرو وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 49 - عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عِكْرِمَة الْبَرْبَرِي مولى ابْن عَبَّاس أحد الْعلمَاء الربانيين روى عَن ابْن عَبَّاس وَعَائِشَة وَعلي بن أبي طَالب وَذَلِكَ فِي سنَن النَّسَائِيّ وَعَن أبي هُرَيْرَة وَعقبَة بن عَامر وَعبد الله بن عمر وَأبي سعيد وَغَيرهم وَقد وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل وَالْبُخَارِيّ وَالْجُمْهُور يحتجون بِهِ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ يحْتَج بِهِ إِذا كَانَ عَن ثِقَة وَقيل إِن ابْن عمر قَالَ لنافع لَا تكذب عَليّ كَمَا كذب عِكْرِمَة على ابْن

عَبَّاس وَهَذَا ضَعِيف وَكَذَا يرْوى عَن سعيد بن الْمسيب وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ كَانَ يرى رَأْي الإباضية رأى نجدة الحروري وَقَالَ مُصعب الزبيرِي كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج وَقيل انه مَاتَ هُوَ وَكثير عزة سنة سبع وَمِائَة فَمَا شهد جنازتيهما إِلَّا الْمَدِينَة فَقيل مَاتَ افقه النَّاس وأشعر النَّاس وَقد روى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ عِكْرِمَة كثير التطواف والجولان فِي الْبِلَاد الْعَرَبيَّة دخل خُرَاسَان وأصبهان ومصر وَقيل انه مَاتَ بالقيراوان وَعمارَة بن حَمْزَة الْمَوْصُوف بالتيه من أَوْلَاده وَقَالَ عبد الله ابْن الْحَارِث دخلت على عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس وَعِكْرِمَة موثقًا على بَاب الكنيف فَقلت أتفعلون هَذَا بمولاكم فَقَالَ إِن هَذَا مَكْذُوب على أبي وَقد قَالَ ابْن الْمسيب لمَوْلَاهُ برد لَا تكذب عَليّ كَمَا كذب عِكْرِمَة على ابْن عَبَّاس وَكَانَ عِكْرِمَة قد أباعه عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس على خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة بأَرْبعَة آلَاف دِينَار فَأتى عِكْرِمَة عليا فَقَالَ لَهُ مَا خير لَك أتبيع علم أَبِيك فاستقال خَالِدا فأقاله فَأعْتقهُ عَليّ 50 - شيخ الْقُرَّاء بِمَكَّة عِكْرِمَة بن سُلَيْمَان مولى آل شيبَة الْعَبدَرِي الحَجبي كَانَ أَمينا حَافِظًا قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَرُبمَا يهم وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة ثَبت وَقَالَ البُخَارِيّ يضطرب فِي حَدِيث ابْن أبي كثير وَلم يكن عِنْده كتاب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَمُسلم مُتَابعَة العكوك عَليّ بن جبلة العكي المغربي الشَّاعِر اسْمه سعيد بن عمر

52 - الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ يُقَال اسْم الْحَضْرَمِيّ عبد الله بن عمار وَقيل عبد الله بن ضمار وَيُقَال غير ذَلِك حَلِيف بني أُميَّة ولاه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَحْرين وَتُوفِّي وَهُوَ عَلَيْهَا فأقره أَبُو بكر ثمَّ أقره عمر وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَقيل سنة إِحْدَى وَعشْرين وَاسْتعْمل عمر مَكَانَهُ أَبَا هُرَيْرَة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد بَعثه إِلَى الْمُنْذر بن سَاوَى ملك الْبَحْرين فَلَمَّا فتحهَا أقره عَلَيْهَا وَهُوَ أول من نقش خَاتم الْخلَافَة وَأَخُوهُ عَامر بن الْحَضْرَمِيّ قتل يَوْم بدر كَافِرًا وأخوهما عَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ أول قَتِيل قتل من الْمُشْركين قَتله مُسلم وَكَانَ مَاله أول مَال خمس وَكَانَ الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ مجاب الدعْوَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ لما بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ إِلَى الْبَحْرين رَأَيْت مِنْهُ ثَلَاث خِصَال لَا أَدْرِي أيتهن أعجب انتهينا إِلَى شاطئ الْبَحْر فَقَالَ سموا واقتحموا فسميناه واقتحمنا فَمَا بل المَاء إِلَّا أسافل أَخْفَاف إبلنا فَلَمَّا قَفَلْنَا صرنا بعد بفلاة من الأَرْض لَيْسَ مَعنا مَاء فشكونا إِلَيْهِ فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ دَعَا فَإِذا سَحَابَة مثل الترس ثمَّ أرخت عزاليها فسقينا وَاسْتَقَيْنَا وَمَات بعْدهَا بَعثه أَبُو بكر إِلَى الْبَحْرين لما ارْتَدَّت ربيعَة فأظفره الله عَلَيْهِم وأعطوا مَا منعُوا من الزَّكَاة وَمَات فدفناه فِي الرمل فَلَمَّا سرنا غير بعيد قُلْنَا يجيئ سبع فيأكله فرجعنا فَلم نره وَأُخْته الصعبة بنت الْحَضْرَمِيّ كَانَت تَحت أبي سُفْيَان بن حَرْب فَطلقهَا فخلف عَلَيْهَا عبيد الله بن عُثْمَان التَّيْمِيّ فَولدت لَهُ طَلْحَة بن عبيد الله وَكَانَ لَهُ أَخ يُقَال لَهُ مَيْمُون هُوَ صَاحب الْبِئْر الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّة كَانَ حفرهَا فِي الْجَاهِلِيَّة وَلما وَفد الْعَلَاء على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنْشدهُ // (من الطَّوِيل) // (وَحي ذَوي الأضغان تسب قُلُوبهم ... تَحِيَّة ذِي الْحسنى فقد ترفع الدغل) (وَإِن دحسوا بالكره فَاعْفُ كريهة ... وَإِن خنسوا عِنْد الحَدِيث فَلَا تسل) (فَإِن الَّذِي يُؤْذِيك مِنْهُ سَمَاعه ... وَإِن الَّذِي قَالُوا وَرَاءَك لم يقل)

وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من الشّعْر حكما وَإِن من الْبَيَان سحرًا 53 - العامري الْعَلَاء بن مسروج من بني عَامر هُوَ الَّذِي قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد قضى فِي الْجَنِين بغرة يَا رَسُول اله من لَا أكل وَلَا شرب الحَدِيث 54 - الزَّاهِد الْمصْرِيّ الْعَلَاء بن كثير الْقرشِي الْمصْرِيّ الإسْكَنْدراني الزَّاهِد كَانَ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ فَإِذا قَامَ بِاللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ لَهُ الْجِيرَان فخاف الْفِتْنَة فَدَعَا الله تَعَالَى فَذهب صَوته توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة 55 - الْأَسدي الْعَلَاء بن الْمسيب بن رَافع الْأَسدي قَالَ ابْن معِين ثِقَة مَأْمُون توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 56 - الرقي الْعَلَاء بن هِلَال بن عمر بن هِلَال الْبَاهِلِيّ الرقي ضعفه أَبُو حَاتِم وَتُوفِّي بالرقة سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ 57 - أَبُو شبْل الْمدنِي الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب أَبُو شبْل الْمدنِي أحد الْمَشَاهِير وَلَاؤُه للحرقة من جُهَيْنَة روى عَن أَبِيه وَعَن ابْن عمر وَأنس بن مَالك وَأبي السَّائِب مولى هِشَام بن زهرَة ومعبد بن كَعْب بن مَالك قَالَ أَبُو حَاتِم مَا أنكر من حَدِيثه شَيْئا وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ حَدِيثه بِحجَّة وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِالْقَوِيّ

وَقَالَ ابْن عدي مَا أرى بحَديثه بَأْسا توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 58 - الْعَطَّار الْعَلَاء بن عبد الْجَبَّار الْعَطَّار مولى الْأَنْصَار روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه عَن رجل عَنهُ وَتُوفِّي سنة ثِنْتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ 59 - ابْن الموصلايا الْعَلَاء بن الْحسن بن وهب بن الموصلايا أَبُو سعد الْبَغْدَادِيّ أحد الْكتاب المعروفين الَّذين يضْرب بهم الْمثل كَانَ نَصْرَانِيّا فَلَمَّا رسم الْخَلِيفَة فِي رَابِع عشر صفة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بإلزام أهل الذِّمَّة بِلبْس الغيار والتزام مَا شَرطه عَلَيْهِم عمر بن الْخطاب فَهَرَبُوا كل مهرب وَأسلم أَبُو غَالب الأصباغي وَابْن الموصلايا صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء وَابْن أُخْته أَبُو نصر صَاحب الْخَبَر على يَدي الْخَلِيفَة وَكَانَ يتَوَلَّى ديوَان الرسائل مُنْذُ أَيَّام الْقَائِم بِأَمْر الله وناب فِي الوزارة وأضر آخر عمره وَكَانَت مُدَّة خدمته خمْسا وَسِتِّينَ سنة كل يَوْم مِنْهَا يزِيد جاهه وناب فِي الوزارة وَقد أضرّ مَرَّات وَكَانَ ابْن أُخْته هبة الله بن الْحسن يكْتب الإنشاءات عَنهُ وَإِذا حضر وَكَانَ كثير الصَّدَقَة وَالْخَيْر ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى وَكَانَ الْخَلِيفَة قد لقبه أَمِين الدولة قَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك الهمذاني وَمن قَرَأَ علم السّير علم أَن الْخَلِيفَة والملوك لم يثقوا بِأحد ثقتهم بأمين الدولة وَلَا نصحهمْ أحد نصيحة وَمن شعره // (من السَّرِيع) // (يَا هِنْد رقي لفتى مدنف ... يحسن فِيهِ طلب الْأجر) (يرْعَى نُجُوم اللَّيْل حَتَّى يرى ... حل عراها بيد الْفجْر) (ضَاقَ نطاق الصَّبْر عَن قلبه ... عِنْد اتساع الْخرق فِي الهجر)

وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (وكأس كساها الْحسن ثوب ملاحة ... فجازت ضِيَاء مشرقا يشبه الشمسا) (أَضَاءَت لَهُ كف المدير وَمَا درى ... وَقد دجت الظلماء أصبح أم أَمْسَى) وَمِنْه // (من الوافر) // (أَقُول للائمي فِي حب ليلى ... وَقد سَاوَى نَهَار مِنْهُ لَيْلًا) (أقل فَمَا أقلت قطّ أَرض ... محبا جر فِي الهجران ذيلا) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (بنفسي وَإِن عزت وَأَهلي أهلة ... لنا غرر فِي الْحسن تبدو وأوضاح) (نُجُوم أعاروا النُّور للبدر عِنْدَمَا ... أَغَارُوا على سرب الملاحة واجتاحوا) (فتتضح الْأَعْذَار فِيهِ إِذا بدوا ... ويفتضح اللاحون فيهم إِذا لاحوا) (وكرضية عذراء يعْذر حبها ... وَمن زندها فِي الدَّهْر تقدح أقداح) (إِذا جليت فِي الكأس وَاللَّيْل مَا انجلى ... تقَابل إصباح لديك ومصباح) (يطوف بهَا سَاق لسوق جماله ... نفاق لإفساد الْهوى فِيهِ إصْلَاح) (بِهِ عجمة فِي اللَّفْظ تغري بوصله ... وَإِن كَانَ مِنْهُ فِي القطيعة إفصاح) (وغرته صبح وطرته دجى ... ومبسمه در وريقته رَاح) (أَبَاحَ دمي مذ بحت فِي الْحبّ باسمه ... وبالشجو من قبلي المحبون قد باحوا) (وأوعدني بالسوء ظلما وَلم يكن ... لإشكال مَا يُفْضِي إِلَى الضيم إِيضَاح) (وَكَيف أَخَاف الضيم أَو أحذر الردى ... وعوني على الْأَيَّام أَبْلَج وضاح) (وظل نظام الْملك للكسر جَابر ... وللضر مناع وللخير مناح) 60 - المعري أَبُو الْعَلَاء بن أبي الندى بن عَمْرو وَقيل ابْن جَعْفَر المعري اشْتغل صَغِيرا بالفقه وَكَانَ عديم الْمثل سمح البديهة والروية شَاعِرًا مجودا فَقِيها وَتُوفِّي فِي نَيف وَخمسين وَخَمْسمِائة وَله حُدُود خمس وَعِشْرُونَ سنة قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وَلَو عَاشَ كَانَ آيَة وَلم يبْق فِي علم من الْعُلُوم غَايَة وَكَانَ فِي الْمدرسَة النورية بحلب عِنْد الْعَلَاء الغزنوي وَأورد لَهُ // (من الْكَامِل) // (من أَيْن كَانَ يَا حدق المها ... علم بنفث السحر فِي عقد النهى)

(أَمن غَار البان فِي مهج الورى ... فتكا فَأصْبح بالقنا متشبها) (من كل مياد القوام منعم ... يختال من سكر الشَّبَاب ويزدهى) (واهي الجفون فَلَو تكفل جفْنه ... فعل الصوارم لاستقل وَمَا وهى) (يَبْدُو بِوَجْه كلما قابلته ... أهْدى إِلَيْك من المحاسن أوجها) (كالفضة الْبَيْضَاء إِلَّا أَنه ... يلقاك من ذهب الْحيَاء مموها) (فَلهُ على الْقَمَر الْمُنِير فَضِيلَة ... كفضيلة الْقَمَر الْمُنِير على السها) (جم الْبَهَاء كَأَنَّمَا جمعت لَهُ ... تِلْكَ الصِّفَات الغر من شيم البها) (الْبَدْر يقصر أَن أقايسه بِهِ ... وَالشَّمْس تصغر أَن أشبهه بهَا) (وظلمت شامخ مجده أَن جِئْته ... عِنْد المديح ممثلا ومشبها) وَمِنْهَا // (من الْكَامِل) // (أَنْت بني الزهراء أهل الْحجَّة الزهراء ... إِن فطن المحاور أوسها) (فإلام يجْحَد فِي الْبَريَّة حقكم ... قد آن للوسنان أَن يتنبها) (صنتم ببذل عروضكم أعراضكم ... وصيانة الْأَعْرَاض فِي بذل اللهى) (مَاذَا أَقُول وَمَا لوصف علاكم ... حد وَلَا لنهائكم من مُنْتَهى) (مِنْكُم بدا الشّرف الْمُبين ... جَمِيعه وَإِلَى بهاء الدّين بعدكم انْتهى) وَأورد لَهُ فِي الْمُزَوجَة // (من المتقارب) // (وقابضة بعنان النسيم ... تصوفه كَيفَ شَاءَت هبوبا) (فَمن حَيْثُ شَاءَت أهبت صبا ... وَمن حَيْثُ شَاءَت أهبت جنوبا) (تضمخ بالطيب أردانها ... فتهدي لملبسها الطّيب طيبا) (إِذا أقبل القر كَانَت عدوا ... وَإِن أقبل القيظ صَارَت حبيبا) وَأورد لَهُ فِي غُلَام مليح ينظر فِي الْمرْآة // (من الْبَسِيط) // (نَفسِي الْفِدَاء لساجي الطوف سَاحِرَة ... تحار فِي وَصفه الْأَلْبَاب والفكر) (يرنح التيه قدا مِنْهُ معتدلا ... كالغصن مَا شانه طول وَلَا قصر) (بدا لنا فازدهانا صورته ... حَتَّى امترينا لَهَا فِي أَنه بشر)

الألقاب

(وقابلت وَجهه مرآته فبدت ... كَأَنَّهَا هَالة فِي وَسطهَا قمر) 61 - ابْن السوادي الْكَاتِب الْعَلَاء بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْفرج بن السوادي الوَاسِطِيّ الْكَاتِب الشَّاعِر الْمَشْهُور من بَيت حشمة كَانَ أَبُو الْفضل هبة الله بن الْفضل الْقطَّان قد هجا قَاضِي الْقُضَاة الزَّيْنَبِي بقصيدة أَولهَا // (من مجزوء الرمل) // (يَا أخي الشَّرْط أملك ... لست للثلب أترك) وَهِي تزيد على مائَة بَيت مَشْهُورَة فأحضر القَاضِي وصفعه وحبسه مُدَّة ثمَّ بعد ذَلِك مدح أَبُو الْفرج هَذَا قَاضِي الْقَضَاء الزَّيْنَبِي لما قدم من وَاسِط فتأخرت عَنهُ جائزته وَتردد مَرَّات فَمَا أجدى فَكتب إِلَى صديق لقَاضِي الْقُضَاة // (من المديد) // (يَا أَبَا الْفَتْح الهجاء إِذا ... إِذا جاش صدر مِنْهُ متسع) (وقواي الشّعْر واثبة ... وَلها الشَّيْطَان مُتبع) (فاحذروا كافات منحدر ... مَا لكم فِي صفعه طمع) فاتصلت بالزينبي فَأَجَازَهُ وأرضاه توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الْكَامِل) // (أَشْكُو إِلَيْك وَمن صدورك أشتكي ... وأظن من شغفي بأنك منصفي) (وأصد عَنْك مَخَافَة من أَن يرى ... مذك الصدود فيشتفي من يشتفي) (الألقاب) 62 - أَبُو الْعَلَاء المعرق اسْمه أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْعَلَاء الْأَسدي اسْمه أَحْمد بن الْحُسَيْن بن العلائي صَلَاح الدّين خَلِيل بن كيكلدي الشَّافِعِي أَبُو الْعَلَاء المعري اسْمه عَليّ بن إِبْرَاهِيم ابْن العلان الْحسن بن عَليّ بن عَلان الوَاسِطِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله وَعز الدّين أَحْمد بن الْمُسلم ابْن عَلان الْمسند الْمُسلم بن مُحَمَّد 63 - العلبائية من الروافض الألباء بن ذِرَاع الدوسي وَقيل الْأَسدي قَالَ ابْن أبي الدَّم كَانَ يفضل عليا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَزْعُم أَن عليا هُوَ الَّذِي بعث مُحَمَّدًا وَكَانَ تَارَة يذم

علقمة

مُحَمَّدًا لعن الله العلباء وَصلى الله على مُحَمَّد وَإِنَّمَا ذمه لزعمه أَن مُحَمَّدًا بعث ليدعو إِلَى عَليّ فَدَعَا إِلَى نَفسه وَمن العلبائية من قَالَ بألهية مُحَمَّد وَعلي جَمِيعًا ويقدمون مُحَمَّدًا فِي الإلهية ويسمون الميمنة وَمِنْهُم من يقدم عليا فِي الإلهية ويسمون العينية وَمِنْهُم من قَالَ بإلهية خَمْسَة أشخاص وهم أَصْحَاب الكسا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعلي وَفَاطِمَة وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَقَالُوا فمستهم شَيْء وَاحِد وَالروح حَالَة فيهم بِالسَّوِيَّةِ لَا فضل لوَاحِد مِنْهُم على الآخر وكرهوا أَن يَقُولُوا فَاطِمَة بِالْهَاءِ فَقَالُوا فاطم وَفِي ذَلِك قَالَ بعض شعرائهم // (من الطَّوِيل) // (فواليت بعد الله فِي الدّين خَمْسَة ... نَبيا وسبطيه وشيخا وفاطما) الْوَزير علجة اسْمه مُحَمَّد بن نَاصِر (عَلْقَمَة) 64 - عَلْقَمَة اللَّيْثِيّ عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكره الْوَاقِدِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَله بِالْمَدِينَةِ دَار فِي بني لَيْث 65 - الْخُزَاعِيّ عَلْقَمَة بن الفغواء الْخُزَاعِيّ كَانَ دَلِيل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَبُوك روى عَنهُ ابْنه عبد الله وعلقمة أَخُو عَمْرو بن الفغواء كَانَ يسكن بَاب أبي شُرَحْبِيل وَهِي بَين ذِي خشب وَالْمَدينَة وَكَانَ يَأْتِي الْمَدِينَة 66 - الْحَضْرَمِيّ عَلْقَمَة بن مرْثَد بالراء والثاء الْمُثَلَّثَة الْكُوفِي الْحَضْرَمِيّ أَبُو الْحَارِث أحد الإئمة روى عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وطارق بن شهَاب وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَسعد بن عُبَيْدَة قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هُوَ ثَبت فِي الحَدِيث وتوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 67 - النَّخعِيّ عَلْقَمَة بن قيس النَّخعِيّ الْكُوفِي خَال إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَشَيْخه

أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ فَقِيها مقرئا طيب الصَّوْت ثبتا حجَّة أعرج توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 68 - النَّحْوِيّ أَبُو عَلْقَمَة النميري النَّحْوِيّ قَالَ ياقوت وَأرَاهُ من أهل وَاسِط أُتِي أَبُو عَلْقَمَة إِلَى أبي زلازل الْحذاء فَقَالَ يَا حذاء احذ لي هَذَا النَّعْل فَقَالَ وَكَيف تُرِيدُ أَن احذوها قَالَ خصر نطاقها وغضف معقبها وأقب مقدمها وعرج وَنِيَّة الذؤبة بحزم دون بُلُوغ الرصاف وأنحل مخازم خزامها وأوشك فِي الْعَمَل فَقَالَ أَبُو زلازل فتأبط مَتَاعه فَقَالَ أَبُو عَلْقَمَة إِلَى أَيْن إِلَى ابْن الْقرْيَة ليفسر لي مَا خَفِي عَليّ من كلامك وَقَالَ لغلامه يَوْمًا خُذ من غريمنا هَذَا كَفِيلا وَمن الْكَفِيل أَمينا وَمن الْأمين زعيما وَمن الزعيم عزيما فَقَالَ الْغُلَام للْغَرِيم مولَايَ كثير الْكَلَام مَعَك شَيْء فأرضاه وخلاه فَلَمَّا انْصَرف قَالَ يَا غُلَام مَا فعل غريمنا قَالَ سقع قَالَ وَيلك مَا سقع قَالَ بقع قَالَ وَيلك مَا بقع قَالَ استقلع قَالَ وَيلك مَا استقلع قَالَ انقلع قَالَ وَيلك لم طولت قَالَ مِنْك تعلمت وَركب يَوْمًا بغلا فَوقف بِهِ على أبي عبد الرَّحْمَن الْقرشِي فَقَالَ يَا أَبَا عَلْقَمَة إِن لبغلك هَذَا منْظرًا فَهَل لَهُ مَعَ هَذَا المنظر من خبر فَقَالَ أَو مَا بلغك خَبره قَالَ لَا قَالَ خرجت عَلَيْهِ مرّة من مصر فقفز بِي قفزة إِلَى فلسطين وَالثَّانيَِة إِلَى الْأُرْدُن وَالثَّالِثَة إِلَى دمشق فَقَالَ لَهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن تقدم إِلَى اهلك بِأَن يدفنوه مَعَك فَلَعَلَّهُ يقفز بك الصِّرَاط وجمش امْرَأَة كَانَ يهواها فَقَالَ يَا خريدة قد كنت أخالك عروبا فَإِذا أَنْت نوار مَالِي أمقك فتسبيني فَقَالَت يَا رقيع مَا رَأَيْت أحدا يحب أحدا ويشتمه سواك وَقَالَ لأعين الطَّبِيب أمتع الله بك إِنِّي أكلت من لُحُوم هَذِه الجوازل فطبئت طبأة فَأَصَابَنِي وجع بَين الوالبة إِلَى دألة الْعُنُق فَلم يزل ينمى حَتَّى خالط الخلب وألمت لَهُ الشراسيف فَهَل عنْدك دَوَاء فَقَالَ لَهُ أعين نعم خُذ خرقفا وسلقفا وشرقفا فزهزقه ورقرقه واغسله بِمَاء رَوْث واشربه فَقَالَ أَبُو عَلْقَمَة أعد عَليّ فَإِنِّي لم أفهم عَنْك فَقَالَ لَهُ أعين لعن الله أقلنا إفهاما وَيحك وَهل فهمت عَنْك شَيْئا مِمَّا قلت واستدعى يَوْمًا بحجام فَقَالَ لَهُ لَا تعجل حَتَّى أصف لَك ولاتكن كامرئ خَالف

وَمَا أَمر بِهِ وَمَال إِلَى غَيره اشْدُد قصب المحاجم وأرهف ظبة المشاريط وأسرع الْوَضع وَعجل النزع وَليكن شرطك وخزا ومصك لهزا وَلَا تزدن آتِيَا وَلَا تكرهن آبيا فَوضع الْحجام محاجمه فِي قفته وَقَالَ يَا قوم هَذَا رجل قد ثار بِهِ مرار ولاينبغي أَن يخرج دَمه فِي هَذَا الْوَقْت وَانْصَرف وَقَالَ يَوْمًا لغلامه أصعقت العتاريق فَقَالَ لَهُ الْغُلَام زقفيلم فَقَالَ أَبُو عَلْقَمَة وَمَا زقفيلم فَقَالَ الْغُلَام وَمَا صعِقَتْ العتاريق قَالَ قلت لَك أصاحت الديوك فَقَالَ الْغُلَام وَأَنا قلت لَك لم يَصح مِنْهَا شَيْء وَكَانَ يَوْمًا يسير على بغلة فَنظر إِلَى عَبْدَيْنِ حبشِي وصقلبي فَإِذا الحبشي قد ضرب بالصقلبي الأَرْض وَأدْخل ركبيتيه فِي بَطْنه أَصَابِعه فِي عَيْنَيْهِ وعض أُذُنَيْهِ وضربه بعصا فَشَجَّهُ وأسال دَمه فاستشهد الصقلبي بِأبي عَلْقَمَة فَقَالَ احمله إِلَى الْأَمِير فَحَمله وَقَالَ لأبي عَلْقَمَة اشْهَدْ لي فَنزل عَن بغلته وَجلسَ بَين يَدي الْأَمِير فَقَالَ لَهُ بِمَ تشهد يَا أَبَا عَلْقَمَة فَقَالَ أَبُو عَلْقَمَة أصلح الله الْأَمِير بَينا أَنا أَسِير على كوذني هَذَا إِذْ مَرَرْت بِهَذَيْنِ الْعَبْدَيْنِ فَرَأَيْت هَذَا الأسحم قد مَال على هَذَا الأبقع فمطأه على فدفد ثمَّ ضغطه برضفتيه فِي أحشائه حَتَّى ظَنَنْت أَنه يدمج جَوْفه وَجعل يلج بشناتوه فِي جحمتيه يكَاد يفقؤهما وَقبض على صنارتيه بمبرمه فكاد يجذهما جذا ثمَّ علاهُ بمسنأة كَانَت مَعَه فعجفه بهَا وَهَذَا أثر الجريال بَينا وَأَنت أَمِير عَادل فَقَالَ الْأَمِير وَالله مَا فهمت شَيْئا مِمَّا قلته فَقَالَ أَبُو عَلْقَمَة قد فهمناك إِن فهمت وأعلمناك إِن علمت وَأديت إِلَيْك مَا علمت وَمَا أقدر أَن أَتكَلّم بِالْفَارِسِيَّةِ فَجعل الْأَمِير يجْهد أَن يكْشف الْكَلَام وَلَا يفعل حَتَّى ضَاقَ صدر الْوَالِي فَقَالَ للصقلبي أَعْطِنِي خنجرا فَأعْطَاهُ فكشف لَهُ رَأسه فَقَالَ لَهُ شجنى خمْسا وأعفني من شَهَادَة هَذَا عَلْقَمَة الشَّاعِر كَانَ مَوْجُودا فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ من شعراء بدر الجمالي أَمِير الجيوش قيل إِن الشُّعَرَاء وقفُوا بِبَاب بدر الْمَذْكُور فَلم يَأْذَن لأحد مِنْهُم وَخرج بدر إِلَى الصَّيْد فَخرج عَلْقَمَة الشَّاعِر فِي إثره وَعمل فِي عمَامَته ريش النعام كَأَنَّهُ مظلوم فَلَمَّا قرب مِنْهُ أنْشدهُ // (من الْكَامِل) // (نَحن التُّجَّار وَهَذِه أعلاقنا ... ذَر وجود يَمِينك المتباع) (قلب وفتشها بسمعك إِنَّمَا ... هِيَ جَوْهَر تختاره الأسماع) (كسدت علينا بِالشَّام وَكلما ... قل النِّفَاق تعطل الصناع) (فأتاك بحملها إِلَيْك تجارها ... ومطيها الآمال والأطماع)

علوان

(حَتَّى أناضرها ببابك والرجا ... من دُونك السمسار والبياع) (فوهيت مَا لم يُعْطه فِي دهره ... هرم وَلَا كَعْب وَلَا الْقَعْقَاع) (يَا بدر أقسم لوبك اعْتصمَ الورى ... ولجوا إِلَيْك جَمِيعهم مَا ضَاعُوا) وَكَانَ عَليّ يَد بدر بازي فَدفعهُ إِلَى البازدار وَقبض على يَد عَلْقَمَة وَانْفَرَدَ بِهِ عَن الْجَيْش وَجعل يستنشده الأبيات ويرددها حَتَّى عَاد إِلَى مَجْلِسه ثمَّ الْتفت إِلَى غلمانه وخاصته وَقَالَ من أَحبَّنِي فليخلع عَلَيْهِ قَالَ عَلْقَمَة فوَاللَّه لقد خرجت من عِنْده وَمَعِي سَبْعُونَ وقر بغل من الْخلْع وَأمر لي بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَقلت لمن بِبَابِهِ من الشُّعَرَاء يَا متخلفين الحقوني إِلَى منزلي فلحقوني فَمَا مِنْهُم إِلَّا من خلعت عَلَيْهِ وأعطيته من جائزتي 69 - الألقاب ابْن العلقمي الْوَزير مؤيد الدّين اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ ولد عز الدّين ابْن العلقمي اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَلَاثَة ابْن عَلْقَمَة البلنسي عبد الله بن معد بن مَالك عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد علم الرؤساء أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ كَاتب الْإِنْشَاء اسْمه عبد الرَّحْمَن بن هبة الله علم السّنة عَتيق بن عبد الله الْبكْرِيّ علم الْأَدَب مُحَمَّد بن حَرْب (علوان) 70 - الْأَسدي الضَّرِير علوان بن عَليّ بن مطارد الْأَسدي الضَّرِير سمع مِنْهُ سلمَان الشحام فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (أوجهك أم شمس النَّهَار أم بدر ... وثغرك أم در وَرِيقك أم خمر؟ {) (وقدك أم غُصْن ترنحه الصِّبَا ... وغنج أرَاهُ حَشْو جفنك أم سحر؟} ) (تبدى لنا وَاللَّيْل حلق جرانه ... فَعَاد نَهَارا قبل أَن يطلع الْفجْر) (أعاذلتي مَا أقتل الْحبّ للفتى ... إِذا كَانَ من يهواه شيمته الْغدر) (وَيَا معشر العشاق مَا أعجب ... الْهوى يرى مرّة عذبا وأعذبه مر)

علوي

(وَلم أنس حَالي يَوْم زمت رِكَابهمْ ... أَقَامَ بجسمي الضّر وارتحل الصَّبْر) (فَمَا للنوي لَا ألف الله شملها ... وَمَا لغراب الْبَين لَا ضمه وكر) (وليل كَيَوْم الْحَشْر معتكر الدجا ... طَوِيل المدى لَا يتسبين لَهُ فجر) (أراعي نجوما لَيْسَ يلغى زَوَالهَا ... وَلَا مؤنس إِلَّا الستهد والفكر) (أرى أسْهم الْأَيَّام تقصد مهجتي ... كَأَن صَدُوق الدَّهْر عِنْدِي لَهَا وتر) (أَلا أَيهَا الدَّهْر المكدر عيشتي ... رويدك مثلي لَا يروعه ذعر) (أتحسب أَن ألْقى لغدرك ضارعا ... فَإِنِّي وفخر الدّين لي فِي الورى ذخر) نعوم وَمِنْه فِي غُلَام أسود // (من السَّرِيع) // (سَواد عَيْني فَذا أسود ... فِي دَاخل الْقلب لَهُ نقطه) (الْبَدْر مَا اسْتكْمل فِي حسنه ... حَتَّى اكتسى من كَونه خطه) (مخطط بالْحسنِ لكنما ... قلبِي من الخطة فِي خطه) (علوي) 71 - علوي الباز الْأَشْهب الْحلَبِي علوي بن عبد الله بن عبيد الشَّاعِر الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالباز الْأَشْهب كَانَ أديبا متفننا مليح الْإِيرَاد للشعر توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (سل البانة الْغناء وَهل مطر الْحمى ... وَهل أَن للورقاء أَنه تترنما) (هُوَ عذبات الرند نبهها الصِّبَا ... لذكر الصبى فقد كن نوما) (وَإِن تكن الْأَيَّام قصت جناحها ... فقد طالما مدت بنانا ومعصما) (بكتها الغوادي رَحْمَة فتفست ... وأعطت رياض الْحزن سرا مكتما) (وَشقت ثيابًا كن سترا لأمرها ... فَلَمَّا رَآهَا الأقحوان تبسما) (خليلي هَل من سامع مَا أقوله ... فقد منع الْجُهَّال أَن أتكلما)

الألقاب

(عرفت الْمَعَالِي قبل تعرف نَفسهَا ... وَلَا سفرت وَجها وَلَا فغرت فَمَا) (وأوردتها مَاء البلاغة منطقا ... فَصَارَت لجيد الدَّهْر عقدا منظما) (وَكَانَت تناجي بألسن حَالهَا ... فَأدْرك سر الْوَحْي مِنْهَا توهما) (فَمَا لليالي لَا تقر بِأَنِّي ... خلقت لَهَا مِنْهَا بدورا وأنجما) (وَرب جهول قَالَ لَو كَانَ صَادِقا ... لأمكنت الْأَيَّام أَن يتقدما) (وَلم يدر أَنِّي لَو أَشَاء حويتها ... وَلَكِن صرفت النَّفس عَنْهَا تكرما) (أَبى الله أَن ألْقى بَخِيلًا بمدحه ... وَقد جعل الشكوى إِلَى الْمَدْح سلما) (إِذا الْمَرْء لم يحكم على النَّفس قَادِرًا ... يمت غير مأجور ويحيا مذمما) (سَلام على المَاء الَّذِي طَابَ موردا ... وَإِن صيرته وَقْفَة الذل علقما) (فقد كنت لَا أبغي سوى الْعِزّ مطمعا ... وَلَا أرتضي مَاء وَلَو بلغ الظما) (وَكنت مَتى مثلت للنَّفس حَاجَة ... أرى وَجه إعراضي وَلَو كن أَيْنَمَا) (وأحسب أَن الشيب غير حالتي ... وصير حل الغانيات محرما) 72 - الْمُغنِي عُلْوِيَّهُ الْمُغنِي اسْمه عَليّ بن عبد الله بن سيف يَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله ابْن العلوية الصُّوفِي مُحَمَّد بن مَحْمُود بن العلاف هبة الله بن الْحسن (الألقاب) عَطاء السندي أَفْلح بن يسَار ابْن عَطاء الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْعَطَّار جمَاعَة مِنْهُم بدر الدّين الْعَطَّار الْمسند اسْمه أَحْمد بن شَيبَان كَمَال الدّين الْكَاتِب أَحْمد بن مَحْمُود عَلَاء الدّين بن الْعَطَّار الشَّافِعِي عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار الْحَافِظ الْحسن بن أَحْمد بن الْعَطَّار الْبَغْدَادِيّ مَنْصُور بن نصر الْعَطَّار الْمَالِكِي مُحَمَّد بن أَحْمد 73 - ابْن حَاجِب التَّمِيمِي عُطَارِد بن حَاجِب بن زُرَارَة بن عدس التَّمِيمِي وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طَائِفَة من وُجُوه قومه فيهم الْأَقْرَع بن حَابِس والزبرقان بن بدر وَقيس بن عَاصِم وَعَمْرو بن الْأَهْتَم والحباب بن يزِيد وَغَيرهم وَأَسْلمُوا وَذَلِكَ سنة تسع وَكَانَ سيدا فِي قومه زعيما وَقيل إِنَّمَا قدمُوا سنة عشر وَالْأول أصح

العطاردي اسْمه أَحْمد بن عبد الْجَبَّار العطاردي عَليّ بن مُحَمَّد العطاردي أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب 74 - أَبُو سعيد الآلسي الْمُؤَيد عطاف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو سعيد الآلسي الشَّاعِر بِاللَّامِ وَالسِّين الْمُهْملَة الْمَعْرُوف بالمؤيد ولد بآلس قَرْيَة بِقرب الحديثة سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ قد نَشأ بدجيل وَدخل بَغْدَاد وَصَارَ جاويشا فِي أَيَّام المسترشد ونظم الشّعْر وَعرف بِهِ ومدح وهجا ولجأ إِلَى خدمَة السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه وتفسح فِي ذكر الإِمَام المقتفى وَأَصْحَابه بِمَا لَا يَنْبَغِي فَقبض عَلَيْهِ وسجن بَعْدَمَا كَانَ أثرى واقتنى عقارا وأملاكا وَأقَام فِي السجْن عشر سِنِين إِلَى أَن عشا بَصَره من ظلمَة المطهورة واخرج فِي زمَان المستنجد وَكَانَ زيه زِيّ الأجناد ثمَّ سَافر إِلَى الْموصل وَتُوفِّي بعد خُرُوجه بِثَلَاث سِنِين وَكَانَ قبل موت المقتفى بِسنة عرض الْمُؤَيد قصَّة فَوَقع المقتفى عَلَيْهِ يفرج عَن هَذَا وَكن ضاحي نَهَار فأفرج عَنهُ وَمضى إِلَى بَيته فَاجْتمع بِزَوْجَتِهِ وبرز الْعَصْر توقيع الْخَلِيفَة يُنكر الإفراج عَنهُ وَتقدم بِالْقَبْضِ على صَاحب الْخَبَر فَإِنَّهُ الَّذِي عرض الْقِصَّة وأعيد بعد الْعَصْر إِلَى المطهورة وجاءه ولد يدعى مُحَمَّدًا كَانَ قد علقت بِهِ امْرَأَته مِنْهُ عِنْد حُضُوره إِلَيْهَا فِي ذَلِك الْيَوْم من الْحَبْس وَقد تقدم ذكر وَلَده مُحَمَّد بن الْمُؤَيد فِي المحمدين وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (لعتبة من قلبِي طريف وتالد ... وَعتبَة لي حَتَّى الْمَمَات حبيب) (وَعتبَة أقضى منيتي وأعز من ... عَليّ وأشهى من إِلَيْهِ أثوب) (غلامية الأعطاف تهتز للصبا ... كَمَا اهتز فِي ريح الشمَال قضيب) (تعلقتها طفْلا صَغِيرا ويافعا ... كَبِيرا وَهَا رَأْسِي بهَا سيشيب) (وصيرتها ديني ودنياي لَا أرى ... سوى حبها إِنِّي إِذا لمصيب) (وَقد أخلقت أَيدي الْحَوَادِث جدتي ... وثوب الْهوى ضافى الدروع قشيب) (سقى عهدها صوب العهاد بجوده ... ملث كتيار الْفُرَات سكوب) (وليتنا وَالْعرب ملق جرانه ... وعود الْهوى داني القطوف رطيب)

عطية

(وَنحن كأمثال الثريا يضمنا ... رِدَاء على ضيق الْمَكَان رحيب) (إِلَى أَن تقضى اللَّيْل وامتد فجره ... وعاود قلبِي للفراق وجيب) (فيا لَيْت دهري كَانَ لَيْلًا جَمِيعه ... وَإِن لم يكن لي فِيهِ مِنْك نصيب) (أحبك حَتَّى يبْعَث الله خلقه ... ولي مِنْك فِي يَوْم الْحساب حسيب) (وألهج بالتذكار بِاسْمِك دَائِما ... وَإِنِّي إِذا سميت لي لطروب) (فَلَو كَانَ ذَنبي أَن أَدِيم لودكم ... حَياتِي بذكراكم فلست أَتُوب) (إِذا حضرت هَاجَتْ وساوس مهجتي ... وتزداد بِي الأشواق حِين تغيب) (فوا أسفا لَا فِي الدنو وَلَا النَّوَى ... أرى عيشتي يَا عتب مِنْك تطيب) (بقلبي من حبيك نَار وجنة ... ولي مِنْك دَاء قَاتل وطبيب) (فَأَنت الَّتِي لولاك مَا بت ساهرا ... وَلَا عاودتني زفرَة ونحيب) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (لنا صديق يغر الأصدقاء وَلَا ... نرَاهُ مذ كَانَ فِي ود لَهُ صدقا) (كَأَنَّهُ الْبَحْر طول الدَّهْر تركبه ... وَلَيْسَ تأمن مِنْهُ الْخَوْف والغرقا) 75 - الْمُغنِي ابْن عطايا شرف الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر عطود مولى الْأَنْصَار وَقيل مولى مزينة أَبُو هَارُون كَانَ ينزل قبَاء وَكَانَ حسن الْوَجْه طيب الْغناء وَالصَّوْت جيد الصَّنْعَة حسن الْوَجْه والمروءة فَقِيها قَارِئًا يُغني مرتجلا أدْرك دولة بني أُميَّة وَبَقِي إِلَى أول أَيَّام الرشيد وَكَانَ معدل الشَّهَادَة بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ أَيَّام بني الْعَبَّاس مُنْقَطِعًا إِلَى سُلَيْمَان بن عجل وَتُوفِّي فِي خلَافَة الْمهْدي أَو فِي أول خلَافَة الرشيد (عَطِيَّة) 76 - الْقرظِيّ عَطِيَّة الْقرظِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة قَليلَة توفّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَقَالَ ابْن عبد الْبر لَا أَقف على اسْم أَبِيه كَانَ من سبي قُرَيْظَة وَوجد يَوْمئِذٍ لم

ينْبت فخلي سَبيله روى عَنهُ مجاهدة وَعبد الْملك بن عُمَيْر وَكثير بن السَّائِب إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي حَدِيث السَّائِب تَصْرِيح باسمه 7773 - السَّعْدِيّ عَطِيَّة بن عَرَفَة السَّعْدِيّ وَيُقَال لَهُ ابْن عَامر أَبُو مُحَمَّد روى عَنهُ أهل الْيمن واهل الشَّام وَهُوَ جد عُرْوَة بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة أَتَى فِي أنَاس من بني سعد إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ أَصْغَرهم فخلفوه فِي رِجَالهمْ ثمَّ أَتَوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقضى حوائجهم ثمَّ قَالَ هَل بَقِي مِنْكُم أحد قَالُوا يَا رَسُول الله غُلَام منا خلفناه فِي رحالنا فَأَمرهمْ أَن يبعثوا بِهِ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ مَا أَغْنَاك الله فَلَا تسْأَل النَّاس شَيْئا فَإِن الْيَد الْعليا هِيَ المنطية وَإِن الْيَد السُّفْلى هِيَ المنطاة وَإِن مَال الله مسؤول ومنطي فَكَلمهُ بلغته وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه 78 - الْمَازِني عَطِيَّة بن يسر الْمَازِني أَخُو عبد الله بن بسر وَلَهُمَا صُحْبَة توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ روى عَنهُ مَكْحُول حَدِيث عَكَّاف بن ودَاعَة وروى لَهُ ابْن مَاجَه 79 - ابْن قيس الْمَذْبُوح عَطِيَّة بن قيس الْمَذْبُوح قَرَأَ الْقُرْآن على أم الدَّرْدَاء وَأرْسل عَن أبي بن كَعْب وَحدث عَن مُعَاوِيَة وَعبد الله بن عَمْرو وَجَمَاعَة من الصَّحَابَة قَالَ غزوت فَارِسًا زمن مُعَاوِيَة فَبلغ نفلي مِائَتي دِينَار وَقَالَ أَبُو مسْهر مولد عَطِيَّة فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة سبع وَمَات سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة وَكَذَا رَوَاهُ جمَاعَة عَن أبي مسْهر وَقيل توفّي سنة عشر وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 80 - الْعَوْفِيّ الْكُوفِي عَطِيَّة بن سعد بن جُنَادَة أَبُو الْحسن الْعَوْفِيّ الْكُوفِي روى

عَن ابْن عَبَّاس وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف يكْتب حَدِيثه وَكَذَا ضعفه غير وَاحِد قيل إِن الْحجَّاج ضربه أَرْبَعمِائَة سَوط على أَن يلعن عليا فَلم يفعل وَكَانَ شِيعِيًّا توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه 81 - أَبُو مُحَمَّد الأندلسي عَطِيَّة بن سعيد بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الأندلسي كَانَ عَارِفًا بأسماء الرِّجَال وَكَانَ يجوز السماع فَلذَلِك كَانَ المغارية يتحامونه توفّي سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة 82 - ابْن الأذخان عَطِيَّة بن عَليّ بن عَطِيَّة بن عَليّ بن الْحسن بن يُوسُف الْقرشِي الطبني القيرواني أَبُو الْفضل الْمَعْرُوف بِابْن الأذخان بِالذَّالِ وَالْخَاء المعجمتين جاور بِمَكَّة مَعَ وَالِده سِنِين وَسمع من عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ وَقدم بَغْدَاد وَكَانَ أديبا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من مجزوء الْكَامِل) // (يَا من تبرقع بالجمال ... فغض أبصار الْأَنَام) (يَا من أَبَاحَ مهجتي ... بصدوده نَار الغرام) (رفقا بقلب متيم ... أَو ردته حَوْض الْحمام) (ألحاظ أنباء الْمُلُوك ... أَشد من وَقع السِّهَام) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (قَالُوا وانكسفت شمسه ... وَمَا دروا عذر عزاريه) (مرْآة خديه جلاها الصِّبَا ... فَبَان فِيهَا فِي صدغيه) 83 - جمال الدّين بن عَطِيَّة بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن مُسلم بن رَجَاء اللَّخْمِيّ الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي الْعدْل الْكَبِير جمال الدّين أَبُو الْمَاضِي بن مكين الدّين توفّي فِي ذُو الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ

الألقاب

أشهرا سمع كرامات الْأَوْلِيَاء من مظفر بن عبد الْقوي وَتفرد بذلك وَكَانَ وَالِده من أَصْحَاب الصفراوي وجده روى عَن الْحَافِظ ابْن الْمفضل وجدهم عَطِيَّة أَخُو أَحْمد يرْوى عَن أبي بكر الطرطوشي 84 - الْكُوفِي أَبُو عَطِيَّة الواعي الْكُوفِي روى عَن ابْن مَسْعُود وَعَائِشَة وَتُوفِّي قبل الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ (الألقاب) ابْن عَطِيَّة الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة الْمُفَسّر عبد الْحق بن غَالب سبطه عبد الْحق بن مُحَمَّد ابْن العظيمي المؤرخ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ عَفَّان الْبَاهِلِيّ قَاضِي جرجان عَفَّان بن سيار الْبَاهِلِيّ قَاضِي جرجان توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ (عَفَّان) 85 - أَبُو عُثْمَان الْأنْصَارِيّ عَفَّان بن مُسلم بن عبد الله مولى عزْرَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة تَقْرِيبًا وَتُوفِّي سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ هُوَ أَبُو عُثْمَان الْبَصْرِيّ الصفار الْحَافِظ نزيل بَغْدَاد روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى الْبَاقُونَ عَن رجل عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن الْمَدِينِيّ وَابْن معِين وَالْفَلَّاس وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة والذهلي وَغَيرهم قَالَ الْعجلِيّ بَصرِي ثِقَة ثَبت صَاحب سنة وَكَانَ أول من امتحن من النَّاس بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن عَفَّان هَذَا فَامْتنعَ وَكَانَ يجْرِي عَلَيْهِ فِي الشَّهْر ألف دِرْهَم فَقطع ذَلِك عَنهُ قَالَ أشهر وأوثق من أَن يُقَال فِيهِ شَيْء وَلَا أعلم لَهُ إِلَّا أَحَادِيث مَرَاسِيل

عفير

(عفير) 86 - عفير بن معدان أَبُو عَائِذ الْحِمصِي الْمُؤَذّن قَالَ أَبُو دَاوُد صَالح ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِشَيْء توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه ابْن عفير سعيد بن عفير (عفيف الْكِنْدِيّ) 87 - عفيف بن قيس بن معد يكرب الْكِنْدِيّ يُقَال إِن عفيفا الْكِنْدِيّ الَّذِي لَهُ صُحْبَة غير عفيف بن معدي الَّذِي يرْوى عَن عمر وَقيل انهما وَاحِد وَلَا يخْتَلف أَن الْكِنْدِيّ لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ ابناه يحيى وَإيَاس قَالَ عفيف كنت رجلا فَقدمت الْحَج فَأتيت الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فوَاللَّه إِنِّي لعنده يَوْمًا إِذْ خرج رجل من خباء قريب مِنْهُ فَنظر إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا رأى الشَّمْس مَالَتْ قَامَ يُصَلِّي ثمَّ خرجت امْرَأَة من ذَلِك الخباء الَّذِي خرج مِنْهُ ذَلِك الرجل فَقَامَتْ تصلي خَلفه فَقلت للْعَبَّاس مَا هَذَا يَا أَبَا الْفضل قَالَ هَذَا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب ابْن أخي فَقلت من هَذِه الْمَرْأَة قَالَ خَدِيجَة بنت خويلد زَوجته ثمَّ خرج غُلَام حِين راهق الْحلم من ذَلِك الخباء فَقَامَ يُصَلِّي مَعَه فَقلت من هَذَا الْفَتى قَالَ هَذَا عَليّ بن أبي طَالب ابْن عَمه قلت فَمَا هَذَا الَّذِي يصنع قَالَ يُصَلِّي يزْعم أَنه نَبِي وَلم يتبعهُ على أمره إِلَّا امْرَأَته وَابْن عَمه هَذَا الْفَتى وَهُوَ يزْعم أَنه سيفتح كنوز كسْرَى وَقَيْصَر وَكَانَ عفيف يَقُول بعْدهَا أسلم وَحسن إِسْلَامه وَلَو كَانَ الله رَزَقَنِي الْإِسْلَام حِينَئِذٍ كنت ثَانِيًا من عَليّ بن أبي طَالب 88 - الْبَصْرِيّ الْفَقِيه عفيف بن سَالم البَجلِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ رَحل وطوف فِي

عقبة

طلب الْعلم وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره وَهُوَ أحد عُلَمَاء الْموصل وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة 89 - الْيَهُودِيّ الْحلَبِي الطَّبِيب عفيف بن عبد الْقَادِر بن سكرة الْيَهُودِيّ الْحلَبِي الطَّبِيب كَانَ عَارِفًا بالطب مَشْهُورا بِالْعَمَلِ وجودة النّظر وَله أَوْلَاد أَكْثَرهم اشْتغل بالطب ومقامهم بحلب وَله من الْكتب مقَالَة فِي القولنح 90 - عفيفة الفارفانية عفيفة بنت أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد أم هَانِئ الفارفانية بفائين الأصبهانية شيخة معمرة مَشْهُورَة ولدت سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَتوفيت سنة سِتّ وسِتمِائَة عفيفة بنت مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد الْمصْرِيّ أم الْحيَاء الواعظة البغدادية سَمِعت أَبَا الْوَقْت وَابْن البطي قَالَ محب الدّين بن النجار كتبنَا عَنْهَا وَكَانَت امْرَأَة صَالِحَة فاضلة صَادِقَة وَتوفيت سنة ثَمَان وسِتمِائَة ابْن عفير المغربي الشَّاعِر اسْمه سعد السُّعُود بن أَحْمد الْعَفِيف التلمساني اسْمه سُلَيْمَان بن عَليّ وَولده شمس الدّين مُحَمَّد (عقبَة) 91 - عقبَة بن أبي معيط أبان بن أبي عَمْرو بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف وَأم عقبَة آمِنَة بنت كُلَيْب بن ربيعَة وَعقبَة هَذَا عَدو رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عُرْوَة بن الزبير سَأَلت عبد الله بن عمر عَن أَشد مَا صنعه الْمُشْركُونَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بَيْنَمَا هُوَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي حجر الْكَعْبَة إِذْ أقبل عقبَة بن أبي معيط فَوضع ثَوْبه فِي عنق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فخنقه خنقا شَدِيدا فَأقبل أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ حَتَّى أَخذ بمنكبه فَدفعهُ عَنهُ وَقَالَ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله وَلما كَانَ يَوْم بدر أسر عقبَة فَقتله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبرا فَقَالَ لَهُ وَقد أَمر فِيهِ بذلك يَا مُحَمَّد أَنا خَاصَّة من قُرَيْش قَالَ نعم قَالَ فَمن للصبية بعدِي قَالَ النَّار فَلذَلِك يُسمى صبية العيط بن أبي معيط صبية النَّار

وَاخْتلف فِي قَاتله فَقيل عَليّ بن أبي طَالب ضرب عُنُقه وعنق النَّضر بن الْحَارِث وَقيل قَاتل عقبَة هُوَ عَاصِم بن ثَابت الْأنْصَارِيّ 92 - النَّوْفَلِي عقبَة بن الْحَارِث بن عَامر النَّوْفَلِي أسلم يَوْم الْفَتْح وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي وَهُوَ حجازي مكي قَالَ الزبير هُوَ الَّذِي قتل خبيب بن عدي لَهُ حَدِيث وَاحِد مَا حفظ لَهُ غَيره فِي شَهَادَة امْرَأَة على الرَّضَاع روى عَنهُ عبيد بن أبي مَرْيَم وَابْن أبي مليكَة وكنيته أَبُو سروعة وَقيل سروعة أَخُوهُ 93 - أَمِير الغرب عقبَة بن نَافِع بن عبد قيس الفِهري ولد فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر لَا تصح لَهُ صُحْبَة وَهُوَ ابْن خَالَة عَمْرو بن الْعَاصِ ولاه عَمْرو بن الْعَاصِ إفريقية هُوَ على مصر فَانْتهى إِلَى لواته وزناته فأطاعوا ثمَّ كفرُوا فغزاهم من سنته وَقتل وسبى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَفتح سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين كورا من كور السوادان وافتتح عَامَّة بِلَاد البربر هُوَ الَّذِي اختط القيروان زمن مُعَاوِيَة قَالَ ابْن عبد الْبر فالقيروان الْيَوْم حَيْثُ اختطها عقبَة بن نَافِع بِموضع يدعى الْيَوْم الْقرن فَنَهَضَ إِلَيْهِ عقبَة فَلم يُعجبهُ فَركب بِالنَّاسِ إِلَى مَوضِع القيروان الْيَوْم وَكَانَ وَاديا كثير الْأَشْجَار غيضه مأوى الوحوش والحيات فَأمر بقلع ذَلِك وَحَرقه واختط القيراون وَأمر النَّاس بالبنيان وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب لما افْتتح عقبَة بن نَافِع إفريقيا وقف على القيروان فَقَالَ يَا أهل الْوَادي أَنا حالون إِن شَاءَ الله فظعنوا ثَلَاث مَرَّات قَالَ فَمَا رَأينَا حجرا وَلَا شَجرا إِلَّا وَتخرج من تَحْتَهُ حَيَّة أَو دَابَّة حَتَّى هبطن بطن الْوَادي ثمَّ قَالَ انزلوا باسم الله وَقتل عقبَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بعد أَن غزا سوس القصوى قَتله ابْن مُلْزم الأوربي وَقتل مَعَه أَبَا المُهَاجر دِينَارا وَكَانَ كسيلة نَصْرَانِيّا ثمَّ قتل كسيلة فِي ذَلِك الْعَام أَو فِيمَا يَلِيهِ زُهَيْر بن قيس البلوي وَيَقُولُونَ إِن عقبَة كَانَ مجاب الدعْوَة

7790 - الْمُهَاجِرِي الْأنْصَارِيّ عقبَة بن وهب بن كلدة الْغَطَفَانِي شهد العقبتين وبدرا قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَ أَو من أسلم من الْأَنْصَار لِأَنَّهُ كَانَ حَلِيف بن سليم بن غنم بن عَوْف بن الْخَزْرَج وَلحق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة وَخرج مُهَاجرا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يُقَال لَهُ مُهَاجِرِي أَنْصَارِي وَقيل انه الَّذِي نزع الحلقتين من وجنتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل إِن الَّذِي نزعهما أَو عُبَيْدَة بن الْجراح عقبَة بن عُثْمَان بن خَلْدة بن مخلد بن عَامر بن زُرَيْق الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ سعد بن عُثْمَان قَالَ ابْن إِسْحَاق وَقد كَانَ النَّاس انْهَزمُوا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد حَتَّى انْتهى بَعضهم إِلَى المنقى دون الأعوض وفر عُثْمَان بن عَفَّان وَعقبَة بن عُثْمَان وَسعد بن عُثْمَان أَخَوان من الْأَنْصَار حَتَّى بلغ الْجَبَل مِمَّا يَلِي الأعوض فأقاموا بِهِ ثَلَاثًا ثمَّ رجعُوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فزعموا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لقد ذهبتم بهَا عريضة 95 - أَبُو مَسْعُود البدري عقبَة بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة أَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ مَشْهُور بكنيته وَكَانَ يسكن بَدْرًا فَقيل لَهُ البدري وَلم يشْهد بَدْرًا وَهُوَ قَول ابْن إِسْحَاق ومُوسَى بن عقبَة وَقَالَت طَائِفَة شهد بَدْرًا وَذكره البُخَارِيّ فِي الْبَدْرِيِّينَ وَلَا يَصح شُهُوده بَدْرًا واستخلفه عَليّ يَوْم خُرُوجه إِلَى صفّين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ 96 - الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ عقبَة بن صهْبَان الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ روى عَن عَائِشَة وَعُثْمَان وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه

97 - الْجُهَنِيّ الصَّحَابِيّ عقبَة بن عَامر أَبُو حَمَّاد الْجُهَنِيّ صَحَابِيّ مَشْهُور ولي مصر لمعاوية وَكَانَ كَاتبا قَارِئًا لَهُ هِجْرَة وسابقة وَله مصحف مَشْهُور كتبه بِيَدِهِ توفّي سنة ثَمَان وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وروى عَن من الصَّحَابَة جَابر وَابْن عَبَّاس وَأَبُو أُمَامَة ومسلمة بن مخلد وَرُوَاته من التَّابِعين كَثِيرُونَ وَفِي كنيته خلاف كثير 98 - الْأَزْدِيّ العوذي عقبَة بن عبد الغافر الْأَزْدِيّ العوذي روى عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَعبد الله بن مُغفل وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ 99 - السكونِي عقبَة بن خَالِد السكونِي توفِّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة عقبَة بن مكرم بن أَفْلح توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَبَقِي بن مخلد وَغَيرهم أَبُو خريم الْبَاهِلِيّ عقبَة بن الصَّهْبَاء أَبُو خريم الْبَاهِلِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ ابْن معِين وَقَالَ ابْن حَنْبَل صَالح الحَدِيث وَلم يخرجُوا لَهُ شَيْئا توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 101 - الرِّفَاعِي الْأَصَم عقبَة بن عبد الله الرِّفَاعِي الْأَصَم ضَعِيف توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ 102 - الْمعَافِرِي عقبَة بن نَافِع الْمعَافِرِي شيخ الْإسْكَنْدَريَّة وفقيهها توفّي سنة سِتّ

الألقاب

وَسِتِّينَ وَمِائَة (الألقاب) ابْن عقبَة الْحَافِظ أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْعَقْرَب الغرناطي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن شيبَة ابْن عقبَة صدر الدّين إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن العقيقي اسْمه أَحْمد بن الْحُسَيْن ابْن العقيب نور الدّين عَليّ بن أَحْمد (عقيل) 103 - أَخُو عَليّ بن أبي طَالب عقيل بن أبي طَالب أَبُو يزِيد الْهَاشِمِي أَخُو عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا أَبَا يزِيد إِنِّي أحبك حبين حبا لقرابتك مني وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك قدم الْبَصْرَة ثمَّ أَتَى الْكُوفَة ثمَّ الشَّام وَتُوفِّي فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَله دَار بِالْمَدِينَةِ مَذْكُورَة وَكَانَ قد أخرج إِلَى بدر مكْرها فَفَدَاهُ عَمه الْعَبَّاس ثمَّ أَتَى مُسلما قبل الْحُدَيْبِيَة وَشهد غَزْوَة مُؤْتَة وَكَانَ أسن من أَخِيه جَعْفَر بِعشر سِنِين وَكَانَ جَعْفَر أسن من عَليّ بِعشر سِنِين وَكَانَ عقيل أنسب قُرَيْش وأعلمهم بأيامهم وَلكنه كَانَ يعد مساوئهم وَكَانَت لَهُ طنفسة تطرح فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي عَلَيْهَا ويجتمع إِلَيْهِ فِي علم النّسَب وَأَيَّام الْعَرَب وَكَانَ أسْرع النَّاس جَوَابا وأحضرهم مُرَاجعَة فِي القَوْل وأبلغهم فِي ذَلِك وَكَانَ الَّذين يتحاكم إِلَيْهِم وَيُوقف عِنْد قَوْلهم فِي علم النّسَب أَرْبَعَة عقيل بن أبي طَالب ومخرمة بن نَوْفَل الزُّهْرِيّ وَأَبا جهم بن حُذَيْفَة الْعَدوي وخويطب بن عبد الْعزي العامري وَعقيل أَكْثَرهم ذكرا لمثالب قُرَيْش فعادوه لذَلِك وَقَالُوا فِيهِ الْبَاطِل ونسبوه إِلَى الحمقى وَاخْتلفُوا عَلَيْهِ أَحَادِيث مزورة وَكَانَ مِمَّا أعانهم عَلَيْهِ فِي ذَلِك مغاضبته لِأَخِيهِ عَليّ وَخُرُوجه إِلَى مُعَاوِيَة وإقامته مَعَه وَقَالَ مُعَاوِيَة يَوْمًا مَا بِحَضْرَتِهِ هَذَا أَبُو زيد لَوْلَا علمه بِأَنِّي خير لَهُ من أَخِيه لما أَقَامَ عندنَا وَتَركه فَقَالَ عقيل أخي خير لي فِي ديني

وَأَنت خير لي فِي دنياي وَقد أثرت دنيا وأسأل الله خَاتِمَة خير وَكَانَ عقيل لما الْتحق بِمُعَاوِيَة بَالغ مُعَاوِيَة فِي بره وإكرامه إرغاما لعَلي رَضِي الله عَنهُ فَلَمَّا قتل عَليّ واستقل مُعَاوِيَة بِالْأَمر ثقل عَلَيْهِ أَمر عقيل فَكَانَ يسمعهُ مَا يكره لينصرف عَنهُ فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا فِي الْمَسْجِد حفل بأعيان الشَّام إِذْ قَالَ مُعَاوِيَة أَتَرَوْنَ أَبَا لَهب الَّذِي أنزل الله فِي حَقه {تبت يدا أبي لَهب} المسد 1 من هُوَ فَقَالَ أهل الشَّام لَا فَقَالَ معاوي هُوَ عَم هَذَا وَأَشَارَ إِلَى عقيل فَقَالَ عقيل أتعرفون امْرَأَته الَّتِي قَالَ الله فِي حَقّهَا {وَامْرَأَته حمالَة الْحَطب فِي جيدها حَبل من مسد} من هِيَ فَقَالُوا هَذَا قَالَ هِيَ عمَّة هَذَا وَأَشَارَ إِلَى مُعَاوِيَة وَكَانَت عمته أم جميل بنت حَرْب بن أُميَّة ابْن عبد شمس بن عبد منَاف زَوْجَة أبي لَهب عبد الْعُزَّى وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَشهد غَزْوَة مُؤْتَة وروى النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَمَا احسن قَول مُحَمَّد بن شرف القيرواني // (من الوافر) // (وجدت النَّاس أَكْثَرهم طلوا ... فَلم أطل الْوُقُوف على الطلول) (ترى مَا شِئْت مِنْهُم من قَول ... وَلَكِن رب ذِي قَول فعول) (وَتسمع مِنْهُم مَا لَا ترَاهُ ... كسامع ضَرْبَة السَّيْف الكليل) (فَمن بسواك باعك فاغن عَنهُ ... كَمَا اسْتغنى عَليّ عَن عقيل) 104 - أَبُو حَكِيم الْمُزنِيّ عقيل بن مقرن أَبُو حكين الْمُزنِيّ أَخُو النُّعْمَان بن مقرن وسُويد وَمَعْقِل وَكَانُوا سَبْعَة بَنو مقرن كلهم قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَحبه وَسَيَأْتِي ذَلِك فِي ذكر النُّعْمَان وَكَانَ عقيل مِمَّن نزل الْكُوفَة 105 - أَبُو خَالِد الْأَيْلِي عقيل بن خَالِد بن عقيل الْأَيْلِي مولى عُثْمَان بن عَفَّان روى عَن أَبِيه وَعَمه زِيَادَة وعراك وَالقَاسِم ين مُحَمَّد وَعِكْرِمَة وَسَالم بن عبد الله وَكَانَ إِمَامًا حَافِظًا ثبتا ثِقَة لَازم الزُّهْرِيّ سفرا وحضرا وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة وَعقيل هَذَا بِضَم الْعين وَفتح الْقَاف 106 - المري عقيل بن علفة بن الْحَارِث بن مُعَاوِيَة بن ضباب بن جَابر بن يَرْبُوع

يَنْتَهِي إِلَى قيس بن غيلَان بن مُضر أَبُو العلمس وَأَبُو الجرباء وَأمه عمْرَة العوراء بنت الْحَارِث بن عَوْف بن أبي حَارِثَة كَانَ شَاعِرًا مجيدا فصيحا مقدما من شعراء الدولة الأموية وَكَانَ أعرج حافيا شَدِيد الهوج والغجرية والبزخ بِنِسْبَة فِي بني مرّة لَا يرى أَن لَهُ كُفؤًا فِي بَيته وَكَانَت قُرَيْش ترغب فِي مصاهرته تزوج إِلَيْهِ حلفاؤها وأشرافها تزوج يزِيد بن عبد الْملك ابْنَته الجرباء وَولدت ليزِيد ابْنا درج وَتزَوج بنته عمْرَة سَلمَة بن عبد الله بن الْمُغيرَة فَولدت لَهُ يَعْقُوب بن سَلمَة وَتزَوج ابْنَته أم عَمْرو ثَلَاثَة نفر من بني الحكم ابْن أبي الْعَاصِ يحيى والْحَارث وخَالِد وَكَانَ لعقيل جَار من بني سلامان فَخَطب إِلَيْهِ ابْنَته فَغَضب عقيل وَأخذ السلاماني فكتفه وده استه بشحم وألقاه فِي قَرْيَة النَّمْل فَأكلت خصييه حَتَّى ورم جسده ثمَّ حلّه وَقَالَ يخْطب إِلَى عبد الْملك وتجترى أَنْت عَليّ وَقَالَ لَهُ عمر بن عبد الْعَزِيز تخرج إِلَى أقاضي الْبِلَاد وَتَدَع بناتك فِي الصَّحرَاء لَا كالئ لَهُنَّ وَالنَّاس ينسبونك إِلَى الْمُغيرَة وتأبى أَن تزوج الْأَكفاء فَقَالَ إِنِّي أستعين عَلَيْهِنَّ نخلتين تكلؤهن فأستعنى عَن سواهُمَا قَالَ وَمَا هما قَالَ العرى والجوع وَغدا عقيل يَوْمًا على أَفْرَاس لَهُ عِنْد بيوته فأطلقتها ثمَّ رَجَعَ وَإِذا بنوه مَعَ بَنَاته وَإِنَّهُم مجتمعون فَشد على عملس ابْنه فحاد عَنهُ وتعنى ابْن علفة // (من الطَّوِيل) // (قضي يَا ابْنة المري أَسأَلك مَا الَّذِي ... تريدين فِيمَا كنت منيتنا قبل) (تخبرك إِن لم تنجزي الْوَعْد أننا ... ذُو دخلة لم يبْق بَينهمَا وصل) (فَإِن شِئْت كَانَ الصرم منا سجية ... وَإِن شِئْت لَا يُفْتى التكارم والبذل) فَقَالَ عقيل يَا ابْن اللخناء مني تشك نَفسك هَذَا وَشد عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ وَكَانَ عملس أَخَاهُ لأمه فحال بَينه وَبَينه فَشد على عملس بِالسَّيْفِ وَترك علفة لَا يلْتَفت إِلَيْهِ فَرَمَاهُ بِسَهْم فَأصَاب رُكْبَتَيْهِ فَسقط عقيل وَجعل يتمعك فِي دَمه وَيَقُول // (من الرجز) // (إِن بني سربلوني بِالدَّمِ ... من يلق أبطال الرِّجَال يكلم) (وَمن يكن ذَا أود يقوم ... سنشنة أعرفهَا من أقدم) وَأقسم لَا يساكن بنيه فَاحْتمل وَخرج إِلَى الشَّام فَلَمَّا اسْتَوَى على نَاقَته أطلال بَكت ابْنَته الجرباء وحنت نَاقَته فَقَالَ // (من الطَّوِيل) //

(ألم تريا أطلال حنت وشاقها ... تفرقنا يَوْم الحبيب على ظهر) (وأسبل من جرباء دمع كَأَنَّهُ ... جمان أضاع السلك أجرته فِي سطر) (لعمرك إِنِّي يَوْم أغدو وعملسا ... لكالمنتزي فِي حتفه وَهُوَ لَا يدْرِي) (وَإِنِّي لأسقيه غبوقي وإنني ... لغرثان منهول الذراعين والنحر) وَلما تزوج يزِيد بن عبد الْملك ابْنة عقيل ولدت مِنْهُ ابْنا ففرح بِهِ يزِيد ونحله وَأَعْطَاهُ فَمَاتَ الصَّبِي فورثته أمه بِحَق الثُّلُث ثمَّ مَاتَ أمه فَورثَهَا زَوجهَا وأبوها فَكتب يزِيد إِلَى عقيل أَن ابْنك وبنتك قد هلكا وَقد حسبت ميراثك مِنْهُمَا فَوَجَدته عشرَة آلَاف دِينَار فَهَلُمَّ فاقبضه فَقَالَ إِن مصيبتي يَا بني وبنتي شغلني عَن المَال وَطَلَبه فَلَا حَاجَة لي فِي ميراثهما وَقد رَأَيْت عنْدك فرسا سبقت عَلَيْهِ النَّاس فأعطينه أجعله فحلا لخيلي فَبعث إِلَيْهِ يزِيد بالفرس 107 - الْبَنْدَنِيجِيّ الْعَرُوضِي عقيل بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن أَحْمد أَبُو سعد الهمذاني من أهل البندنيجيين كَانَ أديبا فَاضلا شَاعِرًا حسن الْمعرفَة بالعروض والقوافي روى عَنهُ أَبُو البركات ابْن السَّقطِي فِي مُعْجم شُيُوخه قَالَ عقيل رَأَيْت قس بن سَاعِدَة فِي النّوم على نهر البندنيجيين وَهُوَ على جمل أَو ورقه كَمَا يَحْكِي يغط النَّاس فتقدمت إِلَيْهِ وَأخذت بزمام الْجمل وَقلت يَا قس سل رَبك أَن يغْفر لي فَقَالَ أَنا فَقير لما سَأَلت فاعمل لما أملت أما وبارئ النسيم إِن الْمنْهَج لقيم تُوبُوا إِلَى الله خير متاب تدْخلُوا الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب 108 - أَبُو عقيل الْحَنْبَلِيّ عقيل بن عَليّ بن عقيل بن مُحَمَّد بن عقيل أَبُو الْحسن ابْن أبيس الْوَفَاء الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ تفقه على وَالِده وَتكلم فِي مجْلِس المناظرة وَقَرَأَ الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَكتب الْخط الْمليح وَسمع من هبة الله ابْن عبد الرَّزَّاق الْأنْصَارِيّ وَعلي بن الْحُسَيْن بن أَيُّوب الْبَزَّاز وَغَيرهمَا وَتُوفِّي شَابًّا فِي حَيَاة وَالِده سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وصبر وَالِده صبرا

عَظِيما وَلم يُغير هَيئته وَصلى عَلَيْهِ بجنان ثَابت وَجَاء إِلَيْهِ وَهُوَ ملفوف فِي أَكْفَانه لَا يبين مِنْهُ إِلَّا وَجهه فأكب عَلَيْهِ فَقبله وَقَالَ يَا بني استودعتك الله الَّذِي لَا تضيع ودائعه الرب خير لَك من الْأَب ثمَّ مضى وَقَالَ لَوْلَا أَن الْقُلُوب توقن باجتماع ثَان لتفطرن المرائر لفراق المحبوبين وَكَانَ يَقُول سُبْحَانَ من يقتل أَوْلَادنَا ونحبه وَمن شعر أبي الْحسن الْمَذْكُور // (من المديد) // (شاقة والشوق من غَيره ... طلل عاف سوى أَثَره) (مقفر إِلَّا معالمه ... واكف بالودق من مطره) (فانثنى والدمع منهمل ... كانسلال السلك عَن درره) (طاويا كشحا على نوب ... مسحتات لسن من قطره) (رحْلَة الأحباب عَن وطني ... وحلول الشيب فِي شعره) (شيم للدهر لُغَة ... مستبنيات لمختبره) (وَقبُول الدل مبسمها ... أَبْلَج لغير عَن خصره) (دودة جيداء ناعمة ... تستزيد الطّرف من نظره) (هز عطفيها الشَّبَاب كَمَا ... مَاس غُصْن البان فِي شَجَره) (ذَات فرع فَوق ملتمع ... كدجى أبدى سنا قمره) (وبنان زانه ترف ... زَاده التَّسْلِيم عَن خضره) (خصرها يشلو روادفها ... كاشتاء الصب من سهره) (نصبت عَيْني لَهَا غَرضا ... فَهُوَ مصمي بمعتوره) (وزهت تيها كَأَن لَهَا ... نسبا يزهى بمفتخره) (وأناخت فِي فتار ملك ... دنت الأخطار عَن خطره) قلت هَذِه القصيدة على وزن قصيدة أبي نواس الَّتِي عارضها عَليّ بن جبلة وَسَتَأْتِي فِي تَرْجَمته

الألقاب

109 - أَبُو طَالب بن الخشاب الدِّمَشْقِي عقيل بن يحيى أَبُو طَالب ابْن الخشاب الدِّمَشْقِي ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ لَقيته شَيخا وَقد مدح الْملك النَّاصِر بقصيدتين وَأورد لَهُ // (من الْكَامِل) // (قضب النقا هزت عَلَيْك قدودا ... وأرتك آرام الْخيام خدودا) (وبمهجتي من هز مِنْهَا قدها ... بيد الْجمال على النقا أملودا) (هيفاء جاذب ردفها من عطفها ... خصرا ترَاهُ على الصِّبَا معقودا) (رقت معاقده ورق فخلته ... عدما يضارع فِي الظنون وجودا) وَله رِسَالَة النسْر والبلبل نظم ونثر جودها وَذكر بَعْضهَا الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة (الألقاب) ابْن عقيل نجم الدّين مُحَمَّد بن عقيل وَعقيل بن عَليّ بهاء الدّين بن عقيل عبد الله بن عبد الرَّحْمَن العقيمي عمر بن إِبْرَاهِيم القعيلي الشريف عَليّ بن الْحُسَيْن بن عقيل أَبُو الْوَفَاء عَليّ بن عقيل 110 - أَبُو مَرْوَان الْقُرْطُبِيّ عريب بِفَتْح الْعين وَكسر الرَّاء ابْن مُحَمَّد بن مصرف بن عريب الْقُرْطُبِيّ أَبُو مَرْوَان قتل خطأ على بَاب دَاره فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعمِائَة لَهُ سَماع بالمشرق على أبي الْحسن ابْن جَهْضَم بِمَكَّة وَكَانَ من أهل الْأَدَب وَالشعر حسن الْإِيرَاد للْأَخْبَار عريب أَبُو عمار الهمذاني الدهني يعد فِي الْكُوفِيّين

الألقاب

سمع عمار بن يَاسر وَقيس بن سعد وَتُوفِّي قبل الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ (الألقاب) ابْن عَرَبِيَّة عَليّ بن الْحُسَيْن بن العريف الأندلسي أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى ابْن العريف الْحسن بن الْوَلِيد ابْن عريهة عَتيق بن عُثْمَان عز الدولة ابْن بويه اسْمه بختيار ابْن الغزازي بدر الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان الغزازي الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن عبد الْملك (عزة) 111 - عزة بنت أبي سُفْيَان بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس أُخْت أم حَبِيبَة رَضِي الله عَنْهُن ذكرهَا يزِيد بن أبي حبيب عَن ابْن شهَاب فِي حَدِيث أم حَبِيبَة فِي الرَّضَاع خرج حَدِيثهَا مُسلم عزة الأشجعية حَدِيثهَا عِنْد الْأَشْعَث بن سوار عَن مَنْصُور عَن أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ عَن مولاته عزه قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ويلكين من الأحمرين الذَّهَب والزعفران عزة بنت كابل أَو خابل روى عَنْهَا حَدِيث وَاحِد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِسْنَاده لَيْسَ بالقائم عزة بنت الْحَارِث أُخْت مَيْمُونَة ولبابة

قَالَ ابْن عبد الْبر لم أر أحدا ذكرهَا فِي الصَّحَابَة وأظنها لم تدْرك الْإِسْلَام عزة امْرَأَة من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم حَدِيثهَا عَن عَطاء بن مَسْعُود الكعبي عَن أَبِيه أَن عمته عزة أخْبرته أَنَّهَا قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبايعها على أَلا يَزْنِين وَلَا يَسْرِقن وَلَا يؤذين فيبدين أَو يخفين قَالَت عزة أما الْإِيذَاء فقد كنت عَرفته وعلمته وَهُوَ قتل الْوَلَد فَلم أسأَل عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأما المخفى فَلم يُخْبِرنِي بِهِ وَقد وَقع من نَفسِي أَنه إِفْسَاد الْوَلَد فوَاللَّه لَا أفسد ولدا لي أبدا فَلم تفْسد ولدا لَهَا حَتَّى مَاتَت عزة الميلاء كَانَت من موالى الْأَنْصَار سكنت الْمَدِينَة وَهِي أقدم من غنى الْغناء الْموقع من النِّسَاء بالحجاز وَمَاتَتْ قبل جميلَة وَقد أَخذ عَنْهَا معبد وَمَالك وَابْن مُحرز وَغَيرهم من أهل مَكَّة وَالْمَدينَة وَكَانَت من أجمل النِّسَاء وَجها وأحسنهن جسما وَكَانَت تتمايل فِي مشيتهَا فسميت الميلاء وَقيل بل كَانَت تلبس الملاء وتتشبه بِالرِّجَالِ وَكَانَت مغراة بِشرب النَّبِيذ وَكَانَت تَقول خُذْهُ ملاء أردده فَارغًا وَقَالَ معبد كَانَت عزة من أحسن النَّاس ضربا بِالْعودِ وَكَانَت مطبوعة على الْغناء لَا يعييها أَدَاؤُهُ وَلَا تأليفه وَكَانَت تغني أغاني القيان من القدماء مثل سِيرِين وذنب وَخَوْلَة والرباب وسلمى ورائقة أستاذتها وَلما قدم نشيط وسائب خاثر الْمَدِينَة غَنِيا أغاني بِالْفَارِسِيَّةِ فلقنت عزة عَنْهُمَا نغمهما وألفت عَلَيْهِ ألحانا عَجِيبَة فَهِيَ أول من فتن أهل الْمَدِينَة بِالْغنَاءِ وحرض نِسَاءَهُمْ ورجالهم عَلَيْهِ 112 - عزة بنت حميد عزة بنت وَقاص بن حَفْص بن إِيَاس الغفارية صَاحِبَة كثير الشَّاعِر دخلت على عبد الْملك بن مَرْوَان وَهُوَ لَا يعرفهَا فَرفعت ظلامتها إِلَيْهِ فأعجبه كَلَامهَا فَقَالَ لَهُ بعض جُلَسَائِهِ هَذِه عزة كثير فَقَالَ لَهَا إِن أَحْبَبْت أَن أرد إِلَيْك ظلامتك فأنشديني مَا قَالَه كثير فِيك فاستحيت وَقَالَت سمعتهم يحكون أَنه قَالَ // (من الطَّوِيل) // (قضى كل ذِي دين فوفى غَرِيمه ... وَعزة ممطول معنى غريمها) فَقَالَ عبد الْملك لَيْسَ عَن هَذَا سَأَلتك وَلَكِن أنشديني قَوْله // (من الطَّوِيل) //

الألقاب

(وَقد زعمت أَنِّي تَغَيَّرت بعْدهَا ... وَمن ذَا الَّذِي يَا عز لَا يتَغَيَّر) (تغير جسمي والخليقة وكالذي ... عهِدت وَلم يخبر بسرك مخبر) مَا كَانَ ذَاك السِّرّ قَالَت مَا سَمِعت هَذَا وَلَكِن سمعتهم يحكمون عَنهُ انه قَالَ // (من الطَّوِيل) // (كَأَنِّي أنادي صَخْرَة حِين أَعرَضت ... من الصم لَو تمشي بهَا العصم زلت) (صفوح فَمَا تلقاك إِلَّا بخيلة ... فَمن رام مِنْهَا ذَلِك الْوَصْل ملت) فَقضى عبد الْملك حَاجَتهَا ورد مظلمتها وَوَصلهَا وَقَالَ أدخلوها على الْجَوَارِي يَأْخُذن من أدبها 113 - عزْرَة الْأنْصَارِيّ عزْرَة بنت ثَابت بن أبي زيد الْأنْصَارِيّ وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَابْن معِين وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم (الألقاب) العزفي الْخَطِيب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد العزفي صَاحب سبتة أَبُو الْقَاسِم بن أَحْمد ابْن عزور الْحُسَيْن بن عَليّ التركي النَّحْوِيّ عَليّ بن بكمش العزيزي اسْمه أَبُو بكر مُحَمَّد بن عُزَيْر (عَزِيز) 114 - عَزِيز ابْن الْأَشْعَث عَزِيز بن الْفضل بن فضَالة بن مِخْرَاق بن عبد لرحمن بن عبيد الله بن مِخْرَاق الْهُذلِيّ يعرف بِابْن الْأَشْعَث أخباري راوية لغَوِيّ نحوي ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي كتاب الفهرست لَهُ من الْكتب كتاب صِفَات الْجبَال والأودية وأسمائها بِمَكَّة وَمَا والاها وَكتاب لُغَات هُذَيْل

115 - صَاحب مرسية عَزِيز بن خطاب الْأَزْدِيّ من بَيت جليل بمرسية ظهر بهَا فِي مُدَّة بني عبد الْمُؤمن فِي الْعلم واشتهر بالزهد والعفة عَن الدُّخُول فِي أُمُور الدُّنْيَا إِلَى أَن ملك ابْن هود الأندلسي فَصَارَ جَلِيسا لَهُ ومشيرا وَمَا زَالَ يرتقي فِي أُمُور الْملك إِلَى أَن مَاتَ ابْن هود فغلب على مرسية وَأخرج مِنْهَا ابْن هود وخطب لنَفسِهِ وَذَلِكَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فَلم تطل مدَّته وحسده أَعْيَان بَلَده وخاطبوا زبان بن مردنيش ملك بلنسية فَأقبل إِلَى مرسية وَحصر بهَا وَظهر من عَزِيز من سفك الدِّمَاء وَالْكَلب على الدُّنْيَا مَا لم يقدر فِيهِ وَنقص من عُيُون النَّاس فَأَبْغضُوهُ وأسلموه فَدخل زبان عَلَيْهِ وَضرب عُنُقه وَهُوَ الْقَائِل // (من الْكَامِل) // (إربأ بِنَفْسِك أَن تكون مُتَابعًا ... مَا الْحر إِلَّا من يؤم فَيتبع) (لَا يدفعن الذل عَنْك ... مُقَدرا مَا بالحذار يذاد مَا تتَوَقَّع) 116 - القَاضِي شيذلة عزيزي بن عبد الْملك بن مَنْصُور أَبُو الْمَعَالِي الجيلي القَاضِي الملقب بشيذلة ورد بَغْدَاد وسكنها وَولي قَضَاء بَاب الأزج مُدَّة وَكَانَ مطبوعا فصيحا كثير الْمَحْفُوظ حُلْو النادرة جمع كتابا فِي مصَارِع العشاق ومصائبهم روى عَنهُ شهدة وَأَبُو عَليّ ابْن سكرة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وصنف فِي الْفِقْه وأصول الدّين وَجمع كثيرا من أشعار الْعَرَب وَكَانَ يناظر بِمذهب الْأَشْعَرِيّ وَله كتاب بَيَان الْبُرْهَان فِي علم البلاغة 117 - الشلمكي عَزِيز بن مُحَمَّد الشلمكي الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ الْعِمَاد وَالْكَاتِب أدْرك عمي الْعَزِيز ومدحه وعاش بعده وَكبر سنه حَتَّى انحنى ظَهره أدْركْت زَمَانه لكنه توفّي وَأَنا بِبَغْدَاد وَأورد لَهُ قَوْله // (من الْكَامِل) // (أفدي قواما قد حَنى قدى خُنْثَى ... بغاقه عاودت ريعان الصِّبَا) (فَكَأَنَّهُ وكأنني فِي شكلنا ... ألف وَلَام بالعناق تركبا)

الألقاب

(الألقاب) العزير تسمى بِهِ جمَاعَة مِنْهُم الْعَزِيز بِاللَّه الفاطمي صَاحب مصر واسْمه نزار والعزيز ابْن صَلَاح الدّين صَاحب مصر اسْمه عُثْمَان بن يُوسُف والعزيز صَاحب الصبيبة اسْمه عُثْمَان بن أبي بكر بن مُحَمَّد والعزيز بن الظَّاهِر صَاحب حلب اسْمه مُحَمَّد بن غَازِي والعزيز بن بويه اسْمه خسرو فَيْرُوز والعزيز عَم الْعِمَاد الْكَاتِب اسْمه أَحْمد بن حَامِد (عساف) 118 - أَمِير آل مرا البدوي عساف بن أَحْمد بن حجى زعيم آل مرا أَعْرَابِي شرِيف مُطَاع هُوَ الَّذِي حمى النَّصْرَانِي الَّذِي سبّ فدافع عَنهُ بِكُل مُمكن كَانَ نَصْرَانِيّ بالسويداء فَحصل بمنه تعرض للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلطع زين الدّين الفارقي وَابْن تَيْمِية فِي جمع كَبِير من الصلحاء والعامة إِلَى الْأَمِير عز الدّين أيبك الْحَمَوِيّ وَكَلَّمَاهُ فِيهِ فَأجَاب إِلَى إِحْضَاره وَخَرجُوا فَرَأى النَّاس عسافا فكلموه وَكَانَ مَعَه بدوي فَقَالَ انه خير مِنْكُم فرجمه الْخلق بِالْحِجَارَةِ وهرب عساف وَبلغ النَّائِب الْخَبَر فَغَضب وَطلب الشَّيْخَيْنِ وأخرق بهما وضربهما بَين يَدَيْهِ وحبسهما بالعذراوية وَضرب جمَاعَة من الْعَوام وعلق جمَاعَة وَبلغ النَّصْرَانِي الْوَاقِعَة فَأسلم وَعقد مجْلِس فأحضر القَاضِي ابْن الخوبي واستفتاهم فِي حقن دَمه بعد الْإِسْلَام فَقَالُوا مَذْهَبنَا أَن الْإِسْلَام يحقن دَمه وأحضر الفارقي فوافقهم فَأطلق ثمَّ أحضر النَّصْرَانِي إِلَى دمشق وَحبس فَقَامَ الأعسر فِي إِطْلَاقه وَأطلق فشق ذَلِك على الْمُسلمين وَأما عساف هَذَا فَقتله جماز بن سُلَيْمَان وَهُوَ ابْن أخي عساف بِالْقربِ من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَفَرح النَّاس وَحِينَئِذٍ صنف الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية كتاب الصارم المسلول على شاتم الرَّسُول وَكَانَت قتلة عساف سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة

الألقاب

(الألقاب) ابْن عَسَاكِر جمَاعَة مِنْهُم القوصي أَبُو بكر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ثَلَاثَة وَأمين الدّين اسْمه عبد الصَّمد بن عبد الْوَهَّاب وَالْحسن بن مُحَمَّد وتاج الدّين بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن وفخر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد والحافظ الْكَبِير عَليّ بن الْحُسَيْن بن هبة الله وصائن الدّين هبة الله أَبُو الْحسن وعماد الدّين عَليّ بن الْقَاسِم وبهاء الدّين الْقَاسِم بن عَليّ بن الْحسن وبهاء الدّين الْقَاسِم بن مظفر ومجد الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل (عَسْكَر) 119 - عَسْكَر أَبُو تُرَاب اليخشبي الزَّاهِد عَسْكَر بن الْحصين أَبُو تُرَاب الزَّاهِد من كبار مَشَايِخ الطَّرِيق ويخشب بِالْيَاءِ آخر الحوف وَالْخَاء الْمُعْجَمَة والشين الْمُعْجَمَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة هِيَ نسف بلد من نواحي بَلخ صحب حاتما الْأَصَم وَغَيره وَكَانَ صَاحب أَحْوَال وكرامات قَالَ إِذا رَأَيْت الصوي قد سَافر بالاركوة فَاعْلَم أَنه قد ترك الصَّلَاة وَكَانَ كثير الْحَج فَانْقَطع ببادية الْحجاز فنهشته السبَاع سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ (الألقاب) العسكري يُطلق على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو أَحْمد العسكري اللّغَوِيّ صَاحب التَّصْحِيف اسْمه الْحسن بن عبد الله وَأَبُو هِلَال العسكري صَاحب كتاب الْأَوَائِل وَغَيره اسْمه الْحسن بن عبد الله أَيْضا وَأَبُو مُحَمَّد العسكري الْمصْرِيّ اسْمه الْحسن بن رَشِيق الْمُحدث عَليّ بن سعيد ابْن عَسَاكِر عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد العسجدي أَحْمد بن مُحَمَّد

الألقاب

الْعَسْقَلَانِي جمال الدّين الْمقري إِبْرَاهِيم بن دَاوُد 120 - أَبُو عَليّ العسكري عسل بِالْعينِ وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ ابْن ذكْوَان العسكري من أهل عَسْكَر مكرم ويكنى أَبَا على يروي عَن الْمَازِني والرياشي دماد ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فِي كتاب الفهرست وَقَالَ كَانَ فِي أَيَّام الْمبرد وَلم يذكر تَارِيخ وَفَاته وَله من الْكتب كتاب الْجَواب المتكت وَكتاب أَقسَام الْعَرَبيَّة العشاب الْقُرْطُبِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد العشاب ابْن الرومية أَحْمد بن مُحَمَّد بن مفرج العشاب المربي يُوسُف بن فتوح 121 - الشَّاعِر الضَّبِّيّ العشنق بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون وَبعدهَا قَاف الضَّبِّيّ الشَّاعِر ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد فِي كتاب الورقة فَقَالَ بغدادي من أَصْحَاب أبي نواس وَكَانَ فِي عصره وَله أشعار جِيَاد وَمن قَوْله // (من الوافر) // (أيامن لَا يثيب على الْوِصَال ... وَيَا من لَا يُجيب لدي السُّؤَال) (وَيَا من قَوْله لي حِين أَشْكُو ... إِلَيْهِ مت بدائك لَا أُبَالِي) (أَلَسْت ترى الَّذِي ألْقى فترثي ... لطول حسابتي ولسوء حَالي) (وَقد أبدت لَك العينان أَنِّي ... على طول اعتلالك غير قالي) (وَلست وَإِن بدأت بِقطع حبلي ... على حَال لوصلكم بسالي) (تَعَالَى الله مَا أسلال عني ... كَذَلِك كل طلق الْقلب خَالِي) (الألقاب) ابْن العصار عَليّ بن عبد الرَّحِيم عِصَابَة الجرجرائن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بَنو أبي عصرون جمَاعَة مِنْهُم تَاج الدّين مُحَمَّد بن عبد السَّلَام ومحي الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد وشهاب الدّين عبد السَّلَام بن المطهر وقطب الدّين أَحْمد بن عبد السَّلَام وَشرف الدّين عُثْمَان بن مُحَمَّد ومحيى الدّين عمر بن مُحَمَّد وَشرف الدّين عبد

الله بن مُحَمَّد بن عُصْفُور 122 - أَبُو الشبل البرجمي عصم عصم بن وهب أَبُو الشبل البرجمي الشَّاعِر كَانَ من البراجم مولده بِالْكُوفَةِ وَنَشَأ وتأدب بِالْبَصْرَةِ وَقدم سر من رَأْي أَيَّام المتَوَكل ومدحه وَكَانَ صَاحب نادرة كثير الْغَزل مَاجِنًا نَفعه على المتَوَكل واختص بِهِ وَأفَاد مِنْهُ نعْمَة طائلة وأثرى ومدحه بِأَبْيَات مِنْهَا // (من مجزوء الْكَامِل) // (أقبلي فالخير مقبل ... واتركي قَول الْمُعَلل) (وثقي بالنجح إِذْ أَبْصرت ... وَجه المتَوَكل) (ملك ينصف يَا ظالمتي ... فِيك ويعدل) (فَهُوَ الْغَايَة والمأمول ... يرجوه المؤمل) وَكَانَت لَهُ ثَلَاثِينَ بَيْتا فَأمر لَهُ لكل بَيت بِأَلف دِرْهَم فَانْصَرف بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَكَانَ لَهُ صديق طيب أَحمَق فَمَاتَ فرثاه بقوله // (من الْخَفِيف) // (قد بكاه بَوْل الْمَرِيض بدمع ... واكف فَوق مقلتيه ذروف) (ثمَّ شعت جُيُوبهنَّ الْقَوَارِير ... عَلَيْهِ وَنحن نوح اللهيف) (يَا فَسَاد الْخِيَار شنير والأقراص ... طرا وَيَا كساد السقوف) (لهف نفس على صنوف رقاعات ... تولت مِنْهُ وعقل سخيف) وَكَانَ قد مدح مَالك بن طوق وَهُوَ أَمِير على الأهواز بِشعر عَجِيب فَبعث إِلَيْهِ صرة مختومة فِيهَا مائَة دِينَار فظنها دَرَاهِم فَردهَا وَكتب مَعهَا // (من الطَّوِيل) // (فليت الَّذِي جَادَتْ بِهِ كف مَالك ... وَمَالك مدسوسان فِي آست أم مَالك) (وَكَانَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فِي استها ... فأيسر مَفْقُود وأيسر هَالك) فَلَمَّا قَرَأَ الرقعة أَمر بإحضاره فأحضر قَالَ يَا هَذَا ظلمتنا واعتدين علينا فَقَالَ قدرت عنْدك ألف دِرْهَم فوصلتني بِمِائَة دِرْهَم فَقَالَ افتحها فَفَتحهَا فَإِذا هِيَ مائَة دِينَار فَقَالَ أَقلنِي أَيهَا الْأَمِير قَالَ قد أقلتك وَلَك مَا تحب أبدا مَا بقيت وقصدتني ورأي يَوْمًا إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس يكْتب فَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (ينظم اللُّؤْلُؤ المنثور مَنْطِقه ... وينظم الدّرّ بالأقلام فِي الْكتب)

الألقاب

(الألقاب) أَبُو عصيدة صَاحب تونس اسْمه مُحَمَّد بن يحيى أَبُو عصيدة النَّحْوِيّ اسْمه أَحْمد بن عبيد عضد الدولة بن بويه فناخسرو الْعقيلِيّ الإسكافي جَعْفَر الدّين بن مُحَمَّد (عضد) 123 - الخوجا ابْن قَاضِي يزدْ عضد عضد بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة الشريف الخواجكي الْمَعْرُوف بِابْن القَاضِي يزدْ كَانَ أحد الخواجكية الَّذين للسُّلْطَان بو سعيد أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله قَالَ أَخْبرنِي الخواجا مجد الدّين إِسْمَاعِيل السلَامِي أَن الْمَذْكُور كَانَ فِيهِ تسلط على الْوَزير وَمن حول السُّلْطَان ففكروا فِي إبعاده فحسنوا لبو سعيد أَن يجهزه رَسُولا إِلَى الْهِنْد إِلَى السُّلْطَان مُحَمَّد بن ظغلق قَالَ فجهزه فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ وَأَقْبل عَلَيْهِ وَكَانَ يقربهُ ويؤثر كَلَامه ويسامره فَأعْطَاهُ شَيْئا كثيرا إِلَى الْغَايَة وَلما كَانَ فِي بعض الْأَيَّام قَالَ ادخُلُوا بِهِ إِلَى الخزائن فعرضوها عَلَيْهِ وَقَالُوا أمرنَا السُّلْطَان أَنَّك مهما أردْت مِنْهَا وَأَعْجَبَك تَأْخُذهُ فاخذ من جَمِيع الخزائن مُصحفا فحكي ذَلِك للسُّلْطَان فاحضره وَأنكر عَلَيْهِ عدم أَخذه فَقَالَ السُّلْطَان قد أغناني بإحسانه عَن جَمِيع مَا رَأَيْت وَلم يكن بِي غنى عَن كتاب الله فأعجبه ذَلِك وَأمر لَهُ بِأَلف ألف دِينَار فَحملت إِلَيْهِ وَلما أعَاد وقارب الْبِلَاد وَبلغ الْوَزير الْخَبَر فحسنوا لبو سعيد أَن يَجْعَل أَحْمد أَمِير الكسه وَمَعْنَاهُ أَن يكون لَهُ الحكم أَيْن حل من المملكة وَأَن يفعل مَا أَرَادَ فَتوجه أَطْرَاف مملكة بو سعيد وَأخذ مِمَّا حضر مَعَ الشريف عضد مبلغ مِائَتي ألف دِينَار وَضرب مِنْهَا أواني وَقدم بعض الْأَوَانِي الذَّهَب لبو سعيد أَو كَمَا قَالَ 124 - أَبُو مُحَمَّد اللَّيْثِيّ الْمدنِي عَطاء عَطاء بن يزِيد أَبُو مُحَمَّد اللَّيْثِيّ الجندعي

الْمدنِي نزيل الشَّام وَحدث عَن تَمِيم الدَّارِيّ وَأبي هُرَيْرَة وَأبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَأبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ كَانَ من عُلَمَاء التَّابِعين وثقاتهم وَتُوفِّي سنة سبع وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 125 - التَّابِعِيّ الْمَكِّيّ عَطاء بن أبي رَبَاح أسلم أَبُو مُحَمَّد الْمَكِّيّ مولى قُرَيْش أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام من التَّابِعين ولد فِي خلَافَة عُثْمَان وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَمِائَة على الصَّحِيح سمع عَائِشَة وَأَبا هُرَيْرَة وَأُسَامَة بن زيد وَأم سَلمَة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَأَبا سعيد الْخُدْرِيّ وخلقا كَانَ إِمَامًا سيدا أسود مفلفل الشّعْر من مولدِي الْجند فصيحا عَلامَة انْتَهَت إِلَيْهِ الْفَتْوَى بِمَكَّة مَعَ مُجَاهِد وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ قَالَ أَبُو حنيفَة مَا رَأَيْت أفضل من عَطاء وَقَالَ ابْن جريج كَانَ الْمَسْجِد فرَاش عَطاء عشْرين سنة قَالَ ابْن معِين كَانَ معلم كتاب دهرا قَالَ ابْن سعيد كَانَ أَعور قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَيْسَ فِي المرسلات أَضْعَف من مرسلات الْحُسَيْن وَعَطَاء كَانَا يأخذان عَن كل أحد قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين عَطاء حجَّة بِالْإِجْمَاع وَكَانَ مَوته فِي شهر رَمَضَان وَقَالَ ابْن أبي ليلى حج عَطاء سبعين حجَّة وعاش مائَة سنة قَالَ ابْن خلكان حكى أَبُو الْفتُوح الْعجلِيّ فِي كتاب شرح مشكلات الْوَسِيط وَالْوَجِيز فِي الْبَاب الثَّالِث من كتاب الرَّهْن مَا مِثَاله وَحكي عَن عَطاء أَنه كَانَ يبْعَث بجواريه إِلَى ضيفانه وَالَّذِي أعتقد أَن هَذَا بعيد فَإِنَّهُ لَو رأى الْحل لَكِن الْمُرُوءَة والغيرة تأبى ذَلِك فَكيف يظنّ ذَلِك بِمثل هَذَا السَّيِّد الإِمَام وَلم أذكرهُ لمراجعته وَقَالَ ابْن خلكان قبل هَذَا وَنقل أَصْحَابنَا أَنه كَانَ يرى إِبَاحَة وَطْء الْجَوَارِي بِإِذن أربابهن وَكَانَ أسود أفطس مفلفل الشّعْر أَعور أشل وَعمي آخرا وإياه عَنى الشَّاعِر // (من الطَّوِيل) //

(سَأَلت الْفَتى الْمَكِّيّ هَل فِي تزاور ... وضمة مشتاق الْفُؤَاد جنَاح؟) (فَقَالَ معَاذ الله أَن يذهب التقى ... تلاصق أكباد بِهن جراح!) 126 - الْمصْرِيّ الْهُذلِيّ عَطاء بن دِينَار الْمصْرِيّ الْهُذلِيّ مَوْلَاهُم روى عَن عمار بن سعيد التجِيبِي وَحَكِيم بن شريك الْهُذلِيّ وَسَعِيد بن جُبَير وثقة أَحْمد وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ 127 - أَبُو زيد الثَّقَفِيّ عَطاء بن السَّائِب الثَّقَفِيّ أَبُو زيد أحد الْمَشَاهِير روى عَن أَبِيه وَعبد الله بن أبي أوفى وَأبي ذَر الْهَمدَانِي وَأبي وَائِل وَسَعِيد بن جُبَير وَأبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ وَطَائِفَة قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة رجل صَالح من سمع مِنْهُ قَدِيما كَانَ صَحِيحا كَانَ يخْتم كل لَيْلَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق قبل أَن يخْتَلط وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة فِي حَدِيثه الْقَدِيم وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَالْبُخَارِيّ مُتَابعَة 128 - الْعباد الْبَصْرِيّ عَطاء السليمي بِفَتْح السِّين وَكسر اللَّام العابد عَابِد الْبَصْرَة يحْكى عَنهُ أَمر يتَجَاوَز الْحَد فِي الْخَوْف والحزن أدْرك أنس بن مَالك أَخذ عَن الْحُسَيْن قَالَ خُلَيْد بن دعْلج كُنَّا عِنْد عَطاء السليمي فَقيل لَهُ إِن فلَان بن عَليّ قتل أَرْبَعمِائَة من أهل دمشق على دم وَاحِد فَقَالَ متنفسا هاه ثمَّ خر مَيتا قيل إِنَّمَا هُوَ عَطاء السَّلُولي وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة حَدثنَا بشر بن مَنْصُور قلت لعطاء السليمي أَرَأَيْت لَو أَن نَارا أشعلت ثمَّ قيل من دَخلهَا نجا ترى من كَانَ يدخلهَا فَقَالَ لَو قيل ذَلِك لَخَشِيت أَن تخرج نَفسِي فَرحا قبل أَن أصل إِلَيْهَا وَقيل إِنَّه كَانَ إِذا هبت ريح أَو رعد قَالَ هَذَا من أَجلي يُصِيبكُم لَو مت استراح

النَّاس وَقيل انه بَقِي على فرَاشه أَرْبَعِينَ سنة لَا يقوم من الْخَوْف وَلَا يخرج يوضأ على الْفراش وَيُصلي قَاعِدا مِمَّا أضناه الْخَوْف وَقيل انه كَانَ إِذا بَكَى بَكَى ثَلَاثَة أَيَّام بلياليها وَقيل انه كَانَ يمس جسده بِاللَّيْلِ يخْشَى أَن يكون قد مسخ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 129 - السَّلُولي عَطاء بن قُرَّة السَّلُولي توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه 130 - عَطاء بن أبي مُسلم عَطاء بن أبي مُسلم أحد الْكِبَار نزل دمشق وَحَدِيثه عَن أبي الدَّرْدَاء والمغيرة بن شُعْبَة وَابْن عَبَّاس وَجَمَاعَة مُرْسل وروى عَن سعيد بن الْمسيب وَعُرْوَة وَابْن بُرَيْدَة وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَعَمْرو بن شُعَيْب وَنَافِع وَثَّقَهُ ابْن معِين قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ فِي نَفسه ثِقَة لكنه لم يلق ابْن عَبَّاس قيل كَانَ إِذا جلس وَلم يلق من يحدثه أَتَى الْمَسَاكِين فَحَدثهُمْ وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 131 - الْخفاف عَطاء بن مُسلم الْخفاف مُحدث كُوفِي سكن حلب قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ يهم وَقَالَ أَبُو دَاوُد ضَعِيف توفّي سنة تسعين وَمِائَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 132 - الْخُرَاسَانِي عَطاء الْمقنع الْخُرَاسَانِي وَقيل اسْمه حَلِيم كَانَ فِي مبدأ أمره قصرا من أهل مرو وَكَانَ يعرف شَيْئا من السحر والنيرنجيات فَادّعى الربوية من طَرِيق التناسخ وَقَالَ لأشياعه وَالَّذين اتَّبعُوهُ إِن الله تَعَالَى تحول إِلَى صُورَة آدم وَلذَلِك أَسجد لَهُ الْمَلَائِكَة فسجدوا إِلَّا إِبْلِيس فَاسْتحقَّ بذلك السخط ثمَّ إِنَّه تحول من صُورَة آدم إِلَى صُورَة نوح ثمَّ إِلَى صُورَة وَاحِد فواحد من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام والحكماء حَتَّى حصل

فِي صُورَة أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي ثمَّ انْتقل مِنْهُ إِلَيْهِ فَقبل قوم قَوْله ودعواه وعبدوه وقاتلوا من دونه مَعَ مَا عاينوا من عَظِيم ادعائه وقبح صورته لِأَنَّهُ كَانَ مُشَوه الْخلق أَعور ألكن قَصِيرا وَكَانَ لَا يسفر عَن وَجهه بل اتخذ وَجها من ذهب وتقنع بِهِ وَكَانَ من جملَة مَا أظهر لَهُم صُورَة قمر يطلع وَيَرَاهُ النَّاس من مَسَافَة شَهْرَيْن ثمَّ يغيب عَنْهُم فَعظم اعْتِقَادهم فِيهِ وَلم اشْتهر أمره ثار عَلَيْهِ النَّاس وقصدوه فِي قلعته الَّتِي اعْتصمَ بهَا وحصروه فَلَمَّا أَيقَن بِالْهَلَاكِ جمع نِسَاءَهُ وسقاهن سما فمتن ثمَّ تنَاول بَاقِيه فَمَاتَ وَدخل الْمُسلمُونَ قلعته وَقتلُوا من فِيهَا من أشياعه وَأَتْبَاعه وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة وَقطع رَأسه وَبعث بِهِ إِلَى الْمهْدي وَكَانَ بِمَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ الَّذِي ندب لقتاله سعيد الْخَرشِيّ وَأول ظُهُور عَطاء فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة واليه أَشَارَ المعري فِي قَوْله // (من الطَّوِيل) // (أفق إِنَّمَا الْبَدْر الْمقنع رَأسه ... ضلال وغي مثل بدر الْمقنع) وَابْن سناء الْملك فِي قَوْله أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (إِلَيْك فَمَا بدر الْمقنع طالعا ... بأسحر من ألحاظ بَدْرِي المعمم) 133 - ابْن حفاظ السّلمِيّ عَطاء الْخَادِم كَانَ شهما شجاعا فوض إِلَيْهِ مجير الدّين أبق أَمر دولته فَمد يَده فِي الظُّلم وَأطلق لِسَانه بالهجر وأفرط فِي الاحتجاب وَقصر فِي قَضَاء الأشغال فتقد مجير الدّين أبق باعتقاله وتقييده والاستيلاء على مَا فِي دَاره ومطالبته بِتَسْلِيم بعلبك وَمَا فِيهَا من مَال وغلال ثمَّ ضربت عُنُقه وَنهب الْعَوام بيوته وبيوت أَصْحَابه وَعَطَاء هَذَا هُوَ الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ مَسْجِد عَطاء خَارج الْبَاب الشَّرْقِي بِدِمَشْق وجورة عَطاء هِيَ أَرض فِيهَا أخشاب كبار من الْجور ترى أوتادا لجامع دمشق وَهِي وقف عَلَيْهِ وَقد مدحه الشُّعَرَاء عرقلة وَغَيره وَقيل إِن نور الدّين الشَّهِيد رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ قد كَاتب مجير الدّين لما أنْفق مَعَه وهاداه وَكَانَ يَقُول لَهُ الْأَمِير الْفُلَانِيّ قد خامر معي عَلَيْك فاحذره فَتَارَة يَأْخُذ أقطاع أحدهم وَتارَة يقبض عَلَيْهِ فَلَمَّا خلت من الْأُمَرَاء كَاتبه من حق عَطاء الْمَذْكُور فَجرى لَهُ مَا جرى فَقَالَ عَطاء لمجير الدّين عِنْد قَتله إِن الْحِيلَة قد تمت عَلَيْك وراحت دمشق عَن يدك فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَكَانَ ابْن مُنِير قَالَ قصيدة يمدح فِيهَا

نور الدّين وَيذكر لَهُ دمشق ويحرضه على أَخذهَا // (من الوافر) // (هِيَ الفردوس أصبح وَهُوَ عاف ... من الْعَافِي وَمن حَال خلاء) (لأسْمع صعبها وَدنت قصاها ... وأمكنك اقتياد واقتطاء) (وَمَا نعم الْعَطاء عَطاء رب ... توسطه فأبسطه عَطاء) (تفاءل باسمه فالفأل وعد ... يكون عل ظبال بِهِ الْوَفَاء) (هُوَ السَّبَب الَّذِي شدت قواه ... وهذبه لخدمتك الْقَضَاء) (وَسيف إِن تسمه تسم حساما ... وَإِن تغمد فَنَار بل ذكاء) (حبته لَك السَّعَادَة قطف رَأْي ... لنفث الخادعين بِهِ هباء) فَيُقَال إِن عَطاء كَانَ لَهُ مَعَ نور الدّين بَاطِن فِي أَخذ دمشق فَلَمَّا بلغ مجير الدّين أبق هَذَا الشّعْر كَانَ ذَلِك سَبَب قَتله لعطاء وَهَذَا اللَّائِق بواقعة عَطاء لَا أَن نور الدّين الشَّهِيد أغرى بِهِ أبق الْمَذْكُور وافترى عَلَيْهِ وَكَانَت قتلته سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 134 - الغزنوي عَطاء بن يَعْقُوب بن ناكل الغزنوي قَالَ صَاحب سر السرُور فِي بعض وَصفه وتقريظه حَتَّى إِنِّي حدثت أَن ديوَان شعره بِمصْر يَشْتَرِي بمئين من الْحمر الراقصات على الظفر وَالْمَشْهُور أَن ديوَان شعره الْعَرَبِيّ والفارسي يشترى بخراسان بأوفر الْأَثْمَان وَكَيف لَا وَمَا من كلمة من كَلَامه إِلَّا وحقها أَن تملك بالأنفس وتقتنى وتباع بالأنفس وتشتري وَمن نثره صدر كتاب كتبه إِلَى بعض الصُّدُور أَطَالَ الله بَقَاء الشَّيْخ فِي عز مَرْفُوع كاسم كَانَ وَأَخَوَاتهَا إِلَى فلك الأفلاك مَنْصُوب كاسم إِن وذواتها إِلَى سمك السماك مَوْصُوف بِصفة النَّمَاء مَوْصُول بصلَة الْبَقَاء مَقْصُور على قَضيته المُرَاد مَمْدُود إِلَى يَوْم التناد معرف بِهِ مُضَاف إِلَيْهِ مفعول لَهُ مَوْقُوف عَلَيْهِ صَحِيح سَالم من حُرُوف الْعلَّة غير معتل وَلَا مَهْمُوز بهمز الذلة يثني وَيجمع دَائِما جمع السَّلامَة وَالْكَثْرَة لَا جمع الْقلَّة والتكسير سَاكن لَا تغيره يَد الْحَرَكَة مَبْنِيّ على الْيمن وَالْبركَة مضاعف مُكَرر على تناوب الْأَحْوَال زَائِد غير نَاقص على تعاقب الْأَحْوَال مُبْتَدأ بِهِ خَبره الزِّيَادَة فَاعل مَفْعُوله الْكَرَامَة مستقبله خير من ماضيه حَالا وغده أَكثر من يَوْمه وأمسه إجلالا لَهُ الِاسْم المتمكن من إِعْرَاب الْأَمَانِي وَالْفِعْل الْمُضَارع للسيف الْيَمَانِيّ

لَازم لربعه لَا يتَعَدَّى وَلَا ينْصَرف عَنهُ إِلَى العدى وَلَا يدْخلهُ الْكسر والتنوين أبدا يقْرَأ بَاب التَّعَجُّب من يرَاهُ مَنْصُوبًا على الْحَال إِلَى أَعلَى ذاره متحركا بالدولة والتمكين منصرفا إِلَى ربوة ذَات قَرَار ومعين وَهَذَا دُعَاء دَعَوْت لَهُ على لِسَان النَّحْو وَأَنا دَاع لَهُ بِكُل لِسَان على هَذَا النَّحْو وَلَوْلَا الِاحْتِرَاز الْعَظِيم من أَن يمل الْأُسْتَاذ الْكَرِيم لسردت أَفْرَاده سردا وَجعلت أوراده وردا وجمعت أعداده عدا ونظمت لَهُ أنداده عقدا ذَلِك ليعْمَل أَنِّي لم أخنه بِالْغَيْبِ وَأَن الله لَا يهدي كيد الخائنين وَمِنْه فصل فِي كتاب الصُّحْبَة نِسْبَة من شرع الْكَرم والمعرفة عِنْد أهل النهى أوفى الذمم والأخوة لحْمَة دانية والمصافاة قرَابَة ثَانِيَة وَلَو كَانَ مَا بَين ذَات الْبَين مَا بَين القطبين لوَجَبَ أَن يقطعا عرض السَّمَاء كالمجرة مُوَاصلَة ومتصلا اتِّصَال الْكَوَاكِب مراسلة وَلَكِن الْأَقْدَام فِي العقوق سواسية والقلوب فِي رعية الْحُقُوق قاسية وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (قريض تجلى مِثْلَمَا ابتسمت أروى ... ترشفت من فِيهِ الرضاب فَمَا أروى) (تجلى كأروى فِي حجال سطورة ... وَأنزل من شم الجيال لنا أروى) (كغصن الشَّبَاب الْغُصْن عاصن بهاؤه ... وعهد اللوى ألوى بِهِ زمن ألوى) (إِذا الدَّهْر غُصْن ناضر الْعود نَاظر ... إِلَيْنَا بِمَا نهوى وَلم يلق فِي الْهوى) (قريض زَادَت لقلبي غلَّة ... وغيري بِهِ يروي الغليل إِذا يرْوى) و// (من الطَّوِيل) // (إِذا مَا نبا حد الإسنة والظبى ... فَمَا نابها فِي الحادثات بناب) (تقصف رمح الْخط وسط كتائب ... إِذا هز رمح الْخط وسط كتاب) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (الله جَازَ عِصَابَة ودعتهم ... والدمع يهمي والفؤاد يهيم) (قد كَانَ دهري جنَّة فِي ظلهم ... سَارُوا فأضحى الدَّهْر وَهُوَ جحيم) (كَانُوا غيوث سماحة وتكرم ... فاليوم بعدهمْ الجفون غيوم) (رحلوا على رغمى وَلَكِن حبهم ... بَين الْفُؤَاد المستهام مُقيم) (فَكَأَنَّمَا نثرت غَدَاة تحملوا ... مِنْهُم على ظلم الْبِلَاد نُجُوم)

(قد خَانَهُمْ صرف الزَّمَان لأَنهم ... كَانُوا كراما وَالزَّمَان لئيم) (طلقت لذاتي ثَلَاثًا بعدهمْ ... حَتَّى يعود العقد وَهُوَ تطيم) (الله حَيْثُ تحملوا جَار لَهُم ... والأمن دَار وَالسُّرُور نديم) (وَالْعين غُصْن والمناهل عذبة ... والجو طلق والرياح نسيم) قلت شعر جيد 135 - الصاحب عَلَاء الدّين عَطاء ملك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأَجَل عَلَاء الدّين الْجُوَيْنِيّ صَاحب الدِّيوَان الْخُرَاسَانِي أَخُو الصاحب الْوَزير الْكَبِير شمس الدّين كَانَ اليهما الْحل وَالْعقد فِي دولة أبغا ونالا من الجاه والحشمة مَا يتَجَاوَز الْوَصْف وَفِي سنة ثَمَانِينَ قدم بَغْدَاد ومجد الْملك العجمي فَأخذ صَاحب الدِّيوَان وغله وعاقبه وَأخذ أَمْوَاله وأملاكه وعاقب سَائِر خواصه وَلما عَاد منكوتمر من الشَّام مكسورا حمل علاي الدّين مَعَهم إِلَى همذان وَهُنَاكَ مَاتَ أبغا ومنكوتمر فَلَمَّا ملك أرغون بن أبغا طلب الْأَخَوَيْنِ فاختفيا وَتُوفِّي عَلَاء الدن بعد الاختفاء بِشَهْر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة ثمَّ أَخذ ملك اللور أَمَانًا لشمس الدّين أَخِيه من أرغون وأحضره إِلَيْهِ فغدر بِهِ وَقَتله بعد موت أَخِيه بِقَلِيل ثمَّ فوض أَمر الْعرَاق إِلَى سعد الدّين العجمي وَالْمجد بن الْأَثِير والأمير عَليّ بن جكيبان ثمَّ قتل أزق وَزِير أرغون الثَّلَاثَة بعد عَام وَكَانَ عَلَاء الدّين الْكَبِير وَأَخُوهُ فيهمَا كرم وسؤدد وخبرة بالأمور وَفِيهِمَا عدل ورفق بالرعية وَعمارَة للبلاد ولى عَلَاء الدّين تطر الْعرَاق الْعِمَاد والقزويني فَأخذ فِي عمَارَة الْفُرَات وَأسْقط عَن الفلاحين مغارم كَثِيرَة إِلَى أَن تضَاعف دخل الدِّيوَان وعمرت الْعرَاق وحفر نَهرا من الْفُرَات مبدؤه من الأنبار وَيَنْتَهِي إِلَى مشْهد عَليّ أنشأ عَلَيْهِ مائَة وَخمسين قَرْيَة وَبَالغ بعض النَّاس فَقَالَ كَانَت بَغْدَاد أَيَّام الصاحب عَلَاء الدّين أَجود مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ أَيَّام الْخَلِيفَة وَكَانَ الْفَاضِل إِذا عمل كتابا وَنسبه اليهما تكون جائزته ألف دِينَار وَقد صنف مُحَمَّد بن الصيقل الْجَزرِي كتاب المقامات وقدمها فَأعْطى ألف دِينَار وَكَانَ لَهما إِحْسَان إِلَى الْعلمَاء والفضلاء وَلَهُمَا تطرق فِي الْعُلُوم الأدبية والعقلية

وَقد أورد ابْن الفوطي تَرْجَمَة عَلَاء الدّين مستوفاة فِي كتاب الألقاب وَقَالَ لي قوام الدّين أَحْمد بن أبي الفوارس رَحمَه الله تَعَالَى رَأَيْت الصاحب عَلَاء الدّين وَكَانَ ينْطق بِالذَّالِ زايا فان يَقُول الزهب يَعْنِي الذَّهَب وَقد ملكت أَنا نُسْخَة بمعجم الأدباء لياقوت وَهِي قطع الْبَغْدَادِيّ كَبِير وَعَلِيهِ مَكْتُوب مَا فِي صورته صاحبته الفقيرة إِلَى الله الْغَنِيّ عصمَة بنت عَطاء ملك بن مُحَمَّد الجويثي وَهِي كِتَابَة قَوِيَّة منسوبة جَارِيَة فِي غَايَة الْحسن وَهَذَا دَلِيل على اعتنائه بِالْعلمِ لِأَن ابْنَته كَانَت بِهَذِهِ المشابة 136 - ابْن الثِّقَة الشَّافِعِي عَطاء الله بن عَليّ بن زيد بن جَعْفَر نور الدّين ابْن الثِّقَة الْحِمْيَرِي الأسنائي الشَّافِعِي كَانَ فَقِيها فرضيا يعرف الْجَبْر والمقابلة وَكَانَ من الصَّالِحين المنقطعين أَخذ علمه عَن الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي وَأقَام بِالْمَدْرَسَةِ الأفرمية بأسنا سِتِّينَ سنة تَقْرِيبًا مُنْقَطِعًا لَا يخرج إِلَّا للصَّلَاة فِي مَسْجِد لَهُ أَو لضَرُورَة وَلَيْسَ عِنْده إِلَّا عِمَامَة وفوقانية وفروة وشملة قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَخْبرنِي جمَاعَة أَنه لما قدم نجم الدّين بن عَليّ إِلَى إسنا اجْتمع بِهِ وَتكلم مَعَه فِي الْفَرَائِض والجبر والمقابلة فَقَالَ لَهُ مَا ظَنَنْت أَن أحدا فِي كيان الصَّعِيد بِهَذِهِ المثابة وَكَانَ رَحمَه الله سليم الصَّدْر جدا قَالَ قَالَ لي صاحبنا عَلَاء الدّين عَليّ الأصفوش قلت لَهُ مرّة يَا سيدنَا أَبُو بكر الْمُؤَذّن طلق زَوجته قَالَ لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم قلت لَهُ لَكِن صَارَت بكرا كَمَا كَانَت فَضَحِك وَقَالَ فتبول من أَيْن وَجمع دَرَاهِم ليحج بهَا أَقَامَ سِنِين بجمعها فسرقت فقصد الْوَالِي أَن يمسك إنْسَانا بِسَبَبِهِ فَلم يُوَافق قَالَ وَحكي لي عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول الْجِنّ فِي اللَّيْل يمسكون إصبعي وَيَقُولُونَ هَذَا إِصْبَع عَطاء الله وَتُوفِّي بإسنا سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة وَوَقع يَوْم مَوته مطر كثير فَأخْبرت أَنه قَالَ أَنا أَمُوت فِي هَذَا الْيَوْم فَإِن والدتي أَخْبَرتنِي أنني ولدت فِي يَوْم مطر

137 - عَلان الْمصْرِيّ عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن الصيقل الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بعلان كَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث توفّي سنة سبع عشرَة وثلاثمائة 138 - البوشنجي الصُّوفِي عَليّ بن أَحْمد بن سهل وَيُقَال عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن البوشنجي الزَّاهِد شيخ الصُّوفِيَّة كَانَ عَارِفًا بعلوم الْقَوْم قيل لَهُ مَا التَّوْحِيد قَالَ إِلَّا يكون مشبه الذَّات وَلَا منفي الصِّفَات وَسُئِلَ عَن الفتوة فَقَالَ عنْدك فِي آيَة {يحبونَ من هَاجر إِلَيْهِم وَلَا يَجدونَ فِي صُدُورهمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا ويؤثرون على أنفسهم وَلَو كَانَ بهم خصَاصَة} وَفِي خبر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لأخي مَا يحب لنَفسِهِ فَمن اجْتمعَا فِيهِ فَلهُ الفتوة وَقَالَ النّظر فخ إِبْلِيس نَصبه للصوفية وَبكى قَالَ الْحَاكِم سمعته غير مرّة يُعَاتب فِي الْجُمُعَة وَيَقُول إِن كَانَت الْفَضِيلَة فِي الْجَمَاعَة فالسلامة فِي الْعُزْلَة توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 139 - ابْن الْمَرْزُبَان الشَّافِعِي عَليّ بن أَحْمد بن الْمَرْزُبَان أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ إِمَامًا ورعا أَخذ الْفِقْه عَن ابْن الْقطَّان وَعنهُ أَخذ الشَّيْخ أَبُو حَامِد الإسفرايني وَهُوَ صَاحب وَجه فِي الْمَذْهَب توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة كَانَ يَقُول مَا أعلم أَن لأحد عَليّ مظْلمَة وَقد كَانَ فَقِيها يعلم أَن الْغَيْبَة مظْلمَة 140 - الْمُحْتَسب الْجِرْجَانِيّ عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْحسن الْجِرْجَانِيّ الْمُحْتَسب نزيل نيسابور أَخذ عَنهُ الْحَاكِم وَغَيره وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة ابْن الحمامي الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن حَفْص أَبُو الْحسن ابْن الحمامي الْبَغْدَادِيّ مقرئ الْعرَاق قَرَأَ على أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن النقاش وَغَيره قَالَ الْخَطِيب كَانَ صَدُوقًا دينا تفرد بأسانيد الْقرَاءَات علوها فِي وقته وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة

142 - النعيمي الْمُحدث الْبَصْرِيّ عَليّ بن أَحْمد بن الْحسن بن محمّد بن نعيم أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف بالنعيمي نزيل بَغْدَاد قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ حَافِظًا عَارِفًا متكلما شَاعِرًا وَكَانَ ابْن البرقاني يَقُول هُوَ كَامِل فِي كل شَيْء لَوْلَا بِأَو فِيهِ مَاتَ وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ سنة ثَالِث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ يحدث من حفظه كَانَت مِنْهُ هفوة فِي شبيبته وَتَابَ وضع على ابْن المظفر حَدِيثا ثمَّ تنبه أَصْحَاب الحَدِيث لَهُ فَخرج من بَغْدَاد لهَذَا السَّبَب وَأقَام حَتَّى مَاتَ ابْن المظفر وَمن عرف قَضيته فِي الحَدِيث وَوَصفه وَمن شعره // (من المتقارب) // (إِذا أظمأتك أكف اللثام ... كفتك القناعة شبعا وريا) (فَكُن رجلا رجله فِي الثرى ... وَهَامة همته فِي الثريا) 143 - أَبُو الْحسن الفاني عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن سلك بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام وَبعدهَا كَاف أَبُو الْحسن الفالي وَقَالَهُ بِالْفَاءِ بليدَة قرب أيد أَقَامَ بِالْبَصْرَةِ قَالَ الْخَطِيب كتب عَنهُ وَكَانَ ثِقَة وَله شعر وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره // (من الْكَامِل) // (لما تبدلت الْمنَازل أوجها ... غير الَّذين عهِدت من علمائها) (ورأيتها محفوفة بسوى الألى ... كَانُوا وُلَاة صدورها وفنائها) (أنشدت بَيْتا سائرا مُتَقَدما ... وَالْعين قد شَرقَتْ بجاري مَائِهَا) (أما الْخيام فَإِنَّهَا كخيامهم ... وَأرى نسَاء الْحَيّ غير نسائها) و// (من الطَّوِيل) // (رمى رَمَضَان شملنا بالتفرق ... فيا ليته عَنَّا تقضى لنلتقي) (لَئِن سر أهل الأَرْض طرا قدومه ... فَإِن سروري بانسلاخ الَّذِي بَقِي) وَقَالَ أرجوزة فِي عدد آي الْقُرْآن أَولهَا // (من الرجز) // (قَالَ عَليّ مذ أَتَى من فاله ... قصيدة وَاضِحَة المقاله)

وَمن شعره // (من السَّرِيع) // (فرجت صبياني ببستانكم ... فَأَكْثرُوا التصفيق والرقصا) (فَقلت يَا صبيان لَا تفرحوا ... فبسرهم فِي نَخْلهمْ محصى) (لَو قدم اللَّيْث على نَخْلهمْ ... لَكَانَ من سَاعَته يُحْصى) (لَو أَن لي من نَخْلهمْ بسرة ... جَعلتهَا فِي خَاتمِي فصا) قَالَ التبريزي رَأَيْت نُسْخَة لكتاب الجمهرة لِابْنِ دُرَيْد بَاعهَا أَبُو الْحسن الفالي بِخَمْسَة دَنَانِير من القَاضِي أبي بكر بن بديل التبريزي وَحملهَا إِلَى تبريز وَنسخت أَنا مِنْهَا نُسْخَة فَوجدت فِي بعض المجلدات رقْعَة بِخَط الفالي فِيهَا // (من الطَّوِيل) // (أنست بهَا عشْرين حولا وبعتها ... فقد طَال شوقي نَحْوهَا وحنيني) (وَمَا كَانَ ظَنِّي أنني سأبيعها ... وَلَو خلدتني فِي السجون ديوني) (وَلَكِن لضعف وافتقار وصبيتي ... صغَار عَلَيْهِم تستهل شئوني) (فَقلت وَلم أَملكُم سوابق عِبْرَة ... مقَالَة مشوي الْفُؤَاد حَزِين) (وَقد تخرج الْحَاجَات يَا أم مَالك ... كرائم من رب بِهن ضنين) فَأريت القَاضِي أَبَا بكر الرقعة والأبيات فتوجع وَقَالَ لَو رَأَيْتهَا قبل هَذَا لرددتها عَلَيْهِ وَكَانَ القالي قد مَاتَ قَالَ ياقوت وَالْبَيْت الْأَخير من هَذِه الأبيات تضمين قَالَه أَعْرَابِي فِيمَا ذكره الزبير بن بكار عَن يُوسُف بن عَيَّاش قَالَ ابْتَاعَ حَمْزَة بن عبد الله بن الزبير جملا من أَعْرَابِي بِخَمْسِينَ دِينَار ثمَّ نقد ثمنه فَنظر الْأَعْرَاب إِلَى الْجمل وَقَالَ // (من الطَّوِيل) // (وَقد تخرج الْحَاجَات يَا أم مَالك ... كرائم من رب بِهن ضنين) فَقَالَ حَمْزَة خُذ جملك وَالدَّنَانِير لَك فَانْصَرف بجمله وبالدنانير 144 - التسترِي السَّقطِي عَليّ بن احْمَد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن بَحر التسترِي ثمَّ الْبَصْرِيّ السَّقطِي إِلَيْهِ كَانَت الرحلة فِي سَماع سنَن أبي دَاوُد رَوَاهَا عَن أبي عمر

الْهَاشِمِي وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة 145 - الْيَعْمرِي الأندلسي عَليّ بن أَحْمد بن سعيد أَبُو الْحُسَيْن الْيَعْمرِي الأندلسي الشَّاعِر الأديب كَانَ فَقِيها شَاعِرًا كَاتبا وافر الْأَدَب توفّي سنة سبع وَخَمْسمِائة وَمن شعره 146 - ابْن المستظهر عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله هَذَا الإِمَام المستظهر تقدم ذكر أَبِيه فِي الأحمدية فِي مَكَانَهُ كَانَ شهما فَاضلا أديبا كَانَ قد حَبسه أَخُوهُ المسترشد بِاللَّه على عَادَتهم فِي حبس أقاربهم ففر من حَبسه إِلَى وَاسِط ثمَّ انه اتَّصل بدبيس بن صَدَقَة صَاحب الْحلَّة فَلم تطل الْأَيَّام حَتَّى خَان عَهده وأخفر ذمَّته وَمكن أَخَاهُ من رقبته فَكتب إِلَى دبيس بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ // (من الطَّوِيل) // (أأشمت أعدائي وأذهبت قوتي ... وهضت جنَاحا أنبتته يَد الْفجْر) (وَمَا أَنْت عِنْدِي بالملوم وَإِنَّمَا ... لي الذَّنب هَذَا سوء حظي من الدَّهْر) 147 - نظام الْملك السميرمي عَليّ بن أَحْمد أَبُو طَالب السميرمي نظام الْملك وَزِير السُّلْطَان مَحْمُود وسميرم بِفَتْح السِّين وَكسر الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح الرَّاء وَبعدهَا مِيم قَرْيَة من قرى أَصْبَهَان هُوَ الَّذِي عمل الطغرائي مؤيد الدّين الْحُسَيْن ابْن عَليّ وَقَتله وَكَانَ السميرمي مجاهرا بالظلم وَالْفِسْق أعَاد المكوس بِبَغْدَاد بعد أَربع عشرَة سنة وَقَالَ لَيْلَة قتل قد فرشت لي حَصِيرا إِلَى جَهَنَّم وَقد استحييت من كَثْرَة الظُّلم فَأصْبح قَتِيلا سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة يُقَال إِن بعض غلْمَان الظغرائي قَتله وَفِيه قَالَ أَبُو إِسْحَاق القري // (من الوافر) // (كَمَال سميرمٍ للْملك نقصٌ ... كَمَا سميت مهلكةً مفازه) (لَئِن رفعت محلته اللَّيَالِي ... فكم رفعت على كتف جَنَازَة) 148 - اليزدي الشَّافِعِي عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن

محمويه الإِمَام أَبُو الْحسن اليزدي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الْمُحدث نزيل بَغْدَاد كَانَ كثير الصَّوْم وَالْعِبَادَة صنف تصانيف فِي الْفِقْه وَأورد فِيهَا أَحَادِيث بِسَنَدِهِ كَانَ يَصُوم رَجَب فَلَمَّا كَانَت سنة مَوته قبل رَجَب بأيام قَالَ قد رجعت عَن وصيتي ادفنوني فِي الْحَال فَإِنِّي رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول يَا عَليّ صم رَجَب عندنَا وَكَانَ جثيثا صَاحب بلغم وَكَانَ يَقُول لَا تدفنوني بعد موتِي إِلَّا بعد ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنِّي أخْشَى أَن تكون لي سكتة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة لَيْلَة شهر رَجَب وَكَانَ سخيا بِمَا يملك متواضعا حدث بِكِتَاب السّنَن للنسائي بالدون وبأكثر مروياته سمع من الْحُسَيْن بن الْحسن بن مُحَمَّد بن جوانشير وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن بلول الصُّوفِي وغياب بن أبي مُضر الْأَصْبَهَانِيّ وَمُحَمّد بن مَحْمُود الثَّقَفِيّ وَغَيرهم قَالَ أَبُو سعيد السَّمْعَانِيّ كَانَ لَهُ عِمَامَة وقميص بَينه وَبَين أَخِيه إِذا خرج ذَاك قعد هَذَا فِي الْبَيْت وَإِذا خرج هَذَا قعد ذَاك ودخلنا نسلم عَلَيْهِ يَوْمًا مَعَ عَليّ بن الْحُسَيْن الغزنوي الْوَاعِظ فوجدناه فِي دَاره عُريَانا مئتزرا بمئزر فَاعْتَذر من العري وَقَالَ نَحن إِذا غسلنا ثيابنا نَكُون كَمَا قَالَ أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ // (من الْكَامِل) // (قوم إِذا غسلوا ثِيَاب جمَالهمْ ... لبسوا الْبيُوت إِلَى فرَاغ الْغَاسِل) 149 - ابْن لبال الشريشي عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن فتح بن لبال بِضَم اللَّام الأولى وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف لَام أُخْرَى الأمتى مننسل عب الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك القَاضِي أَبُو الْحسن الشريشي توفّي بهَا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الْكَامِل) // (مَا كنت أَحسب قبل رُؤْيَة وَجهه ... أَن البدور تَدور فِي الأغصان) (غازلته حَتَّى بدا لي ثغره ... فحسبته درا على مرجان) (كم لَيْلَة عانقته فَكَأَنَّمَا ... عانقت من غصنيه غُصْن البان)

(يطغى ويلعب وَتَحْت عقد سواعدي ... كالمهر يلْعَب بَين ثني عنان) وَمِنْه // (من المنسرح) // (قَوس ظَهْري المشيب وَالْكبر ... والدهر يَا عَمْرو كُله عبر) (كأنني والعصا تدب معي ... قَوس لَهَا وَهِي فِي يَدي وتر) وَمِنْه أَيْضا // (من الْبَسِيط) // (لما تقوس مني الْجِسْم من كبر ... وابيض مَا كَانَ مسودا من الشّعْر) (جعلت أَمْشِي كَأَنِّي نصف دَائِرَة ... تمشي على الأَرْض أَو قَوس بِلَا وتر) وَمِنْه فِي النَّار // (من مخلع الْبَسِيط) // (فَحم ذكا فِي حشاه جمر ... فَقلت مسك وجلنار) (أَو خُذ من قد هويت لما ... أطل من فَوْقه العذار) قَالَ ابْن الْأَبَّار قصر عَن قَول مُحَمَّد بن صارة فِي هَذَا الْمَعْنى // (من الطَّوِيل) // (وسافرة تنضو الدجى من قَمِيصه ... وَقد ضربت من فجرها بعمود) (إِذا مَا بدا كدنا لإفراط عجبنا ... بهَا نتلقى وَجههَا بسجود) (دفعنَا بهَا فِي صدر نكباء صَرْصَر ... وَقد آذَنت أَرْوَاحنَا بخمود) (يقابلنا من فحمها تَحت جمرها ... خدود عذارى فِي براقع سود) قلت مَا قصر وَالَّذِي قصر ابْن صارة فَإِن العذار فَوق الخد الْأَحْمَر أقرب للتشبيه من خدود العذارى تَحت البراقع لِأَن البراقع ساترة الخدود فالخد والعذار يبدوان مَعًا وَمَا أحسن من قَول الآخر // (من المنسرح) // (فَحم كَيَوْم الْفِرَاق تشعله ... نَار كَيَوْم الْفِرَاق فِي الكبد) (أسود قد صَار تَحت جمرتيها ... مثل الْعُيُون اكتحلن بالرمد) وَقَول الآخر // (من الطَّوِيل) // (وفحم كأيام الوصلا فعاله ... ومنظره فِي الْعين ليل صدود) (كَأَن لهيب النَّار بَين خلاله ... بوارق لاحت فِي غمائم سود) وَمن شعر ابْن لبال // (من المنسرح) // (ألبسني حلَّة الضنى قمر ... ألبسهُ الْحسن حلَّة الخفر)

(أرسل من صُدْغه لعارضه ... ذؤابة تَحت طة الشّعْر) (يفتر عَن فضَّة وَعَن برد ... وَعَن أقاح ند وَعَن دُرَر) قلت شعر جيد 7846 - ابْن أبي قُرَّة الداني عَليّ بن أَحْمد بن أبي قُرَّة أَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ الداني سكن مراكش وَتُوفِّي بهَا سنة ثَمَان وسِتمِائَة أورد لَهُ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم من قصيدة يهنئ بِفَتْح فنيول من ثغور بلنسية // (من الْكَامِل) // (فصل الْقَضِيَّة أَن حزبك غَالب ... عِنْد الكفاح وحزبهم مخذول) (ذكرتهم مِنْهَا الْحساب فَلم يسل ... مِنْهُم هُنَاكَ عَن الْخَلِيل خَلِيل) مذها فِي ذكر الأذفونش // (من الْكَامِل) // (ترك الفريسة وَهِي مِنْهُ بمخلب ... إِن الصقور على البغاث تصول) (كتبت يراع الصدعتين ضلوعة ... سطرا يرى فِي سَيْفك التَّأْوِيل) (فالثغر ثغر بالبشائر باسم ... والين جفن بالسرور كحيل) وَأورد لَهُ مَا قَالَه يرثي الْخَطِيب أَبَا الْقَاسِم بن خبيش // (من الْكَامِل) // (يَا سرحة الْعلم الَّتِي لما ذوت ... عُيُون دونهَا وعيون) (مَا كنت إِلَّا الشَّمْس يَجْعَل قدرهَا ... من لم تعاوده لَيَال حزون) (إيه ثمال الطالبين وظلهم ... كل المصائب مَا عداك تهون) (يأيها الرّوح الْمُقَدّس لم تفظ ... إِلَّا لتسعف فِيك حور عين) (لله نَعشك يَوْم حمل انه ... لجَمِيع أشتات الْعُلُوم ضمين) (وَكَأَنَّهُ مُوسَى يُنَاجِي ربه ... وثناؤه من بعده هَارُون) (هذى المنابر باكيات بعده ... فلهَا عَلَيْهِ زفرَة وأنين) (ولطالما طربت بِهِ حَتَّى ... ترى عيدانها قد عدن وَهن غصون) (غَضْبَان فِي حق رَقِيق بالورى ... كالسيف فِيهِ مَعَ المضاء اللين) قلت شعر جيد 151 - الإسلامي الْحَنَفِيّ عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلامَة أَبُو الْحسن السجْزِي ثمَّ

الْبَلْخِي الْفَقِيه الْمَعْرُوف بالإسلامي الْحَنَفِيّ مقدم أَصْحَاب أبي حنيفَة روى الْكثير وَكَانَ زاهدا حسن السِّيرَة توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة 152 - ابْن الباذش المغربي عَليّ بن أَحْمد بن خلف أَبُو الْحسن بن الباذش بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعد الْألف ذال مُعْجمَة وشين مُعْجمَة الْأنْصَارِيّ الغرناطي النَّحْوِيّ كَانَ مقرئا حاذقا عَارِفًا بَالِغَة مُحدثا لَهُ معرفَة بالأسماء وَفِيه دين وَخير سمع النَّاس مِنْهُ كثيرا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة 153 - ابْن حزم الظَّاهِرِيّ عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن حزم بن غَالب بن صَالح بن خلف بن معدان بن سُفْيَان بن يزِيد مولى يزِيد بن أبي سُفْيَان بن حَرْب الْأمَوِي الإِمَام الْحَافِظ الْعَلامَة أَبُو مُحَمَّد الْفَارِسِي الأَصْل الأندلسي الْقُرْطُبِيّ أَبوهُ وجده خلف أول من دخل الأندلس ولد أَبُو مُحَمَّد بقرطبة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي سنت سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَسمع من جمَاعَة أَوَّلهمْ ابْن الجسور كَانَ إِلَيْهِ المنتهيى فِي الْحِفْظ والذكاء وَكَثْرَة الْعلم وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب ثمَّ انْتقل إِلَى القَوْل نبغي الْقيَاس وَالْقَوْل بِالظَّاهِرِ وَكَانَ متفننا فِي عُلُوم جمة عَاملا بِعِلْمِهِ زاهدا بعد الرياسة الَّتِي كَانَت لِأَبِيهِ وَله من الوزارة وتدبير الْملك جمع من الْكتب شَيْئا كثيرا لَا سِيمَا من كتب الحَدِيث وَكَانَ لَهُ وفور حَظّ من البلاغة وَالشعر وَالسير وَالْأَخْبَار وَقد جمع الْحميدِي شعره على حُرُوف المعجم ووزر أَبوهُ للمنصور مُحَمَّد بن أبي عَامر مُدبر دولة الْمُؤَدِّي وللمظفرين الْمَنْصُور ووزر أَبُو مُحَمَّد هَذَا للمستظهر بِاللَّه عبد الرَّحْمَن بن هِشَام ثمَّ انه نبذ الوزارة وَأَقْبل للعلوم واشتغل أول أمره بالْمَنْطق وبرع فِيهِ وَكَانَ شَيْخه فِي الْمنطق مُحَمَّد بن الْحسن الْمذْحِجِي القرطبيس الْمَعْرُوف بَان الكتاني وَكَانَ شَاعِرًا طَبِيبا مَاتَ بعد الأربعمائة وَسَأَلَ بعض الْحَاضِرين يَوْمًا سؤالا فَأُجِيب فِيهِ فَاعْترضَ أَبُو مُحَمَّد فِيهِ فَقَالَ لَهُ لَيْسَ هَذَا الْعلم من منتحلاتك فَقَامَ وَدخل منزله وَاعْتَكف وَلم يكن إِلَّا بعد

أشهر قريبَة حَتَّى خرج وناظر أحسن مناظرة قَالَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام مَا رَأَيْت فِي كتب الْإِسْلَام مثل الْمحلى لِابْنِ حزم وَالْمُغني للشَّيْخ الْمُوفق وَقد بَالغ أَبُو بكر ابْن الْعَرَبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْحَط على الظَّاهِرِيَّة فِي كتاب العواصم والقواصم وَأكْثر فِيهِ من الْحَط على ابْن حزم وَذكر لَهُ يَوْمًا أجل المصنفات الْمُوَطَّأ فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ أولى الْكتب بالتعظيم الصحيحان وَكتاب سعيد بن السكن والمنتقى لِابْنِ الْجَارُود والمنتقى لقاسم بن أصبغ ثمَّ بعد هَذِه الْكتب كتاب أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ومصنف قَاسم بن أصبغ ومصنف الطَّحَاوِيّ ومسند الزار ومسند ابْن أبي شيبَة ومسند أَحْمد ومسند ابْن رَاهْوَيْةِ ومسند الطَّيَالِسِيّ ومسند أبي الْعَبَّاس النسوي ومسند ابْن سنجر ومسند عبد الله بن مُحَمَّد المسندي ومسند يَعْقُوب بن شيبَة ومسند ابْن الْمَدِينِيّ ومسند ابْن أبي عزْرَة وَمَا جرى مجْرى هَذِه الْكتب الَّتِي أفردت لكَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صرفا وللعطرة نصا ثمَّ بعد ذَلِك الْكتب الَّتِي فِيهَا كَلَامه عَلَيْهِ السَّلَام وَكَلَام غَيره مثل مُصَنف عبد الرَّزَّاق ومصنف ابْن أبي شيبَة ومصنف بَقِي بن مخلد وَكتاب مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي وكتابي ابْن الْمُنْذر الْأَكْبَر والأصغر ثمَّ مُصَنف حَمَّاد بن سَلمَة ومصنف سعيد بن مَنْصُور ومصنف وَكِيع ومصنف الْفرْيَابِيّ وموطأ ابْن أبي ذِئْب وموطأ ابْن وهب ومسائل أَحْمد بن حَنْبَل وَفقه أبي عبيد وَفقه أبي ثَوْر وَمن تصانيف أبي مُحَمَّد بن حزم كتاب الإيصال إِلَى فهم كتاب الْخِصَال الجامعة لجمل شرائع الْإِسْلَام فقي الْوَاجِب والحلال وَالْحرَام وَالسّنة وَالْإِجْمَاع أورد فِيهِ قَول الصَّحَابَة فَمن بعدهمْ فِي الْفِقْه وَالْحجّة لكل قَول وَهُوَ كَبِير والإحكام لأصول الْأَحْكَام فِي غَايَة التَّقَصِّي وَكتاب الْملَل والنحل وَكتاب إِظْهَار تَبْدِيل الْيَهُود وَالنَّصَارَى للتوراة وَالْإِنْجِيل وَبَيَان تنَاقض مَا بِأَيْدِيهِم مِمَّا لَا يحْتَمل التَّأْوِيل هُوَ كتاب لم يسْبق إِلَيْهِ والتقريب لحد الْمنطق والمدخل إِلَيْهِ بالألفاظ العامية والأمثلة الْفِقْهِيَّة وَقَالَ الْغَزالِيّ قد وجدت كتابا فِي أَسمَاء الله تَعَالَى أَلفه أَبُو مُحَمَّد بن حزم الأندلسي يدل على عظم شَأْنه وسيلان ذهنه

وَكتاب الصادع فِي الرَّد على من قَالَ بالتقليد وَشرح أَحَادِيث الْمُوَطَّأ وَالْجَامِع فِي صَحِيح الحَدِيث بِاخْتِصَار الْأَسَانِيد وَالتَّلْخِيص والتخليص فِي الْمسَائِل النظرية ومنتقى الْإِجْمَاع وكشف الالتباس لما بَين أَصْحَاب الظَّاهِر وَأَصْحَاب الْقيَاس وَله كتاب ضخم فِي أَجزَاء ضخمة فِيمَا خَالف فِيهِ أَبُو حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَمَا انْفَرد بِهِ كل وَاحِد مِنْهُم وَله كتاب المجلى وَشَرحه الْمحلى وَلم يكمله وكمله تِلْمِيذه ابْن خَلِيل رَأَيْت هَذِه التكملة من ثَلَاث مجلدات بخطك ابْن خَلِيل عَن ابْن سيد النَّاس وَله كتاب نقط الْعَرُوس جمع فِيهِ كل غَرِيبَة وَهُوَ كثير الْفَائِدَة وَله حجَّة الْوَدَاع جودها وطولها وَله سيرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتاب الْإِمَامَة والسياسة وَكتاب أَخْلَاق النَّفس نَاظر الْفَقِيه أَبَا الْوَلِيد سُلَيْمَان بن خلف بن سعيد بن أَيُّوب صَاحب كتاب الْمُنْتَقى وَلما انْقَضتْ بَينهمَا المناظرة قَالَ أَبُو الْوَلِيد اعذروني فَإِنِّي كَانَت أَكثر مطالعتي على سرج الحراس فَقَالَ ابْن حزم اعذروني فَإِنِّي أَكثر مطالعتي كَانَت على مَنَابِر الذَّهَب وَالْفِضَّة يَعْنِي أَن الْغَنِيّ أمنع للاشتغال من الْفقر وروى عَنهُ ابْن الْعَرَبِيّ انه قَالَ بلغت سِتَّة وَعشْرين سنة وَأَنا لَا أَدْرِي كَيفَ أجبر صَلَاة من الصَّلَوَات فَشَهِدت جَنَازَة لرجل كَبِير من إخْوَان أبي فَدخلت الْمَسْجِد قبل صَلَاة الْعَصْر والخلق فِيهِ فَجَلَست وَلم أركع فَقَالَ لي أستاذي الَّذِي رباني بِإِشَارَة أَن قُم صل تَحِيَّة الْمَسْجِد فَلم أفهم فَقَالَ لي بعض المجاورين أبلغت هَذِه السن وَلَا تعلم أَن تَحِيَّة الْمَسْجِد وَاجِبَة فَقُمْت وركعت فَلَمَّا عدنا من الْجِنَازَة وَدخلت الْمَسْجِد مُشَاركَة لأهل الْمَيِّت فبادرت بِالرُّكُوعِ فَقيل لي اجْلِسْ اجْلِسْ فَلَيْسَ فِي هَذَا وَقت صَلَاة فَانْصَرَفت وَقد خزيت ولحقني مَا هَانَتْ بِهِ نَفسِي عَليّ وَقلت للأستاذ دلَّنِي على دَار الشَّيْخ الْفَقِيه المشاور أبي عبد الله بن دحون فدلني فقصدته وأعلمته بِمَا جرى واسترشدته فِي قِرَاءَة الْعلم فدلني على كتاب الْمُوَطَّأ لمَالِك فَبَدَأت بِهِ عَلَيْهِ قِرَاءَة من الْيَوْم التَّالِي لذَلِك الْيَوْم ثمَّ تَتَابَعَت قراءتي عَلَيْهِ وعَلى غيرَة نَحْو ثَلَاثَة أَعْوَام وبدأت بالمناظرة وَقَالَ أَبُو رَافع الْفضل بن عَليّ بن أَحْمد بن حزم ولد الإِمَام الْمَذْكُور إِن مبلغ تواليف وَالِدي فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول والملل والنحل وَغير ذَلِك من التَّارِيخ وَالنّسب وَكتب الْأَدَب وَالرَّدّ على المعارضين نَحْو أَرْبَعمِائَة مُجَلد تشْتَمل على قريب من ثَمَانِينَ ألف ورقة وَهَذَا شَيْء لم يعْهَد إِلَّا لمُحَمد بن جرير الطَّبَرِيّ فَإِنَّهُ أَكثر أهل الْإِسْلَام تصنيفا فقد حسبت أَيَّام حَيَاته وتصانيف فجائت لكل يَوْم أَربع عشرَة ورقة

وَكَانَ شَدِيد الشناع بذئ اللِّسَان فِي حق مخالفه حَتَّى قَالَ ابْن العريف خلق الله سيف الْحجَّاج ولسان ابْن حزم شقيقين قَالَ أَبُو مَرْوَان بن حَيَّان فِي بعض وصف ابْن حزم وَله فِي تِلْكَ الْفُنُون كتب كَثِيرَة غير انه لم يخل فِيهَا من غلط وَسقط لجراءته على التسور على الْفُنُون وَلَا سِيمَا الْمنطق فَإِنَّهُم زَعَمُوا انه زَالَ هُنَالك وضل فِي سلوك تِلْكَ المسالك وَخَالف أرسطاطاليس وَاضِعَة مُخَالفَة من لم يفهم غَرَضه وَلَا ارتاض ثمَّ قَالَ وَلم يَك يلطف صدعه بِمَا عِنْده بتعريض وَلَا يرقه بتدريج بل يصك بِهِ معارضه صك الجندل وينشقه متلفعة إنشاق الْخَرْدَل فنفرت عَنهُ الْقُلُوب وَوَقعت بِهِ الندوب حَتَّى استهدف إِلَى فُقَهَاء وقته فتمالئوا على بغضه ورد أَقْوَاله فَأَجْمعُوا على تضليله وشنعوا عَلَيْهِ وحذروا سلاطينهم من فتنته ونهوا عوامهم عَن الدنو إِلَيْهِ وَالْأَخْذ عَنهُ فأقصته الْمُلُوك عَن قربهم وبلادهم إِلَى أَن انْتَهوا بِهِ مُنْقَطع أَثَره بتربة بَلَده من بادية لبلة وَبهَا توفّي وَهُوَ فِي ذَلِك غير مرتدع وَلَا رَاجع إِلَى مَا أَرَادوا بِهِ يبث علمه فِيمَن ينتابه من بادية بَلَده من عَامَّة المقتبسين مِنْهُم من أصاغر الطّلبَة الَّذين لَا يَخْشونَ الْمَلَامَة يُحَدِّثهُمْ ويفقههم ويدارسهم وَلَا يدع المثابرة على الْعلم والمواظبة على التَّأْلِيف والإكثار من التصنيف حَتَّى كمل من مصنفاته فِي فنون من الْعلم وفر بعيد وَكَانَ قد أحرق بعض مصنفاته بإشبيلية ومزقت كَانَ مِمَّا يزِيد فِي شنآنه تشيعه لأمراء بني أُميَّة ماضيهم وباقيهم بالمشرق والأندلس واعتقاده لصِحَّة إمامتهم وانحرافه عَن سواهُم من قُرَيْش حَتَّى نسب إِلَى النّصْف وَمن شعره يصف مَا أحرق ابْن عباد من كتبه // (من الطَّوِيل) // (فَإِن تحرقوا القرطاس لَا تحرقوا الَّذِي ... تضمنه القرطاس بل هُوَ فِي صَدْرِي) (يسير معي حَيْثُ اسْتَقَلت ركائبي ... وَينزل إِن أنزل ويدفن فِي قَبْرِي) (دَعونِي من إحراق رق وكاغد ... وَقُولُوا بِعلم كي يرى النَّاس من يدْرِي) (وَإِلَّا فعودوا فِي الْمكَاتب بدأة ... فكم دون مَا تبغون لله من ستر) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (أَنا الشَّمْس فِي جو السَّمَاء منيرة ... وَلَكِن عيبي أَن مطلعي لغرب) (وَلَو أنني من جَانب الشرق طالع ... لجد على مَا ضَاعَ من ذكري) (ولي نَحْو أكناف الْعرَاق صبَابَة ... وَلَا عزو أَن يستوحش الكلف الصب) (فَإِن ينزل الرَّحْمَن رحلي بَينهم ... فَحِينَئِذٍ يَبْدُو التأسف وَالْكرب)

(فكم قَائِل أغفلته وَهُوَ حَاضر ... وأطلب عَنهُ مَا يَجِيء بِهِ الْكتب) (هُنَالك يذري أَن للبعد غُصَّة ... وَأَن كساد الْعلم آفته الْقرب) (فوا عجبا من غَابَ عَنْهُم تشوفوا ... لَهُ ودنوا الْمَرْء من دَارهم ذَنْب) (وَإِن مَكَانا ضَاقَ عني لضيق ... وَإِن زَمَانا لم أنل خصبه جَدب) (وَإِن رجَالًا صنعوني لصنيع ... وَإِن زَمَانا لم أنل خصبه جَدب) (وَلَكِن لي فِي يُوسُف خير أُسْوَة ... وَلَيْسَ على من بِالنَّبِيِّ ائتسى ذَنْب) (يَقُولُونَ مقَال الْحق والصدق ... إِنَّنِي حفيظ عليم مَا على صَادِق عتب) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (كَأَنَّك بالزوار لي قد تبَادرُوا ... وَقيل لَهُم أودى عَليّ بن أَحْمد) (فيا رب محزون هُنَاكَ وضاحك ... وَكم أدمع تذرى وخد مخدد) (عَفا الله عني يَوْم أرحل طاعنا ... عَن الْأَهْل مَحْمُولا إِلَى ضيق ملحد) (فواراه حَتَّى إِن كَانَ زادي مقدما ... وَيَا نصبي إِن كنت لم أتزود) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (لَا يشمتن حَاسِد إِن نكبة عرضت ... فالدهر لَيْسَ على حَال بمترك) (ذُو الْفضل كالتبر طورا تَحت ميفعة ... وَتارَة قد يرى تاجا على مللك) وَمِنْه // (من الوافر) // (لَئِن أَصبَحت مرتحلا بشخصي ... فروحي عنْدكُمْ أبدا مُقيم) وَلَكِن للعيان لطيف معنى ... لَهُ سَأَلَ المعاينة الكليم) وَكَانَ هُوَ والحافظ أَبُو عمر بن عبد الْبر يتسايران فِي سكَّة الحطابين بإشبيلية فَاسْتَقْبَلَهُمَا غُلَام وضئ الْوَجْه فَقَالَ أَبُو مُحَمَّد إِن هَذِه الصُّورَة حَسَنَة فَقَالَ أَبُو عمر لَعَلَّ مَا تَحت الثِّيَاب لَيْسَ هُنَاكَ فَأَنْشد ارتجالا // (من الطَّوِيل) // (وَذي عذل فِيمَن سباني حسنه ... يُطِيل ملامي فِي الْهوى وَيَقُول) (أَفِي حسن وَجه لَاحَ لم تَرَ غَيره ... وَلم ندر كَيفَ الْجِسْم أَنْت قَتِيل؟) (فَقلت لَهُ أسرفت فِي اللوم عاذلي ... وَعِنْدِي رد لَو أردْت طَوِيل)

(ألم تَرَ أَنِّي ظاهري وأنني ... على مَا بدا حَتَّى يقوم دَلِيل) وَمِنْه // (من الوافر) // (يَقُول أخي شجاك رحيل جسم ... وروحك مَا لَهُ عنأ رحيل) (فَقلت لَهُ المعاين مطمئن ... لذا طلب المعاينة الْخَلِيل) وَمِنْه // (من الوافر) // (أَقَمْنَا سَاعَة ثمَّ ارتحلنا ... وَمَا يَعْنِي المشوق وقُوف سَاعَة) (كَأَن الشمل لم يَك ذَا اجْتِمَاع ... إِذا مَا شتت الْبَين اجتماعه) وَقد أوردت فِي تَرْجَمَة الْحَافِظ فتح الدّين محمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سيد النَّاس مَا أنشدنيه بِسَنَدِهِ إِلَى الْحَافِظ أبي مُحَمَّد بن حزم وَهِي أَبْيَات أَولهَا // (من الرمل) // (من عذيري من أنَاس جهلوا ... ثمَّ ظنُّوا أَنهم أهل النّظر؟ !) قَالَ الْحميدِي أنشدته قَول أبي نواس // (من الْخَفِيف) // (عرضن للَّذي تحب بحب ... ثمَّ دَعه يروضه إِبْلِيس) فَقَالَ // (من الطَّوِيل) // (أَيْن وَجه قَول الْحق فِي نفس سامع ... ودعه فنور الْحق يسري ويشرق) (سيؤنسه رفقا وينسى نفاره ... عَمَّا نسى الْقَيْد الموثق مُطلق) 154 - العقيقي الْعلوِي عَليّ بن أَحْمد العقيقي الْعلوِي ذكره أَبُو جَعْفَر الطوسي فِي مصنِّفي الإمامية وَقَالَ لَهُ من الْكتب كتاب الْمَدِينَة وَكتاب بِنَاء المسجدين وَكتاب النّسَب 155 - ابْن أبي دُجَانَة الْكَاتِب عَليّ بن أَحْمد بن أبي دُجَانَة الْمصْرِيّ أَبُو الْحسن الْكَاتِب الْوراق جيد الْخط كثير الضَّبْط إِلَّا انه مَعَ ذَلِك لَا يَخْلُو خطه من السقط وَإِن قل هُوَ من أهل مصر وَأقَام بِبَغْدَاد وَبهَا كتب وَنسخ الْكثير وَكَانَ بهَا سنة أَربع ثَمَانِينَ وثلاثمائة

156 - الدريدي عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْحسن الدريدي كَانَ وراق ابْن دُرَيْد واليه صَارَت كتب ابْن دُرَيْد بعد مَوته ذكره الزبيدِيّ فَقَالَ أَصله من فَارس 157 - المهلبي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْحسن اللّغَوِيّ المهلبي كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَرِوَايَة الْأَخْبَار وَتَفْسِير الْأَشْعَار أَخذ عَن أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم النجيرمي وَأخذ عَنهُ أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن يَعْقُوب النجيرمي وَابْنه بهزاد وَخلق كثير وَتُوفِّي بِمصْر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَذكر عَليّ بن حَمْزَة الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ فِي كتاب الرَّد إِلَى ابْن ولاد فِي الْمَقْصُور والممدود أَن أَبَا الْحسن بالمهلبي كَانَ لقيطا وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالمعز والعزيز صَاحِبي الديار المصرية وَمن جلسائها الْخَواص وَأدْركَ دولة كافور وَله مَعَ أبي الطّيب قصَّة حدث بهَا أَبُو جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحسن المهلبي النَّحْوِيّ وَقع بيني وَبَين المتنبي فِي قَول العدواني // (من الْبَسِيط) // (يَا عَمْرو إِلَّا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حَتَّى يَقُول الهامة اسقوني) وَذَلِكَ أَن المتنبي قَالَ إِن النَّاس يخلطون فِي هَذَا الْبَيْت وَالصَّوَاب اشقوني من شقأت رَأسه بالمشط قَالَ المهلبي فَقلت لَهُ أَخْطَأت من وُجُوه أَحدهَا أَنه لم يرو كَذَلِك والأخر أَنه يُقَال شقأت بِالْهَمْزَةِ وَأَيْضًا فَإِنِّي أَظُنك لَا تعرف الْخَبَر فِيهِ وَمَا كَانَت الْعَرَب تَقوله فِي الهامة أَنَّهَا إِذا لم يثأر بصاحبها لَا تزَال تَقول اسقوني اسقوني فَإِذا ثأروا بِهِ سكن كَأَنَّهُ شرب ذَلِك الدَّم قلت شقأت رَأسه بالمشط شقئا هُوَ بِالسِّين الْمُعْجَمَة والمشقأ المفرق من الرَّأْس والمشقأ بِالْكَسْرِ الْمشْط فعلى هَذَا لَو كَانَ الْأَمر كَمَا زَعمه المتنبي لقَالَ أشقئوني بِالْهَمْزَةِ لِأَنَّهُ رباعي فَهَذَا وَجه آخر من غلطه كَانَ يَنْبَغِي للمهلبي أَن يعده على المتنبي وَقَالَ ابْن وَكِيع قَالَ شَيخنَا المهلبي رَأَيْت أَبَا الطّيب المتنبي يُنكر أَن يؤنث الْمُذكر الْمُضَاف إِلَى الْمُؤَنَّث فَأَنْشَدته قَول الْأَعْشَى // (من الطَّوِيل) // (وتشرق بالْقَوْل الَّذِي قد أذعته ... كَمَا شَرقَتْ صدر الْقَنَاة من الدَّم) فَقَالَ لَهُ هَذَا من إنشادات سِيبَوَيْهٍ مستهزئا فَقلت لَهُ وَمن إنشادات أهل الْكُوفَة

أَيْضا وَهُوَ مَذْكُور فِي كتبهمْ يستشهدون بِهِ فِي كتاب الْمُذكر والمؤنث لِابْنِ السّكيت قَالَ فأحضرنا الْكتاب وَكَانَ يخط بعض الْعلمَاء فَلَمَّا رأى الْبَيْت فِيهِ قَالَ مَا هَذَا بِخَط جيد أَنا أكتب خيرا مِنْهُ فَقلت لَهُ هَذَا غير مَا كُنَّا فِيهِ 158 - ابْن سَيّده اللّغَوِيّ عَليّ بن أَحْمد بن سَيّده أَبُو الْحسن اللّغَوِيّ الأندلسي المري الضَّرِير وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا ضريرا قَالَ ياقوت هَكَذَا قَالَ الْحميدِي عَليّ بن أَحْمد وَفِي كتاب ابْن بشكوال عَليّ بن إِسْمَاعِيل وَفِي كتاب القَاضِي صاعد الجياني عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد فِي نُسْخَة وَفِي نُسْخَة عَليّ بن إِسْمَاعِيل كَمَا قَالَ ابْن بشكوال فاعتدنا على مَا ذكره الْحميدِي لِأَن كِتَابه أشهر توفّي ابْن سَيّده بالأندلس سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة عَن سِتِّينَ سنة أَو نَحْوهَا وَكَانَ مَعَ توفره على الْعَرَبيَّة متوفرا على عُلُوم الْحِكْمَة وَألف فِيهَا تواليف كَثِيرَة قلت من وقف على خطْبَة الْمُحكم علم أَنه كَانَ من أَرْبَاب الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَلَيْسَت بِخطْبَة كتاب فِي اللُّغَة إِنَّمَا تصلح خطْبَة لكتاب الشِّفَاء لِابْنِ سينا وروى ابْن سَيّده عَن أَبِيه وَعَن صاعد بن الْحسن الْبَغْدَادِيّ قَالَ أَبُو عمر الطلمنكي دخلت مرسيه فتشبث بِي أَهلهَا ليسمعوا عَليّ غَرِيب المُصَنّف فَقلت لَهُم انظرونا من يقْرَأ وَأَنا أمسك كتابي فأتوني بِرَجُل أعمى يعرف بِابْن سَيّده فقرأه عَليّ من أَوله إِلَى أَخّرهُ حفظا من قلبه فعجبت مِنْهُ وَقَالَ الْحميدِي كَانَ ابْن سَيّده مُنْقَطِعًا إِلَى الْأَمِير أبي الْحَبَش مجاهدين عبد الله العامري ثمَّ حدث لَهُ نبوة بعد وَفَاته فِي أَيَّام إقبال الدولة ابْن الْمُوفق فهرب مِنْهُ ثمَّ قَالَ يستعطفه // (من الطَّوِيل) // (أَلا هَل إِلَى تَقْبِيل راحتك الْيُمْنَى ... سَبِيل فَإِن الْأَمْن فِي ذَاك واليمنا) (ضحيت فَهَل فِي برد ظلك نومَة ... لذِي كبد حرى وَذي مقلة وسنى) (وبضنو هموم طلحته ظباته ... فَلَا غاربا أبقين مِنْهُ ولامتنا) وَهِي طَوِيلَة فَوَقع لَهُ الرِّضَا عَنهُ عِنْد وصولها إِلَيْهِ فَرجع وَكَانَ ابْن سَيّده ثِقَة فِي اللُّغَة قَوْله حجَّة لكنه عثر فِي الْمُحكم عثرات قَالَ فِي الْجمار هِيَ الَّتِي ترمى بِعَرَفَة وَكَذَلِكَ يهم فِي النّسَب وَمن تصانيفه كتاب الْمُحكم

وَالْمُحِيط الْأَعْظَم فِي اللُّغَة وَكتاب الْمُخَصّص مُرَتّب على الْأَبْوَاب كغريب المُصَنّف وَكتاب شرح إصْلَاح الْمنطق وَكتاب الأنيق فِي شرح الحماسة كَبِير إِلَى الْغَايَة كتاب الْعَالم فِي اللُّغَة عل الْأَجْنَاس فِي غَايَة الِاسْتِيعَاب نَحْو مائَة مُجَلد بَدَأَ فِيهِ بالفلك وَختم بالذرة وَكتاب الْعَالم والمتعلم على الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب وَكتاب الوافي فِي علم أَحْكَام القوافي وَكتاب شَاذ اللُّغَة فِي خمس مجلدات وَكتاب وَشرح كتاب الْأَخْفَش وَتُوفِّي بدانية سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَقيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة كَانَ يَوْم الْجُمُعَة صَحِيحا سويا إِلَى صَلَاة الْمغرب فَدخل الموضأ وَأخرج مِنْهُ وَقد سقط لِسَانه وَانْقطع كَلَامه وَبَقِي على تِلْكَ الْحَالة إِلَى عصر يَوْم الْأَحَد وَتُوفِّي إِلَى رَحْمَة الله 159 - الواحدي عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الواحدي أَبُو الْحسن أصلهم من ساوة وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ عبد الرَّحْمَن من أَوْلَاد التُّجَّار وكل قد روى الْعلم وَحدث وَتُوفِّي أَبُو الْحسن سنة ثَمَان وسنتين وَأَرْبَعمِائَة وَمَات أَخُوهُ عبد الرَّحْمَن سنة سبع وَثَمَانِينَ كِلَاهُمَا بنيسابور وَكَانَ أَبُو الْحسن إِمَامًا مُفَسرًا نحويا أنْفق أَيَّام صباه فِي التَّحْصِيل وأتقن الْأُصُول على الْأَئِمَّة وَطَاف على أَعْلَام الْأمة وَقَرَأَ على أبي الْفضل الْعَرُوضِي الأديب وَقَرَأَ النَّحْو على أبي الْحسن الضَّرِير القهندزي وسافر فِي طلب الْفَوَائِد ولازم مجَالِس الثعالبي وَحصل من عِنْده التَّفْسِير وَأخذ الْقرَاءَات على الْأُسْتَاذ أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد البستي وعَلى الْأُسْتَاذ أبي عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد الْحِيرِي وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الْفَارِسِي وَقد ذكر فِي مُقَدّمَة تَفْسِيره كتاب الْبَسِيط أشياخه وَمَا قَرَأَهُ عَلَيْهِم وَمن تصانيفه كتاب الْبَسِيط وَكتاب الْوَسِيط وَكتاب الْوَجِيز كل ذَلِك فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَقد قيل للغزالي لما صنف كتبه الْمَعْرُوفَة مَا عملت شَيْئا أخذت الْفِقْه من نِهَايَة الْمطلب لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَأَسْمَاء الْكتب من الواحدي وَكَانَ الْغَزالِيّ يَقُول من أَرَادَ أَن يسمع التَّفْسِير كَأَنَّهُ من فَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَعَلَيهِ بتفسير الواحدي وَله كتاب أَسبَاب النُّزُول وَكتاب الدَّعْوَات والمحصول وَكتاب الْمَغَازِي وَكتاب الإغراب فِي الْإِعْرَاب وَشرح ديوَان المتنبي وعد النَّاس ذَلِك من سَعَادَة

المتنبي وَكتاب نفي التحريف عَن الْقُرْآن الشريف وَكتاب تَفْسِير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِيه قَالَ الشَّاعِر // (من السَّرِيع) // (قد جمع الْعَالم فِي وَاحِد ... عالمنا الْمَعْرُوف بالواحدي) وَكَانَ الواحدي عديم النظير وَلكنه كَانَ يبسط لِسَانه فِي الْعلمَاء بِمَا لَا يَلِيق وَمن شعر الواحدي // (من الطَّوِيل) // (تشوخت الدُّنْيَا وأبدت عوراها ... وَضَاقَتْ عَليّ الأَرْض بالرحب والسعه) (وأظلم فِي عَيْني ضِيَاء نَهَارهَا ... لتوديع من قد بَان عني بأربعه) (فُؤَادِي وعيني والمسرة والكرى ... فَإِن عَاد الْكل والأنس والدعه) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (لعمري لقد أَحْيَا قدومك مدنفا ... بحبك صبا فِي هَوَاك معذبا) (يظل أَسِير الوجد رهن صبَابَة ... ويمسي على جمر الغضا متقلبا) (وَكم زفرَة قد هجتها لَو زفرتها ... على سد ذِي القرنين أَمْسَى مذويا) (وَكم لوعة قاسيت يَوْم تَرَكتنِي ... ألاحظ مِنْك الْبَدْر حِين تغيبا) (وَعَاد النَّهَار الطلق اسود مظلما ... وَعَاد سنا الإصباح بعْدك عيهبا) (وَأصْبح حسن الصَّبْر عني ظَاعِنًا ... وجدد نحوي الْبَين نابا ومخلبا) (فأقسم لَو أَبْصرت طرفِي باكيا ... لشاهدت دمعا بالدماء مخضبا) (مسالك لَهو سدها الوجد والجوى ... وَروض سرُور عَاد بعْدك مجدبا) (فداؤك روحي يَا بن أكْرم وَالِد ... وَيَا من فُؤَادِي غير حبيه قد أَبى) 160 - الفنجكردي عَليّ بن أَحْمد الفنجكردي بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون النُّون وَكسر الْجِيم وَالْكَاف وَسُكُون الرَّاء وَبعدهَا دَال مُهْملَة وَهِي قَرْيَة من قرى نيسابور كَانَ أديبا فَاضلا ذكره الميداني فِي خطْبَة كتاب السَّامِي وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكره الْبَيْهَقِيّ فِي الوشاح فَقَالَ الإِمَام عَليّ بن أَحْمد الفنجكردي الملقب بشيخ الأفاضل أعجوبة زَمَانه وَآيَة أقرانه وَشَيخ الصِّنَاعَة والممتطي غوارب البراعة وَقَرَأَ الفنجكردي اللُّغَة على يَعْقُوب بن أَحْمد الأديب وَغَيره وأحكمها لحقته عِلّة

أزمنته فِي آخر عمره وَمَات بنيسابور فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة وَقيل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة عَن ثَمَانِينَ سنة وَمن شعره // (من مخلع الْبَسِيط) // (زَمَاننَا ذَا زمَان سوء ... لَا خير فِيهِ وَلَا صلاحا) (هَل يبصر المبلسون فِيهِ ... لِليْل أحزانهم صباحا) (فكلهم مِنْهُ فِي عناء ... طُوبَى لمن مَاتَ فاستراحا) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (الحكم لله مَا للْعَبد مُنْقَلب ... إِلَّا إِلَيْهِ وَلَا عَن حكمه هرب) (والمرء مَا عَاشَ فِي الدُّنْيَا أَخُو محن ... تصبه الحادثات السود والنوب) (فَإِن يساعده فِي أَثْنَائِهَا فرج ... تسارعت وَنَحْوه فِي إثره كرب) (حَتَّى إِذا مل من ديناه فاجأه ... من أرضه كَانَ أَو فِي غَيرهَا العطب) قلت شعر متوسط 161 - أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي الْمُقْرِئ عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الغزال النسيابوري أَبُو الْحسن ذكره عبد الغافر من السِّيَاق فَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَوَصفه فَقَالَ الإِمَام الْمُقْرِئ الزَّاهِد العابد من وُجُوه أَئِمَّة الْقِرَاءَة الْمَشْهُورين بخراسان وَالْعراق الْعَارِف بِوُجُوه القاراءات وَاخْتِلَاف الرِّوَايَات الإِمَام فِي النَّحْو وَمَا يتَعَلَّق بِهِ من الْعِلَل واليه الْفَتْوَى فِيهِ عهدناه شَابًّا كثير الِاجْتِهَاد مُقبلا على التَّحْصِيل ملازما لأستاذه أبي النَّصْر الترامشي الْمُقْرِئ حَتَّى تخرج بِهِ فَزَاد عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والورع وَقصر الْيَد عَن الدُّنْيَا وَلزِمَ طَرِيق الْعِبَادَة وَطَرِيق التصوف والزهد حَتَّى كَانَ يقْصد من الْبِلَاد وَيُسْتَفَاد مِنْهُ وقلما كَانَ يخرج من بَيته إِلَّا فِي الْجَنَائِز ثمَّ اخْتَلَّ بَصَره فِي آخر عمره وأصابه مرض طَوِيل فَبَقيَ فِيهِ مُدَّة وَمَات وَكَانَ عديم النظير وَله مصنفات مفيدة فِي النَّحْو والقراءات سمع الحفصي وَأحمد بن مَنْصُور بن خلف المغربي 162 - خَازِن النظامية الْكَاتِب عَليّ بن أَحْمد بن بكري وَقيل ابْن عمر بن

أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن بكري أَبُو الْحسن خَازِن دَار الْكتب بالنظامية كَانَت لَهُ معرفَة جَيِّدَة بالأدب قَرَأَ النَّحْو على أبي السعادات ابْن الشجري وَعلي أبي مَنْصُور الجواليقي وَغَيرهمَا وَكَانَ فَاضلا حسن الْخط جيد الضَّبْط كتب من كتب الْأَدَب كثيرا يفوق الْحصْر توفّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة 163 - ابْن الرزاز الْعمريّ الْمسند عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بيسان أَبُو الْقَاسِم ابْن الرزاز الْبَغْدَادِيّ مُسْند الدُّنْيَا فِي عصره روى عَنهُ خلق لَا يُحصونَ وَتُوفِّي سنة عشر وَخَمْسمِائة قيل إِنَّه من أَوْلَاد عمر بن الْخطاب أسمعهُ وَالِده فِي صباه من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلد وَالْحسن بن مخلد بن شَاذان وَعبد الْملك بن مُحَمَّد بن بِشران وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْخرقِيّ وَطَلْحَة بن عَليّ بن الصَّقْر بن عبد الْمُجيب وَالْقَاضِي أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَالْحُسَيْن بن عَليّ الطناجيري وَأحمد بن مُحَمَّد المنكدري وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غيلَان وَالْحسن بن عَليّ بن الْمَذْهَب وَمُحَمّد بن عَليّ الصُّورِي وَانْفَرَدَ بالرواية عَن أَكْثَرهم وَعمر وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ وَكتب عَنهُ الْأَئِمَّة والحفاظ وروى عَنهُ الإِمَام المسترشد بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ وَابْن كُلَيْب وَهُوَ أخر من رُوِيَ عَنهُ على وَجه الأَرْض وَكَانَ من عَادَة أبي الْقَاسِم أَلا يسمع جُزْء الْحسن بن عَرَفَة إِلَّا بِدِينَار لكل وَاحِد من السامعين وَأما ابْن كُلَيْب فَكَانَ يسمعهُ بِدِينَار لوَاحِد أَو لجَماعَة ومولد أبي الْقَاسِم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَأول سَمَاعه سنة سبع عشرَة 164 - ابْن الْعَطَّار الوَاسِطِيّ عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ أَبُو الْحسن الْهَاشِمِي الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْعَطَّار شَاعِر سكن بَغْدَاد إِلَى أَن توفّي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَ من شعراء الدِّيوَان وَمن شعره // (من الْكَامِل) // (أتراه بعد قطيعة يتعطف ... قد يمِيل بِهِ قوام أهيف) (أَنْت البرئ من الْإِسَاءَة ... كلهَا يَا عاذلي وَأَنا الْمُحب المدنف)

(لَا تلحني فِي حبه فتيمي طبع ... وصبري عَن هَوَاهُ تكلّف) (كَيفَ اصْطِبَارِي عَنهُ وَالْقلب ... الَّذِي هُوَ عدتي لسواه لَا يتألف) (دفت مَعَاني الْعِشْق عَن ... إفهامهم واستعذبوا فِيهِ الملام وأسرفوا) قلت شعر جيد 165 - القواس الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن بن ملاعب أَبُو الْحسن القواس الْبَغْدَادِيّ كَانَ يعْمل قسي البندق فِي دكان وَكَانَ ذكيا فهما لَهُ معرفَة بالنجوم وَعلم الْهَيْئَة وَعمل آلَات الْفلك وَكَانَ قد خالط الْفُضَلَاء وَالْعُلَمَاء وَحفظ كثيرا من الحكايات والأشعار وَسمع كتاب حل الْإِشْكَال فِي الرقوم والأشكال لصدقة بن الْحُسَيْن بن الْحداد الْحَنْبَلِيّ قَالَ ابْن النجار قَرَأنَا عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة 166 - ابْن الرويدة الْمصْرِيّ عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْحسن ابْن الرويدة ابنو الرويدة جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد ابْن هَذَا عَليّ وَمِنْهُم جده مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد وَمِنْهُم الْعَاق عبد الله وَأَخُوهُ عَليّ وَمُحَمّد وَأَبُو الْحسن هَذَا ذكره أُسَامَة بن منقذ فِي شعراء الْمُحدثين فَقَالَ شَاعِر مجيد من شعره فِي القَاضِي وَأَبُو مُسلم وادع بن عبد الله بن سُلَيْمَان // (من مجزوء الْكَامِل) // (قلبِي بكم بر فعقوا ... فَلَمَّا أرق وَلم ترقوا؟ !) (أحبابنا مذق سلوى ... عَنْكُم وهواي حق) (أَنا من تجنيكنم ... أَسِير مَا لرقي مِنْهُ عتق) (شَرق بغرب مدامعي ... أَو يلتقي غرب وشرق) (يأهل برقة ثهمد ... ميعادكم فِي الْعين برق) (مَا فِي عرق مَا ... لأنياب النوائب فِيهِ عرق) (وَذَا اعتمت بوادع ... فلسائمي السوام سحق) مِنْهَا // (من مجزوء الْكَامِل)

(من معشر شرفوا وَمَا ... شرفوا بِمَا لَا يستحقوا) (مَا يبتغى إِلَّا لديهم دون ... أهل الأَرْض رزق} وَمن شعره // (من الوافر) // (إِذا مَا رَغْبَة حضرتك فِيمَن ... يُرِيك من الوداد كَمَا تريه) (فَخذ بِالظَّاهِرِ المرئي مِنْهُ ... فَمن كشفت عَنهُ زهدت فِيهِ) قَالَ وَكتب إِلَى جدي شَدِيد الْملك وَقد وَفد عَلَيْهِ الْأَمِير المهند أَبُو نصر بن الخيش // (من الْخَفِيف) // (يَا عَليّ منقذ يَا هماما ... حِين يدعى الوغى يعد بِجَيْش) (قد أَتَاك الخيشي فِي وسط آب ... بقريض يُغْنِيك عَن بَيت خبش) وَمن شعره فِي قَاض // (من الْبَسِيط) // (يَا ابْن الزعيطات زَالَ الْحق وانتهزت ... فِيهِ بحكمك أَيدي الْبَاطِل الفرصا) (لَا توهم الْفَخر لما أَن وليت قضا ... مَا أَنْت زِدْت وَلَكِن القضا نقصا) قلت وَمن شعره فِيمَن أودعت عِنْده ودَاعَة فأنكرها وَادّعى ضياعها // (من الْكَامِل) // (إِن قَالَ قد ضَاعَت فَصدق أَنَّهَا ... ضَاعَت وَلَكِن مِنْك لما تودع) (أَو قَالَ قد وَقعت فَصدق أَنَّهَا ... وَقعت وَلَكِن مِنْهُ أحسن موقع) وَرَأَيْت مشوبا لِابْنِ الرويدة أما هَذَا أَو أَبوهُ // (من الْبَسِيط) // (إِن ابْن مسعر وَالْقَاضِي على عجب ... والدهر يظْهر كلا من عجائبه) (توافقا عَن رضَا لَا فرق بَينهمَا ... كل بنيك بِعلم عرس صَاحبه) وَرَأَيْت أَيْضا // (من الْكَامِل) // (لبني الْمُنْذر من فروج يسائهم ... نسب يقودهم إِلَى الْفَحْشَاء) (تَحت الحضيض جباههم وقرونهم ... مقرنة بكواكب الجوزاء) (قوم رِجَالهمْ شناعة آدم ... وَنِسَاؤُهُمْ عَار على حَوَّاء) وَرَأَيْت لَهُ أَيْضا // (من الوافر) // (أفاتك لَا سلمت من اللَّيَالِي ... وَلَا من فتكها حَالا فحالا) (تحيل المادحين على محَال ... لأَنهم يَقُولُونَ المحالا)

167 - قبْلَة الْأَدَب عَليّ بن أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ الْبَزَّاز أَبُو الْحسن ابْن أبي الْقَاسِم الْمَعْرُوف بقبلة الْأَدَب سبط أبي الْعِزّ أَحْمد بن عبيد الله بن كادش الْبَغْدَادِيّ كَانَ أديبا فَاضلا شَاعِرًا سريع البديهة كثير الهجو سمع جده وَحدث عَنهُ باليسير توفّي سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الْخَفِيف) // (يَا زَمَانا خلا من النَّاس واستأصل ... بِالْقَلْعِ شأفة الْأَحْرَار) (لَيْتَني مت إِذْ حللت بواديك ... فقد يمِيل فِي أذاك اصْطِبَارِي) (حسبي الله لَا سواهُ فَمَا أَنا أبعد ... خيرا يُرْجَى من الإشرار) وَأنْشد يَوْمًا قَول أبي نواس // (من المديد) // (رشأ لَوْلَا ملاحته ... خلت الدُّنْيَا من الْفِتَن) (مَا بدا إِلَّا استبرق لَهُ ... حسنه عبدا بِلَا ثمن) وَقيل لَهُ أجز فَقَالَ ارتجالا // (من المديد) // (وجنتاه فِي احمرارهما ... حكتا وردا على غُصْن) (أَنا ميت فِي محبته ... غير أَن الرّوح فِي بدني) 168 - الْمُعظم ابْن الإِمَام النَّاصِر عَليّ بن أَحْمد هُوَ أَبُو الْحسن الْملك الْمُعظم ابْن الإِمَام النَّاصِر كَانَ أَصْغَر من أَخِيه الظَّاهِر بِسنتَيْنِ وَكَانَ شَابًّا سريا ظريفا لطيفا سَمحا جوادا كثير الصَّدَقَة وَالْمَعْرُوف يكْتب خطا مليحا أقطعه وَالِده الإقطاعات الْكَثِيرَة وَاشْترى لَهُ المماليك التّرْك وَأذن لَهُ فِي الرّكُوب بالخدم والحشم فامتدت الْعُيُون إِلَيْهِ وتعلقت الآمال بِهِ فَتوفي عَن مرض أَيَّام قَلَائِل ضحوة يَوْم الْجُمُعَة الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَحضر أَرْبَاب الدولة وَالْعُلَمَاء بدار الْخلَافَة وصلوا عَلَيْهِ هُنَاكَ وَحمل إِلَى تربة جدته أم وَالِده فَدفن إِلَى جَانبهَا وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَكَانَ قد أَتَى بِرَأْس منكلي مَمْلُوك أزبك السُّلْطَان الَّذِي عصى على أستاذه وعَلى الْخَلِيفَة وَقطع الطَّرِيق وَذهب وزينت بَغْدَاد فَلَمَّا مروا على درب حبيب وَافق تِلْكَ السَّاعَة موت عَليّ الْمَذْكُور فَانْقَلَبَ الْفَرح عزاء وَأمر الْخَلِيفَة بالنياحة فِي بَغْدَاد وفرش الرماد والبواري وغلقت

الْأَسْوَاق والحمامات وَسمع النَّاس بكاء الْخَلِيفَة وصراخه وأقامت الْمُلُوك عزاءه فِي الْبِلَاد ورثاه الشُّعَرَاء مِنْهُم كَمَال الدّين بن النبيه بقصيدته الدالية وَهِي // (من السَّرِيع) // (النَّاس للْمَوْت كخيل الطراد ... فَالسَّابِق السَّابِق مِنْهَا الْجواد) (وَالله لَا يَدْعُو إِلَى دَاره ... إِلَّا من استصلح من ذَا الْعباد) (وَالْمَوْت نقاد على كَفه ... جَوَاهِر يَأْخُذ مِنْهَا الْجِيَاد) (والعمر كالظل وَلَا بُد أَن ... يَزُول ذَاك الظل بعد امتداد) (لَا تصلح الأواح إِلَّا إِذا ... سرى إِلَى الْأَجْسَام هَذَا الْفساد) (أرغمت يَا مولَايَ أنوف القنا ... ودست أَعْنَاق السيوف الْحداد) (كَيفَ تجر مت عليا وَمَا ... أنجده كل طَوِيل النجاد) (نجل أَمِير الْمُؤمنِينَ الَّذِي ... من خَوفه يرعد قلب الجماد) (مُصِيبَة أذكت قُلُوب الورى ... كَأَنَّمَا فِي كل قلب زناد) (ناذلة جلت فَمن أجلهَا ... سنّ بَنو الْعَبَّاس لبس السوَاد) (مأتمة فِي الأَرْض لَكِن لَهُ ... عرس على السَّبع الطباق الشداد) (فالخوذ فِي الْمسْح لَهَا رنة ... والجود تجلى فِي المروط الْجِيَاد) (طرقت يَا موت كَرِيمًا فَلم ... تقنع بِغَيْر النَّفس للضيف زَاد) (قصفته من سِدْرَة الْمُنْتَهى ... غصنا فشلت يَد أهل الْفساد) (يَا ثَالِث السبطين خلفتني ... أهيم من همي فِي كل وَاد) (يَا نَائِما فِي غَمَرَات الردى ... كحلت أجفاني بحيل السهاد) (وَيَا ضجيع التُّرَاب أقلقتني ... كَأَنَّمَا فرشي شوك القتاد) (دفنت فِي الترب وَلَو أنصفوا ... مَا كنت إِلَّا فِي صميم الْفُؤَاد) (لَو لم تكن أسخنت عَيْني سقت ... مثواك عَيْنَايَ كصوب المهاد) (خَليفَة الله اصطبر واحتسب ... فَمَا وَهِي الْبَيْت وَأَنت الْعِمَاد) (فِي الْعلم والحلم بكم يقْتَدى ... إِذا دجا الْخطب وضل الرشاد)

(أَنْتُم سَمَاء طلعت زهرها ... لَا ينْقض الآفل مِنْكُم عداد) (وَأَنت لج الْبَحْر مَا ضره ... إِن سَالَ من بعض نواجيه وَاد) (حبك فرض فِي قُلُوب الورى ... وَابْن الولا يعدل بِابْن الولاد) (يَا نوح رث أعمارنا واحتكم ... ملكك الله رِقَاب الْعباد) وَقَالَ رَاجِح الحلى قصيدة أَولهَا // (من الْكَامِل) // (كَذَا يهد الدَّهْر أَرْكَان الْهدى ... وَيرد بالنكبات شاردة الردى) وتوارد هُوَ وَأَبِيهِ على معنى وَاحِد فَقَالَ رَاجِح فِي هَذِه القصيدة // (من الْكَامِل) // (ورث الخلايف علم يَوْم مصابه ... فلأجله اتَّخذُوا الشعار الأسودا) 169 - ابْن ظنير المغربي عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الأندلسي الميورقي ابْن ظنير بِضَم الظَّاء الْمُعْجَمَة وَفتح النُّون الْمُشَدّدَة وياء آخر الْحُرُوف وَرَاء بعْدهَا سمع الإِمَام ابْن عبد الْبر وغانم بن وليد المَخْزُومِي وَعلي بن عبد الْغَنِيّ القيرواني الضَّرِير وَغَيرهم وَسمع بِدِمَشْق عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الكتاني وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن طلاب وَعلي بن الْحسن بن صصرى وَغَيرهم وَحج وَقدم بَغْدَاد وَسمع من شُيُوخ ذَلِك الْوَقْت وَتُوفِّي بكاظمة منصرفا من الْحَج سنة خمس وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ مقدما فِي النَّحْو وَمن شعره // (من الوافر) // (وسائلة لتعلم كَيفَ حَالي ... فَقلت لَهَا بِحَال لَا تسر) (دفعت إِلَيّ زمَان لَيْسَ فِيهِ ... إِذا فتشت عَن أهليه حر) 170 - أَبُو الْحسن بن الدباس الْمُقْرِئ عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن الدباس أَبُو الْحسن الْمُقْرِئ الوَاسِطِيّ قَرَأَ بالروايات على عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن الزجاجي وَالْمبَارك بن أَحْمد بن زُرَيْق الْحداد وَغَيرهمَا وَدخل بَغْدَاد وَقَرَأَ على جمَاعَة والموصل وَقَرَأَ بهَا على

يحيى بن سعدون الْقُرْطُبِيّ وَسمع بواسط وَكَانَ عَالما بالقراءات وعللها قيمًا يحفظ أسانيدها وَيعرف النَّحْو جيدا وَكَانَ متواضعا متوددا حسن الْأَخْلَاق وَتُوفِّي سنة سبع وسِتمِائَة وَمن شعره // (من الْكَامِل) // (لهفي على عمري لقد أفنيته ... فِي كل مَا أرْضى وأسخط مالكي) (ويلي إِذا عنت الْوُجُوه لِرَبِّهَا ... ودعيت مغلولا بِوَجْه حالك) (ورقيب أعمالي يُنَادي شامتا ... يَا عبد سوء أَنْت أول هَالك) (لم يبْق من بعد الغواية منزل ... إِلَّا الْجَحِيم وَسُوء صُحْبَة مَالك) 171 - قَاضِي الْقُضَاة الدَّامغَانِي عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك أَبُو الْحسن ابْن القَاضِي أبي الْحُسَيْن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الدَّامغَانِي ولي الْقَضَاء بِربع الكرخ بعد وَالِده سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة فِي نصف جُمَادَى الأولى وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن الزَّيْنَبِي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فولى أَبُو الْحسن هَذَا مَكَانَهُ وَكَانَ عمره يَوْمئِذٍ ثَلَاثِينَ سنة وَلم يزل على قَضَاء الْقُضَاة إِلَى أَن توفّي المقتفي وَولى المستنجد فأقره ثمَّ عَزله فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَت مُدَّة ولَايَته إِحْدَى عشرَة سنة وَسِتَّة اشهر فَلَزِمَ دَاره منعكفا على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَكَانَ يَقُول أَنا على ولايتي مَا عزلت وكل قُضَاة بَغْدَاد نوابي لِأَن القَاضِي إِذا لم يظْهر فسقه لَا يجوز عَزله فَبَقيَ على ذَلِك مُدَّة ولَايَة المستنجد وَقطعَة من ولَايَة المستضيء فَأَعَادَهُ إِلَى قَضَاء الْقُضَاة بِولَايَة جَدِيدَة فِي شهر ربيع الأول سنة سبعين وَخَمْسمِائة فَبَقيَ إِلَى أَن توفّي المستضيء وَولي الإِمَام النَّاصِر فأقره إِلَى ولَايَته إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَيخا مهيبا وقورا جَلِيلًا فَاضلا عَالما صائنا كَامِل الْعقل عفيفا نزيها مَحْمُود السِّيرَة حسن الْمعرفَة بالقضايا وَالْأَحْكَام وَحدث باليسير 172 - ابْن هَبَل الطَّبِيب عَليّ بن أَحْمد بن هُبل البيع بِفَتْح الْهَاء وَالْبَاء الْمُوَحدَة

وَبعدهَا لَام أَبُو الْحسن مهذب الدّين الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْأَدَب على الشريف ابْن الشجري وَسمع من أبي الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مَالك العاقولي وَقَرَأَ الطِّبّ وبرع فِيهِ وَخرج عَن بَغْدَاد وَدخل الرّوم وَصَارَ طَبِيب السُّلْطَان هُنَاكَ وَكثر مَاله وارتفع مِقْدَاره ثمَّ انه سكن خلاط ثمَّ الْموصل إِلَى أَن توفّي سنة عشر وسِتمِائَة وَكَانَ قد بعث من خلاط إِلَى الْموصل بوديعة مائَة وَثَلَاثِينَ ألف دِينَار لما كَانَ عِنْده شَاة أرمن وأضر فِي آخر عمره وزمن وَكَانَ النَّاس يأتونه إِلَى منزله وقرؤون عَلَيْهِ وَله مصنفات مِنْهَا كتاب الْمُخْتَار فِي الطِّبّ وَهُوَ جليل يتمل على علم وَعمل وَكتاب الطِّبّ الجمالي صنفه لجمال الدّين مُحَمَّد ابْن الْوَزير الْمَعْرُوف بالجواد وَأورد لَهُ ابْن أبي أصيبعة فِي تَارِيخه // (من الْبَسِيط) // (لقد سبقني غَدَاة الْخيف غانية ... قد حاذت الْحسن فِي دلّ بهَا وصبا) (قَامَت تميس كخوط البان غازله ... مَعَ الأصائل ريحًا شمأل وصبا) (يكَاد من دقه خصر تدل بِهِ ... يشكو إِلَى ردفها من ثقله وصبا) (لَو لم يكن أقحوان الثغر مبسمها ... مَا هام قلبِي بحبها هوى وصبا) 173 - ابْن دواس القنا الْعَنْبَري عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة بن الْقَاسِم بن الْحَارِث بن عبد الله بن عبد الله الْمَعْرُوف ببنه ابْن الْحَارِث بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب أَبُو الْحسن قَالَ محمب الدّين ابْن النجار هَكَذَا ذكر نسبه بِخَط يَده وَكَانَ يعرف بالعنبري وبابن دواس القنا وَهُوَ أَخُو مُحَمَّد الَّذِي تقدم ذكره فِي المحمدين من أهل وَاسِط كَانَ شَاعِرًا منجما يعْمل التقاويم وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (إِنِّي أعالج أَقْوَامًا إِذا اختبروا ... كَانُوا ثِيَاب جمال تحتهَا صور) (مقدمين فَلَا أصل وَلَا حسب ... وَلَا نسيم وَلَا ظلّ وَلَا شجر) (هم الصُّدُور وَلَكِن لَا قُلُوب لَهُم ... يَا لَيْت مذ نظرُوا مَا كَانَ لي نظر) (من كل صدر مَتى لاقاه مادحه ... كَانَت مواهبه التقطيب والضجر)

وَمِنْه // (من المنسرح) // (يَا دَاعِي الْمجد راعني كرما ... وَلَا تدع من رَعيته حملا) (جد باقتراحي فقد ألفت فَعم ... حبا وَأنْكرت من زَمَانك لَا) 174 - ابْن أخي نصر الحنبي عَليّ بن أَحْمد بن الْفرج بن إِبْرَاهِيم الزاز أَبُو الْحسن الْفَقِيه الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن أخي نصر من أهل عكبرا كَانَ شيخ الْعلم يعكبرا فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والفرائض وَكتب الْكثير وَكَانَت مفتيا مدرسا حجَّة ثِقَة سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَعلي بن الْحسن بن شهَاب توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (أعجب لمحتكر الدُّنْيَا وبانيها ... وَعَن قَلِيل على كره يخليها) (دَار عواقب مفروحاتها حزن ... إِذا أعارت أساءت فِي تقاضيها) (وكل حَيّ قمام الْمَوْت يُدْرِكهُ ... فَفِيمَ تخدعنا آمالنا فِيهَا) (يَا من يسر بأيام تسير بِهِ ... إِلَى الفناء وَأَيَّام يَقْضِيهَا) (قف فِي منَازِل أهل الْعِزّ مُعْتَبرا ... وَانْظُر إِلَى أَي شَيْء صَار أهلوها) (صَارُوا إِلَى حدث قفر محاسنهم ... على الثرى ودوى الدُّود يعلوها) قلت شعر نَازل 175 - الْمُرَتّب الدهان الْعَاميّ عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الدهان الْبَغْدَادِيّ كَانَ يرتب الصُّفُوف بِجَامِع الْمَنْصُور وَكَانَت لَهُ معرفَة بأحوال الْقُضَاة وَالشُّهُود والخطباء وَجمع جُزْءا فِي وفيات الشُّيُوخ وَكَانَ أُمِّيا يملي على النَّاس ويكتبون لَهُ وروى عَنهُ النَّاس توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة 176 - الْعلوِي الزيدي الشَّافِعِي عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُسلم بن عبيد

الله بن الْحسن يَنْتَهِي إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو الْحسن الْعلوِي الزيدي الشَّافِعِي كَانَ أحد الْأَعْيَان الْمشَار إِلَيْهِم بالزهد وَالْعِبَادَة وَالْفضل وَالْفِقْه والنزاهة وَحسن الطَّرِيقَة أحبه الْخَاص وَالْعَام وَوَقع لَهُ الْقبُول فِي الْقُلُوب وقصده الْأَعْيَان والأماثل للتبرك بِهِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع وَكتب بِخَطِّهِ واستكتب وَنقل الْأُصُول الْكَثِيرَة وَالْمَسَانِيد والأجزاء فَصَارَ لَهُ من ذَلِك شَيْء كثير وأوقف ذَلِك جَمِيعه على مَسْجده الَّذِي بدار دِينَار الصَّغِيرَة وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد 177 - أَبُو الطّيب الشعيري عَليّ بن أَحْمد بن مسلمة الشعيري أَبُو الطّيب الشَّاعِر قَالَ عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مسلمة الشعيري استحسنت عِنْد أبي الطّيب عَليّ بن أَحْمد بن مسلمة قَول امْرِئ الْقَيْس // (من الطَّوِيل) // (ألم تَرَ أَنِّي كلما جِئْت طَارِقًا ... وجدت بهَا طيبا وَإِن لم تطيب) فَقَالَ لي قد تجوزت بِهَذَا الْمَعْنى إِلَى مَا هُوَ أحسن مِنْهُ قلت مَا هُوَ قَالَ قولي // (من الْخَفِيف) // (إِن تأملتها تلألأت نورا ... أَو تنسمتها تضوعت طيبا) 178 - الفخري الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْحسن الفخري ذكره الْحميدِي فِي تَارِيخ الأندلس من جمعه وَقَالَ شَاعِر أديب قدم الأندلس من بَغْدَاد وَأورد لَهُ // (من الْبَسِيط) // (ألموت أولى بِذِي الْآدَاب من أدب ... يَبْغِي بِهِ مكسبا من غير ذِي أدب) (مَا قيل لي شَاعِر إِلَّا امتعضت لَهَا ... حسب امتعاضي إِذا نوديت باللقب) (وَمَا دها الشّعْر عِنْدِي سخف منزله ... بل سخف دهر بِأَهْل الْفضل مُنْقَلب) (صناعَة هان عِنْد النَّاس صَاحبهَا ... وَكَانَ فِي حَال مرجو ومرتقب) (إِذا جهلت مَكَان الشّعْر من شرف ... فَأَي مأثرة أبقيت للْعَرَب؟) 179 - الْوَادي آشي عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن مَرْوَان بن عمر أَبُو الْحسن

الأندلسي الْوَادي آشي كَانَ صَاحب فنون وتصانيف توفّي سنة تسع وسِتمِائَة وَمن تصانيفه الْوَسِيلَة فِي الْأَسْمَاء الْحسنى وَكتاب الترصيع فِي تأصيل مسَائِل التَّفْرِيع وَكتاب اقتباس السراج فِي شرح مُسلم وَكتاب نهج المسالك فِي شرح موطأ مَالك فِي عشر مجلدات 180 - ابْن نوبخت الشَّاعِر عَليّ بن أَحْمد بن نوبخت الشَّاعِر كَانَ شَاعِرًا قَلِيل الْحَظ من الدُّنْيَا لم يزل رَقِيق الْحَال ضَعِيف الْمَوْجُود توفّي بِمصْر سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وكفنه ولي الدولة ابْن خيران وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (سعى إِلَيْك بِي الواشي فَلم ترني ... أَهلا لتكذيب مَا ألقِي من الْخَبَر) (وَلَو سعى بك عِنْدِي فِي ألذكرى طيف ... الخيال لبعت النّوم بالسهر) قلت أَنْشدني لنَفسِهِ إجَازَة العلامةُ شهَاب الدّين مَحْمُود مَا يصلح أَن يكون قبل هذَيْن وَهُوَ // (من الْبَسِيط) // (يَا ملزمي بذنوب مَا أحطت بهَا ... علما وَلَا خطرت يَوْمًا على فكري) (صدقت فِي أباطيل الظنون وَكم ... كذبت فِيك يَقِين السّمع وَالْبَصَر) قَالَ ابْن خلكان وَيقرب من قَول ابْن نوبخت قَول أبي عبد الله الْحُسَيْن ابْن التَّمِيمِي الشَّاعِر الْمَشْهُور صَاحب الرسَالَة الْمَشْهُورَة من جملَة أَبْيَات وَهُوَ قَوْله // (من الْكَامِل) // (أنبت أَنَّك قد أتتك قوارض ... عَنى ثنتك عَن الضَّمِير الْوَاجِد) (عملت رقى الواشين فِيك وَإِنَّهَا ... عِنْدِي لتضرب فِي حَدِيد بَارِد) وَالْأَصْل فِي هَذَا كُله قَول عبد الله بن الدمينة الْخَثْعَمِي الشَّاعِر الْمَشْهُور الْمَعْرُوف بنائحة الْعَرَب من جملَة قصديته البائية الْمَشْهُورَة // (من الطَّوِيل) // (وكوني عَن الواشين لداء شغبة ... كَمَا أَنا للواشي أَلد شغوب)

181 - ابْن عرام عَليّ بن أَحْمد بن عرام بن أَحْمد أَبُو الْحسن الربعِي الأسواني لَهُ تصانيف كَثِيرَة فِي كل فن سمع من ابْن بَرَكَات الصغيدي بِمصْر سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَذكره الْعِمَاد فِي الخريدة وَقَالَ شيخ من أهل الْأَدَب بأسوان سَأَلت عَنهُ بِمصْر فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقيل لي إِنَّه حَيّ وَأورد لَهُ // (من الْخَفِيف) // (كم لَيَال نعمت فِيهَا بخود ... فاقت الْبَدْر فِي السنا والسناء) (ذَات جيد كالرئم حلاه عقد ... حل فِيهِ بِحل عقد عزائي) (وتر شفت من رضاب برود ... فاق طعم السلافة الصَّهْبَاء) (وتنزهت فِي رياض حسان ... غانيات عَن صوب مَاء السَّمَاء) (بَين ورد ونرجس وأقاح ... ففؤادي مقسم الْأَهْوَاء) وَأورد لَهُ // (من الطَّوِيل) // (أغرك من قلبِي انعطاف ورقة ... عَلَيْك وَأَن تجني فَلَا أتجنب) (فَلَا تأمني حلمي على كل هفوة ... وَلَا تحسبي أَن لَيْسَ لي عَنْك مَذْهَب) (فَكيف وَعِنْدِي فضلَة من جلادة ... تعلم أصلاد الصَّفَا كَيفَ تصلب؟) وَأورد لَهُ // (من الْكَامِل) // (ألوجد للدنف الْمَعْنى فاضح ... وَدَلِيله باد عَلَيْهِ وَاضح) (كَيفَ السَّبِيل لَهُ إِلَى كِتْمَانه ... والدمع والسقم المبرح بائح؟ !) (إِن يمس قلبِي وَهُوَ صب نازح ... فَلِأَن من يهواه عَنهُ نازح) (فجوارحي وجدا عَلَيْهِ جريحة ... وجوانحي شوقا إِلَيْهِ جوانح) وَأورد لَهُ فِي الهجو // (من مجزوء الْكَامِل) // (شَاعِرنَا ذُو لحية ... قد عرضت وانفسحت) (لحية تَيْس صلحت ... لفقحة قد سلحت) 182 - ابْن الصفار السُّوسِي عَليّ بن أَحْمد بن الصفار السُّوسِي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر متسع القافية سَالم الطَّبْع عَالم باللغة لَا تَنْقَطِع مادته لَقِي الْمُوفق مُجَاهِد بن عبد الله كرتين

إِحْدَاهمَا بنية الْغَزْو فامتدحه وَأقَام عِنْده مُدَّة فِي جرايته وضيافته ثمَّ أجزل صلته وخلى سبيسله وَكَانَ دُخُوله عَلَيْهِ بقصيدة بائية طَوِيلَة جدا أذكر مِنْهَا مَا يخف ذكره وَقَوله مِنْهَا // (من الطَّوِيل) // (بَكت وَشَكتْ واسترجعت وتوجعت ... فظلت لَهَا مسترجعا متباكيا) (وَقَالَت أما ينهاك أَن تذكر النَّوَى ... نهى قد نهت عَنْك الصِّبَا والتصابيا) (وَهَذَا أَوَان الْحلم فاسمع وَكن لَهُ ... مُطيعًا وَكن للغى وَالْجهل قاليا) (أَلَسْت ترى عارا عَلَيْك بِأَن ترى ... لمن لَا ترى حبا كحبك عَاصِيا) (وَمن لصغار من عتال تَركتهم ... كزغب القطا يَبْغُونَ طعما وساقيا) (وَلنْ يَجدوا للعيش بعْدك لَذَّة ... وَلنْ يشْربُوا من بعْدك المَاء صافيا) (فَقلت لَهَا [إِن] الَّذِي لَيْسَ غيرَة ... إِلَه كفاهم حَافِظًا ومراعيا) (وحسبي بِهِ مستخلفا ومصاحبا ... أَمَامِي مَحْفُوظ بِهِ وورائيا) (وَقربت للترحال دهماء تعتلي ... ترى أدهم الْمرْآة أَخْضَر طاميا) (يخال من استعلاه إِن ظلّ رَاكِبًا ... من الهول مسودا من اللَّيْل داجيا) (إِذا ضَربته الرّيح هاج تغيظا ... وماج بِمَا يَعْلُو الْجبَال الرواسيا) (فَلم أر من زنجية قطّ طَاعَة ... كطاعتها فِيمَا يسر المواليا) (وَلَا مثلهَا مركوبة قاد ركبهَا ... سرَاعًا بِمَا يَعْنِي القلاص النواجيا) (وتنشر أَحْيَانًا جنَاحا يطيرها ... قوادم مِنْهُ تستخف الخوافيا) (وتطويه أَحْيَانًا إِذا لم تكن لَهَا ... من الرّيح مَا يرضاه من كَانَ مَاضِيا) (وتمشي بأيد مطلقات تحثها ... رجال بأيد يعْملُونَ النواليا) (وَرجلَيْنِ لَا تخطوا كَمَا يختطى بهَا ... إِذا سَار أُخْرَى الدَّهْر من كَانَ خاطيا) وَمِنْهَا فِي المديح // (من الطَّوِيل) // (فيا أيهذا الْحَاجِب المبتني علا ... وَهل يبتني إِلَّا الْكِرَام المعاليا) (إِلَيْك رحلناها نَظَائِر فِي الدجى ... نَظَائِر أشباه القطا متباريا) (وَتَعْلُو الضُّحَى أثباج أَخْضَر مُزْبِد ... مهيب وَإِن أضحى لرائية ساجيا) (ترَاهُ فتخشاه وتحسب حوله ... غظامط يَحْكِي من أنَاس تلاحيا)

(زِيَارَة ود من مجد محافظ ... ترى الود من سقم الضمائر شافيا) (وتطلب فِي ذَاك الْقبُول وتبتغي ... جزاه بِهِ من خَالص الود واقيا) (وَأَنت بِحَمْد الله فذ زَمَانه ... وأوحد عصر مَا أرى لَك ثَانِيًا) وَمِنْهَا فِي ذكر الشّعْر // (من الطَّوِيل) // (وَقد عرفت للنظم قدما مزية ... بهَا يبتني أهل الْكَلَام القوافيا) (وَمَا الدّرّ منشورا وَإِن جلّ قدره ... كَمَا زَان جيدا نظمه وتراقيا) (وَمَا غادة هيفاء حسناء عاطل ... كأخرى غَدَتْ حسناء خجلاء حاليا) (وَقد كنت أدعى نابه الذّكر شَاعِرًا ... فقد صرت أدعى عالي الْقدر غازيا) (وحسبي بِهَذَا بعد ذَاك فَعنده ... محَاسِن تمحو حسنهنَّ المساويا) وَلما أنْشدهُ هَذِه القصيدة وَقعت مِنْهُ موقعا لطيفا وَأمر لَهُ بِمِائَتي دِينَار وَخَمْسَة من الرَّقِيق وَاعْتذر إِلَيْهِ 183 - الْوَزير الجرجائي عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم الجرجائي كَانَ يتَوَلَّى بعض الدَّوَاوِين بِمصْر فظهرت عَلَيْهِ خِيَانَة فَقطع الْحَاكِم صَاحب الْقَاهِرَة يَدَيْهِ ثمَّ ولى بعد ذَلِك ديوَان النَّفَقَات سنة تسع وَأَرْبَعمِائَة وَذَلِكَ بعد أَن تنقل فِي الأرياف والصعيد وَلما تولى الظَّاهِر ابْن الحكم استوزره وَكَانَ يعلم عَنهُ القَاضِي أَبُو عبد الله القُضاعي صَاحب كتاب الشهَاب وَقيل انه لما قطعت يَدَاهُ أصبح من بكرَة وَجَاء إِلَى الْمُبَاشرَة وَقَالَ إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ قابلني على جنايتي وَلم يعزلني فَبلغ ذَلِك الْحَاكِم فأعجبه ذَلِك واسمتر بِهِ فِي وظيفته وَسَيَأْتِي ذكر هَذَا الْوَزير أَيْضا فِي تَرْجَمَة الظَّاهِر عَليّ بن مَنْصُور خَليفَة مصر وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 184 - ابْن الماعز الطَّبِيب المغربي عَليّ بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن الماعز الطَّبِيب الشَّاعِر المغربي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ حُلْو الْكَلَام قَلِيل الشّعْر قريب الْمَقَاصِد مَشْهُورا بِعلم الطِّبّ متصدرا للعلاج وَكَانَ يحب غُلَاما وَيتبع أَحْوَاله فَعرف بِهِ فَشرب عِنْد صديق لَهُ ووقف بِالْبَابِ قلقا فَسَأَلَ بعض أهل الدَّار فِي إِيصَال رقْعَة إِلَيْهِ

فِيهَا // (من مجزوء الْخَفِيف) // (أَنْتُمَا فِي لذاذة ... وَعلي معذب) (والهوى فِيك طالبي ... دلَّنِي أَيْن أهرب) وَكَانَ أَبُو عَليّ القيني مُولَعا بِهِ يضايقه وَيسْتَعْمل عَلَيْهِ الحكايات فَيجْرِي بَينهمَا كل عَجِيب جلسا مرّة عِنْد رَئِيس فَجرى ذكر اللحمان فَقَالَ عَليّ زعم الْأَطِبَّاء أطيب اللحمان اعتدالا لحم ابْن آدم ثمَّ لحم الْخِنْزِير ثمَّ لُحُوم الضَّأْن فَقَالَ ابْن القيني فَمَا تَقول فِي لحم الْمعز فَقَالَ لَا خير فِيهِ قَالَ حَسبك فَغَضب عَليّ لما فهم التَّعْرِيض وَقَالَ من سَاعَته // (من الطَّوِيل) // (إِذا حضر القيني يَوْمًا بِمَجْلِس ... ترفع مِنْهُ النحس فِي كل جَانب) (ترَاهُ لسوعا وَهُوَ مذ كَانَ مُدبر ... وَمَا ذَاك إِلَّا من طباع العقارب) (نسبت إِلَى قين وَإِلَّا فقينة ... فيا لَك من حر كريم الْمُنَاسب) وَأصْبح يَوْمًا فِي مجْلِس وَكَانَ يَوْم قر فَدخل عَلَيْهِ شَاعِر مَشْهُور فَأَنْشد قصيدة فَلم يَتَحَرَّك لَهَا أحد وَلَا راقبة وَلَا بعض أهل الْمجْلس يملي أبياتا وَآخر يقْرَأ فِي كتاب تلاهيا عَنهُ وَعلي ابْن الماعز سَاكِت مفكر فَلَمَّا فرغ الرجل من إنشاده قَالَ عَليّ اسمعوا وَأنْشد // (من الطَّوِيل) // (أتيت بِبرد والشتاء بِبرْدِهِ ... فقد كَاد أهل الأَرْض أَن يهْلكُوا قرا) (وكدت بِأَن أخرا ويخرا مجالسي ... ويخرا الَّذِي يملي ويخرا الَّذِي يقرا) فَقَالَ الْجَمَاعَة مَا أوجب هَذَا الإسهال فَقَالَ الْبرد وَالْقَبْض قَالَ ابْن رَشِيق وَخرج عَليّ إِلَى مصر سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ سَار يري الْحَج فَمَاتَ مُنْقَطِعًا بالحجاز 185 - أقلب خف الهمذاني عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْحسن الهمذاني الْمَعْرُوف بأقلب خف قَالَ شيوريه صَدُوق توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة البندار البسري عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم البسري الْبَغْدَادِيّ البندار وَالِد الْحسن حدث بالكثير وَكَانَ شَيخا صَالحا توفّي سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة

سمع أَبَا الطَّاهِر المخلص وَأَبا أَحْمد الفرضي وَأَبا الْحسن بن الصَّلْت وَإِسْمَاعِيل بن الْحسن الصرصري وَأَبا عمر بن مهْدي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ نصر بن أَحْمد بن الْخَلِيل المرجى وَأَبُو عبد الله بن بطة وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن جَعْفَر وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْمَعَالِي بن اللحاس 186 - الشَّيْخ القرمطي عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد البرقعي الملقب بالشيخ القرمطي كَانَ أَمِيرهمْ سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أديبا شَاعِرًا وَمن شعره // (من الوافر) // (أيا لله مَا فعلت برأسي ... صروف الدَّهْر والحقب الخوالي) (تركن بلمتي سطرا سوادا ... وسطرا كالتغام من النزال) (فَمَا جَاشَتْ لطول الْيَأْس نَفسِي ... عَليّ وَلَا بَكت لذهاب مَالِي) (وَلَكِنِّي لَدَى الكربات آوي ... إِلَى قلب أَشد من الْجبَال) (وأصبر للشدائد والرزايا ... وَأعلم أَنَّهَا سجن الرِّجَال) (فَإِن وَرَاءَهَا أمنا وحفظا ... وعطفا للمديل على المدال) (فيوما فِي السجون مَعَ الْأُسَارَى ... وَيَوْما فِي الْقُصُور رخي بَال) (وَيَوْما للسيوف تعاورتني ... وَيَوْما للنقيق وللدلال) (كَذَا عَيْش الْفَتى مَا دَامَ حَيا ... دوائر لَا يدمن على مِثَال) 187 - شيخ الْإِسْلَام الهكاري عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن جَعْفَر بن عَرَفَة الهكاري الملقب بشيخ الْإِسْلَام وَهُوَ من ولد عتبَة بن أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة كَانَ كثير الْخَيْر وَالْعِبَادَة طَاف الْبِلَاد وَاجْتمعَ بالعلماء والمشايخ وَأخذ عَنْهُم وَرجع إِلَى وَطنه وَانْقطع بِهِ وأقب النَّاس عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُم فِيهِ اعْتِقَاد وَلَقي أَبَا الْعَلَاء المعري وَسمع مِنْهُ فَلَمَّا انْفَصل عَنهُ سَأَلَهُ أَصْحَابه عَمَّا رَآهُ مِنْهُ وَعَن عقيدته فَقَالَ هُوَ رجل من

الْمُسلمين وَقيل لَهُ أَنْت شيخ الْإِسْلَام فَقَالَ بل أَنا شيخ فِي الْإِسْلَام وَخرج من أَوْلَاده وحفدته جمَاعَة فقدموا عِنْد الْمُلُوك وعلت مَرَاتِبهمْ وَتفرد الشَّيْخ وَانْقطع فِي الْجبَال وَبنى الريط والمواضع الَّتِي يأوي إِلَيْهَا الْفُقَرَاء وَولد سنة تسع وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتا وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 188 - سيف الدّين المشطوب الهكاري عَليّ بن أَحْمد بن صَاحب قلاع الهكارية أبي الهيجاء بن عبد الله بن الْمَرْزُبَان بن عبد الله الْأَمِير الْكَبِير مقدم الجيوش سيف الدّين الهكاري المشطوب ولي نِيَابَة عكا ثمَّ أقطعه السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْقُدس وأسره الفرنج وخلص قبل مَوته بسته أشهر وَدخل لما حضر على صَلَاح الدّين بغته واستفك نَفسه بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وَقيل كَانَ أقطاعه يعْمل ثلثمِائة ألف دِينَار وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان نابلس فظلم أَهلهَا قَلِيلا فشكوه إِلَى السُّلْطَان فعتب عَلَيْهِ ثمَّ مَاتَ قَرِيبا سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 189 - ابْن خيرة البلنسي عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن ابْن خيرة البلنسي الْمُقْرِئ الْخَطِيب تولى الصَّلَاة أَرْبَعِينَ سنة لم يحفظ عَنهُ فِيهَا سَهْو إِلَّا فِي النَّادِر حضر السُّلْطَان جنَازَته وَنزل فِي قَبره أَبُو الرّبيع بن سَالم وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 190 - الحرالي عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام أَبُو الْحسن الأندلسي الحرالي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَبعد الْألف لَام مُشَدّدَة وحرالة قَرْيَة من أَعمال مرسية ولد بمراكش وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحسن بن خروف وَلَقي الْعلمَاء وجال فِي الْبِلَاد وشارك فِي فنون عديدة وَمَال إِلَى علم الْكَلَام وَأقَام بحماة مُدَّة وَله تَفْسِير عَجِيب فِيهِ أَشْيَاء غَرِيبَة الأسلوب وَكَانَ لَا يقدر أحد أَن يُؤْذِيه وَتكلم فِي علم الْحُرُوف وَزعم أَنه استخرج علم وَقت خُرُوج الدَّجَّال وَوقت طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا ويأجوج وَمَأْجُوج وصنف فِي الْمنطق وَفِي الْأَسْمَاء الْحسنى وَله عبارَة حلوة وفصاحة وَبَيَان وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة

191 - تَاج الدّين ابْن الْقُسْطَلَانِيّ عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن أَحْمد بن مَيْمُون الإِمَام الْمُفْتِي تَاج الدّين ابْن الزَّاهِد أبي الْعَبَّاس الْقُسْطَلَانِيّ الْقَيْسِي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْمعدل سمع بِمَكَّة من يحيى بن ياقوت وزاهر بن رستم وَيُونُس بن يحيى القاسمي وَابْن الْبناء وبمصر من المطهر بن أبي بكر الْبَيْهَقِيّ وَعلي بن مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية بعد الرشيد الْعَطَّار وَكَانَ من أَعْلَام الْأَئِمَّة الْمَشْهُورين روى عَنهُ الدمياطي وَالْقَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة وَعلم الدّين الدواداري وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ قطب الدّين الْمَشْهُور توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَله سبع وَسَبْعُونَ سنه وَأشهر 192 - ولي الدّين الْجَزرِي الشَّافِعِي الزَّاهِد عَليّ بن أَحْمد بن بدر الشَّيْخ الْقدْوَة الزَّاهِد أَبُو الْحسن ابْن أبي الْقَاسِم الْجَزرِي الشَّافِعِي ولي الدّين تفقه بالموصل ثمَّ بحلب ودمشق ومصر ثمَّ أقبل على الْعِبَادَة والتبتل إِلَى الله وَبنى لَهُ معبدًا فِي جَامع بَيت لَهَا وَأقَام بِهِ دهرا على التجرد والتوكل والرياضة وَكَانَ صَادِقا فِي طَرِيقه مخلصا ربانيا مكاشفا لَهُ أَحْوَال وكرامات وَلِلنَّاسِ فِيهِ عقيدة وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح قاسيون 193 - الْمسند فَخر الدّين ابْن البُخَارِيّ عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الشَّيْخ الصَّالح الْوَرع المعمر الْعَالم مُسْند الْعَالم فَخر الدّين أَبُو الْحسن ابْن الْعَلامَة شمس الدّين أبي الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف وَالِده البُخَارِيّ ولد فِي آخر سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة تسعين وسِتمِائَة واستجاز لَهُ عَمه الْحَافِظ الضياء أَبُو عبد الله أَبَا طَاهِر الخشوعي وَأَبا المكارم اللبان وَأَبا عبد الله الكراني وَأَبا جَعْفَر الصيدلاني وَأَبا الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَالْمبَارك ابْن المعطوش وَهبة الله بن الْحسن السبط وَأَبا سعد الصفار وَمُحَمّد بن الخصيب الْقرشِي وَمُحَمّد بن معمر الْقرشِي وَإِدْرِيس بن مُحَمَّد آل والويه وَأَبا الْفَخر سعد بن روح وزاهر بن أَحْمد الثَّقَفِيّ وأخاه أَبَا مَحْمُود أسعد رَاوِي مُسْند أبي يعلى عَن الْخلال وَبَقَاء بن جند والمفتي بن خلف بن أَحْمد الْفراء وَدَاوُد بن ماشاذة وَعبد الله بن عبد الحرمن البقلي وَعبد الله بن مُسلم بن

جوالق وَعبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَأَبا زرْعَة عبيد الله وَابْن اللفتواني وَعبد الْوَاحِد بن أبي المطهر الصيدلاني وعفيفة الفارقانية أجَاز لَهُ هَؤُلَاءِ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَسمع حضورا فِي الْخَامِسَة من جمَاعَة وَسمع الْمسند ابْن حَنْبَل وَالسّنَن لِابْنِ دَاوُد وَالْجَامِع لِلتِّرْمِذِي والغيلانيات والجعديات والقطعيات وشيئا من ابْن طبرزد وَسمع من أَبِيه وَمُحَمّد بن كَامِل بن أَسد وهب بن الزنف وَعبد الْوَهَّاب بن المنجا وَتفرد بالرواية عَنْهُم وَالْخضر بن كَامِل الْمعبر وَعبد الله بن عمر بن عَليّ الْقرشِي والكندي وَابْن الحرستاني وَأبي الْفتُوح الْبكْرِيّ وَأبي الْقَاسِم أَحْمد بن عبد الله السّلمِيّ وَأبي عبد الله بن عبد الْخَالِق وَابْن الجلاجلي وَابْن الْبَنَّا وَأبي الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد بيسسن سيدهم وَأبي مُحَمَّد بن قدامَة وَهبة الله بن الْخضر بن طَاوس وَطَائِفَة بِدِمَشْق والجبل وَأبي عبيد الله بن أبي الرداد وَأبي بَرَكَات عبد الْقوي بن الْحباب ومرتضى بن حَاتِم بِمصْر وَأبي عَليّ الأوقي بالقدس وظافر بن حَكِيم وَغَيره بالثغر ويوسف بن خَلِيل وَعمر بن كرم وَعبد السَّلَام الزَّاهدِيّ بِبَغْدَاد وروى الحَدِيث سِتِّينَ سنة فَإِن عمر بن الْحَاجِب سمع مِنْهُ سنة عشْرين وسِتمِائَة وَسمع من الْمُنْذِرِيّ ورشيد الدّين القرش سنة نَيف وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَشرع الْحفاظ والمكثرون المحدثون فِي الْأَخْذ عَنهُ بعد الْخمسين وسِتمِائَة وَلم يكن إِذا ذَاك سهلا فَلَمَّا كبر وَأحب الرِّوَايَة وَسَهل للطلبة ازدحموا عَلَيْهِ وَقصد من الْآفَاق وَألْحق الأحفاد بالأجداد وَنزل النَّاس بِمَوْتِهِ دَرَجَة وَكَانَ فَقِيها إِمَامًا أديبا ذكيا ثِقَة صَالحا ورعا فِيهِ كرم ومروءة وعقل وَعَلِيهِ هَيْبَة قَرَأَ الْمقنع كُله على الشَّيْخ الْمُوفق وَأذن لَهُ فِي الرِّوَايَة وَكَانَ يُسَافر فِي التِّجَارَة بعض الْأَوْقَات وَبعد الثَّمَانِينَ لزم بَيته من الضعْف وعاش أَرْبعا وَتِسْعين سنة قَالَ الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية ينشرح صَدْرِي إِذا أدخلت ابْن البُخَارِيّ بيني وَبَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيث وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن دَقِيق قَاضِي الْقُضَاة وَالْقَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة وَالْقَاضِي نجم الدّين بن صصرى وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَالْقَاضِي سعد الدّين مَسْعُود كل من هَؤُلَاءِ قَاضِي قُضَاة وروى عَنهُ الْمزي والبرزالي وَأَبُو حَفْص بن القواس وَأَبُو الْوَلِيد بن الْحَاج وَأَبُو

بكر بن الْقَاسِم التّونسِيّ الْمُقْرِئ وَأَبُو الْحسن بن عَليّ بن أَيُّوب الْمَقْدِسِي وَأَبُو الْحسن الختني وَأَبُو مُحَمَّد بن الْمُحب وَأَبُو مُحَمَّد الْحلَبِي وَابْن الْعَطَّار وَأَبُو عبد الله الْعَسْقَلَانِي وَأَبُو الْعَبَّاس الْبكْرِيّ الشريشي وَابْن تَيْمِية ورحل إِلَيْهِ فتح الدّين بن سيد النَّاس فَدخل مُسلما على قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين فَقَالَ قدمت للسماع من ابْن البُخَارِيّ فَقَالَ أول أمس دفناه وَلَا يدرى مَا قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ عَليّ الْموصِلِي والزي من الْكتب والأجزاء وَهُوَ آخر من كَانَ بَينه وَبَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الدُّنْيَا ثَمَانِيَة رجال ثِقَات وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته وَلم يرْزق السماع عَلَيْهِ وَمن شعره // (من الوافر) // (تَكَرَّرت السنون عَليّ حَتَّى ... بَكَيْت وصرت من سقط الْمَتَاع) (وَقل النَّفْع عِنْدِي غير أَنِّي ... أعلل للرواية وَالسَّمَاع) 194 - نور الدولة بن العقيب عَليّ بن أَحْمد بن العقيب نور الدولة العامري البعلبكي النَّحْوِيّ أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن معقل الْحِمصِي وَله شعر وَكَانَ فِيهِ دين وَشرف نفس وَتُوفِّي ببعلبك سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَمن شعره 195 - أَبُو الْحسن الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن أَحْمد بن عبد الدايم بن نعْمَة بن أَحْمد الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي قيم جَامع الْجَبَل كَانَ شَيخا عابدا ابتلى وَانْقطع وأصابه زمانة وَكَانَ لَا يبرح الْمُصحف بَين يَدَيْهِ وَيَتْلُو كل يَوْم ختمة وابتلى بالتتار وحموا لَهُ سيخا ووضعوه على فرجه وَمَات فِي الْعَذَاب شَهِيدا عَن ثَمَانِينَ أَو نَحْوهَا وَسمع من الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن وَابْن صباح وَابْن الزبيدِيّ وَابْن غَسَّان ومكرم الإربلي وَأبي مُوسَى الْحَافِظ وَجَمَاعَة بِدِمَشْق وَلزِمَ جَعْفَر الْهَمدَانِي وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة 196 - الغرافي عَليّ بن أَحْمد بن عبد المحسن بن أَحْمد الإِمَام الْفَقِيه الْعَالم الْمُحدث الْمسند بَقِيَّة الْمَشَايِخ تَاج الدّين أَبُو الْحسن الْعلوِي الْحُسَيْن الغرافي بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء وَبعد الْألف فَاء الإسكندري الشَّافِعِي الْمعدل ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسَبْعمائة

سمع فِي الْخَامِسَة من ابْن عباد وَطَائِفَة وببغداد من أبيس الْحسن الْقطيعِي وَابْن بهروز وَابْن روزبة وَابْن القبيطي وَجَمَاعَة وَسمع الشَّيْخ شمس الدّين مِنْهُ جملَة أَجزَاء وانتقى عَلَيْهِ عوالي وَكَانَ لَهُ أنس بِالْحَدِيثِ وَمَعْرِفَة بقوانين الرِّوَايَة وَخرج لنَفسِهِ وَلغيره وَحمل عَنهُ المغاربة والرحالة وَحَدثُوا عَنهُ فِي حَيَاته وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ واليه مشيخة دَار الحَدِيث الَّتِي للنبيه ابْن الْأَبْزَارِيِّ وَكَانَ لَهُ ورد بِاللَّيْلِ وَهُوَ حسن الْكِتَابَة سريعها وَسمع من ظافر بن نجم والمترضى بن حَاتِم وَعلي بن جبارَة 197 - كَمَال الدّين بن عبد الظَّاهِر عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر بن عبد الْوَلِيّ بن الْحسن بن عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن الميمون بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي هَاشم بن دَاوُد بن الْقَاسِم بن إِسْحَاق بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب الشَّيْخ كَمَال الدّين الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي القوصي نزيل إخميم شيخ دهره وأوحد عصره جمع بَين الْعلم وَالْعِبَادَة وَظَهَرت كراماته سمع من الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة وَمن شَيْخه مجد الدّين بن دَقِيق الْعِيد وَأَجَازَهُ بالتدريس على مَذْهَب الشَّافِعِي وَصَحب الشَّيْخ عَليّ الْكرْدِي قدم عَلَيْهِم قوص فَاجْتمع عَلَيْهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد وَالشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدشناوي وَالشَّيْخ كَمَال الدّين هَذَا وَعبد الْخَالِق ابْن الْفَقِيه نصر ولازموا الذّكر بِمَسْجِد الْخلال بقوص قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي حكى لي القَاضِي نجم الدّين أَحْمد الْقَمُولِيّ أَن الشَّيْخ كَمَال الدّين رأى مرحاضا قد أخرج مَا فِيهِ وَوضع بِجَانِب الْمَسْجِد فَقَالَ فِي نَفسه لَا بُد أَن أحمل هَذَا فنازعته نَفسه فِي ذَلِك لِأَنَّهُ من بَيت رياسة وأصالة وسيادة عَدَالَة فَقَالَ لَا بُد من ذَلِك ثمَّ استدرجها إِلَى أَن حمله فِي النَّهَار وَمر بِهِ فِي حوانيت الشُّهُود حَتَّى تعجبوا مِنْهُ ونسبوه إِلَى خبل فِي الْعقل ثمَّ إِنَّه سَافر من قوص إِلَى الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ بالشيخ إِبْرَاهِيم الجعبري وَلَزِمَه وانتفع بِهِ ثمَّ استوطن إخميم وَبنى بهَا رِبَاطًا وَظَهَرت بركاته وانتشرت كراماته قَالَ حكى لي صاحبنا الْفَقِيه الْعدْل عَلَاء الدّين عَليّ بن أَحْمد الأصفوني رَحمَه الله وَكَانَ ثِقَة فِي نَقله قَالَ كنت بإدفو أخذت فِي الْعِبَادَة ولازمت الذّكر مُدَّة حَتَّى خطر لي

أَنِّي تأهلت قَالَ وَكَانَ أخي جلال الدّين غَائِبا عَنَّا مُدَّة وَانْقطع خَبره فَحَضَرَ شخص وَأَخْبرنِي أَنه قدم من أَلْوَاح وَنزل أسيوط فسافرت إِلَى أسيوط فَلم أَجِدهُ فصحبت شَابًّا نَصْرَانِيّا ورافقته فِي الطَّرِيق إِلَى سوهاي وَصَارَ ينشدني طول الطَّرِيق شعرًا وَكَانَ جميلا ففارقته من سوهاي وَوجدت ألما كَبِيرا مُفَارقَته فَدخلت إخميم وَعند وجد بذلك النَّصْرَانِي فَحَضَرت ميعاد الشَّيْخ كَمَال الدّين بن عبد الظَّاهِر فَتكلم فِي الميعاد على عَادَته وَنظر إِلَيّ وَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ أنَاس يَعْتَقِدُونَ أَنهم من الْخَواص وَهُوَ من عوم الْعَوام قَالَ الله تَعَالَى {قل للْمُؤْمِنين يغضوا من أَبْصَارهم} [النُّور 30] والنحاة يَقُولُونَ من للتَّبْعِيض وَمعنى التَّبْعِيض أَلا ترفع شَيْئا من بَصرك إِلَى الْمعاصِي ثمَّ قَالَ حكى لي فَقير قَالَ كنت فِي خدمَة شيخ فمررنا بدار وَإِذا بِامْرَأَة جميلَة ورأسها خَارِجَة من طاق تتطلع إِلَى الشَّارِع فَوق الشَّيْخ زَمَانا يتطلع إِلَيْهَا بتعجب من ذَلِك ثمَّ بعد سَاعَة صَاح الشَّيْخ صَيْحَة عَظِيمَة وَإِذا بِالْمَرْأَةِ نزلت وَقَالَت أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّد رَسُول الله وَكَانَت الْمَرْأَة نَصْرَانِيَّة فَالْتَفت الشَّيْخ إِلَى الْفَقِير فَقَالَ نظرت إِلَى هَذَا الْجمال فَقَالَ أنقذني من هَذَا الْكفْر فتوجهت إِلَيْهِ فالشيخ مَا نظر إِلَى حسن الصُّورَة وَإِنَّمَا نظر إِلَى صُورَة الْحسن فِي حسن الصُّورَة فَمن أَرَادَ أَن ينظر إِلَى نَصْرَانِيّ فَلْينْظر كَذَا قَالَ عَلَاء الدّين فصرخت وَوَقعت قَالَ وَحكى لي صاحبنا مُحَمَّد بن العجمي وَهُوَ من أَصْحَاب أبي عبد الله الأسواني قَالَ عمل سَماع فِي دَار ابْن أَمِين الحكم وَحضر الشَّيْخ ورؤساء الْبَلَد وَخلق كثير وَكنت من جملَة الْحَاضِرين فَحَضَرَ القوال وَهُوَ مظفر بالشبابات والدفوف وَقَالُوا شَيْئا ثمَّ قَالَ // (من السَّرِيع) // (من بعد مَا صد حَبِيبِي ومارجا ... الْيَوْم وزار) (أَبْصرت مَا كَانَ أبرك من نَهَار ... جاني حَبِيبِي وَبَلغت المنى) (وَزَالَ عَن قلبِي الشقا والعنا ... وَدَار كأس الْأنس مَا بَيْننَا) (مَا أحسن الكاس علينا تدار ... فِي وسط دَار) (أَنا ومحبوبي نَهَارا جهار) فَقَامَ الشَّيْخ وَقَالَ أَي وَالله أَنا ومحبوبي نَهَارا جهارا إِي وَالله فطاب وخلع جَمِيع مَا عَلَيْهِ فَخلع الْجَمَاعَة مَا عَلَيْهِم وَلم يبْق كل أحد إِلَّا بلباسه ثمَّ أرْسلُوا وأحضروا ثيابًا وَقَالَ الشَّيْخ يَا مظفر قَالَ لبيْك قَالَ ثِيَابِي وَثيَاب الْجَمَاعَة الْجَمِيع لَك فشدوا

كارات فَقلت يَا مظفر لَوْلَا رَأس هَذَا المنشد مَعَك مَا قشطت ثِيَاب الْجَمَاعَة فبلغت الشَّيْخ فَضَحِك وَتُوفِّي فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَدفن برباط إخميم وقبره يزار ومولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بقوص وَمن شعره // (من الدوبيت) // (يَا عين بِحَق من تجى نامي ... [نامي] فهواه فِي فُؤَادِي نامي) (وَالله مَا قلت ارقدي عَن ملل ... إِلَّا لعَلي أرَاهُ فِي الأحلام) قلت فيهمَا لحن خَفِي وامتدحه الشَّيْخ تَاج الدّين الدشناوي بِأَبْيَات مِنْهَا // (من الطَّوِيل) // (محبك هَذَا الْعَارِف الْعَارِف الَّذين ... تبدى بِوَجْه بالضياء مكلل) (حَلِيف التقى وَلَا شكر وَالذكر دَائِما ... فَللَّه هَذَا الشاكر الذاكر الْوَلِيّ) (عَزَائِمه الْعليا تضاهي مقَامه ... ومقداره والسر أَن اسْمه عَليّ) (أَلا إِن لله الْكَمَال جَمِيعه ... وَمَا لسواه مِنْهُ حَبَّة خَرْدَل) 198 - الْآمِدِيّ العابر عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْخضر الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة زين الدّين أَبُو الْحسن الْآمِدِيّ الْحَنْبَلِيّ العابر كَانَ شَيخا مليحا مهيبا صَالحا ثِقَة صَدُوقًا كَبِير الْقدر وَالسّن آيَة عَظِيمَة فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا مَعَ مزايا أخر عَجِيبَة أضرّ فِي أَوَائِل عمره وَله حكايات غَرِيبَة مِنْهَا أَن بعض أَصْحَابه أهْدى إِلَيْهِ نصفيه حَسَنَة فسرقت فَرَأى فِي نَومه شَيْخه الإِمَام مجد الدّين عبد الصَّمد بن أَحْمد بن أبي الْجَيْش الْمُقْرِئ شيخ الْقُرَّاء بِبَغْدَاد وَهُوَ يَقُول لَهُ النصفية أَخذهَا فلَان وأودعها عِنْد فلَان اذْهَبْ وخذها مِنْهُ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ فِي نَفسه الشَّيْخ مجد الدّين كَانَ صَدُوقًا فِي حَيَاته وَكَذَلِكَ هُوَ بعد وَفَاته فَذهب إِلَى الرجل الَّذِي ذكره فدق عَلَيْهِ الْبَاب فَخرج إِلَيْهِ فَقَالَ أَعْطِنِي النصفية الَّتِي أودعها فلَان عنْدك فَقَالَ نعم فَدخل وأخرجها لَهُ فَأَخذهَا وَذهب وَلم يقل لَهُ شَيْئا وَجَاء السَّارِق بعد ذَلِك إِلَى الْمُودع يطْلب النصفية فَقَالَ لَهُ جَاءَ الشَّيْخ زين الدّين الْآمِدِيّ وطلبها على لسَانك فأعطيته إِيَّاهَا فبهت السَّارِق وَبَقِي حائرا وَلم يعنفه الشَّيْخ وَلَا وَأَخذه

وَمِنْهَا أَنه قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن شخصا أَطْعمنِي دجَاجَة مطبوخة فَأكلت مِنْهَا ثمَّ استيقظت وبقيتها فِي يَدي وَهَذَا شَيْء عَجِيب وَهَذِه الوقائع مَشْهُورَة عَنهُ وَلما دخل السُّلْطَان غازان بن أرغون بن أبغا بن هولاكوين جنكرخان بَغْدَاد سنة بضع وَتِسْعين وسِتمِائَة علم الشَّيْخ زين الدّين الْمَذْكُور فَقَالَ إِذا جِئْت غَدا الْمدرسَة المستنصرية أجتمع بِهِ فَلَمَّا أَتَى غازان المستنصرية احتفل النَّاس لَهُ وَاجْتمعَ بِالْمَدْرَسَةِ أَعْيَان بَغْدَاد وأكبرها من الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء والعظماء وَفِيهِمْ الشَّيْخ زين الدّين الْآمِدِيّ لتلقي غازان فَأمر غازان أكَابِر أمرائه أَن يدخلُوا الْمدرسَة قبله وَاحِد بعد وَاحِد وَيسلم كل مِنْهُم على زين الدّين ويهمه الَّذِي مَعَه أَنه هُوَ السُّلْطَان امتحانا لَهُ فَجعل النَّاس كلهم كلما قدم أَمِير يزهزهون لَهُ ويعظمونه ويأتون بِهِ إِلَى زين الدّين ليسلم عَلَيْهِ وَالشَّيْخ زين الدّين يرد عَلَيْهِ السَّلَام من غير تحرّك وَلَا احتفال حَتَّى جَاءَ السُّلْطَان فِي دون من تقدمه من الْأُمَرَاء فِي الحفل وَسلم على زين الدّين وَصَافحهُ فحين وضع يَده فِي يَده نَهَضَ لَهُ قَائِما وَقبل يَده وَعظم ملتقاه والاحتفال بِهِ وَأعظم الدُّعَاء لَهُ بِاللِّسَانِ المغلى ثمَّ بالتركي ثمَّ الْفَارِسِي ثمَّ بالرومي ثمَّ بالعربي وَرفع بِهِ صَوته وَرفع بِهِ صَوته إعلاما للنَّاس فَعجب السُّلْطَان من فطنته وذكائه وحدة ذهنه مَعَ ضَرَره ثمَّ إِن السُّلْطَان خلع عَلَيْهِ فِي الْحَال ووهبه مَالا ورسم لَهُ بمرتب فِي كل شهر ثَلَاثمِائَة دِرْهَم وحظى عِنْده وَعند أمرائه ووزرائه وحوانيته وَمن تصانيفه جَوَاهِر التبصير فِي علم التَّعْبِير وَله تعاليق كَثِيرَة فِي الْفِقْه وَالْخلاف وَغير ذَلِك وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ يتجر فِي الْكتب وَله كتب كثير جدا وَإِذا طلب مِنْهُ كتاب نَهَضَ إِلَى كتبه وَأخرجه من بَينهَا وان كَانَ الْكتاب عدَّة مجلدات وَطلب من الأول مثلا أَو الثَّانِي أَو الثَّالِث أَو غَيره أخرجه بِعَيْنيهِ وَكَانَ يمس الْكتاب أَولا ثمَّ يَقُول يشْتَمل هَذَا المجلد على كَذَا وَكَذَا أكراس فَيكون الْأَمر كَمَا قَالَ وَإِذا مر بِيَدِهِ على الصفحة قَالَ عدد أسطرها كَذَا كَذَا سطرا فِيهَا بالقلم الغليظ هَذَا وَهَذَا الْمَوَاضِع كتبت بِهِ فِي الوجهة وفيهَا بالأحمر هَذَا وَهَذَا لموا ضع كتبت فِيهَا بالأحمر وان أتفق أَنَّهَا كتبت بخطين أَو ثَلَاثَة قَالَ اخْتلف الْخط من هُنَا إِلَى هُنَا من غير إخلال بِشَيْء مِمَّا يهتجن بِهِ وَكَانَ لَا يُفَارِقهُ الإشغال والاشتغال فِي غَالب أوقاته وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ إقبال عَظِيم لفضله وَدينه وورعه

وَتُوفِّي رَحمَه الله بعد سنة اثْنَتَيْنِ عشرَة وَسَبْعمائة 199 - القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير عَليّ بن أَحْمد بن سعيد القَاضِي الرئيس عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير كَاتب السِّرّ السلطاني صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء أَيَّام السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن الْمَنْصُور تقدم ذكر وَالِده وَعَمه عماد الدّين إِسْمَاعِيل لما توجه السُّلْطَان إِلَى الكرك فِي الْمرة الْأَخِيرَة توجه عَلَاء الدّين فِي خدمته فَأَقَامَ عِنْده مُدَّة ووعده بالمنصب وَأَعَادَهُ إِلَى الْقَاهِرَة وَلما قدم السُّلْطَان كَانَ عَلَاء الدّين أكديش بَاعه بِمِائَة وَعشْرين درهما وَتوجه إِلَى لِقَاء السُّلْطَان وَاشْترى بِثمن الأكديش حلاوة فَلَمَّا اسْتَقر الْأَمر أَقَامَ مُدَّة يسيرَة ثمَّ إِنَّه جهز القَاضِي شرف الدّين ابْن فضل الله إِلَى الشَّام وَولى عَلَاء الدّين صحابة الدِّيوَان وَعظم جاهه وتقدمه وأمواله وَدرت عَلَيْهِ نعم السُّلْطَان وَزَاد فِي الإقبال عَلَيْهِ وَلم يحصل لأحد مَا حصل لَهُ فِي الْوَظِيفَة كَانَ السُّلْطَان يَأْمُرهُ بأَشْيَاء يَدعه يكْتب فِيهَا عَن نَفسه إِلَى نواب الشَّام ويجيبونه عَن ذَلِك وَكَانَ يركب فِي سِتَّة عشر مَمْلُوكا أَو أَكثر من ذَلِك كلهم أتراك فيهم مَا هُوَ بِعشْرَة آلَاف وَأكْثر وَكَانَ أَخا لَا يتَكَلَّم إِلَّا بالتركي لكنه أَصَابَهُ فالج تعلل بِهِ أَكثر من سنة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقد عزل بِالْقَاضِي مُحي الدّين بن فضل الله وَولده القَاضِي شهَاب الدّين وَآخر مَا آل إِلَيْهِ من الفالج أَنه لم يبْق فِيهِ شَيْء يَتَحَرَّك غير جفونه فَكَانَ إِذا أَرَادَ شَيْئا علا بِصَوْتِهِ صَارِخًا فيحضرون إِلَيْهِ ويدقون على الأَرْض دقات مُتَوَالِيَة وَهُوَ يعد لَهَا الْحُرُوف من المعجم فَإِذا وصل إِلَى أول حرف من مَقْصُوده أطرق بخفض طرفه فيحفظ ذَلِك الْحَرْف ثمَّ إِذا فعلوا ثَانِيًا أمهلهم حَتَّى يصلوا إِلَى الْحَرْف الثَّانِي مِمَّا أَرَادَ فيطرق جفْنه فيحفظ ذَلِك وَلَا يزالون يَفْعَلُونَ ذَلِك ثَانِيًا وثالثا وهلم جرا حَتَّى يفرغ مِمَّا أَرَادَهُ وَكَانَ يطول الزَّمَان عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم حَتَّى يفهموا عَنهُ لَفْظَة أَو لفظتين نسْأَل الله الْعَافِيَة من آفَات هَذِه الدَّار وَكَانَ يكْتب خطا قَوِيا مَنْسُوبا وَله قدرَة على إصْلَاح اللَّفْظَة وإبرازها من صِيغَة إِلَى صِيغَة وَلَا يخرج كتاب عَن الدِّيوَان حَتَّى يتأمله وَلَا بُد لَهُ أَن يزِيد فِيهِ شَيْئا بقلمه وَله إنْشَاء وَهُوَ الَّذِي كتب توقيع مجد الدّين الأقصرائي بمشيخة الشُّيُوخ بسريا قَوس ومدحه النَّاس وَمِمَّا كتب إِلَيْهِ شهَاب الدّين مَحْمُود // (من الوافر) // (أما ومكانة لَك فِي ضميري ... وَذكر لَا يزَال معي سميري)

(لقد سَافَرت بالأشواق أسعى ... إِلَيْك وَإِن قعدت عَن الميسر) (وَلَو أدْركْت من زمني مرادي ... لما نَاب الْكتاب عَن الْحُضُور) (وَلم أوثر وَلَا بنى اخْتَار ... بحظل من نوال ابْن الْأَثِير) (وَكَيف وَلَيْسَ إِلَّا بالتثامي ... بناي يَدَيْهِ بجمل لي سروي) (كريم طَاهِر الأعراق تعلو ... أصالته على الْفلك الْأَثِير) (لَهُ خلق يدمثه حَيَاء ... كروض دمنته يَد الغدير) (وجود كلما أخفاه صونا ... حكى شمس الظهيرة فِي الظُّهُور) (إِذا وشى بلَيْل النقش ... صبح الطروس أَرَاك نورا فَوق نور) (وَأبْدى للموالي والمعادي ... أماني أَو منايا فِي السطور) وامتدحه جمال الدّين بن نباتة بقصيدة أَولهَا // (من الوافر) // (أصَاب بجفنه عقل الْأَسير ... فيا ويل الصَّحِيح من الْكَبِير) (غزال كالغزالة فِي سناها ... تحجبه الملاحة بالسفور) مِنْهَا // (من الوافر) // (يلذ تغزل الْأَشْعَار فِيهِ ... لذاذة مدحها فِي ابْن الْأَثِير) (أغر إِذا احبني وحبا العطايا ... رَأَيْت السَّيْل يدْفع من شير) (أَخُو يَوْمَيْنِ يَوْم ندى ضحوك ... وَيَوْم ردى عبوس قمطرير) (كَأَن حَدِيثه فِي كل نَاد ... حَدِيث النَّار عَن نفس العبير) (لَهُ قلم سدى للنفع سَار ... يبيب على الممالك كالخفير) (تلثم بالمداد لثام ليل ... فأسفر عَن سنا صبح مُنِير) (عَليّ الإسم والأوصاف يزهى ... بِهِ الدَّهْر الْعلي على الدهور) (من الْقَوْم الَّذين لَهُم صعُود ... إِلَى العلياء أسْرع من حدور) (سما شعري وَدَار على علاهم ... فلقبناه بالفلك الْأَثِير) (أأندى الْعَالمين يدا وأجدى ... على العافين فِي الزَّمن العسير) (إِلَيْك سعى رجاي وَطَاف قصدي ... فدم يَا كعبة للمستجير)

200 - عَلَاء الدّين الأصفوني عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن عَلَاء الدّين الأصفوني كَانَ ذكيا أديبا حسن الْأَخْلَاق اشْتغل بالفقه على الشَّيْخ عَلَاء الدّين القفيطي وتأدب على ابْن الغضنفر الأصفوني والجلال بن شواق الأسنائ وَغَيرهمَا وَكَانَت لَهُ يَد فِي الْحساب وَدخل فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة وَجلسَ شَاهدا بالوراقين بقوص ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أثنى عَلَيْهِ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي من تَارِيخ الصَّعِيد ثَنَاء كثيرا وَوَصفه بمكارم أَخْلَاق ومحاسن أدوات قَالَ وَلما طلع دَاوُد الَّذِي ادّعى أَنه ابْن سُلَيْمَان من نسل العاضد إِلَى الصَّعِيد فِي سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وتحركت الشِّيعَة وَبلغ عَلَاء الدّين هَذَا أَنه قَالَ لبَعض أهل أصفون انه تحمل عَنهُ الصَّلَاة ونظم عَلَاء الدّين // (من الْكَامِل) // (إرجع ستلقى بعْدهَا أهوالا ... لَا عِشْت تبلغ عندنَا الآمالا) (يَا من تجمع فِيهِ كل نقيصة ... فلأضربن بسيرك الأمثالا) (وَزَعَمت أَنَّك للتكالف حَامِل ... وَكَذَا الْحمار يحمل الأثقالا) وَلما ولي السفطي قوص سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ بَصَره ضَعِيفا جدا حَتَّى قيل انه لَا يبصر بِهِ وَكَانَ القَاضِي فَخر الدّين نَاظر الجيوش قد قَامَ فِي ولَايَته قَالَ عَلَاء الدّين // (من مخلع الْبَسِيط) // (قَالُوا تولى الصَّعِيد أعمى ... فَقلت لَا بل بِأَلف عين ... وَقَالَ لما بلغه شعر الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي وَهُوَ // (من الْكَامِل) // (مَا فِي المناهل منهل يستعذب ... إِلَّا ولي مِنْهُ الألذ الأطيب) (أَنا بلبل الأفراح أملأ دوحها ... طَربا وَفِي العلياء باز أَشهب) فنظم عَلَاء الدّين الأصفوني // (من الْكَامِل) // (أَنا قنبر الأحزان أملأ طلحها ... حزناص وَفِي السُّفْلى غراب أسود)

201 - ابْن الزبير عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن الزبير الأسواني هُوَ ابْن القَاضِي الرشيد ابْن الزبير قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقد وقف ينشد الْملك النَّاصِر قصيدة وَأورد لَهُ مِنْهَا // (من الْبَسِيط) // (تحضر أكناف أَرض إِن نزلت وَإِن ... نازلت تحمر أَرض السهل والجبلي) (مَا زلت أفري دجى ليل التَّمام سرى ... وَنور وَجهك يهديني إِلَى السبل) (بِكُل مهمهمة يبكي الْغَمَام بهَا خوفًا ... ويخفق قلب الْبَرْق من خجل) (تخشى الرِّيَاح الذواري فِي مهالكها ... فَمَا تهب بهَا إِلَّا على مهل) (حَتَّى أنخت المطايا فِي ذرى ملك ... يبشر النجح فِي تأميله أملي) (خدمتكم ليَكُون الدَّهْر يخدمني ... فَمَا أحالته عَن حالاته حيلي) (إِن كم تَئِنُّ حالتي فِيكُم مبدلة ... فَمَا انتفاعي بِعلم الْحَال وَالْبدل؟ !) قلت هَذَا الْبَيْت الْأَخير من قصيدة لِابْنِ شرف القيرواني 202 - عماد الدّين الطرسوسي الْحَنَفِيّ عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْحسن عماد الدّين ابْن محيي الدّين أبي الْعَبَّاس بن بهاء الدّين أبي مُحَمَّد الطرسوسي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ تولى قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة بِالشَّام بعد قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين عَليّ الْحَنَفِيّ وَكَانَ نَائِبه أَولا مُدَّة وَكَانَ سئوسا حسن الشكل كَامِل الْقَامَة أنيق الْعمة وَلم ينكد عَلَيْهِ فِي منصبه وَلم يزل أمره فِي منصبه إِلَى السداد إِلَى سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَسَأَلَ أَن يكون وَلَده القَاضِي نجم الدّين إِبْرَاهِيم فِي مَكَانَهُ فِي منصبه فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَتَوَلَّى وَلَده نجم الدّين قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة مَكَانَهُ وَلم يزل ملازما لبيته إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عشْرين ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن بالمزة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى ولاه تدريس الْمدرسَة القايمازية الْحَنَفِيَّة فِي شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وكتبت توقيعه بذلك ونسخته الْحَمد لله الَّذِي جعل عماد الدّين هَذَا عليا وأيد شَرعه المطهر بِمن رقى بِعِلْمِهِ سموا وَأصْبح للوصى سميا وَرفع قدر من إِذا كَانَ فِي حقل همي ندى وَحمى نديا وَهدى

النَّاس بأعلام علمه الَّتِي إِذا أخفقت كم هزمت كميا وقادت إِلَى الْحق أَبَيَا نحمده على نعمه الَّتِي جعلت الْعلمَاء للأنبياء وَرَثَة وأقامت بهم الْحجَّة على من نكب عَن الْحق أَو نقض الْمِيثَاق ونكثه ونفت بهم شبه الْبَاطِل على الدّين الْقيم كَمَا يَنْفِي الْكِير خثبه وَجعلت كل حبر مِنْهُ إِذا نطق فِي المحافل جَاءَ بِالسحرِ الْحَلَال من فِيهِ ونفته ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة ندخرها فِي الْمعَاد خير عدَّة ونأمن بهَا يَوْم الْفَزع الْأَكْبَر إِذا ضَاقَ على النَّاس خناق الشدَّة ونجدها فِي الصحائف نورا يضيء لنا إِذا كَانَت وُجُوه الَّذين كذبُوا على الله مسودة وَتجْعَل أيدنا إِلَى قطاف ثمار الرَّحْمَة وجنى غصونها ممتدة ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله خير من هدى الْخلق ببرهانه وأشرف من قضى بَين النَّاس بِالْحَقِّ وفرقانه وأعز من دفع فِي صُدُور البلغاء بنان بُنْيَانه وَأكْرم من أطلق فِي ملكوب ربه جلّ وَعز عنان عيانه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَصَحبه الَّذين رووا لأوليائهم السّنة وَرووا من أعدائهم الأسنة وأضحت طريقهم لطَالب هَدِيَّة الْهدى مَطِيَّة المظنة وأمسوا حَربًا لحزب الشَّيْطَان الَّذين جعل الله فِي أذانهم وقرا وعَلى قُلُوبهم أكنة صَلَاة تطلق جِيَاد الْأَلْسِنَة فِي ميدانها الأعنة وتبلغهم أمانيهم الَّتِي بايعهم عَلَيْهَا أَن لَهُم الْجنَّة وَسلم وَشرف ومجد وكرم وَبعد فَلَمَّا كَانَ الْعلم الشريف هُوَ للدّين حَافظ نظامه وَضَابِط أَحْكَامه فِي حَلَاله وَحَرَامه بنشره يطيب نشر الْإِيمَان وأرجه ويتسع من صدر الْجَاهِل بِأَحْكَام ربه تَعَالَى ضيقه وحرجه وَالْعُلَمَاء هم الَّذين يدعونَ سوامه ويراعون ويقدمون على منع من يتَعَدَّى حُدُود الله عز وَجل فَمَا يهابون وَلَا يهانون وَلَا يراعون وَكفى بالعلماء فخرا أَنهم للْأمة أَئِمَّة الِاقْتِدَاء وَأَن مدادهم جعله الله بِإِزَاءِ دم الشُّهَدَاء وخلت فِي هَذِه الْأَيَّام الْمدرسَة القايمازية أثاب الله واقفها مِمَّن ينشر فِيهَا أَعْلَام الْعلم ويبدى فِي مباحثه مَعَ خصومه معنى الْحَرْب فِي صُورَة السّلم وَيثبت فِي رياض دروسها شقائق النُّعْمَان وينبت فِي حِيَاض غروسها دقائق النُّعْمَان تعين أَن يَقع الِاخْتِيَار على من يحيى بدروسه مَا درس من مَذْهَب الإِمَام الْأَعْظَم أبي حنيفَة النُّعْمَان رَضِي الله عَنهُ ويجدد بفضائله الَّتِي أتقن فنونها مَا رث من أَقْوَاله الَّتِي لَا تُوجد إِلَّا فِيهِ وَلَا تُؤْخَذ إِلَّا مِنْهُ وَكَانَ الجناب العالي الْقَضَاء الْعِمَادِيّ أَبُو الْحسن عَليّ الطرسوسي أدام الله أَيَّامه وأعز بِالطَّاعَةِ أَحْكَامه هُوَ الَّذِي تفرد بِهَذِهِ المزايا وَجمع هَذِه الْخلال الحميدة والسجايا تضع الْمَلَائِكَة لَهُ إِذا خطا فِي الْعلم الأجنحة ويتخذ النَّاس إِذا اضطروا لدفع الْأَذَى عَنْهُم من صَلَاحه الأسلحة قد أَرَادَ الله بِهِ خيرا لما وَفقه وفقهه فِي الدّين وأقامه حجَّة قَاطِعَة وَلَكِن فِي أَعْنَاق الْمُلْحِدِينَ تنقاد المشكلات لذهنه الْوَقار فِي أسلس قياد وتشيد أفكاره الدقيقة للنعمان أَمَامه مَا لَا شادته من الْمجد للنعمان أشعار زِيَاد

وتبيت النُّجُوم الزهر ناظرة إِلَى محَاسِن مباحثه من طرفها الْخَفي وتنكف الْأَلْسِنَة الْحداد من خصومه إِذا جاد لَهُم وتنكفي وَيَأْتِي بالأدلة الَّتِي هِيَ جبال لَا تنسفها مغالظ النَّسَفِيّ فَلذَلِك رسم بِالْأَمر العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري أَعْلَاهُ لله تَعَالَى وضاعف نعمه على الْأَوْلِيَاء ووالى أَن يُفَوض إِلَيْهِ تدريس الْمدرسَة الْمَذْكُورَة فليظهر عرائس فَضله المجلوة ويبرز نقائس نَقله المخبوة وليطرز دروسه بدقائقه الَّتِي بهرت ويزد المباحث رونقا بعبارته الَّتِي سحرت الْأَلْبَاب وَمَا شَعرت إِذا هُوَ الْحَاكِم الَّذِي سيف قلمه إِذا أَمْضَاهُ كَانَ فِي الدِّمَاء محكما والحبر الَّذِي لَا يُقَاس بِهِ الْبَحْر وان كَانَ الْقيَاس فِي مذْهبه مقدما والعالم إِذا نَهَضَ بالإملاء فَهُوَ بِهِ ملي والفاضل الَّذِي إِن كَانَ الْعلم مَدِينَة فبابها عَليّ وليتعهد المشتغلين بِالْمَدْرَسَةِ بمطالبة محفوظهم والحث والحض على الْأَخْذ بِزِيَادَة الْعلم فان ذَلِك أسعد حظوظهم وَالْحِفْظ والجدل جنَاحا للْعلم ويدجاه وَبِهِمَا يتسلط الطَّالِب على مقاره المدى وَإِن كَانَ الْعلم لَا نِهَايَة لمداه فَمن اسْتحق رميا على غَيره فليرقه ويوفه حَقه فَإِنَّهُ إِذا نظر الْحَاكِم فِي أمره وصل إِلَى حَقه وَالتَّقوى هِيَ ملاك الْأُمُور وقوامها وَصَلَاح الْأَحْوَال ونظامها على أَنه أدام الله أَيَّامه هُوَ الَّذِي يشرع الْوَصَايَا لأربابها وَيعلم المتأدب كَيفَ يَأْتِي الْبيُوت من أَبْوَابهَا وَإِنَّمَا أَخذ الْقَلَم من الْعَادة نصِيبه وأتى بنكت وَمن علم الْعوَان الْخمْرَة كَانَت مِنْهُ عَجِيبَة وَالله يوفق أَحْكَامه السديدة ويمتع الْأَنَام بمحاسنه فَإِنَّهَا فِي النَّاس بَاب القصيد وَبَيت القصيد 203 - النجيب الشَّافِعِي عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النجيب الشَّافِعِي سمع من الْمِقْدَاد بن هبة الله الْقَيْس وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق 204 - العباسي مشد الْأَوْقَاف عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَمِير السَّيِّد الشريف عَلَاء الدّين العباسي مشد الْأَوْقَاف المبرورة بِدِمَشْق وَأحد الْأُمَرَاء العشرات بهَا أول مَا أعرف من أمره أَنه كَانَ واليا بالقدس الشريف ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله جعله أستاذ دَار كَبِير فِي بَابه وَلما امسك أمسك هُوَ أَيْضا جملَة حَاشِيَته ومباشرى ديوانه ثمَّ تولى شدّ الْأَوْقَاف فِي أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا وتداول هَذِه الْوَظِيفَة مَرَّات هُوَ والأمير حسام الدّين أَبُو بكر ابْن النجيبي ثمَّ انه قوي عَلَيْهِ أخيرا بانتمائه إِلَى الْأَمِير سيف

علي بن إدريس

الدّين قطلوبغا الفخري ثمَّ أعْطى أمره عشرَة مَعَ الْوَظِيفَة وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ شكلا طوَالًا مهيبا توفّي عَن قريب السّبْعين سنة (عَليّ بن إِدْرِيس) 205 - السعيد صَاحب الْغَرِيب عَليّ بن إِدْرِيس بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن ابْن عَليّ السُّلْطَان الْملك السعيد أَبُو الْحسن بن الْمَأْمُون أبي الْعَلَاء بن الْمَنْصُور الْقَيْسِي الملقب بالمعتضد وبالسعيد ولي الْأَمر بعد أَخِيه الرشيد سنة أَرْبَعِينَ وَبَقِي إِلَى أَن خرج إِلَى نَاصِيَة يلمسان وحاصر قلعة هُنَاكَ فَقتل على ظهر فرسه سنة أَرْبَعِينَ وَولي بعده أَخُوهُ المرتضى أَبُو حَفْص فامتدت أَيَّامه عشْرين عَاما وَكَانَ السعيد أسود اللَّوْن فَارِسًا شجاعا وَكَانَ ولَايَته سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ أَبوهُ قد ولاه سبتة على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْمَأْمُون ادرسي وَكَانَ بِخِدْمَة قوم يُقَال لَهُم بَنو بويه فزينوا لَهُ أَن يَأْخُذ مَا تَحت يَده من الْأَمْوَال لسبتة وَيخرج على أَبِيه فَبلغ الْخَبَر أَبَاهُ فَكتب إِلَى بعض خاصته فَقبض عَلَيْهِ وجهزه إِلَى أَبِيه مُقَيّدا وَضرب رِقَاب بني بويه فصعب قَتله على السعيد الْمَذْكُور وأورثه أسفا عَظِيما فرثاهم بِشعر مِنْهُ // (من الْخَفِيف) // (إِن يَوْمًا رأيتكم فِيهِ صرعى ... شَرّ يَوْم رَأَيْته مذ رَأَيْت) (لم يقدمكم تعصبى غير أَنى ... نحت حزنا لفقدكم وبكيت) وَكتب إِلَى أَبِيه من السجْن // (من مقروء الْكَامِل) // (إِن الْمُرُوءَة صعبة ... وَعَلَيْك يسهل أمرهَا) (والدهر عِنْدِي لَيْلَة ... برضاك يطلع فجرها) وَلما مَاتَ أَبوهُ الْمَأْمُون إِدْرِيس كَمَا مر فِي تَرْجَمته ولى أَخُوهُ الصَّغِير الْخلَافَة وَبَقِي السعيد هَذَا خاملا ذليلا فَقِيرا وَمَتى ذكره أَخُوهُ الْخَلِيفَة لَا يَقُول عَنهُ إِلَّا العَبْد الْأسود واستمرت الْحَال كَذَلِك إِلَى أَن مَاتَ أَخُوهُ عَن غير عقب فَرجع النَّاس إِلَيْهِ وَبَايَعُوهُ على الْخلَافَة فبذل الْأَمْوَال وَأكْثر من سفك الدِّمَاء ومعاناة الحروب إِلَى أَن لَاقَى بِنَفسِهِ أبطال

زناتة على تلمسان وَحمل عَلَيْهِم فِي جملَة من حمل فَقتل هُنَاكَ كَمَا مر فِي صدر تَرْجَمته وَقيل إِنَّمَا قَتله جنده طلبا للراحة مِنْهُ وَمن سفكه الدِّمَاء وَكَثْرَة حروبه ولمى ولي الْخلَافَة ركب فصادفه نسَاء فِي الطَّرِيق فَقُلْنَ بَعْضًا لبَعض هَذَا الْخَلِيفَة كَيفَ يكون خَليفَة أسود فَقَالَت وَاحِدَة مِنْهُنَّ كُنَّا نسْمع النَّاس يتعجبون إِذا كَانَ أول الدن درديا فَأَما هَذَا فَهُوَ آخر الدن 206 - ضِيَاء الدّين جربان الْحِمصِي عَليّ بن إِدْرِيس الْمَعْرُوف بجربان ضِيَاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ الْحِمصِي الشَّاعِر نزيل حماة نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ بحماة سنة سِتّ وسِتمِائَة // (من الوافر) // (دوين قبا سنحن من القباب ... ظباء صيدهن لُيُوث غَابَ) (رعا بَيت عراب وانساب ... الْجمال إِلَى الرعابيب العراب) (يتابعن القطيعة بالتجني ... وإفراط التجنب بالعتاب) (حسان عِنْدهن الْوَصْل هجر ... تجرد للنوى قضب اكتئاب) 207 - الْهَمدَانِي الوادعي عَليّ بن الأرقم الْهَمدَانِي الوادعي روى عَن أبي حجيفة وَأُسَامَة بن شريك وَعَن الْأَغَر أبي مُسلم وَأبي حُذَيْفَة سَلمَة بن صهيبة وَأبي الْأَحْوَص الْجُشَمِي وَثَّقَهُ جمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 208 - الْعلوِي الوَاسِطِيّ عَليّ بن أُسَامَة أَبُو الْحسن الْعلوِي الوَاسِطِيّ الضَّرِير الشَّاعِر قدم بَغْدَاد ومدح الْوَزير أَبَا الْفرج مُحَمَّد بن عبد الله رَئِيس الرؤساء وَمن شعره فِيهِ // (من المنسرح) // (يَا عضد الدّين يَا مُحَمَّد يَا ... من صان ملكا وَسيد الأمرا) (بشرت بالسعد مَا أَتَى بشر ... إِلَيْك إِلَّا أوسعته بشرا) (طويت عرضا مطهرا بك إِن ... فض نشقنا من نشره نشرا) (عمرت الْبِلَاد يَا عَامر الْبِلَاد لقد ... قضلت زيدا وَقَبله عمرا)

علي بن إسحاق

(عَليّ بن إِسْحَاق) 209 - أَبُو الْحسن المارداني عَليّ بن إِسْحَاق بن البحتري أَبُو الْحسن المارداني الْبَصْرِيّ مُحدث مَشْهُور ثِقَة توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة 210 - الزاهي الشَّاعِر عَليّ بن إِسْحَاق بن خلف الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور الْمَعْرُوف بالزاهي كَانَ وصافا محسنا أَشَارَ الْخَطِيب إِلَى أَنه كَانَ قطانا ودكانه فِي قطيعة الرّبيع بِبَغْدَاد ولد سنة ثَمَان عشرَة وثلثمائة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلثمائة وكنيته أَبُو الْقَاسِم وشعره فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وَأكْثر شعره فِي أهل الْبَيْت ومدح سيف الدولة بن حمدَان وَمن شعره // (من الوافر) // (صدودك فِي الْهوى هتك استتاري ... وعاونه الْبكاء على اشتهاري) (وَكم أَخْلَع عِذَارَيْ فِيك إِلَّا ... لما عَايَنت من حسن العذار) (وَكم فِي النَّاس من حسن وَلَكِن ... عَلَيْك لشقوتي وَقع اخيتاري) وَمِنْه فِي البنفسج // (من الْبَسِيط) // (وَلَا زوردية أوفت بزرقتها ... بَين الرياض على زوق اليواقيت) (كَأَنَّهَا فَوق طاقات صففن بهَا ... أَوَائِل النَّار فِي أَطْرَاف كبريت) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (ومدامة لضيائها فِي كأسها ... نور على تِلْكَ الأنامل بازغ) (زفت وَغَابَ عَن الزجاجة لطفها ... فَكَأَنَّمَا الإبريق مِنْهَا فارغ) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (وبيض بألحاظ الْعُيُون كَأَنَّمَا ... هززن سيوفا واستللن خناجرا) (تصدين لي يَوْمًا بمنعرج اللوى ... فغادرن قلبِي بالتصبر غادرا) (سفرن بدورا وانتقبن أهلة ... ومسن غصونا والتفتن جاذرا) (وأطلعن فِي الأجياد بالدر أنجما ... جعلن لحبات الْقُلُوب ضرائرا)

علي بن إسماعيل

وَمِنْه // (من الرمل) // (من عذيري من عذارى قمر ... عرض الْقلب لأسباب التّلف) (علم الشّعْر الَّذِي عاجله ... أَنه جَار عَلَيْهِ فَوقف) 211 - نجم الدّين الْوَاعِظ عَليّ بن إسفنديار بن الْموقف بن أبي عَليّ الْعَالم الْوَاعِظ نجم الدّين أَبُو عِيسَى الْبَغْدَادِيّ ولد سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع من ابْن اللتي وَالْحُسَيْن بن رَئِيس الرؤساء وَابْن القبيطي وَقدم دمشق وَوعظ وَحصل لَهُ الْقبُول التَّام وازدحم النَّاس على ميعاده لحسن إِيرَاده ولطف شمائله ولي مشيخة المجاهدية روى عَنهُ ابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز وَجَمَاعَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة كَانَ قد اسْتَأْذن الإِمَام النَّاصِر فِي الْوَعْظ فَلم يَأْذَن لَهُ أَيَّام ابْن الْجَوْزِيّ قَالَ القَاضِي شمس الدّين بن خلكان يَحْكِي الشَّيْخ نجم الدّين لي حِكَايَة ثمَّ يُعِيدهَا فأتمنى أَنَّهَا لَا تفرغ من فَصَاحَته وتنميقه (عَليّ بن إِسْمَاعِيل) 212 - الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن أبي بشر بن إِسْحَاق بن سَالم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُوسَى بن بِلَال بن أبي بردة بن أبي مُوسَى بن عبد الله بن قيس الْأَشْعَرِيّ الْبَصْرِيّ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْمُتَكَلّم رَئِيس الأشاعرة واليه ينسبون صَاحب التصانيف الكلامية فِي الْأُصُول والمحلل والنحل ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سبعين وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة سمع زَكَرِيَّا السَّاجِي وَابْن خَليفَة الجُمَحِي وَسَهل بن نوح وَمُحَمّد بن يَعْقُوب الْمُقْرِئ وَعبد الرَّحْمَن بن خلف الضَّبِّيّ الْبَصْرِيّ وروى عَنْهُم فِي تَفْسِيره كثيرا وَكَانَ من الْمُعْتَزلَة أَولا ثمَّ تَابَ من ذَلِك وَصعد يَوْم الْجُمُعَة بِجَامِع الْبَصْرَة كرسيا ونادى بِأَعْلَى صَوته من عرفني فقد عرفني وَمن لم يعرفنِي فَأَنا فلَان كنت أَقُول بِخلق الْقُرْآن وَأَن الله لَا يرى بالأبصار وَأَن أَفعَال الشَّرّ أَنا أَفعَلهَا وَأَنا تائب مُعْتَقد الرَّد على

الْمُعْتَزلَة مُبين لفضائحهم وَكَانَت فِي دعابة ومزح كثير قَالَ أَبُو بكر الصَّيْرَفِي كَانَت الْمُعْتَزلَة قد رفعوا رؤوسهم حَتَّى أظهر الله الْأَشْعَرِيّ فحجزهم فِي أقماع السمسم وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم إِن الْأَشْعَرِيّ لَهُ من التصانيف خَمْسَة وَخَمْسُونَ تصنيفا وَمن تصانيفه كتب اللمع وَكتاب الموجز وَكتاب إِيضَاح الْبُرْهَان وَكتاب التَّبْيِين عَن أصُول الدّين وَكتاب الشَّرْح وَالتَّفْصِيل فِي الرَّد على أهل الْإِفْك والتضليل وَله تَفْسِير يُقَال انه فِي سبعين مجلدا وَمن أَرَادَ كشف قدره فليطالع كتاب بَيَان كذب المفتري على الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ لِابْنِ عَسَاكِر وَقَالَ بنْدَار غُلَامه كَانَت غلَّة أبي الْحسن من صَنِيعَة وَقفهَا جدهم بِلَال بن أبي بردة على عقبه وَكَانَ نَفَقَته فِي السّنة سَبْعَة عشر درهما قَالَ الْحُسَيْن بن عَليّ بن يزْدَاد كَانَ الْأَشْعَرِيّ يَوْمًا جَالِسا فِي سطح دَاره فَبَال فَسَالَ بَوْله فِي الْمِيزَاب فاجتاز وَالِي الْبَصْرَة فقطر ذَلِك الْبَوْل على ثِيَابه فَوقف وَقَالَ اهدموا هَذِه الدَّار فَسمع أَبُو الْحسن كَلَامه فَنزل وَفتح الْبَاب وَقَالَ أَيهَا الْأَمِير أَن من ولد رجل بَال على الْإِسْلَام بِسوء رَأْيه فَأَنا أولى النَّاس بالغدر فَضَحِك الْوَالِي وَمضى وَكَانَ فِي حداثته تلميذا لأبي عَليّ الجبائي قَرَأَ عَلَيْهِ وتمذهب بمذهبه فَإِن أَبَا عَليّ كَانَ زوج أمه فاتفق انه جرى بَينهمَا مناظرة فِي وجوب الْأَصْلَح أَو الصّلاح على الله تَعَالَى فَقَالَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن أتوجب على الله رِعَايَة الصّلاح أَو الْأَصْلَح فِي حق عباده فَقَالَ نعم فَقَالَ مَا تَقول فِي ثَلَاثَة صبية إخْوَة اخترم الله أحدهم قبل الْبلُوغ وَبَقِي إثنان فَأسلم أَحدهمَا وَكفر الآخر مَا الْعلَّة فِي اخترام الصَّغِير فَقَالَ لَهُ لَو أَنه سَأَلَهُ فَقَالَ يَا رب لم اخترمتني دون أخوي فَقَالَ أَبُو عَليّ إِنَّمَا اخترمته لِأَنَّهُ علم أَنه لَو بلغ لكفر فَكَانَ الْأَصْلَح لَهُ اخترامه فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ أَبُو الْحسن فقد أَحْيَا الله أَحدهمَا وَكفر فَهَلا اخترمه عملا بالأصلح لَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ إِنَّمَا أَحْيَاهُ ليعرضه لأعلى فَهُوَ أصلح لَهُ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ فَهَلا أَحْيَا الَّذِي اخترمه ليعرضه لأعلى الْمَرَاتِب كَمَا فعل بأَخيه إِذا قلت انه الْأَصْلَح لَهُ فَانْقَطع أَبُو عَليّ وَلم يحر جَوَابا ثمَّ قَالَ للشَّيْخ أبي الْحسن أوسوست فَقَالَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن مَا ووست وَلَكِن وقف حمَار الشَّيْخ على القنطرة ثمَّ فَارقه وَخَالفهُ وَخَالف سَائِر فرق الْمُعْتَزلَة وَسَأَلَهُ الشَّيْخ أَبُو الْحسن فَقَالَ لَهُ مَا حَقِيقَة الطَّاعَة قَالَ هِيَ مُوَافقَة الإرداة فَقَالَ

لَهُ هَذَا يُوجب أَن يكون الله تَعَالَى مُطيعًا لعَبْدِهِ إِذا أعطَاهُ الْإِرَادَة فَقَالَ نعم يكون مُطيعًا فَخَالف الْإِجْمَاع بِإِطْلَاق هَذِه اللَّفْظَة على الله تَعَالَى وَلَو جَازَ أَن يُطلق عَلَيْهِ كَون مُطيعًا لعَبْدِهِ لجَاز أَن يُطلق عَلَيْهِ كَونه خاضعا وخاشعا لَهُ وَهَذَا كفر وَالَّذِي يَعْتَقِدهُ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ هُوَ أَن البارئ تَعَالَى عَالم بِعلم قَادر بقدرة حَيّ بحياة مريدة بِإِرَادَة مُتَكَلم بِكَلَام سميع بسمع بَصِير ببصر وَهل هُوَ بَاقٍ بِبَقَاء فِيهِ خلاف عَنهُ وَأَن صِفَاته أزلية قديمَة بِذَاتِهِ تَعَالَى لَا يُقَال هِيَ هُوَ وَلَا هِيَ غَيره وَلَا لَا هِيَ هُوَ وَلَا غَيره وَعلمه وَاحِد يتَعَلَّق بِجَمِيعِ المعلومات وَقدرته وَاحِدَة تتَعَلَّق بِجَمِيعِ مَا يَصح وجوده وإرادته وَاحِدَة تتَعَلَّق بِجَمِيعِ مَا يقبل الِاخْتِصَاص وَكَلَامه وَاحِد هُوَ أَمر وَنهي وَخبر واستخبار ووعد ووعيد وَهَذِه الْوُجُوه رَاجِعَة إِلَى اعتبارات فِي كَلَامه لَا إِلَى نفس الْكَلَام والألفاظ الْمنزلَة على لِسَان الْمَلَائِكَة إِلَى الْأَنْبِيَاء دلالات على الْكَلَام الأزلي فالمدلول وَهُوَ الْقُرْآن المقروء قديم أزلي وَالدّلَالَة وَهِي الْعبارَات وَالْقِرَاءَة مخلوقة محدثة قَالَ وَفرق بَين الْقِرَاءَة والمقروء والتلاوة والمتلو كَمَا انه فرق بَين الذّكر وَالْمَذْكُور قَالُوا الْكَلَام معنى قَائِم بِالنَّفسِ والعبارة دَالَّة على مَا فِي النَّفس وَإِنَّمَا تسمى الْعبارَة كلَاما مجَازًا قَالَ أَرَادَ الله تَعَالَى جَمِيع الكائنات خَيرهَا وشرها ونفعها وضرها وَمَال فِي كَلَامه إِلَى جَوَاز تَكْلِيف مَا لَا يُطَاق لقَوْله إِن الِاسْتِطَاعَة مَعَ الْفِعْل وَهُوَ مُكَلّف بِالْفِعْلِ قبله وَهُوَ غير مستطيع قبله على مذْهبه قَالَ وَجَمِيع أَفعَال الْعباد مخلوقة مبدعة من الله تَعَالَى متكتبسة للْعَبد وَالْكَسْب عبارَة عَن الْفِعْل الْقَائِم بِمحل قدرَة العَبْد قَالَ والخالق هُوَ الله تَعَالَى حَقِيقَة لَا يُشَارِكهُ فِي الْخلق غَيره فأخص وَصفه هُوَ الْقُدْرَة والاختراع وَهَذَا تَفْسِير اسْمه تَعَالَى قَالَ وكل مَوْجُود يَصح أَن يرى والباري تَعَالَى مَوْجُود فَيصح أَن يرى وَقد صَحَّ السّمع بِأَن الْمُؤمنِينَ يرونه فِي الدَّار الْأُخْرَى فِي الْكتاب وَالسّنة قَالَ الله تَعَالَى {وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة} [الْقِيَامَة 22] وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ الْقَمَر لَيْلَة بدره لَا تضَامون من رُؤْيَته وَقَالَ لَا يجوز أَن يرى فِي مَكَان وَلَا صُورَة مُقَابلَة واتصال شُعَاع فان ذَلِك كُله محَال

وماهية الرُّؤْيَة لَهُ فِيهَا رأيان أَحدهمَا انه علم مَخْصُوص يتَعَلَّق بالوجود دون الْعَدَم وَالثَّانِي انه إِدْرَاك وَرَاء الْعلم وَأثبت السّمع وَالْبَصَر صفتين أزليتين هما إدراكان وَرَاء الْعلم وَأثبت الْيَدَيْنِ وَالْوَجْه صِفَات خبرية ورد السّمع بهَا فيجيب الِاعْتِرَاف بِهِ وَخَالف الْمُعْتَزلَة فِي الْوَعْد والوعيد والسمع وَالْعقل من كل وَجه وَقَالَ الْإِيمَان هُوَ التَّصْدِيق بِالْقَلْبِ وَالْقَوْل بِاللِّسَانِ وَالْعَمَل بالأركان فروع الْإِيمَان وَمن صدق بِالْقَلْبِ أَي أقرّ بوحدانية الله تَعَالَى واعترف بالمرسل تَصْدِيقًا لَهُم فِيمَا جاؤا بِهِ فَهُوَ مُؤمن قَالَ وَصَاحب الْكَبِيرَة إِذا خرج من الدُّنْيَا من غير تَوْبَة حكمه إِلَى الله عز وَجل أما أَن يغْفر لَهُ برحمته أَو يشفع لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأما أَن يعذبه بعدله ثمَّ يدْخلهُ الْجنَّة برحمته وَلَا يخلد فِي النَّار مُؤمن قَالَ وَلَا أَقُول انه يجب على الله قبُول تَوْبَته بِحكم الْعقل لِأَنَّهُ هُوَ الْمُوجب لَا يجب عَلَيْهِ شَيْء أصلا بل قد ورد السّمع بِقبُول تَوْبَة التائبين وَإجَابَة دَعْوَة الْمُضْطَرين وَهُوَ الْمَالِك لخلقه يفعل مَا يَشَاء وَيحكم مَا يُرِيد فَلَو أَدخل الْخَلَائق بأجمعه النَّار لم يكن جورا وَلَو أدخلهم الْجنَّة لم يكن حيفا وَلَا يتَصَوَّر مِنْهُ ظلم وَلَا ينْسب إِلَيْهِ جور لِأَنَّهُ الْمَالِك الْمُطلق قَالَ والواجبات كلهَا سمعية فَلَا يُوجب الْعقل شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَا يقْضِي تحسينا وَلَا تقبيحا فمعرفة الله تَعَالَى وشكر الْمُنعم وإثابة الطائع وعقاب العَاصِي كل ذَلِك بِحَسب السّمع دون الْعقل قَالَ الله تَعَالَى {وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا} [الْإِسْرَاء 15] قَالَ وَلَا يجب على الله شَيْء لَا صَلَاح وَلَا أصلح وَلَا ألطف بل الثَّوَاب وَالصَّلَاح واللطف وَالنعَم كلهَا تفضل من الله تَعَالَى قَالَ وَلَا يرجع إِلَيْهِ نفع وَلَا ضَرَر وَلَا ينْتَفع بشكر شَاكر وَلَا يتَضَرَّر بِكفْر كَافِر بل يتعالى ويتقدس عَن ذَلِك قَالَ وَبعث الرُّسُل جَائِز لَا وَاجِب وَلَا مُسْتَحِيل فَإِذا بعث الرَّسُول وأيد بالمعجزة الخارقة للْعَادَة وتحدى ودعا وَجب الإصغاء إِلَيْهِ وَالِاسْتِمَاع مِنْهُ وامتثال أوامره والانتهاء عِنْد نواهيه

قَالَ وكرامات الْأَوْلِيَاء حق وَوَافَقَهُ على ذَلِك من بعده من الأشاعرة خلا الْأُسْتَاذ أَبَا إِسْحَاق الأسفراييني فانه وَافق الْمُعْتَزلَة فِي إنكارهم وَهُوَ عَجِيب مِنْهُ قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْإِيمَان بِمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن وَالسّنة من الْإِخْبَار عَن الْأُمُور الغائبة عَنَّا مثل الْقَلَم واللوح وَالْعرش والكرسي وَالْجنَّة وَالنَّار حق وَصدقَة وَكَذَلِكَ الْإِخْبَار عَن الْأُمُور الَّتِي ستقع فِي الْآخِرَة مثل سُؤال الْقَبْر وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب فِيهِ والحشر والمعاد وَالْمِيزَان والصارط وانقسام فريق فِي الْخلد وفريق فِي السعير كل ذَلِك حق وَصدقَة وَيجب الْإِيمَان وَالِاعْتِرَاف بِهِ قَالَ والإمامة تثبت بالِاتِّفَاقِ وَالِاخْتِيَار دون النَّص وَالتَّعْيِين على وَاحِد معِين إِذْ لَو كَانَ نَص لظهر عَادَة ولتوفرت الدَّوَاعِي على نَقله قَالَ وَالْأَئِمَّة مترتبون فِي الْفضل ترتبهم فِي الْإِمَامَة وَلَا أَقُول فِي عَائِشَة وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر رَضِي الله عَنْهُم إِلَّا أَنهم رجعُوا عَن الْخَطَأ وَأَقُول إِن طَلْحَة وَالزُّبَيْر من الْعشْرَة المبشرين بِالْجنَّةِ وَأَقُول فِي مُعَاوِيَة وَعَمْرو بن الْعَاصِ انهما بغيا على الإِمَام الْحق عَليّ بن أبي طَالب فقاتلهما مقاتلة أهل الْبَغي قَالَ وَأَقُول إِن أهل النَّار هم الشراة المارقون عَن الدّين لخَبر النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَأَقُول إِن كَانَ عليا على الْحق فِي جَمِيع أَحْوَاله وَالْحق مَعَه حَيْثُ دَار فَهَذِهِ جملَة مختصرة من اعْتِقَاد الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ والأشاعرة يسمون الصفائية لإثباتهم صِفَات الله تَعَالَى الْقَدِيمَة وافترقت الصفاتية فِي الْأَلْفَاظ الَّتِي وَردت فِي الْقُرْآن وَالسّنة كالاستواء وَالنُّزُول والإصبع وَالْيَد والقدم وَالصُّورَة وَالْجنب والمجئ على فرْقَتَيْن فرقة تأولت جَمِيع الْأَلْفَاظ الَّتِي وَردت فِي الْقُرْآن على وُجُوه مُحْتَملَة اللَّفْظ وَفرْقَة لم يتَعَرَّضُوا للتأويل وَلَا صَارُوا إِلَى التَّشْبِيه وَهَؤُلَاء هم الأشعرية الأثرية فالفرقة الأولى قَالُوا هَذِه الْأَلْفَاظ لَا يُمكن إجراؤها على ظَاهرهَا فَإِنَّهُ كفر وَلَا يُمكن التَّوَقُّف فيا فَلَا بُد من تَأْوِيلهَا بِمَا يحْتَملهُ اللَّفْظ وَهَذَا الصَّحِيح من مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ فِي أحد قوليه وَهُوَ مَذْهَب أَصْحَابه عبد الله بن سعيد الْكلابِي وَأبي الْعَبَّاس القالنسي وَغَيرهمَا وَهَؤُلَاء هم ضد الحشوية مثل هضر وكهمس وَأحمد الهُجَيْمِي وَغَيرهم فان أَبَا الْحسن الْأَشْعَرِيّ حكى عَن مُحَمَّد بن عِيسَى بن غوث عَنْهُم أَنهم أَجَازُوا

على رَبهم المصافحة وَالْمُلَامَسَة وَأَن المخلصين من الْمُسلمين إِذا بلغُوا فِي الرياضة إِلَى حد الْإِخْلَاص يعانقونه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَحكى الكعبي عَن بَعضهم انه قَالَ يزورونه ويزورهم تَعَالَى الله عَن ذَلِك والفرقة الثَّانِيَة قَالُوا قد عرفنَا بِمُقْتَضى الْعدْل أَن الله تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء فَلَا يُشبههُ شَيْء وَلَا يشبه شَيْء وَنحن غير مكلفين بِمَعْرِِفَة هَذِه الْأَلْفَاظ الَّتِي وَردت وبتأويلها بل نَحن نكلفون باعتقاد انه لَيْسَ كمثله شَيْء وَنكل علم ذَلِك إِلَى الله وَهَؤُلَاء هم السّلف الصَّالح كَالْإِمَامِ مَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد وسُفْيَان الثَّوْريّ وَدَاوُد وَغَيرهم وَهَذَا أحد قولي الْأَشْعَرِيّ وَمِمَّا اتّفق لي نظمه تضمينا // (من الطَّوِيل) // (أَلا إِنَّمَا للأشعري انتسابنا ... نجول بأسياف الْهدى ونصول) (وننكر إِن شِئْنَا على النَّاس قَوْلهم ... وَلَا يُنكرُونَ القَوْل حِين نقُول) 213 - ابْن السيوري النَّحْوِيّ عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ أَبُو الْحسن الطوسي الأَصْل الإسكندري النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن السيوري عَاشَ بضعا وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة أَربع وسِتمِائَة وَقيل فِيهِ عَليّ بن سعيد بن حمامة وَسَيَأْتِي ذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى 214 - علم الدّين الركابسلار عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن باتكين أَبُو الْحسن الْجَوْهَرِي علم الدّين الركابسلار العضدي الْبَغْدَادِيّ كَانَ شَابًّا ذكيا حسن الْخلق والخلق أديبا فَاضلا حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ الْأَدَب والعلوم الرياضية وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الْخَفِيف) // (وعيون سود رمين فُؤَادِي ... بسهام من القسي الْخضر) (وخدور حمرا أذقن فُؤَادِي ... بجفاها طعم المنايا الْحمر) (وامتلاء الْإِزَار مَال على ضعْفي ... وشكر الأعطاف أوجب شكري) (هَذِه كلهَا محَاسِن دنياي ... وأقصى سؤلي وأفراح دهري)

وَمِنْه // (من الْخَفِيف) // (فتشوا لي قلبا فقد ضَاعَ قلبِي ... وأروني صبرا فقد عز صبري) وَمِنْه // (من المتقارب) // (فَحسن فعالك بالصالحات ... وَلَا تعجبن لحسن بديع) (فَحسن النِّسَاء جمال الْوُجُوه ... وَحسن الرِّجَال جميل الصَّنِيع) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (صرمتم جبالي حِين واصلت حبلكم ... وأسكرتموني إِذْ صحوتم من الوجد) (فَلَا تحسبوا أَنِّي تَغَيَّرت بعدكم ... عَن الْعَهْد لَا كَانَ المغير للْعهد) (غرامي غرامي والهوى ذَلِك الْهوى ... ووجدي بكم وجدي وودي لكم ودي) (وَلَيْسَ محبا من يَدُوم وفاؤه ... مَعَ الْوَصْل لَكِن من يَدُوم مَعَ الصد) 215 - الشريف الزيدي المغربي عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن زِيَادَة بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن الشريف الزيدي الطَّارِئ قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج هُوَ أول شرِيف طَرَأَ إِلَى الْمغرب يَعْنِي بذلك جده الْأَعْلَى عليا كَانَ شَاعِرًا حسن الاهتداء قَلِيل الْمَدْح والهجاء ملوكي الشّعْر جيد التَّشْبِيه صَاحب ملح وفكاهات أشبه النَّاس طَريقَة بكشاجم وَأورد لَهُ // (من الوافر) // (إِذا سفرت إِلَيْك بِوَجْه بدر ... كَأَن عَلَيْهِ من ذهب عجارا) (وجعد فَاحم إِن أسلبته ... رَأَيْت اللَّيْل قد غمر النهارا) (وأتني فاكتسب خجلا كَأَنِّي ... غرست بوجنتيها جلنارا) (وفاجأنا التَّفَرُّق بعد وصل ... فبدل ورد وجنتيها بهارا) (تطاول بالكثيب اللَّيْل لما ... ذكرت بِهِ ليالينا القصارا) (كَأَن طُلُوع أنجمه كئوس ... سقى الشرق الْغُرُوب بهَا عقارا) (وَفِي ذيل المغيب سليل شمس ... كَمَا سطرت منعمة سوارا) (وضرم لاعج البرحاء طيف ... أَتَى نومي فصارفه غرار) (يعن لي الْهوى فأغض طرفِي ... لواقدة أفدت بهَا وقارا) وَأورد لَهُ // (من الْبَسِيط) //

(لله أَرْبَعَة جاد الزَّمَان بهَا ... العَبْد والراح والأمطار وَالْوتر) (بهذى تسر وَهَذَا يَقْتَضِي طَربا ... وَتلك تصبي وَذَا يلتذه الْبشر) (فانعم بِيَوْم سرُور لَا شَيْبه لَهُ ... فقد تعارف فِي مسرورك الْقدر) وَأورد لَهُ أَيْضا // (من الْكَامِل) // (يَا حسن ساحلنا وخضرة مَائه ... وَالنّهر يفرغ فِيهِ مَاء مزيدا) (كَاللُّؤْلُؤِ المنشور إِلَّا أَنه لما ... اسْتَقر بِهِ اسْتَحَالَ زبرجدا) (وَإِذا الشمَال سطت على أمواجه ... نثرت حبابا فوقهن منضدا) (وكأنما الْفلك الْأَثِير أداره ... فلكا وَضَمنَهُ النُّجُوم الوقدا) وَأورد لَهُ أَيْضا // (من الوافر) // (خيالك زارني يَا أم عَمْرو ... فأحيا بالوصال قَتِيل هجر) (وشوقني اليك وكل ضَب ... يشوقه خيال جَاءَ يسري) (ألم وَفَوق رَأس اللَّيْل تَاج ... مكللة جوانبه ببدر) (وَقد حملت بِهِ كف الزهراء فِيهِ ... وَقد طلعت يتيمة در بَحر) (فَمَا انْصَرف الخيال إِلَيْك إِلَّا ... وساج اللَّيْل مقرون بفجر) (وَقد ولى الظلام ببدر تمّ ... كأسود حَامِل مرْآة تبر) قلت ذكرت هُنَا مَا أنْفق لي نظمه قبل وُقُوفِي على هَذَا وَفِي قولي زايادات تَشْبِيه وَهُوَ // (من الْبَسِيط) // (كم زارني والثريا تلوها قمر ... وَاللَّيْل منسدل الأذيال والطنب) (كأسود لَهُ كف خواتمها ... در تحمل مرْآة من ذهب) وَأورد لَهُ أَيْضا فِي زربطانه // (من الْخَفِيف) // (سمهري يَزُجّ مِنْهُ نُجُوم ... لذوات اللحوف فِيهَا رجوم) (تخرق الأيك نحوهن بحتف ... فلهَا فِي صدورهن كلوم)

(كل قَوس تحنى إِذا سمتها الرمى ... وَهَذَا فِي رميه مُسْتَقِيم) 216 - ابْن الطوير الْكَاتِب عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن الطوير تَصْغِير طَائِر أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الْكَاتِب كتب الْإِنْشَاء لبهاء الدّين قراقوش وَعمر مائَة سنة وَله شعر وَكَانَ يعرف تواريخ كَثِيرَة وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره 217 - شرف الدّين بن جبارَة عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جبارَة القَاضِي الرئيس شرف الدّين أَبُو الْحسن الْكِنْدِيّ التجِيبِي السخاوي المولد الْمحلي الدَّار النَّحْوِيّ الْمَالِكِي الْعدْل حدث عَن السلَفِي وَسمع من ابْن عَوْف وَأبي عبد الله الْحَضْرَمِيّ وَأبي طَالب أَحْمد بن الْمُسلم التنوخي والشريف أبي عَليّ مُحَمَّد بن أسعد الجواني وَغَيرهم مولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة تَقْرِيبًا وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قَالَ ابْن مسدي ذكر لي انه من أَوْلَاد عبد الرَّحْمَن بن الْأَشْعَث وَكَانَ أديبا نحويا وشاعرا ذكيا مَشْهُور الْأَصَالَة مَذْكُورا بِالْعَدَالَةِ وَكَانَ فِي نظر الدِّيوَان وتلبس بِخِدْمَة السُّلْطَان وَكَانَ بالمحلة وأعمالها متصرفا ومصرفا لأشغالها واتخذها دَارا ولأولاده قرارا فَلَمَّا كف بَصَره فِي آخر عمره لزم دَاره بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَت مُنْقَطع أَثَره وَقَالَ أنشدنا لنَفسِهِ // (من السَّرِيع) // (خاطر بهَا إِمَّا ردى أَو وُرُود ... فَهَذِهِ نجد وَهَذَا زرود) (قد حكم الْبَين بإسراعها ... والوجد والدمع عَلَيْهَا شُهُود) (قَلَائِص تحمل أكوارها ... أشباح أَشْيَاخ عَلَيْهَا همود) قلت لَهُ كتاب نظم الدّرّ فِي نقد الشّعْر قصره على مؤخذات ابْن سناء الْملك وأجاد من بَعْضهَا وتعنت زَائِدا فِي بَعْضهَا قَالَ فِي أَوله بَعْدَمَا ذكر ابْن سناء الْملك وغض مِنْهُ وَقد كنت اجْتمعت بِهِ عِنْد استيطاني بِمصْر فرأيته معجبا بِشعرِهِ مُتَقَلِّدًا بعقود دره وراسلته دفعات ورادفته مَرَّات فَامْتنعَ فِي الْإِجَابَة وَرَأى الصمت من الْإِصَابَة وَلم يكن ذَلِك إِلَّا لعسر بديهته وَمَا هُوَ مجبول عَلَيْهِ من رُؤْيَته وَمن جملَة مَا سيرته إِلَيْهِ أنني أهديت إِلَيْهِ شَهدا وكتبت // (من الْبَسِيط) //

(أهديت مَا كالمرآة فِي نسق ... لسَيِّد ذكره قد شاع فِي الْأُفق) (فَتلك يبصر فِيهَا حسن صورته ... وَذَا يرى فِيهِ طعما طِينَة الْخلق) فَأجَاب وقف على الرقعة الْكَرِيمَة وَقبل الْمِنَّة الجسيمة وَلَا ننشده إِلَّا مَا قَالَه صديقنا الْحكمِي // (من الْبَسِيط) // (إِنِّي ووصفي من حسن محاسنها ... مثل الَّذِي قَالَ مَا أحلاك يَا عسل) وسيرت إِلَيْهِ بعد ذَلِك دجاجا وَمَعَهَا ديك وكتبت إِلَيْهِ // (من السَّرِيع) // (يَا فَاضلا نغرف من بحره ... وماجدا نَأْخُذ من بره) (لم يعد مملوكك يَا سَيِّدي ... مَا عده بشار فِي شعره) وَالَّذِي عده بشار قَوْله // (من مجزوء الوافر) // (ربابة ربة الْبَيْت ... تصب الْخلّ فِي الزَّيْت) (لَهَا سبع دجاجات ... وديك حسن الصَّوْت) فَأجَاب (لم يكف سيدنَا الْمَنّ بالمس ... حَتَّى أتبعه السلوى من الطَّائِر) وَلم أستطع أَن أُجِيبهُ بِشعر لأنني تَأَمَّلت شعره علمت أَنِّي لست بشاعر قلت مَا كَانَ بَان سناء الْملك مِمَّن تعجزه الْمُرَاجَعَة وَلَا المحاورة وَهُوَ مَا هُوَ وَمن عرف كَلَام الرجلَيْن علم الْفرق بَين الصَّقْر وَالْعين وَأَيْنَ من أَيْن وَالَّذِي أرَاهُ أَن ابْن سناء الْملك ترفع عَن إِجَابَة شعرًا نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني شرف الدّين عَليّ بن جبارَة السخاوي لنَفسِهِ على وزن الْبَيْتَيْنِ الْمُتَقَدِّمين وهما // (من الْكَامِل) // (يَا قلب وَيحك خُنْتنِي وفعلتها ... وحللت عقدَة تَوْبَتِي ونكثتها) (يَا عين أَنْت بليتي يَا جفنها ... لم لَاعن الْوَجْه الْمليح سترتها) وأبيات ابْن جبارَة // (من الْكَامِل) // (مَا للنصيحة فِي الغرام بذلتها ... يَا عاذلي وحسرت حَتَّى قلتهَا) (أوما علمت وَمَا تُرِيدُ زِيَادَة ... أَن النَّصِيحَة فِي الْهوى لَا تشْتَهى)

(نهنهت دمعي عَن ثراه فَمَا هدا ... ونهيت قلبِي عَن هَوَاهُ فَمَا انْتهى) (أَو لم تخف لَهب الزَّفِير بمهجتي ... إسرارها إِذْ أودعتك أذعتها) 218 - تَاج الدّين ابْن كسيرات عَليّ بن إِسْمَاعِيل تَاج الدّين ابْن الصاحب مجد الدّين بن كسيرات جمع كسرة مُصَغرًا المَخْزُومِي الْكَاتِب شَاب مليح تَامّ الشكل ظَاهر الرياسة لَهُ اشْتِغَال ونظم وَفِيه مُرُوءَة وَسمع كثيرا مَعَ البرزالي وخدم مُدَّة طرابلس توفّي وَله ثَمَان وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة 219 - الطميش عَليّ بن إِسْمَاعِيل القلعي الْمَعْرُوف بالطميش كَانَ من الشُّعَرَاء الَّذين طرءوا على مصر من شعره // (من الطَّوِيل) // (وَقد قيل مَاتَ الْحق وَهُوَ مخلد ... وَلكنه الصمصام فِي غمده قرا) (وَقد كَانَ دين الله من قبل عَابِسا ... بجراك حَتَّى لحت فِي وَجهه بشرا) (وَكنت عليا حِين كَانَ الَّذِي مضى ... مُعَاوِيَة والحارثي لَهُ عمرا) وَقَالَ فِي شرِيف وَقيل أَنَّهَا لبَعض الأندلسيين // (من الطَّوِيل) // (سمت بِابْن فضل الدولة الرتب ... الَّتِي تقاصر عَنْهَا حَاسِد أَن تطوله) (يحاول قَول الشّعْر بالجهد دَائِما ... وتأبى لَهُ أعراقه أَن يَقُوله) (وَمَا فِيهِ من سِيمَا النَّبِي وطبعه ... سوى أَن قَول الشّعْر لَا يَنْبَغِي لَهُ) قلت وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة ابْن الشجري شَيْء يشبه هَذَا واسْمه هبة الله وَمن شعره الطميش الْمَذْكُور // (من الْكَامِل) // (تأبى الصوافن تَحْتَهُ رعى الكلا ... حَتَّى ترَاهُ بالدماء مخضبا) (وتعاف ورد المَاء حَتَّى تكتسي ... وجناته بِدَم الأعادي طحلبا) قلت مَا سمي بالطميش سدى لكنه كَانَ بِهِ عمى فِي البصيرة أَيْضا لِأَن الطحلب أَخْضَر وَالدَّم أَحْمَر فَمَا يُنَاسب الدَّم أَن يكون طحلبا وَقَول المتنبي فِي هَذَا أجمل وَأحسن (تعود أَلا تقضم الْحبّ خيله ... إِذا الْهَام لم ترقع جنوب العلائق)

(وَلَا تردن الغدران إِلَّا وماؤها ... من الدَّم كالريحان تَحت الشقائق) 220 - الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الإِمَام الْعَلامَة الْقدْوَة الْعَارِف ذُو الْفُنُون قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق الشَّافِعِي شيخ الشُّيُوخ عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن القونوي التبريزي ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة فِي ذِي الْقعدَة وَدفن بسفح قاسيون بتربة اشْتريت لَهُ تفقه وتفنن وبرع وناظر قدم دمشق أول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة فرتب صوفيا ثمَّ درس بالإقبالية وَسمع من أبي حَفْص ابْن القواس وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وَجَمَاعَة وبمصر من الأبرقوهي وَطَائِفَة واستوطن مصر وَولي مشيخة سعيد السُّعَدَاء وَأقَام عشْرين سنة يصلى الصُّبْح وَيقْعد للاشتغال فِي سَائِر الْفُنُون إِلَى أَذَان الظّهْر وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وانتفع بِهِ الطّلبَة فِي الْعُلُوم خُصُوصا فِي الْأُصُول وَكَانَ سَاكِنا وقورا حَلِيمًا مليح الشيبة وَالْوَجْه تَامّ الشكل حسن التَّعْلِيم ذكيا قوي اللُّغَة والعربية كثير التِّلَاوَة وَالْخَيْر درس بالشريفية بِالْقَاهِرَةِ وَبهَا كَانَ سكنه وأشغاله ثمَّ لما حضر قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين إِلَى الديار المصرية عوضا عَن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين بن جمَاعَة عينه السُّلْطَان لقَضَاء قُضَاة الشَّام فَأخْرج كَارِهًا وَكَانَ يَقُول لأَصْحَابه الأخصاء سرا أخملني السلطاني كَونه لم يولني قَضَاء الديار المصرية وليته كَانَ عينني لذَلِك وَكنت سَأَلته الإعفاء من ذَلِك وَلما خرج إِلَى الشَّام حمل كتبه على خيل الْبَرِيد مَعَه وأظنها كَانَت وقر خَمْسَة عشر فرسا أَو أَكثر وباشر المنصب أحسن مُبَاشرَة بصلف زَائِدَة وعفة مفرطة وَلم تكن لَهُ نهمة فِي الْأَحْكَام بل رغبته وتطلعه إِلَى الأشغال والإفادة وَطلب الْإِقَالَة أَولا من السُّلْطَان فَمَا أَجَابَهُ وَكَانَ منصفا فِي بحوثه أَيْضا مُعظما للآثار وَلم يُغير عمته للتصوف خرج لَهُ ابْن طغربل وعماد الدّين ابْن كثير ووصلهما بجملة وَشرح الْحَاوِي فِي أَربع مجلدات وجوده وَله مُخْتَصر الْمِنْهَاج للحليمي سَمَّاهُ الابتهاج وَله التَّصَرُّف شرح التعرف فِي التصوف وَكَانَ يدْرِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وعلوم الْحِكْمَة وَيعرف الْأَدَب وَيحكم الْعَرَبيَّة وَلَكِن لَهُ حَظّ من صَلَاة وَخير وحياء وَكَانَ مَعَ مُخَالفَته للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وتخطئته لَهُ فِي أَشْيَاء كَثِيرَة يثني عَلَيْهَا ويعظمه ويذب عَنهُ إِلَّا انه لما توجه من مصر إِلَى دمشق قَالَ لَهُ السُّلْطَان إِذا وصلت

خل نَائِب الشَّام يفرج عَن ابْن تَيْمِية فَقَالَ يَا خوند على مَاذَا حبستموه فَقَالَ لأجل مَا أفتى بِهِ فِي تِلْكَ الْمَسْأَلَة فَقَالَ إِنَّمَا حبس للرُّجُوع عَنْهَا فَإِن كَانَ قد تَابَ وَرجع أفرجنا عَنهُ فَكَانَ ذَلِك سَبَب تَأْخِيره فِي السجْن وَكَانَ لَهُ ميل إِلَى مُحي الدّين بن الْعَرَبِيّ إِلَّا أَن لَهُ ردودا على أهل الِاتِّحَاد وَكَانَ يحدث على حَدِيث أبي هُرَيْرَة كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ ويشرحه شرحا حسنا ويبينه بَيَانا شافيا وَكَانَ يكْتب مليحا قَوِيا جَارِيا ورأيته يكْتب بِخَطِّهِ على مَا يقتنيه من الْكتب الَّتِي فِيهَا مُخَالفَة السّنة من اعتزال وَغَيره // (من الهزج) // (عرفت الشَّرّ لَا للشر لَكِن لتوقيه ... وَمن لَا يعرف الشَّرّ من الْخَيْر يَقع فِيهِ) وَكَانَ يترسل جيدا من غير سجع وَيسْتَشْهد بِالْآيَاتِ الْمُنَاسبَة وَالْأَحَادِيث والأبيات اللائقة بذلك الْمقَام وَكنت أكتب عَن أَمِير حُسَيْن رَحمَه الله تَعَالَى إِلَيْهِ من الشَّام هُوَ بِالْقَاهِرَةِ فَتَأْتِيه أجوبته بِخَطِّهِ وَهِي فِي غَايَة الْحسن وفيهَا السَّلَام عَليّ وَالثنَاء الْكثير والتودد فَلَمَّا دخلت الْقَاهِرَة وَاجْتمعت بِهِ مَرَّات عاملني بِكُل جميل وَطلب مني كتابي الَّذِي وَضعته فِي الجناس ووقف عَلَيْهِ مديدة وَأَعَادَهُ إِلَيّ وَبَلغنِي الثَّنَاء الزَّائِد مِنْهُ عَلَيْهِ ثمَّ لما قدمت إِلَى الشَّام مُتَوَجها إِلَى رحبة مَالك بن طوق وَهُوَ بِالشَّام يَوْمئِذٍ قَاض طلب ذَلِك المُصَنّف مني وَبَقِي عِنْده مديدة ثمَّ أَعَادَهُ واخذ فِي التفضل وَالشُّكْر على عَادَته رَحمَه الله وَمَات بورم الدِّمَاغ أحد عشر يَوْمًا وَمَات فِي بُسْتَان ضمنه وتأسف النَّاس لمَوْته أسفا كثيرا // (من الْكَامِل) // (عَمت فضائله فَعم مصابه ... فَالنَّاس فِيهِ كلهم مأجور) وَله نظم مِنْهُ أَبْيَات فِي الشجاج وَهِي مَا أنْشدهُ فِيهِ من لَفظه الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن عبد الْملك بن المنجاين عَليّ بن جَعْفَر السّلمِيّ المسلاتي الْمَالِكِي قَالَ أَنْشدني شَيخنَا عَلَاء الدّين القونوي من لَفظه لنَفسِهِ وَسمعتهَا مِنْهُ غير مرّة // (من الطَّوِيل) // (إِذا رمت إحصاء الشجاج فهاكها ... مفسرة أسماؤها متواليه) (فخارصة إِن شقَّتْ الْجلد ثمَّ مَا ... أسَال دَمًا وَهِي الْمُسَمَّاة داميه) (وباضعة مَا تقطع اللَّحْم وَالَّتِي ... لَهَا الغوص فِيهِ للَّذي مر تاليه) (وَتلك لَهَا وصف التلاحم ثَابت ... وَمَا بعْدهَا السمحاق فافهمه واعيه) (وَقل ذَاك مَا أفْضى إِلَى الْجلْدَة الَّتِي ... تكون وَرَاء اللَّحْم للعظم غاشيه)

(وَمن بعد هاما ينْقل لعظم وَاسْمهَا ... منقلة ثمَّ الَّتِي هِيَ آتيه) (مُوضحَة مَا أوضح الْعظم باديا ... وهاشمة بِالْكَسْرِ للعظم باغيه) (فَمَا مومة أمت من الرَّأْس أمه ... وَقد بقيت أُخْرَى بهَا الْعشْر وافيه) (فدامية تسمى لخرق جليدة ... هِيَ الْأُم كيس للدماغ وحاويه) (وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي عدهَا وَإِن ... ترد ضبط حكم الْكل فاسمع مقاليه) (فَفِي الْخَمْسَة الأولى العلومة ثمَّ مَا ... بإيضاح عمد فالقصاص وجاليه) (وخصت بِهَذَا الموضحات لضبطها ... فَلَا عسر فِي استيفائها متكافيه) (وَإِن حصلت من غير عمد أَو انْتَهَت ... إِلَى المَال عفوا فاقدر لأرش بانيه) (على ذمَّة النَّفس الَّتِي أوضحت بهَا ... فَتلك لنصف الْعشْر مِنْهَا مساويه) (وَذَلِكَ أرش الهشم وَالنَّقْل مُفردا ... وزد لانضمام بِالْحِسَابِ مراعيه) (فَفِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا الْعشْر ثمَّ لثالث ... تزيد عَلَيْهِ نصفه تَكُ حاشيه) (ومأمومة فِيهَا من النَّفس ثلثهَا ... ودامغة مثل لَهَا ومكافيه) (وَقيل بِأَنَّهُ الدمغ لَيْسَ جِرَاحَة ... لتدفيفه كالحرز وَهِي ملاقيه) (وَقد نجز الْمَقْصُود والعي وَاضح ... وعجمتي العجماء فِي النّظم باديه) وَكتب إِلَى نَاصِر الدّين شَافِع وَقد طلب مِنْهُ شَيْئا من شعره // (من الْخَفِيف) // (غمرتني المكارم الغر مِنْكُم ... وتوالت عَليّ مِنْهَا فنون) (شَرط إحسانكم تحقق عِنْدِي ... لَيْت شعري الْجَزَاء كَيفَ يكون) يقبل الْيَد الشَّرِيفَة لَا زلت للمكرمات مستديمة وَفِي سَبِيل الْخيرَات مُسْتَقِيمَة وَينْهى أَن بضَاعَة الْمَمْلُوك فِي كل الْفُنُون مزجاة لاسيما فن الْأَدَب فَإِنَّهُ فِيهِ فِي أدنى الدَّرَجَات وَقد وَردت عَلَيْهِ إِشَارَة مَوْلَانَا حرسه الله تَعَالَى فِي طلب شَيْء من الشّعْر الَّذِي لَيْسَ الْمَمْلُوك مِنْهُ فِي عير وَلَا نفير وَلَا حظي مِنْهُ بنقير وَلَا قطمير سوى مَا شَذَّ من الهذيان الَّذِي لَا يصلح لغير الكتمان وَلَا يحفظ إِلَّا للنسيان والمسئول من فضل مَوْلَانَا وَكَرمه المبذول أَن يتمم إحسانه بالستر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ وَجَمِيع مَا لَدَيْهِ من سقط الْمَتَاع وَلَا يعار لسقاطته وَلَا

وَلَا لنفاسته وَلَا يُبَاع وَالله يُؤَيّد مَوْلَانَا ويسعده ويحرسه بِالْمَلَائِكَةِ ويعضده وَكتب إِلَيْهِ وَقد وقف على كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ مُخَالفَة المرسوم فِي حل المنثور والمنظوم // (من الطَّوِيل) // (مُخَالفَة المرسوم وَافَقت المنى ... وحازت من الْإِحْسَان خصل المفاضل) (أثارت على نجل الْأَثِير أثارة ... من الْعلم مفتونا بهَا كل فَاضل) وشاعت بِالشَّام صُورَة فتيا على لِسَان بعض الْيَهُود وَهِي هَذِه // (من الطَّوِيل) // (أيا عُلَمَاء الدّين ذمِّي دينكُمْ ... تحير دلوه بأوضح حجَّة) (إِذا مَا قضى رَبِّي بكفري بزعمكم ... وَلم يرضه مني فَمَا وَجه حليتي) (دَعَاني وسد الْبَاب عني فَهَل إِلَى الدُّخُول سَبِيل بينوا لي قضيتي) (قضى بضلالتي ثمَّ قَالَ آرض بالقضا ... فها أَنا رَاض بِالَّذِي فِيهِ شقوتي) (فَإِن كنت بالمقضي يَا قوم رَاضِيا ... فربي لَا يرضى بشؤم بليتي) (وَهل لي رضَا مَا لَيْسَ يرضاه سَيِّدي ... وَقد حرت دلوني على كشف حيرتي) (إِذا شَاءَ رَبِّي الْكفْر مني مَشِيئَة ... فها أَنا رَاض بِاتِّبَاع المشئة) (وَهل لي اخْتِيَار أَن أُخَالِف حكمه ... فبالله فاشفوا بالبراهين غلتي) فكت الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي جَوَابه // (من الطَّوِيل) // (حمدت إلهي قبل كل مقَالَة ... وَصليت تَعْظِيمًا لرب الْبَريَّة) (وحاولت إبلاغ النَّصِيحَة منصفا ... لمن طلب الْإِيضَاح فِي كل شُبْهَة) (فَأول مَا يلقى إِلَى كل طَالب ... لتحقيق حق وَاتِّبَاع حَقِيقَة) (نزوغ الْفَتى من كل عقد وشبهة ... تصد عَن الإمعان فِي نظم حجَّة) (وإلقاء سمع وَاجْتنَاب تعنت ... فَلَا خير فِي المستحمق المتعنت) (إِذا صَحَّ مِنْك الْجد فِي كشف غمَّة ... بليت بهَا فاسمع هديت لرشدتي) (صدقت قضى الرب بالحكيم بِكُل مَا ... يكون وَمَا قد كَانَ فَوق الْمَشِيئَة) (وَهَذَا إِذا حققته متأملا ... فَلَيْسَ يسد الْبَاب من بعد دَعْوَة) (لِأَن من الْمَعْلُوم أَن قَضَاءَهُ ... بِأَمْر على تَعْلِيقه بشريطة)

(يجوز وَلَا يأباه عقل كَمَا ترى ... حُدُوث أُمُور بعد أُخْرَى تأدت) مَا الرّيّ بعد الشّرْب والشبع الَّذِي ... يكون عقيب الْأكل فِي كل مرّة) (فَلَيْسَ ببدع أَن يكون مُعَلّقا ... قَضَاء إِلَه الْخلق رب الخليقة) (بكفرك مهما كنت بالبغي رافضا ... تعَاطِي أَسبَاب الْهدى مَعَ مكنة) (فَمن جملَة الْأَسْبَاب مِمَّا رفضته ... مَعَ الْأَمر والإمكان لفظ الشَّهَادَة) (فَلَو أَنْتُم أقبلتم بضراعة ... إِلَى الله وَالدّين القويم الطَّرِيقَة) (ووفيتم حسن التَّأَمُّل حَقه ... وأحسنتم الإمعان فِي كل نظرة) (لَكَانَ الَّذِي قد شاءه الله من هدى ... وَلَيْسَ خُرُوج عَن قَضَاء بحيلة) (أَلا نفحات الرب فِي الْهدى جمة ... وَلَكِن تعرض كي تفوز بنفحة) (وَلَا تتكل واعمل فَكل ميسر ... لما هُوَ مَخْلُوق لَهُ دون رِيبَة) (وَلَو كنت أَدْرِي أَن فهمك قَابل ... لفهم كَلَام ذِي غموض ودقة) (لأشبعت فِيهِ القَوْل بسطا محققا ... على نمطي علمي كَلَام وَحِكْمَة) (ولكنما الْمَقْصُود إقناع مثلكُمْ ... فهاك قَصِيرا من فُصُول طَوِيلَة) (وَلَوْلَا وُرُود النَّهْي عَن هَذِه الَّتِي ... سَأَلت لصار الْفلك فِي وسط لجة) (فها أَنا أطوي مَا نشرت بساطه ... وَأَسْتَغْفِر الله الْعَظِيم لزلتي) 221 - نور الدّين بن قُرَيْش عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش الْعدْل الْمسند نور الدّين أَبُو الْحسن ابْن الْمُحدث تَاج الدّين المَخْزُومِي الْمصْرِيّ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة سمع الحافظين الْمُنْذِرِيّ والعطار وَشَيخ الشُّيُوخ الْحَمَوِيّ وَمُحَمّد بن الخب النِّعَال والكمال الضَّرِير وَابْن الْبُرْهَان وَابْن عبد السَّلَام وَسمع حضورا من عبد المحسن بن مُرْتَفع وَتفرد بأَشْيَاء وَكَانَ صَالحا خيرا من الشُّهُود أَخذ عَنهُ الدمياطي وَابْن رَافع والسروجي وَجَمَاعَة وَكَانَت وَفَاته بحارة الديلم بِالْقَاهِرَةِ

قلت وَسمعت عَلَيْهِ الْجُزْء الأول وَالثَّانِي من عوالي المعجم الْكَبِير لأبي الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب الطَّبَرَانِيّ بِقِرَاءَة الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس فِي منزلَة بَين القصرين فِي مجَالِس آخرهَا سَابِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لنا جَمِيع مَا يرويهِ وَرَوَاهُ لنا بِسَمَاعِهِ من الشَّيْخ زين الدّين أبي الطَّاهِر بن إِسْمَاعِيل بن عبد القوّي بن أبي العِزّ ابْن عزون أخبرتنا الشيخة فَاطِمَة ابْنة الإِمَام أبي الْحسن سعد الْخَيْر بن مُحَمَّد بن سهل الْأنْصَارِيّ قِرَاءَة عَلَيْهَا وَأَنا أسمع قَالَت أخبرتنا الشيخة فَاطِمَة بنت عبد الله بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن عقيل الجوزذانيّة قِرَاءَة عَلَيْهَا وَأَنا حَاضِرَة فِي الثَّالِثَة أَنا أَبُو بكر محمّد بن عبد الله بن ريذة الضَّبِّيّ أَنا الطَّبَرَانِيّ 222 - الشَّيْخ عَليّ منلا عَليّ بن أسمح الْعَلامَة الزَّاهِد أَبُو الْحسن منلا اليعقوبي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ أَخذ التتار من يَعْقُوب صَغِيرا فَأَقَامَ ببلغار عِنْد التتار وَحفظ المصابيح لِلْبَغوِيِّ والمفصل والمقامات وَغير ذَلِك وتميز وَسكن الرّوم وَولى مشيخة الحَدِيث بهَا وَهُوَ شَاب وَركب البغلة ثمَّ تزهد وَفَارق الرّوم ولف رَأسه بمئزر صَغِير وَسكن دمشق سنة بضع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَجلسَ للإفادة وَحضر مدارس وَكَانَ دينا خيرا توفّي باللجون قَاصد الْحَج سنة عشر وَسَبْعمائة وَكَانَ مِمَّن يُؤْذِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية بِلِسَانِهِ 223 - العامري الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن إشكاب وَاسم إشكاب حسن العامري الْبَغْدَادِيّ كَانَ أسن من أَخِيه مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين روى عَن عَليّ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَآخر من روى حَدِيثه عَالِيا سبط السلَفِي وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَغَيره توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 224 - أَبُو الْحسن الْهَمدَانِي المغربي عَليّ بن أضحى أَبُو الْحسن الْهَمدَانِي من بَيت كَبِير كَانَ مِنْهُم ملك غرناطة فِي دولة عبد الله المرواني فَلَمَّا اختلت الأندلس على الملثمين ثار بغرناطة قاضيها أَبُو الْحسن الْمَذْكُور إِلَّا انه لم تطل أَيَّامه وَمَات سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَملك بعده ابْن أضحى وَلم تطل أَيَّامه أَيْضا وَكَانَ مَشْهُورا بالجود ناظما ناثرا وَمن شعره قبل أَن يكون ملكا وَقد دخل مَجْلِسا فَوَجَدَهُ غاصا فَجَلَسَ فِي أخريات

النَّاس // (من الْكَامِل) // (نَحن الْأَهِلّة فِي ظلام الحندس ... حَيْثُ احللنا فَهُوَ صدر الْمجَالِس) (إِن يذهب الدَّهْر الخئون بعزنا ... ظلما فَلم يذهب بعز الْأَنْفس) 225 - العادلي عَليّ بن أرغلو العادلي الْأَمِير عَلَاء الدّين ابْن الْأَمِير سيف الدّين أغرلو مَمْلُوك الْعَادِل كتبغا تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْهمزَة مَكَانَهُ كَانَ الْأَمِير عَلَاء الدّين هَذَا أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي طاعون دمشق سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى 226 - أَبُو الْقَاسِم الشَّاعِر عَليّ بن أَفْلح بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الْعَبْسِي الْكَاتِب الأديب الْفَاضِل الشَّاعِر لَهُ ديوَان شعر وديوان ترسل وَكتب خطا حسنا لَهُ أهاج ومثالب فِي أَعْرَاض النَّاس فَأوجب ذَلِك مقته وَخَافَ من جمَاعَة فِي بَغْدَاد كَانَ المسترشد بِاللَّه قد أعطَاهُ أَرْبَعَة آدر فِي درب الشاكرية فَهَدمهَا وأنشأها دَارا مليحة عالية وَأَعْطَاهُ الْخَلِيفَة خَمْسمِائَة دِينَار وَمِائَة جذع وَمِائَتَا ألف آجرة وأجرى عَلَيْهِ مَعْلُوما فغرم على الدَّار عشْرين ألف دِينَار وَكَانَ فِيهَا حمام لمستراحها أنبوب إِن فرك يَمِينا جرى سخنا وان فرك شمالا جرى بَارِدًا ثمَّ انه ظهر عَنهُ يُكَاتب دبيس فنم عَلَيْهِ بوابه فهرب وانتقل إِلَى تكريب واستجار ببهروز ثمَّ آل الْأَمر أَن عفى عَنهُ وَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (أسْتَغْفر الله من نظم القريض فقد ... أقلعت عَنهُ فَمَالِي فِيهِ من أرب) (إِذْ لست أَنْفك فِي نظميه من فزع ... أَمْسَى ينغص عِنْدِي لَذَّة الْأَدَب) (إِذا صدقت بهجوي النَّاس كخفتهم ... وَإِن مدحت خشيت الله فِي الْكَذِب) وَمِنْه // (من المنسرح) // (لما أَتَانِي بهَا المدير على ... عَاتِقه من شعاعها ألق)

(حسوتها مسرعا مَخَافَة أَن ... تلبث فِي راحتي فتحترق) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (قَالُوا انحنى كبرا فَقلت سفاهة ... يلقاك من لم يتئد فِي قيله) (سكن الحبيب شغَاف قلبِي ثاويا ... مخنوت منعكفا على تقبيله) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (لَا غرومي جزعي لبينهم ... يَوْم النَّوَى وَأَنا أَخُو الْفَهم) (فالقوس من خشب تإن إِذا ... مَا كلفوها فرقة السهْم) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (لله أحباب نأت بهم ... أَيدي النَّوَى ففراقهم جلل) (بعدوا فدمع الْعين منهمر ... ونأوا فَنَار الشوق تشتعل) (هَذَا وَمَا بَعدت مسافتهم ... إِذْ قربوا للبين وَاحْتَملُوا) (رحلوا وَلَكِن فِي الْفُؤَاد ثووا ... فكأنهم رحلوا وَمَا رحلوا) وَمِنْه // (من الْخَفِيف) // (كم إِلَى كم يكون هَذَا التجني ... كل يَوْم تعتب مِنْك يضني) (مَا تحيلت فِي رضاك وبالغت ... بفن إِلَّا سخطت بفن) (لست تصغي إِلَى هِدَايَة نصحي ... أَنْت أهْدى إِلَى صلاحك مني) (مَا أَتَانِي الغرام فِيك بأَمْري ... وَكَذَا لَا يجي السلو بإذني) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (مَا بعد حلوان للمشتاق سلوان ... عز العزاء وَبَان الصَّبْر مذ بانوا) (دَعْنِي وتسكاب دمعي من مدامعه ... فللشؤون ولي من بعدهمْ شان) (مَا الْعَيْش بعدهمْ مِمَّا ألذ بِهِ ... أَنِّي يلذ بِغَيْر النّوم وَسنَان) (هم الْحَيَاة وَقد بانوا الْغَدَاة فَهَل ... يَصح بعد ذهَاب الرّوح جثمان) (يَا صَاحِبي أقلا من ملامكما ... فَإِن لومكما ظلم وعدوان) (أَيْن الشجي من خلي مَا أحب وَلَا ... هَاجَتْ لَهُ بنوى الأحباب أشجان)

وَمِنْه // (من الرمل) // (هَذِه الْخيف وهاتيك منى ... فترفق أَيهَا الْحَادِي بِنَا) (واحبس الركب علينا سَاعَة ... نندب الرّبع ونبك الدمنا) (فَلِذَا الْموقف أعددنا الأسى ... وَلذَا الْيَوْم الدُّمُوع تقتنى) (زَمنا كَانُوا وَكُنَّا جيرة ... يَا أعَاد الله ذَاك الزمانا) (بَيْننَا يَوْم أثيلات مني ... كَانَ عَن غير ترَاض بَيْننَا) (آه من رئم كحيل طرفه ... بَين عَيْنَيْهِ نصال وقنا) ( ... ترك الْجَانِي لم يعرض لَهُ ... وابتلى ظلما بَرِيئًا مَا جنى) وَمِنْه فِي غُلَام نَاقص الْجمال // (من الوافر) // (وَمَا عشقي لَهُ وحشا لِأَنِّي ... كرهت الْحسن واخترت القبيحا) (وَلَكِن غرت أَن أَهْوى مليحا ... وكل النَّاس يهوون المليحا) وَمِنْه فِي غُلَام أعرج // (من الْخَفِيف) // (بِأبي من رَأَيْته يتثنى ... فَهُوَ من لينه يحل ويعقد) (حسدوه على الْجمال فَقَالُوا ... أعرج والمليح مَا زَالَ يجسد) (هُوَ غُصْن وَالْحسن فِي الْغُصْن الناعم ... مَا كَانَ مائلا يتأود) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (حمدت بوابك إِذْ ردني ... وَذمَّة غَيْرِي على رده) (لِأَنَّهُ قلدني نعْمَة ... يسْتَوْجب الإغراق فِي حَمده) (أراحني من قبح ملقاك لي ... وكبرك الزَّائِد فِي حَده) 227 - مُحي الدّين البعلبكي عَليّ بن أقسيس بن أبي الْفَتْح بن إِبْرَاهِيم الصَّدْر مُحي الدّين البعلبكي كَانَ نَاظر الزَّكَاة بِدِمَشْق وَكَانَ رَئِيسا أنيق الشكل والمبلس والمأكل والسكن مليح الحركات كثير الصَّدَقَة والتلاوة لَهُ حكايات فِي المكارم توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 228 - أَخُو مُحَمَّد بن أُميَّة عَليّ بن أُميَّة بن أبي أُميَّة كَانَ أَبوهُ يكْتب للمهدي على ديوَان بَيت المَال وديوان الرسائل والخاتم وَكَانَ هُوَ متقطعا إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي

والى الْفضل بن الرّبيع لما قَالَ عَليّ // (من المنسرح) // (يَا ريح مَا تصنعين بالدهن ... كم لَك من منظر حسن) (محوت آثارها وأحدثت آثارا ... بِربع الحبيب لم تكن) (إِن تَكُ يَا ربع قد بَكَيْت من الرّيح ... فَإِنِّي باك من الْحزن) (قد كَانَ يَا ربع فِيك لي سكن ... فصرت إِذْ بَان بعده سكني) (شبهت مَا أبلت الرِّيَاح من أثار ... حَبِيبِي النائي بلَى بدني) (يَا ريح لَا تظلمي الرسوم وَلَا ... تمحي رسوم الديار والدمن) (حاشاك حاشاك أَن تَكُونِي على العاشق ... عونا لحادث الزَّمن) كثر النَّاس فِيهِ وغناه عَمْرو الغزال فَقَالَ أَبُو مُوسَى الأعمس // (من الْبَسِيط) // (يَا رب خذني وَخذ عَليّ وَخذ ... يَا ريح مَا تصنعين بالدمن) (عجل إِلَى النَّار بِالثَّلَاثَةِ وَالرَّابِع ... عَمْرو الغزال فِي قرن) ثمَّ نَدم وَقَالَ هَؤُلَاءِ أهل بَيت وهم إخْوَانِي وَلَا أحب أَن أنشب بيني وَبينهمْ عَدَاوَة فَأنى أُميَّة وَقَالَ قد أذنبت ذَنبا وَجئْت مستجيرا بكم من فتيانكم فَدَعَا بعلي بن أُميَّة وَقَالَ هَذَا عمك قد أَتَاك معتذرا من الشّعْر الَّذِي قَالَه فَقَالَ وَمَا هُوَ فأنشده فَقَالَ قد ضجرنا وَالله مِنْهُ كَمَا ضجرت أَنْت وَأكْثر وَأَنت آمن من أَن يكون منا جَوَاب وأتى مُحَمَّد بن أُميَّة فَقَالَ لَهُ // (من المنسرح) // (كم شَاعِر عِنْد نَفسه فطن ... لَيْسَ لدينا بالشاعر الفطن) (قد أخرجت نَفسه بغصتها ... يَا ريح مَا تصنعين بالدمن) وَدفع الرقعة إِلَى غُلَام لَهُ وَقَالَ ادفعها إِلَى أبي مُوسَى وَقل لَهُ يَقُول لَك مَوْلَاك ذَكرنِي بهَا إِذا انصرفت إِلَى الْمنزل فَلَمَّا انْصَرف إِلَى منزله أَتَاهُ غُلَامه بالرقعة فَقَالَ لَهُ هَذِه الَّتِي بعثت بهَا إِلَيّ فَقَالَ وَالله مَا بعثت إِلَيْك بِشَيْء وأظن الْفَاسِق قد فعلهَا ثمَّ دَعَا مُحَمَّد ابْنه فقرأها عَلَيْهِ فَلَمَّا سمع مَا فِيهَا قَالَ يَا غُلَام لَا تنْزع عَن البغلة وَرجع إِلَى عَليّ بن أُميَّة فَقَالَ لَهُ نشدتك الله أَن تزيد على مَا كَانَ فَقَالَ لَهُ أَنْت آمن قَالَ صَاحب الأغاني حدثي الْحسن بن عَليّ قَالَ حَدثنِي أَبُو هفان قَالَ كُنَّا فِي مجْلِس وَعِنْدنَا مغنية تغنينا وَصَاحب الْبَيْت يهواها فَجعلت تكايده وتومئ إِلَى غَيره بالمزاح والتجميش وتغيظه بجهدها وَهُوَ يكَاد يَمُوت قلقا وهما وتنغص عَلَيْهِ يَوْمه ولحت فِي أمرهَا وَسقط

المضراب من يَدهَا فاكبت على الأَرْض لتأخذه فضرطت ضرطة سَمعهَا جَمِيع من حضر وخجلت وَلم تدر مَا تَقول فَأَقْبَلت على عشيقها وَقَالَت أيش تشْتَهي أَن أُغني لَك فَقَالَ لَهَا غَنِي يَا ريح مَا تصنعين بالدمن فخجلت وَضحك الْقَوْم وَصَاحب الدَّار حَتَّى أفرطوا فَبَكَتْ وَقَامَت من الْمجْلس وَقَالَت أَنْتُم قوم سفل لعنة الله على من يعاشركم وَخرجت وَكَانَ ذَلِك سَبَب القطيعة بَينهمَا 229 - أَبُو الْحسن الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن الأنجب بن مَا شَاءَ لله بن الْحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن الْجَصَّاص أَبُو الْحسن الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ جود قِرَاءَة الْقُرْآن وتفقه على أبي المنى وَتكلم فِي مسَائِل الْخلاف وَقَرَأَ الْأَدَب وَكتب الْخط الْحسن وَسمع من أبي الْفَتْح بن شاتيل فَمن بعده مولده سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ووفاته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 230 - أَبُو الْحسن الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي عَليّ بن الأنجب أبي المكارم بن عَليّ بن مفرح بن حَاتِم بن الْحسن بن جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن حسن اللَّخْمِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل الإسْكَنْدراني المولد الْمَالِكِي أَبُو الْحسن كَانَ فَاضلا فِي مذْهبه من أكَابِر الْحفاظ فِي الحَدِيث صحب الْحَافِظ السلَفِي وَصَحبه زكي الدّين الْمُنْذِرِيّ وَعَلِيهِ تخرج وَكَانَ يَنُوب فِي الْإسْكَنْدَريَّة ودرس هُنَاكَ ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الصاحبية ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره // (من المتقارب) // (تجاوزت سِتِّينَ من مولدِي ... فأسعد أيامي الْمُشْتَرك) (يسائلني زائري حالتي ... وَمَا حَال من حل فِي المترك) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (ولمياء تحيي من نحيي بريقها ... كَأَن مزاج الراح بالمسك من فِيهَا) (وَمَا ذقت فاها غير أَنِّي رويته ... عَن الثِّقَة المسواك وَهُوَ موافيها) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) //

(أيا نفس بالمأثور عَن خير مُرْسل ... وَأَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ تمسكي) (عساك إِذا بالغت فِي نشر دينه ... بهَا طَابَ من نشر لَهُ أَن تمسك) (وخافي غَدا يَوْم الْحساب جهنما ... إِذا لفحت نيرانها أَن تمسك) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (ثَلَاث باءات بلينا بهَا ... البق والبرغوث والبرغش) (ثَلَاثَة أوحش مَا فِي الورى ... وَلست أَدْرِي أَيهَا أوحش) 231 - ابْن السَّاعِي عَليّ بن أَنْجَب بن عُثْمَان بن عبيد الله الشَّيْخ تَاج الدّين أَبُو الْحسن أَبُو طَالب بن السَّاعِي بِالسِّين وَالْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَبَينهمَا ألف الْبَغْدَادِيّ المؤرخ خَازِن المستنصرية توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها كَانَ أديبا فَاضلا أخباريا عمل تَارِيخا مَا زَالَ يجمع فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ وَعمل تَارِيخ لشعراء زَمَانه وذيل على كَامِل ابْن الْأَثِير وَله كتاب غزل الظراف فِي مجلدين أجَازه الْمُسْتَنْصر عَلَيْهِ مائَة دِينَار وَكَانَت تَارِيخ الْمعلم الأتابكي التمسه مِنْهُ نور الدّين صَاحب شهرزور أرسلان شاه بن زنكي أجَازه عَلَيْهِ مائَة دِينَار وَكتاب نزهة الْأَبْصَار فِي أَخْبَار ابْني المستعصم الشَّهِيد وَمَا أنْفق عَلَيْهِمَا من الْأَمْوَال وتفاصيل مَا عمل من المآكل والملابس وَمَا عمل من المدائح فَأعْطى عَلَيْهِ مائَة دِينَار وَكَانَ إقبال الشرابي ينفذ إِلَيْهِ الذَّهَب ويحترمه وَله فِي إقبال مدائح وَفِي غَيره وَوَصله الْمُسْتَنْصر بِمِائَة دِينَار على كتاب الإيناس فِي مَنَاقِب بني الْعَبَّاس وَكتاب الْحَث على طلب الْوَلَد عمله باسم مُجَاهِد الدّين أيبك الدوادار الصَّغِير وَقدمه لَهُ يَوْم دُخُوله على ابْنة صَاحب الْموصل لولو وَكتاب تَارِيخ الوزراء وتاريخ نسَاء الْخُلَفَاء من الْحَرَائِر وَالْإِمَاء ومنهن سمرأم أَوْلَاد المستعصم الْأُمَرَاء أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن ومبارك وسيرة الْمُسْتَنْصر ومصنف فِي آل الْبَيْت وَله عدَّة تواليف أورد ابْن الكازروني فِي تَرْجَمَة ابْن السَّاعِي أَسمَاء تصانيفه وَهِي كَثِيرَة لَعَلَّهَا وقر بعير مِنْهَا مشيخة بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة فِي عشْرين مجلدا وروى بِالْإِجَازَةِ عَن أبي سعيد الصفار قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وأحسبها الْعَامَّة وَعَن ابْن سكينَة والكندي

وَابْن الْأَخْضَر وَأحمد بن الديبقي وَسمع من أَصْحَاب أبي الْوَقْت وَقَرَأَ على ابْن النجار تَارِيخه الْكَبِير لبغداد وَله أَوْهَام وَقد تكلم فِيهِ وَالله أعلم 7928 - الْمَنْصُور بن الْمعز عَليّ بن أيبك الْملك المصور ابْن الْملك الْمعز التركماني لما قتلت شَجَرَة الدّرّ امْرَأَة أَبِيه وَالِده الْمعز أيبك على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة أيبك اجْتمع جمَاعَة من الْأُمَرَاء الصالحية وسلطنوا عليا الْمَذْكُور وسموه الْمَنْصُور وعمره يَوْمئِذٍ خمس عشرَة سنة وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة على مَا تقدم شَرحه فِي تَرْجَمَة الْمعز أيبك وَتَوَلَّى تَدْبِير ملكه سيف الدّين قطز مَمْلُوك أَبِيه فَلَمَّا كَانَ أَوَاخِر سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة ودهم التتار الشَّام رأى قطز أَن الْأَمر يحْتَاج إِلَى سُلْطَان مُسْتَقل فَخلع الْمَنْصُور عليا وتسلطن قطز وَتسَمى بالمظفر وَجرى لَهُ مَتى جرى على مَا سَوف يَأْتِي فِي تَرْجَمَة قطز فِي حرف الْقَاف إِن شَاءَ الله تَعَالَى 7929 - ابْن الساربان عَليّ بن أَيُّوب بن الحسيين القمي أَبُو الْحسن بن الساربان الْكَاتِب روى عَن المتنبي ديوانه بقوله وَعَن السيرافي وَجَمَاعَة قَالَ الْخَطِيب قَرَأت عَلَيْهِ شعر المتنبي وَكَانَ رَافِضِيًّا وَتُوفِّي فِي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 234 - عَلَاء الدّين الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور الشَّيْخ الإِمَام عَلَاء الدّين الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي معيد الْمدرسَة البادرائية بِدِمَشْق كَانَ يعرف بعليان وَيكْتب ذَلِك بِخَطِّهِ فِي أول أمره ودرس بالأسدية وبحلقة صَاحب حمص وَسمع من الْفَخر بن البُخَارِيّ وَمن عبد الرَّحْمَن بن الزين وَحدث بِدِمَشْق والقاهرة وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح كثيرا من كتب الْعلم وَلما بِيعَتْ فِي حَيَاته تغالى النَّاس فِيهَا لصحتها وَكَانَ قد عني بِالْحَدِيثِ وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ أَيْضا وحرر الْأَلْفَاظ وضبطها ثمَّ انه سكن الْقُدس بِأخرَة وَاخْتَلَطَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ يعبث فِي اخْتِلَاطه بِذكر الْجِنّ وَيَقُول قد وعدوني بِأَن يسوقوا نَهرا من النّيل ونهرا من زَيْت نابلس إِلَى دَاري هَذِه ويعد لذَلِك أَمَاكِن يكون فِيهَا المَاء وَالزَّيْت وَأَشْيَاء من هَذِه المستحيلات وقاسى فقرا شَدِيدا وفاقة وَتُوفِّي رَحمَه الله بالقدس سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فِي شهر رَمَضَان الْمُعظم

235 - الْحَافِظ الْقطَّان عَليّ بن بَحر الْقطَّان الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ والذهلي وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 236 - أستاذ الدَّار عَليّ بن بختيار أَبُو الْحسن الْكَاتِب كَانَت لَهُ معرفَة بِالْكِتَابَةِ وخدم فِي الدَّوَاوِين وَولى أستاذ دارية الْخلَافَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فِي خَامِس عشْرين شَوَّال وعزل فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وَلزِمَ بَيته وَكَانَ لَهُ ميل إِلَى أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح وَله نَفَقَة عَلَيْهِم وَتردد إِلَى الصَّالِحين وَبنى رِبَاطًا للصوفية بِبَاب الجعفرية ووفق عَلَيْهِ كثيرا من أملاكه وَتُوفِّي سنة تسعين وَخَمْسمِائة 237 - الوَاسِطِيّ الشَّاعِر عَليّ بن بختيار بن عَليّ أَبُو السعادات الوَاسِطِيّ شَاعِر كَاتب لَهُ معرفَة بالأدب روى بِبَغْدَاد عَن جمَاعَة من شعراء وَاسِط وَسمع مِنْهُ عمر بن ظفر المغازلي وَعلي بن أبي أسعد الخباز وَأَبُو بكر بن الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف وَغَيرهم وَمن شعره // (من مجزوء الْكَامِل) // (لَا تغتدر بوداد من ... لَك وده أَهلا وسهلا) (يلقاك مِنْهُ بكله ... ملقا ويمنعك الأقلا) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (لَا تأمنن عدوا كَانَ خوارا ... وَكن على حذر أَن يدْرك الثارا) (فالماء وَهُوَ سخين لَيْسَ يمنعهُ ... مَا فِيهِ من حِدة أَن يُطْفِئ النارا) وَمِنْه // (من الْخَفِيف) // (لَا تلمني على تألم قلبِي ... لنوى من إِلَيْهِ قلبِي يحن) (فالحنايا وَمَا لَهُنَّ حنين الْمَرْء ... من فرقة السِّهَام تَئِنُّ) وَمِنْه // (من مخلع الْبَسِيط) // (مدحت عمرا على اغترار ... وَلم يكن مَوضِع المديح)

(فَقَالَ قولا فِيهِ احْتِيَاج ... للرجل الْمُوسر الشحيح) (ألمال روح والمديح ريح ... وَلست أعطي روحا برِيح) 238 - العطاردي الْكَاتِب عَليّ بن بدر بن عبد الله العطاردي أَبُو الْحسن الْكَاتِب كَانَ وَالِده مولى نصر بن الْعَطَّار الْحَرَّانِي التَّاجِر ولد عَليّ بِبَغْدَاد وَنَشَأ مَعَ أَوْلَاد سَيّده وَكتب وَسمع وَقَرَأَ الْأَدَب وَكتب على خطوط الْمَشَايِخ إِلَى أَن ضرب الْمثل بِخَطِّهِ وَكَانَ شَابًّا مليح الصُّورَة كَاتبا سديدا بليغا لَهُ النّظم والنثر وسافر إِلَى مصر وَأقَام بهَا وتصرفي فِي الْأَعْمَال الديوانية وَكَانَت نَفسه تسمو إِلَى الوزارة وَكتب لِابْنِ الذروى قصائد من شعره فَكتب إِلَيْهِ ابْن الذروى // (من الْخَفِيف) // (يَا بن عَلَوْت فِي الْخط قدرا ... عِنْدَمَا قايسوك بِابْن هِلَال) (جَاءَ يَحْكِي أَبَاهُ فِي النَّقْص لما ... جِئْت تحكي أَبَاك عِنْد الْكَمَال) وتفي ابْن دبر سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره 239 - أَبُو دعامة الْقَيْسِي عَليّ بن بريد أَبُو دعامة الْقَيْسِي وَأَبُو الْحسن أحد الكبراء النبلاء الروَاة صَاحب أدب وَله أَخْبَار وَهُوَ مَشْهُور بكنيته روى عَن أبي نواس وَأبي الْعَتَاهِيَة وروى عَنهُ ابْن أبي طَاهِر وَعون بن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ وَغَيرهمَا 240 - صَاحب الذَّخِيرَة عَليّ بن بسام أَبُو الْحسن الشنتريني صَاحب كتاب الذَّخِيرَة فِي محَاسِن أهل الجزيرة يَعْنِي جَزِيرَة الأندلس وَلَا أعرف فِي الْأَدَب كتابا مثله فِي بَابه فِي الاستطراد بالنظائر والأمثال والأشباه وَذكر السرقات وَأما نثره فِي تراجم من ذكره فِيهَا فَإِنَّهُ كالمدام وَصفا والنسيم لطفا أربى فِيهِ على الْفَتْح بن خاقَان صَاحب قلائد العقيان إِلَّا أَن نثر صَاحب القلائد أمكن وأصنع وَذَاكَ أسرى وألطف وَقد اخْتَار الذَّخِيرَة ابْن ظافر وزاده أَشْيَاء وكمله بِأَبْيَات وَتَمام رسائل وفصول وَحذف مِنْهُ فصولا فجوده وَسَماهُ نفائس الذَّخِيرَة وَلَو عمل كَانَ جيدا إِلَى الْغَايَة وملكت ذَلِك بِخَط ابْن ظافر 241 - الْمصْرِيّ الْوراق عَليّ بن بَقَاء بن مُحَمَّد بن أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الْوراق

النَّاسِخ كَانَ مُحدث مصر فِي وقته ثِقَة مرضيا وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين عَليّ بن بكار أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ نزيل المصيصة والثغور الزَّاهِد الْمَعْرُوف صحب إِبْرَاهِيم بن أدهم مُدَّة وَتُوفِّي سنة تسع وَمِائَتَيْنِ 242 - صَاحب إربل عَليّ بن بكتكين بن مُحَمَّد الْأَمِير زين الدّين كوجك التكماني صَاحب إربل أحد الْأَبْطَال الموصوفين والفرسان الْمَذْكُورين كوجك مَعْنَاهُ لطيف الْقد حاصر المقتفي وَخرج عَلَيْهِ ثمَّ طلب عَفوه وَحسنت طَاعَته وَحج هُوَ وشيركوه وَكَانَ من أكَابِر الدولة الأتابكية مدحه الحيص بيص بقصيدة فَقَالَ لَهُ أَنا مَا أعرف مَا تَقول وَلَكِن أعلم أَنَّك تُرِيدُ شَيْئا فَأمر لَهُ بِخَمْسِمِائَة دِينَار وَفرس وخلعة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 243 - السائح الْهَرَوِيّ الْخَطِيب عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ الزَّاهِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْهَرَوِيّ الأَصْل الْموصِلِي النشأ السائح الَّذِي طوف الْبِلَاد والأقاليم وَكَانَ يكْتب على الْحِيطَان فقلما تَجِد موضعا مَشْهُورا فِي بلد إِلَّا خطه عَلَيْهِ ولد بالموصل واستوطن آخر عمره بحلب وَله بهَا رِبَاط وَله تواليف حَسَنَة مِنْهَا كتاب الزيارات بالزاي وَله كتاب عجائب الأَرْض ذَات الطول وَالْعرض وَله كتاب خطب صنفه وَقدمه للْإِمَام النَّاصِر فَوَقع لَهُ بالحسبة فِي سَائِر الْبِلَاد وإحياء مَا شَاءَ من الْموَات والخطابة بحلب وَكَانَ التوقيع بِيَدِهِ إِذا دخل بِبَلَد عمل بهَا الْحِسْبَة إِلَى أَن يخرج مِنْهَا وَكَانَ يعرف السيمياء وَبهَا تقدم عِنْد الظَّاهِر صَاحب حلب وَقَالَ ابْن وَاصل كَانَ عَارِفًا بأنواع الْحِيَل والشعبذة وَبنى لَهُ مدرسة بِظَاهِر حلب وَدفن فِي قبَّة الْمدرسَة وَكتب على كل بَاب مِنْهَا مايليق بِهِ وَكتب على بَاب بَيت المَاء بِبَيْت المَال فِي بَيت المَاء وَتُوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة قَالَ ابْن خلكان رَأَيْت فِي قُبَّته مُعَلّقا عِنْد رَأسه غصنا وَهُوَ حَلقَة حَلقَة لَيْسَ فِيهَا صَنْعَة وَهُوَ أعجوبة قيل انه رَآهُ فِي بعض سياحاته فاستصحبه وأوسى أَن يكون عِنْد رَأسه ليعجب مِنْهُ من يرَاهُ وَكَانَ يضْرب بِهِ

الْمثل فِي وجود خطه فِي كل مَوضِع مَشْهُور حَتَّى قَالَ فِيهِ ابْن شمس الْخلَافَة وَقد ذكر شخصا يستجدي بالأوراق // (من الْبَسِيط) // (أوراق كديته فِي بَيت كلّ فَتى ... على اتِّفَاق معانٍ وَاخْتِلَاف رُوِيَ) (قد طبَّق الأَرْض من سهل وَمن جبل ... كَأَنَّهُ خطّ ذَاك السائح الْهَرَوِيّ) 244 - ابْن روزبة عَليّ بن أبي بكر بن روزبة رَاء أولى قبل الْوَاو وَبعدهَا زَاي قبل بَاء مُوَحدَة ابْن عبد الله أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ القلانسي الصُّوفِي سمع صَحِيح البُخَارِيّ من أبي الْوَقْت وَحدث بِبَغْدَاد وَرَأس عين مَرَّات بِالصَّحِيحِ وازدحموا عَلَيْهِ ووصلوه بجملة من الذَّهَب وَكَانَ قد عزم على الْحُضُور إِلَى دمشق فخوفوه من حِصَار دمشق فَرد إِلَى بَغْدَاد فطالبوه بِمَا كَانُوا أَعْطوهُ فَرد الْبَعْض وماطل الْبَاقِي وَجَاوَزَ التسعين وأضر آخر عمره وَأَجَازَ لِابْنِ الشِّيرَازِيّ وَسعد والمطعم وَأحمد بن الشّحْنَة وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 245 - ابْن الطبيبة العابر عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أَبُو الْحسن الصنهاجي الإسْكَنْدراني العابر الْمَعْرُوف بِابْن الطبيبة سمع وَله شعر حسن وَمَعْرِفَة بالتعبير وَكَانَ فِيهِ خير وَصَلَاح وأضر بِأخرَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 246 - عَلَاء الدّين بن صصرى عَليّ بن أبي بكر بن أبي الْفَتْح بن مَحْفُوظ بن الْحسن بن صصرى الشَّيْخ عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن التغلبي الدِّمَشْقِي الْعدْل الضَّرِير رَاوِي الصَّحِيح عَن ابْن مندويه وَأحمد بن عبد الله السّلمِيّ سمع من الْمجد الْقزْوِينِي وَسمع مِنْهُ جمال الدّين الْمزي وَابْن الخباز والرزالي وَابْن سيد النَّاس وَجَمَاعَة وَكَانَ من أَبنَاء التسعين توفّي إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة 247 - وَزِير الممالك الفانئة عَليّ شاه ابْن أبي بكر التبريزي الْوَزير الْكَبِير خدم القان بوسعيد ملك التتار وَتمكن مِنْهُ وَعظم مَحَله مِنْهُ وَكَانَ مصافيا للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد محبا لَهُ أهْدى إِلَيْهِ تحفا رَأَيْت مِنْهَا الربعة الَّتِي أهداها فِي ثَلَاثِينَ جُزْءا قطع الْبَغْدَادِيّ مَكْتُوبَة بِالذَّهَب مزمكة فِي غَايَة الْحسن وَأهْدى إِلَى الْأَمِير سيف الدّين تنكز أُخْرَى مثلهَا وَكَانَ محبا لأهل السّنة كَانَ فِي أول أمره سمسارا ثمَّ آلت بِهِ الْحَال إِلَى أَن وزر

وَتُوفِّي بأرجان هُوَ من أَبنَاء السِّتين سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهُوَ وَالِد الْأَمِير نَاصِر الدّين خَليفَة أحد أُمَرَاء دمشق قدم على السُّلْطَان فَطَلَبه الْأَمِير سيف الدّين تنكز فَأمره وَبَعثه إِلَى دمشق فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا أَظن وَله أَخ لَهُ صُورَة فِي الْبِلَاد وحشمة والوزير عَليّ شاه هُوَ الَّذِي قَامَ على الرشيد حَتَّى أهلك 248 - برهَان الدّين المرغيناني الْحَنَفِيّ بن أبي بكر بن عبد الْجَلِيل الإِمَام برهَان الدّين المرغيناني بالغين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة ونونين بَينهمَا ألف شيخ الْحَنَفِيَّة أَبُو الْحسن صَاحب كتابي الْهِدَايَة والبداية فِي الْمَذْهَب توفّي فِي حُدُود التسعين وَخَمْسمِائة تَقْرِيبًا 249 - تَاج الدّين الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن أبي بكر بن أبي خَازِن كَذَا قَالَ القوصي فِي مُعْجَمه ابْن عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ تَاج الدّين أَبُو الْحسن قَالَ القوصي وَمن خطه نقلت فِي مُعْجَمه كَانَ هَذَا الشَّيْخ من أَرْبَاب الْآدَاب وقرأت عَلَيْهِ كتاب تَفْضِيل الْكلاب على كثير مِمَّن لبس الثِّيَاب تصنيف المرزباني وَكن مولده بِبَغْدَاد أَنْشدني لنَفسِهِ بِدِمَشْق بِالْمَدْرَسَةِ المجاهدية فِي شهور سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة // (من الرمل) // (لست تحْتَاج إِلَى أَن تقتضني ... لَك من نَفسك نعم الْمُقْتَضِي) (أَنا إِن أذكرت من لم ينسني ... فَلَمَّا يقلقني من مضضي) (وَإِذا لم أَشك مَا بِي لكم ... فَإلَى من يَا أساة الْمَرَض) وأنشدني لنَفسِهِ // (من مجزوء الْكَامِل) // (أَنَّهَا الشيب فضَّة ... سكبتها التجارب) (بل حسام مهند ... صقلته النوائب) وأنشدني لنَفسِهِ // (من المنسرح) // (هَات اسقنيها صدفا مُعتقة ... واجتنب المزج فَهُوَ يتلغها) (لَا تطرح فعل مَا أمرت بِهِ ... أصرفها للهموم أصرفها) 250 - شمس الدّين الْحَاجِب الأفضلي عَليّ بن بكر السباق بن جادلي شمس الدّين أَبُو الْحسن الأفضلي كَانَ أَمِيرا بِدِمَشْق فِي الدولة الْأَفْضَلِيَّة حاجبا مولده بِدِمَشْق سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَ فِيهِ إِعَانَة لِذَوي الْحَاجَات

وَفِيه فَضِيلَة يرْوى شعرًا كثيرا أَقَامَ بحماة مُدَّة بعد خُرُوجه من دمشق بِسَبَب دين كثير كَانَ عَلَيْهِ بهَا شاغل لذمته وبيعت دَاره عَلَيْهِ فِي الدّين لغيبته 251 - فَخر الدّين التركي النَّحْوِيّ عَليّ بن بكمش فَخر الدّين التركي النَّحْوِيّ تلميذ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي تَاسِع عشْرين شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة بِدِمَشْق 252 - عَلَاء الدّين الْفَارِسِي عَليّ بن بلبان الْأَمِير الْمُفْتِي الْمُحدث النَّحْوِيّ عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الْفَارِسِي الْمصْرِيّ الجندي الْحَنَفِيّ ولد بِدِمَشْق سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع من الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي جُزْءا لِابْنِ ديزيل وَسمع من مُحَمَّد بن عَليّ بن صاعد وبدمشق من الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر وَغَيره وَتقدم فِي الْمَذْهَب وأصوله وأتقن النَّحْو وَشرح فِي الْجَامِع الْكَبِير وروت صَحِيح ابْن حبَان على الأبوب على نمط كتب السّنَن وَعمل المعجم الْكَبِير للطبراني أَو أَكْثَره على الْأَبْوَاب وَكَانَ جيد الْفَهم حسن المذاكرة لَهُ نظم تقدم أَيَّام المظفر بيبرس الجاشنكير ثمَّ انجمع وأكرمه النَّائِب أرغون الدوادار وَكَانَ مليح الشكل وافر الْجَلالَة نَشأ وَلَده جمال الدّين فتفقه لأبي حنيفَة ثمَّ تحول شافعيا فتألم وَالِده لذَلِك قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمع بقراءني جُزْءا وَمَا أَظُنهُ حدث وَكَانَ يصلح للْقَضَاء لسكونه وَعلمه وتصونه وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَلم تتفق لي رُؤْيَته 253 - الْمُحدث أَبُو الْقَاسِم الناصري الكركي عَليّ بن بلبان الْمُحدث أَبُو الْقَاسِم الْمَقْدِسِي الناصري الكركي المشرف ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَسمع بِبَغْدَاد من الْقطيعِي وكريمه وَهَذِه الطَّبَقَة وبدمشق ومصر والإسكندرية من جمَاعَة من أَصْحَاب السلَفِي وعني بِهَذَا الْفَنّ وَسمع الْكثير وَحصل الْأَجْزَاء وَلم يكن مبرزا وَلَا متقنا وَله غلطات وأوهام سمع مِنْهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية والمزي والبرزالي وَخلق كثير وَله نظم وَخرج لنَفسِهِ ولجماعة وَمن شعره

254 - ابْن البدري عَليّ بن بلبان الْأَمِير عَلَاء الدّين بن البدري أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِالشَّام تولى نابلس بعد إمْسَاك الْأَمِير سيف الدّين تنكز فِي نِيَابَة الطنبغا وأجمل السِّيرَة بهَا ثمَّ تولى ولَايَة الْوُلَاة بالسفقة الْقبلية فأجمل السياسة وعف عَن أَمْوَال الرعايا إِلَى الْغَايَة ثمَّ ولى نِيَابَة الرحبة فحمدت سيرته بهَا ثمَّ عزل مِنْهَا وَأقَام على امْرَأَته ثمَّ أُعِيد إِلَى نِيَابَة الرحبة ثمَّ عزل مِنْهَا وَولى ولَايَة الْوُلَاة بالصفقة الْقبلية فَزَاد فِي حسن الْمُبَاشرَة والعفة عَن أَمْوَال الرعايا حَتَّى إِنَّه كَانَ لَا يعلق التِّبْن على خيله وَلَا يشرب المَاء إِلَّا بِثمن يُخرجهُ من مَاله ثمَّ استقال فأعفي من ذَلِك ثمَّ ورد المرسوم الشريف بِأَن يتَوَجَّه لنيابة الرحبة وَكَانَ قد حصل لَهُ مرض استرخاء فعاقه عَن ذَلِك وطولع بأَمْره فورد المرسوم الشريف بِأَن يتَوَجَّه إِلَى الرحبة الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الزيبق ثمَّ الْأَمِير عَلَاء الدّين بن البدري فِي مَرضه تَقْدِير شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي مستهل شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة 255 - الْعزي النَّحْوِيّ عَليّ بن بكمش بن عبد الله التركي الْعزي النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن كَانَ وَالِده من موَالِي الْعَزِيز بن نظام الْملك وَكَانَ من الأجناد وَولد لَهُ عَليّ هَذَا بِبَغْدَاد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة قَرَأَ الْقُرْآن وجوده وَقَرَأَ النَّحْو على الْوَجِيه أبي بكر الوَاسِطِيّ ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام وَصَحب الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وبرع فِي ذَلِك وَقَرَأَ النَّاس عَلَيْهِ وأثرى وَكثر مَاله ثمَّ انه عَاد إِلَى بَغْدَاد ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَبهَا مَاتَ وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (وقائلة بَغْدَاد منشؤك الَّذِي ... نشأت بِهِ طفْلا عَلَيْك التمائم) (فَمَا بالها تَشْكُو جفاءك معرضًا ... أما آن أَن تمْضِي إِلَيْهَا العزائم) (فَقلت لَهَا إِنِّي الفريد وَإِنَّهَا ... أَوَان مغاص الدّرّ وَالْوَقْت عائم) (وَقد جرت الْعَادَات فِي الدّرّ أَنه ... إِذا فَارق الأصداف لاقاه ناظم) وَمِنْه فِي خصي يدعى مُخْتَارًا // (من الْكَامِل) // (مُخْتَار مُخْتَار الْقُلُوب ونزهة ... للناظرين ومحنة العشاق) (وَمنى الْقُلُوب وَغَايَة اللَّذَّات فِي ... شرع الْهوى ومطية الْفُسَّاق)

256 - عماد الدولة بن بُويه عَليّ بن بُويه بن فناخسرو عماد الدولة أَبُو الْحسن الديلمي صَاحب بِلَاد فَارس تقدم ذكر أَخِيه معز الدولة أَحْمد بن بويه وَهَذَا عماد الدولة أول من ملك من بني بويه كَانَ أَبوهُ صياد سمك مَا لَهُ معيشة غير صيد السّمك وَكَانُوا ثَلَاثَة إخْوَة عماد الدولة عَليّ وَهُوَ أكبرهم ثمَّ ركن الدولة الْحسن وَهُوَ وَالِد عضد الدولة ثمَّ معز الدولة أَحْمد وَكَانَ عماد الدولة سَبَب سعادتهم وانتشار صيتهم استولوا على الْبِلَاد وملكوا العراقين والأهواز وَفَارِس وساسوا أُمُور الرّعية احسن سياسة وَلما ملك عضد الدولة اتسعت ممالكه وزادت على مَا كَانَ لأسلافه وَانْقَضَت لعماد الدولة فِي أول ولَايَته أُمُور أوجبت ثبات ملكه مِنْهَا انه لما ملك شيراز فِي أول ملكه جمع أَصْحَابه وطلبوا مِنْهُ الْأَمْوَال وَلم يكن مَعَه مَا يرضيهم وأشرف أمره على الانحلال فاغتنم لذَلِك فَبينا هُوَ مفكر قد اسْتلْقى على ظَهره فِي مجْلِس قد خلا بِنَفسِهِ للكفر وَالتَّدْبِير إِذْ رأى حَيَّة قد خرجت من مَوضِع فِي سقف من ذَلِك الْمجْلس وَدخلت موضعا آخر مِنْهُ فخاف أَن تسْقط عَلَيْهِ فَدَعَا بالفراشين وَأمرهمْ بإحضار سلم وَإِخْرَاج الْحَيَّة فَلَمَّا بحثوا عَن الْحَيَّة وجدوا ذَلِك السّقف يقْضِي إِلَى غرفَة بَين سقفين فعرفوه ذَلِك فَأمر بِفَتْحِهَا ففتحت فَوجدَ فِيهَا عدَّة من صناديق المَال والبضاعات قدر خَمْسمِائَة ألف دِينَار فَحمل المَال إِلَى بَين يَدَيْهِ فسر بِهِ وأنفقه فِي رِجَاله وَثَبت أمره بعد أَن كَانَ قد أشفى على الانحلال ثمَّ انه قطع ثيابًا وَسَأَلَ عَن خياط حاذق فوصف لَهُ خياط كَانَ لصَاحب الْبَلَد قبله فَأمر بإحضاره وَكَانَ أطروشا فَوَقع للخياط انه قد سعى بِهِ إِلَيْهِ فِي وَدِيعَة كَانَت عِنْده لصَاحب الْبَلَد وانه طلبه لهَذَا السَّبَب فَلَمَّا خاطبه حلف لَهُ انه لَيْسَ عِنْده إِلَّا اثْنَا عشر صندوقا لَا يدْرِي مَا فِيهَا فَعجب عماد الدولة من جَوَابه وَوجه مَعَه من حملهَا فَوجدَ فِيهَا أَمْوَالًا وثيابا بجملة عَظِيمَة فَكَانَت هَذِه الْأَسْبَاب مِمَّا ثَبت ملكه وَقرر قَوَاعِده ومكنت أَحْوَاله وعاش سبعا وَخمسين سنة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة بشيراز وَدفن بدار المملكة وَملك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلاثمائة وَأقَام فِي الْملك سِتّ عشرَة سنة 257 - أول مُلُوك بني بويه وهم أربة عشر ملكا وَمُدَّة ملكهم مائَة وتسع وَعِشْرُونَ

سنة فَأول مُلُوكهمْ الْإِخْوَة الثَّلَاث الَّذين استولوا على فَارس وَمَا ولاها وهم عماد الدولة أَبُو الْحسن عَليّ بن بويه وَكَانَ أكبرهم وَلم يدْخل بَغْدَاد وركن الدولة أَبُو عَليّ الْحسن وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَة أَوْلَاد عضد الدولة ومؤيد الدولة وفخر الدولة وَأَبُو الْعَبَّاس ومعز الدولة أَحْمد بن بويه وَهُوَ أول من دخل بَغْدَاد من مُلُوكهمْ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَقَامَ بعده وَلَده عز الدولة بختيار ثمَّ ملك عضد الدولة ثمَّ ولى ابْنه صمصام الدولة واعتقله أَخُوهُ شرف الدولة وَسلمهُ وَقَتله أَبُو نصر بختيار وَملك شرف الدولة ابْن عضد الدولة ومؤيد الدولة أَخُو عضد الدولة وَلم يدْخل بَغْدَاد وَمَات بجرجان وَولى أَخُوهُ فَخر الدولة وَلم يدْخل بَغْدَاد وَلما مَاتَ شرف الدولة بِبَغْدَاد عهد إِلَى وَلَده أبي نصر بهاء الدولة ثمَّ تولى ابْنه سُلْطَان الدولة فِي بَغْدَاد واستناب جلال الدولة وَكَانَ لجلال الدولة الْملك الْعَزِيز ثمَّ ولى أَبوهُ الْمَرْزُبَان ابْن سُلْطَان الدولة وَمَات فَقَامَ بعده وَلَده الْملك الرَّحِيم فَكَانَ الْملك الرَّحِيم آخر مُلُوك بني بويه وَولى طغرلبك السلجوقي 258 - مشرف الدولة بن بويه أَبُو عَليّ بن بويه مشرف الدولة ولى ملك بَغْدَاد وَغَيرهَا وَكَانَ فِيهِ دين وتصوف قدم فِي سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة إِلَى بَغْدَاد وتلقاه الْخَلِيفَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة سِتَّة عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَكن مُدَّة ملكه خمس سِنِين وعاش ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَنهب يَوْم مَوته سوق التمارين ودور جمَاعَة وملكوا بعده أَبَا طَاهِر جلال الدولة خطب لَهُ بِبَغْدَاد وَهُوَ بالأهواز 259 - عَليّ بن ثَابت الْأنْصَارِيّ عَليّ بن ثَابت أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ نزل بَغْدَاد وَكَانَ شَاعِرًا صديقا لأبي الْعَتَاهِيَة يتعارضان فِي الشّعْر إِذا قَالَ هَذَا قصيدة قَالَ ذَاك مثلهَا وَحضر أَبُو الْعَتَاهِيَة دَفنه وَصلى عَلَيْهِ ورثاه وَمن شعره قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة // (من الْبَسِيط) // (بعزة الله أستعفى من النَّار ... وَالله جاري وَعز الله من جَار) (يَا نفس مَا بَين لفح النَّار منزلَة ... وَبَين روح جنان الْخلد فاختاري) فَقَالَ عَليّ بن ثَابت // (من الْبَسِيط) // (يَا نفس مَا لَك من صَبر على النَّار ... قد حَان أَن تقبلي من بعد إدبار) (يَا نفس إِنَّك قد خيرت فِي مهل ... بَين الْهدى والعمى يَا نفس فاختاري) وَأما مرثية أبي الْعَتَاهِيَة لعَلي بن ثَابت فَهِيَ // (من الوافر) //

(أَلا من لي بأنسك يَا أخيا ... وَمن لي أَن أبثك مَا لديا) (طوتك خطوب دهرك بعد نشر ... كَذَاك خطوبه نشرا وطيا) (فَلَو سمحت بردك لي اللَّيَالِي ... شَكَوْت إِلَيْك مَا اجترمت إليا) (بكيتك يَا عَليّ بدر عَيْني ... فَلم يغن الْبكاء عَلَيْك شيا) (كفى حزنا بدفنك ثمَّ إِنِّي ... نفضت تُرَاب قبرك عَن يديا) (وَكَانَت فِي حياتك لي عظات ... وَأَنت الْيَوْم أوعظ مِنْك حَيا) 260 - الْكِنْدِيّ عَليّ بن ثروان بن زيد أَبُو الْحسن الْكِنْدِيّ ابْن عَم تَاج الدّين الْكِنْدِيّ ولد بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ الْأَدَب على عَليّ أبي مَنْصُور الجواليقي وَغَيره وَحَتَّى برع وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْأَدَب ودواوين الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ يكْتب مليحا ويضبط صَحِيحا لَقِي الْقبُول عِنْد نور الدّين الشَّهِيد وَصَارَ من خاصته وروى عَنهُ الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ بن صصرى وَهبة الله بن عَسَاكِر كتاب المعرب لِابْنِ الجواليقي ولد سنة خَمْسمِائَة أَو قبلهَا وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بِدِمَشْق وَهُوَ الَّذِي أَفَادَ تَاج الدّين ذكره ابْن القفطي فِي تَارِيخ النُّحَاة وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (درت عَلَيْك غوادي المزن يَا دَار ... وَلَا عفت مِنْك آيَات وآثار) (دُعَاء من لعبت أَيدي الغرام بِهِ ... وَمَا عدتهَا صبابات وتذكار) وَقصد جمال الدولة حجا ابْن عَم الْأَمِير مُبين الدولة حَاتِم فَلم يصادفه فَكتب على بَاب الدَّار حفرا بالسكين // (من الرمل) // (حضر الْكِنْدِيّ مغناكم فَلم ... يركم من بعد كد وتعب) (لَو رآكم لتجلى همه ... وانثنى عَنْكُم بِحسن المنقلب) وَمن شعره // (من الرمل) // (هتك الدمع بصوب هتن ... أضمرت من سر خفى) (يَا أخلائي على الْخيف أما ... تَتَّقُون الله فِي حث الْمطِي) قلت شعر متوسط

216 - عَليّ بن جَابر أَبُو الْحسن الدباج المغربي عَليّ بن جَابر بن عَليّ الإِمَام أَبُو الْحسن الإشبيلي الدباج مقرئ الأندلس كَانَ من أهل الْفضل وَالصَّلَاح تصدر لإقراء الْقُرْآن والعربية نَحوا من خمسين سنة هاله نطق النواقيس وخرس الْأَذَان لما دخل الرّوم إشبيلية فَلم يزل يتأسف ويضطرب ارتماضا لذَلِك إِلَى أَن قضى نحبه سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ يقرئ كتاب سِيبَوَيْهٍ 262 - الْهَاشِمِي عَليّ بن جَابر بن عَليّ بن مُوسَى الْهَاشِمِي اليمني الشَّافِعِي شيخ الحَدِيث بالمنصورية كَانَ أَبوهُ سفارا وَكَانَ مَعَ أَبِيه صَغِيرا أَيَّام اسْتِبَاحَة هولاكو الْعرَاق بَغْدَاد سمع بِالْيمن من زكي البيلقاني وبمصر من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَخلق وبدمشق من الْفَخر وَجَمَاعَة وَذكر انه يحفظ الْوَجِيز للغزالي وَكَانَ فصيحا مليح الْقِرَاءَة خلف كتبا كَثِيرَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا كَانَ مَعَ علمه متحريا فِي النَّقْل قَالَه أَبُو عمر النويري أَخذ عَنهُ الطّلبَة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة قلت كَانَ يلقب بِنور الدّين أَخْبرنِي العلاَّمة قَاضِي الْقُضَاة تقيُّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي قَالَ استعرت من نور الدّين الْمَذْكُور مجلدا فَوجدت فِيهِ فِي مَكَان الأبيات الضادية الَّتِي للشَّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ وَوجدت فِيهَا تخريجة إِلَى الْحَاشِيَة تتصل ببيتين الأول حفظته وَهُوَ // (من الْكَامِل) // (قف ثمَّ نَاد بأنني لمُحَمد ... ووصيه وابنيه لست بباغض) ثمَّ تَأَمَّلت الْخط فَإِذا هُوَ خطّ نور الدّين انْتهى قلت وَقد اشهر هَذَا الْبَيْت وأثبته الْفُضَلَاء والحفاظ وَالنَّاس فِي شعر الشَّافِعِي وَلَكِن من لَهُ دربة يعرف أَن الشَّافِعِي مَا يَقُول باغص اسْم فَاعل من أبغص بن مبغص جَريا على الْقَاعِدَة 263 - العكوك عَليّ بن جبلة بن مُسلم بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بالعكوك بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وكافين بَينهمَا وَاو مشدودة أَبُو الْحسن الْخُرَاسَانِي أحد فحول الشُّعَرَاء

كَانَ أسود أبرص ولد أعمى قَالَ الجاحظ كَانَ أحسن خلق الله إنشادا مَا رَأَيْت مثله بدويا وَلَا حضريا وَهُوَ من الموَالِي توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ ومولده بِبَغْدَاد سنة سِتِّينَ وَمِائَة لَهُ فِي أبي دلف الْعجلِيّ وَأبي غَانِم حميد بن عبد الحميد الطوسي غر المدائح والعكوك السمين الْقصير وَمن شعره فِي أبي دلف قصيدته الرائية أَولهَا // (من المديد) // (زَاد ورد الغي عَن صَدره ... فرعوى وَاللَّهْو من وطره) يَقُول فِي مدحها // (من المديد) // (إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبُو دلف ... بَين باديه ومحتضره) (فَإِذا ولى أَبُو دلف ... ولت الدُّنْيَا على أَثَره) (كل من فِي الأَرْض من عرب ... بَين باديه إِلَى حَضَره) (مستعير مِنْك مكرمَة ... يكتسبها يَوْم مفتخره) وَهِي ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ بَيْتا قَالَ ابْن خلكان سُئِلَ شرف الدّين بن عنين عَن هَذِه القصيدة وقصيدة أبي نواس الموازنة لَهَا الَّتِي أَولهَا // (من المديد) // (أَيهَا المنتاب من عفره ... لست من ليلى وَلَا سمره) فَلم يفضل إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى وَقَالَ مَا يصلح أَن يفاضل بَين هَاتين القصيدتين إِلَّا شخص يكون فِي دَرَجَة هذَيْن الشاعرين ثمَّ إِن العكوك مدح حميد بن عبد الحميد الطرسي فَقَالَ لَهُ حميد مَا عَسى أَن تَقول فِينَا وَمَا أبقيت لنا بعد قَوْلك فِي أبي دلف // (من المديد) // (إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبُو دلف) وَأنْشد الْبَيْتَيْنِ فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير قد قلت فِيك مَا هُوَ أحسن من هَذَا فَقَالَ مَا هُوَ فَأَنْشد // (من مجزوء الرمل) // (إِنَّمَا الدُّنْيَا حميد ... وأياديه الجسام) (فَإِذا ولى حميد ... فعلى الدُّنْيَا السَّلَام) فَتَبَسَّمَ وَلم يحر جَوَابا فأجمع من حضر الْمجْلس من أهل الْعلم بالشعر أَن هَذَا

أحسن مِمَّا قَالَه فِي أبي دلف فَأعْطَاهُ وَأحسن جائزته قلت قَوْله فِي أبي دلف أحسن عِنْد من لَهُ ذوق لاسيما قَوْله // (من المديد) // (ولت الدُّنْيَا على أَثَره) قَالَ ابْن المعتز فِي طَبَقَات الشُّعَرَاء لما بلغ الْمَأْمُون خبر هَذِه القصيدة غضب غَضبا شَدِيدا وَقَالَ اطلبوه حَيْثُمَا كَانَ فَطلب فَلم يقدر عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ مُقيما بِالْجَبَلِ وهرب إِلَى الجزيرة الفراتية فَكتب إِلَى الْآفَاق بِأَخْذِهِ حَيْثُ كَانَ فهرب إِلَى الشامات فظفروا بِهِ فَحمل مُقَيّدا إِلَيْهِ فَلَمَّا صَار بَين يَدَيْهِ قَالَ لَهُ يَا ابْن اللخناء أَنْت الْقَائِل فِي قصيدتك للقاسم بن عِيسَى // (من المديد) // (كل من فِي الأَرْض من عرب) وَأنْشد الْبَيْتَيْنِ جعلتنا مِمَّن يستعير المكارم مِنْهُ ويفتخر بِهِ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ انتم هَل بَيت لَا يُقَاس بكم لِأَن الله اختصكم لنَفسِهِ على عباده وآتاكم الْكتاب وَالْحكم وآتاكم ملكا عَظِيما وَإِنَّمَا ذهبت فِي قولي إِلَى أَقْرَان وأشكال للقاسم بن عِيسَى من هَذَا النَّاس فَقَالَ وَالله مَا أبقيت أحدا وَلَقَد أدخلتنا فِي الْكل وَمَا أستحل دمك بكلمتك هَذِه وَلَكِنِّي أستحله بكفرك فِي شعرك حَيْثُ قلت فِي عبد ذليل مهين فأشركت بِاللَّه الْعَظِيم وَجعلت مَعَه ملكا قَادِرًا وَهُوَ قَوْلك // (من الْبَسِيط) // (أَنْت الَّذِي تنزل الْأَيَّام منزلهَا ... وتنقل الدَّهْر من حَال إِلَى حَال) (وَمَا مددت مدى طرف إِلَى أحد ... إِلَّا قضيت بأرزاق وآجال) ذَاك الله عز وَجل يَفْعَله أخرجُوا لِسَانه من قَفاهُ فأخرجوا لِسَانه من قَفاهُ فَمَاتَ وَبعد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ // (من الْبَسِيط) // (تزور سخطا فمسي الْبيض راضية ... وتستهل فتبكي أعين المَال) وَقيل إِن أَبَا دلف أعْطى العكوك على القصيدة الرائية بَعْدَمَا امتحنه فِي وصف فرس فَقَالَ قصيدته البائية وَهِي مَذْكُورَة فِي الأغاني مائَة ألف دِرْهَم وَدخل إِلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ هَات مَا مَعَك قَالَ انه قَلِيل فَقَالَ هاته كم من قَلِيل هُوَ أَجود من كثير فَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (الله أجْرى من الأرزاق أَكْثَرهَا ... على يَديك فشكرا يَا أَبَا دلف) (أعْطى أَبُو دلف وَالرِّيح عَاصِفَة ... حَتَّى إِذا وقفت أعْطى وَلم يقف)

فَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَلَمَّا كَانَ بعد مُدَّة دخل إِلَيْهِ فَقَالَ هَات مَا مَعَك فَأَنْشد // (من السَّرِيع) // (من ملك الْمَوْت إِلَى قَاسم ... رِسَالَة فِي بطن قرطاس) (يَا فَارس الفرسان يَوْم الوغى ... مربي بِمن شِئْت من النَّاس) فَأمر لَهُ بألفي دِرْهَم فَقَالَ لَيست هَذِه من عطاياك فَقَالَ بلغ بِهَذَا الْمِقْدَار ارتياعنا من تحملك رِسَالَة ملك الْمَوْت إِلَيْنَا وأخبار العكوك كَثِيرَة 264 - الصاحب جمال الدّين عَليّ بن جرير الصاحب جمال الدّين الرقي وَيُقَال فِيهِ عَليّ بن صر بن جرير وزر للأشراف فِي آخر أَيَّامه ووزر للصالح إِسْمَاعِيل شهرا وَمرض يَوْمَيْنِ وَمَات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ لَهُ بُسْتَان وَملك يسير يعِيش مِنْهُ وَتُوفِّي رَحمَه الله بالخوانيق ودفي فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَكَانَ يتَرَدَّد لزيارة الصَّالِحين وَفِيه يَقُول نصر بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ // (من الْكَامِل) // (من قَالَ أهل الشَّام قوم كلهم ... بقر فَلَيْسَ عَلَيْهِ فِيهِ جنَاح) (لَو لم يَصح مقالهم فِيهِ لما ... أضحى يسوس أُمُورهم فلاح) ونقلت من خطّ الْحَافِظ اليغموري قَالَ أَنْشدني الْجمال أَبُو طَالب // (من مجزوء الْكَامِل) // (قد ولي ابْن جرير الرقي ... وَالصَّلَاح كَافِر) (ودوا ابْن مَرْزُوق الخسيس ... على الحواجب والنواظر) 265 - الْجَوْهَرِي الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن الْجَعْد بن عبيد الله أَبُو الْحسن الْهَاشِمِي مَوْلَاهُم الْجَوْهَرِي الْبَغْدَادِيّ مُسْند بَغْدَاد فِي زَمَانه روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَأَبُو يعلى الْموصِلِي وَجَمَاعَة قَالَ أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي قلت لعَلي بن الْجَعْد بَلغنِي انك قلت ابْن عمر ذَاك الصَّبِي فَقَالَ لم أقل وَلَكِن مُعَاوِيَة مَا أكره أَن يعذبه الله وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الْجوزجَاني عَليّ بن الْجَعْد متشبث بِغَيْر بِدعَة زائغ عَن الْحق

وَقَالَ ابْن معِين اثْبتْ البغداديين فِي شُعْبَة وَهُوَ ثِقَة صَدُوق وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيّ توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَلما أحضر الْمَأْمُون أَصْحَاب الْجَوَاهِر شاطرهم على مَتَاع كَانَ مَعَهم ثمَّ نَهَضَ الْمَأْمُون لِحَاجَتِهِ وَعَاد فَقَامَ لَهُ كل أحد إِلَّا ابْن الْجَعْد فَنظر إِلَيْهِ الْمَأْمُون كالمغضب ثمَّ استخلاه وَقَالَ لَهُ يَا شيخ مَا مَنعك أَن تقوم لي كَمَا فعل أَصْحَابك فَقَالَ أجللت أَمِير الْمُؤمنِينَ للْحَدِيث الَّذِي نأثره عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ سَمِعت الْمُبَارك بن فضَالة يَقُول سَمِعت الْحسن يَقُول قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أحب أَن يتَمَثَّل لَهُ النَّاس قيَاما فلتبوأ مَقْعَده من النَّار فَأَطْرَقَ الْمَأْمُون سَاعَة وَقَالَ لَا يَشْتَرِي لنا إِلَّا من هَذَا الشَّيْخ فَاشْترى مِنْهُ بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا أَقَامَ على ذَلِك سبعين سنة وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة كَانَ ابْن الْجَعْد أكبر مِمَّن فِي بَغْدَاد بِعشر سِنِين ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 266 - عَليّ بن جَعْفَر ابْن القطاع عَليّ بن جَعْفَر بن عبد الله بن حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَادَة الله بن نجد بن الْأَغْلَب الأغلبي أَبُو الْقَاسِم ابْن القطاع السَّعْدِيّ الصّقليّ الْكَاتِب اللّغَوِيّ برع فِي النَّحْو وصنف وَنزع عَن صقلية وَقدم مصر فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ فبالغوا فِي إكرامه وأحسنت الدولة إِلَيْهِ وَله كتاب الْأَفْعَال من أَجود الْكتب إِلَّا أَن كتاب أَفعَال الْحمار خير مِنْهُ وَهُوَ هذب فِيهِ أَفعَال ابْن طريف وَابْن الْقُوطِيَّة وَله كتاب أبنية الْأَسْمَاء جمع فِيهِ فأوعب وَله مُصَنف فِي الْعرُوض وَله كتاب الدرة الخطيرة فِي الْمُخْتَار من شعراء الجزيرة اشْتَمَل على مائَة وَسبعين شَاعِرًا وَعشْرين ألف بَيت وَكتاب لمح الْملح وَله تَارِيخ صقلية وَكتاب الشذوذ وَكَانَ نقاد المصريين ينسبونه إِلَى التساهل فِي الرِّوَايَة وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لما قدم مصر سَأَلُوهُ عَن كتاب صِحَاح الْجَوْهَرِي فَذكر انه لم يصل إِلَيْهِم ثمَّ انه لما رأى اشتغالهم بِهِ ركب لَهُ إِسْنَادًا وَأَخذه النَّاس عَنهُ مقلدين لَهُ توفّي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة ومولده سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره فِي ألثغ // (من المنسرح) // (وشادن فِي لِسَانه عقد ... حلت عقودي وأوهنت جلدي)

(عابوه جهلا بهَا فَقلت لَهُم ... أما سَمِعْتُمْ بالنفث فِي العقد) وَمِنْه من قصيدة // (من الطَّوِيل) // (فَلَا تنقذن الْعُمر فِي طلب الصِّبَا ... وَلَا تشقيا يَوْمًا بسعدى وَلَا نعم) (وَلَا تندبا أطلال مية باللوى ... وَلَا تسفحا مَاء الشئون على رسم) (فَإِن قصارى الْمَرْء إِدْرَاك حَاجَة ... وَتبقى مذمات الْأَحَادِيث وَالْإِثْم) وَمِنْه فِي غُلَام اسْمه حَمْزَة // (من مخلع الْبَسِيط) // (يَا من رمى النَّار فِي فُؤَادِي ... وأنبط الْعين بالبكاء) (اسْمك تصيحفه بقلبي ... وَفِي ثناياك برْء دائي) (أردد سالمي فَإِن نفس ... لم يبْق مِنْهَا سوى الذماء) (وارفع بصب أَتَى ذليلا ... قد مزج الْيَأْس بالرجاء) (أنهكه فِي الْهوى التجني ... فَصَارَ فِي رقة الْهَوَاء) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (إياك أَن تَدْنُو من رَوْضَة ... بوجنتيه تنْبت الوردا) (وَاحْذَرْ على نَفسك من قربهَا ... فَإِن فِيهَا أسدا ووردا) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (أَلا إِن قلبِي قد تضعضع للهجر ... وقلبي من طول الصدود على الْجَمْر) (تصارمت الأجفان مُنْذُ صدمتني ... فَمَا تلتقي إِلَّا على دمعة تجْرِي) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (يَا رب قافية بكر نظمت بهَا ... فِي الْجيد عقدا بدر الْمجد قد رصفا) (يود سامعها لَو كَانَ يسْمعهَا ... بِكُل أَعْضَائِهِ من حسنها شغفا) قلت شعر جيد 267 - ابْن البوين الْمصْرِيّ عَليّ بن جَعْفَر بن الْحسن أَبُو الْحسن ابْن البوين التنوخي المعري من شعراء الطارئين على مصر ورد إِلَى الْأَفْضَل ابْن أَمِير الجيوش بعد أَن دوخ الْآفَاق وطبق فِي سياحته بَين الشَّام وَالْعراق فَأحْسن صلته وإكرامه وعظمت مَنْزِلَته عِنْده وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِمصْر سنة خمس وَخَمْسمِائة وَقد نَيف على السِّتين

وَهُوَ الْقَائِل من مزدوجة // (من الرجز) // (كَأَنَّمَا أترجه المصبع ... أَيدي جناة من زنود تقطع) وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (غَدَتْ عاطلا كبرا عَن الْحلِيّ حاليا ... بهَا الْحسن مسحورا بألحاظها السحر) (رَأَتْ أَنَّهَا أغْلى من الدّرّ قيمَة ... وَأَعْلَى فلولا الثغر مَا اقتن الدّرّ) مِنْهَا // (من الطَّوِيل) // (وظلماء ليل خضت لجة بحرها ... وَقد غرق النسْر المحلق والغفر) (دعت فَدَعَا جادي رجائي دَعْوَة ... بحَمْدك يَا ابْن الْمجد مَا يفخر الْفَخر) (كَأَن تباشير الصَّباح وَقد بَدَت ... أياديك فِي أثنا أناملك الغر) (كَأَن النَّهَار الطلق عدلك ماحيا ... دجى الْجور إِلَّا نهي عَلَيْهِ وَلَا أَمر) (كَأَن النُّجُوم الزهر لما تناثرت ... عداهُ غراها من سَطَا بأسه ذعر) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (يشرد نومي وَابْن طَلْحَة هاجع ... أشيقر برغوث وَلَيْسَ لَهُ سَاق) (فَفِي الْجِنْس برغوث وَفِي اللدغ حَيَّة ... وَفِي الْحمق عبدون وَفِي القصيد إِسْحَاق) (إِذا أقبل اللَّيْل البهيم تبَادرُوا ... كَأَنَّهُمْ من نسل جالوت سراق) (ترى الْبَعْض فَوق الْبَعْض مِنْهُم تراكبوا ... فيا عجبا حَتَّى البراغيث فساق) (وَعِنْدِي من البق المذنب قِطْعَة ... ترَاهَا كَأَن قد رش فِي الْبَيْت سماق) 268 - الْكَاتِب الْفَارِسِي النَّحْوِيّ عَليّ بن جَعْفَر أَبُو الْحسن الْكَاتِب الْفَارِسِي النَّحْوِيّ قَالَ الْحَاكِم فِي كتاب نيسابور كَانَ من أَعْيَان الأدباء وَمن أهل الْعلم علقت عَنهُ من كَلَامه وَلم أعرفهُ بالرواية

269 - الشَّاعِر الْقرشِي عَليّ بن الجهم بن بدر بن الجهم بن مَسْعُود بن أَسد بن أذينة يَنْتَهِي إِلَى لؤَي بن غَالب أَبُو الْحسن الْقرشِي السَّامِي بِالسِّين الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى سامة بن لؤَي كَانَ شَاعِرًا مجيدا عَالما بفنون الشّعْر وَكَانَ خصيصا بالمتوكل دينا فَاضلا وَكَانَ مَعَ انحرافه على عَليّ رَضِي الله عَنهُ مطبوعا نَفَاهُ المتَوَكل إِلَى خُرَاسَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة تسع وَثَلَاثِينَ لِأَنَّهُ هجاه وَكتب إِلَى طَاهِر بن عبد الله إِذا ورد عَلَيْك فاصلبه يَوْمًا فوصل إِلَى شاذياخ بنيسابور فحسبه طَاهِر ثمَّ أخرجه فصلبه مُجَردا نَهَارا كَامِلا فَقَالَ فِي ذَلِك // (من الْكَامِل) // (لم ينصبوا بالشاذياخ صَبِيحَة الْإِثْنَيْنِ ... مَسْبُوقا وَلَا مَجْهُولا) (نصبوا بِحَمْد الله ملْء عيونهم ... شرفا وملء صُدُورهمْ تبجيلا) من أَبْيَات ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْعرَاق ثمَّ خرج إِلَى الشَّام ثمَّ ورد على المستعين كتاب من صَاحب الْبَرِيد بحلب أَن عَليّ بن الجهم خرج من حلب مُتَوَجها إِلَى الْعرَاق فَخرجت عَلَيْهِ وعَلى جمَاعَة مَعَه خيل من بني كلب فَقَاتلهُمْ قتالا شَدِيدا ولحقه النَّاس وَهُوَ جريح بآخر رَمق وَكَانَ مِمَّا قَالَ // (فِي المجتث) // (أَزِيد فِي اللَّيْل ليل ... أم سَالَ بالصبح سيل) (ذكرت أهل دجيل ... وَأَيْنَ مني دجيل) وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَلما نزعت ثِيَابه بعد مَوته وجد فِيهَا مَكْتُوب // (من المنسرح) // (وارجمتاه للغريب فِي الْبَلَد النازح ... مَاذَا بِنَفسِهِ صنعا) (فَارق أحبابه فَمَا انتفعوا ... بالعيش من بعده وَلَا انتفعا) وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (يَا ذَا الَّذِي بعذابي ظَلَّ مُفتخراً ... هَل أَنْت إِلَّا مليك جَار إِذْ قدرا) (لَوْلَا الْهوى لتجارينا على قدر ... فَإِن أفق مِنْهُ يَوْمًا مَا فَسَوف ترى) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (لَا يؤيسنك من تفرجش كربَة ... خطب رماك بِهِ الزَّمَان الأنكد)

(كم من عليل [قد] تخطاه الردى ... فنجا وَمَات طبيبه وَالْعود) وَمِنْه وَقد قيد // (من الطَّوِيل) // (وَقلت لَهَا والدمع تدمى طَرِيقه ... ونار الْهوى بِالْقَلْبِ يذكى وقودها) (فَلَا تجزعي إِنِّي رَأَيْت وقوده ... فَإِن خلاخيل الرِّجَال قيودها) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (وَلَكِن إِحْسَان الْخَلِيفَة جَعْفَر ... دَعَاني إِلَى مَا قلت فِيهِ من الشّعْر) (فَسَار مسير الشَّمْس فِي كل بَلْدَة ... وهب هوب الرّيح فِي الْبر وَالْبَحْر) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (وَلَيْلَة كحلت بِالنَّفسِ مقلتها ... أَلْقَت قناع الدجى فِي كل أخدُود) (قد كَانَ تغرقني أمواج ظلمتها ... لَوْلَا اقتباسي سنا وَجه ابْن دَاوُد) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (وقلن لنا نَحن الْأَهِلّة إِنَّمَا ... تضئ لمن يسري بلَيْل وَلَا نقري) (فَلَا بذل إِلَّا مَا تزَود ناظرٌ ... وَلَا وصل إِلَّا بالخيال الَّذِي يسري) وَفِي ابْن الجهم يَقُول مَرْوَان بن أبي حَفْص // (من الطَّوِيل) // (لعمرك مَا الجهم بن بدر بشاعر ... وَهَذَا عَليّ بعده يَدعِي الشعرا) (وَلَكِن أبي قد كَانَ جارا لأمه ... فَلَمَّا ادّعى الْأَشْعَار أوهمني أمرا) فَقَالَ عَليّ بن الجهم // (من الوافر) // (بلَاء لَيْسَ يُشبههُ بلَاء ... عَدَاوَة غير ذِي حسب وَدين) (يبيحك مِنْهُ عرضا لم يصنه ... ويرتع مِنْك فِي عرض مصون) وسوف يَأْتِي فِي تَرْجَمَة مَرْوَان الْأَصْغَر حِكَايَة جرت لَهما بِحَضْرَة المتَوَكل 270 - الأبله الْمُقْرِئ عَليّ حَازِم الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ هُوَ الشَّيْخ عَليّ الأبله كَانَ آيَة فِي حفظ الْقُرْآن وجودة أَدَائِهِ وَكَانَ يقْرَأ السُّورَة معكوسة الْآيَات فأسرع مَا يكون وَكَانَ فِيهِ بله توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 271 - ابْن عميرَة الْحِمصِي عَليّ بن حَامِد بن سُلْطَان بن عَليّ بن أبيس طَالب بن عبيد أَبُو الْحسن الطَّائِي الْمَعْرُوف بِابْن عميرَة الْحِمصِي مولده سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة توفّي

بحمص سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة من شعره // (من المنسرح) // (ردوا على عَيْني لذيد الْكرَى ... لَعَلَّهَا فِي النّوم تلقاكم) (وجددوا عهدا تكفوا بِهِ ... أَسْرَاكُم من قبل مسراكم) (إِذا رجعتم من طَرِيق القلى ... من أَي بَاب أتلقاكم) 272 - التنوخي السفاقسي عَليّ بن حبيب التنوخي السفاقسي لَيْسَ هُوَ بأخي مُحَمَّد ابْن حبيب التنوخي الْمُقدم ذكره وَإِن اشْتَركَا فِي اسْم الْأَب لطيف وَالنّسب وَكِلَاهُمَا مغربي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر عزب اللَّفْظ لطيف الْمَعْنى سهل الطَّرِيقَة قَلِيل التَّكَلُّف ظَاهر الرقة دخل الْمشرق وَلَقي جمَاعه من رُؤَسَاء الْعَرَب فحظى عِنْدهم وَأقَام بِمَدِينَة لَك مُدَّة إِلَى أَن تشاجرت الْقَبَائِل وَأورد لَهُ // (من الْكَامِل) // (يَا معطشي من عذب مورده ... برد غليل جوانح عطشى) (أَتَرَى الَّذِي أَرْجُو أفوز بِهِ ... مِنْكُم فقد كَانَ الَّذِي أخْشَى) وَأورد لَهُ أَيْضا // (من مجزوء الْكَامِل) // (شربت محبتك الْقُلُوب ... بجهدها نَهَارا وَعلا) (حَيْثُ احتللت من الْبِلَاد ... أثار إقبالا وعدلا) (حسبي بِأَن سميتك الْبَدْر ... الْمُنِير إِذا استقلا) (سقيا لأرض سفاقس ... ذَات المصانع والمصلى) (بلد تكَاد تَقول حِين ... تزوره أَهلا وسهلا) وَأورد لَهُ // (من السَّرِيع) // (للمرء من أَيَّامه واعظ ... لَو فكر الْمَغْرُور فِي أمسه) (كم من قرير الْعين فِي غِبْطَة ... أعراه صرف الدَّهْر من لبسه) (فَفَارَقَ الأحباب من كرهه ... واستبدل الوحشة من أنسه) (يَا رب غفرانك يَرْجُو الَّذِي ... أسرف فِي الدُّنْيَا على نَفسه) وَله من أَبْيَات فِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز يتهكم وَكَأَنَّهُ يُخَاطب عفريتا من الْجِنّ // (من الْبَسِيط) //

(أتظهرون نَهَارا بَين أظهرنَا ... أما نهاكم سُلَيْمَان بن دَاوُد) 7969 - السَّعْدِيّ الْمروزِي عَليّ بن حجر بن إِيَاس بن مقَاتل بن مخادش بميم وخاء مُعْجمَة وَألف بعْدهَا دَال مُهْملَة وشين مُعْجمَة ابْن مشمرخ بميم مَضْمُومَة وشين مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَمِيم سَاكِنة وَرَاء مَكْسُورَة وخاء مُعْجمَة أَبُو الْحسن السَّعْدِيّ الْمروزِي ولمشمرخ صُحْبَة ووفادة كَانَ أَبُو الْحسن حَافِظًا ثِقَة رحالا عالي الْإِسْنَاد سمع شريك بن عبد الله وَعبيد الله بن عَمْرو والرقي وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَإِسْمَاعِيل بن علية وَجَرِير بن عبد الحميد وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَعبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم وَابْن الْمُبَارك وهشيم بن بشير وَأَبا الْخطاب مَعْرُوفا الْخياط صَاحب وائلة بن الْأَسْقَع وخلقا كثيرا بِالشَّام وَالْعراق والحجاز وخراسان والجزيرة وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَإِبْرَاهِيم بن أرومة الْأَصْبَهَانِيّ وعبدان بن مُحَمَّد الْمروزِي وَالْحسن بن سُفْيَان وَأَبُو رَجَاء مُحَمَّد بن حمدوية وَمُحَمّد بن عَليّ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَجَمَاعَة وَنزل بَغْدَاد وتحول إِلَى مرو قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة مَأْمُون حَافظ توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ من شعره وَقد سَأَلُوهُ الزِّيَادَة فَقَالَ // (من الطَّوِيل) // (لكم مائَة فِي كل يَوْم أعدهَا ... حَدِيثا لَا أَزِيدكُم حروفا) (وَمَا طَال مِنْهَا من حَدِيث فإنني ... بِهِ طَالب مِنْكُم على قدره صرفا) وَقَالَ // (من المتقارب) // (وظيفتنا مائَة للغريب ... فِي كل يَوْم سمى مَا يفاد) (شريكية أَو هشيمية ... أَحَادِيث فقه قصار جِيَاد) 274 - الْجند يسابوري عَليّ بن حَرْب الْجند يسابوري الْموصِلِي توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ سمع إِسْحَاق بن سُلَيْمَان الرَّازِيّ وأشعب بن عطاف وَغَيرهمَا وروى عَنهُ أَحْمد بن يحيى التسترِي وعبدان الْأَهْوَازِي وَمُحَمّد بن نوح الْجند يسابوري وَأهل فَارس

275 - الشَّيْخ عَلَاء الدّين بن النفيس عَليّ بن أبي الحزم هُوَ الإِمَام الْفَاضِل الْحَكِيم الْعَلامَة عَلَاء الدّين بن النفيس الْقرشِي الدِّمَشْقِي أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ نَشأ الْمَذْكُور بِدِمَشْق واشتغل بهَا فِي الطِّبّ على مهذب الدّين الدخواز وَكَانَ الدخواز منجبا تخرج عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الرَّحبِي وَابْن قَاضِي بعلبك وشمس الدّين الْكُلِّي وَكَانَ عَلَاء الدّين إِمَامًا فِي علم الطِّبّ أوحد لَا يضاهى فِي ذَلِك وَلَا يداثى استحضارا واستنباطا واشتغل على كبر وَله فِيهِ التصانيف الفائقة والتواليف الرائقة صنف كتاب الشَّامِل فِي الطِّبّ يدل فهرسته على أَنه يكون فِي ثَلَاثمِائَة سفر هَكَذَا ذكر لي بعض أَصْحَابه وبيض مِنْهَا ثَمَانِينَ سفرا وَهِي الْآن وقف بالبيمارستان المنصوري بِالْقَاهِرَةِ وَكتاب الْمُهَذّب فِي الْكحل وَشرح القانون لِابْنِ سيناء فِي عدَّة أسفار وَغير ذَلِك فِي الطِّبّ وَهُوَ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ وَأَخْبرنِي من رَآهُ يصنف أَنه كَانَ يكْتب من صَدره من غير مُرَاجعَة حَال التصنيف وَله معرفَة بالْمَنْطق وصنف فِيهِ مُخْتَصرا وَشرح الْهِدَايَة لِابْنِ سيناء فِي الْمنطق وَكَانَ لَا يمِيل فِي هَذَا الْفَنّ إِلَّا إِلَى طَريقَة الْمُتَقَدِّمين كَأبي نصر وَابْن سيناء وَيكرهُ طَريقَة الْأَفْضَل الخونجي والأثير الْأَبْهَرِيّ قَرَأت عَلَيْهِ من كتاب الْهِدَايَة لِابْنِ سيناء جملَة وَكَانَ يقررها احسن تَقْرِير وَسمعت عَلَيْهِ من علم الطِّبّ وصنف فِي أصُول الْفِقْه وَالْفِقْه والعربية والْحَدِيث وَعلم الْبَيَان وَغير ذَلِك وَلم يكن فِي هَذِه الْعُلُوم بالمتقدم إِنَّمَا كَانَ لَهُ فِيهَا مُشَاركَة مَا وَقد أحضر من تصنيفه فِي الْعَرَبيَّة كتابا فِي سفرين أبدى فِيهِ عللا تخَالف كَلَام أهل الْفَنّ وَلم يكن قَرَأَ فِي هَذَا الْفَنّ سوى الأنموذج للزمخشري قَرَأَهُ على الشَّيْخ بهاء الدّين بن النّحاس وتجاسر بِهِ على أَن صنف فِي هَذَا الْعلم وَعَلِيهِ وعَلى شَيخنَا عماد الدّين النابلسي تخرج الْأَطِبَّاء بِمصْر والقاهرة وَكَانَ شَيخا طوَالًا أسيل الْخَدين نحيفا ذَا مُرُوءَة وأخبرت انه فِي علته الَّتِي توفّي فِيهَا أَشَارَ عَلَيْهِ بعض أصدقائه الْأَطِبَّاء بتناول شَيْء من الْخمر إِذا كَانَت علته تناسب أَن يتداوى بهَا على مَا زَعَمُوا فَأبى أَن يتَنَاوَل شَيْئا من ذَلِك وَقَالَ لَا ألْقى الله تَعَالَى وَفِي باطني شَيْء من الْخمر وَكَانَ قد ابتنى دَار بِالْقَاهِرَةِ وفرشها بالرخام حَتَّى أَبْوَابهَا وَمَا رَأَيْت أبوابا مرخما

فِي غير هَذِه الدَّار وَلم يكن متزوجا ووقف دَاره هَذِه وَكتب على البيمارستان المنصوري وَكَانَ يبغض كَلَام جالينوس ويصفه بالعي والإسهاب الَّذِي لَيْسَ تَحْتَهُ طائل بِخِلَاف شَيخنَا عماد الدّين النابلسي فَإِنَّهُ كَانَ يعظمه ويحث على قِرَاءَة كَلَام جالينوس وَكَانَ عَلَاء الدّين قد تولى المسرورية بِالْقَاهِرَةِ فِي الْفِقْه وَذكر انه شرح من أول التَّنْبِيه إِلَى بَاب السَّهْو شرحا حسنا مرض رَحمَه الله تَعَالَى سِتَّة أَيَّام أَولهَا يَوْم الْأَحَد وَتُوفِّي سحر يَوْم الْجُمُعَة الْحَادِي وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وأنشدني الصفي أَبُو الْفَتْح بن يوحنا بن صَلِيب بن مزجي بن موهب النَّصْرَانِي لنَفسِهِ يرى عَلَاء الدّين بن النفيس // (من الْكَامِل) // (ومسائل هَل عَالم أَو فَاضل ... أَو ذُو مَحل فِي الْعلَا بعد الْعلَا) (فأجبت والنيران تضرم فِي ... الحشا أقصر فمذ مَاتَ الْعلَا مَاتَ الْعلَا) انْتهى كَلَام أثير الدّين أَخْبرنِي الإِمَام الْعَلامَة الشَّيْخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم الرشدي خطيب جَامع أَمِير حُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ قَالَ كَانَ الْعَلَاء بن النفيس إِذا أَرَادَ التصنيف تُوضَع لَهُ الأقلام مبرية ويدير وَجهه إِلَى الْحَائِط وَيَأْخُذ فِي التصنيف من خاطره وَيكْتب مثل السَّيْل إِذا انحدر فَإِذا كل الْقَلَم وحفي رمى بِهِ وَتَنَاول غَيره لِئَلَّا يضيع عَلَيْهِ الزَّمَان فِي بري الْقَلَم وَأَخْبرنِي الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي رَحمَه الله تَعَالَى أَن الشَّيْخ بهاء الدّين بن النّحاس كَانَ يَقُول لَا أرْضى بِكَلَام أحد فِي الْقَاهِرَة فِي النَّحْو غير كَلَام عَلَاء الدّين بن النفيس أَو كَمَا قَالَ وَقد رَأَيْت لَهُ كتابا صَغِيرا عَارض بِهِ رِسَالَة حَيّ بن يقظان لِابْنِ سيناء ووسمه بِكِتَاب فَاضل بن نَاطِق وانتصر فِيهِ لمَذْهَب أهل الْإِسْلَام وآرائهم فِي النبوات والشرائع والبعث الجسماني وخراب الْعَالم ولعمري لقد أبدع فِيهِ وَدلّ ذَلِك على قدرته وَصِحَّته وذهنه وتمكنه من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَأَخْبرنِي السديد الدمياطي الْحَكِيم بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ من تلاميذه قَالَ اجْتمع لَيْلَة هُوَ وَالْقَاضِي جمال بن وَاصل وَأَنا نَائِم عِنْدهمَا فَلَمَّا فرغا من صَلَاة الْعشَاء الْآخِرَة شرعا فِي الْبَحْث وانتقلا من علم إِلَى علم وَالشَّيْخ عَلَاء الدّين فِي كل ذَلِك يبْحَث برياضة وَلَا انزعاج وَأما القَاضِي جمال الدّين فانه ينزعج ويعلوا صَوته وتحمر عَيناهُ وتنتفخ عروق رقبته وَلم يَزَالَا كَذَلِك إِلَى أَن أَسْفر الصُّبْح فَلَمَّا انْفَصل الْحَال قَالَ القَاضِي جمال الدّين

يَا شيخ عَلَاء الدّين أما نَحن فعندنا مسَائِل ونكت وقواعد وَأما أَنْت فعندك خَزَائِن عُلُوم وَقَالَ أَيْضا قلت لَهُ يَا سَيِّدي لَو شرحت الشِّفَاء لِابْنِ سينا كَانَ خيرا من شرح القانون لضَرُورَة النَّاس إِلَى ذَلِك وَقَالَ الشِّفَاء عَليّ فِيهِ مَوَاضِع تُرِيدُ تسويدا انْتهى قلت يُرِيد أَنه مَا فهم تِلْكَ الْمَوَاضِع لِأَن عبارَة الرئيس فِي الشِّفَاء غلقة وَأَخْبرنِي آخر قَالَ دخل الشَّيْخ عَلَاء الدّين مرّة إِلَى الْحمام الَّتِي فِي بَاب الزهومة فَلَمَّا كَانَ فِي بعض تغسيله خرج إِلَى مسلخ الْحمام واستدعى بِدَوَاةٍ وقلم وورق وَأخذ فِي تصنيف مقَالَة فِي النبض إِلَى أَن أنهاها ثمَّ عَاد وَدخل الْحمام وكمل تغسيله وَقيل انه قَالَ لَو أعلم أَن تصانيفي تبقى بعدِي عشرَة آلَاف سنة مَا وَضَعتهَا وَالْعدة فِي ذَلِك على من نَقله عَنهُ وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ إِمَامًا عَظِيما وَكثير من الأفاضل قَالَ هُوَ ابْن سيناء الْملك الثَّانِي ونقلت من تَرْجَمته فِي مَكَان لَا أعرف من هُوَ الَّذِي وصفهَا قَالَ شرح القانون فِي عشْرين مجلدة شرحا حل فِيهِ الْمَوَاضِع الْحكمِيَّة ورتب فِيهِ القياسات المنطقية وَبَين فِيهِ الإشكالات الطبية وَلم يسْبق إِلَى هَذَا الشَّرْح لِأَن قصارى كل من شَرحه أَن يقْتَصر على قسر الكليات إِلَى نبض الحبالى وَلَا يجْرِي فِيهِ ذكر الطِّبّ إِلَّا نَادرا وَشرح كتب الْفَاضِل بقراط كلهَا ولأكثرها شرحان مطول ومختصر وَشرح الإشارات وَكَانَ يحفظ كليات القانون وَكَانَ يعظم كَلَام بقراط وَلَا يسد على مشتغل بِغَيْر القانون وَهُوَ الَّذِي جسر النَّاس على هَذَا الْكتاب وَكَانَ لَا يحجب نَفسه عَن الإفادة لَيْلًا وَلَا نَهَارا وَكَانَ يحضر مَجْلِسه جمَاعَة من الْأُمَرَاء ومهذب الدّين بن أبي حليقة أَمِين الْأَطِبَّاء وَشرف الدّين بن صَغِير وأكابر الْأَطِبَّاء وَيجْلس النَّاس على طبقاتهم وَمن تلاميذه الْأَعْيَان بدر الدّين حسن رَئِيس الْأَطِبَّاء وَأمين الدولة ابْن القف والسديد أَبُو الْفضل بن كوشك وَأَبُو الْفتُوح الأسكندري انْتهى 276 - الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن حسان بن سَالم بن عَليّ بن مُسَافر أَبُو الْحسن الْكَاتِب توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة مدح الْخُلَفَاء والأكابر وَأكْثر وَمن شعره // (من المنسرح) // (زار وثغر الصَّباح مبتسم ... فجرا وَعقد النُّجُوم منفصم)

(والبدر فِي رِيقه الْغُرُوب لقى ... تستنجد اللَّيْل وَهُوَ منهدم) (والجو فِي حلَّة معنبرة ... لَهَا من الْبَرْق مومضا علم) (وَالْأَرْض قد أَصبَحت مزخرفة ... وازينت نشر روضها نغم) (والبان مياسة معاطفه ... والسحب تبْكي والزهر يبتسم) (والورد قد فتقت لطائمه) (قد سل سَيْفا على الشقائق فاجتز ... بِهِ من رؤوسها القمم) ( ... إِن شابهت لَونه غلائلها ... مَا كل قان مضرج غنم) (فَقل لمن راقه معصفرها ... لَا يزدهيك الْهوى فَذَاك دم) (واصفر وَجه النَّهَار من وَجل ... كمدنف مل قلبه السأم) (وأطرق النرجس المضاعف إجلالا ... لطرف فِي جفْنه سقم) (وَعَاد شَمل المنثور حِين زهي الْورْد ... من الْعجب وَهُوَ مُنْتَظم) (وافتر ثغر الأقاح من جذل ... والجدول الْغمر ظلّ يلطم) (وغنت الْوَرق فِي الغصون فيا ... لله تِلْكَ الألحان والنغم) (أصنع من معبد وأفصح من ... قس فهن النواطق الْعَجم) قلت شعر جيد إِلَّا أَنه غير ناضج 277 - المراغي عَليّ بن حسكويه بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن المراغي الأديب قدم بَغْدَاد وتفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَكَانَ لغويا شَاعِرًا عثر فَمَاتَ سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَمن شعره 278 - السَّجَّاد عَليّ بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم الملقب بالسجاد لفضله واجتهاده وَهُوَ وَالِد حُسَيْن الْمَقْتُول بفج واخوته توفّي السَّجَّاد فِي سجن الْمَنْصُور فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَة وَقوم يلقبونه العابد وَكَانَ لَا يُوَافق أَقَاربه على طلب الْخلَافَة ويلام على ذَلِك فَيَقُول من يشْتَغل بِاللَّه لَا يتفرَّغ للشغل بِغَيْرِهِ

وأعقب عَليّ هَذَا ولدا اسْمه الْحُسَيْن وَقيل لَهُ ولد أخر اسْمه مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين وَتقدم ذكر الْحُسَيْن أَيْضا 279 - الدارابجردي عَليّ بن الْحسن بن أبي عِيسَى الْهلَال الدارابجردي أوقد النَّار فِي تبن فاختنق وَمَات فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَتَيْنِ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره 280 - ابْن الصَّقْر الصَّائِغ عَليّ بن الْحسن بن الصَّقْر بن أَحْمد بن الْقَاسِم أَبُو الْحسن الهاهلي الصَّائِغ سمع الْكثير من أبي عَليّ بن شَاذان وَالْقَاضِي أبي الْعَلَاء الوَاسِطِيّ وطبقتهما وَكَانَ متأدبا فَاضلا قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَأَظنهُ مَاتَ شَابًّا وروى عَنهُ الْخَطِيب وَأَبُو الْمَعَالِي الْحُسَيْنِي وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن عمر ين دوست النَّحْوِيّ وَقد رمي بِأَنَّهُ يكذب وَيسْرق الْأَحَادِيث ويركبها ويضعها وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (أَكثر من الزَّاد فان الترحال قد قربا ... إِن التقى خير مَا قَدمته سَببا) (وَاحْذَرْ فان إِلَه الْخلق مطلع ... على الْقُلُوب فَكُن لله مرتقبا) (فَرب ذَنْب صَغِير جر مهلكة ... كالنار زَادَت بِأَدْنَى لفحة لهبا) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (مَا ضرّ مستقيمي من آل مَسْعُود ... إِذا عادني النَّاس من قولي لَهَا عودي) (تجنبت إِذْ رَأَتْ فِي عودهَا وَرقا ... وَقد تجرد من أوراقه عودي) (من رد دهرا تغنينا جاذره ... والراح جَامِعَة نايا إِلَى عودي) (فِي فتية مَا لَهُم ند إِذا شهدُوا ... يغنون بالنشر عَن ند وَعَن عود) (أَيَّام كنت رخي البال مقتدرا ... أخْشَى وأرجى لإيعادي موعودي) (إِذْ لَا أَخَاف ملالا من منغمة ... وَلَا أَقُول لأيام الصِّبَا عودي) (إِن كنت شبت فخلقي والنهى يفع ... وَالنَّدْب يزْدَاد فضلا كلما عودى) 281 - أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عَطاء أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي ابْن أبي سعد بن أبي الْقَاسِم الْفَقِيه الشَّافِعِي من بَيت قديم

كَانَ مِنْهُم فُقَهَاء ووعاظ قَرَأَ الْفِقْه على عَليّ بن أبي طَالب بن الْخلّ ولازمه سِنِين حَتَّى حصل طرفا صالحين من الْمَذْهَب وَالْخلاف وَصَارَ معيدا بمدرسته وَكَانَ فَاضلا متدينا سمع من أبي الْوَقْت وَأبي الْفَتْح ابْن البطي وَغَيرهمَا ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة خمس وسِتمِائَة 282 - ابْن السمسمى النَّهْرِي عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن مَيْمُون السمسمى وَقيل السمسماني أَبُو الْحسن النَّهْرِي الْمُؤَدب سمع الْكثير من أبي عَليّ بن شَاذان وطبقته وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ أديبا شَاعِرًا سمع مِنْهُ أَبُو بكر الْخَطِيب وَأَبُو الْفضل بن خيرون وَابْن خَاله أَبُو طَاهِر الْكَرْخِي وَكَانَ يلب النَّاس وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره // (من الْكَامِل) // (دع مقلتي تبْكي عَلَيْك بأربعٍ ... إِن الْبكاء شِفَاء قلب الموجع) (ودع الدُّمُوع تكل جفني فِي الْهوى ... من غَابَ عَنهُ حَبِيبه لم يهجع) (وَلَقَد بَكَيْت عَلَيْك حَتَّى رق لي ... من كَانَ فِيك يلومني وَبكى معي) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (أَرَاكُم بقلبي من بِلَاد بعيدَة ... تراكم تروني بالقلوب على بعد) (لساني وقلبي يحزنان عَلَيْكُم ... وعندكم روحي وذكركم عِنْدِي) (وَلست ألذ الْعَيْش إِلَّا بقربكم ... وَلَو كنت فِي الفردوس [أَو جنَّة الْخلد] ) قلت شعر نَازل على لحن فِي الثَّانِي من الثَّالِث 283 - صردر عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الْفضل أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب الْمَعْرُوف بصردر بن صربعر كَانَ أَبُو مَنْصُور من فحول الشُّعَرَاء وَله معرفَة تَامَّة بالأدب سمع هُوَ والخطيب بقرَاءَته سمع عليا وَعبد الْملك ابْني مُحَمَّد بن عبد الله بن بَشرَان وَأحمد بن مُحَمَّد بن خَالِد الْكَاتِب وَعلي بن عمر بن أَحْمد الحمامي وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو سعد أَحْمد بن مُحَمَّد الزوزني وَعلي بن هبة الله بن عبد السَّلَام

الْكَاتِب وَفَاطِمَة بنت عبد الله بن إِبْرَاهِيم الخبري وروت عَنهُ الأختبار الموفقيات للزبير بن بكار كَانَ أَبوهُ يُقَال لَهُ صربعر فَقَالَ لأبي مَنْصُور لما سمع شعره نظام الْملك أَنْت ابْن صردر إِلَّا ابْن صربعر فغلب ذَلِك عَلَيْهِ وَقد هجاه الشريف البياضي وَمَا أنصفه فِي قَوْله // (من المتقارب) // (لَئِن نبز النَّاس قدما أباكا ... وسموه من شحه صربعرا) (فَإنَّك تنثر مَا صره ... عقوقا لَهُ وتسميه شعرًا) توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة كبا بِهِ الفرص فدقت عُنُقه وَكَانَ قد ظلم أهل شهرايان وسعى بهم وَقيل سقط فِي بِئْر فَهَلَك وَقَالَ أَبُو عَليّ بن الْبناء خلط فِي دينه وَمن شعره يمدح الْوَزير أَبَا الْقَاسِم عَليّ بن مسلمة // (من الْبَسِيط) // (من علم الْقلب مَا يملي من الْغَزل ... نوح الْحمام لَهُ أم حنة الْإِبِل) (لَا بل هُوَ الشوق يَدْعُو فِي جوانحنا ... فيستجيب خيال الحازم البطل) (لكل دَاء لطاشي يلاطفه ... فَهَل شفاك طَبِيب اللوم والعذل) (أبين وهجر يضيع الْوَصْل بَينهمَا ... فيكف أَرْجُو خصام الْحبّ بالملل) (يُمِيت بني فِي صَدْرِي ويدفنه ... أَنِّي أرى النفث بالشكوى من الفشل) (إِن اللآلئ حازتها حمولهم ... وَإِنَّمَا أبدلوا الأصداف بالكلل) (فلست ادري بالأصداغ قد كحلوا الأجفان ... أم صبئوا الأصداغ بالكحل) (مَا يستريب النقا إِن الغصون خطت ... عَلَيْهِ لَكِن بأوراق من الْحلَل) (من يشْهد الركب صرعى فِي محلهم ... يَدعُوهُ رمسا وَلَا يَدعُوهُ بالطلل) (أَمْسَى شحوبي وإرهاقي يدلسني ... على الرَّقِيب بسمر بَينهم ذبل) (لم يسْأَلُوا عَن مقَامي فِي رحالهم ... إِلَّا أتيت على الْأَعْذَار والعلل) (لله قوم يبيحون الْقرى كرما ... وينهرون ضيوف الْأَعْين النجل) (لَو عدموا الْبيض والخطى أنجدهم ... ضرب دراك ورشقات من الْمقل)

(كَأَنَّمَا بَين جفني كل ناظرة ... ترنو كنَانَة رام من بني ثعل) (لَا روض أوجههم مرعى لواحظنا ... وَلَا اللمى مورد التخميش والقبل) (تحكي الغمامة إيماضا مباسمهم ... وَلَيْسَ يحكينها فِي جودها الهطل) (خَافُوا الْعُيُون على مَا فِي براقعهم ... من الْجمال فصانوا الْحسن بالبخل) (يَا رائد الركب يستغوي لواخطه ... برق يلاعب مَاء الْعَارِض الهطل) (هَذَا جمال الورى تطفي مناصله ... نَار الْقرى بدماء الأينق البزل) (لَا يسْأَل الْوَفْد عَمَّا فِي حقائبهم ... إِن لم يوافوا بهَا ملأى من الأمل) (وَمَا رعين المطايا فِي خمائله ... إِلَّا سخطن على الحوزان وَالنَّفْل) (إِن امتعنت حَيَاء من مواهبه ... أولاكها بضروب الْمَكْر والحيل) (قصرت يَا سحب عَن إِدْرَاك غَايَته ... يسْعَى ويكدح فِي صلح على دخل) (سيف لَهَا ثمَّ مسلول إِذا خشنت ... لَهُ الضرائب لم يفرق من الغلل) (فِي قَبْضَة الْقَائِم الْمَنْصُور قَائِمَة ... وشفرتاه من الْأَعْدَاء فِي القلل) (بيض الْقَرَاطِيس كالبيض الرقَاق لَهُ ... وَفِي اليراع غنى عَن أسمر خطل) (وطالما جدل الْأَمْرَانِ مَنْطِقه ... حَتَّى أقرُّوا بِأَن القَوْل كالعمل) (يود كل خصيم أَن يعممه ... فصل الحسام ويعفيه من الجدل) (مَا الْبَأْس فِي الصدة السمراء أجمعه ... فِي القَوْل أمضي من الْهِنْدِيّ والأسل) مِنْهَا // (من الْبَسِيط) // // (لَيْسَ الرقى لجَمِيع الدَّاء شافية ... الكي أشفى لجلد الأجرب النَّفْل) (قل للعريب أنيبي أَنَّهَا دوَل ... والطعن فِي النَّحْر دون الطعْن فِي الدول) (هَيْهَات لَيْسَ بَنو الْعَبَّاس ظلهم ... عَن ساحة الدّين وَالدُّنْيَا بمنتقل) (حمى حقيقتهم مر مذاقته ... مُوسر الرَّأْي بَين الريث والعجل) (موطأ فَإِذا الزت حفظته ... تكاشر الْمَوْت عَن أنيابه العصل) (أَيهَا عقيل إِذا غَابَتْ كتائبه ... فزتم وَإِن طلعت طرتم مَعَ الحجل)

(هلا وقفتم وَلَو مِقْدَار بارقة ... وَمَا الْفِرَار بمنجاة من الْأَجَل) (فالهى عَن الرِّيف يافقعا بقر قُرَّة ... وابغي النُّزُول على اليربوع والورك) (نسج الخدرنق من أعلا ثيابكم ... وَخير زادكم ذهدية الْجعل) (إِن تعهدوا الْعِزّ فِي الْأَطْنَاب آونة ... فَذا أَوَان حُلُول الذل فِي الْحلَل) (ترقبوها من الجودي كامنة ... فِي نقعها ككمون الشَّمْس فِي الطِّفْل) (لكل مرتعد الغربين مَا عرفت ... حوباؤه خور الهيابة الوكل) (تَدْعُو على ساعديه كلما اشْتَمَلت ... على حنيته ... الْأَرْوَاح بالهبل) (فِي جحفل كالغمام الجون ملتبس ... بالبرق والرعد من لمع وَمن زحل) (يزجي قوارع فَأَتَت بَاعَ ملجمها ... فَأَنت تحسبها صَدرا بِلَا كفل) مِنْهَا // (من الْبَسِيط) // (وَالْأَرْض دَارك وَالْأَيَّام تنفقها ... على بقائك والآمال الخول) (متع لواحظنا حَتَّى نقُول لَهَا ... لقد رَأَيْت جَمِيع النَّاس فِي رجل) وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (لَوْلَا كهَانَة عَيْني مَا درت كَبِدِي ... أَن الْخمار سَحَاب فِيهِ أقمار) (إيه أَحَادِيث نعْمَان وساكنه ... إِن الحَدِيث عَن الأحباب أسمار) (يَا حبذا رَوْضَة الأحوى إِذا احْتَجَبت ... عَن الثغور حَكَاهَا مِنْهُ نوار) (وحبذا البان أَغْصَان كرمن فَمَا ... لَهُنَّ إِلَّا الْحمام الْوَرق أثمار) (ظللت مغرى بِذِي عينين تعذله ... وَقَبله قد تعاطى الْعِشْق بشار) (عِنْد العذول اعتراضات معنفة ... وَفِي القباب جوابات وأعذار) وَمن شعره فِي سَوْدَاء // (من السَّرِيع) // (علقتها صماء مصقولة ... سَواد قلبِي صفة فِيهَا) (مَا انكسف الْبَدْر على تمه ... ونوره إِلَّا ليحكيها) (لأَجلهَا الْأَزْمَان أَوْقَاتهَا ... مؤرخات بلياليها) وَمِنْه // (من الْكَامِل) //

(لم أبك أَن رَحل الشَّبَاب وَإِنَّمَا ... أبْكِي لِأَن يتقارب الْمعَاد) (شعر الْفَتى أوراقه فَإِذا ذوى ... جَفتْ على آثاره الأعواد) وَمِنْه يهجو ابْن الْحصين الْكَاتِب // (من الْكَامِل) // (لَا تغتبط يَا ابْن الْحصين بصبية ... أضحت لديك كَثِيرَة الْأَعْدَاد) (لَا فَخر فِيك وَلَا افتخار فيهم ... إِن الْكلاب كَثِيرَة الْأَوْلَاد) وَمِنْه // (من الْخَفِيف) // (لَا تَظنن بِي سلوا بِأَن كنت ... غزير الدُّمُوع بَين الجفون) (فبكاء الْقُلُوب أشرف فِي حكم ... المحبين من بكاء الْعُيُون) وَمِنْه // (من مجزوء الْكَامِل) // (قلقل ركابك فِي الفلا ... ودع الغواني للقصور) (فمحالفي أوطانهم ... أَمْثَال سكان الْقُبُور) (لَوْلَا التغرب مَا ارْتقى ... در البحور إِلَى النحور) وَمِنْه // (من المتقارب) // (تَمُوت نفوس بأوصابها ... وتكتم عوادها مَا بهَا) (وَمَا أنصفت مهجةٌ تَشْتَكِي ... هَواهَا إِلَى غير أحبابها) (أَلا أَرِنِي لوعة فِي الحشا ... وَلَيْسَ الْهوى بعض أَسبَابهَا) (وَمن شرف الْحبّ أَن الرِّجَال ... تشتري أَذَاهُ بألبابها) (وَفِي السرب مثرية بالجمال ... تقسمه بَين أترابها) (فللبدر مَا فَوق أزرارها ... وللغصن مَا تَحت جلبابها) (كَأَنِّي دَعَوْت بهَا فِي الخباء ... وحشية عِنْد مِحْرَابهَا) (أتبعهَا نظرا معجلا ... فتعثر عني بهرابها) (مَتى شَاءَ يقطف ورد الخدود ... وقته الأكف بعنابها) (كفاني من وَصلهَا ذكرة ... تمر على برد أنيابها) (وَأَن تتلالا بروق الْحمى ... وَإِن أضرمتني بألهابها)

(وَكم ناحل بَين تِلْكَ الْخيام ... تحسبه بعض أطنابها) (فَمن مخبر حاسدي أنني ... وهبت الْأَمَانِي لطلابها) (فَإِن عرضت نَفسهَا لم تَجِد ... فُؤَادِي من بعض خطابها) (وَلَو شِئْت أرستها غَارة ... فَعَادَت إِلَيّ بأسلابها) (ولكنني عائف شَهِدَهَا ... فَكيف أنافس فِي صابها) (تذل الرِّجَال لأطماعها ... كذل العبيد لأربابها) (فَلَا تقطفن ثمار المنى ... فيأس عصارة أعنابها) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (وَلَيْلَة بالهجر مدت فَمَا ... يفني مداها سعي مشتاق) (كَانَ شرابي وقيانش بهَا ... دمعي وورق ذَات أطواق) (حَتَّى محا الصُّبْح سَواد الدجى ... كلمة فِي يَد حلاق) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (مَا شَهْوَة النّوم وَمَا لذته ... قلب تغشت لبه غفلته) (هَل هُوَ إِلَّا ميتَة عجلت ... وَإِنَّمَا قد قربت رجعته) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (أبوابه للرقد مَفْتُوحَة ... كَأَنَّهَا أجفان عشاق) (تستغلق الرَّهْن أفاويقه ... إِن جعل الرَّهْن لسباق) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (أكذا يجازى ود كل قرين ... أم هَذِه شيم الظباء الْعين) (قصوا عَليّ حَدِيث من قتل الْهوى ... إِن الناسى روح كل حَزِين) (وَلَئِن كتمتم مشفقن لقد درى ... بمصارع الْعَذْرَاء وَالْمَجْنُون) (فَوق الركاب وَلَا أطيل مشبها ... بل ثمَّ شَهْوَة أنفس وحيون) (هزت قدودهم وَقَالَت للصبا ... هزءا عبد البان مثل غصون) (وكأنما نقلت مآزرهم إِلَى ... جد الْحمى الأنقاء من يبرين)

وَرَاء فرياك الْمقبل مرود ... حصباؤه من منهل مَكْنُون) (أما بيُوت النَّحْل بَين شفاههم ... موضونة أَو حانة الزرجون) 284 - الميانجي قَاضِي همذان عَليّ بن الْحسن بن عَليّ أَبُو الْحسن الميانجي بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَنون بعد الْألف وجيم قَاضِي همذان كَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ والنبل حسن الْمعرفَة بالفقه وَالْأَدب تفقه بِبَغْدَاد على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَسمع من عَليّ ابْن عمر الْقزْوِينِي وَأحمد بن عَليّ التوزي وَالْحسن بن مُحَمَّد الْخلال وروى يَسِيرا قتل فِي مَسْجِد صَلَاة الصُّبْح سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة كتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن الشِّيرَازِيّ كتابا وعنونه بقوله شاكره والمفتخر بِهِ والداعي لَهُ إِبْرَاهِيم بن عَليّ الفيروزآبادي 285 - شرف الدولة بن صَدَقَة الْكَاتِب عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن صَدَقَة أَبُو الْحسن ابْن الْوَزير أبي عَليّ تقدم ذكره وَالِده كَانَ يلقب شرف الدولة كَانَ يَنُوب عَن وَالِده فِي ديوَان الْمجْلس وَكتب خطا مليحا طَريقَة ابْن البواب كتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْأَدَب ودواوين الشّعْر ولى النّظر بديوان وَاسِط وَانْحَدَرَ إِلَيْهَا فَمَرض بالغراف وأصعد إِلَى وَاسِط فتوفى هُنَاكَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ سمع من عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاف وَعلي بن الْحُسَيْن الربعِي وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بَيَان وَغَيرهم وَحدث باليسير 286 - الرميلي الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن بن عَليّ أَبُو الْحسن الرميلي الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها شافعيا حسن الْمعرفَة بِالْمذهبِ وَالْأُصُول وَله تعليقة فِي الْخلاف ويحفظ اللُّغَة وَيعرف النَّحْو وَكتب خطا مليحا طَريقَة ابْن البواب وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق محبوبا متواضعا قَرَأَ الْفِقْه على يُوسُف الدِّمَشْقِي وَالْأُصُول على أبي الْحسن ابْن الآبنوسي وَسمع بِنَفسِهِ من مُحَمَّد بن عمر الأرموي وَمُحَمّد بن طراد الزَّيْنَبِي وَعلي بن عبد السَّيِّد بن الصّباغ وَكَانَ مرشحا للتدريس وَالْقَضَاء إِلَّا أَن أَجله أدْركهُ سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره لما مرض وأرعشت يَدَاهُ // (من الرمل) // (طول سقمي وَالَّذِي يعتادني ... صير الرَّائِق من خظى كَذَا)

(كل شَيْء هدر مَا سلمت ... مِنْك لي نفس وَوقت الْأَذَى) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (وَلَيْسَ عجيبا أَن تدانت منية ... لحى وَلَكِن العجيب بَقَاؤُهُ) (وَمن جمع أضداد نظام وجوده ... فَأوجب فِي الزَّمَان فَسَاده) (فسبحان من لَا يَعْتَرِيه تغير ... وَمن بيدَيْهِ نقضه وبناؤه) 287 - أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ عَليّ بن الْحسن بن الْخلف بن قديد أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ مُحدث مَشْهُور موثق سمع مُحَمَّد بن رمح وحرملة وَجَمَاعَة ولد سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وثلاثمائة روى عَنهُ ابْن يُونُس وَأَبُو بكر بن الْمُقْرِئ وَخلق كثير من الرحالة 288 - الباخرزي عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن أبي الطّيب أَبُو الْحسن الباخرزي قد تقدم ذكر وَالِده الْحسن بن عَليّ فِي حرف الْحَاء مَكَانَهُ وباخرز نَاحيَة من نواحي نيسابور كَانَ من أَفْرَاد عصره فِي الْأَدَب والبلاغة وَحسن النّظم والنثر شدا طرفا من الْفِقْه فِي صباه على أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي عُثْمَان الصَّابُونِي وَعبيد الله بن أَحْمد المكيالي ثمَّ اشْتغل بِالْكِتَابَةِ وخدم فِي الدِّيوَان يترسل وَقدم بَغْدَاد أَيَّام الإِمَام الْقَائِم ومدحه واتصل بالوزير الْكِنْدِيّ وَزِير طغرلبك وخدم بِالْبَصْرَةِ مُدَّة وصنف كتاب دمية الْقصر وَهُوَ ذيل على يتيمة الدَّهْر للثعالبي وَوضع عَلَيْهِ أَبُو الْحسن عَليّ بن زيد الْبَيْهَقِيّ كتابا وَسَماهُ وشاح الدمية وملا صنف كتاب الدمية كتب إِلَيْهِ الأديب أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن غَانِم الْهَرَوِيّ الغانمي // (من الوافر) // (بقيت فَأَنت من أضحى وَأمسى ... على الْفُضَلَاء كلهم رَئِيسا) (ودمية قصرك الغراء وافت ... فحاكت من محاسنها عروسا) (أتيت بهَا يدا بَيْضَاء حَتَّى ... كَأَنَّك فِي الَّذِي أبدعت مُوسَى) (وَقد أحيتت موتى الْفضل فِينَا ... كَمَا قد كَانَ يحيى الْمَيِّت عِيسَى)

وَغلب أدبه على فقه وسافر وتغرب وَرَأى عجائب وَقتل آخرا بباخرز وَذهب دَمه هدرا سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فِي مجْلِس أنس وَمن شعره // (من الْبَسِيط) // (يَا فالق الصُّبْح من الألاء غرته ... وجاعل اللَّيْل من أصداغه سكنا) (بِصُورَة الوثن استعبدتني وَبهَا ... فتنتني وقديما هجت لي شجنا) (لَا غرو أَن أحرقت نَار الْهوى كَبِدِي ... فَالنَّار حق على من يعبد الوثنا) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (لبس الشتَاء من الجليد جُلُودًا ... فالبس فقد برد الزَّمَان برودا) (كم مُؤمن قرصته أظفار الشتا ... فغدا لسكان الْجَحِيم حسودا) (وَترى طيور المَاء فِي وكناتها ... تخْتَار حر النَّار والسفودا) (وَإِذا رميت بِفضل كاسك فِي الْهوى ... عَادَتْ عَلَيْك من العقيق عقودا) (يَا صَاحب العودين لَا تهملهما ... حرق لنا عودا وحرك عودا) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (وَإِنِّي لأشكو لسع أصداغك الَّتِي ... عقاربها فِي وجنتيك تحوم) (وأبكي لدر الثغر مِنْك ولي أَب ... فَكيف يديم الضحك وَهُوَ يَتِيم) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (يَا خَالق الْخلق حملت الورى ... لما طَغى المَاء على جاريه) (وَعَبْدك الْآن طَغى مَاؤُهُ ... فِي الصلب فاحمله على جَارِيَة) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (الْقَبْر أخْفى ستره للبنات ... ودفنها يرْوى من المكرمات) (أما رَأَيْت الله سُبْحَانَهُ ... قد وضع النعش بِجنب الْبَنَات) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (عِشْنَا إِلَى أَن رَأينَا فِي الْهوى عجبا ... كل الشُّهُور وَفِي الْأَمْثَال عش رجبا) (أَلَيْسَ من عجب أَنِّي ضحى رحلوا ... أوقدت من دمع عَيْني فِي الحشا لهبا) (وَأَن أجفان عَيْني أمْطرت وَرقا ... وَأَن ساحة خدي أنبتت ذَهَبا)

(غيداء أغوى وأودى حبها وَكَذَا الغيداء ... غي وداء لفقا لقيا) (إِذا دنا طرفها لم يدر رامقها ... أتلك أجفان ظَبْي أم جفون ظبى) (أَقُول للغصن لَا أَلْقَاك منثنيا ... من ذَات نَفسك إِلَّا أَن تهب صبا) (تعبت كي تنثني كَمثل قامتها ... اسْتغْفر الله مِنْهُ وَارْتجَّ التعبا) وَمِنْه // (من الرجز) // (صبرا جميلا فَلَعَلَّ أَو عَسى ... يورق عود الْوَصْل بَعْدَمَا غسا) (واليأس إِحْدَى الراحتين قيل فِي ... أمثالهم فاربح بِأَن تستأنسا) (وسقني مشمولة يسْعَى بهَا ... قضيب بَان فِي فُؤَادِي غرسا) (وناد بالولدان إِنِّي جَاعل ... أعجم لَا أعرف سُورَة النسا) وَمن هَذِه القصيدة السّنيَّة فِي المديح // (من الرجز) // (إِن شِئْت أَن تعرف أَن عدله ... قد فرش الْأَمْن فلاق النرجسا) (أَو حمل الطست من التير على ... الرَّأْس وَلَا أَمنه لاحترسا) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (قَالَت وَقد فتشت عَنْهَا كل من ... لاقيته من حَاضر أَو بَادِي) (أَنا فِي فُؤَادك فارم نَحوه ... ترني فَقلت لَهَا وَأَيْنَ فُؤَادِي) وَمِنْه فِي ثقيل // (من الْبَسِيط) // (يَا أثقل النَّاس يَا من لَو قبلت من الْكفَّار ... أكثرت أَنْوَاع الخطيات) (مَا خفت وَالله رجحانا لمعصيتين ... لَو كنت وَحدك فِي ميزَان خيراتي) وَمِنْه // (من الْبَسِيط) // (لَا حبذا البخت أعيانا وَمَال إِلَى ... قوم يعدهم الأرزال أعيانا) (يدرع البصل المذموم أكسية ... وَيتْرك النرجس الْمَحْمُود عُريَانا) (وينب الشوك فِي أَرض وجارئها ... تجني أكف بغاة الرزق عقيانا) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (أفدى الَّذِي سَاد الحسان ملاحة ... حَتَّى تواضع كلهم لسيادته)

(ضاجعته والورد تَحت لِحَافه ... ولثمته والبدر فَوق وسادته) وَمِنْه وَقد أَصَابَهُ زكام وسعال // (من السَّرِيع) // (وَبِي زكام وسعال مَعًا ... قد برحابي حِين لم يبرحا) (كَأَن أنفي نهر طاحونة ... إِذْ لسعالي صَوت جر الرَّحَى) وَمِنْه يُخَاطب الْجُوَيْنِيّ وَقد تألم ضرسه // (من الْبَسِيط) // (جلّ الإِمَام الحبر عَن علةٍ ... فِي ضرسه لم تَكُ معتاده) (لِسَانه فتت أَسْنَانه ... وَالسيف قد يَأْكُل أغماده) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (بِنَفس الَّذِي إِن رمت تَغْلِيظ حلفة ... لعزته عِنْدِي حَلَفت بوده) (إِذا جذبت ريح الصِّبَا هدب صُدْغه ... تمايل كالنشوان من خمر خَدّه) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (فَلَا تحسبوا إِبْلِيس عَلمنِي الْخَنَا ... فَإِنِّي مِنْهُ بالفضائح أبْصر) (وَكَيف يرى إِبْلِيس معشارما أرى ... وَقد فتحت عَيْنَايَ لي وَهُوَ أَعور) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (لَوْلَا سعيد لنفت سعدها ... مجَالِس الحكم وتدريسها) (شمس يعم الأَرْض إشراقه ... وَغَيره لَو كنت تَدْرِي سهى) وَفِيه (فضحت الغصون بقاماتهن ... وعفر الظباء بأعناقهن) (وزادت خلاخيل أسواقهن ... نقاق بضاعات أسواقهن) وَمِنْه يفضل الْعُزُوبَة // (من الْبَسِيط) // (وَإِن يطسن وتد مَا بَين فخذك وفاش ... ججه فَقدما أذاقوا الشَّجَّة الوتدا) (والقوس إِذْ زوجوها السهْم شاكية ... تَئِنُّ وَالسيف بسام بِمَا انفردا) وَمِنْه // (من الوافر) // (وَقَالُوا فِي الْعُزُوبَة كل غم ... فَقلت لَهُم وَفِي التَّزْوِيج أَيْضا)

(فَذا فِي حيص بِغَيْر أهل ... ودامع أَهله فِي خيفن بيضًا) وَمِنْه // (من الرجز) // (كم رَاكب لم يترجل مَاشِيا ... وعقله دون عقول الماشيه) (تعجبه غاشية يحملهَا أَمَامه ... فِي السُّوق بعض الحاشيه) (لم يأتني حَدِيثهَا قبل فَهَل ... أَتَاك يَا صَاح حَدِيث الغاشيه) وَمِنْه // (من المجتث) // (يَا جَاهِلا عَابَ شعري ... فكد قلبِي وآلم) (عَليّ نحت القوافي ... وَمَا عَليّ إِذا لم) قلت يُشِير إِلَى قَول ابْن الرُّومِي // (من الْبَسِيط) // (عَليّ نحت القوافي من مقاطعها ... وَمَا عَليّ إِذا لم تفهم الْبَقر) وَقد نظمت أَنا فِي هَذِه الْمَادَّة // (من المجتث) // (نك من هجاك بِشعر ... أَو شانه بالزحاف) (وَقل لمن لَام فِيهِ ... عَليّ نحت القوافي) وَفِي هَذَا التَّضْمِين كِنَايَة عَمَّا يعلم مَعَ تَصْحِيف القوافي وَمِنْه يشبه رمانة مشقوقة // (من المتقارب) // (ورمانة شقها الآكتناز ... وَمَا مَسهَا قطّ نَاب وظفر) (فأضحت كَمَا يفغر اللَّيْث فَاه ... وأنيابه من دم الصَّيْد حمر) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (سَلام على وكرى وَإِن طوي الحشا ... على حسرات من فراخ بهَا زغب) (ووالهة غَيْرِي إِذا اشتكت النَّوَى ... سقى نرجساها الْورْد بِاللُّؤْلُؤِ الرطب) (أأذكر أَيَّام الْحمى لَا وحقها ... بلَى أتناسى إِن ذكر الْحمى يصبي) (ألم ترني وترت بالشرق عَزمَة ... رمتني كالسهم المريش فِي الغرب) (وطيرت نَفسِي فَهِيَ أسرى من القطا ... وعدي بهَا من قبل أرسها من القطب) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (أقوت معاهدهم بشط الْوَادي ... فَبَقيت مقتولا بشط الْوَادي)

(وسكرت من خمر الْفِرَاق ورقصت ... عَيْني الدُّمُوع على غناء الْحَادِي) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (كتب وخطى حاش وَجهك شَاهد ... بِأَن بناني من أَذَى السقم مر تعش) (وَنَفْسِي إِن تَأمر تعش فِي سَلامَة ... فأهد لَهَا مِنْك السَّلَام ومرتعش) وَمِنْه // (من المجتث) // (أَصبَحت عبدا لشمس ... وَلست من عبد شمس) (إِن لأعشق ستي ... وَحقّ من شقّ خمسي) وَمِنْه يهجو الْوَزير أَبَا نصر مُحَمَّد بن مَنْصُور الكندري // (من المنسرح) // (أقبل من كندر مسخرة ... للنحس فِي وَجه عَلَامَات) (يحضر دَار الْأَمِير وَهُوَ فَتى ... مَوضِع أَمْثَاله الخرابات) (فَهُوَ جحيم وَدبره سَعَة ... كجنة عرضهَا السَّمَاوَات) وَهَذَا إِنَّمَا قَالَه مداعبة لَهُ لِأَنَّهُ كَانَ جليسه فِي الإفادة وَلكنه لَهُ فِيهِ مرثية مليحة مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة الْوَزير الكندري وَمن شعره // (من السَّرِيع) // (إِنْسَان عَيْني قطّ مَا يرتوي ... من مَاء وَجه ملحت عينه) (كَذَلِك الْإِنْسَان مَا يرتوي ... من شرب ماءٍ ملحت عينه) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (قَالُوا التحى ومحا الْإِلَه جماله ... وكساه ثوب مذلة ومحاق) (كتب الزَّمَان على محَاسِن خَدّه ... هَذَا جَزَاء معذب العشاق) وَمن شعره // (من مخلع الْبَسِيط) // (عجبت من دمعتي وعيني ... من قبل بَين وَبعد بَين) (قد كَانَ عَيْني بِغَيْر دمع ... فَصَارَ دمعي بِغَيْر عين) قلت أخذت هَذَا الْمَعْنى وتسلقت عَلَيْهِ وَولدت مِنْهُ معنى آخر يظنّ انه هُوَ وَلَيْسَ بِهِ وزدته نُكْتَة فَقَالَت وَفِيه غوص // (من مخلع الْبَسِيط) // (قَالَ وَقد أبْصر دمعي دَمًا ... هَذَا وَمَا لَا رعتك بالبين)

(فَقلت لما فنيت أدمعي ... بَكَيْت بالدمع بِلَا عين) وَمن شعر الباخزري // (من الطَّوِيل) // (لقد ظلم الْقمرِي إِذْ ناح باكيا ... وَلَيْسَ لَهُ من مثل مَا ذقته ذوق) (فها أَنا ذُو شوق وَلَا طوق لي بِهِ ... وَهَا هُوَ ذُو طوق وَلَيْسَ لَهُ شوق) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (لَا تنكري يَا عز إِن ذل الْفَتى ... ذُو الأَصْل وَاسْتغْنى لئيم المحتد) (إِن البزاة رُؤْسهنَّ عواطل ... والساج مَعْقُود بِرَأْس الهدهد) قلت يشبه قَول الدهخدا المظفر بن عَليّ // (من مجزوء الْكَامِل) // (لَا عَار أَن أعرى وغيري ... فِي ثِيَاب الوشي رافل) (إِن الحمائم ذَات أطواق ... وجيد الباز عاطل) وَقَالَ الباخزري أَيْضا // (من السَّرِيع) // (لَا يشرف الرذل بِأَن يكتسي ... من الْغنى تاجا وديباجا) (وَهل نجا الهدهد من نَتنه ... بلبسه الديباج والتاجا) وَمن شعره يصف صَاحبه مُحَمَّد بن أبي نصر بن عبد الله الباخز // (من الوافر) // (فدتك النَّفس يَا قمري وشمس ... ويومي فِي ودادك مثل أمس) (طلعت فكدت أصبح من تلالي ... جبينك فَقَالَ الصدغ أَمْسَى) (تَعَالَى واملئي ستى صباحا ... وَجهك الوردي خمسى) (على وَجه الَّذِي أجني بَنَاتِي ... ثمارا للمكارم وَهُوَ غرسي) (وَإِن سائلتني من ذَاك أنْشد ... وَذَاكَ مُحَمَّد تفديه نقسى) وَمِنْه قَوْله // (من مهتوك الرجز) // (ساري النديم بِذِي سلم ... وَهنا ألم فَلم ينم) (حَتَّى المتيم فِيهِ ازْدحم ... فَلَا جرم صَافح ثمَّ) (نعمى النعم غنم الْغنم ... بَكَى الرهم حَتَّى ابتسم) (فَهُوَ أرم قُم يَا حنم ... عذب الشيم واسيق فَلم)

(يبْق ألم وَلَا ارتكم ... غمام غم لما بغم) (ظَبْي ظلم بدر الظُّلم ... بالملتثن) وَهِي طَوِيلَة خرج إِلَى المديح قلت أقصر مَا صنع القدماء من الرجز مَا كَانَ على جزأين كَقَوْل دُرَيْد يَوْم هوَازن (يَا لَيْتَني فِيهَا جذع ... أخب فِيهَا وأضع) حَتَّى صنع أَبُو النَّجْم أرجوزة على جُزْء وَاحِد وَهِي مَشْهُورَة أَولهَا (طيف ألم بِذِي سلم ... بعد العتم يطوي الْأَلَم) (جاد بغم وملتزم ... فِيهِ هضم إِذا يضم) وَقَالَ بَعضهم أول من أبدع ذَلِك سلم الخاسر يمدح الْهَادِي بقوله (مُوسَى الْمَطَر غيث بكر ... ثمَّ انهمر ألوى المرر) (اعتسر ثمَّ اتسر ... وَكم قدر ثمَّ غفر) عدل السّير بَاقِي الْأَثر ... خير وَشر نفع وضر) (خير الْبشر فرع مُضر ... بدر بدر هُوَ الْوزر) (لمن حضر والمفتخر ... لمن غبر) 289 - أَبُو الْقَاسِم بن الْخلّ عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن الْخلّ أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْحُسَيْن الشَّاعِر كَانَ يلقب فَخر الزَّمَان مدح الْإِمَامَيْنِ المستنجد وَابْنه المستضيء مولده سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة ووفاته وَمن شعره // (من المجتث) // (وَجه الصبوح صبح ... من الهموم مريح) (ومترل اللَّهْو رحب ... نضر الرياض فسيح) (والطل جَار نثير ... والظل سَار يسيح) (وللنسيم هبوب ... على الرياض طليح) (وللسحائب جفن ... من الدُّمُوع قريح)

(والبلبل المتغني ... فَوق الغصون يَصِيح) (والورد فِي قضب الدوح ... كَالنُّجُومِ يلوح) (نسيمه بغرام الصب ... المشوق يبوح) (وَظن ترك اصطباح ... فِيهِ جميلا قَبِيح) 290 - ابْن الحمامي عَليّ بن الْحسن أَبُو الطَّاهِر الْمَعْرُوف بِابْن الحمامي كَانَ أديبا فَاضلا شَاعِرًا وَكَانَ يخْدم مُلُوك بني بويه ويترسل مِنْهُم إِلَى الْأَطْرَاف روى عَنهُ القَاضِي أَبُو تَمام الوَاسِطِيّ وَأَبُو الْحُسَيْن بن الصَّابِئ وَأَبُو الْحسن بن نصر شَيْئا من شعره وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ومولده كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَمن شعره // (من السَّرِيع) // (اصْطلحَ النَّاس على الْبُخْل ... ونافقوا فِي القَوْل وَالْفِعْل) (لَو سئلوا الرَّد لضنوا بِهِ ... إِذْ سرعَة الرَّد من الْبَذْل) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (يَا غادرا ضمن الْمَوَدَّة والوفا ... وأخل من بعد الضَّمَان بخلتي) (أصبيتني حَتَّى عرفت صبابتي ... وسررتني حلى بلوت سريرتي) (ثمَّ انطويت على الْجفَاء وَلَو أرى ... مَا قد أرى لطويت عَنْك طويتي) (وَمن الْعَجَائِب والعجائب جمة ... أَنِّي رَأَيْت منيتي من منتي) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (يَا دهر لَو عدت إِلَى صلحي ... مَا كنت إِلَى فائز الْقدح) (فِي كل يَوْم مِنْك لي وقْعَة ... مؤلمة ترحب فِي جرحي) مِنْهَا // (من السَّرِيع) // (فَقَالَ لي بعد خطوب جرت ... معاد مَا تبغي أَبُو الْفَتْح) (فاقدح بِهِ زندك فِي كل مَا ... يروم مِنْهُ يور فِي الْقدح) (إِنَّك إِن تاجرته مادحا ... فزت بآمالك فِي الرِّبْح) (وَمَا الَّذِي تنظم فِي مدح من ... تضيق عَنهُ سَعَة الْمَدْح) (أما ترى الدَّهْر وأحداثه ... دائبة تعْمل فِي ذبحي)

(قل لشهاب الدولة المرتجى ... واعدل إِلَى الْجد عَن المزح) (عَبدك هَذَا طارح نَفسه ... عَلَيْك فاعرف حُرْمَة الطرح) (واهززه فِي سَائِر مَا تبتغي ... تهز مِنْهُ عَامل الرمْح) (مَا زلت أَدْعُو الله فِي قربه ... فحين وافاني بِلَا كدح) (حل بِبَغْدَاد وَلكنه ... أبعد عني من فَم الصُّلْح) قلت شعر جيد 291 - شميم الْحلِيّ عَليّ بن الْحسن بن عنتر بن ثَابت الْمَعْرُوف بشميم بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْمِيم الأولى وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف أَبُو الْحسن الْحلِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الشَّاعِر توفّي بالموصل عَن سنة عالية سنة إِحْدَى وسِتمِائَة تأدب بِبَغْدَاد وَتوجه إِلَى الْموصل وَالشَّام وديار بكر قَالَ ياقوت وَأَظنهُ قَرَأَ على ملك النُّحَاة أبي نزار قَالَ إِن الْأَوَائِل جمعُوا أَقْوَال غَيرهم وأشعارهم وبوبوها وَأما أَنا فَكل مَا عِنْدِي من نتائج أفكاري وَكلما رَأَيْت النَّاس مُجْمِعِينَ على اسْتِحْسَان كتاب فِي نوع من الْأَدَب أنشأت من جنسه مَا أدحض بِهِ الْمُتَقَدِّمين من ذَلِك أَن أَبَا تَمام جمع أشعار الْعَرَب فِي حماسته وعملت أَنا حماسة من أشعاري ثمَّ سبّ أَبَا تَمام وَشَتمه ثمَّ رَأَيْت النَّاس مُجْمِعِينَ على تَفْضِيل أبي نواس فِي خمرياته فَعمِلت كتاب الخمريات من شعري وَلَو عَاشَ أَبُو نواس لاستحيا أَن يذكر شعر نَفسه مَعهَا وَرَأَيْت النَّاس مُجْمِعِينَ على تَفْضِيل خطب ابْن نَبَاته فصنفت كتاب الْخطب فَلَيْسَ النَّاس الْيَوْم اشْتِغَال إِلَّا بخطبي قَالَ ياقوت ثمَّ أَنْشدني // (من مجزوء الْكَامِل) // (امزج بمسبول اللجين ... ذَهَبا حكته دموع عَيْني) (لما نعى ناعي الْفِرَاق ... ببين من أَهْوى وبيني) (كَانَت وَلم يقدر لشَيْء ... قبلهَا إِيجَاب كَون)

(وأحالها التَّحْرِيم لما ... شبهت بِدَم الْحُسَيْن) (خَفَقت لنا شمسان من ... لألائها فِي الْخَافِقين) (وبدت لنا فِي كأسها ... من لَوْنهَا فِي حلتين) (فاعجب هداك الله من ... كَون اتِّفَاق الضرتين) فاستحسنت ذَلِك فَغَضب وَقَالَ لي وَيلك مَا عنْدك غير الِاسْتِحْسَان فَقلت لَهُ فَمَا أصنع يَا مَوْلَانَا فَقَالَ لي تصنع هَكَذَا ثمَّ قَامَ يرقص ويصفق إِلَى أَن تَعب وَجلسَ وَهُوَ يَقُول أصنع وَقد ابْتليت ببهائم لَا يفرقون بَين البعر والدر والياقوت وَالْحجر فاعتذرت إِلَيْهِ وَسَأَلته أَن ينشدني شَيْئا آخر فَقَالَ لي قد صنفت كتاب فِي التَّجْنِيس سميته أنيس الجليس فِي التَّجْنِيس فِي مدح صَلَاح الدّين لم رَأَيْت اسْتِحْسَان النَّاس لقَوْل البستي ثمَّ أنْشد مِنْهُ // (من مجزوء الْكَامِل) // (لَيْت من طول بِالشَّام ... نَوَاه وثوى بِهِ) (جعل الْعود إِلَى الزَّوْرَاء ... من بعض ثَوَابه) (أَتَرَى يوطئني الدَّهْر ... ثرى مسك ترابه) (وَأرى أَي نور عَيْني ... موطئا لي وَترى بِهِ) ثمَّ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي وصف سَاق // (من مجزوء الْكَامِل) // (قل لي فدتك النَّفس قل لي ... مَاذَا تُرِيدُ إِذن بقتلي) (أأدرت خمرًا فِي كئوسك ... هَذِه أم سم صل) وأنشدني غير ذَلِك ثمَّ سَأَلته عَمَّن تقدم من الْعلمَاء فَلم يحسن الثَّنَاء على أحد مِنْهُم فَلَمَّا ذكرت لَهُ المعري نهرني وَقَالَ وَيلك كم تسئ الْأَدَب بَين يَدي من ذَلِك الْكَلْب الْأَعْمَى حَتَّى يذكر فِي مجْلِس قلت يَا مَوْلَانَا مَا أَرَاك ترْضى عَن أحد مِمَّن تقدم فَقَالَ كَيفَ أرْضى عَنْهُم وَلَيْسَ لَهُم مَا يرضيني فَقلت فَمَا فيهم أحد قطّ جَاءَ بِمَا يرضيك فَقَالَ لَا أعلمهُ إِلَّا أَن يكون المتنبي فِي مديحه خَاصَّة وَابْن نباتة فِي خطبه وَابْن الحريري فِي مقاماته فَهَؤُلَاءِ لم يقصروا قلت يَا مولَايَ قد عجبت إِذْ لم تصنف مقامات تدحض بهَا مقامات الحريري فَقَالَ يَا بني اعْلَم أَن الرُّجُوع إِلَى الْحق خير من التَّمَادِي فِي الْبَاطِل عملت مقامات مرَّتَيْنِ فَلم ترضني فغسلتها وَمَا أعلم أَن الله خلقني إِلَّا لأظهر فضل ابْن الحريري ثمَّ شطح فِي الْكَلَام وَقَالَ لَيْسَ فِي الْوُجُود خَالق إِلَّا وَاحِد فِي السَّمَاء وَوَاحِد

فِي الأَرْض فَالَّذِي فِي السَّمَاء هُوَ الله وَالَّذِي فِي الأَرْض هُوَ أَنا ثمَّ قَالَ هَذَا كَلَام لَا يحْتَملهُ الْعَامَّة لكَوْنهم لَا يفهمونه أَنا لَا أقدر على خلق شَيْء إِلَّا خلق الْكَلَام فَأَنا أخلقه ثمَّ ذكر اشتقاق هَذِه اللّقطَة فَقلت لَهُ يَا مَوْلَانَا أَنا مُحدث والمحدث إِن لم يكن عِنْده جرْأَة مَاتَ بغصة وَأحب أَن أَسأَلك شَيْء قَالَ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ مَا تسْأَل إِلَّا عَن معضلة هَات مَا عنْدك قلت لم سميت بالشميم فشتمني ثمَّ ضحك وَقَالَ إِنِّي بقيت مُدَّة من عمري ذكرهَا وَهُوَ وأنسيتها لَا آكل فِي تِلْكَ الْمدَّة إِلَّا الطّيب فَحسب لتنشف الرُّطُوبَة وحدة الحقط فَكنت أبقى أَيَّامًا لَا يجئني الْغَائِط فَإِذا جَاءَ كَانَ شبه البندقة من الطين فَكنت آخذه وَأَقُول لمن أنبسط لَهُ شمه فَإِنَّهُ لَا رَائِحَة لَهُ فَكثر ذَلِك حَتَّى عرفت بِهِ أرضيت يَا ابْن الفاعلة ثمَّ أورد لَهُ ياقوت // (من الْكَامِل) // (قَالُوا نرَاك بِكُل فن عَالما ... فعلام حظك من دناك خسيس) (فأجبتهم لَا تعجبوا وتفهموا ... كم ذاد نهزة لَيْث خيس خيس) وَمن شعره // (من الوافر) // (أقيلي عَثْرَة الشاكي أقيلي ... فسولي فِي سَماع نَثَا رَسُولي) (وَإِن لم تَأْذَنِي بفكاك أسرِي ... فدليني على صَبر جميل) وَقَالَ ياقوت حَدثنِي تَقِيّ الدّين ابْن الْحجَّاج قَالَ اجْتمع جمَاعَة من التُّجَّار الواسطيين بالموصل على زِيَارَة شميم وتوافقوا على أَلا يتكلموا بَين يَدَيْهِ خوفًا من زلل يكون مِنْهُم فَلَمَّا حصلوا بَين يَدَيْهِ قَالَ أحدهم أدام الله أيامك فَالْتَفت إِلَيّ وَقَالَ أَيْن هَؤُلَاءِ فَإِنِّي أرى عمائم كبارًا ظننتها على آدميين فَسَكَتُوا فَلَمَّا قَامُوا قَالَ لَهُ آخر مِنْهُم يَا سَيِّدي ادْع لنا بشمل الْجمع فَغَضب وَقَالَ قومُوا عني قبحكم الله ثمَّ الْتفت إِلَيّ وَقَالَ أيسن هَؤُلَاءِ وَكَيف خلقهمْ الله ثمَّ حلف بمحلوفه وَقَالَ لَو قدرت على خلق مثل هَؤُلَاءِ لما فعلت أَنَفَة من خلق مثلهم وَقَالَ مُحَمَّد بن حَامِد بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل بن مَنْعَة بن مَالك الْموصِلِي الْفَقِيه فَخر الدّين جرت بيني وَبَينه مذاكرات إِلَى أَن قَالَ وَمن الْعَجَائِب اسْتِحْسَان النَّاس قَول عَمْرو بن كُلْثُوم // (من الوافر) //

(مشعشعة كَأَن الْحصن فِيهَا ... إِذا مَا المَاء خالطها خرينا) كَذَا قَالَ تهكما أَلا قَالَ كَمَا قلت // (من الطَّوِيل) // (وسالت نطاق الراح فِي الراح ... فاغتدى السماح إِلَى راحاتنا فسخينا) ثمَّ أخرج رقْعَة من تَحت مُصَلَّاهُ وَقَالَ مَا معنى قولي قلت شطر أعاديك حَظّ من كفر أياديك فَقلت اُكْتُبْهَا وأفسرها فَقَالَ اُكْتُبْهَا فكتبتها وَقلت شطر أعاديك ديك وَقَلبه كيد أردْت أَن الكيد خطّ من كفر أياديك فَقَالَ لي أَحْسَنت ثمَّ أقبل عَليّ بعد إهمالي وَلما قدم أسعرت تسامع بِهِ أَهلهَا فقصدوه من كل فج وَكَانَ فيهم شَاعِر فأنشده شعرًا استجاده وَقَالَ لَهُ إِنِّي أرفع هَذَا الشّعْر عَن طبقتك فَإِن كنت فِي دَعْوَاهُ صَادِقا فَقل فِي مَعْنَاهُ الْآن شَيْئا آخر ففكر سَاعَة وَقَالَ // (من الطَّوِيل) // (وَمَا كل وقتٍ فِيهِ يسمح خاطري ... بنظم قريص يَقْتَضِي لَفظه معنى) (وَلم يج الشَّرْع الشريف تيمما ... بترب وبحر الأَرْض فِي ساحة مَعنا) فَقَالَ لَهُ الْحلِيّ وَيلك اسجد وَيلك اسجد فَإِن هَذَا مَوضِع من مَوَاضِع سَجدَات الشّعْر وَأَنا أعرف النَّاس بهَا وَمن خطبه الْحَمد لله فالق قمم حب الحصيد بحسام سح السحب صايغ خد الأَرْض بقاني شَقِيق يَانِع العشب نافخ روح الْحَيَاة فِي صور تصاويرها بسائح الْفُرَات العذب مُحي ميت الأَرْض بإماتة كالح الجدب لابتسام ثغر نسيم أنفاح الخصب محيل جسم طبيعة المَاء الْمُبَارك فِي أشكال الْحبّ وَالْعِنَب وَالزَّيْتُون والقضب جاعله للأنام والأنعام ذَات الْحمل والحلب محلى جيد الأفلاك بقلائد دراري النُّجُوم الشهب ومجلس جند الْأَمْلَاك عَن مُبَاشرَة التَّصَرُّف وَالْكَسْب وَالْقِيَام بِالْوَاجِبِ وأصل التَّسْبِيح وَالتَّقْدِيس للرب قلت لم أورد هَذِه السجعات إِلَّا لترى أَيهَا الْوَاقِف على هَذَا الْكتاب مَا على هَذَا الكالم من التَّكَلُّف والقلق والثقالة هذاك شعره وَهَذَا نثره على أَن النّظم خير من النثر وَلَا خير فِي كثير كَيفَ بِهِ لَو نثر مثل القَاضِي أَو نظم مثل ابْن سيناء الْملك وَله من التصانيف

النكت المعجمات فِي شرح المقامات وَكتاب أرى المشتار فِي القريص الْمُخْتَار وَكتاب الحماسة من نظمه كتاب مناح المنى فِي إِيضَاح الكنى أَربع كراريس أنس الجليس فِي التَّجْنِيس أَنْوَاع الرّقاع فِي الأسجاع كتاب درة التأميل فِي عُيُون الْمجَالِس والفصول مجلدان نتائج الْإِخْلَاص فِي الْخطب مُجَلد كتاب التعازي فِي المرازي مُجَلد كتاب خطب نسق حُرُوف المعجم كراسان كتاب الْأَمَانِي فِي التهاني مُجَلد كتاب المفاتيح فِي الْوَعْظ كراسان كتاب معاياة الْعقل فِي معاناة النَّقْل مُجَلد كتاب الإشارات المعزية مُجَلد كتاب المرتجلات فِي المسجلات أَربع كراريس كتاب المخترع فِي شرح اللمع مُجَلد كتاب الْمُحْتَسب فِي شرح الْخطب مُجَلد كتاب المهتصر فِي شرح الْمُخْتَصر مُجَلد كتاب التمحيض فِي التغميض كراسان كتاب بداية الْفِكر فِي بَدَائِع النّظم والنثر مجلدان كتاب خلق الْآدَمِيّ كراسان كتاب رسائل لُزُوم مَا لَا يكره كراسان كتاب اللُّزُوم مجلدان كتاب لهنة التطبيق المصحر فِي اللَّيْل المسهر كراسان كتاب مَسَرَّة الْقُلُوب فِي التَّصْحِيف كراس كتاب المنائح فِي المدائح مجلدان كتاب نهزة الأفراح فِي صِفَات الراح كراسان كتاب حزر الثافث من عيث العائث كتاب الْخطْبَة المستضيئة كتاب الْخطب الناصرية كتاب الركوبات مجلدان كتاب شعر الصَّبِي مُجَلد كتاب إلقام الإلجام فِي تَعْبِير الأحلام كتاب سمط الْملك الْمفضل فِي مديح المليك الْأَفْضَل كتاب مَنَاقِب الحكم فِي مثالب الْأُمَم مجلدان كتاب اللماسة فِي شرح الحماسة كتاب الْفُصُول الموكبية يشْتَمل على عشْرين فصلا كتاب مجتنى رَيْحَانَة الْهم فِي اسْتِئْنَاف الْمَدْح والذم كتاب الْمُنَاجَاة 292 - الْأَحْمَر صَاحب الْكسَائي عَليّ بن الْحسن الْأَحْمَر صَاحب الْكسَائي أَبُو الْحسن بن الْحسن الْمُؤَدب لم يصر لأحد قطّ من التَّأْدِيب مَا صَار إِلَيْهِ قَالَ أَبُو سعيد الطوَال مَاتَ الْأَحْمَر قبل الْفراء بِمدَّة قَالَ الحاكي أَحْسبهُ قَالَ سنة

أَربع وَتِسْعين وَمِائَة وَكَانَ رجلا من الْجند من رجالة النّوبَة على بَاب الرشيد وَكَانَ يحب علم الْعَرَبيَّة وَلَا يقدر على مجَالِس الْكسَائي إِلَّا فِي أَيَّام غير نوبَته وَكَانَ يرصد مصير الْكسَائي إِلَى الرشيد ويعرض لَهُ فِي طَرِيقَته فَإِذا أقبل تَلقاهُ وَأخذ بركابه وَمَا شاه إِلَى أَن يبلغ السّتْر وَهُوَ يسْأَله عَن الْمَسْأَلَة بعد الْمَسْأَلَة وَكَذَلِكَ يفعل بِهِ إِذا خرج من السّتْر إِلَى أَن يركب وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن تمكن فَلَمَّا أصَاب الْكسَائي الوضح فِي بدنه وَوَجهه كره الرشيد ملازمته لأولاده فَأمره بِأَن يرتاد لَهُم من يَنُوب عَنهُ وَكَانَ الْكسَائي قد بلغه قدوم سِيبَوَيْهٍ والأخفش فَقَالَ للأحمر هَل فِيك خير قَالَ نعم فاستخلفه على أَوْلَاد الرشيد فَقَالَ لَهُ لعَلي لَا أَفِي بِمَا يطْلبُونَ فَقَالَ إِنَّمَا يُرِيدُونَ فِي كل يَوْم مَسْأَلَتَيْنِ فِي النَّحْو وبيتين من مَعَاني الشّعْر وأحرفا من اللُّغَة وَأَنا ألقنك كل يَوْم ذَلِك قبل أَن تأتيهم فَقَالَ نعم فَدخل بِهِ إِلَيْهِم وأجلسوه فِي بَيت وفرشوه لَهُ وَكَانَت الْعَادة جَارِيَة بِأَنَّهُ إِذا دخل معلم لأَوْلَاد الْخُلَفَاء يحمل بعد قِيَامه كل مَا فِي ذَلِك الْبَيْت الَّذِي جلس فِيهِ إِلَيْهِ فَحمل ذَلِك إِلَى الْأَحْمَر وشريت لَهُ دَار وَجَارِيَة وَحمل على مركوب ووهب لَهُ غُلَام ورتب لَهُ جَارِيا يَكْفِيهِ وَكَانَ الْكسَائي يَأْتِيهم فِي الشَّهْر مرّة أَو مرَّتَيْنِ فيعرضون عَلَيْهِ بِحَضْرَة الرشيد مَا أقرأهم الْأَحْمَر وَكَانَ بَينه وَبَين الْفراء تبَاعد وجفاء فحج الْأَحْمَر فَمَاتَ فِي طَرِيق الْحَج فَلَمَّا بلغ الْفراء ذَلِك اسْترْجع وترحم عَلَيْهِ وَقَالَ أما وَالله لقد عَلمته شَيخا ذكيا عَالما ذَا مُرُوءَة وَمن شعر الْأَحْمَر // (من المقارب) // (وفتيان صدق دعوا للندى ... وفاض السرُور بِأَرْض الطَّرب) وَهِي أَرْبَعَة أَبْيَات وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد اليزيدي يهجو الْأَحْمَر وَالْكسَائِيّ // (من مجزوء الْكَامِل) // (أفسد النَّحْو الْكسَائي ... وثنى ابْن غزاله) (وَأرى الْأَحْمَر تَيْسًا ... فاعلفوا التيس النخاله) وَقَالَ ثَعْلَب كَانَ الْأَحْمَر يحفظ أَرْبَعِينَ ألف بَيت شَاهدا فِي النَّحْو سوى مَا يحفظ من القصائد وَكَانَ مقدما على الْفراء فِي حَيَاة الْكسَائي وَله كتاب التصريف وَكتاب

تفنن البلغاء 293 - كرَاع النَّمْل عَليّ بن الْحسن الهناني الْمَعْرُوف بكراع النَّمْل مَنْسُوب إِلَى هناءة بن بِمَالك بن فهم بن غنم بن درس يَنْتَهِي إِلَى الأزد أَبُو الْحسن اللّغَوِيّ قَالَ ياقوت وجدت خطه على المنضد من تصنيفه وَقد كتبه فِي سنة سبع وثلاثمائة ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم فَقَالَ هُوَ من أهل مصر وَكَانَ كوفيا وَأخذ عَن الْبَصرِيين وَيعرف بالرواسي قَبيلَة من الأزد وَكتبه مَوْجُودَة بِمصْر مَرْغُوب فِيهَا وَله كتاب المضد أورد فِيهِ لُغَة كَثِيرَة مستعملة وحوشية ورتبه على حُرُوف المعجم ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي كتاب الْمُجَرّد ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي كتاب المنجد وَله كتاب أَمْثِلَة الْغَرِيب على أوزان الْأَفْعَال يُورد فِيهِ غَرِيب اللُّغَة وَكتاب الْمُصحف وَكتاب المنظم 294 - ابْن مَرْوَان الْفَارِسِي عَليّ بن الْحسن بن فُضَيْل بن مَرْوَان فَارسي الأَصْل ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَقَالَ لَهُ من الْكتب كتاب الْأَصْنَام وَمَا كَانَت الْعَرَب والعجم تَعْبدُونَ من دون الله عز وَجل 295 - الْمُقْرِئ عَليّ بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ قَالَ ياقوت ذكره مُحَمَّد بن جَعْفَر التَّيْمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن النجار فِي تَارِيخ الْكُوفَة فَقَالَ وانْتهى تَارِيخ قِرَاءَة عَاصِم إِلَى الطَّبَقَة الثَّامِنَة وَهُوَ عَليّ بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ وَكَانَ شَيخا مُبَارَكًا تلقن عَلَيْهِ خلق عَظِيم كَانَ يحضر مَجْلِسه فَوق ألف نفس فِي كل يَوْم وَكَانَ السَّبق من الْعَصْر يبيت للنَّاس السَّبق وَآخر من شاهدنا مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن الْحسن بن يُونُس الْهُذلِيّ وَقد قَرَأَ بالسبعة من عدَّة وُجُوه وَقَرَأَ بالشواذ 296 - عَلان النَّحْوِيّ عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى الْمَعْرُوف بعلان الْمصْرِيّ ذكره أَبُو بكر الزبيدِيّ فِي كِتَابه فَقَالَ كَانَ نحويا من ذَوي النّظر والتدقيق فِي الْمعَانِي قَلِيل الْحِفْظ لأصول النَّحْو فَإِذا حفظ الأَصْل تكلم عَلَيْهِ فَأحْسن وجود التَّعْلِيل ودقق فِي القَوْل مَا شَاءَ توفّي فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة

297 - ابْن حسول عَليّ بن الْحسن بن حسول أَبُو الْقَاسِم كتب رقْعَة إِلَى الصاحب بن عباد يترضاه فِي شئ وجده عَلَيْهِ مَوْلَانَا الصاحب الْأَجَل كَافِي فِي الكفاة كالبحر يتدفق والعارص يتألق فَلَا عتب على من لَا يرويهِ سيب غواديه أَن يستشرف للرائحات الرواعد من طوله فيشيم بوراقها ويستمطر سحائبها وَهَذَا جَانب مِنْهَا فَوَقع الصاحب فِي ظهرهَا سَيِّدي أَبُو الْقَاسِم أيده الله تَعَالَى قدم حُرْمَة وأتبع غَيره وَأظْهر إنابه فَاسْتحقَّ إِقَالَة فَعَاد حَقه طريا كَأَنَّهُ لم يخلق وظنه قَوِيا كَأَن لم يخْفق 298 - أَبُو بكر الْقُهسْتَانِيّ عَليّ بن الْحسن أَبُو بكر العميد الْقُهسْتَانِيّ بِضَم الْقَاف وَالْهَاء وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف ثمَّ ألف وَنون أديب كَبِير مَشْهُور فِي بِلَاد خُرَاسَان اتَّصل أَيَّام الْملك مَحْمُود بن سبكتكين بولده مُحَمَّد بن مَحْمُود فِي أَيَّام أَبِيه لما قَلّدهُ الجوزان وَكَانَ يمِيل إِلَى عُلُوم الْأَوَائِل ويدمن النّظر فِي الفلسفة فقدح فِي دينه ومقت لذَلِك وَكَانَ كَرِيمًا جوادا ممدحا ولي الولايات الجليلة وَله نظم ونثر وَكَانَ يغلب المزح عَلَيْهِ حَتَّى فِي مجْلِس نظره ويغلب عَلَيْهِ الْميل إِلَى الغلمان وَكَانَ لمُحَمد بن مَحْمُود بن سبكتيكين سَبْعمِائة غُلَام فِي خيله فعلق العميد أحدهم وأفرط فِي حبه وَلم يبد ذَلِك فاتفق أَن أَتَى الغلمان من بعض متصيدائهم فَلَقِيَهُمْ أَبُو بكر فِي صحن الدَّار فَسَلمُوا عَلَيْهِ وَقرب مِنْهُ ذَلِك الْغُلَام فقرص خَدّه وَكَانَ مُحَمَّد مشرفا عَلَيْهِ فَأمر بِضَرْب الْغُلَام ثمَّ أنفذه إِلَى أبي بكر فَقَالَ قد وهبناه لَك وصفحنا عَن ذَنْبك فَلَو لم يساعدك هَذَا الْفَاجِر على ذَلِك لما أمكنك فعله وَلَكِن لَا تعد إِلَى مثل هَذَا فاستحييا العميد أَبُو بكر وَقَالَ هَذَا أعظم من الضَّرْب وَالْأَدب وَتَأَخر فِي دَاره حَيَاء فأنفذ مُحَمَّد إِلَيْهِ واستدعاه وَبسطه ثمَّ انه كَانَ لَا يزَال يَهبهُ الْغُلَام بعد الْغُلَام وشكا الخدم إِلَى مُحَمَّد من بغض الغلمان الدارية بِأَنَّهُ تَمْكِين بَاقِي الغلمان من وَطئه وَلَا يمْتَنع من غشيانهم لَهُ فَقَالَ لَهُم أيفعل هَذَا طبعا أَن يستعجل عَلَيْهِ فَقَالُوا بل يستعجل عَلَيْهِ فَتقدم بإنفاذه إِلَى أبي بكر وَقَالَ قُولُوا لَهُ هَذَا بك أشبه لَا بِنَا فَخذه مُبَارَكًا لَك فِيهِ وَقَالَ العميد يَوْمًا فِي مَجْلِسه معمى وَهُوَ // (من الْبَسِيط) // (مليحة الْقد والأعطاف قد جعلت ... فِي الْحجر طفْلا لَهُ رأسان فِي جَسَد)

(قد ضيقت مِنْهُ أنفاس الخناق بِلَا ... جرم وتضربه ضربا بِلَا حرد) (فَتسمع الصَّوْت مِنْهُ حِين تضربه ... كَأَنَّهُ خَارج من ماضغي أَسد) فَقَالَ غُلَام أَمْرَد من أَوْلَاد الْكتاب هَذَا هُوَ الطبل فَقَالَ العميد عهدي بك تستدخل الْأَعْوَر فَكيف استخرجت الْأَعْمَى فَخَجِلَ الْغُلَام وَضحك الْحَاضِرُونَ وامتدحه شَاعِر بِشعر غير طائل فَأخر صلته فَكتب الشَّاعِر بَيْتَيْنِ وَسَأَلَ الدواتي أَن يَضَعهَا فِي الدواة وهما // (من الوافر) // (أَبَا بكر هجوتك لَا لطبعي ... فطبعي عَن هجاء النَّاس نَاب) (وَلَكِنِّي بلوت الطَّبْع فِيهِ ... فَإِن السَّيْف يبْلى فِي الْكلاب) فَلَمَّا وقف عَلَيْهِمَا اسْتحْسنَ ذَلِك ورد الشَّاعِر من فراسخ بعيدَة وَلما رَآهُ أقبل عَلَيْهِ وَقَامَ لَهُ واعتنقه وَقَالَ لَو كَانَ مدحك مثل هجوك قاسمتك نعمتي ثمَّ أحسن جائزته قلت هَذَا مثل قَول ابْن صردر // (من الوافر) // (وَمَا أهجوك أَنَّك أهل هجو ... وَلَكِنِّي أجرب فِيك ضربي) (وَهل عيب على شفرات سَيفي ... إِذا جربتها فِي لحم كلب) وَورد العميد أَبُو بكر إِلَى بَغْدَاد سنة ينف وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ومدح الْقَادِر بِاللَّه وَفِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ اتَّصل بالملوك السلجوقية وَمن شعره // (من السَّرِيع) // (رَأَيْت عمارا وليتني لم أره ... حَاز لتِلْك الطلعة المنكره) (لَا أَحْمد الله على خلقه ... فَلَو أَرَادَ الْحَمد مَا صوره) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (ومقرطق فِي صحن غرَّة وَجهه ... متصرف صرف الْجمال وَتَحْته) (عاقرته أسكرته قبلته ... جدلته فقحته سرحته) قلت ذكرت بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ مَا تقدم لي نظمه وأظنهما ألطف من هذَيْن وأوقع فِي

النَّفس // (من الْكَامِل) // (وَلَقَد ظَفرت بليلة كاساتها ... يسْعَى بهَا الرشا الأغن الأحور) (أَنا لَا أطيل الشَّرْح فِي وصفي لَهَا ... هِيَ فَوق مَا يصف اللِّسَان وَأكْثر) (لَكِن أَقُول طربت طبت ضممت قبلت ... انتهين إِلَى الَّذِي لَا يذكر) وَمن شعر أبي بكر الْقُهسْتَانِيّ فِي مدح الإِمَام الْقَادِر // (من الطَّوِيل) // (وَلم يرني ذُو منَّة غير خالقي ... وَغير أَمِير الْمُؤمنِينَ بِبَابِهِ) (غَنِيا بِلَا دنيا عَن الْخلق كلهم ... وَإِن [مَا] الْغنى إِلَّا عَن الشَّيْء لَا بِهِ) وَمِنْه يهجو ابْن كثير الْعَارِض // (من الطَّوِيل) // (فلسنا نرجى الْخَيْر من ابْن وَاحِد ... فَكيف نرجيه من ابْن كثير) وَمِنْه يهجوه مُصحفا // (من الْكَامِل) // (مَا لي وَهَذَا العارص بن كثير ... شيخ العميد وَمَا لَهُ يشناني) (وَهُوَ الْفُؤَاد بِرُوحِهِ وأحبه ... ويتيه أَيْن رَأَيْته ورآني) (ويغض من قدري وَيحمل جَاهِلا ... ذكري ويخفي فِي الْجنان جناني) وَمن شعر الْقُهسْتَانِيّ أبي بكر العميد // (من الْكَامِل) // (أزرى بقدري أَن تراك ملكتني ... وَالشَّيْء يملكهُ بِعَيْنِك مزدرى) (وَلَو أنني من غير أَرْضك لم يكن ... أحد يوازيني لديك كَمَا أرى) (لَكِن سهم الْقرب خاط طائش ... وَلَقَد تنَال الْعين إِلَّا المحجرا) (وكذاك عود الْهِنْد فِي بلدانه ... حطب الْوقُود بِهِ يُبَاع ويشترى) (وعساي إِن وليت عَنْك برحلة ... ثمَّ انصرفت حظيت مِنْك موقرا) (فالبحر يصعد قَطْرَة فِي مزنة ... وَيعود حِين يعود فِيهِ جوهرا) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (لنا عَالم يُؤْتى فَيَأْتِي بِحجَّة ... على ذَاك من أَخْبَار علم وآيات) (وَقُلْنَا لَهُ الْإِسْلَام يعلوا وَلم يكن ... ليعلى فَقَالَ الْعلم يُؤْتى وَلَا يَأْتِي) وَمِنْه // (من الْكَامِل) //

(هَذَا ابْن نَبِي تائه فِي عجبه ... متبذخ متنفخ جبروتا) (يَأْتِي إِلَى الْأَحْرَار يقْعد فَوْقهم ... وينام من تَحت العبيد ويوتى) 299 - ابْن الوحشي النَّحْوِيّ عَليّ بن الْحسن بن الوحشي النَّحْوِيّ الْموصِلِي أَبُو الْفَتْح قَالَ السلَفِي أَنْشدني أَبُو الْفرج هبة الله بن مُحَمَّد بن المظفر بن الْحداد الْكَاتِب بثغر آمد قَالَ أَنْشدني ابْن الوحشي النَّحْوِيّ لنَفسِهِ // (من الْبَسِيط) // (أبْكِي على الرّبع قد أقوى كَأَنِّي من ... سكانه أَو كَأَن مَا زلت أعْمرهُ) (لَا تلحني فِي بكائيه فساكنه ... لم ألقه هاجري يَوْمًا فأهجره) 300 - ابْن المقلة عَليّ بن الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن أَحْمد بن مَعْرُوف بن جَعْفَر يَنْتَهِي إِلَى عدنان أَبُو الْحسن الْعَبدَرِي الْبَصْرِيّ يعرف بِابْن المقلة كَانَ شَيخا فَاضلا لَهُ معرفَة بالأدب وَالْعرُوض وَله تصانيف مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ومولده كَانَ سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة سمع بِالْبَصْرَةِ جَابر بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ وَطَلْحَة بن عَليّ بن عمر الْمَالِكِي وَعلي بن عبد الله بن الْمُبَارك الْوَاعِظ وَإِبْرَاهِيم بن عَطِيَّة الشَّافِعِي إِمَام الْجَامِع بِالْبَصْرَةِ وَغَيرهم وَقَرَأَ بالأدب على أبي عَليّ بن الْأَحْمَر وَأبي الْعَبَّاس ابْن الْحَرِير وَأبي الْعِزّ ابْن أبي الدُّنْيَا وَقدم بَغْدَاد مرَارًا وَسمع من الْمُبَارك بن الْحسن الشهرزوري وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر وَأبي بكر الزَّاغُونِيّ وَغَيرهم خرج لنَفسِهِ فَوَائِد عَن شُيُوخه فِي عدَّة أَجزَاء وَمن شعره // (من الْخَفِيف) // (شيمتي أَن أَغضّ طرفِي فِي الدَّار ... إِذا مَا دَخَلتهَا لصديق) (وأصون الحَدِيث أودعهُ صوني ... سرى وَلَا أخون رفيقي) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (لَا تسلك الطّرق إِذا أخطرت ... لَو أَنَّهَا تُفْضِي إِلَى المملكه) (قد أنزل الله تَعَالَى وَلَا ... تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهلكه)

301 - الْحَرَّانِي الْحَافِظ عَليّ بن الْحسن بن عَلان الْحَرَّانِي الْحَافِظ أَبُو الْحسن مؤلف تَارِيخ الجزيرة كَانَ ثِقَة حَافِظًا نبيلا توفّي سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة 302 - أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن بن خَلِيل القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ من كبار تلاميذ إِسْمَاعِيل الْحداد الْفَقِيه توفّي فِي سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 303 - ابْن ذودان عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن مَيْمُون أَبُو الْحسن الربعِي الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الْحَافِظ يعرف بِابْن أبي ذودان بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَالْوَاو الساكنة وَالدَّال الْمُهْملَة وَألف بعْدهَا نون الْقرشِي الْقُرْطُبِيّ كَانَ يحفظ ألف حَدِيث بأسانيدها من أَحَادِيث ابْن جوصا وَغير الحَدِيث لأبي عبيد توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 304 - الفِهري الْمَالِكِي عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بن فهر الإِمَام أَبُو الْحسن الفِهري الْمصْرِيّ الْمَالِكِي صنف فَضَائِل مَالك وَكَانَ مَوْجُودا فِي حُدُود الْأَرْبَعين والأربعمائة 305 - الخلعي الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد القَاضِي أَبُو الْحسن الْمُوصي الأَصْل الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالخلعي ولد بِمصْر سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة سمع وَحدث عَنهُ الْكِبَار قَالَ ابْن بخيساه كُنَّا ندخل عَلَيْهِ فِي مَجْلِسه فنجده فِي الشتَاء والصيف وَعَلِيهِ قَمِيص وَاحِد وَوَجهه فِي غَايَة الْحسن لَا يتَغَيَّر من الْبرد وَلَا الْحر فَسَأَلته عَن ذَلِك وَقلت يَا سيدنَا أَنا لنكثر من الثِّيَاب فِي هَذِه الْأَيَّام وَمَا يُغني عَنَّا ذَلِك من شدَّة الْبرد ونراك على حَالَة وَاحِدَة فِي الشتَاء والصيف لَا تزيد على قَمِيص وَاحِد فبالله يَا سَيِّدي أَخْبرنِي فَتغير وَجهه ودمعت عَيناهُ ثمَّ قَالَ أتكتم عَليّ مَا أَقُول قلت نعم قَالَ غشيتني حمى يَوْمًا

فَنمت فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَهَتَفَ بِي هَاتِف فناداني باسمي فَقلت لبيْك دَاعِي الله فَقَالَ لَا قل لبيْك رَبِّي الله مَا تَجِد من الْأَلَم قلت إلهي وسيدي قد أخذت منى الْحمى مَا قد علمت فَقَالَ قد أَمَرتهَا أَن تقلع عَنْك فَقلت إلهي وَالْبرد أَيْضا فَقَالَ قد أمرت الْبرد أَيْضا أَن يقْلع عَنْك فَلَا تَجِد ألم الْبرد وَلَا الْحر قَالَ فوَاللَّه لَا أحس بِمَا أَنْتُم فِيهِ من الْحر وَلَا الْبرد توفّي بِمصْر فِي ذِي الْحجَّة وَهُوَ صَاحب الخلعيات سمع أَبَا الْحسن الحوفي وَأَبا مُحَمَّد بن النخاس وَأَبا الْفَتْح العداس وَأَبا سعد الْمَالِينِي وَأَبا الْقَاسِم الْأَهْوَازِي وَغَيرهم ولي الْقَضَاء يَوْمًا وَاحِدًا واستعفى وانزوى بالقرافة وَكَانَ مُسْند مصر بعد الحبال وَحدث عَنهُ الْحميدِي وكنى عَنهُ بالقرافي وَقَالَ الْحَافِظ السلَفِي كَانَ أَبُو الْحسن الخلعي إِذا سمع عَلَيْهِ الحَدِيث ختم مَجْلِسه بِهَذَا الدُّعَاء وَهُوَ اللَّهُمَّ مَا مننت بِهِ فتممه وَمَا أَنْعَمت بِهِ فَلَا تسلبه وَمَا سترته فَلَا تهتكه وَمَا عَلمته فاغفره وَكَانَ بِمصْر يَبِيع الْخلْع لملوك مصر فنسب إِلَيْهَا وَكَانَ قد ولي قَضَاء فامية 306 - الْوَزير رَئِيس الرؤساء عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمر بن الرفيل بِضَم الرَّاء وَفتح الْفَاء وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا لَام كَذَا وجدته مضبوطا الْوَزير أَبُو الْقَاسِم بِالْمَعْرُوفِ بن الْمسلمَة رَئِيس الرؤساء اسْتَكْتَبَهُ الْخَلِيفَة الْقَائِم بِأَمْر الله ثمَّ استوزره ولقبه رَئِيس الرؤساء وَرفع من قدره وَكَانَ من خِيَار الرؤساء والوزراء روى عَنهُ الْخَطِيب وَكَانَ خصيصا بِهِ وَقَالَ كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة عظمه الْخَلِيفَة إِلَى الْغَايَة وَلم يبْق لَهُ ضد إِلَّا البساسيري وأرسلان التركي ثمَّ إِن البساسيري خلع الْخَلِيفَة وَملك بَغْدَاد وخطب بهَا للمستنصر صَاحب مصر وَحبس رَئِيس الرؤساء ثمَّ أخرجه وَعَلِيهِ جُبَّة صوف وطرطور أَحْمَر وَفِي رقبته مخنقة جُلُود وَهُوَ يقْرَأ

{قل اللَّهُمَّ مالِك المُلك تُؤتي الملكَ من تشَاء وتنزع الْملك مِمَّن تشَاء} الْآيَة [آل عمرَان 26] وَهُوَ يُرَدِّدهَا وطيف بِهِ على جمل ثمَّ نصب لَهُ خشبى بِبَاب خُرَاسَان وخيط عَلَيْهِ جلد ثَوْر سلخ فِي الْحَال وعلق فِي كلابان من حَدِيد وعلق على الْخَشَبَة حَيا ولبث يضْرب إِلَى آخر النَّهَار وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة 307 - فَخر الدولة بن بويه عَليّ بن الْحسن الْملك فَخر الدولة أَبُو الْحسن ابْن الْملك ركن الدولة بن بويه صَاحب الرّيّ ونواحيها توفّي فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة دخل إِلَيْهِ جمَاعَة من الشُّعَرَاء يَوْم يوروز وَكَانَ فيهم شَاعِر يعرف بالنصيري فَقَالَ أمهلوني أَن أَقُول بَيْتا وَاحِدًا فَقَالَ لَهُ فَخر الدولة هَات فَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (أم الْإِمَارَة أم جمة الْوَلَد ... لَكِن بمثلك لم تحبل وَلم تَلد) فأجزل فَخر الدولة صلته وَكَانَ يَوْمًا بِبَغْدَاد فَرفع إِلَيْهِ بعض الشُّعَرَاء قصَّة قَالَ فِيهَا إِن فلَانا ذواتيك يملك ألف دِينَار فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا قَالَ فَقَط وَلَو ملك ألف ألف دِينَار لَكَانَ قَلِيلا لمثله ثمَّ قلب الْقِصَّة وَكتب على ظهرهَا السَّعَادَة قبيحة وان كَانَت صَحِيحَة فَإِن كنت أقمتها مقَام النصح فخسرانك فِيهَا من الرِّبْح وَلَوْلَا أَنَّك فِي خفارة شيبك لعاملتك بِمَا تستحقه ليرتدع أمثالك 308 - ابْن الماسح الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن بن الْحسن بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْفَضَائِل الْكلابِي الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الشَّافِعِي الفرضي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِجَمَال الْأَئِمَّة ابْن الماسح كَانَ من عُلَمَاء دمشق الْكِبَار وَكَانَ الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ فِي الْفَتْوَى وَقِسْمَة الْأَرْضين سمع أَبَاهُ وَأَبا الْوَحْش سبيع بن قِيرَاط وَعَلِيهِ قَرَأَ وعَلى غَيره لِابْنِ عَامر وَسمع أَبَا تُرَاب حيدة وَعبد الْمُنعم بن الْغمر وَغَيرهم وتفقه على جمال الْإِسْلَام السّلمِيّ وَنصر الله المصِّيصِي وَكَانَت لَهُ حَلقَة كَبِيرَة بالجامع يقرئ فِيهَا الْقُرْآن وَالْفِقْه والنحو وَكَانَ معيدا لجمال الْإِسْلَام فِي الأمينية ودرس بالمجاهدية وَكَانَ حَرِيصًا على الإفادة روى عَنهُ أَبُو الْمَوَاهِب وَأَبُو الْقَاسِم ابْنا صصرى وَجَمَاعَة وَحدث بِكِتَاب الْوَجِيز للأهوازي فِي الْقرَاءَات عَن أبي سبيع عَنهُ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 309 - الْحَافِظ بن عَسَاكِر الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن

الْحُسَيْن الْحَافِظ الْكَبِير الْأَمَام أَبُو الْقَاسِم ثِقَة الدّين ابْن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي صَاحب تَارِيخ دمشق أحد أَعْلَام الحَدِيث ولد مستهل سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي الْحَادِي عشر من شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَسِتَّة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَحضر جنَازَته بالميدان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف قَالَ الْعِمَاد وَكَانَ الْغَيْث احْتبسَ فِي هَذِه السّنة فدر عِنْدَمَا رفعت جنَازَته فَكَأَن السَّمَاء بَكت عَلَيْهِ بدمع وبلها وطشه أَخُوهُ الصائن هبة الله سنة خمس وَخَمْسمِائة وَسمع هُوَ بِنَفسِهِ الْكثير ورحل وطوف الْبِلَاد إِلَى خُرَاسَان بَقِي فِي رحلته أَربع سِنِين وعدة شُيُوخه ألف وثلاثمائة شيخ وَثَمَانُونَ امْرَأَة ونيف وَحدث بأصبهان وخراسان وبغداد وَسمع مِنْهُ الْكِبَار مِمَّن هُوَ أسن مِنْهُ ورحل إِلَى الْعرَاق سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَحج سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسمع بِمَكَّة وَمنى وَالْمَدينَة والكوفة وأصبهان الْقَدِيمَة واليهودية ومرو الشاهجان ونيسابور وهراة وسرخس وأبيورد وطوس وبسطام والري وزنجان وبلادا كَثِيرَة بالعراق وخراسان والجزيرة وَالشَّام والحجاز وروى عَنهُ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فَأكْثر وروى هُوَ عَنهُ وَسمع بِبَغْدَاد الدَّرْس بالنظامية وعلق مسَائِل الْخلاف على الشَّيْخ أبي سعد إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح الكرمان وانتفع بِصُحْبَة جده أبي الْفضل فِي النَّحْو وَجمع وصنف فَمن ذَلِك كتاب تَارِيخ دمشق وأخبارها وأخبار من حلهَا أَو وردهَا فِي خَمْسمِائَة وسعبين جُزْءا من تجزئة الأَصْل وَالنُّسْخَة الجديدة ثَمَانمِائَة جُزْء قَالَ ابْن خلكان قَالَ لي شَيخنَا الْعَلامَة زكي الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ حَافظ مصر رَحمَه الله تَعَالَى وَقد جرى ذكر هَذَا التَّارِيخ وَأخرج لي مِنْهُ مجلدا وَطَالَ الحَدِيث فِي أمره واستعظامه مَا أَظن هَذَا الرجل إِلَّا أَنه عزم على وضع هَذَا التَّارِيخ من يَوْم عقل على نَفسه وَشرع فِي الْجمع من ذَلِك الْوَقْت وَإِلَّا فالعمر يقصر عَن أَن يجمع الْإِنْسَان فِيهِ مثل هَذَا الْكتاب بعد الِاشْتِغَال والتنبه وَلَقَد قَالَ الْحق وَمن وقف عَلَيْهِ عرف حَقِيقَة هَذَا القَوْل وَمَتى يَتَّسِع للْإنْسَان الْوَقْت حَتَّى يضع مثله وَهَذَا الَّذِي ظهر هُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ وَمَا صَحَّ لَهُ هَذَا إِلَّا بعد مسودات مَا يكَاد يَنْضَبِط حصرها

وَكتاب الموافقات على شُيُوخ الْأَئِمَّة الثِّقَات اثْنَان وَسَبْعُونَ جُزْءا كتاب الإشراف على معرفَة الْأَطْرَاف ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ جُزْءا كتاب عوالي مَالك أحد وَثَلَاثُونَ جُزْءا والتالي لحَدِيث مَالك العالي تِسْعَة عشر جُزْءا كتاب مَجْمُوع الرغائب مِمَّا وَقع من أَحَادِيث مَالك من الغرائب عشرَة أَجزَاء كتاب المعجم لمن سمع مِنْهُ أَو أجَاز لَهُ اثْنَا عشر جُزْءا كتاب من سمع مِنْهُ النسوان جُزْء كتاب مُعْجم أَسمَاء الْقرى والأمصار الَّتِي سمع بهَا جُزْء كتاب مَنَاقِب الشبَّان خَمْسَة عشر جُزْءا كتاب فضل أَصْحَاب الحَدِيث أحد عشر جُزْءا كتاب تَبْيِين كذب المفتري على أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ عشرَة أَجزَاء كتاب المسلسلات عشرَة أَجزَاء كتاب تشريف يَوْم الْجُمُعَة سَبْعَة أَجزَاء كتاب المستفيد فِي الْأَحَادِيث السباعية الْأَسَانِيد سَبْعَة أَجزَاء وَكتاب تَجْرِيد السباعية أَرْبَعَة أَجزَاء كتاب السداسيات جُزْء وَاحِد كتاب الخماسيات وأخبار ابْن أبي الدُّنْيَا جُزْء وَاحِد كتاب تَقْوِيَة المنه على إنْشَاء دَار السّنة ثَلَاثَة أَجزَاء كتاب الْأَحَادِيث المتخيرة فِي فَضَائِل الْعشْرَة جزءان كتاب من وَافَقت كنيته كنية زَوجته أَرْبَعَة أَجزَاء كتاب الْأَرْبَعين الطوَال ثَلَاثَة أَجزَاء كتاب أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا من أَرْبَعِينَ مَدِينَة جزءان كتاب الْجَوَاهِر واللآلى فِي الأبدال والعوالي ثَلَاثَة أَجزَاء كتاب فضل عَاشُورَاء ثَلَاثَة أَجزَاء كتاب الاعتزاز بالهجة جُزْء كتاب الْمقَالة الفاضحة للرسالة الْوَاضِحَة جُزْء ضخم كتاب دفع التَّخْلِيط عَن حَدِيث الأطيط جُزْء كتاب الْجَواب الْمَبْسُوط لمن أنكر حَدِيث الهبوط جُزْء وَاحِد كتاب القَوْل فِي جملَة الْأَسَانِيد فِي حَدِيث الْمُؤَيد ثَلَاثَة أَجزَاء كتاب طرق حَدِيث عبد الله بن عَمْرو جُزْء كتاب من لَا يكون مؤتمنا لَا يكون مُؤذنًا جُزْء كتاب ذكر الْبَيَان عَن فضل كِتَابَة الْقُرْآن جُزْء وَاحِد كتاب رفع التثريب على من فسر معنى التثويب جُزْء كتاب فضل الْكَرم على أهل الْحرم جُزْء كتاب الِاقْتِدَاء بالصادق فِي حفر الخَنْدَق جُزْء كتاب الْإِنْذَار بحدوث الزلازل كتاب ثَوَاب الصَّبْر على الْمُصَاب بِالْوَلَدِ جزءان كتاب معنى قَول عُثْمَان مَا تعنيت وَلَا عنيت جُزْء كتاب تَرْتِيب الصاحبة الَّذِي فِي مُسْند أَحْمد جُزْء كتاب مسلسل الْعِيدَيْنِ جُزْء كتاب حُلُول المحنة بِحُصُول الأبنة جُزْء كتاب تَرْتِيب الصَّحَابَة الَّذين فِي مُسْند أبي يعلى جُزْء كتاب مُعْجم الشُّيُوخ النبلاء جُزْء كتاب أَخْبَار

الْأَوْزَاعِيّ وفضائله جُزْء كتاب مَا وَقع من العوالي للأوزاعي جُزْء كتاب أَخْبَار أبي مُحَمَّد سعيد بن عبد الْعَزِيز وعواليه جُزْء كتاب عوالي سُفْيَان الثَّوْريّ وَخَبره أَرْبَعَة أَجزَاء كتاب إِجَابَة السُّؤَال فِي أَحَادِيث شُعْبَة جُزْء كتاب رِوَايَات سَاكِني داريا سِتَّة أَجزَاء كتاب من نزل المزة وَحدث بهَا جُزْء كتاب أَحَادِيث جمَاعَة من كفر سوسية جُزْء كتاب أَحَادِيث صنعاء الشَّام جزءان كتاب أَحَادِيث أبي الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ ثَلَاثَة أَجزَاء كتاب أَحَادِيث حيس والمطعم وَحَفْص الصنعانيين جُزْء كتاب فضل الربوة والنيرب وَمن حدث بهَا جُزْء كتاب حَدِيث أهل قَرْيَة الحمريين وقنينية جُزْء كتاب حَدِيث أهل قَرْيَة البلاط جُزْء كتاب حَدِيث سَلمَة بن عَليّ الحسني البلاطي جزءان وَمن حَدِيث بسرة بن صَفْوَان وَابْنه وَابْن ابْنه جُزْء وَمن حَدِيث سعد بن عبَادَة جُزْء وَمن حَدِيث أهل زيد بن وجرين جُزْء وَمن حَدِيث أهل بَيت سواي جُزْء وَمن حَدِيث دومة ومسرابا وَالْقصر جُزْء وَمن حَدِيث جمَاعَة من أهل حرستا وَمن حَدِيث أهل كفر بَطنا جُزْء وَمن حَدِيث أهل دقانية وحجيرا وَعين توما وجديا وطراميس جُزْء وجزء قرئَ بقرية يقعوبا وَمن حَدِيث أبي عون الحريري جُزْء وَمن حَدِيث جمَاعَة من أهل جوبر جُزْء وَمن حَدِيث جمَاعَة من أهل بَيت لهيا جُزْء وَمن حَدِيث يحيى بن حَمْزَة البتلهي وعواليه جُزْء ومجموع من حَدِيث مُحَمَّد بن يحيى بن حَمْزَة الْحَضْرَمِيّ البلتلهي جزءان وفضائل مقَام إِبْرَاهِيم وَمن حَدِيث أهل بزْرَة جُزْء وَمن حَدِيث أبي بكر مُحَمَّد بن رزق الله المنيني الْقَارئ جُزْء ومجموع من أَحَادِيث جمَاعَة من أهل بعلبك جزءان قَالَ وَلَده أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَليّ وأملى أَربع مائَة مجْلِس وَثَمَانِية مجَالِس فِي فن وَاحِد وَخرج لشيخه غَالب ابْن الْبناء أحد عشر مشيخة ومشيخة لشيخه أبي الْمَعَالِي عبد الله بن أَحْمد الْحلْوانِي الأصولي فِي جزأين وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا مُسَاوَاة للْإِمَام أبي عبد الله القراوي فِي جُزْء ومصافحة لأبي سعد السَّمْعَانِيّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا فِي جُزْء وَخرج لشيخه أبي الْحسن السّلمِيّ سَبْعَة مجَالِس وَتكلم عَلَيْهِ وَآخر مَا صنف تَكْمِيل الْإِنْصَاف وَالْعدْل بتعجل الْإِسْعَاف بِالْعَزْلِ جُزْء وَكتاب ذكر مَا وجده فِي سَمَاعي مِمَّا يلْتَحق بالجزء الرباعي وَله كتاب الْإِبْدَال وَلَو تمّ كَانَ مئتي جُزْء وَكتاب فضل الْجِهَاد ومسند مَكْحُول وَأبي حنيفَة وَكتاب فضل الْجِهَاد ومسند مَكْحُول وَأبي حنيفَة وَكتاب فضل مَكَّة وَكتاب فضل الْمَدِينَة وَكتاب فَضَائِل الْبَيْت الْمُقَدّس وَكتاب فضل قُرَيْش واهل الْبَيْت

والأشعريين وذم الرافضة وَكتاب كَبِير فِي الصِّفَات وَأَشْيَاء غير ذَلِك يبلغ عدتهَا أَرْبَعِينَ مصنفا وَلما أمْلى رَحمَه الله تَعَالَى فِي فَضَائِل الصّديق رَضِي الله عَنهُ سَبْعَة مجَالِس ثمَّ انه قطعهَا بإملاء مجَالِس فِي ذمّ الْيَهُود وتخليدهم فِي النَّار جَاءَ إِلَيْهِ أَبُو عَليّ بن رَوَاحَة فَقَالَ لَهُ قد رَأَيْت الصّديق فِي النّوم وَهُوَ رَاكب على رَاحِلَة فَقلت لَهُ يَا خَليفَة رَسُول الله قد أمْلى علينا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم سَبْعَة مجَالِس فِي فضائلك فَأَشَارَ إِلَيّ بأصابعه الْأَرْبَع فَقَالَ لَهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم قد بَقِي عِنْد مِمَّا خرجته وَلم أمله أَرْبَعَة مجَالِس فأملاها ثمَّ أمْلى فِي كل وَاحِد من الْخُلَفَاء أحد عشر مَجْلِسا وَكَانَ يَقُول إِن وَالِدي رأى فِي مَنَامه وَأَنا حمل رُؤْيا وَقَائِل يَقُول لَهُ يُولد لَك مَوْلُود يحيى الله بِهِ السّنة وَكَانَ البغداديون يسمونه شعلة لذكائه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهُوَ مَعَ جلالته وَحفظه يرْوى الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة والموضوعة وَلَا يبينها وَكَذَا عَامَّة الْحفاظ الَّذِي بعد الْقُرُون الثَّلَاثَة إِلَّا من شَاءَ رَبك فليسألنهم رَبك عَن ذَلِك وَأي فَائِدَة لمعْرِفَة الرِّجَال والمصنفات والتاريخ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل إِلَّا كشف الحَدِيث المكذوب وهتكه قلت وَمن شعره // (من الوافر) // (أَلا إِن الحَدِيث أجل علم ... وأشرفه الْأَحَادِيث العوالي) (وأنفع كل نوع مِنْهُ عِنْدِي ... وَأحسنه الْفَوَائِد والأمالي) (وَإنَّك لن ترى للْعلم شَيْئا ... يحققه كأفواه الرِّجَال) (فَكُن يَا صَاح ذَا حرص عَلَيْهِ ... وخذه عَن الرِّجَال بِلَا ملال) (وَلَا تَأْخُذهُ من صحف فترمى ... من التَّصْحِيف بالداء العضال) وَمِنْه // (من المتقارب) // (أيا نفس وَيحك جَاءَ المشيب ... فَمَاذَا التصابي وماذا الْغَزل) (تولى شَبَابِي كَأَن لم يكن ... وَجَاء مشيبي كَأَن لم يزل) (كَأَنِّي بنفسي فِي غرَّة ... وخطب الْمنون بهَا قد نزل) (فيا لَيْت شعري مِمَّن أكون ... وَمَا قدر الله لي فِي الْأَزَل)

قَالَ ابْن خلكان الْبَيْت الثَّانِي هُوَ بَيت العكوك بن جلبة وَهُوَ قَوْله // (من مجزوء المتقارب) // (شَاب كَأَن لم يكن ... وشيب كَأَن لم يزل) قَالَ السَّمْعَانِيّ أَنْشدني لنَفسِهِ بِبَغْدَاد // (من الْبَسِيط) // (وَصَاحب خَان مَا استودعته وأتى ... مَا لَا يَلِيق بأرباب الديانَات) (وَأظْهر السِّرّ مُخْتَارًا بِلَا سَبَب ... وَذَاكَ وَالله من أوفى الخيانات) (أما أَتَاهُ عَن الْمُخْتَار فِي خبر ... أَن الْمجَالِس تغشى بالأمانات) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ بنيسابور // (من الْبَسِيط) // (لَا قدس الله نيسابور من بلد ... مَا فِيهِ من صَاحب يسلي وَلَا سكن) (لَوْلَا الْجَحِيم الَّذِي فِي الْقلب من حرق ... لفرقة الْأَهْل والأحباب والوطن) (لمت من شدَّة الْبرد الَّذِي ظَهرت ... آيَات شدته فِي ظَاهر الْبدن) (يَا قوم دوموا على عهد الْهوى وثقوا ... أَنِّي على الْعَهْد لم أغدر وَلم أخن) (وَلَا تدبرت عيشي بعد بعدكم ... إِلَّا تمثلت بَيْتا قيل من زمن) (فَإِن أعش فَلَعَلَّ الله يجمعنا ... وَإِن أمت فقتيل الشوق والحزن) وَلما مَاتَ الْحَافِظ ثِقَة الدّين ابْن عَسَاكِر رَحمَه الله تَعَالَى رثاه جمَاعَة من الشُّعَرَاء مِنْهُم فتيَان الشَّاعِر الْمعلم بقوله // (من الْخَفِيف) // (أَي ركن وهى من الْعلمَاء ... أَي نجم هوى من العلياء) 5 - (إِن رزء الْإِسْلَام بِالْحَافِظِ الْعَالم ... أَمْسَى من أعظم الأرزاء) (أقفرت بعده ربوع الْأَحَادِيث ... وأقوت معالم الأنباء) (كَانَ نَادِيه كالرياض إِذا مَا ... ضحك النُّور من بكا الأنداء) (كَانَ بحرا من عَام فِيهِ حباه ... باللآلئ الأنيقة الآلاء) (يَا لَهَا من مُصِيبَة هِيَ صمًّا ... لم يحد سهمها عَن الأصماء) (هدمت ثروة الْمَعَالِي ودارت ... حَبل الْمجد فِي ثرى الغبراء)

(فَلَقَد قرت الأعادي عيُونا ... طالما أغضيت علا الأقذاء) (كم بِهِ جرع الْعَدو زعافا ... من أفاويق الْبُؤْس والبأساء) (من يكن شامتا فللموت بَأْس ... لَيْسَ يثنى بِالْعِزَّةِ القعساء) (من يمت فليمت ممات أبي الْقَاسِم ... عَن عفة وَطيب ثَنَاء) (يَا أَبَا عذر كل معنى دَقِيق ... جلّ كالدرة الْعَذْرَاء) (صَبرنَا يَا ابْن نجدة الْعلم أَمْسَى ... عَنْك مستصعبا شَدِيد الإباء) (عُلَمَاء الْبِلَاد حلت حباها ... لَك يَا من عَم الورى بالحباء) (فَعَلَيْك السَّلَام مَا لَاحَ وَجه الصُّبْح ... من تَحت الطرة السَّوْدَاء) (وعَلى التربة الَّتِي غيت فِيهَا ... كل جون وديمة هطلاء) 310 - ابْن زهرَة النَّقِيب الْحلَبِي عَليّ بن الْحسن بن زهرَة بن الْحسن بن زهرَة بن عَليّ بن مُحَمَّد الشريف أَبُو الْحسن الْعلوِي الْحُسَيْنِي الإسحاقي الْحلَبِي النَّقِيب روى عَنهُ الدمياطي وَغَيره ولي نقابة الْأَشْرَاف وَترسل عَن صَاحب حلب إِلَى بَغْدَاد وَغَيرهَا وَتُوفِّي سنة سِتَّة وَخمسين وسِتمِائَة وَهُوَ من بَيت تشيع 311 - فَخر الدّين ابْن الباقلاني عَليّ بن الْحسن بن معالي الأديب فَخر الدّين ابْن الباقلاني الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره 312 - الْبَلْخِي والحنفي عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْبَلْخِي الْحَنَفِيّ سمع بِمَا وَرَاء النَّهر وَمَكَّة من جمَاعَة وتفقه على جمَاعَة وَوعظ بِدِمَشْق ودرس بالصادرية وتفقه عَلَيْهِ جمَاعَة وَجعلت لَهُ دَار الْأَمِير طرخان مدرسة وَقَامَت عَلَيْهِ الْحَنَابِلَة لِأَنَّهُ نَالَ مِنْهُم واليه تنْسب الْمدرسَة البلخية دَاخل الصادرية بِدِمَشْق توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 313 - ابْن دِينَار عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق بن دِينَار روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى

مُسلم وَالْأَرْبَعَة عَن رجلٍ عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَابْن معِين وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ 314 - الْعَبدَرِي الْبَصْرِيّ عَليّ بن الْحسن بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْحسن الْعَبدَرِي من عبد الْقَيْس ولد سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة بِالْبَصْرَةِ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ قد برع فِي علم الْأَدَب والترسل وَسمع من ابْن نَاصِر وطبقته وَتُوفِّي بِالْبَصْرَةِ فِي شعْبَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَمن شعره // (من السَّرِيع) // (لَا تسلك الطّرق إِذا أخطرت ... لَو أَنَّهَا تُفْضِي إِلَى المملكه) (قد أنزل الله تَعَالَى وَلَا ... تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهلكه) 315 - الحريري كَبِير الطَّائِفَة عَليّ بن أبي الْحسن بن مَنْصُور الشَّيْخ أَبُو الْحسن أَبُو مُحَمَّد الحريري قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين شيخ الطَّائِفَة الحريرية أولى الطّيبَة والسماعات وَالشَّاهِد كَانَ لَهُ شَأْن عَجِيب ونبأ غَرِيب وَهُوَ حوراني وَمن عشيرة يُقَال لَهَا بَنو الرُّمَّان ولد بقرية بسر وَقدم دمشقا صَبيا وَنَشَأ بهَا وَذكر انه هُوَ من قوم يعْرفُونَ ببني قرقر وَكَانَت أمه دمشقية من ذُرِّيَّة الْأَمِير قرواش بن الْمسيب الْعقيلِيّ وَكَانَ خَاله صَاحب دكان فِي الصاغة توفّي وَالِده وَهُوَ صَغِير وَنَشَأ هُوَ فِي حجر عَمه وَتعلم صناعَة العتابي وبرع فِيهَا حَتَّى فاق الأقران ثمَّ صحب الشَّيْخ أَبَا عَليّ المغربل خَادِم الشَّيْخ رسْلَان قَالَ الْحَافِظ سيف الدّين ابْن الْمجد عَليّ الحريري وطئ أَرض الْجَبَل وَلم يكن يُمكنهُ الْمقَام بِهِ وَالْحَمْد لله كَانَ من أفتن شيئ وأضره على الْإِسْلَام تظهر مِنْهُ الزندقة والاستهزاء بأوامر الشَّرْع ونواهيه وَبَلغنِي من الثِّقَات بِهِ أَشْيَاء يستعظم ذكرهَا من الزندقة والجرأة على الله تَعَالَى وَكَانَ مستخفا بِأَمْر الصَّلَاة وانتهاك الحرمات ثمَّ قَالَ حَدثنِي رجل أَن شخصا دخل الْحمام فَرَأى الحريري وَمَعَهُ فِيهِ صبيان حسان بِلَا ميازر فجَاء إِلَيْهِ وَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ كَأَن لَيْسَ سوى هَذَا وَأَشَارَ إِلَى أحدهم تمدد على وَجهك فتمدد فَتَركه الرجل

وَخرج هَارِبا مِمَّا رأى قَالَ الشَّيْخ شمسا الدّين فِي جُزْء مَجْمُوع من كَلَامه متداول بَين أَصْحَابه قَالَ إِذا دخل مريدي بلد الرّوم فَتَنَصَّرَ وَأكل لحم الْخِنْزِير وَشرب الْخمر كَانَ فِي شغلي وَسَأَلَهُ رجل أَي الطرقات أقرب إِلَى الله حَتَّى أَسِير فِيهِ فَقَالَ اترك السّير وَقد وصلت قَالَ وَهَذَا مثل قَول التلمساني // (من الْكَامِل) // (فلسوف تعلم أَن سيرك لم يكن ... إِلَّا إِلَيْك إِذا بلغت المنزلا) وَقَالَ لأَصْحَابه بايعوني على أَن تَمُوت يهود ونحشر إِلَى النَّار حَتَّى لَا يصاحبني أحد لَعَلَّه وَقَالَ مَا يحسن بالفقير أَن ينهزم من شئ وَإِذا خَافَ من شئ قَصده وَقَالَ لَو قدم عَليّ من قتل وَلَدي وَهُوَ بذلك طيب كنت أطيب مِنْهُ وَمن شعره فِي الْجُزْء الْمَذْكُور (أَمْرَد يقدم مداسي أخير من رضوانكم ... فحبه عِنْدِي أحسن من الْولدَان) (قَالُوا مَا أَنْت تدعى صَالح دع عَنْك هذى ... الخندقة قلت السماع يصلح لي بالشمع والمردان) (مَا أعرف لآدَم طَاعَة إِلَّا سُجُود الْمَلَائِكَة ... وَمَا أعرف آدم عصى الله يعظم الرحمان) (إِن كنت تقدم وَإِن كنت رماح انتبه ... وَإِن كنت حَشْو المخدة اخْرُج ورد الْبَاب) (أود أشتهى قبل موتِي أعشق وَلَو صُورَة ... حجرانا مُشكل محير والعشق بِي مَشْغُول) وَمن شعره // (من الدوبيت) // (كم تعتبني بِصُحْبَة الأجساد ... كم تسهرني بلذة الميعاد) (جد لي بمدامة تقوى رمقي ... وَالْجنَّة جد بهَا على الزهاد) وَكَانَ يلبس الطَّوِيل والقصير والمدورة والمفرج والأبيض وَالْأسود والعمامة والمئزر والقلنسوة وَحدهَا وثوب الْمَرْأَة والمطرز والملون وَذكر بهاء الدّين يُوسُف بن أَحْمد بن العجمي بن الصاحب مجد الدّين بن العديم حَدثهُ عَن أَبِيه قَالَ كنت أكره الحريري وَطَرِيقه فاتفق أَنِّي حججْت وَحج فِي الركب وَمَعَهُ جمَاعَة ومردان فأحرموا وبقوا يَبْدُو مِنْهُم فِي الْإِحْرَام أُمُور مُنكرَة فَحَضَرت يَوْمًا عِنْد أَمِير الْحَاج فجَاء الحريري فاتفق حُضُور إِنْسَان بعلبكي وأحضر بملاعق فَفرق علينا كل وَاحِد

ملعقتين وَأعْطى الشَّيْخ على الحريري وَاحِدَة فَأعْطَاهُ الْجَمَاعَة ملاعقهم تكرمة لَهُ وَأما أَنا فَلم أعْطه ملعقتي فَقَالَ لي يَا كَمَال الدّين مَالك لَا توَافق الْجَمَاعَة فَقلت مَا أُعْطِيك شَيْئا فَقَالَ السَّاعَة نكسرك أَو نَحْو هَذَا قَالَ والملعقتان على ركبتي فَنَظَرت إِلَيْهِمَا وَإِذا بهما قد تكسرتا شقفتين فَقلت وَمَعَ هَذَا فَمَا أرجع عَن أَمْرِي فِيك وَهَذَا من الشَّيْطَان أَو قَالَ هَذَا حَال شيطاني وَذكر النسابة فِي تعاليقه قَالَ وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة أَمر الصَّالح بِطَلَب الحريري واعتقاله فهرب إِلَى بسر وَسَببه أَن ابْن الصّلاح وَابْن عبد السَّلَام وَابْن الْحَاجِب أفتوا بقتْله لما اشْتهر عَنهُ من الْإِبَاحَة وَقذف الْأَنْبِيَاء وَالْفِسْق وَترك الصَّلَاة وَقَالَ الْملك الصَّالح أَخُو السُّلْطَان أعرف مِنْهُ أَكثر من هَذَا وسجن الْوَالِي جمَاعَة من أَصْحَابه وتبرأ مِنْهُ أَصْحَابه وشتموه ثمَّ طلب وَحبس بعزتا فَجعل أنَاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ فَأنْكر الْفُقَهَاء وسألوا الْوَزير ابْن مَرْزُوق أَن يعْمل الْوَاجِب فِيهِ وَإِلَّا قَتَلْنَاهُ نَحن وَكَانَ ابْن الصّلاح يَدْعُو عَلَيْهِ فِي أثْنَاء كل صَلَاة بالجامع جَهرا وَكتب جمَاعَة من أَصْحَابه غير شخص بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُ وَلما مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة سنّ أَصْحَابه الْمحيا فِي شهر رَمَضَان كل لَيْلَة سبع وَعشْرين وَهِي من ليَالِي الْقدر فيحيون تِلْكَ اللَّيْلَة الشَّرِيفَة بالدقوق والشبابات والملاح والرقص إِلَى السحر وَفِي ذَلِك يَقُول الوداعي وَمن خطه نقلت // (من المجتث) // (حَاز الحريري فضلا ... لمَيت مَا تهيا) (فِي كل لَيْلَة قدر ... يرى لَهُ النَّاس محيا) ورثاه نجم الدّين ابْن إِسْرَائِيل بقصيدته الَّتِي سَارَتْ وَهِي // (من الْكَامِل) // (خطب كَمَا شَاءَ الْإِلَه جليل ... ذهلت لَدَيْهِ بصائر وعقول) (ومصيبة كسفت لَهَا شمس الْعلَا ... وهفا ببدر المكرمات أفول) (وتنكرت سبل المعارف واغتدت ... غفلا وأفقر ربعهَا المأهول) (وكبا زناد الْمجد وانفصمت عرى العلياء ... واغتال الْفَضَائِل غول) (وَمَضَت باشبة كل شَيْء وَانْقَضَت ... فالوقت قبض وَالزَّمَان عليل) (وعَلى ملاحات الْوُجُود سماحة ... وخفيف ظلّ الكائنات ثقيل) (وَالرَّوْض أغبر والمياه مؤجن ... ومعاطف الأغصان لَيْسَ تميل)

(والسمع والألحان لَا نور وَلَا ... طرب وَلَيْسَ على الشُّهُود قبُول) (خطب ألم بِكُل قطر بَغْتَة ... كَانَت لَهُ شم الْجبَال تَزُول) (فعلى الْمَعَالِي والعلوم كآبة ... وعَلى الْحَقَائِق ذلة وحمول) (ولدى المعارف والإرادة فَتْرَة ... والعزم من أربابه مَجْهُول) (والسالكون سطت عَلَيْهِم حيرة ... وغوى بهم نهج وخلل سَبِيل) (والعارفون تنكرت أَحْوَالهم ... فحجاب عين قُلُوبهم مسدول) (ودنان خمر الْحبّ قد ختمت وَبَاب ... الحان مهجور القنا مهلول) (بَحر الْمعَانِي غاض بعد طموه ... جبل الْمَعَالِي انقاض وَهُوَ مهيل) (علم الْهدى سم العديى غيث الندى ... لَيْث الردى مولى الورى المأمول) (مَا كنت أعلم والحوادث جمة ... وَالنَّاس فيهم عَالم وجهول) (إِن الدجى لبس الْحداد مرقعا ... لمصابه قدما وَذَاكَ قَلِيل) (أَو أَن صوب المزن حِين همى على ... عفر الثرى دمع عَلَيْهِ يسيل) (أَو أَن صَوت الرَّعْد حنة فَاقِد ... فقد الْعلَا فَلهُ عَلَيْهِ عويل) (أَو أَن قلب الْبَرْق يخْفق روعة ... لسَمَاع مَا ناعي علاهُ يَقُول) (أإمامنا يَا أوحد الْعَصْر الَّذِي ... مَا إِن لَهُ فِيمَن نرَاهُ عديل) (يَا سيدا ملك الْقُلُوب فَكلهَا ... عَن حق طَاعَة أمره مسؤول) (من يبرد المهج الْحرار وَمن لَهَا ... ببلوغ آمال الْوِصَال كَفِيل) (أَمن يدل السالكين إِلَى حمى ... ليلى وَقد ضل السَّبِيل دَلِيل) (أَمن يرى الْخطر الْعَظِيم غنيمَة ... وَيحل وسط حماه وَهُوَ مهول) (أَمن يَقُول الْحق لَا متخوفا ... حَيْثُ النُّفُوس على السيوف تسيل) (أَمن يجود على النُّفُوس بقهوة ... فتميل طُلُوع سطاه حَيْثُ يمِيل) (أَمن يرى الْأَشْيَاء فِي ميدانه ... شَيْئا فَلَا نقص وَلَا تَفْضِيل) (أَمن يحل المشكلات بِلَفْظَة ... يرْمى بهَا الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول) (أَمن يَفِي بِضَمَان حَان مدامة ... حَبل النجَاة بدنهَا مَوْصُول)

(أَمن يُبِيح المفلسين سلافها ... ويحول بَين دنانها ويصول) (أَمن يهيم بالجمال صبَابَة ... فَكَأَنَّمَا نمارث الْجبَال جميل) (يصبوا إِلَيْهِ قلب من هُوَ عِنْد أَرْبَاب ... الْقُلُوب معشق مَقْبُول) (من كل فتاك اللواحظ مَا رنا ... إِلَّا تشحط فِي الدِّمَاء قَتِيل) (نشوان عَسَّال المعاطف فاتر ... أجفان خمر رضَا بِهِ معسول) (يهواه لَا يصغي لقَوْل مُفند ... أبدا وَلَا يثنيه عَنهُ عذول) (وغريرة الألحاظ ناعمة الصِّبَا ... ريا الْإِزَار وخصرها مهزول) (حوراء مائسة المعاطف طرفها ... سيف على عشاقها مسلول) (سجدت إِلَيْهَا دمية فِي دمنة ... كَمَا استبان بروحها التَّقْبِيل) (كل يهيم بحبه وكذاك من ... ملك الْإِرَادَة أمره الْمَفْعُول) (مولَايَ دعة من دهته مُصِيبَة ... غطت عَلَيْهِ فعقله مَعْقُول) (مَالِي أرى مِنْك حَيا بَاقِيا ... لَو لم يخنى ذهني المخبول) (حاشى علاك من الْمَمَات وَإِنَّمَا ... هِيَ نقلة فِيهَا المنى والسول) (ناداك من أحببته فأجبته ... وأتاك مِنْهُ بِالْقبُولِ رَسُول) (وحننت نَحْو حماك حنة صَادِق ... لم يقتطعه عَن حماك بديل) (فخلعت هيكلك السعيد مطهرا ... تبدو عَلَيْهِ نظرة وَقبُول) (جَسَد علا وحلا وخف كَأَنَّمَا ... قد ضمن مِنْهُ الْحَامِل الْمَحْمُول) (لم يستفد بِالْمَاءِ وغسلا إِنَّمَا المَاء ... الطّهُور بِغسْلِهِ مغسول) (وكذاك مَا نقل الْأَنَام سَرِيره ... لَو لم يسر بالناقل الْمَنْقُول) (وَالْأَرْض لَو لم تتخذها تربة ... لعلاه أوشك أَنَّهَا ستزول) (وغدوت تحترق السَّمَوَات الْعلَا ... وأمامك التَّكْبِير والتهليل) (حَتَّى حللت محلك الْأَعْلَى الَّذِي ... مَا بعده بعد وَلَا تَحْويل) (فهناك عرس للوصال مُجَدد ... وسعادة تبقى وَلَيْسَ تَزُول) (وليهن من والاك مَا أوليته ... من أنعم لم يحوها التَّحْصِيل)

(غادرتنا فِي نور هديك نغتدي ... وَنَرُوح لَا خوف وَلَا تضليل) (وَتركت فِينَا مِنْك أخمارا بهم ... تسمو على من رابنا ونطول) (وَلنَا رضَاع مِنْك ثمَّ رضاعهم ... فهم شموس مالهن أفول) (بلغُوا أَشَّدهم لديك فَأَصْبحُوا ... وَعَلَيْهِم من بَيْننَا التعويل) (ومقصرون عَن الرَّضَاع فصلتهم ... قبل الفصال فشاتهم مَعْقُول) (أَطْفَال قصد فِي ضِيَافَة قَومهمْ ... والطف لَيْسَ يعِيبهُ التطفيل) (أدنى التقي لَك الوداد وَرُبمَا ... أقْصَى الْقَرِيب الْجَهْل والتخييل) (وَالْكل موعودون بِالْحُسْنَى وَمَا ... زرع سقَاهُ ندى يَديك محيلك) (أوليتنا فضلا ومجدا شامخا ... مَا إِن يُحِيط بِبَعْضِه التَّفْصِيل) (فجزاك عَنَّا الله أفضل مَا جزى ... مولى يبر عبيده وينيل) (خُذْهَا عجالة مسنت عبثت بِهِ ... نَار الْفِرَاق فقلبه مَشْغُول) (جاذبت فِيهَا النّظم ذهني بُرْهَة ... متوفقا لم أدر كَيفَ أَقُول) (كَانَت على مَا خيلت لامية ... بكرا يقر بفضلها الْمَحْصُول) (وأطلتها وَرَأَيْت أَنِّي مقصر ... وَمَتى يُحِيط بوصفك التَّطْوِيل) (جَادَتْ ثراك من السحائب ثرة ... وكفت دموع قد وكفن همول) (وغدت عَلَيْك صَلَاة رَبك مَا دجى ... ليل وضاء ضحى وآب أصيل) (وتعاهدتك تَحِيَّة وكرامة ... مِنْهُ يروح بهَا صبا وَقبُول) (وغدت علينا من حماك تَحِيَّة ... وبحسبنا من تربك التَّقْبِيل) وَفِي الْحَرِير يَقُول سيف الدّين المشد // (من الوافر) // (سَمِعت بِأَن خَيركُمْ عَليّ ... حباه الله مِنْهُ بالحبور) (إِذا حضر السماع يتيه عجبا ... بِمَا أوتيه من عزم الْأُمُور) (فَلَا تولوه تعنيفا ولوما ... فَمَا تَدْرُونَ أسرار الصُّدُور) (وَمن ذَا فِي السماع لَهُ مقَام ... إِذا سَمِعت مقامات الحريري)

316 - الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي عَليّ بن الْحسن بن أَحْمد الإِمَام الزَّاهِد العابد علم الْأَوْلِيَاء أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي صحب الشَّيْخ عز الدّين الفاروثي وَسمع من أَمِين الدّين ابْن عَسَاكِر وَغَيره وَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْفِقْه وَأكْثر من مطالعة الْعلم وَحج وَهُوَ شَاب ولازم الْحَج سِتِّينَ عَاما وجاور فِي بعض ذَلِك وَكَانَ مُنْقَطع القرين منجمعا عَن النَّاس ذَا حَظّ من تهجد وَعبادَة وتلاوة وَصِيَام وَله كشف وَحَال توفّي محرما ببدر وَكَانَ لَا يقبل من كل أحد وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 317 - ابْن الجابي خطيب جَامع جراح عَليّ بن الْحسن الإِمَام الْخَطِيب ابْن الجابي خطيب جَامع جراح كَانَ طيب الصَّوْت بليغ الْأَدَاء يُورد خطبا طوَالًا وَله عمل كثير فِي الكيمياء زعم أَنَّهَا صحت مَعَه ويعترف بذلك جمع نَحْو أَرْبَعمِائَة دِينَار ثمَّ أَقبلت التتار فكابر وَقعد فِي بَيته فِي الْجَامِع فَدخل التتار عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُمْ بالتركي فَأخذُوا ثِيَابه وفرسه وَنَحْو ثَلَاثِينَ قطر ميزا من زَيْت وَعسل ومخللات ثمَّ أَتَتْهُ فرقة أُخْرَى وَقَالُوا أَيْن المَال فتمسكن لَهُم فَرَأَوْا لَا زوردا أَن يوجروه بِهِ فصاح وحفر لَهُ عَن ثَلَاثمِائَة دِينَار فَأخذُوا الذَّهَب وعذبوه ثمَّ هرب وتسلق من بَاب صَغِير فظفر بِهِ أنَاس وطالبوه مصادة وقاسى وبالا وفقرا وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وخطب بعده شَرق الدّين الْفَزارِيّ إِلَى أَن نقل إِلَى خطابه الْجَامِع الْأمَوِي 318 - ابْن عمرون عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن أبي نصر عَلَاء الدّين بن عمرون تقدم ذكر أَبِيه الصَّدْر شهَاب الدّين فِي مَكَانَهُ نَشأ وَلَده وَقد عدم مَا كَانَ لوَلَده من الدُّنْيَا الواسعة واشتغل بِكِتَابَة الْحساب وَولي الزَّكَاة ثمَّ الْوكَالَة وَغَيرهَا وَكَانَ من عقلاء النَّاس وَتُوفِّي بِدِمَشْق رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتَّة وَسَبْعمائة

319 - شيخ خانقاه كريم الدّين عَليّ بن الْحسن بن عَليّ الشَّيْخ نور الدّين أَبُو الْحسن الأرموي الشَّافِعِي شيخ خانقاه القَاضِي كريم الدّين مولده سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة بأقصرا سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ 320 - نور الدّين بن الْأَفْضَل عَليّ بن الْحسن بن عَليّ الْأَمِير نور الدّين ابْن الْأَمِير بدر الدّين حسن بن الْأَفْضَل هُوَ ابْن أخي الْملك الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل بن عَليّ صَاحب حماة تقدم تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة الْملك الْمُؤَيد جَاءَ بعد الفخري إِلَى دمشق أَمِير طلبخاناه وَأقَام بِدِمَشْق وَاشْترى دَارا بدغدي شقير الَّتِي عِنْد مأذنة فَيْرُوز من أَمِير عَليّ بن بيبرس الْحَاجِب وَهِي دَار عَظِيمَة وَبهَا بحرة وَاسِعَة متسعة وَلم ين بداخل دمشق أكبر مِنْهَا وَعمر بهَا الْأَمِير نور الدّين الْمَذْكُور قبَّة مليحة إِلَى الْغَايَة وَكَانَت لَهُ أَمْلَاك وسعادة وإقطاع جيد وَعند جواري جنكيات فانقصف وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي عَاشر صفر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وعمره تَقْديرا أَربع وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ يعرج قَلِيلا إِلَّا انه شكل حسن 321 - زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم أَبُو الْحسن وَقيل أَبُو مُحَمَّد زين العابدين روى عَن أَبِيه وَعَمه وَابْن عَبَّاس وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر ومسور بن مخرمَة وَأم سَلمَة وَصفِيَّة أم الْمُؤمنِينَ وَسَعِيد بن الْمسيب حضر مصرع وَالِده الشَّهِيد بكربلاء قدم إِلَى دمشق ومسجده بهَا مَعْرُوف بالجامع ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ توفّي سنة أَربع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ أمه غزالة سندية وَقيل سلافة بنت يزدجرد قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي ربيع الْأَبْرَار لما أَتَى الصَّحَابَة بسبي فَارس إِلَى الْمَدِينَة فِي خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ فيهم ثَلَاث بَنَات ليزذجرد فباعوا السبايا وَأمر عمر بِبيع بَنَات يزدجر أَيْضا فَقَالَ لَهُ عَليّ إِن بَنَات الْمُلُوك لَا يعاملن مُعَاملَة غَيْرهنَّ من بَنَات السوقة قَالَ كَيفَ الطَّرِيق إِلَى الْعَمَل مَعَهُنَّ قَالَ يقومن وَمهما بلغ ثمنهن قَامَ بِهِ من يختارهن فقومن وأخذهن عَليّ بن أبي طَالب فَدفع وَاحِدَة إِلَى عبد الله بن عمر وَأُخْرَى لوَلَده الْحُسَيْن وَأُخْرَى لمُحَمد بن أبي بكر الصّديق وَكَانَ ربييه فأولدها

عبد الله ابْنه سالما وأولد الْحُسَيْن زين العابدين وأولد مُحَمَّد الْقَاسِم فَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة أَوْلَاد خَالَة وَكَانَ أهل الْمَدِينَة يكْرهُونَ اتِّخَاذ الْأُمَّهَات الْأَوْلَاد حَتَّى نَشأ فيهم زين العابدين والسم بن عبد الله وَالقَاسِم بن مُحَمَّد ففاقوا أهل الْمَدِينَة فَرغب النَّاس فِي السراري وَكَانَ زين العابدين كثير الْبر بِأُمِّهِ وَلم يكن يَأْكُل مَعهَا فِي صحفه فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أَخَاف أَن تسبق يَدي إِلَى مَا سبقت إِلَيْهِ عينهَا وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن الخيرتين لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله تَعَالَى من عباده خيرتان فخيرته من الْعَرَب قُرَيْش وَخيرته من الْعَجم فَارس وَأَخُوهُ عَليّ الْأَكْبَر قتل مَعَ أَبِيه الْحُسَيْن وَكَانَ زين العابدين من أحسن أهل بَيته طَاعَة وأحبهم إِلَى مَرْوَان والى عبد الْملك وَكَانَ من دُعَائِهِ اللَّهُمَّ لَا تَكِلنِي إِلَى نَفسِي فأعجز عَنْهَا وَلَا تَكِلنِي إِلَى المخلوقين فيضيعوني وَكَانَ يبجل فَلَمَّا مَاتَ وجدوه يعول مائَة أهل بَيت من أهل الْمَدِينَة وَكَانَ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة أَخَذته الرعدة وَلَا عقب للحسين إِلَّا من زين العابدين وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة الاثْنَي عشر وَكَانَ من سَادَات التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 322 - الشريف المرتضى عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن موس بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْقَاسِم المرتضى علم الْهدى نقيب العلويين أَخُو الشريف الرضي ولد سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة كَانَ فَاضلا ماهراً أديباً متكلماً لَهُ مصنفات جمة على مَذْهَب الشِّيعَة قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ رَأْسا فِي الاعتزال كثير الِاطِّلَاع والجدل قَالَ ابْن حزم فِي الْملَل والنحل وَمن قَول الإمامية كلهَا قَدِيما وحديثاً أَن الْقُرْآن مبدل زيد فِيهِ وَنقص مِنْهُ حاشى عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُوسَى وَكَانَ إمامياً فِيهِ تظاهر بالاعتزال وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ كَانَ يُنكر هَذَا القَوْل وَكفر من قَالَه وَكَذَلِكَ صَاحِبَاه أَبُو يعلى الطوسي وَأَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ وَقد اخْتلف فِي كتاب نهج البلاغة هَل هُوَ وَضعه أَو وضع أَخِيه الرضي وَحكى عَنهُ ابْن برهَان النَّحْوِيّ أَنه سَمعه وَوَجهه إِلَى الْحَائِط يُعَاتب نَفسه وَيَقُول أَبُو بكر وَعمر وليا واسترحما فرحما فَأَنا أَقُول ارتدا بعد أَن أسلما قَالَ فَقُمْت وَخرجت فَمَا بلغت عتبَة الْبَاب حَتَّى سَمِعت الزعقة عَلَيْهِ وَكَانَ ابْن برهَان قد دخل عَلَيْهِ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يدْخل عَلَيْهِ من أملاكه فِي كل

سنة سَبْعَة وَعِشْرُونَ ألف دِينَار قَالَ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي دخلت على الكيا أبي الْحُسَيْن يحيى بن الْحُسَيْن الْعلوِي الزيدي وَكَانَ من نبلاء أهل الْبَيْت وَمن المحمودين فِي صناعَة الحَدِيث وَغَيره من الْأُصُول وَالْفُرُوع فَذكر بَين يَدَيْهِ يَوْمًا الإمامية فَذكرهمْ أقبح ذكر وَقَالَ لَو كَانُوا من الدَّوَابّ لكانوا الْحمير وَلَو كَانُوا من الطُّيُور لكانوا الرخم وَأَطْنَبَ فِي ذمهم وَبعد مُدَّة دخلت على المرتضى وَجرى ذكر الزيدية والصالحية أَيهمَا خير فَقَالَ يَا أَبَا الْفضل تَقول أَيهمَا خير وَلَا تَقول أَيهمَا شَرّ فتعجبت من إمامي الشِّيعَة فِي وقتهما وَمن قَول كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي مَذْهَب الآخر فَقلت قد كفيتما أهل السّنة الوقيعة فيكما قيل إِن المرتضى اطلع يَوْمًا من روشنه فَرَأى الْمُطَرز الشَّاعِر وَقد انْقَطع شِرَاك نَعله وَهُوَ يصلحه فَقَالَ لَهُ فديت ركائبك أَشَارَ إِلَى قصيدته الَّتِي أَولهَا // (من الطَّوِيل) // (سرى مغرما ينتجع الركبا ... يسائل عَن بدر الدجى الشرق والغربا) (على عذبات الْجزع من مَاء تغلب ... غزال يرى مَاء الْقُلُوب لَهُ شربا) إِلَى قَوْله (إِذا لم تبلغني إِلَيْكُم ركائبي ... فَلَا وَردت مَاء وَلَا رعت العشبا) فَقَالَ لَهُ الْمُطَرز مسرعا أتراها تشبه مجلسك وشربك وخلعك أَرَادَ بذلك أَبْيَات المرتضى وَهِي // (من الْخَفِيف) // (يَا خليلي من ذؤابة قيس ... فِي التصابي مَكَارِم الْأَخْلَاق) (غنياني بذكرهم تطرباني ... واسقياني دمعي بكأس دهاق) (وخذا النّوم من جفوني فَإِنِّي ... قد خلعت الْكرَى على العشاق) وَمن تصانيفه كتاب الشافي فِي الإمامية وَكتاب الملخص فِي الْأُصُول لم يتممه كتاب الذَّخِيرَة فِي الْأُصُول تَامّ كتاب مُجمل الْعلم وَالْعَمَل كتاب الدُّرَر وَالْغرر وَهُوَ كثير الْفَوَائِد كتاب التَّنْزِيه كتاب الْمسَائِل الموصلية الأولى وَكتاب الْمسَائِل الموصلية الثَّانِيَة وَكتاب الْمسَائِل الموصلية الثَّالِثَة كتاب الْمقنع فِي الْغَيْبَة كتاب مسَائِل الْخلاف فِي الْفِقْه لم يتم كتاب الِاقْتِصَار فِيمَا انْفَرَدت بِهِ الإمامية كتاب مسَائِل مُفْرَدَات فِي أصُول الْفِقْه كتاب الْمِصْبَاح فِي الْفِقْه لم يتم كتاب الْمسَائِل الطرابلسية الأولى كتاب الْمسَائِل الطرابلسية الْأَخِيرَة كتاب الْمسَائِل الحلبية الأولى كتاب الْمسَائِل

الحلبية الْأَخِيرَة كتاب مسَائِل أهل مصر الأولى كتاب أهل مصر الثَّانِيَة كتاب الْبَرْق كتاب طيف الخيال كتاب الشيب والشباب كتاب تتبع أَبْيَات الْمعَانِي للمتنبي الَّتِي تكلم عَلَيْهَا ابْن جنى كتاب النَّقْض على ابْن جني فِي الْحِكَايَة والمحكي كتاب تَفْسِير قصيدة السَّيِّد كتاب قصر الروية وَإِبْطَال القَوْل بِالْعدَدِ كتاب الذريعة فِي أصُول الْفِقْه كتاب الْمسَائِل الصيداوية وَله مسَائِل مُفْردَة نَحْو مائَة مَسْأَلَة فِي فنون شَتَّى وَمن شعره // (من الْكَامِل) // (وطرقنني وَهنا بأجواز الربى ... وطروقهن على النَّوَى تخييل) (فِي لَيْلَة وافي بهَا متمنع ... وَدنت بعيدات وجاد بخيل) (يَا لَيْت زائرنا بفاحمة الدجى ... لم يَأْتِ إِلَّا والصباح رَسُول) (فقليله وضح الدجى مستكثر ... وَكَثِيره غبش الظلام قَلِيل) (مَا عابه وَبِه السرُور زَوَاله ... فَجَمِيع مَا سر الْقُلُوب يَزُول) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (وزارت وِسَادِي فِي الظلام خريدة ... أَرَاهَا الْكرَى عَيْني وَلست أَرَاهَا) (تمانع صبحاً أَن أَرَاهَا بناظري ... وتبذل جنحاً أَن أقبل فاها) (وَلما سرت لم تخش وَهنا ضَلَالَة ... وَلَا عرف العذال كَيفَ سراها) (فَمَاذَا الَّذِي من غير وعد أَتَى بهَا ... وماذا على بعد المزار هداها) (وَقَالُوا عساها بعد زورة بَاطِل ... تزور بِلَا ريب فَقلت عساها) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (تجاف عَن الْأَعْدَاء فَرُبمَا ... كفيت فَلم تجرح بناب وَلَا ظفر) (وَلَا تبر مِنْهُم كل عود تخافه ... فَإِن الأعادي يَنْبُتُونَ مَعَ الدَّهْر) وَمِنْه // (من مجزوء الْكَامِل) // (بيني وَبَين عواذلي ... فِي الْحبّ أَطْرَاف الرماح) (أَنا خارجي فِي الْهوى ... لَا حكم إِلَّا للملاح)

وَمِنْه // (من المنسرح) // (مولَايَ يَا بدر كل داجيةٍ ... خُذ بيَدي قد وَقعت فِي اللجج) (حسنك مَا تَنْقَضِي عجائبه ... كالبحر حدث عَنهُ بِلَا حرج) (بِحَق من خطّ عَارِضَيْك وَمن ... سلط سلطانها على المهج) (مد يَديك الكريمتين معي ... ثمَّ ادْع لي من هَوَاك بالفرج) وَمِنْه // (من الْخَفِيف) // (قل لمن خَدّه من اللحظ دَامَ ... رق لي من جوانح فِيك تدمى) (يَا سقيم الجفون من غير سقم ... لَا تلمني إِن مت مِنْهُنَّ سقما) (أَنا خاطرت فِي هَوَاك بقلب ... ركب الْبَحْر فِيك أما وَأما) قلت شعر جيد وَلَكِن أَيْن هَذِه الديباجة من ديباجة أَخِيه الرضى آخر الْجُزْء الْعشْرين من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ أَبُو الْحسن المَسْعُودِيّ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم

الجزء 21

(الْجُزْء الْحَادِي وَالْعِشْرين) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (رب أعن) (عَليّ) 3 - (المَسْعُودِيّ المؤرخ) عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ أَبُو الْحسن المَسْعُودِيّ المؤرخ من ذُرِّيَّة عبد الله بن مَسْعُود الصَّحَابِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين عداده فِي البغداديين وَأقَام بِمصْر مُدَّة وَكَانَ أخبارياً عَلامَة صَاحب غرائب وملح ونوادر مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وَقَالَ ياقوت ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَق النديم فَقَالَ هُوَ من أهل الْمغرب وَهُوَ غلط لِأَن المَسْعُودِيّ ذكر فِي السّفر الثَّانِي من كتاب مروج الذَّهَب وَقد عدد فَضَائِل الأقاليم وَوصف هواءها واعتدالها وانحرافها ثمَّ قَالَ وأوسط الأقاليم إقليم بابل الَّذِي مولدنا بِهِ وَله من التصانيف كتاب مروج الذَّهَب ومعادن الْجَوْهَر فِي تحف الْأَشْرَاف

والملوك وَكتاب ذخائر الْعُلُوم وَمَا كَانَ فِي سالف الدهور وَكتاب الرسائل والاستذكار لما مر فِي سالف الْأَعْصَار وَكتاب التَّارِيخ فِي أَخْبَار الْأُمَم من الْعَرَب والعجم وَكتاب التبيه والإشراف وَكتاب خَزَائِن الْملك وسر الْعَالمين وَكتاب المقالات فِي أصُول الديانَات وَكتاب أَخْبَار الزَّمَان وَمن أباده الْحدثَان وَكتاب الْبَيَان فِي أَسمَاء الْأَئِمَّة وَكتاب أَخْبَار الْخَوَارِج الشريف المرتضى عَليّ بن الْحُسَيْن بَين مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن

مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْقَاسِم المرتضى علم الْهدى نقيب العلويين أَخُو الشريف الرضي ولد سنة خمس وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ فَاضلا ماهراً أديباً متكلماً لَهُ مصنفات جمة على مَذْهَب الشِّيعَة قَالَ الْخَطِيب كتبت عَنهُ وَكَانَ رَأْسا فِي الاعتزال كثير الِاطِّلَاع والجدال قَالَ ابْن حزم فِي الْملَل والنحل وَمن قَول الإمامية كلهَا قَدِيما وحديثاً أَن الْقُرْآن مبدل زيد فِيهِ وَنقص مِنْهُ حاشا عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُوسَى وَكَانَ إمامياً فِيهِ تظاهر بالاعتزال وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ كَانَ يُنكر هَذَا) القَوْل وَكفر من قَالَه وَكَذَلِكَ صَاحِبَاه أَبُو يعلى الطوسي وَأَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ وَقد اخْتلف فِي كتاب فِي كتاب نهج البلاغة هَل هُوَ وَضعه أَو وضع أَخِيه الرضي وَحكى عَنهُ ابْن برهَان النَّحْوِيّ أَنه سَمعه وَوَجهه إِلَى الْحَائِط يُعَاتب نَفسه وَيَقُول أَبُو بكر وَعمر وليا فعدلا واسترحما فرحما أفأنا أَقُول ارتدا بعد أَن أسلما قَالَ فَقُمْت وَخرجت فَمَا بلغت عتبَة الْبَاب حَتَّى سَمِعت الزعقة عَلَيْهِ وَكَانَ ابْن برهَان قد دخل عَلَيْهِ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يدْخل عَلَيْهِ من أملاكه فِي كل سنة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألف دِينَار قَالَ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي دخلت على الكيا أبي الْحُسَيْن يحيى ابْن الْحُسَيْن الْعلوِي الزيدي وَكَانَ من نبلاء أهل الْبَيْت وَمن المحمودين فِي صناعَة الحَدِيث وَغَيره من الْأُصُول وَالْفُرُوع فَذكر بَين يَدَيْهِ يَوْمًا الإمامية فَذكرهمْ أقبح ذكر وَقَالَ لَو كَانُوا من الدَّوَابّ لكانوا الْحمير وَلَو كَانُوا من الطُّيُور لكانوا الرخم وَأَطْنَبَ فِي ذمهم وَبعد مُدَّة دخلت على المرتضى وَجرى ذكر الزيدية والصالحية أَيهمَا خير فَقَالَ يَا أَبَا الْفضل تَقول أَيهمَا خير وَلَا تَقول أَيهمَا شَرّ فتعجبت من إمامي الشِّيعَة فِي وقتهما وَمن قَول كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي مَذْهَب الآخر فَقلت لقد كفيتما أهل السّنة الوقيعة فيكما قيل إِن المرتضى اطلع يَوْمًا من روشنه فَرَأى الْمُطَرز الشَّاعِر وَقد انْقَطع شِرَاك نَعله

وَهُوَ يصلحه فَقَالَ لَهُ فديت ركائبك وَأَشَارَ إِلَى قصيدته الَّتِي أَولهَا من الطَّوِيل (سرى مغرباً بالعيس ينتجع الركبا ... يسائل عَن بدر الدجى الشرق والغربا) (على عذبات الْجذع من مَاء تغلب ... غزال يرى مَاء الْقُلُوب لَهُ شربا) إِلَى قَوْله (إِذا لم تبلغني إِلَيْكُم ركائبي ... فَلَا وَردت مَاء وَلَا رعت العشبا) فَقَالَ لَهُ الْمُطَرز مسرعاً أتراها مَا تشبه مجلسك وشربك وخلعك أَرَادَ بذلك أَبْيَات المرتضى وَهِي من الْخَفِيف (يَا خليلي من ذؤابة قيس ... فِي التصابي مَكَارِم الْأَخْلَاق) (غنياني بذكرهم تطرباني ... واسقياني دمعي بكأس دهاق) (وخذا النّوم من جفوني فَإِنِّي ... قد خلعت الْكرَى على العشاق) ) وَمن تصانيفه كتاب الشافي فِي الْإِمَامَة كتاب الملخص فِي الْأُصُول لم يتمه كتاب الذَّخِيرَة فِي الْأُصُول تَامّ كتاب جمل الْعلم وَالْعَمَل تَامّ كتاب الدُّرَر وَالْغرر وَهُوَ كثير الْفَوَائِد تَكْمِلَة الْغرَر كتاب التَّنْزِيه كتاب الْمسَائِل الموصلية الأولى كتاب الْمسَائِل الموصلية الثَّانِيَة كتاب الْمسَائِل الموصلية الثَّالِثَة كتاب الْمقنع فِي الْغَيْبَة كتاب مسَائِل الْخلاف فِي الْفِقْه لم يتم كتاب الِانْتِصَار فِيمَا انْفَرَدت بِهِ الإمامية كتاب مسَائِل مُفْرَدَات فِي أصُول الْفِقْه كتاب الْمِصْبَاح فِي الْفِقْه لم يتم كتاب الْمسَائِل الطرابلسية الأولى وَكتاب الْمسَائِل الطرابلسية الْأَخِيرَة كتاب مسَائِل أهل مصر الأولى كتاب مسَائِل أهل مصر الثَّانِيَة كتاب الْبَرْق كتاب طيف الخيال كتاب الشيب والشباب كتاب تتبع أَبْيَات الْمعَانِي الَّتِي تكلم عَلَيْهَا ابْن جنب كتاب النَّقْض على ابْن جني فِي الْحِكَايَة والمحكي كتاب تَفْسِير قصيدة السَّيِّد كتاب قصر الرِّوَايَة وَإِبْطَال القَوْل بِالْعدَدِ كتاب الذريعة فِي أصُول الْفِقْه كتاب الْمسَائِل الصيداوية وَله مسَائِل مُفْردَة نَحْو مائَة مَسْأَلَة فِي فنون شَتَّى وَمن شعره من الْكَامِل

(وطرقنني وَهنا بأجواز الرِّبَا ... وطروقهن على النَّوَى تخييل) (فِي لَيْلَة وافي بهَا متمنع ... وَدنت بعيدات وجاد بخيل) (يَا لَيْت زائرنا بفاحمة الدجى ... لم يَأْتِ إِلَّا والصباح رَسُول) (فقليله وضح الضُّحَى مستكثر ... وَكَثِيره غبش الظلام قَلِيل) (مَا عابه وَبِه السرُور زَوَاله ... فَجَمِيع مَا سر الْقُلُوب يَزُول) وَمِنْه من الطَّوِيل (وزارت وِسَادِي فِي الظلام خريدة ... أَرَاهَا الْكرَى عَيْني وَلست أَرَاهَا) (تمانع صبحاً أَن أَرَاهَا بناظري ... وتبذل جنحاً أَن أقبل فاها) (وَلما سرت لم تخش وَهنا ظلالةً ... وَلَا عرف العذال كَيفَ سراها) (فَمَاذَا الَّذِي من غير وعد أَتَى بهَا ... وماذا على بعد المزار هداها) (وَقَالُوا عساها بعد زورة بَاطِل ... تزور بِلَا ريب فَقلت عساها) وَمِنْه من الطَّوِيل (تجاف عَن الْأَعْدَاء بقيا فَرُبمَا ... كفيت فَلم تجرح بناب وَلَا ظفر) (وَلَا تبر مِنْهُم كل عود تخافه ... فَإِن الأعادي يَنْبُتُونَ من الدَّهْر) ) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل (بيني وَبَين عواذلي ... فِي الْحبّ أَطْرَاف الرماح) (أَنا خارجي فِي الْهوى ... لَا حكم إِلَّا للملاح) وَمِنْه من المنسرح (مولَايَ يَا بدر كل داجيةٍ ... خُذ بيَدي قد وَقعت فِي اللجج) (حسنك مَا تَنْقَضِي عجائبه ... كالبحر حدث عَنهُ بِلَا حرج) (بِحَق من خطّ عذاريك وَمن ... سلط سلطانها على المهج) (مد يَديك الكريمتين وَمن ... ثمَّ ادْع لي من هَوَاك بالفرج)

وَمِنْه من الْخَفِيف (قل لمن خَدّه من اللحظ دَامَ ... رق لي من جوانح فِيك تدمى) (يَا سقيم الجفون من غير سقم ... لَا تلمني إِن مت مِنْهُنَّ سقما) (أَنا خاطرت فِي هَوَاك بقلب ... ركب الْبَحْر فِيك أما وَأما) قلت شعر جيد وَلَكِن أَيْن هَذِه الديباجة من ديباجة أَخِيه الرضي الْجَامِع الباقولي النَّحْوِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ الضَّرِير أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الباقولي الْمَعْرُوف بالجامع ذكره أَبُو الْحسن الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الوشاح فَقَالَ هُوَ فِي النَّحْو وَالْإِعْرَاب كعبة لَهَا أفاضل الْعَصْر سدنة وَالْفضل بعد جفائه أُسْوَة حَسَنَة وَقد بعث إِلَى خُرَاسَان بِبَيْت الفرزدق الْمَشْهُور فِي شهور سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَهُوَ من الطَّوِيل (وَلَيْسَت خُرَاسَان الَّتِي كَانَ خَالِد ... بهَا أَسد إِذْ كَانَ سَيْفا أميرها) وَكتب كل فَاضل من أفاضل خُرَاسَان لهَذَا الْبَيْت شرحاً ثمَّ قَالَ وَهَذَا الإِمَام استدرك على أبي عَليّ الْفَسَوِي وَعبد القاهر وَله هَذِه الرُّتْبَة وَمن شعره من الرمل (أحبب النَّحْو من الْعلم فقد ... يدْرك الْمَرْء بِهِ أَعلَى الشّرف) (إِنَّمَا النَّحْوِيّ فِي مَجْلِسه ... كشهاب ثاقب بَين السدف) (يخرج الْقُرْآن من فِيهِ كَمَا ... تخرج الدرة من جَوف الصدف) وَله من التصانيف شرح اللمع كتاب كشف المعضلات وإيضاح المشكلات فِي علل) الْقرَاءَات وَكتاب الْجَوَاهِر وَكتاب الْمُجْمل وَكتاب الِاسْتِدْرَاك على أبي عَليّ وَكتاب الْبَيَان فِي شَوَاهِد الْقُرْآن أَبُو الْفرج ابْن هندو عَليّ بن الْحُسَيْن بن هندو أَبُو الْفرج الْكَاتِب الأديب الشَّاعِر لَهُ

رسائل مدونة وَكَانَ أحد كتاب الْإِنْشَاء فِي ديوَان عضد الدولة وَكَانَ متفلسفاً قَرَأَ كتب الْأَوَائِل على أبي الْحسن العامري بنيسابور ثمَّ عَليّ أبي الْخَيْر ابْن الْجمار وَورد بَغْدَاد فِي أَيَّام أبي غَالب ابْن خلف الْوَزير فَخر الْملك ومدحه وَكَانَ يلبس الدراعة على رسم الْكتاب وَلأبي الْفرج هَذَا ابْن يدعى أَبَا الشّرف عماداً ذكره الباخرزي فِي دمية الْقصر وَأورد لَهُ شعرًا متوسطاً وَقَالَ أَبُو الْفضل الْبَنْدَنِيجِيّ هُوَ من أهل الرّيّ وشاهدته بجرجان فِي سني بضع عشرَة وَأَرْبع مائَة كَاتبا بهَا وَكَانَ بِهِ ضرب من السَّوْدَاء وَكَانَ قَلِيل الْقُدْرَة على شرب النَّبِيذ فاتفق أَنه كَانَ يَوْمًا عِنْد أبي الْفَتْح ابْن أبي عَليّ حمد كَاتب قَابُوس بن وشمكير وَأَنا مَعَه فَدخل أَبُو عَليّ الْموضع وَنظر فِيمَا كَانَ بَين أَيْدِينَا من الْكتب وتناشد هُوَ وَابْن هندو الْأَشْعَار وَحضر الطَّعَام فأكلنا وانتقلنا إِلَى مجْلِس الشَّرَاب فَلم يطق ابْن هندو المساعدة على ذَلِك فَكتب فِي رقْعَة دَفعهَا إِلَيْهِ من الْخَفِيف (قد كفاني من المدام شميم ... صالحتني النهى وثاب الْغَرِيم) (هِيَ جهد الْعُقُول سمي رَاحا ... مثل مَا قيل للديغ سليم) (إِن تكن جنَّة النَّعيم فِيهَا ... من أَذَى السكر والخمار جحيم) فَلَمَّا قَرَأَهَا ضحك وأعفاه من الشّرْب وَمن شعره أَيْضا من الطَّوِيل (أرى الْخمر نَارا والنفوس جواهراً ... فَإِن شربت أبدت طباع الْجَوَاهِر) (فَلَا تفضحن النَّفس يَوْمًا بشربها ... إِذا لم تثق مِنْهَا بِحسن السرائر) وَمِنْه من الْكَامِل (مَا للمعيل وللمعالي إِنَّمَا ... يسمو إلَيْهِنَّ الوحيد الفارد) (فالشمس تجتاب السَّمَاء فريدةً ... وَأَبُو بَنَات النعش فِيهَا راكد) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط) (عابوه لما التحى فَقُلْنَا ... عبتم وَغِبْتُمْ عَن الْجمال)

(هَذَا غزال وَلَا عَجِيب ... أَن يظْهر الْمسك من غزال) وَمِنْه من الطَّوِيل (تعرضت الدُّنْيَا بلذة مطعم ... وزخرف موشي من اللّبْس رائق) (أَرَادَ سفاهاً أَن يموه قبحها ... على فكر خاضت بحار الدقائق) (فَلَا تخدعينا بِالشرابِ فإننا ... قتلنَا نَهَانَا فِي طلاب الْحَقَائِق) ومدح أَبُو الْفرج منوجهر بن قَابُوس بقصيدة تأنق فِيهَا وأنشده إِيَّاهَا فَلم يفهمها وَلَا أثابه عَلَيْهَا فَقَالَ من الْبَسِيط (يَا وَيْح فضلي أما فِي النَّاس من رجل ... يحنو عَلَيْهِ أما فِي الأَرْض من ملك) (لأكرمنك يَا فضلي بتركهم ... وأستهينن بِالْأَيَّامِ والفلك) فَقيل لمنوجهر إِنَّه قد هجاك لِأَنَّهُ كَانَ يلقب فلك الْمَعَالِي فَطَلَبه ليَقْتُلهُ فهرب إِلَى نيسابور وَمن شعره من المتقارب (حللت وقاري فِي شادن ... عُيُون الْأَنَام بِهِ تعقد) (غَدا وَجهه كعبةً للجمال ... ولي قلبه الْحجر الْأسود) وَمِنْه من الْبَسِيط (لَا يؤيسنك من مجد تباعده ... فَإِن للمجد تدريجاً وترتيبا) (إِن الْقَنَاة الَّتِي شاهدت رفعتها ... تنمي وتنبت أنبوباً فأنبوبا) وَمِنْه من السَّرِيع (ضعت بِأَرْض الرّيّ فِي أَهلهَا ... ضيَاع حرف الرَّاء فِي اللثغه) (صرت بهَا بعد بُلُوغ المنى ... أجهد أَن تبلغ بِي البلغه) وَمِنْه من المتقارب (وسَاق تقلد لما أَتَى ... حمائل زق ملاه شمولا)

(فَللَّه دَرك من فَارس ... تقلد سَيْفا يقد العقولا) وَمِنْه من الْخَفِيف (لعن الله مبدع التفخيذ ... قد أَتَى لَا أَتَى بِغَيْر لذيذ) ) (أَي طيب وَلَذَّة لخليع ... يشرب المَاء شَهْوَة للنبيذ) وَمِنْه من الرمل (كل مَا لي فَهُوَ رهن مَا لَهُ ... من فكاك فِي مسَاء وابتكار) (ففؤادي أبدا رهن هوى ... وردائي أبدا رهن عقار) (فدع التفنيد يَا صَاح لنا ... إِنَّمَا الرِّبْح لأَصْحَاب الخسار) (لَو ترى ثوبي مصبوغاً بهَا ... قلت ذمِّي تبدى فِي غيار) (وَلَقَد أمرح فِي شرخ الصِّبَا ... مرح المهرة فِي ثني العذار) وَمن شعر ابْن هندو من المنسرح (كفى فُؤَادِي عذاره حرقه ... فَكف عينا بدمعها غرقه) (مَا خطّ حرف من العذار بِهِ ... إِلَّا محا من جماله ورقه) مِنْهُ من المنسرح (يَا من محياه كاسمه حسن ... إِن نمت عني فَلَيْسَ لي وَسن) (قد كنت قبل العذار فِي محن ... حَتَّى تبدى فزادت المحن) (يَا شَعرَات جَمِيعهَا فتن ... يتيه فِي كنه وصفهَا الفطن) (مَا غيروا من عذاره سفها ... قد كَانَ غصناً فأورق الْغُصْن) وَمِنْه من الْكَامِل (أوحى لعارضه العذار فَمَا ... أبقى على روعي وَلَا نسكي) (فَكَأَن نملاً قد دببن بِهِ ... غمست أكارعهن فِي مسك) وَمِنْه من السَّرِيع (قَالُوا لهَذَا الْقَمَر البادي ... مَالك إصلاحي وإفسادي) (ردوا فؤاداً راحلاً قبْلَة ... لَا بُد للراحل من زَاد)

وَمِنْه من الْبَسِيط (قَالُوا اشْتغل عَنْهُم يَوْمًا بغيرهم ... وخادع النَّفس إِن النَّفس تنخدع) (قد صِيغ قلبِي على مِقْدَار حبهم ... فَمَا لحب سواهُ فِيهِ متسع) وَمِنْه من المتقارب) (عجبت لقولنج هَذَا الْأُمِّي ... ر وأنى وَمن أَيْن قد جَاءَهُ) (وَفِي كل يَوْم لَهُ حقنة ... تفرغ بالزيت أمعاءه) وَمِنْه من المنسرح (عَارض ورد الخدود وجنته ... فاتفقا فِي الْجمال وَاخْتلفَا) (يزْدَاد بالقطف ورد وجنته ... وَينْقص الْورْد كلما قطفا) وَمِنْه من الْكَامِل المجزوء أوصى الْفَقِيه العسكري بِأَن أكف عَن الشَّرَاب فعصيته إِن الشَّرَاب عمَارَة الْجِسْم الخراب قَالَ الثعالبي كَانَ قد اتّفق لي فِي أَيَّام صباي معنى بديع لم أقدر أَنِّي سبقت إِلَيْهِ وَلَا ظَنَنْت أَنِّي شوركت فِيهِ وَهُوَ من مجزوء الرجز (قلبِي وجدا مشتعل ... على الهموم مُشْتَمل) (وَقد كست جسمي الضنى ... ملابس الصب الْغَزل) (إنسانة فتانة ... بدر الدجى مِنْهَا خجل) (إِذا زنت عَيْني بهَا ... فبالدموع تَغْتَسِل) حَتَّى أنشدت لأبي الْفرج ابْن هندو من الطَّوِيل (يَقُولُونَ لي مَا بَال عَيْنَيْك إِذْ رَأَتْ ... محَاسِن هَذَا الظبي أدمعها هطل) (فَقلت زنت عَيْني بطلعة وَجهه ... فَكَانَ لَهَا من صوب أدمعها غسل) قلت وَفِي كتابي الْمُسَمّى ب لَذَّة السّمع فِي صفة الدمع بَاب عقدته لهَذَا الْمَعْنى ونبهت على مَا فِي هذَيْن من الْقبْح وَمن تصانيف ابْن هندو كتاب مِفْتَاح الطِّبّ والمقالة المشوقة فِي الْمدْخل إِلَى علم الفلسفة كتاب الْكَلم الروحانية من الحكم اليونانية ورسالة الوساطة بَين الزناة واللاطة هزلية وديوان شعره

القَاضِي ابْن حربويه الشَّافِعِي عَليّ بن الْحُسَيْن بن حَرْب بن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ القَاضِي أَبُو عبيد ابْن حربويه روى عَنهُ النَّسَائِيّ فِي الصَّحِيح وَقَالَ الشَّيْخ محيي الدّين كَانَ من أَصْحَاب الْوُجُوه وَذكره فِي شرح) الْمُهَذّب وَالرَّوْضَة ولي قَضَاء مصر سنة ثَمَان عشرَة وَكَانَ عَالما بالاختلاف والمعاني وَالْقِيَاس عَارِفًا بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث كَانَ يتفقه على مَذْهَب أبي ثَوْر وَكَانَ ثِقَة ثبتاً وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مائَة ابْن وَاقد الْمروزِي عَليّ بن الْحُسَيْن بن وَاقد مولى عبد الله بن عَامر بن كريز الْقرشِي الْمروزِي توفّي بمرو سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ روى لَهُ البُخَارِيّ آثاره وروى لَهُ مُسلم تَعْلِيقا وروى لَهُ الْأَرْبَعَة أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ صَاحب الأغاني عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْهَيْثَم بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان بن عبد الله بن مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف أَبُو الْفرج الأشبهاني الْكَاتِب الْعَلامَة الاخباري صَاحب الأغاني

ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة كَذَا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَغَيره وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء ذكر فِي كتاب أدب الغرباء من تأليفه حَدثنِي صديق لي قَالَ قَرَأت على قصر معز الدولة بالشماسية يَقُول فلَان ابْن فلَان الْهَرَوِيّ حضرت وَفِي هَذَا الْموضع فِي سماط معز الدولة وَالدُّنْيَا عَلَيْهِ مقبلة وهيبة الْملك عَلَيْهِ مُشْتَمِلَة ثمَّ عدت إِلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة فَرَأَيْت مَا يعْتَبر بِهِ اللبيب يَعْنِي من الخراب وَذكر موت معز الدولة وَولَايَة ابْنه بختيار وَكَانَ ذَلِك فِي سنة سِتّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة انْتهى قلت قَالَ كثير من النَّاس إِنَّه مَاتَ فِي سنة سِتّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة عالمان أَبُو عَليّ القالي وَصَاحب الأغاني وَثَلَاث مُلُوك معز الدولة وكافور وَسيف الدولة وَسمع أَبُو الْفرج من جمَاعَة لَا يُحصونَ وروى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره استوطن بَغْدَاد وَكَانَ من أَعْيَان أدبائها وأفراد مصنفيها وَكَانَ أخبارياً نسابة شَاعِرًا ظَاهر التَّشَيُّع قَالَ أَبُو عَليّ التنوخي كَانَ يحفظ أَبُو الْفرج من الشّعْر والأغاني وَالْأَخْبَار والمسندات والأنساب مَا لم أر قطّ من يحفظ مثله ويحفظ من سوى ذَلِك من عُلُوم أخر مِنْهَا اللُّغَة والنحو والخرافات والمغازي وَالسير وصنف لبني أُميَّة أَقَاربه مُلُوك الأندلس تصانيف) وسيرها إِلَيْهِم وجاءه الإنعام على ذَلِك قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين رَأَيْت شَيخنَا ابْن تَيْمِية يُضعفهُ ويتهمه فِي نَقله ويستهول مَا يَأْتِي بِهِ وَمَا علمت فِيهِ حرجاً إِلَّا قَول ابْن أبي الفوارس خلط قبل أَن يَمُوت وَقد أثنى على كِتَابه الأغاني جمَاعَة من جلة الأدباء انْتهى قَالَ ابْن عرس الْموصِلِي كتب إِلَيّ أَبُو تغلب ابْن نَاصِر الدولة يَأْمُرنِي بابتياع كتاب الأغاني فابتعته لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَلَمَّا حَملته إِلَيْهِ ووقف عَلَيْهِ قَالَ لقد ظلم وراقه الْمِسْكِين وَإنَّهُ ليساوي عشرَة آلَاف دِينَار وَلَو فقد مَا قدرت عَلَيْهِ الْمُلُوك إِلَّا بالرغائب وَأمر أَن يكْتب لَهُ بِهِ نُسْخَة أُخْرَى وأبيعت مسودات الأغاني وأكثرها فِي ظُهُور بِخَط التَّعْلِيق فاشتريت لأبي أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَفْص بأَرْبعَة آلَاف دِرْهَم وَأهْدى أَبُو الْفرج بِهِ نُسْخَة

لسيف الدولة ابْن حمدَان فَأعْطَاهُ ألف دِينَار وَبلغ ذَلِك الصاحب ابْن عباد فَقَالَ لقد قصر سيف الدولة وَإنَّهُ يستاهل أضعافها وَوصف الْكتاب وَأَطْنَبَ فِي وَصفه ثمَّ قَالَ لقد اشْتَمَلت خزانتي على مِائَتي ألف مُجَلد وَسَبْعَة عشر ألف مُجَلد مَا مِنْهَا مَا هُوَ سميري غَيره وَلَا راقني مِنْهَا سواهُ وَلم يكن كتاب الأغاني يُفَارق سيف الدولة فِي سفر وَلَا حضر وَقَالَ أَبُو الْفرج جمعته فِي خمسين سنة وكتبت بِهِ نُسْخَة وَاحِدَة وَهِي الَّتِي أهديت لسيف الدولة قَالَ ياقوت كتبت مِنْهُ نُسْخَة بخطي فِي عشر مجلدات وجمعت تراجمه ونبهت على فَوَائده وَذكرت السَّبَب الَّذِي من أَجله وضع تراجمه وَوَجَدته يعد بِشَيْء وَلَا يَفِي بِهِ فِي غير مَوضِع مِنْهُ كَقَوْلِه فِي آخر أَخْبَار أبي الْعَتَاهِيَة وَقد طَالَتْ أخباره هَا هُنَا وَسَنذكر أخباره مَعَ عتب فِي مَوضِع آخر وَلم يفعل وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أَخْبَار أبي نواس مَعَ جنان إِذْ كَانَت سَائِر أخباره قد تقدّمت وَلم يتَقَدَّم شَيْء إِلَى أشباه ذَلِك والأصوات الْمِائَة هِيَ تسع وَتسْعُونَ وَمَا أَظن إِلَّا أَن الْكتاب قد سقط مِنْهُ شَيْء أَو يكون النسْيَان غلب عَلَيْهِ وَالله أعلم قلت وَقد ذكرت فِي صدر الْكتاب فِي الديباجية عِنْدَمَا سردت أَسمَاء الْكتب المصنفة فِي التواريخ جمَاعَة مِمَّن اخْتَار كتاب الأغاني وَكَانَ أَبُو الْفرج من أَصْحَاب الْوَزير أبي مُحَمَّد المهلبي الخصيصين بِهِ وَكَانَ أَبُو الْفرج وسخاً فِي نَفسه ثمَّ فِي ثَوْبه قذراً لم يكن يغسل دراعة يلبسهَا وَلَا تزَال عَلَيْهِ أَن تبلى وَكَانَ لَهُ قطّ اسْمه يقق مرض ذَلِك القط بقولنج فحقنه بِيَدِهِ وَخرج ذَلِك الْغَائِط على يَدَيْهِ وَقد طرق الْبَاب عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه الرؤساء فَخرج إِلَيْهِم وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَال لم يغسل يَدَيْهِ وَاعْتذر إِلَيْهِم بشغله عَنْهُم بِأَمْر القط وَكَانَ يَوْمًا على مائدة) الْوَزير أبي مُحَمَّد المهلبي فَقدمت سكباجة فَوَافَقت من أبي الْفرج سعلة فبدر من فَمه قِطْعَة بلغم وَقعت فِي وسط السكباجة فَقَالَ الْوَزير إرفعوها وهاتوا من هَذَا اللَّوْن بِعَيْنِه فِي غير هَذِه الغضارة وَلم يبن عِنْده وَلَا فِي وَجهه إِنْكَار وَلَا دَاخل أَبَا الْفرج استحياء وَلَا انقباض وَكَانَ الْوَزير من الصلف على مَا حُكيَ عَنهُ أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ أكل شَيْء بملعقة كالأرز وَاللَّبن وَغير ذَلِك وقف من الْجَانِب الْأَيْمن غُلَام مَعَه ثَلَاثُونَ ملعقة زجاجاً مجروداً فَيَأْخُذ ملعقة وَيَأْكُل بهَا لقْمَة وَاحِدَة وناولها لغلام آخر وقف على يسَاره ثمَّ يتَنَاوَل ملعقة غَيرهَا جَدِيدَة وَيَأْكُل بهَا لقْمَة وَاحِدَة ثمَّ يَدْفَعهَا إِلَى الْغُلَام الَّذِي على يسَاره حَتَّى لَا يدْخل الملعقة

فِي فَمه مرّة أُخْرَى وَكَانَ مَعَ هَذَا الصلف والظرف والتجنب يصبر على مواكلة أبي الْفرج ويحتمله لأدبه ومحادثته وَلما طَال الْأَمر على الْوَزير صنع لَهُ مائدتين عَامَّة وخاصة يَدْعُو إِلَى الْخَاصَّة من يُرِيد مواكلته وَكَانَ أَبُو الْفرج أكولاُ نهماً فَإِذا ثقل الطَّعَام على معدته تنَاول خَمْسَة دَرَاهِم فلفلاً مدقوقاً وَلَا يُؤْذِيه وَلَا تَدْمَع مِنْهُ عَيناهُ وَكَانَ لَا يقدر أَن يَأْكُل حمصة وَاحِدَة وَلَا يَأْكُل طَعَاما فِيهِ حمص وَإِذا أكل شَيْئا مِنْهُ سرى بدنه كُله وَبعد سَاعَة أَو ساعتين يفصد وَرُبمَا لذَلِك دفعتين قَالَ وَلم أدع طَبِيبا حاذقاً إِلَّا سَأَلته عَن ذَلِك وَلَا يُخْبِرنِي عَن السَّبَب وَلَا يعلم لَهُ دَوَاء فَلَمَّا كَانَ قبل فالجه ذهبت عَنهُ الْعَادة فِي الحمص فَصَارَ يَأْكُلهُ وَلَا يضرّهُ وَبقيت عَلَيْهِ عَادَة الفلفل وَكَانَ يَوْمًا هُوَ والوزير المهلبي فِي مجْلِس شراب فَسَكِرَ الْوَزير وَلم يبْق أحد من الندماء غير أبي الْفرج فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الْفرج أَنا أعلم أَنَّك تهجوني سرا فاهجني السَّاعَة جَهرا فَقَالَ الله الله أَيهَا الْوَزير فِي إِن كنت قد مللتني انْقَطَعت وَإِن كنت تُؤثر قَتْلِي فبالسيف إِذا شِئْت فَقَالَ لَا بُد من ذَلِك فَقَالَ لي أير بلولب فَقَالَ الْوَزير فِي حر أم الْمُهلب هَات مصراعاً آخر فَقَالَ الطَّلَاق يلْزم الْأَصْفَهَانِي إِن زَاد على هَذَا وَكَانَ أَبُو الْقَاسِم الْجُهَنِيّ الْمُحْتَسب على فَضله فَاحش الْكَذِب كَانَ فِي بعض الْأَيَّام فِي مجْلِس فِيهِ أَبُو الْفرج فَجرى حَدِيث النعنع وَإِلَى أَي حد يطول فَقَالَ الْجُهَنِيّ فِي الْبَلَد الْفُلَانِيّ نعنع) يتشجر حَتَّى يعْمل من خشبه السلاليم فاغتاظ أَبُو الْفرج من ذَلِك وَقَالَ نعم عجائب الدُّنْيَا كَثِيرَة وَلَا يدْفع هَذَا وَلَا يستبعد وَعِنْدِي مَا هُوَ أعجب من هَذَا وَأغْرب وَهُوَ زوج حمام راعبي يبيض فِي كل نَيف وَعشْرين يَوْمًا بيضتين فأنتزعهما من تَحْتَهُ وأضع مكانهما صنجة مائَة وصنجة خمسين فَإِذا انْتَهَت مُدَّة الحضان تفقست الصنجتان عَن طست وإبريق أَو سطل وكرنيب فَعم أهل الْمجْلس الضحك وفطن الْجُهَنِيّ وانقبض عَن كثير مِمَّا كَانَ يحكيه وَمن تصانيف أبي الْفرج كتاب الأغاني الْكَبِير كتاب مُجَرّد الأغاني كتاب التَّعْدِيل والانتصاف فِي أَخْبَار الْقَبَائِل وأنسابها كتاب مقَاتل الطالبيين كتاب أَخْبَار

الفتيان كتاب الْإِمَاء الشواعر كتاب المماليك الشُّعَرَاء كتاب أدب الغرباء كتاب الديارات كتاب تَفْضِيل ذِي الْحجَّة كتاب الْأَخْبَار والنوادر كتاب أدب السماع كتاب أَخْبَار الطفيليين كتاب مَجْمُوع الْأَخْبَار والآراء كتاب الخمارين والخمارات كتاب الْفرق والمعيار فِي الأوغاد والأحرار وَهُوَ رِسَالَة عَملهَا فِي هرون بن المنجم كتاب دَعْوَة التُّجَّار كتاب أَخْبَار جحظة الْبَرْمَكِي كتاب جمهرة النّسَب كتاب نسب بني عبد شمس كتاب نسب بني شَيبَان كتاب نسب المهالبة كتاب نسب بني تغلب كتاب الغلمان المغنين كتاب مناجيب الخصيان عمله للوزير المهلبي فِي خصيين كَانَا لَهُ مغنيين كتاب الحانات وَمن شعره مَا كتبه إِلَى الْوَزير المهلبي يشكو الفأر ويصف الهر من الْخَفِيف (يَا لحدب الظُّهُور قعص الرّقاب ... لدقاق الأنياب والأذناب) (خلقت للْفَسَاد مذ خلق الْخلّ ... ق وللعيث والأذى والخراب) (ناقبات فِي الأَرْض والسقف والحي ... طان نقباً أعي على النقاب) (آكلات كل المآكل لَا تأم ... ننها شاربات مَعَ ذَاك كل الشَّرَاب) (آلفات قرض الثِّيَاب وَقد يع ... دلّ قرض الْقُلُوب قرض الثِّيَاب) (زَالَ همي مِنْهُنَّ أَزْرَق تَرَ ... كي السبالين أنمر الجلباب) (لَيْث غَابَ خلقا فَمن لَا ... ح لعينيه خَاله لَيْث غَابَ) (ناصب طرفه إزاء الزوايا ... وإزاء السقوف والأبواب) (ينتضي الظفر حِين يظفر للصي ... د وَإِلَّا فظفره فِي قرَاب) (لَا ترى أخبثيه عين وَلَا يع ... لم مَا جنتاه غير التُّرَاب) ) (قرطقوه وشنفوه وحلو ... هـ أخيراً وأولاً بالخضاب) (فَهُوَ طوراً يمشي بحلي عروس ... وَهُوَ طوراً يخطو على عناب) (حبذا ذَاك صاحباً هُوَ فِي الصح ... بة أوفى من أَكثر الْأَصْحَاب) وَمِنْه مَا قَالَه فِي الْوَزير المهلبي من الْكَامِل

(أبعين مفتقر إِلَيْك نظرتني ... فأهنتني وقذفتني من حالق) (لست الملوم أَنا الملوم لأنني ... أنزلت آمالي بِغَيْر الْخَالِق) قلت وَقد مرا فِي تَرْجَمَة أبي الطّيب المتنبي وَمِنْه من الطَّوِيل (حضرتكم دهراً وَفِي الْكمّ تحفة ... فَمَا أذن البواب لي فِي لقائكم) (إِذا كَانَ هَذَا حالكم يَوْم أخذكم ... فَمَا حالكم بِاللَّه يَوْم عطائكم) وَمِنْه فِي المهلبي من الطَّوِيل (وَلما انتجعنا لائذين بظله ... أعَان وَمَا عَنى وَمن وَمَا منى) (وردنا عَلَيْهِ مقترين فراشنا ... وردنا نداه مجدبين فأخصبنا) ابْن كوجك الْوراق عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ الْعَبْسِي يعرف بِابْن كوجك الْوراق كَانَ أديباً فَاضلا يورق بِمصْر سمع من أبي مُسلم مُحَمَّد بن أَحْمد كَاتب أبي الْفضل ابْن حنزابة الْوَزير وَمَات سنة أَربع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وصنف كتبا مِنْهَا كتاب الطيوريين وَكتاب أعز المطالب إِلَى أَعلَى الْمَرَاتِب فِي الزّهْد وَمن شعره من الطَّوِيل (وَمَا ذَات بعل مَاتَ عَنْهَا فجاءة ... وَقد وجدت حملا دوين الترائب) (بِأَرْض نأت عَن والديها كليهمَا ... تعاورها الوراث من كل جَانب) (فَلَمَّا استبان الْحمل مِنْهَا تنهنهوا ... قَلِيلا وَقد دبوا دَبِيب العقارب) (فَجَاءَت بمولود غُلَام فأحرزت ... تُرَاب أَبِيه الْمَيِّت دون الْأَقَارِب) (فَلَمَّا غَدا لِلْمَالِ رَبًّا ونافست ... لإعجابها فِيهِ عُيُون الْكَوَاكِب) (وَكَاد يطول الدرْع فِي الْقد جِسْمه ... وقارب أَسبَاب النهى والتجارب) (وَأصْبح مأمولاً يخَاف ويرتجى ... جميل الْمحيا ذَا عذار وشارب) (أتيح لَهُ عبل الذراعين محذر ... جريء على أقرانه غير هائب) ) (فَلم يبْق مِنْهُ غير عظم مجزر ... وجمجمة لَيست بِذَات ذوائب)

(بأوجع مني يَوْم ولت حمولهم ... يؤم بهَا الحادون وَادي غباغب) الْعَسْقَلَانِي النَّحْوِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن بن بلبل أَبُو الْحسن الْعَسْقَلَانِي النَّحْوِيّ من شعره من مجزوء الْكَامِل (شعر الذؤابة والعذار ... قاما بعذري واعتذاري) (بِأبي الَّذِي فِي خَدّه ... مَاء الصِّبَا ولهيب نَار) (سكرت لواحظه وَقل ... بِي مَا يفِيق من الْخمار) (عابوا امتهاني فِي هوا ... هـ كأنني أَنا باختياري) وَمِنْه فِي أَزْرَق الْعين من السَّرِيع (تدل بالذابل حسنا وَفِي ... طرفك مَا فِي طرف الذابل) (أَزْرَق كالأزرق يَوْم الوغى ... كِلَاهُمَا يُوصف بالقاتل) ابْن عريبة الشَّافِعِي عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الربعِي الْبَغْدَادِيّ ابْن عريبة الشَّافِعِي قَرَأَ الْفِقْه على القاضيين أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَالْمَاوَرْدِيّ وَأبي الْقَاسِم مَنْصُور بن عمر الْكَرْخِي وَقَرَأَ الْكَلَام للمعتزلة على أبي عَليّ ابْن الْوَلِيد وَغَيره وَقَرَأَ الْأَدَب على ابْن برهَان وَسمع فِي صباه من أبي الْحسن ابْن مخلد وَالْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وَعبد الْملك بن بَشرَان وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة وَولد سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (إِن كنت نلْت من الْحَيَاة وطيبها ... مَعَ حسن وَجهك عفة وشباباً) (فاحذر لنَفسك أَن ترى متمنياً ... يَوْم الْقِيَامَة أَن تكون تُرَابا) الْوَاعِظ الغزنوي الْحَنَفِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْوَاعِظ الغزنوي سمع بغزنة ومرو وَالْعراق وَكَانَ مليح الْإِيرَاد يتَكَلَّم بالعجمي والعربي جيد الْكَلَام

حسن الْمعرفَة بالفقه وَالتَّفْسِير وَكَانَ حنفياً تَامّ الْمُرُوءَة والسخاء كثير الْبَذْل وَالعطَاء ممدحاً حدث بِبَغْدَاد يَسِيرا وروى عَنهُ أَبُو سعد ابْن السَّمْعَانِيّ وَأَبُو الْفضل مُحَمَّد بن يُوسُف الغزنوي توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ يمِيل إِلَى التَّشَيُّع وَبنت لَهُ خاتون زَوْجَة) المستظهر رِبَاطًا بِبَاب الأزج وَكَانَ السُّلْطَان يَأْتِيهِ والوزراء والأكابر وَهُوَ وَالِد الْمسند أبي الْفَتْح أَحْمد بن عَليّ رَاوِي التِّرْمِذِيّ وَمن شعره من الْكَامِل المجزوء (إِنِّي لوصلك أشتهي ... أمل إِلَيْهِ أَنْتَهِي) (إِن نلْت ذَلِك لم أبل ... بِالروحِ مني إِن نهي) (دنياي لَذَّة سَاعَة ... وعَلى الْحَقِيقَة أَنْت هِيَ) (وَلَقَد نهاني العاذلو ... ن فَقلت لَا لَا أَنْتَهِي) الإسكافي الْكَاتِب عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الْأَعْلَى أَبُو الْحسن الإسكافي كَاتب بغا الْكَبِير وَكَانَ أديباً راوية للْأَخْبَار روى عَن أبي محلم وَالْحسن بن سهل وَأحمد بن أبي داؤد القَاضِي وَإِسْحَق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ الْوَزير زعيم الْملك عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم الْوَزير أَبُو الْحسن زعيم الْملك وزر للْملك أبي نصر حسن بن كاليجار وَكَانَ آخر مُلُوك بني بويه بعد هَلَاك أَخِيه كَمَال الْملك هبة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة كثرت مُطَالبَة الْعَسْكَر الْبَغْدَادِيّ لَهُ بالأقساط فصادر التُّجَّار بالكرخ فكثرت الشناعات عَلَيْهِ فهرب إِلَى بَاب الْمَرَاتِب فَأمره الْقَائِم بِاللَّه بالظهور فَظهر ووكل بِهِ فِي الدِّيوَان وَأقَام يُحَاسب وَبَاعَ دوابه وخيله وعقاره وضياعه وَأذن لَهُ الْخَلِيفَة فِي الانحدار إِلَى النعمانية ثمَّ لما غلب البساسيري دخل زعيم الْملك على يَمِينه وَكَانَ يحترمه ويخاطبه بمولانا ثمَّ إِنَّه فر إِلَى البطيحة وَبَقِي بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ولمهيار الديلمي فِيهِ مدائح كَثِيرَة مِنْهَا القصيدة الفائية الَّتِي أَولهَا من الْكَامِل (سَأَلَ اللوى وسؤاله إلحاف ... لَو كَانَ من أهل اللوى إسعاف)

(واستمنح الأظعان وَقْفَة سَاعَة ... لَو أسمع المتسرع الوقاف) مِنْهَا (هرم الزَّمَان وحولت عَن شكلها ... شيم الرِّجَال وحالت الْأَوْصَاف) (مَا إِن شريت الْجور مرتخصاً لَهُ ... حَتَّى علا وَتعذر الأنصاف) (وجفت خلائق كنت إِن جاذبتها ... سهل القياد ولانت الأعطاف) ) (وَغدا زعيم الْملك مَعَ أملي لَهُ ... ورجاي فِيهِ عَن الْوَفَاء يخَاف) (حَتَّى سلا صب وَأعْرض مقبل ... عني وَأنكر خابر عراف) (يَا سيف نصري والمهند تَابع ... وربيع أرضي والسحاب مُضَاف) (أخلاقك الغر الصفايا مَا لَهَا ... حملت قذى الواشين وَهِي سلاف) (والإفك فِي مرْآة رَأْيك مَاله ... يخفى وَأَنت الْجَوْهَر الشفاف) ابْن هندي الْحِمصِي عَليّ بن الْحُسَيْن بن هندي القَاضِي أَبُو الْحسن الْحِمصِي أديب لَهُ شعر ذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَهُوَ جد بني هندي رُؤَسَاء حمص توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة سمع من أَحْمد بن حريز السلماسي بِدِمَشْق حكى عَنهُ أَبُو الْفضل ابْن الْفُرَات حكى ابْن الْأَكْفَانِيِّ عَنهُ أَنه خلف عشرَة آلَاف دِينَار وَتُوفِّي بِدِمَشْق ابْن صصرى عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو الْحسن التغلبي ابْن صصرى أصلهم من مَدِينَة بلد حدث وَكَانَ ثِقَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ابْن جدا العكبري الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جدا أَبُو الْحسن العكبري الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ كَانَ شَيخا صَالحا متعبداً فصيحاً لسناً مناظراً لَهُ مُصَنف فِي الجدل وَغير ذَلِك توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة الأخنف الوَاسِطِيّ الْكَاتِب عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عَليّ بن دِينَار الأخنف بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الوَاسِطِيّ قدم بَغْدَاد وَسمع من عَاصِم بن الْحسن وَأحمد بن الْحسن بن خيرون وَغَيرهمَا ومدح الْإِمَامَيْنِ الْمُقْتَدِي وَابْنه المستظهر والوزير أَبَا مَنْصُور ابْن جهير وَكَانَ يكْتب خطا مليحاً وَتُوفِّي سنة تسعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ

يكْتب بِيَدِهِ الْيُسْرَى وَمن شعره من الطَّوِيل (هيا بانة بالغور إِن مر شادن ... بربعك مهضوم الحشا فسليه) (وَقَوْلِي لَهُ عَن مدنف عيد لم يجد ... دَوَاء لَهُ إِلَّا مدامة فِيهِ) (خف الله فِي قلبِي فَإنَّك سَاكن ... بسودائه واحفظ مَكَانك فِيهِ) ) وَمِنْه من الْبَسِيط (يَا نازح الدَّار عَن قربي ومسكنه ... فِي حبه الْقلب لَا تبعد بك الدَّار) (عِنْدِي أَحَادِيث فِي نَفسِي مخبأة ... حَتَّى أَرَاك وأخبار وأخبار) أَبُو الْوَزير المغربي عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن بَحر بن بهْرَام الْوَزير أَبُو الْقَاسِم المغربي هُوَ بغدادي الأَصْل والمغربي لقب لجده وَهُوَ وَالِد الْوَزير أبي الْقَاسِم الْحُسَيْن المغربي وَقد تقدم ذكره ولد أَبُو الْقَاسِم بحلب وَنَشَأ بهَا ووزر لصَاحِبهَا سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدَان ثمَّ هرب خوفًا مِنْهُ إِلَى مصر ووزر للْحَاكِم فَقتله وَكَانَ شَاعِرًا روى عَنهُ الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَكَانَت قتلته سنة أَرْبَعمِائَة وَمن شعره الْحَافِظ الفلكي عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحسن بن الْقَاسِم بن الْحسن الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْهَمدَانِي الْمَعْرُوف بالفلكي كَانَ حَافِظًا متقناً يحسن هَذَا الشَّأْن جيدا جمع الْكثير وصنف الْكتب مِنْهَا كتاب الْمُنْتَهى فِي الْكَمَال فِي معرفَة الرِّجَال ألف جُزْء وَكَانَ جده بارعاً فِي الْحساب وَعلم الْفلك فَلذَلِك قيل لَهُ الفلكي وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة ابْن المقير الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مَنْصُور الْمسند الصَّالح المعمر أَبُو الْحسن بن أبي عيد الله بن المقير بِالْقَافِ وَالْيَاء آخر الْحُرُوف مُشَدّدَة وَبعدهَا رَاء

الْبَغْدَادِيّ الْأَزجيّ الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ النجار مُسْند الديار المصرية بل مُسْند الْوَقْت ولد لَيْلَة عيد الْفطر سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة أجَاز لَهُ أَبُو بكر ابْن الزَّاغُونِيّ وَنصر بن نصر العكبري والحافظ ابْن نَاصِر وَسَعِيد بن الْبناء وَأَبُو الْكَرم الشهرزوري وَأَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد العباسي وَجَمَاعَة وَكَانَ يُمكنهُ السماع من هَؤُلَاءِ وَسمع بِنَفسِهِ من شهدة وَمعمر بن الفاخر وَعبد الْحق اليوسفي وَعِيسَى بن احْمَد الدوشابي وَأحمد بن الناعم وَأبي عَليّ ابْن شيرويه وَجَمَاعَة وَهُوَ آخر من روى بِالْإِجَازَةِ عَن أُولَئِكَ وبالسماع عَن ابْن الفاخر وَحدث بِدِمَشْق وبغداد ومصر وَمَكَّة وَحج وَرَاح إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا وجاور بِمَكَّة وَتُوفِّي بِمصْر وَكَانَ شَيخا صَالحا كثير التَّهَجُّد والتلاوة صَابِرًا على أهل الحَدِيث وَآخر من روى بِالسَّمَاعِ) وَالْإِجَازَة شَيخنَا يُونُس الدبابيسي بِالْقَاهِرَةِ أَبُو الْحسن الْعقيلِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن بن حيدرة بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعقيلِيّ يَنْتَهِي نسبه إِلَى عقيل بن أبي طَالب أَبُو الْحسن ذكره ابْن سعيد المغربي فِي كتاب الْمغرب وسَاق لَهُ قطعا كَثِيرَة من شعره وَأما أَنا فَمَا رَأَيْت أحدا من شعراء الْمُتَقَدِّمين من أَجَاد الِاسْتِعَارَة مثله وَلَا أَكثر من استعاراته اللائقة الصَّحِيحَة التخيل وَقد وقفت على ديوانه وَأَكْثَره مقاطيع وَقد خَتمه بأرجوزة طَوِيلَة نَاقض فِيهَا ابْن المعتز فِي أرجوزته الَّتِي ذمّ فِيهَا الصبوح ومدح الغبوق وَمن شعره من المجتث (إستجل بكرا عَلَيْهَا ... من الزّجاج رِدَاء) (فَوجه يَوْمك فِيهِ ... من الملاحة مَاء) وَمِنْه من الْبَسِيط (قُم فانحر الراح يَوْم النَّحْر بِالْمَاءِ ... وَلَا تضح ضحى إِلَّا بصهباء) (أدْرك حجيج الندامى قبل نفرهم ... إِلَى منى قصفهم مَعَ كل هيفاء) (وعج على مَكَّة الروحاء مبتكراً ... وَطف بهَا حول ركن الْعود والناي) وَمِنْه من الْبَسِيط

(إشرب على شفق من تَحْتَهُ لَهب ... كَأَنَّهُ سبج من تَحْتَهُ ذهب) (من قبل يُضحي خلوقاً مسكه وَيرى ... شقيقه ياسميناً حِين ينتقب) وَمِنْه من السَّرِيع (وَقَائِل مَا الْملك قلت الْغنى ... فَقَالَ لَا بل رَاحَة الْقلب) (وصون مَاء الْوَجْه عَن بذله ... فِي نيل من ينْفد عَن قرب) وَمِنْه من السَّرِيع (لَا تلحظاً من أَنْت مشتهر ... بِهِ إِذا كَانَ عَلَيْهِ رَقِيب) (وغط بالأطراف وَجه الْهوى ... فَلَيْسَ تخفى لحظات الْمُرِيب) وَمِنْه من الْكَامِل (قُم هَاتِهَا وردية ذهبيةً ... تبدو فتحسبها عقيقاً ذابا) ) (أَو مَا ترى حسن الْهلَال كَأَنَّهُ ... لما تبدى حَاجِب قد شَابًّا) وَمِنْه من المنسرح (وبركة قد أفادنا عجبا ... مَا ماج من مَائِهَا وَمَا انسكبا) (من حول فوارة مركبة ... قد انحنى ظهر مَائِهَا تعبا) وَمِنْه من الوافر (وَلما أقلعت سفن المطايا ... برِيح الوجد فِي لجج السراب) (جرى نَظَرِي وَرَاءَهُمْ إِلَى أَن ... تكسر بَين أمواج الهضاب) وَمِنْه من الوافر (وهات زواهر الكاسات ملأى ... إِلَى الحافات بِالذَّهَب الْمُذَاب)

(فكير الجو يُوقد نَار برق ... إِذا خمدت يدخن بالضباب) وَمِنْه من الْكَامِل (يَا من يُدَلس بالخضاب مشيبه ... إِن المدلس لَا يزَال مريبا) (هَب ياسمين الشيب عَاد بنفسجاً ... أيعود عرجون القوام قَضِيبًا) وَمِنْه من الْكَامِل (أذهبت فضَّة خَدّه بعتابي ... وَنَثَرت در دُمُوعه بخطابي) (ظَبْي جعلت كناسه قلبِي فَلم ... أَعقل لصيد سواهُ قبل طلابي) (فزهي عَليّ وَمر يسحب ذيله ... بَين التكبر مِنْهُ والإعجاب) (فَحَلَفت أَنِّي إِن ظَفرت بخده ... لأرصعن مدامه بحباب) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل (إشرب على ذهبية ... صفراء كالذهب الْمُذَاب) (فالجلنار خلوقه ... قد غَابَ فِي مسك الضباب) وَمِنْه من السَّرِيع (يَا مسكة العشاق مسك الدجا ... قد رد فِي نافجة الغرب) (وجونة الشرق لكافورها ... ناثرة فِي عنبر الترب) (فَاذْهَبْ الْهم بمشمولةٍ ... كمسك ذوب الذَّهَب الرطب) ) (فالماء قد جدر بلوره ... مَا نثرته فضَّة السحب) وَمِنْه من المجتث (عرائس القضب تجلى ... على كراسي الروابي) (مجْلِس الرَّوْض فِيهِ ... فرش من العتابي) وَمِنْه من الطَّوِيل (حبيب تجنى فاعتذرنا فِيمَا انثنى ... فصد فواصلنا فَمَا لَان جَانِبه)

(فحتى مَتى يسري إِلَيْهِ تنصلي ... وهجرانه مَا تستقل ركائبه) وَمِنْه من الْكَامِل (الْغَيْم بَين بكا وَبَين نحيب ... وَالرَّوْض بَين سنا وَبَين لهيب) (فَادْخُلْ بِنَا حجر الرياض فَمَا ترى ... فِيهَا بناناً لَيْسَ بالمخضوب) (مَا دَامَت الأكياس من كاساتنا ... مختومةً بحبابها المحبوب) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل (أجل الَّتِي مَا مثلهَا ... شَيْء سوى الذَّهَب الْمُذَاب) (مَا دَامَ درع المَاء قد ... خفت بِهِ خوذ الْحباب) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (أعتق من الْهم رق قلبِي ... بعاتق ثوبها الزّجاج) (بَين رياض مزخرفات ... للْمَاء فِي خلجها اخْتِلَاج) (فَلَيْسَ يدنو إِلَيْك غُصْن ... بمفرق لَيْسَ فِيهِ تَاج) وَمِنْه من الْكَامِل (الرَّوْض من أنهاره وبهاره ... فِي المصمت الفضي والديباج) (تعلو رَعيته مُلُوك غصونه ... هَذَا بإكليل وَذَاكَ بتاج) وَمِنْه من السَّرِيع (يَا ذَا الَّذِي يبسم عَن مثلهَا ... لائحه يلمع فِي عقده) (وَمن لَهُ خد غَدا حائزاً ... شقائق النُّعْمَان من ورده) (إثن عنان الهجر عَن عاشق ... قد طَال ركض الدمع فِي خَدّه) ) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (جسم زجاج وروح رَاح ... كَأَنَّهَا الشَّمْس فِي الصَّباح)

(إِن ضحك خجل الجلنار مِنْهَا ... أَرَاك ثغراً من الأقاحي) وَمِنْه من السَّرِيع (لنا صديق صَادِق الْوَعْد ... محذلق فِي صَنْعَة الرفد) (مَا جَلَست قطّ لَهُ همةً ... إِلَّا على مرتبَة الْمجد) وَمِنْه من المجتث (والغرب بِاللَّيْلِ مسك ... والشرق بِالْفَجْرِ ند) (وروضة الْجَام فِيهَا ... من زهرَة الراح ورد) (فَاشْرَبْ على وَجه روض ... لَهُ من المَاء خد) (لم تلقه الرّيح سبطاً ... إِلَّا انثنى وَهُوَ جعد) وَمِنْه من المتقارب (سَأَلت أَبَا يُوسُف حَاجَة ... فَقَالَ أجيء بهَا فِي غَد) (فقد سلط من مطله ... فأضنى بِهِ جَسَد الْموعد) وَمِنْه من الْخَفِيف (يَا شَقِيق صدغاً وخداً ... وأخا السروة اعتدالاً وقدا) (بك إِلَّا سترت بالوصل عني ... وَجه إعراضك الَّذِي لَيْسَ يندى) (مَا كَفاهُ أَن صَار خدي بهاراً ... مِنْهُ حَتَّى صَارَت دموعي وردا) وَمِنْه من المنسرح (قُم نصطبح تَحت رَفْرَف الشّجر ... على غناء يحث بالوتر) (فَإِن خَز الْغَمَام ينثر فِي ديب ... اجة الرَّوْض زئير الْمَطَر) وَمِنْه من الْكَامِل (نَحن الَّذين غَدَتْ رحى أحسابهم ... وَلها على قطب الفخار مدَار) (قوم لغصن نداهم فِي رفدهم ... ورق وَمن معروفهم أثمار) (من كل وضاح الجبين كَأَنَّهُ ... روض خلائقه لَهُ أزهار) ) وَمِنْه من الوافر (سوالف سوسن وخدود ورد ... وأعين نرجس وجباه غدر)

(محَاسِن لَيْسَ ترْضى عَن نديم ... إِذا لم يقْض واجبها بشكر) وَمِنْه من السَّرِيع (قد وَقد الزهر مصابيحه ... وصير القضب فوانيسا) (فأغن بِالرَّاحِ ندامى غدوا ... من المسرات مفاليسا) (مَا دَامَ قد صَار نعام الرِّبَا ... من نعم السحب طواويسا) وَمِنْه من السَّرِيع (أهيف يستعطف لحظ القنا ... إِن كنت غضباناً بأعطافه) (إِذا التثني عصفت رِيحه ... تلاطمت أمواج أردافه) وَمِنْه من السَّرِيع (قد كَانَ جمراً خَدّه فالتحى ... فَصَارَ كالجمر إِذا مَا انطفا) وَمِنْه من الْكَامِل المجزوء (الأقحوان غصونه ... بيض النواصي والمفارق) (ومراود الأمطار قد ... كحلت بهَا حدق الحدائق) وَمِنْه من الْبَسِيط (لنا العطايا الَّتِي قدت أزمتها ... من المكارم والتعجيل سائقها) (وَنحن إِن نصبت شطرنج معركة ... رخاخها وأعادينا بياذقها) (لَوْلَا ندى من ندانا للظنون ذوت ... وللأماني اخضرت حدائقها) (قوم نُجُوم عطاياهم مغاربها ... أَيدي العفاة وأيديهم مشارقها) وَمِنْه من السَّرِيع (ستائر الأوراق مَنْصُوبَة قيانها ... قيانها من خلفهَا الْوَرق) (فَاشْرَبْ على ألحانها واسقني ... شمساً لَهَا من كاسها شَرق) (فالجو فِي عاتق نفاطه ... زرقة نيرانها الْبَرْق) وَمِنْه من المنسرح)

(منعم حلية اللحاظ إِذا ... أقبل تجْرِي إِلَيْهِ فِي طلق) (كَأَنَّمَا وَجهه لِكَثْرَة مَا ... فِيهِ من الْحسن موسم الحدق) وَمِنْه من الطَّوِيل (وأوحشت من رُؤْيَاك طرفِي وَلم تزل ... تنزهه فِي ورد وجنتك الغض) (فَإِن كنت تخشى من لِسَان بكائه ... فَمَا الرَّأْي إِلَّا أَن تبرطل بالغمض) وَمِنْه من الْبَسِيط (إِنِّي لآنف من ثغر أقبله ... إِن لم يكن ثغر مَا مِنْهُ لي عوض) (لأنني لست أرْضى لثم مبتسم ... إِن لم يكن لي فِي إغريضه غَرَض) وَمِنْه من السَّرِيع (أنر بصبح الْوَصْل عيشي فقد ... صيره ليل القلى مظلما) (وآرث لمن أفلاك أجفانه ... تطلع من أدمعه أنجما) وَمِنْه من الطَّوِيل (ألذ مودات الرِّجَال مذاقةً ... مَوَدَّة من إِن ضيق الدَّهْر وسعا) (فَلَا تلبس الود الَّذِي هُوَ ساذج ... إِذا لم يكن بالمكرمات مرصعا) وَمِنْه من الْبَسِيط (يَا طاعناً بعتابي كَاد ينقذني ... لَو لم أكن لابساً درعاً من الأمل) (إخلع عَليّ جَدِيدا من رضاك فقد ... رقعت بالعذر مَا خرقت بالزلل) وَمِنْه من الْبَسِيط (ناحت فواخت سحب وَكرها الْفلك ... بكاؤها لطواويس الربى ضحك) (وأنجم النبت تجلا فِي ملابسها ... جيد السَّمَاء الَّتِي أقمارها البرك) (والورد مَا بَين أَنهَار مدرجةٍ ... كَأَنَّهُ شفق من حوله حبك)

(فسقنا من عصير الْكَرم صَافِيَة ... كَأَنَّهَا الذَّهَب الإبريز منسبك) (يُبْدِي المزاج على حافاتها حبباً ... كَأَنَّهُ من حَرِير أَبيض شَبكَ) وَمِنْه من الْخَفِيف (رشأ تنعم الْعُيُون بِمَا فِي ... خَدّه من شقائق النُّعْمَان) ) (مَا التقى حسنه بِنَا قطّ إِلَّا ... ردنا عَن محجة السلوان) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (قُم فاقبل الكاس فَهِيَ حُبْلَى ... للراح فِي بَطنهَا جَنِين) (وَمن مهود الرِّبَا ثبات ... من كل وجهٍ لَهَا عُيُون) (وانعم بِإِسْقَاط كل هم ... من قبل أَن تسْقط الغصون) وَمِنْه من الْخَفِيف (جعلت مهجتي الْفِدَاء لغصن ... إِن تثنى ثنى الْقُلُوب لَدَيْهِ) (كلما لَاحَ وَجهه فِي مَكَان ... كثرت زحمة الْعُيُون عَلَيْهِ) وَمِنْه من الْكَامِل (خلص بجاه الْوَصْل قلب متيم ... غمر الصدود عَلَيْهِ أعوان الضنى) وَمِنْه من المنسرح (قطع قلبِي بمدية التيه ... وذر من ملح صده فِيهِ) (ولفه فِي رقاق جفوته ... وَقطع البقل من تجنيه) (وَقَالَ لي كل فَقلت آكل مَا ... أمرض قلبِي بِهِ وأوذيه) وَمِنْه من الْبَسِيط (نَحن المحاسن للدنيا إِذا سفرت ... حَتَّى إِذا ابتسمت كُنَّا ثناياها) (عِصَابَة مَا رأى جيد الزَّمَان لَهُ ... قلائداً هِيَ أبهى من سجاياها)

(لم يخلق الله شَيْئا قطّ أَكثر من ... حاجات قصادها إِلَّا عطاياها) وَقَالَ مزدوجةً يمدح بهَا الصبوح مناقضاً لعبد الله بن المعتز وَقد تقدّمت مزدوجة ابْن المعتز فِي تَرْجَمته من الرجز (وَلَيْلَة أيقظني معانقي ... والبدر قد أشرق فِي الْمَشَارِق) (وَقد بَدَت فِي إثره الثريا ... فَلم أزل أنظرها مَلِيًّا) (كَأَنَّهَا فِي سَاعَة الطُّلُوع ... بنان خود بَان للتوديع) (يَوْم النَّوَى من كم ثوب أَزْرَق ... أَو هودج يطوي السرى فِي الْمشرق) (فصوص بلور على فيروزج ... تشرق فِي الجو بِنور مبهج) ) (وَجَاء بالشيراز والبواري ... ضدين مثل الْوَصْل والهجران) (كَأَن هذاك بذا إِذا خلط ... صبح مشيب بدجى شعر وَخط) (ثمَّ لنا جدي قُرَيْش مشرق ... كَأَنَّمَا أهابه مخلق) (ثمَّ لنا فرخ إوز يبتهج ... فِي قدر جوذاب لَهَا تصبو المهج) (رطب نضيج فائق لذيذ ... يقوم فِي الدّهن بِهِ السميذ) (شبهته بمرضع فِي مهد ... عَلَيْهِ ثوب أَحْمَر كالورد) (وَقد حكت فِي قدرهَا الجوذابه ... سبيكةً من ذهب مذابه) (ويعد هَذَا نرجسيةً سبت ... بحسنها عَقْلِي لما أَن بَدَت) (كَأَنَّهَا فِي زيها عروس ... قد فتنت بحسنها النُّفُوس) (شبهتها لما أَتَت فِي قدرهَا ... بروضة زاهية بزهرها) (كَأَنَّمَا الفستق واللوز مَعًا ... فصوص مَا زهر ودر جمعا) (أَو أقحوان للعيون يسحر ... أَو نرجس فِي وسط زهر يزهر) (والجبن لونان فقان قد قلي ... وناصح يبهر عين المجتلي) (وَالْبيض مفقوص بهَا ينجم ... كَأَنَّهُ لما علاها أنجم) (مَا بَين زيتون وعناب مزج ... لَاحَ لنا مِنْهُ عقيق وسبج) (مثل شوابير لجين وَذهب ... نيطت بسرسيق أنيق كالرطب) (ثمَّ لنا من بعد هَذَا مسمع ... من كل ذِي طبع مليح أطبع) (يشدو فيحيي صَوته القلوبا ... وَيذْهب الأحزان والكروبا) (كَأَنَّهُ بدر على قضيب ... تميله الرِّيَاح فِي كثيب)

(كَأَنَّمَا طلعته وطرته ... صبح وليل قد أناخت ظلمته) (كَأَنَّمَا عذاره وخده ... ضدان لاحا وَصله وصده) (كَأَنَّمَا رضابه عقار ... كَأَنَّمَا خداه جلنار) (حَتَّى إِذا مَالَتْ إِلَى الْغُرُوب ... شبهتها بالقدح المكبوب) (والبدر فِي وسط النُّجُوم زَاهِر ... كالملك قد حفت بِهِ العساكر) (كَأَنَّمَا عُطَارِد لما طلع ... أدْركهُ وَقد بدا الْبَدْر الْجزع) ) (فَهُوَ من الخيفة مِنْهُ يرتعد ... كقلب صب راعه الْحبّ بصد) (وقابل المريخ فِي الْأُفق زحل ... كَأَنَّهُ شهَاب نَار تشتعل) (ولاحت الزهرة وَهِي تزهر ... فنوره لكل نجم يبهر) (فَلم أزل لكل نجم أرصد ... حَتَّى تولى للغروب الفرقد) (وَسَار للغرب الظلام يطْلب ... كَأَنَّهُ من الصَّباح يهرب) (ثمَّ بدا الصُّبْح بِوَجْه مُسْفِر ... وَغَابَتْ الجوزاء إِثْر المُشْتَرِي) (وانهزمت عَسَاكِر اللَّيْل وَلم ... يبْق الصَّباح إِذْ بدا على الظُّلم) (وهتكت ستر الدجا أنواره ... وأسبلت على الورى أستاره) (وَلم يكن فِي الأَرْض نور للقمر ... حَتَّى كَأَن لم يَك لِليْل أثر) (فَقلت يَا مولى الْعقيلِيّ أجب ... عَبدك فِي نومك ذَا لما طلب) (وقم بِنَا بِلَا خلاف نصطبح ... فيومنا يَوْم سرُور وَفَرح) (قد غَابَتْ الأحزان عَنهُ فاغتنم ... غَفلَة صرف الدَّهْر مَا مولى الْأُمَم) (فقد أَتَى الطاهي لنا قبل السحر ... بجونة فِيهَا جَمِيع مَا حضر) (وَذَاكَ أَنِّي عِنْد بَدْء الحندس ... قلت لَهُ إيت بهَا فِي الْغَلَس) (فجَاء الصُّبْح بهَا كَمَا طلع ... كَأَنَّهُ لما استنار ولمع) (شيب بدا فِي عَارض الظلام ... يلوح أَو كصفحة الحسام) (مثل عروس للجلا مزينه ... وَهِي بأنواع الطَّعَام مشحنه) (قد ألبست من الرقَاق الناعم ... غلائلاً لذيذة المطاعم) (وَالْبيض والجبن مَعَ الزَّيْتُون ... والنعنع الْمَخْلُوط بالطوخون)

(مقطع مَعَ الكرفس الْمصْرِيّ ... كَمثل هداب ثِيَاب خضر) (على خروف وافر مدور ... كَأَنَّهُ مرصع بالجوهر) (والخل وَالْملح فَمَا نسيهما ... علما بِأَنِّي مِنْهُ اشتهيهما) (كَأَنَّمَا يسفر عَن صياح ... كَأَنَّمَا يبسم عَن أقاحي) (وَذَات عقد أبرزت من خدرها ... لَا تدْرك الْأَيَّام حصر عمرها) (زفت فَمَا تدْرك بالعيان ... لطول مَا أفنت من الزَّمَان) ) (تكَاد تخفي رقةً عَن كاسها ... تبدو فيخفى الكاس عَن جلاسها) (بكر عروس ذَات نور يلمع ... وَذَات أنفاس كمسك يسطع) (كَأَنَّهَا فِي كاسها إِذْ مزجت ... عقيقة فِي درة قد أسرجت) (أَو كالشقيق الغض أَو كالنار ... أَو كنضار فِي لجين جَار) (يَحْكِي عَلَيْهَا حِين يَعْلُو الحبب ... نُجُوم در فِي سَمَاء من ذهب) (أَو كدموع فَوق خد جؤذر ... أَو كرداء فَوق خد أَحْمَر) (فَهُوَ على دور الْإِنَاء حَائِل ... كَأَنَّهُ إِذْ أرَاهُ الناهل) (منْطقَة من لُؤْلُؤ قد نظمت ... أَو مقل بِلَا جفون قد رنت) (مدامة تسلب باللطف الحجى ... ونورها يهتك أَسْتَار الدجا) (تكَاد أَيدي الشّرْب مِنْهَا تختضب ... لَوْلَا المزاج أشفقوا أَن تلتهب) (أطيب من طيب الْحَيَاة شربهَا ... مُمكن من النُّفُوس حبها) (مُعينَة النَّفس على لذاتها ... وراحة الْأَرْوَاح من علاتها) (وملجأ من كل هم وترح ... مُنْتَهى كل سرُور وَفَرح) (يُغني عَن الْمسك الفتيق نشرها ... وَعَن جَمِيع مَا يسر ذكرهَا) (قد فَازَ من واصلها وَلم يخب ... لِأَنَّهَا أجلب شَيْء للطرب) (يسْعَى بهَا رَود كغصن البان ... كَأَنَّهَا وكاسها شمسان) (فللكثيب حِين تبدو ردفها ... وللغزال جيدها وطرفها) (وللقضيب لينها وقدها ... وللرحيق والشقيق خدها) (فِي رَوْضَة تزهى بزهر زَاهِر ... وَحسن نوار وَنبت ناضر)

(جَادَتْ عَلَيْهَا أدمع السَّحَاب ... حَتَّى كستها حلل العتابي) (يُبْدِي لنا ريحانها جماجماً ... حمراً وخضراً قد حكت عَمَّا بهَا) (والنرجس البزري زهر مونق ... مثل عُيُون لعيون ترمق) (أَو كنجوم فِي ذرى الأغصان ... أَو دُرَر تَبَسم عَن عقيان) (وَقد ترَاءى الْقطر فِي الشَّقِيق ... كلؤلؤ رطب على عقيق) (كَأَنَّهُ فِي وسط روض معشب ... مَا بَين شيح كمشيب الأشيب) ) (خد أسيل سَالَ فِيهِ سالف ... لَيْسَ لَهُ غير اللحاظ قاطف) (كَأَنَّمَا الْورْد أنيق المنظر ... مداهن من العقيق الْأَحْمَر) (كَأَنَّمَا بهارها إِذْ طلعا ... تبر بِهِ فيروزج قد رصعا) (كَأَن آذريونها لما ابتدر ... والياسمين حوله مثل الدُّرَر) (يزهى على الزهر برياه الأرج ... كؤوس تبر فِي أقاصيها سبج) (كَأَنَّمَا منثورها لما انتثر ... جَوَاهِر تبددت على حبر) (ناصعة تزهر بَين الخيري ... كَمثل صلبان من البلور) (سوسنها يَحْكِي لكل عين ... روس بوقات من اللجين) (وَقد تبدى أَزْرَق البنفسج ... كالقرص فِي خد غرير غنج) (أَو لازورد فَوق وشي قد نثر ... يهدي فتيق الْمسك رياها الْعطر) (وَقد بدا فِي الرَّوْض نشر العنبر ... يغشى الرِّبَا من برك النيلوفر) (كَأَنَّهُ أسنة من عسجد ... مودعة غلفًا من الزمرد) (إِن جَاءَت الشَّمْس عَلَيْهِ وَانْفَتح ... وهام كل نَاظر من الْفَرح) (شبهه ذُو النَّاظر المبهوت ... لَهُ بطاسات من الْيَاقُوت) (حَتَّى إِذا مَا غَابَتْ الشَّمْس انطبق ... وَغَابَ للْوَقْت كصب ذِي أرق) (جد على تغريقه لمهجته ... فِي اللج من لوعته وحسرته) (لما أَزَال الهجر عَنهُ حسه ... غمض عَيْنَيْهِ وأخفى نَفسه) (كَأَنَّمَا أنهارها أراقم ... كَأَنَّمَا غدرانها دَرَاهِم) (وَقد زها تفاحها المضرج ... لما بدا لفاحها المدبج)

(وَقد علا ليمونها اصفراره ... كمستهام خانه اصطباره) (كَأَنَّهُ فِي القضب الموايل ... كرات عاج أَو نضال نَازل) (كَأَنَّمَا النارنج مَا بَين الثَّمر ... إِذا بدا للناظرين فِي الشّجر) (نُجُوم تبر فِي سَمَاء سندس ... لحسنه يحدث طيب الْأَنْفس) (وَقد بدا الأترج فِي الْأَشْجَار ... مثل قناديل من النضار) (وَقد زها رمانها مَعَ مَا زها ... لما حوى حسنا وطيباً وَبهَا) ) (فَهُوَ كأحقاق على الأغصان ... قد أدعت حبا من المرجان) (والسرو مَا بَين مياه تجْرِي ... كَمثل غيد فِي ثِيَاب خضر) (وَالنَّخْل مَا بَين الرِّيَاح باسق ... وَالطير فِي أوكارها نواطق) (والقبج والدراج والشحرور ... والصعو والشفنين والزرزور) (والغر والفاخت والطاووس ... كَأَنَّهُ بَينهمَا عروس) (والبط وَالسمان بَين النعنيط ... بَعضهم ببعضهم قد اخْتَلَط) (تلهيك مِنْهُم نَغمَة القماري ... عَن نغمات الناي والأوتار) (فبعضهم كَأَنَّهُ يُحَاسب ... وَبَعْضهمْ كَأَنَّهُ يُطَالب) (وَبَعْضهمْ كَأَنَّهُ يفكر ... وَبَعْضهمْ على الغصون يصفر) (فَقَالَ لي أقصر عَن الْوَصْف فقد ... وصفت مَا لست ترَاهُ من أحد) (وَأَنت مَعَ ذَا للصبوح عاشق ... وأنني إِلَى الغبوق تائق) (فَقلت خُذ مَا فِي الغبوق من نكد ... واسمع وَكن لما أَقُول مُعْتَقد) (إِن كَانَ صعلوكاً وَكَانَ فِي الشتا ... وَأَقْبل اللَّيْل عَلَيْهِ وأتى) (وَلم يعره حيطة جِيرَانه ... وَبَات فِي منزله إخوانه) (فَلم يزل فِي لَذَّة وقصف ... وَفِي جَمِيع مَا يفوت وصفي) (من حادثات الدَّهْر فِي أَمَان ... وَفِي سرُور ونعيم دَان) (وبعضنا لبعضنا مؤات ... حَتَّى رمانا الدَّهْر بالشتات)

(وَخَربَتْ صروفه مَا عمرا ... فَالْحَمْد لله على مَا قدرا) قلت كَذَا وجدت هَذِه المزدوجة مثبتة فِي ديوَان العقي وَالظَّاهِر أَن النَّاسِخ لما وصل إِلَى آخر قَوْله وَبَات فِي منزله إخوانه قلب الورقة فَانْقَلَبَ مَعَه ورقتان وَلم يعلم فَكتب مَا ظهر لَهُ لِأَن الْكَلَام هُنَا أَبيض لِأَنَّهُ يلْزمه أَن يذكر عُيُوب الغبوق كَمَا ذكر محَاسِن الصبوح وَفِي هَذِه المزدوجة أَلْفَاظ لَا يجوز اسْتِعْمَالهَا عِنْد الفصحاء تظهر لِذَوي الْأَلْبَاب قَاضِي الْقُضَاة الزَّيْنَبِي عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَبُو) الْقَاسِم بن أبي طَالب الزَّيْنَبِي من بَيت مَشْهُور بالنقابة والتقدم والرياسة ولاه المسترشد قَضَاء الْقُضَاة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة وَكَانَ صَدرا مهيباً ذَا ثبات وصيانة ونزاهة وديانة وعفة وغزارة فضل سمع من أَبِيه وَعَمه طراد وَأبي الْخطاب ابْن البطر وَأبي عبد الله ابْن البشري وَأبي الْحسن ابْن العلاف وَأبي الْقَاسِم ابْن بَيَان وَغَيرهم ولد سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي يَوْم الْأَضْحَى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة قيل إِنَّه رَآهُ رجل فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي ثمَّ أنْشد من الطَّوِيل (وَإِن امْرَءًا ينجو من النَّار بَعْدَمَا ... تزَود من أَعماله لسَعِيد) ابْن قرطاميز عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو الْحسن الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن قرطاميز كَانَ هُوَ وَإِخْوَته أَرْبَعَة قصاراً متشابهي القدود فَقَالَ فيهم بركَة بن الْمُقَلّد أَمِير بني عقيل من المتقارب (بَنو قطرميز قصار الخطا ... بحاتر أشباه جعلان) (أَرْبَعَة لَو وصلوا كلهم ... لم يبلغُوا قامة إِنْسَان) من شعر أبي الْحسن الْمَذْكُور لغز كتبه لِابْنِ صاعد من الرجز (مَا أسود لم ينش بَين الْعَرَب ... من غير أم حملت وَلَا أَب) (ينعشنا بدمعه المنسكب ... يُوقن من أبصره بالسلب)

(وَمَا لَهُ فِي سلبه من أرب ... أعجوبة تزري بِكُل الْعجب) فَأجَاب وَهُوَ فِي حمام من الرجز (سَأَلت عَن مستحسن مستغرب ... عِنْد الأعاريب الْكِرَام النجب) (بِأَرْض نجد وَربَاع يعرب ... لكنه الحضري المعجب) (بَيت سرُور ونعيم طيب ... بَيت يرى كالقائم المنتصب) (وَتارَة كالنائم المحدودب ... نجومه طالعة لم تغب) (مُقِيمَة فِي صَحبه والغيهب ... يجمع بَين مطفئ وملهب) (مَا فاض من دمعه المنسكب ... فِيهِ انْتِفَاع للمسن وَالصَّبِيّ) (يحسن فِيهِ الدَّهْر ترك الْأَدَب ... وَيَسْتَوِي الْفَقِير مَعَ ذِي النشب) (فِيهِ أنَاس بمدى كالقضب ... حربهم فِيهِ لغير الْحَرْب) ) (بِلَا دم من الجسوم مسرب ... ناهيك يَا صَاح بذا من عجب) ابْن شيخ العوينة عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن مَنْصُور بن عَليّ هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل المتبحر الْمُفْتِي الْعَلامَة الأصولي الْفَقِيه النَّحْوِيّ الْكَامِل زين الدّين أَبُو الْحسن ابْن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الشَّيْخ زين الدّين شيخ العوينة الْموصِلِي كَانَ هَذَا الشَّيْخ زين الدّين الْأَعْلَى من أهل الثروة والسعادة بالموصل فآثر الِانْقِطَاع وَالْعُزْلَة فأوى إِلَى الْجَبانَة بِبَاب الميدان ظَاهر الْموصل وَلَا مَاء هُنَاكَ إِلَّا من آبار محفورة طول الْبِئْر خَمْسُونَ ذِرَاعا وَسِتُّونَ ذِرَاعا وَأكْثر وَأَقل وَكَانَ الشَّيْخ زين الدّين الْمَذْكُور يتَوَجَّه كل يَوْم إِلَى الشط ويملأ إبريقين ويحملهما وَيَجِيء بهما لأجل شربه ووضوئه فَمَكثَ على ذَلِك مُدَّة وَهُوَ يقاسي مشقة لبعد الْمسَافَة فَلَمَّا كَانَ فِي لَيْلَة رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو الإِمَام عليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ يَقُول لَهُ إحفر عنْدك حفيرة يظْهر لَك المَاء فَلَمَّا انتبه استبعد ذَلِك لِأَن الْآبَار هُنَاكَ بعيدَة الْغَوْر ولبث مُدَّة فَرَأى تِلْكَ الرُّؤْيَا فاستبعد ذَلِك ولبث مُدَّة ثمَّ رأى تِلْكَ الرُّؤْيَا وَقَالَ لَو حفرت بعكازك طلع لَك المَاء فَقص ذَلِك على بعض أَصْحَابه وحفر فِي ذَلِك الْمَكَان تَقْدِير ثَلَاثَة أَذْرع أَو أَكثر فَأجرى الله تَعَالَى لَهُ هُنَاكَ عينا وَهِي مَشْهُورَة هُنَاكَ فَمن ثمَّ قيل لَهُ شيخ العوينة وَكَانَ من الصلحاء

الْكِبَار وَأما الشَّيْخ زين الدّين صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة فَإِنِّي اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق فِي شهر شَوَّال سنة خمسين وَسبع مائَة بِالْمَدْرَسَةِ القليجية وَقد حضر مُتَوَجها إِلَى الْحجاز مَعَ بَيت صَاحب ماردين فرأيته حسن الشكل نير الْوَجْه أَحْمَر الْخَدين نقي الشيب يعلوه بهاء ورونق وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ بالموصل ثَانِي عشر شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة قَرَأَ الْقُرْآن فِي بَغْدَاد على الشَّيْخ عبد الله الوَاسِطِيّ الضَّرِير لعاصم من طَرِيق أبي بكر وَشرح الشاطبية على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْوراق الْموصِلِي وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير وَشَرحه على أقضى الْقُضَاة عز الدّين أبي السعادات عبد الْعَزِيز بن عدي الْبَلَدِي وَشَرحه أَيْضا على السَّيِّد ركن الدّين أَيْضا وَقَرَأَ أصُول الدّين والمعقولات على السَّيِّد ركن الدّين أَيْضا وَقَرَأَ ألفية ابْن معط على الشَّيْخ شمس الدّين المعيد الْمَعْرُوف بِابْن عَائِشَة وَقَرَأَ اللمع أَيْضا لِابْنِ جني بِبَغْدَاد على مهذب الدّين النَّحْوِيّ وعَلى شمس الدّين الحجري بِفَتْح الْحَاء وَالْجِيم التبريزي مدرس الْعَرَبيَّة) فِي المستنصرية وَقَرَأَ الْحساب على القَاضِي عز الدّين الْمَذْكُور آنِفا وَقَرَأَ عَلَيْهِ الطِّبّ أَيْضا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن بلدجي الْحَنَفِيّ وَسمع عَلَيْهِ بعض جَامع الْأُصُول لِابْنِ الْأَثِير وَكَانَ يرويهِ عَن الحامض عَن المُصَنّف وَسمع أَكثر شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ على الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الله بن الْمعَافى وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْوراق الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ وَقدم إِلَى دمشق سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَسمع على الشَّيْخ جمال الدّين الْمزي صَحِيح البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ ومسند الشَّافِعِي وأجزاء كَثِيرَة وعَلى الشَّيْخ شمس الدّين السلاوي صَحِيح مُسلم وعَلى الشَّيْخ زين الدّين عَمْرو بن تَيْمِية التنوخي النَّسَائِيّ وعَلى الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ سنَن ابْن ماجة وَسمع على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن النَّقِيب قَاضِي حلب بعض سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَأَجَازَهُ الْبَاقِي وَسمع على الشَّيْخ علم الدّين البرزالي كتاب علم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَأَجَازَ الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن شكاره الْمُؤَدب الْموصِلِي المقامات الحريرية وروى مصنفات الشَّيْخ موفق الدّين الكواشي عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن عَائِشَة عَن السَّيِّد ركن الدّين عَن المُصَنّف رَحمَه الله تَعَالَى وَله من التصانيف تَفْسِير بنج الْحَمد وَهُوَ خمس سور من الْقُرْآن الْكَرِيم أول كل سُورَة ألحمد وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي مُجَلد وَشرح البديع لِابْنِ الساعاتي الْحَنَفِيّ وَشرح مُخْتَصر المعالمين للسَّيِّد ركن الدّين وَكتاب تَنْقِيح الأفهام فِي جملَة الْكَلَام اخْتِصَار مَقَاصِد السول فِي علم الْأُصُول للسَّيِّد ركن الدّين ونظم الْحَاوِي الصَّغِير فِي دون الْخَمْسَة آلَاف بَيت وَشرح الْمَنْظُومَة الأسعردية فِي الْحساب شرح التسهيل لِابْنِ مَالك وَلم يكمل

وَشرح قصيدة فِي الْفَرَائِض للشَّيْخ عبد الله الْجَزرِي وَله كتاب عرف العبير فِي عرف التَّعْبِير وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ مَا كتب بِهِ إِلَى الشَّيْخ شمس الدّين الحيالي من الوافر (سَلام مثل أنفاس العبير ... على من حبه زَاد الْمسير) (ونهج سَبيله حرز الْأَمَانِي ... ومصباح الْهِدَايَة للبصير) (عوارفه لأهل الْكَشْف قوت ... وإحياء لعلمهم الغزير) (إِشَارَته النجَاة لمن وعاها ... ومنطقه شِفَاء للصدور) (تَحِيَّة من ذريعته إِلَيْهِ ... خُلَاصَة نِيَّة وَصفا ضمير) (وَفِي جمل الْفُصُول لَهُ مثير ... إِلَى الْمَقْصُور فِي تِلْكَ الْقُصُور) ) (وَلَو واتاه تيسير وَفَوْز ... بتكميل الْمَقَاصِد وَالسُّرُور) (وَقَائِل سره وَجه التهاني ... ولاح طوالع السعد الْمُنِير) (سعى وَرمى جمار الْبعد عَنهُ ... وَطَاف بكعبة الْحرم الخطير) (وَلم يقنع بتحفة بنت فكر ... وَلَا اعتاض السطور عَن الْحُضُور) وأنشدني لنَفسِهِ يمدح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأنشدها فِي الْحرم الشريف سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة من الطَّوِيل (دَعَاهَا تواصل سَيرهَا بسراها ... وَلَا تردعاها فالغرام دَعَاهَا) (وَلَا تخشيا مِنْهَا كلالاً من السرى ... وحقكما أَن الكلال عَداهَا) (فَإِن مل حاديها وحار دليلها ... هداها إِلَى تِلْكَ القباب سناها) (عَسى يَنْقَضِي فِي مَسْجِد الْخيف خوفها ... وتلقى مناها فِي نزُول مناها) (وتجزع من مَاء الأجيرع شربة ... وتنقع من حر الذميل صداها) (مَتى مَا تخللت النخيل بِيَثْرِب ... عدمت تثريبها وعناها) (وَلم يبْق من أكوارها فِي ظُهُورهَا ... ظُهُور إِذا مَا بطن مر حواها) (إِلَيْك رَسُول الله سعي عِصَابَة ... تعد خطاها فِيك محو خطاها) (أَتَت وقراها موقر بذنوبها ... فَأحْسن كعادات الْكِرَام قراها)

(وَلَيْسَ لَهَا عِنْد الْإِلَه وَسِيلَة ... سواك إِذا مَا النَّار شب لظاها) وأنشدني مَا كتبه لصَاحب مادرين يودعه وَقد توجه لِلْحَجِّ سنة خمسين وَسبع مائَة من الْكَامِل (ودعتكم وَتركت قلبِي عنْدكُمْ ... ورحلت بالمخلوق من صلصال) (فالقلب فِي الفردوس يشْهد حسنكم ... والجسم فِي نَار التَّفَرُّق صال) وكتبت إِلَيْهِ لما قدم إِلَى دمشق مُتَوَجها إِلَى الْحجاز سنة خمسين وَسبع مائَة سؤالاً كنت كتبته إِلَى الشَّيْخ نجم الدّين دَاوُد بن عَليّ القحفيزي وَهُوَ من الطَّوِيل (أَلا إِنَّمَا الْقُرْآن أكبر معجز ... لأَفْضَل من يهدى بِهِ الثَّقَلَان) (وَمن جملَة الإعجاز كَون اختصاره ... بإيجاز أَلْفَاظ وَبسط مَعَاني) (ولكنني فِي الْكَهْف أَبْصرت آيَة ... بهَا الْفِكر فِي طول الزَّمَان عناني) (وَمَا ذَاك إِلَّا استطعما أَهلهَا فقد ... نرى استطعماهم مثله بِبَيَان) ) (فَمَا الْحِكْمَة الغراء فِي وضع ظَاهر ... مَكَان ضمير إِن ذَاك لشان) فَأَجَابَنِي الشَّيْخ زين الدّين نظماً ونثراً من الطَّوِيل (سَأَلت لماذا استطعما أَهلهَا أَتَى ... عَن استطعماهم إِن ذَاك لشان) (وَفِيه اخْتِصَار لَيْسَ ثمَّ وَلم تقف ... على سَبَب الرجحان مُنْذُ زمَان) (فهاك جَوَابا رَافعا لنقابة ... يصير بِهِ الْمَعْنى كرأي عيان) (إِذا مَا اسْتَوَى الحالان فِي الحكم رجح الض ... مير وَأما حِين يَخْتَلِفَانِ) (بِأَن كَانَ فِي التَّصْرِيح إِظْهَار حِكْمَة ... كرفعة شَأْن أَو حقارة جَان) (كَمثل أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول ذَا ... وَمَا نَحن فِيهِ صوحوا بِأَمَان) (وَهَذَا على الإيجاز وَاللَّفْظ جَاءَ فِي ... جوابي منثوراً بِحسن بَيَان) (فَلَا تمتحن بالنظم من بعد عَالما ... فَلَيْسَ لكل بالقريض يدان) (وَقد قيل أَن الشّعْر يزري بهم فَلَا ... تكَاد ترى من سَابق برهَان) (وَلَا تنسني عِنْد الدُّعَاء فإنني ... سأبدي مزاياكم بِكُل مَكَان) (وَأَسْتَغْفِر الله الْعَظِيم لما طَغى ... بِهِ قلمي أَو طَال فِيهِ لساني) وَالْجَوَاب الْمَبْسُوط بالنثر فَهُوَ

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم سَأَلَ بعض الْفُضَلَاء عَن الْحِكْمَة فِي فَاسْتَطْعَمَا أَهلهَا دون فاستطعماهم مَعَ أَنه أخصر قلت وَالله الْمُوفق إِنَّه لما كَانَت الْأَلْفَاظ تَابِعَة للمعاني لم يتحتم الْإِضْمَار بل قد يكون التَّصْرِيح أولى بل رُبمَا يكَاد يصل إِلَى حد الْوُجُوب كَمَا سنبين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَيدل على الْأَوْلَوِيَّة قَول أَرْبَاب علم الْبَيَان مَا هَذَا ملخصه لما كَانَ للتصريح عمل لَيْسَ للكناية كَانَ إِعَادَة اللَّفْظ من الْحسن والبهجة والفخامة مَا لَيْسَ لرجوع الضَّمِير انْتهى كَلَامهم فقد يعدل إِلَى التَّصْرِيح إِمَّا للتعظيم وَإِمَّا للتحقير وَإِمَّا للتشنيع والنداء بقبح الْفِعْل وَإِمَّا لغَيرهم فَمن التَّعْظِيم قَوْله تَعَالَى قل هُوَ الله أحد الله الصَّمد دون هُوَ وَقَوله تَعَالَى وبالحق أَنزَلْنَاهُ وبالحق نزل وَلم يقل وَبِه وَقَوله الْحَج أشهر مَعْلُومَات فَمن فرض فِيهِنَّ الْحَج فَلَا رفث وَلَا فسوق وَلَا جِدَال فِي الْحَج فقد كرر لفظ الْحَج مرَّتَيْنِ دون أَن يُقَال فَمن فَرْضه فِيهِنَّ وَلَا جِدَال فِيهِ إعلاماً بعظامه صدلر هَذِه الْعِبَادَة من حَيْثُ أَنَّهَا فَرِيضَة الْعُمر وفيهَا شبه عَظِيم بِحَال الْمَوْت والبعث) فَنَاسَبَ حَال تَعْظِيمه فِي الْقُلُوب التَّصْرِيح باسمه ثَلَاث مَرَّات وَمِنْه قَول الْخَلِيفَة أَمِير الْمُؤمنِينَ نرسم بِكَذَا دون إِنَّا إِمَّا لتعظيم ذَلِك الْأَمر أَو لتقوية دَاعِيَة الْمَأْمُور أَو نَحْوهمَا وَقَول الشَّاعِر من الرجز نفس عصامٍ سودت عصاما وَقَول أبي تَمام من الْخَفِيف (قد طلبنا فَلم نجد لَك فِي السؤ ... دَد وَالْمجد والمكارم مثلا) فَإِن إِيقَاع الطّلب على الْمثل أوقع من إِيقَاعه على ضَمِيره لَو قَالَ طلبنا لَك مثلا فَلم نجده وَقَول بعض أهل الْعَصْر من الطَّوِيل (إِذا برقتْ يَوْمًا أسرة وَجهه ... على النَّاس قَالَ النَّاس جلّ الْمنور) وَأما مَا يكَاد يصل إِلَى حد الْوُجُوب فَمثل قَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا النَّبِي إِنَّا أَحللنَا لَك أَزوَاجك إِلَى قَوْله وَامْرَأَة مُؤمنَة إِن وهبت نَفسهَا للنَّبِي إِن أَرَادَ النَّبِي أَن يستنكحها إِن عدل عَن الْإِضْمَار إِلَى التَّصْرِيح وَكرر اسْمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَنْبِيها على أَن تَخْصِيصه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

بِهَذَا الحكم أَعنِي النِّكَاح بِالْهبةِ عَن سَائِر النَّاس لمَكَان النُّبُوَّة وَكرر اسْمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَنْبِيها على عَظمَة شَأْنه وجلالة قدره إِشَارَة إِلَى عِلّة التَّخْصِيص وَهِي النُّبُوَّة وَمن التحقير فبدل الَّذين ظلمُوا مِنْهُم قولا غير الَّذِي قيل لَهُم فأنولنا على الَّذين ظلمُوا دون عَلَيْهِم وَقَالُوا قُلُوبنَا غلف بل لعنهم الله بكفرهم أضمر هُنَا ثمَّ لما أُرِيد الْمُبَالغَة فِي ذمهم صرح فِي الْآيَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة بكفرهم فَقيل لعنة الله على الْكَافرين ووللكافرين عَذَاب مهين وَأَمْثَاله كثير إِذا تقرر هَذَا الأَصْل فَيَقُول لما كَانَ أهل الْقرْيَة موصوفين بالشح الْغَالِب واللؤم اللازب بِدَلِيل قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا أهل قَرْيَة لِئَامًا وَقد صدر مِنْهُم فِي حق هذَيْن الْعَبْدَيْنِ الكريمين على الله تَعَالَى مَا صدر من الْمَنْع بعد السُّؤَال كَانُوا حقيقين عَلَيْهِم بِسوء الصنع فَنَاسَبَ ذَلِك التَّصْرِيح باسمهم لما فِي لفظ الْأَهْل من الدّلَالَة على الكره مَعَ حرمَان هذَيْن الفقيرين من خير لَهُم مَعَ استطعامهما إيَّاهُم وَلما دلّ عَلَيْهِ حَالهم من كدر قُلُوبهم وعمى بصائرهم حَيْثُ لم يتفرسوا فيهمَا مَا تفرسه صَاحب السَّفِينَة فِي قَوْله أرى وُجُوه الْأَنْبِيَاء هَذَا مَا يتَعَلَّق بِالْمَعْنَى وَأما مَا يتَعَلَّق بِاللَّفْظِ فَلَمَّا فِي جمع الضميرين فِي كلمة وَاحِدَة من استثقال فَلهَذَا كَانَ قَلِيلا فِي الْقُرْآن الْمجِيد وَأما) قَوْله تَعَالَى فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَقَوله أنلزمكوها فَإِنَّهُ لَيْسَ من هَذَا الْقَبِيل لِأَنَّهُ عدُول عَن الِانْفِصَال إِلَى الِاتِّصَال الَّذِي هُوَ أخصر وَعند فك الضَّمِير لَا يُؤَدِّي إِلَى التَّصْرِيح باسم ظَاهر بل يُقَال فسيكفيك إيَّاهُم الله وأنلزمكم إِيَّاهَا فَكَانَ الِاتِّصَال الأولي لِأَنَّهُ أخصر ومؤداهما وَاحِد بِخِلَاف مَسْأَلَتنَا ثمَّ هُنَا سُؤَالَات فَالْأول مَا الْفرق بَين الاستطعام والضيافة فَإِن قلت إنَّهُمَا بِمَعْنى قلت فَلم خصصهما بالاستطعام والأهل بالضيافة وَالثَّانِي فَلم قيل فَأَبَوا أَن دون فَلم مَعَ أَنه أخصر الثَّالِث لم قيل أَتَيَا أهل قَرْيَة دون أَتَيَا قَرْيَة وَالْعرْف بخلافة تَقول أتيت إِلَى الْكُوفَة دون أهل الْكُوفَة كَمَا قَالَ تَعَالَى ادخُلُوا مصر وَالْجَوَاب عَن الأول أَن الاستطعام وضيفة السَّائِل والضيافة وضيفة المسؤول لِأَن الْعرف يقْضِي بذلك فيدعو الْمُقِيم إِلَى منزله القادم يسْأَله ويحمله إِلَى منزله وَعَن الثَّانِي أَن فِي الإباء من قُوَّة الْمَنْع مَا لَيْسَ فِي فَلم لِأَنَّهَا تقلب الْمُضَارع إِلَى الْمَاضِي وسفيه فَلَا يدل على أَنهم لم يضيفوهم فِي الِاسْتِقْبَال بِخِلَاف الإباء المقرون ب أَن فَإِنَّهُ يدل على النَّفْي مُطلقًا وآبنه ويأبى الله إِلَّا أَن يتم نوره أَي حَالا واستقبالاً وَعَن الثَّالِث أَنه مَبْنِيّ على أَن مُسَمّى الْقرْيَة مَاذَا

أهوَ الجدران وَأَهْلهَا مَعًا حَال كَونهم فِيهَا أم هِيَ فَقَط أم هم فَقَط وَالظَّاهِر عِنْدِي أَنه يُطلق عَلَيْهَا مَعَ قطع النّظر إِلَى وجود أَهلهَا وعدمهم بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى أَو كَالَّذي مر على قَرْيَة وَهِي خاوية على عروشها سَمَّاهَا قَرْيَة وَلَا أهل وَلَا جِدَار قَائِما وَلعدم تنَاول لفظ الْقرْيَة إيَّاهُم فِي البيع إِذا كَانَت الْقرْيَة وَأَهْلهَا ملكا للْبَائِع وهم فِيهَا حَالَة البيع وَلَو كَانَ الْأَهْل داخلين فِي مسماها لدخلوا فِي البيع ولبدت المعايرة بَين الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ وَإِنَّمَا ذكر الْأَهْل لِأَنَّهُ هُوَ الْمَقْصُود من سِيَاق الْكَلَام دون الجدران لِأَنَّهُ بمعرض حِكَايَة مَا وَقع مِنْهُم من اللوم فَإِن قلت فَمَا نصْنَع بقوله تَعَالَى وَكم أهلكنا من قَرْيَة بطرت معيشتها وَكم من قَرْيَة أهلكناها فَجَاءَهَا بأسنا بياتاً أَو هم قَائِلُونَ وَضرب الله مثلا قَرْيَة كَانَت آمِنَة إِلَى آخِره واسأل الْقرْيَة فَإِن المُرَاد فِي هَذِه الْآيَات وأمثالها الْأَهْل والجدران قلت هُوَ من بَاب الْمجَاز بِالْقَرِينَةِ لِأَن الإهلاك إِنَّمَا ينْسب إِلَيْهِم دونهَا بِدَلِيل أَو هم قَائِلُونَ فأذاقها الله لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف وبطرت معيشتها والاستحالة السُّؤَال من غير الْأَهْل على أَنا نقُول لَو تصور وُقُوع الْهَلَاك على نفس الْقرْيَة بالخسف والحريف والغريق وَنَحْوه لم تتَعَيَّن الْحَقِيقَة لما ذَكرْنَاهُ وَالله أعلم وَهَذَا عجالة الْوَقْت وَنحن على جنَاح) السّفر وَمن شعر الشَّيْخ زين الدّين الْمشَار إِلَيْهِ يمدح الْملك الصَّالح صَاحب مادرين من الطَّوِيل (إلهي إِن الصَّالح المصلح الَّذِي ... بدا عزة فِي آل أرتق تزهر) (وألبسته من نور وَجهك حلَّة ... تكَاد لأبصار الْخَلَائق تبهر) (إِذا برقتْ يَوْمًا أسرة وَجهه ... على النَّاس قَالَ النَّاس جلّ الْمنور) (وَقَالُوا كَمَا قَالَت صَوَاحِب يُوسُف ... أذا ملك أم آدَمِيّ مُصَور) (يؤمل أَن أَدْعُوك ظنا بأنني ... لديك وجيه مستجاب موقر) (إلهي فَلَا تخلف بِي الظَّن عِنْده ... وَإِن لم أكن أَهلا فحلمك يستر) (وهذي يَدي مَرْفُوعَة بتضرع ... فيسر عَلَيْهِ كلما يتعسر) (وآمنه من خوف فقد أَمن الورى ... بهيبته مِمَّا يخَاف ويحذر) (وَأحسن لَهُ العقبى وبلغه بَيْتك ... الْحَرَام على وَجه تحب وتؤثر) (وَحط ملكه حَتَّى يؤوب مُسلما ... وَقد حطت الأوزار وَهُوَ مطهر) (فَمَا فِي اعتقادي فِي السلاطين مثله ... وَأَنت بِمَا يخفى ويعلن أخبر)

(فَإِن لم يكن فاجعله حَيْثُ ظننته ... فَأَنت على قلب الْحَقَائِق أقدر) ابْن بِشَارَة الْحَنَفِيّ عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن بِشَارَة الْفَاضِل أَبُو الْحسن الشبلي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ولد سنة تسعين وست مائَة فِي غَالب الظَّن وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَسمع كثيرا من اليونيني وَسمع بِنَفسِهِ وَكتب وَأعَاد وتأهل للفتيا الملجكاني الْمروزِي عَليّ بن الحكم بن ظبْيَان الْمروزِي الملجكاني روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى النَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ الأودي الْكُوفِي عَليّ بن حَكِيم الأودي الْكُوفِي روى عَنهُ مُسلم وروى النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وروى البُخَارِيّ عَنهُ فِي كتاب الْأَدَب وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ الْكَرْخِي الشَّاعِر) عَليّ بن الحليل هُوَ بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح اللَّام الأولى وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَلَام ثَانِيَة هَكَذَا وجدته مُقَيّدا بخطوط جمَاعَة من الْفُضَلَاء فِي النّسخ الْمُعْتَبرَة وَقد وهم فِيهِ محب الدّين ابْن النجار وَذكره فِي حرف الْخَاء فِي الْآبَاء توهمه الْخَلِيل وَكَانَ عَليّ الْمَذْكُور كرخياً شَاعِرًا وَمن شعره من السَّرِيع (لَا أظلم اللَّيْل وَلَا أَدعِي ... أَن نُجُوم اللَّيْل لَيست تَزُول) (ليلِي كَمَا شَاءَت قَصِيرا إِذا ... جَادَتْ وَإِن ضنت فليلي يطول) قلت أَخذه عَليّ بن بسام بعده فَقَالَ من السَّرِيع (لَا أظلم اللَّيْل وَلَا أَدعِي ... أَن نُجُوم اللَّيْل لَيست تغور)

(ليلِي كَمَا شَاءَت فَإِن تَجِد ... طَال وَإِن جَادَتْ فليلي قصير) وَأورد الصولي لِابْنِ الحليل من الطَّوِيل (يَقُولُونَ طَال اللَّيْل وَاللَّيْل لم يطلّ ... وَلَكِن من يهوى من الشوق يسهر) (أَنَام إِذا مَا الْوَصْل مهد مضجعي ... وأفقد نومي حِين أجفى وأهجر) (فكم لَيْلَة طَالَتْ عَليّ لصدها ... وَأُخْرَى ألاقيها بوصل فتقصر) حسام الدّين الْحَاجِب نَائِب خلاط عَليّ بن حَمَّاد الْأَمِير حسام الدّين الْحَاجِب مُتَوَلِّي خلاط نِيَابَة عَن الْأَشْرَف مُوسَى كَانَ بطلاً شجاعاً خَبِيرا سايساً أرسل الْأَشْرَف مَمْلُوكه عز الدّين أيبك وَأمره بِالْقَبْضِ على حسام الدّين وَقَتله غيلَة قَالَ ابْن الْأَثِير وَلم نعلم شَيْئا يُوجب الْقَبْض عَلَيْهِ وَكَانَ مشفقاً عَلَيْهِ ناصحاً لَهُ حسن السِّيرَة وَحمى خلاط من جلال الدّين خوارزم شاه حفظا يعجز عَنهُ غَيره وَبنى بخلاط جَامعا وبيمارستاناً فَلم يُمْهل الله أيبك بل ورد عَلَيْهِ خوارزم شاه ونازله وَأخذ خلاط وَأسر هُوَ وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء فَلَمَّا اتّفق هُوَ والأشرف أطلق الْجَمِيع وَقيل بل قتل أيبك وَكَانَت قَتله حسام الدّين سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة عماد الدّين الجيزاني عَليّ بن حَمَّاد بن مُحَمَّد الْفَقِيه عماد الدّين أَبُو الْحسن الجيزاني نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ بخلاط سنة سِتّ وست مائَة من الرجز (مهلا بهَا فَمَا لَهَا وللسرى ... من بعد مَا لَاحَ لَهَا وَادي الْقرى) ) (لَا تعرفن بالوجى لحومها فقد بَرى ... أشباحها جذب البرى) (أما ترَاهَا كالقسي نحلا ... قداحها ركبانها أما ترى) (راحت وَقد راحت نسيم رَاحَة ... تسوف من رياه مسكاً أذفرا) (كَأَنَّمَا تكْتب من حبر الدجا ... أخفافها من الغرام أسطرا) (لَاحَ لَهَا على العذيب بارق ... وَبَرقَتْ أبصارها لما سرى)

علي بن حمزة

(كَأَنَّهُ لما أَضَاء بالدجا ... يفتر عَن ثغر الشهَاب سحرًا) 3 - (عَليّ بن حَمْزَة) الْكسَائي عَليّ بن حَمْزَة بن عبد الله بن فَيْرُوز الْأَسدي مَوْلَاهُم الْكُوفِي إِنَّمَا قيل لَهُ الْكسَائي لِأَنَّهُ دخل الْكُوفَة وأتى حَمْزَة بن حبيب الزيات وَهُوَ ملتف بكساء فَقَالَ حَمْزَة من يقْرَأ فَقيل لَهُ صَاحب الكساء فَبَقيَ علما عَلَيْهِ وَقيل بل أحرم فِي كسَاء شيخ الْقُرَّاء وَأحد السَّبْعَة وَإِمَام النُّحَاة نزل بَغْدَاد وأدب الرشيد ثمَّ أَوْلَاده قَرَأَ الْقُرْآن على حَمْزَة الزيات أَربع مَرَّات وَقَرَأَ على مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي ليلى عرضا وروى عَن جَعْفَر الصَّادِق وَالْأَعْمَش وَسليمَان بن أَرقم وَأبي بكر ابْن عَيَّاش وَاخْتَارَ لنَفسِهِ قِرَاءَة صَارَت إِحْدَى الْقرَاءَات السَّبع وَتعلم النَّحْو على كبر سنه وجالس الْخَلِيل فِي الْبَصْرَة وَكَانُوا يكثرون عَلَيْهِ حَتَّى لَا يضبطهم وَكَانَ يجمعهُمْ وَيجْلس على كرْسِي وَيَتْلُو الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره وهم يسمعُونَ ويضبطون عَنهُ حَتَّى المقاطع والمبادئ مَاتَ مَعَ الرشيد فِي قَرْيَة زنبويه وَمَات مَعَه مُحَمَّد بن الْحسن فَقَالَ الرشيد لما عَاد إِلَى الْعرَاق دفنت النَّحْو وَالْفِقْه بزنبويه وَذَلِكَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وزنبويه بِالريِّ وَلم يكن لَهُ فِي الشّعْر يَد حَتَّى قيل إِنَّه لَيْسَ فِي عُلَمَاء الْعَرَبيَّة أَجْهَل مِنْهُ بالشعر اجْتمع يَوْمًا بِمُحَمد بن الْحسن فِي مجْلِس الرشيد فَقَالَ الْكسَائي من تبحر فِي علم يهدى إِلَى جَمِيع الْعُلُوم فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن الْحسن مَا تَقول فِي من سَهَا فِي سُجُود السَّهْو هَل يسْجد مرّة أُخْرَى فَقَالَ الْكسَائي لَا قَالَ لماذا قَالَ لِأَن النُّحَاة يَقُولُونَ التصغير لَا يصغر وَقيل إِن هَذِه جرت لمُحَمد بن الْحسن وَالْفراء النَّحْوِيّ فَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن فَمَا تَقول فِي تَعْلِيق الطَّلَاق بِالْملكِ قَالَ لَا يَصح قَالَ لم قَالَ لِأَن السَّيْل لَا يسْبق الْمَطَر وَسَيَأْتِي ذكر مَا) جرى لَهُ مَعَ سِيبَوَيْهٍ فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكتب إِلَى الرشيد يشكو الْعزبَة من الْكَامِل (قل للخليفة مَا تَقول لمن ... أَمْسَى إِلَيْك بِحرْمَة يُدْلِي)

(مَا زلت مذ صَار الْأمين معي ... عَبدِي يَدي ومطيتي رجْلي) (وعَلى فِرَاشِي من ينهنهني ... من نومتي وقيامه قبلي) (أسعى بِرَجُل مِنْهُ ثَالِثَة ... موفورة مني بِلَا رجل) (وَإِذا ركبت أكون مرتدفاً ... قُدَّام سرجي رَاكِبًا مثلي) (فَامْنُنْ عَليّ بِمَا يسكنهُ ... عني وأهد الغمد للنصل) فَأمر لَهُ الرشيد بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَجَارِيَة حسناء وخادم وبرذون وَجَمِيع مَا تحْتَاج الْجَارِيَة إِلَيْهِ وَحكي أَنه كَانَ يشرب الشَّرَاب وَيَأْتِي الغلمان قيل إِنَّه أَقَامَ غُلَاما مِمَّن عِنْده فِي الْكتاب يفسق بِهِ وَجَاء بعض الْكتاب ليسلم عَلَيْهِ فَرَآهُ الْكسَائي وَلم يره الْغُلَام فَجَلَسَ الْكسَائي فِي مَكَانَهُ وَبَقِي الْغُلَام قَائِما مبهوتاً فَلَمَّا دخل الْكَاتِب قَالَ مَا شَأْن هَذَا الْغُلَام قَائِما قَالَ وَقع الْفِعْل عَلَيْهِ فانتصب ذكر ذَلِك ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وأشرف الرشيد عَلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ لَا يرَاهُ فَقَامَ الْكسَائي ليلبس نَعْلَيْه فابتدر الْأمين والمأمون فوضعاها بَين يَدَيْهِ فَقبل رؤوسهما وأيديهما وَأقسم عَلَيْهِمَا أَن لَا يعاودوا ذَلِك أبدا فَلَمَّا جلس الرشيد مَجْلِسه قَالَ أَي النَّاس أكْرم خدماً قَالُوا أَمِير الْمُؤمنِينَ أعزه الله تَعَالَى فَقَالَ بل الْكسَائي يَخْدمه الْأمين والمأمون وَحَدَّثَهُمْ الحَدِيث وَقَالَ الْفراء مدحني رجل من النَّحْوِيين فَقَالَ لي مَا اختلافك إِلَى الْكسَائي وَأَنت مثله فِي النَّحْو فأعجبتني نَفسِي فَأَتَيْته فناظرته مناظرة الْأَكفاء وَكَأَنِّي كنت طائراً يغْرف من الْبَحْر بمنقاره وَقَالَ الْفراء مَاتَ الْكسَائي وَهُوَ لَا يدْرِي حد نعم وَبئسَ وَلَا حد أَن الْمَفْتُوحَة وَلَا حد الْحِكَايَة وَلم يكن الْخَلِيل يحسن حد النداء وَلَا كَانَ سِيبَوَيْهٍ يدْرِي حد التَّعَجُّب وَكَانَ سَبَب تعلم الْكسَائي النَّحْو أَنه جَاءَ إِلَى قوم من الهباريين وَقد أعيى فَقَالَ قد عييت فَقَالُوا لَهُ أتجالسنا وتلحن فَقَالَ كَيفَ لحنت فَقَالُوا إِن كنت أردْت من انْقِطَاع الْحِيلَة والتحير فِي الْأَمر فَقل عييت مخففاً وَإِن كنت أردْت من التَّعَب فَقل أعييت فَأَنف من هَذِه) الْكَلِمَة ثمَّ قَامَ من فوره وأتى إِلَى معَاذ الهراء ولازمه حَتَّى أَخذ مَا عِنْده وَخرج إِلَى الْبَصْرَة فَأتى الْخَلِيل وَجلسَ فِي حلقته فَقَالَ لَهُ رجل من الْإِعْرَاب تركت أَسد الْكُوفَة وتميماً وَعِنْدهَا الفصاحة وَجئْت إِلَى الْبَصْرَة فَقَالَ الْخَلِيل من أَيْن أخذت علمك هَذَا فَقَالَ من بوادي الْحجاز ونجد وتهامة فَخرج وَرجع وَقد أنفذ خمس عشرَة قنينة حبرًا فِي الْكِتَابَة عَن الْعَرَب سوى مَا حفظ فَلم يكن لَهُ هم غير الْبَصْرَة والخليل فَوجدَ الْخَلِيل قد مَاتَ وَجلسَ فِي مَوْضِعه

يُونُس النَّحْوِيّ فمرت بَينهمَا مسَائِل أقرّ لَهُ يُونُس فِيهَا وصدره مَوْضِعه وَلما أَتَى حَمْزَة الزيات وَتقدم ليقْرَأ عَلَيْهِ رمقه الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ وَقَالُوا إِن كَانَ حائكاً فسيقرأ سُورَة يُوسُف وَإِن كَانَ ملاحاً فسيقرأ سُورَة طه فسمعهم فَقَرَأَ بِسُورَة يُوسُف فَلَمَّا بلغ إِلَى قصَّة الذِّئْب قَرَأَ فَأَكله الذيب بِغَيْر همزٍ فَقَالَ لَهُ حَمْزَة الذِّئْب بِالْهَمْز فَقَالَ لَهُ الْكسَائي وَكَذَلِكَ أهمز الْحُوت فالتقمه الْحُوت قَالَ لَا قَالَ فَلم همزت الذِّئْب وَلم تهمز الْحُوت وَهَذَا فَأَكله الذِّئْب وَهَذَا فالتقمه الْحُوت فَرفع حَمْزَة بَصَره إِلَى خَلاد الْأَحول وَكَانَ أجمل غلمانه فَتقدم إِلَيْهِ جمَاعَة من الْمجْلس فناظروا فَلم يصنعوا شَيْئا فَقَالَ أفدنا رَحِمك الله فَقَالَ الْكسَائي تفهموا عَن الحائك تَقول إِذا نسبت الرجل إِلَى الذِّئْب قد استذأب الرجل وَلَو قلت قد استذاب بِغَيْر همز لَكُنْت إِنَّمَا نسبته إِلَى الهزال أَي استذاب شحمه بِغَيْر همز وَإِذا نسبته إِلَى الْحُوت تَقول قد استحات الرجل أَي كثر أكله لِأَن الْحُوت يَأْكُل كثيرا لَا يجوز فِيهِ الْهَمْز فلتلك الْعلَّة همز الذِّئْب وَلم يهمز الْحُوت وَفِيه معنى آخر لَا يسْقط الْهَمْز من مفرده وَلَا من جمعه وأنشدهم من الْخَفِيف (أَيهَا الذِّئْب وَابْنه وَأَبوهُ ... أَنْت عِنْدِي من أذؤب ضاريات) قَالَ سَلمَة كَانَ عِنْد الْمهْدي ولد يُؤَدب وَلَده الرشيد فَدَعَاهُ الْمهْدي يَوْمًا وَهُوَ يستاك فَقَالَ لَهُ كَيفَ تَأمر من السِّوَاك فَقَالَ إستك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ الْمهْدي إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ثمَّ قَالَ التمسوا لنا من هُوَ أفهم من هَذَا فَقَالُوا رجل يُقَال لَهُ عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي من أهل الْكُوفَة قدم من الْبَادِيَة قَرِيبا فَأمر بإحضاره من الْكُوفَة فساعة دخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ يَا عَليّ بن حَمْزَة قَالَ لبيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ كَيفَ تَأمر من السِّوَاك قَالَ سك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ أَحْسَنت وأصبت وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ الْكسَائي حججْت مَعَ الرشيد فَقدمت لبَعض الصَّلَوَات فَصليت فَقَرَأت ذُرِّيَّة ضعافاً) خَافُوا عَلَيْهِم فَأَمْلَتْ ضعافاً فَلَمَّا سلمت ضربوني بِالْأَيْدِي وَالنعال وَغير ذَلِك حَتَّى غشي عَليّ واتصل الْخَبَر بالرشيد فَوجه بِمن استنفذني فَلَمَّا جِئْته قَالَ لي مَا شَأْنك فَقلت قَرَأت لَهُم بِبَعْض قراءات حَمْزَة الرَّديئَة فَفَعَلُوا بِي مَا بلغ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ بئس مَا صنعت ثمَّ إِن الْكسَائي ترك كثيرا من قراءات حَمْزَة وَقَالَ أحضرني الرشيد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَأخرج إِلَيّ مُحَمَّد الْأمين وَعبد الله الْمَأْمُون كَأَنَّهُمَا بدران فَقَالَ امتحنهما بِشَيْء فَمَا سألتهما عَن شَيْء إِلَّا أحسنا الْجَواب عَنهُ فَقَالَ لي كَيفَ تراهما فَقلت من الطَّوِيل

(أرى قمري أفق وفرعي بشامة ... يزينهما عرق كريم ومحتد) (يسدان آفَاق السَّمَاء بهمة ... يؤيدهما حزم ورأي وسؤدد) (سليلي أَمِير الْمُؤمنِينَ وحائزي ... مَوَارِيث مَا أبقى النَّبِي مُحَمَّد) (حَيَاة وخصب للْوَلِيّ وَرَحْمَة ... وَحرب لأعداء وَسيف مهند) ثمَّ قلت فرع زكا أَصله وطاب مغرسه وتمكنت فروعه وعذبت مشاربه وأوراق غصنه وأينع ثمره وزكا فَرعه إِذا هما ملك أغر نَافِذ الْأَمر وَاسع الْعلم عَظِيم الْحلم أعلاهما فعلوا وسما بهما فسموا فهما يتطاولان بطولة ويستضيئان بنوره وينطقان بِلِسَانِهِ فأمتع الله أَمِير الْمُؤمنِينَ بهما وبلغه الأمل فيهمَا فَقَالَ الرشيد تعهدهما فَكنت أختلف إِلَيْهِمَا فِي الْأُسْبُوع طرفِي نهارهما وَمن شعر الْكسَائي من الرمل (إِنَّمَا النَّحْو قِيَاس يتبع ... وَبِه فِي كل أَمر ينْتَفع) (فَإِذا مَا أبْصر النَّحْو الْفَتى ... مر فِي الْمنطق مرا فاتسع) (فاتقاه كل من جالسه ... من جليس نَاطِق أَو مستمع) (وَإِذا لم يبصر النَّحْو الْفَتى ... هاب أَن ينْطق حينا فَانْقَطع) (فتراه يرفع النصب وَمَا ... كَانَ من خفض وَمن نصب رفع) (يقْرَأ الْقُرْآن لَا يعرف مَا ... صرف الْإِعْرَاب فِيهِ وصنع) (وَالَّذِي يعرفهُ يقرأه ... فَإذْ مَا شكّ فِي حرف رَجَعَ) (نَاظرا فِيهِ وَفِي إعرابه ... فَإِذا مَا عرف اللّحن صدع) (كم وضيع رفع النَّحْو وَكم ... من شرِيف قد رَأَيْنَاهُ وضع) ) (فهما فِيهِ سَوَاء عنْدكُمْ ... لَيست السّنة فِينَا كالبدع) وَحضر مجْلِس الْكسَائي أَعْرَابِي وهم يتحاورون فِي النَّحْو فأعجبه ذَلِك ثمَّ تنَاظرُوا فِي التصريف فَلم يهتد إِلَى مَا يَقُولُونَ ففارقهم وَقَالَ من الْبَسِيط (مَا زَالَ أَخذهم فِي النَّحْو يُعجبنِي ... حَتَّى تعاطوا كَلَام الزنج وَالروم) (بمفعلٍ فعل لَا طَابَ من كلمٍ ... كَأَنَّهُ زجل الْغرْبَان والبوم) وَله من التصانيف كتاب مَعَاني الْقُرْآن كتاب مُخْتَصر فِي النَّحْو كتاب الْقرَاءَات كتاب الْعدَد كتاب النَّوَادِر الْكَبِير كتاب النَّوَادِر الْأَوْسَط كتاب النَّوَادِر الصَّغِير كتاب اخْتِلَاف الْعدَد كتاب الهجاء كتاب مَقْطُوع الْقُرْآن وموصوله كتاب

المصادر كتاب الْحُرُوف كتاب أشعار المعاياه وطرائقها كتاب الهاءات المكني بهَا فِي الْقُرْآن وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ أسمعني أَبُو بكر عَن بعض مشايخه أَن الْكسَائي كَانَ يقوم فِي الْمِحْرَاب يؤم فتشذ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة حَتَّى لَا يقوم بِقِرَاءَة الْحَمد لله رب الْعَالمين ثمَّ ينحرف فَيقبل عَلَيْهِم فيملي الْقُرْآن حفظا وَتَفْسِيره بمعانيه وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد اليزيدي يرثيه ويرثي مُحَمَّد بن الْحسن من الطَّوِيل (تصرمت الدُّنْيَا فَلَيْسَ خُلُود ... وَمَا قد ترى من بهجة ستبيد) (سيفنيك مَا أفنى الْقُرُون الَّتِي مَضَت ... فَكُن مستعداً فالفناء عتيد) (أسيت على قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد) (وَقلت إِذا مَا الْخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يَوْمًا وَأَنت فقيد) (وأوجعني موت الْكسَائي بعده ... وكادت بِي الأَرْض الفضاء تميد) (وأذهلني عَن كل عَيْش وَلَذَّة ... وأرق عَيْني والعيون هجود) (هما عالمانا أوديا وتخرما ... وَمَا لَهما فِي الْعَالمين نديد) الإصبهاني عَليّ بن حَمْزَة بن عمَارَة بن حَمْزَة بن يسَار بن عُثْمَان أَبُو الْحسن الإصبهاني كَانَ أحد الأدباء الْمَشْهُورين بِالْعلمِ وَالْفضل وَالشعر شَائِع الذّكر صنف كتبا مِنْهَا كتاب الشّعْر كتاب فقر البلغاء كتاب قلائد الشّرف فِي مفاخر إصبهان وَمن شعره من الْخَفِيف (قد عزمنا على الصبوح فبادر ... قبل أَن تضحي السَّمَاء المخيله) ) (فَلِذَا الدجن يَا خليلي إِمَام ... لم أزل مذ عقلت أَمْرِي خَلِيله) (وَهُوَ يَوْم أغر أَبْلَج يهمي ... بحياً يستمد مِنْهُ سيوله) (وَدَعَانِي إِلَيْهِ أدهم داج ... قد رحمنا بكاءه وعويله) أَبُو الْحسن الأديب عَليّ بن حَمْزَة أَبُو الْحسن الأديب مُصَنف رِسَالَة الحمارية قدم دمشق ومدح بهَا أَبَا الْفَتْح صَالح بن أَسد الْكَاتِب وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة روى عَنهُ عَليّ بن عبد السَّلَام الصُّورِي وَتُوفِّي بطرابلس

أَبُو النَّعيم اللّغَوِيّ عَليّ بن حَمْزَة أَبُو النَّعيم الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ كَانَ من أَعْيَان الْفُضَلَاء العارفين بِصَحِيح اللُّغَة وسقيمها لَهُ ردود على جمَاعَة من أهل اللُّغَة كَابْن دُرَيْد وَابْن الْأَعرَابِي والأصمعي وَغَيرهم وَلما ورد أَبُو الطّيب إِلَى بَغْدَاد كَانَ بهَا وَفِي دَاره نزل توفّي سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَمن تصانيفه كتاب الرَّد على أبي زِيَاد الْكلابِي كتاب الرَّد على أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ فِي نوادره كتاب الرَّد على أبي حنيفَة الدينَوَرِي فِي كتاب النَّبَات كتاب الرَّد على أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي المُصَنّف كتاب الرَّد على ابْن السّكيت فِي إصْلَاح الْمنطق كتاب الرَّد على ابْن ولاد فِي الْمَقْصُور والممدود كتاب الرَّد على الجاحظ فِي كتاب الْحَيَوَان كتاب الرَّد على ثَعْلَب فِي الفصيح قَالَ ياقوت رَأَيْت هَذِه الْكتب كلهَا بِمصْر ابْن طَلْحَة علم الدّين الْكَاتِب عَليّ بن حَمْزَة بن طَلْحَة بن عَليّ الرَّازِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المولد توفّي بِمصْر سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وكنيته أَبُو الْحُسَيْن ويلقب بِعلم الدّين ولي حجبة الْبَاب أَيَّام المستضيء ثمَّ نِيَابَة الْمقَام بِبَغْدَاد وسافر إِلَى الشَّام وَهُوَ صَاحب الْخط الْمليح على طَريقَة ابْن البواب خُصُوصا قلم الْمَصَاحِف فَإِنَّهُ لم يَكْتُبهُ أحد مثله مِمَّن تقدم وَكَانَ يتقعر فِي كَلَامه وَيسْتَعْمل السجع وحوشي اللُّغَة ابْن القبيطى عَليّ بن حَمْزَة بن فَارس بن مُحَمَّد بن عبيد أَبُو الْحسن ابْن القبيطى التَّاجِر الْحَرَّانِي قدم بَغْدَاد سنة عشر وَخمْس مائَة وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَقد تجَاوز) الثَّمَانِينَ وَقَرَأَ لأبي عَمْرو على أبي الْعِزّ القلانسي وَسمع من أبي بكر المزرفي وَأبي غَالب أَحْمد وَيحيى ابْني الْحسن بن أَحْمد بن الْبناء وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا صَالحا عفيفاً نزهاً وَمن شعره من الرمل

(نَاظر السخط كذوب أبدا ... عِنْده تبر الْمَعَالِي شبه) (فاستعر لي مقلة أكحلها ... بِالرِّضَا كَيْمَا تَزُول الشّبَه) وَمِنْه من الْخَفِيف (أَتَمَنَّى والعمر أقصر من أَن ... أتهنى لَو نلْت مَا أَتَمَنَّى) ابْن حمشاذ النَّيْسَابُورِي عَليّ بن حمشاذ بن سختويه بن نصر أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي الْمعدل الإِمَام صنف الْمسند الْكَبِير فِي أَربع مائَة جُزْء وَعمل الْأَبْوَاب فِي مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ جُزْءا وَالتَّفْسِير فِي مِائَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ جُزْءا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة أَبُو نصر الْقرشِي الشَّامي عَليّ بن أبي حَملَة أَبُو نصر الْقرشِي مَوْلَاهُم الشَّامي قَرَأَ الْقُرْآن على عَطِيَّة بن قيس وَرَأى وائلة بن الْأَسْقَع وَقيل أدْرك مُعَاوِيَة وَهُوَ من عُلَمَاء دمشق وَكَانَ نَاظرا على دَار الضَّرْب بِدِمَشْق أَيَّام عمر بن عبد الْعَزِيز وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة النَّاصِر الْأَمِير أَبُو الْحسن عَليّ بن حمود بن مَيْمُون بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد الله بن عمر بن إِدْرِيس بن إِدْرِيس بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب بَقِي فِي الإمرة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين شهرا وَقَتله غلمانه الصقالبة فِي الْحمام سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة وتلقب النَّاصِر وَكَانَ قد ملك قرطبة وَغَيرهَا بَعْدَمَا التقى هُوَ والمستعين الْأمَوِي وَكسر المستعين وَجِيء بِهِ إِلَى ابْن حمود الْمَذْكُور فَضرب عُنُقه وعنق أَبِيه وعنق أَخِيه وَولي بعد النَّاصِر عَليّ بن حمود أَخُوهُ الْقَاسِم بن حمود وَسَيَأْتِي ذكره مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْقَاف

علي بن الخطاب

ابْن الصّباغ الْعَارِف عَليّ بن حميد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الزَّاهِد الْعَارِف الْكَبِير أَبُو الْحسن ابْن الصّباغ توفّي بقنا من صَعِيد مصر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست مائَة وَدفن برباطه لَقِي الْمَشَايِخ وَالصَّالِحِينَ وانتفع) بِهِ جمَاعَة وَظَهَرت بركاته على الَّذين صحبوه وَهدى الله بِهِ خلقا كثيرا وَكَانَت لَهُ أَحْوَال ومقامات وَعنهُ أَخذ مَشَايِخ إقليم الصَّعِيد وَلَو لم يكن من أَصْحَابه إِلَّا الشَّيْخ أَبُو يحيى بن شَافِع لكفاه قَرَأَ الْقُرْآن على الْفَقِيه ناشي وَسمع من الشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر الْقُرْطُبِيّ وَمن كَلَامه الْعقل القامع قل من يؤتاه وَقَالَ يرْزق العَبْد من الْيَقِين بِقدر مَا يرْزق من الْعقل وَسُئِلَ عَن التَّوْحِيد فَقَالَ إِثْبَات الذَّات بِنَفْي الْجِهَة وَإِثْبَات الصِّفَات بِنَفْي التَّشْبِيه وَمن شعره من قصيدة طَوِيلَة من الطَّوِيل (تجردت من دنياي وَالسيف لم يكن ... ليبلغ نجح السَّعْي حَتَّى يجردا) وَمن شعره أَيْضا من الْبَسِيط (عَلَيْك يَا هَذَا بِعلم الْوَاحِد الْأَحَد ... تجني ثمار جنان الْخلد لِلْأَبَد) (واجمع همومك فِيهِ لَا تفرقها ... لَعَلَّ أَنَّك تحظى مِنْهُ بِالرشد) الْمروزِي عَليّ بن خشرم الْمروزِي ابْن أُخْت بشر الحافي روى عَنهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ توفّي سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (عَليّ بن الْخطاب) المحدثي الشَّافِعِي عَليّ بن الْخطاب بن مقلد أَبُو الْحسن الْفَقِيه الشَّافِعِي

علي بن خليفة

المحدثي من سَواد وَاسِط الْمُقْرِئ الضَّرِير كَانَ بارعاً فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف درس وَأعَاد وَأفَاد وَكَانَ يقْرَأ فِي شهر رَمَضَان تسعين ختمة وَفِي بَاقِي السّنة كل يَوْم ختمة وَكَانَ قيمًا بِعلم الْعَرَبيَّة أَقبلت الدُّنْيَا عَلَيْهِ آخر عمره وجالس الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فَأَقَامَ عِنْده نَحْو خَمْسَة أشهر لتعليم بعض الْجَوَارِي الْقُرْآن وَوَصله بإنعام كثير ثمَّ أَصَابَهُ فالج يَوْمَيْنِ وَمَات سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة وَكَانَ قد قَرَأَ على أبي بكر عبد الله بن مَنْصُور الباقلاني وَسمع من أبي طَالب مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الكتاني وَأبي الْعَبَّاس ابْن الجلخت وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول على أبي الْقَاسِم ابْن فضلان وَأبي عَليّ ابْن الرّبيع ابْن بطال الْأَشْعَرِيّ عَليّ بن خلف بن عبد الْملك بن بطال أَبُو الْحسن الْقُرْطُبِيّ وَيعرف أَيْضا بِابْن اللجام بِالْجِيم الْمُشَدّدَة قَالَ ابْن بشكوال كَانَ من أهل الْعلم والمعرفة والفهم مليح الْخط حسن الضَّبْط عني بِالْحَدِيثِ الْعِنَايَة التَّامَّة وَشرح صَحِيح البُخَارِيّ فِي عدَّة مجلدات وَرَوَاهُ النَّاس عَنهُ وَكَانَ ينتحل الْكَلَام على طَريقَة الْأَشْعَرِيّ وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (عَليّ بن خَليفَة) ابْن المنقى الْموصِلِي النَّحْوِيّ عَليّ بن خَليفَة بن عَليّ أَبُو الْحسن ابْن المنقى الْموصِلِي النَّحْوِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا تأدب عَلَيْهِ أَكثر أهل عصره من بَلَده توفّي على مَا ذكره الشَّيْخ شمس الدّين سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَقَالَ ياقوت سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ يجلس بِالْمَسْجِدِ الْمَعْرُوف بِمَسْجِد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بالموصل وصنف مُقَدّمَة فِي النَّحْو سَمَّاهَا المعونة وَكَانَ زاهداً ورعاً مقداماً ذَا سَوْرَةٍ وَغَضب دخل إِلَيْهِ رجل فَقَالَ لَهُ من أَيْن أَقبلت قَالَ من عِنْد عَلامَة الدُّنْيَا يَعْنِي سعيد بن الدهان فَقَالَ ارتجالاً من الوافر (وَقَالُوا الْأَعْوَر الدهان حبر ... يفوق النَّاس فِي أدب وكيس)

(فَقلت بحيس خير مِنْهُ علما ... وَإِن الْكَلْب خير من بحيس) قلت أحسن مِنْهُ قَول الآخر من الْخَفِيف (خير من فيهم الْخَطِيب وجعس ال ... كلب خير من ذَلِك الْمَذْكُور) وَقَالَ وَقد طلب مِنْهُ ملك النُّحَاة حلاوةً بعد كَلَام جرى بَينهمَا فِي مجْلِس تَاج الدّين ابْن الشهرزوري من السَّرِيع (عِنْدِي للشَّيْخ مليك النحاه ... رمح شناج سكنت فِي خصاه) (لَا عسل عِنْدِي وَلَا سكر ... فليعذر الشَّيْخ وَيَأْكُل خراه) وَقَالَ وَقد عتب عَلَيْهِ جمال الدّين الاصبهاني الْوَزير فِي ترك ك التَّرَدُّد إِلَيْهِ فَجَاءَهُ بعد ذَلِك فَمَنعه البواب من غير أَن يعرفهُ من الْكَامِل (إِنَّنِي أَتَيْتُك زَائِرًا وَمُسلمًا ... كَيْمَا أقوم بِبَعْض حق الْوَاجِب) (فَإِذا ببابك حَاجِب متبرطم ... فعمود دَارك فِي حرَام الْحَاجِب) (وَلَئِن رَأَيْتُك رَاضِيا بفعاله ... فَجَمِيع ذَلِك فِي جر آم الصاحب) رشيد الدّين ابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب عَليّ بن خَليفَة بن يُونُس ابْن أبي الْقَاسِم الْعَلامَة رشيد الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي ابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب نَشأ بِالْقَاهِرَةِ وبرع فِي الطِّبّ وَالْحكمَة وَكَانَ رَأْسا فِي الموسيقى وَلعب الْعود وَكَانَ طيب الصَّوْت وَقَرَأَ الْأَدَب على الْكِنْدِيّ واشتغل بالطب وَله خمس وَعِشْرُونَ) سنة وحظي عِنْد أَوْلَاد الْعَادِل وَتُوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَهُوَ شَاب لَهُ سبع وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ يتَكَلَّم بالتركي والعجمي وينظم بالعجمي ويشعر ويترسل وَلبس خرقَة التصوف من شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين ابْن حمويه بِدِمَشْق وَله كتاب الموجز الْمُفِيد فِي الْحساب أَربع مقالات وَضعه للْملك الأمجد كتاب المساحة كتاب فِي الطِّبّ كتاب طب السُّوق أَلفه لبَعض تلاميذه مقَالَة فِي نِسْبَة النبض وموازنته للحركات الموسيقارية مقَالَة فِي السَّبَب الَّذِي خلقت لَهُ الْجبَال كتاب الأسططسات تعاليق وتجارب فِي الطِّبّ وَطول ابْن أبي أصيبعة تَرْجَمته فِي تَارِيخ الْأَطِبَّاء وَمن شعره من المجتث (يَا صَاح قد ضَاعَ نسكي ... مذ صرت فِي بعلبك) (وَكَيف يسلم ديني ... بعد افتتاني وهتكي)

علي بن داود

(بِكُل أهيف لدن ال ... قوام للبدر يَحْكِي) (يرنو بصارم لحظ ... مَا زَالَ إِلَّا لفتك) (كَأَن فِي فِيهِ خمرًا ... شيبت بشهد ومسك) (جذلان يضْحك تيهاً ... إِذا رَآنِي أبْكِي) 3 - (عَليّ بن دَاوُد) الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ عَليّ بن دَاوُد بن يحيى بن كَامِل بن يحيى بن جبارَة بن عبد الْملك بن يحيى بن عبد الْملك بن مُوسَى بن جبارَة بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء بن كُلَيْب بن جميل بن عبد الله بن مُصعب بن ثَابت بن عبد الله بن الزبير بن العوّام الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الفريد الْكَامِل نجم الدّين أَبُو الْحسن ابْن القَاضِي عماد الدّين الْقرشِي الْأَسدي الزبيرِي القحفازي بِالْقَافِ والحاء الْمُهْملَة وَفَاء بعْدهَا ألف وزاي الْحَنَفِيّ شيخ أهل دمشق فِي عصره خُصُوصا فِي الْعَرَبيَّة قَرَأَ عَلَيْهِ الطّلبَة وانتفع بِهِ الْجَمَاعَة وَله النّظم والنثر وَالْكِتَابَة المليحة القوية المنسوبة وَله التندير الحلو والتنديب الرَّائِق يكثر من ذَلِك فِي كَلَامه ويشحن أشغاله الطّلبَة بالزوائد ويورد لَهُم النَّوَادِر والحكايات الظريفة والوقائع الغريبة المضحكة سمعته يَوْمًا يَقُول لمنصور الكتبي رَحمَه الله تَعَالَى يَا شيخ مَنْصُور هَذَا أَوَان الْحجَّاج اشْتَرِ لَك مِنْهُم مِائَتي جراب وارمها خلف ظهرك إِلَى وَقت موسمها تكسب فِيهَا جملَة فَقَالَ لَهُ وَالله الَّذِي يشْتَغل عَلَيْك فِي الْعلم يحفظ مِنْك حرافاً قدره عشر مَرَّات وَحكى لي نور الدّين عَليّ بن إِسْمَاعِيل الصَّفَدِي قَالَ أنْشد الشَّيْخ نجم الدّين يَوْمًا لغزاً للْجَمَاعَة وهم بَين يَدَيْهِ فِي الْحلقَة يشتغلون وَهُوَ فِي مجزوء الْكَامِل (يَا أَيهَا الحبر الَّذِي ... علم الْعرُوض بِهِ امتزج) (إبني لنا دَائِرَة ... فِيهَا بسيط وهزج) ففكر الْجَمَاعَة فِيهَا زَمَانا فَقَالَ وَاحِد مِنْهُم هَذِه الساقية فَقَالَ لَهُ دورت فِيهَا زَمَانا حَتَّى ظَهرت لَك يُرِيد أَنه ثَوْر يَدُور فِي الساقية وَجئْت إِلَيْهِ فِي سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة وَسَأَلته فِي أَن أَقرَأ عَلَيْهِ المقامات الحريرية فَقَالَ وَالله أَنا قَلِيل الْأَدَب وَهُوَ فِي ذَلِك كُله يَقُول بانبساط وَسُرْعَة

وَقيل لي إِنَّه لنما عمر الْأَمِير سيف الدّين تنكر رَحمَه الله الْجَامِع الَّذِي لَهُ بِدِمَشْق كَانَ قد عينوا لَهُ شخصا من الْحَنَفِيَّة يلقب الكشك ليَكُون خَطِيبًا فَلَمَّا كَانَ يَوْم وَهُوَ يمشي فِي الْجَامِع الْمَذْكُور أجري لَهُ ذكر الشَّيْخ نجم الدّين ومجموع فضائله وَأَنه فِي الْحَنَفِيَّة مثل الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني فِي الشَّافِعِيَّة فَأحْضرهُ وَاجْتمعَ بِهِ وتحدثا ثمَّ قَالَ لَهُ وهم فِي الْجَامِع) يَمْشُونَ أيش تَقول فِي هَذَا الْجَامِع فَقَالَ مليح وصحن مليح لَكِن مَا يَلِيق أَن يكون فِيهِ كشك فأعجب ذَلِك الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَأمر لَهُ بخطابه الْجَامِع الْمَذْكُور ثمَّ بعد مُدَّة رسم لَهُ بتدريس الركنية فباشرها مديدة ثمَّ نزل عَنْهَا وَقَالَ لَهَا شَرط لَا أقوم بِهِ ومعلومها فِي الشَّهْر جملَة تَركه تورعاً وَهُوَ مَعَ هَذِه الْعُلُوم يعرف الإسطرلاب جيدا وَيحل التقاويم فِيمَا أَظن وَهُوَ فريد عصره يشغل فِي الْمُخْتَصر لِابْنِ الْحَاجِب وَفِي مذْهبه الْحَنَفِيّ وَفِي الحاجبية والمقرب ويعرفهما جيدا إِلَى الْغَايَة وَفِي ضوء الْمِصْبَاح وَغَيره من كتب الْمعَانِي وَالْبَيَان مولده ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مائَة نقلت مولده وَنسبه من خطه وَمن شعره فِي مليحة اسْمهَا قُلُوب من السَّرِيع (عَاتَبَنِي فِي حبكم عاذل ... يزْعم نصحي وَهُوَ فِيهِ كذوب) (وَقَالَ مَا فِي قَلْبك اذكره لي ... فَقلت فِي قلبِي الْمَعْنى قُلُوب) وَمِنْه فِي مليح نحوي من السَّرِيع (أضمرت فِي الْقلب هوى شادنٍ ... مشتغلٍ فِي النَّحْو لَا ينصف) (وصفت مَا أضمرت يَوْمًا لَهُ ... فَقَالَ لي الْمُضمر لَا يُوصف) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ من أَبْيَات كتبهَا جَوَابا إِلَى الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ من المديد (بِأبي بكر خصصت بهَا ... من أخي الْأَفْضَل والمنن) (أَقبلت تختال فِي حلل ... وشيها من صَنْعَة اليمني) (فرعها يملي خلاخلها ... مَا يَقُول القرط فِي الْأذن) وكتبت إِلَيْهِ لما وضعت هَذَا المعجم أطلب مِنْهُ مَا أستعين بِهِ على تَرْجَمته الْعَادة فِي مثل ذَلِك وَمِنْه من الْخَفِيف (يَا مُفِيد الورى مَعَاني الْمَعَالِي ... وَإِمَام الْأَنَام فِي كل علم)

(إِن لي معجماً كأفق فسيح ... أشتهي أَن يزان مِنْك بِنَجْم) فَتَأَخر جَوَابه فَكتبت إِلَيْهِ ثَانِيًا من الطَّوِيل (ظَفرت بوعد مِنْك بَلغنِي المنى ... وجودك نجم الدّين لَيْسَ يحول) ) (وَقد طَال ليلِي لانتظار وُرُوده ... ولي الَّذِي يرْعَى النُّجُوم طَوِيل) وكتبت مَعَه سؤالاً يتَعَلَّق بالمعاني فِي قَوْله تَعَالَى حَتَّى إِذا أَتَيَا أهل قَرْيَة استطعما أَهلهَا وَهُوَ من الطَّوِيل (أَلا إِنَّمَا الْقُرْآن أكبر معجز ... لأَفْضَل من يهدى بِهِ الثَّقَلَان) (وَمِنْه جملَة الإعجاز كَون اختصاره ... بإيجاز أَلْفَاظ وَبسط معَان) (ولكنني فِي الْكَهْف أَبْصرت آيَة ... بهَا الْفِكر فِي طول الزَّمَان عناني) (وَمَا ذَاك إِلَّا استطعما أَهلهَا فقد ... نرى استطعما هم مثله بِبَيَان) (فَمَا الْحِكْمَة الغراء فِي وضع ظَاهر ... مَكَان ضمير إِن ذَلِك لشان) فَكتب إِلَيّ بِخَطِّهِ مجيباً عَن الأول وَالثَّانِي من مجزوء الرجز على الله توكلت (يَا سائلي عَن نسبي ... ومولدي وأدبي) (وَمَا قَرَأت فِي الْعُلُوّ ... م من شرِيف الْكتب) وَمَا أخذت ذَاك عَنهُ من شُيُوخ مذهبي (وَغَيرهم مِمَّن حوى ... سر كَلَام الْعَرَب) (وَمَا الَّذِي سمعته ... عَن النَّبِي الْعَرَبِيّ) (صلى عَلَيْهِ الله مَا اح ... لولك جنح غيهب) (وَذكرت شَيْئا صغته ... من شعري الْمُنْتَخب) (وَمَا الَّذِي صنفته ... من كتب وخطب) (لَوْلَا وجوب حُرْمَة ال ... قصد ورعي الرتب) (مَا قلت ذَاك خشيَة ... من حَاسِد مؤنب) (يَقُول إِنِّي قلته ... مفتخراً بحسبي) (لكنما الْبُخْل بِمَا ... سُئِلت لَا يحسن بِي)

(والمقتضى مني لَهُ ... لَا يأتلي فِي الطّلب) (وَهُوَ خَلِيل فِي الرخا ... وعدة فِي الكرب) (وهمه فِي جمع شم ... ل الْفضل لَا فِي الشنب) ) (وَمَا صَلَاح الدّين إل ... افي اقتناء الْقرب) (هَذَا الَّذِي أوجب لي ... يَا صَاح كشف الْحجب) (عَن محتدي ومولدي ... وفضلي المحتجب) (فَقلت غير آمن ... من عائب مندب) (مُخْتَصرا مُقْتَصرا ... معتذراً من رهبي) (مَا ستراه وَاضحا ... مرتسماً عَن كثب) (لَا زلت للفضل حمى ... ولبنيه كَالْأَبِ) (تجمع شَمل ذكرهم ... مخلداً فِي كتب) أما الْعُلُوم وَمن أخذت عَنهُ فالقرآن الْعَزِيز عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن الْمُطَرز وَكَانَ قد أَخذ الْقرَاءَات السَّبع عَن عماد الدّين بن وهران الْموصِلِي قَرَأت عَلَيْهِ رِوَايَة أبي عَمْرو من طَرِيق الدوري والسوسي إفراداً وجمعاً وَأما الْفِقْه فَعَن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن الحريري قبل أَن يُبَاشر الحكم ثمَّ عَن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين قبل أَن يُبَاشر الحكم أَيْضا مَعَ الْفَرَائِض وَأما أصُول الْفِقْه فَعَن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة فَإِنَّهُ كَانَت لَهُ عناية بمختصر ابْن الْحَاجِب وَعَن الشَّيْخ جلال الدّين الْخَبَّازِي الْحَنَفِيّ وَأما أصُول الدّين فَحفِظت فِيهِ عقيدة الطَّحَاوِيّ واعتنيت بحلها وبمطالعة كتب الْأُصُول لأَصْحَاب أبي حنيفَة وَغَيرهم وَأما علم النَّحْو فَعَن الشَّيْخ شرف الدّين الْفَزارِيّ ثمَّ عَن الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ مَعَ علم التصريف وَأما علم البلاغة فَعَن الشَّيْخ بدر الدّين ابْن النَّحْوِيّ الْحَمَوِيّ حِين جَاءَ إِلَى دمشق فِي سنة تسع وَتِسْعين مَعَ الجفال وَنزل بالباذرائية قَرَأت عَلَيْهِ فِي كِتَابه ضوء الْمِصْبَاح وَفِي شَرحه الَّذِي سَمَّاهُ إسفار الصَّباح عَن ضوء الْمِصْبَاح وَأما الْمنطق وَعلم الجدل فَعَن الشَّيْخ سراج الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ مدرس الفرخشاتية والسفينة بالجامع الْأمَوِي وَأما علم الْوَقْت فَعَن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة فِي مقدمته الَّتِي صنفها فِي علم الاصطرلاب ثمَّ عَن الشَّيْخ بدر الدّين ابْن دانيال بِمَدِينَة الكرك حِين جفل جمَاعَة من الْأَعْيَان إِلَيْهَا خوفًا من الْعَدو المخذول سنة سبع مائَة فِي مقدمته الَّتِي صنفها فِي علم الاصطرلاب وَهِي مُطَوَّلَة مفيدة وَأما علم الْعرُوض فَمن الْكتب الْمَوْضُوعَة فِي ذَلِك وَأما حل المترجم فَوجدت فِي بعض الْكتب فِيهِ كلَاما غير شافي ثمَّ أَخَذته بِالْقُوَّةِ حَتَّى كتب لي فِيهِ

) إِن زرزوراً ووزة زودا دَاوُد زادا وحللته مَعَ قلَّة مَا يسْتَدلّ بِهِ فِيهِ وَأما الَّذين سَمِعت عَلَيْهِم الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة على قَائِلهَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام فالشيخ برهَان الدّين ابْن الدرجي وَكَانَ معمراً سَمِعت أَجزَاء كَثِيرَة عَلَيْهِ فِيمَا حول سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وقاضي الْقُضَاة جمال الدّين الْمَالِكِي سَمِعت مِنْهُ موطأ مَالك رَحمَه الله تَعَالَى وَالشَّيْخ نجم الدّين الشقراوي الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم مِمَّن لم يحضرني اسْمه الْآن وَسمعت مُخْتَصر الرِّعَايَة للمحاسبي على قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين ابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حماه حِين قدم إِلَى دمشق قَاصِدا الْحَج وَأما الرِّوَايَة فَإِنِّي لم أسمح لأحد بِأَن يروي عني مسموعاتي لصعوبة مَا شَرطه أَصْحَابنَا فِي الضَّبْط بِالْحِفْظِ من حِين سمع إِلَى حِين روى وَأَن الْكتب الَّتِي سَمعتهَا لم تكن مَحْفُوظَة عِنْدِي فضلا عَن حفظ مَا سمعته وَأما مَا صنفته من الْكتب فَإِنِّي رغبت عَن ذَلِك لمواخذتي للمصنفين فَكرِهت أَن أجعَل نَفسِي غَرضا لمن يَأْخُذ عَليّ غير أَنِّي جمعت منسكاً لِلْحَجِّ أفردت فِيهِ أَنْوَاع الْجِنَايَات وَمَعَ كل نوع مَا يجب من الْجَزَاء على من وَقع فِيهِ ليَكُون أسهل فِي الْكَشْف ومعرفته وَكَانَ ذَلِك بسؤال امْرَأَة صَالِحَة لَا أعلم فِي زَمَاننَا أعبد مِنْهَا وانتفع بِحسن الْقَصْد فِيهِ وبركتها خلق كثير وَأما مَا سمحت بِهِ القريحة الجامدة والفكرة الخامدة فَمن ذَلِك مَا كتبت بِهِ إِلَى عماد الدّين بن مزهر وَقد كَانَ يجْتَمع مَعنا فِي ليَالِي الشتَاء عِنْد بعض الْأَصْحَاب فَلَمَّا مَاتَ عَمه تزوج جَارِيَته وَانْقطع عَنَّا فَقلت من الْخَفِيف (إِن يكن خصك الزَّمَان بخودٍ ... ذَات قدٍ لدنٍ وخدٍ أسيل) (فَلَقَد فزت بالسعادة والرح ... ب وفارقتنا بِوَجْه جميل) وَقلت متذكراً لزيارة الْكَعْبَة وزيارة سيد الْمُرْسلين عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام من الْبَسِيط (يَا ربة السّتْر هَل لي نَحْو مغناك ... من عودة أجتلي فِيهَا محياك) (أم هَل سَبِيل إِلَى لقياك ثَانِيَة ... لمغرم مَا مناه غير لقياك) (لَهُ نوازع شوق بَات يضرمها ... بَين الجوانح والأحشاء ذكراك) (لم ننس طيب لياليك الَّتِي سلفت ... وَكَيف ينساك صب بَات يهواك) (يَا ربة الْخَال كم قد طل فِيك دم ... فَمَا أجل بِعرْض البيد قتلاك) (أسرت بالْحسنِ ألباب الْأَنَام فَمَا ... أعز فِي ذل ذَاك الْأسر أسراك) ) (مَاذَا عساها ترى تنأى الديار بِنَا ... لَو كنت فِي مسْقط الشعرى لجئناك)

(وَلَو تحجبت بالسمر الذوابل عَن ... زوار ربعك يَا سمرا لزرناك) (ذلت لعزك أَعْنَاق الْمُلُوك فَمَا ... أعلاك يَا مُنْتَهى سولي وأغلاك) (تهتكت فِيك أَسْتَار الْهوى وَلها ... لما بدا خلال السّتْر معناك) (يَا هَل ترى يسمح الدَّهْر المشت بِمَا ... أرجوه من قرب مغناك لمضناك) (واجتلى من محياك الْجَمِيل ضحى ... مَا بَات يحكيه لي من حسنك الحاكي) (من بعد حط رحالي فِي حمى أرج ... إِلَّا رجا بالمصطفى الْهَادِي الرضي الزاكي) (خير الْخَلَائق طراً عِنْد خالقه ... وَخَاتم الرُّسُل ماحي كل إشراك) (سباق غايات أقْصَى الْفضل والشرف ... الْأَعْلَى وراقي الْعلَا من غير إِدْرَاك) (مهْدي المعارف مبدي كل غامضة ... مسدي العوارف مردي كل فتاك) (مُحَمَّد ذِي الْمقَال الصَّادِق الْحسن ... المصدوق فِي القَوْل مقصي كل أفاك) (يَا نفس إِن بلغتك العيس حجرته ... وصافحت يمن ذَاك الرّبع يمناك) (ونلت مأمولك الْأَقْصَى بلثم ثرى ... أعتابه وَبَلغت الْقَصْد من ذَاك) (وَقمت بَين يَدَيْهِ للسلام على ... أَقْدَام ذَلِك تذري الدمع عَيْنَاك) (وَقد مددت يَد الإملاق طالبةً ... سُؤَاله لَك عفوا عِنْد مَوْلَاك) (فقد بلغت المنى والسول فاجتهدي ... هُنَاكَ واستنجدي لي طرفك الباكي) (عساك أَن ترزقي عطفا عَلَيْك فَإِن ... رزقت ذَاك فيا وَالله بِشِرَاك) (وليهنك السعد إِذْ حطت رحالك فِي ... ربع بِهِ لم تزل تحدي مطاياك) (فثم أندى الورى كفا وأعظمهم ... جاهاً وأرحبهم صَدرا لملقاك) (وَخَيرهمْ لنزيل فِي حماه وأو ... فاهم ذماماً وأملاهم بجدواك) (واحر قلباه من شوقي لرُؤْيَته ... فقد تقادم عهد الشيق الشاكي) (بِاللَّه يَا نفس كوني لي مساعدة ... حاشاك أَن تخذليني الْيَوْم حاشاك) (وجددي الْعَزْم فِي ذَا الْعَام واجتهدي ... عَسى بذلك تخبو نَار أحشاك) (فَإِن حرمت لقاه تِلْكَ معذرة ... وَإِن ظَفرت بِهِ يَا نجح مسعاك) (صلى عَلَيْهِ إِلَه الْعَرْش مَا قطعت ... كواكب الْأُفق لَيْلًا برج أفلاك) )

وَقلت عِنْد قدوم الْحَاج فِي بعض السنين أبياتاً وأنشدني بدار الحَدِيث الأشرفية من الْخَفِيف (يَا نياق الحجيج لَا ذقت سهداً ... بعْدهَا لَا وَلَا تجشمت وخدا) (لَا فدينا سواك بِالروحِ منا ... أَنْت أولى من بَات بِالروحِ يفدى) (يَا بَنَات الذميل كَيفَ تركتن ... شعاب الغضا وسلعاً ونجدا) (مرْحَبًا مرْحَبًا وَأهلا وسهلاً ... بِوُجُوه رَأَتْ معالم سعدى) وَلم يحضرني بَاقِيهَا وَلما ظفر قازان سنة تسع وَتِسْعين ثمَّ جَاءَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة فَكسر وَقيل لي إِن قازان عِنْدهم اسْم للقدر قلت من الرجز (لما غَدا قازان فخاراً بِمَا ... قد نَالَ بالْأَمْس وأغراه البطر) (جَاءَ يرجي مثلهَا ثَانِيَة ... فَانْقَلَبَ الدست عَلَيْهِ فانكسر) وَلما ذهب بدر الدّين ابْن بضحان مَعَ الجفال إِلَى مصر وَأقَام هُنَاكَ كتبت إِلَيْهِ من الْكَامِل (يَا غَائِبا قد كنت أَحسب قلبه ... بسوى دمشق وَأَهْلهَا لَا يعلق) (إِن كَانَ صدك نيل مصر عَنْهُم ... لَا غرو فَهُوَ لنا الْعَدو الْأَزْرَق) وَكَانَ من فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة شخص يُقَال لَهُ شهَاب الدّين التعجيزي ينظم شعرًا فِي زعله فَعمل أبياتاً فِي شخص كَانَ يُحِبهُ وكتبها لي أَولهَا (أيا المعرض لَا عَن سَببا ... أصلحك الله وصالي الأربا) وَفِي هَذَا مَا يُغني عَن بَاقِيهَا فَكتبت إِلَيْهِ من الْخَفِيف (يَا شهاباً أهْدى إِلَيّ قريضاً ... خَالِيا عَن تعسف الألغاز) (جَاءَنِي مُؤذنًا برقة طبع ... حِين رشحته بِبَاب الْمجَاز) (إِن تكن رمت عَنهُ مني جَزَاء ... فأقلني فلست مِمَّن يجازي) وَمن خطب فَاتِحَة خطْبَة رَأس السّنة الْحَمد لله الَّذِي لَا تدْرك كنه عَظمته ثواقب الأفهام وَلَا يُحِيط بمعارف عوارفه خطرات الأوهام وَلَا تبلغ مدى شكر نعْمَة محامد الْأَنَام الَّذِي طرز بعسجد الشَّمْس حَوَاشِي الْأَيَّام ورصع بجواهر النُّجُوم حلَّة الظلام وَفصل بلجين الْأَهِلّة عُقُود الشُّهُور والأعوام أَحْمَده على نعمه الجلائل الْعِظَام ومننه الشوامل الجسام واشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا) شريك لَهُ شَهَادَة لَا ينقص لَهَا تَمام وَلَا يخفر لَهَا ذمام وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أرْسلهُ وسوق الْبَاطِل قد قَامَ ومحب الضلال قد هام وطرف الرشد قد نَام وأفق

الْحق قد غام فَجرد سيف الْعَزْم وشام وعنف على الغي وَلَام واقتاد الْخَلِيفَة إِلَى السَّعَادَة بِكُل زِمَام صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الْخيرَة الْكِرَام صَلَاة لَا انْفِصَال لمتتابعها وَلَا انفصام وَقلت فِي فَاتِحَة عيد الْأَضْحَى الْحَمد لله الْعَظِيم شانه الْعَزِيز سُلْطَانه الْقَدِيم إحسانه العميم غفرانه الَّذِي دعت عوارف إحسانه إِلَى عَرَفَات عزماته من كل طَرِيق فلبتها قُلُوب أولي الْإِنَابَة مسرعة فِي الْإِجَابَة وأمتها من كل فج عميق أَحْمَده على نعمه الَّتِي أحلّت مغنى الْغنى فتحلت بفرائدها الأجياد ومننه الَّتِي بلغت مني المنى وكل الْأَيَّام بهَا أعياد واشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة لَا يخلق الملوان جديدها وَلَا تنَال يَد الشَّك مشيدها وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله أرْسلهُ رَحْمَة للبرايا ومحذراً من شَرّ عواقب الْخَطَايَا فطهر من رجسها السجايا وسَاق إِلَى محلهَا الْهَدَايَا وَبعث الهمم على الضَّحَايَا صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله المبرإين من الدنايا صَلَاة لَا تنفك بتعاهد معاهدهم فِي البكور والعشايا وَأما خطب الأصدقة فكثير وَكَذَا مَا كتبته لمن عرض عَليّ كتابا مِمَّا يُنَاسب اسْمه وَكتابه كثيرا أَيْضا وَمن عَجِيب مَا اتّفق فِي ذَلِك من براعة الاستهلال مَا كتبته للْمولى الْمَالِك شهَاب الدّين أَحْمد ابْن الْمولى شرف الدّين ابْن الْمولى شمس الدّين ابْن المرحوم شهَاب الدّين مَحْمُود أعزه الله تَعَالَى ورحم سلفه حِين عرض عَليّ مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله تَعَالَى أما بعد حمد الله الَّذِي جعل شرف الْعلم مَنُوطًا بشرف الدّين فَحق لمن تحلى بهما أَن يكون جده مَحْمُودًا وعاقبته أَحْمد وَفِي ذكره طول وَهُوَ عِنْد الْمولى شهَاب الدّين أَحْمد الْمَذْكُور وَمِمَّا يلْحق بالشعر الْمُتَقَدّم مَا كتبته للْمولى الْمَالِك جمال الدّين ابْن المرحوم عَلَاء الدّين بن غَانِم حِين جَاءَنِي توقيع بتدريس العذراوية بِخَطِّهِ وإنشائه وَقد تصدق بهَا ملك الْأُمَرَاء تغمده الله برحمته من غير سُؤال من المجتث (وافى إِلَيّ كتاب ... حُلْو من الدّرّ حَالي) (صاغته فكرة سَار ... إِلَى العلى غير سالي) (يسري وَرَاء سراة ... تشتاقهن الْمَعَالِي) ) (مرصع بلآل ... مشرف بمثال)

(من عِنْد أكْرم مولى ... يُعْطي بِغَيْر سُؤال) (فَمَا رَآهُ صديق ... من الصُّدُور الموَالِي) (إِلَّا وَقَالَ سَرِيعا ... هَذَا بديع الْجمال) وَأما الْجَواب عَن إِعَادَة لَفظه الْأَهْل فِي قَوْله تَعَالَى حَتَّى إِذا أَتَيَا أهل قَرْيَة استطعما أَهلهَا وَلم يقل استطعماهم وَالْمحل مَحل الْإِضْمَار وَفِيه الإيجاز فقد علم أَن البلاغة لَا تخْتَص بالإيجاز وَإِنَّمَا هُوَ نوع من أَنْوَاعهَا وَأَن مدَار حسن الْكَلَام وارتفاع شَأْنه فِي الْقبُول بإيراده مطابقاً لمقْتَضى الْحَال فَإِن كَانَ مُقْتَضى الْحَال خليقاً ببسط الْكَلَام تعلّقت البلاغة ببسطه وَإِن كَانَ حَقِيقا بالإيجاز كَانَت البلاغة فِي إِيرَاده كَذَلِك ثمَّ قد يعرض للبليغ أُمُور يحسن مَعهَا إِيرَاد الْكَلَام على خلاف مُقْتَضى الظَّاهِر فَينزل غير السَّائِل منزلَة من يسْأَل إِذا كَانَ قد لوح لَهُ بِمَا يَقْتَضِي السُّؤَال وَينزل غير الْمُنكر منزلَة الْمُنكر إِذا ظَهرت عَلَيْهِ مخايل الْإِنْكَار ويوقع الْمُضمر فِي مَوضِع الظَّاهِر وَالظَّاهِر فِي مَوضِع الْمُضمر إِلَى غير ذَلِك من الْأُمُور الْمَذْكُورَة فِي علم البلاغة وَالَّذِي حسن إِيقَاع الظَّاهِر موقع الْمُضمر فِي الْآيَة الْكَرِيمَة أَن الظَّاهِر أدل على الْمَعْنى الَّذِي وضع اللَّفْظ لَهُ من الْمُضمر لِأَنَّهُ يدل عَلَيْهِ بِنَفسِهِ والمضمر يدل عَلَيْهِ بِوَاسِطَة مَا يفسره وَقصد الْمُتَكَلّم هُنَا الْإِخْبَار عَن الَّذين طلب مِنْهُم الْإِطْعَام أَنهم أهل الْقرْيَة لِأَن من غشية الضَّيْف فِي منزله وَلم يعْتَذر بِعُذْر عَن إكرامه بل قابله بِالْمَنْعِ مَعَ ظُهُور حَاجته الَّتِي أوجبت لَهُ أَن يسْأَل مِنْهُ ذَلِك لِأَن الْمَسْأَلَة آخر أَسبَاب الْكسْب يعلم بذلك أَن الْحَامِل لَهُ على الِامْتِنَاع من إِضَافَته لؤم الطَّبْع وَاتِّبَاع مَذْمُوم الْبُخْل وَالشح المطاع كَمَا قَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل (حَرِيص على الدُّنْيَا مضيع لدينِهِ ... وَلَيْسَ لما فِي بَيته بمضيع) حَتَّى روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ كَانُوا أهل قَرْيَة لِئَامًا وَمن كَانَت هَذِه سجيته وَهَذَا حَاله كَانَ حرياً بِالْإِعْرَاضِ عَنهُ وَعدم مُقَابلَته بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ فَلَمَّا رأى مُوسَى صلوَات الله عَلَيْهِ إصْلَاح الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام لجدار مشرف على السُّقُوط فِي الْقرْيَة الَّتِي هَؤُلَاءِ أَهلهَا من غير طلب أجر على ذَلِك مِنْهُم مَعَ الْحَاجة إِلَى ذَلِك عجب من ذَلِك وَأنْكرهُ حَتَّى كَأَنَّهُ نسي مَا قدمه من وعده إِيَّاه بِالصبرِ وبعدم المصاحبة إِن سَأَلَهُ عَن شَيْء بعد ذَلِك) مَعَ حرصه على صحبته والتعلم مِنْهُ وَكَانَ فِي إِعَادَة لَفظه الْأَهْل فِي الْآيَة الْكَرِيمَة إِقَامَة لعذر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي الِاعْتِرَاض فِي هَذِه الْحَالة لِأَنَّهَا حَالَة لَا يصبر عَن الِاعْتِرَاض فِيهَا لِأَن حَالهم يَقْتَضِي بذل الْأُجْرَة فِي إصْلَاح أَمر دنياوي لحرصهم وشحهم فَترك طلب الْأُجْرَة

على إصْلَاح ذَلِك مَعَ الضَّرُورَة وَالْحَاجة وَقع إحساناً إِلَى أَهلهَا الَّذين قابلوهما بِالْمَنْعِ عَن الضِّيَافَة وَكَانَت البلاغة مُتَعَلقَة بِلَفْظِهِ الْأَهْل الَّتِي هِيَ الحاملة على الْإِعْرَاض ظَاهرا فأطلعه الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام بِأَن الْجِدَار إِنَّمَا كَانَ ليتيمين من أَهلهَا واليتيم مَحل الرَّحْمَة وَلَيْسَ محلا لِأَن يطْلب مِنْهُ أُجْرَة إِمَّا لعَجزه لفقره وَهُوَ الظَّاهِر أَو لِأَنَّهُ لَا يجوز تصرفه فِي مَاله وَلِهَذَا قَالَ رَحْمَة من رَبك وَلم يكن لأَهْلهَا الَّذين أَبَوا أَن يضيفونا وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم قلت جَوَاب الشَّيْخ نجم الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فِي غَايَة الْحسن وَهُوَ كَلَام عَارِف بِهَذَا الْفَنّ جَار على الْقَوَاعِد وَالَّذِي قَالَه الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْجَواب عَن ذَلِك ملخصه أَنه إِنَّمَا أعَاد اللَّفْظ بِلَفْظ الظَّاهِر لأمرين أَحدهمَا أَن استطعم صفة ل قَرْيَة فَلَو قَالَ استطعماها لَكَانَ مجَازًا إِذْ الْقرْيَة لَا تستطعم فَلَا بُد من ذكر الضَّمِير وَلَا يُمكن ذكره وَهُوَ مُضَاف إِلَيْهِ إِلَّا بِذكر الْمُضَاف وَلَا يُمكن ذكر الْمُضَاف مضمراً فَتعين ذكره مظْهرا وَلَا يرد عَلَيْهِ أَن استطعما جَوَاب ل إِذا لَا صفة ل قَرْيَة لأَنا نقُول لقَوْله فِي الْقِصَّة الْأُخْرَى حَتَّى إِذا لقيا غُلَاما فَقتله فَقَالَ هَا هُنَا جَوَاب إِذا مُتَعَيّن وَلَا يَسْتَقِيم أَن يكون فَقتله جَوَابه إِذْ الْمَاضِي الْوَاقِع فِي جَوَاب إِذا لَا يكون بِالْفَاءِ فَتعين فِيهِ قَالَ وَالظَّاهِر أَن الْجَواب فِي الْقِصَّة الْأُخْرَى هَكَذَا لِأَنَّهَا فِي مساق وَاحِد الثَّانِي أَن الْأَهْل لَو أضمر لَكَانَ مَدْلُوله مَدْلُول الأول وَمَعْلُوم أَنه جمع الْأَهْل أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت أتيت أهل قَرْيَة كَذَا إِنَّمَا تَعْنِي وصلت إِلَيْهِم فَلَا خُصُوصِيَّة لبَعْضهِم والاستطعام فِي الْعَادة إِنَّمَا يكون لمن يَلِي النَّازِل بهم وهم بَعضهم فَوَجَبَ أَن يُقَال استطعما أَهلهَا لِئَلَّا يفهم أَنهم استطعموا جَمِيع الْأَهْل وَلَيْسَ كَذَلِك وَقد أجابني عَن هَذَا السُّؤَال أَيْضا مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن عَليّ السُّبْكِيّ أمتعنا الله بفوائده بِجَوَاب طَوِيل نظم ونثر وَقد كتبته بخطي وقرأته عَلَيْهِ وَهُوَ مُثبت فِي التَّذْكِرَة الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن) عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول السُّلْطَان الْملك الْمُجَاهِد أَبُو يحيى سيف الْإِسْلَام ابْن الْملك الْمُؤَيد هزبر الدّين ابْن الْملك المظفر ابْن الْملك الْمَنْصُور نور الدّين هُوَ صَاحب الْيمن قد تقدم ذكر وَالِده دَاوُد وَسَيَأْتِي

ذكر جده يُوسُف وَذكر جد أَبِيه عمر فِي مكانيهما ولد الْملك الْمُجَاهِد تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَسبع مائَة بتعز وَولي الْملك بعد وَالِده وَجَرت لَهُ حروب وكروب ذكرتها مُخْتَصرا فِي تَرْجَمَة وَالِده قَرَأَ الْقُرْآن وختمه وَحفظ التَّنْبِيه وَبحث وَشرح وَتخرج على أَشْيَاخ مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم الصَّنْعَانِيّ وتأدب على الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ وَأخذ بَقِيَّة الْعلم عَن الْأَشْيَاخ بِالْيمن وَعَن الغرباء الْفُضَلَاء الداخلين إِلَى الْيمن وَنظر فِي الْعُلُوم وناظر وشارك وَله فهم وذوق فِي الْأَدَب أَخْبرنِي الشَّيْخ الإِمَام صدر الدّين سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عبد الْحق وَقد تقدم ذكره أَنه عِنْده ذكاء مفرط وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَنْظُومَة بحثا وفهماً وَكِتَابَة وضبطاً وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا الْمِصْبَاح لِابْنِ مَالك قَالَ ويلعب بِالرُّمْحِ وَيَرْمِي بالنشاب جيدا وَقَالَ إِنَّه برز وَحده لسبع مائَة نفر من مماليك وَالِده وجماعته لما خرج عَلَيْهِ النَّاصِر بعد وَالِده بزبيد وَوصف لي من لطفه وآدابه مَعَ من يحاضره وَيخْتَص بِهِ شَيْئا كثيرا وَقَالَ إِن فِيهِ كرماً ومحبة لأهل الْعلم وللفقراء وكتابته أَنا رَأَيْتهَا وَهِي فِي غَايَة الْقُوَّة والسرعة وقفت أَنا عَلَيْهَا فِي عدَّة مراسلات إِلَى صدر الدّين الْمَذْكُور وأنشدني الشَّيْخ صدر الدّين قَالَ كتبت إِلَى الْملك الْمُجَاهِد لما طلع من زبيد سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة وَقد ركب فِي شختور فِي الْبَحْر وَتصدق وأغدق من الطَّوِيل (وَلم أنس يَوْم الشرم وَالْبَحْر سَاكن ... وَقد سَار شختور وَفِي وَسطه الْبَدْر) (عَليّ بن دَاوُد الَّذِي حَيْثُمَا سرى ... سرى الْجُود وَالْإِحْسَان والبشر واليسر) (تملك كل الأَرْض قهرا بِسَيْفِهِ ... وَأدنى عطاياه الصواهل والدر) (عجبت لشختور الْمُجَاهِد إِذْ سرى ... وَمن فَوْقه بَحر وَمن تَحْتَهُ بَحر) قَالَ فَأَجَابَنِي عَن ذَلِك من الطَّوِيل (لقد جَاءَ صدر الدّين بالنظم فاخراً ... وأوجز مَا يحْكى بِمَا بَين الشّعْر) (حكايات ليل النَّحْل لَا كَانَ وَاديا ... لقد تعبت مِنْهُ القوائم وَالظّهْر) (وَقد زَاد قبحاً بِالسُّيُوفِ فغيرت ... بِهِ طرقاً قد حَار فِي وصفهَا الْفِكر) ) (وَلَكِن تسلينا عَن الْهم كُله ... تعز حماها الله وأسعدها الدَّهْر) وَمن شعر الْملك الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن (عَجِيب على ذَا الْقلب من جنبو ... فِي عشق من لَا فِي الْهوى جن بو)

(وَمن يرحمو من يتحفو حج بو ... من جور من شخصو عَلَيْهِ حجبو) (للنجم يُمْسِي مسامر ... على أهيل شعب عَامر) فالحب ناهي وآمر (هجرو وبعدو يَا رفاق اتعبو ... وَأَن عاتبو خلو فَهُوَ يعتبو) (حكم عَليّ الْحبّ أبقى كَذَا ... مَا حيلتي ساآصبر لهَذَا وَذَا) (من ذَا يلمني فِي هواكم هذى ... فمذهبي فِي الْعِشْق غير مذهبو) (مَا حول آنا عَن ودادي ... لَو أطالوا بعادي) واحسرتي وافؤادي (فَلَيْسَ وَالله من يخن صاحبو ... وآن لم يطيعو كلما صَاح بو) (الْأَمر أمرو وَمَا اشْتهى فِيهِ أَمر ... وآن قَالَ أذْنب فمثلو غفر) (العَبْد يعرف سيدو من قدر ... عَفا وَقَالَ الذَّنب لَا أطلبو) (فاصفحوا يَا موَالِي ... فانا الْمُحب الموَالِي) وارحموا ضعف حَالي (قُولُوا نعم نعفو الَّذِي اذنبو ... فَمن رضانا قد معو اذن بو) (بالخيف والمسعى أطيل الْغَزل ... واشتاق من فِيهِ طيبَة قد نزل) (على مديح الْمُصْطَفى لم أزل ... من قاب قوسين الْإِلَه قربو) (يَا هاشمي يَا مُشَفع ... نرجو بك الرب ينفع) مَا نخشى بك ندفع (يَا سَاكِنا فِي طيبَة مَا أطيبو ... مذ حل فِي الشّعْر وَمَا أعذبو) وكتبت أَنا إِلَى الشَّيْخ صدر الدّين وَقد ورد من الْحجاز سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة إِلَى دمشق وَقصد الْعود إِلَى الْيمن فَسَأَلَهُ الْإِقَامَة أَهله وَأَصْحَابه فَأبى عَلَيْهِم وصمم وَذكر من إِحْسَان الْملك الْمُجَاهِد إِلَيْهِ مَا أوجب أَن أسلمنَا إِلَيْهِ المقادة وَتَرَكْنَاهُ وَمَا أَرَادَهُ من الْبَسِيط) (يَا من أباع دمشق الشَّام بِالْيمن ... وَقد السّير لَا يلوي على سكن) (مَا كنت أَحسب إنْسَانا سواك رأى ... جنَّات عدن فعداها إِلَى عدن) (هَذَا وَكم نلْت من ساحاتها وطراً ... وَكم عمرت بهَا فِي اللَّهْو من وَطن)

(وَكم رشفت سلافاً من أقاح فَم ... وَكم رَأَيْت بهَا بَدْرًا على غُصْن) (وَكم ظَفرت بِمن لَوْلَا محاسنه ... ولطفه خلت الدُّنْيَا من الْفِتَن) (وَمَا بَرحت امْرَءًا فِينَا أَخا حكم ... وكل أَفعاله تجْرِي على سنَن) (فَكيف تخدع عَن هذي المحاسن أَو ... تجوز العذل فِيهَا مِنْك فِي أذن) (لَكِن عذرك باد فِي الرُّجُوع إِلَى ... الْملك الْمُجَاهِد مَوْلَانَا أبي الْحسن) (ابْن المؤيدذي الْبَطْش الشَّديد هزب ... ر الدّين دَاوُد رب الْفضل والمنن) (ابْن المظفر بالأعداء يُوسُف لَا ... جَفتْ مضاجعه هطالة المزن) (ابْن الْملك الَّذِي قاد العساكر ... نور الدّين والنصر مَعَه انْقَادَ فِي رسن) (الْعَارِض الهتن ابْن الْعَارِض الهتن ... ابْن الْعَارِض الهتن ابْن الْعَارِض الهتن) (مُلُوك بَيت إِلَى أَيُّوب نسبته ... أكْرم بِبَيْت على تقوى الْإِلَه بني) (أيامهم للورى نور بِلَا ظلم ... وَالظُّلم لَو حل فِي أفنائهم لفني) (قد ذللوا كل صَعب من سياستهم ... بالمرهفات أَو الخطارة اللدن) (سلوا السيوف فَسَلُوا من ضمائرها ... مَا كَانَ فِيهَا على الْأَعْدَاء من إحن) (كم وردوا خد أَرض من عدوهم ... وَقومُوا أوداً من قامة الزَّمن) (وَكم أسالوا دَمًا فِي يَوْم حربهم ... فخضبوا السَّيْف لما زَينُوا الْيَزنِي) (وَأَنت عنْدك من كل البضائع فِي ... شَتَّى عُلُوم الورى والسوق بِالْيمن) (فَلَيْسَ يُنكر أَن تهدي نفائسها ... لمن غَدا يبْذل الغالي من الثّمن) (من رَاح يعرف مَا استصحبت من دُرَر ... بل عِنْده ضعف مَا تهديه من حسن) (وفضله فِي عُلُوم النَّاس فض لَهُ ... ختم الْبَدَائِع فاستفتيه وامتحن) (تَجدهُ بحرا وحبراً فِي فَوَائده ... تزري فَصَاحَته بالقالة اللسن) (وكفه وكفه بالجود مُتَّصِل ... فَكل من هُوَ فِي تِلْكَ الديار غَنِي) (نَام الْأَنَام بِعدْل طَابَ عيشهم ... بِهِ فهم من جنى الجنات فِي جنن) ) (يعْنى بِفضل قضايا كل مشكلة ... حَتَّى يفرق بَين المَاء وَاللَّبن) (دع الْمُلُوك الْكِرَام الذاهبين فه ... ذَا سيف الْإِسْلَام لَا سيف ذِي يزن) (وَمن تكن هَذِه الْأَوْصَاف سؤدده ... تجب مدائحه فِي السِّرّ والعلن)

علي بن دبيس

(فاحثث لأبوابه الْعليا بَنَات سرى ... فِي الْبر بالعيس أَو فِي الْبَحْر بالسفن) (واسعد بِرُؤْيَتِهِ وَابْشَرْ بطلعته ... واملأ جفونك بعد السهد بالوسن) (فَفِي تعز تعز النَّفس مِنْك مَتى ... حلت وتغسل مَا لاقيت من درن) (فاذكر هُنَاكَ محباً لم يخنك وَلَا ... تنس الْوَفَاء لَهُ إِن كنت ذَا شجن) (إِن الْكِرَام إِذا مَا أسهلوا ذكرُوا ... من كَانَ يألفهم فِي الْمنزل الخشن) 3 - (عَليّ بن دبيس) أَبُو الْحسن الْموصِلِي النَّحْوِيّ عَليّ بن دبيس النَّحْوِيّ الْموصِلِي أَبُو الْحسن قَرَأَ النَّحْو على ابْن وَحشِي صَاحب ابْن جني وَأخذ عَنهُ زيد مرزكه الْموصِلِي وَهُوَ مَذْكُور فِيمَا تقدم من حرف الزَّاي وَلأبي الْحسن هَذَا شعر يصف فِيهِ قواداً من الوافر (يسهل كل مُمْتَنع شَدِيد ... وَيَأْتِي بالمراد على اقتصاد) (فَلَو كلفته تَحْصِيل طيف ال ... خيال ضحى لزار بِلَا رقاد) صَاحب الْحلَّة عَليّ بن دبيس الْأَسدي أَمِير الْعَرَب وَصَاحب الْحلَّة كَانَ شجاعاً جوداً ممدحاً كَبِير الشَّأْن سقِِي السم فِيمَا قيل فَمَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَتَوَلَّى بعده وَلَده مهلهل وَكَانَ عَليّ قد استوحش من السُّلْطَان فَبعث إِلَيْهِ يتهدده فَقَالَ لرَسُوله قل لَهُ مثلي مَا يهدد لِأَن قصارى أَمْرِي أَن يخرجني من جدران الْحلَّة ويبعدني عَن أوساخها فأسكن فِي فيافي بني أَسد وأقنع بخيام الشّعْر وتلال الرمل وثماد الْمِيَاه وخشن الْعَيْش وَهُوَ وَأَمْثَاله قد تعود إيقاد الشمع ودخان الند وألوان الْأَطْعِمَة ونعيم الحمامات وَتُوفِّي بعلة السكتة وَقيل إِنَّه سم واتهم بِهِ طبيبه مُحَمَّد بن صَالح بِأَنَّهُ قصر فِي أمره وَقيل توفّي بعلة القولنج الْأَمِير جمال الدّين الْحميدِي) عَليّ بن درباس بن يُوسُف الْأَمِير جمال الدّين الْحميدِي ولد سنة أَربع وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة كَانَ عالي الهمة وافر الْبر والأفضال جواداً لَهُ مهابة شَدِيدَة وسطوة

لما توفّي الظَّاهِر أحضرهُ نَائِب دمشق وحبسه وصادره لِأَنَّهُ كَانَ فِي نَفسه مِنْهُ ثمَّ أخرجه وَبَقِي بطالاً من الْولَايَة فِي منزله بجبل قاسيون وخبزه عَلَيْهِ وَلما عزل تَابَ وأقلع عَن الْمَظَالِم وَصلى بِاللَّيْلِ وَبكى وَكَانَ فَاضلا أَبُو المتَوَكل النَّاجِي عَليّ بن داؤد أَبُو المتَوَكل النَّاجِي بالنُّون وَالْجِيم حدث عَن عَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَجَابِر بن عبد الله وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة أَبُو الْحسن الزاذاني عَليّ بن الراهب أَبُو الْحسن الزاذاني من بَغْدَاد الشَّاعِر من شعره من الطَّوِيل (إِذا هَب من أَرض الْعرَاق بوارح ... وجدت لَهَا بردا وَإِن لم تكن بردا) (وَمَا ذَاك إِلَّا أَنَّهَا إِذْ تمر بِي ... مضوعة من نشر أحبابنا تندى) (وَمن أَوْطَفُ بَين القناطر كلما ... تَذكرته أهْدى الصبابة والوجدا) (وإخوان صدق إِن نأيت تأوهوا ... لبعدي وَإِن دانيتهم أَحْسنُوا الودا) اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ عَليّ بن رَبَاح اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين اسْمه عَليّ لكنه صغر قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ كَانَت بَنو أُميَّة إِذا سمعُوا بمولود اسْمه عَليّ قَتَلُوهُ فَبلغ ذَلِك رباحاً فَقَالَ هُوَ عَليّ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا لَا يَسْتَقِيم لِأَن عليا هَذَا ولد فِي زمن عُثْمَان أَو قبل ذَلِك بِقَلِيل وَكَانَ فِي أَيَّام بني أُميَّة رجلا لَا مولوداً سمع من عمر بن الْعَاصِ وَعقبَة بن عَامر وَأبي هُرَيْرَة وَأبي قَتَادَة وفضالة بن عبيد وعدة من الصَّحَابَة وعمَّر مائَة سنة إِلَّا قَلِيلا وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة قلت فِي تَارِيخ ابْن الفرضي وَقَالَ يحيى بن معِين يَقُول أهل الْعرَاق يَقُولُونَ عُلَيّ وَأهل مصر يَقُولُونَ عَلِيّ وَقَالَ اللَّيْث بن سعد سَمِعت مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح

علي بن ربيعة

يَقُول من قَالَ لي مُوسَى بن عَليّ لم أجعله فِي حل وَولد سنة خمس عشرَة عَام اليرموك وَكَانَ أَعور ذهبت) عينه يَوْم ذِي الصوارير فِي الْبَحْر مَعَ عبد الله بن سعد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكَانَت لَهُ من عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان منزلَة وَهُوَ الَّذِي زف أم الْبَنِينَ ابْنه عبد الْعَزِيز إِلَى الْوَلِيد بن عبد الْملك ثمَّ عتب عَلَيْهِ عبد الْعَزِيز فأغزاه أفريقية فَلم يزل بأفريقية إِلَى أَن توفّي بهَا 3 - (عَليّ بن ربيعَة) الْوَالِبِي الْكُوفِي عَليّ بن ربيعَة الْوَالِبِي الْأَسدي الْكُوفِي روى عَن عَليّ والمغيرة وَأَسْمَاء بن الحكم الْفَزارِيّ وَابْن عمر فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة نور الدّين الْمَقْدِسِي عَليّ بن رزق الله بن مَنْصُور الشَّيْخ نور الدّين الْمَقْدِسِي سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي أجَاز لي بِخَطِّهِ سنة ثَمَان وَعِشْرُونَ وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ الْحَرْبِيّ الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن رشيد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْنًا الْبَغْدَادِيّ الْحَرْبِيّ صحب عَمه أَخا أَبِيه لأمه أَبَا الْمَعَالِي سعد بن عَليّ الخطيري وَقد تقدم ذكره فِي حرف السِّين وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَدَب وَحفظ الْقُرْآن وتفقه لِابْنِ حَنْبَل وَسمع من أبي الْوَقْت عبد الأول وَنصر بن نصر بن عَليّ العكبري وَسَعِيد بن أَحْمد بن الْبناء وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن نصر الزغوني وَغَيرهم وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة عفيفاً نزهاً ووكله الإِمَام النَّاصِر وكَالَة جَامِعَة وارتفع قدره ومنزلته

وَكَانَ يكْتب خطا مليحاً طَرِيق ابْن مقلة وَكَانَ يكره الرِّوَايَة ويقل مُخَالطَة النَّاس توفّي سنة خمس وست مائَة الطَّبِيب الْمصْرِيّ عَليّ بن رضوَان بن عَليّ بن جَعْفَر أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ رَئِيس الْأَطِبَّاء للْحَاكِم صَاحب مصر لم يكن لَهُ معلم فِي صناعَة الطِّبّ ينْسب إِلَيْهِ وَله مُصَنف فِي أَن التَّعَلُّم من الْكتب أوفق من المعلمين ورد عَلَيْهِ ابْن بطلَان هَذَا الرَّأْي وَغَيره فِي كتاب مُفْرد وَذكر فصلا فِي الْعِلَل الَّتِي من أجلهَا صَار المتعلم من أَفْوَاه الرِّجَال أفضل من المتعلم من الصُّحُف إِذا كَانَ قبولهما وَاحِدًا وَأورد عدَّة علل الأولى مِنْهَا تجْرِي هَكَذَا وُصُول الْمعَانِي من النسيب إِلَى النسيب خلاف وصولها من غير النسيب إِلَى النسيب) وَالنّسب النَّاطِق أفهم للتعليم بالنطق وَهُوَ الْمعلم وَغير النسيب لَهُ حَمَّاد وَهُوَ الْكتاب وَبعد الجماد من النَّاطِق مطيل طَرِيق الْفَهم وَقرب النَّاطِق من النَّاطِق مقرب للفهم فالنسيب تفهيمه أقرب وأسهل من غير النسيب وَهُوَ الْكتاب الثَّانِيَة مِنْهَا النَّفس الْعَلامَة عَلامَة بِالْفِعْلِ وصدور الْفِعْل عَنْهَا يُقَال لَهُ التَّعْلِيم والتعليم من الْمُضَاف وَكلما هُوَ للشَّيْء بالطبع أخص بِهِ مِمَّا لَيْسَ هُوَ بالطبع وَالنَّفس المتعلمة عَلامَة بِالْقُوَّةِ وَقبُول الْعلم فِيهَا يُقَال لَهُ تعلم والمضافان مَعًا بالطبع فالتعليم من الْمعلم أخص بالمتعلم من الْكتاب الثَّالِثَة المتعلم إِذا استعجم عَلَيْهِ مَا يفهمهُ الْمعلم من لَفظه نَقله إِلَى لفظ آخر الْكتاب لَا ينْقل لفظ فَافْهَم من الْمعلم أصلح للمتعلم من الْكتاب وَكلما هُوَ بِهَذِهِ الصّفة فَهُوَ فِي اتِّصَال الْعلم أصلح للمتعلم الرَّابِعَة الْعلم مَوْضُوعَة اللَّفْظ وَاللَّفْظ على ثَلَاثَة أضْرب قريب من الْعقل وَهُوَ الَّذِي صاغه الْعقل مِثَالا لما عِنْده من الْمعَانِي ومتوسط وَهُوَ المتلفظ بِهِ بالصوت وَهُوَ مِثَال الْعقل وبعيد وَهُوَ الْمُثبت فِي الْكتاب وَهُوَ مِثَال مَا خرج بِاللَّفْظِ فالكتاب مِثَال مِثَال مِثَال الْمعَانِي الَّتِي فِي الْعقل والمثال الأول لَا يقوم مقَام الممثل لعوز الْمثل فَمَا ظَنك بمثال مِثَال مِثَال الممثل فالمثال الأول لما عِنْد الْعقل أقرب فِي الْفَهم من مِثَال الْمِثَال والمثال الأول هُوَ اللَّفْظ وَالثَّانِي هُوَ الْكتاب وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فالفهم من لفظ الْمعلم أسهل وَأقرب من لفظ الْكتاب الْخَامِسَة وُصُول اللَّفْظ الدَّال على الْمَعْنى إِلَى الْعقل يكون من جِهَة حاسة غَرِيبَة من اللَّفْظ وَهُوَ الْبَصَر لِأَن حاسة النسيبة للفظ هِيَ السّمع لِأَنَّهُ تصويت وَالشَّيْء الْوَاصِل من

النسيب وَهُوَ اللَّفْظ أقرب من وُصُوله من الْغَرِيب وَهُوَ الْكِتَابَة فالفهم من الْمعلم بِاللَّفْظِ أسهل من الْفَهم من الْكِتَابَة بالخط السَّادِسَة يُوجد فِي الْكتاب أَشْيَاء تصد عَن الْعلم وَهِي مَعْدُومَة عِنْد الْمعلم وَهِي التَّصْحِيف الْعَارِض من اشْتِبَاه الْحُرُوف مَعَ عدم اللَّفْظ والغلط بزوغان الْبَصَر وَقلة الْخِبْرَة بالإعراب أَو عدم وجوده مَعَ الْخِبْرَة بالإعراب أَو فَسَاد الْمَوْجُود مِنْهُ وَإِصْلَاح الْكتاب مَا لَا يقْرَأ وَقِرَاءَة مَا لَا يكْتب وَنَحْو التَّعْلِيم ونمط الْكَلَام وَمذهب صَاحب الْكتاب وسقم النّسخ ورداءة النَّقْل وإدماج الْقَارئ مَوَاضِع المقاطع وخلط مبادئ التَّعْلِيم وَذكر أَلْفَاظ مصطلح عَلَيْهَا فِي تِلْكَ) الصِّنَاعَة وألفاظ يونانية لم يُخرجهَا النَّاقِل من اللُّغَة كالثوروس وَهَذِه كلهَا معوقة عَن الْعلم وَقد استراح المتعلم من تكلفها عِنْد قِرَاءَته على الْمعلم وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذِه الصُّورَة فالقراءة على الْعلمَاء أفضل وأجدى من قِرَاءَة الْإِنْسَان لنَفسِهِ وَهُوَ مَا أردنَا بَيَانه قَالَ وَأَنا آتِيك بِبَيَان سَائِغ أَظُنهُ مُصدقا لما عنْدك وَهُوَ مَا قَالَه الْمُفَسِّرُونَ فِي الِاعْتِيَاض عَن السالبة البسيطة بالموجبة المعدولة فَإِنَّهُم مجمعون على أَن هَذَا الْفَصْل لَو لم يسمعهُ من أرسطو تلميذاه ثامسطيوس وأوذيموس لما فهم قطّ من كتاب انْتهى كَلَام ابْن بطلَان قلت وَلِهَذَا قَالَ الْعلمَاء لَا تَأْخُذُوا الْعلم من صحفي وَلَا مصحفي يَعْنِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن على من قَرَأَ من الْمُصحف وَلَا الحَدِيث وَغَيره على من أَخذ ذَلِك من الصُّحُف وحسبك بِمَا جرى لحماد لما قَرَأَ فِي الْمُصحف وَمَا صحفه وَذَلِكَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة حَمَّاد الراوية وَقد وَقع لِابْنِ حزم وَابْن الْجَوْزِيّ أَوْهَام وتصحيف مَعْرُوفَة عِنْد أَهلهَا وناهيك بِهَذَيْنِ الِاثْنَيْنِ وَهَذَا الرئيس أَبُو عَليّ ابْن سينا وَهُوَ مَا هُوَ لما استبد بِنَفسِهِ فِي الْأَدْوِيَة المفردة اتكالاً على ذهنه لما سلم من سوء الْفَهم لم يسلم من التَّصْحِيف فَإِنَّهُ أثبت البنطافلن وَهُوَ بِتَقْدِيم الْبَاء على النُّون وَمَعْنَاهُ ذُو خمس أوراق فِي حرف النُّون وَكَانَ لِابْنِ رضوَان دَار تعرف بِهِ فِي مصر فِي قصر الشمع قدمه الْحَاكِم وَجعله رَئِيس الْأَطِبَّاء وَكَانَ كثير الرَّد على أَرْبَاب مذْهبه وَفِيه تشنيع فِي بَحثه إِلَّا أَنه كَانَ يرجع إِلَى خير وَدين وتوحيد وَشرح عدَّة كتب لِجَالِينُوسَ وَله مقَالَة فِي دفع المضار بِمصْر عَن الْأَبدَان وَكتاب فِي أَن حَال عبد الله بن الطَّبِيب حَال السوفسطائية والانتصار لأرسطاليس وَتَفْسِير ناموس الطِّبّ لأبقراط وَكتاب المعاجين والأشربة مقَالَة فِي إحصاء عدد الحميات ورسالة فِي الأورام رِسَالَة فِي علاج دَاء الْفِيل رِسَالَة فِي الفالج مسَائِل جرت بَينه وَبَين إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم فِي المجرة وَالْمَكَان الْأَدْوِيَة المفردة رِسَالَة فِي بَقَاء النَّفس بعد الْمَوْت مقَالَة فِي فضل الفلسفة مقَالَة فِي نبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من التَّوْرَاة والفلسفة مقَالَة فِي حدث الْعَالم مقَالَة فِي تَوْحِيد

علي بن زريق

الفلاسفة الرَّد على ابْن زَكَرِيَّاء الرَّازِيّ فِي الْعلم الإلهي إِثْبَات الرُّسُل مقَالَة فِي التَّنْبِيه على حيل المنجمين ويصف شرفها مقَالَة فِي كل السياسة مقَالَة فِي الشّعير وَمَا يعْمل مِنْهُ مقَالَة فِي الْحلف أَن كل وَاحِد من الْأَعْضَاء يغتذي من الْخَلْط المشاكل لَهُ مقَالَة فِي أَن ابْن بطلَان لَا يعرف كَلَام نَفسه فضلا عَن كَلَام غَيره رِسَالَة إِلَى أطباء مصر والقاهرة فِي خبر ابْن بطلَان وَالرَّدّ عَلَيْهِ) مقَالَة فِي عدد حميات الأخلاط مقَالَة فِي الأورام رِسَالَة فِي الْكَوْن وَالْفساد مقَالَة فِي أَن فِي الْوُجُود نقط وخطوط طبيعية وَله غير ذَلِك أَشْيَاء كَثِيرَة ابْن الغبيري عَليّ بن روح بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الْكَرِيم النهرواني الْمَعْرُوف بِابْن الغبيري قَرَأَ الْفِقْه على أبي النجيب السهروردي وَصَحبه مُدَّة وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد ابْن الجواليقي وَأبي الْحسن ابْن الْعَطَّار وَغَيرهمَا حَتَّى برع فِي جَمِيع ذَلِك ورتب على الْخَبَر بِبَاب النوبي واستنابه قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن الْحُسَيْن الدَّامغَانِي فِي الحكم بحريم دَار الْخلَافَة وَمَا يَليهَا وَكَانَ غزير الْفضل وَله نظم ونثر وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وست مائَة ومولده قبل الْأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَمن شعره لما عَاد أَبُو الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء إِلَى الوزارة من الْخَفِيف (لم تغب شمسك المنيرة حاشا ... ك وَلم ينْسَخ الضياء ظلام) (إِنَّمَا حَال دون أَن يدْرك الضو ... ء قتام وانجاب ذَاك القتام) وَمِنْه لما أعطي فَخر الدّين النوقاني الْمدرسَة الجهتية من السَّرِيع (لم تعط من حَقك معشاره ... فيحمد الطالع والزجر) (وَإِنَّمَا أيامك استيقظت ... فَحق لاستيقاظها السكر) 3 - (عَليّ بن زُرَيْق) ابْن زُرَيْق الْكَاتِب عَليّ بن زُرَيْق الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ لَهُ القصيدة الَّتِي مدح بهَا

العميد أَبَا نصر وَزِير طغرلبك الَّتِي قَالَ فِيهَا أَبُو عبد الله الْحميدِي قَالَ لي أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد ابْن حزم يُقَال من تختم بالعقيق وَقَرَأَ لأبي عَمْرو وتفقه للشَّافِعِيّ وَحفظ قصيدة ابْن زُرَيْق فقد اسيتكمل الظّرْف وَالْقَصِيدَة الْمَذْكُورَة من الْبَسِيط (لَا تعذليه فَإِن العذل يولعه ... قد قلت حَقًا وَلَكِن لَيْسَ يسمعهُ) (جَاوَزت فِي لومه حد المضر بِهِ ... من حَيْثُ قدرت أَن اللوم يَنْفَعهُ) (فاستعملي الرِّفْق فِي تأنيبه بَدَلا ... من عسفه فَهُوَ مضنى الْقلب موجعه) (قد كَانَ مضطلعاً بالخطب يحملهُ ... فضلعت بخطوب الْبَين أضلعه) (يَكْفِيك من روعة التفنيد أَن لَهُ ... من النَّوَى كل يَوْم مَا يروعه) (مَا آب من سفر إِلَّا وأزعجه ... رَأْي إِلَى سفر بالرغم يجمعه) (تأبى المطالب إِلَّا أَن تجشمه ... للرزق كدحاً وَكم مِمَّن يودعه) (كَأَنَّمَا هُوَ من حل ومرتحل ... مُوكل بفضاء الأَرْض يذرعه) (إِذا الزَّمَان أرَاهُ فِي الرحيل غنى ... وَلَو إِلَى السَّنَد أضحى وَهُوَ مربعه) (وَمَا مجاهدة الْإِنْسَان واصلةً ... رزقا وَلَا دعة الْإِنْسَان تقطعه) (قد وزع الله بَين النَّاس رزقهم ... لم يخلق الله من خلق يضيعه) (لكِنهمْ كلفوا رزقا فلست ترى ... مسترزقاً وَسوى الغايات تقنعه) (والحرص فِي الرزق والأرزاق قد قسمت ... بغي أَلا إِن بغي الْمَرْء يصرعه) (والدهر يُعْطي الْفَتى من حَيْثُ يمنعهُ ... أرباً ويمنعه من حَيْثُ يطمعه) (أستودع الله فِي بَغْدَاد لي قمراً ... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه) (ودعته بودي أَن يودعني ... صفو الْحَيَاة وَأَنِّي لَا أودعهُ) (وَكم تشفع فِي أَن لَا أفارقه ... وللضرورة حَال لَا تشفعه) (وَكم تشبث فِي خوف الْفِرَاق ضحى ... وأدمعي مستهلات وأدمعه) (لَا أكذب الله ثوب الْعذر منخرق ... عني بفرقته لَكِن أرقعه) ) (إِنِّي أوسع عُذْري فِي جِنَايَته ... بالبين عني وجرمي لَا يوسعه)

(رزقت ملكا فَلم أحسن سياسته ... وكل من لَا يسوس الْملك يخلعه) (وَمن غَدا لابساً ثوب النَّعيم بِلَا ... شكر عَلَيْهِ فَإِن الله يَنْزعهُ) (اعتضت من وَجه خلي بعد فرقته ... كأساً تجرع مِنْهَا مَا أجرعه) (كم قَائِل لي ذقت الْبَين قلت لَهُ ... الذَّنب وَالله ذَنبي لست أدفعه) (أَلا أَقمت وَكَانَ الرشد أجمعه ... لَو أنني يَوْم بَان الرشد أتبعه) (إِنِّي لأقطع أيامي وأنفدها ... بحسرة مِنْهُ فِي قلبِي تقطعه) (بِمن إِذا هجع النوام بت لَهُ ... بلوعة مِنْهُ ليلِي لست أهجعه) (لَا يطمئن لجنبي مَضْجَع وَكَذَا ... لَا يطمئن لَهُ مذ بنت مضجعه) (مَا كنت أَحسب ريب الدَّهْر يفجعني ... بِهِ وَلَا أَنِّي بِي الْأَيَّام تفجعه) (حَتَّى جرى الْبَين فِيمَا بَيْننَا بيد ... عسراء تمنعني حظي وتمنعه) (فَكنت من ريب دهري جازعاً فرقا ... فَلم أوق الَّذِي قد كنت أجزعه) (بِاللَّه يَا منزل القصف الَّذِي درست ... آثاره وعفت مذ بنت أَرْبَعه) (هَل الزَّمَان معيد فِيك لذتنا ... أم اللَّيَالِي الَّتِي أمضته ترجعه) (فِي ذمَّة الله من أَصبَحت منزله ... وجاد غيثاً على يمناك يمرعه) (من عِنْده لي عهد لَا يضيعه ... كَمَا لَهُ عهد صدق لَا أضيعه) (وَمن يصدع قلبِي ذكره وَإِذا ... جرى على قلبه ذكري يصدعه) (لأصبرن لدهر لَا يمتعني ... بِهِ وَلَا بِي فِي حَال يمتعه) (علما بِأَن اصْطِبَارِي معقب فرجا ... فأضيق الْأَمر إِن فَكرت أوسعه) (عَسى اللَّيَالِي الَّتِي أضنت بفرقتنا ... جسمي ستجمعنا يَوْمًا وتجمعه) (وَإِن تغل أحدا منا منيته ... فَمَا الَّذِي فِي قَضَاء الله يصنعه) وَقلت وَقد مر فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن جَعْفَر الدبيثي لَهُ قصيدة فِي وَزنهَا ورويها وأراها أحسن من هَذِه قَالَ يرثي ديكاً من الْكَامِل (خطب طرقت بِهِ أَمر طروق ... فظ الْحُلُول عَليّ غير شفيق) ) (فَكَأَنَّمَا نوب الزَّمَان مُحِيطَة ... بِي راصدات لي بِكُل طَرِيق)

(هَل مستجار من فظاظة جورها ... أم هَل أَسِير صروفها بطليق) (حَتَّى مَتى تنحي عَليّ بخطبها ... وتغصني فجعاتها بالريق) (ذهبت بِكُل مُوَافق ومرافق ... ومناسب ومصاحب وصديق) (وطريفة وتليدة وحبيرة ... صنت وركن للزمان وثيق) (حَتَّى بديك كنت آلف قربه ... حُلْو الشَّمَائِل فِي الديوك رَشِيق) (ألْقى عَلَيْهِ الدَّهْر مِنْهُ كلكلاً ... يفني الورى ويشت كل فريق) (ورماه مِنْهُ بِحَدّ سهم صائب ... لذخائر المستظهرين علوق) (حزني عَلَيْهِ دَائِما مَا غردت ... ورق الْحمام ضحى بِذرْوَةِ نيق) (أربيب منزلنا ونشو حجورنا ... وغذي أَيْدِينَا نِدَاء مشوق) (لهفي عَلَيْك أَبَا النذير لَو انه ... دفع المنايا عَنْك لهف مشوق) (وعَلى شمائلك اللواتي مَا نمت ... حَتَّى ذوت من بعد حسن سموق) (لما نَفَعت وصرت علق مضنة ... ونشأت نشء الْمقبل الموموق) (وتكاملت جمل الْجمال بأسرها ... لَك من خَلِيل صَادِق وصديق) (وغدوت ملتحفاً بمرط حبرت ... فِيهِ بديع الوشي كف أنيق) (كالجلنارة أَو صفاء عقيقة ... أَو لمع نَار أَو وميض بروق) (أَو قهوة تختال فِي بلورة ... بتأنق التزويق والتصفيق) (وكأنما الجادي جاد بِصِيغَة ... لَك أَو طلعت مضمخاً بخلوق) (ولبست كالطاووس ريشاً لامعاً ... متلألئاً ذَا رونق وبريق) (من حمرَة مَعَ صفرَة فِي زرقة ... تحتلها تخفي على التَّحْقِيق) (عرض يجل عَن الْقيَاس وجوهر ... لطفت مَعَانِيه على التدقيق) (وَكَأن سالفتيه تبر سَائل ... وعَلى المفارق مِنْك تَاج عقيق) (وَكَأن مجْرى الصَّوْت مِنْك إِذا جَفتْ ... وَنبت عَن الأسماع بح حلوق) (ناي رَقِيق ناعم قرت بِهِ ... نعم تؤلفه من الموسيقي) (تزقو وتصفق بالجناح كمنتش ... وصلت يَدَاهُ النقر بالتصفيق) ) (وتميس ممتطياً لسبع دجائج ... مثل المهاري أحدقت بفسيق)

علي بن زياد

(فتميرنا مِنْهُنَّ بيضًا دَائِما ... رزقا هَنِيئًا لَيْسَ بالممحوق) (فِيهَا بَدَائِع صَنْعَة ولطائف ... ألفن بالتهذيب والتوفيق) (فبياضها ورق وتبر محها ... فِي جَوف عاج بطنت بدبيق) (خلطان مائيان مَا اختلطا على ... سيل ومختلط المزاج رَقِيق) (يَغْدُو عَلَيْهِ من طهاه بعجة ... وَيروح بالمشوي والمصلوق) (نعم لعمرك لَو تدوم هنيئةً ... هَل دَامَ رزق لامرئ مَرْزُوق) (أبْكِي إِذا عَايَنت ربعك مقفراً ... بتحنن وتفجع وشهيق) (ويزيدني جزعاً لفقدك صادح ... فِي منزل دَان إِلَيّ لصيق) (فتأسفي أبدا عَلَيْك مواصل ... بسواد ليل والتماع يروق) (وَإِذا أَفَاق ذَوُو المصائب سلوة ... وتأسيا أمسيت غير مُفِيق) (صبرا لفقدك لَا قلى لَكِن كَمَا ... صَبر الْأَسير لشدَّة ولضيق) (لَا تبعدن وَإِن نأت بك نِيَّة ... فِي منزل نائي المزار سحيق) (وَسَقَى عظامك صوب مزن هاطل ... غدق رعود فِي ثراك بروق) الباذرائي عَليّ بن زُهَيْر بن الْقَيْن الشَّيْبَانِيّ أَبُو الْحسن الباذرائي رأى أَبُو فراس وروى عَنهُ شَيْئا من شعره وَكَانَ أديباً لَهُ شعر كتب عَنهُ فَارس بن حُسَيْن الذهلي توفّي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (فتكت بِي حوادث الدَّهْر حَتَّى ... جَعَلتني رقا لمن كَانَ رقي) (فتصورت أَن هَذَا لذنب ... كَانَ مني وَأَن ذَا بعض حَقي) وَكتب على مشط عاج من الْخَفِيف (كنت أسْتَعْمل السوَاد من الْأُم ... شاط وَالشعر كالليالي الدياجي) (أتلقى مثلا بِمثل فَلَمَّا ... صَار عاجاً سرحته بالعاج) 3 - (عَليّ بن زِيَاد) الْأنْصَارِيّ المعري عَليّ بن زِيَاد الْأنْصَارِيّ أَبُو الْحسن قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ وقوراً حسن الْملح والمفاكهات نَاظرا فِي الطِّبّ لطيفاً حَيْثُ توجه أنيق الْكَلَام وَأورد لَهُ قَوْله يصف الجمارة من السَّرِيع

(جمارة جاءتك من نَخْلَة ... باسقة قد أفرطت فِي البسوق) (كَأَنَّهَا فِي كف معشوقة ... قد خضبت راحتها بالخلوق) (مهاة بلور وَقد أشرقت ... فِي جامة مخروطة من عقيق) (فَاشْرَبْ على الْجمار من كفها ... والورد من وجنتها والشقيق) وَقَوله فِي تفاحة من الْبَسِيط (أحبب بتفاحة صفراء ناولها ... من لست أفكر مَا أولاه من نعم) (وَقَالَ صفها بِوَصْف لَيْسَ يُدْرِكهُ ... أهل البلاغة من عرب وَمن عجم) (فَقلت والدمع يهمي عِنْد قولته ... من الجفون على الْخَدين كالديم) (اللَّوْن لي وَلكم طيب النسيم كَذَا ... حكم الْهوى بَيْننَا أفديه من حكم) وَقَوله فِي الْفَخر يذكر قومه من السَّرِيع (من كل عالي الْقدر سامي الذرى ... ينميه للخزرج أنصار) (لَيْسَ على من قد علا فخره ... إِن طاله فَخْرهمْ عَار) وَكتب إِلَيْهِ أَبُو مُسلم ابْن عبدون الْكَاتِب وَكَانَ خليعاً يستهديه نبيذاً فِي زكرة يَوْم شتاء من مجزوء الْكَامِل (يَا مَعْدن الْأَدَب الَّذِي ... مَا زَالَ للأدباء كهفا) (أمنن عَليّ بزكرة ... للخندريس تكون ظرفا) (ومخدة من نفخها ... وَترى لَهَا فِي الرَّأْس عرفا) (كالمسك عِنْد مشمها ... فمشمه مَا لَيْسَ يخفى) (واعتدني عبدا بهَا ... عمر الزَّمَان عمرت ألفا) (مَا الْعَيْش إِلَّا كَونهَا ... أبدا تكون عَليّ وَقفا) ) (وَمن السَّعَادَة ملؤُهَا ... مِمَّا تجود بِهِ فأكفا) سَأَلتك إِيَّاهَا أيدك الله لتَكون مِمَّا يحمل فِيهَا فِي أَمن لما فِي هَذَا الْيَوْم من الزلق فَابْعَثْ بهَا لَو كَانَت من جلد نَاقَة صَالح أَو كَبْش إِبْرَاهِيم أَو عجل السامري فَأَجَابَهُ من مجزوء الْكَامِل (كلفتني يَا ابْن الكرا ... م وَمن غَدا للمجد حلفا) شططاً لحمل الخندريس إِلَيْك مِمَّا كَانَ ظرفا

علي بن زيد

(إِنِّي أحرم شربهَا ... فَأرى بهَا حرجاً ووكفا) (وكشربها عِنْدِي وَحقّ ... ك ظرفها لم تخط حرفا) (فشربتها لَك عَاصِيا ... لله واستغفرت ألفا) (وملأتها ريحًا وَذَا ... ك لمستراب الظَّن أنفى) (ترضيك فِي نظر العيا ... ن وَطيب رَائِحَة وَعرفا) فاعذر أَخَاك فقد حللت برسم دَار قد تعفى التّونسِيّ الْفَقِيه عَليّ بن زِيَاد التّونسِيّ الْفَقِيه أَبُو الْحسن الْعَبْسِي شيخ الْمغرب أَصله من بِلَاد الْعَجم ومولده بأطرابلس كَانَ إِمَامًا ثِقَة متعبداً بارعاً فِي الْعلم توفّي فِي حُدُود تسعين وَمِائَة 3 - (عَليّ بن زيد) ابْن جدعَان عَليّ بن زيد بن جدعَان هُوَ ابْن زيد بن أبي ملكية أَبُو الْحسن الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبَصْرِيّ الضَّرِير أحد أوعية الْعلم فِي زَمَانه روى عَن أنس بن مَالك وَسَعِيد بن المسيَّب وَأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ وَجَمَاعَة ولد أعمى وَلما مَاتَ الْحُسَيْن قَالُوا لَهُ إجلس مَوْضِعه قَالَ حَمَّاد بن زيد سَمِعت الْجريرِي يَقُول أصبح فُقَهَاء الْبَصْرَة عمياناً ثَلَاثَة قَتَادَة وَعلي بن زيد وأشعب الْحدانِي وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِذَاكَ وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ أَحْمد ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ ابْن خُزَيْمَة لَا أحتج بِهِ لسوء حفظه وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَقَالَ التِّرْمِذِيّ صَدُوق قَالَ خَليفَة مَاتَ فِي الطَّاعُون وَقَالَ مطين سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَقيل سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَ يقلب الْأَحَادِيث وَهُوَ شيعي وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَمُسلم مَقْرُونا التسارسي الْمَالِكِي عَليّ بن زيد بن عَليّ بن مفرج أَبُو الرِّضَا الجذامي السَّعْدِيّ

التسارسي بتاء ثَالِثَة الْحُرُوف وسينين مهملتين بَينهمَا ألف وَرَاء وتسارس قَرْيَة من بِلَاد برقة ثمَّ الاسكندراني الْمَالِكِي الْخياط الضَّرِير ولد سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وست مائَة أَو مَا بعد الثَّلَاثِينَ سمع من السلَفِي وَقدم دمشق شَابًّا وَكَانَ شَاعِرًا فَاضلا حسن السمت وروى عَنهُ جمَاعَة وَمن شعره النجار الإشبيلي الْكَاتِب عَليّ بن زيد أَبُو الْحسن النجار الْكَاتِب الإشبيلي كتب للسُّلْطَان بعد وَفَاة أبي الْحسن عبد الْملك بن عَيَّاش سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وعاجلته منيته فَتوفي بمراكش فِي الطَّاعُون سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة من شعره من المتقارب (تغار بهَا الشَّمْس فِيمَن تغار ... ويعشقها الْبَدْر فِيمَن عشق) (ثوى الْفَرْع فِي موج أردافها ... وَقد كَاد يغرق أَو قد غرق) (وتبصر قلَّة حَظّ الوشا ... ح مِنْهَا فتعذره فِي القلق) (تساقط لفظا نثير الجما ... ن وَتَبَسم عَن مثله متسق) ) (وتهديك أنفاس رَيْحَانَة ... تنفس عَنْهَا صديع الفلق) (وتظلم من فرعها فِي الصَّباح ... وتصبح من وَجههَا فِي الغسق) وَمِنْه يرثي من الطَّوِيل (أما تشتفي مني صروف زماني ... وهلاًّ كفي الْأَيَّام أَنِّي فان) (وَحسب المنايا أَن خلعت شبيبتي ... وَلَوْلَا حذاريها خلعت عناني) (فغيضت أمواه الدُّمُوع بمقلتي ... وأخمدت نيران الجوى بجناني) (ونزهت عَن سمع القيان مسامعي ... وقدست عَن بنت الدنان بناني) (فأشرق عُذْري للنهى فعذرنني ... وأظلم فِي عَيْني الصِّبَا فلحاني) (وَلم تقنع الْأَيَّام حَتَّى رمينني ... بِعرْض شمام أَو بِرُكْن أبان) (فطار فؤاد الْبَرْق يَحْكِي جوانحي ... وَأرْسل عَيْنَيْهِ للحيا فبكاني) القاشاني النَّحْوِيّ عَليّ بن زيد القاشاني أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ أحد أَصْحَاب ابْن

جني قَالَ ياقوت وجدت بِخَطِّهِ مَا كتبه سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبع مائَة وَهُوَ صَاحب الْخط الْكثير الضَّبْط المعقد سلك فِيهِ طَرِيق شَيْخه أبي الْفَتْح أَبُو الْحسن الْبَيْهَقِيّ عَليّ بن زيد أَبُو الْحسن ابْن أبي الْقَاسِم الْبَيْهَقِيّ توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَولد سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة قَالَ فِي كتاب مشارب التجارب حفظت فِي عهد الصِّبَا كتاب الهاوي للشادي تصنيف الميداني وَكتاب السَّامِي فِي الْأَسَامِي وَكتاب المصادر للْقَاضِي الزوزني وغريب الْقُرْآن للعزيزي وَإِصْلَاح الْمنطق والمنتحل للميكالي وَشعر المتنبي والحماسة والمعلقات وَالتَّلْخِيص فِي النَّحْو ثمَّ حفظ الْمُجْمل فِي اللُّغَة وَكتاب تَاج المصادر وقرأت على أبي جَعْفَر الْمُقْرِئ إِمَام الْجَامِع الْقَدِيم بنيسابور نَحْو ابْن فضال والأمثال لأبي عبيد وأمثال أبي الْفضل الميكالي وَحَضَرت دروس الميداني وصححت عَلَيْهِ السَّامِي والمصادر للْقَاضِي والمنتحل وغريب الحَدِيث لأبي عبيد وَإِصْلَاح الْمنطق وَمجمع الْأَمْثَال لَهُ وصحاح الْجَوْهَرِي وَكنت فِي أثْنَاء ذَلِك أختلف إِلَى الإِمَام إِبْرَاهِيم الخراز الْمُتَكَلّم وَإِلَى الإِمَام مُحَمَّد الفراوي) وَسمعت مِنْهُ غَرِيب الحَدِيث للخطابي وَذكر أَشْيَاء من حَاله وَتَوَلَّى قَضَاء بيهق سنة سِتّ وَعشْرين وَخمْس مائَة وَقَرَأَ الْحساب والجبر والمقابلة على الْأُسْتَاذ عُثْمَان بن حاد وكار وَعقد الْمجْلس بِجَامِع نيسابور وَله من التصانيف كتاب أسئلة الْقُرْآن مَعَ الْأَجْوِبَة مُجَلد كتاب إعجاز الْقُرْآن مُجَلد كتاب الإفادة فِي كلمة الشَّهَادَة مجلدة كتاب الْمُخْتَصر فِي الْفَرَائِض مُجَلد كتاب الْفَرَائِض مجدول مُجَلد كتاب أصُول الْفِقْه مُجَلد كتاب قَرَائِن آيَات الْقُرْآن مُجَلد كتاب معارج نهج البلاغة مُجَلد وَهُوَ شرح الْكتاب كتاب نهج الرشاد فِي الْأُصُول مُجَلد كتاب إِيضَاح الْبَرَاهِين فِي الْأُصُول مُجَلد كتاب الإفادة فِي إِثْبَات الْحَشْر والإعادة مُجَلد كتاب تحفة السَّادة مُجَلد كتاب التَّجْرِيد فِي التَّذْكِير مجلدان كتاب الوقيعة فِي مُنكر الشَّرِيعَة مُجَلد كتاب تَنْبِيه الْعلمَاء على تمويه المشبهين بالعلماء كتاب أزاهير الرياض المريعة فِي تَفْسِير أَلْفَاظ المحاورة والشريعة مُجَلد ديوَان شعره مُجَلد كتاب دُرَر السَّحَاب ودرر السخاب ترسل مُجَلد كتاب ملح البلاغة مُجَلد كتاب الرسائل بالفارسي

مُجَلد كتاب البلاغة الْخفية كتاب طرائق الْوَسَائِل إِلَى حدائق الرسائل مُجَلد كتاب رسائله المتفرقة مُجَلد كتاب عُقُود اللآلي مُجَلد كتاب غرر الْأَمْثَال مجلدان كتاب الِانْتِصَار على الأشرار مجلدان كتاب الِاعْتِبَار بالإقبال والإدبار مُجَلد كتاب وشاح دمية الْقصر مُجَلد كَبِير كتاب أسرار الِاعْتِذَار كتاب شرح مُشكل المقامات الحريرية كتاب درة الوشاح كتاب الْعرُوض مجلدة كتاب أزهار الْأَشْجَار كتاب آدَاب السّفر كتاب مجامع الْأَمْثَال وبدائع الْأَقْوَال أَربع مجلدات كتاب مسارب التجارب أَربع مجلدات كتاب ذخائر الحكم مُجَلد كتاب شرح الموجز المعجز مجلدة كتاب أسرار الحكم مجلدة كتاب عرائس النفائس مُجَلد كتاب أَطْعِمَة المرضى مُجَلد كتاب المعالجات الاعتبارية مُجَلد كتاب تَتِمَّة صوان الْحِكْمَة مُجَلد كتاب السمُوم مجلدة كتاب فِي الْحساب مُجَلد كتاب خُلَاصَة الدبحة مُجَلد كتاب إسلامي الْأَدْوِيَة وخواصها ومنافعها مُجَلد وَهُوَ معنون بتفاسير العقاقير مُجَلد كَبِير كتاب جَوَامِع الْأَحْكَام ثَلَاث مجلدات كتاب أَمْثِلَة الْأَعْمَال النجومية مُجَلد كتاب مؤامرات الْأَعْمَال النجومية مجلدة كتاب عزو الأقيسة مُجَلد كتاب معرفَة ذَات الْحلق والكرة والاسطرلاب مُجَلد كتاب الإزاحة عَن شَدَائِد المساحة مُجَلد كتاب حصص الأصفياء فِي قصَص الْأَنْبِيَاء على طَرِيق البلغاء بالفارسي مجلدان كتاب المشتهر فِي نقض الْمُعْتَبر الَّذِي) صنفه الْحَكِيم أَبُو البركات مُجَلد كتاب بساتين الْأنس ودساتين الحدس فِي براهين النَّفس مُجَلد كتاب مناهج الدَّرَجَات فِي شرح كتاب النجَاة ثَلَاث مجلدات كتاب الأمارات فِي شرح الإشارات مُجَلد كتاب قضايا التشبيهات على خفايا المختلطات بالجداول مُجَلد كتاب شرح رِسَالَة الطير مُجَلد كتاب شرح الحماسة مُجَلد كتاب الرسَالَة العطارة فِي مدح نَبِي الزِّيَارَة كتاب تعليقات فُصُول أبقراط كتاب شرح شعر البحتري وَأبي تَمام مُجَلد كتاب شرح الشهَاب مُجَلد وتاريخ بيهق بالفارسي مُجَلد كتاب لباب الْأَنْسَاب وَمن شعره من الطَّوِيل (سرى طيفه وَهنا ولي يه مطمع ... وبرق الْأَمَانِي فِي دجى الهجر يلمع) (ويأبى خفير الهجر غدرة طيفه ... فَلم أدر فِي مهوى الْهوى كَيفَ أصنع) (لقد يحمد الْقَوْم السرى فِي صباحهم ... زمَان تلاق عِنْده الشمل يجمع) (وَهَا أَنا أسرِي فِي ظلامي وإنني ... أَذمّ صباحي وَالْخَلَائِق هجع) (أَقُول لصبري أَنْت ذخري لَدَى النَّوَى ... وَذخر الْفَتى حَقًا شَفِيع مُشَفع) (فسكن مَاء الْعين نَارِي وَإِنَّمَا ... هَوَاء الْهوى فِي تربة الطيف أَنْفَع) (رَأَيْت معيدي الخيال فَقَالَ من ... جُهَيْنَة أَخْبَار المعيدي تسمع)

علي بن سالم

(دَعَوْت إِلَى جَيش الْهوى جُنْدُب الْهوى ... فولى وطرف الْعين فِي النّوم يرتع) (وَقَالَ لنَفْسي لَا تموتي صبَابَة ... لَعَلَّ زَمَانا قد مضى لَك يرجع) (لم يبْق مني غير مَا قلت منشداً ... حشاشة نفس ودعت يَوْم ودعوا) قلت شعر متوسط واستعارات بعيدَة وَأَرَادَ بقوله فسكن مَاء الْعين الْبَيْت أَن يذكر الْأَرْبَع عناصر كَمَا قَالَ الآخر من الطَّوِيل (جفون تذكي مَاؤُهَا نَار حسرتي ... إِذا الرّيح جَاءَتْنِي بريا ترابها) فَلم يلطف مثل هَذَا 3 - (عَليّ بن سَالم) الْعَبَّادِيّ عَليّ بن سَالم بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْعَبَّادِيّ من أهل الحديثة قدم بَغْدَاد وملح بهَا الأكابر وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره من الْبَسِيط (هم الْفَتى من طلاب الْمجد مُتَّصِل ... وصادق الْعَزْم مقرون بِهِ الأمل) (والمرء ساع فإمَّا بَالغ أملاً ... أقاصر يختليه دونه الْأَجَل) (فانهض إِلَى شرف الْعليا وَكن رجلا ... تسمو بِهِ همم من دونهَا زحل) (وَلَا تخف مَا يخَاف الْقَوْم من عطب ... فِي مأزق لحم يعنو لَهُ البطل) (فالعمر منتهب والغمر مستلب ... والعيش منقضب أَيَّامه دوَل) (لَا تقنعاً بالأماني والخمول فَمَا ... نَالَ الْمَعَالِي قَدِيما معشر خمل) (وَلَا حوى السَّبق فِي الغايات منسدر ... فِي الملاهي عَاجز وكل) (وَلَا تقم بديار الْهون مقتنعاً ... ببلغة فالمعالي أَصْلهَا النَّقْل) (وَلَا مُفَارقَة الأغماد مَا شكرت ... بيض الصفاح وَلَا الخيطة الذبل) (وَلَا سما الدّرّ والأصداف موطنه ... مفارقاً دونهَا الْأَبْصَار تنعزل) قلت شعر متوسط ابْن أبي طَلْحَة الْهَاشِمِي عَليّ بن سَالم أَبُو الْحسن ابْن أبي طَلْحَة الْهَاشِمِي مولى

الْعَبَّاس الْجَزرِي نزيل حمص توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَلَاء الدّين الحصني وَالِي زرع عَليّ بن سَالم بن سلمَان عَلَاء الدّين الحصني وَالِي زرع صودر وَطلب مِنْهُ مائَة ألف دِرْهَم وعصر فشنق نَفسه بالعذراوية سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة سمع الْكثير من ابْن عبد الدَّائِم وَخلق وَكتب الْأَجْزَاء وَحدث ووقف أجزاءه القَاضِي عَلَاء الدّين الْكِنَانِي عَليّ بن سَالم بن عبد النَّاصِر القَاضِي عَلَاء الدّين الْكِنَانِي الْغَزِّي الشَّافِعِي أحد الاخوة كَانَ حسن السمت وَالْوَجْه والعمة تَامّ الْقَامَة بَاشر التوقيع بغزة بعد شمس الدّين بن مَنْصُور لما) توجه إِلَى طرابلس فِيمَا أَظن وَغَضب عَلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين تنكز وعزله ثمَّ إِنَّه بَاشر التدريس بالقدس الشريف بِالْمَدْرَسَةِ الجراحية والمواعيد بالصخرة الشَّرِيفَة وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِيمَا أَظن وَكَانَ يتحدث بالتركي وَله قدرَة عَظِيمَة على مداخلة النَّاس والاجتماع بأرباب السيوف وأرباب الأقلام وَكتب إِلَيّ أبياتاً أَيَّام غضب الْأَمِير سيف الدّين تنكز عَلَيْهِ الْتزم فِيهَا الجناس وَهِي من الوافر (غَدا حَالي بِحَمْد الله حَالي ... وبالي قد تخلص من وبالي) (وَرَاح الْخَيْر منحل العزالي ... عَليّ وَقيل ذَا كَانَ العزالي) (وحزت الْعِزّ مذ يممت حيراً ... كبحر لَا يكدر بالقلال) (فحياني وأحياني وَأبْدى ... مَكَارِم لم يشبها بالقلالي) (وأرشفني على ظمإ زلالاً ... بمحض الْجُود فاكتمل الدوا لي) (وداوى مَا أكابد من غرام ... بمحض الْجُود فاكمل الدوالي) (وشنف مسمعي ببديع لفظ ... فَقلت أتيت بِالسحرِ الْحَلَال) (فزدني من قريضك يَا خليلي ... فَإِن بليغ لفظك قد حلا لي) (أبث لديك خطباً قد دهاني ... نَوَائِب أذهب جاهي وَمَالِي) (وَقد فني اصْطِبَارِي واحتمالي ... وَقد خَان المناصح والموالي)

علي بن سعد

(فَعجل يَا أَخا العلياء جبري ... وعاملني مُعَاملَة الموَالِي) (فقد ذقت المنايا لَا المنايا ... إِمَامًا قد تفرد بالمعالي) (وَقد قدتني الأحزان قداً ... بوخذ الْبيض والسمر العوالي) (وأنبني ونيبني زماني ... وصيرني على جمر المقالي) (وَأَنت أَبَا الصفاء تقيم عُذْري ... وتغضي عَن عُيُوب فِي مقالي) (أيا من علمه عَم البرايا ... وَحشِي حلمه فِي كل خَالِي) (فبلغني وَلَا ترجئ رجائي ... فسيف الْغم يَا ابْن الْعم خَال) (رجوتك من قديم ثمَّ لما ... عَلَوْت مكانةً زَاد الرجا لي) (فلاحظني بِعَين الْجَبْر واعطف ... حماك الله من غلب الرِّجَال) قلت شعر متوسط وَقد خانته العوالي والمعالي وتكررت مَعَه لَفْظَة لي بلام الْجَرّ وياء) الْمُتَكَلّم وَهُوَ إيطاء وَبَعْضهمْ تسمح فِي ذَلِك وَكتب إِلَيّ نظماً ونثراً كثيرا وَهَذَا نموذج مِنْهُ يَكْفِي 3 - (عَليّ بن سعد) أَبُو الْفرج الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن سعد بن الْحسن بن قضاعة أَبُو الْفرج كَانَ أديباً شَاعِرًا مدح الإِمَام المقتفي من شعره من الطَّوِيل (نبت بمقام الأعوجي الأباطح ... وَضَاقَتْ عَلَيْهِ سرحها والمسارح) (فطافت بِهِ بعد الْكرَى عزماته ... فجذ عناناً من يَد الذب جامح) (وَمن يخْش هَذَا الْمَوْت مدرك ... يَعش مثل من رضت عَلَيْهِ الصفائح) (وَمن يلْتَمس جلّ العني بحسامه ... ينل فَضله الداني وَمن هُوَ نازح) (فَلَا خير فِي يَوْم دنا من أصيله ... وَلم يُعْط فِيهِ أَو تسل صَفَائِح) (أَبى الله لي أَن أطْعم الضيم والقنا ... ظماء تباريها الْجِيَاد السوابح) (وَأَن أتخشى الدَّهْر أَو أَن أرى ... بِهِ جزوعاً وَإِن أكدت عَلَيْهِ المنارح) (فلست أَخا الهيجاء إِن لم أثر بهَا ... ثرى البيد يتلوها أزل وجارح) (وَإِن لم أقِم فِي كل حَيّ إغارةً ... يقوم عَلَيْهَا فِي الصَّباح النوائح)

(وَإِنِّي وَإِن كَانَت عداتي كَثِيرَة ... فَمَا لي إِلَّا مشرفي وقارح) ابْن مسْهر الْموصِلِي عَليّ بن سعد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن عبد القاهر بن أَحْمد بن مسْهر مهذب الدّين أَبُو الْحسن الشَّاعِر كَانَ صَدرا رَئِيسا مدح الْمُلُوك والكبار وديوانه فِي مجلدين توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَقيل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَقد أناف على التسعين وَمن شعره من الْكَامِل (الوجد مَا قد هيج الطللان ... مني وأذكرني حمام البان) (أَنا والحمائم حَيْثُ تندب شجوها ... فَوق الأرائك سحرة سيان) (فَأَنا الْمَعْنى بالقدود أمالها ... شرخ الشَّبَاب وَهن بالأغصان) مِنْهَا فِي المديح) (فافخر فَإنَّك من سلالة معشر ... عقدوا عمائمهم على التيجان) (كل الْأَنَام بَنو أَب لكنما ... بِالْفَضْلِ تعرف قيمَة الْإِنْسَان) وَمِنْه فِي صفة فَهد من الْبَسِيط (من كل أهرت بَادِي السخط مطرح ال ... حَيَاء جهم الْمحيا سيء الْخلق) (وَالشَّمْس مذ لقبوها بالغزالة أع ... طته الرشا حسداً من لَوْنهَا اليقق) (ونقطته حباء كي يسالمها ... على المنايا نعاج الرمل بالحدق)

(هَذَا وَلم يبرزا يَوْمًا لناظره ... مَعَ سلم جَانِبه إِلَّا على فرق) وَمِنْه فِي صفة الْخَيل (سود حوافرها بيض جحافلها ... صبغ تولد بَين الصُّبْح والغسق) (من طول مَا وطِئت ظهر الدجا خبباً ... وَطول مَا كرعت فِي منهل الفلق) قَالَ ابْن خلكان وَهَذِه الأبيات الَّتِي فِي الفهد مَعَ أَنَّهَا جَيِّدَة مَأْخُوذَة من أَبْيَات الْأَمِير أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد السراج الصُّورِي وَكَانَ معاصره من جملَة قصيدة من الْبَسِيط (شتن البراثن فِي فِيهِ وَفِي يَده ... مَا فِي الصوارم والعسالة الذبل) (تنافس اللَّيْل فِيهِ وَالنَّهَار مَعًا ... فقمصاه بجلباب من الْمقل) (وَالشَّمْس مُنْذُ دَعُوهَا بالغزالة لم ... تبرز لناظره إِلَّا على وَجل) قلت وَأَخذه أَيْضا الْعَلامَة شهَاب الدّين مَحْمُود أَنْشدني لنَفسِهِ قِرَاءَة مني عَلَيْهِ قَالَ يصف الْعقَاب من جملَة رِسَالَة من المتقارب (ترى الطير والوحش فِي كفها ... ومنقارها ذَا عِظَام مزاله) (فَلَو أمكن الشَّمْس من خوفها ... إِذا طلعت مَا تسمت غزاله) وَمن شعر ابْن مسْهر من المتقارب (وَلما اشتكيت اشْتَكَى كل من ... على الأَرْض واعتل شَرق وَغرب) (لِأَنَّك قلب لجسم الزَّمَان ... وَمَا صَحَّ جسم إِذا اعتل قلب) وَمِنْه من المديد (حسرت عَن يَوْمنَا النوب ... واكتسى من نوره العشب) (واستقامت فِي مجرتها ... بالأماني السَّبْعَة الشهب) ) (يَا خليلي أَي مصطبح ... فِيهِ للذات مصطحب) (وثغور الزهر ضاحكةً ... ودموع الْقطر تنسكب) (وَلنَا فِي كل جارحةٍ ... من غنا أطياره طرب) (إسقنيها بنت دسكرة ... هِيَ أم حِين تنتسب) (خندريس دون مدَّتهَا ... جَاءَت الْأَزْمَان والحقب) (طَاف يجلوها لنا رشأ ... قصرت عَن لحظه القضب) (أوقدتها نَار وجنته ... فَهِيَ فِي كفيه تلتهب)

علي بن سعيد

(وَلها من ذَاتهَا طرب ... فَلهَذَا يرقص الحبب) قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب قَرَأت فِي تَارِيخ السَّمْعَانِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا الْفَتْح عبد الرَّحْمَن بن أبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عبد الْغفار بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْوَزير أبي الصَّقْر إِسْمَاعِيل بن بلبل الشَّيْبَانِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الاخوة البيع الأديب الْكَاتِب مذاكرة يَقُول رَأَيْت فِي مَنَامِي منشداً ينشدني هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من الطَّوِيل (أعاتب فِيك اليعملات على السرى ... وأسأل عَنْك الرّيح من حَيْثُ هبت) (وأطبق أحناء الضلوع على جوى ... جَمِيع وصبر مُسْتَحِيل مشتت) قَالَ أَبُو الْفَتْح فَلَمَّا انْتَبَهت جعلت دأبي السُّؤَال عَن قَائِل هذَيْن الْبَيْتَيْنِ مُدَّة فَلم أجد مخبرا عَنْهُمَا وَمضى على ذَلِك مُدَّة سِنِين ثمَّ اتّفق نزُول أبي الْحسن عَليّ بن مسْهر الْمَذْكُور فِي ضيافتي فتجارينا فِي بعض النكت إِلَى ذكر المنامات فَذكرت لَهُ حَال الْمَنَام الَّذِي رَأَيْته وأنشدته الْبَيْتَيْنِ الْمَذْكُورين فَقَالَ أقسم بِاللَّه أَنَّهُمَا من شعري من جملَة قصيدة وأنشدني مِنْهَا (إِذا مَا لِسَان الدمع نم على الْهوى ... فَلَيْسَ بسر مَا الضلوع أجنت) (فو الله مَا أَدْرِي عَشِيَّة ودعت ... أناحت حمامات اللوى أم تغنت) (وأعجب من صَبر القلوص الَّتِي سرت ... بهودجك المزموم أَنى اسْتَقَلت) أعاتب فِيك اليعملات الْبَيْتَيْنِ قَالَ فعجبنا من هَذَا الِاتِّفَاق وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب حكى لي كَمَال الدّين ابْن الشهرزوري أَنه كَانَ إِذا أعجبه معنى لشاعر أَو بَيت عمل عَلَيْهِ قصيدة وادعاه لنَفسِهِ وَاجْتمعَ مرّة هُوَ والأبيوردي وَهُوَ لَا يعرف ابْن مسْهر فَجرى حَدِيث ابْن مسْهر وَأَنه سرق) بَيت الأبيوردي فَقَالَ ابْن مسْهر بل الأبيوردي سرق شعري قلت يُرِيد قَوْله من المديد (وَلها من نَفسهَا طرب ... فَلهَذَا يرقص الحبب) 3 - (عَليّ بن سعيد) ابْن أثردي الطَّبِيب عَليّ بن سعيد بن أثردي أَبُو الْحسن الطَّبِيب كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَكَانَ من حذاق الْأَطِبَّاء وَله أدب وَفضل قَالَ محب الدّين ابْن النجار علقت عَنهُ توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة أَو فِيمَا بعْدهَا فِي بعض الحبوس قَالَ أَظُنهُ بواسط وَلم يبلغ السِّتين

الْحَافِظ عَلَيْك الرَّازِيّ عَليّ بن سعيد بن بشير بن مهْرَان أَبُو الْحسن الرَّازِيّ الْحَافِظ نزيل مصر كَانَ يعرف بعليك والعجم إِذا أَرَادوا أَن يصغروا اسْما زادوه كافاً فَهِيَ عَلامَة التصغير فِي لسانهم توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ البيع الْفَاسِد الشَّافِعِي عَليّ بن سعيد بن الْحسن بن عَليّ بن العريف أَبُو الْحسن الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِالْبيعِ الْفَاسِد الْبَغْدَادِيّ كَانَ حنبلي الْمَذْهَب فانتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَصَحب أَبَا الْقَاسِم ابْن فضلان وتفقه عَلَيْهِ وَكَانَ خصيصاً بِهِ وَهُوَ الَّذِي لقبه بِالْبيعِ الْفَاسِد لِأَنَّهُ كَانَ قد حفظه مَسْأَلَة البيع الْفَاسِد هَل يَصح أم لَا وَكَانَ يكثر تكرارها وَالسُّؤَال عَنْهَا والاعتراض فِيهَا قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَيُقَال أَنه صَار فِي آخر عمره متشيعاً غالياً ينتحل مَذْهَب الإمامية وَكَانَ من محَاسِن البغداديين وظرفائهم توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة الْعَسْكَر الْمُحدث عَليّ بن سعيد بن عبد الله أَبُو الْحسن العسكري من أهل عَسْكَر سامراء كَانَ من حفاظ الحَدِيث صنف الشُّيُوخ والمسند وَغَيره وَحدث بالكثير بأصبهان ونيسابور وجرجان وَكَانَ من الثِّقَات الْأَثْبَات سمع من عَليّ بن مُسلم الطوسي وَعبد الرَّحِيم بن سَلام بن الْمُبَارك الوَاسِطِيّ وَعبد السَّلَام بن عبيد ابْن أبي فَرْوَة النصيبي وَعَمْرو بن عَليّ الفلاس وطاهر بن خَالِد نزار الايكي وَغَيرهم وروى عَنهُ أهل إصبهان مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن الْمَدِينِيّ وَالْقَاضِي أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْعَسَّال وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث مائَة) ابْن ذؤابة الْمُقْرِئ عَليّ بن سعيد بن الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْقَزاز الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن ذؤابة كَانَ من جلة أهل الْأَدَاء ضابطاً محققاً توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة الْعَبدَرِي الشَّافِعِي عَليّ بن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحرز الْعَبدَرِي أَبُو الْحسن

ابْن أبي عُثْمَان الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل ميورقة من الأندلس نزل بَغْدَاد واستوطنها قَرَأَ على الشَّيْخ أبي إِسْحَق الفيروزآبادي وعَلى أبي بكر الشَّاشِي وبرع وصنف فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف كتبا حَسَنَة وَكَانَ دينا حسن الطَّرِيقَة سمع من القاضيين أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَالْمَاوَرْدِيّ وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَغَيرهم وَكَانَ يؤم بالوزير أبي شُجَاع وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة ابْن حمامة الشَّاعِر عَليّ بن سعيد بن حمامة أَبُو الْحسن الشَّاعِر الْمَشْهُور صنف كتابا سَمَّاهُ نفائس الأعلاق فِي الْعرُوض توفّي سنة أَربع وست مائَة وَقيل فِيهِ عَليّ بن إِسْمَاعِيل وَقد تقدم فِي مَوْضِعه وَأَظنهُ الْمَعْرُوف بِابْن السيوري ابْن القيني المغربي عَليّ بن سعيد أَبُو الْحسن عَليّ ابْن القيني بِالْقَافِ وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا نون قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَاعِرًا مَسْتُورا لطيفاً قَلِيل الشّعْر لَا يقدر على التَّطْوِيل كثير الرِّوَايَة ينْسَخ شعر أبي الطّيب عَن صَدره آخِره عَن أَوله حفظا لَا يسْقط مِنْهُ حرفا وَاحِدًا وَكَذَلِكَ يفعل فِي شعر أبي تَمام وَكَانَ فكهاً مزاحا مزوراً للحكايات ظريف النادرة أَخذ عهد هَؤُلَاءِ الْقَوْم قبل قتل أَوْلِيَائِهِمْ بِنصْف شهر وَكَانَ مَوْصُوفا مَشْهُورا بالبعد والحرمان فَلَمَّا أَصَابَتْهُم تِلْكَ الْوَاقِعَة هَمت الْعَامَّة بقتْله فَقَالَ مَا لكم قبحكم الله هَذَا جزائي الَّذِي فِي مَذْهَبهم حَتَّى نحس وظفر ثمَّ ظفره الله بهم فَقَالَ جمَاعَة مِنْهُم صدق وَالله مَا تعمد ذَلِك إِلَّا بغضاً فيهم حَتَّى هَلَكُوا وَإِلَّا فَهُوَ سني مَحْض وتخلص فنجا إِلَى دَار الدَّاعِي وَكَانَ ينافس الروافض ويزري بهم طبعا مِنْهُ لَا اسْتِعْمَالا فيريدون قَتله وَيَقُولُونَ مَا أَنْت وَالله منا وَلَا نَحن مِنْك وَإنَّك لمن عويجا أهل القيروان) النواصب فَيَقُول كَذبْتُمْ عَليّ بل أَنا كَمَا قَالَ الله عز وَجل مذبذبين بَين ذَلِك لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَالله لَو نفعتني شهادتكم عِنْد ابْن خلدون لكتمتموها وَكَانَ الدَّاعِي يداريه ويصدهم عَنهُ وَإِلَيْهِ تنسي القصيدة الَّتِي وجدت فِي دَار الدَّاعِي يَوْم انتقالهم إِلَى قصر الْمَنْصُور حِين ضَاقَ بهم الْأَمر وَكثر فيهم الْقَتْل أَولهَا من الْخَفِيف (الْجِهَاد الْجِهَاد قومُوا حمية ... قد تمادت فِي هرها الْمَالِكِيَّة) وفيهَا كفر عَظِيم خَارج عَن الْقيَاس وَسَب شنيع فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي أَصْحَابه وأزواجه رَضِي الله عَنْهُم وجاوبه عَنْهَا جمَاعَة من شعرائنا وَبَعْضهمْ يزْعم أَنَّهَا لعماد بن جميل

وَسمعت من ينحلها ابْن المراق وَهِي بِكَلَامِهِ أشبه مِنْهَا بِكَلَام ابْن جميل وَابْن القيني لَا سِيمَا أَن التَّطْوِيل لَيْسَ من طاقته وَلم أحفظ لَهُ شعرًا إِلَّا قَوْله من الوافر (شربنا والقناني مترعات ... وشمس الْأُفق تطلب العشيا) (أعاطي بِالْيَمِينِ شُمُول رَاح ... أراحتني وَقد غلبت عليا) (إِلَى أَن راعني صَوت الْمُنَادِي ... بحي على الصَّلَاة فَقُمْت حَيا) (وَلَوْلَا الصَّاد لم أعها وَلَكِن ... تَخَيَّلت الصبوح بمسمعيا) لِأَن أَكثر شعره على قلته من هَذَا النَّوْع وَكَانَ ضنيناً بِهِ كَاتِما لَهُ وَخرج مَدِينَة باعايه فِيمَن خرج من أهل مذْهبه سنة تسع وَأَرْبع مائَة فَقتلُوا هُنَالك انْتهى قلت وَلابْن القيني ذكر فِي تَرْجَمَة عَليّ بن أَحْمد الطَّبِيب الْمَعْرُوف بِابْن الماعز الْعَادِل الْوَزير ابْن السلار عَليّ بن السلار الْوَزير أَبُو الْحسن الملقب بالعادل الْكرْدِي العبيدي سيف الدّين وَزِير الظافر صَاحب مصر كَانَ كردياً زرزارياً رَبِّي فِي الْقصر وتنقل بِهِ الْحَال فِي الولايات بالصعيد وَغَيره إِلَى أَن تولى الوزارة وَكَانَ شهماً مقداماً مائلاً إِلَى أهل الْعلم وَالصَّلَاح سنياً شافعياً ولي ثغر الْإسْكَنْدَريَّة واحتفل بالسلفي وأكرمه وَبنى لَهُ الْمدرسَة العادلية وَلَيْسَ بالثغر شافعية غَيرهَا وَلما كَانَ جندياً دخل على الْمُوفق بن مَعْصُوم التنيسِي مُتَوَلِّي الدِّيوَان وشكا إِلَيْهِ غَرَامَة لَزِمته فِي ولَايَته بالغربية فَقَالَ إِن كلامك لَا يدْخل أُذُنِي فحقدها عَلَيْهِ فَلَمَّا وزر اختفى الْمُوفق فَنُوديَ فِي الْبَلَد من أخفاه أهْدر دَمه فَأخْرجهُ الَّذِي خبأه عِنْده فَخرج فِي زِيّ امْرَأَة فأحضر الْعَادِل لوح خشب ومسماراً طَويلا وَعمل اللَّوْح تَحت أُذُنه وَضرب المسمار) فِي الْأذن الْأُخْرَى فَكَانَ كلما صرخَ قَالَ لَهُ دخل كَلَامي فِي أُذُنك أَو لَا ثمَّ إِن الْعَادِل قَتله نصر ابْن امْرَأَته على فرَاشه بِاتِّفَاق من أُسَامَة بن منقذ وَنصر هَذَا هُوَ الَّذِي قتل الظافر بن الْحَافِظ أَيْضا وَكَانَت قَتله الْعَادِل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة لِأَن أَبَا الْفضل عَبَّاس بن أبي الْفتُوح بن يحيى بن تَمِيم بن الْمعز بن باديس وصل إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ صبي وَمَعَهُ أمه بلازة فَتَزَوجهَا الْعَادِل وأقامت عِنْده زَمَانا ورزق عَبَّاس ولدا سَمَّاهُ نصرا

علي بن سلمان

وَكَانَ عِنْد جدته فِي دَار الْعَادِل والعادل يحنو عَلَيْهِ ويعزه ثمَّ إِن الْعَادِل جهز عباساً إِلَى الشَّام للْجِهَاد وَكَانَ مَعَه أُسَامَة بن منقذ فَلَمَّا وصلا إِلَى بلبيس وَهُوَ مقدم الْجَيْش تَذَاكر طيب الديار المصرية وَمَا هِيَ عَلَيْهِ وَكَونه يفارقها وَيتَوَجَّهُ للقاء الْعَدو ومقاساة البيكار فَأَشَارَ عَلَيْهِ أُسَامَة على مَا قيل بقتل الْعَادِل واستقلاله بالوزارة ويستريح من البيكار وتقرر بَينهمَا أَن نصرا ولد عَبَّاس يقتل الْعَادِل فَإِنَّهُ إِذا رقد الْعَادِل فَإِنَّهُ مَعَه فِي الدَّار وَلَا يُنكر عَلَيْهِ فَقتله نصر وَكَانَ السلار وَالِد الْعَادِل صُحْبَة سقمان بن أرتق صَاحب الْقُدس فَلَمَّا أَخذ الْأَفْضَل الْقُدس من سقمان وجد طَائِفَة من جمَاعَة سقمان فضمهم إِلَيْهِ الْأَفْضَل وَكَانَ فِي تِلْكَ الْجَمَاعَة السلار وَالِد الْعَادِل فَأَخذه وضمه إِلَيْهِ وحظي عِنْده وَسَماهُ ضيف الدولة وَأكْرم وَلَده هَذَا وَجعله فِي صبيان الْحجر عِنْدهم وَذَلِكَ أَن يكون لكل وَاحِد من صبيان الْحجر فرس وعدة فَإِذا قيل لَهُ عَن شغل مَا يحْتَاج أَن يتَوَقَّف فِيهِ فَإِذا تميز صبي من هَؤُلَاءِ قدم للإمرة فترجح الْعَادِل وتميز بِصِفَات فَأمره الْحَافِظ وولاه إسكندرية وَكَانَ يعرف بِرَأْس الْبَغْل ثمَّ كَانَ من أَمر وزارته وَمَوته مَا كَانَ كَمَال الدّين الشَّافِعِي عَليّ بن سَلام وَالِد الْمُفْتِي شرف الدّين وَقد تقم ذكره فِي المحمدين كَانَ على هَذَا يدعى كَمَال الدّين وَهُوَ دمشقي شَافِعِيّ توفّي شَابًّا فِي حريق اللبادين تِلْكَ اللَّيْلَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة القَاضِي ضِيَاء الدّين الْأَذْرَعِيّ الشَّافِعِي عَليّ بن سليم بن ربيعَة القَاضِي الْفَقِيه الأديب أقضى الْقُضَاة ضِيَاء الدّين الْأَذْرَعِيّ الشَّافِعِي تنقل فِي قَضَاء النواحي نَحوا من سِتِّينَ سنة من جِهَة ابْن الصايغ وَغَيره أكبرها طرابلس) وأعمالها وناب بِدِمَشْق أَيَّامًا سنة تسع وَعشْرين وَله نظم كثير من ذَلِك نظم التَّنْبِيه فِي سِتَّة عشر ألف بَيت وَكَانَ منطبعاً بساماً عَاقِلا مَاتَ بالرملة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَله أَربع وَثَمَانُونَ سنة 3 - (عَليّ بن سلمَان) الأديب الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن سلمَان الأديب الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْحسن أحد الْفُضَلَاء

علي بن سليمان

المبرزين والظرفاء الْمَشْهُورين قَالَ الأبيوردي فَمن مليح مَا أسمعنيه أَنه قَالَ سَأَلنَا أَبَا الْقَاسِم ابْن ناقياء البغداي عَن المتنبي وَابْن نباتة والرضي فَقَالَ إِن مثلهم عِنْدِي مثل رجل بني أبنية شاهقة وقصوراً عالية وَهُوَ المتنبي فجَاء آخر وَضرب حولهَا سرادقاً وخيماً وَهُوَ ابْن نَبَاته ثمَّ جَاءَ الرضي ينزل تَارَة عِنْد هَذَا وَتارَة عِنْد ذَاك 3 - (عَليّ بن سُلَيْمَان) الْأَخْفَش الصَّغِير عَليّ بن سُلَيْمَان بن الْفضل أَبُو الْحسن الْأَخْفَش الصَّغِير والأخفش أَرْبَعَة وَقد ذكرتهم فِي الألقاب فِي حرف الْهمزَة توفّي الْأَخْفَش هَذَا سنة خمس عشرَة وَثَلَاث مائَة قَالَ المرزباني وَلم يكن بالمتسع فِي الرِّوَايَة للْأَخْبَار وَالْعلم والنحو وَمَا عَلمته صنف شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَا قَالَ شعرًا وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن مسَائِل النَّحْو ضجر وانتهر كثيرا مِمَّن يواصل مساءلته ويتابعها قَالَ وشهدته يَوْمًا وَقد صَار إِلَيْهِ رجل من حلوان كَانَ يُكرمهُ فحين رَآهُ قَالَ لَهُ من الْكَامِل (حياك رَبك أَيهَا الْحلْوانِي ... وَكَفاك مَا يَأْتِي من الْأَزْمَان) ثمَّ الْتفت إِلَيْنَا وَقَالَ مَا يحسن من الشّعْر إِلَّا هَذَا وَمَا يجْرِي مجْرَاه وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَق النديم فِي كتاب الفهرست لَهُ من التصانيف كتاب الأنواء كتاب تَفْسِير رِسَالَة كتاب سِيبَوَيْهٍ كتاب التَّثْنِيَة وَالْجمع كتاب شرح سِيبَوَيْهٍ كتاب الْحداد قَالَ ياقوت وَوجدت أهل مصر ينسبون إِلَيْهِ كتابا فِي النَّحْو هذبه أَحْمد بن جَعْفَر الدينَوَرِي وَسَماهُ الْمُهَذّب وَكَانَ ابْن الرُّومِي الشَّاعِر كثير الهجاء للأخفش لِأَن ابْن الرُّومِي كَانَ كثير الطَّيرَة وَكَانَ الْأَخْفَش كثير المزح وَكَانَ يباكره قبل كل أحد ويطرق الْبَاب عَلَيْهِ فَيَقُول من بِالْبَابِ فَيَقُول الْأَخْفَش حَرْب بن مقَاتل وَمَا أشبه ذَلِك فَقَالَ لَهُ اختر على أَي قافية تُرِيدُ أَن أهجوك فَقَالَ)

على رُوِيَ قصيدة دعبل الشينية فَقَالَ من المتقارب (أَلا قل لنحويك الْأَخْفَش ... أنست فقصر وَلَا توحش) (وَمَا كنت فِي عيه مقصرا ... وأشلاء أمك لم تنبش) مِنْهَا (أما والقريض ونقاده ... وبحشك فِيهِ مَعَ البحش) (ودعواك عرفان نقاده ... بِفضل النقي على الأنمش) (لَئِن جِئْت ذَا بشر حالك ... لقد جِئْت ذَا نسب أبرش) (وَمَا وَاحِد جَاءَ من أمة ... بِأَعْجَب من ناقد أخفش) (كَأَن سنا الشتم فِي عرضه ... سنا الْفجْر فِي السحر الأغبش) (أَقُول وَقد جَاءَنِي أَنه ... ينوش هجائي مَعَ النوش) (إِذا أغطش الدَّهْر أَحْكَامه ... سَطَا أَضْعَف الْقَوْم بالأبطش) (وَمَا كل من أفحشت أمه ... تعرض للمقذع الأفحش) وَهِي طَوِيلَة فَلَمَّا سَار هجاؤه جمع أَصْحَابه وَكَانَ للأخفش جمَاعَة أَصْحَاب من الرؤساء ودخلوا على ابْن الرُّومِي فَكف عَن هجائه وسألوه أَن يمدحه فَقَالَ من الْخَفِيف (ذكر الْأَخْفَش الْقَدِيم فَقُلْنَا ... إِن للأخفش الحَدِيث لفضلا) (وَإِذا مَا حكمت وَالروم قومِي ... فِي كَلَام مُعرب كَانَ عدلا) (أَنا بَين الْخُصُوم فِيهِ غَرِيب ... لَا أرى الزُّور للمحاباة أَهلا) (وَمَتى قلت بَاطِلا لم ألقب ... فيلسوفاً وَلم أسم هرقلا) وَقدم الْأَخْفَش مصر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَخرج مِنْهَا سنة سِتّ وَثَلَاث مائَة إِلَى حلب مَعَ أَحْمد بن بسطَام صَاحب الْخراج وَلم يعد إِلَى مصر وَضَاقَتْ بِهِ الْحَال إِلَى أَن أكل السلجم النيء فَقيل أَنه قبض على قلبه فَمَاتَ فَجَاءَهُ فِي شعْبَان وَكَانَ قد سمع أَبَا العيناء وثعلباً والمبرد وَالْفضل الزيدي الفرغليطي الشَّافِعِي عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الْمرَادِي

الأندلسي الْقُرْطُبِيّ الشقوري الفرغليطي بِالْفَاءِ قبل الرَّاء وغين مُعْجمَة قبل اللَّام وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وطاء مُهْملَة) هَكَذَا وجدته مُقَيّدا أَبُو الْحسن قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي الْحَافِظ خرج من الأندلس وَدخل بَغْدَاد وَكَانَ ثبتاً صلباً فِي السّنة توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة أَبُو الطريف اليمامي عَليّ بن سلمَان أَبُو الطريف السّلمِيّ اليمامي الشَّاعِر قدم بَغْدَاد فوصله عَليّ بن يحيى بن المنجم بالمعتمد على الله فمدحه وَصَارَ من شعرائه وَمن شعره من الْبَسِيط (أتهجرون فَتى أغري بكم تيها ... حَقًا لدَعْوَة صب أَن تجيبوها) (أهْدى إِلَيْكُم على نأي تحيته ... حيوا بِأَحْسَن مِنْهَا أَو فردوها) (شيعتهم فاسترابوني فَقلت لَهُم ... إِنِّي بعثت مَعَ الأجمال أحدوها) (قَالُوا فَمَا نفس يَعْلُو كَذَا صعداً ... وَمَا لعينك مَا ترقا مآقيها) (قلت التنفس من تدآب سيركم ... ودمع عَيْني تجْرِي من قذى فِيهَا) (حَتَّى إِذا ارتحلوا وَاللَّيْل معتكر ... خفضت فِي جنحه صوتي أناديها) (يَا من بهَا أَنا هيمان ومختبل ... هِيَ لي إِلَى الْوَصْل من عُقبى أرجيها) حيدة النَّحْوِيّ عَليّ بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الملقب حيدة اليمني النَّحْوِيّ التَّمِيمِي كَانَ من وُجُوه أهل الْيمن وأعيانهم علما ونحواً وشعراً صنف كتبا مِنْهَا كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ كشف الْمُشكل فِي مجلدين وَقَالَ فِيهِ يمدحه من الْكَامِل

(صنفت للمتأدبين مصنفاً ... سميته بِكِتَاب كشف الْمُشكل) (سبق الْأَوَائِل مَعَ تَأَخّر عصره ... كم آخر أزرى بِفضل الأول) (قيدت فِيهِ كلما قد أرْسلُوا ... لَيْسَ الْمُقَيد كَالْكَلَامِ الْمُرْسل) وَمن شعره يحصره جمع التكسير من الطَّوِيل (سَأَلت عَن التكسير فَاعْلَم بِأَنَّهَا ... ثَمَانِيَة أوزان جمع المكسر) (فَأَرْبَعَة أوزان كل مقلل ... وَأَرْبَعَة أوزان كل مكثر) (فعال وأفعال وَفعل وأفعل ... وأفعلة مِنْهَا وفعلان فَانْظُر) (وَمِنْهَا فعول يَا أخي فعلة ... وتمثيلها إِن كَانَ لم تتَصَوَّر) (جمالب وأفراس وَأسد وأكبش ... وأكسية حمر لفتيان حمير) ) (أَتَانَا عشَاء فِي ربوع لفتية ... من التغلبيين الْكِرَام ويشكر) (وكل خماسي إِذا مَا جمعته ... فآخره فاحذف وَلَا تتعثر) (فتجمع قرطعباً قراطع سالكاً ... بِهِ مَسْلَك الْجَمِيع الرباعي الموقر) قَالَ ياقوت قلت هَذَا عجب مِمَّن يصنف كتابا كَبِيرا فِي النَّحْو وَيَقُول جمع المكثر أَرْبَعَة أوزان وَهِي تَجِيء على نَحْو من خمسين وزنا قلت الزهراوي الطَّبِيب عَليّ بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الزهراوي قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ عَالما بِالْعدَدِ والهندسة معتنياً بِعلم الطِّبّ وَله كتاب شرِيف فِي الْمُعَامَلَات على طَرِيق الْبُرْهَان وَهُوَ الْكتاب الْمُسَمّى بِكِتَاب الْأَركان وَكَانَ قد أَخذ كثيرا من الْعُلُوم الرياضية عَن أبي الْقَاسِم المجريطي وَصَحبه مُدَّة الطَّبِيب عَليّ بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الطَّبِيب قَالَ ابْن أبي أصيبعة كَانَ طَبِيبا فَاضلا متقناً للحكمة والعلوم الرياضية متميزاً فِي صناعَة الطِّبّ أوحد فِي أَحْكَام النُّجُوم

وَكَانَ فِي زمن الْعَزِيز وَولده الْحَاكِم وَلحق أَيَّام الظَّاهِر وَله من الْكتب اخْتِصَار الْحَاوِي فِي الطِّبّ كتاب الْأَمْثِلَة والتجارب والنكت وَالْأَخْبَار والخواص الطبية المنتزعة من كتب أبقراط وجالينوس وَكتاب التَّعَالِيق الفلسفية مقَالَة فِي أَن قبُول الْجِسْم التجزي لَا يقف وَلَا يَنْتَهِي إِلَى مَا لَا يتَجَزَّأ وتعديل شكوك تلْزم مقَالَة أرسطو فِي الْأَبْصَار وتعديل شكوك كواكب الذَّنب ابْن عَم الْمَنْصُور عَليّ بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس ولي نِيَابَة الجزيرة وَغَيرهَا وَهُوَ ابْن عَم الْمَنْصُور وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة ابْن السباك الْحَنَفِيّ عَليّ بن سنجر الإِمَام الْعَالم تَاج الدّين ابْن قطب الدّين أبي الْيمن الْبَغْدَادِيّ ابْن السبك الْحَنَفِيّ عَالم بَغْدَاد قَالَ ولدت فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ أَو سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة سمع وَهُوَ كهل نصف صَحِيح البُخَارِيّ من ابْن أبي الْقَاسِم وَأَحْكَام ابْن تَيْمِية مِنْهُ وإحياء عُلُوم الدّين من كَمَال الدّين مُحَمَّد بن الْمُبَارك المخرمي ومسند الدَّارمِيّ من سِتّ الْمُلُوك وَله إجَازَة من أبي) الْفضل ابْن الدباب وَمُحَمّد بن المزيح وَأخذ السَّبع عَن أَمِين الدّين مبارك بن عبد الله الْموصِلِي والمنتجب التكريتي وتفقه على ظهير الدّين مُحَمَّد بن عمر البُخَارِيّ وعَلى مظفر الدّين أَحْمد بن عَليّ بن تغلب ابْن الساعاتي صَاحب مجمع الْبَحْرين وَقَرَأَ الْفَرَائِض على أبي الْعَلَاء مَحْمُود الكلاباذي وَالْأَدب على حُسَيْن بن إياز وَحفظ اللمع فِي الْمفصل والبداية وأصول ابْن الْحَاجِب وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بالمستنصرية وَكتب الْمَنْسُوب وَقَالَ الشّعْر وَله أرجوزة فِي الْفِقْه وَشرح أَكثر الْجَامِع الْكَبِير وَكَانَ فصيحاً بليغاً ذكياً كَبِير الشَّأْن وَمن شعره من الْخَفِيف (هَل أرى للفراق آخر عهد ... إِن عمر الْفِرَاق عمر طَوِيل) (طَال حَتَّى كأننا مَا اجْتَمَعنَا ... فَكَأَن التقاءنا مُسْتَحِيل) وأنشدني تَقِيّ الدّين ابْن رَافع قَالَ أنشدنا المطري قَالَ أنشدنا المطري قَالَ أنشدنا تَاج الدّين ابْن السباك لنَفسِهِ من الْبَسِيط

علي بن سهل

(الْأَمر أعظم مِمَّا يزْعم الْبشر ... لَا عقل يُدْرِكهُ كلا وَلَا نظر) (فَانْظُر بِعَيْنِك أَو فاغمض جفونك واح ... ذَر أَن تَقول عَسى أَن ينفع الحذر) (فَكل قَول الورى فِي جنب مَا هُوَ فِي ... نفس الْحَقِيقَة إِن هم فَكروا هذر) (فَاسْتَغْفر الله قولا قد نطقت بِهِ ... مضى وَهُوَ فِي الألواح مستطر) وأنشدني من لَفظه الْفَاضِل نجم الدّين أَو الْخَيْر سعيد بن عبد الله الدهلي الحريري صناعَة قَالَ أنشدنا لنَفسِهِ من الْخَفِيف (يَا نَهَار الهجير قد طلت بالصو ... م كَمَا طَال ليل هجر الحبيب) (ذَاك قد طَال بانتظار طُلُوع ... مِثْلَمَا طلت بانتظار مغيب) وَرَأَيْت بِخَطِّهِ الْمليح الْمَنْسُوب نُسْخَة بالكشاف قل أَن رَأَيْت مثلهَا 3 - (عَليّ بن سهل) النَّيْسَابُورِي الْمُفَسّر عَليّ بن سهل بن الْعَبَّاس أَبُو الْحسن النَّيْسَابُورِي الْمُفَسّر الْعَالم الدّين ذكره عبد الغافر فِي السِّيَاق وَقَالَ مَاتَ فِي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَوَصفه فَقَالَ نَشأ فِي طلب الْعلم وتبحر فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ من تلامذة أبي الْحسن الواحدي الْأنْصَارِيّ الْمدنِي عَليّ بن سهل بن الْحُسَيْن أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الْمدنِي قدم بَغْدَاد ومدح الشَّيْخ أَبَا إِسْحَق الشِّيرَازِيّ بقصيدة رَوَاهَا عَنهُ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن مَرْزُوق بن عبد الرَّزَّاق الزَّعْفَرَانِي وَهِي من الْبَسِيط (يَا من لوحظها أمضى من الأسل ... بِي مثل مَا بك فِي الأجفان من علل) (يَا غادةً سلبت عَقْلِي محاسنها ... فالعين فِي جذل وَالْقلب فِي وَجل) (لم تخش مني قصاصا فِي الَّذِي فعلت ... وَلَا قصاص على فتانة الْمقل) (كحلاء تشبه حور الْعين قد منحت ... حور المدامع مَا فِيهِنَّ من كحل)

(تمج فِي فِيك من فِيهَا إِذا انْتَبَهت ... أحلى من الْبرد الممزوج بالعسل) الطَّبَرِيّ الطَّبِيب عَليّ بن سهل بن ربن أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ قَالَ ابْن أبي أصيبعة قَالَ ابْن النديم البغداذي الْكَاتِب عَليّ بن زيل بِاللَّامِ وَقَالَ عَنهُ إِنَّه كَانَ يكْتب للمازيار بن قَارن فَلَمَّا أسلم على يَد المعتصم قربه وَظهر فَضله بالحضرة وَأدْخلهُ المتَوَكل فِي جملَة الندماء وَكَانَ بِموضع من الْأَدَب وَهُوَ معلم الْعين زَرْبِي وَكَانَ مولده ومنشأه بطبرستان وَمن كَلَامه الطَّبِيب الْجَاهِل مستحث الْمَوْت وَله من التصانيف كتاب فردوس الْحِكْمَة جعله سَبْعَة أَنْوَاع والأنواع تحتوي على ثَلَاثِينَ مقَالَة والمقالات تحتوي على ثَلَاث مائَة وَسِتِّينَ بَابا وَكتاب إرفاق الْحَيَاة وَكتاب تحفة الْمُلُوك وَكتاب كناس الحضرة وَكتاب مَنَافِع الْأَطْعِمَة والأشربة والعقاقير كتاب حفظ الصِّحَّة كتاب فِي الرقى كتاب فِي الْحجامَة كتاب فِي تَرْتِيب الأغذية الرَّمْلِيّ عَليّ بن سهل بن مُوسَى الرَّمْلِيّ توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وروى) عَنهُ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة الأديب أَبُو الْحسن عَليّ بن شاهنشاه الأديب أَبُو الْحسن قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَظُنهُ مصرياً توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَمن شعره الْأَمِير أَبُو الْحسن البغداذي عَليّ بن شُجَاع بن هبة الله بن روح الْأَمِير أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة كَمَال الدّين الْمُقْرِئ الشَّافِعِي عَليّ بن شُجَاع بن سَالم بن عَليّ بن مُوسَى بن حسان بن طوق بن سَنَد بن عَليّ ابْن الْفضل بن عَليّ الشَّيْخ كَمَال الدّين أَبُو الْحسن بن أبي الفوارس الْهَاشِمِي العباسي الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الضَّرِير مُسْند الْآفَاق فِي الْقرَاءَات فَإِنَّهُ

علي بن صالح

قَرَأَ السَّبع لكل رُوَاة الْأَئِمَّة سوى رِوَايَة اللَّيْث عَن الْكسَائي وجامعاً لَهُم إِلَى سُورَة الْأَحْقَاف على حمية الإِمَام الشاطبي تزوج بعد الشاطبي بابنته وَسمع الشاطبية وصححها دروساً على الشاطبي وروى بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن السلَفِي وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة المشاركين فِي فنون الْعلم وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة كَبِيرَة مِنْهُم الدمياطي وبرهان الدّين إِبْرَاهِيم الوزيري وَالشَّيْخ نصر المنبجي وروى عَنهُ الدواداري وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وست مائَة التمار عَليّ بن شُعَيْب التمار أَبُو الْحسن روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَوَثَّقَهُ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (عَليّ بن صَالح) الْهَمدَانِي الْكُوفِي عَليّ بن صَالح بن صَالح الْهَمدَانِي الْكُوفِي أَبُو الْحسن توفّي فِي حُدُود السِّتين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (عَليّ بن أبي طَالب) أَمِير الْمُؤمنِينَ كرم الله وَجهه عَليّ بن أبي طَالب أَمِير الْمُؤمنِينَ كرم الله وَجهه يَأْتِي ذكره فِي عَليّ بن عبد منَاف فِي مَكَانَهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى ابْن الشواء الْكَاتِب عَليّ بن أبي طَالب بن عَليّ بن عَليّ بن عَليّ ثَلَاثَة بن الْحُسَيْن أَبُو الْحسن كَمَال الدّين الْكَاتِب الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن الشواء توفّي سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة كتب الْكثير الْمليح الْمَنْسُوب الْفَائِق وَلَا أعرف من كتب فِي الْمَنْسُوب الْفَائِق أَكثر مِنْهُ لِأَن الَّذِي ملكته أَنا بِخَطِّهِ إِلَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة مَا أذكرهُ وَهُوَ مصحف كريم ديوَان ابْن الساعاتي مقامات الحريري محشاة جُزْء كَبِير إِلَى الْغَايَة من الأغاني الْكَبِير كتاب فِي البيزرة حَدِيث سمراء الْكَثِيب وَرَأَيْت بِخَطِّهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ فِي ثَلَاث مجلدات وديوان أبي الطّيب وَشرح المقامات

علي بن طاهر

وفصول أبقراط ومسائل حنين وديوان فتيَان الشاغوري كَبِير إِلَى الْغَايَة 3 - (عَليّ بن طَاهِر) السّلمِيّ النَّحْوِيّ عَليّ بن طَاهِر بن جَعْفَر أَبُو الْحسن السّلمِيّ النَّحْوِيّ كَانَ ثِقَة دينا توفّي سنة خمس مائَة سمع أَبَا عبد الله بن سلوان وَأَبا الْقَاسِم الشمشاطي وَأَبا نصر أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن الكفرطابي وَجَمَاعَة وروى عَنهُ غيث بن عَليّ وَغَيره وَكَانَت لَهُ حَلقَة فِي الْجَامِع وقف فِيهَا خزانَة كَانَت فِيهَا كتبه وَكَانَ مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (عَليّ بن طَلْحَة) ابْن كردان النَّحْوِيّ عَليّ بن طَلْحَة بن كردان أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ كَانَ يعرف بِابْن السحناتي وَلم يبع قطّ السحناة وَإِنَّمَا كَانَ أعداؤه يلقبونه بذلك صحب أَبَا عَليّ الْفَارِسِي وَعلي بن عِيسَى الرماني وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا سِيبَوَيْهٍ والواسطيون يفضلونه على ابْن جني والربعي صنف كتابا فِي إِعْرَاب الْقُرْآن كَانَ يُقَارب خَمْسَة عشر مجلداً ثمَّ بدا لَهُ فِيهِ قبل مَوته فَغسله وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ متنزهاً متصوناً قلت أَظُنهُ عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن طَلْحَة الْمُقدم ذكره وَلَكِن رَأَيْت ياقوت ذكره ثمَّ وَذكر هَذَا هُنَا وَالظَّاهِر أَنَّهُمَا وَاحِد فَإِن الوفاتين وَاحِدَة والترجمة وَاحِدَة 3 - (عَليّ بن طراد) الْوَزير أَبُو الْقَاسِم الزَّيْنَبِي عَليّ بن طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن الْوَزير الْكَبِير أَبُو الْقَاسِم ابْن نقيب النُّقَبَاء الْكَامِل أبي الفوارس الْهَاشِمِي العباسي الزَّيْنَبِي وَزِير الخليفتين المسترشد والمقتفي كَانَ شجاعاً جريئاً خلع الراشد الَّذِي اسْتخْلف بعد أَن قتل أَبوهُ وَجمع النَّاس على خلعه وعَلى مبايعة المقتفي فِي يَوْم وَاحِد وَكَانَ النَّاس يعْجبُونَ من

ذَلِك وَلم يزل مُسْتَقِيم الْحَال إِلَى أَن تغير عَلَيْهِ المقتفي فَأَرَادَ الْقَبْض عَلَيْهِ فالتجأ إِلَى دَار السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد إِلَى أَن قدم السُّلْطَان بَغْدَاد فَأمر بِحمْلِهِ إِلَى دَاره مكرماً وَجلسَ فِي دَاره ملاصقاً للخليفة وَهُوَ ملازم الْعِبَادَة وكل من كَانَ لَهُ عَلَيْهِ إدرار لم يقطعهُ فِي عَزله إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَسمع الْكثير من أَبِيه وعميه أبي نصر مُحَمَّد وَأبي طَالب الْحُسَيْن وَمن عَليّ بن أَحْمد البشري ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَنصر بن أَحْمد بن البطر وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النعالي والوزير نظام الْملك أبي عَليّ الْحسن وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ إجَازَة من أبي جَعْفَر ابْن الْمسلمَة وَحدث بِأَكْثَرَ مروياته الْحَاجِب عَليّ بن طغريل الْأَمِير عَلَاء الدّين الْحَاجِب الْكَبِير بِدِمَشْق حضر من الْقَاهِرَة إِلَى دمشق حاجباً فِي شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِي أَوَاخِر أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين يلبغا فَمَا أَقَامَ إِلَّا يَسِيرا حَتَّى جرى مَا جرى ليلبغا على مَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمته وَكَانَت الملطفات قد جَاءَت من السُّلْطَان المظفر حاجي إِلَى الْأَمِير عَلَاء الدّين الْمَذْكُور وَإِلَى الْأُمَرَاء بإمساك يلبغا فَلَمَّا هرب يلبغا سَاق خَلفه عَليّ بن طغريل وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء ورد من ورد مِنْهُم وَبَقِي هُوَ وَرَاءه إِلَى أَن اضطره إِلَى حماه حكى لي الْأَمِير سيف الدّين تمر المهمندار أَنه رَآهُ وَقد جَاءَهُ اثْنَان من جمَاعَة يلبغا وطعناه برمحيهما وَأَنه عطل ذَلِك بقفا سَيْفه وَلم يؤذ أحدا مِنْهُمَا وَكَانَ يَحْكِي ذَلِك ويتعجب من فروسيته وَلم يزل بِدِمَشْق إِلَى أَن وصل الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه فَلم يزل يدْخل عَلَيْهِ وَيطْلب الْإِقَالَة من الشَّام وَالرُّجُوع إِلَى مصر إِلَى أَن كتب لَهُ إِلَى بَاب السُّلْطَان فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَحضر الْأَمِير سيف الدّين) منجك عوضه إِلَى دمشق حاجباً وَأقَام الْأَمِير عَلَاء الدّين ابْن طغريل بِالْقَاهِرَةِ بطالاً إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بالطاعون الزَّيْنَبِي النَّقِيب عَليّ بن طَلْحَة بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الزَّيْنَبِي قَلّدهُ الإِمَام المستنجد نقابة العباسيين وَالصَّلَاة والخطابة بِمَدِينَة السَّلَام بعد وَفَاة أَبِيه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة وَكَانَ شَابًّا حَدثا أَمْرَد لَهُ من الْعُمر مَا يُقَارب الْعشْرين سنة فَبَقيَ على ولَايَته إِلَى أَن ظهر لَهُ أَنه يُكَاتب قوما من الْمُخَالفين للديوان فَقبض عَلَيْهِ فِي ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وَقطعت أَصَابِع يَده الْيُمْنَى وَبَقِي فِي محبسه بدار الْخلَافَة إِلَى أَن أخرج مَيتا فِي شهر

ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائ ة ابْن الْمَعْتُوه الطَّبِيب عَليّ بن الطّيب أَبُو الْحسن المتطيب الْمَعْرُوف بِابْن الْمَعْتُوه الْبَغْدَادِيّ توفّي فِي طَرِيق مَكَّة أَو فِي مَكَّة وَهُوَ الصَّحِيح سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة وَكَانَ فِيهِ دين وَخير ابْن طيدمرككز عَليّ بن طيدمر الْأَمِير عَلَاء الدّين أحد أُمَرَاء العشرات بِدِمَشْق ابْن الْأَمِير سيف الدّين كَانَ وَالِده يعرف بطيدمرككز بكافين مضمومتين بعدهمَا زَاي وَالِده من مماليك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَكَانَ هَذَا عَلَاء الدّين عَليّ مليح الْوَجْه ظريفاً إِلَى الْغَايَة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى وَلم يبقل وَجهه فِي طاعون دمشق فِي أَوَائِل شهر رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ابْن ظافر الْمصْرِيّ عَليّ بن ظافر بن حُسَيْن الْفَقِيه الْوَزير جمال الدّين أَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي ابْن الْعَلامَة أبي مَنْصُور ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتفقه على وَالِده وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة وَقَرَأَ الْأَدَب وبرع فِيهِ وَقَرَأَ على وَالِده الْأُصُول وَكَانَ بارعاً فِي التَّارِيخ وأخبار الْمُلُوك وَحفظ من ذَلِك جملَة وافرة ودرس بِمَدِينَة الْمَالِكِيَّة بِمصْر بعد أَبِيه وَترسل إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَولي وزارة الْملك الْأَشْرَف ثمَّ انْصَرف عَنهُ وَقدم مصر وَولي وكَالَة السلطنة مُدَّة وَكَانَ متوقد الخاطر طلق الْعبارَة وَمَعَ تعلقه بالدنيا لَهُ ميل كثير إِلَى أهل الْآخِرَة محباً لأهل الدّين وَالصَّلَاح أقبل فِي آخر عمره على مطالعة الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة وأدمن) النّظر فِيهَا وروى عَنهُ القوصي وَغَيره وَله تواليف مِنْهَا الدول المنقطعة وَهُوَ كتاب مُفِيد جدا فِي بَابه وبدائع البدائه والذيل عَلَيْهِ وأخبار الشجعان وأخبار الْمُلُوك السلجوقية وأساس السياسة ونفائس الذَّخِيرَة لِابْنِ بسام وَلم يكمل وَلَو كمل كَانَ مَا فِي الْأَدَب مثله وملكته بِخَطِّهِ

وَكتاب التشبيهات وَكتاب من أُصِيب وابتدأ بعلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَغير ذَلِك نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْبَسِيط (إِنِّي لأعجب من حبي أكتمه ... جهدي وجفني بفيض الدمع يعلنه) (وَكَون من أَنا أهواه وأعشقه ... يخرب الْقلب عمدا وَهُوَ مَسْكَنه) (وأعجب الْكل أمرا أَن مبسمه ... من أَصْغَر الدّرّ جرما وَهُوَ أثمنه) قلت وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا من الرجز (كم من دم يَوْم النَّوَى مطلول ... بَين رسوم الْحَيّ والطلول) (بانو فَلَا جسم وَلَا ربع لَهُم ... إِلَّا رَمَاه الْبَين بالنحول) (يَا راحلين والفؤاد مَعَهم ... مسابقاً فِي أول الرعيل) (ردوا فُؤَادِي إِنَّه مَا باعكم ... إِيَّاه إِلَّا طرفِي الْفُضُولِيّ) (وَرب ظَبْي مِنْكُم يخَاف من ... سطوة عَيْنَيْهِ أسود الغيل) (أنار مِنْهُ الْوَجْه حَتَّى كدت أَن ... أَقُول لَوْلَا الدّين بالحلول) (ينقص بِالْعِلَّةِ كل كَامِل ... فِي الْحسن غير لحظه العليل) وَقَالَ فِي بَدَائِع البدائه اجْتمعَا لَيْلَة من ليَالِي رَمَضَان بالجامع وَجَلَسْنَا بعد انْقِضَاء الصَّلَاة للْحَدِيث وَقد وَفد فانوس السّحُور فاقترح بعض الْحُضُور على الأديب أبي الْحجَّاج يُوسُف بن عَليّ بن الرّقاب المنبوز بالنعجة أَن يصنع قِطْعَة فِي فانوس السّحُور وَإِنَّمَا طلب بذلك إِظْهَار عَجزه فَصنعَ من الطَّوِيل (وَنجم من الفانوس يشرق ضوؤه ... وَلكنه دون الْكَوَاكِب لَا يسري) (وَلم أر نجماً قطّ قبل طلوعه ... إِذا غَار ينْهَى الصائمين عَن الْفطر) فانتدبت لَهُ من بَين الْجَمَاعَة وَقلت لَهُ هَذَا التَّعَجُّب لَا يَصح لِأَنِّي والحاضرين قد رَأينَا نجوماً لَا تدخل تَحت الْحصْر وَلَا تحصى بِالْعدَدِ إِذا غارت نهي الصائمون عَن الْفطر وَهِي نُجُوم) الصَّباح فأسرف الْجَمَاعَة بعد ذَلِك فِي تقريعة وَأخذُوا فِي تمزيق عرضه وتقطيعه فَصنعَ أَيْضا من الْبَسِيط (هَذَا لِوَاء سحور يستضاء بِهِ ... وعسكر الشهب فِي الظلماء جرار)

(والصائمون جَمِيعًا يَهْتَدُونَ بِهِ ... لِأَنَّهُ علم فِي رَأسه نَار) وَلما أَصْبَحْنَا سمع من كَانَ غَائِبا من أَصْحَابنَا مَا جرى بَيْننَا فَصنعَ الرشيد أَبُو عبد الله بن منانو رَحمَه الله تَعَالَى من السَّرِيع (أحبب بفانوس غَدا صاعداً ... وضوءه دَان من الْعين) (يقْضِي بفطر وبصوم مَعًا ... فقد حوى وصف الهلالين) وصنع الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد القلعي من الْبَسِيط (وكوكب من ضرام الزند مطلعه ... تسري النُّجُوم وَلَا يسري إِذا رقبا) (يراقب الصُّبْح خوفًا أَن يفاجئه ... فَإِن بدا طالعاً فِي أفقه غربا) (كَأَنَّهُ عاشق وافى على شرف ... يرْعَى الحبيب فَإِن لَاحَ الرَّقِيب خبا) ثمَّ إِنِّي صنعت بعد ذَلِك من الطَّوِيل (أَلَسْت ترى شخص الْمنَار وَعوده ... عَلَيْهِ لفانوس السّحُور لهيب) (كحامل منظوم الأنابيب أسمر ... عَلَيْهِ سِنَان بالدماء خضيب) (ترى بَين زهر الزهر مِنْهُ شَقِيقَة ... لَهَا الْعود غُصْن والمنار كثيب) (ويبدو كخد أَحْمَر والدجى لمى ... بدا فِيهِ ثغر للنجوم شنيب) (كَأَن لزنجي الدجى من لهيبه ... من خفقه قلب دهاه وجيب) (ترَاهُ يُرَاعِي الشهب لَيْلًا فَإِن دنا ... طُلُوع صباح كَانَ مِنْهُ غرُوب) (فَهَل كَانَ يرعاها لعشق ففر إِذْ ... رأى أَن رومي الصَّباح رَقِيب) وَقلت فِي اخْتِصَار الْمَعْنى الأول من هَذِه الْقطعَة من الرجز المجزوء (أنظر إِلَى الْمنَار وَال ... فانوس فِيهِ يرفع) (كحامل رمحاً سنا ... نه خضيباً يلمع) وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل (أَلَسْت ترى حسن الْمنَار ونوره ... يرفع من جنح الدجنة أستارا) ) (ترَاهُ إِذا مَا اللَّيْل جن مراقباً ... لَهُ مضرماً فِي رَأس فانوسه نَارا)

(كصب بخود من بني الزنج سامها ... وصالاً وَقد أبدى ليرغب دِينَارا) وَقَالَ أَيْضا من الطَّوِيل (وَلَيْلَة صَوْم قد سهرت بجنحها ... على أَنَّهَا من طيبها تفضل الدَّهْر) (حكى اللَّيْل فِيهَا سقف سَاج مسمراً ... من الشهب قد أضحت مَسَامِيرهُ تبرا) (وَقَامَ الْمنَار الْمشرق اللَّوْن حَامِلا ... لفانوسه وَاللَّيْل قد أظهر الزهرا) (كَمَا قَامَ رومي بكأس مدامة ... وَحيا بهَا زنجية وشحت درا) وَحين صنعت هَذِه الْقطع ندبت أَصْحَابنَا للْعَمَل فَصنعَ شهَاب الدّين يَعْقُوب من المتقارب (رَأينَا الْمنَار وجنح الظلام ... من الجو يسدل أستاره) (وَحلق فِي الجو فانوسه ... فَذهب بِالنورِ أقطاره) (فَقلت المحلق قد شب فِي ... ظلام الدجى للقوى ناره) (وخلت الثريا يدا والنجو ... م وَرقا غَدا الْبَدْر قسطاره) (وخلت الْمنَار وفانوسه ... فَتى قَامَ يصرف ديناره) قَالَ وأنشدني ابْن النبيه لنَفسِهِ من الْخَفِيف (حبذا فِي الصّيام مئذنة الجا ... مَعَ وَاللَّيْل مُسبل أذياله) (خلتها والفانوس إِذْ رفعته ... صائداً وَاقِفًا لصيد الغزاله) قَالَ وأنشدني أَبُو الْقَاسِم ابْن نفطويه لنَفسِهِ من الْبَسِيط (يَا حبذا رُؤْيَة الفانوس فِي شرف ... لمن يُرِيد سحوراً وَهُوَ يتقد) (كَأَنَّمَا اللَّيْل والفانوس مُرْتَفع ... فِي الجو أَعور زنجي بِهِ رمد) قَالَ وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ من الْكَامِل (نصبوا لِوَاء للسحور وأوقدوا ... من فَوْقه نَارا لمن يترصد) (فَكَأَنَّهُ شَبابَة قد قمعت ... ذَهَبا فأومت فِي الدجى تتشهد) قَالَ وأنشدني أَبُو يحيى السيولي لنَفسِهِ من الْبَسِيط (وَلَيْلَة مثلت أسدافها لعسا ... واستوضحت غرر من زهرها شنبا) (ولاح كَوْكَب فانوس السّحُور على ... إِنْسَان مقلتها النجلاء واشتهبا) )

(حَتَّى كَأَن دجاها وَهُوَ ملتهب ... زنجية حملت فِي كفها ذَهَبا) وصنع أَبُو الْعِزّ مظفر الْأَعْمَى وَكتب بهَا إِلَيّ من الطَّوِيل (أرى علما للنَّاس فِي الصَّوْم ينصب ... على جَامع ابْن الْعَاصِ أَعْلَاهُ كَوْكَب) (وَمَا هُوَ فِي الظلماء إِلَّا كَأَنَّهُ ... على رمح زنجي سِنَان مَذْهَب) (وَمن عجب أَن الثريا سماؤها ... مَعَ اللَّيْل تلهي كل من يترقب) (فطوراً تحييه بباقة نرجس ... وطوراً يُحْيِيهَا بكأس تلهب) (وَمَا اللَّيْل إِلَّا قَابض لغزالة ... بفانوس نَار نَحْوهَا يتطلب) (وَلم أر صياداً على الْبعد قبله ... إِذا قربت مِنْهُ الغزالة يهرب) قَالَ وأنشدني الشريف جَعْفَر لنَفسِهِ من مجزوء الرجز (كَأَنَّمَا الفانوس فِي ... صاريه لما اتقدا) (لِوَاء نصر مَذْهَب ... فِي رَأس رمح عقدا) وَمن شعر ابْن ظافر من الوافر (وَقد بَدَت النُّجُوم على سَمَاء ... تَكَامل صحوها فِي كل عين) (كسقف أَزْرَق من لازوردٍ ... بَدَت فِيهِ مسامر من لجين) وَمِنْه من الْكَامِل (وَاللَّيْل فرع بالكواكب شائب ... فِيهِ مجرته كَمثل المفرق) (ولربما يَأْتِي الْهلَال بسحرة ... متصيداً حوت النُّجُوم بزورق) (حَتَّى إِذا هبت على المَاء الصِّبَا ... وألاح نور تَمَامه بالمشرق) (أبدى لنا علما بهيجاً مذهبا ... قد لَاحَ فِي تجعيد كم أَزْرَق) وَحكى برادة عسجد قد رام صانعها يولف بَينهَا بالزئبق وَمِنْه من الْكَامِل (أنظر فقد أبدى الأقاحي مبسماً ... ضحِكت بدر من قدود زنرجد) (كفصوص در لطفت أجرامها ... وتنظمت من حول شمسة عسجد) وَمِنْه من الطَّوِيل (ترى حمرَة النارنج بَين اخضرارها ... كحمرة خد واخضرار عذار) ) إِذا لَاحَ فِي كف الندامى عجبت من حنان تحايا ساكنوه بِنَار

وَمِنْه من الْكَامِل (أنظر إِلَى النارنج والطلع الَّذِي ... جَاءَ الْغُلَام لجمعه متماثلا) (وكأنما النارنج قد صاغوه من ... ذهب قناديلاً وَذَاكَ سلاسلا) أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ عَليّ بن عَاصِم بن صُهَيْب مولى قريبَة بنت مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ ولد سنة خمس وَمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ كَانَ من أهل الدّين وَالصَّلَاح وَالْخَيْر البارع مِنْهُم من تكلم فِي سوء حفظه وَمِنْهُم من أنكر عَلَيْهِ كَثْرَة الْخَطَأ والغلط قَالَ ابْن حَنْبَل أما أَنا فأحدث عَنهُ وَقَالَ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الباغندي سَمِعت أَبَا عَليّ الزَّمن يَقُول رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر عَن يَمِينه وَعمر عَن يسَاره وَعُثْمَان أَمَامه وَعلي خَلفه حَتَّى جاؤوا فجلسوا على رابية فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيْن عَليّ بن عَاصِم أَيْن عَليّ بن عَاصِم فجيء بِهِ فَلَمَّا رَآهُ قبل بَين عَيْنَيْهِ ثمَّ قَالَ أَحييت سنتي قَالُوا يَا رَسُول الله يَقُولُونَ إِنَّه أَخطَأ فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود من عزى مصاباً فَلهُ مثل أجره فَقَالَ أَنا حدثت بِهِ ابْن مَسْعُود قَالَ الباغندي فَجئْت إِلَى عَاصِم بن عَليّ بن عَاصِم سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ فَحَدَّثته بذلك فَركب إِلَى أبي عَليّ فَسَمعهُ مِنْهُ وَتُوفِّي ابْن عَاصِم بواسط وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة أَبُو الْقَاسِم الْفَزارِيّ عَليّ بن عَامر بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس أَبُو الْقَاسِم

علي بن عباد

الْفَزارِيّ كَانَ فهما نحريراً حسن الْخطاب سريع الْجَواب فصيح اللِّسَان حسن الْبَيَان لَهُ نظر فِي اللُّغَة وَمَعْرِفَة بالنحو وأخبار الْعَرَب وَهُوَ من بَيت شعراء أَبوهُ شَاعِر وجده شَاعِر وَإِخْوَته شعراء خرج مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة وَعَاد إِلَى القيروان وَمن شعره من الْبَسِيط (تلألأ الْبَرْق علوياً لَهُ فصبا ... وجد إِذْ جد فِي إيماضه طَربا) (سرى بجود الدجا وَهنا فَبين من ... شوارد اللَّيْل مَا أخْفى وَمَا حجبا) (إِذا استطل على أرجاء مزنته ... حسبته لمع نَار طَار فالتهبا) (كَأَن رَجَعَ سناه وَهُوَ ملتهب ... فِيهَا إِشَارَة أيد جردت قضبا) ) (يهدا فتلبس أقطار الْبِلَاد دجا ... حينا وتسطع أَحْيَانًا إِذا اضطربا) 3 - (عَليّ بن عباد) أَبُو الْحسن الاصبهاني عَليّ بن عباد أَبُو الْحسن المستوفي من إصبهان كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا قَالَ القَاضِي يحيى بن الْقَاسِم التكريتي كَانَ يحفظ كثيرا من الأراجيز والأشعار حكى لنا أَنه يحفظ جَمِيع أراجيز العجاج وَولده رؤبة وَجَمِيع أراجيز أبي النَّجْم الْعجلِيّ وَكُنَّا نمتحنه ونطلب مِنْهُ أَن ينشدنا أراجيز على حُرُوف المعجم وَكَانَ ينشدنا على أَي حرف طلبنا مِنْهُ وَكَانَ يدْخل على الْوَزير أبي المظفر ابْن هُبَيْرَة فيحترمه وَيرْفَع مَجْلِسه وَيَقُول لَهُ إِذا دخل جَاءَ رؤبة والعجاج وَكَانَ يَقُول أَنا قَادر على أَن أصنف غَرِيب الْقُرْآن وأستشهد على كل كلمة فِيهِ من الأراجيز وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار دخل بَغْدَاد وَقَرَأَ على أبي مَنْصُور الجواليقي قَدِيما ثمَّ دَخلهَا ثَانِيًا سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة ومدح الْوَزير أَبَا المظفر ابْن هُبَيْرَة وَغَيره وَمَا كَانَ يمدح إِلَّا بالأراجيز وروى عَنهُ أَحْمد بن طَارق وَمن شعره من الرجز (أطالعتنا بالظباء جاسم ... أم هَذِه الكواعب النواعم) (سفرن فانجاب الظلام الظَّالِم ... يَا بِأبي من حبها ملازم) (خوذ كَأَن الطّرف مِنْهَا الصارم ... تعذب فِي وصالها المآثم) (غَيرهَا شيب برأسي باسم ... والشيب خطب لَيْسَ مِنْهُ عَاصِم)

علي بن العباس

(يَا دهر كم أَنْت لمثلي غاشم ... أَمن أعادي أهلك الأكارم) 3 - (عَليّ بن الْعَبَّاس) أَبُو الْحسن النوبختي عَليّ بن الْعَبَّاس النوبختي كَانَ وَكيل المقتدر فِيمَا يُرِيدُونَ بَيْعه من الضّيَاع وَحقّ بَيت المَال وَكَانَ فَاضلا أديباً شَاعِرًا محسناً راوية للْأَخْبَار والأشعار روى عَن البحتري وَابْن الرُّومِي وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة كَانَ مَعَ جمَاعَة من أَهله على سطح أبي سهل النوبختي فِي لَيْلَة من ليَالِي النّصْف يشربون وَمَعَهُمْ إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم بن زرزر الْمُغنِي وَكَانَ أَمْرَد حسن الْوَجْه وَكَانَ فِي السَّمَاء غيم ينجاب مرّة ويتصل أُخْرَى فانجاب الْغَيْم عَن الْقَمَر فانبسط فَقَالَ عَليّ بن الْعَبَّاس وَأَقْبل على إِبْرَاهِيم من الْبَسِيط (لم يطلع الْبَدْر إِلَّا من تشوقه ... إِلَيْك حَتَّى يوافي وَجهك النظرا) وَلم يتم الْبَيْت حَتَّى غَابَ الْقَمَر تَحت الْغَيْم فَقَالَ (وَلَا تغيب إِلَّا عِنْد خجلته ... لما رآك فولى عَنْك واستترا) وَكتب لِابْنِ عَمه أبي سهل إِسْمَاعِيل بن عَليّ النوبختي وَقد شرب دَوَاء من المنسرح (يَا محيي العارفات وَالْكَرم ... وَقَاتل الحادثات والعدم) كَيفَ رَأَيْت الدَّوَاء أعقبك الله شِفَاء بِهِ من السقم (إِذا تخطت إِلَيْك نائبة ... حطت بقلبي ثقلاً من الْأَلَم) (شربت هَذَا الدَّوَاء مرتجياً ... دفع أَذَى من عطائك الْعظم) (والدهر لَا بُد مُحدث طبعا ... فِي صفحتي كل صارم خذم) وَكَانَ ابْنه مُدبر دولة ابْن رائق ابْن الرُّومِي الشَّاعِر عَليّ بن الْعَبَّاس بن جريج أَبُو الْحسن ابْن الرُّومِي شَاعِر وقته

هُوَ والبحتري فِي بَغْدَاد توفّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَتَيْنِ كَانَ شَدِيد التطير أسبخ منهوماً فِي الْأكل جعلياً فَكَانَ يغلق أبوابه وَلَا يخرج إِلَى أحد خوفًا من التطير فَأَرَادَ بعض أَصْحَابه أَن يحضر إِلَيْهِم فِي يَوْم أنس فسيروا إِلَيْهِ غُلَاما نظيف الثَّوْب طيب الرَّائِحَة حسن الْوَجْه فَتوجه إِلَيْهِ فَلَمَّا طرق الْبَاب عَلَيْهِ وَخرج لَهُ أعجبه حَاله ثمَّ سَأَلَهُ عَن اسْمه فَقَالَ لَهُ إقبال فَقَالَ إقبال مقلوبه لَا بَقَاء وَدخل وأغلق الْبَاب وجهز إِلَيْهِ يَوْمًا غُلَام آخر وأزاحوا جَمِيع مَا يخشاه فَإِذا خرج وَمر مَعَه كَانَ) على بَابه دكان خياط وَقد صلب درابتي الْبَاب وَهُوَ يَأْكُل تَمرا فَقَالَ هَاتَانِ الدرابتان مثل لَا وتمر هَذَا مَعْنَاهُ لَا تمر فَرجع وأغلق الْبَاب وَلم يتَوَجَّه إِلَيْهِم وَقد تقدم فِي ذكر الْأَخْفَش على مَا يتَعَلَّق بِابْن الرُّومِي مَعَه فِي الطَّيرَة وعبثه بِهِ وَكَانَ سَبَب مَوته أَن الْوَزير أَبَا الْحُسَيْن الْقَاسِم بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن وهب يخَاف هجوه وفلتات لِسَانه بالفحش فَدس عَلَيْهِ ابْن فرَاش فأطعمه خشكنانجة مَسْمُومَة وَهُوَ فِي مَجْلِسه فَلَمَّا أكلهَا أحس بالسم فَقَامَ فَقَالَ لَهُ الْوَزير أَيْن تذْهب فَقَالَ إِلَى الْموضع الَّذِي بعثتني إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ سلم على وَالِدي فَقَالَ مَا طريقي على النَّار وَخرج من عِنْده وأتى منزله وَأقَام بِهِ أَيَّامًا وَمَات وَكَانَ وسخ الثَّوْب قَالَ أَبُو عُثْمَان الناجم دخلت على ابْن الرُّومِي أعوده فَوَجَدته يجود بِنَفسِهِ فَلَمَّا قُمْت من عِنْده قَالَ لي من الوافر (أَبَا عُثْمَان أَنْت حميد قَوْمك ... وجودك للعشيرة دون لومك) (تزَود مِن أخِيك فَما أرَاهُ ... يَراكَ وَلاَ تَراهُ بعد يَوْمك) وَقيل أَن الطَّبِيب كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ ويعالجه بالأدوية النافعة للسم فَزعم أَنه غلط عَلَيْهِ فِي عقار فَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة الْأَزْدِيّ الْمَعْرُوف بنفطويه رَأَيْت ابْن الرُّومِي يجود بِنَفسِهِ فَقلت لَهُ مَا حالك فَأَنْشد من الْكَامِل (غلط الطَّبِيب عَليّ غلطة مورد ... عجزت موارده عَن الإصدار) (وَالنَّاس يلحون الطَّبِيب وَإِنَّمَا ... غلط الطَّبِيب إِصَابَة الْمِقْدَار) وَابْن الرُّومِي من الشُّعَرَاء الفحول المطولين الغواصين على الْمعَانِي كَانَ إِذا أَخذ الْمَعْنى لَا يزَال يستقصى فِيهِ حَتَّى لَا يدع فِيهِ فَضله وَلَا بقيّة فَرُبمَا سمج بعض الْأَوْقَات ومعانيه

غَرِيبَة جَيِّدَة وَكَانَ إِذا أعجبه الْمَعْنى كَرَّرَه فِي عدَّة مَوَاضِع فِي قواف مُخْتَلفَة وَقَالَ الخالديان لم نر كَابْن الرُّومِي إِذا انْفَرد بِالْمَعْنَى جوده وَإِذا تنَاوله من غير قصر فِيهِ قلت أَنا الْعلَّة فِيهِ أَنه شَاعِر فَحل فَإِذا أَخذ بكرا جوده وأتى فِيهِ بأجود مَا يُقَال وَهُوَ لَا يَأْخُذ إِلَّا من فحلٍ مثله وَيكون ذَلِك قد أَخذ الْمَعْنى بكرا فَذهب بجيده وَترك رويه وَقد بَالغ ابْن سناء الْملك رَحمَه الله حَيْثُ أجَاب القَاضِي الْفَاضِل وَقد أمره بِاخْتِيَار شعر ابْن الرُّومِي فَقَالَ وَأما مَا أَمر بِهِ فِي شعر ابْن الرُّومِي فَمَا الْمَمْلُوك من أهل اخْتِيَاره وَلَا من الغواصين الَّذين يستخرجون الدّرّ من بحاره لِأَن بحاره زخارة وأسوده زآره ومعدن تبره مردوم بِالْحِجَارَةِ) وعَلى كل عقيلة مِنْهُ ألف نقاب بل ألف ستارة يطْمع ويؤيس ويوحش وَيُؤْنس وينير وَيظْلم وَيُصْبِح ويعتم شذره وبعره ودره وآجره وَقَبله تجانبها السبة وصرة بجوارها قحبة ووردة قد خف بهَا الشوك وبراعة قد غطى عَلَيْهَا النوك لَا يصل الِاخْتِيَار إِلَى الرّطبَة حَتَّى يخرج بالسلى وَلَا يَقُول عاشقها هَذِه الْملح قد أَقبلت حَتَّى يرى الْحسن قد تولى فَمَا الْمَمْلُوك من جهابذته وَكَيف وَقد تفلس فِيهِ الْوَزير وَلَا من صيارفته ونقاده وَلَو اخْتَارَهُ جرير لأعياه تَمْيِيز الخيش من الوشي والوبر من الْحَرِير حكى ابْن رَشِيق وَغَيره أَن لائماً لَام ابْن الرُّومِي فَقَالَ لَهُ لم لَا تشبه كتشبيهات ابْن المعتز وَأَنت أشعر مِنْهُ قَالَ لَهُ أَنْشدني شَيْئا من قَوْله الَّذِي استعجزتني فِي مثله فأنشده قَوْله فِي الْهلَال من الْكَامِل (وَانْظُر إِلَيْهِ كزورقٍ من فضةٍ ... قد أثقلته حمولة من عنبر) فَقَالَ لَهُ زِدْنِي فأنشده قَوْله من مجزوء الرجز (كَأَن آذريونها ... وَالشَّمْس فِيهَا كاليه) (مداهن من ذهب ... فِيهَا بقايا غاليه) فصاح واغوثاه تالله لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا ذَاك إِنَّمَا يصف ماعون بَيته لِأَنَّهُ ابْن خَليفَة وَأَنا أَي شَيْء أصف وَلَكِن انْظُرُوا إِذا أَنا وصفت مَا أعرف أَيْن يَقع قولي من النَّاس هَل لأحد قطّ مثل قولي فِي قَوس الْغَمَام وَأنْشد من الطَّوِيل (وسَاق صبيح للصبوح دَعوته ... فَقَامَ وَفِي أجفانه سنة الغمض)

(يطوف بكاسات الْعقار كأنجم ... فَمن بَين منقض علينا ومنفض) (وَقد نشرت أَيدي الْجنُوب مطارفاً ... على الجو دكناً والحواشي على الأَرْض) (يطرزها قَوس السَّحَاب بأخضر ... على أَحْمَر فِي أصفر فَوق مبيض) (كأذيال خود أَقبلت فِي غلائل ... مصبغة وَالْبَعْض أقصر من بعض) وَقَوْلِي فِي صانع الرقَاق من الْبَسِيط (لَا أنس لَا أنس خبازاً مَرَرْت بِهِ ... يدحو الرقاقة مثل اللمح بالبصر) (مَا بَين رؤيتها فِي كَفه كرة ... وَبَين رؤيتها قوراء كَالْقَمَرِ) (إِلَّا بِمِقْدَار مَا تنداح دَائِرَة ... فِي صفحة المَاء يلقى فِيهِ بِالْحجرِ) ) وَزَاد أَبُو بكر النَّحْوِيّ أَنه أنْشدهُ فِي قالي الزلابية من الْبَسِيط (ومستقر على كرسيه تَعب ... روحي الْفِدَاء لَهُ من منصب تَعب) (رَأَيْته سحرًا يقلي زلابية ... فِي رقة القشر والتجويف كالقصب) (كَأَنَّمَا زيته المغلي حِين بدا ... كالكيمياء الَّتِي قَالُوا وَلم تصب) (يلقى الْعَجِين لجيناً من أنامله ... فيستحيل شبابيكاً من الذَّهَب) وَمن قصائده الغر قَوْله من الطَّوِيل (بَكَيْت فَلم تتْرك لعينيك مدمعا ... زَمَانا طوى شرخ الشَّبَاب فودعا) مِنْهَا (أعاذل إِن أعْط الزَّمَان عنانه ... فقد كنت أثني مِنْهُ رَأْسا وأخدعا) (سقى الله أَيَّامًا مَضَت وليالياً ... تقطع من أَسبَابهَا مَا تقطعا) (ليَالِي ينسين اللَّيَالِي حِسَابهَا ... بلهنية أَقْْضِي بهَا الْعُمر أجمعا) (ليَالِي لَو نازعتها رَجَعَ أَمسهَا ... ثنت جيدها طَوْعًا إِلَيّ لترجعا) (وَقد أغتذي للطير وَالطير هجع ... وَلَو علمت مغداي مَا بتن هجعا) (بخلين تما بِي ثَلَاثَة إخْوَة ... جسومهم شَتَّى وأرواحهم مَعًا) (كمنطقة الجوزاء لاحت بسدفة ... بعقب غمام عَمها ثمَّ قشعا) (كَأَنِّي مَا روحت صحبي عَشِيَّة ... بساحل مخضر الجنابين مترعا) (إِذا رنقت شمس الْأَصِيل ونفضت ... على الْأُفق الغربي ورسا مدعدعا)

(وودعت الدُّنْيَا لِتَقضي نحبها ... وسرك بَاقِي عمرها فتسعسعا) (ولاحظت النوار وَهِي مَرِيضَة ... وَقد وضعت خداً على الأَرْض أضرعا) (كَمَا لاحظت عوادها عين مدنف ... توجع من أوصابها مَا توجعا) (وظلت عُيُون النُّور يخضل بالندى ... كَمَا اغرورقت عين الشجي لتدمعا) (وَقد ضربت فِي خضرَة النُّور صفرَة ... من الشَّمْس فاخضر اخضراراً مشعشعا) (كَأَن جفوني لم تبت ذَات لَيْلَة ... كراها قذاها لَا تلاوم مضجعا) (فثاروا إِلَى آلاتهم فتقلدوا ... خرائط حمراً تحمل السم منقعا) (مثقفة مَا استودع الْقَوْم مثلهَا ... ودائعهم إِلَّا لِأَن لَا تضيعا) ) (محملة زاداً قَلِيلا مناطه ... من البندق الْمَوْزُون قل فأمتعا) (نَكِير لَئِن كَانَت ودائع مثلهَا ... حقائب أمثالي ويذهبن ضيعا) (هُنَالك تَغْدُو الطير ترتاد مرتعا ... وحسبانها المكذوب ترتاد مصرعا) (فَللَّه عين من رَآهُمْ إِذا انْتَهوا ... إِلَى موقف المرمى وأقبلن برعا) (وَقد وقفُوا للحانيات وشمروا ... إِلَى موقف الْإِنْصَاف سوقاً وأذرعا) (وَقد أغلقوا عقد الثَّلَاثِينَ مِنْهُم ... بمجدولة الأقفاء جدلاً موسعا) (وجدت قسي الْقَوْم فِي الطير جدها ... فخرت سجوداً للرماة وركعا) (هُنَالك تلقى الطير مَا طيرت بِهِ ... على كل شعبٍ جامعٍ فتصدعا) (فظل صَحَابِيّ ناعمين ببؤسها ... وظلت على حَوْض الْمنية شرعا) (طرائح من سود وبيض نواصع ... تخال أَدِيم الأَرْض مِنْهُنَّ أبقعا) (يؤلف مِنْهَا بَين شَتَّى وَإِنَّمَا ... يشتت من ألافها مَا تجمعَا) (فكم ظاعن مِنْهُنَّ مزمع رحْلَة ... قَصرنَا نَوَاه بَعْدَمَا كَانَ أزمعا) (كَأَن لباب التبر عِنْد انتصابها ... جرى مَاؤُهُ فِي ليطها فتربعا) (كَأَنَّك إِذْ ألقيت عَنْهَا ثِيَابهَا ... سفرت بِهِ عَن وَجه عذراء برقعا) (كَأَن قراها والفروز الَّتِي بِهِ ... وَإِن لم تجدها الْعين إِلَّا تتبعا) (مذر سحيق الورس فَوق صلاية ... يخالطه من أرجل الْعَمَل أكرعا) (لَهَا أول طوع الْيَدَيْنِ وَآخر ... إِذا سمته الإغراق فِيهَا تمنعا)

(وَلَا عيب فِيهَا غير أَن نذيرها ... يروع قُلُوب الطير حَتَّى تضعضعا) (على أَنَّهَا مكفولة الرزق ثقفة ... وَإِن رَاع مِنْهَا مَا يروع فأفزعا) (مَتَاع لراميها الرمايا كَأَنَّمَا ... دَعَاهَا لَهُ دَاعِي المنايا فأسمعا) (تؤوب بهَا قد أكسبتك وغادرت ... من الطير مفجوعاً بِهِ ومفجعا) (لَهَا عولة أولى بهَا من تصيبه ... وأجدر بالإعوال من كَانَ موجعا) (وَمَا ذَاك إِلَّا زجرها لبناتها ... مَخَافَة أَن يذْهبن فِي الجو ضيعا) (تقلب نَحْو الطير عينا بَصِيرَة ... كعينيك بل أذكى ذكاءً وأسرعا) (مربعة مسقومة بشبابها ... كتمثال بَيت الوشي حيك مربعًا) ) (تقاذف عَنْهَا كلما سَاءَ حذرة ... يمر مروراً بالفضاء مشيعا) (فَإِن أخطأته استوهلته لأختها ... فتلحقه الْأُخْرَى مروعاً مفزعا) (وَإِن ثقفته أنفذته وقدرت ... لَهُ مَا يوازيه من الأَرْض مصرعا) (كَأَن بَنَات المَاء فِي صرح مَتنه ... إِذا مَا علا رأد الضُّحَى فترفعا) (زرابي كسْرَى بثها فِي صحابه ... ليحضر وَفْدًا أَو ليجمع مجمعا) (تريك ربيعاً فِي خريف وروضة ... على لجة بدعاً من الأَرْض مبدعا) (وأخضر كالطاووس يحْسب رَأسه ... بخضراء من مَحْض الْحَرِير مقنعا) (يلوح على إسطامه وشي صفرَة ... ترقش مِنْهَا متنها فتلمعا) (كملعقة الصيني أحكمها يدا ... صناع وَإِن كَانَت يَد الله أصنعا) (وعينان حمراوان يطرف عَنْهُمَا ... كَأَن حجاجيه بفصين رصعا) (وَمن أعقف أحذاه منقاره اسْمه ... أضد بديع الْحسن فِيهِ فأبدعا) (مطرف أَطْرَاف الْجنَاح تخاله ... بنان عروس بِالثُّرَيَّا مقنعا) هَذِه القصيدة العينية طَوِيلَة اخْتَرْت مِنْهَا هَذَا الَّذِي أثْبته وَمن قصائده الغر قَوْله فِي عبد الْملك بن صَالح الْهَاشِمِي وَيذكر الْجَارِيَة السَّوْدَاء وأبدع فِي أوصافها مِنْهَا من المنسرح تبَارك الله خَالق الْكَرم البارع من حمأة وَمن علق (مَاذَا رَأَيْنَاهُ فِي جناب فَتى ... كالبدر يجلو جَوَانِب الغسق)

(أزمانه كلهَا بنائله ... مثل زمَان الرّبيع ذِي الأنق) (أشهر فِي النَّاس بالجميل من ال ... أبلق بَين الْجِيَاد بالبلق) (تركت فِيك المنى مفرقة ... وَأَنت مِنْهَا بمجمع الطّرق) مِنْهَا (لَدَى دنان كَأَنَّهَا جثث ... من قوم عَاد عَظِيمَة الْخلق) (تلقاك فِي رقة الشَّرَاب وَفِي ... نشر الخزامي وصفرة الشَّفق) مِنْهَا (سَوْدَاء لم تنتسب إِلَى برص الش ... قر وَلَا كلفهٍ وَلَا بهق) (لَيست من العبس الأكف وَلَا ال ... فلح الشفاه الْخَبَائِث الْعرق) ) (تجْرِي وَيجْرِي رسيلها مَعهَا ... شأوين مستعجلين فِي طلق) (فِي لين سمورة تخبرها ال ... فراء أَو لين جيد الدلق) (هيفاء زينت بخمص مُخْتَصر ... أوفى عَلَيْهِ نهود معتنق) (غُصْن من الآبنوس ركب فِي ... مؤتزر معجب ومنتطق) (يَهْتَز من ناهديه فِي ثَمَر ... وَمن نواحي ذراه فِي ورق) (أكسبها الْحبّ أَنَّهَا صبغت ... صبغة حب الْقُلُوب والحدق) (فَانْصَرَفت نَحْوهَا الضمائر وَال ... أبصار يعنقن أَيّمَا عنق) (يفتر ذَاك السوَاد عَن يققٍ ... من ثغرها كاللآلئ النسق) (كَأَنَّهَا والمزاح يضحكها ... ليل تفرى دجاه عَن فلق) (لَهَا حر تستعير وقدته ... من قلب صب وَصدر ذِي حنق) (كَأَنَّمَا حره لخابره ... مَا ألهبت فِي حشاه من حرق) (يزْدَاد ضيقا على المراس كَمَا ... تزداد ضيقا أنشوطة الوهق) (يَقُول من حدث الضَّمِير بِهِ ... طُوبَى لمفتاح ذَلِك الغلق) (لَهُ إِذا مَا القمد خالطه ... أزم كأزم الخناق بالعنق) (أخلق بهَا أَن تقوم عَن ذكر ... كالسيف يغري مضاعف الْحلق) (إِن جفون السيوف أَجودهَا ... أسود وَالْحق غير مختلق)

(خُذْهَا أَبَا الْفضل كسْوَة لَك من ... خر الأماديح لَا من الْخرق) (وصفت فِيهَا الَّذِي هويت على ال ... وهم وَلم تختبر وَلم تذق) (حاشا لسوداء منظر سكنت ... دَارك إِلَّا من مخبر يقق) (يَا لَك من خلعة تشف أَخا الض ... غن وَلَا تستشف عَن خرق) وَمِنْه من الْخَفِيف (يَا ابْن وهب كسوتْنَي طيلساناً ... يُزْرَعُ الرفُو فِيهِ وَهُوَ سباخُ) (تستطيل الفزور طولا وعرضاً ... فِيهِ حَتَّى كأنهن رخاخ) وَمِنْه من الْكَامِل (يَا من يسائل عَن عشيرة خَالِد ... النَّاس كلهم عشيرة ذاكا) ) (فَمَتَى هجوت أَبَا الْوَلِيد هجوتهم ... وهجوت فِي عرض الهجاء أباكا) وَمِنْه من الوافر (أَلا يَا هِنْد هَل لَك فِي قمد ... غليظ تفرحين بِهِ متين) (فَمن يره يَبُول يَقُول أثنى ... هوى من فرجهَا ثلثا جَنِين) وَمِنْه وَهُوَ غَرِيب من الطَّوِيل (توددت حَتَّى لم أدع متودداً ... وأفنيت أقلامي عتاباً مرددا) (كَأَنِّي أستدعي بك ابْن حنيةٍ ... إِذا النزع أدناه من الصَّدْر أبعدا) وَمِنْه من الْخَفِيف (وشمول أرقها الدَّهْر حَتَّى ... مَا يوارى أقذاءها بلبوس) (وردة اللَّوْن فِي خدود الندامى ... وَهِي صفراء فِي خدود الكؤوس) وَمِنْه من الطَّوِيل (كَأَن رنو الشَّمْس حِين غُرُوبهَا ... وَقد جعلت فِي مجنح الغرب تمرض) (تخاوص عين بَين أجفانها الْكرَى ... ترنق فِيهَا النّوم ثمَّ تغمض) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَتَيْتُك فِي عرض مصون طويته ... ثَلَاثِينَ عَاما فَهُوَ أَبيض ناصع)

(وَمثلك من لم يلق فِي ثوب بذلة ... وَلَا ملبس قد دنسته المطامع) وَمِنْه من الْكَامِل (آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... فِي الحادثات إِذا دجون نُجُوم) (مِنْهَا معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والأخريات رجوم) وَمِنْه من الوافر (صُدُور فوقهن حقاق عاج ... وثغر زانه حسن اتساق) (يَقُول الناظرون إِذا رَأَوْهُ ... أَهَذا الْحلِيّ من هَذَا الحقاق) وَمِنْه من الْكَامِل (لَوْلَا اطراد الصَّيْد لم تَكُ لَذَّة ... فتطاردي لي بالوصال قَلِيلا) (ودعي الزِّيَارَة دون من أحببته ... لَا تكثري لَيْسَ الْخَلِيل خَلِيلًا) ) (هَذَا الشَّرَاب أَخُو الْحَيَاة وَمَاله ... من لَذَّة حَتَّى يُصِيب غليلا) وَمِنْه وَهُوَ مخترع من الطَّوِيل (أَقُول وَمَرَّتْ ظبيتان فصدتا ... وراعهما مني مفارق شيب) (أأطيش مَا كَانَت سهامي عنكما ... تراعان مني إِن ذَا لعجيب) وَمِنْه وَهُوَ غَرِيب من الوافر (تلاقينا لِقَاء لافتراق ... كِلَانَا مِنْهُ ذُو قلب مروع) (فَمَا افترت شفَاه عَن ثغور ... بل افترت جفون عَن دموع) وَمِنْه من الْكَامِل (أصف الحبيب وَلَا أَقُول كَأَنَّهُ ... كلا لقد أَمْسَى من الْأَفْرَاد) (إِنِّي لأستحيي محَاسِن وَجهه ... أَن لَا أنزهها عَن الأنداد) وَمِنْه من الْكَامِل (بلد صَحِبت بِهِ الشبيبة وَالصبَا ... ولبست فِيهِ الْعَيْش وَهُوَ جَدِيد) (فَإِذا تمثل فِي الضَّمِير رَأَيْته ... وَعَلِيهِ أَغْصَان الشَّبَاب تميد) وَمِنْه من الطَّوِيل

(وحبب أوطان الرِّجَال إِلَيْهِم ... مآرب قَضَاهَا الشَّبَاب هنالكا) (إِذا ذكرُوا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصِّبَا مِنْهَا فحنوا لذالكا) وَمِنْه من المنسرح يَا حسن الْجيد كم تدل على الصب كَأَن قد نحلته جيدك (عجبت من ظلمك الْقوي وَلَو ... شَاءَ ضَعِيف ثناك أَو عقدك) وَمِنْه وَهُوَ أَجود مَا اسْتَعْملهُ لِأَنَّهُ كَرَّرَه من الْكَامِل (نظرت فأقصدت الْفُؤَاد بسهمها ... ثمَّ انْثَنَتْ عَنهُ فكاد يهيم) (ويلاه إِن نظرت وَإِن هِيَ أَعرَضت ... وَقع السِّهَام ونزعهن أَلِيم) وَمِنْه من الطَّوِيل (أعانقها وَالنَّفس بعد مشوقة ... إِلَيْهَا وَهل بعد العناق تداني) (وألثم فاها كي تَمُوت حرارتي ... فيشتد مَا ألْقى من الهيمان) ) (كَأَن فُؤَادِي لَيْسَ يشفى غليله ... إِلَى أَن يرى الروحين يمتزجان) وَمِنْه يهجو الْورْد ويفضل النرجس من الْكَامِل (خجلت خدود الْورْد من تفضيله ... خجلاً توردها عَلَيْهِ شَاهد) (لم يخجل الْورْد المورد لَونه ... إِلَّا وناحله الْفَضِيلَة عاند) (للنرجس الْفضل الْمُبين وَإِن أَبى ... آبٍ وحاد عَن المحجة حائد) (فصل الْقَضِيَّة أَن هَذَا قَائِد ... زهر الرّبيع وَأَن هَذَا طارد) (شتان بَين اثْنَيْنِ هَذَا موعد ... بتسلب الدُّنْيَا وَهَذَا وَاعد)

(هذي النُّجُوم هِيَ الَّتِي ربتهما ... بحيا السَّحَاب كَمَا يُربي الْوَالِد) (فَانْظُر إِلَى الْوَلَدَيْنِ من أدناهما ... شبها بوالده فَذَاك الْمَاجِد) (أَيْن الْعُيُون من الخدود نفاسة ... ورياسة لَوْلَا الْقيَاس الْفَاسِد) وناقضه جمَاعَة من شعراء بَغْدَاد وعاكسوه مِنْهُم أَحْمد بن يُونُس الْكَاتِب حَيْثُ قَالَ من الْكَامِل (إِن الْقيَاس لمن يَصح قِيَاسه ... بَين الْعُيُون وَبَينه متباعد) (إِن قلت أَن كواكباً ربتهما ... بحيا السَّحَاب كَمَا يُربي الْوَالِد) (قُلْنَا أحقهما بطبع أَبِيه فِي ... الجدوى هُوَ الزاكي النجيب الراشد) (زهر النُّجُوم تروقنا بضيائها ... وَلها مَنَافِع جمة وفوائد) (وَكَذَلِكَ الْورْد الأنيق يروقنا ... وَله فَضَائِل جمة وعوائد) (إِن كنت تنكر مَا ذكرنَا بَعْدَمَا ... وضحت عَلَيْهِ دَلَائِل وشواهد) (فَانْظُر إِلَى المصفر لوناً مِنْهُمَا ... وافطن فَمَا يصفر إِلَّا الْحَاسِد) وَقَالَ سعيد بن هَاشم الخالدي من الوافر (أبحت النرجس الرقي ودي ... وَمَالِي باجتناب الْورْد طاقه) (كلا الْأَخَوَيْنِ معشوق وَإِنِّي ... أرى التَّفْضِيل بَينهمَا حماقه) (هما فِي عَسْكَر الْأَنْوَار هَذَا ... مُقَدّمَة تسير وَذَاكَ سَاقه) وَقَالَ أَبُو بكر الصنوبري من الْخَفِيف (زعم الْورْد أَنه هُوَ أزهى ... من جَمِيع الأزهار وَالريحَان) ) (فأجابته أعين النرجس الغض ... بذلٍّ من قَوْلهَا وهوان) (أَيّمَا أحسن التورد أم مق ... لَة ريمٍ مَرِيضَة الأجفان) (أم فَمَاذَا يَرْجُو بحمرته الور ... د إِذا لم يكن لَهُ عينان) (فزهي الْورْد ثمَّ قَالَ فَجِئْنَا ... بقياسٍ مستحسنٍ وَبَيَان) (إِن ورد الخدود أحسن من عي ... ن بهَا صفرَة من اليرقان) وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد يفضل الْورْد من السَّرِيع (كم من يَد للورد مَشْهُورَة ... عِنْدِي وَلَيْسَت كيد النرجس) (الْورْد يَأْتِي ووجوه الرِّبَا ... تضحك عَن ذِي برد أملس) (وَقد تحلت بعقود الندى ... نابتة فِي الأَرْض لم تغرس) (وَلنْ ترى النرجس حَتَّى ترى ... روض الخزامى رثَّة الملبس) (وتخلق النكباء مَا جددت ... أَيدي الغوادي من سنا السندس) (هُنَاكَ يَأْتِيك غَرِيبا على ... شوق من الْأَعْين والأنفس) قلت وَفِي تَرْجَمَة عبد الْوَهَّاب بن سَحْنُون مجاراة فِي ذكر الْورْد والنرجس والمفاضلة بَينهمَا فلتطلب من هُنَاكَ

علي بن عبد الله

الْمَجُوسِيّ الطَّبِيب عَليّ بن الْعَبَّاس الْمَجُوسِيّ كَانَ من الأهواز طَبِيبا مجيداً متميزاً فِي الطِّبّ وَهُوَ مُصَنف الْكتاب الملكي فِي الطِّبّ صنفه لعضد الدولة الديلمي وَهُوَ كتاب جليل وَكَانَ عَليّ بن الْعَبَّاس قد اشْتغل على أبي ماهر مُوسَى بن سيار وتتلمذ لَهُ وَله من الْكتب أَيْضا 3 - (عَليّ بن عبد الله) أَبُو الْحسن ابْن النَّقِيب الْعلوِي عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن المعمر أَبُو الْحسن ابْن النَّقِيب الطَّاهِر أبي طَالب الْعلوِي هُوَ معرق فِي الرياسة والتقدم والنقابة وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا وجيهاً مُعظما متواضعاً لطيف الْأَخْلَاق حسن الطَّرِيقَة حميد السِّيرَة توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الرجز (زِيَارَة زورها الغرام ... فَفِيمَ تمتن بهَا الأحلام) (وَإِنَّمَا أَخُو الْهوى مخادع ... شائم مَا عَارضه جهام) وَمِنْه من الطَّوِيل (وليل سرى فِيهِ الخيال وبرده ... يضوعه نشر الصَّباح الممسك) (فَلَو كَانَ للآمال كف لأقبلت ... بقالص أذيال الدجى تتمسك) وَمِنْه من الوافر (إِذا رقصت وأيقظت المثاني ... وطرف رقيبها العاني نؤوم) (أرتك الرَّوْض مطلول الْحَوَاشِي ... يهينم مسحراً فِيهِ النسيم) (وفت حركاتها بِسُكُون عقل ... وأحشاء ترقصها الهموم) قلت شعر جيد الْجَعْفَرِي عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب أَبُو الْحسن الْجَعْفَرِي ذكره أَبُو بكر الصولي وَقَالَ شَاعِر مقل قَالَ لما حَملَنِي عمر بن فرخ إِلَى سُرَّمن رأى حبست بهَا فَاسْتَأْذن عَليّ شخص من الْكتاب فَلَمَّا دخل

قَالَ أَيْن هُوَ هَذَا الْجَعْفَرِي الَّذِي يتريث فِي شعره فَقلت لَهُ أَتُرِيدُ قولي من الطَّوِيل (وَلما بدا لي أَنَّهَا لَا تحبني ... وَأَن هَواهَا لَيْسَ عني بمنجلي) (تمنيت أَن تهوى وتجفى لَعَلَّهَا ... تذوق مرارات الْهوى فترق لي) فَأَما الَّذِي أقوله فِي الْغيرَة عَلَيْهَا فقد محا هَذَا ذَاك من الْخَفِيف (إِنَّمَا سرني صدودك عني ... وطلابيك وامتناعك مني) ) (ذَاك أَن لَا أكون مِفْتَاح غَيْرِي ... فَإِذا مَا خلوت كنت التَّمَنِّي) (حسب نَفسِي أَن تعلمي أَن قلبِي ... لكم وامق وَلَو بالتظني) قَالَ فَنَهَضَ وَهُوَ يَقُول إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات قلت وَفِي تَرْجَمَة عبد المحسن الصُّورِي شَيْء من التديث فِي الشّعْر وَقَالَ عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر مرت بِي امْرَأَة فِي الطّواف وَأَنا جَالس أنْشد صديقا لي هَذَا الْبَيْت من الْبَسِيط (أَهْوى هوى الدّين وَاللَّذَّات تعجبني ... وَكَيف لي بهوى اللَّذَّات وَالدّين) فالتفتت إِلَيّ وَقَالَت دع أَيهمَا شِئْت وَخذ بِالْآخرِ وَمن شعر عَليّ بن عبد الله قَوْله من الْبَسِيط (وَالله لَا نظرت عَيْني إِلَيْك وَلَا ... سَالَتْ مساربها شوقاً إِلَيْك دَمًا) (إِلَّا مفاجأة عِنْد اللِّقَاء وَلَا ... راجعتها الدَّهْر إِلَّا نَاسِيا كلما) (إِن كنت خُنْت وَلم أضمر خيانتكم ... فَالله يَأْخُذ مِمَّن خَان أَو ظلما) (سماحة بمحب خَان صَاحبه ... مَا خَان قطّ محب يعرف الكرما) ابْن الْمَدِينِيّ عَليّ بن عبد الله بن جَعْفَر بن نجيح مولى عُرْوَة بن عَطِيَّة

السَّعْدِيّ الإِمَام أَبُو الْحسن ابْن الْمَدِينِيّ الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام وَصَاحب التصانيف ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ سمع أَبَاهُ وَحَمَّاد بن زيد وهشيماً وَابْن عُيَيْنَة والدراوردي وَعبد الْعَزِيز بن عبد الصَّمد الْعمي وجعفر بن سُلَيْمَان الضبعِي وَجَرِير بن عبد الحميد وَابْن وهب وَعبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم وَعبد الْوَارِث والوليد بن مُسلم وغندراً وَيحيى الْقطَّان وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَابْن علية وَعبد الرَّزَّاق وخلقاً سواهُم وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل والذهلي وَجَمَاعَة آخِرهم وَفَاة عبد الله بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْكَاتِب وأقدمهم وَفَاة شَيْخه سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ الْخَطِيب وَبَين وفاتيهما مائَة وثمان وَعِشْرُونَ سنة قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ ابْن الْمَدِينِيّ علما فِي معرفَة الحَدِيث والعلل وَمَا سَمِعت أحدا قطّ وَإِنَّمَا كَانَ يكنيه إجلالاً لَهُ وَكَانَ ابْن عُيَيْنَة يُسَمِّيه حَيَّة الْوَادي قَالَ أَبُو قدامَة السَّرخسِيّ رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن الثريا) تدلت حَتَّى تناولتها وَقَالَ ابْن معِين كَانَ ابْن الْمَدِينِيّ إِذا قدم علينا أظهر السّنة وَإِذا ذهب إِلَى الْبَصْرَة أظهر التَّشَيُّع وَقَالَ الفرهياني وَغَيره أعلم أهل وقته بالعلل عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَالظَّاهِر أَنه أجَاب ابْن أبي داؤد إِلَى مقَالَته خوفًا من السَّيْف وَقَالَ مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن أبي شيبَة سَمِعت عَليّ بن الْمَدِينِيّ يَقُول قبل أَن يَمُوت بِشَهْر الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وَمن قَالَ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر وَقَالَ النَّوَوِيّ الإِمَام أَبُو زَكَرِيَّاء لِابْنِ الْمَدِينِيّ فِي الحَدِيث نَحْو مِائَتي تصنيف قَالَ عَبَّاس الْعَنْبَري بلغ عَليّ بن الْمَدِينِيّ مَا لَو قضى أَن يتم على ذَلِك لَعَلَّه كَانَ يقدم على الْحسن الْبَصْرِيّ كَانَ النَّاس يَكْتُبُونَ قِيَامه وقعوده ولباسه وكل شَيْء يَقُول أَو يفعل أَو نَحْو هَذَا وَمَات رَحمَه الله ليومين بقيا من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ بسامراء سيف الدولة ابْن حمدَان عَليّ بن عبد الله بن حمدَان بن الْحَرْب بن لُقْمَان بن رَاشد أَبُو الْحسن بن أبي الهيجاء التغلبي سيف الدولة صَاحب حلب ممدوح المتنبي وَغَيره أَصله من الجزيرة وَنَشَأ بِبَغْدَاد ولقبه الإِمَام المتقي لله سيف الدولة كَانَ

فَارِسًا بطلاً فَقِيها شَاعِرًا أديباً بليغاً ملك ديار مصر وديار بكر ودمشق وحلب وَكَانَت حلب دَار ملكه ومقر عزه وَله مَعَ الرّوم أَرْبَعُونَ وقْعَة لَهُ وَعَلِيهِ وَمَعَ غَيرهم مَا لَا يُحْصى قَالَ سِنَان بن ثَابت أحصى من وَفد عَلَيْهِ من الأجناد وَأَصْحَاب السُّلْطَان وَالْكتاب وَالشعرَاء وعرب الْبَريَّة وأصناف النَّاس وَذَلِكَ فِي عشر الْأَضْحَى فَكَانُوا اثْنَي عشر ألفا وَمِائَتَيْنِ فأنفذ لكل وَاحِد من الْأُضْحِية على قدره من مائَة إِلَى شَاة وَلَزِمَه فِي فدَاء الأسرى سنة خمس وَخمسين وَثَلَاث مائَة سِتّ مائَة ألف دِينَار وَكَانَ ذَلِك خَاتِمَة عمله لِأَنَّهُ مَاتَ بعد ذَلِك بِقَلِيل وَاشْترى كل أَسِير من الضُّعَفَاء بِثَلَاثَة وَثَمَانِينَ دِينَارا وَثلث دِينَار رُومِية فَأَما الجلة من الأسرى ففادى بهم أُسَارَى عِنْده من الرّوم من رُؤَسَائِهِمْ وَكَانَت أُخْته قد توفيت وخلفت خمس مائَة ألف دِينَار فصرفها فِي هَذَا الْوَجْه فَقَالَ الببغاء من الْكَامِل (مَا المَال إِلَّا مَا أَفَادَ ثَنَاء ... مَا الْعِزّ إِلَّا مَا حمى الْأَعْدَاء) (وفديت من أسر الْعَدو معاشراً ... لولاك مَا عرفُوا الزَّمَان فدَاء) (كَانُوا عبيد نداك ثمَّ شريتهم ... فَغَدوْا عبيدك نعْمَة وَشِرَاء) ) وَكَانَ سيف الدولة بليغاً كتب إِلَى أبي فراس كتابي ويدي فِي الْكتاب ورجلي فِي الركاب وَأَنا أسْرع من الرّيح الهبوب وَالْمَاء إِلَى الأنبوب ومولده بِبَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة بالفالج وَقيل بعسر الْبَوْل بحلب فِي شهر صفر وَحمل إِلَى ميافارقين وَدفن عِنْد أمه وَكَانَ قد جمع من نفض الْغُبَار الَّذِي يجْتَمع عَلَيْهِ أيا الحروب مَا جَاءَ مِنْهُ لبنة بِقدر الْكَفّ فأوصى أَن يوضع خَدّه عَلَيْهَا فِي قَبره فَفعل بِهِ ذَلِك وَلما مَاتَ سيف الدولة تولى أمره القَاضِي أَبُو الْهَيْثَم ابْن أبي حُصَيْن وغسله عبد الحميد بن سهل الْمَالِكِي قَاضِي الْكُوفَة سبع مَرَّات أَولا بِالْمَاءِ والسدر ثمَّ بالصندل ثمَّ بالذريرة ثمَّ بالعنبر ثمَّ بالكافور ثمَّ بِمَاء الْورْد ثمَّ بالمسك ثمَّ بِمَاء قراح ونشف بِثَوْب دبيقي ثمنه خَمْسُونَ دِينَارا وكفن فِي سَبْعَة أَثوَاب تَسَاوِي ألفي دِينَار فِيهَا قَمِيص قصب بعد أَن صَبر بِمِائَة مِثْقَال غَالِيَة ومنوين كافور وَصلى عَلَيْهِ أَبُو عبد الله الأقساسي الْعلوِي الْكُوفِي وَكبر عَلَيْهِ خمْسا وَحمل فِي تَابُوت إِلَى ميافارقين وَملك بعده ابْنه سعد الدولة وَيُقَال إِنَّه فِي أَيَّامه لَقِي جندي جندياً من أَصْحَاب سيف الدولة فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَنْتُم فَقَالَ كَيفَ نَحن وَقد بلينا بشاعر كَذَّاب وسلطان خَفِيف الركاب يَعْنِي بذلك المتنبي فِي أمداحه لسيف الدولة وَكَانَ سيف الدولة قد استولى أَولا

على وَاسِط ونواحيها وتنقلب بِهِ الْأَحْوَال فَانْتزع حلب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ من أَحْمد بن سعيد الْكلابِي نَائِب الإخشيد وَكَانَ إمامياً متظاهراً بالتشيع كثير الافضال على الطالبيين وأشياعهم ومنتحلي مذاهبهم وَكَانَ نَاصِر الدولة الْحسن أَخُوهُ يحب سيف الدولة وَهُوَ أكبر مِنْهُ قَالَ أنفقت من المَال مائَة ألف دِينَار حَتَّى يلقب عَليّ سيف الدولة وَكَانَ سيف الدولة يعظم أَخَاهُ نَاصِر الدولة وَله فِيهِ من الْأَشْعَار مَا تقدم فِي تَرْجَمَة نَاصِر الدولة وَعَاد سيف الدولة من بعض غَزَوَاته وَجلسَ للتهنئة وَالشعرَاء ينشدونه فَدخل رجل من أهل الشَّام طَوِيل الرَّقَبَة كَبِير الذقن فأنشده أبياتاً مرذولة إِلَى أَن قَالَ مِنْهَا من الطَّوِيل (فَكَانُوا كفارٍ وشوشوا خلف حَائِط ... وَكنت كسنور عَلَيْهِم تسلقا) فَأمر بِهِ سيف الدولة فوجيء فِي حلقه حَتَّى أخرج فَلَمَّا انْقَضى الْمجْلس سَأَلَ هَل بِالْبَابِ أحد فَقيل ذَلِك الشَّاعِر جَالس فِي الدهليز يبكي ويتألم فَأمر بإحضاره وَقَالَ لَهُ مَا حملك على قَتله فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير مَا أنصفتني لِأَنِّي أَتَيْتُك بِكُل جهدي أطلب بعض مَا عنْدك فنالني مِنْك مَا) نالني فَقَالَ من يكون هَذَا نثره يكون ذَلِك نظمه كم كنت أملت بِهَذِهِ القصيدة قَالَ خمس مائَة دِرْهَم فَقَالَ أضعفوها لَهُ وَقدم إِلَيْهِ أَعْرَابِي رث الْهَيْئَة وأنشده من المنسرح (أَنْت عَليّ وَهَذِه حلب ... قد نفذ الزَّاد وانْتهى الطّلب) (بِهَذِهِ تَفْخَر الْبِلَاد وبالأمير ... تزهى على الورى الْعَرَب) (وَعَبْدك الدَّهْر قد أضرّ بِنَا ... إِلَيْك من جور عَبدك الْهَرَب) فَأمر لَهُ بِمِائَتي دِينَار من دَنَانِير الصلات كل دِينَار عشرَة دَنَانِير عَلَيْهِ اسْمه وَصورته وَطلب رَسُول سيف الدولة لما قدم الحضرة بِبَغْدَاد من إِبْرَاهِيم بن هِلَال الصابي شَيْئا من شعره فَكتب إِلَيْهِ من الْكَامِل (إِن كنت خنتك فِي الْمَوَدَّة سَاعَة ... فذممت سيف الدولة المحمودا) (وَزَعَمت أَن لَهُ شَرِيكا فِي العلى ... وجحدته فِي فَضله التوحيدا) (قسما لواني حَالف بغموسها ... لغريم دين مَا أَرَادَ مزيدا) فَبعث إِلَيْهِ ثَلَاث آلَاف دِينَار لكل بَيت ألف دِينَار وَقَالَ الببغا مَا حفظنا على سيف

الدولة خرماً قطّ إِلَّا فِي يَوْم وَاحِد فَإِنَّهُ كَانَ فِي مجْلِس خلْوَة وَنحن قيام بَين يَدَيْهِ فَدخل أَبُو فراس وَكَانَ بديعاً فِي الْحسن فَقبل يَده فَقَالَ فمي أَحَق من يَدي وَالنَّاس يسمون عصره وزمانه الطّراز الْمَذْهَب لِأَن الْفُضَلَاء الَّذِي كَانُوا عِنْده وَالشعرَاء الَّذين مدحوه لم يَأْتِ بعدهمْ مثلهم خَطِيبه ابْن نباتة ومعلمه ابْن خالويه وطباخه كشاجم والخالديان كتبه والمتنبي والسلامي والوأواء والببغاء وَغَيرهم شعراؤه وَقد غلط النَّاس ونسبوا إِلَيْهِ أشعاراً لَيست لَهُ من ذَلِك الأبيات الَّتِي فِي وصف قَوس قزَح وأولها من الطَّوِيل (وسَاق صبيح للصبوح دَعوته ... فَقَامَ وَفِي أجفانه سنة الغمض) وَهِي لِابْنِ الرُّومِي ذكرت فِي تَرْجَمته وَقيل لغيره وَكَذَا الأبيات الَّتِي أَولهَا من الْخَفِيف (راقبتني فِيك الْعُيُون فأشفق ... ت وَلم أخل قطّ من إشفاق) الأبيات لَيست لَهُ قيل إِنَّهَا لعبد المحسن الصُّورِي وَمن شعره يصف مخدة من الرجز المجزوء (نمرقة مِنْهَا استفا ... د الزهر أَصْنَاف الْملح) ) (تلمح فِيهَا الْعين من ... ريش الطواويس لمح) كَأَنَّمَا دَار على سمائها قَوس قزَح وَمِنْه من الوافر (أقبله على جزعي ... كشرب الطَّائِر الْفَزع) (رأى مَاء فأطمعه ... وَخَافَ عواقب الطمع) (وصادف خلسةً فَدَنَا ... وَلم يلتذ بالجرع) وَقيل إِنَّهَا لغيره وَمن شعره من الطَّوِيل (تجنى عَليّ الذَّنب ذَنبه ... وعاتبني ظلما وَفِي يَده العتب) (وَأعْرض لما صَار قلبِي بكفه ... فَهَلا جفاني حِين كَانَ لي الذَّنب) (إِذا برم الْمولى بِخِدْمَة عَبده ... تجنى لَهُ ذَنبا وَإِن لم يكن لَهُ ذَنْب)

ويحكى أَن أَبَا فراس كَانَ يَوْمًا بَين يَدَيْهِ فِي نفر من ندمائه فَقَالَ لَهُم سيف الدولة أَيّكُم يُجِيز قولي وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا سَيِّدي يَعْنِي أَبَا فراس وأنشدني من الْخَفِيف المجزوء (لَك جسمي تعله ... قدمي لم تطله) (لَك من قلبِي المكا ... ن فَلم لَا تحله) فارتجل أَبُو فراس وَقَالَ (قَالَ إِن كنت مَالِكًا ... فلي الْأَمر كُله) فَاسْتَحْسَنَهُ وَأَعْطَاهُ ضَيْعَة بمنبج تغل ألفي دِينَار وَمن شعره من المديد (قد جرى فِي دمعه دَمه ... فَإلَى كم أَنْت تظلمه) (رد عَنهُ الطّرف مِنْك فقد ... جرحته مِنْهُ أسهمه) (كَيفَ يسطيع التجلد من ... خطرات الْوَهم تؤلمه) وَمِنْه من المنسرح (كَأَنَّمَا النَّار والرماد مَعًا ... وضوءها فِي ظلامه يحجب) (وجنة عذراء مَسهَا خجل ... واستترت تَحت عنبر أَشهب) وَمِنْه من الْكَامِل المجزوء وَالْمَاء يفصل بَين زهر الرَّوْض فِي الشطين فصلا) (كبساط وشي جردت ... أَيدي القيون عَلَيْهِ نصلا) الْأمَوِي أَبُو العميطر عَليّ بن عبد الله بن خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان خرج بِدِمَشْق وَغلب عَلَيْهَا ودعا إِلَى نَفسه والمأمون بخراسان ثمَّ اضمحل أمره وَأمه نفيسة بنت عبيد الله بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن أبي طَالب يلقب بِأبي العميطر لِأَنَّهُ قَالَ يَوْمًا لأَصْحَابه أيش كنية الجردون فَقَالُوا لَا نَدْرِي فَقَالَ أَبُو العميطر فلقبوه بِهِ وَكَانَت دَاره بالمزة وَله دَار أُخْرَى برحبة البصل بِدِمَشْق

ودعا إِلَى نَفسه وبويع بالخلافة فِي سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَة واشتغل عَنهُ الْأمين بمحاربة أَخِيه الْمَأْمُون وَقيل أَنه أُرِيد على الْخُرُوج فَأبى فحفر لَهُ خطاب ابْن وَجه الْفلس الدِّمَشْقِي مولى الْوَلِيد بن عبد الْملك وَأَصْحَابه سرباً تَحت بَيته ودخلوه فِي اللَّيْل ونادوه اخْرُج فقد آن لَك أَن تخرج فَقَالَ هَذَا شَيْطَان فَأتوهُ فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة فَنَادَوْهُ كَذَلِك فَوَقع فِي نَفسه فَخرج لما أصبح فَقَالَ الإِمَام أَحْمد أفسدوه وَبَايَعَهُ أهل الشَّام وحمص وقنسرين والسواحل إِلَّا القيسية فنهب دُورهمْ وأحرقها وقتلهم وَكَانَت مُضر مَعَه وَكَانَ أَصْحَابه ينادون فِي الْأَسْوَاق قومُوا فَبَايعُوا الْمهْدي الْمُخْتَار الَّذِي اخْتَارَهُ الله عَليّ بني هَاشم الأشرار وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَكَانَ أَبُو العميطر يفخر بِنَفسِهِ وَيَقُول أَنا ابْن شَيْخي صفّين السَّجَّاد العباسي عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي أَبُو مُحَمَّد السَّجَّاد وَالِد مُحَمَّد وَعِيسَى وَدَاوُد وَسليمَان وَعبد الصَّمد وَصَالح وَعبد الله ولد أَيَّام قتل عَليّ بن أبي طَالب فَسُمي باسمه وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَة روى عَن أَبِيه وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَابْن عمر وَجَمَاعَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وَكَانَ وسيماً جسيماً طَويلا إِلَى الْغَايَة جميلاً مهيباً ذَا لحية مليحة يخضب بالوسمة ذكر الْأَوْزَاعِيّ أَنه كَانَ يسْجد كل يَوْم ألف سَجْدَة وَقَالَ عبد الْملك لَا لاْحتمل لَك الِاسْم والكنية جَمِيعًا فَغَيره وكناه أَبَا مُحَمَّد وَقيل أَنه كَانَ لَهُ خمس مائَة شَجَرَة يُصَلِّي عِنْد شَجَرَة رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ كَبِير الْقَدَمَيْنِ إِلَى الْغَايَة سكن الحميمة من البلقاء وَهُوَ جد الْخُلَفَاء بني) الْعَبَّاس وَهُوَ أَصْغَر ولد أَبِيه وأجمل قرشي على وَجه الأَرْض وَكَانَ يدعى ذَا التفنات قَالَ الْمبرد ضرب بالسياط مرَّتَيْنِ ضربه الْوَلِيد بن عبد الْملك فِي تزَوجه لبَابَة

ابْنة عبد الله بن جَعْفَر ابْن أبي طَالب وَكَانَت عِنْد عبد الْملك فعض تفاحة وَرمى بهَا إِلَيْهَا وَكَانَ أبخر فتناولت سكيناً فَقَالَ مَا تصنعين بهَا فَقَالَت أميط الْأَذَى عَنْهَا فَطلقهَا فَتَزَوجهَا عَليّ بن عبد الله فَضَربهُ الْوَلِيد وَقَالَ إِنَّمَا تتَزَوَّج بأمهات الْخُلَفَاء لتَضَع مِنْهُم لِأَن مَرْوَان بن الحكم إِنَّمَا تزوج بِأم خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة ليضع مِنْهَا فَقَالَ عَليّ بن عبد الله إِنَّمَا أَرَادَت الْخُرُوج من هَذَا الْبَلَد وَأَنا ابْن عَمها فتزوجتها لأَكُون لَهَا محرما وَكَانَ عَليّ أَقرع لَا يُفَارق قلنسوته فَبعث الْوَلِيد بن عبد الْملك جَارِيَة وَهُوَ جَالس مَعَ لبَابَة فكشف رَأسه على غَفلَة لترى مَا بِهِ فَقلت لبَابَة لِلْجَارِيَةِ هاشمي أَقرع أحب إِلَيْنَا من أموي أبخر وضربه الْمرة الثَّانِيَة وَدَار بِهِ على بعير وصائح يَصِيح بِهِ هَذَا عَليّ بن عبد الله الْكذَّاب لِأَنَّهُ بلغه عَنهُ أَنه قَالَ إِن هَذَا الْأَمر سَيكون فِي وَلَدي قَالَ عَليّ لمن سَأَلَهُ ذَلِك أَحَق هُوَ قَالَ وَالله لَيَكُونن فيهم حَتَّى تملكهم عبيدهم الصغار الْعُيُون العراض الْوُجُوه الَّذين كَأَن وُجُوههم المجان المطرفة وجاءتهم مرّة غَارة وَقت الصَّباح فصاح بِأَعْلَى صَوته واصباحاه فَلم تسمعه حَامِل فِي الْحَيّ إِلَّا وضعت وَكَانَ يقف على جبل سلع وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ فينادي غلمانه وَهُوَ بِالْغَابَةِ فَيسْمعهُمْ وَذَلِكَ من آخر اللَّيْل وَبَين الغابة وسلع ثَمَانِيَة أَمْيَال وَكَانَ لَا يعرف من وَلَده مُحَمَّد حفيد السَّجَّاد عَليّ بن عبد الله بن عَليّ السَّجَّاد بن الْحسن المثلث بن الْحسن المثني بن الْحسن السبط بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم كَانَ من شعراء بَيته وفضلائهم من شعره من الْبَسِيط (أَشْكُو إِلَى الله حَالا قد بليت بهَا ... مَعَ ارتقائي فِي بحبوحة الشّرف) (وَلَو بهَا الْكَلْب يَوْمًا يبتلى لعوى ... وَاخْتَارَ عَنْهَا ارْتِكَاب الهلك والتلف) وَمِنْه من الوافر (وَلست بِمُسلم نَفسِي مُطيعًا ... إِلَى من لست آمن أَن يجورا) (وَلَكِنِّي إِذا حذرت مِنْهُ ... أُخَالِف صَارِمًا عضباً بتورا) ) (وَأنزل كل رابية براح ... أكون على الْأَمِير بهَا أَمِيرا) وَمِنْه قد دَعَتْهُ جَارِيَة لَهُ إِلَى نَفسهَا من الطَّوِيل (دعتني إِلَى مَا قد نهاني منصبي ... وديني عَنهُ فادعت أنني الدَّاعِي) (بِلَا يَا بني بنت الرَّسُول كَثِيرَة ... منوعة لَكِن ذَا شَرّ أَنْوَاع)

ابْن سلمَان الْحَنَفِيّ قَاضِي الْقُضَاة عَليّ بن عبد الله بن سلمَان أَبُو الْحسن الْحلِيّ من الْحلَّة السيفية تولى بهَا الْقَضَاء مُدَّة لما عزل الْقَاسِم بن يحيى الشهزوري عَن قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد قدم هَذَا إِلَى بَغْدَاد وسعى بالمنصب وبذل أَمْوَالًا كَثِيرَة فَقبل مِنْهُ وَتَوَلَّى المنصب فِي رَابِع عشْرين صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَكَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب وَكَانَ خَبِيث العقيدة يرتشي على الْأَحْكَام ويرتكب العظائم فعقد لَهُ مجْلِس بدار ابْن مهْدي وحضره الْفُقَهَاء والأعيان والولاة وَظهر فسقه وَرفع طيلسانه وعزل يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشْرين جُمَادَى الأولى سنة سِتّ مائَة وَقبض عَلَيْهِ وَحمل إِلَى الْحلَّة واعتقل بهَا مُدَّة وَأطلق بعد ذَلِك وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة وَلعلَّة قد جَاوز الثَّمَانِينَ أَبُو الْحسن الْقَزاز عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو الْحسن الْقَزاز الْبَغْدَادِيّ لَهُ مدائح ومراثي فِي الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم من شعره من الطَّوِيل (أَقُول إِذا أَبْصرت غرَّة شادن ... يتيه بتمريض الجفون النواعس) (ترى الشَّمْس تسري فَوق غُصْن مهفهف ... أم الْبَدْر ثاو بَيْننَا فِي الْمجَالِس) (تعطفني مِنْهُ وَلَا عطف عِنْده ... تعطف إعطاف وَحسن تمايس) قلت شعر نَازل النَّاشِئ الْأَصْغَر عَليّ بن عبد الله بن وصيف أَبُو الْحُسَيْن الحلاء بِالْحَاء الْمُهْملَة وَاللَّام الْمُشَدّدَة كَانَ يعْمل حلية المداخن والمقدمات وَيعْمل الصفر ويخرمه وَله فِيهِ صَنْعَة بديعة وَكَانَ يعرف بالناشيء الْأَصْغَر بالنُّون وَبعد الْألف شين مُعْجمَة وَكَانَ من متكلمي الشِّيعَة الإمامية الْفُضَلَاء وَله شعر مدون وروى عَن ابْن المعتز والمبرد وروى عَنهُ ابْن فَارس اللّغَوِيّ وَعبد الله بن أَحْمد بن) مُحَمَّد بن روزبة الهمذاني وَغَيرهمَا وَقَالَ كَانَ ابْن

الرُّومِي يجلس فِي دكان أبي وَهُوَ عطار ويلبس الدراعة وثيابه وسخة وَأَنا لَا أعرفهُ وَانْقطع مُدَّة فَسَأَلت أبي عَنهُ مَا فعل ذَلِك الشَّيْخ فَقَالَ وَيلك ذَاك ابْن الرُّومِي وَقد مَاتَ فندمت إِذْ لم أكن أخذت عَنهُ شَيْئا وأشعار الناشيء لَا تحصى كثرفة فِي مدح أهل الْبَيْت حَتَّى عرف بهم وَقصد كافوراً الإخشيدي ومدحه ومدح الْوَزير ابْن حنزابة ونادمه ومدح سيف الدولة وَابْن العميد وعضد الدولة وَكَانَ مولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يمِيل إِلَى الْأَحْدَاث وَلَا يشرب النَّبِيذ وَله فِي المجون طبقَة عالية وَعنهُ أَخذ مجان بَاب الطاق كلهم هَذِه الطَّرِيقَة قَالَ الخالع كَانَت للناشيء جَارِيَة سَوْدَاء تخدمه فَدخل يَوْمًا إِلَى دَار أُخْته وَأَنا مَعَه فَرَأى صَبيا صَغِيرا أسود فَقَالَ لَهَا من هَذَا فَسَكَتَتْ فألح عَلَيْهَا فَقَالَت ابْن بِشَارَة فَقَالَ مِمَّن فَقَالَت من أجل ذَلِك أَمْسَكت فاستدعى الْجَارِيَة فَقَالَ لَهَا هَذَا الصَّبِي من أَبوهُ فَقَالَت مَا لَهُ أَب فالتقت إِلَيّ وَقَالَ سلم لي على الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام إِذا وَكَانَ شَيخا طَويلا جسيماً عَظِيم الْخلقَة عريض الألواح موفر الْقُوَّة جَهورِي الصَّوْت عمر نيفاً وَتِسْعين سنة وَلم تضطرب أَسْنَانه وناظر يَوْمًا عَليّ بن عِيسَى الرماني فِي مَسْأَلَة فَانْقَطع الرماني فَقَالَ أعاود النّظر وَرُبمَا كَانَ فِي أَصْحَابِي من هُوَ أعلم مني بِهَذِهِ الْمَسْأَلَة فَإِن ثَبت الْحق مَعَك وافقتك عَلَيْهِ فَأخذ يندد بِهِ فَدخل عَلَيْهِمَا عَليّ بن كَعْب الْأنْصَارِيّ المعتزلي فَقَالَ فِي أَي شَيْء أَنْتُمَا يَا أَبَا الْحُسَيْن فَقَالَ فِي ثيابنا فَقَالَ دَعْنَا من مجونك وَأعد الْمَسْأَلَة فَلَعَلَّنَا أَن نقدح فِيهَا فَقَالَ كَيفَ تقدح وحراقك رطب وناظر أشعرياً فصفعه فَقَالَ مَا هَذَا يَا أَبَا الْحُسَيْن فَقَالَ هَذَا فعله الله بك فَلم تغْضب مني فَقَالَ مَا فعله غَيْرك وَهَذَا سوء أدب وخارج عَن المناظرة فَقَالَ ناقضت إِن أَقمت على مذهبك فَهُوَ من فعل الله وَإِن انْتَقَلت فَخذ الْعِوَض فَانْقَطع الْمجْلس بالضحك وَصَارَت نادرة قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء لَو كَانَ الْأَشْعَرِيّ ماهراً لقام إِلَيْهِ وصفعه أَشد من تِلْكَ ثمَّ يَقُول لَهُ صدقت تِلْكَ من فعل الله بِي وَهَذِه من فعل الله بك فَتَصِير النادرة عَلَيْهِ لَا لَهُ وَقَالَ كنت بِالْكُوفَةِ سنة خمس وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَأَنا أملي شعري فِي الْمَسْجِد الْجَامِع بهَا وَالنَّاس يكتبونه عني وَكَانَ المتنبي إِذْ ذَاك يحضر وَهُوَ بعد لم يعرف وَلم يلقب بالمتنبي فأمليت) القصيدة الَّتِي أَولهَا من الوافر (بآل مُحَمَّد عرف الصَّوَاب ... وَفِي أبياتهم نزل الْكتاب)

وَقلت مِنْهَا (كَأَن سِنَان ذابله ضمير ... فَلَيْسَ عَن الْقُلُوب لَهُ ذهَاب) (وصارمه كبيعته بخم ... مقاصدها من الْخلق الرّقاب) فلمحته يكْتب هذَيْن الْبَيْتَيْنِ ومنهما أَخذ مَا أنشدتموني الْآن لَهُ من قَوْله من الوافر (كَأَن الْهَام فِي الهيجا عُيُون ... وَقد طبعت سيوفك من رقاد) (وَقد صغت الأسنة من هموم ... فَمَا يخطرن إِلَّا فِي فؤاد) قلت وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة أبي الطّيب المتنبي هَذَانِ البيتان وَمَا أشبههما وَمن شعر النَّاشِئ من الطَّوِيل (إِذا أَنا عاتبت الْمُلُوك فإنني ... أخط على صفح من المَاء أحرفا) (وهبه أرعوى بعد العتاب ألم تكن ... مودته طبعا فَصَارَت تكتلفا) وَمِنْه من الطَّوِيل (وليل توارى النَّجْم من طول مكثه ... كَمَا ازور مَحْبُوب لخوف رقيبه) (كَأَن الثريا فِيهِ باقة نرجس ... يحيي بهَا ذُو صبوة لحبيبه) وَمِنْه من الطَّوِيل (دنان كرهبان عَلَيْهَا برانس ... من الْخَزّ دكن يَوْم فصح تقصف) (ينظم مِنْهَا المزج سلكاً كَأَنَّهُ ... إِذا مَا بدا فِي الكأس در منصف) أَبُو الْحسن الطوسي عَليّ بن عبد الله أَبُو الْحسن الطوسي حدث بسر من رأى عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَعرَابِي وروى عَنهُ أَبُو نصر مُحَمَّد بن مُوسَى الطوسي وقاسم بن مُحَمَّد الْأَنْبَارِي وَابْنه عمر وَأحمد بن عَليّ وَكَانَ أَبُو الْحسن أحد أَعْيَان عُلَمَاء الْكُوفَة وَكَانَ عدوا لِابْنِ السّكيت لِأَنَّهُمَا أخذا عَن نصران الْخُرَاسَانِي وَاخْتلفَا فِي كتبه بعد مَوته

وَكَانَ أَبُو الْحسن قد لَقِي مَشَايِخ الْكُوفِيّين والبصريين رِوَايَة لأخبار الْقَبَائِل وأشعار الفحول وَكَانَ شَاعِرًا وَلَا مُصَنف لَهُ وَمن شعره من الْخَفِيف) هجم الْبرد والشتاء وَلَا أملك إِلَّا رِوَايَة الْعَرَبيَّة وقميصاً لوهبت الرّيح لم يبْق على عَاتِقي مِنْهُ بقيه وتقل الْغناء عني فنون الْعلم إِن أعصفت شمال عريه وَلما مَاتَ الطوسي قَالَ أَحْمد بن أبي طَاهِر يرثيه من الْبَسِيط (من عَاشَ لم يخل من هم وَمن حزن ... بَين المصائب من دُنْيَاهُ والمحن) (وَالْمَوْت قصر امْرِئ مد الْبَقَاء لَهُ ... فَكيف يسكن من عَيْش إِلَى سكن) (وَإِنَّمَا نَحن فِي الدُّنْيَا على سفر ... فراحل خلف الْبَاقِي على ظعن) (وَلَا أرى زَمنا أودى أَبَا حسن ... وخان فِيهِ على حر بمؤتمن) (لقد هوى حَبل للمجد لَو وزنت ... بِهِ الْجبَال الرواسِي الشم لم تزن) (وَأصْبح الْحَبل حَبل الدّين منتشراً ... وأدرج الْعلم والطوسي فِي كفن) (من لم يكن مثله فِي سالف الزَّمن ... وَلم يكن مثله فِي غابر الزَّمن) ابْن الشبيه الْعلوِي عَليّ بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن زيد بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْقَاسِم الْعلوِي الْمَعْرُوف بِابْن الشبيه سمع مُحَمَّد بن المظفر وَكتب عَنهُ عَليّ بن أَحْمد الْحَافِظ وَكَانَ دينا حسن الِاعْتِقَاد يورق بِالْأُجْرَةِ وَيَأْكُل من كسب يَده ويواسي الْفُقَرَاء مولده سنة سِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ خطه مليحاً وَقد رَأَيْت بِخَطِّهِ رقْعَة مليحة بقلم النّسخ ابْن أبي الطّيب النَّيْسَابُورِي عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد النَّيْسَابُورِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الطّيب كَانَت لَهُ معرفَة تَامَّة بِالْقُرْآنِ وَتَفْسِيره توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع مائَة ومولده بنيسابور وموطنه سانزوار وَبهَا توفّي عمل لَهُ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن مُحَمَّد بن

الْحُسَيْن بن عَمْرو مدرسة باسمه فِي محلّة إسفريين سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ تِلْمِيذه وَله كتاب التَّفْسِير الْكَبِير ثَلَاثُونَ مجلداً وَالتَّفْسِير الْأَوْسَط أحد عشر مجلداً والأصغر ثَلَاث مجلدات وَكَانَ يملي ذَلِك من حفظه وَلما مَاتَ لم يُوجد فِي خزانَة كتبه إِلَّا أَربع مجلدات أَحدهَا فقهي وَالْآخر أدبي ومجلدان فِي التَّارِيخ وَحمل إِلَى السُّلْطَان مَحْمُود بن سبكتكين سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ جلس بِغَيْر إِذن) وَشرع فِي رِوَايَة خبر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِغَيْر أَمر فَقَالَ السُّلْطَان لغلام يَا غُلَام ده رَأسه فلكمه على رَأسه لكمة كَانَت سَببا لطرشه ثمَّ إِن السُّلْطَان عرف مَنْزِلَته من الدّين وَالْعلم والورع فَاعْتَذر إِلَيْهِ وَأمر لَهُ بِمَال فَلم يقبله وَقَالَ لَا حَاجَة لي بِهِ فَإِن اسْتَطَعْت أَن ترد عَليّ مَا أخذت مني قبلته وَهُوَ سَمْعِي فَقَالَ السُّلْطَان إِن للْملك صولة وَهُوَ مفتقر إِلَى السياسة ورأيتك قد تعديت الْوَاجِب فَجرى مني مَا جرى وَأحب أَن تجعلني فِي جلّ فَقَالَ الله بيني وَبَيْنك بالمرصاد إِنَّمَا أحضرتني لسَمَاع الْوَعْظ وأخبار الرَّسُول والخشوع لَا لإِقَامَة قوانين الْملك وَاسْتِعْمَال السياسة فَإِن ذَلِك مِمَّا يتَعَلَّق بالملوك لَا بالعلماء فَخَجِلَ السُّلْطَان وجذب إِلَيْهِ وعانقه وَله ديوَان شعر مِنْهُ قَوْله من الْكَامِل (فلك الأفاضل أَرض نيسابور ... مرسى الْأَنَام وَلَيْسَ مرسى بور) (دعيت أَبُو شهر الْبِلَاد لِأَنَّهَا ... قطب وسائرها رسوم السُّور) (هِيَ قبَّة الْإِسْلَام نائرة الصوى ... فَكَأَنَّهَا الأقمار فِي الديجور) (من تلق مِنْهُم تلقه بمهابة ... زقت عَلَيْهِ بفضله الموفور) (لَهُم الْأَوَامِر والنواهي كلهَا ... ومدى سواهُم رُتْبَة الْمَأْمُور) ابْن موهب الجذامي عَليّ بن عبد الله بن موهب الجذامي أَبُو الْحسن روى عَن ابْن عبد الْبر وَغَيره وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة ومولده سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَله مؤلف عَظِيم فِي تَفْسِير الْقُرْآن

أَبُو الْحسن الْهَرَوِيّ عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الهيضم الْهَرَوِيّ الإِمَام الْفَاضِل ذكره أَبُو الْحسن الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الوشاح وَأثْنى عَلَيْهِ وَله تصانيف مِنْهَا كتاب مِفْتَاح البلاغة كتاب الْبَسْمَلَة كتاب نهج الرشاد كتاب عُقُود الْجَوَاهِر كتاب لطائف النكت كتاب تصفية الْقُلُوب وديوان شعره وَمِنْه من الْكَامِل (ضحك الرّبيع لعبرة الأنداء ... وَمن الْعَجَائِب ضَاحِك ببكاء) (خرجت لَهُ نَحْو الشتَاء كَتِيبَة ... ذعرت مواكبه عَن الصَّحرَاء) (ركبت فوارسه الْهَوَاء فجردت ... سَيْفا جلا جَيش الدجى بضياء) ) (رق الرّبيع لَهَا فَأرْسل نَحْوهَا ... بشرى نعيم فِي نسيم هَوَاء) (والغصن قرط أُذُنه بِدَرَاهِم ... مَضْرُوبَة من فضَّة بَيْضَاء) (وَالرَّوْض ألبس حلَّة موشيةً ... أحسن بهَا من صَنْعَة الأنداء) (قضبان نبل أخرجت ذَهَبا لنا ... أعجب بهَا من صيرف معطاء) (وشقائق النُّعْمَان تشبه صَارِخًا ... متظلماً متشحطاً بدماء) (والزعفران كَأَنَّمَا فرشت بِهِ ... ديباجة نسجت من القمراء) (ساءلتها هلا برزت لناظر ... صب كئيب هائم ببكاء) (فَأَبت وآلت لَا يحل نقابها ... إِلَّا مجير الدولة الغراء) قلت شعر متوسط ابْن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ أَبُو الْحسن الْأَنْطَاكِي من أهل حلب غزير الْفضل وافر الْعقل دمث الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة لَهُ معرفَة بالأدب واللغة والحساب والنجوم وَيكْتب خطا حسنا ورد بَغْدَاد وَسمع بهَا وبغيرها سمع بحلب عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أبي عِيسَى الْجَلِيّ الْحلَبِي وَأَبا الفتيان ابْن حيوس الشَّاعِر وَرمي بالتشيع ورأي الْأَوَائِل واعتقاد النُّجُوم مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة نَيف وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الرمل (

يَا ظباء البان قولا بَينا ... من لنا مِنْكُم بِظَبْيٍ ملنا) (مشبه الْبَدْر بعاداً وسنا ... من نفى عَن مقلتي الوسنا) (فتكت ألحاظه فِي مهجتي ... فتك بيض الْهِنْد أَو سمر القنا) (يصرع الْأَبْطَال فِي نجدته ... إِن رمى عَن قوسه أَو إِن رنا) (دَان أهل الدل وَالْحسن لَهُ ... مِثْلَمَا دَانَتْ لمولانا الدنا) قلت شعر متوسط وَقد مر ذكر وَلَده الْحسن بن عَليّ فِي حرف الْحَاء الْمُهْملَة الهمذاني الصُّوفِي عَليّ بن عبد الله بن الْحسن بن جَهْضَم بن سعيد أَبُو الْحسن الهمذاني الصُّوفِي نزيل مَكَّة مُصَنف كتاب بهجة الْأَسْرَار فِي أَخْبَار الْقَوْم توفّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة)

عُلْوِيَّهُ الْمُغنِي عَليّ بن عبد الله بن سيف هُوَ عُلْوِيَّهُ الْمُغنِي صغدي مولى لبني أُميَّة وَكَانَ ضَارِبًا باليسار وأوتار عوده مَقْلُوبَة البم فِي مَوضِع الزير وَكَانَت لَهُ حِكَايَة حَسَنَة وَإِشَارَة لَطِيفَة طيب الصَّوْت كثير الرِّوَايَة يطرب بِالْغنَاءِ ويلهي بالصوت ويضحك بحكاياته وَكَانَ ترب مُخَارق ورفيقه مُنْذُ أَيَّام الرشيد مَاتَ فِي خلَافَة الواثق بعث إِلَيْهِ ابْن ماسويه بدواء مسهل ليشربه ودواء ليطلى بِهِ فَشرب الطلاء واطلى بالدواء المسهل فَمَاتَ وَله غناء كثير يرْوى عَن عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر أَنه قَالَ لَو أخذت بالاقتصار على قدر وَاحِد مَا عدوت الزيرباجه لِأَنِّي إِن زِدْت فِيهَا بيا صَارَت ديكراكه وَإِن زِدْت فِي قَلبهَا صَارَت مطجنة وَلَو أخذت بالاقتصار على رجل وَاحِد لما عدوت عُلْوِيَّهُ لِأَنَّهُ إِن حَدثنِي ألهاني وَإِن غناني شجاني وَإِن رجعت إِلَى رَأْيه كفاني وَهُوَ تلميذ إِبْرَاهِيم وأخباره فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج وَإِبْرَاهِيم الرَّقِيق فِي الأغاني وَكَانَ الواثق يَقُول غناء عُلْوِيَّهُ مثل نقر الطست يبْقى سَاعَة فِي السّمع بعد سُكُوته ابْن الاستجي الْقُرْطُبِيّ عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو الْحسن الْأَزْدِيّ المهلبي الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الاستجي بعد الْهمزَة سين مُهْملَة وتاء ثَالِثَة الْحُرُوف وجيم شيخ مُسْند قديم الْعِنَايَة بِطَلَب الْعلم شَاعِر مطبوع حسن الْخط صنف كتبا كَثِيرَة توفّي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره ابْن النِّعْمَة الأندلسي عَليّ بن عبد الله بن خلف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك الإِمَام أَبُو الْحسن ابْن النِّعْمَة الْأنْصَارِيّ الأندلسي المري تصدر لِلْقُرْآنِ وَالْفِقْه والنحو وَالرِّوَايَة وَنشر الْعُلُوم صنف كتاب ري الظمآن فِي تَفْسِير الْقُرْآن وَهُوَ كَبِير وصنف كتاب الإمعان فِي شرح مُصَنف النَّسَائِيّ أبي عبد الرَّحْمَن وَبلغ فِيهِ الْغَايَة من الاحتفال والإكثار وانتفع النَّاس بِهِ وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة

ابْن قطرالّ الأندلسي عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن ابْن قطرال بِالْقَافِ والطاء) الْمُهْملَة وَرَاء بعْدهَا ألف وَلَام مُشَدّدَة الْأنْصَارِيّ الأندلسي الْقُرْطُبِيّ ذكره ابْن الْأَبَّار ولي قَضَاء أبذة فَأسرهُ الْعَدو وتخلص وَولي قَضَاء شباطة ثمَّ قَضَاء شريش ثمَّ قَضَاء قرطبة وَقَضَاء شاطبة وخطابتها وَولي قَضَاء سبتة وَقَضَاء فاس وَكَانَ من رجال الْكَمَال علما وَعَملا يُشَارك فِي عدَّة فنون ويتميز بالبلاغة توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وست مائَة بمراكش بعد ولَايَته قَضَاء أغمات ومولده سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ قد سمع أَبَا عبد الله ابْن حَفْص وَأَبا الْقَاسِم ابْن الشراط وَأَبا الْعَبَّاس ابْن مضاء وناظر عَليّ بن مضاء فِي أصُول الْفِقْه وَأَبا الْقَاسِم ابْن رشد وَأخذ قِرَاءَة نَافِع وَعلم الْعَرَبيَّة عَن أبي جَعْفَر بن يحيى الْخَطِيب وَسمع بغرناطة أَبَا خَالِد ابْن رِفَاعَة وَأَبا الْحسن ابْن كوثر وَسمع بالمنكب عبد الْحق بن بونه وبمقالة أَبَا عبد الله ابْن الفخار وبسبتة أَبَا مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله ابْن زرقون وَأَبُو بكر ابْن الْجد وَجَمَاعَة الشَّيْخ الشاذلي عَليّ بن عبد الله بن عبد الْجَبَّار بن تَمِيم بن هُرْمُز بن حَاتِم بن قصي بن يُوسُف بن يُوسُف أَبُو الْحسن الشاذلي بالشين والذال المعجمتين وَبَينهمَا ألف وَفِي الآخر لَام وشاذلة قَرْيَة بأفريقية المغربي الزَّاهِد نزيل الْإسْكَنْدَريَّة وَشَيخ الطَّائِفَة الشاذلية وَقد انتسب فِي بعض مصنفاته إِلَى عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ بعد يُوسُف الْمَذْكُور ابْن يُوشَع بن برد بن بطال بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هَذَا نسب مَجْهُول لَا يَصح وَلَا يثبت وَكَانَ الأولى بِهِ تَركه وَترك كثير مِمَّا قَالَه فِي تواليفه من الْحَقِيقَة وَهُوَ رجل كَبِير الْقدر كثير الْكَلَام عالي الْمقَام لَهُ شعر ونثر فِيهِ متشابهات وعبارات يتَكَلَّف لَهُ فِي الِاعْتِذَار عَنْهَا وَرَأَيْت شَيخنَا عماد

الدّين قد فتر عَنهُ فِي الآخر وَبَقِي وَاقِفًا فِي هَذِه الْعبارَات حائراً فِي الرجل لِأَنَّهُ كَانَ قد تصوف على طَرِيقَته وَصَحب الشَّيْخ نجم الدّين الاصبهاني نزيل الْحرم وَنجم الدّين صحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس المرسي صَاحب الشاذلي وَكَانَ الشاذلي ضريراً حج مَرَّات وَتُوفِّي بصحراء عيذاب قَاصد الْحَج فَدفن هُنَاكَ فِي أول ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وللشيخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية مُصَنف فِي الرَّد على مَا قَالَه الشاذلي فِي الحزب وَله حزبان كَبِير وصغير وَلَا بَأْس بِذكر الصَّغِير وَهُوَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم يَا عَليّ يَا عَظِيم يَا حَلِيم يَا عليم أَنْت رَبِّي وعلمك حسبي فَنعم) الرب رَبِّي وَنعم الْحسب حسبي تنصر من تشَاء وَأَنت الْعَزِيز الْحَكِيم نَسْأَلك الْعِصْمَة فِي الحركات والسكنات والكلمات والإرادات والخطرات من الشكوك والظنون والأوهام الساترة للقلوب عَن مطالعة الغيوب فقد ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وزلزلوا زلزالاً شَدِيدا ليقول المُنَافِقُونَ وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض مَا وعدنا الله وَرَسُوله إِلَّا غرُورًا فثبتنا يَا رب وَانْصُرْنَا وسخر لنا هَذَا الْبَحْر كَمَا سخرت الْبَحْر لمُوسَى وسخرت النَّار لإِبْرَاهِيم وسخرت الْجبَال وَالْحَدِيد لداود سخرت الرّيح وَالشَّيَاطِين وَالْجِنّ لِسُلَيْمَان وسخر لنا كل بَحر هُوَ لَك فِي الأَرْض وَالسَّمَاء وَالْملك والملكوت وبحر الدُّنْيَا وبحر الْآخِرَة وسخر لنا كل شَيْء يَا من بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء كهيص كهيعص كهيعص انصرنا فَإنَّك خير الناصرين وَافْتَحْ لنا فَإنَّك خير الفاتحين وارزقنا فَإنَّك خير الرازقين واغفر لنا فَإنَّك خير الغافرين وارحمنا فَإنَّك خير الرَّاحِمِينَ واهدنا ونجنا من الْقَوْم الظَّالِمين وهب لنا ريحًا طيبَة كَمَا هِيَ فِي علمك وانشرها علينا من خَزَائِن رحمتك واحملنا بهَا حمل الْكَرَامَة مَعَ السَّلامَة والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة إِنَّك على كل شَيْء قدير اللَّهُمَّ يسر لنا أمورنا مَعَ الرَّاحَة لقلوبنا وأبداننا والسلامة والعافية فِي دُنْيَانَا وَدِيننَا وَكن لنا صاحباً فِي سفرنا وَخَلِيفَة فِي أَهْلينَا واطمس على وُجُوه أَعْدَائِنَا وامسخهم على مكانتهم فَلَا يَسْتَطِيعُونَ الْمُضِيّ وَلَا الْمَجِيء إِلَيْنَا وَلَو نشَاء لطمسنا على أَعينهم فاستبقوا الصِّرَاط فَأبى يبصرون وَلَو نشَاء لمسخناهم على مكانتهم فَمَا اسْتَطَاعُوا مضياً وَلَا يرجعُونَ يس وَالْقُرْآن الْحَكِيم إِنَّك لمن الْمُرْسلين على صِرَاط مُسْتَقِيم تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم لينذر قوما مَا أنذر آباؤهم فهم غافلون لقد حق القَوْل على أَكْثَرهم فهم لَا يُؤمنُونَ إِنَّا جعلنَا فِي أَعْنَاقهم أغلالاً فَهِيَ إِلَى الأذقان فهم مقمحون وَجَعَلنَا من بَين أَيْديهم سداً وَمن خَلفهم سداً فأغشيناهم فهم لَا يبصرون شَاهَت الْوُجُوه شَاهَت الْوُجُوه شَاهَت الْوُجُوه للحي القيوم وَقد خَابَ من حمل ظلما طس حم عسق مرج الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ بَينهمَا برزخ لَا يبغيان حم حم حم حم حم حم حم حُمَّ الْأَمر وَجَاء النَّصْر فعلينا لَا تنْصرُونَ

حم تَنزيلُ الكِتابِ منَ اللهِ العَزيزِ العَليمِ غافرِ الذنبِ وقابلِ التَّوبِ شَديدِ العِقَابِ ذِي الطول لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمصير بِسم الله بابنا تبَارك حيطاننا يس سقفنا كهيعص كفايتنا حم عسق حمايتنا فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم من الوافر (وَستر الْعَرْش مسبول علينا ... وَعين الله ناظرة إِلَيْنَا) ) (بحول الله لَا يقدر علينا ... وَالله من ورائهم مُحِيط) بل هُوَ قُرْآن مجيد فِي لوح مَحْفُوظ الله خير حفظا وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ إِن وليي الله الَّذِي نزل الْكتاب وَهُوَ يتَوَلَّى الصَّالِحين فَإِن توَلّوا فَقُل حَسبيَ الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ توكلت وَهُوَ رب الْعَرْش الْعَظِيم بِسم الله الَّذِي لَا يضر مَعَ اسْمه شَيْء فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ المالقي الأديب عَليّ بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الْبَاهِلِيّ المالقي الأديب الشَّاعِر روى عَن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن سُلَيْمَان لقبه بتلمسان وَقَرَأَ عَلَيْهِ برنامجه فِيهِ خفَّة لَا تخل بمروءته توفّي بمالقة سنة سبعين وست مائَة القَاضِي نور الدّين السينَانِي عَليّ بن عبد الله بن رَيَّان بن حَنْظَلَة بن مَالك السينَانِي بِالسِّين الْمُهْملَة وَنون بعد الْيَاء آخر الْحُرُوف نور الدّين الحضرموتي الْحَضْرَمِيّ أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة بدمريط من الشرقية وَتَوَلَّى الْقَضَاء بجهات من الشرقية وَله معرفَة بِالنّسَبِ ومشاركة فِي الْفِقْه وَحفظ جملَة من الحَدِيث وَله أدب ونظم على طَريقَة الْعَرَب وسينان الصَّحِيح أَنَّهَا من حمير وأنشدني لنَفسِهِ من الرجز (لَقِي فؤاد مذ نأوا تلهبا ... وصارمته الغيد ربات الخبا) (نَار أسى تضرم فِي أحشائه ... تشب من وَقد الغرام مَا خبا) (يَا رَاكب الوجناء من خزاعه ... يرقلها طوراً وطوراً خببا) (كَأَنَّهَا إِذا انبرت بارقة ... تقطع أجواز الفلا والحدبا) (حَيّ أَبيت اللَّعْن ربع زَيْنَب ... إِن جزت بِالربعِ وَحي زينبا) (مَا أنصفت زَيْنَب لما أَن نأت ... وغادرتني دنفاً معذبا) (أسامر النَّجْم إِذا جن الدجا ... شوقاً إِلَى غيد كأمثال الظبا)

(بيض حسان خرد كواعب ... إِذا رنوا عجبا رَأَيْت العجبا) (يسفرن عَن مثل الشموس أوجهاً ... ويختلين القانت المهذبا) ) قلت شعر جيد فِي بَابه من عدم التَّكَلُّف تَاج الدّين التبريزي عَليّ بن عبد الله بن أبي الْحسن بن أبي بكر الْعَلامَة الأوحد الْمُفْتِي الْمُتَكَلّم تَاج الدّين الأردبيلي المولد التبريزي الدَّار الشَّافِعِي الصُّوفِي مولده سنة أَربع وَسبعين وست مائَة قَالَ سَمِعت من جَامع الْأُصُول على القطب الشِّيرَازِيّ وَبَعض الْوَسِيط على شمس الدّين ابْن الْمُؤَذّن وَأخذت النَّحْو وَالْفِقْه عَن الرُّكْن الحديثي وَعلم الْبَيَان عَن النظام الطوسي وَالْحكمَة والمنطق عَن السَّيِّد برهَان الدّين عبيد الله وَشرح الحاجبية عَن السَّيِّد ركن الدّين الْمُؤلف وأجازني شمس الدّين العبيدي وَعلم الْخلاف عَن عَلَاء الدّين النُّعْمَان الْخَوَارِزْمِيّ وَأخذت أَكثر أَقسَام الرياضي وإقليدس وأوطاوقس وبادوسيوس ومالاناوس والحساب والهيئة عَن فيلسوف الْوَقْت كَمَال الدّين حسن الشِّيرَازِيّ الْأَصْبَهَانِيّ والوجيه فِي الْفِقْه عَن شيخ الزَّمَان تَاج الدّين حَمْزَة الأردبيلي وَعلم الْحساب والجبر والمساحة والفرائض عَن الصّلاح مُوسَى وَشرح السّنة والمصابيح عَن فَخر الدّين جَار الله الجندراني وألبسني خرقَة التصوف ولقنني الذّكر تَاج الدّين الملقب بالشيخ الزَّاهِد عَن شمس الدّين التبريزي عَن الرُّكْن السحاسي عَن القطب الْأَبْهَرِيّ عَن أبي النجيب السهروردي عَن أَحْمد الْغَزالِيّ عَن أبي بكر النَّيْسَابُورِي عَن مُحَمَّد النساج عَن الشبلي عَن الْجُنَيْد وَأدْركت كَمَال الدّين أَحْمد بن عربشاه بأردبيل دَعَا لي ولقنني الذّكر عَن أوحد الدّين الْكرْمَانِي وَأدْركت شَيخا كَبِيرا أجَاز لي أدْرك الْفَخر الرَّازِيّ وَأدْركت نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ وَمَا أخذت عَنهُ شَيْئا وجالست ابْن المطهر الْحلِيّ وَمَا أخذت عَنهُ لتشيعه واشتغلت وَأَنا ابْن عشْرين إِلَى تسع وَعشْرين سنة وأفتيت ولي ثَلَاثُونَ سنة وَوليت الخانقاه والتدريس وَأَنا ابْن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة وَخرجت إِلَى بَغْدَاد بعد سنة عشر وَسبع مائَة وأتيت المشهد والحلة والسلطانية ومراغة ثمَّ حججْت ثمَّ دخلت مصر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع مائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين هُوَ عَالم كَبِير شهير كثير التلامذة حسن الصيانة من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة كاتبني غير مرّة وَحصل نُسْخَة بالميزان وذكرني فِي تواليفه انْتهى

علي بن عبد الجبار

وَقَالَ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع قدم فَسمع عَليّ بن عمر الواني وَيُونُس الدبابيسي ويوسف الختني وَابْن جمَاعَة وَكتب طباقاً وَحصل جملَة من الْكتب الحديثية وشغل النَّاس فِي فنون ودرس) بالطرنطائية وناظر وَكَثُرت طلبته وصنف فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول وأقرأ الْحَاوِي كُله فِي نصف شهر رَوَاهُ عَن شرف الدّين عَليّ بن عُثْمَان العنقي عَن مُصَنفه انْتهى قلت أَنا وَقد رَأَيْته وَسمعت كَلَامه وتوجهت إِلَيْهِ إِلَى الْمدرسَة الطرنطائية وَمَعِي كتاب كشف الْحَقَائِق للأبهري وَطلبت الِاشْتِغَال فَقَالَ مَا عِنْدِي عَلَيْهِ شرح وَكَلَامه عقد ففارقته وَسمعت غير وَاحِد من المصريين أَنه أَقرَأ الْحَاوِي من أَوله إِلَى آخِره فِي شهر وَاحِد تسع مَرَّات وَكَانَ يشغل فِي هَذِه الْعُلُوم الَّتِي ذكرهَا كلهَا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ابْن أبي الْقَاسِم الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن عبد الله بن عمر بن أبي الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ أَخُو الإِمَام رشيد الدّين وَعمر هَذَا هُوَ الشَّيْخ زين الدّين أَبُو الْحسن ولد بعد الْأَرْبَعين وست مائَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن العليق وَجَمَاعَة وَسمع من فضل الله الجيلي ثَلَاثَة أجراء أبي الْأَحْوَص وَمن عَليّ بن مُحَمَّد بن خطاب ابْن الخيمي جُزْء التراجم للنجاد وَمن ابْن تيميه أَحْكَامه وَمن محيي الدّين الْجَوْزِيّ كثيرا من تواليف أَبِيه وَتفرد فِي وقته وَكتب فِي الإجازات لكنه كَانَ عامياً يتهاون بِالدّينِ كَانَ أَخُوهُ يزْجر عَن السماع مِنْهُ قَالَ السراج الْقزْوِينِي تركته لما فِيهِ مِمَّا لَا يَلِيق وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (عَليّ بن عبد الْجَبَّار) الْهُذلِيّ التّونسِيّ اللّغَوِيّ عَليّ بن الْجَبَّار بن سَلامَة بن عبدون أَبُو الْحسن الْهُذلِيّ اللّغَوِيّ التّونسِيّ ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة يَوْم النَّحْر بتونس وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة بالإسكندرية كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة حَافِظًا لَهَا لم يكن فِي زَمَانه مثله فِي اللُّغَة لَهُ قصيدة رد فِيهَا على الْمُرْتَد الْبَغْدَادِيّ أحد عشر ألف بَيت على قافية

علي بن عبد الرحمن

وَاحِدَة فِيهَا فَوَائِد أديبة وسمعيه رأى ابْن رَشِيق القيرواني أَبَا الْحسن عليا وَابْن القطاع أَبَا الْقَاسِم الصّقليّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وروى عَن إِبْرَاهِيم الحصري وَمن شعره إِبْنِ الزيات السُّوسِي عَليّ بن عبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن ابْن الزيات شرف الدّين أَبُو الْحسن السُّوسِي من بِلَاد إفريقية سكن الشَّام مُدَّة وَقدم الْموصل وبغداد وَسمع بهَا من جمَاعَة وَتُوفِّي بالموصل سنة ثَلَاث وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (منعت رَقِيب الْحَيّ أَن يترقبا ... وبدت وحشو نقابها لن يحجبا) (طلعت فَقُلْنَا الشَّمْس لاحت مشرقاً ... وثنت فَقُلْنَا الْبَدْر رام المغربا) (ماست فَكَانَ الْغُصْن طي وشاحها ... ورنت فخلناها تحاكي الربربا) (سحبت على حِين الونا أذيالها ... جر الرِّيَاح ذيولهن على الرِّبَا) وَمِنْه من الْبَسِيط (وأغيد من ظباء الشَّام ذِي دعجٌ ... لدات يُوسُف من أدنى صواحبه) (أذابت قلبِي مضفوراً ذوائبه ... وَمَال للترب جسمي من ترائبه) (مَا شام عَن مهجتي هندي مقلته ... إِلَّا رَمَاهَا بنبل قَوس حَاجِبه) الغضائري عَليّ بن عبد الحميد بن عبد الله بن سُلَيْمَان أَبُو الْحسن الغضائري نزيل حلب وثقة الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث مائَة 3 - (عَليّ بن عبد الرَّحْمَن) ابنُ ابنِ الْجَوْزِيّ عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن الْجَوْزِيّ تقدم

ذكر الْعَلامَة وَالِده أسمعهُ والدُهُ الْكثير فِي صِباه من أبي الْفَتْح ابْن البطي وَأبي زرْعَة طَاهِر الْمَقْدِسِي وَأحمد بن المقرب الكرضي وشهدة الكاتبة وَيحيى بن ثَابت بن بنْدَار وَغَيرهم وَعقد مجْلِس الْوَعْظ فِي صباه مياومة مَعَ وَالِده لكنه غلب عَلَيْهِ اللَّهْو واللعب وَعشرَة المفسدين فَأَبْعَده وَالِده وهجره إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ يتَكَلَّم فِي أَبِيه وَكتب الْحفاظ عَنهُ قَالَ محب الدّين ابْن النجار سَمِعت وَالِده يَقُول إِنِّي لأدعو عَلَيْهِ كل لَيْلَة السحر وَكَانَ يورق للنَّاس بِالْأُجْرَةِ يُقَال أَنه كَانَ يكْتب فِي كل يَوْم عشر كراريس من قطع ربع الكاغد المخزني إِلَّا أَنه قَلِيل الْمعرفَة بِالْعلمِ عَامي الطَّبْع مَعَ كيس ولطف كتبت عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا مثبتاً فِي الرِّوَايَة توفّي سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة قلت أَظُنهُ الَّذِي كَانَ يدعى عليشة حكى أَن وَالِده الْعَلامَة أَبُو الْفرج دخل يَوْمًا إِلَى الطَّهَارَة وَترك منشفة كَانَ فِيهَا سِتَّة دَنَانِير مربوطة فَتَنَاول عليشة الذَّهَب فَلَمَّا خرج وَالِده افْتقدَ الذَّهَب فَوَجَدَهُ قد ذهب وَنظر إِلَى ابْنه فَوَجَدَهُ ناعساً يخط فَقَالَ لَهُ والك عليشة هَذَا الذَّهَب كَانَ بنج فانتبه وَقَالَ لَا وَالله إِلَّا شش السمنجاني الحديثي الشَّافِعِي عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بابويه أَبُو الْحسن السمنجاني الحديثي من حَدِيثه الْموصل تفقه ببخارا على أبي سهل الأبيوردي وَسمع مِنْهُ وَمن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الطيوري وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز الْقَنْطَرِي وَمُحَمّد بن أَحْمد البرقي وَسكن أَصْبَهَان وَكَانَ من أَعْيَان فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة تخرج عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ كثير الْعِبَادَة دَائِم التِّلَاوَة وَالذكر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة وَكَانَ صلباً فِي مذْهبه أَبُو الْخطاب ابْن الْجراح الشَّافِعِي عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن هرون بن عبد

الرَّحْمَن بن عِيسَى بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب أَبُو الْخطاب ابْن أبي عَليّ كَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء صنف فِي الْقرَاءَات كتابا ونظم فِي الْقرَاءَات قصيدة سَمَّاهَا المسعدة وَكَانَ يؤم بالمقتدي بِاللَّه ثمَّ بالمستظهر وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب قَرَأَ بالروايات على الْحسن بن عَليّ بن الصَّقْر الْكَاتِب وَمُحَمّد بن عمر بن بكير النجار وَأحمد بن) مسرور بن عبد الْوَهَّاب الخباز وَغَيرهم وَسمع من جمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَيكْتب خطا حسنا ولد سنة تسع وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره من الْبَسِيط (لَا ينسينك ميعاداً مننت بِهِ ... تقادم الْعَهْد فالميعاد مِيثَاق) (وَافْتَحْ بلطفك بَاب النجح مُجْتَهدا ... فَفِي الْأَنَام مَفَاتِيح وأغلاق) (تزكو الصنيعة عِنْدِي إِن مننت بهَا ... كَمَا زكتْ مِنْك أَخْلَاق وأعراق) أَبُو الْعَلَاء السُّوسِي اللّغَوِيّ عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الخراز السُّوسِي أَبُو الْعَلَاء اللّغَوِيّ من سوس خوزستان قَالَ ياقوت من أهل الْأَدَب واللغة سمع الْمحَامِلِي أَبَا عبد الله روى عَنهُ أَبُو نصر السجْزِي الْحَافِظ وَلَا أعلم من حَاله غير هَذَا إِبْنِ يُونُس الْحَافِظ صَاحب الزيج عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى الصَّدَفِي الْمصْرِيّ سمع وروى قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ لِأَنَّهُ صنف الزنج للْحَاكِم فِي أَربع مجلدات توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة فَجْأَة فَلت وَقَالَ ابْن خلكان بسط القَوْل فِيهِ وَالْعَمَل وَمَا أقصر فِيهِ حَرَّره وَلم أر فِي الأزياج مثله وَلَا أطول فِيهَا مِنْهُ على كثرتها وَذكر أَن الَّذِي أمره بِعَمَلِهِ الْعَزِيز فابتدأه لَهُ وَكَانَ مُخْتَصًّا بِعلم النُّجُوم متصرفاً فِي سَائِر الْعُلُوم بارعاً فِي الشّعْر وَخلف ولدا مُتَخَلِّفًا بَاعَ كتبه وَجَمِيع تصانيفه بالأرطال فِي الصابونيين وَكَانَ قد أفنى عمره فِي الرصد والتسيير للمواليد وَكَانَ يقف للكواكب قَالَ المسبحي أَخْبرنِي أَبُو الْحسن المنجم الطَّبَرَانِيّ أَنه طلع مَعَه إِلَى الْجَبَل المقطم وَقد وقف للزهرة فَنزع ثَوْبه وعمامته وَلبس ثوبا نساوياً أَحْمَر ومقنعة حَمْرَاء وتقنع بهَا وَأخرج عوداً فَضرب بِهِ والبخور بَين يَدَيْهِ فَكَانَ عجبا من الْعَجَائِب وَكَانَ أبله مغفلاً يعتم على طرطور طَوِيل وَيجْعَل رِدَاءَهُ فَوق الْعِمَامَة وَكَانَ طَويلا فَإِذا ركب ضحك النَّاس مِنْهُ وَمَعَ هَذِه الْحَالة كَانَت لَهُ إِصَابَة بديعة غَرِيبَة فِي النجامة لَا يُشَارِكهُ فِيهَا غَيره وَكَانَ أحد الشُّهُود

عدله القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن النُّعْمَان سنة ثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يضْرب بِالْعودِ على سَبِيل التأدب قَالَ الْحَاكِم صَاحب مصر دخل يَوْمًا إِلَيّ ومداسه فِي يَده فَقبل الأَرْض وَجلسَ) وَترك المداس إِلَى جَانِبه وَأَنا أرَاهُ وأراها وَهُوَ بِالْقربِ مني فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَاف قبل الأَرْض وَقدم مداسه ولبسه وَانْصَرف وَمن شعره من الطَّوِيل (أحمل نشر الرّيح عِنْد هبوبه ... رِسَالَة مشتاق لوجه حَبِيبه) (بنفسي من تحيا النُّفُوس بِقُرْبِهِ ... وَمن طابت الدُّنْيَا بِهِ وبطيبه) (وجدد وجدي طائف مِنْهُ فِي الْكرَى ... سرى موهناً فِي خُفْيَة من رقيبه) (لعمري لقد عطلت كأسي بعده ... وغيبتها عني لبعد مغيبه) قلت شعر جيد ابْن عَلَيْك عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عَلَيْك بِفَتْح الْعين وَكسر اللَّام وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا كَاف أَبُو الْقَاسِم النَّيْسَابُورِي كَانَ فَاضلا عَالما من أَوْلَاد الْمُحدثين تنقل فِي الْبِلَاد وَسمع وَحدث وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ابْن أبي الْبشر الصّقليّ عَليّ بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي الْبشر الصّقليّ الْكَاتِب من الطارئين على مصر من شعره فِي الشريف فَخر الدولة النَّقِيب من الْكَامِل (مَا سَافَرت هممي إِلَى أكرومة ... فِي غَايَة إِلَّا وَجَدْتُك عِنْدهَا) (فَاسْلَمْ سَلامَة مَا أَقُول فَإِنَّهُ ... تتصرم الدُّنْيَا وَتبقى بعْدهَا) وَفِيه أَيْضا من الطَّوِيل (وَفِي مدح فَخر الدولة الْفَخر كُله ... لذِي منطق ماضي الْغِرَاس مفلق) (ثمال لمحروم وَعز لخاضع ... وغوث لملهوف وكنز لمملق)

وَمِنْه من الْبَسِيط (إِذا تهلل وانهلت مواهبه ... فقد تَبَسم غب الديمة الزهر) (وقاتم النَّقْع جلاه بطلعته ... كَأَنَّهُ قمر فِي كَفه قدر) (لما رأتني صروف الدَّهْر عذت بِهِ ... جَاءَت إِلَيّ من الزلات تعتذر) وَمِنْه فِي الْوَزير يحيى بن عبد الله بن الْمُدبر من الْكَامِل (شيدت للوزراء يَا ابْن مُدبر ... شرفاً لَهُم يبْقى على الأعقاب) ) (وجمعت بَين طَهَارَة الْأَخْلَاق وَال ... أعراق وَالْأَفْعَال والأثواب) (جعل الْإِلَه لكل قوم سادةً ... وَبَنُو الْمُدبر سادة الْكتاب) وَمِنْه فِي عز الدولة مقلد وَقد جرح من الطَّوِيل (لقد خضت بَحر الْمَوْت ركضاً وصافح ال ... حَدِيد جَدِيدا مِنْك غير كليل) (فَأَنت حسام والجروح فلوله ... وَلَا خير فِي سيف بِغَيْر فلول) وَمِنْه من الوافر (شربنا مَعَ غرُوب الشَّمْس شمساً ... مشعشعةً إِلَى وَقت الطُّلُوع) (وضوء الشمع فَوق النّيل باد ... كأطراف الأسنة والدروع) وَمِنْه من الْكَامِل (هذي الخدود وَهَذِه الحدق ... فليدن من بفؤاده يَثِق) (ومسربل بالْحسنِ معتجر ... مِنْهُ بأكمله ومنتطق) (مَا كنت أعلم قبل ضمته ... أَن الجوانح كلهَا تمق) قلت قدم لبَعض الصُّوفِي رُؤُوس مغمومة وَهُوَ متخوم فَأَنْشد أَصْحَابه وهم مثله (هذي الخدود وَهَذِه الحدق ... فليدن من بفؤاده يَثِق) وَمن شعر هَذَا الْمَذْكُور من الْكَامِل (إِحْدَى مواشطه ملاحته ... فالحلي يحسن فِيهِ والعطل) (لَوْلَا سِهَام جفونه انتظمت ... عقدا على وجناته الْقبل) وَمِنْهَا (أَو مَا ترى غيماً تجلله ... غسق دجا والسجف منسدل) (داج على داج كَأَنَّهُمَا ... فِي مقلتيك الْكحل والكحل)

وَمن شعر عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الصّقليّ الْمَذْكُور وَالْأول يجمع حُرُوف المعجم وَقيل أَنَّهُمَا لِابْنِ حمديس من الْبَسِيط (مزرفن الصدغ يَسْطُو لحظه عَبَثا ... بالحلي جذلان إِن تَشْكُو الْهوى ضحكا) (لَا تعرضن لوردٍ فَوق وجنته ... فَإِنَّمَا نصبته عينه شركا) وَمِنْه فِي مُغنِي ثقيل الرمل المجزوء) أفسدت كأسك يَا أَحمَق كفيك وحسك قلت حقق مَا تغنيه فقد غيرت حسك (قَالَ غنيت ثقيلاً ... قلت قد غنيت نَفسك) وَمِنْه من الرمل (وجليس قد شنينا شخصه ... مذ عَرفْنَاهُ ملحاً مبرما) (ثقل الْوَطْأَة فِي زورته ... ثمَّ مَا ودع حَتَّى سلما) عكس قَول الآخر من الرمل (زائر نم عَلَيْهِ حسنه ... كَيفَ يخفي اللَّيْل بَدْرًا طلعا) (ركب الْأَهْوَال فِي زورته ... ثمَّ مَا سلم حَتَّى ودعا) ابْن الْأَخْضَر الإشبيلي عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مهْدي بن عمرَان أَبُو الْحسن ابْن الْأَخْضَر التنوخي الإشبيلي اللّغَوِيّ كَانَ مقدما فِي علم اللُّغَة والعربية وَالْأَدب أَخذ عَن الأعلم وَكَانَ مَوْصُوفا بِالدّينِ والذكاء والاتقان والثقة وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة فَخر الدّين مفتي نابلس عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور الْمَقْدِسِي فَخر الدّين مفتي نابلس كَانَ من الْعلمَاء الأتقياء أفتى نَحوا من

علي بن عبد الرحيم

أَرْبَعِينَ سنة وارتحل وَسمع من ابْن الجميزي وسبط السلَفِي وَابْن رواج ومحيي الدّين بن الْجَوْزِيّ وَكتب شمس الدّين عَنهُ وَهُوَ وَالِد مفتي نابلس عماد الدّين وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبع مائَة نور الدّين ابْن المغيزل عَليّ بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين ابْن المغيزل الْحَمَوِيّ الْكَاتِب خدم الْملك الْمَنْصُور بحماة كَاتب درج مُدَّة وَكَانَت لَهُ بحماة منزلَة ووجاهة فِي أَيَّام الْمَنْصُور وَهُوَ من نسل بَنَات الشَّيْخ شرف الدّين شيخ الشُّيُوخ بحماة وَحضر إِلَى دمشق أول سنة إِحْدَى وَسبع مائَة عِنْد توجه الْأَمِير سيف الدّين أسندمر إِلَى طرابلس نَائِبا فلازمه وَتوجه مَعَه فرتبه عوض نور الدّين ابْن رَوَاحَة كَاتب درج وَتقدم عِنْده أَقَامَ من بعض صفر إِلَى جُمَادَى الْآخِرَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بطرابلس سنة إِحْدَى وَسبع مائَة وأعيد ابْن رَوَاحَة إِلَى مَكَانَهُ) 3 - (عَليّ بن عبد الرَّحِيم) مهذب الدّين ابْن العصار عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن الْحسن بن عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم السّلمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن العصار بِالْعينِ وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ اللّغَوِيّ الرقي ورد بَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْعلم وَأقَام بالمطبق من دَار الْخلَافَة مولده سنة ثَمَان وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة معرفَة اللُّغَة والعربية قَرَأَ على أبي مَنْصُور ابْن الجواليقي ولازمه حَتَّى برع فِي فنه وَسمع من أَحْمد بن عبد الله بن كادش وَالْقَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي قَاضِي المارستان وَأبي الْوَقْت السجْزِي وَغَيرهم وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْبَقَاء العكبري الضَّرِير وَكَانَ تَاجِرًا مُوسِرًا ضابطاً ممسكاً سَافر الْكثير إِلَى الديار المصرية وَأخذ عَن أَهلهَا وروى عَنْهُم وخطه مَرْغُوب فِيهِ متنافس فِي تَحْصِيله وَكَانَ عَارِفًا بديوان المتنبي علما

وَرِوَايَة قَرَأَهُ عَلَيْهِ جمع كَبِير بالعراق وَالشَّام ومصر وَلم يكن فِي النَّحْو مثل اللُّغَة وَاجْتمعَ فِي مصر بِابْن بري وَابْن الْخلال الْكَاتِب عَلَاء الدّين ابْن شِيث الأسنائي عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن إِسْحَق أَبُو الْحسن عَلَاء الدّين أَخُو كَمَال الدّين إِبْرَاهِيم بن شِيث تقدم ذكر أَبِيه وأخيه وَكَانَ أكبر من أَخِيه حدث بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وست مائَة وَسمع من أبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقطيعِي وَأبي المنجا ابْن الْمثنى بِبَغْدَاد وبدمشق من ابْن الحرستاني ابْن الْأَثِير الأرمنتي عَليّ بن عبد الرَّحِيم كَمَال الدّين ابْن الْأَثِير الأرمنتي فَقِيه شَافِعِيّ تولى قَضَاء أشموم الرُّمَّان والشرقية قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَخْبرنِي القَاضِي زين الدّين أَبُو الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن مُوسَى بن عبد الْخَالِق السفطي قَاضِي قوص قَالَ كَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد قد عزل نَفسه ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء فولاني بلبيس وَقَالَ لَا تعلم أحدا وتتوجه إِلَيْهَا عجلاً فتوجهت ثَانِي يَوْم الْولَايَة إِلَيْهَا وَلم يشْعر أحد فَلَمَّا جَلَست للْقَضَاء بلغ الْكَمَال الأرمنتي وَكَانَ قَاضِيا بهَا فَلم يصدق وَأرْسل إِلَى أَصْحَاب الشَّيْخ يسألهم فسألوا الشَّيْخ هَل) عَزله فَقَالَ مَا عزلته فَكَتَبُوا إِلَيْهِ فَأخذ فِي الحَدِيث فِي الحكم فَلَمَّا بلغ الشَّيْخ قَالَ أَنا مَا عزلته وَإِنَّمَا انْعَزل بعزلي وَلم أَوله وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسبع مائَة بِمصْر وَهُوَ من بَيت أَصَالَة ورئاسة بالصعيد وَكَانَ أَبوهُ حَاكما بِالْأَعْمَالِ القوصية ابْن مراجل عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن مراجل الصَّدْر عَلَاء الدّين الْحَمَوِيّ الأَصْل الْكَاتِب تصرف وَالِد شهَاب الدّين عبد الرَّحِيم كَاتبا فِي الْجِهَات بحلب ودمشق وَنَشَأ وَلَده عَلَاء الدّين وَقَرَأَ الْأَدَب عدَّة جِهَات من مشارفة وَنظر وباشر أخيراً اسْتِيفَاء النّظر بِدِمَشْق وَكَانَ فِيهِ مَعَ تسرعه فَضِيلَة توجه إِلَى مصر بعد السَّبع مائَة وَتَأَخر مقَامه بهَا شهوراً فَقَالَ من الْبَسِيط (أَقُول فِي مصر إِذْ طَال الْمقَام بهَا ... وساء من سوء ملقى أَهلهَا خلقي) (يَا أهل مصر أجِيبُوا فِي السُّؤَال عَسى ... يسكن الله مَا ألْقى من القلق) (هَل فِيكُم من يُرْجَى للنوال وَمن ... يلقى لوفد بِوَجْه ضَاحِك طلق)

(أم عنْدكُمْ لغريب فِي دِيَاركُمْ ... بَقِيَّة من ندى أَو عَارض غدق) (فَقيل ذَلِك مِمَّا لَيْسَ نعرفه ... وَإِنَّمَا سقينا يجْرِي على الملق) فَبلغ ذَلِك الصاحب تَاج الدّين ابْن حنا فَأرْسل طلبَهَا مِنْهُ فَزَاد عَلَاء الدّين ابْن مراجل يمدح الصاحب تَاج الدّين (لَكِن رَأَيْت بهَا مولى خلائقه ... أعاذها الله بالاخلاص والفلق) (السَّيِّد الصاحب الْمولى الْوَزير وَمن ... فاق الورى كلهم بالخلق والخلق) (تَاج الْمَعَالِي وتاج الدّين قد جمعت ... فِيهِ المكارم تَأتي مِنْهُ فِي نسق) (سترا على أهل مصر لم يزل أبدا ... مغطياً مِنْهُم للوم والحمق) (فالنيل من جود كفيه يفِيض بهَا ... كالسيل لكنه يُنجي من الْغَرق) فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا أرسل لَهُ شَيْئا لَهُ صُورَة وَتُوفِّي عَلَاء الدّين بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَسبع مائَة ابْن الْقطَّان عَليّ بن الرَّزَّاق بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن نصر الله بن حجاج الشَّيْخ عَلَاء الدّين أَبُو الْفَضَائِل العامري الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بَان الْقطَّان ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة تَقْرِيبًا وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وست مائَة سمع من البوصيري وَمُحَمّد بن عبد الله) اللبني ولي نظر الْأَوْقَاف بِمصْر وعدة ولايات وَهُوَ من بَيت حشمة وَتقدم روى عَنهُ الدمياطي الأرمنازي عَليّ بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الأرمنازي ولد سنة سبع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة توفّي رَحمَه الله سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَسمع الحَدِيث وَكَانَ شَاعِرًا توفّي بِدِمَشْق وَمن شعره من الطَّوِيل (أَلا إِن خير النَّاس بعد مُحَمَّد ... وَأَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَان) (أنَاس أَرَادَ الله إحْيَاء دينه ... بِحِفْظ الَّذِي يرْوى عَن الأول وَالثَّانِي) (أَقَامُوا حُدُود الشَّرْع بعد نَبِيّهم ... بِمَا أوضحوه من دَلِيل وبرهان) (وَسَارُوا مسير الشَّمْس فِي جمع علمه ... فأوطانهم أضحت لَهُم عزا وَكَانَ) (فلست ترى مَا بَينهم غير نَاطِق ... بتصحيح علم أَو تِلَاوَة قُرْآن) أَبُو الْحسن الشَّاعِر عَليّ بن عبد السَّيِّد أَبُو الْحسن الرئيس أديب شَاعِر روى

عَن أصبهدوست الديلمي وَأبي مَنْصُور ابْن الطّيب شَيْئا من شعرهما وروى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل وَأَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن محمويه اليزدي وَمن شعره من مجزوء الرمل (سقني يَا صَاح رَاحا ... فضياء الصُّبْح لاحا) (سقني رَاحا تريني ... كل مَحْظُور مُبَاحا) (بنت كرم خدروها ... ثمَّ زفوها سِفَاحًا) (خضبت أَيدي الندامى ... من سنا الكاس وشاحا) وَمِنْه من السَّرِيع (أَحْبَبْت ظَبْيًا أهيفاً أغيدا ... أمرض قلبِي بتجنيه) (قد قلت لما أَن بدا مُقبلا ... كغصن بَان فِي تثنيه) (لنسوة لاموا على حبه ... هَذَا الَّذِي لمتنني فِيهِ) قلت شعر جيد وَقد مر فِي تَرْجَمَة أيدمر السنائي شعر من هَذِه الْمَادَّة وَذَلِكَ أكمل ضِيَاء الدّين القوصي) عَليّ بن عبد الستار بن ظافر القوصي ضِيَاء الدّين أَبُو الْحسن نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ هَذَا الْفَقِيه ضِيَاء الدّين ابْن أُخْتِي جمع لَهُ بَين الْقرَاءَات السَّبع وَالْفِقْه مَعَ جودة الشّعْر اغتالته الْمنية فِي شبيبته مولده بقوص سنة تسعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة وَكتب إِلَيّ إِلَى حماة جَوَابا من الْبَسِيط (وافى كتابك فاستبشرت من فرحٍ ... وجال طرفِي فِيمَا فِيهِ من ملح) (وَكَانَ كالوصل بعد الهجر منزلَة ... أَو الرَّسُول بِمَا مول ومقترح) (ومازج الرّوح مني من لطافته ... تمازج الْخمر مَاء المزن فِي الْقدح) وَفِي أثْنَاء كِتَابه الْمَذْكُور من السَّرِيع (مَا زَالَ فضل الله مسترفداً ... بالسعي للداني مَعَ القَاضِي) (كَذَاك من معجز آيَاته ... أَن تجمع الطائع والعاصي)

علي بن عبد الصمد

3 - (عَليّ بن عبد الصَّمد) ابْن الرماح الْمُقْرِئ الشَّافِعِي عَليّ بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن مفرج الشَّيْخ عفيف الدّين ابْن الرماح الْمصْرِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي ولد سنة سبع وَخمسين وَخمْس مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وست مائَة سمع من السلَفِي وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الجيوش عَسَاكِر بن عَليّ وَالْإِمَام أبي الْجُود وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحُسَيْن يحيى بن عبد الله وتصدر للإقراء بالسيفية والمدرسة الْفَاضِلِيَّةِ مُدَّة وَحمل عَنهُ جمَاعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت الْقُرْآن كُله على النظام مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم التبريزي وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَهُ على ابْن الرماح وَلم يحدثني أحد عَنهُ وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان روى عَنهُ الزكي الْمُنْذِرِيّ وَكَانَ حسن السمت يحب الِانْفِرَاد مُقبلا على خويصة نَفسه منتصباً للإفادة رَاغِبًا فِي الإقراء اتَّصل بالسلطان مُدَّة وَلم يتَغَيَّر عَن طَرِيقه وعادته بدر الدّين ابْن الزَّاهِد عَليّ بن عبد الصَّمد بن عبد الْجَلِيل بن عبد الْملك الأديب بدر الدّين أَبُو الْحسن الرَّازِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الْمَعْرُوف بِابْن الزَّاهِد ولد بحارة الْخَاطِب سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وست مائَة نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ) أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ من الوافر (عجبت لمعشر فِي النَّاس سادوا ... فنالوا بالجهالة مَا أَرَادوا) (شربوا باللوم ذماً فاستفادوا ... أُلُوف المَال لَكِن مَا أفادوا) (فَمَا جادوا على حر وَلَكِن ... على العواد والقواد جادوا) 3 - (عَليّ بن عبد الْعَزِيز) قَاضِي بَغْدَاد الْجَزرِي عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْجَزرِي الشِّيرَازِيّ أَبُو

الْقَاسِم ابْن أبي الْحسن القَاضِي كَانَ وَالِده من أَعْيَان الْفُقَهَاء على مَذْهَب دَاوُد الظَّاهِرِيّ وَكَانَ قَاضِيا بِبَغْدَاد وَلما توفّي ولي وَلَده هَذَا الْقَضَاء بِبَغْدَاد يَوْم الِاثْنَيْنِ لليلة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَبَقِي مديدة قُم عزل وَولي نظر البيمارستان وَحدث عَن وَالِده وَأبي حَفْص عمر بن أَحْمد بن شاهين وَأبي الْحسن عَليّ بن عمر الْحَرْبِيّ السكرِي القَاضِي الْجِرْجَانِيّ الشَّافِعِي عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل القَاضِي أَبُو الْحسن الْجِرْجَانِيّ ولي الْقَضَاء بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى الرّيّ قَاضِي الْقُضَاة وَكَانَ من مفاخر جرجان وصنف تَارِيخا وَله فِي الْأَدَب الْيَد الطُّولى وشعره وبلاغته إِلَيْهِمَا الْمُنْتَهى وَله الوساطة بَين المتنبي وَأبي تَمام وَله تَفْسِير الْقُرْآن وَكَانَ حسن الْخط حسن السِّيرَة فِي الْقَضَاء شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَله قَالَ الصاحب بن عباد من الطَّوِيل (إِذا نَحن سلمنَا لَك الْعلم كُله ... فَدَعْنَا وهذي الْكتب نجني صدورها) (فأنهم لَا يرتضون مجيئنا ... بجزع إِذا نظمت أَنْت شذورها) وَكَانَ فِي صباه قد خلق الخضرفي قطع عرض الأَرْض وتدويخ بِلَاد الْعرَاق وَالشَّام وَفِيه يَقُول بعض أهل عصره من المتقارب (أيا قَاضِيا قد دنت كتبه ... وَأَن أَصبَحت دَاره شاحطه) (كتاب الوساطة فِي حسنه ... لعقد معاليك كالواسطه) وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (يَقُولُونَ لي فِيك انقباض وَإِنَّمَا ... رَأَوْا رجلا عَن موقف الذل أحجما) ) (أرى النَّاس من داناهم هان عِنْدهم ... وَمن أكرمته عزة النَّفس أكرما)

(وَمَا زلت منحازاً بعرضي جانباً ... من الذَّم أَعْتَد الصيانة مغنما) (إِذا قيل هَذَا مشرب قلت قد أرى ... وَلَكِن نفس الْحر تحْتَمل الظما) (وَمَا كل برق لَاحَ لي يسنفزني ... وَلَا كل أهل الأَرْض أرضاه منعما) (وَلم أقض حق الْعلم إِن كَانَ كلما ... بدا طمع صيرته لي سلما) (وَلم أبتذل فِي خدمَة الْعلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لَكِن لأخذما) (أأشقى بِهِ غرساً وأجنيه ذلة ... إِذا فاتباع الْجَهْل قد كَانَ أحزما) (وَلَو أَن أهل الْعلم صانوه صانهم ... وَلَو عظموه فِي النُّفُوس تَعَظُّمًا) (وَلَكِن أذالوه جهاراً ودنسوا ... محياه بالأطماع حَتَّى تجهما) وَمِنْه من السَّرِيع (أفدي الَّذِي قَالَ وَفِي كَفه ... مثل الَّذِي أشْرب من فِيهِ) (الْورْد قد أينع فِي وجنتي ... قلت فمي باللثم يجنيه) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَقَالُوا اضْطربَ فِي الأَرْض فالرزق وَاسع ... فَقلت وَلَكِن مطلب الرزق ضيق) (إِذا لم يكن فِي الأَرْض حر يُعِيننِي ... وَلم يَك لي كسب فَمن أَيْن أرزق) وَمِنْه من الطَّوِيل (أحب اسْمه من أَجله وسميه ... ويتبعه فِي كل أخلاقه قلبِي) (ويجتاز بالقوم العدى فأحبهم ... وَكلهمْ طاوي الضَّمِير على حَرْبِيّ) وَمِنْه من السَّرِيع (قد برح الشوق بمشتاقك ... فأوله أحسن أخلاقك) (لَا تجفه وارع لَهُ حَقه ... فَأَنَّهُ خَاتم عشاقك) وَمِنْه من السَّرِيع (أنثر على خدي من وردك ... أَو دع فمي يقطفه من خدك)

(إرحم قضيب البان وارفق بِهِ ... قد خفت أَن ينْقد من قدك) (وَقل لعينيك بنفسي هما ... يخففان السقم عَن عَبدك) ) وَمِنْه فِي حسن التَّخَلُّص من الْكَامِل (أوما أنثنيت عَن الْوَدَاع بلوعةٍ ... مَلَأت حشاك صبَابَة وغليلا) (ومدامع تجْرِي فتحسب أَن فِي ... آماقهن بنان إسماعيلا) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَلما تداعت للغروب شموسهم ... وقمنا لتوديع الْفَرِيق الْمغرب) (تلقين أَطْرَاف السجوف بمشرق ... لَهُنَّ وأعطاف الحرور بمغرب) (فَمَا سرن إِلَّا بَين دمع مضيع ... وَلَا قمن إِلَّا بَين قلب معذب) وَمِنْه من الْبَسِيط (بِجَانِب الكرخ من بغداذ لي سكن ... لَوْلَا التجمل لم أَنْفك أندبه) (وَصَاحب مَا صَحِبت الدَّهْر مذ بَعدت ... دياره وَأرَانِي لست أَصْحَبهُ) (فِي كل يَوْم لعَيْنِي مَا يؤرقها ... من ذكره ولقلبي مَا يعذبه) (مَا زَالَ يبعدني عَنهُ وَأتبعهُ ... وَيسْتَمر على ظلمي وأعتبه) (حَتَّى أوت لي النَّوَى من طول جفوته ... وسهلت لي سَبِيلا كنت أرهبه) (وَمَا البعاد دهاني بل تباعده ... وَلَا الْفِرَاق شجاني بل تجنبه) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَفَارَقت حَتَّى لَا أسر بِمن دنا ... مَخَافَة نأي أَو جذر صدود) (فقد جعلت نَفسِي تَقول لمقلتي ... وَقد قربوا خوف التباعد جودي) (فَلَيْسَ قَرِيبا من يخَاف بعاده ... وَلَا من يُرْجَى قربه بِبَعِيد) وَمِنْه من المنسرح (بِاللَّه فض العقيق عَن برد ... يروي أقاحيه من مدام فَمه) (وامسح غوالي العذار عَن قمر ... يقصر بالورد خد ملتثمه) (قل السقام الَّذِي بناظره ... دَعه واشرك حشاي فِي سقمه) (كل غرام تخَاف فتنته ... فَبين ألحاظه ومبتسمه)

الفكيك الْحلَبِي عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْحسن الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالفكيك قَالَ أَبُو الصَّلْت حَدثنِي عبد الْجَبَّار) بن حمديس قَالَ رَأَيْت أَبَا الْحسن الفكيك بَين يَدي الْمُعْتَمد بن عباد وَهُوَ ينشده من قصيدة من المتقارب (وَأَنت سُلَيْمَان فِي ملكه ... كَمَا أَنا قدامك الهدهد) وَيسْجد ثمَّ يُعِيد وَيسْجد فعل ذَلِك مرَارًا فَضَحِك الْمُعْتَمد وَأمر لَهُ بجائزة سنية وَالْأَصْل فِي هَذَا قَول ابْن حجاج فِي عضد الدولة (كَأَن سُلَيْمَان فَوق السرير ... يخاطبني وَأَنا الهدهد) وَقَالَ الثعالبي إِن البديع الهمذاني دخل مَعَ أَبِيه وَهُوَ صَغِير على الصاحب بن عباد فَجعل يسْجد مرَارًا فَقَالَ لَهُ الصاحب يَا بني أقعد لم تسْجد كَأَنَّك هدهد وَقَالَ الفكيك أَيْضا فِي المقتدر من مُلُوك الأندلس من المتقارب (لعزك ذلت مُلُوك الْبشر ... وعفرت تيجانهم فِي العفر) (وأصبحت أخطرهم بالقنا ... وأركبهم لجواد الْخطر) (سهرت وناموا عَن المأثرات ... فَمَا لَهُم فِي الْمَعَالِي أثر) (وجليت من حَيْثُ صلى الْمُلُوك ... فَكل بذيل المنى قد عثر) (بدور تجرد سيف الندى ... وتغمده فِي رُؤُوس الْبَدْر) (وَأَنْتُم مُلُوك إِذا سافروا ... أظلتهم من قناهم شجر) وَقَالَ أَيْضا من الْبَسِيط (غنى حسامك فِي أرجاء قرطبة ... صَوتا أباد العدى والنفع معتكر) (حَيْثُ الدِّمَاء مدام والقنا زهر ... وَالْقَوْم صرعى بكأس الحتف قد سَكِرُوا) وَكتب لبَعض الإسكندريين من الطَّوِيل (أَبَا جَعْفَر أنفذت أطلب عمَّة ... أَفَاضَ عَلَيْهَا الدَّهْر رونق حسنه) (كرقة دين البابلي ولونها ... كمطبخه المبيض فِي طول قرنه) (فأنفذتها بالضد فِي لون عرضه ... وهمته قصراً وَفِي سلك ذهنه) (وفصاً من الْيَاقُوت أَحْمَر ناصعاً ... كأخوته بردا وَفِي ثقل آبنه)

(فأنفذت لي فصاً كخفة عقله ... وسخنة عين قلبت تَحت جفْنه) (قصدت خلافي فِي جَمِيع مآربي ... فأنشرت ميت السخط من بعد دَفنه) ) (فَلَو قلت قبل رَأسه وبنانه ... خريت اعْتِمَاد الْخلف فِي جَوف ذقنه) أَبُو الْحسن الْبَغَوِيّ عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن الْمَرْزُبَان بن سَابُور أَبُو الْحسن الْجَوْهَرِي الْبَغَوِيّ عَم أبي الْقَاسِم نزيل مَكَّة صَاحب أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام روى عَنهُ غَرِيب الحَدِيث وَكتاب الْحيض وَكتاب الطّهُور وَغير ذَلِك وَحدث عَن أبي نعيم وحجاج بن الْمنْهَال وَمُحَمّد بن كثير الْعَبْدي وَسليمَان بن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ والقعنبي وَعَاصِم بن عَليّ وَغَيرهم وصنف الْمسند وَحدث عَنهُ ابْن أُخْته عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ ودعلج السجْزِي وَسليمَان بن أَحْمد الطَّبَرَانِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة مَأْمُون توفّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ سمع مِنْهُ أُمَم من المشارقة والمغاربة وَلم يكن حجَّة ابْن حَاجِب النُّعْمَان الْكَاتِب عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن إِبْرَاهِيم بن بَيَان بن حَاجِب النُّعْمَان أَبُو الْحسن كَانَ من الفصحاء البلغاء صنف كتبا وَأَنْشَأَ رسائل وَله ديوَان شعر وَكَانَ أَبوهُ يكْتب لأبي مُحَمَّد المهلبي وَزِير معز الدولة وَكتب أَبُو الْحسن للطائع ثمَّ للقادر وخوطب برئيس الرؤساء ولد سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين

وَأَرْبع مائَة وَولي ابْنه أَبُو الْفضل مَكَانَهُ فَلم يسده فعزل بعد أشهر أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحِيم اللّغَوِيّ ابْن العصار قصيدة أَولهَا من الْبَسِيط (يَا صَاحِبي ألما بِي على الدمن ... كَيْمَا نسائلها عَن أَهلهَا الظعن) (وَهل تجيب وَقد عفى مرابعها ... عصف الرِّيَاح وَصوب الْعَارِض الهتن) (لَا تنظر الْعين إِلَّا من نواغقها ... فِينَا ينوح بِشَتٍّ الشمل فِي فنن) (أَو سرب عين رباع فَوق دمنتها ... مَوَاضِع الخفرات الْبيض فِي الدمن) (وَرب عَيْش غرير قد قطعت بهَا ... خلوا من الْهم فِي أَمن من الْحزن) (بِكُل بَيْضَاء تبدي فِي ذوائبها ... ووجهها الشَّمْس والظلماء فِي قرن) (تبدو كبدر الدجا يفتر عَن دررٍ ... تبدو كظبي المها تهتز كالغصن) ) قلت شعر متوسط وَدَعوى أَن الناغق وَهُوَ الْغُرَاب ينوح فِي الفنن دَعْوَى بَاطِلَة لِأَن الغرباء لَيست من طيور الأفنان وَإِضَافَة الظبي إِلَى المها إِضَافَة بعيدَة تَقِيّ الدّين ابْن المغربي الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن جَابر الْفَقِيه الأديب البارع تَقِيّ الدّين ابْن المغربي الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر اعتنى الْفَقِيه قوام الدّين الْحَنَفِيّ يجمع ديوانه توفّي ابْن المغربي فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة لَهُ القصيدة الْمَشْهُورَة الَّتِي أَولهَا من مجزوء الرجز (يَا دبدبه تدبدبي ... أَنا عَليّ بن المغربي) (تأدبي وَيحك فِي ... حق أَمِير الْعَرَب) (وَأَنت يَا بوقاته ... تألفي تركبي) (وابتدري وهدري ... ونقري وطربي) وَهِي قصيدة طَوِيلَة تنيف على الْمِائَتَيْنِ وَقد سقتها كَامِلَة فِي الْجُزْء التَّاسِع وَالْعِشْرين من التَّذْكِرَة وَمن شعره فِي أسود كَانَ يُحِبهُ من مجزوء الرمل (قل لمن أنكر وجدي ... بلطيف الْقد أغيد)

علي بن عبد الغني

(إِن يكن هندي أصل ... فَهُوَ من وصف المهند) (وَهُوَ حظي من زماني ... فَلهَذَا صَار أسود) وَمِنْه وَقد وَقع من سطح دَار من المنسرح (أشكر رَبِّي فشكره فرض ... وَقعت فاستقبلتني الأَرْض) (خاطرت لما ارْتَفَعت فِي عَبث ... وَذَاكَ رفع من شَأْنه الْخَفْض) (فاعجب لجسمي وَثقل أعظمه ... إِذا لم يصبهَا كسر وَلَا رض) (خفَّة رَأْسِي لَا شكّ قد نَفَعت ... وَالْبَعْض يحظى بنفعه الْبَعْض) وَلابْن المغربي هَذَا الرسَالَة الْمَعْرُوفَة بالنيرين سلك فِيهَا مَسْلَك الوهراني وَهِي رِسَالَة حَسَنَة أودعتها الْجُزْء الثَّالِث وَالْعِشْرين من التَّذْكِرَة تَقِيّ الدّين الْمُقْرِئ الإربلي عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن الإربلي شيخ الْقُرَّاء بالعراق كَانَ مُقيما بدار الْقُرْآن الَّتِي أَنْشَأَهَا بهاء الدّين الدنبلي بدار الْخلَافَة كَانَ فَاضلا خيرا كثير الرِّوَايَة خرج) لَهُ جمال الدّين القلانسي عوالي مسموعاته ومروياته وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ ولد سنة عشر وست مائَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست مائَة وَدفن بِقرب بشر الحافي ابْن السكرِي عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْخَطِيب عماد الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين ابْن السكرِي درس بِالْمَدْرَسَةِ الْمَعْرُوفَة بمنازل الْعِزّ بِمصْر وَأرْسل إِلَى ملك التتار سنة ثَلَاث وَسبع مائَة وَعَاد فِي شهور سنة أَربع وَأحسن السفارة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَوَاخِر صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة وَأَظنهُ كَانَ مفتي دَار الْعدْل 3 - (عَليّ بن عبد الْغَنِيّ) الحصري الْمُقْرِئ المغربي عَليّ بن عبد الْغَنِيّ أَبُو الْحسن الفِهري الْمُقْرِئ

الحصري الشَّاعِر الضَّرِير أَقرَأ النَّاس بسبته وَغَيرهَا لَهُ قصيدة مايتا بَيت وَتِسْعَة أَبْيَات نظمها فِي قِرَاءَة نَافِع توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة قَالَ ابْن خلكان هُوَ ابْن خَالَة أبي إِسْحَق إِبْرَاهِيم الحصري صَاحب زهر الْآدَاب بعث الْمُعْتَمد بن عباد إِلَى أبي الْعَرَب مُصعب بن مُحَمَّد بن صَالح الزبيرِي الصّقليّ الشَّاعِر خمس مائَة دِينَار وإلي أبي الْحسن الحصري هَذَا مثلهَا وَأَمرهمَا بالمصير إِلَيْهِ فَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْعَرَب من الْبَسِيط (لَا تعجبن لرأسي كَيفَ شَاب أسى ... وأعجب لأسود عَيْني كَيفَ لم يشب) (الْبَحْر للروم لَا تجْرِي السفين بِهِ ... إِلَّا على غرر وَالْبر للْعَرَب) وَكتب إِلَيْهِ الحصري من الْبَسِيط (أَمرتنِي بركوب الْبَحْر أقطعه ... غَيْرِي لَك الْخَيْر فاخصصه بذا الدَّاء) (مَا أَنْت نوح فتنجيني سفينته ... وَلَا الْمَسِيح أَنا أَمْشِي على المَاء) وَمن شعره الحصري من الوافر (أَقُول لَهُ وَقد حَيا بكأس ... لَهَا من مسك ريقته ختام) (أَمن خديك تعصر قَالَ كلا ... مَتى عصرت من الْورْد المدام) وَمن شعره من المتقارب (وَلما تمايل من سكره ... ونام دببت لأعجازه) ) (فَقَالَ وَمن ذَا فجاوبته ... عَم يسْتَدلّ بعكازه) وَمِنْه من الوافر (وَقَالُوا قد عميت فَقلت كلا ... وَإِنِّي الْيَوْم أبْصر من بَصِير) (سَواد الْعين زَاد سَواد قلبِي ... ليجتمعا على فهم الْأُمُور) وَلما كَانَ الحصري مُقيما بطنجة أرسل غُلَامه إِلَى الْمُعْتَمد بن عباد والمغاربة يسمون إشبيلية حمص فَأَبْطَأَ عَنهُ وبلغه أَن الْمُعْتَمد لم يحتفل بِهِ فَقَالَ من الرمل المجزوء (نبه الركب الهجوعا ... وَلم الدَّهْر الفجوعا)

علي بن عبد الكافي

(حمص الْجنَّة قَالَت ... لغلامي لَا رُجُوعا) (رحم الله غلامي ... مَاتَ فِي الْجنَّة جوعا) ومدح بعض الْمُلُوك فأبطأت جائزته وَأَرَادَ السّفر فَدخل عَلَيْهِ وأنشده من مخلع الْبَسِيط (محبتي تَقْتَضِي مقَامي ... وحالتي تَقْتَضِي الرحيلا) (هَذَانِ خصمان لست أَقْْضِي ... بَينهمَا خوف أَن أميلا) (وَلَا يزَالَانِ فِي خصام ... حَتَّى ترى رَأْيك الجميلا) وللحصري القصيدة الْمَشْهُورَة وَهِي من المتدارك (يَا ليل الصب مَتى غده ... أقيام السَّاعَة موعده) (رقد السمار فَأَرقهُ ... أَسف للبين يردده) عَلَاء الدّين ابْن تَيْمِية عَليّ بن عبد الْغَنِيّ الْفَقِيه المعمر الْعدْل عَلَاء الدّين ابْن تَيْمِية ابْن خطيب حران ومفتيها الشَّيْخ مجد الدّين كَانَ أَبُو الْحسن عَلَاء الدّين شروطياً بِمصْر روى عَن الْمُوفق عبد اللَّطِيف وَابْن روزبة وَكَانَ شَاهدا عَاقِلا عدلا مرضياً ولد سنة تسع عشرَة وست مائَة بحران وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبع مائَة حمل عَنهُ المصريون ابْن آسه الفرضي عَليّ بن عبد القاهر بن الْخضر بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الفرضي الْمَعْرُوف بِابْن آسه بِأَلف ممدودة وسين مُهْملَة وَبعدهَا هَاء الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على أبي حَكِيم عبد الله بن إِبْرَاهِيم الخبري وَأبي الْفضل عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم الهمذاني وبرع فيهمَا وَسمع من القَاضِي) أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن المُهتدي وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَغَيرهم وَكَانَ شَيخا صَالحا مولده سنة خمس وَأَرْبَعين مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (عَليّ بن عبد الْكَافِي) نجم الدّين الشَّافِعِي عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عبد الْملك بن عبد الْكَافِي الْفَقِيه الْحَافِظ نجم الدّين أَبُو الْحسن ابْن الْخَطِيب الإِمَام جمال الدّين ابْن الربعِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سمع ابْن عبد الدايم وَغَيره وَكتب العالي والنازل وَكَانَ شَابًّا ذكياً فهما كثير الإفادة جيد التَّحْصِيل وَكَانَ مليح الْكِتَابَة سريع الْقَلَم توفّي شَابًّا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة وأجزاؤه مَوْقُوفَة بالنورية بِدِمَشْق

قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن مسوار بن سوار بن سليم الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْعَامِل الْوَرع الناسك الفريد البارع الْمُحَقق المدقق المفنن الْمُفَسّر الْمُقْرِئ الْمُحدث الأصولي الْفَقِيه المنطقي الخلافي النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الأديب الْحَافِظ أوحد الْمُجْتَهدين سيف المناظرين فريد الْمُتَكَلِّمين شيخ الْإِسْلَام حبر الْأمة قدوة الْأَئِمَّة حجَّة الْفُضَلَاء قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمصْرِيّ السُّبْكِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ الْحَاكِم بِالشَّام أما التَّفْسِير فيا إمْسَاك ابْن عَطِيَّة وَوُقُوع الرَّازِيّ مَعَه فِي رزية وَأما الْقرَاءَات فيا بعد الداني وبخل السخاوي بإتقان السَّبع المثاني وَأما الحَدِيث فيا هزيمَة ابْن عَسَاكِر وعي الْخَطِيب لما أَن يذاكر وَأما الْأُصُول فيا كلال حد السَّيْف وعظمة فَخر الدّين كَيفَ تحيفها الحيف وَأما الْفِقْه فيا وُقُوع الْجُوَيْنِيّ فِي أول مهلك من نِهَايَة الْمطلب وجر الرَّافِعِيّ إِلَى الْكسر بعد انتصاب علمه الْمَذْهَب وَأما الْمنطق فيا إدبار دبيران وقذى عَيْنَيْهِ وانبهار الْأَبْهَرِيّ وغطاء كشفه بِيَمِينِهِ وَأما الْخلاف فيا نسف جبال النَّسَفِيّ وعمى العميدي فَإِن إرشاده خَفِي وَأما النَّحْو فالفارسي ترجل يطْلب إعظامه والزجاجي تكسر جمعه وَمَا فَازَ بالسلامة وَأما اللُّغَة فالجوهري مَا لصحاحه قيمَة والأزهري أظلمت لياليه الْبَهِيمَة وَأما الأديب فَصَاحب الذَّخِيرَة استعطى وَوَاضِع الْيَتِيمَة تَركهَا وَذهب إِلَى أَهله يتمطى وَأما الْحِفْظ فَمَا سد السلَفِي خلة ثغره وَكسر قلب الْجَوْزِيّ لما أكل الْحزن لبه وَخرج) من قشره هَذَا إِلَى إتقان فنون يطول سردها وَيشْهد الامتحان أَنه فِي الْمَجْمُوع فَردهَا وإطلاع على معارف أخر وفوائد مَتى تكلم فِيهَا قلت بَحر زخر إِذا مَشى النَّاس فِي رقراق علم كَانَ هُوَ خائض اللجة وَإِذا خبط الْأَنَام عشواء سَار هُوَ فِي بَيَاض الْمحبَّة من الْكَامِل (عمل الزَّمَان حِسَاب كل فَضِيلَة ... جمَاعَة كَانَت لتِلْك محركه)

(فَرَآهُمْ مُتَفَرّقين على المدى ... فِي كل فن وَاحِد قد أدْركهُ) (فَأتى بِهِ من بعدهمْ فَأتى بِمَا ... جاؤوا بِهِ جمعا فَكَانَ الفذلكه) وتصانيفه تشهد لي بِمَا ادعيت وتؤيد مَا أتيت بِهِ وَرويت فدونك وَإِيَّاهَا ورشف كؤوس حمياها وَتَنَاول نجومها إِن وصلت إِلَى ثرياها ولد أول يَوْم من صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن الْعَظِيم بالسبع واشتغل بالتفسير والْحَدِيث وَالْفِقْه والأصولين والنحو والمنطق وَالْخلاف العميدي والفرائض وَشَيْء من الْجَبْر والمقابلة وَنظر فِي الْحِكْمَة وَشَيْء من الهندسة والهيئة وَشَيْء يسير من الطِّبّ وتلقى كل مَا أَخذه من ذَلِك عَن أَكثر أَهله مِمَّن أدْركهُ من الْعلمَاء الأفاضل فَمن مشاهير شُيُوخه فِي الْقرَاءَات تَقِيّ الدّين الصَّائِغ وَفِي التَّفْسِير علم الدّين الْعِرَاقِيّ وَفِي الحَدِيث الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي وَبِه تخرج فِي الحَدِيث وَأخذ بَاقِي الْعُلُوم عَن جمَاعَة غَيرهم فالفقه أَخذه عَن الإِمَام نجم الدّين ابْن الرفعه وَالْأُصُول أَخذهَا عَن عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ والنحو عَن الْعَلامَة أثير الدّين أبي حَيَّان وَغير ذَلِك عَن غَيرهم ورحل فِي طلب الحَدِيث إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَالشَّام فَمن مشاهير أشياخه فِي الرِّوَايَة ابْن الصَّواف وَابْن جمَاعَة والدمياطي وَابْن الْقيم وَابْن عبد الْمُنعم وَزَيْنَب هَؤُلَاءِ بِمصْر والإسكندرية وَالَّذين بِالشَّام ابْن الموازيني وَابْن مشرف والمطعم وَغَيرهم وَالَّذين بالحجاز رَضِي الدّين إِمَام الْمقَام وَغَيره وصنف كثيرا إِلَى الْغَايَة من ذَلِك الدّر النظيم فِي تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم عمل مِنْهُ مجلدين وَنصفا وتكملة الْمَجْمُوع فِي شرح الْمُهَذّب وَلم يكمل والابتهاج فِي شرح الْمِنْهَاج فِي الْفِقْه بلغ فِيهِ يؤمئذ وَالتَّحْقِيق فِي مَسْأَلَة التَّعْلِيق ردا على الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فِي الطَّلَاق وَكَانَ النَّاس قد عمِلُوا عَلَيْهِ ردوداً ووقف عَلَيْهَا فَمَا أثنى على شيءٍ مِنْهَا غير هَذَا وَقَالَ هَذَا رد فَقِيه وَكتاب شِفَاء السقام فِي زِيَارَة خير الْأَنَام ردا عَلَيْهِ أَيْضا فِي إِنْكَاره سفر الزِّيَارَة وقرأته عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع) وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة من أَوله إِلَى آخِره وكتبت عَلَيْهِ طبقَة جَاءَ مِمَّا فِيهَا نظماً من المتقارب (لقَوْل ابْن تَيْمِية زخرف ... أَتَى فِي زِيَارَة خير الْأَنَام) (فَجَاءَت نفوس الورى تَشْتَكِي ... إِلَى خير حبر وأزكى إِمَام) (فصنف هَذَا وداواهم ... فَكَانَ يَقِينا شِفَاء السقام)

وَرفع الشقاق فِي مَسْأَلَة الطَّلَاق والرياض الأنيقة فِي قسْمَة الحديقة ومنبه الباحث فِي حكم دين الْوَارِث ولمعة الْإِشْرَاق فِي أَمْثِلَة الِاشْتِقَاق وإبراز الحكم من حَدِيث رفع الْقَلَم وإحياء النُّفُوس فِي حِكْمَة وضع الدُّرُوس وكشف القناع فِي إِفَادَة لَو للامتناع وضوء المصابيح فِي صَلَاة التَّرَاوِيح وَمَسْأَلَة كل وَمَا عَلَيْهِ تدل وَمَسْأَلَة ضع وتعجل لما وقف عَلَيْهَا الْفَاضِل سراج الدّين عبد اللَّطِيف ابْن الكويك كتب عَلَيْهَا ونقلته من خطه من الْكَامِل (لله در مسَائِل هذبتها ... ونفيت خلفا عد خلفا نَقله) (وحللت إِذْ قيدت بالشرطين مَا ... أعيى على الْعلمَاء قبلك حلّه) (فعلا على الشَّرْطَيْنِ قدرك صاعداً ... أوج الْعُلُوم وَفَوق ذَاك مَحَله) والرسالة العلائية والتحبير الْمَذْهَب فِي تَحْرِير الْمَذْهَب وَالْقَوْل الموعب فِي الْقَضَاء بِالْمُوجبِ ومناسك أولى ومناسك أُخْرَى وَبيع الْمَرْهُون فِي غيبَة الدُّيُون وَبَيَان الرَّبْط فِي اعْتِرَاض الشَّرْط على الشَّرْط وَنور الرّبيع من كتاب الرّبيع والرقم الأبريزي فِي شرح التبريزي وعقود الجمان فِي عُقُود الرَّهْن وَالضَّمان وطليعة الْفَتْح والنصر فِي صَلَاة الْخَوْف وَالْقصر وَالسيف المسلول على من سبّ الرَّسُول والسهم الصائب فِي بيع دين الْغَائِب وَفصل الْمقَال فِي هَدَايَا الْعمَّال وَالدّلَالَة على عُمُوم الرسَالَة والتهدي إِلَى معنى التَّعَدِّي والنقول البديعة فِي أَحْكَام الْوَدِيعَة وكشف الْغُمَّة فِي مِيرَاث أهل الذِّمَّة والطوالع المشرقة فِي الْوُقُوف على طبقَة بعد طبقَة وَحسن الصنيعة فِي حكم الْوَدِيعَة وأجوبة أهل طرابلس وتلخيص التلخيض وتاليه والابهاج فِي شرح الْمِنْهَاج فِي الْأُصُول وَرفع الْحَاجِب فِي شرح ابْن الْحَاجِب فِي الْأُصُول وَالْقِرَاءَة خلف الإِمَام وَالرَّدّ على الشَّيْخ زين الدّين ابْن الكتاني وكشف اللّبْس فِي الْمسَائِل الْخمس وَمُنْتَخب طَبَقَات الْفُقَهَاء وقطف النُّور فِي دراية الدّور والغيث المغدق فِي مِيرَاث ابْن الْمُعْتق وتسريح النَّاظر فِي انعزال النَّاظر والملتقط فِي النّظر الْمُشْتَرك وَغير ذَلِك) وَمن مسموعاته الحديثية الْكتب السِّتَّة والسيرة النَّبَوِيَّة وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ ومعجم الطَّبَرَانِيّ وَحلية الْأَوْلِيَاء ومسند الطَّيَالِسِيّ ومسند الْحَارِث بن أُسَامَة ومسند الدَّارمِيّ ومسند عبد ومسند الْعَدنِي ومسند الشَّافِعِي وَسنَن الشَّافِعِي وَاخْتِلَاف الحَدِيث للشَّافِعِيّ ورسالة الشَّافِعِي ومعجم ابْن الْمُقْرِئ ومختصر مُسلم ومسند أبي يعلى والشفاء للْقَاضِي عِيَاض ورسالة الْقشيرِي ومعجم الْإِسْمَاعِيلِيّ والسيرة للدمياطي وموطأ يحيى بن يحيى وموطأ القعْنبِي وموطأ ابْن بكير والناسخ والمنسوخ للحازمي وَأَسْبَاب النُّزُول لِلْوَاحِدِيِّ وَأكْثر

مُسْند أَحْمد وَمن الْأَجْزَاء شَيْء كثير وَلَقَد شاهدت مِنْهُ أموراً مَا أكاد أَقْْضِي الْعجب مِنْهَا من تدقيق وَتَحْقِيق ومشاحة فِي أَلْفَاظ المصنفين وَمَا ينظر فِيهِ من أَقْوَال الْفُقَهَاء وَغَيرهم وَالَّذِي أَقُول فِيهِ إِنَّه أَي مَسْأَلَة أَخذهَا وَأَرَادَ أَن يملي فِيهَا منصنفاً فعل وَلم أر من اجْتمعت فِيهِ شُرُوط الِاجْتِهَاد غَيره نعم والعلامة ابْن تَيْمِية إِلَّا أَن هَذَا أدق نظرا وَأكْثر تَحْقِيقا وأقعد بطرِيق كل فن تكلم فِيهِ وَمَا فِي أشياخه مثله وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين الجابي الدوادار لَا يكَاد يُفَارِقهُ ويبيت عِنْده فِي القلعة ليَالِي وَيُقِيم أَيَّامًا وَلما توفّي قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي بِالشَّام جَاءَ الْخَبَر وَنحن بِالْقَاهِرَةِ فِي خدمَة الْأَمِير سيف الدّين تنكز سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَطلب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين ابْن جمَاعَة وَطَلَبه وَطلب الشَّيْخ شمس الدّين ابْن عَدْلَانِ فَلَمَّا حَضَرُوا قَالَ لَهُ يَا شيخ تَقِيّ الدّين قد وليتك قَضَاء الْقُضَاة بِالشَّام وألبس تشريفه وَخرج صُحْبَة نَائِب الشَّام وَكنت فِي خدمته فِي الطَّرِيق فالتقطت الْفَوَائِد وجمعت الفرائد وسهلت بسؤاله مَا كَانَ عِنْدِي من الغوامض الشدائد ووددت أَن النَّوَى لم تلق لَهَا عَصا وَأَن اليعملات فِي كل هاجرة تَنْفِي يداها الْحَصَى من الْبَسِيط (يود أَن ظلام اللَّيْل دَامَ لَهُ ... وَزيد فِيهِ سَواد الْقلب وَالْبَصَر) وباشر الْقَضَاء بصلف زَاد وَمَشى مَا حَال عَن جادة الْحق وَلَا حاد منزه النَّفس عَن الحطام منقاداً إِلَى الزّهْد بِخِطَام مُقبلا على شَأْنه فِي الْعلم وَالْعَمَل منصرفاً إِلَى تَحْصِيل السَّعَادَة الأبدية فَمَا لَهُ فِي غَيرهَا أمل ناهيك بِهِ من قَاض حكمه فِي هَذَا الأقليم متصرف الْأَوَامِر وَحَدِيثه فِي الْعِفَّة عَن الْأَمْوَال علالة السامر لَيْسَ فِي بَابه من يَقُول لخصم هَات وَلَا من يجمجم الْحق أَو يموه بالترهاب وَمَات الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله وَهُوَ يعظمه ويختار) أكبر الْجَوْهَر للثناء عَلَيْهِ وينظمه من الْبَسِيط (أثنى عَلَيْك بِأَنِّي لم أخف أحدا ... يلحى عَلَيْك وماذا يزْعم اللاحي) (مهذب تشرق الدُّنْيَا بطلعته ... عَن أَبيض مثل نصل السَّيْف وضاح) طلبت مِنْهُ ذكر شَيْء من حَاله ومولده وتصانيفه لأستعين بذلك على هَذِه التَّرْجَمَة فَكتب مسموعاته وأشياخه ومصنفاته وَلم يكْتب شَيْئا من نظمه فَكتبت إِلَيْهِ من السَّرِيع (مولَايَ يَا قَاضِي الْقُضَاة الَّذِي ... أبوابه من دَهْرنَا حرز) (أفدتني تَرْجَمَة لم تزل ... بِحسن أقمار الدجى تهزو) (لبست مِنْهَا حلَّة وشيها ... أعوزه من نظمك الطرز)

فَكتب الْجَواب من السَّرِيع (لله مولى فَضله باهر ... من كل علم عِنْده كنز) (يَا وَاحِد الدَّهْر قد علا ... مِنْهُ على هام الورى الغرز) (تَسْأَلنِي النّظم وَمن لي بِهِ ... وَعِنْدِي التَّقْصِير وَالْعجز) (قبل الدَّاعِي طرساً ... قد سما نورا ونفسا) جمع أفانين الْعُلُوم فِي شبه الوشي المرقوم مَا بَين خطّ أذا رمقته الْعُيُون قَالَت هَذَا خطّ ابْن مقلة ونظم لَا يُطيق حبيب أَن يُنكر فَضله ونثر يرى عبد الرَّحِيم عَلَيْهِ طوله صدر عَمَّن توقل ذرْوَة البلاغة وسنامها وامتطى غاربها وَملك زمانها وكملها من كل علمٍ بأكمل نصيب ضَارِبًا فِيهِ بِالسَّهْمِ الْمُصِيب مشمراً فِيهِ عَن سَاق الْجد وَالِاجْتِهَاد متوقداً ذكاءً مَعَ ارتياض وارتياد إِلَى من هُوَ عَن ذَلِك كُله بمعزل وَمن قعد بِهِ قصوره إِلَى حضيض منزل يطْلب مِنْهُ شَيْئا مِمَّا نظم ولعمري لقد استسمن ذَا ورم وَمن أَيْن لي النّظم والرسائل إِلَّا بنغبة من الْمسَائِل على تبلد خاطر وكلال قريحة وتقسم فكر بَين أُمُور سقيمة وصحيحة فَأبى لمثلي شعر وَلَا شُعُور أَو يكون لي منظوم ومنثور غير أَنِّي مَضَت لي أَوْقَات استخفني فِيهَا إِمَّا محبَّة التَّشَبُّه بِأَهْل الْأَدَب وَإِمَّا ذُهُول عَمَّا يحذرهُ الْعُقَلَاء من العطب وَإِمَّا حَالَة تعرض للنَّفس فتنضح بِمَا فِيهَا وَأَقُول دعها تبلغ من أمانيها فنظمت مَا يستحى من ذكره وَيسْتَحق أَن يُبَالغ فِي ستره وَلَكِنَّك أَنْت الحبيب الَّذِي لَا يستر عَنهُ معيب أذكر لَك مِنْهُ حسب مَا أمرت نبذاً وأقطع لَك مِنْهُ فَلِذَا فَمن ذَلِك فِي سنة سِتّ وَسبع) مائَة من الْبَسِيط (ترى الصاب وزمان اللَّهْو يرجع لي ... أم هَل يداوى عليل الْأَعْين النجل) (أم هَل يجود بوصل من يضن بِهِ ... على معنى صريع الهدب ومقل) وَمن ذَلِك سنة أَربع عشرَة يرثي الْبَاجِيّ من أَبْيَات من الطَّوِيل (فَلَا تعزليه أَن يبوح بوجده ... على عَالم أودى بلحد مقدس) (تعطل مِنْهُ كل درس وَمجمع ... وأقفر مِنْهُ كل نَاد ومجلس) (وَمَات بِهِ إِذْ مَاتَ كل فَضِيلَة ... وَبحث وَتَحْقِيق وتصفيد مبلس) (وإعلاء دين الله إِن يبد زائغ ... فيخزيه أَو يهدي بِعلم مؤسس) وَمن ذَلِك فِي سنة عشر من الْكَامِل (أبني لَا تهمل نصيحتي الَّتِي ... أوصيك واسمع من مقالي ترشد)

(إحفظ كتاب الله وَالسّنَن الَّتِي ... صحت وَفقه الشَّافِعِي مُحَمَّد) (وَتعلم النَّحْو الَّذِي يدني الْفَتى ... من كل فهم فِي الْقرَان مُسَدّد) (وَاعْلَم أصُول الْفِقْه علما محكماً ... يهديك للبحث الصَّحِيح الأيد) (واسلك سَبِيل الشَّافِعِي وَمَالك ... وَأبي حنيفَة فِي الْعُلُوم وَأحمد) (وارفع إِلَى الرَّحْمَن كل ملمة ... بضراعة وتمسكن وَتعبد) (واقطع عَن الْأَسْبَاب قَلْبك واصطبر ... واشكر لمن أولاك خيرا وَاحْمَدْ) وَمن ذَلِك فِي سنة ثَمَان عشرَة حِين رد على ابْن تَمِيمَة فِي الطَّلَاق وَقد أَكثر ابْن تَمِيمَة من الِاحْتِجَاج بِيَمِين ليلى من الْبَسِيط (فِي كل وَاد بليلى واله شغف ... مَا إِن يزَال بِهِ من مَسهَا نصب) (فَفِي بني عَامر من حبها دنف ... وَلابْن تيميمة من عهدها شغب) وَمِنْه فِي معنى قَول امْرِئ الْقَيْس وَمَا ذرفت عَيْنَاك الْبَيْت من الْكَامِل المجزوء (قلبِي ملكت فَمَا بِهِ ... مرمى لواش أَو رَقِيب) (قد حزت من أعشاره ... سهم الْمُعَلَّى والرقيب) ) يحييه قربك إِن مننت بِهِ وَلَو مِقْدَار قيب (يَا متلفي ببعاده ... عني أما خفت الرَّقِيب) قلت لَيْسَ لهَذِهِ القوافي خَامِس فِيمَا أَظن وتلطف فِي القافية الثَّالِثَة حَتَّى تركبت مَعَه وأمتزجت من كَلِمَتَيْنِ وقيب لُغَة فِي قاب وفيهَا معنى أدبي مِمَّا يمْتَحن بِهِ الأدباء فِي قَول امْرِئ الْقَيْس وَمَا ذرفت عَيْنَاك الْبَيْت لِأَن الْأَصْمَعِي قَالَ فِيهِ مَا هُوَ باد لكل أحد وَهُوَ أَن عينيها سَهْمَان ضربت بهما فِي قلبه المقتل الَّذِي هُوَ أعشار أَي مكسر من قَوْلهم برمة أعشار إِذا كَانَت كَذَلِك وَأما ابْن كيسَان فَقَالَ مَا هُوَ أدق من هَذَا الْمَعْنى فَقَالَ ضربت بسهميك اللَّذين هما من سِهَام الميسر لتملكي أعشار الْقلب وَهِي جَمِيع مَا يخص الميسر من القداح فالمعلى لَهُ سَبْعَة أسْهم والرقيب لَهُ ثَلَاثَة أسْهم فيستغرق السهْمَان جَمِيع الأعشار وَهَذَا وَإِن كَانَ دَقِيقًا وَفِيه غوص فَفِيهِ تعسف وَتَأْويل فِيهِ بعد وَأما هَذَا الَّذِي نظمه قَاضِي الْقُضَاة فَهُوَ صَرِيح فِي هَذَا الْمَعْنى

ونقلت من خطه قَالَ أحضر لي كتاب لِابْنِ تَيْمِية فِي الرَّد على ابْن مطهر الْحلِيّ فِي تصنيفه فِي الرَّفْض فَقلت فِيهِ وَقد صرح ابْن تَيْمِية بحوادث لَا أول لَهَا بِذَات الْبَارِي تَعَالَى من الْبَسِيط (إِن الروافض قوم لَا خلاق لَهُم ... من أَجْهَل الْخلق فِي علم وأكذبه) (وَالنَّاس فِي غنية عَن رد كذبهمْ ... لهجنة الرَّفْض واستقباح مذْهبه) (وَابْن المطهر لم تطهر خلائقه ... دَاع إِلَى الرَّفْض غال فِي تعصيه) (لقد تَقول فِي الصحب الْكِرَام وَلم ... يستحي مِمَّا افتراه غير منجبه) (وَلابْن تَمِيمَة رد عَلَيْهِ وفى ... بمقصد الرَّد وَاسْتِيفَاء أضربه) (لكنه خلط الْحق الْمُبين بِمَا ... يشوبه كدراً فِي صفو مشربه) (يحاول الحشو أَنى كَانَ فَهُوَ لَهُ ... حثيث سير بشرق أَو بمغربه) (يرى حوادث لَا مبدا لَهَا وَلها ... فِي الله سُبْحَانَهُ عَمَّا يظنّ بِهِ) (لَو كَانَ حَيا يرى قولي ويفهمه ... رددت مَا قَالَ أقفو إِثْر سبسبه) (كَمَا رددت عَلَيْهِ فِي الطَّلَاق وَفِي ... ترك الزِّيَارَة ردا غير مشتبه) ) (وَبعده لَا أرى للرَّدّ فَائِدَة ... هَذَا وجوهره مِمَّا أَظن بِهِ) (وَالرَّدّ يحسن فِي حَالين وَاحِدَة ... لقطع خصم قوي فِي تغلبه) (وَحَالَة لانتفاع النَّاس حَيْثُ بِهِ ... هدى وَربح لديهم فِي تكسبه) (وَلَيْسَ النَّاس فِي علم الْكَلَام هدى ... بل بِدعَة وضلال فِي تطلبه) (ولي يَد فِيهِ لَوْلَا ضعف سامعه ... جعلت نظم بسيطي فِي مهذبه) ونقلت مِنْهُ مَا نظمه فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة من الْكَامِل (إِن الْولَايَة لَيْسَ فِيهَا رَاحَة ... إِلَّا ثَلَاث يبتغيها الْعَاقِل) (حكم بِحَق أَو إِزَالَة بَاطِل ... أَو نفع مُحْتَاج سواهَا بَاطِل) ونقلت مِنْهُ لَهُ من المجتث (مِثَال عَم وخال ... بقول صدق وجيه) (بنى بأخت أَخِيه ... لأمه لِأَبِيهِ) (وَذَاكَ لَا بَأْس فِيهِ ... فِي قَول كل فَقِيه) (فيحله هُوَ دَاع ... بِذَاكَ لَا شكّ فِيهِ)

ونقلت مِنْهُ لَهُ من الْبَسِيط (يَا من يشبه بالكمون مرتجياً ... وَعوده كل يَوْم فِي غَد أهب) (غنمت قلباً عليلاً تَارِكًا خمْسا ... خُذْهُ صَحِيحا فَمَا تخميسه يجب) (جِئْنَا بقلب صَحِيح سَالم وَلكم ... من صِحَة الأَصْل جود دونه السحب) قلبه العليل نومك وَالصَّحِيح نؤمك مهموزاً من الْأُم وَهُوَ الْقَصْد وَصِحَّة أصل الكمون يَجِيء كم مُؤَن وَركبت أَنا مغلطةً من مغالطات الْمنطق ونظمتها شعرًا وكتبت بهَا إِلَيْهِ وَهِي من الوافر (أيا قَاضِي الْقُضَاة بقيت ذخْرا ... لتشفي مَا يعالجه الضَّمِير) (فَأَنت إمامنا فِي كل فن ... وَمثلك لَا تَجِيء بِهِ الدهور) (كَأَنَّك للغوامض قطب فهم ... عَلَيْك غَدَتْ دقائقها تَدور) (بلغت بِالِاجْتِهَادِ إِلَى مدى ... لَا يخونك فِي معارفه فتور) (وبابك عَاصِم من كل جور ... وعلمك نَافِع وَلنَا كثير) ) (وَقُلْنَا أَنْت شمس علا وعلمٍ ... فَكيف بنوك كلهم بدور) (إِلَيْك المشتكى من فهم سوء ... يعسر إِذْ يسير لَهُ الْيَسِير) (بليت بفكرة قد أتعبتني ... تخور إِلَيّ كسلى إِذْ تخور) (مقدمتان سلمتا يَقِينا ... وَلَكِن أنتجا مَا لَا يصير) (تَقول الْبَدْر فِي فلك صَغِير ... وَذَلِكَ فِي كَبِير يستدير) (فَيلْزم أَن بدر التم ثاو ... بجانحة الْكَبِير وَذَاكَ زور) (فأوضح مَا تقاعس عَنهُ فهمي ... فَأَنت بحله طب خَبِير) وعلمك للأنام هدى وَنور فَكتب الْجَواب فِي ليلته وَفرع عَلَيْهِ ثَلَاثَة أجوبة من الوافر (سؤالك أيا الحبر الْكَبِير ... سمت فِي حسن هالته البدور) (وهمتك الْعلية قد تعالت ... فدون طلابها الْفلك الْأَثِير) (ونظمك فَوق كل النّظم عالٍ ... على هَذَا الزَّمَان لَهُ وفور) (فَلَو سمحت بك الْأَيَّام قدماً ... لقدمك الجحاجحة الصُّدُور)

(سَأَلت وَأَنت أذكى النَّاس قلباً ... وعندك كل ذِي عسر يسير) (وَقلت المشتكى من سوء فهم ... وحاشى أَن فهمك مستطير) (وفكرتك الصَّحِيحَة لن تجارى ... وَلم أرها تحور وَلَا تخور) (وَلَا كسل بهَا كلا وأنى ... وَدون نشاط أَولهَا السعير) (فهاك جاب مَا قد سلت عَنهُ ... وَأَنت بِمَا تضمنه خَبِير) (مقدمتان شَرطهمَا اتِّحَاد ... بأوسط إِن يفت فَاتَ السرُور) (وَهَذَا مِنْهُ فالإنتاج عقم ... وأعقبه عَن التَّصْدِيق زور) (وَذَلِكَ أَن قَوْلك فِي صَغِير ... هُوَ الْمَحْمُول لَيْسَ هُوَ الصَّغِير) (وَفِي الْكُبْرَى هُوَ الْمَوْضُوع فَاعْلَم ... فَمن ذياك للشّرط الثبور) (وَإِن رمت التَّوَصُّل باجتلابٍ ... مُقَدّمَة بهَا يَقع العثور) (على تَحْقِيق مظروف وظرف ... فمشترك عَن الْمَعْنى قصير) (فَمن الْبَدْر فِي فلك صغيرٍ ... يُخَالف مَا تصمنه الكسير) ) (فَلم يحصل لشرطهما وجود ... لذَلِك أنتجا مَا لَا يصير) (وَفِي التَّحْقِيق لَا إنتاج لَكِن ... لِأَجلِك قلت قَوْلك يَا عُزَيْر) (وَأما إِن أردْت عُمُوم كونٍ ... وَذَلِكَ فيهمَا معنى شهير) (فينتج آمنا من كل شكٍ ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ إِيرَاد يضير) (فَأَنت الْبَدْر حسنا وانتقالاً ... بأفلاك مضاعفةً تسير) (لحامله السَّرِيع وتالييه ... دَلِيل أَن خالقه قدير) (يرى ذُو الْهَيْئَة النحرير فِيهَا ... عجائب لَيْسَ يحويها الضَّمِير) (فسبحان الَّذِي أنشاه بر ... رَحِيم قاهر رب غَفُور) (وَصلى الله رب على نَبِي ... هُوَ الْهَادِي بِهِ قد تمّ نور) وأنشدني من لَفظه مَا كمل بِهِ الأبيات الْقَدِيمَة الْمَشْهُورَة من الوافر (فَقَالَ اذْهَبْ إِذا فاقبض زكاتي ... بِرَأْي الشَّافِعِي من الْوَالِي) (فَقلت لَهُ فديتك من فَقِيه ... أيطلب بِالْوَفَاءِ سوى الملي) (نِصَاب الْحسن عنْدك ذُو امْتنَاع ... بلحظك والقوام السمهري) (فَإِن أَعطيتنَا طَوْعًا وَإِلَّا ... أخذناه بقول الشَّافِعِي)

وَقَالَ لي نظمت بَيْتا مُفردا من ثَمَان عشرَة سنة وزدت عَلَيْهِ الْآن فِي هَذِه السّنة وَكَانَت سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وأنشدنيهما من لَفظه وهما من الوافر (لعمرك إِن لي نفسا تسامى ... إِلَى مَا لم ينل دَارا بن دَارا) (فَمن هَذَا أرى الدُّنْيَا هباء ... وَلَا أرْضى سوى الفردوس دَارا) فأعجباني وَقلت فِي مادتهما دون مدتهما إِلَّا أَن بيتيه أحسن وأصنع من قولي من الوافر (لعمرك إِن للْبَاقِي التفاتي ... وَمَا لي نَحْو مَا يفنى طَرِيقه) (أرى الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مجَازًا ... وَمَا عِنْدِي سوى الْأُخْرَى حقيقه) عَلَاء الدّين الكحال الصَّفَدِي عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن طرخان بن تَقِيّ الشَّيْخ عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن ابْن مهذب الدّين الْحَمَوِيّ الصَّفَدِي وَكيل بَيت المَال بصفد كَانَ شكلاً حسنا أَحْمَر الْوَجْه منور الشيبة كَانَ يعرف بعلاء الدّين الكحال رَأَيْته غير مرّة بصفد لَهُ تصانيف مِنْهَا كتاب القانون فِي أمراض الْعين) وَكتاب الْأَحْكَام النَّبَوِيَّة فِي الصِّنَاعَة الطبية وَكتاب مطالع النُّجُوم فِي شرف الْعلمَاء والعلوم وَله غير ذَلِك من المجاميع الحديثية توفّي رَحمَه الله فِي حُدُود الْعشْرين وَسبع مائَة بصفد أَظُنهُ فِي سنة تسع عشرَة أَو مَا قبلهَا أَو مَا بعْدهَا ابْن غَالب عَليّ بن عبد الْكَرِيم الْمَعْرُوف بِابْن غَالب من أَبنَاء المهدية بهَا تأدب قَالَ ابْن رَشِيق شَاعِر مَذْكُور كثير الافتنان وَاسع العطن فِي أَنْوَاع عُلُوم الدّين وَالدُّنْيَا قدير فِي التَّطْوِيل وركوب القوافي الصعبة العويصة سريع الصَّنْعَة يذهب فِي الشّعْر كل مَذْهَب وينحو فِي الرجز نَحوا عجيباً ويتعرب كثيرا وَأَنا اقْتصر من كَلَامه على مَا جانس الْوَقْت وناسب الطَّبَقَة وَمن ذَلِك قَوْله أول قصيدة من الطَّوِيل (دموع بأسرار الْمُحب نواطق ... وقلب لما يلقى من الشوق خافق) (يذكرنِي أهل الْحمى كل ليلةٍ ... خيال لَهُم تَحت الدجنة طَارق) (ولي بعد نومات الخلي من الْهوى ... حُقُوق سجاياها الدُّمُوع الدوافق)

مِنْهَا (أَجلك إِلَّا عَن عتاب ونظرة ... وَهَذَا المنى لَو أَن عَيْشًا يُوَافق) (وَإِنِّي لعف النَّفس عَن طرق الْخَنَا ... كَذَاك الْهوى للنَّاس فِيهِ طرائق) وَأورد لَهُ قَوْله من الطَّوِيل (يَقُول صَحَابِيّ والنجوم حوائر ... أشدت بأمراس أم اللَّيْل سرمد) (كَأَن نُجُوم اللَّيْل بدل سَيرهَا ... فَصَارَت إِلَى نَحْو الْمَشَارِق تقصد) وَأورد قَوْله من الطَّوِيل (سأصنع فِي ذمّ العذار بدائعاً ... فَمن شَاءَ يقْضِي بِالدَّلِيلِ كَمَا أَقْْضِي) (أَلا إِنَّه كاللام وَاللَّام شَأْنهَا ... إِذا ألصقت بِالِاسْمِ صَار إِلَى نقض) قَالَ ابْن رَشِيق وَكنت صنعت قَدِيما من الْبَسِيط (يَا رب أحور أحوى فِي مراشفه ... لَو جاد لي بارتشاف برْء أسقامي) (خطّ العذار لَهُ لاماً بعارضه ... من أجلهَا يستغيث النَّاس بِاللَّامِ) وَأورد ابْن رَشِيق لنَفسِهِ أَيْضا من الوافر) (رضيت بحبه فِي كل حَال ... وَلم أعطف على قيل وَقَالَ) (فَلَا تنقص بلامي عارضيه ... فَإِن اللَّام خَاتِمَة الْكَمَال) وَأورد لنَفسِهِ أَيْضا من السَّرِيع (لم أسل إِذْ عذر من شفني ... عدراً وَبَعض الْعذر إِيهَام) (وَعَن قَلِيل يلتحي أَمْرَد ... قد خطّ من لحيته لَام) وَأورد لنَفسِهِ أَيْضا من المجتث (غزا الْقُلُوب غزال ... حجت إِلَيْهِ الْعُيُون) (قد خطّ فِي الصدغ خطا ... وَآخر الْحسن نون) وَأورد لِابْنِ غَالب من الرجز المجزوء (وساحر حفت بِهِ ... من حوله الحبائل) (فَكل من يعشقه ... أَيَّامه قَلَائِل)

علي بن عبد الملك

(من مل من حَيَاته ... فَفِيهِ موت عَاجل) (كَأَنَّمَا أجفانه ... فِيهِنَّ سيف قَاتل) (كَأَنَّمَا عذاره ... من تحتهَا الحمائل) 3 - (عَليّ بن عبد الْملك) أَبُو الْحسن الطرسوسي عَليّ بن عبد الْملك بن سُلَيْمَان بن دهثم الْفَقِيه أَبُو الْحسن الطرطوسي نزيل نيسابور كَانَ أديباً فصيحاً إِلَّا أَنه كَانَ متهاوناً بِالسَّمَاعِ وَالرِّوَايَة توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة أَبُو طَالب النَّحْوِيّ الْقزْوِينِي عَليّ بن عبد الْملك بن الْعَبَّاس الْقزْوِينِي أَبُو طَالب النَّحْوِيّ كَانَ أَبوهُ أَبُو عَليّ عبد الْملك من أهل الْعلم وَرِوَايَة الحَدِيث وَقد سمع أَبُو طَالب جمَاعَة مِنْهُم مهرويه وَأَبا الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْقطَّان قَالَ الخليلي هُوَ إِمَام فِي شَأْنه قَرَأنَا عَلَيْهِ وَأخذ عَنهُ الْخلق توفّي آخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَخلف أَوْلَادًا صغَارًا فاشتغلوا بِمَا لَا يعنيهم فضلوا وَأَخُوهُ أَبُو عَليّ الْحسن سمع الحَدِيث لكنه كَانَ كَاتبا فَلم يسمع مِنْهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ ابْن أبي طَالب عَليّ بن عبد منَاف أبي طَالب بن عَامر عبد الْمطلب بن هَاشم عَمْرو بن عبد منَاف الْمُغيرَة بن قصي زيد أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو الْحسن ابْن أبي طَالب الْقرشِي الْهَاشِمِي كرم الله وَجهه أمه فَاطِمَة بنت أَسد بن هَاشم بن عبد منَاف وَهِي أول هاشمية ولدت هاشمياً توفيت مسلمة قبل الْهِجْرَة وَقيل أَنَّهَا هَاجَرت وَسَيَأْتِي ذكرهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْفَاء كَانَ عَليّ أَصْغَر ولد أَبِيه كَانَ جَعْفَر أكبر مِنْهُ بِعشر سِنِين وَعقيل أكبر من جَعْفَر بِعشر

سِنِين وطالب أكبر من عقيل بِعشر سِنِين وَرُوِيَ عَن سلمَان وَأبي ذَر والمقداد وخباب وَزيد بن أسلم أَن عليا أول من أسلم وفضله هَؤُلَاءِ على غَيره وَعَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ لعَلي أَربع خِصَال لَيست لأحد غَيره هُوَ أول عَرَبِيّ وعجمي صلى مَعَ رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم وَهُوَ الَّذِي كَانَ مَعَه لِوَاؤُهُ فِي كل زحف وَهُوَ الَّذِي صَبر مَعَه يَوْم فرَّ غَيره عَنهُ وَهُوَ الَّذِي غسله وَأدْخلهُ فِي قَبره وَعَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ أول هَذِه الْأمة وروداً على نبيها الْحَوْض أَولهَا إسلاماً عَليّ بن أبي طَالب قَالَ ابْن عبد الْبر وَرَفعه أولى لِأَنَّهُ لَا يدرى بِالرَّأْيِ وَعَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَنْت ولي كل مُؤمن بعدِي وَعَن قَتَادَة عَن الْحسن قَالَ أسلم عَليّ وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة أَو سِتّ عشرَة سنة وَقيل ابْن عشر وَقيل ابْن ثَلَاث عشرَة وَقيل ابْن) اثْنَي عشرَة وَقيل ابْن ثَمَان وَكَانَ عَليّ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فِي سنّ وَاحِد وَأَجْمعُوا على أَنه صلى الْقبْلَتَيْنِ وَهَاجَر وَشهد بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة وَسَائِر الْمشَاهد وَأَنه أبلى ببدرٍ وأحدٍ وَالْخَنْدَق وخيبر بلَاء عَظِيما وَأَنه أغْنى فِي تِلْكَ الْمشَاهد وَقَامَ قِيَامهَا مقَام الْكَرِيم وَلم يتَخَلَّف عَن مشْهد شهده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْذُ قدم الْمَدِينَة إِلَّا تَبُوك فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَلفه على الْمَدِينَة وعَلى عِيَاله بعده وَقَالَ لَهُ أَنْت مني بِمَنْزِلَة هرون من مُوسَى إِلَّا أَنه لَا نَبِي بعدِي قَالَ ابْن عبد الْبر وَقد روى أَنْت مني بِمَنْزِلَة هرون من مُوسَى جمَاعَة من الصَّحَابَة وَهُوَ من أثبت الْأَخْبَار وأصحها وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَلي أَنْت أخي وصاحبي وَعَن أبي الطُّفَيْل لما احْتضرَ عمر جعلهَا شُورَى بَين عَليّ وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسعد فَقَالَ عَليّ أنْشدكُمْ الله هَل فِيكُم أحد آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَينه إِذْ آخى بَين الْمُسلمين غَيْرِي فَقَالُوا اللَّهُمَّ لَا قَالَ ابْن عبد الْبر وروينا من وُجُوه عَن عَليّ أَنه كَانَ يَقُول أَنا عبد الله وأخو رَسُول الله لَا يَقُولهَا أحد غَيْرِي إِلَّا كَذَّاب وَكَانَ مَعَه على حراء حِين تحرّك فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أثبت حراء فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد وَكَانَ عَلَيْهِ يومئذٍ الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ وروى بُرَيْدَة وَأَبُو هُرَيْرَة وَجَابِر والبراء بن عَازِب وَزيد بن أَرقم كل واحدٍ مِنْهُم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يَوْم غَدِير خم من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ وَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ وَعبد الله بن عمر وَعمْرَان بن الْحصين وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع كلهم بِمَعْنى وَاحِد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يَوْم خَيْبَر لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يحب الله وَرَسُوله وَيُحِبهُ الله وَرَسُوله لَيْسَ بفرارٍ يفتح الله على يَدَيْهِ ثمَّ دَعَا بعلي وَهُوَ أرمد فتفل فِي عَيْنَيْهِ وَأَعْطَاهُ الرَّايَة فَفتح الله عَلَيْهِ

قَالَ ابْن عبد الْبر وَهِي كلهَا آثَار ثَابِتَة وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْيمن وَهُوَ شَاب ليقضي بَينهم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي لَا أَدْرِي مَا الْقَضَاء فَضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ صَدره وَقَالَ اللَّهُمَّ اهد قلبه وسدد لِسَانه قَالَ عَليّ فو الله مَا شَككت بعْدهَا فِي قَضَاء بَين اثْنَيْنِ وَلما نزلت إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرَّجسَ أَهلَ الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاطِمَة وعلياً وحسناً وَحسَيْنا فِي بَيت أم سَلمَة وَقَالَ اللَّهُمَّ إِن هَؤُلَاءِ أهل بَيْتِي فَاذْهَبْ) عَنْهُم الرجس وطهرهم تَطْهِيرا وروت طَائِفَة من الصَّحَابَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَلي لَا يحبك إِلَّا مُؤمن وَلَا يبغضك إِلَّا مُنَافِق وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهْلك فِيك رجلَانِ محب مطرٍ وَكَذَّاب مفترٍ وَقَالَ لَهُ تفترق فِيك أمتِي كَمَا افْتَرَقت بَنو إِسْرَائِيل فِي عِيسَى وَقَالَ من أحب عليا فقد أَحبَّنِي وَمن أبْغض عليا فقد أبغضني وَمن آذَى عليا فقد آذَى الله عز وَجل وَرُوِيَ عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ أَنا مَدِينَة الْعلم وبابها عَليّ فَمن أَرَادَ الْعلم فليأت من بَابه وَقَالَ فِي أَصْحَابه أقضاكم عَليّ بن أبي طَالب وَقَالَ عمر عَليّ أقضانا وَأبي أقرأنا وَإِنَّا لنترك أَشْيَاء من قِرَاءَة أبي وَعَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد قَالَ قلت لِلشَّعْبِيِّ أَن مُغيرَة حلف بِاللَّه مَا أَخطَأ عَليّ فِي قَضَاء قضى بِهِ فَقَالَ لقد أفرط وَعَن سعيد بن الْمسيب قَالَ كَانَ عمر يتَعَوَّذ من قَضِيَّة معضلةٍ لَيْسَ لَهَا أَبُو حسن وَقَالَ فِي الْمَجْنُونَة الَّتِي أَمر برجمها وَفِي الَّتِي وضعت لسِتَّة أشهر فَأَرَادَ عمر رَجمهَا فَقَالَ لَهُ عَليّ إِن الله يَقُول وَحمله وفصاله ثَلَاثُونَ شهرا الحَدِيث وَقَالَ لَهُ إِن الله رفع الْقَلَم عَن الْمَجْنُون الحَدِيث وَكَانَ عمر يَقُول لَوْلَا عَليّ هلك عمر وَقد رُوِيَ مثل هَذِه الْقِصَّة لعُثْمَان مَعَ ابْن عَبَّاس وَعَن عَليّ أَخذهَا ابْن عَبَّاس وَالله أعلم وَعَن سعيد بن الْمسيب قَالَ مَا كَانَ أحد من النَّاس يَقُول سلوني غير عَليّ بن أبي طَالب وَعَن قليب بن جسرة قَالَ قَالَت عَائِشَة من أفتاكم بِصَوْم عَاشُورَاء قَالُوا عَليّ قَالَت أما إِنَّه أعلم النَّاس بِالسنةِ وَقَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم عَن زر بن حُبَيْش قَالَ جلس رجلَانِ يتغديان مَعَ أَحدهمَا خَمْسَة أرغفة وَمَعَ الآخر ثَلَاثَة أرغفة فَلَمَّا وضعا الْغَدَاء بَين أَيْدِيهِمَا مر بهما رجل فَسلم فَقَالَا لَهُ الْغَدَاء فَجَلَسَ وَأكل مَعَهُمَا واستوفوا فِي أكلهم الأرغفة الثَّمَانِية فَقَامَ الرجل وَطرح إِلَيْهِمَا ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَقَالَ خذا هَذَا عوضا مِمَّا أكلت لَكمَا ونلته من طعامكما فتنازعا فَقَالَ صَاحب الأرغفة الْخَمْسَة لي خَمْسَة دَرَاهِم وَلَك ثَلَاثَة دَرَاهِم فَقَالَ صَاحب الثَّلَاثَة لَا أرْضى إِلَّا أَن تكون الدَّرَاهِم بَيْننَا نِصْفَيْنِ فارتفعا إِلَى

أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب فقصا عَلَيْهِ قصتهما فَقَالَ لصَاحب الثَّلَاثَة قد عرض لَك صَاحبك مَا عرض وخبزه أَكثر من خبزك فارض بِالثَّلَاثَةِ قَالَ لَا وَالله لَا رضيت مِنْهُ أَلا بمر الْحق فَقَالَ لَهُ عَليّ لَيْسَ لَك فِي مر الْحق إِلَّا دِرْهَم وَاحِد وَله سَبْعَة قَالَ الرجل سُبْحَانَ الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هُوَ يعرض عَليّ ثَلَاثَة وَلم أَرض فأشرت عَليّ بأخذها) فَلم أَرض وَتقول لي الْآن لَا يجب لَك فِي مر الْحق إِلَّا دِرْهَم وَاحِد فَقَالَ لَهُ عَليّ عرض عَلَيْك صَاحبك أَن تَأْخُذ الثَّلَاثَة صلحا فَقلت لَا أرْضى إِلَّا بمر الْحق وَلَا يجب لَك فِي مر الْحق إِلَّا وَاحِد فَقَالَ لَهُ الرجل فعرفني فِي مر الْحق حَتَّى أقبله فَقَالَ عَليّ أَلَيْسَ الثَّمَانِية الأرغفة أَرْبَعَة وَعشْرين ثلثا أكلتموها وَأَنْتُم ثَلَاثَة أنفس وَلَا نعلم الْأَكْثَر مِنْكُم أكلا وَلَا الْأَقَل فتحملون فِي أكلكم على السوَاء قَالَ بلَى قَالَ فَأكلت أَنْت ثَمَانِيَة أَثلَاث وَإِنَّمَا لَك تِسْعَة أَثلَاث وَأكل صَاحبك ثَمَانِيَة أَثلَاث وَله خَمْسَة عشر ثلثا أكل مِنْهَا ثَمَانِيَة وَبَقِي لَهُ سَبْعَة وَأكل لَك وَاحِدًا من تِسْعَة فلك وَاحِد بواحدك وَله سَبْعَة بسبعته فَقَالَ الرجل رضيت الْآن وَكَانَ مُعَاوِيَة يكْتب فِيمَا ينزل بِهِ ليسأل بِهِ عَليّ بن أبي طَالب عَن ذَلِك فَلَمَّا بلغه قَتله قَالَ ذهب الْفِقْه وَالْعلم بِمَوْت عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ لَهُ عتبَة أَخُوهُ لَا يسمع هَذَا أهل الشَّام فَقَالَ دَعْنِي عَنْك وَكَانَ يَأْخُذ فِي الْجِزْيَة من أهل كل صناعَة من صناعته وَعمل يَده يَأْخُذ من أهل الإبر الإبَر والمساك والخيوط والحبال ويقسمها بَين النَّاس وَكَانَ لَا يدع فِي بَيت المَال مَالا يبيت حَتَّى يقسمهُ إِلَّا أَن يغلبه شغل فَيُصْبِح إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُول يَا دنيا لَا تغريني غُرّي غَيْرِي هَذَا جناي وخياره فِيهِ وكل جَان يَده إِلَى فِيهِ وَعَن مجمع التَّيْمِيّ أَن عليا قسم مَا فِي بَيت المَال بَين الْمُسلمين ثمَّ أَمر بِهِ فكنس ثمَّ صلى فِيهِ رَجَاء أَن يشْهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة وَثَبت عَن الْحسن بن عَليّ من وُجُوه أَنه قَالَ لم يتْرك أبي إِلَّا ثمانماية دِرْهَم فضل من عطائه كَانَ يعدها لخادمةٍ يَشْتَرِيهَا لأَهله وَعَن عبد الله بن أبي الْهُذيْل قَالَ رَأَيْت عليا خرج علينا وَعَلِيهِ قَمِيص غليظ رازي إِذا مد كم قَمِيصه بلغ إِلَى الظفر وَإِذا أرْسلهُ صَار إِلَى نصف الساعد وَكَانَ يطوف فِي الْأَسْوَاق وَمَعَهُ درة يَأْمُرهُم بتقوى الله وَصدق الحَدِيث وَحسن البيع وَالْوَفَاء فِي الْكَيْل وَالْمِيزَان وَقَالَ هرون بن إِسْحَق سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول من قَالَ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَعرف لعَلي سابقته وفضله فَهُوَ صَاحب سنة وَمن قَالَ أَبُو بكرٍ وَعمر وَعُثْمَان وَعرف لعُثْمَان سابقته وفضله فَهُوَ صَاحب سنة فَذكرت لَهُ هَؤُلَاءِ الَّذين يذكرُونَ أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان ويسكتون فَتكلم فيهم بِكَلَام غليظ قَالَ ابْن عبد الْبر وقف جمَاعَة من أَئِمَّة أهل السّنة فِي عَليّ وَعُثْمَان فَلم يفضل وَاحِدًا

مِنْهُمَا على صَاحبه مِنْهُم مَالك بن أنس وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَأما اخْتِلَاف السّلف فِي تَفْضِيل) عَليّ فقد ذكر ابْن خَيْثَمَة فِي كِتَابه من ذَلِك مَا فِيهِ كِفَايَة وَأهل السّنة الْيَوْم على تَقْدِيم أبي بكر على عمر وَتَقْدِيم عمر على عُثْمَان وَتَقْدِيم عُثْمَان على عَليّ وعَلى هَذَا عَامَّة أهل الحَدِيث من زمن أَحْمد بن حَنْبَل إِلَّا خَواص من جلة الْفُقَهَاء وأئمة الْعلمَاء فَإِنَّهُم على مَا ذكرنَا عَن مَالك وَيحيى الْقطَّان وَابْن معِين وَكَانَ بَنو أُميَّة ينالون مِنْهُ وينتقصونه فَمَا زَاده الله بذلك إِلَّا سموا وعلواً ومحبة عِنْد الْعلمَاء وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ رجلا آدم شَدِيد الأدمة ثقيل الْعَينَيْنِ عظيمهما ذَا بطن أصلع ربعَة إِلَى الْقصر لَا يخضب وَقَالَ أَبُو إِسْحَق السبيعِي رَأَيْت عليا أَبيض الرَّأْس واللحية وَقد رُوِيَ أَنه رُبمَا خضب وصفر لحيته وبويع رَضِي الله عَنهُ بالخلافة يَوْم قتل عُثْمَان وَاجْتمعَ على بيعَته الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار وتخلف مِنْهُم نفر لم يهجهم وَلم يكرههم وَسُئِلَ عَنْهُم فَقَالَ أُولَئِكَ قوم قعدوا عَن الْحق وَلم يقومُوا مَعَ الْبَاطِل وتخلف عَنْهَا مُعَاوِيَة وَمن مَعَه من أهل الشَّام وَكَانَ مِنْهُم فِي صفّين بعد الْجمل مَا كَانَ تغمدهم الله برحمته وغفرانه جَمِيعًا ثمَّ خرجت عَلَيْهِ الْخَوَارِج وكفروه وكل من مَعَه إِذْ رَضِي التَّحْكِيم بَينه وَبَين أهل الشَّام وَقَالُوا لَهُ حكمت الرِّجَال فِي دين الله وَالله يَقُول إِن الحكم إِلَّا لله ثمَّ اجْتَمعُوا وشقوا عَصا الْإِسْلَام ونصبوا راية الْخلاف وسفكوا الدِّمَاء وَقَطعُوا السَّبِيل فَخرج إِلَيْهِم بِمن مَعَه ورام رجعتهم فَأَبَوا إِلَّا الْقِتَال فَقَاتلهُمْ بالنهروان وقتلهم واستأصل جمعهم أَو جمهورهم وَلم ينج مِنْهُم إِلَّا الْيَسِير وانتدب لَهُ من بقاياهم عبد الرَّحْمَن بن ملجم الْمرَادِي فَقتله وَقد مر ذَلِك فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور وَكَانَت قتلته لَيْلَة الْأَحَد لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من شهر رَمَضَان ضربه بِسيف مسمومٍ وَهُوَ خَارج إِلَى صَلَاة الصُّبْح سنة أَرْبَعِينَ من الْهِجْرَة وَاخْتلف فِي لَيْلَة قَتله وَفِي سنة فَقيل لثلاث عشرَة لَيْلَة الْجُمُعَة وَقيل لثمان عشرَة وَقيل أول لَيْلَة من الْعشْر الْأَوَاخِر وَقيل عمره سبع وَخَمْسُونَ سنة وَقيل ثَمَان وَخَمْسُونَ وَقيل ثَلَاث وَسِتُّونَ وَقيل ابْن خمس وَسِتِّينَ وَقيل ثَلَاث وَقيل أَربع وَسِتُّونَ وَتِسْعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام وَقيل ثَلَاثَة أَيَّام وَقيل أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَاخْتلف فِي مَوضِع دَفنه فَقيل فِي مصر الْإِمَارَة بِالْكُوفَةِ وَقيل فِي رحبة الْكُوفَة وَقيل بنجف الْحيرَة وَقيل إِنَّه وضع فِي صندوق وَكثر عَلَيْهِ من الكافور وَحمل على بعير يُرِيدُونَ بِهِ الْمَدِينَة فَلَمَّا كَانُوا بِبِلَاد طيءٍ أَضَلُّوا الْبَعِير لَيْلًا فَأَخَذته طَيء ودفنوه ونحروا الْبَعِير وَقَالَ

الْمبرد عَن مُحَمَّد بن حبيب أول من حول من قبرٍ إِلَى قبرٍ عَليّ) بن أبي طَالب وَقَالَت عَائِشَة لما بلغَهَا قَتله لتَضَع الْعَرَب مَا شَاءَت فَلَيْسَ لَهَا أحد يَنْهَاهَا وَاخْتلف فِي ضرب ابْن ملحم لَهُ هَل كَانَ فِي الصَّلَاة أَو قبل الدُّخُول فِيهَا وَهل اسْتخْلف من أتم بهم الصَّلَاة أَو هُوَ أتمهَا فالأكثرون على أَنه اسْتخْلف جعدة بن هُبَيْرَة فصلى بهم تِلْكَ الصَّلَاة وَالله أعلم وَقَالَ الْحسن بن عَليّ أَنه سمع أَبَاهُ فِي ذَلِك السحر يَوْم قتل يَقُول يَا بني رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نومهٍ نمتها فَقلت يَا رَسُول الله مَاذَا لقِيت فِي أمتك من الْأَوْلَاد واللدد فَقَالَ أدع الله عَلَيْهِم فَقلت اللَّهُمَّ أبدلني بهم خيرا مِنْهُم وأبدلهم بِي من هُوَ شَرّ لَهُم مني وجاءه مؤذنه بِالصَّلَاةِ فَخرج فاعتوره الرّجلَانِ فقتلاه وَجمع الْأَطِبَّاء لَهُ وَكَانَ أبصرهم بالطب أثير بن عمر السكونِي وَكَانَ صَاحب كسْرَى يتطبب لَهُ وَهُوَ الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ صحراء أثير فَأخذ أثير رئة شَاة حارة فتتبع عرقا مِنْهَا فاستخرجه فَأدْخلهُ فِي جِرَاحَة عَليّ ثمَّ نفخ الْعرق فاستخرجه فَإِذا عَلَيْهِ بَيَاض دماغ وَإِذا الضَّرْبَة قد وصلت إِلَى أم رَأسه فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إعهد عَهْدك فَإنَّك ميت وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤَلِي وَأَكْثَرهم يَرْوِيهَا لأم الْهَيْثَم بنت الْعُرْيَان النخعية من الوافر (أَلا يَا عين وَيحك أسعدينا ... أَلا تبْكي أَمِير المؤمينا) (تبْكي أم كُلْثُوم عَلَيْهِ ... بعيرتها وَقد رَأَتْ اليقينا) (أَلا قل للخوارج حَيْثُ كَانُوا ... فَلَا قرت عُيُون الشامتينا) (أَفِي شهر الصّيام فجعتمونا ... بِخَير النَّاس طراً أجمعينا) (قتلتم خير من ركب المطايا ... وذللها وَمن ركب السفينا) (وَمن لبس النِّعَال وَمن حذاها ... وَمن قَرَأَ المثاني والمئينا) (وكل مَنَاقِب الْخيرَات فِيهِ ... وَحب رَسُول رب العالمينا) (لقد علمت قُرَيْش حَيْثُ كَانَت ... بأنك خَيرهمْ حسباً ودينا) (إِذا اسْتقْبلت وَجه أبي تُرَاب ... رَأَيْت الْبَدْر فَوق الناظرينا) (وَكُنَّا قبل مَقْتَله بِخَير ... نرى مولى رَسُول الله فِينَا) (يُقيم الْحق لَا يرتاب فِيهِ ... ويعدل فِي العدى والأقربينا) (وَلَيْسَ بكاتم علما لَدَيْهِ ... وَلم يخلق من المتجبرينا) ) (كَأَن النَّاس إِذْ فقدوا عليا ... نعام حَار فِي بلد سنينا) (فَلَا تشمت مُعَاوِيَة بن صَخْر ... فَإِن بَقِيَّة الْخُلَفَاء فِينَا)

وَقَالَ الْفضل بن عَبَّاس بن عتبَة بن أبي لَهب من الْبَسِيط (مَا كنت أَحسب أَن الْأَمر منصرف ... عَن هاشمٍ ثمَّ مِنْهَا عَن أبي حسن) (أَلَيْسَ أول من صلى لقبلته ... وَأعلم النَّاس بِالْقُرْآنِ وَالسّنَن) (وَآخر النَّاس عهدا بِالنَّبِيِّ وَمن ... جِبْرِيل عون لَهُ فِي الْغسْل والكفن) (من فِيهِ مَا فيهم لَا يمترون بِهِ ... وَلَيْسَ فِي الْقَوْم مَا فِيهِ من الْحسن) وَقَالَ السَّيِّد الْحِمْيَرِي من الْبَسِيط (سَائل قُريْشًا بهَا أَن كنت ذاعمه ... من كَانَ أثبتها فِي الدّين أوتادا) (من كَانَ أقدمها سلما وأكثرها ... علما وأطهرها علما وأولادا) (من وحد الله إِذْ كَانَت مكذبة ... تَدْعُو مَعَ الله أوثاناً وأولادا) (من كَانَ يقدم فِي الهيجاء إِن نكلوا ... عَنْهَا وَإِن بخلوا فِي أزمة جدا) (من كَانَ أعدلها حكما وأبسطها ... علما وَأصْدقهَا وَعدا وإيعادا) (إِن يصدقوك فَلَنْ تعدو أَبَا حسن ... إِن أَنْت لم تلق للأبرار حسادا) (إِن أَنْت لم تلق أَقْوَامًا ذَوي صلف ... وَذَا عناد لحق الله جحادا) وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْحُسَيْنِي من السَّرِيع (غَدا عَليّ بن أبي طَالب ... فاغتاله بِالسَّيْفِ أَشْقَى مُرَاد) (شلت يَدَاهُ وهوت أمه ... أَي امْرِئ قد دب تَحت السوَاد) (عز على عَيْنَيْك لَو أَبْصرت ... مَا اجترحت بعْدك أَيدي الْعباد) (لانت قناة الدّين واستأثرت ... بالفيء أَفْوَاه الْكلاب العواد) وَفِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن ملجم الْمرَادِي أَبْيَات قَالَهَا بكر بن حَمَّاد التاهرتي فِيهَا رثاء لعَلي أبي طَالب ورد على عمرَان بن حطَّان فلتطلب هُنَاكَ وَكَانَت خِلَافَته رَضِي الله عَنهُ أَربع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَفِي تَهْذِيب اللُّغَة للأزهري قَالَ أَبُو عُثْمَان الْمَازِني لم يَصح عندنَا أَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ تكلم من الشّعْر بِشَيْء غير هذَيْن الْبَيْتَيْنِ من الْبَسِيط) (تلكم قُرَيْش تمناني لتقتلني ... فَلَا وَجدك مَا بروا وَمَا ظفروا) (فَإِن هَلَكت فرهن ذِمَّتِي لَهُم ... بِذَات روقين لَا يعْفُو لَهَا أثر) يُقَال داهية ذَات روقين وَذَات ودقين إِذا كَانَ عَظِيمَة وَقَالَ الْحَافِظ فتح الدّين

مُحَمَّد بن سيد النَّاس وَمِمَّا روينَا من شعر عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم بدر من الطَّوِيل (ألم تَرَ أَن الله أبلى رَسُوله ... بلَاء عَزِيز ذِي اقتدار وَذي فضل) (بِمَا أنزل الْكفَّار دَار مذلة ... فألفوا إساراً من هوان وَمن ذل) (فأمسى رَسُول الله قد عز نَصره ... وَكَانَ رَسُول الله أرسل بِالْعَدْلِ) فِي أَبْيَات ذكرهَا وَمِمَّا ذكر لَهُ يذكر إجلاء بني النَّضِير وَمَا تقدم ذَلِك من قتل كَعْب بن الْأَشْرَف من الوافر (فَأصْبح أَحْمد فِينَا عَزِيزًا ... عَزِيز المقامة والموقف) (فيا أَيهَا الموعدوه سفاهاً ... وَلم يَأْتِ جوراً وَلم يعنف) (ألستم تخافون أدنى الْعَذَاب ... وَمَا آمن الله كالأخوف) (وَإِن تصرعوا تَحت أسيافه ... كمصرع كَعْب أبي الْأَشْرَف) وَقَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء وَمِمَّا أَن مُعَاوِيَة كتب إِلَى عَليّ بن أبي طَالب إِن لي فَضَائِل كَانَ أبي سيداً فِي الْجَاهِلِيَّة وصرت ملكا فِي الْإِسْلَام وَأَنا صهر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وخال الْمُؤمنِينَ وَكَاتب الْوَحْي فَقَالَ عَليّ أَبَا الْفَضَائِل يفتخر عَليّ ابْن آكِلَة الأكباد أكتب إِلَيْهِ يَا غُلَام من الوافر (مُحَمَّد النَّبِي أخي وصهري ... وَحَمْزَة سيد الشُّهَدَاء عمي) (وجعفر الَّذِي يُضحي ويمسى ... يطير مَعَ الْمَلَائِكَة ابْن أُمِّي) (وَبنت مُحَمَّد سكني وعرسي ... مشوب لَحمهَا بدمي ولحمي) (وسبطا أَحْمد ولداي مِنْهَا ... فَأَيكُمْ لَهُ سهم كسهمي) (سبقتكم إِلَى الْإِسْلَام طراً ... صَغِيرا مَا بلغت أَوَان حلمي) فَقَالَ مُعَاوِيَة اخفوا هَذَا الْكتاب لَا يقرأه أهل الشَّام فيميلون إِلَيْهِ وعدة من قتل فِي وقته الْجمل ثَمَانِيَة آلَاف مِنْهُم الأزد خَاصَّة أَرْبَعَة آلَاف وَمن ضبة ألف وَمِائَة وباقيهم من سَائِر النَّاس هَؤُلَاءِ أَصْحَاب الَّذين كَانُوا مَعَ عَائِشَة وَقتل من أَصْحَاب عَليّ نَحْو ألف وَكَانَت الْوَقْعَة لعشر) خلون من جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ثمَّ إِنَّه التقى بعد ذَلِك مَعَ مُعَاوِيَة بصفين غرَّة صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقيل كَانَ عَليّ فِي تسعين ألفا وَكَانَ مُعَاوِيَة فِي مائَة وَعشْرين ألفا وَقيل الْعَكْس وَقتل من أَصْحَاب عَليّ خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألفا وَمن أَصْحَاب مُعَاوِيَة خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألفا وَقيل غير ذَلِك

وَكَانَ الْمقَام بصفين مائَة يَوْم وَعشرَة أَيَّام وَكَانَت الوقائع بَينهمَا تسعين وقْعَة ثمَّ كَانَت وَاقعَة الْحكمَيْنِ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَعَمْرو بن الْعَاصِ بدومة الجندل بعد ذَلِك بِخَمْسَة أشهر وَأَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا ثمَّ كَانَ خُرُوج عَليّ إِلَى الْخَوَارِج بالنهروان بعد سنة وشهرين وللشيخ شمس الدّين كتاب سَمَّاهُ فتح المطالب فِي فضل عَليّ بن أبي طَالب قرأته عَلَيْهِ من أَوله إِلَى آخِره ذكر فِيهِ أَن أَوْلَاده رَضِي الله عَنهُ تِسْعَة وَثَلَاثُونَ ولدا أما الذُّكُور فالحسن وَالْحُسَيْن وَمُحَمّد وَعمر الْأَكْبَر وَالْعَبَّاس الْأَكْبَر وَهَؤُلَاء الْخَمْسَة هم الَّذين أعقبوا والمحسن طرح وَمُحَمّد الْأَصْغَر قتل بالطف وَالْعَبَّاس الْأَصْغَر وَعمر الْأَصْغَر وَعُثْمَان قتل بالطف وَعُثْمَان طِفْل وجعفر قتل بالطف وجعفر مَاتَ طفْلا وَعبد الله الْأَكْبَر قتل بالطف وَعبد الله درج طفْلا وَعبد الله أَبُو عَليّ وَيُقَال قتل بالطف وَعبد الرَّحْمَن وَحَمْزَة درجا وَأَبُو بكر عَتيق يُقَال بالطف وَعون درج وَيحيى مَاتَ طفْلا وَأما الْبَنَات فزينب الْكُبْرَى وَزَيْنَب الصُّغْرَى وَأم كُلْثُوم وَأم كُلْثُوم الصُّغْرَى ورقية ورقية الصُّغْرَى وَفَاطِمَة وَفَاطِمَة الصُّغْرَى وفاختة وَأمة الله جمانة ورملة وَأم سَلمَة وَأم الْحسن ونفيسة وَأم الْكِرَام ومَيْمُونَة خَدِيجَة وأمامة قَالَ ياقوت والعقب لِلْحسنِ من زيد وَالْحسن والعقب لزيد من الْحسن بن زيد والعقب لِلْحسنِ بن الْحسن من جَعْفَر وَدَاوُد وَعبد الله وَالْحسن وَإِبْرَاهِيم والعقب للحسين من عَليّ الْأَصْغَر بن الْحُسَيْن والعقب لعَلي بن الْحُسَيْن من مُحَمَّد وَعبد الله وَعمر وَزيد وَالْحُسَيْن بني عَليّ والعقب لمُحَمد بن الْحَنَفِيَّة من جَعْفَر وَعلي وَعون وَإِبْرَاهِيم والعقب لجَعْفَر بن مُحَمَّد من عبد الله ولعلي بن مُحَمَّد من عون ولعون بن مُحَمَّد ولإبراهيم بن مُحَمَّد وَأما أَبُو هَاشم عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَهُوَ أكبر وَلَده فقد ظن قوم أَنه لَا عقب لَهُ وَلَيْسَ كَذَلِك والعقب لعمر بن عَليّ بن أبي طَالب من مُحَمَّد بن عمر والعقب لمُحَمد بن عمر من عمر وَعبد الله وجعفر والعقب للْعَبَّاس من عبيد الله بن الْعَبَّاس والعقب لِعبيد الله من الْحُسَيْن وَعبد الله قَالَ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الألقاب وَمِمَّا يمْتَحن بِهِ) الْحفاظ أَن يُقَال أتعرفون فِي الصَّحَابَة رجلا يُقَال لَهُ أَسد بن عبد منَاف بن شيبَة بن عَمْرو بن الْمُغيرَة بن زيد وَهُوَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ لقبه حيدرة والحيدرة الْأسد وَعبد منَاف هُوَ أَبُو طَالب وَشَيْبَة اسْمه عبد الْمطلب وَعَمْرو اسْمه هَاشم والمغيرة اسْمه عبد منَاف وَزيد إسم قصي عَليّ بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز بن الح

علي بن عبد الواحد

الْمسند نور الدّين الشَّافِعِي سمع من جده لِأَبِيهِ وَمن جده لأمه إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَأَجَازَ لي بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة بِخَطِّهِ 3 - (عَليّ بن عبد الْوَاحِد) الْبري قَاضِي طرابلس عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الْحر أَبُو الْحُسَيْن الْبري قَاضِي طرابلس وصل من مصر خادمان فقطعا رَأس هَذَا القَاضِي لكَونه سلم عزاز إِلَى مُتَوَلِّي بِغَيْر إِذن الْحَاكِم وَكَانَ قَتله فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبع مائَة القوسان عَليّ بن عبد الْوَاحِد أَبُو الفياح السَّعْدِيّ القوسان بِالْقَافِ وَالْوَاو وَالسِّين الْمُهْملَة وَبعد الْألف نون الحصري رَفِيق عبد الْقوي النوشاذر وَقد تقدم ذكره فِي مَوْضِعه كَانَا متصاحبين وهما ماجنان خليعان ينظمان البلاليق ويأتيان فِيهَا بالسخف الْفَاحِش إِلَّا أَنه ظريف إِلَى الْغَايَة وَلَهُمَا فِي تِلْكَ البلاليق الْمَشْهُورَة أمداح فِي الْمُلُوك أَوْلَاد الْعَادِل فَمن ذَلِك قَوْله (لي زب قد أوضح عذرو ... من يدخلو يربح أجرو) عُرْيَان فَقير زادبو الإفلاس غَرِيب وَيطْلب مسْقط راس (لَعَلَّ فِيكُم يَا جلاس ... من يسكنو مخزن جحرو) أعمى ترَاهُ يبكي حسره إِذا دخل وسط السفره (يدْخل وَيخرج مية مره ... يبْقى محير فِي أمرو) كتب وَصِيَّة يتكفن) إِن مَاتَ فِي الأكساس يدْفن (صَاح الْخصي ذَا مَا يحسن ... بَين الفقاح نجْعَل قبرو) قرف من البوري المشقوق وَقد تنزه فِي البرقوق (وَصَارَ غداه تين المعشوق ... هُوَ الَّذِي قوى ظهرو)

فَارس جواد مَا يكبا قصاف مَعَ الْخمر أتربا (يرقص تغني لَو الثقبا ... جاني المعربد فِي سكرو) فِي السخف أبكيت الْكَاذِب وَمَا مضى عمري خايب (إِذا لي مدايح فِي الصاحب ... نجا من النيرَان شكرو) وَمن ذَلِك (لي زب إِذا قَامَ الشَّارِب ... ولى الْأسد منو هارب) مَمْلُوك من الأتراك جَبَّار عمل بِبَيْت مَال الأجحار (جاريه على الثقبة مدرار ... فِي كل سَاعَة لَو راتب) رماح إِن هز الحربه سياف كم خَنْدَق ضربه (رامي إِذا أطلق فِي الثقبه ... سَهْمه مدى الْأَيَّام صايب) بركو معصفر من ظرفو أَمِير واقطاعو أتفو (خصويه سلَاح دَاره خلفو ... من حشمته مَا لَو حَاجِب) فِي الْحجر يدْخل مَا ينحاش وَإِن داخ من أكل الخشخاش (صَاح الخصا لَو يَا خشداش ... أخرج على انحس قالب) ) يرجع يُقَاتل بالدبوس وَالْقَذْف يعْمل فِي البركوس (والدبر يضْرب لَو بالكوس ... والبوق حَيّ يخرج كاسب) ترَاهُ بخلعه يتزوق كالسهم لكنو يسْبق

(فِي شفر امْرَأَة الأحمق ... من يبغض أَيَّام الصاحب) وَمن ذَلِك وَقد جَاءَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد (مركب قمدي يَا جلاس ... جلس على بر الأكساس) أقلع وكل بِالرِّيحِ بغنوس لَا يدْرِي الوحلات منحوس (ووافقوا ادبار الطاروس ... وَعَاد فِي اللجة برجاس) رجعت خوفي أَن لَا نغرق وصرت بِالرِّيحِ نتعلق (خرج لي من خلفو زورق ... وَمن ورا الزورق دكاس) حبطنت أيري فِي الْبقْعَة وَقمت فِي آسطامو سرعه (سديت بخصويه الترعه ... وَصحت يَا زبي لَا باس) حطمت مركب خصويه لَا كَانَ سفر المهديه (كَانُوا الْبِلَاد الْقبلية ... أخير من بحري للنَّاس) حب الْعلُوق الجمريه أخير لي من بختيه (اقلع وَأَنا فَوق الليه ... بالأردمون مَعَ بو الْعَبَّاس) وتبصر الْمركب بكرا يسير وَكم يقطع مجْرى) (وَأَنا على فَم السفرا ... وسطي قمدي كالقياس) وَمن ذَلِك (لي زب كالليث العابس ... رَاكب خصاه مثل الْفَارِس) ترَاهُ يرْكض فِي البطحا على ميادين الفقحا

(مناه من التينة سلحا ... طول الزَّمَان فِيهَا غاطس) البوق بحملاته يضْرب فِي السرم إِذا لَاحَ لَو مضرب (ترى الخصا خلفو يجنب ... كنو أَتَى يفتح قابس) عَمْرو مُجَرّد فِي البيكار كالأسمر الخطي خطار (أَمِير فِي طعن الأجحار ... وَفِي القبا يرجع سايس) أَقرع ورا أكتافو جمه أطروش وَيسمع من كَلمه (أعمى ويقشع فِي الظلمه ... للدبر فِي اللَّيْل الدامس) على الأساتي يتجرا يفتح مصرات السفرا (كَأَن لَو دَاخل صرا ... وَقد فتحهَا من آمس) يعم عُذْري فِي الأسمر يعم عُذْري فِي الأسمر الْخَال والخد الْأَحْمَر (والخصر إِذا كَانَ مُضْمر ... والردف وَالْقد المايس) يطعن بِحَال طعنات عنتر إِذا وصل جوا المبعر (يخرج على راسو مغفر ... وكازغند أصفر لابس) ) وَمن ذَلِك (مَعَ اللُّصُوص زبي آتربا ... يفش أقفال الثقبا) من البزاق يعْمل مِفْتَاح من فَوق يافوخو يَا صَاح (وَتارَة جندي رماح ... راسو ترَاهَا كالحربا) يشد وسطو كالفراش

وَإِذا رأى المبعر قد طاش (ترَاهُ يحمل كالتركاش ... والخصوتين خلفو جعبا) زب ململم يملا الْعين يلقى من التينات أَلفَيْنِ (طوله ثَلَاثَة فِي ثلثين ... تخرا أَنْت من هذي الحسبا) على الخصا يعْقد ناموس يجلس بِحَال فار البركوس (كنو يرى وَجه القطوس ... فِي الْجُحر يدْخل يستخبا) يَرْمِي براسو فِي المبعر عُرْيَان وخصويه يتجرجر (يخرج عَلَيْهِ دقاج أصفر ... من الخرا لابس جبا) وَمن ذَلِك (لي زب يخْطب فِي المردان ... من هيبتو يخري الديَّان) لما رَآهُ فَوق الْمِنْبَر قايم على خصويه كبر (وَأسلم وعنو يتنصر ... ويتخذ راسو قرْبَان) جت لَو الْيَهُود تسمع قولو فِي الأير لما دَار حولو (نَادَى لَهُم أيا زولوا ... حللت لي دهن الْأَبدَان) ) بِاللَّيْلِ يَدُور كالحرابة يلْعَب بخصويه الكآبه (يرقص لضرب الشبابه ... على الفقاح رقص السودَان) أعمى وللثقبه يسْبق لَا بُد بِالدرةِ يسفق (يُمْسِي وَمَا فِي آيدو مطرق ... كنو مظفر فِي العميان)

إِذا انتفخ عَاد كالقربه والخصوتين تَحْتَهُ دبه (يزعق على بَاب الثقبه ... المَاء مبرد يَا عطشان) بالسخف أرضيت الْفُسَّاق لم تخش من نَار الإحراق (إِذْ لي مديح فِي بو إِسْحَق ... السَّيِّد النّدب الْبُرْهَان) وَمن ذَلِك (نيك الكس ... يَا لقومي غثى الْأَنْفس) (لَو أشداق ... واسعه مَعَ فَم أفقم) (فِيهِ رقراق ... مقدم الأير عنو يَنْضَم) (للفساق ... طول ليلو يمصي البلغم) (جسو جس ... شعر راسو مثل الخنفس) (لَا تجرد ... النسا قد غثو نَفسِي) (نتجرد ... للواط مثل أبنا جنسي) (فالأمرد ... يخرجو لي بعدا مكسي) (فِي برنس ... مَعَ عمامه لون السندس) (أيخلف ... مَا أَنْت عِنْدِي فِي صُورَة عز) (كن منصف ... فِي صِفَات التينه وَالْحر) (قَالَ يحلف ... إِن للفقحات عِنْدِي سر) ) (فِيهِ ندرس ... ولفضلو عمري يخرس) (اللَّذَّات ... خلقت فِي تين المعشوق) (هاتو هَات ... فِيهِ عسل مَعَ سمسم مسحوق) (والآفات ... جعلت فِي البوري المشقوق) (لَا تلمس ... فِيهِ راويح عطنا ترمس) (آغلما ... لَو تروا أيري كَيفَ يفشر)

(لَو هما ... وشهامه وَقت يخْطر) (ذِي الغرما ... ردَّتْ البنية لَو تزمر) (تَقول اكدس ... لَك خلع مَعَ عَمه قندس) (كم فقحا ... ردَّتْ الأير لما جاها) (فِي فَرحا ... وخلوق لَو ريت مَا أذكاها) (مَعَ طرحا ... أكستو لما أغناها) (وَهِي تعطس ... كنها قد شمت كندس) (آجلاس ... من ناك الْأَمْرَد قد فَازَ) (مَا نم باس ... أَو لَا ريبه فِي الأطياز) (والأكساس ... بالخروق محشية والجاز) (شي بالكدس ... لَا تصفهم يَا صحبي أس) وَمن ذَلِك مَا قَالَه وَقد نقشت جَارِيَة للْملك الْعَزِيز على خديها صُورَة عقرب وحية (من نقش ... فِي صورك عقرب وارقش) (قد أغرب ... من رقم فِي الخد الْعَقْرَب) (أَو كتب ... جنه فِي الخد الْمَذْهَب) (نتعجب ... من رامه عقله يذهب) (وان حمش ... فِي الرياض يضْرب أَو ينهش) (من يطفي ... لوعتي مَعَ حر أشواقي) (والهفي ... لم أجد فِي الدُّنْيَا راقي) ) (من حتفي ... وَالْقَتْل فِيهَا درياقي) (كَيفَ ينعش ... من عدوه خلقه يفتش) (الْعَقْرَب ... زوق من فَوق مَا خدك) (فِيهِ ركب ... كل من ينجو من صدك) (كالأنجب ... الْعَزِيز الَّذِي كَانَ سعدك) (قد فتش ... فِي السها صاب ملكه عرش)

(الْعليا ... بالعزيز نَالَتْ منيتها) (وَالدُّنْيَا ... بك تنورنا ديباجتها) (والحيا ... كالعصا عَادَتْ سيرتها) (لَا تدهش ... فالأسود مِنْك ترعش) (الإِمَام ... اسْمه عَن شعر الأفراح) (وَأهل الشَّام ... وَالْعراق سعد لَك ترتاح) (والأقلام ... طَاعَتك وَالْبيض والأرماح) (لم تعطش ... وَهِي بالأعدا مرش) وَقَالَ وَقد اعْترض عَلَيْهِ فِيهَا مظفر الْأَعْمَى (من فتش ... فِي الخرا دقنه يطرش) (يَا أعمى ... لحسك ينقاس بالقوسن) (سَوف ترمى ... بالأهاجي قبل أَن تدفن) (لَك كلما ... فِي القريض مثلي تدون) (فاتمعش ... أَو فمت لَو كنت الْأَخْفَش) (ابْن سعرك ... أوموا قبل سَهَا الْيَوْم) (زَاد أَمرك ... مَا أَنا الا ندريك يَا قوم) (هان قدرك ... مَا يطيب فِي أفمام الْقَوْم) (اوبرش ... فاندفن فِي زبلك وانخش) (سح بو الْعِزّ ... ذَا الهجا فِي عُنُقك دره) ) (أَو تعجز ... فِي ادعا مَا لَيْسَ لَك قدره) (تَمُوت بالزز ... وتعود فِي الْعَالم شهره) (سفش ... ذَا الْأَدَب من راسك ينفش) (تتفرزن ... مَا أَنْت عِنْدِي إِلَّا بيذق)

(مور واركن ... عِنْد غَيْرِي هُوَ لَك ألفق) (مَعَ القوسن ... هيبتك أمست تتمزق) (ومكرمش ... وصحيح عرضك يتهرش) (نشربندي ... وَأَنا أقعد بالعصل) (وَمن جدى ... المغاسل ملعل التَّأْوِيل) (ظهر سعدي ... وَأَنا الْقَائِل بالسطيل) (من يفش ... فِي حلق كل عقرب وارقش) عَلَاء الدّين ابْن الزملكاني عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن خلف بن نَبهَان الإِمَام عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن ابْن الْعَلامَة كَمَال الدّين أبي المكارم خطيب زملكا الأتصاري السماكي وَالِد الْعَلامَة كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين كَانَ إِمَامًا جليل الْقدر وافر الْحُرْمَة حسن البزة مليح الصُّورَة تَامّ الشكل مهيباً درس بالأمينية مُدَّة وَسمع وَلم يحدث توفّي سنة تسعين وست مائَة عَلَاء الدّين ابْن السَّابِق عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن الْخضر الرئيس عَلَاء الدّين ابْن السَّابِق بِالْبَاء الْمُوَحدَة قبل الْقَاف الْحلَبِي نزيل دمشق شيخ جليل متميز من رُؤَسَاء الدولة الناصرية خدم فِي الْجِهَات وَولي نظر البيمارستان وَمَات على نظر الْعشْر توفّي سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة وَسَيَأْتِي ذكر عَلَاء الدّين عَليّ بن عُثْمَان ابْن السايق إِلَّا أَنه بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَصَاحب هَذِه التَّرْجَمَة بِالْيَاءِ الْمُوَحدَة ووفاتهما قريبَة لِأَن عَلَاء الدّين بن عُثْمَان توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة وَإِنَّمَا نبهت على ذَلِك لِئَلَّا يَقع التَّصْحِيف وتؤيده الْوَفَاة فيظن أَنَّهُمَا وَاحِد ابْن بنت الْأَعَز) عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن خلف بن بكر عَلَاء الدّين ابْن القَاضِي تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز الشَّافِعِي كَانَ بِمصْر ونزح مِنْهَا هَارِبا من الشجاعي إِلَى أَن وصل حلب وبلادها وَأقَام بحماة ثمَّ حضر إِلَى دمشق وسعى أَخُوهُ القَاضِي تَقِيّ الدّين فِي ترتيبه نَاظرا بديوان الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي بِدِمَشْق رَفِيق بدر الدّين المَسْعُودِيّ وَحكى بدر الدّين المَسْعُودِيّ قَالَ لما بَاشر عَلَاء الدّين عندنَا فِي الدِّيوَان لم يكن لَهُ من الملبوس إِلَّا مَا هُوَ عَلَيْهِ وَقد أخلق وَلم يكن مَعَه شَيْء فَأرْسلت إِلَيْهِ جملَة دَرَاهِم وقماشاً غير مفصل من مَالِي وَبحث فَلم يجدني تعرضت إِلَى درهمٍ واحدٍ من مَال مخدومي قَالَ وذكرني بِكُل سوء

علي بن عبدة

وَلما تولى الشجاعي نِيَابَة دمشق حضر عِنْده وتوصل إِلَيْهِ بِمَا يلائمه وولاه نظر ديوانه وَبعد ذَلِك توجه إِلَى مصر وَولي الْحِسْبَة وَكَانَ فِيهِ قلق وثلب للنَّاس توفّي رَحمَه الله بِمصْر سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة قَالَ ابْن الصقاعي وَكَانَ فِيهِ قلق وثلب للنَّاس وَمن شعره من الوافر (حماة غزالة الْبلدَانِ أضحت ... لَهَا من نهر عاصيها عُيُون) (وقلعتها لَهَا جبل بديع ... وَمن سود التلول لَهَا قُرُون) وَله فِي دمشق من الْكَامِل (إِنِّي أدل على دمشق وطيبها ... من حسن وصفي بِالدَّلِيلِ الْقَاطِع) (جمعت جَمِيع محَاسِن فِي غَيرهَا ... وَالْفرق بَينهمَا بِنَفس الْجَامِع) 3 - (عَليّ بن عَبدة) الْأَنْبَارِي عَليّ بن عَبده الْأَنْبَارِي قَالَ محب الدّين بن النجار رَأَيْت لَهُ قصيدة مدح بهَا سيف الدولة صَدَقَة بن مزِيد أَمِير الْعَرَب أَولهَا من الْبَسِيط (لما رَأَيْت شَقِيق النَّفس قد ظعنا ... بذلت للبين دمعاً كَانَ قد خزنا) (وَلم أطق رد توديع غَدَاة غَدَتْ ... بِهِ السفين على موج كأدمعنا) (لما رأى فيض دمعي عِنْد فرقته ... رنا إِلَيّ كَمثل الخشف حِين رنا) (وَقَالَ لي بلحاظ غير ناطقةٍ ... قل الْبكاء لَعَلَّ الله يجمعنا) (فَقلت وَالصَّبْر قد زَالَت عَزَائِمه ... مَا كَانَ أوحى وَحقّ لله فرقتنا) 3 - (عَليّ بن عبيد الله) ابْن الباقلاني الدباس عَليّ بن عبيد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي عمر الْبَزَّاز أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الباقلاني الدباس من أَوْلَاد الْمُحدثين تفقه بالنظامية بِبَغْدَاد وَكَانَ متديناً ذَا أَمَانَة ونزاهة ولي قَضَاء الْكُوفَة فِي عشْرين الْمحرم سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة فَأَقَامَ نَحوا من شهر وعزل وَعَاد إِلَى الْمدرسَة فَقِيها بهَا ومشرفاً على خزانَة الْكتب الناصرية إِلَى أَن توجه ابْن فضلان رَسُولا إِلَى بِلَاد الرّوم فَمضى مَعَه وأدركه أَجله هُنَاكَ فِي سيواس سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة

الزَّاغُونِيّ الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن عبيد الله بن نصر بن عبيد الله بن سهل بن السّري أَبُو الْحسن الزَّاغُونِيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ من أَعْيَان الْحَنَابِلَة ووجوههم سمع الْكثير وَطلب بِنَفسِهِ وَحصل وَكتب بِخَطِّهِ واشتهر بالصلاح والديانة وَله مجموعات فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول والوعظ وَجمع تَارِيخا على السنين من أول ولَايَة المسترشد إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ ثِقَة سمع عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَعبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الصريفيني وَأحمد بن مُحَمَّد بن النقور وَعلي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن البسري وَجَمَاعَة وروى عَنهُ ابْن نَاصِر أَبُو الْفضل وَابْن الْجَوْزِيّ وَغَيرهمَا ولد سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَخمْس مائَة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ صحبته زَمَانا وعلقت عَنهُ الْفِقْه والوعظ) الدقيقي النَّحْوِيّ عَليّ بن عبيد الله ابْن الدقاق أَبُو الْقَاسِم الدقيقي النَّحْوِيّ أحد الْأَئِمَّة الْعلمَاء فِي هَذَا الشَّأْن أَخذ عَن الْفَارِسِي والسيرافي والرماني وَكَانَ مُبَارَكًا فِي التَّعْلِيم تخرج عَلَيْهِ خلق كثير لحسن خلقه وسجاحة سيرته ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع مائَة وَله تصانيف مِنْهَا كتاب شرح الْإِيضَاح قَالَ ياقوت رَأَيْته مَنْسُوبا إِلَيْهِ وَأَنا أَظُنهُ شرح عَليّ بن عبيد الله السمسمي لِأَنَّهُ محشو بقوله قَالَ السمسماني وَمَا أرى الدقاق مِمَّن يَأْخُذ من السمساني وَهُوَ أكبر سنا مِنْهُ ومشايخهما ووفاتهما وَاحِدَة وَلَكِن اشْتبهَ الِاسْم فنسب إِلَى هَذَا لشهرته بالنحو وَله أَيْضا كتاب شرح الْجرْمِي كتاب الْعرُوض كتاب الْمُقدمَات السمسماني الْكَاتِب عَليّ بن عبيد الله بن عبد الْغفار أَبُو الْحسن السمسمي

وَيُقَال السمسماني اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ كَانَ جيد الْمعرفَة بفنون الْعَرَبيَّة صَحِيح الْخط غَايَة فِي الضَّبْط قَرَأَ على الْفَارِسِي والسيرافي وَكَانَ ثِقَة فِيمَا يرويهِ توفّي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع مائَة وَكَانَ أَبُو الْحسن مليح الْخط وَمن هَذَا الْبَيْت جمَاعَة كتاب مجيدون وَكَانَ أَبُو الْحسن متطيراً خرج يَوْم عيد من دَاره فَلَقِيَهُ بعض النَّاس فَقَالَ لَهُ مهنئاً عرف الله سيدنَا الشَّيْخ بركَة شُؤْم هَذَا الْيَوْم فَقَالَ وَإِيَّاك يَا سَيِّدي وَعَاد فأغلق الْبَاب وَلم يخرج يَوْمه وَنسب إِلَيْهِ من الشّعْر هَذِه الأبيات من الْكَامِل (دع مقلتي تبْكي عَلَيْك بأربعٍ ... إِن الْبكاء شِفَاء قلب الموجع) (ودع الدُّمُوع تكف جفني فِي الْهوى ... من غَابَ عَنهُ حَبِيبه لم يهجع) (وَلَقَد بَكَيْت عَلَيْك حَتَّى رق لي ... من كَانَ فِيك يلومني وَبكى معي) الريحاني عَليّ بن عُبَيْدَة الريحاني أحد البلغاء الفصحاء من النَّاس من فَضله على الجاحظ فِي البلاغة وَحسن التصنيف وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالمأمون يسْلك فِي تصانيفه طَرِيق الْحِكْمَة وَكَانَ يرْمى بالزندقة وَله مَعَ الْمَأْمُون أَخْبَار مِنْهَا أَنه كَانَ بِحَضْرَة الْمَأْمُون فجمش غُلَاما فَرَآهُ الْمَأْمُون فَأحب أَن يعلم هَل علم عَليّ أم لَا فَقَالَ لَهُ أَرَأَيْت فَأَشَارَ عَليّ بِيَدِهِ وَفرق أَصَابِعه أَي خَمْسَة وتصحيف خَمْسَة جمشة وَغير ذَلِك من الْأَخْبَار الْمُتَعَلّقَة بالفطنة والذكاء وَله من الْكتب كتاب المصون كتاب التدرج كتاب زَائِد الرَّد كتاب الْمُخَاطب كتاب الطارف) كتاب الْهَاشِمِي كتاب الناشيء كتاب الموشح كتاب الْحَد كتاب شَمل الألفة كتاب الزِّمَام كتاب المتجلي كتاب الصَّبْر كتاب سفر الْجنَّة كتاب الْأَنْوَاع كتاب صفة الدُّنْيَا كتاب روشناندل كتاب مهرازد حشيش كتاب ستاربها كتاب الوشيج كتاب الْعقل وَالْجمال كتاب أدب جوانشير كتاب شرح الْهوى كتاب الطارس كتاب المسيحي كتاب أَخْلَاق

هرون كتاب الْأَسْنَان كتاب الْخطب كتاب الناجم كتاب صفة الْفرس كتاب الْبَيِّنَة كتاب المشاكل كتاب فَضَائِل إِسْحَق كتاب صفة الْمَوْت كتاب السّمع وَالْبَصَر كتاب الْيَأْس والرجاء كتاب صفة الْعلمَاء كتاب أنيس الْملك كتاب المؤمل والمهيب كتاب وُرُود وودور الْملكَيْنِ كتاب النملة والبعوضة كتاب المعاقبات كتاب مدح النديم كتاب الْجمل كتاب خطب المنابر كتاب النِّكَاح كتاب الْإِيقَاع كتاب الْأَوْصَاف كتاب امتحان الدَّهْر كتاب الأجواد كتاب المجالسات كتاب المنادمات قَالَ أَحْمد بن أبي طَاهِر كنت فِي مجْلِس بعض أصدقائي وَكَانَ معي عَليّ بن عبيد الريحاني وَفِي الْمجْلس جَارِيَة كَانَ يُحِبهَا عَليّ فجَاء وَقت الظّهْر فقمنا إِلَى الصَّلَاة وَعلي وَالْجَارِيَة فِي الحَدِيث فأطالا حَتَّى كَادَت الصَّلَاة تقرب فَقلت لَهُ يَا أَبَا الْحسن قُم إِلَى الصَّلَاة فَأَوْمأ بِيَدِهِ إِلَى الْجَارِيَة وَقَالَ حَتَّى تَزُول الشَّمْس أَي حَتَّى تقوم الْجَارِيَة فعجبت من كنايته حضرني ثَلَاثَة تلاميذ فَجرى لي كَلَام حسن فَقَالَ أحدهم حق هَذَا الْكَلَام أَن يكْتب بالغوالي على خدود الغواني وَقَالَ الآخر بل حَقه أَن يكْتب بأنامل الْحور على النُّور وَقَالَ الآخر بل حَقه أَن يكْتب بقلم الشُّكْر على ورق النعم وَقَالَ أتيت الْحسن بن سهل فأقمت بِبَابِهِ ثَلَاثَة أشهر لَا أحظى مِنْهُ بطائل فَكتبت إِلَيْهِ من الطَّوِيل (مدحت ابْن سهل ذَا الأيادي وَمَاله ... بِذَاكَ يَد عِنْدِي وَلَا قدم بعد) (وَمَا ذَنبه وَالنَّاس إِلَّا أقلهم ... عِيَال لَهُ إِن كَانَ لم يَك لي جد) (سأحمده للنَّاس حَتَّى إِذا بدا ... لَهُ فِي رَأْي عَاد لي ذَلِك الْحَمد) فَبعث إِلَيّ بَاب السُّلْطَان يحْتَاج إِلَى ثَلَاث خلال مَال وعقل وصبر فَقلت للواسطة قل لَهُ عني لَو كَانَ لي مَال لأغناني عَن الطّلب مِنْك أَو صَبر لصبرت عَن الذل ببابك أَو عقل لاستدللت بِهِ على النزاهة عَن رفدك فَأمر لي بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم الْكلابِي الْكُوفِي) عَليّ بن غثام ابْن عَليّ الْكُوفِي الإِمَام أَبُو الْحسن الْكلابِي

علي بن عثمان

العامري الْكُوفِي نزيل نيسابور روى عَن شريك بن عبد الله وَحَمَّاد بن زيد وَعبد السَّلَام بن حَرْب وَعبد الله بن الْمُبَارك وفضيل بن عِيَاض وَدَاوُد بن نضير الطَّائِي وسُفْيَان بن عُيَيْنَة ووالده عثام وَطَائِفَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ إِسْحَق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَسَلَمَة بن شبيب وَأَيوب بن الْحسن الزَّاهِد وَمُحَمّد بن عبد الْوَهَّاب الْفراء وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَجَمَاعَة وثقة أَبُو حَاتِم وروى مُسلم عَن رجل عَنهُ وَكَانَ لَا يحدث إِلَّا بعد جهد وأجود مَا أَخذ عَنهُ الحكايات والزهديات 3 - (عَليّ بن عُثْمَان) نظام الدّين ابْن دنينة عَليّ بن عُثْمَان بن مجلي أَبُو الْحسن نظام الدّين الْجَزرِي الْوَاعِظ ابْن دنينة بدال مُهْملَة مَضْمُومَة ونونين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة الشَّاعِر كَانَ كثير التطواف والأسفار مدح الْأُمَرَاء وَقَرَأَ الْوَعْظ على ابْن الْجَوْزِيّ وتفقه على ابْن الْخلّ وَسمع من أبي الْفَتْح ابْن المنداى وَكَانَ ظريفاً خَفِيف الرّوح توفّي بَين قارا والنبك سنة تسع وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره ابْن الوجوهي الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الْقَادِر بن مَحْمُود بن يُوسُف الإِمَام شمس الدّين أَبُو الْحسن ابْن الوجوهي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ شيخ الْقُرَّاء وَشَيخ رِبَاط ابْن الْأَثِير ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة قَرَأَ بالسبع على الْفَخر الْموصِلِي وَسمع من شهَاب الدّين السهروردي وَابْن روزبة عَلَاء الدّين ابْن السايق عَليّ بن عُثْمَان بن يُوسُف بن عبد الْوَهَّاب الرئيس عَلَاء الدّين ابْن الْعدْل شرف الدّين الدِّمَشْقِي التغلبي الْكَاتِب ابْن السايق بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف بعد الْألف وَالله أعلم شيخ جليل بديع الْخط لَهُ فضل وأدب وَشعر نسخ كتبا كَثِيرَة روى عَن الرشيد بن مسلمة وَكَانَ متخلياً منقطعفا عَن النَّاس حصل لَهُ صمم وَكَانَ إِذا حدث يكْتب لَهُ فِي الأَرْض أَو فِي الْهَوَاء فَيعرف وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وست مائَة وَمن شعره) أَمِين الدّين السُّلَيْمَانِي

عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان أَمِين الدّين السُّلَيْمَانِي الإربلي الصُّوفِي الشَّاعِر كَانَ من أَعْيَان شعراء الْملك النَّاصِر بن الْعَزِيز كَانَ جندياً فتصوف وَصَارَ فَقِيرا توفّي بالفيوم وَهُوَ فِي معترك المنايا سنة سبعين وست مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (قتل الْمُحب بهجركم من حلله ... يقْضِي وَعقد وصالكم مَا انحل لَهُ) (إِن تَطْلُبُوا لغناكم عَن وَصله ... بَدَلا فَذَاك لفقره لَا بُد لَهُ) (مزقتم أفراحه وجمعتم ... ذل الغرام لَهُ وذل المسأله) (ولهان قد سكنت إِلَيْكُم روحه ... وغدت بأنواع الغرام مقلقله) (هُوَ كَالَّذي فِي سقمه هَل عَائِد ... من نحوكم يحيى بِهِ هَل من صله) (أعلمتم فعل الجوى فِي قلبه ... مُتَعَدِّيا فَلهُ دموع مهمله) (وصرفتموه مُنْكرا بسقامه ... فَردا فَعرف حَاله لَام الوله) (مَا كَانَ أول عاشق جذب الْهوى ... بعنانه وسطا عَلَيْهِ فذلله) (يشكو الْفِرَاق إِلَى فريق لم يزل ... لَهُم وعود بالوعيد مؤوله) (ومرنح الأعطاف من خمر الصِّبَا ... كم قلب صب بالصبابة بلبله) (قابلته بالبدر لَيْلَة تمه ... فتأملوا بدر السَّمَاء ومخجله) (فالقوس حَاجِبه وَفِي وجناته ... مريخه وَالشعر مِنْهُ سنبله) (وَمن الْعَجَائِب أَنه لمحبه ... يهوى الْخلاف وَلَيْسَ يعرف مَسْأَلَة) (لَو أَنه الْكَشَّاف عَن لمع الْهوى ... لرَأى مفصل ذَا الغرام ومجمله) (أَو لَو رأى إِيضَاح نور حَبِيبه ... جعل الْوِصَال لعاشقيه تكمله) (هَب أَن وَاو الصدغ عاملة لَهُ ... عطف الْقُلُوب فَقده من أعمله) (مَا غَابَ معنى من بديع جماله ... إِلَّا تذكره الضَّمِير وَمثله) (لله كم أعنى محلا بالجوى ... قفراً وآهل ربع صبرٍ أمحله) (يَا أهل ودي حل دين وعودكم ... فتأملوا كتب السقام مسجله) (حتام تحيى فِي أكاذيب المنى ... نفس غَدَتْ بعسى وعل معلله) قلت ولشهاب الدّين التلعفري قصيدة فِي هَذِه الْمَادَّة وَالْوَزْن والروي وَهِي من الْكَامِل) (هَذَا الْعُدُول عَلَيْكُم مَا لي وَله ... أَنا قد رضيت بذا الغرام وَذَا الوله) (شَرط الْمحبَّة أَن كل متيم ... صب يُطِيع هَوَاهُ يَعْصِي عذله) (وأخذتموني حِين سَار بحبكم ... مثلي ومثلي سره لن يبذله) (مَا أعربت وَالله عَن وجدي بكم ... وصبابتي إِلَّا دموعي المهمله)

(جزتم مداكم فِي قطيعتكم فَلَا ... عطف لعائدكم يرام وَلَا صله) (أألومكم فِي هجركم وصدودكم ... مَا هَذِه فِي الْحبّ مِنْكُم أَوله) (قسما بكم قد حرت مِمَّا أشتكي ... حسبي الدجى فعدمته مَا أطوله) (ليلِي كَيَوْم الْحَشْر معنى إِن يكن ... لَا ليل ذَاك لَهُ فَذا لَا صبح لَهُ) (يَا سائلي من بعدكم عَن حالتي ... ترك الْجَواب جَوَاب هذي المسأله) (عِنْدِي جوى يذر الفصيح مبلداً ... فاترك مفصله ودونك مجمله) (الْقلب لَيْسَ من الصِّحَاح فيرتجى ... إِصْلَاحه وَالْعين سحب مثقله) (حَالي إِذا حدثت لَا لمع وَلَا ... جمل إيضاحي لَهَا من تكمله) (يَا راحلين وَفِي أكله عيسهم ... رشأ عَلَيْهِ حَشا الْمُحب مقلقله) (قمر لَهُ فِي الْقلب أَو فِي الطّرف أَو ... فِي النثرة الحصداء أشرف منزله) (الصدغ مِنْهُ عقرب ولحاظه ... أَسد وَخلف الظّهْر مِنْهُ سنبله) (مَا أجور الألحاظ مِنْهُ إِذا رنا ... وَإِذا انثنى فقوامه مَا أعدله) (لَو لم يصب خديه عَارض صُدْغه ... مَا أَصبَحت فِي سالفيه مسلسله) وَقَالَ السُّلَيْمَانِي قصيدة فِي كل بَيت نوع من البديع هِيَ من الْخَفِيف (بعض هَذَا الدَّلال والإدلال ... حَال بالهجر والتجنب حَالي) الجناس اللَّفْظِيّ (صرت إِذْ حزت ربع قلبِي وَإِذ لَا ... لي صَبر أكثرت من إذلالي) الجناس الخطي رق يَا قاسي الْفُؤَاد لأجفان قصار أسى لَيَال طوال الطباق شارحات بدمعها مجمع الْبَحْرين فِي حب مجمع الْأَمْثَال) الِاسْتِعَارَة (نفت النُّون فِي هَوَاك قصاصا ... حَيْثُ أدني مِنْهَا خداع الخيال) الْمُقَابلَة

أَنا بَين الرَّجَاء وَالْخَوْف فِي حبك مَا بَين صِحَة واعتلال التَّفْسِير (لست أَنْفك فِي هَوَاك ملوماً ... فِي معاد يسوءني أَو موَالِي) التَّقْسِيم (عمر يَنْقَضِي وأيامي الأيا ... م بالهجر والليالي اللَّيَالِي) الْإِشَارَة (لَيْسَ ذَنبي سوى مُخَالفَة اللا ... حِين فِيهِ واخيبة العذال) الإرداف (سَائل بزتي وَمَا هِيَ إِلَّا ... الْعُمر رفقا بِهَذِهِ الأسمال) الممائلة (طلب دونه منال الثريا ... وَهوى دونه زَوَال الْجبَال) الغلو (وغرام أَقَله يذهل الآ ... سَاد فِي خيسها عَن الأشبال) الْمُبَالغَة (أَنا أُخْفِي هَوَاك صونا وَإِن ب ... تُّ طعين القنا جريح النبال) الْكِنَايَة والتعريض (فشمالي لم يستعن بيميني ... ويميني لم يستعن بشمالي) الْعَكْس (لذ طول المطال مِنْك وَلَوْلَا ... الحتب مَا لذ مِنْك طول المطال) التذييل (خُنْت عهدي فدام وجدي فَهَل تَكُ ... بت ضدي بِطيب الْوِصَال) الترصيع) (لَك ألحاظ مقلتين سباها ... كالحسام الْهِنْدِيّ غب الصقال) الإيغال

(كملت وصفهَا بمدح عَليّ ... فِي عَليّ رب الحجى والكمال) التوشيح (مَا جد بعض فَضله بذله الما ... ل وَقل الَّذِي يجود بِمَال) رد الْعَجز على الصَّدْر (يغعل المكرمات طبعا فَإِن ج ... ود أفنى رغائب الآمال) التتميم والتكميل (طَال شكري نداه حَتَّى لقد أُفٍّ ... حم فضل لَا زَالَ ذَا إفضال) الِالْتِفَات (هُوَ مَا لم يزل وَذَلِكَ أبقى ... عصمَة المرملين ذِي الْأَطْفَال) الِاعْتِرَاض (ذُو وداد للأصفياء بعيد ... عَن زَوَال وَهل بِهِ من زَوَال) الرُّجُوع (أفترب الأنواء تخضب مِنْهُ ال ... أَرض أم سيب جوده الهطال) تجاهل الْعَارِف (جاد حَتَّى للمكتفين فأثروا ... فنداه كَالْمَاءِ فِي سيمال) الاستطراد (جَامع الْعلم والفصاحة والحل ... م وَحسن الْأَخْلَاق وَالْأَفْعَال) جمع المؤتلف والمختلف (لَا يعد الْفِعْل الْجَمِيل لدُنْيَا ... هـ وَلَكِن يعده لِلْمَالِ) السَّلب والإيجاب لَيْسَ فِيهِ عيب يعدده الحساد إِلَّا الْعَطاء قبل السُّؤَال الِاسْتِثْنَاء (عَالم أَن من يعِيش كمن زا ... ال وَإِن دَامَ والورى فِي زَوَال) ) الْمَذْهَب الكلامي

(يجتلى وَجهه الْكَرِيم من الح ... ب ويغضى عَنهُ من الإجلال) التشطير (أَيهَا الصاحب الَّذِي نلْت مِنْهُ ... مَا أَرْجَى فاليوم حاليَ حَالي) المحاورة (عاين الناظمون شعري وَلَا يذ ... هَب فضل الْمَعْنى بِلبْس النصال) الاستشهاد والاحتجاج (هِيَ آل للمدح فِي مجلدك السا ... مي الْمعَانِي وَغَيرهَا لمع آل) التعطف (آب يَوْم الهناء بِالْخَيرِ فِي رب ... عك يَحْكِي نوالك المتوالي) المضاعف (فلك الْمَدْح دَائِما ولشاني ... ك القطوعان منصلي ونصالي) التطريز (أعجز الواصفين فضلك فَاجْعَلْ ... شين شكري فِيهِ كسين بِلَال) التلطف وَقَالَ وَهُوَ حسن بديع من الطَّوِيل (أضيف الدجى معنى إِلَى ليل شعره ... فطال وَلَوْلَا ذَاك مَا خص بِالْجَرِّ) (وحاجبه نون الْوِقَايَة مَا وَقت ... على شَرطهَا فعل الجفون من الْكسر) وَقَالَ أَيْضا من أَبْيَات من المتقارب (وتعجبني حَاجِب نونها ... دلالاً مَعَ الْجمع لَا تنفتح) وَقَالَ من الطَّوِيل (تموج تَحت الخصر أسود شعره ... فإياك والحيات فِي كثب الرمل) (وَلَو لم يقم بالْحسنِ مُرْسل صُدْغه ... لما نزلت فِي خَدّه سُورَة النَّمْل) وَقَالَ من الطَّوِيل (وَمَا غرني فِي حبكم لمع خافق ... لآل وَلَكِن برد مَاء لآل)

) (شموس وعودي بالوصال لديكم ... تعلّقت من مكذوبها بحبال) وَقَالَ من الْخَفِيف (بدر تمّ لَهُ على الخد خَال ... فِي احمرار ينشق مِنْهُ الشَّقِيق) (كتب الْحسن بالمحقق مَعنا ... هـ وَلَكِن عذاره تَعْلِيق) وَقَالَ من المنسرح (يعذلني عاذلي عَلَيْك وَلَا ... يحصل مني إِلَّا على التَّعَب) (فعاذلي ظلّ فِي هَوَاك كمن ... يقْرَأ تبت على أبي لَهب) ابْن الْخَرَّاط عَليّ بن عُثْمَان بن محَاسِن الْفَقِيه الْعَالم الْمُقْرِئ الْمُحدث عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الشاغوري الشَّافِعِي ابْن الْخَرَّاط معيد الباذرائية ونائب الخطابة ولد سنة أَربع وَخمسين وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شهر ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة سمع من ابْن عَلان وَالقَاسِم الإربلي وَالْفَخْر عَليّ وَأكْثر وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع الْمسند كُله والكتب المطولة وتلا بالسبع على برهَان الدّين الإسكندري وشارك فِي الْفَضَائِل مَعَ الصيانة والانجماع عَن النَّاس وملازمة الْجَمَاعَات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمعنَا مِنْهُ وَسمع مني وَنسخ كتبا كبارًا مِنْهَا تَفْسِير الطَّبَرِيّ اخْتَصَرَهُ الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن التركماني الْحَنَفِيّ عَليّ بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التركماني تقدم ذكر وَالِده وأخيه الإِمَام تَاج الدّين أَحْمد مولد الشَّيْخ عَلَاء الدّين هَذَا فِي شهور سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة أفنى عمره فِي الِاشْتِغَال بالعلوم وتفنن فِيهَا وصنف التصانيف العديدة وَجمع المجاميع الْحَسَنَة المفيدة من ذَلِك بهجة الأريب بِمَا فِي الْكتاب الْعَزِيز من الْغَرِيب والمننتخب فِي عُلُوم الحَدِيث وَكتاب المؤتلف والمختلف كتاب فِي الضُّعَفَاء

والمتروكين وَكتاب الرَّد على الْحَافِظ الْبَيْهَقِيّ وَلم يكمل مُخْتَصر المحصل فِي الْكَلَام مُقَدّمَة فِي أصُول الْفِقْه الْكِفَايَة فِي مُخْتَصر الْهِدَايَة مُخْتَصر رِسَالَة الْقشيرِي وَكتب كَثِيرَة شرع فِيهَا وَلم يكمل ومقدمات فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والعربية وَمن شعره قصيدة كتبهَا إِلَى الْأَمِير سيف الدّين الجابي الدوادار من الوافر) (إِذا شغل الْبَريَّة فِيك فاها ... فَكل عَنْك بالخيرات فاها) (فَإنَّك فِي الشبيبة والمبادي ... بلغت من الْفَضَائِل مُنْتَهَاهَا) (وحزت جَمِيع أَنْوَاع الْمَعَالِي ... وفزت بهَا وجزت إِلَى مداها) (وَصمت عَن الْحَرَام مَعَ اقتدارٍ ... وصنت النَّفس عَنهُ فِي صباها) (وملت بهَا إِلَى عمل وعلمٍ ... فأضحى ذَا الورى حَقًا وراها) (فَلَا برح الْوُجُود لَهَا مُطيعًا ... وَلَا زَالَ العدى أبدا فداها) ولي قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَلبس الخلعة وَنزل من القلعة وَلم يشْعر بِهِ قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين ابْن البسطامي إِلَّا وَقد دخل إِلَيْهِ على تِلْكَ الصُّورَة وَلم يزل على تِلْكَ الْحَال إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي الْحرم سنة خمسين وَسبع مائَة وَتَوَلَّى مَكَانَهُ ابْنه القَاضِي جمال الدّين عبد الله عفيف الدّين النَّحْوِيّ عَليّ بن عَدْلَانِ بن حَمَّاد بن عَليّ الإِمَام الْعَلامَة عفيف الدّين أَبُو الْحسن الربعِي الْموصِلِي النَّحْوِيّ المترجم ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة سمع بِبَغْدَاد وَأخذ عَن أبي الْبَقَاء وَغَيره وَسمع من ابْن الْأَخْضَر وَابْن منينا وَيحيى بن ياقوت وَعلي بن مُحَمَّد الْموصِلِي وبرغش عَتيق ابْن حمدي وَجَمَاعَة سمع مِنْهُ ابْن الظَّاهِرِيّ والأبيوردي والدمياطي والشريف عز الدّين والدواداري وأقرأ الْعَرَبيَّة زَمَانا وتصدر بِجَامِع الْملك الصَّالح بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ عَلامَة فِي الْأَدَب من أذكياء بني آدم انْفَرد بالبراعة فِي حل المترجم والألغاز وَله فِي ذَلِك تصانيف من ذَلِك عقلة المجتاز فِي حل الألغاز ومصنف فِي المترجم للْملك الْأَشْرَف مُوسَى قَالَ وَكتب إِلَيّ الْعلم السخاوي بِدِمَشْق باللبادين قَول الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام مولى الكردوسيين كتبه إِلَيّ مُحَمَّد بن الجهم فِي المعمى من الْخَفِيف (رُبمَا عالج القوافي رجال ... فِي القوافي فتلتوي وتلين) (طاوعتهم عين وَعين وَعين ... وعصتهم نون وَنون وَنون)

وعماهما لي نكداً فَإِنَّهُ كتب ع وع وع هَكَذَا فصعبا عَليّ وحللتهما فِي مِقْدَار ساعتين وَقلت لَهُ كَيفَ يحل لَك أَن يعْمل لغزاً مترجماً وتعمل حُرُوف الهجاء بَدَلا من الْكَلِمَات هَذِه كَمَا قَالَ الله تَعَالَى ظلمات بَعْضهَا فَوق بعض فَقَالَ لي مَا سَمِعت هَذَا الشّعْر قبل هَذَا فَقلت لَا) وَالله فَقَالَ وَالله لَو أَخْبرنِي بِهَذَا الَّذِي رَأَيْته مِنْك أحد مَا صدقته قَالَ وَلَقَد حمله الْحَسَد على أَن ذكر الْبَيْتَيْنِ فِي مؤلف لَهُ وَلم يذكر أَنِّي حللتهما فسبحان الله مَا هَذِه إِلَّا طباع دغله وبواطن سَيِّئَة مَا الَّذِي كَانَ ينقصهُ لَو ذكر ذَلِك بل كَانَ وَالله يرْتَفع وينسب إِلَى الْإِنْصَاف وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَن الْموَاد تكون حَاصِلَة وَلَا يَتَأَتَّى نظم وَلَا نثر وَلَا نقد فالعين الأولى عين الْعَرَبيَّة وَهِي النَّحْو خَاصَّة وَالثَّانيَِة عين الْعرُوض وَالثَّالِثَة إِمَّا عين الْعبارَة وَهِي الْأَلْفَاظ المتخيرة أَو الْعين الَّتِي هِيَ الذَّهَب فَإِنَّهَا تعين على نظم الشّعْر لرفاهية سر الشَّاعِر ثمَّ قَالَ بعد كَلَام أوردهُ وَقد علمت فيهمَا جُزْءا مُفردا سميته إِظْهَار السِّرّ الْمكنون فِي عين وَعين وَعين وَنون ونوو وَنون قلت قد تقدم فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ جمال الدّين أبي عَمْرو عُثْمَان ابْن الْحَاجِب ذكر هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وَقد حلهما هُنَاكَ غير هَذَا الْحل وَأرى قَول ابْن الْحَاجِب هُنَاكَ أَسد وأدق وَقَالَ عفيف الدّين أَيْضا أَنْشدني إِسْمَاعِيل المسمول الَّذِي ينتسب إِلَى الصّلاح بن شعْبَان الإربلي للصلاح من الوافر (وَمَا نبت لَهُ فِي كل غُصْن ... عُيُون لَيْسَ تنكرهَا الْعُقُول) (إِذا بسطوه تَلقاهُ قَصِيرا ... وَإِن قبضوه تبصره يطول) فَقلت لَهُ هَذَا شبكة صياد طيور فَأخذ يباهت فَقلت لَهُ قد نزلته وَلَا يلْزَمنِي أَكثر من هَذَا فَلم يرجع وَأخذ فِي المباهتة فَقلت لَهُ هَذَا فِي خركاه فاعترف أَنه هُوَ قَالَ وَمن أعجب مَا وَقع لي أَن أنساناً أَنْشدني قَول سيف الدّين عَليّ بن قزل من الطَّوِيل (وَمَا فِئَة فِي النَّاس تَأْكُل قَلبهَا ... وَلَيْسَ لَهَا فِي ذَاك وَجه وَلَا راس) (مصحفها طير صَغِير وَعَكسه ... مصحفه حق ويكرهه النَّاس) فحللته فِي ثوم وقلب قَلبهَا لبها وثوم تصحيفه بوم وَعَكسه مُصحفا موت وَهُوَ حق ويكرهه النَّاس فَقَالَ قد نزلته وَمَا هُوَ هَذَا ثمَّ خطر لي ذكره بعد مُدَّة تَأْكُل قَلبهَا ميته أَي عكسها وَعكس تصحيفه منيه قلت كَذَا وجدته وَلَيْسَ بِالْأولِ وَلَا بِالثَّانِي لِأَنَّهُ قَالَ الشَّاعِر وَمَا فِئَة والفئة لَيست ثوماً وَإِنَّمَا هِيَ الْجَمَاعَة من النَّاس أَو الطَّائِفَة واللغز إِنَّمَا هُوَ فِي

هتيم وهم الْعَرَب الَّذين سكنوا الْبَريَّة الْفُقَرَاء لأَنهم يَأْكُلُون الْميتَة لمجاعتهم وميتة قلب هتيم) قَالَ وَكتب إِلَيّ بعض الْعَوام لغزاً وَهُوَ من السَّرِيع (يَا حاسباً قد فك إقليدساً ... لم يخط فِي شكل من اشكاله) (اسْمَع مقَالا حَار ذُو اللب فِي ... إِيضَاح مَعْنَاهُ وإشكاله) (فَأَي شَيْء عشره نصفه ... وَنصفه تِسْعَة أَمْثَاله) (وَلَيْسَ يخفى ذَاك عَن حاسب ... يشْهد لله بأفعاله) فأجبته على اللُّزُوم (يَا ملغزاً حسبان أَمْوَاله ... فِي عزه دَامَ وإجلاله) (سَأَلتنِي عَن اسْم شخص غَدَتْ ... ربوعه قفراً كأطلاله) (كَانَت لَهُ فِيهَا تجاراته ... وَهُوَ غَنِي بعد إقلاله) (واسْمه مندو لَهُ أطلس ... قد وَقع الشَّيْء بحلاله) (وَهَكَذَا الْقُرْآن شانيه قد ... عاجله الله بإذلاله) كَانَ عندنَا بالموصل من تجار الدنابلة من اسْمه مندو وَمن جملَة بضائعه أطلس وجمل كل وَاحِد من مندو وأطلس مائَة م أَرْبَعُونَ ن خَمْسُونَ د أَرْبَعَة وَسِتَّة وَا اُحْدُ ط تِسْعَة ل ثَلَاثُونَ س سِتُّونَ فميم وَنون تسعون وهما نصفه ودال وواو عشرَة وهما نصفه وَألف وطاء عشرَة وهما نصفه وَلَام وسين تسعون وهما نصفه وكل وَاحِد من النصفين عشر والنصفان الْآخرَانِ تِسْعَة أمثالهما قَالَ وأنشدني أيدمر مَمْلُوك محيي الدّين الْجَزرِي رحمهمَا الله فِي لانس فِي قيسارية جهاركس فِي الْخَال من السَّرِيع (مَا اسْم إِذا أَعْطيته كتبه ... مُصحفا إِن كَانَ ملك الْيَمين) (يبين إِن صحف مَعَ حذف لَا ... وَهُوَ إِذا أثبتها لَا يبين) فحللته وَأنْكرت عَلَيْهِ لَفظه اسْم لِأَنَّهُ فِي الْغَالِب لَا يَسْتَعْمِلهُ القدماء إِلَّا فِي الْأَعْلَام وَكتب ابْن البطريق بِحَضْرَة شرف الدّين ابْن عنين لِابْنِ عَدْلَانِ الْمَذْكُور بَيْتَيْنِ مترجمين وهما من الْخَفِيف المجزوء (ابْن عَدْلَانِ نَحوه ... فائق والتراجم)

(فَهُوَ نحترجم البلا ... د كَقَوْلي كشاجم) ) فحلهما ابْن عَدْلَانِ فِي الْحَال وَاجْتمعَ ابْن عَدْلَانِ يَوْمًا هُوَ وَأَبُو الْحسن الجزار فَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن عِنْدِي تفصيلة صوف عرسي وَبَالغ فِي وصفهَا بالْحسنِ فَقَالَ ابْن عَدْلَانِ أعطنيها فَلَمَّا عَاد الجزار إِلَى منزله سَيرهَا إِلَيْهِ وَكتب مَعهَا من السَّرِيع (لَو أَنَّهَا عرسي لأرسلتها ... فَكيف بالتفصيلة العرسي) (وَلَا تقل لَيْسَ لَهُ غَيره ... فَأَنت مَأْمُون على عرسي) فَلَمَّا اجْتمعَا بعد ذَلِك قَالَ لَهُ الْعَفِيف تَقول فَأَنت الْمَأْمُون فَقَالَ الجزار من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن لقبك عفيف الدّين وَالثَّانِي أَنَّك من الْموصل فَقَالَ لَهُ نسخت بالْكلَام الثَّانِي حكم الأول كتبت إِلَيْهِ نَاصِر الدّين حسن بن النَّقِيب من المجتث (تالله مَا الْعِيد عِنْدِي ... مذ غبت عني عيد) (وَهل يسر بعيد ... من أَنْت عَنهُ بعيد) فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ (إِنِّي إِذا مَا اجْتَمَعنَا ... بعد الشَّقَاء سعيد) (مَا ذَلِك الْيَوْم عيد ... بل ألف عيد وَعِيد) (مولَايَ تبدأ بالفض ... ل ثمَّ أَنْت بعيد) (إِن كَانَ لي مِنْك وعد ... فَلَيْسَ يخْشَى وَعِيد) وَكتب إِلَيْهِ نَاصِر الدّين أَيْضا ملغزاً فِي سيف من مجزوء الرمل (يَا عفيف الدّين يَا من ... دق فِي الْفَهم وجلا) (وَالَّذِي سموهُ فِي النا ... س عليا وَهُوَ أَعلَى) (يَا أَخا الْفضل الَّذِي فِي ... هـ لنا الْقدح الْمُعَلَّى) أَي شَيْء طعمه مر وَإِن كَانَ محلى (وَهُوَ شيخ لَا يُصَلِّي ... وَلكم بِالضَّرْبِ صلى) (مَاله عقل وَكم من ... هـ اسْتَفَادَ النَّاس عقلا) (جفْنه من غير سهد ... مَا يَذُوق النّوم أصلا)

(وَهُوَ لَا يحسن قولا ... وَلَقَد يحسن فعلا) ) (وَهُوَ إِذْ تعكسه قي ... س فصحفه وَإِلَّا) (وَهُوَ مطبوع نحيف ... عِنْدَمَا يلقاك سلاً) (وَلكم بدد جمعا ... وَلكم جدد شملا) (وَلكم قد سبق العذ ... ل وَكم قطع وصلا) (فَأَبِنْ عَنهُ بأحلى ... مِنْهُ فِي اللَّفْظ وَأجلى) (وابق فِي إيوَان عز ... وَبِنَاء لَيْسَ يبْلى) فَكتب الْجَواب (نَاصِر الدّين الَّذِي فا ... ق جَمِيع النَّاس فضلا) (وَالَّذِي وَافق فِي الاس ... م الَّذِي وَافق فعلا) (وَالَّذِي أشعاره أح ... لى من الْحل وَأحلى) (هُوَ حُلْو فِي فَم النا ... س وَفِي الْعَينَيْنِ يجلى) (إِن تسلني عَن رقيقٍ ... لَك يجلى حِين يحلا) (هُوَ أثنى فِي زمَان ... وَيرى فِي ذَاك فحلا) (يشرب المَاء وَلَا يَأ ... كل إِلَّا اللَّحْم أكلا) (والندى يُؤْذِيه والنا ... ر لَهُ ألف فيصلى) وَهُوَ يعمي الْعين لَا شكّ مَتى مَا كَانَ كحلا (محرم فِي كل وقتٍ ... مَا رَآهُ النَّاس حلا) (أعجمي وفصيح ... جمع الوصفين كلا) (وَهُوَ كالمرآة يُبْدِي ... مثل رَأْي الشكل شكلا) ولموع برقه الخلب لَا يمطر وَبلا وَأَخُوهُ نشأة الْخط وَلَا يكْتب فصلا عينه مذ فَارق الجفن فقرن الْقرن حلا (يألف الْكَلْب فقد أش ... بِهِ أهل الْكَهْف قبلا) (وَعَلِيهِ أَبَد الدَّهْر ... ذُبَاب مَا تولى)

(وَهُوَ مثل النَّاس فِي النش ... أة مذ قد كَانَ طفْلا) ) (وَيرى شرخاً وشيخاً ... بَعْدَمَا قد كَانَ كهلا) سبق التَّصْحِيف ذَا الشَّيْء وشنف الْأذن حلى (وَهُوَ نَار وَكَذَا التص ... حيف فِي الْعَكْس وَإِلَّا) قلت لما جَاءَنِي أَهلا بذا اللغز وسهلا لغز كَالشَّمْسِ دقَّتْ مَعَانِيه وجلا وَفِي ابْن عَدْلَانِ يَقُول ابْن قلاقس الشَّاعِر من المنسرح إِن ابْن عَدْلَانِ حَاز يقظته ورثهَا عَن دماغ عدلانه (فَإِن تشككت فِي الحَدِيث إِذا ... فَانْظُر إِلَى لبها بِأَسْنَانِهِ) البطائحي الْمُقْرِئ عَليّ بن عَسَاكِر بن المرجب بن الْعَوام أَبُو الْحسن البطائحي الضَّرِير المعري من قَرْيَة المحمدية قدم بَغْدَاد صَغِيرا واستوطنها إِلَى أَن توفّي بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة قَرَأَ بهَا الْقُرْآن على أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القلانسي وَأبي عبد الله الْحُسَيْن الدباس وَأبي بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المزرفي وسبط أبي مَنْصُور الْخياط وَغَيرهم وَقَرَأَ الْأَدَب على الشريف أبي البركات عمر بن إِبْرَاهِيم الزيدي الْكُوفِي وَسمع الْكثير من أَحْمد بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَمُحَمّد بن أبي يعلى ابْن الْفراء وَأحمد بن الْحسن ابْن الْبناء وَغَيرهم وَحدث وأقرأ النَّاس وصنف فِي الْقُرْآن عدَّة مُفْرَدَات وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا فِي الْقرَاءَات ووجوهها وعللها وطرقها وَحسن الْأَدَاء والإتقان والثقة والصدق وَكَانَ يعرف النَّحْو جيدا وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَأَبُو الْعَبَّاس الْبَنْدَنِيجِيّ وَدَاوُد بن معمر الْقرشِي النمدجاني الشَّاعِر عَليّ بن عَطاء أَبُو الْحسن النمدجاني قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَاعِرًا مشتهراً بالمجانة سكيراً لَا يكَاد يرى صَاحِيًا الْبَتَّةَ سلك طَرِيق أبي

الرقعمعق فِي التهكم والتحامق وَصَحبه بِمصْر مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ رَجَعَ فَاسْتحْسن الْإِقَامَة بِجَزِيرَة صقيلية لما فِيهَا من الشَّرَاب وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبع مائَة وَقد أسن وَكَانَ شَيخا أعرج وَفِي نَفسه يَقُول من الهزج (تبديت إِلَى النَّاس ... فَقَالُوا أَنْت إِبْلِيس) ) (رَأَوْا شَيخا قَبِيح الْوَجْه ... فِي طمريه تدنيس) (ورجلاً فعلهَا فِي الأ ... ض لَا تَفْعَلهُ ألفوس) (فَلَمَّا استثبتوا أَمْرِي ... وأمري فِيهِ تلبيس) (رموني بِالَّذِي فِي ... وَقَالُوا إِنَّه بيس) (فَقلت الْحسن مَحْمُود ... هبوا أَنِّي طَاوُوس) وَقَالَ أَيْضا من مخلع الْبَسِيط (رَأَتْ مشيبي فأنكرته ... فَقلت لم تنكري لذاك) (قَالَت من العرج أَنْت أَيْضا ... فَقلت لَا إِنَّمَا أحاكي) ابْن الزقاق عَليّ بن عَطِيَّة بن مطرف أَبُو الْحسن اللَّخْمِيّ البلنسي الشَّاعِر

الْمَشْهُور الْمَعْرُوف بِابْن الزقاق أَخذ عَن ابْن السَّيِّد واشتهر وامتدح الأكابر وجود النّظم وَتُوفِّي دون الْأَرْبَعين سنة ثَمَان وَعشْرين وَخمْس مائَة من شعره يصف قوساً من الْكَامِل (أفديك من نبعية زوراء ... مشغوفة بمقاتل الْأَعْدَاء) (ألفت حمام الأيك وَهِي نضيرة ... وَالْيَوْم تألفها بِكَسْر الْحَاء) قلت أَخذه من قَول أبي تَمام من الْكَامِل (هن الْحمام فَإِن كسرت عيافة ... من حائهن فَإِنَّهُنَّ حمام) وَمِنْه من الرمل (كلما مَال بهَا سكر الصِّبَا ... مَال بِي سكر هَواهَا والتصابي) (أسعرت فِي عبراتي خجلاً ... إِذْ تجلت فتغطت بالنقاب) (كذكاء الدجن مهما هطلت ... عِبْرَة المزن تَوَارَتْ بالحجاب) وَمِنْه من الوافر (عذيري من هضيم الكشح أحوى ... رخيم الدل قد لبس الثيابا) (أعد الهجر هاجرة لقلبي ... وصير وعده فِيهَا سرابا) وَمِنْه من المنسرح (وأغيد طَاف بالكؤوس ضحى ... فحثها والصباح قد وضحا) ) (وَالرَّوْض يُبْدِي لنا شقائقه ... وآسه الْعَنْبَري قد نفحا) (قُلْنَا وَأَيْنَ الأقاح قَالَ لنا ... أودعته ثغر من سقى القدحا) (فظل ساقي المدام يجْحَد مَا ... قَالَ فَلَمَّا تَبَسم افتضحا) وَمِنْه من الطَّوِيل (ألمت فَبَاتَ اللَّيْل من قصر بهَا ... يطير وَمَا غير السرُور جنَاح) (وَبت وَقد زارت بأنعم لَيْلَة ... يعانقني حَتَّى الصَّباح صباح) (على عَاتِقي من ساعديها خمائل ... وَفِي خصرها من ساعدي وشاح) وَمِنْه من الْكَامِل (مَا كَانَ أحسن شملنا ونظامه ... لَو كنت لَا تصغي لقَوْل الْكَاشِح) (إِنِّي لأعجب كَيفَ يغرب عَنْك مَا ... أضمرت فِيك وَأَنت بَين جوانحي)

وَمِنْه من الْخَفِيف نثر الْورْد فِي الغدير وَقد دَرَجه بالهبوب نشر الرِّيَاح مثل درع الكمي مزقها الطعْن فسالت بِهِ دِمَاء الْجراح وَمِنْه فِي بلنسية من الوافر (بلنسية إِذا فَكرت فِيهَا ... وَفِي آياتها أَسْنَى الْبِلَاد) (وَأعظم شَاهِدي مِنْهَا عَلَيْهَا ... بِأَن جمَالهَا للعين باد) (كساها رَبنَا ديباج جسنٍ ... لَهُ علمَان من بَحر ووادي) وَمِنْه من الطَّوِيل (بذلت لَهَا من أدمع الْعين جوهرا ... وقدما حَكَاهَا فِي الصيانة والستر) (فَقَالَت وأبدت مثله إِذْ تبسمت ... غنيت بِهَذَا الدّرّ عَن ذَلِك الدّرّ) وَمِنْه من الطَّوِيل (سقتني بيمناها وفيهَا فَلم أزل ... يجاذبني من ذَاك أَو هَذِه سكر) (ترشفت فاها إِذْ ترشفت كأسها ... فَلَا والهوى لم أدر أَيهمَا الْخمر) وَمِنْه من المتقارب (وَمَا شقّ وجنته عابثاً ... وَلكنهَا آيَة للبشر) ) (جلاها لنا الله كَيْمَا نرى ... بهَا كَيفَ كَانَ انْشِقَاق الْقَمَر) وَمِنْه من الطَّوِيل (شموس جلتهن النُّجُوم الشوابك ... وقضب أَرَاك روضهن الأرائك) (أوانس حلاها الشَّبَاب قلائداً ... جواهرها مَا هن عَنهُ ضواحك) وَمِنْه من الْبَسِيط (بانوا وَمَا عهِدت نَفسِي شموس ضحى ... أضحت مطالعهن الأينع الذلل) (حلوا بساحات أجراع الْحمى ونأوا ... فَمَا لنا غير أنفاس الصِّبَا رسل) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَشهر أدرنا لارتقاب هلاله ... عيُونا إِلَى جو السَّمَاء موائلا) (إِلَى أَن بُد أحوى المدامع أحور ... يجر لأبراد الشَّبَاب ذلاذلا)

(فَقلت لَهُ أَهلا وسهلاً ومرحبا ... ببدر حوى طيب الشُّمُول شمائلا) (أتطلبك الْأَبْصَار فِي الجو نَاقِصا ... وَأَنت كَذَا تمشي الأَرْض كَامِلا) وَمِنْه أَيْضا من الْكَامِل (لله شهر مَا انتظرت هلاله ... إِلَّا كنون أَو كعطفة لَام) (حَتَّى تبدى لي أغن مهفهف ... لضيائه ينجاب كل ظلام) (فعطفت أهتف فِي الْأَنَام ضللتم ... وغلطتم فِي عدَّة الْأَيَّام) (مَا جَاءَنَا شهر لأوّل لَيْلَة ... مذ كَانَت الدُّنْيَا ببدر تَمام) قلت معنى جيد وَلكنه طول بِهِ فِي إِتْيَانه فِي أَرْبَعَة أَبْيَات وَمَا هُوَ مُتَمَكن فَقلت من الطَّوِيل (وَلما تراءينا الْهلَال بدا لنا ... محيا حبيب لم يغب قطّ عَن فكري) (فَقلت عَجِيب أَن يرى الْبَدْر هَكَذَا ... تَمامًا وَنحن الْآن فِي غرَّة الشَّهْر) وَمِنْه من السَّرِيع (لي سكن شطت بِهِ غربَة ... جَادَتْ لَهَا عَيْنَايَ بالمزن) (مَا حسن الصُّبْح وَلَا راقني ... بياضه مذ بَان فِي الظعن) (كَأَنَّمَا الصُّبْح لنا بعده ... عين قد ابْيَضَّتْ من الْحزن) وَمِنْه فِي فرس أغر من الْكَامِل) (وأغر مصقول الْأَدِيم تخاله ... يَوْمًا إِذا جمع الْعتاق رهان) (يطَأ الثرى متحيراً فَكَأَنَّهُ ... من لحظ من فِي مَتنه نشوان) (فَكَأَن بدر التم فَوق سراته ... حسنا وَبَين جفونه كيوان) وَمِنْه من الطَّوِيل (تطلع مثل الْبَدْر فِي غسق الدجى ... فجنت قُلُوب حائمات وأجفان) (تود سويداواتهن لَو أَنَّهَا ... إِذا مَا بدا فِي صحن خديه خيلان) وَمِنْه من الطَّوِيل (وسَاق يحث الكأس حَتَّى كَأَنَّمَا ... تلألأ مِنْهَا مثل ضوء جَبينه) (سقاني بهَا صرف الحميا عَشِيَّة ... وثنى بِأُخْرَى من رحيق جفونه)

(هضيم الحشا ذُو وجنة عِنْد مية ... تريك جني الْورْد فِي غير حِينه) (فأشرب من يمناه مَا فَوق خَدّه ... وألثم من خديه مَا فِي يَمِينه) وَمِنْه من الوافر (أديريها على الزهر المندى ... فَحكم الصُّبْح فِي الظلماء مَاض) (وكأس الراح تنظر عَن حباب ... تنوب لنا عَن الحدق المراض) (وَمَا غربت نُجُوم الْأُفق لَكِن ... نقلن من السَّمَاء إِلَى الرياض) وَمِنْه من الْكَامِل (وَعَشِيَّة لبست رِدَاء شَقِيق ... تزهى بلون للخدود أنيق) (لَو أَسْتَطِيع شربتها كلفاً بهَا ... وَعدلت فِيهَا عَن كؤوس رحيق) (أبقت بهَا الشَّمْس المنيرة مِثْلَمَا ... أبقى الْحيَاء بوجنة المعشوق) وَمِنْه من الْكَامِل (أَتَرَى مخصرها أعير سوارها ... والجيد لُؤْلُؤ ثغرها الْبراق) (فتطوقت من ثغرها بقلادة ... وتوشحت من حليها بنطاق) وَمِنْه من الرمل (يفضح الْبَدْر كمالاً إِن بدا ... والدمى العفر جمالاً إِن رَمق) (أطلعت خجلته فِي خَدّه ... شفقاً فِي فلق تَحت غسق) ) وَمِنْه من الْكَامِل (ومهفهف أحوى اللمى ذِي مقلة ... تزري ظباها بالكمي الْفَارِس) (فعلت شمائله الْعَذَاب بمهجتي ... فعل النعامى بالقضيب المائس) (كالغصن هز على كثيب أهيل ... كالصبح أطلع تَحت ليل دامس) وَقَالَ رَحمَه الله وأظنها كتبت على قَبره من الطَّوِيل (أإخواننا وَالْمَوْت قد حَال دُوننَا ... وللموت حكم نَافِذ فِي الْخَلَائق) (سبقتكم للْمَوْت والعمر طية ... وَأعلم أَن الْكل لَا بُد لاحقي) (بعيشكم أَو باضطجاعي فِي الثرى ... ألم نك فِي صفو من الْعَيْش رائق) (فَمن مر بِي فليمض بِي مترحماً ... وَلَا يَك منسياً وَفَاء الأصادق)

وَمِنْه من الوافر (ومقلة شادن أودت بنفسى ... كَأَن السقم لي وَلها لِبَاس) (يسل اللحظ مِنْهَا مشرفياً ... لقتلي ثمَّ يغمده النعاس) وَمِنْه وَلم أره لغيره من الْبَسِيط (كم زورة لي بالزوراء خضت بهَا ... عباب بَحر من اللَّيْل الدجوجي) (وَكم طرقت قباب الْحَيّ مرتدياً ... بصارم مثل عزمي هندواني) (وَاللَّيْل يسترني غربيب سدفته ... كأنني خفر فِي خد زنجي) وَأَعْجَبهُ هَذَا الْمَعْنى فكرره فَقَالَ من الْكَامِل (زارت على شحط المزار متيماً ... بالرقمتين ودارها تيماء) (فِي لَيْلَة ذوائبها بهَا ... فتضاعفت بعقاصها الظلماء) (والطيف يخفى فِي الظلام كَمَا اختفى ... فِي وجنة الزنْجِي مِنْهُ حَيَاء) وَقَالَ فِي حمام من مجزوء الرمل (رب حمام تلظى ... كتلظي كل وامق) (ثمَّ أذرى عبرات ... صوبها بالوجد نَاطِق) (فغدا مني وَمِنْه ... عاشق فِي جَوف عاشق) وَقَالَ من الْكَامِل) (ومسددين إِلَى الطعان ذوابلاً ... فازوا بهَا يَوْم الْهياج قداحا) (متسربلي قمص الْحَدِيد كَأَنَّهَا ... غُدْرَان مَاء قد ملأن بطاحا) (شبوا ذبال الزرق فِي ليل الوغى ... فأنار كل مذرب مصباحا) (سرج ترى الْأَرْوَاح تطفي غَيرهَا ... عَبَثا وهذي تطفىء الأرواحا) (لَا فرق بَين النيرات وَبَينهَا ... إِلَّا بِتَسْمِيَة الوشيج رماحا) (هبها فِي الظلام كواكباً ... لم لَا تغور مَعَ النُّجُوم صباحا) (هزت متون صعادها فَاسْتَيْقَظت ... بَأْسا وضرجت الجسوم جراحا) (وجنى الكماة النَّصْر من أطرافها ... لما انْثَنَتْ بأكفها أدواحا) (لَا غرو أَن راحت نشاوى واغتدت ... فَلَقَد شربن دم الفوارس رَاحا) قلت هَكَذَا يكون الشّعْر فَإِنَّهُ شُعُور بغوامض الْمعَانِي

علي بن عقيل

3 - (عَليّ بن عقيل) أَبُو الْوَفَاء الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن عقيل بن مُحَمَّد بن عقيل بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْوَفَاء الظفري الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ من أَعْيَان الْحَنَابِلَة وكبار شيوخهم قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي الْفَتْح عبد الْوَاحِد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن شيطا وَغَيره وَقَرَأَ الْفِقْه على القَاضِي أبي يعلى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء وَمُحَمّد بن رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَقَرَأَ الْأُصُول وَالْخلاف على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وعَلى أبي نصر بن الصّباغ وعَلى قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الدَّامغَانِي وَقَرَأَ الْفَرَائِض على عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم الهمذاني وَقَرَأَ الْكَلَام على أبي عَليّ بن الْوَلِيد وعَلى أبي الْقَاسِم بن التبَّان والوعظ على أبي طَاهِر بن العلاف صَاحب ابْن سمعون وَالْأَدب على أبي الْقَاسِم بن هرونن وَالشعر والرسائل على أبي عَليّ بن الشبل وَأبي مَنْصُور بن الْفضل الشَّاعِر وَصَحب من الزهاد أَبَا بكر الدينَوَرِي وَأَبا مَنْصُور بن زَيْدَانَ وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْملك بن بَشرَان وَأبي الْفَتْح بن شيطا وَأحمد بن عَليّ بن التوزي وَالْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَأبي يعلى بن الْفراء وَغَيرهم وَكَانَ مبرزاً مناظراً حاد الخاطر بعيد الْغَوْر جيد الفكرة بحاثاً عَن الغوامض مقاوماً للخصوم درس وَأفْتى وناظر وصنف كتبا فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَالْخلاف وَجمع كتابا سَمَّاهُ الْفُنُون قَالَ محب الدّين ابْن النجار يشْتَمل على ثَلَاث مائَة مجلدة أَو أَكثر) وحشاه من خواطره وواقعاته ومناظراته وملتقطاته شَيْئا كثيرا طالعت أَكْثَره قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين رُؤِيَ مِنْهُ المجلد الْفُلَانِيّ بعد الْأَرْبَع مائَة وَتكلم على النَّاس بِلِسَان الْوَعْظ وَلما جرت الْفِتْنَة بَين الأشاعرة والحنابلة سنة خمس وَسبعين وَأَرْبع مائَة ترك الْوَعْظ وَاقْتصر على الدَّرْس ومتعه الله بسمعه وبصره وجوارحه وَكَانَ كَرِيمًا ينْفق مَا يجده وَلم يخلف سوى كتبه وَثيَاب بدنه وَكَانَت بِمِقْدَار كَفنه وَقَضَاء دينه مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة ووفاته سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (يَقُولُونَ لي مَا بَال جسمك ناحل ... ودمعك من آماق عَيْنَيْك هامل) (وَمَا بَال لون الْجِسْم بدل صفرَة ... وَقد كَانَ محمراً فلونك حَائِل) (فَقلت سقاماً حل فِي دَاخل الحشا ... ولوعة قلب بلبلته البلابل) (وَأَنِّي لمثلي أَن يبين لناظر ... ولكنني للْعَالمين أجامل) (فَلَا تغترر يَوْمًا ببشري وظاهري ... فلي بَاطِن قد قطعته النَّوَازِل)

علي بن علي

(وَمَا أَنا إِلَّا كالزناد تَضَمَّنت ... لهيباً وَلَكِن اللهيب مدَاخِل) 3 - (عَليّ بن عَليّ) أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ عَليّ بن عَليّ بن جَعْفَر بن شيران أَبُو الْقَاسِم الضَّرِير الْمُقْرِئ الوَاسِطِيّ قَرَأَ الْقرَاءَات بالعشر على أبي عَليّ الْحسن بن الْقَاسِم غُلَام الهراس وَكَانَ مقرئاً مجوداً مَوْصُوفا بِالصّدقِ وَالتَّحْقِيق قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَسمع من الْحسن بن أَحْمد الغندجاني وَأبي نعيم الجماري وَأبي الْفَتْح بن مُخْتَار النَّحْوِيّ وَغَيرهم ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة شرف السَّادة عَليّ بن عَليّ بن حسان شرف السَّادة الْبَغْدَادِيّ ذكره الباخرزي فِي دمية الْقصر وَأورد لَهُ من الْكَامِل المجزوء (سقيا لأيام التصابي ... مَعَ كل خرعبة كعاب) (إِذْ نَحن نرتع فِي الْهوى ... ونجر أردية الشَّبَاب) (والدهر عَنَّا غافل ... كالسيف يُؤمن فِي القراب) ) (فاستنهزوا فرص المنى ... فالعمر يرْكض كالسحاب) وَمن شعره من الْكَامِل المجزوء (يَا حبذا الخد المورد ... والعطف فِي الصدغ المجعد) (والمبسم العذب الرِّضَا ... ب وَحسن لؤلؤه المنضد) (قمر أَقَامَ قيامتي ... بقوامه لما تأود) (قد سل من أجفانه ... سَيْفا على ضعْفي مُجَرّد) (لما تطاول هجره ... وخشيت أَن الْعُمر ينْفد) (خليت عَنهُ يَد الْهوى ... وَتركته والهجر فِي يَد)

وَأورد الباخرزي أَيْضا لشرف السَّادة من السَّرِيع (وَكَيف أَرْجُو رَاحَة من هوى ... كلفني هَوَاهُ مَا لَا أُطِيق) (بَين ضلوعي زفرَة كلما ... أخفيتها نم عَلَيْهَا الشهيق) (ويلي على قلبِي وَمَا ناله ... من حب ظَبْي لم يكن بِي رَفِيق) (رمى فُؤَادِي بسهام القلى ... وَلم أكن مِنْهُ بِهَذَا حقيق) (واقتداني بالرفق حَتَّى إِذا ... ملكته مني ذل الرَّقِيق) (وَحقّ لي وجدي على شادن ... أدق جسمي مِنْهُ خصر دَقِيق) (ومبسم عذب حكى لؤلؤاً ... مركبا فِي سفط من عقيق) (وَشَاهد يشْهد فِي خَدّه ... أَن لَيْسَ فِي الدُّنْيَا لهَذَا رَفِيق) (فَكلما عذبني هجره ... صحت من الوجد الحريقَ الْحَرِيق) (يَا أَيهَا النَّاس ارحموا مدنفاً ... قَيده الْعِشْق بِقَيْد وثيق) (أسكره الْعِشْق بكاساته ... فَلَيْسَ يَرْجُو أبدا أَن يفِيق) قلت شعر عذب ونظم رطب البرقي النَّحْوِيّ عَليّ بن عَليّ أَبُو الْحسن البرقي النَّحْوِيّ الشَّاعِر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة وَمن شعره أَبُو إِسْمَاعِيل الرِّفَاعِي) عَليّ بن عَليّ بن نجاد بن رِفَاعَة أَبُو إِسْمَاعِيل الرِّفَاعِي الْبَصْرِيّ روى عَن الْحسن وَأبي المتَوَكل النَّاجِي عَليّ بن دَاوُد وروى عَنهُ وَكِيع وَأَبُو أُسَامَة وَعَفَّان وَعلي بن الْجَعْد وشيبان بن فروخ قَالَ أَبُو نعيم وَعَفَّان كَانَ يشبه بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ لَيْسَ بِهِ بَأْس وثقة أَبُو حَاتِم وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عمَّار زَعَمُوا أَنه كَانَ يُصَلِّي كل يَوْم سِتّ مائَة رَكْعَة وَكَانَ عابداً وَعَن مَالك بن دِينَار أَنه كَانَ يُسمى عَليّ بن عَليّ الرِّفَاعِي رَاهِب الْعَرَب وَكَانَ شُعْبَة يَقُول اذْهَبُوا بِنَا إِلَى سيدنَا وَابْن سيدنَا عَليّ بن عَليّ وَتُوفِّي بعد السِّتين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة

أَبُو المظفر الْكَاتِب عَليّ بن عَليّ بن روزبهار بن باكير أَبُو المظفر الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ وزر للسُّلْطَان شاه السلجوقي مُدَّة مقَامه بالعراق فِي أَيَّام المقتفي وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا أَيَّام العطلة من الأدبيات والدواوين وَكَانَ شِيعِيًّا وقف كتبه بمشهد مُوسَى بن جَعْفَر وَشرط أَن لَا تعار وَكَانَ من ذَوي الهيئات لَازِما لبيته حسن الْأَخْلَاق متواضعاً افْتقر آخر عمره وَطلب الْحَج مثل الْفُقَرَاء فأدركه أَجله بِذَات عرق وَلم يحجّ سنة إِحْدَى وست مائَة عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة الْمُفِيد الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن عَليّ بن سَالم ابْن الشَّيْخ أَبُو الْحسن ابْن أبي البركات الْمَعْرُوف بالمفيد من أهل الكرخ وَكَانَ من شعراء الدِّيوَان قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبنَا عَنهُ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق ولد سنة سبع وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وست مائَة وَمن شعره من المنسرح (قصر نومي طَوِيل تسهيدي ... لذات قد كالغصن أملود) (بَيْضَاء كالدرة النقية قد ... زينت بِحسن الغدائر السود) (أبدت لنا سَاعَة الْوَدَاع وَقد ... زموا المطايا بِسَاحَة البيد) (الدّرّ من دمعها ومبسمها ... وَمن حَدِيث لَهَا وَمن جيد) أَبُو الْحسن الفارقي الشَّافِعِي عَليّ بن عَليّ بن سعيد أَبُو الْحسن الْفَقِيه الشَّافِعِي الميافارقي تفقه على ابْن أبي عَمْرو ثمَّ قدم بَغْدَاد وتفقه بهَا على يُوسُف الدِّمَشْقِي حَتَّى برع وتولَّى الْإِعَادَة بالنظامية واستنابه قَاضِي) الْقُضَاة أَبُو طَالب عَليّ بن عَليّ بن البُخَارِيّ فِي الحكم وَالْقَضَاء وَأذن للشُّهُود فِي الشَّهَادَة عِنْده ثمَّ إِنَّه عزل نَفسه عَن الْقَضَاء واستعفى وَولي التدريس بمدرسة الْجِهَة الشَّرِيفَة أم النَّاصِر وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَتَيْنِ

وست مائَة وَكَانَ غزير الْفضل حسن السمت مليح الشيبة وقوراً قَلِيل المخالطة للنَّاس ذَا مكانة عِنْد الْمُلُوك والأكابر سمع من أبي زرْعَة الْمَقْدِسِي بِبَغْدَاد وبتبريز من مُحَمَّد بن أسعد العطاري وَكَانَ أحفظ أهل زَمَانه لمَذْهَب الشَّافِعِي ابْن سكينَة عَليّ بن عَليّ بن عبيد الله بن الْحسن أَبُو مَنْصُور الْأمين الْمَعْرُوف بِابْن سكينَة سمع الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للحميدي كَانَ من الْأَعْيَان النبلاء أولي الثروة وَالنعْمَة وَكَانَ مَشْهُورا بالديانة وَالْأَمَانَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة ابْن الخازن عَليّ بن عَليّ بن مَنْصُور ابْن الخازن أَبُو الْقَاسِم من أهل الْحلَّة السيفية نزل بَغْدَاد مُدَّة وَكَانَ يُؤَدب الصّبيان وَهُوَ أَخُو نصر ابْن الخازن النَّحْوِيّ وَكَانَ الْأَصْغَر شَابًّا ذكياً توفّي سنة إِحْدَى وست مائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (ويحييك بالمدامة ظَبْي ... إِن بدا قلت بدر تمّ تبدا) (قد حوى وجنة أرق من المسا ... ء وَقَلْبًا أَمْسَى من الصخر صَلدًا) (فَهِيَ من رِيقه وَمن وجنتيه ... فترى فِي الْإِنَاء نَارا ووردا) أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ الْكَاتِب عَليّ بن عَليّ بن نصر بن سعد بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ أَبُو الْحسن بن أبي تُرَاب الْكَاتِب قدم بَغْدَاد صَبيا وَكَانَ يكْتب لنقيب الطالبيين عَليّ بن المعمر الْعلوِي وَكَانَ أديباً فَاضلا سمع من مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى الْوَكِيل وَالْمبَارك بن عبد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي وَعلي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن العلاف وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو يعلى حَمْزَة بن عَليّ بن القبيطي الْحَرَّانِي توفّي سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْخَفِيف (قلت للنَّفس لَيْسَ فِي كل حِين ... تودعيني صبَابَة فدعيني) (كنت عوناً على النهى تورديني ... كل عذب من الصّلاح معِين) ) فَمَتَى مَا انثنيت عَن مَنْهَج النصح فبيني عَن نهج ودي وبيني إِبْنِ نما الْحلِيّ الشَّاعِر عَليّ بن عَليّ بن نما بن حمدون أَبُو الْحسن بن أبي

الْقَاسِم الْكَاتِب من أهل الْحلَّة السيفية وَهُوَ أَخُو الْحُسَيْن وَكَانَ الْأَكْبَر تصرف فِي الْأَعْمَال الديوانية وَكَانَ فَاضلا أديباً مدح الأكابر وسافر الشَّام وَكَانَ غالياً فِي التَّشَيُّع مبالغاً فِي الرَّفْض خَبِيث العقيدة مجاهراً بتكفير الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم توفّي سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة من شعره من الْخَفِيف (يَا غزالاً غازلت فِيهِ غرامي ... فَأبى أَن يدين لي أَو يديني) (لَا وَمَا رق من مدامة خدي ... ك وَمَاء أريقه من جفوني) (وَعَذَاب يحملن ظلمك حملي ... لعذاب ظلما بِهِ تبتليني) مِنْهَا فِي مدح عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ (أصف السَّيِّد الَّذِي يعجز الوا ... صف عَن عد فَضله فِي السنين) (خاصف النَّعْل خائض الدَّم فِي بُد ... ر وَأحد وَالْفَتْح خوض السفين) (ذَا القضايا الَّتِي بهَا حصل التميي ... ز بَين الْمَفْرُوض والمسنون) مِنْهَا فِي هجو الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وأخزاه (سل براة عَمَّن تولت وأفكر ... أَن طلبت النجَاة فكر ضنين) (أيولى على الْبَريَّة من لي ... س على حمل سُورَة بأمين) (إِن فِي مرحب وخيبر والبا ... ب بلاغاً لكل عقل رصين) (وَرُجُوع التَّيْمِيّ أخيب بالرا ... ية كفا من صَفْقَة المغبون) (ألشك من شَوْكَة الْحَرْب حادوا ... يَوْم أحد أم خيفة للمنون) (وَأرى الْحَالَتَيْنِ توجب للإب ... طَال إبِْطَال مَا ادّعى من فتون) (وَكفى فتح مَكَّة لمن استي ... قظ أَو نَالَ رشده بعد حِين) (حِين ولى النَّبِي رايته سع ... د المفدى من قومه بالعيون) (فشجاه الأعسى عَلَيْهِم وللأو ... سي شعب من قلبه غير دون) (فَرَأى أَن عَزله بعلي ... هُوَ أحمى لمجده من أفون) (عجب الْبَيْت إِذْ رقت قدماه ... كَتفًا جلّ عَن يَدي جبرين) ) (رُتْبَة لَو سما سواهُ إِلَيْهَا ... قابلته الْأَصْنَام من غير هون) (ثمَّ قَالَت أتكسروني يَا قو ... م وبالأمس كُنْتُم تعبدوني) (وَإِذا مَا عددت سبق ذَوي الهج ... رة يَوْمًا هجانهم والهجين)

(شركت لَيْلَة الْفراش بِفضل ... الْكل شت النَّوَى بحي قطين) واشرحوا الْقلب فِي أُسَامَة إِذا أبطل تَسْرِيح جَيْشه وسمولى (حَيْثُ لَا يُمكن الْوُثُوب أَخُو العذ ... ل وَلَا عَادل أَخُو التَّمْكِين) (إِن غصب الزهراء إِرْث أَبِيهَا ... وادكار ارتجاعها بعد حِين) (لفظيع لم يحفظوا فِيهِ إِلَّا ... للنَّبِي الْهَادِي وَلَا إلَّ ديني) (يَا لَهَا من فريسة أنقذتها ... بعد بطء فراسة الميمون) مِنْهَا (سيف صدق لم يأل فِي الله جهداً ... بجهاد مستحقب للضغون) فاقتضاه يَوْم السَّقِيفَة مَا استسلف فِي بدر سَيْفه من دُيُون (إحن أعجزتهم أَن يلوها ... وَهِي من طي كفرهم فِي كمين) قَالَ محب الدّين ابْن النجار ينشدها الرافضة فِي المواسم فِي مشَاهد أهل الْبَيْت وَمن شعره من الْكَامِل (ومهفهف جمع النحول بأسره ... لشقاوتي فِي مقلتيه وخصره) (قمر يُبِيح ثغور صبري مَا حمى ... واشيه عمدا من سلافة ثغره) قَاضِي القضاه ابْن البُخَارِيّ عَليّ بن عَليّ بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن البُخَارِيّ أَبُو طَالب بن أبي الْحُسَيْن بن أبي البركات نَشأ بِبَغْدَاد وتفقه على أبي الْقَاسِم ابْن فضلان وَسمع من أبي الْوَقْت وَغَيره وَدخل بِلَاد الرّوم وَأقَام باقصرا عِنْد وَالِده وَكَانَ قَاضِيا هُنَاكَ نَحوا من عشْرين سنة ثمَّ عَاد إِلَيّ بَغْدَاد وقلده النَّاصِر الْقَضَاء بِبَغْدَاد وخوطب بأقضى الْقُضَاة وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الدَّامغَانِي فتقلد ابْن البُخَارِيّ قَضَاء الْقُضَاة وناب فِي الوزارة وَجلسَ بديوان الْمجْلس وعزل عَن النِّيَابَة وَالْقَضَاء وألزم بَيته ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء الْقُضَاة وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن جَاءَ نعي

الْوَزير ابْن القصاب فناب ابْن البُخَارِيّ فِي) الوزارة وَبَقِي كَذَلِك إِلَى أَن تولى نِيَابَة الوزارة نصير الدّين ابْن مهْدي الْعلوِي نقيب الطالبيين فاستقل ابْن البُخَارِيّ بِقَضَاء الْقُضَاة إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا جيد المناظرة فِيهِ دهاء وَحسن تَدْبِير وَمَعْرِفَة بالأمور وَلم يكن مَحْمُود الطَّرِيقَة فِي الحكم وَلَا مرضِي السِّيرَة أَبُو الْمجد ابْن النَّاصِر الْعلوِي الْحَنَفِيّ عَليّ بن عَليّ بن يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن الْحسن النَّاصِر الْكَبِير الأطروش بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن عمر الْأَشْرَف بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْمجد كَانَ من أَعْيَان فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة درس بِجَامِع السُّلْطَان بعد وَفَاة الْأَمِير السَّيِّد وَكَانَ متديناً حسن الِاعْتِقَاد سمع من مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَحدث باليسير حبس أَبُو الْمجد فِي الدِّيوَان لسَبَب فَرَأى الإِمَام النَّاصِر فِي الْمَنَام امْرَأَة تَقول لَهُ أطلق وَلَدي من الْحَبْس فَقَالَ لَهَا من أَنْت وَمن ولدك قَالَت أَنا فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَلَدي ابْن النَّاصِر فَأمر بِإِطْلَاقِهِ فِي الْحَال وخلع عَلَيْهِ وَذكر لَهُ الْمَنَام فَبكى وَقَالَ وَالله مَا فرحت بإطلاقي وتشريفي كفرحي بِصِحَّة نسبي ووإقرار السيدة أنني من وَلَدهَا ولد سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (كل الْأُمُور شواغل وقواطع ... فتخل عَنْهَا أَيهَا الرجل) (وكل الْأُمُور إِلَى مدبرها ... وخف الْفَوات فقد دنا الْأَجَل) الْأَمِير نور الدّين ابْن الظَّاهِر عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن غَازِي بن يُوسُف بن أَيُّوب الْأَمِير هُوَ نور الدّين ابْن الْملك الظَّاهِر ابْن الْملك الْعَزِيز ابْن الْملك الظَّاهِر ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين كَانَ شَابًّا بديع الْجمال تَامّ الْخلقَة كَرِيمًا شجاعاً رَئِيسا توفّي سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَأمه يَوْمئِذٍ زَوْجَة البيسري وعمره نَيف عَن عشْرين سنة الْعَلامَة سيف الدّين الْآمِدِيّ الشَّافِعِي عَليّ بن أبي عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد الْعَلامَة سيف الدّين الْآمِدِيّ التغلبي الشَّافِعِي قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان فِي بعض تعاليقه مَا عَسى أَن يُقَال فِي أعجوبة الدَّهْر وَإِمَام الْعَصْر وَقد مَلَأت تصانيفه

الأسماع وَوَقع على تقدمه وفضله الْإِجْمَاع إِمَام علم) الْكَلَام وَمن أقرّ لَهُ فِيهِ الْخَاص وَالْعَام صَاحب المصنفات الْمَشْهُورَة والتعاليق الْمَذْكُورَة وَمن أكبر جهانذة الْإِسْلَام وَمن يرجع إِلَى قَوْله فِي الْحل والإبرام والحلال وَالْحرَام من الوافر (إِذا قَالَت حذام فصدقوها ... فَإِن القَوْل مَا قَالَت حذام) ولد بآمد سنة أحدى وَخمسين وَخمْس مائَة وَلما بلغ أَربع عشرَة سنة انحدر إِلَى بَغْدَاد واشتغل على الإِمَام أبي الْفَتْح نصر بن فتيَان ابْن الْمَنِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي الْخلاف على مذْهبه مُدَّة ثمَّ صحب الإِمَام الْعَلامَة أَبَا الْقَاسِم يحيى بن أبي الْحسن عَليّ بن الْفضل بن هبة الله بن بركَة الْبَغْدَادِيّ ابْن فضلان الشَّافِعِي وَأخذ عَنهُ الْخلاف وتميز فِيهِ وَحفظ طَريقَة الشريف والزوائد لأسعد الميهني وَحفظ أَرْبَعِينَ جدلاً على مَا قيل وَقدم إِلَى حلب وَاجْتمعَ بالشهاب السهروردي الْحَكِيم الْمَقْتُول وَحكى عَنهُ أَنه قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي شربت الْبَحْر وَهَذَا الْمَنَام رَآهُ ابْن تومرت وعزم على الدُّخُول إِلَى الديار المصرية أَخْبرنِي عَنهُ بعض أَصْحَابه أَنه سَمعه يَقُول لما أردْت الدُّخُول إِلَى الديار المصرية كررت على طَريقَة الشريف ثمَّ دخل مصر والإسكندرية واشتغل عَلَيْهِ الطّلبَة وَعقد لَهُ مجْلِس المناظرة وَاسْتدلَّ بِالتَّعْيِينِ ثمَّ خرج مِنْهَا فاجتاز بحماة فأرغبه صَاحبهَا وَأحسن إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مدرسة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ إِن الْمُعظم عِيسَى بن الْعَادِل كتب إِلَيْهِ ووعده إِن قدم إِلَيْهِ أَن يحسن إِلَيْهِ وحبب إِلَيْهِ سُكْنى دمشق وَكَانَ سيف الدّين يُحِبهَا ويؤثر الْمقَام بهَا فَخرج من حماة لَيْلًا وَلم يعلم بِهِ صَاحبهَا وَدخل دمشق فَأحْسن إِلَيْهِ الْمُعظم وولاه الْمدرسَة العزيزية الْمُجَاورَة لتربة الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين وَأَقْبل على الاشغال والاشتغال والتصنيف عقد لَهُ مجْلِس المناظرة لَيْلَة الْجُمُعَة وَلَيْلَة الثُّلَاثَاء بِالْحَائِطِ الشمالي من جَامع دمشق وَكَانَ يحضرهُ الأكابر من كل مَذْهَب ورحل إِلَيْهِ الطّلبَة من جَمِيع الْآفَاق من سَائِر الطوائف لطلب الْعلم وَكَانَ خير الطباع سليم الْقلب حسن الِاعْتِقَاد قَلِيل التعصب رَأَيْت عِنْده جمَاعَة من أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد يشتغلون عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ أَصْحَاب الإِمَام أبي حنيفَة وَمَالك رَضِي الله عَنْهُم وَهُوَ فِي غَايَة الْإِكْرَام لَهُم وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم حَتَّى قيل لَهُ يَا مَوْلَانَا تراك تُؤثر الْحَنَابِلَة وتزيد فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم فَقَالَ على سَبِيل المزاح الْمُرْتَد لَا يحب كسر الْمُسلمين يَعْنِي أَنه كَانَ قَدِيما حنبلياً حكى لي تِلْمِيذه القَاضِي أَبُو الرّوح عِيسَى ابْن القَاضِي أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن دَاوُد الرشتي) الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي تل بَاشر قَالَ سَمِعت شَيخنَا الإِمَام سيف الدّين يَقُول رَأَيْت فِي النّوم كَأَن قَائِلا يَقُول لي هَذَا الْبَيْت للْإِمَام الْغَزالِيّ قَالَ فَدخلت فَوجدت تابوتاً فكشفته فَوجدت

الْغَزالِيّ فِيهِ وَعَلِيهِ كَفنه وَهُوَ فِي الْقطن قَالَ فَكشفت عَن وَجهه وقبلته فَلَمَّا انْتَبَهت قلت فِي نَفسِي يَلِيق أَن أحفظ كَلَام الْغَزالِيّ فَأخذت كِتَابه الْمُسْتَصْفى فِي أصُول الْفِقْه فحفظته فِي مُدَّة يسيرَة قَالَ وَسمع الحَدِيث بِبَغْدَاد من الشَّيْخ أبي الْفَتْح عبيد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن نجا بن مُحَمَّد بن شاتيل الدباس الْبَغْدَادِيّ وَحدث عَنهُ بِدِمَشْق رَحمَه الله أَنْشدني الأديب الْكَاتِب الشَّاعِر فَخر الْقُضَاة أَبُو الْفَتْح نصر الله بن هبة الله بن عبد الْبَاقِي بن أبي البركات الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن بصاقة لنَفسِهِ وَكتب بهَا إِلَى الإِمَام سيف الدّين الْآمِدِيّ فِي حق صاحبنا عماد الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل بن خَلِيل السَّلمَانِي الْكَاتِب وَقد عزم أَن يقْرَأ على الشَّيْخ سيف الدّين شَيْئا من تصانيفه يوصيه بهَا وينبهه على مكانته من الْبَسِيط (يَا سيداً جمل الله الْوُجُود بِهِ ... وَأَهله من جَمِيع الْعَجم وَالْعرب) (العَبْد يذكر مَوْلَاهُ بِمَا سبقت ... وَعوده لعماد الدّين عَن كثب) (وَمثل مولَايَ من جَاءَت مواهبه ... من غير وعد وجدواه بِلَا طلب) (فأصف من بحرك الْفَيَّاض مورده ... وأغنه من كنوز الْعلم لَا الذَّهَب) (وَاجعَل لَهُ نسبا يُدْلِي إِلَيْك بِهِ ... فلحمة الْعلم تعلو لحْمَة لنسب) (وَلَا تكله إِلَى كتب تنبئه ... فالسيف أصدق أنباء من الْكتب) فَوَقَعت هَذِه الأبيات من الإِمَام سيف الدّين أحسن موقع وَأَقْبل على الْعِمَاد وَأحسن إِلَيْهِ وَقَرَأَ بعد ذَلِك عَلَيْهِ وَأَخْبرنِي بعض أَصْحَاب الإِمَام سيف الدّين أَن بعض الْفُضَلَاء الْمَشْهُورين والمدرسين الْمَذْكُورين ذهب عني اسْمه حضر درس الإِمَام سيف الدّين وَلزِمَ مَعَه الْأَدَب وَجعل دأبه الِاسْتِمَاع وَالِانْتِفَاع دون الجدل وَترك القيل والقال فَقَالَ لَهُ الإِمَام سيف الدّين يَا فلَان الدّين لم لَا تشرفنا وتشنف أسماعنا بفوائدك وفرائدك فَكَانَ جَوَابه أَن أنْشد من الطَّوِيل (وَفِي حينا نَحن الموَالِي لأَهله ... وَفِي حَيّ ليلى نَحن بعض عبيدها) فَدَعَا لَهُ سيف الدّين أَيْضا وبجله وأكرمه وَسَأَلت شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة عز الدّين بن عبد السَّلَام عَن درس الإِمَام سيف الدّين فَقَالَ مَا سَمِعت أحدا يلقِي الدَّرْس أحسن مِنْهُ كَأَنَّهُ) يخْطب وَإِذا غير لفظا من الْوَسِيط كَانَ لَفظه أمس بِالْمَعْنَى من لفظ صَاحبه أَو كَمَا قَالَ فَإِنِّي علقته من حفظي وَكَفاك بِهِ جلالة ونبلاً أَن الإِمَام عز الدّين من أَصْحَابه وَمن كبار طلابه ملازماً لدرسه رَاضِيا طَرِيقَته مَعَ خبْرَة عَلَانِيَته وسريرته وَلَقَد سمعته يَوْمًا يَقُول مَا عرفنَا

قَوَاعِد الْبَحْث إِلَّا من الشَّيْخ سيف الدّين أَو مَا هَذَا مَعْنَاهُ وَكَانَ يعظمه ويجله ويبجله وَسمعت عَنهُ أَنه قَالَ لَو ورد على الْإِسْلَام مُتَكَلم أَو مشكك أَو مَا هَذَا مَعْنَاهُ لتعين الإِمَام سيف الدّين لمناظرته لِاجْتِمَاع أهليه ذَلِك فِيهِ أَو كَمَا قَالَ وَسمعت الإِمَام جمال الدّين أَبَا عَمْرو عُثْمَان بن أبي بكر الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن الْحَاجِب يَقُول مَا صنف فِي أصُول الْفِقْه مثل كتاب سيف الدّين الْآمِدِيّ الإحكام فِي أصُول الْأَحْكَام وَمن محبته لَهُ اخْتَصَرَهُ رَحمَه الله تَعَالَى وَلما مَاتَ الشَّيْخ سيف الدّين رَحمَه الله تَعَالَى أَخْبرنِي صاحبنا زين الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي المحاسن بن طَاهِر الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي قَالَ أَخْبرنِي بعض الْفُضَلَاء أَنه رأى الشَّيْخ سيف الدّين فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا مَا فعل الله بك فَقَالَ أجلسني بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لي اسْتدلَّ على وحدانيتي بَين ملائكتي فَقلت الْحَوَادِث اقْتَضَت تعلقاً بمحدث لتخرج عَن حد الاستحالة وَكَانَ لَا بُد من مُحدث ثمَّ كَانَ القَوْل بالاثنين مثل القَوْل بِالثَّلَاثَةِ وَالْأَرْبَعَة إِلَى مَا لَا يتناهى فَلم يتَرَجَّح مِنْهَا شَيْء فَسقط مَا وَرَاء الْوَاحِد وَبَقِي الْوَاحِد صَحِيحا أَو كَمَا قَالَ ثمَّ أدخلني الْجنَّة وَكَانَ صَاحب آمد الْملك المسعود ركن الدّين مودود بن الْملك الصَّالح أبي الْفَتْح مَحْمُود بن نور الدّين مُحَمَّد بن فَخر الدّين قرا أرسلان بن ركن الدولة سقمان بن أرتق بن أكسب قد رغب أَن يكون الشَّيْخ سيف الدّين الْآمِدِيّ فِي آمد وكاتبه ووعده أَن يَجعله قَاضِي الْقُضَاة ويقطعه جَارِيا كَبِيرا وَجهد فِي ذَلِك وَكَانَ أَصْحَاب الشَّيْخ يؤثرون ذَلِك ليتسع الرزق عَلَيْهِم فَإِن الشَّيْخ كَانَ يُؤثر الرَّاحَة والقناعة وَكَانَ يحب سُكْنى دمشق فَلَمَّا تكَرر طلبه وعد بالإجابة وَجعل يدافع من وَقت إِلَى وَقت فَلَمَّا أَخذ الْملك الْكَامِل آمد من صَاحبهَا ورتب فِيهَا النواب أَرَادَ أَن يولي فِيهَا قَاضِيا من جِهَته فأجري الحَدِيث فِي ذَلِك وَالسُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف بن الْعَادِل وَصَاحب آمد يسمع فَقَالَ صَاحب آمد يَا مَوْلَانَا كَانَ الْمَمْلُوك قد كَاتب الشَّيْخ سيف الدّين الْآمِدِيّ فِي أَن يَجعله قَاضِيا فِي آمد وَأجَاب إِلَى ذَلِك وَأَرَادَ أَن ينفع الشَّيْخ سيف الدّين بِهَذَا القَوْل فَنظر الْكَامِل إِلَى الْأَشْرَف كالمنكر عَلَيْهِ أَن يكون فِي بَلَده مثل هَذَا الرجل وَقد) عزم على مفارقتها وَهُوَ يُكَاتب ملكا آخر فَبَقيت فِي نفس الْأَشْرَف إِلَى أَن ورد دمشق فَأخذ الْمدرسَة العزيزية مِنْهُ وَوَقع بهَا لمحيى الدّين ابْن الزكي وَقطع جاريه وَأمره أَن يلْزم بَيته فَبَقيَ على هَذِه الْحَال إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى أَنْشدني الأديب الْعَارِف نجم الدّين أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن سوار بن إِسْرَائِيل لنَفسِهِ بِدِمَشْق وَقد عزل سيف الدّين كَمَا ذكرنَا من السَّرِيع

(قد عزل السَّيْف وَولى القراب ... دهر قضى فِينَا بِغَيْر الصَّوَاب) (فاضحك على الدَّهْر وأربابه ... وابك على الْفضل وَفصل الْخطاب) وحضرنا فِي بُسْتَان للشَّيْخ سيف الدّين بِأَرْض المزة بِدِمَشْق بعد مَوته مَعَ جمَاعَة من أَصْحَابه وَفينَا نجم الدّين ابْن إِسْرَائِيل فَكتب على سَارِيَة تَحت عَرِيش كَانَ كثيرا مَا يجلس الشَّيْخ سيف الدّين رَحمَه الله إِلَيْهَا حِين يقْرَأ عَلَيْهِ الْعلم من السَّرِيع (يَا مربعًا قلبِي لَهُ مربع ... جادك غيث أبدا يهمع) (عهدي بمغناك وَفِي أفقه ... شمس الْمَعَالِي والحجى تطلع) (وَكنت غمد السَّيْف حَتَّى قضى ... والغمد بعد السَّيْف لَا يقطع) وأنشدني نجم الدّين ابْن إِسْرَائِيل أَيْضا لنَفسِهِ من أَبْيَات يرثي بهَا الشَّيْخ سيف الدّين وَقد كَانَ جَادَتْ السَّمَاء عِنْد دَفنه بمطر عَظِيم من الْكَامِل (بَكت السَّمَاء عَلَيْهِ عِنْد وَفَاته ... بمدامع كَاللُّؤْلُؤِ المنثور) (وأظنها فرحت بمصعد روحه ... لما سَمِعت وتعلقت بِالنورِ) (أوليس دمع الْغَيْث يهمي بَارِدًا ... وَكَذَا تكون مدامع المسرور) وَتُوفِّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ وَقت صَلَاة الْمغرب ثَانِي صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة بِدِمَشْق وَدفن يَوْم الِاثْنَيْنِ بسفح قاسيون رَحمَه الله وَلما مَاتَ توقف الأكابر وَالْعُلَمَاء بِدِمَشْق عَن حُضُور جنَازَته خوفًا من الْملك الْأَشْرَف إِذا كَانَ متغيراً عَلَيْهِ فَخرج الإِمَام عز الدّين فِي جنَازَته وَجلسَ تَحت قبَّة النسْر حَتَّى صلى عَلَيْهِ فَلَمَّا رأى النَّاس ذَلِك بَادرُوا إِلَيْهِ وصلوا عَلَيْهِ وتصانيفه أبكار الأفكار فِي أصُول الدّين ثَلَاث مجلدات وَاخْتَصَرَهُ فِي كتاب منائح القرائح مُجَلد مُجَلد لطيف فِي أصُول الْفِقْه الإحكام فِي أصُول الْأَحْكَام فِي مجلدين كتاب مُنْتَهى السول فِي علم الْأُصُول مُجَلد كتاب رموز الْكُنُوز مُجَلد لباب الْأَلْبَاب مُجَلد فِي الْمنطق) فرائد الْفَوَائِد فِي الْحِكْمَة مُجَلد الغرائب وكشف الْعَجَائِب فِي الاقترانات الشّرطِيَّة مُجَلد شرح جدل الشريف مُجَلد غَايَة الأمل فِي الجدل الباهر فِي الحكم الزواهر حِكْمَة ثَلَاث مجلدات غَايَة المرام فِي علم الْكَلَام مجلدتان ثَلَاث تعاليق خلاف كشف التمويهات على الإشارات والتنبيهات مجلدة كَبِيرَة مآخذ على الْمَحْصُول مجلدة المآخذ الجلية فِي المواخذات الجدلية جُزْء انْتهى مَا نقلته من كَلَام القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان وَقَالَ غَيره أَقرَأ العقليات بالجامع الظافري بِمصْر وَأعَاد بمدرسة الشَّافِعِي وَتخرج بِهِ

جمَاعَة فَقَامُوا عَلَيْهِ ونسبوه إِلَى انحلال العقيدة وَكَتَبُوا محضراً وَوَضَعُوا خطوطهم فِيهِ بِمَا يستباح بِهِ دَمه يُقَال أَن بعض الْفُضَلَاء لما أَتَوا إِلَيْهِ بالمحضر ليكتب فِيهِ بِمَا كتبُوا فَأخذ الْقَلَم وَكتب من الْكَامِل (حسدوا الْفَتى إِذْ لم ينالوا سَعْيه ... فالقوم أَعدَاء لَهُ وخصوم) وَكَانَ ذَلِك سَببا لفل جمعهم فَخرج سيف الدّين إِلَى الشَّام مستخفياً وَكَانَ فِيهِ رقة قلب وَسُرْعَة دمعة وَمن عَجِيب مَا يحْكى عَنهُ أَنه مَاتَت لَهُ قطة بحماة فدفنها وَلما جَاءَ إِلَى دمشق نقل عظامها فِي كيس ودفنها فِي تربة بقاسيون وَمن تلاميذه القَاضِي صدر الدّين ابْن سني الدولة وَالْقَاضِي محيى الدّين ابْن الزكي وَغَيرهمَا ابْن الشَّيْخ عَليّ الحريري عَليّ بن عَليّ ابْن أبي الْحسن الشَّيْخ عَليّ ابْن الشَّيْخ عَليّ الحريري توفّي ببسر عَن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة فِي سنة خمس عشرَة وَسبع مائَة النَّاسِخ المغربي عَليّ بن أبي عَليّ النَّاسِخ المغربي قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج شَاعِر مجيد يطْلب البديع وَيُحب الصَّنِيع ويحرص عَلَيْهِ ويحترس من تَوَابِع الانتقاد حضرت عِنْده الْمكتب فِي جملَة غلمانه فَكنت أرَاهُ وَهُوَ لَا يلقِي بِي بَالا رُبمَا تنَاول رقْعَة لَطِيفَة وَكتب بِخَط رَقِيق شَيْئا أَظُنهُ يحفظه فأخالفه إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ شعر من صَنْعَة وقته لَا تسويد فِيهِ إِلَّا الْيَسِير فِي النادرة ثمَّ ترك التَّأْدِيب وجاور فِي شطر حَانُوت كنت فِيهَا بسوق الْبَز فَكَانَ يصنع الشّعْر إملاءً عَليّ وَهُوَ فِي أسبق الْبيُوع والأشربة وَمَا لَهُ بِهِ اكتراث وَأورد لَهُ قَوْله يُخَاطب وَلَده وَقد سَافر إِلَى مصر وَهُوَ صَغِير السن من الْبَسِيط) (أحلّت رَأيا تجلى عَن ذراك علا ... أَو الردى العذب بَين الْبيض والعذب) (وَالله يَا وَلَدي المجذوب من كَبِدِي ... للرأي ذَاك وَإِن أَمْسَى بِهِ عطبي) (فَمَا الْحَيَاة إِلَى نَفسِي بمعجبةٍ ... إِن لم تجزبي أَعلَى السَّبْعَة الشهب) (رمى بك البيد مرمى السهْم فِي وتر ... هم تبيت بِهِ للمجد فِي نصب) (لقد تأهلت من عقل بِلَا كبر ... وَقد تأدبت من طبع بِلَا أدب) وَأورد لَهُ قَوْله من المنسرح (مَا عذره حَيْثُ لم يمت أسفا ... وَإِن غَدا الْمَوْت خير مَا ألفا) (هَل يفضل الْمَوْت عيشةً وقفت ... بِهِ بِحَيْثُ الغرام قد وَقفا)

علي بن عمر

(يصرف اللحظ كالغريق وَلَا ... يرى بشاطئ النجَاة منصرفا) (عاين للْمَوْت قبله عظما ... صير من بعده الردى تحفاً) (تحييه بعض المنى وتقتله ... باليأس أس تزيده دنفا) (أَشْكُو إِلَى الله من شَكَوْت لَهُ ... فَمَا أنثنى نخوة وَلَا انعطفا) وَأورد لَهُ من أَبْيَات من الْبَسِيط (فَإِن ظَفرت فَلم أشدد عَلَيْك يَدي ... شدّ الغريق على الطافي من السفن) (فعاود الله بِي هَذَا الغرام فقد ... قاسيت فِيهِ زَوَال الرّوح من بدني) 3 - (عَليّ بن عمر) خَازِن الْكتب بالنظامية عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ خَازِن دَار الْكتب النظامية قَرَأَ النَّحْو على الشريف أبي السعادات ابْن الشجري واللغة والعربية على أبي مَنْصُور الجواليقي وَحصل طرفا صَالحا من ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْأَدَب وَكَانَ مليح الْخط جيد الضَّبْط توفّي سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة ابْن ابْن زين العابدين عَليّ بن عمر بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم هُوَ حفيد زين العابدين توفّي بعد السِّتين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد الدَّارَقُطْنِيّ الْحَافِظ عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن مهْدي بن مَسْعُود بن النُّعْمَان بن دِينَار بن عبد الله أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ الإِمَام الْمَشْهُور صَاحب التصانيف الدَّارَقُطْنِيّ سمع من أبي الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأبي بكر ابْن أبي دَاوُد وَابْن صاعد وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن نيروز وَخلق كثير بِالْبَصْرَةِ والكوفة وواسط ورحل فِي الكهولة إِلَى الشَّام ومصر وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ وَأَبُو عبد الله الْحَاكِم وَأَبُو نعيم وَجَمَاعَة من الْكِبَار ومولده سنة سِتّ

وَثَلَاثِينَ وَمِائَة ووفاته سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة قَالَ الْحَاكِم صَار الدَّارَقُطْنِيّ أوحد أهل عصره فِي الْحِفْظ والفهم والورع وإماماً فِي الْقُرَّاء والنحويين وَأشْهد أَنه لم يخلف على أَدِيم الأَرْض مثله وَإِلَيْهِ انْتهى علم الْأَثر والمعرفة بعلل الحَدِيث وَالرِّجَال مَعَ الصدْق والثقة وَصِحَّة الِاعْتِقَاد والاضطلاع فِي عُلُوم سوى علم الحَدِيث مِنْهَا الْقرَاءَات فَإِن لَهُ فِيهَا مصنفاً مُخْتَصرا جمع الأَصْل فِي أَبْوَاب عقدهَا فِي أول الْكتاب والمعرفة بمذاهب الْفُقَهَاء فَإِن كِتَابه السّنَن يدل على ذَلِك ودرس فقه الشَّافِعِي على الاصطخري أبي سعيد وَقيل على غَيره وَمِنْهَا الْمعرفَة بالأدب وَالشعر قيل كَانَ يحفظ دواوين جمَاعَة من الشُّعَرَاء وَقيل كَانَ يحفظ ديوَان السَّيِّد الْحِمْيَرِي وَلِهَذَا نسب إِلَى التَّشَيُّع وَقَالَ البرقاني كَانَ يملي عَليّ الْعِلَل من حفظه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَهَذَا شَيْء مدهش وَقَالَ أَبُو نصر عَليّ بن هبة الله بن مَاكُولَا رَأَيْت فِي الْمَنَام فِي شهر رَمَضَان كَأَنِّي أسأَل عَن) حَال الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْآخِرَة فَقيل لي ذَاك يدعى فِي الْجنَّة الإِمَام وَتُوفِّي ثامن ذِي الْقعدَة وَقبل القَاضِي ابْن مَعْرُوف شَهَادَته فِي سنة سِتّ وَسبعين وَثَلَاث مائَة فندم على ذَلِك وَقَالَ كَانَ يقبل قولي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بانفرادي فَصَارَ لَا يقبل قولي على نقل إِلَّا مَعَ آخر وَقد صنف كتاب السّنَن والمختلف والمؤتلف وَتوجه من بَغْدَاد إِلَى مصر لأجل الْوَزير أبي الْفضل جَعْفَر بن حنزابة ليساعده على عمل الْمسند فَأَقَامَ عِنْده وَبَالغ فِي أكرامه وَأَعْطَاهُ شَيْئا كثيرا وَأنْفق عَلَيْهِ نَفَقَة وَاسِعَة وَكَانَ يجْتَمع هُوَ والحافظ عبد الْغَنِيّ ابْن سعيد على تَخْرِيج الْمسند وكتابته إِلَى أَن فرغ ابْن الْقصار قَاضِي بَغْدَاد الْمَالِكِي عَليّ بن عمر بن أَحْمد الْفَقِيه أَبُو الْحسن ابْن الْقصار الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي قَالَ أَبُو إِسْحَق الشِّيرَازِيّ لَهُ كتاب فِي مسَائِل الْخلاف كَبِير لَا أعرف لَهُم فِي الْخلاف كتابا أحسن مِنْهُ ولي قَضَاء بَغْدَاد وَكَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة ابْن حمصة الصَّواف عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْحَرَّانِي الْمصْرِيّ

الصَّواف الْمَعْرُوف بِابْن حمصة لم يرو شَيْئا غير مجْلِس البطاقة وَلكنه تفرد بِهِ مُدَّة سِنِين وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة القوصي عَليّ بن عمر أَبُو الْحسن الْهَاشِمِي القوصي ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَقَالَ شَاب بقوص لَهُ بالأدب خُصُوص وَأورد لَهُ قصيدة لَيْسَ فِيهَا نقطة مِنْهَا من الْكَلَام (أأطاع مسمعه الْأَصَم ملاما ... أم هَل كراه أَعَارَهُ إلماما) (كلا وأحور كالمهاة مصارم ... كل أطَاع لَهُ هَوَاهُ وهاما) (وَأعد عَام وصاله لَك سَاعَة ... وَأعد سَاعَة صده لَك عَاما) (أمحرماً وصلا أرَاهُ محللاً ... ومحللاً وصلا أرَاهُ حَرَامًا) وَذكره ابْن سعيد المغربي فِي كِتَابه الْمغرب وَأورد لَهُ قَوْله من الْكَامِل (عَيناهُ تسند لي الحَدِيث البابلي ... وتري فُؤَادِي كَيفَ وَقع النابل) (ظَبْي يلاقي اللَّيْث وَهُوَ مدرع ... بأساور وخلاخل وغلائل) وَأورد لَهُ من المتقارب) (عدا طوره حمقاً وَادّعى ... فخاراً وَقد جحدته الْمَعَالِي) (وَقَالَ ألم أبلغ الفرقدين ... فَقلت بلَى بقرون طوال) ابْن الْقزْوِينِي عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو الْحسن الْحَرْبِيّ الزَّاهِد الْمَعْرُوف بِابْن الْقزْوِينِي ولد سنة سِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة تفقه وَقَرَأَ النَّحْو وَسمع الْكثير وَكَانَ أحد الزهاد الْمَذْكُورين كَانَ الْقَائِم يَأْتِي إِلَيْهِ يزوره ليَالِي الْجمع وتجتمع عِنْده قصَص النَّاس فيوقع على الْجَمِيع عِنْده

قَامَ لَيْلَة يَسْتَقِي مَاء لوضوئه فطلع الدَّلْو ملآن دَنَانِير فَرده إِلَى الْبِئْر وَقَالَ مَا طلبت إِلَّا مَاء مَا طلبت دَنَانِير قَالَ أَبُو الْوَفَاء ابْن عقيل شهِدت جنَازَته وَكَانَ يَوْمًا لم ير فِي الْإِسْلَام مثله بعد جَنَازَة أَحْمد بن حَنْبَل غلقت لَهُ الْمكَاتب والحمامات وَبَلغت الْمقْبرَة بِبَاب الطاق مَعَ كَون الجسر ممدوداً أَرْبَعَة دَنَانِير وَلم يُمكن أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ إِمَام معِين وَكَانَ كل قبيل فِيهِ أُلُوف من النَّاس يُصَلِّي بهم رجل يصلح للتقدم عَلَيْهِم وَكَانَت الضجة تمنع التَّبْلِيغ بِالتَّكْبِيرِ سيف الدّين المشد عَليّ بن عمر بن قزل بن جِلْدك التركماني الياروقي الْأَمِير سيف الدّين المشد صَاحب الدِّيوَان الْمَشْهُور ولد بِمصْر سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة اشْتغل فِي صباه وَقَالَ الشّعْر الرَّائِق وَتَوَلَّى شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق للناصر مُدَّة وَكَانَ ظريفاً طيب الْعشْرَة تَامّ الْمُرُوءَة وَهُوَ ابْن أخي الْأَمِير فَخر الدّين عُثْمَان أستاذ دَار الْملك الْكَامِل ونسيب الْأَمِير جمال الدّين ابْن يغمور روى عَنهُ الدمياطي وَالْفَخْر إِسْمَاعِيل ابْن عَسَاكِر وَلما مَاتَ رثاه الْكَمَال العباسي وَكَانَت وَفَاته يَوْم تاسوعاء من الطَّوِيل (أيا يَوْم عاشورا جعلت مُصِيبَة ... لفقد كريم أَو عَظِيم مبجل) (وَقد كَانَ فِي قتل الْحُسَيْن كِفَايَة ... فقد جلَّ بالرزء الْمُعظم فِي عَليّ) وَمن شعر ابْن قزل من الْكَامِل (هِيَ قامة أم صغدة سمراء ... وذؤابة أم حَيَّة سَوْدَاء) (وأذا نظرت إِلَى اللحاظ وَجدتهَا ... هن السِّهَام ورشقها الْإِيمَان) (إِن أنْكرت نجل الْعُيُون جراحتي ... فدليل قلبِي أَنَّهَا نجلاء) ) (وبمهجتي من لَو سرى متبرقعاً ... فِي ظلمَة لأنارت الظلماء) (بدر جعلت الْقلب أخبية لَهُ ... كي لَا يرَاهُ رقيبه العواء) (خلعت عَلَيْهِ الشَّمْس رونق حسنها ... وحبته رونق ثغره الجوزاء) (فِي نمل عَارضه وَنور جَبينه ... تتنافس الْأَحْزَاب وَالشعرَاء) (فبخده الزاهي نهيم صبَابَة ... وبصدغه يتغزل الوأواء)

وَمِنْه من الْكَامِل (فِي يَوْم غيم من لذادة جوه ... غنى الْحمام وَطَابَتْ الأنداء) (وَالرَّوْض بَين تكبر وتواضع ... شمخ الْقَضِيب بِهِ وخر المَاء) وَمِنْه من الْخَفِيف إِن ترقا إِلَى الْمَعَالِي أولو الْفضل وَسَاخَتْ تَحت الثرى السُّفَهَاء (فحباب المدام يَعْلُو على الكأ ... س محلا وترسب الأقذار) وَمِنْه فِي مطرب من مخلع الْبَسِيط (ترى ابْن سيناء فِي يَدَيْهِ ... أقل معلوبه الْغناء) (قانونه المرتضى نجاة ... كل إشاراته شِفَاء) وَمِنْه مضمناً من الطَّوِيل (كَأَن دُخان الْعود والند بَيْننَا ... وأقداحنا ليل تهاوى كواكبه) (ولاحت لنا شمس الْعقار فمزقت ... دجى اللَّيْل حَتَّى نظم الْجزع ثاقبه) وَمِنْه من الوافر (وَلما زار من أهواه لَيْلًا ... وخفنا أَن يلم بِنَا مراقب) (تعانقنا لأخفيه فصرنا ... كأنا وَاحِد فِي عقد حاسب) قَالَ بَعضهم لما سمع هَذَا كَانَ قواقيا لِأَن الصَّغِير كَانَ من فَوق وَمن شعره من الْكَامِل (يَا مطرباً أغْنى النديم غناؤه ... عَن طيب مشموم وَعَن مشروب) (شَبَّبَ إِذا غنيتنا متغزلاً ... إِن الْغناء يطيب بالتشبيب) وَمِنْه من الوافر (أيا رام رمت فأصبن قلبِي ... سِهَام لحاظه قسي الحواجب) ) (فَلَا تهدر دمي فدمي جليل ... وعقلي طَائِر وَالْقلب وَاجِب) وَمِنْه من السَّرِيع (لَئِن تفرقنا وَلم نَجْتَمِع ... وزادت الْفرْقَة عَن وقتِها) (فَهَذِهِ العينان مَعَ قربهَا ... لَا تنظر الْعين إِلَى أُخْتهَا)

وَقَالَ من مجزوء الرجز (أقْصَى مرادي فِي الْهوى ... بِأَن تحلوا ساحتي) (وراحتي فِي قدح ... أنظرهُ فِي راحتي) وَمِنْه من السَّرِيع (أَقْسَمت من دمعي بالذاريات ... وَمن دموع الْعين بالمرسلات) (إِنِّي على الاخلاص فِي حبكم ... حَتَّى ترى روحي فِي النازعات) (يَا جيرة الْحَيّ الَّذِي قد سروا ... على متون البزل العاديات) (أما رأى حاديكم فِي الدجا ... نَار ضلوعي وَهِي الموريات) (وصالكم منتسخ حكمه ... وَبَيْنكُم آيَاته بَيِّنَات) (فحملوا ريح الصِّبَا نشركم ... إِن تحيات الصِّبَا طَيّبَات) وَمِنْه بَيت بديع كل كلمة مِنْهُ قلب نَفسهَا وَهُوَ من الْكَامِل المجزوء (ليل أَضَاء هلاله ... أَنا يضيء بكوكب) وَمِنْه يشبه دجَاجَة تشوى على النَّار من السَّرِيع (دجَاجَة صفراء من شحمها ... حَمْرَاء كالورد من الوهج) (كَأَنَّهَا والجمر من تحتهَا ... أترجة من فَوق نارنج) وَمِنْه فِي تَشْبِيه سكردان من السَّرِيع (وافى السكردان وَفِي ضمنه ... مطجنات من دراريح) (كَأَنَّهُ بدر وَقد رصعت ... فِيهِ ثريا من سكاريج) وَمِنْه فِي الشبابة من الطَّوِيل (وعارية من كل عيب حَبِيبَة ... إِلَى كل قلب بالبين مجروحا) (لَهَا جَسَد ميت يعِيش بنفخة ... مَتى داخلته الرّيح صَارَت بِهِ روحا) ) (تعيد الَّذِي يلقِي عَلَيْهَا بلذة ... تزيد فؤاد الصب وجدا وتبريحا) (وتنطق بِالسحرِ الْحَلَال عَن الْهوى ... وتوحي إِلَى الأسماع أطيب مَا يُوحى) وَمِنْه من الْبَسِيط (لله يَوْم شربناها مشعسعة ... تهدي إِلَيْنَا سُرُورًا دَائِما وَفَرح)

(والمزن تهمي وقوس الْغَيْم ذُو حبك ... وَالشَّمْس تبدو وقمري الرعود صدح) (والجنك يخْفق فِي كفي منعمة ... يَحْكِي الَّذِي نَحن فِيهِ نزهة وملح) (فصوته الرَّعْد والأوتار صوب حَيا ... والغادة الشَّمْس حسنا وَهُوَ قَوس قزَح) وَمِنْه من الْخَفِيف (يَا حبيباً جعلته نصب عَيْني ... حِين أَمْسَى فِي الْحسن وَهُوَ فريد) (أَنْت قصدي وَقد جعلت ندائي ... لَك دون الورى فَهَلا تجود) (والمنادى الْمَنْصُوب إِن جَاءَ يَوْمًا ... لَفظه مُفردا هُوَ الْمَقْصُود) وَمِنْه من السَّرِيع (لعبت بالشطرنج مَعَ شادن ... رشاقة الأغصان من قده) (أحل عقد البند من خصره ... وألثم الشامات من خَدّه) وَمِنْه فِي أرمد من مخلع الْبَسِيط (وشادن هَمت فِيهِ وجدا ... لما غَدَتْ مقلتاه رمدا) (لم ينتقص حسنه وَلَكِن ... نرجس عَيْنَيْهِ صَار وردا) وَمِنْه من السَّرِيع (قد أفحم الوأواء صدغ لَهُ ... والخد أودى بالأبيوردي) (وشعره الطايل فِي حسنه ... أربى على النَّابِغَة الْجَعْدِي) وَمِنْه من مجزوء الْكَامِل (صنم فِي الْحسن خدا ... هـ لطرق الغي تهدي) عدت فِيهِ جاهلي الْحبّ من غير تعد (لحظ عَيْني عبد شمس ... وفؤادي عبد ود) وَمِنْه من الْبَسِيط) (كَأَنَّمَا النَّهر إِذا مر النسيم بِهِ ... والغيم يهمي وضوء الْبَرْق حِين بدا) (رشق السِّهَام ولمع الْبيض يَوْم وغى ... خَافَ الغدير سطاها فاكتسى زردا) وَمِنْه من الْبَسِيط (يَا جيرة الْحَيّ من جرعاء كاظمة ... طري لبعدكم مَا التذ بِالنّظرِ)

(لَا تسألوا عَن حَدِيث الدمع كَيفَ جرى ... فقد كفى مَا جرى مِنْهُ على بَصرِي) قلت هَذَا الْمَعْنى تداوله الْمُتَأَخّرُونَ كثيرا ولي فِيهِ عدَّة مقاطع مِنْهَا قولي من الْخَفِيف (إنَّ عَيْني مذ غابَ شخصك عَنْهَا ... يَأْمر السُّهْدُ فِي كراها ويَنْهَى) (بدموعٍ كأَنهنّ الغوادي ... لَا تسلْ مَا جرى على الخدِّ مِنْهَا) وَمِنْه فِي غُلَام يُبَاع فِي الدكة من السَّرِيع (يسام للْبيع على أَنه ... أبهى من الزهرة وَالْمُشْتَرِي) (دمعي لذاك الْخَال فِي خَدّه ... أرسل للأسود والأحمر) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (كَأَنَّمَا ثغرها حباب ... أطاف من رِيقهَا بِخَمْر) (مقرها فِي صميم قلبِي ... وَالشَّمْس تجْرِي لمستقر) وَمِنْه من الْبَسِيط (وافى إِلَيّ وكأس الراح فِي يَده ... فخلت من لَفظه أَن النسيم سرى) (لَا تدْرك الراح معنى من شمائله ... وَالشَّمْس لَا يَنْبَغِي أَن تدْرك القمرا) وَمِنْه فِي مليح نَصْرَانِيّ من الْبَسِيط (وَبِي غرير يحاكي الظبي ملتفتا ... أغن أحور عَقْلِي فِيهِ قد حارا) (يصبو الْحباب إِلَى تَقْبِيل مبسمه ... ويكتسي الراح من خديه أنوارا) (من آل عِيسَى يرى بعدِي تقربه ... وَلم يخف دم العشاق أوزارا) (لأَجله أصبح الراووق منعكفا ... على الصَّلِيب وَشد الكاس زنارا) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (أول عشقي فتور عَيْني ... ك مَا لَهُ فِي الغرام آخر) (وعاشق المقلتين يفنى ... وَلَيْسَ يسلو إِلَى الْمَقَابِر) ) وَمِنْه لغز فِي رمح من الْخَفِيف (أَي شَيْء يكون مَالا وذخراً ... راق حسنا عِنْد اللِّقَاء ومخبر) (أسمر الْقد أَزْرَق السن وَصفا ... إِنَّمَا قلبه بِلَا شكّ أَحْمَر) وَمِنْه من الْخَفِيف (

إِن عنابنا الَّذِي قد أَتَانَا ... راقنا منْظرًا كَمَا طَابَ مُخَيّر) (جَازَ ضدين يانعين فَوَافى ... أَحْمَر اللَّوْن قانياً وَهُوَ أَخْضَر) وَمِنْه فِي حليق من السَّرِيع (وأمرد كالجبل الراسي ... أثقل من حمى وإفلاس) (لحيته تسبح من خفَّة ... بِرَأْسِهِ فِي بَحر أمواس) وَمِنْه من السَّرِيع (شتان مَا بَين قضيب النقا ... وَبَين من فِي حبه أخضع) (لِأَن ذَا يُوصل مَعَ قسوة ... وَذَاكَ مَعَ لين بِهِ يقطع) وَمِنْه فِي مليح سَاق من المنسرح (لما رَآنِي وَقد فتنت بِهِ ... من عظم وجدي وَكثر أشواقي) (غنى وكاس المدام فِي يَده ... قَامَت حروب الْهوى على سَاق) وَمِنْه فِي جَارِيَة عروس من الرجز (بَدَت عروساً عجنوا جناءها ... بِمَاء ورد لم يزل ممسكا) (للنقش فِي معصمها حلاوة ... لما علا من فَوْقه مشبكا) وَمِنْه من مجزوء الرمل (وغزال قلت مَا الِاسْم ... حَبِيبِي قَالَ مَالك) (قلت صف لي وَجهك الزا ... هِيَ وصف حسن اعتدالك) قَالَ كالبدر وكالغصن وَمَا أشبه ذَلِك وَمِنْه من مجزوء الرجز (كَاتب ذَاك الخد قد ... قومه إِذْ مشقه) (نسخ مجَاز خصره ... سرته المحققه) ) (حيرني حَاجِبه ... بنونه المعرقه) (وعقرب الصدغ الَّذِي ... بواوه معلقه)

وَمِنْه لغز فِي هاروت من الرجز المجزوء (مَا اسْم إِذا صحفته ... فَهُوَ نَبِي مُرْسل) (وَهُوَ إِذا عكسته ... كِتَابه الْمنزل) وَمِنْه من الوافر (أساود شعره لبست فُؤَادِي ... وأمست بَين أحشائي تجول) (كَأَن الشّعْر يطلبني بدين ... فكم يجفو عَليّ ويستطيل) واختلسته أَنا فَقلت من مخلع الْبَسِيط (يَا سَاكِنا حل فِي ضميري ... وألزم الْقلب أَن تحول) (تعلم الشّعْر مِنْك لما ... رأى غرامي جَفا وَطول) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط (لعبت بالنرد مَعَ رَشِيق ... مهفهف لين القوام) (قَالَ تمامي فَقلت مهلا ... مَا أحسن الْبَدْر فِي التَّمام) وَقلت أَنا فِي لاعب نرد من الْكَامِل (كلفي بنردي يَقُول لصبه ... وفؤاده مَا قر مِنْهُ قراره) (شعري الطَّوِيل جباله مَنْصُوبَة ... فلذاك غُصْن الْقد طَار هزاره) وَقلت فِيهِ أَيْضا من مخلع الْبَسِيط (لعبت بالنرد مَعَ رَشِيق ... مِنْهُ غصون النقا حيارى) (عشاقه فِي الْأَنَام سادوا ... بصبرهم إِذْ رَأَوْهُ جارا) وَمن شعر ابْن قزل من السَّرِيع (إِنِّي وَإِن أَصبَحت سنيها ... أحب آل الْمُصْطَفى الْهَاشِمِي) (فِي حَالَة السخط أوالي الرِّضَا ... وأقتدي فِي الغيظ بالكاظم) وَمِنْه من الْبَسِيط (ومجلس راق من واش يكدره ... وَمن رَقِيب لَهُ فِي اللوم إيلام) ) (مَا فِيهِ ساع سوى الساقي وَلَيْسَ بِهِ ... على الندامى سوى الريحان نمام)

وَمِنْه من الْبَسِيط (الْحَمد لله فِي حلي ومرتحلي ... على الَّذِي نلْت من علم وَمن عمل) (بالْأَمْس كنت إِلَى الدِّيوَان منتسباً ... وَالْيَوْم أَصبَحت والديوان ينْسب لي) وَمِنْه يمدح الْملك النَّاصِر من الطَّوِيل (أيا ملكا تَأتي الخماص لبابه ... وتغدو بطاناً من نوال وَمن جاه) (إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح بعده ... وتبت يَد الْأَعْدَاء فَالْحَمْد لله) وَمِنْه فِي فَقير أعجمي من الْخَفِيف (يَقْتَدِي فِي طَرِيقه بالحريري ... ويبغي مَذَاهِب الصوفيه) (أعجمي اللِّسَان حُلْو الثنايا ... عَنهُ تروى الْحَلَاوَة العجمية) وَمِنْه من الْكَامِل (فصل كَأَن الْبَدْر فِيهِ مطرب ... يَبْدُو وهالته لَدَيْهِ طاره) (وَالشَّمْس فِي أفق السَّمَاء خريدة ... والجو سَاق والأصيل عقاره) (وَكَأن قَوس الْغَيْم جنك مَذْهَب ... وكأنما صوب الحيا أوتاره) وَمِنْه يمدح الْملك النَّاصِر من الْخَفِيف (سمت فِي الكاس لؤلؤاً منثورا ... حِين أضحى مزاجها كافورا) (وتوسمت حَامِل الكأس فِي الل ... يل هلالاً يجلو سِرَاجًا منيرا) (بدر تمّ مَا زَالَ يهدي لقلبي ... ولعيني نظرة وسرورا) (تجتلي النَّفس دَائِما من عِذَارَيْ ... هـ وصدغيه جنَّة وَحَرِيرًا) (وسقاني من رِيقه الْبَارِد العذ ... ب كؤوساً حوت شرابًا طهُورا) (بقوارير فضَّة من ثنايا ... قدروها بلؤلؤ تَقْديرا) (وغيوم مثل الْجنان فَمَا تن ... ظر فِيهَا شمساً وَلَا زمهريرا) (نصب روض مشي النسيم عَلَيْهِ ... فانبرى سَعْيه بِهِ مشكورا) (أَيهَا الْحَاسِد المفند إِمَّا ... أَن ترى شاكراً وَإِمَّا كفورا) (كَيفَ تجفو الَّتِي يطير بهَا اله ... م وَإِن كَانَ شَره مُسْتَطِيرا) ) (عبد إِحْسَان يُوسُف الْملك النا ... صر أفديه سيدا وَحَصُورًا)

(منهل الواردين ذخر الْيَتَامَى ... كم فَقير أغْنى وَفك أَسِيرًا) (ملك مَا ترَاهُ يَوْمًا عبوساً ... عِنْد بذل الندى وَلَا قمطريرا) (وَإِذا مَا استشاط فِي الْحَرْب غيظاً ... كَانَ يَوْمًا على العداة عسيرا) (يَا مليكاً أَفَادَهُ الله علما ... ونعيماً جماً وملكاً كَبِيرا) (لم أكن قبل خدمتي وَدُعَائِي ... لَك شَيْئا وَلم أكن مَذْكُورا) (أسمعتني نعماك بل بصرتني ... فتيممتها سميعاً بَصيرًا) (عش سعيداً وانحر أعاديك واسلم ... كل عيد مؤيداً منصورا) وَمِنْه فِي مليحة عمياء وَهُوَ بديع من السَّرِيع (علقتها نجلاء مثل المهى ... فخان فِيهَا الزَّمن الغادر) (أذهب عينيها فإنسانها ... فِي ظلمَة لَا يَهْتَدِي حائر) (تجرح قلبِي وَهِي مَكْفُوفَة ... وَهَكَذَا قد يفعل الباتر) (نرجس اللحظ غَدا ذابلاً ... واحسرتا لَو أَنه ناضر) قلت وَللَّه الْقَائِل فِي عمياء لقد أَجَاد من الْبَسِيط (قَالُوا تعشقتها عمياء قلت لَهُم ... مَا شانها ذَاك فِي عَيْني وَلَا قدحا) (بل زَاد وجدي فِيهَا أَنَّهَا أبدا ... لَا تنظر الشيب فِي فودي إِذا وضحا) (إِن يجرح السَّيْف مسلولاً فَلَا عجب ... وَإِنَّمَا أعجب لسيف مغمد جرحا) (كَأَنَّمَا هِيَ بُسْتَان خلوت بِهِ ... ونام ناطوره سَكرَان قد طفحا) (تفتح الْورْد فِيهِ من كمائمه ... والنرجس الغض فِيهِ بَعْدَمَا انفتحا) واختلست أَنا هَذَا فَقلت من السَّرِيع (وَرب أعمى وَجهه رَوْضَة ... تنزهي فِيهَا كثير الدُّيُون) (فِي خَدّه ورد غنينا بِهِ ... عَن نرجس مَا فَتحته الْعُيُون) وَقلت أَيْضا من الطَّوِيل (أيا حسن أعمى لم يجد حد طرفه ... محب غَدا سَكرَان فِيهِ وَمَا صَحا) (إِذا طَال قلب يرتعي فِي خدوده ... غَدا آمنا من مقلتيه الجوارحا)

) وَمن شعر ابْن قزل من الْكَامِل (إِن الْحُصُون لكالعيون فهدبها ... شرفاتها وجفونها الأسوار) (وَكَذَا محاجرها الْخَنَادِق حولهَا ... والحافظون لَهَا هم الْأَنْوَار) وَمِنْه من السَّرِيع (يَا من عذاره وأصداغه ... حدائق هَمت بأزهارها) (لَو لم يكن خداك لي كعبةً ... لما تعلّقت بأستارها) وَمِنْه هجو فِي البان من الْكَامِل المجزوء (وَرمي بَيَان خلته ... لما تناثر دود قَز) (بشع الروائح يَابِس ... وَكَأَنَّهُ ذرق الإوز) وَمِنْه من المجتث (لَئِن صرفت وحاشا ... ك فالدنانير تصرف) (وَمَا اعتقلت كَرِيمًا ... إِلَّا وَأَنت مثقف) وَمِنْه من السَّرِيع (وشاطدن أوردني حبه ... لهيب حر الشوق والفرقه) (أَصبَحت حراناً إِلَى رِيقه ... فليت لي من قلبه رقّه) قلت وَلم تصح مَعَه التورية فيهمَا وَقد ذكرت هَذَا فِي كتاب فض الختام عَن التورية ابْن مجلي نَائِب حلب عَليّ بن عمر بن مجلي الْأَمِير نور الدّين الهكاري ولي ابْن مجلي هَذَا نِيَابَة السلطنة بحلب مُدَّة وَكَانَ حسن السِّيرَة عالي الهمة متواضعاً لين الْكَلِمَة محسناً إِلَى الْعلمَاء والفقراء عزل عَن النِّيَابَة قبل مَوته فَأَقَامَ بحلب إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة وَكَانَ أَبوهُ عز الدّين من الْأُمَرَاء الْكِبَار نور الدّين الطوري عَليّ بن عمر الْأَمِير نور الدّين الطوري أحد الْأَبْطَال الفرسان لم يبرح هُوَ وعشيرته مرابطين بالسَّاحل وَلم يزل مُحْتَرما فِي الدول وَولي عدَّة جِهَات بِالشَّام وَحضر المصاف مَعَ سنقر الْأَشْقَر بِظَاهِر دمشق فجرح وَضعف فَسقط بَين حوافر الْخَيل وَمَات بعد أَيَّام سنة تسع) وَسبعين وست مائَة وَقد جَاوز التسعين

نور الدّين الواني الْمصْرِيّ عَليّ بن عمر بن أبي بكر الشَّيْخ الصَّالح المعمر الْمسند أَبُو الْحسن نور الدّين الْمصْرِيّ الصُّوفِي الواني الأَصْل ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة سمع من ابْن رواح أَرْبَعِينَ الثَّقَفِيّ وَمن السبط أَرْبَعِينَ السلَفِي وجزء ابْن عُيَيْنَة وَالسَّابِع من أمالي الْمحَامِلِي والعاشر من الثقفيات وَسمع صَحِيح مُسلم من المرسي والبكري وَحدث بِهِ خمس مَرَّات وَسمع من يُوسُف الساوي وَتفرد وَألْحق الصغار بالكبار وأضر بآخرة ثمَّ عولج فأبصر وَكَانَ شَيخا صَالحا سهل القياد أَكثر المصريون عَنهُ وَغَيرهم نجم الدّين الكاتبي الْقزْوِينِي عَليّ بن عمر بن عَليّ الْعَلامَة نجم الدّين الكاتبي دبيران بِفَتْح الدَّال وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف رَاء وَألف وَنون الْقزْوِينِي المنطقي الْحَكِيم صَاحب التصانيف توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسبعين وست مائَة ومولده فِي شهر رَجَب سنة سِتّ مائَة لَهُ الْعين فِي الْمنطق والرسالة الشمسية مختصرها وَله جَامع الدقائق وَحِكْمَة الْعين وَله كتاب جمع فِيهِ الطبيعي والرياضي والإلهي وَإِضَافَة إِلَى الْعين ليَكُون حِكْمَة كَامِلَة وَله غير ذَلِك مثل شرح المحصل للْإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ وَشرح الملخص لفخر الدّين أَيْضا وَشرح كشف الْأَسْرَار لأَفْضَل الدّين الخونجي ابْن الْعِزّ عمر عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد الصَّدْر الْمعدل بهاء الدّين ابْن الْعِزّ الْمَقْدِسِي الْأنْصَارِيّ سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَعمر بن مُحَمَّد الْكرْمَانِي وَغَيرهمَا كَانَ يكْتب خطا حسنا مَنْسُوبا لَهُ دربة كَثِيرَة وَمَعْرِفَة تَامَّة بِالشُّرُوطِ متعهُ الله بحواسه وذهنه إِلَى أَن توفّي ذبولاً رَحمَه الله تَعَالَى عَشِيَّة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ومولده وست مائَة قَالَ لي الْعَلامَة تَقِيّ الدّين قَاضِي الْقُضَاة السُّبْكِيّ إِذا أشكل عَليّ قِرَاءَة مَكْتُوب امحى خطه لقدمه أدفعه إِلَيْهِ فيقرأه وَكَانَ يستحضر أَسمَاء النَّاس وألقابهم وتواريخهم عجبا فِي ذَلِك وَله مشيخة حدث بهَا وَأَجَازَ لي بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَفِي سنة ثَلَاثِينَ أَيْضا) بِخَطِّهِ الْحِمصِي الْأَلْهَانِي الْبكاء عَليّ بن عَيَّاش بن مُسلم الْأَلْهَانِي الْحِمصِي الْبكاء

علي بن عيسى

روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى الْأَرْبَعَة عَن رجل عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَعَمْرو بن مَنْصُور النَّسَائِيّ وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ الإسكندري عَليّ بن عياد الإسكندري ضرب الْحَافِظ عُنُقه لمدحه ولد الْأَفْضَل لما سجن الْخَلِيفَة وَغلب على الْأَمر وَمن شعره من الْبَسِيط (والأقحوانة هيفا وَهِي ضاحكة ... عَن وَاضح غير ذِي ظلم وَلَا شنب) (كَأَنَّهَا شمسة من فضَّة حرست ... خوف الْوُقُوع بمسمار من الذَّهَب) 3 - (عَليّ بن عِيسَى) الْوَزير الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن عِيسَى بن دَاوُد بن الْجراح أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب وَزِير المقتدر والقاهر كَانَ على الْحَقِيقَة غَنِيا شاكراً صَدُوقًا خيرا صَالحا عَالما من خِيَار الوزراء وَهُوَ كثير الْبر وَالْمَعْرُوف وَالصَّلَاة وَالصِّيَام ويجالس الْعلمَاء توفّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وزر للمقتدر مرَّتَيْنِ لَهُ كتاب جَامع الدُّعَاء كتاب مَعَاني الْقُرْآن وَتَفْسِيره أَعَانَهُ عَلَيْهِ أَبُو الْحُسَيْن الوَاسِطِيّ وَأَبُو بكر بن مُجَاهِد وَكتاب ترسله وَكَانَ يستغل ضيَاعه فِي السّنة سبع مائَة ألف دِينَار وَيخرج مِنْهَا فِي وُجُوه الْبر مائَة ألف دِينَار وَسِتِّينَ ألف دِينَار وَينْفق أَرْبَعِينَ ألف دِينَار على خاصته وَكَانَت غَلَّته عِنْد عطلته وَلُزُوم بَيته نيفاً وَثَمَانِينَ ألف دِينَار ينْفق على نَفسه وخاصته ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَيصرف الْبَاقِي فِي وُجُوه الْبر

قَالَ الصولي لَا أعرف أَنه وزر لبني الْعَبَّاس وَزِير يُشبههُ فِي زهده وعفته وَحفظه الْقُرْآن وَعلمه بمعانيه وَكَانَ يَصُوم نَهَاره وَيقوم ليله وَلَا أعلم أنني خاطبت أحدا أعلم مِنْهُ بالشعر وَكَانَ يُوقع بِيَدِهِ فِي جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلما عزل فِي وزارته الثَّانِيَة وَولي ابْن الْفُرَات لم يقنع المحسن بن أبي الْحسن بن الْفُرَات إِلَّا بِإِخْرَاجِهِ عَن بَغْدَاد فَتوجه إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مُهَاجرا وَقَالَ فِي نكبته من الطَّوِيل) (وَمن يَك عني سَائِلًا لشماتة ... لما نالني أَو شامتاً غير سَائل) (فقد أبرزت مني الخطوب ابْن حرَّة ... صبوراً على أهوال تِلْكَ الزلازل) (إِذا سر لم يبطر وَلَيْسَ لنكبة ... إِذا نزلت بالخاشع المتضائل) وَلما حبس كَانَ يلبس ثَوْبه وَيتَوَضَّأ للصَّلَاة وَيقوم ليخرج لصَلَاة الْجُمُعَة فَيردهُ المتوكلون فيرفع يَده إِلَى السَّمَاء وَيَقُول اللَّهُمَّ اشْهَدْ لي أنني أُرِيد طَاعَتك ويمنعني هَؤُلَاءِ وَأَشَارَ على المقتدر أَن يقف الْعقار بِبَغْدَاد على الْحَرَمَيْنِ والثغور وغلتها ثَلَاثَة عشر ألف دِينَار فِي كل شهر والضياع الموروثة بِالسَّوَادِ وغلتها نَيف وَثَمَانُونَ ألف دِينَار فَفعل ذَلِك وَأشْهد على نَفسه الشُّهُود وأفرد لهَذِهِ الْوُقُوف ديواناً وَسَماهُ الْبر وخدم السُّلْطَان سبعين سنة لم يزل فِيهَا نعْمَة عَن أحد وأحصي لَهُ أَيَّام وزارته نَيف ثَلَاثُونَ ألف توقيع من الْكَلَام السديد وَلم يقتل أحدا وَلَا سعى فِي دَمه وَكَانَ على خَاتمه من المجتث (لله صنع خَفِي ... فِي كل أَمر يخَاف) وعزى وَلَدي القَاضِي أبي الْحسن عمر بن أبي عمر مُحَمَّد بن يُوسُف فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَاف قَالَ مُصِيبَة قد وَجب أجرهَا خير من نعْمَة لَا يُؤدى شكرها وَكَانَ يجْرِي على خَمْسَة وَأَرْبَعين إِنْسَان جرايات تكفيهم الْأَمِير الْكَبِير عَليّ بن عِيسَى بن ماهان الْأَمِير كام من كبار قواد الدولة هُوَ الَّذِي أَشَارَ على الْأمين بخلع الْمَأْمُون وَقتل طَاهِر بن الْحُسَيْن بِظَاهِر الرّيّ فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ

ابْن الْقيم عَليّ بن عِيسَى بن سُلَيْمَان بن رَمَضَان بن أبي الْكَرم التغلبي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْكَاتِب الشَّيْخ الرئيس الْفَاضِل المعمر بهاء الدّين أَبُو الْحسن ابْن الشَّيْخ الْفَقِيه ضِيَاء الدّين نَاظر الْأَوْقَاف وصهر الْوَزير بهاء الدّين ابْن حنا سمع من الْفَخر الْفَارِسِي وَعبد الْعَزِيز بن باقا وسبط السلَفِي وَتفرد مُدَّة عَن الْفَارِسِي وَكَانَ فِيهِ قُوَّة وهمة يركب الْخَيل ويتصرف فِي مَصَالِحه وَفِيه دين وَخير وتواضع ولطف ولد سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي سنة عشر وَسبع مائَة سمع مِنْهُ الدمياطي والحارثي وَابْن سيد النَّاس وَابْن حبيب وقاضي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ والواني والنور الْهَاشِمِي وَابْن سامة وَابْن المهندس وَالشَّيْخ رَافع وَولده تَقِيّ الدّين) حضوراً وَابْن الْفَخر وَابْن خلف وَقَرَأَ عَلَيْهِ شمس الدّين الأول من عوالي ابْن عُيَيْنَة للرئيس الثَّقَفِيّ الكحال عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ الكحال كَانَ مَشْهُورا بالحذق فِي صناعَة الْكحل وبكلامه يقْتَدى فِي أمراض الْعين ومداواتها وَكتابه الْمَشْهُور بتذكرة الكحالين هُوَ الَّذِي لَا بُد لكل من عانى الْكحل أَن يحفظه وَقد اقْتصر النَّاس عَلَيْهِ دون غَيره من سَائِر الْكتب الَّتِي ألفت فِي هَذَا الْفَنّ وَكَلَامه فِي أَعمال صناعَة الْكحل أَجود من كَلَامه فِيمَا يتَعَلَّق بالأمور العلمية وَتُوفِّي سنة وَأَرْبع مائَة الرماني النَّحْوِيّ عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ بن عبد الله أَبُو الْحسن الرماني الْوراق

الاخشيذي كَانَ تلميذ ابْن الاخشيذ الْمُتَكَلّم أَو كَانَ على مذْهبه فِي الاعتزال وَله فِي ذَلِك تصانيف مَشْهُورَة وَكَانَ عَلامَة فِي الْعَرَبيَّة وَهُوَ فِي طبقَة أبي عَليّ الْفَارِسِي وَأبي سعيد السيرافي وَكَانَ قد شهد عِنْد أبي مُحَمَّد ابْن مَعْرُوف مولده سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ووفاته سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ يمزج نَحوه بالْمَنْطق حَتَّى قَالَ الْفَارِسِي إِن كَانَ النَّحْو مَا يَقُوله الرماني فَلَيْسَ مَعنا مِنْهُ شَيْء وَإِن كَانَ مَا نقُوله نَحن فَلَيْسَ مَعَ الرماني مِنْهُ شَيْء وَكَانَ يُقَال النحويون فِي زَمَاننَا ثَلَاثَة وَاحِد لَا يفهم كَلَامه وَهُوَ الرماني وَوَاحِد يفهم بعض كَلَامه وَهُوَ الْفَارِسِي وَوَاحِد يفهم جَمِيع كَلَامه بِلَا أستاذ وَهُوَ السيرافي وَمن تصانيفه تَفْسِير الْقُرْآن كتاب الْحُدُود الْأَكْبَر كتاب الْحُدُود الْأَصْغَر كتاب مَعَاني الْحُرُوف كتاب شرح الصِّفَات كتاب شرح الموجز لِابْنِ السراج كتاب شرح الْألف وَاللَّام لِابْنِ الْمَازِني كتاب شرح مُخْتَصر الْجرْمِي كتاب إعجاز الْقُرْآن كتاب شرح أصُول ابْن السراج كتاب شرح سِيبَوَيْهٍ كتاب الْمسَائِل المفردة من كتاب سِيبَوَيْهٍ كتاب شرح الْمدْخل للمبرد كتاب التصريف كتاب الهجاء كتاب الايجاز فِي النَّحْو كتاب الِاشْتِقَاق الْأَكْبَر كتاب الِاشْتِقَاق الْأَصْغَر كتاب الألفات فِي الْقُرْآن كتاب شرح المقتضب كتاب شرح مَعَاني الزّجاج وَقيل لَهُ أَن لكل كتاب تَرْجَمَة فَمَا تَرْجَمَة الْقُرْآن فَقَالَ هَذَا بَلَاغ للنَّاس ولينذروا بِهِ) الربعِي النَّحْوِيّ عَليّ بن عِيسَى بن الْفرج بن صَالح الربعِي الزهيري أَبُو الْحسن أحد أَئِمَّة النَّحْو كَانَ دَقِيق النّظر جيد الْفَهم وَالْقِيَاس توفّي فِي الْمحرم سنة عشْرين وَأَرْبع مائَة أَخذ عَن أبي سعيد السيرافي وَهَاجَر إِلَى شيراز ولازم الْفَارِسِي أَبَا عَليّ عشْرين سنة فَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ مَا بقيت تحْتَاج إِلَى شَيْء وَلَو سرت من الْمشرق إِلَى الْمغرب لم

تَجِد أنحا مِنْك فَرجع إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ عَن نَيف وَتِسْعين سنة كَانَ يرْمى بالجنون مر يَوْمًا بسكران وَجعل يضرط ويشمه وَيَقُول من الوافر

(تمتّع من شميم عرار نجد ... فَمَا بعد العشية من عرار) وَكَانَ قد شرح كتاب سِيبَوَيْهٍ فجَاء إِلَيْهِ يَوْمًا أحد بني رضوَان التَّاجِر فنازعه فِي مَسْأَلَة فَقَامَ مغضباً وَأخذ الشَّرْح فَجعله فِي إجانة وصب عَلَيْهِ المَاء وغسله وَجعل يلطم بِهِ الْحِيطَان وَيَقُول لَا أجعَل أَوْلَاد البقالين نحاة وَكَانَ مبتلى بالكلاب سَأَلَ يَوْمًا أَوْلَاد الأكابر الَّذين يحْضرُون عِنْده أَن يمضوا مَعَه إِلَى كلواذا فظنوا ذَلِك لحَاجَة عرضت لَهُ هُنَاكَ فَرَكبُوا خيولاً وَخَرجُوا وَجعل هُوَ يمشي بَين أَيْديهم فَسَأَلُوهُ الرّكُوب فَأبى عَلَيْهِم فَلَمَّا صَار بخرابها أوقفهم على ثلم وَأخذ كسَاء وعصاً وَمَا زَالَ يعدو إِلَى كلب هُنَاكَ وَالْكَلب يثب عَلَيْهِ تَارَة ويهرب مِنْهُ أُخْرَى حَتَّى أعياه فعاونوه حَتَّى أمسكوه وعض على الْكَلْب بِأَسْنَانِهِ عضاً شَدِيدا وَالْكَلب يستغيث ويزعق فَمَا تَركه حَتَّى اشتفى وَقَالَ هَذَا عضني مُنْذُ أَيَّام وَأُرِيد أُخَالِف قَول الأول من السَّرِيع (شاتمني كلب بني مسمعٍ ... فصنت عَنهُ النَّفس والعرضا) (وَلم أجبه لاحتقاري بِهِ ... وَمن يعَض الْكَلْب إِن عضا) وصنف كتاب شرح الْإِيضَاح للفارسي كتاب شرح مُخْتَصر الْجرْمِي كتاب البديع فِي النَّحْو كتاب شرح الْبلْغَة كتاب مَا جَاءَ فِي الْمَبْنِيّ على فعال كتاب التَّنْبِيه على خطأ ابْن جني فِي فسر شعر المتنبي إِبْنِ وهاس الْعلوِي اليمني عَليّ بن عِيسَى بن حَمْزَة بن وهاس بن أبي الطّيب يعرف بِابْن وهاس من ولد سُلَيْمَان بن حسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب توفّي بِمَكَّة سنة نَيف وَخمسين وَخمْس مائَة وَهُوَ فِي) عشر الثَّمَانِينَ وَأَصله من الْيمن وَكَانَ شريفاً جَلِيلًا من أهل مَكَّة وشرفائها وَله قريحة فِي النّظم والنثر وَله تصانيف مفيدة قَرَأَ على الزَّمَخْشَرِيّ بِمَكَّة وبرز عَلَيْهِ وصرفت عَنهُ الطّلبَة إِلَيْهِ توفّي فِي أول ولَايَة الْأَمِير عِيسَى بن فليتة وَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ مَا جمع الله لنا بَين ولَايَة عِيسَى وَبَقَاء عَليّ بن عِيسَى وَمن شعره من الوافر (صلي حَبل الْمَلَامَة أَو فبتي ... ولمي من عتابك أَو أشتي) (هِيَ الأنضاء عَزمَة ذِي هموم ... فحسبك والملام وَلَا هبلت) (إِلَيْك فلست مِمَّن يطبيه ... ملام أَو يريع إِذا أهبت) (حَلَفت بهَا تواهق كالحنايا ... بقايا أَصبَحت كثمال قلت) (سواهُم كالجنايا زاحرات ... تراكع من وجاً ودباً وعنت) (جوازع بطن نَخْلَة عابرات ... تؤم الْبَيْت من خمس وست) (أَزَال أذيب أنضاء طلاحاً ... بِكُل ملمع القفرات مرت) (وأرغب عَن مَحل فِيهِ أضحت ... حبال الْمجد تضعف عِنْد متي) النقاش الْبَغْدَادِيّ الطَّبِيب عَليّ بن عِيسَى بن هبة الله أَبُو الْحسن النقاش سمع من هبة الله بن الْحصين حضوراً سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة وَقَرَأَ الطبيعيات واشتغل بهَا واشتهر عَنهُ التهاون بِأُمُور الشَّرْع ومداومة شرب الْخمر وَنقل عَنهُ إِلَى الصاحب الْوَزير ابْن هُبَيْرَة أَنه تكلم فِي الْقُرْآن بِمَا لَا يجوز فأهدر دَمه فَخرج من بَغْدَاد وَسكن دمشق إِلَى أَن توفّي بهَا سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة واتصل بِنور الدّين الشَّهِيد وَقدم رَسُولا إِلَى بَغْدَاد سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَحدث بهَا عَن أَبِيه وَابْن الْحصين كَذَا قَالَ محب الدّين ابْن النجار انْتَهَت قلت وَأَظنهُ مهذب الدّين ابْن النقاش الطَّبِيب الأديب صَاحب أَمِين الدولة ابْن التلميذ طب بِدِمَشْق وَرَأس بهَا واشتهر ذكره وخدم نور الدّين بالطب والإنشاء وباشر فِي مارستانه ثمَّ خدم صَلَاح الدّين وأوقعه الله فِي لِسَان الوهراني وَفِيه وضع الْمَنَام الْمَشْهُور عَنهُ وَقد مر طرف فِي تَرْجَمَة الوهراني وَتُوفِّي مهذب الدّين سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وَمن شعره من المتقارب (رزقت يساراً فوافيت من ... قدرت بِهِ حِين لم يرْزق) ) (وأتلفت من بعده فاعتذرت ... إِلَيْهِ اعتذار أَخ مملق) (وَإِن كَانَ يشْكر فِيمَا مضى ... بذا فسيعذر فِيمَا بَقِي) وَمن شعر النقاش من الْكَامِل المجزوء كَيفَ السلو وَقد تملك مهجتي من غير أَمْرِي

قمر ترَاهُ إِذا استسر كَمثل أَرْبَعَة وَعشر يرنو بنجلاوين يسقم من سقامهما ويبري (وَإِذا تَبَسم فِي دجى ... ليل شهِدت لَهُ بفجر) قلت شعر جيد عماد الدّين القيمري عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ بن يُوسُف الْأَمِير عماد الدّين ابْن الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن الْأَمِير سيف الدّين أبي الْحسن ابْن الْأَمِير أَسد الدّين ابْن أبي الفوارس القيمري الْكرْدِي ابْن صَاحب قلعة قيمر بَطل الْخدمَة وَأقَام بِالْجَبَلِ مُدَّة وَتُوفِّي بالنيرب سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة وَدفن بتربة جده سيف الدّين تجاه مارستانه بِالْجَبَلِ وقلعة قيمر بِقرب اسعرد بهاء الدّين الإربلي الْكَاتِب عَليّ بن عِيسَى بن عِيسَى الصاحب بهاء الدّين ابْن الْأَمِير فَخر الدّين ابْن أبي الْفَتْح الإربلي المنشيء الْكَاتِب البارع لَهُ شعر وَترسل كَانَ رَئِيسا كتب لمتولي إربل ابْن صلايا ثمَّ خدم بِبَغْدَاد فِي ديوَان الْإِنْشَاء أَيَّام عَلَاء الدّين صَاحب الدِّيوَان ثمَّ إِنَّه فتر سوقه فِي دولة الْيَهُود ثمَّ تراجع بعدهمْ وَسلم وَلم ينكب إِلَى أَن مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة وَكَانَ صَاحب تجمل وحشمة وَمَكَارِم وَفِيه تشيع وَكَانَ أَبوهُ والياً بإربل وَقد أفرد لَهُ الْعِزّ الإربلي تَرْجَمَة فِي جُزْء كَبِير ولبهاء الدّين مصنفات أدبية مثل المقامات الْأَرْبَع ورسالة الطيف الْمَشْهُورَة وَغَيرهمَا وَخلف تَرِكَة عَظِيمَة بِنَحْوِ الْألف ألف دِرْهَم تسلمها ابْنه أَبُو الْفَتْح ومحقها وَمَات صعلوكاً بإربل الْكَاتِب عَليّ بن عِيسَى بن يزدانبروذ تَأتي تَرْجَمَة عِيسَى أَبِيه فِي مَكَانهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى تصرف بعد موت وَالِده فِي الْأَعْمَال وَلم تزل حَاله تترقى وتزداد إِلَى أَن اتَّصل بإسحق بن إِبْرَاهِيم) الظَّاهِرِيّ وَكتب لَهُ وَبَقِي على ذَلِك إِلَى أَيَّام المتَوَكل وَإِلَيْهِ السوَاد يدبره ويعمله وَهُوَ يُزَاد نمواً وارتفاعاً إِلَى أَن توفّي إِسْحَق واستخلف مُحَمَّدًا ابْنه فعادى عَليّ بن عِيسَى وَأخذ فِي إغراء المتَوَكل بِهِ ثمَّ توفّي مُحَمَّد بن إِسْحَق فَطلب المتَوَكل من عَليّ مَالا كثيرا فَامْتنعَ عَلَيْهِ وَلم يزل ينزله فِيمَا التمسه مِنْهُ حَتَّى صير ذَلِك مائَة ألف دِينَار

فخلف أَنه مَا ملك ثلثهَا قطّ وأصر على الِامْتِنَاع فنكبه واستصفى مَاله وَأخذ مِنْهُ أَضْعَاف مَا التمسه القَاضِي الْفَزارِيّ الْكُوفِي عَليّ بن غراب القَاضِي أَبُو الْحسن وَقيل أَبُو الْوَلِيد الْفَزارِيّ الْكُوفِي روى عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد والأحوص بن حَكِيم وَهِشَام بن عُرْوَة وَعمر مولى عفرَة وروى عَنهُ أَحْمد وَزِيَاد بن أَيُّوب وَالْحُسَيْن بن الْحسن الْمروزِي وَمُحَمّد بن عبد الله بن عمار وَجَمَاعَة قَالَ ابْن معِين صَدُوق وَضَعفه أَبُو دَاوُد توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى عَنهُ النَّسَائِيّ وَابْن ماجة الْمَالِكِي الْمصْرِيّ عَليّ بن غَنَائِم بن عمر بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الْخرقِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي الْمصْرِيّ سمع بِمصْر أَبَا الْعَبَّاس إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن النحاسة وَمُحَمّد بن الْفضل بن نظيف الْفراء وصلَة بن المؤمل بن خلف البغداذي وَجَمَاعَة بِمَكَّة وبغداد وَقدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا وَحدث عَن عَامَّة شُيُوخه وَكَانَ من الصَّالِحين توفّي سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة إِبْنِ ريشا عَليّ بن أبي الْفرج بن أبي الْفَتْح أَبُو الْحسن القسام الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن ريشا كَانَ نَصْرَانِيّا فَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَكَانَ يحضر حلقات الحَدِيث فِي كل جُمُعَة من صباه إِلَى آخر عمره قَالَ محب الدّين ابْن النجار سمع مَعنا كثيرا وَكَانَ صَالحا متديناً كثير الْعِبَادَة سليم الْجَانِب سَاكِنا توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة الفرزدقي الْمُجَاشِعِي عَليّ بن فضال بن عَليّ بن غَالب بن جَابر بن

عبد الرَّحْمَن يَنْتَهِي إِلَى مجاشع ابْن دارم أَبُو الْحسن الْمُجَاشِعِي القيرواني النَّحْوِيّ كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة والنحو وَالتَّفْسِير وَله نظم ومصنفات سَافر مَا بَين الْعرَاق وخراسان وَدخل غزنة وَأقَام بهَا مُدَّة وصادف قبولاً بهَا وصنف عدَّة مصنفات بأسماء أكابرها ثمَّ عَاد إِلَى الْعرَاق واتصل بالوزير نظام الْملك وَتُوفِّي) بِبَغْدَاد سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَحدث بِبَغْدَاد عَن شُيُوخه بالغرب وَكَانَ يعرف بالفرزدقي القيرواني قَالَ هبة الله السَّقطِي كتبت عَن ابْن فضال أَحَادِيث وعرضتها على عبد الله بن سَبْعُونَ القيرواني وَقَالَ أسانيدها مركبة على متون مَوْضُوعَة وَاجْتمعَ بِهِ ابْن سَبْعُونَ فِي جمَاعَة من الْمُحدثين وأنكروا عَلَيْهِ فَقَالَ وهمت فِيهَا وَمن تصانيفه كتاب التَّفْسِير الْكَبِير الَّذِي سَمَّاهُ الْبُرْهَان العميدي فِي عشْرين مجلدة كتاب النكت فِي الْقُرْآن كتاب شرح بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فِي مجلدة كَبِيرَة كتاب إكسير الْمَذْهَب فِي صناعَة الْأَدَب فِي النَّحْو خمس مجلدات كتاب العوامل والهوامل فِي الْحُرُوف خَاصَّة كتاب الْفُصُول فِي معرفَة الْأُصُول كتاب الْإِشَارَة فِي تَحْسِين الْعبارَة كتاب شرح عنوان الْإِعْرَاب كتاب المذمة فِي النَّحْو كتاب الْعرُوض كتاب شرح مَعَاني الْحُرُوف كتاب الدول فِي التَّارِيخ قَالَ ياقوت رَأَيْت فِي الْوَقْف السلجوقي بِبَغْدَاد مِنْهُ ثَلَاثِينَ مجلداً ويعوزه شَيْء آخر كتاب شَجَرَة الذَّهَب فِي معرفَة أَئِمَّة الْأَدَب وَقيل إِنَّه صنف كتابا فِي تَفْسِير الْقُرْآن فِي خَمْسَة وَثَلَاثِينَ مجلداً سَمَّاهُ كتاب الإكسير فِي علم التَّفْسِير وَكتاب معارف الْأَدَب نَحْو ثَمَانِيَة مجلدات وَله غير ذَلِك وَمن شعره من السَّرِيع (لَا عذر للصب إِذا لم يكن ... يخلع فِي ذَاك العذار العذار)

(كَأَنَّهُ فِي خَدّه إِذا بدا ... ليل تبدى طالعاً فِي نَهَار) (تخاله جنح ظلام وَقد ... صَاح بِهِ ضوء صباح فحار) وَمِنْه من السَّرِيع

علي بن الفضل

(كَأَن برهام وَقد عارضت ... فِيهِ الثريا نظر المبصر) (ياقوته يعرضهَا بَائِع ... فِي كَفه وَالْمُشْتَرِي مُشْتَرِي) وَمِنْه من الطَّوِيل (خُذ الْعلم عَن رَاوِيه واجتلب الْهدى ... وَإِن كنت رَاوِيه أَخا عمل زاري) (فَإِن رُوَاة الْعلم كالنخل يَانِع ... كل التَّمْر مِنْهُ واترك الْعود للنار) وَمِنْه من المتقارب (أحب النَّبِي وَأَصْحَابه ... وَأبْغض مبغض أَزوَاجه) ) (وَمهما ذهبتم إِلَى مَذْهَب ... فَمَا لي سوى قصد منهاجه) وَمِنْه من السَّرِيع (وَالله إِن الله رب الْعباد ... وخالص النِّيَّة والاعتقاد) (مَا زادني صدك إِلَّا هوى ... وَسُوء أفعالك إِلَّا وداد) (وإنني مِنْك لفي لوعة ... أقل مَا فِيهَا يذيب الجماد) (فَكُن كَمَا شِئْت فَأَنت المنى ... واحكم بِمَا شِئْت فَأَنت المُرَاد) (وَمَا عَسى تبلغه طاقتي ... وَإِنَّمَا بَين ضلوعي فؤاد) وَقَالَ من الْكَامِل (مَا هَذِه الْألف الَّتِي قد زدتم ... فدعوتم الخوان بالإخوان) وَزَاد على ذَلِك الْحَافِظ شمس الدّين عبد الرَّحِيم بن وهبان من الْكَامِل (مَا صَحَّ لي أحد فأجعله أَخا ... فِي الله مَحْضا أَو فَفِي الشَّيْطَان) (إِمَّا مول عَن ودادي مَا لَهُ ... وَجه وَإِمَّا من لَهُ وَجْهَان) وَدخل ابْن ناقياء دَار الْعلم بِبَغْدَاد فَوجدَ ابْن فضال يدرس النَّحْو فَقَالَ وَلَكِن يَوْمًا بَارِدًا من السَّرِيع (الْيَوْم يَوْم قارس بَارِد ... كَأَنَّهُ نَحْو ابْن فضال) (لَا تقربُوا النَّحْو وَلَا شعره ... فيعتري الفالج فِي الْحَال) المغربي عَليّ بن فضال بن عَليّ أَبُو الْحسن المغربي القيرواني توفّي رَحمَه الله فِي شهر ربيع الأول سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة بغزنة وَمن شعره من السَّرِيع (إِن تلقك الغربة فِي معشر ... قد أَجمعُوا فِيك على بغضهم) (فدارهم مَا دمت فِي دَارهم ... وأرضهم مَا دمت فِي أَرضهم) وَمِنْه من السَّرِيع (كَأَن بهْرَام وَقد عارضت ... فِيهِ الثريا نظر المبصر) (ياقوته يعرضهَا بَائِع ... فِي كَفه وَالْمُشْتَرِي مُشْتَرِي) 3 - (عَليّ بن الْفضل) الْمُزنِيّ النَّحْوِيّ عَليّ بن الْفضل أَبُو الْحسن الْمُزنِيّ النَّحْوِيّ صنف فِي علم بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم كتابا سَمَّاهُ الْبَسْمَلَة يَقع فِي ثَلَاث مائَة ورقة وَله فِي النَّحْو والتصريف مصنفات لَطِيفَة نافعة وَقد روى عَن إِسْحَق بن مُسلم عَم أبي سعيد الضَّرِير كَانَ ابْن جرير يحثه أبدا على قصد الْعرَاق علما مِنْهُ لَو دخل بَغْدَاد لقبل فَوق قبُول غَيره وَكَانَ أستاذاً مقدما الستوري السامري عَليّ بن الْفضل بن إِدْرِيس الستوري أَبُو الْحسن السامري توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة حدث بِأَحَادِيث يسيرَة عَن الْحسن بن عَرَفَة وروى عَنهُ يُوسُف القواس وَابْن حسنون النَّرْسِي وَالْحُسَيْن بن برهَان وروى ابْن البن عَن جده عَن أبي الْعَلَاء عَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الروزبهان بِبَغْدَاد جُزْء ابْن عَرَفَة عَنهُ الْمَكِّيّ الزَّاهِد عَليّ بن الفضيل بن عِيَاض التَّمِيمِي الْمَكِّيّ الزَّاهِد سمع قَارِئًا

علي بن القاسم

يَتْلُو وَلَو ترى إِذْ وقفُوا على النَّار فَقَالُوا يَا ليتنا نرد فشهق وَسقط مَيتا فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِائَة وَله أَخْبَار كَثِيرَة فِي الغشي عِنْد التِّلَاوَة وَتُوفِّي فِي حَيَاة أَبِيه وروى عَن معَاذ بن مَنْصُور وَعبد الْعَزِيز بن أبي رواد وروى عَنهُ أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس وروى لَهُ النَّسَائِيّ ابْن مَحْفُوظ الْحلَبِي عَليّ بن الْفضل بن يُوسُف بن مَحْفُوظ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْحلَبِي الشَّاعِر عمر سبعين سنة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره من الْكَامِل (قد طَابَ فِيك تهتكي وجنوني ... وسمحت فِيك بعبرتي وجفوني) (وكففت إِلَّا فِي جفاك مدامعي ... وسترت إِلَّا فِي هَوَاك شجوني) (ولبست فِيك السقم حَتَّى لم يكن ... يهدي إِلَيّ الطيف غير أنيني) (فهواك أول مَا عرفت من الْهوى ... فِيهِ لبست ملابس المحزون) (عَيْني بَقِيَّة مهجة أفنيتها ... أسفا يقطعهَا عَلَيْك حنيني) (وَلَقَد صبرت على جفاك وَإِنَّمَا ... فاضت على صبري بحار شؤوني) ) الْخُزَاعِيّ الْكُوفِي عَليّ بن قادم أَبُو الْحسن الْخُزَاعِيّ الْكُوفِي روى عَن سعيد بن أبي عرُوبَة وَفطر بن خَليفَة ومسعر بن كدام وسُفْيَان وَشعْبَة وأسباط بن نصر وَجَمَاعَة وَعنهُ أَحْمد بن الْفُرَات وَأحمد بن عبد الحميد الْحَارِثِيّ وَأحمد بن حَازِم الْغِفَارِيّ وَأحمد بن ميثم بن أبي نعيم وَأحمد بن يحيى الصُّوفِي وعباس الدوري وَأَبُو أُميَّة الطرسوسي وَيَعْقُوب الْفَسَوِي وَطَائِفَة قَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَقَالَ ابْن معِين صعيف وَقَالَ مطين مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرةَ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ 3 - (عَليّ بن الْقَاسِم) القسنطيني الْأَشْعَرِيّ عَليّ بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد التَّمِيمِي أَبُو الْحسن القسنطيني الْأَشْعَرِيّ المغربي دخل بَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْكَلَام على مُحَمَّد بن أبي بكر القيرواني حَتَّى برع وَلم يكن لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ وَكَانَ أديباً وروى عَنهُ السلَفِي فِي مُعْجَمه شَيْئا من شعره وَقدم

دمشق وَسمع مِنْهَا صَحِيح البُخَارِيّ من الْفَقِيه نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وأكرمه رَئِيس دمشق أَبُو الذواد المفرج ابْن الصُّوفِي وَكَانَ يذكر عَنهُ أَنه كَانَ يعْمل كيمياء الْفضة توفّي سنة تسع وَخمْس مائَة وَله كتاب سَمَّاهُ تَنْزِيه الإلهية وكشف فضائح المشبهة الحشوية وَمن شعره من الطَّوِيل (رحلت بروحي يَوْم وليت راحلاً ... وخلفت أحشائي عَلَيْك تقطع) (فو الله مَا فَارَقت بعْدك حسرة ... وَلَا جف لي من بعد نأيك مدمع) القاساني الْكَاتِب عَليّ بن الْقَاسِم القاساني الْكَاتِب أَبُو الْحسن ذكره الثعالبي وَأثْنى عَلَيْهِ وعده من الْكتاب الْمُتَقَدِّمين فِي البراعة وَمن شعره من الطَّوِيل (وَإِنِّي وَإِن أقصرت من غير بغضة ... لراع لأسباب الْمَوَدَّة حَافظ) (وَمَا زَالَ يدعوني إِلَى الصد مَا أرى ... فآبى وتثنني إِلَيْك الْحَافِظ) (وأنتظر العتبى وأغضي على القذى ... ألاين طوراً فِي الْهوى وأغالظ) وَبَينه وَبَين الصاحب بن عباد مُرَاجعَة فِي قصيدة قافية السنجاني) عَليّ بن الْقَاسِم السنجاني سنجان قَصَبَة خواف ذكره الباخرزي فِي الدمية وَهُوَ مُخْتَصر كتاب الْعين من شعره يرثي نَفسه من الْبَسِيط (دبت إِلَيّ بَنَات الأَرْض مسرعةً ... حَتَّى تمشين فِي قلبِي وَفِي كَبِدِي) (وَالْعين مني فويق الخد سَائِلَة ... وطالما كنت أحميها من الرمد) وَمِنْه من الطَّوِيل (خليلي قوما فاحملا لي رِسَالَة ... وقولا لدنيانا الَّتِي تتصنع) (عرفناك يَا خداعة الْخلق فاغربي ... أَلسنا نرى مَا تصنعين ونسمع) (فَلَا تتحلي للعيون بزينة ... فَإنَّا مَتى مَا تسفري نتقنع) (نغطي بِثَوْب الْيَأْس مِنْك عيوننا ... إِذا لَاحَ يَوْمًا من مخازيك مطمع) (وَهل أَنْت إِلَّا مُتْعَة مستعارة ... وَهل طَابَ يَوْمًا بالعواري تمتّع)

(رتعنا وجلنا فِي مراعيك كلهَا ... فَلم يهننا مِمَّا رعيناه مرتع) (فَأَنت خلوب كالغمامة كلما ... رجاها مرجي الْغَيْث ظلت تقشع) (طُلُوع قبوع كالمغازلة الَّتِي ... تطلع أَحْيَانًا وحيناً تقبع) قلت شعر متوسط مائل إِلَى النُّزُول مَعَ لحن فِيهِ الذَّهَبِيّ الْحلَبِي الشَّاعِر عَليّ بن الْقَاسِم بن مَسْعُود أَبُو الْحسن الذَّهَبِيّ الْحلَبِي الشَّاعِر توفّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة وَله ثَلَاثُونَ سنة كتبُوا عَمه من شعره وَمن شعره قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين الْحَنَفِيّ عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الْمدرس صفي الدّين البصروي الْحَنَفِيّ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة بقلعة صرخد وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة تفقه على وَالِده وَقدم دمشق ولازم القَاضِي ابْن عَطاء وبرع فِي الْمَذْهَب وَتزَوج بِأمة شَيْخه ابْن عَطاء ودرس فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأفْتى وَسمع الصَّحِيح من ابْن عبد الدَّائِم وَغير ذَلِك وَكَانَ بَصيرًا بمذهبه مليح الشكل حسن الشارة حُلْو المذاكرة وَكَانَ قد سمع من صفي الدّين إِسْمَاعِيل الدرجي وَحج غَيره مرّة وَكَانَ كثير الْأَمْلَاك أوصى بِثُلثِهِ فِي الْبر تولى قَضَاء دمشق نَحوا من عشْرين سنة وحمدت سيرته سمع مِنْهُ الشَّيْخ) شمس الدّين وَالْجَمَاعَة فِي بستانه بِنَاحِيَة سطرا وَدفن بسفح قاسيون ابْن يونش النَّحْوِيّ عَليّ بن الْقَاسِم بن يونش بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَبعد الْوَاو نون وشين مُعْجمَة أَبُو الْحسن ابْن الزقاق الإشبيلي النَّحْوِيّ نزيل الجزيرة خطب بِرَأْس عين الخابور مُدَّة وَسكن دمشق وَشرح الْجمل فِي أَربع مجلدات وَألف مُفْرَدَات الْقُرْآن وَكَانَ أَبوهُ من كبار الْقُرَّاء توفّي سنة خمس وست مائَة عماد الدّين ابْن عَسَاكِر عَليّ بن الْقَاسِم بن عَليّ هُوَ الْمُحدث الْحَافِظ عماد

الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الْمُحدث بهاء الدّين ابْن الْحَافِظ الْكَبِير أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ عشرَة وست مائَة وَكَانَ مُجْتَهدا فَاضلا ذكياً أدْركهُ أَجله فِي بَغْدَاد بعد عوده من خُرَاسَان الْأَمِير عَلَاء الدّين عَليّ بن قراسنقر الْأَمِير عَلَاء الدّين بن الْأَمِير الدّين لم يزل مُقيما بالديار المصرية على إمرته إِلَى أَن جَاءَ الْخَبَر بوفاة وَالِده فِي الْبِلَاد الشرقية فَأخْرجهُ السُّلْطَان حِينَئِذٍ إِلَى دمشق فجَاء إِلَيْهَا وَأقَام بهَا أَمِيرا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يُحِبهُ ويقربه ويؤثره وَلما توجه الْأَمِير سيف الدّين تمر الساقي إِلَى مصر فِي نوبَة الفخري أَو لما أَنه مَاتَ أَخذ الْأَمِير عَلَاء الدّين تقدمته فَكَانَ مقدم ألف إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله عَشِيَّة الْأَحَد ثامن عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ هشاً بشاً فِيهِ ود يحضر الْعُقُود والمحافل للمتعممين وَغَيرهم ويجمل النَّاس وَهُوَ وَالِد الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق الصَّالح بن قلاوون عَليّ بن قلاوون الْملك الصَّالح ابْن الْملك الْمَنْصُور سيف الدّين قلاوون الصَّالِحِي وأخو الْملك الْأَشْرَف وأخو الْملك النَّاصِر تقدم ذكر أَخَوَيْهِ وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْقَاف عهد إِلَيْهِ وَالِده وخطب لَهُ ذَلِك فَأَدْرَكته الْمنية وَهُوَ شَاب وَكَانَ عَاقِلا مليح الْكِتَابَة توفّي فِي شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة بعد أَخِيه غَازِيَة خاتون زوج الْملك السعيد ابْن) الْملك الظَّاهِر بِشَهْر ودفنا عِنْد أمهما فِي تربة بَين مصر والقاهرة فِي حَيَاة أَبِيه وَخلف ابْنه مُوسَى وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الْمِيم وَولي الْعَهْد بعده أَخُوهُ الْملك الْأَشْرَف وَكَانَ الصَّالح ذَا همة عالية وَنَفس كَبِيرَة يُخَالف أَبَاهُ وينكر عَلَيْهِ أُمُوره وَكتب القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر فِي مَوته عدَّة كتب رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ ونقلتها مِنْهَا بِعِلْمِهِ أَن قَضَاء الله لَا يردهُ ذُو سُلْطَان بحوله وَلَا حيله وَلَا بمماليكه وَلَا بخوله وَلَا بكنوزه وَلَا بأمواله وَلَا بجيوشه وَلَا بِرِجَالِهِ وَكَانَ من قَضَاء الله أَن ولدنَا الْملك الصَّالح اخْتَار

الله لَهُ مَا عِنْده فنقله إِلَى جواره سعيدا وَقرب لَهُ من الْأَجَل مَا كُنَّا نرَاهُ بَعيدا ورزقنا صبرا سلمنَا فِيهِ لأَمره طائعين وأذعنا لمقدوره سَامِعين وَمَا كَانَت إِلَّا مُصِيبَة آجرنا الله فِيهَا ونازلة أعَان الله صَبرنَا على تلقيها وبحمد الله تَعَالَى مَا وَهِي ملك نَحن رُكْنه الشَّديد وَلَا هِيَ صير ترمق كَيفَ نبدي بالتثبيت ونعيد وَالشَّمْس طالعة إِن غيب وَإِذا بَقِي الأَصْل وَذَوي غُصْن من أغصانه لم يَنْقَطِع الزهر وَلَا الثَّمر وَمن آخر وَالْيَد الَّتِي تصافحها الْأَيْدِي بِالطَّاعَةِ هِيَ يدنا وَالْخَلَائِق لَهَا تصافيح وَمَا كُنَّا لنختار طالح التفجع على الْأجر فِيهِ فنبيع الصَّالح بالطالح وبحمد الله حزنا بِالصبرِ المثوبة الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة وَكَانَ من غرضنا أَن نجعله فِي الدُّنْيَا فَجعله الله فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَمن آخر أَيْضا وَكَانَ من الْأَمر الفادح وَالْقدر الَّذِي فِي زناد الْقُلُوب أعظم قَادِح متجدد أقرح القرائح وجرح الْجَوَارِح وَخيَّب الأمل الَّذِي كَانَ يَقُول هَذَا على الْحَقِيقَة الْملك الصَّالح وَقَالَ أَيْضا من الْخَفِيف قيل حزن السُّلْطَان ينسيه مُوسَى ابْنه قلت حزنه لَيْسَ ينسى (كل قلب بِهِ جريح فَقولُوا ... بمُوسَى رَأَيْتُمْ الْجرْح يؤسى) وَقَالَ أَيْضا قصيدة من الْبَسِيط (الْيَوْم آخر تأميلي وتأميني ... وَأول الثكل للدنيا وللدين) (وَأقرب الْأَمر من هم وَمن حزن ... وَأبْعد الْعَهْد من صَبر وتسكين) (مَاتَ الَّذِي كنت أَرْجُو أَن يعِيش وَأَن ... يُبَارك الله فِي عمري ويبقيني) (آهاً لَهَا حسرة واست بحسرتها ... أَسد العرين وداست كل عرنين) (قد أصبح الْملك مشلول الْيَمين بهَا ... وليت لَا صوفحت بالحين فِي الْحِين) ) وَمن أمداح السراج الْوراق فِيهِ من الطَّوِيل (لقد عف فِي سُلْطَانه وجماله ... فَللَّه ملك فيهمَا قد تعففا) (وَمَا صده شرخ الشَّبَاب عَن التقى ... وَلَا هز مِنْهُ اللَّهْو حاشاه معطفا) (وَلَا مَال للدنيا بعصمة عافر ... وَكم أبدت الدُّنْيَا لعينيه زخرفا) (نجا من تجافيها عَليّ بيمنه ... فسدد فِي ذَات الْإِلَه وأخلفا) (وَعرف خيرا كَانَ مِنْهَا مُنْكرا ... ونكر شَيْئا كَانَ مِنْهَا مُعَرفا) (وَأغْرب فِي تصنيف أَفعاله الَّتِي ... روينَا بهَا عَنهُ الْغَرِيب المصنفا)

الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن قليج الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين صَاحب الْمدرسَة القليجية بداخل دمشق إِلَى دَار الْفُلُوس وَكَانَ أَبوهُ من الْأُمَرَاء الظَّاهِرِيَّة الحلبية عمل سيف الدّين نِيَابَة دمشق وَكَانَت مدرسته دَار خَالِد بن الْوَلِيد توفّي بِدِمَشْق فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَدفن بداره دَار الْفُلُوس وَكَانَ أَبوهُ يلقب غرس الدّين روى عَنهُ القوصي فِي مُعْجَمه وَله وضع الْمَجْمُوع الَّذِي سَمَّاهُ الرَّوْض البهيج وَالْعرْف الأريج المخدوم بِهِ الْأَمِير سيف الدّين ابْن قليج وَكَانَ يعرف أَشْيَاء ويحفظ شعرًا كثيرا ويورده نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ رشيد الدّين عمر بن إِسْمَاعِيل الفارقي فِي الْأَمِير سيف الدّين ابْن قليج وَقد سكن بدار أُسَامَة من الْخَفِيف (لَاحَ ثغر الْعَلَاء يبسم إِذا وَا ... فى عَليّ فَلَا عدمنا ابتسامه) (واغتدا بشره بشيرا وَقد أق ... سم وَالْعين صدقت أقسامه) (إِن هَذَا الْأَمِير لَيْث عرين ... وسم الله وَجهه بالوسامه) قاطن فِي مَوَاطِن الْأسد لَا يَنْفَكّ عَنْهَا فِي رحْلَة أَو إقامه فَهُوَ إِن غَابَ الأسل السمر وَإِن حل حل دَار أسَامَه ابْن السكزي عَليّ بن قيران عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الكركي السكزي بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْكَاف وَالزَّاي الدِّمَشْقِي الجندي ثمَّ الصُّوفِي نزيل الْقَاهِرَة سمع الْكثير سنة سبع عشرَة فِي الكهولة وَأخذ عَن جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن الزبيدِيّ وَحدث وَنسخ قَلِيلا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سمع معي) قلت ولد سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يكْتب أَسمَاء السامعين فِي الميعاد وَكَانَ مخلاً رَحمَه الله تَعَالَى الْمعَافِرِي الْكَاتِب عَليّ بن لب بن عَليّ بن شلبون أَبُو الْحسن الْمعَافِرِي البلنسي كتب لولاه بلنسية ثمَّ وزر لمُحَمد بن يُوسُف بن هود فِي أول ثورته بمرسية سنة خمس وَعشْرين وست مائَة وَكَانَ من الأدباء النجباء وَتُوفِّي بمراكش سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (أوجهك والألفاظ وَالْقد والردف ... أم الْبَدْر واليعفور والغصن والحقف) (ورياك سد الْخَافِقين أريجها ... أم الْمسك من دارين نم لَهُ عرف)

علي بن المبارك

وَالْقَصِيدَة طَوِيلَة مِنْهَا من الطَّوِيل (خليلي فِيمَا عشتما هَل سمعتما ... بليث عرين طل يَسْطُو بِهِ الْخَسْف) (ويصمي بِسَهْم الْحبّ حَبَّة قلبه ... وللصعدة الصماء فِي زوره نصف) (عدلت بحبي نَحْوهَا وصرفته ... فَلم يَك لي عدل لَدَيْهَا وَلَا صرف) (وصدت بأيامي وَكَانَت بوجهها ... حوالك تحكيها ذوائبها الوجف) (وَيَا رب ليل بت فِيهِ ضجيعها ... إِلَى أَن بدا من برق أَصْحَابه خطف) (تنيل كَمَا أَهْوى وأسأل ملحفاً ... وَتشهد بالتقوى لَهَا الأزر واللحف) (أساقطها در الحَدِيث وشذره ... فَهَذَا لَهَا عقد وَهَذَا لَهُ شنف) (ويكذب مَا ظنوه أَنِّي من الأولى ... إِذا مَا خلوا عفوا وَإِن قدرُوا كفوا) (وَنَفس علت طور التصابي وهمه ... تسامي مناطق النيرات لَهَا أنف) (أعاف وُرُود المَاء غصان صادياً ... إِذا كَانَ من شرب الدنية لَا يصفو) (وأرضى بمرعى الجدب أحميه عزة ... وأهجر روض الخصب يألفه الْخَسْف) (وَإِن عتادي من تلادي وطارفي ... لنيل مدى الآمال ذُو ميعة طرف) (وخطيه عسالة ومهند ... طرير عراراه وسابغة زغف) (وَحط من الزلفى لَدَى السَّيِّد الَّذِي ... مآثر سَادَات الإِمَام بِهِ تَعْفُو) 3 - (عَليّ بن الْمُبَارك) الْبكْرِيّ الْكَاتِب عَليّ بن الْمُبَارك بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن ابْن أبي الْفَتْح الْبَغْدَادِيّ من أَوْلَاد المحدثيتن كتب فِي ديوَان الْمجْلس مُدَّة وعزل وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا وَكَانَ طبقَة فِي الشطرنج وَكَانَ جده من ديار بكر سمع من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْمهْدي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُهْتَدي وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن الْحصين وَغَيرهم ولد سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل

(أومت إِلَى عشاقها بيد ... نقش الخضاب بكفها حلك) (لَا غرو إِن صَاد الْقُلُوب لَهَا ... نقش الخضاب فَإِنَّهُ شَبكَ) وَمِنْه فِيمَا يكْتب على قَوس البندق من الرمل المجزوء (أَنا فِي الْكَفّ هِلَال ... وعَلى الطير هَلَاك) (حركاتي تتْرك الطير ... وَمَا فِيهِ حراك) وَمِنْه من الوافر (نظرت إِلَى جوَار سافرات ... حللن بروضة مثل البدور) (فقابلن الشقائق والأقاحي ... بتوريد الخدود وبالثغور) وَمِنْه من المجتث (يَا من فُؤَادِي فِيهَا ... متيما لَا يزَال) (إِن كَانَ لِليْل بدر ... فَأَنت للصبح خَال) الْهنائِي الْبَصْرِيّ عَليّ بن الْمُبَارك الْهنائِي الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة الْأَحْمَر النَّحْوِيّ عَليّ بن الْمُبَارك الْأَحْمَر شيخ الْعَرَبيَّة وتلميذ الْكسَائي أدب الْأمين بِتَعْيِين الْكسَائي لَهُ وَهُوَ الَّذِي نَاظر سِيبَوَيْهٍ بِحَضْرَة يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي توفّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ تَقِيّ الدّين ابْن باسويه الْمَقْدِسِي) عَليّ بن الْمُبَارك بن الْحسن بن أَحْمد بن

إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ البرجوني الْفَقِيه الْمُقْرِئ تَقِيّ الدّين ابْن باسويه وَهُوَ لقب لِأَحْمَد قَرَأَ بالعشر على أبي الْحسن عَليّ بن المظفر الْخَطِيب وَأبي بكر بن مَنْصُور الباقلاني وَسمع جمَاعَة وَقدم دمشق وسكنها وأقرأ بهَا وَحدث وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة ابْن الزاهدة النَّحْوِيّ عَليّ بن الْمُبَارك بن عَليّ بن الْمُبَارك بن عبد الْبَاقِي بن بانويه أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الزاهدة وَكَانَ اسْمهَا أمة السَّلَام وَكَانَت واعظة وَلها رِبَاط يخْتَص بهَا قَرَأَ على الشريف أبي السعادات ابْن الشجري وبرع فِي اللُّغَة والنحو وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق طيب الْملقى متواضعاً سمع مُحَمَّد بن عمر الأموري وَأَبا الْوَقْت عبد الأول وَأَبا الْفَتْح مُحَمَّد بن البطي وَعبد الله بن أَحْمد بن الخشاب وَلم يحدث بِشَيْء بل روى شَيْئا من الْكتب الأدبية وتصدى لإقراء الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ محب الدّين ابْن النجار اللمع لِابْنِ جني وَسمع مِنْهُ التصريف الملوكي وَبَعض الْإِيضَاح وَتُوفِّي سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (أرى الدَّهْر منكوساً على أم رَأسه ... يحط الأعالي حَيْثُ حكم الأسافل) (فكم من حَلِيم يَتَّقِي ذَا سفاهة ... وَمن عَالم يخْشَى معرة جَاهِل) (مَرضت من الحمقى فَلَو أدْرك المنى ... تمنيت أَن أشفى بِرُؤْيَة عَاقل) وَمن شعره من الطَّوِيل (إِذا اسْم بِمَعْنى الْوَقْت يبْنى لِأَنَّهُ ... تضمن معنى الشَّرْط مَوْضِعه النصب) (وَيعْمل فِيهِ النصب معنى جَوَابه ... وَمَا بعده فِي مَوضِع الْجَرّ يَا ندب) البيع الْبَغْدَادِيّ عَليّ بن الْمُبَارك بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن هرثمة أَبُو الْحسن البيع الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد ابْن عُبَيْدَة وَأبي الْفرج ابْن الدّباغ وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف وَسمع كثيرا وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَقبلت شَهَادَته ثمَّ عزل عَنْهَا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وست مائَة

علي بن المحسن

إِبْنِ روح الْأمين الْحَاجِب) عَليّ بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن روح الْأمين أَبُو الْحسن بن أبي شُجَاع الْبَغْدَادِيّ كَانَ حَاجِب الْحجاب فِي أَيَّام الإِمَام النَّاصِر وَنفذ رَسُولا إِلَى صَاحب سنجار وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا ظريفاً سمجاً ذَا مُرُوءَة عَاد من سنجار مَرِيضا وَتُوفِّي شَابًّا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الْكَامِل المجزوء (لكم على الدنف العليل ... حكم الْعَزِيز على الذَّلِيل) (يَا هاجري تظلما ... لمقال واش أَو عذول) (مَالِي إِذا مَا جرتم ... شَيْء سوى صبري الْجَمِيل) (من لي بأسمر كالقضيب ... ضِيَاء طلعته دليلي) (من لحظه سحر العيو ... ن وَلَفظه شرك الْعُقُول) أَبُو الْحسن اللحياني عَليّ بن الْمُبَارك وَقيل عَليّ بن حَازِم أَبُو الْحسن اللحياني أَخذ عَنهُ الْكسَائي وَأبي زيد وَأبي عَمْرو وَأبي عُبَيْدَة والأصمعي وعمدته على الْكسَائي لَهُ كتاب النَّوَادِر سمي اللحياني لعظم لحيته وَقيل بل لِأَنَّهُ من بني لحيان بن هُذَيْل بن مدركة بن إلْيَاس امْتنع الْكسَائي من إقرائه فشفع فِيهِ عِنْده فَقَالَ هُوَ ثقيل الرّوح فَقيل لَهُ ذَلِك فَقَالَ دَعونِي وإياه فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ مَا تَقول فِي النَّبِيذ أحسوه ثمَّ أفسوه فَضَحِك مِنْهُ وَقَالَ ظريف أَنْت فاكتم مَا سَمِعت واقرأ مَا أَحْبَبْت فَقَرَأَ وَخرج فَإِذا الْحِجَارَة تَأْخُذ كَعبه فَالْتَفت فَإِذا الْكسَائي فِي منظر لَهُ يَقُول من كنت تقْرَأ عَلَيْهِ الْيَوْم حَتَّى صدعته 3 - (عَليّ بن المحسن) القَاضِي التنوخي عَليّ بن المحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفَهم دَاوُد بن

إِبْرَاهِيم بن تَمِيم بن جَابر القَاضِي أَبُو الْقَاسِم التنوخي سمع أَبَا الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن كيسَان النَّحْوِيّ وَإِسْحَق بن سعد بن الْحسن بن سُفْيَان النسوي ولد يَوْم الثُّلَاثَاء نصف شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَمَا زَالَ يشْهد من سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة إِلَى أَن توفّي وَمَا وقف لَهُ على زلَّة قطّ كَانَ شِيعِيًّا معتزلياً وَكَانَ عِنْده كتاب الْقدر لجَعْفَر الْفرْيَابِيّ وَأَصْحَاب الحَدِيث يتحاشون من مُطَالبَته بِإِخْرَاجِهِ قَالَ الْخَطِيب فطالبته بِهِ وقرأته عَلَيْهِ وسمعوه وَكَانَ التنوخي سَاكِنا لم يعْتَرض على شَيْء من تِلْكَ الْأَحَادِيث وَكَانَ يدْخلهُ فِي الشَّهْر من الْقَضَاء وَدَار الضَّرْب وَغَيرهمَا سِتُّونَ دِينَارا فيمر الشَّهْر وَلَيْسَ لَهُ شَيْء وَكَانَ ينْفق على أَصْحَاب الحَدِيث وَكَانَ الْخَطِيب والصوري وَغَيرهمَا يبيتُونَ عِنْده وَكَانَ ثِقَة متحفظاً فِي الشَّهَادَة محتاطاً صَدُوقًا فِي الحَدِيث وتقلد قَضَاء عدَّة نواحي مِنْهَا الْمَدَائِن وأعمالها ودررنجان والبردان وقرميسين وَقَالَ كَانَ ظريفاً نبيلاً جيد النادرة اجتاز يَوْمًا فِي بعض الدروب فَسمع امْرَأَة تَقول لأخرى كم عمر بنتك يَا أُخْتِي قَالَت لَهَا رزقتها يَوْم شُهِّر بِالْقَاضِي التنوخي وَضرب بالسياط فَرفع رَأسه إِلَيْهَا وَقَالَ يَا بظراء صَار صفعي تاريخك مَا وجدت تَارِيخا غَيره وَكَانَ أعمش الْعَينَيْنِ لَا تهدأ جفونه من الانخفاض والارتفاع والتغميض والانفتاح وَفِيه يَقُول ابْن بابك من الرجز (إِذا التنوخي انتشا ... وغاض ثمَّ انتعشا) أخْفى عَلَيْهِ إِن مشيت وَهُوَ يخفى إِن مشا فَلَا أرَاهُ قلَّة وَلَا يراني عمشًا وَفِيه يَقُول البصروي وَقد تولى دَار الضَّرْب من مخلع الْبَسِيط (وَفِي أنض الْأَعْمَال قَاض ... لَيْسَ بأعمى وَلَا بَصِير) (يقضم مَا يجتنى إِلَيْهِ ... قضم ابْن أذين للشعير) وَدفع إِلَيْهِ رجل رقْعَة وَهُوَ رَاكب فَلَمَّا فضها وجد فِيهَا من السَّرِيع) (إِن التنوخي بِهِ أبنة ... كَأَنَّهُ يسْجد للفيش) (لَهُ غلامان ينيكانه ... بعلة الترويح فِي الخيش)

علي بن محمد

فَقَالَ ردوا زوج القبحة فَردُّوهُ فَقَالَ يَا كشخان يَا قرنان يَا زوج ألف قحبة هَات زَوجتك وأختك وأمك إِلَى دَاري وَانْظُر مَا يكون مني وَبعد ذَلِك احكم بِمَا حكمت بِهِ قَفاهُ قَفاهُ فصفعوه وَكَانَ يَوْمًا نَائِما فاجتاز وَاحِد غث وأزعجه مِمَّا يَصِيح شِرَاك النِّعَال شِرَاك النِّعَال فَقَالَ لغلامه اجْمَعْ كل نعل فِي الْبَيْت واعطيها لهَذَا يصلحها ويشتغل بهَا فَنَامَ وَاكْتفى وَمضى ذَلِك الرجل لشأنه فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي فعل ذَلِك وَلم يَدعه ينَام فَقَالَ للغلام أدخلهُ فَأدْخلهُ فَقَالَ لَهُ يَا ماص بظر أمه أمس أصلحت كل نعل كَانَت عندنَا وَالْيَوْم تصيح على بابنا هَل بلغك أننا نتصافع بالنعال ونقطعها قَفاهُ قَفاهُ فَقَالَ يَا سَيِّدي أَتُوب وَلَا أَعُود أَدخل إِلَى هَذَا الدَّرْب أبدا وَهَذَا أَبُو الْقَاسِم من أهل بَيت كلهم فضلاء وَسَيَأْتِي ذكر أَبِيه المحسن فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ وَيَأْتِي قَرِيبا ذكر جده عَليّ بن مُحَمَّد إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَبُو خلف العكبري عَليّ بن المحسن أَبُو خلف العكبري من شعره فِي أرمد من الْبَسِيط (لم تستعر عينه من ورد وجنته ... إِلَّا امتعاصاً وحاشاها من الوصب) (لَكِن رَأَتْ من محب كَانَ يألفها ... شَوَاهِد الْغدر فاحمرت من الْغَضَب) 3 - (عَليّ بن مُحَمَّد) الوشاء الْكُوفِي عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الخصيب الْكُوفِي الوشاء قَالَ ابْن أبي حَاتِم مَحَله الصدْق وروى عَنهُ ابْن ماجة وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَسمع الوشاء ابْن عُيَيْنَة ووكيعاً وَعَمْرو بن مُحَمَّد الْعَنْقَزِي وروى عَنهُ أَيْضا إِبْرَاهِيم بن متوية الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو بكر بن أبي دَاوُد والبرديجي وَابْن أبي حَاتِم

الْوَاعِظ الْمصْرِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الْوَاعِظ الْبَغْدَادِيّ أَقَامَ بِمصْر مُدَّة وصنف فِي الزّهْد كتبا كَثِيرَة توفّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة إِبْنِ ماشاذة الفرضي الصُّوفِي عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ميله بن خرة يعرف أَبوهُ بماشاذة أَبُو الْحسن الْأَصْبَهَانِيّ الزَّاهِد الفرضي أحد الْأَعْلَام الصُّوفِيَّة توفّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة صَاحب الزنج عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد صَاحب الزنج الْخَبيث أَبُو الْحسن كَانَ يَدعِي أَنه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب وَقيل أَنه عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن رجيب رجل من الْعَجم من أهل ورزنين من قرى الرّيّ ذكرت قره بنت عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الشَّامي وَهِي أمه أَن أَبَاهَا كَانَ يحجّ ويمر بِالْمَدِينَةِ فِي كل سنة وَينزل على شيخ من آل أبي طَالب فيبره ويكرمه وَكَانَ يحمل إِلَيْهِ الْهَدَايَا فِي كل عَام من الرّيّ فحج بهَا سنة فَإِذا ابْنه مُحَمَّد وَهُوَ أَبُو عَليّ فِي عشرَة أَعْوَام فَلَمَّا حج أَبوهَا قَابلا وجد الشَّيْخ توفّي وَبَقِي ابْنه مُحَمَّد فبره بِمَا مَعَه وَعرض عَلَيْهِ الْمَجِيء مَعَه فَأبى وَقَالَ تمنعني والدتي وأختي فحج أَبوهَا قَابلا فوجدهما قد توفيا فَأخذ مُحَمَّدًا مَعَه وَحضر بِهِ إِلَى قَرْيَة ورزنين وَعرض عَلَيْهِ الزواج بِي فَأبى وَقَالَ إِنِّي كنت رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي بلت بولة أحرقت نصف الدُّنْيَا فنهاني أبي عَن الزواج ثمَّ إِنَّه تزوج بِي فَولدت لَهُ ابْنَتَيْن ماتتا صغيرتين ثمَّ مَاتَ أبي ثمَّ ولدت لَهُ ابْنه عَليّ بن مُحَمَّد ثمَّ إِن مُحَمَّدًا أتلف مَالِي ومزقه وفارقته لأجل جَارِيَة اشْتَرَاهَا فَخرج بِابْنِهِ من عِنْدِي وَلم أعرف لَهما خَبرا عدَّة سِنِين ثمَّ رَجَعَ الْوَلَد إِلَيّ) وَأخْبر بِمَوْت وَالِده وَأقَام عِنْدِي بِالريِّ مُدَّة لَا يدع أحدا عِنْده أدباً وَلَا

رِوَايَة إِلَّا أَخذهَا وَتوجه إِلَى خُرَاسَان وَغَابَ سنتَيْن أَو ثَلَاثَة وَعَاد فَأَقَامَ مديدة ثمَّ غَابَ الْغَيْبَة الَّتِي خرج فِيهَا وَورد كِتَابه من الْبَصْرَة بِمَا صَار إِلَيْهِ وَمَعَهُ مَال فَلم أقبله لما صَحَّ عِنْدِي من أمره وَقَالَ عَليّ صَاحب الزنج اعتللت عِلّة غَلِيظَة وَأَنا صَغِير فجَاء أبي يعودنِي فَوجدَ أُمِّي قَاعِدَة عِنْد رَأْسِي فَقلت لَهُ إِنَّه يَمُوت فَقَالَ إِذا مَاتَ هَذَا من يخرب الْبَصْرَة قَالَ فَمَا زَالَ فِي قلبِي ذَلِك إِلَى أَن خرجت بهَا وَكَانَ بسر من رأى وَتصرف فِي أشغال الدِّيوَان وَقَالَ الشّعْر واستماح بِهِ ثمَّ حدث فِي نَفسه الْكفْر والخبث وَدَعوى الْإِمَامَة وَعلم الْغَيْب وَالْخُرُوج على الْأَئِمَّة وَضرب النَّاس بَعضهم بعض فَقدم الْبَصْرَة سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَأقَام بهجر ودعا إِلَى طَاعَته فَمَال إِلَيْهِ عميد هجر وَخلق من الْبَحْرين وباينه قوم وسفكت بَينهم الدِّمَاء فانتقل إِلَى الأحساء فأطاعه أَهلهَا حَتَّى كَانُوا لَا يدعونَ شَيْئا من فضلاته يسْقط إِلَى الأَرْض ويأخذونه تبركاً بِهِ وَكثر أَتْبَاعه وجبي لَهُ الْخراج وَنفذ حكمه ودافع الْوُلَاة وَجَرت بَينهم وقائع فخاف أهل الْبَحْرين وَخرج إِلَى الْبَادِيَة بأَهْله وَمن تبعه وجال فِي الْبَادِيَة واستغوى من لقبه من الْأَعْرَاب وأوهمهم أَنه يعلم منطق الطير فَأَغَارَ بِمن تَابعه على فرضة من فرض الْبَحْرين فنهبها وَأخذ أموالها وخربها ثمَّ قوتل فنبت بِهِ الْبَادِيَة فهرب إِلَى الْبَصْرَة فِيمَن تبعه سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ فَدَعَا هُوَ وَأَصْحَابه النَّاس إِلَيْهِ فثار الْجند عَلَيْهِم فهرب وَقبض على بعض شيعته وعَلى ابْنه الْأَكْبَر وَأمه وَابْنَته فحبسوا فَصَارَ إِلَى مَدِينَة السَّلَام وَأقَام بهَا حولا يستغوي النَّاس من الحاكة والأراذل وَمَات وَالِي الْبَصْرَة وَفتحت الحبوس فخلص أَهله فَرجع إِلَى الْبَصْرَة وَاسْتولى على غلْمَان النَّاس من الزنوج يبْذل لَهُم الْأَمْوَال ويطمعهم من النهب حَتَّى أَتَاهُ مِنْهُم خلق كثير وَعمد إِلَى حريرة فَكتب فِيهَا بالأحمر والأخضر إِن الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ بِأَن لَهُم الْجنَّة إِلَى آخر الْآيَة وَكتب اسْمه وَاسم أَبِيه وعلقها فِي رَأس بردي وَخرج فِي السحر لَيْلَة السبت لليلتين بَقِيَتَا من شهر رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ فَاجْتمع عَلَيْهِ ألفا عبد من الزنج فَقَامَ خَطِيبًا وَوَعدهمْ أَن يقودهم ويملكهم الْأَمْوَال وَلما كَانَ يَوْم الْعِيد نصب اللِّوَاء وَصلى بهم وخطب خطْبَة ذكرهم مَا كَانُوا فِيهِ من سوء الْحَال وَإِن الله أنقذهم بِهِ ثمَّ إِنَّه قَود قواداً ورتب أَصْحَابه وَلم يزل ينهب وَيقتل وكلمن قَاتله يستظهر عَلَيْهِ حَتَّى تفحل أمره) وغنم خيلاً وسلاحاً وَكَانَ كلمن يَأْتِيهِ ويكسره يتحيز إِلَيْهِ وَلم يزل يستولي على نواحي الْبَصْرَة إِلَى أَن وافى الْبَصْرَة رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين وَجمع لَهُ أهل الْبَصْرَة وَوَقع الْقِتَال بَينهم فَهَزَمَهُمْ وَقتل خلقا كثيرا فَوَقع لَهُ

الرعب فِي الْقُلُوب وَلم يزل فِي العيث وَالْفساد إِلَى أَن استولى الزنج على الأبلة وأضرموا فِيهَا النَّار فاحترقت بأجمعها وَقتل خلقا كثيرا وغرق خلق كثير وحوى الأسلاب وَضعف أهل عبادان فَدَخَلُوا فِي سلمه وَأخذ مَا كَانَ فِيهَا من سلَاح وَغَيره وانجفل النَّاس إِلَى الأهواز هَذَا وسراياه فِي الْقرى تعيث وتفسد فَترك أهل الْبَصْرَة الْمقَام بهَا وهربوا إِلَى سَائِر النواحي ثمَّ إِنَّه دخل إِلَى الْبَصْرَة سنة سبع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقت صَلَاة الْجُمُعَة فَقتل وأحرق إِلَى يَوْم السبت ثمَّ عَاد يَوْم الِاثْنَيْنِ فَتفرق الْجند ونادى أهل الْبَصْرَة بالأمان فَأَمنَهُمْ وَلما ظهر النَّاس قَتلهمْ فَلم يسلم إِلَّا الشاذ وأحرق الْجَامِع وَمن كَانَ فِيهِ فَعم الْحَرِيق النَّاس وَالدَّوَاب وَالْمَتَاع وَغير ذَلِك واستخرج الْأَمْوَال من أَرْبَابهَا وَقتل الْفُقَرَاء فَأقبل الْمُوفق فِي جَيش عَظِيم وحاربه مَرَّات ينَال كل وَاحِد من الآخر وتحصن الْخَبيث فِي أَمَاكِن وقصور فِي مَدِينَة بناها بنهر أبي الخصيب وَكَانَت سَرَايَا الْخَبيث تصل إِلَى وَاسِط ودخلوها سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقتلُوا من بهَا وأحرقوها واستولوا على نَوَاحِيهَا والموفق مَشْغُول بمحاربة الصفار وَلم تزل عَسَاكِر الزنج تعيث وتفسد وَتغَير فِي أَعمال الأهواز وعسكر مكرم وتستر وَمَا صاقب هَذِه النواحي يقتلُون الرِّجَال ويسبون النِّسَاء وَالْأَوْلَاد وينهبون الْأَمْوَال فَحصل الْخَبيث على أَمْوَال وجواهر استأثرها وَأَعْطَاهَا نِسَاءَهُ وَأَوْلَاده فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم فَقَالَ نسَائِي لَيْسَ كنسائكم إنَّهُنَّ امتحن بصحبتي وحرمن من بعدِي على الرِّجَال ولي بذلك أُسْوَة برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبأئمة الْهدى من بعده فَقيل لَهُ أَن أَبَا بكر وَعمر تزوج النَّاس بنسائهما فَقَالَ لَيْسَ فيهمَا قدوة وَأما عَليّ فقد أَثم من تزوج نِسَاءَهُ بعده وَادّعى أَن قَوْله تَعَالَى أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ قد أنزلت فِيهِ وَأَنا عبد الله الَّذِي قَامَ يَدعُوهُ وَكَانُوا عَلَيْهِ لبدا وَادّعى أَنه الرجل الَّذِي جَاءَ رجل من أقْصَى الْمَدِينَة يسْعَى وَقَالَ أنزل فِي سُورَة من الْقُرْآن مُجَرّدَة لَيْسَ فِيهَا ذكر غَيْرِي وَهِي لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب وَادّعى أَنه تكلم فِي المهد صَبيا وَأَنه صِيحَ بِهِ يَا عَليّ فَقَالَ لبيْك فَلَمَّا كثرت حَاشِيَته كف أَيدي الزنج عَن النّخل والمزارع وجبي الْخراج مِنْهُم وَصَرفه إِلَى أَصْحَابه) فتغلثت قُلُوب الزنج فَسَاءَتْ أَحْوَالهم وهموا بالوثوب عَلَيْهِ ثمَّ إِن الْمُوفق بِاللَّه ندب وَلَده أَبَا الْعَبَّاس أَحْمد المعتضد لِحَرْب هَذَا الْخَبيث فتجرد لَهُ سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ فِي عشرَة آلَاف فَارس فَهزمَ عَسَاكِر الزنج وَأسر خلقا وَقتل خلقا ووافاه وَالِده الْمُوفق فِي شهر صفر سنة سبع وَسِتِّينَ فِي عَسْكَر جرار ووصلوا إِلَى مَدِينَة الشعراني أحد مقدمي الزنج وَأَحَاطُوا بمدينته وفتحوها قهرا وَقتلُوا جمَاعَة ثمَّ قصدُوا الْمَدِينَة الني بناها سُلَيْمَان بن جَامع وَهِي المنصورة فاستولوا عَلَيْهَا ونهبوها وَكَانَ سُلَيْمَان

الْمَذْكُور من أكبر المقدمين وهدموها وطموا خنادقها وَكَانَت حَصِينَة ثمَّ إِن الْمُوفق كتب إِلَى الْخَبيث يُؤمنهُ وَيطْلب مِنْهُ الرُّجُوع وَالتَّوْبَة والإنابة فقرأه وَلم يجب عَنهُ بِشَيْء فَتوجه الْمُوفق بعساكره إِلَى المختارة مَدِينَة الْخَبيث فَرَأى حصانتها بالأسوار والخنادق وَبِمَا فِيهَا من المناجيق وَغَيرهَا من آلَات الْحصار فهاله ذَلِك وأكبره وَكَانَ الْمُوفق فِي خمسين ألف رجل والخبيث فِي زهاء ثَلَاث مائَة ألف فَنَادَى الْمُوفق بالأمان للنَّاس أسودهم وأبيضهم إِلَّا الْخَبيث وَكتب بذلك رِقَاعًا ورماها فِي السِّهَام إِلَى دَاخل الْمَدِينَة وَأمر بِبِنَاء مَدِينَة سَمَّاهَا الموفقية بأزاء مَدِينَة المختارة وَأقَام بهَا الْأَسْوَاق وَكثر التُّجَّار وَبنى الْجَامِع وَصلى النَّاس فِيهِ وَاتخذ بهَا دور ضرب وَرغب النَّاس فِي سكناهَا فاستأمن من أَصْحَاب الْخَبيث خَمْسَة آلَاف رجل من بَين أسود وأبيض وَبث الْمُوفق السَّرَايَا فَمَا كَانَ يَخْلُو يَوْم من أَن يُؤْتى برؤوس الْقَتْلَى من أَصْحَاب الْخَبيث وَكَانَ يَرْمِي بالرؤوس إِلَى مَدِينَة الْخَبيث فِي المنجنيقات فاستولت الرهبة على أَصْحَاب الْخَبيث وَمنعُوا من الْميرَة وَلم تزل الحروب بَينهم إِلَى أَن استولى الْمُوفق على أسوار المختارة فَأحرق مَا هُنَاكَ من آلَات الْحصار وَاسْتَأْمَنَ كثير من خَواص الْخَبيث وهرب مِنْهُم جمَاعَة وقحطوا وأكلوا السرطانات والضفادع والحشرات وَلُحُوم الْقَتْلَى وَالْكلاب والسنانير وذبحوا الْأَطْفَال وطبخوهم وأكلوهم لعدم وُصُول الْميرَة إِلَيْهِم وملكوا دور الْخَبيث فهرب بأولاده إِلَى مضايق أشبة فِي نهر الخصيب لَا تصل السفن إِلَيْهَا وَلَا الْخَيل وسد المنافذ فَجمع الْمُوفق العساكر وزحف إِلَيْهِ فبرز إِلَيْهِ الْخَبيث بِنَفسِهِ فِيمَن بَقِي مَعَه وَهُوَ يَقُول من الطَّوِيل (سأغسل عني الْعَار بِالسَّيْفِ جالباً ... عَليّ قَضَاء الله مَا كَانَ جالبا) (وأذهل عَن دَاري وَأَجْعَل نهبها ... لعرضي من بَاقِي المذلة حالبا) ) (فَإِن تهدموا بالغدر دَاري فَإِنَّهَا ... تراث كريم لَا يُبَالِي العواقبا) (إِذا هم ألْقى بَين عَيْنَيْهِ عزمه ... ونكب عَن ذكر العواقب جانبا) (وَلم يستشر فِي رَأْيه غير نَفسه ... وَلم يرض إِلَّا قَائِم السَّيْف صاحبا) فالتحم الْقِتَال وَكَثُرت الْجراح وَصدق الْمُسلمُونَ الْقِتَال وَثَبت أَصْحَاب الْخَبيث ثمَّ هزموا وَقتل مِنْهُم جمَاعَة وَأسر جمَاعَة من أكَابِر خواصه فَضرب الْمُوفق أَعْنَاقهم وَدخل أَصْحَاب الْمُوفق دَار الْخَبيث وَأخذُوا حُرْمَة وَأَوْلَاده الذُّكُور وَالْإِنَاث وَكَانُوا أَكثر من مائَة وهرب الْخَبيث فجهزت العساكر خَلفه فَلم يزَالُوا فِي طلبه إِلَى أَن قَتَلُوهُ وَجِيء بِرَأْسِهِ إِلَى الْمُوفق فَلَمَّا رَآهُ وعرفه سجد لله تَعَالَى شكرا وعلق رَأسه على رمح وطيف بِهِ فِي الْعَسْكَر وهرب من جمَاعَة الْخَبيث نَحْو ألفي زنجي فماتوا فِي الْبَريَّة عطشاً واستأصل الله شأفتهم

وَكَانَت قتلة الْخَبيث يَوْم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ دُخُوله إِلَى الْبَصْرَة وغلبته عَلَيْهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين فَبَقيَ مُحَاربًا أَربع عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر يسفك فِيهَا الدِّمَاء ويستحل الْمَحَارِم وَمن شعره من الْكَامِل (وعزيمتي مثل الحسام وهمتي ... نفس أصُول بهَا كَنَفس القسور) (وأذا تنازعني أَقُول لَهَا اسكتي ... قَتْلِي مريحك أَو صعُود الْمِنْبَر) (مَا قد قضى سَيكون فاصطبري لَهُ ... وَلَك الْأمان من الَّذِي لم يقدر) وَلما هرب من الدَّار الَّتِي كَانَ فِيهَا قَالَ من الطَّوِيل (عَلَيْك سَلام الله يَا خير منزل ... خرجنَا وخلفناه غير ذميم) (فَأن تكن الْأَيَّام أحدثن فرقة ... فَمن ذَا الَّذِي من ريبها بسليم) وَمِنْه من الطَّوِيل (أما وَالَّذِي أسرى إِلَى ركن بَيته ... حراجيج بالركبان مُقَوَّرَة حدبا) (لأدرعن الْحَرْب حَتَّى يُقَال لي ... قضيت ذمام الْحَرْب فاهتجر الْحَرْب) وَمِنْه يُخَاطب بني الْعَبَّاس من الطَّوِيل (بني عمنَا إِنَّا وَأَنْتُم أنامل ... تضمنها من راحتيها عقودها) (بني عمنَا لَا توقدوا نَار فتْنَة ... بطيء على مر الزَّمَان خمودها) (بني عمنَا وليتم التّرْك أمرنَا ... وَنحن قَدِيما أَصْلهَا وعديدها) ) (فَمَا بَال عجم التّرْك تقسم فيئنا ... وَنحن لَدَيْهَا فِي الْبِلَاد شهودها) (فأقسم لَا ذقت القراح وَإِن أذق ... فبلغة نفس أَو سَاد عميدها) وَمِنْه من السَّرِيع (مَتى أرى الدُّنْيَا بِلَا مجبر ... وَلَا حروري وَلَا ناصب) (مَتى أرى السَّيْف دَلِيلا على ... حب عَليّ بن أبي طَالب) وَمِنْه من الْخَفِيف (لهف نَفسِي على قُصُور ببغدا ... د وَمَا قد حوته من كل عَاص) (وخمور هُنَاكَ تشرب جَهرا ... وَرِجَال على الْمعاصِي حراص) (لست بِابْن الفواطم الغر إِن ... لم أجل الْخَيل حول تِلْكَ العراص)

وَمِنْه من الْكَامِل (إِن الْخلَافَة لم تزل محجوبة ... خمسين عَاما تبتغي أَرْبَابهَا) (تَدْعُو إِلَيْنَا كل عَام مرّة ... حَتَّى إِذا بلغ الْكتاب أجابها) وَكَانَ هَذَا صَاحب الزنج قد تسمى بِالظَّاهِرِ وَفِي ذَلِك يَقُول من الْكَامِل (إِن الَّذِي جعل النُّجُوم زواهراً ... جعل الْخلَافَة فِي الإِمَام الظَّاهِر) (قاد العساكر من بلنجر مسحراً ... بأتم إقبال وأيمن طَائِر) (حَتَّى أَنَاخَ على الأبلة بَعْدَمَا ... ترك البصيرة كالهشيم الدائر) وَمِنْه من الطَّوِيل (وَفِي كل أَرض أَو بِكُل محلّة ... أَخُو غربَة منا يكَاد مطمعا) (كأنا خلقنَا للنوى وكأنما ... حرَام على الْأَيَّام أَن نتجمعا) وَمِنْه من الْخَفِيف (أورقت فِي أوانها الْأَشْجَار ... وتهادت فِي وَكرها الأطيار) (ومقام الْفَتى على النَّقْص لؤم ... وأخو الذل معجل مسيار) (جرد المشرفي وارحل كَرِيمًا ... فالتواني مذلة وصغار) (لَا ينَال الضَّعِيف بالضعف غنما ... إِنَّمَا يغنم الْفَتى السيار) (وَهِي نفس إِمَّا تؤوب بهلك ... أَو بِملك وَلَيْسَ فِي الهلك عَار) ) وَمِنْه من السَّرِيع (أَحْلف بِالْقَتْلِ وبالذبح ... مجانباً للعفو والصفح) (لَا عَايَنت عَيْني أطلالكم ... إِلَّا أَمِيرا أَو على رمح) الصريفيني عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَق أَبُو الْحسن الصريفيني وَكَانَ يتمذهب بِالْإِمَامَةِ ويتظاهر بهَا ويجرد القَوْل فِيهَا وَكَذَلِكَ وَالِده وجده وَكَانَ ينظم ويترسل وَآخر الْعَهْد بِهِ فِي سنة نَيف وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة وَكَانَ من أَبنَاء الْخمسين وَمن شعره من الْخَفِيف هان قدري على الزَّمَان وَمَا زلت كريم الْآبَاء والأجداد (إِن أكن مملق الْيَدَيْنِ فَإِنِّي ... لَغَنِيّ من النهى والسداد) أَبُو الْقَاسِم الْهَاشِمِي الْحَنْبَلِيّ النَّقِيب عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن

عِيسَى يَنْتَهِي إِلَى معبد بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو الْقَاسِم الْهَاشِمِي الْحَنْبَلِيّ كَانَ من أَعْيَان الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد وَتَوَلَّى النقابة على الهاشميين بالحضرة سمع بحلوان مُحَمَّد بن نصر الصايغ وبنيسابور عبد الله بن يُوسُف بن رامويه الْأَصْبَهَانِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يحيى الْمُزَكي وَحدث باليسير توفّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة فِي حَال حَيَاة أَبِيه ابْن الْحلْوانِي الْحَنَفِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أَبُو الْقَاسِم ابْن الْحلْوانِي الْحَنَفِيّ كَانَ فَاضلا مناظراً مجوداً سَافر من بَغْدَاد وَلَقي الْمُلُوك وصنف فِي عدَّة فنون وَله مصنفات حَسَنَة وَله شعر توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة أَبُو الْقَاسِم الشَّافِعِي عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقَاسِم بن سعيد الْمحَامِلِي أَبُو الْقَاسِم الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَق الشِّيرَازِيّ وَسمع من الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَعبد الْجَبَّار بن عبد الله بن بزْرَة الْجَوْهَرِي الرَّازِيّ وَأبي بكر الْخَطِيب وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة ابْن غَرِيبَة الْوراق الْحَنْبَلِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن الأحدب أَبُو الْحسن ابْن غَرِيبَة الْوراق الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ قَرَأَ على ابْن شنيف الْفِقْه وعَلى غَيره والفرائض على أبي بكر الْأنْصَارِيّ وَسمع من هبة الله بن الْحصين وَأحمد بن الْحسن بن الْبناء وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم وسافر إِلَى خُرَاسَان وَسمع الحَدِيث بمرو وَكَانَ فَاضلا حسن الْكَلَام تولى الْمَظَالِم أَيَّام الْوَزير أبي المظفر ابْن هُبَيْرَة وَكتب خطا رديئاً وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة القليوبي الْكَاتِب عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حبيب التَّمِيمِي القليوبي الْكَاتِب نقلت من خطّ أبي سعيد المغربي قَالَ وَصفه ابْن الزبير فِي كتاب الْجنان بالإجادة فِي التشبيهات وغلا فِي ذَلِك إِلَى أَن قَالَ إِن أنصف لم يفضل ابْن المعتز عَلَيْهِ وَذكر أَنه أدْرك الْعَزِيز العبيدي ومدح قواده وَكتابه وعاش إِلَى أَيَّام الظَّاهِر من شعره من الطَّوِيل (وصافية بَات الْغُلَام يديرها ... على الشّرْب فِي جنح من اللَّيْل أدعج)

(كَأَن حباب المَاء فِي وجناتها ... فرائد در فِي عقيق مدحرج) (وَلَا ضوء إِلَّا من هِلَال كَأَنَّمَا ... تفرق مِنْهُ الْغَيْم عَن نصف دملج) (وَقد حَال دون المُشْتَرِي من شعاعه ... وميض كَمثل الزئبق المترجرج) (كَأَن الثريا فِي أَوَاخِر لَيْلهَا ... تَحِيَّة ورد فَوق زهر بنفسج) وَمِنْه من الْكَامِل (فِي لَيْلَة أنف كَأَن هلالها ... صدع تبين فِي إِنَاء زجاج) (كفل الزَّمَان لأختها بِزِيَادَة ... فِي نوره فَبَدَا كوقف العاج) (وكأنما كيوان ثغرة فضَّة ... وكأنما المريخ ضوء سراج) (تتطاول الجوزاء تَحت جنَاحه ... وَكَأَنَّهَا من نورها فِي تَاج) (ليل كَمثل الرَّوْض فتح جنحه ... زهر الْكَوَاكِب فِي ذرى الأبراج) (أحييته حَتَّى رَأَيْت صباحه ... من لَونه يختال فِي دواج) (وَالشَّمْس من تَحت الْغَمَام كَأَنَّهَا ... نَار تضرم خلف جَام زجاج) وَمِنْه من الْخَفِيف) (وَكَأن السَّمَاء مصحف قار ... وَكَأن النُّجُوم رسم عشور) (وَكَأن النُّجُوم زهر رياض ... قد أحاطت من بدرها بغدير) وَمِنْه من الْبَسِيط (أَقمت بِالْبركَةِ الغراء مدهقة ... وَالْمَاء مُجْتَمع فِيهَا ومسفوح) (إِذا النسيم جرى فِي مَائِهَا اضْطَرَبَتْ ... كَأَنَّمَا رِيحه فِي جسمها روح) وَمِنْه من الْكَامِل (نجمت نُجُوم الزهر إِلَّا أَنَّهَا ... فِي رَوْضَة فلكية الْأَنْوَار) (وكأنما الجوزاء مِنْهَا شَارِب ... وكأنما المريخ كأس عقار) وَمِنْه من الْخَفِيف (وَكَأن الْهلَال حافة جَام ... شف مِنْهَا مَا لم تنله عقار) (وَكَأن المجر رسم طَرِيق ... وَعَلِيهِ من الثريا منار) وَمِنْه من الطَّوِيل (أَلا فاسقنيها قد قضى اللَّيْل نحبه ... وَقَامَ لشوال هِلَال مُبشر)

(بدا مثل عرق السام واسترجعت لَهُ ... صروف اللَّيَالِي قرصه وَهُوَ مقمر) (إِلَى أَن رَأَيْنَاهُ ابْن سبع كَأَنَّمَا ... على الْأُفق مِنْهُ طيلسان مقور) وَمِنْه من الطَّوِيل (وصفراء من مَاء الكروم كَأَنَّمَا ... دجى اللَّيْل مِنْهَا فِي رِدَاء معصفر) (كَأَن حباب المَاء فِي وجناتها ... من الدّرّ تكليل على تَاج معصر) (قطعت بهَا لَيْلًا كَأَن نجومه ... إِذا اعترضتها الْعين نيران عَسْكَر) (ترَاهَا بآفاق السَّمَاء كَأَنَّمَا ... مطالعها مِنْهَا معادن جَوْهَر) (ومنطقة الجوزاء تبدو كَأَنَّمَا ... وسائط در فِي قلادة عنبر) (وباتت بعيني الثريا كَأَنَّمَا ... على الْأُفق مِنْهَا غُصْن ورد منور) (فَبت أراعي الْفجْر حَتَّى تشمرت ... ديول الدجى عَن مائَة المتفجر) وَمِنْه فِي الْهلَال من الطَّوِيل (بدا مستدق الْجَانِبَيْنِ كَأَنَّهُ ... على الْأُفق الغربي مخلب طَائِر) ) (ولاح لمسرى لَيْلَتَيْنِ كَأَنَّمَا ... تفرق مِنْهُ الْغَيْم عَن أثر حافر) وَفِيه أَيْضا من الطَّوِيل (إِذا استثبتته الْعين لَاحَ كَأَنَّهُ ... على هَامة من جنحه خطّ مفرق) (وشمر عَنهُ الْغَيْم ذيلاً كَأَنَّمَا ... تكشف مِنْهُ عَن جنَاح محلق) وَمِنْه فِي رَوْضَة من الطَّوِيل (وحالية لَا يكتم اللَّيْل ضوءها ... إِذا أزهرت صلت لَهَا الأنجم الزهر) (يفرق مِنْهَا النشر مَا ألف الثرى ... ويضحك مِنْهَا الشَّمْس مَا استدمع الْقطر) ابْن حريق البلنسي عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَلمَة بن حريق أَبُو الْحسن

المَخْزُومِي البلنسي شَاعِر بلنسية كَانَ متبحراً فِي اللُّغَة وَالْأَدب حَافِظًا لأشعار الْعَرَب وأيامها اعْترف لَهُ بِالسَّبقِ بلغاء وقته وَله مَقْصُورَة كالدريدية قَالَ ابْن الْآبَار سَمعتهَا مِنْهُ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة ومدح مُلُوك الأندلس وَأخذ صلَاتهم وَتصرف فِي أَعمال الدِّيوَان وَمن شعره فِي غُلَام أَعور من الْخَفِيف (لم يشنك الَّذِي بِعَيْنَيْك عِنْدِي ... أَنْت أَعلَى من أَن تعاب وأسى) (لطف الله رد سَهْمَيْنِ سَهْما ... رأفة بالعباد فازددت حسنا) وَمِنْه من الرجز (وَكَاتب أَلْفَاظه وَكتبه ... بغيضة إِن خطّ أَو تكلما) (ترى أُنَاسًا يتمنون الْعَمى ... وَآخَرين يحْمَدُونَ الصمما) وَمِنْه وَقد زَارَهُ حَبِيبه فجَاء مطر وسيل مَنعه من الْعود من مخلع الْبَسِيط (يَا لَيْلَة جَادَتْ الْأَمَانِي ... فِيهَا على رغم أنف دهري) (للقطر فِيهَا عَليّ نعمى ... يقصر عَنْهَا طَوِيل شكري) (إِذا بَات فِي منزلي حَبِيبِي ... وَقَامَ فِي أَهله بعذري) (فَبت لَا حَالَة كحالي ... ضجيع بدر صريع سكر) (يَا لَيْلَة السَّيْل فِي اللَّيَالِي ... لأَنْت خير من ألف شهر) وَمن شعره مَا أوردهُ ابْن مسدي فِي مُعْجَمه من الْكَامِل) (يَا صَاحِبي وَمَا الْبَخِيل بصاحبي ... هذي الْخيام فَأَيْنَ تِلْكَ الأدمع) (أنمر بالعرصات لَا نبكي بهَا ... وَهِي الْمعَاهد مِنْهُم والأربع) (يَا سعد مَا هَذَا الْقيام وَقد نأوا ... أتقيم من بعد الْقُلُوب الأضلع) (هَيْهَات لَا ريح اللواعج بعدهمْ ... رهو وَلَا طير الصبابة وَقع) (جاروا على قلبِي بِسحر جفونهم ... لَا زَالَ يشعبه الأسى ويصدع) (وأبى الْهوى إِلَّا الْحُلُول بلعلع ... وَيْح المطايا أَيْن مِنْهَا لعلع) (لم أدر أَيْن ثوروا فَلم أسأَل بهم ... ريحًا تهب وَلَا بريقاً يلمع) (وَكَأَنَّهُم فِي كل مدرج ناسم ... فَعَلَيهِ مني رقة وتضوع) (فَإِذا منحتهم السَّلَام تبادرت ... تبليغه عني الرِّيَاح الْأَرْبَع)

شرف الدّين اليونيني الْحَنْبَلِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الشَّيْخ الإِمَام الْمُحدث الْحَافِظ الْفَقِيه الْمُفْتِي شيخ جماعته شرف الدّين أَبُو الْحُسَيْن ابْن الإِمَام البارع الشَّيْخ الْفَقِيه اليونيني البعلبكي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة وَسمع حضوراً من الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن وَسمع من ابْن صباح وَابْن اللتي والإربلي وجعفر الْهَمدَانِي ومكرم ومُوسَى بن مُحَمَّد صَاحب دمشق وَفِي الرحلة من ابْن رواج وَابْن الجميزي والحافظ الْمُنْذِرِيّ عبد الْعَظِيم وعدة وعني بِالْحَدِيثِ وَضَبطه بالفقه وباللغة وَحصل الْكتب النفسية وَمَا كَانَ فِي وقته مثله وَكَانَ حسن اللِّقَاء خيرا دينا كثير الهيبة منور الْوَجْه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين انتفعت بِصُحْبَتِهِ وَأَكْثَرت عَنهُ وَحدث بِالصَّحِيحِ مَرَّات دخل عَلَيْهِ مُوسَى الْمصْرِيّ الناشف فتجانن ثمَّ ضربه بسكين فِي دماغه فَأخذ وَضرب مرَارًا وَهُوَ يظْهر الاختلال وَحصل للشَّيْخ حمى وحقن وَتُوفِّي بعد أَيَّام فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبع مائَة وَقد تقدم ذكر وَالِده وَنسبه فِي المحمدين إِبْنِ خشنام الْمَالِكِي عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خشنام أَبُو الْحسن الْمَالِكِي قَرَأَ الْقُرْآن على أبي بكر مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الزَّيْنَبِي صَاحب قنبل وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة أَبُو الْحسن القهندزي عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله القهندزي أَبُو الْحسن الضَّرِير النَّحْوِيّ الأديب) النَّيْسَابُورِي شيخ فَاضل سمع من أبي الْعَبَّاس المناسكي الْمحَامِلِي وَغَيره وَحدث وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَئِمَّة وتخرجوا بِهِ قَرَأَ عَلَيْهِ مثل الواحدي وَقَالَ الواحدي كَانَ من أبرع أهل زَمَانه ذكره عبد الغافر فِي السِّيَاق

النَّقِيب بهاء الدّين ابْن أبي الْجِنّ عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس يَنْتَهِي إِلَى مُحَمَّد الباقر رَضِي الله عَنهُ السَّيِّد الشريف بهاء الدّين أَبُو الْحسن الْعلوِي النَّقِيب ابْن أبي الْجِنّ ولد فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وروى عَنهُ الدمياطي وَدفن بتربته الَّتِي بالديماس سنة سِتِّينَ وست مائَة الْكَاتِب الْمروزِي عَليّ بن مُحَمَّد بن أرسلان بن مُحَمَّد المنتجب أَبُو الْحسن ابْن أبي عَليّ الْكَاتِب من أهل مرو كَاتب شَاعِر بليغ جال فِي آفَاق الْعرَاق وَكَانَ مليح الْحَظ وَكَانَ يحفظ القصيدة أَرْبَعِينَ بَيْتا من مرّة وَاحِدَة وَلَعَلَّه مَا رأى مثل نَفسه فِي فنه اجْتمعت فِيهِ أَسبَاب المنادمة وَالْكِتَابَة وصحبة الْمُلُوك قتل فِي الْوَقْعَة الخوارزم شاهية سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره من الطَّوِيل (إِذا الْمَرْء لم تغن العفاة صلَاته ... وَلم ترغم الْقَوْم العدى سطواته) (وَلم يرض فِي الدُّنْيَا صديقا وَلم يكن ... شَفِيعًا لَهُ فِي الْحَشْر مِنْهُ نجاته) (فَأن شَاءَ فليهلك وَإِن شَاءَ فليعش ... فسيان عِنْدِي مَوته وحياته) الْأَنْطَاكِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بشر أَبُو الْحسن الْأَنْطَاكِي الْمُقْرِئ الْفَقِيه الشَّافِعِي قَرَأَ بِبَلَدِهِ على إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّزَّاق الْأَنْطَاكِي بالروايات وصنف قِرَاءَة ورش وَدخل الأندلس وَكَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ والحساب وَله حَظّ من الْفِقْه وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة الْحَنْبَلِيّ الزَّاهِد عَليّ بن مُحَمَّد بن بشار أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الزَّاهِد روى عَن صَالح ابْن الإِمَام أَحْمد وَكَانَ من أَعْيَان حنابلة بغداذ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَلَاث مائَة

الشريف فتح الدّين) عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن حجون الشريف فتح الدّين ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الشَّيْخ ضِيَاء الدّين القنائي سمع الحَدِيث من أبي بكر ابْن الْأنمَاطِي وخاله قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهمَا وَكَانَ من الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء الأدباء الشُّعَرَاء مرتاض النَّفس سَاكِنا عفيفاً كثير الاتضاع جمع وَألف وَكتب وصنف وَاخْتصرَ الرَّوْضَة وَله الْيَد الطُّولى فِي حل الألغاز وَله فِيهَا نظم كثير وَتُوفِّي بقوص رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبع مائَة وَمن شعره لغز فِي كمون من السَّرِيع (يَا أَيهَا الْعَطَّار أعرب لنا ... عَن اسْم شَيْء قل فِي سومك) (تبصره بِالْعينِ فِي يقظة ... كَمَا يرى بِالْقَلْبِ فِي نومك) وَمِنْه من الْبَسِيط (كم من خليلين صَحَّ الود بَينهمَا ... دهراً وداما على الْإِنْصَاف واتفقا) (رماهما الدَّهْر إِمَّا بالمنية أَو ... بالبعد أَو بانصرام الود فَافْتَرقَا) وَمِنْه من الْبَسِيط (مَا بَال ليلِي أَمْسَى لَا نَفاذ لَهُ ... وَكَانَ قبل النَّوَى فِي غَايَة الْقصر) (وَلم يخص النَّوَى دو اللقا سهر ... حَتَّى أعلل طول اللَّيْل بالسهر) (وَإِنَّمَا عيشي الصافي بقربكم ... تبدل الْآن مِنْهُ الصفو بالكدر) ابْن ابْن العميد الْوَزير عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل هُوَ الْوَزير أَبُو الْفَتْح ابْن العميد تقدم ذكر وَالِده كَانَ وَزِير ركن الدولة بعد أَبِيه أبي الْفضل وَتَوَلَّى ذَلِك وسنه اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ ذكياً متوقداً أديباً متوسطاً وَله نظم وَترسل

لكنه ولد نعْمَة شَدِيد الْعجب والدالة وَحمل النَّفس على مَا تَدعُوهُ إِلَيْهِ الحداثة فسد رَأْي عضد الدولة فِيهِ فَلَمَّا توفّي ركن الدولة وَسَار مؤيد الدولة من إصبهان إِلَى الرّيّ استصحب مَعَه الصاحب بن عباد كَاتبه وأقرأ أَبَا الْفَتْح ابْن العميد على حَملته ورتبه فِي مَنْزِلَته وَقدمه ومكنه فاستمر على عَادَته فِي الإدلال والاستبداد والمضي على وَجهه فِي كل الْأَحْوَال فاستوحش مِنْهُ مؤيد الدولة وترددت بَينه وَبَين عضد الدولة مكاتبات ومراسلات فِي بَابه فَقبض عَلَيْهِ مؤيد الدولة فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَلما حبس وعذب لاستخراج الْأَمْوَال سملت عينه وجزت لحيته) وجدع أَنفه ففتق جيب جبته وَأخرج مِنْهُ رقْعَة تشْتَمل على ودائع أَمْوَاله وذخائره فألقاها فِي النَّار وَقَالَ للْمُوكل بِهِ اصْنَع مَا شِئْت فو الله لَا يصل إِلَيْكُم من أَمْوَالِي المستورة حَبَّة وَاحِدَة فَمَا زَالَ يعذبه إِلَى أَن مَاتَ وَقد ذكر أَبُو حَيَّان التوحيدي سَبَب الْقَبْض عَلَيْهِ مُسْتَوفى وَأوردهُ ياقوت فِي تَرْجَمَة أبي الْفَتْح ابْن العميد وَأنْشد فِي آخر حَاله من الْبَسِيط (راعوا قَلِيلا فَلَيْسَ الدَّهْر عبدكم ... كَمَا تظنون وَالْأَيَّام تنْتَقل) وَمن شعره وَهُوَ فِي الْحَبْس من السَّرِيع (بدل من صُورَتي المنظر ... لكنه مَا بدل الْمخبر) (وَلَيْسَ لي حزن على فَائت ... لَكِن على من لَيْسَ يستعبر) (وواله الْقلب بِمَا مسني ... مستخبر عني فَلَا يخبر) (فَقل لمن سر بِمَا سَاءَنِي ... لَا بُد للمسلك أَن يعبر) وَوجد على حَائِط محبس ابْن العميد بعد قَتله من الْخَفِيف (ملك شدّ لي عرى الْمِيثَاق ... بِأَمَان قد سَار فِي الْآفَاق) (لم يحل رَأْيه وَلَكِن دهري ... حَال عَن رَأْيه فَشد وثاقي) (فقرى الْوَحْش من عِظَامِي ولحمي ... وَسَقَى الأَرْض من دمي المهراق) (فعلى من تركته من قريب ... أَو حبيب تَحِيَّة المشتاق) وَفِي بني العميد يَقُول الْقَائِل من الوافر (مَرَرْت على ديار بني العميد ... فألفيت السَّعَادَة فِي خمود) (فَقل للشامت الْبَاغِي رظويداً ... فَإنَّك لم تبشر بالخلود) وَكَانَ أَبوهُ أَبُو الْفضل قد جعل عَلَيْهِ عيُونا يَرْصُدُونَهُ ويطالعونه بأخباره ومتجدداته فَقَالَ

لَهُ بَعضهم إِنَّه اللَّيْلَة كتب إِلَى فلَان يَسْتَدْعِي مِنْهُ شرابًا فَحمل ذَلِك إِلَيْهِ مَا يَحْتَاجهُ من نقل ومشموم ومشروب فَدس أَبوهُ إِلَى ذَلِك الرجل من يَأْتِيهِ بِالْوَرَقَةِ فَأَتَاهُ بهَا وَإِذا فِيهَا بِخَطِّهِ بعد الْبَسْمَلَة قد اغتنمت اللَّيْلَة أَطَالَ الله بَقَاء سَيِّدي ومولاي رقدة من عين الدَّهْر وانتهزت فِيهَا فرْصَة من فرص الْعُمر وانتظمت مَعَ أَصْحَابِي فِي سمط الثريا فَإِن لم تحفظ علينا النظام بإهداء المدام عدنا كبنات نعش وَالسَّلَام) فاستطير أَبوهُ فَرحا وإعجاباً بِهَذِهِ الرقعة البديعة وَقَالَ الْآن ظهر لي أثر براعته ووثقت بجريه فِي طريقي ونيابته منابي وَوَقع لي بألفي دِينَار (لَئِن كَفَفْت وَإِلَّا ... شققت مِنْك ثِيَابِي) فأصغى أَبُو الْفَتْح وَقَالَ فِي الْوَقْت من المجتث (يَا مُولَعا بعذابي ... أما رحمت شَبَابِي) (تركت قلبِي تيهاً ... نهب الأسى والتصابي) (إِن كنت تنكر مَا بِي ... من ذلتي واكتئابي) (فارفع قَلِيلا قَلِيلا ... عَن الْعِظَام ثِيَابِي) وَمن شعره من الطَّوِيل (يَقُول لي الواشون كَيفَ تحبها ... فَقلت لَهُم بَين المقصر والغالي) (وَلَوْلَا حذَارِي مِنْهُم لصدقتهم ... وَقلت هوى لم يهوه قطّ أمثالي) (وَكم من شفيق قَالَ مَا لَك واجماً ... فَقلت أَبى مَالِي وتسألني مَالِي) وَمن شعره من الْكَامِل (إِنِّي مَتى أهزز قناتي تنتثر ... أوصالها أنبوبة أنبوبا) (أَدْعُو بعاليها العلى فتجيبني ... وأقي بِحَدّ سنانها المهروبا) وَمن شعره من الْكَامِل (مَا زلت فِي سكري ألمع كفها ... وذراعها بالقرص والْآثَار) (حَتَّى تركت أديمها وكأنما ... غرس البنفسج فِيهِ بالجمار) وَقَالَ الثعالبي كنت عِنْد أبي الْفَتْح ابْن العميد فِي يَوْم شَدِيد الْحر وَقد رمت الهاجرة

بجمراتها فَقَالَ لي مَا قَول الشَّيْخ فِي قلبه فَلم أفطن مَا أَرَادَ فَلَمَّا كَانَ بعد قَلِيل أَتَى من استدعاني إِلَى مجْلِس وَالِده فَلَمَّا مثلت بَين يَدَيْهِ تَبَسم وَقَالَ لي مَا قَول الشَّيْخ فِي قلبه فبهت وَسكت وَمَا زلت أفكر حَتَّى تنبهت أَنه أَرَادَ الخيش لِأَنَّهُ كَانَ على أبي الْفَتْح من جِهَة وَالِده من يطالعه بأخباره فَكتب إِلَى أَبِيه بِتِلْكَ اللَّفْظَة فِي تِلْكَ السَّاعَة فدعاني لفرط اهتزازه لَهَا وَوجد لَهُ أَبوهُ يَوْمًا رقْعَة مَكْتُوبَة بِخَطِّهِ فِيهَا بيتان وهما من السَّرِيع (أديبنا الْمَعْرُوف بالكردي ... يولع بالغلمان والمرد) ) (أدخلني يَوْمًا إِلَى بَيته ... فناكني والأير من عِنْدِي) فَغَضب وَقَالَ أمثل وَلَدي يكْتب بِهَذَا الْفُحْش والفجور أما وَالله لَوْلَا وَلَوْلَا وَلَوْلَا ثمَّ أمسك كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى مَا حكم لَهُ من سوء الْعَاقِبَة وَقصر الْعُمر الْأَسدي الفارقي عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُوسَى بن عَليّ بن مَيْمُون أَبُو الْحسن الْأَسدي الْحَنَفِيّ الفارقي الْبَغْدَادِيّ كَانَ غالياً فِي التَّشَيُّع مليح النادرة ذَا مجون ودعابة سمع شئياً من الحَدِيث من أبي ابْن مخلد وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ابْن النيار الْمُقْرِئ عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن شيخ الشُّيُوخ أَبُو الْحسن إِبْنِ النيار الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ صدر الدّين هُوَ الَّذِي لقن المستعصم بِاللَّه ونال فِي خِلَافَته الحشمة والجاه وَالْحُرْمَة روى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَذبح بدار الْخلَافَة مَعَ الْجُمْلَة فِي من قَتله التتار سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة الْبَزْدَوِيّ الْحَنَفِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الْكَرِيم بن مُوسَى بن عِيسَى بن مُجَاهِد أَبُو الْحسن فَخر الْإِسْلَام الْحَنَفِيّ الْبَزْدَوِيّ بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالزَّاي وَالدَّال الْمُهْملَة وَالْوَاو شيخ الْحَنَفِيَّة وأستاذ الْأَئِمَّة صَاحب الطَّرِيقَة على الْمَذْهَب وتنبيه الْأَعْلَام

وبزدة الْمَنْسُوب إِلَيْهَا قلعة حَصِينَة على سِتَّة فراسخ من نسف توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَأَرْبع مائَة القَاضِي أَبُو تَمام الوَاسِطِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن يزْدَاد القَاضِي أَبُو تَمام الْعَبْدي الوَاسِطِيّ مُسْند أهل وَاسِط كَانَ معتزلياً كَذَا قَالَه الْخَطِيب توفّي سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة إِبْنِ كاس الْحَنَفِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو الْقَاسِم النَّخعِيّ الْكُوفِي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن كاس ولي قَضَاء دمشق وَغَيرهَا وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه كَبِير الْقدر من ولد الأشتر النَّخعِيّ غرق يَوْم عَاشُورَاء فَأخْرج ثمَّ مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وَله كتاب يغض فِيهِ من الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ ورد عَلَيْهِ نصر الْمَقْدِسِي وَكَانَ قد سمع الْحسن بن عَليّ بن عَفَّان العامري وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله الْقصار وَإِبْرَاهِيم بن أبي العنبس وَالْحسن بن مكرم وَأحمد بن أبي عزْرَة) وَأحمد بن يحيى الأودي وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو عَليّ بن هرون وَأَبُو بكر الربعِي وَابْن زير وَالدَّارَقُطْنِيّ والمعافا بن زَكَرِيَّاء وَأَبُو حَفْص ابْن شاهين وَعبد الْوَهَّاب الْكلابِي ابْن النبيه الشَّاعِر عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن يُوسُف بن يحيى الأديب الشَّاعِر البارع كَمَال الدّين أَبُو الْحسن ابْن النبيه الْمصْرِيّ صَاحب الدِّيوَان الْمَشْهُور مدح بني الْعَبَّاس واتصل بِالْملكِ الْأَشْرَف مُوسَى وَكتب لَهُ الْإِنْشَاء وَسكن نَصِيبين توفّي حادي عشْرين جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة وست مائَة بنصيبين وَهَذَا ديوانه الْمَشْهُور أَظن أَنه هُوَ الَّذِي جمعه من شعره وانتقاه لِأَنَّهُ كُله منقى منقح الدرة وَأُخْتهَا وَإِلَّا فَمَا هَذَا شعر من

لَا نظم لَهُ إِلَّا هَذَا الدِّيوَان الصَّغِير نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِدِمَشْق فِي صبي يشْتَغل بِعلم الهندسة من الطَّوِيل (وَبِي هندسي الشكل يسبيك لحظه ... وخال وخد بالعذار مطرز) (ومذ خطّ بيكار الْجمال عذاره ... كقوس علمنَا أَنما الْخَال مَرْكَز) وَقلت أَنا أَيْضا من الْكَامِل (يَا أَيهَا الرشأ الَّذِي لما بدا ... محيت لَدَيْهِ محَاسِن الأقمار) (مَا رَاح خدك وَهُوَ دَائِرَة المنى ... إِلَّا وخالك مَرْكَز البركار) ونقلت مِنْهُ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي مبقلة من السَّرِيع (مبقلة أعجبني شكلها ... يسرح مِنْهَا الطّرف فِي مرج) (كَأَنَّمَا قسْمَة أبياتها ... لما بَدَت رقْعَة شطرنج) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (تعلمت علم الكيمياء لحبه ... غزال بجسمي مَا بِعَيْنيهِ من سقم) (فَصَعدت أنفاسي وقطرت أدمعي ... فحصت بذا التَّدْبِير تصفيرة الْجِسْم) ونقلت مِنْهُ قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي صبي يَهُودِيّ رَآهُ بِدِمَشْق فَأَحبهُ من السَّرِيع (من آل إِسْرَائِيل علقته ... أسقمني بالصد والتيه) (قد أنزل السلوى على قلبه ... وَأنزل الْمَنّ على فِيهِ) ) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من السَّرِيع (لَاحَ على وجنته عَارض ... كالعرض الْقَائِم بالجوهر) (يَا شعر لَا تكذب على خَدّه ... مَا ذَاك إِلَّا صدأ المغفر) وَقَالَ دخلت أَنا وَهُوَ على الصاحب الْوَزير صفي الدّين ابْن شكر رَحمَه الله وَقد حم بقشعريرة فِي بعض أمراضه فأنشده من مجزوء الرجز (تَبًّا لحماك الَّتِي ... أضنت فُؤَادِي وَلها) (هَل سَأَلتك حَاجَة ... فَأَنت تهتز لَهَا)

فَكَانَت جَائِزَة هذَيْن الْبَيْتَيْنِ استخدامه لَهُ على ديوَان أوقاف الْجَامِع الْمَعْمُور بِدِمَشْق بجراية وافرة وجار موفور قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من قصيدة أشرفية من المتقارب (بَرَزْنَا إِلَى الرَّمْي فِي حلبة ... حسان الْوُجُوه خفاف الْمضَارب) (بنادقهم فِي عُيُون القسيّ ... كأحداقهم تَحت قسي الحواجب) (فَتلك لَهَا طَائِر فِي السما ... وهذي لَهَا طَائِر الْقلب وَاجِب) وَمِنْهَا فِي وصف البزاة من المتقارب (بزاة لَهَا حدق الأفعوان ... وأظفارها كحماة العقارب) (فللأفق نسران ذَا وَاقع ... وَذَا طَائِر حذر الْمَوْت هارب) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من أَبْيَات من الْبَسِيط (يَا جاذب الْقوس تَقْرِيبًا لوجنته ... والهائم الصب مِنْهَا غير مقترب) (أَلَيْسَ من نكد الْأَيَّام يحرمها ... فمي ويلثمها سهم من الْخشب) قَالَ وأنشدني لنسه يمدح الْوَزير يُوسُف بن الْحُسَيْن من الْخَفِيف (بدر تمّ لَهُ من الشّعْر هاله ... من رَآهُ من المحبين هاله) (قصر اللَّيْل حِين زار وَلَا غ ... رو غزال غارت عَلَيْهِ الغزالة) (يَا نسيم الصِّبَا عساك تحمل ... ت لنا من سكان نجد رساله) (كل معسولة المراشف بيضًا ... ء حمتها سمر القنا العسالة) (عانقتني كصارمي وأدارت ... معصميها فِي عَاتِقي كالحماله) (إِن بالرقمتين ملعب لَهو ... بسطت دوحه علينا ظلاله) ) (معلم معلم وشى بَسطه الزه ... ر وحاكته دِيمَة هطاله) (وَكَأن الْحمام فِيهِ قيان ... أعربت لحنها على غير آله) وَكَأن الْقَضِيب شمر للرقص سحيراً عَن سَاقه أذياله (إِن خوض الدِّمَاء أطيب عِنْدِي ... من مطايا أمست تشكى كلاله) (فَهِيَ مثل القسي شكلاً وَلَكِن ... هِيَ فِي السَّبق أسْهم لَا محاله) تركتهَا الحداة بالخفض وَالرَّفْع حروفها فِي جرها عماله (نَحْو بَاب الْوَزير يُوسُف نجم ال ... دين نجل الْحُسَيْن زين الجلاله)

(كم لَهُ من رِسَالَة تعجز الْخلّ ... ق كَأَن الْبَارِي بهَا أوحى لَهُ) (ذُو يَد موسوية ومحيا ... يوسفي إِذا رَأَيْت جماله) (بسط الْجُود عِنْدَمَا بسط السا ... ئل فِي نيل جوده آماله) (دَاره جنَّة النَّعيم فَمن فا ... ز بتقبيل تربها طُوبَى لَهُ) قلت وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن يُوسُف التلعفري لَهُ قصيدة على هَذَا الْوَزْن وَقلت أَنا وَهِي من مبادي مَا نظمت فِي زمن الصِّبَا من الْخَفِيف (ذكر البان بالعقيق وضاله ... عِنْدَمَا شام برقه فأضاله) (واعتراه إِلَى الديار حنين ... كَاد يقْضِي أَو قضى لَا محاله) (أَي عَيْش يهنا بِقَوْلِي ... عساهم والأماني على الْمحَال محاله) (بِأبي أهيف تعلم مِنْهُ ... غُصْن البان ميله واعتداله) (وَحَكَاهُ الخطي لوناً وليناً ... لم يزده وَذَاكَ شَرط العداله) (مَا تثنى عطفاه إِلَّا وأمست ... ألف الْقد بالنسيم مماله) (شمس أفق فَإِن أدَار لثاماً ... قلت بدر السَّمَاء فِي وسط هاله) (نقط الْحسن خَدّه سَواد ... فاعترى الْقلب غيرَة حِين خَاله) (قيل لي ذَا الَّذِي غَدَوْت ترَاهُ ... عَمه بالجمال أصبح خَاله) (إِن تكلفت فِي هَوَاهُ سلواً ... جَاءَنِي حسنه بألفي دلاله) (أصل مَا بِي دلاله قد دهاني ... وبراني فَلَا عدمت دلاله) (وَكَأَنِّي بِهِ تخيل دمعي ... أَنه قد أساله فأساله) ) (وأذاب الْفُؤَاد بالوجد حَتَّى ... رق مِمَّا بِهِ العدى والأسى لَهُ) (لست أنسى ليالياً قد تولت ... نلْت فِيهَا من الحبيب وصاله) (كلما مدت النُّجُوم شباكاً ... منع الصُّبْح أَن تصاد الغزاله) (أَو تبدت فِيهَا طلائع فجر ... سل برق الدجى عَلَيْهِ نصاله) (أَيهَا الْقلب عد عَن ذكر هَذَا ... إِن عين الزَّمَان فِيهَا كلاله) (مَا فؤاد الْمُحب إِلَّا مذاب ... ودموع المشوق إِلَّا مذاله) (وَكَلَام العذول إِلَّا ملام ... ونفار الحبيب إِلَّا ملاله)

ونقلت من خطه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ قصيدته الرقطاء يعجم مِنْهَا حرف وَيُطلق حرف وسماها مضمار الخواطر يمدح بهَا الْوَزير علم الدّين يحيى بن الصاحب صفي الدّين ابْن شكر وَهِي من مجزوء الرجز قد فَازَ عِنْدِي رجل بحبه يستعجل (ريم غرير نافر ... شويدن مخلخل) (أضلنا فَلَا ترى ... لنا برشد سبل) (فويح قلب صبه ... قلب مشوق وَجل) (لَيْسَ يُطِيع قلبه ... فَلَا تلح عذل) (قُم يَا نديم ترتوي ... من كف ريم يرفل) (أَبْلَج حيانا بصبح ... تَحت ليل يسبل) (بكفه قد شعشعت ... كبرق ليل يعجل) (جلّ فَلَا يدْخل غم ... قطّ قلباً تدخل) يحياي كن لي إِن هَذَا زمن مزلزل (لَا خوف من آفاته ... بِرَبّ عزم يكفل) (هَذَا قصيد بك قد ... جلّ فَلَا يمثل) وَقَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من الطَّوِيل (رنا وانثنى كالسيف والصعدة السمرا ... فَمَا أَكثر الْقَتْلَى وَمَا أرخص الأسرى) (خُذُوا حذركُمْ من خارجي عذاره ... فقد جَاءَ زحفاً فِي كتيبته الخضرا) ) (غُلَام أَرَادَ الله إطفاء فتْنَة ... بعارضه فاستأنفت فتْنَة أُخْرَى) (فزرفن بالأصداغ جنَّة خَدّه ... وأرخى عَلَيْهَا من ذوائبه سترا) (أغن يُنَاجِي شعره حلي خصره ... كَمَا يعتب المعشوق عاشقه سرا) (وصلت بداجي شعره ليل وَصله ... فَلم أر صبحاً غير غرته الغرا) (أخوض عباب الْمَوْت من دون ثغره ... كَذَاك يغوص الْبَحْر من طلب الدرا) (غزال رخيم الدل فِي يَوْم سلمه ... وَلَيْث لَهُ فِي حربه البطشة الْكُبْرَى) (دري بِحمْل الكأس فِي يَوْم لَذَّة ... وَلَكِن بِحمْل السَّيْف يَوْم الوغى أدرى)

(أهيم بِهِ فِي عقده أَو نجاده ... فَلَا بُد فِي السَّرَّاء مِنْهُ وَفِي الضرا) (وظامية الخلخال إِن وشاحها ... فَهَذَا قد اسْتغنى وَذَاكَ اشْتَكَى الفقرا) (تلأتلأ در العقد تيهاً بجيدها ... وَسَاكن ذَاك النَّحْر لَا يذكر الْبَحْر) (لَهَا معصم لَوْلَا السوار يصده ... إِذا حسرت أكمامها لجرى نَهرا) (دعتني إِلَى السلوان عَنهُ بحبها ... فَمَا كنت أرْضى بعد إيماني الكفرا) (بِأَيّ اعتذار ألتقي حسن وَجهه ... إِذا خدعتني عَنهُ غانية عذرا) (تَقول وَقد أزرى بهَا حسن وَصفه ... لحى الله رب الشّعْر أَو ناظم الشعرا) (ألم ترني بَين السماطين منشداً ... كَأَنِّي على شاه أرمن أنثر الدرا) (مليك كريم باسل عَم عدله ... فَمن حَاتِم وَابْن الْوَلِيد وَمن كسرا) (أَنِّي سخي تَحت سطوته الْغنى ... فخف وتيقن أَن فِي عسره يسرا) (هُوَ الْبَحْر بل اسْتغْفر الله إِن فِي ... بنان يَدَيْهِ للندى أبحراً عشرا) (إِذا قَامَ ينميه الْخَطِيب بمنبر ... تأود تيهاً واكتسى وَرقا خضرًا) (لحى الله حَربًا لم يكن قلب جيشها ... ومجلس عدل لَا يكون بِهِ صَدرا) وَقَالَ أنْشد الصاحب صفي الدّين بحضوري هَذِه الأبيات من الْخَفِيف (قُمْت ليل الصدود إِلَّا قَلِيلا ... ثمَّ رتلت ذكركُمْ ترتيلا) (ووصلت السهاد أقبح وصل ... وهجرت الرقاد هجراً جميلا) (مسمع كل من كَلَام عذولي ... حِين ألْقى عَلَيْهِ قولا ثقيلا) (وفؤاد قد كَانَ بَين ضلوعي ... أَخَذته الأحداق أخذا وبيلا) ) (قل لرامي الجفون أَن لعَيْنِي ... فِي بحار الدُّمُوع سبحاً طَويلا) (مَاس عجبا عَن كَأَنَّهُ مَا رَآنِي ... غصناً طليحاً وَلَا كثيباً مهيلا) (وَحمى عَن محبه كاس ثغر ... حِين أضحى مزاجها زنجبيلا) (بَان عني فَصحت فِي أثر العي ... س ارحموني ومهلوهم قَلِيلا) (أَنا عبد للصاحب ابْن عَليّ ... قد تبتلت للثنا تبتيلا) (لَا تسمه وَعدا نبيل نوال ... إِنَّه كَانَ وعده مَفْعُولا) (رَاع أعداءه بصفر اليراعا ... ت فأنسى صريرهن الصهيلا)

(وَإِذا كَانَ خصمك الدَّهْر والحك ... م إِلَى الله فاتخذه وَكيلا) (إِن مدحي لَهُ أَشد وطآء ... وقرضي أقوى وأقوم قيلا) (جلّ عَن سَائِر الْبَريَّة قدرا ... فاخترعنا لمدحه التنزيلا) قلت وَمن شعره من الْبَسِيط (باكر صبوحك أهنى الْعَيْش باكره ... فقد ترنم فَوق الأيك طَائِره) (وَاللَّيْل تجْرِي الدراري فِي مجرته ... كالروض تطفو على نهر أزاهره) (وكوكب الصُّبْح نجاب على يَده ... مخلق تملأ الدُّنْيَا بشائره) (فانهض إِلَى ذوب ياقوت لَهَا حبب ... تنوب عَن ثغر من تهوى جواهره) (جمراء فِي وجنة الساقي لَهَا شبه ... فَهَل جناها مَعَ العنقود عاصره) (سَاق تكون من صبحٍ وَمن غسقٍ ... فابيض خداه واسودت غدائره) (مفلج الثغر معسول اللمى غنج ... مؤنث الجفن فَحل اللحظ شاطره) (مهفهف الْقد يندى جِسْمه ترفاً ... مخصر الخصر عبل الردف وافره) (بيض سوالفه لعس مراشفه ... نعس نواظره خرس أساوره) (تعلمت بانة الْوَادي شمائله ... وزورت سحر عَيْنَيْهِ جآذره) (كَأَنَّهُ بسواد الصدغ مكتحل ... وَركبت فَوق خديه محاجره) (نَبِي حسن أظلتنا ذوائبه ... فَقَامَ فِي فَتْرَة الأجفان ناظره) (فَلَو رَأَتْ مقلتا هاروت آيَته ال ... كبرى لآمن بعد الْكفْر ساحره) (قَامَت أَدِلَّة صدغيه لعاشقه ... على عذول أَتَى فِيهِ يناظره) ) (خُذ من زَمَانك مَا أَعْطَاك مغتنماً ... وَأَنت ناه لهَذَا الدَّهْر آمره) (فالعمر كالكأس تُسْتَحْلى أوائلُهُ ... لكنّهُ رُبمَا مُجَّتْ أواخرُهُ) وَمِنْه من قصيدة من الطَّوِيل (وَفِي الكلة الْحَمْرَاء بَيْضَاء طفلة ... بزرق عُيُون السمر يحمى احورارها) (أثار لَهَا نقع الْجِيَاد سرادقاً ... بِهِ دون ستر الخدر عَنَّا استتارها) (لَهَا طلعة من شعرهَا وجبينها ... تعانق فِيهَا لَيْلهَا ونهارها) (لَهَا من مهاة الرمل جيد ومقلة ... وَلَيْسَ لَهَا استيحاشها ونفارها)

(وَمَا سكنت وَادي العقيق وَلَا الغضا ... وَلَكِن بعيني أَو بقلبي دارها) (إِذا مَا الثريا والهلال تقارنا ... أشكك هَل ذَا قُرْطهَا وسوارها) (فَأَي قضيب جال فِيهِ وشاحها ... وَأي كثيب ضَاقَ عَنهُ إزَارهَا) (وَمَا كنت أَدْرِي قبل لُؤْلُؤ ثغرها ... بِأَن نفيسات اللآلي صغارها) (هِيَ الْبَدْر إِلَّا أَن عِنْدِي محاقه ... هِيَ الْخمر إِلَّا أَن حظي خمارها) (أيا كعبة من خالها حجر لَهَا ... بعيد علينا حَجهَا واعتمارها) (فَإِن بلغتهَا النَّفس يَوْمًا بشقها ... فقلبي لَهَا هدي ودمعي جمارها) وَمِنْه من الْكَامِل (طَابَ الصبوح لنا فهاك وهات ... واشرب هَنِيئًا يَا أَخا اللَّذَّات) (كم ذَا التواني والشباب مُطَاوع ... والدهر سمح والحبيب مواتي) (قُم فاصطبح من شمس كاسك واغتبق ... بكواكب طلعت من الكاسات) (صفراء صَافِيَة توقد بردهَا ... فعجبت للنيران فِي الجنات) (ينسل من قار الظروف حبابها ... والدر مجتلب من الظُّلُمَات) (عذراء وَاقعهَا المزاج أما ترى ... منديل عذرتها بكف سقاني) (وتريك خيط الصُّبْح مقتولاً إِذا ... مرقت من الراووق فِي الطاسات) (يسْعَى بهَا عبل الروادف أهيف ... خنث الشَّمَائِل شاطر الحركات) (يهوي فتسبقه أساود شعره ... ملتفة كأساود الْحَيَّات) (يدْرِي منَازِل نيرات كؤوسه ... مَا بَين منصرف وَآخر آتٍ) ) (لَو قسمت أرزاقنا بِيَمِينِهِ ... عدل الزَّمَان على ذَوي الْحَاجَات) (حظي من الزَّمن الْقَلِيل وَهَذِه ... نفثات فِي وَهَذِه كلماتي) وَمِنْه من السَّرِيع (سواي فِي سلوته يطْمع ... فعنفوا إِن شِئْتُم أَو دعوا) (أوضحتم الرشد فَمن يَهْتَدِي ... وقلتم الْحق فَمن يسمع) (بِي ضيق الْعين وَإِن أطنبوا ... فِي الحدق النجل وَإِن أوسعوا) (اللَّيْل من شعرته مُسبل ... وَالشَّمْس من طلعته تطلع)

وَمِنْه من الوافر (أَمَانًا أَيهَا الْقَمَر المطل ... فَفِي جفنيك أسياف تسل) (يزِيد جمال وَجهك كل يَوْم ... ولي جَسَد يذوب ويضمحل) (وَمَا عرف السقام طَرِيق جسمي ... وَلَكِن دلّ من أَهْوى يدل) (يمِيل بطرفه التركي عني ... صَدقْتُمْ إِن ضيق الْعين بخل) (إِذا نشرت ذوائبه عَلَيْهِ ... ترى مَاء يرف عَلَيْهِ ظلّ) قلت أخذت هَذَا الْمَعْنى من الرَّابِع وَقلت من السَّرِيع (أترك هوى الأتراك إِن شِئْت أَن ... لَا تبتلي فيهم بهم وضير) (وَلَا ترج الْجُود من وصلهم ... مَا ضَاقَتْ الْأَعْين مِنْهُم لخير) وَمن شعر ابْن النبيه من الوافر (جد وجدي بحب لاه وأودى ... بفؤاده تذكاره وَهُوَ نَاس) (من بني التّرْك لين الْعَطف قاسي ال ... قلب سهل القياد صَعب المراس) (ضيق الْعين وَهِي من صفة البخ ... ل فَإِن جاد كَانَ ضد الْقيَاس) وَمِنْه من الْكَامِل (قُم يَا غُلَام نصيحة من نصح ... فالديك قد صدع الدجا لما صدح) (خَفِيف تباشير الصَّباح فسقني ... مَا ضل فِي الظلماء من قدح الْقدح) (صهباء مَا لمعت بكف مديرها ... لمقطب إِلَّا تهلل وانشرح) (وَالله مَا مزج المدام بِمَائِهَا ... لكنه مزج المسرة بالفرح) ) (وضحت فلولا أَنَّهَا تروي الظما ... قُلْنَا شراب أَو سراب قد طفح) (هِيَ صفوة الْكَرم الْكَرِيم فَمَا بَدَت ... سراؤها فِي باخل إِلَّا سمح) (من كف فتان القوام بِوَجْهِهِ ... عذر لمن خلع العذار أَو اطرَح) (قمر شقائق مرج وجنته حمى ... مَا شقها سرج العذار وَلَا سرح) (ولى بِشعر كالظلام إِذا دجا ... وأتى بِوَجْه كالصباح إِذا وضح) (يَهْتَز كالغصن الرطيب على النقا ... ذَا خف فِي طي الوشاح وَذَا رجح) (النرجس الْغُصْن اسْتَحى من طرفه ... وشعره زهر الأقاح قد انْفَتح) (وَكَأَنَّهُ متبسم بعقوده ... أَو بالثنايا قد تقلد واتشح)

قلت وَلابْن سناء الْملك قصيدة على هَذَا الْوَزْن تَأتي فِي تَرْجَمته إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن شعره أَيْضا من الْبَسِيط (يَا سَاكِني السفح كم عينٍ بكم سفحت ... نزحتم فَهِيَ بعد الْبعد قد نزحت) (لهفي لطيبة أنس مِنْكُم نفرت ... لَا بل هِيَ الشَّمْس زَالَت بَعْدَمَا جنحت) (بَيْضَاء حجبها الواشون حِين سرت ... عني فَلَو لمحت صبغ الدجا لمحت) (يقْتَصّ من وجنتيها قلت عاشقها ... إِن ضرجت قلبه باللحظ أَو جرحت) (يَهْتَز بَين وشاحيها قضيب نقاً ... حمائم الْحلِيّ فِي أفنانه صدحت) (وأسود الْخَال فِي محمر وجنتها ... كمسكة نفحت فِي جَمْرَة لفحت) (لَهَا جفون وأعطاف عجبت لَهَا ... بِالسقمِ صحت وبالسكر الشَّديد صحت) (وروضة وجنات الْورْد قد خجلت ... فِيهَا ضحى وعيون النرجس اتقحت) (تشاجر الطير فِي أشجارها سحرًا ... ومالت القضب للتعنيق واصطلحت) (والقطر قد رش ثوب الدوح حِين رأى ... مجامر الزهر من أذياله نفحت) (باكرتها وحمام الرَّوْض نافرة ... عَن البروج بكف الصُّبْح إِذا وضحت) (مَا بَين عذران مَاء مَسهَا لبست ... ثوب الْحباب حَيَاء مِنْهُ واتشحت) (تشعشعت فِي يَد الساقي وَقد مزجت ... كَأَنَّهَا بنصال المَاء قد ذبحت) (يسْعَى بهَا أهيف خفت معاطفه ... لَكِن روادفه من ثقلهَا رجحت) (لِلْحسنِ مَاء ومرعى وفْق وجنته ... ربيع عَيْني فِيهِ كلما سرحت) ) (قَالُوا تعشق سوى هَذَا فَقلت لَهُم ... لي همة لدني قطّ مَا طمحت) (فِي أحسن النَّاس أشعاري إِذا نسبت ... وَفِي أجل مُلُوك الأَرْض قد مدحت) قلت وَفِي تَرْجَمَة صفي الدّين عبد الْعَزِيز بن سَرَايَا الحلِّي قصيدة على وزن هَذِه ذكرتها هُنَاكَ وَهَذِه أصنع ولي أَنا قصيدة فِي هَذَا الْوَزْن وعَلى هَذَا الروي أستحيي أَن أذكرها بعد هَذِه وَلَكِن فتْنَة الْإِنْسَان بكلامة أوجبت إيرادها وَهِي من الْبَسِيط (وفى لَهَا الْحسن طَوْعًا بِالَّذِي اقترحت ... فَلَو رأتها بدور التم لافتضحت) (كَأَنَّهَا الْبَدْر فِي ليل الذوائب قد ... تقلدت بالنجوم الزهر واتشحت) (صحت على سقم أجفانها وَكَذَا ... أعطافه وَهِي سكرى بالشباب صحت) (تفري حشاي وتفنيها لواحظها ... مَا ضرّ تِلْكَ الصفاح الْبيض لَو صفحت)

(مهاة حسن أداريها إِذا نفرت ... عني وأعطفها بالعتب إِن جمحت) (قد حَار فِي وصف أغزالي العذول بهَا ... وَقَالَ كَيفَ حلت فِي غادة ملحت) (بذلت فِي وَصلهَا روحي فقد خسرت ... تِجَارَة الْحبّ فِي روحي وَمَا ربحت) (ولي أمالي نفس طالما كذبت ... فِيهَا وَلَو جنحت نَحْو الوفا نجحت) (زارت لتمنحني من وَصلهَا منناً ... أَهلا بهَا وَبِمَا منت وَمَا منحت) (أَقْسَمت مَا سجعت ورق الحمائم فِي ... روض على مثل عطفيها وَلَا صدحت) (وَكلما اعتدلت بالميل قامتها ... رَأَيْتهَا فَوق حسن الْغُصْن قد رجحت) (وَمَا اكتسى خدها من لُؤْلُؤ عرقاً ... لَكِنَّهَا وردة بالطل قد رشحت) (وَرب ليل خَفِيف الْغَيْم أنجمه ... أزاهر قد طفت فِي لجة طفحت) (يَتْلُو الْهلَال الثريا فِي مطالعها ... كَأَنَّهَا شفة للكأس قد فتحت) (وللنسيم رسالات مرددة ... وَحُمرَة الْبَرْق فِي فَحم الدجا قدحت) (والزهر قد أوقت مِنْهُ مجامره ... فَكلما لفحت ريح الصِّبَا نفحت) وَقَالَ ابْن النبيه من الطَّوِيل (خدمت بديوان الْمحبَّة نَاظرا ... على غرَّة يَا لَيْتَني فِيهِ عَامل) (وحاسب فرط السقم جسمي فَلم تكن ... توافيه إِلَّا أعظم ومفاصل) وَقَالَ ابْن النبيه بَيْتا أبدع فِيهِ تقْرَأ كل كَلِمَتَيْنِ مِنْهُ مقلوباً وَهُوَ من الرمل) (لبق أقبل فِيهِ هيف ... كل مَا أملك إِن غنى هبه) وَقَالَ يمدح الْأَشْرَف مُوسَى بزجل وَهُوَ (الزَّمَان سعيد مواتى ... والحبيب حُلْو رَشِيق) (وَالربيع بساطو أَخْضَر ... وَالشرَاب أصفر مروق) (والنسيم سحر تنفس ... عَن عبير أَو مسك أذفر) (والغصون بِحَال ندامى ... من سلاف الْغَيْم تسكر) (والغدير يمد معصم ... ينجلي فِي نقش أَخْضَر) (والهزار يعْمل طرايق ... فِي الْغِنَا مزموم وَمُطلق) (هَات يَا ساقي الحميا ... إِن نجم اللَّيْل غرب)

(من يكون الْبَدْر سَاقيه ... كَيفَ لَا يشرب ويطرب) (أَنْت والأوتار والكاس ... للهموم دوا مجرب) (لَا تخَاف الصُّبْح يهجم ... دع يجي ويركب أبلق) (ذَا قبس يَا بني فِي يدك ... أَو فصوص ياقوت أَحْمَر) (لَا تَقربهَا لخدك ... تشتغل بالنَّار وتسكر) (خجلت من نور وَجهك ... إِذْ رَأَتْ أجل منظر) (والحباب باهت لثغرك ... من حَيَّاهُ يعوم ويغرق) (ذَا الْمليح فِي الْجنَّة يَبْدُو ... وَأَنا مِسْكين فِي جَهَنَّم) (آه على قبْلَة فِي جيدو ... وَأُخْرَى فِي ذَاك الفميم) (لَو ترى حمرَة خدودو ... وعذاره المنمنم) (كَانَ ترى ثوب أطلس ... أَحْمَر معدني بأخضر مُعتق) (يَا نديم اسْمَع نصيحا ... لَا تنم مَا دمت يُمكن) (الصَّباح وَمثله فِي الكاس ... مَا ترى مَا أبهج وَمَا أحسن) (والشقيق حمرا فِي صفرا ... كَأَنَّهُ رايت شاه أرمن) (ملك تخال جمالو ... مَا خلق وَلَيْسَ يخلق) (الْكَرم والعفاق والباس ... عنْدك أَبُو الْفَتْح مُوسَى) ) (الْأسد إِذا تنمر ... والعدو بِحَال فريسا) (لم يدع فِي الدُّنْيَا يذكر ... لَا جليل وَلَا نفيسا) (وكسا الاسلام جَلَاله ... ان ذَا سعيد موفق) (ورشيقه المعاطف ... رأتو بَين السناحق) (وَالْغُبَار بِحَال غمائم ... وَالسُّيُوف بِحَال بوارق) (وسنا جبينو يَرْمِي ... بشعاع على الْخَلَائق) (زعقت حر اّمِ زَوجي ... وَالنَّبِيّ غَدا تطلق) فَأَرَدْت معارضته وَأَنا بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فَقلت وَهُوَ أول زجل نظمته (أبْصر النّيل كَيفَ صفا لي ... وانطبع لما تملق)

(وفرش فِي الرَّوْض بساطو ... وَهُوَ بالأزهار مُزَوق) (هَات كاسي يَا نديمي ... مَا بَقِي للهو عاقه) (الْفَرح شاليشو عِنْدِي ... وَالسُّرُور من خلفو سَاقه) (والمليح عبى لي خصره ... كل باقه بلباقه) (وَالشرَاب قَاعد مجْلِس ... حِين رأى الرواق مُعَلّق) (أصبح النرجس فِي بَهته ... حِين رأى للورد صوله) (والشقيق يحمل مشاعل ... وَالربيع قد صَار لَو دوله) (والنسيم لما تحرّك ... رقص الأغصان فِي جوله) (وَعَلِيهِ الطير غنى ... والغدير بالموج صفق) (مَا نجومي غير ندامى ... طردوا بالسعد عكسي) (سبقوا للهو بَدْرِي ... واحتسوا فِي الكاس شمسي) (وَغدا يومي بنعمه ... وَعَلَيْهَا أطلب أمسي) (فاضربوا إِلَى الرَّعْد كوسات ... وانشروا إِلَى الْبَرْق بيرق) (أَي مليح يسبي فُؤَادِي ... عِنْدَمَا تسحر عيونو) (مَا ينَال الصب منو ... فِي مناه إِلَّا منونو) (لَو ثنى أعطاف قدو ... أَو تبدى نور جبينو) ) (تبصر الأغصان فِي كَسره ... والصباح من غيظو ينشق) (قلت قلبِي قد تقلى ... قَالَ لي من ذِي العوينات) (قلت فِي ثغرك حلاوه ... قَالَ هِيَ سكر سنينات) (قلت يَا زهرَة حَياتِي ... قَالَ هِيَ فِي ذِي الوجينات) (قلت مثل الْغُصْن قدك ... قَالَ لي واحلا وأرشق) (يَا فُؤَادِي لَا تحل عَن ... حب هَذَا الظبي الاحور) (إياك أَن يطغيسك لائم ... قَالَ كنك بو تعذر) (مَا ترى كافور خدو ... وَعَلِيهِ الْخَال كعنبر) (لَا تخف صولة عذارو ... دع يجي ويركب أبلق)

(أَبْصرت معشوق قلبِي ... جارتي يَوْم وَهُوَ دَاخل) (فسباها بانعطافو ... وتثنيه فِي الغلائل) (فتحت لَو قَالَت ادخل ... نعملو يَا سيد وَاصل) (وزويجي إِن تكلم ... أكل الدره وَفرق) وَلما مَاتَ رثاه شهَاب الدّين أَبُو الْخطاب مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن الربعِي المنفوشي من قَرْيَة المنفوشة من قرى النّيل بِبِلَاد الْعرَاق من الْخَفِيف (شعراء الزَّمَان إِن الْمعَانِي ... والمعالي تبْكي على ابْن النبيه) مَاتَ روح القريض واخترم الْفضل وَحسن البديع والتشبيه (كَانَ عِنْد الإنشاد نِيَّة مُوسَى ... فالقوافي من بعده فِي التيه) القَاضِي الْمَاوَرْدِيّ الشَّافِعِي عَليّ بن مُحَمَّد بن حبيب أقضى الْقُضَاة أَبُو الْحسن

الْمَاوَرْدِيّ الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي صَاحب التصانيف المليحة الجيدة روى عَنهُ الْخَطِيب وَوَثَّقَهُ وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة خمسين وَأَرْبع مائَة وَبَينه وَبَين القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ فِي الْوَفَاة أحد عشر يَوْمًا ولي الْقَضَاء ببلدان كَثِيرَة ثمَّ سكن بَغْدَاد وتفقه على أبي الْقَاسِم الصَّيْمَرِيّ بِالْبَصْرَةِ وارتحل إِلَى أبي حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ ودرس بِالْبَصْرَةِ سِنِين كَثِيرَة وَمن تصانيفه تَفْسِير الْقُرْآن سَمَّاهُ النكت والعيون وَكتاب الْحَاوِي فِي الْفِقْه يدْخل فِي عشْرين مجلداً وَكتاب الْإِقْنَاع فِي الْفِقْه أَيْضا وأدب الدّين) وَالدُّنْيَا وَالْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة وسياسة الْملك وقوانين الوزارة وتعجيل النَّصْر وتسهيل الظفر وَكتاب فِي النَّحْو وَكَانَ عَظِيم الْقدر مُتَقَدما عِنْد السُّلْطَان قَالَ أَبُو عَمْرو ابْن الصّلاح وَهُوَ مُتَّهم بالاعتزال وَكنت أتأول لَهُ وأعتذر عَنهُ حَتَّى وجدته يخْتَار فِي بعض الْأَوْقَات أَقْوَالهم قَالَ فِي تَفْسِيره فِي الْأَعْرَاف لَا يَشَاء عبَادَة الْأَوْثَان وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى جعلنَا لكل نَبِي عدوا على وَجْهَيْن مَعْنَاهُ حكمنَا بِأَنَّهُم أَعدَاء وَالثَّانِي تركناهم على الْعَدَاوَة فَلم نمنعهم مِنْهَا وَتَفْسِيره عَظِيم الضَّرَر لكَونه مشحوناً بتأويلات أهل الْبَاطِل وَكَانَ لَا يتظاهر بالانتساب إِلَى أهل الاعتزال بل يتكتم وَلكنه لَا يوافقهم على خلق الْقُرْآن ويوافقهم فِي الْقدر وَلَا يرى صِحَة الرِّوَايَة بِالْإِجَازَةِ وَذكر أَنه مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ الْقَادِر قد تقدم إِلَى أَرْبَعَة من الْأَئِمَّة فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة ليضع كل وَاحِد مُخْتَصرا فِي الْفِقْه فَوضع الْمَاوَرْدِيّ الْإِقْنَاع وَوضع الْقَدُورِيّ مُخْتَصره وَوضع عبد الْوَهَّاب الْمَالِكِي مُخْتَصرا وَوضع من الْحَنَابِلَة وَاحِد مُخْتَصرا وَعرضت عَلَيْهِ فَخرج الْخَادِم إِلَى الْمَاوَرْدِيّ وَقَالَ لَهُ قَالَ لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ حفظ الله عَلَيْك دينك كَمَا حفظت علينا ديننَا وَكَانَ قد سلك طَرِيقا فِي تَوْرِيث ذَوي أَرْحَام الْقَرِيب والبعيد سَوَاء فجَاء إِلَيْهِ كَبِير من الشَّافِعِيَّة فَقَالَ لَهُ اتبع وَلَا تبتدع فَقَالَ بل أجتهد وَلَا أقلد فَانْصَرف عَنهُ وَلما تلقب بأقضى الْقُضَاة أنكر الصَّيْمَرِيّ والطبري أَبُو الطّيب وَغَيرهمَا ذَلِك هَذَا بعد أَن كتبُوا خطوطهم لجلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بِجَوَاز أَن يتسمى بِملك الْمُلُوك الْأَعْظَم فَلم يلْتَفت إِلَيْهِم وتلقب بأقضى الْقُضَاة إِلَى أَن توفّي وَقيل أَنه لم يظْهر شَيْئا من تصانيفه فِي حَيَاته وَجَمعهَا كلهَا فِي مَكَان وَلما دنت وَفَاته قَالَ لشخص يَثِق إِلَيْهِ إِن كتبي لم أظهرها لِأَنِّي لم أجد نِيَّة خَالِصَة لله تَعَالَى لم يشبها كدر فَإِذا أَنا وَقعت فِي النزع وعاينت الْمَوْت اجْعَل يدك على يَدي فَإِن قبضت عَلَيْهَا وعصرتها فَاعْلَم أَنه لم يقبل مني شَيْء مِنْهَا واعمد إِلَى الْكتب وألقها فِي دجلة وَإِن بسطت يَدي وَلم أقبضها على يدك فَاعْلَم أَنَّهَا قد قبلت وَأَنِّي قد ظَفرت بِمَا كنت أرجوه قَالَ فَلَمَّا وَقع النزع وضع يَده فِي يَده فبسطها

وَلم يقبضهَا فَعلم أَنه قبل فأظهرت كتبه وَفِي كتاب سر السرُور لمحمود النَّيْسَابُورِي بيتان منسوبان إِلَى الْمَاوَرْدِيّ وهما من الطَّوِيل) (وَفِي الْجَهْل قبل الْمَوْت موت لأَهله ... فأجسادهم دون الْقُبُور قُبُور) (وَإِن امْرَءًا لم يحي بِالْعلمِ صَدره ... فَلَيْسَ لَهُ حَتَّى النشور نشور) عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ الشَّافِعِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن خطاب الشَّيْخ عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ المغربي الأصولي الْمصْرِيّ ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة اختصر كتاب الْمُحَرر وَكتاب عُلُوم الحَدِيث والمحصول فِي أصُول الْفِقْه وَالْأَرْبَعِينَ وَكَانَ عُمْدَة فِي الْفَتْوَى وروى جُزْء ابْن حوصا عَن أبي الْعَبَّاس التلمساني وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ العلامتان قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وأثير الدّين أَبُو حَيَّان وَرَأَيْت قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يعظمه كثيرا إِلَى الْغَايَة ويثني عَلَيْهِ فضائله وَكَانَ دينا صيناً وقوراً أَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة أَبُو حَيَّان قَالَ كَانَ مفتياً فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي قَرَأت عَلَيْهِ يَسِيرا من مُخْتَصره فِي أصُول الْفِقْه وَسمعت عَلَيْهِ دروساً وأنشدني لنَفسِهِ من الوافر (رثى لي عذلي إِذْ عاينوني ... وسحب مدامعي مثل الْعُيُون) (وراموا كحل عَيْني قلت كفوا ... فَأصل بليتي كحل الْعُيُون) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ دوبيت (بالبلبل والهزار والشحرور ... يسبى طَربا قلب الشجي المهجور) (فانهض عجلاً وانهب من اللَّذَّة مَا ... جَادَتْ كرماً بِهِ يَد الْمَقْدُور) أَبُو سعد بن خلف الْكَاتِب عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف أَبُو سعد الْكَاتِب النيرماني بالنُّون وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعد الرَّاء وَالْمِيم ألف وَنون ونيرمان قَرْيَة من قرى الْجَبَل بِالْقربِ من همذان كَانَ من جلة الْكتاب الْفُضَلَاء والرؤساء النبلاء كَانَ يخْدم فِي ديوَان بني بويه بِبَغْدَاد ومدح الإِمَام الْقَادِر وَكَانَ قد اتَّصل ببهاء الدولة ابْن عضد الدولة فصنف لَهُ

المنثور البهائي فِي مجلدة وَهُوَ نثر كتاب الحماسة وَغَيرهَا وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة وَمن شعره القصيدة الْمَشْهُورَة وَهِي من الطَّوِيل (خليلي فِي بَغْدَاد هَل أَنْتُمَا ليا ... على الْعَهْد مثلي أم غَدا الْعَهْد بَالِيًا) (وَهل ذرفت يَوْم النَّوَى مقلتاكما ... عَليّ كَمَا أمسي وَأصْبح باكيا) ) (وَهل أَنا مَذْكُور بِخَير لديكما ... إِذا مَا جرى ذكر لمن كَانَ نَائِيا) (وَهل فيكما من إِن تنزل منزلا ... أنيقاً وبستاناً من النُّور حاليا) (أجد لَهُ طيب الْمَكَان وَحسنه ... منى يتمناها فَكنت الأمانيا) (كتابي عَن شوق شَدِيد إلَيْكُمَا ... كَأَن على الأحشاء مِنْهُ مكاويا) (وَعَن أدمع منهلة فتأملا ... كتابي تنر آثارها فِي كتابيا) (وَلَا تيأسا أَن يجمع الله بَيْننَا ... كأحسن مَا كُنَّا عَلَيْهِ تصافيا) (فقد يجمع الله الشتيتين بَعْدَمَا ... يظنان كل الظَّن أَن لَا تلاقيا) (وَلَا تأنسا بالورد بعدِي واعربا ... مقَال ابْن عبد الله يخدع ساجيا) (وَلما تفرقنا تطيرت أَن أرى ... مَكَانك مني لَا خلا مِنْك خَالِيا) (فضمنته وردا كرياك رِيحه ... يذكرنِي مِنْك الَّذِي لست نَاسِيا) (وَلَا تطلبا صوني إِذا مَا تغنتا ... تسر وَفَوْز جادتا لي الأغانيا) (وخبرتما أَن تيماء منزل ... لليلى إِذا مَا الصَّيف ألْقى المراسيا) (فهذي شهور الصَّيف عَنَّا قد انْقَضتْ ... فَمَا للنوى ترمي بليلي المراميا) (فدى لَك يَا بَغْدَاد كل مَدِينَة ... من الأَرْض حَتَّى خطتي ودياريا) (فقد سرت فِي سرق الْبِلَاد وغربها ... وطوقت خيلي بَينهَا وركابيا) (فَلم أر فيهمَا مثل بَغْدَاد منزلا ... وَلم أر فِيهَا دجلة وَاديا) (وَلَا مثل أهليها أرق شمائلاً ... وأعذب ألفاظاً وَأحلى معانيا) (وَكم قَائِل لَو كَانَ ودك صَادِقا ... لبغداد لم ترحل وَكَانَ جوابيا) (يُقيم الرِّجال الموسرون بأرضهم ... وَتَرْمِي النَّوى بالمقترين المراميا) وَمن شعره يمدح الْقَادِر من الْبَسِيط (لَا زلت تحيا لنعمى لَا نفاد لَهَا ... فِي ظلّ عز على الدولات تحتكم)

(تغني وتفني وتستبقي وتهلك من ... ناوى وترجى ويخشى بأسك الْأُمَم) وَكتب إِلَيْهِ من رِسَالَة طَوِيلَة من المنسرح (خدمت لما عرفت من خدمك ... ودام عِنْدِي النَّعيم من نعمك) (وَكَانَت النائبات تألفني ... فاحتشمتني إِذْ صرت من حشمك) ) وَأورد لَهُ ابْن النجار فِي ذيله من الْكَامِل (يَا ظالمي قسما عَلَيْك بِحرْمَة ال ... إِيمَان فَهِيَ نِهَايَة الْإِيمَان) (لَا تسفكن دمي فَإِنِّي خَائِف ... جدا عَلَيْك عُقُوبَة الْعدوان) (وَإِذ مَرَرْت على زرود فَلَا تغر ... بِالْمَشْيِ فِيهِ موائل الأغصان) (بِاللَّه واستر ورد خدك فِيهِ لَا ... ينشق قلب شقائق النُّعْمَان) وَأورد لَهُ أَيْضا من الْكَامِل (عجبا لضرسك كَيفَ يشكو عِلّة ... وبجنبه من ريقك الدرياق) (هَذَا نَظِير سقام ناظرك الَّذِي ... عافاك وابتليت بِهِ العشاق) (أَو عقربي صدغيك إِذْ لدغا الورى ... وحماك من حميتهما الخلاق) وَمن شعر أبي سعد ابْن خلف من الْكَامِل (جرت النَّوَى بهم فَمَا حنوا ... رفقا بِنَا ونأوا فَمَا أنوا) (إِن كَانَ عِنْدهم وَقد رحلوا ... أَنا نُقِيم فبئس مَا ظنُّوا) (لَا بُد مِنْهُم أَيَّة سلكوا ... إِن أسعفوا بالوصل أَو ظنُّوا) (لي عِنْدهم دين فوا عجبا ... الدّين لي وفؤادي الرَّهْن) وَله ولد يعرف بِأبي الْفرج ابْن أبي سعيد الهمذاني مَذْكُور فِي شعراء الدمية لَهُ شعر جيد الْقَابِسِيّ الْمَالِكِي عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف الإِمَام أَبُو الْحسن الْمعَافِرِي الْقَرَوِي

الْقَابِسِيّ الْمَالِكِي عَالم إفريقية سمع وَحدث وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث وَعلله وَرِجَاله فَقِيها أصولياً متكلماً صَالحا متقناً وَكَانَ أعمى لَا يرى شَيْئا وَألف تواليف بديعة وَسمي الْقَابِسِيّ لِأَن عَمه كَانَ يشد عمَامَته شدَّة قابسية توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة ورثاه الشُّعَرَاء وَضربت الأخبية على قَبره وَولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة رَحل إِلَى الْمشرق وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ بِمَكَّة من أبي زيد وَرجع إِلَى القيروان قَالَ أَبُو بكر الصّقليّ قَالَ لي أَبُو الْحسن الْقَابِسِيّ كذب عَليّ وَعَلَيْك سموني بالقابس وَمَا أَنا بقابسي وَإِنَّمَا السَّبَب فِي ذَلِك أَن عمي كَانَ يشد عمَامَته شدَّة قابسية فَقيل لِعَمِّي قابسي واشتهرنا بذلك وَإِلَّا فَأَنا قروي وَأَنت فَدخل أَبوك مُسَافِرًا إِلَى صقلية نسب إِلَيْهَا) وَأول جُلُوسه للمناظرة بأثر موت أبي مُحَمَّد قَالَ من الوافر (لعمر أَبِيك مَا نسب الْمُعَلَّى ... لمكرمة وَفِي الدُّنْيَا كريم) (وَلَكِن الرياض إِذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم) ثمَّ بَكَى حَتَّى أبكى النَّاس وَقَالَ أَنا الهشيم ثَلَاثًا وَالله لَو أَن فِي الدُّنْيَا خضراء مَا رعيت أَنا وَشَيْخه الْمَذْكُور هُوَ أَبُو مُحَمَّد عبد الله ابْن أبي هَاشم التجِيبِي وَسمع شخصا يَقُول فِي مَجْلِسه مَا قصر المتنبي فِي قَوْله من المتقارب (يُرَاد من الْقلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على النَّاقِل) فَقَالَ يَا مِسْكين أَيْن أَنْت عَن قَوْله تَعَالَى لَا تَبْدِيل لخلق الله وَمن تصانيفه الممهد فِي الْفِقْه وَأَحْكَام الديانَات والمنقذ من شبه التَّأْوِيل والمناسك والاعتقادات أَبُو الْحسن البلنسي عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف بن أَحْمد الخزرجي أَبُو الْحسن الأندلسي البلنسي قدم بَغْدَاد طَالب الْعلم وروى بهَا شعره وَكتب عَنهُ يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد وروى عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن حَمْزَة السّلمِيّ الدِّمَشْقِي فِي مشيخته وَمن شعره من المنسرح (عَاد إِلَى الْوَصْل بعد مَا هجرا ... وَتَابَ مِمَّا جناه واعتذرا) (وَقَامَ بِالرَّاحِ فَوق رَاحَته ... كَأَنَّهَا الشَّمْس تحمل القمرا) أَبُو الْقَاسِم التنوخي الْحَنَفِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد أبي الْفَهم بن إِبْرَاهِيم أَبُو

الْقَاسِم التنوخي القَاضِي قدم بَغْدَاد وتفقه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَكَانَ حَافِظًا للشعر ذكياً وَله عرُوض بديع ولي الْقَضَاء بعدة بلدان وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وَهُوَ جد القَاضِي التنوهي عَليّ بن المحسن وَقد تقدم ذكره وَهُوَ وَالِد أبي عَليّ المحسن التنوخي صَاحب نشوار المحاضرة وَغَيره وَسَيَأْتِي ذكره وَكَانَ أَبُو الْقَاسِم هَذَا بَصيرًا بِعلم النُّجُوم قَرَأَ على الْكسَائي المنجم وَيُقَال إِنَّه كَانَ يقوم بِعشْرَة عُلُوم وَكَانَ يحفظ للطائيين سبع مائَة قصيدة ومقطوعة سوى مَا يحفظ لغَيرهم من الْمُحدثين وَغَيرهم وَكَانَ يحفظ من النَّحْو واللغة شَيْئا كثيرا وَكَانَ فِي الْفِقْه والفرائض والشروط غَايَة واشتهر) بالْكلَام والمنطق والهندسة وَكَانَ فِي الْهَيْئَة قدوة وَكَانَ لَهُ غُلَام يؤثره على غَيره من غلمانه يُسمى نسيماً فَكتب إِلَى القَاضِي بعض أَصْحَابه من الرمل (هَل عَليّ لامه مدغمة ... لاضطرار الْوَزْن فِي مِيم نسيم) فَوَقع تَحْتَهُ نعم وَلم لَا وَمن شعره من الطَّوِيل (وَلَيْلَة مشتاق كَأَن نجومها ... قد اغتصبت عَيْني الْكرَى فَهِيَ نوم)

(كَأَن عُيُون الساهرين لطولها ... إِذا شخصت للأنجم الزهر أنجم) (كَأَن سَواد اللَّيْل وَالْفَجْر ضَاحِك ... يلوح وَيخْفى أسود يتبسم) وَمِنْه من الْبَسِيط (عهدي بهَا وضياء الصُّبْح يطفئها ... كالسرج تطفأ أَو كالأعين العور) (أعجب بِهِ حِين وافى وَهِي نيرة ... فظل يطمس مِنْهَا النُّور بِالنورِ) وَمِنْه من الْكَامِل (لم أنس دجلة والدجى متصوب ... والبدر فِي أفق السَّمَاء مغرب) (فَكَأَنَّهُ فِيهَا بِسَاط أَزْرَق ... وَكَأَنَّهُ فِيهَا طراز مَذْهَب) وَمِنْه من المنسرح (فَحم كَيَوْم الْفِرَاق نشعله ... نَار كنار الْفِرَاق فِي الكبد) (أسود قد صَار تَحت حمرتها ... مثل الْعُيُون اكتحلن بالرمد) وَمِنْه فِي مليح جسيم من الْبَسِيط (من أَيْن أستر وجدي وَهُوَ منهتك ... مَا للمتيم فِي فتك الْهوى دَرك) (قَالُوا عشقت عَظِيم الْجِسْم قلت لَهُم ... الشَّمْس أعظم جرم حازه الْفلك) وَمِنْه من المنسرح (لم أنس شمس الضُّحَى تطالعني ... وَنحن من رَقَبَة على فرق) (وجفن عَيْني بدمعه شَرق ... لما بَدَت فِي معصفر شَرق) (كَأَنَّمَا أدمعي ووجنتها ... لما رمتنا الوشاة بالحدق) (ثمَّ تغطت بكمها خجلاً ... كَالشَّمْسِ غَابَتْ فِي حمرَة الشَّفق) وَمِنْه من السَّرِيع) (فديت عَيْنَيْك وَإِن كَانَتَا ... لم تبقيا من جَسَدِي شَيْئا) (إِلَّا خيالاً لَو تأملته ... فِي الشَّمْس لم تبصر لَهُ فَيْئا) وَمِنْه فِي الناعورة من الْكَامِل (باتت تَئِنُّ وَمَا بهَا وجدي ... وحننت من وجد إِلَى نجد) (فدموعها تحيا الرياض بهَا ... ودموع عَيْني قرحت خدي)

وَمِنْه من الطَّوِيل (تخير إِذا مَا كنت فِي الْأَمر مُرْسلا ... فمبلغ آراء الرِّجَال رسولها) (ورد وفكر فِي الْكتاب فَإِنَّمَا ... بأطراف أَقْلَام الرِّجَال عقولها) وَمِنْه من الْكَامِل (وبدت نُجُوم اللَّيْل من خلل الدجى ... تَدْنُو كَمَا يتفتح النوار) (أقبلن والمريخ فِي أوساطها ... مثل الدَّرَاهِم وَسطهَا دِينَار) (والجو تجلوه النُّجُوم على الدجا ... فِي قمص وشي مَا لَهَا أزرار) (وكأنما الجوزا وشاح خريدة ... والنجم تَاج والوشاح خمار) وَقَالَ مَنْصُور الخالدي كنت لَيْلَة عِنْد التنوخي فِي ضِيَافَة فأعفى إعفاءه فَخرجت مِنْهُ ريح فَضَحِك بعض الْقَوْم فانتبه بضحكة وَقَالَ لَعَلَّ ريحًا فسكتنا من هيبته فَسكت سَاعَة ثمَّ قَالَ من الطَّوِيل (إِذا نَامَتْ العينان من متيقظ ... تراخت بِلَا شكّ تساريج فقحته) (فَمن كَانَ ذَا عقل فيعذر نَائِما ... وَمن كَانَ ذَا جهل فَفِي جَوف لحيته) وَقَالَ التنوخي راداً على ابْن المعتز فِي قصيدته الَّتِي يفخر فِيهَا ببني الْعَبَّاس على آل أبي طَالب وأولها من الطَّوِيل (أَبى الله إِلَّا مَا ترَوْنَ فَمَا لكم ... غضابى على الأقدار يَا آل طَالب) وأبيات التنوخي من الطَّوِيل (من ابْن رَسُول الله وَابْن وَصِيّه ... إِلَى مدغل فِي عقدَة الدّين ناصب) (نَشأ بَين طنبور وزق ومزهر ... وَفِي حجر شاد أَو على ظهر ضَارب) (وَمن ظهر سَكرَان إِلَى بطن قينه ... على شبه فِي ملكهَا وشوائب) ) يَقُول فِيهَا (وَقلت بَنو حَرْب كسوكم عمائماً ... من الضَّرْب فِي الهامات حمر الذوائب) (صدقت منايانا السيوف وَإِنَّمَا ... تموتون فَوق الْفرش موت الكواعب) (وَنحن الأولى لَا يسرح الذَّم بَيْننَا ... وَلَا تَدْرِي أعراضنا بالمعايب) (إِذا مَا انتدوا كَانُوا شموس نديهم ... وَإِن ركبُوا كَانُوا بدور الركائب) (وَإِن عبسوا يَوْم الوغى ضحك الردى ... وَإِن ضحكوا بكوا عُيُون النوائب)

(وَمَا للغواني والوغى إِن شغلها ... بقرع المثاني عَن قراع الْكَتَائِب) (وَيَوْم حنين قلت حزنا فخاره ... وَلَو كَانَ يدْرِي عدهَا فِي المثالب) (أَبوهُ مُنَاد وَالْوَصِيّ مضَارب ... فَقل فِي مُنَاد صيت ومضارب) (وجئتم مَعَ الْأَوْلَاد تبغون إِرْثه ... فأبعد مَحْجُوب بحاجب حَاجِب) (وقلتم نهضنا ثائرين شعارنا ... بثارات زيد الْخَيْر عِنْد التجارب) (فهلاًّ بإبراهيم كَانَ شِعَاركُمْ ... فترجع دعواكم تَحِلَّة خائب) وَفِي تَرْجَمَة صفي الدّين عبد الْعَزِيز الْحلِيّ أَيْضا جَوَاب آخر عَن غير هَذِه القصيدة وَالْأُخْرَى بائية لِابْنِ المعتز وَمن شعره من الطَّوِيل (بنفسي من لم يبد قطّ لعاذل ... فَيرجع إِلَّا وَهُوَ لي فِيهِ عاذر) (وَلَا لحظت عَيناهُ ناه عَن الْهوى ... فَأصْبح إِلَّا وَهُوَ بالحب آمُر) (يُؤثر فِيهِ نَاظر الْفِكر بالمنى ... وتجرحه باللمس مِنْهَا الضمائر) وَمِنْه من المتقارب (وَرَاح من الشَّمْس مخلوقة ... بَدَت لَك فِي قدح من نَهَار) (هَوَاء وَلكنه سَاكن ... وَمَاء وَلكنه غير جاري) (إِذا مَا تأملته وَهُوَ فِيهِ ... تَأَمَّلت مَاء محيطاً بِنَار) (فهذي النِّهَايَة فِي الابيضاض ... وَهَذَا النِّهَايَة فِي الاحمرار) (وَمَا كَانَ فِي الحكم أَن يوجدا ... لفرط التَّنَافِي وفرط النفار) (وَلَكِن تجَاوز سطحاهما ... البسيطان فاتفقا فِي الحوار) (كَأَنَّ المديرَ لَهَا باليمينِ ... إِذا قَامَ للسقْيِ أَو باليَسارِ) ) (تدرع ثوبا من الياسمين ... لَهُ فَرد كم من الجلنار) وَكَانَ التنوخي من جملَة الْقُضَاة الَّذين ينادمون الْوَزير المهلبي ويجتمعون عِنْده فِي الْأُسْبُوع لَيْلَتَيْنِ على اطراح الحشمة والتبسط فِي القصف والخلاعة وهم ابْن قريعة وَابْن مَعْرُوف وَالْقَاضِي الإيذجي وَغَيرهم وَمَا مِنْهُم إِلَّا أَبيض اللِّحْيَة طويلها وَكَذَلِكَ كَانَ المهلبي فَإِذا طابوا وَأخذ الشَّرَاب مِنْهُم وهبوا ثوب الْوَقار للعقار وَأخذ كل مِنْهُم طاس ذهب من ألف مِثْقَال مملوءاً شرابًا قطربلياً أَو عكبرياً فيغمس لحيته فِيهَا وينقعها ثمَّ يرش بهَا بَعضهم بَعْضًا ويرقصون جَمِيعًا وَعَلَيْهِم المصبغات ومخانق المنثور وإياهم عَنى السّري بقوله من المنسرح

(مجَالِس ترقص الْقُضَاة بهَا ... إِذا انتشوا فِي مخانق الْبرم) (وَصَاحب يخلط المجون لنا ... بشيمة حلوة من الشيم) (يخضب بِالرَّاحِ شَيْبه عَبَثا ... أنامل مثل حمرَة العنم) (حَتَّى تخال الْعُيُون شيبته ... شيبَة تَيْس قد خضبت بِدَم) ووفد التنوخي على سيف الدولة فَأكْرم نزله ومثواه وَأَجَازَهُ وزوده وَكتب لَهُ إِلَى الحضرة فأعيد إِلَى مناصبه وَزيد فِي معاليمه إِكْرَاما لَهُ أَبُو الْحسن الْبَزَّار عَليّ بن مُحَمَّد بن دلف أَبُو الْحسن بن أبي المظفر الْبَزَّاز الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْأَدَب على كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن الْأَنْبَارِي وجالس الْفُضَلَاء واقتبس مِنْهُم وَكَانَ فَاضلا لَهُ نظم ونثر وَهُوَ فصيح الْإِيرَاد توفّي سنة ثَمَان وست مائَة ابْن دفترخوان الْموصِلِي عَليّ بن مُحَمَّد بن الرِّضَا بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن أميركا الشريف أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي الموسوي الطوسي الأديب الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن دفترخوان ولد فِي رَابِع صفر سنة بحماة وَبهَا توفّي سنة خمس وَخمسين وست مائَة وَله سِتّ وَسِتُّونَ سنة لَهُ مصنفات أدبية وَغير أدبية امتدح الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَغَيره وملكت من تصانيفه بِخَطِّهِ كتاب شاهناز وَهُوَ سُؤَالَات نظم أَبْيَات وأجوبتها نثر بَين حكيمين طبيعي وإلهي وَكتاب الطَّلَائِع وَكتاب الحكم الموجزة فِي الرسائل الملغزة وَقَالَ فِي آخِره هُوَ ثَان وَأَرْبَعُونَ كتابا وَضعته وَله كتاب الغلمان من نظمه فِي ألف غُلَام وَله شعر كثير مقاطيع وَغَيرهَا وَله أرجوزتان سماهما) الهاديتين إِحْدَاهمَا فِي آدَاب الزائر وَالْأُخْرَى فِي أدب المزور وَهُوَ غواص على الْمعَانِي وَمن شعره من السَّرِيع (طَال عَليّ اللَّيْل والصب مو ... قوف على التسهيد فِي صبوته) (وَكَيف أَرْجُو الصُّبْح فِيهِ ونا ... ر الشَّمْس لَا تعْمل فِي فحمته) وَمِنْه من الرمل المجزوء (إِن علا نجم أديب ... ونسيب فبذين) (أَو توالى فِي احتراق ... فَهُوَ بَين النيرين)

وَمِنْه من الْخَفِيف (سَابق النَّاس بِالسَّلَامِ فَفِي ذَا ... ك إِذا مَا اعْتبرت خمس خِصَال) (كاشف الريب قَاطع الْعَيْب مح ... يى الود ستر الأحقاد بَاب الْوِصَال) وَمِنْه فِي الفانوس من الرمل المجزوء (إِن فانوساً لَهُ ... من ثَوْبه الآنس ذيل) (يحمل الْحَامِل مِنْهُ ... قبَّة فِيهَا سُهَيْل) وَمِنْه من الْخَفِيف (ثمَّ اهوى صنف من الطير للما ... ء وَمَال الرياض غير مكيس) (كنجوم تساقطت فِي اسْتِوَاء ... وشبيه الرَّايَات حِين تعكس) وَمِنْه من المتقارب (وفاختة لحنها وَاحِد ... تكَاد تشق بِهِ صدرها) (كمطربة عشقت رخمة ... فظلت تكررها عمرها) وَمِنْه من السَّرِيع (انْظُر إِلَى شقشقة الْفَحْل إِذْ ... يهدر والأزباد فِي الخد) (كَأَنَّهُ ينْفخ فِي قربَة ... ويمطر الثَّلج من الرَّعْد) وَمِنْه فِي الدِّينَار الْبَرْمَكِي وَهُوَ مائَة دِينَار من الْكَامِل (إِن البرامكة الَّذين تقدمُوا ... عَن عصرنا نهبوا بيُوت المَال) (ضربوا على شكل الرَّحَى دينارهم ... ليدور ذكرهم على الْأَحْوَال) ) وَمِنْه من السَّرِيع (أعجب من التسماح حَيا ولل ... أَحيَاء مِنْهُ الْحِين فِي الْحِين) (وَإِن بدا يفتح فَاه رَأْي ... ت الْجذع قد شقّ بنصفين) وَمِنْه من السرطان من السَّرِيع (محدب عَيناهُ فِي رَأسه ... مَسْكَنه فِي المَاء كالعش) (معوج فِي مُسْتَقِيم مَشى ... كَأَنَّهُ قنطرة تمشي) وَمِنْه من مخلع الْبَسِيط

(إِن الدَّنَانِير ضرب مصر ... سحر بِهِ يخدع الْبَخِيل) (من معجزات الْإِلَه فِيهَا ... أَن يعشق الْأَصْفَر الْبَخِيل) وَمِنْه من السَّرِيع (محجل أشقر قُلْنَا لمن ... يعجز عَن نطق بأوصافه) (هَذَا هُوَ الْبَرْق وتحجيله ... تعلق الْغَيْم بأطرافه) وَمِنْه من السَّرِيع (أعجب من المريخ مشتعلاً ... بَين النُّجُوم يشابه البرقا) (كشقيقة فِي الأقحوان ... أَو الدِّينَار بَين دَرَاهِم ملقى) وَمِنْه من الهزج (ودولاب إِذا أَن ... يزِيد الْقلب أشجانا) (سقى الْغُصْن وغناه ... فَمَا يبرح نشوانا) وَمِنْه من السَّرِيع (كَأَنَّمَا السحب إِذا مَا سرت ... يحثها العاصف من جايب) (أَجْنِحَة النعام مَفْتُوحَة ... للطرد فِي مصطخب لاجب) وَمِنْه فِي الشمعة من الْكَامِل (وعجيبة تحكي بقد نَخْلَة ... ذهبية لهبية تَشْكُو الصدا) (ومقطها مِنْهَا يُعِيد حمامة ... بيضًا ويلقيها غراباً أسود) وَمِنْه من الْكَامِل) (المَاء عنصره بسيط وَاحِد ... لكنما أجزاؤه مُتَفَرِّقَة) (وَالْمَاء ثوب الأَرْض إِلَّا أَنَّهَا ... قَامَت فَصَارَ لَهَا شَبيه المنطقه) وَمِنْه من السَّرِيع (إِذا بدا من شرقه النير ال ... أَعلَى وزالت دولة الْفجْر) (تزاحم الْغَيْم على بَابه ... لفوزها بِالْخلْعِ الْحمر) وَمِنْه من الوافر (تروق الطّرف تدريجات غيم ... تكسرها بتصحيح الْهَوَاء)

(كَأَن الشَّمْس تبني من زجاج ... لَهَا درجاً إِلَى بَاب السَّمَاء) وَمِنْه من المتقارب (أرى الْغَيْث ترسم شكل النَّبَات ... وللأرض من بعد ذَا ضَبطه) (كَمَا دوروا للصَّغِير الْحُرُوف ... بنقط فحققها خطه) وَمِنْه من الْكَامِل (أعجب لزوبعة تدير لوالباً ... فِي الأَرْض تحكي وَهِي فِي جولانها) (رقاصة هيفاء دارت خفَّة ... وثيابها تلتف فِي دورانها) وَمِنْه من السَّرِيع (مقطعات النّيل من حولهَا ... بخضرة الأقراط جنَّات) (وتشتهي الْأَنْفس رشقاً لَهَا ... كَأَنَّهَا فِي الأَرْض كاسات) وَمِنْه من الْبَسِيط (أنظر إِلَى النّخل للأردان نافضة ... كَأَن فِي أَعلَى نَخْلَة فيلا) (مثل السَّوَارِي تدلى حملهَا نسقاً ... كَأَنَّمَا عَلقُوا فِيهَا قناديلا) (كَأَنَّمَا سعف مِنْهَا تطرحه ... عواصف الرّيح تَشْبِيها وتمثيلا) (غيد على طرب من شرب صَافِيَة ... رقصن لهواً وطوحن المناديلا) وَمِنْه فِي شجر الحيلاف من الْبَسِيط (أنظر إِلَى شجر الحيلاف مشتعلاً ... لمن يرَاهُ على بعد كنيران) (فِي حَال حمرتها من قبل خضرتها ... تخال أَغْصَانهَا قضبان مرجان) ) وَمِنْه فِي البان من الْكَامِل (بَانَتْ لَك البانات فَاشْرَبْ فَوْقهَا ... صفراء تؤذن بالمسرة والسخا) (وتلبست زغب الْحمام كَأَنَّمَا ... باض الرّبيع على الغصون وفرخا) آخر الْجُزْء الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى عَليّ بن مُحَمَّد بن رستم بن هردوز بهاء الدّين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على محمدٍ وَآله وَصَحبه وَسلم

الجزء 22

(الْجُزْء الثَّانِي وَالْعِشْرين) (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (ربِّ أَعِنْ) 3 - (ابْن الساعاتي) عَليّ بن مُحَمَّد بن رُستم بن هَرْدُوز بهاء الدّين أَبُو الْحسن الشَّاعِر ابْن الساعاتي صَاحب الدِّيوَان الْمَشْهُور ولد بِدِمَشْق سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وست مائَة وَكَانَ أَبوهُ يعْمل السَّاعَات بِدِمَشْق فبرع هُوَ فِي الشّعْر ومدح الْمُلُوك وتعانى الجندية وَسكن مصر وروى شعره جمَاعَة مِنْهُم القوصي وَغَيره وَهُوَ أَخُو الطَّبِيب العلاّمة فَخر الدّين رضوَان طَبِيب الْملك المعظَّم وَقد تقدَّم ذكره فِي حرف الرَّاء وحُكي أنَّ بهاء الدّين الْمَذْكُور كَانَ مليح الصُّورَة ظريفاً وَأَنه كَانَ ممَّن يتعشَّقه أَرْبَعُونَ شَاعِرًا وَأَنه كَانَ إِذا نظم القصيدة أَلْقَاهَا بَينهم فينقِّحها الْجَمِيع لَهُ فَلذَلِك جاد شعره وديوانه كَبِير ثَلَاث مجلدات كبار وَهُوَ عِنْد أَكثر النَّاس أَنه شَاعِر عَظِيم وَأَنا مَا أرَاهُ يداني ابْن النَّبيه وَإِن كَانَ ابْن الساعاتي قَادِرًا مكثاراً طَوِيل النَّفس وَقيل أَنه قَالَ يَوْمًا وَهُوَ فِي حداثته ابنُ منقذ أجيء وَأُحَدِّثكُمْ فَقَالَ لَهُ ابْن الساعاتي مُرَّ ويْكَ وَكِلَاهُمَا أَرَادَ التَّصْحِيف قَالَ ابْن منقذ أخي وَاحِد بكم فَقَالَ ابْن الساعاتي مُروءتك وَهَذَا لطف مِنْهُ نقلت من خطّ القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (قُم يَا نديم إِلَى مُبَاشرَة الوغى ... فالحربُ قائمةٌ وَنحن هجودُ) (واللَّيلُ قد أودى وقهقه عندنَا ... الإبريقُ من طربٍ وناح العودُ)

(وَلَئِن زعمتَ بأنَّ ذَلِك باطلٌ ... فلنا عَلَيْهِ أدلَّةٌ وشهودُ) ) (القطرُ نَبلٌ والغدير سوابغٌ ... والبرق بِيض والغمام بنودُ) وَقَالَ القوصي أَنْشدني لنَفسِهِ (ومواقفٍ بالنَّيْرَبَيْنِ شهدتُها ... والعيشُ غَضٌّ والزمانُ غلامُ) (جَمَدَ المُدام بهنَّ فَهُوَ فواكهٌ ... تُجنى وذاب التبر فَهُوَ مُدامُ) (مخطوبةٌ جُليت فنقَّطها الحيا ... بعقود دُرٍّ خانهنَّ نظامُ) (والدَّوح يرقص والبروق بجوّها ... مثل الصَّوارم بالرّقاب تُشامُ) (سَفَرَتْ فنرجسُها المضاعفُ أعيُنٌ ... والوردُ خدٌّ والقضيبُ قوامُ) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي سَوْدَاء أَحبَّها (زَعَمُوا أنَّني بجهلي تعشَّق ... تُكِ سوداءَ دون بِيض الغواني) (لَيْسَ معنى الْجمال فيكِ بخافٍ ... إنَّما أنتِ خالُ خدّ الزَّمانِ) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (لَا تعجبنَّ لطالبٍ بلغَ المنى ... كهلاً وأخفق فِي الشَّباب المقبلِ) (فالخمرُ تحكم فِي العقولِ مسنَّةً ... وتُداس أَوَّلَ عصرها بالأرجلِ) وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ يشبّه الباذنجان (يَا مُهْدِيَ الأَبْذنج أَهلا بِمَا ... أهديتَ إذْ كنتَ لنا مُنْعِما) (شبَّهتُه لمَّا تأمَّلتُه ... وَلم أكن فِي مثله مُعْدما) (أقماعَ كِيمُخْتٍ على أُكرةٍ ... من أَدَمٍ قد حُشِيَتْ سِمْسِما) وَقَالَ ابْن الساعاتي (وَلَقَد نزلتُ بروضة حَزْنِيَّةٍ ... رتعت نواظرنا بهَا والأَنفسُ)

(فظللتُ أعجبُ حَيْثُ يحلف صَاحِبي ... والمسكُ من حافاتها يتنفَّسُ) (مَا الجوُّ إلاَّ عنبرٌ والدَّوح إِ ... لاَّ جَوْهَر والأَرض إلاَّ سُندسُ) (سفرتْ شقائقها فهمَّ الأُقحوا ... ن بلثمها فرنا إِلَيْهِ النرجسُ) (فكأَنَّ ذَا خدٌّ وَذَا ثغر يحا ... وَله وَذَا أبدا عُيُون تحرسُ) وَقَالَ أَيْضا (أَما ترى البدرَ يجلوه الغدير وَقد ... حفَّت بِهِ قُضُبٌ بالنَّوْرِ فِي لُثُمِ) ) (كخوذةٍ فَوق درعٍ حولهَا أسَلٌ ... سُمْرٌ أسنَّتها مخضوبةٌ بدمِ) وَقَالَ أَيْضا من أَبْيَات فِي وصف الثَّلج (السحب راياتٌ ولمعُ بروقها ... بيضُ الرُّبا والأَرضُ طِرْفٌ أشهبُ) (والندُّ قسطله وزُهر شموعِنا ... صمُّ القنا والفحمُ نَبلٌ مُذهبُ) وَقَالَ أَيْضا (لله يومٌ فِي سُيُوطَ وليلةٌ ... صَرْفُ الزَّمان بأختها لَا يغلطُ) (بتنا وعُمْرُ اللَّيْل فِي غُلوائهِ ... وَله بِنور الْبَدْر فرعٌ أَشمطُ) (والطَّلُّ فِي سلكِ الغصون كلؤلؤٍ ... نَظْمٍ يصافحه النَّسيم فيسقطُ) (والطيرُ تقْرَأ والغديرُ صحيفةٌ ... والرِّيحُ تكْتب والغمامُ ينقِّطُ) وَرَأَيْت لَهُ لغزاً فِي الْوَسخ الَّذِي يركب جسم الْإِنْسَان وَهُوَ (وثوبٍ إِلَى العاري بغيض لباسُه ... وتقرعه كفُّ الجليسِ ويُغسلُ) (ويُغزلُ من بعد اللبَاس خيوطه ... وكلُّ الثِّيَاب قبل ذَلِك تُغْزَلُ) فَأَعْجَبَنِي هَذَا الْمَعْنى فَأَخَذته فَقلت (وَمَا ثوبٌ لبستُ بِلَا اختيارٍ ... وَقد أضحى بأعضائي مُحيطا) (أُمزِّقهُ لبغضٍ واحتقارٍ ... ولكنِّي أُفتِّلهُ خيوطا)

وَقَالَ أَيْضا (البرقُ طَلْقٌ كالأَحبَّة ضاحكٌ ... فِي حِجر غيمٍ كالرَّقيب معبَّسِ) (والرَّوضُ فِيهِ من الحسان ملامحٌ ... وضَّاحة للناظرِ المتفرِّسِ) (فخدوده وردٌ وهِيف قدودِه ... قُضْبٌ ودُعْجُ عيونه من نرجسِ) وَقَالَ أَيْضا (إِذا راشَ سهمَ الناظِرَيْنِ بهُدبهِ ... وَإِن كَانَ سِلماً غيرَ يومِ هياجِ) (غَدا مُوتِراً من حاجبيه حَنِيَّةً ... لَهَا البَلَجُ الشفَّافُ قبضةُ عاجِ) وَقَالَ أَيْضا فِي عُشاريّ (وَلما توسَّطنا مدى النّيل غُدوةً ... ظننتُ وقلبُ اليومِ باللَّهو جذلانُ) (عُشاريَّةُ انْساناً لهُ الماءُ مقلةٌ ... وَلَيْسَ لَهَا إلاَّ المجاذيفَ أجفانُ) ) وَقَالَ وَهُوَ بديع الْمَعْنى (وعُصبةٍ كَانَ يُرجى سَيْبُ واحدهم ... مَا فيهمُ الْآن من للجُود يرتاحُ) (كالرُّوح تَشرُف نفعا وَهِي واحدةٌ ... تُسمَى وَلَا خيرَ فِيهَا وَهِي أرواحُ) وَقَالَ أَيْضا (وساقي طِلا قاسٍ عليَّ فؤادُهُ ... فَمَا شئتَ من منع لَدَيْهِ ومِن مَنْحِ) (إِذا مَا حبا ربَّ النديِّ بكأسه ... وريّاهُ فَانْظُر مَا يجلُّ عَن الشرحِ) (إِلَى الْبَدْر يَسْتَقِي الشمسَ نجماً سماؤه ... سحابُ بَخورٍ فِي إناءٍ من الصبحِ) وَقَالَ يذكر عليّ بن أبي طَالب (أَمجادلي فِي مَن رويتُ صِفَاته ... عَن هَل أَتَى وشرُفنَ مِن أوصافِ) (أتظنُّ تأخيرَ الإِمَام نقيصةً ... والنقصُ للأطراف لَا للأشرافِ)

(زوجُ البتول ووالد السِّبطين وَال ... فادي النبيَّ ونجلُ عبد مَنافِ) (أَوما ترى أنَّ الكواكبَ سبعةٌ ... والشَّمسُ رابعةٌ بغيرِ خلافِ) وَقَالَ (يحمي برامَةَ كلَّ شَيْء مثله ... من كلِّ ساجي مقلةٍ وَسْنانِها) (فالسُّمر دون السُّمر يثنيها الصَّبا ... وَالْبيض دون اللحظ من غزلانِها) (أَنا بِالثَّلَاثَةِ مَا حييت معذَّبٌ ... برماحهم وقدودهنَّ وبانِها) (يُحجبنَ فالأَقمار فِي هالاتها ... ويمسنَ فالأَغصان فِي كثبانِها) (فسُلِبْتُ من جَسَدِي سوى أسقامِهِ ... وعدمتُ من كَبِدِي سوي خفقانِها) (لم يبقُ فِي جسمي لروحي حاجةٌ ... لَوْلَا تعطُّفها على أوطانِها) وَقَالَ (بُليتُ بشمسٍ والسحابُ نِقابها ... وإلاّ فدرٍّ والنجومُ عقودُها) (فللغصنِ عِطفاها وللدِعصِ رِدفُها ... وللوَرد خدَّاها وللظبي جيدُها) (لقد سقمتْ مثل الجسوم جفونُها ... فلولا عمومُ السُّقم كنَّا نعودُها) وَقَالَ (يَا خليليَّ خلِّيا من عِناني ... عِشْرَةُ الحبّ مَا لَهَا من إقالهْ) ) (وقتيلُ الْعُيُون هيهاتِ أَن يحي ... يه غيرُ اللواحظِ القتَّالهْ) (وبروحي معسولة الرِّيق تَحْمِي ... هَا الظُّبَى والذوابل العسَّالهْ) (صحَّ وجدي غَدَاة عاينتُ بالتو ... ديع تكسيرَ جفنها واعتلالَهْ) وَقَالَ (هَبوا بحياة الحبّ لُبًّا لعاشقٍ ... مَتى مَا دَعَاهُ البرقُ من نحوكم لبَّى) (لقد فلَّ من قلبِي شَبا الصبرِ لمعُه ... وأيَّةُ نارٍ فِي الجوانح مَا شبَّا) (كأنَّ الغوادي خِلن دمعيَ عَاصِيا ... فقد جرَّدتْ مِنْهُ على مقلتي عَضْبا)

وَقَالَ (لَا وَمن قصَّر الْوِصَال وَمن صيَّ ... رَ ساعاتِ هجركمْ أعواما) (مَا وجدْنا اللحاظ إلاَّ سيوفاً ... أُرهفتْ والجفونَ إلاَّ سهاما) (مُقَلٌ تجرح الْقُلُوب ويحمي ... ن ثغوراً عدَّلنَ فِينَا البَشاما) (يَا لنجدٍ وأينَ منيَ نجدٌ ... بَعُدَتْ شُقَّةً وشطَّت مقَاما) (تُربةٌ تُنبت الغصون رشاقاً ... لُدُناً تُثمر البدورَ تَمامًا) (كلُّ بيضاءَ حجَّبوها بسمرا ... ءَ فأدنى مزارها أَن تُراما) (تجْعَل اللَّيْل بالسفور صباحاً ... وسنا الصُّبْح باللثام ظلاما) (وتُريك الدُّرَّين فِي النّظم والنث ... ر حَدِيثا لِتربها وابتساما) (تفضح البدرَ والغزالَ وخُوطَ ال ... بَان وَجها ومقلةً وقَواما) (كم وقفنا فِيهَا مَعَ الغيثِ مثلي ... ن جفوناً وكَّافةً وغماما) وَقَالَ (عَاد مِن عِيد وَصله مَا تولَّى ... وسرى طيفُه فأهلاً وسهلا) (وَهُوَ الْبَدْر حلَّ منزلَ قلبِي ... كَيفَ أشتاقه وَفِي الْقلب حلاّ) (يَا جليدَ الْفُؤَاد ليتك تحنو ... مَاتَ هجراً من كنتَ أحييتَ وصلا) (كلَّما ضمَّنا محلُّ عتابٍ ... بِتُّ أبْكِي ذُلاًّ ويضحك دَلاّ) وَقَالَ (آهاً لموقفِ سَاعَة ولَّى بهِ ... نَفسِي وَمَا ملكتْ جزاءُ مُعيدِهِ) ) (أَرأَيتَ أَحسنَ من لواحظ سِربه ... ترنو وأَلينَ من رماحِ قدودِهِ) (زمن حكى رُمَّانُه وغصونه ال ... حلوَين من قاماته ونهودِهِ) (سُكري بخمرَي رِيقه وسُلافه ... طَربا لزهرَي ورده وخدودِهِ) (والوُرق فِي أوراقه وكأَنَّما ... عبثتْ بمزمارٍ يدا داودِهِ)

وَقَالَ (ولربَّ ليلةِ موعدٍ كصدودهِ ... لَا تهتدي فِيهَا النجومُ لمطلعِ) (نازلتُها بالأبلجين جبينِه ... وسُلافِ كأسِ يَمِينه المتشعشعِ) (وحللتُ بندَ قَبائه عَن بانةٍ ... هيفاءَ تحكيها الغصونُ وتدَّعي) (والنجمُ خفَّاق كمقلة خائفٍ ... مترقّبٍ أَو مثل قلبِ مروَّعِ) (أخْشَى الوشاةَ بهَا فلولا ثغرُه ... لبكَيتُ من ضَحِكِ البروق اللمَّعِ) (وأخادع الأَرواح عَن أنفاسِهِ ... كتماً ويأبى المسكُ غيرَ تضوّعِ) (حتَّى لوَ انَّ الليلَ ينشد بدرَه ... فِي تمِّه لأصابه فِي مضجعي) (آهاً لشملٍ كالدُّموعِ مُبدَّدٍ ... فِيهِ وعهدٍ كالهجوع مضيعِ) وَقَالَ (من لي بقاسي الْقلب لَيْسَ يَزُول من ... بالي ولستُ بخاطرٍ فِي بالِهِ) (وكأَنَّ فجراً فِي بقيَّة ليلةٍ ... فِي جمر ذَاك الخدّ فحمةُ خالِهِ) (أَمَّلتُ لثم عِذاره ومُنحتُه ... فنسيتُ مَا أمّلتُ من إجلالِهِ) (وقنعتُ بِالنّظرِ الخفيِّ تنزُّهاً ... ووهبت طيبَ حرَامه لحلالِهِ) (يَا عاذليّ على هوى متجنّب ... مَا ذقتما مَا ذقتُ من بَلبالِهِ) (ألْقى الغصونَ فَأَيْنَ لِينُ قوامِهِ ... وَأرى البدورَ فَأَيْنَ حُسن كمالِهِ) وَقَالَ (ثَنَتِ الشمولُ من الشمائلْ ... كالبانِ فِي ورَق الغلائلْ) (هَيَفٌ يُناط بأعينٍ ... مثل الأَسنَّة فِي الذوابلْ) (من كلِّ مخشيِّ الخلا ... فِ لأَجله جَدَلُ العواذلْ) (هنَّ الظباء نواصباً ... هُدْبَ الجفون لنا حبائلْ) ) (سَقَماً يُشاب بصحَّةٍ ... فلذاك يُحيي وَهُوَ قاتلْ) (وثغورها أحلى وأح ... سنّ من رياض فِي مناهلْ)

(يختال فِي عَصْب الوصا ... ئلِ كلُّ شاكي الطّرف صائلْ) (حرسوا الْعُيُون ببيضهم ... فحموا المناصلَ بالمناصلْ) (ولطالما منعتْ جنى ... عَسَلِ اللّمى تِلْكَ العواسلْ) (وبحبِّها أَسرتْ فؤا ... دَ محبِّها تِلْكَ العواملْ) وَقَالَ (أهلَكَ والليلَ منضياً جملكْ ... شمِّر فَخير الْبِلَاد مَا حملكْ) (لَا خيرَ فِي بقعةٍ تروق من ... الأَرض إِذا لم تنَلْ فِيهَا أملكْ) (لِنْ جانباً للكريم واصفُ لهُ ... واغلُظْ على من جفاك أَو جهلكْ) (فاعْزِزْ وَإِن سامك الهوان وصن ... نفسكَ صونَ الطنين إِن بذلكْ) (فَلَا تَخَلْه ظلما خُصصتَ بِهِ ... فالدهر يقْضِي كَذَا عَلَيْك ولكْ) (حتَّامَ لَا تُعْمِلُ الجيادَ وَلَا ... تُعمِلُ فِي أمّ غايةٍ إبِلكْ) (لقد تربَّصتَ خيفة الْأَجَل ال ... محتوم لَو كَانَ دافعاً أجلكْ) (وحبَّذا ذَاك لَو وجدت فَتى ... أفضلَ يَوْمًا عَلَيْك أَو فضلكْ) (كن عَتْبَك المُرُّ إِن أرداك بالسّ ... وء وَإِن لم يُرد فَكُن عَزَلَكْ) (والخلُّ من ناش فِي الخطوب بضب ... عَيْكَ وَمن سدّ رتقُهُ خَلَلكْ) (مَا أنزر العِليةَ الكرامَ وَمَا ... أكثرَ يَا دهرُ بَيْننَا سِفَلكْ) (يَا قَائِد الْخَيل والقلوب مَعًا ... أَهْوى أسيليك خَائفًا أسلكْ) (يردّني راجياً رضاك فَإِن ... وافاك واشٍ ثناك أَو نَقَلكْ) (وكيفَ أقبلتَ غيرَ معتذرٍ ... قبّلك المستهامُ أَو قبِلكْ) (مَا زلت أَهْوى وَأَنت فِي شُغُلٍ ... حَلْيَك طوراً وَتارَة عَطَلَكْ) (أسرفتَ يَا ظبيُ فِي النِّفار فَلَو ... أمنتُ يَا غصنُ سَاعَة مَيَلَكْ) (يحفظ قلبِي دنيا هَوَاك كَمَا ... ضيّع سَمْعِي من قبلهَا عذلكْ) (وأنتَ من جيل ذَا الزَّمَان فَمَا ... أرهبُ إلاَّ قِلاك أَو مَلَلَكْ)

) وَقَالَ (يَا زَمَانا بالخَيْفِ كَانَ وكنَّا ... عَنُفَ الشوقُ بالمحبِّ المعنَّى) (أَيْن لُبنى أختُ الشَّباب وَمَا لذّ ... ةُ من فَارق الشَّبابَ ولُبنى) (أَتَمَنَّى تِلْكَ اللَّيَالِي المنيرا ... تِ وجهدُ المحبِّ أَن يتمنَّى) (كم جنيْنا حُوَّ المراشف لُعساً ... وهصرنا هِيفَ المعاطفِ لُدنا) (وعَتَبْنا الأَيَّامَ بَعدُ وَمَا تز ... داد إلاَّ حقداً علينا وضغنا) (مَا عَلَيْهِم أنِّي شُغلتُ بخالٍ ... فارغ الْقلب أَو سهرت لوسنى) (أَنا أبْكِي أقسى من الصخر قلباً ... بدموعٍ أندى من الْغَيْث جفنا) (تَابعا سُنَّةً الغرامِ وَإِن خا ... لفتِ مَا شرَّع الغرامُ وسنَّا) (مَا حكيتِ المهاةَ طرفا وَلَا الغص ... نَ قواماً كلاّ وَلَا البدرَ حُسنا) (أنتِ أسجى لحظاً وأهيفُ أعطا ... فاً وأسبى وَجها يشوق وأسنى) (حسدتْ قَدَّكِ الغصونُ فلمَّا ... بِنْتِ بانتْ رواقصاً تتثنَّى) (وادَّعَى وجديَ الحَمامُ فلمَّا ... جَدَّ وشكُ النَّوَى بكيتُ وغنَّى) (فاحبسي مرسَلَ النسيم وَإِن بلَّ ... غ بُخلاً على شذاكِ وضنَّا) (واقطعي عادَةَ الخيالِ فَمَا أه ... داه وَهْنٌ إلاَّ وجدّد وَهنا) وَقَالَ (ومَن لي بطَرف الريم أحورَ زانَهُ ... فتورٌ وخُوطِ البان لدنا مقوَّما) (وهيفاءَ بيضاءِ الترائب طفلةٍ ... هِيَ الْبَدْر أبدت بالقلائد أنجما) (إِذا سفرتْ وَجها وألقتْ ذوائباً ... فَلَا تَنْسَه يَوْمًا أضاءَ وأظلما) (لقد هجّعتْ ليلَ السَّلِيم ونبَّهتْ ... لُباناتِ طيفٍ جَاءَ مِنْهَا مسلّما) (سرتْ تقطع الْبَيْدَاء والليلُ عابسٌ ... فَمَا فطن الواشون حتَّى تبسَّما) (وَلَو كنتَ فِي حيثُ الوداعُ عشيَّةً ... تعجبتَ من ضدَّينِ يُعْجَبُ مِنْهُمَا) (لرقَّة جسمٍ يُكسب القلبَ قسوةً ... وطرفٍ شجٍ يبكي جبيناً ومبسما)

(وشاهدتَ نظم الدرّ وَهُوَ مبدَّدٌ ... دموعاً ونثرَ الأُقحوان منظَّما) وَقَالَ) (بِأبي ذَلِك القوامُ وَمَا رنَّ ... ح من عِطفه نسيمُ الدلالِ) (رَاح يقْضِي بِالْعَدْلِ والميل فِينَا ... كلُّ غُصْن للميل والاعتدالِ) (قامة الرمْح طلعة الْبَدْر خدّ ال ... ورد ريق السُّلاف جفن الغزال) (يَا ولاةَ القلوبِ والحسنِ من حكَّ ... مَ غيدَ الْآجَال فِي الآجالِ) وَقَالَ (تجلَّى لطرفي وجهُها تَحت شَنفها ... فقابلتُ مِنْهَا بدرها وثريَّاها) (فَلَا سمعتْ إلاَّ بكاءَ حمامةٍ ... وَلَا ضاحكت إلاَّ من الْبَرْق أفواها) وَقَالَ (ترقُّ أحاديثُ النَّسيمِ مَعانِياً ... وتخفى إشارات البروق فتُفهمُ) (فيا فيضَ ذَاك الماءِ لَو برّد الحشا ... وَيَا حُسنَ ذَاك النثرِ لَو كَانَ يُنظمُ) (وعهدي بِذَاكَ السفحِ وَهُوَ كأنّهُ ... من النبت خدٌّ بالعذار منمنمُ) (ترفَّع عَن أَيدي الرِّكاب فتُربهُ ... يقبَّلُ منا بالشفاهِ ويُلثمُ) (وَلَو يَسْتَطِيع البدرُ والجوُّ سافرٌ ... لمرَّ بِذَاكَ الأفْق وَهُوَ ملثَّمُ) (ووسنانَ يغزونا وتُهوى لحاظهُ ... وتظلمنا أجفانُه وتُحكَّمُ) (ينير سنا وجهٍ ويدجو ذوائباً ... فيا حسنَهُ يَوْمًا يضيءُ ويُظلِمُ) وَقَالَ (تحدّث البرقُ عَن سُعدى فَمَا كذبا ... والدمعُ يشْرَح مَا أمْلى بِمَا كتبا) (يفترُّ معترِضاً عَن مثل مَبْسمها ... لَو كَانَ يملك ذَاك الظَّلم والشَّنبا)

(سيفٌ من الوجد مَا شيمت مضاربُه ... على مقَاتل صبرٍ عنهمُ فَنَبا) (وَإِن سرى فِي هزيع اللَّيْل لامِعُه ... أشاب من لِمَمِ الظلماء مَا خَضَبا) (نارٌ إِذا هاجها لَيْلًا نسيمُ صَباً ... أصار فحمَ الدياجي ومضُها ذَهَبا) يَا غائبينَ وَلَا والوجدِ مَا فقدتْعيني وحاشا فُؤَادِي مثلَهم غَيَبا (لَو كنت أملك مَا بِتُّم أحقَّ بهِ ... منّي لسكّنتُ قلباً طالما وَجَبا) (أبْكِي القدودَ وَمَا ضمّت مآزرُها ... وعاذلي ظنَّها الأغصانَ والكُثُبا) وَقَالَ) (أَخذ الْكرَى مني وَأَعْطَانِي الأسفْ ... قَدٌّ أخافُ عَلَيْهِ سلطانَ الهَيَفْ) (متأوِّدُ الأعطاف من سكر الصِّبا ... متلوِّن الْأَخْلَاق من تيه الصَّلَفْ) (ذُد عَن حمى قلبِي مغيرَ جفونهِ ... فجفونه نَبْلٌ لَهَا قلبِي هدفْ) (جسمٌ وروحٌ رِدفه مَعَ خصرِه ... والأثقلُ الأرضيّ يلطُفُ بالأخفْ) (مَا إِن رَآهُ ناظرٌ إلاَّ جرى ... متنزِّهاً أَو خاطرٌ إلاَّ وقفْ) (ذُو الْقلب يَحْكِي صُدغه بسوادهِ ... لَو أنَّ لي لحظاً حَكَاهُ إِذا انعطفْ) (ذُو مقلةٍ كالصَّاد حُفَّ بحاجبٍ ... كالنون زانا قامةً مثلَ الألِفْ) وَقَالَ (حجبوا القدودَ بِمِثْلِهَا فموائدُ ال ... خِرصان دون موائس الأغصانِ) (وحموا الْعُيُون من الهُجوع وغادروا ... بَين الضلوع ودائعَ الأشجانِ) (أتُرى يعود زمَان وصلٍ مَرَّ لي ... بالجِزع فِي أمنٍ من الهجرانِ) (أَو أجتني ورد الخدود وأجتلي ... تِلْكَ البدور على غصون البانِ) (يَا سَاكِني قلبِي الكئيب فبينهمْ ... إلفُ الديار وصُحبة الجيرانِ) (خرَّبتمُ ربع السلوّ بجوركمْ ... وعمارةُ الأوطان بالسكّانِ) (أمَّلتُكم فحُرمتُ مَا أمَّلتُهُ ... ورجوتكم فرجعتُ بالحرمانِ) (ذُو وجنة حمراءَ فَوق عذارِه ... وَكَذَا تكون شقائقُ النُّعْمَان)

وَقَالَ (رشأٌ إِذا لبس الحيا ... ءَ فبدرُ تمٍّ فِي شَفَقْ) (فالوجهُ يقْرَأ وَالضُّحَى ... والفَرعُ يَتْلُو والغسق) (ولرُبَّ رَبِّ ملامةٍ ... فِيهِ كفرتُ بِمَا نطقْ) (دافعتُ عنهُ فَمَا كذب ... تُ وَقَالَ فِيهِ فَمَا صدقْ) (طَال الدُّجى واحمرَّ دم ... عُ الْعين من سود الحدقْ) وَقَالَ (وثغرِ أقاح قبّلتْ نظمَه الصَّبا ... ونُقِّط بالتِّبرين دمعي وطلِّهِ) (ورُبَّ حليمِ الْجَهْل فِي عَرَصاتها ... بكي ليَ من دمعي الهَتون بجهلهِ) ) (وَألبسهُ عطفا عليَّ ورقَّةً ... ضيَاع الْفُؤَاد المستهام وعدلهِ) (وَقَالُوا سلا بعضَ السلوّ عَن الْحمى ... لقد كذبُوا واشغلَ كلٍّ بكلّهِ) (وأهيفَ من أعطافه ولحاظهِ ... بُليتُ بقدّ السمهريّ وفعلهِ) وَقَالَ (لم يبقَ فِي هَذِه الدُّنْيَا لنا أربٌ ... فَقل سَلام عَلَيْهَا غيرَ محتشمِ) (وحبّذا وقفةٌ فِي الحيِّ من يَمَنٍ ... على المنيعين من سلعٍ وَمن إضَمِ) (أبْكِي وأُنشد فِي غِزلانها غزلي ... فالدُّرُّ مَا بَين منثور ومنتظمِ) وَقَالَ (أما واللمى وجدا بساكنة المَلا ... لقد ضَاقَ بَاعَ الصَّبْر أَن يتجمّلا) (إِذا الحسنُ أَعْطَاهَا من الأنفُس المنى ... فَمَا شأنُ أجلابِ القطيعة والقِلا) (وَفِي شُعَبِ الأكوار كلُّ ابْن لوعةٍ ... إِذا هاجه برد النسيم تململا)

(يُشافه أذيال المُروط وينثني ... فيُلقي إِلَيْهِ نشره مَا تحمّلا) (أتبصرُ نَارا باليَفاع كأنَّما ... يَسُلُّ سناها هامةُ الطود مُنْصُلا) (إِذا مَا علا إفرندَه صدأُ الدجى ... فأُغمدَ لم يعْدم من الرّيح صيقلا) (وَفِي الحبّ يَا ذاتَ الوشاحين ذِلَّةٌ ... وَمن لم يَجِدْ عزَّ السلوّ تذلّلا) (أُذادُ كَمَا شَاءَ الدَّلال فَلَا أرى ... بخدّك روضاً أَو بثغرك منهلا) (وحمّلتِني ذَنْب الدُّمُوع وَلم يكن ... بأوّل دمعٍ أَو دمٍ طلَّهُ طَلا) (تنقّلتِ عَن عهد الغواية والصِّبا ... وَمن عَادَة الأقمار أَن تتنقّلا) (وملتِ إِلَى الواشينَ غيرَ ملومةٍ ... وَمن عَادَة الأغصان أَن تتميّلا) (أعاذلتي مَا أفضحَ السقمَ واشياً ... وأفصحَ نمّاماً وأثقلَ مَحْمِلا) (تلومين فِي نُعمٍ ونعمانَ ساهراً ... وَقد نمتِ عَن ليل بنعمان أليلا) (وَلَوْلَا فراقُ المالكيّةِ لم أكن ... لأبكي خليطاً خفَّ أَو منزلا خلا) (تملَّك قلبِي وَهُوَ قفرٌ وآهلٌ ... وَأطلق دمعي حالياً ومعطَّلا) (وكل هلاليّ يزِيد طلاقةً ... على شدةٍ من دهرهِ وتهلُّلا) (إِذا هزّه دَاعِي الوغى هزّ صبوةٍ ... أَفَاضَ غديراً أَو تقلّد جدولا) ) (فقبّلها وَجها من الْبيض أبلجاً ... وغازلها طرفا من النَّقع أكحلا) (فرِدْ ذابلاً من قبلِ وردٍ وروضةٍ ... فَكل ربيع بالأسنَّة يُجْتَلى) وَقَالَ (أمذكِّري ظَبَياتِ سَلعٍ والنَّقا ... هيجتَ ذَا شجن وشُقتَ مُشوَّقا) (وَلَقَد مددتُ إِلَى السُّلوِّ يدَ الأسى ... فوجدتُ باعَ الصَّبرِ عنهُ ضيِّقا) (ويزيدني قِدَمُ العهود صبَابَة ... وكذاك فعل البابليّ معتَّقا) (يَا سَعْدُ هَل لمياء تَبَسم موهناً ... أم ذَاك برقُ الأَبرَقينَ تألَّقا) (مَا كلُّ لامعةٍ على أطلالهم ... لكنَّني أُعطيتُ قلباً شيِّقا) (حَكَمَ الفراقُ بظلمهِ فوجدتُ إِ ... لاَّ شامتاً وعدمتُ إلاَّ مُشْفِقَا) (غدرَ الْغنى والغانياتُ بِنَا وَمَا ... كَانَا بأوَّل من أضاعَ المَوْثِقا) (فلأجل ذَا أَضحى الوصالُ تكلُّفاً ... والعتبُ مَذقاً والوداد تملُّقا)

(لَا نلتُ مَا فوقَ المطيِّ من المها ... إِن كَانَ قلبِي قرَّ أَو دمعي رقا) (ووراءَ تِلْكَ العِيسِ قلبُ مدلَّةٍ ... لم يلقَ من رقّ الصَّبابة معتِقا) (حرَّان يسْأَل أدمعي لغليله ... ولطالما سَأَلَ الْأَسير المطلَقا) (وسقيمَةِ الألحاظِ بيض جفونِها ... فتكاً لسود جفونِها لَا يتَّقى) (نشرتْ ذوائبها وهزَّ قوامها ... شرخُ الشَّباب فهزَّ غصناً مورِقا) (كَلَفي بذاتِ الْخَال ليسَ بحادثٍ ... فَيكون فِي نسبِ الملاحةِ مُلحَقا) (مَنَعَتْ زَكَاة الحُسن فِي الْعشْرين كَا ... مِلَّة وكنتُ ابْن السَّبيلِ المملقا) وَقَالَ (لَوْلَا صدُودكِ يَا أُمامَهْ ... مَا كنتُ أندب عهد رامهْ) (وَلما وقفتُ على القدو ... دِ الهِيف أسجعُ كالحمامهْ) (أبْكِي لياليَ غِبطةً ... كَانَت لخدّ الشَّامِ شامَهْ) (وأغنَّ مَا ضرّ الصَّبا ... لَو أنَّا حملت سلامَهْ) (فأُغالط الواشي بنش ... رِ الأُقحوانَةِ والثُّمامَهْ) (إِن حلَّ طرفِي طيفُه ... فالبدر يسري فِي الغمامَهْ) ) (أزرى بظبيِ الرَّملِ نَا ... ظرةً وخُوطِ البان قامَهْ) (وَأرى المدامَ بخدهِ ... والوردُ لَيْسَ لَهُ مدامَهْ) (أَمرَ العذولُ بهجرهِ ... قل للعذول وَلَا كرامَهْ) (واطلب أمانَ جفونهِ ... إِن كنت ترغبُ فِي السلامَهْ) وَقَالَ (هِيَ دَار ميَّة يَا طليقَ العذَّلِ ... قف بالمطايا إِن وقفتَ بمنزلِ) (فهناك أفواهُ البروقِ ضواحكٌ ... والدوحُ راقصةٌ لشدو البلبلِ) (مَا بَين درع من غَدِير مانعٍ ... نبل القطار وصارمٍ من جدولِ) (صافٍ إِذا مَا المدُّ ألبس جسمَه ... صدأَ القذى صقلتْهُ ريحُ الشمألِ) (وَكَأن رمحاً فَوق متن نظيمةٍ ... زَغْفٍ قضيبُ البانِ فوقَ المنهلِ)

(والمزنُ تسفح منهراتُ جراحِها ... وَترى حسام البرقِ غيرَ مفلَّلِ) (حَربٌ حنينُ الرعدِ صَوت نسيمها ... والغيمُ أسودهُ غُبَار القسطلِ) (وقفت بهَا الأَبصار وقفةَ حائرٍ ... ومشتْ إِلَيْهَا السحبُ مِشية مثقلِ) (فالأَرض باسمةٌ ثغور أقاحها ... طَربا لوجهِ العارضِ المتهلِّلِ) وَقَالَ (ألم تحتلف أَن لَا تعود إِلَى ظلم ... فَلم جُرِّدت أسيافُ عَيْنَيْك فِي السِّلمِ) (وَمَا بَال كفّ الدّلّ نَحْو مقاتلي ... تسدِّدُ من عطفيك بعض القنا الصّمِّ) (وَلم أرَ موتا قبل طرفك مشتهًى ... وَلَا صحَّةً زِينت بشافٍ من السّقمِ) (عدمتُ الْغنى من وجنةٍ ذهبيَّةٍ ... تُصان وَهَذَا خالها طابعُ الختمِ) (وَقد بلّغت عنِّي بلاغة أدمُعي ... وباحَ نُحولي بالخفيّ من الكتمِ) (فَمَا شافها العذَّال مثلُ مدامعي ... وَلَا خاطبَ الواشين أفصحُ من سُقمي) (وبِكْرٍ من اللذاتِ نِلتُ بهَا المُنى ... وبِتُّ نديمَ الْإِثْم فِيهَا بِلَا إثمِ) (أضمُّ قضيب البان فِي ورَق الصِّبا ... وألثمُ بدر التمِّ فِي سحُب اللثمِ) وَقَالَ (أجنّها الْفِكر وأبداها العَبَقْ ... مَا كتمَ اللَّيْل وَلَا نمَّ الفلقْ) ) (لَا ذنبَ للصبح وشمسٌ مَا أرى ... والعذر للَّيلِ ومسكٌ مَا انتشَقْ) (بِالْقَلْبِ مَا بقلبها من غُصَّة ... وجدا وَمَا لوشْحها من القلقْ) (إِذا تثنّى قدُّها فِي فَرعها ... بَان بِهِ معنى الْقَضِيب فِي الورقْ) (ومُقلةٍ مَا لي بهَا من مقلةٍ ... يدٌ على طول الْبكاء والأرقْ) (لَوْلَا خيالات الدجى مَا فضَّلت ... بنفسجَ اللَّيْل على ورد الشفقْ) (يَا راقدينَ ورقادي بعدَهم ... أَخُو الهدوِّ مدَّعًى أَو مُسترَقْ) (قطعتمُ نومي وجفني سارقٌ ... وإنَّما يُقطع شرعا من سرقْ) (أخلقتُ ثوبَ السقمِ فِي حبّكمُ ... وعادةٌ أَن يُنزعَ الثوبُ الخَلَقْ) (من لي بكافور الصَّباح قولةً ... من ساهرٍ أمَّله مسك الغَسَقْ) (وَلَو وفيتُ لخؤون غادرٍ ... تبعتُ قلبِي مَعكُمْ حَيْثُ انْطلق)

(أباسمٌ بالغور أَو برقٌ حفا ... أم صارمٌ جُرِّد أم سهمٌ مرقْ) (إِذا استطار جَمْرَة فِي فحمةٍ ... من الدجى جلَّ بِهِ الشوق ودقْ) (أفهمني وحيَ الغرام ومضُهُ ... والشأنُ أَن يُفْهِم ثغرٌ مَا نطقْ) وَقَالَ (حالَ الشبابُ وَمَا حَالَتْ صبابتهُ ... وخانه دهرُه فيهم وَلم يَخُنِ) (لَو كنتُ أبقيتُ دمعاً يَوْم بينهمُ ... لما تَحَمَّلتُ فِيهَا مِنَّةَ المُزُنِ) (غَابُوا وَمَا فِكَري فيهم بغائبةٍ ... فاللحظُ للقلبِ لَا للعينِ والأُذنِ) (وربَّما ليلةٍ كَانَت بقربهمُ ... خالاً لهوت بِهِ فِي وجنة الزمنِ) (وَمَا سلوتُ كَمَا ظنَّتْ وُشاتُهمُ ... لكنَّ قلبِي حليمُ الوجد والشجنِ) (وَأنكر الركبُ منِّي يومَ كاظمةٍ ... عَيَّ اللسانِ وفوزَ الدمعِ باللسَنِ) (وسُنَّة الحبِّ فِي الْآثَار ماضيةٌ ... وإنَّما الناسُ بالعادات والسُنَنِ) وَقَالَ (سرتْ زينبٌ والبرقُ مبتسمُ الثغرِ ... كَمَا سحبتْ كفٌّ شريطاً من التِّبْرِ) (وَقد جمعتنَا شملةُ اللَّيْل والهوى ... كَمَا اشْتَمَلت أحناء صدرٍ على سِرِّ) (بَكت وأرانا عِقدها دَهَشُ النَّوَى ... فَقُلْنَا لَهَا مَا أشبه النّظم بالنثرِ) ) (ولاحت ثريَّا شَنفها فَوق خدّها ... وشرطُ الثريَّا أنَّها منزل البدرِ) (وبتنا وَلَا لثمي قلادةَ جِيدها ... عفافاً وَلَا ضمِّي وشاحاً على الخصرِ) (وَيَوْم وصالٍ كَانَ أبيضَ ناصعاً ... ولكنَّه كالخالِ فِي وجنَةِ الدهرِ) (لهونا بِهِ والشمسُ فِي الدّجنِ تجتلى ... كنظم حبابٍ فَوق كأسٍ من الخمرِ) (ورحنا وَفِي أفعالنا صحوة الحجى ... وَإِن كَانَ فِي ألبابنا نشوَةُ السكرِ) (نعفِّي بأذيال المروط مَعَ الدجى ... لما كتبتْ مِنْهَا الذوائبُ فِي العفرِ) (سلوها هَل ارتابتْ بلحظِ ضَجيعها ... وَهل حُطَّ عَن شمس الضُّحَى سُحُبُ الخُمْرِ) (على طول مَا أبكت جفوني من الأسى ... وَمَا أضحكتْ بالشيبِ رَأْسِي من الصبرِ) (منزَّهةٌ فِي الحربِ أقلامُ سُمْرهم ... عَن الدَّم حتَّى لَيْسَ تكْتب فِي ظهرِ) (إِذا مَا ابتدا منَّا امرؤٌ قَالَت العلى ... ليُخْلَ مكانُ الصَّدْر للفارس الحبرِ)

ابن دفتر خوان الموسوي

(وَمَا كَانَ نظم الشّعْر عادةَ مثلنَا ... لمسألةٍ لَوْلَا الإرادَةُ للفخرِ) (أريت أخاها النجمَ ليلةَ نظمها ... أشفّ بُيُوتًا من كواكبها الزهرِ) (وَلَو أَن هاروتاً رأى حُسن وَجههَا ... تعلَّم من أجفانها صنعَةَ السحرِ) 3 - (ابْن دفتر خُوان الموسوي) عَليّ بن مُحَمَّد بن الرِّضَا بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن أميركا الشريف أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي الموسوي الطوسي الأديب الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن دفتر خوان ولد بحماة وَبهَا توفّي سنة خمس وَخمسين وست مائَة وَله سِتّ وَسِتُّونَ سنة لَهُ مصنفات أدبية وَغير أدبية امتدح الْمُنْتَصر بِاللَّه وَغَيره وملكت من تصانيفه بِخَطِّهِ كتاب شاهناز وَهُوَ سُؤَالَات نظم أَبْيَات وأجوبتها نثر بَين حكيمين طبيعي وإلهي وَكتاب الطَّلَائِع 3 - (أَبُو تُرَاب الكَرْميني) عَليّ بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن عَليّ أَبُو تُرَاب التَّمِيمِي الكرميني أحد الأئمَّة الْكِبَار أديب عَظِيم حَافظ لأصول اللُّغَة عديم النظير فِي زَمَانه ورع عفيف كثير التِّلَاوَة توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (الصاحب بهاء الدّين بن حِنَّا) عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم الصاحب الْوَزير الْكَبِير بهاء الدّين بن حنَّا الْمصْرِيّ أحد رجال) الدَّهْر حزماً وعزماً ورأياً ودهاءً وخبرةً وتصرّفاً استوزره الظَّاهِر وفوض إِلَيْهِ الْأُمُور وَلم يكن على يَده يَد وَقَامَ بأعباء المملكة وأخمل خلقا مِمَّن ناوأه وَكَانَ وَاسع الصَّدْر عفيفاً نزهاً لَا يقبل لأحد شَيْئا إلاَّ أَن يكون من الصلحاء والفقراء وَكَانَ قَائِلا بهم يُحسن إِلَيْهِم ويحترمهم ويدرّ عَلَيْهِم الصلات وَقد قَصده غير وَاحِد بالأَذى فَلم يَجدوا مَا

يتعلقون بِهِ عَلَيْهِ ووزر بعد الظَّاهِر لِابْنِهِ سعيد وزادت رتبته وَله مدرسة وبرٌّ وأوقاف ابتُلي بفقد ولديه فَخر الدّين ومحيي الدّين فَصَبر وتجلَّد وعاش أَرْبعا وَسبعين سنة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وست مائَة وشيَّع الْخلق جنَازَته وحُكي أنَّ من جملَة سعادته أَوَّلَ وزارته أَنه نزل إِلَى دَار الْوَزير الفائزي ليتبع ودائعه وَيَأْخُذ ذخائره فَوجدَ ورقة فِيهَا أَسمَاء من أودع عِنْده أَمْوَاله فَعرف الْحَاضِرُونَ كلَّ من سمِّي فِي الورقة وطُلب وأُخذ مِنْهُ المَال وَكَانَ فِي الْأَسْمَاء مَكْتُوب الشَّيْخ ركن الدّين أَرْبَعُونَ ألف دِينَار فَلم يعرف الْحَاضِرُونَ من هُوَ هَذَا الشَّيْخ الَّذِي يودع أَرْبَعِينَ ألف دِينَار ففكر الصاحب بهاء الدّين زَمَانا وَقَالَ احفروا هَذَا الرُّكْن وَأَشَارَ إِلَى ركن فِي الدَّار فحفروه فوجدوا المَال وَكَانَ ينتبه قبل الآذان للصبح وَيشْرب قدحاً فِيهِ ثَمَانِي أواقٍ شرابًا بالمصري وَيَأْكُل طيري دجاجٍ مصلوقةً وَإِذا أذَّن صلَّى الصُّبْح وَركب إِلَى القلعة وَأقَام طول النَّهَار لَا يَأْكُل شَيْئا فِي الْمُبَاشرَة ويُظنّ أنَّه صائمٌ وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة صائمٌ لَا يحْتَاج إِلَى غذَاء مَعَ ذَلِك الشَّرَاب والدجاج وَكَانَ الْملك الظَّاهِر يعظِّمه ويدعوه يَا أبي وحُكي أنَّ الْأُمَرَاء الكبراء اشتوروا فِيمَا بَينهم أنَّهم يخاطبون السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر فِي عزل الصاحب بهاء الدّين وَلم تزل الْعُيُون للسُّلْطَان على عامّة النَّاس وخاصّتهم يطالعونه بالأَخبار فاطّلع بعض الْعُيُون على ذَلِك وَكَانَ قد قرَّروا أنَّ ابْن بركَة خَان هُوَ الَّذِي يفتح الْبَاب فِي ذَلِك والأُمراء يراسلونه فلمَّا بلغ السُّلْطَان ذَلِك وَكَانُوا قد عزموا على مخاطبته فِي بكرَة ذَلِك النَّهَار فِي الْخدمَة فلمَّا جَاءُوا ثَانِي يَوْم ادَّعى السُّلْطَان أنَّه أصبح بِهِ مَغْسٌ عجز مَعَه عَن الْجُلُوس للْخدمَة فَجَلَسَ الأُمراء إِلَى طالع نَهَار ثمَّ خرج إِلَيْهِم جَمدار وَقَالَ بِسم الله ادخُلُوا فَدَخَلُوا يعودون السُّلْطَان وَهُوَ متقلق فجلسوا عِنْده سَاعَة فَجَاءَهُ خَادِم وَقَالَ يَا خَوَند كَانَ مَوْلَانَا السُّلْطَان قد دفع إليَّ فِي وقتٍ قَعْبَة صيني فِيهَا حلاوة مسير يَقْطِين وَقَالَ لي دعها عنْدك فَإِن هَذِه أهداها لي رجل صَالح وَهِي تَنْفَع من) الْأَمْرَاض فَقَالَ السُّلْطَان نعم ذكرت أحضِرها فأحضَرها فَأكل مِنْهَا شَيْئا قَلِيلا وادَّعى أَنه سكّن مَا يجده من الْأَلَم ففرح الأُمراء وسرُّوا بذلك فَقَالَ يَا أُمراء أتعرفون من هُوَ الَّذِي أهْدى إليَّ هَذِه الْحَلْوَى من الصلحاء فَقَالُوا لَا قَالَ هَذَا أبي الصاحب بهاء الدّين فَسَكَتُوا ولمَّا خَرجُوا قَالَ بَعضهم لبَعض إِذا كَانَ يعْتَقد فِيهِ أنَّ طَعَامه يُشفي من الْمَرَض أيّ شيءٍ تَقولُونَ فِيهِ كتب إِلَيْهِ القَاضِي محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر (زادك الله تَعَالَى ... أيُّها العبدُ جلالا)

الشيخ علاء الدين بن غانم

(حَيْثُ قد صرتَ سِنيناً ... لِعَلِيٍّ تتوالى) (من يَزُر فِي الْعَام يَوْمًا ... حقُّه أَن يتغالى) وَكتب إِلَيْهِ السِّراج الورَّاق وَمن خطِّه نقلتُ (لَا تَلُمْنا فأيُّ بابٍ سوى با ... بك تأوي إِلَى حِماهُ الوفودِ) (لم تكد تَقْصرُ الْمسَائِل منّا ... ولدينا عطاؤكَ الممدودُ) (كلّنا مُؤمن يحبُّ عليًّا ... ونُوالي نداهُ وَهُوَ يزيدُ) وَقَالَ يمدحه وَقد خلع عَلَيْهِ خلعة زرقاء وعوفي من مَرضه (لبستَ ثَوْبَيْنِ تَشْرِيفًا وعافيةً ... لم تُبلِ حسنَهما يَوْمًا يدُ الغَيرِ) (أرضيتَ ربَّكَ والسلطانَ فاصطفَيا ... مَا قد لبست فجُرَّ الذيلَ وافتخرِ) (من صحّة طالما كُنَّا نؤمِّلها ... فَالله يعطيك مِنْهَا أطولَ العُمُر) (وخلعةٍ إِن بدتْ لونَ السماءِ لنا ... فقد بدا مِنْك مَا يُزهى على القمرِ) (قَالَت سعادةُ مَوْلَانَا لصابغها ... دعها سماويّةً تمْضِي على قَدَرِ) (قل للعدى قد شفى الله الوزيرَ وَمَا ... لجأتمُ من أمانيكم إِلَى وَزَرِ) (دعوا عليًّا فإنَّ الله فضَّله ... عَلَيْكُم واسمعوا التفضل من عُمَرِ) وَقَالَ فِيهِ سعد الدّين الفارقي الْكَاتِب (يمَّمْ عليًّا فهْو بَحْر الندى ... ونادِه فِي المُظْلِعِ المُعْضِلِ) (فرِفده مُجْدٍ على مجدبٍ ... وجوده مُفْضٍ إِلَى مُفْضِلِ) وَفِيه يَقُول أَبُو الْحُسَيْن الجزّار من قصيدة) (وَغدا لأشياخ الرسَالَة مُشبهاً ... إذْ رَاح وَهُوَ بوصفهم موصوفُ) (فَأَبُو يزيدٍ كلّ يَوْم مجدُهُ ... وَهُوَ السَّريُّ وفضلُه معروفُ) 3 - (الشَّيْخ عَلَاء الدّين بن غَانِم) عَليّ بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل الشَّيْخ الْفَاضِل

البليغ الْكَاتِب الشَّاعِر صدرُ الشَّام القَاضِي عَلَاء الدّين بن غَانِم بَقِيَّة الْأَعْيَان تقدم تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة أَخِيه الشَّيْخ شهَاب الدّين بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَانِم فِي الأحمدين توفّي بتبوك رَحمَه الله تَعَالَى فِي المحرَّم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَله سِتّ وَثَمَانُونَ سنة كَانَ حَسَنَة من حَسَنَات الزَّمَان وبقيَّةً ممَّا ترك الأَعيان ذَا مُرُوءَة فَاتَت الْوَصْف وجودٍ أخجل الْغَمَام الواكف تأذَّى من الدولة مرَّات وَمَا رَجَعَ عمَّا لَهُ فِي الْخَيْر والعصبيَّة من كرّات قَالَ الشَّيْخ صدر الدّين بن الْوَكِيل مَا أعرف أحدا فِي الشَّام إلاَّ ولعلاء الدّين بن غَانِم فِي عُنُقه منَّةٌ قلَّدها بصنيعه أَو جاهه أَو مَاله وَكَانَ الشَّيْخ كَمَال الدّين بن الزَّمِلْكاني يكرههُ فَيَقُول مَا أَدْرِي مَا أعمله بِهَذَا عَلَاء الدّين بن غَانِم أيُّ من أردتُ أَن أذكرهُ عِنْده بِسوء يَقُول مَا فِي الدُّنْيَا مثل عَلَاء الدّين بن غَانِم أَو كَمَا قَالَ وَكَانَ وقوراً مليحَ الْهَيْئَة مُنوَّر الشيبة ملازم الْجَمَاعَة مطَّرح التكلّف حدث عَن ابْن عبد الدَّائِم والزين خَالِد وَابْن النُّشْبي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لي بخطِّه فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بِدِمَشْق وَكَانَ بَيته رَحمَه الله مأوى كلّ غَرِيب وبابه مقصد كلّ ملهوف وَله النّظم والنثر ومدحه شعراء عصره وَكَانَ آخر من بَقِي من رُؤَسَاء دمشق كتب إِلَيْهِ جمال الدّين بن نباتة (عَلَوْت اسْما ومقداراً وَمعنى ... فيا لله من فضلٍ جَليِّ) (كأَنَّكمُ الثلاثةُ ضربُ خيطٍ ... عليٌّ فِي عليٍّ فِي عليِّ) وَأَجَازَ لي رَحمَه الله بخطِّه وأنشدني كثيرا من شعره من لَفظه كتب إِلَى العلاَّمة شهَاب الدّين مَحْمُود (لقد غبتَ عنَّا وَالَّذِي غابَ محسودُ ... وأنتَ على مَا اخترتَ من ذَاك محمودُ) (حَلَلْنا محلا بعدَ بُعدك مُمْحِلاً ... بِهِ كلُّ شيءٍ مَا خلا الشرَّ مفقودُ) (بِهِ الْبَاب مفتوحٌ إِلَى كلِّ شَقْوَةٍ ... ولكنْ بِهِ بابُ السَّعَادَة مسدودُ) فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب) (أَأَحبابَنا بِنتم وشطَّ مزارُكم ... برغمي وحالت دون وصلكمُ البِيدُ) (وروَّعتمُ روض الْحمى بفراقكم ... فشابت نواصي بانِهِ وَهُوَ مولودُ) (وَمن لم تَهِجْه الوُرْق وجدا عليكمُ ... توهَّم أنَّ النَّوْحَ فِي الدَّوْحِ تغريدُ)

وَكتب إِلَيْهِ الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي (شَنِّفِ الأَسماعَ بالنظمِ الَّذِي ... قد حكى الأَنجمَ فِي ظلمائها) (وبدا كالشَّمس إلاَّ أنَّهُ ... زَاد فِي الحُسن على لألائها) فَكتب الْجَواب (لَيْسَ للمملوكِ إلاَّ مِدحةٌ ... فِي معاليكَ وَفِي آلائها) (وبحارُ الْفضل تجْرِي مِنْك لي ... فمقالي قَطْرَة من مَائِهَا) وَأَخْبرنِي من لَفظه قَالَ عتبني شهَاب الدّين مَحْمُود وَهُوَ صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء وَقَالَ بَلغنِي أَن جمَاعَة ديوَان الْإِنْشَاء يذمُّونني وَأَنت حَاضر مَا تردّ غيبتي فَكتب إِلَيْهِ (وَمن قَالَ إنَّ الْقَوْم ذمُّوك كاذبٌ ... وَمَا مِنْك إلاَّ الفضلُ يُوجد والجدُ) (وَمَا أحدٌ إلاَّ لفضلك حامدٌ ... وَهل عِيبَ بَين النَّاس أَو ذُمَّ محمودُ) فَكتب إليَّ بِأَبْيَات مِنْهَا (علمتُ بأنِّي لم أُذمَّ بمجلسٍ ... وَفِيه كريمُ القومِ مثلُك موجودُ) (وَلست أُزكِّي النَّفس إذْ لَيْسَ نافعي ... إِذا ذُمَّ منِّي الفعلُ والاسمُ محمودُ) (وَمَا يكره الإنسانُ من أكل لَحْمه ... وَقد آنَ أَن يبْلى ويأكلَه الدودُ) قَالَ فَلم يكن بعد ذَلِك إلاَّ أَيَّام قَلَائِل حتَّى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى وَأكله الدُّود وَكتب على كتابي جنان الجناس لمَّا وقف عَلَيْهِ (لقد ضمَّ أَجنَاس الجناس فأطربا ... وأعجزَ من باراه فِيهَا فأتعبا) (صلاحٌ لدين الله أَبدى بدائعاً ... تروق بألفاظٍ أرقَّ من الصَّبا) (يرَاهُ بليغ جَاءَ بالمدح سَائِلًا ... مجيزاً مجيباً قولَه لَا مخيِّبا) (بإنشاده هَذَا وإنشائه لقد ... بِهِ فَاتَ من قد فاق فضلا ومنصِبا) (فَقُسُّ إيادٍ عِنْد ذَا الْفضل ناقلٌ ... وَلَفظ امْرِئ الْقَيْس البديع هُنا هَبا) وَمن شعره لمَّا أُمسك الْأَمِير سيف الدّين كَراي الْمَنْصُور نَائِب دمشق) (أَنا راضٍ بحالتي لَا مزيدي ... وَبِأَن أَزَال عبدَ الحميدِ) (إنَّ فِي أَمر كافل الْملك بالشا ... م عظاتٍ للحازم المستفيدِ)

(جَاءَهُ بالتقليد أَرْغُون بالأَم ... س وولَّى وَعَاد بالتقييد) وَمِنْه (سَلَبَ المهجةَ منِّي ... بالجفونِ الفاتراتِ) (لم يزور الْبَيْت لم يَرْ ... مِ الحشا بالجَمَراتِ) وَمِنْه (وَكم سرحةٍ لي فِي الرُبى زمنَ الصِّبَا ... أشاهدُ مرأى حسنها متملِّيا) (ويُسكرِني عَرْفُ الشذا من نسيمها ... فأقضي هوى من طيبه حتفَ أَنفيا) (وأسأل فِيهَا مَبْسِم الرَّوْض قُبلةً ... فيُبرز من أكمامه ليَ أيديا) (فَللَّه روضٌ زرتُه متنزّهاً ... فأبدى لعَيْنِي حُسن مرأى بِلَا رِيا) (غَدا الغُصن فِيهِ راقصاً ونسيمُهُ ... يكرُّ على من زَارَهُ متعدّيا) (ترجَّلَتِ الأَشجار وَالْمَاء خَرَّ إذْ ... نسيمُ الصَّبا أضحى بِهِ متمشِّيا) (تُغَنِّي لَدَيْهِ الوُرْق والغصنُ راقصٌ ... فيعرقُ وَجه الأَرض من كَثرة الحيا) وَمِنْه (فَعُدَّ نفسكَ من أهل الْقُبُور بهَا ... فَعَن قَلِيل إِلَيْهَا سَوف تنقلُ) (وَاذْكُر مصَارِع قومٍ قد قضوا ومضوا ... كأَنَّهم لم يَكُونُوا بَعْدَمَا رحلوا) (يَا ليتَ شعريَ مَا قَالُوا وَقيل لَهُم ... وَمَا الَّذِي قد أجابوا عِنْدَمَا سُئِلوا) وَمن نثره رَحمَه الله تَعَالَى يصف قلعة ذَات أَوديَة ومحاجر لَا ترَاهَا الْعُيُون لبعد مرماها إلاَّ شَزْراً وَلَا ينظر ساكنها الْعدَد الْكثير إلاَّ نَزْراً وَلَا يظنّ ناظرها إلاَّ أنَّها طالعة بَين النُّجُوم بِمَا لَهَا من الأبراج وَلها من الْفُرَات خَنْدَق يحفُّها كالبحر إلاَّ أَن هَذَا عذبٌ فراتٌ وَهَذَا ملح أُجاج وَلها وادٍ لَا يقي لفحة الرمضاء وَلَا حرّ الهواجر وَقد توعَّرت مسالكه فَلَا يُداس فِيهِ إلاَّ على المحاجر وتفاوت مَا بَين مرآه العليّ وقراره العميق ويقتحم رَاكِبه الهول فِي هُبُوطه فكأَنَّما خرَّ من السَّمَاء فتخطفه الطير أَو تهوي بِهِ الرّيح فِي مَكَان سحيق) وَمِنْه فِي صدر كتاب وَجعله لحقيقة العلياء نفسا وعيناً وَلَا أعدم الْملك مِنْهُ نَاظرا وَلَا عينا وَلَا زَالَ على الأَعداء يُرْسل من مهابته رقيبين أذنا وعينا وأغنى بمكارمه من أَن نشيم من السَّمَاء خالاً

أبو حيات التوحيدي الشافعي

وعينا أَو نَرِدَ من الأَرْض منهلاً وعينا وأطلع طلعة لوائه فِي الخافقَيْن حتَّى تخال لشمس عينا وسيَّر ركائب ذكره فِي الْآفَاق لَا تَشْتَكِي أَيْناً وَلَا عينا وَأقَام ميزَان الْقسْط بَين الرعايا لَا يجد فِيهِ عينا وَلَا عينا واستبعد لخدمته كلَّ أصيَدَ من الْمُلُوك لكل جحفل قلباً وَلَكِن محفِل عينا وَأهْلك كلَّ عدوّ لَهُ وحاسد تَارَة فَجْأَة وَتارَة عينا وأنطق لسانَ كرمه للأولياء بنُون وَعين وَمِيم إذْ كتب سواهُ ميماً ونوناً وعينا ومتَّعَهُ بِمَا خصَّه من استجلاء عرائس الْحور العِين بمجاهدته إِذا شغل سواهُ عَيْناءُ من أَسمَاء وعينا وسطَّر آثَار مآثره محكمَة على صفحات الْأَيَّام إذْ لم يُبْقِ لمن سلف من الْمُلُوك أثرا وَلَا عينا 3 - (أَبُو حيَّات التوحيدي الشَّافِعِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو حيَّات التوحيدي شيرازي وَقيل نَيْسابوري وَقيل واسطي صوفي السَّمْت والهيئة قَالَ ياقوت كَانَ يتألَّه وَالنَّاس على ثِقَة من دينه وَقَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار كَانَ صَحِيح العقيدة وَكَذَا قَالَ غَيره والمتأخّرون حكمُوا بزندقته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ سيِّئ الِاعْتِقَاد نَفَاهُ الْوَزير المهلَّبي قَالَ ابْن فَارس فِي كتاب الخريدة والفريدة كَانَ كذَّاباً قَلِيل الدّين والورع عَن الْقَذْف والمجاهرة بالبُهتان تعرَّض لأُمور جسام من الْقدح فِي الشَّرِيعَة وَالْقَوْل بالتعطيل ووقف الصاحب كَافِي الكُفاة على بعض مَا كَانَ يخفيه من ذَلِك فَطَلَبه لقَتله فهرب والتجأ إِلَى أعدائه ونفق عَلَيْهِم بزخرفة كذبه ثمَّ عثروا مِنْهُ على ذَلِك فَطَلَبه الْوَزير المهلَّبي فهرب مِنْهُ وَمَات فِي الاستتار وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي تَارِيخه زنادقة الْإِسْلَام ثَلَاثَة ابْن الراوَندي وَأَبُو حيَّان التوحيدي وَأَبُو الْعَلَاء المعري وأشرّهم على الْإِسْلَام أَبُو حيَّان التوحيدي لأنَّهما صرَّحا وَهُوَ جَمْجَم وَهُوَ من تلامذة الرماني

قَالَ الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ فِي تَهْذِيب الأَسماء أَبُو حيَّان التوحيدي من أَصْحَابنَا المصنَّفين من غَرَائِبه أنَّه قَالَ فِي بعض رسائله لَا رِباء فِي الزَّعفران وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ القَاضِي أَبُو حَامِد المَرْوَزي وَالصَّحِيح تَحْرِيم الرِّبَا فِيهِ) قَالَ ياقوت وَصَحب ابْن عبَّاد وابنَ العميد فَلم يحمدهما وصنَّف فِي مثالبهما كتابا وَكَانَ متفنناً فِي جَمِيع الْعُلُوم من النَّحْو واللغة وَالشعر والأَدب وَالْفِقْه وَالْكَلَام على رَأْي الْمُعْتَزلَة وَكَانَ جاحظيًّا يسْلك فِي تصانيفه مسلكه ويشتهي أَن يَنْتَظِم فِي سلكه فَهُوَ شيخ الصُّوفِيَّة وفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة ومحقّق الْكَلَام ومتكلّم الْمُحَقِّقين وَإِمَام البلغاء وعُمدة لبني ساسان سخيف اللِّسَان قَلِيل الرِّضَا عِنْد الْإِسَاءَة إِلَيْهِ وَالْإِحْسَان الذمّ شَأْنه والثلب دكَّانه وَهُوَ مَعَ ذَلِك فَرد الدُّنْيَا الَّذِي لَا نَظِير لَهُ ذكاءً وفطنةً وفصاحةً ومُكْنَةً كثير التَّحْصِيل للعلوم فِي كلّ فنّ حُفَظة وَاسع الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة وَكَانَ مَعَ ذَلِك محدوداً محارفاً يتشكَّى صرف زَمَانه ويبكي فِي تصانيفه على حرمانه انْتهى وَمن تصانيفه كتاب الصّديق والصداقة كتاب الردّ على ابْن جنّي فِي شعر المتنبي كتاب الإمتاع والمؤانسة مجلدان كتاب الإشارات الإلهية جزءان كتاب الزُّلْفَة كتاب المقابسة كتاب رياض العارفين كتاب تقريظ الجاحظ كتاب ثلب الوزيرين كتاب الْحَج الْعقلِيّ إِذا ضَاقَ الفضاء عَن الْحَج الشَّرْعِيّ كتاب الرسَالَة فِي صلات الْفُقَهَاء فِي المناظرة كتاب الرسَالَة البغداذية كتاب الرسَالَة فِي أَخْبَار الصُّوفِيَّة كتاب الرسَالَة الصُّوفِيَّة أَيْضا كتاب الرسَالَة فِي الحنين إِلَى الأَوطان كتاب البصائر والذخائر فِي عشر مجلدات وَله فَاتِحَة وخاتمة كتاب المحاضرات والمناظرات وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالثَّلَاث مائَة أَو مَا بعد الثَّمَانِينَ وَالله أعلم وَقد طوَّل ياقوت تَرْجَمته زَائِدا إِلَى الْغَايَة وَمن شعره (يَا صاحبيَّ دَعَا الْمَلَامَة واقصرا ... تركُ الهَوَى يَا صاحبيَّ خسارَهْ) (كم لمتُ قلبِي كي يُفيق فَقَالَ لي ... لَجَّت يمينٌ مَا لَهَا كفَّارَهْ) (أَن لَا أُفيقَ وَلَا أُفَتِّرَ لَحْظَة ... إِن أَنْت لم تعشق فَأَنت حجاره)

المدائني الأخباري

(الحبُّ أولُ مَا يكون بنظرة ... وَكَذَا الحريقُ بَداؤه بشرارَهْ) (يَا من أُحِبُّ وَلَا أُسمِّي باسمها ... إيَّاكِ أَعنِي فاسمعي يَا جارَهْ) 3 - (الْمَدَائِنِي الأخباري) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي سيف الْمَدَائِنِي أَبُو الْحسن مولى سَمُرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد منَاف بَصرِي سكن الْمَدَائِن وانتقل إِلَى بغداذ وَتُوفِّي بهَا سنة خمس وَعشْرين) وَمِائَتَيْنِ وَولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ مائَة سرد الصومَ قبل وَفَاته بِثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ قد قَارب الْمِائَة قيل لَهُ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ مَا تشْتَهي قَالَ أشتهي أَن أعيش وَكَانَ قد اتَّصل بِإسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المَوْصِلي فَكَانَ لَا يُفَارِقهُ وَفِي منزله توفّي وَكَانَ ثِقَة إِذا حدَّث عَن الثِّقَات وتصانيفه كَثِيرَة جدا كتبه فِي أَخْبَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب أُمَّهات النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كتاب صفة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب أَخْبَار الْمُنَافِقين كتاب عهود النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب الَّذين يُؤْذونَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام والْمُسْتَهْزِئِين كتاب رسائل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب كتب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى الْمُلُوك كتاب آيَات النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب إقطاع النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب فتوح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب صلح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب خُطَب النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب عهود النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب الْمَغَازِي كتاب سَرَايَا النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب دُعَاء النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب خبر الْإِفْك كتاب أَزوَاج النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب عُمَّال النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتاب مَا نهى عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام كتاب الْخَاتم وَالرسل كتاب من كتب لَهُ كتابا أَو أَمَانًا كتاب أَمْوَال النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَمن كَانَ يردّ عَلَيْهِ الصَّدَقَة من الْعَرَب كتاب أَخْبَار النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كتبه فِي أَخْبَار قُرَيْش كتاب نسب قُرَيْش وأخبارها كتاب الْعَبَّاس كتاب أَخْبَار أبي طَالب وَولده كتاب خُطَب عليّ بن أبي طَالب كتاب عبد الله بن عَبَّاس كتاب عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس كتاب آل أبي الْعَاصِ كتاب أبي العِيص كتاب خبر الحكم بن أبي الْعَاصِ كتاب عبد الرَّحْمَن بن سَمُرة كتاب ابْن أبي عَتيق كتاب عَمْرو بن الزبير كتاب فَضَائِل مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة كتاب فَضَائِل جَعْفَر بن أبي طَالب

كتاب فَضَائِل الْحَارِث بن عبد الْمطلب كتاب عبد الله بن جَعْفَر كتاب مُعَاوِيَة بن عبد الله بن جَعْفَر كتاب أم مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس كتاب الْعَاصِ بن أميَّة كتاب عبد الله بن عَامر بن كُرَيْز كتاب بِشر بن مَرْوَان بن الحكم كتاب عمر ابْن عبيد الله بن مَعْمَر بن المثنَّى كتاب هجاء حسَّان لقريش كتاب فَضَائِل قُرَيْش كتاب عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ كتاب يحيى بن عبد الله بن الْحَارِث كتاب أَسمَاء من قتل من الطالبيين كتاب أَخْبَار زِيَاد بن أَبِيه كتاب مناكح زِيَاد وَولده ودِعوته كتاب الجوابات لقريش جوابات) مُضر جوابات ربيعَة جوابات الموَالِي جوابات الْيمن كتبه فِي أَخْبَار مناكح الْأَشْرَاف وأخبار النِّسَاء كتاب الصّداق كتاب الولائم كتاب المناكح كتاب النواكح كتاب المغتربات كتاب المقيّنات كتاب المتردِّيات من قُرَيْش كتاب من جمع بَين أُخْتَيْنِ وَمن تزوج ابْنه امْرَأَته وَمن جمع أَكثر من أَربع وَمن تزوج مجوسيَّة كتاب من كُرِه مناكحته كتاب من قتل عَنْهَا زَوجهَا كتاب من نُهيت عَن تَزْوِيج رجل فتزوجته كتاب من تزوج من الْأَشْرَاف فِي دُلَف كتاب من هجاها زَوجهَا كتاب من شكت زَوجهَا أَو شكاها كتاب مناقضات الشُّعَرَاء وأخبار النِّسَاء كتاب من تزوج فِي ثَقِيف من قُرَيْش كتاب الفاطميَّات كتاب من وصف امْرَأَة فَأحْسن كتاب العواتك كتاب الكلبيَّات كتبه فِي أَخْبَار الْخُلَفَاء كتاب من تزوَّج من نسَاء الْخُلَفَاء كتاب تَسْمِيَة الْخُلَفَاء وَكُنَاهُمْ وأعمارهم كتاب أَعمار الْخُلَفَاء كتاب حُليّ الْخُلَفَاء الْكَبِير ابتدأه بأخبار أبي بكر الصّديق وختمه بأخبار المعتصم كتبه فِي الْأَحْدَاث كتاب الرّدّة كتاب الجَمَل كتاب الغارات كتاب النَّهْرَوان كتاب الْخَوَارِج كتاب خبر ضابئ بن الْحَارِث البُرجمي كتاب تَوْبَة بن مضرّس كتاب بني نَاجِية ومصقلة بن هُبيرة كتاب مُخْتَصر الْخَوَارِج خُطَب عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَكتبه إِلَى عمَّاله كتاب عبد الله بن عَامر الْحَضْرَمِيّ كتاب إِسْمَاعِيل بن هبَّار كتاب عَمْرو بن الزبير كتاب مرج راهط كتاب الرَّبَذة ومقتل حُبَيْش كتاب أَخْبَار الْحجَّاج ووفاته كتاب عبَّاد بن الْحصين كتاب حرَّة واقم كتاب ابْن الْجَارُود كتاب مقتل عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ كتاب زِيَاد بن عَمْرو بن

الْأَشْرَف العَتَكي كتاب خلاف عبد الْجَبَّار الْأَزْدِيّ ومقتله كتاب سلْم بن قُتيبة ورَوْح بن حَاتِم كتاب المِسور بن عَمْرو بن عبَّاد الحبطي وَعَمْرو بن سهل كتاب مقتل ابْن هُبيرة كتاب سَنْبيل كتاب الدولة العبَّاسيَّة وَهُوَ كتاب يشْتَمل على عدَّة كتب لم يذكرهُ ابْن النديم قَالَ ياقوت وَقع إليَّ بِخَط السكّري بعضه وَقد قَرَأَهُ عليَّ الْحَارِث بن أُسامة كتبه فِي الْفتُوح كتاب فتوح الشَّام إِلَى آخر أَيَّام عُثْمَان كتاب فتوح الْعرَاق إِلَى آخر أَيَّام عمر كتاب خبر) الْبَصْرَة وفتوحها وفتوح مَا يقاربها كتاب فتوح خُرَاسَان وأخبار أمرائها كتاب نَوَادِر قُتَيْبَة بن مُسلم كتاب ولَايَة أَسد بن عبد الله الْقَسرِي كتاب ولَايَة نصر بن سيَّار كتاب ثغر الْهِنْد كتاب أَعمال الْهِنْد كتاب فتوح سجستان كتاب فَارس كتاب فتح الأُبُلَّة كتاب أَخْبَار إرمينية كتاب كرمان كتاب كابُل وزابُلِستان كتاب طبرستان أَيَّام الرشيد كتاب القِلاع والأَكراد كتاب عُمان كتاب فتوح مصر كتاب الريّ وَأمر الْعلوِي كتاب أَخْبَار الْحسن بن زيد وَمَا مُدح بِهِ من الشّعْر وعمَّاله كتاب فتوح الجزيرة كتاب فتوح البامي كتاب فتوح الأهواز كتاب أَمر الْبَحْرين كتاب فتح سهرك كتاب فتح برقة كتاب فتح مُكران كتاب فتوح الْحيرَة كتاب موادعة النَّوبة كتاب خبر سَارِيَة بن زُنَيْم كتاب فتوح الريّ كتاب فتوح جرجان وطبرستان كتبه فِي أَخْبَار الْعَرَب كتاب البيوتات كتاب الْجِيرَان كتاب أَشْرَاف عبد الْقَيْس كتاب أَخْبَار ثَقِيف كتاب من نُسب إِلَى أُمّه كتاب من سُمِّي باسم أُمّه كتاب الْخَيل والرهان كتاب بِنَاء الْكَعْبَة كتاب خبر خُزَاعَة كتاب الْمَدِينَة وجبالها وأوديتها كتبه فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَغَيرهم كتاب أَخْبَار الشُّعَرَاء كتاب من نُسب إِلَى أُمّه من الشُّعَرَاء كتاب العمائر كتاب الشُّيُوخ كتاب الْغُرَمَاء كتاب من هادن أَو غزا كتاب من اقْترض من الأَعراب فِي الدُّيُون وَنَدم فَقَالَ شعرًا كتاب المتمثّلين كتاب من تمثَّل بِشعر فِي مَرضه كتاب الأَبيات الَّتِي جوابها كَلَام كتاب النَّجَاشِيّ كتاب من وقف على قبر فتمثَّل بِشعر كتاب من بلغه موت رجل فتمثَّل بِشعر أَو كَلَام كتاب من تشَّبه من النِّساء بالرِّجال كتاب من فضل الأَعراب على الحضريَّات كتاب من قَالَ شعرًا

أبو نصر ابن رئيس الرؤساء

على البديهة كتاب من قَالَ شعرًا فِي الأَوابد كتاب الاستعداء على الشُّعَرَاء كتاب من قَالَ شعرًا فَسُمي بِهِ كتاب من قَالَ فِي الْحُكُومَة من الشُّعَرَاء كتاب تَفْضِيل الشُّعَرَاء بَعضهم على بعض كتاب من نَدم على المديح وَمن نَدم على الهجاء كتاب من قَالَ شعرًا فَأُجِيب بِكَلَام كتاب أبي الْأسود الدُّؤلي كتاب بن خَالِد صَفْوَان كتاب مهاجاة عبد الرَّحْمَن بن حسَّان للنجاشي كتاب قصيدة خَالِد بن يزِيد فِي الْمُلُوك والأَحداث كتاب أَخْبَار الفرزدق كتاب قصيدة عبد الله بن إِسْحَاق بن الْفضل بن عبد الرَّحْمَن كتاب خبر عمرَان بن حطَّان) وَمن كتبه المؤلّفة كتاب الْأَوَائِل كتاب المتيّمين كتاب التَّعازي كتاب المنافرات كتاب الأَكَلَة كتاب المسيَّرين كتاب القيافة والزجر والفأل كتاب من حرد من الأَشراف كتاب الْمُرُوءَة كتاب الحمقى كتاب اللزَّاطين كتاب الْجَوَاهِر كتاب المقيّنين كتاب المسمومين كتاب كَانَ يُقَال كتاب ذمّ الْحَسَد كتاب من وقف على قبر كتاب الْخَيل كتاب من استُجيبت دَعوته كتاب قُضَاة الْمَدِينَة كتاب قُضَاة أهل الْبَصَر كتاب أَخْبَار رَقَبَة بن مصقلة كتاب مفاخرة الْعَرَب والعجم كتاب مفاخرة أهل الْبَصْرَة والكوفة كتاب ضرب الدَّرَاهِم وَالصرْف كتاب أَخْبَار إِيَاس بن مُعَاوِيَة كتاب خبر أَصْحَاب الْكَهْف كتاب خطْبَة وَاصل كتاب إصْلَاح المَال كتاب أَدب الإخوان كتاب النَّحْل كتاب المقطّعات المتحيِّرات كتاب أَخْبَار ابْن سِيرِين كتاب الرسَالَة إِلَى ابْن أبي دؤاد كتاب النَّوَادِر كتاب الْمَدِينَة كتاب مكَّة كتاب المختضرين كتاب المراعي وَالْجَرَاد ويحتوي على الكور والطساسيج وجباياتها 3 - (أَبُو نصر ابْن رَئِيس الرؤساء) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هبة بن المظفر بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن المُسْلِمَة أَبُو نصر ابْن الْوَزير أبي الْفرج ابْن رَئِيس الرؤساء كَانَ زاهداً ناسكاً محبًّا لأهل الْعلم كثير المصاحبة لَهُم ولأشياخ الصُّوفِيَّة ويتزيَّا بزيّهم وَبنى رِباطاً حسنا بِالْقصرِ من دَار الْخلَافَة وَوَقفه عَلَيْهِم وَلم يدْخل فِي شيءٍ من الولايات وَلَا أُمُور الدُّنْيَا سمع من القَاضِي مُحَمَّد ين عمر بن يُوسُف الأُرْموي وَأبي الْوَقْت السِّجزي وَيحيى بن ثَابت بن بُندار

ابن المهدي

وَغَيرهم وَكَانَ يكْتب خطًّا حسنا وَيَقُول الشّعْر توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره (قف باللوى إِن تناءتِ الدارُ ... فَعِنْدَ تِلْكَ الأوطانِ أَوطارُ) (وَشِمْ لَهَا بارقَ السحابِ فإنْ ... ضنَّ فماء الجفون مدرارُ) (أحبابُنا أَزمعوا الرحيل وَمَا ... أظنُّ أنِّي أعيشُ إِن سَارُوا) (راحوا بقلبي وخلَّفوا جسداً ... جَار عَلَيْهِ السَّقام مذ جاروا) (أحبُّ نجداً إِن أنجدوا فَإِذا ... غاروا فعندي للغور إيثارُ) (لَا عذرَ لي فِي الحياةِ بعدهمُ ... النارُ فِي حبِّهم وَلَا العارَ) 3 - (ابْن الْمهْدي) ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس هُوَ أَخُو مُوسَى الْهَادِي وَهَارُون الرشيد أَوْلَاد الْمهْدي لمَّا انْصَرف الرشيد من غَزْوَة الرّوم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَمِائَة عقد لَهُ الْمهْدي العهدَ بعد أَخِيه مُوسَى الْهَادِي وسمّى هارونَ الرشيدَ وَبَايَعَهُ النَّاس ثمَّ عقد مِن بعده لعَلي بن الْمهْدي وأُمُّه رَيْطة بنت أبي الْعَبَّاس السفَّاح فلمَّا صَار الأَمر إِلَى الرشيد بعد الْهَادِي خلع عليًّا وعوَّضه عشْرين ألفَ ألفِ دِرْهَم وَخرج الصَّك بهَا إِلَى الدَّوَاوِين وَقبض ذَلِك وَتُوفِّي عَليّ الْمَذْكُور فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة وكنيته أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ جَعْفَر بن أبي جَعْفَر الْمَنْصُور وَهُوَ الْمَعْرُوف بِابْن الكرديَّة قد عنَّف عليَّ بن الْمهْدي على فعله وَحمله على أَن يطْلب بحقّه وَأَن يَجعله وليَّ الْعَهْد من بعده فَقبل مِنْهُ وَبَايَعَهُ وَمَات عليّ من قبل أَن يظْهر ذَلِك فصلَّى عَلَيْهِ الرشيد وَقَامَ على قَبره فَقيل لَهُ مَا كَانَ من جَعْفَر فَقبض عَلَيْهِ وقيَّده وحبسه 3 - (الْحَافِظ الزَّبَحي الْجِرْجَانِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن الْحسن بن زكريَّاء الْحَافِظ أَبُو الْحسن الزَّبَحي الْجِرْجَانِيّ مصنّف تَارِيخ جرجان وخال الْحَافِظ عبد الله بن يُوسُف الْجِرْجَانِيّ توفّي سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة

أبو الحسن الجذامي

3 - (أَبُو الْحسن الجُذامي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الجُذامي من أهل المَرِيَّة وينسب إِلَى بَرجة من عَملهَا يُكنى أَبَا الْحسن سمع من الغسَّاني والصَّدَفي وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها مشاوراً صادعاً بِالْحَقِّ أوجب فِي كتب أبي حَامِد الْغَزالِيّ المُحْرَقة بقرطبة على يَد قاضيها أبي عبد الله أَحْمد بن حمدين بِأَمْر وَالِي الْمغرب إذْ ذَاك تأديبَ محرقها وتضمينَه قيمتهَا وَتُوفِّي سنة تسع وَخمْس مائَة 3 - (ابْن سَدير الطَّبِيب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو الْحسن بن سَدير الطبيبُ كَانَ من أهل الْمَدَائِن وَكَانَ عَالما بصناعة الطِّبّ والمداواة وَكَانَت فِيهِ دَماثة ودَعابة توفّي فُجاءةً فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر رَمَضَان سنة ستّ وستّ مائَة وَمن شعره (أَيا منقذي من معشرٍ زَاد لؤمهم ... فأعيا دوائي واستكان لَهُ طيّي) (إِذا اعتلَّ مِنْهُم وَاحِد فَهُوَ صحّتي ... وَإِن ظلَّ حيًّا كدتُ أَقْْضِي بِهِ نحبي) ) (أُداويهمُ إلاَّ من اللؤم إنَّه ... ليُعيي علاجَ الحاذق الفطن الطبِّ) 3 - (العَلَوي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب تقدَّم ذكر أَبِيه الْمهْدي الْعلوِي فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ كَانَ عليٌّ هَذَا يُشبَّه بِأَبِيهِ فِي الْعلم وَلم يكن لَهُ رَأْي أَبِيه فِي الْخُرُوج بل كَانَ مُقبلا على شَأْنه وَبنى لَهُ بِالْمَدِينَةِ دَارا حسَّنها واجتهد فِيهَا ولمَّا فرغ مِنْهَا قَالَ (حسَّنْتُ دَاري بعد علمي أنَّها ... سيفوز بعدِي الوارثون بحُسنِها) (فلئن بنَيتُ وَكَانَ غَيْرِي نازلاً ... فلكم نزلتُ منازلاً لم أبنها)

علاء الدين بن عبد الظاهر

وهرب بعد مقتل أَبِيه وَعَمه وَكَانَ يجول فِي السَّنَد والهند وَكتب حَفْص ابْن عمر صَاحب السَّنَد إِلَى الْمَنْصُور يُخبرهُ أنَّه وُجد فِي بعض خانات المُولْتان مكتوبٌ يَقُول عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن الْحسن انتهيتُ إِلَى هَذَا الْموضع بعد أَن مشيت إِلَى أَن انتعلتُ الدَّم وَقد قلت (عَسى منهل يصفو فتَروي ظميئةٌ ... أَطَالَ صداها المنهلُ المتكدِّرُ) (عَسى جَابر الْعظم الكسير بلطفهِ ... سيرتاح للعظم الكسير فيَجبُرُ) (عَسى صُوَرٌ أَمْسَى لَهَا الْجور دافناً ... سيبعثها عدلٌ يَجِيء فتَظهرُ) (عَسى اللهُ لَا تيأس من الله إنَّهُ ... يسيرٌ عَلَيْهِ مَا يعِزُّ ويَعسُرُ) فَكتب إِلَيْهِ الْمَنْصُور قد قَرَأت كتابك والأَبيات وَأَنا وعليٌّ وأهلُه كَمَا قيل (يحاول إذلالَ الْعَزِيز لأنَّهُ ... بدانا بظلمٍ واستمرَّت مرائرُهْ) إِن وقفت على خَبره فأعطِه وأَحسِنْ إِلَيْهِ وَقيل إنَّ هَذِه الْوَاقِعَة والأَبيات للقاسم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب على مَا ذكره ابْن الجرَّاح فِي الورقة 3 - (عَلَاء الدّين بن عبد الظَّاهِر) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الظَّاهِر بن نشوان الجذامي الْمصْرِيّ الصَّدْر الرئيس النَّبِيل الْكَبِير عَلَاء الدّين ابْن القَاضِي فتح الدّين وَقد مرّ ذكره فِي المحمدين ابْن القَاضِي محيي الدّين وَقد مرّ ذكره فِي العبادلة وَتقدم ذكر أبي جدّه عبد الظَّاهِر فِي مَكَانَهُ كَانَ بَيته مجمع) الأدباء والفضلاء نسخ عدَّة كتب بِخَطِّهِ الْفَائِق الْمَنْسُوب سمع بِقِرَاءَة الشَّيْخ شمس الدّين من ابْن الخلاّل ولد سنة ستّ وَسبعين وست مائَة وَكتب فِي الدولة المنصورية وعمره إِحْدَى عشرَة سنة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس رَابِع شهر رَمَضَان سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة رَحمَه الله ورثاه القَاضِي شهَاب الدّين رَحمَه الله بقصيدة أنشدنيها إجَازَة أَولهَا (الله أكبرُ أيُّ ظلٍّ زَالا ... عَن آمليه وأيُّ رُكنٍ مَالا) وسأذكرها كَامِلَة فِي آخر هَذِه التَّرْجَمَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى

وَكَانَ من الوجاهة فِي الدولة الناصرية أَولا فِي المحلّ الْأَقْصَى وَفِي الدولة الْمَذْكُورَة بعد قدوم السُّلْطَان من الكرك أَيْضا فِي محلٍّ دون الأوّل يرَاهُ النَّاس بِالْعينِ الأولى ويعظّمونه جدا وَكَانَ فِي خدمَة الْأَمِير سيف الدّين سلاّر يكْتب قدّامه ويوقّع أَيَّام نيابته فكرهه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله من لَفظه قَالَ قَالَ لي السُّلْطَان مَا كرهته لأجل شَيْء وَإِنَّمَا خَان مخدومه يَعْنِي سلاْر لِأَنَّهُ اسْتَكْتَبَهُ شَيْئا واستكتمه فجَاء إليَّ وعرّفني بِهِ وَأَخْبرنِي أَيْضا عَنهُ قَالَ لما جَاءَ السُّلْطَان فِي المرّة الْأَخِيرَة من الكرك واستمرَّ الْأَمر لَهُ قَالَ للأمير عز الدّين أيدمر الدَّوادار السَّاعَة يَجِيء إِلَيْك طعامٌ من عِنْد ابْن عبد الظَّاهِر فاقبله مِنْهُ فَلم يكن قليلٌ حتَّى جَاءَ ذَلِك فَقبله مِنْهُ وعرَّف السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ السَّاعَة يبْعَث إِلَيْك خرفاناً وإوزًّا وسكرًا وَيَقُول يَا خَوَند أَنا مَا عِنْدِي من يطْبخ مَا يصحّ لَك دع مماليكك يشوون لَك هَذَا فَمَا كَانَ إلاَّ عَن قَلِيل حتَّى جَاءَ ذَلِك فَأَخذه وعرَّف السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ السَّاعَة يجهّز إِلَيْك ذَهَبا وَيَقُول أُرِيد يكون هَذَا وَدِيعَة فِي خزانَة الْأَمِير فَإِنَّهُ أحرز من بَيْتِي فَمَا كَانَ إلاَّ أَن جرى ذَلِك وَقَالَ لي يَا خوند قد أبعتُ لي ملكا وأخاف يسرقُ ثمنه وَقد أرصدته للحجاز وأسأل أَن يكون فِي خزانتك فَأخذ الورقة وعرضها على السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ إِلَيْهِ فِي قفاها يَا علاءَ الدّين نَحن مَا نغيِّر شرف الدّين بن فضل الله وَإِن غيَّرناه فَمَا نولّي إلاَّ عَلَاء الدّين بن الْأَثِير فوفَّر ذهبك عَلَيْك وخلّيه عنْدك انْتفع بِهِ انْتهى وَكَانَ السُّلْطَان إِذا رَآهُ بعض الْأَوْقَات يَقُول سُبْحَانَ الرازق وَالله مَا أشتهي أرَاهُ وَهُوَ يَأْكُل رزقه وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ كَانَ رَئِيس الديار المصرية وجاهةً وشكلاً وإحساناً ونفعاً للنَّاس يحسن إِلَى الغرباء وَيَقْضِي حوائج النَّاس وَهُوَ عِنْد النَّاس مثل من هُوَ صَاحب الدِّيوَان وَلم يزل يُوقع فِي دست السُّلْطَان إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله) وَكَانَ حسن البزّة حسن السَّمت نظيف اللبَاس إِلَى الْغَايَة طيّب الرَّائِحَة لَهُ مَكَارِم وَفِيه تجمُّل زَائِد وإحسان إِلَى من ينتمي إِلَيْهِ وَله نثر جيد عمل مقامةً سمَّاها مراتع الغزلان وجوَّدها ولمَّا دخلت الديار المصرية سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة طلب منِّي نظيرها فأنشأت المقامة الَّتِي وسمتُها ب عِبْرَة الكئيب بعثرة الكئيب وَمَا أظنّه كَانَ ينظم شَيْئا وَمن لإنشائه رَحمَه الله رسالةٌ فِي المفاضلة بَين الرمْح وَالسيف وجوَّدها وَهِي بعثتُ إِلَيْك رسالتي وَفِي علمي أنَّك الكميّ الَّذِي لَا يجاريك ندّ والشجاع الَّذِي أظهر حسن لوثتك للضدّ والبطل المنيع للْجَار والأسد الَّذِي لَك الأسَل وجَّار والباسل الَّذِي كمّ

لخمر الغمود بتجريدك عَن وُجُوه الْبيض انحسار وَلَك الْمعرفَة فِي الْحَرْب ولاماتها والشجاعة وآلاتها وَإِلَيْك فِي أمرهَا التَّفْضِيل ولديك علم مَا لجملتها من تَفْصِيل وَهَا هِيَ احتوت على المفاضلة بَين الرُّمح وَالسيف وَلم تدر بعد ذَلِك كَيفَ فإنَّ السَّيْف قد شرَع يَتَقوَّى بحدّه وَلَا يقف بِمَعْرِِفَة نَفسه عِنْد حدّه وَالرمْح يتكثّر بأنابيبه ويستطيل بِلِسَان سنانه وَلم يثنِ فِي وصف نَفسه فضلَ عِنانه وَقد أطرقتُها حماك لتَحكم بَينهمَا بالحقِّ السويّ وتُنصف بَين الضَّعِيف وَالْقَوِي أمَّا السَّيْف فإنَّه يَقُول أَنا الَّذِي لصفحتي الغُرَر ولحدِّي الغِرار وَتَحْت ظِلالي فِي سَبِيل الله الجنَّة وَفِي إظلالي على الأَعداء النَّار ولي البُروق الَّتِي هِيَ للبصائرِ لَا الأَبصارِ خاطفة وطالما لمعت فَسَحَّتْ سحب النَّصْر واكفة ولي الجفون الَّتِي مَا لَهَا غير نصر الله من بصر وَكم أغفت فمرَّ بهَا طيف من الظفر وَكم بَكت عليَّ الأَجفان لمَّا تعوَّضتُ عَنْهَا الأَعناقَ عُمودا وَكم جلبتُ الْأَمَانِي بيضَ والمنايا سُودًا وَكم ألحقتُ رَأْسا بقدم وَكم رعيت فِي خصيبٍ نبته اللّمم وَكم جَاءَ النَّصْر الْأَبْيَض لما أسلتُ النجيع الْأَحْمَر وَكم اجتُني ثَمَر التأييد من ورق حديدي الْأَخْضَر وَكم من آيَة ظفرٍ تلوتها لمَّا صلَّيتُ واتَّقد لهيب فكري فأصليت فوصفي هُوَ كذاتي الْمَشْهُور وفضلي هُوَ الْمَأْثُور فَهَل يَتَطَاوَل الرمْح إِلَى مفاخرتي وَأَنا الْجَوْهَر وَهُوَ الْعرض وَهُوَ الَّذِي يُعتاض عَنهُ بِالسِّهَامِ وَمَا عنِّي عوض وَإِن كَانَ ذَاك ذَا أسنَّة فَأَنا أُتَقَلَّدُ كالمِنَّة كم حَملته يدٌ فَكَانَت حمَّالة الْحَطب وَكم فَارس كَسبه بحَمَلاته فَمَا أغْنى عَنهُ مَا كسب حدّه لَيْسَ من جنسه ونفعه لَيْسَ من شَأْن نَفسه وَأَيْنَ سمر الرماح من بيض الصّفاح وَأَيْنَ ذُو الثعالب من الَّذِي يُحمى بِهِ أُسود الضرائب وَهل أَنْت إلاَّ طَوِيل بِلَا بركَة وعاملٌ كم عزلتك النبال بزائد حَرَكَة فَنَطَقَ الرمْح بِلِسَان سنانه مفتخراً وَأَقْبل فِي علمه) معتجراً وَقَالَ أَنا الَّذِي طُلتُ حتَّى اتَّخذت أسنَّتي الشُّهب وعلوتُ حتَّى كَادَت السَّمَاء تعقدُ عليَّ لِوَاء من السحُب كم مَيَّل نسيم النَّصْر غصني وميَّد وَكم وَهِي بِهِ للملحدين ركنٌ وللموحِّدين تشيّد وَكم شمس ظفرٍ طلعت وَكَانَت أسنَّتي شعاعها وَكم دِمَاء أطرت شَعاعها وطالما أثمر غصني الرؤوس فِي رياض الْجِهَاد وغدت أسنَّتي وكأنما صيغت من سرُور فَمَا يخطرن إلاَّ فِي فؤاد وَكم شبّهت أعطاف الحسان بِمَا لي من مَيَل وَضرب بطول ظلّ قناتي الْمثل وزاحمت فِي المواكب للرياح بالمناكب وحسبي الشّرف الْأَسْنَى أنَّ أَعلَى الممالك مَا عليَّ يبْنى مَا لمع سناني فِي الظلماء إلاَّ خَاله المارد من رجوم السَّمَاء فَهَل للسيف فخرٌ يطاول فخري أَو قدرٌ يُسامي قدري وَلَو وقف السَّيْف عِنْد حدّه لعلم أنَّه الْقصير وَإِن كَانَ ذَا الحلى وَأَنا الطَّوِيل ذُو العلى وطالما صدع هاماً فعادك هاماً وَقصر عِنْد العِدى وألمَّ بصفحته كَلَف الصدى وفلَّ حدّه وأذابه الرُّعب لَوْلَا غمده فَهَل يطعن فيَّ بِعَيْب وَأَنا الَّذِي أطعن حَقِيقَة بِلَا ريب وَمن هَاهُنَا آن أَن أمسك عَنْك لِسَان سناني وَنَرْجِع

إِلَى من يحكم برفعة شانك وشاني ونسعى إِلَى بَابه ونبثُّ محاورتنا برحابه وَقد أوردهما الْمَمْلُوك حماك فاحكم بَينهمَا بِمَا بصَّرك الله وأراك وَقَالَ وَقد رُتّب معاليمهم على شَطَّنوف (يَا أَمِيرا لَهُ من الْجُود بَحر ... فَهُوَ جارٍ لنا بِغَيْر وقُوف) (قد غرقنا فِي بَحر همًّ وغمًّ ... فطلعنا بِذَاكَ من شَطَّنوف) وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة العلامةُ شهَاب الدّين مَحْمُود مَا قَالَه فِي بُسْتَان القَاضِي عَلَاء الدّين الَّذِي بالمنشأة وَمن خطِّه نقلت (إيوانُنا للجِنان عنوانُ ... كأنَّه فِي سَناه كيوانُ) (حُلْو الْمعَانِي كَلَفْظِ مُنشئهِ ... يَقصُرُ فِي الوصفِ غُمدانُ) (تقابلتْ إذْ عَلَتْ سُرُرٍ ... من المسرّات فِيهِ إخوانُ) (تركض فِي العيونُ فَهُوَ على ... لُطْفٍ بِهِ للعيون مَيْدانُ) (يسْتَقْبل الرَّوْحَ من صَباه وَمن ... شذاه رَوْحٌ سارٍ ورَيْحانُ) (تخُرُّ فِيهِ الْمِيَاه مطربةً ... كأنَّها فِي السماع ألحانُ) (فأرضه روضةٌ مُنَوَّرةٌ ... دارتْ بهَا للرُّخام غُدرانُ) ) (أَو وَجَناتٌ غُرٌّ تلوح بهَا ... من سود تِلْكَ الفصوص خيلانُ) (أوافِقٌ زُهْرُهُ أزاهرَهُ ... لكنّها لؤلؤٌ ومَرجانُ) (لَهُ جَنَاحَانِ من هُنَا وَهنا ... زاداهُ حسنا بحْرٌ وبستانُ) (ذَا ترقص السُّفْنُ فِي ذراه إِذا ... حُرِّكَ من ذَا للوُرقِ عيدانُ) (وَقد بَدَت كالطاووس فِي حللِ ال ... وشيِ سقوفٌ لَهُ وأركانُ) (دارت عَلَيْهِ لحسنهِ وعلتْ ... فَهِيَ عقودٌ لَهُ وتيجانُ) (كَأَنَّمَا قائمُ الرُّخامِ بهِ ... فِي خدمَة الجالسين غِلمانُ) (أَو حِبَرٌ أُلِّفَتْ ونوّعها ال ... راقمُ حُسناً فهنَّ ألوانُ) (أَو شجرٌ أسْبَلَتْ خمائلها ... فَمَا لَهَا فِي العيان أغصانُ) (أنشأه للأضياف مالكهُ ... فكمَّل الحُسْنَ فِيهِ إحسانُ) (يسْتَقْبل الْوَفْد قبل رُؤْيَته ال ... بِشرُ فَقل جنةٌ ورضوانُ)

(فجَاء فَردا كبيته أرِجاً ... كذكرهم مشرقاً كَمَا كَانُوا) (أَحْيَا عليٌّ آثَارهم فبهِ ... بَان سنا مجدهم وَقد بانوا) (صَدْرٌ رحيبٌ وملتقًى حَسَنٌ ... ونائلٌ كالغمام هتّانُ) (بنى فعلَّى لَكِن تقى وندًى ... فَلَا وَهِي من عُلاه بُنيانُ) (ودام يجني ثمارَ أنعُمهِ ... فالشكر نَوْرٌ والجود أفنانُ) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ إجَازَة قَالَ يرثي عَلَاء الدّين الْمَذْكُور وَكتب بذلك إِلَى نَاصِر الدّين شَافِع رَحِمهم الله أَجْمَعِينَ (الله أكبرُ أيُّ ظلِّ زَالا ... عَن آمليه وأيُّ طَود مَالا) (أنعى إِلَى النَّاس المكارم والندى ... والجود وَالْإِحْسَان والإفضالا) (أنعى علاءَ الدّين صدرَ زمانهِ ... خَلْقاً وخُلْقاً بارعاً وجلالا) (ومهذّباً مَلأ القلوبَ مهابةً ... والسمعَ وَصفا والأكفَّ نوالا) (حَاز الرِّئَاسَة فاغتدى فيهابهُ ... أهلُ المفاخر تضرب الأمثالا) (وحوى من الْآدَاب مَا أضحى بِهِ ... أهل الْبَيَان على علاهُ عيالا) (طلقُ المحيّا لَو يُقَابل وجهَهُ ... الأنواءُ ظلَّ جَهامُها هطّالا) ) (متمكنٌ من عقله فكأنَّهُ ... قد شَدَّ فِيهِ عَن الهنات عِقالا) (رَحب الندى تُنسي بشاشةُ وَجهه ... مَا زَاده أوطانه والآلا) (طرقته أَيدي الحادثات فزحزحت ... منهُ مَآلًا للعُفاة ومالا) (وسطتْ على الشّرف الرفيع فقلَّصت ... عَن ذَلِك الحَرَم المنيع ظلالا) (فُجِعَت يتامى من ذؤابة هاشمٍ ... أَمْسَى أَبَا لهمُ وَإِن يكُ خالا) (فقدت أيامهم بفقدِ عليِّهم ... وَكَذَا الْيَتَامَى عِصمةً وثِمالا) (ونضت ملاءةَ كلِّ مكرُمةٍ ضَفَتْ ... عَنْهَا فَعَاد لباسُها الأسمالا) (وأعادت الْمجد المؤثَّلَ بَعدهُ ... كَانَا غديرَ حَيا فعادا آلا) (من للسماحة والفصاحة بَعدهُ ... قولا يُقَال وَكَانَ قبلُ فِعالا) (من للوجاهة والنباهة بعدهُ ... إِن جال فِي نَادِي الندى أَو قَالَا) (من للفتوة والمروءة أزمعا ... لمّا ترحَّل بعدهُ الترحالا)

(من للكتابة حِين أضحى جيدُها ال ... حَالي بِدُرِّ بيانهِ مِعْطالا) (قد كَانَ فارسها الَّذِي بيراعهِ ... كم رَاع قبلُ أسنَّةً ونصالا) (وجوادَها إِن رام سبقاً حازهُ ... فِيهَا وقَرْطَسَ إِن أَرَادَ نضالا) (وخطيبها مَا أمَّ مِنبر كفِّهِ ... قلمٌ فغادر للأنام مقَالا) (من للبلاغة رامها من بعدهِ ... كُلٌّ وَكَانَت كَالنُّجُومِ منالا) (يَا نَجْلَ فتحِ الدّين أغلق رُزؤكم ... بابَ الرَّجَاء وأوثقَ الأقفالا) (لَهْفي على تِلْكَ البشاشةِ كم بهِ ... بسطتْ لِوفد ربعه آمالا) (لهفي على تِلْكَ المكارم كم سقتْ ... ظامي الرجاءِ الباردَ السلسالا) (لهفي على تِلْكَ الْمُرُوءَة كم قضتْ ... سؤلاً لمن لم يُبْدِ فِيهِ سؤالا) (لهفي على آلائه كم أثقلتْ ... ظهرا وَكم قد خفَّفت أثقالا) (لهفي على تِلْكَ المآثر لم تُطِع ... فِي فعلهَا اللُوّامَ والعُذّالا) (أبْكِي عَلَيْهِ وقلَّ مني أنني ... أبْكِي عَلَيْهِ وأُكثرُ الإعوالا) (أَدْعُو دموعي والعزا فيجيبُني ... ذَا هاملاً ويصدُّ ذَا إهمالا) (وَإِذا اعتبرتُ الحزنَ كَانَ حَقِيقَة ... وَإِذا اعتبرتُ الصبرَ كانَ مُحالا) ) (وَإِذا غفلتُ أَقَامَ لي إحسانهُ ... فِي كل وقتٍ من سناه مِثالا) (وَإِذا هجعتُ فإنَّما زار الْكرَى ... ليروعَ قلبِي أَن أرَاهُ خيالا) (قد كَانَ يُكرم جَانِبي ويجلُّني ... وَإِذا ذُكِرْتُ أطابهُ وأطالا) (ويُحِلُّني كأبيه فِي تبجيله ... حتَّى أَقُول قد استوينا حَالا) (فعلامَ لَا أبْكِي وأستسقي لهُ ... سُحُبَ الْقبُول من الْكَرِيم تَعَالَى) (وَلَقَد صحبتُ أَبَاهُ قبلُ وجدَّهُ ... وهما هما مجداً سما وكمالا) (فوجدتُهُ قد حَاز مجدهما مَعًا ... فَرْداً ونال من العُلى مَا نالا) (وَمضى حميدا طَاهِرا مَا دنَّست ... أَيدي الهَوَى لبرودهِ أذيالا) (عَجِلَ الحِمامُ على صباهُ فَلَا ترى ... إلاَّ دموعاً تستفيضُ عجالى) (يَا ناصرَ الدّين ادّرِعْ صبرا فقد ... فَارَقت ثمَّ صبرتَ ذَاك الخالا) (ورزئتَ قبل فِرَاق خالِكَ بِابْنِهِ ... فحملتَ أعباء الخطوب ثقالا)

الكاتب البغدادي

(وختامُ هاتيك الْحَوَادِث فقدُ ذَا ... فأعادَ حُزناً كَانَ مرَّ وزالا) (فَاسْلَمْ لتبلغَ بابنهِ الْعليا الَّتِي ... فسحت لَهُم فِيهَا النجومُ مجالا) (فالأجرُ جمٌّ والعزاء طريقهُ ... فاصبر فلستَ ترى لَهَا أَمْثَالًا) (هِيَ هَذِه الدُّنْيَا كشمسٍ إِن عَلَتْ ... وافت غروباً بعده وزوالا) (كم خيَّبت أملاً وأتبعت الرجا ... بَأْسا وغادرت المَصونَ مُذالا) (تسري بِنَا الآمالُ فِيهَا غِرّةً ... فيُزيرُنا ذَاك السُّرى الآجالا) (تبًّا لَهَا من غفلةٍ فَإلَى مَتى ... نرجو البقاءَ فنُرجئ الأعمالا) (أوما ترى فعلَ الْمنون بغيرنا ... نادتهُمُ فتتابعوا أَرْسَالًا) (سيَما لمن قد جَازَ معترك الردى ... فغدا لقطب رَحا الْمنون ثِفالا) (عجبا لبالٍ فِي غدٍ تَحت الثرى ... أنَّى يُرى فِي الْيَوْم يَنْعَم بَالا) (كم تخطئ الأسقامُ من أضحى لَهَا ... هدفاً وَقد بعثتْ إِلَيْهِ نبالا) (سيَّان من نزل القبورَ الْيَوْم وَال ... سَّفْرُ الَّذين غدوا غَدا نُزّالا) (مَعَ أَنهم قطعُوا الطَّرِيق وخلَّفوا ... للخالفِ الأوجاعَ والأوجالا) (فأعاننا الربُّ الرَّحِيم على مدًى ... بلغُوا وأحسنَ للْجَمِيع مَآلًا) ) (وسقتهُ من عفوِ الْإِلَه سحائبٌ ... يَتْلُو سُرى غدواتها الآصالا) 3 - (الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار أَبُو الْحسن الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ توفّي يَوْم السبت لثلاث بَقينَ من صفر سنة ستّ عشرَة وَأَرْبع مائَة من شعره (رَنَتْ إليَّ بِعَين الريمِ والتفتت ... بجيده وثنت من قَدِّها ألفا) (فخِلتُ بدر الدُّجى يسري على غُصُنٍ ... هزّته ريح الصَّبا فاهتزَّ وانعطفا) (وأبصَرتْ مقلتي ترنو مُسارقةً ... إِلَى سواهَا فعضَّت كفَّها أسفا) (ثمَّ انْثَنَتْ كالرشا المذعور نافرةً ... ووردُ وجنتها بالغيظ قد قُطفا) (تَقول يَا نِعمَ قومِي كي ترى عجبا ... هَذَا الَّذِي يدّعي التهيام والشغفا) (يُرِيد منّا الوفا والغدرُ شيمتُه ... هَيْهَات أَن يتأتّى للغَدور وفا) وَمِنْه (قَالَت أنِمْتَ فَقلت لَا قَالَت بلَى ... هَذَا الخيال بِمَا فعلتَ خبيرُ) (قلتُ الخيالُ أَتَى خيالي زَائِرًا ... أينامُ صبٌّ هائمٌ مهجورُ)

(فالصدُّ يمنعهُ الصدودُ من الْكرَى ... والوصلُ يمنعهُ الرقادَ سرورُ) قلت فِي تَرْجَمَة تَاج الدّين عبد الْبَاقِي اليمني لَهُ شيءٌ من هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ أحسن من هَذَا قَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الحذَّاء عَن أبي غَالب الذهلي قَالَ ثَنَا أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحسن عليّ بن مُحَمَّد ابْن عبد الْجَبَّار قَالَ أُريتُ فِي مَنَامِي كأنِّي دخلتُ دَار عضد الدولة ووصلت إِلَى الصُّفَّة الْكَبِيرَة الَّتِي على الْبُسْتَان فرأيته جَالِسا فِي صدرها وَبَين يَدَيْهِ أَبُو عبد الله بن المنجّم وَهُوَ يغنِّي فَقَالَ لي عضد الدولة كَيفَ ترَاهُ يغنِّي طيبا فَقلت نعم فَقَالَ فاعمل لَهُ قِطْعَة يغنِّيها فَانْصَرَفت من حَضرته وَجَلَست على طرف الْبُسْتَان وَمَعِي دَوَاة وكاغد لأعمل وبدأت لأفكر فَإِذا شيخٌ قد وافاني من عِنْده وَعَلِيهِ رِدَاء فَقَالَ مَاذَا تصنع قلت أعمل قِطْعَة لأبي عبد الله بن المنجّم يغنِّي بهَا فَقَالَ فنتعاون عَلَيْهَا فَقلت افْعَل فَقَالَ إِن شِئْت أَن تعْمل الصُّدُور وأعمل الأعجاز فَقَالَ افْعَل فَبَدَأت وَقلت فبتنا وسادانا ذراعٌ ومِعصمٌ فَقَالَ فِي الْحَال) وعَضْدٌ على عَضْدٍ وخدٌّ على خدِّ فَقلت نكُرُّ التشاكي فِي حديثٍ كأنَّهُ فَقَالَ فِي الْحَال تِساقُطُ دُرِّ العِقْد أَو عنبرِ الهِنْدِ فَقلت وَقد لفَّ جيدينا عناقٌ مُضَيَّقٌ فَقَالَ فَلم تدرِ عينٌ أَيُّنا لابسُ العقدِ فَقلت أضنُّ على بدر السَّمَاء بوجهها فَقَالَ وأستُره من أَن يلاحظهُ جهدي ثمَّ قَالَ أَلَسْت تعلم أنَّ قَوْلك هَذَا فِي النّوم فَقلت بلَى فَقَالَ كرِّرْها حتَّى تحفظها حتَّى تُثبتها إِذا انتبهتَ وَلَا تنساها وَأخذ الرقعة بِيَدِهِ وطفِقتُ أقرأُها عَلَيْهِ مرَّاتٍ حتَّى حَفظتهَا ثمَّ انْتَبَهت فَعمِلت لَهَا أوَّلاً وصرَّعاً وَهُوَ (بنفسي الَّتِي للشوق زارت بِلَا وعدِ ... تسير من الواشين فِي غابَةِ الأُسْدِ)

ابن دينار الكاتب

وبعدُ الأَبيات (إِلَى أَن ثنتْ ريحُ الصَّبا من خمارها ... فأبصرَ أبهى مِنْهُ مِنْهَا بِلَا حمدِ) (وَلم أدرِ أنَّ البدرَ أَمْسَى متيَّماً ... يجنُّ بهَا مَا فِي حشاي من الوجدِ) (وكنتُ مَرُوعاً فِيهِ يفضحُ سِرَّنا ... وَلم أدرِ أنَّ البدرَ يُفضح مِن عِنْدِي) 3 - (ابْن دِينَار الْكَاتِب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن دِينَار الْكَاتِب أَبُو الْحُسَيْن الْبَصْرِيّ الوَاسِطِيّ سمع أَبَا بكر بن مِقسَم وَلَقي المتنبي وَسمع من ديوانه ومدحه بقصيدة أَولهَا (ربَّ القريض إِلَيْك الحَلُ والرِحَلُ ... ضَاقَتْ إِلَى الْعلم إلاَّ نحوَك السُّبُلُ) ) (تضاءلَ الشعراءُ اليومَ عِنْد فَتى ... صِعابُ كلِّ قريضٍ عِنْده ذُلُلُ) وَكَانَ شَاعِرًا مُجيداً شَارك المتنبي فِي أَكثر ممدوحيه كسيف الدولة وَابْن العميد وَكَانَ حسن الْخط على طَريقَة ابْن مقلة مَاتَ سنة تسع وَأَرْبع مائَة وَأخذ النَّاس عَنهُ وَرووا وَمِمَّا رَوَاهُ كتاب الجمهرة لِابْنِ دُريد عَن أبي الْفَتْح عبيد الله بن أَحْمد جَخجَخ النَّحْوِيّ عَن ابْن دُريد وروى غير ذَلِك وَأخذ عَن أبي سعيد السيرافي والفارسي أبي عَليّ وَقَرَأَ على الْأَصْبَهَانِيّ جَمِيع كتاب الأغاني وَكَانَ مولده سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (علم الدّين السَّخاوي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد العلاّمة علم الدّين أَبُو الْحسن الهَمْداني السَّخاوي الْمصْرِيّ شيخ القرّاء بِدِمَشْق ولد سنة ثمانٍ أَو تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وتوُفي بِدِمَشْق لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَلما حَضرته الْوَفَاة أنْشد لنَفسِهِ (قَالُوا غَدا نأتي ديارَ الْحمى ... وَينزل الركب بمغناهمُ)

(وكلُّ من كَانَ مُطيعاً لهُمْ ... أصبح مَسْرُورا بلُقياهمُ) (قلتُ فلي ذَنْب فَمَا حيلتي ... بأيِّ وَجه أتلقّاهمُ) (قَالُوا أَلَيْسَ الْعَفو من شَأْنهمْ ... لَا سيّما عمّن ترجّاهمُ) سمع بالثغر من السِّلفي وَابْن عَوْف وبمصر من أبي الجيوش بن عَسَاكِر بن عَليّ والبوصيري وَابْن ياسين وَجَمَاعَة وبدمشق من الْكِنْدِيّ وَابْن طَبَرْزَد وحنبل وَسمع الْكثير من الإِمَام الشاطبي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات وعَلى أبي الْجُود غياث بن فَارس وعَلى أبي الْفضل مُحَمَّد بن يُوسُف الغَزْنَوي وبدمشق على الْكِنْدِيّ قَرَأَ عَلَيْهِمَا ب المُبهج لسبط الخيّاط وَلَكِن لم يُسند عَنْهُمَا الْقرَاءَات قيل إِنَّه رأى الشاطبي قَالَ لَهُ إِذا مضيت إِلَى الشَّام فاقرأ على الْكِنْدِيّ وَلَا يرو عَنهُ وَقيل إِنَّه رأى الشاطبي فِي النّوم فَنَهَاهُ أَن يقْرَأ بِغَيْر مَا أقرأه وَكَانَ السخاوي إِمَامًا علاّمةً مقرئاً محقِّقاً مجوِّداً بَصيرًا بالقراءات وعللها إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وَالتَّفْسِير وَله معرفةٌ تامّةٌ بالفقه وَالْأُصُول وَكَانَ يُفْتِي على مَذْهَب الشَّافِعِي وتصدّر للإقراء بِجَامِع دمشق وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة وتنافسوا فِي الْأَخْذ عَنهُ وقصدوه من الْبِلَاد قَالَ ابْن خلِّكان رَأَيْته مرَارًا رَاكِبًا بَهِيمَة إِلَى الْجَبَل وَحَوله اثْنَان وَثَلَاثَة يقرؤون عَلَيْهِ فِي أَمَاكِن مُخْتَلفَة دفْعَة وَاحِدَة وَهُوَ يردُّ على الْجَمِيع قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَفِي نَفسِي شَيْء من) صحّة هَذِه الرِّوَايَة على هَذَا النَّعْت لِأَنَّهُ لَا يُتَصَوَّر لَهُ أَن يسمع مَجْمُوع الْكَلِمَات فَمَا جعل الله لرجل من قلبين فِي جَوْفه وَأَيْضًا فإنَّ هَذَا الْفِعْل من خلاف السنَّة وَلَا أعلم أحدا من شُيُوخ المقرئين كَانَ يترخَّص فِي هَذَا إلاَّ الشَّيْخ علم الدّين وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى أقعد بِالْعَرَبِيَّةِ والقراءات من الْكِنْدِيّ ومحاسنه كَثِيرَة وَكَانَت حلقته عِنْد قبر زكريّاء وَمن تصانيفه شرح الشاطبيّة فِي مجلدين وَشرح الرائية فِي مُجَلد وَكتاب جمال الْقُرَّاء وتاج الإقراء وَكتاب مُنِير الدياجي فِي تَفْسِير الأحاجي وَكتاب التَّفْسِير إِلَى الْكَهْف فِي أَربع مجلدات وَكتاب المفضَّل فِي شرح المفصَّل وَله قصيدة سَمَّاهَا ذَات الحُلل وَهِي على طَرِيق اللغز وَشَرحهَا فِي مُجَلد وَكتاب تحفة الفرَّاض وطُرفة تَهْذِيب المرتاض وَكتاب هِدَايَة المرتاب وَغَايَة الْحفاظ والطلاب فِي متشابه الْكتاب وأرجوزة تسمّى الْكَوْكَب الوقّاد فِي تَصْحِيح الِاعْتِقَاد وَله القصيدة الناصرة لمَذْهَب الأشاعرة تائيّة وعروس السَّمَر فِي منَازِل الْقَمَر نونيّة وَله مدائح فِي النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَله كتاب سفر السَّعَادَة وسفير الإفادة وَهُوَ كتاب كثير الْفَوَائِد فِي اللُّغَة والعربية

تاج الدين بن الدريهم

وممّن رثاه جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن عَطاء الشُهبي فَقَالَ (مضى السخاوِيُّ فانْبتَّتْ عُرى الجدَلِ ... وبُدِّلت مذ توارى صنعةُ البدَلِ) (وَكَانَ حُجَّتهُ فِي الْفضل بَالِغَة ... وَمِنْه عين الْمعَانِي المُرْهِ فِي كَحَلِ) (بكتْ عَلَيْهِ عيونُ النَّحْو جازعةً ... لفقده مذ توارى وَهُوَ علم عَليّ) (فَقلت للعين كفي وَهِي سافحةٌ ... لما خشيتُ عَلَيْهَا صولةَ السَّبَلِ) (فَقَالَ إنسانها والدمعُ منحدرٌ ... أَنا الغريقُ فَمَا خوفي من البللِ) 3 - (تَاج الدّين بن الدُّرَيْهِم) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن فتوح بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن أبي الْقَاسِم ابْن سعيد بن مُحَمَّد بن هِشَام بن عمر هُوَ الصَّدْر الرئيس الْفَاضِل المفنّن تَاج الدّين أَبُو الْحسن بن الصاحب موفق الدّين بن نجم الدّين بن أبي الْفَتْح التغلبي المَوصلي الْمَعْرُوف بِابْن الدُّرَيْهم مصغَّر دِرْهَم والدُّريهم لقبٌ لسَعِيد أخي مُحَمَّد بن هِشَام قَالَ فِي وقتٍ دريهما فَلَزِمَهُ ذَلِك سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف شعْبَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة بالموصل قَالَ لي قرأتُ الْقُرْآن بالروايات على الشَّمْس أبي بكر بن الْعلم سَنْجَر الْموصِلِي وتفقَّهت على) الشَّيْخ زين الدّين عَليّ بن شيخ العُوَينة الشَّافِعِي وحفظت الْهَادِي وبحثت الْحَاوِي الصَّغِير على الْأَشْيَاخ مِنْهُم القَاضِي شرف الدّين عبد الله بن يُونُس من شرح وَالِده كَمَال الدّين الصَّغِير وحفظت فِي الْعَرَبيَّة المُلحة وألفيّة ابْن معطٍ وألفيّة ابْن مَالك وبحثت فِي التسهيل على الشَّيْخ زين الدّين بن العُوَينة وَهُوَ الَّذِي كمَّل شرح الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك للتسهيل وقرأت شَيْئا كثيرا من الرياضي على الشَّيْخ زين الدّين بن العوينة وَسمعت بالديار المصرية على الشَّيْخ عَلَاء الدّين بن التركماني وشمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَنور الدّين بن الهمذاني صَحِيح البُخَارِيّ وَسمعت بهَا صَحِيح مُسلم وَسنَن أبي دواد وَبَعض التِّرْمِذِيّ وأجازني الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حيَّان وقرأت عَلَيْهِ بعض تصانيفه وأجازني جمَاعَة أَشْيَاخ انْتهى قلت أول قدومه إِلَى الديار المصرية فِي المَتْجَر سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ رَجَعَ

قاضي القضاة ابن أبي الشوارب

إِلَى الْبِلَاد ثمَّ إِنَّه تردَّد إِلَى الشَّام ومصر غير مرَّة وصنَّف فِي المترجَم وأسرار الْحُرُوف الَّتِي فِي أَوَائِل السُّور وَلم أرَ أحدا أَحدّ ذهناً مِنْهُ فِي الْكَلَام على الْحُرُوف وخواصّها وَمَا يتعلَّق بالأوفاق وأوضاعها وَرَأَيْت مِنْهُ عجبا وَهُوَ أَن يُقَال لَهُ ضميرٌ على شَيْء فيكتبه حروفاً مقطَّعة ثمَّ إِنَّه يكسِّر تِلْكَ الْحُرُوف على الطَّرِيقَة الْمَعْرُوفَة عِنْدهم فَيخرج الْجَواب شعرًا لَيْسَ فِيهِ حرف خَارِجا عَن حُرُوف الضَّمِير وَكَونه يُخرج ذَلِك نظماً قدرةٌ مِنْهُ على تأليف الْكَلَام وَله مُشَاركَة فِي غير مَا علمٍ من عربيةٍ وقراءات وأصول دين ومقالات وأصول فقه وفروع فِي غير مَا مَذْهَب وَتَفْسِير وَغير ذَلِك يتكلَّم فِيهِ جيدا كلامَ مَن ذهنه حادٌّ وقَّاد وَكَانَت لَهُ خصوصيَّة بِالْملكِ الْكَامِل شعْبَان وَبِغَيْرِهِ من أُمَرَاء الدولة الخاصكية وَغَيرهم من المنعَّمين إِلَى أَن أُغرِي بِهِ المظفَّر حاجّي فَأخْرجهُ إِلَى الشَّام قبل قَتله بِقَلِيل وَورد إِلَى دمشق بعد شهر رَمَضَان سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَبهَا اجتمعتُ غير مرَّة وكتبتُ إِلَيْهِ (نَصَحْتُك عَن علم فَكُن لي مُسلما ... إِذا كنت مشغوفاً بحلِّ المترجَمِ) (تتلمذْ لتاج الدّين تظفر بكلِّ مَا ... أردتَ وزُرْ بَحر الْفَضَائِل واغنمِ) (فلابن دُنَيْنيزٍ تصانيفُ مَا لَهَا ... نظيرٌ وَلَكِن فاقها ابنُ الدُّريهمِ) وَلم يزل إِلَى أَن ورد كتاب الحاجّ بهادُر دَوادار الْأَمِير يُوسُف الدّين بَيْبُغا آروس كافل الممالك بالديار المصرية إِلَى الْأَمِير سيف الدّين قَرابُغا دَوادار نَائِب الشَّام بِإِخْرَاجِهِ من دمشق فكُبس بَيته وأُخذت كتبه وأُخرج من دمشق فِي إِحْدَى الجمادين سنة تسع وَأَرْبَعين) وَسبع مائَة وتوجَّه إِلَى حلب وَتُوفِّي بعده الدواداران بأَرْبعَة أشهر ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فِي شهر رَمَضَان سنة خمسين وَسبع مائَة على نيَّة الْحَج وَلم يقدَّر لَهُ الْحَج وَعَاد إِلَى حلب 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن أبي الشَّوَارِب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب قَاضِي الْقُضَاة روى عَنهُ ابْن صاعد وَأَبُو بكر النجَّاد وَابْن قَانِع وَآخَرُونَ قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة وَلما مَاتَ إِسْمَاعِيل مكثتْ بغداذ بِغَيْر قاضٍ ثَلَاثَة أشهرٍ وَنصفا حتَّى ولي عليّ بن

ابن القطان الحافظ الفارسي

أبي الشَّوَارِب مُضَافا إِلَى مَا بِيَدِهِ من قَضَاء سامرَّاء توفّي فِي شوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن القطَّان الْحَافِظ الْفَارِسِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الكُتامي الحِمْيَري المغربي الفاسي الْحَافِظ ابْن الْقطَّان كَانَ من أبْصر النَّاس بصناعة الحَدِيث وأحفظهم لأسماء الرِّجَال وأشدّهم عنايةً بالرواية نَالَ بِخِدْمَة السُّلْطَان بمرَّاكُش دنيا عريضة وَله تواليف ودرَّس وحدَّث توفِّي على قَضَاء سِجِلْماسَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين طالعت جَمِيع كِتَابه الْوَهم وَالْإِيهَام الَّذِي عمله على تَبْيِين مَا وَقع من ذَلِك لعبد الحقّ فِي الأَحكام يدلُّ على تبحُّره فِي علم الحَدِيث وسيلان ذهنه لكنه تعنَّتَ وتكلَّم فِي حَال الرِّجَال فَمَا أنصف بِحَيْثُ أنَّه زعم أنَّ هِشَام بن عُرْوَة وَسُهيْل بن أبي صَالح ممَّن تغيَّر وَاخْتَلَطَ وَهنا فَاتَتْهُ سكتة وَلَكِن محاسنه جمَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وست مائَة 3 - (الشَّيْبَانِيّ الْكَاتِب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الحُصين أَبُو الْحسن الشَّيْبَانِيّ البغداذي الْكَاتِب من بَيت مَشْهُور بالرياسة والتقدّم وَرِوَايَة الحَدِيث كَانَ كَاتبا أديباً وتوفِّي سنة سبع وَخمسين وَخمْس مائَة فِي شهر رَجَب وَله خمس وَثَمَانُونَ سنة وَمن شعره فِي الْوَزير ابْن هُبيرة (لكَ اللهُ من ريب الزَّمَان لَك اللهُ ... وَلَا زلتَ تُعْطَى كلَّ مَا تتمنَّاهُ) (أَتَى الْعِيد مشتاقاً إِلَيْك لأنَّهُ ... غَدا وَهُوَ لفظٌ أَنْت بالجود معناهُ) (تتوَّجَ من علياك تاجَ مفاخرٍ ... تُباهي بهَا فِي غَايَة الدَّهْر علياهُ) 3 - (ابْن الْكُوفِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عبيد بن الزبير أَبُو الْحسن الأسَدي البغداذي الْمَعْرُوف بِابْن الْكُوفِي كَانَ) من خواصّ ثَعْلَب روى عَنهُ كثيرا مولده سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وتوفِّي سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة

ابن عبدوس الكوفي

وَمن تصانيفه كتاب الْهَمْز كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب الفرائد والقلائد قَالَ ياقوت رَأَيْت بخطِّه عدّة كتب فَلم أرَ أحسن ضبطاً وإتقاناً للكتابة مِنْهُ فَإِنَّهُ يَجْعَل الْإِعْرَاب على الْحَرْف بِمِقْدَار الْحَرْف احْتِيَاطًا وَيكْتب على الْكَلِمَة الْمَشْكُوك فِيهَا عدَّة مرار صَحَّ صَحَّ صَحَّ وَكَانَ من جمَّاعي الْكتب وأرباب الهَوَى فِيهَا أنْفق على الْعلم ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الهَيْذام كَلاّب بن حمزةَ العُقيلي اللّغَوِيّ وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه أبياتاً طَوِيلَة مِنْهَا (أَبَا حسنٍ أَرَاك تمدُّ حبلي ... لتقطعَه وأرسلُه بجهدي) (وأتبعُهُ إِذا قَصُرَ احْتِيَاطًا ... وأنتَ تشدُّ جذبك أيَّ شدِّ) (أُخَيَّ فكم يكون بَقَاء حبلٍ ... يُتَلْتَلُ بَين إرْسَال ومدِّ) 3 - (ابْن عَبدُوس الْكُوفِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَبدُوس الْكُوفِي النَّحْوِيّ ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَله من الْكتب كتاب ميزَان الشّعْر بالعروض كتاب الْبُرْهَان فِي علل النَّحْو كتاب مَعَاني الشّعْر 3 - (الْهَادِي بن الْجواد) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن أبي طَالب وَهُوَ أَبُو الْحسن الْهَادِي بن الْجواد بن الرِّضَا بن الكاظم بن الصَّادِق بن الباقر بن زين العابدين أحد الْأَئِمَّة الاثْنَي عشر عِنْد الإمامية كَانَ قد سُعي بِهِ إِلَى المتوكّل وَقيل إنَّ فِي منزله سِلَاحا وكتباً وَغَيرهَا من شيعته وأوهموه أنَّه يطْلب الْأَمر لنَفسِهِ فوجَّه إِلَيْهِ عدَّةً من الأتراك فَهَجَمُوا منزله على غفلةٍ فوجدوه فِي بَيت مغلق وَعَلِيهِ مِدرعة من شعر وعَلى رَأسه مِلحفة من صوف وَهُوَ مُسْتَقْبل الْقبْلَة يترنَّم بآياتٍ من الْقُرْآن فِي الْوَعْد والوعيد لَيْسَ بَينه وَبَين الأَرْض بِسَاط إلاَّ الرمل والحصى فأُخذ على الصُّورَة الَّتِي وُجد عَلَيْهَا فِي جَوف اللَّيْل فَمثل بَين يَدَيْهِ والمتوكّل فِي مجْلِس شرابه وَبِيَدِهِ

الحافظ بن السقاء

كأس فلمَّا رَآهُ أعظمه وَأَجْلسهُ إِلَى جَانِبه فَنَاوَلَهُ الكأس فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا خامر لحمي وَدمِي قطُّ فاعفني مِنْهُ فأعفاه وَقَالَ أَنْشدني شعرًا أستحسنه فَقَالَ إنِّي لَقليل الرِّوَايَة مِنْهُ فَقَالَ لَا بدَّ فأنشده) (باتوا على قُلَلِ الأَجبال تحرسهمْ ... غُلْبُ الرِّجَال فَمَا أغنتهمُ القُلَلُ) (واستُنزلوا بعد عِزٍّ من معاقلهم ... فأُودعوا حُفَراً يَا بئسَ مَا نزلُوا) (ناداهمُ صارخٌ من بعدِ مَا قُبِروا ... أَيْن الأَسرّة والتيجان والحُلَلُ) (أَيْن الْوُجُوه الَّتِي كَانَت منعَّمةً ... من دونهَا تُضربُ الأَستار والكِلَلُ) (فأفصح الْقَبْر عَنْهُم حِين ساءلهمْ ... تِلْكَ الْوُجُوه عَلَيْهَا الدُّود يَقْتَتِلُ) (قد طَال دهراً مَا أكلُوا وَمَا شربوا ... فَأَصْبحُوا بعد طول الْأكل قد أُكلوا) فأشفق من حضر على عليّ وخافوا أنَّ بادرةً تبدر إِلَيْهِ فَبكى المتوكّل بكاء طَويلا حتَّى بلَّت دُمُوعه لحيته وَبكى من حَضَره ثمَّ أَمر بِرَفْع الشَّرَاب وَقَالَ يَا أَبَا الْحسن أعليك دين قَالَ نعم أَرْبَعَة آلَاف دِينَار فَأمر بدفعها إِلَيْهِ وردَّه إِلَى منزله مكرَّماً وَكَانَ المتوكّل قد اعتلَّ فَقَالَ إِن برأت لأتصدَّقنَّ بِمَال كثير فلمَّا عوفي جمع الْفُقَهَاء وسألهم عَن ذَلِك فَأَجَابُوهُ مُخْتَلفين فَبعث إِلَى عليٍّ الْهَادِي فَقَالَ يتصدَّق بِثَلَاثَة وَثَمَانِينَ دِينَارا قَالُوا من أَيْن لَك هَذَا قَالَ لأنَّ الله تَعَالَى قَالَ لقد نصركم الله فِي مَوَاطِن كَثِيرَة وروى أهلنا أَن المواطن كَانَت ثَلَاث وَثَمَانِينَ موطناً ومولده يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر شهر رَجَب وَقبل يَوْم عَرَفَة سنة أَربع وَقيل سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وتُوفي بسرَّ من رأى يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل لأَرْبَع بَقينَ مِنْهَا وَقيل فِي رَابِعهَا وَقيل فِي ثَالِث شهر رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْحَافِظ بن السقَّاء) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن شَاذان الحاكمُ أَبُو الْحسن ابْن السقَّاء الْحَافِظ الإِسْفِرَايِينِيّ المحدّث الثِّقَة من أَوْلَاد الشُّيُوخ توفِّي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (الْعلوِي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ الصَّالح) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم العَلَوي

الصليحي صاحب اليمن

الْحُسَيْنِي الزيدي الحرَّاني الْحَنْبَلِيّ السُّني الْمُقْرِئ كَانَ صَالحا كَبِير الْقدر توفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الصُّليحي صَاحب الْيمن) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الصُّلَيحي بِضَم الصَّاد الْمُهْملَة وَفتح اللَّام وسمون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا حاء مُهْملَة الْقَائِم بِالْيمن كَانَ أَبوهُ مُحَمَّد قَاضِي الْيمن سنِّيَّ الْمَذْهَب وَكَانَ أَهله) وجماعته يطيعونه وَكَانَ الدَّاعِي عَامر بن عبد الله الزَّواخي يلاطفه وَيكْتب إِلَيْهِ ويركب إِلَيْهِ لرياسته وسؤدده وَعلمه وصلاحه فَلم يزل عَامر الْمُذكر إِلَى أَن استمال قلب وَلَده عَليّ وَهُوَ دون الْبلُوغ ولاحت لَهُ فِيهِ مخايل النجابة وَقيل كَانَت عِنْده حِلية الصليحي فِي كتاب الصُوَر من الذَّخَائِر الْقَدِيمَة فأوقفه على تنقّل حَاله وَأمره بكتمان أمره عَن أَهله وَأوصى لَهُ بكتبه ورسخ فِي ذهن عَليّ من كَلَامه مَا رسخ وَعَكَفَ على الدَّرْس وَكَانَ ذكيًّا فَمَا بلغ حتَّى تضلّع من الْعُلُوم وَكَانَ فَقِيها فِي مَذْهَب الإمامية بَصيرًا بالتأويل ثمَّ إنَّه صَار يحجّ بِالنَّاسِ دَلِيلا على طَرِيق السَّراة والطائف خمس عشرَة سنة وَكَانَ النَّاس يَقُولُونَ لَهُ بلغنَا أنَّك تملك الْيمن جَمِيعه فينكر هَذَا القَوْل وشاع ذَلِك فِي أَفْوَاه النَّاس فلمَّا كَانَ فِي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة ثار فِي رَأس مسار وَهُوَ أَعلَى ذرْوَة فِي جبال الْيمن وَمَعَهُ سِتُّونَ رجلا قد حالفهم بمكَّة فِي موسم سنة ثَمَان وَعشْرين على الْمَوْت وَالْقِيَام بدعوته وَمَا مِنْهُم إلاَّ من هُوَ من قومه وعشيرته فِي مَنَعَة وَعدد كثير وَلم يكن فِي ذرْوَة الْجَبَل إلاَّ قُلَّةٌ منيعة فلمَّا ملكهَا لم ينتصف النَّهَار إِلَى اللَّيْلَة إلاَّ وَقد أحَاط بِهِ عشرُون ألف ضَارب سيف وحصروه وسبّوه وسفَّهوا رَأْيه وَقَالُوا إِن نزلت وإلاّ قتلناك وَمن مَعَك بِالْجُوعِ فَقَالَ لم أفعل هَذَا إلاَّ خوفًا علينا وَعَلَيْكُم أَن يملكهُ غَيرنَا فَإِن تركتموني حرسته وَإِلَّا نزلت فانصرفوا عَنهُ وَلم يمض شهر حتَّى حصَّنه وأتقنه واستفحل أمره ودعا للمستنصر صَاحب مصر فِي الْخفية وَلذَلِك سمِّي الدَّاعِي وَخَافَ من

نجاح صَاحب تهَامَة فَكَانَ يلاطفه وَفِي الْبَاطِن يعْمل على قَتله وَلم يزل حتَّى قَتله بالسم مَعَ جَارِيَة أهداها إِلَيْهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة بالكَدْراء وَفِي سنة ثَلَاث وَخمسين كتب الصليحي إِلَى الْمُسْتَنْصر يَسْتَأْذِنهُ فِي إِظْهَار الدولة فَأذن لَهُ فطوى الْبِلَاد والحصون والتهائم وَلم تخرج سنة خمس وَخمسين إلاَّ وَقد ملك الْيمن كلّه سهله وجبله ووعره وبحره وَهَذَا أَمر لم يُعهد مثله فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام حتَّى قَالَ يَوْمًا وَهُوَ يخْطب فِي جَامع الْجند وَفِي مثل هَذَا الْيَوْم يُخطب على مِنْبَر عدن وَلم يكن ملكهَا بعد فَقَالَ بعض الْحَاضِرين سُبُّوح قُدُّوس مستهزئاً فَأمر بالحوطة عَلَيْهِ وخطب الصليحي فِي مثل ذَلِك الْيَوْم على مِنْبَر عدن فَقَامَ ذَلِك الْإِنْسَان وتغالى فِي القَوْل وَأخذ الْبيعَة وَدخل فِي الْمَذْهَب وَأخذ مُلُوك الْيمن الَّذين أَزَال ملكهم وأسكنهم مَعَه وولّى فِي الْحُصُون غَيرهم واختطَّ فِي) صنعاء عدّة قُصُور وَحلف أَن لَا يولِّي تهَامَة إلاَّ مَن وزن مائَة ألف دِينَار فوزنت لَهُ زَوجته أَسمَاء عَن أَخِيهَا أسعد شهَاب الدّين فولاّه وَقَالَ لَهَا يَا مولاتنا أنَّى لكِ هَذَا قَالَت هُوَ من عِنْد الله الْآيَة فَتَبَسَّمَ وَعلم أَنه من خزانته فَقَبضهُ وَقَالَ هَذِه بضاعتنا ردَّت إِلَيْنَا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا وعزم سنة ثَلَاث وَسبعين على الْحَج فَأخذ مَعَه الْمُلُوك الَّذين يخافهم وزوجتَه واستخلف عِوَضه وَلَده الْملك المكرَّم أَحْمد وَهُوَ وَلَدهَا أَيْضا وتوجَّه فِي ألفي فَارس فلمَّا كَانَ بالمَهْجَم وَنزل فِي ظَاهرهَا بضيعة يُقَال لَهَا أمّ الدُّهيم وبئر أمّ مَعْبَد وخيَّمت عساكره لم يشْعر النَّاس حتَّى قيل لَهُم قُتل الصليحي فانذعر النَّاس وكشفوا عَن هَذَا الْأَمر وَكَانَ سعيد الْأَحول بن نجاح الْمَذْكُور قد استتر فِي زَبيد وَخرج هُوَ وَأَخُوهُ ومعهما سَبْعُونَ رَاجِلا بِلَا مركوب وَلَا سلَاح بل مَعَ كل وَاحِد جَرِيدَة فِي رَأسهَا مِسْمَار حَدِيد وسلكوا غير الطَّرِيق الجادَّة وَكَانَ بَينهم وَبَين المهجم ثَلَاث ليالٍ للمُجِدّ وَكَانَ الصليحي سمع بخروجهم فسيَّر خَمْسَة آلَاف حَرْبَة من الْحَبَشَة لقتالهم فَاخْتَلَفُوا فِي الطَّرِيق فوصل سعيد وَمن مَعَه إِلَى أَطْرَاف المخيم وَقد أَخذ مِنْهُم الحفا والتعب وقلَّة المادَّة فظنَّ النَّاس أنَّهم من جملَة عبيد الْعَسْكَر وَلم يشْعر بهم إلاَّ عبد الله أَخُو عَليّ الصليحي فَقَالَ لَهُ اركب فإنَّ هَذَا الْأَحول سعيد بن نجاح وَركب عبد الله فَقَالَ الصليحي إنِّي لَا أَمُوت إلاَّ بالدُّهيم وبئر أمّ مَعْبَد مُعْتَقدًا أنَّها أمّ معبد الَّتِي نزل بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فَقَالَ لَهُ رجل من أَصْحَابه قاتلْ عَن نَفسك فَهَذِهِ وَالله الدُّهيم وبئر أمّ مَعبد فلمَّا سمع ذَلِك زمِع ولحقه الْيَأْس من الْحَيَاة

وبال وَلم يبرح من مَكَانَهُ حتَّى قُطع رَأسه بِسَيْفِهِ وقُتل أَخُوهُ وَسَائِر الصُّليحيِّين وَذَلِكَ ثامن ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبع مائَة ثمَّ أرسل سعيد إِلَى الْخَمْسَة آلَاف الَّذين أرسلهم الصليحي لقتاله يُخْبِرهُمْ بقتل الصليحي وَقد أخذتُ بثأر أبي وَأَنا رجل مِنْكُم فقدموا عَلَيْهِ وأطاعوه واستعان بهم على قتال عَسْكَر الصليحي وَرفع رَأس الصليحي على عود المظلَّة وَقَرَأَ الْقَارئ اللَّهُمَّ مالِك المُلك تُؤتي الملكَ من تشَاء الْآيَة وَرجع إِلَى زبيد وَقد جَازَ الْغَنَائِم وَملك ملكا عقيماً وَملك بِلَاد تهَامَة وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن قُتل سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة بتدبير الحُرَّة وَهِي امْرَأَة من الصُّليحيِّين وَخبر ذَلِك) يطول وَفِي رفع رَأس الصليحي قَالَ العُثماني القَاضِي (بكرتْ مظلَّته عَلَيْهِ فَلم ترح ... إلاَّ على الْملك الأجلِّ سعيدِها) (مَا كَانَ أقبحَ وجهَه فِي ظلّها ... مَا كَانَ أحسن رأسَه فِي عودِها) (سودُ الأراقم قَاتَلت أُسْدَ الشرى ... وارحمتا لأسودها من سودِها) وَمن شعر الصليحي الْمَذْكُور (أنكحتُ بيضَ الْهِنْد سمرَ رقابهم ... فرؤوسهم دون النثار نُثارُ) (وَكَذَا العُلَى لَا يستباح نكاحُها ... إلاَّ بِحَيْثُ تطلَّق الأعمارُ) وَمِنْه (وألذُّ من قرع المثاني عِنْده ... فِي الحربِ ألْجِمْ يَا غلامُ وأسْرِجِ) (خيلٌ بأقصى حضرموتٍ أَسْرُها ... وزئيرها بَين الْعرَاق ومَنْبِجِ) وَمن شعر الصليحي قصيدةٌ أوَّلها (لباسيَ دِرْعِي ... لَا لباسُ الغلائل) وَمِنْهَا (وسَرجي لجامي والحسامُ مضاجعي ... وعُدة حَرْبِيّ لَا ذواتُ الخلاخلِ) (ورمحي يعاطيني الْبعيد لأنّني ... تناولت مَا أعيا على المتناولِ) (ولي همَّة تسمو على كل همَّةٍ ... ولي أمل على كل آملِ) (ولي من بني قحطان أنصارُ دولةٍ ... بطاريقُ من أنجاد كلّ القبائلِ)

الوزير ابن ابن مقلة

فَأَجَابَهُ الْحُسَيْن بن يحيى الحكَّاك المكِّي بقوله (رُوَيدَك لَيْسَ الحقُّ ينفى بباطلٍ ... وَلَيْسَ مُجِدٌّ فِي الأُمور كهازلِ) (كزعمك أَن الدرْع لِبْسُكَ فِي الوغى ... وَذَاكَ لجبنٍ فِيك غيرِ مُزايلِ) (وَهل ينفعنَّ السيفُ يَوْمًا ضجيعَهُ ... إِذا لم يضاجعه بيقظة باسلِ) (فهلاّ اتَّخذت الصَّبْر درعاً وجُنَّةً ... كَمَا الصبرُ دِرْعِي فِي الخطوب النوازلِ) (وتفخرْ أنْ أصبحتَ مأمولَ عُصبةٍ ... فأخسِسْ بمأمولٍ وأخسِسْ بآملِ) (وَهل هِيَ إلاَّ فِي تراثٍ جمعتَهُ ... فهلاّ غَدَت فِي بذل عُرف ونائلِ) (كَمَا هَاهُنَا فَاعْلَم إغاثة سائلٍ ... وإسعاف ملهوفٍ وإغناء عائلِ) ) (فَلَا تغترر بالليث عِنْد خدورهِ ... فكم خادرٍ فاجا بوثبة صائلِ) 3 - (الْوَزير ابْن ابْن مقلة) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُقلة أَبُو الْحُسَيْن الْوَزير ابْن أبي عَليّ الْوَزير تقدَّم ذكر وَالِده فِي المحمدين لمَّا كَانَ أَبوهُ وَزِير الراضي استنابه فِي الوزارة وَأمر الراضي أَن يُخَاطب بالوزارة أَيْضا وَأَن يكون نَاظرا فِي جَمِيع الْأُمُور مَعَ وَالِده وَلَا ينفذ لِأَبِيهِ توقيع إلاَّ بعد عرضه على أبي الْحُسَيْن وتوقيعه عَلَيْهِ وَولي الوزارة للمتَّقي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة فِي شهر رَمَضَان ثمَّ عُزل سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ لعشر بَقينَ من صفر ولمَّا ورد معزّ الدولة بغداذ قلَّده النّظر فِي الْأَعْمَال وجباية الْأَمْوَال فِي المحرَّم سنة خمس وَثَلَاثِينَ فمدَّ يَده إِلَى المصادرة وجازف وظلم فَشَكَاهُ النَّاس إِلَى معزّ الدولة فَعَزله فَأَقَامَ بمنزله إِلَى حِين وَفَاته بالفالج سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة وسنُّه ثمانٍ وَثَلَاثُونَ سنة وَمن شعره (قُم فاحيِ بالكاسِ قوما ... مَاتُوا صَلَاة وصوما) (لم يَطعَموا لذَّةُ العي ... شِ مذ ثَلَاثِينَ يَوْمًا) وَمِنْه (لستُ ذَا ذلَّة إِذا عظَّني الده ... ر وَلَا شامخاً إِذا واتاني) (أَنا نارٌ فِي مرتقى نَفَسِ الحا ... سدِ ماءٌ جارٍ مَعَ الإخوانِ)

البغداذي الأزجي المفسر

3 - (البغداذي الأزَجي المفسِّر) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن الأزَجي الضَّرِير المفسِّر كَانَ عَالما بتفسير الْقُرْآن وَقد صنَّف فِيهِ كتابا وتوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الخيَّاط الْمُقْرِئ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن فَارس أَبُو الْحسن البغداذي الخيَّاط الْمُقْرِئ كَانَ من أَعْيَان القرَّاء قَرَأَ بالروايات على عبد الْملك بن بكران القطَّان النَّهرواني وعَلى ابْن أَحْمد بن عمر الحَمَّامي وَبكر بن شَاذان الْوَاعِظ وَجَمَاعَة كَثِيرَة غَيرهم وَسمع من جمَاعَة وصنَّف فِي الْقرَاءَات تصانيف حَسَنَة مِنْهَا الْجَامِع وَغَيره وحدَّث وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن السوَاد الوَاسِطِيّ) ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عُبيد الله أَبُو الْحسن بن السَّوادي الوَاسِطِيّ الْكَاتِب الأَديب الشَّاعِر قدم بغداذ وحدَّث بهَا عَن القَاضِي أبي تمَّام عَليّ بن مُحَمَّد العَبدي وتوفِّي سنة تسعٍ وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره (فَإِن تجمعِ الأَيَّامُ بيني وَبَيْنكُم ... بواسِطَ أشفي بالعتاب غليلي) (وَإِن تكنِ الْأُخْرَى فَتلك سبيلُ مَن ... تقدَّم قبلي راحلاً وسبيلي) 3 - (إلْكِيا الهرَّاسي الشَّافِعِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ عماد الدّين أَبُو الْحسن إلْكِيا بِكَسْر الْكَاف وبعدُ الياءُ آخر الْحُرُوف الهرَّاسي بتَشْديد الرَّاء وَبعد الْألف سين مُهْملَة تفقَّه بنيسابور مُدَّة على إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ مليح الْوَجْه جَهورِي الصَّوْت فصيحاً مطبوع الحركات زكي الأَخلاق ولي تدريس النظامية ببغداذ إِلَى مَاتَ سنة أَربع وَخمْس مائَة وحظي بالحشمة والجاه والتجمّل وتخرّج بِهِ الْأَصْحَاب وروى عَنهُ السّلفي وَكَانَ يسْتَعْمل الحَدِيث فِي مناظراته والكِيا بالعجمي هُوَ الْكَبِير الْقدر الْمُقدم ومولده سنة خمسين وَأَرْبع مائَة وَنسبه بعض الجهَّال إِلَى أنَّه كَانَ يرى رَأْي الإسماعيلية فِي الْبَاطِن وَلَيْسَ كَذَلِك

وإِنَّما الكِيا هُوَ ابْن الصبَّاح صَاحب الألَموت فافهمه وَمن كَلَامه إِذا جالت فرسَان الأَحاديث فِي ميادين الكفاح طارت رُؤُوس المقاييس فِي مهابّ الرّيح وَقَالَ السّلفي استفتيتُ شَيخنَا أَبُو الْحسن الكِيا الهرَّاسي ببغداذ سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة مَا يَقُول الإِمَام وفّقه الله فِي رجل أوصى بِثلث مَاله للْعُلَمَاء وَالْفُقَهَاء هَل يدْخل كتبة الحَدِيث تَحت هَذِه الْوَصِيَّة أَو لَا فَكتب الشَّيْخ تَحت السُّؤَال نعم كَيفَ لَا وَقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم من حفظ على أمَّتي أَرْبَعِينَ حَدِيثا فِي أَمر دينهَا بَعثه الله يَوْم الْقِيَامَة فَقِيها عَالما وَأفْتى فِي أَمر يزِيد بن مُعَاوِيَة بِمَا يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة يزِيد فِي مَكَانَهُ وَحضر دَفنه قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْحسن الدَّامغَانِي والشَّريف أَبُو طَالب الزَّيْنَبِي وَكَانَا مقدّمي الطَّائِفَة الْحَنَفِيَّة وَكَانَ بَينهمَا وَبَينه مُنَافَسَة فَوقف أَحدهمَا عِنْد رَأسه وَالْآخر عِنْد رجلَيْهِ فَقَالَ الدَّامغَانِي متمثّلاً (وَمَا تُغني النَّوادب والبواكي ... وَقد أصبحتَ مثل حَدِيث أمسِ) وَأنْشد الزبيني متمثّلاً) (عُقِمَ النساءُ فَمَا يَلِدْنَ شبيهَهُ ... إنَّ النساءَ بِمثلِهِ عُقْمُ) ولمَّا توفّي رثاه أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الغزِّي ارتجالاً فَقَالَ (هيَ الحوادثُ لَا تُبقي وَلَا تَذَرُ ... مَا للبريَّة من محتومها وزَرُ) (لَو كَانَ يُنجي عُلُمٌّ من بوائقها ... لم يُكسفِ النيِّرانِ الشمسُ والقمرُ) (قل للجبان الَّذِي أَمْسَى على حذرٍ ... من الحِمام مَتى ردَّ الردى حَذَرُ) (بَكَى على شمسه الإسلامُ إذْ أفَلَت ... بأدمعٍ قلَّ فِي تشبيهها المطرُ) (حَبْرٌ عهدناه طلقَ الوجهِ مُبْتَسِمًا ... والبِشرُ أحسنُ مَا يُلْقى بِهِ البشرُ) (لَئِن طوتهُ المنايا تَحت أخمصها ... فَعلمه الجمُّ فِي الْآفَاق منتشرُ) (سقى ثراك عمادَ الدينِ كلَّ ضحى ... صَوْبُ الْغَمَام مُلِثُّ الوَدْقِ منهمرُ) (عِنْد الوَرَى من أسًى أبقيته خبرٌ ... فَهَل أَتَاك من استيحاشهمْ خبرُ) (أَحْيَا ابنَ إدريسَ درسٌ كنتَ توردهُ ... تحار فِي نظمهِ الأذهانُ والفِكَرُ) (من فازَ منهُ بتعليقٍ فقد علقتْ ... يمينُهُ بشهابٍ لَيْسَ ينكدرُ)

ابن السقاء

(كأنَّما مشكلاتُ الْفِقْه توضحها ... جباهُ دُهْمٍ لَهَا من لَفظه غُرَرُ) (وَلَو عرفتُ لَهُ مِثلاً دعوتُ بهِ ... وقلتُ دهري إِلَى شرواه مُفْتَقِرُ) 3 - (ابْن السَّقَّاء) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور الحَوْزي أَبُو الْحسن الأديب ابْن السَّقَّاء قَالَ ياقوت رجل فَاضل شَاعِر كَاتب سمع الحَدِيث من متأخّري الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَمن مَشَايِخنَا وَمَات كهلاً سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الفصيحي النَّحْوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن بن أبي زيد الفصيحي الإستراباذي قَرَأَ النَّحْو على عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ وَأخذ عَنهُ ملك النُّحَاة والحيص بيص توفِّي سنة سِتّ عشرَة وَخمْس مائَة درَّس النَّحْو بالنظامية بعد أبي زكريَّاء التبريزي ثمَّ اتُّهم بالتشيّع فَقَالَ لَا أجحد أَنا متشيّع من الفرْق إِلَى الْقدَم فأُخرج من النظامية ورتب موهوب بن الجواليقي مَكَانَهُ فقصده التلامذة يقرؤون عَلَيْهِ فَقَالَ منزلي الْآن بالكراء وَالْخبْز بِالشِّرَاءِ وَأَنْتُم تدّحرجون إليّ اذْهَبُوا إِلَى من عُزلنا بِهِ وسمِّي الفصيحي لتكراره على فصيح ثَعْلَب حتَّى إِنَّه دخل يَوْمًا على مَرِيض) يعودهُ فَقَالَ شفَاه وأرخيت السّتْر لِكَثْرَة اعتياده لَهُ وَقد طوّل تَرْجَمته ياقوت وَذكر فِيهَا الْجراحَة المنقلة من جملَة الشجاج هَل هِيَ بِفَتْح الْقَاف أَو بِكَسْرِهَا 3 - (قَاضِي الْقُضَاة الدَّامغَانِي الْحَنَفِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْحسن الدَّامغَانِي الْحَنَفِيّ البغداذي تفقّه على وَالِده وبرع فِي الْمَذْهَب وَكَانَ كثير

أبو منصور الأنباري الواعظ الحنبلي

الْمَحْفُوظ ولي الْقَضَاء بعد أبي بكر الشَّامي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة وَشهد عِنْد وَالِده وسنُّه سبع عشرَة سنة فولاّه يَوْمئِذٍ قَضَاء بَاب الطاق وَلم يسمع أنَّ قَاضِيا ولّي فِي هَذِه السنّ وناب فِي الوزارة أَيَّام المستظهر والمسترشد وَقَامَ بِأخذ الْبيعَة وعقدها للمسترشد وَلَا يعلم قاضٍ ولي لأربعة من الْخُلَفَاء غَيره وَغير شُريح وَكَانَ ذَا دين وعفاف ومروءة وصدقات وَهُوَ أحد من قَتله الطبّ لأنَّ جَوْفه علا فظنُّوه استسقاءً فَأَعْطوهُ الحرارات وحموه البوارد وَكَانَ فِي جَوْفه مادَّة داؤها البقلة فَلم يمكّنوه من شرب المَاء فلمَّا أنضجتها الحرارات بَان لَهُم الْخَطَأ وَأنْشد عِنْد مَوته (والناسُ يَلْحَوْن الطَّبيب وإِنَّما ... غلط الطَّبيب إِصَابَة المقدورِ) 3 - (أَبُو مَنْصُور الْأَنْبَارِي الْوَاعِظ الْحَنْبَلِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر أَبُو مَنْصُور الْوَاعِظ الْأَنْبَارِي قَرَأَ بالروايات على أبي عَليّ الشَّرمقاني وتفقَّه على القَاضِي أبي يعلى بن الفرَّاء وبرع فِي الْفِقْه وَأفْتى وَكَانَ يعظ فِي جَامع الْقصر وجامع الْمَنْصُور وجامع الْمهْدي وَكَانَ فصيح الْعبارَة حسن الْإِيرَاد عذب الأَلفاظ طيب التِّلَاوَة وَولي الْقَضَاء بِبَاب الطاق وَكَانَ نزهاً عفيفاً سمع الْكثير من أبي طَالب ابْن غيلَان وَأبي مُحَمَّد الْجَوْهَرِي وَأبي إِسْحَاق الْبَرْمَكِي وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْملك بن بَشرَان وَجَمَاعَة وَكتب بخطِّه الْكثير ولد سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وتوفِّي سنة سبع وَخمْس مائَة 3 - (ابْن رَئِيس الرؤساء الْأُسْتَاذ دَار) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن الْمسلمَة أَبُو الْحُسَيْن بن أبي نصر ابْن رَئِيس الرؤساء من بَيت الوزارة والرئاسة تولى الأستاذدارية أَيَّام المسترشد وَولده الراشد وَسمع من عَليّ بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَعلي بن) مُحَمَّد بن عَليّ العلاّف وَأبي الخطَّاب نصر بن البَطر وَغَيرهم وحدّث باليسير مولده سنة سبعين وَأَرْبع مائَة وتوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة 3 - (النَيْريزي الْخَطِيب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن النَّيريزي الْخَطِيب

ابن دواس القنا

الشِّيرَازِيّ رَأَيْت نيريز مضبوطاً بالنُّون وَالْيَاء آخر الْحُرُوف توفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَمن شعره (ألمَّ بِنَا طيفٌ يجِلُّ عَن الوصفِ ... وَفِي طرفه خمرٌ وخمرٌ على الكفِّ) (فأسكر أَصْحَابِي بخمرة كفّهِ ... وأسكرني واللهِ من خمرة الطرفِ) 3 - (ابْن دوَّاس القَنا) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن التَّمِيمِي الْعَنْبَري ابْن دوَّاس القَنا الْبَصْرِيّ قدم وَاسِط وسكنها إِلَى أَن توفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة وَمن شعره يمدح الْوَزير عَليّ بن طِراد الزَّيْنَبِي (لَو أنَّك الناجم من أميَّةٍ ... مَا لجَّ فِي طغيانها وليدُها) (أَو كنتَ من قبلُ لآل طالبٍ ... مَا نَالَ من حُسينهم يزيدُها) وَمِنْه (وَمن يعْتَمد يَوْمًا على اللهِ يكفِهِ ... مخافَةَ مَا فِي الْيَوْم والأمس والغدِ) (فَلَا ترجُ غيرَ اللهِ فِي كلِّ حالةٍ ... مُعيناً فَمَا لَا يُصلح اللهُ يفسُدِ) وَمِنْه (رُمِ الفضلَ مَا دَامَ الزمانُ مساعداً ... فَمَا كلُّ مَا يَأْتِي بِمَا شئتَ آتِيَا) (وَمن لم يُجِدْ بُنيانَه فِي شبابهِ ... يَجِدْ كلَّ مَا يبنيه فِي الشَّيب واهيا) (وإنَّ ثمارَ الْعود مَا دَامَ أخضراً ... تُرجَّى وَلَا تُرجَى إِذا صَار ذاويا) (وَلَيْسَ على الْإِنْسَان إنجاحُ سعيهِ ... ولكنْ عليهِ أَن يُجيد المساعيا) 3 - (ابْن خروف النَّحْوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد نظامُ الدّين أَبُو الْحسن

ابْن خروف الأندلسي حضر من إشبيلية وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة محقِّقاً مدقِّقاً ماهراً مشاركاً فِي علم الْأُصُول صنَّف شرحاً لكتاب سِيبَوَيْهٍ جليلَ الْفَائِدَة حمله إِلَى صَاحب الغرب فَأعْطَاهُ ألف دِينَار وشرحاً للجُمل) وكتاباً فِي الْفَرَائِض وَله ردٌّ على أبي زيد السُّهيلي وعَلى جمَاعَة فِي الْعَرَبيَّة أَقرَأ النَّحْو بعدة بِلَاد وَأقَام بحلب مدَّة واختلَّ عقله بأَخَرَة حتَّى مَشى فِي الْأَسْوَاق عُرياناً باديَ الْعَوْرَة مَكْشُوف الرَّأْس وَبَعْضهمْ يَقُول مُحَمَّد بن عَليّ وَالصَّحِيح أنَّه عَليّ بن مُحَمَّد كَمَا أثبت هَاهُنَا وَالله أعلم وتوفِّي سنة تسع وست مائَة وَقيل سنة خمس وست مائَة ملكتُ ديوَان ابْن بابَك بخطّه فِي مجلَّدة واحدَةُ وكتابته ظريفة فِيهَا مغربيةٌ مَا فِي غَايَة الصِّحَّة وَالْفَاء بِوَاحِدَة وَالْقَاف بِاثْنَتَيْنِ على عَادَة المشارقة وَكَانَ يلقّب بضياء الدّين وَقَالَ العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان هُوَ قيسيٌّ قيذافيٌّ بقاف أولى وَفَاء ثَانِيَة وَبَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف وذال مُعْجمَة وَألف قرطيٌّ وَأنْشد أثير الدّين لَهُ فِي كأس (أَنا جسمٌ للحُميّا ... والحُميَّا ليَ روحُ) (بَين أهل الظَّرفِ أغدو ... كلَّ يومٍ وأروحُ) وَقَالَ لي أَنه مدح الْملك الْأَفْضَل بن الْملك النَّاصِر ومدح الظَّاهِر بن النَّاصِر أَيْضا انْتهى قلت وذكرتُ هُنَا مَا للمشدّ سيف الدّين بن قِزِل وَهُوَ مَا يكْتب على قَفَص المَسْمُوع

(أَنا للطائر سِجنٌ ... أقتني كلَّ مَليحِ) (قُضُب البانِ ضلوعي ... وحمَامُ الأيكِ روحي) وَذكرت أَيْضا مَا نظمته وَهُوَ مَا يكْتب على قدح ساذج (كؤوس المُدام تحبُّ الصَّفَا ... فكنْ لتصاويرها مُبطِلا) (ودعها سواذجَ من نقشها ... فأحسنُ مَا ذُهِّبت بالطِّلا) نقلتُ من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِدِمَشْق فِي صبي جميل الصُّورَة حَبسه الْحَاكِم (أَقاضي المسلمينَ حكمتَ حُكْماً ... أَتَى وجهُ الزَّمَان بهِ عَبُوسا) (حبستَ على الدراهمِ ذَا جمالٍ ... وَلم تسجُنْهُ إذْ سلبَ النُّفوسا) قَالَ وَكتب على يَدي إِلَى قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين بن الزكي يستقيله من مشارفة البيمارستان النوري وَكَانَ بوَّابُه يسمَّى السيِّد وَهُوَ فِي اللُّغَة الذِّئْب (مولايَ مولايَ أجرني فقدْ ... أصبحتُ فِي دَار الأسى والحُتوفْ) (وَلَيْسَ لي صبرٌ على منزلٍ ... بوَّابُهُ السيِّدُ وجَدّي خَروفْ) ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ وَقد دَعَاهُ نجم الدّين بن اللُّهَيْب إِلَى طَعَامه فَلم يُجِبْهُ وَقَالَ (ابنُ اللُّهَيْبِ دَعَاني ... دعاءَ غيرِ نبيهِ) (إِن سرتُ يَوْمًا إِلَيْهِ ... فوالدي فِي أبيهِ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِيهِ (يَا ابنَ اللُّهَيْبِ جعلتَ مذهبَ مالكٍ ... يَدْعُو الأنامَ إِلَى أبيكَ ومالكِ) (يبكي الهُدى مِلءَ الجفونِ وإِنَّما ... ضحكَ الفسادُ من الصلاحِ الهالكِ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِيهِ (لابنِ اللُّهَيْبِ مذهبٌ ... فِي كلِّ غَيٍّ قد ذهبْ) (يَتْلُو الَّذِي يُبصرُهُ ... تَبَّتْ يدا أبي لهبْ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ مَا كتبه إِلَى القَاضِي بهاء الدّين بن شدَّاد فِي طلب فَروة خراف (بهاءَ الدينِ وَالدُّنْيَا ... ونورَ الْمجد والحَسَبِ)

العمراني الأديب

(طلبتُ مخافةَ الأنوا ... ءِ من نُعماك جلدَ أبي) (وفضلُكَ عالمٌ أنِّي ... خروفٌ بارعُ الأدبِ) (حَلَبْتُ الدهرَ أَشطُرَهُ ... وَفِي حلبٍ صفا حَلَبي) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي نِيل مصر (مَا أعجبَ النيلَ مَا أحلى شمائلَهُ ... فِي ضفَّتيهِ من الأشجارِ أدواحُ) (من جنةِ الخلدِ فيَّاضٌ على تُرَعٍ ... تهبُّ فِيهَا هبوبَ الريحِ أرواحُ) (لَيست زيادتُهُ مَاء كَمَا زَعَمُوا ... وإنَّما هِيَ أرزاقٌ وأرواحُ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ لُغزاً فِي بَاب المعمَّى (وَاشْرَبُوا كلَّ صباحٍ لَبَنًا ... وَاشْرَبُوا كلَّ أصيلٍ عَسَلا) (واعكسوا ذَاك إِلَى أعدائكم ... من قِسِيِّ النَّبل أَو رُقْشِ الفلا) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (لَا ترجونَّ لمثلي ... من هَذِه الراحِ تَوْبَهْ) (فَإِنَّمَا هِيَ ليلى ... وَإِنَّمَا أَنا تَوْبَهْ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي بدر الدّين الْحَنَفِيّ قَاضِي الْعَسْكَر العادلي) (بشمس الدّين ذِي الهمم المنيفَه ... سما رأيُ الإِمَام أبي حنيفَهْ) (مذاهبُ أهلِ ملَّتنا ملوكٌ ... ومذهبُهُ الشريفُ هُوَ الخليفَهْ) وَقَالَ شهَاب الدّين القوصي وَقع ابْن خروف فِي جُبٍّ لَيْلًا فَمَاتَ رَحمَه الله وَأحسن مَا بَلغنِي أَن جمال الدّين عليا الْمَعْرُوف بِابْن السُنَيْنيرة حضر إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة الملكية الظَّاهِرِيَّة لَيْلًا لينشد قصيدةً فَمضى هزيعٌ من اللَّيْل وَلم يُؤْذن لَهُ بِسَبَب ابْن شَرف العُلى كَانَ يقْرَأ على السُّلْطَان كتابا فطوَّل عَلَيْهِ فَكتب إِلَيْهِ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ (العبدُ قد وافى ليُنشد خدمَة ... بُنِيَتْ قواعدها على التَّخْفِيف) (وأخافُ من شرف العُلى تطويلَهُ ... لَيْلًا فأُلحق مُلْحَقَ ابْن خروفِ) 3 - (العِمراني الأديب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن هَارُون يلقَّب حجّة

الحافظ الشاري

الأفاضل وفخر الْمَشَايِخ الأديب أَبُو الْحسن العِمراني الْخَوَارِزْمِيّ مَاتَ سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة تَقْرِيبًا قَرَأَ الْأَدَب على الزَّمَخْشَرِيّ وَصَارَ من أكبر أَصْحَابه لَا يُشَقُّ لَهُ غُبَار فِي حسن الْخط وَاللَّفْظ سمع من الزَّمَخْشَرِيّ وَالْإِمَام عمر التَّرْجُماني وَالْحسن بن سُلَيْمَان الخُجَنْدي وَعبد الْوَاحِد الباقَرْحي وَغَيرهم وَكَانَ ولوعاً بِالسَّمَاعِ كَتوباً وَكَانَ مَعَ الْعلم الغزير الوافر فِيهِ دين وَصَلَاح وزهادة وَكَانَ يذهب مَذْهَب الرَّأْي وَالْعدْل وَمن تصانيفه كتاب الْمَوَاضِع والبلدان وَكتاب اشتقاق الْأَسْمَاء كتاب تَفْسِير الْقُرْآن وَمن شعره (رأيتكَ تدّعي علم العَروضِ ... كأنَّك لست مِنْهَا فِي عَروضِ) (فكم تُزري بشعرٍ مستقيمٍ ... صحيحٍ فِي مَوَازِين العَروضِ) (كَأَنَّك لم تُحِطْ مذ كنت علما ... بمخبون الضُّروب وَلَا العَروضِ) وَمِنْه قصيدة مدح بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَضَاء برقٌ وسجفُ اللَّيْل مسدولُ ... كَمَا يُهزُّ الْيَمَانِيّ وَهُوَ مصقولُ) (فهاج وجدي بسُعْدى وَهِي نائيةٌ ... عنِّي وقلبيَ بالأشواق متبولُ) (لم يبقَ لي مذ تولَّى الظعنُ باكرةً ... صبرٌ وَلم يبْق لي قلبٌ ومعقول) (مهما تذكَّرتها فاض الجمانُ على ... خدَّيَّ حتَّى نِجادُ السيفِ مبلولُ) ) 3 - (الْحَافِظ الشارّي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى الصدرُ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الغافقي السَّبْتي الشارّي نزيل مالَقة والشارَّة بشرق الأندلس وَهِي بالشين مُعْجمَة وَبعد الْألف رَاء مشدَّدة كَذَا وَجدتهَا مقيَّدة ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة وَسمع الْكثير من أبي مُحَمَّد عبيد الله وشارك فِي عدَّة فنون مَعَ الشّرف والحشمة والمروءة الظَّاهِرَة واقتنى من الْكتب شَيْئا كثيرا وحصَّل الْأُصُول العتيقة وروى الْكثير وَكَانَ محدِّث تِلْكَ النَّاحِيَة 3 - (ضِيَاء الدّين البالِسي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور بن

موفق الدين الآمدي الكاتب

مؤمَّل المحدّث الْعَالم ضِيَاء الدّين أَبُو الْحسن البالسي المعدّل الْخَطِيب ولد سنة خمس وست مائَة بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة وَأَجَازَ لَهُ الْكِنْدِيّ وَغَيره وَنسخ بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب الْكثير وعُني بِالطَّلَبِ وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره 3 - (موفق الدّين الْآمِدِيّ الْكَاتِب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الرئيس موفَّق الدّين الْآمِدِيّ الْكَاتِب كَانَ متعيّناً لنظر الدَّوَاوِين وَطَالَ عمره وتقلّب فِي الخِدَم ثمَّ صَار إِلَى نظر الكَرك والشَّوْبَك وَمَات هُنَاكَ وَكَانَ قد قدم إِلَى هَذِه الْبِلَاد زمن الْكَامِل هُوَ وَأَخُوهُ ووفاته سنة أَربع وَسبعين وست مائَة 3 - (المَصِّيصي الشَّافِعِي الفرضي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي الْعَلَاء أَبُو الْقَاسِم المَصِّيصي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الشَّافِعِي الفَرَضي سمع وحدَّث وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (السُّلَمي الشَّافِعِي ابْن الشَّهْرُزوري) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن المُسَلَّم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفَتْح بن عَليّ السُّلَمي الْفَقِيه شرف الدّين أَبُو الْحسن بن أبي بكر الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي مدرس الأمينيّة كَانَ فَقِيه الشَّام ومحدِّثه سمع فِي صباه أَبَا العشائر مُحَمَّد بن خَلِيل الْقَيْسِي وَأَبا يَعْلى حَمْزَة بن عليّ الحُبوبي وَالْحُسَيْن بن الْحسن الْأَسدي وَغَيرهم وأُخرج عَن دمشق مُزعَجاً فتوجّه إِلَى بغداذ مستشفعاً إِلَى الدِّيوَان فِي عوده سنة إِحْدَى وست مائَة وحدَّث ببغداذ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس) مائَة بِدِمَشْق وَتُوفِّي بحمص سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة وَكتب فُقَهَاء الْمدرسَة الأمينية إِلَى شرف الدّين المدرّس الْمَذْكُور فِي زمن المشمش (يَا بَحر علمٍ زاخرٍ ... أمواجُه تُلْقي الدُّرَرْ)

ابن سدير الطبيب

(لَا تمنعنَّ عِصابةً ... والَتْكَ من دون البشرْ) (لوزيّةً ذهبيّةً ... بَين الغصونِ لَهَا شَرَرْ) (وَإِن امْتنعت فَنحْن لَا ... نبقي عَلَيْك وَلَا نذر) فَكتب لَهُم بِمَا يشْتَرونَ بِهِ مشمشاً فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه يَا مَوْلَانَا خفت مِنْهُم فَقَالَ كَيفَ لَا أَخَاف مِنْهُم وَقد قَالُوا (وَإِن امتنعتَ فَنحْن لَا ... نُبْقي عَلَيْك وَلَا نَذَرْ) وَدخل عَلَيْهِ الشهَاب فتيَان الشاغوري فغمز شرف الدّين بعض الطّلبَة فَسرق مداسه فَلَمَّا قَامَ وَمَا وجده الْتفت إِلَيْهِ وأنشده بديهاً (إِن يسرقِ الفقهاءُ نع ... لي يَفْعَلُوا فعلا قبيحا) (إذْ يشْهدُونَ على المدرّ ... س أَنه يأوي الشُّلوحا) فَقَالَ أَعْطوهُ مداسه وأريحونا مِنْهُ 3 - (ابْن سَدير الطَّبِيب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سدير بِالسِّين الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَالدَّال الْمُهْملَة مَكْسُورَة وَيَا آخر الْحُرُوف سَاكِنة وَرَاء أَبُو الْحسن الطَّبِيب الْمَدَائِنِي كَانَ أديباً يَقُول الشّعْر وَله معرفَة بالطبّ تردَّد إِلَى بغداذ كثيرا وَتُوفِّي بِالْمَدَائِنِ فَجْأَة سنة سِتّ وست مائَة 3 - (القُطَيْطُ المعرّي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْحسن المعرّي الْمَعْرُوف بالقُطَيْط وبالبديع أَيْضا من شعراء الخريدة أورد لَهُ الْعِمَاد قَوْله (نَداك ابْن عبد الله لَيْسَ بِمُقْتَضى ... ومثلُك فِي الكُرْبات من دفعَ الجُلَّى) (وأعتدُّ تقليدي لغيرك مِنَّةً ... وَإِن هِيَ حلّتْ منهُ فِي عُنُقي غُلاّ) (تعافُ سؤالَ الْفَرْع نَفسِي نفاسةً ... إِذا وجدتْ فِيمَا تحاولُه أصلا) (وَلَا سيّما العَضبُ الَّذِي مِنْك جَرَّدَتْ ... يدُ الْمجد مَا أنباه خطبٌ وَلَا فلاّ) ) (أعمُّ الوَرَى جوداً وأمنعُهم حِمًى ... وأوفاهمُ قولا وأحسنُهم فِعلا)

جلال الدين الوزير

3 - (جلال الدّين الْوَزير) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي مَنْصُور جلال الدّين أَبُو الْحسن ابْن الْوَزير جمال الدّين الْجواد وَقد تقدَّم ذكر وَالِده فِي المحمدين مَكَانَهُ كَانَ من الأدباء الْفُضَلَاء البلغاء الكرماء لَهُ ديوَان رسائل جمعه مجد الدّين أَبُو السعادات بن الْأَثِير الجزَري وسمّاه كتاب الْجَوَاهِر واللآلي من الْإِمْلَاء المولوي الوزيري الجلالي لِأَن مجد الدّين كَانَ فِي أول الْأَمر كَاتبا بَين يَدَيْهِ وَكَانَت بَين الْوَزير وَبَين الحَيْص بَيْص مكاتبات أورد بَعْضهَا ابْن الْأَثِير فِي الْكتاب الْمَذْكُور وَكَانَ الْوَزير جلال الدّين الْمَذْكُور وَزِير سيف الدّين غَازِي بن قُطب الدّين وَتُوفِّي الْوَزير رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة بدُنَيْسَر وحُمل إِلَى الْموصل ثمَّ نُقل مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة المنورة النبويَّة ودُفن فِي تربة وَالِده رحمهمَا الله تَعَالَى 3 - (أَبُو ابْن الْجَوْزِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ هُوَ وَالِد الْحَافِظ العلاّمة الشَّيْخ جمال الدّين بن الْجَوْزِيّ وَقد تقدَّم نسبه فِي تَرْجَمَة أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن وَلَده كَانَ يعْمل الصُّفْر بنهر القلاّيين ببغداذ توفّي رَحمَه الله سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (الفرّاء الْموصِلِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ عَلَاء الدّين الْموصِلِي الْمَعْرُوف بالفرّاء عاصر الصاحب كَمَال الدّين بن العديم وَمن شعره (ومائس الْقَامَة نادمتُهُ ... فِيمَا عهدناهُ من الأوَّلِ) (فَقَالَ مَا تنظر حبّي وَقد ... ولَّى بنبت الْعَارِض المقبلِ) (فَقلت روضٌ قد زها نبتُهُ ... وأنتَ تَدْرِي أنَّني مَوْصلي) كَانَ الصفيّ بن مهَاجر بالموصل قد أعْطى مَمْلُوكا مليحاً وَألف دِينَار لرجلٍ يُقَال لَهُ ابْن الحصان فعشق الْغُلَام فَكتب عَلَاء الدّين الموصليّ إِلَى الصفيّ (قل لصفيِّ الدّين مَاذَا الَّذِي ... غرَّكَ إذْ بِتُّ على غِرَّه) (ابنُ الحصان الفَسْلُ فِي زُهدِهِ ... الباردُ تلميذُ أبي مُرَّه) (بأيِّ سِحرٍ جَاءَ حتَّى لَهُ ... سمحتَ بالبدر وبالبَدْرَه) ) فَلَمَّا بلغت الأبيات صفيِّ الدّين ارتجع الْغُلَام وَالذَّهَب من الصفيّ بن مهَاجر الْمَذْكُور

علاء الدين المراكشي الكاتب

وَمِنْه (زارني وَالشُّكْر يثنيه مرحْ ... ثمَّ حيّاني وحيّا بالقدَحْ) (بحُميّا لحظهِ مُغْتَبِقاً ... وبخمرٍ من ثناياه اصطبَحْ) (خدُّهُ كالورد لوناً وشذًى ... مَا ترى الطلَّ عَلَيْهِ قد رشَحْ) 3 - (عَلَاء الدّين المَرّاكُشي الْكَاتِب) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن المَرّاكشي الْكَاتِب ولد سنة عشر وست مائَة بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة وروى صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ ذَا رُواءٍ ووقار وخبرة بِأُمُور الدِّيوَان والحساب بِحَيْثُ إِنَّه يرجع إِلَى قَوْله فِي ذَلِك وَكَانَ تركُ ذَلِك كلِّه أولى بِهِ وَكَانَ لَهُ وِردٌ بَين العشائين ويركب الْحمار وَيَأْتِي الدِّيوَان وَسمع مِنْهُ غيرُ وَاحِد 3 - (الْأَمِير حسام الدّين بن أبي عَليّ الهَذَباني) أَبُو عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي عَليّ بن باشاك الْأَمِير الْكَبِير حسام الدّين الهذباني الْمَعْرُوف بِابْن أبي عَليّ كَانَ رَئِيسا مدبِّراً خَبِيرا قويَّ النَّفس طلبه الْملك النَّاصِر يَوْمًا فَقَالَ وددت الْمَوْت السَّاعَة فَإِن نَاصِر الدّين ابْن القيمُري عَن يسَاره وَابْن يَغمور عَن يَمِينه وَالْمَوْت أَهْون من الْقعُود تَحت أَحدهمَا فسمح لَهُ ابْن القيمري بالقعود فَوْقه وَدخل فأكرموه وَجلسَ إِلَى جَانب السُّلْطَان وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالصالح نجم الدّين أَيُّوب فَلَمَّا تملّك إِسْمَاعِيل الصَّالح حَبسه وضيَّق عَلَيْهِ ثمَّ أطلقهُ فتوجَّه إِلَى مصر وناب فِي السلطنة بِدِمَشْق لنجم الدّين أَيُّوب عقيب الخوارزمية وحاصر بعلبك وفيهَا أَوْلَاد الصَّالح فسلَّموها لَهُ بالأمان وناب السلطنة بِمصْر وَأَصله من إربل وَله شعر وأدب وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَخمسين وست مائَة 3 - (ابْن تقيّ الدّين دَقِيق الْعِيد) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطيع محبّ

ابن ابن الحريري أحد التوأمين

الدّين بن الشَّيْخ تقيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد سمع من أَبِيه وَحضر عِنْد عبد الْوَهَّاب بن عَسَاكِر وَسمع من الزَّاهِد عمر الحريري القوصي وحدَّث بِالْقَاهِرَةِ سمع مِنْهُ أَمِين الدّين مُحَمَّد بن الواني الدِّمَشْقِي وَغَيره وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب علَّق على كتاب التَّعْجِيز شرحاً جيدا لم يكمله وناب فِي الحكم أَيَّام أَبِيه) قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي ذكر لي بعض أَقَاربه أَن الْخَلِيفَة هُوَ الَّذِي ولاّه النِّيَابَة عَن أَبِيه فَإِنَّهُ كَانَ تزوَّج بنت الْخَلِيفَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد العباسي ودرَّس بالفاضليّة والمدرسة الصالحيّة نِيَابَة عَن أَبِيه ودرَّس بالهكّاريّة والسيفيّة وَكَانَ عَزِيز النَّفس مترفِّعاً قَالَ كَمَال الدّين حكى لي القَاضِي سراج الدّين يُونُس بن عبد الْمجِيد الأرْمَنْتي قَالَ كنت حَاكما بإخميم عَن أَبِيه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فصحب محبَّ الدّين شخصٌ من أَهلهَا وَطلب مِنْهُ كتابا إليَّ فِي حاجةٍ لذَلِك الشَّخْص فرسم بكتابته إليَّ فَلَمَّا كتب قَالَ لَهُ ذَلِك الشَّخْص إِن أَرَادَ سيّدُنا أَن تُقْضى حَاجَتي يكْتب لَهُ الْمَمْلُوك فَلم يُوَافق فَحلف عَلَيْهِ ذَلِك الشَّخْص بِالطَّلَاق فَكتب الْمَمْلُوك بِاللَّه وَكَانَ يَقُول عَنهُ إِنَّه يقبل الهديّة فِي حَال نيابته وَيَأْخُذ مَعْلُوما على السَّعْي عِنْد وَالِده فِي الْحَاجَات ولد بقوص سنة سبع وَخمسين وست مائَة وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ عشرَة وَسبع مائَة 3 - (ابْن ابْن الحريري أحد التوأمين) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّيْخ حفيد الشَّيْخ عَليّ الْكَبِير الحريري كَانَ هَذَا عَليّ أحد الْأَخَوَيْنِ التوأمين الملقبين بالحِنّ والبنّ كَانَا قد دخلا فِي أذيَّة النَّاس أيّام قازان فغرق هَذَا عَليّ بالسيل فِي جَامع بعلبك سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة وَهُوَ الَّذِي لم يُسمع بِمثلِهِ بعد الطوفان 3 - (ابْن السكاكري) على بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الشُّروطي البارع الْمَشْهُور عَلَاء الدّين ابْن الْعدْل بدر الدّين العَدَوي الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بِابْن السكاكري ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة وَأَجَازَ لَهُ عبد الْعَزِيز بن الزَّبيدي

ابن البرقي

وَابْن العُلَّيق وَعبد الْخَالِق النَّشْتبري وَابْن خَلِيل وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم ومحيي الدّين بن الزكي وَجَمَاعَة وعُرف بإتقان المكاتيب وَله معرفَة بغوامضها وَشهد على الحُكّام وَكَانَ قويَّ النَّفس ثمَّ كبر وَعجز واعتراه نِسْيَان وغفلة وافتقر وَكَانَ ملازماً للْجَمَاعَة حدَّث وتفرَّد بِالْإِجَازَةِ من بعض شُيُوخه 3 - (ابْن البرقي) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن البرقي القوصي ذكره الْعِمَاد فِي الخريدة وَقَالَ كَانَ بَينه وَبَين ابْن النَّضْر صداقة وَأورد لَهُ شعرًا وَذكره ابْن الزبير فِي الْجنان وَقَالَ توفّي) سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مائَة وَقَالَ الْحَافِظ الرشيد عَليّ بن عَليّ وَقَالَ ابْن مُيَسّر عَليّ بن عَليّ أَيْضا وَمن شعره (ولي سنةٌ لم أدرِ مَا سِنَةُ الْكرَى ... كأنَّ جُفوني مِسْمَعٌ والكرى العَذْلُ) وَمِنْه (رماني الدهرُ مِنْهُ بكلِّ سهمٍ ... وفرَّق بَين أحبابي وبيني) (فَفِي قلبِي حرارةُ كلِّ قلبٍ ... وَفِي عَيْني مَدامعُ كلِّ عينِ) وَمِنْه (لَا تكْذِبنَّ فَمَا كنّا لنوجِبَ من ... حقٍّ وَأَنت تراهُ عَنْك قد سَقَطا) (ولَّيْتَ عصر شَبَابِي شاغلاً أملي ... بك اغتباطاً وَهَا فَوْدايَ قد شَمِطا) 3 - (جلال الْملك صَاحب طرابلس) عَليّ بن مُحَمَّد بن عمار أَبُو الْحسن جلال الْملك صَاحب طرابلس لما كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمْس مائَة اجْتمع مُلُوك الفَرَنج فِي سِتِّينَ

قاضي أصبهان الطبري

مركبا مشحونة بالمقاتلة وَفِيهِمْ رَيْمُنْد وطَنْكري صَاحب أنطاكية وبَغْدَوين صَاحب الْقُدس وضايقوا طرابلس من أول شعْبَان إِلَى حادي عشر ذِي الْحجَّة وَكَانَ الأسطول من مصر كلما قصدُوا طرابلس للنجدة ردَّتها الرّيح فَهَجَمُوا على طرابلس وملوكها وَقتلُوا الرِّجَال وَسبوا الْحَرِيم والأطفال وهرب ابْن عمار سالما إِلَى شَيْزَرَ فَأكْرمه صَاحبهَا سُلْطَان بن عَليّ بن مُنقذ وَعرض عَلَيْهِ المُقام فَأبى وَجَاء إِلَى دمشق فَأكْرمه طُغْتِكين وأنزله فِي دَار وأقطعه الزَّبداني وأعمالها وَلأبي عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد الْخياط الدمشقيّ فِيهِ عدَّة مدائح مِنْهَا قَوْله (أما والهوى يومَ استقلَّ فريقُها ... لقد حمّلتْني لوعةً لَا أطيقُها) وَمِنْهَا (وخَرقٍ كأنَّ اليمَّ موجُ سرابهِ ... ترامت بِنَا أجوازُهُ وخُروقُها) (كأنّا على سُفْنٍ من العيسِ فوقَهُ ... مجاذيفُها أَيدي المَطيِّ وسوقُها) (نُرجِّي الحَيا من رَاحَة ابْن محمدٍّ ... وأيُّ سماءٍ لَا تُشامُ بروقُها) (فَمَا نُوِّخَتْ حتَّى أسونا بجودِه ... جراحَ الخُطوب المُنْهرات فتوقُها) (عَلوْنَ بآفاق الْبَلَد يَحِدْن عَن ... مُلُوك بني الدُّنْيَا إِلَى من يفوقُها) ) (إِلَى ملكٍ لَو أنَّ نورَ جبينهِ ... لَدَى الشَّمْس لم يُعْدَم بلبلٍ شروقُها) 3 - (قَاضِي أَصْبَهَان الطَّبَرِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن أبان أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ قَاضِي أَصْبَهَان كَانَ رَأْسا فِي الْفِقْه والْحَدِيث والتصوف توفّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 3 - (نجم الدّين بن هِلَال) عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن هِلَال الصَّدْر الْكَبِير الْعَالم نجم الدّين أَبُو عبد الله الْأَزْدِيّ الدِّمَشْقِي من رُؤَسَاء دمشق ولد سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة وَأَجَازَ لَهُ بهاء الدّين بن الجُمَّيزي وَسمع من ابْن البُرهان وَابْن أبي اليُسر والكِرماني وَطَائِفَة وَطلب بِنَفسِهِ وحصَّل أصولاً وَدَار على الْمَشَايِخ وَكَانَ يذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة من التواريخ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت عَلَيْهِ بكَفْرَ بَطنا موافقات الموطَّأ

الكناني النحوي

3 - (الكِناني النَّحْوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن عُمَيْر أَبُو الْحسن الكِناني النَّحْوِيّ كَانَ أحد الْفُضَلَاء من أَصْحَاب أبي بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن مِقْسَم روى عَنهُ أمالي ثَعْلَب فِي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة وسَمعه مِنْهُ الْحسن بن أَحْمد بن الثلاّج وَأَبُو الْفَتْح بن المقدِّر 3 - (ابْن كرّاز الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن المؤمَّل أَبُو الْحسن الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن كرّاز بكاف وَرَاء مشدَّدة وَبعد الْألف زَاي من أهل وَاسِط ورد بغداذ شَابًّا وَقَرَأَ الْقُرْآن على الشريف عبد القاهر بن عبد السَّلَام العباسي وعَلى غَيره وَالْفِقْه على إلْكِيا الهرّاسي وناظر وتكلَّم فِي مسَائِل الْخلاف وَسمع بواسط من أبي الْفضل بن العجمي وَأبي غَالب مُحَمَّد بن حمد الخازن البغداذي وَسمع بِالْبَصْرَةِ وتولّى الْقَضَاء ببادَرايا ونواحي الْجَبَل وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة 3 - (مجد الْعَرَب العامري) عَليّ بن مُحَمَّد بن غَالب أَبُو فراس العامريّ الْمَعْرُوف بمجد الْعَرَب شَاعِر جال مَا بَين الْعرَاق وَالشَّام ومدح الْمُلُوك والأكابر وَلبس أخيراً لُبْسَ الأتراك وَتُوفِّي بالموصل سنة ثَلَاث) وَسبعين وَخمْس مائَة وَمن شعره (أمُتْعِبَ مَا رَقَّ من جسمِهِ ... بِحمْل السيوف وَثقل الرماحِ) (علامَ تَكلَّفْتَ حُملانَها ... وَبَين جفونكَ أمضى السِّلَاح) وَمِنْه (كلِفتُ بِهِ وقلتُ بياضُ وجهٍ ... فَقيل أسأتَ فاكْلَفْ بِالنَّهَارِ) (فَلَمَّا حفَّ بالإصباحِ ليلٌ ... وعذَّر قَامَ عُذْري بالعِذار) وَمِنْه (فارقْ تجدْ عِوضاً عمّن تفارقُهُ ... فِي الأَرْض وانصب تُلاقِ الرَّفْهَ فِي النَّصَبِ) (فالأُسْدُ لَوْلَا فراقُ الخيس مَا فَرَسَتْ ... والسهمُ لَوْلَا فراقُ القوسِ لم يُصِبِ)

ابن النصير كاتب الحكم

وَمِنْه (وفاتن الخَلقِ ساحرِ الخُلُقِ ... مُنْتَطقٍ حَيْثُ حلَّ بالحَدَقِ) (خِفْتُ ضَلالاً فِي ليلِ طُرَّتِهِ ... فناب لي وجهُهُ عَن الفَلَقِ) (بَات ضجيعي وبتُّ مُعْتَنِقاً ... لطيفَ كشحٍ شهيَّ مُعْتَنَقِ) (وَقد خفينا عَن الرَّقِيب فَمَا ... نمَّ بِنَا غيرُ نشرهِ العَبِقِ) قلت شعر متوسط 3 - (ابْن النصير كَاتب الحُكم) عَليّ بن مُحَمَّد بن غَالب بن مرّي العَدْلُ الْفَقِيه المحدّث كَاتب الحُكم عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن بن الإِمَام نصير الدّين بن القَاضِي كَمَال الدّين الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي مولده سنة خمس وَأَرْبَعين وست مائَة وروى الشاطبية بِسَمَاعِهِ بقوله من ابْن الْكَمَال الضَّرِير وَسمع بِدِمَشْق من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي اليُسر وعدّة وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن مَالك وَقَرَأَ كتبا وأجزاء وَكَانَ يعرف نَحوا وحساباً وشروطاً وحصَّل من الشُّرُوط مَالا كثيرا وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (ابْن غُلَيْسٍ الصَّالح) عَليّ بن مُحَمَّد بن غُلَيْس بِضَم الْغَيْن وَفتح اللَّام وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا سينٌ مُهْملَة أَبُو الْحسن الزَّاهِد من أهل الْيمن كَانَ رجلا من الرِّجَال طوَّف الْبِلَاد مَا بَين الْحجاز) واليمن وَصَحب الْأَوْلِيَاء وَله مجاهدات ورياضات شَدِيدَة وَقُوَّة على الْجُوع والعطش والسهر ومقاساة البراري والقفاز وَالْجِبَال ظَهرت كرامتُه وأطلع الله عباده على أَحْوَاله قدم بغداذ سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة ودوَّن النَّاس كَلَامه وسمعوا مِنْهُ قَالَ قَالَ لي شَيْخي عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الحدّاد من اعْتقد أَنه يصل إِلَى الله بِعِلْمِهِ فَهُوَ مُتَمَنٍّ وَمن اعْتقد أَنه يصل بِعِلْمِهِ فَهُوَ مُتَعَنٍّ لَكِن اعملْ وانسَ فلكَ من لَا ينسى قَالَ وحفظت مِنْهُ هَذَا الدُّعَاء يَا من لوجهه عَنَتِ الْوُجُوه بيِّض وَجْهي بِالنّظرِ إِلَيْك واملأ قلبِي من المحبَّة لَك وأجِرْني من زلَّة التوبيخ فقد آنَ لي الحياءُ مِنْك وحان لي الرجوعُ عَن الْإِعْرَاض عَنْك لَوْلَا حِلمُك لم يسعني عَمَلي وَلَوْلَا عفوك لم ينبسط فِيمَا لديك أملي فأسألك بك أَن تغْفر لي وتختار لي مَا لم أختره لنَفْسي وَتفعل بِي مَا أَنْت أَهله وَلَا تفعل بِي مَا أَنا أَهله إِنَّك أهل التَّقْوَى وَالْمَغْفِرَة اللَّهُمَّ صلَّ على مُحَمَّد وَآله

الملحي الشاعر

وَتُوفِّي بِدِمَشْق لَيْلَة سَابِع عشر شهر رَمَضَان سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَكَانَ يكْتب خادمه عليّ بن غليس الَّذِي لَا يسوى فُلَيْس وَمن شعره (أَلا قلْ لمن كَانَ يهوى سوانا ... هواهُ حرامٌ وَلَكِن هوانا) (وَمن كَانَ يَبْغِي رضَا غَيرنَا ... لَهُ الويلُ أخطا وَلَكِن رضانا) (أَلا قف وخيِّم على بابنا ... تَرَ الخيرَ مِنّا جِهاراً عيَانًا) 3 - (المِلْحيّ الشَّاعِر) عَليّ بن مُحَمَّد بن الْفَتْح بن أبي العَصَب الشَّاعِر البغداذي المِلْحيّ نِسْبَة إِلَى الْملح مولى المتوكِّل على الله سمع وروى وثَّقه الْخَطِيب توفّي سنة أَربع وَسبعين وَثَلَاث مائَة كتب إِلَيْهِ ابْن سُكَّرة الهاشميّ (يَا صديقا أفادَينه زمانٌ ... فِيهِ ضيقٌ بالأصدقاء وشُحُّ) (بَين شخصي وَبَين شخصك بُعْدٌ ... غيرَ أنَّ الخيالَ بالوصلِ سمحُ) (إِنَّمَا أوجب التباعد منّا ... أنني سُكَّرٌ وأنَّك مِلْحُ) فَكتب ابْن أبي العصب الْجَواب (هَل يَقُول الإخوان يَوْمًا لخلٍّ ... شابَ منهُ محضَ المودَّةِ قَدْحُ) بَيْننَا سُكَّرٌ فَلَا تُفْسدَنْهُأم يَقُولُونَ بَيْننَا وَيْكَ ملحُ) 3 - (ابْن فَرِحُونَ المَدَني) عَليّ بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ نور الدّين أَبُو الْحسن اليَعمري المَدَني الْمَالِكِي قدم علينا دمشق ورأيته مرّات سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وأنشدني كثيرا من لَفظه لنَفسِهِ كتب إليَّ يطْلب مني تَمام شرح لامية الْعَجم الَّذِي وَضعته وسميته غيث الْأَدَب الَّذِي انسجم (قد طَال هَذَا الوعدُ يَا سيِّدي ... فانظرْ لمقصودي وَكن مسعدي)

(أنتَ صلاحُ الدّين حقًّا فكنْ ... صلاحَ دنيايَ الَّتِي تعتدي) وجد بغيث الْأَدَب الْمُنْتَقى واسق رعاك الله قلباً صدي (بدأت بِالْإِحْسَانِ فاختم بِهِ ... يَا خَاتم الخيرِ وَيَا مُبْتَدي) فَكتبت الْجَواب إِلَيْهِ معتذراً عَن تَجْهِيزه لِأَنَّهُ كَانَ فِي العاريَّة (أقسمتُ لَو كَانَ الَّذِي تبتغي ... عنديَ لم أمنعْهُ من سيِّدي) (يَا من لَهُ نظمٌ علا ذِروةً ... وهادُها تعلو على الفَرْقَدِ) (لقد تطوَّلتَ وَلم تَقتصر ... وَمن بدا فِي فَضله يزدَدِ) وأينَ من نَالَ نهاياتِهِممّن كَمَا قلتَ لَهُ مبتدي وصنع هُوَ للامية الْعَجم أعجازاً وصدوراً أوقفني عَلَيْهَا بِخَطِّهِ وَطلب مني أَن أكتب عَلَيْهَا تقريضاً فَكتبت عَلَيْهَا حَسْبَمَا قَصده وقفتُ على هَذَا النمط الْغَرِيب والأسلوب الَّذِي مَا سلك شِعبه أديب والألفاظ الَّتِي تجيد الْجيد وَمَا تُريب أَنَّهَا حَلْيُ التَّريب والعبارة الَّتِي هِيَ أشهى من عصر شبابٍ مَا شيب بمشيب وَالنّظم الَّذِي شَاب مِنْهُ الْوَلِيد وَنقص أَبُو تمامٍ فَلَيْسَ بحبيب والمعاني الَّتِي هِيَ أوقع فِي النُّفُوس من وصل حبيب نزّهتْه اللذةُ عَن الرَّقِيب الْقَرِيب والسطور الَّتِي هِيَ جداول الرَّوْض والهمزةُ على ألفها حمامةٌ على قضيب (وَفِي تَعَبٍ من يحسُدُ الشمسَ ضوءها ... ويزعُمُ أَن يَأْتِي لَهَا بضريب) لقد أمتع ناظمها أمتع الله بمحاسنه وحلّى جيدَ الزَّمَان بدُرِّه الَّذِي يُثيره من معادنه فَجعل لآفاقها مشارقَ ومغارب ولبيوتها فِي شعاب الْقُلُوب مراكز ومضارب كَيفَ أفادها أعجازاً وصدوراً وَكَيف تنوَّع فِي الْحسن حتَّى أَفَادَ الخصور أردافاً وركَّب على الأرداف خصورا وَكَيف اقتدر على البلاغة فَأطلع فِي أفلاكها شموساً وبدورا فَلَو عاينها الطُغرائي رَحمَه الله) جعلهَا لمنشور ديوانه طُغرى وَعلم أَن روض نظمه إِن كَانَ فِيهِ زهرَة فَهَذَا أُفُقٌ أطلع فِي كل منزلَة مِنْهُ شمساً وبدراً وزُهَرَة فَالله يُعِزُّ حمى الْأَدَب مِنْهُ بِفَارِس الجولة ويُديم لأيامه بفوائده خير دولة ويلُمُّ شَعَثَ بنيه الَّذين لَا صون لَهُم وَلَا صولة ويمتّعهم بمحاسنه الَّتِي لَا تُذكر مَعهَا أبياتُ عَزَّة وَلَا أطلال خَوْلة بمَنَّة وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقد أثبتُّ هَذِه الأعجاز والصدور بمجموعها فِي الْجُزْء الْعشْرين من كتاب التَّذْكِرَة

التهامي الشاعر

وَطلب مني المقامات الجَزَرية ليقف عَلَيْهَا فجهّزتها إِلَيْهِ فَأَعَادَهَا وَقد كتب عَلَيْهَا بِخَطِّهِ يَقُول الفقيرُ إِلَى الله تَعَالَى عليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ اليَعمَري الْمدنِي عَفا الله عَنهُ لما نظرت مقامات الجَزَري رَأَيْت ألفاظها حوشيّة وحُلَل أسجاعها غير مطرَّزة وَلَا موشيّة لم يَسْقِ روضها ماءُ البلاغة المستعذَب فَمَا أنبتت أرضُها زهرَ اللَّفْظ المهذَّب وَمَعَ هَذَا فطالما كلَّف نَفسه قيها وعذَّب وَعِنْدِي أَن من لم يستحسن كذبَها لم يُكَذَّب (ظنَّ الفصاحةَ فِي الْغَرِيب فأثَرَهْ ... فَلَكَمْ لَهُ من فِقرة هِيَ فاقِرهْ) (قَرَحَتْ قريحتهُ وفاتَ قبولُها ... يَا كرّةً من بعد ذَلِك خاسِرهْ) وَقد أثبتُّ مِنْهَا عِنْدِي المقامةَ الأولى ورأيتُ أنَّ ترك مَا سواهَا أولى (إذِ الأسلوبُ فِي الْمَجْمُوع واحِدْ ... وَلَيْسَ على كتَابَتهَا مُساعِدْ) وبلغتني وَفَاته بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة ستّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة 3 - (التهامي الشَّاعِر) عَليّ بن مُحَمَّد بن فَهد أَبُو الْحسن التهامي الشَّاعِر وَهُوَ من الشُّعَرَاء الْمُحْسِنِينَ المجيدين أَصْحَاب الغوص مولده ومنشؤه بِالْيمن وطرأ على الشَّام وسافر مِنْهَا إِلَى الْعرَاق والى الْجَبَل وَلَقي الصاحب بن عبَّاد وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَانْتَحَلَ مَذْهَب الاعتزال وَأقَام ببغداذ وروى بهَا شعره ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام وتنقَّل فِي بلادها وتقلَّد الخطابة بالرّملة وتزوَّج بهَا وَكَانَت نَفسه تحدّثه بمعالي الْأُمُور وَكَانَ يكتم نَسَبَه فَيَقُول تَارَة إنَّه من الطالبيِّين وَتارَة من بني أميَّة وَلَا يتظاهر بشيءٍ من الأَمرين وَكَانَ متورِّعاً صَلِفَ النَّفس متقشِّفاً يطْلب الشَّيْء من وَجهه وَلَا يُريدهُ إلاَّ من حِلِّه نسخ شعر البحتري فَلَمَّا بلغ أبياتاً فِيهَا هجوٌ امْتنع من كتبهَا وَقَالَ لَا أُسطِّر بخطِّي مثالبَ النَّاس وَكَانَ قد وصل إِلَى الديار المصرية مستخفياً وَمَعَهُ كتبٌ كَثِيرَة من حسَّان بن مفرّج بن دَغْفَل البدوي وَهُوَ متوجِّه إِلَى بني قُرَّة فظفروا بِهِ فَقَالَ أَنا من) تَمِيم فلمَّا انْكَشَفَ حَاله عُلم أَنه التهامي الشَّاعِر

فاعتُقل بخزانة البنود بِالْقَاهِرَةِ لأَرْبَع بَقينَ من شهر ربيع الآخر سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبع مائَة ثمَّ إنَّه قُتل سرًّا فِي سجنه تَاسِع جُمَادَى الأولى من السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ أصفر اللَّوْن ورُئيَ بعد مَوته فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي قيل لَهُ بأيِّ الأَعمال قَالَ بِقَوْلِي فِي مرثية ولدٍ لي صَغِير وَهُوَ (جَاوَرت أعدائي وجاور ربه ... شتان بَين جواره وجواري) وَمن شعره قَوْله (قلتُ لخِلِّي وزهورُ الربى ... مبتسماتٌ وثغورُ المِلاحْ) (أيُّهما أحلى تُرى منْظرًا ... فَقَالَ لَا أعلم كلٌّ أقاحْ) وكرَّر هَذَا النَّوْع فَقَالَ (أَلَمَّ وليلي بالكواكبِ أشيبُ ... خيالٌ على بُعد المدى يتأوَّبُ) (أَلَمَّ وَفِي جفني وجفنِ مُهنَّدي ... غِراران ذَا نومٌ وَذَاكَ مُشَطَّبُ) وَقَالَ أَيْضا (ألمَّتْ بِنَا بعد الهُدُوِّ سعادُ ... بليلٍ لباسُ الجوِّ فِيهِ حِدادُ) (ألمَّتْ وَفِي جفني وجفن مُهنَّدي ... غِراران ذَا سيفٌ وَذَاكَ رقادُ) قلت وَهَذَا الْمَعْنى أولع بِهِ الأرَّجاني فَقَالَ (وَأَيْنَ من الْمَنَام لَقَى همومٍ ... يبيتُ ونِضوهُ مُلقى الجِرانِ) (يَشيمُ البرقَ وَهُوَ ضجيعُ عَضْبٍ ... فَفِي الجفنين منهُ يَمانِيانِ) وَقَالَ الأرَّجاني أَيْضا (وأرَّقني والمَشرِفيُّ مُضاجعي ... سنا بارقٍ أسرى فهيَّجَ أحزاني)

(ثلاثةُ أجفانٍ فَفِي طيِّ واحدٍ ... غِرارٌ وخالٍ من غِراريهما اثنانِ) وأُولع بِهِ قبله عبد الصَّمد الطَّبَرِيّ فَقَالَ (فبِتُّ على مراصدهمْ وحيداً ... كلا جفنيَّ رَأْرَأَهُ الغِرارُ) وَقَالَ عبد الصَّمد أَيْضا (بانوا بهيفاءَ يَغْزُو سيفُ مُقلتها ... قلبَ المتيَّم فِي جيشٍ من الفتنِ) (شمسٌ على غُصُنٍ هام الفؤادُ بهَا ... يَا ويحَ قلبيَ من شمسٍ على غُصُنِ) ) (وطالما غابَ عَن جفني لِزَوْرتها ... وجفن سَيفي غِرارُ النصل والوَسَنِ) وَقَالَ عبد الصَّمد أَيْضا (وربَّ بيضاءَ ريَّا الخِدر فاءَ لَهَا ... رَيعان من تَرفٍ غَضٍّ ورَيعانِ) (طرقتُها والسُّرى والعزمُ قد شهرا ... وَهْناً غِرارينِ من جفني وأجفاني) وَقَالَ التهامي فِي تِلْكَ الْمَادَّة أَيْضا (وضاحكنَ نَوْرَ الأُقحوان فَقَالَ لي ... خليليَّ أيُّ الأُقحوانين أعجبُ) (فقلتُ لهُ لَا فرقَ عِنْدِي وإِنَّما ... ثغورُ الغواني فِي المذاقَةِ أعذبُ) وَمن شعر التهامي (قَالُوا قُتِلْتَ بصارم من طرفه ... فِيمَا زعمتَ وَمَا نراهُ بِقانِ) (فأجبتُ خيرُ البِيض مَا سفك الدّما ... فَمضى وَلم يتخضَّبِ الغَرْبانِ) وَمِنْه (لولاهُ لم يقضِ فِي أعدائهِ قَلَمٌ ... ومِخلبُ اللَّيْث لَوْلَا الليثُ كالظُّفُرِ) (مَا صَلَّ إلاَّ وصلَّتْ بِيضُ أنصُلِهِ ... فِي الهامِ أَو أطّتِ الأرماحُ فِي الثُّغُرِ) (وغادرتْ فِي العدى طَعنا يحف بِهِ ... ضرب كَمَا حفت الأعكان بالسُّرَرِ) قلت وَمن هَذِه الْمَادَّة قَول الآخر (خرقنا بأطراف القنا فِي ظُهُورهمْ ... عيُونا لَهَا وقعُ السيوفِ حواجبُ)

وَقَالَ التهامي فِي الثريَّا والمجرَّة (وللمجرَّة فَوق الأَرْض مُعْتَرَضٌ ... كأنَّها حَبَبٌ تطفو على نَهَرِ) (وللثريَّا ركودٌ فَوق أَرحُلِنا ... كأنَّها قطعةٌ من فَرْوَة النَّمِرِ) وَقَالَ (يَحْكِي جنى الأَقحوانِ الغضِّ مَبْسِمُها ... فِي اللونِ والريحِ والتفليجِ والأشَرِ) (لَو لم يكن أُقحواناً ثغرُ مبسمِها ... مَا كَانَ يزدادُ طِيباً ساعَةَ السَّحَرِ) وَقَالَ (كأنَّ على الجوِّ فضفاضةً ... مساميرها فضةٌ أَو ذهبْ) (كأنَّ كواكبهُ أعينٌ ... تُراعي سنا الفجرِ أَو ترتقبْ) ) (فلمَّا بدا صفَّقتْ هَيْبَة ... تُسَتِّر أحداقها بالشُّهُبِ) (وشقَّتْ غلائلَ ضوء الصباحِ ... فَلَا هُوَ بادٍ وَلَا محتجبِ) وَقَالَ (كأنَّ سنانَ الرمْح سلكٌ لناظمٍ ... غَداة الوغى والدَّارِعون جواهرُ) (تَرُدُّ أنابيبُ الرماح سواعداً ... وَمن زَرَدِ الماذيِّ فِيهَا أساورُ) وَقَالَ (هُوَ الطاعنُ النجلاءَ لَا يبلغ امرؤٌ ... مداها وَلَو أنَّ الرماحَ مسابرُ) (يلبّيه من آل المفرّج إِن دَعَا ... أسودٌ لَهَا بيضُ السيوفِ أظافرُ) (تراهُ لقرعِ البِيضِ بالبِيضِ مُصغياً ... كأنَّ صليلَ الباتراتِ مزاهرُ) (وحفَّتْ بِهِ الآمالُ من كلِّ جانبٍ ... كَمَا حفَّ أرجاءَ العيونِ المحاجرُ) وَله القصيدة الرائيَّة الْمَشْهُورَة الَّتِي رثى بهَا ابْنه وَقد سَارَتْ مسير الشَّمْس وَهِي

(حكم الْمنية فِي الْبَريَّة جَار ... مَا هَذِه الدُّنْيَا بدار قَرَار) (بَينا يرى الْإِنْسَان فِيهَا مُخبراً ... حتَّى يُرى خَبرا من الأَخبارِ) (طُبِعَتْ على كَدَرٍ وَأَنت تريدها ... صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ) (ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعها ... متطلِّبٌ فِي الماءِ جَذوةَ نارِ) (وَإِذا رجوتَ المستحيلَ فإنَّما ... تبني الرجاءَ على شفيرٍ هارِ) (العيشُ نومٌ والمنيَّةُ يقظةٌ ... والمرءُ بَينهمَا خيالٌ سارِ) (فاقْضوا مآربكم عِجالاً إنَّما ... أعمارُكم سَفَرٌ من الأسفارِ) (وتراكضوا خيلَ الشبابِ وَبَادرُوا ... أَن تُسْتَرَدَّ فإنَّهنَّ عَوارِ) (فالدهر يخدع بالمنى ويُغِصَّ إنْ ... هَنَّا ويهدم مَا بنى ببَوارِ) (لَيْسَ الزمانُ وَإِن حرصتَ مسالماً ... خُلُقُ الزمانِ عداوَةُ الأحرارِ) (إنِّي وُتِرْتُ بصارمٍ ذِي رَوْنَقٍ ... أعددتُه لطلابةِ الأوتارِ) (أُثني عَلَيْهِ بأثرِهِ وَلَو أنَّهُ ... لَو يُغْتَبَط أثنيتُ بالآثارِ) (يَا كوكباً مَا كانَ أقصرَ عمرَهُ ... وَكَذَا تكون كواكبُ الأسحارِ) (وهلالَ أيَّامٍ مضى لم يستدرْ ... بَدْرًا وَلم يُمْهَلْ لوقتِ سِرارِ) ) (عَجِلَ الخُسوفُ عَلَيْهِ قبل أوانِهِ ... فغطَّاهُ قبل مَظِنَّةِ الإبدارِ) (واستُلَّ من لأقرانِهِ ولداتِهِ ... كالمُقلَةِ استُلَّتْ من الأشفارِ) (فكأنَّ قلبِي قبرُهُ وكأنَّهُ ... فِي طيِّهِ سِرٌ من الأسرارِ) (إنْ تَحْتَقِرْ صغراً فربَّ مُفخَّمٍ ... يَبْدُو ضئيلَ الشَّخْص للنُّظَّارِ) (إنَّ الكواكبَ فِي علوِّ محلِّها ... لَتُرى صِغاراً وَهِي غيرُ صغارِ) (وَلَدُ المعزَّى بعضُهُ فَإِذا مضى ... بعضُ الْفَتى فالكلُّ فِي الآثارِ) (أبكيهِ ثمَّ أقولُ معتذراً لهُ ... وُفِّقْتَ حينَ تركتَ ألأم دارِ) (جاورتُ أعدائي وجاورَ ربَّهُ ... شتَّانَ بَين جوارهِ وجواري) (أَشْكُو بعادك لي وَأَنت بموضعٍ ... لَوْلَا الرَّدى لسمعتَ فِيهِ سِراري) (مَا الشرقُ نَحْو الغرب أبعدَ شُقَّةً ... من بُعد تِلْكَ الخمسةِ الأشبارِ) (هيهاتَ قد علِقتكَ أسبابُ الرَّدى ... وأبادَ عمرَك قاصمُ الأعمارِ)

(وَلَقَد جريتَ كَمَا جريتُ لغايةٍ ... فبلغتَها وأبوكَ فِي المِضمارِ) (فَإِذا نطقتُ فأنتَ أوَّلُ مَنطقي ... وَإِذا سكتُّ فَأَنت فِي إضماري) (أُخفي من البُرَحاءِ نَارا مثلَ مَا ... يُخفي من النارِ الزنادُ الواري) (وأُخفِّضُ الزَّفَراتِ وَهِي صواعدٌ ... وأُكفكفُ العَبَراتِ وَهِي جَوارِ) (وأكُفُّ نيرانَ الْأسر ولربَّما ... غُلِبَ التصبُّرُ فارتمتْ بشَرارِ) (وشهاب زَند الْحزن إِن طاوعتهُ ... وارٍ وَإِن عاصيتهُ متوارِ) (ثوبُ الرئاءِ يشِفُّ عمَّا تحتهُ ... فَإِذا التحفتَ بهِ فإنَّكَ عارِ) (قصُرَتْ جفوني أم تبَاعد بَينهَا ... أمْ صُوِّرَتْ عَيْني بِلَا أشفارِ) (جَفَتِ الْكرَى حتَّى كأنَّ غِرارهُ ... عِنْد اغتماضِ الطّرف حدُّ غِرارِ) (ولوِ استعارتْ رقدةً لدحا بهَا ... مَا بَين أجفاني من التيَّارِ) (أُحيي ليَالِي التِّمِّ وَهِي تُميتُني ... ويُميتهنَّ تبلُّجُ الأسحارِ) (والصبحُ قد غمرَ النجومَ كأنَّهُ ... سيلٌ كَمَا فطفا على النُوَّارِ) (لَو كنتَ تُمنعُ خَاضَ دُونك فتيةٌ ... منَّا بُحُرَ عواملٍ وشِفارِ) (فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أَرضًا من دمٍ ... ثمَّ انثنَوا فبنَوا سَمَاء غُبارِ) ) (قومٌ إِذا لبسوا الدروع حسبتَها ... سُحُباً مُزَرَّرةً على أقمارِ) (وَترى سيوفَ الدارعينَ كأنَّها ... خُلُجٌ تُمَدُّ بهَا أكفُّ بحارِ) (لَو أشرعوا أَيْمَانهم من طولهَا ... طعنوا بهَا عِوَضَ القنا الخطَّارِ) (شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لَهَا ... فِي كلِّ آنٍ نُجعَةَ الأمطارِ) (جَنبُوا الجيادَ إِلَى المطيِّ فراوحوا ... بَين السُّرُوج هُنَاكَ والأكوارِ) (وكأنَّهم ملأوا عِيابَ دروعهمْ ... وغُمودَ أنصُلِهم سرابَ قفارِ) (وكأنَّما صَنَعُ السوابغِ غَرَّهُ ... ماءُ الحديدِ فصاغَ ماءَ قَرارِ) (زَرَداً وَأحكم كلَّ مَوْصِلِ حلقةٍ ... بحَبابةٍ فِي مَوضِع المسمارِ) (فتدرَّعوا بمتون ماءٍ راكدٍ ... وتقنَّعوا بحَباب ماءٍ جارِ) (أُسْدٌ وَلَكِن يؤثرون بزادهمْ ... والأُسدُ لَيْسَ تدين بالإيثارِ) (يتعطَّفونَ على المُجاورِ فيهمُ ... بالمُنْفِسات تعطُّفَ الآظارِ)

(يتزيَّنُ النادي بحُسن وجوههمْ ... كتزيُّنِ الهالات بالأقمارِ) (من كلِّ مَن جعل الظُّبى أنصارَهُ ... وكَرُمْنَ فاستغنى عنِ الأنصارِ) (والليثُ إِن ساورْتَهُ لم يَتِّكِل ... إلاَّ على الأنيابِ والأظفارِ) (وَإِذا هُوَ اعتقل القناةَ حسبتَها ... صِلاًّ تأبَّطَهُ هِزَبْرٌ ضارِ) (زَرَدُ الدِّلاصِ من الطِّعان برمحهِ ... مثل الأساور فِي يَد الإسوارِ) (ويجرُّ ثمَّ يجرُّ صعدَةَ رمحِهِ ... فِي الجحفلِ المتضايقِ الجرَّارِ) (مَا بَين ثوبٍ بالدماء مُضَمَّخٍ ... خَلَقٍ ونقعٍ بالطِّراد مُثارِ) (والهُونُ فِي ظِلِّ الهُوَيْنا كامنٌ ... وجلالةُ الأخطارِ فِي الإخطارِ) (تندى أسِرَّةُ وجههِ ويمينهُ ... فِي حالةِ الإعسارِ والإيسارِ) (يحوي المعاليَ خالِباً أَو غَالِبا ... أَبداً يُدارى دونهَا ويُداري) (ويمدُّ نَحْو المكرُماتِ أناملاً ... للرزقِ فِي أثنائهنَّ مجارِ) (قد لاحَ فِي ليل الشَّبَاب كواكبٌ ... إِن أُمهلتْ آلتْ إِلَى الإسفارِ) (وتلَهُّبُ الأحشاءِ شيَّبَ مَفْرقي ... هَذَا الضياءُ شُواظُ تِلْكَ النارِ) (شابَ القَذالُ وكلُّ غصنٍ صائرٌ ... فَينانهُ الأحوى إِلَى الأزهارِ) ) (والشبه منجذبٌ فلِمْ بيضُ الدُّمى ... عَن بيضِ مفرقهِ ذواتُ نفارِ) (وتوَدُّ لَو جعلتْ سوادَ قلوبها ... وسوادَ أعينها خِضابَ عِذاري) (لَا تنفر الظَّبيات منهُ فقد رَأَتْ ... كَيفَ اختلافُ النبت فِي الأطوارِ) (شَيْئَانِ ينقشعان أوَّلَ وهلةٍ ... ظلُّ الشَّبَاب وصُحبةُ الأشرارِ) (لَا حبَّذا الشيبُ الوفيُّ وحبَّذا ... شرخُ الشبابِ الخائنِ الغدَّارِ) (وَطَري من الدُّنيا الشَّبَاب ورَوقهُ ... فَإِذا انْقَضى فقد انقضتْ أوطاري) (قَصُرَتْ مسافتُهُ وَمَا حسناتُهُ ... عِنْدِي وَلَا آلاؤُهُ بقصارِ) (نزداد همًّا كلَّما ازددنا غنى ... فالفقر كلُّ الفقرِ فِي الإكثارِ) (مَا زَاد فَوق الزادِ خُلِّفَ ضائعاً ... فِي حادثٍ أَو وارثٍ أَو عارِ) (إنِّي لأرحم حاسدِيَّ لحرِّ مَا ... ضمَّت صدورهمُ من الأوغارِ) (نظرُوا صَنِيع الله بِي فعيونُهمْ ... فِي جنَّةٍ وَقُلُوبهمْ فِي نَار)

(لَا ذنبَ لي قد رمتُ كتمَ فضائلي ... فكأنَّني بَرْقَعْتُ وجهَ نهارِ) (وسترتها بتواضعي فتطلَّعَت ... أعناقها تعلو على الأستارِ) (وَمن الرِّجَال مجاهلٌ ومعالمٌ ... وَمن النُّجُوم غوامضٌ ودراري) (والناسُ مشتبهون فِي إيرادهمْ ... وتباينُ الأقوام فِي الإصدارِ) (عَمْري لقد أوطأتُهم طُرُقَ العُلى ... فعمُوا وَلم يطأوا على آثاري) (لَو أبصروا بعيونهم لاستبصروا ... لكنَّها عميتْ عَن الإبصارِ) (أَلا سعَوا سعيَ الْكِرَام فأدركوا ... أَو سلّموا لمواقع الأقدارِ) (ذهبَ التكرُّمُ والوفاءُ من الوَرَى ... وتصرَّما إلاَّ من الأشعارِ) (وفشتْ جنايات الثِّقَات وغيرهمْ ... حتَّى اتَّهمنا رؤيةَ الأبصارِ) (ولربَّما اعتضد الحليمُ بجاهلٍ ... لَا خير فِي يُمنى بِغَيْر يسارِ) ورثى ابْنه بقصيدة أُخْرَى رائية أوَّلها (أَبَا الْفضل طَال اللَّيلُ أم خانني صبري ... فخُيِّلَ لي أنَّ الكواكبَ لَا تسري) وَله فِيهِ غير ذَلِك وَمن شعره (أبرزنَ من تِلْكَ الْعُيُون أسِنَّةً ... وهززْن من تِلْكَ الْقُيُود رماحا) ) (يَا حبَّذا ذَاك السلاحُ وحبَّذا ... وقتٌ يكون الحُسنُ فِيهِ سِلَاحا) (أَهْوى الْفَتى يُعلي جنَاحا فِي العلى ... أبدا ويخفض للجليس جنَاحا) (وأُحِبُّ ذَا الْوَجْهَيْنِ وَجها فِي الندى ... نَدِياً ووجهاً فِي اللِّقَاء وَقاحا) وَمِنْه (يَرْمِي الكتيبَةَ بِالْكتاب إليهمُ ... فيرون أحرفهُ الخميسَ كفاحا) (مِن نِقْسِهِ دُهماً وَمن ميماتهِ ... زَرَداً وَمن أَلِفاتهِ أرماحا) وَمِنْه

النهري الحنبلي

(خليليَّ هَل من رقدةٍ أستعيرها ... لعلِّي بأحلام الْكرَى أستزيرها) (وَلَو علمتْ بالطيف عاقتهُ دُوننَا ... لقد أفرطتْ بخلا بِمَا لَا يضيرها) وَمِنْه (تهيمُ ببدرٍ والتَّنَقُّلُ والنوى ... على البدرِ محتومٌ فَهَل أَنْت صابرُ) (لهُ من سنا الفجرِ المُوَرَّدِ غُرَّةٌ ... وَمن حَلَكِ اللَّيْل البهيمِ غَدائرُ) وَمِنْه (وَكم رجلٍ أثوابه فَوق قدرهِ ... وَقد يُلْبَسُ السِّلْكُ الجمانَ الفرائدا) (فَلَا يُعْجِبَنْ ذَا البخلِ كثرةُ مالهِ ... فإنَّ الشَّغا نقصٌ وَإِن كَانَ زَائِدا) 3 - (النَّهْرِي الْحَنْبَلِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك أَبُو الْحسن النَّهْرِي الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ البغداذي قَرَأَ على القَاضِي أبي يَعلى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الفرَّاء وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَكَانَ قيِّماً بالفرائض ودرَّس فِي حَيَاة شَيْخه وَكَانَ ظريفاً من ملاح البغادِدَة سمع من شَيْخه ابْن الفرَّاء وَمن أَحْمد بن أبي الْفضل المخبزي قَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار وَمَا أظنُّه روى شَيْئا توفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (كَمَال الدّين بن الْأَعْمَى) عَليّ بن مُحَمَّد بن المبارَك الأديب كَمَال الدّين بن الْأَعْمَى الشَّاعِر صَاحب المقامة الَّتِي فِي الْفُقَرَاء المجرَّدين روى عَن ابْن اللَّتِّي وَغَيره وَكَانَ شَيخا كَبِيرا من بقايا شعراء الدولة الناصرية انْقَطع فِي آخر عمره بالقليجيَّة وَكَانَ مقرئاً بالتُربةِ الأشرفية وَالْأَعْمَى وَالِده الشَّيْخ) ظهير الدّين الضَّرِير النَّحْوِيّ الَّذِي كَانَ خطيب الْقُدس وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة وَمن شعره

خطيب الأنبار الحنفي ابن الأخضر

(لَا تَحْسَبَنْ ذَاك العِذارَ بخدِّهِ ... شَعراً بدا لَك فِي الهَوَى لمَّا بدا) (لكنَّهُ ماءُ الشبابِ بخدِّهِ ... هبَّتْ عَلَيْهِ صَبا الصِّبا فتجعَّدا) 3 - (خطيب الأنبار الْحَنَفِيّ ابْن الْأَخْضَر) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن شُعَيْب بن حسن الشَّيْبَانِيّ أَبُو الْحسن الْأَنْبَارِي بن الْأَخْضَر خطيب الأنبار تفقَّه على مَذْهَب أبي حنيفَة ببغداذ وَكَانَ ثِقَة نبيلاً وتوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة كَانَ ابْن الْأَخْضَر يَقُول رَأَيْت جدّ جدّي وَأَنا جدّ جدّ وَسمع ببغداذ فِي صباه من عُبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الفَرَضي وَعبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَهدي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن رزق البزَّاز وَعلي بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَغَيرهم وحصَّل النّسخ وَالْأُصُول وعُمِّر طَويلا وحدَّث بِجَمِيعِ مرويَّاته وَمن شعره فِي الْمُقْتَدِي أَمِير الْمُؤمنِينَ (يَا أيُّها الْمولى الإما ... مُ ومَن تُناطُ بِهِ الأُمورُ) (يَا وَاحِدًا فِي المكرُما ... تِ فَمَا يعادلُهُ نظيرُ) (مثلي يُعانُ على الزما ... نِ فَمَا بَقَى منِّي يسيرُ) 3 - (الحصّار المغربي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى أَبُو الْحسن الْفَقِيه الخزرجي الإشبيلي الفاسي الْمَعْرُوف بالحصَّار كَانَ إِمَامًا فَاضلا كثير التصنيف فِي أُصول الْفِقْه وصنَّف كتابا فِي النَّاسِخ والمنسوخ وَالْبَيَان فِي تَنْقِيح الْبُرْهَان وأرجوزة فِي أصُول الدّين شرحها فِي أَربع مجلدات وتقريب المدارك فِي رفع الْمَوْقُوف وَوصل الْمَقْطُوع من حَدِيث مَالك اختصر فِيهِ بعض كتاب التَّمْهِيد لِابْنِ عبد البرّ وتوفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة 3 - (ابْن المعلِّم الحَمامي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النُّعْمَان الْمَعْرُوف بِابْن المعلِّم أَبُو الْقَاسِم البغداذي هُوَ ابْن أبي عبد الله الْمُفِيد كَانَ وَالِده من شُيُوخ الشِّيعَة وَرُؤَسَائِهِمْ وتقدَّم ذكره فِي المحمّدين وَكَانَ عليٌّ هَذَا يلْعَب بالحمام توفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة

سبط الطبري الشافعي

) 3 - (سِبط الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْبَيْضَاوِيّ أَبُو الْقَاسِم البغداذي الشَّافِعِي سِبط القَاضِي أبي الطّيب طَاهِر بن عبد الله الطَّبَرِيّ كَانَ شابًّا فَاضلا صَالحا توفِّي سنة خمسين وَأَرْبع مائَة 3 - (الديناري النَّحْوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو الْحسن الديناري بن أبي الْفَتْح النَّحْوِيّ كَانَ عَليّ ممَّن يُشار إِلَيْهِ فِي النَّحْو والأَدب درَّس النَّحْو ببغداذ بعد وَفَاة أبي الْقَاسِم الرَّقِّي وتوفِّي بِبَلَد النّيل سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (الحلِّي النَّحْوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن السَّكُون الحلِّيّ أَبُو الْحُسَيْن من حِلِّة بني مزِيد بِأَرْض بابل كلن عَارِفًا باللغة والنحو حسن الْفَهم جيد النَّقْل حَرِيصًا على تَصْحِيح الْكتب لم يضع قطُّ فِي طِرسه إلاَّ مَا وعاه قلبه وَكَانَ ينظم الشّعْر قَالَ ياقوت وَحكى لي عَنهُ الفصيحُ بن عَليّ الشَّاعِر أنَّه كَانَ نُصَيْرِيًّا وَله تصانيف توفِّي فِي حُدُود سنة سِتّ وست مائَة وَقَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار قَرَأَ النَّحْو على ابْن الخشَّاب واللغة على ابْن العصَّار وَقَرَأَ الْفِقْه على مَذْهَب الشِّيعَة وبرع فِيهِ وَكَانَ يدرِّسه وَذكر لي الْحسن بن معالي الحلِّيّ النَّحْوِيّ أنَّه كَانَ متديِّناً كثير الصَّلَاة بِاللَّيْلِ وَفِيه سخاء ومروءة سَافر إِلَى مَدِينَة النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأقَام بهَا وَصَارَ كَاتبا لأميرها ثمَّ قدم الشَّام ومدح السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَمن شعره (خُذا من لذيذ العيشِ مَا رقَّ أَو صفا ... ونفسَكما عَن باعثِ الهمِّ فاصرِفا) (ألمْ تعلما أنَّ الهمومَ قَواتلٌ ... وأحجَى الوَرَى من كَانَ للنَّفس مُنصِفا) (خليليَّ إنَّ العيشَ بيضاءُ طفلةٌ ... إِذا رشفَ الظمآنُ رِيقتَها اشتفى) (من المُشرقاتِ الآنساتِ كأنَّها ... سَقِيَّةُ بَرْدِيٍّ توسَّطتِ الحَفا) 3 - (الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُقبة بن همَّام أَبُو الْحسن

البسطامي الشافعي

الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي قدم بغداذ وحدَّث عَن الْخضر بن أبان وَغَيره قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة أَمينا توفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة 3 - (البسطامي الشَّافِعِي) ) عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو الْحُسَيْن البسطامي قَرَأَ على القَاضِي أبي عبيد الله الصَّيْمَري وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِبَاب الطاق وَنظر المارستان العَضُدي وروى عَن خَاله بعض شعره توفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن المغازلي الوَاسِطِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الطيّب بن أبي يَعلى أَبُو الْحسن الجُلاّبي ابْن المغازلي الوَاسِطِيّ سمع كثيرا وَكتب بخطِّه وحصَّل الأُصول وخرَّج التخاريج وَجمع مجموعات مِنْهَا الذيل على تَارِيخ وَاسِط لبَحْشَل ومشيخةٌ لنَفسِهِ وَكَانَ كثير الْغَلَط قَلِيل الْحِفْظ والمعرفة نزل إِلَى دجلة يتوضَّأ فَوَقع فِي المَاء وأُخرج من وقته مَيتا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (زعيم الرؤساء ابْن جَهِير) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَهِير أَبُو الْقَاسِم بن أبي نصر الْوَزير زعيم الرؤساء أَخُو الْوَزير عميد الدولة ولي النّظر بديوان الزِّمَام بعد وَفَاة مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُمَيلة صَاحب الدِّيوَان فَنظر فِيهِ أَربع عشرَة سنة إِلَى أَن عَزله الْمُقْتَدِي وَنظر بعد وَفَاة وَالِده فِي الْموصل وديار ربيعَة ثمَّ ورد الْعرَاق فِي وزارة أَخِيه أبي الْمَنْصُور ووزَرَ للمستظهر ثَلَاث سِنِين وَخَمْسَة أشهر وأيَّاماً وَنفذ سيف الدولة مَن أخذَه وَأَعَادَهُ إِلَى الحِلَّة فَأَقَامَ إِلَى أَن قُتل سيف الدولة فاستدعاه السُّلْطَان مُحَمَّد ووزر لَهُ إِلَى أَن توفّي سنة ثمانٍ وَخمْس مائَة وَكَانَ مَعْرُوفا بالحِلم والرزانة وجودة الرَّأْي وَالتَّدْبِير وحُسن التأتَّي 3 - (ابْن النَّقِيب الشهرستاني) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النَّقِيب الشهرستاني أَبُو الْحسن رُتّب نَائِب الْحِسْبَة ببغداذ عَن القَاضِي أبي الْعَبَّاس الكَرْخي وَكَانَ مشدِّداً وَكَانَت ولَايَته سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره (خفِّفي يَا نفسُ عنِّي ... ويكِ كم هَذَا التَّجَنِّي)

مجد الدين بن المطلب الكاتب

(واتركي الْجَهْل فقد ته ... وَينَ مِنْهُ كلَّ فنِّ) (ودعي الْحِرْص مَعَ الآ ... مَال فِيهِ والتَّمنِّي) (عَجَباً والموتُ يَأْتِي ... بَغتةً إذْ تطمئنِّي) 3 - (مجد الدّين بن المُطّلب الْكَاتِب) ) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن المُطّلب أَبُو المكارم ابْن أبي جَعْفَر بن أبي عبد الله بن الْوَزير أبي الْمَعَالِي قَرَأَ الأَدب وبرع فِيهِ وَسمع من مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَعبد الْخَالِق بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف وَأحمد بن عَليّ بن عَليّ بن السّمين وَأبي المعمَّر الْأنْصَارِيّ واقتنى كتبا ملاحاً بخطوط الْعلمَاء وصنَّف كتبا حسانا مِنْهَا كتاب الْإِيضَاح فِي اخْتِصَار كتاب الْإِصْلَاح لِابْنِ السّكيت رتَّبه على حُرُوف المعجم وَاخْتصرَ كتاب الغريبين للهَرَوي وسافر إِلَى الشَّام سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتولَّى المناصب واتَّصل بالملوك وَكتب لتقيّ الدّين عمر ابْن شاهِنشاه بن أَيُّوب صَاحب حماة وَكَانَ قيِّماً بالنحو واللغة كَاتبا بليغاً حسن الْخط وَمن شعره (تَحَلَّ لحاجتي واشدُدْ عُراها ... فقد أضحتْ بِمَنْزِلَة الضياعِ) (إِذا أرضعتها بلِبان أُخرى ... أضرَّ بهَا مشاركةُ الرضاعِ) 3 - (ابْن الْأَثِير المؤرّخ) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد العلاّمة عزّ الدّين أَبُو الْحسن بن الْأَثِير أبي الْكَرم الشَّيْبَانِيّ الجَزَري الْحَافِظ المؤرخ أَخُو مجد الدّين وضياء الدّين ولد بالجزيرة العمريَّة سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة تحوَّل بِهِ وبأخويه والدهم إِلَى الْموصل فَسَمِعُوا بهَا وَاشْتَغلُوا وَسمع بالموصل من الْخَطِيب أبي الْفضل ويحي الثَّقفي وَمُسلم بن عَليّ السِّيحي وَغَيرهم وَسمع ببغداذ لما سَار إِلَيْهَا رَسُولا من عبد الْمُنعم بن كُليب ويعيش بن صَدَقَة الْفَقِيه وَعبد الْوَهَّاب بن سُكينة وَكَانَ

ابن النضر

إِمَامًا نسَّابةً مؤرّخاً أخباريًّا أديباً نبيلاً محتشماً وبيته مأوى الطّلبَة أقبل آخر عمره على الحَدِيث وَسمع العالي والنازل حتَّى إنَّه سمع من أبي الْقَاسِم بن صَصْرَى وزين الأُمناء بِدِمَشْق وصنَّف التَّارِيخ الْمَشْهُور المسمَّى ب الْكَامِل على الْحَوَادِث والسنين وَاخْتصرَ الْأَنْسَاب للسمعاني وهذَّبه وَأفَاد فِيهِ أَشْيَاء وَهُوَ فِي مِقْدَار النّصْف أَو أقل وصنَّف كتابا حافلاً فِي معرفَة الصَّحَابَة وَجمع فِيهِ بَين كتاب ابْن مَنْدَه وَكتاب أبي نُعيم وَكتاب ابْن عبد البرّ وَكتاب أبي مُوسَى فِي ذَلِك وَزَاد وَأفَاد وَشرع فِي تَارِيخ الْموصل وحدَّث بِدِمَشْق وحلب وروى عَن الدُّبَيْثي والقُوصي شهَاب الدّين وَالْمجد بن أبي جَرَادَة ووالده أَبُو الْقَاسِم فِي تَارِيخه توفّي فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة) ثَلَاثِينَ وست مائَة على قَول القَاضِي سعد الدّين الْحَارِثِيّ 3 - (ابْن النَّضر) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن النَّضر أحد قُضَاة الصَّعِيد كَانَ عَالما أديباً نحويًّا روى عَنهُ من شعره ابْن بَرِّي النَّحْوِيّ وَعلي بن هبة الله بن عبد الصَّمد الكاملي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم الْمُقْرِئ الكِيزاني وَمُحَمّد بن حسن بن يحيى الدَّاني الْحَافِظ وَذكره ابْن عرَّام فِي سيرة بني الْكَنْز وَأثْنى عَلَيْهِ الْعِمَاد الْكَاتِب قَالَ أَبُو الْحسن الْمَذْكُور أملقتُ سنة وَكنت أحفظ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره عَن ظهر قلب حتَّى قلت إنَّ حِرْفَة الأَدب قد أدركتني فعزمتُ على أَن أَقُول شعرًا فِي وَالِي عَيْذابَ فأقمت إِلَى السَّحَر فَلم يساعدني القَوْل وأجرى الله الْقَلَم فَكتبت (قَالُوا تعطَّفْ قُلُوب النَّاس قلتُ لهمْ ... أدنى من النَّاس عطفا خالقُ الناسِ) (وَلَو علمتُ بسعيي أَو بمسألتي ... جدوى أتيتهمُ سعياً على الراسِ) (لكنّ مثليَ فِي ساحات مثلهمُ ... كمَزجر الْكَلْب يرْعَى غفلةَ النَّاسِي) (وَكَيف أبسط كفّي بالسؤال وَقد ... قبضتُها عَن بني الدُّنْيَا على الياس) (تَسْلِيم أَمْرِي إِلَى الرَّحْمَن أمْثَلُ بِي ... من استلاميَ كفَّ البَرِّ والقاسي) قَالَ فقنعت نَفسِي وَمَا أَقمت إلاَّ ثَلَاثَة أَيَّام وَورد كتاب وَالِي عَيْذب يولّيني فِيهِ خِطَّة الصَّعِيد وَزَادَنِي إخميم ولقّبني قَاضِي الْقُضَاة

علاء الدين بن القلانسي

وَمن شعره (يَا نفسُ صبرا واحتساباً إنّها ... غَمَرات أيامٍ تمرُّ وتنجلي) (فِي الله هُلْكُكِ إِن هلَكتِ حميدةً ... وَعَلِيهِ أجرك فاصبري وتوكّلي) (لَا تيأسي من روح ربِّك واحذري ... أَن تستقري بالقُنوط فتُحذَلي) وَله ديوَان شعر وَبَنُو النَّضر بإسنا ولعلّه مِنْهُم 3 - (عَلَاء الدّين بن القلانسي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القَاضِي عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن بن الصَّدْر شرف الدّين القلانسي التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو القَاضِي جمال الدّين وَقد تقدّم ذكره ومحيي الدّين ولد سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة وَتُوفِّي فجاءةً سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة تفقَّه وتأدَّب وَرَأس وتقدَّم وَكَانَ كيِّساً متواضعاً خدم موقِّعاً مُدَّة وَأخذ نوبَة قازان هُوَ وَبدر الدّين بن فضل الله وَابْن شُقير وَابْن الْأَثِير رهينة إِلَى الْبِلَاد أذْرَبيجان وَبَقِي معتقلاً مُدَّة ثمَّ تنكَّر وخلص محتالاً) وهرب فَنُوديَ عَلَيْهِ فاختفى بتبريز شَهْرَيْن وسمى نَفسه يُوسُف وتوصّل إِلَى الْبِلَاد فِي زيِّ فَقير وَقدم فَأكْرمه نَائِب حلب وَبَعثه على الْبَرِيد وسرًّ بِهِ أَهله وَوصل فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبع مائَة وَولي نظر ديوَان الْأَمِير سيف الدّين تُنْكُز وَنظر البيمارستان والتوقيع فِي الدَّست فَلَمَّا مَاتَ أَخُوهُ جمال الدّين أَخذ وظائفه نظر الظَّاهِرِيَّة ودرّسها ودرّس العصرونية ووكالة بَيت المَال وَقَضَاء الْعَسْكَر مُضَافا إِلَى مَا بِيَدِهِ وتدريس الأمينية فَأعْطى ابْن أَخِيه القاضيَ أَمِين الدّين نظر الظَّاهِرِيَّة وتدريس العصرونية وَانْفَرَدَ هُوَ بِالْبَاقِي ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين تُنْكُر تغيَّر عَلَيْهِ وصادره وَأخذ مِنْهُ جملَة وَلم يتْرك مَعَه إلاَّ تدريس الأمينية والظاهرية وَكَانَ أخيراً يعاني التقعير فِي كَلَامه وَكَانَ حسن الشكل وَالْوَجْه رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْمسند الرفّاء) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ الْمسند الْمُقْرِئ المجوَّد الزَّاهِد العابد أَبُو الْحسن البغداذي الرفّاء هُوَ سبط الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بن الزجّاج فسمَّعَه كثيرا سمع جَامع المسانيد من ابْن أبي الدنيّة وجزء الْأنْصَارِيّ من عبد الله ابْن ورد صَاحب ابْن الْأَخْضَر وَمن البُخَارِيّ على أبي الْحسن الوُجوهي وَبَعض مُسْند الإِمَام أَحْمد من الشَّيْخ عبد الصَّمد بن أَحْمد وَمن جدّه وَأَجَازَ لَهُ من وَاسِط الشريف الدّاعي صَاحب ابْن

ابن الكازروني

الباقلاّني وحدّث ب جَامع المسانيد ثَلَاث مَرَّات وَأول مَا سمع مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَسبع مائَة فرّ من رُؤْيَة الْمُنْكَرَات ببغداذ إِلَى قَرْيَة برفطا وَاشْترى أَرضًا كَانَ يستغل مِنْهَا كِفَايَته فلقَّن هُنَاكَ خلقا كتاب الله تَعَالَى مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة أَو فِي الَّتِي تَلِيهَا أَكثر عَنهُ أَبُو الْخَيْر الذُّهلي وَأهل بغداذ وَتُوفِّي ببرفطا فِي وسط سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة وَحمل إِلَى مَقْبرَة الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فَدفن بهَا وَكَانَ يعرف الْقرَاءَات السَّبع 3 - (ابْن الكازَروني) عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الشَّيْخ الإِمَام المؤرّخ الأديب ظهير الدّين الكازروني ثمَّ البغداذي المعدَّل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كتب إليَّ بمرويّاته عَام سبع وَتِسْعين وَكَانَ مولده سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَجَب سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة وَسمع من الْحَافِظ أبي عبد الله بن الدُّبَيْثي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن اليوسفي وَغَيره وَله) تَارِيخ وَله شعر 3 - (الدبّاغ الْمَالِكِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مسرور أَبُو الْحسن الْفَقِيه الدبّاغ الْمَالِكِي القيرواني كَانَ إِمَامًا عَاقِلا كثير الْحيَاء والورع والصيانة توفّي فِي حُدُود السِّتين وَالثَّلَاث مائَة 3 - (الْبَنْدَنِيجِيّ الصُّوفِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن ممدوح بن جَامع الشَّيْخ المعمَّر الْمسند أَبُو الْحسن الْبَنْدَنِيجِيّ ثمَّ البغداذي كَانَ صوفياً بخانقان الشُّمَيْساطية حدّث غير مرّة ب صَحِيح مُسلم عَن أَحْمد بن عمر الباذبيني وبجامع التِّرْمِذِيّ عَن ابْن الهَينيّ وَقد كتبُوا لَهُ سَمَاعا سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم عبد الْخَالِق النَّشْتَبري وَعبد الله بن

زين الدين بن المنير المالكي

أبي السعادات وَمُحَمّد بن السبّاك وَظهر لَهُ سَماع من مُحَمَّد بن الهَنِيّ بعد مَوته سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ يتعاسر على الطّلبَة وَيطْلب على الرِّوَايَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَله ثَلَاث وَتسْعُونَ سنة بَقِي مُدَّة بوّاب دَار وكَالَة بغداذ وَسمع مُسْند ابْن رَاهَوَيْه من العزّ أَحْمد بن يُوسُف الأكّاف بإجازته من ابْن الخيِّر بن الطَّالقَانِي وَقيل سمع من ابْن الخيِّر سمعتُ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم بدار الحَدِيث الأشرفية بِدِمَشْق فِي مُدَّة آخرهَا سادس عشر شهر رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بِقِرَاءَة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن طُغْريل وَأَجَازَ لي بخطّه سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة بِدِمَشْق وَكَانَ شَيخا طُوالاً وَيجْلس والقارورة مشدودة فِي وَسطه للبول 3 - (زين الدّين بن المنيِّر الْمَالِكِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أبي الْقَاسِم بن مُخْتَار بن أبي بكر القَاضِي زيد الدّين أَبُو الْحسن بن القَاضِي أبي الْمَعَالِي أَخُو القَاضِي العلاّمة نَاصِر الدّين ابْن المنيِّر تقدم ذكر أَخِيه وَكَانَ هَذَا زين الدّين صَدرا جَلِيلًا محتشماً وافر الحُرمة مليح الصُّورَة حسن البِزَّة كَامِل الْفَضِيلَة ولي قَضَاء الثغر مُدَّة وَأفْتى وصنَّف ودرَّس قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين روى لنا الْأَرْبَعين السِّلفيَّة عَن يُوسُف بن المَخيلي وَولد سنة تسع وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة يَوْم عيد الْأَضْحَى وحدّث بِمَكَّة والثغر 3 - (الطَّبَرِيّ الْأَشْعَرِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد بن الْمهْدي أَبُو الْحسن الطَّبَرِيّ المتكلّم الْأَشْعَرِيّ حصب الشَّيْخ أَبَا الْحسن) وتخرَّج بِهِ وصنَّف التصانيف وتبحَّر فِي علم الْكَلَام وَهُوَ مصنِّف كتاب مُشكل الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي الصِّفَات توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (محيي الدّين القرميسيني الشَّافِعِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن مهْرَان بن عَليّ بن مهْرَان الإِمَام محيي الدّين أَبُو الْحسن القرميسيني ثمَّ الإسكندري الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة وأتقن الْمَذْهَب وتأدب وَقَالَ الشّعْر وَأفْتى ودرَّس بالثغر وتخرَّج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ ديِّناً صينا

الوزير ابن الفرات

3 - (الْوَزير ابْن الْفُرَات) عَليّ بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْحسن بن الْفُرَات أَبُو الْحسن بن أبي جَعْفَر الْكَاتِب من أهل هُمَيْنيا قَرْيَة بَين بغداذ وواسط وَقَالَ الصولي هُوَ من قَرْيَة بابلا قريبَة من صَريفين تولّى أَمر الدَّوَاوِين أيّام المكتفي وَلما أفضت الْخلَافَة إِلَى المقتدر أَخِيه ووزيره الْعَبَّاس بن الْحسن بَقِي ابْن الْفُرَات على ولَايَته فَلَمَّا وَقعت فتْنَة ابْن المعتزّ وَقتل الْعَبَّاس ولاّه المقتدر الوزارة سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وفوَّض إِلَيْهِ الْأُمُور كلَّها فَسَار بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وَالْعَفو عَن الجُناة والإفضال وَكَانَ أَخُوهُ أَحْمد أكبر سنًّا مِنْهُ وَأَرْفَع طبقَة فِي الْآدَاب والعلوم وَأَبُو الْحسن هَذَا يتقدَّم أَخَاهُ فِي الْحساب وَالْخَرَاج وَله فِيهِ مصنَّف وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد أَبُو أَحْمد المُحَسِّن وَأَبُو نصر الْفضل وَالْحُسَيْن وعزل عَن الوزارة سنة تسع وَتِسْعين وَكَانَت وزارته ثَلَاث سِنِين وَثَمَانِية أشهر وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وأعيد إِلَى الوزارة ثَانِيًا بعد عزل عَليّ بن عِيسَى ثمَّ عزل وَكَانَت وزارته الثَّانِيَة سنة وَاحِدَة وَخَمْسَة أشهر وَتِسْعَة عشر يَوْمًا وَولي حَامِد بن الْعَبَّاس ثمَّ إِنَّه أُعِيد إِلَى الوزارة مرّة ثَالِثَة وولَّى المحسِّن وَلَده أمرَ الدَّوَاوِين فَبسط يَده وصادر النَّاس وعذَّبهم حتَّى هَلَكُوا وجاهر الأكابر بالعداوة فعُزل أَبوهُ وَكَانَت وزارته الثَّالِثَة عشرَة أشهر وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وَوصل الشُّعَرَاء فِي وزارته الثَّالِثَة بِعشْرين ألف دِرْهَم وَأطلق لطلاب الحَدِيث والآداب عشْرين ألف دِرْهَم وَكَانَ رجلٌ من أَرْبَاب الْحَوَائِج قد اشْترى خبْزًا وجبناً وَأكله فِي الدهليز فَبلغ الْوَزير فَأمر بِنصب مطبخ لمن يحضر من أَرْبَاب الْحَوَائِج وَلم يزل طول أَيَّامه وَمَا ردَّ أحدا قطُّ عَن حَاجَة إلاَّ وعلّق أمله إِمَّا يَقُول عاودني أَو أعوِّضك أَو تمهَّل قَلِيلا أَو شَيْئا من هَذَا وَكَانَ يُجري على خَمْسَة آلَاف من النَّاس وأقلُّ) جاري أحدهم خَمْسَة دَرَاهِم وَنصف قفيز دَقِيق إِلَى مائَة دِينَار وَعشرَة أَقْفِزَة فِي كل شهر وَمن شعره وَلم يُوجد لَهُ غَيرهمَا (معذِّبتي هَل لي إِلَى الْوَصْل حيلةٌ ... وَهل لي إِلَى استعطاف قلبكِ من وَجه)

(فَلَا خيرَ فِي الدُّنْيَا وَأَنت بخيلةٌ ... وَلَا خيرَ فِي وصلٍ يكون على كَرْهِ) وَأورد لَهُ هِلَال بن المُحسِّن فِي كتاب الوزراء (خليليَّ قد أمسيتُ حيران موجَعا ... وَقد بَان شَرخٌ للشباب فودَّعا) (وَلَا بدَّ أَن أُعطي اللذاذة حقَّها ... وَإِن شَاب رَأْسِي فِي الهَوَى وتصلَّعا) (إِذا كنتُ للأعمال غيرَ مُضيِّعٍ ... فَمَا حقُّ نَفسِي أَن أكون مضيَّعا) وَكَانَ كثير الْمَوَاهِب والصلات وَإِنَّمَا فِي وزارته الثَّالِثَة سلّط ابْنه المحسِّن على النَّاس وَكَانَ سَبَب هلاكهما على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة المحسِّن ولمَّا قبض عَلَيْهِ سُلِّما إِلَى نازوك فَضرب عنق ابْنه وأحضر إِلَى أَبِيه فَلَمَّا رَآهُ ارتاع ثمَّ ضربت عنق أَبِيه وَحمل رأساهما إِلَى المقتدر وغُرِّق جسداهما ثمَّ بعد أيامٍ رمي برأسيهما فِي دجلة وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَلَاث مائَة وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق البهلول لما أمسك بن الْفُرَات (قل لهَذَا الْوَزير قولَ مُحِقٍّ ... بَثَّهُ النُصحَ أيَّما إبثاثِ) (قد تقلَّدتَها ثَلَاثًا ثَلَاثًا ... وطلاقُ الْبَنَات عِنْد الثلاثِ) وَفِيهِمْ يَقُول الصولي (ذلَّل الدهرُ آل الفراتِ ... وَرَمَاهُمْ بفُرقةٍ وشتاتِ) (لَيْت آلَ الفراتِ عُدُّوا جَمِيعًا ... قبلَ مَا قد رَأَوْهُ فِي الأمواتِ) (فلَعَمري لراحةُ الْمَوْت خيرٌ ... من صغارٍ وذِلَّةٍ فِي الحياةِ) (لم يزَالُوا للمُلك أنجُمَ عزٍّ ... وضياءٍ فَأَصْبَحت كاسفاتِ) وَمِمَّا قيل فيهم (يَا أَيهَا اللَحِزُ الضنينُ بمالهِ ... يحمي بتقطيبٍ قليلَ نوالهِ) (أوَما رأيتَ ابْن الْفُرَات وَقد أَتَى ... إدبارُهُ من بعد مَا إقبالهِ) (أيامَ تطرقُه السعادةُ بالمنى ... وينال مَا يهواهُ من آمالهِ) ) (فَخَلا من النُّعمى وَأصْبح يشتكي ... أقياده ألماً على أغلالِهِ) (وَكَذَا الزمانُ بأهلهِ متقلّبٌ ... فاسمح لما أعطيتَ قبل زوالهِ)

روى ابْن النجّار فِي ذيله بِسَنَدِهِ إِلَى أبي النَّصر المفضَّل بن عَليّ الْأَزْدِيّ كَاتب المقتدر ومؤدّبه أَنه حضر مجْلِس أبي الْحسن بن الْفُرَات وَعَن يَمِينه أَبُو الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن دَاوُد بن الجرَّاح وَعَن يسَاره القَاضِي أَبُو عمر مُحَمَّد بن يُوسُف وَقد تأخَّر حَامِد بن الْعَبَّاس عَن الْحُضُور فَقَالَ الْوَزير أتعلمون السَّبَب فِي تَأَخّر حَامِد فَقَالُوا لَا قَالَ ولكنَّني أعلم سَبَب ذَلِك انْصَرف البارحة مسَاء وداره بعيدَة فَأَبْطَأَ على جَارِيَته فلمَّا وصل استقبلته وقبَّلت جَبينه وَقَالَت يَا مولَايَ أقلقتني بتأخّرك فَمَا الَّذِي بطَّأ بك فَقَالَ مُوَافقَة الْوَزير أعزَّه الله على الْحساب فَقَالَت يَا مولَايَ حسابٌ فِي الدُّنْيَا وحساب فِي الْآخِرَة حمل الله عَنْك ثمَّ نزعت خفَّيه وقدَّمت نَعْلَيْه وأفرغت عَلَيْهِ دست ثِيَاب قد بخَّرتها وَأخذت ثِيَابه عَنهُ وقدَّمت إِلَيْهِ الطّهور فلمَّا صلى الْمغرب وعشاء الْآخِرَة قدَّمت إِلَيْهِ طبقًا تولَّت لغيبته ألوانه وَقد وقفت مَعَ الطبّاخة تحرِّياً لنظافتها وَأخذت تلقمه وتأكل مِنْهُ ثمَّ تولَّت غسل يَدَيْهِ وقدَّمت إِلَيْهِ الشَّرَاب وأصلحت عودهَا فَشرب ثَلَاثَة أَرْطَال وشربت مثلهَا واغتبقا فلمَّا أصبح دخل الْحمام وَخرج فسقته من الجلاّب بالثلج مَا قطع خماره وقدَّمت إِلَيْهِ طبقًا من المحمَّضات ألواناً طيّبة وَهُوَ الْآن يَأْكُل ثمَّ قَالَ غسل يَده وَلبس ثِيَابه ثمَّ قَالَ ركب وتوجَّه إِلَيْنَا ثمَّ لم يزل ينزله الطَّرِيق إِلَى أَن قَالَ هُوَ فِي الدهليز ثمَّ قَالَ يدْخل حَامِد فَرفع السّتْر وَدخل حَامِد فلمَّا رَأَيْنَاهُ مَا تمالكنا أَن ضحكنا فلمَّا سلَّم وَأخذ مَوضِع جُلُوسه قَالَ مَا الَّذِي أضحككم عِنْد مشاهدتي قُلْنَا صحّة حدس الْوَزير فَإِن شِئْت اقتصصناه فَقَالَ تفضَّلوا فاقتصصنا مَا جرى بأسره فتحيَّر ثمَّ قَامَ على قَدَمَيْهِ وَحلف بِاللَّه جلّت أسماؤه لَوْلَا أنَّه يعلم أَن الْوَزير أعف خلق الله لقدَّرت أنَّها هِيَ حدَّثته مَا جرى فَمَا أخلَّ بشيءٍ مِنْهُ فَضَحِك الْجَمَاعَة فَالْتَفت الْوَزير إِلَى عَليّ بن عِيسَى فَقَالَ يَا أَبَا الْحسن مَا أَنْفَع الْأَشْيَاء للمخمور حتَّى ينجلي خماره فَقَالَ وَالله مَا عاقرتُ عَلَيْهَا وَلَا سكرت مِنْهَا وَلَا أعرف داءها وَلَا دواءها فَأَعْرض عَنهُ والتفت إِلَى القَاضِي أبي عمر فَقَالَ أيُّها القَاضِي أفتِنا فِيمَا سألْنا عَنهُ أَبَا الْحسن أعزَّه الله فَلم يجبنا فَقَالَ القَاضِي نعم أَطَالَ الله بَقَاء الْوَزير قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فانتهُوا وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) (داوِ ماري من خُمارهِ ... بابنة الدنِّ وقارِهْ)

الشيخ علي بن نبهان

(من شرابٍ خُسْرَوِيٍّ ... مَا تعنَّوا باعتصارِهْ) (طبختهُ الشَّمْس لمّا ... بخل العِلجُ بنارِهْ) فنرى وَبِاللَّهِ توفيقنا أَن من تنَاول مِنْهَا شَيْئا قطع بِهِ الْخمار وَكسر سَورته فَقَالَ الْوَزير لأبي الْحسن أما كنتَ بِهَذَا الْجَواب أولى للطف الكتّاب ودماثتهم وَلَكِن أَبى الله إلاَّ أَن يدلَّ على فضل قَاضِي الْقُضَاة ولطف نَفسه وَحسن استخراجه وَقُوَّة حسِّه وَكَمَال فتّوته 3 - (الشَّيْخ عَليّ بن نَبهَان) عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان الشَّيْخ عَليّ بن الشَّيْخ مُحَمَّد شيخ بَيت جِبْرين شيخ الْبِلَاد الحلبية تقدّم ذكر وَالِده فِي المحمدين لما مَاتَ وَالِده رَضِي الله عَنهُ جلس هُوَ مَكَانَهُ وحجّ سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين أَو سنة سبع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ فِي طاعون حلب فِي شهر ذِي الْقعدَة 3 - (اللبّان الدينَوَري) عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر أَبُو الْحسن اللبّان الدَّينَوَري نزيل غَزْنَة أحد الجوّالين فِي الحَدِيث المعتنين فِي جمعه منع من الحَدِيث وَكَانَ ذَلِك فِي آخر عمره وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن بسّام البغداذي) عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر بن مَنْصُور بن بسّام أَبُو الْحسن البغداذي العَبَرْتاني الأخباري أحد الشُّعَرَاء البلغاء وَهُوَ ابْن أُخْت أَحْمد بن حمدون بن إِسْمَاعِيل النديم وَله هجاء خَبِيث واستفرغ شعره فِي هجاء وَالِده وهجاء جمَاعَة من الوزراء كالقاسم بن عبيد الله وَأبي جَعْفَر بن الزيّات وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ مَعَ فَصَاحَته وَبَيَانه لَا حظَّ لَهُ فِي التَّطْوِيل إِنَّمَا يحسن فِي المقاطيع وَهُوَ من بَيت كِتَابَة وَله من التصانيف أَخْبَار عمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي وَكتاب المعاقرين وَكتاب مناقضات الشُّعَرَاء وَكتاب أَخْبَار الْأَحْوَص وديوان رسائله

وَمن شعره) (يَا من هجوناهُ فغنّانا ... أنتَ وحقِّ الله أهجانا) وَقَالَ كنت أتعشّق خَادِمًا لخالي أَحْمد بن حمدون فقمتُ لَيْلَة لأدبَّ إِلَيْهِ فَلَمَّا قربت مِنْهُ لسعتني عقرب فصرخت فَقَالَ خَالِي مَا تصنع هَا هُنَا فَقلت جِئْت لأبول فَقَالَ صدقت فِي است غلامي وَقلت لوقتي (وَلَقَد سريتُ مَعَ الظلامِ لموعدٍ ... حصَّلتُهُ من غادرٍ كذّابِ) (فَإِذا على ظهر الطَّرِيق مُغِذَّةٌ ... سوداءُ قد عرفت أَوَان ذهابي) (لَا بَارك الرحمنُ فِيهَا عقرباً ... دبّابةً دبَّتْ إِلَى دبّابِ) فَقَالَ خَالِي قبَّحك الله لَو تركت المجون يَوْمًا لتركته فِي هَذَا الْحَال وَقَالَ ابْن بسّام كنت أتقلَّد الْبَرِيد بقُمّ فِي أَيَّام عبيد الله بن سُلَيْمَان وَالْعَامِل بهَا أَبُو عِيسَى أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَالِد الْمَعْرُوف بأخي أبي صَخْرَة فأهدى إليَّ فِي لَيْلَة عيد الْأَضْحَى بقرة للأضحيّة فاستقللتها ورددتها وكتبت إِلَيْهِ (كم من يدٍ لي إِلَيْك سالفةٍ ... وَأَنت بالحقّ غيرُ معترفِ) (نفسُك أَهْدَيْتهَا لأذبحها ... فصنتُها عَن مواقع التلفِ) وَله من قصيدة يهجو فِيهَا الكتّاب (وعبدونَ يحكم فِي المسلمينَ ... وَمن مثله تُؤْخَذ الجاليَهْ) (ودِهقانُ طيٍّ تولّى العراقَ ... وسقيَ الْفُرَات وزُرْفانيَهْ) (وحامدُ يَا قوم لَو أمرُهُ ... إليَّ لألزمتهُ الزاويَهْ) (نعم ولأرجعتهُ صاغراً ... إِلَى بيعِ رمّانِ خُسراويَهْ) (أيا ربُّ قد ركب الأرذلونَ ... ورجليَ من بَينهم ماشيَهْ) (فَإِن كنتَ حاملها مثلهمْ ... وَإِلَّا فأرجِلْ بني الزانيَهْ) وَله فِي وزارة بني الْفُرَات (إِذا حكم النَّصَارَى فِي الفروجِ ... وباهوا بالنِّعال وبالسروجِ) (فَقل لِلْأَعْوَرِ الدَّجّال هَذَا ... أوانك إِن عزمت على الْخُرُوج)

علاء الدين بن نصر الله

3 - (عَلَاء الدّين بن نصر الله) عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر الله هُوَ الصاحب عَلَاء الدّين بن مُنتَجَب الدّين الْحلَبِي وَزِير صَاحب) حماة وزَرَ لَهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي الكهولة سنة أَربع وَسبعين وست مائَة كَانَ من الرؤساء الْأَعْيَان وَلزِمَ خدمَة الْملك النَّاصِر يُوسُف من حِين حُضُوره إِلَى دمشق وَكَانَ من جُلَسَائِهِ وندمائه وَكَاتب جَيْشه وَلما انْقَضتْ الدولة الناصرية توجّه إِلَى مصر وَأقَام بهَا وَكَانَ الظَّاهِر يعرفهُ فرسم لَهُ أَن لَا يخرج من مصر فَكتب الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة إِلَى الظَّاهِر يسْأَل تَجْهِيزه إِلَيْهِ ليرتّبه وَزِير حماة فَأرْسل إِلَيْهِ ووصّاه بِهِ فَأَقَامَ بحماة هُوَ وَأَهله فَأحْسن الْمَنْصُور صَاحب حماة إِلَيْهِم وَولي بعده صفي الدّين نصر الله 3 - (ابْن هَارُون الثَّعْلَبِيّ الْمسند نور الدّين) عَليّ بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن هَارُون بن عَليّ بن حمد الثَّعْلَبِيّ الدِّمَشْقِي نزيل الْقَاهِرَة الشَّيْخ الْمُقْرِئ المحدِّث الصَّالح المعمَّر الْمسند نور الدّين أَبُو الْحسن كَانَ قَارِئ العامّة ولد سنة سِتّ وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة سمع حضوراً فِي الرَّابِعَة وَفِي الْخَامِسَة من ابْن صبّاح وَابْن الزَّبيدي والناصح الْحَنْبَلِيّ وَسمع من الْفَخر الإربلي والمُسلَّم الْمَازِني ومُكرَم بن أبي الصَّقر وعدّة وروى الْكثير وتفرّد فِي وقته وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة والرحّالة وَكَانَ خيِّراً ناسكاً متواضعاً طيِّب الْقِرَاءَة محبَّباً إِلَى العامّة خرّج لَهُ العلاّمة تَقِيّ الدّين قَاضِي الْقُضَاة السُّبكي مشيخةً وَسمع مِنْهُ البرزالي وَفتح الدّين بن سيِّد النَّاس وَالشَّيْخ شمس الدّين وَهُوَ آخر من سمع من ابْن صبّاح 3 - (ثِقَة الدولة بن الْأَنْبَارِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى أَبُو الْحسن الدُّرَيني ثِقَة الدولة بن الْأَنْبَارِي كَانَ خصيصاً بِالْإِمَامِ المقتفي بنى مدرسة للشَّافِعِيَّة على شاطئ دجلة بِبَاب الأزج وَإِلَى جَانبهَا رِبَاطًا للصوفية وأوقف عَلَيْهِمَا وقوفاً حَسَنَة سمع من النَّقِيب طِراد بن مُحَمَّد الزَّينبي وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النعالي وَأبي الْخطاب

الزيدي الكوفي

نصر بن أَحْمد بن البَطِر ولد سنة خمس وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَكَانَ خيِّراً كثير الصَّدَقَة وَكَانَ يخْدم أَبَا نصر الإبَري وزوّجه ابْنَته شُهْدَة وَمن شعره (أَلا هَل لأيام الصِّبا من يعيدُها ... فيطربَ صبٌّ بالغضا يستعيدُها) (وَهل عذبات الدَّوح من رمل حاجرٍ ... يمِيل إِلَى نَوحي مَعَ الوُرق عودُها) (سقى الله أيّامي بهَا كل مُزنةٍ ... تَصوبُ ثراها بالحيا وتجودُها) ) (وردَّ ليالينا بجرعاءِ مالكٍ ... فقد طَال مَا ابيضَّت من الْعَيْش سودُها) 3 - (الزيدي الْكُوفِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن يحيى يتَّصل بالحسين ابْن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْقَاسِم الزيدي الحُسيني الْكُوفِي قدم بغداذ ومدح المقتفي لأمر الله والوزير ابْن هُبَيْرة وَمن شعره لما نُكب الْعَزِيز عمّ الْعِمَاد الْكَاتِب (بني حامدٍ إِن جَار دهرٌ أَو اعْتدى ... عليكمْ فكم للدهر عندكمُ وتْرُ) (أجرتمْ عليهِ مَن أخافتْ صروفُهُ ... فَأصْبح يستقضيكمُ ولهُ العُذرُ) وَمِنْه (أجرني على الدهرِ فِيمَا بقى ... بقيتَ فَمَا قد مضى قد مضى) (فلستُ أُبَالِي بسُخط الزَّمَان ... وأنتَ تراني بِعَين الرضى) وَمِنْه (خلعتُ فِي حبِّه عِذاري ... لِلُبسهِ خِلعةَ العِذار) (كَأَنَّهَا إذْ بَدَت عَلَيْهِ ... خطّةُ ليلٍ على نَهَار) وَمِنْه (لله معسولُ الثنايا واضحٌ ... مجدولُ مَا تحوي الغلائلُ أهيفُ) (ظلمتْ محيّاه اللحاظُ بِمَا جنتْ ... فِيهِ فآلى أنّه لَا يُنصف) (أنكرتُ قلبِي حِين أنكر ودُّهُ ... وعرفتُ فِي حُبِّيه من لَا أعرفُ)

القاضي زكي الدين الشافعي

3 - (القَاضِي زكي الدّين الشَّافِعِي) عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو الْحسن بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْفضل بن أبي الْحسن بن أبي مُحَمَّد زكيْ الدّين القُرَشي كَانَ قَاضِي دمشق هُوَ وَأَبوهُ وجده وَكَانَ فَقِيها خيِّراً ديِّناً مَحْمُود السِّيرَة استعفى من الْقَضَاء وحجّ من بغداذ وَعَاد إِلَيْهَا فأدركه الْمَوْت بهَا سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَولد بِدِمَشْق سنة سبع وَخمْس مائَة وَسمع بِدِمَشْق من هبة الله بن أَحْمد بن الْأَكْفَانِيِّ وَعبد الْكَرِيم بن حَمْزَة الحدّاد وطاهر بن سهل الإِسْفِرَايِينِيّ وَغَيرهم وَسمع ببغداذ وَلم يغمص فِي ولَايَة الْقَضَاء بِشَيْء رَحمَه الله) تَعَالَى 3 - (وَاقِف الشميساطية) عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم السُّلَمي الحُبيشي الْمَعْرُوف بالشُّميساطي وَاقِف الخانقاه وقبره بهَا روى عَن أَبِيه وَغَيره توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَدفن بداره ووقفها على الصوفيّة ووقف علوَّها على الْجَامِع نقلت من خطِّ عَلَاء الدّين الوادعي مَا كتبه على حَائِط الخانقاه الشميساطية (يَا سالكاً طُرُقَ التصوّف وَالَّذِي ... يَبْغِي نزولَ خَوانكِ النسّاكِ) (مَا مثلُ منزلةِ الدُّوَيْرَةِ منزلٌ ... يَا دارُ جادكِ وابلٌ وسقاكِ) وَكَانَ أَبُو الْقَاسِم الْمَذْكُور مقدَّماً فِي علم الْهَيْئَة والهندسة وفاضلاً فِي فنون يعرفهَا رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (ضِيَاء الدّين الغرناطي) عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عفيف ضِيَاء الدّين أَبُو الْحسن الخَزْرَجي الغرناطي الصُّوفِي الشَّاعِر ينتسب إِلَى سعد بن عبَادَة وَقَالَ الشّعْر على طَرِيق محيي الدّين بن عَرَبِيّ وَله مدائح مُؤْنقة فِي النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وأضرَّ بأخَرَة وزَمن وعُمِّر وروى عَنهُ الدِّمياطي والبِرزالي وَكَانَ مقَامه بالإسكندرية توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وست مائَة

العطاردي

3 - (العُطاردي) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن العُطاردي البغداذي شَاعِر مدح عضد الدولة وقاضي قُضَاة أَبَا مُحَمَّد بن مَعْرُوف وَجَمَاعَة من الْمُلُوك والوزراء وَكَانَ مَاجِنًا مزّاحاً يعاشر الْأَحْدَاث ويحضر مجْلِس قَاضِي المُردان وَيعْمل أشعار الهَتف وَمن شعره (انْظُرْ إِلَى دجلةَ مستظرفاً ... سكونَها والقمرَ الساري) (كأنّها من فضةٍ وَسْطَها ... ساقيةٌ من ذهبٍ جاري) وَمِنْه (كأنّما دجلةُ والجسرُ وَمَا ... مُدَّ من السُّفْن لَهُ حتَّى وقَف) (خيلٌ على مِذْوَدِها مربوطةٌ ... رافعةٌ رؤوسها من العَلَفْ) 3 - (الشمشاطي) ) عَليّ بن مُحَمَّد الشِّمشاطي بالشين الْمُعْجَمَة مرْتين وَبَينهمَا مِيم وَبعد الْألف طاء وَهِي من بِلَاد إرمينية من الثغور كَانَ معلِّم أبي تغلب بن نَاصِر الدولة بن حمدَان وأخيه ثمَّ نادمهما وَهُوَ شَاعِر مصنِّف مُفِيد وَاسع الرِّوَايَة قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَفِيه تزيّد كَذَا كنت أعرفهُ قَدِيما وَقيل إِنَّه ترك كثيرا من أخلاقه عِنْد علوّ سنّه وَهُوَ يحيا فِي عصرنا سنة سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة قَالَ ياقوت وَكَانَ رَافِضِيًّا دجّالاً يَأْتِي فِي كتبه بالأعاجيب من أَحَادِيثهم وَمن تصانيفه كتاب النُزَه والابتهاج وَكتاب الْأَنْوَار فِي المُلح والتشبيهات والأوصاف وَكتاب الديارات كتاب أَخْبَار أبي تَمام كتاب الْعلم كتاب المثلَّث الصَّحِيح كتاب تَفْضِيل أبي نواس على أبي تمّام وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم المنجِّم الرَّقّي يهجوه

(حفُّ خديكَ دلَّ يَا شمشاطي ... أنَّهُ دَائِم لغير لِواطِ) (وانبساطُ الغلامِ يُعلمُني أنّ ... كَ تحتَ الغلامِ فوقَ الْبسَاط) (وشروطٍ صبرت كُرهاً عَلَيْهَا ... لَا لَهَا بلْ لِلَذَّة المشراطِ) قَالَ الشمشاطي كُنَّا لَيْلَة عِنْد أبي تغلبَ بن حمدَان وَعِنْده جمَاعَة بَعضهم يلْعَب بالنرد وَالسَّمَاء تهطل حتَّى مضى هزيع من اللَّيْل فَقَالَ أَبُو البركات لفتح بن نظيف يَا فتحُ كم قد مضى من اللَّيْل فَقلت لَهُ هَذَا نصف بَيت شعر فَقَالَ لبَعض من فِي حَضرته أتِمَّه فَقَالَ هَذِه قافية صعبة لَا تطّرِد إلاَّ أَن تجْعَل بدل الْيَاء واواً فعملتُ فِي الْوَقْت (يَا فتح كم قد مضى من الليلِ ... قُلْ وتجنَّبْ مقالَ ذِي المَيْلِ) (فعارضُ النّوم مُسْبِلٌ خُمُراً ... وعارضُ المُزن مسبلُ الذَّيْلِ) (والليلُ فِي الْبَدْر كالنهار إِذا ... أضحت وَهَذَا السَّحابُ كالليلِ) (يسكبُ دمعاً على الثرى فترى ال ... ماءَ بكلّ الدروب كالسَّيْلِ) (والنردُ تُلهي عَن الْمَنَام إِذا ال ... فصوصُ جالت كجولة الخَيْلِ) (إِذا لذيذُ الكَرى تدافعَ عَن ... وقتِ رُقادٍ أضرَّ بالحَيْلِ) (إنَّ أَمِير الهيجاء فِي مأزِقِ ال ... حربِ الهمامُ الجوادُ والقَيْلِ) (من حزبُهُ السعدُ طالعٌ لهمُ ... وحربُهُ موقنون بالوَيْلِ) (نجيبُ أمٍّ لم تَغْذُهُ سيِّئ ال ... قَسْمِ وَلَا أَرْضَعَتْه من غَيْلِ) ) (يحملُ أعباءَ كلِّ مُعضلةٍ ... تجلُّ أَن تُستقلَّ بالشَّيْلِ) (أموالُهُ والطعامُ قد بُذِلا ... لآمِليهِ بِالْوَزْنِ والكَيْلِ) (جاوزَ عَمْراً بَأْسا وقصَّر عَن ... جود يَدَيْهِ الضَّحيان والسَّيل) (لَا زَالَ فِي نعمةٍ مجدَّدةٍ ... يشربُ صفوَ الغبوقِ والقَيْلِ) وَقَالَ فِي رُمّانة (يَا حُسنَ رُمّانةٍ تقاسمها ... كلُّ أديبٍ بالظَّرفِ منعوتِ) (كأنَّها قبل كسرهَا كُرَةٌ ... وَبعد كسرٍ حبّاتُ ياقوتِ)

الطاهري

3 - (الطاهري) عَليّ بن مُحَمَّد الطاهري من ولَدِ الشاه بن مكيال كَانَ ظريفاً أديباً طيبا مفاكهاً فِي نِهَايَة الظَّرف والنظافة يسْلك مَسْلَك أبي العَنْبَس الصَّيْمَري فِي تصانيفه لَهُ من التصانيف كتاب دَعْوَة التجّار كتاب فَخر الْمشْط على الْمرْآة كتاب حَرْب الجُبن مَعَ الزَّيْتُون كتاب الرُّؤْيَا كتاب اللَّحْم والسمك كتاب عجائب الْبَحْر كتاب قصيدة وَخيَار يَا مكانس وَمن شعره (فُؤَادِي عليلٌ وجسمي نحيلُ ... وليلي طويلٌ ونومي قليلُ) (وقلبي عليلٌ ودائي دخيلُ ... وسُقمي دليلٌ على مَا أقولُ) (وطَرفي كليلٌ فَمَا لي مَقيلُ ... وأمري جليلٌ فصبري جميلُ) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الإسكافي) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الإسكافي النَيْسابوري بَاشر التَّأْدِيب والتدريس ذكره الثعالبي وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَانَ أعلم النَّاس بطرِيق التدريج إِلَى التَّخْرِيج وحرَّر مُدَيْدَةً فِي بعض الدَّوَاوِين فَخرج مُنْقَطع القرين وَقَالَ فِيهِ الهُزَيْمي (سبقَ الناسَ بَيَانا فغدا ... وَهُوَ بالإجماعِ بِكرُ الفَلَكِ) (أصبح المُلكُ بِهِ مُتَّسِقاً ... لسيل المُلك عبد الْملك) هُوَ عبد الْملك بن نوح آخر مُلُوك بني سامان وَكتب فِي ديوَان الرسائل لأبي عبد الله الحُسين بن العميد الْمَعْرُوف بكُله وَهُوَ وَالِد أبي الْفضل بن العميد وَكَانَ الِاسْم للعميد وَالْعَمَل لأبي الْقَاسِم فَقَالَ فِيهِ بعض مُجّان الحَضْرة) (تَبَظْرم الشَّيْخ كُلَهْ ... وَلست أرْضى ذَاك لَهْ) (كأنَّهُ لم يَرَ مَنْ ... أُقْعد عنهُ بَدَلَهْ) (وَالله إِن دَامَ على ... هَذَا الجنونِ والبَلَهْ) (فإنَّهُ أوَّلُ من ... يُنْتَف مِنْهُ السَّبَلَهْ)

ابن الخلال الكاتب

وَكَانَ أَبُو الْقَاسِم يهجوه فَقَالَ فِيهِ وَكَانَ يحضر الدِّيوَان فِي مِحَفَّة لأثر النِّقْرِس بِهِ (يَا ذَا الَّذِي ركب المِحَ ... فَّةَ جَامعا فِيهَا جِهازَهْ) (أتُرى الزمانَ يُعيشُني ... حتَّى يُرينها جِنازَه) فَلم تطل الْأَيَّام حتَّى أدْركْت العميد منيَّتُه وَبلغ أَبُو الْقَاسِم أمنيَّتَه وتولّى الْعَمَل بِرَأْسِهِ وَكَانَ من أكتب النَّاس فِي السلطانيات فَإِذا تعاطى الإخوانيات كَانَ قصير الباع وَكَانَ يُقَال إِذا اسْتعْمل أَبُو الْقَاسِم نون الْكِبْرِيَاء تكلّم من السَّمَاء وَلما مَاتَ رثاه الهُزَيمي الأبيوردي فَقَالَ (ألمْ تَرَ ديوانَ الرسائلِ عُطِّلت ... لفِقدانه أقومهُ ودفاتِرُهْ) (كثغرٍ مضى حاميه لَيْسَ يَسُدُّه ... سواهُ وكالكسرِ الَّذِي عزَّ جابرُهْ) (ليبكِ عَلَيْهِ خطُّهُ وبيانهُ ... فَذا مَاتَ واشيهِ وَذَا مَاتَ ساحرهْ) حُكي أَن الحَميد أمره يَوْمًا أَن يكْتب كتابا إِلَى بعض الْأَطْرَاف وَركب متصيّداً واشتغل أَبُو الْقَاسِم بِمَجْلِس أنس عقده لأَصْحَابه وَرجع الحميد من صَيْده وَطلب الْكتاب فَأجَاب داعيه وَقد أَخذ مِنْهُ الشَّرَاب وَمَعَهُ طومارٌ بياضٌ أوهم أَنه مَكْتُوب بِمَا رسم بِهِ لَهُ وَقعد بَعيدا عَنهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ كتابا طَويلا بليغاً سديداً أنشأه عَن ظهر قلب فارتضاه الحميد وَهُوَ يظنّ أَنه قَرَأَهُ من سَواد فَرجع إِلَى منزله وَكتب مَا أَرَادَ وختمه وسفَّرَه 3 - (ابْن الخلاّل الْكَاتِب) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن بن الخلاّل الأديب النَّاسِخ صَاحب الْخط الْمليح والضبط الصَّحِيح معروفٌ مَشْهُور بذلك توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (أَبُو الْحسن الْهَرَوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْهَرَوِيّ وَالِد أبي سهل مُحَمَّد بن عَليّ الْهَرَوِيّ الَّذِي كَانَ يكْتب الصَّحاح تقدّم ذكره وَكَانَ أَبُو الْحسن هَذَا

الأهوازي النحوي

عَالما بالنحو إِمَامًا فِي الْأَدَب جيّد الْقيَاس صَحِيح القريحة حسن الْعِنَايَة بالأدب وَكَانَ مُقيما بالديار المصرية وَله تصانيف مِنْهَا كتاب) الذَّخَائِر فِي النَّحْو أَربع مجلدات وَكتاب الأزْهِيَة فِي العوامل والحروف وهما كِتَابَانِ جليلان 3 - (الْأَهْوَازِي النَّحْوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْأَهْوَازِي النَّحْوِيّ الأديب قَالَ ياقوت رَأَيْت لَهُ كتابا فِي علل الْعرُوض نَحْو عشر كريريس ضيّقة الْخط جيدا فِي بَابه غَايَة وَلَا أعرف من حَاله غير هَذَا 3 - (الخَيْطالُ بن السيِّد) عَليّ بن مُحَمَّد بن السيِّد البَطَلْيوسي أَبُو الْحسن ويُعرف بالخَيطال بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف سَاكِنة والطاء الْمُهْملَة وَبعد الْألف لَام وَهُوَ أَخُو أبي مُحَمَّد عبد الله بن السَّيِّد النَّحْوِيّ وَقد تقدّم ذكره فِي مَكَانَهُ روى عَن أبي بكر بن الْغُرَاب وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن يُونُس وَغَيرهمَا أَخذ عَنهُ أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد كثيرا من كتب الْأَدَب وَغَيرهَا وَكَانَ مقدَّماً فِي علم اللُّغَة وحفظها وضبطها وَمَات معتقلاً بقلعة رَباح من قبل ابْن عُكاشة قائدها سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الْأَخْفَش النَّحْوِيّ) عَليّ بن مُحَمَّد الْأَخْفَش النَّحْوِيّ قَالَ ياقوت لم أجد ذكره إِلَّا على كتاب الفصيح بِخَط عَليّ بن عبد الله بن أخي الشيبة العَلوي بِمَا صورته حَذَق عليَّ هَذَا الْكتاب وَهُوَ كتاب الفصيح أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بن الْمُبَارك الخاصَّةُ الشَرَفي أدام الله أيّامه من أَوله إِلَى آخِره قِرَاءَة فهمٍ وَتَصْحِيح وقرأت أَنا على عليّ بن عُميْرة رَحمَه الله فِي محلّة بَاب الْبَصْرَة عِنْد الْمَسْجِد الْجَامِع الْكَبِير وَقَرَأَ هُوَ على أبي بكر بن مِقْسمٍ النَّحْوِيّ عَن أبي الْعَبَّاس ثَعْلَب وَكتب عليّ بن مُحَمَّد الْأَخْفَش النَّحْوِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة عَرَبِيَّة

الوزان الحلبي النحوي

3 - (الوزّان الحلبيّ النحويّ) عَليّ بن مُحَمَّد الوزّان النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن الْحلَبِي سمع مِنْهُ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن المُحسِّن التَّنوخي قَالَ ياقوت وَأَظنهُ كَانَ فِي زمن سيف الدولة بن حمدَان وَله كتاب فِي الْعرُوض 3 - (الْأَسدي) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْأَسدي قَالَ محبّ الدّين بن النجّار قرأتُ فِي كتاب أبي الْوَفَاء أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحُصين بِخَطِّهِ قَالَ أنشدنا الرئيس الأديب ذُو البراعتين أَبُو الْحسن عَليّ) بن مُحَمَّد الْأَسدي لنَفسِهِ (يَا فاضحَ الغُصن الرطي ... بِ تنعُّماً من رَطبِهِ) (ومُعيرَ قلبِي بالغرا ... مِ تلهُّفاً من هجرِهِ) (أَلا عطفتَ على الغري ... بِ مُسلِّماً فِي حُبِّهِ) (فَهَبِ الْفَتى هِبة الكرا ... مِ تعطُّفاً من وِزْرِهِ) 3 - (الخبّازي الْمُقْرِئ) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن النَّيْسابوري الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالخبّازي صَاحب التصانيف توفّي سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْعلوِي) عَليّ بن مُحَمَّد الْعلوِي أَنْشدني العلامةُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ (رأيتُ لسانَ الْمَرْء رائدَ عقلِهِ ... وعنوانَهُ فَانْظُر بِمَاذَا يُعَنْوَنُ) (فَلَا تعدُ إصلاحَ اللسانِ فإنَّهُ ... يخبِّر عمّا عندهُ ويُبَيِّنُ) (ويعجبني زِيُّ الْفَتى وجمالُهُ ... فيسقطُ من عينيَّ ساعةَ يلحَنُ) 3 - (السِّنبِسي) عَليّ بن مُحَمَّد السِّنبسي شَاعِر مدح المستظهر بِاللَّه بقصيدة أَولهَا (نَادَى الرحيلَ مُنَادِي الحيّ فابتكروا ... كَادَت لذاك حصاةُ القلبِ تنفطرُ) (ثمَّ استقلّوا فَلم أملك غداةَ نَأَوْا ... نُطقاً لديهم فَكَانَ المُخبرَ النَظَرُ) (أُبدي الَّذِي كَانَت الأسرارُ تُضمِرُهُ ... يومَ الرحيلِ بدمعٍ فيضُه دِرَرُ) 3 - (الْمَدَائِنِي) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الْمَدَائِنِي مدح الْإِمَامَيْنِ المستظهر

أبو الفتح البستي

والمسترشد وَعَامة أَرْبَاب دولتيهما وَمن مديحه فِي المستظهر (ليلُ ذِي الوجدِ ألْيَلُ ... والمَصوناتُ أقتلُ) (وَكَذَا الراحُ راحةٌ ... وَهوى الغيد أميلُ) (والتصابي إليَّ أش ... هى وَأحلى وأقبلُ) (إنَّ جيرانَ عالجٍ ... حرَّموا ثمَّ حلَّلوا) ) (والخيامُ الَّتِي ثووا ... أوحشوها ورحَّلوا) 3 - (أَبُو الْفَتْح البُسْتي) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح البُسْتي الْكَاتِب الشَّاعِر لَهُ طَرِيق مَعْرُوف وأسلوب مَشْهُور فِي التَّجْنِيس سمع الْكثير من أبي حَاتِم بن حِبّان وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبع مائَة وَمن شعره (لم ترَ عَيْني مثلَهُ كَاتبا ... لكل شيءٍ شَاءَ وشّاءا) (يُبْدِعُ فِي الكُتْبِ وَفِي غَيرهَا ... بدائعاً إِن شَاءَ إنشاءا) وَمِنْه (ترحَّلتُ عَنهُ لفرط الشقاءِ ... وخلّفت رُشدي ورأيي ورائي) (فنائي قريبٌ إِذا غبتُ عنهُ ... وإمّا رجعتُ فناءٍ فنائي) وَمِنْه (العُمر مَا عُمِّرّتَ فِي ... ظلِّ السرُور مَعَ الْأَحِبَّهْ)

(فَمَتَى نأيتَ عَن الأحبّ ... ةِ لم يساوِ العمرُ حبَّهْ) وَمِنْه (يَقُول لغلمانِهِ أَبْشِرُوا ... فإنّي إِذا رُمْتُ أمرا عدلتُ) (وَلَا تَحْسَبُنّي ظلوماً فإنّي ... أشاطركُمْ إنْ فعلتُ انفعلتُ) وَمِنْه (قد مرّ أمسِ وَلم يعبأ بِهِ أحَدٌ ... من التواءٍ وبؤسٍ مَرَّ أم رَغَدِ) (وعنديَ اليومَ قوتٌ أسْتَعِفُّ بِهِ ... وَإِن بقيتُ غَدا أصلحتُ أمرَ غَدِ) وَمِنْه (يَا مُغْرَماً بوصالِ عيشٍ ناعمٍ ... ستُصَدُّ عنهُ طَائِعا أَو كارِها) (إنَّ الحوادثَ تُزعج الآساد عَن ... ساحاتها والطيرَ عَن أوكارها) وَمِنْه (يَا من عقدتُ بِهِ الرجاءَ فَلم يكن ... لي منهُ إرفادٌ وَلَا إيناسُ) (إِن كَانَ قد جرح المطامعُ عفّتي ... فوراء ذَاك الْجرْح يأسٌ ياسو) وَمِنْه) (وَقَالُوا رُضِ النفسَ الحرونَ وكُفَّها ... تُعَدَّلْ وألْزِمْها أداءَ الْفَرَائِض) (وَإِن لم تَرُضْها أَنْت وَحدك مُصلحاً ... وجَدْتَ لَهَا من دهرها ألفَ رائضِ) وَمِنْه (يَا أَكثر الناسِ إحساناً إِلَى الناسِ ... وأكرمَ الناسِ إغضاءً على النَّاسِي) (نسيتُ وعدَك وَالنِّسْيَان مُغْتَفرٌ ... فاعذر فَأول ناسٍ أولُ الناسِ)

وَمِنْه (تَقِ الله واطلبْ هدى دينه ... وبعدهما فاطلبِ الفلسفهْ) (ودع عَنْك قوما يَعيبونها ... ففلسفةُ الْمَرْء فَكُّ السَّفَهْ) وَمِنْه (ولي أخٌ مُطرَّفٌ ... أصبح ظَرْفَ الظَّرْفِ) (إِن قلتُ صِرْ فِي صِرْفي ... يَقُلْ لي رِد فِي رِدْفي) وَمِنْه (وَبِي رغبةٌ فِيك إمّا وفيتَ ... فَهَل راغبٌ أنتَ فِي أَن تَفي) (فأرعى ذِمَامك مَا دمتُ حيًّا ... فَلَا أستحيل وَلَا أنتفي) وَمِنْه (يَا ناقهاً من مرضٍ مَسَّهُ ... يفديك من عاداك من ناقِهِ) (كم قلتُ إذْ قيل بِهِ فَترةٌ ... يَا ربَّنا بِالروحِ مِنَّا قِهِ) وَمِنْه (الْآن نوِّلْنِيَ مَا أَبْتَغِي ... إِن كنتَ تنوي ليَ تنويلا) (يَا ليتَ شعري هَل أرى حَضْرَة ... تُثْبِتُ تنفيلاً وتنفي لَا) وَمِنْه (أما حَان أَن يشتفي المستهامُ ... بِزَورة وصلٍ وتأوي لَهُ) (تُجمجم عَن سُؤله هَيْبَة ... وَيعلم قلبُك تأويلَهُ) وَمِنْه (أَضَاء ليل من أضاليلي ... وحان تعطيلُ أباطيلي)

الشابشتي

) (نادانيَ الشيبُ ولكنني ... أصمُّ عَن قيل الْمُنَادِي لي) (وابْيَضَّ منديليَ من بعْدهَا ... قد كنتُ مسوَدَّ المناديلِ) وَمِنْه (عجبتُ لوغدٍ قد جذبتُ بضَبْعِهِ ... فَأصْبح يلقاني بتيهٍ وبئسَ مَا) (يروم مساماتي وَمن دونهَا السما ... وَكَيف يباريني سموا وَبِي سَما) وَمِنْه (عدوُّكَ إمَّا مُعْلِنٌ أَو مكاتِمٌ ... فكلٌّ بِأَن يُخْشى وَأَن يُتَّقى قَمِنْ) (فكنْ حَذِراً مِمَّن يكاتم أمرَهُ ... فَلَيْسَ الَّذِي يرميك جَهرا كَمَنْ كَمِنْ) وَمِنْه (إِذا تحدَّثتَ فِي قومٍ لتؤنسَهمْ ... بِمَا تُحَدِّث من ماضٍ وَمن آتِ) (فَلَا تُعِدْ لحديثٍ إنَّ طبعَهُمُ ... موكَّلٌ بمعاداةِ المُعاداتِ) وَمِنْه (إنّي على مَا بيَ من قوةٍ ... عِنْد الخطوبِ الصعبة الوافيهْ) (أجبنُ بل أرعدُ من خيفةٍ ... أيامَ ألْقى فِئَة القافيهْ) وَمِنْه (إِن هزَّ أقلامه يَوْمًا ليُعلمها ... أنساك كلَّ كَمِيٍّ هزَّ عاملَهُ) (وَإِن أقَرَّ على رَقٍّ أناملَهُ ... أقرَّ بالرِّقِّ كُتّابُ الأنامِ لَهُ) 3 - (الشابُشتي) عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْحُسَيْن الْكَاتِب الشابُشتي بشينين معجمتين وَبَينهمَا ألف وبعدهما بَاء موحَّدة وَبعد السِّين الثَّانِيَة تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف كَانَ أديباً فَاضلا تعلّق بِخِدْمَة الْعَزِيز بن المعزّ العُبَيدي صَاحب مصر فولاه أَمر خزانَة كتبه وَجعله

علاء الدين بن الكلاس

دَفتر خُوان يقْرَأ لَهُ الْكتب ويجالسه وينادمه وَكَانَ حُلْو المحاورة لطيف المعاشرة لَهُ مصنَّفات حَسَنَة مِنْهَا كتاب الديارات ذكر فِيهِ كل دير بالعراق وَالشَّام ومصر وَجمع الْأَشْعَار المقولة فِي كل دير وَكتاب الْيُسْر بعد الْعسر وَكتاب مَرَاتِب الْفُقَهَاء وَكتاب التَّوْقِيف والتخويف وَله كتاب مراسلات توفّي بِمصْر سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَقيل سنة تسعين وَثَلَاث مائَة وَقيل سنة تسع وَتِسْعين وَقيل) اسْمه م بن إِسْحَاق وكنيته أَبُو عبد الله وَقد مرّ ذكره فِي المحمدين أَيْضا أخصر من هَذِه التَّرْجَمَة 3 - (عَلَاء الدّين بن الكلاّس) عَليّ بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين الدَّواداري الْكِنَانِي يعرف بِابْن الريِّس وَابْن الكلاّس كَانَ جندياً بِدِمَشْق رَأَيْته بهَا غير مرّة كَانَ فَاضلا أديباً ناظماً ناثراً لَهُ تعاليق ومجاميع يدل حسن اخْتِيَاره فِيهَا على فَضله توفّي بحطّين وَهِي قَرْيَة من قرى صَفَد قبل الثَّلَاثِينَ وَسبع مائَة أَو فِيمَا بعْدهَا وَالله أعلم وَمن شعره (خليليّ مَا أحلى الهَوَى وأمرَّهُ ... وأعلمَني بالحلو مِنْهُ وبالمرِّ) (بِمَا بَيْننَا من حرمةٍ هَل رَأَيْتُمَا ... أرقَّ من الشكوى وأقسى من الهجرِ) وَمِنْه (سقطتْ نفوسُ بني الْكِرَام فَأَصْبحُوا ... يتطلَّبون مكاسب الأنذالِ) (ولقلّما طلب الزَّمَان مساءتي ... إلاَّ صبرتُ وَإِن أضرَّ بحالي) (نَفسِي تراودني وتأبى همّتي ... أَن أستفيدَ غنى بذلِّ سُؤَالِي) وَمِنْه (تقدَّمتُ فضلا من تأخَّر مُدَّة ... بَوادي الحيا طَلٌّ وعُقباه وابلُ) (وَقد جَاءَ وِتْرٌ فِي الصَّلَاة مؤخَّراً ... بِهِ خُتِمَتْ تِلْكَ الشفوع الأوائلُ) وَمِنْه (فكّرتُ فِي الْأَمر الَّذِي أَنا قاصدٌ ... تحصيلَهُ فوجدتهُ لَا ينجحُ) (وعلمتُ من نصف الطَّرِيق بأنَّ مَن ... أرجوه يقْضِي حَاجَتي لَا يُفلحُ) وَمِنْه يلغز فِي رغيف

الجزري

(ومستدير الْوَجْه كالتُّرسِ ... يجلسُ للنَّاس على كُرْسي) (يدْخل مِنْهُ البدرُ حمامَهُ ... وَبعدهَا يخرج كالشمسِ) (يواصل السلطانَ فِي دستهِ ... واللصَّ فِي هاوية الحبسِ) (لَو غَابَ عَن عنترةٍ لَيْلَة ... وَهَتْ قوى عنترة الْعَبْسِي) وَمِنْه يلغز فِي الْقَلَم) (مَا اسمٌ لَهُ فِي السماءِ فِعلٌ ... والأرضُ فِيهَا لَهُ مكانُ) (ينْطق بينَ الأنامِ حقًّا ... بِصَمْتِه إذْ لهُ لسانُ) (فاعجبْ لَهُ ناطقاً صموتاً ... لَهُ على الصمت تَرْجُمانُ) وَمِنْه (من مبلغٌ غبريلَ أنَّ رحيلهُ ... جلب السرورَ وأذهب الأحزانا) (والناسُ من فرط الشماتة خلفهُ ... كسروا القدورَ وأوقدوا النيرانا) وَمِنْه (وأهيفَ يَحْكِي البدرَ طلعةُ وجههِ ... وَإِن لم يكن فِي حُسن صورته البدرُ) (خلوتُ بِهِ لَيْلًا يُدير مُدامةً ... وجنحُ الدجى دون الرَّقِيب لنا سِتْرُ) (فَلَمَّا سرت كأسُ الحُميّا بعِطفِهِ ... ومالت بِهِ تيهاً ورنّحه السكرُ) (هممتُ برشف الثغرِ مِنْهُ فصدّني ... عِذارٌ لَهُ فِي منع تقبيله عُذْرُ) (حَمى ثغرَه المعسولَ نملُ عِذارِه ... وَمن عجَبٍ نملٌ يُصانُ بِهِ ثغرُ) 3 - (الجَزَري) عَليّ بن مُحَمَّد بن الجَزَري قَالَ الباخرزي فِي الدمية وَقع من بعض الجزائر إِلَى باخَرز فَارْتَبَطَ بهَا للتأديب وَبَقِي بَين كبرائها موفورَ النَّصِيب وَبلغ من الغلوّ فِي التشيّع مبلغا حقَّره حتَّى ادَّرع اللَّيْل وشمَّر الذيل وشدَّ الأقتاد وطوى الْبِلَاد وَأقَام فِي مجاورة قبر مُعَاوِيَة بِالشَّام سنة جرداء يطوف ببنيانه ويتبرَّك باستلام أَرْكَانه ووراء تملّقه ذَلِك أَمر وخلل رماده وميض جمر وَلم يزل ينتهز الفرصة حتَّى خلا وَجهه يَوْمًا من الأيَّام وانفضَّ عَنهُ بعض أُولئك الأقوام فنفض على الْقَبْر عِيابه وأسال فَوْقه مزرابه وَألقى بِهِ جَبينه وخلط بِذِي بَطْنه طينه فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقَّب قَالَ ربِّ نجِّني من الْقَوْم الظَّالِمين

نور الدين الهمذاني

وَفِي هَذَا الْمَعْنى يَقُول (رأيتُ بني الطوامثِ والزواني ... بمقتٍ ينظرُونَ ليَّ شَزْراً) (لأنِّي بالشآم أقمتُ حولا ... على قبر ابْن هندٍ كنتُ أَخرى) انْتهى مَا أوردهُ الباخرزي قلت أَنا رادًّا على هَذَا الأحمق (أتحسب أنَّ ذَا يُرْضِي عليًّا ... عليكَ وَقد خَرئتَ خُزيتَ شرَّا) (وَكَيف يكون وجهُك حِين تَأتي ... غَدا وَيُقَال هَذَا وَجه خَرَّا) ) (وَلَكِن كَانَ هَذَا نقصَ عقلٍ ... ودينٍ مَنْ تحرَّى مَا تجرَّا) 3 - (نور الدّين الهمَذاني) عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر الشَّيْخ الإِمَام نور الدّين أَبُو الْحسن ابْن الإِمَام كَمَال الدّين أبي عبد الله الهمَذاني كتب لي فِي إِجَازَته لي ولأخي إِبْرَاهِيم ولأختي بواش بخطِّه فِي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ (من بعد حمد الله ذِي الْإِحْسَان ... ثمَّ الصَّلَاة على الرضِي المنَّانِ) (لهمُ أجزتُ جَمِيع مَا لي أَن أُرَوِّ ... يَهُ على مَا نصَّ أهلُ الشانِ) (وَأَنا عَليّ بنُ مُحَمَّد بن عليٍّ ب ... ن الشيخِ عبد القادرِ الهمَذاني) (وَإِلَى تميمٍ نجلِ مُرٍّ نسبتي ... لأبي وأُمِّي قَالَ ذَا الجدَّانِ) (ووُلدتُ عَام اثْنَي ثمانينَ الَّتِي ... بعد المِئينَ الستّ فِي رمضانِ) قلت قَوْله المنَّان فِي وصف النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لَا يجوز فإنَّ النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يطْلب الْجَزَاء على إبلاغ رِسَالَة ربِّه وَلم يَمُنُّ على أحدٍ بذلك كَيفَ وَقد قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تَمْنُنْ تستكثِر بلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُم أَن هدَاكُمْ للْإيمَان 3 - (ابْن الرسَّام الشَّافِعِي) عَليّ بن مُحَمَّد هُوَ الشَّيْخ عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الرسَّام الشَّافِعِي وَكيل بَيت المَال بصفد ومدرّسها اشْتغل أوَّل أمره على شَيخنَا الشَّيْخ نجم الدّين بن الْكَمَال الْخَطِيب بصفد وَنزل إِلَى دمشق واختصّ بالشيخ صدر الدّين بن الْوَكِيل بِدِمَشْق وبمصر وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى غَيره وَسمع بِمصْر ودمشق وَصَحب الْأَمِير سيف الدّين بَكْتَمر الْحَاجِب وتوكَّل لَهُ ولمَّا حضر إِلَى صفد جَاءَ إِلَيْهِ وَأخذ بهَا تدريس الْجَامِع

الصاحب علاء الدين بن الحراني

الظَّاهِرِيّ ثمَّ فِيمَا بعد أَخذ وكَالَة بَيت المَال وَكَانَ يكْتب خطًّا جيِّداً إِلَى الْغَايَة والغريب أَنه كَانَ يكْتب هَذِه الْكِتَابَة المليحة بِيَدِهِ الْيُسْرَى وَلَا يحسن يكْتب باليمنى شَيْئا وَكَانَ قد حفظ التَّعْجِيز ويدري طرفا جيّداً من الْعَرَبيَّة وَعِنْده مُشَاركَة فِي أُصول الدّين وَالْفِقْه وَكَانَ يلثغ فِي الْجِيم فيجعلها كافاً يُشِمُّها شيناً مُعْجمَة وَلَو أكل فستقة عرق لَهَا من فرقه إِلَى قدمه وَكَانَ متديّناً قَلِيل الشرّ حسن الود والصحبة رَحمَه الله تَعَالَى وَتُوفِّي بصفد فِي طاعونها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع) مائَة وَكَانَ وَالِده جنديًّا 3 - (الصاحب عَلَاء الدّين بن الحرَّاني) عَليّ بن مُحَمَّد الصاحب عَلَاء الدّين بن الحرَّاني أوَّل مَا عرف من أمره أنَّه كَانَ يكْتب الدرجَة عَن فَخر الدّين أَقْجُبا الْفَارِسِي منشئ الدَّوَاوِين بصفد وَكَانَ يعرف إذْ ذَاك بعلاء الدّين بن الْمُقَابل لأنَّ أَبَاهُ كَانَ بهَا مُقَابل الِاسْتِيفَاء ثمَّ إنَّه خدم كَاتبا للأمير عزّ الدّين أيْدَمُر الشُّجاعي نَائِب قلعة صفد وَكَانَ فِيهِ كَيس ولطف عشرَة وبيته مجمع الْأَصْحَاب والعشراء ثمَّ إنَّ الشُّجاعي توجَّه إِلَى البيرة نَائِبا فَلم يتوجَّه مَعَه ثمَّ إنَّ الشُّجاعي حضر إِلَى الْقُدس الشريف نَاظر الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ الصاحب عَلَاء الدّين عِنْده ثمَّ إنَّه ترك ذَلِك جَمِيعه وتجرَّد وَلبس زِيَّ الْفُقَرَاء وتوجَّه إِلَى الْيمن بالكَجْكول وَالثَّوْب العسلي وَغَابَ مدَّة وَجَرت لَهُ أُمورٌ شاقَّة حَكَاهَا لي من الْأَمْرَاض والوحدة والفقر ثمَّ حضر إِلَى دمشق وتوجَّه إِلَى مصر فِي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة ثمَّ إنَّه خدم كَاتبا عِنْد الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الْحَاجِب ولمَّا مَاتَ خدم عِنْد الْأَمِير عَلَاء الدّين مُغْلَطاي الجمالي الْوَزير وَظَهَرت مِنْهُ عفَّة وكفاية ولمَّا مَاتَ خدم عِنْد الْأَمِير سيف الدّين طُغاي تَمُر صهر السُّلْطَان ولمَّا مَاتَ جهَّزه السُّلْطَان إِلَى الكرك نَاظرا ثمَّ إِنَّه حضر وخدم الْأَمِير سيف الدّين قَوْصون فِيمَا أَظن مُدَّة يسيرَة ثمَّ إنَّ السُّلْطَان جهَّزه إِلَى دمشق وزيراً عوضا عَن الصاحب أَمِين الدّين فَأَقَامَ بهَا وباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة بعفَّة وصلف زَائِد وَجَاء الفخري وَجرى مَا جرى وَقَامَ لَهُ بذلك المُهمّ وَمنعه من أَشْيَاء كَانَ يُرِيد يَأْخُذ فِيهَا أَمْوَال النَّاس فَقَالَ مهما أردْت عِنْدِي وتوجَّه مَعَ الفخري إِلَى مصر وَطلب الْإِقَالَة فرتِّب لَهُ راتب وَأقَام مُدَّة فِي بَيته ثمَّ طُلب أيَّام الْكَامِل وجهّز وزيراً إِلَى دمشق ثَانِيًا فَحَضَرَ إِلَيْهَا فاتَّفق لَهُ خُرُوج يَلْبُغا على الْكَامِل فَقَامَ لَهُ بذلك المُهمّ وتوجَّه لمصر وَعمل تَقْديرا للشام وَحضر بِهِ ثمَّ عُزل وتوجَّه إِلَى الْقُدس مُقيما بِهِ ثمَّ حضر للحُوطة على مَوْجُود يلبغا فضبطه وتوجَّه للإقامة فِي الْقُدس إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ

علي بن محمود

وَخمسين وَسبع مائَة بالقدس الشريف من فتقٍ كَانَ بِهِ فِي عانته عظم وَزَاد بِهِ إِلَى أَن عُلِّقَ فِي عُنُقه وَكَانَ قد أقبل على شَأْنه وَانْقطع بالقدس لسَمَاع الحَدِيث وَالْعِبَادَة رَحمَه الله تَعَالَى (عَليّ بن مَحْمُود) 3 - (الزَّوزني الصُّوفِي) عَليّ بن مَحْمُود بن ماخُرَّة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء وَبعدهَا هَاء وَفِي أوَّله مِيم بعْدهَا ألف أَبُو الْحسن الزَّوزني الصُّوفِي من كبار الْمَشَايِخ رَحل وَسمع وتوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَإِلَيْهِ يُنسب الرِّبَاط الْمُقَابل لجامع الْمَنْصُور ببغداذ كَانَ يَقُول صحبتُ ألف شيخ وأحفظ من كل شيخ حِكَايَة 3 - (ابْن النجَّار) عَليّ بن مَحْمُود بن الْحسن بن هبة الله أَبُو الْحسن البغداذي البزَّاز أَخُو الْحَافِظ محبّ الدّين بن النجَّار قَرَأَ الْفَرَائِض والحساب وبرع فيهمَا وَصَارَ أبرع أهل زَمَانه بقسمة التَّركات وَكَانَ يعرف الْجَبْر والمقابلة ويستخرج العويص من الْمسَائِل من غير أَن يكْتب بِيَدِهِ شَيْئا وَسَأَلَهُ أَبُو الْبَقَاء العُكْبَري عَن مسَائِل عويصة فَأَجَابَهُ عَنْهَا من غير توقُّف فَعجب مِنْهُ وَقَالَ مَا رَأَيْت مثل هَذَا الرجل وَأمره بِأَن يضع خطَّه فِي الفتاوي وَكَانَ يُفتي إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة وَولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ كثير الصَّوْم وَالصَّلَاة والذِّكر وَله أوراد بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وولاّه أَبُو الْقَاسِم بن الدَّامَغاني النّظر فِي أَمْوَال الْأَيْتَام فلمَّا عُزل القَاضِي قُبض عَلَيْهِ وأُهلك 3 - (علم الدّين بن الصَّابُونِي) عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد علم الدّين أَبُو الْحسن بن الْعَارِف الزَّاهِد أبي الْفَتْح بن الصَّابُونِي المحمودي الجَوِّيثي الصُّوفِي ولد سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة بالجَوِّيث وَهِي بِالْجِيم وَالْوَاو المشدَّدة وبعدهما يَاء آخر

ابن حكم الحمصي

الْحُرُوف وثاء مثلَّثة وَهِي حَاضر كَبِير بِظَاهِر الْبَصْرَة بَينهمَا دجلة سمع من جمَاعَة وَأَجَازَهُ كثيرٌ وروى عَنهُ جمَاعَة وأمَّ السُّلْطَان الْملك الْأَفْضَل عَليّ بن يُوسُف وَولي مشيخة جَامع الفِيلَة وبالرباط الخاتوني وَله عدَّة سفرات إِلَى الشَّام ومصر وحدَّث بِمصْر ودمشق وحلب وتوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وست مائَة 3 - (ابْن حَكَم الحِمصي) عَليّ بن مَحْمُود بن عِيسَى أَبُو الْحسن الأَديب الْمَعْرُوف بِابْن حكم الْحِمصِي وَمن شعره (عَن الْبَدْر يَوْم البَين مِيطَ نِقابها ... ولِيثَ على غصنِ الأَراك ثيابُها) ) (غريبَةُ أوصافٍ فأمَّا اقترابُها ... فأيَّةُ أوصابٍ وأمَّا اغترابُها) (وقفتُ على أطلالها لتجيبَ إِن ... سألتُ وَمَا يُجدي عليَّ جوابُها) (إِذا دِمْنَةٌ أقوتْ وخفَّ قطينُها ... وَبَانَتْ سُلَيْماها ومانتْ ربابُها) (فَلَا جَرَّتِ الأَرواحُ لطفاً ذيولَها ... بهَا لَا وَلَا روَّى ثَراها ربابُها) (وإنِّي لأهوى أَن أُلمَّ بزينبٍ ... برامَةَ لَوْلَا عُربُها وعِرابُها) (وليلةَ زارتنا عقيبَ ازوِرارِها ... كَمَا انجاب عَن شمس النَّهَار ضبابُها) (فبتنا وكلٌّ مُظْهِرٌ مُضْمَرَ الهَوَى ... ودأبي لَهَا الإعتابُ والعتبُ دابُها) (ويأبى نصابي أَن أُلمَّ بريبةٍ ... وَتلك إِذا يَأْبَى الدنايا نصابُها) (وَمَا ريقُها إلاَّ سلافَةُ بابلٍ ... ومبسِمُها الوضَّاح إلاَّ حَبابُها) (وغرَّد ديكٌ كَانَ ميعادَ بَيْنِها ... فيا ليتها دَامَت ودام عتابُها) (لَئِن نلتُ من شهد الزِّيَارَة مَذْقَةً ... لقد نَالَ منِّي غبَّ ذَلِك صابُها) (ولمَّا دعتنا للنوى غربةُ النَّوَى ... وَصَاح بتفريق الْفَرِيق غُرابُها) (أحببنا نداها ليتنا لم نُجب لَهَا ... نِدَاء وَلم توجَفْ بركبٍ رِكابُها) (ودارت علينا للفراق مُدامةٌ ... فَأصْبح كلٌّ قد دهاه شرابُها) (فلينا الفلا باليعمَلات سُرًى وَقد ... تهادى بِنَا وهادها وهضابُها) (طَغى آلُها فِي ألِها وسرى بهَا ... غرُورًا ليشفى من صداها سَرابُها)

المأربي

(وحامت على عاصي حماةٍ ظواميا ... فَزَاد بهَا غِبَّ الوُرود التهابُها) (وبتنا بهَا فِي لَيْلَة نابغيةٍ ... نساور رُقشاً ينفث السمَّ نابُها) (إِلَى أَن فرى سيفُ الصَّباح أديمَها ... وأجفل خوفًا بدرُها وشهابُها) (رمينَا بهَا صُورانَ وَهِي جوانحٌ ... تَلَفَّتُ صُوراً نَحْو حمصٍ رقابُها) وَمِنْه (أيجمعني وشمسَ الْخمر شمسُ ال ... خمارِ بغفلَتَيْ واشٍ ودهرِ) (فأخلُوَ بابنتَيْ كَرَمٍ وكَرْمٍ ... وأرشفَ ريقَتَيْ قدحٍ وثغرِ) 3 - (المأرِبي) عَليّ بن مَحْمُود بن زِيَاد بن المأرِبي بالراء وَالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف اليمني الشَّاعِر ابْن الشَّاعِر) وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ عَليّ فِي انْتِقَال ذِي جِبْلَة من الْمَنْصُور بن المفضَّل إِلَى الدَّاعِي مُحَمَّد بن سبأ (بِذِي جِبْلَةٍ إِلَيْك وإنَّها ... لتُظهر للشَّيْخ الَّذِي لَيْسَ تُضمرُ) (عوائدُ للغيدِ الغواني وإنَّها ... من الشَّيْخ نَحْو ابْن الثَّلَاثِينَ تَنْفِرُ) 3 - (مُدَرِّسُ القَيْمُرِيَّة الشَّافِعِي) عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ القَاضِي شمس الدّين أَبُو الْحسن الشهرَزُوري الْكرْدِي الشَّافِعِي مدرِّس القيمريَّة وَأَبُو مدرِّسها الصّلاح وجدُّ مدرِّسها شمس الدّين كَانَ شَيخا فَقِيها إِمَامًا عَارِفًا بِالْمذهبِ مَوْصُوفا بجودة النَّقْل وَحسن الدّيانَة بنى الْأَمِير نَاصِر الدّين مدرسته بالخُرَيْميّين وفوَّض تدريسها إِلَيْهِ وَإِلَى أَوْلَاده وَأهل الأهليَّة من ذرِّيته وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن خلِّكان وتكلَّم بِحَضْرَة السُّلْطَان عِنْد الحوطة على الْأَمْلَاك والبساتين فَقَالَ المَاء والكلأ والمرعى لله لَا يُملك وكلّ من بِيَدِهِ ملك فَهُوَ لَهُ فبُهت لَهُ السُّلْطَان وَقد سمع ببغداذ من جمَاعَة مَعَ ابْن العديم وَلم يروِ وتوفِّي سنة خمس وَسبعين وست مائَة

الشاعر المنجم اليشكري

3 - (الشَّاعِر المنجِّم اليشكُري) عَليّ بن مَحْمُود بن حسن بن نَبهَان بن سَنَدٍ عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن اليشكُري ثمَّ الرَّبَعي البغداذي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد الشَّاعِر المنجِّم ولد سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة سمع بِدِمَشْق من ابْن طَبَرْزَد والكندي أَخذ عَنهُ الدِّمياطي وَغَيره وتورَّع كثير من الطّلبَة عَن الْأَخْذ عَنهُ لكَونه منجِّماً وَسمع مِنْهُ البِرزالي وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم الْفلك والتقاويم وَعمل الأزياج مَعَ النّظم الْحسن وَحسن الْخط توفّي فِي سَابِع عشْرين شهر رَمَضَان وَمن شعره (أكرمتَني وأهنتَني متعمِّداً ... إنِّي بفلك مَا حييتُ لَراضِ) (فالماءُ قوتٌ للنفوسِ وإنَّهُ ... لَيُهانُ بعد العِزِّ فِي المرحاضِ) (والشَّعرُ يُكرمه الأنامُ جميعُهم ... ويُهانُ بالأمواسِ والمِقراضِ) 3 - (نجم الدّين الدامَغاني الْحَكِيم) عَليّ بن مَحْمُود نجم الدّين الأَسْطُرلابي الْحَكِيم الدامَغاني كَانَ رَأْسا فِي علم الرياضي تقرَّر فِي رَصَدِ مَراغة وَمَات ببغداذ سنة ثَمَانِينَ وست مائَة) 3 - (الأَفضل بن صَاحب حماة) عَليّ بن مَحْمُود هُوَ الْأَمِير عَليّ بن السُّلْطَان الْملك المظفَّر تَقِيّ الدّين بن الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وَكَانَ عَليّ هَذَا يلقَّب بِالْملكِ الْأَفْضَل وَهُوَ أَخُو السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد ووالد الْملك المؤيَّد عماد الدّين إِسْمَاعِيل صَاحب حماة وَقد تقدَّم ذكر وَلَده هَذَا وَذكر حفيده الْأَفْضَل مُحَمَّد صَاحب حماة توفّي عَليّ الْمَذْكُور بِدِمَشْق سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة ووُضع فِي تَابُوت وصلُّوا عَلَيْهِ وتوجَّهوا بِهِ

الأمير علاء الدين بن معبد

إِلَى حماة ودُفن عِنْد آبَائِهِ وَحضر الْحَمَوِيّ نَائِب السلطنة بِدِمَشْق الصَّلَاة عَلَيْهِ وامتدحه السرَّاج الورَّاق بقصيدة وَهِي (لي لَا لدمعي وقفةٌ فِي المنزلِ ... عَنْهَا التجلُّدُ والسلُوُّ بمعزِلِ) (ولأدمعي والغيثِ فِي عَرَصاتها ... شَوْطانِ للوسميِّ فِيهَا والولِي) (وعليَّ أَن أُعطي المنازلَ حقَّها ... حفظا لعهد الظاعن المتحمِّلِ) وَمِنْهَا (مَن للقلوب من الْعُيُون فإنَّها ... جارتْ وَيَا مَن للشجيِّ من الخلي) (ولِطيبِ أيَّامٍ مضينَ كأنَّها ... فِي الْحسن أيَّامُ الشبابِ المُقبلِ) (والدارُ آنسةٌ بقربِ أوانسٍ ... يملأن حُسناً ناظرَ المتأمّلِ) (فلهَا الملاحَةُ والصيانَةُ والجوى ... لي والمكارمُ للمليكِ الأفضلِ) (ملكٌ إِذا انهلَّتْ سواكبُ كفِّهِ ... شاهدتَ سيلاً قد تحدَّر من علِ) (ورأيتَ معنى فاق مَعنا فِي الندى ... وطوى بِنَا الطائيّ بالحقِّ الْجَلِيّ) (من آل أيوبَ الَّذين سُيوفُهم ... ورماحهم شهبٌ بليلِ القسطَلِ) (الَّلابسينَ من العُلى حُللاً غَدَتْ ... تمتاز مِنْهُم بالطرازِ الأوَّلِ) (بمحمَّدٍ وعليٍّ ابتهجتْ لنا ال ... دنيا بحمدِ محمَّدٍ وعُلى عَليّ) (لله درُّ قُلاوُنٍ فَلَقَد رأى ... ورعى لكم حقَّ الضيوف النُّزَّلِ) (يَا ثالثَ الْملكَيْنِ والتثليثُ مح ... مودٌ فَمَا لَك عَنهُ من مُتَحَوَّلِ) 3 - (الْأَمِير عَلَاء الدّين بن مَعبد) عَليّ بن مَحْمُود بن مَعبد الْأَمِير عَلَاء الدّين البعلبكّي توفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة ودُفن بالمزَّة وَهُوَ أَخُو الْأَمِير بدر الدّين مُحَمَّد بن معبد كَانَ شكلاً طُوالاً جسيماً إِلَى الْغَايَة) بديناً إِذا نَام لَهُ من يَحْرُسهُ حتَّى إِذا انْقَطع شخيره أنبهه وَكَانَ داهية خَبِيرا بالأُمور دَرِباً بالسياسة والأَحكام تولَّى شدَّ الدَّوَاوِين مدَّةً ثمَّ تولَّى ولَايَة الْوُلَاة بالصَّفقَةِ القبليَّة وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تُنْكُز يحبّه كثيرا ويقرّبه

القونوي الحنفي الصوفي شيخ الشيوخ

3 - (القونَوي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي شيخ الشُّيُوخ) عَليّ بن مَحْمُود بن حُمَيد العلاّمة البارع عَلَاء الدّين القونَوي الصُّوفِي الْحَنَفِيّ المدرِّس بالقِلِيجيَّة بِدِمَشْق إمامٌ ديِّنٌ متواضعٌ صيِّنٌ سمع من الحجَّار والجَزَري وعدَّة وَدَار على الْمَشَايِخ قَلِيلا وحُبِّب إِلَيْهِ الْآثَار ولد سنة تسعين وست مائَة وخُرِّجت لَهُ مشيخة ولازم الكلاّسة يُقرئ الطّلبَة فِي مَذْهَب أبي حنيفَة فِي البَرْذَوي وَابْن الساعاتي وَفِي منهاج الْبَيْضَاوِيّ وَفِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَفِي الحاجبيَّة وربَّما أَقرَأ فِي الْحَاوِي الصَّغِير للشَّافِعِيَّة ولمَّا توفّي قَاضِي الْقُضَاة شرف الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الْمَالِكِي تولَّى الشَّيْخ عَلَاء الدّين مشيخة الشُّيُوخ بِالشَّام مَكَانَهُ وَكَانَ القَاضِي شرف الدّين يَأْخُذ من كل خانقاه فِي الشَّام عشرَة دَرَاهِم فِي الشَّهْر ونصيبين فَأبْطل ذَلِك وَلَو يتَنَاوَلهُ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي فِي أَوَائِل شهر رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يُعرِّب الْكتب الْوَارِدَة على ديوَان الْإِنْشَاء باللغة العجمية وتولَّى مشيخة الشُّيُوخ بعد القَاضِي نَاصِر الدّين كَاتب السرّ بِالشَّام متبرِّعاً 3 - (ابْن الْجمل الإسكندري) عَليّ بن مُخْتَار بن نصر بن طُغان جمال الْملك أَبُو الْحسن العامري المحلّي المولد الإسْكَنْدراني الْمَعْرُوف بِابْن الْجمل هُوَ أحد أَوْلَاد الدولة العُبيدية وَسَيَأْتِي ذكر وَالِده إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ وحدَّث عَليّ هَذَا غير مرَّة عَن السَّلفي وَغَيره وتوفِّي سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة ابْن مخلوف الْمَالِكِي) عَليّ بن مخلوف بن ناهض بن مُسلم النُّويري قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْحسن الْمَالِكِي حَاكم الديار المصرية نيِّفاً وَثَلَاثِينَ سنة حدَّث عَن الشّرف المُرسي وَابْن عبد السَّلَام وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وَاحْتِمَال ورفق بالفقهاء وَله دُربة بالقضايا والأَحكام حكم بعد ابْن شَاس وَولي بعده القَاضِي تقيّ الدّين الإخْنائي وتوفِّي سنة

النخعي الكوفي

ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة وَله خمس وَثَمَانُونَ سنة) 3 - (النَّخَعي الْكُوفِي) عَليّ بن مُدرك النَّخَعي الْكُوفِي روى عَن أبي زُرعة البَجَلي وَإِبْرَاهِيم النَّخَعي وهلال بن يَساف وثَّقه غيرُ وَاحِد وتوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (السَّيِّد الْأَمِير عَليّ الْحَنَفِيّ) عَليّ بن المرتضى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الدَّاعي بن زيد يَنْتَهِي إِلَى الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الأميرُ السَّيِّد أَبُو الْحسن بن أبي الْحسن بن أبي الْحسن نَشأ بأصبهان والدُه وَقدم بغداذ فولد لَهُ عَليّ هَذَا وَقَرَأَ الْفِقْه لأبي حنيفَة وبرع فِيهِ وَفِي الْخلاف وَقَرَأَ الأَدب وحصَّل مِنْهُ طرفا وَسمع الحَدِيث وَولي التدريس بِجَامِع السُّلْطَان وانتهت إِلَيْهِ الْحَنَفِيَّة وَكَانَ متديِّناً زاهداً فِي الولايات كريم النَّفس دَاره مجمع الْفُضَلَاء وَكَانَ يكْتب خطًّا مليحاً وَله كتب كَثِيرَة أصُول بخطوط الْمَشَايِخ حدَّث باليسير ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة ثمانُ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره (صُنْ حاضرَ الوقتِ عَن تضييعه ثِقَة ... أنْ لَا بقاءَ لمخلوقٍ على الدَّوْمِ) (وهَبْكَ أنَّكَ باقٍ بعدهُ أبدا ... فَلَنْ يعودَ إِلَيْنَا عينُ ذَا اليومِ) وَمِنْه (لَا تحزننَّ لذاهبٍ ... أبدا وَلَا تجزعْ لآتِ) (واغنمْ لنَفسك حظَّها ... فِي البينِ من قبلِ الفواتِ) 3 - (ابْن مُنقذ) عَليّ بن مُرشد بن عَليّ بن مُقلَّد بن نصر بن مُنقذ عزّ الدولة أَبُو

الجازري القاضي

الْحسن الكِناني الشَّيزَري كَانَ ذكيًّا شَاعِرًا جنديًّا دخل بغداذ وَسمع من قَاضِي المارستان وَغَيره وَكَانَ أكبر إخْوَته وَسَيَأْتِي ذكر جدّه قَرِيبا إِن شَاءَ الله تَعَالَى ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة واستُشهد بعَسقلان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَمَا كَانَ لَهُ صبوة وَلَا ميل إِلَى لَهو وَمن شعره (مَا فهتُ مَعَ مُتحدِّثٍ متشاغلاً ... إلاَّ رأيتكَ خاطراً فِي خاطري) (فَلَو استطعتُ لزرتُ أرضكَ مَاشِيا ... بسوادِ قلبِي أَو بأسودِ ناظري) وَمِنْه (أقمتَ فكنتَ فِي بَصرِي ميماً ... وغبتَ فكنتَ فِي ضمنِ الفؤادِ) ) (وَمَا شطَّتْ بِنَا دارٌ ولكنْ ... نُقِلْتَ من السَّوادِ إِلَى السَّوادِ) وَمِنْه (ودَّعتُ صبري وقلبي يَوْم فُرقتكم ... وَمَا علمتُ بأنَّ الدَّمعَ يُدَّخرُ) (وضلَّ قلبِي عَن صَدْرِي فعدتُ بِلَا ... قلبٍ فيا ويحَ مَا آتِي وَمَا أذرُ) (وَلَو علمتُ ذَخَرْتُ الصبرَ مبتغياً ... إطفاءَ نارٍ بقلبي مِنْك تستعرُ) وَمِنْه (ولمَّا أعارتني النَّوَى مِنْك نظرةً ... أحبَّ إِلَى قلبِي من الباردِ العذبِ) (تعقَّبها البينُ المُشِتُّ فليتنا ... بَقينَا على تأميلنا لذَّةَ القُربِ) وَمِنْه (ظننتُ وظنُّ الألمعيِّ مُصدَّقٌ ... بأنَّ سَقام المرءِ سجنُ حِمامِهِ) (فَإِن لم يكن موتٌ مريحٌ فإنَّهُ ... عذابٌ تملُّ النفسُ طولُ مُقامِهِ) (وَكم يلبثُ المسجونُ فِي قبضةِ الْأَذَى ... يجرِّب فِيهِ الموتُ غَرْبَ حسامِهِ) 3 - (الجازري القَاضِي) عَليّ بن المُسَبِّح أَبُو الْحسن الجازِري بِالْجِيم وَبعد الْألف زَاي وَرَاء من أهل الجازِرة من عمل وَاسِط كَانَ من قضاتها وَكَانَ شَاعِرًا قدم بغداذ ومدح الوزيرين أَبَا عَليّ بن صَدَقة وَأَبا الْحسن عَليّ بن طِراد الزَّيْنَبي وَمن شعره فِي ابْن صَدَقَة

أبو القاسم البغداذي

(مدحتُ الوزيرَ بطنَّانةٍ ... كأنَّ المعانيَ فِيهَا رياضُ) (فأُبتُ بتوقيعه ظافراً ... وعنديَ أَن لَيْسَ فِيهِ اعتراضُ) (فَلم يُمتثل وحصلنا على ... سَواد الوجوهِ وضاعَ البياضُ) وَمِنْه (مَا أناديك من وراءِ حجابٍ ... فأذمّ البُعاد بالاقترابِ) (أَنْت فِي ناظريَّ فِي موضعِ اللح ... ظِ وَمن منطقي مكانَ الصوابِ) 3 - (أَبُو الْقَاسِم البغداذي) عَليّ بن مسَرَّة أَبُو الْقَاسِم البغداذي وَمن شعره (زعمتْ إنَّما هوايَ مُحالٌ ... أتُراها ظنَّت نُحولي انتحالا) ) (وَلَقَد زارني الخيالُ فَمَا صا ... دفَ منِّي الخيالُ إلاَّ خيالا) (بتُّ أرعى فِيهَا النُّجُوم وباتتْ ... من وراءِ السُّجوفِ تنعمُ بَالا) (وشكوتُ الهَوَى إِلَيْهَا فَقَالَت ... حَضَرِيٌّ يُنَمِّقُ الأَقوالا) 3 - (الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ) عَليّ بن مَسْعُود بن نَفِيس بن عبد الله الْفَقِيه المحدِّث الصَّالح الزَّاهِد الْمُفِيد نور الدّين أَبُو الْحسن المَوْصلي ثمَّ الْحلَبِي نزيل دمشق ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي صفر سنة أَربع وَسبع مائَة سمع من أبي الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة وَغَيره بحلب وَمن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وحدَّثني أَنه سمع من يُوسُف بن خَلِيل وَلم يظفر بذلك وَسمع بِمصْر من الْكَمَال الضَّرِير والرشيد وَأَصْحَاب البُصيري وعُني بِالْحَدِيثِ ودرَّبَ قِرَاءَته وَكَانَت مفسّرة نافعة وحصَّل الأُصول ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق فَأكْثر عَن ابْن عبد الدَّائِم والكِرماني وَابْن أبي اليُسر والموجودين إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ يجوع وَيَشْتَرِي الأَجزاء ويقنع بكسرة فيسوء خلقه مَعَ التَّقْوَى وَالصَّلَاح قَرَأَ كتبا كبارًا مرَّات وَكَانَ يتفقَّه للْإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وينقل من مذْهبه

علي بن مسلم

(عَليّ بن مُسلم) 3 - (الطوسي البغداذي) عَليّ بن مُسلم الطوسي ثمَّ البغداذي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد والنَّسائي وتوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (جمال الْإِسْلَام السّلمِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ) عَليّ بن الْمُسلم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفَتْح أَبُو الْحسن السُلَمي الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الشَّافِعِي الفَرَضي جمال الْإِسْلَام تفقَّه على القَاضِي أبي المظفَّر المَرْوَزي وَأعَاد الدَّرْس للفقيه نصر وبرع فِي الْفِقْه قَالَ ابْن عَسَاكِر بَلغنِي عَن الْغَزالِيّ أنَّه قَالَ خَلَّفتُ بِالشَّام شابًّا إِن عَاشَ كَانَ لَهُ شَأْن حفظ كتاب تَجْرِيد التَّجْرِيد لأبي حَاتِم الْقزْوِينِي وَكَانَ حسن الخطّ موفَّقاً فِي الفتاوي وَذكره ابْن عَسَاكِر فِي طَبَقَات الأشاعرة وتوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة 3 - (القَاضِي الْحَافِظ) عَليّ بن مُسْهِر أَبُو الْحسن القُرِشي مَوْلَاهُم الْحَافِظ قَاضِي الْموصل وَهُوَ أَخُو عبد الرَّحْمَن قَاضِي جَبُّل كَانَ ثِقَة جمع الْفِقْه والْحَدِيث وَولي قَضَاء إرمينية فلمَّا قدمهَا اشْتَكَى عينَه فَقَالَ قاضٍ كَانَ قبله للكحَّال اكحله بِمَا يُذهِبُ عينه حتَّى أُعطيك مَالا فكحله فَذَهَبت عينه فَرجع إِلَى الْكُوفَة أعمى توفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (القَاضِي الرَّقِّي) عَليّ بن مُشْرِق القَاضِي الرَّقِّي ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب وَقَالَ

علي بن المطهر الدينوري بن مقلاص

فِيهِ شَاعِر بني الصُّوفِي قصد شَيْزَر فَلم يحظَ عِنْد أَهلهَا فَقَالَ (أَلا نادِ فِي شرقِ الْبِلَاد وغربها ... بصوتٍ لَهُ فِي الْخَافِقين أغاريدُ) (قضى الخيرُ والمعروفُ فِي أَرض شَيْزَرٍ ... وَمَات بهَا من لؤمِ صَاحبهَا الجودُ) (وأعجبُ مَا لله أولادُ مُنقذٍ ... قدورُهمُ بيضٌ وأعراضُهم سودُ) 3 - (عليّ بن المُطَهَّر الدينَوَرِي بن مِقْلَاص) عَليّ بن المطهَّر بن مكّي بن مِقلاص أَبُو الْحسن الدينَوَرِي الشَّافِعِي تفقَّه على أبي حَامِد الْغَزالِيّ وَسمع من النَّقِيب طِراد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّينبي وَأبي الخطَّاب نصر بن البَطِر وَمَنْصُور بن بكر بن حِيد النَّيْسَابُورِي وحدَّث باليسير وَكَانَ إِمَام الصَّلَوَات بالنظاميَّة توفِّي) سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة (عَليّ بن المظَفَّر) 3 - (ابْن الخَلوقي الشَّافِعِي) عَليّ بن المظفَّر بن بدر أَبُو الْحسن الشَّافِعِي الضَّرِير الْمَعْرُوف بِابْن الخَلوقي من أهل البَنْدَنِيجَيْن سمع بِالْبَصْرَةِ عبد الْأَعْلَى بن أَحْمد بن عبد الله بن مَالك البَجَلي وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن بكر الورَّاق وَعلي بن وصيف القطَّان وَغَيرهم وَقَرَأَ بالعسكر على أبي حَامِد العسكري وروى عَنهُ أَبُو بكر الْخَطِيب وَغَيره وتوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (السَّيِّد الدَّبوسي الشَّافِعِي) عَليّ بن المظفَّر بن حَمْزَة بن زيد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد يَنْتَهِي إِلَى الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْقَاسِم بن أبي يَعلى الْعلوِي من أهل دَبُوسِيَة بَين سَمَرْقَنْد وبُخارى كَانَ من أئمَّة الشَّافِعِيَّة كَامِل الْمعرفَة بالفقه وَالْأُصُول وَله يدٌ فِي الأَدب وباعٌ ممتدٌّ فِي المناظرة وَالْخلاف مَوْصُوفا بِالْكَرمِ والعفاف وَحسن الْخلق سمع من مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز القَنطري وَأحمد بن عَليّ الأبيوردي وَأحمد بن مُحَمَّد النُّصيري وَغَيرهم وَقدم بغداذ ودرَّس بالنظاميَّة إِلَى أَن

ابن ابن رئيس الرؤساء

توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَإِلَيْهِ انْتَهَت رئاسة الشَّافِعِيَّة وَمن شعره (أقولُ بنصحٍ يَا ابنَ دُنياكَ لَا تنمْ ... عَن الخيرِ مَا دَامَت فإنَّك عادِمُ) (وإنَّ الَّذِي يصنعِ العُرْف فِي غنى ... إِذا مَا علاهُ الفقرُ لَا شكَّ نادمُ) (فقدِّم صنيعاً عِنْد يسركَ واغتنمْ ... فأنتَ عَلَيْهِ عِنْد عُسرك قادمُ) 3 - (ابْن ابْن رَئِيس الرؤساء) عَليّ بن المظفَّر بن عَليّ بن الْحسن بن المُسلمة أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْفَتْح بن رَئِيس الرؤساء أَخُو أبي الْحسن مُحَمَّد كَانَ أديباً فَاضلا لَهُ نظم ونثر ورسائل مدونة ولد سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة وتوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره 3 - (عَلَاء الدّين الوَداعي) عَليّ بن المظفَّر بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن زيد الأَديب البارع الْمُقْرِئ المحدِّث المنشئ عَلَاء الدّين الكِندي الإسْكَنْدراني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالوَادعي كَاتب ابْن وَداعة ولد سنة أَرْبَعِينَ) وست مائَة تَقْرِيبًا وتوفِّي سنة سِتّ عشرَة وَسبع مائَة تَلا بالسبع على علم الدّين الْقَاسِم وشمس الدّين بن أبي الْفَتْح وَطلب الحَدِيث وَنسخ الأَجزاء وَسمع من عبد الله الخُشوعي وَعبد الْعَزِيز الكَفَرْطابي والصدر الْبكْرِيّ وَعُثْمَان بن خطيب القَرافَة وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل والنقيب ابْن أبي الجِنّ وَابْن عبد الدَّائِم ومَن بعدهمْ وَنظر فِي الْعَرَبيَّة وَحفظ كثيرا من أشعار الْعَرَب وَكتب الْمَنْسُوب فِيمَا بعد وخدم مُوقِّعاً بالحصون مدَّةً وتحوَّل إِلَى دمشق وَهُوَ صَاحب التَّذْكِرَة الكنديَّة الْمَوْقُوفَة بالشميساطية فِي خمسين مجلداً بخطِّه فِيهَا عدَّة فنون قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ يُخِلُّ بالصلوات فِيمَا بَلغنِي وَتُوفِّي ببستانه عِنْد قبّة المُسَجَّف قلت وَكَانَ شيعيًّا وَدخل ديوَان

الْإِنْشَاء بِدِمَشْق سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة تَقْرِيبًا وَمَعَ فضائله لَا رَاح فِي الدِّيوَان وَلَا جَاءَ وَلَا استقلَّ بِكِتَابَة شَيْء كَمَا جرى لبَعض النَّاس حتَّى قلت (لقد طالَ عهدُ الناسِ بابنِ فلانةٍ ... وَمَا جَاءَ فِي الدِّيوَان إلاَّ إِلَى وَرا) (فَقلت كَذَا قاسَ الوَداعيُّ قبلَهُ ... وَلَا شكَّ فِيهِ أنَّه كَانَ أشعرا) أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله مَا كتبه على ديوَان الوداعي (بعثتُ بديوان الوَداعيِّ مُسرعاً ... إِلَيْك وَفِي أَثْنَائِهِ المدحُ والذمُّ) (حكى شجرَ الدِّفلَى رُواءً ومَخبراً ... فظاهرهُ شمٌّ وباطنه سمُّ) وَكَانَ شَاهدا بديوان الْجَامِع الْأمَوِي وَولي مشيخة النفيسيَّة وَكَانَ شَيخا وَله ذُؤابةٌ بَيْضَاء إِلَى أَن مَاتَ ونقلت من خطّه (يَا عائباً منِّي بقاءَ ذؤابتي ... مهلا فقد أفرطتَ فِي تعييبِها) (قد واصَلَتْني فِي زمانِ شبيبتي ... فعلامَ أقطعها أوانَ مشيبِها) وإِنَّما عُرف بالوَداعي لأنَّه كَانَ كَاتبا لِابْنِ وَداعة وَلذَلِك قَالَ (وَلَقَد خدمتُ الصاحبَ اب ... نَ وَداعةٍ دهراً طَويلا) (فلقيتُ مِنْهُ مَا التقى ... أنَسٌ وَقد خدمَ الرسولا) أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور من لَفظه لنَفسِهِ (من زارَ بابكَ لم تَبْرَح جوارحُهُ ... تروي محاسنَ مَا أوليتَ من مِنَنِ) (فالعينُ عَن قُرَّةٍ والكفُّ عَن صِلَةٍ ... والقلبُ عَن جابرٍ والأُذنُ عَن حَسَنِ) ) وملكتُ ديوانه بخطّه وَجَمِيع مَا أوردهُ هُنَا من خطّه قَالَ (تَراه إِذا أَنْت حيَّيْتَهُ ... ثقيلاً بطرحته الباردَهْ) (كمثلِ الدَّجَاجَة منشورةَ ال ... جنَاح على بيضها قاعدَهْ) وَقَالَ (وزائرٍ مبتسمٍ ... يقولُ لمَّا جا أَنا) (فَقَالَ أيري مُنشداً ... أَهلا بتينٍ جَاءَنَا) وَقَالَ فِي مليح بقباء حَرِير أسود (لله مَا أرشقه من كاتبٍ ... لَيْسَ لَهُ سوى دموعي مُهرقُ)

(يميسُ رقصاً فِي قباءٍ أسودٍ ... فقلتُ هَذَا أَلِفٌ مُحقَّقُ) وَقَالَ (وَذي دلالٍ أحورٍ أجحرٍ ... أصبح فِي عقد الهَوَى شَرطي) (طافَ على الْقَوْم بكاساته ... وَقَالَ ساقي قلتُ فِي وَسطي) وَقَالَ فِي مليح يلقَّب بالحامِض (وقريبٍ من القلوبِ بعيدٍ ... عَن محبِّيه بالقِلَى والصدودِ) (لقَّبُوه بحامضٍ وَهُوَ حلوٌ ... قولَ مَن لم يَصل إِلَى العُنقودِ) وَقَالَ فِي مليح ينتف (تعشقتُ ظَبْيًا ناعسَ الطَّرفِ نَاعِمًا ... إِلَى أَن تبدَّى الشَّعرُ والعشقُ ألوانُ) (وَقَالُوا أفِق من حبِّه فَهُوَ ناتفٌ ... فقلتُ عكستم إنَّما هُوَ فتَّانُ) وَقَالَ وَقد هبَّت ريح عَظِيمَة يَوْم جرى ساعٍ من حمص (ثارَ الهواءُ عجاجا ... فِي يَوْم ساعي الحنايا) (كأنَّه رَاح يَأْتِي ... برِيح حمصٍ هَدَايَا) وَقَالَ (وَلم أرِدِ الْوَادي وَلَا عدتُ صادراً ... مَعَ الرَّكْبِ إلاَّ قلتُ يَا حاديَ النُّوقِ) (فديتُكَ عرِّجْ بِي وعرِّسْ هنيهةً ... لعلِّي أبلُّ الشوقَ من آبل السُّوقِ) وَقَالَ) (سقيا لكرم مُدامةٍ ... أنشتْ لنا النَّشَواتِ لَيْلًا) (خلعتْ علينا سكرةً ... بدويَّةً كُمًّا وذيلا) وَقَالَ (موسويُّ الغرام يهوى بسَمْعَيْ ... هِـ ويشكو من رُؤْيَة الْعين ضُرَّا) (يتوكَّا على قضيبٍ رطيبٍ ... ولهُ عِنْده مآربُ أُخْرَى) وَقَالَ (أَشكو إِلَى الحمن بوَّابكمْ ... وَمَا أرى من طول تعميرهِ) (ملازمُ البابِ مقيمٍ بهِ ... كأنَّهُ بعضُ مساميرهِ)

وَقَالَ (ويومٍ لنا بالنَّيْرَبَيْنِ رقيقةٌ ... حَوَاشِيه خالٍ من رقيبٍ يَشينُهُ) (وقفنا فسلَّمنا على الدَّوحِ غُدوةً ... فردَّتْ علينا بالرؤوسِ غصونُهُ) وَقَالَ فِي مليح فحَّام (يَا عائبَ الفحَّامِ جهلا أنَّه ... أضحى لواصف حسنه فحَّاما) (وَإِذا غُبارُ الفحم برقَعَهُ غَدا ... كالبدر دَار بِهِ الغَمامُ لِثاما) وَقَالَ (ذُكِرْتَ شوقاً وَعِنْدِي مَا يصدِّقُهُ ... قلبٌ تُقلِّبه الذكرى وتُقلقُهُ) (هَذَا على قُربِ دارَيْنا وَلَا عجبٌ ... فالطَّرفُ للطَّرفِ جارٌ لَيْسَ يرمُقُهُ) قلتُ أَخذ الْمَعْنى من الأوَّل وَهُوَ أحسن سبكاً وألطف حبكاً وَهُوَ (لَئِن تفرَّقنا وَلم نَجْتَمِع ... وعاقتِ الأَقدارُ عَن وقتِها) (فَهَذِهِ العينان مَعَ قربهَا ... لَا تنظر الْأُخْرَى إِلَى أختِها) وَقَالَ (لَو رآنا العَذولُ يومَ الْتَقَيْنَا ... بعد طول الصدود والهجرانِ) (لرَأى العشقَ كلَّه قد تلاقى ... هُوَ والحسنُ كلُّه فِي مكانِ) وَقَالَ (لَا أرى لَقْطَ عارضيه قبيحاً ... يَا عذولاً عَن حبِّه ظلَّ يَنْهَى) ) (وَجهه روضةٌ وَلَيْسَ عجيباً ... أنَّه يُلتقطُ البنفسجُ مِنْها) وَقَالَ (أحببتهُ رشأً عَلَتْهُ شُقرةٌ ... من أجلهَا ذهبُ العِذارُ مُفَضَّضُ) (قل للعواذل فِيهِ هَل أنكرتمُ ... أنَّ البنفسج مِنْهُ زهرٌ أبيضُ) وَقَالَ (أتيتُ إِلَى البلقاء أبغي لقاءكم ... فَلم أرَكم فازداد شوقي وأشجاني) (فَقلت ليَ الأَقوامُ مَن أنتَ راصدٌ ... لرؤياه قلتُ الشمسُ قَالُوا بحسبان) وَقَالَ وظرَّف (لنا صاحبٌ قد هذَّب الطبعُ شِعرَهُ ... فَأصْبح عاصيه على فِيهِ طيِّعا)

(إِذا خمَّس الناسُ القصيدَ لحُسنهِ ... فحُقَّ لشعرٍ قالَه أَن يُسبَّعا) وَقَالَ فِي بَيْطار (وبَيْطارٍ يفوق البدرَ حسنا ... يَقُول إِذا رأى وجهَ الهلالِ) (إِذا افتخرتْ سماءٌ أَنْت فِيهَا ... فكم فِي الأَرضِ مثلك من نعالي) وَقَالَ فِي قباقبي (إنَّ هَذَا القباقِبيَّ سَباني ... حسنُ نقشِ العذار فِي وجنتيهِ) (يَا نديميَّ فِي المدامة إنِّي ... أشتهي أَن أدُقَّ يَوْمًا عليهِ) وَقَالَ (الغربُ خيرٌ وَعند ساكنهِ ... أمانةٌ أوجبتْ تقدُّمَهُ) (فالشرقُ من نيِّريه عندهُمُ ... يُودِعُ دينارَهُ ودرهمَهُ) وَقَالَ أَيْضا (حوى كلٌّ من الأُفقين فضلا ... يُقِرُّ بِهِ الغبيُّ مَعَ النَّبيهِ) (فَهَذَا مَطلعُ الْأَنْوَار مِنْهُ ... وَهَذَا منبعُ الْأَنْوَار فِيهِ) قلت الوداعيّ أَخذ مَعْنَاهُ الأول وَبَعض الثَّانِي من قَول القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله تَعَالَى وَتلك الْجِهَة وَإِن كَانَت غربيَّة فإنَّها مستودَع الْأَنْوَار وكنز دِينَار الشَّمْس ومصب أَنهَار الْأَنْهَار وَقَالَ الوداعي) (قل للَّذي بالرفضِ أتْ ... هَمَني أضلَّ اللهُ قصدَهْ) (أَنا رافضيٌّ ألعنُ ال ... شيخين والدَهُ وجَدَّهْ) وَقَالَ (خلعَ الخريفُ ثيابَهُ لبشيرِهِ ... إنَّ الشتَاء لَهُ من الطُّرَّاقِ) (وانظرْ إِلَيْهِ فرحةً بقدومِهِ ... قد خلَّقَ الآفاقَ بالأَوراقِ) وَقَالَ (قُم بِنَا نلحقُ من حَ ... ثَّ إِلَى مصر قَلوصَهْ) (لَا تقل فِيهَا غلاءٌ ... فالتواقيعُ رخيصه)

وَقَالَ (قَالُوا حبيبُك قد دَامَت ملاحتهُ ... وَمَا أَتَاهُ عِذارٌ إنَّ ذَا عَجَبُ) (فقلتُ خدَّاه تِبرٌ والعذارُ صدا ... وَقد زعمتُمْ بأنْ لَا يصدأُ الذهبُ) وَكتب إِلَى بعض أصدقائه بِمصْر (روِّ بمصرٍ وبسكَّانها ... شوقي وجدِّدْ عهديَ الْبَالِي) (وصفْ ليَ القُرط وشنّف بِهِ ... سَمْعي وَمَا العاطلُ كالحالي) (واروِ لنا يَا سعدُ عَن نِيلها ... حديثَ صفوانَ بن عسَّالِ) (فَهُوَ مرادي لَا يزيدٌ وَلَا ... ثوراً وإنْ رقَّا وراقا لي) وَقَالَ (يَا جنَّةً كوثرُها ... رُضابُها المروَّقُ) (وفوقَ غصنِ خدِّها ... عِذارُها مطوَّقُ) وَقَالَ أَيْضا (فَدَيْتُ مَن مبسِمُهُ ... زهرٌ لغُصْنِ قدِّهِ) (وصُدْغُهُ مطوَّقٌ ... فِي روضةٍ من خدِّهِ) وَقَالَ (خضَّبنُ بالوَسْمَةِ مِن ... بعد المشيب مفرقي) (كالغصن كَانَ مُزهراً ... ثمَّ اكتسى بالورقِ) ) وَقَالَ فِي مليح سمين كثير الشّعْر (تعشَّقتُ فلاحاً بنَيْرَبِ جِلِّقٍ ... فَفِي حُسنه لَا فِي الرياضِ تفرُّجي) (وَقَالُوا اسْلُ فَهُوَ عَبْلٌ ومُشْعِرٌ ... وَمَا هُوَ إلاَّ من جبال البنفسجِ) وَقَالَ (أَلا خلِّ الملامَةَ فِي هَوَاهُ ... كَبِيرا رِدفهُ مِلءَ الإزارِ) (فلي أيرٌ بِهِ كِبَرٌ وكِبْرٌ ... فَلَيْسَ يقومُ إلاَّ للكبارِ) وَقَالَ (رمتني سود عينيهِ ... فأصْمَتْني وَلم تبطي)

(وَمَا فِي ذَاك من بِدْعٍ ... سهامُ اللَّيْل مَا تخطي) وَقَالَ (أَيُّها الجنديُّ كم تج ... بُنُ عَن ملقى الخصومِ) (إنَّ أكل الْخبز بَال ... جُبْنِ مضرٌّ بالجُسومِ) وَقَالَ (قد أقبلَ النبيُ فِي جيوشٍ ... ورَنْكُهُ حالكُ السوادِ) (وسلَّ أوراقَه سيوفاً ... ليقتلَ المَحْلَ فِي البلادِ) وَقَالَ (أرى الكُتَّابَ والحُسَّابَ فيهم ... لصوصٌ يسرقون الناسَ طُرَّا) (فقومٌ يسرقون اللَّفْظ جَهرا ... وقومٌ يسرقون المَال سِرَّا) وَقَالَ (عجبا لمن قتلَ الحسينَ وأهلُهُ ... حرَّى الجوانحِ يومَ عاشوراءِ) (أعطاهمُ الدُّنيا أبوهُ وجدُّه ... وَعَلِيهِ قد بخلوا بِشَربَة ماءِ) وَقَالَ (سمعتُ بأنَّ الكحلَ للعين قوَّةٌ ... فكحَّلْتُ فِي عاشورَ مقلةَ ناظري) (لتقوى على سحِّ الدُّمُوع على الَّذِي ... أذاقوه دون المَاء حَرَّ البواترِ) وَقَالَ على لِسَان شخص يشتكي النِّقرِس) (أعاذكَ الرحمنُ من نِقْرِسٍ ... ومِن أَذَى طاعونه الضَّاربِ) (كأنَّما الرِّجلان من وَقْدِهِ ... لابسةٌ نعلَ أبي طالبِ) وَقَالَ (يَا من لَهَا كَرْمُ شَعْرٍ ... فِي الثغر مِنْهُ شَمُولُ) (عُنقودُ صُدغِك حلوٌ ... وَمَا إِلَيْهِ وُصولُ) وَقَالَ وَقد قرَّر عَلَيْهِ الدِّيوَان سِيَاقَة بغلين (أعِدْ نظرا فِي حَالنَا إنَّ حَالنَا ... من الضعْف للعميان حاشاك بارْزهْ) (وَكَيف لنا يَوْمًا ببغلين طاقةٌ ... وقدرتُنا عَن بَغْلَطاقَيْن عاجِزهْ)

وَقَالَ فِي السَّاعِي وَلم يصل إِلَى اللَّيْل (لامَ الوَرَى ساعيَ الحنايا ... وَكَيف يدْرِي من لَيْسَ يَجْري) (إِن لم يكن جَاءَنَا بشمسٍ ... فإنَّه جَاءَنَا ببدرِ) وَقَالَ (وَلَا تَسْأَلُونِي عَن ليالٍ سهرتُها ... أراعي نُجُوم الأُفْق فِيهَا إِلَى الفجرِ) (حديثيَ عالٍ فِي السَّماءِ لأنَّني ... أخذتُ الأَحاديثَ الطوَال عَن الزُّهْري) وَقَالَ (يَا لائمي فِي هَواهَا ... أفرطتَ بالحبِّ جهلا) (مَا يعلمُ الشوقَ إلاَّ ... وَلَا الصبابةَ إلاَّ) وَقَالَ (يجدِّدُ عاشوراءُ حزني وحسرتي ... على سيِّدِ الشبَّانِ فِي جنَّة الخُلْدِ) (ولستُ أرَاهُ غيرَ يَوْم قيامةٍ ... لما فِيهِ من طولٍ يُضاف إِلَى مدِّ) وَقَالَ (كم رُمْتُ أنْ أدعَ الصبابة والصِّبا ... فَثنى الغرامُ العامريُّ زِمامي) (بذوائبٍ ذَابَتْ عَلَيْهَا مُهجتي ... ومناطقٍ نَطَقَتْ بفرط سَقامي) وَقَالَ (امْرُؤ الْقَيْس بن حُجر جَدُّنا ... كَانَ من أعجب أَمْلَاك الزمانِ) ) (ضلَّ لمَّا ظلَّ يَبْغِي ملكهمْ ... وَهدى الناسَ إِلَى طُرْقِ الْمعَانِي) وَقَالَ (مَا آلةُ الخطِّ إلاَّ ... كآلةِ الحرثِ فِعلا) (مَا دخلتْ دارَ قومٍ ... إلاَّ وصاروا أذِلا) وَقَالَ (براغيثُ فِيهَا كثرةٌ فكأنَّما ... علينا من الآكامِ يحتفرونها) (يَقُولُونَ لي صِفْها فقلتُ أعِيذكم ... قوارصُ تَأتِينِي وتحتقرونها)

وَقَالَ (أَيُّها النفسُ ثقي من خالقي ... بدوام الرزق مَا احتجتِ إليهِ) (يرْزق الْكَلْب وَلَا يَرْزُقنِي ... أَيْن تكريمي وتفضيلي عَلَيْهِ) وَقَالَ (لم تصقلِ الأنواءُ أَو ... راقَ الخريف من الولوعِ) (إلاَّ لتُذهِبَ كلَّ مَا ... كتبتْه فِي فصل الربيعِ) وَقَالَ (وعاذلٍ عارَضَهُ ... عارِضُهُ فِي خدِّهِ) (فَقَالَ لستُ عارضاً ... بل أَنا غيم وَردهِ) وَقَالَ (لم لَا تجيبُ إِلَى الكا ... سِ والحَمامُ يُنَادي) (والنبتُ قد نَام سُكراً ... من شرب الْخمر الغوادي) وَقَالَ (تأمَّل إِلَى الزهر فِي دوحه ... وَمن زَارَهُ من ملاح الفنونِ) (تظنُّ الوجوهَ الَّتِي تَحْتَهُ ... تَساقطن من فَوْقه من عيونِ) وَقَالَ (شرب النَّكريشُ خنقاً ... فغدا غيرَ مُفيقِ) (فَعلمنَا أَنه ممّ ... ن يرى شرب العتيقِ) ) وَقَالَ وَقد أُهدي إِلَيْهِ مشط (كَيفَ أُؤدِّي شكرَ مولى لم يزل ... لي بالرفيع واللطيف مُتحِفا) (أَهْدَت إليَّ كفُّه هَدِيَّة ... أُعيذها بقلبها مُصَحِّفا) وَقَالَ (لي من الطّرف كاتبٌ يكْتب الشو ... ق إِلَيْكُم إِذا الفؤادُ أمَلَّهْ) (سلسل الدمعَ فِي صحيفَة خدي ... هَل رَأَيْتُمْ مُسَلْسَلاتِ بن مُقْلَهْ) وَقَالَ (ومُبَخَّلٍ لَا يُوقد ال ... مصباحَ عمدا فِي ذراهُ)

(كي لَا يرِيه ظِلَّهُ ... فيظنَّه ضيفاً أتاهُ) وَقَالَ (دقَّتْهُ بالخُفِّ إِلَى أَن عَمِي ... وعام فِي السَّلْحِ إِلَى الذَّقنِ) (وَقَالَ تهديداً لَهَا كلّما ... تلكّأتْ هَذَا لَهَا مني) وَقَالَ (يومٌ يَقُول بشكله ... قومُوا اعبدوا الله الأحدْ) (قُزَحٌ كمحرابٍ بدا ... والبرقُ قِنديل وَقَدْ) (والرعدُ فِيهِ مًسَبِّحٌ ... حبّاتُ سُبْحَتِه بَرَدْ) وَقَالَ (كلّما جئناه كي نُرْ ... وى ونَروي عَنهُ جودا) (حدثتْنا راحتاهُ ... عَن عَطاء ابْن يزيدا) وَقَالَ (وفدُه يروون عَنهُ ... خبرَ الجودِ) (عَن عطاءِ ابْن يزيدٍ ... وعطاءِ ابْن يسارِ) وَقَالَ (لما تبدَّى نَبَات عارِضه ... مستقطراً ماءَ وردةِ الخدِّ) (ناديتُ من أَيْن ذَا السوادُ أَتَى ... فَقَالَ ذَا من حُراقة الوردِ) ) وَقَالَ (إِن الحشيشَ حَضْرَةٌ ... أنيقةٌ ومُسْكِرُ) (فِي الكفِّ روضٌ أخضرٌ ... والعينِ خمرٌ أحمرُ) وَقَالَ (سُئِلَ الوردُ عِنْدَمَا استقطروه ... لِمَ ذَا عذَّبوكَ بالنيرانِ) (قَالَ مَا لي جنايةٌ غير أَنِّي ... جئتُ بعضَ السنينَ فِي رمضانِ) وَقَالَ (طُبْشِيَّةٌ لم تزلْ مكارشةً ... زوجا لَهَا عادياً وبطّاشا)

ابن معبد البغداذي

(كم لَقَّ جوكانُ رجلهَا كُرةً ... من رَأسه فاغتدى لَهَا باشا) وَكتب عَن نَائِب البيرة سيف الدّين طوغان مطالعةً إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر يبشِّره بِمَوْت قازان (قد مَاتَ قازانُ بِلَا مِريَةٍ ... وَلم يَمُتْ فِي الحِجج الماضيهْ) (بل شنَّعوا عَن مَوته فانثنى ... حيًّا وَلَكِن هَذِه القاضيهْ) فجَاء الْجَواب بخطِّ شهَاب الدّين مَحْمُود وَمن جملَة إنشائه (مَاتَ من الرعب وَإِن لم تكن ... بِمَوْتِهِ أسيافُنا راضيهْ) (وَإِن يَفُتْها فأخوه إِذا ... رأى ظُباها كانتِ القاضيهْ) 3 - (ابْن معبد البغداذي) عَليّ بن معبَد البغداذي سكن مصر وروى عَنهُ النَّسائي وَعَن رجل عَنهُ قَالَ العِجليّ ثِقَة صَاحب سنّة ولي أَبوهُ طرابلس الغرب 3 - (الإِمَام اللّغَوِيّ) عَليّ بن المُغيرة أَبُو الْحسن الْأَثْرَم صَاحب اللُّغَة كَانَ صَاحب كتبٍ مصحَّحة قد لَقِي بهَا الْعلمَاء وضبطها وَلم يكن لَهُ حفظ لَقِي أَبَا عُبيدة والأصمعي وَأخذ عَنْهُمَا مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ لَهُ كتاب النَّوَادِر كتاب غَرِيب الحَدِيث وَكَانَ إِسْمَاعِيل بن صُبيح الْكَاتِب قد أقدم أَبَا عُبَيْدَة من الْبَصْرَة إِلَى بغداذ أَيَّام الرشيد وأحضر الْأَثْرَم وَهُوَ يومئذٍ ورّاق وَجعله فِي دارٍ من دوره وأغلق عَلَيْهِ الْبَاب وَدفع إِلَيْهِ كتب أبي عُبَيْدَة وَأمره بنسخها قَالَ أَبُو)

ابن المنجم

(كبرتُ وَجَاء الشيبُ والضعفُ والبلى ... وكلُّ امرئٍ يَبلى إِذا عَاشَ مَا عشتُ) (أقولُ وَقد جاوزتُ تسعين حِجّةً ... كأنْ لم أكن فِيهَا وليداً وَقد كنتُ) (وأنكرتُ لمّا أَن مضى جُلُّ قوّتي ... وتزدادُ ضعفا قوتي كلما زِدْتُ) (كَأَنِّي إِذا أسرعتُ فِي الْمَشْي واقفٌ ... لقرب خُطًى مَا مسَّها قِصَرٌ وقتُ) (وصرتُ أَخَاف الشَّيْء كَانَ يخافني ... أُعَدُّ من الْمَوْتَى لضعفي وَمَا مُتُّ) (وأسهر من برد الْفراش وَلينه ... وَإِن كنتُ بَين الْقَوْم فِي مجلسٍ نمتُ) 3 - (ابْن المنجِّم) عَليّ بن مُفرِّج الْأَمِير نشءُ الْملك الْمَعْرُوف بِابْن المنجِّم أَبُو الْحسن المعرِّي الأَصْل المصريُّ الدَّار والوفاة وَمن شعره (وظبيٍ فَوق وجنته ضِرامٌ ... وَفِي قلبِي لَهُ أثرُ الحريقِ) (وَقد دبَّ العِذارُ بِهِ فلمّا ... أحسَّ النارَ عاجَ عَن الطريقِ) (ومالَ بهَا إليَّ فقلتُ كلاّ ... فَبِرُّك بِي أشدُّ من العُقوقِ) (فخمرٌ لم تخالط قطُّ كفّي ... وَلَا عَقْلِي وَلَا سكنتْ عُروقي) (فَقَالَ لقد شربتَ فَقلت كلاّ ... مَتى ذَا قَالَ حِين رشفتَ ريقي) نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني رشيد الدّين عمر بن مظفر الفُوّي قَالَ أَنْشدني ابْن المنجّم لنَفسِهِ فِي النفيس القُطْرُسي وَقد أنْشد مرثيةً لبَعض بني عُثْمَان فِي وسط العزاء بِمصْر يتهكَّم عَلَيْهِ (حسبُكَ يَا قُطْرُسيُّ مَرْثيةً ... سارتْ مسير النُّجُوم فِي الفَلَكِ) (أضحكتَ من ختمة العزاء بهَا ... أضعافَ مَا نيحَ قَلبهَا وبُكي) (وأبلغُ الناسِ فِي العزاء فَتى ... بدَّل فِيهِ البكاءَ بالضَّحِكِ) قَالَ وأنشدني ابْن المنجم فِي ابْن رَجَاء الْعَاقِد وَقد ولاّه الْحَاكِم الْعُقُود بِمصْر) (يَا ابْن رجاءٍ غير أنَّ نقطته ... من فوقُ والراءُ مِنْهُ فِي الوسطِ)

الحافظ بن الأنجب المالكي

(مَا حاكمُ الْمُسلمين فِيك وإنْ ... ولاّك أمرَ الْعُقُود ذَا غَلَطِ) (أَنْت لَعَمري عينُ الْخَبِير بأنْ ... تجمع بَين الرأسينِ فِي نمطِ) قَالَ وأنشدني ابْن المنجم لنَفسِهِ فِي ابْن أبي حُصينة الأحدب وَقد جلس فِي وسط الْحلقَة (إنْ حلَّ وَسْطَ الحَلقةِ الأحدبُ ... وأظلمتْ مِنْهُ فَلَا تَعجبوا) (كأنّما الحلقةُ عينٌ وَقد ... حلَّ بهَا فَهُوَ بهَا كوكبُ) قَالَ وأنشدني ابْن المنجّم لنَفسِهِ فِي ابْن الْأَصْبَهَانِيّ عِنْد تَوليته وَهُوَ أعمى دَار الزَّكَاة (إِن يَكُنِ ابنُ الأصبهانيِّ من ... بعد الْعَمى فِي الخدمةِ استُنهِضا) (فالثورُ فِي الدولاب لَا يَحسُن اس ... تعمالهُ إلاَّ إِذا غُمِّضا) وَقَالَ وأنشدني ابْن المنجّم لنَفسِهِ يهجو مظفَّراً الْأَعْمَى (قَالُوا يقودُ أَبُو الع ... زِّ قلتُ هَذَا عنادُ) (أعمى يقودُ وعهدي ... بِكُل أعمى يُقادُ) 3 - (الْحَافِظ بن الأنجب المالكيّ) عَليّ بن المفضَّل بن عَليّ بن أبي الغَيث مُفَرِّج بن حَاتِم بن الْحسن بن جَعْفَر العلاّمة الْحَافِظ شرف الدّين أَبُو الْحسن ابْن القَاضِي الأنجب أبي المكارم اللَّخْمِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي القَاضِي كَانَ إِمَامًا محدّثاً لَهُ تصانيف مفيدة فِي الحَدِيث وَغَيره وَكَانَ ورعاً خيِّراً حسن الْأَخْلَاق كثير الإغضاء توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وست مائَة 3 - (الحمويّ التَّاجِر) عَليّ بن مقَاتل هُوَ عَلَاء الدّين التَّاجِر الْحَمَوِيّ صَاحب الأزجال الْمَشْهُورَة لَهُ الْمعَانِي الجيدة وَلكنه عاميُّ النّظم قَلِيلا رَأَيْته بحماة سنة تسع

وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَبعد ذَلِك بِدِمَشْق وَسَأَلته بحماة عَن مولده فَقَالَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة وأنشدني كثيرا من شعره وَمن أزجاله ونقلت من خطِّه لَهُ (ومليحٍ عمَّه الحُسْ ... نُ بخالٍ مثلِ حظِّي) (وَقع البحثُ عَلَيْهِ ... بَينه وَبَين لَفْظِي) (قَالَ هَذَا خَال خدِّي ... قلت بل ابنُ أختِ لحظي) ) ونقلتُ مِنْهُ لَهُ (يَا مُرْقِصاً يَا مُطرباً غنَّى لنا ... أنعِمْ لإخوانِ الصَّفَا بِتَلاقِ) (فَلَقَد رميتَ مقاتلَ الفرسانِ بِي ... نَ يديكَ عِنْد مصَارِع العشّاقِ) ونقلت مِنْهُ وَالثَّانِي تَصْحِيف الأول (شفائي وجنّاتي حبيبٌ بِسرْبهِ ... لَعوبٌ بمَرْجٍ تُفرجُ الباسَ شيمتُهْ) (سقاني وحيّاني حَييتُ بشربةٍ ... لغوتُ بمَزْحٍ تُفرح الناسَ سيمَتُهْ) ونقلتُ مِنْهُ لَهُ (خدودٌ وأصداغٌ وقدٌّ ومقلةٌ ... وثغرٌ وأرياقٌ ولحنٌ ومُعرِبُ) (وُرودٌ وسَوسانٌ وبانٌ ونرجسٌ ... وكأسٌ وجريالٌ وجَنْكٌ ومُطربُ) ونقلتُ مِنْهُ لَهُ (فُضُّوا كتابي واعذروا فأناملي ... مِنْهَا اليراعُ إِذا ذُكرتم يسقُطُ) (والقلبُ يخفِقُ لاضطراب مفاصلي ... والخطُّ يُشْكِلُ والمدامعُ تنقُطُ) ونقلتُ مِنْهُ لَهُ (لَا تُنكروا حمرةَ خطِّي وَقد ... فارقتُ من أحباب قلبِي جموعْ) (فإنني لما كتبتُ الَّذِي ... أرسلتُه رمَّلْتُه بالدموعْ) ونقلت مِنْهُ لَهُ (إنَّ الخراسانيَّ لمّا حوى ... حلاوةَ الإيمانِ من خوفِهِ) (فضَّله الله على نِدِّهِ ... أما ترى قلبين فِي جوفِهِ)

ونقلتُ مِنْهُ لَهُ (أسهرتْني مليحةٌ أسهرتْني ... طولَ ليلٍ ظلامهُ الطرفَ يُعْشي) (والثُريّا كَأَنَّهَا رَاحَة تل ... طِم خدَّ المِرّيخ والجوُّ مغشي) (والسُّهى خيفةَ الْفِرَاق من السُّق ... م مُسَجًّى على بُنيّات نَعشِ) ونقلت مِنْهُ لَهُ (ربَّ كانونَ فِي الكوانين أَمْسَى ... وَبِه حفلةٌ من النيرانِ) (كصديقٍ لَهُ ثلاثُ وجوهٍ ... كلُّ وجهٍ مِنْهَا بِأَلف لسانِ) ) ونقلت مِنْهُ لَهُ دوبيت كل كَلِمَتَيْنِ قلب نفسهما (الخِلُّ خَللا مِنْ نَمّ عانق بقناع ... قانِع بعناق ألف لَا عَاد وداع) (مَا دَامَ معانق ناعم عَاشَ مشَاع ... ألمى يملى مَا أمّ عاطى وأطاع) ونقلت مِنْهُ لَهُ مواليّا (على وفاكي وفاكي كم ذهب من عَين ... وَفِي شفاكي شفاكي للَّذي بُو عَين) (مَا أحلى وماكي وماكي نبع أعيذب عين ... وَقد حَماكي حِماكي أَن تراكي عين) ونقلت مِنْهُ لَهُ (كلَّمت من لَو بقلبي ألف تَكْليمَهْ ... بِسيف لحظو الَّذِي مَا فِيهِ تَثْليمَهْ) (وَقلت بعد الوفا تبخل بتسليمَهْ ... أرخصتَ دمعي وَمَا تغلى بتعليمَهْ) ونقلت مِنْهُ لَهُ (قَالَ الَّذِي من يرَاهُ الطّرف مَا يسْني ... أَنا الَّذِي إِن نظرت الْبَدْر مَا يسْني) (والغصن يَا خجلتو إِن قَامَ مَا يسْني ... وعاشقي إِن هجرتُو شهر مَا يسني) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ زجلاً جآ الرَّسُول من حبّي أهلابمجيتو وَألف سهلاقلت قل لي نعم أَو لَا قَالَ وَكم من نعم أولى جآ البشير من عِنْد حبّيلي بشير بِقرب قربيسرَّني وسرَّ قلبِي وملا سَمْعِي وأَمْلَى جاني فِي عقيب رسوليمن هُوَ مأمولي وسولي

البحراني العيوني

وَقَالَ اقطعتك وصولي فاختلى بِي وتملَّى ذَا الغزال الْإِنْسِي الأغيَدكم رعى قُلُوب وأزيَدفي الْجَوَارِح مَا يُرى أصيَد من شَرَك أجفانو أصلى لحظو سيف فِي الجفن يجرححليتو الصُّدغ المسرَّحما رَأَتْ عَيْنَيْهِ أَمْلَح من ذَاك السَّيْف المحلَّى حبّي شطرنجي يفتنبالنفوس يلْعَب ويفتنبيذق أوصافو المفرزن قَط بَيت منو مَا يخلى) يَوْم لعب معي فِي الأبياتصار يموه لي بشاماتويغ الطني بنقلات وَإِن دخل للبيت مَا يملى قلت لَو العب نقلة نقلة على ايش ماشيت بجملة قَالَ على دِينَار وقُبلة قلت لُو من فمك أحلى قلت لُو هَبْ لي يَا ذَا الألمى عُنُقه فِي الْجيد الْمُسَمّى قَالَ بروحك قلت مهما سمتني فِي الْجيد مَا يغلى كل مَا تسمع من أقواللا أَنا قلت وَلَا هُوَ قالإنَّما معنَى فِي الأَزجال مثل هَذَا مَا يِخْلَى 3 - (البحراني العُيوني) عَليّ بن المقرَّب بن مَنْصُور بن المقرَّب بن الْحسن بن عزّ بن ضَبّار بن عبد الله بن عَليّ أَبُو عبد الله الرَّبعي البحراني العُيوني من أهل العُيون بِأَرْض الْبَحْرين ذكر أَنه من ربيعَة الْفرس ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَمن شعره (أَلا رحلت نُعمٌ وأقفر نَعمانُ ... فَنُحْ بأسًى إِن عزَّ صبرٌ وسُلوانُ) (شُرَيكيَّةٌ مُرِّيَّةٌ حَلَّ أهلُها ... بِحَيْثُ تلاقى بطنُ مَرٍّ ومَرّانُ) (وعهدي بهَا إذْ ذَاك والشملُ جَامع ... وصفو التداني لم يكدِّرْه هجرانُ) (نروح ونغدو لَا نرى الغدرَ شِيمَة ... وَلَا بَيْننَا فِي الْوَصْل مَطْلٌ ولِيّانُ)

علي بن مقلد

(عَليّ بن مُقَلَّد) 3 - (البوّاب) عَليّ بن مُقَلَّد بن عبد الله بن كَرَامَة بن المغار أَبُو الْحسن البوّاب البغداذي الْمَعْرُوف بالأطهري كَانَ صَاحب الأطهر أبي مُحَمَّد الْحسن بن المُرتضى عَليّ بن الْحُسَيْن الموسوي وَكَانَ بوّاباً لباب الْمَرَاتِب مَوْصُوفا بِالْخَيرِ وَالْأَمَانَة سمع وروى وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبع مائَة 3 - (النديم البغداذي المغنّي) عَليّ بن مُقلَّد أَبُو الْحسن النديم كَانَ من مَشَايِخ المغنين وأعيانهم كَانَت لَهُ معرفَة بِالْغنَاءِ والألحان وَله كتاب فِي الأغاني ونظم وَقد نادم المستظهر والمسترشد توفّي فِي سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره (يَا مليحَ الشمائلِ ... يَا قضيب الغلائلِ) (لَك فِي اللحظِ أسهمٌ ... قد أَصَابَت مَقاتلي) (أَنْت عَن كل مَا تُسَ ... رُّ بِهِ النفسُ شاغلي) (لَو يذوقُ الَّذِي أذو ... قُ من الوجدِ عاذلي) (لبكى من صبابتي ... ورثى من بلابلي) 3 - (سديد الْملك بن منقذ صَاحب شَيْزَر) عَليّ بن مُقلَّد بن نصر بن مُنقذ بن مُحَمَّد الْأَمِير سديد الْملك أَبُو الْحسن الكِناني صَاحب شَيْزَر أديب شَاعِر قدم دمشق مَرَّات وَاشْترى حصن شيزر من الرّوم وَكَانَ أَخا مَحْمُود بن صَالح صَاحب حلب من الرِّضاعة وَكَانَ جواداً ممدَّحاً مدحه ابْن الخيّاط والخَفاجي وَغَيرهمَا وَهُوَ أول من ملك شيزر من بني مُنقذ وَلم يزل حصن شيزر وبلاده فِي يَده إِلَى أَن جَاءَت الزلزلة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة فهدمتها وَقتلت كل من فِيهَا من بني مُنقذ وَغَيرهم تَحت الرَّدم وشغرت فجَاء نور الدّين الشَّهِيد فِي بَقِيَّة السّنة وَأَخذهَا وَجَاءَت زَلْزَلَة أُخْرَى فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بحلب وأخربت بلاداً كَثِيرَة وَقد خرج من بَيته جمَاعَة فضلاء وَأُسَامَة بن منقذ هُوَ حفيده وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَأَرْبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى

وَمن شعره) (أسطو عَلَيْهِ وقلبي لَو تمكَّن من ... كفَّيَّ غلَّهما غيظاً إِلَى عُنُقي) (وأستعيرُ إِذا عاتبتُه حَنَقاً ... وَأَيْنَ ذُلُّ الهَوَى من عِزَّةِ الحَنَقِ) وَمِنْه (مَاذَا النجيعُ بوجنتيكَ وَلَيْسَ من ... شَرط الأنوف على الخدودِ رُعافُ) (ألحاظنا جَرَحتْك حِين تعرَّضتْ ... لَك أم أديمُك جوهرٌ شفّافُ) وَمِنْه (إِذا ذكرتُ أياديكَ الَّتِي سَلَفَتْ ... معْ سوء فعلي وزلاّتي ومُجْتَرَمي) (أكاد أقتل نَفسِي ثمَّ يَمْنعنِي ... علمي بأنّكَ مجبولٌ على الكَرَمِ) وَمِنْه (لَا تَعْجَلوا بالهجر إنَّ النَّوَى ... تحمل عَنْكُم مِنَّةَ الهَجرِ) (وظاهرونا بوفاءٍ فقد ... أغناكمُ البَيْنُ عَن العُذْرِ) وَمِنْه (كَيفَ السُلُوُّ وحبُّ من هُوَ قاتلي ... أدنى إليَّ من الوريد الأقربِ) (إِنِّي لأُعْمِلُ فكرتي فِي سَلْوَةٍ ... عَنهُ فَيظْهر فيَّ ذُلُّ المُذْنبِ) وَمِنْه (من كَانَ يرضى بِذُلٍّ فِي ولَايَته ... من خوف عزلٍ فَإِنِّي لست بالراضي) (قَالُوا فتركبُ أَحْيَانًا فقلتُ لَهُم ... تحتَ الصَّلِيب وَلَا فِي موكب القَاضِي) وَمِنْه (بكرتْ تنظرُ شيبي ... وثيابي يومَ عيدِ) (ثمَّ قَالَت لي بهُزءٍ ... يَا خليقاً فِي جديدِ) (لَا تُغالطني فَمَا تص ... لح إلاَّ للصدودِ) وَمِنْه (أحبابَنا لَو لَقِيتُم فِي مُقامكمُ ... من الصَّبابة مَا لاقيتُ فِي ظَعَني)

حاجب العرب

(لأصبح البحرُ من أنفاسكم يَبَساً ... كالبَرِّ من أدمعي ينشقُّ بالسُّفُنِ) قلت شعرٌ جيد فِيهِ غَوْصٌ وتخيُّلٌ صَحِيح) وَقد مدحه أَحْمد بن مُحَمَّد الخيّاط الدِّمَشْقِي الشَّاعِر بقصيدة أَولهَا (يقيني يقيني حادثاتِ النوائبِ ... وحزميَ حزمي فِي ظُهُور النجائِبِ) مِنْهَا فِي المديح (من القومِ لَو أنَّ اللَّيَالِي تقلَّدتْ ... بإحسانهم لم تحتفِل بالكواكبِ) (إِذا أظلمتْ سُبْلُ السُّراة إِلَى العُلى ... سَرَوا فاستضاءوا بَينهَا بالمَناسبِ) 3 - (حَاجِب الْعَرَب) عَليّ بن مقلَّد عَلَاء الدّين صَاحب الْعَرَب بِدِمَشْق كَانَ أسمر طُوالاً يتحنَّك بعمامته ويتقلَّد بِسَيْفِهِ زِيَّ الْعَرَب قدَّمه الْأَمِير سيف الدّين تُنْكُز رَحمَه الله تَعَالَى وأهَّله لهَذِهِ الْوَظِيفَة وَصَارَ عِنْده مكيناً حكى لي من لَفظه قَالَ توجَّهتُ إِلَى الرَّحْبَة فِي شغل فعدتُ وَقد حصل لي ثَمَانِيَة عشر ألف دِرْهَم أَو قَالَ خَمْسَة عشر ألف دِرْهَم من العربان وَكَانَ يسْأَل عَنهُ ناصرَ الدّين دوادارَه وَيَقُول لَهُ إِن هَذَا ابْن مقلَّد مَا يُعجبنِي حَاله وَرُبمَا إنّه يشرب فَيَقُول مَا أظنُّ ذَلِك وَلَا يقدر يفعل ذَلِك وحاجَّه فِيهِ مرّاتٍ فَلَمَّا كَانَت وَاقعَة حَمْزَة التُّركماني ودخوله إِلَى تُنْكُز ورميه لناصر الدّين الدوادار وجماعته خرج لوالي دمشق وَقَالَ أُرِيد تكبس ابْن مقلّد فكبسه فِي تِلْكَ اللَّيْلَة وَعِنْده جمَاعَة نسْوَة وحُرَفاؤهنّ فَلَمَّا أصبح دخل حَمْزَة إِلَيْهِ وعرَّفه الصُّورَة فأحضر الدوادار وَأنكر عَلَيْهِ ووبَّخَهُ وعنَّفه وَكَانَ سَبَب الْإِيقَاع بِهِ وأحضر ابْن مقلّد قدّامه وَقَتله بالمقارع قتلا عَظِيما مُبرَّحاً وكحله وَقطع لِسَانه لِأَنَّهُ تكلم بِمَا لَا يَلِيق وأُحضر لِسَانه إِلَيْهِ على ورقة فَأَقَامَ فِي اعتقال القلعة مُدَيْدة وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة رَحمَه الله وسامحه بَعْدَمَا سُلب نعْمَة عَظِيمَة 3 - (الدوري البغداذي) عَليّ بن مكّي بن مُحَمَّد بن هُبَيْرة أَبُو الْحسن الدُّوري بن أبي جَعْفَر ابْن أخي الْوَزير أبي المظفر يحيى كَانَ أديباً فَاضلا بليغاً لَهُ النّظم والنثر وَله رِسَالَة فِي الصَّيْد رَوَاهَا عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الغزال الْوَاعِظ

ابن الصيرفي الكاتب

وَمن شعره (هَذَا الربيعُ يُسدِّي من زخارفِهِ ... وَشْياً يكَاد على الألحاظ يلتهبُ) (كأنّما هُوَ أيّامُ الْوَزير غَدَتْ ... مُحَلَّياتٍ بِمَا يُعطي وَمَا يهَبُ) وَمِنْه يصف فهدين) (يتعاوران من الْغُبَار مُلاءةً ... بيضاءَ مُحْدَثَةً هما نَسَجاها) (تُطوى إِذا وطئا مَكَانا جاسِياً ... وَإِذا السنابكُ أسهلتْ نَشَراها) 3 - (ابْن الصَّيْرَفِي الْكَاتِب) عَليّ بن مُنجب بن سُلَيْمَان أَبُو الْقَاسِم الصَّيرفي كَانَ أحد كتاب المصريِّين وبلغائهم كَانَ أَبوهُ صيرفيًّا واشتهى هُوَ الْكِتَابَة فمهر فِيهَا وَكتب خطًّا مليحاً واشتهر ذكره وخطّه مَعْرُوف توفّي بعد الْخمسين وَخمْس مائَة أَيَّام الصَّالح بن رُزِّيك واشتغل بِكِتَابَة الْجَيْش وَالْخَرَاج مدَّةً ثمَّ إنَّ الْأَفْضَل بن أَمِير الجيوش استخدمه فِي ديوَان المكاتبات وَرفع من قدره وشهره وَأَرَادَ عزل الشَّيْخ ابْن أُسَامَة وإفراد ابْن الصَّيْرَفِي بالمنصب فَمَاتَ الْأَفْضَل قبل ذَلِك وَلابْن الصَّيْرَفِي من التصانيف كتاب الْإِشَارَة فِي من نَالَ رُتَب الوزارة كتاب عُمدة المحادثة كتاب عقائل الْفَضَائِل كتاب استنزال الرَّحْمَة كتاب منائح القرائح كتاب ردّ الْمَظَالِم كتاب لمح المُلَح كتاب فِي الشُّكْر وَاخْتَارَ ديوَان مِهيار اخْتِيَارا جيدا وَاخْتَارَ شعر أبي الْعَلَاء المعري وديوان ابْن السرَّاج وَغير ذَلِك ورسائله فِي أَربع مجلدات وَمن شعره (هذي مناقبُ قد أغناهُ أيسرُها ... عَن الَّذِي شرَعَتْ آباؤه الأُوَلُ) (قد جَاوَزت مطلِعَ الجوزاء وارتفعتْ ... بِحَيْثُ ينحطّ عَنْهَا الحُوت والحَمَلُ) وَمِنْه (لَا يبلغُ الغايةَ القصوى بهمَّته ... إلاَّ أَخُو الحربِ والجُردِ السَّلاهيبِ) (يطوي حشاه إِذا مَا اللَّيْل عانقهُ ... على وشيجٍ من الخطيِّ مخضوبِ)

وَمِنْه (لما غدوتَ مليكَ الأَرْض أفضلَ مَن ... جلَّتْ مفاخرهُ عَن كلِّ إطراءِ) (تغايرتْ أدواتُ النطقِ فيكَ على ... مَا يصنع الناسُ من نظمٍ وإنشاءِ) وَهَذَانِ البيتان لِابْنِ الصَّيْرَفِي غيَّر قافيتهما إِلَى ثَمَانِيَة وَعشْرين قافية على عدد حُرُوف المعجم ونقلتُ أَنا من خطه مَا صورته تضمَّن كتاب الوزراء لِابْنِ عَبدوس أَن فَتى حَدِيث السنّ قدم على عَمْرو بن مسْعدَة متوسِّلاً إِلَيْهِ بالبلاغة فامتحنه بِأَن رمى إِلَيْهِ كتاب صَاحب الْبَرِيد فِي بعض النواحي يخبر فِيهِ أَن بقرة ولدت غُلَاما وَقَالَ لَهُ اكْتُبْ فِي هَذَا الْمَعْنى فَكتب الْحَمد لله خَالق الأَنام فِي بطُون الْأَنْعَام فلمَّا رأى ذَلِك عَمْرو غَار على صناعته) ومحلّه فَجَذَبَهُ من يَده وَأحسن إِلَيْهِ وردَّه إِلَى بَلَده وَمَا علمتُ أحدا كمّل الْبَاب وتمَّممه فعمدت إِلَى هَذَا الِابْتِدَاء فأنشأت عَلَيْهِ مَا يقْرَأ على النَّاس وَهُوَ الْحَمد لله خَالق الأَنام فِي بطُون الأَنعام ومصوّرهم بِحِكْمَتِهِ فِيمَا يَشَاء من الأَرحام ومخرج النَّاطِق من الصَّامِت مَعَ اخْتِلَاف الأَشكال وتباين الأَجسام إبانةً على ماهر آيَته فِيمَا ابتدع وإظهاراً لما اسْتَحَالَ فِي الْعَادَات وَامْتنع ليدلّ على أنَّ قدرته أبعد غَايَة ممَّا يتخيَّله الْفِكر ويتوهَّمه وَأَن مصنوعاته شَوَاهِد وحدانيَّته لمن يتبيَّن معجزها ويتفهّمه يحمده أَمِير الْمُؤمنِينَ على مَا اختصَّ بِهِ أَيَّامه من بَدَائِع مخلوقاته ويشكره على غرائب صنعه الَّتِي أَصبَحت من دَلَائِل فَضله وعلاماته إذْ كَانَ جلَّ وَعلا قد جعل آيَاته مَوْقُوفَة على أزمنة أصفيائه ومعجزاته مَقْصُورَة على عصور أنبيائه وأوليائه على أنَّ لَدَيْهِ من خَلِيله وفتاه وصفيّه الَّذِي أوجه السعد نَحوه وَأَتَاهُ السيّد الأجلّ الْأَفْضَل الَّذِي اكتسى الدِّين بنصرته ثوب الشَّبَاب والبهجة واقترنت الْمُبَالغَة فِي صِفَاته بقول الْحق وَصدق اللهجة ملكا غَدا الزَّمَان جذلاً بدولته ومغتبطاً وَسَيِّدًا ارْتَفع أَن يَأْتِي المكارم إلاَّ مخترعاً لَهَا مستنبطاً وسلطاناً يفعل الْحسن عذرا ويتنزّه أَن يَفْعَلهَا عواناً وهماماً يتأنّس فِي العزمات بِنَفسِهِ فَلَا يستنجد أنصاراً فِيهَا وَلَا أعواناً لَا جَرَم أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ يرفل من تَدْبيره فِي ملابس العزّ الفاخرة ويتحقّق أَن النِّعْمَة بِهِ فِي الدُّنْيَا برهانٌ على مَا أعدَّ لَهُ فِي الدَّار الْآخِرَة ويرغب إِلَيْهِ فِي الصَّلَاة على جدِّه محمَّدٍ سيّد ولد آدم وأشرف من تأخَّر وقته وتقادم والمبعوث بشيراً وَنَذِيرا إِلَى كَافَّة الْبشر

والمخصوص بتسبيح الْحَصَى وحنين الجِذعِ وانشقاق الْقَمَر صلّى الله عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه وَابْن عمّه أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب مستودع سرِّه ومنتهى علمه ومقرّه والمحبُوِّ بِمَا يدل على شرِيف مَنْزِلَته وَقدره وَمن قَاتل الجنّ فسُقوا بغضبه كأس الْمنون وردَّت لَهُ الشَّمْس كَمَا ردَّت من قبله ليوشع بن نون وعَلى آلهما الهداة الأئمَّة الَّذين زَالَت بإرشادهم كلّ شُبْهَة وغمَّة وَنسخت بأنوارهم ظلم الشكوك المدلهمَّة وتنقَّلت فيهم سيادة هَذَا الْعَالم وسياسة هَذِه الأمَّة ويلَّم عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ تَسْلِيمًا وَزَادَهُمْ تَشْرِيفًا وتكريماً وتعظيما وإنَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ إِذا تأمَّل مَا ينشئه الله ويبدعه وتدبر مَا يبديه سُبْحَانَهُ ويخترعه وجد من غرائب الْفِعْل وغوامض الْقُدْرَة وعجائب الصنع وسرائر الْفطْرَة مَا يبْعَث على الضراعة لَهُ) والخشوع وَيَدْعُو إِلَى الاستكانة لعظمته والخضوع ويضطر كلّ ذِي لبٍّ وتصوُّر ويقتاد كلَّ ذِي عقلٍ وتفكُّر إِلَى صِحَة الْعلم بأنَّه الله الَّذِي لَا إِلَه إلاَّ هُوَ الواحدُ لَا من حِسَاب عَاد والقاهر بِلَا مدافعٍ لأَمره وَلَا رادّ والرازقُ المنشئ المقدّر والخالق البارئ المصوّر مخرج الْعَالم من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود وفاطرُ النَّسم على غير الْمِثَال الْمَعْهُود والدالُّ على حكمته بإتقان ذَلِك وَحسن تركيبه ومصرِّف الأَفكار فِيمَا تحدثه قدرته النافذة وَتَأْتِي بِهِ وَهَذَا برهَان أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيمَا هُوَ لهِجٌ بِهِ من الذّكر والتوحيد وحجَّته فِيمَا هُوَ متوفّر عَلَيْهِ من مُوَاصلَة التَّحْمِيد والتنجيد وَالله عزّ وجلّ يُضَاعف لَهُ ثَوَاب الْمُجْتَهدين وينيله الزُّلْفة بِمَا يُعينهُ عَلَيْهِ من إعزاز الدّين وإنَّه عُرض بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ كتاب مُتَوَلِّي الْبَرِيد يتضمَّن أمرا أبان عَن العظمة الْقَاهِرَة وأعرب عَن المعجزة الباهرة وأوضح المعذرة لمن يَعْتَقِدهُ من شَرَائِط الساهرة وَذَلِكَ أنَّه أنهى أنَّ بقرة جرت حَالهَا على غير الْقيَاس فنتجت حَيَوَانا على هَيْئَة النَّاس وَفِي هَذَا مُخَالفَة المنتوج جنس الناتج وَذَاكَ ممَّا يضلِّل الْفَهم ويستوقفه ومباينته إيَّاه وَهُوَ ممَّا تنكره الْعُقُول وَلَا تعرفه وَهَذَا من الأَنذار المنبِّهة الموقظة والإبداعات الَّتِي تضمَّنت بَالغ الموعظة وفيهَا تحذير لمن تَمَادى على الآثام والمعاصي وتذكير بيومٍ يُؤْخَذ المجرمون فِيهِ بالأَقدام والنواصي فتأمَّلوا معشر الْمُسلمين رحمكم الله هَذِه الْحَادِثَة وَمَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ من الْوَعيد وتدبَّروا مَا خطب بِهِ لِسَان التخويف فِيهَا مسمعاً للقريب والبعيد إنَّ فِي ذَلِك لذكرى لمن كَانَ لَهُ قلب أَو ألْقى السّمع وَهُوَ شَهِيد وَبَادرُوا وفَّقكم الله إِلَى الدُّعَاء والابتهال وَاعْمَلُوا بِمَا ندبتم إِلَيْهِ من صَالح الأَعمال وأقلعوا عمَّا كُنْتُم تُمسون عَلَيْهِ من الْخَطَايَا

الكوفي العلاف

وتصبحون وتوبوا إِلَى الله جَمِيعًا أيُّها الْمُؤْمِنُونَ لعلَّكم تفلحون وتوسَّلوا عِنْده بتعميركم مظانَّ الْخَيْر ومواطنه وانتهوا إِلَى مَا أَمركُم بِهِ فِي قَوْله وذَروا ظَاهر الْإِثْم وباطنه واعتقدوا الْإِخْلَاص فِي ذَلِك وأضمروه وَاعْلَمُوا أنَّ الله يعلم مَا فِي أَنفسكُم فَاحْذَرُوهُ فَهَذَا إِذا عكفتم عَلَيْهِ واجتهدتم فِيهِ واعتمدتم مِنْهُ مَا يذهب عَنْكُم رجز الشَّيْطَان وينفيه حزتم من الثَّوَاب جزيلاً جسيماً ونلتم فِي العاجلة حظًّا عَظِيما وكنتم فِي الآجلة ممَّن قَالَ الله فيهم تبييناً لصَادِق وعده وتفهيماً تحيّتهم يَوْم يلقونه سلامٌ وأعدَّ لَهُم أجرا كَرِيمًا وَقد دعَاكُمْ إِيثَار أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى مَا يُحْيِيكُمْ ونصح الله تبَارك) وَتَعَالَى وَلِرَسُولِهِ فِيكُم فسارعوا إِلَى أمره ترشدوا وتمسَّكوا بهدايته توفَّقوا وتسعدوا فاعلموا هَذَا وَاعْمَلُوا بِهِ وانتهوا إِلَيْهِ انتهاءَ من الطَّاعَة غَايَة مَطْلُوبه إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الْكُوفِي العلاّف) عَليّ بن الْمُنْذر أَبُو الْحسن الطريقي الأوْدي الْكُوفِي العلاّف الْأَعْوَر قَالَ النَّسائي شيعيٌّ محضٌ ثِقَة توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ التّرمذي والنَّسائي وَابْن ماجة (عَليّ بن مَنْصُور) 3 - (دَوْخَلة بن القارح) عَليّ بن مَنْصُور بن طَالب الْحلَبِي الملقّب دَوْخَلَة ويُعْرف بِابْن القارح أَبُو الْحسن وَهُوَ الَّذِي كتب إِلَى أبي الْعَلَاء المعرّي رِسَالَة مَشْهُورَة تُعرف ب رِسَالَة ابْن القارح وأجابه المعرّي ب رِسَالَة الغفران كَانَ شَيخا من أهل الْأَدَب راوية للْأَخْبَار حَافِظًا لقطع كَثِيرَة من اللُّغَة والأشعار قيِّماً بالنحو وَكَانَ ممّن خدم أَبَا عليٍّ الْفَارِسِي فِي دَاره وَهُوَ صبيّ ثمَّ لَازمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ قَرَأَ على زَعمه جَمِيع كتبه وسماعاته وَكَانَت معيشته من التَّعْلِيم بِالشَّام ومصر وَكَانَ مؤدِّباً للوزير أبي الْقَاسِم المغربي وَله فِيهِ هجو كثير وَكَانَ يذمّه ويعد معايبه

الأجل اللغوي الشافعي

قَالَ ابْن عبد الرَّحِيم وَكَانَ آخر عهدي بِهِ بتَكريت سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وبلغتني وَفَاته من بعد وَذكر أَن مولده بحلب سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَلم يتزوَّج وَمن شعره (أَيْن من كَانَ يوضَع الأيرُ إجلا ... لَا على الرأسِ عِنْده ويُباسُ) (أَيْن من كَانَ عَارِفًا بمقادي ... رِ الأيورِ الكبارِ ماتَ الناسُ) وَمِنْه فِي الكسرَويّ (إِذا الكِسْرَوِيُّ بدا مُقبلاً ... وَفِي يَده ذيلُ دُرّاعتِهْ) (وَقد لبسَ العُجْبَ مُسْتَنْوِكاً ... يتيه ويختالُ فِي مِشيتهْ) (فَلَا يمنعنَّك بأواؤُهُ ... ضُراطاً يُقَعْقِعُ فِي لحيتهْ) وَمِنْه يهجو الْوَزير المغربي (لُقِّبْتَ بالكاملِ سترا على ... نقصكَ كالباني على الخُصِّ) (فصرتَ كالكُنْفِ إِذا شُيِّدَتْ ... بُيِّضَ أعلاهُنَّ بالجِصِّ) ) (يَا عُرَّة الدُّنْيَا بِلَا غُرَّةٍ ... وَيَا طُوَيْسَ الشُّؤْم والحِرْصِ) (قتلتَ أهليكَ وأنهيتَ بِي ... تَ الله بالمَوْصل تستعصي) 3 - (الأجَلُّ اللّغَوِيّ الشَّافِعِي) عَليّ بن مَنْصُور بن عبيد الله الخَطيبي الْمَعْرُوف بالأجلّ اللّغَوِيّ أَبُو عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل وَولد ببغداذ وَنَشَأ بهَا وَكَانَ فَقِيها فَاضلا لغويًّا قَرَأَ على ابْن العصّار وَأبي بَرَكَات بن الْأَنْبَارِي وَغَيرهمَا وتفقّه للشَّافِعِيّ بالنظامية قَالَ ياقوت وَلَا أعلم لَهُ نظيراً فِي اللُّغَة فِي زَمَانه فَإِنَّهُ حدَّثني أَنه كَانَ فِي صباه يكْتب كل يَوْم نصف جزءٍ وَخمْس قَوَائِم من كتاب مُجمل اللُّغَة لِابْنِ فَارس ويحفظه ويقرؤه على ابْن العصّار حتَّى أنهى الْكتاب حفظا وَكِتَابَة وَحفظ إصْلَاح الْمنطق فِي أيسر مُدَّة وَحفظ غير ذَلِك من كتب اللُّغَة وَالْفِقْه والنحو وَهُوَ حُفظَةٌ لكثير من الْأَشْعَار وَالْأَخْبَار مُمْتع المحاضرة لَا يتصدَّى للإقراء وَلَقَد سَأَلته فِي ذَلِك وخضعتُ لَهُ بِكُل وَجه فَلم يَنْقَد لذَلِك وَلَا يكَاد أحد يرَاهُ جَالِسا وَإِنَّمَا هُوَ فِي جَمِيع أوقاته قَائِم مولده سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة

أبو الحسن الطنبوري

وَمن شعره (فؤادٌ مُعَنًّى بالعيون الفواترِ ... وصبوةُ بادٍ مُغرمٍ بالحواضرِ) (سميرانِ ذادا عَن جفون متيَّمٍ ... كراه وباتا عِنْده شرَّ سامرِ) وَمِنْه (لمن غزالٌ بِأَعْلَى رامةٍ سَنَحا ... فعاود القلبَ سُكْرٌ كَانَ مِنْهُ صَحا) (مقسَّمٌ بَين أضدادٍ فَطُرَّتُهُ ... جِنْحٌ وغُرَّتُه فِي الجِنْحِ ضوءُ ضحى) 3 - (أَبُو الْحسن الطُّنبوري) عَليّ بن مَنْصُور بن هبة الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمهْدي بن عبد الله الْمَنْصُور أَبُو الْحسن العباسي كَانَ أديباً فَاضلا ينادم الْخُلَفَاء روى عَن جحظة الْبَرْمَكِي وروى عَنهُ أَبُو عليّ المُحسِّن التَّنوخي وَولده أَبُو الْقَاسِم عليّ التنوخي أَيْضا وَكَانَ يغنّي بالطُّنبور وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (العابسي) عَليّ بن مَنْصُور أَبُو الْحسن العابسيّ كَانَ أديباً شَاعِرًا مدح الْوَزير أَبَا مَنْصُور بن جَهير) وَغَيره كتب عَنهُ أَبُو عبد الله الْبَلْخِي وَمن شعره (نَارا جنى القلبُ من نارَنْجَةٍ بُذِلَتْ ... ممَّن غَدا مَالِكًا للسمعِ والبَصَرِ) (حُلْو الشَّمَائِل مثل الغصنِ يجذبُهُ ... يدُ الشَّمال مَعَ الآصالِ والبُكَرِ) (كأنَّما خَدُّه لونُ الشَّمول إِذا ... راحتْ براحة ريمٍ ريمَ فِي نَفَرِ) (فقلتُ لما تبدَّتْ فِي أنامله ... يُزْهى بهَا وَبِه تُزهي على البشرِ) (تأمَّلوا صنعَ باريه وبارِئها ... شمسُ النَّهَار بدتْ فِي راحةِ القمرِ) 3 - (الظَّاهِر بن الْحَاكِم الفاطمي) عَليّ بن مَنْصُور بن نزار بن مَعَدّ بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبيد الله هُوَ الظَّاهِر لإعزاز دين الله ابْن الْحَاكِم العُبيدي أَبُو هَاشم أَمِير الْمُؤمنِينَ بَايعُوهُ لما قتل أَبوهُ فِي شوّال سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبع مائَة ومصر وَالشَّام وإفريقية فِي حكم أَبِيه فَلَمَّا قَامَ الظَّاهِر طمع فِيهِ من طمع فِي أَطْرَاف بِلَاده وَقصد صَالح بن

السروجي

مِرْداس حلب فملكها وتغلَّب حسّان بن مفرِّج البدوي صَاحب الرملة على أَكثر الشَّام وتضعضعت دولة الظَّاهِر استوزر نجيب الدولة عَليّ بن أَحْمد الجَرْجَرائي كَمَا استوزره فِيمَا بعد ابْنه الْمُسْتَنْصر إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ الْوَزير الْمَذْكُور أقطع الْيَدَيْنِ قطعهمَا الْحَاكِم لكَونه خَان فِي سنة أَربع مائَة وَأَرْبع وَكَانَ يكْتب الْعَلامَة عَنهُ أَبُو عبد الله القُضاعي صَاحب كتاب الشهَاب القَاضِي وَهِي الْحَمد لله شكرا لنعمته وَاسْتعْمل الْوَزير الْمَذْكُور العفاف وَالْأَمَانَة الزَّائِدَة والاحتراز والتحفُّظ وَفِي ذَلِك يَقُول جاسوس الْفلك (يَا أحمقاً اسمعْ وقُلْ ... ودعِ الرَّقاعةَ والتحامُقْ) (أأقمتَ نفسكَ فِي الثقا ... ت وهَبْك فِيمَا قلتَ صادِقْ) (فَمن الأمانةِ والتُّقى ... قُطِعَت يداك من المرافِقْ) وَكَانَت ولادَة الظَّاهِر سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 3 - (السَّروجي) عَليّ بن مَنْصُور أَبُو الْحسن السَّروجي الأديب مؤدِّب أَوْلَاد أتابك زَنْكي ابْن آقْسُنْقُر كَانَ يَأْخُذ المَاء بِفِيهِ وَيكْتب بِهِ على الْحَائِط كِتَابَة حَسَنَة كأنَّها كُتبت بقلم طومار وينقط مَا يَكْتُبهُ) ويشكله توفّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة وَمن شعره (فصلُ الرّبيع زمانٌ نَوْرُهُ نورُ ... أنفاسُ أسحاره مِسكٌ وكافورُ) (تظلُّ تشدو بِهِ الأطيارُ من طَرَبٍ ... فَذا هزارٌ وقُمريٌّ وزُرزورُ) (كأنَّ أصواتها فَوق الغصون ضُحًى ... زِيرٌ وبَمٌّ ومِزمارٌ وطُنبورُ) (تميل أَغْصَانهَا وجدا إِذا سجعت ... وُرقُ الْحمام وغنَّتْها الشحاريرُ) قلت شعرٌ منحطّ منحلّ 3 - (الْهَمدَانِي التَّمِيمِي) عَليّ بن مَنْصُور بن زيد أبي ق الْهَمدَانِي التَّمِيمِي أَخْبرنِي العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان قَالَ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وست مائَة بمَشهَد الإِمَام

الهواس

عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ بالنجف من الْعرَاق قدم الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَى الشَّام ونُعي بِمصْر سنة سبع وَسبع مائَة قَرَأَ على الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك النَّحْوِيّ 3 - (الهوَّاس) عَليّ بن مَنْصُور الأَرْمَنْتيّ يُعرف بالهوَّاس كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا يُنسب إِلَى التشيُّع توفّي بأَرْمَنت سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة من شعره (أُهَيْلَ الحِمى رِقُّوا لحاليَ والشكوى ... فإنَّ فُؤَادِي للصبابة لَا يقوَى) (وقلبي وطرفي فِي اشتعالٍ كِلَاهُمَا ... سَفُوحٌ وَذَا من نَار جمرته يكوَى) (وصبري عزيزٌ عَن لِقَاء أحبَّتي ... وعيشهمُ لَا أضمرت نفسيَ السلوَى) (أَقُول وَقد لاحت بروقٌ على قُبا ... وعنقُ اشتياقي عَن رفاقيَ لَا يُلوَى) قلت شعر نَازل 3 - (ابْن شَوَّاق الطَّبِيب) عَليّ بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك شمس الدّين الإسنائي يُعرف بِابْن شوَّاق اشْتغل بالفقه وناب فِي الحكم بأَصْفّون وَغَيرهَا وَأخذ الطِّبّ عَن ابْن بَيان وَمهر فِيهِ واشتهر فِيهِ بالمعرفة والحذق كَانَ يُقصد من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة وَكَانَ الْحَكِيم المكرَّم بإِسنا دونه فِي الْمعرفَة وَكَانَ يُتبارك بطب المكرَّم دون شمس الدّين فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ المكرَّم يُطلب فِي ابْتِدَاء الأَمراض وَفِي الأَمور السهلة وَأَنا مَا أُطْلَب إلاَّ إِذا أُيس من الْمَرِيض أَو كَانَ المرضُ) 3 - (قَاضِي إسنا) عَليّ بن مَنْصُور بن حَاتِم بن أَحْمد بن عَليّ بن مَنْصُور بن حَاتِم بن أَحْمد بن حَدِيد القيرواني أَقَامَ بالصعيد وَولي الْقَضَاء بإسنا دخل خطيب أرْمَنْت على مَنْصُور وَهُوَ حَاكم إسنا وَقد ولَّى ابْنه عليًّا هَذَا قَضَاء أرمنت وأنشده (وَمن يربطِ الكلبَ العقورَ بِبَابِهِ ... فعَقْرُ جميعِ الناسِ من رابط الكلبِ) فَقَالَ لَهُ مَنْصُور اسكتْ وأنشده ارتجالا

أبو الحسن الديلمي

(كَذَلِك من ولَّى ابنَه وَهُوَ ظالمٌ ... فظلمُ جميعِ الناسِ من ذَلِك الأبِ) وَأشْهد على نَفسه فِي الْحَال بعزل ابْنه عَليّ 3 - (أَبُو الْحسن الديلمي) عَليّ بن مَنْصُور الدَّيلمي كَانَ أَبوهُ من جند سيف الدولة بن حمدَان وَكَانَ شَاعِرًا مُجيداً خليعاً وَكَانَ أَعور وَله فِي عوره أَشْيَاء مليحة من ذَلِك قَوْله (يَا ذَا الَّذِي لَيْسَ لَهُ شاهدٌ ... فِي الحبِّ معروفٌ وَلَا شاهدَهْ) (شواهدي عينايَ إنِّي بهَا ... بكيتُ حتَّى ذهبتْ واحدهْ) (وأعجبُ الأَشياء أنَّ الَّتِي ... قد بقيت فِي صحبتي زاهدهْ) وَله فِي غُلَام أَعور جميل الصُّورَة (لَهُ عينٌ أَصَابَت كلَّ عينٍ ... وعينٌ قد أصابتها العيونُ) وَله أَيْضا (بِالْهِنْدِ تُطبع أسيافُ الْحَدِيد وَفِي ... بغداذَ تُطبع أسيافٌ من الحَدَقِ) وَله أَيْضا (سقاني شَمول الراح ساقٍ كَأَنَّمَا ... سوالفُه مسروقةٌ من سُلافِها) (بليلة فطرٍ قَامَ فِيهَا طوائفٌ ... فصلَّوْا وقُمنا جَهرةً بِخِلَافِهَا) (ولاحَ هلالُ الفطرِ نِضواً كأنَّه ... مِراةٌ تجلَّى بعضُها من غلافِها) وَله أَيْضا (فِي ابتداءِ الشبابِ عاجلني الشَّيْ ... بُ فَهَذَا من أوَّلِ الدَّنِّ دُرْدِي) ) وَله أَيْضا (يَا من فقدتُ سروري بعدَ بُعدهمُ ... قد صارَ بعدَكُمُ طولُ الأسى سَكَنا) (إِن كَانَ يُعرفُ إنسانٌ بِلَا أجلٍ ... يموتُ من شدَّة الأَشواق فَهُوَ أَنا) وَله أَيْضا (ناديتُ وجنتَهُ وَقد رُقِمَتْ ... بالمِسك رَقْمَ الثَّوْب بالقزِّ) (يَا أرفعَ البَزِّ اختصصتَ على ... رغم العدوِّ بأرفعِ الطُّرْزِ) 3 - (الْحُسَيْنِي الْفَارِسِي) عَليّ

علي بن مهدي

بن مَنْكِدِيم بن مُحَمَّد بن السيِّد أَبُو الْحسن الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْفَارِسِي الشَّاعِر توفّي فُجاءةً سنة سبع عشرَة وَخمْس مائَة فِي شوَّال من شعره (عَليّ بن مهديّ) 3 - (الْهِلَالِي الطَّبِيب الدِّمَشْقِي) عَليّ بن مهْدي بن مُفرِّج أَبُو الْحسن الْهِلَالِي الدِّمَشْقِي الطَّبِيب كَانَ يطبّ بالبيمارستان سمع الحَدِيث وَنسخ الْكثير وروى عَنهُ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (الكِسروي) عَليّ بن مهْدي أَبُو الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ الْمَعْرُوف بالكِسروي كَانَ أديباً شَاعِرًا راوية للْأَخْبَار عَارِفًا بِكِتَاب الْعين خاصَّة وَكَانَ يؤدِّب هَارُون بن عَليّ المنجِّم وَبعد ذَلِك اتَّصل ببدر المُعْتَضدي روى عَن أَبِيه وَعَن الجاحظ وديك الجنّ وروى عَنهُ عَليّ بن يحيى بن المنجِّم وَأَبُو عَليّ الكوكبي وَتُوفِّي فِي خلَافَة المعتضد وَله كتاب الْخِصَال وَهُوَ حكم وأمثال وأشعار وَكتاب الأعياد والنواريز ومراسلات الإخوان ومحاورات الخِلاّن وَكتاب مناقضات مَن زعم أنَّه لَا يَنْبَغِي أَن يَقْتَدِي الْقُضَاة كتب إِلَيْهِ ابْن المعتزّ بِاللَّه (أَبَا حسنٍ أَنْت ابنُ مهديِّ فارسٍ ... فرفقاً بِنَا لستَ ابنَ مهديِّ هاشمِ) (وأنتَ أخٌ فِي يومِ لهوٍ ولذَّةٍ ... ولستَ أَخا عِنْد الأُمورِ العظائمِ)

فَأجَاب ابْن مهْدي) (أيا سيِّدي إنَّ ابنَ مهديِّ فارسٍ ... فداءٌ وَمن يهوى لمهديِّ هاشمِ) (بلوتَ أَخا فِي كلِّ أمرٍ تحبُّه ... وَلم تَبْلُهُ عِنْد الأُمور العظائمِ) (وإنَّكَ لَو نبَّهته لمُلِمَّةٍ ... لأنساكَ صَوْلاتِ الأسودِ الضراغمِ) وَبَينه وَبَين ابْن المعتزّ مراجعاتٌ كَثِيرَة وَمن شعر الكسروي (قُم سلِّ نَفسِي بالمدا ... مِ فَفِيهِ همٌّ قد أمضَّهْ) (أوَمَا ترى بدرَ السما ... ءِ كأَنَّه تعويذُ فِضَّهْ) (فَإِذا المِحاقُ أذابه ... فكأَنَّهُ آثارُ عضَّهْ) وَمِنْه (ولمَّا أَبى أَن يستقيمَ وصلتُه ... على حالتيه مُكرهاً غيرَ طائعِ) (حِذاراً عَلَيْهِ أَن يميلَ بودِّهِ ... فأُبلى بقلبٍ لَيْسَ عَنهُ بنازعِ) (فأُصبحُ كالظمآنِ يُهْرِيقُ ماءهُ ... لضوءِ سَرابٍ فِي المهامِهِ لامعِ) (فَلَا الماءَ أبقى للحياة وَلَا أَتَى ... على منهل يُجدي عَلَيْهِ بنافعِ) وَمِنْه فِي الْعود من أَبْيَات (وكأَنَّه فِي جِحرها ... طِفْل تمهَّد حِجر ظِيرِ) (مَيْتٌ ولكنَّ الأك ... فَّ تذيقه طعمَ النُّشورِ) (تومي إِلَيْهِ بنانُها ... فيريكَ تَرْجَمَة الضميرِ) (فترى النفوسَ معلَّقا ... تٍ مِنْهُ فِي بمٍّ وزيرِ) (فَإِذا لَوَتْ آذانه ... جازَ الأنينَ إِلَى الزفيرِ) (قالتْ لَهُ قُل مُطرباً ... وعظتكَ واعظةُ القَتيرِ) وَمِنْه فِي ضَرْطَة وهب بن سُلَيْمَان (إنَّ وَهْبَ بنَ سليما ... نَ بنِ وَهْبِ بنِ سعيدِ) (حمل الضَّرْط إِلَى الرِّ ... يِّ على ظهرِ البريدِ) (فِي مُهمَّاتِ أُمورٍ ... مِنْهُ بالركضِ الشديدِ) (إستُهُ تنطق يومَ ال ... حفل بِالْأَمر الرشيدِ) (لم يُجِدْ فِي القَوْل فاحتا ... جَ إِلَى دبر مجيد)

المهدي الحميري

) 3 - (الْمهْدي الْحِمْيَرِي) عَليّ بن مهْدي الْحِمْيَرِي الملقَّب بالمهدي ذكره صَاحب الخريدة وادَّعى الْإِمَامَة وسفَك الدِّمَاء وسبى الْمُسلمين وَكَانَ يحدث نَفسه بِالْمَسِيرِ إِلَى مَكَّة فَمَاتَ قبل بُلُوغ مَا فِي نَفسه سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة وتولَّى بعده أَخُوهُ وَمن بَيتهمْ أَخذ اليَمَنَ السلطانُ صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب على يَد أَخِيه شمس الدولة وَكَانَ ظُهُور الْمهْدي هَذَا بالحُصَيْب من معاقل الْيمن وَفِي ذَلِك يَقُول (أَيُشربُ الْخمر فِي رُبى عدنٍ ... والمَشرفيَّاتُ بالحُصَيْبِ ظِما) (ويُلجمُ الدينُ فِي محافلها ... والخيلُ حوليَ تعلك اللُّجُما) وَقَالَ من أَبْيَات (لأعتنقنَّ البِيضَ لَا البِيضَ كالدُّمى ... وأرغبُ عَن نَهْدٍ إِلَى سابقٍ نَهْدِ) (وَمَا ليَ من مَالِي الَّذِي كسبتْ يَدي ... تراثٌ أُبَقِّيه سوى الشكرِ والحمدِ) (قسمتُ الردى والجودَ قسمَيْنِ فِي الوَرَى ... فللمُعتدي جِدِّي وللمُجْتَدي رِفدي) (عَليّ بن مُوسَى) عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَبُو طَالب أَبُو الْحسن الرِّضَا بن الكاظم بن الصَّادِق بن الباقر بن زين العابدين أُمُّه أُمّ ولدٍ نوبيَّة أُمُّها سُكينة تكنَّى أُمَّ الْبَنِينَ ولد بِمَدِينَة النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وَمِائَة وَتُوفِّي بطوس فِي سَناباذ وَهُوَ ابْن تسع وَأَرْبَعين سنة وَسِتَّة أشهر سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ لتسْع بَقينَ من شهر رَمَضَان وخلَّف من الْوَلَد مُحَمَّدًا وَالْحُسَيْن وجعفراً وَإِبْرَاهِيم وَالْحسن وَعَائِشَة وروى عَن أَبِيه وَعَن عبيد الله بن أطأة وَهُوَ أحد الأئمَّة الاثْنَي عشر كَانَ سيد بني هَاشم فِي زَمَانه وَكَانَ الْمَأْمُون يخضع لَهُ ويتغالى فِيهِ حتَّى إِنَّه جعله وليَّ عَهده من

بعده وَكتب إِلَى الْآفَاق بذلك فثار بَنو الْعَبَّاس لذَلِك وتألَّموا وَكَانَ الْمَأْمُون قد زوَّجه ابنتَه أُمَّ حبيب ومدحه دِعبِل الخُزاعي فَأعْطَاهُ سِتّ مائَة دِينَار وجبَّة خزّ بذل لَهُ فِيهَا أهل قمّ ألف دِينَار فَامْتنعَ وسافر فأرسلوا من قطع عَلَيْهِ الطَّرِيق وَأخذ الجبَّة فَرجع إِلَى قمّ فَقَالُوا لَهُ أمَّا الجبَّة فَلَا وَلَكِن هَذِه ألف دِينَار وَأَعْطوهُ مِنْهَا خرقَة قَالَ المبرّد سُئل عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا أيكلّف اللهُ العبادَ مَا لَا يُطِيقُونَ فَقَالَ هُوَ أعدل من) ذَلِك قيل لَهُ فيستطيعون أَن يَفْعَلُوا مَا يُرِيدُونَ قَالَ هم أعجز من ذَلِك وَقيل إِن الْمَأْمُون همَّ مرَّةً أَن يخلع نَفسه من الْخلَافَة ويولِّيها عليَّ بن مُوسَى الرِّضَا ولمَّا جعله وليَّ عَهده نزع السوَاد العباسي وألبس الناسَ الخضرةَ وَضرب اسْم الرِّضَا على الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَأمر يَوْمًا لَهُ بِأَلف ألف دِرْهَم يُقَال إنَّه أكل عنباً وَأكْثر مِنْهُ فَمَاتَ فُجاءةً واغتمَّ الْمَأْمُون كثيرا وَدَفنه عِنْد قبر أَبِيه وَقيل إنَّه شقَّ لَهُ قبر الرشيد أَبِيه وَدَفنه فِيهِ وَقيل إنَّه سُمَّ وَمَات فِي شهر صفر وَدفن بطوس وقصده مقصودٌ بالزيارة وَفِيه يَقُول أَبُو نواس (قيل لي أنتَ أحسنُ النَّاس طرًّا ... فِي فنونٍ من الْمقَال النبيهِ) (لَك جُنْدٌ من القريض مديحٌ ... يُثْمِرُ الدُّرَّ فِي يَدَيْ مُجْتَنيهِ) (فعلامَ تركتَ مدحَ ابْن مُوسَى ... والخصالِ الَّتِي تجمَّعْنَ فِيهِ) (قلت لَا أَسْتَطِيع مدحَ إمامٍ ... كَانَ جبريلُ خَادِمًا لأبيهِ) وَفِيه يَقُول أَيْضا (مُطهَّرون نقيَّاتٌ جيوبُهُمُ ... تجْرِي الصلاةُ عَلَيْهِم أَيْنَمَا ذُكِروا) (من لم يكن علَويًّا حِين تنسبه ... فَمَا لَهُ فِي قديم الدَّهْر مُفْتَخرُ) (الله لمّا برا خلقا فأتقنه ... صفّاكُمُ واصطفاكم أيُّها البَشَرُ) (فأنتمُ الملأُ الْأَعْلَى وعندكمُ ... علمُ الكتابِ وَمَا جَاءَت بِهِ السُّورُ) قَالَ لَهُ الْمَأْمُون يَوْمًا مَا يَقُول بَنو أَبِيك فِي جدنا الْعَبَّاس فَقَالَ مَا يَقُولُونَ فِي رجلٍ فرض الله طَاعَة بنيه على خلقه وَفرض طَاعَته على بنيه فَأمر لَهُ بِأَلف دِرْهَم

وَكَانَ أَخُوهُ زيد بن مُوسَى بِالْبَصْرَةِ قد خرج على الْمَأْمُون وفتك بِأَهْلِهَا فَأرْسل الْمَأْمُون إِلَيْهِ أَخَاهُ عليًّا يردّه عَن ذَلِك فحجّه وَقَالَ لَهُ وَيلك يَا زيد مَا فعلت بِالْمُسْلِمين بِالْبَصْرَةِ وتزعم أَنَّك ابْن فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يَا زيد يَنْبَغِي لم أَخذ برَسُول الله أَن يعطيَ بِهِ فَبلغ كَلَامه الْمَأْمُون فَبكى وَقَالَ هَكَذَا يَنْبَغِي أَن يكون أهل بَيت رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وروى لعَلي الرِّضَا ابْن ماجة قَالَ محبّ الدّين بن النجّار أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الْأمين قَالَ كتب إليَّ أَبُو الْغَنَائِم هبة الله بن حَمْزَة الْعلوِي قَالَ أَنا أَبُو عبد الرَّحْمَن الشاذياخي قِرَاءَة) عَلَيْهِ أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الْحَاكِم النَّيْسَابُورِي قَالَ أَنا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن سُورَة الصَّاغَانِي بمرو حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَمْرو الْفَقِيه ثَنَا خَالِد بن أَحْمد بن خَالِد الذهلي ثَنَا أبي قَالَ صلّيت خلف عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا بنيسابور فجهر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فِي كل سُورَة ويُذكر أَن رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم كَانَ يجْهر بِبسْم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَأنْشد النَّوفلي لعَلي بن مُوسَى (رأيتُ الشيبَ مَكْرُوها وَفِيه ... وقارٌ لَا تلِيق بِهِ الذنوبُ) (إِذا ركب الذنوبَ أَخُو مَشيبٍ ... فَمَا أحدٌ يقولُ مَتى يتوبُ) (وداءُ الغانياتِ بياضُ رَأْسِي ... وَمن مُدَّ البقاءُ لَهُ يَشيبُ) (سأصحبُه بتقوى الله حتَّى ... يفرِّق بَيْننَا الأجلُ القريبُ) وَآل أمره مَعَ الْمَأْمُون إِلَى أَن سمّه فِي رُمّانة على مَا قيل مداراةً لبني الْعَبَّاس فَلَمَّا أكلهَا وأحسَّ بِالْمَوْتِ وَعلم من أَيْن أُتِي أنْشد متمثِّلاً (فليتَ كفافاً كَانَ شرُّك كلُّه ... وخيرُك عني مَا ارتوى المَاء مرتوي) ثمَّ أرسل إِلَيْهِ الْمَأْمُون وَقَالَ مَا توصيني بِهِ فَقَالَ للرسول قل لَهُ يوصيك أَن لَا تعطيَ أحدا مَا تندم عَلَيْهِ وَكَانَ أسودَ اللَّوْن لِأَن أمَّه كَانَت سَوْدَاء فَدخل يَوْمًا حمّاماً فَبَيْنَمَا هُوَ فِي مكانٍ من الحمّام إذْ دخل عَلَيْهِ جنديٌّ فأزاله عَن مركزه وَقَالَ صبَّ على رَأْسِي يَا أسود فصبَّ على رَأسه فَدخل من عرفه فصاح بالجندي هَلَكت وأهلكت أتستخدم بن بنت

المفيد أبو سعد النيسابوري

رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَإِمَام الْمُسلمين فانثنى الجندي يقبِّل رجلَيْهِ وَيَقُول هلاّ عَصَيْتنِي إذْ أَمرتك فَقَالَ إِنَّهَا مَثوبة وَمَا أردتُ أَن أعصيك فِي مَا أثابُ عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ (لَيْسَ لي ذنبٌ وَلَا ذنبَ لمن ... قَالَ لي يَا عبدُ أَو يَا أسودُ) (إنَّما الذنبُ لمن ألبسني ... ظلمَة وَهُوَ سنًى لَا يُحمدُ) 3 - (الْمُفِيد أَبُو سعد النَّيْسَابُورِي) عَليّ بن مُوسَى بن مُحَمَّد أَبُو سعد السُّكَّري النَّيسابوري من وُجُوه الْفُقَهَاء وحفّاظ الحَدِيث سمع الْكثير من أَصْحَاب الأصمّ جمع وخرَّج وانتخب على الْمَشَايِخ وَكتب كثيرا سمع جدَّه لأمه عُبيد الله بن عمر بن مُحَمَّد السكرِي المُزكي وَأحمد بن الْحسن الْحِيرِي وَمُحَمّد بن) مُوسَى الصَّيرفي وَغَيرهم توفّي بعد رُجُوعه من الْحَج فِي الرمل بَين الْبَصْرَة وَالْمَدينَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (الدهّان الْمُقْرِئ الْمصْرِيّ) عَليّ بن مُوسَى بن يُوسُف الإِمَام الْمُقْرِئ الزَّاهِد أَبُو الْحسن السَّعدي الْمصْرِيّ الدهّان ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وست مائَة قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي جَعْفَر الهَمْداني وعَلى الصفراوي جمعا إِلَى آخر الْأَعْرَاف وَسمع من جمَاعَة وتصدَّر للإقراء فِي الْمدرسَة الفاضليَّة وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات ووجوهها تامَّ الْمُرُوءَة ساعياً فِي حوائج النَّاس قَرَأَ عَلَيْهِ شمس الدّين الحاضري وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْرَائِيل القصّاع والبرهان أَبُو إِسْحَاق الوزيري وَجَمَاعَة وَتُوفِّي فجاءة 3 - (ابْن سعيد المغربي) عَليّ بن مُوسَى بن سعيد المغربي الغُماري العَنْسي بالنُّون الأديب نور الدّين يَنْتَهِي إِلَى عمار بن يَاسر ورد من الغرب وجال فِي الديار المصرية

وَالْعراق وَالشَّام وَجمع وصنّف ونظم وَهُوَ صَاحب كتاب المُغرب فِي أَخْبَار أهل المَغرب وملكتُه بخطّه وَصَاحب كتاب المُشرق فِي أَخْبَار أهل المَشرق وملكت مِنْهُ ثَلَاث مجلدات بخطّه وَكتاب الغراميّات وملكته بخطّه وَكتاب حلي الرسائل ورأيته بخطّه وكنوز المطالب فِي آل أبي طَالب وملكته بخطّه فِي أَربع مجلدات والمُرقص والمُطرب توفّي يَوْم السبت حادي عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وست مائَة وَفِي تَرْجَمَة بهاء الدّين زُهَيْر شيءٌ من ذكره حكى أنَّه كَانَ فِي جمَاعَة من شعراء عصره المصريين وَفِيهِمْ أَبُو الْحُسَيْن الجزَّار فمرُّوا فِي طريقهم بمليح نَائِم تَحت شَجَرَة وَقد هبَّ الْهَوَاء فكشف ثِيَابه عَنهُ فَقَالُوا قفوا بِنَا لينظم كلٌّ منَّا فِي هَذَا شَيْئا فابتدر الأَديب نور الدّين وَقَالَ (الرّيح أقْوَد مَا يكون لأنَّها ... تبدي خفايا الرِّدف والأعكانِ) (وتميِّل الأَغصانَ عِنْد هُبوبها ... حتَّى تقبِّلَ أوجه الغدرانِ) (فَلذَلِك العُشَّاق يتَّخذونها ... رُسُلاً إِلَى الأَحباب والأَوطانِ) فَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن مَا بَقِي أحدٌ منَّا يَأْتِي بِمثل ذَلِك) أَخْبرنِي الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس من لَفظه قَالَ دخل عليَّ وَالِدي يَوْمًا وَأَنا أكتب فِي شَيْء من كَلَام ابْن سعيد فَقَالَ لي أيْشٍ هَذَا الَّذِي تنظر فِيهِ فَقلت شيءٌ من كَلَام ابْن سعيد فَقَالَ دَعه فإنَّه لَا بالأَديب الرَّائِق وَلَا المؤرِّخ الواثق انْتهى ولَعمري مَا أنصفه الشَّيْخ أَبُو عَمْرو فإنَّ ابْن سعيد من أئمَّة الْأَدَب المؤرِّخين المصنِّفين وَمن شعره (كأَنَّما النهرُ صفحةٌ كُتبتْ ... أسطرُها والنسيمُ مُنشِئُها) (لمَّا أبانتْ عَن حُسن منظره ... مالتْ عَلَيْهَا الغصونُ تقرؤها) وَمِنْه (أَتَى عاطلَ الجيدِ يومَ النَّوَى ... وَقد حَان موعدُنا للفراقِ) (فقلَّدْتُه بلآلي الدموعِ ... ووشَّحته بنطاقِ العناقِ)

وَمِنْه (لله من أقطار جلِّقَ روضةٌ ... راقتْ لنا حِين السَّحَاب تُراقُ) (وتلوَّنتْ أزهارُها فكأَنَّها ... نزلتْ بهَا الأَحبابُ والعشَّاقُ) وَمِنْه فِي فرسٍ أبلق (وأدهمَ آخرٍ مُبيضِّ صدرٍ ... مُطار بَين أجنحةِ الرياحِ) (وَمَا هامت بِهِ الأحداقُ حتَّى ... تضمَّن شكله حَدَقَ الملاحِ) وَمِنْه (أَنا مَن علمت بشوقه ذِكرُ الْحمى ... وتُساق روحي والركابُ تُساقُ) (أخلصتُ فِي حبِّي وَكم من عاشقٍ ... فِيمَا ادَّعاه من الغرامِ نِفاقُ) (يَدْعُو الحمامُ وترقصُ الأغصانُ من ... طربٍ بهم وتصفِّق الأوراقُ) (وحدي جمعتُ من الهَوَى مثلَ الَّذِي ... جمعُوا كَذَاك تُقَسَّمُ الأرزاقُ) وَمِنْه (أشكوكمُ وَإِلَى من أشتكي ألمي ... والكلُّ رهنُ صباباتٍ وأفكارِ) (مَا ألتقي غير مشغوفٍ بحبّكُمُ ... كَمَا تجاوبُ أطيارٌ بأطيارِ) (وأرتجي جودَ ذِي بخلٍ بمنطقهِ ... وَقد رأى فِي الهَوَى ذُلِّي وإعساري) (مَا عذَّبَ الله إلاَّ من يعذِّبُهُ ... كَالْمَاءِ فِي السَّيْف أَو كالنور فِي النارِ) ) وَمِنْه (فِي جِلِّقٍ نزلُوا حَيْثُ النعيمُ غَدا ... وطوَّلاً وَهُوَ فِي الْآفَاق مُختصَرُ) (وكلُّ وادٍ بِهِ مُوسَى يُفجِّرُهُ ... وكلُّ روضٍ على حافاتهِ الخَضِرُ) وَمِنْه (يَا غصنَ روضٍ سقتهُ أدمعي مَطَرا ... وَلَيْسَ لي مِنْهُ لَا ظلٌّ وَلَا ثمرُ) (طَال انتظاري لوعدٍ لَا وفاءَ لَهُ ... وَإِن صبرتُ فقد لَا يصبرُ العُمُرُ) وَمِنْه فِي جَزِيرَة مصر (تأمَّلْ لحُسن الصالحيَّةِ إذْ بدتْ ... وأبراجها مثل النُّجُوم تلالا)

(ووافى إِلَيْهَا النِّيل من بُعدِ غايةٍ ... كَمَا زار مشغوفٌ يروم وِصالا) (وعانقها من فرط شوقٍ محبُّها ... فمدَّ يَمِينا نَحْوهَا وشِمالا) وَمِنْه (فديتكَ لَا تظُنَّ بأنَّ قلبِي ... يَحولُ وَقد كسا البدرَ الظلامُ) (على مِقْدَار مَا يَنْمُو حَبِيبِي ... وينمو عمرهُ يَنْمُو الغرامُ) (عِذارُك مطربي وَيزِيد شدوا ... على الأغصانِ فِي الوَرَقِ الحمَامُ) وَمِنْه (يَا واطئ النَّرجسِ مَا تَسْتَحي ... أَن تطَأ الأعينَ بالأرجلِ) (ابلْ جفوناً بجفونٍ وَلَا ... تَبْتَذِلِ الأرفعَ بالأسفلِ) وَمِنْه (أدِرْ كؤوسكَ إنَّ الأُفقَ فِي عُرُسٍ ... وحسبُنا أنتَ ترعى حُسنكَ المُقَلُ) (البرقُ كفٌّ خصيبٌ والحيا دُرَرٌ ... والأُفقُ يُجلى وطرفُ الصبحِ مُكتحلُ) وَمِنْه (أُنْظُرْ إِلَى الغيمِ كَيفَ يَبْدُو ... وَقد أَتَى مُسبَلَ الإزارِ) (والبرقُ فِي جانبيه يُذْكي ... أنفاسَه وَهُوَ كالشَّرارِ) (مَا طابَ هَذَا النسيمُ إلاَّ ... والجوُّ فِي عنبرٍ ونارِ) وَمِنْه) (وعسجديِّ اللَّوْن أعددتُهُ ... لساعةٍ تُظْلِمُ أنوارُها) (كأَنَّهُ فِي رَهَجٍ شمعةٌ ... مصفرَّةٌ غُرَّتُهُ نارُها) وَمِنْه (جُدْ لي بِنَا ألْقى الخيالُ من الكَرَى ... لَا بدَّ للطيف المُلِمِّ من القِرَى) (واخجلتي مِنْهُ ومنك مَتى أنَمْ ... عيَّرتَني وَمَتى سهرتُ تَنَكَّرا) (أَسفي على يومٍ يَمُرُّ وليلةٍ ... لَا أنتَ تَلقانِي وَلَا طيفُ الكَرَى) (يَا من يروم قِرًى قد أُضرمتْ ... نَار الخدودِ أنِخْ على وَادي القُرى)

وَمِنْه (إنَّ للجبهة فِي قلبِي هوى ... لم يكنْ عنديَ للوجهِ الجميلِ) (يرقصُ الماءُ بهَا من طربٍ ... ويميل الغصنُ للظلِّ الظليلِ) (وتودُّ الشمسُ لَو باتتْ بهَا ... فَلِذَا تصفرُّ أوقاتَ الرحيلِ) وَمِنْه (وَقد أغتدي والليلُ قد سَلَّ صحبَهُ ... بليلٍ بجلبابِ الصباحِ تلثَّما) (وأحسبُهُ خالَ الثريَّا لجامَهُ ... فصيَّر هاديه إِلَى الأُفقِ سُلَّما) وَمِنْه (وَلَا تُصْغِيَنَّ إِلَى عاذِلٍ ... فَمَا آفةُ الحبِّ إلاَّ العَذَلْ) (وجازِ بِمَا شئتَ غيرَ الجفا ... وعذِّبْ بِمَا شئتَ إلاَّ المَلَلْ) وَمِنْه (إِذا الغصونُ بدتْ خَفَّاقَةَ العَذَبِ ... فاسجدْ هُديتَ إِلَى الكاساتِ واقتربِ) (وطارحِ الوُرقَ فِي أدواحِها طَربا ... ومِلْ إِذا مالتِ الأغصانُ من طربِ) (وانهضْ إِلَى أُمِّ أُنسٍ بنتِ دَسْكَرَةٍ ... تُجلى عليكَ بإكليلٍ منَ الذهبِ) (وانظرْ إِلَى زينةِ الدُّنْيَا وزُخْرُفها ... فِي روضةٍ رَقَمَتْها أنْمُلُ السُّحُبِ) (وللأزاهرِ أحداقٌ مُحَدِّقَةٌ ... قد كحَّلَتْها يمينُ الشمسِ بالذَّهبِ) وَمِنْه (لَا أَنسَ ليلةَ وافينا لموعدنا ... والكاسُ دائرةٌ والغصنُ مُعتنِقي) ) (فقلتُ إذْ بتُّ أَسْقِي الشَّمْس فِي قدحي ... من ذَا الَّذِي صاغها قُرطاً على الأُفقِ) وَمِنْه (تقاسمه الوُرَّادُ من كلِّ وجهةٍ ... وَلَا أثرٌ يَبْدُو بِهِ للتبسُّمِ) (فلولاه مَا جاد الغمامُ بعَبرةٍ ... وَلَا الروضُ أضحى مُظهراً للتبسُّمِ) وَكتب إِلَيْهِ السِّراج الورَّاق وَمن خطِّه نقلتُ (إِذا ابنُ سعيدٍ سادَ أهل زمانِهِ ... فقُلْ لهُمُ مَا سادَ هَذَا الْفَتى سُدى) (أرى الشُّهْبَ من شرقٍ لغربٍ مسيرُها ... لتحظى بِأَن تهوي لذا النورِ سجدا)

صاحب شذور الذهب

وَكتب ابْن سعيد إِلَى السرَّاج الورَّاق (أَتَى بارتسامي فِي المحبَّة مسطورُ ... فَللَّه منظومٌ هُنَاكَ ومنثورُ) (أهيمُ بمعناكم وَمعنى جَمالِكم ... وأيُّ سراجٍ لَا يهيم بِهِ النورُ) فَأجَاب السرَّاج وَمن خطّه نقلت (كتابُك نورَ نَوْرٌ مُفَتَّحٌ ... أريجُ الشذا من صوبِ عقلك ممطورُ) (تأرَّجَ لي لمَّا تبلَّجَ حبَّذا ... سطورٌ بهَا قد أشرق النَّوْرُ والنُّورُ) 3 - (صَاحب شذور الذَّهَب) عَليّ بن مُوسَى بن عَليّ بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن خلف أَبُو الْحسن بن النَّقَرات الْأنْصَارِيّ السالمي الأندلسي الجَيَّاني نزيل فاس ولي خطابة فاس وَهُوَ صَاحب كتاب شذور الذَّهَب فِي صناعَة الكيمياء توفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة لم ينظم أحدٌ فِي الكيمياء مثل نظمه بلاغَةَ معانٍ وفصاحَةَ أَلْفَاظ وعذوبة تراكيب حتَّى قيل فِيهِ إِن لم يعلِّمك صَنْعَة الذَّهَب فقد علَّمك صَنْعَة الْأَدَب وَقيل هُوَ شَاعِر الْحُكَمَاء وَحَكِيم الشُّعَرَاء وقصيدته الطائيَّة أبرزها فِي ثَلَاثَة مظَاهر مظهر غزل ومظهر قصَّة مُوسَى والمظهر الَّذِي هُوَ فِي الأَصْل صناعَة الكيمياء وَهَذَا دَلِيل الْقُدْرَة والتمكُّن وأوَّلها (بزيتونة الدُّهنِ المباركةِ الْوُسْطَى ... غنينا فَلم نبدل بهَا الأثلَ والخَمْطا) (صُفُونا فآنسنا من الطورِ نارَها ... تُشَبُّ لنا وَهْناً وَنحن بِذِي الأرطى) (فلمَّا أتيناها وقرَّبَ صبرُنا ... على السَّير من بُعد الْمسَافَة مَا اشتطَّا) (نحاولُ مِنْهَا جذوةً لَا ينالها ... مِنَ النَّاس من لَا يعرف الْقَبْض والبسطا) ) (هبطنا من الْوَادي المقدِّس شاطئاً ... إِلَى الْجَانِب الغربيِّ نمتَثِلُ الشرطا) (وَقد أرجَ الأرجاءُ مِنْهَا كأَنَّها ... لطيب شذاها تحرق العُودَ والقُسطا) (وقمنا فألقينا الْعَصَا فِي طِلابها ... إِذا هِيَ تسْعَى نحونا حيَّةً رَقطا)

(وثار لطيفُ النقعِ عِنْد اهتزازها ... فأظلم من نور الظهيرة مَا غطَّى) (وأهوت إِلَى مَا دُوننَا من رماله ... وأمواهِهِ والصخرِ تنهمها سَرطا) (فأَدبرَ من لَا يعرفُ السرَّ خِيفةً ... وَأَقْبل مِنْهَا من يروم بهَا سقطا) (ومدَّ إِلَيْهَا الفيلسوفُ يمينهُ ... فجاذبها أخذا وأوسعَها ضغطا) (فَصَارَت عَصا فِي كفِّه وأجنَّها ... فأخرجها بيضاءَ تجلو الدُّجى كشطا) (فَلم أرَ ثعباناً أذلَّ لعالِمٍ ... سواهَا وَلَا مِنْهَا على جاهلٍ أسطى) (هِيَ المركبُ الصعبُ المرامِ وإنَّها ... ذلولٌ ولكنْ لَا لكلِّ من استمطى) (فأَعْجِبْ بهَا من آيةٍ لمفكِّرٍ ... يُقصِّر عَن إِدْرَاكهَا كلُّ من أخطا) (وأعجبُ من أحوالها تِلْكَ عَوْدُها ... إِلَى حَالهَا بَدءاً إِذا ملكتْ هبطا) (وتفجيرُها من صخرةٍ عَشْرَ أعيُنٍ ... واثنتين تَسْقِي كلُّ واحدةٍ سِبْطا) (وتفليقُها رَهواً من البحرِ فَاسْتَوَى ... طَرِيقا فمِن ناجٍ وَمن هالكٍ غمطا) (فَتلك عصانا لَا عَصا خيزرانةٍ ... ولكنَّ لِين الدُّهنِ صيَّرها نِفطا) (وخضراءَ للشطآنِ تَحت ظلالها ... مَقيلٌ تَقِيّ عَن بردِهِ الرومَ والقِبطا) (تسيل بِمَاء الخُلد أبيضَ صافياً ... إِذا مَا شرطناها على سَاقهَا شرطا) (وَمن قبل مَا أغوى أَبَانَا بذوقها ... فذاق فأخطا وَالْقَضَاء فَمَا أخطا) (قطفتُ جناها واعتصرتُ مياهَها ... فأجمدتُ مَا استعلى وذوَّبتُ مَا انحطَّا) (وليّنة الأَعطاف قاسية الحشا ... إِذا نفثت فِي الصخر تصدعَهُ هبطا) (كأَنَّ عَلَيْهَا من زخارفِ جلدهَا ... رِدَاء من الوشيِ المُفوَّفِ أَو مِرطا) (تَوَصَّلَ إبليسٌ بهَا فِي هُبُوطه ... إِلَى الأَرضِ من عَدْنٍ ففارقها شحطا) (وَكَانَت وشَيْطائيلُ حَربًا لآدمٍ ... وحوَّاءَ مَا داما على الكرة الْوُسْطَى) (أمتُّ بهَا حيًّا وسوَّدتُ أبيضاً ... وأسرعتُ فِي قلع السوَاد فَمَا أَبْطَا) (وأحييتُ تلكَ الأرضَ من بعد مَوتهَا ... بريٍّ وَكَانَت تَشْتَكِي الجدب والقحطا) ) (ولاقطة حَبَّ الْقُلُوب بحسنها ... تُعذِّبها شوقاً وتقتلها نَحطا) (كأَنَّ العيونَ الثابتاتِ بخصرها ... عُقِدْنَ نطاقاً أَو على جيدها سِمطا)

(كأَنَّ من الْبَدْر الْمُنِير مشابهاً ... وَمن أنجمُ الجوزاء فِي أذنها قُرطا) (كأَنَّ من الصُّدغ الَّذِي فَوق خدِّها ... على ورده نوناً وَمن خَاله نَقطا) (ظفرتُ بهَا بِالنَّفسِ من جِسم أُمِّها ... كَمَا ظفرتْ بِالْقَلْبِ فِي صَدره لَقطا) (ورضعتُها بالدرِّ من ثدي بنتهَا ... فَعَاشَتْ وَكَانَت قبلُ مَاتَت بِهِ عَبطا) (وصيَّرتُها بِنْتا وصيَّرتُ بنتَها ... لَهَا مُرضعاً فاعْجَبْ لراضعةٍ شَمطا) (فحالت هُنَاكَ البنتُ والأُم دفْعَة ... فَتى لم يزاحمه العِذارُ وَلَا اخْتطَّا) (لهُ منظرٌ كَالشَّمْسِ يُعطي ضياءه ... وَلَيْسَ كَمثل الْبَدْر يأخذُ مَا أعْطى) (فَهَذَا الَّذِي أعيا الأَنامَ فأضمروا ... لمن وضع الأَرمازَ فِي علمه سخطا) (وَهَذَا هُوَ الْكَنْز الَّذِي وضعُوا لَهُ ... بَرابِيَّ إخميمٍ وخصُّوا بهَا قِفطا) (وتحصيله سهلٌ بِغَيْر مشقَّةٍ ... لمن عرف التطهيرَ والعقدَ والخلطا) (وأقدرُ إنسانٍ عَلَيْهِ مُجَرَّبٌ ... أَقَامَ بنورِ الْقلب فِي وَزنه القِسطا) (أَبَا جعفرٍ خُذْها إِلَيْك يتيمةً ... تَوَرَّع لوقا أَن يورِّثها قُسطا) (ولكنَّني لمَّا رأيتُك أهلَها ... سمحتُ بهَا لفظا وأثبتُّها خطَّا) وَمن شعره أَيْضا فِي الصِّنَاعَة (لقد قلبتْ عَيْنَايَ عَن عينه قلبِي ... بليِّنة الأَعطافِ قاسية القلبِ) (يهيمُ الْفَتى الشرقيُّ مِنْهَا بغادةٍ ... تشوق إِلَى شرقٍ وترغب عَن غربِ) (هِيَ الشَّمْس إلاَّ أنَّها قَمَريَّةٌ ... هِيَ البدرُ إلاَّ أنَّه كامنُ الشُّهُبِ) (إِذا الفلكُ الناريُّ أطلع شهبها ... على الذِّروة الْعليا من الغُصُنِ الرطبِ) (تراءتْ عروساً بَرْزَةَ الْوَجْه تبتغي ... زِفافاً وَكَانَت خلفَ ألفٍ من الحُجبِ) (فزوَّجها بِكراً أخاها لأمّها ... أَبوهَا رَجَاء فِي المودَّة والقربِ) (فَعَاد بهَا حيًّا وَكَانَ فرقُها ... لَهُ سَببا أَن مَاتَ من شدَّة الحبِّ) (فجُنَّ هوى لمَّا استجنَّتْ بِنَفسِهِ ... وطارا فَقَالَت بعد جَهْدٍ لَهُ حسبي) (ولمَّا ثَنَتْهُ عَن طَبِيعَته الَّتِي ... بدتْ عنهُ إلاَّ أَن يُباعِلَها قلبِي)

القمي الحنفي

) (تَعَالَى عَن الْأَشْبَاه لوناً وجوهراً ... وجلَّ فَلم يُنْسَبْ إِلَى طينَةِ التُّرْبِ) قلتُ عدد أَبْيَات الشذور ألف وَأَرْبع مائَة وَتسْعُونَ بَيْتا جَمِيعهَا من هَذِه المادَّة وَهَذَا فنٌّ لَا يقدر عَلَيْهِ غَيره وَلَا أعرف لأحدٍ مثل هَذَا نعم المتنبي وَبَعض شعراء الْعَرَب الفحول لَهُم قدرةٌ على إبراز صُورَة الْحَرْب فِي صُورَة الْغَزل فتجد حماساتهم تشبه الأغزال 3 - (القميّ الحنفيّ) عَليّ بن مُوسَى بن يزْدَاد أَبُو الْحسن القُمِّي الْفَقِيه الْحَنَفِيّ إِمَام أهل الرَّأْي فِي عصره لَهُ مصنَّفات مِنْهَا كتاب أَحْكَام الْقُرْآن وَهُوَ كتابٌ جليل توفِّي سنة خمس وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن المُوَفَّق العابد) عَليّ بن الموفَّق العابد صَاحب الكرامات والمقامات قَالَ حَجَجْتُ على قدمَيَّ سِتِّينَ حجَّة مِنْهَا عَن رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم ثَلَاثُونَ حجَّة وَتُوفِّي رَحمَه الله ببغداذ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ كنتُ فِي الْموقف فَسمِعت ضجيج النَّاس فَقلت اللَّهُمَّ إِن كَانَ فِي هَؤُلَاءِ من لم تقبل حجَّه فقد وهبت حجّي لَهُ ونمت فَرَأَيْت ربَّ العزَّة سُبْحَانَهُ فِي الْمَنَام وَهُوَ يَقُول يَا عليّ يَا ابْن الموفَّق أتتساخى عليَّ وَأَنا الْملك وَقد غفرتُ لأهل الْموقف وشفَّعْتُ كلَّ واحدٍ مِنْهُم فِي أهل بَيته وذرّيته وعشيرته 3 - (ابْن عُصفور) عَليّ بن مُؤمن بن مُحَمَّد بن عَليّ العلاّمة ابْن عُصفور النَّحْوِيّ الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي حَامِل لِوَاء الْعَرَبيَّة بالأندلس أَخذ عَن الْأُسْتَاذ أبي الْحسن الدَّبّاج ثمَّ من الْأُسْتَاذ أبي عَليّ الشَّلوبين وتصدَّر للأشغال مُدَّة لَازم أَبَا عليّ نَحوا من عشرَة أَعْوَام إِلَى أَن ختم عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ فِي نَحْو السّبْعين طَالبا قَالَ العلاّمة أَو حيّان الَّذِي نعرفه أَنه مَا أكمل عَلَيْهِ الْكتاب أصلا وَكَانَ أَصْبِر النَّاس على المطالعة لَا يملُّ من ذَلِك وأقرأ

علي بن ناصر

بإشبيلية وشريش ومالقة ولورَقَة ومُرْسية قَالَ ابْن الزبير لم يكن عِنْده مَا يُؤْخَذ عَنهُ سوى مَا ذكر يَعْنِي الْعَرَبيَّة وَلَا تأهّل لغير ذَلِك قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا تعلُّق لَهُ بِعلم الْقرَاءَات وَلَا الْفِقْه وَلَا الحَدِيث وَكَانَ يخْدم للأمير أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أبي زكريّاء الهِنْتاتي صَاحب تونس ولد سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة بإشبيلية وَمَات بتونس فِي رَابِع عشْرين ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة وَقيل سنة تسع وَسِتِّينَ وست مائَة وَلم يكن بِذَاكَ الْوَرع قلت كَانَ) الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تيميَّة يدَّعي أَنه لم يزل يُرْجَمُ بالنارنج فِي مجْلِس شراب إِلَى أَن مَاتَ وَمن تصانيفه كتاب المُمتع وَكتاب الْمِفْتَاح وَكتاب الْهلَال وَكتاب الأزهار وَكتاب إنارة الدياجي وَكتاب مُخْتَصر الغُرَّة وَكتاب مُخْتَصر المُحتسب وَكتاب مفاخرة السالف والعِذار وَكتاب المقرَّب فِي النَّحْو يُقَال إِن حُدُوده مَأْخُوذَة من الجزولية وَزَاد فِيهَا مَا أورد على الجزولية وَهُوَ نسختان وَكتاب البديع شرح الجزولية وَشرح المتنبّي وسرقات الشُّعَرَاء وَشرح الْأَشْعَار السِّتَّة وَشرح المقرَّب وَشرح الحماسة وَهَذِه الشُّرُوح لم يكملها وَله غير ذَلِك وَمن شعره (لما تدنَّستُ بالتفريط فِي كِبَري ... وصرتُ مُغرًى بِشرب الراح واللعَسِ) (رأيتُ أنَّ خِضاب الشيب أستر لي ... إنَّ البياضَ قليلُ الْحمل للدَّنَسِ) (عَليّ بن نَاصِر) 3 - (الْمَدَائِنِي) عليّ بن نَاصِر بن مكّيّ أَبُو الْحسن الْمَدَائِنِي البغداذي وَهُوَ أَخُو نصر بن نَاصِر الْأَكْبَر كَانَ أديباً شَاعِرًا سَافر إِلَى الْموصل وَمضى إِلَى مكّة وَدخل مصر وَكَانَ يمتدح النَّاس ويجتذبهم قَالَ أَبُو الْحسن بن القَطيعي لَقيته بالموصل سنة أَربع وَتِسْعين وَخمْس مائَة

علي بن نصر

وَمن شعره (أعهدَ الهَوَى إنّي لذكراكَ واصلٌ ... وطيفَ الْكرَى إِنِّي لمسراكَ راقبُ) (وعهدَ التداني هَل إِلَى أربُع الْحمى ... معادٌ وَهل تُقْضى بهنَّ المآربُ) (فمنذ سرى الركبُ العراقيُّ لم يزل ... يُسامرُ قلبِي بالبكاء النواعبُ) (ومذ حبسَ الْحَادِي المطيَّ على النَّقا ... وحنَّتْ إِلَى الْوَفْد القلاصُ النجائبُ) (أراق دمي للبينِ دمعٌ أرَقْنه ... غَدَاة اعتنقنا للفراق الحبائبُ) (وأصمى فُؤَادِي سهمُ لحظٍ رَمَتْ بِهِ ... وَقد ودَّعتني بِالسَّلَامِ الحواجبُ) (عَليّ بن نصر) 3 - (أَبُو القَاضِي عبد الوهّاب) عَليّ بن نصر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن هَارُون بن مَالك أَبُو الْحسن الْمَالِكِي البغداذي أَبُو القَاضِي عبد الْوَهَّاب كَانَ من أَعْيَان الشُّهُود المعدَّلين توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن سعدٍ الْكَاتِب) عَليّ بن نصر بن سعد بن مُحَمَّد أَبُو تُرَاب الْكَاتِب وَالِد عَليّ بن عَليّ ولد بعُكْبَرا وَقدم بغداذ وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي الْقَاسِم بن برهَان النَّحوي وَانْحَدَرَ إِلَى الْبَصْرَة وَكتب لنقيب الطالبيين ثمَّ عَاد إِلَى بغداذ وَنزل بالكَرْخ وَولي الْكِتَابَة أَيْضا لنقيب الطالبيين إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة وَكَانَ كَاتبا شَاعِرًا وَمن شعره (حَالي بِحَمْد الله حالٌ جيّدٌ ... لكنَّه من كلِّ حظٍّ عاطلُ) (مَا قلتُ للأيام قولَ مُعاتبٍ ... والرزقُ يدْفع راحتي ويُماطلُ) (إلاَّ وقالتْ لي مقالَةَ واعظٍ ... الرزقُ مقسومٌ وحرصُك باطلُ) 3 - (الفَنْدُورَجي الْكَاتِب) عَليّ بن نصر بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد الفَنْدُورَجي وفَنْدُورَج قريةٌ بنواحي نَيسابور سكن إسفرايين وَكَانَت لَهُ معرفَة باللغة والأَدب وَله ترسل

البرنيقي اللغوي

كَانَ ينشئُ من ديوَان الوزارة بخراسان ومولده سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ووفاته فِي حُدُود خمسين وَخمْس مائَة وَمن شعره (قد قصَّ أجنحةَ الْوَفَاء وطار من ... وَكْرِ الوداد المحضِ والإخلاصِ) (والحُرُّ فِي شَبَك الْجفَاء وَمَا لَهُ ... من أسرِ حادثةٍ رجاءُ خلاصِ) 3 - (البَرْنيقي اللّغَوِيّ) عَليّ بن نصر بن سُلَيْمَان البَرْنيقي أَبُو الْحسن اللّغَوِيّ قَالَ ياقوت رأيتُ بخطِّه كتبا أدبيَّة ولغويَّة ونحويَّة فَوَجَدته حسنَ الْخط مُتقن الضَّبْط وَكَانَ مقَامه بِمصْر ولعلَّه من أَهلهَا وقُرئ عَلَيْهِ كتاب الْهَمْز لأبي زيد الْأنْصَارِيّ بِجَامِع مصر فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (ابْن الطَّبِيب النَّصْرَانِي) عَليّ بن نصر النَّصْرَانِي أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الطَّبِيب الْكَاتِب ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق) النديم وَقَالَ كَانَ أديباً مصنِّفاً مَاتَ سنة سبع وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَله عدَّة كتب قَالَ وَكَانَ يذاكرني بهَا وَأَحْسبهُ لم يتمِّم أَكْثَرهَا فَمن كتبه كتاب البراعة وَكتاب صُحْبَة السُّلْطَان أَكثر من ألف ورقة وَكتاب إصْلَاح الْأَخْلَاق نَحْو من ألف وَخمْس مائَة ورقة حكم وأمثال 3 - (الجهضميّ) عَليّ بن نصر الجهضميّ الْبَصْرِيّ وَالِد الْحَافِظ عَليّ بن نصر وَكَانَ من أَصْحَاب الْخَلِيل بن أَحْمد فِي الْعَرَبيَّة وصديقاً لسيبويه توفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الجهضميّ) عَليّ بن نصر بن عَليّ بن نصر بن عَليّ الجهضميّ الْبَصْرِيّ من

أبو الحسن المناديلي الحافظ

أَوْلَاد الْعلمَاء وأظنّه من أَوْلَاد هَذَا الْمَذْكُور قبل توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي 3 - (أَبُو الْحسن المناديلي الْحَافِظ) عَليّ بن أبي نصر أَبُو الْحسن المناديلي النَّيْسَابُورِي الْحَافِظ كَانَ من نَوَادِر الزَّمَان جمع مَا لم يجمعه غَيره من أَنْوَاع الْعُلُوم حتَّى فاق أقرانه فِي الْقرَاءَات وَمَعْرِفَة الرِّجَال والمتون والطب وَغير ذَلِك وَبَالغ الْحَافِظ عبد الغافر فِي وَصفه وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة 3 - (ابْن البنَّاء رَاوِي التِّرْمِذِيّ) عَليّ بن نصر بن الْمُبَارك بن أبي السيّد بن مُحَمَّد أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ ثمَّ البغداذي ثمَّ المكّي المولد وَالدَّار الخلاّل الْمَعْرُوف بِابْن البنَّاء رَاوِي جَامع التِّرْمِذِيّ عَن أبي الْفَتْح الكَرُوخي حدَّث بمكَّة والإسكندرية ومصر ودمياط وقُوص وَسمع مِنْهُ هَذَا الْكتاب خلقٌ كثير وَهُوَ آخر من رَوَاهُ عَن الكَرُوخي وتوفِّي سنة نن وَعشْرين وست مائَة 3 - (مهذَّب الدولة) عَليّ بن نصر أَبُو الْحسن مهذَّب الدولة صَاحب البَطيحة كَانَ جواداً مُمَدَّحاً صَاحب ذمَّةٍ ووفاء وَهُوَ الَّذِي استجار بِهِ الْقَادِر بِاللَّه فأجاره وَمنعه من الْمُطِيع وَقَامَ فِي خدمته أتمّ قيام وَكَانَ النَّاس يلجأون إِلَيْهِ فِي الشدائد فيجيرهم وَيقوم بأمرهم ويبذل نَفسه وَمَاله دونهم وَكَانَ يرْتَفع لَهُ من المَغَلِّ فِي كلِّ سنة ثَلَاثُونَ ألف كُرّ على اخْتِلَاف أَنْوَاعهَا وَمن الرزق ألف ألف) وَسبع مائَة وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم يُنفق معظمها على القُصَّاد وأرباب الْبيُوت عَاشَ نيِّفاً وَسبعين سنة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَأَرْبع مائَة وَأقَام بالبطيحة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وشهوراً

نور الدين الخطيب المصري الشافعي

3 - (نور الدّين الْخَطِيب الْمصْرِيّ الشَّافِعِي) عَليّ بن نصر الله بن عمر بن عبد الْوَاحِد الْقرشِي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل الْخَطِيب المعمَّر الْمسند نور الدّين كَانَ خطيب قَرْيَة بِظَاهِر الْقَاهِرَة روى أَكثر صَحِيح النَّسائي عَن عبد الْعَزِيز بن باقا وَسمع أَيْضا من جَعْفَر الْهَمدَانِي وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَفَاء بن مندَه وَأَبُو سعد الْمَدِينِيّ وعدَّة وتفرَّد ورحلوا إِلَيْهِ وَكَانَ خَاتمه من سمع شَيْئا من ابْن باقا سمع مِنْهُ الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكي والواني وَابْن خلف وَابْن المهندس وَابْن حَرَمي وعدة وَظهر للنَّاس بعد رحْلَة الشَّيْخ شمس الدّين من مصر وأثنوا عَلَيْهِ مَاتَ عَن نيِّفٍ وَتِسْعين سنة فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسبع مائَة 3 - (عزَّ الدّين بن الماسح الشَّافِعِي) عَليّ بن نصر بن جمال الْأَئِمَّة أبي الْقَاسِم عَليّ بن أبي الْفَضَائِل الْحسن بن الْحسن بن أَحْمد الْفَقِيه الرئيس عز الدّين أَبُو الْحسن الْكلابِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الماسح ولي الْوكَالَة السُّلْطَانِيَّة بحرَّان وَانْقطع إِلَى شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين وَولي التدريس بالجامع الظافري وتوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة 3 - (قَاضِي مصر) عَليّ بن النُّعْمَان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور المغربي ثمَّ الْمصْرِيّ قَاضِي مصر أَبُو الْحسن كَانَ متفنِّناً فِي عدَّة عُلُوم شَاعِرًا مجوِّداً توفّي فِي شهر رَجَب وَهُوَ كهل سنة أَربع وَسبعين وَثَلَاث مائَة وَمن شعره (ولي صديقٌ مَا مسَّني عَدَمٌ ... مذ وقعتْ عينُهُ على عَدَمي) (أغْنى وأقنى وَمَا يكلّفني ... تقبيلَ كفٍّ لَهُ وَلَا قَدَمِ) (قَامَ بأَمْري لمَّا قعدتُ بِهِ ... ونمتُ عَن حَاجَتي وَلم ينم)

السديد النيلي

3 - (السديد النيلي) عَليّ بن النفيس بن خَمِيس الْمَعْرُوف بالسديد النيلي من أهل بغداذ كَانَ أديباً فَاضلا يحفظ) كتاب الْإِصْلَاح والتكملة وَكتب كثيرا بخطِّه وَله نظم ونثر توفّي بعد التسعين وَخمْس مائَة وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ وَمن شعره (مَا يستفيقُ القلبُ من إطرابِهِ ... وَلَا يَمَلُّ الطَّرْفُ من تَسكابِهِ) (أَو تكتسي غصونُ بانات الْحمى ... ويعجب الرائدُ من أعشابِهِ) (وينبت الربيعُ فِي ربوعه ... وتُبْدَل الظباءُ من ضِبابِهِ) (وَترجع الوُرْقُ على أفنانه ... سواجعاً كيداً على غُرابِهِ) 3 - (ابْن زرَّاع النَّهْدِيّ) عَليّ بنُ نُفَيل الحرَّاني هُوَ ابنُ زرَّاع النَّهْدِيّ الحرَّاني جدُّ أبي جَعْفَر النُّفيلي الْحَافِظ روى عَن سعيد بن المسيَّب قَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ توفِّي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ النَّسائي وَابْن ماجة (عَليّ بن هَارُون) عَليّ بن هَارُون بن عَليّ بن يحيى بن أبي مَنْصُور الشاعرُ المنجِّم أَبُو الْحسن كَانَ نديم المتوكّل خاصًّا بِهِ متقدِّماً عِنْده وانتقل إِلَى مَن بعده من الْخُلَفَاء وَلم يزل مكيناً عِنْدهم حظيًّا لديهم يجلس بَين أَيدي أسرَّتهم ويُفضون إِلَيْهِ بأسرارهم ويأمنونه على أخبارهم وَكَانَ قبل اتِّصَاله بالخلفاء يلوذُ بِمُحَمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المُصْعَبي ثمَّ اتَّصل بِالْفَتْح بن خاقَان وَعمل لَهُ خزانَة كتبٍ أكثرُها حِكْمَة قلت كَذَا قَالَ ابْن خلِّكان وَهُوَ وهم مِنْهُ لِأَن هَذِه التَّرْجَمَة تَرْجَمَة جدِّه عَليّ بن يحيى وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى لأنَّ المتَوَكل توفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ ثمَّ إنَّه قَالَ عَاشَ إِلَى أَن خدم

القرميسيني النحوي

الْمُعْتَمد وَالْمُعْتَمد توفِّي سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَهِي بعد مولد هَذَا عَليّ بن هَارُون بِسنتَيْنِ وإِنَّما هَذَا كلّه من تَرْجَمَة جدّه عَليّ بن يحيى على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَولد سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَقبل سنة ستّ توفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَمن كتبه كتاب النورُوز والمهرجان كتاب الردّ على الْخَلِيل فِي الْعرُوض كتاب الرسَالَة فِي الْفرق بَين إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي فِي الْغناء كتاب ابْتَدَأَ فِيهِ بِنسَب أَهله عمله للمهلَّبي الْوَزير وَلم يتم كتاب اللَّفْظ الْمُحِيط بِنَقْض مَا لفظ بِهِ اللَّقِيط عَارض بِهِ كتاب أبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ كتاب الْفرق والمعيار بَين الأوغاد والأَحرار كتاب القوافي عمله) لعضد الدولة وَمن شعره (بِأبي وَالله مَن طَرَقا ... كابتسام الْبَرْق إنْ خَفَقَا) (زادني شوقاً بِرُؤْيَتِهِ ... وحشا قلبِي بِهِ حُرَقا) (مَن لقلبٍ هائمٍ كَلِفٍ ... كلَّما سكَّنتهُ خَفَقَا) (زارني طيفُ الحبيب فَمَا ... زَاد أَن أغرى بِهِ الأَرَقَا) وَمِنْه (بيني وَبَيْنك فِي الهَوَى أسبابُ ... وَإِلَى المحبَّةِ ترجعُ الأَنسابُ) (يَا غَائِبا بكتابه ووصاله ... هَل يُرْتجى من غيبتيك إيابُ) (لَوْلَا التعلُّلُ بالرجا لتقطَّعَتْ ... نَفْسٌ عَلَيْك شعارُها الأوصابُ) (لَا تأسَ من رَوح الْإِلَه فربَّما ... يصلُ القَطوعُ ويَحْضُرُ الغُيَّابُ) وَمِنْه مَا كتبه إِلَى ابْن الْخَوَارِزْمِيّ وَقد وَثِئت رجله (كَيفَ نالَ العثارُ مَن لم يول من ... هـ مُقيلاً فِي كلِّ خطبٍ جسيمِ) (أَو ترقَّى الردى إِلَى قدمٍ لم ... تَخْطُ إلاَّ إِلَى مقامٍ كريمِ) 3 - (القرميسيني النَّحْوِيّ) عَليّ بن هَارُون بن نصر القرميسيني النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن

الخزار الكوفي

أَخذ عَن عليّ ابْن سُلَيْمَان الْأَخْفَش وَأخذ عَنهُ عبد السَّلَام الْبَصْرِيّ وتوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَلَاث مائَة ومولده سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الخزَّار الْكُوفِي) عَليّ بن هَاشم بن البَرِيد أَبُو الْحسن الْقرشِي مَوْلَاهُم الخزَّار الْكُوفِي وثَّقه ابْن مَعين وَغَيره وَكَانَ شيعيًّا بغيضاً وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثَبْتٌ يتشيَّع وَقَالَ ابْن حِبَّان روى الْمَنَاكِير وتوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة (عَليّ بن هبة الله) عليّ بن هبة الله بن جَعْفَر بن علكان بن مُحَمَّد بن دلف بن أبي دُلَف الْقَاسِم بن عِيسَى وَتَمام النّسَب سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة الْقَاسِم أَبُو نصر بن أبي الْقَاسِم بن ماكُولا كَانَ أَبوهُ وَزِير جلال الدولة بن بُوَيه وَكَانَ عمُّه أَبُو عبد الله الْحسن ين جَعْفَر قَاضِي الْقُضَاة ببغداذ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الجَرْباذقاني يُلقَّبُ بالأَمير كَانَ لبيباً عَارِفًا ترشَّح للْحِفْظ حتَّى كَانَ يُقَال لَهُ الْخَطِيب الثَّانِي قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ سمعتُ شَيخنَا عبد الوهَّاب يقْدَح فِيهِ وَيَقُول الْعلم يحْتَاج إِلَى دين صنَّف كتاب الْمُخْتَلف والمؤتلف جمع فِيهِ بَين كتاب الدَّارَقُطْنِيّ وَعبد الْغَنِيّ والخطيب وَزَاد عَلَيْهِم زيادات كَثِيرَة وَله كتاب الوزراء وَكَانَ نحويًّا مجوِّداً وشاعراً صَحِيح النَّقْل مَا كَانَ فِي البغداذيين فِي زَمَانه مثله سمع أَبَا طَالب بن غَيلان وَأَبا بكر بن بِشران وَأَبا الْقَاسِم بن شاهين وَأَبا الطيِّب الطَّبَرِيّ وسافر إِلَى الشَّام والسواحل وديار مصر

والجزيرة والثغور وَالْجِبَال وَدخل بِلَاد خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر وجال فِي الْآفَاق وُلد بعُكْبَرا سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وتوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة قَالَ الحُمَيْدي خرج إِلَى خُرَاسَان وَمَعَهُ غلْمَان لَهُ تُرك فَقَتَلُوهُ بجرجان وَأخذُوا مَاله وهربوا وطاح دمُه هدرا ومدحه ابْن صُرَّ دُرَّ الشَّاعِر وَمن شعر ابْن ماكُولا (ولمَّا تفرَّقنا تباكتْ قُلُوبنَا ... فمُمسكُ دمعٍ عِنْد ذَاك كساكِبهْ) (فيا نفسيَ الحرَّى الْبسي ثوبَ حسرةٍ ... فراقُ الَّذِي تهوينَه قد كساكِ بهْ) وَمِنْه (فؤادٌ مَا يُفيق من التصابي ... أطَاع غرامه وَعصى النواهي) (وَقَالُوا لَو تصبَّر كَانَ يسلو ... وَهل صبرٌ يساعدُ والنَّوى هِي) وَمِنْه (أليسَ وقوفُنا بديارِ هندٍ ... وَقد رَحل القطينُ من الدَّوَاهِي) (وهندٌ قد غدتْ دَاء لقلبي ... إِذا صدَّت ولكنَّ الدَّوا هِي) وَمِنْه (علَّمَتْني بهجرها الصبرَ عَنْهَا ... فهيَ مشكورةٌ على التقبيحِ) ) (وأرادتْ بِذَاكَ قبحَ صنيعٍ ... فعلتْه فكانَ عينَ المليحِ) وَمِنْه (أقولُ لقلبي قد سلا كلُّ واحدٍ ... ونفَّضَ أثوابَ الهَوَى عَن مناكبهْ) (وحبُّك مَا يزْدَاد إلاَّ تجدُّداً ... فيا لَيْت شِعري ذَا الهَوَى مَن مَناك بِهْ) وَمِنْه (تجنَّبتُ أبوابَ الْمُلُوك لأنَّني ... علمتُ بِمَا لم يعلمِ الثَّقَلانِ) (رأيتُ سُهيلاً لم يَحِدْ عَن طَرِيقه ... من الشمسِ إلاَّ من مقَام هوان)

ابن أثردي

3 - (ابْن أثُرْدي) عليّ بن هبة الله بن عَليّ بن أثُرْدي وَسَيَأْتِي وَالِده أَبُو الْغَنَائِم فِي حرف الْهَاء فِي مَكَانَهُ وَهُوَ وَالِد أبي الْغَنَائِم سعيد بن عَليّ بن أثُرْدي وَقد تقدَّم ذكره فِي حرف السِّين كَانَ أَبُو الْحسن صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة طَبِيبا فَاضلا مَشْهُورا بالتقدُّم فِي صناعَة الطِّبّ وجودة الْمعرفَة جيِّد المعالجة جيِّد التصنيف وَله شرح مسَائِل كتاب دَعْوَة الأطبَّاء ألَّفه لأبي الْعَلَاء مَحْفُوظ بن المسبِّحي الطَّبِيب 3 - (قوام الدّين بن الزَّاهِد) عليّ بن هبة الله بن الْعَلَاء بن مَنْصُور بن الْوَلِيد أَبُو الْحسن بن أبي الْمَعَالِي المَخْزُومِي قوام الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الزَّاهِد البغداذي كَانَ من الْأَعْيَان وتولَّى النّظر بالمنائر مدَّةً ثمَّ جُعل مشرفاً على ابْن يُونُس الْوَكِيل بِبَاب الْحُجْرَة وتولَّى الْوكَالَة للأمير بن نصر بن الإِمَام النَّاصِر مدَّةً ثمَّ عُزل سمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الصَّائِغ وَأبي الْوَقْت ونُفي إِلَى الْبَصْرَة توفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة 3 - (القَاضِي ابْن البُخَارِيّ) عليّ بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن البُخَارِيّ أَبُو الْحسن البغداذي وَالِد قَاضِي الْقُضَاة أبي طَالب كَانَ فَقِيها فَاضلا حسن المناظرة قَرَأَ الْفِقْه على أسعد المِيهَني وَأبي مَنْصُور بن الرزَّاز وَسمع من وَالِده وَمن عَليّ بن أَحْمد ابْن بَيَان وَمُحَمّد بن سعيد بن نَبهَان وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء بقُونية توفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (بهاء الدّين بن الجُمَّيْزي الشَّافِعِي) ) عليّ بن هبة الله بن سَلامَة بن الْمُسلم بن أَحْمد بن عَليّ الإِمَام العلاّمة مُسند الديار المصرية بهاء الدّين أَبُو الْحسن اللَّخْمِيّ

نور الدين بن الشهاب الشافعي

الْمصْرِيّ بن الجُمَّيْزي الشَّافِعِي الْخَطِيب المدرِّس ابْن بنت أبي الفوارس ولد سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة حفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن عشر سِنِين أَو أقل ورحل مَعَ أَبوهُ وَسمع بِدِمَشْق ورحل مَعَ أَبِيه إِلَى بغداذ وَقَرَأَ بالقراءات الْعشْر على أبي الْحسن عَليّ بن عَسَاكِر البَطائحي بكتابه الَّذِي صنَّفه فِي الْقرَاءَات وَهُوَ آخر من قَرَأَ عَلَيْهِ وَآخر من روى عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَسمع بالإسكندرية من السِّلفي وتفرَّد عَنهُ بأَشْيَاء وَعَن غَيره وتفقَّه بِمصْر على أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور القَرافي وخطب مُدَّة بِجَامِع الْقَاهِرَة وَكَانَ رَئِيس الْعلمَاء بِالْقَاهِرَةِ فِي وقته معظَّماً عِنْد الخاصَّة والعامَّة وَلَا يُعلمُ أحدٌ سمع من السِّلفي وَابْن عَسَاكِر وشُهْدَة سواهُ إلاَّ الْحَافِظ عبد الْقَادِر بن عبد الله وروى عَنهُ خلقٌ من أهل دمشق وَأهل مَكَّة وَأهل مصر مِنْهُم الزكيَّان الْمُنْذِرِيّ والبِرْزلي وَابْن النجَّار والدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَجَمَاعَة 3 - (نور الدّين بن الشهَاب الشَّافِعِي) عليّ بن هبة الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة نور الدّين بن الشهَاب الإسنائي كَانَ فقيهَّ مُفتياً سمع من الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد والحافظ عبد الْمُؤمن وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين بن جمَاعَة وَحفظ مُخْتَصر مُسلم للمُنذري وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله بن عبد الله بن سيِّد القِفطي وَالشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدِّشناوي وبرع فِي الْفِقْه وَكتب الروضةَ بخطِّه بمكَّة لمَّا حجّ وَهُوَ أوَّل من أدخلها قُوص وَكَانَ يستحضر أَكْثَرهَا وغالبها وتولَّى الحكم بأُدْفو وقِنا وَكَانَت طَرِيقَته حَسَنَة ودرَّس بالعزِّيَّة بقُوص والمدرسة المجديَّة ورباط ابْن الْفَقِيه نَصر ودرَّس بدار الحَدِيث بقُوص ودارت عَلَيْهِ الْفَتْوَى وَكَانَ فِيهَا مُسدَّداً وَكَانَ أمَّاراً بِالْمَعْرُوفِ نهَّاءً عَن الْمُنكر وَله تَهَجُّدٌ فِي اللَّيْل وَكَانَ مَهيباً متواضعاً وتزوَّج بأخت الصاحب نجم الدّين حَمْزَة بن الأصْفوني ولمَّا توفّي طُلب أَصْحَابه فهرب الشَّيْخ وتغيَّب سبعين يَوْمًا حفظ فِيهَا المنتخَب فِي الأُصول وَتُوفِّي بقوص سنة سبع وَسبع مائَة كَانَ بعض النَّصَارَى أسلم وَله ولد نَصْرَانِيّ وَأَوْلَاد ولد أَطْفَال فَقَالَ فِي إلحاقهم بجدِّهم وَأفْتى بِهِ متَّبعاً مَا حَكَاهُ الرَّافِعِيّ عَن بَعضهم وَقَالَ إنَّه الْأَقْرَب وَجرى فِي ذَلِك صراع كَبِير وَألْحق بَعضهم بجدّه فَقيل إِن النَّصَارَى تحيَّلوا وسقوه سمًّا فَحصل لَهُ ضعفٌ وإسهال توفّي) بِهِ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ نور الدّين الْمَذْكُور نقل عنِّي بعض أَوْلَاد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد نقل

الأرمنتي

عنِّي لَهُ كلَاما من جملَته أنِّي قلت أَنا أفقه مِنْهُ وصرت أحضر عِنْد الشَّيْخ الدَّرْس وَأرى فِي نَفسه منِّي شَيْئا فَقَالَ الشَّيْخ يَوْمًا فِي الدَّرْس وَقد ذكر مَوَانِع الْمِيرَاث ثَمَّ مانعٌ آخر وأمهلتكم فِيهِ شهرا قَالَ فَأخذت فِي استحضار الْقُرْآن الْكَرِيم ثمَّ فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ فَجرى على ذهني قَوْله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم نَحن معاشر الْأَنْبِيَاء لَا نورَث فَقلت يَا سَيِّدي وَإِن كَانَ مفقوداً فِي زَمَاننَا فشعر أنِّي عَرفته فَقَالَ قل فقلتُ النبوَّة 3 - (الأرمنتي) عليّ بن هبة الله بن مُحَمَّد الأرمنتي ذكره صَاحب الأرج الشائق وَأنْشد لَهُ من قصيدة مدح بهَا ابْن حسَّان الإسنائي (أرى الظبيَ من بعد الزِّيَارَة مُزْوَرَّا ... وأبدَى من الإعراضِ والصدِّ مَا ضرَّا) (وفوَّق من قِسْي الحواجب أسهماً ... وجرَّدَ للعشَّاقِ من لحظه بُتْرا) (وقَدَّ بِذَاكَ القدِّ قلبِي تعمُّداً ... وبَلْبَلَ لي البلبالَ إذْ بَلْبَلَ الشَّعْرا) (وَلما بدا لي أنَّه غيرُ منصفي ... وأنَّ قُصارى مَا أفوزُ بِهِ نَزْرا) (صرفتُ اهتمامي بالمديحِ لسيِّدٍ ... يزِيد امتداحي من مناقبه فخرا) 3 - (شرف الدّين الإسنائي) عليّ بن هبة الله بن عَليّ بن السديد شرف الدّين الإسنائي انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة بَلَده سمع من الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد وَحضر مجْلِس إمْلَائِهِ واشتغل بالفقه مُدَّة بِالْقَاهِرَةِ وَتَوَلَّى الحكم بأَصْفون وناب فِي الحكم بإِسنا وَكَانَ يتصدَّق كثيرا تصدَّق مرَّةً فِي الْعِيد بسبعين إرْدَبًّا ثمَّ بَاشر فِي الخِدَم الديوانيَّة وَولي نظر أُدْفو وإسنا وتوفِّي سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة (عَليّ بن هِشَام) 3 - (ابْن أبي قِيرَاط الْكَاتِب) عَليّ بن هِشَام بن عبد الله بن أبي قِيرَاط أَبُو الْحسن الْكَاتِب البغداذي حدَّث عَن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد الحُصَيني وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة النَّحْوِيّ نِفطويه وأبَوَي عبد الله زنجي الْكَاتِب والباقطاي وروى عَنهُ أَبُو عَليّ المحسِّن التنوخي وَكَانَ كَاتبا شَاعِرًا مولده سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ ووفاته سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَمن شعره

قائد المأمون

(ضنى جسمي أَبَا حسنٍ وَمَعِي ... شهيدٌ لي بِمَا تُخفي الضلوعُ) (فشاهد صحَّةِ الْبلوى سَقامي ... وشاهدُ صحَّةِ الشكوى الدموعُ) وَمِنْه (أيا بديعاً بِلَا شبيهِ ... وَيَا حَقِيقا بكلِّ تِيهِ) (يَا مَن جفاني فَلَا أراهُ ... هبْ لي رُقاداً أراكَ فيهِ) 3 - (قَائِد الْمَأْمُون) عَليّ بن هِشَام بن فرَّخُسْرَو أَبُو الْحسن الْقَائِد المَروزي أحد قوَّاد الْمَأْمُون وندمائه كَانَ قَرِيبا إِلَيْهِ فرُفع إِلَى الْمَأْمُون سوء سيرته فِي الرعيَّة وَكَانَ قد ولاّه كُوَرَ الْجبَال فَقتل الرِّجَال وَأخذ الْأَمْوَال فوجَّه الْمَأْمُون إِلَيْهِ عُجَيف بن عَنْبَسَة فَأَرَادَ أَن يفتك بعجيف ويلحف ببابَك الخُرَّمي فظفر بِهِ عجيف وَقدم بِهِ على الْمَأْمُون فَأمر بِضَرْب عُنُقه فَقتله عَليّ بن الْخَلِيل ابْن أَخِيه وَذَلِكَ يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى بغداذ وخراسان والجزيرة وَالشَّام ومصر وطيف بِهِ ثمَّ أُلقي فِي الْبَحْر وَكتب الْمَأْمُون رقْعَة على الرَّأْس أمَّا بعد فإنَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ دَعَا عَليّ بن هِشَام فِي من دَعَا أيَّام المخلوع من أهل خُرَاسَان إِلَى معاونته فَأجَاب فرعى لَهُ ذَلِك وولاّه الأَعمال السنيَّة وَوَصله بالصلات الجزيلة فبلغت أَكثر من خمسين ألف ألف دِرْهَم فمدَّ يَده إِلَى الْخِيَانَة والتضييع لما استرعاه من الْأَمَانَة فباعده عَنهُ وأقصاه ثمَّ استقال أَمِير الْمُؤمنِينَ فأقاله عثرتَه وولاّه الْجبَال وإرمينية وأذربيجان ومحاربَةَ أَعدَاء الله الخُرَّميَّة على أَن لَا يعود إِلَى مَا كَانَ فأساء السِّيرَة وعسف الرعيَّة وَسَفك الدِّمَاء المحرَّمة فَوجه أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَيْهِ عجيف بن عَنْبَسَة مباشراً لأَمره وداعياً إِلَى) تلافي مَا كَانَ مِنْهُ فَوَثَبَ على عجيف يُرِيد قَتله فظفر بِهِ وَدفعه عَن نَفسه وَلَو تمَّ مَا أَرَادَ بعجيف لَكَانَ فِي ذَلِك مَا لَا يُستدرك وَلَا يُستقال وَلَكِن إِذا أَرَادَ الله أمرا كَانَ مَفْعُولا فلمَّا أمضى أَمِير الْمُؤمنِينَ من حُكم الله فِي عَليّ بن هِشَام رأى أَن لَا يُؤَاخذ من خلَّف بِذَنبِهِ وأجرى على من ترك من وَلَده وَعِيَاله وَمن أصلابهم بعد مماته مَا كَانَ جَارِيا عَلَيْهِم فِي حَال حَيَاته وَالسَّلَام

علي بن هلال

وَكَانَ عَليّ بن هِشَام فَاضلا شَاعِرًا وَكَانَ الْمَأْمُون يزوره فِي بَيته وَمن شعر عَليّ بن هِشَام (يَا موقِدَ النَّار يُذكيها فيجمدُها ... قُرُّ الشتَاء بأرياحٍ وأمطارِ) (قُم فاصطلِ النارَ من أحشايَ مُضرمةً ... بالشوقِ تغنَ بهَا يَا مُوقد النارِ) (وَيَا أَخا الذَّوْدِ قد طالَ الظَّماءُ بهَا ... مَا تعرفُ الرِّيَّ من جدبٍ وإقتارِ) (رُدَّ العطاشَ على عَيْني ومَحجرِها ... تُرْوَ العطاشُ بدمعٍ واكفٍ جاري) (إِن غَابَ شخصُك عَن عَيْني فَلم تَرضهُ ... فإنَّ ذكرك مقرونٌ بإضماري) (عَليّ بن هِلَال) 3 - (ابْن البوَّاب الْكَاتِب) عَليّ بن هِلَال أَبُو الْحسن الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن البوَّاب وَكَانَ أَبوهُ يُعرف بالسِّتْري بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا رَاء نِسْبَة إِلَى السِّتْر لأنَّ البوَّاب يلازم السّتْر هُوَ صَاحب الخطّ الْفَائِق الَّذِي لم يُرزق أحدٌ فِي الْكِتَابَة سعادته بِإِجْمَاع النَّاس عِلّة أنَّ الوليَّ العجمي كتب خيرا مِنْهُ فِيمَا أرى وَلَا يَجْسُر أحدٌ على قَول ذَلِك وأوَّل من عرَّب الْخط من الْكُوفِي ابْن مُقلة لَكِن بَقِي فِيهِ تكويفٌ مَا إِلَى أَن جَاءَ ابْن البوَّاب هَذَا فزاده تعريباً ودوَّر حروفَه وَوضع هَذَا الضَّبْط على مَا قيل وَقَالَ ابْن البوَّاب مَا كتبتُ يَوْم السبت مثلَ يَوْم الْخَمِيس قطّ قلت معنى هَذَا الْكَلَام أَنه يكتبُ كلَّ يَوْم فَإِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة استراح فَلَا يكْتب شَيْئا وَفَائِدَة هَذَا الْكَلَام أَن الْكِتَابَة تقوى بالإدمان وتضعف بِالتّرْكِ وَيُقَال إِنَّه كَانَ يتصدَّق بالحروف يكْتب الْحَرْف ويهبه للصعلوك فيتوجَّه بِهِ ويبيعه للكتَّاب بِمَا يتَّفِق لَهُ من الثّمن وَيُقَال إِنَّه وُجد لَهُ سريرٌ ملآن مسودَّاتٍ جَمِيعهَا صُورَة الشدَّة كَذَا قيل وَزعم بعض الْفُضَلَاء أنَّ خطَّه ثَلَاث طَبَقَات سفلى ووسطى وعليا فالسفلى أول كِتَابَته واسْمه فِيهَا عَليّ بن هِلَال بِأَلف بَين اللامين وَالْوُسْطَى أَوسط كِتَابَته واسْمه فِيهَا عَليّ بن هليل بياء) آخر الْحُرُوف بَين اللامين والعليا وَهِي آخر مَا كتب واسْمه فِيهَا عَليّ بن هلل بِحَذْف الْألف مَا بَين اللامين

وسمعتُ جمَاعَة من الْيَهُود يدَّعون أنَّه كَانَ فِي عصره شخصٌ من الْيَهُود كتب العبراني طبقَة مثل ابْن البوَّاب فِي الْعَرَبِيّ وأنَّه لم يكْتب العبراني أحدٌ قبله وَلَا بعده مثله ورأيتُ من خطِّه كثيرا وملكتُ مِنْهُ قِطْعَة بلم الرِّقاع فرآها الشَّيْخ بهاء الدّين مَحْمُود ابْن خطيب بعلبكَّ فَقَالَ لم أرَ لِابْنِ البوَّاب رِقَاعًا قطّ غير هَذِه إلاَّ أنَّ هَذِه الْقطعَة الْمَذْكُورَة كَانَ عَلَيْهَا خطّ القاشي الْكَاتِب المُذَهِّب البوَّاب فَاضلا مُذَهِّباً أَيْضا لَهُ مجاميع أدبيَّة وتواليف وَقد شهد لهَذِهِ الْقطعَة أنَّها من نفائس عُقُود ابْن البوَّاب وَشَيخ ابْن البوَّاب فِي الْكِتَابَة مُحَمَّد بن أَسد الْكَاتِب وَقد تقدَّم ذكره فِي مَكَانَهُ البوَّاب ابْن البوَّاب فِي أوَّل أمره مُزَوِّقاً يُزَوِّقُ الدّور ثمَّ صوَّر الْكتب ثمَّ تعانى الْكِتَابَة قلت التَّصْوِير والتذهيب هُوَ الَّذِي أَعَانَهُ على استنباط مَا زَاده فِي الْكِتَابَة وغيَّره من الأَوضاع وَلَقَد دَار بيني وَبَين شرف الدّين عِيسَى النَّاسِخ الْكَاتِب وَهُوَ مَعْرُوف عِنْد المصريين فِي بعض الْأَيَّام كلامٌ أفْضى إِلَى التعجُّب من أَمر ابْن البوَّاب فَقَالَ مَا بَين النَّاس تفاوتٌ إِلَى حدّ يكون قد جَاءَ أحدٌ لم يجِئ بعده مثله قلت لَيْسَ هَذَا بعجيب لأنَّه اتّفق لَهُ أَشْيَاء مَا اتَّفقت لغيره قَالَ مَا هِيَ قلت الأولى أنَّه اسْتَعَانَ على ذَلِك بِمَا عِنْده من التَّصْوِير والتذهيب والمصوِّرون يَقُولُونَ هَذِه الصُّورَة فِي حركاتها رُطوبةٌ هُنَا ويُبْسٌ هُنَا والرطوبةُ عِنْدهم رتبةٌ عليا واليُبُوسَةُ عيب كَمَا ذَلِك عِنْد الكتَّاب الثَّانِيَة أَنه كَانَت أعضاؤه قَابِلَة لما يَضَعهُ على مَا يتصوَّره فِي نَفسه من الأشكال وَلَيْسَ كل النَّاس كَذَلِك الثَّالِثَة أنَّه هُوَ الَّذِي أبرز هَذِه الأوضاع إِلَى الْوُجُود على مَا رَآهُ وقبلته أعضاؤه المفطورة لذَلِك وإلاّ فَلَيْسَتْ هَذِه الأوضاع أمرا تُلُقِّيَ عَن نبيّ وَلَا وصيّ وَلَا هِيَ أوضاعٌ طبيعيَّة وَلَا أشكالٌ لَازِمَة الْوُجُود أَن تكون كَذَا لأنَّ المغاربة يخالفون المشارقة فِي أوضاعهم الرَّابِعَة أنَّه صقلها بالإدمان حتَّى قويتْ وَقَعَدت وكلُّ من كَانَت كِتَابَته مصقولةً قَاعِدَة كَانَت حَسَنَة فِي الْعين وَلَو لم يراعِ كاتبها أصُول ابْن البوَّاب فَهَذَا الشَّيْخ فتح الدّين بن سيِّد النَّاس أَخْبرنِي أَنه لم يكْتب على أحدٍ وكتابته فِي المغربي والعربي طبقَة الْخَامِسَة أَنه وضع شَيْئا على مَا فِي نَفسه لَيْسَ بطبيعي وَلَا شَرْعِي فجوَّده وساعده الْأُمُور الَّتِي ذكرتُها لَك وَالنَّاس يُرِيدُونَ يحاكونه فيتكلَّفون مَا كَانَ فِي طباع الأول لَا جَرَمَ أنَّ النَّاس تفاوتوا فِي ذَلِك فَمن مُقارب وَمن مُباعد) على طَبَقَات وَهُوَ الغايةُ فِي ذَلِك فسَلَّم لي شرف الدّين النَّاسِخ وَمن كَانَ حَاضرا واعترفوا بِصِحَّة التَّعْلِيل انْتهى وَكَانَ ابْن البوَّاب فَاضلا وَلِهَذَا يعرف الْفُضَلَاء خطَّه ممَّا زوَّره عَلَيْهِ الوليّ العجميّ وعَتَّقه على خطوطه لأنَّ ابْن البوَّاب لَا يلحن فِيمَا يكْتب والوليّ يَقع لَهُ اللّحن

وَكَانَ ابْن البوَّاب قد قَرَأَ على ابْن جنِّي وَسمع من أبي عبيد الله المرزُباني وَصَحب أَبَا الْحُسَيْن بن سمعون الْوَاعِظ وَكَانَ ابْن البوَّاب يعظ النَّاس بِجَامِع الْمَنْصُور ويعبِّر للرؤيا وَله نظم ونثر إلاَّ أنَّ نظمه منحطّ وَتُوفِّي ابْن البوَّاب سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة وَقيل سنة أَربع عشرَة وَدفن بجوار قبر أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ ورثاه الشريف المرتضى بقوله وَكَانَ كثير الْمُلَازمَة للشريف (رُدِّيتَ يَا ابنَ هلالٍ والرَّدى عَرَضٌ ... لم يُحْمَ مِنْهُ على سخط لَهُ البَشَرُ) (مَا ضرَّ فقدكَ والأَيامُ شاهدةٌ ... بأنَّ فضلك فِيهِ الأنجمُ الزُّهُرُ) (أغْنيتَ فِي الأرضِ والأقوامِ كلَّهمُ ... من المحاسن مَا لم يُغنه المطرُ) (فللقلوب الَّتِي أبهجتَها حَزَنٌ ... وللعيون الَّتِي أقررتَها سَهَرُ) (وَمَا لعيشٍ وَقد ودَّعتَه أَرَجٌ ... وَلَا لليلٍ وَقد فارقتَه سَحَرُ) (وَمَا لنا بعد أَن أضحت مطالعُنا ... مسلوبةً مِنْك أوضاح وَلَا غُرَرُ) وَقيل إِن بعض الشُّعَرَاء رثاه بقوله (استشعَرَ الكُتَّابُ فقدَك سالفاً ... وقضتْ بصحَّة ذَلِك الأَيَّامُ) (فلذاك سُدِّدَتِ الدُّوِيُّ كآبةً ... أسفا عَلَيْك وشُقَّتِ الأَقلامُ) وَقَالَ مُحَمَّد بن اللَّيْث الزجَّاج الْموصِلِي يهجوه (هَبْ لنا الموسويَّ يَا ابنَ هلالِ ... وابغِ من شئتَ من ذَوي الأَحوالِ) (ذَاك عينُ الْهدى وَأَنت عَمى الأع ... يُنِ فِي النَّقْص مُولَعٌ بالكسالِ) وَقَالَ أَيْضا فِيهِ (أَيُّهذا الشريفُ حاشاكَ حاشا ... كَ يُرى فِي فِنائكَ ابنُ هلالِ) (هُوَ نحسُ النحوس فِي السادةِ الغُ ... رِّ وسعدُ السُّعودِ فِي الأنذالِ) ) (أنْظُرِ اللامَ من هلالٍ فَخذهَا ... فِيهِ مشكولةً بِلَا إشكالِ)

وَقَالَ غَيره (من ذَا رَأَيْتُمْ من النُّسَّاخ متَّخذاً ... سِبالَ لصٍّ على غُثْنون مُحتالِ) (هَذَا وأنتَ ابنُ بوَّابٍ وَذُو عَدَمٍ ... فَكيف لَو كنتَ ربَّ الدَّار والمالِ) وَمن شعر ابْن البوَّاب (ولَوَ أنّي أهْدَيتُ مَا هُوَ فَرْضٌ ... للرئيس الأجلِّ من أمثالي) (لنظمتُ النجومَ عِقداً إِذا رصّ ... ع غَيْرِي جواهراً بلآلي) (ثمَّ أهديتُها إِلَيْهِ وأقرر ... تُ بعجزي فِي القَوْل والأفعالِ) (غير أَنِّي رأيتُ قدرك يَعْلُو ... عَن نظيرٍ ومُشبهٍ ومثالِ) (فتفاءلتُ فِي الهديَّة بالأق ... لَام عِلْماً منّي بِصدق الفالِ) (فاعتقِدْها مفاتحَ الشرق والغر ... ب سَرِيعا والسَّهل والأجبالِ) (فَهِيَ تستنُّ إِن جَرَيْن على القر ... طاس بَين الأرزاق والآجالِ) (فاختبرها مُوقِّعاً برسوم ال ... بِرِّ والمكرُمات والإفضالِ) حكى مُحَمَّد بن هِلَال بن الصَّابِئ فِي كتاب الهفوات أنَّ أَبَا نصر بن مَسْعُود الْكَاتِب لَقِي يَوْمًا ابْن البوَّاب الْكَاتِب فسلَّم عَلَيْهِ وقبَّل يَده فَقَالَ لَهُ ابْن البوَّاب الله الله يَا سيِّدي مَا أَنا وَهَذَا فَقَالَ لَو قبَّلت الأَرض بَين يَديك لَكَانَ قَلِيلا قَالَ ولمَ ذَاك يَا سَيِّدي وَمَا الَّذِي أوجبه واقتضاه قَالَ لأنَّك تفرّدت بأَشْيَاء مَا فِي بغداذ كلّها من يشاركك فِيهَا مِنْهَا الخطُّ الْحسن وأنَّه لم أرَ عمري كَاتبا من طرف عمَامَته إِلَى طرف لحيته ذراعان وَنصف غَيْرك فَضَحِك ابْن البوَّاب وجزاه خيرا وَقَالَ أَسأَلك أَن تكْتم عنِّي هَذِه الْفَضِيلَة وَكَانَت لحية ابْن البوَّاب طَوِيلَة جدًّا ولمَّا ورد الْوَزير فَخر الْملك أَبُو غَالب مُحَمَّد بن خلف والياً على الْعرَاق من قبل بهاء بن عضد الدولة جعل ابْن البوَّاب نديماً لَهُ واختصَّ بِهِ وَكَانَ ابْن البوَّاب يتصرَّف فِي خزانَة الْكتب الَّتِي لعضد الدولة بشيراز وأمرها مَرْدُود إِلَيْهِ وَله مَعَ عضد الدولة وَاقعَة جرت فِي أَمر أَجزَاء ربعةٍ بخطِّ ابْن مُقلة فإنَّه كمَّل مِنْهَا جُزْءا مخروماً فكمَّله ابْن البوَّاب وذهَّبه وعتَّقه وأحضره إِلَيْهِ فِي جملَة الْأَجْزَاء فَلم يعرفهُ قلت وللكتَّاب لحنٌ فِي الْوَضع يعدّونه كَمَا يعدُّ أهل الْعَرَبيَّة لحنهم من ذَاك أنَّ الْكَاف لَا) تكْتب مجلَّسة إِذا وَقعت طرفا فِي مثل إِلَيْك ولديك وَعَلَيْك وَلَك وَمَا أشبه ذَلِك ثمَّ إِذا كتبت طرفا لَا يعْمل لَهَا ردَّة إنَّما الردّة عَلَيْهَا إِذا كَانَت مَكْتُوبَة أوَّلاً وَفِي بعض

جونقا الكاتب

الْكَلِمَة حَشْوًا وَأَشْيَاء ذكرتها فِي قولي تذنيبٌ فِي مُقَدّمَة هَذَا الْكتاب فأغنت عَن الْإِعَادَة هُنَا 3 - (جَوَنقا الْكَاتِب) عَليّ بن الْهَيْثَم الْأَنْبَارِي وَالْحسن الْكَاتِب الْمَعْرُوف بجونقا بجيم وواو بعْدهَا نون وقاف وَألف كَانَ فِي ديوَان الْمَأْمُون وَمن بعده من الْخُلَفَاء وَكَانَ فَاضلا كثير التقعير فِي كَلَامه يسْتَعْمل العويص من اللُّغَة فِي محاوراته حتَّى إنَّ الْمَأْمُون قَالَ أَنا أتكلَّم مَعَ النَّاس أَجْمَعِينَ على سجيَّتي إلاَّ عليّ بن الْهَيْثَم فإنَّي أتحفَّظ إِذا كلَّمته لأنَّه يغرق فِي الإغراب وَدخل يَوْمًا جونقا إِلَى سوق الدَّوَابّ فَلَقِيَهُ نخَّاسٌ فَقَالَ هَل من حَاجَة قَالَ نعم الْحَاجة أناختنا بعَقْوتك أردْت فرسا قد انْتهى صَدره وتقلقلت عروقه يُشِير بأذنيه ويتعاهدني بِطرف عَيْنَيْهِ ويتشرّف بِرَأْسِهِ ويعقد عُنُقه ويخطر بِذَنبِهِ ويناقل برجليه حسن الْقَمِيص جيّد الفصوص وثيق الْقصب تامّ العصب كأنَّه موج لُجَّة أَو سيلُ حَدور فَأَجَابَهُ النخَّاس بِجَوَاب نزَّهت هَذَا الْكتاب عَنهُ وَقَالَ الْمَأْمُون يَوْمًا ببابي رجلَانِ أَحدهمَا أُرِيد أَن أَضَعهُ وَهُوَ يرفع نَفسه وَهُوَ عَليّ بن الْهَيْثَم وَالْآخر أُرِيد أَن أرفعه وَهُوَ يضع نَفسه وَهُوَ الْفضل بن جَعْفَر بن يحيى بن الْبَرْمَكِي وَدخل جونقا يَوْمًا على الْمَأْمُون وَعِنْده أَحْمد بن الْجُنَيْد الإسكافي وَجَمَاعَة من الخاصَّة فَقَالَ الْمَأْمُون يَا عدوَّ الله يَا فَاسق يَا لصّ يَا خَبِيث سرقتَ الْأَمْوَال وانتهبتها وَالله لأفرقنَّ بَين لحمك ودمك وعظمك ولأفعلنَّ وَلَأَفْعَلَن ثمَّ سكن غَضَبه قَلِيلا فَقَالَ أَحْمد بن الْجُنَيْد نعم وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إنَّه وإنَّه لم يدع شَيْئا من الْمَكْرُوه إلاَّ قَالَه فِيهِ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُون يَا أَحْمد وَمَتى اجترأت عليَّ بِهَذِهِ الجرأة رَأَيْتنِي وَقد غضِبت فَأَرَدْت أَن تزيد فِي غَضَبي أما إنِّي سأؤدّبك أدباً يتأدَّب بِهِ غَيْرك يَا عَليّ بن الْهَيْثَم قد صفحت عَنْك ووهبت لَك مَا قدرت أَن أطالبك بِهِ وَرفع رَأسه إِلَى الْحَاجِب وَقَالَ لَا يبرح ابْن الْجُنَيْد الدَّار حتَّى يحمل لعَلي بن الْهَيْثَم مائَة ألف دِرْهَم ليَكُون لَهُ بذلك عقلٌ فَلم يبرح حتَّى حملهَا إِلَى ابْن الْهَيْثَم

خشكنانجة الكاتب

وَكَانَ خَالِد بن أبان الْأَنْبَارِي أَخُو عبد الْملك بن أبان بَينه وَبَين ابْن الْهَيْثَم حُرْمَة أَيَّام مُقامهما بالأنبار فاختلَّت حَال خَالِد وَضَاقَتْ وتوجَّه إِلَى مصر فَبَلغهُ مَا وصل إِلَيْهِ عَليّ بن الْهَيْثَم) فَكتب إِلَيْهِ أبياتاً بِالذَّهَب مِنْهَا (على الْخَالِق الْبَارِي توكَّلتُ إِنَّه ... يَدُوم إِذا الدُّنْيَا أبادت قُرونَها) (فداؤكَ نَفسِي يَا عليَّ بن هيثمٍ ... إِذا أكلَتْ عُجْفُ السنين سمينَها) (رميتُك من مصرٍ بأمٍّ قلائدي ... ترفُّ وَقد أقسمتُ أَن لَا تُهينها) فوجّه إِلَيْهِ بِأَلف دِينَار وَكتب إِلَى عَامل مصر فَاسْتَعْملهُ وَحسنت حَاله وعاتبه الْفضل بن الرّبيع يَوْمًا على تأخّره وَزَاد عَلَيْهِ فَقَالَ جونقا (وَجَدَني الفضلُ رخيصاً جدًّا ... فعقَّني وازوَرَّ عنّي صَدّا) (وظنَّ والظُّنونَ قد تعَدَّى ... أنّي لَا أُصيبُ مِنْهُ بِدّا) أعُدُّ مِنْهُ ألفَ بِدٍّ عَدّا ثمَّ انْصَرف جونقا وَلم يعْمل بعْدهَا للسُّلْطَان عملا 3 - (خُشكَنانجَة الْكَاتِب) عَليّ بن وصيف الملقَّب بخُشكنانجة الْكَاتِب البغداذي كَانَ أَكثر مقَامه بالرَّقَّة ثمَّ انْتقل إِلَى الْموصل وَكَانَ من البلغاء وألّف عدَّة كتب ونحلها عَبْدَانِ صَاحب الإسماعلية قَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَكَانَ لي صديقا وأنيساً توفّي بالموصل وَله من الْكتب كتاب الإفصاح والتثقيف فِي الْخراج ورسومه 3 - (مجد الدّين بن دَقِيق الْعِيد الْمَالِكِي) عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الإِمَام العلاّمة مجد الدّين أَبُو الْحسن وَالِد شيخ الْإِسْلَام قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد وَقد تقدَّم ذكره فِي المحمدين الْقشيرِي البهزيّ بهز بن حَكِيم بن مُعَاوِيَة بن حيدرة المنفلوطي الْمَالِكِي نزيل قُوص ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة

سبع وَسِتِّينَ وست مائَة تفقَّه على أبي الْحسن بن المفضّل الْحَافِظ على مَذْهَب مَالك وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره ودرَّس وَأفْتى وصنَّف فِي الْمَذْهَب وانتفع بِهِ أهل الصَّعِيد وَكَانَ شيخ تِلْكَ الديار تفقَّه عَلَيْهِ وَلَده وَغَيره وَكَانَ جَامعا لفنون من الْعلم مَعْرُوفا بالصلاح وَالدّين معظَّماً عِنْد الخاصَّة والعامَّة مطّرحاً للتكلُّف كثير السَّعْي فِي قَضَاء حوائج النَّاس على سمت السَّلف ارتحل النَّاس إِلَيْهِ من الأقطار وتخرَّجوا بِهِ وبرعوا فِي الْفَضَائِل ولمَّا بنى النجيب بن هبة القوصي مدرسته بقوص أَشَارَ عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو الْحسن بن الصبَّاغ أَن) يحضر إِلَيْهَا الشَّيْخ مجد الدّين فَأحْضرهُ وَجرى بِسَبَبِهِ من الْخَيْر وَمن الْعلم مَا جرى بقوص وَسمع على الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن بنت الجُمَّيزي وَعنهُ أَخذ الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وحدَّث عَن شَيْخه الْمَقْدِسِي وَعَن أبي رَوح عبد المُعزّ بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل الْأنْصَارِيّ وحدَّث عَنهُ ولداه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَالشَّيْخ سراج الدّين مُوسَى وتلميذه الشَّيْخ بهاء الدّين القِفطي والحافظ مَنْصُور بن سليم والحافظ عبد الْمُؤمن الدمياطي وقاضي الْقُضَاة ابْن جمَاعَة وَالشَّيْخ تَاج الدّين مُحَمَّد بن الدشناوي وَالشَّيْخ المعمّر أَبُو معِين أَحْمد بن التقيّ عبيد وَغَيرهم قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدْفوي حكى لي تَقِيّ الدّين عبد الْملك الأرمنتي أَن شَيْخه مجد الدّين مرَّ وتقيّ الدّين عبد الْملك هَذَا مَعَه فَرَأى كلبةً قد ولدت وَمَاتَتْ فَقَالَ يَا تقيُّ هَات هَذِه السجَّادة فَحمل الجراء وَجعلهَا فِي مَكَان قريب ورتَّب لَهَا لَبَنًا يسقيها حتَّى كَبرت وَذكر لَهُ وقائع من هَذَا النَّوْع وَكَانَ يمشي بِنَفسِهِ فِي قَضَاء حوائج النَّاس قَالَ حكى أَصْحَابنَا أنَّه كَانَ عِنْده شخصٌ يُشفق عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه يَا سَيِّدي هَذَا فِيهِ قلَّة دين لينقّصه عِنْده فَقَالَ الشَّيْخ لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم كنَّا نشفق عَلَيْهِ من جِهَة الدُّنْيَا صرنا نشفق عَلَيْهِ من جِهَة الدّين قَالَ وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى يسْعَى لطلبته على قدر استحقاقهم فَمن يصلح للْحكم سعى لَهُ فِيهِ وَمن يصلح للتعديل سعى لَهُ فِيهِ وَإِن لم يصلح سعى لَهُ فِي إِمَامَة أَو فِي شغل وإلاّ أَخذ لَهُ على السهمين راتباً حتَّى جَاءَهُ بعض النَّاس وشكا لَهُ ضَرُورَة فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ قصَّة للْقَاضِي وَأَنا أتحدَّث مَعَه فَكتب الْمَمْلُوك فلَان يقبِّل الأَرض ويُنهي أنَّ الْمَمْلُوك فَقير مضرور وَكتب مضرور بالظاء وَقَلِيل الْحَظ وَكتبه بالضاد وناولها للشَّيْخ فتبسَّم وَقَالَ يَا فقيهُ ضرّك قَائِم وحظُّك سَاقِط قَالَ وَكَانَ فِيهِ مَعَ تورُّعه وتقشُّفه بسطة جَاءَهُ بعض الطّلبَة وَقَالَ يَا سَيِّدي هَؤُلَاءِ

الْفُقَهَاء يلقِّبونني بِوَجْه سبع الْحَوْض فَنظر إِلَيْهِ الشَّيْخ وَقَالَ مَا أبعدوا قَالَ وَكَانَ يقْرَأ فِي المذهبين مَالك وَالشَّافِعِيّ والأصولين وَاخْتصرَ الْمَحْصُول اختصاراً جيّداً قَالَ وَحكى عَنهُ أَصْحَابه أنَّه كَانَ يحفظ فِي الأَدب زهر الْآدَاب وَكَانَ لَهُ شعر وَمِنْه أَنْشدني شَيخنَا العلاّمة أثير الدّين قَالَ أنشدنا أَبُو الْفَتْح مُوسَى بن عَليّ بن وهب قَالَ أنشدنا) وَالِدي لنَفسِهِ (وزهَّدني فِي الشِّعر أنَّ سجيَّتي ... بِمَا يستجيدُ النَّاس ليسَ تجودُ) (ويأبى ليَ الخِيم الشريفُ رديئَةُ ... فأطرده عَن خاطري وأذودُ) وَبِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور إِلَيْهِ (أقولُ لدهرٍ قد تناهَى إساءةً ... إليَّ وَلَكِن للأحبَّةِ أحسنَا) (أَلا دُم على الْإِحْسَان فِي من نحبّهم ... فإنَّهمُ الأولى ودعْ عنكَ أمرنَا) قلت هُوَ مَأْخُوذ من قَول الْقَائِل (أَبى دَهْرنَا إسعافنا فِي نفوسنا ... وأسعَفنا فِي من نجلُّ ونكرمُ) (فقلتُ لَهُ نعماكَ فيهم أتمَّها ... ودَعْ أمرنَا إنَّ المهمَّ المقدَّمُ) وَكتب الشَّيْخ مجد الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فِي إجَازَة شمس الدّين عمر بن الْمفضل بالفتوى والتدريس أستخير الله تَعَالَى فِي الْإِيرَاد والإصدار وأعتصم بِهِ من آفتي التَّقْصِير والإكثار وأستغفره فِيمَا فرط فِي الْجَهْر والإسرار وَأَقُول إنِّي ذاكرتُ فلَانا زيَّنه الله بالتقوى وحرسه فِي السّرّ والنجوى فِي فنونٍ من الْعُلُوم الشرعيَّة العقليَّة والنقليَّة فَأَلْفَيْته يرجع إِلَى مَعْقُول صَحِيح ومنقول صَرِيح واطِّلاعٍ على المشكلات واضطلاع بحلِّ المعضلات لَا سيَّما فِي فقه الْمَذْهَب فإنَّه أصبح فِيهِ كَالْعلمِ المُذهب وَقَامَ بِعلم الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير فَصَارَ فيهمَا الْفَاضِل النحير وَقد أَجَبْته إِلَى مَا التمس وَإِن كَانَ غنيًّا بِمَا حصَّل واقتبس فليدرّس مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ لطالبيه وليُجب المستفتي بقلمه وفِيه ثِقَة بفضله الباهر وفطرته الوقَّادة وألمعيَّته المنقادة وَالله تَعَالَى يَنْفَعنِي وإيَّاه بِمَا علمناه ويرفعنا بذلك لَدَيْهِ فَمَا الْقَصْد سواهُ تمَّت وانتفع بالشيخ مجد الدّين جمَاعَة كبار مِنْهُم أَوْلَاده الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَالشَّيْخ سراج الدّين مُوسَى وَالشَّيْخ تَاج الدّين أَحْمد وتلاميذه الأئمَّة الشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي وَالشَّيْخ جلال الدّين أَحْمد الدشناوي وَالشَّيْخ محبّ الدّين الطَّبَرِيّ وَالشَّيْخ ضِيَاء الدّين جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْحُسَيْنِي والنجيب بن مُفْلِح كلُّ هَؤُلَاءِ عُلَمَاء فضلاء

علي بن يحيى

أئمَّة ويليهم جمَاعَة كَالْقَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن قدس وَالْقَاضِي سراج الدّين يُونُس الأرمنتي وَالْقَاضِي نجم) الدّين أَحْمد بن نَاشِئ كلُّهم أَيْضا فُقَهَاء مفتون وَمن الْغَرِيب أنَّه مالكي الْمَذْهَب وَالَّذين تخرَّجوا عَلَيْهِ شافعيَّة قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي لَا نَعْرِف مالكيًّا انتُفع بِهِ ذَلِك الِانْتِفَاع وَكَانَ كثير الصَّوْم يَصُوم الدَّهْر ويلازم قيام اللَّيْل وَيكثر التِّلَاوَة حكى عَنهُ تِلْمِيذه الشَّيْخ بهاء الدّين أنَّه كَانَ كلَّ يومٍ يخْتم الْقُرْآن مرَّتَيْنِ مَعَ شغله وتولَّى الحكم بسيوط ومنفلوط وعمَلهما وصنَّف تلاميذه فِي حَيَاته قَالَ كَمَال الدّين أَخْبرنِي بعض الْجَمَاعَة أَنه قبل مَوته بأيَّام تَذَاكر هُوَ وَأَصْحَابه جمَاعَة مِمَّن مَاتَ فَلَمَّا بَات تِلْكَ اللَّيْلَة رأى قَائِلا ينشده (أتَعُدُّ كثرةَ من يَمُوت تعجُّباً ... وَغدا لَعَمري سَوف تحصلُ فِي العددْ) وَكَانَ سَبَب تَسْمِيَة جدّه دَقِيق الْعِيد أنَّه كَانَ عَلَيْهِ يومَ عيدٍ طيلسانٌ شديدُ الْبيَاض فَقَالَ بَعضهم كأَنَّه دقيقُ العي فلُقِّب بِهِ رَحمَه الله تَعَالَى وَقَالَ كَمَال الدّين حكى تِلْمِيذه الْبُرْهَان المالِقي أنَّه توجَّه فِي خدمته إِلَى الأقصُر لزيارة الشَّيْخ أبي الْحجَّاج فقدموا وَقت الْمسَاء فَقَالَ الشَّيْخ مَا ندخل على الْفُقَرَاء عشَاء فنزلوا فِي مَكَان فلمَّا كَانَ بعدُ ليلٌ طُرق البابُ فَخَرجُوا فوجدوا الشيخَ أَبَا الْحجَّاج فَقَالَ رَأَيْت النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فَقَالَ الْفَقِيه أَبُو الْحسن قدم قُم فسلّم عَلَيْهِ وَقد حَكَاهَا الشَّيْخ عبد الْغفار فِي كِتَابه (عَليّ بن يحيى) عَليّ بن يحيى بن أبي مَنْصُور المنجِّم أَبُو الْحسن كَانَ أَبوهُ يحيى من خدم الْخُلَفَاء من آل المنجِّم وَإِلَيْهِ يُنسبون وأوَّل من خدم الْمَأْمُون وأمَّا ابْنه أَبُو الْحسن هَذَا فإنَّه نادم المتوكّل ومَن بعده إِلَى أيَّام الْمُعْتَمد وَقد نبّهتُ على مَا وهم فِيهِ القَاضِي شمس الدّين بن خلِّكان فِي تَرْجَمَة حفيد هَذَا وَهُوَ عَليّ بن هَارُون بن عَليّ بن يحيى وَكَانَ أَبُو الْحسن هَذَا شَاعِرًا أخباريًّا علاّمةً منجِّماً طبَّاخاً طَبِيبا نديماً عَارِفًا بِأَصْوَات

الْغناء لكنَّه كَانَ صَغِير الْخلقَة دَقِيق الْوَجْه صَغِير الْعين توفِّي سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ آخر أَيَّام الْمُعْتَمد كَانَ أوَّلاً خصيصاً بِمُحَمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم المُصْعَبي حتَّى لقد مَاتَ وَيَده فِي يَده وَوَصفه الْفَتْح بن خاقَان للمتوكِّل فَأحْضرهُ وَأَعْجَبهُ واستمرَّ بِهِ نديماً وحُسب جملَة مَا وصل إِلَيْهِ من أنعام المتوكِّل فَكَانَ ذَلِك ثَلَاثَة مائَة ألف دِينَار وَوَصله من المعتزّ ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ ألف دِينَار وقلَّده الْمُنْتَصر بن المتَوَكل العمارات والمستَغَلاّت والمرمَّات وكلّ مَا على شاطئ دجلة إِلَى البطيحة من الْقرى وأقرَّه المستعين على ذَلِك ثمَّ حدثت الْفِتْنَة فانحدر مَعَ المستعين وَلم يزل إِلَى أَن خُلع المستعين فَأَقَامَ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيروح بعد الْخلْع إِلَى أَن أحلَّه من الْبيعَة الَّتِي كَانَت لَهُ فِي عُنُقه وَلَك يكن المستعين قبل الْخلْع بِسنة يَأْكُل إلاَّ مَا يُحمل إِلَيْهِ من منزل عَليّ بن يحيى فِي الجَوْن فيُفطر عَلَيْهِ لأنّه كَانَ يَصُوم فِي تِلْكَ الأَيام وَلَكِن لما تولى الْمهْدي حقد عَلَيْهِ أَشْيَاء كَانَت تجْرِي بَينه وَبَين الْمُهْتَدي فِي مجَالِس الْخُلَفَاء وسلَّمه الله مِنْهُ وَمضى الْمُهْتَدي لسبيله وَكَانَ الْمُهْتَدي يَقُول لست أَدْرِي كَيفَ يسلم منِّي عَليّ بن يحيى ثمَّ أفْضى الْأَمر إِلَى الْمُعْتَمد فحلَّ مِنْهُ محلا عَظِيما وقدَّمه على النَّاس جَمِيعًا وقلَّده مَا كَانَ يتقلَّده قبله أيامَ الْخُلَفَاء وزاده بِنَاء المعشوق فَبنى لَهُ أَكْثَره وَكَانَ الموفَّق يذكرهُ فِي مجالسه ويثني عَلَيْهِ أَمر المتوكِّل فِي بعض ليَالِي شرابه مَن يمْضِي إِلَى بَيت عَليّ بن المنجم ويأتيه بِمَا فِي بَيته من طَعَام وَلَا يدع أَهله يُهيِّئون شَيْئا من غير مَا عِنْدهم فَمضى وأتى بجَونةٍ ملأى من ضروب الطَّعَام ففُتحت بَين يَدَيْهِ فأعجبه مَا فِيهَا وأعظمه فصاح المتوكِّل بعلي بن المنجم وَقَالَ لَهُ انْظُر إِلَى هَذِه الجونة أتعلم من أَيْن هِيَ قَالَ لَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ هِيَ من مَنْزِلك وَالله لقد سرَّني مَا رأيتُ من مروءتك وسَرْوِك كَذَا فَلْيَكُن مَن خدم الْمُلُوك واتَّصل بهم ثمَّ قَالَ لَهُ مَا تحبُّ أَن أهب لَك قَالَ مائَة ألف دِينَار فَقَالَ لَهُ أَنْت تستحقّها وَأكْثر مِنْهَا) وَمَا يَمْنعنِي من دَفعهَا إِلَيْك إلاَّ خوفُ الشنَّاع وَأَن يُقَال صرف لنديمه مائَة ألف دِينَار وَقد وصلتك الْآن بِمِائَة ألف دِرْهَم معجَّلةً وعليَّ أَن أصلك الْبَاقِي مفرَّقاً وَلم يزل يُنعم عَلَيْهِ بِشَيْء بعد شَيْء إِلَى أَن أكملها وَكَانَ عَليّ بن يحيى سَرِيًّا مُمَدَّحاً منزله مأوى الْفُضَلَاء وَمجمع الأدباء يصلهم بالأموال والقماش والخيول وَغير ذَلِك وَفِيه يَقُول إِدْرِيس بن أبي حَفْصَة (أضحى عليُّ بن يحيى وَهُوَ مشتهرٌ ... بِالصّدقِ فِي الْوَعْد والتصديق فِي الأملِ) (لَو زيد بالجود فِي رزقٍ وَفِي أجلٍ ... لزاد جودك فِي رزقٍ وَفِي أجل)

وَيَقُول أَيْضا (مَا من دعوتُ ولَبّاني بنائله ... كمن دعوتُ فَلم يسمع وَلم يُجِبِ) (إنّي وجدت عليًّا إذْ نزلتُ بِهِ ... خيرا من الفضَّة الْبَيْضَاء والذهبِ) وَفِيه يَقُول أَبُو هِفّان (وقائلٍ إذْ رأى عزمي عَن الطَّلَبِ ... أتِهْتَ أم نِلْتَ مَا ترجو من النَّشَبِ) (قلت ابنُ يحيى عليٌّ قد تكفَّل لي ... وصان عِرضي كصون الدِّين للحَسَبِ) وَيَقُول يعقوبُ بن يزِيد التمّار (يُذكي لزوّاره نَارا مضرَّمةً ... على يَفاعٍ وَلَا يُذكي على صَبَبِ) (من فَارس الْخَيْر فِي أبياتِ مملكةٍ ... وَفِي الذوائب من جُرثومةِ الحَسَبِ) وَيَقُول أَحْمد بن أبي طَاهِر (لَهُ خلائقُ لم تُطبَع على طَبَعٍ ... ونائلٌ واصلتْ أسبابُه سَبَبي) (كالغيث يعطيك بعد الرِّي واصلَه ... وَلَيْسَ يعطيك مَا يعطيك عَن طَلَبِ) وَكَانَ الثَّلَاثَة قد اجْتَمعُوا عِنْده على الشَّرَاب فوصلهم وخلع عَلَيْهِم وَدخل عَلَيْهِ ابْنه هَارُون يَوْمًا فَقَالَ لَهُ يَا أَبَت رأيتُ فِي النّوم أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُعْتَمد وَهُوَ فِي دَاره على سَرِير إذْ بَصُرَ بِي فَقَالَ لي أقبل عليَّ يَا هَارُون يزْعم أَبوك أَنَّك تَقول الشّعْر فأنشدني طريد هَذَا الْبَيْت (أسالت على الخدَّين دمعاً لَو أنَّهُ ... من الدُّرِّ عقد كَانَ ذخْرا من الذخر) فَلم أرد عَلَيْهِ شَيْئا وانتبهتُ فزحف إِلَيْهِ أَبوهُ غَضبا وَقَالَ لَهُ وَيحك لِمَ لمْ تقل) (فَلَمَّا دنا وَقت الْفِرَاق وَفِي الحشا ... لفرقتها لذع أحرُّ من الجمرِ) وَلما مَاتَ قَالَ ابْن بسّام (قد زرتُ قبرك يَا عليُّ مسلِّماً ... وَلَك الزيارةُ من أقلِّ الواجبِ) (وَلَو استطعتُ حملتُ عَنْك ترابَه ... فلطالما عنّي حملتَ نَوائبي) وَمن شعر عَليّ بن يحيى الْمَذْكُور يمدح المعتز

الأرمني صاحب الغزو

(بدا لابساً بُرْدَ النبيِّ محمَّدٍ ... بأحسنَ ممّا أقبل الْبَدْر طالعاً) (سَمِيُّ البنيِّ وَابْن وَارثه الَّذِي ... بِهِ استشفعوا أكْرِمْ بذلك شافعا) (فَلَمَّا علا الأعوادَ قَامَ بخُطبةٍ ... تزيد هدى من كَانَ للحقِّ تَابعا) (وكلُّ عزيزٍ خشيَة مِنْهُ خاشعٌ ... وَأَنت ترَاهُ خشيةَ الله خَاشِعًا) وَقَالَ فِي نَفسه (عليُّ بن يحيى جامعٌ لمحاسنٍ ... من الْعلم مشغوفٌ بكسب المحامدِ) (فَلَو قيل هاتوا فيكمُ اليومَ مثله ... لَعَزَّ عَلَيْهِم أَن يجيئوا بواحدِ) وَله من الْأَوْلَاد أَبُو عِيسَى أَحْمد وَأَبُو الْقَاسِم عبد الله وَأَبُو أَحْمد يحيى وَأَبُو عبد الله هَارُون 3 - (الأرمني صَاحب الْغَزْو) عَليّ بن يحيى الأرمني صَاحب الْغَزْو وَالْجهَاد كَانَ شجاعاً وَله نكايات فِي الرّوم كَانَ قد قفل من إرمينية إِلَى مَيّافارقين وبلغه مقتل عمر بن عبد الله الأقطع فَعَاد يطْلب الرّوم فالتقوه فقاتلوه قتالاً شَدِيدا وقُتل هُوَ وقُتل مَعَه أَربع مائَة رجل من أبطال الْمُسلمين سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (صَاحب المهديّة) عَليّ بن يحيى بن تَمِيم بن المُعزّ بن باديس السُّلْطَان أَبُو الْحسن الصُّنهاجي ملك الغرب ولد بالمهديّة فِي صفر سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة تولى الْملك عِنْد وَفَاته وَالِده وَكَانَ صَارِمًا حازماً صَاحب عزم وشهامة وفوَّض الْأَمر إِلَى وَلَده الْحسن الَّذِي أَخذ الفرنجُ من المهدية وَكَانَ الْحسن آخر سلاطينهم وَمن شعر عَليّ بن يحيى الْمَذْكُور) (وسالبةٍ عَقْلِي بحُسن دلالها ... وقدٍّ لَهَا مثلِ السِّنانِ المُقوَّمِ)

نجم الدين بن بطريق

مِنْهَا (فمالَتْ إِلَى وَصلي فنلتُ بهَا المنى ... وبتُّ صَرِيعًا بَين جيدٍ ومِعْصَمِ) (فَلم أرَ أحلى مِنْهُ وصلا فحبَّذا ... وصالٌ أَتَى من بعد هجرٍ مُحَكَّمِ) وَكَانَ أَبوهُ يحيى بن تَمِيم قد ولاّه سفاقس فَلَمَّا مَاتَ وَالِده فُجاءةً على مَا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ اجْتمع أَعْيَان الدولة على كتاب كتبوه إِلَيْهِ عَن أَبِيه يَأْمُرهُ بالوصول إِلَيْهِ مسرعاً فوصله الْكتاب فَخرج مسرعاً وَمَعَهُ جمَاعَة من أُمَرَاء الْعَرَب وجدَّ فِي السّير فوصل إِلَيْهِم وَدخل الْقصر يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي من يَوْم الْعِيد يَوْم مَاتَ وَالِده وَلم يُقدِّم شَيْئا على تجهيز وَالِده وصلّى عَلَيْهِ وَدَفنه وَفِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر ذِي الحجَّة سنة تسع وَخمْس مائَة جلس للنَّاس ودخلوا عَلَيْهِ وسلّموا عَلَيْهِ بالإمارة وَركب فِي جموعه وجيوشه وَفِي أيّامه توجَّه أَخُوهُ أَبُو الْفتُوح بن يحيى إِلَى مصر وَمَعَهُ زَوجته بُلاّرة بنت الْقَاسِم وَولده الْعَبَّاس الصَّغِير على الثدي وَوصل الْإسْكَنْدَريَّة وأُنزل وَأكْرم بِأَمْر الْآمِر صَاحب مصر فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يسيرَة وَتُوفِّي فتزوّجت بعده بُلاّرة الزَّوْجَة الْمَذْكُورَة بالعادل عليّ بن سلاّر وشبَّ الْعَبَّاس وقدَّمه الْحَافِظ صَاحب مصر وَولي الوزارة بعد الْعَادِل الْمَذْكُور 3 - (نجم الدّين بن بِطريق) عَليّ بن يحيى بن بِطريق نجم الدّين أَبُو الْحسن الحلِّيّ الْكَاتِب كتب بالديار المصرية أيّامَ الدولة الكاملية ثمَّ اختلّت حَاله فَعَاد إِلَى الْعرَاق وَمَات ببغداذ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة وَكَانَ فَاضلا أُصوليًّا نقلتُ من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِدِمَشْق وَكتب بهما إِلَى ابْن عُنَيْن عِنْد وُصُوله إِلَى دمشق وَكَانَ بِهِ جربٌ انْقَطع بِسَبَبِهِ فِي دَاره (مولَايَ لَا بِتُّ فِي همّي وَفِي نَصَبي ... وَلَا لقيتَ الَّذِي ألْقى من العربِ) (هَذَا زماني أَبُو جَهْلٍ وَذَا جربي ... أَبُو مُعَيْطٍ وَذَا قلبِي أَبُو لَهبِ) قلت كَذَا وجدته وَأَظنهُ وَلَا لقِيت الَّذِي ألْقى من العطب أَو التَّعَب قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ وَقد بلغه أَن الْملك الْأَشْرَف قد أعْطى شرف الدّين الحلِّي الشَّاعِر سَيْفا محلَّى وتقلَّد بِهِ وتشبّه) بالحَيْص بَيْص (تقلَّد رَاجِح الحلّيُّ سَيْفا ... محلَّى واقتنى سمر الرماح)

(وَقَالَ النّاسُ فِيهِ فقلتُ كُفُّوا ... فَلَيْسَ عَلَيْهِ فِي ذَا من جُناحِ) (أيَقْدِرُ أَن يُغيرَ على القوافي ... وأموالِ الملوكِ بِلَا سلاحِ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (لي على الرِّيق كلَّ يومٍ رُكوبٌ ... فِي غبارٍ أغَصُّ مِنْهُ بريقي) (أقصد القلعةَ السَّحوقَ كأنّي ... حَجَرٌ من حجارةِ المنجنيقِ) (فدوابي تفنى وجسميَ يَضْنى ... هَذِه قلعةٌ على التحقيقِ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (مَا كنتَ أولَ مولى كَانَ لي أمَلٌ ... فِيهِ فمذ بلغَ الآمالَ خيَّبَهُ) (وَمَا أتيت بشيءٍ لست أعرفُه ... كنزُ الْوَفَاء أعَزَّ الله مطلبَهُ) وَقَالَ نجم الدّين أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن عَليّ القوصي لما كَانَ ابْن بطرِيق بحماة (إنَّ ابْن بطريقٍ الملعونَ والدُه ... مُذَبْذَبٌ بَين تنكيدٍ وتعذيبِ) (يسبُّ كلَّ أبي بكرٍ وشيعته ... وَلَيْسَ يبدأُ إلاَّ بِابْن أيُّوبِ) فَلَمَّا بلغ ذَلِك صَاحب حماة أبعده وقلاه وَأمر بِإِخْرَاجِهِ ونفاه حدّث الْوَجِيه ابْن سُوَيْد التكريتي قَالَ عمَّر سراجُ الدّين أَبُو الْحسن عَليّ ابْن مُحَمَّد بن يحيى بن طَلْحَة بن حَمْزَة البَجَليّ نَاظر دَار الضَّرْب والجيش ببغداذ دَارا فلمّا فرغ من بنائها صنع دَعْوَة ودعا إِلَيْهَا أكَابِر أهل بغداذ وَكَانَ فِي جُمْلَتهمْ نجم الدّين بن البطريق فَلَمَّا أكلُوا وَخَرجُوا من عِنْده دخل ابْن البطريق إِلَى الْوَزير نصير الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن النَّاقِد فَسَأَلَهُ الْوَزير أَيْن كنت فَقَالَ فِي وَلِيمَة ابْن البَجلِيّ فَقَالَ الْوَزير قيل لي إِن دَاره مليحة فَقَالَ نعم وَقد نظمتُ فِيهَا بَيْتَيْنِ قَالَ وَمَا هما فأنشده (دارُ السِّراجِ جميلةٌ ... فِيهَا تصاويرٌ بِمُكْنَهْ) (تحكي كتابَ كليلةٍ ... فَمَتَى أَرَاهَا وَهِي دِمْنَهْ) فَمَا فرغ من إنشادهما إلاَّ وَقد دخل السِّراج بن البَجلِيّ فَقَالَ لَهُ الْوَزير يَا سراج مَا سَمِعت مَا) نظمه هَذَا الْفَاضِل الْكَامِل فِي دَارك قَالَ لَا فَالْتَفت الْوَزير إِلَى ابْن البطريق

الشيخ الكاتب النيسابوري

وَقَالَ لَهُ أنشدهما فأنشده فَقَالَ ابْن البجليّ وَأَنا السَّاعَة قد نظمت بَيْتَيْنِ فِيهِ قَالَ وَمَا هما فَأَنْشد (وَلَيْسَ بالفاضل لكنَّه ... فِي خِسَّةِ المَحْتِدِ كالفاضلِ) (وَلَيْسَ بالكامل لكنَّه ... عينٌ على الدِّيوَان للكاملِ) فكُتبت المطالعةُ بذلك فَخرج الجوابُ بِأَن يُقطع جاري ابْن البطريق وَيلْزم بَيته فَأَقَامَ فِي مشْهد مُوسَى بن جَعْفَر إِلَى أَن مَاتَ 3 - (الشَّيْخ الْكَاتِب النَّيْسَابُورِي) عَليّ بن يحيى بن سَلَمة الشَّيْخ أَبُو الْحسن النَّيسابوري الْكَاتِب هُوَ أَخُو الشَّيْخ أميرك أَحْمد بن يحيى وَقد تقدَّم وَهُوَ من شعراء الدُّمية أورد لَهُ الباخَرْزي من قصيدة مدح بهَا الْوَزير نظام الْملك (لقد أحسنَ العُذْرُ عمّا جَنى ... زمانٌ وفى بَعْدَمَا قد جَفا) (وأثمر أشجارَ روض السرُور ... وأسفر بالنُّجح ليلُ المُنى) (وَعَاد إِلَى الْعود ماءُ الشَّبَاب ... فجدَّد عنديَ عهدَ الصِّبا) (وكنتُ قصيرَ الخطى فِي السباق ... فصرتُ أسابقُ ريح الصَّبا) (وكنتُ نزلتُ بدار الهوان ... فطنَّبْتُ عَزْميَ فَوق السُّهى) قلت شعر مَقْبُول 3 - (ابْن الذِّرْوي) عَليّ بن يحيى القَاضِي الْوَجِيه أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الذِّرْوي شَاعِر مُجيد توفّي رَحمَه الله تَعَالَى لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشر ذِي الحجّة سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة وَمن شعره (بَكَرَ الحيا تِلْكَ الربوعَ بِدَرِّهِ ... حتَّى يُقَلِّدُها الربيعُ بدُرِّهِ)

(وسرى النسيمُ لَهَا بنفحة عنبرٍ ... نقلت شذاها عَن مجامر زهرِهِ) (دِمنٌ إِذا اقتنص الحشا تذكارُها ... طَار الفؤادُ صبَابَة عَن وَكْرهِ) (وعَلى العُذَيبِ كَمَا علمتَ مُتيَّمٌ ... كتمَ الهَوَى فوشى النحولُ بسرِّهِ) (تُذْكي أحاديثُ الغضا زفراته ... حتَّى يخيَّلها الغضا من جمرِهِ) ) (ويَوَدُّ من زمنٍ تقضَّى باللِّوى ... يَوْمًا يعودُ فيشتريه بعمرِهِ) (عنِّي بِقَوْلِك يَا نصوحُ فإنَّ لي ... سَمْعاً يَوَقِّرُه الملامُ لِوَقْرهِ) (حَسْبُ المُفَنِّدِ أنَّه يدْرِي الهَوَى ... أَو لَا فحسبي أنّه لم يَدْرِهِ) (ومهفهفٍ أبدى الجمالُ بطرفه ... دَعْوَى يُحقِّقُها النحولُ بخصرهِ) (أيقنتُ أنَّ الجُلَّنارةَ خدُّه ... لما بدا رُمَّانُها فِي صَدْرهِ) (وعلمتُ أنَّ الخندريسَ رُضابُه ... لما رأيتُ حَبابها فِي ثغرهِ) (قمرٌ يُذكِّرني الأصيلَ بوصله ... قسراً ويُنسيني الهجيرَ بهجرهِ) وَقَالَ أَيْضا (جُنَّ بِهِ العاذلُ لما رآهُ ... وَعَاد يستعذرُ ممّا جَناهْ) (أَتَاهُ كي يَهدي إِلَى سُلوة ... عَنهُ فضلَّ العقلُ مِنْهُ وتاهْ) (وَهل يطيعُ القلبُ تفنيدَه ... وَقد عصى لما نهتْهُ نُهاهْ) (الحبُّ بِالْكِتْمَانِ غُفْلٌ فإنْ ... بُحْتَ بِهِ وشّاهُ قَول الوشاهْ) (وَمَا على العُذّال من مُغرمٍ ... شفاؤه مَا ضمَّنتْه الشِّفاهْ) (هويتُه كالروض فِي حسنه ... إِن رَضِيَتْ بِالْوَصْفِ مني حُلاهْ) (يُنير وَجها وابتساماً فَمَا ... تعرفُ مِنْهُ الثغرَ لَوْلَا لماهْ) (إِن لم يكن بَدْرًا على بانةٍ ... فإنَّ بَين المنظرين اشتباهْ) (أنكرَ من قَتْلِي بألحاظه ال ... مرضى دَمًا تعرفه وجنتاهْ) (وشفَّني سُقْماً فَمَا ضرَّه ... لَو أَبْرَأ الْجِسْم الَّذِي قد براهْ) وَقَالَ (ألمَّ وطرفُ النَّجْم قد كَاد يغمضُ ... خيالٌ إِذا دبَّ الْكرَى يتعرَّضُ)

(سرى ليَ من أقْصَى الشآم وبيننا ... فيافٍ على الساري تطول وتعرضُ) (هدتْه من الأشواق نارٌ دخانُها ... همومٌ عَلَيْهِ صبغةَ اللَّيْل تنفضُ) (وأرواه للعشاق دمعٌ تقطَّرت ... مرائرنا من مَائه فَهِيَ عَرْمَضُ) قلتُ هَذَا معنى بديعٌ جيدٌ إِلَى الْغَايَة (لَهُ الله من طيفٍ مَتى ذقتُ هجعةً ... أتتْني بِهِ خيلُ الأمانيِّ تركضُ) ) (يواصلني عمّن هُوَ الدهرَ هاجرٌ ... ويُقْبِلُ لي عمّن هُوَ الدهرَ مُعْرِضُ) (وَمَا شاقني إلاَّ تألُّقُ بارقٍ ... أرِقْتُ لَهُ والجوُّ بالصبح يجرضُ) (وللغيم مسكٌ فِي ذرانا مطبّق ... وللظلّ كافورٌ لدينا مُرَضْرَضُ) (وَقد أشربُ الصهباءَ من كفِّ شادنٍ ... حلاه على شُربِ المدام يُحَرِّضُ) (يروقُكَ خَدٌّ من للَّثمِ أحمرٌ ... ويُصبيك ثَغْرٌ مِنْهُ للرشف أبيضُ) (فللحسن من هَذَا شَقِيق مذهَّب ... وللطيب من ذَا أُقحوانٌ مفضَّضُ) (ونَدْمانِ صدقٍ قد بلوت وكلُّهم ... لودِّك يُصْفي أَو لنصحك يمحضُ) (تَرَانَا على بُسْط الأزاهر سحرةً ... نَعودُ نسيمَ الرَّوْض ساعةَ يمرضُ) وَقَالَ (يَا بانُ إِن كَانَ سكّانُ الْحمى بانوا ... ففيضُ شاني لَهُ فِي إثرهم شانُ) (وَيَا حمائمُ إِن لحَّنْتِ مسْعدَة ... فلي على دوحة الأشواق ألحانُ) (أبْكِي الأحبَّةَ أَو أبْكِي مَنَازِلهمْ ... فَإِن مضى ذكر نُعْمٍ قلتُ نَعمانُ) (قد كَانَ فِي تِلْكَ أوطارٌ نعمتُ بهَا ... ولَّتْ كَمَا كَانَ من هاتيك أوطانُ) (من لي بأقمار أُنسٍ فِي دجى طُرَرٍ ... أفلاكها العيسُ والأبراج أظعانُ) (تِلْكَ القدودُ مَعَ الأرداف إِن خطرتْ ... مَا القضبُ قضبٌ وَلَا الكثبان كثبانُ) (سُقوا من الحُسن مَاء وَاحِدًا فَبَدَا ... مِنْهُم لنا غيرُ صِنْوانٍ وصنوانُ) (يَا يومَ توديعهم مَاذَا بِهِ ظفرتْ ... عَيْني من الْحسن لَو ولاه إحسانُ) (جِئْنَا فولّى بهَا الإعراضُ من حذرٍ ... وَكَيف لم تتلفَّتْ وَهِي غِزلانُ) (من كلِّ فاتنةِ الخدَّين ناهدةٍ ... لَو كَانَ للَّثمِ أَو للضمِّ إمكانُ) (يدلُّ فِي وجنتيها الجُلَّنارُ على ... أنّ الَّذِي حَاز مِنْهَا الصَّدْر رُمّانُ)

(كم طرتُ شوقاً إِلَيْهَا فِي الرِّيَاح ضَنًى ... فَظُنَّ بلقيسَ وافاها سليمانُ) وَقَالَ (نَعم دارُ نُعْمٍ أشرفتْ من فجاجها ... فملْ نَحْوهَا بالناجياتِ وناجِها) (وإنْ حثَّ ساقي الشوقِ كأسَ تلهُّفٍ ... فَمَا الدمعُ مخلوقاً لغير مزاجها) (خليليَّ قد لجَّجْتُ فِي الحبِّ رَغْبَة ... فَهَل للُواحي رغبةٌ عَن لجاجها) ) (وَكم للمطايا يومَ رملةِ عالجٍ ... من البينِ مرضى حُيِّدَت عَن علاجها) (وَكم من شَجٍ سلَّت عَلَيْهِ يدُ النَّوَى ... ظُباها فأمسى مثخناً من شجاجها) (فَمَا ضرَّ هاتيك الركائبَ لَو رثَتْ ... فعاجتْ على المُضْنى بدمية عاجها) (وَبِي قُضْبُ وشيٍ هيَّمَت باهتزازها ... على كُثْب أُزْرٍ تَيَّمَتْ بارتجاجها) (تحيِّيكَ مِنْهَا للثغور لآلئٌ ... حياةُ المُعنَّى رشفةٌ من مُجاجها) وَقَالَ (أقولُ والفجرُ قد لاحتْ بشائره ... والجوُّ قد كَاد ينضو حُلَّةَ السَّدَفِ) (والليلُ خلفَ عَصا الجوزاء من خَوَرٍ ... قد آل فِي عمره للشيبِ والخَرَفِ) (راهنتَ يَا نجمُ طرفِي فِي السهاد وَقد ... بدا بأجفانك التغريرُ فاعترفِ) وَقَالَ (مَا بَين وَجهك والهلال سوى ... أنَّ الأهلَّة لَا تُميتُ هَوى) (لله منظرُ من كلفتُ بِهِ ... مَاذَا من الحسنِ البديع حوى) (والنجم مِنْهُ إِذا هوى وذوى ... مَا ضلَّ مثلي عاشق وغوى) (ظبيٌ رأى بلهيب وجنته ... للقلب طبًّا آخرا ولوى) (مَا الغصنُ هزَّته الْجنُوب إِذا ... مَا السكرُ هزَّ قوامَهُ ولوى) (لَام العذولُ وَقد رَآهُ وَكم ... عاوٍ على الْبَدْر الْمُنِير عوى) (يَا من غَدا بِنَواهُ يوعدني ... ليكنْ عقابُك لي بِغَيْر نوى) (انْظُر إِلَى جسمي يذوب ضنًى ... وَانْظُر تجدْ قلبِي يُفَتُّ جوى)

وَقَالَ قصيدةً مدح بهَا السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب ذَات قوافٍ متعدِّدة مَتى أردتَ أنشدتها على أيِّ رويٍّ شئتَ من السِّين وَالْبَاء وَالدَّال وَالْعين وَالرَّاء وَاللَّام وَالْمِيم وَالنُّون والثاء وَالْفَاء وَالْكَاف وَالضَّاد والغين وَالْخَاء والشين وَالتَّاء والطاء وَالْهَاء وَالصَّاد وَالْقَاف وَالْجِيم والحاء وَالزَّاي وَالْيَاء مَهْمُوزَة أوْلها (نَوًى أطلعت مِنْهَا القفارُ البسابسُ ... نخيلَ مطيٍّ طلعُهنَّ أوانسُ) فلكَ أَن تَقول القفارُ السباسبُ القفارُ الفدافدُ القفارُ البلاقعُ القفارُ الحواترُ القفارُ المجاهلُ القفارُ المخارمُ القفارُ الشواطنُ القفارُ البرائثُ القفارُ التنائفُ القفارُ العوانكُ القفارُ) المرافضُ القفارُ الزوائغُ القفارُ السرابخُ القفارُ العواطشُ القفارُ السبارتُ القفارُ البسائطُ القفارُ المهامهُ القفارُ المراهصُ القفارُ السمالقُ القفارُ الفواتحُ القفارُ الصحاصحُ القفارُ البوارزُ القفارُ المواطئُ وَهَكَذَا تغيرّ كل قافيةٍ من هَذِه الْحُرُوف فَتكون هَذِه القصيدة أَرْبعا وَعشْرين قصيدة وَهِي فِي غَايَة الْحسن وَعدم التكلّف وَدخل الْوَجِيه ابْن الذِّروي يَوْمًا إِلَى الحمَّام وَمَعَهُ ابْن وَزِير الشَّاعِر فَقَالَ ابْن وَزِير (لله يومي بحمَّامٍ نعمتُ بهَا ... والماءُ مَا بَيْننَا من حَوْضهَا جاري) (كأَنَّه فَوق شقَّات الرخامِ ضحى ... ماءٌ يسيلُ على أثوابِ قَصَّارِ) فَقَالَ ابْن الذِّروي (وشاعرٍ أوقد الطبعُ الذكيُّ لَهُ ... فكاد يُحرقه من فرطِ إذكاءِ) (أَقَامَ يُعمل أَيَّامًا رويَّته ... وشبَّه المَاء بعد الْجهد بِالْمَاءِ) وَقَالَ ابْن الذِّروي فِي الحمَّام (إنَّ عيشَ الحمَّامِ أطيبُ عيشٍ ... غيرَ أنَّ المُقامَ فِيهَا قليلُ) (هِيَ مثل الْمُلُوك تصفي لَك الو ... دَّ قَلِيلا لكنّه يستحيلُ) (جنَّةٌ تُكره الإقامةُ فِيهَا ... وجحيمٌ يطيبُ فِيهِ الدخولُ) (فكأَنَّ الغريقَ فِيهَا كليمٌ ... وكأَنَّ الحريقَ فِيهَا خليلُ) وَفِي ابْن الذِّروي يَقُول نشءُ الْملك بنُ المنجِّم (لَا تَنْسُبَنَّ الوجيهَ حِين كسا ... بُردته للغلامِ من غَلَطهْ) (واللهِ مَا لَفَّهُ ببردته ... إلاَّ لأخذ القضيبِ من وَسَطهْ)

زين الدين بن السدار

وَيَقُول ابْن المنجِّم أَيْضا (قل لمن تله حِين مَ ... رَّ علينا ببغلِهْ) (بَعْدَمَا كَانَ لَيْسَ يم ... لَك شِسعاً لنعلِهْ) (وكسا البردةَ الغلا ... مَ جَزَاء بفعلِهْ) (أكذا كلُّ شاعرٍ ... بَعْلُهُ خلفَ بغلِهْ) وَلابْن الذِّروي قصيدة ذاليَّة مليحة مدح بهَا مجد الدّين الْمُبَارك بن منقذ وَهِي مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة الْمُبَارك فِي مَكَانَهُ قَالَ أَبُو مُوسَى عمرَان الخندقي قَاضِي طنبذى دخلتُ وَجَمَاعَة من) أَصْحَابنَا على الْوَجِيه ابْن الذِّروي وَهُوَ يشرب مَعَ قوم فمزحنا مَعَهم وداعبناهم فصُفع الْوَجِيه فَقَالَ مرتجلاً (ويومٍ قاسمتْنا اللهوَ فِيهِ ... أُناسٌ لَيْسَ يَدْرُونَ الوَقارا) (أدَرْنا الصفعَ والكاسات فِيهِ ... فعربدتِ الصُّحاةُ على السُّكارى) 3 - (زين الدّين بن السَّدَّار) عَليّ بن يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الرئيس زين الدّين أَبُو الْحسن بن السَّدَّار الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الْكَاتِب المنشئ ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي الدولة العُبيدية سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء فِي الدولة الناصرية والعادلية والكاملية وَهُوَ أَخُو الْوَجِيه مُحَمَّد وَكتب الْإِنْشَاء للصاحب صفيّ الدّين بن شُكْر 3 - (ابْن الشاطبي الشَّافِعِي الْمسند) عَليّ بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشَّيْخ الْفَقِيه الْمُقْرِئ الْفَقِيه الْعَالم الْمسند عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن التُّجيبي الشاطبي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الشَّاهِد ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وتوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة سمع من الرشيد بن مسلمة وَالْمجد الإِسْفِرَايِينِيّ والرشيد الْعِرَاقِيّ والنُّور الْبَلْخِي واليَلْداني وَالْجمال الصُّوري وعدة وَأَجَازَ لَهُ ابْن الجُمَّيزي وَغَيره وخرَّج لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين

ابن نخلة الشافعي

العلائي وَطَالَ عمره وتفرَّد وروى الْكثير وَكَانَ لَهُ مسجدٌ وحلقة مدارس وَعجز آخرا وَانْقطع وَكَانَ يُسمع قي القباقبِيِّين 3 - (ابْن نَخْلَة الشَّافِعِي) عَليّ بن يحيى بن نَخْلَة الشَّيْخ عَلَاء الدّين مدرِّس الدَّوْلَعية توفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (المسيَّبي الشَّاعِر) عَليّ بن يحيى أَبُو الْحسن البغداذي المسيَّبي مدح عضد الدولة بِفَارِس قَالَ أَبُو عبد الله الخالع كَانَ منتحلاً وكنَّا نعمل الْأَشْعَار ويمدح بهَا النَّاس وَكَانَ مَاجِنًا ظريفاً سَافر إِلَى ابْن عبَّاد ومدحه بقصيدة كَانَت مَعَه وَعرف من بعد أنَّه كَانَ ينتحل وَسَأَلَهُ أَن يعْمل لَهُ أشعاراً يمدح بهَا سواهُ ممَّن يلقاه فِي تِلْكَ الْبِلَاد فَفعل ابْن عبَّاد ذَلِك وَكَانَ يُعجبهُ أمره ويخفُّ على قلبه) 3 - (القَاضِي عَلَاء الدّين بن فضل الله) عَليّ بن يحيى بن فضل الله القَاضِي عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء تقدَّم بقيَّة نسبه فِي ذكر أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله لما نزل أَخُوهُ القَاضِي شهَاب الدّين من القلعة فِي حَيَاة وَالِده القَاضِي محيي الدّين وَلزِمَ بَيته تقدَّم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَى وَالِده أَن يدع القَاضِي عَلَاء الدّين يكون يدْخل يقْرَأ الْبَرِيد وَيخرج وينفِّذ الأَشغال على قَاعِدَة أَخِيه وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَلم يزل كَذَلِك إِلَى توفّي وَالِده فاستقلَّ بالوظيفة بمفرده وَقَامَ بهَا أحسن قيام وخدمته السَّعَادَة وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي الْملك النَّاصِر وَولي وَلَده الْملك الْمَنْصُور أَبُو بكر فاستمرَّ بِهِ ولمَّا تولى الْملك الْأَشْرَف عَلَاء الدّين كُجُك أَخُوهُ زَاده إنعاماً من الدَّرَاهِم والغلَّة فِي كلِّ سنة وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن حضر الْملك النَّاصِر أَحْمد من الكرك ثمَّ عَاد إِلَيْهَا فتوجَّه مَعَه وَأقَام بالكرك عِنْد السُّلْطَان فلمَّا تولَّى السُّلْطَان الْملك الصَّالح دخل القَاضِي بدر الدّين مُحَمَّد أَخُوهُ وسدَّ الْوَظِيفَة إِلَى أَن جَاءَ القَاضِي عَلَاء الدّين من الكرك فاستمرَّ فِي منصبه على عَادَته وَلَا أعرف أحدا كتب الثُّلث فِي عصره مثله إنَّه جوَّده إِلَى الْغَايَة وَكتب

الرّقاع من أحسن مَا يكون وَلَكِن تفرَّد بِالثُّلثِ وإتقانه وقدَّم جمَاعَة فِي أيَّامه وَدخل بأولاد الموقِّعين الدِّيوَان وَزَاد النَّاس وَأحسن إِلَيْهِم وقف على جُزْء من التَّذْكِرَة الَّتِي لي فَلَمَّا أنهاه مطالعةً كتب عَلَيْهِ بقلمه الْمليح السعيد طالعتُ هَذَا السّفر فَإِذا هُوَ مُسفرٌ عَن روض يَانِع الثِّمَار وبحر تتدفَّق مَعَانِيه الغِزار وكنز ينثر على الطّلبَة سبائك النُّضار وَربع آهل المغاني بمعانٍ تُطرب بالمسموع وَيَدْعُو تَرْجِيع ألحانه الطير إِلَى الْوُقُوع وَجمع بديع لَا نَظِير لَهُ فِي الْآحَاد وَلَا فِي الجموع فاجتلتِ النفسُ مَعَانِيه البديعة لمَّا استهلَّتْ ونهلتْ مِنْهُ عِنْد موردها وعلَّتْ وَعلمت أَن لَا زبدة لجريها فِي هَذِه الحلبة فتسلَّتْ فَللَّه هَذَا الدوح الَّذِي دحا زهرَ الْآدَاب صلاحُ غرسه وَمَا أبدع مَا نمَّقته يدُ كَاتبه من الوشي المرقوم فِي طِرسه فَلَو أنصفه مَشَايِخ الأدباء لأطلعه كلٌّ مِنْهُم شمساً ينظر إِلَيْهَا بِعَين الحِرباء وَكتب بعد ذَلِك شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ (إنَّ الحسود عِنْدَمَا ... عاينَ ذَا الحسنَ افتتنْ) ) (وَقَالَ لَا بِدْعَ إِذا ... أُتِي عليٌّ بالحَسَنْ) وَكَانَ الَّذِي كتبه القَاضِي عَلَاء الدّين على أول الْجُزْء وَكتب شمس الدّين بعد ذَلِك فِي آخِره طالعتُ هَذَا الْجُزْء واجتليتُ قمره واجتنيتُ ثمره وسرَّحت النَّاظر وشرحتُ الخاطر وَوَجَدته قد اشْتَمَل على مَا يملأُ الْقلب والسمع وألفيته وَاحِدًا فِي نَوعه يشهدُ لجامعه بِحسن الْجمع فقد سطعت أنوارُه وأينعت أزهارُه ودليلٌ على اللبيب اختيارُه فعلقتُ مِنْهُ طرائفَ بِدعَة ولطائفَ صَنِيعَة وَلَو أنصفتُ لعلقتُه جميعَه فلمَّا وقفتُ على الأول وَالثَّانِي قلت فِي ذَلِك (إنَّ أوراقاً جمعتُ بهَا ... لفظَ أهلِ الفضلِ والزَّيْنِ) (طُرِّزتْ من هَاهُنَا وَهنا ... فَأَنا بَين الطرازَيْنِ) ووقف القَاضِي عَلَاء الدّين على مَا نظمتُه قَدِيما وَهُوَ بيتان (إنِّي لأعجبُ من صدودكِ والجفا ... من بعدِ ذَاك القربِ والإيناسِ) (حاشا شمائلكِ اللطيفةَ أَن تُرى ... عوناً عليَّ مَعَ الزَّمَان القاسي) فكأَنَّهما أعجباه فَقَالَ مجيزاً لَهما (أَوَثغرُكِ الصافي يردُّ حُشاشتي ... تَشْكُو لهيباً من لظى أنفاسي)

(تالله مَا هذي طباعك فِي الْهوى ... لَكِن حظوظٌ قُسِّمتْ فِي الناسِ) فَأَنْشَدته لي أَيْضا (يَا مَن تناسى ودادي بعد معرفةٍ ... وَقد غَدا طوعَ لُوَّامٍ وعُذَّالِ) (مَا أنتَ أوَّلَ محبوبٍ ظفرتُ بِهِ ... من الزَّمَان فخابتْ فِيهِ آمالي) فأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (هجرتْ عَزَّةٌ وزادت دلالا ... وتوارتْ إذْ زرتُها عَن عِياني) (لَا تخافي إِذا الْتَقَيْنَا عتابا ... ذَاك حظِّي عرفتُه من زماني) فنظمتُ فِي هَذِه الْمَادَّة (إِن أتيتَ الْحمى فقُلْ لبدورٍ ... حبُّهم لذَّ لي وَإِن كَانَ آذَى) (مَا لكم فِي البعاد وَالله ذنبٌ ... سوءُ حظِّي الَّذِي قضى لي بِهَذَا) فأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ) (قَالَ لي عاذلي تَسَلَّ إِلَى كم ... أنتَ تهوى وَذَاكَ بالهجر مُغرى) (قلتُ أمَّا الجفا فَمن سوء حظِّي ... وسُلُوِّي فَلَا وَهَى وأنتَ أَدرى) فقلتُ أَنا أَيْضا أَتُحْرِقُ أحشائي وتُجري مدامعيأَأَنتَ عدوٌّ أم تقولُ حبيبُ (وَمَا أنتَ ممَّن خَان عهدَ محبِّه ... ولكنَّ حظِّي فِي الغرام عجيبُ) وأنشدني لنَفسِهِ تخميس الأبيات السينيَّة الَّتِي بيني وَبَينه وَهُوَ (كُفِّي عتابكِ قد جرى مَا قد كفى ... شفَّ الضَّنى جَسَدِي فصرتُ على شفا) (تعدِينَ وصلا ثن تجتنبي الوفا ... إنِّي لأعجبُ من صدودكِ والجفا) من بعدِ ذَاك القربِ والإيناسِ (قد صرتُ أقنع بالخيال إِذا سرى ... فَعدا عليَّ الدهرُ إذْ سلب الْكرَى) (هَا فاسْكتي لَا تُسعديه على الوَرَى ... حاشا شمائلكِ اللطيفةَ أَن تُرى) عوناً عليَّ مَعَ الزَّمَان القاسي (أم أنَّ عدلَك لَا يُزيل ظُلامتي ... وضِيا جبينِك لَا يردُّ ضلالتي) (أَو حسنُ لفظك لَا يجيبُ مَقَالَتي ... أَو ثغرُك الصافي يردُّ حُشاشتي)

يشكو لهيباً من لظى أنفاسي (خلَّيتِني والعودَ فِي حالٍ سوا ... وتركتني حِلْفَ السُّهادِ مَعَ الجوى) (من قَالَ إنَّك تقتلي صبًّا غوى ... تالله مَا هذي طباعك فِي الْهوى) لَكِن حظوظٌ قُسِّمَتْ فِي الناسِ وتقدَّم إليَّ بِأَن أخمِّس الأبيات الْمَذْكُورَة فقلتُ (يَا من رأى كَلَفي بِهِ فتعطَّفا ... وحنا وجاد بوصله وتلطَّفا) كَيفَ انخدعتَ وملتَ عَن طرقِ الوفا (أشمتَّ بِي الأعداءَ من بَين الوَرَى ... ومنعتَ عَيْني أَن ترى طيفَ الْكرَى) عجبا لحظِّي مِنْك كَيفَ تغيَّرا (إنِّي أعوذُ بِمن قضى بصبابتي ... أَن لَا ترقَّ وترعوي لكآبتي) أَو أَن ترى فيَّ المرادَ شوامتي) (أتساعدُ الأيامَ فِي جَور النَّوى ... وَتَكون عوناً للصبابة والجوى) وتذيب صبري والتجلُّدَ والقوى وخمَّسها جماعةٌ من شعراء الْعَصْر ورُزقت حظًّا من سعادته وغنَّى بهَا المغنون وكتبتُ إِلَيْهِ من الشَّام وَقد ورد عليَّ كِتَابه من الْقَاهِرَة (وافى الكتابُ كَمَا أردتُ فعُدتُ من ... إجلاله عِنْدِي أقومُ وأقعدُ) (وَلكم لثمتُ الثَّرى فِي سجدةٍ ... وأطلتُ حتَّى قيل هَذَا هدهُدُ) فَكتب الْجَواب على ذَلِك (أهْدى مشرَّفُكَ السليمانيُّ مَا ... يفنى الزمانُ وحسنُه لَا ينفذُ) (وفهمتُ سجدَةَ هدهدٍ قد وافقتْ ... وطبتُ حتَّى قلتُ فِيهِ معبدُ) وَله جمعت كتابي الَّذِي سميتُه المجاراة والمجازاة حَسْبَمَا طلبه منِّي وجهَّزته إِلَيْهِ وكتبتُ مَعَه قصيدةً امتدحتُه بهَا وَهِي (لَك جفنٌ لَو خَالف الصبُّ أمْرَهْ ... عَاد بالدمع جفنُه وَهُوَ أَمْرَهْ) (أيُّ عينٍ سوداءَ قد تركتْ فِي ... صحنِ خدِّي من المدامع نُقْرَهْ) (يَا غزالاً فِيهِ من الغصنِ مَيْلٌ ... وقضيباً فِيهِ من الظَّبي نَفْرَهْ)

(أَنا أغْنى الأَنام فِيك لأنِّي ... طالما نلتُ من محيَّاك بَدْرَهْ) (لَك خدٌّ يُخالُ صفحةَ بدرٍ ... كُسفتْ وَسْطَها من الخالِ زُهْرَهْ) (وشذًى كلما تذكَّرتُ مِنْهُ ... نَشرَه كلن لي من الدمع نُشْرَهْ) (يَا لذاك الجبينِ إذْ رحتُ مِنْهُ ... وثيابي بالدمعِ فِي الشمسِ عُصْرَهْ) (ولذاك الرِّيق الَّذِي مُذْ حلا لي ... كم تجرَّعتُ مُرَّهُ مِنْهُ مَرَّهْ) (ولذاك العذار إذْ زَان خدًّا ... صَار مِنْهُ للصبِّ ماءٌ وخُضْرَهْ) (أَتَرَى رَقْمه بكفِّ عَلَاء ال ... دينِ لمَّا بدا وجرَّد سَطْرَهْ) (قلمٌ فِي بنانه يَجْعَل الطِّر ... سَ مُحَيًّا وطُرَّةً فِيهِ غُرَّهْ) (هِيَ كفٌّ لَو جفَّتِ الأَرضُ محلا ... لم تعُز من يراعه غيرَ مَطْرَهْ) (لم يكن حارماً لمن حلب الرز ... قَ وَإِن جَاءَهُ حَماهُ المَعَرَّهْ) (خلِّ سَمْعِي من قَوْلك ابْن هلالٍ ... بدرُ هَذَا أتمُّ فِي كلِّ نَظْرَهْ) ) (ولأوضاعه حلاوَةُ معنى ... طالما أرْسلت من الْجُود قَطْرَهْ) (لَيْسَ كتبٌ يخُطُّها قطُّ كتبا ... بل رياضٌ قد أينعتْ كلَّ زَهْرَهْ) (تصدرُ الكتبُ فِي الممالك عَنهُ ... فتُسَرُّ القلوبُ مِنْهَا وتَكْرَهْ) (فَهِيَ عِنْد الوليِّ أطواق جيدٍ ... وَهِي عِنْد العدوِّ تقصد نَحْرَهْ) (وَإِذا مَا أَرَادَ نظمَ قَريضٍ ... قلتَ سحرًا أدارَ أم كأس خَمْرَهْ) (بقوافٍ تمكَّنتْ واطمأنَّتْ ... لَا كمن جرَّها إِلَى البيتِ سُخْرَهْ) (أَيْن لفظٌ يَأْتِي كنسمةِ روضٍ ... من مقالٍ يُلقي على القلبِ صَخْرَهْ) (ذَاك فِي السّمع دُرَّةٌ وَأرى ذَا ... فِي الْقَفَا مثلهَا وَفِي الدالِ كَسْرَهْ) (وحسودٍ يَقُول لَا أرضَ هَذَا ... قلتُ تيهاً يَا أسودَ الوجهِ بَعْرَهْ) (أيُّها السيِّدُ المُمَجَّدُ حَالي ... بك حالٍ وَكَانَ من قبلُ عِبْرَهْ) (إنَّ هَذَا الْكتاب بِاسْمِك لَمَّا ... صُغْتُه عظَّمَ البريَّةُ قَدْرَهْ) (صُنهُ عَن جاهلٍ بِمَا قد حواهُ ... مَا ترى كلَّ ذرَّةٍ مِنْهُ دُرَّهْ) (إنَّ عينا بالوجهِ مِنْك تَمَلَّتْ ... كَحَلَتْ جفنَها بمِيلِ المَسَرَّهْ) (وفؤاداً لَا يمتلي بكَ حُبًّا ... رزقَ اللهُ ليله منكَ فَجْرَهْ)

العميلة

(لَك باللائذين حولك لطفٌ ... وبمن بَان عَن حماك مَبَرَّهْ) (أتمنَّى لَو عشتَ لي ألفَ عامٍ ... والمحبُّ الصدوق فِي الوُدِّ يَشْرَهْ) (فابقَ مَا رقَّصَ النسيمُ غصوناً ... مَيَّلَتْ عِطفها الحمائمُ بُكْرَهْ) ولي فِيهِ عدَّة مدائح قصائد ومقاطيع وموشَّحات وأزجال وَقد جمعت ذَلِك فِي مُجَلد سميتُه الْكَوَاكِب السمائيَّة فِي المناقب العلائيَّة 3 - (العُمَيْلَة) عَليّ بن هبة الله اللَّخْمِيّ الْمَعْرُوف بالعُمَيْلَة بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْمِيم وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَلَام بعْدهَا هَاء قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأُنموذج كَانَ شَاعِرًا مَشْهُورا يَأْتِي كلَّ شيءٍ ظريفٍ على بَلَهٍ فِيهِ وبلادة وقلّة علم فِي بثِّ ذَلِك حتَّى جَعَلُوهُ مُدَّعياً سَارِقا وَكَانَت لَهُ بيتوتةٌ فِي الشّعْر فبأشعارهم يُتَّهم وَزعم قومٌ أنَّ أُخْته كَانَت شاعرة تصنع لَهُ إِلَى أَن صنع فِي سيّدنا نصير الدولة قصيدة ذكر فِيهَا وقعته بِزَنانة فِي وَقتهَا) (أظبيُكِ يَا وَجْرَةُ الأعفرُ ... رماني أمِ الآنسُ الأحورُ) يَقُول فِيهَا (وَلم أرَ مثليَ مُستخبراً ... عنِ الشيءِ وَهُوَ بِهِ أخبرُ) (إِذا ملكَ الحُبُّ حَبَّ القلوبِ ... فعنهُ يَرى وَبِه يُبصرُ) هَكَذَا الرِّوَايَة فِي هَذَا الْبَيْت وَهُوَ تَكْرِير يقبح على الشَّاعِر الحاذق وَإِن سومح فِيهِ وَالَّذِي أرى أَن يُروى فعنهُ يَعي وَبِه يبصرُ ثمَّ إنَّه ذكر انهزام الْقَوْم ومواضع الْقِتَال والوقائع فَقَالَ يُخَاطب مُحَمَّد بن أبي العَرَب (ولمَّا طَغى وبغى فُلْفُلٌ ... فطاش بِهِ رَأْيه الأخسرُ) (وغرَّتْهُ أطماعهُ الكاذباتُ ... وإبليسُ دأباً بِهِ يَمكرُ) (دعَاك إِلَيْهِ نصير الإِمَام ... وَمَا فَوق ذَا لامرئٍ مَفخرُ) (فأضحكتَ مِنْهُم ضباعَ الفلا ... وزارتهمُ الطُّلْسُ والأَنسرُ) (فقبر الشَّهِيد عَلَيْهِم شهيدٌ ... كَمَا اعلان لَهُم محشرُ) (وعادتْ سَبِيبة سبًّا عَلَيْهِ ... وَهَذَا جزاءٌ لمن يَكفرُ)

علي بن يعقوب

وَأورد لَهُ أرجوزةً قافيَّة طرديَّة مليحة مِنْهَا (والفجرُ كالسيفِ الخفيِّ الرونقِ ... أَو بدءِ شيبٍ فِي خَفيِّ مفرقِ) (والديكُ قد صَاح بِهِ أَن أشْرِقِ ... فِي سَدَفٍ مثلِ الرداءِ المخلقِ) (حتَّى بدا فِي ثَوْبه الممزَّقِ ... كالكِسرويِّ بارزاً فِي يلمَقِ) وَمِنْهَا (من كفِّ ظبيٍ أعجميِّ المنطقِ ... مُدلَّلٍ منعَّمٍ مُفتَّقِ) (أهيفَ ذِي ذؤابةٍ وقُرطَقِ ... مُشنَّفٍ مُوشَّحٍ مُنطَّقِ) يعشقه لِلْحسنِ من لم يعشقِ وَمِنْهَا فِي الْكَلْب (بكلِّ ذِي نابٍ حديدٍ أورقِ ... وبُرْثُنٍ كالمبضعِ المُذلَّقِ) (يجمع مَا بَين اللأَى والخِرْنِقِ ... ويتبعُ الدَّرْدَقَ إثرَ الدَّرْدَقِ) ) وَمِنْهَا (وطائرٍ ذِي جُؤْجُؤٍ منمَّقِ ... كأَنَّما استعاره من مُهرَقِ) (مُسرولٍ مُحجَّلٍ مُسبَّقِ ... لَا يتَّقي مَا مثله لَا يتَّقي) (وَلَا يَرُدُّ مِنسراً عمَّا لَقِي ... فَمَا تركْنا لائذاً بعَرَقِ) (وَلَا هتوفاً بَين غصنٍ مورقِ ... تُصاد فِي وكرٍ لَهَا مُعلَّقِ) (فواغراً أفواهَها كالأَفوقِ ... وَلَا وُعولاً فِي منيعٍ أخلَقِ) قلتُ أرجوزةٌ جيّدة وَهِي طَوِيلَة وذَكر أنَّه توفّي بتونس سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع مائَة وَقد أشرف على السّبْعين سنة (عَليّ بن يَعْقُوب) 3 - (نور الدّين الْبكْرِيّ الشَّافِعِي) عَليّ بن يَعْقُوب بن جِبْرِيل الإِمَام الْمُفْتِي الزَّاهِد نور

ابن أبي العقب الدمشقي

الدّين الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي كَانَ مطَّرحاً للكلفة نهَّاءً عَن الْمُنكر وثب مرَّةً على العلاّمة تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية ونال مِنْهُ وَنزل دَهْروط وَغَيرهَا توفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة قَرَأَ على بنت المنجّا مُسْند الشَّافِعِي وَله تواليف وَكَانَ ديِّناً عفيفاً ولمَّا استُعيرت البسُطُ والقناديل من جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر لبَعض كنائس القبط فِي يَوْم من أَيَّام أعيادهم ونُسب هَذَا الْأَمر إِلَى كريم الدّين وَفعل مَا فعل طلع الْبكْرِيّ إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان وكلَّمه فِي ذَلِك وَأَغْلظ القَوْل لَهُ وَكَاد ذَلِك يجوز على السُّلْطَان لَو لم يحلَّ بعض الْقُضَاة الْحَاضِرين عَلَيْهِ وَقَالَ مَا قصَّرَ الشَّيْخ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِهِ فحينئذٍ أغْلظ السُّلْطَان فِي القَوْل للبكري فخارت قواه وَضعف ووهن فازداد تأليبُ بعض الْحَاضِرين عَلَيْهِ فَأمر السُّلْطَان بِقطع لِسَانه فجَاء الْخَبَر إِلَى صدر الدّين بن الْوَكِيل وَهُوَ فِي زَاوِيَة السُّعودي فَركب حمَار مُكارٍ للعجلة وَصعد إِلَى القلعة فَرَأى الْبكْرِيّ وَقد أُخذ ليُمضى فِيهِ مَا أُمر بِهِ فَلم يملك دُمُوعه أَن تساقطت وفاضت على خدِّه وبلَّت لحيته فاستمهل الشرطة عَلَيْهِ ثمَّ صعد الإيوان وَالسُّلْطَان جالسٌ بِهِ فتقدَّم إِلَيْهِ بِغَيْر إِذن وَهُوَ باكٍ فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان خيرٌ يَا صدر الدّين فَزَاد بكاؤه ونحيبه فَلم يزل السُّلْطَان يرفق بِهِ وَيَقُول لَهُ خيرٌ مَا بك إِلَى أَن قدر على الْكَلَام فَقَالَ لَهُ هَذَا البكريُّ من الْعلمَاء الصلحاء وَمَا أنكر إلاَّ فِي مَوضِع الْإِنْكَار ولكنَّه لم يُحسن التلطُّف فَقَالَ السُّلْطَان إِي واللهِ أَنا أعرف هَذَا إلاَّ هَذَا خطبَه ثمَّ) انْفَتح الْكَلَام وَلم يزل الشَّيْخ صدر الدّين بالسلطان يلاطفه ويرقِّقُه حتَّى قَالَ لَهُ خُذه ورُح فَأَخذه وَانْصَرف هَذَا كلُّه والقضاةُ حضورٌ وأمراء الدولة ملْء الإيوان مَا فيهم مَن ساعده وَلَا من أَعَانَهُ إلاَّ أميرٌ وَاحِد 3 - (ابْن أبي العَقِب الدِّمَشْقِي) عَليّ بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن شَاكر بن زامل بن أبي العَقِب أَبُو الْقَاسِم الْهَمدَانِي الدِّمَشْقِي محدّث الشَّام الثِّقَة توفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَلَاث مائَة وَمن شعره (أَنِستُ بوحدتي ولزمتُ بَيْتِي ... فدام العيشُ لي ونما السرورُ) (وأدَّبني الزمانُ فصرتُ فَردا ... وحيداً لَا أُزارُ وَلَا أَزورُ) (ولستُ بقائل مَا عشتُ يَوْمًا ... أسارَ الجيشُ أم ركبَ الأميرُ) (مَتى تقنعْ تعِشْ ملكا عَزِيزًا ... يَذِلُّ لعزِّكَ الْملك الفخور)

عماد الدين الموصلي المقرئ الشافعي

3 - (عماد الدّين الْموصِلِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي) عَليّ بن يَعْقُوب بن شُجَاع بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي زهران الشَّيْخ عماد الدّين أَبُو الْحسن الْمُقْرِئ المجوِّد الْموصِلِي الشَّافِعِي كَانَ إِمَامًا بارعاً فِي الْقرَاءَات وعللها ومشكلها بَصيرًا بالتجويد والتحرير حاذقاً بمخارج الْحُرُوف انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الإقراء بِدِمَشْق أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي إِسْحَاق بن وثيق الأندلسي وَغير وَاحِد وَكَانَ فَقِيها مبرِّزاً يُكَرر على الْوَجِيز للغزالي وَحفظ الْحَاوِي فِي آخر عمره وَكَانَ جيّد الْمنطق والأُصول فصيحاً مفوَّهاً مناظراً وَفِيه عِشرة وبَأْوٌ وتِيه صنف ل الشاطبية شرحاً يبلغ أَربع مجلَّدات لكنَّه لم يكمله وَلم يبيّضه وليَ الإقراء بتربة أم الصَّالح بعد الشَّيْخ زين الدّين الزَّواوي وَكَانَ الشَّيْخ زيد الدّين يعظِّمه ويقدِّمه على نَفسه ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَكَانَ وَالِده فَقِيها فَاضلا شَاعِرًا وَكَذَا جدّه شُجَاع لَهُ شعر دفن بمقبرة بَاب الصَّغِير 3 - (السَّيِّد أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ) عَليّ بن يعلى بن عوض بن مُحَمَّد بن حَمْزَة يَنْتَهِي إِلَى عمر بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْوَاعِظ من أهل هراة كَانَ من مشاهير خُرَاسَان فِي الْوَعْظ والتذكير وَكَانَ مليح الْعبارَة حُلْو الْإِشَارَة جال فِي بِلَاد خُرَاسَان وَظهر لَهُ الْقبُول التَّام من النَّاس) وأحبَّته الْقُلُوب وَقدم بغداذ وصادف قبولاً وأحبَّه الخاصُّ وَالْعَام وَكَانَ يُظهر التسنُّن وَيَقُول أَنا علويٌّ بلخي مَا أَنا علويٌّ كرخي وَسمع بهراة من مُحَمَّد بن عبد الله الهَرَوي العُمري وَعبد الْأَعْلَى بن عبد الْوَاحِد المَليحي والنجيب بن مَيْمُون الوَاسِطِيّ وَسمع بِغَيْر هراة وَتُوفِّي بمرو الرُّوذ سنة سبع وَعشْرين وَخمْس مائَة 3 - (الْكَاتِب البغداذي) عَليّ بن يلدرك بن أرسلان أَبُو الثَّنَاء بن أبي مَنْصُور التركي

الْكَاتِب البغداذي روى عَنهُ أَبُو الْوَفَاء بن عقيل الْفَقِيه كتابَ الْفُنُون والحافظ بن نَاصِر توفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة وَمن شعره (ومُدَلَّهٍ علق الغرامُ بِقَلْبِه ... فمواقد النيرَان من نيرانهِ) (إِن جنَّ ليلٌ حَنَّ لاعج حبِّه ... أَو مَدَّ سبلٌ كَانَ من أجفانهِ) (عذبُ العذابُ من الهَوَى بمذاقه ... وحلا مريرُ الجَور من سلطانهِ) (يرتاحُ مَا حَدَرَ الصباحُ لثامَه ... أَو ناح قُمْرِيٌّ على أغصانه) (مَا لجَّ عاذلُه عَلَيْهِ بعذله ... إلاَّ ولحَّ عَلَيْهِ فِي عصيانهِ) (بغداذ موطنُه ولكنَّ الهَوَى ... نجدٌ وَأَيْنَ هَوَاهُ من أوطانهِ) (لَو كَانَ قيسٌ العامريُّ بعصره ... دُعيَ الخليَّ من الهَوَى لعيانهِ) وَمِنْه (رقَّتْ حَوَاشِي الحبِّ بعْدك رقَّةً ... غارتْ لَهَا ببلادنا الصهباءُ) (وجَفَتْ علينا بعد ذَاك خشونةً ... فكأَنَّها التَّفْرِيق والقُرْباءُ) وَمِنْه (يَا نَاظرا من سحرِ بابلْ ... ومُذيبَ جسمي بالبلابلْ) (صِلني فقد هجر الرقا ... دُ وملَّني عذلُ العواذلْ) (لَا تأسَ صلْ إنَّ الوصا ... لَ كَمثل هَذَا الهجر قاتلْ) (بمضيق مُعتركِ الأسا ... ور والدمالج والخلاخلْ) (ومجال بَلبلة الضفا ... ئر بَين ألوان الغلائلْ) (وبلطف تَنْفِيذ الرسا ... ئلِ إثرَ ألطاف الْوَسَائِل)

علي بن يوسف

) (عَليّ بن يُوسُف) 3 - (قَاضِي قُضَاة مصر) عَليّ بن يُوسُف بن عبد الله بن بُندار الدِّمَشْقِي أَبُو الْحسن كَانَ وَالِده مدرّس النظاميَّة ببغداذ وَولد عليٌّ ببغداذ وتفقَّه على وَالِده وَسمع مُسْند الشَّافِعِي من أبي زُرعة طَاهِر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وسافر إِلَى الشَّام وَهُوَ شابٌّ وتوجَّه إِلَى ديار مصر واستوطنها إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة ومولده سنة خمسين وَخمْس مائَة وَولي بِمصْر قَضَاء الْقُضَاة مرَّتين ثمَّ عُزل وَكَانَ شَيخا حسن الْأَخْلَاق محبًّا للْعلم وَأَهله متواضعاً لطلاّبه كريم الْأَخْلَاق متودِّداً إلاَّ أنَّ بضاعته فِي الْعلم مُزجاة قَرَأَ محبّ الدّين بن النجَّار عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي عِنْد قَبره 3 - (ابْن البقَّال البغداذي) عَليّ بن يُوسُف أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن البقَّال البغداذي نادم الْوَزير المهلَّبي ونفقَ عَلَيْهِ وَكَانَت محاضرته حَسَنَة وَكَانَ منظره مستكرَهاً ومخبَره مستطاباً وَكَانَ ذَا مَال خلَّف لمَّا مَاتَ مَا يزِيد على مائَة ألف دِرْهَم إلاَّ أنَّه كَانَ بَخِيلًا جشعاً قَالَ المتنبي مَا يجوز أَن يَقع فِي بغداذ اسْم الشَّاعِر على أحد غير ابْن البقَّال وَكَانَ ابْن العميد يقدِّمه على النَّاس كلّهم والرؤساء يقومُونَ لَهُ إِذا دخل عَلَيْهِم وَكَانَ يَقُول بتكافؤ الأدلاّء وَهُوَ بئسَ الْمَذْهَب وَمن شعره (روعةٌ بالفراق قبل الفراقِ ... شَرِقَتْ بالدموع مِنْهَا المآقي) (جَدَّ جِدُّ البكا فأههدَيْنَ بَاقِي ال ... دمعِ مِنْهَا إِلَى كرًى غيرِ باقِ) (فاض تَنْدى بِهِ الخدودُ وَلَو غا ... ضَ لأمست مِنْهُ الحشا فِي احتراقِ) (وعَذارى تريك من سربها العي ... نُ رُنوَّ الأحداق للأحداقِ) (مُخْطفاتٍ لَو شئنَ من هَيَف الخص ... ر تبدَّلنَ خَاتمًا من نطاقِ) (حالياتٍ تُبدي المعاصمَ والسُّو ... قَ وتُخفي الأجيادَ فِي الأطواقِ) (لَا يَغُرَّنْكَ غفلةُ الدَّهْر فالعز ... مة إمضاؤُها مَعَ الإطراقِ) وَمِنْه يمدح المهلَّبي (يُزاحمُ الليلَ ليلٌ من جحافِلِهِ ... ويقذف الوَهَداتِ الجُرْدَ بالأكَمِ) ) (أطار مِنْهُم قَذاةً فِي عيونهمُ ... لَو أنَّها فِي جفون الدَّهْر لم يَنَمِ)

القاضي الأكرم ابن القفطي الوزير جمال الدين

(أبقى لَهُ الخوفَ من إشغالِ يقظتهم ... مَا بَات يُرْسله لَيْلًا إِلَى الحلمِ) (عافت سيوفُكَ فِي الهيجا لحومَهمُ ... فهنَّ يأكلنَ مِنْهَا إكلةَ البَشِمِ) وَمِنْه (يَا مُذنباً ويقولُ إنّي مُذنِبُ ... مَا إِن سمعتُ بظالمٍ يتظلَّمُ) (لَك صورةٌ ذَلَّ الجمالُ لحسنها ... تقضي بِجَور فِي النُّفُوس وتحكمُ) (وَمن الْعَجَائِب أنَّ طرفَك مُشْعِرٌ ... سُقْماً وأنتَ بسُقمهِ لَا تعلمُ) وَمِنْه (وَلما وقفنا للوداع ودوننا ... عيونٌ ترامى بالظنون ضميرُها) (أماطتْ عَن الشَّمْس المنيرةِ بُرْقُعاً ... فغيّبنا عَن أعين الناسِ نورُها) قلتُ شعرٌ جيدٌ طبقَة 3 - (القَاضِي الأكرم ابْن القفطي الْوَزير جمال الدّين) عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن مُوسَى يَنْتَهِي إِلَى بكر بن وَائِل وَزِير حَال القَاضِي الأكرم الْوَزير جمال الدّين أَبُو الْحسن القفطي أحد الكتَّاب الْمَشْهُورين المبرزين وَكَانَ أَبوهُ القَاضِي الْأَشْرَف كَاتبا أَيْضا وأُمّه امْرَأَة بادية من الْعَرَب من قُضاعة وأمَّها جَارِيَة حبشيَّة ولد بقفط من الصَّعِيد الْأَعْلَى بالديار المصريَّة وَأقَام بحلب وَكَانَ يقوم بعلوم من اللُّغَة والنحو وَالْفِقْه والْحَدِيث وعلوم الْقُرْآن والأُصول والمنطق والنجوم والهندسة والتاريخ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست مائَة وَكَانَ صَدرا محتشماً كَامِل السؤدد جمع من الْكتب مَا لَا يُوصف وَقصد بهَا من الْآفَاق وَكَانَ لَا يحبُّ من الدُّنْيَا سواهَا وَلم يكن لَهُ دارٌ وَلَا زَوْجَة وَأوصى بكتبه للناصر صَاحب حلب وَكَانَت تَسَاوِي خمسين ألف دِينَار وَله حكايات غَرِيبَة فِي غرامه بالكتب وَهُوَ أَخُو المؤيَّد القفطي ووفاته

فِي شهر رَمَضَان وَقَالَ ياقوت أَنْشدني لنَفسِهِ بحلب فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة (ضِدّانِ عِنْدِي قَصَّرا هِمَّتي ... وجهٌ حَيِيٌّ ولسانٌ وَقاحْ) (إِن رُمْتُ أمرا خانني ذُو الحيا ... ومِقْوَلي يُطْمعُني فِي النجاحْ) ) (فأنثني فِي حَيْرَةٍ مِنْهُمَا ... لي مِخْلَبٌ ماضٍ وَمَا من جَناحْ) (شِبْهَ جبانٍ فَرَّ من مَعركٍ ... خوفًا وَفِي يمناه عَضْبُ الكفاح) قَالَ وأنشدني لَهُ أَيْضا (شيخٌ لنا يُعْزى إِلَى مُنْذرٍ ... مستقبَحُ الأخلاقِ والعَينِ) (من عَجَبِ الدَّهرِ فحدِّث بِهِ ... بفرْدِ عينٍ ولسانينِ) قَالَ وأنشدني (إِذا وجَفَتْ منكَ الخيولُ لغارةٍ ... فَلَا مانعٌ إلاَّ الَّذِي منع العهدُ) (نزلتَ بأنطاكيَّةٍ غيرَ حافلٍ ... بقلَّةِ جُنْدٍ إذْ جَمِيع الوَرَى جُنْدُ) (فكم أهيفٍ جادتْه هيفُ رماحِكم ... وَكم ناهدٍ أودى بهَا فرسٌ نَهْدُ) (لَئِن حَلَّ فِيهَا ثعلبُ الغدرِ لاوُنٌ ... فَسُحقاً لَهُ قد جَاءَهُ الأسَدُ الوردُ) (وَكَانَ قد اغترَّ اللعينُ بلينكم ... وأعظمُ نارٍ حَيْثُ لَا لَهبٌ يَبْدُو) (جَنى النحلَ مغترًّا وَفِي النَّحْل آيةٌ ... فطوراً لَهُ سُمٌّ وطوراً لَهُ شهدُ) (تَمُدُّكَ أجناد الْمُلُوك تَقرُّباً ... وجندُ السَّخين العينِ جَزْرٌ وَلَا مَدُّ) (تَهَنَّ بهَا بِكراً خطبتَ مِلاكها ... فأعطت يدَ المخطوب وانتظم العِقدُ) (فجيشك مَهْرٌ والبُنودُ حُمولُه ... وأسهمُكم نَثْرٌ وسُمْرُ القنا نَقْدُ) وَله من التصانيف كتاب الضَّاد والظاء وَهُوَ مَا اشْتبهَ فِي اللَّفْظ وَاخْتلف فِي الْخط كتاب الدّرّ الثمين فِي أَخْبَار المتيَّمين كتاب من ألوتِ الْأَيَّام عَلَيْهِ فَرَفَعته ثمَّ ألوت عَلَيْهِ فَوَضَعته كتاب أَخْبَار المصنفين وَمَا صنَّفوه كتاب أَخْبَار النَّحْوِيين كَبِير كتاب تَارِيخ مصر من ابتدائها إِلَى أَيَّام صَلَاح الدّين سِتّ مجلدات كتاب تَارِيخ الْمغرب كتاب تَارِيخ الْيمن كتاب المحلَّى فِي اسْتِيعَاب وُجُوه كلاّ كتاب إصْلَاح خلل الصِّحَاح للجوهري كتاب الْكَلَام على الموطَّأ وَلم يتمّ كتاب الْكَلَام على صَحِيح البُخَارِيّ لم يتمّ كتاب تَارِيخ مَحْمُود بن سبكتكين وبنيه كتاب تَارِيخ السلجوقية كتاب الإيناس فِي أَخْبَار آل

صاحب مراكش

مرداس كتاب الرَّد على النَّصَارَى وَذكر مجامعهم كتاب مشيخة الْكِنْدِيّ زيد بن الْحسن كتاب نُهزة الخاطر ونزهة النَّاظر فِي أحاسن مَا نقل من ظُهُور الْكتب قَالَ ابْن سعيد المغربي نظم الْوَزير الْمَذْكُور بَيْتَيْنِ فِي جاريةٍ اشْتَرَاهَا وهما) (تَبَدَّتْ فَهَذَا البدرُ من كَلَفٍ بهَا ... وحقَّك مثلي فِي دجى اللَّيْل حائرُ) (وماستْ فشقَّ الغصنُ غيظاً ثيابَه ... أَلَسْت ترى أوراقه تتناثرُ) قَالَ وَزعم أَنه لَا يُؤْتى لَهما بثالث فأنشدتُه فِي الْحَال (وعاجَتْ فَألْقى العودُ فِي النارِ نفسَه ... كَذَا نقلتْ عَنهُ الحديثَ المجامرُ) (وقالتْ فغارَ الدُّرُّ واصفرَّ لونُه ... كَذَلِك مَا زالتْ تغارُ الضَّرائرُ) 3 - (صَاحب مَرّاكش) عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين أَمِير السلمين توفّي وَالِده سنة خمس مائَة فَقَامَ بِالْملكِ مَكَانَهُ وتلقَّب بلقبه أَمِير الْمُسلمين وَجرى على سنَنه فِي الْجِهَاد وإخافة العدوّ وَكَانَ حسن السِّيرَة جيّد الطويّة عادلاً نزهاً حتَّى إنَّه كَانَ يعدُّ من الزهَّاد المتبتِّلين وآثر أهل الْعم حتَّى إنَّه لَا يقطع أمرا إلاَّ بمشاورة الْعلمَاء أربعةٍ من الْفُقَهَاء ونفقت فِي زَمَانه كتب مَذْهَب مَالك وَطرح مَا وَرَاءَهَا حتَّى نسي الْعلمَاء النّظر فِي كتب السّنَن وقرَّر الْفُقَهَاء عِنْده تقبيح علم الْكَلَام وَأمر بإحراق كتب الْغَزالِيّ لمَّا دخلت الغرب واعتنى بكتَّاب الْإِنْشَاء وَكَانَ عِنْده مثل ابْن الجدّ الأجدب وَأبي بكر مُحَمَّد بن القبطُرنه وَابْن أبي الْخِصَال وأخيه أبي مَرْوَان وَعبد الْمجِيد بن عبدون وطالت أَيَّامه إِلَى أَن التقى عَسْكَر بلنسية مَعَ الْعَدو فهزموا الْمُسلمين وَقتلُوا من المرابطين خلقا كثيرا واختلَّت بعْدهَا حَاله وَظَهَرت منكراتٌ كَثِيرَة فِي بِلَاده وَاسْتولى أُمراء المرابطين على الْبِلَاد وادَّعوا الاستبداد وَصَارَ كلُّ واحدٍ يجْهر بأنَّه أَمِير الْمُسلمين وخيرٌ من عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين وأنَّه أولى مِنْهُ بِالْأَمر وَاسْتولى النِّسَاء على الْأَحْوَال وكل امرأةٍ من كبار البرابر تشْتَمل على الفسَّاق والخمَّارين واللصوص وقنع بِالِاسْمِ وَالْخطْبَة وَعَكَفَ على الصَّوْم وَقيام اللَّيْل وتوثَّب عَلَيْهِ ابْن تومرت إِلَى أَن ملك الْبِلَاد عبد الْمُؤمن

الأفضل بن صلاح الدين

وتوفِّي سنة ابْن تاشفين سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وعهد إِلَى ابْنه تاشفين فعجز عَن الموحّدين وانزوى إِلَى مَدِينَة وهران ولمَّا اشتدَّ الْحصار خرج رَاكِبًا وسَاق إِلَى الْبَحْر فاقتحمه وغرق فَيُقَال إنَّهم أَخْرجُوهُ وصلبوه وأحرقوه ودامت دولة بني تاشفين بمراكش بضعاً وَسبعين سنة وانقطعت الدعْوَة لبني الْعَبَّاس بِمَوْت عَليّ 3 - (الْأَفْضَل بن صَلَاح الدّين) ) عَليّ بن يُوسُف بن أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان بن يَعْقُوب السُّلْطَان الْملك الْأَفْضَل نور الدّين أَبُو الْحسن ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين ولد يَوْم عيد الْفطر سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بِالْقَاهِرَةِ وَتُوفِّي فُجاءةً بشميساط سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة وَقيل إنَّ مولده سنة ستٍّ سمع من عبد الله بن برِّي النَّحْوِيّ وَأبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن عَوْف الزُّهْرِيّ وَأَجَازَ لَهُ جماعةٌ وَكَانَ أسنّ إخْوَته وَإِلَيْهِ كَانَت ولَايَة الْعَهْد ولمَّا مَاتَ وَالِده بِدِمَشْق كَانَ مَعَه فاستقلَّ بالسلطنة ثمَّ جرت لَهُ ولأخيه الْعَزِيز حروبٌ وَفتن ثمَّ إنَّ الْعَزِيز وعمّه الْعَادِل اتَّفقا على الْأَفْضَل وقصداه فِي دمشق وحارباه وأخذاها مِنْهُ فالتجأ إِلَى صرخد وَأقَام بهَا قَلِيلا فَمَاتَ الْعَزِيز بِمصْر وَأَقَامُوا وَلَده محمَّداً وَهُوَ صبيٌّ فطلبوا لَهُ الْأَفْضَل ليَكُون أتابكه فَقدم وَمَشى فِي ركاب ابْن أَخِيه ثمَّ إنَّ الْعَادِل عمل على الْأَفْضَل وَقصد مصر وَأَخذهَا مِنْهُ لأنَّ عساكره كَانَت مفرَّقةً فِي الرّبيع وَأَعْطَاهُ ميَّافارقين وشميساط فلمَّا توجَّه إِلَيْهِمَا لم يسلّم ابْن الْعَادِل ميَّافارقين وَلم يحصل للأفضل غير شميساط فاستنجد بأَخيه الظَّاهِر غَازِي وَسَار إِلَى دمشق وأشرفا على أَخذهَا فجرت بَينهمَا منازعةٌ بتدبير الْعَادِل آلت إِلَى الرحيل عَنْهَا فلمَّا توفّي الظَّاهِر استنجد الْأَفْضَل بكيكاوس السلجوقي سُلْطَان الرّوم فقصدا الشَّام دمشق سنة خمس عشرَة وست مائَة فلمَّا أَخذ الرُّومِي تلَّ بَاشر ومنبج وَلم يعطِ الْأَفْضَل مِنْهُمَا شَيْئا انثنى عَنهُ فِي الْبَاطِن وَكَانَ الْأَشْرَف مُقيما بحلب لنجدة الْعَزِيز فَخرج بعساكر حلب إِلَى لِقَاء الرُّومِي وَوَقعت العربان على بعض عَسَاكِر الرُّومِي

فاستباحوهم قتلا وأسراً وَعلم الرُّومِي بانثناء الْأَفْضَل عَنهُ ومخامرة بعض أمرائه عَلَيْهِ فولى هَارِبا وَتَبعهُ الْأَشْرَف يتخطَّف أَطْرَاف عسكره واسترجع تل بَاشر وَغَيرهَا للْملك الْعَزِيز وَبَقِي الْأَفْضَل بشميساط إِلَى أَن توفّي يَوْم الْجُمُعَة فُجاءةً بعد أَن صلَّى الْجُمُعَة خَامِس عشْرين صفر من السّنة الْمَذْكُورَة وَحمل إِلَى حلب وَدفن بهَا وَكَانَ صَحِيح العقيدة عِنْده علمٌ وأدب يحبُّ الْعلمَاء ويحترمهم وَله فِي الْجِهَاد مَعَ أَبِيه مشَاهد مَعْرُوفَة وآثار جميلَة ووقف أوقافاً جليلة على قبَّة الصَّخْرَة وَغَيرهَا ولشعراء عصره فِيهِ أمداح طائلة وقصائد هائلة مثل ابْن الساعاتي وَابْن سناء الْملك وَغَيرهمَا) فَمن قَول ابْن سناء الْملك فِيهِ من جملَة قصيدة (مَلِكٌ اسمهُ عليٌّ ولكنْ ... كيدُه فِي حروبه كيدُ عَمرو) (لَيْسَ ينفكُّ بَين فتكٍ وفتحٍ ... حينَ يختال بَين نصلٍ ونصرِ) (وَجهه البدرُ فِي الحروب وَلَا تع ... جبْ إِذا كَانَ يومُه يومَ بدرِ) وَمِنْه من قصيدة أُخْرَى (حسبي عليٌّ ندًى حسبي عليٌّ هدى ... حسبي عليٌّ جدا حسبي عليٌّ عُلا) (حسبي أَبُو حَسنٍ فِي كل نائبةٍ ... يستفرغ الحَوْلَ أَو يستفرغ الحِيَلا) (حمدتُ آخرَ أيّامي بخدمته ... ولستُ أَحْمد من أيّاميَ الأولا) (ذكري بِهِ سارَ حَالي عِنْده عَظُمَتْ ... قدري بِهِ جَلَّ مقداري لَدَيْهِ عَلا) وَمن قَول ابْن الساعاتي فِيهِ يمدحه (وزُرْتُ مصرا بغابٍ من قَنًا وظُبًى ... قلَّتْ لَهُ شامخاتُ المُدْنِ والقُلَلُ) (سكنتها حِين سكَّنتَ الْبِلَاد بهَا ... جَمْعاً وثُقِّفَ ذَاك الزَّيغُ والخَطَلُ) (فللقلوب اللواتي طالما وَجَبتْ ... بهَا سكونٌ وللدنيا بهَا زَجَلُ) (نهارُها بكَ أسحارٌ مقدَّسةٌ ... جَمِيعهَا والليالي كلُّها أُصُلُ) (حَلأْتَ عَنْهَا وحَلَّيتَ الزمانَ بهَا ... فاليومَ لَا عَطَبٌ يُخشى وَلَا عَطَلُ)

(حَيْثُ السحابُ بنودٌ والقِسِيُّ لَهَا ... رعدٌ وللنَّبلِ فِيهَا عارضٌ هَطِلُ) (فعَلْتَ مَا سَرَّ حتَّى لَا مثالَ لَهُ ... وقلتَ مَا سارَ حتَّى إنَّه مَثَلُ) (مَا غَلِقَ البحرُ فِيمَا ظنَّ رَاكِبه ... وإِنَّما هزَّ من أعطافه الجَذَلُ) (يرتاحُ عِنْد أَخِيه حِين جاوره ... فالشملُ مجتمعٌ والحبلُ مُتَّصلُ) قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ فِيهِ تشيُّع وَلم يكن فِي الْمُلُوك مثله قلَّما عاقب على ذَنْب كثير الْعَفو والحلم وَقَالَ كَمَال الدّين بن العديم لم يكن متشيِّعاً وإِنَّما قَالَ هَذَا الشّعْر لموافقة الْحَال وتقرُّباً إِلَى الإِمَام النَّاصِر إذْ كَانَ مَنْسُوبا إِلَى التشيُّع انْتهى قلتُ وَلما تعصَّب أَخُوهُ الْعَزِيز عَلَيْهِ وعمُّه الْعَادِل قَالَ (ذِي سُنَّةٌ بَين الْأَنَام قديمةٌ ... أبدا أَبُو بكرٍ يجور على عَليّ) وَكتب إِلَى الإِمَام النَّاصِر) (مولايَ إنَّ أَبَا بكرٍ وصاحبهُ ... عثمانَ قد غَصَبا بِالسَّيْفِ حقَّ عَليّ) (وَهُوَ الَّذِي كَانَ قد ولاّه وَالِده ... عَلَيْهِمَا واستقام الأمرُ حِين وَلِي) (فخالفاه وحلاّ عقد بيعَته ... والأمرُ بَينهمَا والنصُّ فِيهِ جَلي) (فانظرْ إِلَى حظِّ هَذَا الِاسْم كَيفَ لقِي ... مِنَ الأواخرِ مَا لَاقَى من الأُوَلِ) فجَاء جَوَاب النَّاصِر من إنْشَاء ابْن زَبادة وَفِيه (وافى كتابك يَا ابْن يُوسُف مُعْلنا ... بالحقِّ يخبرُ أنَّ أصلك طاهرُ) (غَصبوا عليًّا حقَّهُ إذْ لم يكن ... بعدَ النبيِّ لَهُ بيثربَ ناصرُ) (فاصبرْ فإنَّ غَدا عليَّ جزاءهم ... وابْشِرْ فناصرُكَ الإِمَام الناصرُ) وَفِي ذَلِك يَقُول شرف الدّين بن عُنَين من قصيدةٍ كتبهَا إِلَى أَخِيه من الْهِنْد (هيهاتَ آتِي دمشقَ ومُلكها ... يُعزى إِلَى غيرِ المليكِ الأفضلِ) (وَمن العجائبِ أَن يقومَ بهَا أَبُو ... بكرٍ وَقد علمَ الوصيةَ فِي عَليّ) (مهلا أَبَا حسنٍ فَتلك سحابةٌ ... صيفيَّةٌ عمَّا قليلٍ تنجلي) وَمن شعر الْأَفْضَل (قلْ لمن فِي العذارِ أطنبَ جهلا ... ويُباهي بوصفه ويُغالي) (لم يكن فِي الجِنان يُفقدُ فِي الوِلْ ... دانِ لَو كَانَ من صِفَات الجمالِ)

ابن الصفار المارديني

وَمِنْه (وقبَّلتُ خدًّا للحبيبِ مُورَّداً ... بروحي أُفَدِّي مِنْهُ خدًّا مُورَّدا) (فَمن حَرَّ أنفاسي علا فَوق خدِّه ... دخانٌ فخالوه عِذاراً مُزَرَّدا) وَمِنْه (وحلفتُ أنَّكَ سَوف تهجرُ عَاشِقًا ... وتُذيقُه من هجرك الدَّاء الْخَفي) (فوفيتَ ثمَّ حلفتَ أَن ستذيقُه ... بَردَ الوفاءِ إِذا وصلتَ فَلم تَفِ) وَمِنْه فِي ناسخٍ لَهُ (وَقَالُوا تابَ عَن شربِ الحُمَيَّا ... فقلتُ لَهُم كَذبْتُمْ مَا يتوبوا) (وَكَيف يتوبُ عَن فعلٍ دَنِيٍّ ... فَتى قد جُمِّعَتْ فِيهِ العيوبُ) 3 - (ابْن الصَّفَّار المارديني) ) عَليّ بن يُوسُف بن شَيبَان جلال الدّين النُّميري المارديني الْمَعْرُوف بِابْن الصَّفَّار وتوفِّي سنة ثمانٍ وَخمسين وست مائَة عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة قَتله التتار لمَّا ملكوا ماردين وَمن شعره (هلِ اختطَّ فانآد غصناً وريقا ... غريرٌ حكى الكاسَ ثغراً وريقا) (أمِ الصُّدغُ لمَّا صفا خدُّهُ ... تمثَّل فِيهِ خيالاً دَقِيقًا) (رنا فَرمى أسهماً وانثنى ... رشيقاً فراح كِلَانَا رشيقا) (وأبدع فِيهِ فَمَا لي أرى ... لَهُ الخدَّ وهْو فريدٌ شقيقا) (وَمَا بالُ مبسمه مبسماً ... وَمَا ملكته يمينٌ رَقِيقا) وَمِنْه (ويومِ قُرٍّ يَدُ أنفاسه ... تُمزِّقُ الأوجُهُ من قَرْصِها) (يومٌ تودُّ الشمسُ مِن بردِهِ ... لَو جرَّتِ النارُ إِلَى قرصِها) قلت أَخذه من قَول القَاضِي الْفَاضِل فِي ليلةٍ جمد خمرُها وخمد جمرها إِلَى يومٍ تودُّ البصلةُ لَو ازدادت إِلَى قُمصها والشمسُ لَو جرَّت النارَ إِلَى قرصها

وَمِنْه (مَا برحتْ يَوْم وداعي لَهَا ... تضمُّني ضمَّةَ مستأنسِ) (حتَّى تثنَّى الغصنُ فَوق النَّقا ... وانتشر الطلُّ على النرجسِ) وَمِنْه (رَدَّتْ يداهُ إِلَى ذؤابته ... صُدغيهِ لمَّا أمكنَ الرَّدُّ) (فَإِذا أساودُه ثلاثتها ... فردٌ وكلُّ ثلاثةٍ فردُ) وَمِنْه (أمِن هلالٍ أنتَ يَا وَجهه ... البادي بِهَذَا المنظر الأزهرِ) (وجهٌ من الرُّوم ولكنْ لَهُ ... فِي الخدِّ خالٌ من بني العنبرِ) (بِعني بأغلى ثَمَنٍ نظرةً ... أَحْيَا بهَا يَا طلعةَ المُشْتَرِي) وَمِنْه (تعشَّقتهُ أُمِّيَّ حُسن فَمَا لَهُ ... أَتَى بكتابٍ ضِمنهُ سورَةُ النملِ) (وَمَا لي أَنا المجنونُ فِيهِ وشَعره ... إِذا مرَّ بالكثبانِ خطَّ على الرملِ) ) قلتُ هُوَ مثل قَول الآخر (وتركيٍّ نقيِّ الخدِّ ألمى ... بقدٍّ مَاس كالغصنِ الرطيبِ) (لَهُ شَعرٌ حكى مجنونَ ليلى ... يَخُطُّ إِذا مَشى فَوق الكثيبِ) وَمن شعر ابْن الصّفّار يذمُّ قلم الْحساب (مَا لي وللقلم المتهوم صاحبهُ ... وللحساب الَّذِي يُصبي تصفُّحهُ) (صناعةٌ قلَّ أَن تصفو النفوسُ لَهَا ... وأيُّ وهمٍ طَرا فِيهِ يُصحِّحُهُ) (وَفِي البطالة للمرءِ السلامَةُ من ... سوءِ الظنونِ وخيرُ العيشِ أَرْوَحهُ) وَمِنْه (وأعجبُ شيءٍ أنَّ ريقَك مَاؤُهُ ... يولِّدُ دُرًّا وَهُوَ عذبٌ مروَّقُ) (وأنَّكَ صاحٍ وَهُوَ فِي فِيك مُسكِرٌ ... وأنتَ جديدُ الحُسنِ وَهُوَ مُعَتَّقُ) وَكتب جلال الدّين بن الصفار الْمَذْكُور الْإِنْشَاء للْملك النَّاصِر نَاصِر الدّين أَرْتُق صَاحب

شرف الدين بن الرحبي الطبيب

ماردين ثمَّ عُزل عَن الْكِتَابَة وتولَّى الإشراف بديوان دُنَيْسِر ثمانِ عشرَة سنة وَدخل إِلَى إربل مرتزقاً سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَمن شعره أَيْضا (ويومٍ حَوَاشِيه مَلمومَةٌ ... علينا تُحاذِرُ أَن تُفرَجا) (قنصْتُ غزالته والتفتُّ ... أُريدُ اخْتَها فاحتمتْ بالدُّجى) وَمِنْه (إِذا هبَّ النسيمُ بطيبِ نشرٍ ... طربتُ وقلتُ إيهٍ يَا رسولُ) (سوى أنِّي أغارُ لأنَّ فِيهِ ... شذاك وأنَّه مثلي عليلُ) وَمِنْه (تجمَّعتِ الأضدادُ فِيهِ وَلم يكن ... ليجتمعَ الإيجابُ فِي الشيءِ والسلبُ) (فَفِي خدِّه نارٌ وَفِي الثغرِ جنَّةٌ ... وَفِي لَفظه سِلْمٌ وَفِي لحظهِ حربُ) (وَفِي قدِّهِ لينٌ وَفِي الْقلب قسوةٌ ... وَفِي خصره جدبٌ وَفِي رِدفه خصبُ) وَمِنْه (طَاف بهَا فِي الظلام بدرُ دُجى ... حتَّى احتساها فَصَارَ شمسَ ضُحى) (مدمنُ خمرَيْنِ من يدٍ وفمٍ ... مُعتبِقاً مِنْهُمَا ومُصطحبا) ) (حَلا بأفواهنا مُقَبَّله ... وإِنَّما فِي عيوننا مَلُحا) (يُدير من خدِّه وَمن يَده ... وَفِيه من كلِّ واحدٍ قَدَحا) وَمِنْه (خادعته بحديثِ لِينِ قوامهِ ... فجفا وهزَّ عليَّ مِنْهُ مُثْقَفا) (وهربتُ من يَده إِلَى أجفانه ... فَرَقاً فسَلَّ عليَّ مِنْهَا مُرهَفا) (أحببتُهُ مُتجنِّياً وودِدتُهُ ... مُتجنِّباً وعشقتهُ مُتعطِّفا) (فاخترتُ للجسم الضنا وجلبتُ لل ... قلب العنا ورَضيتُ للنَّفس الجفا) 3 - (شرف الدّين بن الرَّحَبي الطَّبِيب) عَليّ بن يُوسُف بن حيدرة الْحَكِيم شرف

الدّين بن شيخ الأطبَّاء رَضِي الدّين الرَّحَبي ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وست مائَة يَوْم عَاشُورَاء قَرَأَ الطبَّ على وَالِده وبرع فِيهِ وأتقنه وصنَّف وَأخذ أَيْضا عَن الموفَّق عبد اللَّطِيف وحرَّر كثيرا من الْعُلُوم عَلَيْهِ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على السَّخاوي ولمَّا احتُضر المهذَّب الدَّخْوار جعله مدرِّس مدرسته وَكَانَ مُنهمكاً على علم النُّجُوم زائغاً عَن الطَّرِيق صنف كتاب خلق الْإِنْسَان وهيئة أَعْضَائِهِ ومنافعها أحسن فِيهِ مَا شَاءَ وَكَانَ يَقُول لتلاميذه أموتُ إِذا اقْترن الكوكبان الفلانيَّان وَقُولُوا هَذَا للنَّاس حتَّى يعرفوا مِقْدَار علمي وَمن شعره قصيدة مِنْهَا سهامُ المنايا فِي الوَرَى لَيْسَ تُدفعُوكلٌّ لَهُ يَوْمًا وَإِن عَاشَ مصرعُ (فَقل للَّذي قد عَاشَ بعد قرينه ... إِلَى مثلهَا عمَّا قليلٍ ستُدفعُ) (فكلُّ ابْن أُنثى سَوف يُفضي إِلَى ردًى ... وَيَرْفَعهُ بعد الأرائك شَرْجعُ) (ويدركه يَوْمًا وَإِن عَاشَ بُرهةً ... قضاءٌ تساوى فِيهِ هِمٌّ ومُرضَعُ) (فَلَا يفرحَنْ يَوْمًا بطول حَيَاته ... لبيبٌ فَمَا فِي عيشةِ الْمَرْء مَطمعُ) (فَمَا العيشُ إلاَّ مثل لمحةِ بارقٍ ... وَمَا الْمَوْت إلاَّ مِثْلَمَا العينُ تهجعُ) (وَمَا الناسُ إلاَّ كالنباتِ فيابسٌ ... هشيمٌ وغضٌّ إثرَ مَا باد يطلعُ) (فتبًّا لدُنيا مَا تزَال تَعِلُّنا ... أفاويقَ كأسٍ مُرَّةٍ لَيْسَ تنفعُ) (سحابُ أمانيها جَهامٌ وبرقُها ... إِذا شيمَ برقٌ خُلَّبٌ لَيْسَ يهمعُ) (تَغُرُّ بنيها بالمنى فتقودهم ... إِلَى قَعْر مَهْواةٍ بهَا الْمَرْء يوضعُ) ) (فكم أهلكتْ فِي حبِّها من مُتيَّمٍ ... وَلم يحظَ مِنْهَا بالمنى فَيُمتَّعُ) (تُمنِّيه بالآمال فِي نيلِ وَصلهَا ... وَعَن غَيِّه فِي حبِّها لَيْسَ يرجعُ) (أضاع بهَا عمرا لَهُ غير راجعٍ ... ولمّا يَنلْ مِنْهَا الَّذِي يتوقَّعُ) (فَصَارَ لَهَا عبدا لجمع حُطامها ... وَلم يَهْنَ فِيهَا بِالَّذِي كَانَ يجمع) وَهِي مائةٌ وَثَمَانِية عشر بَيْتا رثى بهَا وَالِده

الشطنوفي

وَمِنْه (يُساقُ بَنو الدُّنْيَا إِلَى الحتف عَنْوةً ... وَلَا يشْعر الْبَاقِي بِحَالَة من يمْضِي) (كأنهمُ الْأَنْعَام فِي جهلِ بَعْضهَا ... بِمَا تمَّ من سفك الدِّمَاء على البعضِ) وَمِنْه (لَيْسَ يُجدي ذكرُ الْفَتى بعد موتٍ ... فاطَّرحْ مَا يقولهُ السّفهاءُ) (إنَّما يُدركُ التألُّمَ والل ... ذَّةَ حيٌّ لَا صخرةٌ صمّاءُ) وسوف يَأْتِي ذكر وَالِده يُوسُف فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ وَقد تقدَّم ذكر وَلَده جمال الدّين عُثْمَان بن عَليّ فِي مَكَانَهُ 3 - (الشَّطَّنوفي) عَليّ بن يُوسُف الشَّطَّنوفي شيخ القرّاء نور الدّين توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَسبع مائَة وَهُوَ بالشين الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة وَالنُّون وَالْوَاو وَالْفَاء وياء النِّسْبَة 3 - (التّونسِيّ) عَليّ بن يُوسُف التّونسِيّ تأدَّب بالقيروان وَكَانَ مَخْصُوصًا ببني أبي الْعَرَب محظوظاً عِنْدهم وَفِيهِمْ عامَّة شعره أنْشد الْمَنْصُور بن مُحَمَّد قصيدته الَّتِي أوّلها (يَا عذولي أكثرتَ عذلاً وعدماً ... كم ملامٍ أغرى فهوَّنَ سُقْما) فَلَمَّا فرغ مِنْهَا دفع إِلَيْهِ كيساً فِيهِ أَربع مائَة دينارٍ عينا ورقعةً بإقطاع قريةٍ من نواحي تونس قَالَ ابْن رَشِيق القيرواني وَكَانَ عليّ يستضعف شعراء عصره ويهتدم أبياتهم وَرُبمَا اصطرفها جملَة وَاحِدَة وَلَا يرى ذَلِك عَيْبا بل يَقُول أَنا فرزدق هَذِه الطَّبَقَة فَهُوَ يلتهم كَلَام النَّاس فعل ذَلِك بِمُحَمد بن إِبْرَاهِيم الكموني فِي بيتٍ اهتدمه من قصيدةٍ لَهُ وَهُوَ (يُلقي شذاه بقلبٍ غيرِ منقلبٍ ... وصفحتيه بعطفٍ غير منعطف) فَسكت واصطرف أبياتاً للجُراوي الْكَاتِب فنازعه إِيَّاهَا وهجاه بقصيدة أنشدنيها

الزرندي الحنفي

لَا أعرف) مِنْهَا إلاَّ قَوْله لوضح كَانَ بِهِ (رآك الله تذْهب للمعاصي ... ففضَّض من أديمك كلَّ مُذْهبْ) وَأورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج جملَة من شعره وَمن ذَلِك (بنى مَنظراً يُسْمى العروسين رفْعَة ... كأنّ الثريّا عرَّستْ فِي قبابهِ) (إِذا اللَّيْل أخفاه بحُلكة لَونه ... بدا ضوءه كالبدر تَحت سحابهِ) (تمكَّن من سعدِ السعودِ محلُّه ... فأضحى ومفتاح الْغنى قَرْعُ بابهِ) (وَلَو شاده عزمُ المُعزِّ ورأيه ... على قدره فِي ملكه ونصابهِ) (لَكَانَ حَصى الياقوتِ والتبرُ مُفْرَغاً ... على الْمسك من آجرِّه وترابهِ) (وَكَانَت أعاليه سموًّا ورفعةً ... تباشرُ مَاء المُزْنِ قبل انسكابهِ) يَقُول فِي مديحها (صَدَدْت العدا عَن هَيْجهِ وَهُوَ وادعٌ ... وَقلت لَهُم إنَّ القنا ليثُ غابهِ) (هُوَ الْبَحْر يجتاح السفينَ إِذا طما ... فَلَا تركبنَّ الْبَحْر وقتَ عُبابهِ) (وحسبكمُ أَن تَطْلُبُوا السّلمَ عِنْده ... وَأَن تفخروا بِالْمَشْيِ تَحت ركابهِ) (ألم تعلمُوا أنَّ اللَّيَالِي تعلَّمت ... تنقُّلها من عَفوه وعقابهِ) وَكَانَ الْمَنْصُور مفتوناً بِشعرِهِ فعُرض عَلَيْهِ يَوْمًا فرسٌ أشهبُ خالصٌ فَقَالَ لَهُ أَلَك شيءٌ فِي هَذَا قَالَ نعم أبياتٌ كنتُ صنعتُها لَك وَأنْشد (رَغِبَتْ بِهِ الأُمُّ النجيبةُ عَن ... رَقَطِ الغرابِ لهُجْنَةِ البَلَقِ) (فَأتى كفجر الصَّيف باعَده ... غِلظُ الْهَوَاء وكُدْرَةُ الأُفُقِ) (حتَّى اعتلت أنوارُه وحَنَتْ ... كفُّ الغزالةِ وردةَ الشَّفَقِ) وَتُوفِّي سنة عشر وَأَرْبع مائَة وَقد ناهز السّبْعين 3 - (الزَّرَندي الْحَنَفِيّ) عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن الإِمَام المحدّث الأديب نور الدّين أَبُو الْحسن الزَّرَندي ثمَّ الْمدنِي الْحَنَفِيّ مولده بطَيْبَة قبل السَّبع مائَة تفقّه وشارك فِي الْفَضَائِل وَله فهم وذكاء ورزانة رَحل إِلَى الْعرَاق مَعَ أَخِيه وَسمع ببغداذ وَدخل

الزاهد الصالح

خوارزم ودمشق ومصر وعُني بالرواية وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الشَّيْخ شمس الدّين وَسمع مني وأعجبتني فضائله وَله النّظم والنثر) 3 - (الزَّاهِد الصَّالح) عَليّ الخبّاز الزّهْد كَانَ شَيخا صَالحا كَبِير الْقدر مَشْهُورا لَهُ زَاوِيَة ومريدون وَله أَحْوَال وكرامات قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ شَيخنَا الدَّباهي يعظِّمه ويصفه قتل فِي كائنة بغداذ سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة شَهِيدا 3 - (الشَّيْخ عليّ البكّار) عَليّ البكّار كَانَ من الْأَوْلِيَاء أَقَامَ مُدَّة ببلدة الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَكَانَ مَقْصُودا بالزيارة قَارب السّبْعين وَتُوفِّي سنة سبعين وست مائَة وقبره ظاهرٌ ببلدة الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام يُزار هُنَاكَ وَفِي مقَامه سِماطٌ يأكلُ مِنْهُ الْفُقَرَاء والزُّوّار 3 - (الْمَالِكِي السَّبْتي) عَليّ المتيوي الشَّيْخ أَبُو الْحسن المغربي السَّبتي الْمَالِكِي الزَّاهِد أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام كَانَ يحفظ المدوّنة والتفريع لِابْنِ الجلاّب ورسالة ابْن أبي زيد وألّف شرحاً ل الرسَالَة وَلم يكمله وصل فِيهِ إِلَى بَاب الْحُدُود وَكَانَ مَعَ براعته فِي الْفِقْه عجبا فِي الزّهْد والورع يخرج إِلَى الْجُمُعَة مغطَّى الْوَجْه وقبره بِظَاهِر سَبتة يُزار وَلم يكن فِي زَمَانه أحفظ مِنْهُ لمَذْهَب مَالك أَخذ النَّاس عَنهُ وَتُوفِّي سنة سبعين وست مائَة 3 - (الْأَعْرَج الصُّوفِي) عَليّ الْهَاشِمِي الوَاسِطِيّ الْأَعْرَج كَانَ من أَعْيَان الصوفيّة توفّي ببغداذ سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة حدَّث عَنهُ أَبُو عبد الله بن باكويه قَالَ كنّا فِي دَعْوَة ببغداذ فِيهَا عَليّ الْأَعْرَج الْهَاشِمِي فَأخذ القوّال يَقُول (يَا مُظْهِرَ الشوق باللسانِ ... لَيْسَ لدعواك من بيانِ) (لَو كَانَ مَا تدَّعيه حقًّا ... لم تَطْعَمِ الغُمضَ أَو تراني) فَقَامَ عليّ فرقص على رجلَيْنِ صحيحتين ثمَّ جلس أعرج وَقيل إِنَّه لما قَالَ القوّال الْبَيْتَيْنِ قَامَ وَمَشى بعد عرجته وشهق شهقةً وخرَّ مغشيًّا عَلَيْهِ ودفنوه بعد ثَلَاثَة أَيَّام 3 - (نجم الدّين أَبُو الْحسن) عَليّ الموصليّ أَبُو الْحسن نجم الدّين كَانَ فَقِيها

ابن الطستاني

بالنظامية ببغداذ كَذَا قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَ فَقِيها مَعنا وأنشدني لنَفسِهِ ممّا يكْتب على كَمَران) (لما استدرتُ بخصره ... حُزْتُ الْكَمَال بأسرهِ) (أضحى أسيري شادِنٌ ... كلُّ الوَرَى فِي أسره) وأنشدني لنَفسِهِ (سمَّوه باسم جُنَيْدٍ ... وفعلُه فِعْلُ جُنْدي) 3 - (ابْن الطَّستاني) عَليّ بن الطستاني أَبُو الْحسن الْأَنْبَارِي سَافر إِلَى الْموصل واستوطنها وَدخل ديار بكر روى عَنهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عيشون المنجِّم شَيْئا من شعره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره (لَو تراني فِي ليلةِ الْعِيد والنَّا ... سَ لأبصرتَ أعجبَ الأشياءِ) (كلُّ عينٍ ترنو إِلَى مغربِ الشم ... سِ وعيني ترنو إِلَى البطحاءِ) (مقلتي تطلب الْهلَال على الأر ... ضِ وهم يطلبونه فِي السماءِ) وَمِنْه (وفاترِ الطّرف فِي ألحاظهِ مَرَضٌ ... بهَا من السُّقْمِ مَا عِنْدِي من السَّقَمِ) (يدمى بإيماءِ ألحاظي وَمَا ألِمَتْ ... وَبَين جنبيَّ مِنْهَا غايةُ الألمِ) (أسكنتهُ حَيْثُ لَا تَدْرِي الوشاةُ بِهِ ... فَمَا أمنتُ عَلَيْهِ القذفَ بالتُّهَمِ) (محجَّباً فِي السُّويدا غيرَ أنَّ لَهُ ... محجَّةٌ بَين صَدْرِي وَاخْتِلَاف فمي) وَمِنْه (لَا رأتْ عينيَ إِن كَانَت رأتْ ... صُورَة أحسنَ من صورتهِ) (وَهُوَ يصطاد الْكرَى عَن جفْنه ... قَاعِدا إذْ هبَّ من رقدتهِ) (سئم اللَّيْل فأبدى وجهَه ... فأضاء الأفقُ من بهجتهِ) (وانجلى عَنهُ الدجى محتشماً ... فارتقى يعرُج فِي وَفْرَتهِ) 3 - (المنطقي الْبَصْرِيّ) أَبُو عَليّ المنطقي قَالَ ياقوت لم أظفر باسمه قَالَ الخالع هُوَ من أهل الْبَصْرَة تنقَّل عَنْهَا فِي الْبِلَاد ومدح عضُد الدولة وَابْن عبّاد وَانْقطع مُدَّة من

الزَّمَان إِلَى نصر بن هَارُون ثمَّ إِلَى أبي الْقَاسِم الْعَلَاء بن الْحسن الْوَزير وَكَانَ جيّد الطَّبَقَة فِي الشّعْر وَالْأَدب عَالما بالْمَنْطق) قويَّ الرُّتْبَة فِيهِ جمع ديوانه وَكَانَ نَحْو ألفي بَيت ومولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ ضَعِيف الْحَال مجازفاً ضيِّق الرزق وَكَانَ مزّاحاً طيّب الْعشْرَة حادَّ النادرة أُصِيب بِعَيْنِه آخر عمره وَله فِي ذَلِك أشعار وَمن شعره (يَا ريمُ وجدي فِيك لَيْسَ يريمُ ... بينَ الضلوع وإنْ رحلت مقيمُ) (لَا تحسبي قلبِي كربعك خَالِيا ... فِيهِ وَإِن عفَتِ الرسومُ رسومُ) (تبلى المنازلُ والهوى مُتجدِّدٌ ... ونبيد خيْماتٌ وَتبقى الخِيمُ) وَمِنْه (وقهوةٍ مثل رقراق السراب غَدا ... جيبُ المِزاج عَلَيْهَا غيرَ مَزرورِ) (تختالُ إنْ بثَّ فِيهَا الماءُ لؤلؤةً ... مَا بَين عقدين منظومٍ ومنثورِ) (سللتُها مثل سلِّ الْفجْر صارِمهُ ... وأحجم اللَّيْل فِي أَثوَاب موتورِ) (كأَنَّها إذْ بدتْ والكاسُ تحجبُها ... روحٌ من النارِ فِي جسمٍ من النورِ) (إِذا تعاطيتُ مَحْزُونا أبارقَها ... لم يَعْدُني كلُّ مفروحٍ ومسرورِ) (أُمسي غنيًّا وَقد أصبحتُ مُفتقراً ... كأَنَّما المُلكُ بَين البَمِّ والزِّيرِ) وَمِنْه (لقد سَهُلَتْ بك الأيامُ حتَّى ... لقَالَ الناسُ لم تكنِ الوُعورُ) (وَكَيف أخافُ دهراً أَنْت بيني ... وَبَين صُروفه أبدا سفيرُ) وَمِنْه (صافيتُ فضلك لَا مَا أَنْت باذله ... وعاشقُ الْفضل يُعرى كلَّما عُذلا) إنِّي أُعيذك من قولي لسائله إنِّي حدوتُ وَلَكِن لم أجد جَمَلا وَمِنْه (أَكُفُّكمُ تُعْطِي ويمنعنا الحيا ... وأقلامُكم تَمضي وتنبو الصوارمُ) (وإنَّ أَبَا الْعَبَّاس إِن يكُ للعُلى ... جنَاحا فَأنْتم للجناحِ القوادمُ) (مضى وبقيتم أبحُراً وأهلَّةً ... وزهرُ الرُّبا يبْقى وتمضي الغمائمُ)

وَمِنْه (قولي يقصِّر عَن فَعالكْ ... تقصيرَ جَدِّك عَن كمالكْ) ) (والحمدُ ينبتُ كلَّما ... هطلتْ سماءٌ من نوالكْ) وَمِنْه (كأَنَّ دبيبَها فِي كلِّ عضوٍ ... دبيبُ النومِ فِي أجفان ساري) (صدعتُ بهَا رِدَاء الهمِّ عنِّي ... كَمَا صدعَ الدجى وضحُ النهارِ) وَمِنْه (أنامَ جفونَ الحقدِ والحقدُ ساهرٌ ... وأيقظَ طرفَ المجدِ والمجدُ نائمُ) (إِذا أشكلتْ يَوْمًا لغاتُ انتقامه ... على معشرٍ فالمرهَفاتُ التراجمُ) (ومَن شاجَر الأيامَ عَن مأثُراتهِ ... فَأمْضى لسانيه القنا والصوارمُ) وَمِنْه (وخيلٍ إِذا كَدُّ الطرادِ أراحها ... أصابتْ بحَرِّ الطعنِ بردَ الشرائعِ) (تكَاد تُرى بالسمعِ حتَّى كأَنَّما ... نواظرُها مخلوفةٌ فِي المسامعِ) (إِذا مَا دجا ليلُ الكريهة أطلعت ... نجومَ قِنَا يَغْرُبْنَ بَين الأضالعِ) وَمِنْه (على الطيفِ أَن يغشى العميدَ المتيَّما ... وَلَيْسَ عَلَيْهِ ردُّ يومٍ تصرَّما) (خيالٌ سرى يَبْغِي خيالاً ومُغرمٌ ... بلبسِ قميصِ الليلِ يمَّمَ مُغرما) (دنا والظلامُ الجَونُ غضٌّ شبابه ... فأهدى إِلَيْهِ الشيبَ لمَّا تبسَّما) (أتلك اللآلي أم ثناياه ألَّفَتْ ... عَلَيْهِ عقوداً أم تقلَّد أنجُما) (وليلٍ أكلنَا العِيسَ تَحت رِواقهِ ... بأيدي سُرًى تثني الرواسمَ أَرسُما) (بهيمٍ نَضَوْنا بُرده وَهُوَ مُخلقٌ ... وكنَّا لبسناه قشيباً مُسَهَّما) (هداها إِلَى مَغنى الْوَزير نسيمهُ ... وَمن شرفِ الْأَخْلَاق أَن تنسَّما) (يَصُوبُ على العافين مُزْنُ بنانهِ ... فيكبتُ حسَّاداً ويُنبتُ أَنْعُما) وَمِنْه (غيُّ الهَوَى للصبِّ غايةُ رُشده ... فذريه من حَلِّ الملام وعَقدِهِ)

الصالح العابد

(قرَّبْتِ مركبَ وعظِهِ ولَجاجهُ ... فِي الحبِّ يُنتِج قربَه من بُعدِهِ) (والليلُ تُكحلُ مقلتاه بإثْمِدٍ ... والأُفقُ يُزهرُ دُرُّه فِي عقدِهِ) ) (وكأَنَّ زِنجيًّا تبسَّم ثغرُهُ ... إسفارُ ذَاك اللَّوْن فِي مُرْبَدِّهِ) (تَعَبُ الْفَتى جسْرٌ إِلَى راحاتهِ ... يُفضي ونهضَةُ جدِّهِ فِي جِدِّهِ) (وَإِذا ابنُ عزمٍ لم يقم متجرِّداً ... للحادثاتِ فصارمٌ فِي غمدِهِ) (فالسيفُ سُمِّي فِي النوائبِ عُدَّةً ... لمضائهِ فيهنَّ لَا لفرِندِهِ) وَمِنْه (ولمَّا استردَّ الليلُ عاريَةَ الدُّجى ... تولَّى بطيئاً والدموعُ عِجالُ) (وَلم أرَ لابنِ الشوقِ كالليل سُلَّماً ... إِلَى حاجةٍ فِي الصُّبْح لَيْسَ تُنالُ) وَمِنْه (ظلَّتْ تَغَصُّ لتوديعي أناملَها ... فخِلتها نَظَمَتْ دُرًّا على عَنَمِ) (يَا رُبَّ لائمةٍ فِي الحبِّ لَو علمتْ ... أنِّي ألَذُّ ملامي فِيك لم تَلُمِ) وَمِنْه (نِعَمٌ لوَ انَّ الناسَ وُرْقُ حمائمٍ ... لغدَتْ لَهُم بَدَلا منَ الأطواقِ) (ومواهبٌ تمْضِي وَيبقى ذكرهَا ... سمةً على وجهِ الزَّمَان الْبَاقِي) وَمِنْه (إنِّي إِذا مَا الخِلُّ خادَعه ... عنِّي الزمانُ فحالَ عَن عهدي) (جانبتُه ولَوَ انَّهُ عُمُري ... وقطعتُه ولَوَ انَّهُ زَندي) 3 - (الصالحُ العابد) عَليّ الفَرْنَثي الرجلُ الصَّالح الْكَبِير الْقدر صَاحب الكرامات والسياحات والرياضات كَانَ لَهُ أصحابٌ ومريدون وزاوية بسفح قاسيون بِدِمَشْق توفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة 3 - (ابنُ النظَّام الطَّبِيب) عَليّ بن أبي عبد الله بن النظَّام البغداذي الطَّبِيب البارع توفّي ببغداذ سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة 3 - (نور الدّين القَصْري) عَليّ نور الدّين القصريّ أَخْبرنِي الْحَافِظ أثير الدّين أَبُو حيَّان من لَفظه قَالَ وقَّع لبَعض الْقُضَاة وَله نظمٌ ونثرٌ جيِّدان أَنْشدني لنَفسِهِ يصف فرسا)

علاء الدين الطويل الرملي

(لمَّا جرى شوطاً بعيدَ المدى ... أَلَّفَ بَين الغربِ والشرقِ) (فَاتَ ارتدادَ الطَّرف ثمَّ انثنى ... يهزأُ بالريحِ وبالبرقِ) قلتُ اخْتَصَرَهُ من قَول ابْن حجَّاج يصف فرسه من أَبْيَات (قَالَ لَهُ البرقُ وقالتْ لَهُ ال ... ريحُ جَمِيعًا وهما مَا هما) (أأنتَ تجْرِي معَنَا قَالَ لَا ... إِن شئتُ أضحكتُكما مِنْكُمَا) (هَذَا ارتدادُ الطّرف قد فُتُّه ... إِلَى المدى سبقاً فَمن أَنْتُمَا) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي رَوْضَة مصر (ذاتُ وَجْهَيْن فيهمَا خيَّمَ الْحس ... نُ فأضحتْ بهَا القلوبُ تَهيمُ) (ذَا يَلِي مصرَ فَهُوَ مصرٌ وَهَذَا ... يتولَّى وَسيمَ فَهُوَ وسيمُ) (قد أعادتْ عصر التصابي صَباها ... وأبادَتْ فِيهَا الغمومَ الغيومُ) قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين وزدتُ أَنا بَيْتا رَابِعا (فبِلُجِّ البحارِ يسبحُ نُونٌ ... وبِفَجِّ القفارِ يسنحُ رِيمُ) وَمن نثره جفنٌ علَّم الغمامَ كَيفَ يكف ودمعٌ أَبى حِين وقفتُ بالربعِ أَن يقف 3 - (عَلَاء الدّين الطَّوِيل الرَّمليّ) عَليّ عَلَاء الدّين الرَّمليُّ الطَّوِيل أَخْبرنِي من لَفظه العلاّمة أثير الدّين قَالَ هُوَ تلميذ الشَّيْخ بهاء الدّين بن النحَّس أَنْشدني من شعره وَلم أكتبْ عَنهُ أنشدنا لَهُ أَبُو الْخَيْر رَجَب الأَرْزَني بَيْتا فِي غَايَة الْحسن (هَيْهَات إمساكي سوابقَ عبرتي ... وَهِي الْجَوَارِي المُنْشآتُ مِنَ الهَوَى) 3 - (أَمِير عَليّ المارداني) عَليّ الْأَمِير عَلَاء الدّين أَمِير عَليّ المارداني أوَّل ظُهُوره أنَّه كَانَت لَهُ معرفَة بالأمير سيف الدّين طاجار المارداني الدَّوادار ثمَّ إنَّه تأمَّر طبلخاناه وتقدَّم فِي دولة النَّاصِر حسن تقدُّماً زَائِدا بِحَيْثُ إنَّ السّرّ إِذا كَانَت لَهُ ضَرُورَة بعلامة لَا يصل فِي ذَلِك الْوَقْت إِلَى السُّلْطَان يُرسلها إِلَى الْأَمِير عَلَاء الدّين ولمَّا أُمسك الْوَزير منجك وَأَخُوهُ بَيْبُغا آروس كَانَ هُوَ المُقدَّم وَلم يلبث غير تَقْدِير خَمْسَة عشر يَوْمًا حتَّى أُخرج إِلَى دمشق على

الألقاب

الْبَرِيد فوصلها فِي عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسبع مائَة فَأَقَامَ بهَا ساكتاً منجمعا عَن النَّاس إِلَى أَن) (الألقاب) ابْن العُلَّيق الأَعزّ بن فَضَائِل ابْن العُلَّيق بَقَاء بن أَحْمد 3 - (عليلة) 3 - (أَبُو الْعَلَاء الْبَصْرِيّ) عُلَيْلَة بن بدر الْبَصْرِيّ أَبُو الْعَلَاء ضَعَّفه قُتيبة وَغَيره وَقَالَ النَّسائي مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حِبَّان يروي المقلوبات عَن الثِّقَات وتوفِّي سنة ثمانٍ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة (عُلَيَّة) 3 - (أُمُّ السَّائِب بن يزِيد) عُلَيَّة بنت شُريح بن الْحَضْرَمِيّ أمّ السَّائِب بن يزِيد وَهِي أُخْت مَخْرَمة بن شُريح الَّذِي ذُكر عِنْد النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فَقَالَ ذَاك رجل لَا يتوسَّد الْقُرْآن فَهِيَ فِي عداد الصحابيَّات رَضِي الله عنهنَّ 3 - (أُختُ الرشيد) عُلَيَّة بنت الْمهْدي أَمِير الْمُؤمنِينَ مُحَمَّد بن أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله الْمَنْصُور العبَّاسيَّة أُخْت أَمِير الْمُؤمنِينَ الرشيد أُمُّها مَكنونة اشتُريت للمهدي بِمِائَة ألف دِرْهَم وَكَانَت عُلَيَّة من أحسن النِّسَاء وأظرفهن وأعقلهن ذَات صِيَانة وأدب بارع تزوَّجها مُوسَى بن عِيسَى بن مُوسَى بن مُحَمَّد العبَّاسي وَكَانَ الرشيد يُبَالغ فِي إكرامها واحترامها

وَلها ديوَان شعر معروفٌ بَين الأُدباء عاشت خمسين سنة وَتوفيت سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ سَبَب وفاتها أنَّ الْمَأْمُون سلَّم عَلَيْهَا فضمَّها إِلَيْهِ وَجعل يقبِّل رَأسهَا ووجهُها مغطَّى فشرِقتْ من ذَلِك ثمَّ حُمَّت وَمَاتَتْ لأيام يسيرَة وَكَانَت تتغزَّل فِي خادمين اسْم الْوَاحِد رشأ وَالْآخر طَلّ فَمن قَوْلهَا فِي طَلّ الْخَادِم) (أَيا سرحَةَ البستانِ طَال تَشَمُّسي ... فَهَل لي إِلَى ظِلٍّ إِلَيْك سبيلُ) (مَتى يشتفي من ليسَ يُرجى خُرُوجه ... وليسَ لمن يهوى إِلَيْهِ دخولُ) فَبلغ الرشيد ذَلِك فَحلف أنَّها لَا تذكره ثمَّ تسمَّع عَلَيْهَا يَوْمًا فَوَجَدَهَا وَهِي تدرس آخر سُورَة الْبَقَرَة حتَّى بلغت قَوْله تَعَالَى فَإِن لم يُصِبْها وابلٌ فَطَلٌّ فَلم تلفِظ بِهِ وَقَالَت فَإِن لم يصبهَا وابلٌ فَمَا نَهَانَا عَنهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَدخل الرشيد وقبَّل رَأسهَا وَقَالَ لَهَا لقد وهبت لَك طلاًّ وَلَا منعتكِ بعد هَذَا عمَّا تريدين مِنْهُ ذكر ذَلِك الصولي وَكَانَت عُلَيَّة من أعفّ النَّاس كَانَت إِذا طهرت لَزِمت الْمِحْرَاب وَإِذا لم تكن طَاهِرَة غنَّتْ ولمَّا خرج الرشيد إِلَى الرَّيّ أَخذهَا مَعَه فلمَّا وصل إِلَى المرج بهَا نظمت قَوْلهَا (ومغتربٍ بالمرج يبكي لشجوه ... وَقد غَابَ عَنهُ المسعِدون على الحبِّ) (إِذا مَا أَتَاهُ الرَّكبُ من نَحْو أرضه ... تنشَّقَ يستشفي برائحة الرَّكبِ) وصاغت فِي الْحَال لَهما لحناً وغنَّت بِهِ فلمَّا سمع الصوتَ علم أنَّها قد اشتاقت إِلَى الْعرَاق وأهلُها بِهِ فَأمر بردِّها وَكَانَ قد عَوَّدها الدُّخُول إِلَيْهَا إِذا دخل إِلَى حُرَمه فأغفل ذَلِك يَوْمًا فَقَالَت (أَهلِي سلوا ربَّكمُ العافيهْ ... فقد دهتني بعدكم داهيهْ) (مَا لي أرى الأبصارَ بِي خافيهْ ... لم تلتفتْ منِّي إِلَى ناحيهْ) (مَا ينظر النَّاس إِلَى المُبتلى ... وإنَّما الناسُ مَعَ العافيهْ) وَمن شعرهَا (إنِّي كثرتُ عَلَيْهِ فِي زيارته ... فملَّ والشيءُ مملولٌ إِذا كثرا) (ورابني مِنْهُ أنِّي لَا أَزَال أرى ... فِي طرفه قِصَراً عنِّي إِذا نظرا)

وَمِنْه (كتمتُ اسمَ الحبيب عَن العبادِ ... وردَّدْتُ الصبابَةَ فِي فُؤَادِي) (فواشوقي إِلَى نادٍ خَليٍّ ... لعلِّي باسمِ مَن أَهْوى أنادي) وَمن قَوْلهَا فِي رشأ الْخَادِم تصحِّفه (أضحى الْفُؤَاد بزينبا ... صبًّا كئيباً متعَبا) (فجعلتُ زينبَ سُترةً ... وكتمتُ أمرا معجِبا) ) وَمِنْه (سلطانُ مَاذَا الغضبُ ... تظلمني وتعتبُ) (مَا ليَ ذنبٌ فَإِذا ... شئتَ فإنِّي مذنبُ) وَمِنْه (تَعَالَوْا ثمَّ نصطبحُ ... ونلهو ثمَّ نقترحُ) (ونجمعُ فِي لَذاذتنا ... فإنَّ القومَ قد جمحوا) وَمِنْه (لَيْت شعري مَتى يكون التلاقي ... قد براني وسلَّ جسمي اشتياقي) (غَابَ عنِّي من لَا أُسمِّيه خوفًا ... ففؤادي مُعلَّقٌ بالتَّراقي) وَمِنْه (خلوتُ بِالرَّاحِ أُناجيها ... أخذتُ مِنْهَا وأُعاطيها) (نادمتُها إذْ لم أجد صاحباً ... أرضاه أَن يَشْرَكَني فِيهَا) قلتُ قَوْلهَا نادمتُها أكمل من قَول أبي نواس (على مثلهَا مثلي يكون منادمي ... وَإِن لم يكن مثلي خلوتُ بهَا وحدي) وَمن شعرهَا (سَلِّمْ على ذَاك الغزا ... لِ الأغيدِ الحلوِ الدلالِ) (سَلِّمْ عَلَيْهِ وقُلْ لَهُ ... يَا غُلَّ ألبابِ الرجالِ) (خَلَّيتَ جسمي ضاحياً ... وسكنتَ فِي ظلِّ الحجالِ) (وبلغتَ منِّي غَايَة ... لم أدرِ فِيهَا مَا احتيالي)

وَمِنْه وَقد حجَّت مَعَ رشأ (بَين الإزارين من المُحْرِمِ ... تَوْليهُ عقلِ الرجلِ المسلمِ) (مرَّ إِلَى الركنِ فزاحمتُهُ ... فاستلمَ الرُّكْن وَلم يَلْثَمِ) (وفاتَ بالسبقِ إِلَى زمزمٍ ... وكانتِ اللذاتُ فِي زمزمِ) (شربتُ فِي الظلماءِ من بعده ... فلستُ أنسى طعمَه فِي فمِي) وَمِنْه) (قُم يَا نديمي إِلَى الشَّمولِ ... قد نمتَ فِي ليلك الطويلِ) (أما ترى النجمَ قد تبدَّى ... وهمَّ بَهرامُ بالأفولِ) (قد كنتَ عَضْبَ اللِّسَان عهدي ... فَرُحتَ ذَا منطقٍ كليلِ) (مَن عاقرَ الراحَ أخرستْهُ ... وَلم يُجِبْ منطِقَ السَّؤولِ) وَمِنْه (أَتَانِي عنكِ سبُّكِ لي فَسُبِّي ... أليسَ جرة بفيكِ اسْمِي فحسبي) (وقُولي مَا بدا لكِ أَن تقولي ... فَمَاذَا كلُّه إلاَّ لحبِّي) (قُصاراكِ الرجوعُ إِلَى مرادي ... فَمَا تهوَين من تعذيبِ قلبِي) وَمِنْه (قلْ لذِي الطُّرَّةِ والأص ... داغِ والوجهِ المليحِ) (وَلمن أشعلَ نَار ال ... حبِّ فِي قلبٍ قريحِ) (مَا صحيحٌ فتكتْ عي ... ناكَ فِيهِ بصحيحِ) وَمِنْه (أَلْبِسِ الماءَ المداما ... واسقني حتَّى أناما) (وأَفِضْ جودك فِي النا ... سِ تكنْ فيهم إِمَامًا) (لعنَ اللهُ أَخا البخ ... لِ وَإِن صلَّى وصاما) وَمِنْه (إِذا كنتَ لَا يُسليك عمَّن تُحبُّه ... تناءٍ وَلَا يَشفيك طولُ تلاقي) (فَهَل أنتَ إلاَّ مستعيرٌ حُشاشةً ... لمهجةِ نفسٍ آذنتْ بفراقِ)

الألقاب

وَمِنْه (صحائفُنا إشارتُنا ... وأكثرُ رُسْلنا الحَدَقُ) (لأنَّ الكُتْبَ قد تُقْرا ... وَلَيْسَ برُسْلنا نَثِقُ) (الألقاب) ابْن عُليل اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى ابْن عُلَيَّة إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم) الْعِمَاد الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد أَخُوهُ حَامِد بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد القَاضِي شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَابْنه عماد الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد عماد الدولة بن بُويه عَليّ بن بُويه (عَمَّار) 3 - (الصحابيّ رَضِي الله عَنهُ) عَمَّار بن يَاسر بن عَامر المذحِجي أَبُو الْيَقظَان من نجباء الصَّحَابَة شهد بَدْرًا والمشاهد كلّها كَانَ من السَّابِقين عَاشَ ثَلَاثًا وَتِسْعين سنة وتوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ قُتل يَوْم صِفِّين مَعَ عليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَكَانَ ممَّن عُذِّب فِي الله فِي أوَّل الْإِسْلَام وأُمُّه أوَّل شهيدةٍ فِي الْإِسْلَام طَعنهَا أَبُو جهلٍ فِي قُبُلِها قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيحك يَا ابْن سُمَيَّةَ تقتلك الفئة الباغية وعَمَّار مِمَّن هَاجر إِلَى الْحَبَشَة وصلَّى الْقبْلَتَيْنِ وأبلى بلَاء حسنا وَشهد الْيَمَامَة وأبلى فِيهَا أَيْضا بلَاء حسنا ويومئذٍ قُطعت أُذنه فَكَانَت تَذَبْذَبُ وَهُوَ يُقَاتل أشدَّ قتال وَعلا

صَخْرَة فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته يَا معشرَ الْمُسلمين أَمِنَ الجنَّة تفرُّون وَقَالَ عَمَّار كنت تِرْباً لرَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي سنِّه لم يكن أحدٌ أقربَ بِهِ سِنًّا منِّي ولمَّا أُنزِلَتْ أَوَمَن كَانَ مَيتا فأحييناه وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشي بِهِ فِي النَّاس قَالَ عَمَّار كَمَن مَثَلُه فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا قَالَ أَبُو جهل بن هِشَام وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنَّ عمَّاراً مُلئ إِيمَانًا إِلَى مُشاشِه ويُروى إِلَى أَخْمص قَدَمَيْهِ وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا مَا من أحدٍ من أَصْحَاب رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم أشاءُ أَن أَقُول فِيهِ إلاَّ قلتُ إلاَّ عَمَّار بن يَاسر فإنِّي سمعتُ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يَقُول مُلئ عَمَّار إِيمَانًا إِلَى أَخْمص قَدَمَيْهِ وفضائله كَثِيرَة وَقَالَ يَوْم صِفِّين لهاشم بن عُتبة يَا هَاشم تقدَّم إِلَى الجنَّة تَحت الأبارقة ألْقى الأحبَّة غَدا محمَّداً وَحزبه وَالله لَو هزمونا حتَّى يبلغُوا بِنَا سَعَفاتِ هَجَر لعلمنا أنَّا على الحقّ وأنَّهم على الْبَاطِل ثمَّ قَالَ) (نَحن ضربناكم على تنزيلهِ ... فاليومَ نَضْرِبكُمْ على تأويلهِ) (ضربا يُزيل الهامَ عَن مَقيلهِ ... ويُذهل الخليلَ عَن خليلهِ) أَو يَرْجعُ الحقُّ إِلَى سبيلهِ حمل عَلَيْهِ ابْن جَزْءٍ السَّكْسَكي وَأَبُو الغادية الفَزاري فأمَّا أَبُو الغادية فطعنه وأتى ابنُ جَزْءٍ فاحتزَّ رَأسه واستسقى عَمَّار حِين طُعن فأُتي بِشَربَة من لبن فَشرب وَقَالَ اليومَ ألْقى الأحبَّة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهدَ إليَّ أنَّ آخِرَ شربةٍ أشربها من الدُّنْيَا شربة من لبن فَشرب وَقَالَ الْحَمد لله تَحت الأسنَّة وتواترت الأَخبارُ بأنَّ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم قَالَ تقتل عَمَّاراً الفئة الباغية وَهَذَا الحديثُ من أَعْلَام النبوَّة وَهُوَ من إخْبَاره بِالْغَيْبِ وَمن أصحّ الْأَحَادِيث وَقيل أنَّهم قَالُوا لمعاوية أنْ نَحن بغاةٌ وأوردوا عَلَيْهِ الحَدِيث فَقَالَ نعم صَحِيح وَهل قَتله إلاَّ من جَاءَ بِهِ وَدَفنه عليّ رَضِي الله عَنهُ فِي ثِيَابه وَلم يغسلهُ وروى أهل الْكُوفَة أنَّه صلَّى عَلَيْهِ وَهُوَ مَذْهَبهم فِي الشُّهَدَاء أنَّهم يُصَلَّى عَلَيْهِم وَلَا يُغسلون ولمَّا نَالَ غُلمانُ عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ من عَمَّار مَا نالوا من الضَّرْب حتَّى انفتق لَهُ فتقٌ فِي بَطْنه وَزَعَمُوا أنَّه انْكَسَرَ ضلعٌ من أضلاعه اجْتمع بَنو مَخْزُوم وَقَالُوا وَالله لَئِن مَاتَ لَا قتلْنا بِهِ أحدا غيرَ عُثْمَان لأنَّ أَبَاهُ ياسراً تزوَّج امْرَأَة من مَخْزُوم فَولدت لَهُ عمَّاراً وروى الجماعةُ كلُّهم لعمَّار رَضِي الله عَنهُ

الضبي الكوفي

3 - (الضَّبِّيّ الْكُوفِي) عَمَّار بن رُزَيق الضَّبي الْكُوفِي كَانَ عَالما كَبِير الْقدر توفِّي سنة تسع وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّسائي وَابْن ماجة 3 - (الدُّهْني البَجَلي الْكُوفِي) عَمَّار الدُّهْني البَجَلي الكوفيّ ودُهْن هُوَ ابْن مُعَاوِيَة بن أسلم توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْخُرَاسَانِي الْمروزِي) عَمَّار بن نصر أَبُو يَاسر الْخُرَاسَانِي الْمروزِي قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وتوفِّي سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ) 3 - (الاستراباذي التغلبي) عَمَّار بن رَجَاء أَبُو يَاسر الاستراباذي التغلبي صَاحب المُسند رَحَل وَجمع وصنَّف وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو نملة الْأنْصَارِيّ) عمار بن زُرارة وَقيل عَمَّار بن معَاذ بن زُرَارَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي الظَّفري شهد بَدْرًا مَعَ أَبِيه وَشهد أُحُداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلَّها وقُتل لَهُ ابْنَانِ يَوْم الحَرَّة عبد الله وَمُحَمّد وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وكنيته نملة

المغربي الشاعر

3 - (المغربي الشَّاعِر) عَمَّار بن عَليّ بن جميل قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَاعِرًا قَادِرًا على الشّعْر متوسط الطَّبْع يحبُّ حوشيَّ الْكَلَام وعويص اللُّغَة يرى ذَلِك قوَّةً وفصاحة وَكَانَ مرَّ المذاق شرس الْأَخْلَاق يتشبَّه بِمُحَمد بن عبد الْملك الزيَّات فِي جَمِيع أَحْوَاله كتب إِلَيْهِ مُحَمَّد بن مغيث يعاتبه فِي تقعُّره وتكلُّفه وتأخُّره وتخلُّفه (ليتَ شعري إِذا كتبتَ لنا الدَّيْ ... دَنَ والنَّوْس والوَزَى والجِرِشَّى) (مَا يكون الْجَواب عنهنَّ يَا من ... نشَّ بحرُ العلومِ من فِيهِ نشَّا) (أَنا لمَّا رأيتُ طِرسك عاين ... تُ شجاعاً وحيَّةً مِنْهُ رَقشا) (كَانَ لمَّا أردتُ أنظرُ فِيهِ ... مثلَ شمسٍ بدتْ لألحاظِ أعشى) (وكأَنَّ السطورَ فِي ذَلِك التع ... ريجِ عُرِّجْنَ عَن أناملِ رَعشا) (وكأَنَّ المداد من مُقلة الأش ... هَل لما جرى وأحدث نقشا) فاترُكَنْ ذَا الغريبَ وَيحك والتقعيرَ إنِّي عَلَيْك من ذَاك أخْشَى (وتأمَّل شعري المليحَ تجدهُ ... زهرَ روضِ حُسْنٍ وثوباً يُوَشَّى) (سلبَ الماءَ رقَّةً وصفاءً ... فِي مَعَانِيه فَهُوَ يُحبى ويُرشى) (وادْفِنَنْ شعرَك الشريدَ ومِن قب ... لُ فقرِّبْ لَهُ حَنوطاً ونعشا) فَأجَاب (يَا أَبَا عبد الله قد كنتَ عِنْدِي ... يُرتجى علمُك الصحيحُ ويُخشى) (وَإِذا رَبْعُكَ المخيَّلُ بالأن ... سِ من الْعلم قد غَدا مِنْهُ وحشا) ) (لَيْت شعري إِذا نفيتَ من الْمَنّ ... ظوم والنثر ديدناً وجِرِشَّى) (فِيمَا تمزجُ الكلامَ فيغدو ... من لغاتٍ موشَّحاً وموشَّى) (لست تَدْرِي مَا بَين عرشٍ وعرشٍ ... دون أَن تستفيد عرشاً وعرشا) (فَعَلَيْك السَّلَام فِي كلِّ علمٍ ... متناهٍ من كلِّ مَا هُوَ مُنْشا) (أَنْت صفرٌ مِنْهُ وَلَو كنتَ مَا عش ... تَ بِهِ فِي الزمانِ تُؤتى وتُحشى) (فدع الجِدّ للمزاح الَّذِي أَن ... تَ حفيظٌ عَلَيْهِ ترشو وتُرشى) (لَيْسَ يخفى من الْفَتى مَا لَدَيْهِ ... كلُّ سرٍّ وَإِن تطاول يُفشى)

الموصلي الكحال

3 - (الْموصِلِي الكحَّال) عَمَّار بن عَليّ الْموصِلِي كَانَ كحَّالاً ومعالجاً مَذْكُورا لَهُ خبْرَة بمداواة الْعين وأمراضها ودربة بِعَمَل الْحَدِيد سَافر إِلَى مصر وَأقَام بهَا وَكَانَ فِي أَيَّام الْحَاكِم وَله كتاب الْمُنْتَخب فِي علم الْعين وعللها ومداواتها بالأدوية وَالْحَدِيد ألَّفه للْحَاكِم 3 - (فَخر الْملك) عَمَّار بن مُحَمَّد بن عَمَّار القَاضِي فَخر الْملك وَلأبي عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الخيَّاط الشَّاعِر فِيهِ أمداح مِنْهَا قَوْله (أرى العلياءَ واضحةَ السبيلِ ... فَمَا للغُرِّ سائلةَ الحُجُولِ) مِنْهَا (أرى حُلَلَ النباهةِ قد أضلَّتْ ... تُنازعُ فيَّ أطمارَ الخُمولِ) (فيا جَدِّي نهضتَ وَيَا زماني ... جنيتَ فكنتَ أحسنَ مستقبلِ) (وَيَا فخري وفخر الْملك مُثْنٍ ... عليَّ لقد جريتُ بِلَا رسيلِ) (تفنَّنَ فِي العطاءِ الجزلِ حتَّى ... حباني فِيهِ بالحمدِ الجزيلِ) (سقاني الرِّيَّ من بِشْرٍ وجودٍ ... كَمَا رقص الحَبابُ على الشَّكولِ) (الألقاب) ابْن عَمَّار الْموصِلِي الْحسن بن عَليّ ابْن عَمَّار الأندلسي أَبُو بكر مُحَمَّد بن عَمَّار وَابْن عَمَّار الْكَاتِب اسْمه أَحْمد بن إِسْمَاعِيل)

عمارة

(عمَارَة) 3 - (نجم الدّين اليمني) عُمارة بن عَليّ بن زَيْدَانَ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد الحَكَمي المذحِجي اليمني نجم الدّين الشَّافِعِي الفرضي الشَّاعِر الْمَشْهُور تفقَّه بزَبيد مُدَّة أَربع سِنِين فِي الْمدرسَة وحجَّ سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة ومولده سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة وصُلب سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وسيَّره صَاحب مكَّة قَاسم بن هَاشم بن فُلَيْتة رَسُولا إِلَى الفائز خَليفَة مصر فامتدحه بقصيدته الميميَّة فوصله ثمَّ ردَّه إِلَى مَكَّة وَعَاد إِلَى زَبيد ثمَّ حجَّ فَأَعَادَهُ صَاحب مكَّة فِي الرُّسلية فاستوطن مصر وَكَانَ شافعيًّا شَدِيد التعصُّب للسُنَّة أديباً ماهراً وَلم يزل ماشيَ الْحَال فِي دولة المصريِّين إِلَى أَن ملك صَلَاح الدّين فمدحه كثيرا ومدح الْفَاضِل كثيرا ثمَّ إنَّه شرع فِي أُمور وَأخذ فِي اتِّفَاق مَعَ رُؤَسَاء الْبَلَد فِي التعصُّب للعُبَيْدِيِّين وإعادة أَمرهم فنُقل أَمرهم وَكَانُوا ثَمَانِيَة من الْأَعْيَان فَأمر صَلَاح الدّين بشنقهم فِي شهر رَمَضَان ونُسب إِلَيْهِ بيتٌ أظنُّه من وضع أعاديه عَلَيْهِ فإنِّي أحاشيه من قَول مثل هَذَا وَالله أعلم وَهُوَ (وَكَانَ مبدأ هَذَا الدِّين من رجلٍ ... سعى فَأصْبح يُدعى سيِّدَ الأُممِ) فَأفْتى الْفُقَهَاء بقتْله وَيُقَال إنَّ السُّلْطَان صَلَاح الدّين لمَّا اسْتَشَارَ الفاضلَ فِي أَمر عُمارة قَالَ نسجنه فَقَالَ يُرجى خلاصه فَقَالَ نضربه عُقُوبَة فَقَالَ الكلبُ يُضربُ فيسكت ثمَّ ينبح فَقَالَ نشنقه فَقَالَ الْمُلُوك إِذا أَرَادوا شَيْئا فَعَلُوهُ ونهض قَائِما فَعلم السُّلْطَان أَن هَذَا هُوَ الرَّأْي وَقيل أُحضر عُمارة فَأخذ الْفَاضِل فِي تلطيف أمره مَعَ السُّلْطَان بَينه وَبَينه فَقَالَ عُمارة بِاللَّه يَا مَوْلَانَا لَا تسمع مِنْهُ مَا يَقُوله فيَّ فَقَالَ السُّلْطَان نعم وَالله أعلمُ بِأَمْر الْفَاضِل وَأمر عُمارة رَحمَه الله تَعَالَى ثمَّ إِنَّه رسم فِيهِ مَا رسم فَقَالَ عُمارة للموكَّلين بِهِ بِاللَّه مُرُّوا بِي على بَاب القَاضِي الْفَاضِل لعلَّه يرقُّ لي فمرُّوا بِهِ وَكَانَ الْفَاضِل جَالِسا على بَاب دَاره فلمَّا رَآهُ مُقبلا دخل وأغلق الْبَاب فَقَالَ عمَارَة

(عبدُ الرَّحِيم قد احتجب ... إنَّ الخلاصَ مِنَ العجبْ) وَيُقَال إنَّه مرَّ قبلَ كائنته بيومين أَو ثَلَاثَة فَرَأى بَين القصرين مصلوباً فَقَالَ (ومدَّ على صليبِ الصلبِ مِنْهُ ... يَمِينا لَا تطول إِلَى شمالِ) ) (ونكَّسَ رأسَه لعتابِ قلبٍ ... دَعَاهُ إِلَى الغِوايةِ والضَّلالِ) وَقَالَ بَعضهم عبرتُ بَين القصرين وَأَنا عائدٌ من دَار السُّلْطَان صَلَاح الدّين عشيَّةَ النَّهَار الَّذِي شُنق فِيهِ عُمارة اليمني فشاهدته هُنَاكَ مشنوقاً فَذكرت أبياتاً لَهُ عَملهَا فِي الصَّالح وَهِي (إِذا قَدَرْتَ على العلياء بالغَلَبِ ... فَلَا تُعرِّجْ على سعيٍ وَلَا طلبِ) (وَلَا ترِقَّنَّ لي إِن كُربةً عرضتْ ... فإنَّ قلبيَ مخلوقٌ من الكُرَبِ) (واستخبِرِ الهولَ كم آنستُ وحشتَهُ ... وَكم وهبتُ لَهُ روحي وَلم أَهَبِ) وَمن شعره القصيدة الَّتِي مدح بهَا الفائز بنصر الله خَليفَة مصر وَهِي (الحمدُ للعيسِ بعدَ العزمِ والهممِ ... حمداً يقومُ بِمَا أولتْ من النَّعَمِ) (لَا أجحد الحقَّ عِنْدِي للركاب يدٌ ... تمنَّتِ اللجمُ فِيهَا رُتبةَ الخُطُمِ) (قرَّبْنَ بُعد مزارِ العينِ من نَظَرِي ... حتَّى رأيتُ إمامَ العصرِ فِي أَمَمِ) (ورُحنَ من كعبة الْبَطْحَاء والحرمِ ... وَفْدًا إِلَى كعبة الْمَعْرُوف والكرمِ) (فَهَل درى البيتُ أنِّي بعد فُرقته ... مَا سرتُ من حرمٍ إلاَّ إِلَى حَرَمِ) (حيثُ الخلافةُ مضروبٌ سُرداقها ... بَين النَّقيضينِ من عفوٍ وَمن نَقَمِ) (وللإمامة أنوارٌ مقدّسةٌ ... تجلو البغيضين من ظلمٍ وَمن ظُلَمِ) (وللنبوَّة آياتٌ تُنصُّ لنا ... عَن الحقيقين من علمٍ وَمن حكمِ) (وللمكارم أحكامٌ تُعلِّمنا ... مدحَ الجزيلين من بأسٍ وَمن كَرَمِ) (وللعُلى ألسُنٌ تُثني محامدُها ... على الجديدين من فضلٍ وَمن شِيَمِ) (ورايةُ الشّرف البذَّاخ ترفعُها ... يدُ الرفيعين من مجدٍ وَمن هِمَمِ) (أقسمتُ بالفائزِ الْمَعْصُوم مُعتقداً ... نورَ النجاةِ وأجرَ البِرِّ فِي القَسَمِ) (لقد حمى الدِّين وَالدُّنْيَا وأهلَهما ... وزيرُكَ الصالحُ الفراج للغمم)

(الَّلابسُ الفخرَ لم تنسِج غلائله ... إلاَّ يدُ الصنعتين السَّيْف والقلمِ) (وُجوده أوجد الأَيام مَا اقترحَتْ ... وَجُوده أعدم الشاكين للعَدَمِ) (قد ملَّكتْه العوالي رِقَّ مملكةٍ ... يُعيرُ أنف الثريَّا عزَّةَ الشَّمَمِ) (أَتَى مقَاما عظيمَ الشأنِ أوهمني ... فِي يقظتي أنَّه من جملَة الحُلُمِ) ) (لَيْت الكواكبَ تَدْنُو لي فأنظمَها ... عقودَ دُرٍّ فَمَا أرْضى لكم كَلِمي) (ترى الوزارةَ فِيهِ وَهِي باذلةٌ ... عِنْد الْخلَافَة نصحاً غيرَ مُتَّهَمِ) (خلافةٌ ووزيرٌ مدَّ عدلُهما ... ظلاًّ على مفرِقِ الْإِسْلَام والأُممِ) (زيادةُ النيلِ نقصٌ عِنْد فيضهما ... فَمَا عَسى تتعاطى منَّة الدِّيَمِ) وَمِنْه يمدح الموفَّق بن الخلاّل (مَا هاج مُزنةَ دمعهِ المترقرقِ ... إلاَّ تألُّقُ بارقٍ بالأَبرقِ) (برقٌ يذكِّرني وميضَ مباسمٍ ... يسري الهَوَى فِي ضوئها المتألِّقِ) (من كلِّ ثغرٍ مِنْك ثغر مخافةٍ ... عافٍ طريقُ رُضابه لم يُطرقِ) (نسج العفافُ عَلَيْهِ ثوبَ صيانةٍ ... همُّ الخيانةِ عِنْدهَا لَا يرتقي) (سقيا لأيام الشبابِ فإنَّها ... روضُ الحياةِ وزهرِها المستنشَقِ) (أَيام يصطحب الغواني والغنى ... فِي ظلِّ أغصانِ الشبابِ المورقِ) (ومواطنُ اللذاتِ خَالِيَة القذى ... تُثني على نِعَم الشبابِ المغدِقِ) (والليلُ يخلعُ فوقهنَّ ممسَّكاً ... والصبحُ ينسجُ ثَوْبه بمخلَّقِ) (وَيَد النَّعيم تخطُّ فَوق عراصها ... من لم يُقَضِّ بك الحياةَ فقد شقي) (واللومُ يفرَق أَن يُلمَّ بمسمعي ... نَزِقٌ مَتى مَا لم يلاطَفْ ينزَقِ) (تندى أسرَّةُ وَجهه فكأَنَّه ... ريَّانُ من ماءِ النضارةِ قد سُقي) (كالبدرِ إلاَّ أنَّه مستوهبٌ ... نورَ المحيَّا من سوادِ المفرِقِ) (عبثَ الفراقُ بشملهِ فتفرَّقتْ ... أثوابُ ذَاك العيشِ كلَّ ممزَّقِ) (واعتاضَ بعد نمارقٍ مصفوفةٍ ... حرَّ الهواجرِ وافتراشَ النُّمْرُقِ) (مستبدلاً بلذيذ عيشٍ مُونِقٍ ... وصدورِ أنديةٍ ظهورَ الأينق)

(يَا حاديَ البُلْقِ النواجي قلْ لَهَا ... نُصِّي إِلَى صدرِ الزمانِ وأعتقي) (وتجنَّبي ثَمَدَ النِّطافِ وأوردي ... هِيَمَ المنى بحرَ الموفَّقِ تستقي) وَمِنْه (بَات يرْعَى السُّهى مُؤرَّقْ ... وفؤادٍ من الغرام مُحَرَّقْ) (لَيْت أَيَّامه السوالفَ يرجع ... نَ ويجمعن طيبَ عيشٍ تفرَّقْ) ) (دِمَنٌ أنبتَ الجمالُ ثراها ... ورعى الشوقُ غصنَها حِين أورقْ) (فتح الطلُّ زهرَها وتولَّى ... نشرهُ راحةُ النسيمِ الَّذِي رقْ) وَمِنْه من قصيدة (إِذا كَانَ هَذَا الدُّرُّ معدِنه فمي ... فصونوه عَن تقبيلِ راحةِ واهبِ) (رأيتُ رجَالًا أصبحتْ فِي مآدبٍ ... لديكم وحالي أصبحتْ فِي نوادبِ) (تأخَّرتُ لمَّا قدَّمتهم عُلاكُمُ ... عليَّ وتأبى الأُسْدُ سبقَ الثعالبِ) (تُرى أَيْن كَانُوا فِي مواطنيَ الَّتِي ... غدوتُ لكم فيهنَّ أكرمَ نائبِ) (لياليَ أتلو ذكركُمْ فِي مجالسٍ ... حديثُ الوَرَى فِيهَا بغمزِ الحواجبِ) وَمِنْه قصيدة مدح بهَا صَلَاح الدّين وسمَّاها شكاية المتظلِّم ونكاية المتألِّم (أَيا أُذُنَ الأيامِ إنْ قلتُ فاسمعي ... لنفثةِ مصدورٍ وأنَّةِ موجَعِ) (وعِي كلَّ صوتٍ تسمعين نداءهُ ... فَلَا خيرَ فِي أُذُنٍ تُنادَى فَلَا تَعِي) (تقاصر بِي خَطْوُ الزمانِ وباعُهُ ... فقصَّر من ذَرعي وقصَّر أذرُعي) (وأخرجني من موضعٍ كنتُ أهلَهُ ... وأنزلني بالجور فِي غير موضِعِ) (بسيفِ ابْن مهديٍّ وَأَبْنَاء فاتكٍ ... أقضَّ من الأوطان جَنْبي ومضجعي) (تيمَّمتُ مصرا أطلبُ الجاه والغنى ... فنلتهما فِي ظلِّ عيشٍ مُمَنَّعِ) (وزرتُ ملوكَ النِّيل أرتادُ نَيلهم ... فَأَحْمَد مُرتادي وأخصب مربعي)

(وفزتُ بألفٍ من عطيةِ فائزٍ ... مواهبهُ للصنع لَا للتصنُّعِ) (وَكم طرقتني من يدٍ عاضِديَّةٍ ... سَرتْ بَين يقظى من عيونٍ وهُجَّعِ) (وجاد ابْن رُزِّيكٍ من الجاه والغنى ... بِمَا زَاد عَن عزمَيْ رجائي ومطمعي) (وَأوحى إِلَى سَمْعِي ودائع شعره ... فخبّرتُه مني بأكرم مودَعِ) (وَلَيْسَت أيادي شاوَرٍ بذميمةٍ ... وَلَا عهدُها عِنْدِي بعهدٍ مُضيَّعِ) (ملوكٌ رعَوْا لي حُرْمةً صَار نبتُها ... هشيماً رعتْه النائباتُ وَمَا رُعي) (ورُدَّت بهم شمسُ العطايا لوفدهمْ ... كَمَا قَالَ قومٌ فِي عليٍّ ويوشعِ) (مذاهبهم فِي الْجُود مذهبُ سُنَّةٍ ... وَإِن خالفوني فِي اعتقادِ التشيُّعِ) (فقُلْ لصلاحِ الدّين والعدلُ شأنهُ ... من الحاكمُ المُصغي إليَّ فأدَّعي) ) (سكتُّ فَقَالَت ناطقاتُ ضرورتي ... إِذا حلقاتُ البابِ عُلِّقن فاقرعِ) (فأدْللتُ إدلالَ المحبِّ وقلتُ مَا ... أَتَانِي بعفوِ الطبعِ لَا بالتطبُّعِ) (وَعِنْدِي من الْآدَاب مَا لَو شرحتُهُ ... تيَقَّنتَ أَنِّي قدوةُ ابْن المقفَّعُ) (أقمتُ لكم ضيفاً ثَلَاثَة أشهرٍ ... أَقُول لصدري كلّما ضَاقَ وسِّعِ) (أُعَلِّلُ غلماني وخيلي ونسوتي ... بِمَا ضقتُ من ذرعٍ ضعيفٍ مُرقَّعِ) (ونُوّابكم للوفد فِي كلِّ بلدةٍ ... تفرِّقُ شملَ السَّائِل المتورِّعِ) (وَكم من ضيوف الْبَاب مِمَّن لسانُه ... إِذا قطعوه لَا يقوم بإصبعِ) (مشارعُ من نعمائكم زرتُها وَقد ... تكدَّر بالإسكندرية مشرعي) (فيا راعيَ الْإِسْلَام كَيفَ تركتنا ... فريقي ضياعٍ من عرايا وجُوَّعِ) (دعوناك من قربٍ وبُعدٍ فَهَب لنا ... جوابك فالباري يجيبُ إِذا دُعي) (إِلَى الله أَشْكُو من ليَالِي ضرورةٍ ... رَجعْنَا بهَا نَحْو الجنابِ المُرجَّعِ) (قنعنا وَلم نَسْأَلك صبرا وعفَّةً ... إِلَى أَن عَدِمنا بُلغةَ المتقنِّعِ) (ولمَّا أغصَّ الريقُ مجْرى حلوقنا ... أَتَيْنَاك نشكو غُصَّة المتجرِّعِ) (ألم تَرْعَني للشافعيِّ فإنَّه ... أجلُّ شفيعٍ عِنْد أَعلَى مُشفِّعِ) (ونصري لَهُ فِي حيثُ لَا أَنْت ناصري ... بضربِ صقيلاتٍ وَلَا طعن شُرَّع) (لياليَ لَا وقتُ الْعرَاق بسَجْسَجٍ ... بمصرَ وَلَا ريحُ الشآمِ بزَعزعِ)

(كأنّي بهَا من آل فرعونَ مؤمنٌ ... أُصارع عَن ديني وَإِن خَابَ مصرعي) (أَمن حَسَنَات الدَّهْر أم سيِّئاته ... رضاك عَن الدُّنْيَا بِمَا فعلتْ معي) (ملكتَ عنانَ النصرِ ثمَّ خذلتني ... وحالي بمرأى من عُلاك ومسمعِ) (فَمَا لَك لم توسع عليَّ وتلتفت ... إليَّ التفاتَ المنعِم المتبرِّع) (فإمّا لِأَنِّي لستُ دون معاشرٍ ... فتحتَ لَهُم بَاب العطايا الموسَّعِ) (وإمّا لما أوضحتُهُ من زعازعٍ ... عصفنَ على ديني وَلم أتزعزعِ) (ورَدِّي ألوفَ المالِ لم ألتفت لَهَا ... بعيني وَلم أحفل وَلم أتطلَّعِ) (فَإِن سُمْتَني نظماً ظَفرت بمُفْلِقٍ ... وَإِن سمتني نثراً ظفرتَ بمِصْقعِ) (طباعٌ وَفِي المطبوع من خطراته ... غنى عَن أفانين الْكَلَام المصنَّعِ) ) (سألتُكَ فِي دَينٍ لياليك سُقْنَهُ ... وألزمتَنيه كَارِهًا غيرَ طيِّعِ) (وهاجرتُ أَرْجُو منكَ إطلاقَ راتبٍ ... تقرَّرَ من أزمان كسْرَى وتُبَّعِ) (وليتك مِمَّن أطلع الْبَرْق مطلعي ... لتعلمَ نبعي إِن عجمتَ وخِرْوعي) (وَمَا أَنا إلاَّ قائمُ السَّيْف لم يُقَم ... بكفٍ ودُرٌّ لم يجد من مرصِّعِ) (وياقوتةٌ فِي سلك عقدٍ مدارُهُ ... على خرزاتٍ من عقيقٍ مجزَّعِ) (وَكم مَاتَ نضناض اللِّسَان من الظما ... وَكم شَرقَتْ بِالْمَاءِ أشداق ألكعِ) (فيا وَاصل الأرزاق كَيفَ تَرَكتنِي ... أمدُّ إِلَى زند العُلا كفَّ أقطع) (أعندكَ أَنِّي كلّما عطس امرُؤٌ ... بِذِي شَممٍ أقنى عطستُ بأجدَعِ) (ظلامةُ مصدوع الْفُؤَاد فَهَل لَهَا ... سبيلٌ إِلَى جبر الْفُؤَاد المُصدَّعِ) (وأقسمتُ لَو قَالَت لياليك للدجى ... أعِدْ غاربَ الجوزاء قَالَ لَهَا اطلُعي) (غَدا الأمرُ فِي إِيصَال رِزْقِي وقطعه ... بحكمك فابذل كَيْفَمَا شئتَ واصنعِ) (كَذَلِك أقدارُ الرِّجَال وَإِن غدتْ ... بأمرِك فاحفظ كيفَ شئتَ وضيِّعِ) (فيا زارع الْإِحْسَان فِي كلِّ تربةٍ ... ظفرتَ بأرضٍ تُنبت الشُّكْر فازرعِ) (فعندي إِذا مَا العُرْفُ ضَاعَ غريبُه ... ثناءٌ كعرفِ المسكةِ المتضوِّعِ) (وَقد صدرتْ فِي طيِّ ذَا النّظم رقعةٌ ... عدا طمعي فِيهَا إِلَى غير مطمع)

(أريدُ بهَا إطلاقَ دَيني وراتبي ... فأطلِقهما والأمرُ مِنْك فوقِّعِ) (فبيني وَبَين الجاه والعزِّ والغنى ... وقائع أخشاها إِذا لم توقِّعِ) (وَمَا هِيَ إلاَّ مدَّةٌ تستمدّها ... وَقد فُجَّتِ الأرزاقُ من كلِّ منبعِ) (إِلَى هَاهُنَا أُنهي حَدِيثي وأنتهي ... وَمَا شئتَ فِي حقِّي من الْخَيْر فاصنعِ) (فَإنَّك أهلُ الجودِ والبرِّ والتُّقى ... ووضعِ الأيادي البيضِ فِي كلِّ موضعِ) قلتُ الَّذِي أظنُّه وتقضي بِهِ ألمعيَّتي أنَّ هَذِه القصيدة كَانَت أحد أَسبَاب شنقه وَالله أعلم لأنَّ الْمُلُوك لَا يخاطبون بِمثل هَذَا الْخطاب وَلَا يواجَهون بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ وَهَذَا الإدلال الَّذِي يؤدِّي إِلَى الإذلال وأظنُّ أَن هَذِه القصيدة مَا أجْدَت شَيْئا فَمَال عمَارَة حينئذٍ وانحرف وَقصد تَغْيِير الدولة وَالله أعلم وَكَانَ من أمره مَا كَانَ وعَلى الْجُمْلَة فَقتل مثل هَذَا الْفَاضِل قَبِيح من الْفَاضِل إِن كَانَ ذَلِك عَن رَأْيه وَمن شعر عمَارَة أَيْضا) (أيُّها الناسُ والخطابُ إِلَى من ... هُوَ من حَيْثُ فضلُه إنسانُ) (هَذِه خطْبَة إِلَى غير شخصٍ ... نَظَمتْ نثر عقدهَا الأوزانُ) (لم أخصِّص بهَا فلَانا لأنّي ... فِي زمانٍ مَا فِي بنيه فلانُ) (من يكنْ عِنْده مَزِيَّةُ فهمٍ ... فَلْيَكُن سَامِعًا فعندي لسانُ) (لم يميِّز بَين البريَّةِ إلاَّ ... حسناتٌ يَزينها الإحسانُ) (والخطايا مستورةٌ بالعطايا ... كم جميلٍ بِهِ المَساوي تصانُ) (لَا يَغُرَّنَّكُم زيادةُ حالٍ ... فالزياداتُ بعْدهَا نقصانُ) (وَإِذا الدوحُ لم يُظِلَّ من الشم ... سِ فَلَا أورقتْ لَهُ أغصانُ) (وأحقُّ الْأَنَام بالذَّمِّ جيلٌ ... بَين أبنائه كريمٌ يهانُ) (طُرُق الجودِ غيرُ مَا نَحن فِيهِ ... قد سمعنَا الدَّعْوَى فَأَيْنَ البيانُ) (أصبح الجودُ قصَّة عِنْد قومٍ ... مستحيلٌ فِي حقِّها الإمكانُ) (وعَدِمْنا نشراً يدلُّ عَلَيْهِ ... إِنَّمَا النارُ حيثُ نمَّ الدخانُ) (كذَّبوني بواحدٍ يهب الأل ... ف وأنَّى من السَّماع العِيانُ)

وَمِنْه (إِذا كَانَ عمري رَأس مَالِي فَمَا الَّذِي ... دَعَاني إِلَى تبذيره فِي التعلُّلِ) (وَهل لي وَقد شارفت سِتِّينَ حِجَّةً ... سوى شرفٍ آتيه أَو تُربِ جَنْدَلِ) (وَلَا خيرَ فِي وِردِ الزُّلالِ على الظما ... إِذا لم يكن نهرُ المجرَّةِ جَدْولي) وَمِنْه (مصاحبتي إيّاكما يَا ابْن لاجئٍ ... مصاحبةُ الخُصْيَيْنِ للأير فاعْلما) (هما يحْملَانِ الأيرَ حتَّى إِذا بَدَت ... لَهُ فرصةٌ خلاّهما وتقدَّما) وَأما قصيدته اللاميَّة الَّتِي رثى بهَا أهل الْقصر فإنَّها تقدَّمت كَامِلَة فِي تَرْجَمَة العاضد وَكَانَ عمَارَة يَغُضُّ من المهذَّب والرشيد وَلَدي الزُّبير وَقيل إِنَّه كَانَ مِمَّن سعى فِي قَتلهمَا وَبَالغ فِيمَا أدّى إِلَى إتلافهما وتعرّض عمَارَة للمهذَّب أيّام رُزِّيك وَعَابَ شعره فَبلغ الْمُهَذّب ذَلِك فَقَالَ (قولا لذا الشَّاعِر الْفَقِيه ألن ... تبدي مقالَ النصيح إِن سمعا) ) (وَيحك لَا تُكْثِرَنَّ من قَوْلك ال ... شعرَ وتطويله فَمَا نفعا) (أَنا بشعري على ركاكته ... فِي كلِّ يَوْمَيْنِ ألبس الخِلَعا) (مُذْهبَةً تُذهبُ الهموم عَن ال ... قلب إِذا برقُ طرِزها لمعا) (هَذَا وغيري على تداقُنِهِ ... لَو رام فِي النّوم خرقَة صُفِعا) وَبلغ الْمُهَذّب أَيْضا أنَّ عمَارَة عَابَ دقَّةَ جِسْمه ونحافته فَقَالَ (وَذي حُمُق عَابَ مني نُحو ... لَ جسمي وَلم يَغدُ لي مُنصفا) (وَمَا علم النَّذْلُ أنَّ الجفا ... ءَ مَا زالَ قطُّ حليفَ الجفا) (وَمَا يعدمُ المُخْطَفُ الجسمِ أَن ... يرقَّ طباعاً وَأَن يظرفا) (وَلَو أنَّني مثله للصفاع ... خُلقتُ لكنتُ غليظَ الْقَفَا) (وَمَا زَالَ مُذ قطُّ فضلُ البزا ... ةِ فِي أَن تخفَّ وَأَن تلطفا)

ذو كبار

ونظم الشيخُ تاجُ الدّين اليمني فِي عمَارَة اليمني (عُمارةُ فِي الإسلامِ أبدى جِنَايَة ... وبايعَ فِيهَا بيعَة وصليبا) (وَكَانَ خَبِيث الْمُلْتَقى إِن عجمته ... تَجِد مِنْهُ عوداً فِي النفاقِ صليبا) (وَأمسى شريكَ الشّرك فِي بُغْض أحمدٍ ... فَأصْبح فِي حبّ الصَّلِيب صليبا) (سيلقى غَدا مَا كَانَ يسْعَى لأَجله ... ويُسقى صديداً فِي لظى وصليبا) الصَّلِيب وَدَك الْعِظَام وَقيل هُوَ الصديد 3 - (ذُو كُبار) عُمارة بن عبد الْأَكْبَر ويلقَّب ذَا كُبار همداني كُوفِي قَالَ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ ليِّن الشّعْر مَاجِنًا خِمِّيراً معاقراً للشراب قد حُدَّ فِيهِ مَرَّات وَكَانَ يَقُول شعرًا ظريفاً يُضحك من أَكْثَره وَله أَشْيَاء صَالِحَة وَكَانَ هُوَ وحمّاد الراوية ومُطيع بن إياسٍ يَجْتَمعُونَ على شَأْنهمْ لَا يفترقون وكلُّهم كَانَ يُتَّهم بالزندقة وَعمارَة مِمَّن نَشأ فِي دولة بني أُميَّة وَلم أسمع لَهُ بِخَبَر فِي الدولة العباسية وَكَانَ لَا ينتجع كلَّ أحدٍ وَلَا يبرح من الْكُوفَة لعشاء بَصَره وَضعف نظره وَمن شعره (حبَّذا أنتِ يَا سلا ... مةُ أَلفَيْنِ حبَّذا) (أشتهي منكِ منكِ من ... كِ مَكَانا مُجَنْبَذا) ) (مفعماً فِي قُبالةٍ ... بينَ رُكنين ربَّذا) (فَدْغَماً ذَا مناكبٍ ... حَسَنَ القَدِّ مُحْتَذى) (رابياً ذَا مَجَسَّةٍ ... أخنساً قد تقنفذا) (لم ترَ العينُ مثلَه ... فِي مَنَام وَلَا كَذَا) (تامكاً كالسنام إذْ ... بُذَّ عَنهُ مُقَذَّذا) (مِلءَ كفَّيْ ضجيعِها ... نَالَ مِنْهَا تفخُّذا) (لَو تأمَّلتَه دهش ... تَ وعاينت جِهْبِذا) (طيّبُ العَرفِ والمجسَّ ... ةِ واللمسِ هِرْبِذا)

ابن ابن الزبير

(فأجا فِيهِ فِيهِ فِي ... هـ بأيرٍ كمثلِ ذَا) (لَيْت أيري وليت حِرْ ... ك جَمِيعًا تآخَذا) (فأخذُ ذَا بِشعر ذَا ... وأخذُ ذَا بِشعر ذَا) استقدم الْوَلِيد حماداً الراوية واستنشده هَذِه الأبيات فأنشدها إِيَّاه فَأمر لَهُ بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم ولعمارة بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَلا أخْبرك بِشَيْء لَا ضَرَر عَلَيْك فِيهِ وَهُوَ أحبُّ لعمارة من الدُّنْيَا وَلَو سيقت إِلَيْهِ بحذافيرها قَالَ وَمَا ذَاك قَالَ إِنَّه لَا يزَال ينْصَرف من الحانات وَهُوَ سَكرَان فترفعه الشُّرَط فَيَضْرِبُونَهُ الحدّ وَقد قُطِّع بالسياط وَهُوَ لَا يدع الشَّرَاب فَكتب إِلَى عَامله بالعراق أَلا يرفع أحدُ عمَارَة من الحرس فِي سكر وَلَا غَيره إلاَّ ضُرب الرّافع حدِّين وأُطلق عمَارَة 3 - (ابْن ابْن الزُّبير) عُمارة بن حَمْزَة بن عبد الله بن الزبير بن العوّام بن خُوَيْلد يُقَال إِنَّه أعرق النَّاس فِي الْقَتْل لِأَن عمَارَة وَحَمْزَة قَتلهمَا الإباضية بقُدَيد وَعبد الله بن الزبير قَتله الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقفي على مَا تقدَّم وصلبه وَالزُّبَيْر قَتله عَمْرو بن جُرموز بوادي السبَاع على مَا تقدَّم والعوام قَتله بَنو كنَانَة وخويلد قَتله بَنو كَعْب بن عَمْرو من خُزَاعَة 3 - (الْكَاتِب التَّيّاه) عمَارَة بن حَمْزَة الْكَاتِب من ولد عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة وَكَانَ أَعور ذَمِيمًا إلاَّ أنَّه كَانَ بليغاً كَاتبا صَدرا معظَّماً تيَّاهاً جواداً ممدَّحاً شَاعِرًا ولي عدَّة) ولايات وَكَانَ الْمَنْصُور وَالْمهْدِي يعظّمانه ويحتملان أخلاقه لفضله وبلاغته وكفايته وَوُجُوب حقّه جُمع لَهُ بَين ولَايَة الْبَصَر وَفَارِس والأهواز واليمامة والبحرين وَالْعرض

كَانَ يَقُول مَا أعجب قَول النَّاس فلانٌ ربُّ الدَّار إنَّما هُوَ كلب الدَّار يخبز فِي دَاري كلَّ يومٍ ألفا رغيف يَأْكُل مِنْهَا ألف وتسع مائَة وتسع وَتسْعُونَ رغيفاً حَلَالا وآكل أَنا مِنْهَا رغيفاً وَاحِدًا حَرَامًا أَرَادَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور يَوْمًا أَن يبْعَث بِهِ فَأمر بعض خدمه أَن يبْعَث بِهِ وَيقطع حمائل سَيْفه لينْظر أيأخذه أم لَا فَفعل بِهِ ذَلِك وَسقط السَّيْف فَمضى عُمارة وَلم يلْتَفت وَكَانَ من تيهه إِذا أَخطَأ يمْضِي على خطأه ويتكبَّر عَن الرُّجُوع وَيَقُول نقضٌ وإبرام فِي سَاعَة وَاحِدَة الْخَطَأ أَهْون من هَذَا وَكَانَ يَوْمًا يمشي مَعَ الْمهْدي فِي أَيَّام الْمَنْصُور وَيَده فِي يَده فَقَالَ لَهُ رجل من هَذَا أيُّها الْأَمِير فَقَالَ أخي وَابْن عمِّي عُمارة بن حَمْزَة فَلَمَّا ولَّى الرجل ذكر الْمهْدي ذَلِك لعمارة كالمازح فَقَالَ عُمارة انتظرتُ أَن تَقول مولَايَ فأنفض وَالله يَدي من يدك فَضَحِك الْمهْدي وَبلغ مُوسَى الْهَادِي حَال بنتٍ جميلةٍ لعمارة فراسلها فَقَالَت لأَبِيهَا فَقَالَ قولي لَهُ ليَأْتِي إِلَيْك وضعيه فِي مَوضِع يخفى أَثَره فَأرْسلت إِلَيْهِ فَحَضَرَ إِلَيْهَا فأدخلته حجرَة لَهُ قد أُعدَّت بالفرش الْجَمِيل فلمَّا صَار فِيهَا دخل إِلَيْهِ عُمارة فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك أيُّها الْأَمِير مَاذَا تصنع هَاهُنَا اتَّخذناك وليَّ عهدٍ فِينَا أَو فحلاً لنسائنا ثمَّ أَمر بِهِ فبطح مَكَانَهُ وضربه عشْرين دِرَّةً خَفِيفَة وردَّه إِلَى منزله فحقدها عَلَيْهِ الْهَادِي فلمَّا ولي الْخلَافَة دسَّ عَلَيْهِ رجلا يدَّعي عَلَيْهِ أنَّه غصبه الضَّيْعَة الْفُلَانِيَّة بِالْكُوفَةِ وَكَانَ قيمتهَا ألف ألف دِرْهَم فَبينا الْهَادِي ذَات يَوْم جالسٌ للمظالم وَعمارَة بِحَضْرَتِهِ إذْ وثب الرجل وتظلَّم مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الْهَادِي قُم واجلس مَعَ خصمك وَأَرَادَ إهانته فَقَالَ إِن كَانَت الضَّيْعَة لي فَهِيَ لَهُ وَلَا أُساوي هَذَا النذل فِي الْمجْلس ثمَّ قَامَ وَانْصَرف مغضباً وَكَرِهَهُ أهل الْبَصْرَة لتيهه وعجبه فَرفع أهل الْبَصْرَة إِلَى الْمهْدي أنَّه اختان مَالا كثيرا فَسَأَلَهُ الْمهْدي عَن ذَلِك فَقَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو كَانَت هَذِه الْأَمْوَال الَّتِي يذكرونها فِي جَانب بَيْتِي مَا نظرتُ إِلَيْهَا فَقَالَ الْمهْدي صدقت وَلم يُرَاجِعهُ فِيهَا وَقيل إنَّه كَانَ لَهُ ألف دُوَّاج بوبرٍ سوى مَا لَا وبر لَهُ) وَكَانَ الْفضل بن يحيى بن برمك شَدِيد الْكبر عَظِيم التيه فعوتب على ذَلِك فَقَالَ هَيْهَات هَذَا شيءٌ حملت عَلَيْهِ نَفسِي لما رَأَيْته من عُمارة بن حمرَة فإنَّ أبي كَانَ يضمن فَارس من الْمهْدي فحلَّ عَلَيْهِ ألف ألف دِرْهَم فَأمر الْمهْدي أَبَا عون عبد الله بن يزِيد بمطالبته وَقَالَ لَهُ إِن أدَّى إِلَيْك المَال قبل أَن تغرب الشَّمْس من يَوْمنَا هَذَا وإلاّ فأتني بِرَأْسِهِ

وَكَانَ متغضِّباً عَلَيْهِ وَكَانَت حيلته لَا تبلغ عشر المَال فَقَالَ يَا بنيّ إِن كَانَت لنا حِيلَة فَلَيْسَ إلاَّ من قبل عُمارة بن حَمْزَة وإلاّ فَأَنا هَالك فامضِ إِلَيْهِ فمضيت إِلَيْهِ فَلم يعرني الطّرف ثمَّ تقدَّم بِحمْل المَال فحُمل إِلَيْنَا فلمَّا مضى شَهْرَان جَمعنَا المَال فَقَالَ أبي امضِ إِلَى الشريف الحرّ الْكَرِيم فأدِّ إِلَيْهِ مَاله فلمَّا عرَّفته الْخَبَر غضب فَقَالَ وَيحك أكنتُ قسطاراً لأَبِيك فَقلت لَا ولكنَّك أحييته ومننت عَلَيْهِ وَهَذَا المَال وَقد اسْتغنى عَنهُ فَقَالَ هُوَ لَك فعدتُ إِلَى أبي فَقَالَ لَا وَالله مَا تطيب بِهِ نَفسِي لَك وَلَكِن لَك مِنْهُ مئتا ألف دِرْهَم فتشبَّهتُ بِهِ حتَّى صَار خلقا لَا أَسْتَطِيع مُفَارقَته وَبعث أَبُو أيّوب المكّي بعض وَلَده إِلَى عُمارة فَأدْخلهُ الْحَاجِب قَالَ وأدناني إِلَى ستر مُسبل فَقَالَ ادخل فَدخلت فَإِذا هُوَ مُضْطَجع محوِّلٌ وَجهه إِلَى الْحَائِط فَقَالَ الْحَاجِب سلِّم فسلَّمت فَلم يردّ عليَّ فَقَالَ الْحَاجِب اذكر حَاجَتك فَقلت جعلني الله فداءك أَخُوك أَبُو أَيُّوب يُقْرِئك السَّلَام وَيذكر دينا بهضه وفتر وَجهه وَيَقُول لَك لولاه لَكُنْت مَكَان رَسُولي تسْأَل أَمِير الْمُؤمنِينَ قَضَاءَهُ عنِّي فَقَالَ وَكم دين أَبِيك فَقلت ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم فَقَالَ أوَفي مثل هَذَا أكلِّم أَمِير الْمُؤمنِينَ يَا غُلَام احملها مَعَه وَلم يلْتَفت إليَّ وَلم يكلِّمني بِغَيْر هَذَا وَقَالَ الْفضل بن الرّبيع كَانَ أبي يَأْمُرنِي بملازمة عُمارة بن حَمْزَة فاعتلَّ عُمارة وَكَانَ الْمهْدي سيئ الرَّأْي فِيهِ فَقَالَ أبي يَوْمًا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَوْلَاك عُمارة بن حَمْزَة عليلٌ وَقد أفْضى إِلَى بيع فرشه وَكسوته فَقَالَ غفلنا عَنهُ وَمَا كنت أظنُّ حَاله بلغت إِلَى هَذَا احْمِلْ إِلَيْهِ خمس مائَة ألف دِرْهَم وأعلمه أنَّ لَهُ عِنْدِي بعْدهَا مَا يحبّ قَالَ فحملها أبي إِلَيْهِ من سَاعَته وَقَالَ لي اذْهَبْ بهَا إِلَى عمّك عُمارة فَقَالَ فَأَتَيْته وَوَجهه إِلَى الْحَائِط فسلَّمت فَقَالَ من أَنْت قلت ابْن أَخِيك الْفضل بن الرّبيع فَقَالَ مرْحَبًا بك فَقلت لَهُ أَخُوك يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول لَك أذكرتُ أَمِير الْمُؤمنِينَ أَمرك فَاعْتَذر من غفلته عَنْك وَأمر لَك بِهَذَا المَال فَقَالَ لي قد كَانَ طَال لزومك لنا وكنَّا نحبُّ أَن نكافئك على ذَلِك وَلم يمكنَّا قبل هَذَا الْوَقْت انْصَرف بِالْمَالِ) فَهُوَ لَك قَالَ فهبته أَن أردَّ عَلَيْهِ فَتركت البغال على بَابه وانصرفتُ إِلَى أبي وأعلمته الْخَبَر قَالَ يَا بني خُذْهَا بَارك الله لَك فِيهَا فَلَيْسَ عُمارة ممَّن يراجَع وَدخل عُمارة يَوْمًا على الْمهْدي فأعمه فلمَّا قَامَ قَالَ لَهُ رجلٌ من أهل الْمَدِينَة من القرشيين يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من هَذَا الرجل الَّذِي أعظمته هَذَا الإعظام كلَّه فَقَالَ لَهُ هَذَا عُمارة بن حَمْزَة مولَايَ فَسمع عُمارة كَلَام الْمهْدي فَرجع إِلَيْهِ وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ

الهاشمي الصحابي

جَعَلتني كبعض خبَّازيك وفرَّاشيك أَلا قلتَ هَذَا عُمارة بن حَمْزَة بن مَيْمُون مولى عبد الله بن عبَّاس ليعرف النَّاس مَكَاني مِنْك وأخرجت إِلَيْهِ يَوْمًا أمّ سَلمَة عقدا لَهُ قيمةٌ جليلة وَقَالَت للخادم أعلمهُ أنِّني أهديته إِلَيْهِ فَأَخذه بِيَدِهِ وشكر أَبَا الْعَبَّاس وَوَضعه بَين يَدَيْهِ ونهض فَقَالَت أمّ سَلمَة لأبي الْعَبَّاس إنَّما أُنسِيَه فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس للخادم الْحَقْهُ بِهِ وَقل لَهُ هَذَا لَك فَلم خلَّفته فلمَّا لحقه قَالَ مَا هُوَ لي فاردده فَقَالَ إنَّما هُوَ لَك فَقَالَ إِن كنت صَادِقا فَهُوَ لَك فَانْصَرف الْخَادِم بِالْعقدِ فاشترته أمّ سَلمَة من الْخَادِم بِعشْرين ألف دِينَار وأخباره فِي الْكَرم المفرط والتيه الزَّائِد كَثِيرَة وَهَذَا أُنموذج مِنْهَا وَله تصانيف مِنْهَا كتاب رِسَالَة الْخَمِيس الَّتِي تُقرأ على بني الْعَبَّاس كتاب رسائله الْمَجْمُوعَة كتاب الرسَالَة الماهانية مَعْدُودَة فِي كتب الفصاحة الجيّدة وَقَالَ فِيهِ بعض شعراء أهل الْبَصْرَة (أراكَ وَمَا ترى إلاَّ بعينٍ ... وعينُك لَا ترى إلاَّ قَلِيلا) (وأنتَ إِذا نظرتَ بملءِ عينٍ ... فخذْ من عَيْنك الْأُخْرَى كَفِيلا) (كأنِّي قد رأيتُك بعد شهرٍ ... بِبَطن الكفِّ تلتمس السبيلا) وَمن شعر عُمارة بن حَمْزَة (لَا تشكُوَنْ دهراً صححتَ بِهِ ... إنَّ الْغنى فِي صحّة الجسمِ) (هبك الإمامَ أَكنت مُنْتَفعا ... بغضارة الدُّنْيَا مَعَ السُّقْمِ) 3 - (الْهَاشِمِي الصَّحَابِيّ) عُمارة بن حَمْزَة بن عبد الْمطلب بن هَاشم أمّه خَوْلَة بنت قيس من بني النجّار وَبِه يُكْنى حَمْزَة وَقيل إِن حَمْزَة كَانَ يكنى بِأبي يَعْلَى ابنهِ وَقيل لَهُ كنيتان أَبُو يعلى وَأَبُو عمَارَة وَلَا عقب لِحَمْزَة وَتُوفِّي رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم ولعمارة ولد حَمْزَة ولأخيه يعلى أعوامٌ) قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أحفظ لأحد مِنْهُمَا رِوَايَة 3 - (الثَّقَفي الْكُوفِي) عُمارة بن رُوَيْبَة الثَّقَفِيّ كوفيٌّ من الصَّحَابَة المعروفين روى

الأنصاري

عَنهُ ابْنه أَبُو بكر بن عمَارَة وَأَبُو إِسْحَاق السَّبيعي وحُصين وَعبد الْملك بن عُمير توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي 3 - (الْأنْصَارِيّ) عُمارة بن حزم بن زيد بن لَوْذان الْأنْصَارِيّ الخزرجي أحد السّبْعين الَّذين بَايعُوا رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وآخى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم بَينه وَبَين مُحْرز بن نَضْلة وَشهد بَدْرًا وَلم يشهدها أَخُوهُ عَمْرو بن حزم وَشهد عمَارَة أُحُداً وَالْخَنْدَق وَسَائِر الْمشَاهد وَكَانَت مَعَه راية بني مَالك ابْن النجّار فِي غَزْوَة الْفَتْح وَخرج مَعَ خَالِد لقِتَال أهل الردَّة فقُتل يَوْم الْيَمَامَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأنْصَارِيّ) عُمارة بن زِيَاد بن السَّكن بن رَافع الْأنْصَارِيّ الأشهَلي قُتل يومَ أُحُد شَهِيدا ووُجد بِهِ أَرْبَعَة عشر جرحا فوسَّده رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم قَدَمه فَمَا زَالَ مُوَسَّدَها حتَّى مَاتَ رَضِي الله عَنهُ 3 - (اللَّيْثِيّ الْكُوفِي) عُمارة بن عُمير اللَّيْثِيّ الْكُوفِي روى عَن عَلْقَمَة وَالْأسود وشُرَيح القَاضِي والْحَارث بن سُوَيد وَأبي عطيّة الوَداعي وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (اللَّيْثِيّ) عُمارة بن أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيّ شيخ الزُّهْري روى عَن أبي هُرَيْرَة وَلم يرو عَنهُ الزُّهْري توفّي سنة إِحْدَى وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة

النوفلي

3 - (النَّوْفَلِي) عُمارة بن الْوَلِيد بن عديّ بن الخِيار بن عديّ بن نَوْفَل بن عبد منَاف بن قُصَيّ بن كلاب بن مرَّة بن كَعْب بن لؤيْ بن غَالب كَانَ شَاعِرًا وَولده الْأسود ابْن عمَارَة شَاعِر وَقد تقدَّم ذكره فِي حرف الْهمزَة وَكَانَ يتولّى عمَارَة الْمَذْكُور بَيت المَال بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ الْقَائِل لمُحَمد بن عبد) الله بن كُثير بن الصَّلت (عَهِدْتُك شُرْطيًّا فأصبحتَ قَاضِيا ... فصرتَ أَمِيرا أَبْشِرِي قَحَطانُ) (أرى نَزواتٍ بينهنّ تفاوتٌ ... وللدهرِ أحداثٌ وَذَا حَدَثانُ) (أرى حَدثا مَيْطانُ منقطعٌ لَهُ ... ومنقطعٌ من بعدِه وَرِقانُ) (أقيمي بني عَمْرو بن عوفٍ أَو اربَعي ... لكلِّ أناسٍ دولةٌ وزمانُ) وَمن شعره (تِلْكَ هندٌ تَصُدُّ للبين صَدّا ... أدلالاً أم هجرُ هندٍ أجَدّا) (أم لِتَنْكا بِهِ قروحَ فُؤَادِي ... أم أَرَادَت قَتْلِي ضِراراً وعمدا) (قد براني وشفَّني الوجدُ حتَّى ... صرتُ مِمَّا ألْقى عظاماً وجِلدا) (أيُّها الناصحُ الْأمين رَسُولا ... قل لهندٍ عنّي إِذا جئتَ هِندا) (يعلمُ الله أَن قَدُ اوتيتِ مني ... غيرَ منٍّ بِذَاكَ نُصحاً وودّا) (مَا تقرَّبتُ بالصفاء لأدنو ... منكِ إلاَّ نأيتِ وازدَدْتِ بُعْدا) قَالَ الزبير وَمن لَا يعلم يَرُدُّ هَذَا الشّعْر لعمر بن أبي ربيعَة وَذَلِكَ غلط 3 - (الْأنْصَارِيّ) عُمارة بن خُزَيْمَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ روى عَن أَبِيه ذِي الشَّهَادَتَيْنِ وعمّه وَعُثْمَان بن حُنَيْف وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَتُوفِّي سنة خمس وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة

الضبي الكوفي

3 - (الضبّي الْكُوفِي) عُمارة بن الْقَعْقَاع بن شُبْرُمة الضَّبِّي الْكُوفِي كَانَ أسنَّ من عمّه وثَّقه ابْن معِين وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الشَّاعِر من نسل جرير) عمَارَة بن عقيل بن بِلَال بن جرير بن عَطِيَّة بن الخَطَفي أَبُو عقيل كَانَ شَاعِرًا متقدِّماً فصيحاً يسكن بادية الْبَصْرَة ويمدح خلفاء بني الْعَبَّاس ويجزلون صلته ويمدح غَيرهم من القوّاد وَكَانَ نحاة الْبَصْرَة يَأْخُذُونَ عَنهُ اللُّغَة وَكَانَ المبرَّد يَقُول خُتمت الفصاحةُ فِي شعر الْمُحدثين بعمارة بن عقيل حدَّث أَحْمد بن الحكم بن بشر بن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ أتيتُ عُمارة أسأله عَن شيءٍ) أكتبه عَنهُ فَقَالَ لي من أَنْت قلتُ أَنا فلَان بن فلَان فَقَالَ كَانَ أَبوك صديقي ثمَّ أَنْشدني (بَنَى لكمُ العلاءُ بناءَ صِدْقٍ ... وتَعْمُرُ ذَاك يَا حَكَمَ بن بِشْرِ) (فَمَا مدحي لكم لأصيبَ مَالا ... وَلَكِن مدحُكُم زَيْنٌ لشعري) وَقَالَ عُمارة يمدح خَالِد بن يزِيد (تأبى خلائقُ خالدٍ وفعالُه ... أَن لَا تُجَنَّبَ كلَّ أمرِ عائبِ) (وَإِذا حضرتُ البابَ عِنْد غدائه ... أذِنَ الغداءَ لنا برغمِ الحاجبِ) فَلَقِيَهُ خَالِد فَقَالَ لَهُ أوْجَبْتَ عليَّ حقًّا مَا بقيتُ (الألقاب) ابْن أبي عِمَامَة عُثْمَان بن عَليّ ابْن أبي عِمَامَة الْوَاعِظ المعمَّر بن عَليّ

عمر

(عمر) 3 - (عُمر بن إِبْرَاهِيم) 3 - (ابنُ المُسلمِ العُكْبَريّ) عمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو حَفْص الْمَعْرُوف بِابْن الْمُسلم من أهل عُكْبَرا صحب عمر بن بدر المَغازلي وَعبد الْعَزِيز غُلَام الخلاّل وَإِبْرَاهِيم بن شاقِلاّ وَأَبا عبد الله بن بَطَّة وصنَّف كثيرا يُقَال إِنَّهَا تقَارب مصنفات أبي بكر عبد الْعَزِيز غُلَام الخلاّل وَله اختيارٌ فِي الْمَذْهَب وَسمع ببغداذ والكوفة وَالْبَصْرَة وحدَّث عَن جمَاعَة وَأكْثر عَن ابْن بَطَّة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ قيّماً بالأصول وَالْفُرُوع لَهُ شرح الخِرَقي وكتابٌ فِي الْخلاف بَين أَحْمد وَمَالك 3 - (الْبَصْرِيّ الشَّاعِر) عمر بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن حبيب أَبُو حَفْص الْعَدوي الْبَصْرِيّ كَانَ جدُّه قَاضِيا بهَا وَكَانَ شَاعِرًا بسامرّاء يمدح ويهجو وَله فِي عُبيد الله بن يحيى بن خاقَان الْوَزير (نعمةُ الله لَا تُعابُ وَلَكِن ... ربّما استُقبحتْ على أقوامِ) (لَا يَلِيق الْغنى بِوَجْه أبي يع ... لى وَلَا نورُ بهجةِ الإسلامِ) (وَسِخُ الثوبِ والملابس والبِرْ ... ذَوْن وَالْوَجْه والقفا والغلامِ) ) (ومحالٌ مروءةٌ لبخيلٍ ... سِفْلَةٍ يَنْتَهِي إِلَى حَجّامِ) 3 - (الكَتّانيّ المُقرئ) عمر بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن كثير أَبُو حَفْص الكتّاني الْمُقْرِئ البغداذي الْمسند قَرَأَ على ابْن مُجَاهِد وَحمل عَنهُ كتاب السَّبْعَة وَسمع وروى وثَّقه الْخَطِيب توفّي سنة تسعين وَثَلَاث مائَة 3 - (المغيث بن الفائز) عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْملك المغيثُ فتح الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن الْملك الفائز سَابق الدّين بن السُّلْطَان الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب روى بِالْإِجَازَةِ عَن عبد المُعِزّ بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَكتب عَنهُ الطلبةُ المصريّون وَمَات مسجونا فِي

أبو البركات العلوي الكوفي

خزانَة البنود وَدفن فِي تربتهم بجوار ضريح الشَّافِعِي سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة وَله ستٌ وَسِتُّونَ سنة 3 - (أَبُو البركات الْعلوِي الْكُوفِي) عمر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن حَمْزَة بن يحيى بن الْحُسَيْن ذِي الدمعة بن زيد الإِمَام الشَّهِيد بن عَليّ زين العابدين بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو البركات الْكُوفِي من أَئِمَّة النَّحْو وَالْفِقْه والْحَدِيث مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وقُدِّر من صلّى عَلَيْهِ بِنَحْوِ ثَلَاثِينَ ألفا ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة أَخذ النَّحْو عَن أبي الْقَاسِم زيد بن عَليّ الْفَارِسِي عَن أبي الْحُسَيْن بن عبد الْوَارِث عَن خَاله أبي عليّ الْفَارِسِي وَأخذ عَنهُ أَبُو السعادات الشَّجَري وَأَبُو مُحَمَّد ابْن بنت الشَّيْخ وَكَانَ خشنَ الْعَيْش صَابِرًا على الْفقر قانعاً ياليسير قَالَ السَّمْعَانِيّ سمعتُه يَقُول أَنا زيدي الْمَذْهَب لكني أُفتي على مَذْهَب السُّلْطَان يَعْنِي أَبَا حنيفَة سمع الْخَطِيب وَأَبا الْحُسَيْن بن النَّقور وَأَبا الْفرج مُحَمَّد بن علاّن الخازن وَغَيره ورحل إِلَى الشَّام وَسمع من جمَاعَة وسلمت حواسُّه وَكَانَ يكْتب خطًّا مليحاً سَرِيعا على كبر سنّه قَالَ وسمعتُ يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلَّد يَقُول كنتُ أَقرَأ على الشريف عمر جُزْءا فَمر بِي حديثٌ فِيهِ ذكر عَائِشَة فَقلت رَضِي الله عَنْهَا فَقَالَ لي الشريف تَدْعُو لعدوّة عَليّ أَو تترضَّى على عدوّة عَليّ فَقلت حاشا وكلاّ مَا كَانَت عدوّة عَليّ

جمال الدين العقيقي

وسمعتُ أَبَا الْغَنَائِم بن النَّرسي يَقُول كَانَ) الشريف عمر جاروديَّ الْمَذْهَب لَا يرى الغُسْلَ من الجَنابة وَله تصانيف مِنْهَا شرح اللُّمَع قَالَ أَبُو طَالب بن الهراس الدِّمَشْقِي وَكَانَ حجَّ مَعَ أبي البركات إنَّّ صرَّح بالْقَوْل بِالْقدرِ وَخلق الْقُرْآن فاستعظم ذَلِك أَبُو طَالب مِنْهُ وَقَالَ إنَّ الأئمَّة على غير ذَلِك فَقَالَ لَهُ إنَّ أهل الحقّ يُعرفون بِالْحَقِّ وَلَا يُعرف الحقُّ بأَهْله وَقد تقدَّم ذكر وَالِده إِبْرَاهِيم 3 - (جمال الدّين العقيقي) عمر بن إِبْرَاهِيم بن حُسين بن سَلامَة بن الْحُسَيْن الإِمَام الأديب الْمسند المعمَّر جمالُ الدّين أَبُو حَفْص الْأنْصَارِيّ العقيمي الرَّسعني ولد بِرَأْس عين سنة سِتّ وست مائَة وتوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة ذكر أَن الْكِنْدِيّ أجَاز لَهُ وأنَّ الاستدعاء كَانَ بِخَط الموفَّق وإنَّما ذهبتْ مِنْهُ أيامَ هولاكو سمع عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين وَالْجَمَاعَة وَسمع من الْمجد الْقزْوِينِي وَابْن رُوزبَه وَأبي الْقَاسِم بن رَوَاحَة وَقدم دمشق مَعَ شبيبته وَسمع من ابْن الزَّبيدي وَعبد السَّلَام بن أبي عَصرون ومحمود بن قرقين والضياء الْحَافِظ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وبرع فِي الشّعْر والإنشاء كَانَ يُذكر فِي الْأَيَّام الناصرية ويُعَدُّ فِي الشُّعَرَاء وَكتب عَنهُ الصاحب كَمَال الدّين بن العديم وتنقَّل فِي الخدم وَكَانَ مَوْصُوفا بِالدّينِ وَالْأَمَانَة وانتهت إِلَيْهِ مشيخة الشّعْر وفنونه روى عَنهُ الدِّمياطي فِي مُعْجَمه وَابْن الصَّيرفي والمُقاتلي وَطَائِفَة وعقيمة قَرْيَة من سِنْجار اتّفق حُضُور شخصٍ من مصر يُعرف بشهاب الدّين بِلاخُصا وَولي نظر العمائر والسكّر وَكَانَ مُطَيلساً وَكَانَ عِنْده شابٌّ مليح يحمل دواته وَكَانَ يسكن جوَار الْملك الزَّاهِر بن صَاحب حمص فأفسد الزَّاهِر الشابَّ الْمَذْكُور ووعده بِخبْز فَترك شهَاب الدّين بِلاخُصا وخدم الزَّاهِر فلقي عِنْده كلَّ سوء وَلم يشْبع الْخبز فَقَالَ جمال الدّين العقيمي فِيهِ

نجم الدين البهنسي

(يَا شادناً ضلَّ السبيلَ لرُشده ... وَعصى العذولَ سفاهةً فِيمَن عَصَى) (قد كنتَ عِنْد بِلاخُصا فِي نعمةٍ ... فتركتهُ سَفَهاً وجئتَ إِلَى خُصَى) وَمن شعره (عيونَ المها منِّي إليكِ رسولُ ... نسيمٌ سرى بالواديين عليلُ) (إِذا مَا انبرى يروي عَن الرَّوْض نشره ... يُقَبِّلُ بُرديه صَباً وقُبولُ) ) (وَإِن هبَّ معتلاًّ لبثِّ صبابتي ... تَفَهَّمْ حَدِيث الوجد فَهُوَ يطولُ) (وَإِن مالَ بانَ السفحُ عَن أَيمن الْحمى ... فَمَا مَال إلاَّ أنَّه ليقولُ) (حَدِيثا رَوَاهُ البانُ عَن نسمَة الصَّبا ... وَمن حَزَني أنَّ النسيمَ رسولُ) قلتُ عكس هَذَا الشَّاعِر الْمَعْنى لأنَّ الصِّبَا هِيَ الَّتِي تروي عَن البان 3 - (نجم الدّين البَهْنَسي) عمر بن إِبْرَاهِيم بن عِمران البهنسي نجم الدّين اشْتغل بِمصْر وَحضر مَعَ أَخِيه من أُمّه عماد الدّين المهلَّبي إِلَى قُوص وتولَّى الحكم بهُوّ وبإسنا وأُدفو وَكَانَ فَقِيها وَله أدبٌ وخطٌّ حسن ودرَّس بِالْمَدْرَسَةِ العزّيَّة بإسنا وَأقَام قَاضِيا بإسنا وأُدفو أَكثر من سبع سنينقال الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأُدفُوي على طَريقَة مرضيَّة ووقعتْ بإسنا تَرِكة عبد الْملك بن الجبان الكارمي فطُلب بِسَبَبِهَا إِلَى الْقَاهِرَة فَحصل لَهُ فوفٌ شَدِيد فَمَرض بالبُلْيَنا فَرجع إِلَى قوص وَتُوفِّي بهَا سنة عشر وَسبع مائَة وَله من الْعُمر ثمانٍ وَأَرْبَعُونَ سنة 3 - (النَّاسِخ) عمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بالناسخ ولد بدرب الديباج بِمصْر حادي عشر المحرَّم سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة وَسمع من الْحَافِظ أبي حَامِد مُحَمَّد بن الصَّابُونِي أجَاز لي بخطّه سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ 3 - (كَمَال الدّين بن العجمي) عمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الفاضلُ الْفَقِيه كَمَال الدّين أَبُو حَفْص بن

عمر بن أحمد

تَقِيّ الدّين بن العجمي الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد سنة أَربع وَسبع مائَة وَسمع سنة إِحْدَى عشرَة من أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد العجمي وَطلب بعد ذَلِك وَسمع الصَّحِيح من الحجَّار وَسمع بحماة من ابْن مُزَيْر وَسمع بِمصْر والإسكندرية وَأفْتى 3 - (عمر بن أَحْمد) 3 - (قَاضِي الحُوَيْزة) عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو المفاخر الْأنْصَارِيّ قَاضِي الحويزة من خوزستان كَانَ باقعة زَمَانه وفريد عصره ويغلب عَلَيْهِ الهجو والخلاعة والمجون قدم بغداذ ومدح الْوَزير أَبَا الْقَاسِم عَليّ بن طِراد الزَّيْنَبِي هجا بدر بن مَعقِل الْأَسدي فَقبض على الْمَذْكُور وعَلى وَلَده وغرَّقهما بعد سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَمن شعره (وذِمْرٍ من الْأَنْصَار لَيْسَ يُعَوَّق ... إِذا نَام عَن أنجاد حربٍ نصيرُها) (دعوتُ فلبَّى والرماحُ شواجرٌ ... فحطَّمها والخيلُ تدمى نحورُها) (نمتْهُ قُرومٌ من ذؤابةِ يعربٍ ... حُماةٌ إِذا وافى القبيلَ نذيرُها) (أشاد الْمَعَالِي بالعوالي وَمن يرمْ ... جسامَ الْمَعَالِي فالنفوسُ مهورُها) (يبيتُ دنيُّ الْقَوْم عَنْهَا بمعزلٍ ... وَلَا يركب الأخطار إلاَّ خطيرُها) 3 - (ابْن خلدون الْحَضْرَمِيّ الإشبيلي) عمر بن أَحْمد بن خلدون أَبُو مُسلم الْحَضْرَمِيّ من أَشْرَاف أهل إشبيلية كَانَ من جملَة تلاميذ أبي الْقَاسِم المَجْريطي كَانَ متصرِّفاً فِي عُلُوم الفلسفة مَشْهُورا بالهندسة والنجوم والطبّ متشبِّهاً بالفلاسفة فِي إصْلَاح أخلاقه وتعديل سيرته وتقويم طَرِيقَته توفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَمن أشهر تلاميذه أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الصفَّار الطَّبِيب 3 - (ابنُ ظافر سراجُ الدّين خطيب الْمَدِينَة الشَّافِعِي) عمر بن أَحْمد بن الخَضِر بن

الخطيبي الواعظ الشافعي

ظافر الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمصْرِيّ سراج الدّين الشَّافِعِي ولد سنة سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وتوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة سمع من الرشيد العطَّار وتفقَّه أَولا على ابْن عبد السَّلَام ثمَّ على النَّصير بن الطبَّاع وَأَجَازَ لَهُ المُرسي والمُنذري وَسمع مِنْهُ البِرزالي وَابْن المطري وخطب بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعِينَ عَاما ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد ذَلِك وَسَار إِلَى مصر ليتداوى فأدركه الْمَوْت بالسُّويس 3 - (الخطيبي الْوَاعِظ الشَّافِعِي) عمر بن أَحْمد بن عمر بن رُوشَن بن عَليّ أَبُو حَفْص الخطيبي الزَّنجاني الْوَاعِظ كَانَ من أَئِمَّة الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة قَرَأَ على القَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق ابْن عُثْمَان بن عُزير) الزوزني صَاحب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وعَلى أبي عبد الله الْحُسَيْن بن هبة الله بن أَحْمد الفلاّكي قدم بغداذ وحدَّث بهَا بِكِتَاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات للبيهقي عَن حافده عُبيد الله بن مُحَمَّد عَن جدّه وَكَانَ مناظراً محقِّقاً فَاضلا فِي الْخلاف والأُصول فصيحَ اللِّسَان مليحَ المناظرة وعظ بالنظاميَّة مرَارًا وَكَانَ قدومه إِلَى بغداذ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 3 - (الصفَّار النَّيْسَابُورِي الشَّافِعِي) عمر بن أَحْمد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن حبيب بن عَبدُوس الصفَّار أَبُو حفصٍ الْفَقِيه الشَّافِعِي النَّيسابوري كَانَ خَتَن أبي نصر القُشيري على ابْنَتَيْهِ وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا فَقِيها فَاضلا مناظراً مبرِّزاً سمع الحَدِيث بإفادة جدّه لأمّه إِسْمَاعِيل بن عبد الغافر الْفَارِسِي من أبي المظفر مُوسَى بن عمرَان الْأنْصَارِيّ وَغَيره وَولد سنة سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي بنيسابور يَوْم الْأَضْحَى سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة 3 - (الْحَافِظ ابْن شاهين) عمر بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب بن أزداذ

الحافظ العبدوي

الْحَافِظ أَبُو حَفْص بن شاهين الْوَاعِظ محدِّث بغداذ رَحل وَسمع وحدَّث وروى عَنهُ جمَاعَة قَالَ ابْن ماكُولا ثِقَة مَأْمُون سمع بِالشَّام وَالْعراق وَالْبَصْرَة وَفَارِس وَجمع الْأَبْوَاب والتراجم وصنف كثيرا وَقيل إنَّه صنَّ ثَلَاث مائَة وَثَلَاثِينَ مصنَّفاً أَحدهمَا التَّفْسِير الْكَبِير ألف جُزْء والمسند ألف وَثَلَاث مائَة جُزْء والتاريخ مائَة وَخَمْسُونَ جُزْءا والزهد مائَة جُزْء وَقد وثَّقوه قَالَ الْخَطِيب سَمِعت مُحَمَّد بن عَمْرو الدَّاودِيّ يَقُول كَانَ ابْن شاهين ثِقَة يشبه الشُّيُوخ إلاَّ أنَّه كَانَ لحَّاناً وَكَانَ لَا يعرف فِي الْفِقْه لَا قَلِيلا وَلَا كثيرا توفّي فِي ذِي الحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَافِظ العبدوي) عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَبْدَوَيه بن سَدوس بن عَليّ بن عبد الله يَنْتَهِي إِلَى ابْن مَسْعُود العبدوي النَّيسابوري الْحَافِظ الْأَعْرَج قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة صَادِقا حَافِظًا ورعاً عَارِفًا مَاتَ يَوْم عيد الْفطر سنة سبع عشرَة وَأَرْبع مائَة 3 - (الصاحب كَمَال الدّين بن العديم) عمر بن أَحْمد بن أبي الْفضل هبة الله بن أبي غَانِم مُحَمَّد بن هبة الله ابْن قَاضِي حلب أبي) الْحسن أَحْمد بن يحيى بن زُهَيْر بن هَارُون بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي جَرادة عَامر بن ربيعَة بن خُويلد بن عَوْف بن عَامر بن عُقيل الصاحبُ العلاّمة رَئِيس الشَّام كَمَال الدّين أَبُو الْقَاسِم الهوازنيّ العُقَيليّ الحلبيّ الْمَعْرُوف بِابْن العديم ولد سنة ستٍ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائةٍ وتوفِّي سنة سِتِّينَ وست

مائَة وَسمع من أَبِيه وَمن عَمه أبي غَانِم مُحَمَّد وَابْن طبرزد والافتخار والكندي وَابْن الحرستاني وَسمع جمَاعَة كَثِيرَة بِدِمَشْق وحلب والقدس والحجاز وَالْعراق وَكَانَ محدّثاً حَافِظًا مؤرخاً صَادِقا فَقِيها مفتياً منشئاً بليغاً كَاتبا مجوِّداً درَّس وَأفْتى وصنَّف وترسَّل عَن الْمُلُوك وَكَانَ رَأْسا فِي الخطِّ الْمَنْسُوب لَا سِيمَا النّسخ والحواشي أطنب الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي فِي وَصفه وَقَالَ ولي قَضَاء حلب خمسةٌ من آبَائِهِ متتالية وَله الْخط البديع والحظ الرفيع والتصانيف الرائقة مِنْهَا تَارِيخ حلب أَدْرَكته الْمنية قبل إِكْمَال تبييضه وروى عَنهُ الدَّواداري وَغَيره وَدفن بسفح المقطّم بِالْقَاهِرَةِ انْتهى قلتُ وَقد مرَّ ذكر جمَاعَة من بَيته وَسَيَأْتِي ذكر من بَقِي مِنْهُم فِي الْأَمَاكِن اللائقة إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ ياقوت سَأَلته لمَ سُمِّيتم ببني العديم فَقَالَ سَأَلت جمَاعَة من أَهلِي عَن ذَلِك فَلم يعرفوه وَقَالَ هُوَ اسْم مُحْدَث لم يكن آبَائِي القدماء يُعرفون بِهِ وَلم يكن فِي نسَاء أَهلِي من يُعرف بِهَذَا وَلَا أَحسب إلاَّ أنَّ جدّ جدِّي القَاضِي أَبُو الْفضل هبة الله بن أَحْمد بن يحيى بن زُهَيْر بن أبي جَرادة مَعَ ثروة وَاسِعَة ونعمة شَامِلَة كَانَ يكثر فِي شعره من ذكر العُدْو وشكوى الزَّمَان فسمّي بذلك فَإِن لم يكن هَذَا سَببه فَلَا أَدْرِي مَا سَببه قَالَ ختمتُ الْقُرْآن ولي تسع سِنِين وقرأت بالعَشْر ولي عشر سِنِين وَلم أكتب على أحد مَشْهُور إلاَّ أَن تَاج الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن البرفطي البغداذي ورد إِلَيْنَا إِلَى حلب فكتبتُ عَلَيْهِ أَيَّامًا قَلَائِل لم يَحصُل مِنْهُ فِيهَا طائل وَله كتاب الدراري فِي ذكر الذَّرَارِي جمعه للْملك الظَّاهِر وقدَّمه إِلَيْهِ يَوْم وُلد وَلَده الْملك الْعَزِيز وَكتاب ضوء الصَّباح فِي الحثّ على السماح صنَّفه للْملك الْأَشْرَف وَكتاب الْأَخْبَار المستفادة فِي ذكر بني أبي جَرادة كتابٌ فِي الخطّ وعلومه وَوصف آدابه وطروسه وأقلامه وَكتاب دفع التَّجَرِّي على أبي الْعَلَاء المعرِّي وَكتاب الْإِشْعَار بِمَا للملوك من النَّوَادِر والأشعار) وممّن كتب إِلَيْهِ يسترفده خطَّه سعدُ الدّين مَنُوجَهر الْموصِلِي وَأمين الدّين ياقوت الْمَعْرُوف بالعالِم وَهُوَ صهر ياقوت الْكَاتِب الَّذِي يُضرب فِيهِ الْمثل وَكَانَ فِي بعض سفراته يركب فِي مِحَفَّة تُشدُّ لَهُ بَين بغلين وَيجْلس فِيهَا وَيكْتب وقَدِم إِلَى مصر رَسُولا وَإِلَى بغداذ وَكَانَ إِذا قدم مصر يلازمه أَبُو الْحُسَيْن الجزار

فَقَالَ أهل الْعَصْر فِيهِ (يَا ابنَ العديمِ عدِمتَ كلَّ فضيلةٍ ... وغدوتَ تحملُ رايةَ الإدبارِ) (مَا إِن رأيتُ وَلَا سمعتُ بِمِثْلِهَا ... تَيْسًا يلوذ بِصُحْبَة الجزَّارِ) وَمن أمداح الجزًّار فِيهِ قَوْله (سَرَّ الفؤادَ طيفه لمَّا سَرى ... فمرحباً مِنْهُ بِمَا أهْدى الْكرَى) (وافى إليَّ زَائِرًا فليتَه ... حقَّقَ فِي اليقظةِ لي مَا زوَّرا) (ظبيٌ إِذا مَا ماسَ لاحَ وَجهه ... رأيتَ غصناً بالهلالِ مُثمرا) (وَإِن بدتْ طاعتُه فِي ليلةٍ ... من شَعْرِه رأيتَ لَيْلًا مُقمرا) (كم ليلةٍ جنيتُ من عِذاره ... آساً وَمن خدَّيه وردا أحمرا) مِنْهَا (يَا سَاحر الأجفان رفقا بفتًى ... سلبتَ مِنْهُ عقله وَمَا درى) (غريمُه الشوق وَقد أضحى من ال ... صَبر الْجَمِيل مذ نأيتَ مُعْسرا) (أجريتَ من أدمعه مَا قد كفى ... يَكْفِيك من أدمعه مَا قد جرى) (حُزْتَ الجمالَ مِثْلَمَا حَاز العلى ال ... مولى كَمَال الدّين من دون الوَرَى) (شيَّدَ مجداً لَو أَرَادَ النجمُ أَن ... يدركَ بعضَ شأوِهِ لقَصَّرا) (وَلَو رأى البدرُ الْمُنِير وَجهه ... هلَّل إجلالاً لَهُ وكبَّرا) (يَا من أُرَجِّي مالَه وجاهَه ... هَذَا أَوَان النفعِ فافعل مَا ترى) (لم ألقَ فِي ذَا الدهرِ مَن أَشْكُو لهُ ... ريبَ الزمانِ إذْ تعدَّى وافترى) (وطالما حدَّثتُ نَفسِي بالغنى ... مِنْك وَمَا كَانَ حَدِيثا مفترى) (ولستُ أختارُ كَرِيمًا بعْدهَا ... عَنْك وكلُّ الصَّيْدِ فِي جَوف الفَرا) (فخاطبِ السلطانَ فيَّ مرَّةً ... وَاحِدَة من قبلِ تَلْقَى السّفرا) (فَهُوَ أَبُو بكرٍ وَأَرْجُو أنَّه ... فِي كلِّ أمرٍ لم يخالفْ عُمَرا) ) وَمن شعر الصاحب كَمَال الدّين رَحمَه الله تَعَالَى (وأهيفَ معسولِ المراشفِ خِلْتُهُ ... وَفِي وجنتيه للمدامة عاصرُ) (يُسيل إِلَى فِيه اللذيذِ مدامةً ... رحيقاً وَقد مرَّت عَلَيْهِ الأعاصر)

زين الدين بن حلاوات

(فيسكر مِنْهُ عِنْد ذَاك قَوامُه ... فيهتزُّ تيهاً والعيونُ فواترُ) (كأنَّ أَمِير النّوم يهوى جفونَه ... إِذا همَّ رفعا خالفته المحاجرُ) (خلوتُ بِهِ من بعد مَا نَام أهلُه ... وَقد غارت الجوزاءُ والليلُ ساترُ) (فوسَّدتهُ كفِّي وَبَات مُعانقي ... إِلَى أَن بدا ضوءٌ من الصبحِ سافرُ) (فَقَامَ يجرُّ البُردَ مِنْهُ على تُقًى ... وقمتُ وَلم تُحْلَلْ لإثمٍ مآزرُ) (كَذَلِك أحلى الحبِّ مَا كَانَ فرجُه ... عفيفاً ووصلاً لم تَشِنْه الجرائرُ) وَمِنْه وَقد رأى فِي عَارضه شَعْرَة بَيْضَاء وعمره إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة (أَلَيْسَ بياضُ الأُفق فِي الليلِ مُؤْذِناً ... بآخرِ عمرِ الليلِ إذْ هُوَ أسفرا) (كَذَاك سوادُ النبت يُشبه يبسَه ... إِذا مَا بدا وسط الرياض مُنَوَّرا) قَالَ ياقوت دخلتُ إِلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ أَلا ترى أَنا فِي السّنة الْحَادِيَة وَالثَّلَاثِينَ من عمري وَقد وجدتُ الشعرات الْبيض فِي لحيتي فَقلت أَنا فِيهِ (هَنِيئًا كَمَال الدّين فضلا حُبِيتَهُ ... ونعماءَ لم يُخصصْ بهَا أحدٌ قبلُ) (لداتُكَ فِي شغلٍ بداعية الصِّبا ... وأنتَ لتَحْصِيل الْمَعَالِي بكَ الشُّغْلُ) (بلغتَ لعشرٍ من سنِينِكَ رُتْبَة ... من الْمجد لَا يسطيعها الْكَامِل الكهلُ) (ولمَّا أَتَاك الْحلم وَالْفِقْه ناشئاً ... أشابَك طفْلا كي يتمَّ لَك الفضلُ) قلتُ أثبتَ ياقوتُ النونَ الْأَخِيرَة فِي سنينك والأفصح حذفهَا لأجل الْإِضَافَة وَقَول حَمْزَة بن بِيض أحسن من هَذَا (بلغتَ لعشرٍ مَضَت من سنيِّ ... ك مَا يبلغ الرجلُ الأشيبُ) (فهمُّك فِيهَا جسامُ الأمورِ ... وهمُّ لداتُكَ أَن يلعبوا) 3 - (زين الدّين بن حلاوات) عمر بن أَحْمد القَاضِي زين الدّين رَئِيس ديوَان الْإِنْشَاء بطرابلس الصفديُّ الْمَعْرُوف بِابْن حلاوات توفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة بُكْرَةَ السبت رَابِع عشر شهر رَمَضَان) بطرابلس كَانَ هُوَ أَولا بصفد وَله أَخَوان تاجران أَحدهمَا برهَان الدّين إِبْرَاهِيم مُقيم بسوق البزّ بصفد وَالْآخر يُونُس تاجرٌ سفَّار تعلق زين الدّين هَذَا بِهَذِهِ الصِّنَاعَة وتردَّد إِلَى الشَّيْخ

منجم الدّين بن الْكَمَال وَقَرَأَ عَلَيْهِ وتدرَّب بِهِ وَكَانَ ذهنه جيِّداً وَصَارَ يكْتب الدَّرجة عِنْده فلمَّا ورد الْأَمِير سيف الدّين بتْخاص إِلَى صفد نَائِبا كَانَ مَعَه الشَّيْخ شهَاب الدّين بن غَانِم فانضمَّ زين الدّين إِلَيْهِ فِي الْبَاطِن واستبدَّ بالوظيفة وَانْفَرَدَ الشَّيْخ نجم الدّين بالخطابة ثمَّ اتَّفقوا عَلَيْهِ وأخرجوه إِلَى دمشق وَمَا كَانَ إلاَّ قَلِيلا حتَّى اتَّفق القَاضِي شرف الدّين النُّهاوندي الْحَاكِم بصفد وزين الدّين على شهَاب الدّين بن غَانِم وأوقعا بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين بتْخاص فاعتقله وفصله من الْوَظِيفَة وَكتب إِلَى مصر فِي حقِّ زين الدّين بن حلاوات فجَاء توقيعه بتوقيع صفد وَانْفَرَدَ بالوظيفة وَكَانَ ذَا خبْرَة وسياسة ومداخلة فِي النواب واتّحادٍ بهم حتَّى لم يكن لأحد مَعَه حَدِيث وَكَانَ هُوَ المتصرِّف فِي المملكة وتقدَّم ورزق الوجاهة وحظي ونال الدُّنْيَا العريضة وَجمع بَين خطابة القلعة والتوقيع وَكَانَ فِيهِ مروءةٌ وسعة صدر فِي قَضَاء أشغال النَّاس والمبادرة إِلَى نجاز مُرَادهم ومساعدتهم على مَا يحاولونه وَأَنْشَأَ جمَاعَة وانْتهى إِلَى القَاضِي عَلَاء الدّين بن الْأَثِير فَمَال إِلَيْهِ ولمَّا جَاءَهُ خَبره من طرابلس بَكَى عَلَيْهِ وَلَو أنَّ زين الدّين كَانَ حيًّا لما انفلج القَاضِي عَلَاء الدّين بن الْأَثِير مَا كَانَ كَاتب السِّرّ بِمصْر غَيره لمحبَّته لَهُ وإيثاره لَهُ وَقَالَ للسُّلْطَان لمَّا قَالَ لَهُ من يصلح لهَذَا المنصب قَالَ أمَّا فِي مصر فَمَا أعرف أحدا وأمَّا فِي الشَّام فَمَا كنتُ أعرف من يصلح غير ابْن حلاوات وَقد مَاتَ وَكَانَ ابْن حلاوات يداخل نوَّاب صفد كثيرا وَيَقَع بَين النوَّاب وَبَين الْأَمِير سيف الدّين تنكُز فعزل جمَاعَة مِنْهُم ثمَّ لمَّا جاءها الْأَمِير سيف الدّين أرُقْطاي إِلَيْهَا نَائِبا وَقع بَينهمَا واتَّصلت الْقَضِيَّة بالسلطان وَهِي وَاقعَة طَوِيلَة فردَّ الْأَمر فِيهَا إِلَى تنكز فَطلب زين الدّين إِلَى دمشق وَهُوَ ممتلئٌ عَلَيْهِ غيظاً فلمَّا دخل عَلَيْهِ رَمَاه بسكِّينةٍ كَانَت بِيَدِهِ لَو أَصَابَته جرحته ورسم عَلَيْهِ وَأمر بمصادرته فوزن ثَمَانِيَة آلَاف دِرْهَم فسعى لَهُ الْأَمِير سيف الدّين بكْتَمُر الْحَاجِب وَالْقَاضِي عَلَاء الدّين بن الْأَثِير عِنْد السُّلْطَان واتَّفق أَن مَاتَ فِي تِلْكَ الْأَثْنَاء موقّع طرابلس فَمَا كَانَ بعد ثَمَانِيَة أَيَّام تَقْرِيبًا حتَّى جَاءَ الْبَرِيد بالإفراج عَن زين الدّين وإعادة أُخذ مِنْهُ إِلَيْهِ وتجهيزه إِلَى طرابلس موقِّعاً وَكَانَ المرسوم مؤكَّداً فَمَا أمكن إلاَّ مَا رُسم بِهِ) وتوجَّه رَئِيس ديوَان الْإِنْشَاء إِلَى طرابلس فَدخل إِلَيْهَا فِي مستهلِّ جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة فَأَقَامَ بهَا فِي وجاهة وَحُرْمَة وافرة إِلَى أَن توفّي فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَكَانَ خُرُوجه من صفد سنة سبع عشرَة وَسبع مائَة فِيمَا أظنّ وَكَانَ يدْرِي النِّجامة وَعلم الرمل وَله نظم وَلم يتَّفق لي بِهِ اجْتِمَاع خَاص بل رَأَيْته

عمر بن إسحاق

غير مرَّة وسمعتُ خطبَته كثيرا وَقَالَ لي من رَآهُ إنَّه كَانَ يتعذَّر عَلَيْهِ كِتَابَة اسْمه فَيكْتب صُورَة مر ثمَّ بعد ذَلِك يركِّب عَلَيْهَا حرف الْعين لتتكمَّل صُورَة عمر وَيُقَال عَنهُ إنَّه كَانَ يرى مَا يُنسب إِلَى عفيف الدّين التلمساني وَغَيره من تِلْكَ الْمقَالة عَفا الله عَنهُ وَمن شعره فِي الْخمْرَة (ولابسةِ البِلَّورِ ثوبا وجسمُها ... عقيقٌ وَقد حُفَّتْ بسمط لآلي) (إِذا جُلِيَتْ عاينتَ شمساً منيرةً ... وبدراً حُلاه من نُجُوم ليَالِي) ووجدتُ مَنْسُوبا إِلَيْهِ قَوْله (خُصَّتْ يداك بستَّةٍ ممدوحةٍ ... محمودةٍ بالبأس والإحسانِ) (قلمٍ ولثمٍ واصطناعِ مكارمٍ ... ومثقَّفٍ ومهنَّدٍ وعِنانِ) وَأنْشد لَهُ يَوْمًا بَيْتا محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر لما فتح الْملك الْأَشْرَف قلعةَ الرّوم وهما (أَلا أيُّها الحصنُ المنيعُ جنابُه ... تطهَّرْتَ من بعد النجاسةِ بالشركِ) (وأمسيتَ تُجْلى بالخليلين دَائِما ... خليلِ إِلَه الْعَرْش والبطل التركي) فَقَالَ زين الدّين الْمَذْكُور (بالخليلين صرتَ تُجْلى مسَاء ... لعروسٍ زَادَت سنا وسناءَ) (قلعةَ الْمُسلمين حُزْتِ جمالاً ... وكمالاً ورفعةً وبهاءَ) قلت مَا كفته أَنه مَا قَالَ شَيْئا حتَّى لحن بِحَذْف النُّون من تجلين 3 - (عمر بن إِسْحَاق) 3 - (الْأَمِير عماد الدّين الخِلاطي) عمر بن إِسْحَاق بن هبة الله الْأَمِير عماد الدّين الخِلاطي ولد بخِلاط سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وست مائَة

القاضي شمس الدين التنوخي

كَانَ عَالما فَاضلا خَبِيرا حَسن التَّأنّي لطيف الحركات لَهُ حُرمة وافرة عِنْد الْمُلُوك وَكَانَ أَبُو الخيش لَا يقدّم عَلَيْهِ أحدا ويكرمه وَكَانَ أَبوهُ أصوليًّا واعظاً أديباً مصنِّفاً وليَ قَضَاء خِلاط وَتُوفِّي وَالِده الْمَذْكُور بإربل سنة سِتّ عشرَة وست مائَة ووفاة الْأَمِير عماد الدّين بحماة 3 - (القَاضِي شمس الدّين التنوخي) عمر بن سعد بن المُنَجّا بن أبي البركات القَاضِي شمس الدّين أَبُو الْفَتْح التنوخي المعرِّي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ مدرِّس المسماريّة وليَ قَضَاء حرّان مُدَّة وَكَذَا أَبوهُ وَكَانَ عَارِفًا بِالْقضَاءِ بَصيرًا بِالشُّرُوطِ توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة تفقَّه على وَالِده وَسمع من أبي الْمَعَالِي بن صابر وَأبي سعد بن أبي عَصْرون وَأبي الْفضل بن الشَّهْرَزوري قَاضِي دمشق وَابْن صَدَقَة الحرّاني ورحل هُوَ وَأَخُوهُ عزِّ الدّين وسمعا من يحيى بن بوش وَعبد الْوَهَّاب بن سُكَيْنة وَعبد الْوَهَّاب بن أبي حبَّة وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو عبد الله البِرزالي ومجد الدّين بن العديم وَسعد الْخَيْر بن النابلسي وَأَبُو عَليّ ابْن الخلاّل وَجَمَاعَة وبالحضور أَبُو الْمَعَالِي بن البالسي وَآخر من حدَّث عَنهُ بنته المعمَّرة المسندة سِتُّ الوزراء 3 - (عمر بن إِسْمَاعِيل) 3 - (رشيد الدّين الفارقي) عمر بن إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود بن سعد بن سعيد بن أبي الْكَتَائِب الأديب العلاّمة رشيد الدّين أَبُو حَفْص الرَّبعي الفارقي الشَّافِعِي ولد سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وست مائَة

سمع جُزْء البانياسي من الْفَخر بن تيميَّة ظهر لَهُ بعد مَوته وَسمع من ابْن الزَّبيدي وَابْن باقا وبرع فِي النّظم وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء عِنْد صَاحب مَيّافارقين وَعبد النَّاصِر يُوسُف ومدح السخاوي بقصيدة مليحة ومدحه السخاوي أَيْضا وَله يَد طولى فِي التَّفْسِير والبديع واللغة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْأَدَب ووزَر وتقدّم وَأفْتى وناظر ودرَّس بالظاهريّة وَانْقطع بهَا وَله فِي النَّحْو مقدمتان كبرى وصغرى وَكَانَ حُلْو المناظرة مليح النادرة يُشَارك فِي الْأُصُول والطبّ وَغير ذَلِك ودرَّس بالناصريَّة مُدَّة قبل الظاهريَّة وروى شعره الدمياطي وَرَضي الدّين بن دَبُّوقا وَأَبُو الحجّاج المِزّي والبِرزالي وَآخَرُونَ وَكتب الْمَنْسُوب وانتفع بِهِ جمَاعَة وخُنق فِي بَيته بالظاهرية وأُخذ ذهبُه ودرَّس بعده عَلَاء الدّين ابْن بنت الأعَزّ نقلتُ من خطِّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ وَكتب بهما إِلَى الْوَزير جمال الدّين عَليّ بن جرير إِلَى قَرْيَة القاسمية على يَد راجل اسمُه عليٌّ أَيْضا (حسدتُ عليًّا على كَونه ... تَوجَّه دوني إِلَى القاسميَّهْ) (وَمَا بِي شوقٌ إِلَى قريةٍ ... ولكنْ مراديَ ألْقى سَمِيَّهْ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ وَكتب بهما إِلَى شيخ الشُّيُوخ عماد الدّين عمر بن حَمُّويَه (من غَرْسِ نعْمَته وناظمِ مدحِهِ ... بَين الوَرَى وسَميِّه ووَليِّهِ) (يشكو ظماه إِلَى السَّحاب لعلَّه ... يرويهِ من وَسْميِّهِ ووليهِ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ وَقد رَآنِي أتكلّم مَعَ شمس الدّين قَاضِي الْقُضَاة ابْن سنيِّ الدولة (كلُّ شهابٍ يغيبُ عِنْد طلو ... عِ الشمسِ إلاَّ الشهابَ من قوصِ) (وَهُوَ إِذا أشكلت مسائلنا ... قاضٍ وَفِي الحكم غيرُ منقوصِ) قَالَ وأنشدني لَهُ وَقد أُنكر عَلَيْهِ تطويله فِي قصيدةٍ مدح بهَا الْأَشْرَف (لقد اختصرتُ مديحَ مُوسَى عَالما ... أنَّ البليغ وَإِن طَال مُقَصِّرُ) ) (لَكِن تأرَّجَ مدحُه فحسبتُه ... وردا ونفعُ الْورْد حِين يُكَرَّرُ) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ وَكتب بهما إِلَى محيي الدّين بن الزكي (قَالُوا جفاك الإمامُ يحيى ... وأنتَ فِي حبِّه مُغالي) (فقلتُ إِن بَاعَنِي رخيصاً ... فإنَّني أشتريه غالي)

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (خَوْدٌ تجمَّع فِيهَا كلُّ مُفْتَرِقٍ ... من الْمعَانِي الَّتِي تستغرق الكَلِما) (عطتْ غزالاً سطتْ ليثاً خطتْ غُصُناً ... فاحتْ عبيراً رنتْ نَبْلاً بدتْ صَنَما) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ (رأيتُ شِعريَ فِي الشِّعْرَى بمدحتهِ ... لأنَّ مَدحِيهِ عُلوِيٌّ إِذا نُظما) (أَضَاء شمساً بدا بَدْرًا علا فلكاً ... سما هلالاً نمى نجماً همى دِيَما) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ وَقد عَاده فَخر الدّين عُثْمَان الكاملي (قرَّتْ عيونُ العائدين لأنَّها ... نظرتْ إِلَى عثمانَ ذِي النُّورينِ) (نورٌ بعينٍ لم تزل تستحقر ال ... دنيا ونورٌ قُرَّةٌ للعينِ) قَالَ وأنشدني لَهُ فِي الْوَزير عليّ بن جرير (إنَّ عليًّا خطبتْه العُلى ... من بَعْدَمَا هامت بِهِ حينا) (كُفءٌ إِذا استرسل فِي فعله ... وَقَوله لم يخشَ تلحينا) قَالَ وأنشدني لَهُ وَكتب بهَا إِلَى ابْن جرير وَقد فوَّض إِلَيْهِ المُنَيْبع (فديتُ بناناً أَرَانِي النَّدى ... عِياناً وَكَانَ النَّدى يُسمعُ) (وكفًّا حكى البحرَ جوداً ومِن ... أنامله صحَّ لي المنبعُ) قَالَ وأنشدني لَهُ فِي الرضي بن الخَشْخاشي (مازحتُه وحسبتُ فِيهِ رزانةً ... ونسيتُ نسبتَه إِلَى الخَشخاشِ) قَالَ وأنشدني لَهُ وَكتب بهَا إِلَى المكرَّم بن بُصاقَةَ (يَا جواداً جودُ رَاحَته ... أغنتِ الدُّنْيَا عَن الدِّيَمِ) (ووفيًّا من سجيَّتهِ ... رَعْيُ أهلِ الوُدِّ والذِّممِ) (إنِّني أصبحتُ ذَا ثقةٍ ... بكريمٍ غيرِ متَّهمِ) ) (خُصَّ بِالْحَمْد اسْمه وَغدا ال ... نعتُ مشتقًّا من الكرمِ) قَالَ وأنشدني لَهُ مُلغزاً فِي الْخَيْمَة (مَا اسمٌ إِذا نصبتهُ ... رَفعتَ مَا يُنصبُ بهْ) (وَلَا يتمُّ نصبهُ ... إلاَّ بجرِّ سببهْ)

قَالَ وأنشدني مُلغزاً فِي السَّبْسَب (مَا اسمٌ إِذا عكستهُ ... فَذَلِك اسمٌ للفلا) (وَإِن تركتَ عكسهُ ... فَهُوَ المسمَّى أوَّلا) قَالَ وأنشدني لَهُ (أُعيذُك ذَا المجدِ المؤثَّلِ أَن يُرى ... جنابكَ منِّي ضيِّقاً وَهُوَ واسعُ) (وأعجبُ مَا حُدِّثْتُهُ حِفظكَ العُلى ... ومثليَ فِي أَيَّام مثلكَ ضائعُ) (لَئِن مطرتني من سجاياكَ مُزنةٌ ... حكتْ لي أرضي كَيفَ تزكو الصنائعُ) قلتُ وَمن نظم الفارقي أَيْضا (إنَّ فِي لحظِكَ معنى ... حدَّثَ النرجسُ عنهُ) (ليتَ من جفنيك لي سه ... مَا فَفِي قلبيَ منهُ) وَله اللغز الْمَشْهُور وَهُوَ (مَا اسمٌ ثلاثيُّ الْحُرُوف فثلثُه ... مِثْلٌ لَهُ والثلثُ ضِعْفُ جميعهِ) (والثُّلثُ الآخر جوهرٌ حَلَّتْ بِهِ ... الْأَعْرَاض جمعا فاعجبوا لبديعهِ) (وَهُوَ المثلَّث جذرُه مِثلٌ لَهُ ... وَإِذا يُربَّعُ بَان فِي تربيعهِ) (جزءٌ من الفَلَكِ العليِّ وإِنَّما ... بَاقِيه خوفٌ فِي أمانِ مَرُوعهِ) (حيٌّ جمادٌ ساكنٌ متحرِّكٌ ... إِن كنتَ ذَا نظرٍ إِلَى تنويعهِ) (وتراه مَعَ خُمسيه علَّةُ كَونه ... معلولةٌ سرًّا لغير مُذيعهِ) (وَبِغير خمسيه جميعُ النَّحْو مو ... جودٌ ومحمولٌ على موضوعهِ) (وبحاله فعلٌ مضى مُسْتَقْبلا ... حُمدتْ صناعتهُ لحمد صنيعهِ) (قيدٌ لمطلقه خُصوصُ عمومهِ ... زيدٌ لمفردهِ على مجموعهِ) (شيءٌ مقيمٌ فِي الرحيل وممكنٌ ... كالمستحيل بطيئهُ كسريعهِ) ) (وأهمُّ مَا فِي الدِّين وَالشَّرْع اسمهُ ... ومضافهُ بأصوله وفروعهِ) (ودقيقُ مَعْنَاهُ الجليلِ مناسبٌ ... علمَ الْخَلِيل وَلَيْسَ من تقطيعهِ) (وَإِذا عَروضيٌّ تطلَّبَ حَلَّه ... ألفاه فِي المفروق أَو مجموعهِ) (وَإِذا يرصِّعُه بدُرِّ فريدهِ ... عِقداً يزينُ الدُّرَّ فِي ترصيعه)

ابن الحسام الشاعر

(للمنطقي وللحكيم نتاجه ... وعلاجه بذهابه ورجوعهِ) (وَله شعارٌ أشعريٌّ واعتقا ... دٌ حنبليٌّ فاعجبوا لوقوعهِ) (وتمامُه فِي قَول شَاعِر كندةٍ ... مَا حافظٌ للْعهد مثلَ مضيعهِ) (يرويك فِي ظمإٍ بدا بوروده ... ويُريك فِي ظُلَمٍ هُدًى بطلوعهِ) (وَلَقَد حللت اللغز إِجْمَالا وَفِي ... تَفْصِيله تفصيلُ روضِ ربيعهِ) (فاسْتَجْلِ بِكراً من وليٍّ بالحُلى ... يهدي لكُفْءِ الفضلِ بينَ رُبوعهِ) وحلَّه العلاّمة تقيُّ الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فِي علم وَأجَاب عَنهُ بِمِائَة بَيت تَقْرِيبًا وأوَّلها (بغزيرِ علمٍ وافتنانٍ واسعٍ ... ألغزتَ علما فِي فنونِ وسيعهِ) 3 - (ابْن الحسام الشَّاعِر) عمر بن آقُوش هُوَ الشَّاعِر زين الدّين أَبُو حَفْص الشِّبليُّ الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الحسام الافتخاري سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وست مائَة اجتمعتُ بِهِ غير مرَّة وأنشدني كثيرا من شعره فِيهِ تودُّدٌ كثير وَحسن صُحْبَة وطهارة لِسَان سمع على الحجَّار وَغَيره أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ (قد أثقلتني الْخَطَايَا ... فَكيف أخْلص مِنْهَا) (يَا ربّ فَاغْفِر ذُنُوبِي ... واصفحْ بِفَضْلِك عَنْهَا) وأنشدني لَهُ أَيْضا (يَا من عَلَيْهِ اتِّكالي ... وَمن إِلَيْهِ مآبي) (جُدْ لي بعفوكَ عنِّي ... إِذا أخذتُ كتابي) وأنشدني لَهُ أَيْضا (يَا سائلي كَيفَ حَالي فِي مراقبتي ... وَمَا العقيدةُ فِي سرِّي وإعلاني) (أخافُ ذَنبي وَأَرْجُو الْعَفو عَن زللي ... فَانْظُر فَبين الرجا وَالْخَوْف تَلقانِي)

العبدي الموصلي

) وأنشدني لنَفسِهِ يودِّعني وَأَنا متوجِّهٌ إِلَى الرَّحبة سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة (ولمَّا اعتنقنا للوداع عشيَّةً ... وَفِي الْقلب نيرانٌ لفرط غليلهِ) (بكيتُ وَهل يُغني البكا عِنْد هائمٍ ... وَقد غَابَ عَن عَيْنَيْهِ وجهُ خليلهِ) وأنشدني لنَفسِهِ (يَا سيِّد الوزراءِ دعوةَ قائلٍ ... من بعدِ إفلاسٍ وَبيع أثاثِ) (أبطتْ حوالتُكم عليَّ كأَنَّها ... تَأتي إِذا مَا صرتُ فِي الأجداثِ) (فَإِذا أتتْ من بعدِ موتِي فاحْسِنوا ... بوصولها للأهل فِي ميراثي) وأنشدني لنَفسِهِ مَا كتبه لشرف الدّين يَعْقُوب نَاظر طرابلس يشتكي من أيُّوب (بُليتُ بالضُّرِّ من أيُّوبَ حِين غَدا ... يُنكِّدُ العيشَ فِي أكلٍ ومشروبِ) (وَزَاد يَعْقُوب فِي حُزني لغيبته ... فضُرُّ أيُّوبَ لي مَعَ حُزن يعقوبِ) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ (إِذا مَا جئتُكم لغناء فقري ... تَقول أبْشِرْ إِذا قدم الأميرُ) (وَقد طَال المطالُ وخفتُ يَأْتِي ... أميرُكُمُ وَقد ماتَ الفقيرُ) وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي ثَانِي شهر رَمَضَان سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ فِي طاعون دمشق 3 - (الْعَبْدي الْموصِلِي) عمر بن أيُّوب أَبُو حَفْص العبديّ الموصليّ كَانَ من أشدّ النَّاس حَيَاء توفِّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّسائي وَابْن ماجة وروى هُوَ عَن جَعْفَر بن بُرقان وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وأفلح بن حُمَيْد وَإِبْرَاهِيم بن نَافِع المكِّي وعليّ بن حَرْب وَقَالَ ابْن مَعين ثقةٌ مَأْمُون وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن عمَّار مَا رَأَيْته يذكر الدُّنْيَا وَكَانَ من أشدِّ النَّاس حَيَاء

الملك المغيب بن الصالح أيوب

3 - (الْملك المغيب بن الصَّالح أيُّوب) عَليّ بن أيُّوب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان الْملك المغيث جلال الدّين بن السُّلْطَان الْملك الصَّالح نجم الدّين بن السُّلْطَان الْملك الْكَامِل ابْن الْعَادِل الْكَبِير توفّي شابًّا بقلعة دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة فِي حبس عمِّ وَالِده الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَكَانَ) وَالِده لمَّا خرج إِلَى فلسطين استناب وَلَده هَذَا بقلعة دمشق فلمَّا ملك الصَّالح إِسْمَاعِيل دمشق اعتقله فَلم يزل إِلَى أَن توفّي فتألَّم أَبوهُ لمَوْته واتَّهم عمَّه أنَّه سقَاهُ وتجهَّز لَهُ وحاربه 3 - (عمر بن بدر) 3 - (ضِيَاء الدّين الْكرْدِي الْحَنَفِيّ) عَليّ بن بدر بن سعيد المحدّث أَبُو حَفْص الْكرْدِي الْموصِلِي الْحَنَفِيّ لَهُ تصانيف ومجاميع توفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة لم يزل يسمع إِلَى أَن مَاتَ لقبه ضِيَاء الدّين سمع ابْن كُليب وَمُحَمّد بن الْمُبَارك بن الحلاوي وَابْن الخُوزي وطبقتهم وحدَّث بحلب ودمشق وروى عَنهُ مجد الدّين بن العديم وَأُخْته شُهدة وَالْفَخْر عَليّ بن البُخَارِيّ وقبلهم الشهَاب القُوصي وَغَيره ووفاته بِدِمَشْق فِي البيمارستان النوري وَله بضع وَسِتُّونَ سنة 3 - (المغازلي الْحَنْبَلِيّ) عَليّ بن بدر بن عبد الله أَبُو حَفْص المغازلي الْحَنْبَلِيّ البغداذي لَهُ تصانيف فِي الْمَذْهَب واختيارات سمع عَليّ بن مُحَمَّد بن بشار الزَّاهِد وَعمر بن مُحَمَّد ابْن بكار القافلاني وجعفر بن مُحَمَّد الصَّندلي وَعمر بن أَحْمد الْبَرْمَكِي وَعمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْمُسلم العُكبري وَتُوفِّي 3 - (موفق الدّين بن خطيب بَيت الْآبَار) عَليّ بن أبي بكر بن يُوسُف بن يحيى العدلُ موفق الدّين بن خطيب بَيت الْآبَار إنسانٌ خيِّرٌ مُنْقَطع عَن النَّاس ملازم للْجَمَاعَة وَالذكر كَانَ قبل ذَلِك يخْدم فِي الدِّيوَان وَيشْهد على الْقُضَاة روى عَن الإرْبلي وَابْن

المغيث صاحب الكرك

اللَّتِّي وَجَمَاعَة وتوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وست مائَة 3 - (المغيث صَاحب الكرك) عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان الْملك المغيث فتح الدّين بن السُّلْطَان الْملك الْعَادِل بن الْملك الْكَامِل بن الْعَادِل الْكَبِير ملك الكرك مدَّةً قتل أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فأُنزل إِلَى عمَّةِ أَبِيه فَنَشَأَ عِنْدهَا ولمَّا مَاتَ عمُّه الْملك الصَّالح أيُّوب أَرَادَ شيخ الشُّيُوخ ابْن حَمُّويَة أَن يسلطنه فَلم يتمَّ لَهُ ذَلِك ثمَّ حُبس بقلعة الْجَبَل ثمَّ نَقله ابْن عمّه المعظَّم لما قدم فَبعث بِهِ إِلَى الشَّوْبَك فاعتُقل بهَا وَكَانَ الصَّالح أيُّوب لما أَخذ الكرك من أَوْلَاد النَّاصِر استناب عَلَيْهَا وعَلى الشوبك الطَّواشي بدر الدّين الصَّوابي فلمَّا بلغ الصَّوابي موتُ) المعظَّم أخرج المغيثَ وسلطنه بالكرك وَصَارَ أتابكه وَكَانَ المغيث جواداً كَرِيمًا شجاعاً حسن السِّيرة فِي الرعيَّة غير أَنه مَا كَانَ لَهُ حزم ضيَّع الْأَمْوَال وَالدَّنَانِير الَّتِي بالكرك وألجأته الضَّرُورَة إِلَى الْخُرُوج مِنْهَا لأنَّ الْملك الظَّاهِر نزل على غزَّة فركبت إِلَيْهِ وَالِدَة المغيث فأكرمها وَبقيت الرُّسُل تتردَّد إِلَى المغيث وَهُوَ يقدِّم رِجلاً ويؤخِّر أُخْرَى خوفًا من الْقَبْض ثمَّ إنَّه جَاءَ إِلَى الظَّاهِر فَأكْرمه وَأَرَادَ أَن ينزل لَهُ فَمَنعه وسايره إِلَى بَاب الدهليز ثمَّ أُنزل فِي خركاة وأُحيط بِهِ وبُعث مَعَ الفارقاني إِلَى قلعة مصر وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ قَالَ قطب الدّين أَمر الظَّاهِر بخنقه وَأعْطى لمن خنقه ألف دِينَار فأفشى السرّ فأُخذ مِنْهُ الذَّهَب وقُتل وتوفِّي المغيث سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة وعمره نَحْو ثَلَاثِينَ سنة 3 - (القَاضِي كَمَال الدّين التَّفليسي الشَّافِعِي) عمر بن بُندار بن عمر العلاّمة القَاضِي

المظفر بن الأمجد

كال الدّين أَبُو حَفْص التَّفليسي الشَّافِعِي ولد بتفليس سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وست مائَة تفقَّه وبرع فِي الْمَذْهَب والأصلين وَغير ذَلِك ودرَّس وَأفْتى وَكَانَ حسن السِّيرَة لمَّا ملكت التتار جَاءَهُ التَّقْلِيد من هولاكو بِقَضَاء الشَّام والجزيرة والموصل فباشره مُدَّة يسيرَة وَأحسن إِلَى النَّاس بكلِّ مُمكن وذبَّ عَن الرعيَّة وَكَانَ نَافِذ الْكَلِمَة عَزِيز الْمنزلَة عِنْد التتار لَا يخالفونه بِشَيْء فِي وسعى فِي حقن الدِّمَاء وَلم يتدنَّس بِشَيْء فِي تِلْكَ المدَّة وَسَار محيي الدّين ابْن الزكي فجَاء بِالْقضَاءِ على الشَّام من التتار وتوجَّه كَمَال الدّين إِلَى قَضَاء حلب وسافر إِلَى مصر وَأفَاد وأشغل وَلم يستأثر مُدَّة قَضَائِهِ أَيَّام التتار بِشَيْء من الْمدَارِس وَكَانَ مدرِّس الْمدرسَة العادليَّة وتعصَّبوا عَلَيْهِ ونسبوا إِلَيْهِ أَشْيَاء برَّأهُ الله مِنْهَا وَنِهَايَة مَا نالوه مِنْهُ أَن ألزموه بِالسَّفرِ إِلَى الديار المصرية فسافر وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ بَعْدَمَا انْتفع النَّاس بالاشتغال عَلَيْهِ 3 - (المظفَّر بن الأمجد) عَليّ بن بَهرام شاه بن فَرُّخشاه الْملك المظفَّر تقيّ الدّين بن الْملك الأمجد توفّي بِدِمَشْق سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَمن شعره 3 - (الثمانيني النَّحْوِيّ) عَليّ بن ثَابت أَبُو الْقَاسِم الثمانيني النَّحْوِيّ الضَّرِير كَانَ إِمَامًا فَاضلا أديباً كَامِلا أَخذ عَن) ابْن جنِّي وَكَانَ خواصُّ النَّاس يقرؤون فِي ذَلِك الْوَقْت على ابْن برهَان وعوامُّهم يقرؤون على الثمانيني وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وروى عَن ابْن جنِّي اللُّمع والتصريف وروى عَنهُ الشريف يحيى ابْن طَباطَبا وَإِسْمَاعِيل بن المؤمَّل الإسكافي وَمُحَمّد بن عقيل بن عبد الْوَاحِد الْكَاتِب الدَّسكري وصنَّف شرح اللُّمع وَكتاب المقيَّد فِي النَّحْو وَشرح التصريف الملوكي وقرية ثَمَانِينَ بُلَيْدَة صَغِيرَة بِجَزِيرَة ابْن عمر بِأَرْض الْموصل نزلها الثَّمَانُونَ الَّذين كَانُوا

ابن الشمحل البغداذي

فِي سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام فَهِيَ أوَّل بَلْدَة بُنيت بعد الطوفان 3 - (ابْن الشَّمَحْل البغداذي) عمر بن ثَابت بن عَليّ الصيَّادُ أَبُو الْقَاسِم بن أبي مَنْصُور الْمَعْرُوف بِابْن الشَّمَحْل بالشين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا مِيم وحاء مُهْملَة وَلَام البغداذي كَانَ يتولَّى بعض الْأَعْمَال الديوانية وعلت مرتبته وارتفع شَأْنه وَصَارَ لَهُ قربٌ من الدولة واختصاصٌ فَبنى مدرسة للحنابلة ودرَّس بهَا أَبُو حَكِيم النَّهرواني وَبعده ابْن الْجَوْزِيّ وَجعل فِيهَا خزانَة كتب نفيسة ثمَّ قُبض عَلَيْهِ وسُجن إِلَى أَن هلك سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَلم تثبت وقفيَّة تِلْكَ الْبقْعَة فبيعت وصارتْ دَارا لبَعض الْأُمَرَاء وأُخذت الْكتب الَّتِي كَانَت بهَا وَكَانَ قد سمع كثيرا من الحَدِيث من عَليّ بن مهْدي بن العلاّف وَغَيره وَفِيه يَقُول الرئيس أَبُو المكارم بن الْآمِدِيّ يهجوه (لستُ أهجوك يَا خبيثُ بشيءٍ ... غير قولي هَذَا الْفَتى ابنُ الشَّمَحْلِ) (اسمُ سوءٍ فاحْذِف ثلثَ حُرُوف ... مِنْهُ أوْلى وقفْ على شَرِّ أصْلِ) (ورَقيعٌ من يرتجي مِنْك خيرا ... يتندَّى بِهِ وأنتَ ابنُ مَحْلِ) 3 - (عمر بن جَعْفَر) 3 - (دُومى الزَّعفراني) عَليّ بن جَعْفَر بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم الملقب بدُومى الزَّعفراني أحد أَعْيَان أهل الْأَدَب المخصَّصين بِمَعْرِِفَة الشّعْر وعروضه وقوافيه وَغير ذَلِك ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم وَكَانَ فِي عصره وَله كتاب الْعرُوض خمس مجلدات ضخمة قَالَ ياقوت رَأَيْتهَا بخطِّه فِي وقف جَامع حلب وَله كتاب القوافي وَكتاب اللُّغَات 3 - (أَبُو الْفَتْح الخُتَّلي) عمر بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن سَلْم أَبُو الْفَتْح الخُتَّلي

الحافظ البصري

البغداذي أَخُو أَحْمد قَالَ الْخَطِيب كَانَ ثِقَة صَالحا وتوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (الْحَافِظ الْبَصْرِيّ) عمر بن جَعْفَر بن عبد الله بن أبي السَّرِيّ الْحَافِظ أَبُو حَفْص الْبَصْرِيّ كتب النَّاس الْكثير بإفادته وتوفِّي سنة سبع وَخمسين وَثَلَاث مائَة 3 - (بهاء الدّين القوصي) عمر بن حَامِد بن عبد الرَّحْمَن بن المُرَجَّى بن المؤمَّل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بهاء الدّين أَبُو الْفَتْح وَأَبُو جَعْفَر الشُّروطي القوصي روى عَن ابْن طبرزد وحنبل والكندي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم عفيفة الفارفانية وأسعد بن رَوْح والمؤَّيَّد ابْن إخْوَة وحدَّث روى عَنهُ الدَّواداري والحافظ الدمياطي توفّي بِدِمَشْق سنة تسع وَسِتِّينَ وست مائَة 3 - (أَخُو جويريَة أُمِّ الْمُؤمنِينَ) عَمْرو بن الْحَارِث بن أبي ضرار أَخُو أم الْمُؤمنِينَ جويريَة رَضِي الله عَنْهُمَا لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين للهجر

القاضي العدوي البصري

3 - (القَاضِي الْعَدوي الْبَصْرِيّ) عمر بن حبيب القَاضِي الْحَنَفِيّ الْعَدوي الْبَصْرِيّ صدوقٌ صحيحُ النَّقْل توفّي بِالْبَصْرَةِ سنة سبع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ ابنُ ماجة ولي ببغداذ قَضَاء الشرقية وَقَضَاء الْبَصْرَة قيل إِنَّه حضر مجْلِس الرشيد فجرت مسألةٌ نَازع فِيهَا الْخُصُوم واحتجَّ بَعضهم بِحَدِيث أبي هُرَيْرَة فردَّ بَعضهم الحَدِيث وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة متَّهمٌ فِي رِوَايَته وصرَّحوا بكذبه وَمَال الرشيد إِلَى قَوْلهم) وَنَصره قَالَ فقلتُ أَنا الحَدِيث صَحِيح عَن رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأَبُو هُرَيْرَة صَدُوق فِي مَا يرويهِ فَنظر إليَّ الرشيد نظر مُغضب فَقُمْت وَمَا بلغتُ بَاب الْمنزل حتَّى طلبني فدخلتُ عَلَيْهِ وَالسيف بِيَدِهِ وَبَين يَدَيْهِ النَّطع فَلَمَّا رَآنِي قَالَ يَا ابْن حبيب مَا لَقِيَنِي أحدٌ بالردّ بِمثل مَا لقيتني بِهِ فقلتُ إنَّ الَّذِي قلتَه وجادلتَ فِيهِ فِيهِ إزراء على رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وعَلى مَا جَاءَ بِهِ إِذا كَانَ أَصْحَابه كذَّابين فالشريعة بَاطِلَة وَالْأَحْكَام وَالْحُدُود مَرْدُودَة قَالَ فَرجع إِلَى نَفسه وفكَّر وَقَالَ أحييتني أحياك الله وردَّدها ثَلَاثًا وَأمر لي بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم 3 - (زين الدّين الكتَّاني الشَّافِعِي) عمر بن أبي الحَرم الشَّيْخ الإِمَام العلاّمة شيخ الشَّافِعِيَّة زين الدّين أَبُو حَفْص الدِّمَشْقِي ابْن الكتَّاني ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة وتفقَّه وناظر ثمَّ تحوَّل إِلَى مصر وَكَانَ تامَّ الشكل حسن الْهَيْئَة جيد الذِّهْن كثير النَّقْل لمَذْهَب الشَّافِعِي عَارِفًا بِهِ مائلاً إِلَى الحجَّة يُوهي بعض الْمسَائِل لضعف دليلها ويُلقي دروساً مفيدة ويزبُرُ من يُعَارضهُ قلَّ أَن يُفتي وَيَقُول لمن يَأْتِيهِ بفُتْيا أَنا مَا أكتب لَك عَلَيْهَا رُوحْ إِلَى الْقُضَاة وَإِلَى الَّذين لَهُم فِي الشَّهْر من الْمَعْلُوم كَذَا وَكَذَا وَكَانَ فِيهِ دينٌ وتصوُّنٌ وَفِي خلقه زعارة وَله فِي ذَلِك حكايات مَشْهُورَة لَا يخضع لأمير وَلَا لقاض وربَّما تحيَّل عَلَيْهِ بعض النَّاس فِيمَا يرومه مِنْهُ بِأَن يستصحب مَعَه شابًّا

عمر بن الحسن

حسن الصُّورَة فإنَّه كَانَ يمِيل إِلَى ذَلِك مَعَ عفاف وصون وَكَانَ قد أتقن الْفُرُوع والأصلين وفرَّط فِي علم الحَدِيث أَعنِي معرفَة الرِّوَايَة وأمَّا الدِّرَايَة فَلَا لأنَّه كَانَ المبتدئون من الطّلبَة يحْضرُون دروسه ويعيبون مَا يصحّفه من أَسمَاء الرِّجَال والرواة وَكَانَ عِنْده وَسْوَسَة فِي عقد النيَّة وَكَانَ الشَّيْخ فتح الدّين بن سيِّد النَّاس يَقُول لنا هَذَا تصنُّع مِنْهُ فَلَمَّا ولي خطابة الْجَامِع برَّا بابِ زُوَيْلَة بطلتْ تِلْكَ الوسوسة وتفقَّه على الْبُرْهَان المَراغي وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّحْصِيل فِي الْأُصُول وَحفظه وَسمع من أبي الْيُسْر وأسعد بن القلانسي وَابْن أبي عمر وتولَّى قَضَاء دمياط والمحلَّة وبِلْبيس فحُمد ودرَّس بالفخريَّة وبالمنكوتمريَّة وخطب بِجَامِع الصَّالح وقلَّ من تفقَّه بِهِ لأخلاقه وزعارتها وَكَانَ يروي فِي دروسه الحَديثيَّة عَن ابْن عبد الدَّائِم بِالْإِجَازَةِ) قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا عَلمته تأهَّل واشتهر اسْمه وطار ذكره وذُكر للْقَضَاء وَسمع جُزْء الْأنْصَارِيّ وَامْتنع من الرِّوَايَة وعاش خمْسا وَثَمَانِينَ سنة وتوفِّي سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (عمر بن الْحسن) 3 - (الباسيسي الغَرَّافي) عمر بن أَحْمد الباسيسي أَبُو الْقَاسِم الغرَّافي كَانَ من الشُّهُود المُعَدَّلين وَكَانَ المظفَّر بن حمَّاد بن أبي الْجَبْر البَطِيحة يَثِق إِلَيْهِ ويعتمد فِي أشغاله عَلَيْهِ وَكَانَ فَاضلا أديباً لَهُ نظمٌ ونثر نُكب آخر أَيَّام المقتفي وَبَقِي مكسوراً إِلَى أَيَّام الْوَزير ابْن الْبَلَدِي فاختلق لَهُ جرما حَبسه بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي حَبسه غمًّا سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره (إنَّ دائي فِي أَرض بغداذَ قد أش ... فيتُ فِيهَا لم ألقَ من يُشفيني) (فَلَو أنِّي بجوِّ عالِجَ أَو يَبْ ... رين وافى معالجٌ يُبْريني) وَمِنْه لغز فِي الخِلالة (مَا ذَات رَأْسَيْنِ أُنثى ... بِغَيْر رأسٍ صغيرهْ) (رشيقةٌ قد براها ال ... باري فَجَاءَت قصيرهْ)

الحافظ بن دحية

(تلازمُ الخِدر إِلاَّ ... فِي وجبةٍ للعشيرهْ) (فتنثني بعد أسرٍ ... على الثنايا مُغيرهْ) (مَا لامستْ كفَّ فحلٍ ... إِلاَّ وَرُدَّتْ كسيرهْ) (فاكشف غِطاها فليستْ ... على الذكيِّ عسيرهْ) 3 - (الْحَافِظ بن دِحْيَة) عمر بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الجُميِّل بن فَرْح بِسُكُون الرَّاء وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة بن خلف بن قُومِس بن مَزْلال بن ملاّل بن أَحْمد بن بدر بن دِحْية ابْن خَليفَة كَذَا نسب نَفسه الْعَلامَة أَبُو الْخطاب بن دِحية الْكَلْبِيّ الدَّاني السَّبتي كَانَ يكْتب لنَفسِهِ ذُو النسبين بن دحْيَة وَالْحُسَيْن قَالَ أَبُو عبد الله بن الأبَّار كَانَ يذكر أنَّه من ولد دحْيَة الْكَلْبِيّ وأنَّه سِبط أبي البسَّام الحُسيني الفاطمي وَكَانَ يُكْنَى أَبَا الْفضل ثمَّ كنَّى نَفسه أَبَا الخطَّاب وَسمع بالأندلس وَكَانَ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ معتنياً بتقييده مُكِبًّا على سَمَاعه حَسَن الخَطّ لَهُ حظٌّ وافرٌ من اللُّغَة ومشاركة فِي) الْعَرَبيَّة وليَ قَضَاء دانِية مرَّتين وصُرف عَنْهَا ثمَّ حجَّ وَكتب بالمشرق عَن جمَاعَة بأصبهان ونيسابور وَعَاد إِلَى مصر فاستأدبه الْعَادِل لوَلَده الْكَامِل وَأَسْكَنَهُ الْقَاهِرَة فنال بذلك دنيا عريضة وَله مصنفات مِنْهَا النصُّ الْمُبين فِي المفاضلة بَين أهل صفِّين وَكَانَ يَقُول إِنَّه حفظ صَحِيح مُسلم وَكَانَ ظاهريَّ الْمَذْهَب كثير الوقيعة فِي أئمَّة

الْجُمْهُور وَفِي الْعلمَاء من السّلف قَالَ محبّ الدّين بن النجَّار وَكَانَ خَبِيث اللِّسَان أَحمَق شَدِيد الكِبَر قَلِيل النّظر فِي الْأُمُور الدِّينِيَّة متهافتاً فِي دينه وَقَالَ قبل ذَلِك وَذكر أَنه سمع كتاب الصِّلَة لتاريخ الأندلس من ابْن بَشْكُوال وَأَنه سمع من أهل الأندلس غير أنِّي رَأَيْت النَّاس مُجمعين على كذبه وَضَعفه وادّعائه لِقَاء من لم يلقه وَسَمَاع مَا لم يسمعهُ وَكَانَت أَمَارَات ذَلِك لائحةً عَلَيْهِ وَكَانَ القلبُ يَأْبَى سَماع كَلَامه وَيشْهد بِبُطْلَان قَوْله وَكَانَ يُحكى من أَحْوَاله ويحرِّف فِي كَلَامه وصادف قبولاً من السُّلْطَان الْملك الْكَامِل وَأَقْبل عَلَيْهِ إقبالاً عَظِيما وَكَانَ يُعظِّمه ويحترمه ويعتقد فِيهِ ويتبرَّك بِهِ وسمعتُ من يذكر أَنه كَانَ يُسَوِّي لَهُ المداس حِين يقوم وَكَانَ صديقنا إِبْرَاهِيم السَّنْهوري المحدّث صَاحب الرحلة إِلَى الْبِلَاد قد دخل إِلَى بِلَاد الأندلس وَذكر لعلمائها ومشايخها أَن ابْن دحْيَة يدَّعي أَنه قَرَأَ على جمَاعَة من شُيُوخ الأندلس القدماء فأنكروا ذَلِك وأبطلوه وَقَالُوا لم يلقَ هَؤُلَاءِ وَلَا أدركهم وإنَّما اشْتغل بِالطَّلَبِ أخيراً وَلَيْسَ نسبه بِصَحِيح فِي مَا يَقُوله ودحية لم يُعْقِبْ فَكتب السَّنهوري مَحْضَراً وَأخذ خطوطهم فِيهِ بذلك وَقدم بِهِ ديار مصر فاشتكى إِلَى السُّلْطَان مِنْهُ فَقَالَ هَذَا يَأْخُذ من عرضي وَيُؤْذِينِي فَأمر السُّلْطَان بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وأُشهر على حمَار وأُخرج من ديار مصر وَأخذ ابْن دحْيَة الْمحْضر وخرَّقهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وبسببه بنى السُّلْطَان دَار الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ وَجعله شيخها وَكَانَ يُرمى بشيءٍ من المجازفة وَقيل عَنهُ ذَلِك للكامل فَأمره بتعليق شيءٍ على الشهَاب فعلَّق كتابا تكلَّم فِيهِ على الْأَحَادِيث والأسانيد فلمَّا وقف عَلَيْهِ الْكَامِل قَالَ لَهُ بعد أَيَّام قد ضَاعَ منِّي ذَلِك الْكتاب فعلِّق لي مثله فَفعل فجَاء فِي الثَّانِي مناقضةُ الأول فَعلم الْكَامِل صحَّة مَا قيل عَنهُ وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين بن خلِّكان وَكَانَ أَبُو الخطَّاب بن دِحية عِنْد وُصُوله إِلَى إربل رأى اهتمام سلطانها الْملك المعظَّم مظفَّر الدّين بن زين الدّين بِعَمَل مولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صنَّف لَهُ كتابا سمَّاه التَّنْوِير فِي مدح السراج الْمُنِير وَفِي آخر الْكتاب قصيدةٌ طَوِيلَة) مدح بهَا مظفَّر الدّين وأوَّلها (لَوْلَا الوشاة وَهُمُ ... أعداؤنا مَا وَهِمُوا) وَقَرَأَ الْكتاب وَالْقَصِيدَة عَلَيْهِ ورأيتُ هَذِه القصيدة بِعَينهَا فِي مَجْمُوع مَنْسُوب للأسعد بن مَمَّاتي فَقلت لعلَّ النَّاقِل غلط ثمَّ رَأَيْتهَا بعد ذَلِك فِي ديوَان الأسعد بكمالها مدح بهَا السُّلْطَان الْملك الْكَامِل فقوي الظَّن ثمَّ إنِّي رَأَيْت أَبَا البركات بن المستوفي قد ذكر هَذِه

القصيدة فِي تَارِيخ إربل عِنْد ذكر ابْن دحْيَة وَقَالَ سَأَلته عَن معنى قَوْله فِيهَا (يَفديه من عَطا جُما ... دى كفِّه المُحَرَّمُ) فَمَا أحار جَوَابا فقلتُ لعلَّه مثل قَول بَعضهم (تسمَّى بأسماء الشُّهُور فكَفُّه ... جُمادى وَمَا ضمَّت عَلَيْهِ المُحَرَّمُ) قَالَ فتبسَّم وَقَالَ هَذَا أردتُ وَتُوفِّي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَقد نيَّف على الثَّمَانِينَ وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ وَفِيه يَقُول شرف الدّين بن عُنَيْن (دِحْيَةُ لم يُعْقِبْ فلِمْ تَعتري ... إِلَيْهِ بالبُهتان والإفكِ) (مَا صحَّ عِنْد النَّاس شيءٌ سوى ... أنَّك من كلبٍ بِلَا شكِّ) وَقد مرَّ فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ شيءٌ من ذكر ابْن دحْيَة هَذَا وَكَانَ شخصٌ من أدباء النَّصَارَى يتعصَّب لِابْنِ دحْيَة وَيَزْعُم أَن نسبه صَحِيح فَقَالَ فِيهِ تَاج العُلَى (يَا أَيُّها العِيسِيُّ مَاذَا الَّذِي ... تروم أَن تُثبته فِي الصريحْ) (إنَّ أَبَا الخطَّاب من دحيةٍ ... شِبه الَّذِي تذكره فِي المسيحْ) (مَا فِيهِ من كلبٍ سوى أنَّه ... ينبح طولَ الدَّهْر لَا يستريحْ) (أخْرَقُ لَا يُهدَى إِلَى رُشدِهِ ... كالنَّار شرًّا وكلامٌ كريحْ) (فردَّه الله إِلَى غُرْبَةٍ ... أَو هَاهُنَا يستُرُه فِي الضريحْ) فَقَالَ ابْن دحْيَة (يَا ذَا الَّذِي يُعْزَى إِلَى هاشمٍ ... ذمُّك عِنْدِي فِي البرايا نَبِيحْ) (ألستُ أَعلَى النَّاس فِي حفظ مَا ... يُسْنَدُ عَن جَدِّكُمُ فِي الصحيحْ) (يكون حطِّي منكمُ طعنكم ... فِي نسبٍ زاكٍ عليَّ صريحْ) (وأعجبُ الْأَمر شقائي بكم ... وأنَّني أُحْمَى بِقوم المسيحْ) ) قلتُ وَالله إنَّ ابْن دحْيَة مَعْذُور فِي هَذَا القَوْل ولكنَّ حظَّ الأفاضل من الزَّمَان هَكَذَا سُبْحَانَ من لَهُ الْأَمر

الدمشقي محتسب حلب

3 - (الدِّمَشْقِي محتسب حلب) عمر بن حسن بن عمر بن حبيب العالمُ المحدِّث الْفَاضِل زين الدّين أَبُو حَفْص الدِّمَشْقِي مُحْتَسِب حلب ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وست مائَة تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن البُخَارِيّ وَابْن شَيبَان وعليّ بن بَلَبان وَطَائِفَة وعُني بِالْحَدِيثِ ورحل وَسمع من ابْن حمدَان والأَبَرْقُوهي وسَيِّدة بنت دِرباس وَخلق وَنسخ وحصَّل الأَجزاء وخرَّج لَهُ الشَّيْخ شمس الدّين معجماً عَن أزْيَدَ من خمس مائَة شيخ بِالسَّمَاعِ وَكَانَ كثير الأَسفار فَدخل فِي آخر عمره إِلَى الرّوم ثمَّ إِلَى مَراغة فَتوفي هُنَاكَ رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة 3 - (الخطَّاط البغداذي) عمر بن الْحُسَيْن الخطَّاط كَانَ كَاتبا جَلِيلًا مليح الخطّ يكْتب النَّاس عَلَيْهِ وَكَانَ يكْتب على طَريقَة ابْن البوَّاب ويجيد ذَلِك قَالَ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ بِيعَتْ آلَة الْكِتَابَة الَّتِي خلَّفها عمر الخطاط من الدُّوِيّ والسكاكين وَغير ذَلِك بتسع مائَة دِينَار أميرية وَتُوفِّي فِي بَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَدفن فِي دَاره وَفِيه يَقُول ابْن الْفضل الشَّاعِر (عُمَيْرَةُ الخطَّاط أعجوبةٌ ... لكلِّ من يدْرِي وَلَا يدْرِي) (لَا يُحْسِنُ الخطَّ وَلَا يحفظ ال ... قرآنَ وَهُوَ الْكَاتِب المُقْرِي) 3 - (الخِرَقي الْحَنْبَلِيّ) عمر بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن أَحْمد أَبُو الْقَاسِم الخِرَقي الْحَنْبَلِيّ كَانَ من أَعْيَان الْحَنَابِلَة وصنَّف فِي مذْهبه كثيرا من جملَة ذَلِك الْمُخْتَصر الَّذِي اشْتغل بِهِ أَكثر الْحَنَابِلَة وَلم تظهر مصنَّفاته لِأَنَّهُ خرج عَن بغداذ لمَّا ظهر بهَا سبُّ الصَّحَابَة وأودع كتبه فِي دَار فاحترقت وَمَات وَهُوَ بِدِمَشْق ودُفن فِي مَقَابِر بَاب الصَّغِير سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ أَبوهُ من الْأَعْيَان أَيْضا

أبو حفص المدني

3 - (أَبُو حفصٍ الْمدنِي) عمر بن الحكم بن ثَوْبان أَبُو حَفْص الْمدنِي روى عَن سعد بن أبي وقَّاص وَأبي هُرَيرة وَأبي سعيد وَعبد الله بن عَمْرو وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم) وَأَبُو دَاوُد والنَّسائي وَابْن ماجَة 3 - (الحَرَّاني) عمر بن حَيَاة بن قيس بن حَيَاة الحرَّاني الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح توفّي رَحمَه الله سنة خمس وست مائَة عَن سبع وَسبعين سنة كعمر أَبِيه ذُكر أَن الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد بن الْملك الْعَزِيز عُثْمَان بن الْملك النَّاصِر مرض بحرَّان فأُرسل إِلَيْهِ أنْ قد قيل إنَّ عافيتك أَن تشربَ شرابًا فِي مداس الشَّيْخ عمر ابْن الشَّيْخ حَيَاة فَقَالَ الشَّيْخ عمر هَذَا قَبِيح فَقَالَ لَا بُدَّ من هَذَا فغسلوها وطيَّبوها وحُملت إِلَيْهِ وَشرب فِيهَا فَعُوفِيَ بِإِذن الله تَعَالَى وَأقَام بعده فِي الزاوية أَخُوهُ أَبُو بكر عبد الله خمس عشرَة سنة وَمَات فِي سَابِع عشر ربيع الآخر سنة عشْرين وست مائَة عَن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة وَقد تقدَّم ذكر وَالِده الشَّيْخ حَيَاة بن قيس فِي مَكَانَهُ من حرف الْحَاء 3 - (كَمَال الدّين الدُّنيسِري الشَّافِعِي) عمر بن الْخضر بن ألِلْمِش بن ألْدُزْمِش بن إِسْرَائِيل الْحَافِظ الْعَالم الْحَكِيم كَمَال الدّين الدُّنَيْسِري أَبُو حَفْص التركي الشَّافِعِي سمع ابْن الْجَوْزِيّ أَبَا الْفرج وَعبد الْمُنعم بن كُليب وَالْمبَارك بن المَعْطوش وطبقتهم ببغداذ وَابْن طَبَرْزَذ وباريك وجعفر بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بدُنَيْسِر وَكَانَ مولده سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وست مائَة وَسمع مِنْهُ جماعةٌ كَثِيرَة وَكَانَ عَارِفًا بالطبّ مجموعَ الْفَضَائِل وَجمع تَارِيخا لدُنَيْسِر 3 - (ابْن أبي زَائِدَة الهَمْداني) عمر بن خَالِد بن مَيْمُون هُوَ ابْن أبي زَائِدَة الْهَمدَانِي

أمير المؤمنين

الْكُوفِي وَهُوَ أكبر من أَخِيه زكريّاء روى عَن قيس بن أبي حَازِم والشَّعبي وعِكرِمة وَأبي بُردة بن أبي مُوسَى وعَوْن بن أبي جُحَيْفة وَعبد الله بن أبي السَّفَر وروى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَإِسْحَاق بن مَنْصُور والسَّلُولي ومُسلم بن إِبْرَاهِيم والأصمعي وَعبد الله بن رَجاء والحَوْضي وَآخَرُونَ وثَّقه ابْن مَعين وعاش دهراً وَتُوفِّي بعد الْخمسين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ ومُسلم والنَّسائي 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ) عمر بن الخطَّاب بن نُفَيْل بن عبد العُزَّى بن رِياح بن عبد الله بن قُرْط بن رزَاح بن عدي بن كَعْب أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو حَفْص الْقرشِي الْعَدوي أُمُّه حَنْتَمَة بنت هَاشم بن المُغيرة بن عبد) الله بن عمر بن مَخْزُوم وَمن قَالَ بنت هِشَام بن الْمُغيرَة فقد أَخطَأ لأنَّها لَو كَانَت كَذَلِك لكَانَتْ أُخت أبي جهل بن هِشَام والْحَارث بن هِشَام بن الْمُغيرَة وإنَّما هِيَ بنت عمّهما ولد عمر رَضِي الله عَنهُ بعد الْفِيل بِثَلَاث عشرَة سنة فِي قَول وَكَانَ من أَشْرَاف قُرَيْش وَإِلَيْهِ كَانَت السَّفارة فِي الْجَاهِلِيَّة لأنَّه كَانَ إِذا وَقعت بَين قُرَيْش وَبَين غَيرهم حربٌ أَو منافرة أَو مفاخرة بعثوه سفيراً ومنافِراً ومفاخِراً وَرَضوا بِهِ ثمَّ أسلم بعد أَرْبَعِينَ رجلا وَإِحْدَى عشرَة امْرَأَة وَكَانَ إِسْلَامه عِزًّا ظهر بِهِ الْإِسْلَام بدعوة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ من الْمُهَاجِرين الأوَّلين وَشهد بيعَة الرضْوَان وكلَّ مشْهد شهده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنهُ راضٍ ولي الْخلَافَة بعد أبي بكر بُويع لَهُ يَوْم مَاتَ أَبُو بكر باستخلافه سنة ثَلَاث عشرَة فَسَار بِأَحْسَن سيرة وَأنزل نَفسه من مَال الله منزلةَ رجلٍ من النَّاس وَفتح الله لَهُ الْفتُوح بِالشَّام

وَالْعراق ومصر ودوَّن الدَّوَاوِين فِي الْعَطاء ورتَّبَ الناسَ فِيهِ على سوابقهم وَكَانَ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَهُوَ الَّذِي نوَّر شعرَ الصَّوْم بِصَلَاة الإشفاع فِيهِ وأرَّخ التَّارِيخ من الْهِجْرَة الَّذِي بأيدي النَّاس إِلَى الْيَوْم وَهُوَ أوَّل من تسمَّى بأمير الْمُؤمنِينَ وأوَّل من اتَّخذ الدِّرَّة وَكَانَ نقش خَاتمه كفى بِالْمَوْتِ واعظاً يَا عمر وَكَانَ آدَمَ شَدِيد الأُدْمَة طُوالاً كثّ اللِّحْيَة أصلع أعسرَ يَسَرَ يخضب بالحِنَّاء والكَتَم كَانَ يَأْخُذ بِيَدِهِ اليُمنى أُذُنه اليُسرى ويثب على فرسه كأنَّما خُلق على ظَهره وَقَالَ أَبُو رَجَاء العُطاردي كَانَ طَويلا جسيماً أصلع شَدِيد الصلع أَبيض شَدِيد حمرَة الْعَينَيْنِ فِي عَارضه خفَّة سَبَلَتُه كَثِيرَة الشّعْر فِي أطرافها صُهْبة قَالَ ابْن عبد البرّ وَقد ذكر الْوَاقِدِيّ من حَدِيث عَاصِم بن عُبيد الله عَن سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ إِنَّمَا جاءتنا الأُدْمَةُ من قِبَلِ أخوالي بني مَظْعُون وَكَانَ أَبيض لَا يتزوَّج لشَهْوَة إِلاَّ لطلب الْوَلَد وَعَاصِم بن عُبيد الله لَا يُحْتَجُّ على حَدِيثه وَلَا بِأَحَادِيث الْوَاقِدِيّ وَزعم الْوَاقِدِيّ أَن سُمْرَةَ عمر وأُدمته إِنَّمَا جَاءَت من أكله الزَّيْت عَام الرَّمادة وَهَذَا مُنكر من القَوْل وأصحُّ مَا فِي هَذَا الْبَاب وَالله أعلم حَدِيث سُفيان الثَّوري عَن عَاصِم بن بَهْدَلة عَن زِرّ بن حُبيش قَالَ رأيتُ عمر آدَمَ شَدِيد الأُدْمة قَالَ أنس كَانَ أَبُو بكر يخضب بالحنَّاء والكَتَم وَكَانَ عمر يخضب بالحنَّاء بحتاً قَالَ ابْن عبد البرّ والأَكثر أنَّهما رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَا) يخضبان وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله جعل الْحق على لِسَان عمر وَقَلبه وَنزل الْقُرْآن بموافقته فِي أُسارى بدر وَفِي الْحجاب وَفِي تَحْرِيم الْخمر وَفِي مقَام إِبْرَاهِيم وَفِي حَدِيث عُقبة بن عَامر وَأبي هُرَيْرَة عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنَّه قَالَ لَو كَانَ بعدِي نبيٌّ لَكَانَ عمر وَعَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم قد كَانَ فِي الْأُمَم قبلكُمْ محدّثون فَإِن يكن فِي هَذِه الأمَّة أحد فعمر بن الْخطاب وَعَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم بَينا أَنا نائمٌ أُتِيتُ بقدح لبنٍ فشربتُ حتَّى رأيتُ الرِّيَّ يخرج بَين أظفاري ثمَّ أعطيتُ فضلي عمَر قَالُوا فَمَا أوَّلْتَ ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ الْعلم وَعَن جَابر أَن رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم قَالَ دخلتُ الجنَّة فَرَأَيْت فِيهَا دَارا أَو قَالَ قصراً وسمعتُ فِيهَا ضوضأة فَقلت لمن هَذِه فَقَالُوا لرجلٍ من قُرَيْش فَظَنَنْت أنِّي أَنا هُوَ فقلتُ

من هُوَ فَقيل عمر بن الْخطاب فلولا غَيْرَتُك يَا أَبَا حَفْص لدخلتُه فَبكى عمر بن الْخطاب فَقَالَ أعليك يُغار أَو قَالَ أغار يَا رَسُول الله وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم رأيتُني فِي الْمَنَام وَالنَّاس يُعرَضون عليَّ عَلَيْهِم قُمُصُهُم قُمُص مِنْهَا إِلَى كَذَا وَمِنْهَا إِلَى كَذَا ومرَّ عليَّ عمر بن الخطَّاب يجرُّ قَمِيصه فَقيل يَا رَسُول الله مَا أوَّلت ذَلِك قَالَ الدّين وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ خيرُ النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو بكر ثمَّ عمر وَقَالَ أَيْضا مَا كنَّا نبعد أَن السكينَة تنطق على لِسَان عمر وَقَالَ ابْن مَسْعُود مَا زلنا أعِزَّةً مُنْذُ أسلم عمر وَقَالَ حُذَيفة كَانَ علمُ النَّاس كلَّهم قد دُسَّ فِي جُحر مَعَ علم عمر وَقَالَ ابْن مَسْعُود لَو وُضع علم أَحيَاء الْعَرَب فِي كفَّة ميزَان ووُضع علم عمر فِي كفَّة لرجح علم عمر وَلَقَد كَانُوا يرَوْنَ أَنه ذهبَ بِتِسْعَة أعشار الْعلم ولَمجلسٌ كنتُ أجلسه مَعَ عمر أوثق فِي نَفسِي من عَمَلِ سنة وَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ مَا سبقتُ أَبَا بكرٍ قطُّ إِلَى خير إِلاَّ سبقني إِلَيْهِ ولودِدْتُ أنِّي شعرةٌ فِي صدر أبي بكر) وَذكر الزبير قَالَ قَالَ عمر لما ولي كَانَ أَبُو بكر يُقَال لَهُ خَليفَة رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فَكيف يُقَال لي خَليفَة خَليفَة يطول هَذَا فَقَالَ لَهُ الْمُغيرَة بن شُعبة أَنْت أميرنا وَنحن الْمُؤْمِنُونَ فَأَنت أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ فَذَاك إِذن وتزوَّج عمر رَضِي الله عَنهُ زَيْنَب بنت مَظْعُون فَولدت لَهُ عبد الله وَحَفْصَة وَعبد الرَّحْمَن وتزوَّج مُليكة الخُزاعيَّة فَولدت لَهُ عُبيد الله وَقيل أمّه وَأم زيد الْأَصْغَر أم كُلْثُوم بنت جَرول وتزوَّج بنت الْحَارِث هِشَام المخزوميَّة فَولدت لَهُ فَاطِمَة وتزوَّج جميلَة بنت عَاصِم بنت ثَابت فَولدت لَهُ عَاصِمًا وتزوَّج أم كُلْثُوم بنت فَاطِمَة الزهراء فَولدت لَهُ زيدا ورُقيَّة وتزوَّج عَاتِكَة بنت زيد بن عَمْرو بن نُفيل الَّتِي تزوَّجها بعده الزُّبير واستُشهد عمر بن الخطَّاب رَضِي الله عَنهُ مُصْدِراً من الْحَج فِي آخر سنة ثَلَاث وَعشْرين لِلْهِجْرَةِ طعنه أَبُو لؤلؤة غلامُ الْمُغيرَة بن شُعبة بخنجر ذِي رَأْسَيْنِ نِصابه فِي وَسطه وَهُوَ كامن لَهُ قي زَوَايَا الْمَسْجِد بغَلَس وَطعن مَعَه اثْنَي عشر رجلا مَاتَ مِنْهُم

سِتَّة وَألقى عَلَيْهِ رجل من أهل الْعرَاق ثوبا فلمَّا اغتمَّ قتل نَفسه قَالَ سعيد بن المسيَّب قُبض عمر رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ سِتِّينَ وَقَالَ قَتَادَة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَكَانَ إِسْلَام عمر رَضِي الله عَنهُ فِي السّنة السادية من الْبعْثَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وصلَّى عمر على أبي بكر حِين مَاتَ وصلّى صُهَيْب على عمر وَرُوِيَ عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ فِي انْصِرَافه من حجّته الَّتِي لم يحجّ بعْدهَا الْحَمد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله يُعْطي من يشاءَ مَا يَشَاء لقد كنتُ بِهَذَا الْوَادي يَعْنِي ضَجَنان أرعى غنما للخطَّاب وَكَانَ فظًّا غليظاً يُتعبني إِذا عملت ويعذِّبني إِذا قَصَّرت وَقد أصبحتُ وأمسيتُ وَلَيْسَ بيني وَبَين الله أحدٌ أخشاه ثمَّ تَمَثَّل (لَا شيءَ ممَّا ترى تبقى بشاشته ... يبْقى الْإِلَه ويودي المَال وَالْولد) (لم تغن عَن هُرْمُز يَوْمًا خزائنه ... والخلد قد حاولتْ عادٌ فَمَا خلدوا) (وَلَا سليمانُ إِذْ تجْرِي الرياحُ لَهُ ... والإنسُ والجِنُّ فِيمَا بَينهَا بُرُدُ) (أَيْن الْمُلُوك الَّتِي كَانَت لعزَّتها ... من كلِّ أوبٍ إِلَيْهَا وافدٌ يَفِدُ) (حوضٌ هُنَالك مورودٌ بِلَا كَذِبٍ ... لَا بدَّ من وِرْدِه يَوْمًا كَمَا وردوا) ) قَالَ ابْن عبد البرّ وروينا عَن عمر أَنه قَالَ فِي حِين احتُضر وَرَأسه فِي حجر ابْنه (ظلومٌ لنَفْسي غير أنِّي مسلمٌ ... أصلِّي الصلاةَ كلَّها وأصومُ) وَقَالَت عَائِشَة ناحت الجِنُّ على عمر قبل أَن يُقتل بِثَلَاث فَقَالَت (أبعدَ قتيلٍ بالمدينَةِ أظلمتْ ... لَهُ الأَرضُ تهتزُّ الغَضاةُ بأَسْؤُقِ) (جزى الله خيرا من إمامٍ وباركتْ ... يدُ الله فِي ذَاك الأديمِ المُمَزَّقِ) (فَمن يسعَ أَو يركبْ جناحَيْ نعامةٍ ... ليدركَ مَا قدَّمْتَ بالأمسِ تَسْبِقِ) (قضيتَ أُموراً ثمَّ غادرتَ بعْدهَا ... بوائقَ فِي أكمامها لم تُفَتَّقِ) (وَمَا كنتُ أخْشَى أَن تكون وَفَاته ... بكفِّ سَبَنْتَى أَزْرَق العينِ مطرق)

زين الدين الصفدي

ذكرتُ هُنَا قَول عَلَاء الدّين الوداعي على لِسَان صديق لَهُ يهوى مليحاً فِي أُذُنه لؤلؤة (قد قلتُ لمَّا مرَّ بِي ... مُقَرْطَقٌ يَحْكِي القَمَرْ) (هَذَا أَبُو لؤلؤةٍ ... مِنْهُ خُذُوا ثأرَ عُمَرْ) 3 - (زين الدّين الصَّفَدِي) عمر بن دَاوُد بن هَارُون بن يُوسُف زين الدّين أَبُو حَفْص الْمَعْرُوف بالصفدي أَصله من نَيْن قَرْيَة بمرج بني عَامر من أَعمال صفد وَهِي بنونين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف على وزن بَيْن ورد إِلَى صفد عَام سِتَّة عشر وَسبع مائَة فِيمَا أَظن وَقد عَذَّر وَكتب على الشَّيْخ نجم الدّين الصَّفَدِي واشتغل عَلَيْهِ وتحرَّج بِهِ وَكتب الْإِنْشَاء عِنْده وَكَانَ بِهِ نباهةٌ وذكاء فأتقن كِتَابَة الترسُّل وبرع فِيهَا فَلَمَّا بَطل الشَّيْخ نجم الدّين من الْإِنْشَاء بصفد كتب هُوَ الدَّرج لعلم الدّين سَنْجَر الساقي لمَّا كَانَ مُشِدَّ الدَّوَاوِين وواليَ الْوُلَاة بصفد ولمَّا هرب علم الدّين الْمَذْكُور فارًّا من الْأَمِير سيف الدّين أَرُقْطاي نَائِب صفد كَانَ مَعَه فَحَضَرَ إِلَى دمشق وَأقَام زين الدّين بِدِمَشْق مدَّةً ثمَّ إنَّ ابْن مَنْصُور موقِّع غزَّة أَخذه مَعَه إِلَى غزَّة أَيَّام الْأَمِير علم الدّين الجاوْلي فأعجب الأميرَ علمَ الدّين فضلُه فخاف ابْن مَنْصُور من تقدّمه عَلَيْهِ فَعمل عَلَيْهِ فَأَعَادَهُ إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ إنَّ الْأَمِير سيف الدّين تُنْكُز جهَّزه إِلَى توقيع الرَّحبة أَيَّام القَاضِي شمس الدّين بن شهَاب الدّين مَحْمُود فَأَقَامَ بهَا أَكثر من سنتَيْن فلمَّا توجَّه القَاضِي محيي الدّين وَولده القَاضِي شهَاب الدّين إِلَى مصر توجَّه جمال الدّين بن رزق الله إِلَى توقيع غزَّة فَذَكَرَاهُ للأمير سيف الدّين تنكز فرسم بإحضاره إِلَى دمشق موقِّعاً عِوَضاً عَن) جمال الدّين بن رزق الله فَأَقَامَ بِدِمَشْق دون السّنة ثمَّ إنَّه طلبه القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله إِلَى مصر فَأَقَامَ يكْتب بَين يَدَيْهِ قَرِيبا من ثَمَانِي سِنِين إِلَى أَن لزم بَيته ثمَّ إنَّ طاجار الدوادار عمل عَلَيْهِ وَأخرجه إِلَى صفد فَأَقَامَ بهَا مدَّةً بطَّالاً ولمَّا أُمسك الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَحضر القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق أحضرهُ إِلَى دمشق وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد فَدخل بِهِ القَاضِي شهَاب الدّين إِلَى ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين أَلطُنْبُغا الناصري وكتبتُ لَهُ توقيعاً بذلك وَهُوَ

رُسِمَ بِالْأَمر العالي وَلَا زَالَ يزِيد الأولياءَ زَيْناً ويزين الأكفاءَ بِمن إِذا حلَّ صَدرا كَانَ عَيْناً ويرتجع لكلِّ مستحقٍّ مَا كَانَ لَهُ فِي ذمّة الزَّمَان دَيْناً أَن يستقرَّ الْمجْلس العالي الزينيُّ فِي كَذَا لأنَّه الْكَاتِب الَّذِي دبَّجَ المهارق ورقمَ طروسها فَكَانَ لَهَا نظراتُ الحَدَق ونضارة الحدائق وخطَّ سطورها الَّتِي إِذا رمَّلها غدتْ من الحسنِ كالرَّيحان تَحت الشقائق وصرع بهَا أطيار الْمعَانِي لِأَن دالات السطور قِسِيّ والنُّقط بَنَادِق وزان آفاقها بنجوم أسجاعه فَلم يصل أحد إِلَى دَرَجَات فصاحتها لِما فِيهَا من الدقائق وأصدرها فِي الرَّوْح والرَّوْع يُرَجَّى الحيا مِنْهَا وتُخشى الصَّوَاعِق وأودعها نفائس إنشائه فَأثْنى عَلَيْهَا أئمَّة البلاغة وَلَو سكتوا أثنت حقائب الْحَقَائِق طالما كتب بالأبواب الشَّرِيفَة تقليداً وجهَّز فِي المهمَّاتِ كتبا مَلَأت الْبَحْر حَربًا والبرَّ بريدا ووشَّى أَمْثِلَة صدرت عَنْهَا فطارت فِي الْآفَاق وَلَكِن أوثقتها الأفهام تقييداً وَعَاد الْآن إِلَى الشَّام فنفَّس عَنْهَا خناق الوحشة بِقُرْبِهِ وتلقَّته بالرّحب علما بِأَنَّهَا تَغْنَى عَن الْكَتَائِب بكُتْبه وأحلَّتْه فِي رُتبةٍ يَسُرُّ فِيهَا الوليَّ بسلمه ويسوء العدوَّ بحربه شوقاً إِلَى أُنسٍ أَلِفَتْه من لطفه وعرفته من عُرْفه فِي نفح عَرفه فطاب بِهِ الواديان كِلَاهُمَا وتنافسا فِي أَخذ حظَّيْهما من قُربه فَمَا تسهلا تساهُماً فَهُوَ من الْقَوْم الَّذين تشقى الْبِقَاع بهم وتُسْعَد وَإِذا قربوا من مكانٍ تخطَّاهم السوء للأبعد وَإِذا قَامُوا بمهمٍّ كَانُوا بِهِ أقعد وَإِذا باشروا الْمَعَالِي كَانُوا أسعد النَّاس وأصعد وَإِذا كتبُوا كبتوا العِدى لأنَّ كَلَامهم لَمَعَ فأبرق وطِرسهم قَعْقَعَ فأرعد فليباشر ذَلِك على مَا عُهد من أدواته الْكَامِلَة وكلماته الَّتِي تركت محاسنَ البرايا بائرة وأزاهرَ الخمائل خاملة والوصايا الَّتِي تُملى كَثِيرَة وَكم شرَّع لَهَا قرطاسه وشرعها بأقلامه ونضَّد عقودها بإحكام أَحْكَامه وملأ بجيوشها صُدُور مَهامِه فَمَا يُلقى إِلَى بحره مِنْهَا دُرَّة وَلَا يُذكر لطود فَضله مِنْهَا ذرَّة وَلَا) يطلع الْقَلَم فِي أفق فضلٍ كلُّه شُموسٌ من ذَلِك بَدْرَه وَلَا يُدلُّ مثله على صَوَاب فقبيح بالعَوان أَن تُعَلَّم الخِمرة وَلَكِن لَا بُد للقلم من لفتة جِيد وفلتةِ نفثٍ تكون كالخال فِي الوجنة ذَات التوريد وَهِي الذكرى بتقوى الله تَعَالَى الَّتِي من عَدِمَها فقد باءَ بخُسران متين وَمن لَزِمَهَا فقد جَاءَ بسُلْطَان مُبين وَالله يتولَّى رفْعَة مجده وسعة رفده والخطّ الْكَرِيم أَعْلَاهُ حُجَّة بِالْعَمَلِ بِمُقْتَضَاهُ ومولده سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة وبيني وَبَينه مكاتبات كَثِيرَة تشْتَمل على نظم ونثر وَلم يَحضرني الْآن مِنْهَا شَيْء وذهنه جيّدٌ يتوقَّد ذكاءً وكتابته أصيلة منسوبة وعربيّته جيّدة وَقد أتقن مصطلح الدِّيوَان وحرَّره فَهُوَ الْآن من كتَّاب الزَّمَان

وكتبتُ إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق وَأَنا بصفد (إنَّ عَيْني مذ غابَ شخصك عَنْهَا ... يَأْمر السُّهْدُ فِي كراها ويَنْهَى) (بدموعٍ كأَنهنّ الغوادي ... لَا تسلْ مَا جرى على الخدِّ مِنْهَا) وكتبتُ إِلَيْهِ وَهُوَ بغزَّة مَعَ غلامٍ حَسَن الْوَجْه (يَا نازحاً صَوَّرْتُه فِي خاطري ... فَرُميتُ للتصوير بالنّيرانِ) (إِن لم يُبَلِّغْكَ النسيمُ تحيَّتي ... فَلَقَد أتاكَ بهَا قضيبُ البانِ) وكتبتُ إِلَيْهِ وَقد تأخَّرت مكاتباته عنِّي وَهُوَ بِدِمَشْق (يَا بارقاً سَالَ فِي عطف الدُّجى ذَهَبا ... أَذكرتَني زَمنا فِي جِلِّقٍ ذَهَبا) (لَئِن حكيتَ فُؤَادِي فِي تَلَهُّبه ... فلست تحكيه لَا وجدا وَلَا حَرَبا) (وَيَا نسيماً سرى والليلُ معتكرٌ ... وَهَبَّ وهْناً إِلَى أَن هزَّني طَرَبا) (أراكَ تنفحُ عِطراً فِي صَباك فَهَل ... تركتَ ذيلاً على جَيْرُونَ مُنْسَحِبا) (أم قد تحمَّلْتَ من صبحي تحيَّتَهم ... فَكَانَ ذَلِك فِي طيب الصَّبا سَببا) (قومٌ عهدتُ الوفاءَ المحضَ شيمتَهم ... وَإِن شكَكْتَ سَلِ العلياء والأدبا) (صرفتُ إِلاَّ عِناني عَن محبَّتهم ... وبِتُّ نِضواً خليفَ الشوق مكتئبا) (لَا الدَّار تدنُو وَلَا السُّلوان يُنجدني ... وعزَّ ذَلِك مَطْلُوبا إِذا طُلبا) (أحبابَنا إِن وَنَتْ عنِّي رسائلكم ... فلستُ أسألُ إِلاَّ الْفضل والحسبا) (وحياتكم مَا لنَفْسي عنكُمُ بدلٌ ... كلاّ وَلَا اتَّخذتْ فِي غَيْركُمْ أرَبا) ) (أُعيذُ ودَّكم من أَن يغيِّرهُ ... نأيٌ وَلَا جُرِّدَتْ من دون ذَاك ظُبَى) (لعلَّ دهراً قضى بالبعد يجمعنا ... وقلَّما جاد دهرٌ بالَّذي سلبا) (أرْضى بِحكم زماني وَهُوَ يظلمني ... فِيكُم وأجني ببعدي عَنْكُم التعبا) (وَلنْ يُظَفِّرَني إِلاَّ بودَّكُمُ ... يَا حيرتي فيكمُ إِن ردَّ مَا وهبا) (نسيتموني وَلم أَعتدْ سوى كَرَمٍ ... مِنْكُم يُبَوِّئُني من فَضلكُمْ رُتَبا) (حاشاكمُ أَن تَرَوْا هجري بِلَا سَبَب ... أَو تجْعَلُوا الْبَين فِيمَا بَيْننَا حُجُبا) (عاقبتموني وَلَا ذنبٌ أتيتُ بِهِ ... فَقُلْ عَن الصخر إِذْ يقسو وَلَا عجبا) (عودوا إِلَى جبر كسري لَا فُجِعْتُ بكم ... فقد لقيتُ ببعدي عنكمُ نصبا)

وَكتب هُوَ إليَّ وَأَنا بِدِمَشْق وَهُوَ بصفد وَقد ظنَّ أنِّي لمَّا كنت بِالْقَاهِرَةِ تمالأتُ عَلَيْهِ وَعلم الله كافٍ (إِن كَانَ ظنُّكَ أنَّني لَك ظالمُ ... فارْحمْ لِأَن تُسْمَى بأنَّك راحمُ) (حَسْبُ الْمُسِيء من الْقصاص بأَنَّه ... جرحٌ بجرحٍ والسعيد مسالمُ) (كم قد حرصتُ على التَّنصُّلِ عِنْدَمَا ... وَقع العتابُ فَمَا أقالَ الحاكمُ) (الله يعلم أنَّني لَك عاذرٌ ... وَالله منِّي بِالْبَرَاءَةِ عالمُ) (هَا قد جرى لي مَا جرى لَك قبلهَا ... ووقعتُ فِي صفدٍ وأنفي راغمُ) (إِن صحَّ لي فِيهَا عَلَيْك جنايةٌ ... فجزاؤها هَذَا العقابُ اللازمُ) (فاقنعْ بِهِ وَاذْكُر قديمَ مودَّتي ... فالعهدُ فِيمَا بَيْننَا متقادِمُ) (أَوَلَم يكنْ ذنبٌ وحالي مَا ترى ... فامدُدْ إليَّ يدا وجاهُك قائمُ) (فَلَقَد تأتَّى مَا تُرِيدُ فوالِني ... مِنْك الجميلَ فأنَّه لَك دائمُ) (جارَ الزمانُ على وليِّك واعتدى ... وَإِلَيْك للزمن الألدِّ يخاصِمُ) (من كَانَ لَيْسَ بنادمٍ مُستدرِكٍ ... فَأَنا عَلَيْك إِلَى مماتي نادمُ) (كانتْ هناةٌ وانقضتْ ومَنِ الَّذِي ... منَّا وَلَيْسَ لَهُ تُعَدُّ جرائمُ) (إنَّ الَّذِي قَسَمَ الحظوظَ كَمَا يشا ... للرزقِ مَا بَين البرايا قاسمُ) (قُلٌّ وكثرٌ وَلَيْسَ تبقى حالةٌ ... والدهر بَين النَّاس بانٍ هادمُ) (يَا من لَهُ أخلصتُ كنْ لي مخلصاً ... فعلى مُجازينا كِلَانَا قادمُ) ) (أعلنتُ بالشكوى لضُرٍّ مَسَّني ... لكنَّ وُدِّي فِي الْحَقِيقَة سالمُ) (وَلَك السِّيَادَة حليةٌ ومكارمُ ... الأخلاقِ مِنْهَا فِي يَديك خواتمُ) (فاقبلْ أخوَّتيَ الجديدةَ إنَّني ... فِيهَا لمجدك أَو لودِّك خادمُ) (وَإِلَى الرِّضى عُدْ بِي وللحُسنى أَعِدْ ... حتَّى تقومَ على الصفاءِ علائمُ) (والبَسْ رياستك السّنيَّة حُلَّة ... أبدا لَهَا من نسج سعدك راقمُ) (واجعلْ لَهَا شكرا إقالةَ عثرةٍ ... من صاحبٍ قد صَدَّ عَنهُ العالمُ) (أنتَ الخليلُ بل الخليُّ من الهَوَى ... وأخوَّتي قد جرَّها لَك آدمُ) (فأَعِنْ أَخَاك بِحسن سعيك مرَّةً ... إنَّ المغارِمَ فِي الإخاء مغانمُ)

وَلم يزل فِي كِتَابَة الْإِنْشَاء بِدِمَشْق إِلَى أَن طلبه القَاضِي عَلَاء الدّين بن فضل الله إِلَى بَاب السُّلْطَان بمرسوم السُّلْطَان الْملك المظفَّر فتوجَّه هُوَ وَولده شهَاب الدّين أَحْمد إِلَى الديار المصرية فِي الْبَرِيد ورُتِّب زين الدّين الْمَذْكُور موقِّعاً فِي الدَّسْت الشريف بالأبواب السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ توجَّه من دمشق فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله وسامحه فِي ثامن عشْرين صفر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة بعد مرض طَوِيل قاسى مِنْهُ شدَّة ووقفتُ لَهُ على كتاب كَانَ قد كتبه من صفد بخطِّه إِلَى القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن فضل الله وَهُوَ (الناسُ هم بِالنَّاسِ فِي الدُّنْيَا فَذا ... عالٍ وَهَذَا دونَه يرجوهُ) (والكلُّ عائلةُ الْإِلَه فبعضُهم ... يدعونَ خيرَهُمُ كَمَا يدعوهُ) (وهمُ طباعٌ يقصدون كرامَها ... من بَينهم ومعادنٌ ووجوهُ) (وَإِلَيْك هَذَا القولُ يسري فالهُ ... وَعَلَيْك معنى سرِّهِ أجْلوهُ) يُقَبِّلُ الأرضَ ويُنهي أَن مطالعاته وتضرُّعاته ووسائله ورسائله وقصائده ومذاكراته تكرَّرتْ إِلَى بَيت يَدي المخدوم أدام الله أيَّامه وَأبقى رماحاً للدولة أقلامه وسيوفاً للهيجاء كَلَامه وَهل سيتسقي الظمآن إِلاَّ الْغَمَام أَو يستصرخ العاني إِلاَّ بالسَّراة الْكِرَام أَو تقف الآمالُ إِلاَّ على الْوُجُوه الصِّباح أَو يجلو ظلمَة اللَّيْل البهيم إِلاَّ الْقَمَر إِذا لَاحَ أَو الصَّباح إِذا طلع بنوره الوضَّاح أَو يلوذ العبدُ إِلاَّ بسيِّده أَو يعوذ الْمُنْقَطع إِلاَّ بِمن سَبَبُ الِاتِّصَال فِي يَده والمملوك) ظامْ وأفق سيِّدي المخدوم غمامٌ عامٍ وعان وَكَرمه قد مَلأ الدُّنيا بالإنعام وَله أملٌ وَوَجهه قد غطَّى على الشَّمْس بالإشراق وَفِي ليلٍ داج وَبَين عَيْنَيْهِ قمرٌ لَا يصل إِلَيْهِ مُحاق وَمن بِشْره صبحٌ يدلُّ فِي الْآفَاق ضالَّةَ الرفاق وعبدٌ وَأَنت السَّيِّد الْكَامِل ومنقطِع وَأَنت بِمَشِيئَة الله إِلَى المأمن حَامِل (وَلَا تسْأَل عَن الإفلاس غَيْرِي ... فآخر مَا يُباع هِيَ الدفاترْ) (وَمَا لي دفترٌ فأبيعَ مِنْهُ ... وَقد خَلَتِ الدفاترُ والمحابرْ) (وَمَا ثَقَّلْتُ إِلاَّ بعد جهدٍ ... فَكُن لي مُسعفاً يَوْمًا وعاذرْ) (وحالُ الْجِسْم منِّي مثلُ حَظِّي ... كطِرسي الكلُّ أشباهٌ نظائرْ)

(وَلَا أَشْكُو لغير الله مَا بِي ... وَكم فِي الْعَالمين لنا بصائر) (وَلَكِن أستقيل وَأَنت ناءٍ ... إِلَيْك كَمَا أكون وَأَنت حَاضر) (فأدركْني إِذن لَا زلتَ تسخو ... بجاهٍ عِنْد رَيْبِ الدَّهْر ناصرْ) (أكابرنا بَقِيتُمْ فِي مزيدٍ ... من العلياء يكتنف الأصاغرْ) (وَلَا زَالَت تروح لنا وتغدو ... بشائرُ مِنْك تتلوها بشائرْ) (وَإِن كسر الزمانُ لنا قلوباً ... لقيك مِنْك بِالْإِحْسَانِ جابرْ) ونقلتُ من خطِّه أَيْضا نُسْخَة كتابٍ كتبه إِلَيْهِ أَيْضا وَهُوَ يُقَبِّلُ الأَرْض ويُنهي أَنه قد انْتهى الْأَمر إِلَى مَا علمه مَوْلَانَا من توجُّه أهل الْمَمْلُوك وَولده إِلَى دمشق وهم الْآن بهَا يسْأَلُون النَّاس الْقُوت والمملوكُ بصفد فِي مثل حَالهم والأمور كلّها بيد الله عزَّ وجلّ وَقد كَانَ الْمَمْلُوك يعْهَد لَهُ حظًّا من خاطر مَوْلَانَا ويرجو من لطف الله بَقَاء بعضه إِن لم يكن كلّه وحاشا نفسَه الشَّرِيفَة الطاهرة أَن يكون مبلغ رِضَاهُ بَين النَّاس أَن يكون هَذَا نصيب الْمَمْلُوك من جاه مَوْلَانَا وَهَذَا حَاله فِي أيَّام عزِّه وإقبال سعادته الَّتِي كَانَ الْمَمْلُوك يبشِّره بهَا ويلمح لَهُ بوادرها ويتوسَّم مقدِّماتها وَكم كَانَ مَوْلَانَا يُسلف المملوكَ وعودَ خَيره ومواثيق وفائه وعهود مواساته فَلَا يكن ذلّنا فِي عِزِّكَ الغَرضا (وإنْ حننتَ للحمى وروضه ... فبالغضا ماءٌ وروضاتٌ أُخَرْ) (هَل مِصْرُ إِلاَّ منزلٌ مفارَقٌ ... ووطنٌ فِي غَيره يُقضَى الوَطَرْ) واللهِ إنَّ الْمَمْلُوك يسرُّه أَن يكون مَوْلَانَا فِي خير وَمَا يُنسبُ إِلَيْهِ إِلاَّ كلّ حَسَنٍ جميل فَلَا) يتوقَّعُ من جِهَته إِلاَّ الْخَيْر وَلَا يعرف طباعه تقبل إِلاَّ الْخَيْر وَالْإِحْسَان وَلَا يُصغي إِلاَّ لمن يَقُول الْخَيْر ويُشير بِهِ وَلَو تُرك القطا لَيْلًا لناما (ولمَّا زَاد مَا ألْقى ... وَقَالَ الدهرُ أَن أَشْقَى) (وعزَّ الحظُّ فِي الدُّنيا ... من الإخوان أَن يبْقى) (وَكَاد الرّوح من ظمإٍ ... إِلَى الحلقومِ أَن يرقى) (تجلَّى لي سحابٌ مُ ... دَّ حتَّى جَلَّلَ الأُفقا) (فلمَّا أَن دَنا منِّي ... تعدَّاني وَمَا أسْقى) والمملوكُ يعلم ويتحقَّق أَن مَوْلَانَا زَاده الله من فَضله لَا يتخلَّى عمَّن لَا لَهُ بِهِ تعلُّق

فَكيف يتخلَّى عَن عبدٍ خدمَه وَصَارَ لَهُ إِلَيْهِ نِسْبة وَإِن كَانَ قد رضيَ أَن يكون هَذَا حظَّ الْمَمْلُوك مِن تَقَدُّمه وجاهه وعزِّه فالسمع وَألف طَاعَة وعَلى رَأس الْمَمْلُوك وعينه والمملوك هُوَ ملك مَوْلَانَا وَله أَن يتصرَّف فِي ملكه كَيفَ يَشَاء (إِن كَانَ سُكَّان الغضا ... رَضُوا بقتلي فَرِضا) (صرتُ لَهُم عبدا وَمَا ... للعبدِ أنْ يَعْتَرِضا) واللهِ الْعَظِيم وَكفى بِاللَّه شَهِيدا إنَّ الْمَمْلُوك يَدْعُو لمولانا بكلِّ دعاءٍ صَالح وَمَا لَهُ أحدٌ من النَّاس غير الرَّحْمَة الَّتِي أسكنها الله فِي قلب مَوْلَانَا وعمَر بهَا خاطره وَمَا يتوَّسل إِلَيْهِ إِلاَّ بعهوده ومواثيقه ومطلوب الْمَمْلُوك الحجّ فِي هَذَا الْعَام فبالله بِاللَّه بِاللَّه يَا مَوْلَانَا لاحظ الْمَمْلُوك بعنايةٍ يتفرَّج بهَا كَرَبُ الْمَمْلُوك ويزولُ عَنهُ العائق بصفد فوَاللَّه قد ضَاقَ الْوَقْت بالمملوك عَن القُوت وَلَا حول وَلَا قوَّة إِلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم وَلَوْلَا أنَّ المخدوم الناصري عزَّ نصرُه ابْن عمّ مَوْلَانَا افْتقدَ المملوكَ بشيءٍ وقاهُ من برد الشتَاء وَإِلَّا كَانَ قد هلك فِي هَذَا الْبرد والمملوك يسْأَل من مَوْلَانَا الحجَّ فِي هَذَا الْعَام لوجه الله عزّ وجلّ وَعَسَى أَن يوافيَني الأجَلُ فِي قُرْبةٍ يكون مَعهَا حسنُ الخاتمة فالدنيا قد فرغ مِنْهَا والمملوك مَا لَهُ أحدٌ يتوسَّل بِهِ غير مراحم مَوْلَانَا ووفائه وكرم نَفسه الشَّرِيفَة أُنهي ذَلِك وَمن إنشائه رَحمَه الله تَعَالَى نُسْخَة كتاب كتبه تجربةً للخاطر يُقبِّلُ اليدَ الشَّرِيفَة الطاهرة الزكية المتواضعة العليَّة الَّتِي تُهدي الجَدا وتُجدي الْهدى وتورد) الندى وتردُّ ببسطها إِلَى اللهِ الردى وَلَا زَالَت مُنْعِمة وللحسَّاد مُرغِمة وبالمعالي مُعْلَمَة وَبِمَا لَهَا من الْفضل مُعْلِمة وعَلى مَا شقَّ من أسبابِ السِّيَادَة مُقْدِمة وَإِلَى مَا نأى عَن الهمم من الغايات متقدِّمة وَلَا بَرَحَتْ بالقُبَل ملتثمة وبالأفواه مستلَمة وبالمآثر موسومة الْآثَار أحسن سِمَة وَيُنْهِي ورودَ المُشَرَّفِ الْكَرِيم ووقتُ الصَّوْم قد حَان وهلاله فِي عَنان السَّمَاء مُرخى العِنان يُشار إِلَيْهِ للْبَيَان بالبنان كأنَّها الطليعةُ وَهِي الرَّاء من أوَّل رَمَضَان أَو الساقةُ وَهِي النُّون من آخر شعْبَان أَو الخائفُ اختفى عَن العيان وترامته الْأَبْصَار فاستبان أَو طالبُ حاجةٍ مَعَ الشَّمْس أدْركهُ اللَّيْل فَوقف وِقفة الحيران أَو كوَّةٌ فِي غَار أَو قرينٌ غَار فغار أَو رقيبٌ وَلذَا اخْتَبَأَ ليطَّلع على مغيَّبات الْأَسْرَار أَو الحاجبُ لَا جَرَمَ أَنه حُجب على الأنظار أَو الواني ممَّا تمادت بِهِ الْأَسْفَار فِي الأقطار أَو كأنَّه مَا انهارَّ من جُرف النَّهَار أَو المِخلبُ الصَّائِل على النُّظَّار الصائدُ مَا جاوره من النُّجُوم ليتكمَّل فِيهِ الْأَنْوَار ويتمّ باجتماعها إِلَيْهِ فِي صُورَة الأقمار أَو المنجلُ الحاصد للأعمار القاصدُ جنيَ مَا على نهرِ المجرَّة من الْأَنْهَار أَو طوقٌ لم ينضمّ أَو مبدأُ عِمَامَة لمعتمّ أَو قرطٌ خانته العلاقة فَانْقَطع أَو مَا انخرم

من شحمة الأُذن حِين وَقع أَو علامَةُ عضَّة أَو قُلامةٌ مُبيضَّة أَو قطعةٌ من سوار فضَّة أَو تشريفٌ من نوَّارةٍ غَضَّة أَو شفةُ فتاةٍ بَضَّة أَو حافرُ جواد حَلَّى أرضه أَو وطيةُ حافٍ خَلَّى من أثر كَعبه بعضه أَو درهمٌ فيع ثلمة أَو دينارٌ مخسوف الْجَانِب لحكمة أَو تمثالُ عُشْرٍ فِي خَتمة أَو نصفُ دَائِرَة من خطِّ بركار مَا أتَمَّه أَو عُرجونٌ قديم أَو مَا مَال من كأس نديم أَو شطرٌ من كرةٍ مقسومة أَو ضاحكٌ أَسْنَانه مهتومة أَو هالةٌ وارتْ قُطراً مِنْهَا غيمةٌ مركومة أَو لثامٌ على حَنَك أَو زورقٌ على وَرَق أَو ورقٌ حمولته من عنبر الحَلَك أَو حجلٌ نزع من سَاق أَو ورقٌ رَاجع من الأوراق أَو مَا انحلَّ عَن الخصر من النطاق أَو وقفٌ من عاج أَو صدعٌ فِي زجاج أَو جدولٌ منعطف أَو نعلٌ فِي فلاةٍ قد حُذف أَو لَبَّةُ فؤاد أَو غصنٌ أثقله الثَّمر فانآد وعقدَ سماءه بأرضه أَو كَاد أَو نُؤْيٌ محفور أَو ثغرةٌ فِي سور أَو فمُ قدحٍ مكسور أَو فخٌّ مَنْصُوب على طول الدهور أَو حلقةٌ منقوصة أَو أُذن ريم مقصوصة أَو ضفيرةٌ معقوصة أَو خاتمٌ زَالَ فَصُّه ففَغَر أَو مَا انداح من رمية فِي صفحة المَاء بِحجر أَو طيَّةٌ من أعكان أَو سُرَّةٌ مُحقٌقة فِي كشحٍ ريَّان أَو ذؤابة مَرْدُودَة أَو حزَّةٌ من بِطيخةٍ مقدودة أَو عُرفُ ديكٍ مفروش أَو ممَّا فِي ريش الطاووس من تخليق النقوش أَو قوسٌ محنيَّة القَرا أَو عروةٌ) مفكوكةٌ من العُرى أَو فترٌ مَرْفُوع أَو طيلسانٌ مُقوَّر مرقوع أَو قبضةُ إبريق مخلوعة أَو آلةٌ لَا أَقُول مِجرفة للطيب مصنوعة أَو يدٌ التفَّتْ على عنَاق حبيب أَو شعرةُ مشيب نصلت من خضيب أَو مَا أحَاط من الإكليل بالجبين أَو محرابٌ لبَعض المصلِّين أَو سالفُ تَحْسِين أَو مَشْقَةُ قَاف أَو سين أَو مَا انْدفع من جؤجؤ السفين أَو أحدُ الحُقَّين أَو عِذارٌ حول الخدَّين أَو رأسٌ من كِتَابَة صَاد لم يلتحم أَو عينٌ أَو دَال مُنْقَلب أَو طاءٌ مُنْفَصِل الطَّرفَيْنِ سقط أَلفه المنتصب أَو منسِمٌ منقوب أَو تعريقةُ جِيم مَكْتُوب أَو قميصٌ انفرجت أزراره عَن صدر مكروب أَو عقربٌ شَائِلَة أَو شعلةُ نَار لعبت بهَا الرّيح الجائلة فَهِيَ مائلة أَو حيَّةٌ ملتوية أَو صولجانٌ مقصوف لم يبْق مِنْهُ سوى الحَنيَّة أَو ترقوةٌ بدا عظمها أَو إطارةُ غرضٍ خرق هيأتها سهمُها أَو فلكةُ مِغزل مُشظَّاة أَو دُفٌّ أَمْسَكت كفٌّ سوداءُ على أَعْلَاهُ أَو مَا تَحت تنفُّس الْمَرْأَة فِي الْمرْآة أَو قنطرةٌ منكوسة الْوَضع فِي الْبُنيان أَو طبقٌ قَائِم أُخذ من حافته شيءٌ فَبَان أَو غرَّةٌ فِي أدهمَ من الْخَيل صانعتْ بهَا الشمسُ عَن نفسِها لخاطف اللَّيْل أَو رداءٌ أسبله الشرقُ فكفَّ الغربُ مِنْهُ الذيل أَو صعدة أَو مكانُ ورقةٍ من وردة أَو قفلٌ على تجليد أَو إِحْدَى المطيفتين بالوريد أَو لَبَبٌ مركَّب أَو كُورٌ مُرتَّب أَو قَتَبٌ مُجرَّد أَو سرجٌ مؤكَّد أَو قَرْبوسٌ مِنْهُ مفرَد أَو واحدةٌ من خُشْكَنان أَو حدقةٌ نجلاءُ من إِنْسَان أَو طعنةٌ مثلُها بسنان أَو سيفٌ لَان فِي يَمِين ضَارب أَو مطرحُ القلادة من ترائب الكاعب أَو خيالُ الْمَمْلُوك ممَّا شفَّتْهُ الأشواق وصنعتْه بِهِ عوادي الْفِرَاق أَو مَا خدَّه فِي خَدّه الدمع

المرهبي الواعظ

المُهراق فَكَانَ الناسُ فِي اشْتِغَال باستقبال الْهلَال وقلبُ الْمَمْلُوك فِي اشتعال ممَّا عِنْده من البَلْبال وَمن ضنى جسده البال وَمن وجده الَّذِي غال مِنْهُ البال وحالت الْأَحْوَال وَمَا اسْتَحَالَ وَبَات وطرفه يتملَّى من المشرَّف الْكَرِيم خطًّا مَا لَهُ مِثَال ويتأمَّل لفظا بمعانيه تُضرب الْأَمْثَال ويُقلِّبُ وَجهه فِي أفقه الدالّ على دُرٍّ صحَّ فَلَيْسَ فِيهِ اعتلال ومحبَّةٍ حازت الْفضل بسبقها وعهدٍ تقادم فتأصَّل وتَبين أعراقُ الأصائل فِي عتقهَا ووالى فِيهِ قُبَلَه وَتَنَاول مِنْهُ السُّعُود الْمُقبلَة وعُلم جبرُ مَوْلَانَا لمحبَّة وعتبه عَلَيْهِ لانْقِطَاع كتبه وتسكينُه للوعة قلبه وتأمينُه لروعَةِ سِرْبِه وتذكاره بِمَا لم ينسه من حُقُوقه وبرُّه البريء من عُقوقه وسوالفهُ المرعيَّة وودُّه الَّذِي هُوَ مِنْهُ سجيَّة وإحسانه الَّذِي تستحيي مِنْهُ السحب السخيَّة وصحبته المبنيَّة على صدق النيَّة وكلُّ ذَلِك معتَقَدُ المملوكِ عَلَيْهِ ومصوَّرٌ لَهُ بَين عَيْنَيْهِ وَلَا يمِيل عَنهُ إِلاَّ إِلَيْهِ وَلَا يملّ مِنْهُ وَقد قدَّمه للنجاة بَين) يَدَيْهِ فأهلاً بعتبه اللذيذ وأنسِه الَّذِي يعوذ بِهِ من جفوته المستعيذ وواردِه المُنبِّئ المُنبِّه وَعطفه المرفرف المُرَفِّه وَكتابه المنوِّل المنَوِّه وتسليته الَّتِي يستروِح إِلَيْهَا المتأوِّل المتأوِّه ومسامحته المرجُوَّة لرفع التثريب وملاحظته المدعوَّة لدفع مَا يريب وإنفاثِه المُنَفِّس عَن الباكي الكئيب ووفائه المناجي على الْبعد من قريب وطَوْلِه المُغْضي لمملوكه عَن التَّقْصِير وتأهيلِه الجابر مِنْهُ للعظم الكسير وإسعافه على قلّة المُواسي وتذكُّره على كَثْرَة مَا بَين النَّاس من النَّاسِي وهنَّأ الله مَوْلَانَا بصومه المقبول وشهره الْمَوْصُول بِحُصُول السُّول وَأَعَادَهُ لَهُ أعواماً تتبسَّم مواسمها وتتنسَّم كمائمها وتسايره بالمسرَّة أعيادُها وتُكاثرُ النجومَ أعدادها وَإِن سمح بمشرَّفاته المرقوبة ووارداته الْمَطْلُوبَة وفرائده المحبوبة ومخاطباته المخطوبة ودعواته الَّتِي هِيَ بِمَشِيئَة الله من سَعَادَة الْغَيْب محسوبة فعادةٌ من كرمه مألوفة وسُنَّة من تشريفه لعَبْدِهِ مَعْرُوفَة وافتقادٌ على انْتِظَاره العيونُ مَوْقُوفَة لَا زَالَ يفوت ابْتِدَاء وجوابا ويفوز بالأفضل مَآلًا ومآبا ويفوق إِذا أهْدى رِسَالَة أَو أنشأ كتابا إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (المُرْهِبي الْوَاعِظ) عمر بن ذَرّ بن عبد الله ب زُرارة الهَمْداني المُرْهِبي قَالَ العجليّ كَانَ ثِقَة بليغاً يرى الإرجاء وَكَانَ ليّن القَوْل فِيهِ وَكَانَ إِمَامًا واعظاً مُفَوَّهاً زاهداً

صاحب اليمن

ولمَّا حجَّ كَانَ بِالنَّاسِ يقطعون التَّلْبِيَة ليسمعوا صَوته بِالتَّلْبِيَةِ توفّي سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائي وَكَانَ وَلَده ذرّ كثير البرّ بِهِ شَدِيد التوفّر على طَاعَته ولمَّا حَضرته الْوَفَاة دخل عَلَيْهِ أَبوهُ عمر وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَقَالَ يَا بنيّ إِنَّه مَا علينا من موتك غَضاضة وَلَا بِنَا إِلَى أحدٍ بسوى الله حَاجَة فلمَّا قضى صلّى عَلَيْهِ وَدَفنه ووقف على قَبره وَقَالَ أما وَالله يَا ذرُّ لقد شغلَنا الْبكاء لَك عَن الْبكاء عَلَيْك لأنَّا لَا نَدْرِي مَا قلتَ وَمَا قيل لَك اللَّهُمَّ إِنِّي قد وهبتُ لَهُ مَا قصَّر فِيهِ ممَّا افترضْتَ عَلَيْهِ من حقِّي وَاجعَل ثوابي عَلَيْهِ لَهُ وزدني من فضلك إنِّي إِلَيْك من الراغبين وَقيل لَهُ كَيفَ بَرُّ ابنِك بك فَقَالَ مَا مشيتُ قطُّ بنهار وَهُوَ معي إِلاَّ مَشى خَلْفي وَلَا بلَيْل إِلاَّ مَشى أَمَامِي وَلَا رقي سطحاً وَأَنا تَحْتَهُ 3 - (صَاحب الْيمن) عمر بن رَسُول الْملك نور الدّين صَاحب الْيمن قَالَ سعد الدّين فِي سنة خمس وَأَرْبَعين) وست مائَة فِي ذِي الْقعدَة وصلنا الْخَبَر أَنه مَاتَ 3 - (عمر بن سعد الله) 3 - (ابْن بُخَيْج) عمر بن سعد الله بن بُخَيْج بباء موحَّدة مَضْمُومَة وخاءين معجمتين بَينهمَا يَاء آخر الْحُرُوف الإِمَام الْمُفْتِي زين الدّين الحرَّاني الْحَنْبَلِيّ عالمٌ خيِّر متواضع وقور بَصِير بالفقه والعربية ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَسمع الْكثير وَحضر على الْفَخر وَولي مشيخة الصبَّابيَّة وَألقى دروساً مُحرَّرة تخرَّج بِابْن تيميَّة وَبِغَيْرِهِ وناب فِي الحكم بعد بُرهان الدّين الزُّرع لقَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين بن المنجّا وَكَانَ يرى رَأْي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تيميَّة فِي الْمسَائِل الَّتِي تفرَّد بهَا وَيحكم بهَا فَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السّبكي يتألَّم من ذَلِك وَمَا يُنفِّذُ مَا يحكم بِهِ ونازعه فِي ذَلِك مرَّاتٍ وَلم يرجع فَقَالَ يَوْمًا لقَاضِي الدّين عَلَاء الدّين بن المنجّا إِن كنت تَقول لي إِن هَذِه الْأَحْكَام الَّتِي يحكم بهَا نائبك مذهبُ

النوفلي المالكي

الإِمَام أَحْمد رَضِي الله عَنهُ فَأَنا أُنفِّذها فَقَالَ لَا إِلاَّ إِذا حكم بهَا هَذَا حكمتُ بصحّتها وَطَالَ التَّنَازُع فِي ذَلِك وَلم يرجع هَذَا وَلَا نَفَّذ هَذَا لَهُ حكما وأظنّه وَالله أعلم مَاتَ معزولاً وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي أوَّل شهر رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وتألَّم لَهُ أَصْحَابه أَخْبرنِي من لَفظه الشَّيْخ الإِمَام عز الدّين حَمْزَة بن شيخ السَّلامِيَّة قَالَ لي رَأَيْته لَيْلَة مَاتَ قبل دَفنه فقلتُ لَهُ مَا مُتَّ قَالَ بلَى قلتُ فَمَا رَأَيْت الله قَالَ بلَى لمَّا يغمى على الْمَيِّت فِي النزع ذَلِك الْوَقْت يرى الميتُ الله تَعَالَى قلت فَمَا قَالَ لَك قَالَ قَالَ لي أَهلا بعبدي وحبيبي أَو كَمَا قَالَ 3 - (النَّوْفَلِي الْمَالِكِي) عمر بن سعيد بن أبي حُسَيْن النَّوْفَلِي الْمَكِّيّ وثَّقه أَحْمد وَغَيره وروى لَهُ البُخَارِيّ والتِّرمذي والنَّسائي وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَة وَهُوَ ابْن عمّ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن وروى عمر هَذَا عَن طَاوُوس وَالقَاسِم بن مُحَمَّد وَابْن أبي مُليكة وَعَمْرو بن شُعيب وروى عَنهُ رَوْح بن عُبادة وَيحيى القطَّان وَأَبُو أَحْمد الزُّبَيْري وَسَعِيد بن سَلام العطَّار وَطَائِفَة) 3 - (أَخُو سُفْيَان الثَّوْريّ) عمر بن سعيد بن مَسْرُوق أَخُو سُفْيَان الثَّوْريّ روى عَن أَبِيه وَأَشْعَث بن أبي الشَّعثاء وعمَّار الدُّهني وروى عَنهُ أَخُوهُ مبارك وَابْنه حَفْص بن عمر وَإِبْرَاهِيم بن طَهْمان وسُفْيَان بن عُيينة وثَّقه النَّسائي وَتُوفِّي وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّسائي 3 - (الْأَشْقَر) عمر بن الْحَاكِم أبي سعد الْفَقِيه أَبُو عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بالأشقر هُوَ من شعراء دمية الْقصر قَالَ الباخرزي مقطَّعاته حلوةٌ كالشَّهد وَإِن كَانَت مَقْصُورَة على مُرِّ الزُّهد فَمِنْهَا قَوْله (عجبا لقومٍ يُعجَبون برأيهم ... وَأرى بعقلهمُ الضَّعِيف قصورا) (هدموا قصورهمُ بدار بقائهم ... وَبَنُو لعمرهمُ الْقصير قصورا)

الهمداني الكوفي

وَقَوله (عمري قصيرٌ وَمَا قدَّمتُ من عملٍ ... لله ذَاك ولمَّا أَقْضِ من وَطَرِ) (وأتعبتْنيَ دنيا مَا لَهَا خطرٌ ... يَظَلُّ من حرصها ديني على خطرِ) وَقَوله (المرءُ يسْعَى لدنياه ويزجره ... سَوْطُ الزَّمَان ويُدنيه من الأجلِ) (وَلَيْسَ يسْعَى لما فِيهِ النجاةُ لَهُ ... كأنَّه آمِنٌ فِيهَا من الوَجَلِ) وَقَوله (إلهيَ حاجاتي إِلَيْك كثيرةٌ ... وأنتَ بحالي عالمٌ وخبيرُ) (وأنتَ رَحِيم بالبريَّةِ فاقْضِها ... جَمِيعًا وَذَا سهلٌ عَلَيْك يَسيرُ) (ذُنُوبِي ذُنُوبِي حُطَّ عنِّيَ ثقلهَا ... فقد أثقلتْ ظَهْري وأنتَ غفورُ) 3 - (الهَمْداني الْكُوفِي) عمر بن سَلِمَة الهَمْداني سمع عليًّا وَابْن مَسْعُود وَحضر النَّهْروان مَعَ عليّ وَأَبوهُ بِكَسْر اللَّام هُوَ وَعَمْرو بن سَلِمَة الْجرْمِي وَسَيَأْتِي ذكره فأمَّا عَمْرو بن سَلَمَة بِفَتْح اللَّام فشيخٌ مَجْهُول لِلْوَاقِدِي وشيخٌ آخر قزويني ويروي عَنهُ أَبُو الْحسن القطَّان 3 - (المظفَّر صَاحب حماة) ) عمر بن شاهنشاه بن أيّوب الْملك المظفَّر تقيّ الدّين أَبُو سعيد بن نور الدولة صَاحب حماة وَهُوَ ابْن أخي السُّلْطَان صَلَاح الدّين تقدَّم ذكر

أَبِيه كَانَ شجاعاً مقداماً منصوراً فِي الحروب مؤيَّداً فِي الوقائع ومواقفه مَشْهُورَة مَعَ الفرنج وَله آثارٌ فِي المصافَّات دلَّت عَلَيْهَا التواريخ وَله فِي أَبْوَاب البرّ كلّ حَسَنَة مِنْهَا مدرسة منَازِل العِزّ يُقَال إنَّها كَانَت دَار سكنه فَوقف عَلَيْهَا وَقفا كثيرا وَجعلهَا مدرسةً وَكَانَت الفيُّوم وبلادها إقطاعه وَله بهَا مدرستان شافعيَّة ومالكيَّة وَعَلَيْهِمَا وقفٌ جيِّد وَبنى بِمَدِينَة الرُّها مدرسة لمَّا كَانَ صَاحب الْبِلَاد الشرقيَّة وَكَانَ كثير الْإِحْسَان إِلَى الْعلمَاء وأرباب الْخَيْر وناب عَن عمّه صَلَاح الدّين بالديار المصريَّة فِي بعض غيباته عَنْهَا لأنَّ الْملك الْعَادِل كَانَ نَائِبا عَن أَخِيه صَلَاح الدّين فلمَّا جَاءَ من الكَرَك سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة فِي شهر رَجَب طلب أَخُوهُ من مصر بالعساكر وسيَّر إِلَيْهَا تقيّ الدّين عمر نَائِبا عَنهُ ثمَّ استدعاه إِلَيْهِ إِلَى الشَّام ورتَّب مَكَانَهُ الْعَزِيز عُثْمَان وَمَعَهُ الْعَادِل فشقَّ ذَلِك على تقيّ الدّين وعزم على دُخُوله بِلَاد الغرب ليفتحها فقبَّح أصحابُه عَلَيْهِ ذَلِك فامتثل قَول عمّه صَلَاح الدّين وَحضر إِلَى خدمته وَخرج السُّلْطَان والتقاه بمرج الصُفَّر واجتمعا هُنَاكَ وَفَرح بِهِ وَأَعْطَاهُ حماة فتوجَّه إِلَيْهَا وتوجَّه إِلَى قلعة مَنازْكِرْدَ من نواحي خِلاط ليأخذها فحاصرها مدَّة وَتُوفِّي عَلَيْهَا يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر شهر رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَقيل توفّي بَين خِلاط وماردين وَنقل إِلَى حماة ودُفن بهَا ورُتِّب مَكَانَهُ وَلَده الْمَنْصُور أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد وَقد تقدَّم ذكره وَقَالَ فِي وَصفه صَاحب الخريدة ذُو السَّيْف والقلم والبأس وَالْكَرم كَانَ يساجل العظماء ويجالس الْعلمَاء ولكثرة امتزاجه بالفضلاء نظمَ الشّعْر طبعا وَلم يُميِّز خفضاً ونصباً ورفعاً وَمن مُخْتَار مَا أنْشد لَهُ قولُه (جاءتك أَرض الْقُدس تخطُب ناكحاً ... يَا كُفْأها مَا العُذْرُ عَن عذْرائها) (زُفَّتْ عَلَيْك عروسَ خِدْرٍ تُجتلى ... مَا بَين أَعْبُدِها وَبَين إمائها) (إيهٍ صَلَاح الدّين خُذْها غادةً ... بِكْراً ملوكُ الأرضِ من رُقبائها) (كم خاطبٍ لجمالها قد ردَّه ... عَن نَيلها أنْ لَيْسَ من أكفائها)

وَقَوله) (يعاتبني قومٌ يعزُّ عليهمُ ... مسيريَ مَا هَذَا السُّرى فِي السَّباسبِ) (فقلتُ لَهُم كُفُّوا وَمَا وكفتْ لكم ... جفونٌ وَلَا ذُقتم فِرَاق الحبائبِ) وَقَوله (مَا أحسنَ الصبرَ ولكنَّني ... أنفقتُ فِيهِ حاصلَ العُمْرِ) (فليتَ دهري عَاد لي مرَّةً ... بِبَعْض عمرٍ ضاعَ فِي الصَّبْرِ) وَقَوله (أحبابنا والهوى لَا حلتُ بعدكمُ ... عَن العهود وَلَا استهواني الغِيَرُ) (فإنْ أحُلْ بخلتْ كفِّي بِمَا ملكتْ ... وَلَا أحببتُ النَّدى إنْ قيل يَا عمرُ) وَقَوله (كلمَّا زدتمُ جَفا ... زادَ قلبِي تلهُّفا) (جَار فِي يومِ بينِكم ... حاكمٌ مَا توفَّقا) وَقَوله (يَا مَالِكًا رِقِّي برقَّة خدِّه ... ومُعذِّبي دون الأنامِ بصدِّهِ) (ومكذِّبي وَأَنا الصَّدوقُ وهاجري ... وَأَنا المَشوقُ ومانِعي من رِفدهِ) (أشتاقهُ وَأَنا الجريحُ بلحظهِ ... وأحبُّه وَأَنا الطعينُ بقدِّهِ) وَقَوله (آهِ من قومٍ بُليتُ بهم ... أدمُعي من بعدهمْ تَكِفُ) (عرفُوا أنِّي أُحبُّهُمُ ... وبلائي بِالَّذِي عرفُوا) وَقَوله (نعمَ الأراكُ بِمَا حوتهُ شفاهها ... يَا لَيْتَني أصبحتُ عودَ أراكِ) (سَعِدَت بكم تِلْكَ البقاعُ وأهلُها ... مَن لي بأنْ أحتلَّها وأراكِ) وَقَوله (إِذا أدلَّت أذلَّت قلبَ عاشقها ... مَا أطيبَ الحبَّ إدلالاً وإذلالا) (ترنَّحتْ بنسيمِ العتبِ مائلةً ... لَو لم يكنْ قدُّها غُصناً لمَا مَالا)

أبو زيد النحوي

وَقَوله) (يَا بَائِنا أبان عَن ... عَيْني لذيذَ الوسنِ) (وَيَا مريضَ المقلةِ ال ... كحلاءِ كم تُمرِضُني) (لَهْفي على الظَّلم الَّذِي ... بِمَنْعه يظلمني) (يجني عليَّ خدُّهُ ... بِمَنْعه الوردَ الجَني) وَقَوله (قد فازَ من أصبح يَا هَذِه ... وذنبُه وصلُك يومَ الحسابْ) (كأَنَّكِ الجنَّةُ مَن حَلَّها ... نَالَ أَمَانًا من أليمِ العذابْ) وَقَوله (قلبِي وَإِن عذَّبوه لَيْسَ ينقلبُ ... عَن حبِّ قومٍ مَتى مَا عذَّبوا عَذُبوا) (راضٍ إِذا سَخِطوا دانٍ إِذا شَحَطوا ... هُمُ المنى لي إنْ شطُّوا وَإِن قَرُبوا) 3 - (أَبُو زيد النَّحوي) عمر بن شبَّة بن عَبيدَة بن رَيطة أَبُو زيد الْبَصْرِيّ مولى بني نُمير وَاسم شبَّة زيدٌ وإِنَّما سمِّي شبَّة لأنَّ أمَّه كَانَت ترقِّصه وَتقول (يَا بِأبي وشبَّا ... وعاش حتَّى دبَّا) شَيخا كَبِيرا خَبَّا توفّي عمر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بسامرَّاء وَبلغ من الْعُمر تسعين سنة وَكَانَ راوية للْأَخْبَار عَالما بالآثار أديباً فَقِيها صَدُوقًا وَله من التصانيف كتاب الْكُوفَة كتاب الْبَصْرَة كتاب أُمَرَاء الْمَدِينَة كتاب أُمَرَاء مَكَّة كتاب السُّلْطَان كتاب مقتل عُثْمَان كتاب الكتَّاب كتاب الشّعْر وَالشعرَاء كتاب الأغاني كتاب التَّارِيخ كتاب أَخْبَار الْمَنْصُور كتاب أَخْبَار إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ابْني عبد الله بن حسن كتاب أشعار الشُّراة كتاب النَّسب كتاب أَخْبَار بني

المسلي

نُمير كتاب مَا يستعجم النَّاس فِيهِ من الْقُرْآن كتاب الِاسْتِعَانَة بالشعر وَمَا جَاءَ فِي اللُّغَات كتاب الاستعظام كتاب النَّحْو وَمن كَانَ يلحن من النحويِّين كتاب طَبَقَات الشُّعَرَاء وَلأبي زيد ابنٌ اسْمه أَبُو طَاهِر أَحْمد وَكَانَ شَاعِرًا مجيداً اعتُبط قبل أَن يبلغ بُلُوغ الْمَشْهُورين مَاتَ بعد أَبِيه بِعشر سِنِين وَقد مرَّ ذكره فِي الأحمدين فِي مَكَانَهُ) وَقد وثَّق أَبَا زيد الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وروى عَنهُ ابنُ ماجة وَابْن صاعد وَكَانَ عَالما بالسِّيَر والمغازي وَالْأَخْبَار وروى الْقِرَاءَة عَن ابْن جَبَلَة بن مَالك عَن المفضَّل عَن عَاصِم بن أبي النُّجود وَسمع الْحُرُوف من مَحْبُوب بن الْحسن وروى عَن عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ وَعَمْرو بن عَليّ وروى الْقِرَاءَة عَن عبد الله بن سُلَيْمَان وَعبد الله ابْن عَمْرو الورَّاق وَأحمد بن فَرح وَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بن الْجَارُود وسُئل عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ فَقَالَ صَدُوق وَهُوَ الْقَائِل لِلْحسنِ بن مخلد (ضاعتْ لديك حقوقٌ واستهنتَ بهَا ... والحُرُّ يألم من هَذَا ويمتعضُ) (إنِّي سأشكر نُعمى منكَ سالفةً ... وَإِن تَخَوَّنها من حادثٍ عَرَضُ) 3 - (المُسلي) عمر بن شبيب المُسلي قَالَ ابْن مَعين لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَالح الحَدِيث وَقَالَ النَّسائي لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ ابْن حِبَّان كَانَ صَدُوقًا ولكنَّه يُخطئ كثيرا على قلّة رِوَايَته توفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ ابْن ماجة 3 - (المَغازلي الْمُقْرِئ) عمر بن ظَفَر بن أَحْمد الشَّيْبَانِيّ أَبُو حَفْص المَغازلي الْمُقْرِئ البغداذي قَرَأَ بالروايات الْكَثِيرَة على الْمَشَايِخ وَسمع الْكثير وَأكْثر عَن المتأخّرين وَكتب بخطِّه كثيرا وحدَّث بِأَكْثَرَ مسموعاته وروى عَنهُ أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ وَأحمد ابْن سُكينة ويوسف بن الْمُبَارك الخفَّاف وَغَيرهم

المالكي الأندلسي

مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة ووفاته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَكَانَ صَالحا فَاضلا 3 - (الْمَالِكِي الأندلسي) عمر بن عَبادل أَبُو حَفْص الرُّعيني الأندلسي من كورة ريَّة أحد الزُّهَّاد المتبتِّلين وَالْعُلَمَاء الراسخين كَانَ بَصيرًا بِمذهب مَالك إِمَامًا متواضعاً يحرث ويحتطب ويمتهن نَفسه توفِّي سنة ثمانٍ وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة صحب الْفَقِيه مُعَوِّذاً الزَّاهِد 3 - (عمر بن عبد الله) 3 - (الدبَّاس البغداذي الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ) عمر بن عبد الله بن أبي السَّعادات أَبُو الْقَاسِم بن أبي بكر الدبَّاس أَخُو مُحَمَّد وَعلي كَانَ أسنّ مِنْهُمَا وَكَانَ حنبليًّا ثمَّ صَار شافعيًّا أشعرياً وَسكن النظامية ببغداذ وبرع فِي النَّحْو واللغة وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الشُّيُوخ وَكتب بخطِّه قَالَ نحبُّ الدّين بن النجَّار وَسَمعنَا بقرَاءَته وَسمع من أبي الْفَتْح بن شاتيل وَأبي السَّعادات بن زُريق وَأبي الْفرج بن كُليب وَكتب كثيرا من النَّحْو واللغة وَالْأُصُول وَكَانَ ذكيًّا ألمعيًّا ذَا فكرة جَيِّدَة وَإِدْرَاك صَحِيح وَكَانَ من أظرف الشَّبَاب وأجملهم وَأَحْسَنهمْ لباساً وزيًّا وألطفهم خلقا وَعشرَة وتولَّى الإشراف على كتب النظاميَّة ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وأدركه أَجله سنة إِحْدَى وست مائَة قَالَ محبُّ الدّين بن النجَّار ورأيتُه فِي الْمَنَام بعد مَوته بِخَمْسَة عشر يَوْمًا وَهُوَ فرحان فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ الْآن خرجتُ من السجْن 3 - (ابْن أبي ربيعَة المَخْزُومِي) عمر بن عبد الله بن أبي ربيعَة بن الْمُغيرَة بن عبد الله

بن عمر بن مَخْزُوم بن يقظة بن مُرَّة الْقرشِي المَخْزُومِي الشَّاعِر أَبُو الخطَّاب الْمَشْهُور كَانَ كثير الْغَزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة وَله فِي ذَلِك حكاياتٌ مَشْهُورَة مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني لأبي الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيره وَكَانَ يتغزَّل فِي شعره بالثُّريَّا ابْنة عَليّ بن عبد الله بن الْحَارِث بن أُميَّة الْأَصْغَر بن عبد شمس بن عبد منَاف الأمويَّة قَالَ السُّهيلي هِيَ الثريا ابْنة عبد الله وَلم يذكر عليًّا ثمَّ قَالَ وقُتَيْلَة ابْنة النَّضر جَدَّتها لأنَّها كَانَت تَحت الْحَارِث بن أُميَّة وَقد تقدَّم ذكر الثريا فِي حرف الثَّاء فِي مَكَانَهُ وَفد عمر على عبد الْملك بن مَرْوَان وامتدحه فوصله بِمَال عَظِيم لشرفه وبلاغة نظمه قيل إنَّه ولد فِي زمن عمر رَضِي الله عَنهُ حدَّث عَن سعيد بن المسيَّب وروى الْأَصْمَعِي عَن صَالح بن أسلم قَالَ قَالَ عمر بن أبي ربيعَة إنِّي قد أنشدت من الشّعْر مَا بلغك وربِّ هَذِه البَنِيَّة مَا حللت إزَارِي على فرجٍ حرامٍ قطّ قَالَ ابْن خلِّكان وِلَادَته فِي اللَّيْلَة الَّتِي قُتل فِيهَا عمر رَضِي الله عَنهُ وَهِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين) لِلْهِجْرَةِ وغزا فِي الْبَحْر فأحرقوا السَّفِينَة فَاحْتَرَقَ فِي حُدُود سنة ثَلَاث وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين توفّي فِي حُدُود الْعشْرَة بعد الْمِائَة وَمن شعره (حَيِّ طيفاً من الأحبَّةِ زارا ... بَعْدَمَا صرَّع الْكرَى السُّمَّارا) (طَارِقًا فِي الْمَنَام تَحت دجى اللي ... لِ ضنيناً بِأَن يزور نَهَارا) (قلتُ مَا بالنا جُفينا وكنَّا ... قبل ذَاك الأسماعَ والأبصارا) (قَالَ إنَّا كَمَا عهدتَ ولكنْ ... شَغَلَ الحَلْيُ أهلَه أَن يُعارا) وَمِنْه (أَمن آل نُعْمٍ أَنْت غادٍ فمُبْكِرُ ... غداةَ غدٍ أم رائحٌ فمُهَجِّرُ) (بحاجة نفسٍ لم تقل فِي جوابها ... فتُبلغَ عُذراً والمقالَةُ تعذِرُ) (تهيمُ إِلَى نُعمٍ فَلَا الشملُ جامعٌ ... وَلَا الحبلُ موصولٌ وَلَا الْقلب يقدرُ) (وَلَا قرب نُعمٍ إِن دنتْ لَك نافعٌ ... وَلَا نأيُها يُسلي وَلَا أَنْت تصبرُ) (وَأُخْرَى أَتَت من دون نعمٍ ومثلُها ... نهى ذَا النهى لَو ترعوي أوتفكّرُ) (إِذا زرت نعما لم يزل ذُو قرَابَة ... لَهَا كلَّما لاقيته يتنمر)

(عزيزٌ عَلَيْهِ أَن يلمَّ ببيتها ... يُسِرُّ ليَ الشَّحناءَ للبغض مُظهرُ) (ألِكْني إِلَيْهَا بِالسَّلَامِ فإنَّه ... يُشهِّر إلمامي بهَا وينكَّرُ) (على أنَّها قَالَت غداةَ لقيتُها ... بمدفعِ أكنانٍ أَهَذا المُسهَّرُ) (قفي فانظري أسماءُ هَل تعرفينه ... أَهَذا المُغيريُّ الَّذِي كَانَ يُذكرُ) (أَهَذا الَّذِي أطريتِ نعتاً فَلم أكن ... وعيشكِ أنساه لَدَى يومِ أُقبرُ) (فَقَالَت نعم لَا شكَّ غيَّر لَونه ... سُرى الليلِ حتَّى نصَّه والتهجُّرُ) (لَئِن كَانَ إيَّاه لقد حَال بعدَنا ... عَن الْعَهْد والإنسانُ قد يتغيَّرُ) (رأتْ رجلا أمَّا إِذا الشَّمْس عارضتْ ... فيضحى وأمَّا بالعشيِّ فيحضرُ) (أَخا سفرٍ جوَّاب أرضٍ تقاذفتْ ... بِهِ فَلَواتٌ فَهُوَ أشعثُ أغبرُ) (قليلٌ على ظهر المطيَّةِ ظلُّه ... سوى مَا نفى عَنهُ الرداءُ المحبَّرُ) (وأعجبَها من عيشها ظلُّ غُرفةٍ ... وريَّانُ ملتفُّ الحدائق أخضرُ) ) (ووالٍ كفاها كلَّ شيءٍ يهمُّها ... فليستْ لشيءٍ آخرَ الليلِ تسهرُ) (وَلَيْلَة ذِي دَوْرانَ جشَّمني السُّرى ... وَقد يَجشمُ الهولَ المحبُّ المغَرَّرُ) (فبتُّ رقيباً للرفاق على شفاً ... أراقبُ مِنْهُم من يطوف وأنظرُ) (إِلَيْهِم مَتى يستأخذ النومُ فيهمُ ... ولي مجلسٌ لَوْلَا اللُّبانةُ أوعرُ) (وباتتْ قَلُوصي بالعراء ورحلُها ... لطارق ليلٍ أَو لمن جَاءَ مُعْوِرُ) (وبتُّ أُناجي النفسَ أَيْن خِباؤها ... وأنَّى لما آتِي من الأمرِ مصدرُ) (فدلَّ عَلَيْهَا النفسَ ريَّا عرفتُها ... بِهِ وَهوى الحبِّ الَّذِي كَانَ يُضمرُ) (فلمَّا فقدتُ الصوتَ مِنْهُم وأُطفئتْ ... مصابيحُ شُبَّتْ بالعِشاءِ وأَنوُرُ) (وَغَابَ قُمَيْرٌ كنتُ أَرْجُو غيوبَه ... وروَّح رعيانٌ ونوَّمَ سُمَّرُ) (وخُفِّضَ عنِّي الصوتُ أقبلتُ مِشيةَ ال ... حُبابِ ورُكني خيفةَ القومِ أَزْوَرُ) (فحيَّيتُ إذْ فاجأتُها فتوهَّلتْ ... وكادتْ بمرجوعِ التحيَّةِ تَجهرُ) (فلمَّا كشفتُ السترَ قَالَت فضحتَني ... وأنتَ امرؤٌ ميسورُ أَمرك أعسرُ) (أريتك إذْ هُنَّا ألم تخفْ ... رقيباً وحولي من عدوِّكَ حُضَّرُ) (فوَاللَّه مَا أَدْرِي أتعجيل حاجةٍ ... سرتْ بك أم قد نَام من كنتَ تحذرُ)

(فقلتُ لَهَا بل قادني الشوق والهوى ... إِلَيْك وَمَا نفسٌ من النَّاس تشعرُ) (فقالتْ وَقد لانتْ وأَفرَخَ روعُها ... كَلاكَ بحفظٍ ربُّك المتكبِّرُ) (فَأَنت أَبَا الخطَّابِ غيرَ مُنازعٍ ... عليَّ أميرٌ مَا مكنتَ مُؤمَّرُ) (فيا لَك من ليلٍ تقاصرَ دونه ... وَمَا كَانَ ليلِي قبل ذَلِك يَقصرُ) (وَيَا لَك من ملهًى هُنَاكَ ومجلسٍ ... لنا لم يكدِّرهُ علينا مُكدِّرُ) (يمُجُّ ذكيَّ المسكِ مِنْهَا مُفَلَّجٌ ... نقيَّ الثنايا ذُو غروبٍ مؤشَّرُ) (يرفُّ إِذا تفترُّ عَنهُ كأَنَّه ... حَصى بَرَدٍ أَو أُقحوانٌ منوِّرُ) (وترنو بعينيها إليَّ كَمَا رنا ... إِلَى ظبيةٍ وسطَ الخميلةِ جؤذَرُ) (فلمَّا تقضَّى الليلُ إلاَّ أقلَّه ... وكادت هوادي نجمه تتغوَّرُ) (أشارتْ بأنَّ الحيَّ قد حَان منهمُ ... هبوبٌ ولكنْ موعدٌ لَك عَزْوَرُ) (فَمَا راعني إلاَّ منادٍ تحمَّلوا ... وَقد لَاحَ معروفٌ من الصبحِ أشقرُ) ) (فلمَّا رأتْ من قد تنوَّرَ منهمُ ... وأيقاظَهم قَالَت أشِرْ كَيفَ تأمُرُ) (فَقلت أُناديهم فإمَّا أفوتُهم ... وإمَّا ينالُ السيفُ ثأراً فيثأرُ) (فقالتْ أتحقيقٌ لما قَالَ كاشحٌ ... علينا وتصديقٌ لما كَانَ يُؤثرُ) (فإنْ كَانَ لَا بدَّ مِنْهُ فَغَيره ... من الأمرِ أدنى للخفاءِ وأسترُ) (أقصُّ على أختيَّ بَدْء حديثنا ... وَمَا ليَ من أَن يعلمَا متأخَّرُ) (لعلَّهما أَن يبغيا لَك مخرجا ... وَأَن يَرْحبا سرباً بِمَا كنتُ أحصَرُ) (فقامتْ كئيباً لَيْسَ فِي وَجههَا دمٌ ... من الْحزن تُذري عِبْرَة تتحدَّرُ) (فَقَالَت لأختيها أَعينا على فَتى ... أَتَى زَائِرًا والأمرُ للأمرِ يُقْدَرُ) (فأقبلتا فارتاعتا ثمَّ قَالَتَا ... أقلِّي عَلَيْك اللوم فالخطب أيسرُ) (يقوم فَيَمْشِي بَيْننَا متنكِّراً ... فَلَا سرُّنا يفشو وَلَا هُوَ يظهرُ) (وَكَانَ مِجَنّي دون من كنت أتَّقي ... ثلاثُ شخوصٍ كاعبان ومُعْصِرُ) (فلمَّا أجزنا ساحةَ الحيِّ قُلنَ لي ... أَلا تتَّقي الأعداءَ والليلُ مقمرُ) (وقلن أَهَذا دأبكَ الدهرَ سادِراً ... أما تَسْتَحي أَو ترعوي أَو تفكِّرُ) (إِذا جئتَ فامنحْ طرفَ عينكَ غيرَنا ... لكَي يحسبوا أَن الهَوَى حَيْثُ تنظرُ)

(على أنِّني قد قلتُ يَا نعمُ قولةً ... لنا والعِتاقُ الأرْحَبِيَّةُ تزجَرُ) (هَنِيئًا لبعلِ العامريَّةِ نشرُها الل ... ذيذُ وريَّاها الَّذِي أتذكَّرُ) (وقمتُ إِلَى حرفٍ تحوَّر نيَّها ... سُرى الليلِ حتَّى لحمُها مُتحسِّرُ) (وحبسي على الْحَاجَات حتَّى كأَنَّما ... بليَّةُ لوحٍ أَو سِحارٌ مُؤبَّرُ) (وماءٍ بمَوماةٍ قليلٌ أنيسهُ ... بسابسَ لم يحدُثْ بهَا الصيفَ محضَرُ) (بِهِ مُبتنًى للعنكبوتِ كأنَّه ... على طرفِ الأرجاءِ خامٌ منشَّرُ) (وردتُ وَمَا أَدْرِي أما بعدَ موردي ... من الليلِ أم مَا قد مضى مِنْهُ أكثرُ) (وطافتْ بِهِ معلاة أرضٍ تخالها ... إِذا التفتتْ مَجْنُونَة حِين تنظرُ) (يُنازعني حرصاً على الماءِ رأسُها ... وَمن دون مَا تهوى قَليبٌ مُغَوَّرُ) (محاوِلةً للوِردِ لَوْلَا زمامها ... وجذبي لَهَا كادتْ مرَارًا تكسَّرُ) (فلمَّا رأيتُ الصبرَ منِّي وأنَّني ... ببلدةِ قفرٍ لَيْسَ فِيهَا معصَّرُ) ) (قصرتُ لَهَا من جانبِ الحوضِ مُنشأٌ ... صَغِيرا كقيد الشبرِ أَو هُوَ أصغرُ) (إِذا شرعتْ فِيهِ فَلَيْسَ لملتقى ... مشافرها مِنْهُ قِدَى الكفِّ مُسْأرُ) (وَلَا دَلْوَ إلاَّ القعبُ كَانَ رشاءهُ ... إِلَى المَاء نسعٌ والجديلُ المُضَفَّرُ) (فسافَتْ وَمَا عافتْ وَمَا صدَّ شربَها ... عَن الريِّ مطروقٌ من الماءِ أكدرُ) وَمِنْه (بنفسيَ من شفَّني حبُّهُ ... وَمن حُبُّهُ باطنٌ طاهرُ) (وَمن لستُ أصبرُ عَن ذكره ... وَلَا هُوَ عَن ذِكرنا صابرُ) (وَمَا إنْ ذُكرنا جرى دمعهُ ... ودمعي لَدَى ذكره مائرُ) (ومَن أعرف الودَّ فِي وجههِ ... وَيعرف وُدِّي لَهُ الناظرُ) وَقَالَ فِي نُعْمٍ من أَبْيَات (فلمَّا الْتَقَيْنَا سلَّمتْ وتبسَّمتْ ... وقالتْ مقالَ المُعرضِ المتجنِّبِ) (أَمن أجلِ واشٍ كاشحٍ بنميمةٍ ... مَشى بَيْننَا صدَّقتهُ لم تكذب)

(قطعتَ وصالَ الحبلِ مِنْهَا وَمن يُطعْ ... بِذِي ودِّهِ قولَ المحرِّش يُعتبِ) (فَبَاتَ وِسادي معصمٌ من مخضَّبٍ ... حديثةِ عهدٍ لم تُكدَّر بمشربِ) (إِذا ملتُ مالتْ كالكثيب رخيمةً ... منعَّمةً حُسَّانةَ المتجَلبَبِ) قيل إنَّ عمر بلغه يَوْمًا أنَّ نعما اغْتَسَلت فِي غَدِير مَاء فَنزل عَلَيْهِ فَلم يزل يشرب مِنْهُ حتَّى نضب قيل مَا دخل على الْعَوَاتِق أضرُّ من شعر عمر وَكَاد حمَّاد الراوية يُسمِّي شعره الفستقَ المقشَّر وَسمع الفرزدق شَيْئا من شعره فَقَالَ هَذَا الَّذِي كَانَت الشُّعَرَاء تطلبه فأخطأتْه ويل إنَّه عَاشَ ثَمَانِينَ سنة فتكَ أَرْبَعِينَ سنة ونسكَ أَرْبَعِينَ سنة وَمن شعره (جرى ناصحٌ بالودِّ بيني وَبَينهَا ... فقرَّبني يَوْم الحِصاب إِلَى قَتْلِي) (فطارتْ بحدٍّ من سهامي وقرَّبتْ ... قريبتُها حبلَ الصفاءِ إِلَى حبلي) (فلمَّا توافقنا عرفتُ الَّذِي بهَا ... كَمثل الَّذِي بِي حذوَك النعلَ بالنعلِ) (فقلنَ لَهَا هَذَا عِشاءٌ وأهلُنا ... قريبٌ ألمَّا تسأمي مركَبَ البغلِ) (فَقَالَت فَمَا شئتنَّ قُلْنَ لَهَا انزلي ... فلَلأرضُ خيرٌ من وقوفٍ على رجلِ) ) (نجومٌ دراريٌّ تكنَّفنَ صُورَة ... من البدرِ قُبٌّ غيرُ عُوجٍ وَلَا ثُجْلِ) (فسلَّمتُ واستأنستُ خِيفةَ أَن يرى ... عدوٌّ مقَامي أَو يرى كاشحٌ فعلي) (فقالتْ وأرختْ جانبَ السِّترِ إنَّما ... معي فتكلَّمْ غيرَ ذِي رِقْبَةٍ أَهلِي) (فقلتُ لَهَا مَا بِي لَهُم من ترقُّبٍ ... ولكنَّ سرِّي لَيْسَ يحملهُ مثلي) (فلمَّا اقتصرْنا دونهنَّ حديثَنا ... وهنَّ طبيباتٌ بحاجة ذِي الثُّكلِ) (عرفنَ الَّذِي نهوى فَقُلْنَ ائذَني لنا ... نَطُفْ سَاعَة فِي بَرْدِ ليلٍ وَفِي سهلِ) (فَقَالَت فَلَا تلبثنَ قُلْنَ تحدَّثي ... أتيناكِ وانَسَبْنَ انسيابَ مها الرملِ) (وقُمنَ وَقد أفهمنَ ذَا اللبِّ أنَّما ... أتينَ الَّذِي يأتينَ ذَلِك من أَجلي) وَمِنْه (ولمَّا توافقنا وسلَّمتُ أشرقتْ ... وجوهٌ زهاها الحسنُ أنْ تتقنَّعا)

ابن أبي سلمة الصحابي

(تبالَهْنَ بالعِرْفان لمَّا عرفْنَني ... وقلنَ امرؤٌ باغٍ أَكَلَّ وأَوضعا) 3 - (ابْن أبي سَلمَة الصَّحَابِيّ) عمر بن عبد الله أبي سَلَمَة أَبُو حَفْص ربيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة ولد بِالْحَبَشَةِ وَهُوَ آخر من مَاتَ من الصَّحَابَة من بني مَخْزُوم قيل توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَقيل فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْمدنِي) عمر بن عبد الله الْمدنِي مولى غُفرة أدْرك ابْن عَبَّاس وحدَّث عَنهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فَمَا أَدْرِي سَمَاعا أم لَا وَله رِوَايَة عَن أنس بن مَالك وَسَعِيد بن المسيَّب وَأبي الْأسود الدُّؤلي وَمُحَمّد بن كَعْب قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَيْسَ لَهُ بأسٌ لكنَّ أَكثر حَدِيثه مَرَاسِيل وَقَالَ مَعين وَغَيره ضَعِيف توفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ 3 - (قَاضِي الْقُضَاة السُّبكي الْمَالِكِي) عمر بن عبد الله بن صَالح بن عِيسَى الإِمَام شرف الدّين قَاضِي الْقُضَاة أَبُو حَفْص السُّبكي الْمَالِكِي ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع وَسِتِّينَ وست مائَة تفقَّه على الإِمَام أبي الْحسن الْمَقْدِسِي الْحَافِظ

قاضي القضاة الحنبلي

وَصَحبه وَولي الْحِسْبَة مدَّةً بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي الْقَضَاء لم ا) 3 - (قَاضِي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ) عمر بن عبد الله بن عمر بن عِوَض قَاضِي الْقُضَاة عزّ الدّين أَبُو حَفْص الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وتوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة سمع من جَعْفَر الْهَمدَانِي والضياء مُحَمَّد وَحضر ابْن اللَّتِّي وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَسمع من ابْن رَواج وسِبْط السِّلفي وتفقَّه بهَا على شمس الدّين بن الْعِمَاد وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرَّس وَكَانَ متثبِّتاً فِي الْأَحْكَام وَكَانَ أَبيض الرَّأْس واللحية سميناً تامَّ الشكل كاملَ الْعقل 3 - (تَقِيّ الدّين بن شُقَير الْحَنْبَلِيّ) عمر بن عبد الله بن عبد الْأَحَد بن شُقَير تقيّ الدّين أَبُو حَفْص الحرَّاني الْحَنْبَلِيّ شيخٌ فاضلٌ دَيِّنٌ مشهورٌ سمع الْكثير بِنَفسِهِ وَدَار على الْمَشَايِخ وَسمع من الْقَاسِم الإربِلي وَالْفَخْر عَليّ وَزَيْنَب وَخلق وَنسخ بعض الْأَجْزَاء وروى الصَّحِيحَيْنِ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وسمعتُ مِنْهُ وتوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة 3 - (القَاضِي إِمَام الدّين) عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة إِمَام الدّين أَبُو الْمَعَالِي الْقزْوِينِي الشَّافِعِي قَاضِي الشَّام ابْن القَاضِي سعد الدّين ابْن القَاضِي إِمَام الدّين وَهُوَ أَخُو قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي وَقد تقدَّم ذكره فِي المحمدين ولد إِمَام الدّين الْمَذْكُور بتبريز سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة توفّي رَحمَه الله بِالْقَاهِرَةِ

نور الدين الطالقاني الحنفي

سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة واشتغل فِي الْعَجم وَالروم وَقدم دمشق فِي الدولة الأشرفيَّة هُوَ وَأَخُوهُ جلال الدّين فأُكرم مورده لرئاسته وفضله وَعلمه وَكَانَ تامَّ الشكل مسمَّناً وسيماً جميلاً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً فَاضلا عَاقِلا درَّس بِدِمَشْق بعدّة مدارس ووليَ الْقَضَاء سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة وصُرف القَاضِي بدر الدّين فَأحْسن السِّيرَة فِي النَّاس وداراهم وساس الْأُمُور ولمَّا بلغه خبر الْهَزِيمَة ركب وانجفل إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا جُمُعَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى وشيَّعه خلقٌ كثير وصُلِّي عَلَيْهِ) بِدِمَشْق غَائِبا بعد مدَّة 3 - (نور الدّين الطَّالقاني الْحَنَفِيّ) عمر بن عبد الرَّحْمَن بن جِبْرِيل الشَّيْخ نور الدّين الطَّالقاني الْحَنَفِيّ كَانَ إِمَامًا فِي الْمَذْهَب عَارِفًا بأصوله لَهُ معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ وَفِيه زهد وَانْقِطَاع توفِّي سنة تسعين وست مائَة 3 - (أَبُو الحكم الكِرماني) عمر بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ الكِرماني القُرطبي أحد تلاميذ أبي الْقَاسِم المَجريطي كَانَ أحد الراسخين فِي علم الْعدَد والهندسة قَالَ القَاضِي صاعد أَخْبرنِي تِلْمِيذه الْحُسَيْن بن مُحَمَّد المهندس المنجِّم عَن الكِرماني أنَّه مَا لَقِي أحدا يجاريه فِي علم الهندسة وفكِّ غوامضها وَاسْتِيفَاء أَجْزَائِهَا رَحل إِلَى الْمشرق وانْتهى إِلَى حرَّان وعُني بِطَلَب الهندسة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأندلس واستوطن سَرَقُسْطة وجلب مَعَه رسائل إخْوَان الصَّفا وَلَا يُعلم أحدٌ أدخلها إِلَى الأندلس قبله وَله عنايةٌ بالطبّ ومجرَّباتٌ فاضلة فِيهِ ونفوذ مَشْهُورَة فِي الكي وَالْقطع والشقّ والبطّ وَلم يكن بَصيرًا بالْمَنْطق وَلَا بِعلم النُّجُوم وتوفِّي بسرقسطة سنة ثمانٍ وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَقد بلغ تسعين سنة 3 - (عماد الدّين خطيب الْقُدس) عمر بن عبد الرَّحِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم الزُّهري الشَّافِعِي عماد الدّين قَاضِي الْقُدس وخطيبه كَانَ يخْطب وَيقْرَأ الْفَاتِحَة قِرَاءَة عَجِيبَة من التبديل

عمر بن عبد العزيز

وَكَانَ فَخر الدّين ناظرُ الْجَيْش يعتني بِهِ فَجمع لَهُ بَين الْقَضَاء والخطابة وَأقَام بالخطابة زَمَانا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة 3 - (عمر بن عبد الْعَزِيز) 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ) عمر بن عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو حَفْص الْأمَوِي رَضِي الله عَنهُ ولد بِالْمَدِينَةِ سنة ستسن لِلْهِجْرَةِ عَام توفّي مُعَاوِيَة أَو بعده بِسنة أمه أم عَاصِم بنت عَاصِم بن عمر بن الخطَّاب روى عَن أَبِيه وَأنس وَعبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب وَابْن قارِظ ويوسف بن عبد الله بن سَلام وَسَعِيد بن المسيَّب وَعُرْوَة بن الزُّبير وَأبي بكر ابْن عبد الرَّحْمَن وَالربيع بن سُبْرَة وَطَائِفَة وَكَانَ أَبيض رَقِيق الْوَجْه جميلاً نحيف الْجِسْم حسن اللِّحْيَة غائر الْعين بجبهته أثر حافر دابَّة وَلذَلِك سمِّي أشجّ بني أميَّة وخطه الشيب قيل إنَّ أَبَاهُ لمَّا ضربه الْفرس وأدماه جعل أَبوهُ يمسح الدَّم وَيَقُول إِن كنتَ أشجَّ بني مَرْوَان إنَّك لسَعِيد رَوَاهُ ضَمرة عَنهُ بَعثه أَبوهُ إِلَى مصر يتأدَّب بهَا كَانَ يخْتَلف إِلَى عبد الله بن عُبيد الله يسمع مِنْهُ الْعلم فَبَلغهُ أَن عمر ينتقص عليًّا رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ لَهُ مَتى بلغك أنَّ الله سخط على أهل بدر بعد أَن رَضِي عَنْهُم ففهم وَقَالَ معذرةً إِلَى الله وَإِلَيْك لَا أَعُود

ولمَّا مَاتَ أَبُو عبد الْعَزِيز طلب عبد الْملك بن مَرْوَان عمر إِلَى دمشق وزوَّجه بابنته فَاطِمَة وَكَانَ قبل الإمْرَة يُبَالغ فِي التنعُّم ويُفرط فِي الاختيال فِي المِشية قَالَ أنس رَضِي الله عَنهُ مَا صلَّيتُ وَرَاء إمامٍ أشبهَ برَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم من هَذَا الْفَتى يَعْنِي عمر بن عبد الْعَزِيز وَقَالَ زيد بن أسلم كَانَ يتمّ الرُّكُوع وَالسُّجُود ويخفِّف الْقيام وَالْقعُود سُئِلَ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن عمر فَقَالَ هُوَ نجيب بني أميَّة وإنَّه يُبعث يَوْم الْقيام أمة وَحده وَقَالَ عَمْرو بن مَيْمُون بن مِهران عَن أَبِيه كَانَت الْعلمَاء مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز تلامذة وَقَالَ نَافِع بلغنَا عَن عمر أَنه قَالَ إنَّ من وَلَدي رجلا بِوَجْهِهِ شَيْنٌ يَلِي فَيمْلَأ الأَرْض عدلا قَالَ نَافِع فَلَا أَحْسبهُ إلاَّ عمر بن عبد الْعَزِيز ولمَّا طلب للخلافة كَانَ فِي الْمَسْجِد فسلَّموا عَلَيْهِ بالخلافة فعُقر بِهِ فَلم يسْتَطع النهوض حتَّى أُخذ بضبعَيه فأصعدوه الْمِنْبَر فَجَلَسَ طَويلا لَا) يتكلَّم فلمَّا رَآهُمْ جالسين قَالَ أَلا تقومون إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ فتبايعونه فنهضوا إِلَيْهِ فَبَايعُوهُ رجلا رجلا وروى حمَّاد بن زيد عَن أبي هَاشم أنَّ رجلا جَاءَ إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ لقد رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم أَبُو بكر عَن يَمِينه وَعمر عَن شِمَاله فَإِذا رجلَانِ يختصمان وَأَنت بَين يَدَيْهِ جَالس فَقَالَ لَك يَا عمر إِذا عملتَ فاعمل بِعَمَل هذَيْن لأبي بكر وَعمر فاستحلفه عمر بِاللَّه لرأيت هَذَا فَحلف لَهُ فَحلف لَهُ فَبكى وَقيل إنَّ عمرَ نَفسه الَّذِي رأى فِي الْمَنَام وَتُوفِّي عمر رَضِي الله عَنهُ بدير سمْعَان لعشرٍ بقينَ من شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَمِائَة سقَاهُ بَنو أميَّة السُّمَّ لمَّا شدَّد عَلَيْهِم وانتزع كثيرا مِمَّا فِي أَيْديهم وصلَّى عَلَيْهِ يزِيد بن عبد الْملك وَهُوَ ابْن تسع وَثَلَاثِينَ سنة وَسِتَّة أشهر وَكَانَت خِلَافَته سنتَيْن وَخَمْسَة أشهر وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا لأنَّه بُويع لَهُ يَوْم الْجُمُعَة لعشرٍ خلون من صفر سنة تسع وَتِسْعين بِعَهْد من سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَكَانَ يكْتب لَهُ لَيْث بن أبي رُقيَّة وَكتب لَهُ مُزاحم مَوْلَاهُ وَكَانَ يَحْجُبهُ حنس مَوْلَاهُ ومزاحم مَوْلَاهُ وَنقش خَاتمه عمر يُؤمن بِاللَّه وَهُوَ الَّذِي بنى الْجحْفَة وَاشْترى ملفيه من الرّوم بِمِائَة ألف أَسِير

ابن مازة البخاري الحنفي

وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَله ذكر فِي تَرْجَمَة يَعْقُوب بن دِينَار الْمَعْرُوف بالماجِشُون فليُطلب هُنَاكَ وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الْملك وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب ومُوسَى وَعبد الله وَعبد الْعَزِيز وَعبد الله الْأَصْغَر وَعَاصِم وريَّان وَمُحَمّد الْأَصْغَر وَيزِيد وَبكر وَإِبْرَاهِيم وآمنة وأمُّ عمار وَفِي عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ يَقُول الشريف الرضي (يَا ابنَ عبد الْعَزِيز لَو بكتِ العي ... نُ فَتى من أميَّةٍ لبكيتكْ) (غير أنِّي أَقُول إنَّك قد طِبْ ... تَ وَإِن لم يطبْ وَلم يزكُ بيتكْ) (أنتَ نزَّهتنا عَن السبِّ والقذ ... فِ فَلَو أمكن الجزءُ جزيتُكْ) (ولَوَ انِّي رَأَيْت قبرك لاستح ... ييتُ من أَن أُرى وَمَا حيَّيتكْ) (وقليلٌ أنْ لَو بذلتُ دِمَاء ال ... بُدْن صِرفاً على الذُّرى وسقيتُكْ) (ديرَ سمعانَ فِيك مأوى أبي حف ... صٍ فودِّي لَو أنَّني آويتكْ) (أَنْت بِالذكر بَين عَيْني وقلبي ... إنْ دانيتُ مِنْك أَو إنْ نأيتكْ) ) (وعجيبٌ أنِّي قَلَيْتُ بني مر ... وانَ طُرًّا وأنَّني مَا قليتكْ) (قَرُبَ العدلُ مِنْك لمَّا نأى الجو ... رُ بهم فاجتويتهم واجتبيتُكْ) (فلَوَ انَّي ملكتُ دفعا لما نَا ... بك من طَارق الردى لفديتُكْ) قلتُ وَالْفضل مَا شهِدت بِهِ الْأَعْدَاء 3 - (ابْن مازة البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ) عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مازة أَبُو حَفْص بن أبي المفاخر البُخَارِيّ علاّمة مَا وَرَاء النَّهر تفقَّه على وَالِده العلاّمة أبي المفاخر وبرع فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وَصَارَ شيخ الْعَصْر وتوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة

أبو حفص الشطرنجي

3 - (أَبُو حَفْص الشَّطرنجيّ) عمر بن عبد الْعَزِيز أَبُو حَفْص الشِّطرنجي مولى بني الْعَبَّاس كَانَ أَبوهُ أعجميًّا من موَالِي الْمَنْصُور وَنَشَأ عمر فِي دَار الْمهْدي وَمَعَ أَوْلَاد موَالِيه فَكَانَ كأحدهم وتأدَّب وَكَانَ مشغوفاً بلعب الشطرنج ولمَّا مَاتَ الْمهْدي انْقَطع إِلَى عُلَيَّة وَخرج مَعهَا لمَّا زُوِّجت وَعَاد مَعهَا لمَّا عَادَتْ إِلَى الْقصر وَكَانَ يَقُول لَهَا الْأَشْعَار فِي مَا تريده من الْأُمُور بَينهَا وَبَين إخوتها وَبني أَخِيهَا من الْخُلَفَاء فتنتحل بعض ذَلِك وتترك بعضه وَقَالَ مُحَمَّد بن الجهم الْبَرْمَكِي رأيتُ أَبَا حَفْص الشطرنجي فرأيتُ مِنْهُ إنْسَانا يُلهيك حُضُوره عَن كلِّ غَائِب وتسليك مُجَالَسَته عَن كل الهموم والمصائب قربه عُرْسٌ وَحَدِيثه أُنْسٌ وجدُّه لعبٌ ولعبُه جدٌّ دَيِّنٌ ماجنٌ إِن لبستَه على ظَاهِرَة لبستَه مَومُوقاً لَا تملّه وإنْ تتبَّعته لتنظرَ خبرته وقفتَ على مروءةٍ لَا تطور الْفَوَاحِش بجنباتها وَكَانَ مَا عَلمته أقلّ مَا فِيهِ الشّعْر وَهُوَ الَّذِي يَقُول (تجنَّبْ فإنَّ الحبَّ داعيةُ الحبِّ ... وَكم من بعيد الدَّار مستوجبُ القربِ) (إِذا لم يكن فِي الحبِّ سخطٌ وَلَا رضى ... فَأَيْنَ حلاواتُ الرسائل والكتبِ) (تفكَّر فإنْ حدِّثتَ أنَّ أَخا هوى ... نجا سالما فارجُ النجاةَ من الحُبِّ) (وأطيبُ أَيَّام الهَوَى يَوْمك الَّذِي ... تُروَّعُ بالهجران فِيهِ وبالعَتْبِ) وَمن شعره (وَقد حسدوني قربَ داريَ منكمُ ... وَكم من قريبِ الدارِ وَهُوَ بعيدُ) ) (دخولك من بَاب الهَوَى إِن أردته ... يسيرٌ ولكنَّ الخروجَ شديدُ) وَقَالَ لَهُ الرشيد يَوْمًا يَا حَبِيبِي لقد أَحْسَنت مَا شئتَ فِي بَيْتَيْنِ قلتهما فَقَالَ مَا هما يَا سَيِّدي فَمن شرفهما استحسانك فَقَالَ قَوْلك (لم ألقَ ذَا شجنٍ يبوح بحبِّه ... إلاَّ حسبتكَ ذَلِك المحبوبا) (حذرا عَلَيْك وإنَّني بك واثقٌ ... أَن لَا ينالَ سوايَ مِنْك نَصِيبا)

الطرابلسي المالكي

فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ليسَا لي هما للعبَّاس بن الْأَحْنَف فَقَالَ صدقك وَالله أعجبُ إليَّ وَلَك وَالله أحسن مِنْهُمَا حَيْثُ تَقول (إِذا سرَّها أمرٌ وَفِيه مساءتي ... قضيتُ لَهَا فِيمَا تُرِيدُ على نَفسِي) (وَمَا مرَّ يومٌ أرتجي فِيهِ رَاحَة ... فأذكره إلاَّ بكيتُ على أمسي) غضب الرشيد على عُلَيَّة بنت الْمهْدي فَأمرت أَبَا حَفْص الشطرنجي شاعرها بِأَن يَقُول شعرًا يعْتَذر فِيهِ عَنْهَا ويسأله الرضى عَنْهَا فَقَالَ (لَو كَانَ يمنعُ حسنُ الْفِعْل صَاحبه ... من أَن يكونَ لَهُ ذنبٌ إِلَى أحَدِ) (كَانَت عُلَيَّة أبرا الناسِ كلّهمُ ... من أَن تكافَى بسوءٍ آخِرَ الأبدِ) (مَا لي إِذا غبتُ لم أُذكرْ بواحدةٍ ... وإنْ سقمتُ فطال السقم لم أُعَدِ) (مَا أعجبَ الشيءَ ترجوه فتحرمه ... قد كنت أَحسب أَنِّي قد مَلَأت يَدي) فغنَّت فِيهِ عليَّة لحناً وألقته على جمَاعَة من جواري الرشيد فغنَّينه إيَّاه فِي أوَّل مجلسٍ جلس فِيهِ معهنَّ فطرب طَربا شَدِيدا وَسَأَلَ عَن الْقِصَّة فأخبرنَه بذلك فأحضر عليَّة وقبَّلت رَأسه واعتذرت وسألها إِعَادَة الصَّوْت فغنَّته فَبكى وَقَالَ لَا غضبتُ عليكِ مَا عشتُ أبدا 3 - (الطرابلسي الْمَالِكِي) عمر بن عبد الْعَزِيز بن عُبيد بن يُوسُف الطرابلسي الْمَالِكِي لقِيه السِّلفي وَأثْنى عَلَيْهِ قَالَ وَهُوَ الْقَائِل فِي كتب الغزَّالي (هذَّبَ المذهَبَ حَبْرٌ ... أحسن الله خَلاصَهْ) (بسيطٍ ووسيطٍ ... ووجيزٍ وخُلاصَهْ) وسافر إِلَى بغداذ وَمَات بهَا سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (الْوَزير فَخر الدّين بن الخليلي) ) عمر بن عبد الْعَزِيز بن الْحسن الصاحب فَخر الدّين بن الخليلي الدَّارِيّ توفِّي سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة عَن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة كَانَ وَالِده مجد الدّين من الصُّلحاء أَقَامَ بِمصْر وَحضر إِلَى دمشق وَكَانَ يلوذ ببني

قطب الدين المالكي المعمر

صَصْرَى وَتُوفِّي مجد الدّين سنة ثَمَانِينَ وست مائَة ثمَّ إنَّ وَلَده الصاحب فَخر الدّين لَاذَ ببني حِنَّا وَصَارَت لَهُ صورةٌ فِي الدول وتولَّى نظر الصُّحْبَة فِي أَيَّام الْمَنْصُور قَلاوون ووزرَ للْملك الصَّالح عَليّ بن الْمَنْصُور وتولَّى الوزارة أَيَّام الْعَادِل كَتْبُغا وَحضر صحبتَه إِلَى الشَّام سنة خمس وَتِسْعين وست مائَة وصُرف بعد ذَلِك وأُعيد إِلَى الوزارة ثمَّ صُرف عَنْهَا فِي الدولة الناصريَّة ثمَّ أُعيد إِلَى الوزارة ثمَّ صُرف ثمَّ توفّي رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم عيد الْفطر فِي التَّارِيخ المتقدِّم وَكَانَ يُكتب عَنهُ فِي التواقيع بِالْإِشَارَةِ الْعَالِيَة المولويَّة الصاحبيَّة الوزيريَّة الفخريَّة سيد الْعلمَاء والوزراء كتب إِلَيْهِ السرَّاج الورَّاق (عَسى خبرٌ من الإنجازِ شافٍ ... لمبتدأٍ من الوعدِ الجميلِ) (فَعلم النَّحْو دانَ لسيبويهٍ ... وَكَانَ الأَصْل فِيهِ مِنَ الخليلي) 3 - (قطب الدّين الْمَالِكِي المعمَّر) عمر بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن عَتيق الْفَقِيه المعمَّر قطب الدّين الرَّبَعي الْمَالِكِي المعدَّل روى عَن ابْن المُقَيِّر ومحيي الدّين بن الْجَوْزِيّ وتوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَسبع مائَة وَله سبع وَتسْعُونَ سنة 3 - (شمس الدّين بن المفضَّل الأُسواني الشَّافِعِي) عمر بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن المفضَّل القَاضِي شمس الدّين الفَرَضي الأُسواني كَانَ من الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء المعتبرين الرؤساء الْأَعْيَان الكرماء رَحل من أسوان إِلَى قُوص ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة للاشتغال وَأقَام بهَا سِنِين يشْتَغل على ابْن عبد السَّلَام وَقَرَأَ العقليات على الْأَفْضَل الخُونَجي وَكَانَت تَأتي إِلَيْهِ الْكتب من أَهله فَلَا يَقْرَأها حتَّى حصَّل مقصودَه من الْعلم وَكَانَ فَقِيها نحويًّا أديباً شَاعِرًا تولَّى الحكم بأسوان مدَّة ثمَّ عُزل وَأقَام بهَا وَكَانَ قد اسْتَدَانَ من شخص يُعرف بِابْن المزوِّق دينا لَهُ صُورَة فَحَضَرَ بِهِ شمس الدّين وشقَّ عَلَيْهِ نسبةُ ذَلِك إِلَيْهِ فطُلب إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَب ذَلِك وَقَامَ مَعَه الْعلمَاء والأعيان وبعَّدوا ذَلِك عَنهُ وتوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة ومولده بأسوان سنة اثْنَتَيْ عشرَة) وست مائَة وَمن شعره (إِن كنتَ تسْأَل عَن عِرضي فَلَا دنسٌ ... أَو كنتَ تسْأَل عَن حَالي فَلَا حالُ)

ابن هلال

(قد ضيَّع المجدَ مالٌ ضيَّعتْه يَدي ... مَا أضيعَ المجدَ إِن لم يحمِه المالُ) وَمِنْه (أصبح القلبُ سليما ... فِي هوى حُسن سَليمَهْ) (وَغدا الحبُّ مُقيما ... وسطَ قلبِي وصميمَهْ) (يَا ابنةَ العربِ صِليني ... أنتِ فِي الناسِ كريمَهْ) (لَا جزى اللهُ جميلاً ... كلَّ من ينسى قديمهْ) 3 - (ابْن هِلَال) عمر بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن هِلَال توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي حادي عشر شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَكَانَ قد سمع من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر والمؤمَّل بن مُحَمَّد البالِسي وَمُحَمّد بن عبد الْمُنعم بن القوَّاس وَغَيرهم وَأَجَازَ لي بخطِّه فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة بِدِمَشْق 3 - (أَبُو الفتيان الدِّهستاني الرُّؤاسي) عمر بن عبد الْكَرِيم بن سَعْدَوَيْه بن مهمَتْ أَبُو الفتيان الدِّهستاني الرُّؤاسي الْحَافِظ الرحَّال رَحل إِلَى خُرَاسَان وَالْعراق والحجاز وَالشَّام ومصر والسواحل كَانَ أحد الحُفَّاظ المبرّزين حسن السِّيرَة كتب مَا لَا يُوصف كَثْرَة وَدخل آخر عمره طوس وصحَّح الغزَّالي عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ وروى عَنهُ السِّلفي وتوفِّي سنة ثَلَاث وَخمْس مائَة 3 - (عمر بن عبد الْملك) 3 - (الرزَّاز الشَّافِعِي) عمر بن عبد الْملك بن عمر بن خلف بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْقَاسِم الرزَّاز البغداذي الشَّافِعِي شهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الدَّامغاني وقِبَلَهُ

بن النضير المذحجي

وَسمع من مُحَمَّد بن أَحْمد بن رِزقويْهِ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مَخلَد وَالْحسن بن أَحْمد ابْن شَاذان وَعبد الْملك بن مُحَمَّد بن بِشران وَغَيرهم وَكَانَ رجلا صَالحا فَقِيها ابتُلي بِمَرَض وَبَقِي سنتَيْن مُقعداً ومولده سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة 3 - (بن النَّضير المَذحجي) عمر بن عبد الْملك أَبُو النَّضير المَذحجي الشَّاعِر مولى بني جُمَح وَقيل اسْمه الْفضل انْقَطع إِلَى البرامكة وَله فيهم مدائح كَثِيرَة فأغنوه إِلَى أَن مَاتَ ولمَّا هلك البرامكة عَاد إِلَى الْبَصْرَة فَصَارَ يُقَيِّنُ على جوارٍ لَهُ ولد للفضل بن يحيى مَوْلُود فَدخل إِلَيْهِ أَبُو النَّضير وَلم يعرف الْخَبَر فلمَّا رأى النَّاس يهنَّئونه قَالَ مرتجلاً (ويفرحُ بالمولود من آلِ بَرْمكٍ ... بُغاةُ النَّدى وَالسيف وَالرمْح ذِي النَّصْلِ) وتنبسط الآمال فِيهِ لفضلِهِ ثمَّ أُرتج عَلَيْهِ فَلم يدرِ مَا يَقُول فَقَالَ لَهُ الْفضل بن يحيى الْبَرْمَكِي يلقِّنه وَلَا سيَّما إِن كَانَ من وَلَدِ الفضلِ فَاسْتحْسن النَّاس بديهة الْفضل وأُمر للشاعر بصلَة وَقَالَ الْفضل يَوْمًا لَهُ يَا أَبَا النَّضير أَنْت الْقَائِل فِينَا (إِذا كنتَ من بغداذَ فِي رَأس فرسخٍ ... وجدتَ نسيمَ الْجُود من آلِ برمكِ) قَالَ نعم قَالَ لقد ضيَّقتَ علينا جدًّا قَالَ فلأجل ذَلِك أيُّها الْأَمِير ضَاقَتْ عليَّ صلتك وَضَاقَتْ عنِّي مكافأتك وَأَنا الَّذِي أَقُول (تشاغلَ الناسُ ببنيانهم ... والفضلُ فِي بَنْيِ العُلى جاهدُ) (كلُّ ذَوي الرَّأْي وَأهل النُّهى ... للفضل فِي تَدْبيره حامدُ) وعَلى ذَلِك فَمَا قلت الْبَيْت الأول كَمَا بلغ الْأَمِير وإِنَّما قلتُ) (إِذا كنتَ من بغداذ فِي مقطع الثرى ... وجدتَ نسيمَ الْجُود من آلِ برمكِ) فَقَالَ لَهُ الْفضل إنَّما أخَّرتُ ذَلِك لأُمازحك وَأمر لَهُ بِثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَ أَبُو الْفضل يزْعم أَن الْغناء على تقطيع الْعرُوض وَيَقُول هَكَذَا كَانَ الَّذين مضوا يَقُولُونَ وَكَانَ مستهزئاً بِالْغنَاءِ حتَّى تعاطى أَن يغنِّي وَكَانَ إِبْرَاهِيم الْموصِلِي يُخَالِفهُ فِي ذَلِك

ناصر الدين بن القواس المسند

وَيَقُول الْعرُوض مُحدَث والغناء قبله بِزَمَان فَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ينصر أَبَاهُ (سكتُّ عَن الْغناء فَلَا أماري ... بَصيرًا لَا وَلَا غير البصيرِ) (مخافةَ أَن أُجَنِّنَ فِيهِ نَفسِي ... كَمَا قد جُنَّ فِيهِ أَبُو النَّضيرِ) قلت لَيْسَ مَه إِسْحَاق وَلَا مَعَ أَبِيه إِبْرَاهِيم حقّ وَالصَّوَاب مَا قَالَه أَبُو النَّضير لأنَّ الْغناء تقطيع الصَّوْت على وزنٍ مَخْصُوص وَالْعرُوض تقطيع اللَّفْظ على وزن مَخْصُوص وَقَول إِبْرَاهِيم الْموصِلِي لأنَّ الْعرُوض مُحدث لَا يَنْفَعهُ ذَلِك لأنَّ الْعرُوض كَانَ فِي الْوُجُود بالقوَّة إِلَى أَن أظهره الْخَلِيل بن أَحْمد كَمَا قَالَ الْقَائِل (قد كَانَ شعر الوَرَى صَحِيحا ... من قبل أَن يُخْلَقَ الخليلُ) وكلُّ من نظم شعرًا فَهُوَ لَا يخرج عَن الْعرُوض سواءٌ قطَّعه على الْعرُوض أم لَا فإنَّ أبحر الشّعْر مركوزةٌ فِي طباع من رزقه الله نظم الشّعْر فالعروض مَا زَالَ مَوْجُودا أأخرجه الْخَلِيل إِلَى الْوُجُود أم لَا ولليونان شعرٌ أَيْضا ويسمُّون تقطيعه الْأَيْدِي والأرجل وَقَالَ الرئيس ابْن سينا وَاضع النَّحْو وَالْعرُوض فِي العربيَّة يشبه وَاضع الْمنطق والموسيقى فِي اليونانيَّة 3 - (نَاصِر الدّين بن القوَّاس الْمسند) عمر بن عبد الْمُنعم بن عمر بن عبد الله بن غَدِير الشَّيْخ المعمَّر مسنِد الشَّام نَاصِر الدّين أَبُو حَفْص بن القوَّاس الطَّائِي الدِّمَشْقِي ولد سنة خمس وست مائَة وَسمع حضوراً من ابْن الحرستاني وَمن ابْن أبي لُقمة وَمن أبي نصرٍ الشِّيرَازِيّ وكريمة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ وَابْن الحرستاني وَابْن مندويه وَابْن مُلاعب وَابْن البنَّاء والجلاجلي وَخلق كثير وحجَّ وَكَانَ ديِّناً خيِّراً محبًّا للْحَدِيث وَأَهله مليح الإصغاء كثير التودُّد روى الْكثير فِي آخر عمره قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين الْمُبْهِج فِي الْقرَاءَات وَكتاب السَّبْعَة لبن مُجَاهِد والكفاية فِي الْقرَاءَات السِّت عَن الْكِنْدِيّ وخرَّج لَهُ مشيخةً صَغِيرَة وخرَّج لَهُ أَبُو عَمْرو المُقاتلي مشيخةً بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وأكثرا عَنهُ وَسمع مِنْهُ المِزِّي وَولده والبِرزالي وَابْن سامَة) وَالشَّيْخ عَليّ الْموصِلِي والنابلسي سِبط الزين خَالِد وَأَبُو بكر الرَّحبي وَأَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن الْحَارِثِيّ وَالشَّمْس السرَّاج سبط ابْن الحلوانية وَمُحَمّد بن المدرِّس القوَّاس وتوفِّي سنة بِدِمَشْق بدرب مُحرز ودُفن بسفح قاسيون سنة ثمانٍ وَتِسْعين وست مائَة

عماد الدين الأصولي اللزني

3 - (عمادُ الدّين الأُصولي اللَّزني) عمر بن عبد النُّور بن ماخُوخ بخاءين معجمتبن الشَّيْخ الأديب الأُصولي عماد الدّين اللَّزني الصُّنهاجي أَبُو حَفْص نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ بِدِمَشْق فِي المحرَّم سنة أَربع عشرَة وست مائَة فِي من يُعرف أَبوهُ بالعُصَيْفير (مَتى نَيْلُ التَّعوُّضِ من غزالٍ ... على الأحشاء سلَّط مقلتيهِ) (كأنَّ فؤادَ عاشقه المُعَنَّى ... سَمِيُّ أَبِيه يخْفق فِي يديهِ) (نبذتُ سواهُ مغتبطاً لأنِّي ... أرى التعذيبَ عَذْباً من لديهِ) وأنشدني لَهُ فِيهِ عَلِقْتُ عُصيفيراً من الْإِنْس شكلهسجيَّتُهُفينا الملالةُ والهجرُ (يتيه علينا ابنُ البُغاثِ نفاسةً ... فَكيف بِهِ لَو كَانَ والدَه النَّسرُ) 3 - (الزَّاهِد الحريري) عمر بن عبد النصير بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عزّ الْعَرَب الْقرشِي السَّهمي القوصي الإسْكَنْدراني الأَصْل يُعرف بالزاهد الحريري كَانَ من أَصْحَاب الشَّيْخ مجد الدّين القُشيري وطلبته وباشر مشارفة الْمدرسَة النجيبيَّة وَكَانَ مؤدَّباً بِالْمَدْرَسَةِ السابقيَّة وَكَانَ شَاعِرًا ظريفاً سمع من ابْن المُقَيِّر وَالشَّيْخ بهاء الدّين ابْن بنت الجُمَّيزي وَغَيرهمَا وحدَّث بقوص ومصر والقاهرة والإسكندرية سمع مِنْهُ زين الدّين عمر بن الْحسن بن عمر بن حبيب والفقيه تَاج الدّين عبد الغفَّار ابْن عبد الْكَافِي السَّعدي وَالشَّيْخ فتح الدّين بن سيِّد النَّاس وشهاب الدّين أَحْمد الهَكَّاري وعَلَم الدّين البِرزالي ومحبّ الدّين بن تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم وَكتب عَنهُ العلاّمة أثير الدّين أَبُو حيَّان وَغَيره أَنْشدني إجَازَة الْحَافِظ فتح الدّين بن سيِّد النَّاس قَالَ أَنْشدني الْمَذْكُور لنَفسِهِ (عُد للحمى ودعِ الرسائلْ ... وعنِ الأحبَّةِ قف وسائلْ) (واجعلْ خضوعك والتذلُّ ... لَ فِي طِلابهمُ وسائلْ) ) (والدمعُ من فرطِ البكا ... ءِ عليهمُ جارٍ وسائلْ) (واسأل مراحمهم فه ... نَّ لكلِّ محرومٍ وسائلْ)

الجزء الرابع والعشرون

وَمن شعره (مَا لأجفاني جَفَتْ طِيبَ كراها ... واستقلَّت بسُهادٍ قد براها) (وأتاح البينُ لي من بَينهَا ... عَبَراتٍ عَبَّرَتْ عمَّا وراها) وَمِنْه (لستُ ممَّن يزورُ من يزدَريه ... فيُلاقي مَذَلَّةً واحْتِقارا) (وَهْو عِنْدِي أرَاهُ بينَ البَرايا ... كهباءٍ فِي عاصفِ الرِّيح طارا) توفّي بالإسكندرية فِي منتصف المحرَّم سنة إِحْدَى عشرَة وَسبع مائَة ومولده بقُوص سنة خمس عشرَة وست مائَة (الْجُزْء الرَّابِع وَالْعشْرُونَ)

الجزء 24

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (حرف الْفَاء) (فرقد) 3 - (الربعِي الصَّحَابِيّ) فرقد الْعجلِيّ الربعِي وَيُقَال التَّمِيمِي الْعَنْبَري يذكر فِي الصَّحَابَة ذهبت بِهِ أمه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت لَهُ ذوائب فَمسح بِيَدِهِ عَلَيْهِ وبرك ودعا لَهُ 3 - (صَحَابِيّ آخر) فرقد أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَطعم على مائدته الطَّعَام قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلام عَن الْحسن بن مهْرَان الْكرْمَانِي قَالَ رَأَيْت فرقداً صَاحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطعمت مَعَه وَكَانَ قد أكل على مائدة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الألقاب) ابْن الْفرس الْحَافِظ المغربي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم وَابْن الْفرس الْمَالِكِي اسْمه عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد ابْن الْفرس عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم) الفركاح تَاج الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الفرغاني مُحَمَّد بن يَعْقُوب الفرنسيس الإفرنجي اسْمه بواش

فروة

(فَرْوَة) 3 - (البياضي الصَّحَابِيّ) فَرْوَة بن عَمْرو بن وذفة بن عبيد بن عَامر البياضي شهد الْعقبَة وَشهد بَدْرًا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وآخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين عبد الله بن مخرمَة العامري روى مَالك حَدِيثه فِي الْمُوَطَّأ وَلم يسمه كَانَ ابْن وضاح وَابْن مزين يَقُولَانِ إِنَّمَا سكت مَالك عَن اسْمه لِأَنَّهُ مَكَان أعَان على قتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن عبد الْبر هَذَا لَا يعرف وَلَا وَجه لما قَالَاه وَلم يكن لقَائِل هَذَا علم بِمَا كَانَ مِمَّن الْأَنْصَار يَوْم الدَّار قد خُولِفَ مَالك فِي حَدِيثه ذَلِك فَرَوَاهُ حَمَّاد بن زيد عَن يحيى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي حَازِم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يقمه حَمَّاد وَالْقَوْل قَول مَالك وَلم يخْتَلف فِي اسْم البياضي هَذَا 3 - (الجذامي الصَّحَابِيّ) فَرْوَة بن عَمْرو بن النافرة الجذامي ثمَّ النفاثي كتب بِإِسْلَامِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكامن مَوْضِعه بمعان من أَرض فلسطين وَكَانَ عَاملا للروم على فلسطين وَمَا حولهَا وعَلى مَا يَلِيهِ من الْعَرَب 3 - (الجذامي الصَّحَابِيّ هُوَ الأول) فَرْوَة بن عَامر كَذَا قَالَ الْخَطِيب لَا ابْن عَمْرو قَالَ بعث فَرْوَة بن عَامر الجذامي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْلَامِهِ وَأهْدى لَهُ بلغَة بَيْضَاء وَكَانَ فَرْوَة عَاملا لقيصر على مَا يَلِيهِ من الْعَرَب وَكَانَ منزله عمان وَمَا حولهَا فَلَمَّا بلغ الرّوم ذَلِك حبسوه فَلَمَّا أَجمعُوا على صلبه على مَاء يُقَال لَهُ عفراء بفلسطين وَذكر أبياتاً قَالَهَا حِينَئِذٍ مِنْهَا) (أبلغ سراة الْمُسلمين بأنني ... سلم لرَبي أعظمي وبناني) 3 - (الْأنْصَارِيّ) فَرْوَة بن النُّعْمَان وَقيل ابْن الْحَارِث بن النُّعْمَان بن يسَاف الْأنْصَارِيّ

المرادي اليمني

الخزرجي من بني مَالك بن النجار قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَكَانَ قد شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد 3 - (الْمرَادِي اليمني) فَرْوَة بن مسيك وَقيل ابْن مُسَيْكَة وَالْأول أَكثر ابْن الْحَارِث بِمن سَلمَة بن الْحَارِث بن كريب الغطيفي ثمَّ الْمرَادِي أَصله من الْيمن قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع فَأسلم وَقيل سنة عشر وانتقل إِلَى الْكُوفَة زمن عمر رَضِي الله عَنهُ روى عَنهُ الشّعبِيّ وَأَبُو سُبْرَة النَّخعِيّ وَسَعِيد بن أَبيض أَبُو هَانِئ الْمرَادِي وَكَانَ من وُجُوه قومه وَهُوَ شَاعِر محسن وَأنْشد لَهُ ابْن إِسْحَق فِي السّير شعرًا حسنا وَهُوَ الْقَائِل (إِن نغلب فغلابون قدماً ... وَإِن نهزم فَغير مهزمينا) (وَمَا إِن طبنا وَلَكِن ... منايانا ودولة آخرينا) (كَذَاك الدَّهْر دولته سِجَال ... تكر صروفه حينا فحينا) (وَمن يغرر بريب الدَّهْر يَوْمًا ... يجد ريب الزَّمَان لَهُ خؤونا) (فَقل للشامتين بِنَا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كَمَا لَقينَا) وَقد تمثل بِالثَّلَاثَةِ الأول يزِيد بن الْمُهلب لما نظر إِلَى مسلمة بن عبد الْملك وَجَمِيع أهل الشَّام مَعَه وَقيل إِن الْحُسَيْن رَحْمَة الله عَلَيْهِ تمثل بهَا أَيْضا يَوْم قتل وينسب إِلَيْهِ أَيْضا مَا فِي الحماسة وَهُوَ (فَلَو أَن قومِي أنطقتني رماحهم ... نطقت وَلَكِن الرماح أجرت) 3 - (الْأَشْجَعِيّ الصَّحَابِيّ) فَرْوَة بن مَالك الْأَشْجَعِيّ روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي قَالَ ابْن عبد الْبر حَدِيثه مُضْطَرب لَا يثبت وَقد قيل فِيهِ فَرْوَة بن نَوْفَل وَهُوَ من الْخَوَارِج خرج على الْمُغيرَة بن شُعْبَة فِي صدر الْخلَافَة مُعَاوِيَة مَعَ) الْمُسْتَوْرد فَبعث إِلَيْهِم الْمُغيرَة خيلاً فَقتلُوا سنة خمس أَرْبَعِينَ فَإِن كَانَ هَذَا فَلَا صُحْبَة لَهُ وَلَا رُؤْيَة وَإِنَّمَا يروي عَن أَبِيه وَعَن عَائِشَة

الصحابي الأسدي

روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق الْهَمدَانِي وهلال بن يسَاف وَشريك بن طَارق وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقَالَ المرزباني فِي مُعْجَمه فَرْوَة بن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ كُوفِي كَانَ رَئِيس الشراة بالنخيلة وَهُوَ الْقَائِل (مَا إِن نبالي إِذا أَرْوَاحنَا قبضت ... مَاذَا فَعلْتُمْ بأجسادٍ وأبشار) (لقد علمت وَخير الْعلم أنفعه ... أَن السعيد الَّذِي ينجو من النَّار) 3 - (الصَّحَابِيّ الْأَسدي) فَرْوَة بن خميصة الْأَسدي أَعْرَابِي يماني شَاعِر كَانَ يُصِيب الطَّرِيق بنواحي فيد وهاجى عمَارَة بن عقيل بن بِلَال بن جرير وَله سبع عشرَة سنة وَعمارَة قد جَاوز السِّتين فَمن قَول فَرْوَة بن عمَارَة (وَابْن المراغة عائذٌ من خوفنا ... بالوشم منزلَة الذَّلِيل الصاغر) (يخْشَى الرِّيَاح بِأَن تكون طَلِيعَة ... أَو أَن تحل بِهِ عُقُوبَة بَادر) (وليت ظهرك واتقيت بنسوةٍ ... سود المعاصم وَالْوُجُوه حواسر) (وأجوب فِي الْهَرَب الْبَقَاء وَقد ترى ... سَبَب الْمنية قد بدا للنَّاظِر) فَأَجَابَهُ عمَارَة بقصيدة مِنْهَا (مَا فِي السوية أَن تجر عَلَيْهِم ... فَتكون يَوْم الروع أول صادر) وَكَانَ فَرْوَة قتل بِيَدِهِ ثَلَاثَة من بني حَنْظَلَة فَلَمَّا قَالَ عمَارَة هَذَا الْبَيْت استفز فَرْوَة وَكَانَ صَبيا لم يجرب وَحمله على أَن صَبر فِي الْحَرْب بعد أَن انْصَرف اصحابه وَقَاتل وَحده فَقتل فَقيل لعمارة قتلت فَرْوَة فَقَالَ مَا قتلته ولكنب عرضته للْقَتْل 3 - (الصَّحَابِيّ مولى اللخميين) فَرْوَة بن مجَالد مولى اللخميين من أهل فلسطين روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَكْثَرهم يجْعَلُونَ حَدِيثه مُرْسلا روى عَنهُ حسان بن عَطِيَّة والمغيرة بن الْمُغيرَة) وَكَانَ فَرْوَة هَذَا معدوداً فِي الأبدال مستجاب الدعْوَة 3 - (الْجُهَنِيّ الصَّحَابِيّ) فَرْوَة الْجُهَنِيّ شَامي لَهُ صُحْبَة روى عَن بشير مولى

الكندي الكوفي

مُعَاوِيَة أَنه سَمعه فِي عشرةٍ من أَصْحَابه يَقُولُونَ إِذا رَأَوْا الْهلَال اللَّهُمَّ اجْعَل شهرنا الْمَاضِي خير شهر وَخير عَاقِبَة وَأدْخل عليما شهرنا هَذَا بالسلامة واليمن وَالْإِيمَان والعافية والرزق الْحسن 3 - (الْكِنْدِيّ الْكُوفِي) فَرْوَة بن أبي المغراء ابو الْقَاسِم بِمَ معدي كرب الْكِنْدِيّ الْكُوفِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ وَعبد الله الدَّارمِيّ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم قَالَ ابو حَاتِم هُوَ صَدُوق وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين ومئتين (الألقاب) ابْن أبي فَرْوَة إِسْحَاق بن عبد الله ابْن أبي فَرْوَة عبد الله بن كيسَان الْفَروِي إِسْحَاق بن مُحَمَّد (فريدة) 3 - (الْكُبْرَى الْمُغنيَة) فريدة الْكُبْرَى كَانَت مولدة نشأت بالحجاز ثمَّ وَقعت إِلَى آل الرّبيع فَعلمت الْغناء فِي دُورهمْ ثمَّ صَارَت إِلَى البرامكة فَلَمَّا قتل جَعْفَر هربت وطلبها الرشيد فَلم يجدهَا ثمَّ إِنَّهَا صَارَت إِلَى الْأمين فَلَمَّا قتل خرجت فَتزوّجت الْهَيْثَم بن سَالم فَولدت لَهُ ابْنه عبد الله ثمَّ مَاتَ عَنْهَا فَتَزَوجهَا السندي بن الجرشِي وَمَاتَتْ عِنْده وَكَانَ لَهَا صَنْعَة جَيِّدَة فِي الْغناء وَلها صَوت فيشعر الْوَلِيد بن يزِيد وَهُوَ (وَيْح سلمى لَو تراني ... لعناها مَا عناني) (وَاقِفًا فِي الدَّار أبْكِي ... عَاشِقًا حور الغواني) 3 - (جَارِيَة الواثق) فريدة الصُّغْرَى جَارِيَة الواثق بِاللَّه كَانَت لعَمْرو بن بانة الْمُغنِي وأهداها للواثق كَانَت من الموصوفات المحسنات قَالَ مُحَمَّد بن الْحَارِث ابْن بسخنر طلبني الواثق يَوْمًا فِي غير نوبتي فسرت إِلَيْهِ مرتاعاً وأدخلت إِلَى دور الْحَرِيم وَهُوَ فِي رواقٍ أرضه وحيطانه مفروشة بالصخر ملبسة بالوشي المنسوج بِالذَّهَب

وغلى جَانِبه فريدة عَلَيْهَا مثل ذَلِك وَفِي حجرها عود فَلَمَّا رَآنِي قَالَ أقبل وبادر إِلَيْنَا فَطلب لي أكلا فَقلت أكلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ هاتوا لمُحَمد رطلا فِي قدح فأحضرت ذَلِك وغنت فريدة (أهابك إجلالاً وَمَا بك قدرَة ... عَليّ وَلَكِن ملْء عينٍ حبيبها) (وَمَا هجرتك النَّفس يل ليل أَنَّهَا ... قلتك وَلَا أَن قلّ مِنْك نصِيبهَا) (وَلَكنهُمْ يَا أَمْلَح النَّاس أولعوا ... يقولٍ إِذا مَا جِئْت هَذَا حبيبها) قَالَ فَجَاءَت وَالله بِالسحرِ وَجعل الواثق يجاوبها وَفِي خلال ذَلِك تغني الصَّوْت بعد الصَّوْت وَأغْنِي أَنا فِي خلال غنائهما فَمر لنا يَوْم أحسن مَا مر لأحد فَإنَّا لكذلك إِذْ رفع رجله فَضرب بهَا صدر فريدة ضَرْبَة تدحرجت مِنْهَا من أَعلَى السرير إِلَى) الأَرْض وتفتت عودهَا وَمَرَّتْ تعدو وتصيح وَبقيت أَنا مروعاً لم أَشك أَن عينه وَقعت عَليّ فَنَظَرت إِلَيّ أَو نظرت إِلَيْهَا فأطرقت إِلَى الأَرْض متحيراً أتوقع ضرب الْعُنُق فَإِنِّي لكذلك إِذْ قَالَ لي يَا مُحَمَّد فَوَثَبت قَائِما فَقَالَ أَرَأَيْت أعجب من هَذَا فَقلت السَّاعَة تخرج روحي فعلى من أصابتنا عينه لعنة الله فَمَا السَّبَب أَو الذَّنب قَالَ لَا وَالله وَلَكِنِّي فَكرت أَن جعفراً يَعْنِي أَخَاهُ المتَوَكل يقْعد هَذَا المقعد وتقعد مَعَه فريدة كَمَا قعدت معي فَلم أطق الصَّبْر وخامرني مَا أخرجني إِلَى مَا رَأَيْت فَقلت بل يقتل الله جعفراً ويحيا أَمِير الْمُؤمنِينَ ووقبلت الأَرْض وَقلت الله الله يَا سَيِّدي ارحمها فَقَالَ لبَعض الخدم مر فجِئ بهَا فَأَقْبَلت وَفِي يَدهَا عود وَعَلَيْهَا غير الثِّيَاب الأولى فَلَمَّا رَآهَا جذبها إِلَيْهِ وعانقها وَبكى وبكت وبكيت أَنا فَقَالَت مَا ذَنبي يَا سَيِّدي فَأَعَادَ ذَلِك عَلَيْهَا فَقَالَت سَأَلت بِاللَّه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَّا ضربت عنقِي السَّاعَة واسترح من الْفِكر فِي هَذَا وبكينا سَاعَة ثمَّ أَشَارَ إِلَى الخدم فأحضروا أكياساً فِيهَا عينٌ وورق ورزم ثِيَاب كَثِيرَة ودرجاً فَتحه وَأخرج مِنْهُ عقدا مَا رَأَيْت مثله فألبسه إِيَّاهَا وَأمر لي ببدلة وَخَمْسَة تخوت وعدنا إِلَى أمرنَا وَلم نزل إِلَى اللَّيْل ثمَّ تفرقنا وَضرب الدَّهْر ضرباته وَمَات الواثق وَولي المتَوَكل فَإِنِّي لفي يَوْم غير نوبتي إِذْ طلبت مثل ذَلِك الطّلب فَدخلت إِلَى تِلْكَ الديار بِعَينهَا والحجرة بِعَينهَا وَإِذا المتَوَكل قَاعد على سَرِير الواثق وفريدة إِلَى جَانِبه فَقَالَ لي وَيحك مَا ترى إِلَى مَا أَنا فِيهِ مَعَ هَذِه أَنا مُنْذُ غدْوَة أطلبها أَن تغني فتأبى فَقلت لَهَا بحياته غَنِي لنا فاندفعت فغنت

فريعة

(مُقيم بالمجازة من قنونا ... وَأهْلك بالأجيفر فالثماد) (فَلَا تبعد فَكل فَتى سَيَأْتِي ... عَلَيْهِ الْمَوْت يطْرق أَو يغادي) ثمَّ رمت بِالْعودِ إِلَى الأَرْض ورمت بِنَفسِهَا عَن السرير وَمَرَّتْ تعدو وتصيح واسيداه فَقَالَ لي وَيحك مَا هَذَا قلت لَا أَدْرِي قَالَ فَمَا ترى قلت أَنا أنصرف أَنا وتحضر هَذِه وَمَعَهَا غَيرهَا فَإِن الْأَمر إِلَى مَا يُرِيد أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ فَانْصَرف فَانْصَرَفت وَلم أدر مَا كَانَت الْقِصَّة (فريعة) 3 - (الصحابية بنت معوذ) فريعة بنت معوذ بن عفراء لَهَا صُحْبَة وَكَانَت مجابة الدعْوَة حَدِيثهَا فِي الرُّخْصَة فِي الْغناء وَضرب الدُّف فِي الْعرس من حَدِيث أهل الْبَصْرَة وَهِي أُخْت الرّبيع بنت معوذ 3 - (الصحابية أُخْت أبي سعيد الْخُدْرِيّ) فريعة بنت مَالك بن سِنَان أُخْت أبي سعيد الْخُدْرِيّ شهِدت بيعَة الرضْوَان وَأمّهَا حَبِيبَة بنت عبد الله بن أبي بن سيلول رَوَت عَن الفريعة هَذِه زَيْنَب بنت كَعْب بن عجْرَة حَدِيثهَا فِي سُكْنى الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا فِي بَيتهَا حَتَّى يبلغ الْكتاب أَجله اسْتَعْملهُ أَكثر فُقَهَاء الْأَمْصَار (الألقاب) الْفرْيَابِيّ الْحَافِظ جَعْفَر بن مُحَمَّد ابْن فسوة عتيبة بن مرداس الْفَسَوِي الحافزظ يَعْقُوب بن سُفْيَان ابْن فسايخس جمَاعَة مِنْهُم الْوَزير مُحَمَّد بن الْعَبَّاس وَمِنْهُم الْعَبَّاس بن مُوسَى وَمِنْهُم سعيد بن عبد الله فستقة الْحَافِظ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفضل

الفصيح

3 - (الفصيح) 3 - (الْحلِيّ الْعجلِيّ) الفصيح بن عَليّ بن عبد السَّلَام بن عطا بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعجلِيّ من بِلَاد الْحلَّة كَانَ يذكر أَنه من أَوْلَاد أبي دلف الْعجلِيّ كَانَ أديباً فَاضلا لَهُ شعر ولد سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَمن شعره (هذي الديار وَهَذَا الضال وَالسّلم ... وَحَيْثُ كَانَت قباب الحبي والخيم) (يَا صَاحِبي قفا بِي فِي مَنَازِلهمْ ... نبكي الديار الَّتِي كُنَّا بهَا وهم) ) (وَأي عذرٍ لقلبٍ لَا يحركه ... طيب الأسى ولدمع الْعين ينسجم) (لَيْت الْأَحِبَّة إِذْ جد الْفِرَاق بهم ... بِمَا المحبون فِيهِ وبعدهم علمُوا) (بانوا فكم دمعةٍ فِي إِثْر عيسهم ... سحت وَكم لوعةٍ فِي الدَّار اضطرم) (نلوم صرف النَّوَى فِيمَا بِنَا صنعت ... واللوم أولى بِهِ الوخادة الرَّسْم) (لم تخل لَوْلَا المطايا وَهِي آهلة ... دارٌ وَلَا شت شملٌ وَهُوَ ملتئم) (الألقاب) الفصيحي النَّحْوِيّ عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ (فضَالة) 3 - (الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ فضَالة بن عبيد) فضَالة بن عبيد بن نَافِذ بن قيس بن صُهَيْب الْأنْصَارِيّ الْعمريّ الأوسي أَبُو مُحَمَّد أول مشَاهد أحد ثمَّ شهد

الليثي الصحابي

الْمشَاهد كلهَا ثمَّ انْتقل إِلَى الشَّام وَسكن دمشق وَبنى دَارا وَكَانَ فِيهَا قَاضِيا لمعاوية وَمَات بهَا سنة ثَلَاث وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وَقيل تسع وَسِتِّينَ وَالْأول أصح وَحمل مُعَاوِيَة سَرِيره وَقَالَ لِابْنِهِ عبد الله أَعنِي يَا بني وَإنَّك لَا تحمل بعده مثله لما حضرت أَبَا الدَّرْدَاء الْوَفَاة قَالَ لَهُ مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ من لهَذَا الْأَمر قَالَ فضَالة بن عبيد فولاه الْقَضَاء لما خرج إِلَى صفّين وَقَالَ لَهُ أمات إِنِّي لم أحبك بهَا وَلَكِن استترت بك من النَّار فاستر ثمَّ أمره مُعَاوِيَة على الْجَيْش فغزا الرّوم فِي الْبَحْر وشتا بأرضهم وَكَانَ فضَالة أحد من بَايع بيعَة الرضْوَان وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (اللَّيْثِيّ الصَّحَابِيّ) فضَالة اللَّيْثِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر اخْتلف فِي اسْم أَبِيه فَقيل فضَالة بن عبد الله وَقيل فضَالة بن وهب بن بحرة بن يحيى بن مَالك الْأَكْبَر اللَّيْثِيّ وَقَالَ بَعضهم الزهْرَانِي فَأَخْطَأَ والزهراني غير اللَّيْثِيّ الزهْرَانِي تَابِعِيّ يعد فضَالة اللَّيْثِيّ فِي أهل الْبَصْرَة حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ حَافظ على العصرين يَعْنِي الصُّبْح وَالْعصر روى عَنهُ ابْنه عبد الله 3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) ) فضَالة مَذْكُور فِي موَالِي رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرفهُ بِغَيْر ذَلِك 3 - (الْأَسدي الشَّاعِر) فضَالة بن شريك كَانَ من بني أَسد شَاعِرًا فاتكاً لَهُ ابْنَانِ شاعران أَحدهمَا عبد الله بن فضَالة الَّذِي وَفد على عبد الله بن الزبير وَالْقَائِل لَهُ إِن نَاقَتي قد نقبت ودبرت فَقَالَ لَهُ ارقعها بجلد وأخصفها بهلب وسر بهَا البردين فَقَالَ إِنِّي جئْتُك مستحملاً لَا مستشيراً فلعن الله نَاقَة حَملتنِي إِلَيْك فَقَالَ ابْن الزبير إِن وراكبها فَانْصَرف وَقَالَ (أَقُول لغلمتي شدوا ركابي ... أجاوز بطن مَكَّة فِي سَواد) (فَمَالِي حِين أقطع ذَات عرقٍ ... إِلَى ابْن الكاهلية من معاد)

ابن الناقد

(شَكَوْت إِلَيْهِ أَن نقبت قلوصي ... فَرد جَوَاب مشدود الصفاد) (يضن بناقةٍ ويروم ملكا ... محالٌ ذاكم غير السداد) وَهِي طَوِيلَة ذكرهَا صَاحب الأغاني فِي تَرْجَمَة فضَالة وَقيل إِن هَذِه الْقِصَّة تمت لفضالة نَفسه فَلَمَّا ولي عبد الْملك سَأَلَ عَنهُ فَقيل مَاتَ فَأمر لوَرثَته مائَة نَاقَة برا وَتَمْرًا وهجا فضَالة عَاصِم بن عمر بن الْخطاب فاستعدى عَلَيْهِ عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة فهرب فضَالة حَتَّى أَتَى يزِيد بن مُعَاوِيَة فَعرفهُ ذَنبه فأعاذه وَكتب إِلَيْهِ إِن فضَالة أَتَانِي واستجار بِي وَإنَّهُ يحب أَن تهبه لي وَضمن أَنه لَا يعود لهجائه فَقل ذَلِك عَاصِم فَقَالَ فضَالة يمدح يزِيد (إِذا مَا قريشٌ فاخرت بقديمها ... فخرت بمجدٍ يَا يزِيد تليد) (بمجد أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلم يزل ... أَبوك أَمِين الله غير بليد) (بِهِ عصم الله الْأَنَام من الردى ... وَأدْركَ تبلاً من معاشر صيد) (ومجد أبي سُفْيَان ذِي الباع والندى ... وحربٍ وَمَا حَرْب العلى بزهيد) (فَمن ذَا الَّذِي إِن عدد النَّاس مجده ... يَجِيء بمجدٍ مثل مجد يزِيد) 3 - (ابْن النَّاقِد) ) أَبُو الْفَضَائِل ابْن النَّاقِد الْمُهَذّب كَانَ طَبِيبا مَشْهُورا وعالماً مَذْكُورا وَكَانَ يَهُودِيّا مَشْهُورا بالطب والكحل إِلَّا أَن الْكحل كَانَ أغلب عَلَيْهِ وَكَانَ كثير المعاش وَكَانَ أَكثر الطّلبَة يشتغلون عَلَيْهِ وَهُوَ رَاكب فِي وَقت دورناه وافتقاده للمرضى وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ وَأسلم وَلَده أَبُو الْفرج وَكَانَ كحالاً أَيْضا أَتَى إِلَى أبي الْفَضَائِل صَاحب لَهُ من الْيَهُود ضَعِيف الْحَال وَطلب مِنْهُ أَن يرفده بِشَيْء فأجلسه عِنْد دَاره وَقَالَ لَهُ معاشي الْيَوْم لَك بختك رزقك وَركب حِمَاره وَدَار على المرضى والرمدا وَلما عَاد أخرج عدَّة الْكحل وفيهَا قَرَاطِيس كَثِيرَة مصرورة وَجعل يفتحها شَيْئا بعد شَيْء فيجحد مِنْهَا مَا فِيهِ الدِّينَار وَالْأَكْثَر وَمَا فِيهِ الدَّرَاهِم الناصرية وَمَا فِيهِ دَرَاهِم السوَاد فَكَانَ ذَلِك مَا يُقَارب الثلاثمائة دِرْهَم وَقَالَ لَهُ وَالله مَا أعرف الَّذِي أَعْطَانِي الذَّهَب من الدَّرَاهِم 3 - (الناصرية من الدَّرَاهِم السَّوْدَاء)

الفضل

فضَّة جَارِيَة الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ العباسي لَهَا ذكر وترجمة فِي تَرْجَمَة الْمُسْتَنْصر واسْمه مَنْصُور بن مُحَمَّد فليكشف من هُنَاكَ عَن ترجمتها وَالله الْمُوفق 3 - (الْفضل) 3 - (النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ) الْفضل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكُوفِي أَبُو الْعَبَّاس النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ أَخذ الْقِرَاءَة عَن الْكسَائي لَهُ اخْتِيَار فِي أحرف يسيرَة 3 - (المسترشد بِاللَّه) الْفضل بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب أَمِير الْمُؤمنِينَ الإِمَام أَبُو مَنْصُور المسترشد بِاللَّه ابْن المستظهر بن الْمُقْتَدِي بن الْقَائِم بن الْقَادِر بن المقتدر بن المعتضد بن الْمُوفق بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور بُويِعَ بالخلافة لَيْلَة الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة) وَأول من بَايعه اخوته أَبُو عبد الله مُحَمَّد وَأَبُو طَالب الْعَبَّاس وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم وَأَبُو نصر مُحَمَّد وَأَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل وَأَبُو الْفضل عِيسَى ثمَّ تلاهم عمومته أَوْلَاد الْمُقْتَدِي قَالَ الصولي بَايعه سَبْعَة من أَوْلَاد الْخُلَفَاء وَكَانَ المسترشد أشقر أعطر أشهل خَفِيف العارضين وَجلسَ بكرَة الْخَمِيس جُلُوسًا عَاما وَبَايَعَهُ النَّاس وَكَانَ الْمُتَوَلِي لأخذ الْبيعَة قَاضِي الْقُضَاة أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي وَبَايع النَّاس إِلَى الظّهْر ثمَّ أخرجت جَنَازَة المستظهر فصلى عَلَيْهِ المسترشد وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا وَجلسَ للعزاء أَيَّامًا وَكَانَ عمره لما بُويِعَ سبعا وَعشْرين سنة لِأَن مولده سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أَبوهُ خطب لَهُ بِولَايَة الْعَهْد وَنقش اسْمه على السِّكَّة فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَانَ يتنسك فِي أول زَمَانه ويلبس الصُّوف ويتفرد فِي بَيت لِلْعِبَادَةِ وَختم الْقُرْآن وتفقه وَكَانَ مليح الْخط لم يكن قبله فِي الخفاء من كتب أحسن مِنْهُ وَكَانَ يسْتَدرك على كِتَابه أغاليطهم وَكَانَ ابْن الْأَنْبَارِي يَقُول أَنا وراق الْإِنْشَاء وَمَالك الْأَمر يتَوَلَّى ذَلِك بِنَفسِهِ الشَّرِيفَة

وَكَانَ ذَا هَيْبَة وإقدام وشجاعة وَضبط الْخلَافَة ورتبها أحسن تَرْتِيب وَأَحْيَا رميمها وشيد أَرْكَان الشَّرِيعَة وَخرج عدَّة نوب إِلَى الْحلَّة والموصل وَطَرِيق خُرَاسَان لم تزل أَيَّامه مكدرة بِكَثْرَة التشويش من الْمُخَالفين وَكَانَ يخرج بِنَفسِهِ لدفع ذَلِك ومباشرته إِلَى أَن خرج الخرجة الْأَخِيرَة فَكسر وَأسر وَقَتله الْمَلَاحِدَة جهزهم عَلَيْهِ السُّلْطَان مَسْعُود فَهَجَمُوا عَلَيْهِ وخيمه بِظَاهِر مراغة سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَت خِلَافَته سبع عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر وأياماً وَكَانَ عمره خمْسا وَأَرْبَعين سنة وأشهراً وَكَانَ قد سمع الحَدِيث مَعَ اخوته من أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد بن بَيَان الرزاز وَمن مؤدبه أبي البركات أَحْمد بن عبد الوهَّاب بن هبة الله بن السيبي وَحدث وروى عَنهُ وزيره عَليّ بن طراد الزَّيْنَبِي وَأَبُو الْفتُوح حَمْزَة بن عَليّ بن طَلْحَة الرَّازِيّ وَأَبُو عَليّ إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن الملقب وَغَيرهم وَمن شعره لما كسر وأشير عَلَيْهِ بالهزيمة قَالُوا تقيم وَقد أحَاط بك الْعَدو وَلَا تَفِر (فأجبتهم الْمَرْء مَا ... لم يتعظ بالوعظ غر) ) (لَا نلْت خيرا مَا حييّ ... ت وَلَا عداني الدَّهْر شَرّ) إِن كنت أعلم أَن غير الله ينفع أَو يضر وَمن شعره (أَقُول لشرخ الشَّبَاب اصطبر ... فولى ورد قَضَاء الوطر) (فَقلت قنعت بِهَذَا المشيب ... وَإِن زَالَ غيمٌ فَهَذَا مطر) (فَقَالَ المشيب أيبقى الْغُبَار ... على جمرةٍ ذاب مِنْهَا الْحجر) وَمِنْه (أَنا الْأَشْقَر الْمَوْعُود بِي فِي الْمَلَاحِم ... وَمن يملك الدُّنْيَا بِغَيْر مُزَاحم) (ستبلغ أَرض الرّوم خيلي وتنتضى ... بأقصى بِلَاد الصين بيض صوارمي) وَمِنْه لما استؤسر (وَلَا عجبا للأسد أَن ظَفرت بهَا ... كلاب الأعادي من فصيح وأعجم) (فحربة وَحشِي سقت حَمْزَة الردى ... وَمَوْت عَليّ من حسام ابْن ملجم)

وَمِنْه وَقد خرج لقِتَال الْأَعَاجِم لأقلقلنّ العيس دامية الأخفاق من بلدٍ إِلَى بلد (إِمَّا يُقَال مضى فأحرزها ... أَو لَا يُقَال مضى وَلم يعد) قَالَ مَسْعُود بن عبد الله التيتاري اتّفق أَن المسترشد رأى فِيمَا يرى النَّائِم فِي الْأُسْبُوع الَّذِي اسْتشْهد فِيهِ كَأَن على يَده حمامة مطوقة فَأَتَاهُ آتٍ وَقَالَ خلاصك فِي هَذَا فَلَمَّا أصبح حكى لِابْنِ سكينَة الإِمَام مَا رَآهُ فَقَالَ مَا أولته يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ أولته بِبَيْت أبي تَمام الطَّائِي (هن الْحمام فَإِن كست عيافةً ... من حائهنّ فهن حمام) وخلاصي فِي حمامي وليت من يأتيني فيخلصني مِمَّا أَنا فِيهِ من الذل وَالْحَبْس فَقتل بعد الْمَنَام بأيام وَكَانَ المسترشد قد خرج للإصلاح بَين السلاطين السلجوقية وَاخْتِلَاف الأجناد وَكَانَ مَعَه جمع كثير من الأتراك فغدر أَكْثَرهم لَهُ وَلَحِقُوا بالسلطان مَسْعُود بن مُحَمَّد بن ملكشاه ثمَّ التقى الْجَمْعَانِ فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا قَلِيلا وانهزموا عَن المستشرد وَقبض على المسترشد وعَلى خواصه وحملوا إِلَى قلعة بِقرب همذان وحبسوا بهَا وَكَانَ ذَلِك فِي شهر رَمَضَان وَبَقِي مَعَه إِلَى) النّصْف من ذِي الْقعدَة وَحمل مَعَ مَسْعُود إِلَى مراغا وَأنزل بِنَاحِيَة من االمعسكر فَدخل عَلَيْهِ جمَاعَة من الباطنية من شرخ الْخَيْمَة وتعلقوا بِهِ وضربوه بالسكاكين فَوَقَعت الصَّيْحَة وَقتل مَعَه جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله ابْن سكينَة وَابْن الْجَزرِي وَخرج جمَاعَة منهزمين فتقلوا وأضرمت النَّار فيهم وَبقيت يَد أحدهم لم تحترق وَهِي خَارِجَة من النَّار مَضْمُومَة كلما ألقيت النَّار عَلَيْهَا لَا تحترق ففتحوا يَدعه فَإِذا هِيَ يَده وفيهَا شَعرَات من كريمته فَأَخذهَا السُّلْطَان مَسْعُود وَجعلهَا فِي تعويذ ذهب ثمَّ جلس السُّلْطَان للعزاء وَخرج الْخَادِم وَمَعَهُ الْمُصحف وَعَلِيهِ الدَّم إِلَى السُّلْطَان وَخرج أهل المراغة وَعَلَيْهِم المسوح وعَلى وُجُوههم الرماد الصغار والكبار وهم يستغيثون ودفنوه عِنْدهم فِي مدرسة أحمدك وَبَقِي العزاء بمراغة أَيَّامًا وَخلف من الْأَوْلَاد أَبَا جَعْفَر منصوراً الراشد وَأَبا الْعَبَّاس أَحْمد وَأَبا الْقَاسِم عبد الله وَإِسْحَاق توفّي فِي حَيَاته ووزر لَهُ ربيب الدولة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن نِيَابَة عَن أَبِيه وَأَبُو عَليّ بن صَدَقَة وَعلي بن طراد وانو شرْوَان بن خَالِد وقضاته أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد

أبو عامر الجرجاني

الدَّامغَانِي وَعلي بن الْحُسَيْن الزَّيْنَبِي وحجابه ابْن المعوج وَابْن البقشلام وَابْن الصاحبي 3 - (أَبُو عَامر الْجِرْجَانِيّ) الْفضل بن إِسْمَاعِيل التَّمِيمِي أَبُو عَامر الْجِرْجَانِيّ كَانَ أديباً أريباً فَاضلا مليح الْخط صَحِيح الضَّبْط حسن التَّأْلِيف لَهُ نظم ونثر لَهُ كتاب الْبَيَان فِي عُلُوم الْقُرْآن وَكتاب عروق الذَّهَب فِي أشعار الْعَرَب وَكتاب سلوة الغرباء وقلائد الشّرف فِي الشّعْر وَغير ذَلِك سمع من أبي سعد ابْن رامش وَأبي نصر ابْن رامش الْمُقْرِئ وَأبي بكر أَحْمد بن عَليّ بن خلف الشِّيرَازِيّ كَانَ مَوْجُودا فِي حَيَاة الْحَافِظ عبد الغافر وَذكره الباخرزي فِي الدمية وَمن شعره فِي هرة (إِن لي هرة خضبت شواها ... دون أَوْلَاد منزلي بالرقون) (ثمَّ قلدتها لخوفي عَلَيْهَا ... ودعاتٍ ترد شَرّ الْعُيُون) (كل يومٍ أعولها قبل أَهلِي ... بزلالٍ صافٍ وَلحم سمين) (وَهِي تلعابةٌ إِذا مَا رأتني ... عَابس الْوَجْه وارم الْعرنِين) ) (فتغني طوراً وترقص طوراً ... وتلهى بِكُل مَا يلهيني) (لَا أُرِيد الصلاء إِن ضاجعتني ... عِنْد برد الشتَاء فِي كانون) (وَإِذا مَا حككتها لحستني ... بلسانٍ كالمبرد الْمسنون) (وَإِذا مَا جفوتها استعطفتني ... بأنينٍ من صَوتهَا ورنين) (وَإِذا مَا وترتها كشفت لي ... عَن حرابٍ لَيست مَتَاع الْعُيُون) أَمْلَح الْخلق حِين تلعب بالفار فتلقيه فِي الْعَذَاب المهين (وَإِذا مَاتَ حسه أنشرته ... بشمالٍ مكرومةٍ أَو يَمِين) وتصاديه بالغفول فَإِن رام انحجاراً علته كالشاهين (وَإِذا مَا رجا السَّلامَة مِنْهَا ... عاجلته ببطشة التنين)

وكذاك الأقدار تفترس الْمَرْء وتغتاله بِقطع الوتين (بَيْنَمَا كَانَ فِي نشاطٍ وأنسٍ ... إِذا سقَاهُ ساقٍ بكاس الْمنون) وَمن شعره وَكَانَ غواصاً على الْمعَانِي (علقتها بَيْضَاء ظامئة الحشا ... تسبي الْقُلُوب بحسنها وبطيبها) (مثل الشقائق فِي احمرار خدودها ... للناظرين وَفِي اسوداد قلوبها) (وَقد يَسْتَقِيم الْمَرْء فِيمَا ينوبه ... كَمَا يَسْتَقِيم الْعود فِي عَرك أُذُنه) (ويرجح من فضل الْكَلَام إِذا مَشى ... كَمَا يرجح الْمِيزَان من فضل وَزنه) وَمِنْه (إِنِّي بليت بشادنٍ ... يبلواه عِنْدِي تسْتَحب) (فَإِذا بلوت طباعه ... فالماء يشرب وَهُوَ عذب) (وَإِذا نضوت ثِيَابه ... فاللوز يقشر وَهُوَ رطب) (وقصار وصفي أَنه ... فِيمَا أحب كَمَا أحب) ومه (أَصبَحت مثل عطاردٍ فِي طبعه ... إِذْ صرت مثل الشَّمْس فِي الْإِشْرَاق) (فلذاك مَا أَلْقَاك يَوْمًا وَاحِدًا ... إِلَّا قضيت عَليّ بالإحراق) وَمِنْه) (قد ضَاقَ صَدْرِي من صُدُور زَمَاننَا ... فهم جماع الشَّرّ بِالْإِجْمَاع) (يتضارطون فَإِن شَكَوْت ضراطهم ... شفعوا سَماع الضرط بالإسماع) (هَذَا يفرقع بالضراط وذاكم ... يَرْمِي بِمثل حِجَارَة المقلاع) (وَمن البلية أَن تعاشر معشراً ... يتضارطون الدَّهْر بالإيقاع) وَمِنْه

(ونائمٍ عَن سهري قَالَ لي ... وَقد طواني حبه طيا) (أَأَنْت حيٌّ بعد قلت انتبه ... فالميت فِي النّوم يرى حَيا) وَمن شعره قَوْله (عذيري من شادنٍ لأغضبوه ... فَجرد لي مرهفا باتكا) (وَقَالَ أَنا لَك يَا ابْن الْوَكِيل ... وَهل لي رجاءٌ سوى ذلكا) وَقد أوردتهما فِي تَرْجَمَة صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر وتكلمت عَلَيْهِمَا وَمن شعر أبي عَامر الْجِرْجَانِيّ عود لسَانك أَن يلين على الخطابة وَالْخطاب وتعهد الْفِكر الْحَدِيد بصرفه فِي كل بَاب فتآكل السَّيْف الصَّقِيل بطولٍ مكثٍ فِي القراب وَمِنْه لَا تنكرن حق الأديب لِأَن ترعى من ثِيَابه فالسيف أهيب مَا يكون إِذا تجرد من قرَابه وَمِنْه (مَا فِي زَمَانك وَاحِد ... لَو قد تَأَمَّلت الشواهد) (فاشهد بِصدق مَقَالَتي ... أَو لَا فَكَذبنِي بِوَاحِد) قلت هُوَ مثل قَول ابْن حسول (قد مَاتَ فِي دَهْرنَا الْكِرَام وَمن ... يعرف قدر الثَّنَاء والمدح) (وَإِن شَكَكْتُمْ فِي الَّذِي قلته ... فكذبوني بواحدٍ سمح) وَمن شعر أبي عَامر الْجِرْجَانِيّ) (تختم فِي الْيَسَار فلست تلقى ... طراز الْكمّ إِلَّا فِي الْيَسَار) (وَمَا نَقَصُوا الْيَمين بِهِ وَلَكِن ... لِبَاس الزين أولى بالصغار) (كَذَاك ترى الأباهم عاطلاتٍ ... وَهن على الأكف من الْكِبَار)

ومه (إِنِّي بليت بحاجبٍ حجب الورى ... بمطاله عَن نيله الْمَطْلُوب) (أَبَت الملاحة أَن تفتح عينه ... إِلَّا بِقدر تَبَسم المكروب) وَمِنْه (استرزق الله فالأرزاق فِي يَده ... وَلَا تمد إِلَى غير الْإِلَه يدا) (وحاذر الدَّهْر أَن يلقاك مُنْفَردا ... فمهرك النَّرْد مَأْخُوذ إِذا انفردا) وَمِنْه (يَا رب كوماء خضبت نحرها ... بمدية مثل الْقَضَاء السَّابِق) (كَأَنَّهَا وَالدَّم جاشٍ حولهَا ... سوسنةٌ زرقاء فِي الشقائق) قلت ذكرت هُنَا قولي أَنا (وسيوفٍ إِذا بَدَت فِي جراحٍ ... قلت هَذَا بنفسجٌ فِي شَقِيق) (ينشد الْجِسْم روحه من ظباها ... ودماه بَين النقا والعقيق) وَمن شعر أبي عَامر الْجِرْجَانِيّ (ادرع الصَّبْر وَكن آخِذا ... بالرفق والإشفاق وَالْخَوْف) (وَلَا تكن أعجل من فيشةٍ ... عنانها أطلق فِي الْجوف) وَمِنْه (أوجعت قَلْبك إِذْ أهديت لي مائَة ... فَالله يجْزِيك عني يَا أَبَا الْفرج) (الضرط فِي ذقنك المنتوف شَاربه ... والأير فِي است أمك المنهوكة الشرج) وَمِنْه (يَا ذَا الَّذِي ضاف أَبَا مجد ... فَبَاتَ فِي جوعٍ وَفِي جهد) (تغد فِي الْبَيْت إِذا ضفته ... فخبزه فِي ربعَة الند) وَمِنْه وَقد قيل لَهُ إِن غلامك يهرب على فرس لَك) (أتهرب مَعَ فرسي يَا خَبِيث ... أراحني الله من شركا) (وَلست أَظُنك تقوى عَلَيْهِ ... وَإِن أَنْت دققت فِي فكركا) (فَإِن مقيلي على ظَهره ... وَإِن مبيتي على ظهركا)

وَمِنْه يهجو خَطِيبًا (أما تسحي ويك من منظرك ... وَمن سوء مَا شاع من مخبرك) (وتزعم أَنَّك أَنْت الْخَطِيب ... فَلم يخطبون على منبرك) وَقَالَ عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ يصف أَبَا عَامر الْجِرْجَانِيّ الْمَذْكُور (مَا أَبُو عامرٍ سوى اللطف شَيْء ... إِنَّه جملةٌ كَمَا هُوَ روح) (كل مَا لَا يلوح من سر معنى ... عِنْد تفكيره فَلَيْسَ يلوح) وَقَالَ أَبُو الْفرج ابْن هندو أَيْضا (هَذَا سروري بِأبي عامرٍ ... مغرقي فِي لجه الغامر) (فَتى إِذا جاراه فِي مفخرٍ ... مساجل خاطر بالخاطر) (النثر جسم وَهُوَ روحٌ لَهُ ... وَالنّظم عينٌ وَهُوَ كالناظر) وَمن شعر أبي عَامر الْجِرْجَانِيّ يهدجو أهل نيسابور (أرى أهل نيسابور كالمعدن الَّذِي ... ينَال الجدى مِنْهُ بِحَفر المعاول) (إِذا فزعوا كَانُوا بغاثاً مسفةً ... وَإِن أمنُوا طاروا بريش الأجادل) وَمِنْه (أَقُول لَهُ لما تلبس خلعةً ... تحشرج فِيهَا من أولي الْعلم عَالم) (رَأَيْتُك مثل النعش لم ير لابساً ... لخلعته إِلَّا وَفِي الْحَيّ مأتم) ومه (خُذُوا صفة الزَّمَان عني فَإِن لي ... لِسَانا عَن الْأَوْصَاف غير قصير) (حقاقٌ كأمثال الكرات تَضَمَّنت ... فصوص بلخشٍ فِي غشاء حَرِير) وَمِنْه (يَا نرجساً لم تعد قامته ... سهم الزمرد حِين ينتسب) (فرصافه عظمٌ وقذته ... قطع اللجين وفوقه ذهب)

ابن المنجم النحوي

) وَمِنْه (وسهمٍ من الميناء فضَض رَأسه ... بقدرة باريه وَذهب فَوْقه) (يغايظ أحداق الغواني وَإِنَّهَا ... تراجع إِن قيست بِهِ ويوفق هُوَ) 3 - (ابْن المنجم النَّحْوِيّ) الْفضل بن ثَابت بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْكَرْخِي الْمَعْرُوف بِابْن المنجم قَالَ محب الدّين ابْن النجار رَأَيْت لَهُ كتابا سَمَّاهُ السَّامِي فِي شرح اللمع لِابْنِ جني بِخَط يَده وتصنيفه 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُطِيع) الْفضل بن جَعْفَر أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُطِيع لله أَبُو الْقَاسِم بن المقتدر بن المعتضد ولي بعد المستكفي وَأمه أم ولد اسْمهَا مشغلة أدْركْت خِلَافَته بُويِعَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ومولده أول سنة إِحْدَى وثلاثمائة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وثلاثمائة قَالَ ابْن شاهين وخلع نَفسه غير مكره فِيمَا صَحَّ عِنْدِي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَنزل عَن الْخلَافَة لوَلَده أبي بكر عبد الْكَرِيم ولقبوه الطائع لله وسنه يَوْمئِذٍ ثَمَان وَأَرْبَعُونَ سنة ثمَّ إِن الطائع خرج إِلَى وَاسِط وَمَعَهُ أَبوهُ الْمُطِيع لله فَمَاتَ فِي الْمحرم من السّنة الْمَذْكُورَة وَمَاتَتْ أم الْمُطِيع سنة خمس وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَكَانَ الْمُطِيع أَبيض تعلوه صفرَة أقنى جميل الْوَجْه وَكَانَت خِلَافَته تسعا وَعشْرين سنة وَخَمْسَة أشهر وواحداً وَعشْرين يَوْمًا وَفِي أَيَّامه أُعِيد الْحجر الْأسود إِلَى الْبَيْت من القرامطة وَلم يزل قَائِما بِالْأَمر إِلَى أَن وَقع الْخلف بَين سبكتكين مولى معز الدولة حَاجِبه وَبَين أَوْلَاد معز الدولة بختيار وَمُحَمّد وَإِبْرَاهِيم وعاونهم الديلم وعاون سبكتكين الأتراك وَجَرت بَينهم مناوشة وَحرب وأحرق الْحَاجِب سوق الثُّلَاثَاء إِلَى الرحبة الْكَبِيرَة وَحصر مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيم ابْني معز الدولة فِي دارهما وبختيار بالأهواز ثمَّ إِن الْحَاجِب أسر مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيم وأمهما وأحدرهما إِلَى وَاسِط وَجَرت فتْنَة عَظِيمَة بَين الأتراك والديلم واستدعى الْمُطِيع القَاضِي عبيد الله بن أَحْمد بن مَعْرُوف وَأَرْبَعَة من الشُّهُود وأشهدهم على نَفسه أَنه جعل الْخلَافَة فِي ابْنه أبي بكر عبد الْكَرِيم وخلع نَفسه) وَكَانَ كَاتب الْمُطِيع أَبُو أَحْمد ابْن الْفضل بن عبد الرَّحْمَن

أبو علي البصير

بن جَعْفَر ثمَّ إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عِيسَى بن دَاوُد بن سعيد النَّصْرَانِي ثمَّ الْحسن بن مُحَمَّد الصَّالِحِي ثمَّ أَبُو سعيد وهب بن إِبْرَاهِيم بن طازاد وحاجبه أَحْمد بن خاقَان ثمَّ أَبُو بكر عبد الْوَاحِد الْمَعْرُوف بِابْن أبي عَمْرو الشرابي ثمَّ أَخُوهُ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عُثْمَان وَخَلفه ابْنه أَبُو الْمَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وَمن شعره يمدح بِهِ سيف الدولة ابْن حمدَان (تخيرت سَيْفا من سيوف كثيرةٍ ... فَلم أر فِيهَا مثل سيف لدولتي) (أرى النَّاس فِي وسط الْمجَالِس يشْربُوا ... وَذَاكَ بثغر الشَّام يحفظ بيضتي) 3 - (أَبُو عَليّ الْبَصِير) الْفضل بن جَعْفَر بن يُونُس أَبُو عَليّ النَّخعِيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالبصير من أهل الْكُوفَة سكن بِبَغْدَاد وَكَانَ قدم من سر من رأى أول خلَافَة المعتصم ومدحه ومدح جمَاعَة من قواده ومدح المتَوَكل وَالْفَتْح بن خاقَان وَكَانَ يتشيع تشيعاً فِيهِ بعض الغلو وَله فِي ذَلِك أشعار وَكَانَ أعمى وَإِنَّمَا لقب بالبصير على الْعَادة فِي التفاؤل وَقيل إِنَّمَا لقب بذلك لِأَنَّهُ كَانَ يجْتَمع مَعَ إخوانه على النَّبِيذ فَيقوم من صدر الْمجْلس يُرِيد الْبَوْل فيتخطى الزّجاج وكل مَا فِي الْمجْلس من آلَة وَيعود إِلَى مَكَانَهُ وَلم يُؤْخَذ بِيَدِهِ وَبَقِي إِلَى أَيَّام المعتز وَقيل توفّي فِي الْفِتْنَة وَقيل توفّي بعد الصُّلْح وَهُوَ الْقَائِل (لَئِن كَانَ يهديني الْغُلَام لوجهتي ... ويقتاني فِي السّير إِذْ أَنا رَاكب) (فقد يستضيء الْقَوْم بِي فِي أُمُورهم ... ويخبو ضِيَاء الْعين والرأي ثاقب) وَمِنْه (قلت لأهلي وراموا أَن أَمِيرهمْ ... بِمَاء وَجْهي وَلم أفعل وَلم أكد) (لَا يَسْتَوِي أَن تهينوني وأكرمكم ... وَلَا يقوم على تقويمكم أودي) (فطيبوا عَن رَقِيق الْعَيْش أَنفسكُم ... وَلَا تمدوا إِلَى أَيدي اللئام يَدي) (تبلغوا وادفعوا الْحَاجَات مَا اندفعت ... وَلَا يكن همكم فِي يومكم لغد)

(فَرب مدخرٍ مَا لَيْسَ آكله ... ومستعد ليومٍ لَيْسَ فِي الْعدَد) (وَرب مجتهدٍ مَا لَيْسَ بالغه ... وبالغٍ مَا تمنى غير مُجْتَهد) وَقَالَ يمدح إِسْحَاق بن سعد) (مَا عَلَيْهَا أحد أقصده ... كل من أبلوه أستبعده) (خول المَال أناسٌ كلهم ... مَا لَهُ رب لَهُ يعبده) (وَالَّذِي تسمو بِهِ همته ... للعلى فالدهر لَا يسعده) (غير إِسْحَاق بن سعد إِنَّه ... عقلت عَنهُ لساني يَده) إِن إِسْحَاق بن سعدٍ رجلٌ يحسن الْيَوْم ويرجى غده (قد بلوناه على علاته ... فخبرنا مِنْهُ مَا نحمده) (فاقتعدناه أَخا ننهضه ... فِي الملمات فَمَا يقعده) (واعترفنا بِالَّذِي أودعنا ... وعدو الْعرف من يجحده) وَمِنْه (فَلَا تعتذر بِالشغلِ عَنَّا فَإِنَّمَا ... تناط بك الْحَاجَات مَا اتَّصل الشّغل) وَقَالَ (إِذا مَا غَدَتْ طلابة الْعلم مَا لَهَا ... من الْعلم إِلَّا مَا يخلد فِي الْكتب) (غَدَوْت بتشميرٍ وجد عَلَيْهِم ... ومحبرتي سَمْعِي ودفترها قلبِي) وَقَالَ (فِي كل يومٍ لي ببابك وقفةٌ ... أطوي إِلَيْهِ سَائِر الْأَبْوَاب) (فَإِذا حضرت وغبت عَنْك فَإِنَّهُ ... ذنبٌ عُقُوبَته على البواب) وَقَالَ إِن أرم شامخا من الْعِزّ أدْركهُ بذرعٍ رحبٍ رباعٍ طَوِيل وَإِذا نابني من الْأَمر مَكْرُوه تلقيته بصبر جميل مَا ذممت الْمقَام فِي بلد يَوْمًا فعاتبته بِغَيْر الرحيل

الوزير ابن الفرات ابن حنزابة

وَقَالَ (يَا أَحْمد ابْن أبي دوادٍ دعوةٍ ... يقوى بهَا المتهضم المستضعف) (كم من يدٍ لَك قد نسيت مَكَانهَا ... وعوارفٍ لَك عِنْد من لَا يعرف) (نَفسِي فداؤك للزمان وريبه ... وصروف دهرٍ لم تزل بك تصرف) وَتغَير عقل أبي على قبل مَوته بِقَلِيل من سَوْدَاء عرضت لَهُ وَلم تزل بِهِ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ) رُبمَا ثاب إِلَيْهِ عقله فِي بعض الْأَوْقَات وَفِي ذَلِك يَقُول أَحْمد ابْن أبي طَاهِر (خبا مِصْبَاح عقل أبي عليٍ ... وَكَانَت تستضيء بِهِ الْعُقُول) (إِذا الْإِنْسَان مَاتَ الْفَهم مِنْهُ ... فَإِن الْمَوْت بِالْبَاقِي كَفِيل) 3 - (الْوَزير ابْن الْفُرَات ابْن حنزابة) الْفضل بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْحسن بن الْفُرَات أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن حنزابة تقدم ذكر أَخِيه فِيهِ جَعْفَر وَضبط اسْم أمه هُنَاكَ كَانَ كَاتبا مجوداً وديناً متأهلاً مؤثراً للخير محباً لأَهله وزر للمقتدر بِاللَّه يَوْم اثْنَيْنِ لليلتين بَقِيَتَا من شهر ربيع الآخر سنة عشْرين وثلاثمائة إِلَى أَن قتل المقتدر وَولي القاهر فولاه الدَّوَاوِين وَلما خلع القاهر وَولي الراضي ولاه الشَّام فَتوجه إِلَيْهَا ثمَّ إِنَّه وزر للراضي سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة وَهُوَ مُقيم بحلب وَعقد لَهُ الْأَمر وكوتب بالمصير إِلَى الحضرة فوصل إِلَى بَغْدَاد فَرَأى اضْطِرَاب الْأُمُور واستيلاء الْأَمِير ابي بكر مُحَمَّد بن رائق عَلَيْهَا فأطمع ابْن رائق فِي أَن يحمل إِلَيْهِ الْأَمْوَال من مصر وَالشَّام وشخص إِلَى هُنَاكَ واستخلف أَبَا بمكر عبد الله بن عَليّ النقري بالحضرة فأدركه أَجله بغزة وَقيل بالرملة لثمان خلون من جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة وسنه سبع وَأَرْبَعُونَ سنة 3 - (الجُمَحِي ابْن الْحباب) الْفضل بن الْحباب بن مُحَمَّد بن شُعَيْب بن صَخْر

الجُمَحِي أَبُو خَليفَة كَانَ من رُوَاة الْأَخْبَار والأشعار والآداب والأنساب وَهُوَ ابْن أُخْت مُحَمَّد بن سَلام الجُمَحِي توفّي بِالْبَصْرَةِ سنة خمس وثلاثمائة وَكَانَ أعمى وَولي الْقَضَاء بِالْبَصْرَةِ روى عَن خَاله كتبه وَعَن غَيره وَمن شعره (شَيبَان والكبش حدثاني ... شَيْخَانِ بِاللَّه عالمان) (قَالَا إِذا كنت فاطمياً ... فاصبر على نكبة الزَّمَان) قلت الْكَبْش ابو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وشيبان هُوَ ابْن فروخ الأبلي) وألقيت إِلَيْهِ رقْعَة فِيهَا (قل للحكيم أبي خَليفَة ... يَا زين شيعَة أبي حنيفه) (إِنِّي قصدتك للَّذي ... كاتمت من حذرٍ وخيفه) (مَاذَا تَقول لطفلةٍ ... فِي الجسر منزلهَا شريفه) (تصبو إِلَى زين الورى ... من غير مَا بأسٍ عفيفه) فَقَرَأَ الرقعة ثمَّ كتب على ظهرهَا (يَا من تَكَامل ظرفها ... حَال الْهوى حَال شريفه) (إِن كنت صَادِقَة الَّذِي ... كاتمت من حذرٍ وخيفه) فلك السَّعَادَة وَالشَّهَادَة وَالْجَلالَة يَا شريفه (هَذَا النصاح بِعَيْنِه ... وَبِه يَقُول أَبُو حنيفه) وَكَانَ أَبُو خَليفَة كثير اسْتِعْمَال السجع فِي كَلَامه وَكَانَ فِي الْبَصْرَة رجل يتحامق ويتشبه بِهِ يعرف بِأبي الرطل لَا يتَكَلَّم إِلَّا بالسجع هزلا كُله فَقدمت هَذَا الرجل امْرَأَته إِلَى أبي حنيفَة وَادعت عَلَيْهِ الزَّوْجِيَّة وَالصَّدَاق فَأقر بهما لَهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو خَليفَة أعْطهَا مهرهَا فَقَالَ أَبُو الرطل كَيفَ أعطيها مهرهَا وَلم تفلح مسحاتي نهرها فَقَالَ لَهُ أَبُو خَليفَة فأعطها نصف

أبو معاذ النحوي الباهلي

صَدَاقهَا فَقَالَ لَا أَو أرفع بساقها وأضعه فِي طاقها فَأمر بِهِ ابو خَليفَة فصفع وَكَانَ هَذَا أَبُو الرطل إِذا سمع رجلا يَقُول لَا تنكر لله قدرَة قَالَ هُوَ وَلَا للهندباء خضرَة وَلَا للزردج صفرَة وَلَا للعصفر حمرَة وَلَا للقفا نقرة وَكَانَ هَذَا أَبُو خَليفَة يتشيع وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ سرا ديوَان عمرَان بن حطَّان ويبكي فِي مَوَاضِع مِنْهُ فَقَالَ المفجع الْبَصْرِيّ (أَبُو خَليفَة مطوي على دخنٍ ... للهاشميين فِي سر وإعلان) (مَا زلت أعرف مَا يخفي وَأنْكرهُ ... حَتَّى اصْطفى شعر عمرَان بن حطَّان) وَاشْترى القَاضِي أَبُو خَليفَة جَارِيَة فَوَجَدَهَا خشنة فَقَالَ يَا جَارِيَة هَل من بزاق أَو بصاق أَو بساق الْعَرَب تنقل السِّين صاداً وزاياً فَتَقول أَبُو الصَّقْر والزقر والسقر فَقَالَت الْجَارِيَة الْحَمد لله الَّذِي مَا أماتني حَتَّى رَأَيْت حرى قد صَار ابْن الْأَعرَابِي يقْرَأ عَلَيْهِ غَرِيب اللُّغَة 3 - (أَبُو معَاذ النَّحْوِيّ الْبَاهِلِيّ) ) الْفضل بن خَالِد أَبُو معَاذ النَّحْوِيّ الْمروزِي مولى باهلة روى عَن عبد الله بن الْمُبَارك وَعبيد بن سليم وروى عَنهُ مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق وَأهل بَلَده مَاتَ سنة إِحْدَى عشرَة وَمِائَتَيْنِ لَهُ كتاب فِي الْقُرْآن حسن وروى عَنهُ الْأَزْهَرِي فِي كتاب التَّهْذِيب وَأكْثر وَذكره مُحَمَّد بن حبَان فِي تَارِيخ الثِّقَات فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة 3 - (ابْن سهل) الْفضل بن الْحسن بن سهل كَانَ المعتصم قد انحرف عَن الْحسن بن سهل بعد وَفَاة الْمَأْمُون وَحَازَ عَنهُ وَعَن أَوْلَاده كثيرا من ضياعهم فَذكر الجهشياري فِي كتاب الوزراء أَن بوران قَالَت لأَخِيهَا الْفضل إِنِّي نظرت فِي حِسَاب هَذَا فَوَجَدته يدل على شَيْء يجب أَن يحذر عَلَيْهِ فِي هَذَا الْوَقْت مَعَه نكبة من جِهَة الْخشب فَاجْتمع مَعهَا على النّظر فِي ذَلِك فَوجدَ الْأَمر على مَا قَالَت فَقَالَ لَهَا لست آمن مَعَ انحرافه عَنَّا أَن لَا يَقع هَذَا مِنْهُ موقعه فَقَالَت اقْضِ مَا عَلَيْك وَهُوَ أعلم بِمَا يخْتَار فَصَارَ إِلَى بَاب المعتصم وَاسْتَأْذَنَ اسْتِئْذَان من يُنْهِي شَيْئا مهما فَلَمَّا عرف خَبره استثقله وَأذن لَهُ على كره فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ قدم مُقَدّمَة من ذكر مَا يلْزمه من النصح والصدق عَمَّا يقف عَلَيْهِ وعرفه مَا وقف عَلَيْهِ من أَحْكَام

ابن تازي كره

النُّجُوم فقلق المعتصم لذَلِك فَقَالَ لَهُ أتأذن لي أَن ألزم حضرتك إِلَى انْقِضَاء الْوَقْت قَالَ افْعَل فَلَزِمَهُ يَوْمه وَلَيْلَته إِلَى آخرهَا لم يجد شَيْئا يُنكره فَلَمَّا كَانَ فِي وَقت الصُّبْح أقبل الْخَادِم بِالْمَاءِ للْوُضُوء والمساويك فَنَهَضَ الْفضل فَقبض على المساويك فَمَنعه الْخَادِم مِنْهُ فَقَالَ لَيْسَ وَالله بُد من أَن آخذه وارتفع الْكَلَام بَينهمَا إِلَى أَن سمعهما المعتصم فَقَالَ لَهُ أعْطه المسواك فَدفعهُ إِلَيْهِ فَقَالَ تقدم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى هَذَا الْخَادِم بِأَن يستاك بِهَذَا السِّوَاك فَلَمَّا استاك بِهِ سَقَطت أَسْنَانه ولثته وَسقط مَيتا من وقته فَوَقع ذَلِك من المعتصم وَكَانَ سَببا لرجوع الْحسن بن سهل وَأَوْلَاده 3 - (ابْن تازي كره) الْفضل بن الْحُسَيْن أَبُو الْعَبَّاس الهمذاني الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِابْن تازي كره كَانَ ثِقَة توفّي سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة أمْلى عَن إِبْرَاهِيم بن ديزيل وَيحيى بن عبد الله الْكَرَابِيسِي وروى عَنهُ صَالح بن أَحْمد وَالْحسن بن عَليّ بن بشار والهمذانيون) 3 - (أَبُو سعيد الميهني الصَّالح) الْفضل بن أبي الْخَيْر أَبُو سعيد الميهني صَاحب الْأَحْوَال والمناقب تكلم فِيهِ ابْن حزم وَتُوفِّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (وَزِير بَغْدَاد) الْفضل بن الرّبيع بن يُونُس بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي فَرْوَة كيسَان مولى عُثْمَان بن عفَّان رَضِي الله عَنهُ هُوَ أَبُو الْعَبَّاس تقدم ذكر أَبِيه فِي حرف الرَّاء لما آل الْأَمر إِلَى هَارُون الرشيد واستوزر البرامكة كَانَ الْفضل يتشبه بهم ويعارضهم وَلم يكن لَهُ من الْقُدْرَة مَا يدْرك اللحاق بهم فَكَانَ فِي نَفسه مِنْهُم إحنٌ وشحناء قَالَ عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب إِذا أَرَادَ الله إهلاك قوم وَزَوَال نعمتهم جعل لذَلِك أسباباً فَمن زَوَال ملك البرامكة تقصيرهم بِالْفَضْلِ با الرّبيع وسعي الْفضل بهم وَتمكن بالمجالسة من الرشيد فأوغر قلبه عَلَيْهِم ومالأه على ذَلِك كاتبهم إِسْمَاعِيل بن صبيح حَتَّى كَانَ مَا كَانَ ويحكى أَن الْفضل دخل يَوْمًا على يحيى بن خَالِد وَقد جلس لقَضَاء حوائج النَّاس وَولده جَعْفَر بَين يَدَيْهِ يُوقع على الْقَصَص فَعرض الْفضل عَلَيْهِ عشر رقاع للنَّاس فتعلل يحيى فِي كل رقْعَة بعلة وَلم يُوقع على شَيْء مكنها فَجمع الْفضل الرّقاع وَقَالَ ارْجِعْنَ خائبات

خاسئات وَخرج يَقُول (عَسى وَعَسَى يثني الزَّمَان عنانه ... بتصريف حالٍ وَالزَّمَان عثور) (فتقضى لباناتٌ وتشفى حسائف ... وَيحدث من بعد الْأُمُور أُمُور) فَسَمعهُ يحيى ينشد ذَلِك فَقَالَ لَهُ عزمت عَلَيْك يَا أَبَا الْعَبَّاس إِلَّا رجعت فَرجع فَوَقع لَهُ فِي جَمِيع الْقَصَص ثمَّ مَا كَانَ إِلَّا قَلِيل حَتَّى نكبوا على يَده وَولي بعدهمْ وزارة الرشيد وَفِي ذَلِك يَقُول أَبُو نواس وَقيل أَبُو حرزة (مَا رعى الدَّهْر آل برمك لما ... أَن رمى ملكهم بأمرٍ فظيع) (إِن دهراً لم يرع عهدا ليحيى ... غير راعٍ ذمام آل الرّبيع) وَفِي تَرْجَمَة مَنْصُور النمري الشَّاعِر للفضل ذكر حسن ومديح يَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه) وتنازع جَعْفَر يَوْمًا هُوَ وَالْفضل بن الرّبيع بِحَضْرَة الرشيد فَقَالَ جَعْفَر للفضل يَا لَقِيط إِشَارَة إِلَى مَا كَانَ يُقَال عَن أَبِيه الرّبيع لِأَنَّهُ كَانَ لَا يعرف أَبوهُ فَقَالَ الْفضل اشْهَدْ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَنت حَاكم الحكامومات الرشيد وَالْفضل مُسْتَمر على وزارته وَكَانَ فِي صُحْبَة الرشيد فقرر الْأَمر للأمين وَلم يعرج على الْمَأْمُون وَهُوَ بخراسان وَلَا الْتفت إِلَيْهِ فعزم الْمَأْمُون على أَن يُجهز إِلَيْهِ عسكراً يعترضونه فِي طَرِيقه لما انْفَصل عَن طوس فَأَشَارَ على الْمَأْمُون الْفضل بن سهل أَن لَا يتَعَرَّض لَهُ وزين الْفضل بن الرّبيع للأمين خلع الْمَأْمُون وَيجْعَل ولَايَة الْعَهْد لمُوسَى بن الْأمين وَلما قويت شَوْكَة الْمَأْمُون استتر الْفضل فِي شهر رَجَب سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ ظهر وَلما ولي إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي الْخلَافَة بِبَغْدَاد اتَّصل بِهِ الْفضل بن الرّبيع فَلَمَّا اختلت حَال إِبْرَاهِيم استتر الْفضل ثَانِيًا وَشرح ذَلِك يطول ثمَّ إِن طَاهِر بن الْحُسَيْن سَأَلَ الْمَأْمُون الرضى عَن الْفضل وَأدْخلهُ عَلَيْهِ وَلم يزل بطالاً إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وعمره ثَمَان وَسِتُّونَ سنة وَكتب إِلَيْهِ أَبُو نواس يعزيه بالرشيد ويهنئه بِولَايَة الْأمين (تعزّ أَبَا الْعَبَّاس عَن خير هالكٍ ... بأكرم حَيّ كَانَ أَو هُوَ كَائِن) (حوادث أيامٍ تَدور صروفها ... لَهُنَّ مساوٍ مرّة ومحاسن) (وفى الْحَيّ بِالْمَيتِ الَّذِي غيب الثرى ... فَلَا أَنْت مغبونٌ وَلَا الْمَوْت غابن)

أبو نعيم الملائي

وَفِيه قَول أبي نواس الْمَشْهُور (وَلَيْسَ لله بمستنكرٍ ... أَن يجمع الْعَالم فِي وَاحِد) وتحيز الْفضل بن الرّبيع بعد موت الرشيد إِلَى مُحَمَّد الْأمين ووزر لَهُ وَكَانَ مَعَ الرشيد بطوس لما مَاتَ فساق الْعَسْكَر وَالْأَمْوَال إِلَى الْأمين وَلم يعرج على الْمَأْمُون وَحسن للأمين خلع الْمَأْمُون وساعده بكر بن الْمُعْتَمِر فَقَالَ يُوسُف بن مُحَمَّد الْحَرْبِيّ شَاعِر طَاهِر بن الْحُسَيْن (أضاع الْخلَافَة رَأْي الْوَزير ... وحمق الْأَمِير وَجَهل الْوَزير) (فبكرٌ مشيرٌ وفضلٌ وزيرٌ ... يُريدَان مَا فِيهِ حتف الْأَمِير) (فَمَا كَانَ إِلَّا طَرِيقا غرُورًا ... وَشر المسالك طرق الْغرُور) ) (فيا رب فاقبضهم عَاجلا ... إِلَيْك وخلدهم فِي السعير) (وَنكل بفضلٍ وأشياعه ... وصلبهم حول هذي الجسوء) وَمِنْهَا (وَمن يُؤثر الْفسق يخل بِهِ ... وتنفر عَنهُ بَنَات الضَّمِير) (لواط الْخَلِيفَة أعجوبةٌ ... وأعجب مِنْهُ بغاء الْوَزير) (فَهَذَا ينيك وَهَذَا يناك ... كَذَلِك لعمري اخْتِلَاف الْأُمُور) (فَلَو يستعفان هَذَا بذا ... لكانا بعرضة أمرٍ ستير) (وَلَكِن ذَا لج فِي كوثرٍ ... وَلم تشف هَذَا أيور الْحمير) وَلما رأى الْفضل بن الرّبيع قُوَّة الْمَأْمُون واتصال ضعف الْأمين وتخليطه وانفلال النَّاس عَنهُ وتمزق الْأَمْوَال الَّتِي كَانَت فِي يَده استتر فِي شهر رَجَب سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (أَبُو نعيم الْملَائي) الْفضل بن دُكَيْن أَبُو نعيم الإِمَام الْكُوفِي الْملَائي الْأَحول روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى الْجَمَاعَة عَن رجل عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين

أبو البركات كاتب صاحب حماة

وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو خَيْثَمَة وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي وَغَيرهم قَالَ بشر بن عبد الْوَاحِد رَأَيْت أَبَا نعيم فِي الْمَنَام فَقلت مَا فعل الله بك يَعْنِي فِيمَا كَانَ يَأْخُذ على الحَدِيث فَقَالَ نظر القَاضِي فِي أَمْرِي فوجدني ذَا عِيَال فَعَفَا عني وَكَانَ أَبُو نعيم أجلّ شيخ للْبُخَارِيّ وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو البركات كَاتب صَاحب حماة) الْفضل بن سَالم بن مرشد أَبُو البركات التنوخي المعري الْكَاتِب صَاحب الْإِنْشَاء والترسل لصَاحب حماة روى عَن أَبِيه وَكَانَ ذَا حظوة وَتقدم عِنْد مخدومه وَله شعر توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (وَزِير الْمَأْمُون) الْفضل بن سهل أَبُو الْعَبَّاس السَّرخسِيّ أَخُو الْحسن بن سهل وَقد تقدم ذكر أَخِيه فِي مَكَانَهُ) من حرف الْحَاء أسلم على يَد الْمَأْمُون سنة تسعين وَمِائَة وَقيل إِن أَبَا سهل أسلم على يَد الْمهْدي ووزر الْفضل لِلْمَأْمُونِ وَاسْتولى عَلَيْهِ حَتَّى ضايقه فِي جَارِيَة أَرَادَ شِرَائهَا وَلما عزم يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي على اسْتِخْدَام الْفضل لِلْمَأْمُونِ وَصفه بِحَضْرَة الرشيد فَقَالَ الرشيد أوصله إِلَيّ فَلَمَّا أدخلهُ لحقته حيرة فَنظر الرشيد إِلَى الْوَزير يحيى نظر مُنكر لاختياره لَهُ فَقَالَ الْفضل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن من أعدل الشواهد على فراهة الْمَمْلُوك أَن تملك قلبه هَيْبَة سَيّده فَقَالَ الرشيد لَئِن كنت سكت لتوصغ هَذَا الْكَلَام لقد أَحْسَنت وَإِن كَانَ بديهة لأحسن وَأحسن ثمَّ لم يسْأَله بعد ذَلِك عَن شَيْء إِلَّا أجَاب بِمَا يصدق وصف يحيى لَهُ وَكَانَت لَهُ فَضَائِل وَكَانَ يلقب ذَا الرياستين لِأَنَّهُ تقلد الوزارة وَالسيف وَكَانَ يتشيع وَكَانَ من أخبر النَّاس بِعلم النجامة وَأَكْثَرهم إِصَابَة فِي أَحْكَامه يُقَال أَنه اخْتَار لطاهر بن الْحُسَيْن لما خرج إِلَى الْأمين وقتا وَعقد لَهُ فِيهِ لِوَاء وَسلمهُ إِلَيْهِ وَقَالَ عقدت لَك لِوَاء لَا يحل خمْسا وَسِتِّينَ سنة وَكَانَ بَين خُرُوج طَاهِر ذَلِك الْوَقْت إِلَى أَن قبض يَعْقُوب بن اللَّيْث الصفار على مُحَمَّد بن طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن بنيسابور سِتُّونَ سنة وَلما توفّي الْفضل طلب الْمَأْمُون من وَالِدَة الْفضل مَا خَلفه فَحملت إِلَيْهِ سلة مختومة مقفلة فَفتح قفلها فَإِذا صندوق صَغِير مختوم وَإِذا فِيهِ درج وَفِي الدرج مَكْتُوب بِخَطِّهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا مَا قضى الْفضل بن سهل على نَفسه قضى أَنه يعِيش

ثمانياً وَأَرْبَعين سنة ثمَّ يقتل بَين مَاء ونار فَعَاشَ هَذِه الْمدَّة وَقَتله غَالب خَادِم الْمَأْمُون فِي حمام بسرخس وَكَانَ قد ثقل أمره على الْمَأْمُون فَدس عَلَيْهِ غَالِبا مغافصة وَمَعَهُ جمَاعَة وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وَقيل ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ وَفِيه يَقُول مُسلم بن الْوَلِيد (أَقمت خلَافَة وأزلت أُخْرَى ... جليلٌ مَا أَقمت وَمَا أزلتا) وَفِيه يَقُول إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولي (لفضل بن سهل يدٌ ... تقاصر عَنْهَا الْمثل) (فنائلها للغنى ... وسطوتها للأجل) (وباطنها للندى ... وظاهرها للقبل) ) وَفِيه يَقُول ابْن أَيُّوب التَّمِيمِي (لعمرك مَا الْأَشْرَاف فِي كل بلدةٍ ... وَإِن عظموا للفضل إِلَّا صنائع) (ترى عُظَمَاء النَّاس للفضل خشعاً ... إِذا مَا بدا وَالْفضل لله خاشع) (تواضع لما زَاده الله رفْعَة ... وكل جليلٍ عِنْده متواضع) وَقَالَ الْفضل يَوْمًا لثمامة بن الأشرس مَا أَدْرِي مَا أصنع فِي طلاب الْحَاجَات فقد كَثُرُوا عَليّ وأضجروني فَقَالَ لَهُ زل من موضعك وَعلي أَن لَا يلقاك أحد مِنْهُم قَالَ صدقت ثمَّ إِنَّه انتصب لقَضَاء أشغال النَّاس قَالَ الْحسن بن سهل لما قتل المخلوع جمعت حَمْزَة العطارة وَكَانَت تتولى خزن الْجَوْهَر مَا بَقِي من الْجَوْهَر بعد مَا فرقه المخلوع ووهبه وشخصت بِهِ إِلَى خُرَاسَان ووردت على الْمَأْمُون وَمَعَهَا جمع كثير من الخدم الْبيض والسود وَالنِّسَاء الَّذين كَانُوا حفظَة خَزَائِن الْجَوْهَر فَبعث الْمَأْمُون إِلَى ذِي الرياستين الْفضل بن سهل وعَلى من فِي خدمته ليعرض الْجَوْهَر عَلَيْهِم فأحضرت حَمْزَة العطارة أسفاط الْجَوْهَر وخرائط كَثِيرَة وعَلى كل خريطة ورقة رقْعَة بِعَدَد مَا فِيهِ من الْجَوْهَر وأصنافه وأوزانه وَقِيمَته فَقَالَ الْمَأْمُون يَا أَبَا مُحَمَّد أرج قيمَة هَذَا الْجَوْهَر فأرجتها فبلغت ألف ألف ألف ثَلَاث مَرَّات وَمِائَة ألف ألف مرَّتَيْنِ وَسِتَّة عشر ألف ألف دِرْهَم مرَّتَيْنِ فتحمد الْمَأْمُون الله عز وَجل وشكره وشكر الْفضل شكرا كثراً

وَوصف تَدْبيره وَكَثْرَة مناقبه وَحسن آثاره فِي خدمته وَفِي دولته ثمَّ قَالَ لَهُ وَقد جعلت هَذَا الْجَوْهَر لَك فأكب ذُو الرياستين على يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ يقبلهما وَيَقُول يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا جَوْهَر الْخلَافَة وَذُخْرهَا فَكيف آخذه وَمَا أصنع بِهِ واستعفاه فَقَالَ فَخذ نصفه فَنَاشَدَهُ الله فَقَالَ فَخذ النيف على آلَاف آلَاف الْألف فَأبى فَضرب الْمَأْمُون يَده إِلَى عقد قِيمَته ألف ألف دِينَار وَقَالَ فَخذ هَذَا العقد وَحده فَامْتنعَ فَغَضب الْمَأْمُون وَكنت إِلَى جَانب أخي وَقلت لَهُ قد راجعت الْأَمِير الْمُؤمنِينَ حَتَّى أغضبته فَخذه ثمَّ اررده وقتا آخر فَأَخذه فانصرفنا فَدَعَا بِعَبْد الله بن بشير قهرمانه فَدفعهُ إِلَيْهِ قَالَ الْحسن فَحَدثني عبد الله قَالَ بَينا أَنا لَيْلَة من اللَّيَالِي فِي فلراشي إِذْ أَتَانِي رَسُول ذِي الرياستين فِي الْحُضُور فَحَضَرت فَوَجَدته قَاعِدا فِي فرَاشه وَعَلِيهِ صدار وَإِزَار فَقَالَ أحضرني العقد السَّاعَة فأحضرته وَكَانَ فِي سفطين أَحدهمَا دَاخل الآخر فَنظر إِلَيْهِ ورده) وَقَالَ أكاتب فِي الْجلد بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أحضرني أَمِير الْمُؤمنِينَ يَوْم كَذَا من شهر كَذَا سنة كَذَا ودعا بِحَمْزَة العطارة فعرضت عَلَيْهِ مَا قدمت بِهِ من الْجَوَاهِر الَّتِي سلمت بعد الْفِتْنَة وأرجنا قِيمَته بَين يَدَيْهِ على مَا ثَبت فِي الرّقاع الْمَوْجُودَة عَلَيْهِ وَذكر الْقيمَة فوهبه لي أَمِير الْمُؤمنِينَ فاستعفيت وراجعني وَأَمرَنِي بِأخذ نصفه فامتنعت فَأمرنِي بِأخذ مَا ينيف على آلَاف آلَاف الْألف فامتنعت فَأخذ هَذَا العقد وَقِيمَته ألف ألف دِينَار فَدفعهُ إِلَيّ فامتنعت فازداد غَضَبه فَأَخَذته مِنْهُ مُعْتَقدًا أَنه وَدِيعَة عِنْدِي فَإِن حدث بِي فِي هَذِه اللَّيْلَة أَو فِيمَا بعْدهَا حدث فَهَذَا العقد للْإِمَام الْمَأْمُون أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيْسَ لي وَلَا لورثتي فِيهِ قَلِيل وَلَا كثير ثمَّ علق الْجلد على السفط وختمه وَأَمرَنِي بإحرازه وَلما قتل الْفضل أحضر الْمَأْمُون كل من اتهمَ بقتْله وَضرب أَعْنَاقهم وَبعث برؤوسهم إِلَى أَخِيه الْحسن بن سهل وَمِنْهُم سراج الْخَادِم وَقد مر ذكره مَكَانَهُ وَعبد الْعَزِيز بن عمرَان وَقد مر ذكره مَكَانَهُ ومؤنس الْخَادِم وسوف يَأْتِي ذكره مَكَانَهُ قَالَ الْفضل بن مَرْوَان قَالَ لي الْمَأْمُون اجتهدت بِالْفَضْلِ بن سهل كل الْجهد أَن أزَوجهُ بعض بَنَاتِي فَأبى وَقَالَ لَو قتلتني مَا فعلت وَفِي تلقيبه بِذِي الرياستين يَقُول إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس من يلقب بِغَيْر معنى فقد لقبت يَا ذَا الرياستين بِحَق وَإِذا مَا الخطوب جلت وكاع الْقَوْم عَنْهَا فِي رتق أمرٍ وفتق (بذهم ذُو الرياستين برأيٍ ... واعتزامٍ مِنْهُ بحزمٍ ورفق) (نصحه للْإِمَام نصح طباعٍ ... لَا اختلافٍ وَلَا مشوب بمذق)

وَكَانَ الْفضل بن سهل أول وَزِير لقب وَأول وَزِير اجْتمع لَهُ الوزارة واللقب والتأمير وَلما مَاتَ قَالَ إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس يرثيه بقصيدة مِنْهَا (إِحْدَى الملات الجلائل ... أودت بفضلٍ والفضائل) (برزت غَدَاة حلولها ... من كل منزلةٍ بثاكل) يَا ذَا الرياسة والسياسة وَابْن ذادتها الْأَوَائِل عمرت ببهجتك الْقُبُور وأوحشت مِنْك الْمنَازل (وَالْأَرْض أصبح ظهرهَا ... وحشاً وبطن الأَرْض آهل) ) كَانَت حياتك للعفاة وَيَوْم موتك للواحل الْيَوْم أعفيت المطيعطى لضَرُورَة الْحل وعطلت مِنْهَا الرَّوَاحِل الْيَوْم أيتمت العفاة وصال بِالْإِسْلَامِ صائل (من للعديم وللغريم ... ولليتامى والأرامل) من يحمل الْخطب الْجَلِيل ويقصم البطل الحلاحل (نزلت بآل محمدٍ ... وَالنَّاس منسية النَّوَازِل) درست سَبِيل الراغبين وعطلت مِنْهَا المناهل (يَا فضل دَعْوَة لائذ ... فِي الْحزن والدرر الهوامل) عدم الأسى فِيك الْمُصَاب وَأَنت أسرة كل هابل (الْمَوْت بعْدك نعمةٌ ... والعيش بعْدك غير طائل) (مَا مت بل مَاتَ الَّذِي ... أبقيت من عافٍ وآمل) إِمَّا يَزُول بك الزَّمَان فَإِن ذكرك غير زائل مَا مَاتَ من حسن أَخُوهُ وَمثله فِي مَا يحاول وَقَالَ فِيهِ مُسلم بن الْوَلِيد (ذهلت فَلم أمنع عَلَيْك بعبرةٍ ... وأكبرت أَن ألفى بيومك ناعيا) (فَلَمَّا بدا لي أَنه لاعج الأسى ... وَأَن لس إِلَّا الدمع للعين شافيا)

أبو المعالي الأثير الحلبي

(أَقمت لَك الأنواح فارتج بَينهَا ... نوادب يندبن اللهى والمعاليا) (عفت بعْدك الْأَيَّام لَا بل تبدلت ... وَكن كأعيادٍ فعدن مباكيا) (فَلم تَرَ عَيْني بعد يَوْمك ضَاحِكا ... وَلم أر إِلَّا بعد موتك باكيا) 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الْأَثِير الْحلَبِي) الْفضل بن سهل بن بشر بن أَحْمد بن سعيد أَبُو الْمَعَالِي الإِسْفِرَايِينِيّ ابْن أبي الْفرج الْوَاعِظ كَانَ يعرف بالأثير الْحلَبِي ولد بِمصْر وَنَشَأ بالقدس وَقدم دمشق مَعَ وَالِده وَكَانَ وَالِده مُحدثا مَشْهُورا وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْقَاسِم عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ المصِّيصِي وَأبي سعيد الطريثيثي وَأبي الْفَتْح نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَغَيرهم وَسمع من وَالِده كثيرا وَأخذ لَهُ وَالِده من أبي بكر الْخَطِيب إجَازَة بِجَمِيعِ مروياته ومصنفاته) وسافر إِلَى حلب وَأقَام بهَا يعْقد مجْلِس الْوَعْظ مُدَّة وَأرْسل إِلَى بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ عسراً فِي التحديث وانخرط فِي سلك الْكتاب وأرباب الدَّوَاوِين وَبَقِي مَعَهم مُدَّة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وفجأة وَمن شعره (يَا صَاحب الْمرْآة من قَادَهُ ... إِلَى لقائي قدرٌ نَافِذ) (أريتني وَجْهي بثمنٍ وَمَا ... يسوى الَّذِي أنظر مَا تَأْخُذ) وَله وَقد حضر مجلي أنس وَلم يشرب فَسَكِرَ من الرَّائِحَة (سكرت من ريح مَا شربتم ... والراح محمودة الفعال) (فيا لَهَا سكرة حَلَالا ... كَأَنَّهَا زورة الخيال) 3 - (الْحَافِظ الْبَغْدَادِيّ الْأَعْرَج) الْفضل بن سهل أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الْأَعْرَج الْحَافِظ

اليمامي النحوي

أحد الأثابت روى عَنهُ البُخَارِيّ وملم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ مَوْصُوفا بالذكاء والمعرفة والإتقان وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين والمائتين 3 - (اليمامي النَّحْوِيّ) الْفضل بن صَالح أَبُو الْمَعَالِي اليمامي الحسني النَّحْوِيّ توفّي فِي نَيف وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَه عبد الغافر قَالَ وَحضر نيسابور وَسمع الحَدِيث من مَشَايِخنَا الَّذين رأيناهم وَلَا شكّ أَنه سمع فِي أَسْفَاره الْكثير 3 - (العباسي نَائِب دمشق) الْفضل بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس نَائِب دمشق ووالي الديار المصرية للمهدي مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَة ووفاته سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وَهُوَ الَّذِي عمل أَبْوَاب جَامع دمشق والقبة الَّتِي فِي الصحن وتعرف بقبة المَال وَهُوَ ابْن عَم الْمَنْصُور 3 - (الْقَائِد الفاطمي) الْفضل بن صَالح الْقَائِد الفاطمي وَإِلَيْهِ تنْسب منية الْقَائِد فضل بالديار المصرية كَانَ رجلا كَبِيرا نبيلاً كَرِيمًا ممدحاً وَكَانَ مكيناً فِي دولة الْحَاكِم ثمَّ إِنَّه نقم عَلَيْهِ وحبسه وَضرب عُنُقه فِي مَجْلِسه فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وتعسين وثلاثمائة وَلم يظْهر مِنْهُ جزع) ولف فِي حصيرة وَأخرج من الْحُجْرَة الَّتِي كَانَ بهَا مَحْبُوسًا وَمن شعر عبيد الْغفار شَاعِر دولة الْحَاكِم ابْن الْعَزِيز (إِنَّمَا الْفضل غرةٌ ... فِي وُجُوه المدائح) (أريحيٌ رياحه ... عبقات الروائح) (كعبة الْجُود كَفه ... بَين غادٍ ورائح) إِنَّمَا تصلح الْأُمُور بِرَأْي ابْن صَالح 3 - (حفيد الْمَأْمُون) الْفضل بن الْعَبَّاس بن عبد الله الْمَأْمُون بن هَارُون الرشيد توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ حفيد أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَأْمُون

الحافظ فضلك الرازي

3 - (الْحَافِظ فضلك الرَّازِيّ) الْفضل بن الْعَبَّاس أَبُو بكر الرَّازِيّ الملقب بِفَضْلِك الصَّائِغ الْحَافِظ رَحل وطوف وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين والمائتين ابْن أبي لَهب الشَّاعِر الْفضل بن الْعَبَّاس بن عتبَة بن أبي لَهب هُوَ أحد شعراء بني هَاشم وفصحائهم مر بالأحوص وَهُوَ ينشد وَعَلِيهِ النَّاس مُجْتَمعين فحسده فَقَالَ لَهُ الْأَحْوَص إِنَّك شَاعِر وَلَكِنَّك لَا تعرف الْغَرِيب وَلَا تعرب قَالَ بلَى وَالله إِنِّي لَأبْصر النَّاس بالغريب وَالْإِعْرَاب قَالَ فأسألك قَالَ نعم فَقَالَ (مَا ذَات حبلٍ يَرَاهَا النَّاس كلهم ... وسط الْجَحِيم وَلَا تخفى على أحد) (كل الحبال حبال النَّاس من شعرٍ ... وحبلها وسط أهل النَّار من مسد) فَقَالَ الْفضل (مَاذَا أردْت إِلَى شتمي ومنقصتي ... مَاذَا أردْت إِلَى حمالَة الْحَطب) (ذكرت بنت قرومٍ سادةٍ نجب ... كَانَت حَلِيلَة شيخٍ ثاقب النّسَب) وَانْصَرف عَنهُ وَحكي أَنه مر بِهِ الحزين الشَّاعِر يَوْم جُمُعَة وَعِنْده قوم ينشدهم فَقَالَ لَهُ الحزين أتنشد الشّعْر وَالنَّاس يروحون إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ لَهُ الْفضل وَيحك يَا حَزِين أتتعرض لي كَأَنَّك لَا تعرفنِي) قَالَ بلَى وَالله إِنِّي لأعرفك ويعرفك معي من يقْرَأ سُورَة تبت وَقَالَ يهجوه (إِذا مَا كنت مفتخراً بجد ... فعرج عَن أبي لهبٍ قَلِيلا) (فقد أخزى الْإِلَه أَبَاك دهراً ... وقلد عرسه حبلاً طَويلا) فَأَعْرض عَنهُ الْفضل وتكرم عَن جَوَابه وَكَانَ الْفضل بَخِيلًا ثقيل الْبدن إِذا أَرَادَ حَاجَة اسْتعَار مركوباً فطال ذَلِك عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ بعض بني هَاشم أَنا أَشْتَرِي لَك حمارا تركبه فَاشْترى لَهُ حمارا وَكَانَ يستعير السرج

العدوي الاستراباذي

فتواصى النَّاس بِأَن لَا يعيروه سرجاً فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ اشْترى سرجاً بِخَمْسَة دَرَاهِم وَقَالَ (وَلما رَأَيْت المَال مَا كف أَهله ... وصان ذَوي الأقدار أَن يتبذلوا) (رجعت إِلَى مَالِي فعاتبت بعضه ... فأعتبني إِنِّي كَذَلِك أفعل) ثمَّ قَالَ للَّذي اشْترى لَهُ الْحمار إِنِّي لَا أُطِيق علفه فإمَّا أَن تبْعَث لي بقوته وَإِلَّا رَددته وَكَانَ يبْعَث بعلفه كل لَيْلَة من التِّبْن وَالشعِير وَلَا يدع هُوَ أَن يطْلب من كل من يأنس بِهِ علفاً لحماره فيبعث إِلَيْهِ وَكَانَ يعلفه التِّبْن وَيبِيع الشّعير فهزل الْحمار وَكَاد يعطب فَرفع الحزين إِلَى ابْن حزم قصَّة وَكتب فِي رَأسهَا قصَّة حمَار اللهبي وشكا فِيهَا أَنه يركبه وَيَأْخُذ علفه وقضيمه من النَّاس وَيبِيع الشّعير ويعلفه التِّبْن وَيسْأل أَن ينصف مِنْهُ فَضَحِك مِنْهُ وَأمر بتحويل حمَار اللهبي إِلَى إصطبله ليعلفه وَإِذا أَرَادَ ركُوبه دفع إِلَيْهِ 3 - (الْعَدوي الاستراباذي) الْفضل بن الْعَبَّاس بن مُوسَى أَبُو نعيم الْعَدوي الاستراباذي كَانَ فَاضلا مَقْبُول القَوْل عِنْد الْعَام وَالْخَاص عبر أَحْمد بن عبد الله الطاغي على أسترباذ فعزم على نهبها فاشتراها مِنْهُ بستمائة ألف دِرْهَم ووزعها على النَّاس وَيُقَال إِن مُحَمَّد بن زيد الْعلوِي قَتله سرا وروى عَن الْفضل بن دُكَيْن وَكَانَ ثِقَة توفّي سنة سبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو أَحْمد كَاتب المستكفي) الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر الشِّيرَازِيّ أَبُو أَحْمد الْكَاتِب قدم بَغْدَاد وَكَانَ يكْتب بَين يَدي الْوَزير أبي عَليّ ابْن مقلة وَله بِهِ اخْتِصَاص) وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال واستكتبه المستكفي بِاللَّه مُدَّة قبل خِلَافَته وَبعدهَا ثمَّ كتب للمطيع مُدَّة وعزله فلحق بعضد الدولة بشيراز فَأَقَامَ عِنْده إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة وَكَانَ يكْتب خطا مليحاً شَبِيها طَرِيق ابْن مقلة وَمن شعره (أروع حِين يأتيني رَسُول ... وأكمد حِين لَا يَأْتِي الرَّسُول) (أؤملكم وَقد أيقنت أَنِّي ... إِلَى تَكْذِيب آمالي أؤول) وَمِنْه (أَهلا وسهلاً بالحبيب الَّذِي ... يصفيني الود وأصفيه) (محَاسِن النَّاس الَّتِي فرقت ... فيهم غَدَتْ مَجْمُوعَة فِيهِ) (قد فَضَح الْبَدْر بإشراقه ... والغصن غضاً من تثنيه) (وجلّ فِي سَائِر أَوْصَافه ... عَن كل تَمْثِيل وتشبيه) (أفديه أحميه وَقلت لَهُ ... من عَبده أفديه أحميه)

الرقاشي الشاعر

3 - (الرقاشِي الشَّاعِر) الْفضل بن عبد الصَّمد الرقاشِي الْبَصْرِيّ من فحول الشُّعَرَاء مدح الْخُلَفَاء والكبار وَبَينه وَبَين أبي نواس مهاجاة ومباسطة توفّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ وَكَانَ مولى رقاش وَهُوَ من ربيعَة وَكَانَ مطبوعاً قَالَ ابو الْفرج صَاحب الأغاني قبل إِنَّه كَانَ من الْعَجم من أهل الرّيّ ومدح الرشيد وَأَجَازَهُ إِلَّا أَن انْقِطَاعه كَانَ إِلَى بني برمك فأغنوه عَن سواهُم وَكَانَ كثير التعصب لَهُم وَلما صلب جَعْفَر اجتاز بِهِ الرقاشِي وَهُوَ على الْجذع فَبكى أحر بكاء وَقَالَ الأبيات الميمية الَّتِي مِنْهَا (على اللَّذَّات وَالدُّنْيَا جَمِيعًا ... ودولة آل برمكٍ السَّلَام) وَهِي مَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة جَعْفَر الْبَرْمَكِي فكبت أَصْحَاب الْأَخْبَار إِلَى الرشيد فَأحْضرهُ وَقَالَ مَا حملكم على مَا قلت فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ إِلَيّ محسناً فَلَمَّا رَأَيْته على تِلْكَ الْحَال حركني إحسانه فَمَا ملكت نَفسِي حَتَّى قلت الَّذِي قلت قَالَ فكم كَانَ يجْرِي عَلَيْك قَالَ ألف دِينَار فِي كل سنة قَالَ فَأَنا قد أضعفتها لَك قَالَ ابْن المعتز حَدثنِي أَبُو مَالك قَالَ قَالَ الْفضل بن الرّبيع للفضل بن عبد الصَّمد الرقاشِي) وَيلك يَا رقاشي مَا أردْت بوصيتك إِلَّا الْخلاف على الصَّالِحين فَقَالَ لَهُ جعلت فدَاك لَو علمت أَنِّي أعافى من علتي مَا أوصيت بهَا فَإِنَّهَا من الذَّخَائِر النفيسة الَّتِي تدخر للممات ووصيته هَذِه أرجوزة مزدوجة يَأْمر فِيهَا باللواط وَشرب الْخمر والقمار والهراش بَين الديكة وَالْكلاب وزهو يزْعم لتهتكه وخلاعته أَنَّهَا من الْفَوَائِد الَّتِي تدخر للْوَصِيَّة عِنْد الْمَوْت وأولها (أوصى الرقاشِي إِلَى إخوانه ... وَصِيَّة الْمَحْمُود فِي أخدانه) وَهِي مَشْهُورَة مَوْجُودَة وَلما قَالَ ابو دلف قصيدته الَّتِي يَقُول فِيهَا ناوليني الدرْع قد طَال عَن الْحَرْب فطامي أَجَابَهُ الرقاشِي فَقَالَ جنبني الدرْع قد طَال عَن القصف جمامي واكسري الْبَيْضَة والمطرد وآبدي بالحسام

الفضل بن عبد العزيز

واقذفي فِي لجة الْبَحْر بقوسي وسهامي (وبترسي وبرمحي ... وبسرجي ولجامي) واعقري مهري أصَاب الله مهري بالصدام أَنا لَا أطلب أَن يعرف فِي الْحَرْب مقَامي (وبحسبي أَن تراني ... بَين فتيَان كرام) سادة تَغْدُو مجدين على حَرْب المدام واصطفاق الْعود والنايات فِي جَوف الظلام (نهزم الراح إِذا مَا ... هم قوم بانهزام) ونخلي الضَّرْب والطعن لصداء وهام لشقي قَالَ قد طَال عَن الْحَرْب فطامي 3 - (الْفضل بن عبد الْعَزِيز) الْفضل بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفضل بن يَعْقُوب قَالَ السَّمْعَانِيّ هُوَ وَالِد شَيخنَا هبة الله الشَّاعِر توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو طَالب النَّحْوِيّ) ) الْفضل بن عبد الْوَاحِد بن عبد المحسن بن أبي الْوَقار الْأنْصَارِيّ أَبُو طَالب النَّحْوِيّ الدِّمَشْقِي سكن بَغْدَاد وَسمع بهَا أَبَا الْوَفَاء عَليّ بن عقيل بن عَليّ الْحَنْبَلِيّ وَأَبا لقاسم هبة الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن الحُصين وَغَيرهمَا وَكَانَ مولده اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن ابْن حزم) الْفضل بن عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن حزم ابو رَافع الْقُرْطُبِيّ ابْن الْحَافِظ ابي مُحَمَّد ابْن حزم كَانَ ذَا أدب ونباهة وروى عَن أَبِيه وَابْن عبد الْبر وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَقد تقدم ذكر وَالِده الْحَافِظ أبي مُحَمَّد فِي حرف الْعين مَكَانَهُ وَذكر جده أَحْمد بن سعيد فِي الأحمدين مَكَانَهُ وَقتل أَبُو رَافع فِي نوبَة الزلاقة مَعَ مخدومه الْمُعْتَمد بن عباد 3 - (أَبُو الْكَرم الشَّيْبَانِيّ) الْفضل بن عمار بن فياض أَبُو الْكَرم الشيابني الضَّرِير ذكره أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ وَقَالَ شَاب لَهُ معرفَة باللغة وَالْأَدب أَظُنهُ من بعض سَواد بَغْدَاد إِذْ رَأَيْته

أبو المعالي الحلواني

بِالْمَسْجِدِ الَّذِي على بَاب دَار شَيخنَا أبي الْفَتْح ابْن البطي وكتبت عَنهُ أنشدنا لنَفسِهِ (أَمن شجنٍ عَيْنَاك جَادَتْ شؤونها ... نجيعاً وَمَا ضنت بِذَاكَ جفونها) (نأت بنت عَوْف بن الخطيم غديةً ... إِلَى الْحلَّة الرجلاء تحدى ظعونها) (فَإِن تَكُ هندٌ حلت الرمث فالغضا ... فلسنا وَإِن شط المزار نخونها) 3 - (أَبُو الْمَعَالِي الْحلْوانِي) الْفضل بن عمر بن أبي مَنْصُور الْحلْوانِي أَبُو الْمَعَالِي الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن بالروايات الْكَثِيرَة على أبي عبد الله بن عَليّ سبط أبي مَنْصُور الْخياط وَسمع الْكثير من مُحَمَّد بن يُوسُف الأرموي وَمُحَمّد بن نَاصِر وَسعد الْخَيْر الْأنْصَارِيّ وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي نصر وطراد بن الزَّيْنَبِي وَابْن البطر وَابْن طَلْحَة وأقرأ النَّاس الْقُرْآن قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَمَا أَظُنهُ روى شَيْئا وَكتب لنَفسِهِ كثيرا وَكَانَ متعففاً متقللاً 3 - (ابْن الرائض المجود) ) الْفضل بن عمر بن مَنْصُور بن عَليّ أَبُو مَنْصُور يعرف بِابْن الرائض الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ بالعشر على عَليّ بن عَسَاكِر البطائحي وخطه جيد إِلَى الْغَايَة على طَريقَة ابْن البواب ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة تسع وسِتمِائَة ابْن أخي القَاضِي إِمَام الدّين الْقزْوِينِي الشَّافِعِي فضل الله بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد هُوَ القَاضِي بدر الدّين ابْن إِمَام الدّين الْقزْوِينِي الشَّافِعِي قدم دمشق ليحج وَنزل بتربة أم الصَّالح عِنْد ابْن أَخِيه القَاضِي إِمَام الدّين والخطيب جلال الدّين وَحصل لَهُ ضعف فَلم يُمكنهُ السّفر وَكَانَ فِي شيخوخته يُكَرر على الْوَجِيز وَكَانَت لَهُ حَلقَة إقراء بتبريز ثمَّ ولي قَضَاء نيكسار بَلْدَة بالروم وَكَانَ لَهُ خبْرَة بِالْحِسَابِ وَغير ذَلِك توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وشيعه الْخلق لأجل ابْن أَخِيه 3 - (الوسطي الخزاز) الْفضل بن عَنْبَسَة الوَاسِطِيّ الخزاز قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة من كبار أَصْحَاب الحَدِيث توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وَقيل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ

أبو النجم الشاعر

3 - (أَبُو النَّجْم الشَّاعِر) الْفضل بن قدامَة الْعجلِيّ الراجز من طبقَة العجاج فِي الرجز وَرُبمَا قدمه بَعضهم على العجاج لَهُ مدائح فِي هِشَام بن عبد الْملك توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وَمِائَة قَالَ مُعَاوِيَة يَوْمًا لجلسائه أَي أَبْيَات الْعَرَب فِي الضِّيَافَة أحسن فَأَكْثرُوا فَقَالَ قَاتل الله أَبَا النَّجْم حَيْثُ يَقُول (لقد علمت عرسي فُلَانَة أَنَّهَا ... طويلٌ سنا نَارِي بعيدٌ خمودها) (إِذا حلّ ضَيْفِي بالفلاة فَلم أجد ... سوى منبت الْأَطْنَاب شبّ وقودها) وَكَانَ الْأَصْمَعِي يغمز عَلَيْهِ وَأَبُو النَّجْم الْقَائِل) (والمرء كالحالم فِي الْمَنَام ... يَقُول إِنِّي مدركٌ أَمَامِي) (فِي قابلٍ مَا فَاتَنِي فِي الْعَام ... والمرء يُدْنِيه من الْحمام) (مر اللَّيَالِي السود وَالْأَيَّام ... إِن الْفَتى يصبح للأسقام) (كالغرض الْمَنْصُوب للسهام ... أَخطَأ رامٍ أم أصَاب رام) بعث الْجُنَيْد بن عبد الرَّحْمَن المري إِلَى خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي بسبي من الْهِنْد فَجعل يهب أهل الْبَيْت كَمَا هُوَ للرجل منق ريش من وُجُوه النَّاس حَتَّى بقيت عِنْده جَارِيَة وَاحِدَة كَانَ يدخرها لجمالها فَقَالَ لأبي النَّجْم هَل عنْدك فِيهَا شَيْء حَاضر وتأخذها السَّاعَة قَالَ نعم أصلحك الله فَقَالَ الْعُرْيَان بن الْهَيْثَم النَّخعِيّ كذب مَا يقدر على ذَلِك وَكَانَ على شرطة خَالِد فَقَالَ ابو النَّجْم (علقت خوداً من بَنَات الزط ... ذَات جهازٍٍ مضغطٍ ملط) (رابي المجس جيد المحط ... كَأَنَّهُ قطّ على مقط) (إِذا بدا مِنْهُ الَّذِي تغطي ... كَأَن تَحت ثوبها المنعط) (شطاً رميت فَوْقه بشط ... لم يعل فِي الْبَطن وَلم يخط) (فِيهِ شفاءٌ من أَذَى التمطي ... كهامة الشَّيْخ الْيَمَانِيّ الثط)

وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى هَامة الْعُرْيَان فَضَحِك خَالِد وَقَالَ للعريان هَل ترَاهُ احْتَاجَ أَن يروي فِيهَا فَقَالَ لَا وَالله وَلكنه مَلْعُون ابْن مَلْعُون ثمَّ أَخذ الْجَارِيَة وَانْصَرف وَقَالَ هِشَام يَوْمًا لأبي النَّجْم يَا أَبَا النَّجْم حَدثنِي قَالَ عني أَو عَن غَيْرِي قَالَ لَا بل عَنْك قَالَ إِنِّي لما كَبرت عرض لي الْبَوْل فَوضعت عِنْدِي شَيْئا أبول فِيهِ فَقُمْت من اللَّيْل أبول فِيهِ فَخرج مني صَوت فتشددت ثمَّ عدت فَخرج مني صَوت آخر فأويت إِلَى فِرَاشِي فَقلت يَا أم الْخِيَار هَل شمعت شَيْئا فَقَالَت لَا وَلَا وَاحِدَة مِنْهُمَا فَضَحِك هِشَام وَأم الْخِيَار هَذِه هِيَ الَّتِي قَالَ فِيهَا (قد أَصبَحت أم الْخِيَار تَدعِي ... عَليّ ذَنبا كُله لم أصنع) وَهِي أرجوزة طَوِيلَة قلت ولأرباب الْمعَانِي وَالْبَيَان عَلَيْهِ كَلَام طَوِيل لِأَنَّهُ مَتى روى عَليّ ذَنبا كُله لم أصنع) بِرَفْع اللَّام من كُله كَانَ لَهُ معنى وَهُوَ أَنَّهَا ادَّعَت عَلَيْهِ ذَنبا لم يصنع شَيْئا مِنْهُ وَمَتى رُوِيَ كُله لم أصنع بِفَتْح اللَّام تغير مَعْنَاهُ وَهُوَ أَنَّهَا ادَّعَت عَلَيْهِ ذَنبا صنع بعضه دون كُله لِأَن الْعُمُوم فِي الرّفْع وَعَدَمه فِي النصب لم يكن لخصوصية إِعْمَال الْفِعْل فِي الْحل وَترك إعماله فِيهِ وَإِنَّمَا هُوَ لتسلط الْكُلية على النَّفْي عِنْد الإعمال وتسلطه عَلَيْهَا عِنْده حَيْثُ كَانَ حرف النَّفْي بِحَيْثُ يَصح انْفِصَاله عَن الْفِعْل لَكَانَ الْمَعْنى وَاحِدًا أأعمل الْفِعْل أم لم يعْمل كَقَوْلِه مَا كل رَأْي الْفَتى يَدْعُو إِلَى الرشد وَحَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ فِي قَوْله يَا رَسُول الله أقصرت الصَّلَاة أم نسيت فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كل ذَلِك لم يكن فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ بعض ذَلِك قد كَانَ وَالْمعْنَى عَلَيْهِ السَّلَام نفى كَون كل وَاحِد مِنْهُمَا وَلَو قَالَ لم يكن كل ذَلِك لَكَانَ اعترافاً بِأَنَّهُ قد كَانَ بعضه وعَلى هَذَا فَلَا يجوز أَن يُقَال كلهم لم يأتني لَكِن بَعضهم لتناقضه وَيجوز لم يأتني كلهم لَكِن بَعضهم إِذْ لَا تنَاقض وَلَا يحْتَمل هَذَا الْمَكَان أَكثر من هَذَا الْكَلَام لِأَنَّهُ لَيْسَ بموضعه رَجَعَ وَقَالَ هِشَام لأبي النَّجْم كم لَك من الْوَلَد وَالْمَال قَالَ أما المَال فَلَا مَال وَأما الْوَلَد فلي ثَلَاث بَنَات وَبني يُقَال لَهُ شَيبَان قَالَ هَل أخرجت من بناتك أحدا قَالَ نعم زوجت ابْنَتَيْن وَبقيت وَاحِدَة تجمز فِي أَبْيَاتنَا كَأَنَّهَا نعَامَة قَالَ وَمَا وصيت بِهِ الأولى قَالَ وصيتها وَاسْمهَا برة

أبو برزة الحاسب

(أوصيت من برةٍ قلباً حرا ... بالكلب خيرا والحماة شرا) (لَا تسأمي ضربا لَهَا وجراً ... حَتَّى ترى حُلْو الْحَيَاة مرا) (وَإِن كستك ذَهَبا ودراً ... والحي عميهم بشرٍ طرا) فَضَحِك هِشَام وَقَالَ فَمَا قلت لِلْأُخْرَى قَالَ قلت (سبي الحماة وابهتي عَلَيْهَا ... وَإِن دنت فازدلفي إِلَيْهَا) (وأوجعي بالفهر ركبتيها ... ومرفقيها واضربي رِجْلَيْهَا) وظاهري النّذر لَهَا عَلَيْهَا فَقَالَ هِشَام رِيحك مَا هَذِه الْوَصِيَّة يَعْقُوب وَلَده فَقَالَ وَلَا أَنا كيعقوب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ) فَمَا قلت للثالثة قَالَ قلت (أوصيك يَا بِنْتي فَإِنِّي ذَاهِب ... أوصيك أَن يحمدك القرائب) (وَالْجَار والضيف الْكَرِيم الساغب ... وَيرجع الْمِسْكِين وَهُوَ خائب) (وَلَا تني أظفارك السلاهب ... مِنْهُنَّ فِي وَجه الحماة كَاتب) وَالزَّوْج إِن الزَّوْج بئس الصاحب قَالَ وَأي شَيْء قلت فِي تَأْخِير زواجها قَالَ قلت (كَأَن ظلامة أُخْت شَيبَان ... يتيمةٌ ووالداها حَيَّان) (الرَّأْس قملٌ كُله وصئبان ... وَلَيْسَ فِي السَّاقَيْن إِلَّا خيطان) تِلْكَ الَّتِي يفزع مِنْهَا الشَّيْطَان فَضَحِك هِشَام حَتَّى ضحك النِّسَاء لضحكه فَقَالَ هِشَام للخصي كم بَقِي من نَفَقَتك قَالَ ثَلَاثمِائَة دِينَار قَالَ أعْطه إِيَّاهَا ليجعلها فِي رجل ظلامة مَكَان الْخَيْطَيْنِ 3 - (أَبُو بَرزَة الحاسب) الْفضل بن مُحَمَّد أَبُو بَرزَة الحاسب كَانَ حيسوب بَغْدَاد وَثَّقَهُ الْخَطِيب توفّي فِي حُدُود الثلاثمائة 3 - (أَبُو الْعَبَّاس اليزيدي) الْفضل بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد اليزيدي أَبُو الْعَبَّاس تقدم

القصباني النحوي

ذكر جمَاعَة من أهل بَيته كَانَ أَبُو الْعَبَّاس أحد الروَاة الْعلمَاء النُّحَاة النبلاء أَخذ النَّاس عَنهُ وروى الْعلم عَنهُ الجم الْغَفِير وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ كتب الْفضل يَوْمًا إِلَى أبي صَالح ابْن يزْدَاد وَكَانَ يداعبه وَجَرت بَينهمَا جفوة (استحي من نَفسك فِي هجري ... واعرف بنفسي أَنْت لي قدري) (وَاذْكُر دخولي لَك فِي كل مَا ... يجمل أَو يقبح من أَمْرِي) (قد مر لي شهرٌ وَلم ألقكم ... لَا صَبر للي أَكثر من شهر) وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْمُدبر اجْتمع يَوْمًا عِنْدِي الْفضل اليزيدي والبحتري وَأَبُو العيناء فَجَلَسَ الْفضل يلقِي على بعض فتياننا نَحوا فَقَالَ لَهُ أَبُو العناء فيمَ أَنْتُم فَقَالَ فقي بَاب الْفَاعِل وَالْمَفْعُول فَقَالَ هَذَا بَابي وَبَاب الوالدة حفظهَا الله فَغَضب الْفضل وَانْصَرف وَخرج البحتري) إِلَى سامراء وَكتب إِلَيّ أَوله ذكرتنيك روحةٌ للشمول وهجا فِيهَا الْفضل فَقَالَ جلّ مَا عمده التَّرَدُّد فِي الْفَاعِل من وَالِديهِ وَالْمَفْعُول قَالَ إِبْرَاهِيم فَأمرت أَن يكْتب جَوَاب الْكتاب وَيُوجه إِلَيْهِ بِمِائَة دِينَار وَدخل أَبُو العيناء فأقرأته الشّعْر فَقَالَ أَعْطِنِي نصف الْمِائَة فَإِنَّهُ هجاه وَالله بكلامي فَأخذ خمسين وووجهت إِلَى البحتري بِخَمْسِينَ وعرفته الْخَبَر فَكتب إِلَيّ وَالله صدق مَا بنيت أبياتي إِلَّا على مَعْنَاهُ 3 - (القصباني النَّحْوِيّ) الْفضل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفضل أَبُو الْقَاسِم القصباني النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ هُوَ شيخ الحريري صَاحب المقامات كَانَ وَاسع الْعلم غزير الْفضل إِمَامًا فِي علم الْعَرَبيَّة وَإِلَيْهِ كَانَت الرحلة فِي زَمَانه وَكَانَ مُقيما بِالْبَصْرَةِ توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة أَيَّام الْقَائِم وَأخذ عَنهُ أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن عَليّ التبريزي وَله كتاب فِي النَّحْو وَكتاب حواش على الصِّحَاح كتاب الأمالي كتاب فِي مُخْتَار أشعار الْعَرَب وَهُوَ كَبِير وسمه بالصفوة وَمن شعره

الصوفي الواعظ النيسابوري

(فِي النَّاس من لَا يرتجى نَفعه ... إِلَّا إِذا مس بأضرار) (كالعود لَا يطْمع فِي رِيحه ... إِلَّا إِذا أحرق بالنَّار) وَكَانَ القصباني أعمى 3 - (الصُّوفِي الْوَاعِظ النَّيْسَابُورِي) الْفضل بن مُحَمَّد بن عبيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مهْدي بن سعيد بن عَاصِم بن عبد الله بن سَلمَة أَبُو مُحَمَّد الصُّوفِي الْوَاعِظ النَّيْسَابُورِي سمع عبد الرَّحْمَن بن حمدَان النصروي وَعبد القاهر بن طَاهِر الْبَغْدَادِيّ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن جَعْفَر الْمُزَكي وَعبد الغافر بن مُحَمَّد الْفَارِسِي وَعمر بن أَحْمد بن مسرور وَأَبا الْقَاسِم عبد الْكَرِيم الْقشيرِي وَسمع بأصبهان وَولد سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخَمْسمِائة 3 - (الْهَرَوِيّ الْكَاتِب الشَّافِعِي) ) الْفضل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو بكر الْهَرَوِيّ الْكَاتِب الشَّافِعِي قدم بَغْدَاد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمَعَ بهَا من جمَاعَة وَحدث بِجَامِع الْمَنْصُور بِحَدِيث واجحد مَوْضُوع رَوَاهُ عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ الشَّاشِي ذكر أَنه سَمعه مِنْهُ بلوهور من بِلَاد وَرَوَاهُ عَنهُ من أهل بَغْدَاد ابو البركات ابْن السَّقطِي وَسعد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَيُّوب وَكتب عَنهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي أناشيد مولده قبل الْعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ ثِقَة 3 - (نَاصح الدّين السامري الشَّافِعِي) فضل الله بن مُحَمَّد بن أبي الشريف أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد السامري الشَّافِعِي الْوَاعِظ سبط أبي طَاهِر مُحَمَّد بن درسْتوَيْه بن مُحَمَّد الْوَاعِظ الْمُفَسّر الْمَعْرُوف بالقصار الهمذاني كَانَ يلقب بالناصح قَرَأَ الْفِقْه وَالْخلاف وَسمع الحَدِيث وسافر فِي طلبه وَسكن تستر وَتَوَلَّى الخطابة بهَا وحظي عِنْد أمرائها بني شملة وَلما أزيلت أَيْديهم عَن الْبِلَاد رَجَعَ إِلَى بَغْدَاد سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَلَقي بهَا قبولاً من الدِّيوَان وَجلسَ للوعظ بِبَاب تربة الْجِهَة أم الْخَلِيفَة وحضره خلق عَظِيم ثمَّ ولي خطابة جَامع ابْن الْمطلب ثمَّ نفذ رَسُولا إِلَى بعض الْأَطْرَاف فَمضى وَعَاد وَلم تحمد طَرِيقه وَلم يكن حَافِظًا لِلِسَانِهِ عَمَّا يَنْبَغِي فعزل وَقبض عَلَيْهِ فحبس إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْحَافِظ الشعراني) الْفضل بن مُحَمَّد بن الْمسيب أَبُو مُحَمَّد الْبَيْهَقِيّ الشعراني من

وزير المعتصم

ذُرِّيَّة باذان الْملك بِالْيمن الَّذِي أسلم بِكِتَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الْحَافِظ كَانَ يُقَال لم تبْق مَدِينَة لم يدخلهَا أَبُو الْفضل لطلب الحَدِيث قَالَ الْحَاكِم كَانَ أديباً فَقِيها عابداً عَارِفًا بِالرِّجَالِ كَانَ يُرْسل شعره فلقب بالشعراني توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (وَزِير المعتصم) الْفضل بن مَرْوَان بن ماسرجس وَزِير المعصم) هُوَ أَبُو الْعَبَّاس أَخذ الْبيعَة للمعتصم وَكَانَ يَوْمئِذٍ بِبِلَاد الرّوم مَعَ أَخِيه الْمَأْمُون لما توفّي فاعتد لَهُ المعتصم بهَا يدا عِنْده وفوض إِلَيْهِ الوزارة يَوْم دُخُوله بَغْدَاد مستهل رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ وخلع عَلَيْهِ ورد أُمُوره كلهَا إِلَيْهِ فغلب عَلَيْهِ بطول خدمته وتربيته إِيَّاه وَكَانَ نَصْرَانِيّ الأَصْل لَيْسَ لَهُ خبْرَة بِعلم وَإِنَّمَا يخبر خدمَة الْخُلَفَاء وَله ديوَان رسائل وَكتاب المشاهدات وَالْأَخْبَار الَّتِي شَاهدهَا وَمن كَلَامه مثل الْكَاتِب كالدولاب مَتى تعطل انْكَسَرَ وَكَانَ قد جلس يَوْمًا لقَضَاء أشغال النَّاس وَرفعت إِلَيْهِ قصَص الْعَامَّة فَرَأى فِي جُمْلَتهَا وقة فِيهَا مَكْتُوب (تفرعنت يَا فضل بن مَرْوَان فَاعْتبر ... فقبلك كَانَ الْفضل وَالْفضل وَالْفضل) (ثَلَاثَة أَمْلَاك مضوا لسبيلهم ... أبادتهم الأقياد وَالْحَبْس وَالْقَتْل) (وَإنَّك قد أَصبَحت فِي النَّاس ظَالِما ... ستودي كَمَا أودى الثَّلَاثَة من قبل) أَرَادَ بذلك الْفضل بن يحيى وَالْفضل بن الرّبيع وَالْفضل بن سهل ثمَّ إِن المعتصم تغير عَلَيْهِ وَقبض عَلَيْهِ فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ عصى الله فِي طَاعَتي فسلطني عَلَيْهِ ثمَّ خدم بعد ذَلِك جمَاعَة من الْخُلَفَاء وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الآخر سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ وعمرهخ ثَمَانُون سنة وَقيل ثَلَاث وَتسْعُونَ وَأخذ المعتصم مِنْهُ لما نكبه ألف ألف دِينَار عينا وأثاثاً وآنية بِأَلف ألف دِينَار وحبسه خَمْسَة أشهر ثمَّ أطلقهُ واستوزر بعده أَحْمد بن عمار وَقيل ابْن الزيات وَسبب تغيره عَلَيْهِ أَن المعتصم كَانَ يكثر الْإِطْلَاق على اللَّهْو وَكَانَ الْفضل لَا يمْضِي ذَلِك فِي بعض الْأَحَايِين وَمن كَلَامه لَا تتعرض لعدوك وَهُوَ مقبل فَإِن إقباله يُعينهُ عَلَيْك وَلَا تتعرض لَهُ وَهُوَ مُدبر فَإِن إدباره يَكْفِيك أمره وَقَوله أَيْضا مثل عَامل السُّلْطَان كَمثل الْخياط يقطع يَوْمًا ديباجاً بِأَلف دِينَار وَيَوْما قوهياً بِعشْرين درهما

السيناني

وَقَالَ أَبُو هفان كنت يَوْمًا عِنْد الْفضل بن مَرْوَان فَقَالَ لي فِي شَيْء جرى الله الْمُسْتَعَان مَا أحسن بِالرجلِ أَن يذكر ربه على كل حَال قَالَ فَقلت لَهُ هَذَا الَّذِي ذكرته لَيْسَ هُوَ رَبك فَقَالَ لي قد قلت لَك غير مرّة إِنِّي لَو كنت أحسن الْعرُوض كنت أَقُول الشّعْر مثلك وكما تَقوله أَنْت) وَقَالَ عَليّ بن الْحُسَيْن الإسكافي جلس المعتصم للمظالم بعد قَبضه على الْفضل بن مَرْوَان ووزيره أَحْمد بن عمار بَين يَدَيْهِ يقْرَأ الْقَصَص عَلَيْهِ فمرت قصَّة فِيهَا (لَا تعجبن فَمَا بالدهر من عجبٍ ... وَلَا من الله من حصنٍ وَلَا هرب) (يَا فضل لَا تجزعن مِمَّا بليت بِهِ ... من خَاصم الدَّهْر جاثاه على الركب) (كم من كريمٍ نشا فِي بَيت مكرمةٍ ... أَتَاك مختنقاً بالهم وَالْكرب) (أوليته مِنْك إذلالاً ومنقصةً ... فخاب مِنْك وَمن ذِي الْعَرْش لم يخب) (وَكم وَثَبت على قومٍ ذَوي شرفٍ ... فَمَا تحرجت من وزرٍ وَلَا كذب) (خُنْت الإِمَام وَهَذَا الْخلق قاطبةً ... وَجَرت حَتَّى أَتَى الْمِقْدَار بالعجب) (جمعت شَتَّى وَقد أديتها جملا ... لأَنْت أخسر من حمالَة الْحَطب) فَقَالَ المعتصم عَليّ بِصَاحِب الرقعة فدعي فَلم يجب فَقَالَ وَالله لَو أجَاب لأنصفته وَلَو أَتَت مظلمته على مَا بَقِي من مَاله 3 - (السينَانِي) الْفضل بن مُوسَى السينَانِي بِالسِّين الْمُهْملَة وياء آخر الْحُرُوف ونونين بَينهمَا ألف وسينان قَرْيَة من قرى مرو قَالَ وَكِيع أعرفهُ ثِقَة صَاحب سنة وَقَالَ أَبُو نعيم هُوَ أثبت من ابْن الْمُبَارك توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام 3 - (ابْن البانياسي) الْفضل بن نبا بن أبي الْمجد الْفضل بن الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْمجد ابْن البانياسي الْحِمْيَرِي الدِّمَشْقِي ولد بحلب وَسمع جده لأمه الْحَافِظ بهاء الدّين ابْن عَسَاكِر وَأَبا طَاهِر الخشوعي وَكَانَ أديباً فصيحاً شَاعِرًا لكنه تكلم فِي دِيَته وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة

البرمكي وزير الرشيد

3 - (الْبَرْمَكِي وَزِير الرشيد) الْفضل بن يحيى بن خَالِد بن برمك أَبُو الْعَبَّاس الْبَرْمَكِي أَخُو جَعْفَر الْبَرْمَكِي وَقد تقدم ذكره كَانَ الْفضل كمن أَكْثَرهم كرماً أكْرم من أَخِيه جَعْفَر وَلَكِن جَعْفَر أبلغ فِي الرسائل وَالْكِتَابَة مِنْهُ) ولاه الرشيد الوزارة قبل أَخِيه جَعْفَر فَقَالَ يَوْمًا لِأَبِيهِ يحيى يَا أَبَت إِنِّي أُرِيد الْخَاتم الَّذِي لأخي الْفضل لأخي جَعْفَر وَكَانَت أم الْفضل قد أرضعت الرشيد وَاسْمهَا زبيدة من مولدات الْمَدِينَة والخيزران أم الرشيد قد أرضعت الْفضل فَكَانَا أَخَوَيْنِ من الرضَاعَة وَفِي ذَلِك قَالَ مَرْوَان بن أبي حَفْصَة يمدح الْفضل (كفى لَك فضلا أَن أفضل حرةٍ ... غذتك بثديٍ والخليفة وَاحِد) (لقد زنت يحيى فِي الْمشَاهد كلهَا ... كَمَا زَان يحيى خَالِدا فِي الْمشَاهد) وَقَالَ الرشيد ليحيى وَقد احتشمت من الْكِتَابَة إِلَى الْفضل فِي ذَلِك فاكفينه فَكتب وَالِده إِلَيْهِ قد أَمر أَمِير الْمُؤمنِينَ بتحويل الْخَاتم من يمنك إِلَى شمالك فَكتب الْفضل قد سَمِعت مقَالَة الْمُؤمنِينَ فِي أخي وأبلغت وَمَا انْتَقَلت عني نعْمَة صَارَت إِلَيْهِ وَلَا غربت عني نعْمَة طلعت عَلَيْهِ فال جَعْفَر لله أخي فَمَا أنفس نَفسه وَأقوى منَّة الْعقل فِيهِ وأوسع فِي البلاغة ذرعه وَكَانَ الرشيد قد جعل وَلَده مُحَمَّدًا فِي حجر الْفضل والمأمون فِي حجر جَعْفَر ثمَّ إِن الرشيد قلد الْفضل عمل خُرَاسَان فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة فوصل كتاب صَاحب الْبَرِيد بخراسان إِلَى الرشيد وَيحيى جَالس بَين يَدَيْهِ ومضمونه أَن الْفضل بن يحيى متشاغل بالصيد وإدمان اللَّذَّات عَن النّظر فِي أُمُور الرّعية عَن هَذَا فَكتب إِلَيْهِ يحيى على ظهر كتاب صَاحب الْبَرِيد حفظك الله يَا بني وأمتع بك قد انْتهى إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أَنْت عَلَيْهِ من التشاغل بالصيد والمداومة اللَّذَّات عَن النّظر فِي أُمُور الرّعية مَا أنكرهُ فعاود مَا هُوَ أزين بك فَإِنَّهُ من عَاد إِلَى مَا يزينه أَو يشينه لم يعرفهُ أهل دهره إِلَّا بِهِ وَكتب فِي أَسْفَله (انصب نَهَارا فِي طلاب العلى ... واصبر على فقد لِقَاء الحبيب) (حَتَّى إِذا اللَّيْل أَتَى مُقبلا ... واستترت فِيهِ وُجُوه الْعُيُوب) (فكابد اللَّيْل بِمَا تشْتَهي ... فَإِنَّمَا اللَّيْل نَهَار الأريب) (كم من فَتى تحسبه ناسكاً ... يسْتَقْبل اللَّيْل بأمرٍٍ عَجِيب)

(غطى عَلَيْهِ اللَّيْل أستاره ... فَبَاتَ فِي لهوٍ وعيشٍ خصيب) (وَلَذَّة الأحمق مكشوفةٌ ... يسْعَى بهَا كل عَدو رَقِيب) ) والرشيد ينظر إِلَى مَا يكْتب فَلَمَّا فرغ قَالَ أبلغت يَا أَبَت فلمال ورد الْكتاب على الْفضل لم يُفَارق السجد نَهَارا إِلَى أَن انْصَرف من عمله وَكَانَ الْفضل لما ورد إِلَى خُرَاسَان دخل إِلَى بَلخ وَهِي وطنهم وَبهَا النوبهار وَهُوَ بَيت النَّار الَّتِي كَانَت الْمَجُوس تعبدها وَكَانَ جدهم خَالِد خَادِم ذَلِك الْبَيْت فَأَرَادَ الْفضل هدم ذَلِك الْبَيْت فَلم يقدر عَلَيْهِ لإحكام بنائِهِ فهدم مِنْهُ نَاحيَة وَبنى فِيهَا مَسْجِدا وَلما وصل إِلَى خُرَاسَان أَزَال سيرة الْجور وَبنى الْمَسَاجِد والحياض والربط وأحرق مراكز البغايا وَزَاد الْجند وَوصل الزوار والقواد وَالْكتاب فِي سنة سبع بِعشْرَة آلَاف ألف دِرْهَم واستخلف على عمله وشخص آخر السّنة إِلَى الْعرَاق فَتَلقاهُ الرشيد وَجمع لَهَا النَّاس وأكرمه غَايَة الْإِكْرَام وَأمر الرشيد الشُّعَرَاء بمدحه والخطباء بِذكر فَضله فَكثر المادحون لَهُ فَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي (لَو كَانَ بيني وَبَين الْفضل معفرةٌ ... فضل بن يحيى لأعداني على الزَّمن) (هُوَ الْفَتى الْمَاجِد الميمون طَائِره ... وَالْمُشْتَرِي الْحَمد بالغالي من الثّمن) وَكَانَ أَبُو الهول الْحِمْيَرِي قد هجا الْفضل فَرَآهُ رَاغِبًا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ وَيلك بِأَيّ وجهٍ تَلقانِي فَقَالَ بِالْوَجْهِ الَّذِي ألْقى بِهِ رَبِّي عز وَجل وذنوبي إِلَيْهِ أَكثر من ذُنُوبِي إِلَيْك فَضَحِك وَوَصله وَمن كَلَام الْفضل مَا سرُور الْمَوْعُود بالفائدة كسروري بالإنجاز ويحكى أَنه دخل عَلَيْهِ حَاجِبه يَوْمًا وَقَالَ إِن بِالْبَابِ رجلا يزْعم أَن لَهُ سَببا يمت إِلَيْك بِهِ فَقَالَ أدخلهُ فَدخل شَاب حسن رث الْهَيْئَة فَسلم فَأَوْمأ إِلَيْهِ بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ بعد سَاعَة مَا حَاجَتك فَقَالَ أعلمتك بهَا رثاثة حَالي قَالَ نعم فَمَا الَّذِي تمت بِهِ قَالَ ولادَة تقرب من ولادتك وَجوَار يدنو من جوارك وَاسم مُشْتَقّ من اسْمك فَقَالَ أما الْجوَار فَيمكن وَقد يُوَافق الِاسْم الِاسْم وَلَكِن من أعلمك بِالْولادَةِ قَالَ أَخْبَرتنِي أُمِّي أَنَّهَا لما ولدتني قيل لَهَا ولد هَذِه اللَّيْلَة ليحيى بن خَالِد غُلَام وَقد سَمَّاهُ الْفضل فسمتني فضيلاً إكباراً لاسمك أَن تلحقني بِهِ وصغرته لقُصُور قدري عَن قدرك فَتَبَسَّمَ الْفضل وَقَالَ كم

أَتَى عَلَيْك من السنين قَالَ خمس وَثَلَاثُونَ سنة قَالَ صدقت هَذَا الْقدر أعد قَالَ فَمَا فعلت أمك قَالَ مَاتَت قَاتل فَمَا مَنعك من اللحاق بِنَا قَدِيما قَالَ لم أَرض نَفسِي للقائك لِأَنَّهَا كَانَت فِي عامية مَعهَا حَدَاثَة تقعد بِي عَن لحاق الْمُلُوك وعلق هَذَا بقلبي مُنْذُ أَعْوَام فشغلت نَفسِي بِمَا يصلح للقائك حَتَّى رضيت) عَن نَفسِي قَالَ فَمَا تصلح لَهُ قَالَ للكبير من الْأَمر وَالصَّغِير قَالَ يَا غُلَام أعْطه لكل سنة مَضَت من سنيه ألف دِرْهَم وأعطه عشرَة آلَاف دِرْهَم يتجمل بهَا إِلَى وَقت اسْتِعْمَاله وَأَعْطَاهُ مركوباً سرياً وَكَانَ الرشيد قد غضب على العتابي فشفع لَهُ الْفضل فَرضِي عَنهُ فَقَالَ (مَا زلت فِي غَمَرَات الْمَوْت مطرحاً ... يضيق عني وسيع الرَّأْي من حيلي) (فَلم تزل دائباً تسْعَى بلطفك لي ... حَتَّى اختلست حَياتِي من يَدي أَجلي) وَقَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء (مَا لَقينَا من جود فضل بن يحيى ... ترك النَّاس كلهم شعراء) وعابوه كَونه مُفردا فَقَالَ أَبُو العذافر ورد القمي علم المفحمين أَن ينظموا الْأَشْعَار وَمنا الباخلين السخاء وَفِي الْفضل يَقُول مَرْوَان بن أبي حَفْصَة (ألم تَرَ أَن الْجُود من كف آدم ... تحدر حَتَّى صَار فِي رَاحَة الْفضل) (إِذا مَا أَبُو الْعَبَّاس غامت سماؤه ... فيا لَك من هطلٍ وَيَا لَك من ويل) وَفِيه يَقُول أَيْضا (إِذا أمّ طفلٍ راعها جوع طفلها ... غذته بِذكر الْفضل فاستطعم الطِّفْل) (لحي بك الْإِسْلَام إِنَّك عزه ... وَإنَّك من قومٍ صَغِيرهمْ كهل) فوصله بِمِائَة ألف دِرْهَم ووهب لَهُ طيفور جَارِيَته كاسية حَالية وشيئاً كثيرا من الْعرُوض فَقيل حصل لَهُ سَبْعمِائة ألف دِرْهَم وَلأبي نواس فِيهِ مدائح كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله (طرحتم من الترحال أمرا فغمنا ... فَلَو قد رحلتم صبخ الْمَوْت بَعْضنَا)

وَركب مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام دين فَصَارَ إِلَى الْفضل وَمَعَهُ حق فِيهِ جَوْهَر فَقَالَ لَهُ قصرت غلاتنا وأغفل أمرنَا خليفتنا وتزايدت مؤننا ولزمنا دين احتجنا لأدائه إِلَى ألف ألف دِرْهَم وكرهت بذل وَجْهي للتجار وإذالة عرضي بَينهم فاطلب من شِئْت مِنْهُم ومره بذلك فَإِن معي رهنا ثِقَة بذلك فَدَعَا الْفضل بِالْحَقِّ وَرَأى مَا فِيهِ وختمه بِخَاتم مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثمَّ قَالَ لَهُ نجح الْحَاجة أَن تقيم فِي منزلنا عندنَا الْيَوْم فَقَالَ إِن فِي الْمقَام عَليّ مشقة فَقَالَ لَهُ وَمَا يشق عَلَيْك من ذَلِك إِن رَأَيْت أَن تلبس شَيْئا من ثيابنا دَعَوْت بِهِ وَإِلَّا أمرت بإحضار ثِيَاب من) مَنْزِلك فَأَقَامَ ونهض الْفضل فَدَعَا بوكيله وَأمره بِحمْل المَال وتسليمه إِلَى خَادِم مُحَمَّد وَتَسْلِيم الْحق الَّذِي فِيهِ الْجَوْهَر إِلَى الْغُلَام بِخَاتمِهِ وَأخذ خطه بِقَبض المَال وَأقَام مُحَمَّد عِنْده إِلَى الْمغرب وَلَيْسَ عِنْده شَيْء من الْخَيْر وَانْصَرف إِلَى منزله فَرَأى المَال وأحضره الْخَادِم الْحق فغدا على الْفضل ليشكره فَوَجَدَهُ قد سبقه بالركوب إِلَى دَار الرشيد فَانْصَرف إِلَى منزله فَوجدَ الْفضل قد وَجه إِلَيْهِ بِأَلف ألف دِرْهَم أخر فغدا عَلَيْهِ ليشكره فَأعلمهُ أَنه أنهى أمره إِلَى الرشيد فَأمره بالتقدير لَهُ وَلم يزل بِمَا كَسبه لَهُ إِلَى أَن تقرر الْأَمر لَهُ على ألف ألف دِرْهَم وَأَنه ذكر أَنه لم يصلك بِمِثْلِهَا قطّ وَلَا زادك على عشْرين ألف دِينَار فشركته وَسَأَلته أَن يصك بهَا صكاً بِخَطِّهِ ويجعلني الرَّسُول فَقَالَ مُحَمَّد صدق أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّه لم يصلني قطّ بِأَكْثَرَ مِمَّا ذكر وَهَذَا إِنَّمَا تهَيَّأ بك وعَلى يدك وَمَا أقدر على شَيْء أَقْْضِي بِهِ حَقك وَلَا عَن شكر مَا أودي مَعْرُوفك غير أَن عَليّ وَعلي أيماناً مُؤَكدَة إِن وقفت بِبَاب أحد سواك وَلَا سَأَلت غَيْرك حَاجَة أبدا وَلَو استففن التُّرَاب فَكَانَ لَا يركب إِلَى غير دَار الْخَلِيفَة وَيعود إِلَى منزله وَعُوتِبَ بعد تقضي أَيَّام البرامكة فِي إتْيَان الْفضل بن الرّبيع فَقَالَ وَالله لَو عمرت ألف عَام ثمَّ مصصت الثماد مَا وقفت بِبَاب أحد بعد الْفضل بن يحيى وَلَا سَأَلته حَاجَة أبدا وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت ولادَة الْفضل لسبع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقيل سنة ثَمَان ووفته بالسجن سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة فِي الْمحرم غَدَاة جُمُعَة بالرقة وَقيل فِي شهر رَمَضَان وَقَالَ لما بلغت الرشيد وَفَاته قَالَ أَمْرِي قريب من أمره وَكَذَا كَانَ فَإِن الرشيد توفّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة من هَذِه السّنة وَقيل فِي جُمَادَى الأولى وَكَانَ الرشيد لما قتل أَخَاهُ جعفراً قبض على أَبِيه يحيى وأخيه الْفضل وَكَانَا عِنْده ثمَّ توجه الرشيد إِلَى الرقة وهما مَعَه وَجَمِيع البرامكة فِي التَّوْكِيل غير يحيى فَلَمَّا وصلوا إِلَيْهَا وَجه الرشيد إِلَى يحيى أقِم بالرقة أَو حَيْثُ شِئْت فَوجه إِلَيْهِ إِنِّي أحب أَن أكون مَعَ وَلَدي فَوجه إِلَيْهِ أترضى بِالْحَبْسِ فَقَالَ نعم فحبس مَعَه ووسع عَلَيْهِمَا ثمَّ كَانَا حينا يُوسع عَلَيْهِمَا وحيناً يضيق ثمَّ إِن الرشيد سير مَسْرُورا الْخَادِم إِلَى السجْن فَقَالَ للمتوكل أخرج الْفضل فَأخْرجهُ فَقَالَ لَهُ إِن أَمِير

الْمُؤمنِينَ يَقُول لَك إِنِّي أَمرتك أَن تصدقني عَن) أَمْوَالكُم فَزَعَمت أَنَّك قد فعلت وَقد صَحَّ عِنْدِي أَنَّك قد بقيت لَك مَالا كثيرا وَقد أَمرنِي إِن لم تطلعني على المَال أَن أضربك مِائَتي سَوط وَأرى لَك أَن لَا تُؤثر مَالك على نَفسك فَقَالَ وَالله مَا كذبت قطّ فِيمَا أخْبرت وَلَو خيرت بَين الْخُرُوج من ملك الدُّنْيَا وَأَن أضْرب سَوْطًا وَاحِدًا لاخترت الْخُرُوج من الدُّنْيَا وأمير الْمُؤمنِينَ يعلم بذلك وَأَنت تعلم أَنا كُنَّا نصون أعراضنا بِأَمْوَالِنَا فَأخْرج مسرور أسواطاً كَانَت مَعَه فِي منديل فَضَربهُ مِائَتي سَوط وَتَوَلَّى ضربه الخدم فضربوه اشد الضَّرْب وهم لَا يحسنون الضَّرْب فكادوا يتلفونه وَكَانَ هُنَاكَ رجل بَصِير بالعلاج فطلبوه لمعالجته فَقَالَ يكون قد ضربوه خمسين سَوْطًا فَقيل لَهُ بل مِائَتي سَوط فَقَالَ مَا هَذَا إِلَّا أثر خمسين سَوْطًا لَا غير وَلَكِن يحْتَاج أَن ينَام على ظَهره على بَارِية وأدوس صَدره فجزع الْفضل من ذَلِك ثمَّ أجَاب إِلَيْهِ فألقه على ظَهره وداسه ثمَّ أَخذ بِيَدِهِ وجذبه عَن البارية فَتعلق بهَا من لحم ظَهره شَيْء كثير ثمَّ اقبل يعالجه إِلَى أَن نظر يَوْمًا إِلَى ظَهره فَخر المعالج سَاجِدا فَقيل لَهُ مَا بالك قَالَ قد برِئ وَنبت فِي ظَهره لحم حَيّ ثمَّ قَالَ أَلَسْت قد قلت هَذَا قد ضرب خمسين سَوْطًا أما وَالله لَو ضرب ألف سَوط مَا كَانَ أَثَره بأشد من هَذَا وَإِنَّمَا قلت ذَلِك لتقوى نَفسه فيعينني على علاجه ثمَّ إِن الْفضل اقْترض من بعض أَصْحَابه عشرَة آلَاف دِرْهَم وسيرها إِلَيْهِ فَردهَا عَلَيْهِ فَاعْتقد أَنه استقلها فاقترض عَلَيْهَا عشرَة أطلاف دِرْهَم أُخْرَى وسرها فَأبى أَن يَأْخُذهَا وَقَالَ مَا كنت لآخذ على معالجة رجل من الْكِرَام أُجْرَة وَالله لَو كَانَت عشْرين ألف دِينَار مَا قلتهَا فَلَمَّا بلغ ذَلِك الْفضل قَالَ وَالله إِن الَّذِي فعله هَذَا أبلغ من الَّذِي فَعَلْنَاهُ فِي جَمِيع أيامنا من المكارم وَكَانَ قد بلغه أَن ذَلِك المعالج فِي شدَّة وضائقة وَقيل إِن الْفضل مر بِعَمْرو بن جميل وَهُوَ يطعم النَّاس فَقَالَ يَنْبَغِي أَن نعين هَذَا على مروءته فَبعث إِلَيْهِ بِأَلف ألف دِرْهَم وَكَانَت عطاياه من هَذِه النِّسْبَة وَكَانَ باراً بِأَبِيهِ وَكَانَ يحيى لَا يَسْتَطِيع أَن يشرب المَاء الْبَارِد فِي السجْن وَكَانَ الْفضل يدع آنِية المَاء فِي عبه دَائِما ليسخن المَاء لأجل وَالِده وَلما نقل الْفضل بعد وَفَاة أَبِيه يحيى من محبس إِلَى محبس وجد فِي ثني مُصَلَّاهُ رقْعَة فِيهَا مَكْتُوب) (إِن العزاء على مَا فَاتَ صَاحبه ... فِي راحةٍ من عناء النَّفس والتعب)

أبو القاسم العلوي الحاجب

(وَالصَّبْر خير معينٍ يستعان بِهِ ... على الزَّمَان وَمن فِيهِ لم يصب) (لَو لم تكن هَذِه الدُّنْيَا لَهَا دَرك ... من الْبَريَّة بالآفات والعطب) (إِذن صفت لأناسٍ قبلنَا وبهم ... كَانَت تلِيق ذَوي الأخطار والحسب) (وَلم تنلنا وَفِيمَا قد ذكرت أسى ... وعبرةٌ لِذَوي الْأَلْبَاب وَالْأَدب) (ألستم مثل من قد كَانَ قبلكُمْ ... فارضوا وَإِن أسخطتكم نوبَة الْعقب) (وَالله مَا أسفي إِلَّا لواحدةٍ ... أَن لَا أكون تقدّمت الْمنون أبي) (فَكَانَ يُؤجر فِي ثكلي وينفعني ... دعاؤه وَدُعَاء الْوَالِد الحدب) فَسئلَ السجان عَنْهَا فَقَالَ قَالَهَا البارحة لما أَتَيْته بِالْمِصْبَاحِ وَلما مَاتَ الْفضل بن يحيى رحمهمَا الله تَعَالَى تضاغط النَّاس وازدحموا فِي جنَازَته وَدفن إِلَى جَانب قبر أَبِيه وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء (لَيْسَ نبكيكم لكم يَا بني بر ... مك أَن زَالَ ملككم فتقضى) (بل نبكيكم لنا ولأنا ... لم نر الْخَيْر بعدكم حلّ أَرضًا) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْعلوِي الْحَاجِب) الْفضل بن يحيى بن عبد الله بن جَعْفَر بن زيد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي جَعْفَر ابْن أبي عَليّ الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْبَغْدَادِيّ ولد بحلب وَنَشَأ بالموصل وَقدم بَغْدَاد واستوطنها وصاهر بَيت المعمر النُّقَبَاء وَكَانَ صَدرا نبيلاً وقوراً أديباً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً تولى حجابة بَاب النوبي سنة أَربع وسِتمِائَة وَعَاد إِلَى الكرخ وَلزِمَ منزله إِلَى حِين وَفَاته سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (الرخامي) الْفضل بن يَعْقُوب الْبَغْدَادِيّ الرخامي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَابْن ماجة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة حَافظ توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْجَزرِي) الْفضل بن يَعْقُوب الْجَزرِي) روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة وَتُوفِّي بعد الْخمسين والمائتين

قائد العزيز

3 - (قَائِد الْعَزِيز) فضل الْقَائِد الْمصْرِيّ كَانَ من أكبر قواد الْعَزِيز قربه الْحَاكِم وَأَدْنَاهُ ثمَّ إِنَّه نقم عَلَيْهِ وَضرب عُنُقه سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة وَإِلَيْهِ تنْسب منية الْقَائِد 3 - (جَارِيَة المتَوَكل) فضل جَارِيَة المتَوَكل الشاعرة كَانَت من مولدات الْيَمَامَة لم يكن فِي زمانها امْرَأَة أفْصح مِنْهَا وَلَا أشعر أدبها رجل من عبد الْقَيْس توفيت فِي حُدُود السِّتين والمائتين قَالَ لَهَا يَوْمًا عَليّ بن الجهم (لَاذَ بهَا يشتكي إِلَيْهَا ... فَلم يجد عِنْدهَا ملاذا) فَقَالَ لَهَا المتَوَكل أجيزي فَقَالَت (وَلم يزل ضارعاً إِلَيْهَا ... تهطل أجفانه رذاذا) (فعاتبوه فَزَاد عشقاً ... فَمَاتَ وجدا فَكَانَ مَاذَا) وَقَالَ ابْن المعتز كَانَت تهاجي الشُّعَرَاء ويجتمع عِنْدهَا الأدباء وَلها فِي الْخُلَفَاء وَسَائِر الْمُلُوك مدائح كَثِيرَة وَكَانَت تتشيع وتتعصب لأهل مذهبها وتقضي حوائجهم بجاهها عِنْد الْمُلُوك والأشراف وعشقت سعيد بن حميد الْكَاتِب وَكَانَ من أَشد النَّاس نصبا وانحرافاً عَن آل الْبَيْت رَضِي الله عَنْهُم وَكَانَت فضل نِهَايَة فِي التَّشَيُّع فَلَمَّا هويت سعيداً انقلبت إِلَى مذْهبه وَلم تزل على ذَلِك إِلَى أَن توفيت وَمن قَوْلهَا فِيهِ (يَا حسن الْوَجْه سيء الْأَدَب ... شبت وَأَنت الْغُلَام فِي الْأَدَب) وَيحك إِن القيان كالشرك الْمَنْصُوب بَين الْغرُور وَالْكذب (بَينا تشكى إِلَيْك غذ خرجت ... من لحظات الشكوى إِلَى الطّلب) (فلحظ هَذَا ولحظ ذَاك وَذَا ... لحظ محب بِعَين مكتسب) قَالَ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ حَدثنِي جَعْفَر بن قدامَة حَدثنِي سعيد بن حميد قَالَ قلت لفضل الشاعرة أجيزي) من لمحب أحب فِي صغره فَقَالَت غير متوقفة فَصَارَ أحدوثةً على كبره

فَقلت من نظر شفه وأرقه فَقَالَت وَكَانَ مبدا هَوَاهُ من نظره ثمَّ شغلت هنيهة وَقَالَت (لَوْلَا الْأَمَانِي لمات من كمدٍ ... مر اللَّيَالِي يزِيد فِي فكره) (لَيْسَ لَهُ مسعدٌ يساعده ... بِاللَّيْلِ فِي طوله وَفِي قصره) وَمن شعرهَا قد بدا شبهك يَا مولَايَ يَحْدُو بالظلام فانتبه نقض لبانات اعتناق والتثام قبل أَن تفضحنا عودة أَرْوَاح النيام وَألقى عَلَيْهَا يَوْمًا أَبُو دالف الْعجلِيّ (قَالُوا عشقت صَغِيرَة فأجبتهم ... أشهى الْمطِي إِلَيّ مَا لم يركب) (كم بَين حَبَّة لؤلؤٍ مثقوبة ... من بَين حَبَّة لؤلؤٍ لم تثقب) فَقَالَت تجيبه (إِن المطية لَا يلذ ركُوبهَا ... مَا لم تذلل بالزمام وتركب) (وَالْحب لَيْسَ بنافعٍ أربابه ... مَا لم يؤلف بالنظام ويثقب) وَقَالَ عَليّ بن الجهم كنت يَوْمًا عِنْد الْفضل فلحظتها لَحْظَة استرابت بهَا فَقَالَت بديهةً مسرعةً وَلم تتَوَقَّف (يَا رب رام حسنٍ تعرضه ... يَرْمِي وَلَا يشْعر أَنى غَرَضه) فَقلت مجيباً لَهَا (أَي فَتى لحظك لَيْسَ يمرضه ... وَأي عقدٍ محكمٍ لَا ينْقضه) فَضَحكت وَقَالَت خُذ فِي غير هَذَا وبوم أهديت إِلَى المتَوَكل قَالَ لَهَا أشاعرة أَنْت قَالَت كَذَا يزْعم من بَاعَنِي واشتراني فَضَحِك) وَقَالَ أنشدينا شَيْئا من شعرك فَأَنْشَدته (اسْتقْبل الْملك إِمَام الْهدى ... عَام ثلاثٍ وثلاثينا) (خلَافَة أفضت إِلَى جعفرٍ ... وَهُوَ ابْن سبعٍ بعد عشرينا)

وزير بغداد

(إِنَّا لنَرْجُو يَا إِمَام الْهدى ... أَن تملك الدُّنْيَا ثمانينا) (لَا قدس الله امْرَءًا لم يقل ... عِنْد دعائي لَك آمينا) فَاسْتحْسن الأبيات وَأمر لَهَا بِخَمْسِينَ دِرْهَم 3 - (وَزِير بَغْدَاد) أَبُو الْفضل عماد الدّين الْقزْوِينِي الْوَزير الْكَبِير صَاحب الدِّيوَان بِبَغْدَاد ولي الْعرَاق لهولاكو بعد ابْن العلقمي فَكَانَ ظَالِما فَقتل سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة بِسيف الْمغل وَولي بعده الصاحب عَلَاء الدّين صَاحب الدِّيوَان 3 - (رَأس الحدثية) فضل الحدثي المعتزلي رتب الطَّائِفَة الحدثية من الْمُعْتَزلَة مَذْهَبهم كمذهب الحائطية إِلَّا أَنهم زادوا عَلَيْهِ بالْقَوْل بالتناسخ وَأَن الْحَيَوَان جنس وَاحِد متحمل للتكليف وكل حَيَوَان مُكَلّف وَهَؤُلَاء كفار لاعتقاد التناسخ وَقد تقدم ذكر الحائطية فِي حرف أَحْمد بن حَائِط فِي الأحمدين 3 - (الْوَزير رشيد الدولة) فضل الله ابْن أبي الْخَيْر بن عالي هُوَ رشيد الدولة فَخر الوزراء مشير الدول الهمذاني الطَّبِيب الْعَطَّار وَالِده تشتغل بالطب وعلوم الْأَوَائِل وَأسلم وَمَات أَبوهُ على دين الْيَهُود واتصل هُوَ بغازان وخربندا وَعظم شَأْنه جدا وَكَثُرت أَمْوَاله وَصَارَ فِي رُتْبَة الْمُلُوك وَلما طبب خربندا وَهلك شغب عَلَيْهِ الوزراء عَليّ شاه فدارى عَن نَفسه بقناطير من الذَّهَب والجواهر فَيُقَال إِن جوبان أَخذ مِنْهُ ألف ألف مِثْقَال ثمَّ قَتَلُوهُ وَقتلُوا ابْنه قبله سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ فِيهِ حلم وتواضع وسخاء وبذل للْعُلَمَاء والصلحاء وَكَانَ لهر أَي ودهاء ومروءة وَفسّر الْقُرْآن وَأدْخل الفلسفة فِيهِ وَيُقَال إِنَّه كَانَ جيد الْإِسْلَام عَاشَ بضعاً وَسبعين سنة ثمَّ وزر وَلَده مُحَمَّد بعد ذَلِك بسنوات وَتمكن وَصَارَ هُوَ الْكل) وَلما قَتَلُوهُ فصلت أعضاؤه وَبعث كل عُضْو إِلَى بلد وأحرقت جثته وَخلف عدَّة بَنِينَ وَبَنَات وَله تصانيف وعمائر فاخرة وأموال لَا تَنْحَصِر وأحرقت تواليفه بعده ابْن فضلان القَاضِي الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن يحيى تقدم ذكره فِي المحمدين ووالده يحيى بن عَليّ بن الْفضل ابْن الْفضل الْقطَّان الشَّاعِر اسْمه هبة الله بن الْفضل

الفضيل

3 - (الفضيل) 3 - (الرقاشِي العابد) الفضيل بن زيد الرقاشِي أحد زهاد الْبَصْرَة وعبدها لَهُ ذكر وَهُوَ أحد التَّابِعين توفّي سنة خمس وَتِسْعين 3 - (ابْن غَزوَان الْكُوفِي) فُضَيْل بن غَزوَان بن جرير الْكُوفِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة خمسين وَمِائَة أَو مَا قبلهَا 3 - (النميري الْبَصْرِيّ) فُضَيْل بن سُلَيْمَان النميري قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِثِقَة رَوَاهُ عَبَّاس الدوري عَنهُ وَقَالَ أَبُو زرْعَة لين وَقَالَ النَّسَائِيّ بَصرِي لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقيل إِن وَفَاته سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الإِمَام الْمَشْهُور فُضَيْل الزَّاهِد) فُضَيْل بن عِيَاض بن مَسْعُود الْأُسْتَاذ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام أَبُو عَليّ التَّمِيمِي الْيَرْبُوعي الْمروزِي الزَّاهِد روى عَن مَنْصُور وَبَيَان بن بشر وَأَبَان بن أبي عَيَّاش وحصين بن عبد الرَّحْمَن وَيزِيد بن أبي زِيَاد وَعَطَاء بن السَّائِب وَعبيد الله بن عمر وَهِشَام بن حسان وَصَفوَان بن سليم وَأبي هرون الْعَبْدي وَالْأَعْمَش كَانَ أَولا شاطراً يقطع الطَّرِيق بَين أبيورد وسرخس وَكَانَ سَبَب تَوْبَته أَنه عشق جَارِيَة فَبينا هُوَ يرتقي الجدران إِلَيْهَا سمع رجلا يَتْلُو ألم يَئِن للَّذين آمنُوا أَن تخشع قُلُوبهم لذكر الله وَمَا) نزل من الْحق فَقَالَ يَا رب قد آن فَتَابَ وَرجع وجاور الْحرم إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود التسعين وَمِائَة قَالَ ابْن عيننة وَالْعجلِي وَغَيره ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقيل وَفَاته يَوْم عَاشُورَاء سنة

أبو كامل الجحدري

سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَله تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي تَارِيخ دمشق وَفِي الْحِلْية وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ يحْكى أَن الرشيد قَالَ لَهُ يَوْمًا مَا أزهدك فَقَالَ لَهُ أَنْت أزهد مني فَقَالَ وَكَيف ذَلِك قَالَ لِأَنِّي زهدت فِي الدُّنْيَا وَأَنت زهدت فِي الْآخِرَة وَالدُّنْيَا فانية وَالْآخِرَة بَاقِيَة وَقيل إِنَّه قَالَ يَوْمًا لأَصْحَابه فِي رجل فِي كمه ثَمَر وَيقْعد على رَأس الكنيف فيطرحه فِيهِ ثَمَرَة ثَمَرَة قَالُوا هُوَ مَجْنُون قَالَ وَالَّذِي يطرحه فِي بَطْنه حَتَّى يحشوه أجن مِنْهُ فَإِن هَذَا الكنيف يمْلَأ من هَذَا الكنيف وَمن كَلَامه إِذا أحب الله عبدا أَكثر غمه وَإِذا أبْغض عبدا وسع عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَقَالَ لَو أَن الدُّنْيَا بحذافيرها عرضت عَليّ لَا أحاسب عَلَيْهَا لَكُنْت أتقذرها كَمَا يتقذر أحدكُم من الجيفة يمر بهَا أَن تصيب ثَوْبه وَقَالَ ترك الْعَمَل لأجل النَّاس هُوَ الرِّيَاء وَالْعَمَل لأجل النَّاس هُوَ الشّرك وَقَالَ إِنِّي لأعصي الله فأعرف ذَلِك من خلق غلامي وَقَالَ لَو كَانَت لي دَعْوَة مجابة لم أجعلها إِلَّا فِي إِمَام لِأَنَّهُ إِذا صلح الإِمَام أَمن الْعباد وَقَالَ لِأَن يلاطف الرجل أهل مجليه وَيحسن خلقه مَعَهم خير لَهُ من قيام ليله وَصِيَام نَهَاره وَقَالَ أَبُو عَليّ الرَّازِيّ صَحِبت الفضيل ثَلَاثِينَ سنة فَمَا رَأَيْته ضَاحِكا وَلَا مُبْتَسِمًا إِلَّا يَوْم مَاتَ ابْنه فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إِن الله أحب لي أمرا فَأَحْبَبْت ذَلِك الْأَمر وَكَانَ وَلَده الْمَذْكُور شَابًّا سرياً من كبار الصَّالِحين وَهُوَ مَعْدُود فِي جملَة من قتلته محبَّة الْبَارِي تَعَالَى وَقَالَ ابْن خلكان وهم مذكورون جمَاعَة فِي جُزْء سمعناه قَدِيما وَلَا أذكر الْآن من مُؤَلفه وَكَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يَقُول إِذا مَاتَ الفضيل ارْتَفع الْحزن من الدُّنْيَا 3 - (أَبُو كَامِل الجحدري) فُضَيْل بن الْحُسَيْن بن طَلْحَة أَبُو كَامِل الجحدري) روى عَنهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى النَّسَائِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة وَكَانَ ثِقَة مَشْهُورا وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (الفضيل الْهَرَوِيّ) الفضيل بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن أَبُو عَاصِم ابْن الشَّهِيد الْحَافِظ أبي الْفضل الْهَرَوِيّ الْفَقِيه وَإِلَيْهِ ينْسب الفضليون بهراة كَانَ فِيهَا حاذقاً توفّي سنة

الجرفي الصالح

أَربع وَسِتِّينَ وثلاثمائة 3 - (الجرفي الصَّالح) فُضَيْل بن عَرَبِيّ بن مَعْرُوف بن كلاب الجرفي قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي مطوع مبارك حكى عَنهُ الْجَمَاعَة مكاشفات قَالَ لي بعض الجرفية إِنِّي زرعت أَنا وَهُوَ مقثأة فَظهر فِيهَا بطيخة كَبِيرَة فَصَارَ بعض الفلاحين يَشْتَهِي أَن يسرقها ويخشى من الْفَقِير فقطعها الشَّيْخ فُضَيْل وَدفعهَا إِلَيْهِ وَقَالَ خُذْهَا حَلَالا قَالَ وَحكى لي نَفِيس الخولي وَقد أسلم وَحسن إِسْلَامه قَالَ رَأَيْت ثعباناً كَبِيرا فِي النّوم وقصدني ثمَّ صَار إنْسَانا وَقَالَ لي تب عَن الْقَضِيَّة الْفُلَانِيَّة فَوَقع فِي نَفسِي أَنه فُضَيْل فَلَمَّا وصلنا إِلَى الجرف قلت يَا شيخ فُضَيْل أَنا من قبيل أَن تعامليني بِهَذِهِ الْمُعَامَلَة فَقَالَ مَا هِيَ الْقَضِيَّة الْفُلَانِيَّة نعم أَنا هُوَ وَحكى لي بعض الجرفية أَنه كَانَ يَوْمًا بأدفو يَوْم أحد ركبُوا إِلَى أَن وصل إِلَى قلاوة الكوم وَهِي أَرض كشف فَوقف فِي مَكَان وحوق حواقة وَقَالَ ادفنوني هُنَا ثمَّ توجه إِلَى بَيته فَأَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام أَو نَحْوهَا وَتُوفِّي ودفناه بِتِلْكَ الْبقْعَة وَبَينهَا وَبَين مَسْكَنه مَسَافَة طَوِيلَة وَتُوفِّي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة والجرف قَرْيَة من نواحي أدفو (فطر) 3 - (أَبُو بكر الْخياط الْكُوفِي) فطر بن خَليفَة أَبُو بكر الْكُوفِي الْخياط مولى عمر بن حُرَيْث وَثَّقَهُ أَحْمد وَقَالَ ابو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة حسن الحَدِيث فِيهِ تشيع قَلِيل وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ ابْن شُعْبَة ثِقَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ لَا يتْرك أحدا يكْتب عَنهُ لَهُ سنّ ولقاء وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَالْبُخَارِيّ مَقْرُونا ابْن فطيس الْوراق أَحْمد بن مُحَمَّد فَقير الأسواني فَقير بن مُوسَى بن فَقير بن عِيسَى بن عبد الله أَبُو الْحسن

الألقاب

الأسواني ذكره ابْن يُونُس وَقَالَ رَأَيْته وَقدم علينا الْفسْطَاط روى عَن أبي حنيفَة قحزم بن عبد الله الأسواني صَاحب الشَّافِعِي وروى عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي مَرْيَم وَلم يكن بِهِ بَأْس كَانَت كتبه جياداً وَذكر أَنه توفّي بأنصنا سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة (الألقاب) ابْن الفقاعي اسْمه أَحْمد بن الْعَبَّاس ابْن الفقاعي أَيُّوب بن عمر ابْن الفكاه الشَّاعِر المغربي هُوَ عبد الْخَالِق بن إِبْرَاهِيم الفكيك عِيسَى بن عبد الْعَزِيز الفلكي ركن الدّين اسْمه منكورس الْفلك المسيري الْوَزير اسْمه عبد الرَّحْمَن بن هبة الله الفلكي شيخ السميساطية اسْمه سعيد بن سهل الفلكي صَاحب الدَّار وَالْحمام بِدِمَشْق اسْمه عَبْدَانِ الفلكي الحاسب أَحْمد بن الْحسن الفلاس الْحَافِظ أَبُو حَفْص هُوَ عَمْرو بن عَليّ بن بَحر ابْن الفلاس مُصَنف ابْن الفلاس) مُصَنف كتاب سبل الْخيرَات يحيى بن نجاح ابْن فلوس المارديني إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم (فليح) 3 - (أَبُو يحيى الْمدنِي) فليح بن سُلَيْمَان بن أبي الْمُغيرَة الْمدنِي أَبُو يحيى مولى آل زيد بن الْخطاب يُقَال إِن اسْمه عبد الْملك ولقبه فليح روى عَن نعيم المجمر وَنَافِع مولى ابْن عمر وَالزهْرِيّ وعباس بن سهل بن سعد وَعَبدَة بن أبي لبَابَة وَسَعِيد بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ وَجَمَاعَة وَعنهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَشُرَيْح بن النُّعْمَان وَيحيى الوحاظي وَأَبُو الرّبيع الزهْرَانِي

فليح المغني

وَسَعِيد بن مَنْصُور وَمُحَمّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي وَخلق مِنْهُم ابْنه مُحَمَّد قَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِقَوي وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَا يحْتَج بِهِ توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (فليح الْمُغنِي) فليح بن العوراء كَانَ رجلا من أهل مَكَّة مولى لبني مَخْزُوم أحد من غنى للدولة العباسية قَالَ الْفضل بن الرّبيع إِن الْمهْدي كَانَ يسمع المغنين جَمِيعًا ويحضرون مَجْلِسه ويغنونه من وَرَاء الستارة لَا يرَوْنَ وَجهه إِلَّا فليح بن العوراء فَإِن عبد الله بن مُصعب الزبيرِي كَانَ يرويهِ شعره يُغني فِيهِ مدائح الْمهْدي فَدس فِي أضعافهما بَيْتَيْنِ يسْأَله فيهمَا أَن ينادمه وَسَأَلَ فليحاً أَن يغنيهما وهما يَا أَمِين الْإِلَه فِي الشرق والغرب على الْخلق وَابْن عَم الرَّسُول مَجْلِسا بالْعَشي عنْدك فِي الميدان وَالْإِذْن ثمَّ لي فِي الْوُصُول فغناه فليح إيَّاهُمَا فَقَالَ الْمهْدي يَا فضل أجب عبد الله إِلَى مَا سَأَلَ وأحضره مجلسي إِذا حضر أَهلِي وموالي وزده على ذَلِك أَن ترفع بيني وَبَين رَاوِيه فليح الستارة فَكَانَ فليح أول مغن عاين وَجه الْخَلِيفَة فِي مَجْلِسه قَالَ زِيَادَة بن أبي الْخطاب دَعَاني مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ وَقَالَ لي قد قدم فليح فَإِن) جَاءَنِي قبل أَن يدْخل إِلَى الرشيد خلعت عَلَيْهِ خلعة من قماشي ووهبته خَمْسَة آلَاف دِرْهَم فعرفته ذَاك فَدخل إِلَى حمام كَانَ بِقُرْبِهِ وَأعْطى الْقيم دِرْهَمَيْنِ وَسَأَلَهُ أَن يَجِيئهُ بِشَيْء يَأْكُلهُ ونبيذ يشربه فَجَاءَهُ بِرَأْس عجل ونبيذ دوشابي غليظ رَدِيء فآليت عَلَيْهِ أَن لَا يَأْكُل وَلَا يشرب إِلَّا عِنْد مُحَمَّد فَأبى وَأكل وَشرب فَلَمَّا طابت نَفسه غنى وغنى الْقيم مَعَه ثمَّ إِنَّه خَاطب الْقيم بِمَا أغضبهُ وتواثبا فَضَربهُ الْقيم فشج رَأسه وَجرى دَمه ثمَّ إِنَّه عالج جرحه بصوفة محرقة وتعمم وَقَامَ فَدخل دَار مُحَمَّد بن سُلَيْمَان فَرَأى تِلْكَ الْفرش والآلة والنبيذ وآلته ومدت الستائر وغنى الْجَوَارِي فَأقبل عَليّ وَقَالَ سَأَلتك بِاللَّه أَيّمَا أَحَق بالعربدة مجْلِس الْقيم أَو مجْلِس الْأَمِير فَقلت لَا بُد من عربدة فَقَالَ لَا وَالله مَا لي فِيهَا من بُد فأخرجتها من رَأْسِي هُنَاكَ فَقلت أما على هَذَا الشَّرْط فَهَذَا أَجود فسألن مُحَمَّد عَمَّا نَحن

فناخسرو

فِيهِ فَأَخْبَرته فَقَالَ وَالله هَذَا الحَدِيث أطيب من كل غناء وخلع عَلَيْهِ خَمْسَة آلَاف دِرْهَم (فناخسرو) 3 - (عضد الدولة بن بويه) فناخسرو بن الْحسن بن بويه بن فناخسرو بن تَمام مخففاً ابْن كوهي بن شيرزيل الْأَصْغَر بن شيركدة بن شيرزيل الْأَكْبَر بن شيران شاه بن شيرفنه بن سستان شاه بن سسن فرو بن شروزيل ابْن سسناذ بن بهْرَام جور الْملك بن يزدجرد الْملك بن هُرْمُز الْملك كرمانشاه بن سَابُور الملمك بن سَابُور ذِي الأكتاف بن هُرْمُز الْملك بن نرسي الْملك بن بهْرَام الْملك بن بهْرَام الْملك بن هُرْمُز الْملك بن سَابُور الْملك بن أردشير الْملك الْجَامِع بن بابك بن ساسان الْأَصْغَر بن بابك بن ساسان الْأَكْبَر أَبُو شُجَاع ابْن أبي عَليّ ابْن أبي شُجَاع الملقب بعضد الدولة ابْن ركن الدولة كَانَ كَامِل الْعقل غزير الْفضل حسن السياسة شَدِيد الهيبة بعيد الهمة ذَا رَأْي ثاقب وتدبير صائب محباً للفضائل تاركاًُ للرذائل باذلاً فِي أَمَاكِن الْعَطاء حَتَّى لَا يُوجد بعده ممسكاً فِي أَمَاكِن الحزم حَتَّى كَأَن لَا جود عِنْده يستصغر الْأُمُور الْكِبَار ويستهون الْعَظِيم من الأخطار وَكَانَ محباً للْعلم مشتغلاً بِهِ مقرباً لأَهله كثير المجالسة لَهُم مبالغاً فِي تعظيمهم وَكَانَت لَهُ يَد فِي الْأَدَب متمكنة وَيَقُول الشّعْر الْجيد) وَكَانَ أَبوهُ قد قدمه على اخوته وولاه ملك فَارس ورتب مَعَه أَبَا الْفضل ابْن العميد الْكَاتِب الْمَشْهُور فهذبه وأدبه لما مرض عَمه عماد الدولة بِفَارِس أَتَاهُ أَخُوهُ ركن الدولة واتفقا على تَسْلِيم مملكة فَارس إِلَى أبي شُجَاع الْمَذْكُور فتسلمها بعد عَمه الْأَكْبَر عماد الدولة أبي الْحسن وَابْن عَمه بختيار بن معز الدولة وَهَؤُلَاء كلهم مَعَ جلالتهم وَعظم شَأْنهمْ لم يبلغ أحد مِنْهُم مَا بلغه عضد الدولة من سَعَة المملكة والاستيلاء على الْمُلُوك وممالكهم فَإِنَّهُ جمع بَين مملكة الْمَذْكُورين وَضم إِلَى ذَلِك الْموصل وبلاد الجزيرة ودانت لَهُ الْبِلَاد والعباد وَهُوَ أول من خُوطِبَ فِي الْإِسْلَام بِالْملكِ شاهنشاه وَأول من خطب لَهُ على المنابر بِبَغْدَاد بعد الْخَلِيفَة وَكَانَ من جملَة ألقابه تَاج الْملَّة وَلما صنف ابو إِسْحَاق الصَّابِئ كتاب التاجي فِي أَخْبَار بني بويه أَضَافَهُ إِلَى هَذَا اللقب وَوجدت لَهُ تذكرة فِيهَا مَكْتُوب إِذا فَرغْنَا من حل كتاب إقليدس كُله نتصدق بِعشْرين ألف دِرْهَم وَإِذا فَرغْنَا من كتاب أبي عَليّ النَّحْوِيّ نتصدق بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم وكل ابْن

يُولد لنا نتصدق بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَإِن كَانَ من فُلَانَة فبخمسين ألف دِرْهَم وَكَانَ يدْخلهُ فِي كل سنة ثَلَاثمِائَة ألف ألف وَعشْرين ألف ألف فَقَالَ أُرِيد أَن أبلغ بهَا ثَلَاثمِائَة ألف ألف وَسِتِّينَ ألف ألف ليَكُون دَخَلنَا كل يَوْم ألف ألف دِرْهَم وَله صنف ابو عَليّ الْفَارِسِي كتاب الْإِيضَاح والتكملة فِي النَّحْو وقصده الشُّعَرَاء ومدحوه مِنْهُم أَبُو الطّيب المتنبي ورد عَلَيْهِ بشيراز فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة وَفِيه يَقُول من جملَة القصيدة الهائية (وَقد رَأَيْت الْمُلُوك قاطبةً ... وسرت حَتَّى رَأَيْت مَوْلَاهَا) (وَمن مناياهم براحته ... يأمرها فيهم وينهاها) (أَبَا شجاعٍ بفارسٍ عضد ... الدولة فناخسرو شهنشاها) (أسمياً لم تزِدْه معرفَة ... وَإِنَّمَا لَذَّة ذَكرنَاهَا) وَفِيه يَقُول من جملَة القصيدة النونية) (يَقُول بشعب بوانٍ حصاني ... أعن هَذَا يسَار إِلَى الطعان) (أبوكم آدمٌ سنّ الْمعاصِي ... وعلمكم مُفَارقَة الْجنان) (فَقلت إِذا رَأَيْت أَبَا شجاعٍ ... سلوت عَن الْعباد وَذَا الْمَكَان) (فَإِن النَّاس وَالدُّنْيَا طريقٌ ... إِلَى من مَا لَهُ فِي الْخلق ثَان) وَفِيه يَقُول القصيدة الكافية الَّتِي مِنْهَا (أروح وَقد ختمت على فُؤَادِي ... وقلبي أَن يحل بِهِ سواكا) (وَقد حَملتنِي شكرا طَويلا ... ثقيلاً لآ أُطِيق بِهِ حراكا) وَمِمَّنْ مدحه أَيْضا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عبد الله السلَامِي بقصيدة مِنْهَا (إِلَيْك طوى عرض البسيطة جاعلٌ ... قصارى المطايا أَن يلوح لَهَا الْقصر) (فَكنت وعزمي فِي الظلام وصارمي ... ثَلَاثَة أشباهٍ كمات اجْتمع النسْر) (وبشرت آمالي بملكٍ هُوَ الورى ... ودارٍ هِيَ الدُّنْيَا ويومٍ هُوَ الدَّهْر)

وَأخذ الأرجاني هَذَا الْمَعْنى فَقَالَ (يَا سائلي عَنهُ لما جِئْت أمدحه ... هَذَا هُوَ الرجل العاري من الْعَار) (كم من شنوفٍ لطافٍ من محاسنه ... علقن مِنْهُ على آذان سمار) (لَقيته فَرَأَيْت النَّاس فِي رجلٍ ... والدهر فِي ساعةٍ وَالْأَرْض فِي دَار) وَمثل هَذَا قَول أبي الطي بالمتنبي (هِيَ الْغَرَض الْأَقْصَى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدُّنْيَا وَأَنت الْخَلَائق) وَمن شعر عضد الدولة (وفاؤك لازمٌ مَكْنُون قلبِي ... وحبك غايتي والهم زادي) (وخالك فِي عذارك فِي اللَّيَالِي ... سوادٌ فِي سوادٍ فِي سَواد) (فَإِن طاوعتني كَانَت ضيائي ... وَإِن عاصيت كَانَت من حدادي) وَمِنْه (طربت إِلَى الصبوح مَعَ الصَّباح ... وَشرب الكاس وَالْغرر الملاح) (وَكَانَ الثَّلج كالكافور نثراً ... ونارٌ عِنْد نارنجٍ وَرَاح) (فمشروبٌ ومشمومٌ وثلجٌ ... ونار والصبوح مَعَ الصَّباح) ) (لهيبٌ فِي لهيبٍ فِي لهيبٍ ... وصبحٌ فِي صباحٍ فِي صباح) وَمِنْه (أأفاق حِين وطِئت ضيق خناقه ... يَبْغِي الْأمان وَكَانَ يَبْغِي صَارِمًا) (فلأركبن عَزِيمَة عضديةً ... تاجيةً تدع الْمُلُوك رواغما) وَمِنْه (هبني خضبت مشيبي ... تسرتاً من حَبِيبِي) (فَهَل أروح وأغدو ... إِلَّا بوجهٍ مريب)

وَمِنْه فِي الخيري (يَا طيب رائحةٍ من نفحة الخيري ... إِذا تمزق جِلْبَاب الدياجير) (كَأَنَّمَا رش بالماورد واغتبقت ... بِهِ دواخن ند عِنْد تبخير) (كَأَن أوراقه فِي الْقد أجنحةٌ ... حمرٌ وصفر وبيضٌ من دَنَانِير) وَمِنْه (لَيْسَ شرب الراح إِلَّا فِي الْمَطَر ... وغناءٌ من جوارٍ فِي السحر) (غانياتٌ سالباتٌ للنهى ... ناغماتٌ فِي تضاعيف الْوتر) (مبرزات الكأس من مطْلعهَا ... ساقيات الراح من فاق الْبشر) (عضد الدولة وَابْن ركنها ... ملك الْأَمْلَاك غلاب الْقدر) وَلم يفلح من بعد هَذَا الْبَيْت وَلما احْتضرَ لم ينْطق إِلَّا بِتِلَاوَة مَا أغْنى عني ماليه هلك عني سلطانيه وَيُقَال إِنَّه مَا عَاشَ بعد هَذِه الأبيات إِلَّا قَلِيلا وَتُوفِّي بعلة الصرع يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة بِبَغْدَاد وَدفن بدار الْملك ثمَّ نقل تابوته إِلَى الْكُوفَة وَدفن بمشهد عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وعمره سبع وَأَرْبَعُونَ سنة وَأحد عشر شهرا وَثَلَاثَة أَيَّام والبيمارستان العضدي بِبَغْدَاد مَنْسُوب إِلَيْهِ أعد لَهُ من الْآلَات مَا يقصر الشَّرْح عَنهُ وَهُوَ الَّذِي أظهر قبر عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه بِالْكُوفَةِ وَبنى عَلَيْهِ المشهد وعزم عَلَيْهِ أَمْوَالًا عَظِيمَة وَلما ملك الأهواز وَالْبَصْرَة وواسط توجه إِلَى بَغْدَاد فَاسْتَقْبلهُ النَّاس الْخَاص وَالْعَام وَخرج) الإِمَام الطائع لتلقيه فِي الطيار واجتمعا فِي دجلة وَدخل بَغْدَاد مجتازاً فِي قصبتها حَتَّى نزل بَاب الشماسية ثمَّ انْتقل إِلَى دَاره لتسْع ليالٍ خلون من جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ وَحضر إِلَى دَار الْخلَافَة وخلع الطائع عَلَيْهِ خلع المملكة وسوره وطوقه وعهد إِلَيْهِ وَقُرِئَ الْعَهْد بِحَضْرَة الْخَلِيفَة وعقدت لَهُ الألوية وألبس التَّاج المرصع بالجواهر الثمينة وَعَاد إِلَى دَاره وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَكَانَ شِيعِيًّا وَله بَغْدَاد آثَار حَسَنَة وَكَانَ فَاضلا نحوياً لَهُ مُشَاركَة فِي عدَّة فنون ويحكى أَن عضد الدولة كَانَ قد أَمر أَبَا عَليّ النديم بملازمته وأفرد لَهُ دَارا عِنْده فَقَالَ أَبُو عَليّ إِنِّي مَا أقدر على الْإِقَامَة لِأَنِّي كثير الْأكل فَأمر حَاجِبه أَن يرتب لَهُ فِي كل يَوْم

فنج

مائدتين من طَعَام أول النَّهَار وَآخره وألزمه أَن يحفظ من شعره ليغنيه فاتفق أَن أَتَوْهُ يَوْمًا بِطَعَام فِيهِ جدي بَات وتغيرت رَائِحَته فَلم يطب لَهُ أكله فَمر بِهِ صديق فَسلم عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ كَيفَ حالك قَالَ كَيفَ حَال من يَأْكُل من هَذَا وَأَشَارَ إِلَى الطَّعَام ويحفظ كمن هَذَا وَأَشَارَ إِلَى شعر عضد الدولة فَنقل صَاحب الْخَبَر ذَلِك إِلَى عضد الدولة فَأمر بِضَرْب أبي عَليّ النديم عشْرين سَوْطًا فَلَمَّا ضرب قَامَ ونفض ثِيَابه وَقَالَ أَكثر الله خَيركُمْ فَبلغ ذَلِك عضد الدولة فَأمر بضربه مائَة سَوط عدلية والعدلية أَن يضْرب زِيَادَة على الْمِائَة عشْرين لِئَلَّا يكون مِنْهَا شَيْء غير مؤلم فَتكون تِلْكَ الْعشْرُونَ معدلة فَفعل لَهُ ذَلِك فَقَامَ بعد فَرَاغه من الضَّرْب وَقَالَ مَا عَسى أَن أَقُول فِيكُم يَا بني بويه صَلَاتكُمْ الْمِائَة سَبْعُونَ وعقوبتكم الْمِائَة الْمِائَة وَعِشْرُونَ فَرفع ذَلِك إِلَى عضد الدولة فَقَالَ دَعوه فَلْيقل مَا شَاءَ فَمَا يسْتَحق الْقَتْل فَلَا تعلموني بِمَا يصدر عَنهُ (فنج) 3 - (فنج الْفَارِسِي) فنج بِالْفَاءِ وَالنُّون وَالْجِيم بن درج قَالَ ابْن عبد الْبر روى عَنهُ وهب بن مُنَبّه فِي إِدْرَاكه نظر وَالَّذِي عِنْده أَنه لَا يَصح لَهُ ذكر فِي الصَّحَابَة وَحَدِيثه مُرْسل وَرِوَايَته عَن رجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن يعلى بن أُميَّة أَيْضا ذكره قوم بِالتَّاءِ والحاء غير الْمُعْجَمَة وَذكره عبد الْغَنِيّ ابْن سعيد فِي المؤتلف والمختلف فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ فنج بالنُّون وَالْجِيم قَالَ فنج كمنت أعمل فِي الْمَدِينَة إِذْ عالج فِيهَا فَلَمَّا قدم يعلى وَهُوَ ابْن أَمِين أَمِيرا على الْيمن جَاءَ مَعَه بِرِجَال فَجَاءَنِي رجل مِمَّن قدم مَعَه وَأَنا فِي الزَّرْع أصرف المَاء فِيهِ وَفِي كمه جوز فَجَلَسَ على ساقية وَهُوَ يكسر من ذَلِك الْجَوْز وَيَأْكُل قَالَ ثمَّ أَشَارَ إِلَيّ فَقَالَ يَا فَارسي هَلُمَّ فدنوت مِنْهُ فَقَالَ يَا فنج أتأذن لي فِي غرس من هَذَا الْجَوْز على هَذَا المَاء فَقَالَ لَهُ فنج مَا يَنْفَعنِي ذَلِك فَقَالَ الرجل سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول من نصب شَجَرَة فَصَبر على حفظهَا وَالْقِيَام عَلَيْهَا حَتَّى تثمر كَانَ لَهُ بلك شَيْء يصاب من ثَمَرهَا صَدَقَة عِنْد الله فَقَالَ لَهُ فنج سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ نعم يَا فنج قا فَأَنا أضمنها لله فغرز جوزة ثمَّ سَار 3 - (أَبُو زيد) فند هُوَ أَبُو زيد كمولى عَائِشَة بنت سعد بن أبي وَقاص نَشأ بِالْمَدِينَةِ

الأمير فيال المنصوري

وَكَانَ خليعاً متهتكاً يجمع بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء فِي منزله وَلذَلِك يَقُول فِيهِ ابْن قيس الرقيات (قل لفندٍ يشيع الأظعانا ... طالما سر عيشنا وكفانا) (صادراتٍ عَشِيَّة عَن قديدٍ ... وارداتٍ مَعَ الضُّحَى عسفانا) (زودتنا رقية الأحزانا ... يَوْم جَازَت حمولها السكرانا) وَقيل فِيهِ قند بِالْقَافِ وَالصَّحِيح الْفَاء وَيضْرب بِهِ الْمثل فِي الإبطاء كَانَت عَائِشَة أَرْسلتهُ ليجيئها بِنَار فَخرج لذَلِك فلقي عيرًا خَارِجَة إِلَى مصر فَخرج مَعَهم فَلَمَّا كَانَ بعد سنة رَجَعَ فَأخذ نَارا وَدخل على عَائِشَة وَهُوَ يعدو فَسقط وَقد قرب مِنْهَا فَقَالَ تعست العجلة وَقَالَ) شَاعِر (مَا رَأينَا لعبيدٍ مثلا ... إِذْ بَعَثْنَاهُ يَجِيء بالمشمله) (غير فندٍ بعثوه قابساً ... فثوى عَاما وَسَب العجله) وَقَالَ الحريري فِي بعض مقاماته إبطاء فند وصلود زند 3 - (الْأَمِير فيال المنصوري) كَانَ بِالْقَاهِرَةِ أَمِير عشرَة يسكن بالحسينية وينوب الْأُسْتَاذ دارية ويصحب بن معضاد وَيتَكَلَّم بِشَيْء من كَلَامه ثمَّ نقل إِلَى طرابلس مشداً وأميراً وَبَقِي بهَا مُدَّة ثمَّ تنقل إِلَى دمشق مشداً بامرة ونكب ثمَّ نقل إِلَى حلب ثمَّ إِنَّه قطع خبزه وَقدم دمشق وَكَانَ لَهُ نِيَّة فِي التَّوَجُّه إِلَى مصر فَتوفي فِي دَاره بدرب تليد بِدِمَشْق فِي شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسبع مائَة (الألقاب) ابْن فنجله الْمُقْرِئ الْحسن بن أَحْمد ابْن أبي الْفُنُون النَّحْوِيّ اسْم نصر بن أبي نصر مُحَمَّد بن المظفر فِي حرف النُّون إِن شَاءَ الله تَعَالَى ابْن أبي فنن اسْم أَحْمد بن صَالح (فنون الطَّبِيب) فنون الطَّبِيب كَانَ مُخْتَصًّا بِخِدْمَة بختيار وَكَانَ مخدومه يُكرمهُ اتّفق أَن بختيار عرض لَهُ رمد فَقَالَ أُرِيد أَن تبرئني فِي يَوْم وَاحِد فَقَالَ إِذا شِئْت أَن تَبرأ فِي

الخادم الإخشيدي أمير دمشق

يَوْم وَاحِد فَمر الغلمان أَن يأتمروني كونك فِي هَذَا الْيَوْم فَفعل ذَلِك فَطلب إجانة ملأى عسلاً وغمس يَدي بختيار فِيهَا ثمَّ جعل يداوي عَيْنَيْهِ بالأشياف الْأَبْيَض وَجعل بختيار يُنَادي الغلمان فَلَا يجِيبه أحد وَلم يزل يكحله إِلَى آخر النَّهَار فبرئ 3 - (الْخَادِم الإخشيدي أَمِير دمشق) فنك الْخَادِم مولى كافور الإخشيدي خرج من مصر بعد موت مَوْلَاهُ إِلَى الرملة فَبَعثه الْحسن بن عبد الله بن طغج أَمِير الرملة أَمِيرا إِلَى دمشق فَدَخلَهَا وَأقَام بهَا فَلَمَّا اتَّصل بِهِ أَن الرّوم أخذُوا حمص يَوْم الْأَضْحَى نَادَى فِي النَّاس النفير إِلَى ثنية الْعقَاب فَخرج الْجَيْش والمطوعة وَغَيرهم فَلَمَّا خلا الْبَلَد انتهز الفرصة ورحل بثقله نَحْو عقبَة دمر وَسَار بخواصه وَطلب نَحْو السَّاحِل فنهبوه وطمعوا فِيهِ وَقتلُوا من تَأَخّر من رِجَاله وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وثلاثمائة (الألقاب) ابْن فوران الشَّافِعِي الإِمَام اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن الفهاد الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الفوركي أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الفوزي خطاب بن عُثْمَان ابْن الفوطي المؤرخ كَمَال الدّين عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد فويك الصَّحَابِيّ فويك بِالْوَاو وَالْيَاء وَالْكَاف قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَيناهُ مبيضتان لَا يبصر بهما شَيْئا فَسَأَلَهُ مَا أَصَابَهُ قَالَ كنت أمرت جملا لي فَوقف على بيض حَيَّة فأصيب بَصرِي فنفث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عَيْنَيْهِ فأبصر فرؤي وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة يدْخل الْخَيط فِي الإبرة وَإِن عَيْنَيْهِ لمبيضتان) (الألقاب) ابْن الفويره بدر الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الفويرة زكي الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد

أبو القاسم الهروي

ابْن الفويه شمس الدّين الاسكندراني اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْهَرَوِيّ) فياض بن عَليّ الشَّيْخ أَبُو الْقَاسِم الْهَرَوِيّ أثنى عَلَيْهِ صَاحب الدمية وَقَالَ كتبي إِلَيّ (يَا سَابِقًا فِي كل فن ... نَفسِي تقيك وَقل مني) (ديوَان شعرك منيتي ... إِن قيل أسرف فِي التَّمَنِّي) فأجب إِلَيْهِ بِلَا توان مِنْك فِيهِ وَلَا تأن قَالَ فأجبته عَنْهَا من أَبْيَات (مَا نُطْفَة من حب مزن ... قد بيتوها جَوف شن) (وسلافة من قلب دنٍ ... بخروه بقلب دن) (وتصافح بعد القلى ... تصالح غب التجني) إِلَّا كشعر صديقي الْفَيَّاض فاشد بِهِ وغن 3 - (الْأَمِير عز الدّين ابْن مهنا) فياض بن مهنا بن عِيسَى الْأَمِير عز الدّين من أكَابِر أُمَرَاء بني مهنا لما توفّي أَخُوهُ الْأَمِير أَحْمد بن مهنا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة طلب الْأَمِير فياض إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهَا ورسم لَهُ بالإمرة وَلم يبْق إِلَّا خُرُوجه فَوقف جمَاعَة من أَشْرَاف العارق وَشَكوا عَلَيْهِ للوزير منجك وللنائب الْأَمِير سيف الدّين بيبغا آروس فألزماه بِأَن يعطيهم مَا أَخذه لَهُم وَكَانَ قد أَخذهم وهم قفل كَبِير فَامْتنعَ وجفا فِي الْكَلَام فشتمه الْوَزير منجك فَقَالَ لَهُ وَأَنت يَا ابْن النَّصْرَانِيَّة تَشْتُم ابْن مهنا فغضبا عَلَيْهِ وحبساه بالإسكندرية ورسم بالإمرة لِأَخِيهِ حيار وَلم يزل بهَا إِلَى أَن أمسك الْوَزير والنائب على مَا مر فِي تَرْجَمَة بيبغا فأفرج الْملك النَّاصِر عَنهُ وَالْتزم أَنه يتَوَجَّه إِلَى الْحجاز ويمسك النَّائِب ويحضره إِلَى الْقَاهِرَة فَقدر الله بِأَن النَّائِب مَا أحْوج إِلَى شَيْء وَلم يتَوَجَّه إِلَى فياض ورسم لَهُ فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِأَن يكون أَمِير آل مهنا عَن حيار أَخِيه) وَعظم تَعْظِيمًا كثيرا وَأعْطِي قَرْيَة ريحًا الَّتِي بحلب ملكا وَحضر فِي الْمحرم أَو فِي صفر إِلَى دمشق وَأخذ إنعامه بهَا وَتوجه إِلَى بيوته ثمَّ إِن رَملَة بن جماز لم يزل يسْعَى إِلَى أَن أَخذ ريحًا مِنْهُ ثمَّ أُعِيدَت الإمرة إِلَى حيار أَخِيه شَرِيكا لسيف بن فضل فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة فَأَقَامَ هُوَ بطالاً إِلَى أَن حضر بيبغاروس إِلَى دمشق فجَاء فياض وَنزل على ضمير وَكَانَ على بيبغاروس وحيار مَعَ

فيروز

بيبغاروس فرعي لَهُ ذَلِك وَأعْطِي نصف الإمرة شَرِيكا لسيف بن فضل فِي سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة (فَيْرُوز) 3 - (الصَّحَابِيّ فَيْرُوز الديلمي) فَيْرُوز الديلمي أَبُو عبد الله وَقيل ابو عبد الرَّحْمَن يُقَال لَهُ الْحِمْيَرِي لنزوله بحمير وَهُوَ من أَبنَاء فَارس من فرس صنعاء وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر وَحَدِيثه عَنهُ فِي الْأَشْرِبَة حَدِيث صَحِيح وَهُوَ قَاتل الْأسود الْعَنسِي الْكذَّاب الَّذِي ادّعى النُّبُوَّة ذكر أَن داذويه وَقيس بن مكشوح وفيروز الديلمي دخلُوا عَلَيْهِ فحطم فَيْرُوز عُنُقه وَقَتله وَقدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرَأْس الْأسود وَقيل قتل الْعَنسِي سنة إِحْدَى عشرَة وَالصَّحِيح أَن فَيْرُوز قَتله فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخَبَر من السَّمَاء فَخرج ليبشر النَّاس وَقَالَ قتل الْأسود البارحة قَتله رجل مبارك من أهل بَيت مباركين قيل وَمن قَتله قَالَ فَيْرُوز الديلمي وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين فِيهِ أَبُو الضَّحَّاك الديلمي قَاتل الْعَنسِي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرَأْس الْأسود فَوَجَدَهُ قد توفّي فِيمَا قيل وَمَات فَيْرُوز فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الوداعي) فَيْرُوز الْهَمدَانِي الوداعي مولى عمر بن عبد الله الوداعي أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَهُوَ جد زَكَرِيَّاء بن أبي زَائِدَة بن مَيْمُون بن فَيْرُوز الْهَمدَانِي الْكُوفِي 3 - (الثَّقَفِيّ فَيْرُوز) ) فَيْرُوز الثَّقَفِيّ ذكر ابْن قَانِع فِي مُسْنده عَن الْحجَّاج بن أَرْطَأَة عَن عبد الْملك بن سعد بن فَيْرُوز عَن أَبِيه أَن وَفد قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا فرأيناه يُصَلِّي وَعَلِيهِ نَعْلَانِ لَهما قبالان فبزق عَن شِمَاله 3 - (قَاتل عمر بن الْخطاب) فَيْرُوز أَبُو لؤلؤة الديلمي غُلَام الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه قَالَ غَدَوْت مَعَ عمر بن الْخطاب إِلَى السُّوق وَهُوَ متكئ على يَدَيْهِ فَلَقِيَهُ أَبُو لؤلؤة غُلَام الْمُغيرَة بن شُعْبَة فَقَالَ أَلا تكلم مولَايَ يضع عني من خراجي

جلال الدولة ابن بويه

قَالَ كم خراجك قَالَ دِينَار قَالَ مَا أرى أَن أفعل إِنَّك لعامل محسن وَمَا هَذَا بِكَثِير ثمَّ قَالَ لَهُ عمر أَلا تعْمل لي رحى قَالَ بلَى فَلَمَّا ولى قَالَ أَبُو لؤلؤة لأعملن لَك رحى يتحدث بهَا مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب قَالَ فَوَقع فِي نَفسِي قَوْله فَلَمَّا كَانَ فِي النداء لصَلَاة الصُّبْح خرج عمر للنَّاس يؤذنهم للصَّلَاة قَالَ ابْن الزبير وَأَنا فِي مصلاي وَقد اضْطجع لَهُ عَدو الله أَبُو لؤلؤة فَضَربهُ بالسكين سِتّ طعنات إِحْدَاهُنَّ تَحت سرته وَهِي قتلته فصاح عمر أَيْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالُوا هَا هُوَ ذَا فَأمره يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَاحْتَملُوا عمر ودخلوا بِهِ منزله فَقَالَ لِابْنِهِ عبد الله اخْرُج فَانْظُر من قتلني فَخرج فَقَالَ من قتل أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالُوا أَبُو لؤلؤة غُلَام الْمُغيرَة فَرجع فَأخْبر عمر فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي لم يَجْعَل قَتْلِي بيد رجل يحاجني بِلَا إِلَه إِلَّا الله وَقَالَ غَيره وجأه بسكين لَهُ طرفان وَطعن مَعَه اثْنَي عشر رجلا فثقال عمر دونكم الْكَلْب فَإِنَّهُ قد قتلني وماج النَّاس بَعضهم فِي بعض فَرمى عَلَيْهِ رجل من أهل الْعرَاق برنياً ثمَّ برك فَلَمَّا رأى أَنه لَا يَسْتَطِيع أَن يَتَحَرَّك وجأ نَفسه فَقَتلهَا وَكَانَ أَبُو لؤلؤة مجوسياً وَقيل نَصْرَانِيّا أَزْرَق 3 - (جلال الدولة ابْن بويه) فَيْرُوز جرد هُوَ السُّلْطَان جلال الدولة أَبُو طَاهِر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه صَاحب بَغْدَاد ملكهَا سبع عشرَة سنة وَقَامَ بعده ابْنه الْملك الْعَزِيز أَبُو مَنْصُور وخطب لَهُ ثمَّ ضعف عَن الْأَمر وَكَاتب ابْن عَمه أَبَا كاليجار وَهُوَ بالعراق الْأَعْلَى بِأَنَّهُ ملتج) إِلَيْهِ ومعتمد عَلَيْهِ وممتثل أمره فشكره أَبُو كاليجار ووعده بِكُل خير وَكَانَ جلال الدولة شِيعِيًّا جَبَانًا وَعَسْكَره قَلِيلا وَحده كليلاً وأيامه منكدة توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة بِبَغْدَاد وَكَانَ حِين وَفَاة وَالِده بِالْبَصْرَةِ فلقبه الْقَادِر بِاللَّه ركن الدّين جلال الدولة وحملت إِلَيْهِ الْخلْع السُّلْطَانِيَّة واللواء وَالْكتاب فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة وَخرج الْقَادِر بِاللَّه يتلقاه فِي الطيار بدجلة وَكَانَ مَوْصُوفا بالرقة والرأفة والحنو على الكافة وَالْعَفو عِنْد الْمقدرَة وَالْأَخْذ بِالْفَضْلِ على ذَوي الْإِسَاءَة وَكَانَ محافظاً على الصَّلَوَات فِي أَوْقَاتهَا يخرج الزَّكَاة وَالصَّدقَات مواصل الصَّلَاة فِي الْمَسَاجِد الجامعة المشهودة والمشاهد الْمَقْصُودَة محباً للصالحين كثير الزِّيَارَة لَهُم

بهاء الدولة

3 - (بهاء الدولة) فَيْرُوز بن فناخسرو أَبُو نصر بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه تقدم ذكر وَالِده عضد الدولة فِي أول هَذَا الْحَرْف وَقيل اسْمه خاشاذ وَهُوَ الَّذِي قبض على الطائع وَقطع أُذُنه وَفعل بِهِ مَا فعل من نهب دَاره وَإِزَالَة الْخلَافَة عَنهُ كَانَ ظَالِما غشوماً سفاكاً للدماء وَكَانَ خواصه يهربون من قربه وَجمع من المَال مَا لم يجمعه أحد وصادر النَّاس وَكَانَ يبخل بالدرهم وَينظر فِيهِ ويستكثره وَلم يكن فِي بني بويه أظلم مِنْهُ وَلَا أقبح سرة وَكَانَ يصرع فِي دسته ورث ذَلِك عَن أَبِيه وَتُوفِّي بجرجان بعلة الصرع فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة تتَابع الصرع عَلَيْهِ وتقاربت أدواره وَكَانَت هَذِه الْعلَّة لَازِمَة لَهُ وَلم يحتم من شرب النَّبِيذ ويستعمله لَيْلًا وَنَهَارًا وَيكثر التَّخْلِيط وَكَانَت مُدَّة إمارته أَرْبعا وَعشْرين سنة وَتِسْعَة أشهر وأياماً وعمره اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين سنة وَتِسْعَة أشهر وَحمل تابوته إِلَى الْكُوفَة وَدفن عِنْد أَبِيه وَأوصى بِالْملكِ بعده لوَلَده أبي شُجَاع 3 - (الْوراق الموسوس) الفيرزان الْوراق الموسوس كَانَ أديباً مليح الشّعْر لَهُ حكايات) ذكره أَبُو بكر ابْن أبي الْأَزْهَر فِي كتاب عقلاء المجانين لَهُ قَالَ كَانَ فِي جوارنا بِبَاب الشَّام فَتى يعرف بالفيرزان وَكَانَ يورق فِي دكان عَلان الشعوبي فقد عقله بعد أَن كَانَ مألفاً لأهب الْأَدَب وظرفاء الشُّعَرَاء ثمَّ آلت حَاله إِلَى أَن كَانَ يسْلك الْأَسْوَاق والطرقات عُرْيَان مسلوباً وَرُبمَا ثاب إِلَيْهِ عقله فيتوارى وَمن شعره مضى أمسك وَالْأَيَّام يَتْلُو بَعْضهَا بَعْضًا (فَمَا كَانَ فقد فَاتَ ... بِمَا أَسخط أَو أرْضى) (ومتا لم يَأْتِ لم تدر ... أتقضي قبل أَن يقْضى) فبادر قبل أَن تجْعَل فِي الأَرْض لَهَا أَرضًا وَمِنْه (حياتك إِن فَكرت تغريد طائرٍ ... تمكن مِنْهُ السّمع ثمت طارا) (وعمرك مَا عمرت أَحْلَام نَائِم ... تنبه عَن ليلٍ رَآهُ نَهَارا) (فخلّ عَن الدُّنْيَا وَكن متبدلاً ... بدار فناءٍ للمقامة دَارا)

ابو النجم المنجم

وَمِنْه (لَو قيل للْإنْسَان حصل لنا ... مَا نلته من لَذَّة الأمس) (أَكَانَ يأتينا بشيءٍ سوى ... أضغاث أَحْلَام هوى النَّفس) (فَشد على الدُّنْيَا وأقبح بِمن ... يطْلبهَا بالتعس والنكس) (يطْلبهَا حَتَّى إِذا نالها ... بِزَعْمِهِ غيب فِي الرمس) 3 - (ابو النَّجْم المنجم) فيروزان بن أردشير بن أسفا مذار الديلمي أَبُو النَّجْم الصُّوفِي من أهل كرمان قَالَ محب الدّين ابْن النجار ذكر لي أَنه قدم بَغْدَاد يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة واستوطنها إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ يكْتب التقاويم ويقرئ النَّاس على النُّجُوم وَكَانَت لَهُ فِيهِ يَد باسطة ثمَّ تولى خزانَة الْكتب بمشهد أبي حنيفَة بِبَاب الطاق ووقف كتبه هُنَاكَ) وَكَانَ شَيخا لطيفاً حسن الْأَخْلَاق متواضعاً دينا حسن الطَّرِيقَة متودداً إِلَى النَّاس علقت عَنهُ حديثين وذكرهما توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (الْأَمِير نجم الدّين) فَيْرُوز نجم الدّين أحد أُمَرَاء الطبلخانات بصفد كَانَ قَصِيرا بطلاً شجاعاً صَاحب رخت عَظِيم وخيل وبرك يتجمل فِي الْخُرُوج إِلَى كل يذك وكل بيكار عمر دَارا بصفد وغلى جَانبهَا تربة ومسجداً وَنقل غَالب أَحْجَار الدَّار والتربة من عكا أَقَامَ بصفد مُدَّة ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين ارقطاي كتب إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد يشكو مِنْهُ فِي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة فَأمر باعتقاله فِي قلعة صفد وَخرج خبزه عَنهُ وَأقَام معتقلاً نَحوا من خمس سِنِين ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين تنكز شفع فِيهِ فرسم بالإفراج عَنهُ وَحضر إِلَى دمشق بطالاً وَلم تطل مدَّته حَتَّى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَكَانَ يرميه أهل صفد بِأَنَّهُ ظفر بإكسير كَانَ مَعَ بعض المغاربة وَأَنه تزوج بِامْرَأَة المغربي وَأخذ الإكسير مِنْهَا 3 - (الْفَيْض) 3 - (وَزِير الْمهْدي) الْفَيْض بن شيرويه أَبُو جَعْفَر ابْن أبي صَالح وَزِير الْمهْدي

كَانَ من أهل الْبَصْرَة وَلم يزل فِي صُحْبَة ليمان بن عَليّ وَولده وَكَانَ سخياً متخرقاً فِي مَاله كثير الْكبر وَالْكَلَام وَكَانَ أَبوهُ شيرويه نَصْرَانِيّا فَأسلم وَكَانَ من أهل سَابُور قدم الْبَصْرَة فَاشْترى بهَا ضيَاعًا واتصل بِولد عَليّ بن عبد الله وخاصة سُلَيْمَان بن عَليّ وَنَشَأ ابْن الْفَيْض أديباً كَاتبا وَكَانَ من غلْمَان ابْن المقفع وَكَانَ آل سُلَيْمَان بن عَليّ يعدونه كالمولى لَهُم قَالَ الْحسن بن وهب كَانَ النَّاس يعْجبُونَ من كبر أبي عبيد الله وعبوسه ثمَّ ولي بعده وزارة الْمهْدي يَعْقُوب بن دَاوُد وَكَانَ أَطَأ النَّاس أَخْلَاقًا وألطفهم وَجها ثمَّ ولي) الْفَيْض مَكَانَهُ آخر أَيَّام الْمهْدي سنتَيْن أَو نَحْوهمَا فأنسى النَّاس تيه ابْن عبيد الله حَتَّى قَالَ فِيهِ الشَّاعِر (أَبَا جعفرٍ جئْنَاك نسْأَل نائلاً ... فأعوزنا من دون نائلك الْبشر) (فَمَا برقتْ بالوعد مِنْك غمامة ... يُرْجَى بهَا من سيب راحتك الْقطر) (وَلَو كنت تُعْطِينَا المنى وَزِيَادَة ... لنغصها مِنْك التتايه وَالْكبر) وَقَالَ يحيى بن خَالِد وَذكر الْفَيْض بن أبي صَالح فَقَالَ كَانَ يعلم النَّاس الْكَرم وَكَانَ يحيى إِذا استكثر شَيْء يكون مِنْهُ من الْجُود يَقُول فَكيف لَو رَأَيْتُمْ الْفَيْض بن أبي صَالح وَخرج الْفَيْض يَوْمًا من دَار الْخَلِيفَة وَأحمد بن الْجُنَيْد وَجَمَاعَة من الْكتاب والعمال منصرفين إِلَى مَنَازِلهمْ فِي يَوْم وَحل فَتقدم الْفَيْض وتلاه أَحْمد بن الْجُنَيْد فنضح دَابَّة الْفَيْض على ثِيَاب أَحْمد من الوحل فَقَالَ أَحْمد للفيض هَذِه وَالله مسايرة بغيضة وَلَا أَدْرِي بِأَيّ حق وَجب لَك التَّقَدُّم علينا فَلم يجب الْفَيْض عَن ذَلِك بِشَيْء وَوجه إِلَيْهِ عِنْد مصيره إِلَى منزله بِمِائَة تخت فِي كل تخت قَمِيص وَسَرَاويل ومنطقة وطيلسان وَمَعَ كل تخت عِمَامَة أَو شاشية وَقَالَ لرَسُوله قل لَهُ وَجب لنا التَّقَدُّم عَلَيْك أَن لنا مثل هَذَا نوجه بِهِ إِلَيْك عوضا مِمَّا أفسدنا من قبائك فَإِن كَانَ لَك مثله فلك التَّقَدُّم علينا وَإِلَّا فَنحْن أَحَق بالتقدم مِنْك وَتكلم عبيد الله بن الْحسن الْعَنْبَري بِحَضْرَة الْمهْدي كلَاما شهر فَاسْتَحْسَنَهُ النَّاس فَقَالَ الْفَيْض وَهُوَ إِذْ ذَاك صَاحب ديوَان والوزير أَبُو عبيد الله يصف عبيد الله بن الْحسن وتعصب لَهُ بالبلاية لِأَنَّهُمَا بصريان (مقاربٌ فِي بعادٍ لَيْسَ صَاحبه ... يدْرِي على أَي مَا فِي نَفسه يَقع) (فالصمت من غير عي من سجيته ... حَتَّى يرى موضعا لِلْقَوْلِ يستمع) (لَا يُرْسل القَوْل إِلَّا فِي موَاضعه ... وَلَا يخف إِذا حل الحبا الْجزع)

وَمَات الْفَيْض سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة وَإِلَيْهِ ديوَان الْجند فِي أول دولة الرشيد وَفِي الْفَيْض قَول الشَّاعِر (يَا حابسي عَن حَاجَتي ظَالِما ... أحوجك الله إِلَى الْفَيْض) (ذَاك الَّذِي يَأْتِيك معروفه ... كَأَنَّمَا يمشي على الْبيض)

حرف القاف

) (حرف الْقَاف) (الألقاب) الْقَابِسِيّ الْمَالِكِي عَليّ بن مُحَمَّد بن خلف ابْن الْقَابِض عبد الله بن عبد الْملك 3 - (شمس الْمَعَالِي صَاحب جرجان) قَابُوس بن وشمكير بن زِيَاد الديلمي شمس الْمَعَالِي صَاحب جرجان وطبرستان وَكَانَ أَبوهُ وشمكير وَعَمه مرداويج من مُلُوك الرّيّ وأصبهان وَتلك النواحي لِأَن أول من ملك من الديلم ليلى بن النُّعْمَان فاستولى على نيسابور فِي أَيَّام نصر بن أَحْمد الساماني وَقَامَ بعده أسافر بن شيرويه وَكَانَ مرداويج بن زيار أحد قواده فَخرج عَلَيْهِ فحاربه فظفر بِهِ مرداويج فَقتله وَملك مَكَانَهُ وَعمل لنَفسِهِ سريراً من ذهب فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَاشْترى عبيدا كَثِيرَة من الأتراك وَجعل يَقُول أَنا سُلَيْمَان وَهَؤُلَاء الشَّيَاطِين وَكَانَ فِيهِ ظلم وجبروت فَدخل عَلَيْهِ غلمانه الأتراك فَقَتَلُوهُ فِي الْحمام وولوا عَلَيْهِم أَخَاهُ وشمكير فاستولى على جرجان وطبرستان ودامت الْحَرْب بَينه وَبَين ركن الدولة ابي عَليّ ابْن بويه نيفاً وَعشْرين سنة وكب فِي آخر أَيَّامه فرسا لَهُ فعارضه خِنْزِير فشب بِهِ الْفرس وَهُوَ غافل فَسقط على دماغه فَهَلَك وَكتب ابْن العميد عَن ركن الدولة كتابا قَالَ فِيهِ الْحَمد لله الَّذِي أغنانا بالوحوش عَن الجيوش وَقَامَ بعده ابْنه ابو مَنْصُور بهستون وشمكير مقَامه وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَكَانَ عضد الدولة بن بويه زوج ابْنة بهستون فنفذ معز الدولة إِلَى الْمُطِيع وَسَأَلَهُ أَن ينفذ إِلَيْهِ الْعَهْد على جرجان وطبرستان وَالْخلْع فَفعل ذَلِك ولقبه ظهير الدولة وَوَصله مَا نفذ إِلَيْهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وثلاثمائة فزين بِلَاده للرسول وَنزل عَن سَرِيره عِنْد وُصُول الْخلْع إِلَيْهِ ونثر عَلَيْهِ النثار الْعَظِيم وَنفذ للمطيع فِي جَوَاب اللقب سِتِّينَ ألف دِينَار عينا وَغير ذَلِك من الثِّيَاب وَالْخَيْل) وَلما توفّي خلف أَخَاهُ قَابُوس بن وشمكير وَنفذ إِلَيْهِ الطائع الْخلْع والعهد على طبرستان وجرجان ولقبه شمس الْمَعَالِي وَكَانَ قَابُوس فَاضلا أديباً مترسلاً شَاعِرًا ظريفاً لَهُ رسائل بأيدي النَّاس يتداولونها وَكَانَ

بَينه وَبَين الصاحب بن عباد مكاتبات وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ فِيهِ عسف وَشدَّة فسئمه عسكره وتغيروا عَلَيْهِ وحسنوا لِابْنِهِ منوجهر حَتَّى قبض عَلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ إِن لم تقبض أَنْت عَلَيْهِ وَإِلَّا قَتَلْنَاهُ وَإِذا قَتَلْنَاهُ فَلَا نأمنك على نفوسنا فنحتاج إِلَى أَن نلحقك بِهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ وَقَبضه وسجنه فِي القلعة وَمنعه من مَا يتدثر بِهِ فِي شدَّة الْبرد فَجعل يَصِيح أعطوني وَلَو جلّ دَابَّة حَتَّى هلك وَكَانَ حكم على نَفسه فِي النُّجُوم أَن منيته على يَد وَلَده فأبعد ابْنه دَارا لما كَانَ يرَاهُ من عقوقه وَقرب ابْنه منوجهر لما رأى من طَاعَته وَكَانَت منيته على يَد منوجهر ثمَّ إِن منوجهر قتل قتلته وَكَانُوا سِتَّة تواطؤوا عَلَيْهِ فَقتل خَمْسَة وهرب السَّادِس إِلَى خُرَاسَان فَقَبضهُ مَحْمُود بن سبكتكين وَحمله إِلَيْهِ وَقَالَ إِنَّمَا فعلت هَذَا لِئَلَّا يتجرأ أحد على قتل الْمُلُوك فَقتل الآخر ثمَّ مَاتَ منوجهر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة فَقَامَ ابْنه أنوشروان بن منوجهر مقَامه وَتُوفِّي أنوشروان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ ولي ابْنه حسان بن أنوشروان وَمن شعر قَابُوس (خطرت ذكرك تستثير صبابتي ... فَأحْسن مِنْهَا فِي الْفُؤَاد دبيبا) (لَا عُضْو لي إِلَّا وَفِيه صبابةٌ ... فَكَأَن أغصاني خُلِقْنَ قلوبا) وَمِنْه (بِاللَّه لَا تنهضي يَا دولة السّفل ... وقصري فضل مَا أرخيت من طول) (أسرفت فاقتصدي جَاوَزت فانصري ... عَن التهور ثمَّ امشي على مهل) (مخدمون وَلم تخْدم أوائلهم ... مخولون وَكَانُوا أرذل الخول) وَكَانَ قد تمت عَلَيْهِ نكبة أخرجته من مقرّ عزه وموطن ملكه فشتتته عَن الأوطان وألحقته بخراسان فَأَقَامَ بهَا بُرْهَة من الزَّمَان إِلَى أَن أَسْفر صبحه وفاز بعد الخيبة قدحه وتحرج الزَّمَان من جوره عَلَيْهِ فَرد ملكه إِلَيْهِ فَقَالَ فِي تِلْكَ الْحَال) (قل للَّذي بصروف الدَّهْر عيرنَا ... هَل عاند الدَّهْر إِلَّا من لَهُ خطر) (أما ترى الْبَحْر تطفو فَوْقه جيفٌ ... ويستقر بأقصى قَعْره الدُّرَر) (فَإِن تكن عبثت أَيدي الزَّمَان بِنَا ... فطالما كَانَ من أشياعنا الظفر)

(فَفِي السَّمَاء نجومٌ غير ذِي عددٍ ... وَلَيْسَ يكسف إِلَّا الشَّمْس وَالْقَمَر) وَكتب إِلَى عضد الدولة وَقد أهْدى لَهُ سَبْعَة أَقْلَام قد بعثنَا إِلَيْك سَبْعَة أَقْلَام لَهَا فِي الْبَهَاء حَظّ عَظِيم مرهفاتٍ كَأَن ألسن الْحَيَّات قد جَازَ حَدهَا التَّقْوِيم وتفاءلت أَن ستحوي الأقاليم بهَا كل واحدٍ إقليم وَقَالَ هُوَ فِي خموله (لَئِن زَالَ أملاكي وفاتت ذخائري ... وَأصْبح جمعي فِي ضَمَان التَّفَرُّق) (فقد بقيت لي همةٌ مَا وَرَاءَهَا ... منالٌ لراجٍ أَو بُلُوغ لمرتقى) (ولي نفسٌ حر تأنف الضيم مركبا ... وَتكره ورد المنهل المتدفق) (فَإِن تلفت نَفسِي فَللَّه درها ... وَإِن بلغت مَا أرتجيه فأخلق) (وَمن لم يردني والمسالك جمةٌ ... فَأَي طريقٍ شَاءَ فليتطرق) وَلما طَالَتْ مُدَّة قَابُوس وَلم ير عِنْد السامانية ناصراً قصد أَطْرَاف بِلَاده فتجمعت إِلَيْهِ الجيوش وَعَاد إِلَى بِلَاده وَقَاتل المستولي عَلَيْهَا حَتَّى عَاد إِلَى سَرِير ملكه بعد ثَمَان عشرَة سنة وَقَالَ الصاحب بن عباد يهجوه (قد قبس القابسات قَابُوس ... ونجمه فِي السَّمَاء منحوس) (وَكَيف يُرْجَى الْفَلاح من رجلٍ ... يكون فِي آخر اسْمه بوس) فَأَجَابَهُ قَابُوس عَن ذَلِك (من رام أَن يهجو أَبَا قاسمٍ ... فقد هجا كل بني آدم) (لِأَنَّهُ صور من مضغةٍ ... تجمعت من نطف الْعَالم) وَكَانَ مَوته فِي قلعة جناشك وَحمل تابوته إِلَى جرجان وَدفن فِي مشْهد كَانَ قد بناه لنَفسِهِ وَأنْفق عَلَيْهِ الْأَمْوَال الْعَظِيمَة وَبَالغ فِي تحسينه وتحصينه وَكَانَ خطّ قَابُوس غَايَة فِي الْحسن وَكَانَ إِذا رَآهُ قَالَ هَذَا خطّ قَابُوس أَو جنَاح طَاوُوس)

الألقاب

(الألقاب) القادسي الكتبي المؤرخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن قادوس اسْمه مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل ابْن قادم النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله (قَارب) 3 - (قَارب الثَّقَفِيّ) قَارب بن عبد الله بن الْأسود بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ مَشْهُور مَعْرُوف من وُجُوه ثَقِيف وَمَعَهُ كَانَت راية الأحلاف أَيَّام قتال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثقيفاً ثمَّ وَفد فِي وَفد ثَقِيف وَأسلم (الألقاب) الْقَارئ الْأَعْوَر هَارُون بن مُوسَى الْقَارئ الخطمي عُمَيْر بن عدي 3 - (أَخُو ألب أرسلان السلجوقي) قارودبك بن دَاوُد بن سلجوق بن دقاق بن لبجوق وَقيل قَارون بك وَقيل فاروت بك بِالْفَاءِ هُوَ أَخُو السُّلْطَان ألب أرسلان السلجوقي لما توفّي أَخُوهُ ألب أرسلان الْمَذْكُور فِي المحمدين كَانَ قارودبك بكرمان فَسَار من عمان وَحمل على نَفسه وَركب فِي الْبَحْر فِي فصل الشتَاء وَخَافَ من سبقه إِلَى الرّيّ فَإِن ألب أرسلان اقام وَلَده ملكشاه فِي الْملك بعده وَظن أَن الْعَسْكَر يستأمن إِلَيْهِ وعزم على نُزُوله على التركمان وَكَانُوا بَين الرّيّ وهمذان وَكَانَ مَعَه عَسْكَر يسير ألفا فَارس وَأَرْبَعَة آلَاف راجل فَبلغ خَبره ملكشاه ابْن أَخِيه ووزيره نظام الْملك فأخذا من قلعة الرّيّ خَمْسمِائَة ألف دِينَار وَخَمْسَة آلَاف ثوب وسلاحاً وخرجا من الرّيّ وسبقاه إِلَى التركمان وفرقا الْأَمْوَال فيهم وَوصل قارودبك بعدهمَا بيومين وَقد فَاتَهُ الْمَطْلُوب فَاقْتَتلُوا وَحمل قارودبك على الميمنة فطحنها وَاسْتَأْمَنَ أَكثر أَهلهَا إِلَيْهِ ثمَّ حمل على الميسرة فَكَسرهَا وملكشاه والوزير فِي

القاسم بن إبراهيم

الْقلب فحملا عَلَيْهِ فاندق هَارِبا وَأسر أَوْلَاده) فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جَاءَ إِلَى السُّلْطَان سوَادِي فَقَالَ أَخُوك فِي الْقرْيَة الْفُلَانِيَّة مَعَ ولد لَهُ فَابْعَثْ معي من يَأْخُذهُ فَسَار السُّلْطَان ملكشاه بِنَفسِهِ وَقدم بَين يَدَيْهِ جمَاعَة فوصلوا إِلَى قارودبك وَحَمَلُوهُ مُقَيّدا وَجَاءُوا بِهِ إِلَى ملشكاه مَاشِيا فَأَوْمأ إِلَى الأَرْض وَقبل يَد السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ يَا عَم كَيفَ أَنْت من تعبك أما تَسْتَحي من هَذَا الْفِعْل أَنْت مَا ق عقدت لأخيك فِي عزاء وَلم تنفذ إِلَى قَبره ثوبا تطرحه عَلَيْهِ والغرباء قد حزنوا عَلَيْهِ وَأَنت أَخُوهُ اطرحت وَصيته وأظهرت الشماتة بِهِ وَالسُّرُور بِمَوْتِهِ لَكِن لقاك الله سوء فعلك فَقَالَ وَالله مَا قصدت ذَلِك وَلَكِن عسكرك كاتبوني لَيْلًا وَنَهَارًا بالتعجيل فَجئْت لأمر قَضَاهُ الله فَحَمَلُوهُ إِلَى همذان مُقَيّدا فَقَالَ بعض الْحَاضِرين سُبْحَانَ الله لقد ملك هَذَا الرجل ملكا عَظِيما كرمان ثمَّ عمان ثمَّ فَارس وَكَانَ يتَمَنَّى هَلَاك أَخِيه وَيتَصَوَّر ملك الدُّنْيَا بعده وَكَانَ هَلَاكه مَقْرُونا بهلاكه وَكَذَلِكَ قتلمش مَعَ عَمه طغرلبك فَإِنَّهُ كَانَ ينظر فِي النُّجُوم ويحقق الْقطع الَّذِي مَاتَ عَمه فِيهِ وَيتَصَوَّر أَنه يملك من بعده فَكَانَ هَلَاكه مَقْرُونا بهلاكه وَلما كَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قتل قارودبك تولى خنقه رجل أَعور أرمني من أصاغر الْحَاشِيَة بِوتْر قَوس بعد أَن بذل التَّوْبَة من النّظر فِي ملك وتسليمه أَمْوَاله وبلاده وقلاعه والرضى بالْمقَام فِي مَسْجِد والاعتقال والإبقاء على نَفسه ثمَّ إِن ملكشاه جمع أَوْلَاده وصهره إِبْرَاهِيم بن ينَال ثمَّ كحلوا بَين يَدَيْهِ وَقدم سُلْطَان شاه إِسْحَاق بن قارودبك وَهُوَ أكبر اخوته وأنجبهم وَهُوَ حِين بقل عذاره فَأخذ اخوته الصغار وَاحِدًا بعد وَاحِد وَجعل يضمه إِلَيْهِ ويقبله وَيَقُول هَذَا قَضَاء الله فَلَا تجزعوا فَإِن الْمَوْت يَأْتِي على جَمِيع النَّاس وكحل وكحلوا وَمَات مِنْهُم اثْنَان وَلم يهن هَذَا لأمر على الْعَسْكَر وشغبوا ولعنوا نظام الْملك فِي وَجهه وملكشاه وَقَالُوا مَا بِهَذَا أوصى ألب أرسلان وَكَانَ قد أوصى لقارودبك بكرمان وَفَارِس وَعين لَهُ مَالا وَأَن يتَزَوَّج بخاتون الشقيرية ثمَّ إِن نظام الْملك استمالهم بالإقطاعات وَالْأَمْوَال وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة إِسْحَاق الْمَذْكُور فِي حرف الْهمزَة مَا جرى لَهُ بعد ذَلِك 3 - (الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم) 3 - (الْحَافِظ الْقَنْطَرِي) ) الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى أَبُو بكر الْقَنْطَرِي الصفار الْحَافِظ السامري حدث عَن مُحَمَّد بن صَالح بن ذريح وَأبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون

الرسي العلوي

الْخلال وَأبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يُونُس بن مُوسَى الْكُدَيْمِي وَأبي عُثْمَان سعيد بن أبي رَجَاء وَأبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ وَجَمَاعَة كثيرين وَكَانَ الْغَالِب على رواياته الغرائب والمناكير والموضوعات وروى عَنهُ أَبُو عبد الله ابْن بطة وَأَبُو سهل مَحْمُود بن عَمْرو العكبريان وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْمُؤَدب وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزقويه الْبَزَّاز قدم عكبرا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (الرسي الْعلوِي) الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو مُحَمَّد الرسي مَنْسُوب إِلَى ضَيْعَة كَانَت لَهُ جِهَة الْمَدِينَة يُقَال لَهَا الرس لم يسمح الْمَنْصُور لَهُ بِالْإِقَامَةِ فِيهَا فِي كفاف من الْعَيْش بل طلبه مَعَ الطالبيين ففر إِلَى السَّنَد وَمن شعره (أرقت لبارقٍ مَا زَالَ يسري ... ويبكيني بمبسمٍ أم عَمْرو) (فَلم يتْرك وعيشك لي دموعاً ... بأجفاني وَلَا قلباً بصدري) وأعقب من وَلَده ثَمَانِيَة أنبههم الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وَكَانَ زاهداً وَمن نَسْله أَئِمَّة صعدة 3 - (الْقَاسِم بن أَحْمد) 3 - (الشَّيْخ علم الدّين النَّحْوِيّ) الْقَاسِم بن أَحْمد بن الْمُوفق بن جَعْفَر علم الدّين أَبُو مُحَمَّد اللورقي مولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَمن النَّاس قَالَ فِيهِ أَبُو الْقَاسِم مُحَمَّد وَالْأول أصح وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين فليكشف من هُنَاكَ 3 - (العزفي صَاحب سبتة) أَبُو الْقَاسِم بن أَحْمد هُوَ الشَّيْخ ابْن الْفَقِيه أبي الْعَبَّاس العزفي بِالْعينِ الْمُهْملَة مَفْتُوحَة وَالزَّاي وَبعدهَا فَاء صَاحب سبتة وأعمالها) امتدت دولته

المختار بن الناصر

فَإِنَّهُ ملك بعد وَالِده وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة بسبتة سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (الْمُخْتَار بن النَّاصِر) الْقَاسِم بن أَحْمد بن يحيى بن الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الْمَعْرُوف بالمختار ابْن النَّاصِر بن الْهَادِي تقدم ذكر أَبِيه أَحْمد وأخيه المنتجب الْحُسَيْن فِي مكانهما وَسَيَأْتِي ذكر جده الْهَادِي فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ ولي الْأَمر بِالْيمن بعد أَخِيه المنتجب ابْن النَّاصِر سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة واستقل بِالْأَمر إِلَى أَن قَتله أَبُو الْقَاسِم ابْن الضَّحَّاك الْهَمدَانِي فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (ابْن المستظهر) أَبُو الْقَاسِم بن أَحْمد هُوَ ابْن الإِمَام الْخَلِيفَة المستظهر بِاللَّه كَانَ أَصْغَر أَوْلَاده وَهُوَ أَخُو الإِمَام المقتفي لأمر الله توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَحمل إِلَى التربة الَّتِي للخلفاء فِي المَاء وَمضى الْوَزير وأرباب الدولة وجلسوا للعزاء يَوْمَيْنِ 3 - (الْقَاسِم الإدريسي) الْقَاسِم بن إِدْرِيس بن إِدْرِيس بن عبد الله الْكَامِل ابْن الْحسن الْمثنى ابْن الْحسن بن عَليّ بن ئابي طَالب كَانَ الْقَاسِم الْمَذْكُور أكبر ولد إِدْرِيس وأجلهم وَفِي القاسيميين كَانَ مُعظم الْإِمَامَة من الأدارسة وَله حصلت سبتة وخطب لَهُ فِيهَا بالخلافة بعد أَبِيه وَجَرت بَينه وَبَين عُمَّال بني أُميَّة حروب 3 - (الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل) 3 - (أَبُو ذكْوَان الراوية) الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل أَبُو ذكْوَان الراوية قَالَ السيرافي كَانَ فِي أَيَّام الْمبرد جمَاعَة نظرُوا فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وَلم يكن لَهُم نباهة مِنْهُم أَبُو ذكْوَان الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل وَلأبي ذكْوَان كتاب مَعَاني الشّعْر رَوَاهُ عَنهُ ابْن درسْتوَيْه وَكَانَ التوزي زوج أم أبي ذكْوَان وَكَانَ عَلامَة أخبارياً لَقِي جمَاعَة من أهل الْعلم)

أبو عبيد المحاملي

3 - (أَبُو عبيد الْمحَامِلِي) الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبان أَبُو عبيد الْمحَامِلِي أَخُو القَاضِي أبي عبد الله وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وثلاثمائة سمع الفلاس وَمُحَمّد بن الْمثنى وَيَعْقُوب الدَّوْرَقِي وطبقتهم وروى عَنهُ ابْن المظفر وَالدَّارَقُطْنِيّ وَعِيسَى بن الْجراح وَطَائِفَة 3 - (الْقُرْطُبِيّ الْحَافِظ) الْقَاسِم بن أصبغ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأندلسي مولى الْوَلِيد بن عبد الْملك الْأمَوِي الْبَيَانِي وبيانة محلّة فِي قرطبة كَانَ إِمَامًا من أَئِمَّة الْعلم مكثراً مصنفاً سكن قرطبة وَمَات سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة وَكَانَ مُسْند عصره بالأندلس وحافظه ومحدثه وَكَانَ من أَخذ عَنهُ استراح من الرحلة وَمن تصانيفه كتاب الْخمر كتاب فِي أَحْكَام الْقُرْآن على أَبْوَاب كتاب إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القَاضِي كتاب الْمُجْتَبى على أَبْوَاب كتاب ابْن الْجَارُود الْمُنْتَقى قَالَ ابْن حزم وَهُوَ خير مِنْهُ انتقاء وأنقى حَدِيثا وَأَعْلَى سنداً وَأكْثر فَائِدَة وَكتاب فِي فَضَائِل قُرَيْش وَكتاب فِي النَّاسِخ والمنسوخ كتاب فِي غرائب الحَدِيث مَالك بن أنس مِمَّا لَيْسَ فِي الْمُوَطَّأ كتاب فِي الْأَنْسَاب 3 - (ابْن أبي بزَّة الْمَكِّيّ) الْقَاسِم ابْن أبي بزَّة الْمَكِّيّ مولى عبد الله بن الشائب

قاضي هيت أبو همدان

بن صَيْفِي المَخْزُومِي كَانَ من سبي همذان فيا قيل عَن أبي الطُّفَيْل وَسَعِيد بن جُبَير وَمُجاهد وثقوه وَمن وَلَده البزي صَاحب الْقِرَاءَة وروى للقاسم الْجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة أَمِين الدولة الإربلي الْقَاسِم بن أبي بكر بن الْقَاسِم بن غنيمَة الْعدْل أَمِين الدّين أَبُو مُحَمَّد الإربلي الْمُقْرِئ الْمُحدث ولد سنة خمس وَتِسْعين وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة روى صَحِيح مُسلم عَن الطوسي الْمُؤَيد بِدِمَشْق من غير أصل سمع مِنْهُ ابْن تَيْمِية وَابْن أبي الْفَتْح وَابْن الْوَكِيل والمزي والبرزالي والفقيه عبَادَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين سَأَلت الْحَافِظ الْمزي عَنهُ فَقَالَ شيخ جليل قديم المولد كَانَ يذكر أَن أَبَاهُ سَفَره إِلَى نيسابور مَعَ اخوته لذَلِك وَأَنه سمع صَحِيح مُسلم من الْمُؤَيد وسمعناه مِنْهُ) اعْتِمَادًا على قَوْله بعد أَن سَأَلنَا عَنهُ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان وَغَيره فَأَثْنوا عَلَيْهِ خيرا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وحَدثني الثِّقَة انه قَالَ لَهُم لي فَوت فِي الْكتاب وأعيد بِالْقَصْدِ وَذكر أَمِين الدّين الإربلي للْجَمَاعَة أَنه كَانَ لَهُ ثَبت بِسَمَاع الْكتاب فَذهب عَنهُ وَكَانَ من عدُول السَّاعَات أجَاز للشَّيْخ شمس الدّين مروياته 3 - (قَاضِي هيت أَبُو هَمدَان) الْقَاسِم بن بهْرَام بن عَطاء أَبُو هَمدَان الْأمَوِي من أهل هيت كَانَ قَاضِيا بهَا وَحدث عَن أبي إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي وَسليمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش وَزيد بن أسلم وَمَنْصُور بن المعمر وَأَيوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر وروى عَن ابْنه أَحْمد وَالْحُسَيْن بن عبد الله بن حمدَان قَالَ عَبَّاس الدوري سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول أَبُو هَمدَان كَذَّاب منزله هيت 3 - (السَّرقسْطِي الْقَاسِم بن ثَابت) الْقَاسِم بن ثَابت السَّرقسْطِي ذكره الْحميدِي فَقَالَ هُوَ مؤلف كتاب غَرِيب الحَدِيث رَوَاهُ عَنهُ ابْنه ثَابت وَله فِيهِ زيادات وَهُوَ كتاب حسن مَشْهُور وَذكره ابْن حزم وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ مَا شآه أَبُو عبيد إِلَّا بتقدم الْعَصْر

المأمون ابن حمود

3 - (الْمَأْمُون ابْن حمود) الْقَاسِم بن حمود بن مَيْمُون بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد الله بن عمر بن إِدْرِيس بن إِدْرِيس بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب لما قتل أَخُوهُ النَّاصِر أَبُو الْحسن عَليّ بن حمود فِي الْحمام على مَا مر فِي تَرْجَمته سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة تولى الْخلَافَة هَذَا الْقَاسِم وتلقب بالمأمون وَكَانَ أَسد من عَليّ بِعشر سِنِين وتحبب إِلَى النَّاس بِحسن السِّيرَة وَاسْتولى قرطبة وَكَانَ يحيى بن عَليّ بن حمود فِي سبتة فَأنْكر وثوب عَمه الْقَاسِم بن حمود على مَوضِع أَبِيه ومالت البرابر إِلَيْهِ وَآل أمره مَعَ عَمه إِلَى أَن هرب من قرطبة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وخطب فِيهَا بالخلافة للمعتلي يحيى بن عَليّ بن حمود ثمَّ إِن الْقَاسِم وصل إِلَى قرطبة وَاسْتولى عَلَيْهَا سنة ثَلَاث عشرَة وهرب ابْن أَخِيه المعتلي يحيى) بن عَليّ إِلَى مالقة ثمَّ اضْطربَ أَمر الْمَأْمُون وثار عَلَيْهِ أهل قرطبة فهرب إِلَى شريش فحصره البربر فِيهَا وَحصل فِي يَد ابْن أَخِيه المعتلي فحبسه إِلَى أَن خنقه سنة واضطربت دولة بني حمود بالأندلس وثارت مُلُوك الطوائف بِكُل مَكَان وَبَقِي فِي أَيدي بني حمود سبتة ومالقة وَكَانَ المعتلي مُمْتَنعا فِي حصن قرمونة المطلة على إشبيلية وَعِنْده الْأَبْطَال من البربر إِلَى أَن وافاه الْخَبَر بهجوم إِسْمَاعِيل بن عباد على جِهَته فِي الْغَلَس وَكَانَ مصطحباً فَخرج وَهُوَ مخمور يَصِيح واصباحاه ابْن عباد ضَيْفِي الْيَوْم وتمت عَلَيْهِ الْحِيلَة بالكمين فَقتل سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة المعتلي 3 - (الْقَاسِم بن الْحُسَيْن) 3 - (ابْن الطوابيقي) الْقَاسِم بن الْحُسَيْن ابْن الطوابيقي أَبُو شُجَاع الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر سَافر إِلَى الْموصل ومدح الْمُلُوك بهَا وبديار ربيعَة وديار بكر روى عَنهُ عُثْمَان البلطي النَّحْوِيّ الْموصِلِي شَيْئا من شعره وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة من شعره لي بَيت فِيهِ السنانير هزالًا والفأر فِي الأسراب (أَنا فِيهِ فَوق التُّرَاب وخيرٌ ... لي مِنْهُ لَو كُنَّا تَحت التُّرَاب)

أبو محمد الخوارزمي

وَمِنْه (قَامَت تهز قوامها يَوْم القنا ... فتساقطت خجلاً غصون البان) (وبكت فجاوبها البكا من مقلتي ... فتمثل الْإِنْسَان فِي إنساني) مِنْهَا (فأحبكم وَأحب حبي فِيكُم ... وَأجل قدركم على إنساني) (وَإِذا نظرتكم بِعَين خيانةٍ ... قَامَ الغرام بشافعٍ عُرْيَان) (إِن لم يخلصني الغرام بجاهه ... سأموت تَحت عُقُوبَة الهجران) مِنْهَا (أَصبَحت تخرجني بِغَيْر جنايةٍ ... من دَار إعزازٍ لدار هوان) ) (كَدم الفصاد يراق ارذل موضعٍ ... أدباً وَيخرج من أعز مَكَان) قلت شعر جيد وَكَذَا وجدته أَعنِي قَوْله إِن لم يخلصني الغرام بجاهه وَصَوَابه إِن لم يخلصني الْوِصَال بجاهه وَلَعَلَّ الشَّاعِر كَذَا قَالَه 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ) الْقَاسِم بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ كَانَ متوقد الخاطر ذكي الذِّهْن برع فِي علم الْأَدَب وجود النَّحْو قَالَ ياقوت سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي اللَّيْلَة التَّاسِعَة من شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وأنشدني لنَفسِهِ فِي دَاره بخوارزم سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة (يَا زمرة الشُّعَرَاء دَعْوَة ناصحٍ ... لَا تأملوا عِنْد الْكِرَام سماحا) (إِن المرام بأسرهم قد أغلقوا ... بَاب السماح وضيعوا المفتاحا) قلت لَو كَانَ لي فيهمَا حكم لَقلت لَا تأملوا عِنْد الْأَنَام سماحا وَهُوَ أصح معنى وأعم وَأحسن وَإِلَّا فقد سماهم كراماً ثمَّ يَنْفِي عَنْهُم السماح هَذَا تنَاقض قَالَ ياقوت وأنشدني لنَفسِهِ (أيا سائلي عَن كنه علياه إِنَّه ... لأعطي مَا لم يُعْطه الثَّقَلَان) (فَمن يره فِي منزلٍ فَكَأَنَّمَا ... رأى كل إنسانٍ وكل مَكَان)

قلت من قَول الأول فالأرض من تربة وَالنَّاس من رجل وَأحسن مِنْهُ قَول السلَامِي وأكمل (وبشرت آمالي بملكٍ هُوَ الورى ... ودارٍ هِيَ الدُّنْيَا ويومٍ هُوَ الدَّهْر) قَالَ وحَدثني قَالَ كتب إِلَيّ الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِالصَّوَابِ يسألني عَن بَيت حسان بن ثَابت وَهُوَ (فَمن يهجو رَسُول الله مِنْكُم ... ويمدحه وينصره سَوَاء) وَقَوْلهمْ بِأَن فِيهِ ثَلَاثَة عشر مَرْفُوعا فأجبته (أفدى إِمَامًا وميض الْبَرْق منصرعٌ ... من خلف خاطره الْوَقَّاد حِين خطا) (يَبْغِي الصَّوَاب لدينا من مباحثه ... وَمَا درى أَن مَا يعدو الصَّوَاب خطا) ) الَّذِي يحضرني فِي هَذَا الْبَيْت من المرفوعات اثْنَا عشر فَمِنْهَا قَوْله فَمن يهجو فِيهَا ثَلَاث مرفوعات الْمُبْتَدَأ وَالْفِعْل الْمُضَارع وَالضَّمِير المستكن وَمِنْهَا الْمُبْتَدَأ الْمُقدر فِي قَوْله ويمدحه الْمَعْنى ون يمدحه فَيكون هُنَا على حسب الْمِثَال الأول ثَلَاث مرفوعات أَيْضا وَمِنْهَا المرفوعان فِي قَوْله وينصره أَحدهمَا الْفِعْل الْمُضَارع وَالثَّانِي الضَّمِير المستكن فِيهِ وَمِنْهَا المرفوعات الْأَرْبَعَة فِي قَوْله سَوَاء اثْنَان من حَيْثُ أهـ فِي مقَام الْخَبَرَيْنِ للمبتدأين وَاثْنَانِ آخرَانِ من حَيْثُ أَفِي كل واجحد ضميراً رَاجعا إِلَى الْمُبْتَدَأ فَهَذَا يَا سَيِّدي جهد الْمقل وَغير مرجو قطع المدى من المكل قلت بل المرفوعات ثَلَاثَة عشر وَالْآخر ضمير الْمُبْتَدَأ الْمَحْذُوف الْمَعْطُوف على قَوْله من فِي الأول من قَوْله من يهجو وَمن يمدحه وَمن ينصره لِأَنَّهُ هُوَ قرر أَن فِي يهجو ثَلَاث مرفوعات وَفِي يمدحه ثَلَاث مرفوعات وتحكم فِي قَوْله إِن فِي ينصره مرفوعين وَالصُّورَة وَاحِدَة فِي الثَّلَاث فَهَذِهِ تِسْعَة والأربع الَّتِي ذكرهَا فِي سَوَاء فَصَارَت ثَلَاثَة عشر وَمن تصانيفه كتاب المجمرة فِي شرح الْمفصل صَغِير وَكتاب السبيكة فِي شَرحه أَيْضا وسط وَكتاب التجمير فِي شَرحه بسيط كتاب شرح سقط الزند كتاب التَّوْضِيح

ابن العود

فِي شرح المقامات كتاب لهجة الشَّرْع فِي شرح أَلْفَاظ الْفِقْه كتاب شرح الْمُفْرد والمؤلف كتاب شرح الأنموذج كتاب شرح الأحاجي لِجَار الله كتاب خلْوَة الرياحين فِي المحاضرات كتاب عجائب النَّحْو كتاب السِّرّ فِي الْأَعْرَاب كتاب شرح الْأَبْنِيَة كتاب الزوايا والخبايا فِي النَّحْو كتاب المحصل للمحصلة فِي الْبَيَان كتاب عجالة السّفر فِي الشّعْر كتاب بَدَائِع الْملح كتاب شرح اليميني للعتبي 3 - (ابْن الْعود) أَبُو الْقَاسِم بن الْحُسَيْن بن الْعود الشَّيْخ نجيب الدّين الْأَسدي الْحلِيّ الْفَقِيه الْمُتَكَلّم شيخ الشِّيعَة كَانَ قد أسن وَانْهَزَمَ وعاش نيفاً وَتِسْعين سنة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة وَقيل سنة تسع وَكَانَ مفنناً فِي أَنْوَاع الْفَضَائِل قدم حلب وَتردد إِلَى الشريف عز الدّين مرتضى نقيب الْأَشْرَاف فاسترسل مَعَه يَوْمًا ونال من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فزبره النَّقِيب) وَأمر يجره من بَين يَدَيْهِ وأركب حمارا مقلوباً وصفع فِي الْأَسْوَاق وَنزل فامي من حانوته إِلَى مزبلة واغترف غائطاً ولطخ بِهِ ابْن الْعود وَعظم النَّقِيب عِنْد النَّاس وتسحب ابْن الْعود من حلب وَأقَام بقرية جزين مأوى الرافضة فاقبلوا عَلَيْهِ وملكوه بإحسانهم وَكَانَ فِي الآخر قد تدين وَقَامَ اللَّيْل ورثاه إِبْرَاهِيم بن الحسام أبي الْغَيْث بِأَبْيَات أَولهَا (عرس بجزين يَا مستبعد النجف ... ففضل من حلهَا يَا صَاح غير خَفِي) 3 - (أَمِير قرطبة الحمودي) الْقَاسِم بن حمود الحسني الإدريسي المغربي ولي إمرة قرطبة بعد قتل أَخِيه عَليّ سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة فَخرج عَلَيْهِ ابْن أَخِيه يحيى بن عَليّ ثمَّ هزم ثَلَاث مَرَّات وَجَرت أُمُور طَوِيلَة الشَّرْح ثمَّ أسره يحيى بن عَليّ ابْن أَخِيه وَبَقِي فِي سجنه دهراً إِلَى أَن مَاتَ إِدْرِيس بن عَليّ فخنقوا الْقَاسِم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الجبيري) الْقَاسِم بن خَان بن فتح بن عبد الله بن جُبَير الْفَقِيه أَبُو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة كَانَ عَالما بالفقه والْحَدِيث نظاراً موفقاً فِي الْمسَائِل حسن التَّأْلِيف لَهُ كتاب فِي التَّوَسُّط بَين مَالك وَابْن الْقَاسِم فِيمَا خَالف ابْن الْقَاسِم مَالِكًا وَكَانَ ذَا مكانة من الْمُسْتَنْصر ولي قَضَاء بلنسية وَمَات فِي المطبق فِي فتْنَة أخي الْمُسْتَنْصر هِشَام الْمُؤَيد سنة ثَمَان وَسبعين وَثَلَاث مائَة

الجبيري

3 - (الجبيري) الْقَاسِم بن خلف بن فتح بن عبد الله بن جُبَير الْفَقِيه أَبُو عبد الله الجبيري الطرطوشي نزيل قرطبة كَانَ عَالما بالفقه والْحَدِيث نظاراً موفقاً فِي الْمسَائِل حسن التَّأْلِيف لَهُ كتاب فِي التَّوَسُّط بَين مَالك وَابْن الْقَاسِم فِي مَا خَالف ابْن الْقَاسِم مَالِكًا وَكَانَ ذَا مكانة من الْمُسْتَنْصر ولي قَضَاء بلنسية وَمَات فِي المطبق فِي فتْنَة قيام أخي الْمُسْتَنْصر على هِشَام الْمُؤَيد سنة ثَمَان وَسبعين وثلاثمائة) 3 - (الْمُطَرز الْمُقْرِئ) الْقَاسِم بن زَكَرِيَّا أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالمطرز كَانَ نبيلاً مَأْمُونا أثنى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وَقَرَأَ على الدوري توفّي فِي صفر سنة خمس وثلاثمائة 3 - (أَبُو عبيد) الْقَاسِم بن سَلام بتَشْديد اللَّام أَبُو عبيد كَانَ أَبوهُ عبدا رومياً لرجل من أهل هراة اشْتغل أَبُو عبيد بِالْحَدِيثِ وَالْأَدب وَالْفِقْه وَكَانَ ذَا دين وسيرة جميلَة وَمذهب حسن وَفضل بارع قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ كَانَ أَبُو عبيد كَأَنَّهُ جبل نفخ فِيهِ الرّوح يحسن كل شَيْء وَولي الْقَضَاء بِمَدِينَة طرسوس ثَمَان عشرَة سنة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ قَرَأَ الْقُرْآن على الْكسَائي وَغَيره وَسمع إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وهشيم بن بشير وَشريك بن عبد الله وَهُوَ أكبر شيخ لَهُ وَعبد الله بن الْمُبَارك وَأَبا بكر ابْن عَيَّاش وَجَرِير بن عبد الحميد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعباد بن عباد وَعباد بن الْعَوام وخلقاً آخِرهم موتا هِشَام بن عمار قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه إِنَّا نحتاج إِلَى أبي عبيد وَأَبُو عبيد لَا يحْتَاج إِلَيْنَا وَقَالَ ابْن حَنْبَل أَبُو عبيد مِمَّن يزْدَاد عندنَا كل يَوْم خيرا وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة مَأْمُون وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة إِمَام جبل وأضعف كتبه كتاب الْأَمْوَال يَجِيء إِلَى بَاب فِيهِ ثَلَاثُونَ حَدِيثا وَخَمْسُونَ أصلا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَجِيء بِحَدِيث حديثين يجمعهما من حَدِيث الشَّام وَيتَكَلَّم فِي ألفاظهما وَلَيْسَ لَهُ كتاب مثل غَرِيب المُصَنّف وَكتاب غَرِيب الحَدِيث أول من عماله أَبُو عبيد وقطرب

والأخفش وَالنضْر وَلم يَأْتُوا بِالْأَسَانِيدِ وَعمل أَبُو عدنان الْبَصْرِيّ كتابا أَتَى فِيهِ بِالْأَسَانِيدِ وصنف الْمسند على حِدته وَأَحَادِيث كل رجل من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ على حِدته وأجاد تصنيفه فَرغب فِيهِ أهل الحَدِيث وَالْفِقْه واللغة لِاجْتِمَاع مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِيهِ وَكَذَلِكَ كِتَابه فِي مَعَاني الْقُرْآن فعل مَا فعله فِي غَرِيب الحَدِيث جمع كتب الْقَوْم فَذكر مَا فِيهَا) وَأما الْفِقْه فَإِنَّهُ عمد إِلَى مَذْهَب مَالك وَالشَّافِعِيّ فتقلد أَكثر ذَلِك وَكَانَ أَبُو عبيد مَعَ عبد الله بن طَاهِر فَبعث إِلَيْهِ أَبُو دلف يستهديه أَبَا عبيد مُدَّة شَهْرَيْن فَبَعثه فجَاء إِلَيْهِ فوصله بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم فَلم يقبلهَا وَقَالَ أَنا عِنْد رجل لم يحوجني إِلَى صلَة غَيره فَلَمَّا عَاد إِلَى ابْن طَاهِر أعطَاهُ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فَقَالَ قد قبلتها أَيهَا الْأَمِير وَلَكِن قد أغنيتني بمعروفك وبرك وَقد رَأَيْت أَن أَشْتَرِي بهَا سِلَاحا وخيلاً وأوجه بهَا إِلَى الثغور ليَكُون الثَّوَاب متوفراً على الْأَمِير وَقَالَ أَبُو عبيد عاشرت النَّاس وَكلمت أهل الْكَلَام فَمَا رَأَيْت قوما أوسخ وَلَا أَضْعَف حجَّة ن الرافضة وَلَا أَحمَق مِنْهُم وَحكى عَنهُ البُخَارِيّ فِي أَفعَال الْعباد وَأَبُو دَاوُد فِي كتاب الزَّكَاة وَغَيره فِي تَفْسِير أَسْنَان الْإِبِل وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بِمَكَّة وَقيل بِالْمَدِينَةِ ومولده سنة أَربع وَخمسين وَمِائَة وَذكر أَنه لما قضى حجه وعزم على الِانْصِرَاف اكترى إِلَى الْعرَاق فَرَأى فِي اللَّيْلَة الَّتِي عزم فِيهَا على الِانْصِرَاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه وَهُوَ جَالس وعَلى رَأسه قوم يحجبونه وناس يدْخلُونَ ويسلمون عَلَيْهِ ويصافحونه وَكلما دنا ليدْخل منع فَقَالَ لم لَا تخلون بيني وَبَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا وَالله لَا تدخل إِلَيْهِ وَلَا تسلم عَلَيْهِ وَأَنت خَارج غَدا إِلَى الْعرَاق فَقَالَ لَهُم إِنِّي لَا أخرج غذن فَأخذُوا عَهده وخلوا بَينه وين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدخل وَسلم عَلَيْهِ وَصَافحهُ وَأصْبح ففسخ الكري وَسكن بِمَكَّة وَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَلما وضع كتاب غَرِيب الحَدِيث عرضه على عبد الله بن طَاهِر فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ إِن عقلا بعث صَاحبه على عمل هَذَا الْكتاب حقيق أَن لَا يحوج إِلَى طلب المعاش وأجرى لَهُ كل شهر عشرَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ الْهلَال بن الْعَلَاء الرقي منّ الله تَعَالَى على هَذِه الْأمة بأَرْبعَة فِي زمانهم بالشافعي تفقه فِي حَدِيث سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبأحمد بن حَنْبَل ثَبت فِي المحنة وَلَوْلَا ذَلِك لكفر النَّاس

الصباغ الأدفوي

وبيحيى بن معِين نفى الْكَذِب عَن حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبأبي عبيد) الْقَاسِم بن سَلام فسر غَرِيب الحَدِيث وَلَوْلَا ذَلِك لاقتسم النَّاس الْخَطَأ وَقَالَ عبد الله بن طَاهِر عُلَمَاء الْإِسْلَام أَرْبَعَة عبد الله بن عَبَّاس فِي زَمَانه وَالشعْبِيّ فِي زَمَانه وَالقَاسِم بن معِين فِي زَمَانه وَأَبُو عبيد الْقَاسِم بنس لَام فِي زَمَانه ثمَّ قَالَ يرثيه (يَا طَالب الْعلم قد مَاتَ ابْن سَلام ... وَكَانَ فَارس علمٍ غير محجام) (كَانَ الَّذِي كَانَ فِيكُم ربع أربعةٍ ... لم تلق مثلهم أَسْتَار أَحْكَام) وَله من الْكتب كتاب غَرِيب الحَدِيث كتاب غَرِيب الْقُرْآن كتاب مَعَاني الْقُرْآن كتاب الشُّعَرَاء كتاب الْمَقْصُور والممدود كتاب الْقرَاءَات كتاب الْمُذكر والمؤنث كتاب الْأَمْوَال كتاب النّسَب كتاب الْأَحْدَاث كتاب الْأَمْثَال السائرة كتاب عدد آي الْقُرْآن كتاب أدب القَاضِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ كتاب الْأَيْمَان وَالنُّذُور كتاب الْحيض كتاب فَضَائِل الْقُرْآن كتاب الْحجر والتفليس كتاب الطَّهَارَة وَله غير ذَلِك من الْكتب الْفِقْهِيَّة 3 - (الصّباغ الأدفوي) أَبُو الْقَاسِم بن سُلَيْمَان بن قَاسم الصّباغ الأدفوي تجرد وَتعبد مُدَّة وَقَرَأَ الْفِقْه والعربية على مجد الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ثمَّ بنى رِبَاطًا بأدفو خَارج الْبَلَد وَكَانَ عَلَيْهِ سمت الصَّالِحين وَكَانَ ينظم عجبا وتعانى لُغَة غَرِيبَة نظم مرّة قصيدة ثمَّ إِنَّه أنشدها لشيخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ لَهُ هَذِه اللُّغَة جمعتها من الكوم قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَكَانَ يَدعِي أَنه يحصر دُخان المعصرة كم يَجِيء من قطار قند والأردب السمسم كم هُوَ حَبَّة وَأَنه بَال فِي النّيل فَزَاد وَأَنه طلع على بربا أدفو وَكسر التتار وَقَالَ رَأَيْته مَرَّات وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة قلت قَوْله إِنَّه يحصر دُخان المعصرة من كم قِنْطَار قند غَرِيب عَجِيب مُسْتَحِيل لَا يُعلمهُ إِلَّا من يعلم مخارج الجذور الصم وَهُوَ الله تَعَالَى وَأما الْأَدَب كم هُوَ سمسمة فَيمكن علمه بِأَن يجمع مِنْهُ ثمن قدح أَو ثمن ثمن قدح ويعد ثمَّ يضْرب بذلك وَيُمكن معرفَة جملَته وَأما قَوْله إِنَّه بَال فِي النّيل فَزَاد فَمَا هَذَا بعجيب لأَنا نتحقق عقلا أَنه من بَال فِي النّيل فقد زَاده شَيْئا مَا لكنه لَا يظْهر للحس فَلَو ادّعى أَنه شَاهده وَعلم قدر الزِّيَادَة كَانَ عجيباً) قَالَ كَمَال الدّين أَيْضا ووقفت لَهُ على مسَائِل جمعهَا بِخَطِّهِ مِنْهَا أَيجوزُ بيع الْجِيَاد من

الشاعر الكاتب ابن سيار

الْخَيل الأعوجية بلحوم الْإِبِل المهرية قَالَ وَالْجَوَاب لَا حرج على من يَقُوله أحله الله وَرَسُوله قَالَ الْجِيَاد جمع جيد وَهُوَ الْعُنُق وَالْخَيْل الأعوجية منسوبة إِلَى أَعْوَج فَحل كريم كَانَ لبني هِلَال بن عَامر والمخرية من نتج إبل مهرَة قَبيلَة من قضاعة وَمِنْهَا أيجب فِي العلس زَكَاة إِذا بلغت خَمْسَة أوسق أَو أَكثر مِنْهَا قَالَ إِذا أشرف على ذَلِك الجباة فرت وأعرضت عَنْهَا وَفَسرهُ وَقَالَ العلس القراد وَأول مَا يكون قمقامة ثمَّ يصير حمنانة ثمَّ قرادة ثمَّ حلمة ونظم ذَلِك (يعمى على الْمَرْء حَتَّى لَا يرى علساً ... فِي سمهجٍ يرتشفه يُورث السقما) (فَمَا لَهُ غير نحض الْكَلْب إِن تلفت ... نفسٌ بِحَق فَهَذَا مَذْهَب الحكما) قَالَ والسمج مَاء اللَّبن الحلو الدسم والارتشاف أَن يشرب الْجَمِيع والنحض اللَّحْم وَمن شعره (قد فَاتَنِي الْوَصْل من حبيب ... واستبدل الْقرب بالبعاد) (فَلَا لبشرٍ وَلَا لهندٍ ... وَلَا للبنى وَلَا سعاد) (وَلَا لحب وَلَا لصحب ... وَلَا لقربٍ إِلَى التنادي) (نرجو رضَا من نحب عفوا ... ويلطف الله بالعباد) 3 - (الشَّاعِر الْكَاتِب ابْن سيار) الْقَاسِم بن سيار الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب الشَّاعِر خرج إِلَى خُرَاسَان واتصل بِذِي الرياستين الْفضل بن سهل وَقيل كَانَت الْحَال بَينهمَا مُؤَكدَة فَلَمَّا خرج الْفضل إِلَى خُرَاسَان سَأَلَهُ أَن يتَوَجَّه مَعَه ليأنس بِهِ فَامْتنعَ فَلَمَّا اتسعت الدُّنْيَا على الْفضل وَصَارَ وزيراً أَمِيرا وأغنى كل من خرج إِلَيْهِ وَمن خرج مَعَ وَسَاءَتْ حَال الْقَاسِم بن سيار كتب إِلَى الْفضل (يَا أَبَا الْعَبَّاس إِنِّي ناصحٌ ... لَك والنصح لذِي الود يسير) (لَا تعدني ليومٍ صالحٍ ... إِن أعوانك فِي الْخَيْر كثير) (وليوم الشَّرّ مَا أعددتني ... إِن يَوْم الشَّرّ يَوْم قمطرير) (هَذِه السُّوق الَّتِي أملتها ... يَا أَبَا الْعَبَّاس والعمر قصير) ) فَلَمَّا قَرَأَ الْفضل البيات بَكَى وَأمر لَهُ بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم وَعشْرين تختاً

الهذلي قاضي الكوفة

3 - (الْهُذلِيّ قَاضِي الْكُوفَة) الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود أَبُو عبد الرَّحْمَن الْهُذلِيّ الْفَقِيه قَاضِي الْكُوفَة كَانَ لم يَأْخُذ على الْقَضَاء رزقا وَهُوَ أَخُو معن روى عَن أَبِيه وَابْن عمر وَجَابِر بن سَمُرَة ومسروق وَغَيرهم وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَقَالَ خَليفَة عَزله ابْن هُبَيْرَة عَن الْقَضَاء سنة ثَلَاث وَمِائَة بالحسين بن الْحسن الْكِنْدِيّ وَتُوفِّي سنة عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْوَزير الْحَارِثِيّ) الْقَاسِم بن عبيد الله بن سُلَيْمَان بن وهب بن سعيد الْحَارِثِيّ أَبُو الْحُسَيْن الْوَزير ابْن الْوَزير ابْن الْوَزير قَلّدهُ المعتضد الوزارة بعد أَبِيه فَبَقيَ على وزارته إِلَى أَن توفّي المعتضد وَابْنه المكتفي بالرقة فدبر الْأَمر أحسن تَدْبِير وَأخذ لَهُ الْبيعَة على من بِبَغْدَاد وَحفظ أَمْوَاله وخزائنه وَكتب إِلَيْهِ بالمبادرة فَأَحْمَد فعله وكناه وَرفع مَنْزِلَته وخلع عَلَيْهِ خلعاً شريفة للوزارة ولقبه بولِي الدولة وَسَأَلَ المكتفي أَن يشرفه بتزويج ابْنه الْأَمِير أبي أَحْمد بابنته فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك ومهرها مائَة ألف دِينَار وَلم يزل على وزارته إِلَى أَن أدْركهُ أَجله شَابًّا سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ ومولده سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ جواداً مدحاً إِلَّا أَنه كَانَ زنديقاً فَاسد الِاعْتِقَاد قَالَ عَليّ بن الْعَبَّاس النوبختي انْصَرف ابْن الرُّومِي الشَّاعِر من عِنْد الْقَاسِم بن عبيد الله الْوَزير فَقَالَ لي مَا رَأَيْت مثل حجَّة أوردهَا الْيَوْم الْوَزير فِي قدم الْعَالم قلت وَمَا هِيَ قَالَ أنشدنا قَول زُهَيْر (أَلا لَيْت شعري هَل يرى النَّاس مَا أرى ... من الْأَمر أَو يَبْدُو لَهُم مَا دبا ليا) (بدا لي أَن النَّاس تفنى نُفُوسهم ... وَأَمْوَالهمْ وَلَا أرى الدَّهْر فانيا) (وَأَنِّي مَتى أهبط من الأَرْض تلعةً ... أجد أثرا قبلي حَدِيثا وعافيا) قلت الْعجب من ابْن الرُّومِي كَونه ادّعى أَن هَذَا حجَّة على قدم الْعَالم وَلَيْسَ فِي هَذِه الأبيات) دَلِيل يتَمَسَّك بِهِ لَا قَطْعِيّ وَلَا إقناعي وَإِنَّمَا الأبيات دَعْوَى مُجَرّدَة

الجوعي الصوفي الدمشقي

وَقَالَ أَبُو بكر الصولي حَدثنِي شادي الْمُغنِي قَالَ كنت يَوْمًا عِنْد الْقَاسِم بن عبيد الله وَهُوَ يشرب فَدخل ابْن فراس عَلَيْهِ شَيْئا من شرح عهد أردشير فَاسْتَحْسَنَهُ الْقَاسِم قَالَ لَهُ ابْن فراس هَذَا وَالله وَأَوْمَأَ إِلَيّ أحسن من بقرة هَؤُلَاءِ وَآل عمرانهم وَجعلا يتضاحكان وَقَالَ الصولي حَدثنَا أَبُو الْحسن ابْن عبدون قَالَ حَدثنِي الْوَزير عَبَّاس بن الْحسن قَالَ كنت عِنْد الْقَاسِم بن عبيد الله فَقَرَأَ قَارِئ كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس فَقَالَ ابْن فراس نُقْصَان يَاء فَوَثَبت فَزعًا لذَلِك فزدني الْقَاسِم وغمزه فَسكت وَمن شعر لوزير الْقَاسِم بن عبيد الله (تزَود من الدُّنْيَا فَإنَّك لَا تبقى ... وَخذ صفوها مِمَّا صفا ودع الرنقا) (وَلَا تأمنن الدَّهْر إِنِّي أمنته ... فَلم يبْق لي حَالا وَلم يرع لي حَقًا) (قتلت صَنَادِيد الرِّجَال فَلم أدع ... عدوا وَلم أمْهل على ظنةٍ خلقا) (وأفنيت دَار الْملك كمن كل نازلٍ ... فشردتهم غرباً وشردتهم شرقا) (فَلَمَّا بلغت النَّجْم عزا ورفعةً ... وَصَارَت رِقَاب الْخلق أجمع لي رقا) (رماني الردى سَهْما فأخمد جمرتي ... فها أَنا افي حفرتي عَاجلا ملقى) (وَفرق عني مَا جمعت فَلم أجد ... لَدَى قَابض الْأَرْوَاح فِي قَبضه رفقا) (فأذهبت دنياي وديني سفاهةً ... فَمن ذَا الَّذِي مني بمصرعه أَشْقَى) وَفِي تَرْجَمَة أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن السّري الزّجاج النَّحْوِيّ حِكَايَة تدل على كرم هَذَا الْوَزير وَكَانَ يدْخلهُ من أملاكه فِي السّنة سَبْعمِائة ألف دِينَار وَلما مَاتَ قَالَ عبد الله بن الْحسن بن سعد (شربنا عَشِيَّة مَاتَ الْوَزير ... سُرُورًا وَنَشْرَب فِي ثالثه) (فَلَا رحم الله تِلْكَ الْعِظَام ... وَلَا بَارك الله فِي وَارثه) 3 - (الجوعي الصُّوفِي الدِّمَشْقِي) الْقَاسِم بن عُثْمَان الجوعي أَبُو عبد الْملك الْعَبْدي الدِّمَشْقِي الزَّاهِد شيخ الصُّوفِيَّة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

القاسم بن علي

3 - (الْقَاسِم بن عَليّ) ) 3 - (أقضى الْقُضَاة الزَّيْنَبِي الْحَنَفِيّ) الْقَاسِم بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي أَبُو نصر ابْن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْقَاسِم ابْن نور الْهدى أبي طَالب قَلّدهُ المستنجد بِاللَّه الْقَضَاء بِبَغْدَاد وَجَمِيع الْبِلَاد والنواحي ولقب أقضى الْقُضَاة فقي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَابًّا فَاضلا لَهُ معرفَة بالفقه على مَذْهَب أبي حنيفَة وَيعرف من الْأَدَب طرفا صَالحا وينظم الشّعْر وَيكْتب خطا حسنا صنف رِسَالَة تَتَضَمَّن أَحْكَام الصَّيْد وقوانينه وخدم بهَا المستنجد وَسمع فِي صباه من وَالِده وَأبي بكر ابْن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وَأبي بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن المظفر الشهرزوري وَحدث بِشَيْء يسير اخترته الْمنية فِي عنفوان شبابه سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة الحريري الأديب الْقَاسِم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ الحرامي الحريري صَاحب القمامات أحد الْأَئِمَّة فِي الْأَدَب وَالنّظم والنثر رزق الحظوة التَّامَّة فِي المقامات وَلم يلْحقهُ أحد من بعده وَتقدم هُوَ من قبله فِيهَا وَمِمَّنْ عَلمته عمل المقامات البديع الهمذاني وَهُوَ الَّذِي فتح الْبَاب ونسج الحريري على منواله لَكِن الَّتِي للبديع أَرْبَعمِائَة مقامة فِي الكدية وَهِي قصار إِلَى الْغَايَة تَجِيء كل أَرْبَعَة أَو خَمْسَة مثل مقامة من الحريري وشمس الدّين معد بن نصر الله الْجَزرِي الْمَعْرُوف بِابْن الصَّقِيل وَأَبُو الْعَبَّاس يحيى بن سعيد النَّصْرَانِي الْبَصْرِيّ وَهِي الْمَعْرُوفَة بالمقامات المسيحية وَأَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَالْقَاضِي الرشيد ابْن الزبير لَكِنَّهَا عشرُون مقامة والمقامات التميمية اللزومية لأبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن يُوسُف السرقسطسي وَهِي خَمْسُونَ مقامة ملزومة النثر وَالنّظم ومقامات الشريف الزيدي عشرُون مقامة ومقامات خطير الدولة

الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ إِحْدَى وَخَمْسُونَ مقامة والمقامات الَّتِي لمُحَمد بن مَنْصُور بن دبيس الْوَاعِظ الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن الْحداد صَاحب) الْمَنْظُومَة الرائية فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَهِي أَرْبَعُونَ مقامة والمقامات الَّتِي للصاحب بهاء الدّين عَليّ بن الْفَخر عِيسَى ومقامات أَحْمد بن جميل الْكَاتِب الْمَعْرُوف بالأزجي وَهِي عشرُون مقامة ومقامات الْأسد خطيب الرصافة أَحْمد بن الْحُسَيْن ومقامات أبي الهيجاء شهفيروز الشَّاعِر ومقامات البديع الدِّمَشْقِي طراد بن عَليّ وصنف الحريري مقاماته للوزير شرف الدّين أنوشروان بن خَالِد القاشاني وَزِير المسترشد وصنف درة الغواص فِي أَوْهَام الْخَواص وملحة الْإِعْرَاب وسبحة الْآدَاب والمقامات وَله ديوَان رسائل وديوان شعر وَلَيْسَ شعره وَلَا رسائله من نمط المقامات حَتَّى كَأَن قَائِلهَا غير قَائِل تِلْكَ الرسائل وَتلك الْأَشْعَار وَقيل إِن مسوداتها كَانَت حمل جمل وَهَذِه مُبَالغَة من الْقَائِل سمع من أبي تَمام مُحَمَّد بن الْحسن بن مُوسَى الْمُقْرِئ وَأبي الْقَاسِم ابْن الْفضل القصباني الأديب وَقَرَأَ على أبي الْحسن عَليّ بن فضال الْمُجَاشِعِي وتفقه على أبي نصر ابْن الصّباغ وَأبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على أبي حَكِيم المندائي الوَاسِطِيّ وَأَبُو الْكَرم الْكَرَابِيسِي والوزير عَليّ بن طراد وَأَبُو عَليّ ابْن المتَوَكل وقوام الدّين عَليّ بن صَدَقَة الْوَزير والحافظ ابْن نَاصِر وَعلي بن المظفر الظهيري ومنوجهر تركانشاه وَأحمد بن عَليّ الناعم وَأَبُو بكر ابْن النقور وَمُحَمّد بن أسعد الْعِرَاقِيّ وَأَبُو المعمر الْمُبَارك بن أَحْمد الْأَزجيّ وَآخر من روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو طَاهِر بَرَكَات الخشوعي وَكَانَ الحريري غَنِيا لَهُ ثَمَانِيَة عشر ألف نَخْلَة وَقيل إِنَّه كَانَ قذراً فِي نَفسه وشكله ولبسه قَصِيرا دميماً بَخِيلًا مُولَعا بنتف ذقنه توفّي فِي سادس شهر رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة ومولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بِالْبَصْرَةِ وَخلف وَلدين نجم الدّين عبد الله وقاضي الْبَصْرَة ضيا الْإِسْلَام عبيد الله وَقد واخذه ابْن الخشاب فِي المقامات وأجابه ابْن مري عَنْهَا وأجابه أَيْضا المَسْعُودِيّ عَن ذَلِك وَالَّذِي عَلمته من الشُّرُوح للمقامات الحريرية شرحان لِابْنِ ظفر كَبِير وصغير وشرحان) للمسعودي وَشرح ابْن الْأَنْبَارِي وَشرح أبي الْبَقَاء وَشرح الْمُطَرز وَشرح الشريشي وَهُوَ جيد وَشرح صفي الدّين عبد الْكَرِيم اللّغَوِيّ وَشرح أبي الْخَيْر سَلامَة الْأَنْبَارِي الضَّرِير النَّحْوِيّ وَشرح مُحَمَّد بن أسعد بن نصر الْبَغْدَادِيّ الْحَنَفِيّ وَشرح

مُحَمَّد بن أَحْمد الزُّهْرِيّ المالقي وَشرح مُحَمَّد بن عَليّ الْحلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن حميدة وَشرح مُحَمَّد بن عَليّ الجاواني الخلوي وَشرح الْقَاسِم بن الْقَاسِم الوَاسِطِيّ على حُرُوف المعجم وَله أَيْضا شرح آخر على تَرْتِيب آخر وَشرح ابْن أبي طَيء الْحلَبِي الشيعي وَشرح أَحْمد بن دَاوُد الغناطي وَقَالَ الْعِمَاد فِي الخريدة لم يزل ابْن الحريري صَاحب الْخَبَر بِالْبَصْرَةِ فِي ديوَان الْخلَافَة وَوجدت هَذَا المنصب لأولاده إِلَى آخر الْعَهْد المقتفوي قَالَ ياقوت حَدثنِي من أَثِق بِهِ أَن الحريري لما صنع المقامة الحرامية وتعانى الْكِتَابَة فأتقنها وخالط النَّاس وَالْكتاب أصعد إِلَى بَغْدَاد فَدخل يَوْمًا إِلَى ديوَان السُّلْطَان وَهُوَ منغص بذوي الْفضل والبلاغة محتفل بِأَهْل الْكِفَايَة والبراعة وَقد بَلغهُمْ وُرُود ابْن الحريري إِلَّا أَنهم لم يعرفوا فضلله وَلَا أشهر بَينهم بلاغته ونبله فَقَالَ لَهُ بعض الْكتاب أَي شَيْء تتعانى من صناعَة الْكِتَابَة حَتَّى نباحثك فِيهِ فَأخذ بِيَدِهِ قَلما وَقَالَ كل مَا يتَعَلَّق بِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى الْقَلَم فَقيل لَهُ هَذِه دَعْوَى عَظِيمَة فَقَالَ امتحنوا تخبروا فساءله كل وَاحِد عَمَّا يعْتَقد فِي نَفسه إتقانه من أَنْوَاع الْكِتَابَة فَأجَاب عَن الْجَمِيع أحسن جَوَاب وخاطبهم بأتم خطاب حَتَّى بهرهم وانْتهى خَبره إِلَى الْوَزير أنوشروان بن خَالِد فَأدْخلهُ عَلَيْهِ وَمَال إِلَيْهِ بكليته وأكرمه ونادمه فتحادثا يَوْمًا فِي مَجْلِسه حَتَّى انْتهى الحَدِيث إِلَى ذكر أبي زيد السرُوجِي فأورد ابْن الحريري المقامة الحرامية الَّتِي صنعها فاستحسنها أنوشروان جدا وَقَالَ يَنْبَغِي أَن يُضَاف إِلَى هَذِه أَمْثَالهَا وينسج على منوالها عدَّة من أشكالها فَقَالَ أفعل ذَلِك مَعَ رجوعي إِلَى الْبَصْرَة وَتجمع خاطري بهَا ثمَّ انحدر إِلَى الْبَصْرَة فَصنعَ أَرْبَعِينَ مقامة ثمَّ أصعد إِلَى بَغْدَاد وَهِي مَعَه وعرضها على أنوشروان فاستحسنها وتداولها النَّاس واتهمه من يحسده بِأَن قَالَ لَيست هَذِه من عمله لِأَنَّهَا لَا تناسب رسائله وَلَا تشاكل أَلْفَاظه) وَقَالُوا هَذِه من صناعَة رجل كَانَ استضاف بِهِ وَمَات عِنْده فادعاها لنَفسِهِ وَقَالَ آخَرُونَ بل الْعَرَب أخذت بعض القوافل وَكَانَ مِمَّا أَخذ جزاز بعض المغاربة وَبَاعه الْعَرَب بِالْبَصْرَةِ فَاشْتَرَاهُ ابْن الحريري وادعاه فَإِن كَانَ صَادِقا أَنَّهَا من عمله فليصنع مقامة أُخْرَى فَقَالَ نعم سأصنع وَجلسَ فِي منزله بِبَغْدَاد أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَلم يتهيأ لَهُ تريب كَلِمَتَيْنِ وَلَا الْجمع بَين لفظين وسود كثيرا من الكاغد فَلم يصنع شَيْئا فَعَاد إِلَى الْبَصْرَة وَالنَّاس يقعون فِيهِ ويعيطون فِي قَفاهُ كَمَا تَقول الْعَامَّة فَمَا غَابَ عَنْهُم إِلَّا مديدة حَتَّى عمل عشر مقامات وأضافها إِلَى تِلْكَ وأصعد بهَا إِلَى بَغْدَاد فَحِينَئِذٍ بَان فَضله وَعَلمُوا أَنَّهَا من عمله وَحكى بعض أهب الْأَدَب قَالَ لما قدم ابْن الحريري إِلَى بَغْدَاد وَكَانَ النَّاس يهتفون

بفضائله ويشرئبون إِلَى لِقَائِه وَسَمَاع كَلَامه فَحَضَرَ إِلَيْهِ فِي من حضر ابْن جكينا الْمَعْرُوف بالبرغوث فَلم يجده على مَا كَانَ فِي ظَنّه من فَصَاحَته ولسنه فنظم أبياتاً مِنْهَا (شيخٌ لنا من ربيعَة الْفرس ... ينتف عثنونه من الهوس) (أنطقه الله بالمشان وَقد ... ألْجمهُ فِي الْعرَاق بالخرس) وَكَانَ يَوْمًا جَالِسا بِبَعْض مجَالِس الأكابر فَجرى ذكر قَول البستي فِي رجل بخيل شرير إِن لم يكن لنا طمع فِي دَرك دَرك فأعفنا من شرك شرك فَلم يبْق أحد إِلَّا استحسنها وَأقر بِالْعَجزِ عَن الْإِتْيَان بِمِثْلِهَا فَقَالَ ابْن الحريري فِي الْحَال إِن لم تدننا من مبارك مبارك فأبعدنا من معارك معارك وَمِمَّنْ حط عَلَيْهِ وتنقصه ابْن الْأَثِير الْجَزرِي فِي كِتَابه الْمثل السائر وَقد أَجَبْته عَمَّا قَالَ فِي كتابي نُصرْة الثائر عَلَى الْمثل السائر وَذكرت هُنَاكَ فصلا فِي فضل القمامات وَقَالَ ياقوت قَرَأت فِي كتاب لبَعض أدباء الْبَصْرَة قَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد حرس الله نعْمَته معاياة (مِيم مُوسَى من نون نصر ففسر ... أيهذا الأديب مَاذَا عنيت) تَفْسِيره مِيم الرجل إِذا أَصَابَهُ الموم وَهُوَ البرسام وَيُقَال إِنَّه أَشد الجدري وَنون نصر حوت نصر وَالنُّون السَّمَكَة يَعْنِي أَنه أكل سَمَكَة نصر فَأَصَابَهُ الموم ولي فِي مثله) بَاء بكر بلام ليلى فَمَا يَنْفَكّ مِنْهَا إِلَّا بعينٍ وهاء بَاء أَي أقرّ وَاللَّام الدرْع فَلَمَّا أقرّ لليلى بهَا لَزِمته فَمَا يَنْفَكّ مِنْهَا إِلَّا بِعَين الدرْع وهاء أَي خذي وَمن شعره (خُذ يَا بني بِمَا أَقُول وَلَا تزغ ... مَا عِشْت عَنهُ تعش وَأَنت سليم) (لَا تغترر ببني الزَّمَان وَلَا تقل ... عِنْد الشدائد لي أَخ ونديم) (جربتهم فَإِذا المعاقر عَاقِر ... والآل آل وَالْحَمِيم حميم) وبلغه أَن صَحبه أَبَا زيد المطهر بن سَلام الْبَصْرِيّ الَّذِي عمل المقامات عَنهُ أَنه قد شرب مُسكرا فَكتب إِلَيْهِ

(أَبَا زيدٍ اعْلَم أَن من شرب الطلا ... تدنس فَافْهَم سر قولي الْمُهَذّب) (وَمن قبل سميت المطهر والفتى ... يصدق بالأفعال تَسْمِيَة الْأَب) (فَلَا تحسها كَيْمَا تكون مطهراً ... وَإِلَّا فَغير ذَلِك الِاسْم واشرب) فَلَمَّا بلغته الأبيات أقبل حافياً إِلَى الحريري وَبِيَدِهِ مصحف وَأقسم بِهِ أَن لَا يعود إِلَى شرب مُسكر فَقَالَ لَهُ وَلَا تحاضر من يشربه قَرَأت كتاب المقامات من أَوله إِلَى آخِره على الْعَلامَة شهَاب الدّين أبي الثَّنَاء مَحْمُود بن سُلَيْمَان بن فَهد الْحلَبِي الْكَاتِب فِي مُدَّة كَانَ آخرهَا ثَانِي عشر الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَرَوَاهُ لي عَن شَيْخه مجد الدّين مُحَمَّد بن احْمَد بن عمر بن شَاكر الإربلي عَن الشَّيْخَيْنِ شرف الدّين أبي عبد الله الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن وَعز الدّين عبد الْعَزِيز عُثْمَان بن أبي طَاهِر الإربليين عَن أبي طَاهِر بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم بن طَاهِر الخشوعي قَالَ أَنا الحريري إجَازَة وعنهما وَعَن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر التنوخي قَالُوا جَمِيعًا أَنا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ أَنا عبد الله ولد المُصَنّف قَالَ أَنا وَالِدي وقرأته أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ فِي ثَلَاثَة مجَالِس آخرهَا تَاسِع الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة على الْعَلامَة الْحَافِظ أثير الدّين أبي حَيَّان وَأَخْبرنِي بهَا قَالَ أَنا الشَّيْخ الإِمَام الْمُقْرِئ الصَّالح أَبُو محمدٍ عبد النصير بن عَليّ بن يحيى الهمذاني المريوطي والأمير الْعَالم شمس الدّين أَبُو عبد) الله مُحَمَّد بن باخل بن عبد الله بن أَحْمد الهكاري قَالَ المريوطي أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عماد الْحَرَّانِي قِرَاءَة مني عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن باخل أَنا أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ سَمَاعا قَالَا أَنا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن القنور سَمَاعا قَالَ الْعَلامَة أثير الدّين وَأَنا القَاضِي الْعَلامَة أَبُو عَليّ ابْن أبي الْأَحْوَص الْقرشِي سَمَاعا للخطبة والمقامتين اللَّتَيْنِ يليانها ومناولة لجميعها أَنا الْحَافِظ أَبُو الرّبيع ابْن سَالم سَمَاعا عَلَيْهِ أَنا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم ابْن حُبَيْش سَمَاعا أَنا أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن عَليّ الأندي الْقُضَاعِي وَأَنا أَبُو عَليّ أَيْضا أَنا الْحَاج الأديب أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن أَحْمد الرعيني قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَيَّاش الْكِنَانِي سَمَاعا عَلَيْهِ قَالَا أَنا أَبُو طَاهِر بَرَكَات الخشوعي قَالَ الرعيني قِرَاءَة عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن عَيَّاش سَمَاعا وَأَنا أَبُو المظفر يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد البابابي من كِتَابه إِلَيّ من بَغْدَاد أَنا أَحْمد بن صَالح السيبي القسيني أَنا صَدَقَة بن مُصدق الماهنوشي الشَّاعِر عرف بِابْن الزنين وَأَنا عَالِيا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْمَقْدِسِي الخشوعي قَالَ ابْن القنور والقضاعي وَابْن الزنين والخشوعي أَنا الحريري قَالَ الخشوعي إجَازَة وَقَالَ الْبَاقُونَ سَمَاعا

شمس الدين بن الآمدي الكاتب

ولي بِهَذَا لكتاب سَماع وقراءات بطرق على أَشْيَاخ آخَرين يَكْفِي ذكر هذَيْن الْإِمَامَيْنِ مِنْهُم واعتنيت أَنا بِهَذَا الْكتاب وقرأته وحفظت أَكْثَره وطالعت عَلَيْهِ الشُّرُوح وكتبت بخطي بِهِ ثَلَاث نسخ على إِحْدَاهُنَّ مُخْتَصر المَسْعُودِيّ على الهوامش والحواشي وَبَين السطور وَفِي فرخات كَثِيرَة ونقلت هَذَا الْمُخْتَصر أَيْضا على نُسْخَة أُخْرَى بِغَيْر خطي وَأما كتاب درة الغواص فَقَرَأت بعضه وَأَجَازَ لي جَمِيعه على الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ بن الصياد الفاسي بصفد فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَرَوَاهُ لي عَن الشَّيْخ أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر اللَّخْمِيّ الإشبيلي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَهُوَ يسمع وَرَوَاهَا لَهُ عَن الشَّيْخ أبي عَليّ عمر بن مُحَمَّد الشلوبيني قَالَ أَنا القَاضِي الإِمَام ابو جَعْفَر أَحْمد بن عبد الله بن جهور قِرَاءَة على الْمُؤلف وواه أَيْضا عَن الشَّيْخ أبي يَعْقُوب يُوسُف بن مُوسَى المحساني أَنا الشَّيْخ علم الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد السخاوي أَنا أَبُو طَاهِر بَرَكَات الخشوعي إجَازَة عَن المُصَنّف 3 - (شمس الدّين بن الْآمِدِيّ الْكَاتِب) ) الْقَاسِم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ شمس الدّين الْمذْحِجِي العكبراوي الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن الْآمِدِيّ قَالَ الشَّيْخ أثير الدّين فِي مَا أَخْبرنِي بِهِ من لَفظه للمذكور ديوَان شعر أعارناه وقتا وأجاوز لنا أَن نروي عَنهُ جَمِيع مَاله من نثر ونظم وَكَانَ يتَصَرَّف فِي الدَّوَاوِين السُّلْطَانِيَّة نَاظرا فِي مدن مصر وَيذكر عَنهُ أَنه كَانَ يتشيع وَذكر لنا أَنه من ذُرِّيَّة سُلَيْمَان بن وهب ممدوح أبي تَمام الطَّائِي وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي مستهل صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق وأنشدنا لَهُ بعض أَصْحَابنَا يصف كتابا (بِهِ شم نورا من شذىً متنسم ... وشم فِيهِ نورا من سنا متبسم) (لَهُ لين لفظٍ ثمَّ حانية على ... خشونة فصلٍ هاج عَن لج خضرم) (فَلَو جسدت أَلْفَاظه عدن جوهراً ... فَأصْبح يَسْتَغْنِي بهَا كل معدم) (بِحَق غَدا فِي النَّاس يقسمها على ... مَرَاتِبهمْ بِالْعَدْلِ خير مقسم) (خَوَاتِم فِي كف وتاجاً لمفرقٍ ... وعقداً لجيدٍ والسوار لمعصم) (وَزوج فِيهَا خطة بقرائن ... وحصنها إِذْ لم يجنا بأيم) (قد استعبد الْأَلْفَاظ فَهِيَ مطيعةٌ ... لأفكاره من آمرٍ متحكم) (سطورٌ كأيكٍ وَهِي إِن لم تمد نمد ... بهَا لحمام السجع دون ترنم) (على الطرس تحكي طل دوحٍ بمقمرٍ ... من اللَّيْل ملقٍ ريطه فَوق أدهم) (وَطيب على حسنٍ كواشٍ من الشذى ... نموكم على روضٍ كوشي منمنم)

بهاء الدين ابن عساكر

3 - (بهاء الدّين ابْن عَسَاكِر) الْقَاسِم بن عَليّ بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن الْحَافِظ الْمسند الْوَرع بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر مُحدث ثِقَة كريم النَّفس يكرم الغرباء كتب الْكثير وصنف وَخرج وعني بِالْكِتَابَةِ والمطالعة فَبلغ الْغَايَة وَكَانَ كثير المزح وَله المستقصى فِي فضل الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَكتاب الْجِهَاد وأملى مجَالِس وَكَانَ يتعصب للأشعري من غير أَن يُحَقّق مذْهبه وَولي مشيخة دَار الحَدِيث النورية بِدِمَشْق وَتُوفِّي سنة سِتّمائَة) 3 - (الْقَاسِم بن عمر) 3 - (الخليع الْبَغْدَادِيّ) الْقَاسِم بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله الْمُؤَدب الْمَعْرُوف بالخليع الْبَغْدَادِيّ الشَّاعِر ولد سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (أَي هوى من هَوَاك يسليني ... ولائمي بالغرام يغريني) (مخسرتي بالصدود آخرتي ... مخرجتي بالغرام من ديني) (إلام بالوعد تملأين يَدي ... وَأَنت فِي النّوم لَا تزوريني) (ذاعن إِذا الْحَشْر تخلفين غَدا ... وكل يومٍ غَدا يمنيني) (يَا برد تشرين وَهِي مشملة ... وثلج كانون وسط كانون) (بيارد الْوَعْد قد مضى زمني ... وَمَا تهيا حصاد كموني) وَمِنْه (وَالله مِمَّا كنت مُخْتَارًا لبينكم ... وَإِنَّمَا حكم الرَّحْمَن بالبين) (وكل مَا يحكم الله الْعَظِيم بِهِ ... فَإِن ذَلِك مَحْمُول على الْعين) أَبُو دلف الْعجلِيّ الْقَاسِم بن عِيسَى الْأَمِير أَبُو دلف الْعجلِيّ صَاحب الكرج

وواليها حدث عَن هشيم وَغَيره وَكَانَ فَارِسًا شجاعاً ممدحاً وشاعراً محسناً ولي حَرْب الخرمية فدوخهم وأبادهم وَولي إمرة دمشق للمعتصم وَكَانَ شِيعِيًّا غالياً فِي التَّشَيُّع وَكَانَ حَاضر الْجَواب قَالَ لَهُ الْمَأْمُون يَوْمًا مَا أخرك قَالَ كنت ضَعِيفا فَقَالَ شفاك الله وعافاك اركب فَوَثَبَ عَليّ فرسه فَقَالَ مَا هَذِه وثبة عليل فَقَالَ عوفيت بِدُعَاء أَمِير الْمُؤمنِينَ وَله صَنْعَة فِي الْغناء مَذْكُورَة فِي كتب الأغاني وَله كتاب البزاة وَالصَّيْد وَكتاب السِّلَاح وَكتاب النزه وَكتاب سياسة الْمُلُوك وَغير ذَلِك وَمن شعرائه أَبُو تَمام الطَّائِي وَفِيه يَقُول (يَا طَالبا للكيمياء وَعلمه ... مدح ابْن عِيسَى الكيمياء الْأَعْظَم) ) (لَو لم يكن فِي الأَرْض إِلَّا درهمٍ ... ومدحته لأتاك ذَاك الدِّرْهَم) فَأعْطَاهُ على هذَيْن الْبَيْتَيْنِ عشرَة آلَاف دِرْهَم فأغفله قَلِيلا ثمَّ دخل عَلَيْهِ وَقد اشْترى بِتِلْكَ الدَّرَاهِم قَرْيَة فِي نهر الأبلة فأنشده (بك ابتعت فِي نهر الأبلة قَرْيَة ... عَلَيْهَا قصير بالرخام مشيد) (إِلَى جنبها أُخْت لَهَا يعرضونها ... وعندك مالٌ للهبات عتيد) فَقَالَ لَهُ وَكم ثمن هَذِه الْأُخْت قَالَ عشرَة آلَاف دِرْهَم فَدَفعهَا إِلَيْهِ وَقَالَ فِيهِ القصيدة الفائية الَّتِي أَولهَا (أما الرسوم فقد أذكرن مَا سلفا ... فَلَا تكفن عَن شأنيك أَو يكفا) مِنْهَا (ودع فُؤَادك توديع الْفِرَاق فَمَا ...

وَقَالَ أهل التَّارِيخ إِن قُتَيْبَة بلغ فِي غَزْو التّرْك والتوغل فِي) بِلَاد مَا رواء النَّهر وافتتاح القلاع واستباحة الْبِلَاد وَأخذ الْأَمْوَال وَقتل الفتاك مَا لم يبلغهُ الْمُهلب بن أبي صفرَة وَلما فتح خوارزم وسمرقند فِي عَام وَاحِد دَعَا نَهَار بن توسعة شَاعِر الْمُهلب وبنيه وَقَالَ لَهُ أَيْن قَوْلك فِي الْمُهلب (أَلا ذهب الْغَزْو المقرب للغنى ... وَمَات الندى والجود بعد الْمُهلب) أغزو هَذَا فَلَمَّا سمع ذَلِك نَهَار قَالَ لَا بل هَذَا حشر وَأَنا الَّذِي أَقُول (وَلَا كَانَ مذ كُنَّا وكلا كَانَ قبلنَا ... وَلَا هُوَ فِيمَا بَعدنَا كَابْن مُسلم) (أَعم لأهل التّرْك قتلا بِسَيْفِهِ ... وَأكْثر فَيْئا مقسمًا بعد مقسم) وَلما بلغ الْحجَّاج مَا فعل قُتَيْبَة من الفتوحات والسبي قَالَ بعثت قُتَيْبَة فَتى بحراً فَمَا زِدْته باعاً إِلَّا زادني ذِرَاعا وَفِي قتل قُتَيْبَة يَقُول جرير (ندمتم على قتل الْأَغَر ابْن مسلمٍ ... وَأَنْتُم إِذا لاقيتم الله أندم) (لقد كُنْتُم من غَزوه فِي غنيمةٍ ... وَأَنْتُم لمن لاقيتم الْيَوْم مغنم) (على أَنه أفْضى إِلَى حور ربه ... وتطبق بالبلوى عَلَيْكُم جَهَنَّم)

وَكَانَت الْعَرَب تستنكف من الانتساب إِلَى باهلة حَتَّى قَالَ الشَّاعِر) (وَمَا ينفع الأَصْل من هاشمٍ ... إِذا كَانَت النَّفس من باهلة) وَقَالَ الآخر (وَلَو قيل للكلب يَا باهلي ... عوى الْكَلْب من لؤم هَذَا النّسَب) وَقيل لأبي عُبَيْدَة يُقَال إِن الْأَصْمَعِي دعِي فِي النّسَب إِلَى باهلة فَقَالَ هَذَا مَا يُمكن فَقيل وَلم قَالَ لِأَن النَّاس إِذا كَانُوا من باهلة تبروا مِنْهَا فَكيف يَجِيء من لَا هُوَ مِنْهَا فينتسب إِلَيْهَا وَيُقَال إِن الْأَشْعَث بن قيس الْكِنْدِيّ قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتتكافأ دماؤنا فَقَالَ نعم لَو قتلت رجلا من باهلة لقتلتك بِهِ وَقَالَ قُتَيْبَة الْمَذْكُور لهبيرة بن مسروح أَي رجل أَنْت لَو كَانَ أخوالك من غير سلول فَلَو بادلت بهم فَقَالَ أصلح الله الْأَمِير أبادل بهم من شِئْت من الْعَرَب وجنبني باهلة ويحكى أَن أَعْرَابِيًا لَقِي شخصا فِي الطَّرِيق فَسَأَلَهُ مِمَّن أنتفقال من باهلة فرثى لَهُ الْأَعرَابِي فَقَالَ لَهُ ذَلِك الشَّخْص وَأَزِيدك أَنِّي لست من صميمهم وَلَكِن من مواليهم فَأقبل ذَلِك الْأَعرَابِي يقبل يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ فَقَالَ وَلم ذَلِك فَقَالَ لِأَن الله تَعَالَى مَا ابتلاك بِهَذِهِ الرزية فِي الدُّنْيَا إِلَّا ويعوضك الْجنَّة فِي الْآخِرَة ويل لبَعْضهِم أَيَسُرُّك أَن تدخل الْجنَّة وَأَنت باهلي فَقَالَ نعم بِشَرْط أَن لَا يعلم أهل الْجنَّة أَنِّي باهلي وَلما ولي سُلَيْمَان الْخلَافَة خافه قُتَيْبَة وتوهم أَنه يعزله ويولي خُرَاسَان يزِيد بن الْمُهلب فَكتب إِلَى سُلَيْمَان يهنيه بالخلافة ويعزيه عَن الْوَلِيد ويعلمه بلاءه وطاعته لعبد الْملك والوليد وَأَنه على مثل ذَلِك من الطَّاعَة إِن لم يعزله عَن خُرَاسَان وَكتب إِلَيْهِ كتابا آخر يُعلمهُ بمكانه وَعظم قدره عِنْد مُلُوك الْعَجم وهيبته فِي صُدُورهمْ ويذم الْمُهلب وَأَهله وَيحلف بِاللَّه لَئِن اسْتعْمل يزِيد على خُرَاسَان ليخلعنه وَكتب كتابا ثَالِثا فِيهِ خلعه وَبعث بالكتب الثَّلَاثَة مَعَ رجل من باهلة وَقَالَ ادْفَعْ إِلَيْهِ هَذَا الْكتاب فَإِن كَانَ يزِيد بن الْمُهلب حَاضرا فقرأه ثمَّ أَلْقَاهُ إِلَى يزِيد فادفع إِلَيْهِ هَذَا الْكتاب فَإِن قَرَأَهُ وألقاه على يزِيد فادفع إِلَيْهِ هَذَا الْكتاب وَإِن قَرَأَ الأول وحبسه فَلم يَدْفَعهُ إِلَى يزِيد فاحبس الْكِتَابَيْنِ الآخرين فَقدم الرَّسُول إِلَى سُلَيْمَان وَعِنْده يزِيد فَدفع إِلَيْهِ الْكتاب الأول فقرأه وَدفعه إِلَى يزِيد فَدفع إِلَيْهِ) الْكتاب الثَّانِي فقرأه وَدفعه إِلَى زيد فَدفع إِلَيْهِ الثَّالِث فقرأه وَتغَير لَونه ثمَّ دَعَا بطين فختمه وأمسكه وَأمر بإنزال

أبو حفص البخاري القاص

الرَّسُول دَار الضِّيَافَة فَلَمَّا أَمْسَى دَعَا بِهِ سُلَيْمَان وَأَعْطَاهُ صرة فِيهَا ذهب وَقَالَ هَذِه جائزتك وَهَذَا عهد صَاحبك فسر وَهَذَا رَسُولي مَعَك فَخَرَجَا فَلَمَّا كَانَا بحلوان تلقاهما النَّاس بخلع قُتَيْبَة سُلَيْمَان من الْخلَافَة فَرجع رَسُول سُلَيْمَان وَدفع الْعَهْد إِلَى رَسُول قُتَيْبَة فوصل إِلَيْهِ فَقَالَ اخوة قُتَيْبَة لقتيبة إِن سُلَيْمَان لَا يَثِق بك بعد هَذِه وَلم يلبث أَن قتل كَمَا ذكرته أول التَّرْجَمَة وَقد تقدم ذكر وَلَده مُسلم أَبُو سعيد وَذكر عَمْرو بن سعيد بن مُسلم فِي مكانيهما ذكر أَوْلَاد قُتَيْبَة وهم مُسلم وَإِبْرَاهِيم وقطن وَكثير وَالْحجاج وَعبد الرَّحْمَن وَمُسلم ويوسف وَعمر فَأَما مُسلم فولي الْبَصْرَة مرَّتَيْنِ لِابْنِ هُبَيْرَة وَمرَّة لأبي جَعْفَر الْمَنْصُور وَكَانَ سيد قومه وَمَات بِالريِّ وكنيته أَبُو قُتَيْبَة وَكَانَ لَهُ أَوْلَاد سعيد وَإِبْرَاهِيم وَعمر وقطن فَأَما سعيد بن مُسلم فولي أرمينية والموصل والسند وطبرستان والجزيرة وَله عقب كثير وَأما إِبْرَاهِيم بن مُسلم فولي الْيمن لمُوسَى الْهَادِي وَأما عمر بن مُسلم فولي الرّيّ وبلخ وَأما قطن بن مُسلم فولي سَمَرْقَنْد وَغَيرهَا من كور خُرَاسَان وَله بهَا عقب وَأما كثير بن قُتَيْبَة فولي سجستان وَقتل مَعَ أَبِيه وَأما اخوة قُتَيْبَة فهم عبد الرَّحْمَن وَعبد الله وَصَالح وحصين وَعبد الْكَرِيم وَضِرَار وبشار وَزِيَاد وَحَمَّاد وزريق وَعمر ومعبد وَكلهمْ أَشْرَاف سَادَات أجواد وَكَانَ سيدهم بشار 3 - (أَبُو حَفْص البُخَارِيّ الْقَاص) قُتَيْبَة بن أَحْمد بن سُرَيج أَبُو حَفْص البُخَارِيّ الْقَاص صَاحب التَّفْسِير الْكَبِير توفّي سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة سكن نسف وَحدث عَن سعيد بن مَسْعُود الْمروزِي وَأبي يحيى بن أبي مَسَرَّة سمع مِنْهُ نصوح بن وَاصل وَكَانَ شِيعِيًّا (قتيلة) 3 - (قتيلة) قتيلة بنت النَّضر بن عَلْقَمَة بن كلدة بن عبد منَاف بن عبد الدَّار كَانَت تَحت عبد الله بن الْحَارِث الْأَصْغَر ابْن عبد شمس فَولدت لَهُ عليا والوليد ومحمداً وَأم الحكم كَانَت شاعرة محسنة قُتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَاهَا يَوْم بدر صبرا فَلَمَّا انْصَرف من بدر كتبت إِلَيْهِ قبل إسْلَامهَا (يَا رَاكِبًا إِن الأثيل مَظَنَّة ... من صبح خامسةٍ وَأَنت موفق) (بلغ بِهِ مَيتا بِأَن تَحِيَّة ... مَا إِن تزَال بهَا الركائب تخفق)

زوج النبي صلى الله عليه وسلم

(مني إِلَيْهِ وعبرةً مسفوحةً ... جَادَتْ لماتحها وَأُخْرَى تخنق) (هَل يسمعن النَّضر إِن ناديته ... بل كَيفَ يسمع ميت لَا ينْطق) (ظلت سيوف بني أَبِيه تنوشه ... لله أَرْحَام هُنَاكَ تشقق) (قسراً يُقَاد إِلَى الْمنية متعباً ... رسف الْمُقَيد وَهُوَ عانٍ مُطلق) (أمحمد ولأنت ضنء نجيبةٍ ... من قَومهَا والفحل فحلٌ معرق) (مَا كَانَ ضرك لَو مننت وَرُبمَا ... من الْفَتى وَهُوَ المغيظ المحنق) (فالنضر اقْربْ من تركت قرَابَة ... وأحقهم إِن كَانَ عتقٌ يعْتق) (أَو كنت قَابل فديةٍ فلينفقن ... بِأَعَز مَا يغلو بِهِ مَا ينْفق) فَبكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى اخضلت لحيته وَقَالَ لَو بَلغنِي شعرهَا قبل أَن أَقتلهُ لعفوت عَنْك 3 - (زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) قتيلة ابْنة قيس بن كرب الكندية أُخْت الْأَشْعَث بن قيس وَيُقَال قيله وَالصَّوَاب قتيلة تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة عشر ثمَّ اشْتَكَى فِي نصف صفر ثمَّ قبض وَقيل تزَوجهَا فِي مَرضه وَقيل قبل مَرضه بشهرين وَقيل إِنَّه أوصى أَن تخير فَإِن شَاءَت ضرب عَلَيْهَا الْحجاب وَتحرم على الْمُؤمنِينَ وَإِن شَاءَت طَلقهَا فلتنكح من شَاءَت فَاخْتَارَتْ النِّكَاح فَتَزَوجهَا عِكْرِمَة بن أبي جهل بحضرموت فَبلغ أَبَا بكر فَقَالَ لقد هَمَمْت أَن أحرق) عَلَيْهِمَا بيتهما فَقَالَ لَهُ عمر مَا هِيَ من أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَلَا دخل عَلَيْهَا وَلَا ضرب عَلَيْهَا الْحجاب قَالَ الْجِرْجَانِيّ زَوجهَا مِنْهُ أَخُوهَا فَمَاتَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل خُرُوجهَا من الْيمن فخلف عَلَيْهَا عِكْرِمَة بن أبي جهل وَقَالَ بَعضهم مَا أوصى فِيهَا رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم بِشَيْء وَلكنهَا ارْتَدَّت حِين ارْتَدَّ أَخُوهَا فاحتج عمر على أبي بكر أَنَّهَا لَيست من أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بارتدادها وَلم تَلد لعكرمة وفيهَا اخْتِلَاف كثير جدا 3 - (الجهنية) قتيلة بنت صَيْفِي الجهنية وَيُقَال الْأَنْصَارِيَّة كَانَت من الْمُهَاجِرَات الأول روى عَنْهَا عبد الله بن يسَار

قثم

ابْن قُتَيْبَة اسْمه عبد الله بن مُسلم قَتِيل الريم هُوَ أَسِير الْهوى اسْمه زاكي (قثم) 3 - (ابْن الْعَبَّاس) قثم بن الْعَبَّاس أمه لبَابَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة أول امْرَأَة فِي مَا قَالَه الْكَلْبِيّ بعد خَدِيجَة أردفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَلفه وَكَانَ آخر من خرج من لحد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلما ولي عَليّ الْخلَافَة اسْتَعْملهُ على مَكَّة وَكَانَ يشبه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وغزا مَعَ سعيد بن عُثْمَان إِلَى سَمَرْقَنْد فاستشهد بهَا سنة سبع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ لَهُ صُحْبَة وَلم يعقب وروى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَفِي قثم يَقُول دَاوُد بن سلم (عتقت من حلي وَمن رحلتي ... يَا ناق إِن أدنيتني من قثم) (إِنَّك إِن أدنيت مِنْهُ غَدا ... حالفني الْيُسْر وَمَات الْعَدَم) (غفي كَفه بحرٌ وَفِي وَجهه ... بدرٌ وَفِي الْعرنِين مِنْهُ شمم) (أَصمّ عَن قيل الْخَنَا سَمعه ... وَمَا عَن الْخَيْر بِهِ من صمم) (لم يدر مَا لَا وبلى قد درى ... فعافها واعتاض عَنْهَا نعم) ) وَفِيه يَقُول بعض الشُّعَرَاء الْمَدِينَة (هَذَا الَّذِي تعرف الْبَطْحَاء وطأته ... وَالْبَيْت يعرفهُ والحل وَالْحرم) 3 - (النَّقِيب الزَّيْنَبِي) قثم بن طَلْحَة بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي أَحْمد الزَّيْنَبِي هُوَ من بَيت مَشْهُور بالنقابة والوزارة والتقدم والحشمة وَالْعلم وَرِوَايَة الحَدِيث تولى النقابة على العباسيين مرَّتَيْنِ وَكَانَ أديباً فَاضلا لَهُ ترسل وَمَعْرِفَة بالأنساب والتواريخ وَأَيَّام

أبو حنيفة الأسواني

النَّاس وَله فِي ذَلِك مجاميع وَكتب الْخط الْحسن وَسمع من أبي المظفر هبة الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشبلي وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن البطي وَأبي بكر أَحْمد بن المقرب الْكَرْخِي ولد سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبع وسِتمِائَة الْأَمِير ابْن شبيب قَحْطَبَةَ بن شبيب الطَّائِي الْأَمِير أحد دعاة بني الْعَبَّاس ومقدم الجيوش قيل إِن اسْمه زِيَاد ولقبه قَحْطَبَةَ وَهُوَ وَالِد الأميرين حسن وَحميد أَصَابَته ضَرْبَة فِي وَجهه لَيْلَة المسناة فَوَقع فِي الْفُرَات فَهَلَك وَلَك يدر بِهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو حنيفَة الأسواني) قحزم بن عبد الله بن قحزم أَبُو حنيفَة الأسواني مولى خولان) روى عَن الشَّافِعِي وَقَالَ أَبُو رَجَاء الأسواني كَانَ عَالما أديباً وَذكره ابْن يُونُس وَذكره الْأَمِير فِي الْإِكْمَال روى عَنهُ فَقير بن مُوسَى الأسواني وَتُوفِّي بأسوان فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ من جلة أَصْحَاب الشَّافِعِي وَإِنَّمَا أخملته أسوان لإقامته بهَا وبأسوان ساقية تعرف بالقحزمي نِسْبَة إِلَيْهِ 3 - (القحيف الخفاجي) ) القحيف بن حمير أحد بني خفاجة كَانَ شَارِعا من شعراء الْإِسْلَام وَكَانَت خرقاء الَّتِي كَانَ ذُو الرمة يشبب بهَا قد كَبرت حَتَّى جَاوَزت تسعين سنة أحبتا أَن تنْفق ابتنتها لتزوجها فَأرْسلت إِلَى القحيف وَسَأَلته أَن يشبب بهَا فَقَالَ (لقد أرْسلت خرقاء نحوي جريها ... لتجعلني خرقاء مِمَّن أضلت) (وخرقاء لَا تزداد إِلَّا ملاحةً ... وَلَو عمرت تعمير نوحٍ وجلت) وَنَظره بعض الْفُقَهَاء مَكَّة وَهُوَ يحد النّظر إِلَى غير حرمه فَقَالَ لَهُ أتنظر إِلَى غير حُرْمَة لَك وَأَنت محرم فَقَالَ القحيف (اقسمت لَا أنسى وَلَو شطت النَّوَى ... عرانينهن الشم والأعين النجلا) (وَلَا الْمسك من أعطافهن وَلَا البرى ... ضممن وَقد ولينها قصباً خدلا) (يَقُول لي الْمُفْتِي وَهن عَشِيَّة ... بِمَكَّة يرمحن المهدبة السحلا)

الكلابي الصحابي

(تق الله لَا تنظر إلَيْهِنَّ يَا فَتى ... وَمَا خلتني فِي الْحَج ملتمساً وصلا) (وَإِن صبا ابْن الْأَرْبَعين لسبة ... فَكيف مَعَ اللَّاتِي مثلن بِهِ مثلا) (عواكف بِالْبَيْتِ الْحَرَام وَرُبمَا ... رَأَيْت عُيُون الْقَوْم من نَحْوهَا نجلا) القحف الْوَاعِظ الْحسن بن عَليّ القحفازي نجم الدّين عَليّ بن دَاوُد 3 - (الْكلابِي الصَّحَابِيّ) قدامَة بن عبد الله بن عمار الْكلابِي لَهُ صُحْبَة وَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَرْمِي الْجمار توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَكَانَ اسْلَمْ قَدِيما وَسكن مَكَّة وَلم يُهَاجر وَشهد حجَّة الْوَدَاع وَأقَام بركبه فِي بَدو من بِلَاد نجد وسكنها وروى عَنهُ ايمن بن بابل وَحميد بن كلاب 3 - (الجُمَحِي خَال حَفْصَة) قدامَة بن مَظْعُون بن حبيب بن وهب الْقرشِي الجُمَحِي يكنى أَبَا عَمْرو وَهُوَ خَال عبد الله وَحَفْصَة ابْني عمر بن الْخطاب وَكَانَت تَحْتَهُ صَفِيَّة بنت الْخطاب أُخْت عمر هَاجر إِلَى أَرض الْحَبَشَة مَعَ أَخَوَيْهِ عُثْمَان بن مَظْعُون وَعبد الله بن مَظْعُون ثمَّ شهد بَدْرًا) وَسَائِر الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتَعْملهُ عمر بن الْخطاب على الْبَحْرين ثمَّ عَزله وَولى عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَكَانَ سَبَب عَزله مَا رَوَاهُ معمر عَن ابْن شهَاب قَالَ أَخْبرنِي عبد الله بن عَامر بن ربيعَة أَن عمر بن الْخطاب اسْتعْمل قدامَة بن مَظْعُون على الْبَحْرين وَهُوَ خَال حَفْصَة وَعبد الله بني عمر فَقدم الْجَارُود سيد عبد الْقَيْس من الْبَحْرين فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن قدامَة شرب فَسَكِرَ وَإِنِّي رَأَيْت حدا من حُدُود الله حَقًا عَليّ أَن أرفعه إِلَيْك فَقَالَ عمر من يشْهد مَعَك فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَدَعَا أَبُو هُرَيْرَة فَقَالَ بِمَ تشهد قَالَ لم أره يشرب وَلَكِنِّي رَأَيْته سَكرَان يقيء فَقَالَ عمر لقد تنطعت فِي الشَّهَادَة ثمَّ كتب إِلَى قدامَة أَن يقدم عَلَيْهِ من الْبَحْرين فَقدم فَقَالَ الْجَارُود لعمر أقِم على هَذَا كتاب الله فَقَالَ عمر أخصم أَنْت أم شَهِيد فَقَالَ شَهِيد فَقَالَ أدّيت شهادتك قَالَ فَصمت الْجَارُود ثمَّ غَدا على عمر فَقَالَ أقِم على هَذَا حد الله فَقَالَ عمر مَا أَرَاك إِلَّا

الجمحي المكي

خصما وَمَا شهد مَعَك إِلَّا رجل وَاحِد فَقَالَ الْجَارُود إِنِّي أنْشدك الله فَقَالَ عمر لتمسكن أَو لأسوءنك فَقَالَ يَا عمر أما وَالله مَا ذَاك بِالْحَقِّ أَن يشرب ابْن عمك الْخمر وتسوءني فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِن كنت تشك فِي كلامنا فَأرْسل إِلَى ابْنة الْوَلِيد فسلها وَهِي امْرَأَة قدامَة فَأرْسل عمر إِلَى هِنْد بنت الْوَلِيد ينشدها فأقامت الشَّهَادَة على زَوجهَا فَقَالَ عمر لقدامة إِنِّي حادك فَقَالَ قدامَة لعمر لَو شربت كَمَا تَقولُونَ مَا كَانَ لكم أَن تحدوني فَقَالَ عمر لم قَالَ قدامَة قَالَ الله عز وَجل لَيْسَ على الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا فَقَالَ عمر أَخْطَأت التَّأْوِيل إِنَّك إِذا اتَّقَيْت الله اجْتنبت مَا حرم عَلَيْك ثمَّ اقبل عمر على النَّاس فَقَالَ مَاذَا ترَوْنَ فِي جلد قدامَة فَقَالُوا مَا نرى أَن تجلده مَا كَانَ مَرِيضا فَسكت على ذَلِك أَيَّامًا ثمَّ أصبح يَوْمًا وَقد عزم على جلده فَقَالَ لأَصْحَابه مَا ترَوْنَ فِي جلد قدامَة قَالُوا مَا نرى أَن تجلده مَا كَانَ وجعاً فَقَالَ عمر لِأَن يلقى الله تَحت السِّيَاط أحب إِلَيّ من أَن أَلْقَاهُ وَهُوَ فِي عنقِي إيتوني بِسَوْط تَامّ فَأمر عمر بِقُدَامَةَ فجلد فغاضب قدامَة عمر وهجره فحج عمر وَقُدَامَة مَعَه مغاضباً لَهُ فَلَمَّا قفلا من حجهما وَنزل عمر بالسقيا نَام فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ من نَومه قَالَ عجلوا عَليّ بِقُدَامَةَ فوَاللَّه لقد أَتَانِي ى ت فِي مَنَامِي فَقَالَ سَالم قدامَة فَإِنَّهُ أَخُوك فعجلوا عَليّ بِهِ فَلَمَّا أَتَوْهُ أَبى أَن يَأْتِي فَأمر عمر إِن أَبى أَن) يجر إِلَيْهِ فَكَلمهُ عمر واستغفر لَهُ وَكَانَ ذَلِك أول صلحهما قَالَ ابْن جريج سَمِعت أَيُّوب بن تَمِيمَة قَالَ لم يحد فِي الْخمر أحد من أهل بدر إِلَّا قدامَة بن مَظْعُون وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسِتِّينَ سنة 3 - (الجُمَحِي الْمَكِّيّ) قدامَة بن مُوسَى بن عمر بن قدامَة بن مَظْعُون الْقرشِي الجُمَحِي الْمَكِّيّ روى عَن أنس بن مَالك وَأبي صَالح السمان وَسَالم بن عبد الله وروى عَنهُ ابْنه إِبْرَاهِيم وَعبد الْعَزِيز بن الْمَاجشون ووكيع الْوَاقِدِيّ وَأَبُو عَاصِم وَجَمَاعَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة (قدامَة الْكَاتِب) قدامَة بن جَعْفَر بن قدامَة الْكَاتِب أَبُو الْفرج كَانَ نَصْرَانِيّا فَاسْلَمْ على يَد المكتفي وَكَانَ أحد البلغاء الفصحاء والفلاسفة وَمِمَّنْ يشار غليه فِي علم الْمنطق وَكَانَ أَبوهُ جَعْفَر مِمَّن لَا يُنكر فِيهِ وَلَا علم عِنْده قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قد سَأَلَ قدامَة

قدودار

ثعلباً عَن أَشْيَاء وَمَات سنة سبع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة فِي أَيَّام الْمُطِيع قَالَ ياقوت وَأَنا لَا أعْتَمد على مَا تفرد بِهِ ابْن الْجَوْزِيّ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ عِنْدِي كثير التَّخْلِيط وَلَكِن آخر مَا علمنَا من أَمر قدامَة أَن أَبَا حَيَّان ذكر أَنه حضر مجْلِس الْوَزير الْفضل بن جَعْفَر بن الْفُرَات وَقت مناظرة أبي سعيد السيرافي وَمَتى المنطقي فِي سنة عشْرين وثلاثمائة قلت قَالَ محب الدّين ابْن النجار فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة لَهُ من التصانيف كتاب الْخراج تسع منَازِل كَانَ ثمانياً وأضاف إِلَيْهِ تاسعة كتاب نقد الشّعْر وَتعرض ابْن بشر الْآمِدِيّ إِلَى الرَّد عَلَيْهِ فِيهِ كتاب صابون الْغم كتاب صرف الْهم كتاب جلاء الْحزن كتاب درياق الْفِكر كتاب السياسة كتاب الرَّد على ابْن المعتز فِيمَا عَابَ بِهِ أَبَا تَمام كتاب حَشْو حَشا الجليس كتاب صناعَة الجدل كتاب الرسَالَة فِي أبي عَليّ ابْن مقلة تعرف بِالنَّجْمِ الثاقب كتاب نزهة الْقُلُوب وَزَاد الْمُسَافِر كتاب زهر الرّيع فِي الْأَخْبَار) وَلم يزل قدامَة يتَرَدَّد فِي أوساط الخدم الديوانية إِلَى سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ فَإِن الْوَزير أَبَا الْحسن بن الْفُرَات لما توفّي أَخُوهُ أَبُو عبد الله جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْفُرَات رد مَا كَانَ إِلَيْهِ من الدِّيوَان الْمَعْرُوف بِمَجْلِس الْجَمَاعَة إِلَى وَلَده أبي الْفَتْح الْفضل بن جَعْفَر وغليه ديوَان الْمشرق ثمَّ ظهر لَهُ بعد ذَلِك اختلال حَال من النواب فولاه لوَلَده أبي أَحْمد المحسن فاستخلف المحسن عَلَيْهِ الْقَاسِم بن ثَابت وَجعل قدامَة بن جَعْفَر يتَوَلَّى مجْلِس الزِّمَام فِي هَذَا الدِّيوَان (قدودار) قدودار الْأَمِير سيف الدّين مُتَوَلِّي الْقَاهِرَة ولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ولَايَة الْقَاهِرَة بعد الْأَمِير علم الدّين سنجر الخازن فِي شهر رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة فوليها وَأحسن إِلَى النَّاس أول ولَايَته وَلم يزل فِيهَا إِلَى أَن توجه إِلَى الْحجاز فحج وَجَاء وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي سادس عشر صفر سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة (الألقاب) ابْن قدامَة الْمسند شمس الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي ابْن دقامة الْكَاتِب بن جَعْفَر بن قدامَة بَنو قدامَة جمَاعَة مِنْهُم شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ومهم عَلَاء الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الله وَمِنْهُم عماد الدّين إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد وَمِنْهُم أَبُو عمر مُحَمَّد بن أَحْمد

قرابغا سيف الدين

الْقَدُورِيّ الْحَنَفِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الْقَدُورِيّ اسْمه المطهر بن شَدِيد ابْن قدس أَحْمد بن مُحَمَّد بن هبة الله القراب الْحَافِظ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم (قرابغا سيف الدّين) قرابغا الْأَمِير سيف الدّين دوادار سيف الدّين أرغون شاه لم نر وَلم نسْمع بدوادار كَانَت لَهُ عِنْد أستاذه رُتْبَة هِيَ لقرابغا هَذَا عِنْد مخدومه أَخْبرنِي القَاضِي نَاصِر الدّين كَاتب السِّرّ قَالَ لم أَدخل عَلَيْهِ قطّ فرايته جَالِسا قدامه بل إِلَى جَانِبه وَلَا رَأَيْته يتحدث هُوَ وأستاذه وَعِنْدَهُمَا مَمْلُوك آخر وَكَانَ يرجع إِلَى قَوْله مهما قَالَه أَو أَشَارَ إِلَيْهِ فَهُوَ الَّذِي بِكَوْن الْعَمَل عَلَيْهِ وَلم يكن مشترى مَاله بل للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر أعطَاهُ إِيَّاه زوجه بِجَارِيَتِهِ كشباي وَهِي أعز جواريه وأحظاهن عِنْده وَكَانَ لَا يصبر أستاذها عَنْهَا وَكَانَ قد وجد على آرائه عَلَيْهِ الْخَيْر والسعادة وَلما خرج مَعَه إِلَى صفد أعطي إمرة عشرَة وَلما توجه إِلَى مصر وَأعْطِي نِيَابَة حلب أعطي إمرة طبلخاناه وَلما حضر إِلَى دمشق أعطَاهُ أستاذه من عِنْده قَرْيَة بَيت جن وَهِي تغل مائَة ألف وَخمسين ألفا وَأَعْطَاهُ فِي كل سنة مِائَتَيْنِ ألف دِرْهَم غير الَّذِي ينعم بِهِ عَلَيْهِ على الدَّوَام والاستمرار من الْخَيل وَالذَّهَب والقماش مَرضت زَوجته كمشبغا الْمَذْكُورَة وبصقت دَمًا وَمَاتَتْ فِي الْيَوْم الثَّالِث ودفنت فِي تربة أَنْشَأَهَا لَهَا فِي جُمُعَة فدفنت فِيهَا يَوْم الْخَمِيس سادس عشر شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ إِنَّه مَاتَ ابْنهَا وكاتبه بعْدهَا بيومين ثمَّ بَصق هُوَ أَيْضا دَمًا وَمَات يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر شَوَّال فلحقها بعد خَمْسَة أَيَّام وأحضر من دَاره إِلَى بَاب النَّصْر فَخرج أستاذه وَصلى عَلَيْهِ مَعَ الْأُمَرَاء وَالنَّاس وَلم يتبعهُ وَتوجه الْأُمَرَاء بِهِ ودفنوه عِنْد زَوجته فِي التربة الَّتِي أَنْشَأَهَا عِنْد دَار حَمْزَة التركماني 3 - (ابْن أُخْت نَائِب الشَّام) قرابغا الْأَمِير سيف الدّين ابْن أُخْت نَائِب الشَّام الْأَمِير سيف الدّين ايتمش حضر مَعَه إِلَى دمشق وَكَانَ من جملَة السِّلَاح دارية للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسن وَأقَام بهَا قَلِيلا فرسم لَهُ بإمرة طبلخاناه) وَهُوَ شكل حسن تَامّ الْخلق اسمر ممتلئ الْبدن من أحسن الأشكال خير وادع قَلِيل الشَّرّ كثير الْأَدَب والحشمة لما طلب خَاله إِلَى الديار المصرية بَقِي هُوَ فِي دمشق مُقيما وَهُوَ بطال ثمَّ إِنَّه توجه صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين ارغون الكاملي نَائِب الشَّام إِلَى لد فِي نوبَة بيبغا وَحضر مَعَه وَتوجه إِلَى حلب ثمَّ عَاد فَلَمَّا

أمير حلب

أعطي خَاله نِيَابَة طرابلس توجه مَعَه وَأعْطِي طبلخاناه هُنَاكَ وَأقَام إِلَى أَن توفّي خَاله بطرابلس فَعَاد إِلَى الديار المصرية فِي سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَلم يزل بهَا إِلَى أَن توفّي رمه الله تَعَالَى فِي 3 - (أَمِير حلب) قراتمر بطان الْأَمِير حسام الدّين كَانَ أَمِيرا بحلب وَنقل إِلَى دمشق على إقطاع الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر الْمَعْرُوف بِالدَّمِ الْأسود فوصل إِلَى دمشق مَرِيضا وَمَات بعد أَيَّام قَلَائِل فِي مستهل شهر رَمَضَان سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة وَأوصى إِلَى الْأَمِير سيف الدّين بلاط 3 - (التركي الوزيري) قراتكين أَبُو مَنْصُور الوزيري مولى الْوَزير ابْن كلس كَانَ صَالحا زاهداً توفّي سنة سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الْأَمِير زين الدّين) قراجا بن دلغادر بدال مُهْملَة وَلَام سَاكِنة وغين مُعْجمَة وَبعدهَا ألف ودال مُهْملَة وَرَاء الْأَمِير زين الدّين نَائِب السلطنة بالأبلستين كَانَ من أُمَرَاء التركمان وارتمى إِلَى الْأَمِير سيف الدّين تنكز وانتمى إِلَيْهِ فأقامه وأحبه وعظمه وَكَانَ ميله إِلَيْهِ أحد الْأُمُور الَّتِي نقمها السُّلْطَان النَّاصِر على الْأَمِير سيف الدّين تنكز لِأَنَّهُ كثيرا مَا كَانَ يُرَاجع السُّلْطَان فِي أمره وَيَقُول لَهُ اعزله عَن الأبلستين فيراجعه فِي أمره لِأَن ابْن دلغادر كَانَ الْوَاقِع بَينه وَبَين الْأَمِير ارتنا نَائِب الرّوم وَلما هرب الْأَمِير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر نَائِب حلب من حلب توجه إِلَيْهِ واستجار بِهِ آواه وَأقَام عِنْده إِلَى أَن انتصر النَّاصِر على قوصون وَطلب طشتمر فَحَضَرَ من الْبِلَاد الرومية وَابْن دلغادر مَعَه وَتوجه مَعَه إِلَى الديار المصرية وَمَا صدق بِالْخرُوجِ من الْقَاهِرَة) وَرَأى نَفسه قد عدى حلب وقويت نَفسه من ذَلِكُم الْوَقْت وَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين يلبغا نَائِب حلب وتواقعا وانتصر ابْن دلغادر عَلَيْهِ ولمت جَاءَ الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه إِلَى حلب نَائِبا دخل مَعَه وَكَانَ يكاتبه دَائِما ويهاديه وَلما قدم إِلَى دمشق اسْتمرّ الود بَينهمَا وَأخذ لِابْنِهِ الْأَمِير صارم الدّين طبلخاناه بِالشَّام وَكَانَ يُقيم عَلَيْهَا عِنْد وَالِده ولمات وصل الْأَمِير سيف الدّين بيبغاروس إِلَى حلب وَأَرَادَ الْخُرُوج على السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَالح راسله وَاتَّقِ مَعَه وَحضر فِي تركمانه مَعَه إِلَى دمشق وتسيب تركمانه المفسدون يعيثون فِي الأَرْض فنهبوا الْأَمْوَال وافتضوا الْفروج وَسبوا الْحَرِيم وسفكوا الدِّمَاء واعتمدوا مَا لَا يعتمده إِلَّا الْكفَّار فِي الْإِسْلَام ثمَّ أَنه لما تحقق خُرُوج السُّلْطَان من مصر ووصوله إِلَى الرملة خامر على بيبغاروس

قرارسلان

وَتوجه على الْبِقَاع إِلَى بِلَاده وسَاق مَا وجده للنَّاس من خُيُول فَأخذ لأهل صفد جشاراً فِيهِ خَمْسمِائَة فرس وَلما هرب بيبغاروس وَأحمد وبكلمش وَغَيرهم توجهوا إِلَيْهِ إِلَى أبلستين فتقرب بإمساكهم وجهز أَولا أَحْمد وبكلمش إِلَى حلب ثمَّ إِنَّه أمسك بيبغاروس من أبلستين وجهزه إِلَى حلب فَجرى مَا جرى على مَا مَذْكُور فِي تراجمهم ثمَّ إِن الأميرين سيف الدّين شيخو والأمير طاز قاما فِي أمره قيَاما عَظِيما وجهزوا الْأَمِير عز الدّين طقطاي الدوادار إِلَى الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي نَائِب حلب وصما عَلَيْهِ وَقَالا لَا بُد من الْخُرُوج إِلَيْهِ بالعساكر وخراب أبلستين فَتوجه بِمَا مَعَه من العساكر الحلبية وَغَيرهم من عَسَاكِر الثغور ووصلوا إِلَى أبلستين وقاسى الْعَسْكَر شَدَائِد فنيت فِيهَا خيلهم وجمالهم وَمَشوا على أَرجُلهم فِي عدَّة أَمَاكِن ووجدوا أهوالاً صعبة فهرب مِنْهُم فخرب أبلستين وحرقها وَخرب قراها وَتَبعهُ بالعساكر إِلَى قريب قيصرية وأحاطت بِهِ العساكر من هُنَا وعسكر ابْن أرتنا فأمسكه قطلوشاه من أُمَرَاء مغل الرّوم وجهزه إِلَى ابْن أرتنا وَكتب نَائِب حلب إِلَى ابْن ارتنا يَطْلُبهُ فدافعه من وَقت إِلَى وَقت إِلَى أَن بَعثه فِي الآخر مُقَيّدا وَدخل إِلَى حلب يَوْم السبت ثَانِي عشْرين شعْبَان المكرم سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة فثقل النَّائِب قيوده وزناجيره واعتقله قلعة حلب وجهز سَيْفه إِلَى السُّلْطَان صُحْبَة مَمْلُوكه عَلَاء الدّين طيبغا الْمُقدم) وَلما كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشر شهر رَمَضَان وصل إِلَى دمشق وجهز إِلَى مصر صُحْبَة عَسْكَر يوصله إِلَى غَزَّة وَوصل إِلَى مصر فَأَقَامَ فِي الاعتقال مُدَّة ثمَّ إِنَّه وسط وعلق على بَاب زويلة قطعتين ثَلَاثَة أَيَّام وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة فسبحان مبيد الجبارين (قرارسلان) 3 - (صَاحب حصن كيفا) قرارسلان بن دَاوُد بن سقمان بن أكسب الْأَمِير فَخر الدّين صَاحب حصن كيفا وَأكْثر ديار بكر توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ملك بعده وَلَده نور الدّين مُحَمَّد فحماه نور الدّين وذب عَنهُ وَمنع أَخَاهُ قطب الدّين من قَصده وَكَانَ الْأَمِير فَخر الدّين الْمَذْكُور لما احْتضرَ بعث إِلَى نرو الدّين يَقُول لَهُ بَيْننَا صُحْبَة فِي الْجِهَاد وَأُرِيد أَن ترعى وَلَدي 3 - (المظفر صَاحب ماردين) قرارسلان السُّلْطَان الْملك المظفر فَخر الدّين ابْن الْملك

بهاء الدين المنصوري

السعيد نجم الدّين أبي الْفَتْح إيلغازي بن أرتق بن غَازِي بن البي بن تمرتاش صَاحب ماردين وَابْن مُلُوكهَا بَقِي فِي الْملك ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة وَولي بعده وَلَده الْملك السعيد دَاوُد ثمَّ ابْنه الآخر الْملك الْمَنْصُور نجم الدّين غَازِي فَبَقيَ إِلَى سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة حاصر السعيد التتار تِسْعَة أشهر وَلم يلن لَهُم جَانِبه وَقَالَ لَو أَقمت حَتَّى لَا يبْقى معي أحد مَا نزلت وَلَو دخلُوا عَليّ عجلت إهلاك روحي ثمَّ إِنَّه مَاتَ فِي الْحصار فَنزل ابْنه المظفر إِلَيْهِم وَذكر خدمه الْمُتَقَدّمَة وَأَن أَبَاهُ الَّذِي كَانَ يمنعهُ من الدُّخُول فِي طاعتهم فقبلوا ذَلِك مِنْهُ وأقروه على الْملك وَكَانَت وَفَاة المظفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (بهاء الدّين المنصوري) قرارسلان الْأَمِير الْكَبِير بهاء الدّين المنصوري أحد الْمُتَقَدِّمين الْكِبَار بِدِمَشْق كَانَ مليح الصُّورَة تَامّ الْخلقَة سميناً شجاعاً لما هرب قبجق إِلَى) التتار أَمر هُوَ وَنهى وَحج بِالنَّاسِ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بتربته بَاب توما القراريطي الْوَزير اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم (قراسنقر) 3 - (الناصري الحديثي) قراسنقر بن عبد الله الحديثي الناصري أَبُو مُحَمَّد التركي أحد مماليك الإِمَام النَّاصِر رَبِّي بالحديثة وَحفظ الْقُرْآن وَكَانَ يقرأه صَحِيحا قِرَاءَة تجويد وَيكثر التِّلَاوَة قَالَ محب الدّين ابْن النجار كَانَ يسكن بدرب الغيار وَسمع مَعنا كثيرا من الحَدِيث واسمع وَلدين لَهُ صغيرين كثيرا ممات الْأَكْبَر مِنْهُمَا قبله وَكَانَ شَابًّا صَالحا عَاقِلا متديناً حسن الطَّرِيقَة علقت عَنهُ شَيْئا فِي المذاكرة مَاتَ بتستر بعد الثَّلَاثِينَ والستمائة أَو قبلهَا بِيَسِير 3 - (قراسنقر المعزي) قراسنقر الْأَمِير الْكَبِير شمس الدّين المعزي توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (قراسنقر صَاحب أذربيجان) قراسنقر الأتابك صَاحب أذربيجان وأران من مماليك طغرل ابْن السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه كَانَ شجاعاً مهيباً ظلوماً غشوماً عَظِيم المكحل

قراسنقر المنصوري

فَإِن السُّلْطَان مُحَمَّد كَانَ يخافه ويداريه مرض بالسل وَمَات سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (قراسنقر المنصوري) قراسنقر الجوكندار المنصوري الْأَمِير الْكَبِير شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد من أكبر الْأُمَرَاء وَأجل مماليك الْبَيْت المنصوري اشْتَرَاهُ الْمَنْصُور قلاوون فِي زمَان الإمرة قبل أَن تطير سمعته وَيذكر اسْمه وَجعله من الأوشاقية عِنْده ثمَّ ترقى وَعرف من صغره بِحسن التأتي فِي الْأُمُور والتحيل لبلوغ الْمَقَاصِد وَهُوَ من أَقْرَان طرنطاي ولاجين ومكتبغا والشجاعي وَتلك الطَّبَقَة وَكَانَ اِسْعَدْ مِنْهُم فَإِنَّهُ عاصرهم وقاسمهم فِي سَعَادَة أيامهم ثمَّ عمر بعدهمْ الْعُمر الطَّوِيل متنقلاً فِي النيابات والإمرة الْكَبِيرَة إِلَّا مُدَّة يسيرَة قضي عَلَيْهِ فِيهَا بالاعتقال فِي أَيَّام سلطنة لاجين وَيُقَال إِن أَصله من قارا وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ جهاركس قولا جزما باستنابة الْملك الْمَنْصُور) قلاوون فِي حلب وتتبعه طرنطاي وَنصب لَهُ أشراك المكايد وسلط الحلبيين على الشكوى مِنْهُ وَبَقِي دأبه يقبح عمله ويعظم زلله وَيحسن للْملك الْمَنْصُور عَزله وَلم يزل حَتَّى أمره الْملك الْمَنْصُور بالكشف عَلَيْهِ فَأتى حلب وكشف عَلَيْهِ بِنَفسِهِ وَلم يظفر مِنْهُ بِمُرَاد وَلَا حصل فِيهِ على أمل ثمَّ تقصده ابْن السلعوس وَأَرَادَ لَهُ البوس وأغرى لَهُ الْملك الْأَشْرَف وتفطن لَهُ قراسنقر فَلم يزل يرفع حَاله ببذل نفائس الذَّخَائِر وكرائم المَال إِلَى أَن اسْتمرّ بِهِ الْملك الْأَشْرَف ثمَّ لم ينم عَنهُ ابْن السلعوس وَلَا سكت حَتَّى عزل عَن حلب وَولي الطباخي عوضه وَكَانَ حقد ابْن السلعوس عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَأْخُذ نَفسه مُنْذُ عهد الصِّبَا وَهُوَ بَين أَبنَاء التُّجَّار بالرياسة حَتَّى كَانَ يُسمى لحمقه الصويحب وَرُبمَا قيل الصاحب على سَبِيل الهزء بِهِ لإفراط حمقه فَأتى مرّة إِلَى حلب وقراسنقر فِي نيابته وَجَمَاعَة الدَّوَاوِين عِنْده فَلَمَّا لم يخف عَلَيْهِ حمقه فَقَالَ مَا هَذَا إِلَّا أَحمَق فَقيل لَهُ يَا خوند هَذَا الصاحب شمس الدّين وحدثوه حَدِيثه فَطَلَبه إِلَى بَين يَدَيْهِ ومزح مَعَه فعز عَلَيْهِ واغتاظ وحنق فَأمر بِهِ فَضرب على أكتافه وأخرق بِهِ وأهانه فمل ابْن السلعوس حقدها عَلَيْهِ إِلَى أَن دارت لَهُ الدائرة وَلما عزل قراسنقر عَن حلب نقل إِلَى الْأُمَرَاء بِمصْر فَأَرَادَ مُقَابلَة ابْن السلعوس وَكَانَ رجلا داهية حكى لي القَاضِي معِين الدّين ابْن العجمي وَهُوَ مِمَّن كَانَ خصيصاً بِهِ قَالَ لم اسْتَقر نقل قراسنقر إِلَى أُمَرَاء مصر تقرب إِلَى الْملك الْأَشْرَف وَإِلَى خواصه بِكُل نَفِيس إِلَى أَن نَدم الْملك الْأَشْرَف على عَزله وَقَالَ لَهُ هَذَا السَّاعَة حلب قد انْفَصل أمرهَا وَأَنت عندنَا عَزِيز

كريم فمهما كَانَ لَك حَاجَة عرفنَا بهَا فَقبل الأَرْض وَقَالَ نظرة وَاحِدَة من وَجه السُّلْطَان أحب إِلَيّ من حلب وَمَا فِيهَا وَإِنَّمَا أسأَل الصَّدقَات الشَّرِيفَة أَن أكون أَمِير جاندار فَقَالَ لَهُ الْملك الْأَشْرَف بِسم الله فَقبل الأَرْض وَقَالَ وَالله يَا خوند مَا لي غَرَض غير نظر الْوَجْه الْكَرِيم وَلَا طلبت هَذِه الْوَظِيفَة إِلَّا حَتَّى أكون أهين ذَلِك الرجل إِذا جَاءَ أَقُول لَهُ يتَصَدَّق مَوْلَانَا وَيقْعد فَإِن مَوْلَانَا السُّلْطَان فِي هَذَا الْوَقْت مَشْغُول يَعْنِي ابْن السلعوس فَضَحِك الْملك الْأَشْرَف ومزح مَعَه فِي هَذَا وَقَالَ لَهُ هَذَا بس قَالَ وَالله يَا خوند يَكْفِينِي هَذَا) وَهَذَا مَا هُوَ قَلِيل وَاسْتمرّ أَمِير جاندار وَكَانَ كثيرا مَا يَجِيء ابْن السلعوس فَيقوم يقف لَهُ قراسنقر ويخدمه وَيَقُول يَا مَوْلَانَا كَانَ السُّلْطَان السَّاعَة مَشْغُول فَيتَصَدَّق مَوْلَانَا وَيقْعد وَابْن السلعوس يتلظى عَلَيْهِ وقراسنقر عُمَّال عَلَيْهِ ودأبه إغراء الْملك الْأَشْرَف بِهِ وبأمثاله من الْأُمَرَاء الْكِبَار إِلَى أَن اتَّفقُوا وفعلوا تِلْكَ الفعلة حكى لي اينبك مَمْلُوك بيسري قَالَ لما خرجنَا مَعَ الْملك الْأَشْرَف إِلَى جِهَة تروجة قدم للْملك الْأَشْرَف لبن ورقاق وَهُوَ سَائِر فَنزل يَأْكُل وَكَانَ أستاذي بيسري ولاجين وقراسنقر قد نزلُوا جملَة على جنب الطَّرِيق فَبعث الْملك الْأَشْرَف إِلَيْهِم بقصعة من ذَلِك اللَّبن وَقد سمها فَقَالَ بيسري فُؤَادِي يمغسني مَا اقدر آكل لَبَنًا على الرِّيق فَقَالَ لاجين أَنا صايم فَقَالَ قراسنقر دس الله هَذَا اللَّبن فِي كَذَا وَكَذَا مِمَّن بَعثه نَحن مَا نأكله ثمَّ أَخذ مِنْهُ وَأطْعم كَلْبا كَانَ هُنَاكَ فَمَاتَ لوقته فَقَالَ ابصروا ايش كَانَ يُرِيد يزقمنا ثمَّ قَامُوا على كلمة وَاحِدَة واتفاق وَاحِد فِي نجاز مَا كَانُوا بنوا عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُم مُدَّة فِي الْعَمَل على قتل الْملك الْأَشْرَف وَابْن السلعوس إِلَى أَن كَانَ مَا كَانَ انْتهى وَلما قتل الْملك الْأَشْرَف لم يباشره قراسنقر بِيَدِهِ بل كَانَ مَعَ المباشرين لَهُ وَنزل إِلَيْهِ وَنزع خَاتمه وحياصته بِيَدِهِ وَفعل بِهِ بعد مَوته مَا تَقْتَضِيه شماتة المشتفي واختفى هُوَ ولاجين فِي بَيت كتبغا وَكَانَ يُنَادى عَلَيْهِمَا ويتطلبهما وهما عِنْده وَالنَّاس مَا يخفى عَلَيْهِم هَذَا وَمَا يَجْسُر أحد يتَكَلَّم لِأَن كتبغا كَانَ هُوَ السُّلْطَان الْقَائِم فِي الْحَقِيقَة ثمَّ إِنَّه أخرجهُمَا لما تسلطن وَأَمرهمَا وَعظم شَأْنهمَا وكبرهما ثمَّ نَاب قراسنقر للاجين لما تسلطن النِّيَابَة الْعَامَّة وَأورد الْأُمُور وأصدرها واعتقله واستناب منكودمر عوضه حكى لي قَيْصر الشرفي مَمْلُوك عمي شرف الدّين قَالَ لما اسْمك لاجين قراسنقر طلب أستاذي يَعْنِي عمي فِي شغل عرض لَهُ فَلم يدْخل وَكَانَت لَهُ مِنْهُ المكانة الْمَعْرُوفَة فَطَلَبه يدْخل فَطَلَبه ولز فِي طلبه فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ طلبناك مرَّتَيْنِ ثَلَاثَة وَأَنت مَا تَجِيء فَقَالَ

كَيفَ أجيء وَقد عملت مَعَ قراسنقر مَا عملت بعد أَن كنتما مثل الروحين فِي الْجَسَد وأمس) كَمَا خلصتما من تِلْكَ الشدَّة الَّتِي كنتما فِيهَا وظهرتما من الاختفاء وَمَا هَكَذَا النَّاس فَقَالَ لَهُ يَا أخي اعذرني هَذَا وَالله لَو خليته روح روحي وَأَنا قد حَبسته وَمَا آذيه فَقَالَ لَهُ الله مَا تؤذيه فَقَالَ آللَّهُ مَا أؤذيه فَقَالَ ارسم لي لروح غليه وَأطيب قلبه وأعرفه بِهَذَا فَقَالَ رح إِلَيْهِ وعرفه فراح غليه وعرفه بِهَذَا وَبكى وَحلف أنني مَا كنت أَمُوت وأعيش إِلَّا مَعَه وَإِن وَإِن فجَاء إِلَى لاجين وعرفه وَقَالَ لَهُ يَا خوند أَنْت قد قلت وَالله مَا آذيه وَأَنت مِمَّن يوثق بِيَمِينِهِ وَلَا يشك فِي دينه فَقَالَ يَا شرف الدّين وَأَزِيدك هَات الْمُصحف فَجَاءُوا بالمصحف فَقَالَ لَهُ حلفني عَلَيْهِ أنني مَا آذي قراسنقر فِي نَفسه وَلَا أمكن من يُؤْذِيه فِيهَا فَعَاد القَاضِي شرف الدّين إِلَيْهِ وعرفه بذلك فَقَالَ السَّاعَة يَا شرف الدّين طَابَ الْحَبْس جَزَاك الله الْخَيْر وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن قتل لاجين وَجَاءَت الْأَيَّام الناصرية فِي النّوبَة الثَّانِيَة فَأطلق وَأعْطِي الصبيبة فَبَقيَ بهَا مديدة وَنقل إِلَى نِيَابَة حماة بعد الْعَادِل كتبغا فَلَمَّا مَاتَ الطباخي نقل قراسنقر إِلَى حلب نَائِبا وَأعْطيت حماة لقبجق وَلم يزل قراسنقر بحلب نَائِبا إِلَى أَن خرج الْملك النَّاصِر مُحَمَّد من الكرك وَجَاء إِلَى دمشق فَحَضَرَ إِلَيْهِ فَركب السُّلْطَان لتلقيه فَالْتَقَيَا بالميدان الْكَبِير وترجل السُّلْطَان لَهُ وعانقه وَقبل صَدره وَبِه استتم أمره واستتب لَهُ الْملك وَكَانَ ابْنه الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد هُوَ الَّذِي استمال أَبَاهُ قراسنقر للْملك النَّاصِر فشرع بذلك المظفر فَيُقَال إِنَّه سمه وَأخذ قراسنقر فِي تَدْبِير الْملك وَالسُّلْطَان تبع لَهُ فِيمَا يرَاهُ ووعده بكفالة الممالك والنيابة الْعَامَّة بِمصْر فَلَمَّا وصل إِلَى مصر قَالَ لَهُ الشَّام بعيد عني وَمَا يضبطه غَيْرك فَأخْرجهُ لنيابة دمشق وَقَالَ لَهُ هَذَا الجاشنكير خرج إِلَى صهيون فتمسكه وتحضر بِهِ لتنفق على الْمصلحَة فَخرج واجتهد على إمْسَاك الجاشنكير فَلَمَّا أحضرهُ إِلَى الصالحية أَتَاهُ أسندمر كرجي من مصر بمرسوم السُّلْطَان بِأَن يُسلمهُ غليه وَيتَوَجَّهُ فسلمه غليه وَتوجه إِلَى دمشق ودخلها يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع سَبْعمِائة وَنزل بِالْقصرِ الأبلق وَقد نفض يَده من طَاعَة السُّلْطَان فَغير أَنه حمل الْأَمر على ظَاهره وَلم يفْسد السُّلْطَان بكشف بَاطِنه) وَأقَام بِدِمَشْق على أوفاز فَمَا حل بهَا أحمالاً وَلَا خزن بهَا غلَّة وَلَا تقيد فِيهَا لشَيْء وَأخذ فِيهَا أمره بالحزم وَجعل لَهُ مماليك بطفس ومماليك بالصنمين وعيناً ببيسان وَكَانَ إِذا وصل أحدج من مصر مِمَّن يتَوَهَّم مِنْهُ بطقوا من بيسان بطاقة منقولة إِلَيْهِ فَإِذا وصل الْوَاصِل من مصر إِلَى طفس تَلَقَّتْهُ مماليك قراسنقر ونوابه وَقدمُوا لَهُ مَا سأكل وَمَا يشرب ثمَّ يَأْتِي إِلَى الصنمين فيفعلون بِهِ أُولَئِكَ كَذَلِك ليشغلوه فِي كل منزلَة بِالْأَكْلِ وَالشرب والتكبيس إِلَى أَن يبلغ الْخَبَر قراسنقر وهجنه وخيله كلهَا محصلة فيستعد لما يُرِيد فعله ثمَّ إِن الْوَاصِل من مصر إِذا أَتَى الصنمين ركب مَعَه من مماليك قراسنقر من يوصله إِلَيْهِ بِجَمِيعِ من مَعَه من المماليك والغلمان والسواقين حَتَّى لَا ينْفَرد أحد مِنْهُم بِشَيْء خشيَة من كتب تكون مَعَه

فَيُرْسل بهَا من يفرقها ثمَّ إِنَّه ينزله هُوَ وكل وَمن مَعَه عِنْده وَلَا يَدعه يجد محيصاً فَلَمَّا أَتَاهُ الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار أنزلهُ عِنْده وَلم يُمكنهُ من الْخُرُوج خطرة وَأنزل مماليكه عِنْد مماليكه وَكَانَ عِنْده كَأَنَّهُ تَحت الترسيم وَفتح أجربتهم وفتق نمازنيات سروجهم فوجدوا فِيهَا الملطفات بإمساكه فَأَعَادَهَا إِلَى أماكنها وطاوله إِلَى أَن نجز حَاله وَلَا يظْهر لَهُ شَيْئا مِمَّا فهمه وغالطه بالبسط والانشراح قَالَ حكى لي الصاحب عز الدّين ابْن القلانسي قَالَ أتيت قراسنقر وَكَانَ يأنس إِلَيّ وَقلت لَهُ مَا هَذَا الَّذِي اسْمَعْهُ فَإِن النَّاس نوحوا بإمساكه فَقَالَ اصبر حَتَّى أمزجك ثمَّ قَالَ لأرغون بِأَيّ شَيْء غويتم أَنْتُم فَإنَّا نَحن كُنَّا غاوين بالعلاج والصراع وحدثته فِي مثل هَذَا فَقَالَ أرغون وَنحن هَكَذَا فَقَالَ أَنْت أيش تعْمل قَالَ أصارع فأحضر قراسنقر مصارعين قدامه ثمَّ لم يزل لبه حَتَّى قَامَ أرغون وصارع قدامه فَبَقيَ قراسنقر يتطلع إِلَيّ وَيَقُول يَا مَوْلَانَا ابصر من جَاءَ يمسكني انْتهى قَالَ وَفهم بيبرس العلائي الْحَال من غير أَن يُقَال لَهُ فَركب على سَبِيل الِاحْتِيَاط على أَنه يمسِكهُ فَبعث يَقُول لَهُ إِن كَانَ جَاءَك مرسوم من أستاذي أوقفني عَلَيْهِ فَمَا عِنْدِي إِلَّا السّمع وَالطَّاعَة وَإِن كَانَ جَاءَك مرسوم خَلِّنِي وَإِلَّا أَنا أركب وأقاتل إِمَّا أنتصر أَو اقْتُل أَو أهرب وَيكون عُذْري قَائِما عِنْد أستاذي وَابعث أَقُول لَهُ إِنَّك أَنْت الَّذِي هربتني فتخيل بيرس العلائي وَرَاح إِلَى بَيته) وَكَانَ نِيَابَة حلب قد خلت وَقد بعث السُّلْطَان مَعَ أرغون إِلَيْهِ تقليداً بنيابتها وَفِيه اسْم النَّائِب خَالِيا وَقَالَ لَهُ اتصرف فِي هَذِه النِّيَابَة وعينها لمن تختاره فَهِيَ لَك إِن اشْتهيت تأخذها خُذْهَا وَإِن أردتها لغيرك فَهِيَ لَهُ وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمدَّة كلهَا يبْعَث قراسنقر إِلَى السُّلْطَان وَيَقُول يَا خوند أَنا قد ثقل جناحي فِي حلب بِكَثْرَة علائقي بهَا وعلائق مماليكي وَلَو تصدق السُّلْطَان بعودي إِلَيْهَا كنت رحت إِلَيْهَا فَلَمَّا كَانَ من بيبرس العلائي مَا كَانَ قَالَ لأرغون أَنا قد استرخت الله تَعَالَى وَأَنا رَايِح إِلَى حلب ثمَّ قَامَ وَركب ملبساً تَحت الثِّيَاب من وقته وَركب مماليكه مَعَه هَكَذَا وَخرج إِلَى حلب وأرغون مَعَه إِلَى جَانِبه مَا يُفَارِقهُ والمماليك حوله لَا يُمكن الْأُمَرَاء من الدُّخُول إِلَيْهِ وَلَا التَّسْلِيم عَلَيْهِ وَخرج على حمية إِلَى حلب فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث الْمحرم سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة وَأقَام بهَا وَهُوَ على خوف شَدِيد ثمَّ طلب الدستور لِلْحَجِّ فَلَمَّا كَانَ بزيزاء أَتَتْهُ رسل السُّلْطَان تَأمره بِأَن يَأْتِي الكرك ليَأْخُذ مَا أعده السُّلْطَان هُنَاكَ من الإقامات فَزَاد تخييله وَكثر تردد الرُّسُل فِي هَذَا فَعظم توهمه وَركب لوقته وَقَالَ أَنا مَا بقيت أحج وَرمى هُوَ وَجَمَاعَة مَا لَا يُحْصى من الزَّاد وَأخذ مشرقاً يقطع عرض السماوة حَتَّى أَتَى مهنا بن عِيسَى وَنزل عَلَيْهِ واستجار بهوأتى حلب

فَوقف بظاهرها حَتَّى أخرجت مماليك قراسنقر مَا كَانَ لَهُم بهَا مِمَّا أمكنهم حمله بعد ممانعة قرطاي دون ذَلِك وركوبه بالجيش للممانعة وَلكنه لم يقدر على مدافعة مهنا بن عِيسَى ثمَّ لم يزل يُكَاتب الأفرم حَتَّى جَاءَ هُوَ والزردكاش ومهنا يستعطف لَهُم خاطر السُّلْطَان على أَن يُعْطِيهِ البيرة وَيُعْطِي الأفرم الرحبة والمزردكاش بهنسا وَالسُّلْطَان يَقُول بل الصبيبة وعجلون والصلت فَهموا بالْمقَام مَعَ الْعَرَب وَعمِلُوا على هَذَا وتهيأوا لإزاحة الْعذر فيهم فَلَمَّا طَالَتْ الْمدَّة بهم ضَاقَتْ أعطانهم وأعطان مماليكهم أَكثر لأَنهم لَا يلائم الْعَرَب صُحْبَة الأتراك وقشف الْبَادِيَة وخشونة عيشها وشرعوا فِي الْهَرَب فخاف قراسنقر من الْوحدَة فَقَالَ لمهنا فِي هَذَا فَقَالَ لَهُ أَنا كنت أُرِيد أحَدثك فِي هَذَا وَلَكِن خشيت أَن تظن أَنِّي استثقلت بكم لَا وَالله وَلَكِن أَنْتُم مَا يضمكم لَا الْحَاضِرَة والمدن وَهَذَا قد تخبث لكم وَأَنْتُم يَد تخبثتم لَهُ وَمَا بَقِي إِلَّا ملك الشرق يَعْنِي السُّلْطَان خربندا وَهُوَ كَمَا اسْمَع) ملك كريم محسن إِلَى من يجيه ويقصده فدعوني أكتب إِلَيْهِ بسببكم فوافقوه على هَذَا فَكتب لَهُم فَعَاد جَوَاب خربندا بِأَن يجهزهم إِلَيْهِ ويعدهم بِإِحْسَان فتوجهوا إِلَيْهِ فوجدوا مِنْهُ مَا أسناهم مصيبتهم وسلاهم عَن بِلَادهمْ قَالَ حكى لي شَيخنَا وَاحِد الدَّهْر شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ لما جَاءُوا أَمر السُّلْطَان خربندا الْوَزير أَن يبصر كم كَانَ لكل وَاحِد مِنْهُم من مبلغ الإقطاع ليعطيهم نَظِيره فَأَعْطَاهُمْ على هَذَا الحكم فَأعْطى قراسنقر مراغة وَأعْطى الأفرم همذان وَأعْطى الزردكاش نهاوند وتفقدهم بالإنعام حَتَّى غمرهم وَقَالَ لقد كنت حَاضرا يَوْم وصولهم واختبرهم فِي الحَدِيث فَقَالَ عَن قراسنقر هَذَا أرجحهم عقلا لِأَنَّهُ قَالَ لكل وَاحِد مِنْهُم أيش تُرِيدُ فَقَالَ شَيْئا فَقَالَ قراسنقر مَا أُرِيد إِلَّا امْرَأَة كَبِيرَة الْقدر أَتزوّج بهَا فَقَالَ هَذَا كَلَام من يعرفنا أَنه مَا جَاءَ إِلَّا مستوطناً عندنَا وَأَنه مَا بَقِي لَهُ عودة إِلَى بِلَاده فَعظم عِنْده بِهَذَا وَأَجْلسهُ فَوق الأفرم وسنى لَهُ العطايا أَكثر مِنْهُ وزوجه بنت قطلوشاه وَسَماهُ قراسنقر لِأَن الْمغل يكْرهُونَ السوَاد ويتشاءمون بِهِ قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين وَكَانَ خربندا وَابْنه بوسعيد يحْضرَانِ قراسنقر فِي الأطاغ والأرغة مَعَهُمَا دون الأفرم وهما من مَوَاضِع المشورة وَالْحكم وامتد عمر قراسنقر بعد الأفرم وَوَقع عَلَيْهِ الفداوية مَرَّات وَلم يقدر الله تَعَالَى أَن ينالوا مِنْهُ شَيْئا وَمَا قدا عَلَيْهِ إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَهُوَ بِبَاب الكرباش منزل القان فَإِنَّهُم وَثبُوا عَلَيْهِ وَهُوَ بَين أُمَرَاء الْمغل فَخدش فِي سَاقه خدشاً هيناً وتكاثر المماليك والمغل على الْوَاقِع فقطعوه وَلم يتأثر قراسنقر لذَلِك قلت قَالَ إِن الَّذِي هلك بِسَبَبِهِ من الفداوية ثَمَانُون رجلا

حكى لي مجد الدّين السلَامِي قَالَ كُنَّا يَوْم عيد بالأردو وجوبان وَولده دمشق خواجا إِلَى جَانِبه وقراسنقر جَالس إِلَى جَانِبه وَهُوَ قَاعد فَوق أَطْرَاف قماش دمشق خواجا فَوَقع الفداوي عَلَيْهِ فَرَأى دمشق خواجا السكين فِي الْهَوَاء وَهِي نازلة فَقَامَ هاباً فبسبب قِيَامه لما نَهَضَ مسرعاً تعلق بقماشه تَحت قراسنقر) فَدفع قراسنقر ليخلص فَخرج قارسنقر من مَوْضِعه وراحت الضَّرْبَة ضائعة فِي الْهَوَاء وَوَقع مماليك قراسنقر على الفداوي فقطعوه قطعا والتفت قراسنقر إِلَيّ وَقَالَ هَذَا كُله مِنْك وَمَا كَانَ هَذَا الفداوي إِلَّا عنْدك مخبوءاً وَأخذ فِي هَذَا وَأَمْثَاله ونهض إِلَى السُّلْطَان بوسعيد وشكا إِلَيْهِ وَدخلت أَنا وجوبان خَلفه فَقَالَ للسُّلْطَان بوعيد يَا خوند إِلَى مَتى هَذَا بِاللَّه اقتلني حَتَّى أستريح وَالله زَاد الْأَمر وَطَالَ وَأَنا فقد التجأت إِلَيْكُم ورميت نَفسِي عَلَيْكُم واستجرت بكم والعصفور يسْتَند إِلَى غُصْن شوك يَقِيه من الْحر وَالْبرد فانزعج السُّلْطَان بوسعيد لهَذَا الْكَلَام وَقَالَ لي بغيظ إِلَى مَتى هَذَا وَأَنت عندنَا والفداوية تخبأهم عنْدك لهَذَا فَقلت وحياة راس القان مَا كَانَ عِنْدِي وَإِنَّمَا حضر أمس مَعَ فلَان وَلَكِن هَذَا أَخُوك السُّلْطَان الْملك النَّاصِر قد قَالَ غير مرّة إِن هَذَا مملوكي ومملوك أخي ومملوك أبي وَقد قتل أخي وَمَا ارْجع عَن ثأر أخي وَلَو أنفقت خزاين مصر على قتل هَذَا وَهَذَا دخل إِلَيْكُم قبل الصُّبْح بَيْننَا وَهُوَ مُسْتَثْنى من الصُّلْح فَعِنْدَ ذك قَالَ جوبان هَذَا حَقه نَحن مَا ندخل بَينه وَبَين مَمْلُوكه قَاتل أَخِيه وَخرج فانفصلت الْقَضِيَّة وَحكى عَلَاء الدّين عَليّ بن العديل القاصد قَالَ توجهنا مرّة ومعنا أَرْبَعَة من الفداوية لقراسنقر فَلَمَّا قاربنا مراغة وَبَقِي بَيْننَا وَبَينهَا يَوْم أَو قَالَ يَوْمَانِ وَنحن فِي قفل تجار والفداوية مستورون أحدهم جمال وَالْآخر عكام وَالْآخر مشاعلي وَالْآخر رَفِيق فَمَا نشعر إِلَّا والألجية قد وردوا علينا فتقدموا إِلَى أُولَئِكَ الربعة وأمسكوهم وَاحِدًا وَاحِدًا من غير أَن يتَعَرَّضُوا إِلَى أحد غَيرهم فِي القفل وتوجهوا بهم إِلَى قراسنقر فَقَتلهُمْ وَكَذَلِكَ فعل بغيرهم وَغَيرهم قلت الظَّاهِر أَنه كَانَ لَهُ عُيُون تطالعه بالأخبار وتعرفه المتجددات من دمشق وَمن مصر فنه كَانَ فِي هَذِه الْبِلَاد نَائِبا وجهز جمَاعَة من الفداوية وَيعرف قَوَاعِد هَذِه الْبِلَاد وَمَا هِيَ عَلَيْهِ وَمَا كَانَ مِمَّن بغفل عَن أَمر الفداوية وَمَا كَانَ يُؤْتى إِلَّا مِنْهُم قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين وَمَات فِي عزه وجاهه وسعادته مُعظما بَيت الْمغل كَأَنَّمَا عمره رب فيهم وَيُقَال أَنه ملك ثَمَانمِائَة مَمْلُوك وَعِنْدِي أَنه لم يبلغ هَذِه الْعدة وَإِنَّمَا كَانَ عِنْده مماليك كَثِيرَة جدا) وَحصل أَمْوَالًا جمة وَيُعْطِي الْأَمْوَال الجمة لمماليكه وجماعته من الْخُيُول المسومة والسروج الزرخونا والحوايص الذَّهَب والكلاوت والطرز الزركش والأطلس والسمور وَغير ذَلِك من كل مَال فاخر وتأمر فِي حَيَاته بنوه الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد تقدمة ألف

والأمير عَلَاء الدّين عَليّ طبلخاناه وَفرج بِعشْرَة وتأمر لَهُ عدَّة مماليك مثل بيخان ومغلطاي وبلبان جهاركس بطبلخاناه بهادر وعبدون بعشرات قَالَ شهَاب الدّين ابْن الضَّيْعَة النَّقِيب لما جَاءَت العساكر الحلبية مَعَ قراسنقر إِلَى دمشق سنة تسع وَسَبْعمائة كَانَ ثلث الْجَيْش يحمل رنك قراسنقر لأَنهم أَوْلَاده وَأَتْبَاعه ومماليكه وأتباعهم وَكَانَ فِي حلب والأمراء الْحُكَّام فِي مصر مثل سلار والجاشنكير وَغَيرهمَا يخافونه ويدارونه وَلَا يخالفون أمره وَكَانَ مَعَ هَذِه العظمة الْكَبِيرَة والسؤدد الزايد يُدَارِي بِمَالِه ويصانع حَاشِيَة السلطتان حَتَّى الْكتاب والغلمان فَيُقَال لَهُ فِي ذَلِك فَيَقُول مَا يعرف الْإِنْسَان كَيفَ تَدور الدَّوَائِر وَوَاحِد من هَؤُلَاءِ يَجِيء لَهُ وَقت تفلح مِنْهُ كلمة تعمر ألف بَيت وتخرب ألف بَيت وَكَانَ يرى أَخذ الْأَمْوَال وَلَا يرى إهراق الدِّمَاء فحقن الله دَمه وأهذب مَاله قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين حكى لي الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عمر الْأنْصَارِيّ الصُّوفِي قَالَ كَانَ ابْن عبود إِذا عمل المولد الشريف النَّبَوِيّ حضر إِلَيْهِ الْأُمَرَاء وَسَائِر النَّاس فَعمل المولد مرّة فِي سنة من السنين فحضره قراسنقر وَكَانَ فِي المولد رجل صَالح مغربي يعرف بالمراكشي فَلَمَّا مدت الأسمطة قَامَ قراسنقر وَقلع سَيْفه وتشمر وَمد السماط الْمُخْتَص بالفقراء وَقدم بِيَدِهِ الطَّعَام وَشرع يقطع المشوي لَهُم وَلَا يدع أحدا يتَوَلَّى خدمتهم سواهُ فَقَالَ المراكشي من هَذَا قَالُوا لَهُ هَذَا الْأَمِير شمس الدّين قراسنقر أَمِير كَبِير صفته نَعته ومكانته من الدولة كَبِيرَة فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله يعِيش سعيداً وتنزل بِهِ فِي آخر عمره كاينة ويخلص مِنْهَا ويخلص بِسَبَبِهِ غَيره وَيسلم وَمَا يَمُوت إِلَّا على فرَاشه وَكَانَ لَا يَأْخُذ من أحد شَيْئا إِلَّا وَيَقْضِي شغله ويفيده قدر مَا أَخذ مِنْهُ مَرَّات مضاعفة وَأَيْنَ مثله أَو من يُقَارب فعله) حكى لي أَن شخصا من أَبنَاء الْأُمَرَاء الكبراء بحلب كَانَ يحب صَبيا اشْتهر بِهِ وَعرف بحبه فاتفق أَن ذَلِك الصَّبِي غَابَ فاتهمه أَهله بدمه وَشَكَوْهُ إِلَى الْوَالِي فَأحْضرهُ وَقَررهُ بِالضَّرْبِ وَالتَّعْلِيق فَلم يصبر وَقَالَ قتلته فألزم بِهِ وأوجع الْحَبْس على دَمه وَكَانَ بريا مِنْهُ فتحيل فِي إرْسَال شَيْء خدم بِهِ قراسنقر فَأمر أَن ينظر وَلَا يعجل عَلَيْهِ فَمَا مَضَت مُدَّة حَتَّى جَاءَ كتاب نَائِب البيرة يخبر بِأَنَّهُ قد أنكر على صبي من أَبنَاء النِّعْمَة مَعَ جمَاعَة من الْفُقَرَاء قصدُوا الدُّخُول إِلَى ماردين وَأَنه رده إِلَى حلب ليحقق أمره فَلَمَّا جَاءَ إِذا بِهِ ذَلِك الصَّبِي بِعَيْنِه وَظَهَرت بَرَاءَة الْمُتَّهم بِهِ وخلي سَبيله وغفل عَنهُ قراسنقر مُدَّة لَا يذكرهُ إِلَى أَن مَاتَ أَمِير بحلب وَخلف نعمى طائلة وَلَا وَارِث لَهُ فَلَمَّا أَتَاهُ وَكيل بَيت المَال والديوان يستأذنونه فِي الحوطة عَلَيْهِ فَقَالَ هَذَا مَال كثير اريد وَاحِدًا من جهتي يكون مَعكُمْ وَطلب ذَلِك الرجل وَأمره أَن يكون مَعَهم فَحصل من تِلْكَ التَّرِكَة محصولاً جيدا وَعمل بِهِ ذَهَبا أَضْعَاف مَا أعْطى قراسنقر أَولا وأتى

قراطاش

بِالذَّهَب إِلَى قراسنقر وَقَالَ يَا خوند هَذَا الَّذِي تحصل فَقَالَ بَارك الله لَك فِيهِ نَحن أَنا نصيبنا مِنْك أَولا سلفا وَكَانَت وَفَاته رَحمَه الله بمراغة فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَفِي تَرْجَمَة تمرتاش شَيْء من ذكره (قراطاش) 3 - (الزعيمي الأرمني الْبَغْدَادِيّ) قراطاش بن عبد الله الأرمني أَبُو عبد الله الزعيمي وَيُسمى عبد الله أَيْضا مولى زعيم الدّين أبي الْفضل يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر رَبِّي فِي النِّعْمَة والحشمة وَكَانَ خصيصاً بمولاه عَزِيزًا عِنْده ثمَّ بعد وَفَاة مَوْلَاهُ انْقَطع إِلَى الْخلْوَة وَصَحب الصُّوفِيَّة وجاور بسقاية الراضي بِجَامِع الْمَنْصُور وَبَقِي بهَا إِلَى حِين وفاه ملازماً للخلوة ودوام الْعِبَادَة وَظَهَرت آثَار الصّلاح عَلَيْهِ وَسمع من أبي بكر بن الشاروق الْمقري توفّي سنة سِتّ وسِتمِائَة وَحضر جنَازَته خلق كثير (قراقوش) 3 - (بهاء الدّين الْأَسدي) قراقوش الْأَمِير الْكَبِير بهاء الدّين الْأَسدي الْخَادِم الْأَبْيَض فَتى أَسد الدّين شيركوه لما اسْتَقل السُّلْطَان صَلَاح الدّين بِملك صر جعله زِمَام الْقصر وَكَانَ مسعوداً مَيْمُون النقيبة صَاحب همة بنى سور الجيزة فِي الدولة الصلاحية وَلما فتح صَلَاح الدّين عكا سلمهَا إِلَيْهِ فَلَمَّا أَخذهَا الفرنج أَسرُّوا قراقوش فافتكه مِنْهُم بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَله حُقُوق على السُّلْطَان وَالْإِسْلَام توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وللأسعد بن مماتي كراس سَمَّاهُ الفافوش فِي أَحْكَام قراقوش مَكْذُوب عَلَيْهِ فيعه أَشْيَاء فَإِنَّهَا مَا تقع من مثل من كَانَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يعْتَمد عَلَيْهِ وينوب عَنهُ وَعمر بالمقس رِبَاطًا وعَلى بَاب الْفتُوح بِظَاهِر الْقَاهِرَة خَان سَبِيل وَله وقف كثير لَا يعرف مصرفه

قرام

ابْن قراقيش الطَّبِيب اسْمه عبد الصَّمد بن سُلْطَان (قرام) 3 - (الْأَمِير سيف الدّين) كَانَ أَمِير آخور فِي أَيَّام الصَّالح صَالح وَهُوَ فِي مَحل كير فَعمل عَلَيْهِ وَأخرج إِلَى دمشق على أَن بحالح ولَايَة سيف الدّين تِلْكَ الشّحْنَة وَسيف الدّين منكلي بغا السِّلَاح دَار الصَّالِحِي فوصل إِلَى دمشق فِي سادس عشْرين شهر بيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين الشّحْنَة إِلَى مصر فَأَقَامَ بِدِمَشْق إِلَى أَن أمسك بَين العشائين واعتقل بقلعة دمشق فِي عَشِيَّة يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَبَقِي فِي الاعتقال إِلَى أَن حضر

الأسدي الكوفي

سرحان إِلَى الشَّام فِي نوبَة سغايد وَلما توجه إِلَى مصر أَخذه مَعَه صُحْبَة من امسك تِلْكَ اللَّيْلَة الْوَاقِعَة وَتوجه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ إِنَّه افرج عَنهُ وَحضر إِلَى دمشق فِي عَاشر شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة ورتب لَهُ على الدِّيوَان كل يَوْم خمسين درهما وَكَانَ قد مَاتَ الْأَمِير سيف الدّين الجيبغا العادلي فأنعم عَلَيْهِ بإقطاعه وَلَمْ يزل عَلَى حَاله إِلَى أَن توفّي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشْرين من رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة 3 - (الْأَسدي الْكُوفِي) قرَان بن تَمام الْأَسدي وَثَّقَهُ أَحْمد وَكَانَ يَبِيع الدَّوَابّ وَهُوَ كُوفِي نزل بَغْدَاد روى عَن سُهَيْل بن أبي صَالح وَهِشَام بن عُرْوَة ومُوسَى بن عُبَيْدَة وَجَمَاعَة وروى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَأحمد بن منيع وَعلي بن حجر وَسَعِيد بن مُحَمَّد الْجرْمِي وَالْحسن بن عَرَفَة وَآخَرُونَ توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَمِير آخور سيف الدّين) قردمر الْأَمِير سيف الدّين أَمِير آخور كَانَ أَمِير آخور فِي أَيَّام الصَّالح صَالح وَهُوَ فِي مَحل كَبِير فَعمل عَلَيْهِ وَأخرج إِلَى دمشق على إقطاع الْأَمِير سيف الدّين تِلْكَ الشّحْنَة وَصَحبه سيف الدّين منكلي بغا السِّلَاح دَار) الصَّالِحِي فوصل إِلَى دمشق فِي سادس عشر من شعر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَطلب تِلْكَ الشّحْنَة إِلَى مصر فَأَقَامَ بِدِمَشْق إِلَى أَن أمسك بَيت العشاءين واعتقل بقلعة دمشق فِي عَشِيَّة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَبَقِي فِي الاعتقال إِلَى أَن حضر السُّلْطَان إِلَى الشَّام فِي نوبَة بيبغاروس وَلما توجه إِلَى مصر أَخذه مَعَه صِحَة من أمسك فِي تِلْكَ الْوَاقِعَة وَتوجه إِلَى إسكندرية ثمَّ إِنَّه أفرج عَنهُ وَحضر إِلَى دمشق فِي عَاشر شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة ورتب لَهُ على الدِّيوَان فِي كل يَوْم خَمْسُونَ درهما وَكَانَ قد مَاتَ الْأَمِير يَفِ الدّين الجيبغا العادلي فأنعم عَلَيْهِ بإقطاع 3 - (السَّلُولي الصَّحَابِيّ) قردة بن نفاثة السَّلُولي من بني عمْرَة بن مرّة بن صعصعة بن مُعَاوِيَة بن بكر بن هوَازن كَانَ شَاعِرًا قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جمَاعَة بني سلول فَأمره عَلَيْهِم بَعْدَمَا أسلم واسموا فأشأ يَقُول (بَان الشَّبَاب وَلم أحفل بِهِ بَالا ... وَأَقْبل الشيب وَالْإِسْلَام إقبالا) (وَقد أروي نديمي من مشعشعةٍ ... وَقد أقلب أوراكاً وأكفالا) (الْحَمد لله غذ لم يأتني أَجلي ... حَتَّى اكتسيت من الْإِسْلَام سربالا) وَمن قَوْله (أَصبَحت شَيخا أرى الشخصين أَرْبَعَة ... الشَّخْص شَخْصَيْنِ لما مسني الْكبر) (لَا أسمع الصَّوْت حَتَّى استدير لَهُ ... وَحَال بِالسَّمْعِ دون المنظر الْقصر) (وَكنت أشي على السَّاقَيْن معتدلاً ... فصرت أَمْشِي على مَا ينْبت الشّجر) (إِذا أقوم عجنت الأَرْض مُتكئا ... على براجم حَتَّى يذهب النَّفر) (قرعوس صَاحب ملك) قرعوس بن الْعَبَّاس الثَّقَفِيّ صَاحب ملك كَانَ إِمَامًا صَالحا دينا كَبِير الْقدر عالي الْإِسْنَاد قَالَ ابْن الفرضي كَانَ قيهاً لَا علم لَهُ بِالْحَدِيثِ توفّي بالأندلس سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ (قرطاي) 3 - (نَائِب طرابلس) 3 - (قرطاي الْأَمِير شهَاب الدّين نَائِب طرابلس) عزل من طرابلس وَورد إِلَى دمشق على خبز الْأَمِير بدر الدّين بكتوت القرماني فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سَبْعَة عشْرين وَسَبْعمائة وَرَاح عوضه الْأَمِير سيف الدّين طينال الْحَاجِب وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن عزل

قرظة

طينال وَتوجه لنيابة غَزَّة وَعَاد الْأَمِير شهَاب الدّين قرطاي إِلَى طرابلس نَائِبا فِي شهر بربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سَبْعمِائة وَكَانَ قد حج وَأنْفق فِي الْحَج أَمْوَالًا صَالِحَة استصحب مَعَه كثيرا من الْأَشْرِبَة والمعاجن وَغير ذَلِك وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى من غي ثامن صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة (قرظة) 3 - (قرظة الخزرجي) قرظة بن كَعْب الْأنْصَارِيّ الخزرجي أحد فُقَهَاء الصَّحَابَة وَهُوَ أحد الْعشْرَة الَّذين وجههم عمر إِلَى الْكُوفَة ليعلموا النَّاس وَهُوَ أول من نيح عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ بَنو قرناص جمَاعَة مِنْهُم عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن وَمِنْهُم مخلص الدّين إِسْمَاعِيل بن عمر وَمِنْهُم مخلص الْيَد إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَمِنْهُم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَمِنْهُم عَلَاء الدّين عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن 3 - (نَائِب قلعة صفد) قرمشي بن أقطوان الْأَمِير سيف الدّين بن الْأَمِير عَلَاء الدّين قد تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْهمزَة من مكانته نَشأ هَذَا وَلَده الْأَمِير سيف الدّين قرمشي بصفد على خير وديانة وَتعبد وَلم تعلم لَهُ صبوة وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء والصلحاء ويميل إِلَى الشَّيْخ تي الدّين ابْن تَيْمِية رَحمَه الله وَأَصْحَابه) ويكاتبه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَهُوَ بصفد وَكَانَت لَهُ خُصُوصِيَّة بالأمير سيف الدّين أرقطاي نَائِب صفد يسمر عِنْده ويلازمه لَيْلًا وَنَهَارًا وَلما كَانَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة اخْتصَّ بالأمير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى وَأقَام عده بِدِمَشْق وأبل عَلَيْهِ إقبالاً كثيرا وَصَارَ من أحظى النَّاس عِنْده وَكَانَ يركب فِي الْبَرِيد المهم وَتوجه بالمشافهات بَين السُّلْطَان وَبَين تنكز ثمَّ إِنَّه أعطَاهُ بِدِمَشْق عشرَة أرماح وعلت مكانته وَتردد فِي الْبَرِيد مَرَّات عديدة ثمَّ توجه مَعَ الْأَمِير سيف الدن تنكز لما توجه إِلَى مصر وَهِي آخر مرّة فَغير إقطاعه هُنَاكَ ثَلَاث مَرَّات بالإمرة وولاه الحجوبية وَلما أمسك الْأَمِير سيف الدّين تنكز طلب هُوَ إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بَاب السُّلْطَان حاجباً وشنع النَّاس وَرمي بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي نم على تنكز وَعمل عَلَيْهِ فِي الْبَاطِن إِلَى أَن أمسك فنفرت قُلُوب مماليك السُّلْطَان مِنْهُ وأبغضه الْأُمَرَاء فَطلب فِي أول دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل الْخُرُوج إِلَى دمشق فحر إِلَيْهَا أَمِيرا ثمَّ رسم لَهُ بنيابة قلعة صفد فباشرها على أحسن مَا يكون وَبَالغ فِي عمارتها ورم مَا تشعث

مِنْهَا واجتهد فِي ذَلِك ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين الْملك نَائِب صفد لما امسك فِي أَيَّام الْكَامِل شعْبَان شنع بِالنَّاسِ أَن الْأَمِير سيف الدّين قرمشي هُوَ الَّذِي نم عَلَيْهِ وَكتب إِلَى مصر فِي السِّرّ يَقُول إِنَّه قد عزم على ان يهرب فجددت هَذِه الْمرة عَلَيْهِ مَا كَانَ كامناً فِي نفوس المراء مِنْهُ وَلما برز الأمبر سيف الدّين يلبغا نَائِب دمشق إِلَى الجسورة وَاجْتمعَ عَلَيْهِ العساكر طلبه ليحضر إِلَيْهِ فوعده بذلك وَلم يحضر وَاتفقَ أَن وَردت إِلَيْهِ كتب الْملك الْكَامِل فِي الْبَاطِن فجزها هُوَ من جِهَته إِلَى أُمَرَاء الشَّام وَغَيرهم وَأمْسك قصاده بالكتب فحرك ذَلِك عَلَيْهِ سَاكِنا عَظِيما وَلما اسْتَقر السُّلْطَان الْملك المظفر حاجي فِي الْملك جهز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا النَّائِب إِلَى سيف الدّين قرمشي فَأحْضرهُ على البردي وأودع الاعتقال فِي قلعة دمشق هُوَ وَأَوْلَاده وَجَمَاعَة من أَهله فَأَقَامَ بهَا كَذَلِك قَرِيبا من شهر أَو أَكثر ثمَّ أفرج عَن أَوْلَاده وجماعته وَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ فِي شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة رَحمَه الله تَعَالَى وَعَفا عَنهُ وَلما كنت بالديار المصرية كتبت لَهُ مرسوماً بنيابة قلعة صفد ارتجالاً وَهُوَ) الْحَمد لله الَّذِي نصر هَذَا الدّين بِسَيْفِهِ المضر الشبا وأيده بِخَير ولي تقصر عَن بأسه سمر القنا وبيض الظبا وحصن معاقله بكفؤ تأرج عَنهُ الثَّنَاء وطاب الْبَنَّا وَحمى سرحه بِفَارِس إِذا أظلم العجاج اطلع فِي دجاه من سنانه اللامع كوكباً نحمده على نعمه الَّتِي لَا يداني جودها غمام وَلَا يُقَارب حسن مواقعها تَبَسم زهر من ثغر كمام وَلَا يجاري سراها برق تسرع جَوَاده فِي ميدان ظلام وَلَا يحاكي تواخيها ازدواج لآلئ تألفت حباه فِي النظام ونشهد أَن لَا إِلَه الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة رقم الْإِيمَان برودها وحتم الْبُرْهَان وجودهَا وحسم الإدمان عنودها ونظم الْإِيمَان عقودها ونشهد بَان سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي تثنى الخطار من بأسه طَربا وَضحك الْبَار فِي يَمِينه الشَّرِيفَة عجبا وَولى الأدبار عَدو الدّين ممنعاً هرباً وباد الْكفَّار من حزبه لما ذاقوا ويلاً وحرباً صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الَّذين سادوا النام وجادوا بِمَا فاق الْغَمَام وعادوا بفضلهم على أولي الْفَاقَة والإعدام وحادوا عَن طرق الضلال والظلام صَلَاة دائمة السنا قَائِمَة بنيل المُرَاد والمنى مَا ابتسم فِي الرَّوْض ثغر أقاح وفتق غمَّة الظلام شفرة صباح وَسلم سَلاما كثيرا وَبعد فَإِن ثغر صفد المحروسة من الْحُصُون المشيدة والمعاقل الفريدة قد طاولت النُّجُوم شرفاته وعلت على الغيوم غرفاته وتلهبت ذبالة الشَّمْس فِي سراجه ونفض الْأَصِيل زعفرانه على بَيَاض أبراجه كم لاثت الغمائم على هامته عمائم وَكم لبست أنامل بروجه من الْأَهِلّة خَوَاتِم والنيابة فِيهِ منصف شرِيف وَفضل على الْكَوَاكِب ينيف وَكَانَ الْمجْلس السَّامِي الأميري السيفي فلَان مِمَّن جمل الدول وفاز بِالْقربِ من الْمُلُوك الأول ونصح والدنا الشَّهِيد

الألقاب

فَادى من حَقه واجباه واجتهد فِي رِضَاهُ فَكَانَ لَهُ عينا ًوحاجباً وآثر عوده إِلَى وَطنه فنولناه مرامه واجتنبنا قَصده الَّذِي أحكم نظامه رَغْبَة فِي الانجماع وَالْعُزْلَة عَن النَّاس وطلباً فِي الِانْفِرَاد وَالْخلْوَة وَمَا فِي ذَلِك من بَأْس فَلذَلِك رسم بِالْأَمر الشريف السلطاني الملكي الصَّالِحِي الْعِمَادِيّ أَعْلَاهُ الله وشرفه ان يسْتَقرّ فِي النِّيَابَة بقلعة صفد المحروسة على أجمل العوائد وأكمل الْقَوَاعِد فليجتهد فِي مُرَاعَاة أحوالها وتفقد مباشريها ورجالها ورم مَا تعث من بنائها وَإِصْلَاح مَا) تحْتَاج إِلَيْهِ فِي ربعهَا وفنائها فَإِن لَهَا مِنْهُ أَيَّام المرحوم وَالِده إيثاراً وَله فِي عمارتها آثاراً فليجرها على مَا عهِدت وليزكها فِي مَاله شهِدت ويبذل الْجهد فِي تشييدها ودوام تحصينها بِالرِّجَالِ وتخليدها وتثمير حواصلها بِالسِّلَاحِ وَالْعدَد والغلال وَعرض رجالها النقاعة فَمَا الْحُصُون إِلَّا بِالرِّجَالِ وَمثله لَا يذكر بِوَصِيَّة وَلَا يُنَبه على مصلحَة اَوْ قَضِيَّة وَلَكِن التَّقْوَى هِيَ الْعُمْدَة والكنز الَّذِي لَا يفنى فِي الرخَاء وَلَا فِي الشدَّة وَهِي بِهِ أليق وبشد عراه أوثق والخط الشريف أَعْلَاهُ تَعَالَى اعلاه حجَّته وَثُبُوت الْعَمَل بِمَا اقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى (الألقاب) القرميسي صدر الدّين اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بَنو قرناص جمَاعَة مِنْهُم عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن وَمِنْهُم مخلص الدّين إِسْمَاعِيل بن عمر وَمِنْهُم مخلص الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَمِنْهُم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَمِنْهُم عَلَاء الدّين عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن القرندلي الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد ن بكتوت القرقوبي النسابة زُهَيْر بن مَيْمُون ابْن قرقين اسْمه مَحْمُود بن عَليّ ابْن قرقول إِبْرَاهِيم بن يُوسُف ابْن قرصه أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن قرصه أَحْمد بن مُوسَى الْقُرْطُبِيّ صَاحب التَّفْسِير اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُرْطُبِيّ مُخْتَصر الصَّحِيحَيْنِ اسْمه أَحْمد بن عمر ابْن قرطاميز

قرة

أَحْمد بن ثَنَاء الْحَافِظ قرطمة اسْمه أَحْمد بن عَليّ ابْن قرعَة أَحْمد بت عبيد الله ابْن القفرين الْمُقْرِئ الْحسن بن عبد الله (قُرَّة) 3 - (قُرَّة بن إِيَاس) 3 - (الْمُزنِيّ الصَّحَابِيّ) قُرَّة بن إِيَاس بن ربَاب الْمُزنِيّ سكن بِالْبَصْرَةِ لم يرو عَنهُ غير ابْنه مُعَاوِيَة بن قُرَّة وَهُوَ جد إِيَاس بن مُعَاوِيَة بن قُرَّة الْحَكِيم الزكن قَاضِي الْبَصْرَة وَقد تقدم ذكره فِي حر فالهمزة قتلت قُرَّة الزارقة وَمَعَهُ مُسلم بن عُبَيْس بن كريز وهما ابْنا عَم لعبد الله بن كريز وَقتل مُعَاوِيَة قَاتل ابيه 3 - (أَمِير مصر) قُرَّة بن شريك الْقَيْسِي بِالْقَافِ أَو الْعَنسِي بِالْعينِ وَالنُّون أَمِير مصر من قبل الْوَلِيد كَانَ ظَالِما فَاسِقًا جباراً خليعاً أمره الْوَلِيد بِبِنَاء جَامع لفسطاط وَالزِّيَادَة قيل إِنَّه كَانَ إِذا انْصَرف الصناع مَه دَعَا بِالْخمرِ والطبل والمزمار وَدخل بهم إِلَى الْجَامِع وَقَالَ لنا اللَّيْل وَلَهُم النَّهَار يرْوى أَن نعي الْحجَّاج وقرة وردا على الْوَلِيد فِي يَوْم وَاحِد سنة سِتّ وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (قُرَّة الْأنْصَارِيّ) قُرَّة بن عقبَة بن قُرَّة الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي حَلِيف لَهُم قتل يَوْم أحد شَهِيدا 3 - (قُرَّة النميري) قُرَّة بن دعموص بن ربيعَة بن عَوْف النميري اسْتغْفر لَهُ

قرة القشيري

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ قدم عَلَيْهِ مَعَ قيس بن عَاصِم والْحَارث بن شُرَيْح وروى عَنهُ مَوْلَاهُ وروى عَنهُ أَيْضا عَائِذ بن ربيعَة بن قيس 3 - (قُرَّة الْقشيرِي) قُرَّة بن هُبَيْرَة بن عَامر بن سَلمَة الْخَيْر الْقشيرِي وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم وَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله الْحَمد لله إِنَّا كُنَّا نعْبد آلِهَة لَا تنفعنا وَلَا تضرنا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم ذَا عقلا وقرة جد الصمَّة بن عبد الله بن الطُّفَيْل بن قُرَّة الشَّاعِر وَأحد الْوُجُوه الْوُفُود نم العب على) النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (قُرَّة الْعَبْسِي) قُرَّة بن الْحصين بن فضَالة بت الْحَارِث بن زُهَيْر بن جذيمة الْعَبْسِي أحد التِّسْعَة العبسيين الَّذين قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَسْلمُوا 3 - (قُرَّة الصفاري) قُرَّة بن أشقر الصفاري ثمَّ الضلعي قَالَه ابْن إِسْحَاق وَقَالَ ابْن هِشَام الصفاري ذكر فِي غَزْوَة زيد بن حَارِثَة جذم وَذكر انه قَاتل فِي جملَة من أسلم من بني الضبيب قوما من الْمُشْركين 3 - (قُرَّة الْمعَافِرِي الْمصْرِيّ) قُرَّة بن عبد الرَّحْمَن بن حَيْوِيل الْمعَافِرِي الْمصْرِيّ ضعفه ابْن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي وَهُوَ كاسر الصَّاع الَّذِي أرْسلهُ هِشَام بن عبد الْملك إِلَى مصر توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وروى هَل الْأَرْبَعَة وَمُسلم مَقْرُونا 3 - (قُرَّة القنوي الرماح) قُرَّة بن حبيب أَبُو عَليّ الْبَصْرِيّ القنوي الرماح روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي غير الصَّحِيح توفّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ حدث عَن عبد الله بن عون وَشعْبَة وَأبي الْأَشْهب العطاردي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن دِينَار وَهُوَ آخر من حدث عَن ابْن عون من الثِّقَات وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد فِي غير السّنَن وَإِسْمَاعِيل سمويه وَعُثْمَان بن خرزاد

قرة العين أرجوان

وَمُحَمّد بن غَالب تمْتَام وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْخُزَاعِيّ وَأحمد بن دَاوُد الْمَكِّيّ وَالْحسن بن سهل المجوز وَعلي بن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ وَجَمَاعَة وروى عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه حَدِيثا عَن جر لَعنه 3 - (قُرَّة الْعين أرجوان) قُرَّة الْعين بنت عبد الله هِيَ أرجوان مولاة الْأَمِير أبي الْعَبَّاس الإِمَام الْقَائِم بن الْقَادِر وَأم وَلَده الإِمَام الْمُقْتَدِي) أدْركْت خلَافَة وَلَدهَا وَتُوفِّي وَهِي فِي الْحَيَاة وَعَاشَتْ حَتَّى رَأَتْ وَلَده الإِمَام المستظهر خَليفَة ثمَّ مَاتَ وَهِي فِي الْحَيَاة وَرَأَتْ وَلَده الإِمَام أَبَا مَنْصُور المسترشد خَليفَة ثمَّ رَأَتْ للمسترشد عدَّة من الْأَوْلَاد وَعَاشَتْ حَتَّى رَأَتْ الْبَطن الرَّابِع من أَوْلَادهَا وَكَانَت امْرَأَة صَالِحَة كَثِيرَة الْبر وَالْمَعْرُوف حجت مرَارًا وَبنت بِمَكَّة رِبَاطًا وآثاراً حَسَنَة وَبنت بِبَغْدَاد رِبَاطًا كيراً بدرب راحي للصوفية وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (الْخُزَاعِيّ المغربي) قرهب بن جَابر الْخُزَاعِيّ قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَاعِرًا مطبوعاً جيد الطَّبْع عَليّ الأنفاس لَا يُبَالِي كَيفَ صنع الشّعْر ثِقَة بِنَفسِهِ وعلماً بالمقاصد مَعَ قُوَّة وحلاوة وَكَانَت يبنه وَبَين ابْن مغيث وقائع سَأَلته مرّة وَلم أعلم مَا كَانَ بَينهمَا كَيفَ ابْن مغيث عنْدك قَالَ مغرى بِقَذْف الْمُحْصنَات وَلَيْسَ من أبنائها قلت إِن بَينهمَا شَيْئا وأظن الْبَيْت قَدِيما لسرعة إجَابَته إيَّايَ فَإِن كَانَ لوقت فَذَلِك أعجب وأغلب ظَنِّي أَنه لعَلي بن الجهم وَأورد لَهُ (لبس الشَّبَاب فكاهةٌ ولذاذةٌ ... وحلى المشيب سكينةٌ ووقار) (أكْرم بأيام الشَّبَاب فَإِنَّهَا ... وَأبي الْهوى من طيبهن قصار) (إِذْ غصنك الريان غض ناعم ... ودجاك لم يخلع عَلَيْهِ نَهَار) يَقُول فِي مدحها (لم ترم فَوق ثَلَاث عشرَة حجَّة ... حَتَّى أبان عداك مِنْك نوار) (فحدا بمدحك جازع فِي مهمه ... وشدا بِهِ الحضار والسمار)

قرواش

وَأورد لَهُ أَيْضا سعدٌ حباك بِهِ خبال سعادوفى وَمَا وفتك بالميعاد (أحبب بِهِ من زائر متعطف ... لَو أَنه فِي وَصله متماد) (حياك من كثبٍ تَحِيَّة محسنٍ ... فَكَأَنَّمَا ناداك وسط النادي) ) (مَا صد عَنْك سوى المشيب كصدها ... إِذْ لاحظته فآذنت ببعاد) (قد كَانَ لي شرخ الشيبة شافعاً ... عِنْد الحسان مؤكداً لودادي) لَو كَانَ حكمي فِي الشَّبَاب ذخرتهوجعلته من زِينَة الأعياد (فَهُوَ بالجمال الرَّائِق الْحسن الَّذِي ... لَو يستعد لَكَانَ خير عتاد) (مَاذَا أحاول من ورودي منهلاً ... أَسد العرين بحافيته عواد) (يحمى بأطراف الرماح كَأَنَّهُ ... مجد الْجواد سلالة الأجواد) وَأورد لَهُ فِي صفة مصلوب (أدرته بَعْدَمَا عفرت لبته ... والجذع منبره والجو مَسْجده) (كَأَنَّهُ ضارع لله يسْأَله ... لَو كَانَ يشْكر مَا أولى وَيَحْمَدهُ) وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بالقيروان وَقد قار بالسبعين فِي أول سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَوجدت عِنْد رَأسه رقْعَة فِيهَا مَكْتُوب (أسفت وَحقّ لي أسفي ... لما خلفت فِي الصُّحُف) (لَعَلَّ الله يرحمني ... بحب السَّادة السّلف) (قرواش) 3 - (صَاحب الْموصل) قرواش بن مقلد بن الْمسيب بن رَافع الْأَمِير أَبُو المنيع مُعْتَمد الدولة ابْن الْأَمِير حسام الدولة الْعقيلِيّ صَاحب الْموصل وَقد خطب فِي بِلَاده للْحَاكِم ثمَّ رَجَعَ عَن ذَلِك وخطب للقادر العباسي فَجهز صَاحب مصر جَيْشًا لحربه ووص إِلَى الْموصل

ونهبوا دَاره وَأخذُوا لَهُ من الذَّهَب مِائَتي ألف دِينَار فاستنجد عَلَيْهِم بدبيس بن صَدَقَة واجتمعا على حربهم فنصرا عَلَيْهِم وقتلا مِنْهُم خلقا كثيرا وَكَانَ ظريفاً شَاعِرًا نهاباً وهاباً وَجمع بَين أُخْتَيْنِ فلاموه فَقَالَ خبروني مَا الَّذِي نَسْتَعْمِلهُ من الشَّرْع حَتَّى تتكلموا فِي هَذَا الْأَمر وَقبض عَلَيْهِ بركَة بن أَخِيه وحبسه وتلقب زعيم الدولة فَلم تطل دولته فَقَامَ بعده أَبُو الْمَعَالِي قُرَيْش بن بدران بن مقلد ابْن أَخِيه فَأول ملك أخرج قرواشاً عَنهُ وذبحه صبرا وَقيل بل مَاتَ فِي سجنه سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَفِي قرواش يَقُول الطَّاهِر الْجَزرِي (وليلٍ كوجه البرقعيدي ظلمَة ... وَبرد أغانيه وَطول قرونه) (سريت ونومي فِيهِ نومٌ مشرد ... كعقل سُلَيْمَان بن فهدٍ وَدينه) (على أولقٍ فِيهِ مضاءٌ كَأَنَّهُ ... أَبُو جابرٍ فِي طيشه وجنونه) (إِلَى أَن بدا ضوء الصَّباح كَأَنَّهُ ... سنا وَجه قرواشٍ وضوء جَبينه) ودامت إِمَارَة قرواش خمسين سنة حكى أَبُو الهيجاء لِأَن عمرَان بن شاهين قَالَ كنت أساير مُعْتَمد الدولة قرواشاً مَا بَين سنجار ونصيبين فَنزل ثمَّ استدعاني بعد الزَّوَال وَقد نزل هُنَاكَ بقصر يعرف بقصر الْعباد بن عَمْرو الغنوي وَهُوَ مطل على بساتين ومياه كَثِيرَة فَدخلت عَلَيْهِ فَوَجَدته قَائِما يتَأَمَّل كتابا فِي الْحَائِط فقرأتها فَإِذا هِيَ (يَا قصر عَبَّاس بن عَمْرو ... كَيفَ فارقك ابْن عرمك) (قد كنت تغتال الدهور ... فَكيف غالك ريب دهرك) (واهاً لعزك بل لجودك ... بل لمجدك بل لفخرك) ) وَتَحْت الأبيات مَكْتُوب وَكتبه عَليّ بن عبد الله بن حمدَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَهَذَا الْكتاب هُوَ سيف الدولة ابْن حمدَان وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب يَا قصر ضعضعك الزَّمَان وَحط من علياء قدرك (ومحا محَاسِن أسطر ... شرفت بِهن متون جدرك) واها لكاتبها الْكَرِيم وَقدره الموفي بقدرك

وَتَحْت الأبيات مَكْتُوب وَكتبه الغضنفر بن الْحسن بن عَليّ بن حمدَان بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَهَذَا هُوَ عدَّة الدولة ابْن نَاصِر الدولة الْحسن ابْن أخي سيف الدولة وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب (يَا قصر مَا فعل الأولى ... ضربت قبابهم بعقرك) (أخنى الزَّمَان عليم ... وطواهم تَطْوِيل نشْرك) (وآهاً لقاصر عمر من ... يختال فِيك وَطول عمرك) وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب وَكتبه الْمُقَلّد بن الْمسيب بن رَافع بِخَطِّهِ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَهَذَا هُوَ حسام الدولة أَبُو قرواش الْمَذْكُور وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب يَا قصر مَا فعل المرام الساكنون قديم عصرك (عاصرتهم فبذذتهم ... وشأوتهم طراً بصبرك) (وَلَقَد أثار تفجعي ... يَا ابْن الْمسيب رقم سطرك) (وَعلمت أَنِّي لَاحق ... بك دائباً فِي قفو ثغرك) وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب وَكتبه قرواش بن الْمُقَلّد بن الْمسيب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة قَالَ الرَّاوِي فعجبت بذلك وَقلت لَهُ السَّاعَة كتبت هَذَا فَقَالَ نعم وَقد هَمَمْت بهدم هَذَا الْقصر فَإِنَّهُ مشؤوم دفن الْجَمَاعَة فدعوت لَهُ بالسلامة وَلم يهدم الْقصر وَسَيَأْتِي ذكر الْمُقَلّد وَالِده فِي مَكَانَهُ من حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَمن شعر قرواش (لله در النائبات فَإِنَّهَا ... صدأ اللئام وصيقل الْأَحْرَار) (مَا كنت إِلَّا وزبرةً فطبعتني ... سَيْفا وَأطلق صرفهن غراري) ) ومه أَيْضا (وآلفةٍ للطيب لَيست تغبه ... منعمة الْأَطْرَاف لينَة اللَّمْس) (إِذا مَا دُخان الند من جيبها علا ... على وَجههَا أَبْصرت غيماً على شمس)

قريب

(قريب) 3 - (ابْن هَارُون الرشيد) قريب بن هَارُون الرشيد وَأمه سحر كَانَ ترب المعتصم لما توفّي جزع الرشيد عَلَيْهِ جزعاً شَدِيدا فَعَزاهُ الْعَبَّاس فَلم يبن ذَلِك فِيهِ فَدخل عَلَيْهِ الْعَبَّاس بن الْحسن بن عبيد الله الْعلوِي فَقَالَ (لَا زلت تبقى ونعزيكا ... نَحن وَمن فِي الأَرْض يفديكا) فتعزى وَعرف ذَلِك وَأمر لَهُ بِمَال (قُرَيْش) 3 - (قُرَيْش صَاحب الْموصل) قُرَيْش بن بدران بن القملد بن الْمسيب أَبُو الْمَعَالِي الْأَمِير الْعقيلِيّ صَاحب الْموصل وَليهَا عشر سِنِين وَمَات بالطاعون وَله إِحْدَى وَخَمْسُونَ سنة وَقَامَ بعده وَلَده شرف الدولة أَبُو المكارم سلم بن قُرَيْش وَكَانَت وَفَاة أبي الْمَعَالِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَاجْتمعَ قُرَيْش الْمَذْكُور مَعَ أرسلان البساسيري على نهب دَار الْخلَافَة وَلم يؤاخذه الإِمَام الْقَائِم بِأَمْر الله على مَا بدا مِنْهُ وصفح عَنهُ وَتُوفِّي قُرَيْش بنصيبين وَكَانَ عمره إِحْدَى وَخمسين سنة وَولي بعده إِمَارَة بني عقيل وَلَده أَبُو المكارم سلم بن قُرَيْش الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم وَكَانَ قُرَيْش يلقب علم الدّين وَكَانَ داهية بَخِيلًا سافكاً للدماء بعيد الْغَوْر غداراً 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي) قُرَيْش بن السبيع بن المهنا بن السبيع بن المهنا بن السبيع بن المهنا بن دَاوُد بن الْقَاسِم بن عبيد الله بن طَاهِر بن يحيى بن الْحسن بن جَعْفَر بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْعلوِي الْحُسَيْنِي) ) من أهل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة قدم بَغْدَاد صَبيا واستوطنها إِلَى أَن توفّي سنة عشْرين وسِتمِائَة صحب الْمُحدثين وَسمع كثيرا وَكَانَ يظْهر التسنن وَأَنه على مَذْهَب أَصْحَاب الحَدِيث وثار لَهُ اخْتِصَاص بالأكابر وَولي بخزانة كتب التربة السلجوقية مُدَّة ثمَّ انْقَطع آخر عمره بالمشهد بِبَاب التِّبْن إِلَى أَن مَاتَ سمع أَبَا الْفَخر ابْن البطي وَأَبا زرْعَة طَاهِر بن مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي وَأَبا

البصري

بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن النقور وغرهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ كثيرا على جمَاعَة من المتأدبين وَكَانَ يكثر مطالعة الْكتب وينقل مِنْهَا منتخباً إِلَى مجاميع وَكَانَ قَلِيل البضاعة فِي الْعلم والفهم قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبت عَنهُ وَمَا علمت مِنْهُ إِلَّا خيرا 3 - (الْبَصْرِيّ) قلايش بن أنس الْبَصْرِيّ كَانَ قد اخْتَلَط سِتّ سِنِين فِي الْبَيْت وَتُوفِّي فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ (الألقاب) ابْن قراجة إِبْرَاهِيم بن بَرَكَات القريشي النَّحْوِيّ اسْمه سعيد بن عبد الله ابْن قُرَيْش الحكيمي الْبَغْدَادِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن قُرَيْش اسْمه أَحْمد بن الْحُسَيْن وَابْن قُرَيْش إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن قُرَيْش نور الدّين عَليّ بن إِسْمَاعِيل ابْن قُرَيْش يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ابْن قريعة اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْقرْيَة أَيُّوب بن زيد الْقَزاز عَليّ بن عبد الله) الْقَزاز المغربي النَّحْوِيّ هُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن قزمان الزجال اسْمه مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الْملك الْقزْوِينِي جلال الدّين قَاضِي الْقُضَاة اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن

أبو الغادية البصري

ابْن الْقزْوِينِي الزَّاهِد عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد القزم النَّاسِخ اسْمه أَحْمد بن سعيد 3 - (أَبُو الغادية الْبَصْرِيّ) قزعة بن يحيى أَبُو الغادية الْبَصْرِيّ مولى زِيَاد بن أَبِيه حدث عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وَابْن عمر وَعبد الله بن عَمْرو وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (صَاحب آذربيجان) قزل أرسلان أَخُو البهلوان مُحَمَّد بن ألدكز ولي أذربيجان واران وهمذان وأصبهان والري بعد أَخِيه وَقد تقدم ذكر أَخِيه سَار إِلَى أَصْبَهَان والفتن بَين الْمذَاهب وَقد قتل خللق فَقبض على جمَاعَة من الشَّافِعِيَّة وصلب بَعضهم وَعَاد إِلَى همذان وخطب لنَفسِهِ بالسلطنة وَكَانَ فِيهِ كرم وَعدل وَخير وحلم قتل غيلَة على فرَاشه وَلم يعرف قَاتله سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ابْن قزل الْأَمِير فَخر الدّين عُثْمَان بن قزل ابْن قزل المشد عَليّ بن عمر (قس) 3 - (ابْن سَاعِدَة الْإِيَادِي) قس بن سَاعِدَة بن عَمْرو الْإِيَادِي خطيب الْعَرَب وشاعرها وحكيمها وحليمها فِي عصره وَهُوَ أول من علا على شرف وخطب عَلَيْهِ وَأول من اتكأ فِي خطبَته على سيف أَو عَصا وَأول من قَالَ فِي كَلَامه أما بعد وأدركه رَسُول لله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل النُّبُوَّة وَرَآهُ بعكاظ وَكَانَ يُؤثر عَنهُ كلَاما سعه مِنْهُ وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ يحْشر أمة وَحده وَلما قدم وَفد إياد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا فعل قس بت سَاعِدَة قَالُوا مَاتَ يَا رَسُول الله قَالَ كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ بسوق عكاظ على جمل لَهُ أَوْرَق وَهُوَ يتلكم بِكَلَام عَلَيْهِ حلاوة وَمَا

أجدني أحفظه فَقَالَ رجل من الْقَوْم أَنا أحفظه يَا رَسُول الله قَالَ كَيفَ سمعته يَقُول قَالَ سمعته يَقُول أَيهَا النَّاس احْفَظُوا ودعوا من عَاشَ مَاتَ ون مَاتَ فَاتَ وكل مَا هُوَ آتٍ آتٍ ليل داج وسماء ذَات أبراج وبحار تزخر ونجوم تزهر وضوء وظلام وبر واثام ومطعم وملبس ومشرب ومركب مَا لي أرى النَّاس يذهبون فَلَا يرجعُونَ أرضوا بالْمقَام فأقاموا أم تركُوا فَنَامُوا وإله قس بن سَاعِدَة مَا على وَجه الأَرْض دين افضل من دين قد أظلكم زَمَانه وأدرككم أَوَانه فطوبى لمن أدْركهُ فَاتبعهُ وويل لمن خَالفه ثمَّ أشأ يَقُول فِي الذاهبين الْأَوَّلين من الْقُرُون لنا بصائر (لما رَأَيْت موارداً للْمَوْت ... لَيْسَ لَهَا مصَادر) (وَرَأَيْت قومِي نَحْوهَا ... تمْضِي الأصاغر والأكابر) أيقنت أَنِّي لَا محَالة حَيْثُ صَار الْقَوْم صائر فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرحم الله قساً إِنِّي لأرجو أَن يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة أمة وَحده فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله لقد رَأَيْت من قس عجبا فَقَالَ وَمَا رَأَيْت قَالَ بَينا أَنا بجبل يُقَال لَهُ سمْعَان فِي يَوْم شَدِيد الْحر إِذْ أَنا بقس أَبَا سَاعِدَة تَحت ظلّ شَجَرَة عِنْد عين مَاء وَحَوله) سِبَاع كلما زأر مِنْهَا على صَاحبه ضربه بِيَدِهِ وَقَالَ كف حَتَّى يشرب الَّذِي ورد قبلك قَالَ ففرقت فَقَالَ لي لَا تخف وَإِذا أَنا بقبرين بَينهمَا مَسْجِد فَقلت مَا هان القبران اللَّذَان أراهما قَالَ قبرا أَخَوَيْنِ كَانَا لي فاتخذت لبينهما مَسْجِدا أعبد الله فِيهِ حَتَّى ألحق بهما ثمَّ أشنأ يَقُول (خليلي هبا طالما قد قدتما ... أجدكما لَا تقضيان كراكما) (ألم تعلما أَنِّي بسمعان مفردٌ ... وَمَا لي فِيهِ من حبيب سواكما) (أقيم على قبريكما لست بارحاً ... كطوال اللَّيَالِي أَو يُجيب صدتاكما) (كأنكما وَالْمَوْت أقرب غَايَة ... بجسمي فِي قبريكما قد أتاكما) (فَلَو جعلت نفسٌ لتفسٍ وقاية ... لجدت بنفسي أَن تكون فدتاكما) فَقَالَ لنَبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رحم الله قساً

قسام

(قسام) 3 - (الْأَمِير الْحَارِثِيّ) قَاسم الْحَارِثِيّ الْأَمِير من أهل قَرْيَة تلفيتا من جبل سنير كَانَ ينْقل التُّرَاب على الْحمير وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَكثر أعوانه حَتَّى غلب على دمشق مُدَّة فَلم يكن لنوابها مَعَه أَمر إِلَى أَن ندبوا لَهُ من مصر جَيْشًا عَلَيْهِم يلتكين فحاربه فضعف قسام فاستخفى أَيَّامًا ثمَّ استأمن فقيدوه فَحَمَلُوهُ إِلَى مصر فعفي عَنهُ وَقد توفّي سنة سِتّ وَسبعين وثلاثمائة ومدحه عبد المحسن الصُّورِي (الألقاب) ابْن قسيم الشَّاعِر الْحَمَوِيّ اسْمه مُسلم بن الْخضر القسنطيني الْمُحدث اسْمه عبد الْعَزِيز بن مُسلم الْقشيرِي عبد الْكَرِيم بن هوَازن ابْن الْقصار قَاضِي بَغْدَاد الْمَالِكِي اسْمه عَليّ بن عمر الْقصار يُونُس بن يحيى ابْن الْقصار الطنبوري سُلَيْمَان بن عَليّ القصاب اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن القصاب الْوَزير اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ) ابْن القصيرة الْكَاتِب المغربي اسْمه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْقصير الْحُسَيْنِي اسْمه الفاخر الْقصير الثِّيَاب القرمطي هُوَ الْحسن بن أَحْمد القصباتي النَّحْوِيّ اسْمه الْفضل بن مُحَمَّد الْقُضَاعِي مُحَمَّد بن سَلامَة ابْن قضاعة أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ

البعلبكي الحكيم

3 - (البعلبكي الْحَكِيم) قسطا بن لوقا الْأنْصَارِيّ طَبِيب حاذق نبيل منجم عَارِف بِالْحِسَابِ والهندسة كَانَ فِي أَيَّام المقتدر بِاللَّه وَكَانَ فصيحاً باللغة اليونانية جيد الْعبارَة بِالْعَرَبِيَّةِ توفّي بأرمينية عِنْد بعض مُلُوكهَا وَمن ثمَّ أجَاب أَبَا عِيسَى ابْن المنجم عَن رسَالَته فِي نبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عمل كتاب الفردوس فِي التَّارِيخ وعرب كتبا كَثِيرَة وَكَانَ جيد النَّقْل فصيحاً بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ والسرياني واليوناني وَلما مَاتَ بنى الْملك على قَبره قبَّة وَأكْرم إكرام الْمُلُوك ورؤساء الشَّرَائِع وَله من الْكتب كتاب فِي أوجاع النقرس كتاب الروائح وعللها رِسَالَة فِي الباه وأسبابه على طَرِيق الْمَسْأَلَة وَالْجَوَاب كتاب جَامع فِي الدُّخُول إِلَى علم الطِّبّ كتاب النَّبِيذ وشربه فِي الولائم كتاب فِي الاسطقسات كتاب فِي السهر كتاب فِي الْعَطش وَكتاب فِي الْقُوَّة والضعف كتاب فِي الأغذية كتاب فِي النبض وَمَعْرِفَة الحميات وضروب البحرانات كتاب فِي عِلّة الْمَوْت فجاءة كتاب فِي معرفَة الخدر وأنواعه وَعلله وأسبابه وعلاجه كتاب فِي أَيَّام البحران فِي الْأَمْرَاض الحادة كتاب فِي الأخلاط الْأَرْبَعَة وَمَا تشترك فِيهِ كتاب فِي الكبد وخلقتها وَمَا يعرض قفيها من الْأَمْرَاض رِسَالَة فِي الْأَشْيَاء المروحة وَأَسْبَاب الرّيح كتاب مَرَاتِب قِرَاءَة الْكتب الطبية كتاب تَدْبِير الْأَبدَان فِي سفر الْحَج كتاب دفع ضَرَر السمُوم كتاب الْمدْخل إِلَى علم الهندسة كتاب آدَاب الفلاسفة كتاب الْفرق بَين النَّفس وَالروح كتاب فِي الْحَيَوَان النَّاطِق كتاب فِي الْجُزْء الَّذِي لَا يتَجَزَّأ كتاب فِي حَرَكَة الشريان كتاب فِي النّوم والرؤيا كتاب فِي الْعُضْو) الرئيسي من الْبدن كتاب فِي البلغم كتاب فِي الدَّم كتاب فِي الْمرة الصَّفْرَاء كتاب فِي الكرة السَّوْدَاء كتاب فِي شكل الكرة والأسطوانات كتاب فِي الْهَيْئَة وتركيب الأفلاك كتاب فِي حِسَاب التلاقي على جِهَة الْجَبْر والمقابلة كتاب فِي الْعَمَل بالكرة النجومية كتاب فِي شكل الْآلَة الَّتِي ترسم عَلَيْهَا الْجَوَامِع وتعمل مِنْهَا النتائج كتاب فِي المرايا المحرقة كتاب فِي الأوزان والمكايل كتاب السياسة كتاب القرسطون كتاب الِاسْتِدْلَال بِالنّظرِ إِلَى اصناف الْبَوْل كتاب الْمدْخل إِلَى الْمنطق كتاب شرح مَذْهَب اليونانيين رِسَالَة فِي الخضاب كتاب فِي شكوك كتاب إقليدس كتاب الْمدْخل إِلَى علم النُّجُوم كتاب الْحمام كتاب الفردوس فِي التَّارِيخ رِسَالَة فِي اسْتِخْرَاج مسَائِل عددية من الْمقَالة الثَّالِثَة من إقليدس تَفْسِير ثَلَاث مقالات وَنصف من كتاب ذيوفنطس فِي

قشتمر ذقر

الْمسَائِل العددية كتاب فِي البخار مسَائِل فِي الْحُدُود على رَأْي الفلاسفة رِسَالَة إِلَى أبي عَليّ ابْن بنان بن الْحَارِث مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيمَا سَأَلَ عَنهُ من علل اخْتِلَاف النَّاس فِي أَخْلَاقهم وسيرهم وشهواتهم واختياراتهم (قشتمر ذقر) قشتمر ذقر الْأَمِير سيف الدّين ولي نِيَابَة الرحبة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة ثمَّ حضر إِلَى دمشق أَمِيرا وجهزه الْأَمِير بيدمر لما خرج على السُّلْطَان بطرابلس فأحضر نائبها الْأَمِير سيف الدّين ثَمَان عشرَة فنقم ذَلِك عَلَيْهِ وحبسه السُّلْطَان بقلعة دمشق فَأَقَامَ تَقْدِير عشْرين يَوْمًا وَمَات بحبسه فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة 3 - (أستاذ دَار طقز) قشتمر الْأَمِير سيف الدّين أستاذ دَار طقزتمر كَانَ أستاذ دَار طقزتمر وَحضر مَعَه إِلَى الشَّام وَكَانَ مَعَه فِي حماة وحلب ودمشق وَكَانَ مُتَمَكنًا مِنْهُ لَا يُخَالِفهُ فِيمَا يُشِير بِهِ عَلَيْهِ وَله عِنْده وجاهة رَأْيه ثمَّ توجه إِلَى مصر وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَولي المهمندارية بهَا وَلم يزل بهَا إِلَى أَن رسم بِإِخْرَاجِهِ فِي أَيَّام الْملك الصَّالح صَالح وَأخرج إِلَى طرابلس ليَكُون بهَا مُقيما بطالاً وَمَعَهُ نقيبان فوصل إِلَى دمشق فِي ثَانِي عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَأقَام بطرابلس إِلَى أَن طلب إِلَى مصر فَعَاد إليهاثم إِنَّه وصل إِلَى دمشق رَابِع عشْرين شهر رَجَب الْفَرد سنة) ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَمِير طبلخاه وأضيف إِلَيْهِ شدّ مراكز الْبَرِيد ورسم للأمير عَلَاء الدّين ابْن الْحلَبِي شدّ دواوين دمشق وَشد المراكز أَن يتَوَجَّه إِلَيْهِ إِلَى غَزَّة ويسلمه المراكز من هُنَاكَ فَتوجه إِلَيْهِ وَسلمهُ ذَلِك حَسْبَمَا رسم لَهُ 3 - (نَائِب مصر) قشتمر الْأَمِير سيف الدّين رسم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر لَهُ بنيابة الكرك فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ إِنَّه طلبه إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا وولاه الوزارة ثمَّ إِنَّه ولاه الحجوبية لما خلع الْملك النَّاصِر حسن جعله الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد بن حاجي نَائِب مصر (الألقاب) ابْن القطاع اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن القطاع عَليّ بن جَعْفَر الْقطَّان الْحَنْبَلِيّ اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْقطَّان الْحَافِظ اسْمه أَحْمد بن سِنَان ابْن الْقطَّان الشَّافِعِي أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الْقطَّان الفاسي أَحْمد بن مُحَمَّد

قطبة

ابْن الْقطَّان الشَّاعِر هبة الله بن افضل الْقطَّان الْحَافِظ يحيى بن سعيد الْقطَّان الْكَبِير يُوسُف بن مُوسَى الْقطَّان الصَّغِير يُوسُف بن مُوسَى الْقطَّان يُوسُف بن سعيد الْقطَامِي الشَّاعِر اسْمه عَمْرو بن شييم الْقطيعِي الْحَافِظ مُحَمَّد بن أَحْمد بِمَ عمر (قُطْبَة) 3 - (قُطْبَة الْأنْصَارِيّ) قُطْبَة بن عَامر بن حَدِيدَة الْأنْصَارِيّ أَبُو زيد شهد القعبة الأولى وَالثَّانيَِة لم يَخْتَلِفُوا فِي ذَلِك وَشهد بَدْرًا وأحداً وَسَائِر الْمشَاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت مَعَه راية بني سَلمَة وجرح يَوْم أحد تسع جراحات وَرمى يَوْم بدر بِحجر بَين الصفين وَقَالَ لَا أفر حَتَّى يفر هَذَا الْحجر وَتُوفِّي فِي زمن عُثْمَان 3 - (قُطْبَة بن عَمْرو الصَّحَابِيّ) قُطْبَة بن عبد عَمْرو بن مَسْعُود بن عبد الْأَشْهَل بن حَارِثَة بن دِينَار قتل يَوْم بِئْر مَعُونَة شَهِيدا 3 - (قُطْبَة الثَّعْلَبِيّ الصَّحَابِيّ) قُطْبَة بن مَالك الثَّعْلَبِيّ وَيُقَال الثَّعْلَبِيّ وَالْأول أصح من بني ثَعْلَبَة وَيُقَال الذبياني كُوفِي روى عَنهُ زِيَاد بن علاقَة يُقَال هُوَ عَم زِيَاد توفّي فِي حُدُود السِّتين وروى لَهُ مُسلم والتِّرمذي وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (قُطْبَة السدُوسِي) قُطْبَة بن قَتَادَة السدُوسِي هُوَ الَّذِي اسْتَخْلَفَهُ خَالِد بن الْوَلِيد

قطبة بن جزي

على الْبَصْرَة ثمَّ صَار إِلَى السوَاد روى عَنهُ مقَاتل 3 - (قُطْبَة بن جزي) قُطْبَة بن جزي وَيُقَال ابْن جرير قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم وَبَايع وكنيته أَبُو الحويصلة لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة روى عَنهُ مقَاتل بن معدان قطب الدّين الشِّيرَازِيّ مَحْمُود بن مَسْعُود القطب الْمصْرِيّ إِبْرَاهِيم بن عَليّ (قطري) 3 - (رَأس الْخَوَارِج) قطري بن الْفُجَاءَة وَاسم أَبِيه جَعونَة التَّمِيمِي الْمَازِني أَبُو نعَامَة رَأس الْخَوَارِج فِي زَمَانه كَانَ أحد الْأَبْطَال خرج فِي خلَافَة ابْن الزبير وَبَقِي يُقَاتل الْمُسلمين ويستظهر عَلَيْهِم بضع عشرَة سنة وتغلب على نواحي فَارس وَلم يقدر عَلَيْهِ بل عثرت بِهِ فرسه واندقت عُنُقه بطبرستان سنة تسع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَحمل رَأسه إِلَى الْحجَّاج وَكَانَ من الخطباء البلغاء الشُّعَرَاء وشعره فِي الحماسة وَحكي عَنهُ أَنه خرج فِي بعض حروبه وَهُوَ على فرس أعجف وَبِيَدِهِ عَمُود من خشب فَدَعَا إِلَى المبارزة فبرز لَهُ رجل فحسر لَهُ قطري عَن وَجهه لما رَآهُ ولى عَنهُ فَقَالَ لَهُ قطري إِلَى أَيْن فَقَالَ لَا يستحيى الْإِنْسَان أَن يفر مِنْك قَالَ أهل التَّارِيخ إِنَّه أَقَامَ عشين سنة يُقَاتل وَيسلم عَلَيْهِ بالخلافة وَإِنَّمَا قيل لبيه الْفُجَاءَة لِأَنَّهُ كَانَ بِالْيمن فَقدم على أَهله فجاءة فَسُمي بذلك وَرُوِيَ أَن الْحجَّاج قَالَ لِأَخِيهِ لأَقْتُلَنك قَالَ وَلم قَالَ لخُرُوج أَخِيك قَالَ فَإِن معي كتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن لَا تأخذني بذنب أخي قَالَ هاته قَالَ فمعي مَا هُوَ أوكد مِنْهُ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ كتاب الله عز وَجل يَقُول وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى فَعجب مِنْهُ وخلى سَبيله والحريري عناه بقوله فِي المقامات فقلدوه فِي هَذَا الْأَمر الزعامة تَقْلِيد الْخَوَارِج أَبَا نعَامَة

بنت خمارويه

وَمن شعر قطري بن الْفُجَاءَة (أَقُول لَهَا وَقد طارت شعاعاً ... من الْأَبْطَال وَيحك لَا تراعي) (فَإنَّك لَو سَأَلت بَقَاء يَوْم ... على الْأَجَل الَّذِي لَك لم تطاعي) (فصبراً فِي مجَال الْمَوْت صبرا ... فَمَا نيل الخلود بمستطاع) (وَلَا ثوب الْحَيَاة بِثَوْب عز ... فيطوى عَن أخي الخنع اليراع) (سَبِيل الْمَوْت غَايَة كل حَيّ ... وداعيه لأهل الأَرْض دَاع) (وَمن لَا يغتبط يسأم ويهرم ... وتسلمه الْمنون إِلَى انْقِطَاع) (وَمَا للمرء خير فِي حياةٍ ... إِذا مَا عد من سقط الْمَتَاع) وَقد سَاق الْمبرد فِي كِتَابه قِطْعَة جَيِّدَة من أَخْبَار الْخَوَارِج) 3 - (بنت خمارويه) قطر الندى بنت خمارويه زَوْجَة المعتضد بِاللَّه كَانَت بديعة الْجمال أديبة عَاقِلَة توفيت فِي حُدُود التسعين والمائتين لما تولى المعتضد الْخلَافَة بَارِد إِلَيْهِ خمارويه أَبوهَا بالهدايا والتحف فأقره على عمله وَسَأَلَهُ أَن يُزَوّج ابْنَته للمستكفي بِاللَّه بن المعتضد وَهُوَ إِذْ ذَاك ولي الْعَهْد فَقَالَ المعتضد بل أَنا أَتَزَوَّجهَا فَتَزَوجهَا سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ صَدَاقهَا ألف ألف دِرْهَم وجهز العتضد ابْن الْجَصَّاص الْجَوْهَرِي من بَغْدَاد لإحضارها وَكَانَت مَوْصُوفَة بفرط الْجمال وَالْعقل حكى أَنه كَانَ فِي جهازها ألف هاون ذَهَبا وَقيل إِن المعتضد خلا بهَا يَوْمًا للأنس فِي مجْلِس أفرده لَهَا مَا أحضرهُ سواهَا فَأخذت مِنْهُ الكأس فَنَامَ على فَخذهَا فَلَمَّا اسْتَقل وضعت رَأسه على مخدة وَخرجت فَجَلَست فِي ساحة الْقصر فَاسْتَيْقَظَ فَلم يجدهَا فاستشاط غَضبا ونادى بهَا فأجابته فَقَالَ الم أخلك إِكْرَاما لَك ألم أدفَع إِلَيْك مهجتي دون سَائِر حظاياي فتضعين رَأْسِي على مخدة وتذهبين فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا جهلت قدر مَا أَنْعَمت بِهِ عَليّ وَلَكِن فِيمَا أدبني بِهِ أبي أَن قَالَ لَا تنامي بَين جُلُوس وَلَا تجلسي بَين نيام

يا سيد العرب الذي وردت له باليمن والبركات سيدة العجم فاسعد بها كسعودها بك إنها ظفرت بما فوق المطالب والهمم شمس الضحى زفت إلى بدر الدجى فتكشفت بهما عن الدنيا الظلم ظفرت بمالئ ناظريها بهجة وضميرها نبلا وكفيها كرم

وَقيل إِنَّه أول مَا وَقعت عين المعتضد عَلَيْهَا أماطت نقابها فَقَالَ لَهَا لي شَيْء فعلت هَذَا قَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لِأَن وَجْهي إِن كَانَ حسنا كنت أول من رَآهُ وَإِن كَانَ قبيحاً كنت أولى من واراه فأعجبه ذَلِك مِنْهَا وَلما حملت قطر الندى وَخرجت من مصر خرجت مَعهَا عَمَّتهَا العباسة بنت أَحْمد بن طولون مشيعة لَهَا إِلَى آخر أَعمال مصر من جِهَة الشَّام وَنزلت هُنَاكَ وَضربت فساطيطها هُنَاكَ وَبنت هُنَاكَ قَرْيَة فسميت باسمها وَقيل لَهَا العباسة وَهِي إِلَى الْآن ورايتها وَهِي بَلْدَة عامرة مليحة لَهَا جَامع حسن وسوق قَائِم وغالب الْحِنَّاء الَّذِي يجلب إِلَى الشَّام مِنْهَا وَقَالَ لَهَا المعتضد يَوْمًا بِمَ تشكرين الله غذ جعل زَوجك أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَت بِمَا يشْكر بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ ربه غذ جعل أَحْمد بن طولون من رَعيته وَقَالَ الصولي كَانَ فِي جهازها ألف تكة مجوهرة وَعشر صناديق جَوَاهِر وَقوم مَا كَانَ مَعهَا) فَكَانَ ألف ألف دِينَار وَعشْرين ألف ألف دِرْهَم وَأعْطى أَبوهَا لِابْنِ الْجَصَّاص مائَة ألف دِينَار وَقَالَ اشْتَرِ لَهَا من تحف الْعرَاق مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَقَالَ ابْن الرُّومِي فِي دُخُول المعتضد على قطر الندى ك) (يَا سيد الْعَرَب الَّذِي وَردت لَهُ ... بِالْيمن والبركات سيدة الْعَجم) (فاسعد بهَا كسعودها بك إِنَّهَا ... ظَفرت بِمَا فَوق المطالب والهمم) (شمس الضُّحَى زفت إِلَى بدر الدجى ... فتكشفت بهما عَن الدُّنْيَا الظُّلم) (ظَفرت بمالئ ناظريها بهجةً ... وضميرها نبْلًا وكفيها كرم) قَالَ سبط الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة بَعْدَمَا أوردت هَذِه الأبيات فِي قَوْله شمس الضُّحَى زفت إِلَى بدر الدجى لِأَن أَرْبَاب الْهَيْئَة يَقُولُونَ إِن الشَّمْس ذكر وَالْقَمَر أُنْثَى قلت الشّعْر للْعَرَب وَكَلَام الْعَرَب يدل على أَن الشَّمْس مُؤَنّثَة قَالَ الله تَعَالَى فَلَمَّا رأى الشَّمْس بازغة ابْن قطرال عَليّ بن عبد الله قطرب النَّحْوِيّ صَاحب التصانيف اسْمه مُحَمَّد بن المستنير القطرسي نَفِيس الدّين أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ

قطز

(قطز) 3 - (الْملك المظفر) قطز بن عبد الله الشَّهِيد الْملك المظفر سيف الدّين المعزي كَانَ أكبر مماليك الْمعز أيبك التركماني بطلاً شجاعاً مقداماً حازماً حسن التَّدْبِير يرجع إِلَى دين وَإِسْلَام وَخير وَله الْيَد الْبَيْضَاء فِي جِهَاد التتار حكى شمس الدّين الْجَزرِي فِي تَارِيخه عَن أَبِيه قَالَ كَانَ قظز فِي رق ابْن الزعيم بِدِمَشْق فِي القصاعين فَضَربهُ استاذه فَبكى وَلم يَأْكُل يَوْمه شَيْئا ثمَّ ركب أستاذه للْخدمَة وَأمر الْفراش يترضاه ويطعمه قَالَ فَحَدثني الْحَاج عَليّ الْفراش قَالَ فَجِئْته فَقلت مَا هَذَا الْبكاء من لطشة فَقَالَ إِنَّمَا بُكَائِي من لعنته أبي وَأمي وجدي وهم خير مِنْهُ قلت من أَبوك وَاحِد كَافِر قَالَ اوالله مَا أَنا إِلَّا مُسلم ابْن مُسلم إِنَّمَا أَنا مَحْمُود بن مَمْدُود ابْن أُخْت خوارزم شاه من أَوْلَاد الْمُلُوك فَسكت وترضيته وَلما تملك أحسن إِلَى الْفراش وَأَعْطَاهُ خَمْسمِائَة دِينَار وَعمل لَهُ راتباً وَحكى الْجَزرِي أَيْضا فِي تَارِيخه قَالَ حَدثنِي أَبُو بكر بن الدريهم الأسعردي والزكي إِبْرَاهِيم الجبيلي أستاذ الْفَارِس اقطاي قَالَ كُنَّا عِنْد سيف الدّين قطز لما تسلطن أستاذه الْمعز وَقد حضر عِنْده منجم مغربي فصرف اكثر غلمانه فأردنا الْقيام فَأمرنَا بالقعود ثمَّ أَمر المنجم فَضرب الرمل ثمَّ قَالَ اضْرِب لمن يملك بعد أستاذي وَمن يكسر التتار فَضرب وَبَقِي زَمَانا يحْسب فَقَالَ يَا خوند يطلع علعي خمس حُرُوف بِلَا نقط فَقَالَ لم لَا تَقول مَحْمُود بن مَمْدُود فَقَالَ يَا خوند لَا يَقع غير هَذَا الِاسْم فَقَالَ أَنا هُوَ وَأَنا أكسرهم وآخذ بثأر خَالِي خوارزم شاه قُلْنَا يَا خوند إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَقَالَ اكتموا هَذَا وَأعْطى المنجم ثَلَاثمِائَة دِرْهَم كَانَ مُدبر دولة أستاذه الْمَنْصُور عَليّ بن الْمعز فَلَمَّا داهم الْعَدو الشَّام رأى أَن الْوَقْت يحْتَاج إِلَى سُلْطَان مهيب فعزل الصَّبِي وتسلطن وَتمّ لَهُ ذَلِك فِي أَوَاخِر السّنة سبع وَخمسين فَلَنْ يبلغ رِيقه وَلَا تهنأ بالسلطنة حَتَّى امْتَلَأَ الشَّام تتاراً فتجهز للْجِهَاد وَشرع فِي أهبة الْغَزْو والتف إِلَيْهِ عَسْكَر الشَّام وَبَايَعُوهُ فَسَار بالجيوش فِي أَوَائِل رَمَضَان وَعمل المصاف مَعَ التتار

أمير آخور نائب صفد

على عين جالوت وَعَلَيْهِم كتبغا فنصره الله عَلَيْهِم وَقتل مقدمهم وَقتل جَوَاده يَوْمئِذٍ وَلم) يُصَادف أحدا من الأوشاقية وَبَقِي رَاجِلا فَرَآهُ بعض الْأُمَرَاء فترجل لَهُ وَقدم لَهُ حصانه فَامْتنعَ من ذك وَقَالَ مَا كنت لأمنع الْمُسلمين الِانْتِفَاع بك فِي هَذَا الْوَقْت ثمَّ تلاحقت الأوشاقية بِهِ وَرمى الخوذة على رَأسه لما رأى انكشافاً فِي المسرة وَحمل وَقَالَ وادين مُحَمَّد وَكَانَ النَّصْر وَكَانَ شَابًّا أشقر كَبِير اللِّحْيَة ثمَّ إِنَّه جهز بيبرس أَعنِي الظَّاهِر فِي أقفاء التتار ووعده بنيابة حلب فساق وَرَاءَهُمْ إِلَى أَن طردهم عَن الشَّام ثمَّ إِنَّه انثنى عزمه عَن إِعْطَائِهِ حلب وولاها عَلَاء الدّين ابْن صَاحب الْموصل فتأثر الظَّاهِر من ذَلِك وَدخل قطز دمشق وَأحسن إِلَى الرّعية فَأَحبُّوهُ حبا زَائِدا ثمَّ استناب على الْبَلَد علم الدّين سنجر الْحلَبِي وَرجع بعد شهر إِلَى الْقَاهِرَة فَقتل بَين الغرابي والصالحية وَدفن بالقصير رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة تولى قَتله الظَّاهِر وأعانه جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَبَقِي ملقى فدفنه بعض غلمانه وَصَارَ قَبره يقْصد بالزيارة ويترحم عَلَيْهِ ويسب من قَتله فَلَمَّا كثر ذَلِك بعث السُّلْطَان من نبشه وَنَقله إِلَى مَكَان لَا يعرف وَدَفنه وَعفى قَبره وأثره وَكَانَ قَتله فِي سادس عشر ذِي الْقعدَة وَفِي كسر قطز للتتار قَالَ شهَاب الدّين أَبُو شامة (غلب التتار على الْبِلَاد فَجَاءَهُمْ ... من مصر تركي يجود بِنَفسِهِ) (بِالشَّام أهلكهم وبدد شملهم ... وَلكُل شيءٍ آفَة من جنسه) 3 - (أَمِير آخور نَائِب صفد) قطز الْأَمِير سيف الدّين أَمِير آخور لما خرج الْأَمِير حسام الدّين لاجين أَمِير آخور الْكَبِير إِلَى دمشق من الديار المصرية على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته جعل هَذَا الْأَمِير سيف الدّين قطز مَكَانَهُ فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَبِي فِي الْوَظِيفَة إِلَى أَن خلع المظفر حاجي فِي شهر رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَتَوَلَّى الْملك النَّاصِر حسن فَأخْرج الْأَمِير سيف الدّين قطز إِلَى نِيَابَة صفد عِنْد موت الْأَمِير سيف الدّين أولاجا نائبها فَأَقَامَ بصفد نَائِبا إِلَى ثَانِي شهر ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فوصل الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد إِلَى صفد نَائِبا ورسم للأمير سيف الدّين قطز أَمِير آخور بالحضور إِلَى دمشق أَمِيرا من جملَة الْأُمَرَاء بهَا فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَمَا عَاشَ إِلَى أَن) جَاءَهُ منشوره فَتوفي فِي دمشق فِي السّنة الْمَذْكُورَة رَحمَه الله تَعَالَى

قطز المنصوري

3 - (قطز المنصوري) قطز الْأَمِير سيف الدّين قطز المنصوري كَانَ ينْدب فِي الْمُهِمَّات لشجاعته توفّي سنة تسعين وسِتمِائَة 3 - (سيف الدّين قطلقتمر قلي) قطلقتمر قلي الْأَمِير سيف الدّين أحد أُمَرَاء دمشق أَصْحَاب الطبلخاناه كتب فِي حَقه ارغون شاه إِلَى بَاب السُّلْطَان وشكاه وسال نقلته حلب فرسم لَهُ بذلك وَكَانَ قد جرد صُحْبَة الْعَسْكَر الدِّمَشْقِي إِلَى سيس سنة خمسين وَسَبْعمائة وَكتب أرغون شاه إِلَى نَائِب حلب أَنه إِذا عَاد الْعَسْكَر يتَقَدَّم إِلَيْهِ بِالْإِقَامَةِ فِي حلب حَسْبَمَا رسم بِهِ فَأَقَامَ بهَا تَقْدِير خَمْسَة أشهر أَو أَرْبَعَة ثمَّ توفّي رَحمَه الله فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَسَبْعمائة (قطلوبغا) 3 - (سيف الدّين الفخري) قطلوبغا الْأَمِير الْكَبِير الْمِقْدَام الشجاع الداهية سيف الدّين الساقي الناصري الْمَعْرُوف بالفخري كَانَ من أكبر مماليك الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون من رَفعه الْأَمِير سيف الدّين ارغون الدوادار لم يكن لأحد من الخاصكية وَلَا من غَيره إدلاله على السُّلْطَان وَلَا من يكلمهُ بِكَلَامِهِ كَانَ يفحش فِي كَلَامه وَيرد عَلَيْهِ الْأَجْوِبَة الحادة الْمرة وَهُوَ يحْتَملهُ وَقد تقدم شَيْء من ذكره فِي تَرْجَمَة أَخِيه سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر لم يزل عِنْد السُّلْطَان أثيراً عالي المكانة إِلَى أَن أمْسكهُ فِي نوبَة إِخْرَاج أرغون إِلَى حلب نَائِبا فَلَمَّا دخل الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى مصر عقيب ذَلِك أخرجه السُّلْطَان مَعَه إِلَى الشَّام فِي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ افخري مِمَّن يكره الْأَمِير سيف الدّين تنكز ويحط عَلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي ساعد أَمِير حُسَيْن عَلَيْهِ وَقيل إِنَّه توجه مرّة إِلَى بَابه وَأقَام فِيمَا قيل من بكرَة إِلَى الظّهْر حَتَّى أذن لَهُ فِي الدُّخُول فَلَمَّا خرج مَعَه شدّ الشلو فِي وَسطه وَكَانَ يركب فِي خدمته ويترجل قبل نُزُوله فِي ركابه وَيَمْشي) بالخف من غير سرموزة وَيحصل الصَّيْد بَين يَدَيْهِ وَيطْعم طيوره وَلم يزل يدْخل إِلَى قلبه بِالْخدمَةِ حَتَّى أحبه وَمَال إِلَيْهِ قَالَ تنكز مرّة وَالله اشتهي أَن اركب مرّة وَمَا أخرج التقي الفخري وَاقِفًا ينتظرني قيل إِنَّه كَانَ لَهُ وَاحِد وَاقِفًا دَائِما بدار السَّعَادَة مَتى قدمت فرس تنكز للرُّكُوب توجه إِلَيْهِ وأعلمه وَيكون هُوَ قَاعِدا متأهباً للرُّكُوب فيركب وَيقف لانتظاره فَأَحبهُ حبا شَدِيدَة حَتَّى لم يبْق عِنْده بِدِمَشْق اعز مِنْهُ وَقَالَ وَالله لَو خدم أستاذه عشر هَذِه الْخدمَة

مَا كَانَ نَالَ أحد مرتبته كَانُوا يَوْمًا فِي ضِيَافَة الْأَمِير صَلَاح الدّين يُوسُف ابْن الْملك الأوحد وَقد شربوا القمز فَدخل عَلَيْهِم الْأَمِير سيف الدّين أوران الْحَاجِب وَهُوَ عِنْد تنكز بِمحل كَبِير فَأخذ قطلوبغا الهناب وَقَامَ وَقَالَ عنْدك يَا أَمِير فَلم يقبله فالح عَلَيْهِ فَلم يُوَافقهُ فَقَالَ تنكز عِنْدِي يَا أَمِير أَنا أَحَق بك وَالله يَا أُمَرَاء مَا عِنْد أستاذنا أكبر مِنْهُ وَلَا أعز وَلَو وطأ نَفسه قَلِيلا مَا كَانَ فِينَا يصل إِلَى ركابه وَأخذ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَالشُّكْر مِنْهُ وَمِنْهَا كَانَ الْوَاقِع وانتحس أوران بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ إِذا شفع عِنْده لَا يردهُ وَلم يزل إِلَى أَن ترْضى لَهُ السُّلْطَان وَكَانَ يحضر إِلَيْهِ بعد ذَلِك الْخَيل والجوارح من السُّلْطَان وَلم يزل إِلَى أَن كَانَت وَاقعَة تنكز فَكتب السُّلْطَان إِلَى افخري فِي الْبَاطِن وَقَالَ لَهُ يَا وَلَدي مَا خبأتك إِلَّا لهَذَا الْيَوْم أبْصر كَيفَ تكون وَهَذَا من رَاح مَعَه رَاح بِلَا دينا وَلَا آخِرَة فَاجْتمع هُوَ والأمراء بِدِمَشْق وَخَرجُوا إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طشتمر وأمسكوا تنكز على مَا تقدم فِي تَرْجَمته فَنظر إِلَيْهِ والتركاش فِي وَسطه فَقَالَ لَهُ يَا فخري لَا إِلَه إِلَّا الله وَلَا أَنْت الآخر بالتركاش فَقَالَ مَا شدّ إِلَّا فِي يَوْمه ثمَّ إِنَّه أَقَامَ بعده بِدِمَشْق إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين بشتاك وَأخذ وَتوجه بهَا ثمَّ توجه قطلوبغا إِلَى مصر فَطَلَبه وعظمه السُّلْطَان زَائِدا وَلم يزل فِي أعز مكانة إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فأظهر الْميل إِلَى قوصون وَكَانَ مَعَه على بشتاك وَحضر إِلَى الشَّام وَنزل فِي الْقصر الأبلق وَحلف النَّاس بعد السُّلْطَان لِابْنِهِ الْملك الْمَنْصُور أبي بكر وَذَلِكَ أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا فَخرج النَّاس وتلقوه ودعوا لَهُ) وخصصوه بِالدُّعَاءِ دون ألطبغا وَقدم لَهُ الْأُمَرَاء وَغَيرهم بِدِمَشْق وَحلف النَّاس وَتوجه فَلَمَّا جرى للمنصور مَا جرى وخلعوه وملكوا الْأَشْرَف عَلَاء الدّين كجك أَخَاهُ وَجعلُوا الْأَمِير سيف الدّين قوصون نَائِبه مَال الفخري إِلَى قوصون ميلًا عظيماًَ وَقَامَ بنصره وَطلب قوصون من يتَوَجَّه إِلَى الكرك لحصار السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد فَلم يَجْسُر أحد غير الفخري فَخرج هُوَ والأمير سيف الدّين قماري فِي ألفي فَارس إِلَى الكرك وَحصر النَّاصِر أَحْمد ووسط جمَاعَة من أهل الكرك وَبَالغ وَرُبمَا أفحش فِي الْكَلَام للناصر أَحْمد فحقدها عَلَيْهِ ثمَّ لما بلغه أَن الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا نَائِب دمشق توجه إِلَى حلب لإمساك طشتمر الساقي نائبها وخلت دمشق من الْعَسْكَر حضر الفخري إِلَيْهَا وَترك الكرك فَخرج أهل دمشق إِلَيْهِ وتلقوه ودعوا لَهُ فَدَخلَهَا وَنزل على خَان لاجين واقترض من مَال الْأَيْتَام مبلغ أَرْبَعمِائَة للف دِرْهَم ونفق فِي من مَعَه من العساكر وَلحق الْأَمِير بهاء الدّين أصلم وَهُوَ على قارا بعسكر صفد ليلحق الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا

بحلب فَبعث إِلَيْهِ رده وَطلب الْأُمَرَاء الَّذين تخلفوا فِي بر دمشق فَحَضَرُوا إِلَيْهِ وَأقَام بخان لاجين وَكتب إِلَى الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر الساقي وَهُوَ ائب حماة فَحَضَرَ إِلَيْهِ وتلاحق النَّاس بِهِ وَلما حضر إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر قوي جأشه وجأش من مَعَه وَكَانَ لما دخل إِلَى دمشق أحضر النَّاس وحلفهم للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد ودعا النَّاس إِلَى بيعَته وَمَال الْخلق إِلَيْهِ واستخدم الْجند البطالة ورتب أنَاس فِي وظائف وأحبه النَّاس كثيرا وَحضر إِلَيْهِ الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر السلاري لما كَانَ بغزة وَأمْسك الطرقات وربطها على من يروح من حلب إِلَى مصر أَو يَجِيء من مصر إِلَى حلب ويمسك البريدية وَيَأْخُذ مَا معم وعمى الْأَخْبَار على قوصون وعَلى الطنبغا وَظهر بعزم كَبِير وحزم كَبِير وساعده الْقدر وخدمته السَّعَادَة زَائِدا وَبَقِي أمره كلما جَاءَ يقوى وَأمر الطنبغا كلما جَاءَ يضعف وترددت الرُّسُل بَينه وَبَين الطنبغا وَطَالَ الْأَمر وَلم يزَالُوا كَذَلِك إِلَى أَن وصل الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا من حلب وتنزل القطيفة وَأقَام بهَا ثَلَاثَة أَيَّام وَجبن عَن لِقَاء الفخري وَمَعَهُ عَسْكَر دمشق وعسكر حلب وعسكر طرابلس فِي عدَّة تِسْعَة عشر ألف فَارس وضعفت نفوس الَّذين مَعَ الفخري وهموا بالهروب لأَنهم دون الثَّلَاثَة آلَاف فَارس بل وَلَا يصلونَ إِلَى أَلفَيْنِ) لَكِن كَانَ مَعَه جبلية من أهل بعلبك وَالْبِقَاع وترددت الْقُضَاة بَينهمَا وَمَال الفخري إِلَى الصُّلْح وَقَالَ ارْجع عَنْك بِشَرْط أَن توفّي عني مَال الْأَيْتَام لأنني أنفقته على من معي من الْعَسْكَر وَلَا تقطع من رتبته فِي وَظِيفَة فتوقف الطنبغا وَطَالَ التَّرَدُّد بَينهمَا والعسكران فِي المصاف وَهلك من مَعَ الطنبغا من الْجُوع لِأَن عَسْكَر الفخري حَال بَينه وَبَين دمشق وسيب الْمِيَاه على المرج فحال بَينه وَبَين حريمه وَبَين الْعَسْكَر وَبَين دمشق وَلَو نزل الطنبغا وَلم يقف بالقطيفة داس الفخري وَعَسْكَره دوساً وَلَو وَافق الفخري على مَا أَرَادَ وَدخل إِلَى دمشق دَخلهَا ملكهَا وَبَقِي على حَاله نَائِبا والفخري ضيفاً عِنْده تَحت أوامره ونواهيه وَلَكِن إِذا أَرَادَ الله أمرا بلغه فَلم يكن ذَلِك النَّهَار إِلَّا بِمِقْدَار الثَّالِثَة من النَّهَار حَتَّى مَال الْعَسْكَر الدِّمَشْقِي بمجموعه إِلَى الفخري وحركوا طبلخاناتهم وَتركُوا الطنبغا وَحده على مَا مر فِي تَرْجَمته فهرب فِي من هرب مَعَه من الْأُمَرَاء وَدخل الفخري بعساكره إِلَى دمشق وملكها وَنزل الْقصر الأبلق وَأخذ فِي تَحْلِيف العساكر للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد وجهز إِلَيْهِ ليحضر إِلَى دمشق فَقَالَ جهز لي الْأُمَرَاء الْكِبَار الَّذين عنْدك فَوجه إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر والأمير بهاء الدّين اصلم والأمير سيف الدّين قماري والأمير علم الدّين سُلَيْمَان بن هَمنَا فتوجهوا إِلَى الكرك وعادوا وَلم يحضر إِلَيْهِ ووعده بِأَنَّهُ إِذا حضر الْأَمِير طشتمر نَائِب حلب حضرت وعادوا وَلم يحضر إِلَيْهِ ووعده بِأَنَّهُ إِذا حضر الْأَمِير طشتمر بِلَاد الرّوم وَلم يزل فِي اللَّيْل وَالنَّهَار يعْمل على ذَلِك إِلَى أَن حضر وَوصل إِلَى دمشق فَخرج وتلقاه وَنزل بالنجيبية على الميدان وَحمل إِلَيْهِ مَالا عَظِيما

ووردت كتب السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد إِلَى الْأُمَرَاء الأكابر بِالشَّام تَتَضَمَّن أَن الْأَمِير سيف الدّين قطلوبغا الفخري هُوَ كافل الشَّام يولي النيابات الْكِبَار لمن يخْتَار فَوجه الْأَمِير عَلَاء الدّين طيبغا حاجي إِلَى حلب نَائِبا وَوجه الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار إِلَى حمص نَائِبا وَوجه الْأَمِير سيف الدّين طينال إِلَى طرابلس نَائِبا وَشرع فِي عمل آلَات السلطنة وشعرا الْملك وَيسْأل من السُّلْطَان الْحُضُور إِلَى دمشق وَهُوَ يسوف بهما إِلَى أَن عزم الفخري وطشتمر على التَّوَجُّه غليه بالعساكر فَلَمَّا خَرجُوا من دمشق وَسمع بهم توجه هُوَ وجده إِلَى) الْقَاهِرَة فتوجها بالعساكر فَلَمَّا قاربا الْقَاهِرَة بعث إِلَى الفخري وَالِي طشتمر من يتلقاهما وَأكْرم نزلهما واستتب الْأَمر للسُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَحْمد وَحلف المصريون والشاميون لَهُ وَكَانَ افخري يَوْمئِذٍ وَاقِفًا مشدود الْوسط بِيَدِهِ عَصا محتفلاً بِالْأَمر احتفالاً كَبِيرا وَخرج الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر الناصري إِلَى غَزَّة نَائِبا وَخرج الْأَمِير ركن الدّين بيبرس الأحمدي إِلَى صفد نَائِبا وَخرج الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج الْملك إِلَى حماة نَائِبا وَخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين ايبدغمش إِلَى حلب نَائِبا وَخرج قطلوبغا الفخري بعد الْجَمِيع إِلَى دمشق نَائِيا فَلَمَّا كَانَ قَرِيبا من الْعَريش لحقه الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا المارداني فِي ألفي فَارس لإمساكه وَالْقَبْض عَلَيْهِ فأحس بالقضية فَفرق مَا مَعَه من الْأَمْوَال وهرب فِي نفر قَلِيل من مماليكه وَلحق بالأمير عَلَاء الدّين أيدغمش وَهُوَ على عين جالوت مستجيراً بِهِ فَأكْرم نزله أول قدومه ثمَّ بدا لَهُ فِيمَا بعد فأمسكه وجهزه مَعَ وَلَده أَمِير عَليّ إِلَى الْقَاهِرَة فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان إِمْسَاكه خرج إِلَى الكرك وَأخذ مَعَه طشتمر وَكَانَ قد أمْسكهُ أَولا على مَا تقدم فِي تَرْجَمته وسير إِلَى أَمِير عَليّ من تسلم مِنْهُ قطلوبغا الفخري وَسَار بِهِ إِلَى الكرك فَدخل السُّلْطَان الكرك واعتقل الفخري وطشتمر بالكرك مُدَّة يسيرَة فَيُقَال إنَّهُمَا فِي لَيْلَة كسرا بَاب حبسهما وخرجا فَلَو ملكا سَيْفا أَو سِلَاحا ملكا القلعة تِلْكَ اللَّيْلَة وَكَانَ السُّلْطَان قد بَات خَارج القلعة فَلَمَّا أصبحا أحضرهما وقتلهما صبرا يحْكى أَن طشتمر خار من اقْتُل وَضعف وانحنى وَأما الفخري فَلم يهب الْمَوْت وَقَالَ للمتوكلين بهما بِاللَّه والكم قدموني قبل أخي هَذَا فَإِن هَذَا مَا لَهُ ذَنْب لَعَلَّه يحصل لَهُ شَفَاعَة بعدِي وَكَانَ قَتلهمَا فِي أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ شجاعاً داهية أريباً صباراً حليا جواداً قَالَ لي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله مَا رَأَيْت اركم مِنْهُ لَا يستكثر على أحد شَيْئا يَطْلُبهُ وَكَانَ لَا يحسن يكْتب اسْمه وَلَا يعلم إِنَّمَا يكْتب عَنهُ على الْأَجْوِبَة والتواقيع دواداره سيف الدّين طغاي

قطلوبك

وَقلت أَنا فِيهِ لما قتل (سمت همة الفخري حَتَّى ترفعت ... على هَامة الجوزاء والنسر بالنصر) ) وَكَانَ بِهِ للْملك فَخر فخانه الزَّمَان فأضحى ملك مصرٍ بِلَا فَخر (قطلوبك) 3 - (قطلوبك الْكَبِير) قطلوبك الْأَمِير سيف الدّين الْمَعْرُوف بقطلوبك الْكَبِير المنصوري قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله كَانَ مؤاخياً لسلار وَولي إمرة الحجوبية بِمصْر فعلمها عملا غر تَمنعهُ النِّيَابَة وَقل قدرهَا لجمع الْأُمَرَاء عَلَيْهِ والبراتية والوافدين وَمد السماط لعم وإفاضة الْخلْع عَلَيْهِم فأهم البرجية أمره خوفًا من قُوَّة شَوْكَة سلار فَأخْرج إِلَى الشَّام وَولي نِيَابَة طرابلس فكرهها واستعان بالأفرم فِي الْإِقَالَة مِنْهَا فأقيل ثمَّ كَانَت بَينه وَبَين اسندمر الكرجي نائبهابعده مصاهرة كَانَ الْمعِين بن حشيش السَّاعِي فِيهَا وَاسْتقر قطلوبك الْكَبِير بِدِمَشْق من مقدمي الألوف وَلم يمش إِلَّا مشي عُظَمَاء الْمُلُوك من فرط البذخ والتجمل وَعظم الْحَاشِيَة والغاشية مِمَّا لَا يقوم مغل إقطاعه بِثلث الكلفة لَهُ وَكلما إِنْفَاقه يزْدَاد وَلَا يعرف من ايْنَ مدده وَلَا بِأَيّ شَيْء طَالَتْ فِي الْإِنْفَاق يَده وَظهر للأفرم وَهُوَ نَائِب الشَّام مِنْهُ كبر أفْضى إِلَى الْوُقُوع بَينهمَا ثمَّ دخل الْحَاج بهادر وبكتمر الْحَاجِب وَغَيرهمَا فِي الْإِصْلَاح بَينهمَا فاصطلحا وأوجبوا على قطلوبك عمل الشكرانة فعلمها فِي المرج وَأنْفق فِيهَا مَا يُقَارب ثَلَاثِينَ ألف دِينَار مَا بَين طَعَام وشراب وخلع وتقادم للأفرم وحاشيته وللأمراء وَكَانَت الضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام لم تَنْقَطِع خيراتها وَكنت مِمَّن حضرها ونظرها وَهِي تزيد على الْوَصْف وَالْتزم مرّة بدرك الرحبة سنة حملا على الْأُمَرَاء فجر نَحْو مائَة جنيب من الْخَيل غير المهجن كلهَا مجللات بالحرير ملبسات بحلي الذَّهَب وَالْفِضَّة جَمِيعهَا باسمه ورنكه وَأقَام بالرحبة عشرَة اشهر غير مسافات رقّه وَكَانَ يُقيم بِأَكْثَرَ الْجند المضافين إِلَيْهِ فَأَما جنده فَلَا يتَكَلَّف أحد مِنْهُم شَيْئا فِي مُدَّة بيكاره وَحكى لي صاحبنا الشريف نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْحُسَيْنِي رَحمَه الله وَكَانَ من مصافيه من هَذَا مَا تعجب مِنْهُ وَقَالَ لي كَانَ راتب شرابخاناته فِي رَمَضَان فِي كل يَوْم وزن خَمْسَة وَعشْرين رطلا) بالدمشقي من السكر وَبنى بالرحبة جَامعا وقصراً وميدان كرة ومنازل للجند

قطلوتمر الخليلي

وَلما تجرك الْملك النَّاصِر للحضور من الكرك ثَانِي مرّة جرده الأفرم هُوَ والحاد بهادر لمَنعه من الْحُضُور فراسلاه حَتَّى أَتَيَاهُ وحضرا بِهِ وَجعله أستاذ دَار وَكَانَ هُوَ الْقَائِم بالدولة وَقدم للسُّلْطَان بِدِمَشْق تقدمة تجل عَن التَّقْوِيم ثمَّ كَانَ السُّلْطَان لَا يخلع وَلَا ينْفق إِلَّا من خزانته مُدَّة مقَامه بِدِمَشْق فِي تِلْكَ الْأَيَّام وسفره إِلَى أَن دخل مصر فَأَقَامَ على وظيفته مديدة ثمَّ أخرج إِلَى نِيَابَة صفد فَأَقَامَ بهَا غير كثير ثمَّ أمسك مها وَحبس بقلعة الكرك ثمَّ كَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَكَانَ يعاني زِيّ أُمَرَاء الْمغل فِي لبس الكنبك والطرز بَين كَتفيهِ وركوب الأكاديش غَالِبا وَكَانَ أسمر شَدِيد السمرَة بطيناً حسن الصُّورَة يكْتب خطا جيدا ولع إِلْمَام بِبَعْض عَرَبِيَّة وَفقه وَحَدِيث وَعِنْده تندير ودلع على سَبِيل اللّعب وَله شعر مِنْهُ مَا عمله فِي مجْلِس الأفرم فِي سَاق كَانَ يسقيهم القمز وَقد غنى بِشعر لِابْنِ الْوَكِيل (أَمِير الْحسن ساقينا ... يغنينا فيغنينا) (فيا لله مَا أحلى ... إشارات المحبينا) فَأمر الأفرم ابْن الْوَكِيل فذيلها بِأَبْيَات ثمَّ أَمر بهَا فلحنت وغنى عَامَّة يَوْمه بهَا (قطلوتمر الخليلي) قطلوتمر الْأَمِير سيف الدّين الخليلي ولاه الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر نَائِب دمشق الحجوبية وَكَانَ حاجباً صَغِيرا وَعمر الدَّار الَّتِي فِي العقيبة قبالة سوق الْخَيل والمئذنة وَالْمَسْجِد وَله الدَّار الَّتِي فِي القصاعين وَبَقِي على ذَلِك إِلَى ان حضر الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البجمقدار من الْقَاهِرَة مُتَوَجها إِلَى حمص نَائِبا أول دولة الْكَامِل شعْبَان فَلَمَّا وصل إِلَى القسطل حضر الْبَرِيد من مصر برده وَأَن يتَوَجَّه الخليلي الْمَذْكُور بدله إِلَى حمص نَائِبا فَتوجه غليها وَأقَام بهَا قَرِيبا من شهر وَتُوفِّي فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (سيف الدّين الجمدار) قطليجا الْأَمِير سيف الدّين الْحَمَوِيّ الناصري الجمدار توفّي الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَهُوَ أَمِير عشرَة وَكَانَ جمداراً لَهُ وَهُوَ حسن الْوَجْه أَبيض تعلوه حمرَة حسن الثغر إِلَى الْغَايَة رسم لَهُ بنيابة حماة بَعْدَمَا حضر إِلَى دمشق فِي جملَة أمرائها وَأقَام بهَا مُدَّة لَطِيفَة فِي أَيَّام الْكَامِل شعْبَان ثمَّ لما ولي المظفر حاجي وَنقل أسندمر نَائِب حماة إِلَى طرابلس طلب قطليجا الْمَذْكُور إِلَى مصر ورسم لَهُ بنيابة حماة فضر إِلَيْهَا وَأقَام

قطليجا الوادار

بهَا وَهُوَ الَّذِي أمسك الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحياوي لما خرج على المظفر على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَلم يزل قطليجا بحماة إِلَى أَن قتل ارغون شاه نَائِب دمشق ورسم للأمير سيف الدّين ارقطاي نَائِب حلب بنيابة دمشق ورسم للأمير سيف الدّين قطليجا بنيابة حلب فَتوجه إِلَيْهَا ودخلاها فِي الْعشْر الْأَوْسَط من جُمَادَى الأولى فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يسيرَة وَمرض فَمَاتَ فِي آخر نَهَار الْخَمِيس خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَسَبْعمائة رَحمَه الله وَجَاوَزَ عَنهُ رَأَيْت أهل حماة يذمون أَيَّامه (قطليجا الوادار) 3 - (قطليجا الدوادار الناصري) كَانَ أَولا من مماليك المرحوم سيف الدّين ارغون النَّائِب وَلما أخرج الْأَمِير سيف الدّين طشبغا الدوادار إِلَى دمشق فِي أَيَّام النَّاصِر حسن على مَا مر فِي تَرْجَمته جعل هَذَا الْأَمِير سيف الدّين مَكَانَهُ فِي الدوادارية وَكَانَ بِعشْرَة ثمَّ إِنَّه آخر الْأَمر أعطي طبلخاناه وَأقَام فِي الدوادارية إِلَى أَن رسم لطشبغا بِالْعودِ إِلَى الديار المصرية وَتَوَلَّى الدوادارية ثَانِيًا وَأخرج الْأَمِير سيف الدّين قطليجا أَمِيرا إِلَى حلب فَتوجه غليها واقام إِلَى أَن حضر مَمْلُوكه تمر فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة يَطْلُبهُ إِلَى مصر فَلَمَّا عَاد إِلَى مصر خرج إِلَى دمشق صُحْبَة الْأَمِير عَلَاء الدّين أَمِير عَليّ المارداني نَائِب الشَّام فَأَقَامَ بهَا بطالاً إِلَى أَن توفّي الْأَمِير شهَاب الدّين شعْبَان لزم يلبغا فأنعم عَلَيْهِ بإقطاعه طبلخاناه ثمَّ إِنَّه نقل إِلَى حلب فِي سنة تسع وَخمسين ثمَّ نقل إِلَى دمشق فِي سنة وَسَبْعمائة ثمَّ لما جرى الْأَمر على مَا جرى بِدِمَشْق أمسك وَهُوَ وايدجغمش المارداني ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَبعد خلع النَّاصِر اخْرُج مَعَه (قطن) 3 - (الغبري الْبَصْرِيّ) قطن بن نسير الغبري الْبَصْرِيّ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى التِّرْمِذِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين والمائتين القطيني النَّحْوِيّ المغربي اسْمه غَالب بن عبد الله 3 - (الْعَدوي الْمُقْرِئ الْبَصْرِيّ) قعنب الْعَدوي الْبَصْرِيّ كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة وَله قِرَاءَة شَاذَّة توفّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة القعْنبِي عبد الله بن مُسلم

القعقاع

3 - (الْقَعْقَاع) 3 - (التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ) الْقَعْقَاع بن معبد بن زُرَارَة التَّمِيمِي أحد وَفد بن تَمِيم أَشَارَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بإمارته وَأَشَارَ عمر رَضِي الله عَنهُ بإمارة الْأَقْرَع بن حَابِس فِي حِين قدوم وَفد بني تَمِيم فَقَالَ أَبُو بكر مَا أردْت إِلَّا خلافي وتماريا فَنزلت يَا أيُّها الَّذين آمنُوا لَا تقدَّموا بَين يَدي الله وَرَسُوله من حَدِيث عبد الله بن الزبير 3 - (التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ) الققاع بن عَمْرو التَّمِيمِي قَالَ شهِدت وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا رَوَاهُ سيف الدّين بن عمر عَن عَمْرو بن تَمام عَن أَبِيه قَالَ ابْن أبي حَاتِم وَسيف مَتْرُوك الحَدِيث فَبَطل مَا جَاءَ من ذَلِك قَالَ ابْن عبد الْبر هُوَ أَخُو عَاصِم بن عَمْرو التَّمِيمِي وَكَانَ لَهما الْبلَاء الْجَمِيل والمقامات المحمودة فِي الْقَادِسِيَّة لَهما ولهاشم بن عتبَة وَعمرَة بن معدي كرب 3 - (السّلمِيّ الصَّحَابِيّ) الْقَعْقَاع بن عبد الله بن أبي حَدْرَد السّلمِيّ) روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَمعه يَقُول تمعددوا وَاخْشَوْشنُوا وامشوا حُفَاة وروى عَنهُ سعيد المَقْبُري وروى الْقَعْقَاع هَذَا أَيْضا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مر بناس من أسلم وهم يتناضلون فَقَالَ ارموا إِن أَبَاكُم كَانَ رامياً ارموا وَأَنا مَعَ ابْن الردع الحَدِيث قَالَ ابْن عبد الْبر للقعقاع ولأبيه جَمِيعًا حَبَّة وَقد ضعف (الألقاب) 3 - (ابْن القفطي الْوَزير جمال الدّين اسْمه عَليّ بن يُوسُف وَأَخُوهُ مؤيد الدّين إِبْرَاهِيم بن يُوسُف) وَزِير حلب القفطي بهاء الدّين هبة الله بن عبد الله

سيف الدين الجمدار

القفصي الكفيف المغربي هُوَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم والقفصي الْبَزَّاز الشَّاعِر المغربي هُوَ الْقَاسِم بن مَرْوَان ابْن القف الطَّبِيب يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْقفال الْكَبِير الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْقفال الصَّغِير الشَّافِعِي اسْمه عبد الله بن أَحْمد القلانسي مُفِيد بَغْدَاد اسْمه أَحْمد بن عَليّ أَوْلَاد القلانسي جمَاعَة مِنْهُم زين الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَهُوَ أَبُو جلال الدّين وَمِنْهُم عز الدّين محتسب دمشق وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد أَيْضا وجمال الدّين وَكيل بَيت المَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ومؤيد الدّين أسعد بن المظفر ومؤيد الدّين المؤرخ أسعد بن حَمْزَة ونظام الدّين الْحسن بن اِسْعَدْ والصاحب عز الدّين حَمْزَة بن اِسْعَدْ وعلاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ومجد الدّين إِبْرَاهِيم بن اِسْعَدْ وَمِنْهُم محيي الدّين يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد 3 - (سيف الدّين الجمدار) قلاوون الْأَمِير سيف الدّين الجمدار أحد مقدمي اللوف بِدِمَشْق كَانَ بهَا أَمِيرا وَتَوَلَّى نِيَابَة حمص فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين) وَأقَام بهَا نَائِبا مُدَّة ثمَّ عزل وَحضر إِلَى دمشق وَكَانَت ولَايَته لحمص بعد الْأَمِير سيف الدّين بكتمر العلائي ثمَّ إِنَّه تقدم عِنْد الْأَمِير سيف الدّين يلبغا وَلما برز إِلَى الجسورة فِي أَيَّام الْكَامِل عاضده ووازره فَلَمَّا انتصر رعى لَهُ عَهده وَصَارَ حظياً يلازمه وَأَعْطَاهُ إقطاع وَلما كَانَت الْمرة الثَّانِيَة برز مَعَه إِلَى الجسورة فِي الْأَيَّام المظفرية وَلم يتَوَجَّه مَعَه أحد من الْأُمَرَاء غَيره وَغير مُحَمَّد بن جمق ملي أَنه كَانَ قد أودع خزانته فِي داريا وَأَرَادَ أَن ينهزم مِنْهُ فَمَا أمكنه وَلم يزل مَعَه فِي الْبَريَّة إِلَى أَن دخلا إِلَى حماة والأمير سيف الدّين قلاوون ضَعِيف قد عمل قدامه مخدة على الْفرس فَأَقَامَ بهَا مُدَّة جُمُعَة وتورم وارزق وَمَات فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قبل أَن يخرج بالأمير سيف الدّين يلبغا من حماة رحمهمَا الله تَعَالَى 3 - (الْملك الْمَنْصُور) قلاوون السُّلْطَان الْملك سيف الدّين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو الْفتُوح

التركي الصَّالِحِي النجمي اشْترِي بِأَلف دِينَار وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ الألفي وَفِي تَرْجَمَة شرف الدّين عبد الْوَهَّاب بن فضل الله بيتان فِي هَذَا الْمَعْنى لَهُ كَانَ من أحسن النَّاس صُورَة فِي صباه وأبهاهم وأهيبهم فِي رجوليته كَانَ تَامّ الشكل مستدير الْحَيَّة قد وخطه الشيب على وَجهه هَيْبَة الْملك وَعَلِيهِ سكينَة ووقار وَكَانَ فِي إمرته إِذا قدم دمشق ينزل فِي دَار الزهر وَعمل نِيَابَة السلطنة للْملك الْعَادِل سلامش ابْن الْملك الظَّاهِر عِنْدَمَا خلع السعيد وحلفوا لسلامش وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وحلفوا لَهُ مَعَه وذكرا مَعًا فِي الْخطْبَة وَضربت السِّكَّة بِوَجْهَيْنِ وَجه لسلامش وَجه لقلاوون وَبَقِي الْأَمر على هَذَا شَهْرَيْن وأياماً على مَا قيل وَالصَّحِيح أَنه لم يضْرب على السِّكَّة حَتَّى تسلطن وَلَقَد رَأَيْت كثيرا من ضرب سلامش لَهُ خَاصَّة وَفِي رَجَب سنة ثَمَان وبعين خلعوا الْعَادِل) سلامش وَبَايَعُوا الْملك الْمَنْصُور واستقل بِالْملكِ وامسك جمَاعَة أُمَرَاء ظاهرية وَاسْتعْمل مماليكه على نِيَابَة الْبِلَاد وَكسر التتار سنة ثَمَانِينَ ونازل حصن المرقب وفتحه سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَفتح طرابلس وانشأ بِالْقَاهِرَةِ بَين القصرين الْمدرسَة الْعَظِيمَة والبيمارستان الْعَظِيم الَّذِي لم يكن مثله وَتُوفِّي فِي سادس لقعدة يَوْم السبت سنة تسع وَثَمَانِينَ ظَاهر الْقَاهِرَة وَحمل إِلَى القلعة لَيْلَة الْأَحَد وَملك بعده وَلَده الْملك الْأَشْرَف وَيَوْم الْخَمِيس مستهل الْعَام الْآتِي فرق بتربته صدقَات كَثِيرَة من ذهب وَفِضة شملت النَّاس فَلَمَّا كَانَ الْعشَاء أنزل من القلعة فِي تابوته إِلَى تربته وَفرق من الْغَد الذَّهَب على الْفُقَرَاء وقرأوا تِلْكَ اللَّيْلَة وَكَانَ ملكا عَظِيما لَا يحب سفك الدِّمَاء إِلَّا أَنه كَانَ يحب جمع المَال وَأبقى الله لملك فِي بَيته من بينيه ومماليكه وَبني ابْنه وَكتب تَقْلِيده بالسلطنة القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر وَهُوَ الْحَمد لله الَّذِي جعل آيَة السَّيْف ناسخة لكثير من الْآيَات وفاسخة لعقود أولي الشَّك والشبهات الَّذِي رفع بعض الْخلق على بعض دَرَجَات وَأهل لأمور الْبِلَاد والبعاد من جَاءَت خوارق تملكه بِالَّذِي إِن لم يكن من المعجزات فَمن الكرامات ثمَّ الْحَمد لله على أَن اشهدها مصَارِع أعدائها وَأحمد لَهَا عواقب إِعَادَة نصرتها وإبدائها ورد تشتيتها بعد أنم ظن كل وَاحِد أَن شعارها الْأسود مَا بَقِي مِنْهُ غلا مَا صانته الْعُيُون فِي جفونها والقلوب فِي سويدائها واشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة يتلذذ بذكرها اللِّسَان وتتعطر بنفحها الأفواه والردان وتتلقاها مَلَائِكَة الْقبُول فترفعها إِلَى أَعلَى مَكَان واشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي أكرمنا اله بِهِ وَشرف لنا

الْأَنْسَاب وأعزنا بِهِ حَتَّى نزل فِينَا مُحكم الْكتاب صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الَّذين أنجاب الدّين مِنْهُم عَن أنجاب وَرَضي الله عَن صحابته الَّذين هم أعز صِحَاب صَلَاة يُوفى قَائِلهَا أجره بِغَيْر حِسَاب يَوْم الْحساب وَبعد حمد الله على أَن أَحْمد عواقب الْأُمُور وَأظْهر لِلْإِسْلَامِ سُلْطَانا اشتدت بِهِ للْأمة الظُّهُور وفيت الصُّدُور وَأقَام الْخلَافَة العباسية فِي هَذَا الزَّمن بالمنصور كَمَا أَقَامَهَا فِيمَا مضى) بالمنصور وَاخْتَارَ لإعلان دعوتها من يحيى معالمها بعد العفاء ورسومها بعد الدُّثُور وَجمع لَهَا الْآن مَا كَانَ جمح عَلَيْهَا فِيمَا قبل من خلال كل ناجم ومنحها مَا كَانَت تبشرها بِهِ الْمَلَاحِم وأنفذ كلمتها فِي ممالك الدولة العلوية بِخَير سيف مشحوذ ماضي العزائم ومازج بَين طاعتها فِي الْقُلُوب وَذكرهَا فِي الْأَلْسِنَة وَكَيف لَا والمنصور هُوَ الْحَاكِم وَأخرج لحياطة الْأمة المحمدية ملكا تقسم البركات عَن يَمِينه وتقسم السَّعَادَة بِنور جَبينه وتقهر الْأَعْدَاء بفتكاته وتمهر عقائل المعاقل بأصغر راياته ذُو السعد الَّذِي مَا زَالَ نوره يشف حَتَّى ظهر ومعجزه يرف إِلَى أَن بهر وجوهره ينْتَقل من جيد إِلَى جيد حَتَّى علا على الجبين وسره يكمن فِي قلب بعد قلب حَتَّى علم الْعلم الْقَيْن وَالْحَمْد لله الَّذِي جعل نبأ تَمْكِينه فِي الأَرْض بعد حِين فاختاره الله على علم واصطفاه من بَين عباده بِمَا جله الله عَلَيْهِ من كرم وشجاعة وحلم وأتى الله بِهِ الْأمة المحمدية فِي وَقت الِاحْتِيَاج عوناً وَفِي إبان الاستمطار غيثاً وَفِي حِين عيث الشبال فِي غر الافتراس ليثاً فَوَجَبَ على من لَهُ فِي أَعْنَاق الْأمة المحمدية بيعَة الرضْوَان وَعند إِيمَانهم مصافحة إِيمَان وَمن حَيْثُ وَجَبت لَهُ الْبيعَة باستحقاقه لميراث منصب النُّبُوَّة وَمن تصح بِهِ كل ولَايَة شَرْعِيَّة يُؤْخَذ كتابها مِنْهُ بِقُوَّة وَمن هُوَ خَليفَة الزَّمَان وَالْعصر وَمن بدعواته ينزل عَلَيْكُم معاشر كماة الْإِسْلَام مَلَائِكَة النَّصْر وَمن نسبه بِنسَب نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متشج وحسبه بِحَسبِهِ ممتزج أَن يُفَوض لَهُ مَا فوضه الله إِلَيْهِ من أَمر الْخلق وَمن يقوم عَنهُ بِفَرْض الْجِهَاد وَالْعَمَل بِالْحَقِّ وَأَن يوليه ولَايَة شُعْبَة تصح بهَا الْأَحْكَام وتنضبط أُمُور الْإِسْلَام وَتَأْتِي هَذِه الْعصبَة الإسلامية يَوْم تَأتي كل أمة بإمامهم من طَاعَة خليفتهم بِخَير إِمَام وَخرج أَمر مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ شرفه الله أَن يكون للْمقر العالي المولوي السلطاني الملكي المنصوري أَجله الله وَنَصره وأظفره وأقدره وأيده وأبده كل مَا فوضه الله لمولانا أَمِير الْمُؤمنِينَ من حكم فِي الْوُجُود وَفِي التهائم والنجود وَفِي الخزائن والمدائن وَفِي الظَّاهِر والبواطن وَفِيمَا فَتحه الله وَفِيمَا سيفتحه وَفِيمَا كَانَ فسد بالْكفْر والرجاء من الله أَنه سيصلحه وَفِي كل وجود وَمن وَفِي كل عَطاء وَظن وَفِي كل هبة وتمليك وَفِي كل تفرد بِالنّظرِ فِي أُمُور الْمُسلمين بِغَيْر شريك وَفِي كل تعاهد ونبذ وَفِي كل عَطاء وَأَخ وَفِي كل عزل وتولية وَفِي كل تَسْلِيم وتخلية وَفِي كل إرفاق وإنفاق وَفِي كل إنعام وَإِطْلَاق وَفِي كل

استرقاق) وإعتاق وَفِي كل تَقْلِيد وتفويض وَفِي كل تَحْدِيد وتعويض وَفِي كل حمد وتقريض ولَايَة عَامَّة تَامَّة محمدة محكمَة منضدة منظمة لَا يعقبها نسخ من خلفهَا وَلَا من ين يَديهَا وَلَا يعتريها فسخ يطْرَأ عَلَيْهَا يزيدها مر الْأَيَّام جدة يعقبها حسن شباب وَلَا يَنْتَهِي على الأعوام والأحقاب نعم يَنْتَهِي إِلَى مَا نَصبه الله للإرشاد من سنة وَكتاب وَذَلِكَ من شرع الله أَقَامَهُ للهداة علما وَجعله إِلَى اخْتِيَار الثَّوَاب سلما فَالْوَاجِب أَن يعْمل بجزئيات أمره وكلياته وَأَن لَا يخرج أحدج عَن مقدماته وَالْعدْل فَهُوَ الْغَرْس المثمر والسحاب الممطر وَالرَّوْض المزهر وَبِه تتنزل البركات وتخلف الهبات وتربى الصَّدقَات وَبِه عمَارَة الأَرْض وَبِه تُؤَدّى السّنة وَالْفَرْض فَمن زرع الْعدْل اجتنى الْخَيْر وَمن أحسن كفي الضَّرَر والضير وَالظُّلم فعاقبته وخيمة وَمَا يطول عمر الْملك إِلَّا بالمعدلة الرحيمة والرعية فهم الْوَدِيعَة نعند أولي الْأَمر فَمَا يخْتَص بِحسن النّظر مِنْهُم زيد وَلَا عَمْرو وَالْأَمْوَال فَهِيَ ذخائر الْعَاقِبَة والمآل وَالْوَاجِب أَن تُؤْخَذ بِحَقِّهَا وتنفق فِي مستحقها وَالْجهَاد برا وبحراً فَمن كنَانَة الله تفوق سهامه وتؤرخ أَيَّامه وينتضى حسامه وتجري منشآته فِي الْبَحْر كالأعلام وتشر أَعْلَامه وَفِي عقر دَار الْحَرْب يحط ركابه ويخط كِتَابه وَترسل أرسانه وتجوس خلالها فرسانه فليلزم مِنْهُ ديدناً ويستصحب مِنْهُ فعلا حسنا وجيوش الْإِسْلَام وكمته وأمراؤه وحماته فهم من قد علمت قدم هِجْرَة وَعظم نَصره وَشدَّة باس وَقُوَّة مراس وَمَا مِنْهُم إِلَّا من شهد الفتوحات والحروب وَأحسن فِي المحاماة عَن الدّين والدؤوب وهم بقايا الدول وتحايا الْمُلُوك الأول لَا سِيمَا أولي السَّعْي الناجح والرأي الرَّاجِح وَمن لَهُم نِسْبَة صالحية إِذا فَخَروا بهَا قيل لَهُم نعم السّلف الصَّالح فأوسعهم برا وَكن بهم برا وهم بِمَا يجب من خدمتك أعلم وَأَنت بِمَا يجب من حَقهم أدرى والحصون والثغور فهم ذخائر الشدَّة وخزائن العديد وَالْعدة ومقاعد الْقِتَال وكنائن الرَّجَاء وَالرِّجَال فَأحْسن لَهَا التحصين وفوض أمرهَا إِلَى كل قوي أَمِين وَإِلَى كل ذِي دين متين وعقل رصين ونواب الممالك ونواب الْأَمْصَار فَأحْسن لَهُم الِاخْتِيَار وأجمل لَهُم الاختبار وتفقد لَهُم الْأَخْبَار وَأما مَا سوى ذَلِك فَهُوَ دَاخل فِي حُدُود هَذِه الْوَصَايَا النافعة وَلَوْلَا أَن الله أمرنَا بالتذكير) لكَانَتْ سجايا الْمقر الْأَشْرَف السلطاني الملكي المنصوري مكتفية بأنوار ألمعيته الساطعة وزمام كل صَلَاح يجب أَن يشغل بِهِ جَمِيع أوقاته هُوَ تقوى الله قَالَ الله تَعَالَى يَا ايها الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله حق تُقَاته فَلْيَكُن ذَلِك نصب الْعين وغل الْقلب والشفتين وأعداء الدّين من أرمن وفرنج وتتار فأذقهم وبال أَمرهم فِي كل إِيرَاد للغزو وإصدار وثر لِأَن تَأْخُذ للخلفاء العباسيين وَلِجَمِيعِ

قلج أرسلان

الْمُسلمين مِنْهُم الثأر وَاعْلَم أَمن الله نصيرك على ظلمهم وَمَا لظالمين من أنصار وَأما غَيرهم من مجاوريهم من الْمُسلمين فَأحْسن باستنقاذك مِنْهُم العلاج وطبهم باستصلاحك فبالطب الملكي والمنصوري ينصلح المزاج وَالله الْمُوفق بمنه وَكَرمه (قلج أرسلان) 3 - (صَاحب الرّوم) قلج ارسلان بن مَسْعُود بن قلج أرسلان بن سُلَيْمَان بن قتلمش بن إِسْرَائِيل بن سلجوق بن دقاق التركماني ملك الرّوم كَانَ فِيهِ عدل وَحسن سياسة وسداد رَأْي طَالَتْ أَيَّامه وَهُوَ وَالِد الْجِهَة السلجوقية زَوْجَة النَّاصِر لدين الله توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وتسلطن بعده وَلَده غياث الدّين كيخسرو وَكَانَ قلج أرسلان قد قوي عَلَيْهِ أَوْلَاده حَتَّى لم يبْق لَهُ مَعَهم إِلَّا مُجَرّد الِاسْم لكَونه شاخ وَتُوفِّي بقونية فِي نصف شعْبَان كَذَا ورخه ابْن الْأَثِير وَكَانَ لَهُ من الْبِلَاد قونية واقصرا وسيواس وملطية وَمُدَّة ملكه تسع وَعِشْرُونَ سنة وَقيل بضع وَثَلَاثُونَ سنة وَقيل إِنَّه قتل وَكَانَ ذَا سياسة وَعدل وهيبة عَظِيمَة وغزوات كَثِيرَة فِي الرّوم وَلما كبر فرق بِلَاده على أَوْلَاده فحجر ابْنه قطب الدّين فهرب إِلَى ابْنه الآخر فتبرم بِهِ ثمَّ أكْرمه كيخسرو وَسَار فِي خدمته وَنَدم على تَفْرِيق بِلَاده على أَوْلَاده وَكَانَ نور الدّين الشَّهِيد قد قَصده فِي وَقت فَأرْسل إِلَيْهِ يستعطفه فَأَجَابَهُ إِلَى الصُّلْح وَقَالَ لَهُ إِنِّي اريد مِنْك أموراً وقواعد مهما تركت فَلَا أترك مِنْهَا ثَلَاثَة أَحدهَا أَن تجدّد إسلامك على يَد رَسُولي حَتَّى يحل لي إقرارك على بِلَاد الْإِسْلَام فَإِنِّي لَا أعتقد أَنَّك مُؤمن وَكَانَ قلج) أرسلان يتهم باعتقاد الفلاسفة وَالثَّانِي إِذا طلبت عسرك للغزاة تسيره فَإنَّك قد ملكت طرفا كَبِيرا من بِلَاد الْإِسْلَام وَتركت الرّوم وجهادهم وهادنتهم فإمَّا أَن تكون تنجدني بعسكرك لأقاتل الفرنج وَإِمَّا أَن تُجَاهِد من يجاورك من الرّوم ونتبذل الْجهد فِي جهادهم وَالثَّالِث أَن تزوج ابْنَتك لسيف الدّين غَازِي ولد أخي وَذكر أموراً غَيرهَا فَلَمَّا سمع قلج أرسلان الرسَالَة قَالَ مَا قصد نور الدّين إِلَّا الشناعة عَليّ بالزندقة وَقد أَجَبْته إِلَى مَا طلب وَأَنا أجدد إسلامي على يَد رَسُوله 3 - (النَّاصِر صَاحب حماة) قلج أرسن بن مُحَمَّد بن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب

قلم المغنية

الْملك النَّاصِر بن الْمَنْصُور صَاحب حماة تملك بعد أَبِيه وَبَقِي فِي الْأَمر سنوات ثمَّ أَخذ أَخُوهُ المظفر مِنْهُ حماة بإعانة الْكَامِل وَبقيت لَهُ قلعة بعرين ثمَّ أخذت مِنْهُ فَسَار إِلَى مصر فَأعْطِي بهَا خبز مِائَتي فَارس ثمَّ بدا مِنْهُ كَلَام فج فحبسه الْكَامِل فَبَقيَ فِي الْحَبْس إِلَى أَن مَاتَ بِهِ قبل أَيَّام الْكَامِل بأيام قَلَائِل سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة (قلم الْمُغنيَة) قلم الصالحية كَانَت جَارِيَة مولدة صفراء حلوة حَسَنَة الْغناء وَالضَّرْب حاذقة أخذت عَن إِبْرَاهِيم وَابْنه إِسْحَاق وَيحيى الْمَكِّيّ وزبير بن دحمان وَكَانَت لصالح بن عبد الْوَهَّاب كَاتب صَلَاح بن الرشيد وَقيل بل كَانَت لِابْنِهِ اشْتَرَاهَا الواثق بِعشْرَة آلَاف دِينَار غَنِي بَين يَدي الواثق فِي لحن لَهَا فَسَالَ عَن ذَلِك فَقيل لَهُ هُوَ لقلم الصالحية فَكتب إِلَى ابْن الزيات بإشخاص صَالح وجاريته فأشخصهما فغنت بيد يَدَيْهِ فَأَعْجَبتهُ فَقَالَ للصالح هَل تبيعها فَقَالَ بِمِائَة ألف دِينَار فَردهَا عَلَيْهِ وَلم يشترها ثمَّ إِنَّه غَنِي فِي مَجْلِسه بلحن آخر لَهَا فَسَالَ لمن هُوَ فَقيل لَهُ هُوَ لقلم الصالحية فَأمر بإشخاصهما فَلَمَّا غنت بَين يَدَيْهِ أَعْجَبته فَقَالَ إِنِّي قد رغبت فِي هَذِه الْجَارِيَة فاستم فِي ثمنهَا يجوز أَن تعطاه فَقَالَ أما إِذْ وَقعت رَغْبَة أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيهَا فَمَا يجوز أَن أملك شَيْئا لَهُ فِيهِ رَغْبَة وَقد أَهْدَيْتهَا لأمير الْمُؤمنِينَ فَبَارك الله لَهُ فِيهَا فَأمر ابْن الزيات أَن يُعْطِيهِ خَمْسَة آلَاف دِينَار وسماها اغتباطاً فملطه ابْن الزيات وَلم يُعْطه شَيْئا) فَدس صَالح إِلَى قلم من أعلمها بذلك فغنت بَين يَدي الواثق يَوْمًا وَقد اصطبح صَوتا أعجبه فَقَالَ لَهَا أَحْسَنت بَارك الله فِيك وَفِي من رباك فَقَالَت يَا سَيِّدي مَا نفع من رباني إِلَّا الْغرم والتعب وَالْخُرُوج عني صفراً فَقَالَ أولم آمُر لَهُ بِخَمْسَة آلَاف دِينَار قَالَت بلَى وَلَكِن ابْن الزيات لم يُعْطه شَيْئا فَوَقع لِابْنِ الزيات أَن يُعْطي صَالحا عشرَة آلَاف دِينَار قبضهَا وَاشْترى بهَا ضَيْعَة وَلزِمَ بَيته وَاسْتغْنى عَن خدمَة السُّلْطَان (الألقاب) ابْن قليج صَاحب الْمدرسَة بِدِمَشْق اسْمه عَليّ بن قليج الْحَافِظ أَبُو قلَابَة اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد أَبُو قلَابَة الراوية حُبَيْش بن عبد الرَّحْمَن أَبُو قلَابَة الْبَصْرِيّ عبد الله بن زيد

أمير شكار الناصري

ابْن قلاقس نصر الله بن عبد الله ابْن قَليلَة عمر بن عوض ابْن القماح مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْقَمُولِيّ نجم الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن مكي ابْن القم الْحَيَّيْنِ بن عَليّ القمي النَّحْوِيّ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد القنازعي عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان القناص خَالِد بن أبان القنائي زين الدّين إِبْرَاهِيم بن عَرَفَات القناوي يُوسُف بن أَحْمد القندلاوي يُوسُف بن دوناس قنبر الْكَاتِب نصر بن عَليّ ط الْقَنْطَرِي الْحَافِظ الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم القنوع الْمهرِي أَحْمد بن مُحَمَّد 3 - (أَمِير شكار الناصري) ) قماري الْأَمِير سيف الدّين الناصري أَمِير شكار كَانَ من أُمَرَاء الخاصكية الْكِبَار جَاءَ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة أَو سنة سِتّ إِلَى دمشق فِي الْبَرِيد أَظُنهُ بطيور من السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَجَاء إِلَى الْجَامِع وتفرج نَهَارا وَرَأى فوارة جيرون وَغَيرهَا وَكَانَ مَجِيئه فِي الظَّاهِر فِي الطُّيُور وَفِي الْبَاطِن إمْسَاك الْأَمِير جمال الدّين آقوش نَائِب الكرك حكى لي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَالَ لما عَاد من الشَّام قماري أرسل إِلَيّ وَإِلَى الدوادار وَإِلَى أَمِير جاندار وَقَالَ مَا أَدخل إِلَى مَوْلَانَا السُّلْطَان إِلَّا بكم فَقُلْنَا لَهُ يَا خوند أَنْت مَا أَنْت غَرِيب وَأَنت من أكبر الخاصكية وَزوج بنت مَوْلَانَا السُّلْطَان فَقَالَ أَنا الْآن فِي حكم الغرباء الْأَجَانِب فَلَمَّا قيل ذَلِك للسُّلْطَان أعجبه هَذَا التأتي مِنْهُ وَقَالَ جيدا عمل

أخو بكتمر الساقي

وَلما تولى الصَّالح إِسْمَاعِيل طلب قماري الْمَذْكُور وَجعله أَمِير آخور فَأَقَامَ قَلِيلا وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (أَخُو بكتمر الساقي) قماري الْأَمِير سيف الدّين الناصري أَخُو الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي كَانَ أَمِيرا صَغِيرا فَلَمَّا مَاتَ أَخُوهُ فِي طَرِيق الْحجاز مَعَ السُّلْطَان أعطَاهُ السُّلْطَان إمرة مائَة وَقدمه على ألف ط وَلم يزل إِلَى أم خرج مَعَ الفخري إِلَى الكرك لحصار أَحْمد وَحضر مَعَه إِلَى دمشق ثمَّ توجه لمصر وَأقَام بهَا أَمِيرا كَبِيرا وَكَانَ أستاذ الدَّار للصالح إِسْمَاعِيل وَهُوَ من أكبر الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن مَاتَ الصَّالح وَتَوَلَّى الْملك الْكَامِل شعْبَان فَأخْرجهُ عقيب ذَلِك إِلَى طرابلس نَائِبا وَخرج بعده الْملك نَائِب صفد وَمرض فِي أول قدومه إِلَى طرابلس مُدَّة أشفى مِنْهَا على الْمَوْت ثمَّ انْتَعش واستقل وَلم يزل إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين طقتمر الصلاحي فِي الْبَرِيد فَأَقَامَ بِدِمَشْق أَيَّامًا قَلَائِل وَتوجه إِلَى طرابلس فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من ذِي الْحجَّة وَقبض عَلَيْهِ وأحضره مُقَيّدا إِلَى دمشق) ثمَّ جهز مِنْهَا إِلَى الديار المصرية على الْبَرِيد فِي أَوَاخِر الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ النَّاس قد أرجفوا بِهِ قد عزل على أَن يقفز بِاتِّفَاق مِنْهُ على الْأَمِير سيف الدّين الْملك نَائِب صفد (قماري الْحَمَوِيّ) قماري الْحَمَوِيّ الْأَمِير سيف الدّين هُوَ الَّذِي حضر إِلَى أَمر أَحْمد الساقي نَائِب صفد وَطَلَبه لباب السُّلْطَان وَجرى لَهُ مَا جرى فِي تَرْجَمَة أَحْمد الساقي وَآخر أمره جعله الْملك النَّاصِر حسن ى مر حَاجِب بِالْقَاهِرَةِ بَدَلا عَن القاسمي بعد إِمْسَاكه فِي وَاقعَة صرغتمش ثمَّ بعد قَلِيل جهزه إِلَى نِيَابَة البيرة وَأقَام بهَا شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة وَطَلَبه إِلَى حماة ثمَّ أمْسكهُ وجهزه إِلَى إسكندرية وَلم يزل بهَا معتقلاً إِلَى أَن خلع النَّاصِر حسن فأفرج عَنهُ فِي من أفرج وَحضر إِلَى دمشق ثمَّ لما كَانَت وَاقعَة بيدر الْخَوَارِزْمِيّ وَحُضُور الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد بن حاجي إِلَى دمشق وَإِخْرَاج إقطاع تمر المهمندار وإمرة الحجبة عَنهُ رسم للأمير يَفِ الدّين قماري بإمرة الحجبة فِي دمشق فِي الْعشْر الأول من شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة

الألقاب

(الألقاب) ابْن قمير الْمروزِي زُهَيْر بن مُحَمَّد ابْن قميرة مُسْند الْعرَاق اسْمه يحيى بن أبي السُّعُود القمراوي الشَّاعِر اسْمه مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى القمع الْبَغْدَادِيّ اسْمه مُحَمَّد بن إِسْحَاق القمني أَحْمد بن إِبْرَاهِيم قنبل الْمقري هُوَ أَبُو عَمْرو مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن قنبر الحكم بن مُحَمَّد الْقَنْطَرِي الحكم بن مُوسَى قنور الصُّوفِي اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم) ابْن قنويه سَوف بن أَحْمد الْقُهسْتَانِيّ عَليّ بن الْحسن أَوْلَاد ابْن قوام جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عمر وَمِنْهُم أَبُو بكر بن قوام القواريري جمَاعَة مِنْهُم الْحَافِظ بلن عمر الْحَافِظ عبيد الله بن عمر ابْن القواس عمر بن عبد الْمُنعم قوام السّنة إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد القواس صَلَاح الدّين بن أَحْمد ابْن القويع الشَّيْخ ركن الدّين اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القوسان صَاحب الأزجال والبلاليق اسْمَعْهُ عَليّ بن عبد الْوَاحِد ط قَوس الندف اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعد الله ابْن الْقُوطِيَّة اللّغَوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عمر وَابْن الْقُوطِيَّة عبد الْملك بن سُلَيْمَان (قوصون الناصري النَّائِب) قوصون الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين الساقي الناصري

كَانَ أكبر خَواص أستاذه زوجه السُّلْطَان ابْنَته وَهِي ثَانِيَة بت زَوجهَا السُّلْطَان بمماليكه وَدخل بهَا فِي سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ عرساً حافلاً احتفل بِهِ السُّلْطَان وَحمل الْأُمَرَاء التقادم إِلَيْهِ فَكَانَت جُمْلَتهَا خمسين ألف دِينَار وَحضر مَعَ الْجَمَاعَة الَّذين حَضَرُوا صُحْبَة بنت أزبك وَهُوَ ابْن أنَاس لَيْسَ بمملوك وَلكنه طلع إِلَى القلعة يَوْمًا مَعَ بعض تجار المماليك ليرى السُّلْطَان قَرِيبا فَرَآهُ فأعجبه فثقال لأي شَيْء مَا تبيعونني هَذَا قاولا مَا هُوَ مَمْلُوك فَقَالَ لَا بُد أَن أشتريه د فوزن مبلغ ثَمَانِيَة آلَاف دِرْهَم وجهزت إِلَى أَخِيه صوصون إِلَى الْبِلَاد ثمَّ إِنَّه انتشا وَعظم وَأمره مائَة وَصَارَ أكبر الْخَواص بعد الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَكَانَ ينافسه ويفخر عَلَيْهِ وَيَقُول أَنا مَا تنقلت من الإسطبلات إِلَى الطباق بل اشتراني السُّلْطَان وصرت خَاصّا بِهِ وَأَمرَنِي ثمَّ قدمني وزوجني ابْنَته وَكَانَ السُّلْطَان يتنوع فِي الإنعام عَلَيْهِ قيل أَن السُّلْطَان دفع إِلَيْهِ مِفْتَاح الزردخاناه الَّتِي لبكتمر) الساقي وَقيمتهَا سِتّمائَة ألف دِينَار وَعمر جَامعا حسنا على بركَة الْفِيل وَعمر الخاقناه المليحة الْعَظِيمَة بالقرافة وَلما مَاتَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر قَامَ هُوَ فِي صف ابي بكر الْمَنْصُور وَقَامَ بشتاك فِي صف أَحْمد النَّاصِر ثمَّ احتفلا وَفِي الآخر كَانَ الْأَمر مَا أَرَادَهُ قوصون وَجلسَ أَبُو بكر ثمَّ إِنَّه وَقع فِي نَفسه إِمْسَاكه وإمساك غَيره من الْأُمَرَاء فَبلغ ذَلِك قوصون فَعمل عَلَيْهِ وخلعه وجهزه إِلَى قوص وأجلس الْأَشْرَف كجك أَخَاهُ على كرْسِي الْملك وَحلف النَّاس لَهُ وَصَارَ هُوَ نَائِبا لَهُ وجهز الفخري إِلَى الكرك يحاصر أَحْمد فتنفس عَلَيْهِ طشتمر فِي حلب فاستعان عَلَيْهِ بالطنبغا نَائِب دمشق فَتوجه إِلَيْهَا لما خرج من دمشق خامر الفخري إِلَى قوصون وَحضر إِلَى دمشق وملكها على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة قطلوبغا الفخري ودعا لِأَحْمَد وأغرى العساكر والأمراء والرعايا بقوصون وَقَالَ هَذَا الْغَرِيب يدْخل بَيْننَا ويخلع ابْن أستاذنا ويقتله مَا نصبر على هَذَا وَظهر الشناع على قوصون لما قتل أَبُو بكر فِي قوص وَكَانَ قد قتل جمَاعَة من الحرافيش وَقطع أَيْديهم ووسط جمَاعَة وسمرهم وَسمر جمَاعَة من الخدام وَسمر ولي الدولة الْكَاتِب وَغَيره وفنفرت الْقُلُوب مِنْهُ وَأخذ الفخري يُكَاتب أُمَرَاء مصر عَلَيْهِ فتنكر لَهُ ايدغمش أَمِير آخور وعامل الخاصكية عَلَيْهِ فَاجْتمعُوا عِنْده وَأَقَامُوا ليلتهم عِنْده صُورَة فِي الظَّاهِر مَعَه وهم عَلَيْهِ فِي الْبَاطِن عُيُون ونادى أيدغمش فِي النَّاس بِنَهْب إسطبل قوصون فثار الْعَوام والحرافيش وخربوا الإسطبل والخاقناه ونهبوهما ونهبوا بيُوت جماعته وَمن يَقُول بقوله وَهُوَ يرى من الشباك فَيَقُول يَا مُسلمين مَا تحفظوني هَذَا المَال إِمَّا أَن يكون لي أَو

الألقاب

أَن يكون للسُّلْطَان فَقَالَ ايدغمش هَذَا شكران للنَّاس وَالَّذِي عنْدك فَوق من الْجَوْهَر يَكْفِي للسُّلْطَان فَكَانَ قوصون كلما هم بالركوب فِي مماليكه الملبسين كسروا عَلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ الخاصكية يَا خوند غَدا نركب ونرمي فِي هَؤُلَاءِ النشاب وَقد تفَرقُوا وَلم يزَالُوا بِهِ إِلَى أَن أمسكوه وقيدوه وجهزوه إِلَى إسكندرية هُوَ وألطنبغا وَغَيرهمَا على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة ألطنبغا وَلم يزل بهَا معتقلاً إِلَى أَن حضر النَّاصِر أَحْمد من الكرك وَجلسَ على كرْسِي الْملك بقلعة) الْجَبَل ثمَّ إِنَّه تفق آراؤهم على أَن جهزوا الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن صبح إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَدخل إِلَى السجْن وخنق الطنبغا وقوصون وَغَيرهمَا فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو فِي ذِي الْقعدَة وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى وَخلف عدَّة أَوْلَاد من بنت السُّلْطَان وَكَانَ خيرا كَرِيمًا يُعْطي الْعشْرَة آلَاف وَالْألف إِرْدَب قمحاً وَكَانَ إِذا رَاح إِلَى الصَّيْد بِنَفسِهِ فِي جند السُّلْطَان يروح مَعَه وَفِي خدمته ثلث العساكر وَالنَّاس يهرعون إِلَى بَابه ويركب وقدامه فِي الْقَاهِرَة كمائة نقيب أَو دون ذَلِك وَكَانَ أَخُوهُ صوصون أَمِيرا وَابْن أُخْته بلجك أَمِيرا وَكَانَ قد وَقع بَينه وَبَين تنكز آخرا وَأمْسك تنكز حمل إِلَى بَاب السُّلْطَان فَمَا عالمه إِلَّا بالجميل وخلصه من اقْتُل واشر بحبسه وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ أمره من أَوله وَفِي آخِره من أَعَاجِيب الزَّمَان أبيع المثقال بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وبأقل لِكَثْرَة الْكسْب وَعمل النِّيَابَة جيدا وأنعم على الْأُمَرَاء وَفرق فِي الخاصكية ذهياً كثيرا وَلَكِن خانته الْمَقَادِير آخرا كَمَا أعنته أَولا وَلم يتم أمره شَهْرَيْن مُسْتَقِيمًا فِي النِّيَابَة حَتَّى خرج الفخري وطشتمر عَلَيْهِ وَقلت أَنا فِي واقعته مَعَ أيدغمش (قوصون قد كَانَت لَهُ رُتْبَة ... تسمو على بدر السما الزَّاهِر) (فحطه فِي الْقَيْد ايدغمش ... من شَاهِق عَال على الطَّائِر) (وَلم يجد من ذله حاجباً ... فَأَيْنَ عين الْملك النَّاصِر) (صَار عجيباً أمره كُله ... فِي أول الْأَمر وَفِي الآخر) (الألقاب) القوصي شهَاب الدّين إِسْمَاعِيل بن حَامِد ابْن قولويه الشعيع جَعْفَر بن مُحَمَّد

قيس

ابْن أبي قُوَّة الدتاني عَليّ بن أَحْمد القونوي عَلَاء الدّين عَليّ بن إِسْمَاعِيل) ابْن قنداس الْحطاب مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن أبي قِيرَاط الشَّاعِر الْحسن بن عَليّ وَعلي بن هِشَام (قيس) 3 - (قيس الصَّحَابِيّ) قيس بن الْحَارِث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حَارِثَة وَهُوَ عَم الْبَراء بن عَازِب كَانَ الْوَاقِدِيّ يَقُول هُوَ قيس بن محرث وَذكر لِأَنَّهُ من أول من قتل بَعْدَمَا ولوا يَوْم أحد من الْمُسلمين مَعَ طَائِفَة من الْأَنْصَار وأحاط بهم الْمُشْركُونَ فَلم يفلت مِنْهُم أحد وضاربهم قيس حَتَّى قتل مِنْهُم جمَاعَة ثمَّ لم يقتلوه إِلَّا بِالرِّمَاحِ نموه بهَا نظماً وَهُوَ يقاتلهم بِالسَّيْفِ فَوجدَ بِهِ أَربع عشرَة طعنة قد جافته وَعشر حربات فِي بدنه وَقَالَ ابْن سعد قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن عمَارَة لَا أعرف هَذِه الصّفة فِي قيس بن الْحَارِث بن عدي وَإِنَّمَا حَكَاهَا مُحَمَّد بن عمر عَن قيس بن محرث وَلَعَلَّه غير قيس بن الْحَارِث فَأَما قيس بن الْحَارِث ف إِنَّه قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا 3 - (قيس التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ) قيس بن الْحَارِث وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد بني تَمِيم قَالَ ذَلِك ابْن إِسْحَاق 3 - (قيس الْأنْصَارِيّ) قيس بن مخلد بن ثَعْلَبَة بن صَخْر بن الْحَارِث بن مَازِن بن النجار الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم أحد شَهِيدا سنة ثَلَاث لِلْهِجْرَةِ 3 - (قيس المطلبي) قيس بن مخرمَة بن الْمطلب بن عبد منَاف بن قصي المطلبي

السهمي الصحابي

أَبُو مُحَمَّد وَقيل أَبُو السَّائِب ولد هُوَ وَالرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفِيل فَهُوَ لِدَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رُوِيَ عَنهُ ذَلِك من وُجُوه وَهُوَ أحد الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَمِمَّنْ حسن إِسْلَامه مِنْهُم وَلم يبلغهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائَة من الْإِبِل عَام حيني لَا هُوَ وَلَا عَبَّاس بن مرداس كَمَا صنع بِسَائِر الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وكل هَؤُلَاءِ إِلَى إِيمَانهم وأطعمه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَيْبَر خمسين وسْقا وَقيل ثَلَاثِينَ وروى عَنهُ ابْنه عبد الله بن قيس وَكَانَ عبد الله من الْفُضَلَاء النجباء) 3 - (السَّهْمِي الصَّحَابِيّ) قيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سهم الْقرشِي السَّهْمِي كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة هُوَ وَأَخُوهُ عبد الله بن حذافة قتل باليرموك سنة خمس عشرَة 3 - (الْمَازِني الصَّحَابِيّ) قيس بن أبي صعصعة عَمْرو بن زيد بن عَوْف بن مبول بن عَمْرو بن غنم بن مَازِن بن النجار الْأنْصَارِيّ شهد الْعقبَة وبدراً وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد جعله على السَّاقَة يَوْم أحد قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يُوقف لَهُ على وَقت وَفَاة وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين توفّي سنة خمس عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (ابْن صعصعة الصَّحَابِيّ) دقيس بن صعصعة قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أعرف نسبه حَدِيثه عِنْد ابْن لَهِيعَة عَن جبان بن وَاسع عَن أَبِيه وَاسع بن حبَان عَن قيس بن صعصعة قَالَ قلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كم أَقرَأ الْقُرْآن 3 - (المَخْزُومِي الصَّحَابِيّ) قيس بن السَّائِب بن عُوَيْمِر بن عمرَان بن مَخْزُوم الْقرشِي مكي هُوَ مولى مُجَاهِد بن جبر صَاحب التَّفْسِير وَله وَلَاء مُجَاهِد كَانَ شريك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجَاهِلِيَّة وَرُوِيَ عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَرِيكي فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ خير شريك لَا يُدَارِي وَلَا يُمَارِي وَهَذَا أصح مَا قيل فِي ذَلِك وَزعم قوم أَن الَّذِي قَالَ لَك هُوَ عبد الله بن السَّائِب بن أبي السَّائِب

ابو زيد الأنصاري

وَقَالَ مُجَاهِد فِي مولَايَ قيس نزلت وعَلى الَّذين يطيقُونَهُ فديَة طَعَام مِسْكين فَأفْطر وَأطْعم عَن كل يَوْم مِسْكينا وَعنهُ أَخذ ابْن كثير الْقِرَاءَة 3 - (ابو زيد الْأنْصَارِيّ) ) قيس بن السكن بن قيس أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ الخزرجي غلبت كنيته على اسْمه شهد بَدْرًا وَلَا عقب لَهُ قتل يَوْم جسر أبي عبيد وَيُقَال إِنَّه أحد الْأَرْبَعَة الَّذين جمعُوا الْقُرْآن عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم زيد بن ثَابت ومعاذ بن جبل وَأبي بن كَعْب وَأَبُو زيد الْأنْصَارِيّ وَقَالَ ابْن عبد الْبر إِنَّمَا أُرِيد بِهَذَا الحَدِيث الْأَنْصَار وَإِلَّا فقد جمع الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جمَاعَة مِنْهُم عُثْمَان بن عَفَّان وَعبد الله بن مَسْعُود وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَسَالم مولى أبي حُذَيْفَة وَفِي التَّابِعين قيس بن السكن الْأَسدي كُوفِي من كبار أَصْحَاب ابْن مَسْعُود يروي عَنهُ أَبُو إِسْحَاق البيعي وَعمارَة بن عُمَيْر وَأَشْعَث بن أبي الشعْثَاء 3 - (قيس بن سعد الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) قيس بن سعد بن عبَادَة بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو الْفضل وَقيل أَبُو عبد الله وَأَبُو عبد الْملك كَانَ من كرام أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأسخيائهم ودهاتهم وَأحد أهل الرَّأْي والمكيدة فِي الْحَرْب مَعَ النجدة والبسالة وَالْكَرم وَكَانَ شرِيف قومه غير مدافع هُوَ وَأَبوهُ وجده صحب قيس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ وَأَبوهُ وَأَخُوهُ سعيد بن سعد بن عبَادَة قَالَ أنس بن مَالك كَانَ قيسي بن سعد من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَنْزِلَة صَاحب الشرطة من الْأَمِير أعطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرَّايَة يَوْم فتح مَكَّة غذ نَزعهَا من أَبِيه لشكوى قُرَيْش لسعد يَوْمئِذٍ وَقيل إِنَّه أَعْطَاهَا الزبير ثمَّ صحب قيس عَليّ بن أبي طَالب وَشهد مَعَه الْجمل وصفين والنهروان وَهُوَ وَقَومه لم يُفَارِقهُ حَتَّى قتل وَكَانَ ولاه على مصر فَضَاقَ بِهِ مُعَاوِيَة وعجزته فِيهِ الْحِيلَة فكايد فِيهِ عليا فَفطن عَليّ لمكيدته فَلم يزل بِهِ الْأَشْعَث وَأهل الْكُوفَة حَتَّى عزل قيسا وَولى مُحَمَّد بن ابي بكر ففسدت) عَلَيْهِ مصر

الأنصاري الصحابي

وروى سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ قَالَ قيس بن سعد لَوْلَا الْإِسْلَام لمكرت مكراً لَا تُطِيقهُ الْعَرَب وَلما أجمع الْحسن على مبايعة مُعَاوِيَة خرج عَن عسكره وَغَضب على الْحسن وَبدر مِنْهُ قَول خشن فَاجْتمع إِلَيْهِ قومه فَأخذ لَهُم الْحسن الْأمان على حكمهم وَالْتزم مُعَاوِيَة لَهُم الْوَفَاء بِمَا اشترطوه ثمَّ لزم قيس الْمَدِينَة وَأَقْبل على الْعِبَادَة حَتَّى مَاتَ سنة سِتِّينَ وَقيل سنة تسع وَخمسين لِلْهِجْرَةِ فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة وَكَانَ رجلا طوَالًا أطلس لم يكن بِوَجْهِهِ شعر وَهُوَ الْقَائِل اللَّهُمَّ ارزقني حمداً ومجداَ فَإِنَّهُ لَا حمد إِلَّا بفعال وَلَا مجد إِلَّا بِمَال وَهُوَ الْقَائِل بصفين (هَذَا اللِّوَاء الَّذِي كُنَّا نحف بِهِ ... مَعَ النَّبِي وَجِبْرِيل لنا مدد) (مَا ضرّ من كَانَت الْأَنْصَار عيبته ... أَن لَا يكون لَهُ من غَيرهم أحد) (قومٌ إِذا حَاربُوا طَالَتْ أكفهم ... بالمشرفية حَتَّى يفتح الْبَلَد) وَشَكتْ غليه عَجُوز أَنه لَيْسَ فِي بَيتهَا جرذ فَقَالَ مَا أحسن مَا سَالَتْ وَالله لأكثرن جرذان بَيْتك فَمَلَأ بَيتهَا طَعَاما وودكاً وإداماً وَكَانَ قد مرض مرّة فاستبطأ عواده فَقيل لَهُ إِنَّهُم يستحيون من ديونك الَّتِي عَلَيْهِم فَأمر أَن يُنَادى كل من كَانَ لقيس بن سعد عِنْده دين فَهُوَ لَهُ فَأَتَاهُ النَّاس حَتَّى هدموا دَرَجَة كَانُوا يصعدون عَلَيْهَا إِلَيْهِ 3 - (الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) قيس بن عَمْرو وَيُقَال قس بن قمد وَفِيه خلاف كثير لَهُ صُحْبَة ورواة وَهُوَ جد يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (الْمنْقري الصَّحَابِيّ) قيس بن عَاصِم بن سِنَان بن خَالِد بن منقر بن عبيد الْحَارِث

الْمنْقري التَّمِيمِي أَبُو عَليّ وَقيل) أَبُو طليحة وَقيل أَبُو قبيصَة وَالْأول اشهر قدم فِي وَفد تَمِيم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة تسع فَلَمَّا رَآهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ هَذَا سيد أهل الْوَبر وَكَانَ عَاقِلا حَلِيمًا قيل للأحنف بن قيس مِمَّن تعلمت الْحلم قَالَ من قيس بن عَاصِم رَأَيْته يَوْمًا قَاعِدا بِفنَاء مُحْتَبِيًا بحمائل سَيْفه يحدث قومه فَأتي بِرَجُل مكتوف وَآخر مقتول فَقيل هَذَا ابْن أَخِيك قتل ابْنك قَالَ فوَاللَّه مَا حل حبوته وَلَا قطع كَلَامه فَلَمَّا أتمه الْتفت إِلَى ابْن أَخِيه وَقَالَ يَا ابْن أخي بئس مَا فعلت أثمت بِرَبِّك وَقطعت رَحِمك وَقتلت ابْن عمك ورميت نَفسك بسهمك ثمَّ قَالَ لِابْنِ أَخِيه قُم يَا بني فوار أَخَاك وَحل كتاف ابْن عمك وسق إِلَى أمك مائَة نَاقَة دِيَة ابْنهَا فَإِنَّهَا غَرِيبَة وَكَانَ قد حرم الْخمر على نَفسه فِي الْجَاهِلِيَّة لِأَنَّهُ غمز عكنة ابْنَته وَهُوَ سَكرَان وَسَب أَبَاهَا وَرَأى الْقَمَر فَتكلم بِشَيْء وَأعْطى الْخمار كثيرا من مَاله فَلَمَّا أَفَاق أخبر بذلك فَحَرمهَا على نَفسه وَقَالَ فِيهَا أشعاراً مِنْهَا (رَأَيْت الْخمر صَالِحَة وفيهَا ... خصالٌ تفْسد الرجل الحليما) (فَلَا وَالله اشربها صَحِيحا ... وَلَا أشفي بهَا أبدا سقيما) (وَلَا أعطي بهَا ثمنا حَياتِي ... وَلَا أَدْعُو لَهَا أبدا نديما) (فَإِن الْخمر تفضح شاربيها ... وتجنيهم بِهَذَا الْأَمر العظيما) وَمن شعره (إِنِّي امْرُؤ لَا يعتري خلقي ... دنسٌ يفنده وَلَا أفن) (من منقرٍ فِي بَيت مكرمةٍ ... والغصن ينْبت حوله الْغُصْن) (خطباء حِين يَقُول قَائِلهمْ ... بيض الْوُجُوه أعفة لسن) (لَا يَفْطنُون لعيب جارهم ... وهم لحسن جواره فطن) ولمات حَضرته الْوَفَاة دَعَا بَينه قَالَ يَا بني احْفَظُوا عني فَلَا أجد لكم أنصح مكني إِذا مت فسودوا كباركم وَلَا تسودوا صغاركم فيسفه النَّاس كباركم وتهونوا عَلَيْهِم عَلَيْكُم بإصلاح المَال فَإِنَّهُ منية للكريم ويستغنى بِهِ عَن اللَّئِيم وَإِيَّاكُم ومسالة النَّاس فَإِنَّهَا آخر) كسب الْمَرْء وروى عَنهُ الْحسن والأحنف وَخَلِيفَة بن حُصَيْن وَابْنه حَكِيم بن قيس وَتُوفِّي فِي حُدُود

الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ إِذا مت فَلَا تنوحوا عَليّ فَإِن الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم ينح عَلَيْهِ وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب يرثيه (عَلَيْك سَلام الله قيس بن عاصمٍ ... وَرَحمته مَا شَاءَ أَن يترحما) (تَحِيَّة من غادرته عرض الردى ... إِذا زار من بعدٍ بلادك سلما) (فَمَا كَانَ قيس هلك واحدٍ ... وَلكنه بُنيان قومٍ تهدا) (لعمرك مَا وارى التُّرَاب فعاله ... وَلَكنهُمْ واروا ثيابًا وأعظما) وَسَأَلَهُ بعض الْأَنْصَار عَمَّا يتحدث بِهِ عَنهُ فِي المؤودات فَأخْبرهُ أَنه مَا ولدت لَهُ قطّ بنت إِلَّا وأدها عَنهُ ثمَّ أقبل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ كنت أَخَاف سوء الأحدوثة والفضيحة فِي الْبَنَات فَمَا ولدت لي بنية قطّ إِلَّا وأدتها إِلَّا بَيِّنَة كَانَت لي ولدتها أمهَا وَأَنا فِي سفر فدفعتها إِلَى أخوالها فَكَانَت فيهم فَقدمت فسالت عَن الْحمل فأخبرتني الْمَرْأَة أَنَّهَا ولدت ولدا مَيتا وَمَضَت على ذَلِك سنُون حَتَّى كَبرت الصبية ويفعت فزارت أمهَا ذَات يَوْم فَدخلت فرأيتها وَقد ضفرت شعرهَا وَجعلت فِي قُرُونهَا شَيْئا من الخلوق ونظمت عَلَيْهَا ودعا وألبستها قلادة جزع وَجعلت فِي عُنُقهَا مخنقة بلح فَقلت من هَذِه الصبية فقد أعجبني جمَالهَا وكيسها فَبَكَتْ ثمَّ قَالَت هَذِه ابْنَتك كنت خبرتك أَنِّي ولدت ولدا مَيتا وجعلتها عِنْد أخوالها حَتَّى بلغت هَذَا الْمبلغ فَأَمْسَكت عَنْهَا حَتَّى اشتغلت أمهَا ثمَّ أخرجتها فحفرت لَهَا حفيرة وجعلتها فِيهَا وَهِي تَقول يَا أبه مَا تصنع بِي وَجعلت أقذف عَلَيْهَا التُّرَاب وَهِي تَقول يَا أبه أمغطي أَنْت بِالتُّرَابِ أتاركي وحدي ومنصرف عني وَجعلت أقذف عَلَيْهَا التُّرَاب حَتَّى واريتها وَانْقطع صَوتهَا فَمَا رحمت أحدا مِمَّن واريته غَيرهَا فَدَمَعَتْ عين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ إِن هَذِه لقسوة وَإِن من لَا يرحم لَا يرحم وَقَالَ أَحْمد بن الْهَيْثَم قَالَ عمي حَدثنِي عبد الله بن عبد الله بن الْأَهْتَم أَن سَبَب وأد قيس بن) عَاصِم الْبَنَات أَن المشمرج الْيَشْكُرِي أغار على بني سعد فِي بني يشْكر فسبا مِنْهُم نسَاء وَاسْتَاقَ أَمْوَالًا وَكَانَ فِي النِّسَاء امْرَأَة خالها قيس بن عَاصِم وَهِي رَمِيم بنت أَحْمد بن جندل السَّعْدِيّ وَأمّهَا أُخْت قيس فَرَحل قيس إِلَيْهِم يسألهم أَن يهبوها لَهُ فَوجدَ عَمْرو بن المشمرج قد اصطفاها لنَفسِهِ فَسَأَلَهُ فِيهَا فَقَالَ قد جعلت أمرهَا إِلَيْهَا فَإِن اختارتك فَخذهَا قَالَ فخيرت فَاخْتَارَتْ عَمْرو فَانْصَرف قيس فوأد كل بنت لَهُ وَجعل ذَلِك سنة فِي كل بنت تولد لَهُ واقتدت بِهِ الْعَرَب فِي ذَلِك فَكَانَ كل سيد تولد لَهُ بنت يئدها خوفًا من الفضيحة

قيس بن عمرو الأنصاري الصحابي

3 - (قيس بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) قيس بن عَمْرو بن قيس الْأنْصَارِيّ من بني سَواد بن مَالك بن النجار قتل يَوْم أحد شَهِيدا وَاخْتلف فِي شُهُوده بَدْرًا 3 - (قيس بن مَالك) قيس بن مَالك بن أنس الْأنْصَارِيّ أَبُو صرمة هُوَ مَشْهُور بكنيته وَاخْتلف فِي اسْمه قيل قيس بن مَالك وَقيل مَالك بن قيس روى عَنهُ ابْن محيريز ولؤلؤة وَمُحَمّد بن كَعْب الْقرظِيّ 3 - (قيس السكونِي) قيس بن النُّعْمَان السكونِي كُوفِي يُقَال إِنَّه قَرَأَ الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأحصاه على عهد عمر من حَدِيثه قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأهْديت إِلَيْهِ فَأبى وَانْطَلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر إِلَى الْغَار روى عَنهُ إياد بن لَقِيط السدُوسِي وَكَانَ جاراً لَهُ وروى أَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ قَالَ حَدثنَا عبيد الله بن إياد بن لَقِيط عَن أَبِيه عغن قيس بن النُّعْمَان قَالَ لما انْطلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر يستخفيان مرا بِعَبْد يرْعَى غنما فاستسقياه من اللَّبن فَقَالَ مَا عِنْدِي شَاة تخلب غير أَنَّهَا هُنَا عنَاقًا حملت أول الشَّاء وَقد أجدبت وَمَا بَقِي لَهَا لبن فَقَالَ ادْع لَهَا فَدَعَا بهَا فاعتقلها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمسح ضرْعهَا) ودعا حَتَّى أنزلت وَجَاء أَبُو بكر فَحلبَ وسقاه أَبُو بكر وحلب وَسَقَى الرَّاعِي ثمَّ حلب فَشرب فَقَالَ الرَّاعِي بِاللَّه من أَنْت فوَاللَّه مَا رَأَيْت مثلك قطّ قَالَ وتراك تكْتم عَليّ حَتَّى أخْبرك قَالَ نعم قَالَ فَإِنِّي مُحَمَّد رَسُول الله قَالَ أَنْت الَّذِي تزْعم قُرَيْش انك صابئ قَالَ إِنَّهُم ليقولون ذَلِك قَالَ فاشهد أَنَّك نَبِي واشهد أَن مَا جَاءَت بِهِ حق وَأَنه لَا يفعل مَا فعلته إِلَّا نَبِي وَأَنا متبعك قَالَ إِنَّك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك يَوْمك فَإِذا بلغك أَنِّي ظَهرت فأتنا 3 - (قيس الْعَبْدي) قيس بن النُّعْمَان الْعَبْدي أحد وَفد عبد الْقَيْس حَدِيثه فِي الْبَصرِيين روى عَنهُ أَبُو القموص زيد بن عَليّ أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيث ذكره

قيس بن خرشة القيسي

3 - (قيس بن خَرشَة الْقَيْسِي) قيس بن خَرشَة الْقَيْسِي من بني قيس بن ثَعْلَبَة لَهُ صُحْبَة أَرَادَ عبيد الله بن زِيَاد قَتله لنه كَانَ شَدِيدا على الْوُلَاة قؤولاً بِالْحَقِّ فَلَمَّا أعد لَهُ الْعَذَاب لمراجعته إِيَّاه فاظت نَفسه قبل أَن يُصِيبهُ شَيْء وَخَبره فِي ذَلِك عَجِيب 3 - (ابْن المكشوح) قيس بن المكشوح أَبُو شَدَّاد وَقيل فِي اسْم المكشوح هُبَيْرَة بن هِلَال وَهُوَ الْأَكْثَر قيل إِنَّه لَا صُحْبَة لَهُ لِأَنَّهُ إِنَّمَا أسلم فِي زمن أبي بكر وَقيل فِي أَيَّام عمر وَقيل هُوَ أحد الصَّحَابَة الَّذين شهدُوا مَعَ النُّعْمَان بن مقرن فتح نهاوند وَله ذكر صَالح فِي الفتوحات بالقادسية وَغَيرهَا زمن عمر وَعُثْمَان وَهُوَ أحد الَّذين قتلوا الْأسود الْعَنسِي وهم قيس بن المكشوح وداذويه وفيروز الديلمي وَقَتله الْأسود يدل على أَن إِسْلَامه كَانَ فِي مرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قُم إِنَّه قتل بصفين مَعَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ يَوْمئِذٍ صَاحب راية بجيلة وَكَانَت فِيهِ نجدة وبسالة فَهُوَ من الفرسان الشُّعَرَاء وَهُوَ ابْن أُخْت عَمْرو بن معدي كرب وَكَانَ يناقضه فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَا فِي الْإِسْلَام متباغضين وَهُوَ الْقَائِل لعَمْرو بن معدي كرب (فَلَو لاقتني قرنا ... وودعت الحبائب بِالسَّلَامِ) ) (لَعَلَّك موعدي ببني زبيدٍ ... وَمَا قامعت من تِلْكَ اللئام) (وَمثلك قد قرنت لَهُ يَدَيْهِ ... إِلَى اللحيين يمشي فِي الخطام) وَقَالَت لَهُ بجيلة يَوْم صفّين يَا ابا شَدَّاد خُذ رايتنا الْيَوْم فَقَالَ غَيْرِي خير لكم قَالُوا مَا نُرِيد غَيْرك قَالَ فوَاللَّه لَئِن أعطيتمونيها لَا أَنْتَهِي بكم دون صَاحب الترس الْمَذْهَب وَكَانَ على رَأس مُعَاوِيَة رجل قَائِم مَعَه وَمَعَهُ ترس مَذْهَب يستره بِهِ من الشَّمْس فَقَالُوا اصْنَع مَا شِئْت فَأخذ الرَّايَة ثمَّ زحف فَجعل يطاعنهم حَتَّى انْتهى إِلَى صَاحب الترس وَكَانَ فِي خيل عَظِيمَة فاقتتل النَّاس هُنَالك قتالاً شَدِيدا وَكَانَ على خيل مُعَاوِيَة عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن الْوَلِيد فَشد أَبُو شَدَّاد بِسَيْفِهِ نَحْو صَاحب الترس فعارضه دونه رومي لمعاوية فَضرب قدم أبي شَدَّاد فقطعها وضربه قيس فَقتله وأسرعت إِلَيْهِ السيوف فَقتل سنة سبع وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ

قيس الأحمسي

3 - (قيس الأحمسي) قيس بن أبي حَازِم الأحمسي جاهلي إسلامي لم يَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم فِي عَهده وَصدق إِلَى مصدقه وَهُوَ من كبار التَّابِعين شهد ابا بكر وَسمع مِنْهُ وروى عَنهُ وَعَن جَمِيع الْعشْرَة إِلَّا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَإِنَّهُ لَا يحفظ لَهُ عَنهُ شَيْء قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبايعه فَوَجَدته قد قبض وَأَبُو بكر قَائِم مقَامه فأطاب الثَّنَاء وَأطَال الْبكاء توفّي سنة ثَمَان أَو سنة سبع وَتِسْعين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ يخضب بالصفرة وَرُبمَا لبس الْحَرِير وَكَانَ عثمانياً وَمَا كَانَ بِالْكُوفَةِ أروى عَن الصَّحَابَة مِنْهُ قَالَ ابْن معِين قيس بن أبي حَازِم أوثق من الزُّهْرِيّ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو كَاهِل الأحمسي) قيس بن عَائِذ أَبُو كَاهِل الأحمسي نزيل الْكُوفَة رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب على نَاقَة وَحبشِي مُمْسك بخطامها توفّي فِي حُدُود التعسين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْقَيْسِي الضبعِي) ) قيس بن عباد الْقَيْسِي الضبعِي روى عَن عَليّ وَعمر وَأبي بن كَعْب وَأبي ذَر وعمار بن يَاسر وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى ابْن ماجة 3 - (الْمَكِّيّ الحبشي) قيس بن سعد الْمَكِّيّ الحبشي مولى نَافِع بن عَلْقَمَة أحد الْفُقَهَاء روى عَن طَاوس وَمُجاهد وَيزِيد بن هُرْمُز وَكَانَ قد خلف عَطاء بِمَكَّة فِي الْفَتْوَى وَلم تطل أَيَّامه وَلَا عمر وَثَّقَهُ أَحْمد وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد والنَّسائيّ وَابْن ماجة 3 - (الجدلي الْكُوفِي) قيس بن مُسلم الجدلي الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة روى عَن

أبو محمد الأسدي

طَارق بن شهَاب وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَمُجاهد وَغَيرهم وَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ مرجئاً قيل إِنَّه بَقِي مُدَّة لَا يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء تَعْظِيمًا لله تَعَالَى توفّي سنة عشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْأَسدي) قيس بن الرّبيع أَبُو مُحَمَّد الْأَسدي الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام على لين فِي رِوَايَته كَانَ شُعْبَة يثني عَلَيْهِ مَعَ نَقده للرِّجَال وَلينه أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ ابْن معِين لَيْسَ بِهِ باس وَقَالَ ابْن عدي عَامَّة ورواياته مُسْتَقِيمَة ثمَّ قَالُوا وَالْقَوْل فِيهِ مَا قَالَه شُعْبَة وَأَنه لَا بَأْس بِهِ توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (ابْن الخطيم) قيس بن الخطيم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة بن عدي أَبُو يزِيد قتل أَبوهُ وَهُوَ صَغِير قَتله رجل من بن حَارِثَة بن الْخَزْرَج فَلَمَّا بلغ قتل قَاتل أَبِيه ونشبت لذَلِك حروب بَين قومه وَبَين الْخَزْرَج وَقتل أَيْضا قَاتل جده وَفِي ذَلِك يَقُول) (ثارت عديا والخطيم فَلم أَضَع ... ولَايَة أَشْيَاخ جعلت غزاءها) (ضربت بِذِي الزرين ربقة مالكٍ ... فَأَبت بنفٍ قد أصبت شفاءها) (وساعدني فِيهَا ابْن عَمْرو بن عامرٍ ... خداشٍ فَأدى نعْمَة وأفاءها) (طعنت ابْن عبد الْقَيْس طعنة ثائرٍ ... لَهَا نفد لَوْلَا الشعاع أضاءها) (ملكت بهَا كفي فأنهرت فتقها ... يرى قَائِم من دونهَا مَا وَرَاءَهَا) وَكَانَ قيس مقرون الحاجبين أدعج الْعَينَيْنِ أحم الشفتين براق الثنايا كَأَن بَينهمَا برقاً مَا رَأَتْهُ حَلِيلَة رجل قطّ إِلَّا ذهب عقلهَا قَالَ حسان بن ثَابت للخنساء اهجي قيسا فَقَالَت لَا أهجو أحدا حَتَّى أرَاهُ فَجَاءَتْهُ يَوْمًا فَوَجَدته فِي مشرقة ملتفاً بكساء فنخسته برجلها وَقَالَت لَهُ قُم فَقَامَ فَقَالَت لَهُ أدبر فَأَدْبَرَ ثمَّ قَالَت أقبل فَأقبل فَقَالَت وَالله لَا أهجو هَذَا أبدا وَمن حسن شعره

صاحب لبنى

(أجد بِعُمْرَة غنيانها ... فتهجو أم شَأْننَا شَأْنهَا) (فَإِن تمس قد شحطت دارها ... وَبَان لَك الْيَوْم هجرانها) (فَمَا رَوْضَة من رياض القطا ... كَأَن المصابيح حودانها) (بِأَحْسَن مِنْهَا وَلَا مزنة ... دلوح تكشف أدجانها) وَعمرَة من سروات النِّسَاء تنفح بالمسك أردانها وَمِنْه (وَمَا بعض الْإِقَامَة فِي ديارٍ ... يهان بهَا الْفَتى إِلَّا عناء) (وَبَعض خلائق القوام داءٌ ... كداء الْبَطن لَيْسَ لَهُ دَوَاء) (يُرِيد الْمَرْء أَن يعْطى مناه ... ويأبى الله غلا مَا يَشَاء) (وكل شديدةٍ نزلت بقومٍ ... سَيَأْتِي بعد شدتها رخاء) (فَلَا يعْطى الْحَرِيص غنى بحرصٍ ... وَقد ينمى على الْجُود الثراء) (غَنِي النَّفس مَا عمرت غَنِي ... وفقر النَّفس مَا عمرت شقاء) (وَلَيْسَ بنافعٍ ذَا الْبُخْل مالٌ ... وَلَا مزرٍ بِصَاحِبِهِ السخاء) (وَبَعض القَوْل لَيْسَ لَهُ عياجٌ ... كمخض المَاء لَيْسَ لَهُ إتاء) ) (وَبَعض الدَّاء ملتمسٌ شفَاه ... وداء النوك لَيْسَ لَهُ شِفَاء) 3 - (صَاحب لبنى) قيس بن ذريح بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَالْيَاء آخر الخروف وحاء مُهْملَة الْكِنَانِي صَاحب لبنى قَالَ صَاحب الأغاني كَانَ رضيعاً لِلْحسنِ بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام مر بخيام بني كَعْب والحي خلوف فَوقف على خيمة لبنى بنت الْحباب فَاسْتَسْقَى مَاء فسقته وَكَانَت امْرَأَة مديدة الْقَامَة شهلاء حلوة المنظر وَالْكَلَام فَلَمَّا رَآهَا وَقعت فِي نَفسه وَشرب المَاء فَقَالَت لَهُ انْزِلْ فتبرد عندنَا قَالَ نعم فَنزل بهم وَجَاء أَبوهَا فَنحر لَهُ وأكرمه وَانْصَرف قيس وَفِي قلبه من لبنى فَجعل ينْطق بالشعر فِيهَا حَتَّى شاع وَرُوِيَ ثمَّ أَتَاهَا يَوْمًا آخر وَقد اشْتَدَّ وجده بهَا فَسلم وَظَهَرت لَهُ وتحفت بِهِ فَشَكا إِلَيْهَا مَا يجد من حبها وَشَكتْ

إِلَيْهِ مثل ذَلِك وَانْصَرف إِلَى أَبِيه وَسَأَلَهُ زواجها فَأبى عَلَيْهِ وَقَالَ بَنَات عمك أَحَق بك وَكَانَ ذريح كثير المَال فَانْصَرف قيس وَقد سَاءَهُ مَا خَاطب بِهِ فاستعان بِأُمِّهِ على أَبِيه فَلم يجد عِنْدهَا مَا يحب فَأتى الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا وَابْن أبي عَتيق وَكَانَ صديقه وشكا مَا بِهِ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْن أَنا أكفيك وَمَشى مَعَه إِلَى أبي لبنى فَلَمَّا بصر بِهِ أعظمه فَقَالَ قد جئْتُك خاطباً ابْنَتك لقيس بن ذريح فَقَالَ يَا ابْن رَسُول الله مَا كُنَّا لنعصي لَك أمرا وَمَا بِنَا عَن الْفَتى رَغْبَة وَلَكِن أحب الْأَمريْنِ إِلَيْنَا أَن يخطبها ذريح أَبوهُ فَإنَّا نَخَاف إِن لم يسغْ أَبوهُ هَذَا أَن يكون عاراً علينا وسبة فَأتى الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ ذريحاً وَقَومه فأعظموه فَقَالَ أَقْسَمت عَلَيْك إِلَّا خطبت لبنى على قيس قَالَ السّمع وَالطَّاعَة لأمرك وَخرج فِي وُجُوه قومه وخطبها لِابْنِهِ وزوجه إِيَّاهَا وزنت إِلَيْهِ وَأقَام مَعهَا مُدَّة لَا يُنكر أحد من صَاحبه شَيْئا وَكَانَ أبر النَّاس بِأَبِيهِ فألهاه عكوفه على لبنى عَن بعض ذَلِك وَوجدت أمه فِي نَفسهَا وَقَالَت) لبيه لقد خشيت أَن يَمُوت قيس وَلم يتْرك خلفا وَقد حرم الْوَلَد من هَذِه الْمَرْأَة وَأَنت ذُو مَال فَيصير مَالك إِلَى الْكَلَالَة فَزَوجهُ بغَيْرهَا لَعَلَّ الله يرزقه ولدا وألحت عَلَيْهِ فأمهل قيسا حَتَّى اجْتمع قومه فَدَعَاهُ وَقَالَ يَا قيس إِنَّك اعتللت هَذِه الْعلَّة فَخفت عَلَيْك وَلَا ولد لي وساك وَهَذِه الْمَرْأَة لَيست بولود فَتزَوج غَيرهَا من بَنَات عمك لَعَلَّ الله يهب لَك ولدا تقر بِهِ أَعيننَا فَقَالَ قيس لَا أَتزوّج غَيرهَا أبدا قَالَ أَبوهُ إِن فِي مَالِي سَعَة فتسر بالإماء قَالَ وَلَا أسوءها بِشَيْء قَالَ أَبوهُ فأقسمت عَلَيْك إِلَّا طَلقتهَا قَالَ الْمَوْت عِنْدِي وَالله اسهل من ذَلِك وَلَكِنِّي أخيرك خصْلَة من ثَلَاث خِصَال قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ تزوج أَنْت لَعَلَّ الله يرزقك ولدا غَيْرِي قَالَ مَا فِي فضل لذَلِك قَالَ فَدَعْنِي ارحل عَنْك بأهلي واصنع مَا كنت صانع لَو مت فِي علتي هَذِه قَالَ وَلَا هَذِه قَالَ ادْع لبنى عنْدك وأرتحل عَنْك فلعلي اسلوها فَإِن مَا أحب أَن نَفسِي طيبَة أَنَّهَا فِي خيالي قَالَ لَا أرْضى أَو نطلقها وَحلف أَن لَا يكنه سقف أبدا حَتَّى يُطلق لبنى وَكَانَ يخرج فيقف فِي الشَّمْس فَيَجِيء قيس فيقف إِلَى جَانِبه ويظله بردائه وَيصلى هُوَ بَحر الشَّمْس حَتَّى يفِيء الْفَيْء فَيَنْصَرِف عَنهُ وَيدخل إِلَى لبنى فيعانقها ويبكي وتبكي مَعَه وَتقول يَا قيس لَا تُطِع أَبَاك تهْلك وتهلكني فَيَقُول مَا كنت لطيع فِيك أحدا أبدا فَيُقَال إِنَّه مكث كَذَلِك سنة وَقيل بل أَرْبَعِينَ يوماًَ ثمَّ طَلقهَا فَلَمَّا بَانَتْ بِطَلَاقِهَا وَفرغ من الْكَلَام لم يلبث أَن استطير عقله وَذهب بِهِ ولحقه مثل الْجُنُون وأسف وَجعل يبكي وينشج وَبَلغهَا الْخَبَر فَأرْسلت إِلَى أَبِيهَا فَأقبل بهودج على نَاقَة وإبل تحمل أثاثها فَلَمَّا رأى قيس ذَلِك اقبل على جاريتها وَقَالَ وَيحك مَا دهاني فِيكُم قَالَت لَا تسلني وسل لبنى فَذهب إِلَى خبائها ليسلم عَلَيْهَا ويسألها فَمَنعه قَومهَا وَأَقْبَلت عَلَيْهِ امْرَأَة من قومه فَقَالَت مَا لَك تسال كَأَنَّك جَاهِل أَو تتجاهل هَذِه لبنى ترحل اللَّيْلَة أَو

غَدا فَسقط مغشياً عَلَيْهِ لَا يعقل ثمَّ أَفَاق وَهُوَ يَقُول (وَإِنِّي لمفنٍ دمع عَيْني بالبكا ... حذار الَّذِي قد كَانَ أَو هُوَ كَائِن) (وَقَالُوا غَد أَو بعد ذَاك بليلةٍ ... فِرَاق حبيبٍ لم يبن وَهُوَ بَائِن) (وَمَا كنت أخْشَى أَن تكون منيتي ... بكفك إِلَّا أَن مَا حَان حائن) ) وَاشْتَدَّ مَرضه فَسَأَلَ أَبوهُ فتيات الْحَيّ أَن يعدنه ويتحدثن عِنْده لَعَلَّه يتسلى فأتينه وجلسن عِنْده وجاءه طَبِيب يداويه فَقَالَ (عيد قيسٍ من حب لبنى ولبنى ... دَاء قيسٍ وَالْحب دَاء شَدِيد) (فَإِذا عادني العوائد يَوْمًا ... قَالَت الْعين لَا أرى من أُرِيد) (لَيْت لبنى تعودني ثمَّ اقضي ... إِنَّهَا لَا تعود فِي من يعود) (وَيْح قيسٍ مَاذَا تضمن مِنْهَا ... دَاء خبلٍ وَالْقلب مِنْهَا عميد) فَقَالَ لَهُ الطَّبِيب مذ كم وجدت الْعلَّة بِهَذِهِ الْمَرْأَة فَقَالَ (تعلق روحي روحها قبل خلقنَا ... وَمن بعد مَا كُنَّا نطافاً وَفِي المهد) (فَزَاد كَمَا زِدْنَا فَأصْبح نامياً ... وَلَيْسَ إِذا متْنا بمنفصم العقد) (وَلكنه باقٍ على كل حادثٍ ... وزائرنا فِي ظلمَة الْقَبْر واللحد) وَمن شعره فِيهَا قَوْله (وَفِي عُرْوَة العذري إِن مت أسوةٌ ... وَعَمْرو بن عجلَان الَّذِي قتلت هِنْد) (وَفِي مثل مَا مَاتَا بِهِ غير أنني ... إِلَى أجلٍ لم يأتني وقته بعد) (هَل الْحبّ إِلَّا عِبْرَة ثمَّ زفرَة ... وحر على الأحشاء لَيْسَ لَهُ برد) (وفيض دموعٍ تستهل إِذا بدا ... لنا علمٌ من أَرْضكُم لم يكن يَبْدُو) وشكا أَبُو لبنى قيسا إِلَى مُعَاوِيَة وأعلمه بتعرضه لَهَا بعد الطَّلَاق فَكتب إِلَى مَرْوَان بن الحكم بهدر دَمه وَأمر أَبَاهَا أَن يُزَوّجهَا بِخَالِد بن حلزة من غطفان فَلَمَّا علم قيس بذلك جزع جزعاً شَدِيدا وَقَالَ

قيس بن الملوح

(فَإِن يحجبوها أَو يحل دون وَصلهَا ... مقَالَة واشٍ أَو وَعِيد أَمِير) (فَلَنْ يمنعوا عَيْني من دَائِم البكا ... وَلنْ يذهبوا مَا قد أجن ضميري) (وَكُنَّا جَمِيعًا قبل أَن يظْهر الْهوى ... بأنعم حَالي غِبْطَة وسرور) (فَمَا برح الواشون حَتَّى بَدَت لنا ... بطُون الْهوى مَقْلُوبَة لظُهُور) (لقد كنت حسب النَّفس لَو دَامَ وصلنا ... ولكنما الدُّنْيَا مَتَاع غرور) وَلم يزل تَارَة يتَوَصَّل إِلَى زيارتها بالحيلة عَلَيْهَا وَتارَة تزوره وَهُوَ عِنْد قوم نَازل وَتارَة يختفي عَن زَوجهَا بأنواع من التستر والتخفي إِلَى أَن مَاتَت لبنى فتزايد ولهه وجزعه وَخرج) فِي جمَاعَة قومه حَتَّى وقف على قبرها وَقَالَ (مَاتَت لبينى فموتها موتِي ... هَل تنفعن حسرتي على الْفَوْت) (فَسَوف ابكي بكاء مكتئبٍ ... قضى حَيَاة وجدا على ميت) ثمَّ أكب على الْقَبْر يبكي حَتَّى أُغمي عَلَيْهِ فرفعه أَهله إِلَى منزله وَهُوَ لَا يعقل وَلم يزل عليلاً لَا يفِيق وَلَا يُجيب مكلماً ثَلَاثًا حَتَّى مَاتَ وَدفن إِلَى جنبها وَكَانَت وفاتهما فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (قيس بن الملوح) قيس بن الملوح بن مُزَاحم بن قيس هُوَ مَجْنُون بني عَامر قَالَ صَاحب الأغاني لم يكن مَجْنُونا وَلَكِن كَانَت بِهِ لوثة كلوثة ابي حَيَّة كَانَ سَبَب عشقه لليلى أَنه أقبل ذَات يَوْم على نَاقَة لَهُ كَرِيمَة وَعَلِيهِ حلتان من حلل الْمُلُوك فَمر بِامْرَأَة من قومه يُقَال لَهَا كَرِيمَة وَعِنْدهَا جمَاعَة من النِّسَاء يتحادثن فِيهِنَّ ليلى فأعجبهن جماله وكماله فدعونه إِلَى النُّزُول فَنزل فَجعل يحدثهن وَأمر عبدا كَانَ مَعَه فعقر لَهُنَّ نَاقَته وحدثهن بَقِيَّة يَوْمه بَينا هُوَ كَذَلِك إِذْ طلع فَتى فِي بردة من برود الْأَعْرَاب يُقَال لَهُ منَازِل يَسُوق معزى لَهُ فَلَمَّا رأينه أقبلن عَلَيْهِ وتركن الْمَجْنُون فَغَضب وَخرج من عِنْدهن وَقَالَ

(أأعقر من جراً كَرِيمَة نَاقَتي ... ووصلي مقرونٌ بوصل منَازِل) (إِذا جَاءَ قعقعن الْحلِيّ وَلم أكن ... إِذا جِئْت أرْضى صَوت تِلْكَ الخلاخل) (مَتى مَا انتضلنا بِالسِّهَامِ نضلته ... وَإِن يرم رشقاً عِنْدهَا فَهُوَ ناضلي) وَلما أصبح لبس حلتيه وَركب نَاقَة أُخْرَى وَمضى معرضًا لَهُنَّ فألفى ليلى قَاعِدَة بِفنَاء بَيتهَا وَقد علق حبه بقلبها وَعِنْده جويريات يتحدثن مَعهَا فَوقف بِهن وَسلم فدعونه إِلَى النُّزُول وقلن لَهُ هَل لَك فِي محادثة من لَا يشْغلهُ عَنْك منَازِل وَلَا غَيره فَقَالَ إيه لعمري وَنزل مثل مَا فعله بالْأَمْس فَأَرَادَتْ ليلى ان تعلم هَل لَهَا عِنْده مثل مَا لَهُ عغندها فَجعلت تعرض عَن حَدِيثه سَاعَة بعد سَاعَة وتحدث غَيره وَقد كَانَت شغفته واستملحها فَبينا هِيَ تحدثه إِذْ اقبل فَتى من الْحَيّ فدعته وسارته سراراً طَويلا ثمَّ قَالَت لَهُ انْصَرف وَنظرت إِلَى) وَجه الْمَجْنُون وَقد تغير وامتقع لَونه فَقَالَت (كِلَانَا مظهرٌ لناس بغضاً ... وكل عِنْد صَاحبه مكين) (تبلغنَا الْعُيُون بِمَا أردنَا ... وَفِي القلبين ثمَّ هوى دَفِين) فَلَمَّا سمع الْبَيْتَيْنِ شهق شهقة وأغمي عَلَيْهِ وَمكث على ذَلِك سَاعَة ونضحوا المَاء على وَجهه ثمَّ أَفَاق وَقد تمكن حل كل مِنْهُمَا فِي قلب صَاحبه وانفصلا وَقد أصَاب الْمَجْنُون لوثة وَلم يزل فِي جنبات الْحَيّ مُنْفَردا عَارِيا لَا يلبس ثوبا إِلَّا خرقَة يهذي ويخطط فِي الأَرْض ويلعب بِالتُّرَابِ وَالْحِجَارَة لَا يُجيب أحدا يسْأَله فَإِذا أَحبُّوا أَن يتَكَلَّم أَو يثوب عقله إِلَيْهِ ذكرُوا لَهُ ليلى فَيَقُول بِأبي هِيَ وَأمي ثمَّ يرجع إِلَيْهِ عقله وينشدهم فَلَمَّا تولى الصَّدقَات عَلَيْهِم نَوْفَل بن مساحق رأى الْمَجْنُون يلْعَب بِالتُّرَابِ عُريَانا وَحكي لَهُ مَا هُوَ فِيهِ فَأَرَادَ أَن يكلمهُ فَقيل لَهُ مَا يكلمك إِلَّا إِن ذكرت لَهُ ليلى وحديثها فَذكرهَا فَأقبل يحدثه بحديثها وينشده شعره فِيهَا فرق لَهُ نَوْفَل وَقَالَ لَهُ أَتُحِبُّ أَن أزَوّجكَهَا قَالَ نعم وَهل لي إِلَى ذَلِك سَبِيل فَدَعَا لَهُ بِثِيَاب فألبسه إِيَّاهَا وَرَاح مَعَه كأصح مَا يكون يحدثه وينشده فَبلغ ذَلِك رَهْط ليلى فتقلوه فِي السِّلَاح وَقَالُوا لَهُ لَا وَالله يَا ابْن مساحق لَا يدْخل الْمَجْنُون مَنَازلنَا أبدا وَقد أهْدر السُّلْطَان دَمه فَأقبل بهم وَأدبر فَأَبَوا فَقَالَ للمجنون إِن انصرافك أَهْون من سفك الدِّمَاء فَانْصَرف وَقَالَ (أيا وَيْح من أَمْسَى يخلس عقله ... فَأصْبح مذهوباً بِهِ كل مَذْهَب) (خلياً من الخلان إِلَّا معذراً ... يضاحكني من كَانَ يهوى تجنبي)

(إِذا ذكرت ليلى عقلت وراجعت ... روائع عَقْلِي من هوى متشعب) (وَقَالُوا صَحِيح مَا بِهِ طيف جنةٍ ... وَلَا الْهم إِلَّا بافتراء التكذب) (تجنبت ليلى أَن يلج بك الْهوى ... وهيهات كَانَ الْحبّ قبل التجنب) (أَلا إِنَّمَا غادرت يَا أم مالكٍ ... صدىً أَيْنَمَا تذْهب بِهِ الرّيح يذهب) ثمَّ إِن أَبَا الْمَجْنُون وَأمه وعشيرته اجْتَمعُوا إِلَى أبي ليلى ووعظوه وَنَاشَدُوهُ الرَّحِم وَقَالُوا لَهُ إِن هَذَا الرجل هَالك وَقد حكمناك فِي الْمهْر فَأبى وَحلف بِالطَّلَاق أَنه لَا يُزَوجهُ بهَا أبدا وَقَالَ أفضح نَفسِي وعشيرتي وَاسم ابْنَتي بميسم فضيحة فانصرفوا عَنهُ وَزوجهَا رجلا من قومه وَبنى بهَا فِي تلمك اللَّيْلَة فيئس الْمَجْنُون وَزَالَ عقله جملَة) فَقَالَ الْحَيّ لِأَبِيهِ احجج بِهِ إِلَى مَكَّة وادع الله لَهُ فَلَعَلَّهُ أَن يخلصه فحج بِهِ فَلَمَّا صَار بمنى سمع صَارِخًا بِاللَّيْلِ يَصِيح يَا ليلى فَصَرَخَ صرخة كَادَت نَفسه تتْلف وخر مغشياً عَلَيْهِ وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى أصبح ثمَّ أَفَاق حَائِل اللَّوْن ذاهلاً وَأَنْشَأَ يَقُول (عرضت على قلبِي العزاء فَقَالَ لي ... من الْآن فايأس لَا أعزّك من صَبر) (إِذا بَان من تهوى وَأصْبح نَائِبا ... فَلَا شَيْء أجدى من حلولك فِي الْقَبْر) (وداعٍ دَعَا بالخيف غذ نَحن من منى ... فهيج أحزان الْفُؤَاد وَمَا يدْرِي) (دَعَا باسم ليلى غَيرهَا فَكَأَنَّمَا ... أطار بليلي طائراً كَانَ فِي صَدْرِي) (دَعَا باسم ليلى ضلل الله بغيه ... وليلى بأرضٍ عَنهُ نازحةٍ قفر) قَالَ الْعُتْبِي مر الْمَجْنُون ذَات يَوْم بِزَوْج ليلى وَهُوَ جَالس يصطلي فِي يَوْم بَارِد وَقد أَتَى ابْن عَم لَهُ فِي حَيّ الْمَجْنُون لحَاجَة فَوقف عَلَيْهِ ثمَّ أنشأ يَقُول (بِرَبِّك هَل ضممت إِلَيْك ليلى ... قبيل الصُّبْح أَو قبلت فاها) (وَهل رقت عَلَيْك قُرُون ليلى ... رفيف الأقحوانة فِي نداها) فَقَالَ لَهُ اللَّهُمَّ غذ حلفتني فَنعم فَقبض الْمَجْنُون بكلتا يَدَيْهِ قبضتين من الْجَمْر فَمَا فارقهما حَتَّى سقط مغشياً عَلَيْهِ وَسقط الْجَمْر مَعَ لحم رَاحَته فَقَامَ زوج ليلى مُتَعَجِّبا مِنْهُ مغموماً بِفِعْلِهِ ون شعره

(أيا جبلي نعْمَان بِاللَّه خليا ... سَبِيل الصِّبَا يخلص غلي نسيمها) (أجد بردهَا أَو تشق مني حرارة ... على كبدٍ لم يبْق إِلَّا صميمها) (فَإِن الصِّبَا ريحٌ إِذا مَا تنسمت ... على نفس مهمومٍ تجلت همومها) وَمِنْه وَبِه سمي الْمَجْنُون (يَقُول أنَاس عل مَجْنُون عامرٍ ... يروم سلواً قلت أَنى لما بيا) (وَقد لامني فِي حب ليلى أقاربي ... أخي وَابْن عمي وَابْن خَالِي وخاليا) (يَقُولُونَ ليلى أهل بَيت عداوةٍ ... بنفسي ليلى من عَدو وماليا) (وَلَو كَانَ فِي ليلى شذى من خصومةٍ ... للويت أَعْنَاق الْخُصُوم الملاويا) ) ويحكى أَنه لما قَالَ (خليلي لَا وَالله لَا أملك الَّذِي ... قضى الله فِي ليلى وَلَا مَا قضى ليا) (قَضَاهَا لغيري وابتلاني بحبها ... فَهَلا بشيءٍ غير ليلى ابتلانيا) فسلب عقله وبرص وَمن شعره (جرى السَّيْل فاستبكاني السَّيْل إِذْ جرى ... وفاضت لَهُ من مقلتي غرُوب) (وَمَا ذَاك إِلَّا حِين أيقنت أَنه ... يمر بوادٍ أَنْت مِنْهُ قريب) (يكون أجاجاً دونكم فَإِذا انْتهى ... إِلَيْكُم تلقى نشركم فيطيب) (أظل غرب الدَّار فِي رض عامرٍ ... أَلا كل مهجور هُنَاكَ غَرِيب) (وَإِن الْكَثِيب الْفَرد من أَيمن الْحمى ... إِلَيّ وَإِن لم آته لحبيب) (وَلَا خير فِي الدُّنْيَا إِذا أَنْت لم تزر ... حبيباً وَلم يطرب إِلَيْك حبيب) وَمِنْه (وأدنيتني حَتَّى إِذا مَا سبيتني ... بقولٍ يحط العصم سهل الأباطح) (تناءيت عني حِين لَا لي حيلةٌ ... وخلفت مَا خلفت بَين الجوانح)

الحلبي الشاعر

وَمِنْه (أمزمعةٌ للبين ليلى وَلم تمت ... كَأَنَّك عَمَّا قد أظلك غافل) (ستعلم إِن شطت بهم غربَة النَّوَى ... وزالوا بليلى أَن لبك زائل) وَمِنْه (كَأَن الْقلب لَيْلَة قيل يغدى ... بليلى العامرية أَو يراح) (قطاةٌ غرها شرك فَبَانَت ... تجاذبه وَقد علق الْجنَاح) وَلم يزل الْمَجْنُون يهيم فِي كل وَاد وَيتبع الظباء وَيكْتب مَا يَقُوله على الرمل وَلَا يأنس بِالنَّاسِ حَتَّى أصبح مَيتا فِي وَاد كثير الْحِجَارَة وَمَا دلّ عَلَيْهِ إِلَّا رجل من بني مرّة فَحَضَرَ أَهله وغسلوه وكفنوه وَاجْتمعَ فتيَان حَيّ ليلى يبكونه أحلا بكاء وَلم ير باك وباكية أَكثر من ذَلِك الْيَوْم وَذَلِكَ فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْحلَبِي الشَّاعِر) ) قيس بن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي الشَّاعِر توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة (الألقاب) ابْن قيس الرقيات اسْمه عبيد الله بن قيس أَبُو قيس الْأنْصَارِيّ هُوَ صَيْفِي بن الأسلت بَنو القيسراني جمَاعَة أَوَّلهمْ مهذب الدّين الشّعْر اسْمه مُحَمَّد بن نصر بن صَغِير وَابْنه موفق الدّين خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر ومعيد الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن نصرٍ بن صَغِير والصاحب فتح الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَولده القَاضِي شرف الدّين مُحَمَّد وَالْقَاضِي عماد الدّين إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد وولداه القَاضِي شهَاب الدّين يحيى وَالْقَاضِي شرف الدّين خَالِد وَأَبُو الْفَتْح نصر بن مُحَمَّد بن نصر وَعز الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَالِد وَنجم الدّين سعيد بن خَالِد وَشرف الدّين يحيى بن خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر وَزِير بن وَزِير والحافظ أَبُو الْفضل الْمَقْدِسِي ابْن القيسراني اسْمه مُحَمَّد بن طَاهِر بن الذَّهَبِيّ

قيصر

القيسراني الْحسن بن الْحُسَيْن وَابْن الطوير القيسراني اسْمه عبد السَّلَام بن الْحسن القيثارة الطَّبِيب الْيَهُودِيّ اسْمه الْمُوفق يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ 3 - (قَيْصر) 3 - (الموصلائي) قَيْصر بن كمشتكين بن عبد الله الموصلاي ابو بكر الخازن الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْأَدَب فِي صباه وَسمع الحَدِيث وخالط الْعلمَاء وَكَانَت لَهُ بالتواريخ وَأَيَّام النَّاس عناية وَله فِي ذَلِك مجموعات وَكَانَ يحب الْكتب وَجمع فِيهَا تصانيف شِرَاء واستنساخاً وَكَانَ حاجباً بالمخزن سمع أَبَا المكارم الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن الباذرائي وَعبد الله بن مَنْصُور بن هبة الله الْموصِلِي وَعبد الله بن أَحْمد بن الخشاب وشهدة بنت الأبري وَكَانَ حسن الْخلق والخلق جميل الْهَيْئَة ظريفاً ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبع وسِتمِائَة بتستر ثمَّ نقل إِلَى بَغْدَاد) 3 - (قَيْصر العوني) قَيْصر العوني الْأَمِير مَمْلُوك الْوَزير عون الدّين يحيى بن هُبَيْرَة كَانَ بديع الْجمال يضْرب بحسنه الْمثل كَانَ الْوَزير يركبه فِي صدر موبكه بالقباء والعمامة السوداوين وَإِلَى جَانِبه خادمان توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (تعاسيف الْكَاتِب الْحَنَفِيّ) قَيْصر بن ابي الْقَاسِم بن عبد الْغَنِيّ بن مُسَافر الرئيس علم الدّين تعاسيف السّلمِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْكَاتِب ولد سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ وَسمع وروى عَنهُ الدمياطي وَكَانَ ماهراً فِي علم الرياضي بارعاً فِي الهندسة والحساب ولي نظر الدَّوَاوِين المصرية فَلم تشكر سيرته وَكثر عسفه وظلمه وَولي ولايات بِبِلَاد الشرق وَمَات بِدِمَشْق سنة تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ مِمَّن اشْتغل على كَمَال الدّين ابْن يُونُس قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي كَانَ عَارِفًا بِالْقُرْآنِ وَسمع من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بَيَان الْأَنْبَارِي وَمُحَمّد بن يُوسُف الغزنوي وَغَيرهمَا بِمصْر وبحلب من الشريف عبد الْمطلب

الألقاب

الْهَاشِمِي وَحدث بِمصْر ودمشق قَالَ قَاضِي الْقُضَاة ابْن خلكان قَالَ لي لما أتقنت الْعُلُوم الرياضية تاقت نَفسِي إِلَى الِاجْتِمَاع بالشيخ كَمَال الدّين بن يُونُس فسافرت إِلَى الْموصل وَاجْتمعت بِهِ وعرفته قصدي فَقَالَ تُرِيدُ أَي الْفُنُون فَقلت الموسيقى قَالَ مصلحَة فَقَرَأت عَلَيْهِ أَكثر من أَرْبَعِينَ كتابا فِي مِقْدَار سنة وَكنت عَارِفًا لَكِن كَانَ غرضي الانتساب إِلَيْهِ ثمَّ إِنَّه قَامَ بحماة وَأَقْبل عَلَيْهِ ملكهَا وَأحسن إِلَيْهِ وولاه تدريس النورية وَعمل للسُّلْطَان كرة عَظِيمَة كَبِيرَة فِيهَا الْكَوَاكِب المرصودة وَعمل لَهُ طاحوناً على العَاصِي وَبنى لَهُ أبراجاً وتحيل فِيهَا بحيل هندسية وَلما وَردت أسوكة الأنبرور صَاحب صقلية فِي أَنْوَاع الْحِكْمَة والرياضي على الْملك الْكَامِل كَانَ هُوَ الْمعِين للأجوبة عَنْهَا وَكَانَ أَبوهُ قد ورد إِلَى اصفون من بِلَاد الصَّعِيد فَتزَوج بِامْرَأَة) وَتركهَا حَامِلا فَنَشَأَ باصفون وَكَانَ يكْتب إِلَى فرن بهَا وَأَن أَبَاهُ أرسل أَخذه (الألقاب) ابْن القيني المغربي الشَّاعِر هُوَ عَليّ بن سعيد ابْن اقيم اسْمه عَليّ بن عِيسَى ابْن قيم الجوزية الإِمَام شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أبي بكر القيمري الْأَمِير عماد الدّين اسْمه عَليّ بن عِيسَى (حرف الْكَاف) (الألقاب) الكاتبي نجم الدّين دبيران اسْمه عَليّ بن عمر ابْن كَاتب المرج اسْمه مُحَمَّد بن فضل الله ابْن كَاتب قَيْصر إِبْرَاهِيم بن أبي الثَّنَاء كَاتب كَرَامَة الفصي إِسْمَاعِيل بن عَليّ ابْن كارة الْحَنْبَلِيّ دهبل بن عَليّ

ابْن الكازروني ظهير الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود ابْن كاس الْحَنَفِيّ اسْمه عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الكاساني سعد الدّين اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الكاشغري اسْمه عبد الغافر بن الْحُسَيْن وَآخر إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الكاظم مُوسَى بن جَعْفَر

كافور

3 - (كافور) 3 - (كافور الأخشيدي) كافور أَبُو الْمسك الْخَادِم السود الحبشي الْأُسْتَاذ الأخشيدي السُّلْطَان اشْتَرَاهُ أَبُو بكر مُحَمَّد بن طغج الأخشيد من بعض رُؤَسَاء المصريين وَكَانَ أسود بصاصاً أبيع بِثمَانِيَة عشر دِينَارا ثمَّ تقدم عِنْده لعقله ورأيه وسعده إِلَى أَن كَانَ من كبار القواد وجهزه فِي جَيش لِحَرْب سيف الدولة ثمَّ لما مَاتَ أستاذه صَار أتابك وَلَده أبي الْقَاسِم أنوجور وَكَانَ صَبيا فغلب كافور على) الْأُمُور قَالَ وَكيله خدمت كافوراً وراتبه كل يَوْم ثَلَاثَة عشر جراية وَتُوفِّي وَقد بلغت ثَلَاثَة عشر ألف جراية ولي أنوجور ملكة مصر وَالشَّام إِلَّا الْيَسِير بِعقد الراضي بِاللَّه وَالْمُدبر لَهُ كافور فَمَاتَ أنوجور سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة وأقيك مَكَانَهُ أَخُوهُ أَبُو الْحسن عَليّ وَمَات فِي أول سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة فاستقل كافور بِالْأَمر وَركب فِي الدست بخلع أظهر أَنَّهَا جَاءَتْهُ من الْخَلِيفَة وتقليد وَتمّ لَهُ الْأَمر وَلم يبلغ أحد من الخدم مَا بلغه وَكَانَ ذكياً لَهُ نظر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب وَالْعلم وَمِمَّنْ كَانَ فِي خدمته إِبْرَاهِيم النجيرمي صَاحب الزّجاج النَّحْوِيّ وَكَانَت لأيامه سديدة جميلَة ودعي لَهُ على المنابر بالحجاز ومصر وَالشَّام والثغور طرسوس والمصيصة واستقل بِملك مصر سنتَيْن وَأَرْبَعَة أشهر وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة وعاش بضعاً وَسِتِّينَ سنة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى وَكَانَ وزيره أَبُو الْفضل جَعْفَر بن الْفُرَات وَكَانَ كافور يحب الْخَيْر قَالَ بَعضهم حضرت مجْلِس كافور فَدخل رجل ودعا لَهُ وَقَالَ أدام الله أَيَّام مَوْلَانَا بِكَسْر الْمِيم فَتحدث جمَاعَة من الْحَاضِرين فِي ذَلِك وعابوه عَلَيْهِ فَقَالَ رجل من أوساط النَّاس وَهُوَ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن حشيش الجيزي اللّغَوِيّ الأخباري كَاتب كافور وَالَّذِي دَعَا لكافور ولحن هُوَ أَبُو الْفضل ابْن ميحاس

وَأنْشد أَبُو إِسْحَاق الْمَذْكُور مرتجلاً (لَا غرو أَن لحن الدَّاعِي لسيدنا ... وغص من دهشٍ بالريق أَو بهر) (فَتلك هيبته حَالَتْ جلالتها ... بَين الأديب وَبَين القَوْل بالحصر) (وَإِن يكن خفض الْأَيَّام من غلطٍ ... فِي مَوضِع النصب لَا عَن قلَّة النّظر) (فقد تفاءلت من هَذَا لسيدنا ... والفأل نأثره عَن سيد الْبشر) (بِأَن أَيَّامه خفضٌ بِلَا نصبٍ ... وَأَن أوقاته صفوٌ بِلَا كدر) وَكَانَ كافور لَا يَأْخُذ نَفسه برئاسة كَبِيرَة يُقَال إِنَّه كَانَ يَوْمًا ماراً فِي الكافوري بِالْقَاهِرَةِ فصاحت امْرَأَة يَا كافور وَهُوَ غافل فَالْتَفت) إِلَيْهَا وَرَأى أَن ذَلِك نقص مِنْهُ وهفوة وَكَانَ كلما مر هُنَاكَ الْتفت وَلم تزل عَادَته إِلَى ان مَاتَ وَيُقَال أَيْضا إِنَّه مر يَوْمًا برا بَاب اللوق وأناس من الحرافيش السودَان يضْربُونَ بالطبيلة ويرقصون فنسي روحه وهز كتفه طَربا وَلم يزل بعد ذَلِك يهزها كل قَلِيل إِلَى أَن مَاتَ ومدحه أَبُو الطّيب المتنبي بقصائده الطنانة فَمن ذَلِك قصيدته الَّتِي مِنْهَا (وخيلاً مددنا بَين آذانها القنا ... فبتن خافاً يتبعن العواليا) (نجاذب مِنْهَا فِي الصَّباح أَعِنَّة ... كَأَن على الْأَعْنَاق مِنْهَا أفاعيا) (قواصد كافورٍ توارك غَيره ... وَمن قصد الْبَحْر اسْتَقل السواقيا) (فَجَاءَت بِنَا إِنْسَان عين زَمَانه ... وخلت بَيَاضًا خلفهَا ومآقيا) مِنْهَا (ويحتقر الدُّنْيَا احتقار مجربٍ ... يرى كل مَا فِيهَا وحاشاه فانيا) وَقَالَ فِيهِ قصيدته الَّتِي أَولهَا (أغالب فِيك الشوق والشوق أغلب ... وأعجب من ذَا الهجر والوصل أعجب) مِنْهَا (وأخلاق كافورٍ إِذا شِئْت مدحه ... وَإِن لم أشأ تملي عَليّ وأكتب) (إِذا ترك الْإِنْسَان أَهلا وَرَاءه ... ويمم كافوراً فَمَا يتغرب) وَيُقَال إِنَّه لما فرغ مِنْهَا قَالَ يعز عَليّ أَن تكون هَذِه فِي غير سيف الدولة وَحكي أَنه قَالَ كنت إِذا دخلت على كافور أنْشدهُ يضْحك غلي ويبش فِي وَجْهي

إِلَى أَن أنشدته قصيدتي الَّتِي مِنْهَا (وَلما صَار ود النَّاس خباً ... جزيت على ابتسامٍ بابتسام) (وصرت أَشك فِي من أصطفيه ... لعلمي أَنه بعض الْأَنَام) قَالَ فَمَا ضحك بعْدهَا فِي وَجْهي إِلَى أَن تفرقنا فعجبت من فطنته وذكائه ولبي الطّيب فِيهِ الأهاجي المؤلمة مثل قَوْله (مَا كنت أحسبني أَحْيَا إِلَى زمنٍِ ... يسيء بِي فِيهِ كلب وَهُوَ مَحْمُود) (وَأَن ذَا السود المثقوب مشفره ... تُطِيعهُ ذِي الغضاريط الرعاديد) ) (أكلما اغتال عبد السوء سَيّده ... أَو خانه فَلهُ فِي مصر تمهيد) (نَامَتْ نواطير مصرٍ عَن ثعالبها ... وَقد بشمن فَمَا تفنى العناقيد) (العَبْد لَيْسَ لحر صالحٍ بأخٍ ... لَو أَنه فِي ثِيَاب الْخَزّ مَوْلُود) (لَا تشتر العَبْد إِلَّا والعصا مَعَه ... إِن العبيد لأنجاس مناكيد) (من علم الْأسود المخصي مكرمةٍ ... أقومه الْبيض أم آباؤه الصَّيْد) (أم أُذُنه فِي يَد النخاس داميةً ... أم قدره وَهُوَ بالفلسين مَرْدُود) (من كل رخو وكاء الْبَطن منفتق ... لَا فِي الرِّجَال وَلَا النسوان مَعْدُود) (مَا يقبض الْمَوْت نفسا م نُفُوسهم ... إِلَّا وَفِي يَده م نتنها عود) (أولى اللئام كوفير بمعذرةٍ ... فِي كل لؤم وَبَعض الْعذر تفنيد) (وَذَاكَ أَن الفحول الْبيض عاجزةٌ ... عَن الْجَمِيل فَكيف الخصية السود) وَمثل قَوْله أَيْضا (من أَيَّة الطّرق يَأْتِي مثلك الْكَرم ... أَيْن المحاجم يَا كافور والجلم) (لَا شَيْء أقبح من فحلٍ لَهُ ذكر ... تقوده أمةٌ لَيست لَهَا رحم) وَله فِيهِ غير ذَلِك وَمن قصائده الطنانات فِيهِ قَوْله (عَدوك مذمومٌ بِكُل لسانٍ ... وَلَو كَانَ من أعدائك القمران)

كافور شبل الدولة

وَقَوله (فراقٌ منَّة فَارَقت غير مذمم ... وَأم وَمن يممت خير ميمم) وَلما غزا كافور دنقلة وَأكْثر جَيْشه سودان قَالَ شَاعِر (وَلما غزا كافور دنقلةً غَدا ... بجيشٍ كطول الأَرْض فِي مثله عرض) (غزا الْأسود السودَان فِي رونق الضُّحَى ... فَلَمَّا التقى الْجَمْعَانِ أظلمت الأَرْض) وَمَا أحسن مَا قَالَ القَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر فِي الْكتاب الَّذِي وَضعه جَوَابا عَن الْملك النَّاصِر صرح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب إِلَى الْخَلِيفَة الإِمَام النَّاصِر لما جهز إِلَيْهِ كتابا يُنكر فِيهِ أَشْيَاء وَقد علم كل مَا عاملوا بِهِ الْخلَافَة تضييقاً وتقتيراً وكونهم عوضوا عَن الألوف ذَهَبا برسم) نفقاتهم فضَّة قدروها وَلَا تَقْديرا وَلَا خَفَاء بمناقضة أَحْمد بن طولون لما كَانَ على مصر أَمِيرا حِين طافت على الدولة تسلطاً بكاس كَانَ مزاجها كافوراً وأنشدني لنَفسِهِ إجَازَة صفي الدّين الْحلِيّ من قصيدة وصفهَا فَقَالَ (على ابي الطّيب الْكُوفِي مفخرها ... إِذا لم أَضَع مسكها فِي مثل كافور) 3 - (كافور شبْل الدولة) كافور الطواشي الْكَبِير شبلا لدولة الحسامي خَادِم الْأَمِير حسام الدّين مُحَمَّد ابْن لاجين ولد الخاتون سِتّ الشَّام أُخْت الْملك الْعَادِل يُقَال أَنه كَانَ من خدام الْقصر بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ دينا صَالحا مهيباً وَعَلِيهِ اعتمدت مولاته فِي عمَارَة الشامية البرانية سمع من الخشوعي والكندي وَكَانَ حنفياً فَبنى الْمدرسَة والخانقاه والتربة الَّتِي دفن بهَا عِنْد جسر كحيل وَفتح للنَّاس طَرِيقا إِلَى الْجَبَل من عِنْد الْمقْبرَة إِلَى غربي الشامية تُفْضِي إِلَى عبن الكرش وَلم يكن لعين الكرش طَرِيق إِلَّا من جِهَة مَسْجِد الصفي معِين الدّين عِنْد مخازن الْفَاكِهَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (الصفوي الخزندار) كافور الطواشي شبْل الدولة الصفوي الخزندار بقلعة دمشق كَانَ من الخدام العادلية ابْن الْكَامِل وَهُوَ مَشْهُور بِالْخَيرِ والديانة ولي الخزندارية فِي الدولة

الخادم

الظَّاهِرِيَّة والسعيدية وَبَعض الدولة المنصورية وَكَانَ لحسن سيرته تُضَاف إِلَيْهِ نِيَابَة القلعة فِي بعض الْأَوْقَات توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بقلعة دمشق 3 - (الْخَادِم) كافور النَّبَوِيّ أحد خدام حَظِيرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب سيد أسود شَاعِر مجود قَرَأت فِي تَارِيخ السماني أَنه كَانَ اسود طَويلا لَا لحية لَهُ خَصيا وَمن شعره) (حتام همك فِي حل وترحال ... تبغي العلى والمعالي مهرهَا غالي) (يَا طَالب الْمجد دون الْمجد ملحمةٌ ... فِي طيها تلف بِالنَّفسِ وَالْمَال) (ولليالي صروفٌ قَلما انجذبت ... إِلَى مُرَاد امرئٍ يسْعَى لآمال) قَالَ الْعِمَاد أَقُول هَذَا شعر ثَبت على محك النَّقْد وعيار السبك لَا شعر يبهرجه محك الْحق بعد الِاعْتِقَاد باللجاج والمحك ارق من النسيم وأذكى من العبير وَأطيب من الْمسك وَلَا عجب أَن تفِيد تربة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي كَانَ أفْصح الْعَرَب والعجم خَادِمهَا الْأسود نظم المكلم وكافور نظمه فِي الطّيب كافور وَلَفظه لقلوب الْمعَانِي تامور وَقد اسْتغنى بحلية الْفضل عَن اللِّحْيَة فَإِن الْفضل للرِّجَال احسن حلية وسواده مَعَ الْعلم أحسن من الْبيَاض مَعَ الْجَهْل سَارَتْ شوارده فِي الْحزن والسهل ونقلتها رُوَاة الْحَضَر إِلَى حداة البدو ولحنتها القيان بأغاريدها فِي الشدو 3 - (كافور الصُّورِي) كافور بن عبد الله اللَّيْثِيّ الحبشي الْخصي الْمَعْرُوف بالصوري كَانَ مصري المنشأ وَمن مواليدهم وَإِنَّمَا سكن صور فنسب إِلَيْهَا ثمَّ ارتحل عَن صور وَطَاف الْبِلَاد وَدخل خُرَاسَان وَوصل إِلَى غزنة وَمَا وَرَاء النَّهر وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْملح والنوادر وَكَانَ يعرف من اللُّغَة جانباً جيدا ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى بَغْدَاد وَتُوفِّي بهَا فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (هَل من قرى يَا أَبَا سعد بن مَنْصُور ... لخادمٍ قادمٍ وافاك من صور) (شعاره إِن دنت دارٌ وَإِن بَعدت ... الله يبقي أَبَا سعد بن مَنْصُور) وَمِنْه

أبو كاليجار

(بَاء بخارا أبدا زائده ... وَالْألف الْأُخْرَى بِلَا فائده) (فَهِيَ خرا بحتٌ وسكانها ... آبدة مَا مثلهَا آبده) وَمِنْه (هَل من لواعج هَذَا الْبَين من جَار ... لمستهامٍ عميدٍ دمعه جَار) (أم هَل على فتكات الشوق من عضدٍ ... يجيرني من يَد الضرغامة الضاري) ) (فيض الدُّمُوع ونيران الضلوع مَعًا ... يَا قوم كَيفَ اجْتِمَاع المَاء وَالنَّار) وَمِنْه (رَاح الْفِرَاق بِمَا لَا أرتضي وَغدا ... وجارحكم الْهوى فِي مَا مضى وَعدا) (فارقتكم فرقة لَا عدت أذكرها ... فَإِن رجعت فَلَا فارقتكم أبدا) قلت شعر توَسط الْكَافِي الْوَزير أَحْمد بن إِبْرَاهِيم 3 - (أَبُو كاليجار) أَبُو كاليجار الْمَرْزُبَان الْملك وَالِد الْملك أبي نصر الملقب بِالْملكِ الرَّحِيم صَاحب بَغْدَاد وَهُوَ ابْن سُلْطَان الدولة ابْن بهاء الدولة توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بطرِيق كرمان وَكَانَ مَعَه من الأتراك سَبْعمِائة وَمن الديلم ثَلَاثَة آلَاف فنهبت الأتراك حواصله وَكَانَ مولده بِالْبَصْرَةِ سنة تسع وتعسين وثلاثمائة فِي شَوَّال مرض بالأهواز وفصد فِي يَوْم ثَلَاث مَرَّات وَحمل فِي مهد لِأَنَّهُ مرض فِي الْبَريَّة فشق ذَلِك عَلَيْهِ فَحمل على الرّقاب فِي محفة وَلما مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس منتصف جُمَادَى نهب الأتراك حواصله من السِّلَاح وَغَيره وَكَانَ قيمَة ذَلِك ألف ألف دِينَار وَكَانَت وَفَاته قَرِيبا من قلعة لَهُ فِيهَا ألف ألف دِينَار فَصَعدَ الغلمان إِلَيْهَا ونبهوا مَا فِيهَا وَحمل فِي تَابُوت وَدفن بالأهواز وَقيل إِنَّه حمل إِلَى شيراز وَدفن عِنْد آبَائِهِ وَكَانَ مُدَّة عمره إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَقيل أَرْبَعِينَ سنة وَمُدَّة ولَايَته على الْعرَاق أَربع سِنِين وشهرين وأياماً وَمُدَّة ولَايَته على فَارس والأهواز عشْرين سنة وَكَانَ شجاعاً فاتكاً مَشْغُولًا بالشرب وَاللَّهْو كاك الْحَنَفِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عمر

كامل

3 - (كَامِل) 3 - (ظهير الدّين الباذؤرائي) كَامِل بن الْفَتْح بن ثَابت ظهير الدّين الضَّرِير الباذرائي الأديب أَبُو تَمام) لَهُ شعر وَترسل كتب الطّلبَة عَنهُ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَسكن بَغْدَاد فِي بَاب الأزج وصاهر بني رهمويه الْكتاب وَسمع من أبي الْفَتْح عَليّ بن رهمويه وَقيل إِنَّه كَانَ يدْخل على النَّاصِر ويحاضره ويخلو مَعَه وَأَنه علمه علم الْأَوَائِل وهون عَلَيْهِ الشَّرَائِع وَالله أعلم قَالَ ياقوت وَكَانَ مُتَّهمًا فِي دينه وَأورد لَهُ من شعره (وَفِي الأوانس من بَغْدَاد آنسةٌ ... لَهَا من الْقلب مَا تهوى وتختار) (ساومتها نفثةً من رِيقهَا بدمي ... وَلَيْسَ إِلَّا خَفِي الطّرف سمسار) (عِنْد العذول اعتراضات ولائمة ... وَعند قلبِي جواباتٌ وأعذار) قلت شعر جيد 3 - (مُجَلد الْكتب) كَامِل بن أبي الْفرج التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الْبَغْدَادِيّ الأديب الَّذِي فاق أهل زَمَانه فِي تجليد الْكتب توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ لَهُ شعر 3 - (الجحدري) كَامِل بن طَلْحَة الجحدري الْبَصْرِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا باس بِهِ روى عَنهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَغَيره توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (المنتفقي البدوي) كَامِل المنتفقي من الْعَرَب البادين بعسفان أورد لَهُ الباخرزي فِي دمية الْقصر حِكَايَة مطبوعة أوردهها مسجوعة خلاصتها أَنه وعد العميد أَبَا سعيد مُحَمَّد بن مَنْصُور أَن لَهُ ابْنه كَأَنَّهَا فلقَة الْقَمَر فَتوجه مَعَه من الْبَصْرَة إِلَى مَكَانَهُ بعسفان فَرَأَوْا عجوزاً فِي الغابرين تقذي بطلعتها الشوهاء عُيُون الْحَاضِرين قد تَركهَا الانحناء محطوطة

الرافضة الكاملية

مناكب وَكَأن بنواصيها غزول العناكب قَالَ الباخرزي فأنشدت العميد (يَا لَيْتَني حِين خرجت خاطباً ... لقاني الله طَرِيقا شاصبا) ) (لَا أمماً مني وَلَا مقارباً ... حَتَّى إِذا مَا سرت شهرا دائبا) ضل بَعِيري وَرجعت خائبا وَأورد لَهُ الباخرزي لهَذَا كَامِل (إنسانة الْحَيّ أم أدمانة السمر ... بِالنَّهْي رقصها لحنٌ من الْوتر) (يَا مَا أميلح غزلاناً شدن لنا ... من هؤليائكن الضال والسمر) (بِاللَّه يَا ظبيات القاع قُلْنَ لنا ... ليلاي مِنْكُن أم ليلى من الْبشر) قلت وَفِي الْبَيْتَيْنِ الثَّانِي وَالثَّالِث شَاهد على تَصْغِير أفعل التَّعَجُّب وعَلى حذف همزَة الِاسْتِفْهَام 3 - (الرافضة الكاملية) الكاملية فرقة من الرافضة يتبعُون رجلا كَانَ يعرف بِأبي كَامِل كَانَ يزْعم أَن الصَّحَابَة كفرُوا بتركهم بيعَة عَليّ نب أبي طَالب وَكفر عَليّ بِتَرْكِهِ قِتَالهمْ وَكَانَ يلْزم عليا قِتَالهمْ كَمَا لزمَه قتال أَصْحَاب الْجمل وصفين وَكَانَ بشار بن برد الْأَعْمَى الشَّاعِر على هَذَا الْمَذْهَب وَرُوِيَ أَنه قيل لَهُ مَا تَقول فِي الصَّحَابَة قَالَ كفرُوا قيل لَهُ فَمَا تَقول فِي عَليّ بن أبي طَالب فَأَنْشد (وَمَا شَرّ الثَّلَاثَة أم عَمْرو ... بصاحبك الَّذِي لَا تصبحينا) (الألقاب) الْكَامِل تسمى بِهِ من الْمُلُوك جمَاعَة مِنْهُم الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل أبي بكر مُحَمَّد الْكَامِل صَاحب ميافارقين اسْمه مُحَمَّد بن غَازِي والكامل ابْن النَّاصِر صَاحب مصر وَالشَّام اسْمه شعْبَان بن مُحَمَّد ابْن كَامِل القَاضِي اسْمه أَحْمد بن كَامِل

كبشة

الْكَامِل الْخَوَارِزْمِيّ عبد الله بن مُحَمَّد الكاواني الْكَاتِب اسْمه يحيى بن الْحسن الكببو أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد) الكبري الصُّوفِي اسْمه أَحْمد بن عمر 3 - (كَبْشَة) 3 - (البرصاء الْأَنْصَارِيَّة) كَبْشَة الْأَنْصَارِيَّة تعرف بالبرصاء وَهِي جدة عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة وَهُوَ الرَّاوِي عَنْهَا لَهَا صُحْبَة قَالَت دخل عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَشرب من فَم قربَة معلقَة وَهُوَ قَائِم قَالَت فَقطعت فمها فَرَفَعته 3 - (بنت رَافع الصحابية) كَبْشَة بنت رَافع بن عبيد بن ثَعْلَبَة بن عيد بن الأبجر هِيَ أم سعد بن معَاذ لَهَا صُحْبَة لما خرج سعد بن معَاذ جعلت أمه تبْكي فَقَالَ لَهَا عمر انظري مَا تَقُولِينَ يَا أم سعد فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دعها يَا عمر كل باكية مكثرة إِلَّا أم سعد مَا قَالَت خير فَلَنْ تكذب 3 - (كَبْشَة الثقفية) كَبْشَة بنت حَكِيم الْفَقِيه جدة أم الْحَكِيم بنت يحيى بن عقبَة رَأَتْ النَّبِي وَلها صُحْبَة 3 - (بنت معدي كرب) كَبْشَة بنت معدي كرب روى عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه مُحَمَّد عَن أَبِيه عبد الرَّحْمَن عَن ابيه مُعَاوِيَة أَنه قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أمه كَبْشَة بنت معدي كرب عمَّة الْأَشْعَث بن قيس فَقَالَت أمه إِنِّي آلَيْت أَن أَطُوف بِالْبَيْتِ حبواً فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طوفي على رجليك سبعين سبعا عَن يَديك وَسبعا عَن رجليك (الألقاب) الكبكي نَائِب صفد الْأَمِير عَلَاء الدّين يدغدي

كتبغا

ابْن كَبِير أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل) ابْن الْكِنَانِي الطَّبِيب اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن الكتاني زين الدّين عمر بن أبي الحزم كتاكت الزين الْوَاعِظ اسْمه أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن كَبْشَة الْمصْرِيّ الْكَاتِب اسْمه عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد 3 - (كتبغا) 3 - (النوين المغلي) كتبغا النوين المغلي كَانَ عَظِيما عِنْد التتار يعتمدون عَلَيْهِ لرأيه وشجاعته وعقله وَله خبْرَة بالحصارات وافتتاح الْحُصُون وَكَانَ هولاكو لَا يُخَالِفهُ ويتيمن بِرَأْيهِ وَكَانَ شَيخا مسناً يمِيل إِلَى النَّصْرَانِيَّة جهزه هولاكو لفتح الديار المصرية وتنتقى لَهُ من الْمغل أَرْبَعِينَ ألفا فالتقاه السُّلْطَان الْملك المظفر قطز على عين جالوت وَقَتله الْأَمِير جمال الدّين آقوش الشمسي وَلم يعرفهُ قَاتل يَوْمًا المصاف إِلَى ان قتل واسر وَلَده وأحضر بَين يَدي المظفر قطز فَسَأَلَهُ عَن أَبِيه فَقَالَ أبي مَا يهرب فأبصروه فِي الْقَتْلَى فأحضروا عدَّة رُؤُوس فَلَمَّا رَآهُ وَلَده بَكَى وَقَالَ للمظفر يَا خوند نم طيبا فَمَا بَقِي لَك عَدو تخَاف مِنْهُ كَانَ هَذَا سعد التتار وَبِه يهزمون الجيوش ويفتحون الْحُصُون وَلما بلغ هولاكو قَتله ضرب بيسراه وَجه الأَرْض وَركب وكر رَاجعا بَعْدَمَا قتل النَّاصِر صَاحب الشَّام على مَا يَأْتِي فِي ذكره وَكَانَ هَلَاكه سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (الْملك الْعَادِل) كتبغا الْملك الْعَادِل زين الدّين كتبغا المنصوري المغلي كَانَ أسمر دَقِيق الصَّوْت لَهُ لحية صَغِيرَة فِي الحنك اسر حَدثا كم عَسْكَر هولاكو نوبَة حمص الأولى فِي آخر سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَأمره أستاذه الْملك الْمَنْصُور فَكَانَ من أُمَرَاء الألوف ثمَّ إِنَّه عظم فِي دولة الْأَشْرَف وَلما قتل الشّرف التف الخاصكية عَلَيْهِ فَحمل بهم على بيدرا وقتلوه وَلما حضر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر جعل كتبغا نَائِبه وَاسْتمرّ الْحَال سنة ثمَّ تحول

الأمير زين الدين الحاجب

النَّاصِر إِلَى) الكرك وتسلطن كتبغا ولقب بالعادل ونهض بأَمْره لاجين وقراسنقر وَطَائِفَة كَانَ قد اصطنعهم فِي نوبَة الْأَشْرَف وَتمكن وَقدم دمشق وَصلى بجامعها الْأمَوِي غير مرّة وَسَار فِي الْجَيْش إِلَى حمص ثمَّ رد فَلَمَّا كَانَ بِأَرْض بيسان وثب عَلَيْهِ حسام الدّين لاجين وَشد على بتخاص والأزرق فَقَتَلَهُمَا فِي الْحَال وَكَانَا عضدي كتبغا واختبط الْجَيْش وفر كتبغا على فرس النّوبَة وَتَبعهُ أَرْبَعَة من غلمانه فِي صفر سنة سِتّ وَتعين وسِتمِائَة فَكَانَت دولته سنتَيْن وسَاق كتبغا إِلَى دمشق فَتَلقاهُ مَمْلُوكه نائبها فِي الْأُمَرَاء وَقدم القلعة فَفتح لَهُ بَابهَا ارجواش ودقت البشائر لَهُ وَلم يَنْتَظِم لَهُ الْحَال وَاجْتمعَ كجكن والأمراء وحلفوا لمن هُوَ صَاحب مصر وصرحوا لكتبغا بِالْحَال فَقَالَ أَنا مَا مني خلاف وَخرج من قصر السلطنة إِلَى قاعة صَغِيرَة وبذل الطَّاعَة فرسم لَهُ أَن يُقيم بقلعة صرخد وَأَتَاهُ بعض غلمانه ونسائه وانطوى ذكره إِلَى بعد نوبَة قازان فَأحْسن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ حماة فَمَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَكَانَ مَوْصُوفا بالديانة وَالْخَيْر والرفق بالرعية وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْجُمُعَة يَوْم النَّحْر وَنقل تابوته إِلَى تربته بسفح قاسيون بِدِمَشْق وَجرى فِي أَيَّامه الغلاء الْعَظِيم بالديار المصرية وَكَانَ إِذْ طالعوه بِخَبَر المقياس يبكي وَيَقُول هَذَا بخطيئتي وَفِيه يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي لما تسلطن وخلع على أهل دمشق وَمن خطه نقلت (إِنَّمَا الْعَادِل سطان الورى ... عِنْدَمَا جاد بتشريف الْجَمِيع) (مثل قطرٍ صاب قطراً ماحلاً ... فكسا أعطافه زهر الرّبيع) 3 - (الْأَمِير زين الدّين الْحَاجِب) كتبغا الْأَمِير زين الدّين أَمِير حَاجِب الشَّام أَظُنهُ تولى نِيَابَة شيزر فِي وَقت وَلما كَانَ بِدِمَشْق حاجباً كَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز يعظمه وَيجْلس قدامه ويرمل على يَده فِي بأيام الخدم وَكَانَ يحترمه وَيُحب حَدِيثه ويصغي غليه وَيقبل شفاعاته ويزوره فِي بَيته) وَكَانَ محتشماً فِي نَفسه رَئِيسا يحضر السماعات ويرقص فِيهَا وَأَظنهُ لبس فِي وَقت زِيّ الْفُقَرَاء وَمَشى مَعَهم إِلَّا أَنه كَانَ فِيهِ اسْتِحَالَة وَذَلِكَ أَنه إِذا دخل عَلَيْهِ أحد فِي بَيته فِي أَمر قَالَ لَهُ السّمع وَالطَّاعَة وَمن أَحَق مِنْك بِهَذَا الَّذِي تطلبه قف غَدا لمولانا ملك الْأُمَرَاء فِي الْخدمَة وَأَنا غَدا أساعدك وتبصر مَا أَقُول فَإِذا وقف ذَلِك الْمِسْكِين قَالَ يَا مَوْلَانَا أَي حايك قَامَ أَو أَي بيطار قَامَ قَالَ يُرِيد يصير جندياً فَإِذا سمع الْأَمر سيف الدّين ذَلِك قَالَ نحه فَتَنَاول ذَلِك الْمِسْكِين العصي من كل جَانب وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة

الألقاب

3 - (الألقاب) ابْن كتيلة عبد الْبَاقِي بن أَحْمد كتيلة عبد الله بن أبي بكر الكتندي الشَّاعِر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن 3 - (كثير) 3 - (السّلمِيّ الصَّحَابِيّ) كثير بن عَمْرو السّلمِيّ حَلِيف بني أَسد وَقيل بني عبد شمس وَبَنُو أَسد حلفاء لبني عبد شمس شهد بَدْرًا فِيمَا ذكر ابْن إِسْحَاق من رِوَايَة زِيَاد وَلَيْسَ فِي رِوَايَة ابْن هِشَام وَذكر ابْن السراج عَن عمر بن مُحَمَّد بن الْحسن الْأَسدي عَن أَبِيه عَن زيد عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ وَشهد بَدْرًا من حلفاء لبني أَسد كثير بن عَمْرو وَأَخُوهُ مَالك بن عَمْرو قَالَ ابْن عبد الْبر وَلم أر كثير فِي غير هَذِه الرِّوَايَة وَلَعَلَّه أَن يكون ثقف لقباً لَهُ واسْمه كثير 3 - (كثير بن الْعَبَّاس) كثير بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو تَمام ولد قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأشهر فِي سنة عشر وَلَيْسَت لَهُ صُحْبَة وَأمه سبأ رُومِية وَقيل حميرية وَكَانَ فَقِيها ذكياً فَاضلا روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج وروى ابْن شهَاب وروى هُوَ عَن أَبِيه وَعمر وَعُثْمَان وأخيه عبد الله) وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي عشر التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (خَال الْبَراء الصَّحَابِيّ) كثير خَال الْبَراء روى الشّعبِيّ عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ كَانَ اسْم خَالِي قَلِيلا فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا وَمن حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا نسكنا بعد صَلَاتنَا

الأزدي الصحابي

3 - (الْأَزْدِيّ الصَّحَابِيّ) كثير الْأَزْدِيّ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكل طَعَاما مسته النَّار ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ روى عَنهُ عقبَة بن مُسلم التجِيبِي سكن مصر ويعد فِي أَهلهَا 3 - (الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) كثير الْأنْصَارِيّ سكن الْبَصْرَة روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا صلى الْمَكْتُوبَة انْصَرف عَن يسَاره وَقد قيل حَدِيثه مُرْسل روى عَنهُ ابْنه جَعْفَر بن كثير 3 - (كثير الْحَارِثِيّ) كثير بن شهَاب الْحَارِثِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر فِي صحبته نظر وَقد روى عَن عمر وَهُوَ الَّذِي قتل يَوْم الْقَادِسِيَّة جالينوس وَأخذ سلبه لَا أعلم لَهُ رِوَايَة يل قتل جالينوس زهرَة بن حوية 3 - (كثبر بن قسي) كثير بن قيس ذكره ابْن قَانِع وَذكر لَهُ حَدِيثا من رِوَايَة دَاوُد بن جميل عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِمَّن سلك طَرِيق الْعلم سهل الله لَهُ بِهِ طَرِيقا إِلَى الْجنَّة قَالَ ابْن عبد الْبر هَذَا وهم إِنَّمَا الحَدِيث رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي مُصَنفه عَن دَاوُد بن جميل عَن كثير بن قيس عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الصَّحِيح وَدَاوُد بلن جميل مَجْهُول قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ وَذكر أَن الْأَوْزَاعِيّ روى هَذَا الحَدِيث عَن كثير بن قيس عَن سَمُرَة عَن أبي الدَّرْدَاء) 3 - (أَبُو سَخْبَرَة الْحَضْرَمِيّ) كثير بن مرّة أَبُو سَخْبَرَة الْحَضْرَمِيّ الْحِمصِي سمع عمر ومعاذ بن جبل ونعيم بن هماز وَآخَرين توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة

أبو قرة البصري

3 - (أَبُو قُرَّة الْبَصْرِيّ) كثير بن شنظير أَبُو قُرَّة الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو زرْعَة لين وَتردد فِيهِ ابْن معِين وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى النَّسَائِيّ 3 - (الْمُزنِيّ الْمدنِي) كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف بن يزِيد الْمُزنِيّ الْمدنِي اتَّفقُوا على ضعفه وَضرب على حَدِيثه أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ الشَّافِعِي هُوَ ركن من أَرْكَان الْكَذِب وَكَذَا قَالَ أَبُو دَاوُد وَأما التِّرْمِذِيّ فَأخذ يملس عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (الْكِنْدِيّ) كثير بن الصَّلْت الْكِنْدِيّ الْمدنِي هُوَ الَّذِي كَانَ أهل الْمَدِينَة إِذا نسبوا رجلا إِلَى الإقبال قَالُوا لَقِي لَيْلَة كثير بن الصَّلْت وَذَلِكَ أَن مُعَاوِيَة أَمر رجلا من آل أبي بكر ان يَبْنِي لَهُ منزلا بِالْمَدِينَةِ ينزل بِهِ إِذا اجتاز إِلَى مَكَّة فَفعل وَأَقْبل مُعَاوِيَة والبكري يسايره غذ نظر من الثَّنية إِلَى منزل كثير بن الصَّلْت فَقَالَ مُعَاوِيَة أمنزلي هَذَا فَقَالَ لَيْسَ بِهِ ومنزلك قريب وَلَو قد صرت إِلَى قَرَار الْمصلى لرأيته وَهَذَا منزل كثير فَنظر كثير فِي موكبه على بعير لَهُ فَدَعَاهُ وسايره وَسَأَلَهُ عَن رَأْيه فِي الْمنزل فَقَالَ لست اقدر على بَيْعه قَالَ أَو لَيْسَ لَك قَالَ بلَى وَلَكِن قدمنَا هَذَا الْحرم وَنحن ننسب إِلَى آبَائِنَا ونعرف بأحسابنا فاستولى على ذَلِك هَذَا الْمنزل وصرنا نَعْرِف بِهِ وَفِيه سَبْعُونَ مختمرة لَيْسَ يحول بَين النَّاس وَبَين معرفَة حالهن إِلَّا حَائِطه وَلَو خرجن مِنْهُ كشف مِنْهُنَّ مَا) لَا يقدر على احْتِمَاله فَقَالَ إِنِّي أثمنك وأنيخ بعيرك فأصب على هامته وسنامه حَتَّى أواريهما فَقَالَ إِنِّي لَا أجد لذَلِك سَبِيلا لما أعلمتك وَكَانَت لَهُ نفس شَدِيدَة فَقضى مُعَاوِيَة حجه وَفِيه عَنهُ إِعْرَاض وَقد كَانَ أسلفه مِائَتي ألف دِرْهَم فِي غرم لزمَه فأوصى مَرْوَان بن الحكم فَقبض المَال مِنْهُ وَقَالَ إِن استأجلك أَََجَلًا قَصِيرا فَأَجله فَإِن وافاك بِالْمَالِ وَإِلَّا فبع ربعه وَملكه حَتَّى تستوفي ذَلِك مِنْهُ وَكَانَ الَّذِي بَين مَرْوَان وَكثير قبيحاً فَأرْسل مَرْوَان إِلَى كثير فَأعلمهُ بذلك فاستأجله شهرا فَقبل ذَلِك وَرجع كثير إِلَى منزله فَدَعَا ابْنه الزبير وَقَالَ يَا ابْني إِنَّا لسنا نجد لنا خيرا من أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِن كَانَ قد أَمر فِينَا بِمَا أَمر فَكتب لَهُ وَوَجهه وَعظم الْحق فَلَمَّا كَانَ فِي آخر يَوْم من الْأَجَل وَلم يَأْته عَن ابْنه خبر أَتَى سعيد بن الْعَاصِ فَأخْبرهُ خَبره فَقَالَ سعيد إِن أَحْبَبْت أَن أتولى المَال وَدفعه واكتتاب الْبَرَاءَة لَك بذلك فعلت وَإِن شِئْت حمل إِلَيْك فجزاه

ابن الغريرة

خيرا وَانْصَرف فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق ذكر قيس بن سعد بن عبَادَة فَقَالَ قيس سيد هَذَا الْحرم من ذِي يمن وَقد ابْتليت بِمَا علم فجَاء إِلَيْهِ وَأخْبرهُ خَبره فَقَالَ قيس أمسيت عَن حَاجَتك وَهِي مصبحتك غَدا إِلَى مَنْزِلك وَإِن أَحْبَبْت ولينا حملهَا عَنْك إِلَى مَرْوَان فَانْصَرف كثير حَتَّى إِذا أَخذ بِحَلقَة بَاب دَاره ذكر عبد الله بن جَعْفَر فَقَالَ مَا فيهم أحد اشد إِكْرَاما لي مِنْهُ فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ يتعشى فَأخْبرهُ خَبره فَالْتَفت إِلَى هَانِئ وَكيله وَقَالَ مَا عنْدك قَالَ مائَة ألف دِرْهَم قَالَ مَا جَاءَ من شَيْء نصفه إِلَّا تمّ بِإِذن الله ثمَّ نظر فِي وُجُوه جُلَسَائِهِ وَمَعَهُ رجل من بني الأرقط وَمن ولد عَليّ فَضَحِك قَالَ هِيَ عِنْدِي قَالَ من أَيْن هِيَ لَك قالك من فضول صَلَاتك فَانْصَرف كثير إِلَى منزله فَبَاتَ آمنا وَأمن نساؤه فَلَمَّا كَانَ فِي السحر قدم ابْنه الزبير بِكِتَاب مُعَاوِيَة أَن لَا يعرض لَهُ وَكتب لَهُ الْبَرَاءَة فَأصْبح غادياً إِلَى مَرْوَان فَدفع كتبه إِلَيْهِ وَمضى إِلَى سعيد بن الْعَاصِ فَإِذا الْبَدْر على ظهر الطَّرِيق فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ قَالَ أحوجنا أَبَا الزبير إِلَى الغدو قَالَ مَا لذَلِك جِئْت وَأخْبرهُ الْخَبَر وَجئْت) لأسرك وأشكرك فَقَالَ أَترَانِي رَاجعا فِي شَيْء أمرت لَك بِهِ فَرجع وَالْمَال مَعَه فَأتى قيس بن سعد فَإِذا المَال مَجْمُوع فَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ أفأرده يَا أَبَا الزبير فِي مَالِي وَقد أمرت لَك بِهِ أحملها يَا غُلَام مَعَه ثمَّ أَتَى عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر فَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ مَا كنت لرجع فِي شَيْء أمرت لَك بِهِ فَقَالَ أما مَا كَانَ من عنْدك فَنعم وَأما مَا استقرضته فَلَا فَقَالَ أَنا على قَضَاء الدُّيُون أقوى مِنْك وَلَك خروق فارقعها بِهِ فَانْصَرف بِهِ وَكَانَ مثلا فِي الْمَدِينَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ روى هم عَن أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَزيد بن ثَابت 3 - (ابْن الغريرة) كثير بن الغريرة التَّمِيمِي أحد بني نهشل والغريرة أمه شَاعِر مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَقَالَ الشّعْر فيهمَا لما بعث عمر بن الْخطاب الْأَقْرَع بن حَابِس وأخاه على جَيش إِلَى الطالقان فأصيب من أَصْحَاب ابْن الغريرة جمَاعَة فَقَالَ ابْن الغريرة يرثيهم وَيذكر ذَلِك الْيَوْم (سقى مزن السَّحَاب إِذا استهلت ... مصَارِع فيتةٍ بالجوزجان) (إِلَى القصرين من رستاق خوطٍ ... أبادهم هُنَاكَ الأقراعان) (وَمَا بِي أَن أكون جزعت إِلَّا ... حنين الْقلب للبرق الْيَمَانِيّ) ومحبورٍ بأوبتنا يرجي اللِّقَاء وَلنْ أرَاهُ وَلنْ يراني (

الحمصي الإمام

وَرب أخٍ أصَاب الْمَوْت قبلي ... بَكَيْت وَلَو نعيت لَهُ بكاني) (دَعَاني دَعْوَة وَالْخَيْل تردي ... فَمَا أَدْرِي أباسمي أم كناني) (فَكَانَ إجَابَتِي إِيَّاه أَنِّي ... عطفت عَلَيْهِ خوار الْعَنَان) (واي فَتى دَعَوْت وَقد تولت ... بِهن الْخَيل ذَات العنظوان) (فَإِن أهلك فَلم أك ذَا صدوفٍ ... عَن الأقران فِي الْحَرْب الْعوَان) (وَلم أدْلج لطرق عرس جاري ... وَلم أحمل على قومِي لساني) (وَلَكِنِّي إِذا مَا هايجوني ... منيع الْجَار مُرْتَفع المباني) (أكارم من يكارمني بِمَالي ... وأرعى ذَا الْقَرَابَة إِن رعاني) (ويكرمني إِذا استبسلت قَرْني ... واقضي وَاحِدًا مَا قد قضاني) ) (فَلَا تستبعدوا يومي قفإني ... سأوشك مرّة أَن تفقداني) (ويدركني الَّذِي لَا بُد مِنْهُ ... وَإِن أشفقت م من خوف الْجنان) (وتبكيني نوائح معولاتٌ ... نَزَلْنَ بدار معولة الزَّمَان) (حبائس بالعراق منهنهاتٌ ... سواجي الطّرف كالبقر الهجان) (أعاذلتي من لومٍ دَعَاني ... وللرشد الْمُبين فاهدياني) (فَرد الْمَوْت عني إِن أَتَانِي ... وَلَا وأبيكما مَا تفعلان) 3 - (الْحِمصِي الإِمَام) كثير بن عبيد الإِمَام أَبُو الْحسن الْمذْحِجِي الْحِمصِي الْحذاء الْمقري إِمَام جَامع حمص سِتِّينَ سنة كَانَ سيداً عَارِفًا خَائفًا قَانِتًا روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره يُقَال عَنهُ إِنَّه إِمَام أهل حمص سِتِّينَ سنة فَمَا سَهَا فِي صَلَاة قطّ توفّي سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (مولى أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ) كثير بن افلح مولى أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ أحد من نسخ الْمَصَاحِف أَيَّام عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ الَّتِي جهزت إِلَى الْأَمْصَار توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ

أبو سهل الكلابي

3 - (أَبُو سهل الْكلابِي) كثير بن هِشَام أَبُو سهل الْكلابِي الرقي نزيل بَغْدَاد وَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو دَاوُد وَتُوفِّي سنة سبع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (رَأس البترية الرافضة) كثير الأبتر هُوَ راس الْفرْقَة الْمَعْرُوفَة بالبترية ومذهبه كمذهب السليمانية أَصْحَاب سُلَيْمَان بن جرير وَقد تقدم ذكره فِي حرف السِّين فِي مَكَانَهُ إِلَّا أَن البترية توقفوا فِي عُثْمَان أهوَ مُؤمن أم كَافِر قَالُوا لأَنا إِذا سمعنَا مَا ورد فِي حَقه من) الْأَخْبَار وَكَونه من الْعشْرَة المبشرين بِالْجنَّةِ قُلْنَا يجب الحكم بِصِحَّة إيمَانه وإسلامه وَكَونه من أهل الْجنَّة وَإِذا نَظرنَا إِلَى مَا أحدث من الْأَحْدَاث قُلْنَا يجب الحكم بِكُفْرِهِ فتحيرنا فِي أمره وتوقفنا فِي كفره ووكلناه إِلَى أحكم الْحَاكِمين قَالُوا وَأما عَليّ فَهُوَ أفضل النَّاس بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأولاهم بِالْإِمَامَةِ لكنه سلم الْأَمر لَهُم رَاضِيا مُطيعًا وَترك حَقه وَنحن راضون بِمَا رَضِي مُسلمُونَ لما سلم لَا يحل لنا غير ذَلِك وَلَو لم يرض بذلك لَكَانَ أَبُو بكر هَالكا 3 - (الشَّاعِر الْمَشْهُور) كثير بِضَم الْكَاف وَفتح الثَّاء وَالْيَاء مُصَغرًا ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي جُمُعَة الْأسود بن عَامر بن عُوَيْمِر ابو صَخْر الْخُزَاعِيّ الشَّاعِر الْمَشْهُور أحد عشاق الْعَرَب وَإِنَّمَا صغروه أَنه كَانَ شَدِيد الْقصر وَكَانَ إِذا دخل على عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان يَقُول لَهُ طأطئ رَأسك لَا يُؤْذِيك السّقف يمازحه بذلك وَكَانَ يلقب زب الذُّبَاب يُقَال إِن طوله كَانَ ثَلَاثَة أشبار لَا يزِيد عَنْهَا توفّي هُوَ وَعِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس فِي يَوْم وَاحِد وَصلي عَلَيْهِمَا سنة خمس وَمِائَة فَقَالَ النَّاس مَاتَ أفقه النَّاس واشعر النَّاس وَكَانَ رَافِضِيًّا شَدِيد التعصب لآل أبي طَالب قَالَ لَهُ يَوْمًا عبد الْملك بن مَرْوَان بِحَق عَليّ بن ابي طَالب هَل رَأَيْت أحدا أعشق مِنْك قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو نشدتني بحقك لأخبرتك بَينا

المنصوري

أَنا أَسِير فِي بعض الفلوات إِذا أَنا بِرَجُل قد نصب حِبَالًا لَهُ فَقلت لَهُ مَا أحتسبك هَا هُنَا قَالَ أهلكني وَأَهلي الْجُوع فَنصبت حبالتي هُنَا لأصيب لَهُم شَيْئا يَكْفِينِي ويعصمنا يَوْمنَا هَذَا قلت أَرَأَيْت إِن قُمْت مَعَك فَأَصَبْت صيدا تجْعَل لي مِنْهُ جُزْءا قَالَ نعم فَبينا نَحن كَذَلِك وَقعت ظَبْيَة فِي الحبالة فخرجنا نَبْتَدِر فبدرني إِلَيْهَا فَحلهَا وأطلقها فَقلت لَهُ مَا حملك على هَذَا قَالَ دخلتني لَهَا رقة شبهتها بليلى وَأَنْشَأَ يَقُول (أيا شبه ليلى لَا تراعي فإنني ... لَك الْيَوْم من وحشيةٍ لصديق) (أَقُول وَقد أطلقتها من وثاقها ... فَأَنت لليلى مَا حييت طليق) وَكَانَ كثير يهوى عزة وَله فِيهَا الشعار الْمَشْهُورَة وَكَانَ بِمصْر وَهِي بِالْمَدِينَةِ فاشتاق إِلَيْهَا) فسافر غليها فلقيها فِي الطَّرِيق وَهِي متوجهة إِلَى مصر فَجرى بَينهمَا كَلَام طَوِيل الشَّرْح ثمَّ إِنَّهَا انفصلت عَنهُ وقدمت مصر وَعَاد كثير إِلَى مصر فوافاها وَالنَّاس منصرفون من جنازتها فَأتى قبرها وأناخ رَاحِلَته وَمكث سَاعَة ثمَّ رَحل وَهُوَ يَقُول أبياتاً مِنْهَا (أَقُول ونضوي واقفٌ عِنْد قبرها ... عَلَيْك سَلام الله وَالْعين تسفح) (وَقد كنت ابكي من فراقك حَيَّة ... فَأَنت لعمري الْيَوْم أنأى وأنزح) وَمن شعره فِيهَا (وَإِنِّي وتهيامي بعزة بَعْدَمَا ... تسليت من وجدٍ بهَا وتسلت) (كالمرتجي طل الغمامة كلما ... تبوأ مِنْهَا للمقيل اضمحلت) وشعره وأخباره كَثِيرَة مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني كَانَ شِيعِيًّا يَقُول بتناسخ الْأَرْوَاح وَيقْرَأ آيَة فِي أَي صُورَة مَا شَاءَ ركبك وَكَانَ يُؤمن برجعة عَليّ بن أبي طَالب إِلَى الدُّنْيَا وَكَانَ فِيهِ خطل وَعجب وَكَانَ لَهُ عِنْد قُرَيْش منزلَة وَقدر وَلما قتل يزِيد بن الْمُهلب بن أبي صفرَة وَجَمَاعَة من أهل بَيته بعقر بابل وَكَانُوا يكثرون الْإِحْسَان إِلَيْهِ قَالَ مَا أجل الْخطب ضحى بَنو حَرْب بِالدّينِ يَوْم الطف وضحى بَنو مَرْوَان بِالْكَرمِ يَوْم القعر الكثيري العابر أَبُو الْفضل جَعْفَر بن الْحُسَيْن 3 - (المنصوري) كجكن الْأَمِير سيف الدّين المنصوري عمر دهراً طَويلا وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد ينْتَظر مَوته وَيسْأل عَنهُ كل من يصل من دمشق حَدثنِي الْأَمِير

الأشرف

شرف الدّين حُسَيْن بن جندربيك قَالَ لما حضرت قُدَّام السُّلْطَان عِنْد حضوري من دمشق سَأَلَني عَن أَشْيَاء مِنْهَا أيش حس كجكن فَقلت لَهُ طيب وسمى أَوْلَاده الثَّلَاثَة كلا مِنْهُم مُحَمَّدًا وَأَظنهُ كَانَ قد نزل عَن إقطاعه فِي آخر عمره وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة 3 - (الْأَشْرَف) ) كجك بن مُحَمَّد بن قلاوون السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف عَلَاء الدّين ابْن الْملك النَّاصِر ابْن الْملك الْمَنْصُور لما خلع الْأَمِير سيف الدّين قوصون أَخَاهُ الْملك الْمَنْصُور أَبَا بكر ولاه الْملك وَأَجْلسهُ على التخت وَحلف وَحلف لَهُ العساكر مصرا وشاماً وَكَانَ عمره يَوْمئِذٍ خمس سِنِين تَقْرِيبًا فِي أَوَاخِر شهر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واستقل الْأَمِير سيف الدّين قوصون بكفالة الممالك وَصَارَ نَائِبه وَإِذا حضرت العلائم أعطي قَلما فِي يَده وَجَاء فقيهه المغربي الَّذِي يقرئ أَوْلَاد السُّلْطَان وَيكْتب الْعَلامَة والقلم فِي يَد السُّلْطَان عَلَاء الدّين كجك ثمَّ إِنَّه الفخري خرج إِلَى الكرك لمحاصرة أَخِيه النَّاصِر أَحْمد فَكَانَ مَا كَانَ وَجرى مَا جرى فِي تَرْجَمَة ألطنبغا الفخري وقوصون وَلما توجه أَحْمد النَّاصِر من الكرك إِلَى الْقَاهِرَة فِي شهر رَمَضَان جلس على كرْسِي الْملك وخلع الْأَشْرَف وَانْصَرف من الْملك ثمَّ تولى أَخُوهُ الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بعد خلع أَخِيه النَّاصِر أَحْمد وَلما توفّي الصَّالح رَحمَه الله تَعَالَى تولى السُّلْطَان الْملك الْكَامِل شعْبَان وَجَاء الْخَبَر إِلَى الشَّام بوفاة الْأَشْرَف كجك رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (الألقاب) ابْن الكجلو أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن كج الشَّافِعِي اسْمه يُوسُف بن أَحْمد كدامر بن حَيَّان الْعزي أحد من قتل بعذراء مَعَ حجر بن عدي فِي عشر السِّتين من الْهِجْرَة ابْن أبي كدية الْمُتَكَلّم اسْمه مُحَمَّد بن عَتيق الْكُدَيْمِي الْحَافِظ مُحَمَّد بن يُوسُف

نائب الشام

ابْن كرام المجسم صَاحب الْمَذْهَب اسْمه مُحَمَّد بن كرام الْكَرَابِيسِي الْمُتَكَلّم اسْمه الْوَلِيد بن أبان ابْن كراز وَاثِلَة بن بَقَاء كَاتب كَرَامَة القفصي هُوَ إِسْمَاعِيل بن عَليّ) ابْن كَرَامَة الْعجلِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عُثْمَان الكراجكي شيخ الشِّيعَة اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ كرَاع النَّمْل عَليّ بن الْحسن ابْن كرما الصُّوفِي اسْمه مُحَمَّد بن بركَة 3 - (نَائِب الشَّام) كراي المنصوري الْأَمِير سيف الدّين كَانَ أَولا قبل قازان وحضوره إِلَى الشَّام نَائِبا بصفد حضر إِلَيْهَا بعد الْأَمِير فَارس الدّين البكي وَلما توجه إِلَى المصاف وَكسر النَّاس حضر إِلَى صفد وَقصد القلعة لإيداع حريمه بهَا وَقد انجفل النَّاس فَلم يفتح لَهُ الْبَاب وسبه جمَاعَة من مستخدمي القلعة وآلموه بالْكلَام فَقَالَ أَنا مَا أخل وَلَكِن افتحوا للحريم فَلم يسمعوا لَهُ وَبقيت فِي خاطره فَلَمَّا توجه إِلَى مصر طلب الْعود إِلَى صفد نَائِبا فَعَاد إِلَيْهَا وَقتل أُولَئِكَ الَّذين جاهروه بالأذى وَمنعُوا حريمه بالمقارع ونفاهم مِنْهَا ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى مصر وَحضر إِلَى صفد الْأَمِير سيف الدّين بتخاص وَأقَام بِمصْر مُدَّة ثمَّ إِنَّه رمى الأقطاع وَأقَام بالقدس مُدَّة بطالاً يَأْكُل من ريع أملاكه وَلم يزل إِلَى أَن حضر السُّلْطَان من الكرك فَحَضَرَ إِلَى دمشق وَقَالَ لَهُ أَي من ملك غَزَّة ملك مصر فجهزه إِلَى غَزَّة وَلما دخل السُّلْطَان الْقَاهِرَة دخل مَعَه وَكَانَ الجوكندار الْكَبِير النَّائِب خوشداشه ثمَّ إِن السُّلْطَان أخرجه فِي عَسْكَر مصري إِلَى حمص وسَاق فِي ليله بالعسكر لَيْلَة الْعِيد من حمص فَمَا اصبح إِلَّا وَهُوَ على بَاب دَار النِّيَابَة بحلب وَأمْسك أسندمر وَحضر إِلَى دمشق نَائِبا وَحلف بِالطَّلَاق وَالْعِتْق لِأَنَّهُ من اطلع عَلَيْهِ أَنه سرق النّصاب الشَّرْعِيّ قطع يَده فَضَاقَ وَبعث إِلَى المباشرين من دمشق إِلَى غَزَّة وَمن دمشق إِلَى حمص وأحضرهم لعمل الْحساب وأظنهم حَضَرُوا فِي الزناجير وضيق على النَّاس وشدد واتكل على الشَّيْخ نجم الدّين مُحَمَّد بن الْكَمَال الصَّفَدِي وَجعل دَرك الْعَلامَة عَلَيْهِ وَأمْسك الصاحب عز الدّين ابْن القلانسي وَجَرت تِلْكَ الْوَاقِعَة الَّتِي قتل فِيهَا) الشَّيْخ مجد الدّين التريشي بِالْعِصِيِّ وَسلم قَاضِي الْقُضَاة

الألقاب

نجم الدّين ابْن صصري فَلم يمْكث بعد ذَلِك غير ثَمَانِيَة أَيَّام وَأمْسك يَوْم الموكب بَعْدَمَا حضر لَهُ تشريف عَظِيم من مصر ولبسه ثمَّ قيد وجهز إِلَى مصر وَبَقِي فِي الْحَبْس مُدَّة وَعِنْده من يَخْدمه وَجَارِيَة يَطَأهَا إِلَى ان مَاتَ وَكَانَ عفيفاً صيناً لم يعرف غير زَوْجَاته وجواريه وَكَانَت لَهُ قدرَة على النِّكَاح عَظِيمَة لَا يكَاد يصبر عَنهُ وَإِذا سَافر كَانَ مَعَه جواريه وَكَانَت لَهُ أَربع زَوْجَات وَثَلَاثِينَ حظية من جواريه وَكَانَ سَمحا إِلَى الْغَايَة عِنْده قَصْعَة تسع ثَمَانِيَة أرؤس غنما يحملهَا أَربع عتالين يملؤها يَوْمًا حلاوة سكرية وَيَوْما طَعَام أرز مفلفل وَلَا يزَال فِي مشروب وَفَاكِهَة وحلوى وَلَا يقبل لأحد شَيْئا لَا هَدِيَّة وَلَا تقدمة لَا من كَبِير وَلَا من صَغِير وَكَانَ متين الدّيانَة شَدِيد الْغَضَب لَا يقوم شَيْء لغضبه وَلما أمسك الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الجوكندار النَّائِب بِمصْر امسك هُوَ بِدِمَشْق لِأَنَّهُ خوشداشه 3 - (الألقاب) الْكَرَابِيسِي الشَّاعِر اسْمه أَحْمد بن الْحسن الشَّافِعِي الْحُسَيْن بن عَليّ الْمُتَكَلّم اسْمه الْوَلِيد بن إبان الْمُحدث اسْمه وهب بن خَالِد الكراكجي الشيعي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن كراز الشَّافِعِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ 3 - (كرد) 3 - (كرد المنصوري) كرد الْأَمِير سيف الدّين المنصوري نَائِب طرابلس كَانَ فَارِسًا بطلاً شجاعاً من الْأَبْطَال الْمَذْكُورين وَكَانَ فِيهِ دين وَخير ومعروف وَصدقَة واعتناء بِأَهْل الْخَيْر وَأهل الْحَرَمَيْنِ وَله رِبَاط بالقدس) وَكَانَ مَمْلُوك الْأَمِير ضِيَاء الدّين ابْن الخطير ثمَّ جعله لاجين لما تسلطن حاجباً وأبلى بلَاء حسنا يَوْم الْوَقْعَة وَقتل جمَاعَة من التتار ثمَّ حمل وخاض فيهم فاستشهد سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة

أخو طغاي الكبير

3 - (أَخُو طغاي الْكَبِير) كرت الْأَمِير سيف الدّين الناصري أَخُو طغاي الْكَبِير كَانَ حضر إِلَى صفد بتبع وَاحِد وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ نقل فِي أَوَاخِر أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز إِلَى دمشق وَبَقِي كَذَلِك إِلَى أَيَّام الفخري فجهزه إِلَى الرّوم وَرَاء طشتمر وأنعم عَلَيْهِ ثمَّ إِن النَّاصِر أَحْمد أمره طبلخاناه وَأقَام بِدِمَشْق ثمَّ إِنَّه أعطي نِيَابَة جعبر فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ توفّي فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (الألقاب) ابْن كردان النَّحْوِيّ اسْمه عبد الْوَهَّاب بن عَليّ ابْن كردان عَليّ بن طَلْحَة الْكرْمَانِي النَّحْوِيّ مُحَمَّد بن حَمْزَة 3 - (كرجى) 3 - (كرجي) كرجى الْأَمِير سيف الدّين كَانَ شجاعاً جَريا قوي الْبَطْش ظَالِم النَّفس هُوَ الَّذِي قتل السُّلْطَان حسام الدّين لاجين ثمَّ إِنَّه قتل يَوْم قتل طغجي وطيف بِرَأْسِهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة قَتله كردِي من الحسينية برا الْقَاهِرَة بَين الكيمان 3 - (الْأَمِير عز الدّين) كرجي الْأَمِير عز الدّين أيبك من كبار أُمَرَاء دمشق ومقدميهم وَكَانَ فَارِسًا مُجَاهدًا يحفظ أَحَادِيث الْجِهَاد توفّي سنة سَبْعمِائة 3 - (الألقاب) ابْن كرنيب الْحُسَيْن بن إِسْحَاق) ابْن كروس جمال الدّين مُحَمَّد بن عقيل ابْن كرّ صَاحب الموسيقى اسْمه مُحَمَّد بن عِيسَى كريم الدّين الْكَبِير عبد الْكَرِيم بن هبة الله

كرز

3 - (كرز) 3 - (أحد الْأَوْلِيَاء) كرز بن وبرة أحد الْأَوْلِيَاء الْحَارِثِيّ الْكُوفِي كَانَ لَا ينزل منزلا إِلَّا ابتنى فِيهِ مَسْجِدا وَقَامَ يُصَلِّي فِيهِ توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة كَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر فَيَضْرِبُونَهُ حَتَّى يغشى عَلَيْهِ 3 - (ابْن جَابر الصَّحَابِيّ) كرز بن جَابر الْقرشِي الفِهري أسلم بعد الْهِجْرَة كَانَ قد أغار على سرح الْمَدِينَة فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طلبه حَتَّى نزل وَاديا يُقَال لَهُ سفوان نَاحيَة بدر وَفَاته كرز فَلم يُدْرِكهُ وَهِي بدر الأولى ثمَّ اسْلَمْ وَحسن إِسْلَامه وولاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْجَيْش الَّذين بَعثهمْ فِي أثر العرنيين وَقتل كرز يَوْم الْفَتْح وَذَلِكَ سنة ثَمَان فِي رَمَضَان وَكَانَ قد أَخطَأ الطَّرِيق وَسَار فِي غير طَرِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَقِيَهُ الْمُشْركُونَ فَقَتَلُوهُ 3 - (كرز الْخُزَاعِيّ) كرز بن عَلْقَمَة الْخُزَاعِيّ قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت هَل لِلْإِسْلَامِ مُنْتَهى الحَدِيث واسلم يَوْم فتح مَكَّة وَعمر عمرا طَويلا وَهُوَ الَّذِي نصب أَعْلَام الْحرم فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وإمارة مَرْوَان بن الحكم وروى عَنهُ عُرْوَة بن الزبير 3 - (الْكَعْبِيَّة الصحابية) أم كرز الْخُزَاعِيَّة الْكَعْبِيَّة مَكِّيَّة رَوَت أَحَادِيث مِنْهَا قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْعَقِيقَة عَن الْغُلَام شَاتَان وَعَن الْجَارِيَة شَاة) روى عَنْهَا عَطاء وسباع بن ثَابت وَغَيرهمَا وَتوفيت فِي حُدُود التِّين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا الْأَرْبَعَة 3 - (كريب) 3 - (الْأَمِير الأصبحي) كريب بن أَبْرَهَة الأصبحي الْأَمِير أحد الْأَشْرَاف روى عَن أبي

مولى ابن عباس

الدَّرْدَاء وَحُذَيْفَة وَكَعب الْأَحْبَار وَولي الْإسْكَنْدَريَّة لعبد الْعَزِيز بن مَرْوَان وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (مولى ابْن عَبَّاس) كريب بن أبي مُسلم الْمَكِّيّ مولى ابْن عَبَّاس أدْرك عُثْمَان وروى عَنهُ وَعَن زيد بن ثَابت وَعَائِشَة وَأُسَامَة بن زيد وَأم هَانِئ وَأم سَلمَة وَابْن عَبَّاس وَغَيرهم وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة ابْن كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء 3 - (العامري) كريز بن سامة وَيُقَال ابْن سامة العامري وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ النَّابِغَة الْجَعْدِي فَاسْلَمْ وَقَالَ لرَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم الْعَن بني عَامر يَا رَسُول الله قَالَ لم أبْعث لعاناً حَدِيثه يَدُور على الرّحال بن الْمُنْذر عَن أَبِيه عَن جده وَيُقَال هُوَ كرز 3 - (كَرِيمَة) 3 - (أم الْكِرَام المروزية) كَرِيمَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَاتِم المرويزة أم الْكِرَام الْمُجَاورَة بِمَكَّة كَانَت كاتبة فاضلة عَالِمَة سَمِعت من مُحَمَّد بن مكي الْكشميهني وَكَانَت تضبط كتابها وَحدثت بِالصَّحِيحِ مَرَّات وَكَانَت بكرا لم تتَزَوَّج وَطَالَ عمرها وَعلا إسنادها) توفيت سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (بنت الحبقبق) كَرِيمَة بنت الْمُحدث الْعَلامَة الْأمين أبي مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ ابْن الْخضر بن عبد الله بن عَليّ الشيخة المعمرة مُسندَة الشَّام وَأم الْفضل القرشية الزبيرية الدمشقية بنت الحبقبق بحاء مُهْملَة وباءين وقافين ولدت سنة خمس أَو سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتوفيت سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة سَمِعت وروى عَنْهَا جمَاعَة

كريمة الحميرية

3 - (كَرِيمَة الحميرية) كَرِيمَة بنت كُلْثُوم الْحِمْيَرِي خطبهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِعَكَّافِ الْهِلَالِي من حَدِيث مَكْحُول عَن غُضَيْف بن الْحَارِث عَن أبي ذَر 3 - (بنت ابْن الخاضبة) كَرِيمَة بنت مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي الْمَعْرُوف بِابْن الخاضبة اسمعها والدها من الشريف عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَعبد الله بن الصريفيني وَأحمد بن مُحَمَّد بن النقور وَغَيرهم وَحدثت باليسير وَكَانَت فاضلة صَادِقَة وتكتب خطا حسنا على طَريقَة والدها كتبت تَارِيخ الْخَطِيب وَغَيره وَتوفيت رَحمهَا الله تَعَالَى سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (الألقاب) الكزبراني اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن كزبران عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْكسَائي اسْمه عَليّ بن حَمْزَة الْكسَائي الصَّغِير اسْمه مُحَمَّد بن يحيى ابْن الكساء اسْمه مُحَمَّد بن بركَة ابْن كسَاء الْمصْرِيّ أَحْمد بن سُلَيْمَان ابْن كسيرات مجد الدّين إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم وَلَده تَاج لدين عَليّ بن إِسْمَاعِيل) 3 - (نَائِب طرابلس) كستاي بِالْكَاف وَالسِّين الْمُهْملَة وتاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعد الْألف يَاء آخر الْحُرُوف الْأَمِير سيف الدّين الناصري كَانَ من رفْعَة طغاي الْكَبِير ثمَّ إِن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أخرجه لنيابة طرابلس فَحَضَرَ إِلَيْهَا وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ توفّي سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَكَانَ حسن الشكل لَهُ ميل إِلَى الْفُضَلَاء وَكتب خطا مليحاً الكسروي أَبُو سهل اسْمه يزدجرد كشاجم الشَّاعِر الْمَشْهُور اسْمه مَحْمُود ابْن الْحُسَيْن

كشتغدي

3 - (كشتغدي) 3 - (عَلَاء الدّين الشمسي) كشتغدي الشمسي الْأَمِير عَلَاء الدّين كَانَ فِيهِ تشيع وَحبس هُوَ والبيسري وَله آثَار فِي إصْلَاح السجْن الَّذِي بداخل مشْهد عَليّ من جَامع دمشق جَاءَهُ سهم على حِصَار عكا فَقتله فِي سنة تسعين وسِتمِائَة 3 - (جمال الدّين الْعزي) كشتغدي الْأَمِير جمال الدّين الْعزي مصري حدث عَن سبط السلَفِي وَتُوفِّي سنة تسعين وسِتمِائَة 3 - (عَتيق الْمَنْصُور قلاوون) كشتغدي الْأَمِير عَلَاء الدّين الظَّاهِرِيّ أَمِير مجْلِس كَانَ من كبار الْأُمَرَاء المصريين ظهر قبل وَفَاته أَنه بَاقٍ على الرّقّ فَاشْتَرَاهُ الْمَنْصُور قلاوون وَأعْتقهُ وَكَانَ أحد الْأَبْطَال لَهُ مَوَاقِف مَشْهُورَة توفّي بقلعة الْجَبَل كهلاً وَحضر السُّلْطَان جنَازَته سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 3 - (الألقاب) ) الكسروي عَليّ بن مهْدي الْكشِّي أَبُو زيد اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الْكشِّي صَاحب الْمسند عبد الحميد بن حميد 3 - (كَعْب) 3 - (شَاعِر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَعْب بن مَالك بن عَمْرو بن الْقَيْن بن كَعْب بن سَواد بن غنم

صاحب البردة

يَنْتَهِي إِلَى الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ أَبُو عبد الله وَقيل أَبُو عبد الرَّحْمَن أمه ليلى بنت زيد بن ثَعْلَبَة من بني سَلمَة شهد الْعقبَة وَاخْتلف فِي شُهُوده بَدْرًا آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين طَلْحَة بن عبيد الله حِين آخى بَين الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَكَانَ أحد شعراء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذين كَانُوا يردون الْأَذَى عَنهُ وَكَانَ مجوداً مطبوعاً قد غلب عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة أَمر الشّعْر وَعرف بِهِ واسلم وَشهد أحدا والمشاهد كلهَا حاشا تَبُوك فَإِنَّهُ نخلف عَنْهَا وَهُوَ أحد الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا وَالثَّانِي هِلَال بن أُميَّة ومرارة بن ربيعَة تخلفوا عَن غَزْوَة تَبُوك وَتَابَ الله عَلَيْهِم وَعذرهمْ وَغفر لَهُم وَلبس يَوْم أحد لأمة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت صفراء وَلبس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأمته فجرح كَعْب أحد عشر جرحا وَتُوفِّي سنة خمسين وَقيل سنة ثَلَاث وَخمسين وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين سنة وَكَانَ عمي آخر عمره يعد فِي الْمَدَنِيين وروى عَنهُ جمَاعَة من التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة قَالَ وَكَانَ شعراء الْمُسلمين حسان بن ثَابت وَعبد الله بن رَوَاحَة وَكَعب بن مَالك وَكَانَ كَعْب يخوفهم الرحب وَعبد الله يعيرهم بالْكفْر وَحسان يقبل على الْأَنْسَاب وَبَلغنِي أَن دوساً إِنَّمَا أسلمت فرقا من قَول كَعْب (قضينا من تهَامَة كل وترٍ ... وخيبر ثمَّ أغمدنا السيوفا) (نخبرها وَلَو نطقت لقالت ... قواطعهن دوساً أَو ثقيفا) فَقَالَت دوس انْطَلقُوا فَخُذُوا لأنفسكم لَا ينزل بكم مَا نزل بثقيف وشعراء الْمُشْركين عَمْرو بن الْعَاصِ وَعبد الله بن الزِّبَعْرَى وَأَبُو سُفْيَان ابْن الْحَارِث) وَضِرَار بن الْخطاب وَقَالَ كَعْب بن مَالك يَا رَسُول الله مَاذَا ترى فِي الشّعْر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الْمُؤمن يُجَاهد بِسَيْفِهِ وَلسَانه وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَرَى الله عز وَجل أنسى لَك قَوْلك (زعمت سخينة أَن ستغلب رَبهَا ... فليغلبن مغالب الغلاب) 3 - (صَاحب الْبردَة) كَعْب بن زُهَيْر بن أبي سلمى ربيعَة بن رَبَاح الْمُزنِيّ من مزينة بن أد بن طابخة وَكَانَت محلتهم فِي بِلَاد غطفان فيظن النَّاس أَنهم من غطفان حَدثنَا الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ فتح الدّين مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي بِالْقَاهِرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة

قَالَ قَرَأت على أبي الْمَعَالِي أَحْمد بن إِسْحَاق الهمذاني أخْبركُم عبد الْقوي بن عبد الله السَّعْدِيّ سَمَاعا أَنا أَبُو مُحَمَّد ابْن رِفَاعَة أَنا أَبُو الْحسن الخلعي أَنا عبد الرَّحْمَن بن عمر النّحاس أَنا أَبُو مُحَمَّد ابْن الْورْد أَنا عبد الرَّحِيم البرقي ثَنَا عبد الْملك بن هِشَام عَن زِيَاد البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ لما قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مُنْصَرفه عَن الطَّائِف كتب بجير بن زُهَيْر إِلَى أَخِيه كَعْب يُخبرهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قتل رجَالًا بِمَكَّة مِمَّن كَانَ يهجوه ويؤذيه وَأَن من بَقِي من شعراء قُرَيْش ابْن الزِّبَعْرَى وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا فِي كل وَجه فَإِن كنت لَك فِي نَفسك حَاجَة فطر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ لَا يقتل أحدا جَاءَهُ تَائِبًا وَإِن أَنْت لم تفعل فَانْجُ إِلَى نجائك وَكَانَ كَعْب قد قَالَ (أَلا ابلغا عني بجيراً رِسَالَة ... فَهَل لَك فِيمَا قلت وَيحك هَل لكا) (فَبين لنا إِن كنت لست بفاعلٍ ... على أَي شَيْء غير ذَلِك دلكا) (على خلقٍ لم ألف يَوْمًا أَبَا لَهُ ... عَلَيْهِ وَمَا تلفي هليه أَبَا لكا) (فَإِن أَنْت لم تفعل فلست بآسفٍ ... وَلَا قَائِل إِمَّا عثرت لعاً لكا) (سقاك بهَا الْمَأْمُون كأساً رويةً ... فأنهلك الْمَأْمُون مِنْهَا وعلكا) قَالَ وَبعث بهَا إِلَى بجير فَلَمَّا أَتَت بجيراً كره أَن يكتمها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأنشده إِيَّاهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سقاك بهَا الْمَأْمُون صدق وَإنَّهُ لَكَاذِب وَأَنا) الْمَأْمُون وَلما سمع على خلق لم تلف أما وَلَا أَبَا عَلَيْهِ قَالَ أجل لم يلف أَبَاهُ وَلَا أمه عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ بجير لكعب (من مبلغٍ كَعْبًا فَهَل لَك فِي الَّتِي ... تلوم عَلَيْهَا بَاطِلا وَهِي أحزم) (إِلَى الله لَا الْعُزَّى وَلَا اللات وَحده ... فتنجو إِذا كَانَ النَّجَاء وتسلم) (لَدَى يَوْم لَا ينجو وَلَيْسَ بمفلتٍ ... من النَّاس إِلَّا طَاهِر الْقلب مُسلم) (فدين زُهَيْر وَهُوَ لَا شَيْء دينه ... وَدين أبي سلمى عَليّ محرم) فَلَمَّا بلغ كَعْبًا الْكتاب ضَاقَتْ بِهِ الأَرْض وأشفق على نَفسه وأرجف بِهِ من كَانَ حاضره من عدوه فَقَالُوا هُوَ مقتول فَلَمَّا لم يجد من شَيْء بدا قَالَ قصيدته الَّتِي يمدح فِيهَا رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم وَيذكر خَوفه وإرجاف الوشاة بِهِ من عدوه ثمَّ خرج حَتَّى قدم الْمَدِينَة فَنزل على رجل كَانَت بَينه وَبَينه معرفَة من جُهَيْنَة كَمَا ذكر لي فغدا بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ

أبو اليسر

هَذَا رَسُول الله فَقُمْ إِلَيْهِ واستأمنه فَذكر لي قَامَ إِلَى سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى جلس إِلَيْهِ فَوضع يَده فِي يَده وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يعرفهُ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن كَعْب بن زُهَيْر قد جَاءَ ليستأمن مِنْك تَائِبًا مُسلما فَهَل أَنْت قَابل مِنْهُ إِن أَنا جئْتُك بِهِ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعم قَالَ يَا رَسُول الله أَنا كَعْب بن زُهَيْر قَالَ ابْن إِسْحَاق فَحَدثني عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة أَنه وثب عَلَيْهِ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ يَا رَسُول الله دَعْنِي وعدو الله اضْرِب عُنُقه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعه عَنْك فَإِنَّهُ قد جَاءَ تَائِبًا مُسلما نازعاً قَالَ فَغَضب كَعْب على هَذَا الْحَيّ من الْأَنْصَار لما صنع بِعْ صَاحبهمْ وَذَلِكَ أَنه لم يتَكَلَّم فِيهِ رجل من الْمُهَاجِرين إِلَّا بِخَير فَقَالَ قصيدته الَّتِي قَالَ حِين قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَانَتْ سعاد فقلبي الْيَوْم متبولالقصيدة انْتهى كَلَام ابْن إِسْحَاق وَكَعب وَأَخُوهُ بجير وأبوهما زُهَيْر من فحول الشُّعَرَاء ولكعب ابْن شَاعِر أَيْضا اسْمه عقبَة ولقبه المضرب لِأَنَّهُ شَبَّبَ بِامْرَأَة فَضَربهُ أَخُوهَا بِالسَّيْفِ ضربات كَثِيرَة فَلم يمت) وَله أَيْضا ابْن يُقَال لَهُ الْعَوام شَاعِر وَمِمَّا يستجاد من شعر كَعْب قَوْله (لَو كنت أعجب من شيءٍ لأعجبني ... سعي الْفَتى وَهُوَ مخبوء لَهُ الْقدر) (يسْعَى الْفَتى لأمورٍ لَيْسَ يُدْرِكهَا ... وَالنَّفس وَاحِدَة والهم منتشر) (والمرء مَا عَاشَ ممدودٌ لَهُ أملٌ ... لَا تَنْتَهِي الْعين حَتَّى يَنْتَهِي الْأَثر) 3 - (أَبُو الْيُسْر) كَعْب بن عَمْرو السّلمِيّ أَبُو الْيُسْر من أَعْيَان الْأَنْصَار شهد الْعقبَة وَهُوَ الَّذِي اسر الْعَبَّاس يَوْم بدر وَكَانَ دحداحاً قَصِيرا ذَا بطن وَهُوَ الَّذِي انتزع راية الْمُشْركين يَوْم بدر وَشهد صفّين مَعَ عَليّ توفّي بِالْمَدِينَةِ سنة خمس وَخمسين قَالَ بَعضهم هُوَ آخر من مَاتَ من الْبَدْرِيِّينَ وَأمه نسيبة بنت الْأَزْهَر وَلما أسر الْعَبَّاس وَهُوَ طَوِيل ضخم قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد أعانك عَلَيْهِ ملك كريم وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة

البهزي السلمي

3 - (الْبَهْزِي السّلمِيّ) كَعْب بن مرّة الْبَهْزِي السّلمِيّ وَقد قيل مرّة بن كَعْب وَلَكِن الْأَكْثَرُونَ على الأول نزل الْبَصْرَة ثمَّ سكن الْأُرْدُن لَهُ صُحْبَة وَتُوفِّي سنة سبع وَخمسين وروى عَنهُ شرحبييل بن السمط وَأَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ وَأَبُو صَالح الْخَولَانِيّ وَله أَحَادِيث مخرجها عَن أهل الْكُوفَة يروونها عَن شُرَحْبِيل بن السمط عَن كَعْب بن مرّة السّلمِيّ الْبَهْزِي وَأهل الشَّام يروونها بِأَعْيَانِهَا عَن شُرَحْبِيل بن السمط عَن عَمْرو بن عبسة وَقد روى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الْحِمْيَرِي الْكِتَابِيّ) كَعْب الْأَحْبَار أَبُو إِسْحَاق ابْن ماتع الْحِمْيَرِي الْيَمَانِيّ الْكِتَابِيّ اسْلَمْ فِي خلَافَة أبي بكر وَأول خلَافَة عمر قَالَ لِأَن أبْكِي خشيَة الله أحب إِلَيّ من أَن أَتصدق بوزني ذَهَبا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ) 3 - (الأشقري) كَعْب بن معدان الأشقري من الأشاقر من الأزد شَاعِر خطيب فَارس شُجَاع من أَصْحَاب الْمُهلب الْمَعْدُودين قَالَ الفرزدق شعراء الْإِسْلَام أَرْبَعَة أَن وَجَرِير والأخطل وَكَعب الأشقري أوفده الْمُهلب إِلَى الْحجَّاج ليخبره بالوقعة الَّتِي كَانَت لَهُ مَعَ الْأزَارِقَة فَلَمَّا دخل على الْحجَّاج أنْشدهُ قَوْله (يَا حَفْص إِنِّي عداني عَنْكُم السّفر ... وَقد سهرت وآذى عَيْني السهر) (علقت يَا كَعْب بعد الشيب غانيةً ... والشيب فِيهِ عَن الْأَهْوَاء مزدجر) (أممسكٌ أَنْت فِيهَا بِالَّذِي عهِدت ... أم حبلها إِذْ نأتك الْيَوْم منتشر) (ذكرت خوداً بِأَعْلَى الطف منزلهَا ... فِي غرفةٍ دونهَا الْأَبْوَاب وَالْحجر) (وَقد تركت بشط الزابيين لَهَا ... دَارا بهَا سعد البادون والحضر)

مِنْهَا (ابا سعيدٍ وَإِنِّي سرت منتجعاً ... أَرْجُو نوالك لما مسني الضَّرَر) (لما نبت بِي بلادي سرت منتجعاً ... وطالب الْخَيْر مرتاد ومنتظر) (لَوْلَا الْمُهلب مَا زرنا بِلَادهمْ ... مَا زَالَت الأَرْض فِيهَا المَاء وَالشَّجر) (إِنِّي لأرجو إِذا مَا فاقة نزلت ... فضلا من الله من كفيك يبتدر) مِنْهَا (فَمَا تجاوزت بَاب الجسر من أحدٍ ... قد عضت الْحَرْب أهل الْمصر فانجحروا) (كُنَّا نهون قبل الْيَوْم شَأْنهمْ ... حَتَّى تفاقم أَمر كَانَ يحتقر) (لما وَهنا وَقد حلوا بساحتنا ... واستنفروا النَّاس تاراتٍ فَمَا نفورا) (نَادَى المرؤ لَا خلاف فِي عشريته ... عَنهُ وَلَيْسَ بِهِ عَن مثلهَا قصر) حَتَّى انْتهى إِلَى قَوْله ببعد وَصفه وقائعهم مَعَ الْمُهلب فِي بلد بلد وَأمرهمْ فِيهَا (خبوا كمينهم بالسفح إِذْ نزلُوا ... بكازرون فَمَا عزوا وَلَا نصروا) (باتت كتائبنا تردي مسومةً ... حول الْمُهلب حَتَّى نور الْقَمَر) (هُنَاكَ ولوا خزايا بَعْدَمَا هزموا ... وَحَال دونهم الْأَنْهَار والجدر) ) (تأبى علينا حزازات النُّفُوس فَمَا ... نبقي عَلَيْهِم وَلَا يبقون إِن قدرُوا) فَضَحِك الْحجَّاج وَقَالَ إِنَّك لمنصف يَا كَعْب ثمَّ قَالَ لَهُ أخطيب أَنْت أم شَاعِر فَقَالَ شَاعِر فَقَالَ كَيفَ كَانَت بَنو المهلبصفهم لي رجلا رجلا فوصفهم بأوصاف بليغة قَالَ فَأَيهمْ أفضل قَالَ هم كالحلقة المفرغة قد التقى طرفاها لَا يعرف طرفها فَقَالَ كَانَ الْمُهلب أعلم حَيْثُ بَعثك وَأمر لَهُ بِعشْرين ألف دِرْهَم وَحمله على فرس وأوفده على عبد الْملك فأكمر لَهُ بِعشْرين ألف دِرْهَم وَقَالَ عبد الْملك الشُّعَرَاء يشبهونني مرّة بالسد وَمرَّة بالبازي وَمرَّة بالصقر أَلا قَالُوا كَمَا قَالَ كَعْب الأشقري فِي الْمُهلب وَولده (براك الله حِين براك بحراً ... وفجر مِنْك أَنهَارًا غزارا) (بنوك السَّابِقُونَ إِلَى الْمَعَالِي ... إِذا مَا أعظم النَّاس الفخارا)

أبو مالك الأشعري

(كَأَنَّهُمْ نجومٌ حول بدرٍ ... دراري تكمل فاستدارا) (ملوكٌ ينزلون بِكُل ثغرٍ ... إِذا مَا الْهَام يَوْم الروع طارا) (رزان فِي الْأُمُور ترى عَلَيْهِم ... من الشَّيْخ الشَّمَائِل والبخارا) (نجومٌ يهتدى بهم إِذا مَا ... أَخُو الغمرات فِي الظلماء حارا) وَوَقع شَرّ بَين عبد الْقَيْس وَبَين الأزد فسكن ذَلِك الْمُهلب واصلح بَينهم وَتحمل مَا أحدثه كل فريق على الآخر وَأدّى دياته فَقَالَ كَعْب (إِنِّي وَإِن كنت فرع الأزد قد علمُوا ... حزني إِذا قيل عبد الْقَيْس أخوالي) (فيهم أَبُو مالكٍ بالمجد شرفني ... ودنس العَبْد عبد الْقَيْس سربالي) فَبلغ لَك زياداً الْأَعْجَم فَغَضب وَقَالَ يَقُول هَذَا فِي عبد الْقَيْس وَقد علم موضعي فيهم وَالله لأدعنه وَقَومه غَرضا لكل لِسَان ثمَّ قَالَ يهجوه (نبيت أشقر يهجونا فَقلت لَهُم ... مَا كنت أحسبهم كَانُوا وَلَا خلقُوا) (لَا يكثرون وَإِن طَالَتْ حياتهم ... وَلَو يَبُول عَلَيْهِم ثَعْلَب غرقوا) (قومٌ من الْحسب الْأَدْنَى بمنزلةٍ ... لَو يرهنون بنعلي عِنْدهَا غلقوا) فَقَالَ كَعْب يهجوه (لَعَلَّ عبيد الْقَيْس تحسب أَنَّهَا ... كتغلب فِي يَوْم الحفيظة أَو بكر) ) (يضعضع عبد الْقَيْس فِي النَّاس منصبٌ ... دنيء وأحساب جبرن على كسر) (إِذا شاع أَمر النَّاس وانشقت الْعَصَا ... فَإِن لكيزاً لَا تريش وَلَا تبري) ولكعب ابْن أَخ شَاعِر أَيْضا 3 - (أَبُو مَالك الْأَشْعَرِيّ) كَعْب بن عَاصِم أَبُو مَالك الْأَشْعَرِيّ توفّي سنة ثَمَان عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (فاضي الْبَصْرَة) كَعْب بن سور الْأَزْدِيّ كَانَ مُسلما على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم

ابن عجرة

يره فَهُوَ مَعْدُود فِي كَابر التَّابِعين ولي لعمر قَضَاء الْبَصْرَة لِأَن امْرَأَة شكت زَوجهَا لعمر فَقَالَت إِن زَوجي يقوم اللَّيْل ويصوم النَّهَار وَأَنا أكره أَن أشكوه إِلَيْك وَهُوَ يعْمل بِطَاعَة الله وَكَأن عمر لم يفهم عَنْهَا وَكَعب هَذَا مَعَه فَأخْبرهُ أَنَّهَا تَشْكُو أَنا لَيْسَ لَهَا مِنْهُ نصيب فَأمره عمر أَن يقْضِي بَينهمَا فَقضى للْمَرْأَة بِيَوْم من أَرْبَعَة أَيَّام أَو لَيْلَة من أَربع لَيَال فَسَأَلَهُ عمر عَن لَك فَنزع بِأَن الله تَعَالَى جعل لَهُ أَن يتَزَوَّج بِأَرْبَع نسْوَة وَلَا زِيَادَة فلهَا لَيْلَة من أَربع فَقَالَ لَهُ عمر وَالله مَا رَأْيك الأول بِأَعْجَب من الآخر اذْهَبْ فَأَنت قَاض على الْبَصْرَة وَكَانَ يَوْم الْجمل فَخرج وَبِيَدِهِ الْمُصحف فنشره وشهره وجال بَين الصفين ينشد النَّاس الله فِي دِمَائِهِمْ فَأَصَابَهُ سهم غرب فَقتله وَتُوفِّي يَوْم الْجمل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَيُقَال أَنَّهَا أنشدت أَي الْمَرْأَة تَقول (يَا أَيهَا القَاضِي الْفَقِيه أرشده ... ألهى حليلي عَن فِرَاشِي مَسْجده) (زهده فِي مضجعي تعبده ... نَهَاره وليله مَا يرقده) (وَلست فِي أَمر النِّسَاء أَحْمَده ... فَاقْض القضايا كَعْب لَا تردده) فَقَالَ الزَّوْج (إِي امْرُؤ قد شفني مَا قد نزل ... فِي سُورَة النُّور وَفِي السَّبع الطول) (وَفِي الحواميم الشفا وَفِي النَّحْل ... وَفِي كتاب الله تَحْويل جلل) فَقَالَ كَعْب) (إِن السعيد بِالْقضَاءِ قد فصل ... وَمن قضى بِالْحَقِّ حَقًا وَعدل) (إِن لَهَا حَقًا عَلَيْك يَا بعل ... من أربعٍ وَاحِدَة لمن عقل) امْضِ لَهَا ذَاك ودع عَنْك الْعِلَل 3 - (ابْن عجْرَة) كَعْب بن عجْرَة بن أُميَّة بن عدي البلوي الْأنْصَارِيّ أَبُو مُحَمَّد وَفِيه نزلت ففدية من صِيَام أَو صَدَقَة أَو نسك روى عَنهُ أهل الْمَدِينَة وَأهل الْكُوفَة توفّي سنة إِحْدَى وَخمسين لهجرة وَشهد بيعَة الرضْوَان قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتحبني

كعب الأنصاري

فَقَالَ بِأبي أَنْت نعم فَقَالَ إِن الْفقر أسْرع إِلَى من يحبني من السَّيْل إِلَى معادنه وَإنَّهُ سيصيبك بلَاء فأعد لَهُ تجفافاً وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (كَعْب الْأنْصَارِيّ) كَعْب بن زيد بن قيس الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَقتل يَوْم الخَنْدَق قَتله ضرار بن الْخطاب فِي قَول الْوَاقِدِيّ وَكَانَ قد نجا يَوْم بِئْر مَعُونَة وَحده وَقتل سَائِر أَصْحَابه ذكره ابْن عقبَة وَابْن إِسْحَاق فِي الْبَدْرِيِّينَ 3 - (الْغِفَارِيّ) كَعْب بن عُمَيْر الْغِفَارِيّ من كبار الصَّحَابَة بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرّة بعد مرّة على عدَّة سَرَايَا وَهُوَ الَّذِي بَعثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ذَات أطلاع وَأُصِيب أَصْحَابه جَمِيعًا وَسلم هُوَ جريحاً وَذَلِكَ فِي السّنة الثَّامِنَة من الْهِجْرَة 3 - (ابْن جماز الْأنْصَارِيّ) كَعْب بن جماز بن مَالك الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَأَخُوهُ سعد وَشهد سعد أحدا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَعْب بن حمان بِالْحَاء وَالنُّون وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر هُوَ جهني حَلِيف لبني سَاعِدَة وَهُوَ عِنْدِي ابْن جماز كَمَا قَالَ أهل الْمَغَازِي) 3 - (اليامي الْهَمدَانِي) كَعْب بن عَمْرو اليامي الْهَمدَانِي جد طَلْحَة بن مصرف سكن الْكُوفَة وَله صحب قَالَ ابْن عبد الْبر وَمِنْهُم من ينكرها وَلَا وَجه لمن أنكر ذَلِك وَمن حَدِيثه قَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ فَأمر يَده على سالفتيه 3 - (التنوخي الْمصْرِيّ) كَعْب بن عَلْقَمَة بن كَعْب بن عدي التنوخي الْمصْرِيّ قيل لجده كَعْب صُحْبَة وَرَأى هُوَ عبد الله بن الْحَارِث الزبيدِيّ وروى عَن ابْن تَمِيم الخيشاني وَسَعِيد بن الْمسيب وَعبد الرَّحْمَن بن شماسَة ومرثد بن عبد الله الْيَزنِي كَانَ أحد الثِّقَات الْعلمَاء توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَبُو بدرة الْأنْصَارِيّ) كَعْب بن مَالك بن الْأَوْس الظفري أَبُو بدرة رَضِي الله عَنهُ

الألقاب

حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَمعه يَقُول يخرج فِي الكاهنين رجل يدرس الْقُرْآن درساً لَا يدرسه أحد بعده الكاهنان قُرَيْظَة وَالنضير 3 - (الألقاب) الكعبي رَأس الْمُعْتَزلَة اسْمه عبد الله بن أَحْمد والكعبي أَبُو الْخطاب الطَّبَرِيّ الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الكفرطابي مُحَمَّد بن الْحسن الكفرطابي مُحَمَّد بن يُوسُف الكفري شهَاب الدّين الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان الكفيري يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن الكماد الْحَافِظ الْوَاعِظ اسْمه إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن الْكَلْبِيّ الْمُفَسّر اسْمه مُحَمَّد بن السايب تقدم فِي المحمدين الْكَلْبِيّ النسابة اسْمه هِشَام بن مُحَمَّد بن السايب ابْن كلبون النسابة الْخَطِيب اسْمه مُحَمَّد بن هبة الله) الْكَلْبِيّ الْكُوفِي يحيى بن أبي حَيَّة ابْن كلاب الْمُتَكَلّم الْبَصْرِيّ اسْمه عبد الله بن سعيد الكليني الشيعي اسْمه مُحَمَّد بن يَعْقُوب 3 - (كلاب) 3 - (أَبُو الهيذام اللّغَوِيّ) كلاب بن حَمْزَة أَبُو الهيذام الْعقيلِيّ اللّغَوِيّ من أهل حران أَقَامَ بالبادية وَقيل إِنَّه كَانَ معلما وَدخل الحضرة أَيَّام الْقَاسِم بن عبيد الله بن سُلَيْمَان ومدحه وَكَانَ عَالما بالشعر وخطه مَعْرُوف وخلط المذهبين وَكَانَ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن

الْبَصْرِيّ مُولَعا بهجوه لما ورد الْبَصْرَة فَمن قَول ابْن لنكك فِيهِ (نَفسِي تقيك أَبَا الهيذام كل أَذَى ... إِنِّي بِكُل الَّذِي ترضاه لي راضي) (مَا بَال جسمك مركوماً على ذكري ... يَا أكره النَّاس من باقٍ وَمن مَاض) (مَا كَانَ أيري فَقِيها إِذْ ظَفرت بِهِ ... فَكيف ألبسته دنية القَاضِي) وَمن شعر أبي الهيذام مَا جمع فِيهِ حُرُوف المعجم فَجعل مَا لَا ينقط فِي الصَّدْر وَمَا ينقط فِي الْعَجز وَهُوَ بَيت وَاحِد (مسطح اصدر عكلاً وَله ... ضغثٌ تشجذ قيظ بن فَخر) وَله من الْكتب جَامع النَّحْو كتاب الأراكة كتاب مَا يلحن فِيهِ الْعَامَّة وَله قصيدة كتبهَا إِلَى مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الزَّيْنَبِي الْهَاشِمِي بِالْبَصْرَةِ مِمَّا يتَوَهَّم أَنه مديح أَولهَا (اسْلَمْ على الدَّهْر يَا أَبَا حسنٍ ... وعش على مَا تود ألف سنه) (فَأَنت عِنْدِي حَلِيف ضد سوى ... غير حَلِيف الشَّمَائِل الحسنه) (وَأَنت سلمٌ لِحَرْب سلم عدى ... حَرْب عداة اللئام والخونه) (يعجب مِنْك الْكِرَام أعجب مَا ... يَدْعُو بِهِ الله عَاقل فتنه) (فَهُوَ يرى فرقة الْفِرَاق لما ... يخْشَى من الْخَيْر غَايَة الأمنه) إِذا بِنور الْهدى توسم أَعْرَاض معاريض دهره الدرنه) (ألقيت فِي روعه جَوَاب فَتى ... لَو غبن الدَّهْر عَاقِلا غبنه) (إِن قلت شروى أبي حسنٍ ... للعرض بِالْمَالِ أصون الصونه) سنته غرَّة وناصية للزينبيين فاجتنب سنَنه (لَا سِيمَا وَهُوَ قلقل ذهن ... تهرب من رجم ذهنه الشطنه) (قد كَانَ بالْأَمْس قَالَ لي وَجرى ... ذكر شقي حرمته وسنه) بعدا وَسُحْقًا لمن يشرف بِالسِّلَاحِ وَلم يُعْط شَاعِرًا ثمنه وَكَيف يحتال فِيهِ إِن خزن النذل وأعطاك خَازِنًا رسنه (فَقلت أبدي بِكُل سيئةٍ ... من مدحه فِي هجائه حسنه) لَعَلَّ رب الْعباد يغْفر بِالْعَفو أباطيل مدحه اللحنه

الليثي الجندعي

كقاتل الصَّيْد وَهُوَ فِي حرم الله يجازي الْحمار بالبدنه (والثور بالثور والغزالة بِالشَّاة ... وجفراً بالأرنب الأرنه) (أَلَيْسَ هَذَا الْجَزَاء أثقل إِذْ ... أحضر للوزن والحساب زنه) (وَلَا تُطِع فِي السماح مُتَّهمًا ... أخلاقه بالسفال ممتحنه) (فَأَنت من أسرة مفضلةٍ ... على كرام الْأَخْلَاق مؤتمنه) 3 - (اللَّيْثِيّ الجندعي) كلاب بن أُميَّة بن حرثان اللَّيْثِيّ الجندعي قَالَ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ أدْرك كلاب بن أُميَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَه أَبِيه أُميَّة وَكَانَ مر بن الْخطاب اسْتعْمل كلاباً على الأبلة هَذَا قَول ابي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ وَهُوَ وهم قَالَ أَبُو الْفرج عَاشَ كلاب حَتَّى ولي لزياد الأبلة ثمَّ استعفاه فأعفاه 3 - (الألقاب) ابْن كلاب الحشوي عبد الله بن مُحَمَّد الكلابزي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن الكلاس عَليّ بن مُحَمَّد 3 - (كُلْثُوم) 3 - (العتابي الشَّاعِر) ) كُلْثُوم بن عَمْرو العتابي الشَّاعِر أَبُو عَمْرو الْمَذْكُور فِي أجداده هُوَ شَاعِر السَّبع اصله من الشَّام من أَرض قنسرين صحب البرامكة ثمَّ صحب طَاهِر بن الْحُسَيْن وَعلي بن هِشَام القائدين وَكَانَ حسن الِاعْتِذَار فِي رسائله وشعره وَهُوَ أديب مُصَنف لَهُ من الْكتب كتاب الْمنطق كتاب الْآدَاب كتاب فنون الحكم كتاب الْحِيَل لطيف كتاب الْأَلْفَاظ رَوَاهُ أَبُو عمر الزَّاهِد عَن الْمبرد عَنهُ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين والمائتين وَكَانَ يتزهد ويتصرف ويقل الْقرب من السُّلْطَان ومدح الرشيد والمأمون

كَانَ قد بلغ الرشيد عَنهُ مَا أهْدر بِهِ دَمه فخلصه جَعْفَر فَقَالَ فِيهِ (مَا زلت فِي غَمَرَات الْمَوْت مطرحاً ... يضيق عني فسيح الرَّأْي من حيلي) (فَلم تزل دائباً تسْعَى بلطفك لي ... حَتَّى اختلست حَياتِي من يَدي أَجلي) وكلم يحيى بن خَالِد فِي حَاجَة لَهُ كَلِمَات قَليلَة فَقَالَ لَهُ يحيى لقد نزر كلامك الْيَوْم وَقل فَقَالَ وَكَيف لَا يقل وَقد تكنفني ذل المسالة وحيرة الطّلب وَخَوف الرَّد فَقَالَ لَهُ يحيى لَئِن قل كلامك لقد كثرت فَوَائده وَمن شعره (وَلَو كَانَ يَسْتَغْنِي عَن الشُّكْر ماجدٌ ... لعزة ملكٍ أَو علو مَكَان) (لما أَمر الله الْعباد بشطره ... وَقَالَ اشكروا لي أَيهَا الثَّقَلَان) وَمِنْه (لوم يعيذك من سوءٍ تُفَارِقهُ ... أبقى لعرضك من قَول يداجيكا) (وَقد رمى بك فِي تيهاء مهلكةٍ ... من بَات يكتمك الْعَيْب الَّذِي فيكا) وَلما دخل على الْمَأْمُون كَانَ عِنْده إِسْحَاق الْموصِلِي فَسلم عَلَيْهِ فَرد عَلَيْهِ وَأَدْنَاهُ ناه وقربه حَتَّى قرب مِنْهُ وَقبل يَده وَاقْبَلْ عَلَيْهِ يسائله عَن حَاله وَهُوَ يُجيب بِلِسَان طلق فاستظرفه الْمَأْمُون وَاقْبَلْ عَلَيْهِ بالمداعبة والمزاح فَظن أَنه استخف بِهِ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الإيناس من قبل الأبساس فَاشْتَبَهَ على الْمَأْمُون فَنظر إِلَى إِسْحَاق مستفهماً فَأَوْمأ إِلَيْهِ وغمزه على مَعْنَاهُ حَتَّى فهمه ثمَّ قَالَ يَا غُلَام ألف دِينَار فَأتي بذلك فدعها إِلَى العتابي ثمَّ غمز) الْمَأْمُون إِسْحَاق الْموصِلِي عَلَيْهِ فَجعل العتابي لَا يَأْخُذ فِي شَيْء إِلَّا عَارضه فَبَقيَ العتابي ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إيذن لي فِي مساءلة هَذَا الشَّيْخ عَن اسْمه فَقَالَ نعم سَله فَقَالَ لإسحاق يَا شيخ من أَنْت وَمَا اسْمك فَقَالَ أَنا من النَّاس واسمي كل بصل فَتَبَسَّمَ العتابي وَقَالَ أما النّسَب فمعروف وَأما الِاسْم فمنكر فَقَالَ إِسْحَاق مَا أقل إنصافك أتنكر أَن يكون الِاسْم كل بصل واسمك كل ثوم وَمَا كُلْثُوم من الْأَسْمَاء أَو لَيْسَ البصل أطيب من الثوم فَقَالَ العتابي لله دَرك مَا أحجك أتأذن لي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن أَصله بِمَا وصلتني فَقَالَ بل هُوَ موفر عَلَيْك ونأمر لَهُ بِمثلِهِ فَقَالَ إِسْحَاق أما إِذْ أَقرَرت بِهَذَا فتوهمني تجدني فَقَالَ مَا أَظُنك إِلَّا إِسْحَاق الْموصِلِي الَّذِي يتناهى إِلَيْنَا خَبره قَالَ أَنا حَيْثُ ظَنَنْت فَأقبل عَلَيْهِ بالتحية وَالسَّلَام فَقَالَ الْمَأْمُون وَقد طَال الحَدِيث بَينهمَا أما إِذْ اتفقتما فانصرفا متنادمين فَانْصَرف العتابي إِلَى منزل إِسْحَاق فَأَقَامَ عِنْده ووفد إِلَى عبد الله بن طَاهِر عدَّة من الشُّعَرَاء فَعلم أَنهم على بَابه فَقَالَ لخادم أديب

ابن الهدم الأنصاري

اخْرُج إِلَى الْقَوْم فَقل لَهُم من كَانَ مِنْكُم يَقُول كَمَا قَالَ العتابي للرشيد (مستنبط عَزمَات اقلب من فكرٍ ... مَا بَينهُنَّ وَبَين الله معمور) فَلْيدْخلْ وليعلم أَنِّي إِن وجدته مقصراً عَن ذَلِك حرمته وَمن وثق من نَفسه بِأَنَّهُ يَقُول مذل هَذَا فَليقمْ فَدَخَلُوا جَمِيعًا إِلَّا أَرْبَعَة نفر وَقَالَ عمر الْوراق رَأَيْت العتابي يَأْكُل خبْزًا على الطَّرِيق بِبَاب الشَّام فَقلت لَهُ وَيحك أما تَسْتَحي فَقَالَ أَرَأَيْت لَو كُنَّا فِي دَار فِيهَا بقر أَكنت تحتشم أَن تَأْكُل وَهِي تراك فَقلت لَا فَقَالَ فاصبر حَتَّى أعلمك أَنهم بقر ثمَّ قَامَ فوعظ وقص ودعا حَتَّى كثر الزحام عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُم رُوِيَ لنا من غير وَجه أَنه من بلغ لِسَانه أرنبة أَنفه لم يدْخل النَّار قَالَ فَمَا بَقِي أحد مِنْهُم إِلَّا أخرج لِسَانه نَحْو أرنبة أَنفه ويقدره حَتَّى يبلغهَا أم لَا قَالَ فَلَمَّا تفَرقُوا قَالَ العتابي ألم أخْبرك أَنهم بقر وَدخل العتابي على عبد الله بن طَاهِر فَمثل بَين يَدَيْهِ وأنشده (حسن ظَنِّي وَحسن مَا عود الل ... هـ سواي مِنْك الْغَدَاة أَتَى بِي) ) أَي شَيْء يكون أحسن من حسن يَقِين حدا إِلَيْك ركابي فَأمر لَهُ بجائزة ثمَّ دخل عَلَيْهِ من الْغَد فأنشده (ودك يكفينيك فِي حَاجَتي ... ورؤيتي كافيتي عَن سُؤال) (وَكَيف أخْشَى الْفقر مَا عِشْت لي ... وَإِنَّمَا كَفاك لي بَيت مَال) فَأمر لَهُ بجائزة ثمَّ دخل عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الثَّالِث فأنشده بهجات الثِّيَاب يخلقها الدَّهْر وثوب الثَّنَاء غض جَدِيد فأكسني مَا يبيد أصلحك الله فَإِنِّي أكسوك مَا لَا يبيد وَكَانَ مَنْصُور النمري تلميذ العتابي وراويته ثمَّ إِنَّه وَقع بَينهمَا وَعمل كل مِنْهُمَا على ذهَاب روح الآخر وَفِي تَرْجَمَة النمري شَيْء من ذَلِك 3 - (ابْن الْهدم الْأنْصَارِيّ) كُلْثُوم بن الْهدم بن امْرِئ الْقَيْس بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ كَانَ شَيخا كَبِيرا أسلم قبل نزُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَهُوَ نزل عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من

أبو رهم المنحور

حِين قدومه فِي هجرته من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة اتّفق على ذَلِك ابْن إِسْحَاق ومُوسَى والواقدي فَأَقَامَ عِنْده أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ خرج إِلَى أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ فَنزل عَلَيْهِ حَتَّى بنى مساكنه وانتقل إِلَيْهِم وَقيل بل كَانَ نُزُوله فِي بني عَمْرو بن عَوْف على سعد بن خَيْثَمَة وَكَانَ يُسمى منزل العزاب وَأقَام بني عَمْرو الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس وَأسسَ مَسْجِدهمْ وَلما خرج ن بني عَمْرو أَدْرَكته الْجُمُعَة فِي بني سَالم بن عَوْف فَصلاهَا فِي بطن الْوَادي ثمَّ نزل على أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَتُوفِّي كُلْثُوم هَذَا قبل بدر بِيَسِير وَقيل إِنَّه أول من مَاتَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يدْرك شَيْئا من مشاهده ثمَّ توفّي بعده أسعد بن زُرَارَة ذكر ذَلِك الطَّبَرِيّ 3 - (أَبُو رهم المنحور) كُلْثُوم بن الْحصين بن خلف بن عبيد أَبُو رهم الْغِفَارِيّ) هُوَ مَشْهُور بكنيته اسْلَمْ قبل قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَلم يشْهد بَدْرًا وَشهد أحدا وَكَانَ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة وَرمي بِسَهْم فِي نَحره فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فبصق فِيهِ وَكَانَ أَبُو رهم يُسمى المنحور واستخلفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ مرّة فِي عمْرَة الْقَضَاء وَمرَّة فِي عَام الْفَتْح فِي خُرُوجه إِلَى مَكَّة وحنين والطائف وَكَانَ يسكن الْمَدِينَة وَله منزل فِي بني الْغفار 3 - (كُلْثُوم الْخُزَاعِيّ) كُلْثُوم بن عَلْقَمَة بن نَاجِية المصطلقي الْخُزَاعِيّ روى عَن جَامع بن شَدَّاد وَابْنه الْحَضْرَمِيّ بن كُلْثُوم أَحَادِيث مُرْسلَة لَا تصح لَهُ صُحْبَة وَسمع ابْن مَسْعُود 3 - (بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أم كُلْثُوم بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَضي الله عَنْهَا أمهَا خَدِيجَة بنت خويلد ولدتها قبل فَاطِمَة وَقبل رقية فِي مَا ذكره مُصعب وَخَالفهُ اكثر أهل الْعلم وَالِاخْتِلَاف فِي الصُّغْرَى من بَنَات رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثير وَالِاخْتِلَاف فِي أكبرهن شذوذ قَالَ ابْن عبد الْبر الصَّحِيح أَن أكبرهن زَيْنَب وَلم يَخْتَلِفُوا فِي أَن عُثْمَان إِنَّمَا تزوج أم كُلْثُوم بعد رقية وَفِيه دَلِيل على قَول مخالفي مُصعب لِأَن الْمُتَعَارف زواج الْكُبْرَى قبل الصُّغْرَى

بنت عقبة الأموية

كَانَت أم كُلْثُوم تَحت عتبَة بن أبي لَهب فَلم يبن بهَا حَتَّى بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا بعث فَارقهَا بِأَمْر أَبِيه إِيَّاه ثمَّ تزَوجهَا عُثْمَان سنة ثَلَاث من الْهِجْرَة وَكَانَ عُثْمَان لما توفيت رقية عرض عَلَيْهِ عمر حَفْصَة ابْنَته ليتزوجها فَسكت عُثْمَان عَنهُ لِأَنَّهُ كَانَ قد سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكرهَا فَلَمَّا بلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَلا أدلك على من هُوَ خير لَهُ مِنْهَا وأدلها على من هُوَ خير من عُثْمَان فَتزَوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَفْصَة وَزوج عُثْمَان أم كُلْثُوم فَتُوُفِّيَتْ عِنْده وَلم تَلد مِنْهُ) وَتوفيت سنة تسع من الْهِجْرَة وَصلى عَلَيْهَا أَبوهَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنزل فِي حفرتها عَليّ وَالْفضل وَأُسَامَة بن زيد وَرُوِيَ أَن أَبَا طَلْحَة الْأنْصَارِيّ اسْتَأْذن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينزل فِي قبرها فَأذن لَهُ وغسلتها أَسمَاء بنت عُمَيْس وَصفِيَّة بنت عبد الْمطلب وَهِي الَّتِي شهد أم عَطِيَّة غسلهَا وحكت قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اغسليها ثَلَاثًا أَو خمْسا أَو أَكثر من ذَلِك الحَدِيث 3 - (بنت عقبَة الأموية) أم كُلْثُوم بت عقبَة بن اأبي معيط وَأمّهَا أروى بنت كريز أسلمت بِمَكَّة قبل أَن يُهَاجر النِّسَاء وَكَانَت هجرتهَا سنة سبع من هدنة الْحُدَيْبِيَة وَكَانَ كفار قُرَيْش قد هادنوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أَن يرد إِلَيْهِم من جَاءَ مُؤمنا وفيهَا نزلت إِذا جَاءَك الْمُؤْمِنَات مهاجرات لحقها أَخَوَاهَا الْوَلِيد وَعمارَة فَمنعهَا الله مِنْهُمَا بِالْآيَةِ ومشت على قدميها من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَتَزَوجهَا بِالْمَدِينَةِ زيد بن حَارِثَة فَقتل عَنْهَا يَوْم مُؤْتَة فَتَزَوجهَا الزبير بن الْعَوام فَولدت لَهُ زَيْنَب فَطلقهَا وَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَولدت لَهُ إِبْرَاهِيم وحميداً قيل ومحمداً وَإِسْمَاعِيل وَمَات عَنْهَا فَتَزَوجهَا عَمْرو بن الْعَاصِ فَمَكثت عِنْده شهرا وَمَاتَتْ وَهِي أُخْت عُثْمَان لأمه روى عَنْهَا ابْنهَا حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أخْبرته أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَيْسَ بِالْكتاب الَّذِي ينمي خيرا وَيَقُول خيرا ليصلح بَين النَّاس 3 - (ربيبة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أم كُلْثُوم بنت أبي سَلمَة ابْن عبد الْأسد المخزومية ربيبة

بنت علي بن أبي طالب

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثهَا عِنْد مُوسَى بن عقبَة عَن أمه أم كُلْثُوم قَالَت لما تزوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم سَلمَة قَالَ لَهَا إِنِّي قد أهديت للنجاشي أَوَاقٍ من مسك وحلة وَإِنِّي لَا أرَاهُ إِلَّا قد مَاتَ وَلَا أرى الْهَدِيَّة إِلَّا سترد إِلَيّ فَإِذا ردَّتْ إِلَيّ فَهِيَ لَك فَكَانَ كَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعْطى كل امْرَأَة من نِسَائِهِ أُوقِيَّة من الْمسك وَأعْطى أم سَلمَة سائره وَأَعْطَاهَا الْحلَّة هَكَذَا ذكره ابْن عبد الْبر وَالصَّحِيح أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوج أم سَلمَة سنة اثْنَتَيْنِ من الْهِجْرَة وَمَات النَّجَاشِيّ) سنة سبع بعد تَزْوِيج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم حَبِيبَة وَالنَّجَاشِي أَمر بهَا لَهُ 3 - (بنت عَليّ بن أبي طَالب) أم كُلْثُوم بنت عَليّ بن أبي طَالب ولدت قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمهَا فَاطِمَة خطبهَا عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ إِلَى عَليّ رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ إِنَّهَا صَغِيرَة فَقَالَ عمر زوجنيها يَا أَبَا حسن فَإِنِّي ارصد من كرامتها مَا لَا يرصده أحد فَقَالَ عَليّ أَنا أبعثها إِلَيْك فَإِن رضيتها فقد زوجتكها فَبعث إِلَيْهَا بِبرد وَقَالَ لَهَا قولي لَهُ هَذَا الْبرد الَّذِي قلت لَك فَقَالَت ذَلِك لعمر فَقَالَ فَقولِي لَهُ قد رضيت رَضِي الله عَنْك وَوضع يَده على سَاقهَا فكشفها فَقَالَت أتفعل هَذَا لَوْلَا أَنَّك أَمِير الْمُؤمنِينَ لكسرت أَنْفك ثمَّ خرجت فَجَاءَت أَبَاهَا وَقَالَت بعثتني إِلَى شيخ سوء قَالَ يَا بنية فَإِنَّهُ زَوجك فجَاء عمر إِلَى مجْلِس الْمُهَاجِرين فِي الرَّوْضَة فَقَالَ لَهُم رفئوني فَقَالُوا بِمَ ذَا قَالَ تزوجت أم كُلْثُوم بنت عَليّ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول كل نسب وَسبب وصهر مُنْقَطع يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا نسبي وَسبي وصهري فَكَانَ لي بِهِ عَلَيْهِ السَّلَام النّسَب وَالسَّبَب وَأَرَدْت أأجمع إِلَيْهِ الصهر فرفأوه وَتَزَوجهَا على مهر أَرْبَعِينَ ألفا وَولدت لعمر زيد بن عمر الْأَكْبَر ورقية وَتوفيت أم كُلْثُوم وَابْنهَا زيد فِي وَقت وَاحِد فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ زيد قد أُصِيب فِي حَرْب كَانَ بَين بني عدي لَيْلًا خرج ليصلح بَينهم فَضَربهُ رجل فَشَجَّهُ فصرعه فَعَاشَ أَيَّامًا وَصلى عَلَيْهِمَا ابْن عمر قدمه حسن بن عَليّ فَكَانَت فيهمَا سنتَانِ فِيمَا ذكرُوا لم يُورث وَاحِد مِنْهُمَا من صَاحبه لِأَنَّهُ لم يعرف أَولهمَا موتا وَقدم زيد قبل أمه مِمَّا يَلِي الإِمَام 3 - (بنت ابي بكر الصّديق) أم كُلْثُوم بنت أبي بكر قَالَت كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى

المغنية

عَن ضرب النِّسَاء حَتَّى شكاهن الرِّجَال فخلى بَينهم وبينهن فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد طَاف بآل مُحَمَّد سَبْعُونَ امْرَأَة كُلهنَّ مضروبات قَالَ ابْن عبد الْبر ذكرهَا ابْن السكن فِي كِتَابه وَفِيه بعد لِأَنَّهَا ولدت بعد وَفَاة أبي بكر) 3 - (الْمُغنيَة) أم كُلْثُوم الْمُغنيَة قَالَ الباخرزي فِي الدمية حَدثنِي الشريف أَبُو طَالب مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ قَالَ جمعني وَإِيَّاهَا الطَّرِيق وَهِي وافدة على دَغْفَل فاستنشدتها فأنشدت قصيدة مِنْهَا (كَأَن الرِّيَاح الهوج غادرن فَوْقهَا ... من البارح الصيفي بردا مسهما) وَورد فِي هَذِه القصيدة بَيت مَرْفُوع وَهُوَ (وَقلت اسلمي من دَار حَيّ تميزت ... بهم شعب النيات فالقلب مغرما) فَقلت لَهَا لحنت فَقَالَت أَو لحن هُوَ قلت نعم قَالَت أصلحه بيض الله وَجهك ثمَّ أعملت الْفِكر فَأَشَارَتْ إِلَيّ صه صه وأنشدت نهباً مقسمًا قَالَ فتعجبت من سرعَة إِجَابَة خاطرها 3 - (الألقاب) الكلثومي ابو مُحَمَّد اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك 3 - (ابْن الحنبل الصَّحَابِيّ) كلدة بن الحنبل وَيُقَال ابْن عبد الله بن الحنبل وَصَوَابه ابْن الحنبل بن مليك هُوَ أَخُو صَفْوَان بن أُميَّة لأمه أمهما صَفِيَّة بنت معمر بن حبيب بن وهب وَشهد الحنبل مَعَ صَفْوَان يَوْم حنين فَلَمَّا انهزم الْمُسلمُونَ قَالَ بَطل سحر ابْن كَبْشَة الْيَوْم فَقَالَ لَهُ صَفْوَان فض الله فَاك لِأَن يربنِي رجل من قُرَيْش أحب إِلَيّ من أَن يربنِي رجل من هوَازن وَبعث صَفْوَان بن أُميَّة كلدة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَدَايَا فِيهَا لبن وجدايا وضغابيس وكلدة هُوَ وَعبد الرَّحْمَن بن الحنبل شقيقان وَكَانَا مِمَّن سقط من الْيمن إِلَى مَكَّة وَقيل هُوَ من سودان مَكَّة واتصل بِصَفْوَان يَخْدمه وَلَا يُفَارِقهُ ثمَّ اسْلَمْ بِإِسْلَام صَفْوَان وَلم يزل مُقيما بِمَكَّة إِلَى أَن توفّي بهَا روى عَنهُ عَمْرو بن عبد الله بن صَفْوَان

الألقاب

3 - (الألقاب) ) ابْن كلس لوزير اسْمه يَعْقُوب بن كلس 3 - (كُلَيْب) 3 - (حَلِيف بني الْخَزْرَج الصَّحَابِيّ) كُلَيْب بن بشر بن تَمِيم حَلِيف بني الْخَزْرَج قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا وَشهد أحدا وَمَا بعْدهَا ووفاته سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (كُلَيْب الصَّحَابِيّ) كُلَيْب رجل من الصَّحَابَة قَتله أَبُو لؤلؤة قَاتل عمر طعن اثْنَي عشر رجلا فَمَاتَ سِتَّة مِنْهُم عمر وكليب وَذكر لعمر بن الْخطاب امْرَأَة توفيت بِالْبَيْدَاءِ فَجعل النَّاس يَمرونَ عَلَيْهَا وَلَا يدفنونها حَتَّى مر عَلَيْهَا كُلَيْب فدفنها فَقَالَ عمر إِنِّي لأرجو لكليب بهَا خيرا وسال عَنْهَا عبد الله بن عمر فَقَالَ لم أرها فَقَالَ لَو رَأَيْتهَا وَلم تدفنها لَجَعَلْتُك نكالاً 3 - (وَالِد عَاصِم الصَّحَابِيّ) كُلَيْب بن هاب الْجرْمِي وَالِد عَاصِم بن كُلَيْب لَهُ ولأبيه صُحْبَة قَالَ عَاصِم إِن أَبَاهُ كليباً خرج إِلَى جَنَازَة شَهِدَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَأَنا أفهم وأعقل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله يحب من الْعَامِل أَن يحسن 3 - (الْجُهَنِيّ) كُلَيْب الْجُهَنِيّ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَكْبَر من الاخوة بِمَنْزِلَة الاب وروى ايضاً أَنه أَتَاهُ ليبايعه فَقَالَ لَهُ احْلق عَنْك شعر الْكفْر روى عَنهُ كثير بن كُلَيْب 3 - (ابْن جرز الصَّحَابِيّ) كُلَيْب بن جرز بن كُلَيْب أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَخذ منا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمِائَة جذعتين)

ابن إساف الصحابي

3 - (ابْن إساف الصَّحَابِيّ) كُلَيْب بن إساف أَخُو حبيب بن إساف لِأَبِيهِ وَأمه شهد أحدا قَالَه الْعَدوي 3 - (ابْن وَائِل التَّيْمِيّ) كُلَيْب بن وَائِل بن بيحان التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الْمدنِي نزيل الْكُوفَة وَثَّقَهُ ابْن معِين وَضَعفه أَبُو حَاتِم توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَالْمِائَة 3 - (ابْن شهَاب الْجرْمِي) كُلَيْب بن شهَاب بن الْمَجْنُون الْجرْمِي الْكُوفِي روى عَن أَبِيه وَعلي وَأبي مُوسَى وَأبي هُرَيْرَة توفّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الألقاب) ابْن كُلَيْب الْحَرَّانِي اسْمه عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب ابْن كُلَيْب النَّحْوِيّ اسْمه أَحْمد بن كُلَيْب الكليني الشيعي اسْمه مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْكُلِّي الْحَكِيم شمس الدّين اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم كلي الْوَاعِظ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن كليزا أَحْمد بن صَدَقَة الْكُلِّي الْوَاعِظ يحيى بن إِبْرَاهِيم 3 - (كمالية الشاعرة) كمالية أَخْبرنِي الْحَافِظ العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ كَانَت الْمَذْكُورَة امْرَأَة شاعرة أديبة ذكرهَا لي نَاصِر الدّين شَافِع وَأَنَّهَا كاتبت شعراء عصرها من أهل مصر وَأَخْبرنِي فتح الدّين الْبكْرِيّ وأنشدني قَالَ كتبت كمالية إِلَيّ (سَمِعت من شعرك سحرًا غَدا ... يخَامر الْأَلْبَاب إِذْ ينفث) (أصبح كالخمرة فِي فعلهَا ... فَهُوَ بِالْبَابِ الورى يعبث)

الألقاب

) 3 - (الألقاب) ابْن الكاد إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد كَمَال الْملك الْوَزير هبة الله بن الْحُسَيْن ابْن الْكَمَال الْمُحدث مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ابْن الْكَمَال الصَّفَدِي نجم الدّين حسن بن مُحَمَّد 3 - (كمشتكين) 3 - (سعد الدّين نَائِب حلب) كمشتكين سعد الدّين نَائِب حلب للْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن نور الدّين قتل الْوَزير أَبُو صَالح ابْن العجمي فتهموه بِهِ وحسنوا للصالح أمره فَقبض عَلَيْهِ وَقتل تَحت الْعَذَاب لِأَن الخدام حسدوا مرتبته عِنْد الصَّالح ومالوا إِلَى الْوَزير فَجهز عَلَيْهِ سعد الدّين الْمَذْكُور من قَتله من الباطنية وَكَانَت قتلته سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (وَاقِف الْمدرسَة الأمينية) كمشتكين أَمِين الدولة نَائِب قلعة صرخد وَبصرى كَانَ أَمِيرا جَلِيلًا وافر الْحُرْمَة ولاه على القلعتين الأتابك طغتكين وامتدت أَيَّامه إِلَى أَن توفّي فِي شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ وَاقِف الْمدرسَة الأمينية بِدِمَشْق وَلما مَاتَ توثب مَمْلُوكه التنتاش فَملك بصرى وانتصر بالفرنج وصالحهم فَسَار لحربهم معِين الدّين أنر وَانْهَزَمَ التنتاش مَعَهم إِلَى بِلَاد الرّوم وَفتح انر القلعتين المذكورتين 3 - (الألقاب) الكموني الشَّاعِر المغربي اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 3 - (الْكُمَيْت الشَّاعِر) الْكُمَيْت بن زيد الْأَسدي الشَّاعِر الْكُوفِي شَاعِر زَمَانه يُقَال إِن شعره بلغ أَكثر من خَمْسَة لآلاف بَيت روى عَن الفرزدق وَأبي جَعْفَر الباقر) وروى عَنهُ

والبة بن الْحباب وَغَيره ووفد على الخليفتين يزِيد وَهِشَام قَالَ أَبُو عُبَيْدَة لَو لم يكن لبني أَسد منقبة غير الْكُمَيْت لكفاهم وَكَانَ شِيعِيًّا وَلما مدح عَليّ بن الْحُسَيْن قسط لَهُ على نَفسه وعَلى أهل بَيته أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم ولد سنة سِتِّينَ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَسبب مَوته أَنه دخل على يُوسُف بن عمر بِالْكُوفَةِ ومدحه بعد قَتله زيد بن عَليّ بِأَبْيَات مِنْهَا (خرجت لَهُم تمشي البراح وَلم تكن ... كمن حصنه فِيهِ الرتاج المضبب) (وَمَا خَالِد يستطعم المَاء فاغرا ... بعدلك والداعي إِلَى الْمَوْت ينعب) يَعْنِي خَالِدا الْقَسرِي وَذَاكَ أَنه كَانَ على الْمِنْبَر يخْطب فَخرجت الجعفرية يَقُولُونَ لبيْك جَعْفَر لبيْك جَعْفَر ودخلوا عَلَيْهِ وَهُوَ على الْمِنْبَر فدهش وَقَالَ أَطْعمُونِي مَاء ثمَّ خرج النَّاس غليهم فحرقوهم فَعير خَالِدا بذلك فَأَنْشد هَذَا الشّعْر والجند قيام على رَأس يُوسُف بن عمر وهم يَمَانِية فتعصبوا لخَالِد وَوَضَعُوا نصال سيوفهم فِي بطن الْكُمَيْت فوجؤه وَقَالُوا تنشد الْأَمِير وَلم تستأمره فَلم يزل ينزف الدَّم حَتَّى مَاتَ قَالَ دعبل رأيتُ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي النّوم فَقَالَ لي وَيحك مَالك وللكميت فَقلت يَا رَسُول الله مَا بيني وَبَينه إِلَّا كَمَا بَين الشُّعَرَاء فَقَالَ لَا تفعل أَلَيْسَ هُوَ الْقَائِل (فَلَا زلت فيهم حَيْثُ يتهمونني ... وَلَا زلت فِي أشياعهم أتقلب) فَإِن الله قد غفر لَهُ بِهَذَا الْبَيْت قَالَ فانتيهت عَن ذكره وَقَالَ نصر بن مُزَاحم الْمنْقري رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين يَدَيْهِ رجل ينشده من لقلب ميتم مستهام فَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي هَذَا الْكُمَيْت بن زيد الْأَسدي قَالَ فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول جَزَاك الله خيرا وَأثْنى عَلَيْهِ وقصائده الهاشميات من جيد شعره وَكَانَ يعلم الصّبيان فِي مَسْجِد الْكُوفَة وَأنْشد خَالِد الْقَسرِي قصيدة الْكُمَيْت الَّتِي يهجو فِيهَا الْيمن وَهِي أَلا حييت عَنَّا يَا ردينا

الألقاب

فأحفظه ذَلِك وروى قصائده الهاشميات وأهداها إِلَى هِشَام وَكتب غليه بأخبار الْكُمَيْت وهجائه بني أُميَّة) فَكتب إِلَيْهِ أَن يقطع يَده وَلسَانه فحبسه فاحتالت امْرَأَته وَدخلت السجْن وألبسته قماشها وإزارها وَخرج وَلم يزل يحتال إِلَى أَن دخل على هِشَام وشفع لَهُ فَعَفَا عَنهُ وَهُوَ خبر ظريف سَاقه صَاحب الأغاني فِي كِتَابه وَأمر لَهُ بِأَرْبَعِينَ درعهم وَابْنه مسلمة بِعشْرين ألف دِرْهَم وَكَانَ الْكُمَيْت يعرف بالزجر جيدا 3 - (الألقاب) ابْن الْكُمَيْت الفارقي إِبْرَاهِيم بن سعيد 3 - (كميل) 3 - (النَّخعِيّ الْكُوفِي) كميل بن زِيَاد النَّخعِيّ الصهباني الْكُوفِي حدث عَن عمر وَعُثْمَان وَعلي وَابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة وَكَانَ شريفاً مُطَاعًا ثِقَة عابداً على تشيعه قَلِيل الحَدِيث قَتله الْحجَّاج فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (الألقاب) ابْن أبي الكنات الْمُغنِي عَمْرو بن عُثْمَان 3 - (أَبُو مرْثَد الصَّحَابِيّ) كناز بن حُصَيْن بِالْكَاف وَالنُّون الْمُشَدّدَة وَبعد الْألف زَاي أَبُو مرْثَد الغنوي شهد بَدْرًا وَهُوَ وَابْنه مرْثَد وهما حليفا حَمْزَة بن عبد الْمطلب وَهُوَ من كبار الصَّحَابَة روى عَنهُ وَاثِلَة بن الْأَسْقَع آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين عبَادَة بن الصَّامِت وَشهد سَائِر الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات سنة اثْنَتَيْ عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ رجلا طوَالًا كثير الشّعْر فِي الشاميين 3 - (النحوية) بنت الكنيزي كَانَت فِي الْجَانِب الشَّرْقِي من بَغْدَاد نِهَايَة فِي الْفضل

كنانة

وَلها أَخ غَايَة فِي الْجَهْل وَكَانَت حَسَنَة الْمعرفَة بالنحو واللغة وَلها تصانيف فيهمَا تعرف بهَا اختصمت هِيَ وأخوها فِي مِيرَاث أَبِيهِمَا وَطَالَ النزاع بَينهمَا فِي مجْلِس الحكم وَزَاد الْكَلَام وَنقص فاغتاظ) الْحَاكِم من تفيهقها وحوشي كَلَامهَا وَسقط أَخِيهَا وعاميته فَقَالَت أغاظ سيدنَا مَا رأى مني وَمن هَذَا الْأَخ أصلحه الله قَالَ كلا وَلَكِن جردي الدَّعْوَى فَإِنَّهُ أقرب للإنجاز فَقَالَت لي أيد الله الشَّيْخ فِي ذمَّته اثْنَان وَعِشْرُونَ دِينَارا مطيعية سلامية فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِي تَقول فَقَالَ مَا لَهَا عِنْدِي اثْنَان وَسكت وَأَرَادَ أَن يَقُول مِثْلَمَا قَالَت فَلم يقدر فَقَالَ بِاللَّه يَا سَيِّدي كَيفَ قَالَت فقد وَالله صدعتنا فَقَالَ لَهُ فضولك قَول كَمَا تحسن وَضحك أهل الْمجْلس وَصَارَ طنزاً واندفعت الْخُصُوم ذَلِك الْيَوْم 3 - (كنَانَة) 3 - (الثَّقَفِيّ الصَّحَابِيّ) كنَانَة بن عبد ياليل الثَّقَفِيّ كَانَ من أَشْرَاف أهل الطَّائِف الَّذين قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد مُنْصَرفه من الطَّائِف وَبعد قَتلهمْ عُرْوَة بن مَسْعُود فاسلموا وَفِيهِمْ عُثْمَان بن الْعَاصِ 3 - (الْأمَوِي الصَّحَابِيّ) كنَانَة بن عدي بن ربيعَة بن عبد الْعُزَّى بن عبد شمس هُوَ الَّذِي خرج بِزَيْنَب بت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة 3 - (التجِيبِي) كنَانَة بن بشر التجِيبِي أحد رُؤُوس المصريين توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (بنت أبغا) كنجشكب بِالْكَاف وَالنُّون وَالْجِيم والشين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا كَاف أُخْرَى وباء مُوَحدَة ابْنة من الخواتين الْكِبَار كَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز رَحمَه الله تَعَالَى يُبَالغ فِي تعظيمها وَيكرم قصادها وَمن يكون من جِهَتهَا أَو يَأْتِي بِكِتَاب مِنْهَا وَكَانَت تعلمه بأخبار الْقَوْم ومتجدداتهم وَمَا يَدُور بَينهم وَكَانَت تجهز غليه من عِنْدهَا كل سنة كاملية طملوء إِمَّا فاختي وَإِمَّا بنفسجي أَو غير ذَلِك من الألوان بطراز زركش على الْموصل وداير باولي من

مقدم السودان

أَفْخَر مَا يكون وَاضِعَة بأزرار مرجان ملبسة بِالذَّهَب على فرو قاقم لَهُ) داير سنجاب فِي عرض إِصْبَع ازرق طري غض كشن من خِيَار مَا يكون وَكَانَ الْأَمِير سيف الدّين تنكز تعجبه هَذِه الكامليات ويلازم لبسهَا لما فِيهَا من الظرافة وَحسن الصِّنَاعَة 3 - (مقدم السودَان) الْكَنْز مقدم السودَان بالصعيد سَار إِلَى الْقَاهِرَة فِي مائَة ألف اسود ليعيد الدولة المصرية وَلَك فِي أَوَائِل دولة صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فَخرج إِلَيْهِ الْملك الْعَادِل أَبُو بكر أَخُو صَلَاح الدّين وَأَبُو الهيجاء الهكاري وَعز الدّين موسمك والتقوا فَقتل الْكَنْز وَمن مَعَه فَيُقَال أَنهم قتلوا مِنْهُم ثَمَانِينَ ألف أسود وعادوا إِلَى الْقَاهِرَة فَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب قتل الْكَنْز وَمَا انتطح فِيهَا عنز وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (كندغدي) 3 - (سيف الدّين الْعمريّ) كندغدي الْأَمِير سيف الدّين كندغدي الْعمريّ أعرفهُ وَهُوَ وَالِي بَاب القلعة بِالْقَاهِرَةِ أَقَامَ مُدَّة وَكَانَ حسن الْوَجْه أَحْمَر الْوَجْه منور الشيبة ثمَّ إِن السُّلْطَان بَعثه نَائِب البيرة فَتوجه غليها سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو سبع فِيمَا أَظن فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن حضرت مطالعة الْأَمِير سيف الدّين يلبغا نَائِب حلب يذكر أَنه وَقعت فِيهِ قصَص كَثِيرَة ومحاضر فرسم الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بإحضاره إِلَى حلب ومحاققته على ذَلِك فِي محفة وَكَانَ مَرِيضا فوصل غليها وَأقَام سَاعَة ثمَّ توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 3 - (الألقاب) الكنجي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الكنجي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر التَّاج الْكِنْدِيّ اسْمه زيد بن الْحسن الْكِنْدِيّ الفيلسوف يَعْقُوب بن إِسْحَاق الكنكشي الزَّاهِد أَحْمد بن الْحسن الكندري الْوَزير مُحَمَّد بن مَنْصُور

كهمس

3 - (كهمس) 3 - (الْهِلَالِي الصَّحَابِيّ) ) كهمس بن مُعَاوِيَة بن أبي ربيعَة الْهِلَالِي مَعْدُود فِي الْبَصرِيين قَالَ أسلمت فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته بِإِسْلَامِي ثمَّ غبت عَنهُ حولا وَرجعت إِلَيْهِ وَقد ضمر بَطْني وَنحل جسمي فخفض فِي الْبَصَر وَرَفعه قلت أما تعرفنِي قَالَ من أَنْت قلت أَنا كهمس الْهِلَالِي الَّذِي أَتَيْتُك عَام أول فَقَالَ مَا بلغ بك مَا أرى قلت مَا نمت بعْدك لَيْلًا وَلَا أفطرت نَهَارا قَالَ وَمن أَمرك أَن تعذب نَفسك صم شهر الصَّبْر وَمن كل شهر يَوْمًا قَالَ قلت زِدْنِي قَالَ صم شهر الصَّبْر وَمن كل شهر يَوْمَيْنِ قلت زِدْنِي فَإِنِّي أجد قُوَّة قَالَ صم شهر الصَّبْر وَمن كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام 3 - (الْبَصْرِيّ العابد) كهمس بن الْحسن التَّيْمِيّ الْحَنَفِيّ الْبَصْرِيّ العابد أحد الثِّقَات الْأَعْلَام قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة وَزِيَادَة وَكَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة ألف رَكْعَة باراً بِأُمِّهِ قَالَ يحيى بن كثير الْبَصْرِيّ اشْترى كهمس دَقِيقًا بدرهم فَأكل مِنْهُ فَلَمَّا طَال عَلَيْهِ كاله فَإِذا هُوَ كَمَا وَضعه توفّي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة (الألقاب) الكواشي موفق الدّين أَحْمد بن يُوسُف ابْن كوتاه الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل ووالده مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل ووالده عبد الْجَلِيل بن مُحَمَّد وَأَخُوهُ أَحْمد بن عبد الْجَلِيل 3 - (الناصري) كوجبا الْأَمِير سيف الدّين الناصري مُتَوَلِّي الْإسْكَنْدَريَّة توفّي سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة روى الشَّيْخ شمس الدّين أَحَادِيث عَن النجيب عبد اللَّطِيف وَكَانَ ختن ابْن الظَّاهِرِيّ على ابْنَته توفّي بِمصْر وَهُوَ من أَبنَاء السّبْعين

ملك الخطا

3 - (ملك الخطا) كوخان ملك الخطا وَالتّرْك) كَانَ مليح الشكل حسن الصُّورَة عَظِيم الهيبة كَامِل الشجَاعَة قاد الجيوش وَسَار فِي ثَلَاثمِائَة ألف فَارس وَهزمَ السُّلْطَان سنجر وَملك سَمَرْقَنْد وَمَا وَرَاء النَّهر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فَمَا أمهله الله تَعَالَى وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ لَا يُمكن أَمِيرا من إقطاع بل يعطيهم من خزائنه وَيَقُول مَتى أخذُوا الإقطاعات ظلمُوا النَّاس وَكَانَ لَا يقدم أَمِيرا على أَكثر من مائَة فَارس حَتَّى لَا يقدر على الْعِصْيَان وَكَانَ يُعَاقب على السكر وَلَا يُنكر الزِّنَا وَلَا يقبحه وتملكت بعده ابْنَته وَلم تطل مدَّتهَا وتملكت أمهَا بعْدهَا وحكمت الخطا على مَا وَرَاء النَّهر إِلَى أَن أَخذ الْبِلَاد مِنْهُم عَلَاء الدّين مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة (الألقاب) ابْن كوجك عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن كوجك المحسن بن الْحُسَيْن ابْن ذكْوَان اسْمه مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الكوسج الْحَافِظ هُوَ أَبُو يَعْقُوب إِسْحَاق بن مَنْصُور الكوسج الطَّبِيب اسْمه سهل الكوفني الْمُحدث مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر 3 - (كوكاي) كوكاي الْأَمِير سيف الدّين أحد الْأُمَرَاء الْمَشَايِخ بِالْقَاهِرَةِ تزوج ابْنَته الْأَمِير سيف الدّين تنكز نَائِب الشَّام رحمهمَا الله تَعَالَى لم يزل أَمِيرا كَبِيرا مقدم ألف فِي الْأَيَّام الناصرية إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَخلف على مَا قيل ألف ألف ومائتي ألف وَسَبْعَة وَعشْرين ألف دِينَار عينا غير الْخَيل والبرك وَالْعدة والبيوتات والقماش وَغير الْأَمْلَاك الْكَثِيرَة 3 - (كوهر خاتون) كوهر خاتون عمَّة السُّلْطَان ملكشاه السلجوقية كَانَت دينة عفيفة صادرها الْوَزير نظام الْملك لما مَاتَ أَخُوهَا الب رسْلَان وَأخذ مِنْهَا أَمْوَالًا كَثِيرَة وجواهر

صاحب إربل

فاخرة) فَخرجت إِلَى الرّيّ لتمضي إِلَى النازكية تستنجد بهم على قتال نظام الْملك فَأَشَارَ على ملكشاه بقتلها فَجهز وَرَاءَهَا من اغتالها فَقَتَلُوهَا فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (صَاحب إربل) كوكبوري مَعْنَاهُ الذيب الْأَزْرَق بكافين وَاو وَبعد الْكَاف الثَّانِيَة بَاء مُوَحدَة وَبعدهَا وَاو وَرَاء وياء آخر الْحُرُوف بن عَليّ بن بكتكين بن مُحَمَّد السُّلْطَان الْمُعظم مظفر الدّين أَبُو سعيد صَاحب إربل ابْن الْأَمِير زين الدّين أبي الْحسن عَليّ كوجك التركماني وكوجك مَعْنَاهُ لطيف الْقد كَانَ شجاعاً شهماً ملك بلاداً كَثِيرَة ثمَّ فرقها على أَوْلَاد الْملك قطب الدّين مودود صَاحب الْموصل وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْقُوَّةِ المفرطة وَطَالَ عمره وَحج هُوَ والأمير أَسد الدّين شيركوه بن شادي سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَله مدرسة بالموصل وأوقاف فَلَمَّا مَاتَ ولي مظفر الدّين هَذَا وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة وأتابكه مُجَاهِد الدّين قايماز ثمَّ تعصب عَلَيْهِ مُجَاهِد الدّين وَكتب محضراً أَنه لَا يصلح واعتقله وشاور الْخَلِيفَة فِي أمره وَأقَام مَوْضِعه أَخَاهُ زين الدّين يُوسُف بن عَليّ ثمَّ أخرج مظفر الدّين عَن الْبِلَاد فَتوجه إِلَى بَغْدَاد فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ فَقدم الْموصل ومالكها سيف الدّين غَازِي بن مودود فأقطعه حران فَأَقَامَ بهَا مُدَّة واتصل بِخِدْمَة صَلَاح الدّين وَتمكن عِنْده فزاده الرها وزوجه بأخته ربيعَة خاتون وَكَانَت قبله عِنْد سعد الدّين مَسْعُود ابْن الْأَمِير معِين الدّين أنر الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ قصر معِين الدّين وَتُوفِّي سعد الدّين وَشهد مظفر الدّين هَذَا مَعَ صَلَاح الدّين مَوَاقِف كَثِيرَة أبان فِيهَا عَن نجدة وَقُوَّة وَثَبت يَوْم حطين وتبنين ثمَّ وَفد أَخُوهُ زين الدّين يُوسُف نجدة وخدمة من إربل فَمَرض فِي الْعَسْكَر على عكا وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فاستنزل صَلَاح الدّين عَن حران والرها وَأَعْطَاهُ إربل وشهرزور فَسَار إِلَيْهَا وَأثْنى عَلَيْهِ القَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان فِي وفيات الْأَعْيَان وَطول تَرْجَمته وكر لَهُ مَعْرُوفا كثيرا وَذكر احتفاله بمولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كل سنة وَمَا كَانَ يعتمده وَهُوَ أول من أجْرى المَاء إِلَى عَرَفَات وَعمل آثاراً بالحجاز وَبنى لَهُ هُنَاكَ تربة وَلما مَاتَ رَحمَه الله سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة أَمر بِحمْل تابوته إِلَى مَكَّة ليدفن فِي تربته فَلَمَّا حمل رَجَعَ الْحجَّاج تِلْكَ السّنة للعطش وَدفن بِالْكُوفَةِ)

الألقاب

(الألقاب) الكوكبي أَحْمد بن عَليّ الأخباري الْحُسَيْن بن الْقَاسِم الكوكبي الْعلوِي الْحُسَيْن بن أَحْمد ابْن الكوملاذ الْحَافِظ الْبَغْدَادِيّ اسْمه صَالح بن أَحْمد بن مُحَمَّد كوزخر أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن الكوبك سراج الدّين عبد اللَّطِيف ابْن الكونك شمس الدّين مُحَمَّد بن مَحْمُود 3 - (المتنبئ) كي المتنبئ كَانَ شَابًّا ذكياً فَقِيها ادّعى النُّبُوَّة بتستر وَزعم أَنه عِيسَى بن مَرْيَم واسقط عَن ابتاعه صَلَاة الْعَصْر وعشاء الْآخِرَة أَمر بقلته عَلَاء الدّين صَاحب الدِّيوَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (كيتمر الْأَمِير) كيتمر الْأَمِير سيف الدّين كَانَ خوشداشية الْأَمِير سيف الدّين الْحَاج أرقطاي والأمير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار أَظُنهُ أَمر طبلخاناه أَيَّام نِيَابَة الْأَمِير سيف الدّين ارقطاي فِي مصر وَالظَّاهِر أَنه كَانَ قبل ذَلِك أَمِيرا عين أَمِير الركب سنة تسع وَأَرْبَعين فَمَاتَ بالطاعون فِي شعْبَان وَمَات جمَاعَة من مماليكه وَمَات ولداه وَكَانَا قمري ملاحة ووصيه الْأَمِير سيف الدّين حاجي الْجَمِيع فِي جُمُعَة وَاحِدَة أَو مَا يزِيد عَلَيْهَا رَحمَه الله تَعَالَى وحزن النَّاس على ولديه (الألقاب) ابْن الكيال الْحَنَفِيّ عبد اللَّطِيف بن نصر الله ابْن الكيال الْمُتَكَلّم الضَّحَّاك بن أَحْمد إلْكِيا الهرَّاسي الشَّافِعِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ 3 - (ابْن هولاكو) ) كيختو بكاف بعْدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وخاء مُعْجمَة وتاء ثَالِثَة

صاحب الروم

الْحُرُوف وواو ابْن هولاكو ملك التتار تسلطن بعد هَلَاك أرغون ابْن أَخِيه ابغا سنة تسعين وسِتمِائَة وَأقَام بالروم مُدَّة ومالت طَائِفَة إِلَى أَخِيه بيدو فملكوه وَجرى بَينهم خلف ثمَّ قوي بيدو وَملك الْعرَاق وخراسان وقاد الجيوش وجبى الْأَمْوَال وَسَار كل مِنْهُمَا لقصد الآخر فَالْتَقَيَا وَقتل كيختو سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة واحتوى بِيَدِهِ على الْأَمر لَكِن خرج عَلَيْهِ قازان بن أرغون وَكَانَ متلسماً ثغر خُرَاسَان عَاصِيا على الرجلَيْن فَلَمَّا بلغه قتل كيختو جمع الجيوش وَطلب الْملك وَكَانَ كيختو لَهُ ميل إِلَى الْإِسْلَام وإحسان إِلَى الْفُقَرَاء بِخِلَاف أَخِيه بيدو فَإِنَّهُ كَانَ يمِيل إِلَى النَّصَارَى وَقيل إِنَّه تنصر وَالله أعلم 3 - (صَاحب الرّوم) كيخسرو بِالْكَاف وَالْيَاء الساكنة آخر الْحُرُوف وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وسين مُهْملَة وَرَاء مَضْمُومَة بعْدهَا وَاو ابْن كيقباذ بن كيخسرو السلجوقي صَاحب الرّوم تسلطن بعد أَبِيه وَهُوَ شَاب يلْعَب وَقصد فرقة من التتار أرزن الرّوم فحاصروها وَأخذُوا مِنْهَا أَمْوَالًا جمة لِأَنَّهُ الْتزم لَهُم كل يَوْم ألف دِينَار ثمَّ نازلوا بعض بِلَاده فَجمع وحشد وَسَار إِلَيْهِم فهزموه وأسرت أمه وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة (الألقاب) ابْن الكيزاني الْوَاعِظ اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن ثَابت 3 - (كيسَان الصَّحَابِيّ) كيسَان الْأنْصَارِيّ مولى لبني عدي بن النجار ذكر فِيمَن قتل فِي يَوْم أحد شَهِيدا وَقيل هُوَ من بني مَازِن بن النجار قيل مولى بني مَازِن 3 - (ابْن كيسَان الصَّحَابِيّ) كيسَان أَبُو عبد الرَّحْمَن بن كيسَان) سكن مَكَّة وَالْمَدينَة وروى عَنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن حَدِيثه قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي ثوب وَاحِد عِنْد بِئْر العلياء 3 - (كيسَان الصَّحَابِيّ) كيسَان بن عبد أَبُو نَافِع بن كيسَان يُقَال هُوَ ابْن عبد الله بن طَارق سكن الطَّائِف روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْخمر أَنَّهَا حرمت وَحرم ثمنهَا روى عَنهُ ابْنه نَافِع وَله حَدِيث ينزل عِيسَى بن مَرْيَم عِنْد المنارة الْبَيْضَاء بشرقي دمشق

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

3 - (مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كيسَان أَو مهْرَان مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال اسْمه هُرْمُز ويكنى أَبَا كيسَان وَقيل طهْمَان وَقيل ذكْوَان كل ذَلِك فِي تَحْرِيم الصَّدَقَة على ى ل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (النَّحْوِيّ الهُجَيْمِي) كيسَان بن الْمُعَرّف أَبُو سُلَيْمَان النَّحْوِيّ الهُجَيْمِي قَالُوا كَانَ يخرج مَعنا إِلَى الْأَعْرَاب فينشدوننا فَيكْتب فِي ألواحه غير مَا ينشدوننا وينقل من ألواحه إِلَى الدفاتر غير مَا فِيهَا ثمَّ يحفظ كن الدفاتر غير مَا نَقله إِلَيْهَا ثمَّ يحدث بِغَيْر مَا يحفظ وَذكر أَبُو الطّيب فِي كتاب مَرَاتِب النَّحْوِيين عَن الْأَصْمَعِي قَالَ كيسَان ثِقَة لَيْسَ بمتزيد وَقد أَخذ عَن الْخَيل وَحدث أَبُو العيناء قَالَ قَالَ كيسَان لخلف الْأَحْمَر يَا أَبَا مُحرز المخبل كَانَ شَاعِرًا أَو من بني ضبة فَقَالَ يَا مَجْنُون صحّح المسالة حَتَّى تسمع الْجَواب وَقَالَ أَبُو زيد يَوْمًا فِي مَجْلِسه كَانَت الْعَرَب تَقول لَيْسَ لحاقن رَأْي فَقَالَ كيسَان وَلَا لمنعظ فَقَالَ أَبُو زيد مَا سمعناه وَلَكِن اكتبوه فَإِنَّهُ حق وَقَالَ أَبُو زيد جَاءَ صبي إِلَى كيسَان يقْرَأ عَلَيْهِ شعرًا حَتَّى مر بِبَيْت فِيهِ ذكر العيس فَقَالَ الْإِبِل الْبيض الَّتِي يخلط بياضها حمرَة قَالَ الصَّبِي وَمَا الْإِبِل قَالَ الْجمال قَالَ وَمَا الْجمال فَقَامَ كيسَان على أَربع ورغا فِي الْمَسْجِد وَقَالَ الَّذِي ترَاهُ طَوِيل الرَّقَبَة وَهُوَ يَقُول بوع وَحدث الْمبرد عَن التوزي قَالَ حبس عِيسَى بن سُلَيْمَان الْهَاشِمِي كيسَان وَكَانَ أحد الطياب) وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يعبث بِهِ كثيرا فشفع فِيهِ أَبُو عُبَيْدَة إِلَى الْأَمِير فَأمر بِإِخْرَاجِهِ فَقَالَ للجلاوزة من أخرجني قَالُوا تلكم فِيك شيخ مخضوب فَقَالَ أمه زَانِيَة إِن برح من الْحَبْس أحبيس ظلم وطليق ذل لَا يكون ذَلِك أبدا 3 - (أَبُو سعيد المَقْبُري) كيسَان أَبُو سعيد المَقْبُري مولى الجندعيين كَانَ ينزل الْمَقَابِر بِالْمَدِينَةِ يُقَال لَهُ صَاحب العباء روى عَن عمر وَعلي وَعبد الله بن سَلام وَأبي هُرَيْرَة

مستملي أبي عبيدة

وعقبن بن عَامر وَعبد الله بن وَدِيعَة وَغَيرهم وَذكره الْوَاقِدِيّ فِي من كَانَ مُسلما على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (مستملي أبي عُبَيْدَة) كيسَان مستملي أبي عُبَيْدَة قَالَ الجاحظ كَانَ يكْتب غير مَا يسمع وَيقْرَأ غير مَا يكتبأمليت عَلَيْهِ يَوْمًا (عجبت لمعشرٍ عدلوا ... بمعتمرٍ أَبَا عَمْرو) فَكَتبهُ أَبُو بشر واستفتى فِيهِ أَبَا زيد وقرأه أَبَا حَفْص وَسَأَلَهُ أَبُو عُبَيْدَة عَن رجل من شعرًا ءالعرب مَا اسْمه فَقَالَ خِدَاش أَو خرَاش أَو رياش أَو خماش أَو شَيْء آخر وَأَظنهُ قرشياً فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَة من ابْن علمت أَنه قرشي قَالَ رَأَيْت اكتناف الشينات عَلَيْهِ من كل جَانب قَالَ الجاحظ وَشهد على رجل عِنْد بعض الْوُلَاة فَقَالَ سَمِعت بأذني وَأَشَارَ إِلَى عيبنه وَرَأَيْت بعيني وَأَشَارَ إِلَى أُذُنه أَنه أمسك بتلابيب هَذَا الْغُلَام وَأَشَارَ إِلَى كميه وَمَا زَالَ يضْرب خاصرته وَأَشَارَ إِلَى فَكَّيْهِ فَضَحِك الْوَالِي وَقَالَ أحسبك قَرَأت كتاب خلق الْإِنْسَان على الْأَصْمَعِي قَالَ نعم 3 - (فرقة من الرافضة) الكيسانية فرقة من الرافضة منسوبة إِلَى كيسَان مولى عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَخذ الْعُلُوم من السَّيِّد مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ واقتبس الْأَسْرَار مِنْهُ اخْتلف أَصْحَابه اخْتِلَافا كثيرا فَمنهمْ من قَالَ لَيْسَ) للنَّاس إِمَام سوى رجل وَاحِد من لَا يَمُوت وَإِن غَابَ رَجَعَ وَمِنْهُم من عداهُ إِلَى آخر ثمَّ توقفوا وتحيروا وَمِنْهُم من أول الْأَركان الشَّرْعِيَّة وَقَالَ هِيَ أَسمَاء رجال من الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْحج وَالزَّكَاة وَمِنْهُم من ضعف يقينه فِي الْقِيَامَة وَمِنْهُم من قَالَ بالتناسخ والحلول وَالرَّجْعَة بعد الْمَوْت وَقبل الْقِيَامَة كَمَا هُوَ مَذْهَب أهل الرّجْعَة وَلَهُم فِي هَذَا هذيان كثير (الألقاب) الْكيس النميري النساب هُوَ زيد بن حَارِثَة تقدم فِي حرف الزَّاي ابْن كيسَان النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد بن كيسَان أَوْلَاد كيغلغ جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد وَإِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق والمظفر

كيقباذ

3 - (كيقباذ) 3 - (عَلَاء الدّين صَاحب الرّوم) كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان الْملك عَلَاء الدّين سُلْطَان الرّوم كَانَ ملكا مهيباً شجاعاً رَاجِح الْعقل سعيداً كسر خوارزم شاه وعسكر الْملك الْكَامِل وزوجه الْعَادِل ابْنَته وَولد لَهُ مِنْهَا وَكَانَ قد تملك الرّوم قبله أَخُوهُ كيكاوس فحبس أَخَاهُ هَذَا فَلَمَّا نزل بِهِ الْمَوْت أحضرهُ وَفك قَيده وعهد إِلَيْهِ بِالْملكِ وَأوصى إِلَيْهِ بأطفاله فطالت أَيَّامه واتسعت مَمْلَكَته وَكَانَ يرجع إِلَى عدل ونصفة وَكَانَت وَفَاته سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فِي سَابِع شَوَّال وَملك بعده وَلَده غياث الدّين كيخسرو 3 - (عَلَاء الدّين صَاحب الرّوم) كيقباذ بن كيخسرو السلجوقي السُّلْطَان صَاحب الرّوم وَفَاته سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (ركن الدّين صَاحب الرّوم) كيقباذ السُّلْطَان ركن الدّين بن السُّلْطَان غياث الدّين كيخسرو بن الْملك عَلَاء الدّين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان بن مَسْعُود بن قليج ارسلان بن سُلَيْمَان بن قتلمش بن أتسز بن) سلجوق بن دقاق صَاحب الرّوم وَابْن مُلُوكهَا كَانَ كَرِيمًا جواداً شجاعاً لكنه كَانَ مقهوراً تَحت أوَامِر التتار خنقته الْمغل بِوتْر وَله ثَمَان وَعِشْرُونَ سنة لِأَن البرواناه عمل عَلَيْهِ وَأوحى إِلَى الْمغل أَنه يُكَاتب صَاحب مصر فاستفحل أَمر البرواناه وَعجز كيقبا عَنهُ وَجلسَ وَلَده غياث الدّين كيخسرو فِي الْملك وَله عشر سِنِين ثمَّ توجه البرواناه إِلَى ابغا وَمَعَهُ فرس كيقباذ وسلاحه وتقادمه فَوجدَ عِنْده صَاحب سيس فَتكلم كل وَاحِد فِي الآخر بِأَنَّهُ يُكَاتب الْمُسلمين ثمَّ عَاد البرواناه مَعَه آجاي أَخُو أبغا وَكَانَ موت كيقباذ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة 3 - (كيكاوس) 3 - (عز الدّين صَاحب الرّوم) كيكاوس بن كيخسرو بن قلج ارسلان السُّلْطَان الْملك الْغَالِب عز الدّين صَاحب الرّوم قونيه وملطيه واقصرا أَخُو السُّلْطَان عَلَاء الدّين كيقباذ

عز الدين صاحب الروم

كَانَ جباراً ظَالِما سفاكاً للدماء وَلما عَاد من كَسرته مَعَ الْأَشْرَف عِنْد حلب اتهمَ جمَاعَة من أمرائه فسلق بَعضهم وَحط آخَرين فِي بَيت وحرقهم بالنَّار فَأَخذه الله بَغْتَة وَمَات فجاءة وَهُوَ سَكرَان وَكَانَ ذَلِك سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ أَخُوهُ كيقباذ مَحْبُوسًا وَقد هم بقتْله فبادروا وأخرجوه وسلطنوه عوضه 3 - (عز الدّين صَاحب الرّوم) كيكاوس بكاف وياء آخر الْحُرُوف وكاف أُخْرَى بعد الْألف وواو وسين ابْن كيخسرو بن قلج أرسلان أَخُو السُّلْطَان ركن الدّين كيقباذ فَهُوَ السُّلْطَان عز الدّين صَاحب الرّوم اقتسم هُوَ وَأَخُوهُ ملك الرّوم بعد أمهما ثمَّ إِن أَخَاهُ ركن الدّين غلب على الْأَمر فهرب عز الدّين بأَهْله وخواصه إِلَى ملك القسطنطينبية فهادنهم ملكهَا على أَن يسلم إِلَيْهِ عز الدّين فسلمهم إِيَّاه فَأكْرمه بركَة وَصَارَ من أكبر أمرائه ثمَّ إِنَّه كَانَ فِي خدمَة منكوتمر وَخلف وَلَده الْملك المسعود وَهُوَ فِي خدمَة منكوتمر وَتُوفِّي عز الدّين الْمَذْكُور رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة)

حرف اللام

(حرف اللَّام) (لاجين) 3 - (الْملك الْمَنْصُور) لاجين السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين المنصوري مَمْلُوك الْمَنْصُور قلاوون أمره أستاذه عِنْدَمَا تسلطن وَبَعثه نَائِبا على قلعة دمشق فَلَمَّا تسلطن سنقر الْأَشْقَر بِدِمَشْق وَدخل القلعة قبض عَلَيْهِ فَلَمَّا انْكَسَرَ سنقر الْأَشْقَر أخرجه الْأَمِير علم الدّين الْحلَبِي ثمَّ رتب فِي نِيَابَة السلطنة بمرسوم السُّلْطَان وَدخل عُفيَ خدمته إِلَى دَار السَّعَادَة فَعمل بالنيابة أحد عشر سنة ثمَّ عَزله الْأَشْرَف بالشجاعي وَكَانَ جيد السِّيرَة محبباً إِلَى الدماشقة فِيهِ عقل زايد وَسُكُون وشجاعة مَشْهُورَة وَدين وَإِسْلَام وَكَانَ شَابًّا أشقر فِي لحيته طول يسير وخفة وَجهه رَقِيق معرق وَعَلِيهِ هَيْبَة وهيئة تَامَّة فِي قده رشاقة خنق بَين يَدي الْملك الْأَشْرَف خَلِيل ثمَّ خلي فَإِذا فِيهِ روح ورق لَهُ السُّلْطَان وَأطْلقهُ ورده إِلَى رتبته وَيُقَال أَنه إِنَّمَا قَامَ على الْأَشْرَف لِأَنَّهُ تعرض لبيته بنت طقصو فعز ذَلِك عَلَيْهِ وَلما قتل الْأَشْرَف هُوَ وبيدرا اختفى وتنقل فِي الْبيُوت وقاسى الْأَهْوَال من الْجُوع والعطش وَالْخَوْف ثمَّ أجاره كتبغا وَأحسن إِلَيْهِ وَدخل بِهِ إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَقرر مَعَه أَن يخلع عَلَيْهِ وَيحسن إِلَيْهِ فَفعل بِهِ ذَلِك وَأَعْطَاهُ خبْزًا فَلَمَّا ملك كتبغا جعله نَائِب السلطنة فَوَثَبَ عَلَيْهِ كَمَا تقدم فِي تَرْجَمَة كتبغا وَقتل غلاميه الْأَزْرَق وبتخاص وتغافل عَنهُ لما عَلَيْهِ من الأيادي وهرب كتبغا كَمَا تقدم وسَاق لاجين الخزائن والعساكر بَين يَدَيْهِ من الْغَوْر وَمَا دخل غَزَّة إِلَّا وَهُوَ سُلْطَان وَلم يخْتَلف عَلَيْهِ اثْنَان وتملك أول صفر سنة وَجلسَ على سَرِير الْملك وَبعث قبجق نَائِبا بِدِمَشْق لِأَنَّهُ خوشداشاه وَجعل قراسنقر نَائِبه بِمصْر إِلَى أَن تمكن وَقبض عَلَيْهِ وَأقَام مَكَانَهُ فِي النِّيَابَة مَمْلُوكه منكوتمر فَحسن لَهُ الْقَبْض على الْأُمَرَاء فاسمك البيسري) وقارسنقر وايبك الْحَمَوِيّ وَسَقَى جمَاعَة وَلذَلِك هرب قبجق وبكتمر والكي وبزلار إِلَى التتار وَلم يخرج إِلَى الشَّام مُدَّة ملكه وَلما كَانَ فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة ركب فِي موكبه وَهُوَ صَائِم وَعمل عَلَيْهِ جمَاعَة من الأشرفية دخلُوا عَلَيْهِ بعد الْعشَاء الْآخِرَة وَهُوَ مكب على اللّعب بالشطرنج وَمَا عِنْده إِلَّا القَاضِي حسام الدّين الْحَنَفِيّ

وَعبد الله الْأَمِير وبريد البدوي وإمامه محب الدّين ابْن الْعَسَّال فَأول من ضربه بِالسَّيْفِ كرجي مقدم البرجية وَتوجه طغجي وكرجي إِلَى دَار منكوتمر ودقا عَلَيْهِ الْبَاب وَقَالا السُّلْطَان يطلبك فنكرهما وَقَالَ قد قتلتماه فَقَالَ كرجي نعم يَا مأبون بيتنا لنقتلك فَاسْتَجَارَ بطغجي فأجاره وَحلف لَهُ فَخرج إِلَيْهِمَا فذهبا بِهِ إِلَى الْجب وأنزلاه فاغتنم كرجي الْغَفْلَة وَحضر إِلَى الْجب وَأخرج منكوتمر من الْجب وذبحه وَقَالَ نَحن مَا قتلنَا أستاذه إِلَّا من أَجله فَمَا فِي بَقَائِهِ فَائِدَة ونهبوا دياره فِي الْحَال وَاتَّفَقُوا على إِعَادَة الْملك النَّاصِر مُحَمَّد من الكرك إِلَى الْملك وَأَن يكون طغجي نَائِبا وحلفوا لَهُ على ذَلِك وارسلوا سلار لإحضاره وَهُوَ أَمِير صَغِير وَعمل طغجي النِّيَابَة أَرْبَعَة أَيَّام فَلَمَّا حضر أَمِير سلَاح من غَزْوَة الشَّام وَقتل طغجي وكرجي عِنْدَمَا التقياه وَبَقِي يعلم على الْكتب ثَمَانِيَة أُمَرَاء سلار والجاشنكير وبكتمر أَمِير جندار وجمال الدّين ى قوش الفرم والحسام استاد الدَّار وكزد وأيبك الحزندار والأمير عبد الله وَقتل لاجين وَهُوَ فِي عشر الْخمسين أَو جاوزها بِقَلِيل وَقيل إِن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور قلاوون قَالَ لوَلَده الْملك الْأَشْرَف خَلِيل إِذا صَار الْأَمر إِلَيْهِم فَلَا تعَارض طرنطاي وَلَا تشوش عَلَيْهِ فَمَا يخونك وَأما لاجين فَلَا تكَلمه وَإِن أمسكته فَلَا تبقه فخالفه الشّرف فِي أَمر الْمَذْكُورين وَكَانَ حسام الدّين لاجين من أَعقل النَّاس وأنصفهم وَهُوَ الَّذِي خرج الْخُلَفَاء من الْحَبْس وابطل الثَّلج الَّذِي ينْقل فِي الْبَحْر من الشَّام إِلَى مصر وَقَالَ أَنا كنت فِي الشَّام وَأعلم مَا يقاسي النَّاس فِي وسقه وَكَانَ ذكيا نبيها) حكى لي القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله قَالَ حكى لي وَالِدي أَنه وصل إِلَيْهِ بعض الْأَيَّام بريد من مصر وعَلى يُبْدِهِ كتاب من طرنطاي وَمِمَّا فِيهِ بِخَطِّهِ أَن الخروف نطح كبشه اقلبه فَقَالَ لي مَا هَذَا يَا محيي الدّين قلت لَا أعلم فَقَالَ هَذَا الْكَلَام مَعْنَاهُ أَن بيدرا قد وثب على عَمه الشجاعي وَكَذَا كَانَ فَإِن الشجاعي كَانَ زوج أم بيدرا فَعمل عَلَيْهِ عِنْد الْمَنْصُور وأمسكه وعزله وصادره وَهَذَا فِي غَايَة الْفَهم من مثل هَذِه الْإِشَارَة وَحكى لي الْأَمِير شرف الدّين أَمِير حُسَيْن بن جندر قَالَ قَالَ لي حسام الدّين يَا حُسَيْن رَأَيْت البارحة فِي النّوم أَخَاك مظفر الدّين وَهُوَ يَقُول لي وَسَيعْلَمُ الَّذين ظلمُوا أَي مُنْقَلب ينقلبونفما كَانَ بعد ذَلِك ثَلَاث لَيَال حَتَّى قتل وَلما قتل الشّرف هرب هُوَ وقراسنقر وجاءا إِلَى جَامع ابْن طولون وطلعا فِي المئذنة واستترا فِيهَا وَقَالَ لاجين إِن نجانا الله من هَذِه الشدَّة وصرت شَيْئا عمرت هَذَا الْجَامِع وَكَذَا جرى فَإِنَّهُ عمره وأوقف عَلَيْهِ

أوقافاً كَثِيرَة وَعمل فِيهِ وظائف من الحَدِيث وَالتَّفْسِير والطب وَغَيره وَحكى لي عَنهُ الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن غَانِم رَحمَه الله مَكَارِم كَثِيرَة ولطفاً زايداً وإحساناً جماً ومودة يرعاها لمن يعرفهُ وَكَذَلِكَ حكى لي عَنهُ الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سدي النَّاس لما دخل عَلَيْهِ لم يَدعه يبوس الأَرْض ووقال أهل الْعلم ينزهون عَن هَذَا وَأَجْلسهُ عِنْده أَظُنهُ على المقعد ورتبه موقعاً فباشر ذَلِك أَيَّامًا ثمَّ استعفى فأعفاه وَجعل الْمَعْلُوم لَهُ راتباً فتناوله إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ القَاضِي شهَاب الدّين مَحْمُود يَوْمًا بَين يَدَيْهِ يكْتب فَوَقع يء من الحبر على ثِيَابه فَأعلمهُ السُّلْطَان بذلك قَالَ لي فنظمت فِي الْحَال بَين يَدَيْهِ (ثِيَاب مملوكك يَا سَيِّدي ... قد بيضت خَالِي بتسويدها) (مَا وَقع الحبر عَلَيْهَا بلَى ... وَقع لي مِنْك بتجديدها) قَالَ فَأمر لي بتفصيلتين ومبلغ خَمْسمِائَة دِرْهَم فَقلت يَا خوند مماليكك الْجَمَاعَة رفاقي يبْقى ذَلِك فِي قلبهم فَأمر لكل مِنْهُم بِمثل ذَلِك ثمَّ صَارَت راتباً لنا فِي كل سنة عَلَيْهِ وأنشدني إجَازَة قصيدة بهَا وَهِي (أطاعك الدَّهْر فَأمر فَهُوَ ممتثل ... واحكم فَأَنت الَّذِي تزهى بِهِ الدول) ) (واشرف فَلَو ملكت شمس النَّهَار علا ... ملتها لم يزدْ فِي سعدها الْحمل) (وانهض بعزمك فَهُوَ الْجَيْش يقدمهُ ... من بأسك المنذران الرعب والوجل) (وسر بِهِ وَحده لَا بالجيوش وَإِن ... لم يحوها الأرحبان السهل والجبل) (تلقى الْفتُوح وَقد جاءتك وافدةً ... يحثها المزعجان الشوق والأمل) (قد أرهف الْملك الْمَنْصُور مِنْك على ... جَيش الأعادي حسماً حَده الْأَجَل) (تهوى أسنته بيض النحور فَمن ... آثارها الْحمر فِي أجيادها قبل) (تدمى سطاه وتندى كَفه كرماً ... كالغيث يهمي وَفِيه الْبَرْق يشتعل) (سل يَوْم حمص جيوش الْمغل عَنهُ وَقد ... ضَاقَ الفضاء بهم واستدت السبل) (والهام تسْجد والأجسام راكعةً ... وَالْمَوْت يقبل والأرواح ترتحل) (وَالْبيض تغمد فِي الْأَبْطَال عَارِية ... وتنثني وَعَلَيْهَا مِنْهُم حلل) (وَالْخَيْل تحفى وتخفى فِي العجاج فَإِن ... بَدَت غَدَتْ وهيب الهامات تنتعل) (يُخْبِرك جمعهم وَالْفضل مَا شهِدت ... بِهِ العدى أَنه لَيْث الشرى البطل)

(وَأَنه خَاضَ فِي هيجائها وجلا ... غمارها واصطلاها وَهِي تشتعل) (وصدهم وهم كالبحر غذ صدموا ... ببأسه وَحمى الْإِسْلَام إِذْ حملُوا) (فمزقتهم سطاه ذَا يسير وَذَا ... عانٍ أَسِير وَذَا فِي الترب منجدل) (كَأَن أسهمه وَالْمَوْت يبعثها ... بَين المنايا وأرواح العدى رسل) (كَأَن هاربهم وَالْخَوْف يَطْلُبهُ ... يَبْدُو لَدَيْهِ مِثَال مِنْهُ أَو مثل) (فَإِن تنبه يَوْمًا راعه وَإِذا ... أغفى جلته عَلَيْهِ فِي الْكرَى الْمقل) (وَعَاد والنصر مَعْقُود برايته ... والمغل مَا بَين أَيدي خيله خول) (قد جمع الله فِيهِ كل مفترق ... فِي غَيره فَهُوَ دون النَّاس مكتمل) (فَعَن ندى يَده حدث وَلَا حرج ... اليم تمّ وَعم الْعَارِض الهطل) (اسْتغْفر الله ايْنَ الْغَيْث مُنْفَصِلا ... من بره وَهُوَ طول الدَّهْر مُتَّصِل) (عَطاء من لَيْسَ يثني فيض رَاحَته ... عَن الندى سأم يَوْمًا وَلَا ملل) (من حاتمٌ عد عَنهُ واطرح فِيهِ ... فِي الْجُود لَا بسواه يضْرب الْمثل) (ايْنَ الَّذِي بره الآلاف يتبعهَا ... كرائم الْخَيل مِمَّن بره الْإِبِل) ) (لَو مثل الْجُود مسرحاً قَالَ حاتمهم ... لَا نَاقَة لي فِي هَذَا وَلَا جمل) (أحَاط بِالنَّاسِ سور من كفَالَته ... ظلّ لَهُم وعَلى أعدائه ظلل) (أضحوا بِهِ فِي مهاد الأَرْض يكلأهم ... من رأفة بهم يقظان إِن غفلوا) (يحنو عَلَيْهِم وَيَعْفُو عَن مسيئهم ... حلماً ويصفح عَنْهُم إِن هم جهلوا) (وَأَعْدل النَّاس أَيَّامًا فَلَا شطط ... فِي الحكم مِنْهُ وَلَا حيف وَلَا ملل) (أطَاع خالقه فِي مَا تقلده ... فَمَا عَن الدّين بالدنيا لَهُ شغل) (إِن رام صيدا فَمَا الْكِنْدِيّ مفتخراً ... بِالْخَيْلِ فِي الصَّيْد إِلَّا مطرق خجل) (لكل طرف يفوت الطّرف منظره ... لَا يَأْخُذ الصَّيْد إِلَّا وَهُوَ منفتل) (فِي فتيةٍ من حماة التّرْك لَيْسَ لَهُم ... إِلَّا التَّعَلُّم من إقدامه أمل) (إِن يقتلُوا الصَّيْد فِي أَيدي الْجَوَارِح بل ... جوارح اللحظ إِن يرموا بهَا قتلوا) (عزا وصوناً لمن دَان الْأَنَام لَهُ ... حَتَّى السِّهَام إِلَى أغراضه ذلل) أَو حاول اللّعب الْمَعْهُود بالكرة الَّتِي بهَا تستعين الْبيض والأسل

لاجين أمير آخور

(حَيْثُ السوابق تجْرِي فِي أعنتها ... طَوْعًا وَتعطف أَحْيَانًا فتمتثل) (كَأَنَّهُ وَهِي والبردي فِي يَده ... على الْجواد وكل نَحْوهَا عجل) (شمسٌ على الْبَرْق حَاز الْبَدْر يرفعهُ ... عَن الْهلَال فتعلو ثمَّ تستفل) (لَا زَالَ بِالْملكِ الْمَنْصُور منتصراً ... مَا مَال بالدوح غُصْن البانة الثمل) وَلما تولى السلطنة جَاءَ غيث عَظِيم بَعْدَمَا تَأَخّر فَقَالَ الوداعي وَمن خطه نقلت (يَا أَيهَا الْعَالم بشراكم ... بدولة الْمَنْصُور رب الفخار) (فَالله قد بَارك فِيهَا لكم ... فَأمْطر اللَّيْل وأضحى النَّهَار) 3 - (لاجين أَمِير آخور) لاجين الْأَمِير حسام الدّين أَمِير آخور قدم فِي الْأَيَّام المظفرية حاجي إِلَى دمشق وَهُوَ أَمِير مائَة مقدم ألف وَحضر بِهِ الْأَمِير سيف الدّين بتخاص فِي تَاسِع عشْرين شهر رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ أَمِير آخور فِي أَيَّام الْملك المظفر والكامل أَخِيه فِيمَا أَظن وَحضر طلبه وَولده أَمِير طبلخاناه الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَطَابَتْ لَهُ دمشق وأحبها وَلم يزل بهَا إِلَى أَن خرج الْأَمِير) سيف الدّين الجيبغا الناصري إِلَى دمشق على إقطاعه فوصل صُحْبَة الْأَمِير سيف الدّين طقبغا فِي تَاسِع شهر ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَطلب الْأَمِير حسام الدّين الْمَذْكُور وَولده إِلَى الْقَاهِرَة 3 - (حسام الدّين العلائي) لاجين الْأَمِير حسام الدّين العلائي كَانَ أَمِير جاندار بِالْقَاهِرَةِ فِي أَيَّام المظفر حاجي لِأَنَّهُ ك ان زوج أم المظفر فَلَمَّا قتل عزل ثمَّ إِنَّه أخرج إِلَى حلب فِي شهر ربيه الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة على إقطاع الْأَمِير حسام الدّين مَحْمُود بن دَاوُد الشَّيْبَانِيّ وَطلب الْأَمِير سيف الدّين أرغون الْعمريّ إِلَى مصر صُحْبَة البريدي الَّذِي أحضرهُ 3 - (الجوكندار العزيزي) لاجين الْأَمِير حسام الدّين الجوكندار العزيزي من كبار أُمَرَاء دمشق كَانَ فَارِسًا شجاعاً لَهُ فِي الحروب آثَار جميلَة خُصُوصا فِي وَاقعَة حمص وَكَانَ محباً للْفُقَرَاء وأخلاقهم كثير الْبر لَهُم يجمعهُمْ على السماعات الَّتِي يضْرب بهَا الْمثل يغرم على السماع ثَمَانِيَة آلَاف دِرْهَم وَخلف تَرِكَة عَظِيمَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة

الدرفيل

3 - (الدرفيل) لاجين الْأَمِير الْكَبِير حسام الدّين الأيدمري الدوادار الملقب بالدرفيل سمع من سبط السلَفِي وَكَانَ يحب الْعلمَاء مقرباً لَهُم لَهُ معرفَة وفضيلة ومشاركة وذكاء مفرط وهمة عالية وَكَانَ السُّلْطَان يُحِبهُ ويعتمد عَلَيْهِ فِي الْمُهِمَّات والمكاتبات وَأمر القصاد توفّي وَلم يكمل الْأَرْبَعين سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة وَكَانَ السُّلْطَان قد رتب حسام الدّين هَذَا هُوَ وَسيف الدّين بلبان الرُّومِي فِي الدوادارية وَكَانَ بلبان الرُّومِي يترسل إِلَى الْجِهَات وحسام الدّين هَذَا يلازم الدوادارية وَلما مَاتَ تأسف النَّاس عَلَيْهِ وَقَالَ فِيهِ القَاضِي محيي الدّين ابْن عبد الظَّاهِر) (قَالُوا حسام الدّين قد قطع الورى ... قلت الحسام بِلَا خلاف يقطع) (قَالُوا مضى عَنَّا وَلم يرجع ... قلت الحسام إِذا مضى لَا يرجع) وَقَالَ أَيْضا (كم قد رفعت يَدي عِنْد الدُّعَاء لَهُ ... بِأَن يعافى وَكم قيل آمينا) (وَكم سَمِعت البواكي فِي تمرضه ... فَقلت يعد ألهاً لاجينا وَلَا جينا) (فَمَا أَفَادَ دعائي وَلَا حذري ... مَا شاءه الله يمْضِي لَا الَّذِي شنيا) وَقَالَ السراج الْوراق (بَكت السيوف عَلَيْهِ والأقلام ... وَالْعلم وَالْعُلَمَاء والأعلام) (وَاسْتَوْحَشْت مِنْهُ ظُهُور جياده ... وتعطل الإسراج والإلجام) (وأظنهن بِهِ بلغن مُحَمَّدًا ... فظهورهن على السُّرُوج حرَام) (تبْكي الجفون دَمًا عَلَيْهِ وَكَيف لَا ... تبْكي الجفون عَلَيْهِ وَهُوَ حسام) (وَمضى وَمن فَخر الحسام إِذا مضى ... وسواه نابي المضربين كهام) (أسفي على لاجين كَانَ رجاهم ... لاجين إِذْ فاجا حماه حمام) 3 - (السَّابِق وَالِي الشرقية) لاجين الْأَمِير سَابق الدّين الْعِمَادِيّ نَائِب قوص فِي دولة الْمعز ثمَّ ولي بلبيس وَكَانَ مَمْلُوك الصاحب عماد الدّين وَزِير الجزيرة العمرية وَكَانَ دينا صَالحا متصدقاً قدم مَعَ أستاذه فِي دولة الْكَامِل وَتقدم أَيَّام الصَّالح وَتُوفِّي سنة تسعين

العينتابي

وسِتمِائَة وَكَانَ الْملك الظَّاهِر يعْتَمد عَلَيْهِ ويكرمه ويثق إِلَيْهِ ويعظمه كتب إِلَيْهِ السراج الْوراق (إِن عَاق غَيْرك مانعٌ عَن منةٍ ... تسدى فَمَا لَك أَنْت عَنْهَا عائق) (وَعَطَاء كفك سابقٌ لمطالبي ... وكذاك فَلْيَكُن الْجواد السَّابِق) 3 - (العينتابي) لاجين الْأَمِير حسام الدّين العينتابي يُشَارك فِي نِيَابَة السلطنة بحلب وَكَانَ بطلاً شجاعاً شَابًّا جميل الصُّورَة توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة) (لَاحق) 3 - (أبومجلز) لَاحق بن حميد السدُوسِي الْبَصْرِيّ أَبُو مجلز بِالْجِيم بعد الْمِيم وَبعد الْجِيم لَام وزاي الْأَعْوَر سمع جُنْدُب بن عبد الله وَمُعَاوِيَة وَابْن عَبَّاس وَسمرَة بن جُنْدُب وَأنس بن مَالك قَالَ شُعْبَة تجيئنا أَحَادِيث عَن ابي مجلز كَأَنَّهُ شيعي وتجيئنا عَنهُ أَحَادِيث كَأَنَّهُ عثماني وَتُوفِّي سنة سِتّ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الحريري اللبان) لَاحق بن عبد الْمُنعم بن قَاسم بن أَحْمد بن حمد بن حَامِد بن مفرج بن غياث الْأنْصَارِيّ الأرتاحي الأَصْل الْمصْرِيّ الحريري اللبان الْحَنْبَلِيّ روى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ والدواداري وَغَيره روى كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي وَغير ذَلِك وَتفرد بِالْإِجَازَةِ من الْمُبَارك بن عَليّ بن الطباخ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة 3 - (ابو عمر الْمَقْدِسِي) لَاحق بن الْحُسَيْن بن عمرَان الْمَقْدِسِي ابو عمر كَانَ كذابا يضع الْأَسْمَاء والمتون مثل طغج بن طغان وطغريل بن غربيل وَحدث بخراسان وخوارزم وَمَا وَرَاء النَّهر عَن خَيْثَمَة الأطرابلسي والمحاملي اتَّفقُوا على كذبه توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة

الألقاب

3 - (الألقاب) اللاردي مُحَمَّد بن عَتيق أَبُو لبَابَة الْأنْصَارِيّ اسْمه رِفَاعَة بن عبد الْمُنْذر وَقد مر ذكره فِي حرف الرَّاء فِي مَكَانَهُ اللبلي المغربي اسْمه يحيى بن عبد الله ابْن اللبان الفرضي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله ابْن اللبان عبد الله بن مُحَمَّد ابْن اللبان الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُؤمن) ابْن اللبانة الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عِيسَى اللباد أَبُو بكر الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وشاح ابْن لال الشَّافِعِي أَحْمد بن عَليّ ابْن لتال عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ اللاحقي ابان واللاحقي إِسْمَاعِيل بن بشر اللالكائي الشَّافِعِي هبة الله بن الْحسن (لبَابَة) 3 - (زوج الْعَبَّاس) لبَابَة بنت الْحَارِث بن حزن الْهِلَالِيَّة وَهِي أم الْفضل أُخْت مَيْمُونَة أم الْمُؤمنِينَ وَزوج الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَأم أَكثر بنيه يُقَال إِنَّهَا أول امْرَأَة أسلمت بعد خَدِيجَة وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يزورها ويقيل عِنْدهَا وروت عَنهُ أَحَادِيث كَثِيرَة وَكَانَت من المنجبات ولدت للْعَبَّاس سِتَّة رجال لم يُولد مثلهم وهم الْفضل وَعبد الله الْفَقِيه وَعبيد الله ومعيد وَقثم وَعبد الرَّحْمَن وَأم حبيب وَهِي سابعة وفيهَا يَقُول عبد الله بن يزِيد الْهِلَالِي (مَا ولدت نجيبة من فَحل ... بجبل تحله وَسَهل)

الصغرى

(كستةٍ من بطن أم افضل ... أكْرم بهما من كهلةٍ وكهل) (عَم النَّبِي الْمُصْطَفى ذِي الْفضل ... وَخَاتم الرُّسُل وَخير الرُّسُل) وَأَخَوَاتهَا لأَبِيهَا وَأمّهَا مَيْمُونَة أم الْمُؤمنِينَ ولبابة الصُّغْرَى وعفراء وَعزة وهزيلة وأخواتهن لأمهن أَسمَاء وسلمى وسلامة بَنَات عُمَيْر الخثعميات وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَخَوَات الْمُؤْمِنَات مَيْمُونَة وَأم الْفضل وَأَسْمَاء وَقَالَ بَعضهم وسلمى قبل أَسمَاء 3 - (الصُّغْرَى) لبَابَة الصُّغْرَى هِيَ أُخْت لبَابَة الْكُبْرَى الْمَذْكُورَة قبل وَهِي أم خَالِد بن الْوَلِيد قَالَ ابْن عبد الْبر وَفِي إسْلَامهَا نظر 3 - (زَوْجَة الْأمين) ) لبَابَة بنت عَليّ بن الْمهْدي كَانَت زَوْجَة الْأمين وَكَانَت جليلة فاضلة قَالَت لما قتل عَنْهَا الْأمين قبل أَن يدْخل بهَا (أبكيك لَا للنعيم والأنس ... بل للمعالي وَالرمْح وَالْفرس) (ابكي على فارسٍ فجعت بِهِ ... أرملني قبل لَيْلَة الْعرس) (لبنى) 3 - (كاتبة الْمُسْتَنْصر الْأمَوِي) لبنى كاتبة الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر الْأمَوِي كَانَت كاتبة حاذقة نحوية شاعرة بَصِيرَة بِالْحِسَابِ لم يكن فِي قصر الْإِمَارَة أنبل مِنْهَا وَكَانَ خطها مليحاً ومعرفتها بالعروض تَامَّة توفيت سنة أَربع وَتِسْعين وثلاثمائة 3 - (الألقاب) القَاضِي اللبني اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد

لبيد

(لبيد) 3 - (الشَّاعِر الصَّحَابِيّ) لبيد بن ربيعَة العامري الشَّاعِر قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ قومه فَأسلم وَحسن إِسْلَامه روى أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ اصدق كلمة قَالَهَا شَاعِر كلمة لبيد أَلا كل شَيْء مَا خلا الله بَاطِل وَمن هَذِه القصيدة قَوْله (وكل امرئٍ يَوْمًا سَيعْلَمُ سَعْيه ... إِذا كشفت عِنْد الْإِلَه المحاصل) وَهَذَا يدل على أَنه قَالَ هَذَا الشّعْر فِي الْإِسْلَام قَالَ ابْن عبد الْبر وَأكْثر أهل الْآثَار قَالَ إِن لبيداً لم يقل شعرًا فِي الْإِسْلَام مُنْذُ أسلم وَقَالَ بَعضهم لم يقل فِي الْإِسْلَام إِلَّا قَوْله (الْحَمد لله إِذْ لم يأتني أَجلي ... حَتَّى اكتسيت من الْإِسْلَام سربالا) وَقد قيل إِن هَذَا الْبَيْت لقردة بن نفاثة السَّلُولي وَهُوَ اصح عِنْدِي وَقَالَ غَيره الْبَيْت الَّذِي قَالَه فِي الْإِسْلَام قَوْله (مَا عَاتب الْمَرْء الْكَرِيم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصَّالح) وَكَانَ شريفاً فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ قد نذر أَن لَا تهب الصِّبَا إِلَّا نحر وَأطْعم ثمَّ نزل الْكُوفَة وَكَانَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة إِذا بت الصِّبَا يَقُول أعينوا أَبَا عقيل على مروءته وَكتب إِلَيْهِ الْوَلِيد يَقُول (أرى الجزار يشحذ شفرتيه ... إِذا هبت ريَاح أبي عقيل) (أغر الْوَجْه أَبيض عامري ... طَوِيل الباع كالسيف الصَّقِيل) (وفى ابْن الْجَعْفَرِي بحلفتيه ... على العلات وَالْمَاء الْقَلِيل)

التميمي الصحابي

(بنحر الكوم إِذْ سحبت عَلَيْهِ ... ذيول صبا تجاوب بالأصيل) فَلَمَّا أَتَاهُ الشّعْر قَالَ لابنته أجيبيه فقد رَأَيْتنِي وَمَا أعيا بِجَوَاب شَاعِر فَقَالَت (إِذْ هبت ريَاح أبي عقيل ... دَعونَا عِنْد هبتها الوليدا) ) (أَشمّ الْأنف أصيد عبشمي ... أعَان على مروءته لبيدا) (بأمثال الهضاب كَأَن ركباً ... عَلَيْهَا من بني حامٍ قعُودا) (أَبَا وهبٍ جَزَاك الله خيرا ... نحرناها وأطعمنا الشريدا) (فعد إِن الْكَرِيم لَهُ معادٌ ... وظني بِابْن أروى أَن يعودا) فَقَالَ أَبوهَا قد أَحْسَنت لَوْلَا انك استزدتيه فَقَالَت وَالله مَا استزدته إِلَّا أَنه ملك وَلَو كَانَ سوقة لم أفعل ولقالت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا رحم الله لبيداً حَيْثُ يَقُول (ذهب الَّذين يعاش فِي أَكْنَافهم ... وَبقيت فِي خلفٍ كَجلْد الأجرب) (لَا ينفعون وَلَا يُرْجَى خَيرهمْ ... ويعاب قَائِلهمْ وَإِن لم يشغب) قَالَت فَكيف لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا وَمَات لبيد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وَهُوَ وعلقمة بن علاثة العامريان من الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم قَالَ مَالك بن أنس بَلغنِي أَنه عَاشَ مائَة وَأَرْبَعين سنة وَهُوَ الْقَائِل (وَلَقَد سئمت من الْحَيَاة وطولها ... وسؤال هَذَا النَّاس كَيفَ لبيد) وَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا رويت للبيد اثْنَي عشر ألف بَيت 3 - (التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ) لبيد بن عُطَارِد التَّمِيمِي أحد الْوَفْد القادمين على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحد وُجُوههم إِسْلَامه فِي سنة تسع قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعلم لَهُ خَبرا غير ذكره فِي الْوَفْد 3 - (لبيد بن سهل الْأنْصَارِيّ) لبيد بن سهل الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر لَا أَدْرِي

الأشهلي الصحابي

أهوَ من أنفسهم أَو حَلِيف لَهُم جَاءَ ذكره فِي التَّفْسِير عِنْد قَوْله تَعَالَى وَمن يكْسب خَطِيئَة أَو إِثْمًا ثمَّ يرم بِهِ بَرِيئًا قيل البريء هُنَا لبيد بن سهل وَقيل رجل من الْيَهُود وَالَّذِي رَمَاه ابْن أبرق وَقيل ابْن أُبَيْرِق بالدرع الَّتِي سَرَقهَا ورماها فِي دَاره ورماه بسرقتها) 3 - (الأشْهَلِي الصَّحَابِيّ) لبيد بن عقبَة بن رَافع بن امْرِئ الْقَيْس الْأنْصَارِيّ الأشْهَلِي هُوَ وَالِد مَحْمُود بن لبيد لَهُ صُحْبَة ولابنه أَيْضا (لبطة) 3 - (ابْن الفرزدق) لبطة بن الفرزدق الشَّاعِر روى عَن أَبِيه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة (لبي) لبي بن لبي لَهُ صُحْبَة كَانَ يلبس الْخَزّ الْأَحْمَر 3 - (الألقاب) ابْن اللبودي الْحكمِي اسْمه مُحَمَّد بن عَبْدَانِ اللبودي نجم الدّين يحيى بن مُحَمَّد اللبيدي الْمَالِكِي ابو الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد ابْن اللتي اسْمه عبد الله بن عمر لِسَان الْحمرَة النساب اسْمه وَرْقَاء بن الأسعر (اللَّجْلَاج العامري) 3 - (العامري الصَّحَابِيّ) لَهُ صُحْبَة قَالَ عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء بن اللَّجْلَاج العامري عَن أَبِيه عَن جده قَالَ أسلمت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ابْن خمسين

الألقاب

سنة وَمَات اللَّجْلَاج وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة قَالَ وَمَا مَلَأت بَطْني مُنْذُ أسلمت آكل حسبي وأشرب حسبي 3 - (الألقاب) ابْن اللحاس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد لحية الزبل الْقُرْطُبِيّ سعيد بن عُثْمَان ابْن اللِّحْيَة يُوسُف بن سُلَيْمَان لحية الليف اسْمه مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اللحياني صَاحب يُونُس ابْن لره اسْمه بنْدَار اللص الشَّاعِر النَّحْوِيّ المغربي اسْمه أَحْمد بن عَليّ (لذريق) 3 - (صَاحب الأندلس) لذريق بِضَم اللَّام وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وياء آخر الْحُرُوف بعد الرَّاء الْمَكْسُورَة وقاف ملك الفرنج صَاحب الأندلس لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة مُوسَى بن نصير فليكشف من هُنَاكَ (لطف الله) 3 - (الشريف الْهَاشِمِي) لطف الله الشريف الْهَاشِمِي قَالَ الباخرزي فِي الدمية أَنْشدني وَالِدي قَالَ أَنْشدني الشريف لنَفسِهِ (قَالَت سلا ودنا وَحَال وَلم ... اسل فتجزي بِهِ وَلم أحل) (عنْدك قلبِي فقلبيه فَإِن ... وجدت فِيهِ سواك فانتقلي) 3 - (الألقاب) لطيم الشَّيْطَان الْمَعْرُوف بالأشدق هُوَ عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ (لُقْمَان) 3 - (الْعَنسِي الصَّحَابِيّ) لُقْمَان بن شبة بن معيط أَبُو حصن الْعَنسِي بالنُّون قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ هُوَ أحد التِّسْعَة العنسيين الَّذين وفدوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاسلموا

الألقاب

3 - (الألقاب) ابْن لُقْمَان فَخر الدّين إِبْرَاهِيم بن لُقْمَان أَبُو لُقْمَان الصفار يُونُس بن خَليفَة (لَقِيط) 3 - (الْمحَاربي) لَقِيط بن بكير الْمحَاربي كَانَ من رُوَاة الْكُوفَة وَكَانَ سيء الْخلق وكنيته أَبُو هِلَال وَتُوفِّي سنة تسعين وَمِائَة وَله كتاب فِي الْأَخْبَار مبوب فِي كل فن من الْفُنُون كتاب مُفْرد وَمن أحْسنهَا كِتَابه فِي النَّاس وَكتاب السمر وَكتاب الخراب واللصوص وَكتاب أَخْبَار الْجِنّ وَأخذ لَقِيط الْعلم عَن جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْأَعرَابِي وَمن شعره (عزفت عَن الغواية والملاهي ... وأخلصت المتاب إِلَى إلاهي) (وغرتني ليالٍ كنت فِيهَا ... مُطيعًا للشباب بِهِ أباهي) (أجاري الغي فِي ميدان لهوي ... وقلبي عَن طَرِيق ارشد لاه) (وألجمني المشيب لجام تقوى ... وركن الشيب بَادِي الْعَيْب واه) (وَمن لم كَفه العذال عزمٌ ... فَلَيْسَ لَهُ على عذلٍ تناه) 3 - (الألقاب) لكذه اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ اسْمه الْحسن بن عبد الله (لمازة) 3 - (الْجَهْضَمِي) لمازة بن زبار بالزاي وَالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف مُشَدّدَة وَبعد الْألف رَاء

الألقاب

الْجَهْضَمِي الْبَصْرِيّ روى عَن عَليّ وَأبي مُوسَى توفّي فِي عشر الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل فِي عشر الْمِائَة وكنيته أَبُو لبيد وَكَانَ ثِقَة قَاتل عليا يَوْم الْجمل قيل لَهُ أَتُحِبُّ عليا قَالَ كَيفَ أحب رجلا قتل من قومِي أَلفَيْنِ وَخَمْسمِائة فِي يَوْم قَالَ ابْن معِين نرى أَنه كَانَ يشْتم عليا رَضِي الله عَنهُ 3 - (الألقاب) ابْن اللمطي اسْمه عمر بن عِيسَى بتن نصر ابْن اللمطي الْأَمِير أَبُو التقى اسْمه صَالح بن إِسْمَاعِيل ابْن لنكك الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن جَعْفَر ابْن لنكك إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد (لهيب) 3 - (اللهبي الصَّحَابِيّ) لهيب بن مَالك اللهبي قَالَ حضرت عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت عِنْده الكهانة فَقلت بَابي أَنْت وَأمي نَحن أول من عرف حراسة السَّمَاء وزجر الشَّيَاطِين ومنعهم من استراق السّمع عِنْد قذف النُّجُوم وَذَلِكَ أَنا اجْتَمَعنَا إِلَى كَاهِن لنا يُقَال لَهُ خطر بن مَالك وَكَانَ شَيخا كَبِيرا قد أَتَت عَلَيْهِ مِائَتَا سنة وَكَانَ من أعلم كهاننا فَقَالَ عودا غلي السحر إيتوني بِسحر أخْبركُم الْخَبَر الْخَيْر أم ضَرَر أَو الْأَمْن أَو حذر قَالَ فانصرفنا عَنهُ يَوْمنَا لما كَانَ فِي غَد فِي وَجه السحر أتيناه فغذ هُوَ قَائِم على قَدَمَيْهِ شاخص فِي السَّمَاء بِعَيْنِه فأمسكنا فانقض نجم عَظِيم من السَّمَاء وصرخ الكاهن رَافعا صَوته أَصَابَهُ إِصَابَة خامره عِقَابه أحرقه شهابه زايله جَوَابه يَا ويله مَا حَاله بلبله بلباله عاوده خباله تقطعت حباله وغيرت أَحْوَاله ثمَّ أمسك طَويلا وَهُوَ يَقُول (يَا معشر بني قحطان ... أخْبركُم بِالْحَقِّ وَالْبَيَان) (أَقْسَمت بِالْكَعْبَةِ والأركان ... والبلد المؤتمن السدان) (قد منع السّمع عتاة الجان ... بثاقبٍ بكف ذِي سُلْطَان)

الألقاب

(من أجل مَبْعُوث عَظِيم الشَّأْن ... يبْعَث بالتنزيل وَالْقُرْآن) (وبالهدي وفاضل الْفرْقَان ... تبطل بِهِ عبَادَة الْأَوْثَان) قَالَ فَقلت وَيحك يَا خطر إِنَّك تذكر أمرا عَظِيما فَمَاذَا ترى قَوْمك فَقَالَ (أرى لقومي مَا أرى لنَفْسي ... أَن يتبعوا خير نَبِي الْأنس) (برهانه مثل شُعَاع الشَّمْس ... يبْعَث فِي مَكَّة دَار الحمس) بمحكم التَّنْزِيل غير اللّبْس فَقُلْنَا يَا خطر وَمن هُوَ فَقَالَ والحياة والعيش إِنَّه لمن قُرَيْش مَا فِي عمله طيش وَلَا فِي خلقه هيش يكون فِي حيش وَأي حيش من آل قحطان وَآل أيش فَقُلْنَا بَين لنا من أَي قُرَيْش هُوَ قَالَ وَالْبَيْت ذِي الدعائم والركن والأحائم إِنَّه لمن نجل هَاشم من معشر أكارم يبْعَث بالملاحم وَقتل كل ظَالِم) ثمَّ قَالَ هَذَا هُوَ الْبَيَان أَخْبرنِي بِهِ رَئِيس الجان ثمَّ قَالَ الله أكبر جَاءَ الْحق وَظهر وَانْقطع عَن الْجِنّ الْخَبَر ثمَّ سكت وأغمي عَلَيْهِ فَمَا أَفَاق إِلَّا بعد ثَالِثَة فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد نطق عَن مثل نبوة وَإنَّهُ ليَبْعَث يَوْم الْقِيَامَة أمة وَحده 3 - (الألقاب) ابْن أبي لَهب الشَّاعِر اسْمه الْفضل بن الْعَبَّاس ابْن اللهيب الْمَالِكِي اسْمه مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد (لوط) 3 - (أَبُو مخنف) لوط بن حيى بن مخنف بن سُلَيْمَان الْأَزْدِيّ أَو مخنف بِالْمِيم

لؤلؤ

وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَالْفَاء ومخنف بن سُلَيْمَان من أَصْحَاب عَليّ رَضِي الله عَنهُ توفّي لوط سنة سبع وَخمسين وَمِائَة وَكَانَ راوية أخبارياً صَاحب تصانيف يروي عَن القصعب بن زُهَيْر ومجالد بن سعيد وَجَابِر بن يزِيد الْجعْفِيّ وَطَوَائِف من المجهولين قَالَ أَبُو حَاتِم مَتْرُوك الحَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخباري ضَعِيف وَقَالُوا أَبُو مخنف بِأَمْر الْعرَاق وفتوحها وأخبارها يزِيد على غَيره والمدائني بِأَمْر خُرَاسَان والهند وَفَارِس والواقدي بالحجاز وَالسير وَقد اشْتَركُوا فِي فتوح الشَّام وَمن تصانيفه كتاب الرِّدَّة فتوح الشَّام فتوح الْعرَاق كتاب الْجمل كتاب صفّين كتاب النهروان كتاب الغارات كتاب الخريت بن رَاشد وَبني نَاجِية كتاب مقتل عَليّ رَضِي الله عَنهُ كتاب مقتل حجر بن عدي كتاب مقتل مُحَمَّد بن أبي بكر وَالْأَشْتَر وَمُحَمّد بن أبي حُذَيْفَة كتاب لشورى ومقتل عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ كتاب الْمُسْتَوْرد بن علفة كتاب مقتل الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ كتاب الْمُخْتَار بن أبي عبيد كتاب وَفَاة مُعَاوِيَة وَولَايَة ابْنه ووقعة الْحرَّة وَعبد الله بن الزبير كتاب سُلَيْمَان بن صرد وَعين الوردة كتاب مرج راهط ومقتل الضَّحَّاك بن قيس الفِهري كتاب مُصعب بن الزبير وَالْعراق كتاب مقتل عبد الله بن الزبير كتاب حَدِيث باخمرا ومقتل ابْن الْأَشْعَث كتاب نجدة الحروري كتاب الْأزَارِقَة كتاب حَدِيث روشتقباذ كتاب شبيب الحروري وَصَالح بن مسرح كتاب الْمطرف بن الْمُغيرَة كتاب دير الجماجم) وخلع ابْن الْأَشْعَث كتاب يزِيد بن الْمُهلب ومقتله بالعقر كتاب خَالِد الْقَسرِي ويوسف بن عمر وَمَوْت هِشَام وَولَايَة الْوَلِيد كتاب زيد بن عَليّ كتاب يحيى بن زيد كتاب الضَّحَّاك الْخَارِجِي كتاب الْخَوَارِج والمهلب بن أبي صفرَة (لُؤْلُؤ) 3 - (العادلي مقدم الأسطول) لُؤْلُؤ الْحَاجِب العادلي من كبار الدولة لَهُ مَوَاقِف مَشْهُورَة بالسواحل وَكَانَ مقدم الْغُزَاة حِين توجه الْعَدو الَّذين قصدُوا الْحجاز فِي الْبَحْر المالح بعدة مراكب وشوكة ومنعة وسولت لَهُم أنفسهم أمرا لمن يكن الله ليفعلوه فأدركهم وَأَخذهم وَدخل بأسراهم الْقَاهِرَة وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وقفيه قَول القَاضِي الْوَجِيه ابْن الذروي

شمس الدين نائب الشام

(قلت وَقد سَافَرت يَا من إِذا ... جهاده يعضد من حجه) (إِذْ قيل سَار الْحَاجِب المرتجى ... فِي الْبَحْر يَا رب السما نجه) (الْبَحْر لَا يعدو على لؤلؤٍ ... لِأَنَّهُ كَون من لجه) وَيَقُول أَيْضا (لَئِن كنت من االبحر يَا لُؤْلُؤ العلى ... نتجت فَإِن الْجُود فِيك وَفِيه) (وَإِن لم تكن مِنْهُ لأجل مذاقه ... فَإنَّك من بَحر السماح أَخِيه) وَيَقُول أَيْضا (يَا حَاجِب الْمجد الَّذِي مَاله ... لَيْسَ عَلَيْهِ فِي الندى حجبه) (وَمن دَعوه لؤلؤاً عِنْدَمَا ... صحت من الْبَحْر لَهُ نسبه) وَيَقُول أَيْضا (مر يَوْم من الزَّمَان عَجِيب ... كَاد يُبْدِي فِيهِ السرُور الجماد) (إِذْ أَتَى الجاجب الْأَجَل بأسرى ... قرنتهم فِي طيها الأصفاد) (بِجَمَال كأنهن حمال ... وعلوج كَأَنَّهُمْ أطواد) (قلت بعد التَّكْبِير لما تبدى ... هَكَذَا هَكَذَا يكون الْجِهَاد) (حبذا لُؤْلُؤ يصيد الأعادي ... وسواه من اللآلي يصاد) ) وَكَانَ حَيْثُمَا توجه فتح وانتصر وَكَانَ أَيَّام صَلَاح الدّين مقدم الأسطول وَكَانَ يتَصَدَّق كل يَوْم بِاثْنَيْ عشر ألف رغيف مَعَ قدور الطَّعَام ويضعف ذَلِك فِي رَمَضَان ويشد وَسطه وَيقف ويغرف بِيَدِهِ الْوَاحِدَة وَفِي يَده الْأُخْرَى جرة سمن وَيبدأ بِالرِّجَالِ ثمَّ بِالنسَاء ثمَّ بالصبيان وَإِذا فرغوا بسط سماطاً للأغنياء يعجز الْمُلُوك عَن مثله وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة 3 - (شمس الدّين نَائِب الشَّام) لُؤْلُؤ الْأَمِير الْكَبِير شمس الدّين أَبُو سعيد الأميني الْموصِلِي كافل الممالك الشامية ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع ابْن طبرزد وَمُحَمّد بن وهب ابْن الزنف وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره وَكَانَ بطلاً شجاعاً دينا عابداً صَالحا أماراً بِالْمَعْرُوفِ إِلَّا أَن فِيهِ عقل التّرْك كَانَ مُدبر الدولة الناصرية فحرص كل

الملك الرحيم

الْحر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على القعبور إِلَى مصر ليفتحها لمخدومه فَسَار بِهِ وبالجيوش وَعمل مَعَ عَسْكَر مصر مصافاً بِقرب العباسة فَكسر المصريين ثمَّ تناخت البحرية بعد فرَاغ المصاف وخملوا على لُؤْلُؤ وَهُوَ فِي طَائِفَة قَليلَة فأسروه ثمَّ قَتَلُوهُ وَقتلُوا مَعَه جمَاعَة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (الْملك الرَّحِيم) لُؤْلُؤ السُّلْطَان الْملك الرَّحِيم بُد ر الدّين صَاحب الْموصل الأرمني الأتابكي النوري مولى نور الدّين أرسلان ابْن السُّلْطَان عز الدّين مَسْعُود يكنى أَبَا الْفَضَائِل كَانَ الْقَائِم بتدبير دولة أستاذه ثمَّ دبر دولة القاهر عز الدّين مَسْعُود وَلَده فَلَمَّا توفّي أَقَامَ بدر الدّين أَخَوَيْنِ وَلَدي القاهر صبيين وهما ابْنا بنت مظفر الدّين صَاحب إربل وَاحِدًا بعد وَاحِد ثمَّ إِنَّه استبد بِالْملكِ أَرْبَعِينَ سنة وَالأَصَح أَنه تسلطن سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ حازماً مُدبرا شجاعاً وَفِيه كرم وسؤدد وتجمل وَله هَيْبَة وسطوة وسياسة ومداراة للخليفة والتتار وَيغرم على القصاد أَمْوَالًا وافرة وَكَانَ مَعَ جوره وظلمه محبباً إِلَى الرّعية قطع وشنق وَقتل مَا لَا نِهَايَة لَهُ حَتَّى هذب الْبِلَاد وَلما رأى مظفر الدّين صَاحب إربل يتغالى فِي المولد النَّبَوِيّ وَيغرم عَلَيْهِ أَمْوَالًا عَظِيمَة) وَيظْهر الْفَرح والزينة عمد هُوَ إِلَى يَوْم فِي السّنة وَهُوَ عيد الشعانين فَعمل فِيهِ من اللَّهْو وَالْخُمُور والمغاني مَا يضاهي بِهِ المولد وَيكون السماط خونجا طَعَام وباطية خمر وينثر الذَّهَب على النَّاس من القلعة يسفي الذَّهَب بالصينية ومقته أهل الْعلم وَالدّين لهَذَا الْفِعْل وَقَالَ فِيهِ (يعظم أعياد النَّصَارَى وَيَدعِي ... بِأَن غله الْخلق عِيسَى بن مَرْيَم) (إِذا نبهته نخوة عَرَبِيَّة ... إِلَى الْمجد قَالَت أرمنيته نم) توجه إِلَى هولاكو وَقدم لَهُ تحفاً سنية مِنْهَا درة يتيمة التمس أَن يَضَعهَا فِي أذن هولاكو فانكفأ على ركبته فمعك أُذُنه وأدخلها فِيهَا فَلَمَّا خرج أَفَاق على نَفسه وَقَالَ هَذَا مَعَك أُذُنِي فَغَضب وَطَلَبه فغذ بِهِ قد سَاق فِي الْحَال وَمَات فِي سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة وَقد كمل الثَّمَانِينَ 3 - (أَمِير دمشق) لُؤْلُؤ هُوَ منتخب الدولة البشراوي بِالْبَاء الْمُوَحدَة والشين

مملوك رضوان

الْمُعْجَمَة كَانَ أَمِير دمشق من جِهَة خلفاء مصر وَجَاء السّجل لأبي المطاع ذِي القرنين الحمداني الْمُقدم كره فِي حرف الذَّال بولايته دمشق وتدبير العساكر يَوْم الْجُمُعَة الْعِيد الْأَضْحَى وخلع عَلَيْهِ وعزل لُؤْلُؤ البشراوي وَكَانَت ولَايَة لُؤْلُؤ سِتَّة اشهر وَثَلَاثَة أَيَّام وسيره أَبُو المطاع مُقَيّدا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة إِلَى مصر على يَد ابْن أبي المطاع 3 - (مَمْلُوك رضوَان) لُؤْلُؤ الْخَادِم مَمْلُوك رضوَان كَانَ لُؤْلُؤ يتَوَلَّى قلعة حلب حسده مماليك سَيّده رضوَان فَقَتَلُوهُ وَكَانَ قد خرج نَحْو قلعة جعبر ليجتمع بالأمير سَالم بن مَالك فَلَمَّا وصل إِلَى قلعة بادد قَالَ لَهُ بعض غلمانه أرى جمَاعَة المماليك قد تشوشوا وَأَنا خَائِف عَلَيْك فاحترز مِنْهُم فَلم يلْتَفت فصاحوا أرنب أرنب وأوهموا البَاقِينَ ورموه بالنشاب وقصده وَاحِد بِسَهْم فَقتله ونهبوا خزانته وهربوا وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة) 3 - (كَاتب الْجَيْش الْآمِدِيّ) لُؤْلُؤ حسام الدّين الْكَاتِب بدر الدّين الْآمِدِيّ أَو عَتيق أَخِيه موفق الدّين مِنْهُمَا تعلم الْكِتَابَة وَالتَّصَرُّف وَحصل لَهُ التَّشَيُّع خدم الْأَشْرَف صَاحب حمص وترقى عِنْده ثمَّ خدم بِدِمَشْق وَكَانَ ديوَان الْجَيْش عبارَة عَنهُ وَكَانَ ذَا مُرُوءَة غزيرة إِلَّا أَنه كَانَ ركنا للشيعة وَكَانَ عَاقِلا لم تحفظ عَنهُ كلمة سبّ بل كَانَ يترضى عَن الصَّحَابَة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة 3 - (المَسْعُودِيّ المشد) لُؤْلُؤ الْأَمِير الْكَبِير المَسْعُودِيّ بدر الدّين كَانَ أَمِيرا محتشماً خَبِيرا بالسياسة وَالظُّلم ولي نِيَابَة نَائِب السلطنة طرنطاي بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ ولي الشد فِي الدولة الأشرفية ثمَّ قدم دمشق على نِيَابَة السلطنة إِذْ ذَاك حسام الدّين لاجين وَتُوفِّي ببستانه فِي المزة سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة 3 - (الْأَمِير بدر الدّين غُلَام فندش) لُؤْلُؤ الْأَمِير بدر الدّين الْحلَبِي غُلَام فندش اعرفه ضَامِن حلب وطلع مَرَّات إِلَى مصر وَرَافِع النَّاس وَالْقَاضِي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش يصده وَيَردهُ ويكذبه قُدَّام السُّلْطَان فَلم يتَّفق لَهُ شَيْء مُدَّة حَيَاته فَلَمَّا مَاتَ حضر بَين يَدي السُّلْطَان

المنقذي الصياد

الْملك النَّاصِر مُحَمَّد وَرمى ببين يَدَيْهِ دِينَارا ودرهماً وفلساً وَقَالَ يَا خوند الدِّينَار فِي حلب للمباشرين وَالدِّرْهَم للنائب والفلس لَك فتأذى السُّلْطَان من ذَلِك واستشاط غَضبا وَطلب الْجَمِيع من حلب على الْبَرِيد فَحَضَرُوا وسلمهم إِلَيْهِ وَكَانَ يقْعد بقاعة الوزارة ويستحضرهم ويقتلهم بالمقارع وَكَانَ النَّاس قد طَال عَهدهم بهَا من أَيَّام القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير وَبَالغ فِي أَذَى أهل حلب فَأنْكر أهل مصر ذَلِك وَسَاءَتْ سمعته ذَلِك الْيَوْم ورثى النَّاس للمباشرين فَوقف النَّاس لَهُ ليرجموه إِذا نزل آخر النَّهَار من القلعة فَعلم بذلك وَدخل إِلَى السُّلْطَان وعرفه ذَلِك فَزَاد غضب السُّلْطَان وَلم ينزل من الْقَاهِرَة وَرُبمَا أَنه جعل مَعَه أوشاقية يَحْفَظُونَهُ من) النَّاس فَلم يزل يعاقبهم حَتَّى استصفى أَمْوَالهم وَأَخذهم مَعَه وَتوجه إِلَى حلب وَقد أمره السُّلْطَان وَجعله شاد الدَّوَاوِين بحلب فَتوجه غليها وصادر وعاقب وتنوع حَتَّى أباع النَّاس أَوْلَادهم وَزَاد فِي الْخِيَانَة فَبلغ الْخَبَر إِلَى السُّلْطَان فسير أحضرهُ فطلع بتقادم عَظِيمَة فقبلها السُّلْطَان وَجعله بَين يَدي الْأَمِير سيف الدّين الأكز مشد الدَّوَاوِين بِالْقَاهِرَةِ فَزَاد تسلطه على النَّاس وَكَرِهَهُ الأكز فَأخذ يَوْمًا الْعَصَا وضربه إِلَى أَن خرب عمَامَته وَخرج إِلَى برا وَهُوَ كَذَلِك فراح إِلَى النشو نَاظر الْخَواص وَاتفقَ مَعَه وَدخل عَلَيْهِ فعملا على الأكز وَأَخْرَجَاهُ إِلَى الشَّام وولاه السُّلْطَان شدّ الدَّوَاوِين بِالْقَاهِرَةِ فَعمل ذَلِك وَزَاد طغيانه وعتوه ثمَّ إِن السُّلْطَان غضب عَلَيْهِ وأحضر الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحِمصِي من الشَّام وولاه شدّ الدَّوَاوِين بِالْقَاهِرَةِ وَسلمهُ بدر الدّين لُؤْلُؤ المذكذور فَضَربهُ بعض ضرب وَقعد مُدَّة فِي الاعتقال ثمَّ خرج إِلَى حلب أَظُنهُ مشداً وَالله أعلم فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر نَائِب حلب وَمَعَهُ سيف الدّين بهادر الكركري مشد الدَّوَاوِين فَغَضب عَلَيْهِ وَسلمهُ إِلَيْهِ فَقتله بالمقارع إِلَى أَن مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة حكى لي الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ قَالَ أعرف هَذَا لُؤْلُؤ وَهُوَ عِنْد فندش أَو قَالَ قبل وُصُوله إِلَى فندش وَهُوَ يَبِيع أساقط الْغنم والقصاب والتعاشير وَغير ذَلِك فِي لقين قدامه على الطَّرِيق وَرُبمَا حمل ذَلِك على رَأسه وَدَار بِهِ للْبيع 3 - (المنقذي الصياد) لُؤْلُؤ بن عبد الله أَبُو الدّرّ الصياد مولى ابْن منقذ الإسْكَنْدراني قَالَا لحافظ وجيه الدّين أَبُو المظفر مَنْصُور الْآتِي ذكره فِي الدرة السّنيَّة فِي تَارِيخ الْإسْكَنْدَريَّة سَمِعت مِنْهُ قَدِيما جملا من شعره قَالَ يمدح آقش العادلي مُتَوَلِّي الثغر (أهدي نسيم قدومكم لما سرى ... لي عنبراً عبقاً ومسكاً أذفرا) (ووشت بكم فِي الرَّوْض أنفاس الصِّبَا ... فتعطر الرَّوْض الأنيق وأزهرا)

مولى خمارويه

(واخضر فِيهِ كل غُصْن قد ذوى ... بكم فَأصْبح مورقاً قد أخضرا) ) (فالورق تنشد بَين أوراق لَهُ ... خطباً لَهُ لما رقته المنبرا) (وكأنما صَوت الدوالب بكرَة ... زمرٌ يلذ بِهِ السماع ومزهرا) (رقصت قدود غصونها فتمايلت ... طَربا لَهَا والجو ينثر عنبرا) قلت شعر منحط وَنصب مزهراً وَهُوَ مَرْفُوع إِلَّا على تكلّف بعيد 3 - (مولى خمارويه) لُؤْلُؤ الْخَادِم مولى خمارويه صَاحب الشَّام ومصر توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (الألقاب) اللؤْلُؤِي الْمُحدث اسْمه شُرَيْح بن النُّعْمَان واللؤلؤي الْبَصْرِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد واللؤلؤي الْقُرْطُبِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد واللؤلؤي القيرواني اللّغَوِيّ اسممه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم اللؤْلُؤِي القَاضِي اسْمه الْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي الْحَافِظ زَكَرِيَّا بن يحيى واللؤلؤي أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن مهْدي اللؤْلُؤِي ابان بن عُثْمَان لوين المعمر اسْمه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حبيب اللامشي الْحَنَفِيّ القَاضِي اسْمه مُحَمَّد بن مُوسَى (لَيْث) 3 - (الْكُوفِي القرمشي) لَيْث بن أبي سليم الْكُوفِي مولى بني أميبة من عُلَمَاء الْكُوفَة

الإمام المصري

قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ صَاحب سنة إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ الْجمع فِي غير حَدِيث بَين عَطاء وطاووس وَمُجاهد حسب وَقَالَ ابْن حَنْبَل مُضْطَرب الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زرْعَة وَغَيره لين لَا يقوم بِهِ الْحجَّة توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم مَقْرُونا وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الإِمَام الْمصْرِيّ) اللَّيْث بن سعد بن عبد الرَّحْمَن الفهمي مَوْلَاهُم الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ أحد الْأَعْلَام شيخ إقليم مصر ولد سنة أَربع وتعسين وَتُوفِّي سنة خمس وبعين وَمِائَة كَانَ كَبِير مصر ورئيسها ومحتشمها وأميز من بهَا فِي عصره بِحَيْثُ أَن النَّائِب وَالْقَاضِي تَحت أمره ومشورته وَكَانَ الشَّافِعِي يتأسف على فَوَات لقِيه وَكَانَ يحسن الْقُرْآن والنحو ويحفظ الشّعْر والْحَدِيث حسن المذاكرة وَقَالَ أَحْمد ابْن أخي وهب سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول اللَّيْث أفقه من مَالك إِلَّا أَن أَصْحَابه لم يقومُوا بِهِ وَمثله عَن ابْن بكير وَقَالَ حَرْمَلَة سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول اللَّيْث أتبع للأثر من مَالك وَخرج اللَّيْث يَوْمًا فقومت ثِيَابه ودابته وخاتمه وَمَا عَلَيْهِ بِثمَانِيَة عشر ألف دِرْهَم إِلَى عشْرين ألفا وَكَانَ يستغل فِي الْعَام عشْرين ألف دِينَار وَله مَكَارِم كَثِيرَة يتَصَدَّق كل يَوْم على ثَلَاثمِائَة مِسْكين وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف شعْبَان قَالَ ابْن خلكان رَأَيْت فِي بعض المجاميع أَن اللَّيْث كَانَ حَنَفِيّ الْمَذْهَب وَأَنه ولي الْقَضَاء بِمصْر وَأَن الإِمَام مَالِكًا أهْدى إِلَيْهِ صينية فِيهَا تمر فَأَعَادَهَا مَمْلُوءَة ذَهَبا وَكَانَ يتَّخذ لأَصْحَابه الفالوذج وَيعْمل فِيهِ الدَّنَانِير ليحصل لكل من أكل كثيرا أَكثر من) صَاحبه حج سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة وَسمع من نَافِع مولى ابْن عمر وَهُوَ من أهل قلقشندة بقافين بَينهمَا لَام سَاكِنة وشين مُعْجمَة وَنون ودال وَبعدهَا هَاء وَقَالَ بعض أَصْحَابه لما دفنا اللَّيْث سمعنَا صَوتا يَقُول (دفن اللَّيْث لَا لَيْث لكم ... وَمضى الْعلم غَرِيبا وقبر) فالتفتنا فَلم نر أحدا وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 3 - (ابْن أبي الْجَارُود الشَّافِعِي) اللَّيْث بن خَالِد أَبُو الْحَارِث الْبَغْدَادِيّ ابْن أبي الْجَارُود

الصفار

الْمَكِّيّ الْفَقِيه صَاحب الشَّافِعِي من كبار أَصْحَابه روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وروى هُوَ عَن الشَّافِعِي كتاب الأمالي وَغير ذَلِك وَكَانَ من القيمين بمذهبه وَذكره التِّرْمِذِيّ فِي آخر كتاب الْجَامِع وَمَات فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الصفار) اللَّيْث بن عَليّ بن اللَّيْث هَذَا اللَّيْث هُوَ ابْن أخي يَعْقُوب وَعَمْرو ابْني اللَّيْث الصفارين وَقد تقدم ذكر غَيرهمَا من أهل بيتهما لما قبض سبك السبكري على طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن اللَّيْث وجهزه إِلَى مَدِينَة السَّلَام كَمَا تقدم فِي تَرْجَمَة طَاهِر الْمَذْكُور ولي الْأَمر بعده على مملكة فَارس اللَّيْث هَذَا وَكَانَ اللَّيْث قد تغلب على بِلَاد سجستان فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فاستخلف اللَّيْث أَخَاهُ المعذل بن عَليّ بن اللَّيْث على سجستان وَسَار إِلَى بِلَاد فَارس طَالبا سبكاً السبكري فهرب مِنْهُ طَالبا من المقتدر النجدة فَجرد المقتدر بِاللَّه الجيوش فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَأقَام عَلَيْهَا مؤنساً المظفري وبدراً الْكَبِير وَالْحُسَيْن بن حمدَان والتقوا مَعَ اللَّيْث بن عَليّ فَانْهَزَمَ جَيْشه واسر هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَابْنه إِسْمَاعِيل وَدخل مؤنس إِلَى بَغْدَاد وَمَعَهُ الأسرى فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَشهر اللَّيْث بن عَليّ على فيل وَولي الْمعدل بن عَليّ بن اللَّيْث على سجستان 3 - (صَاحب الْخَلِيل) اللَّيْث بن المظفر) كَانَ رجلا صَالحا مَاتَ الْخَلِيل وَلم يفرغ من كتاب الْعين فَأحب أَن ينْفق الْكتاب باسمه فَسمى لِسَانه الْخَلِيل فَإِذا رَأَيْت فِي الْكتاب سَالَتْ الْخَلِيل وَأَخْبرنِي الْخَلِيل فَإِنَّهُ يَعْنِي الْخَلِيل نَفسه وَإِذا قيل قَالَ الْخَلِيل فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِ لِسَانه كَذَا قَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي الْفَقِيه قَالَ ابْن المعتز كَانَ اللَّيْث من أكتب النَّاس فِي زَمَانه بارع الْأَدَب بَصيرًا بالشعر وَالْأَدب والنحو يكْتب للبرامكة وَكَانُوا معجبين بِهِ فارتحل إِلَيْهِ الْخَلِيل وباشره فَوَجَدَهُ بحراً فأغناه وَأحب الْخَلِيل أَن يهدي إِلَيْهِ هَدِيَّة تشبهه فاجتهد الْخَلِيل فِي كِتَابه الْعين فصنفه لَهُ وَخَصه بِهِ دون النَّاس فَوَقع مِنْهُ موقعاً عَظِيما وعوضه عَنهُ مائَة ألف دِرْهَم وَاقْبَلْ اللَّيْث ينظر فِيهِ لَيْلًا وَنَهَارًا لَا يمل النّظر فِيهِ حَتَّى حفظ نصفه وَكَانَت ابْنة عَمه تَحْتَهُ فَاشْترى اللَّيْث جَارِيَة نفيسة بِمَال جليل فبلغها ذَلِك فغارت غيرَة عَظِيمَة وَقَالَت وَالله لأغيظنه وَلَا أُبْقِي غَايَة وَقَالَت إِن غظته فِي الْملك فَذَاك مِمَّا لَا يُبَالِي بِهِ وَلَكِنِّي أرَاهُ مكباً لَيْلًا نَهَارا على هَذَا الدفتر وَالله لأفجعنه بِهِ وأحرقت الْكتاب

الزاهد الحموي

وَأَقْبل اللَّيْث إِلَى منزله وَدخل إِلَى الْبَيْت الَّذِي كَانَ فِيهِ فصاح بخدمه وسألهم عَن الْكتاب فَقَالُوا أَخَذته الْحرَّة فبادر إِلَيْهَا وَقد علم من ايْنَ أُتِي فَلَمَّا دخل عَلَيْهَا ضحك فِي وَجههَا وَقَالَ لَهَا ردي الْكتاب فقد وهبت لَك الْجَارِيَة وحرمتها على نَفسِي فَأخذت بِيَدِهِ وأدخلته وارته رماده فَسقط فِي يَده وَكتب نصفه من حفظه وَجمع على الْبَاقِي أدباء زَمَانه وَقَالَ لَهُم مثلُوا عَلَيْهِ واجتهدوا فعملوا النّصْف الثَّانِي الَّذِي بأيدي النَّاس وَكَانَ الْخَيل قد مَاتَ وَدخل اللَّيْث على عَليّ بن عِيسَى بن ماهان وَعِنْده رجل يُقَال لَهُ حَمَّاد الخزربك فجَاء رجل فَقص رُؤْيا رَآهَا لعَلي بن عِيسَى فهم حَمَّاد أَن يعبرها فَقَالَ اللَّيْث كف فلست هُنَاكَ فَقَالَ عَليّ يَا أَبَا هِشَام وتعبرها قَالَ نعم وَكَانَت الرُّؤْيَا كَأَن عَليّ بن عِيسَى مَاتَ وَحمل على جَنَازَة وَأهل خُرَاسَان يتبعونه فانقض غراب من السَّمَاء ليحمله فكسروا رجل الْغُرَاب فَقَالَ اللَّيْث أما الْمَوْت فَهُوَ بَقَاء وَأما الْجِنَازَة فَهُوَ سَرِير وَملك وَأما مَا حملوك فَهُوَ مَا علوتهم وَكنت على رقابهم وَأما الْغُرَاب فَهُوَ رَسُول قَالَ الله تَعَالَى فَبعث الله غراباً يقدم عَلَيْك فَلَا ينفذ أمره فَمَا مَكَثُوا إِلَّا يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى قدم رَسُول من عِنْد الْخَلِيفَة بِحمْل عَليّ بن عِيسَى) فَاجْتمع قواد خُرَاسَان وأثنوا عَلَيْهِ خيرا وَلم يَتْرُكُوهُ يحمل وَقَالُوا نخشى انْتِقَاض الْبِلَاد فَبَقيَ 3 - (الزَّاهِد الْحَمَوِيّ) أَبُو اللَّيْث الزَّاهِد الْحَمَوِيّ كَانَ صَاحب عبَادَة ومجاهدة وَيعْمل الرياضات الأربعينية وَكَانَت لَهُ دَار مليحة بحماة وَأَصْحَاب وابتاع وَكَانَ يَأْتِي بعلبك وَيُقِيم بهَا وَصَحب أَسد الشَّام الشَّيْخ عبد الله اليونيني وَتُوفِّي أَبُو اللَّيْث سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (الألقاب) ابْن أبي اللَّيْث الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو اللَّيْث السَّمرقَنْدِي نصر بن مُحَمَّد آخر الْجُزْء الرَّابِع وَالْعشْرُونَ كَذَا من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى ليلى بنت أبي حثْمَة القرشية العدوية الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ وَسلم

الجزء 26

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم مَكَارِم 1 - ابْن وَزِير لَك مَكَارِم بن وَزِير لَك وجدته فِي الشُّعَرَاء العصرية وَالظَّاهِر أَنه أَبُو المكارم هبة الله ابْن وَزِير بن مقلد وَمَكَارِم بعض كنيته من شعره (كفوا عَن القَاضِي اللهيب ... فعناؤه دَاء الْقُلُوب) (قَالُوا يُغني بالقضيب ... وَلَيْسَ ذَلِك بالعجيب) (لَو لم يُغني بالقضيب ... لمات من شوق الْقَضِيب) وَمِنْه (مليك لَهُ فِي الْعَالمين مَكَارِم ... هِيَ الشَّمْس لَا تخفى بِكُل مَكَان) (لياليه أَيَّام وَأما زَمَانه ... فقد فاق بِالْمَعْرُوفِ كل زمَان) وَمِنْه (عَاتب إياك فَإِنَّهُ ... قد جَازَ فلسفة وعلما) (أَيكُون بقراط الْحَكِيم ... وَأَنت بَين النَّاس أعمى) لما بلغ ابْن سناء الْملك الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى واسْمه

هبة الله بن جَعْفَر ابْن ابْن وَزِير هَذَا هجاه فَأحْضرهُ إِلَيْهِ وأدبه وَشَتمه كتب إِلَيْهِ نشئ الْملك عَليّ بن مفرج الْمَعْرُوف (230) بِابْن المنجم المعري يتهكم بِابْن الْوَزير (قل للسعيد أدام الله دولته ... صديقنا تظلمه) (صفعته إِذا غَدا يهجوك منتقما ... مِنْهُ وَمن بعد هَذَا ظلت تشتمه) (هجو بهجو وَهَذَا الصفع فِيهِ رَبًّا ... وَالشَّرْع مَا يعتصيه بل يحرمه) (فَإِن تقل مَا لهجو عِنْده ألم ... فالصفع وَالله أَيْضا لَيْسَ يؤلمه) وَله فِي مليح حاسب (قد جاد ذهنك فِي الْحساب ... فجد للمستهام بِأول الْعدَد) وَقَالَ (من عَلَامَات الْمُحب إِذا ... عاين المحبوب يرتعد) (خيفة من غير مَا سَبَب ... غير إِظْهَار الَّذِي تَجِد) (دهشة العشاق وَاضِحَة ... لم يطق كتمانها الْجلد) وَقَالَ (انْظُر إِلَى الأحدب مَعَ عرسه ... وَهِي على الْجَبْهَة مبطوحه) (كَأَنَّهُ لما علا ظهرهَا ... فارة نجار على شوحه) وَقَالَ (ألطاف رَبك فِي الضراء كامنة ... فَكُن لغايبه السَّرَّاء منتظرا)

(فغاية اللَّيْل فجر والسهاد كرى ... وَمن أصَاب دواعي صبره قدرا) (وَرب راج أتاح الله بغيته ... عفوا وغارس آمال جنى الثمرا (231)) (فاسحب ذيول السرى فِي كل حَادِثَة ... وخض بحار الدجى تلقى المنى دررا) (لَوْلَا مُلَازمَة السّير الحثيث لما ... كَانَ الْهلَال بآفاق السما قمرا)

الألقاب

الألقاب المكناسي الْكَاتِب اسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن مكي بدر الدّين مُحَمَّد بن مكي (232) ابْن مكي الْحَاجِب جَعْفَر مكي مروية الطَّبِيب اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن 2 - أَبُو عبد الله الْعَنزي منْدَل بن عَليّ أَبُو عبد الله الْعَنزي كَانَ فَاضلا صَدُوقًا قَالَ معَاذ دخلت الْكُوفَة فَلم أجد بهَا أحدا أورع من منْدَل مرت جَارِيَة وَمَعَهَا سلة فِيهَا بجندل وَهُوَ فِي حلقته وَأَصْحَاب الحَدِيث حوله فوقفت تسمع كَلَامه فَظن السلَّة أهديت إِلَيْهِ فَقَالَ لَهَا قدميها وَقَالَ لمن حوله كَلَوْ فَأَكَلُوا مَا فِيهَا

ثمَّ انصرفت الْجَارِيَة إِلَى سَيِّدهَا فَقَالَ مَا الَّذِي حَبسك فَأَخْبَرته الْخَبَر وَكَانَ رجلا فَقَالَ لَهَا أَنْت حرَّة لوجه الله تَعَالَى حدث منْدَل عَن الْأَعْمَش وَغَيره وَقَالَ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ (233)

المنجا

المنجا 3 - زين الدّين أَبُو البركات المنجا بن عُثْمَان بن أسعد الإِمَام الْعَلامَة مفتي الْمُسلمين زين الدّين أَبُو البركات بن الصَّدْر عز الدّين الْعَلامَة وجيه الدّين التنوخي المعري الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الْحَنْبَلِيّ ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة حضر على جَعْفَر الْهَمدَانِي وَابْن المقبر وَسَالم بن صصرى وَسمع من السخاوي والتياح والقرطبي والرشيد بن مسلمة

وتفقه على أَصْحَاب جده وعَلى أَصْحَابه الشَّيْخ موفق وَقَرَأَ الْأُصُول على وَغَيره وبرع فِي الْمَذْهَب وتفقه عَلَيْهِ ابْن الْفَخر وَابْن أبي الشَّيْخ وَابْن لِأَنَّهُ شرح كتاب الْمقنع فِي الْفِقْه شرحا حسنا فِي أَربع مجلدات وَفسّر الْكتاب الْعَزِيز وَلكنه لم يبيضه وألقاه جَمِيعه دروسا وَشرع فِي شرح الْمَحْصُول وَلم يكمله وَاخْتصرَ نصفه وَكَانَت لَهُ فِي الْجَامِع حَلقَة للأشغال وَالْفَتْوَى نَحْو ثَلَاثِينَ سنة مُتَبَرعا وَكَانَ يَصُوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَيذكر من حِين يُصَلِّي الصُّبْح إِلَى أَن يُصَلِّي للضحى وَكَانَ لَهُ مَعَ الصَّلَوَات تطوع كثير وَفِي آخر اللَّيْل تهجد وَيفْطر الْفُقَرَاء عِنْده فِي بعض اللَّيَالِي وَفِي شهر رَمَضَان كُله وَسمع // (صَحِيح مُسلم) // على السخاوي وَأَجَازَ للشَّيْخ الدّين مروياته وَكَانَ لَهُ ملك وثروة وَحُرْمَة وافرة وَسَأَلَ النَّاس الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك عَن ألفيته أَن يشرحها فَقَالَ ذَلِك المنجا يشرحها لكم

وَكَانَ قد قَرَأَ على ابْن مَالك (234) 4 - أَبُو المنجا أَبُو بن عَليّ بن المنجا من وُجُوه أَصْحَاب أبي عَليّ القرمطي الْمَعْرُوف بالأعصم وَكَانَ مِمَّن يرجع إِلَيْهِ فِي الرَّأْي والسياسة من أبي مَحْمُود إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الكتامي فقصده ظَالِم الْعقيلِيّ من نَاحيَة ظَالِم فَأسرهُ ظَالِم يَوْم السبت لعشر خلون من شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَأسر ابْنه وسيرهما إِلَى قفصي خشب فحبسا بِمصْر (235) بَنو المنجا جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ عز الدّين الْمُحْتَسب وناظر الْجَامِع اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد ووجيه الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان وَصدر الدّين أسعد بن عُثْمَان ووجيه الدّين أسعد بن المنجا ووجيه الدّين أسعد بن عبد الرَّحْمَن وَعز الدّين عُثْمَان بن أسعد

وشمس الدّين عمر بن أسعد وزين الدّين المنجا بن عُثْمَان (236) 5 - التَّمِيمِي الْحَارِثِيّ منْجَاب بن الْحَارِث التَّمِيمِي الْكُوفِي روى عَنهُ مسلمة وَبَقِي بن مخلد توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 6 - الْأَمِير الأخشيدي منجح الْأَمِير كَانَ من كبار الأخشيدية ولي نِيَابَة طرسوس والثغر وَكَانَت أَيَّامه طيبَة برخص الأسعار توفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة (237) وَلما تَوَاتَرَتْ الْأَخْبَار عَنهُ بإمساك من يمسك وَقتل من يقتل ظَهرت لَهُ سمعة ومهابة وَبَقِي النَّاس يخَافُونَ إِذا سمعُوا بِخُرُوجِهِ إِلَى الشَّام وَفِي ذَلِك قلت كَانَ وَكَانَ

(أَمِير منجك حَدِيثك قد شاع ... وَصَارَ أَعدَاء المظفر يخشاك) فِي الأحلام (قد كنت منجك فَلَمَّا حصدت ... أَعمار العدى أَصبَحت منجل فكأنك) بدلت بِاللَّامِ (238) بَنو مندة جمَاعَة مِنْهُم الْحَافِظ مُحَمَّد بن يحيى وَمِنْهُم الْحَافِظ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَمِنْهُم عماد الدّين مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم وَمِنْهُم مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد وَهُوَ صَاحب الرحلة الواسعة

وَمِنْهُم يحيى بن عبد الْوَهَّاب ابْن المندوف مُحَمَّد بن هبة الله (239)

الألقاب

الألقاب بَنو المنجم جمَاعَة فضلاء مِنْهُم أَحْمد بن عَليّ وَمِنْهُم أَحْمد بن يحيى وَمِنْهُم الْحسن بن عَليّ وَمِنْهُم الْحسن بن يحيى وَمِنْهُم عبد الله بن عَليّ وَمِنْهُم عَليّ بن مفرج وَمِنْهُم عَليّ بن هَارُون

وَمِنْهُم عَليّ بن يحيى وَمِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان وَمِنْهُم هَارُون بن عَليّ وَمِنْهُم الْفضل بن ثَابت وَمِنْهُم هَارُون بن عَليّ بن هَارُون بن عَليّ وَمِنْهُم هبة الله بن مُحَمَّد وَمِنْهُم يحيى بن عَليّ وَمِنْهُم يحيى بن أبي مَنْصُور

وَمِنْهُم مُحَمَّد بن يحيى المنجم الرَّمْلِيّ مُحَمَّد بن مكي المنجم المغربي مُحَمَّد بن يوسفمنجوتكين وَيُقَال بنجوتكين التركي ولاه الْعَزِيز أمرة الجيوش الشامية فَقدم دمشق فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة بعد مُنِير الْخَادِم وامتدت ولَايَته إِلَى شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة جده عَليّ بن جَعْفَر بن فلاح (240) 7 - حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق منجك الْأَمِير سيف الدّين الناصري اشْتهر فِي دولة الْملك الصَّالح وَكَانَ هُوَ الَّذِي حضر بِرَأْس النَّاصِر أَحْمد لما أخذت الكرك ثمَّ إِنَّه حضر إِلَى دمشق صُحْبَة مغربي ادّعى أَن فِي الصَّفْقَة الْقبلية مطلبا فَوقف على الْمَكَان الْمَذْكُور وَلم تكن لذَلِك صِحَة فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر

ثمَّ لما توفّي الْأَمِير سيف الدّين جركس نَائِب قلعة الرّوم خلف أملاكا كَثِيرَة وأموالا جمة فَجهز إِلَى حلب للحوطة على تركته فَتوجه إِلَيْهَا وَحصل ذَلِك وَفِي أثْنَاء الْحَال توفّي الْملك الصَّالح وَولي الْملك أَخُوهُ الْكَامِل شعْبَان فَحَضَرَ الْأَمِير سيف الدّين منجك من حلب وَلما برز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا إِلَى الجسورة فِي أَيَّام الْكَامِل حضر إِلَيْهِ مُنْكرا حركته فأمسكه فِي الوطاق وهم بقتْله وَتَركه مُقيما بِدِمَشْق إِلَى أَن انْفَصل الْحَال وخلع الْكَامِل وَولي الْملك المظفر فَتوجه الْأَمِير سيف الدّين منجك إِلَى الْقَاهِرَة وَلما جرى للأمير سيف الدّين يلبغا مَا جرى فِي السّنة الثَّانِيَة وَأمْسك بحماة هُوَ ووالده وجهزا مقيدين تلقاهما الْأَمِير سيف الدّين منجك إِلَى قاقون وَقضى الله أمره فِي يلبغا على يَده وحز رَأسه وجهزه إِلَى مصر وَكَانَ بَين أَن يقتل وَبَين أَن قتل من كَانَ يُرِيد قَتله سنة وَاحِدَة وَأَيَّام ثمَّ إِنَّه كمل سفرته تِلْكَ إِلَى حماة وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَى دمشق أَمِير مَائه مقدم ألف وحاجب الْحجاب فَدَخلَهَا فِي ثامن عشر من شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة [241]

وَلما خلع المظفر وَتَوَلَّى الْملك النَّاصِر حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الْملك طلبه وَورد فِي طلبه الْأَمِير سيف الدّين باذل الَّذِي أحضر الْأَمِير سيف الدّين قطز نَائِب صفد إِلَيْهَا حضر إِلَى دمشق فِي طلبه فَأَخذه وَتوجه بِهِ إِلَى مصر يَوْم الْعِيد أول شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَكَانَ قد تحمل الحجوبية فِي دمشق على أتم مَا يكون وأكمل كَانَ الْأَمِير سيف الدّين بن عون شاه نَائِب الشَّام يرد كثيرا من الْقَصَص إِلَيْهِ فَإِذا رَاح من دَار الْعدْل إِلَى بَيته تدفع هُنَاكَ ويرسم فِيهَا بِمَا يرَاهُ وَيكْتب المراسيم للألوا لَهُ وَغَيرهم نجلاص الْحُقُوق بموقع عِنْده من موقعي السُّلْطَان وَهَذَا لم نره لغيره من الْحجاب وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بِأَنَّهُ تولى وزارة الممالك الإسلامية بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن وَقع الْخلف بَين أُمَرَاء المشورة بِسَبَبِهِ فعزل من الوزارة قَرِيبا من شَهْرَيْن وَلما أخرج أَمِير أَحْمد وَغَيره من الْأُمَرَاء عيد إِلَى الوزارة والأستاذ دادية وَبَقِي كَذَلِك إِلَى أَن توجه أَخُوهُ الْأَمِير سيف الدّين يلبغا أدوس النَّائِب إِلَى الْحجاز فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت رَابِع عشر من شَوَّال سنة

إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة قبض عَلَيْهِ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسن فَقيل إِن مماليكه لبسوا سِلَاحهمْ ونزلوا إِلَى سوق الْخَيل ولعبوا بِالرِّمَاحِ فَقَالَ السُّلْطَان لَا يروح لَهُم أحد وَإِنَّمَا قُولُوا لَهُم إننا نَدع الحرافيش تنهب دُوركُمْ فتوجهوا إِلَى الْأَمِير سيف الدّين شيخو وَكَانَ فِي الصَّيف على لحيان فَلم يَجدوا مِنْهُ إقبالا عَلَيْهِم وَلَا مطاوعة فعادوا إِلَى الْقَاهِرَة ففرقهم السُّلْطَان على الْأُمَرَاء وَلم يزل الْمَذْكُور فِي الاعتقال بالإسكندرية إِلَى أَن خلع الْملك النَّاصِر حسن وَولي الْملك الصَّالح صَلَاح الدّين صَالح فَأخْرجهُ وَبَقِيَّة الْأُمَرَاء المعتقلين بالإسكندرية وبالكرك وخلع عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ تقدمة ألف على عَادَته وَأَفْرج عَن أملاكه ومستأجراته وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن كثر الإرجاف بِأَن الْأَمِير سيف الدّين تنبغا أروسر وأمير أَحْمد نَائِب حماة وبكلمش نَائِب طرابلس يُرِيدُونَ الْخُرُوج على الدولة واشتهر ذَلِك اشتهارا كَبِيرا فَطلب منجك فِي

أَوَائِل رَجَب فَلم يُوجد لَهُ خبر وَنُودِيَ عَلَيْهِ [242] وَأرْسل قطز وَرَاءه إِلَى سَائِر النواحي فَلم يظفر بِهِ وَكَانَ هروبه فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس عشر شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَلم يزل مختفيا إِلَى أَن خرج الْأَمِير سيف الدّين طاز بالعسكر الْمصْرِيّ وَبعده الْأَمِير سيف الدّين شيخو فَأمْسك الْأَمِير سيف الدّين طاز شخصا أنكر أمره وَمَعَهُ كتب للحسام لاجين أستاذ دَار منجك فجهزه إِلَى السُّلْطَان فَسلم إِلَى الْأَمِير سيف الدّين صرغتمش فقرره فَأقر بِأَن منجك فِي دَار الحسام لاجين فَأمْسك وَضرب فَأقر فَتوجه صرغتمش إِلَى الدَّار وَأخرجه من مطمورة وطلع بِهِ إِلَى السُّلْطَان وَكتب كتابا عَن نَفسه إِلَى أَخِيه الْأَمِير بيبغا وَهُوَ على دمشق بِأَن نخمد هَذِه الْفِتْنَة فَإِن فِي ذَلِك بَقَاء دوحة فَوجه الْكتاب إِلَيْهِ فَمَا أَفَادَ وَكَانَ إِمْسَاكه قبل طُلُوع السُّلْطَان إِلَى الشَّام بِيَوْم فِي أَوَائِل شعْبَان وَقلت أَنا فِيهِ لما أمسك فِي الْمرة الأولى (قد كَانَ منجك فِي الْأَيَّام مبجلا ... يسمو على النظراء والأقران) (حَتَّى رمته يَد الزَّمَان بأسهم ... أبدا تصيب مقَاتل الفرسان) (عجبا لَهُ من وسط مأمنه هوى ... كَذَا تكون طوارق الْحدثَان) (لم يغنه ذهب تعاظم كنزه ... فمكانه سَام على كسوان) (هَذَا بِذَاكَ وللزمان عجائب ... مِنْهَا تقلب حَالَة الْإِنْسَان) (بَينا ترَاهُ عَالِيا فِي عزه ... إِذْ رَاح أَسْفَل ذلة وهوان)

لم يزل فِي الاعتقال بثغر الْإسْكَنْدَريَّة إِلَى أَن أفرج السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَالح عَنهُ وَعَن الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي أَمِير آخور وَوصل الْأَمِير سيف الدّين منجك فِي شهر ربيع الآخر سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة إِلَى صفر وَأقَام بهَا بطالا مُدَّة ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى الْقُدس شهر رَمَضَان [243] وَزَاد فِيهِ عمَارَة من شرايفه وَلما خلع السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَالح طلب هُوَ إِلَى مصر فَتوجه وولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسن نِيَابَة طرابلس بعد موت نائبها الْأَمِير سيف الدّين ايتمش فوصل إِلَى دمشق فِي تَاسِع عشر شَوَّال وَحضر مَعَه فِي الْبَرِيد الْأَمِير سيف الدّين جاورجي ليعده فِي النِّيَابَة بطرابلس وَيعود وَأقَام بطرابلس نَائِبا إِلَى أَن توجه إِلَى حلب لإمساك الْأَمِير سيف الدّين طاز وَلم يزل هُوَ ونائب حماه الْأَمِير سيف الدّين أسندر الْعمريّ والعسكر الْمُجَرّد من الشَّام إِلَى أَن وصل إِلَى القطيفة وَجرى لَهُ مَا يذكر فِي تَرْجَمته وَأمْسك الْأَمِير عَلَاء الدّين أَمِير على نَائِب الشَّام وجهزه مُقَيّدا وعادت العساكر إِلَى موَاضعهَا فرسم السُّلْطَان لَهُ بنيابة حلب وَحضر من الْأَبْوَاب الشَّرِيفَة الْأَمِير عَلَاء الدّين طنبغا الخاصكي ليتوجه بِهِ إِلَى حلب ويقره فِي النِّيَابَة بهَا وَكَانَ وُصُول طنبغا الْمَذْكُور إِلَى دمشق فِي رَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة فَأَقَامَ منجك بحلب نَائِبا إِلَى أَن رسم

لَهُ بنيابة دمشق عوضا عَن أَمِير عَليّ وَأَن يكون أَمر عَليّ نَائِب حلب عوضه فَحَضَرَ الْأَمِير سيف الدّين منجك إِلَى دمشق ودخلها يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَزَاد فِي تتبع من يشرب أَو أمسك سَكرَان فَكَانَ فِي كل يَوْم يضْرب دَار الْعدْل جمَاعَة بالمقارع على الجنبين وبالعصي على الصُّدُور وعَلى الظّهْر فِي حَالَة وَاحِدَة ويخزم الْأنف بالخيط والمسال ويطيف بِهِ وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ شمس الدّين مُحَمَّد بن قَاضِي شُبْهَة (يَا شاربي الصهبا منجك قلب ... الْأَنْسَاب بالتحرير وَالتَّحْرِيم) (يُمْسِي النديم لآل جَفْنَة نِسْبَة ... فَيَعُود صبحا من بني مَخْزُوم) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ عز الدّين عَليّ بن بهاء الدّين الْموصِلِي أَيْضا (يَا شعراء الْوَزْن لَا تغلطوا ... مَعَ منجك فِي الْخمر بالنظم) (فَهُوَ عروضي وَلكنه ... زحافه بالخرم والخزم) وَلما كَانَ فِي يَوْم عَرَفَة حضر الْبَرِيد بِأَن يتَوَجَّه إِلَى صفد نَائِبا عوضا عَن الْأَمِير شهَاب الدّين بن صبح فَتوجه إِلَيْهَا وَدخل يَوْم الْخَمِيس ثَالِث شهر الله الْحرم الْأَمِير عَلَاء الدّين أَمِير عَليّ إِلَى دمشق نَائِبا عوضا عَنهُ

وَذَلِكَ فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا نَائِبا إِلَى أَوَائِل من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ طلب [244]

ملكشاه

ملكشاه 8 - جلال الدولة السلجوقي ملكشاه بن ألب رسْلَان مُحَمَّد بن دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق بن دقاق السُّلْطَان جلال الدولة وَقد تقدم ذكر أَبِيه وَذكر جمَاعَة من أهل بَيته لما توفّي أَبوهُ كَانَ فِي صحبته جلال الدولة وَلم يَصْحَبهُ قبلهَا فِي السّفر فولى الْأَمر بعده بِوَصِيَّة من أَبِيه وتحليف الْأُمَرَاء لَهُ ووصى بِهِ الْوَزير نظام الْملك أَبَا عَليّ وَأَن يكون مرجع أَوْلَاده فِي ممالكهم إِلَى جلال الدولة وَعبر نهر جيحون عَائِدًا إِلَى الْبِلَاد فَوجدَ بعض أَعْمَامه قد خرج عَلَيْهِ فعاجله وتصافا بِالْقربِ من همذان فنصره الله على عَمه وَانْهَزَمَ فَاتبعهُ بعض جنده وأسروه فبذل التَّوْبَة وَرَضي بالاعتقال وَأَن لَا يقتل فَلم يجبهُ جلال الدولة فَقَالَ أمراؤك كتبُوا إِلَيّ وَأخرج خريطة

ملئ من الْكتب فَرمى الْكتب فِي كانون نَار بَين يَدَيْهِ بِإِشَارَة نظام الْملك ثمَّ خنق عَمه بِوتْر قوسه وَفتح الْبِلَاد واتسعت ممالكه وَلم يملك أحد من مُلُوك الْإِسْلَام بعد الْخُلَفَاء مثله ملك من كاشفر وَهِي مَدِينَة من أقْصَى بِلَاد التّرْك إِلَى الْبَيْت الْمُقَدّس طولا وَمن بِلَاد الجزيرة إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة عرضا وَوَقع الْوَزير نظام الْملك للملاحين الَّذين عبروا بالسلطان وللعسكر نهر جيحون على الْعَامِل الَّذِي بإنطاكية لسعة مَمْلَكَته وَكَانَت الْأُجْرَة أحد عشر ألف دِينَار وَتزَوج الإِمَام الْمُقْتَدِي ابْنَته وَكَانَ السّفر فِي الْخطْبَة للشَّيْخ أبي إِسْحَاق صَاحب التَّنْبِيه فَتوجه إِلَيْهِ إِلَى نيسابور وَعَاد فِي أقل من أَرْبَعَة أشهر وناظر هُنَاكَ

إِمَام الْحَرَمَيْنِ [245] وَلما دخل الْخَلِيفَة عَلَيْهَا عمل لعسكر السُّلْطَان سماطا كَانَ فِيهِ أَرْبَعُونَ ألف من سكرا ورزق الْخَلِيفَة مِنْهَا ابْنا سَمَّاهُ جعفرا وزينت لذَلِك بَغْدَاد ودخلها جلال الدولة مرَّتَيْنِ وَهِي من جملَة بِلَاده وَلَيْسَ للخليفة فِيهَا إِلَّا الِاسْم ثمَّ إِن جلال الدولة عَاد إِلَيْهَا ثَالِثَة وَخرج إِلَى نَاحيَة دجيل واصطاد وحشا وَأكل من لَحْمه فابتدأت بِهِ الْعلَّة وافتصد وَلم يخرج الدَّم كثيرا فَعَاد إِلَى بَغْدَاد وَلم يصل إِلَيْهِ أحد من خواصه وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَت وِلَادَته سنة سبع وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَحمل تابوته إِلَى أَصْبَهَان وَلما مَاتَ لم تشهد لَهُ جَنَازَة وَلَا صلى أحد عَلَيْهِ فِي الصُّورَة الظَّاهِرَة وَلَا جَلَسُوا للعزاء وَلَا حذف عَلَيْهِ ذَنْب فرس على عَادَة أَمْثَاله بل كَأَنَّهُ كَانَ قد اختلس من الْعَالم وَقيل إِنَّه سم فِي خلاله وَله فِي أَصْبَهَان مدرسة عَظِيمَة مَوْقُوفَة على الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة

وَلما دخل إِلَى بَغْدَاد هَذِه الْمرة كَانَ للخليفة ولدان أَحدهمَا الإِمَام المستظهر وَالْآخر أَبُو الْفضل جَعْفَر بن بنت السُّلْطَان وان الْخَلِيفَة قد بَايع لوَلَده المستظهر بِولَايَة الْعَهْد لِأَنَّهُ الْأَكْبَر فألزمه السُّلْطَان أَن يعْزل المستظهر ويولي ابْن بنته وَيسلم إِلَيْهِ بَغْدَاد وَيخرج الْخَلِيفَة إِلَى الْبَصْرَة فشق ذَلِك على الْخَلِيفَة وَبَالغ فِي استنزال السُّلْطَان عَن هَذَا الرَّأْي فَلم يفعل فَسَأَلَهُ المهلة عشرَة أَيَّام [246] ليتجهز فأمهله فَقيل إِن الْخَلِيفَة فِي تِلْكَ الْأَيَّام جعل يَصُوم ويطوي وَإِذا أفطر جلس على الرماد للإفطار وَيَدْعُو الله على السُّلْطَان فَمَرض تِلْكَ الْأَيَّام وَمَات فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَحكى الهمذاني أَن سواديا لقِيه فَقَالَ ابتعت بطيخا بدريهمات لَا أملك غَيرهَا فلقيني ثَلَاثَة أغلمة أتراك فَأَخَذُوهُ مني وَقَالَ غَيره فَقَالَ أمسك واستدعى فراشا وَقَالَ لَهُ إِن نَفسِي تاقت إِلَى الْبِطِّيخ فَطُفْ فِي الْعَسْكَر فَمن كَانَ عَنهُ شَيْء فائتي بِهِ فَعَاد وَمَعَهُ بطيخ وَكَانَ ذَلِك فِي باكورة الْبِطِّيخ فَقَالَ عِنْد من كَانَ قَالَ عِنْد الْأَمِير الْفُلَانِيّ فَأحْضرهُ فَقَالَ لَهُ من أَيْن لَك هَذَا الْبِطِّيخ قَالَ أحضرهُ الغلمان فَقَالَ أريدهم

السَّاعَة فَمضى وهربهم وَعَاد فَقَالَ لم أجدهم فَالْتَفت السُّلْطَان إِلَى السوادي وَقَالَ هَذَا مملوكي قد وهبته لَك وَالله لَئِن خليته لَأَضرِبَن عُنُقك فَأَخذه السوادي وَأخرجه فَاشْترى الْأَمِير نَفسه مِنْهُ بثلاثمائة دِينَار وَعَاد السوادي وَقَالَ يَا سُلْطَان قد ابتعته بثلاثمائة دِينَار أوقد رضيت قَالَ نعم قَالَ امْضِ مصاحبا وَكَانَت الْبركَة واليمن مقرونين بناصيته وَكَانَ يدْخل أَصْبَهَان وبغداد أَو أَي بلد دخله مَعَ عدد لَا يُحْصى لكثرته فترخص الأسعار وتنحط الْأَثْمَان عَمَّا كَانَت عَلَيْهِ ويكسب المتعيون الْكسْب الْكثير على عساكره ومناقبه كَثِيرَة وَقد تقدم ذكر أَوْلَاده الثَّلَاثَة وهم بركياروق وسنجر وَمُحَمّد كل وَاحِد فِي مَوْضِعه من الْحُرُوف وَقَالَ ملكشاه يَوْمًا أحصوا مَا صدت بنفسي من الصَّيْد فأحصي ذَلِك وَكَانَ عشرَة آلَاف صيد فَتصدق بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَبنى وَرَاء النَّهر مَنَارَة من قُرُون الغزلان وَبنى أُخْرَى مثلهَا ظَاهر الْكُوفَة وخطب لَهُ من أقْصَى بِلَاد التّرْك والصين إِلَى أقْصَى الْيمن وَكَانَ خرجه فِي السّنة عشْرين ألف ألف دِينَار وَكَانَ عمره سبعا وَثَلَاثِينَ سنة وَخَمْسَة أشهر وَمُدَّة ملكه تسع عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر 9 - وَالِدَة المظفر صَاحب حماة ملكة خاتون بنت السُّلْطَان الْملك الْعَادِل وَالِدَة صَاحب حماة الْملك المظفر

لما توفت سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة حزن عَلَيْهَا زَوجهَا الْملك الْمَنْصُور وَلبس للحداد ثوبا أَزْرَق وعماة زرقاء وَتكلم الوعاظ وأنشدت المراثي [248] 10 - فَخر الْكتاب المجود مكي بن خَالِد أَبُو الْحرم الْمصْرِيّ الْكَاتِب المجود الملقب بفخر الْكتاب جود النَّاس عَلَيْهِ بِمصْر كثيرا وَكَانَ مليح الْخط جيد التَّوْقِيف طَال عمره وَحدث بِشَيْء من شعره وعاش سَبْعَة وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَمن شعره (يَا حبذا قمر تزرفن صُدْغه ... واخضر شَاربه فَزَاد جمالا) (وَكَأن أسود ناظري فِي خَدّه ... لما نظرت لَهُ تمثلا خالا) قلت معنى مَشْهُور وَهُوَ من قَول الأول (وَلما استعلت أعين النَّاس حوله ... تراقبه حَيْثُ اسْتَقل وسارا) (تمثلت الْأَهْدَاب فص صفو خَدّه ... خيالا فخالوا الشّعْر فِيهِ عذارا) وَمن شعره فِي مليحة اسْمهَا الثريا (تبدت لنا من جَانب الخدر فِي الدجا ... فمزق صبح الْوَجْه ثوب الفناهب) (وأومت بأطراف تقمعن فضَّة ... تفض بهَا قلب الْمُحب المراقب) (أَقُول لصحبي إِذْ رَأَوْا مَا رَأَيْته ... أَظن الثريا قمعت بالكواكب) وَمِنْه فِي الرَّوْضَة بِمصْر

(وروضة أظهر الْغُرُوب بهَا ... عجائبا من بديع أنوار) (كَأَنَّهَا جنَّة النَّعيم وَقد حفت ... بهَا ألسن من النَّار) وَمِنْه فِي أرمد (يَا حبذا أرمد قلب العميد بِهِ ... قلب الغزالة أضحى غير ذَلِك جلد) (لقد لاقيت من أجفان مقلته ... تشفى السقام وَلَا تبرى من الرمد) [249] 11 - الماكسيني النَّحْوِيّ مكي بن رَيَّان بن شبة الماكسيني النَّحْوِيّ أَبُو الْحرم قدم بَغْدَاد وجالس شيوخها وَمَات بالموصل فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وسِتمِائَة وَقَرَأَ بِبَغْدَاد على أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وعلاء بن الْحسن بن العصار وعَلى أبي البركات ابْن الْأَنْبَارِي وبالموصل على أبي بكر يحيى بن سعدون الْقُرْطُبِيّ وَغَيرهَا

وَقَرَأَ عَلَيْهِ أهل الْموصل وَتخرج بِهِ أَعْيَان زَمَانه من أَهلهَا وَمضى إِلَى الشَّام وَعَاد إِلَى الْموصل قَالَ ياقوت رَأَيْته وَكَانَ شَيخا طوَالًا على وَجهه أثر الجدري إِلَّا أنني لم أَقرَأ عَلَيْهِ شَيْئا وَكَانَ حرا كَرِيمًا صَالحا صبورا على المشتغلين يجلس لَهُم من سحرة إِلَى أَن يصل للعشاء الْآخِرَة وَكَانَ من أحفظ النَّاس لِلْقُرْآنِ نَاقِلا للسبع وَكَانَ قد أَخذ من كل علم طرفا وَسمع للْحَدِيث فَأكْثر وَمن شعره أوردهُ ياقوت وَابْن خلكان (على الْبَاب عبد يطْلب الْإِذْن قَاصِدا ... بِهِ أدبا لَا أَن نعماك تحجب) (فَإِن كَانَ إِذن فَهُوَ كالخير دَاخل ... عَلَيْك وَإِلَّا فَهُوَ كالشر يذهب) وَمِنْه (سئمت من الْحَيَاة فَلم أردهَا ... تسالمني وتشجيني بريقي) (عدوي لَا يقصر فِي أذائي ... وَيفْعل مثل ذَلِك بِي صديقي) (وَقد أضحت لي الحدباء دَارا ... وَأهل مودتي بلوى العقيق) [250] 12 - الْحِجَازِي ملكتمر الْأَمِير سيف الدّين الْحِجَازِي الناصري أحد المقدمين أَمر الْألف من أَصْهَار السُّلْطَان الْملك النَّاصِر

أَظُنهُ تزوج بابنة السُّلْطَان الَّتِي كَانَت مَعَ الْأَمِير سيف الدّين طغاي تمر الناصري وَمَات عَنْهَا كَانَ عِنْد أستاذه كَبِيرا عَزِيزًا إِلَى الْغَايَة وَكَانَ فِي جملَة من حَبسه الْأَمِير سيف الدّين قوصون فِي واقعته ثمَّ إِنَّه أخرج من الْحَبْس لما حضر النَّاصِر أَحْمد من الكرك وَقتل قوصون وَكَانَ شَابًّا طَويلا حسن الْوَجْه والشكل كَرِيمًا إِلَى الْغَايَة لطيفا يُقَال عَنهُ أَنه كَانَ يلْعَب بأصناف من الملاهي وَهُوَ خَفِيف الْحَرَكَة فِي الرقص وَكَانَ عل مَا قيل لي إِنَّه يصف لَهُ ثَلَاثَة أرؤس خيلا وَأَنه تقفز من على الأَرْض فيعديها إِلَى الأَرْض من الْجَانِب الآخر وَلَا يمس شَيْئا مِنْهَا وَأَبَان فِي وَاقعَة الْكَامِل عَن فروسية ورحله على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر

وَهُوَ أحد من قَامَ بدولة الْملك المظفر حاجي وَلم يزل فِي غَايَة العظمة والوجاهة إِلَى أَن تنكر لَهُ السُّلْطَان الْملك المظفر بِسَبَب لعب الكرة وتحزبهم وَكَأَنَّهُ أضمر الْغدر فجَاء أحد من اتّفق مَعَه إِلَى السُّلْطَان وعرفه أَنه قد عزموا يَوْم الِاثْنَيْنِ عشري شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة على الرّكُوب إِلَى قبَّة الْقصر ليفعلوا كَمَا فعلوا بِالْملكِ الْكَامِل فَطَلَبه السُّلْطَان الْملك المظفر عَشِيَّة الْأَحَد إِلَى الْقصر (251) وأمسكه وَأمْسك الْأُمَرَاء السِّتَّة الَّذين ذكرُوا فِي تَرْجَمَة الْأَمِير شمس الدّين أقسنقر الناصري وَيُقَال إِن الْأَمِير سيف الدّين منجك وَغَيره من الخاصطية ضربوه بِالسُّيُوفِ وبضعوه فَقَالَ الْأَمِير شمس الدّين أقسنقر وَقد أمسك هَذَا الْمِسْكِين مَا هُوَ مُسلم فَضربُوا الآخر بِالسُّيُوفِ وقتلوه مَعَه فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وَكَانَ الْملك النَّاصِر مُحَمَّد أستاذه زَائِد الإفراط فِي محبته بِحَيْثُ أَنه كَانَ مَا يَدعه ينزل مَعَه يَوْم السبت إِلَى الميدان بل ينزل يَوْم الثُّلَاثَاء ويلعب الكرة هُوَ وخاصيته فِي قمدارية ومماليكه وَكَانَ يَقُول لَهُ يَا ملكتمر لما تلعب اتبرقع حَتَّى لَا يُؤثر حر الشَّمْس فِيك وَلَا يَدعه يحضر للْخدمَة حَتَّى لَا يرَاهُ أحد حكى لي القَاضِي شرف الدّين النشو نَاظر الْخَاص أَن السُّلْطَان مَا عِنْده أعز مِنْهُ وَلَو أَنه يلازم للْخدمَة ويواظبه أَخذ مِنْهُ شَيْئا كثيرا إِلَى الْغَايَة وَقَالَ لي شهَاب الدّين أَحْمد العسجدي اجْتمعت بِهِ وعَلى ذهنه

مسَائِل فقهية يسْأَل عَنْهَا وذهنه جيد وَكَانَ قد استولى على أَوْلَاد الْأُمَرَاء يركبون مَعَه وينزلون فِي خدمته ويأكلون على سماطه وَيَأْخُذُونَ إنعاماته فَلهَذَا أمسك مِنْهُم جمَاعَة عِنْد قَتله وَقلت (بغا أغر لَو على الْحِجَازِي ... وَكَانَ للْملك كالطراز) (مضى شَهِيدا وعاش هَذَا ... يرتع فِي اللوم والمخازي) (فمصر وَالشَّام فِي التهاب الْبَرْق ... الْيَمَانِيّ على الْحِجَازِي (252)) (فحامل أَسبَاب الدنية جَاهِل ... وتارك أَسبَاب المنايا مهذب) (تفكرت فِي الدُّنْيَا فَلم أر لَذَّة ... تدوم وَلَا مستحسنا لَيْسَ يسلب) (وَلَا أملا إِلَّا وَيرجع خائبا ... وَلَا سالما فِي النَّاس إِلَّا ويعطب) (إِلَّا دَعَا قلبِي بِصَوْت حمامة ... تنوح على غُصْن الْأَرَاك وتندب) (ترى فجعت مثلي خَلِيلًا وصاحبا ... على من كَانَ يرْعَى ويرهب) (أَخا كَانَ ملْجأ للعفاة ومؤئلا ... إِذا مَا عز فِي النَّاس مطلب) (زعيم رجال لَو يلاقي منونهم ... تلقوها وَلم يتهيبوا) 13 - ابْن الصاحبية الشَّافِعِي مكي بن أبي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَبِيه الدِّمَشْقِي عرف بِابْن الصاحبية

كَانَ فَقِيها فَاضلا قَادِرًا على النّظم نظم قصيدة على حرف الرَّاء سَمَّاهَا البديعة فِي أَحْكَام الشَّرِيعَة توفّي سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة (254)

الملاءة

الملاءة 14 - الحرشية الملاءة بنت رزان بن أوفى الحرشية كَانَ أَبوهَا فَقِيها مُحدثا من التَّابِعين وَقد شَبَّبَ الفرزدق بالملاءة وبعاتكة بنتهَا وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام لَا أعلم امْرَأَة شَبَّبَ بهَا وبأمها وَجدتهَا غير نائلة ونائلة بنت عَاتِكَة وعاتكة بنت الْفُرَات بن مُعَاوِيَة البكائي فَقَالَ مسْعدَة بن البحتري وَقد تقدم ذكره فِي نائلة (قولا لنائل مَا تقضين فِي رجل ... يهوى هَوَاك وَمَا جنبته اجتنبا) (يُمْسِي معي جَسَدِي وَالْقلب عنْدكُمْ ... فَمن يعِيش إِذا مَا قلبه ذَهَبا) قد غنى بِهَذِهِ عبادل وهما من أصوات الأغاني وَأما عَاتِكَة فَإِن يزِيد بن الْمُهلب زوج بهَا وَقتل عَنْهَا يَوْم الْعقر وفيهَا يَقُول الفرزدق (إِذا مَا المرونيات أصبحن حسرا ... وبكين أشلاء على عقر بابل) (فكم طَالب بنت الملاءة إِنَّهَا ... تذكر ريعان الشَّبَاب المزايل) وَفِي الملاءة أمهَا يَقُول الفرزدق

(كم للملاءة من طيف يؤرقني ... إِذا تجرثم هادي اللَّيْل واعتكرا) لقِيت الملاءة عمر بن أبي ربيعَة وَحَوله جمَاعَة بِمَكَّة وَهُوَ ينشدهم فَقَالَت الْجَارِيَة لَهَا من هَذَا (255) قَالَت عمر بن أبي ربيعَة قَالَت الممتنقل بغزله من ذَات ود إِلَى أُخْرَى الَّذِي لَا يدم على وصل وَلَا لقَوْله فرع وَلَا أصل وَالله لَو كنت كبعض من يواصله مَا رضيت مِنْهُ بِمَا يرضين وَمَا رَأَيْت أدنى من نسَاء الْحجاز وَلَا أَمر مِنْهُنَّ لخسف وَالله لأمة من إمائنا آنف مِنْهُنَّ فَبلغ ذَلِك فراسلها وراسلته فَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة (حَيّ الْمنَازل قد عمرن خرابا ... بَين الحزين وَبَين ركن كسابا) (بالثني من ملكان غير رسمها ... مر السَّحَاب المعقبات سحابا) (وذيول معصفة الرِّيَاح تحثها ... دفقا فَأَصْبَحت العراص يبابا) (وَلَقَد أَرَاهَا مرّة مأهولة ... حسنا جناب محلهَا معشابا) (دَار الَّتِي قَالَت غَدَاة لقيتها ... عِنْد الْجمار فَمَا عييت جَوَابا) (هَذَا الَّذِي بَاعَ الصّديق بِغَيْرِهِ ... وَيُرِيد أَن أرْضى بِذَاكَ ثَوابًا) 15 - الْحَنَفِيّ ملازم بن عَمْرو الْحَنَفِيّ وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره

توفّي فِي حُدُود التسعين والمئة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة الملاحي الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد ابْن الملاق الْحَنَفِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ (256) 16 - أَبُو ربيعَة النَّحْوِيّ مولد أَبُو ربيعَة النَّحْوِيّ الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ مُتَقَدما فِي علم النَّحْو بارعا وصنف فِيهِ كتبا وَخرج فِي صغره إِلَى الكرخ واستوطنها وَعنهُ كَانَ يَأْخُذ أَبُو دلف وَمِنْه تعلم وَله كتاب الْجمَاهِر فِي النَّحْو ومصنفات أُخْرَى لطاف

وَقدم على أَحْمد بن أبي دؤاد يروم مِنْهُ أَن يوصله إِلَى الْخَلِيفَة فَبعث إِلَيْهِ بِخمْس مائَة دِينَار فَردهَا كتب إِلَيْهِ (النَّاس نَحْوك شَتَّى فِي بغيتهم ... والبغيتان لديك الْعِزّ وَالْمَال) (وَالْمَال منقلبي مِنْهُ إِلَى سَعَة ... وبغيتي الْعِزّ تنمى بِي الْحَال) (فَإِن أنله فقد ناهزت معدنه ... وَإِن أغل دون فَالْمَال غوال) وَمن شعره (كن ابْن من شِئْت واكتسب أدبا ... يُغْنِيك محموده عَن النّسَب) (لَا شَيْء فِي الأَرْض أَنْت تكسبه ... أفضل عِنْد الْأَنَام من أدب) (كم من كريم آباؤه نجب ... غر كرام من معشر نجب) (فدم كليل اللِّسَان لَيْسَ لَهُ ... فهم كثير الأهذار والصخب) (قصر عَنهُ فَصَارَ مطنزة ... وضحكة لعبة من اللّعب) (لَيْسَ قوام الْفَتى بطرته ... وَلَا بإكثاره من النّسَب) وَمِنْه (257) (سأترك هَذَا الْبَاب مَا دَامَ أَنه ... على مَا أرى حَتَّى يلين قَلِيلا) (إِذا لم أجد يَوْمًا إِلَى الْإِذْن مُسلما ... وبعدت إِلَى ترك الْمَجِيء سَبِيلا) وَمِنْه (خاطر بِنَفْسِك لَا تقنع بمعجزة ... فَلَيْسَ حر على عجز بمعذور) (إِن لم تنَلْ فِي مقَام مَا تحاوله ... قَلِيل عذرا بإدلاج وتهجير) وَقَالَ فِي دلف بن أبي دلف (أملي فِيك غرني فأقلني ... مدحي فِيك يَا أَبَا عدنان)

(إِن من ضيع الرجا حقيق ... أَن يكافى عَلَيْهِ بالحرمان) وَقَالَ يهجو قطرب النَّحْوِيّ بِأَبْيَات تقدم ذكرهَا فِي تَرْجَمَة قطرب وَابْن مُحَمَّد بن المستنير (258) ابْن مسعد اسْمه أسعد بن وَالِده الخطير وجده أَبُو الْمليح الْكل فِي تَرْجَمَة أسعد 17 - الدينَوَرِي الصُّوفِي ممشاذ الدينَوَرِي الزَّاهِد أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة صحب يحيى بن الْجلاء خرج ممشاذ يَوْمًا من بَابه فنبح كلب فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَمَاتَ الْكَلْب مَكَانَهُ توفّي ممشاذ سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ (259) 18 - الدربندي مموش بن الْحسن بن يُوسُف اللكزي أَبُو عبد الله يعرف بِحسن الدربندي استوطن بَغْدَاد وتفقه بهَا وَسمع الحَدِيث الْكثير من أبي نصر الزيني ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَالْفضل بن أبي حَرْب

الْجِرْجَانِيّ وَمن خلق كثير وَكتب بِخَطِّهِ شَيْئا كثيرا وَكَانَ حسن السِّيرَة وروى عَنهُ أَبُو طاهرٍ السِّلفي فِي مُعْجم شُيُوخه (260)

مليكة

مليكَة 19 - الصحابية مليكَة وَيُقَال حَبِيبَة بنت خَارِجَة بن زيد بن أبي زُهَيْر الْأنْصَارِيّ الصحابية رَضِي الله عَنْهَا 20 - الصحابية مليكَة جدة إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة لَهَا صُحْبَة روى عَنْهَا أنس بن مَالك قيل إِنَّهَا أم سليم وَقيل أم حرَام 21 - الصحابية مليكَة بنت عُوَيْمِر الهذلية أحد الْمَرْأَتَيْنِ من هُذَيْل اللَّتَيْنِ ضربت إِحْدَاهمَا بطن الْأُخْرَى فَأَلْقَت جَنِينا وكانتا ضرتين وَالْأُخْرَى أم عطيف

22 - الصحابية مليكَة بنت عَمْرو الزيدية من زيد اللات بن سعد حَدِيثهَا عِنْد زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن امْرَأَة من أَهله عَنْهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْبَقر أَلْبَانهَا شِفَاء وسمنها دَوَاء ولحمها دَاء (261) ابْن أبي الْمليح الْوَاعِظ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خطاب ملك النُّحَاة اسْمه الْحسن بن صافي ملك الْمَوْت الْحَنْبَلِيّ نور الدّين عبد الحميد بن عمر ابْن ملي نجم الدّين أَحْمد بن محسن 23 - الْبكْرِيّ ملْحَان بن شبْل الْبكْرِيّ هُوَ وَالِد عبد الْملك بن ملْحَان وَيُقَال إِنَّه ولد قَتَادَة بن ملْحَان الْقَيْسِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ

وَله حَدِيث وَاحِد فِي صِيَام الْأَيَّام الْبيض الْمَلْطِي النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله تقدم ذكره فِي المحمدين 24 - التَّمِيمِي السَّعْدِيّ الملفع بن الخضير بن يزِيد بن شبيل التَّمِيمِي السَّعْدِيّ وَيُقَال لَهُ فِيهِ المنقع بالنُّون وَالْقَاف وَالله أعلم هَل هُوَ بِاللَّامِ وَالْفَاء أَو بالنُّون وَالْقَاف كَذَا قَالَه أَبُو عُبَيْدَة قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَهُ صُحْبَة وَقَالَ ابْن عبد الْبر لَهُ حَدِيث وَاحِد لَيْسَ إِسْنَاده بِالْقَوِيّ شهد الْقَادِسِيَّة ثمَّ قدم مصر واختط بهَا دَارا وَحَدِيثه الْمَذْكُور قَالَ أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصد إبلنا فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا أحل لَهُم أَن يكذبوا عَليّ واللهم لَا أحل لَهُم أَن يكذبوا عَليّ قَالَ الملقع فَلم أحدث بِحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا حَدِيثا نطق بِهِ كتاب أَو جرب بِهِ سنة 25 - الدَّم الْأسود ملكتمر الْأَمِير سيف الدّين الْمَعْرُوف بِالدَّمِ

الْأسود كَانَ بِدِمَشْق أَمِير سِتِّينَ وسكنه بالعقيبة عِنْد حمام الْجلَال توفّي رَحمَه الله فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة 26 - السعيدي ملكتمر الْأَمِير سيف الدّين السعيدي أَظُنهُ أَن السُّلْطَان بن سعيد أهداه إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون هُوَ والأمير سيف الدّين أرغون شاه وَأَظنهُ فِي وَقت رسم لَهُ بالْمقَام فِي دمشق ثمَّ طلب إِلَى مصر وَأقَام بهَا إِلَى أَن أمسك الْأَمِير سيف الدّين صرغتمش فرسم بِإِخْرَاجِهِ إِلَى قلعة الْمُسلمين فَمَرض فِي الطَّرِيق وَوصل إِلَى حماة فَمَاتَ بهَا فِي الْعشْر الأول من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة (264) 27 - ملكتمر المارداني ملكتمر الْأَمِير سيف الدّين المارداني كَانَ أَمِيرا فِي مصر وَأخرجه الْملك النَّاصِر حسن إِلَى حلب فوصل إِلَيْهَا فِي أَوَاخِر سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة أَو أَوَائِل سنة سِتِّينَ على إمرة عشرَة وَأقَام بهَا قَلِيلا ثمَّ إِنَّه رسم لَهُ بالحضور إِلَى دمشق فورد إِلَيْهَا أَمِيرا على طبلخاناه فِيمَا أَظن وَلم يزل بهَا إِلَى أَن رسم لَهُ بإقطاع الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شهدي أَو حَاجِب بِالشَّام ورسم لَهُ بالوظيفة أَيْضا وَذَلِكَ فِي إِحْدَى الجماديين سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة

وَلما خلع النَّاصِر حسن طلب الْأَمِير سيف الدّين ملكتمر إِلَى الْبَاب الشريف ليجدد عهدا بالأمير سيف الدّين يبلغَا الخاصكي فَتوجه إِلَى مصر وَلما وصل إِلَيْهَا رسم لَهُ بِالْإِقَامَةِ هُنَاكَ ثمَّ عظم أمره وَصَارَ رَأس نوبَة وطار ذكره (265) 28 - مشد الدَّوَاوِين ملك آص الْأَمِير سيف الدّين كَانَ أَولا بالديار المصرية جاشنكيرا وَقدم إِلَى دمشق وَلم يزل فِيهَا على حَاله وباشر شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ إِنَّه سَأَلَ الاعتقاء فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وباشر عمَارَة التربة الَّتِي تَحت قلعة دمشق للأمير سيف الدّين أرغون شاه وَلما أَمر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسن بإمساك الْأَمِير سيف الدّين منجك الْوَزير أَمر أَيْضا بإمساك الْأَمِير سيف الدّين ملك آص فَأمْسك هُوَ والأمير شهَاب بن صبح فِي يَوْم الْخَمِيس عشْرين ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة واعتقلا بقلعة دمشق وَلما كَانَ فِي شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين أفرج عَنْهُمَا وأعيد إِلَى طبلخاناه بعد ذَلِك فَأَقَامَ ملك آص على حَاله وَلما ورد بيبغاروس إِلَى دمشق انْتَمَى إِلَيْهِ ملك آص وَبَقِي فِي خدمته وجهزه فِي أشغال فريدية فِي مهمات وَلما وصل السُّلْطَان الْملك الصَّالح صَالح إِلَى دمشق فِي واقعه بيبغاروس أَمر بإمساك جمَاعَة وهم الْأَمِير سيف الدّين ساطلمش الجلالي والأمير زين الدّين مصطفى البيري والأمير عَلَاء الدّين عَليّ بن البسمقدار

والأمير سيف الدّين ملك آص وحسام الدّين حسام بهْلُول بن غون شاه وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وتوجهوا بهم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة واعتقل الْجَمِيع بهَا وَغَيرهم مَعَهم وَلما كَانَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي شهر رَجَب الْفَرد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة وصل الْأَمِير سيف الدّين ملك آص وَسيف الدّين ساطلمش الجلالي وَمن كَانَ مَعَهم فِي الْحَبْس وَقد أفرج عَنْهُم ورسم لَهُم بِالْإِقَامَةِ فِي دمشق بطالين وَلم يزل الْأَمِير سيف الدّين ملك آص مُقيما بطالا إِلَى أَن كتب لَهُ الْأَمِير عَلَاء الدّين أَمِير عَليّ نَائِب دمشق إِلَى السُّلْطَان وَسَأَلَ أَن يرتب لَهُ على الدِّيوَان مَا يَكْفِيهِ فرسم لَهُ بذلك ورتب ذَلِك مِقْدَار شَهْرَيْن ثمَّ إِنَّه توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي ثامن عشر من رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة (266) هزارسب بن تنكير بن عياضٍ أَبُو كاليجار تَاج الْمُلُوك الكُردي توفّي مُنصَرفَه عَن بَاب السُّلْطَان من إصبهان إِلَى خوزستان بموضعٍ يعرف بفرنده وَعشْرين شهر رَمَضَان سنة اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ قد تكبّر وتجبّر وتسلّط وتفرعن وتزوّج بأخت السُّلْطَان وَأَخذهَا مَعَه فِي هَذَا الْوَقْت فَلَمَّا ضعف وَمَات عَادَتْ إِلَى الرّيّ لِأَنَّهُ مرض بعلة الذرب قَالَ مهد بن الصابي قَامَ فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَلفَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة

هريرة

مجْلِس قلت لَعَلَّ هَذَا الْعدَد كَانَ مُدَّة الْمَرَض هُرَيْرَة 29 -

الصحابية هُرَيْرَة بنت زَمعَة أُخْت سَودَة هِيَ زَوْجَة معبد بن وهب العبديومنهم من قَالَ هويرة بواو وياء [أَبُو هُرَيْرَة] اسْمه عبد الرَّحْمَن بن صَخرٍ [ابْن أبي هُرَيْرَة] الشَّافِعِي اسْمه الْحسن بن الْحُسَيْن [ابْن أبي هُرَيْرَة] اسْمه أَحْمد بن سُلَيْمَان [أَبُو هُرَيْرَة] الْمُؤَذّن اسْمه وَاثِلَة بن الْأَسْقَع 30 - الْهَرَوِيّ المحدّث هزار سبّ بن عَوَض بن حسن أَبُو الْخَيْر الْهَرَوِيّ الْمُفِيد الْمُحدث

نزل بغدادأحد من عني بِالْحَدِيثِ حصل أصولا كَثِيرَة وحظه دقيقٌ مليحٌ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة 31 - الكرنباني [الْأنْصَارِيّ] هِشَام بن إِبْرَاهِيم الكرنباني الْأنْصَارِيّ أَبُو عَليّ جالسَ الْأَصْمَعِي وأضرابَه وَكَانَ عَالما بأيام الْعَرَب ولغاتها وَكَانَ يُعَارض عبد الصَّمد بن المعذَّل ويهاجيه وروى عَنهُ أَبُو خَليفَة الْفضل بن الْحباب كتاب الوحوش وَحكى عَنهُ الْمفضل بن سَلمَة ذكر من الْكتب كتاب الحَشَرات كتاب الوحوش كتاب خلق الْخَيل كتاب النَّبَات وَفِيه يَقُول عبد الصَّمد بن المعذّل يهجوه (وَلم تَرَ أبلغَ من ناطقٍ ... أَتَتْهُ البلاغة من كرنبا)

ابن محمد

ابْن مُحَمَّد 32 - ابْن الْكَلْبِيّ هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب بن بشرٍ أَبُو الْمُنْذر الْكَلْبِيّ النسّابة العلاّمة الأخباري الْحَافِظ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إنّما كَانَ صَاحب سَمَرٍ ونَسَبٍ مَا ظننَتُ أَن أحدا يحدث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره مَتْرُوك وَفِيه رفضٌ قَالَ ابْن سعد توفّي سنة ستّ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ الْخَطِيب سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ خليفةُ بن خياط وَمُحَمّد بن سعد وَمُحَمّد بن أبي السّري

وَمُحَمّد بن حبيبوهو من أهل الْكُوفَة قدم بَغْدَاد وحدّث بهَا قَالَ إِسْحَاق الْموصِلِي رَأَيْت ثَلَاثَة يذوبون إِذا رَأَوْا ثَلَاثَة الْهَيْثَم بن عدي إِذا رأى هشاماً الكلبيَّ وعلَّويه إِذا رأى مخارقاً وَأَبا نواس إِذا رأى أَبَا الْعَتَاهِيَة وَقَالَ

ابْن المعتز قَالَ لي الْحسن بن علية العَنزي كَانَ يحيى بن معِين يُحسِن الثناءَ على هشامٍ وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يكرههُ وَقَالَ حفِظتُ مَا لم يحفظه أحدٌ ونسيتُ مَا لم ينسَه أحدٌ كَانَ لي عمّ يعاتبني على حفظ الْقُرْآن فدخلتُ بَيْتا وَحلفت أَن لَا أخرج مِنْهُ حتّى أحفظ الْقُرْآن فحفظته فِي ثَلَاثَة أيّام ونظرتُ يَوْمًا فِي الْمرْآة فقبضتُ على لحيتي لآخذ مَا دون القبضة فَأخذت مِنْهَا مَا فَوق القبضة وَهَذَا الْخَبَر يُروَى عَن أَبِيه أَيْضا وَكَانَ هِشَام يَقُول الْإِسْنَاد فِي الْخَبَر مثل العَلَم فِي الثَّوْب قَالَ ياقوت الْحَمَوِيّ وَقد ذكر هَذَا فَأَما أَنا فَمَا زلت أحب الساذج فِي كلّ شَيْء فهرست تصانيفه كتبه فِي الأحلاف كتاب حلف عبد الْمطلب وخزاعة كتاب حلف الفضول وقصة الغزال كتاب حلف كلب وتيم كتاب المغتربات كتاب حلف أسلم بن قيسٍ كتبه فِي المآثر والبيوتات والمنافرات والألقاب كتاب المنافرات كتاب بيوتات قُرَيْش كتاب فَضَائِل قيس

غيلَان كتاب المؤودات كتاب بيوتات ربيعَة كتاب الكُنَى كتاب أَخْبَار الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب كتاب خُطبة عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ كتاب ألقاب قُرَيْش كتاب شرف قصي بن كلاب فِي الجاهلة وَالْإِسْلَام كتاب ألقاب بني طابِخة كتاب ألقاب قيس غيلَان كتاب ألقاب ربيعَة كتاب ألقاب الْيمن كتاب نوافل قُرَيْش كتاب نوافل كنَانَة كتاب نوافل أَسد كتاب نَوَادِر تَمِيم كتاب نوافر قيس كتاب نوافر إياد كتاب نوافر ربيعَة كتاب تَسْمِيَة من نُقِل من عادٍ وَثَمُود والعماليق وجُرهُم وَبني إِسْرَائِيل وَالْعرب وقصّة هجرس كتاب أَسمَاء قبائل الجنّ كتاب نوافر قضاعة كتاب ادّعاء زِيَاد معوية كتاب زِيَاد بن أَبِيه كتاب صنايع قُرَيْش كتاب المشاجرات كتاب المناولات كتاب المعاتبات كتاب المشاغَبات كتاب مُلُوك الطوائف كتاب مُلُوك كِنْدَة كتاب بيوتات الْيمن كتاب مُلُوك التبابعة كتاب أفراق ولد نزار 3 - القُردُوسي هِشَام بن حسّان القردوسي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ وَقيل إنّه صَرِيح النّسَب كَانَ أعلم النَّاس بِحَدِيث الْحسن وَله أَوْهَام وَلَا تُخرِجه عَن الِاحْتِجَاج بِهِ توفّي سنة سبعٍ وَأَرْبَعين ومئة

وروى لَهُ الْجَمَاعَة 34 - رَئِيس الهشاميّة هِشَام بن الحكم الْكُوفِي الرافضيرئيس الطَّائِفَة الهشامية كَانَ خزازا وَكَانَ ضَالًّا ومشبها توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمائتين والهشاميّة فرقتان فرقةٌ تُنسَب إِلَى هِشَام هَذَا وفِرقة تُنسب إِلَى هِشَام بن مسالم الجواليقي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وفِرقة أُخْرَى هشاميّة تنْسب إِلَى هِشَام بن عَمْرو الغوطي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى إلاّ أنّ هَذِه الْفرْقَة من فرق الْمُعْتَزلَة فهم بمعزل من هَاتين الْفرْقَتَيْنِ فأمّا هِشَام بن الحكم فَإِنَّهُ زعم أَن ربَّه تَعَالَى الله عَن قَوْله عُلوًّا كَبِيرا ذُو حدٍّ ونهايةٍ عريضٌ طويلٌ عميقٌ وَطوله مثل عَرضه وَعرضه مثل عمقه وَأَنه نورٌ ساطعٌ يتلألأ كالسبيكة الصافية وَأَنه ذُو لون وطَعم ورائحة وأنّ لَونه هُوَ طعمه وطعمه هُوَ رِيحه وَلم ثَبت لونا وطعما وريحا من نَفسه وَقَالَ كَانَ الله وَلَا مَكَان ثمَّ تحرّك فَحدث مَكَانَهُ

بحركته ومكانه هُوَ العرشوحكى بعض المتكلّمين عَن هِشَام هَذَا أَنه قَالَ فِي معبوده إِنَّه سَبْعَة أشبارٍ بشِبر نفسَه وقاسه على الْإِنْسَان فَإِنَّهُ الْغَالِب على الْإِنْسَان أَن يكون سبعةَ أشبارٍ بشبرِ نفسِه وَحكى أَبُو الْهُذيْل العلاّف المعتزلي قَالَ لقيتُ هشامَ بنَ الحكمِ بمكّة عِنْد جبل أبي قبيس فَسَأَلته أَيهمَا أكبر معبودك أَو جبل أبي قيس فَأَشَارَ إِلَى أَن الْجَبَل يُوفي على الله تَعَالَى الله عز وَجل علوا كَبِيرا إِنَّمَا يعلم مَا تَحت الثرى بالشّعاع الْمُنْفَصِل مِنْهُ الذَّاهِب فِي عُمق الأَرْض وَذكر أَبُو عِيسَى الوَرَّاق أَن بعض أَصْحَاب هِشَام قَالَ إِن الله تَعَالَى مُماسٌّ لِعرشه لَا يفضُل عَن عَرْشه وَلَا ينقُص تَنَزَّهَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَن ذَلِك وتقدّس وَحكى عَنهُ مقالات شنيعة يَكْفِي أحلاها فِي تكفيره وتضليله وكفَّرته الإماميّةُ بتجويزه الْمعْصِيَة على الْأَنْبِيَاء وَعدم تَجْوِيز الْمعْصِيَة على الإِمَام حَتَّى قَالَ عصى رَسُول الله ربه فِي أَخذ الْفِدَاء من أُسَارَى بَدرٍ ثمَّ عَفا عَنهُ وَفرق بَين الْأَنْبِيَاء وَالْإِمَام بِأَن قَالَ النَّبِي إِذا عصى أَتَى عَلَيْهِ وحيٌّ عرّفه الْمعْصِيَة والإمامُ لَا يَأْتِيهِ وَحي فَلهَذَا جَازَت المعصيةُ على الْأَنْبِيَاء دون الإِمَام 35 - الصَّحَابِيّ هِشَام بن أبي حُذيفة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن

عَمْرو بن مخزومٍ الْقرشِي المَخْزُومِي كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة فِي قَول ابْن إِسْحَاق والواقدي كَانَ يَقُول هِشَام بن أبي حُذيفة وَيَقُول هِشَام وَهمٌ ممّن قَالَه وَلم يذكر مُوسَى بن عقبَة وَلَا أَبُو معز هَاجر إِلَى أَرض الْحَبَشَة 36 - الْمُؤَيد الأُموي هِشَام بن الحكم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان الاُموي الاُموي المؤيَّد وسمّى أَمِير الْمُؤمنِينَ صاحبَ الأندلس تولّى بُكرة يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس خلّون من صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة ومولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة وأمّه جَارِيَة أم ولدٍ كَانَ قد ربّاها صِهر مُحَمَّد بن أبي عَامر

وَكَانَت تعرفه ويعرفها فَمن هُنَا كَانَ ابْن أبي عَامر وَكيلا لابنها الْمُؤَيد هِشَام لحَدِيث يطول ذكره وَتَوَلَّى الحجوبيَّة لَهُ ثمَّ وثب على الْملك وأكفأهُ كَمَا يكفأ الْإِنَاء وَكَانَ الْمُؤَيد قَدِيما طاهرَ الثَّوْب متنزِّهاً عَن الرِيَب وَكَانَت فِيهِ غَفلَة وَصِحَّة مَذْهَب قَالَ ابْن حزم فِي كتاب الْملَل والنِّحَل أُنذِرنا الجَفَلى لحضور دَفن الْمُؤَيد هِشَام بن الحكم الْمُسْتَنْصر فرأيتُ أَنا وغيري نعشا وَفِيه شخصٌ مكفّنٌ وَقد شَاهد غسلَه رجلَانِ شَيْخَانِ جليلان حكمان من حكّام الْمُسلمين من عدُول الْقُضَاة فِي بَيت وخارج الْبَيْت أبي رَحمَه الله وَجَمَاعَة عُظَمَاء الْبَلَد ثمَّ صلّينا عَلَيْهِ فِي أُلُوف من النَّاس ثمَّ لم يلبث إِلَّا شهورا حَتَّى ظهر حَيا وبويع بالخلافة ودخلتُ إِلَيْهِ وَأَنا وغيري شَهْرَيْن 37 - الْأَسدي الصَّحَابِيّ هِشَام بن حَكِيم (م د ن) ابْن حزَام بن خُويلِد بن اسد بن عبد العُزَّى الْقرشِي الْأَسدي أسلم يَوْم الْفَتْح وَمَات قبل أَبِيه فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة وخيارهم يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ ويَنهَى عَن الْمُنكر وَهُوَ الَّذِي صارع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصرعه وَذكر مَالك أنّ عمر بن الْخطاب رَضِيَ الله عَنهُ كَانَ يَقُول إِذا بلغه

أَمر يُنكر أما مَا بقيتُ أَنا وَهِشَام بن حَكيِم فَلَا يكون ذَلِك وَقَالَ مَالك كَانَ هِشَام كالسائح لم يتّخِذ أَهلا وَلَا ولدا وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 38 - الْأَزْرَق الدِّمَشْقِي هِشَام بن خَالِد الدِّمَشْقِي الْأَزْرَق روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَبَقِي من مَخلدَ وَأَبُو زُرعة الرَّازِيّ وَغَيرهم وَتوفى سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ

هشام

هِشَام 39 - أَبُو الْوَلِيد الوقّشي هِشَام بن أَحْمد بن خَالِد بن سعيد أَبُو الْوَلِيد الكِناني الطُلَيطُلي ويُعرف بالوَقَّشِي بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الْقَاف وَبعدهَا شين مُعْجمَة والوقش قَرْيَة على اثْنَي عشر ميلًا من طليلطة أَخذ الْعلم عَن أبي عمر الطلمنكي وجماعته وَكَانَ عَالما بالنحو واللغة ومعاني الشّعْر والعَروض وصناعة البلاغة وَكَانَ شَاعِرًا بليغاً حَافِظًا للسُّنَن وَأَسْمَاء الرِّجَال بَصيرًا بالاعتقادات وأصول الْفِقْه وَاقِفًا على كثير من فَتَاوَى فُقَهَاء الْأَنْصَار نَافِذا فِي عُلُوم الشُّرُوط والعرايض محقّقا فِي الْحساب والهندسة مُشرِفاً على آراء الْحُكَمَاء حسن النَّقْد للمذاهب وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو محمدٍ الرُّيُوالي يَقُول فِيهِ (وَكَانَ من الْعُلُوم بِحَيْثُ يُقضَى ... لَهُ فِي كلّ عِلمٍ بالجميعِ) توفّي رَحمَه الله فِي جُمادى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره فِي غُلَام خصي مليح (وفاره تحمله فاره ... مر بِنَا معتقلا صعده) (سِنَانًا منتحلا لحظه ... وقدها منتحلا قده)

(قلت لنَفْسي حِين مدت لَهَا ... الآمال والآمال ممتدَّه) (لَا تطمعي فِيهِ كَمَا الشعرُ ... لَا يطْمع فِي تسويد خَدَّه) وَمِنْه (عجبا للمُدام مَاذَا استفادَت ... من سجايا معذبي وَصِفَاته) (طيب أنفاسه وَطعم ثناياه ... وسكر الْعُقُول من لحظاته) (وَهِي من بدا ذَا عليّ حرامٌ ... مثل تحريمِه جَنَى رشَفاته) 40 - ابْن العوّاد القُرطُبي هِشَام بن أَحْمد بن سعيد أَبُو الْوَلِيد الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بِابْن العوّاد كَانَ من جملَة الْأَئِمَّة وأعيان المغنين بقُرطُبة مقدَّماً فِي الرَّأْي وَالْمذهب طُلِب للْقَضَاء فَامْتنعَ وتفقه عَلَيْهِ خَلقٌ كثير وَتُوفِّي سنة تسع وَخَمْسمِائة 41 - الطُلَيطُلي هِشَام بن حُبَيش من أهل طليطلة كَانَ صَاحب رَأْي ومسائل وَحل وَسمع ابْن الْقَاسِم وأشهبَ بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ من أهل الفُتيا والأسماع بَصيرًا بالإعراب قَالَ ابْن الفرضي ذكره ابْن الْحَارِث

42 - حفيد أنس هِشَام بن زيد بن أنس بن مَالك روى عَن جدّه قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلّهم 43 - رَأس الرافضة هِشَام بن سالمٍ رَأس الْفرْقَة الهشامية من الرافضة الَّذين تقدم ذكرهم فِي تَرْجَمَة هِشَام بن الحكم كَانَ هشامٌ هَذَا مَعَ رَفضهِ مُفرِطاً فِي التجسيم والتشبيه لِأَنَّهُ زعم أنّ ربَّه على صُورَة الْإِنْسَان لكنّه قَالَ لَيْسَ بلحمٍ وَلَا دَمٍ بل نورٌ سَاطِع وَأَنه ذُو حواس خمس كحواس الْإِنْسَان 44 - الدستوَائي هِشَام بن سنبر أَبُو عبد الله الدستوَائي الْبَصْرِيّ صَاحب الْبَز والدستوا قَرْيَة من أَعمال الأهواز ولد فِي حَيَاة الصَّحَابَة الصغار وَكَانَ من كبار الحفّاظ كَانَ يَقُول

إِذا فقدتُ السِّراج ذكرتُ ظلمةَ الْقَبْر وَمَا زَالَ يبكي حَتَّى فَسدتْ عينه وَله مَنَاقِب جمّة لكنّه رُمِي بالقَدَر قَالَ ابْن سعد حجةٌ ثِقَة إِلَّا أَنه رُمِيَ بِالْقدرِ توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 45 - السِّيرافي هِشَام بن عَليّ السِّيرافي روى عَنهُ أَحْمد بن عُبيد الصَّفار وفاروق الْخطابِيّ وَغَيرهمَا توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 46 - أَبُو الْوَلِيد الْمُقْرِئ هِشَام بن عمار بن نُصير بن أبان بن

ميسرَة (خَ دت ن ق) السّلمِيّ الظفري الْقَارئ أَبُو الوليدأخذ الْقِرَاءَة عَن عبد الله بن عَامر اليَحصُبي وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَله تسعٌ وَثَمَانُونَ سنة كَانَ خطيب جَامع دمشق يخْطب وَيُصلي بهم الْجُمُعَة فَقَط روى عَنهُ جُلة الْعلمَاء وحدّث أَبُو عُبيد بِالْقِرَاءَةِ قبل وَفَاة هِشَام بنحوٍ من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ أهل الشَّام مَعَ جلالة قدر هِشَام وديانته وورَعِه يُفضِّلون عَلَيْهِ عبد الله بن ذكوانَ وَهِشَام أسنُّ مِنْهُ وأكثرَ حَدِيثا وتصنيفاً وعُمِّر حَتَّى لحق وَفَاة ابْن ذكْوَان وعاش بعده ثَلَاث سِنِين وَجَاء إِلَيْهِ رجل فال هِشَام فَمن أَنْت؟

فَقَالَ من بني اللازب فَقَالَ أَبُو عَليّ الْأَهْوَازِي إنّما نسبه إِلَى قَول الله عز وَجل {من طينٍ لازبٍ} فَضَحِك هِشَام وَكَانَ هَاشم مقرئ دمشق ومُفتيها ومحدثها وروى عَنهُ البُخَارِيّ وابو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ وبَقيّ بن مَخلدٍ وَمُحَمّد بن سعد كَاتب الْوَاقِدِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ صَدُوق كبيرُ المحلّ وَكَانَ فصيحاً مُفوَّهاً بليغاً 47 - الصَّحَابِيّ هِشَام بن عَمْرو بن ربيعَة بن الْحَارِث بن حبيبٍ قَالَ ابْن عبد البرّ لَا أعرفهُ بأكثرَ من أَنه معدودٌ عِنْدهم فِي المؤلَّفةِ قلوبُهم ومَن عدّ هَذَا وَمثله بلغ بهم أَرْبَعِينَ رجلا

48 - رَأس الهشاميّة الْمُعْتَزلَة هِشَام بن عمرٍو رَأس الهشامية وهم فرقة من الْمُعْتَزلَة كَبِيرهمْ هَذَا هِشَام الغوطي زَاد على أَصْحَابه الْمُعْتَزلَة ببدعةٍ ابتدعها مِنْهَا أَنه قَالَ الْجنَّة وَالنَّار ليستا مخلوقتين الْآن وَمِنْه نَشأ اعْتِقَاد الْمُعْتَزلَة الْمُتَأَخِّرين فِي نفي خلق الْجنَّة وَالنَّار وَمن أَصْحَابه أَبُو بكر الْأَصَم وَافقه فِي كلّ ذَلِك وبالغَا فِي نفي إِضَافَة الطَّبْع والجسم إِلَى الله تَعَالَى وَقد تقدم ذكر أبي بكرٍ الْمَذْكُور ومقالته فِي الْإِمَامَة وَمَا بدعه فِيهَا وَمن جمل أَتبَاع هِشَام بن عَمْرو عياد وَافقه على معتقداته جَمِيعًا مزاد عَلَيْهَا بِأَن قَالَ النُّبُوَّة جَزَاء على عَمل وَإِنَّهَا باقيةٌ مَا بقيت الدُّنْيَا وَهَذَا كفرٌ صُراحٌ وَخلاف للْمُسلمين 49 - الجرشِي هِشَام بن الْغَاز بن ربيعَة الجرشِي قَالَ أَحْمد صالحُ الحديثِ وَقَالَ دُحَيْم وَغَيره ثِقَة

كَانَ على بَيت المَال للمنصور وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة روى لَهُ الْأَرْبَعَة 50 - أَخُو عَمْرو بن الْعَاصِ هِشَام بن الْعَاصِ بن وائد هِشَام بن سعيد بن سهم الْقرشِي السَّهمي أَخُو عَمرو بن الْعَاصِ كَانَ قديم الْإِسْلَام أسلم بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ قدم مَكَّة حِين بلغه مهاجرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فحبسه أَبوهُ وَقدمه بِمَكَّة أَتَى بعد الخَنْدَق على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ أَصْغَر سِناً من أَخِيه عمرِو بن الْعَاصِ وَكَانَ فَاضلا خيرا سُئِل عَمْرو بن الْعَاصِ من أفضل أَنْت أَو أَخُوك هِشَام فَقَالَ أحدّثكم عنّي وَعنهُ أمّه بنت هِشَام بن الْمُغيرَة وَأمي سبية وَكَانَت أحب إِلَى أَبِيه وتعرفون فراسة الْوَالِد فِي وَلَده واستبقنا بِاللَّه فَسَبَقَنِي أمك على الستْرَة حَتَّى تطهّرت وتخبّطت وأمسكتُ عَلَيْهِ حَتَّى فعل ذَلِك ثمَّ عرَضنا أَنْفُسنَا على الله فَقبله وَتَرَكَنِي وقُتل هِشَام يَوْم أجنادين فِي خلَافَة أبي بكر سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَقيل إِنَّه استُشهد يَوْم اليرموك ضرب رجلا من غَسَّان شحره

فَكرت غَسَّان على هِشَام فضربوه بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى قَتَلُوهُ ووطئه الْخَيل حَتَّى كرّ عَمْرو فَجمع لَحْمه فدفنه وَقَالَ خَالِد بن مَعدان لما انْهَزَمت الرّوم يَوْم أجنادين انتبهوا إِلَى مَوضِع لَا يعبره إِلَّا إنسانٌ فَجعلت الرّوم تقَاتل عَلَيْهِ وَقد تقدموه وعبروه فَتقدم هِشَام بن الْعَاصِ فَقَاتلهُمْ حَتَّى قتل فَوَقع على تِلْكَ الثلمة فسدها وَلما انْتهى الْمُسلمُونَ إِلَيْهَا هابوه أَن يُوطِئوه الْخَيل فَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ أَيهَا النَّاس إِن الله استشَهَدَه وَرفع درجتَه وَإِنَّمَا هُوَ جُثّة فأوطئوه الْخَيل ثمَّ أوطأه هُوَ وَتَابعه النَّاس حَتَّى قطعوه فلمّا انْتَهَت الْهَزِيمَة وَرجع الْمُسلمُونَ إِلَى الْعَسْكَر كرّ عَلَيْهِ عَمْرو فَجعل لَحْمه وعظامه وأعضاءه وَحمله فِي نطعٍ وواراه وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبنا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ هِشَام وَعَمْرو رَوَاهُ مُحَمَّد بن عمرٍو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة 51 - المَخْزُومِي الصَّحَابِيّ هِشَام بن الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عَمْرو بن مخزومٍ الْقرشِي المَخْزُومِي هُوَ الَّذِي جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح فكشف عَن ظَهره

وَوضع يَده على خَاتم النُّبُوَّة فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده فأزالها ثمَّ ضرب فِي صَدره ثَلَاثًا وَقَالَ اللهمّ أذهب عَنهُ الفل والحسد ثَلَاثًا وَكَانَ الأوقص وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن هِشَام بن يحيى بن هِشَام بن الْعَاصِ يَقُول نَحن أقلُّ أصحابِنا حسدا وَقتل الْعَاصِ ابْن هَاشم أَبوهُ يَوْم بدرٍ كَافِرًا قَتله عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ خالَه 52 - الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ هِشَام بن عَامر بن أُميَّة بن الحسحاس بن مَالك بن عمر بن غنم بن عدي بن النجار الْأنْصَارِيّ كَانَ يسمّى فِي الْجَاهِلِيَّة شهاباً فغيّر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسمَه فسمّاه هشاماً واستُشهد أَبوهُ عَارِم يَوْم أحد وَسكن هِشَام الْبَصْرَة وَمَات بهَا فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 53 - أَمِير الْمُؤمنِينَ هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم بن الْعَاصِ بن أُميَّة أَبُو الْوَلِيد أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأمَوِي كَانَ يلقب السراق والمتفلت لِأَنَّهُ قطع عطا أهل الْمَدِينَة سنتَيْن ثمَّ

أَعْطَاهُم قبل مَوته عطا وَاحِدًا فَسَموهُ المتفلت أمه أم هَاشم فَاطِمَة بنت هِشَام بن إِسْمَاعِيل بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم وَكَانَ أَبيض أَحول سمنا طَويلا أكثف يخضِب بِالسَّوَادِ مولده سنة قُتل ابْن الزُّبير سنة اثْنَيْنِ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وَتُوفِّي بالرُّصافة من أَرض قنَّسرين لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لست خلون من شهر بيع الآخر سنة خمس وَعشْرين ومئة وَله إِحْدَى وَسِتُّونَ سنة وَقيل ثَلَاث وَخَمْسُونَ سنة وَشهر وَصلى عَلَيْهِ ابْنه مسلمة بن هِشَام وبويع لَهُ بِخمْس بَقينَ من شعْبَان سنة خمس ومئة وَيُقَال بعد موت أَخِيه يزِيد بِخَمْسَة أَيَّام وبعهدٍ من أَخِيه مستهلّ شهر رَمَضَان بالرصافة وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن ثَلَاث وَأَرْبَعين سنة وَكَانَت أَيَّامه تسع عشرَة سنة وَسَبْعَة أشهر وَهُوَ الَّذِي قتل زيد بن عَليّ بِالْكُوفَةِ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة وكاتبه سَالم مولى سعيد بن عبد الْملك وحاجبه غَالب بن مَسْعُود مَوْلَاهُ وَيُقَال غَالب بن مَنْصُور ونقشُ خاتمِه الحكمُ للحَكَم الحَكيم وَكَانَت دَاره الخواصين الَّتِي بَعْضهَا الْآن الْمدرس النورية قَالَ مُصعب بن الزبير زَعَمُوا أَن عبد الْملك رأى فِي مَنَامه أَنه بَال

فِي الْمِحْرَاب ارْبَعْ مَرَّات فدسّ من سَأَلَ سعيد بن المسيَّب وَكَانَ يعبر الرُّؤْيَا وعظمت على عبد الْملك فَقَالَ سعيد بن الْمسيب يملك من وَلَده لصلبه أَرْبَعَة آخِرهم هِشَام وَكَانَ يجمع المَال ويوصَف بالحرص وَيبْخَل وَكَانَ حازماً عَاقِلا صَاحب سياسة حَسَنَة قَالَ أَبُو عُمَيْر بن الحالي حدّثني أبي قَالَ كَانَ لَا يدْخل بَيت مَال هِشَام مالٌ حَتَّى يشْهد أَرْبَعُونَ قسّامةً لقد أَخذ من حقِّه وَلَقَد أُعطي لكل ذِي حق حَقه (

الجزء 27

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) (حرف النُّون) (نصر الله) 3 - (أَبُو نصر الهيتي الشَّافِعِي) نصرُ الله بن الْحسن بن علوان الربعِي الهيتي أَبُو نصرٍ الشَّاعِر سكن دمشق وَتُوفِّي بِزُرَع سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ يتفقّه للشَّافِعِيّ ويتأله وَمن شعره (أعندك صبرٌ إِن عرَاك صُدودُ ... عَسى أَن أَيَّام الْوِصَال تَعُودُ) (وتمنحُ بعد المَنع سَلمَى ودادَها ... وتُلغَى دُخولٌ بَيْننَا وحُقود) (فَلَا شُفِيَ الهَجْرُ المبيرِّحُ بالفَتى ... وَلَا اخضرّ يَوْمًا للقطيعة عود) وَمِنْه (كَيفَ يُرجى مَعْرُوف قومٍ من اللؤ ... مِ غَدَوا يدْخلُونَ فِي كلّ فنِّ) (لَا يَرونَ العُلى وَلَا المجدَ إلاّ ... بِرَّعِلقٍ وقَحبةٍ ومُغَنِّي) (يتَمَنَّون أنْ تَحُلَّ المسامي ... رُ بأسماعِهم وَلَا الصوتُ منّي) (لَئِن أمسكَت عَنّي سحائب كفّهِ ... فَمَا أَنا للبِرّ الْقَدِيم جَحودُ) (ألم تَر أنّ المُزنَ يهطِل تَارَة ... ويُمسِك بعد الهَطل ثمَّ يجود) وَمِنْه (خَلِّ الصَّريمَ لِواصفي آرامِهِ ... وغَزَالَهُ لِمُتَيَّمٍ بثَغامِه) (ودَعِ الأراكَ وَمَا سما مِن دَوحِه ... تدعُو على الأغصان وُرق حمامِه) 3 - (ابْن زُرَيق المُسند الْبَغْدَادِيّ) نصر الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد أَبُو السعاداتِ بن أبي مَنْصُور بن زُريقٍ الشَّيْبَانِيّ القزّاز الحريمي مُسند بَغْدَاد فِي وقته توفّي

الصاحب صفي الدين

سنةَ ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الصاحب صفي الدّين) نصر الله بن مُحَمَّد بن نصر الله صفّي الدّين أَخُو الْوَزير عَلَاء الدّين ابْن نصر الله وتقدّم ذكر أَخِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر الله فِي مَكَانَهُ وَولي الصاحبُ صفّي الدّين هَذَا بعد أَخِيه وِزارةَ حماة للمنصور سنةَ أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَسَار على سيرة أَخِيه ومنواله وَلم يزَل إِلَى أَن توفّي رحمهُ الله سنة ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بحماة فِي شهر رَجَب 3 - (ابْن الْقَابِض وَزِير صَلَاح الدّين) الصفيّ نصر الله بن الْقَابِض كَانَ قد خدمَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين لمّا كَانَ فِي شِحنكيَّة بَغْدَاد وأمدّه بِالْمَالِ فَرَأى لَهُ ذَلِك فلمّا ملك استوزره وَكَانَ شجاعاً ثِقَة أَمينا ولمّا نزل الفرنج داريَّا وَالسُّلْطَان فِي الشرق جمع من أهل دمشق سواداً عَظِيما وَخرج إِلَى ظَاهر الْبَلَد فَرَآهُمْ الفرنج فظَنوهم عسكراً فرحلوا وَكَانَ كثير الْمَعْرُوف وَكتب أملاكَه لمماليكه لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ وَلَدٌ وَبنى بالعُقَيبة مَسْجِدا وَدفن بِهِ ويُعرف الْآن بِمَسْجِد الصفّي وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (مُعين الدّين الهِيتي الشَّافِعِي) نصر الله بن نصر الله بن نصر الله بن سَلامَة بن سَالم أَبُو الْفَتْح الهيتي مُعين الدّين بن أبي الْمَعَالِي الشَّافِعِي الشَّاعِر مدح الْمُلُوك والوزراء وَتُوفِّي سِتَّة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قدِم الْإسْكَنْدَريَّة ومدح رؤساءها وأكابرها ومدح ابْن البوري الْآتِي ذِكره بقصيدة أَولهَا (أَتَرَى الحبيبَ لطول مُدة بُعده ... يدْرِي بِمَا لاقيتُه من بَعدِهِ) ) (فَلَقَد كسا جِسمي الضَنى لفراقه ... وأذاقَني فِيهِ مَرارةَ صَدِّهِ) (قد خَدَّدتْ خّدِّي الدموعُ وطالما ... ألصقتُهُ عِنْد الوَداع لخده) (وجَنَيتُ والواشي بذلك شاهدٌ ... من رِيقه المعسول رائقَ شَهده) (مَا كَانَ أطيبَ عَصر أيّام الصِّبى ... فِي سَبَط رَيعان الشَّبَاب وجَعده) (منٌ خلعتُ بِهِ العذار ورحُتُ فِي ... حُبّ العذار أجرّ فَاضل بُرده) (وشربتُ من كأسَي غناهُ وفقرِه ... وشربت فِي هَزل الغرام وجدِّه) (والآن مَالِي رَغبةٌ فِي حُبّ زِيّ ... نبَ وَلَا لي مَطمعٌ فِي هنده)

أبو الفتح المصيصي الشافعي الأشعري

(لَا أنَّ طَبعي مسَّه طبعٌ وَلَا ... أنّى صَفا يَنبو الهَوى عَن صَلده) (لَكِن كّدى فِي المساعي صَدَّني ... عَن عَسف قلبِي فِي الحسان وكدّه) (ورِضايَ من هَذَا الْأَنَام بوحدتي ... لمّا اقتنعتُ من السَّراب بثَمده) (كم قد وَرَدتُ بغُلة الصادي وَلم ... يوني أَخُو بُخلٍ أحُومُ بِوردِه) قلت شعر متوسط 3 - (أَبُو الْفَتْح المصِيصي الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ) نصر الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي أَبُو الْفَتْح المِصّيصي ثمَّ اللاذِقي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الأُصولي الأَشعري نَسَباً ومذهباً كَانَ متصلباً فِي السُنة متجنباً أبوابَ السلاطين يدرِّس بالزاوية الغربية من الْجَامِع الأُموي وَهُوَ آخِر من حّدث بِدِمَشْق عَن الْخَطِيب روى عَنهُ ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن عَسَاكِر ومكي بن عَليّ الْعِرَاقِيّ والحموي وعسكُر بنُ خليفةَ وَغَيرهم وَآخر من حدث عَنهُ أَبُو المحاسن بن أبي لُقمةَ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن قلاقس الشَّاعِر) نصر الله بن عبدِ الله بن مخلوف بن عَليّ بن قلاقس القَاضِي الأغرّ أَبُو الْفَتْح اللَّخْمِيّ الْأَزْهَرِي الإسكندري كَانَ سُناطاً كثير الْأَسْفَار دخل الْيمن ومدح أَهلهَا وَعَاد مُثرِياً فغرق جَمِيع مَا بِقرب دَهلك فردّ إِلَى يَاسر بن بلالٍ وَهُوَ عُريان ومدحه بقصيدته الَّتِي أَولهَا (صدرنا وَقد نَادَى السَّماحُ بِنَا رِدوا ... فعُدنا إِلَى مَغناكَ والعَودُ أحمدُ) وَفِي ابْن قلاقس يَقُول الْوَجِيه الذَروي (قلتُ وأَيرِي فِي حَشاه ... وَقد أَنْشدني من شعره الباردِ) ) (يَا ريحَ مَفساه وَيَا شِعرَه ... كلاكما من مَخرَجٍ وَاحِد) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا (يَا سائلي عَن أبي الْفتُوح وَعَن ... عيشته فِي الْبِلَاد من أينِ) (يعِيش من شعره وفقحَته ... فاعجَب لمن عَاشَ من كَنِيفَين) ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بعَيذاب فِي شَوَّال سنةَ صقلِّية ومدح مَلِكَها الإفرنجي

غُليُلم يُقَال إِن من جملَة مَا أعطَاهُ مركبا مَملوءاً جُبناً وَلما قدم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة خرج النَّاس للسلام عَلَيْهِ فَلَمَّا نزل من الْمركب رَآهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي الصَّلاح فشهق لَهُ وَقَالَ (أطلَّ هِلَال الْفَاسِقين فَلَا أَهلا ... فَلَا مَرحباً بالقادمين وَلَا سهلا) وَلابْن قلاقيس نثرٌ جيدٌ وَهُوَ من الشُّعَرَاء المجيدين ولعلّه لَو عمِّر لَكَانَ شعره ازْدَادَ جُودةً وَمن شعر ابْن قلاقس (لَا تثنِ جيدَكَ إنَّ الروضَ قد جيدا ... مَا عَطَّلَ القطرُ من نُوَارِه جِيدا) (إِذا تبسَّم ثغرُ المُزن عَن يقَقٍ ... فانظرهُ فِي وَجَناتِ الْورْد توريدا) (وَإِن تَنَثَّرَ ذُرٌّ مِنْهُ فاجتَلهِ ... بمبسم الأقحوان الغَضِّ مَنضودا) (واستنطقِ العُودَ أَو فاسمع غرائِبهُ ... من ساجعٍ لَحنُهُ يسترقص العُودا) (يشدو وينظرُ أعطافاً منمَّقةً ... كَأَنَّهُ آخِذٌ عَنْهَا الأغارِيدا) (مَاذَا على العِيس لَو عَادَتْ بربتها ... مقدارَ مَا تتقاضاها المواعيدا) (رُدَّ الركابَ لأمرٍ عَنَّ ثَانِيَة ... وسَمِّهِ فِي بديع الحُبّ ترديدا) (وقِف أبثُّك مَا لَان الْحَدِيد لَهُ ... فَإِن صدقت فَقل هَل صرت دوادا) (حُلَّت عُرى النّوم عَن أجفان ساهرةٍ ... ردّ الْهوى هُدبها بِالنَّجْمِ معقودا) (تَفَجَّرَتْ وعصا الجوزاءِ تَضرِبُها ... فذكَّرتنيَ مُوسى والجلاميدا) (يَا ثعلبَ الْفجْر لَا سِرحانَ أولهُ ... خُذِ الثُّريا فقد صادفتَ ُنقودا) وَقَالَ (سُفحت عيونُ الغَيم أدمُع قَطرِه ... فالروضُ يضحكُ عَن مباسم زهرِهِ) (وسَرى النسيمُ بقهوةٍ حيَّى بهَا ... دَوحاً لَوَت عطفيهِ رَاحَة سكره) (وسرى بمؤتنق الحدائق قانصاً ... فأثار طامِسَ عرفهَا عَن ذكره) ) (وانشقَّ جَيبُ الأُفق عَن متألقٍ ... ينجابُ تقطيب الظلام بتبره) (وَكَأَنَّهُ ظَنّ النُّجُوم كواعباً ... فَرمى لَهَا بملاءة من فجره) (وَكَأن ذَا الرعثاتِ ينشد إثْرهَا ... شجوا أثارا البَينُ سالِفَ ذكره) (ودعا بحيَّ على الصَّبوح مُؤمَّرٌ ... حَتمٌ على الظرفاء طاعةُ أمره) (تزهي فضول التَّاج مَفرق رَأسه ... ويهُزّ رقم الْوَجْه مُرهف خَصره) (غنَّى فهزّ قَوام قسيس الدُجا ... طَربا فشقَّ صدارَها عَن صَدره)

(وارتاع من مَاء الصَّباح فشمرت ... أذيال حُلته لفائض نَحره) (فاقذِف شياطين الهموم بأنجُمٍ ... تَثني الخَليع إِلَى السرُور بأسره) (بزُجاجةٍ حيَّاك مِنْهَا قَيصرٌ ... وكأنما هُوَ فِي جَوَانِب قصره) (مَا ألبسته الراحُ ثوبا مُذهبا ... إِلَّا وقلده الحَباب بدرّه) (يسقيكها رشأٌ كأنّ مذاقها ... من رِيقه وحبابها من ثغره) (أرسلتُ لحظي رائداً فأضلّه ... ليلٌ يُمد بعُذره وبغّدره) (أعشى الدليلَ دُجا الدَلالِ فسائلِوا ... فلكَ الأزرة عَن طالع بدره) وَقَالَ (عَرَضت لمفترض الصَّباح الأبلج ... حوراءُ فِي طَرَفِ الظلام الأدعج) (فتمزقت شِيةُ الدُجا عَن غُرتّي ... شمسين فِي أفقٍ وَكله هودج) (ووراء أَسْتَار الحمول لواحِظٌ ... غازلنَ معتدل الوشيحِ الأعوَجِ) (من كل مبتسم السّنان إِذا جرى ... دَمعُ النجيع من الكَميِّ الأهوج) (وَلَقَد صحِبتُ اللَّيْل قَلَّصَ بُردَه ... لعُباب بَحر صَباحِه المتموجِ) (وكأنّ منتثر النُّجُوم لآلىءٌ ... نُظمت على صَرحٍ من الفيروزج) (وسَهِرتُ أرقبُ من سُهيلٍ خافقاً ... متفرداً فَكَأَنَّهُ قلبُ الشجي) (واستعبرت مُقلُ السَحاب فأضحكت ... مِنْهَا ثغور مُفوَّفٍ ومُدبَّحِ) وَقَالَ (سَدَّدوها مِنَ القدود رماحا ... وانتضوها من الجفون صِفاحا) (يَا لَهَا حَالَة من السِلم حَالَتْ ... فاستحالت وَلَا كِفاحَ كِفاحا) ) (صحّ إِذْ أذرَتِ العيونُ دِمَاء ... أَنهم أثخَنوا القلوبَ جِراحا) (يَا فُؤَادِي وَقد أُخذتَ أَسِيرًا ... أتقطرتَ أم وضعتَ السِلاحا) (قل لأعشارِك الَّتِي اقتسموها ... ضربوا فِيك بالعيونِ قداحا) (عجبا للجفون وَهِي مِراضٌ ... كَيفَ تستأسر القلوبَ الصِحاحا) (أهٍ من موقفٍ يودّ بِهِ المُغ ... رم لَو مَاتَ قبله فاستراحا) (حَيْثُ يخْشَى أَن يَنظم اللثم عِقداً ... فِيهِ أَو يعْقد العناقُ وِشاحا) وَقَالَ (عَقَدوا الشعورَ معاقدَ التيجان ... وتقلدوا بِصوارم الأجفانِ)

(ومَشَوا وَقد هَزَّ الشبابُ قُدودهم ... هَزَّ الكُماة عَواليَ المُرّان) (جَروا الذوائبَ والذوابل وانثنوا ... فثَنوا عِناني محصنٍ وحَصان) (وتوشحوا وردا فقلتُ أراقمٌ ... خلعت ملابسها على غِزلان) (ولربما عطفوا الكعوبَ فواصلوا ... مَا بَين لَيْث الغاب والثعبان) (فِي حَيْثُ أذكى السمهري شرارهُ ... رفع الْغُبَار لَهَا مُثار دُخان) (وَعلا خطيب السَّيْف منبَرَ راحةٍ ... يَتْلُو عَلَيْهِ مَقاتلَ الفُرسان) (يَا مرسلَ الرمْح الصَّقِيل سِنانُه ... أمسِك فَلَيْسَ الْيَوْم يَوْم طِعان) (هاتيك شمسُ الراح يسطع ضوءُها ... مِن خلف سُحب مارقٍ وقَناني) (وهلال شوالٍ يَقُول مُصدقا ... بيَدي غَصَبتُ النونَ من رَمَضَان) (لَا تَسقنيها من مَحاجرِ نَرجَسٍ ... حَسبي الَّتِي بأناملِ السَوسان) (فأرادها ممزوجةً قد خالطت ... بالياسمين شقائقَ النُّعْمَان) (والوُرق فِي الأوراق قد هتفتْ على ... عَذَب الغصون بأعذبِ الألحان) (فَكَأَن أوراق الغصون ستائرٌ ... وَكَأن أصواتَ الطيورِ أغاني) وَقَالَ (كَم نابلِ فِي طَرفِك البابلي ... وذابلٍ فِي عِطفك الذابل) (وَكم حوى رِدفك من موجةٍ ... تضرِبُ من حصرك فِي سَاحل) (يَا كوكباً ناظِره طالعاً ... كناظرٍ فِي كوكبٍ آفل) ) (يوقعُني مِنْك على مَانع ... مَخابلٌ عنْدك من باذل) (طلاقةٌ أنشأ لي بَرقها ... سحائباً من دمعي الهاطل) (وسقمُ أجفانٍ توهمتُها ... ترثي لسقُم الجسَد الناحل) (ومَعطَفٌ معتدلٌ مائلٌ ... مَا لي وللمعتدلِ المائل) (حُبك لَا حبك هَذَا الَّذِي ... أوقع فِي أنشوطة الحابل) (وليتني أَشْكُو إِلَى غادرٍ ... وليتني أُشكى من العاذل) (وليلةٍ أسلمتُ أصداءَها ... من أكؤس الراح إِلَى صاقل) (فالتهبتْ فَحمتُها جَمرةً ... من خمرةٍ قاتلةٍ القاتِل) (وانتَسَقت نحوي مَسَراتها ... نَسَق الأنابيب إِلَى الْعَامِل)

وَقَالَ (مَا سَت فَقيل هِيَ القضيبُ الأملدُ ... ورَنت فَقيل هِيَ الغزال الأغيدُ) (وَرَأَتْ بديع جمَالهَا فتبسمتْ ... عَن جوهرٍ بمِثاله تتقلد) (بيضاءَ رَوض الْحسن مِنْهَا أخضرٌ ... ومدامعي حُمرٌ وعَيشي أسود) (فعلَت سيوف السِحر من أجفانها ... مَا يفعل الصِمصام وَهُوَ مجرَّد) (يَا هَذِه إِن كنتُ دُونك ثَانِيًا ... طَرفي فَفِي قلبِي الْمُقِيم المقعد) (دافعت فِي صدر الظنون وَلم يكن ... بسوى الثُّريا يُستراب الفرقد) (هَل عِنْد ليل الشّعْر أَنِّي نَائِم ... ولصَبوتي طَرفٌ عَلَيْك مُسَهد) (يَا ضيف طيفٍ مَا هداه لمضجعي ... إِلَّا لهيبٌ فِي الحشا يتوقد) (وَالله لَوْلَا أنني بك طامعٌ ... مَا كنتُ من كَلَفي بحبك أرقدُ) (هذي النجومُ وأنتَ من إخوانها ... بجميعِ مَا نصَّيتُه لَك تشهد) (كم فِيك عَن بلقيس من نَبَإِ فَهَل ... قلبِي سُلَيْمَان وطرفي هدهد) (لَا تَنفِ هَمي بالعُقار فَإِنَّهَا ... أبدا يُثار بشُربها مَا يخمَد) (لي روضةٌ من خاطري ومُدامةٌ ... وُرق القوافي بينهنّ تُغرِّد) وَقَالَ (السحبُ مَا عطفت إِلَيْك مُدامُ ... والوُرق مَا هتفتْ عَلَيْك نِدامُ) ) (تَقِف النواسم فِيك وَهِي لواثم ... وتسير زَهر الرَّوْض وَهو لِثام) (تيمتَ حَتَّى قيل صبَّتْ صبا ... وفتنتَ حَتَّى قيل هامرهام) (مَاذَا بعثتَ إِلَى النُّفُوس وَإِنَّمَا ... نمَّت إِلَيْك بِبَعْضِه الْأَجْسَام) (مُليتَ مكتهل البناتِ فللحيا ... سَبَلٌ يلاعب معطفيه غُلَام) (رُحماك وَهُوَ أسِنة وأعِنة ... خِيَمٌ مُطَنَّبةٌ عَلَيْهِ خيام) (مَا حيلةُ المُشتاق فِي آرامه ... وَهِي الَّتِي عَزَّتْ فَلَيْسَ تُرام) (قُسِمَ السَقام لجسمه وجفونها ... وتخالفت بوفاقها الْأَقْسَام) (فسَقام أجفان الكواعب صِحَة ... هِيَ فِي جفون العاشقين سَقام) (يَا رَبَةَ الخِدرِ الَّتِي هِيَ تَحْتَهُ ... بَدرٌ شريق النُّور وَهُوَ غَمام) (يهتَزُ من عِطفيكِ غصنُ أراكةٍ ... فينوح من وَجدي عَلَيْهِ حَمام) (وتسير عيسُك كالقسيّ عَواطفاً ... فتصيرُ فِي الأحشاءِ وَهِي سِهام) (وَيطول مِنْك الظُّلم حَتَّى أَنه ... لَوْلَا جَبينُك قلتُ والإظلام)

وَقَالَ (مَا زَالَ يخدَعُ قلبَه حَتَّى هفا ... برق يهُزّ الجوَّ مِنْهُ مرهفا) (أَعشَى عيونَ الشُّهب حَتَّى لم يدَع ... طرفا لَهَا إِلَّا قضَى أَن يطرفا) (وألاح فِيهَا يستطيرُ كشاربٍ ... نشوَانَ رشَّ على الحديقة قَرقَفا) (وكأنما وافَى الظلام بعَزله ... فَتَلا عَلَيْهِ من الصَّباح ملطفا) (حَتَّى إِذا سَطَعَ الضياءُ وأشبهتْ ... فِي لُجةٍ حَبباً طفا ثمَّ انطفا) (خَجِلَتْ خدود الزَّهر عَنهُ بروضة ... غيداء قلّدها نداه وشَنَّفا) (أجْرى النسيمُ بجانبَي ميدانها ... طِرفاً وجرّ على رُباها مُطرَفا) (وأغرَّ كفّ الْوَصْل غُربّ جِماحه ... من بعدِ مَا هجر المتَّيم مَا كفى) (كلفتُ بدرَ التمّ مثل جماله ... وظلمته فَلِذَا تبدّا أَكلفا) (أَنا والمدامُ بكفه وجفونه ... مَا شئتَ سَمِّ من الثَّلَاثَة مُدنفا) (أضحى يَحِنُّ ويَرجَحنُّ وإنّ من ... أحلى الحُلى متعطِّفا مُتعطِّفا) (هَل كنتُ أسلو والخيانة شَأنُه ... أَيكُون ذَلِك حِين فاءَ إِلَى الوفا) ) وَقَالَ (كم مقلةٍ للشقيق والغَضّ رمداءِ ... إنسانها سابحٌ فِي دمع أنداءِ) (وَكم ثغور أَقاحٍ فِي مراشِفها ... رُضابُ طائفةٍ بالرِّيّ وطفاء) (فَمَا اعتذارك عَن عذراء جامحةٍ ... لاحتْ كَمَا لامستها راحةُ المَاء) (نضَتْ عَلَيْهَا حُسامَ الْمجد فامتنعَت ... بلامةٍ للحباب الجمّ حصداء) (أما تَرَى الصبحَ يخفَى فِي دُجُنَّتِه ... كَأَنَّمَا هُوَ سَقطٌ بَين أحشاء) (والطيرُ فِي عذباتِ الدَوح ساجعةٌ ... تَطابقَ اللّحن بَين الْعود والناي) (وَقد تضمَّخ ذيل الرّيح حِين سَرت ... بعاطرٍ من شذى غيداء غَناء) (فَحَيِّ فِي الكأسِ كِسرَى تُحيِ رِمتّه ... بِروح راحٍ سرت فِي جسم سرّاء) (وعُذْ بمعجز آيَات المُدامة من ... نوافثِ السِحر فِي أجفانِ حَوراء) (فَمَا الفصاحةُ إلاّ ماتُكرِّره ... مَبازل الدَنّ من تَرْجِيع فأفاء) (يُديرها فاتن الألحاظ فاترُها ... صَاح مُعَربد أعضاءٍ وأعضاء) (ومحسنٍ حسنٍ ألقتْ إِلَى يَده ... أعنّةُ الحبّ طَوْعًا كل سَوْدَاء) (ناهيكَ من شادنٍ شادٍ تَغارُ على ... أُذن المُصيخ إِلَيْهِ مقلة الرَّائِي)

(فاعكُف على خَلَس اللَّذَّات مُغتَنما ... فالدر فِي حربه تلوين حِرباء) وَقَالَ (شقّ الصّباحُ غِلالةَ الظلماءِ ... وانحلّ عِقدُ كوكبِ الجوزاءِ) (وتكلّلَت تيجانُ أزهارِ الرُبى ... بغرائبٍ من لؤلؤِ الأنداء) (وَجرى النسيم فجرَّ فَضلَ رِدائِهِ ... متحرِّشاً بمساقطِ الأنواء) (وَعلا الحمامُ على مَنَابِر أيكَةٍ ... يُبدي فصاحةَ ألسُنِ الخُطباء) (ودعا وَقد رقّ الهواءُ منّمقُ السِ ... ربال طابت زَهرةُ الصَّهْبَاء) (لَو لم يكن مَلِكَ الطُّيُور لما انثنى ... بالتاج يمشي مِشيةَ الخُلَفاء) (فاشرَب مُعتَّقةَ الطِّلا صِرفاً على ... رَقصِ الغصون ورنَّة المُكاء) (من كفٍّ وطفاءِ الجفونِ كَأَنَّمَا ... يسْعَى بنارٍ أُضرمت فِي مَاء) (فِي سحرِ مقلتِها وخمرةِ ريقِها ... دائي الَّذِي حُمِّلتهُ ودوائي) ) (يَا قَاتل اللهُ العيونَ فَإِنَّهَا ... شَرَكُ العقولِ وَآفَة الْأَعْضَاء) (يَا هَذِه مهلا فَلَو أنني ... لَا أنثَنِي عَن ذِمةٍ ووفاء) (لبلغتُ مَا أَرْجُو بحدِّ مهندٍ ... ذَرِبٍ وعامِلِ صَعدةٍ سَمراء) (وطرقتُ دارَك باللِوى فِي مَعشرٍ ... أخذُوا شجاعتَهم عَن الْآبَاء) (وأبحتُ يَا أسماءُ معسولَ اللَّمى ... لهُمُ ووَردَ الوجنة الْحَمْرَاء) (لَكِن ركنتُ إِلَى السُّلوّ وَلم أقُل ... أعزِز عليَّ بفُرقة الخلطاء) وَقَالَ (أنسيمُ برقٍ أم شَيمُ عَرار ... أَورَى بجانحتيه زّندَ أُوارِ) (أم هزّ معطفَهُ الغرامُ فمزقت ... أَيدي الصَبابةِ عَنهُ ثوبَ وقار) (أم باكرتهُ يدُ الْهوى بمُدامةٍ ... صِرفٍ فَبَاتَ لَهَا صريعَ خُمار) (بل هزّ عِطفيه لنَوح حَمامةٍ ... هَتَفَت ودَمعِ غمامةٍ مِدرار) (وعليلِ نفحةِ روضةٍ مطلولةٍ ... باحت بِمَا ضَمَتْ من الْأَسْرَار) (مَا استنشقت مِنْهَا المَعاطِفُ بِلةً ... إِلَّا انثنَت فِي الْقلب جَذوةُ نَار) (حَيْثُ الغصونُ تميس فِي كثبانها ... طَرَياً لسجعِ مَلاحنِ الأطيار) (عبِثتْ بهَا أَيدي الصَبا فتمايلَت ... فَكَأَنَّمَا شربَت بكأس عُقار) (ووتكللت تيجانُ أزهارِ الرُبى ... بفرائدٍ من لؤلؤِ الأمطار)

(فالجوُّ فِي مِسكيةِ الغيمِ أنبَري ... والأرضُ فِي موشيّة الأزهار) (والغانياتُ تميس فِي أرجائها ... مختالةً مَيسَ القنا الخَطَّار) (من كل سافكةٍ بسيفِ فتورِها ... عَمداً وَمَا لقتيلها من ثار) (كالبدرِ فِي بُعد المَنال وَفِي السَّنا ... والريمِ فِي كَحَلٍ وفرطِ نِفار) (ومهفهفٍ عَبث الصِّبا بقَوامِه ... عَبَثَ الصَبا بمَعاطفِ الْأَشْجَار) (وَسنَانُ مَا جالت قِداحُ جمالِهِ ... إِلَّا ثنى قلبِي مِنَ الأعشار) (عاطَيتُه رَاحا إِلَى الشَّمْس انتمَت ... بزُجاجةٍ تنمي لضَوءِ نَهَار) (والليلُ من جوزائه وهِلالِ ... يختال بَين قِلادةٍ وسِوار) وَقَالَ) (هَذَا اللِوى لَا حُطّ منهُ لواءُ ... يرتادُني عَنهُ هَوى وهَواءُ) (فاحلُل عقودَ الدّمع فِي عُقدَاته ... إِن جرَّعتك غَرامَك الجَرعاء) (والعَب بِعطفك كالقضيب فَإِنَّمَا ... أهدَت بَوارحَها لَك البُرحاءُ) (لم يَبقَ من آثَار أَنجُمِ غِيدِه ... إِلَّا الدموعُ فَإِنَّهَا أنواء) (جعلُوا الحُماةَ حماءَهم وترحّلوا ... فبحيثما حَلوا ظُبىً وظِباء) (وتكنَّسوا قَصَبَ الوَشيج وَتفعل ... السمراءُ مَا لَا تفعل السمراء) (هذي المنازلُ كالمنازلِ فاسألوا ... عَن بدرها فَلَقَد دَجَتْ ظَلْماء) (ذُمّ الفِراقُ وَمَا علِقتُ بذِمةٍ ... من سَلوةٍ فَمَتَى يُذَمُّ لِقاء) (لله ذَاك العيشُ إِذْ لَا بَيننَا ... بَينٌ وَلَا عاداتُنا عُدَواء) (فالجو صافٍ والمواردُ عَذبَةٌ ... وَالرَّوْض نَضرٌ والنسيمُ رُخاء) (وَلَقَد نزعتُ عَن الغَرام فشاقني ... أَرَجٌ نماه مَندَلٌ وكِباء) (هَبَّت صَبا نَجدٍ وهَب ليَ الصِبى ... فتلاقتِ الأهواءُ والأهواء) (مَاذَا على العُذال إِن خَلَع الهَوى ... عُذري وعُذرِي غَادةٌ عَذراء) (بل كيفَ يَحُس بِي الْهوى ومَحَله ... دون الحضيض ودُونيَ الجَوزاء) (يَا حبذا رِيُّ الكئيب من الظَما ... لَا حبذا أُروى وَلَا ظَمياء) (هُوَ مَنكِبُ العزمِ الَّذِي لَو أَنه ... ريحٌ لقالوا إِنَّهَا نَكباء) (ولَدَيَّ فكرٌ إِن تبلّج نورُه ... شهِد الذَكاءُ بأنَّ ذَاك ذُكاء) (ألْقى القريضَ لَهُ مقالد أمرِه ... فَاخْتَارَ وَهُوَ المانعُ الأَباء) (كم بَيت شعرٍ قد علا بِبِنائِه ... بَيتٌ دَعائمُ سَمكِهِ العلياء)

(تَحيى بِهِ الأمواتُ بعد فنائها ... ولربما مَاتَت بِهِ الْأَحْيَاء) (أَلْفَاظه كالشهبِ إِلَّا أَنَّهَا ... فِي كُل خَطبٍ فليقٌ شهباء) (وَإِلَى سَراة بني عَديٍّ أنتمي ... فِي حَيْثُ تثنى الغُرَّة القَعساء) (قومٌ هم غُررَ الزَّمَان وَأَهله ... والعالمونَ جِبلةٌ دهماء) (يتورّدون الخطبَ وهوَ مهالكٌ ... ويبادرون الحربَ وَهِي فَناء) (ويخاطبون بألسُنِ الْبيض الَّتِي ... من دونِها تتلجلج الخُطَباء) ) (من كلِّ أروعَ ضاربٍ بحُسامه ... رأسَ الكَميِّ إِذا التظَتْ هَيجاء) (متناسبِ الأجزاءِ أجمعُ صدرِه ... قَلبٌ وأجمعُ قَلبِهِ سَوداء) (إِن تظلمِ الأقدارُ فَهُوَ مُهَندٌ ... أَو تظلمِ الأخطار فَهُوَ ضِيَاء) (تأبى مَناط نِجاده فَكَأَنَّهُ ... من تحتِ مُنْعَقد اللِّوَاء لِوَاء) (ويهُزه هَزَج الصَّهيل كَأَنَّمَا ... حكمتْ عَلَيْهِ القهوةُ الصَّهْبَاء) (أبناءُ لَخم الأكرمين عِصابةً ... لَا ينثنون وَفِي الثَّبَات ثَناء) (نَشروا أمامَ خَميسِهم أحسابَهُم ... فِي الحَرب وَهِي الرَّايَة الْبَيْضَاء) (ضربوا بمُستن الركاب قِبابَهم ... فتساوت الغُرباء والقُرناء) (وتَحكَّمَ الضِيفانُ فِي أَمْوَالهم ... حَتَّى كأنهمُ لَهُم شُركاء) (يخشاهمُ ريبُ الزمانِ فجارُهم ... لم يدرِ فِي السَّراء مَا الضَّرّاء) (نَسَبٌ لوَ أنّ الزَهرَ فِي إشراقه ... لتشابهَ الإصباحُ والإمساء) وَقَالَ (أصبحتُ بَين سَوالفٍ وعيونٌ ... وَقفا على أمنيَّةٍ ومَنونِ) (فدَعِي الملامةَ فِي التصابي واعلمي ... أَن الملامةَ ربّما تُغريني) (مَاذَا عليكِ إِذا سفحتُ مدامعي ... وأطلتُ فِي آي الديار أنيني) (مَا زلتُ أُخْفِي الحبَّ حَتَّى هاجه ... وشكُ الفِراق وأظهرته جفوني) (يَا عاذلي رِفقاً على قلبِي فَمَا ... أُرضيك فِي فعلي وَلَا تُرضيني) (صادته أَيدي الحبّ إِذْ نصبت لَهُ ... شَركاً بألحاظ الظِباء الْعين) (خفِّض عليّ فَمَا أَرَاك تصدني ... باللوم عَن شَغَفي وَلَا تَثنيني) (كَيفَ السَّبِيل إِلَى السُلو وَقد خَلَتْ ... من آل حمدةَ جانبا يَبرين) (وعَلى الحُمول غريرةٌ أجفانها ال ... مرضى الصِحاح بقتلتي تُفتيني) (هيفاءُ تَحت نِقابها وثيابها ... مَا شئتَ مِن وردٍ وَمن نِسرين)

(سفرتْ فأبدَت بدر تمٍّ طالعاً ... لَك فِي ليالٍ للغدائر جون) (وبكت فأبقَت فِي عقيقِ خدودها ... آثارَ لؤلؤِ دمعها الْمكنون) وَقَالَ) (سَرت وجبينُ الجو بالطل يرشَح ... وثوب الغوادي بالبروق موشّحُ) (فقابلتُ من أسماطها الزَهرَ تُجتلى ... وقبلتُ من أمراطها الزهر ينفح) (بِحَيْثُ الرُبى تخضل والدّوح ينثني ... ودمعُ الحَيا يَنهل وَالطير تصدَح) (وَفِي طيّ أبراد النسيم خميلةٌ ... بأعطافها نَورُ المُنى يتفتح) (تُضاحكُ فِي مَسرى العواطفِ عارضاً ... مدامعه فِي وجنة الرَّوْض تسفح) (وتورى بِهِ كفُّ الضيا زندَ بارقٍ ... شرارتُه فِي فَحْمَة اللَّيْل تقدح) (تَفَرَّسَ مِنْهُ الْبَدْر فِي متنِ أشقرٍ ... يُلاعب عِطفَيه النسيم فيرمح) (على حِين أوراق الصَبا الغض نَضرةٌ ... ووُرق التصابي بالصبابة تُفصِح) وَقَالَ (سَافر إِذا حاولت قَدرَا ... سَار الهِلالُ فَصَارَ بَدْرًا) (وَالْمَاء يكْسب مَا جرى ... طِيباً ويخبُث مَا استقرا) (وبِنقلة الدُّرَر النَّفْي ... سة بُدلت بالبحر نَحرا) (وَصلا إِذا امتدت يدا ... ك فَإِن هما حَلَتا فهَجرا) (فالبدرُ أنْفق نوره ... لما بدا ثمَّ استسرا) (زِد رِفعةً إِن قيل أت ... رَبَ وانخفِض إِن قيل أثرى) (فالغضنُ يدنو مَا اكتسى ... ثمرا ويسمو مَا تعرى) (حركاتِ عيسِكَ إِن أرد ... ت مِهادَ َعيشِك أَن تقرا) (فالمهدُ أسكنُ للصغي ... ر بِحَيْثُ جَاءَ بِهِ ومرّا) وَقَالَ (بعينَه سُكري لَا بكأسِ عُقارِه ... رَشاً صَاد آسادَ الشَرَى بنفارِه) (فيا حبذا خمرُ الفتور يُديرها ... على وَرد خدِّيه وآس عذاره) (سقاني فَلَمَّا أَن تملكني الْهوى ... ثنى معطفيه عَن صريعِ خِماره) (فللبدر مَا يُبديه فَوق لثامه ... وللغصن مَا يُخفيه تحتَ إزَاره) (تضيءُ بروقُ الْبيض دون اجتلائه ... وتهوي نُجُوم السمر دون اهتصاره)

(لَئِن كَانَ قلبِي مُقفِرا من جماله ... فَإِن فُؤَادِي عَامر بادّكاره) ) (وَوَاللَّه لَوْلَا أَنه جنَّةُ المُنى ... لما كَانَ محفوفا لنا بالمكاره) (وَفِي فَلَك الأصداح بدرُ محاسنٍ ... كَسته أيادي الْبَين ثوبَ سَراره) (كأنّ الثريا والهِلالَ تقاسما ... جمالهما من قُرطه وسِواره) (وَكم جُردَت دون الظباء من الظبَى ... لِقتلِ شجٍ لَا يُرتَجى أخذُ ثاره) (وَمَا أطلقت بِالسحرِ غِزلانُ بابلٍ ... لواحظَها إِلَّا انثنى فِي إساره) (إِذا غرسَت أَيدي الصبابة فِي الحشا ... أصولَ الْهوى فالوجد بعضُ ثماره) (إِذا هبّ نجديُّ النسيم أَحَالهُ ... سَموماً بِمَا يمليه من وهج ناره) (غَراماً ببانات اللِوى وأراكِهِ ... وشوقاً إِلَى قُلامِه وعَراره) وَقَالَ

(أرابَه البانُ إِن لم يَقضِ آرابا ... فَارْتَد ناظره المرتادُ مُرتابا) (كَأَن أوطان أوطارِ محاسنُها ... تستنفدِ اللفظَ إطراءً وإطرابا) (حَيْثُ المغاني غوانٍ مَا اشتكت يدُها ... يَوْمًا من الخُرَّد الأتربِ أَتْرَابًا) (وَلَا ألمَّ بهَا مثلي فأدمعَه ... فاستعجز الغيثُ إرباءً وإربابا) (يَا حَبذا البان إِذْ أجنى فواكهه ... على ذُرى البان أعناباً وعُنابا) (وَإِذا أبيتُ وكأسُ الراح مالئة ... كفي حَبابا وطَرفي فِيهِ أحبابا) (سقَاهُ كالدمع إِلَّا مَا يؤثره ... فَإِنَّهُ مَنَع الإجداء أجدابا) (وجرّ فِيهِ كأنفاسي غلائلَه ... شذاً يَقُول لَهُ الإطنابُ أطنابا) (قفا لأعتُبَ دهراً لَان ثمَّ عسَى ... عساه يُعقِب هَذَا العَتبَ أعتابا) (واستنزِلا بلطيفٍ من عتابكما ... قلباً طواه على الأحقاد أحقابا) (لله مَا ضمّت الأحداج من قمرٍ ... أرْخى ذوائبَ عنهنَّ الدُجى ذابا) (أغمض اللحظَ عَنهُ حِين ينظر عَن ... جَفنٍ هُوَ النصلُ إرهافا وإرهابا) (وَرُبمَا زارني زُوراً وشقّ إِلَى ... وَصلي حِجابا يُراعيهِ وحُجابا) (مَا كنت اُسكر طرفِي من مُدام كَرّى ... لَو لم يحرِّم على الأصحاء أصحابا) (يَا من إِذا وفََى استوَفى الحشاشة لَا ... عدِمتُ حاليك إِعْطَاء وإعطابا) وَقَالَ) (هَب للقلوب من الْعُيُون ملاذُ ... وَلها على مكنونها استِحواذُ) (هيهاتَ مَا سُلتْ شِفارُ لواحظٍ ... إِلَّا تثنت والقلوبُ جُذاذ) (لَا تُرسِلََّ سهامَ لحظِك جاهداً ... إِن الْمنية سَيرها أغداد) (وَمن الْعَجَائِب أَن خدي مُجدِبٌ ... وَعَلِيهِ من سيل الدُّمُوع رَذاذ) (يَا رامياً كَبِدي بِنبل جفونه ... خَفِّض عَلَيْك فَإِنَّهَا أفلاذ) (ومليحةِ الْأَوْصَاف حسَّنها الصِّبا ... والتيهُ لَا ديباجُها والاذ) (فِي طرفها الأحوى تأنقُ بابلٍ ... نَفَاثُ سحرٍ فِي الحشا نَفَاذ) (رَقت جفوناً فَهِيَ ماءٌ دافقٌ ... وقست فؤاداً دونه الفُولاذ) وَقَالَ (دَعَتْهُ المثاني وادعته المثالثُ ... فها هُوَ للنِدمان والكاس ثالثُ) (وقارفَ قبل الموتِ والبعثِ قَرقفاً ... يعاجله مِنْهَا مُميتٌ وباعثُ) (وَكَانَ الْهوى أبقى عَلَيْهِ صَبابةً ... من اللبّ وافاها من الكاس وَارِث) (فَقَامَ إِلَى أُمِّ الخبائثِ إِنَّهَا ... بهَا أبدا تصفو النفوسُ الْخَبَائِث) (وَأَحْيَا بِروح الراح جسمَ زُجاجة ... على يَده مِنْهَا قديمٌ وحادث) (وَقد قَالَ للصهباء إِنِّي حالفٌ ... فَقَالَت لَهُ الصَّهْبَاء إِنَّك حانث) (وَمَا الْعَيْش إِلَّا للَّذي هُوَ ماكث ... على غيّه أَو الَّذِي هُوَ ناكث) (فيا راحلاً أبلغ أخِلايَ بالِّلوى ... وَإِن رجعُوا أَنِّي على الْعَهْد لابث) (لمن كَللٌ مُدت حوامٍ حواملُ ... فمادت بهَا عِيسٌ رَواغٍ رواغث) (هُنَاكَ وَلَا نُعمانَ قُضبٌ موائس ... وثَمَ وَلَا يَبرينَ كُثبٌ عثائث) (دَمي للدُمى إِن لم أُرعها برحلةٍ ... نديمي بهَا الدأماءُ أَو فالدمائث) (ربيعةُ فتكٍ لم تلِدني مكدَّمٌ ... عُتيبةُ حَربٍ لم يلدنيَ حَارِث) (لِيَ النافثاتُ السِحرِ فِي ُعقَد النُهى ... فَمَا هِيَ إلاّ العاقداتُ النوافث) وَقَالَ (ألحِق بنَفسَجَ فَجري وردتَي شفقِِ ... كافورةُ الصبحِ فتَّت مِسكَةَ الغَسَقِ) (وَقد عُطِّلَ الأُفقُ من أسماط أنجُمِهِ ... فاعقِد بخمرك فِينَا حِليةَ الأُفق) ) (قُم هاتِ جامَك شمساً عِنْد مُصطبحٍ ... وخَل كاسَكَ نجماً عِند مُغتبق) (وَأقسم لكلِّ زمانٍ مَا يَلِيق بِهِ ... فَإِن للزندِ حَلياً لَيْسَ للعُنقِ)

(هبَّ النسيم وهبّ الريمُ فاشتركا ... فِي نكهةٍ من نسيم الرَّوْضَة العَبِق) (واسترقَصَتنيَ كاسترقاصِ حامِلها ... مُخضَرَّة الوُرق فِي مُخضَرَّةِ الوَرَق) (وبتُّ بالكاس أغْنى الناسِ كلهم ... فالخمرُ من عسجدٍ والماءُ من وَرِق) (كم وُرِّدت وَجَناتُ الصِرف فِي قدحٍ ... فتحتُ بالمزج مَا تعلوه من حَدَق) (يسْعَى بهَا رَشأٌ عَيناهُ مُذ رمقَت ... لم يبْق فيَّ وَلَا فِيهَا سوى الرَمَق) (حبابُها وأحاديثي ومبسِمُه ... ثلاثةٌ كلهَا من لُؤْلُؤ نسَق) (حَتَّى إِذا أخذت مِنا بسَورتها ... مآخذَ النّوم من أجفانِ ذِي أرَق) (رَكِبتُ فِيهِ بِحاراً من عجائبها ... أنِّي سلِمتُ وَمَا أَدْرِي من الغَرَق) (وَلم أزل فِي ارتشافي مِنْهُ ريقَ فَم ... أطفأتُ فِي بَردِه مشبوبةَ الحُرق) (يَا سَاكن الْقلب عَمَّا قد رميتُ بِهِ ... من ساكِنِ الْقلب مَعَ مَا فِيهِ من قَلَق) (لَا تعجَبَنَّ لكل الجِسم كَيفَ مضى ... وَإِنَّمَا أعجب لبعضِ الْجِسْم كَيفَ بقى) (لم اسْترق بمنامي وصلَ طيفِهم ... فَمَا لَهُ صَار مَقْطُوعًا على السَرَق) (وَلَا اجتلى الطرفُ بَرقاً من مبَاسمهم ... فَمَا لَهُ مثل صوبِ العارضِ الغدق) (فِي الْهِنْد قد قيل أسياف الْحَدِيد وَلَو ... لَا هِنْد مَا قيل أسياف من الحَدَق) (نَسِيت مَا تحتَ تفتيرِ الجُفونِ أما ... خُلوقةُ الجفن إِثْر الصارم الدلق) (وَبت بالجزعِ فِي أَثَرهم جَزِعاً ... إِن جردَ البَرقُ إيماضاً على البُرق) (فِي نارِ وَجديَ معنى تلهبهِ ... وَفِي فُؤَادِي مَا فِيهِ من الوَلَق) وَقَالَ (لَا أشربُ الراحَ إِلَّا ... مَا بَين شادٍ وشادن) (وَإِن فَنِيتُ فعندي ... إِلَى معادٍ معادن) (قُم يَا نديمي فأنصِتْ ... وَاللَّيْل داجٍ لداجن) (غنَّى وناح فَنزع ... تُ ثوبَ خاشٍ مخاشِن) (طاوع على العَزف والقص ... ف كلّ حاسٍ وحاسن) ) (وانهض بطيشك عَن سح ... ت ذِي وقارٍ وقارن) (أثورُ من ذِي وَمن ذَا ... فِي كل غابٍ وغابن) (وَإِن رمتني اللَّيَالِي ... يَوْمًا بِداهٍ اُداهِن)

وَقَالَ على طَرِيق أبي الرقمعن (يَا هَذِه لَا تنطِقي ... بَسَّكِ لاتُنقِنقي) (أما علمتِ انني ... أصبحتُ شيخ الحُمق) (أصيحتُ صَباً هائماً ... بثوبي المزوَّق) (فطبِّلي من بعدِ ذَا ... إِن شئتِ أَو فبوِّقي) (وأرعِدي من غضبٍ ... عليَّ أَو فأبرقي) (ودفِّفي وَبعد ذَا ... فَإِن أردتِ فصفِّقي) (أَنا الَّذِي فُقتُ الورى ... من قبل لُبس البخنق) (أَنا الَّذِي طفت بِلَا ... دالغرب ثمَّ الْمشرق) (أَنا الَّذِي يَا إخوتي ... أُحب أكل الفُستُق) (والتين والجوز مَعَ ال ... فانيذ ثمَّ البندق) (يَا هَذِه تعطفي ... توقفي ترفقي) (أمّا أما أمّا أما ... آن لنا أَن نَلْتَقِي) (فِي جوسقٍ مرتفعٍ ... ناهيكُه من جوسقِ) هَا فانظري وَجه هِلَال فِطر فوقَ الأُفق (كزورقٍ من ذَهَب ... أكرِم بِهِ من زَورقِ) (وَالْمَاء فِي النَّهر غَدا ... مِثل الحُسام الْأَزْرَق) (كَذَاك لون الأُقحوا ... ن مثل لون الزَيبق) (والوَرد كالخدَ كَمَا ال ... نَرجس مثل الحدَق) (ويلاه من مهفهفٍ ... ممَنطقٍ مُقرطق) (ذِي وجنةٍ أسيلةٍ ... مُحمرىٍ كالشَفَّفَق) (وشعرةٍ مُسودَّةٍ ... مِثل اسوداد الغَسَق) ) (وقامةٍ تميس كال ... غُصنِ الرطيب المورقِ) (يَا يَختال فِي ... ذَاك القَباءِ الْأَزْرَق) (يَا هَذِه لما بدا ... على الحِصان الأبلق) (فشمَّر الكُمَّ إِلَى ... دُوَينَ رأسِ المِرفَق) (ورام أَن يقفِز با ... لأبلق عَرضَ الخَنْدَق) (علِقتُه وصِرتُ من ... فَرطِ الهوَى فِي قَلَق) (إيهٍ وَمن وجدي بِهِ ... أُمسُكه فِي الطّرق)

(وَلَا أَخَاف عاذلا ... يعذُلني فِي حُرَقي) (ولستُ بالصب الَّذِي ... قولَ الوُشاة يَتَّقِي) (يَا عاذلي دَع عَذَلي ... فليتني لم أُخلَقِ) (فالناسُ لَا شكّ إِذا ... مِنْهُم سعيدٌ وشقي) (أما السعيدُ فالإما ... م الحافظُ البَرُّ التقي) (وكل من يحسُده ... فَهُوَ مَدَى الدَّهْر الشقي) وَقَالَ يشبه البدرَ والدَبَرانَ (وبدا الهِلالُ وخَلفَه ال ... دَبَرانُ يَسرى حَيْثُ يَسري) (فافهَم إشارةَ نَونِ نَؤ ... يٍ بالنُّضار وخاءِ خِدرِ) وَقَالَ فِي تُرسٍ مُكَوبج إرتجالا (لله دّر مِجَنٍّ قد حُبِيتُ بِهِ ... صِيغَت كوابجُه فِيهِ على قَدَرِ) (لم يُخطِ تشبيههِ من قَالَ حِين بدا ... إنّ الثريّا بَدَت فِي صفحة القَمَر) وَكتب على سَرَجك (أَنا ممتَطي بدرٍ ولَيثٍ صَوَّرا ... شخصا زُهَى الدُنيا بِهِ والدينِ) (فَأجِل لِحاظك فِي تنظُر آلَة ... جمعتْ مَحَاسنَ هالةٍ وعَرين) وَقَالَ يذم خالا يَقُول خدِّي روضةٌ ترتَعُ فِيهَا المُقَلُ فقلتُ مَا أقَبَحَ مَا جئتَ بِهِ يَا رجل) لَو كَانَ وَرداً لم يَكُنْ يَسكُنُ فِيهِ جُعَل وَقَالَ (يَا رُبَّ ليلٍ أشتهي لباسَه ... قد عطَّرَ الْوَصْل لنا أنفاسَه) (لم يلبثِ النجمُ بِهِ أَن حاسَه ... دَع امرَأ الْقَيْس ودع أمراسَه) (فِتر الْهلَال سُرعةُ قد قاسه ... كالبرقِ حِين يُسرِعُ اختلاسَه) (مُنكِّساً نَحْو الثريا رَأسه ... هَل تعرف العُرجونَ والكِباسه) وَقَالَ (أُنظُر إِلَى الشَّمْس فَوق النِيل غاربة ... واعجَب لِما بعْدهَا من حُمرةِ الشَفَقِ)

(غَابَتْ وأبقت شُعاعاً مِنْهُ يَخلفُها ... كَأَنَّهَا اخترقَت بالماءِ فِي الغَرَق) (وللهلال فهَل وافى لينقذها ... فِي إثرِها زورقاً قد صِيغَ من وَرق) وَقَالَ (يَا حُسنَ وجهِ البحرِ حينَ بدا ... والسُحبُ تَهطَل فَوْقه هَطلا) (فكأنَّه دِرعٌ وَقد مَلأَت ... أَيدي الرُماةِ عيونَه نَبلا) وَقَالَ (مَرّ بِيمُناه على طاره ... يلمسهُ أحسنَ مَا لمسِ) (وواصلَ النَّقرَ على إصبعٍ ... تُغنيه لَو شَاءَ عَن الخمسِ) (فحدِّثوا عَن قمرٍ مُشرقٍ ... يلعَب بالبَرق على الشَّمْس) وَقَالَ (وأدهم كالغرابِ سَواد لونٍ ... يطير مَعَ الرِّيَاح جَناحُ) (كَسَاه الليلُ شملتَه وولَّى ... فقبّل بَين عَيْنَيْهِ الصباحُ) وَقَالَ (جحَدتُ الْهوى عَن العواذل ضِنَّةً ... عَلَيْهِم بِمن أَصبُو إِلَيْهِ وأهوا) (وَلَو قلتُ إِنِّي عاشقٌ فظِنوا بِهِ ... لعلمهم أَن لَيْسَ يُعشَقُ إِلَّا هُوَ) وَقَالَ (خيلانه فِي خَدّه ... خيل بميدان الْقِتَال) ) (فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُ ... ساعاتُ هجرٍ فِي وصال) وَقَالَ يصِفُ الحُمَّى (وبغيضةٍ تَدْنُو وَمَا دُعيَت ... فَتبيتُ بَين الخِلب والكَبِد) (يصبو الفؤادُ لِبعدِها فَإِذا ... ولّت بكاها سائرُ الْجَسَد) وَقَالَ (وَلَو لم أشاهد مِنْهُ جُودَ يَمِينه ... وحُدِّثتُ عَن إفراطها خِلتُه كذِبا) (خِصالا رأيناها نجوماً مُنيرةً ... عُلاه لَهَا فَلَا عَدِمَتْ غَربا) وَقَالَ يصف صيادا بِشَبَكَةٍ (وأشعثَ مثل أهلِ النَّار ثاوٍ ... بِأخضرَ كلُّ وَسطٍ مِنْهُ جَنَّة)

(على يُمناه أحداقٌ صِغارٌ ... تَرامي الماءِ عَنْهَا قد أجنَّه) (فيرسِلُها إِلَيْهِ وَهِي دِرعٌ ... وتأتيهِ وَقد مُلِئتْ أَسِنَّه) وَقَالَ فِي رجل كَبِير الذَقن (جَاءَنَا يَحمِل ذَقناً ... حَسبُك اللهُ وحَسبي) (شَعرُها لَو كَانَ شِعراً ... كَانَ مثلَ المتنبّي) (وَهِي فَوق الصَّدْر قد سدَّ ... تهُ شرقٍ لِغَرب) (لِحيَةٌ رَدَّته فِي النا ... س وَلَا ضرطَةُ وَهب) وَقَالَ فِي سَودَاء (رُبَّ سوداءُ وَهيَ بَيضاءُ معنى ... نافَسَ المسكَ عِنْدهَا الكافورُ) (مِثلُ حَبِّ العيونِ يحسَبه النا ... سُ سواداً وَإِنَّمَا هُوَ نور) وَمن موشحات ابْن قلاقس نَهيتُ عَن نصحيمن رام أَن يَصحيفما انتهَى وَكَيف للاّئمأن يغتدي الهائمَكما اشتهَى وأباني جؤذرْمن لَحظِهِ مخدَّرٌلَيثُ العَرين مثل الضُحَى مَنظَرْيَروق إِذْ يُنظَرمن الجبين قلت وَقد أسكرلا قولَ من أنكرقُم يَا خدين) وهاتِ فِي الجُنحِشقيقةَ الصُّبحِفقال هَا ويلاه من ناعمِكالرَشإِ الباغمِقد قَالَ هَا علقته غصناكالبدر با أَسْنَى بل كالصّباح قلتُ وَقد أجنى جناذاك الاقداح بيناهُ فِي شحِّقد عَاد فِي سَحِّفها وَهَا يَا واصلاً صارمبجفنكَ الصارمصبري وهَي بِاللَّه يَا إلفيإنهض إِلَى إلفَيوسَقّني من قهوةٍ صِرفِعن مُقبل الصَّرفلا تنثني وهاتِها تشقِيمن كَاد أَن يشفِيوغَنِّني فِي ابْن أبي الفتحقد انْتهى مدحيفلا انتهَى

ضياء الدين بن الأثير

يَا أَيهَا الكاتمما القَمَرُ العاتمُمثل السُهَى 3 - (ضِياء الدّين بن الْأَثِير) نصر الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد الشَّيْبَانِيّ ابْن الْأَثِير ضِيَاء الدّين أَبُو الْفَتْح الجَزَرِي أحد الْإِخْوَة وَقد مرَّ ذكر أَخوَيه عز الدّين ومجد الدّين فِي مكانيهما وَكَانَت بَينه وَبَين أَخِيه غزّ الدّين مجانبةٌ شديدةٌ ومقاطعةٌ وُلِدَ هَذَا ضِيَاء الدّين بالجزيرة وَنَشَأ بهَا وانتقل مَعَ وَالِده إِلَى الْموصل واشتغل وَحصل الْعُلُوم وَحفظ الْقُرْآن وشيئاً من الحَدِيث وطرفاً من النَّحْو واللغة وَعلم الْمعَانِي والبيانُ وَلم حصَل هَذِه الأدوات قصد الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وَكَانَ شَابًّا فاستوزره لوَلَده الْأَفْضَل عَليّ وحسُنت حَاله عِنْده وَلما توفّي السُّلْطَان واستقلَ وَلَده الْأَفْضَل عَليّ بِالْملكِ وَأقَام بِدِمَشْق اسْتَقل ضِيَاء الدّين بالوزارة وَاعْتمد عَلَيْهِ فِي جَمِيع الْمصَالح وَلما أخذت دمشق من الْأَفْضَل وانتقل إِلَى صرخد كَانَ ضِيَاء الدّين قد أَسَاءَ الْمُعَامَلَة إِلَى أهل دمشق فهمّوا يقْتله فَأخْرجهُ الْحَاجِب محَاسِن بن عجم مستخفياً فِي صندوق مقفلا عَلَيْهِ ثمَّ صَار إِلَيْهِ وَصَحبه إِلَى مصر لما أستُدعي الْأَفْضَل لنيابة ابْن أَخِيه الْملك الْمَنْصُور وَلما قصد الْعَادِل مصر وَأَخذهَا من ابْن أَخِيه خرج الْفضل من مصر وَلم يخرج ضِيَاء الدّين مَعَه خوفًا على نَفسه من جمَاعَة كَانُوا يقصدونه فَخرج مِنْهَا متستراً وَغَابَ عَن الْأَفْضَل مُدَيدة فَلَمَّا اسْتَقر الْأَفْضَل فِي سُميَساط عَاد إِلَى) خدمته وَأقَام عِنْده مُدَّة ثمَّ إِنَّه فَارقه واتصل بِخِدْمَة أَخِيه الظَّاهِر غَازِي صَاحب حَلَب فَلم يَطُل مقَامه عِنْده وَخرج مغاضباً وَعَاد إِلَى الْموصل فَلم يستقم لَهُ حالٌ فسافر إِلَى سنجار ثمَّ عَاد إِلَى الْموصل واتخذها دَار إِقَامَته وولع بالحطّ على الْأَوَائِل الْكِبَار مثل الحريري والمتنبي وَغَيرهمَا وَبَالغ فِي الغض من القَاضِي الْفَاضِل وشحن تصانيفه بالحط عَلَيْهِ والهزء بِهِ فَمَا أحبّ النَّاس مِنْهُ ذَلِك وردّوا عَلَيْهِ أَقْوَاله وزيفوها وسفهوا رَأْيه وَمن مُضحكات الدُّنْيَا وعجائبها أنّ ابْن الْأَثِير يعيب كَلَام القَاضِي الْفَاضِل وَله من تصانيفه بالحط الْمثل السائر وَقد رُزِق فِيهِ السَّعَادَة وردّ عَلَيْهِ عز الدّين بن أبي الْحَدِيد فِي كتاب سَمَّاهُ الْفلك الدائر على الْمثل السائر ورد على ابْن أبي الْحَدِيد بعض الأفاضل فِي كتاب سَمَّاهُ قطع الدائر ووضعتُ أَنا كتابا سميتُه نُصرة الثائر على الْمثل السائر وانتصفتُ مِنْهُ للفاضل وللحريري وللمتنبي وَلابْن الْأَثِير كتاب الوَشي المرقوم فِي حل الْمَظْلُوم وَكتاب الْمعَانِي المبتدعة وَله غرّة الصَّباح فِي أَوْصَاف الإصطباح وَكتاب الْأَنْوَار فِي مدح الْفَوَاكِه وَالثِّمَار وَله غير ذَلِك ونظمه قَلِيل جدّاً ومولده سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة

سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره (ثلاثةٌ تُعطي الْفَرح ... كأسٌ وكُوبٌ وقَدَح) (مَا ذُبحَ الزِّقُّ بهَا ... إلاّ وللزقّ ذَبَح) وَمن نظمه (وروضةٌ طَلْقَة حَيَاء ... غنّاءُ مُخضَرةٌ جنابا) (ينجابُ عَن نَورها كِمامٌ ... تنحط عَن وَجههَا نِقابا) (وَبَات بهَا مَبسمُ الأَقاحي ... يرشُف من طَلّها رُضابا) وَمِنْه (نَثَر النسيمُ الطَّلَّ من أغصانه ... والرَّوضُ بَين مُذَهَّبٍ ومُفَضَّضِ) (فَتحاً لَهُ فوقَ الغَدير وَقد طغا ... حَبَبٌ يَدُور على بساطٍ أبيضِ) قلت كَذَا وجدتُه وَلَعَلَّه قَالَ حبباً يَدُور على سُلافٍ أبيضِ وَالله أعلمُ وَمِنْه (وكُمثَرَى حَبوتُ بِهِ النَّدامَى ... يُزيل تقطُّب الْوَجْه العَبوس) ) (كأكوابٍ صغارٍ من زُجاجٍ ... وَقد مُلِئَت بصُفرة خَندَريس) وَمن ترسله كتب الْخَادِم هَذَا الْكتاب لَيْلًا وخاطِره يُغنيه عَن الاستضاءة بمصباح ويكاد يمثَّل لَهُ فِي سَواد الظلمَة بَيَاض الصَّباح غير أَنه كَانَ بَين يَدَيْهِ شمعة وُضعت للْعَادَة الْمُعْتَادَة لَا للْحَاجة المُرادة وَسَنذكر من أَوْصَاف صورتهَا مَا للْبَيَان فِيهِ سبحٌ طَوِيل فِي ذكره ولربما كَانَ هُنَاكَ معنى غَرِيب فيُنبَّه على سره وَذَاكَ أَن لَهَا قدّاً ألفي القوام مُشبهاً فِي نحوله واصفراره حَال المستهام وَهِي والقلم سِيان فِي أَنَّهُمَا إِذا قُطع رأسهما صَحَّا بعد السَّقام وَمن عَجِيب شَأْنهمَا أنّ روحها تحيا بجسمها وبالأرواح تكون حَيَاة الْأَجْسَام وَقد وصفهَا قوم بِأَن لَهَا خُلقاً كَرِيمًا فِي رِعَايَة عهود الإخوان وَأَن بكاءها لَيْسَ إِلَّا لمفارقة أَخِيهَا الَّذِي خرجت مَعَه من بطن ونشأت مَعَه من مَكَان وَهَذَا الْوَصْف من ألطف أوصافها وَهُوَ مِمَّا يهيج الألاف شوقاً إِلَى ألافها وَكَانَت الرّيح تتلعّب بلهبها لَدَى الْخَادِم فتشكِّله أشكالاً فَتَارَة تُبرِزه نجماً وَتارَة تُبرِزه هلالاً ولربما مثلته طوراً بالجلَّنارة فِي تضَاعف

أوراقها وطوراً بالأنامل فِي اجتماعها وافتراقها وآونةً تَأْخُذهُ فتلفه على رَأسهَا شَبِيها بالقناع ثمَّ ترفعه عَنْهَا حَتَّى يكَاد يزايلها بذلك الِارْتفَاع فَلم يزل الْخَادِم ينظر مِنْهَا إِلَى هَذِه الصُّور ويستملي من بدائعها بَدَائِع هَذِه الغُرَر وأحسنُ الحَدِيث مَا وافقَت فِيهِ صُورَة العيان معنى الْخَبَر وكما كَانَت الرّيح تتلعب بالشمعة فتنقلها من مِثَال إِلَى مِثَال فَكَذَلِك الشوق يتلعب بِالْقَلْبِ فينقله من حَال إِلَى حَال غير أَن حرَّ هَذِه لَيْسَ كحر هَذَا فِي الاستعار وَالنَّار الَّتِي تتطلع عَلَيْهَا الأفئدة أَشد لفحاً من هَذِه النَّار وَقَالَ أَيْضا يصف الشمعة من جملَة كتاب وَلما استنطقتُ الْآن قلمي كَانَ بَين يديَّ شمعة تعم مجلسي بالإيناس وتُغنيني بوحدتها عَن كَثْرَة الجلاّس ويخبر لِسَان حَالهَا أَنَّهَا أَحْمد عَاقِبَة من مجالسة النَّاس فَلَا الاسرار عِنْدهَا وَلَا السقطات لَدَيْهَا بمحفوظة وَكَانَت الرّيح تتلعب بلهبها وتختلف على شُعبه بشعبها فطوراً تُقِيمهُ فَيصير أُنْمُلَة وطوراً تميله فَيصير سلسلة وَتارَة تُجوفه فيتمثل مُدهنة وَتارَة تَجْعَلهُ ذَا وَرَقَات فيتمثل سَوسَنة وآونة تَنشره فينبسط منديلا وآونة تلفّه على رَأسهَا فيستدير إكليلاً وَلَقَد تأملتُها فوجدتُ نسبتها إِلَى العُنصر العسلي وقدَّها قد العّسال وَبهَا يضْرب الْمثل للحكيم غير أنّ لسانها لِسَان الجهّال ومذهبها هُوَ مَذْهَب الهُنود فِي إحراق نَفسهَا بالنَّار وَهِي شَبيهَة بالعاشق فِي انهمال الدمع واستمرار السهر وَشدَّة) الصُّفار وكل هَذِه الْأَحْوَال تجدّدت لَهَا بعد فِرَاق أَخِيهَا ودارها والموتُ فِي فِرَاق الْأَخ وَالدَّار وَقد سألتُها أَن تُملي عليّ دخانها من أشواقها فَقَالَت إِن تَعْلِيم الْخمْرَة لَا يهدي للعوان وَالنَّار الَّتِي صُعداء الأنفاس أشدّ من النَّار ذَات الدُّخان وَأَيْنَ اللهَبُ الَّذِي تطفِئه الشَّفة بنفخها من اللهَب الَّذِي لَا تَدْنُو مِنْهُ شفتان وَكتب إِلَى الشَّيْخ تَاج الدّين الْكِنْدِيّ عمّر الله أَيَّام الْمجْلس وَلَا أخلى جَنابه من أهل ومرحب ووهبه من ألطافه الْخفية مَا لَا يُوهب وَخَصه من نخائل الْقُلُوب بالشأو الْأَبْعَد والودّ الْأَقْرَب وَبنى لَهُ من الْمَعَالِي مجداً يَنطُق عَنهُ بالثناء المعرَب وسيّر ذكرَه على صهوة اللَّيْل الأدهم وكَفَلِ الصَّباح الْأَشْهب وأيأس الحساد من لحاقه حَتَّى لَا يرجوه راجٍ إِلَّا قيل هَذَا أطمع من أشعب وَردت الْمُكَاتبَة الْكَرِيمَة الَّتِي حملت نشرَ الْأَحِبَّة فِي سطرها وَغَارَتْ من رسل الصَّبا أَن تحمله على ظَهرها وَقَالَت لَيْسَ مَا يَسحَب على الأَرْض إزاراً وَيحمل شِيحاً وعَراراً بأهلٍ أَن يُودع ألطاف الودائع ويفضَى إِلَيْهِ بأسرار الأضالع وَلما وَردت على الْخَادِم وجدت عَهده مَا عَرفته ووده مَا كشفته خَليفَة عُذريّ الهوَى ترى الْمَوْت فِي صُورَة النَّوَى وَهِي مَروعةٌ بَين أهل العُلى وَلَا أهل اللِّوى والوجد بالمجد غير الوجد بالغَزَلَ

ابن الشقيشقة

3 - (ابْن الشُقيِشِقة) نصر الله بن مظفر بن أبي طَالب بن عقِيل بن حَمْزَة نجيب الدّين أَبُو الْفَتْح الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي الصفّار الْمَعْرُوف بِابْن الشُقَيشِقة بشينَين معجمتين وقافين الْمُحدث الشَّاهِد وُلد سنة نَيف وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سِتَّة وَخمسين وسِتمِائَة سمع وعُني بِالْحَدِيثِ وَكَانَ يعْقد الْأَنْكِحَة تَحت السَّاعَات وَفِيه يَقُول الْبَهَاء بن الحَوط (جلس الشُقَيشِيقةُ الشقيُّ ليشهدا ... بأبيكما مَاذَا عدا ممّا بدا) (هَل زَلزل الزلزال أم قد أُخرج الد ... جّال أم عدمِ الرجالُ ذَوُو الهُدَى) (عجبا لمحلول والعقيدة جَاهِل ... بِالشَّرْعِ قد أَذِنوا لَهُ أَن يعقِدا) وقف قاعتَه الَّتِي بدرب البانياسي دَار حَدِيث وتوّلى مشيختها الشَّيْخ جمال الدّين المزّي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلم يكن بِالْعَدْلِ فِي دينه وَمن شعر ابْن الشقيشقة (إِلَى كم أَيهَا الرَّشَأُ المفدَّى ... أميلُ وَأَنت عَن وَصلي تَحيدُ) (وأُبلَى فِي هَوَاك أَسىً ووجداً ... ووجدي فِيك والبَلوَى جَديد) ) (وقلبُك لَا يرِق لِذي غرامٍ ... فقُل لي ذَاك صَخرٌ أم حَدِيد) قلت شعر نَازل 3 - (ابْن حَواري وَابْن شُقَير الْحَنَفِيّ) نصر الله بن عبد الْمُنعم بن نصر الله بن أَحْمد بن جَعْفَر بن حَوّاري الشَّيْخ شرف الدّين أَبُو الْفَتْح التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الأديب وَيعرف بِابْن شقير أَيْضا وُلِدَ سنة أَربع وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وسِتمِائَة سمع الْأَرْبَعين من أبي الْفتُوح البَكري وَابْن مُلاعِب وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز والدواداري وقاضي الْقُضَاة ابْن صَصرى وَآخَرُونَ وخطه أُسلوب غَرِيب كتب كثيرا وملكتُ من ذَلِك عدّة مجلّدات وَكتب الْأَرْبَعين القُشيرية الأسعدية وَكَانَ ممَّن سمع مِنْهُ وهبَهُ نُسْخَة وَكَانَ أديباً فَاضلا حسن المحاضرة حُفظةً للنوادر وَالْأَخْبَار حَسَنَ البِزة كَرِيمًا متجملاً عمّر فِي آخر عمره مَسْجِدا عِنْد طواحين الأشنان وتأنق فِي عِمَارَته ودُفن لما مَاتَ بمغارة الجُوع وصنّف كتاب إيقاظ الْوَسْنَان فِي تَفْضِيل دمشق وَوصف محاسنها ورأيتُه بِخَطِّهِ وَكَانَ مقَامه بالعادلية

ابن بصاقة الحنفي

الصَّغِيرَة وَلما وَلِيَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان وفُوض إِلَيْهِ أَمر الْأَوْقَاف جَمِيعهَا طلب الحُسبانات من أَرْبَابهَا وَمن شرف الدّين هَذَا عَن وقف الْمدرسَة فَعمل لَهُ الْحساب وَكتب وُريقةً فِيهَا (وَلم أعمَل لمخلوقٍ حِساباً ... وَهَا أَنا قد عملت لَك الحسابا) فَقَالَ لَهُ القَاضِي خُذ أوراقك وَلَا تعْمل لنا حسابا وَلَا نعمل لَك وَكَانَ لَهُ خُلق حادّ وَفِيه تسرّعٌ وَهُوَ أَخُو تَاج الدّين 3 - (ابْن بُصاقة الْحَنَفِيّ) نصر الله بن هِبة الله بن أبي مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي فَخر الْقُضَاة أَبُو الْفَتْح بن بصاقة الغِفاري الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ الناصري الْكَاتِب شاعرٌ كاتبٌ ماهرٌ كَانَ خصيصاً بالمعظّم عِيسَى ثمَّ بِابْنِهِ النَّاصِر دَاوُد توجه مَعَه إِلَى بَغْدَاد وُلد بقوص سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة خمسين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة النَّاصِر دَاوُد مَا كتبه على أَبْيَات النَّاصِر الجيمية وَمن شعره فِي المحفة المحمولة على البغال (وحاملةٍ محمولةٍ غير أَنَّهَا ... إِذا حملَت ألقَت سَرِيعا جنينَها) (وَأكْثر مَا تحويه يَوْمًا وَلَيْلَة ... وتَضجر مِنْهُ أَن يَدُوم قريَنَها) ) (منَعَّمة لم ترضَ خدمَة نفسِها ... فغلمانها من حولهَا يخدمونها) (لَهَا جسدٌ مَا بَين روحين يَغتدي ... فلولاهما كَانَ الترهّب دينَها) (وَقد شبِّهت بالعرش فِي أَن تحتهَا ... ثَمَانِيَة من فوقِهم يحملونها) وَقَالَ أَيْضا فِي الْبَيْضَة (ومولودة لَا رُوحَ فِيهَا وَإِنَّهَا ... لتقبل نَفخ الرّوح بعد ولادها) (وتسمو على الأقران فِي حومة الوغى ... وَلَكِن سُمُوٍّا لم يكن بمرادها) (إِذا جُمعت فالنقصُ يَعرُو حروفَها ... وَلكنهَا تزداد عِنْد انفرادها) وَقَالَ فِي السَّيْف (وأبيض وضَاح الجبين صَحِبتُه ... فأحسَنَ حَتَّى مَا أقومُ بشكره) (إِذا خذلتني أسرتي وتقاعدتْ ... أخِلايَ عَن نصرِي حَباني بنصره) (يواصلني فِي شِدّتي مِنْهُ قاطعٌ ... يخفّف عنّي فِي رجائي بهجره) (شَدَدت يَدي مِنْهُ على قائمٍ بِمَا ... أكلِّفه يلقى الأعادي بصدره)

(صَبور على الشكوَى فَلَو دُستُ خدَّه ... على رِقَّةٍ فِيهِ وثقتُ بصبره) (إِذا نابني خطبٌ جليل ندّبتُه ... فيهتزّ مِنْهُ مستقلٌ بأَمْره) (يخِفُّ غداةَ الرَوع مهما نَهرتُه ... فيغرَق فِي بَحر العجاج بنهره) (ويمضي إِذا أرسلتُه فِي مُهِمة ... فَمَا يتلقَّاني مُقيما لعُذره) (غَدا فاخِراً بَين الْأَنَام بحدّه ... وَرَاح أبِياً عَن أَبِيه بفخره) (فغُص خَلفه إِن كنتُ تُؤثِر كشفَه ... وَلَا تدّعي التَّقْصِير عَن طول بحره) (فها أَنا عَنهُ قد كشفت لأنني ... حَلَفت لَهُ أَن لَا أبوحَ بسرّه) وَقَالَ فِي الرُّمح (ولي صاحبٌ قد كمل اللهُ خَلقَه ... وَلَيْسَ بِهِ نقصٌ يعاب فيُذكرُ) (عَصِيٌَ ثقيلٌ إِن أُطيلَ عِنانُه ... مطيعٌ خفيفُ الكَلّ حِين يقصَّر) (يسابقني يومَ النزال إِلَى العِدَى ... فَإِن لم أؤخِّره فَمَا يتَأَخَّر) (ويؤمنُ مِنْهُ الشَّرُّ مَا دَامَ قَائِما ... وَلَكِن إِذا مَا نَام يُخشَى ويُحذَر) (أنالُ بِهِ فِي الرَوع مهما اعتقلتُه ... مَراماً إِذا أطلقتُه يتعذَّر) ) (تعدَّى على أعدائه متنصلا ... إِلَيْهِم وَمَا أبدى اعتذاراً فيُعذَر) (ترى مِنْهُ أُمِّيا إِلَى الْخط ينتمي ... ومُغرَى بِغَزوِ الرّوم وَهُوَ مدوَّر) (وَمن طاعنٍ فِي السِّنّ لَيْسَ بمنحَنٍ ... وَمن أرعنٍ مذ عَاشَ وَهُوَ موقَّر) (ففكِّر إِذا مَا رُمتَ إفشاء سِره ... فها أَنا قد أظهرتُه وَهُوَ مُضمَر) وَقَالَ فِي الْخَيْمَة (ومنصوبة مرفوعةٍ قد نصبتُها ... وَلكنه رَفعٌ يؤول إِلَى خَفضِ) (تُعيِن على حَرّ الزَّمَان وبرده ... بِلَا حسبٍ زاكٍ وَلَا كرَمٍ مَحض) (وتُصبِح للاَّجي إِلَيْهَا وقايةً ... لبَعض الْأَذَى الطاري على الْجِسْم لَا العِرض) (تقوم على رجلَيْنِ طوراً وَتارَة ... تقوم على رجل بِلَا عَرَجٍ مُنضِ) (إِذا حضرت كَانَت عقيلةَ خِدرِها ... وَإِن تبدُلم تلزَم مَكَانا من الأَرْض) (قصدتُ كَرِيمًا خِيمهُ لِيُبينَها ... وقَصدُ الْكَرِيم الخِيم من جملَة الفَرض) يَا رَافع لِوَاء الأدباء ودافع لأواء الغرباء هَذَا اللغز ممهَّدٌ موطَّأٌ مكشوفٌ لَا مغطَّى وَقد سطَّر مُفردا ومجموعاً وذُكِرَ مَقِِيساً وَمَرْفُوعًا إِلَّا أَنه قد استخفى وَهُوَ مُظهَرٌ واستتر وَهُوَ مُجهَر

وتعامى وَهُوَ بَصِير وتَطاول وَهُوَ قصيرٌ وتَصامَم وَهُوَ سميع وتعاصَى وَهُوَ مُطِيع ومِثل مولايَ من عرف وكَره وَلم يعْمل فِيهِ فكرَه والأمرُ لَهُ أَعلَى أمره وَأطَال للأولياء عُمره وَقَالَ فِي جَمِيع السِواك (أيا سيّداً مَا رام جَدواه طالبٌ ... فَعَاد وَلم يظفَر بأقصَى مَطالِبه) (أبِن لي عَن الْجمع الَّذِي إِن ذكرتَه ... تخاطِب من خاطبتَه بمَعايِبه) وَكتب إِلَى ركن الدّين قرطاي بِبَغْدَاد وَهُوَ سَاكن عِنْد نهر عِيسَى (أمولايَ إِنِّي مذ رأيتُك سَاكِنا ... على نهر عِيسَى لم أزل دَائِم الفِكرِ) (لِأَنَّك بحرٌ بالمكارم زَاخرٌ ... وَمن عَجَبٍ أَن يسكنَ البحرُ فِي النَّهر) وَقَالَ (ومليحٍ جاءَنا يشطَح فِي صدرِ نهارِ ... وَهُوَ فِي مبدأ شكرٍ وعقابيل خُمار) (فسقيناهُ إِلَى أَن أظلم اللَّيْل لسارِ ... ثمَّ لما نَام قمنا وركِبنا فِي عُشاري) (وجذبنا فِي لبانٍ ودفعنا بمداري ... فصَبحناه بِكاسٍ وغَبقناه بِعَارٍ) ) وَكتب عَن النَّاصِر دَاوُد إِلَى الصَّالح نجم الدّين فَمَا سمعُوا نِدَاء الرُقبا وَلَا منعُوا حمى الوَقبى وَلَا قابلوا سِهَام القسيّ بوكورٍ من نحورهم وَلَا عاملوا ثعالب صُدُور الرماح بوِجار من صُدُورهمْ بل اتَّخذُوا الليلَ لِسُراهم حملا وَعمِلُوا الفرارَ لنفوسهم على رؤوسهم جَبَلاَ وسلكوا من وُعور الفجاج بفرارهم قبل مُخَالطَة العَجاج سُبُلاً فتحكمت يدُ الْقَتْل والأسر فِي إبِْطَال أطلابهم واستولت غَلَبَةُ النهب وَالسَّلب على أثقالهم وأسلابهم وتقسموا بَين هَزيم وأسير وجريح وقتيل وانتُصِف مِنْهُم وانتًصر عَلَيْهِم وَلمن انتصَرَ بَعدَ ظُلمِه فَأُولَئِك مَا عَلَيهُم مِن سَبِيلٍ وأسِرَ من معارفهم الْمَذْكُورَة ووجوههم الْمَشْهُورَة فلَان وَفُلَان وَأما النِكراتُ الَّتِي لَا يدخُل عَلَيْهَا التَّعْرِيف والأدنِياء الَّتِي لَا يتَطَرَّق إِلَيْهِم التشريف فجمعٌ يكثر عدده وبحرٌ يغزُر مَدده وَلم يَنجُ مِنْهُم إِلَّا من كَانَ فِي عَنان فرسه تقديمٌ وَفِي كتاب أَجله تَأْخِير وَلَا سلم مِنْهُم الا من كَانَ فِي هربه تَطْوِيل وَفِي طلبه تَقْصِير خُصُوصا مقدمهم فَإِنَّهُ سَار سيرة الْحَارِث بن هِشَام وَطلب النجَاة لنَفسِهِ فنجا بِرَأْس طِمِرَّةٍ ولِجامٍ وصيّره النَّاصِر جندياً فَقَالَ كنتُ كَاتبا جيدا فصرت جندياً رديئاً وَمن مَغايظ الدَّهْر أنيّ أفنيتُ عمري فِي الْكِتَابَة فصرتُ إِلَى الجندية وَلَا أعرف مِنْهَا شَيْئا ونظم فِي ذَلِك (أَلَيْسَ من المغايظ أَن مثلي ... يُقضي العُمر فِي فنّ الكتابهْ)

(فَيُؤْمَر بعد ذَلِك باجتنابٍ ... لَهَا فَيرى الخُطوب عَن الخطابه) (ويُطلَب مِنْهُ أَن يبْقى أَمِيرا ... يسدّد نَحْو من يلقَى حِرابه) (وحقك مَا أَصَابُوا فِي حَدِيثي ... وَلَا لِيَ إِن ركبتُ لَهُم إصابه) وَلما كَانَ بِبَغْدَاد خُرِّج للشعراء من عندِ الْمُسْتَنْصر ذهبٌ على أَيدي الحُجاب وَلم يخرَّج إِلَيْهِ شَيْء فَكتب إِلَى الْمُسْتَنْصر (لما مدحتُ الإمامَ أَرْجُو ... مَا نَالَ غَيْرِي من الْمَوَاهِب) (أجدتُ فِي مدحه ولكِن ... عُدت بجدِّي العَثور خائبْ) (فَقَالَ لي مَا مدحوه لما ... فازوا وَمَا فُزتُ بالرغائب) (لِم أَنْت فِينَا بِغَيْر عينٍ ... قلتُ لِأَنِّي بِغَيْر حَاجِب) وَمن شعره (وعِلقٍ نفيسٍ تعلقتُه ... فزار على خلوةٍ وارتياع) ) (وَلم يبْق فِي المُرد إِلَّا كَمَا ... يُقَال على أكلةٍ والوداع) (فعاجلتُه عَن دُخُول الكنيف ... بشحٍّ مُطاعٍ ورأيٍ مُضاع) (فغرَّقني مِنْهُ نَوء البُطين ... وَرَوَاهُ مني نوء الذِّراع) وَمِنْه (على وَرد خَدَّيه وآسِ عِذاره ... يَلِيق بِمن يهواه خَلع عِذارِهِ) (وأبذلُ جُهدي فِي مُدارِاةِ قَلبه ... وَلَوْلَا الهوَى يقتادُني لم أُدارِه) (أرى جنَّة فِي خَده غير أنني ... أرى جُلَّ نارِي شبّ مِن جُلنارِه) (كغُصن النقا فِي لِينه واعتداله ... ورئم الفلا فِي جِيده ونِفاره) (سكِرت بكأسٍ من رحيق رُضابه ... وَلم أدر أنَ الْمَوْت عُقبى خُماره) وَكتب إِلَى بعض الْمُلُوك (لَو شرحتُ الَّذِي وجدتُ من الوَج ... د عَلَيْكُم أمللتُكم ومللتُ) (فَلهَذَا خفّفتُ عَنْكُم وَلَو شِئ ... تُ أَن أُطيلَ أطلت) (غير أنّ العَبيدَ تحمل عَن قَل ... ب الموَالِي وَهَكَذَا قد فَعَلت) وَقَالَ فِي مليح نحوي (بُليتُ بنحويٍّ يخالفُ رأيَه ... أواناً فيَجزيني على الْمَدْح بالمنعِ) (تعجبتُ من واوٍ تبدّتْ بصُدغه ... وَلم يحظني مِنْهَا بعطفٍ وَلَا جمع)

(وَمن ألفٍ فِي قدّه قد أمالها ... عَن الْوَصْل لَكِن لم يُملها عَن الْقطع) وَقَالَ (أيادٍ سمت آثارُها السحب فاغتدَت ... تُعاب إِذا مَا شُبهت بالسحائبِ) (فَمَا الوعدُ مِنْهُ بالطويل وَلَا ترى ... مَداه على حاكيه بالمتقارب) مِنْهَا (سُيوفٌ إِذا صَلَّتْ سجدنَ رؤوسُهم ... لآثار خيلٍ شُبهت بالمحارب) وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن الجزار يمدح فَخر الْقُضَاة ابْن بصاقة (عَفا الله عَمَّا قد جنته يَدُ الدَّهْر ... فقد بذل المجهود فِي طَلَب العُذرِ) (أيحسُنُ أَن أَشْكُو الزمانَ الَّذِي غَدت ... صنائعُه عِنْدِي تجلّ عَن الشُّكْر) ) (لقد كنتُ فِي أسر الخُمول فَلم يزل ... بتدريجه حَتَّى خَلَصتُ من الْأسر) (فشكراً لأيامٍ وفَت لي بوعدها ... وأبدَت لعَيْنِي فَوق مَا جال فِي فكري) (وَكم ليلةٍ قد بتُّها مُعسِراً ولي ... بزُخرفِ آمالي كنوزٌ من اليُسر) (أَقُول لقلبي كلما اشتَقتُ لِلغِنى ... إِذا جَاءَ نصر الله تَبَّتْ يَد الْفقر) مِنْهَا (وَإِن جئتَه بالمدح يلقاك باللُهَى ... فكم مرَّةً قد قَابل النّظم بالنَثر) (ويهتز للجدوَى إِذا مَا مدحته ... كَمَا اهتزَّ حاشى وَصفه شاربُ الْخمر) وَمِنْهَا (وَلَو أنني وافيتُ غيرَكَ مادحاً ... لتَمَّمتُ نقصى بالحماقة والفَشَرِ) (وأعطيتُ نَفسِي عندَه فوقَ حقِّها ... من الكِبر لَكِن لَيْسَ ذَا موضعُ الكِبر) (وكل امرىءٍ لَا يُحسِن العَومَ غارقٌ ... إِذا مَا رَمَاه الجهلُ فِي لجّة الْبَحْر) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا (لمثلهَا كَانَ رَجايَ انظرك ... فَأدْرك فَتى من الخطوب فِي دَرَك) (لم أخشَ خِذلانا وَأَنت ناصري ... وَإِنَّمَا يُخذَلُ مَن لَا استنصرك) (عليكَ يَا فخرَ الْقُضَاة عُمدَتي ... فانظُر إليّ لَا عدمتُ نَظَرك) (واسأل كَمَا عودتني عَن خبري ... بلفظك الْمَعْهُود حَتَّى أُخبرَك) (هَيْهَات أَن أشرحَ مَا قد حل بِي ... إِن لم يَقُل حِلمُكَ لَا تخشَ دَرَك) (مثلك من قَامَ بنصرِ عاشقٍ ... مِثلي إِن العِشقَ أمرٌ مُشْتَرك)

شمس الملك صاحب ما وراء النهر

(فَقل لطرف باتَ مِنْك باتَ هاجعاً ... يَا طرفُ لَا تنسَ قَدِيما سَهَرَك) (وناد قلباً قد تناسَى وجدده ... يَا قلب خَف ذَاك الجفا أَن يذكُرَك) (وَلَا يَغُرَّنَّك إمهالُ الهوَى ... فالحُبّ قد يَأْخُذ بعد مَا ترك) (إياك أَن تهزأ بالعشق فقد ... أعذرك الأنَ بِهِ من أنذرك) (جَار عليّ الدهرُ فِي أَحْكَامه ... فليتَه فِي الْعدْل يقفُو أثَرَك) (تمّ على العَبْد وَأَنت هَاهُنَا ... مَا لَا يتمُّ لَو تكون فِي الكَرَك) بَنو نصر الله جماعةٌ مِنْهُم عَلَاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر الله وَزِير صَاحب حماة) 3 - (شمس المُلك صَاحب مَا وَرَاء النَّهر) نصر بن إِبْرَاهِيم بن نصرِ السُّلْطَان شمسُ الْملك صَاحب مَا وَرَاء النَّهر كَانَ من أفاضلِ الْمُلُوك عِلماً ورأياً وحزماً وسياسةً وَكَانَ حَسَن الْخط كتب مُصحفاً ودرس الْفِقْه فِي دَار الجوزجانية وخطب على مِنْبَر سَمَرقَند وبُخارى وَعجب النَّاس من فَصَاحَته وأملى الحَدِيث عَن الشريف حَمدِ بن محمدٍ الزُّبيري وَكتب النَّاس عَنهُ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (المقدِسي النابُلسي الشَّافِعِي) نصرُ بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الْفَقِيه أَبُو الْفَتْح المَقدسي النابُلسي الشَّافِعِي شيخ الشَّافِعِيَّة بِالشَّام وَصَاحب التصانيف مِنْهَا كتاب الحُجّة على تَارِك المَحَجّة وَهُوَ مشهورٌ مَروِيٌّ والانتخاب الدِّمَشْقِي وَهُوَ كبيرٌ فِي بضعةَ عَشَرَ مجلداً والتهذيب فِي الْمَذْهَب فِي عشر مجلدات وَالْكَافِي فِي مُجَلد لَيْسَ فِيهِ قَولَانِ وَلَا وَجْهَان تفقه بِهِ جماعةُ دمشق وَتُوفِّي يَوْم عَاشُورَاء سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير 3 - (البازيَّاء) نصر بن إِبْرَاهِيم بن أبي الهيجاء البازيّار مولده بحلب ومنشأه بِدِمَشْق كَانَ مُعلم كُتابٍ ومَدَحَ الْوَزير المَزدَقاني وَزِير صَاحب دمشق بقوله (تجافى الكَرى ونَبا المَرقَدُ ... وقلَّ مُعينُك والمُسعِدُ) (لقد كنتُ أطمع فِي زَورةٍ ... من الطَّيف لَو أنني أرقُدُ)

الخبزارزي

(وصفراء كالتبر كَرخِيَّةٍ ... يطوف بهَا شادنٌ أغيد) (جلا الصبحَ وهنأ بلألائِها ... فصُبحُ النَّدامى بِهِ سَرمَد) وَمِنْهَا فِي الْمَدْح (أيا ابْن الَّذين بَنَوا فِي العُلى ... منازِلَ من دونهَا الفَرقَدُ) (فَأحَيوا لمن قَهرُوا ذكره ... فَإِن قيل أَفنَوا فقد خَلّدوا) وَقَالَ فِي الْوَزير المحيى ابْن الصُّوفِي عِنْد فتكه بالباطنية سَابِع عشر شهررمضان سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة (أطَيفُ الْمَالِكِيَّة زار وَهناً ... حَماكَ الغَمضَ أم داءٌ دفينُ) (وَفِي العِيس الَّتِي بَكَرَتْ بُدورٌ ... تُرنِّحها على كُثُبٍ غصون) ) (وَأَنت تسومني صبرا جميلاً ... وَهل صبرٌ وَقد رَحل القَطين) (وتأمر أَن أصونَ دموعَ عَيْني ... أَفِي يَوْم النَّوَى دمع مَصون) (عجبتُ لمن يُقيم بدار سوءٍ ... يَذِلُّ على الخطوب ويستكين) (نُسام الخَسف بَين ظُهور قوم ... تَساوى الغثُّ فيهم والسَّمين) (وَمَا أَهلُ العُلى إِلَّا سيوفٌ ... وَنحن لَهَا الصَّيَاقِلُ والقُيون) مِنْهَا (وَفِي جدوَى الْوَجِيه رجاءُ صِدقٍ ... إِذا كَذَبت على النَّاس الظُنونُ) (فَمن يُنضي المَطِيَّ إِلَى سِواهُ ... فَمَا حركاته إلاَّ سُكون) (فقُل لِذَوي النِّفاق بِحَيْثُ كَانُوا ... أباد حِماكمُ الأسَدُ الحَرون) (ملكناكم فصُنا مَن وَراكم ... وَلَو مُلكتمونا لم تصونوا) (أسَلنا من دمائكم بُحوراً ... جُسومكمُ لجائشها سَفين) 3 - (الخُبزَارُزِّي) نصر بن أَحْمد بن نصر بن مَأْمُون أَبُو الْقَاسِم الْبَصْرِيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالخُبزَارُزِّي كَانَ أمّياً لَا يتهجَّى وَلَا يكْتب وَكَانَ يخبز خُبزَ الأرُز بمِربَد الْبَصْرَة فِي دكان وَكَانَ ينشد أشعار الغَزَل وَالنَّاس يزدحمون عَلَيْهِ ويعجبون مِنْهُ وَكَانَ أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن لنكَك الشَّاعِر مَعَ علوّ قدره ينتابه ليسمع شعره واعتنى بِهِ وَجمع لَهُ ديواناً وَقَرَأَ الْخَطِيب

عَلَيْهِ ديوانه وَحضر إِلَيْهِ يَوْم عيدٍ ابْن لَنكك الشَّاعِر وَغَيره فقعدوا عِنْده وَهُوَ يخبِز على طابقه فَزَاد فِي الْوقُود ودخن عَلَيْهِم فَنَهَضَ الْجَمَاعَة فَقَالَ الخبزأرزي لِابْنِ لنكك مَتى أَرَاك يَا ابْن الْحسن فَقَالَ إِذا اتشخت ثِيَابِي لِأَنَّهُ سوّدها بالدخان وَكَانَت جُدداً فِي يَوْم عيدٍ ثمَّ إِن ابْن لنكك كتب إِلَيْهِ (لنصرٍ فِي فُؤَادِي فَرطُ حُبٍ ... أنِيف بِهِ على كل الصِّحابِ) (أتيناه فبخَّرنا بخوراً ... من السَعَف المدخّن للثياب) (فقمتُ مبادراً وظننتُ أَنِّي ... أرادَ بِذَاكَ طردي أَو ذهابي) (فَقَالَ مَتى أَرَاك أَبَا حسينٍ ... فقلتُ لَهُ إِذا اتسخت ثِيَابِي) فَكتب إِلَيْهِ الْجَواب إملاءً (منحتُ أَبَا الحسينِ صميمَ ودي ... فداعبني بألفاظٍ عِذابِ) ) (أَتَى وثيابُهُ كقتيرِ شَيبٍ ... فعُدنَ لَهُ كَرَيعانِ الشَّبَاب) (وبُغضي للمشيبِ أعَدَّ عِنْدِي ... سواداً لَونه لون الخِضاب) (ظننتُ جُلوسَه عِنْدِي لِعُرسٍ ... فجدت لَهُ بتمسيك الثِّيَاب) (فقلتُ مَتى أَرَاك أَبَا حُسَيْن ... فجاوبَني إِذا اتسخت ثِيَابِي) (فَإِذا كَانَ التقزّزُ فِيهِ خيرٌ ... فلِم يُكنى الوَصِيُّ أَبَا تُرَاب) قلت الجوابُ أشعر من الِابْتِدَاء وَقَالَ الْخبز أرزي (خليليَّ هَل أبصرتما أَو سمعتما ... بأكرمَ من مَولىً تمشّى إِلَى عبدِ) (أَتَى زائري من غير وعدٍ وَقَالَ لي ... أُعيذك من تَعْلِيق قَلْبك بالوعد) (فَمَا زَالَ نجمُ الْوَصْل بيني وَبَينه ... يَدُور بأفلاك المسرة والسعد) (فطوراً على تَقْبِيل نرجس ناظرٍ ... وطوراً على تعضيض تُفاحةِ الخدّ) وَقَالَ (ألم يكفني مَا نالني من هواكمُ ... إِلَى أَن طَفِقتم بَين ولاهٍ وضاحكِ) (شَماتَتُكُم بِي فَوق مَا قد أصابني ... وَمَا بِي دخولُ النَّار بِي طَنرُ مَالك) وَقَالَ (كم أُناسٍ وَفَوا لنا حِين غَابُوا ... وأُناسٍ جَفَوا وهُم حُضَّارُ) (عرّضوا ثمّ أَعرضُوا واستمالوا ... ثمَّ مالوا وجاوروا ثو جاروا) (لَا تَلُمهم على التجنِّي فَلَو لم ... يتجنَّوا لم يَحسُنِ الاعتذارُ) وَقَالَ

(وَكَانَ الصديقُ يزور الصديقَ ... لشرب المُدام وعَزف القيانِ) (فَصَارَ الصديقَ يزور الصّديق ... لبثِّ الهموم وشَكوَى الزَّمَان) وَقَالَ (أستودِعُ اللهَ أحباباً حُسِدتُ بهم ... غَابُوا وَمَا زودوني غير تثريبِ) (بانوا وَلم يقضِ زيدٌ وَطَراً ... وَلَا انقضَت حاجةٌ فِي نفس يَعْقُوب) وَقَالَ (شكَوتُ إِلَى إلفي سُهادي وعَبرتي ... وَقلت احمرارُ العَين يُخبر عَن وَجدي) ) (فَقَالَ مُحالٌ مَا ادعيتَ وَإِنَّمَا ... سَرَقتَ بعينيكَ التورُّدَ من خدّي) وَقَالَ (عبدُك أمرضتَه فعُده ... أَمِتهُ إِن لم تكن تُرِده) (قد ذاب لَو فتشت عَلَيْهِ ... يداك فِي الفَرش لم تَجدهُ) قلت كَذَا وجدت الأول وَهُوَ لحن وَالْأولَى أَن يكون أمته إِن كنتَ لم ترده وَقَالَ (رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيبِ ... فَكَانَا هلالين عِنْد النَظَرْ) (فَلم أدرِ من حَيرتي فيهمَا ... هلالَ الدُّجى من هِلَال البَشَر) (فلولا التوردُ فِي الوجنتين ... وَمَا راعني من سَواد الشّعر) (لكنتُ أظنُّ الهلالَ الحبيبَ ... وكنتُ أظنّ الحبيبَ القَمَر) وَقَالَ (حُب عليّ بن أبي طالبٍ ... دلَالَة باطنةٌ ظاهِره) (تُخبِر عَن مُبغِضِه أَنه ... نُطفةُ رِجسٍ فِي حَشا عاهِرَه) وَقَالَ (أخداك وردٌ أم ثناياك جَوهرُ ... وصُدغاك مِسكٌ أم عِذارُك عَنبَرُ) (وأقمرتَ يَا بدرَ الملاحةِ كلهَا ... فَمَا ضرّنا الْبَدْر الَّذِي لَيْسَ يقمر) (وَمَا نَظَرت عَيْني إِلَى الشَّمْس سَاعَة ... من الدَّهْر إِلَّا خِلتُها لَك تَنظر) (وَمَا دمعتي تِلْكَ الَّتِي قد تحدّرت ... وَلكنهَا وَدقٌ غَدَتْ تتحدّر) وَقَالَ (لَهفي على تِلْكَ المحا ... سنّ والمَحَاجِر فِي المَعاجرْ)

أبو الحسن الساماني

(وحواجِبٍ كقوادمِ ال ... خُطّاف فِي خَلق الأباجر) (أمضَى وأنفَذُ فِي القلو ... ب من الخناجر فِي الخناجر) وَقَالَ (وَذي فِطنةٍ نِكتُهُ فِي استِهِ ... على غير وَعدٍ بِمِثل الكَتِف) (فَقلت لَهُ أَعصِر فَنَادَى ... لحَنتَ لِقَوْلِك اعصِر بِفَتْح الألِف) (فقلتُ لَك الوَيل من أحمقٍ ... فَقَالَ وأحمَقُ لَا ينصرِف) ) وَقَالَ (بِكم غفلةٌ مِمَّا بِنَا من هواكمُ ... فيا عجبا من قائلٍ وَهُوَ غافِلُ) (وَيَا رُبَّ سَهمٍ قد أصَاب مَقاتلا ... وَلم يدرِ رَبُّ السُّهم مَا السهْم فَاعل) وَقَالَ (نعَم أَقُول لَو أنَّ القولَ مَقبولُ ... طالَ الْهوى وَتَمَادَى القالُ والقيلُ) (لَيْسَ السَّلام بشافي الْقلب من دَنَفٍ ... مَا لم يكن مَعَه لَمسٌ وتقبيل) (وَلَيْسَ يَرضَى مُحِبٌ عَن أحبتِهِ ... حَتَّى يفوزَ بِمَا ضمّ السَّرَاوِيل) وَقَالَ (يَا قمراً صارَ حسنُه عَلَماً ... قتلتَ خلقا وَمَا سَفكتَ دَما) (قاسمتَ بدرَ الدجى مَحاسنَه ... وازددتَ ظَرفاً ومضحكاً وفَما) (لَو كَانَ فِي جاهليةٍ سلَفَت ... صُوِّرَ تِمثالُ حُسنِهِ ًَنَما صنما) وَتُوفِّي الخبزأرزيّ سنة سبع عشرةَ وثلاثمائة 3 - (أَبُو الْحسن السّاماني) نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَسد بن سامان الْملك أَبُو الْحسن صَاحب مَا وَرَاء النَّهر كَانَ ملكا رفيعَ العِماد وارِيَ الزِّناد بَقِي فِي الْملك ثَلَاثِينَ سنة وَقَامَ فِي الْملك بعده وَلَده أَبُو مُحَمَّد نُوح وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من هَذَا الْحَرْف وَتُوفِّي الْملك أَبُو الْحسن سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 3 - (الْحَافِظ نَصرَك) نصر بن أَحْمد الكِندي الْبَغْدَادِيّ الْحَافِظ الْمَعْرُوف بنصرَك بِالْكَاف من أَئِمَّة الحَدِيث صنَّف المُسند وَتُوفِّي فِي حُدُود الثلاثمائة

نجم الدين الواعظ

3 - (نجم الدّين الْوَاعِظ) نصرُ بنُ إسفنديار نجمُ الدّين الْبَغْدَادِيّ الْوَاعِظ كَانَ ظريفاً حَسَنَ الْأَخْلَاق عِنْده مشاركةٌ فِي فنون أَقَامَ بِدِمَشْق وَكَانَ على كَلَامه فِي الْوَعْظ ابْن الصُقاعي ذكره وَقَالَ نصر وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين عَليّ بن إسفنديار وَالظَّاهِر أَن اسْمه عَليّ وَقد تقدم فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ 3 - (السُلمي) ) نصر بن حجاج بن عِلاط بن خَالِد بن نُوَيرة السُلمي ثمَّ البَهزي تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْحَاء فِي مَكَانَهُ قيل إِن الفارغة أم الْحجَّاج كَانَت تَحت الْمُغيرَة بن شُعْبَة فَطَافَ لَيْلَة فِي الْمَدِينَة عمرُ بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فَسَمعَهَا تنشد فِي خدرها (هَل من سبيلٍ إِلَى خمر فاشرَبُها ... أَو من سبيلٍ إِلَى نصرِ حجّاجِ) فَقَالَ عمر لَا ارى معي فِي الْمَدِينَة رجلا تهتف بِهِ الْعَوَاتِق فِي خدورها عليّ بنصر بن حجّاج فَأتى بِهِ فَإِذا هُوَ أحسن النَّاس وَجها وَأَحْسَنهمْ شَعَراً فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ عَزِيمَة من أَمِير الْمُؤمنِينَ ليأخذن من شعرك فَأخذ من شعره فَخرج لَهُ وجنتان كَأَنَّهُمَا شقتا قمر فَقَالَ اعتمّ فاعتمّ ففتن النَّاس بِعَيْنِه فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ واللهِ لَا تُساكني ببلدة أَنا فِيهَا قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا ذَنبي قَالَ هُوَ مَا أَقُول لَك وسيره إِلَى الْبَصْرَة فَسَار إِلَيْهَا وَنزل على مجاشع بن مَسْعُود فعشق امْرَأَته شُمَيلَة وَكَانَ مجاشع أُمياً وَنصر وشميلة كاتبين فَكتب نصر على الأَرْض بِحَضْرَة مجاشع إِنِّي قد أحببتُك حبا لَو كَانَ فوقِك لأظلَّك وَلَو كَانَ تَحْتك لأقلِّكِِ فَكتبت شميلة وَأَنا فَقَالَ مجاشع ماكتبتِ وَكتب فَقَالَت كتب كم تحلُب ناقتكم وتُغِل أَرْضكُم فكتبتُ وَأَنا فَقَالَ مَا هَذَا لذاك بطبقٍ وكفأ على الْكِتَابَة جفْنه وأتى بِمن قَرَأَهَا فَقَالَ لنصرٍ مَا سيرّك عمر لخيرٍ قُم فَإِن وَرَاءَك أوسعُ لَك فَنَهَضَ خجلاً إِلَى منزل السُّليميين فَضَنِيَ من حب شميلة فَبلغ مجاشعاً فعاده فوجدَهُ بالياًلما بِهِ فَقَالَ لشميلة قومِي إِلَيْهِ فمرّضيه فَفعلت وضمته إِلَى صدرها فَعَادَت قواه فَقَالَ بعض العُواد قَاتل الله الْأَعْشَى كَأَنَّهُ شهد أَمرهمَا فَقَالَ (لَو أسندَت مَيتاً إِلَى صدرها ... عَاد وَلم يُنقَل إِلَى قابرِ) فَلَمَّا فارقته عَاد إِلَى مَرضه وَلم يزل يتردَّد فِيهِ حَتَّى مَاتَ فَقَالَ أهل الْبَصْرَة أدنَفُ من المتمنى فَذَهَبت مثلا وَقيل إِنَّه بَقِي إِلَى أَن مَاتَ عمر رَضِي الله عَنهُ وَركب رَاحِلَته وأتى

نصر بن الحسن التنكتي

الْمَدِينَة وَالله أعلم وَكتب نصرٌ إِلَى عمر بعد حَولٍ (لعمري لَئِن سَيرتَني وَإِن حُرمَتي ... وَمَا نِلتُ ذَنبا إِن ذَا لَحَرام) (وَمَا نلتُ ذَنبا غير ظنٍّ ظننتُه ... فَذَاك وَفِي بعض الظنون إثام) (أإن غنتِ الحوّاءُ لَيْلًا بِمُنيةٍ ... وبعضُ أمانِيِّ النساءِ عُرام) (حققتَ بيَ الظنَّ الَّذِي لَيْسَ بعده ... بقاءٌ فَمَا لي فِي النديِّ كَلَام) ) (فأصبحتُ مَنفِياً على غير ريبةٍ ... وَقد كَانَ لي بالمكّتّين مقَام) (ويمنَعُني مِمَّا تظنُّ تكّرُّمي ... وآباءُ صِدقٍ سالفون كرام) (ويمنعها مِمَّا ظننتَ صلاتُها ... وفضلٌ لَهَا فِي قَومهَا وصِيام) (فهاتان حالانا فَهَل أنتَ راجعي ... وَقد خُبَّ مني غاربٌ وسَنام) وَقَالَت الْمَرْأَة (قُل للإمامِ الَّذِي تُخشى بوادُره ... مَا لِيَ للخمر أَو نصر بن حجاجِ) (إِنِّي عَنيتُ أَبَا حفصٍ بِغَيْرِهِمَا ... شُربَ الحليب وطَرفٍ فاترٍ سَاج) (إِن الْهوى زمَّه التقوَى فجسَّه ... حَتَّى أقرَّ بالجام واسراج) (مَا منية لم أرب فِيهَا بضائرة ... وَالنَّاس من هَالك فِيهَا وَمن نَاجٍ) (لَا تجْعَل الظنَّ حَقًا أَن تبَيَنَه ... إِن السَّبِيل سبيلُ الْخَائِف الراجي) 3 - (نصر بن الْحسن التُنكُتي) نصر بن الْحسن بن القاسمِ بن الْفَاضِل أَبُو اللَّيْث وَأَبُو الْفَتْح التركي التُنكُتي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالنُّون وَالْكَاف وَالتَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف الشَّاشِي نزيل سَمَرقَند وتُنكُت بَلدٌ عِنْد الشاش رَحل فِي كِبَره وَسمع صَحِيح مُسلم بنيسابور من عبد الغافر وَحدث وروى عَنهُ جماعةٌ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (النُميري الشَّاعِر) نصر بن الْحسن بن جَوشَنَ بن مَنْصُور بن حُمَيدٍ يتَّصل بمضرِ بن نزار بن معد بن عدنان أَبُو المرهف النميري الضَّرِير الشَّاعِر قدم بَغْدَاد وسكنها إِلَى حِين وَفَاته سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَحفظ الْقُرْآن المَجيد وتفقه لِابْنِ حَنْبَل وَسمع من القَاضِي أبي بكر مُحَمَّد بن عبدِ الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي البركات عبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك

ابن شقاقا الموصلي

الْأنمَاطِي وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن ناصرٍ وَغَيرهم وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مَنْصُور الجواليقي ومدح الخلفاءَ والأكابر وحدّث وَكَانَ زاهداً وَرِعاً وَكَانَ كثير الِانْقِطَاع إِلَى الْوَزير ابْن هُبيرة وَمن شعره (تُرى يتألفُ الشَّملُ الصَّديعُ ... وآمَنُ من زماني مَا يَروعُ) (وتُأنَسُ بعد وحشتنا بنَجدٍ ... منازلُنا القديمةُ والربوع) (ذكرتُ بأيمن العَلَمينِ عصراً ... مَضَى والشَّملُ ملتئم جَمِيع) ) (فَلم أملك لدمعي رد غرب ... وَعند الشوق تعصيك الدُّمُوع) (ينازعُني إِلَى خَنساءَ قلبِي ... ودُونَ لقائِها بلدٌ شَسُوع) (وأخوَف مَا أخافُ على فُؤَادِي ... إِذا مَا أنجدَ البرقُ اللَّمُوع) (لقد حُمِّلتُ من طول التنائي ... عَن الأحباب مَا لَا أَسْتَطِيع) وَمِنْه (مَا فِي قبائلِ عامرٍ ... من مُعلَمِ الطَّرفين غَيْرِي) (خَالِي زَعيمُ عُبادةٍ ... وَأبي زعيم بَني نُميرِ) وَمِنْه (أُحبُّ عليا والبَتُولَ وَوُلدَها ... وَلَا أجحدُ الشَّيْخَيْنِ فضل التَّقدمِ) (وأبرَأُ مِمَّن نَالَ عثمانَ بالأذى ... كَمَا أَتَبرأ من ولاءِ ابْن مُلجِم) (ويُعجِبُني أهلُ الحَدِيث لِصدقهم ... فلستُ إِلَى قومٍ سِواهم بمُنتمي) 3 - (ابْن شقاقا الْموصِلِي) نصرُ بن الْحُسَيْن بن بُكيرٍ أَبُو الْقَاسِم الرَبعي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن شقاقا بشين مُعْجمَة وقافين وألفين الْموصِلِي نزل أواناً وَتَوَلَّى بهَا الْقَضَاء وَكَانَ فَقِيها فَرضياً يذهب إِلَى الاعتزال وَفِيه أدب وَكَانَ من أحسن النَّاس نادرةً وحدّث باليسير عَن مُحَمَّد بن صَدقة بن الْحُسَيْن الْموصِلِي وَغَيره وَتُوفِّي 3 - (ابْن الخبّازة المقرىء) نصر بن الْحُسَيْن أَبُو الْقَاسِم المقرىء الْمَعْرُوف بِابْن الخبازة قَرَأَ بالرِّوايات على الشريف عبد القاهر بن عبد السَّلَام المكّي وَيحيى بن أَحْمد بن السّبيَتي وَأبي الْخطاب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الجرّاح وَأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْخياط وَسمع من النَّقِيب طرادٍ الزَّينبي وَأبي عبد الله بن طَلْحَة وَأبي الْخطاب بن البَطر وَأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَأبي الْحسن عَليّ بن

صاحب سجستان

الْحُسَيْن بن أَيُّوب وحدّث وأقرأ الْقُرْآن وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة 3 - (صَاحب سجستان) نصر بن خَلَفٍ السُّلْطَان أَبُو الْفضل صَاحب سجستان قَالَ ابْن الْأَثِير عُمِّرَ مائَة سنة وَملك) ثَمَانِينَ سنة قَالَ الشَّيْخ شمس الدينص لَا أعلم أحدا فِي الْإِسْلَام بَقِي فِي الْملك هَذِه الْمدَّة غَيره وَتَوَلَّى بعده وَلَده أَبُو الْفَتْح أَحْمد بن نصر شمس الدّين وَكَانَ أَبُو الْفضل ملكا عادلاً عفيفاً عَن رعيتَه لَهُ آثَار حَسَنَة ونُصرَة للسُّلْطَان سَنجَر فِي غير موقفٍ وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة 3 - (قَاضِي نَيسابور) نصر بن زِيَاد الْفَقِيه النَّيْسَابُورِي قَاضِي نَيسابور تفقه على مُحَمَّد بن الْحسن وتأدبَ عَليّ النَّضر بن شُميلٍ وَكَانَ كوفيَّ الْمَذْهَب ووليَ قضاءَ نيسابور بِضعَ عشرةَ سنة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ كَانَ يحيي اللَّيْل ويصوم الْخَمِيس والاثنين وَالْجُمُعَة وَكَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهِي عَن الْمُنكر وَيَقُول لَوْلَا هَذَا لم أتلبَّس لَهُم بعملٍ لكنَّني إِذا لم أَلِ الْقَضَاء لم أقدر على ذَلِك 3 - (نَصر بن سيّار الْأَمِير مُتَوَلِّي خُرَاسَان) نصر بن سيّار الْأَمِير أَبُو اللَّيْث الْمروزِي متولّي خُرَاسَان لمروان الْحمار روى عَن عِكْرِمَة وَأبي الزُبير وخطب بنيسابور غير مرّة لما قدمهَا خرج عَلَيْهِ أَبُو مُسلم الْخُرَاسَانِي وحاربه فعجز عَنهُ نصر فاستصرخ بِمَرْوَان غير مرّة فبُعد عَن إنجاده واشتغل عَنهُ باحتلال الجزبرة وأَذرَبيجان فتقهقر قُدّامَ أبي مُسلم وأدركه الْمَوْت وَقيل مرض بالريّ وحُمل إِلَى ساوة فَمَاتَ بهَا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة ولي خُرَاسَان عشرَة أَعْوَام وَكَانَ قد كتب إِلَى مَرْوَان لما ظهر أَبُو مُسلم (أرى جَذَعاً إِن يُثنِ لم يَقوَ رَيِّضٌ ... عَلَيْهِ فبادِر قَبلَ أَن يُثنِيَ الجَذَعْ) فَلم يجبهُ مَرْوَان عَن كِتَابه فَكتب إِلَيْهِ ثَانِيًا قَول أبي مَرْيَم عبد الله بن إِسْمَاعِيل البَجَلي الْكُوفِي أرى خَلَلَ الرماد وَميضَ جَمرٍ الأبيات الَّتِي تقدم ذكرهَا فِي تَرْجَمَة أبي مُسلم الْخُرَاسَانِي فَأَجَابَهُ بِمَا تقدم فِي تَرْجَمَة

الكناني الهروي الحنفي

أبي مُسلم فَلَمَّا يئس نصر بن سيار من مَرْوَان هرب فَكَانَ مَا كَانَ 3 - (الكِناني الهَرَوي الْحَنَفِيّ) نصر بن سيار بن صاعد بن سيارٍ شرفُ الدّين أَبُو الْفَتْح الْكِنَانِي الْهَرَوِيّ القَاضِي الْحَنَفِيّ من بَيت الْقَضَاء والحِشمة وَالرِّوَايَة كَانَ خَبِيرا بِالْمذهبِ سمع الْكثير وَكَانَ أسنَد مَن بَقِي) بخراسان وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (القَاضِي أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ) نصر بن سيار القَاضِي أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ الهَرَوي قَالَ الباخرزي لَهُ شعر كاسمِ أَبِيه بحَوافرِ الإحادة سَيار وبقوادِمِ الْإِصَابَة طيّار تنكرت الْحَال بَينه وَبَين الْأَمِير بيغو فسَاء ظَنّه فِيهِ وَأمر بنقله إِلَى سجستان معتقلاً مَعَ وزيره مَسْعُود بن مُحَمَّد بن سهل فأحسّ مِنْهُ المتوكلون الاحتيال فِي التلُّمس من أَيْديهم فعمَدَ لَهُ بعض مَرَدِة أُولَئِكَ الشَّيَاطِين وعلقوه فِي سوق أَسفِزار من بعض الأساطين فجفَ ريقُه واختُصِر طريقُه وتفرق عَنهُ فريقُه وتُرِك بهَا مخنوقاً ينوح الفضلُ مِنْهُ على أسَدِ فِي جِيدِه حَبلٌ من مَسَدِ وَقد أحاطت المِخنُقةُ مِنْهُ بملعَب الكَرَم وتدلّى كَمَا يتدّلَّى العنقود من عَرِيش الكرِم رَحمَه الله ورِضوانه على ذَلِك الجَسَد بل على ذَلِك الأسَد وَأورد لَهُ (للمُحسنين نَصيبٌ من مَدائحنا ... وللحسان نَصيبٌ من قَوافينا) (نُظرِي أَبَا الفتحِ مَسعوداً وَقد رُفِعَت ... فِي كلِّ وادٍ ونادٍ نارُ مُطرِينا) وَمن شعره (بنفسِيَ أغيد ألحاظه ... يمهَّد لي فِي الذُّنُوب الرُخَصْ) (يشقِّق قلبِي إِذا مَا شدّ ... ويُرقص قلبِي إِذا مَا رَقَص) وَمِنْه (يَا ليلةَ ضمَّنا عِناقٌ ... ولفَّنا تحتهَا التزامُ) (مَالِي سِوى وَجنتيه وَردٌ ... وَلَا سِوَى رِيقهِ مُدام) (تابت إِلَيْنَا بهَا اللَّيَالِي ... فذَمُها بعدَ ذَا حرَام) وَمِنْه (رُبَّ ليلٍ كشَعر ليلى سَواداً ... شقَّ جِلبابَها على الأَرْض نارُ) (فتَرى الأرضَ كالسماءِ فكلٌّ ... قد تجلَّى خِلالَها أنوار) (بِشرارٍ كأنهنّ نجومٌ ... ونجومٍ كأنهنّ شرار)

الأمير أبو المظفر

وَمِنْه (وبدا لنا بدرُ الدُّجى والليلُ قد ... شَمِل الأنامَ بفاضل الجِلبابِ) ) (غطَّى الكسوفُ عَلَيْهِ إِلَّا لُمعةً ... فَكَأَنَّهَا حسناء تَحت نِقاب) وَمِنْه فِي تفاحة معضوضة (تُفاحةٌ قد عضّها قَمَرٌ ... عَمداً ومسَّك موضِعَ العَضَّة) (وكأنّ عَضَتَه مُمَسًّكة ... صُدغٌ أحَاط بوجنَةٍ غَضَّه) (وَكَأَنَّهَا نُونانِ قد كُتِبا ... بالمِسكِ فِي كُرَّةٍ من الفِضَّه) وَمِنْه (وليلةٍ سامحتني ... بهَا نوائبُ دَهري) (بتنا نصيغْ دُجاها ... مَا بَين خَمرٍ وجَمر) (فَتلك ذائبُ جمرٍ ... وَذَاكَ جامد خمر) قلت هُوَ مثل قَول الآخر (الخمرُ تفاحٌ جرى ذائبا ... كَذَلِك التفاحُ خمرٌ جَمَد) (فَاشْرَبْ على جامد ذَا ذوب ... ذَا وَلَا تدع لذةَ يومٍ لغد) وَمن شعر نصر بن سيار فِي وصف النَّار (لَهَا شرَرٌ مثلُ النجومِ تطايَرَت ... فمرّت دنانيرُ وَجَاءَت دراهمُ) وَمِنْه فِي رمانةٍ سَوْدَاء (وشادنٍ نَا وَلَني بغُنجِ ... ظَبيِ فِراشٍ وهِزبرِ سَرجِ) (غُصنٍ على دِعصِ نقا مُرتجّ ... رُمانةً سَوْدَاء قبلَ النُّضجِ) كثدي بِكرٍ من بناتِ الزَّنْج وَمِنْه (ونَرجسٍ غَادَرني ... مَا بَين عُجبٍ وعَجَب) (كطّبَقٍ من فِضّةٍ ... عَلَيْهِ كأسٌ من ذَهَب) 3 - (الْأَمِير أَبُو المظفّر) نصر بن سُبُكتِكين الْأَمِير أَبُو المظفر بن نَاصِر الدولة أَخُو السُّلْطَان مَحْمُود الْمُقدم الذّكر صحب الْأَئِمَّة سمع من الْحَاكِم أبي عبد الله وَبنى الْمدرسَة السَّعِيدية ووقف عَلَيْهَا الْأَوْقَاف فِي نيسابور توفّي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة)

الشيخ المنبجي المشهور

3 - (الشَّيْخ المنبجي الْمَشْهُور) نصر بن سلمَان بن عمر الشَّيْخ الإِمَام القُدوة المقرىء الْمُحدث النَّحْوِيّ الزَّاهِد العابد القانت الرباني بقيَّة السَّلف المنبجي نزيل الْقَاهِرَة وشيخها ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بمنبج وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع بحلب من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وبمصر من الْكَمَال الضَّرِير وتلا عَلَيْهِ بعدة كتب وعَلى الْكَمَال بن فَارس وتصدر فِي أَيَّام مشايخه وشارك فِي الْعُلُوم وتفنن ثمَّ إِنَّه تعبد وَانْقطع وَتردد إِلَيْهِ الْكِبَار وَكَانَ يهرب مِنْهُم وارتفع ذكره جدا فِي دولة تِلْمِيذه الجاشنكير وَكَانَ يُؤْذِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَمِيمَة قَالَ ابْن أُخْته الْحَافِظ عبد الْكَرِيم مَا دخلتُ عَلَيْهِ قطّ إِلَّا وجدته مَشْغُولًا بِمَا يَنْفَعهُ فِي آخرته وَكَانَ يتغالى فِي ابْن عَرَبِيّ وَلَا يَخُوض فِي مُزمناته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَقَد جَلَست مَعَه بزاويته وأعجبني سَمتُه وعبادتُه 3 - (اللَّيْثِيّ النَّحْوِيّ) نصر بن عَاصِم اللَّيْثِيّ كَانَ فَقِيها عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْأسود وَأَبُو الْأسود قَرَأَ على عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَ يُسنِد إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي الْقُرْآن والنحو وَتُوفِّي سنة تسع وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ فِي أَيَّام الْوَلِيد بن عبد الْملك وَقَالَ ابْن سَلام أَخذ نصر بن عَاصِم النحوَ عَن يحيى بن يَعمُر العَدوانيِّ وَله كتاب فِي الْعَرَبيَّة وَقَالَ غَيره أَخذ عَنهُ أَبُو عَمْرو ابْن العلاءِ وَالنَّاس وَكَانَ على رَأْي الْخَوَارِج ثمَّ تَركهم وَقَالَ (فارقتُ نجدةَ والذينَ تَزرقوا ... وابنَ الزُّبير وشَيعَةَ الكذَّاب) (وهَوَى النجاريِّين قد فارقتُهم ... وعطية المتجبر المُرتاب) (والصفر الآذان الَّذين تخَيرُوا ... دنيا بِلَا نَقدٍ وَلَا بِكِتَاب) وَقَالَ أَبُو دَاوُد السجسْتانِي وَغَيره هُوَ أول من وضع النحوَ وروى عَن مَالك بن الحُيرث وَأبي بكرَة الثَّقَفِيّ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (قَاتل الظافر والعادل العُبيدي) نصر بن عَبَّاس أبي الْفتُوح بن يحيى بن تَمِيم بن الْمعز بن باديس تقدم ذكر أَبِيه أبي الْفضل عَبَّاس فِي مَكَانَهُ وَفِيه طرف من ذكر وَلَده هَذَا وَنصر هَذَا هُوَ الَّذِي قتل الْعَادِل عَليّ بن السلار وَزِير الظافر ودسه أَبوهُ أَيْضا على أَن قتل الظافر إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد العُبيدي) وَكَانَ نصرٌ مليح الْوَجْه وَكَانَ الظافر يُحِبهُ ويتعشقه ويميل

نصر بن عبد الله

لَهُ فَقَالَ لَهُ أَبوهُ عَبَّاس قد اسود عرضُنا بالظافر فاقتله فَقتله على مَا هُوَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة الظافر وَولده الفائز عِيسَى وَلما حضر الصَّالح رُزيك بن مُنيةِ بني خَصيب هرب عَبَّاس وَولده نصر وَأُسَامَة بن منقذ فَخرج الفرنج من عسقلان عَلَيْهِم وَقتلُوا عباساً وجهَّزوا نصرا إِلَى الْقَاهِرَة فِي قفص حَدِيد فضُرِب بالسياط وَقطعت يَده الْيُمْنَى وقُرّض جِسْمه بِالْمَقَارِيضِ وصُلِب على بَاب زويلة ثمَّ إِنَّه أُحرقت جثته وَأمره مُستوفىً فِي تَرْجَمَة الْعَادِل عَليّ بن السلاّر والفائز عِيسَى بن إِسْمَاعِيل فيُطلب هُنَاكَ وَكَانَ قَتله سنةَ إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة (نصر بن عبد الله) 3 - (تَاج الرؤساء الرَّحَبي الْكَاتِب) نصر بن عبد الله بن نصر بن الْخلال أَبُو مَنْصُور الْكَاتِب الْمَعْرُوف بتاج الرؤساء من أهل رحبة مَالك بن طَوق وَهُوَ ابْن أُخْت سعد الله بن صاعد الرَّحبِي مضى هُوَ وخاله إِلَى مصر وَحصل لَهُ هُنَاكَ مالٌ جمٌّ وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي الْأَسْفَار وخدَم أَصْحَاب الْأَطْرَاف كتاج الدولة تُتُش وَشرف الدولة مُسلم بن قُرَيْش وقَسِيم الدولة آقسنقر صَاحب حلب وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد وَلما قدم بركيارُوق رد إِلَيْهِ الِاسْتِيفَاء وَخرج مَعَه إِلَى الْجَبَل وَلما كُسر عَاد إِلَى بَغْدَاد ووّلِي الإشراف بديوان الزِّمَام النّظر بِهِ ثمَّ عُزل وَقبض عَلَيْهِ سنة سِتّ وَتِسْعين واربعمائة 3 - (الْوَاعِظ القُرّائي) نصر بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم أَبُو مَنْصُور الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بالقرائي من أهل قزوين من أَوْلَاد الْأَئِمَّة ذكر أَن جدَّه ابراهيم قعد فِي صومعة قزوين تسمى القرائي سمع بقزوين أَبَا يعلى الْخَلِيل بن عبد الله بن أَحْمد الخليلي وَأَبا بكر أَحْمد بن خضر إِمَام جَامع قزوين وَأَبا مَنْصُور الطّيب بن مُحَمَّد بن الْحسن الطَّيِّبِيّ وَسمع بِبَغْدَاد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسنون النَّرسي وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْفَتْح العُشاري وَغَيرهم وَكَانَ واعظاً صَدُوقًا وَهُوَ مُحدث بن مُحدث بن مُحدث بن مُحدث بن مُحدث خَمْسَة وبيتهم بقزوين كبيت بني مندة وَبني اللبناني وَبني الْبَغْدَادِيّ بإصبهان وَبَيت بني السَّمْعَانِيّ بمروَ قَالَ ابْن النجَّار وَلَا أعرف لَهُم سادساً سوى بني بَقِي بالأندلس ومولده سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة) 3 - (الإسكندري النَّحْوِيّ) نصر بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحُسَيْن

الحنفي البغدادي

بن زِيَاد بن عبد الْقوي بن عَامر بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَشْعَث بن يزِيد بن حَاتِم بن حمل بن بدرٍ الفَزاريُّ أَبُو الْفَتْح الإسكندري النَّحْوِيّ كَانَ شَابًّا فَاضلا ذكياً لَهُ معرفَة تَامَّة بالأدب وصنف كتابا فِي أَسمَاء الْبلدَانِ والأمكنة وَالْجِبَال والمياه كَبِيرا مليحاً فِي مَعْنَاهُ وَقدم بَغْدَاد بعد السِّتين وَخَمْسمِائة وَسمع بهَا من شُيُوخ ذَلِك الْوَقْت وجالس الْعلمَاء وَحدث بِشَيْء يسير عَن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ابْن عساكرٍ وَهُوَ يَوْمئِذٍ حيٌّ بِدِمَشْق وَدخل إصبهان قَالَ ابْن النجار وَأَظنهُ توفّي هُنَاكَ وَمن شعره (أُقلِّبُ كُتباً طالما قد جمعتُها ... وأفنَيتُ فِيهَا العينَ والعينَ واليدا) (وأصبحت ذَا ضنٍّ بهَا وتمسُّكٍ ... لعلمي بِمَا قد صُغتُ فِيهَا مُنضَّدا) (واحذرُ جَهدي أَن تنالَ بنائلٍ ... مُبين وَأَن يغتالها غائلُ الرَّدَى) (وأعلمُ حَقًا أنني لستُ بَاقِيا ... فيا ليتَ شعري من يُقلِّبُها غَدا) 3 - (الْحَنَفِيّ الْبَغْدَادِيّ) نصر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام بن الْحسن بن اللمغاني أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ فَاضلا حسن الْمعرفَة بِالْمذهبِ جيدَ الْكَلَام فِي مسَائِل الْخلاف متديناً صَالحا كثيرَ الْعِبَادَة حدث باليسير وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (قَاضِي الْقُضَاة أَبُو صَالح الجيلي) نصرُ بنُ الرَّزاقِ بنِ عبدِ الْقَادِر بن أبي صَالح أَبُو صَالح الجيلي عماد الدّين الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي تفقه فِي صباه ثمَّ صحب مُحَمَّد بن عَليّ النُوقاني الْفَقِيه الشَّافِعِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْخلاف وَالْأُصُول وبرع فِي ذَلِك وَتَوَلَّى التدريس بمدرسة جدَه بِبَاب الأزَج وبالمدرسة الشاطية عِنْد بَاب الْمَرَاتِب وبنيَت لَهُ دِكَّة بِجَامِع القَصر للمناظرة وَعقد مجْلِس الوَعظ فِي مدرسته وَكَانَ لَهُ قبُول عَظِيم وأُذِن لَهُ فِي الدُّخُول فِي كل جُمُعة على الْأَمِير أبي نصر مُحَمَّد بن الإِمَام النَّاصِر لسَمَاع مُسند مُسلم فحَصَلَ لَهُ بِهِ أُنسٌ فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بالخلافة ولقب بِالْإِمَامِ الظَّاهِر قلّده قضاءَ يَوْم الْأَرْبَعَاء لثمان خلون من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وخلع عَلَيْهِ السوَاد وقُرِىء عَهده فِي جَوَامِع مَدِينَة السَّلَام الثَّالِثَة فَسَار السِّيرَة المرضية وَأقَام ناموس الشَّرْع وَلم)

قنبر الكاتب

(نفس مَا عَن ديننَا من بَدَل ... فدعي الدُّنْيَا وخَلّى جَدَلي) (مَا تُساوي أننا نمضي إِلَى ... مُشركٍ إِذْ ذَاك عينُ الزلَل) (إِن يكُن دَينٌ علينا فلنا ... خالقٌ يَقْضِيه هَذَا اَمَلي) وَلم يزل ذَلِك الذَّهَب عِنْد الْحَكِيم النَّصْرَانِي إِلَى أَن مَاتَ فأخَذ من ترِكته وحُمل إِلَى القَاضِي ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ووفاته سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة وَدفن إِلَى جَانب قبر أَحْمد بن حَنْبَل وَقيل بل دُفن مَعَه وَتَوَلَّى ذَلِك الرَّعاعُ والعوامُ وقُبض على من فَعَل ذَلِك وعوقب وحُبِس ونُبِش لَيْلًا وَنقل من مَوْضِعه بعد أيّام وعُفيَ قَبره وَلم يُعلَم أَيْن دُفِن 3 - (قَنبر الْكَاتِب) نصر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النَّاقِد أَبُو طَالب الْكَاتِب الْمَعْرُوف بقنبر الْبَغْدَادِيّ كَانَ من الْأَعْيَان الأماثل تولى أَعمال الحالص مُدَّة فظهرت كِفَايَته فوُلى حاجباً بِالْبَابِ النوبي وَالنَّظَر فِي الْمَظَالِم وَإِقَامَة الْحُدُود ثمَّ إِنَّه عُزل ووَليَ الصدرية وَالنَّظَر فِي المخزن ثُم وليهما بديوان الزِّمَام ثمَّ عزل ثمَّ إِنَّه أُعيد إِلَى الصدرية وَالنَّظَر بالمخزن وخُلع عَلَيْهِ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَلم يكن محمودالسيرة وَكَانَ سفاكاً للدماء وَأخذ الْأَمْوَال وانتهاكِ الحُرَم وَكَانَ رَافِضِيًّا وَهُوَ أول من سنّ الظُّلم بِبَغْدَاد وَلم تظهر جنَازَته 3 - (أَبُو الْفَتْح الحرّاني) نصر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن هبة الله أَبُو الْفَتْح الْحَرَّانِي قَالَ ابْن النجار كتب عَنهُ أَبُو نصر هبة الله بن عَليّ المجلي شَيْئا من شعره وَغير ذَلِك وَمن شعره)

أبو الفتوح الحلي النحوي

(كنت فِي غَفلَة فَلَمَّا افترقنا ... طرحَ البينُ غفلتي فِي جفوني) (فَهِيَ تجْرِي دمعاً وتَمزَحُ حينا ... ثمَّ تجْرِي دَمًا فتَدمَى شؤوني) (وَأرى فرقة الْأَحِبَّة لَا ... شكّ ستَسقي المحبَّ كاسَ الْمنون) 3 - (أَبُو الْفتُوح الْحلِيّ النَّحْوِيّ) نصر بن عَليّ بن مَنْصُور بن الخازن أَبُو الْفتُوح النَّحْوِيّ من الْحلَّة السيفية وَهُوَ أَخُو عَليّ بن عَليّ قدِم بَغْدَاد فِي صباه وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي مُحَمَّد بن عُبَيْدَة الْكَرْخِي وَغَيره حَتَّى بَرَع فِيهِ وَسمع الحَدِيث وَقَرَأَ الْكتب الأدبية على الْمَشَايِخ بجَد واجتهاد وهمة عالية وانتخب كثيرا من الْأَحَادِيث وَالْأَخْبَار والحكايات والأشعار بِخَطِّهِ وَكَانَ حسَن الْأَخْلَاق طيّبَ المعاشرة مليحَ المُجاورة حُفَظَةً للحكايات والأشعار وَكَانَ عَارِفًا بالنحو متصدياً للأشغال فِيهِ يتردَّد إِلَيْهِ الأكابر ويقصِدونه فِي بَيته قَالَ ابْن النجار علقتُ عَنهُ شَيْئا فِي المذاكرة وَلم يكن مَرضياً وَلَا يُحتج بِخَطِّهِ وَلَا بقوله وَلَا بقرائته لِأَنَّهُ ادّعى سَماع أَشْيَاء وَلم يسْمعهَا ولقاء شُيُوخ وَلم يلقهم وَإِذا قَرَأَ الحَدِيث يعبُر سطوراً لَا يَقْرَأها وَيتْرك حَدِيثا وَيقْرَأ حَدِيثا شاهدتُ ذَلِك مِنْهُ وَشَاهده جمَاعَة لما قَرَأَ مُسْند أَحْمد على أبي مُحَمَّد بن أبي الْمجد بدار قَاضِي الْقُضَاة ابْن الشهرَزوري وأنكروا ذَلِك عَلَيْهِ وشاع واجتنب النَّاس السماع بقرَاءَته وَلما رأى ذَلِك ترك الْقِرَاءَة على الْمَشَايِخ وصاريسمع بِقِرَاءَة غَيره وَكَانَ مَعَ كذبه خَبِيث العقيدة رَافِضِيًّا غالياً توفّي سنة سِتّمائَة بالحلة 3 - (ابْن مَرْيَم خطيب شيراز) نصر بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الشيرازيُّ الفرسي الفَسَوي يُعرَف بِابْن مَريَم خطيب شيراز وأديبها وعالمها ومَن يُرجَعُ إِلَى رَأْيه فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة وَله تَفْسِير الْقُرْآن فِي أَربع مجلدات وَقد جوده وَشرح الْإِيضَاح وَكَانَ حَيا فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (الْجَهْضَمِي) نصر بن عَليّ صُهبان الْجَهْضَمِي كَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (الْحَافِظ الْجَهْضَمِي) نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي الْبَصْرِيّ الْحَافِظ قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وروى الْجَمَاعَة عَنهُ وروى) النَّسَائِيّ عَن رجل عَنهُ وخلقٌ وَتُوفِّي سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ قدم أَبُو عَمْرو الْجَهْضَمِي بَغْدَاد فروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ بيد الْحسن وَالْحُسَيْن وَقَالَ من أَحبَّنِي

ابن منقذ صاحب شيزر

وَأحب هذَيْن وأباهما وأمَّهما كَانَ معي فِي درجتي يَوْم الْقِيَامَة فَأمر المتَوَكل أَن يضْرب ألفَ سوطٍ ظنا مِنْهُ أَنه رَافِضِي فَكَلمهُ فِيهِ جَعْفَر بن عبد الْوَاحِد القَاضِي وَقَالَ هَذَا الرجل من أهل الصّلاح والسُنةِ ورددها فَتَركه وَقَالَ نصر الْمَذْكُور كَانَ لي جارٌ طفيلي فَكنت إِذا دُعيتُ إِلَى مَدعاة ركب لرَكوبي فَإِذا جلسنا أُكرِم من أَجلي فَاتخذ جَعْفَر بن سُلَيْمَان أَمِير الْبَصْرَة دَعوةً وَدَعَانِي فَقلت فِي نَفسِي وَالله لَئِن جَاءَ هَذَا الطفيلي لأخزِيتَّه الْيَوْم فجَاء بَين يديّ ودخلنا فَلَمَّا أَن حضرت الْمَائِدَة قلت حَدثنَا دُرُست بن زِيَاد عَن أبان بن طَارق عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من مَشى إِلَى طَعَام لم يُدعَ إِلَيْهِ دخل سَارِقا وَخرج مغيراً فَقَالَ الطفيلي مثلك يَا أَبَا عمرٍ يتَكَلَّم بِهَذَا الْكَلَام على مائدة الْأَمِير وَلَيْسَ هَهُنَا إِلَّا من يظنّ أَنَّك رميتَه بِهَذَا الْكَلَام ثمَّ لَا تَسْتَحي وتروي عَن دُرُست ودرست كذابٌ لَا يحْتَج بحَديثه عَن أبان بن طَارق وَأَبَان كَانَ صبيان الْمَدِينَة يَلْعَبُونَ بِهِ وَلَكِن أَيْن أَنْت عَمَّا حدنا بِهِ أَبُو عَاصِم النَّبِيل عَن ابْن جريح عَن ابْن الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ طَعَام الْوَاحِد يَكْفِي الِاثْنَيْنِ وَطَعَام الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الثَّلَاثَة وَطَعَام الثَّلَاثَة يَكْفِي الْأَرْبَعَة الحَدِيث قَالَ نصر فَكَأَنِّي أُلقِمتُ حجرا فَلَمَّا خرجنَا من الدَّار أنْشد الطفيلي (وَمن ظن مِمَّن يُلاقي الحروبَ ... بِأَن لَا يُصابَ فقد ظنّ عجزَا) 3 - (ابْن منقذ صَاحب شَيزَر) نصر بن عَليّ بن مُقلَّد بن منقذ ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِيمَن ملك شَيزَر واثنى عَلَيْهِ وعَلى نظمه وَأَنه ملك شَيزر بعد وَالِده وَأورد لَهُ مِمَّا يدل على كرمه وَذَلِكَ أَن القَاضِي أَبَا مسلمٍ وادِعاً كتب إِلَيْهِ وَقد نُكِب أبياتاً مِنْهَا (هَذَا كتابٌ من أخي ثِقَةٍ ... يشكو إِلَيْك نوائبَ الدَهرِ) فَأطلق لَهُ سِتَّة آلَاف دِينَار وَاعْتذر وَكَانَ يكنَّى أَبَا المرهف ولقبه عز الدولة وَمن شعره (كنتُ أسْتَعْمل الْبيَاض من الأَم ... شاط عُجباً بِلمَّتي وشَبابي) (فاتَّخذتُ السَّوادَ فِي حَالَة الشي ... ب سُلواً عَن الصِّبا بالتصابي) وَلما قِدم السُّلْطَان ملكشاه السلجوقي إِلَى الشَّام سلّم إِلَيْهِ اللاذقية وأفامِية وكَفَر طَابَ وَبقيت)

أبو جمرة الضبعي

3 - (أَبُو جَمرَة الضُبَعي) نصر بن عمرَان الضُبعي الْبَصْرِيّ أَبُو جَمْرَة أحد أَئِمَّة الْعلم روى عَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر وزَهدم الجَرمي وعائذ بن عَمْرو المُزني وَغَيرهم وَكَانَ مضبَّب الْأَسْنَان بِالذَّهَب قَالَ تمتعتُ فنهاني أُناس فَسَأَلت ابْن عَبَّاس فَقَالَ الله أكبر سُنةُ أبي الْقَاسِم أَو قَالَ سنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ ابْن سعد ثِقَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (نصر بن عناز الططماجي) نصر بن عناز بن أبي الْقَاسِم أَبُو الْفَتْح الْجَوْهَرِي الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالططماجي كَانَ أديباً يَقُول الشّعْر كتب عَنهُ عمر بن مُحَمَّد العُلَيمي الدِّمَشْقِي شَيْئا من شعره بخوارزم فِي شهر رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وروى عَنهُ وَمن شعره (كم تَستُر الشيب يَا ذَا الشيب بالكَذِب ... هَيْهَات مَا للغواني فِيك من أرَبِ) (وَكم تَتُوق إِلَى الْبيض الحسان وَمَا ... يُجدي عَلَيْك المُنى شَيْئا سِوَى التَّعَب) (وَكم تِحنُّ إِلَى عصرٍ نَعمتَ بِهِ ... إِذْ أَنْت تقطِفه باللَّهو واللَعب) (هَل بعد شيب عذار الْمَرْء من طَمَعٍ ... أم هَل يمِيل إِلَى اللذّات والطرَب) 3 - (أَبُو طَاهِر الحلّي الشَّاعِر) نصر بن الْفَتْح بن أبي المعمر بن أَسد بن الْحسن الْمَعْرُوف بباقلا بن أبي الْخَيْر يَنْتَهِي إِلَى طَاهِر بن الْحُسَيْن الخُزاعي أَبُو طَاهِر الطاهري الشَّاعِر من الْحلَّة السيفية كَانَ شَيخا فَاضلا أديباً شَاعِرًا دخل الشَّام ومدح الْمُلُوك والأعيان قَالَ ابْن النجار محبّ الدّين لقيناه بِالشَّام غير مرّة وكتبتُ عَنهُ شَيْئا من شعره فِي الْمحرم سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة ومولده سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (مَا بَين رامةَ والعقيق ديارُ ... كَانَت وَكَانَ بهَا الْهوى ونَوارُ) (دَرَسَت على مرّ الزَّمَان كَأَنَّمَا ... آثارُها من رَيطةٍ آثَار) (لم يبقَ إِلَّا من أوارٍ مَا بدتْ ... إِلَّا بدا فَوق الْقُلُوب أُوار) (عَهدي بهَا قبل الشَّبَاب وَمَا غَدَت ... من أَهلهَا الغادين وَهِي قِفار) ) (والدهر مَا صَدَعَ الْجَمِيع وظلنا ... ضالُ النقا وظباءُها السُمار) (وَالْأَرْض قد حكت السَّمَاء بأنجم ... فِي رَوْضَة نَجمَت بهَا الأزهار)

ابن المني الحنبلي

(والطلُّ يستبكي الربيعَ جفونَه ... فَإِذا بَكى يتضاحَك النُّوار) (والدَوحُ تهصره الصَّبا بعليلها ... فَإِذا أمادت وُرقَه الأوكار) (تشدو وتنشدنا القِيان مُناسِباً ... نَغَمَ الكِران ويَصخَب المِزمار) (فتُصَّفِق الأغصان مَا بَين الغِنا ... بيد النسيم وترقص الْأَشْجَار) (وشرابنا كرمية الاعراق بل ... كرمية الْأَخْلَاق بل بكر الْخَنَا معطار) (كالتبر قد نُثر اللجين فُوَيقة ... الْيَاقُوت فِي ماءٍ عَلَيْهِ نَار) (راحٌ بهَا روح الْقُلُوب وبُرءُها ... من عقرِ سيف الهمّ وَهِي عُقار) (يَغْدُو بهَا عَبل الروادف ... مَا انثنى إِلَّا ثنى الأكباد وَهِي حرار) (قمرٌ على غصنٍ على دِعصٍ وَهل ... هذي الصفاتُ تحوزها الأقمار) (لبس العذار فظل يُخلع دَائِما ... فِيهِ العذارُ وتلبَس الْأَعْذَار) (يجْرِي غِرار السَّيْف مِنْهُ إِذا ... رنا لحظٌ لَهُ مني الرُّقاد غرار) (وَكَأن حُمرةَ وجنتيه إِذا بدا ... وأسيلَ خَدٍّ سَالَ فِيهِ عذار) (وَردٌ على طَلعٍ وخيط بنفسجٍ ... متنطق بنضيده ومُدار) (كم شدّ زناراً لَدَيْهِ مُسلِمٌ ... وَلها وَلم يُحلَل لَهُ زُنار) (فسقى لُيَيلاتٍ مضين بِهَذِهِ ال ... أوطان كم قُضِيت بهَا أوطار) (دِيَمٌ تُديم الانسكاب كَأَنَّهَا ... نَعَمٌ يجود بهَا الغياثُ غِزار) قلت شعرٌ جيدٌ منيعٌ 3 - (ابْن المَنّي الْحَنْبَلِيّ) نصر بن فتيَان بن مطهَّر النهرواني نَاصح الدّين أَبُو الْفَتْح الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المَنّي قَرَأَ الْفِقْه على أبي بكرٍ أَحْمد بن مُحَمَّد الدَّينُوري ولازمه حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَصَارَ من الْأَئِمَّة الْمشَار إِلَيْهِم فِي الْعلم والزهد ودرّس بمسجده بِرَأْس درب السيّدة وقصده الطّلبَة من الْبِلَاد وتخرّج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَكَانَ ورعاً كثير الْعِبَادَة حسنَ السَمت على منهاج السَّلَفِ أضرّ فِي آخِره عمره وطرِش فَكَانَ لَا يُبصِر وَلَا يسمع وَهُوَ يدرس الْفِقْه إِلَى) حِين وَفَاته سمع من أبي بكرٍ عمر بن عَليّ بن الزنف المقرىء وَأبي الْمَعَالِي أَحْمد بن عَليّ بن طَاهِر وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد بن الحُصين وَأبي غالبٍ أَحْمد بن الْحسن بن الْبناء والبارع أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الدباس وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي الْحسن عَليّ بن عبيد الله ابْن الزَّاغُونِيّ

الأمير البويهي

وَأبي عبد الله الْحُسَيْن بن عبد الْملك الْخلال وَغَيرهم وَلما مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة حضر جنَازَته خلق كثير وَتَوَلَّى حفظ جنَازَته جمَاعَة من الأتراك خوفًا من الْعَوام وجُعل على قَبره مَلبَنٌ من الْخشب المنقوش بضَبات الصُفر وَالنَّاس يتبركون بقبره 3 - (الْأَمِير البويهي) أَبُو نصر بن فَيروزجُرد الْأَمِير بن جلال الدولة أبي طَاهِر بن بُويَة هُوَ آخر من ركب الْخَيل من بني بويه كَانَ السُّلْطَان ملكشاه قد أقطعه الْمَدَائِن وَغَيرهَا فهرب والتجأ إِلَى سيف الدولة ابْن مزيَد فَأَعْرض عَنهُ فتنقل فِي الْبِلَاد وأضمرته الأرضُ وعُدِم فِي سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو اللَّيْث الْفَرَائِضِي الْحَنَفِيّ) نصر بن الْقَاسِم أَبُو اللَّيْث الْفَرَائِضِي الْحَنَفِيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ ثِقَة علاّمةً بَصيرًا بِقِرَاءَة أبي عَمْرو توفّي سنة أَربع عشرَة وثلاثمائة 3 - (أَبُو الْفضل الصُّوفِي الطوسي) نصر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن مَنْصُور أَبُو الْفضل بن أبي نصر الْعَطَّار الصُّوفِي الطُّوسي كَانَت لَهُ فتوة ظَاهِرَة وسخاءُ نفسٍ وَكَانَ من مشهوري الْمُحدثين فِي بَلَده سمع بخراسان عبد الله بن مُحَمَّد الشَّرْقِي وَأَبا حَامِد بن بِلَال وَأَبا بكر مُحَمَّد بن الحُسين الْقطَّان وَعمر بن عَليّ الْجَوْهَرِي الْمروزِي وَغَيرهم ورحل فِي طلب الحَدِيث وَكتب الْكثير بالعراق والجزيرة وَالشَّام ومصر وَسمع من جمَاعَة بِبَغْدَاد ودمشق ومصر وبالرملة وبحلب وبمنبج وبالس والرقة وَكَانَ أحد أَرْكَان الحَدِيث وصنف وَجمع وحدّث سِنِين وَمَات بالطابران سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَمَات وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسبعين سنة وَلم يخلِّف مثله فِي الحَدِيث وَلَا فِي عُلُوم الصُّوفِيَّة فِي اللُّقي والتقدم 3 - (ابْن الصقال الطَّيِّبِيّ المقرىء) نصر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصقال الطِيبي أَبُو الْقَاسِم المقرىء الْبَغْدَادِيّ كَانَ تَاجِرًا يُسَافر) إِلَى خُرَاسَان وَغَيرهَا فأثرى وكثُر مالُه وَقَرَأَ بالروايات على عبد الله بن عَليّ سبط أبي منصورٍ الْخياط وَعلي الْمُبَارك بن الْحُسَيْن الشهرزوري وعَلى جمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَليّ الْحداد بإصبهان وَسمع قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَمَا علمت أَنه حدث وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

ابن باريس الكاتب

3 - (ابْن باريس الْكَاتِب) نصر بن مُحَمَّد بن زيد بن أَحْمد بن عَليّ بن باريس أَبُو الْفَتْح الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ كَانَ كَاتبا شَاعِرًا جمع كتابين من منظومه أَحدهمَا فِي وصف الغلمان وَالْآخر فِي وصف الْجَوَارِي قَالَ محب الدّين ابْن النجار رَأَيْته غير مرّة وَلم يتَّفق أَن أكتب عَنهُ شَيْئا وَمن شعره فِي غُلَام يعالجُ بالحِجارة (ظبيٌ بدا لي فِي وسَطِ حلقتِه الل ... عِبُ بالصخر من صِناعتهِ) (قلت لَهُ والعيونُ شاخصةٌ ... عجبا لِما طاق من حِجارته) (قلبُك يَا بدرَ من مُلَابسَة ال ... صَّخر تعداه من قَساوته) وَمِنْه فِي غُلَام يحمل عوداً ويلعب (أقبل حبي حَامِلا عُودَه ... كانه غصنٌ نقىً فِي كثيب) (وَاعجَبا للدهر من صَرفه ... إِذْ يحمل اليابسَ عودٌ رطيب) قلت شعر نازلٌ 3 - (ابْن الحُصري الْحَافِظ) نصر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْفرج أَبُو الْفتُوح بن الحُصري الوقاياتي أَصله من همذان قَرَأَ بالروايات الْكَثِيرَة على أبي بكر مُحَمَّد بن عبيد الله بن الزَّاغُونِيّ وَالْمبَارك بن الْحسن الشهرزوري وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْأَدَب وَحصل مِنْهُ طرفا وَطلب الحَدِيث وجدّ فِيهِ وَأكْثر من السماع وَالْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة وأتقن وَحفظ وَعرف الرِّجَال وَصَحب الْحَافِظ أَبَا بكرٍ الباقِداري وَسمع أَبَا الْوَقْت وَغَيره وَلم يزل يقْرَأ ويفيد إِلَى أَن توفّي بالمَهجَم فِي الْمحرم سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر وَيكثر التِّلَاوَة وجاور بِمَكَّة نيفا وَعشْرين سنة وَكَانَ يطوف فِي الْيَوْم وَاللَّيْل سبعين أُسبوعاً وَكَانَ يُصَلِّي إِمَامًا فِي مقَام الْحَنَابِلَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام إِلَى أَن ضَعُف وَكَانَ يطوف متكأً على عَصا وَخرج فِي آخر عمره إِلَى الْيَمين لما اشْتَدَّ الْقَحْط بِمَكَّة) فَمَاتَ هُنَاكَ 3 - (أَبُو العزّ النَّحْوِيّ النيلي) نصر بن مُحَمَّد بن مُبادر أَبُو العزّ النَّحْوِيّ النِّيلي أديبٌ فَاضل شَاعِر روى عَنهُ ابْن السَّمْعَانِيّ وَمن شعره (هَل الوَجدُ إِلَّا أَن ترى العينُ منزِلا ... تَحمَّل عَنهُ أهلُه فتبدَّلا) (عَقَلنا عُزرَ الدُّموعِ وطالما ... عهِدناه للغِيد الأوانس مَعقِلا)

ابن أبي الفنون النحوي

(إِذا نَحن أَهْلَلْنَا بذكراه أنشأت ... سحائب دمع بالأسى مُتهلِّلا) (وَإِن نحنُ ألممنا بِهِ انبعَثَ الجَوَى ... تَحملنا دَاء من الْهم مُعضلا) 3 - (ابْن أبي الْفُنُون النَّحْوِيّ) نصر بن مُحَمَّد بن المظفر بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْفتُوح الْبَغْدَادِيّ بن أبي الْفُنُون النَّحْوِيّ سكن بَغْدَاد فِي زمن الْقَائِم وَقَرَأَ بِبَغْدَاد على أبي مُحَمَّد ابْن الخشاب وَعبد الرَّحْمَن ابْن الْأَنْبَارِي وَأبي مُحَمَّد ابْن عُبَيْدَة وَأبي الْفرج ابْن الدّباغ وَأبي الْعِزّ بن الْخُرَاسَانِي وَابْن الصحبه وَقَرَأَ اللُّغَة على أبي الْحسن ابْن العصار ثمَّ سَافر عَن بَغْدَاد سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَدخل وَلَقي فضلاءها ثمَّ سَافر إِلَى مصر وسكنها إِلَى حِين وَفَاته وَسمع هُنَاكَ الحَدِيث وتصدر بهَا لإِفَادَة النَّحْو بالجامع الْأَزْهَر وَسمع من أبي الْقَاسِم البُوصيري ومولده سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بسفح المقطم وَسمع بِمصْر أَيْضا من سعيد المأموني وَغَيرهمَا ومدح جمَاعَة من الْمُلُوك والوزراء وَحدث وروى عَن الْمُنْذِرِيّ زكي الدّين وَله رسالةٌ بديعة فِي الضَّاد والظاء وَمن شعره 3 - (أَبُو اللَّيْث السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ) نصر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإِمَام الْفَقِيه الْحَنَفِيّ أَبُو اللَّيْث السَّمرقَنْدِي صَاحب كتاب الْفَتَاوَى توفّي سنة خمسٍ وَسبعين وثلاثمائة 3 - (ابْن القُبيطي) نصر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمْزَة بن فَارس أَبُو الْفتُوح ابْن القُبيطي الْحَرَّانِي أَخُو عبد الْعَزِيز من أَوْلَاد الْمُحدثين أسمعهُ عَمه حَمْزَة بن عَليّ فِي صغره من الكاتبة شُهدَةَ وَأبي الْفَتْح بن شاتيل وجماعةٍ وَحدث باليسير ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ) وسِتمِائَة وصُلى عَلَيْهِ بِالْمَدْرَسَةِ النظامية 3 - (ابْن الْأَحْمَر المغربي) نصر بن مُحَمَّد بن محمدٍ السُّلْطَان أَبُو الجيوش ابْن السُّلْطَان الْأَحْمَر الْأنْصَارِيّ المغربي خرج على أَخِيه واعتقله وتملك وَكَانَت دولته أَربع سِنِين ثمَّ وثب عَلَيْهِ ابْن أُخْته الْغَالِب بِاللَّه وقهرَهُ وتسلطن وَقرر أَبَا الجيوش أَمِيرا بوادي آش فدام بهَا نَحوا من عشرِ سِنِين وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة 3 - (القَوام النصيبي الشَّافِعِي) نصر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي أَبُو الْفَتْح

أبو الفتح ابن القيسراني

النصيبي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالقوام درس بالإسكندرية بِالْمَدْرَسَةِ العادلية بعد وَفَاة الْحَافِظ السِلَفي وَسمع بالثغر وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا وَتُوفِّي بالإسكندرية بعد الستمائة 3 - (أَبُو الْفَتْح ابْن القَيسراني) نصر بن مُحَمَّد بن نصرِ بن صَغِير أَبُو الْفَتْح ابْن الأديب مهذب الدّين القيسراني توفّي بحلب وَكَانَ لَهُ شعرٌ لَا بأسَ بِهِ ووفاته سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة 3 - (ابْن مرداس الْكلابِي) نصر بن مَحْمُود بن نصر بن صَالح بن مرادس الْكلابِي صَاحب حلب تقدم ذكر أَبِيه مَكَانَهُ من حرف الْمِيم وَإنَّهُ ملك أَخَاهُ شبلاً وَأَسْكَنَهُ القلعة وَجعل الخزائن عِنْده وأسكن نصرا البلدَ وَكَانَ يكرههُ وَإنَّهُ بذل الْعَطاء وعدَل فَأَحبهُ العساكر وملكوه عَلَيْهِم ثمَّ إِنَّه قُتِل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتَوَلَّى الْملك سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ نصرٌ ممدَّحاً جَواداً وَفِيه يَقُول ابْن حَيُّوس (كفى الدينَ عِزاُ مَا قَضَاهُ لَك الدهرُ ... فَمن كَانَ ذَا نَذرٍ فقد وَجب النَّذرُ) (ثمانيةٌ لم تفترق مُذ جَمعتها ... فَلَا اقترفت مَا ذَبَّ عَن ناظرٍ شُفر) (ضَميرك وَالتَّقوى وَجُودك والغِنى ... ولَفظك والمَعنى وسيفك والنصر) (وَقد جاد محموٌد بأَلفٍ تصرمَت ... وغالبُ ظَني أَن سيُخلفها نَصر) فَأعْطَاهُ ألف دِينَار وَقَالَ وَالله لَو قَالَ سيُضعِفُها نصرُ لأَضعفتُها لَهُ وَكَانَ على بَابه جمَاعَة من الشُّعَرَاء فَكَتَبُوا إِلَيْهِ) (على بابِكَ الْمَعْمُور مِنا عصابةٌ ... مَفاليسُ فانظُر فِي أُمور المفاليس) (وَقد قنِعَت مِنْك الْجَمَاعَة كلهم ... بعُشرِ الَّذِي أَعْطيته لِابْنِ حَيوس) (وَمَا بَيْننَا هَذَا التَّفَاوُت كُله ... وَلَكِن سعيداً لَا يُقاسُ بمَنحوس) فَقَالَ ولِمَ تَقولُونَ بِعشر هلا قُلْتُمْ بِمثل ثمَّ إِنَّه وَصَلهم وَأحسن إِلَيْهِم رَحمَه الله 3 - (ابْن الْمَعْرُوف) نصر بن مَحْمُود بن الْمَعْرُوف أَبُو المظفر كَانَ ذكياً فَطِناً كثير الِاجْتِهَاد والعناية والحِرص بالعلوم الْحكمِيَّة وَله نَظَر فِي صناعَة الطِّبّ واشتغل على ابْن الْعين زَربي لَازمه مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من الْعُلُوم قَالَ ابْن أبي أصيبعة رَأَيْت خطه فِي آخر

أبو الفضل

تَفْسِير الْإِسْكَنْدَر لكتاب الْكَوْن وَالْفساد لأرسطو يَقُول إِنَّه قَرَأَهُ عَلَيْهِ وأتقنه وتأريخ كِتَابَته فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ حسن الْخط والعبارة مُغرىً بصناعة الكيمياء وَالنَّظَر فِيهَا والاجتماع بأربابها وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من الطِّبّ وَالْحكمَة وَملك ألوفا كَثِيرَة من الْكتب فِي كل فنّ وَجَمِيع كتبه لَا يُوجد شَيْء مِنْهَا إِلَّا وَقد كتب على ظَهره مُلَحاً ونوادر مِمَّا يتَعَلَّق بِعلم ذَلِك الْكتاب وَمن شعره (وَقَالُوا الطبيعة مبدأ الكيانِ ... فيا ليتَ شعري مَا هِيَ الطبيعَه) (أقادرةٌ طُبِعَت نَفسُها ... على ذَاك أم لَيْسَ بالمستَطيعَه) وَمِنْه (قَالُوا الطبيعةُ معلومنا ... وَنحن نُبيِّن مَا حدَّها) (لم يعرفوا الْآن مَا قبلهَا ... فَكيف يرومون مَا بعدَها) وَله من الْكتب تعاليق فِي الكيمياء وَكتاب فِي علم النُّجُوم مختارٌ فِي الطِّبّ 3 - (أَبُو الْفضل) نصر بن مُزاحم بن سيار المِنقري أَبُو الْفضل من طبقَة أبي مخنف أحد أَصْحَاب السِّيَر ذكره أَبُو جَعْفَر الطوسي فِي مصنِّفي الإمامية وَذكر أَنه روى عَن لوطِ بن يحيى وروى عَنهُ مُحَمَّد بن عَليّ الصَّيرفي وَمُحَمّد بن عِيسَى بن عُبيدٍ وَله من التصانيف كتاب الغارات كتاب الجَمل كتاب مقتل حجر بن عديٍّ الْكِنْدِيّ كتاب مقتل الْحُسَيْن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا كتاب عين الوَرد كتاب الْمُخْتَار بن أبي عبيدٍ كتاب المناقب) 3 - (النميري الشَّاعِر) نصر بن مَنْصُور بن الْحسن بن جَوشن بن مَنْصُور بن حُميدٍ يَنْتَهِي إِلَى نزار بن معد بن عدنان أَبُو المرهف النميري الشَّاعِر كَذَا أثْبته ابْن النجار فِي ذيل بَغْدَاد وَقَالَ بَعضهم نصر بن الْحسن وَقد تقدم ذكره 3 - (أَبُو الْفتُوح الحكم) نصر بن أبي مَنْصُور التَّيْمِيّ أَبُو الْفتُوح الْمُؤَدب الْمَعْرُوف بالحَكَم سكن وَاسِط مُدَّة وروى بهَا شَيْئا من شعره وَشعر غَيره وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَمن شعره

أبو الفوارس المدائني

(وَلما رأى وردا بخديه يُجتنَى ... ويُقطف أَحْيَانًا بِغَيْر اختيارهِ) (أَقَامَ عَلَيْهِ حارساً من جفونه ... وسَل عَلَيْهِ مُرهفاً من عذارِه) 3 - (أَبُو الفوارس الْمَدَائِنِي) نصر بن نَاصِر بن لَيْث بن مكي أَبُو الفوارس الْمَدَائِنِي سكن بَغْدَاد وَكَانَ أديباً شَاعِرًا تولى الإشراف بدار التشريفات من دَار الْخلَافَة وَكَانَ ينشد المدائح بالتهاني على قَاعِدَة شعراء الدِّيوَان وَولي غير ذَلِك من الولايات الْكِبَار ولقب بناظر النظار وَعلا شَأْنه وَولي النّظر والصَّدرية بالمخزن وَولى الْوكَالَة للخليفة فِي جَمِيع تَصَرُّفَاته وَتعقب ذَلِك عَن الْوَزير ابْن مهْدي وَإِزَالَة الضرائب والمُكوس وكف أَيدي الظلمَة وأزال شَيْئا كثيرا من الْمَظَالِم فَأَحبهُ النَّاس وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَة لَكِن لم تَطُل أَيَّامه حَتَّى عاجله حمامه وَتُوفِّي سنة خمس وسِتمِائَة وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة وَمن شعره 3 - (أَبُو سعدٍ الدينَوَرِي) نصر بن يَعْقُوب أَبُو سعد الدينَوَرِي مُصَنف كتاب التَّعْبِير الْمَعْرُوف بالقادري ذكره الثعالبي فِي من ورد نيسابور وَقَالَ تُعقَد عَلَيْهِ الخناصر بخراسان فِي الْكِتَابَة والبراعة وَله فِي الْأَدَب تقدم محمودٌوفي الْمُرُوءَة قدَمةٌ مَشْهُودَة وَشَهَادَة الصاحب لَهُ بِالْفَضْلِ يسجل بهَا حكام الْعدْل وَله تصانيف مِنْهَا كتاب روائع التوجيهات فِي بَدَائِع التشبيهات وَكتاب ثمار الْأنس فِي تشبيهات الفُرس وَكتاب الْجَامِع الْكَبِير فِي التَّعْبِير وَهُوَ القادري كتاب الْأَدْعِيَة كتاب حُقة الْجَوَاهِر وَهُوَ مزدوجة فِي الْأَمِير خلَف وَمن شعره (أبي لي أَن أباليَ بالليالي ... وأخشى صَرفَها فِيمَن يُبَالِي) ) (حُلولي فِي ذَرَى مَلِكٍ كطَودٍ ... رفيعٍ مُشرفِ الْأَعْلَام عالِ) (إِلَى شمس الشِتاء إِلَى ظلال ال ... مَصِيف إِلَى الغَمام إِلَى الْهلَال) (إِذا مَا جَاءَهُ المذعور يَوْمًا ... وَحل بِبَابِهِ عَقد الرِّحال) (تبوأ من ذَراه خير دارٍ ... فَلم يخْطر لمكروهٍ ببال) (بوُدي لَو نهضتُ بهَا وَلَكِن ... ضَعُفتُ عَن الحَراك لضعف حَالي) وَمِنْه (اسقِني كأساً كلون الذَّهَب ... وامزجِ الريقَ بِمَاء العِنَبِ) (فقد ارتجت بِنَا الأَرْض ضُحىً ... كارتجاج الزِّئبَق المنسَرب)

صاحب الكسائي

(فَكَأَن الأَرْض فِي أرجوحةٍ ... وكأنا فَوْقهَا فِي لولب) 3 - (صَاحب الْكسَائي) نصر بن يُوسُف صَاحب الكِسائي كَانَ نحوياً لغوياً وَله من الْكتب كتاب الإبلِ كتاب خَلق الْإِنْسَان 3 - (أستاذ بن السّكيت) نصر أستاذ ابْن الكِسيت قيل إنّ ابْن السّكيت عَنهُ أَخذ وَقَالَ نصران قرأتُ شعر الْكُمَيْت على أبي حفصٍ عمرَ بن بُكيرٍ وَكَانَت كتب نصران لِابْنِ السّكيت حفظا وللطوسي سَمَاعا 3 - (الألقاب) أَبُو نصر الفارابي اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن طرخان تقدم ذكره فِي المحمدين أَبُو نصر الشافع عبد الرَّحْمَن نصر الدولة صَاحب ميافارقين أَحْمد بن مَرْوَان ابْن أخي نصر عَليّ بن أَحْمد ابْن نصر الْمروزِي مُحَمَّد بن نصر الْمُحدث والفقيه الشَّافِعِي (نصيب) 3 - (نُصيب الْأَكْبَر) نُصيب بن رَبَاح مولى عبد الْعَزِيز بن مروانَ كَانَت أمه سَوْدَاء فَوَقع عَلَيْهَا أَبوهُ فَجَاءَت بِنَصِيب فَوَثَبَ إِلَيْهِ عَمه بعد وَفَاة أَبِيه فَبَاعَهُ وَكَانَ شَاعِرًا فَحلاً مقدِّماً فِي النسيب والمديح وَلم يكن لَهُ حظٌّ فِي الهِجاء وَكَانَ عفيفاً توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة قَالَ نصيب كنت أرعى غنما أَو قَالَ إبِلا فضل مِنْهَا بعير فخرجتُ فِي طلبه حَتَّى قدمت مصرَ وَبهَا عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان فَقلت مَا بعد عبد الْعَزِيز أحدٌ أعتمده وَلم أكن قبل ذَلِك لقِيت أحدا يُمدح فحضرتُ بَابه مَعَ النَّاس فنُحِّيِتُ عَن مجْلِس الْوُجُوه وَكنت وَرَاءَهُمْ وَرَأَيْت رجلا على بغلةٍ حَسن الْمدْخل يُؤذن لَهُ إِذا جَاءَ فَانْصَرف إِلَى منزله واتبعته أماشي بغلتُه فَقَالَ مَا شَأْنك فَقلت أَنا رجل شَاعِر من أهل الْحجاز وَقد مدحت الْأَمِير وخرجتُ إِلَيْهِ راجياً معروفه وَقد ازدريتُ بِالْبَابِ ونحيت قَالَ فأنشِدني فأنشدتُه فأعجبتُه فَقَالَ وَيحك هَذَا شعرك إياك أَن تنتحل فَإِن الْأَمِير راويةٌ عالمٌ بالشعر وَعِنْده رُوَاة فَلَا تفضَحني وتفضح نَفسك

فَقلت واللهِ مَا هُوَ شعري فَقَالَ وَيحك قل أبياتاً تذكر فِيهَا حَوف مِصرَ وفضلَها على غَيرهَا والقَني بهَا غَدا فغدوتُ عَلَيْهِ فَأَنْشَدته (سَرَي الهَمُّ حَتَّى بيتتني طلائعه ... بمصرَ وبالحَوف اعترتني روائِععُه) (وَبَات وِسادي ساعدٌ قَلَّ لحمهُ ... عَن العَظمِ حَتَّى كَاد تبدو أَشاجِعُه) وَذكر الْغَيْث فَقَالَ (وَكم دون ذَاك الْعَارِض البارق الَّذِي ... لَهُ اشتقتُ من وجهٍ أسيلٍ مدامُعه) (تمسَّى بِهِ أَبنَاء بَكرٍ ومَذحِج ... وأفناء عَمرو فَهُوَ خصبٌ مرَاتعُه) (بِكُل مَسيلٍ من تهامةَ طيبٍ ... دَميثِ الرُّبى تَسْقِي البحارَ دوافعُه) (أَعنِي على بَرقٍ أريك وميضَه ... تُضيء دُجناتِ الظَّلامِ لوامعُه) (إِذا اكتحلَت عينَا محبٍّ بضَوئه ... تجافت بِهِ حَتَّى الصَّباح مَضاجِعُه) قَالَ أَنْت وَالله شَاعِر احضُر الْبَاب فَإِنِّي أَذكرك قَالَ فَجَلَست على الْبَاب وَدخل فدُعيَ ليَ فَدخلت فَسلمت على عبد الْعَزِيز فَصَعدَ فيَّ بصرَه وصوّب وَقَالَ أشاعر وَيلَك أَنْت قلت نعم أَيهَا الْأَمِير قَالَ فأنشدني فَأَنْشَدته) (لِعبدِ الْعَزِيز على قومه ... وغيرِهم نِعَمٌ غامرَه) (فبابُك أليَنُ أبوابِهم ... ودارُك مأهولةٌ عامِرَه) (وكيلُك آنسُ بالمعتَفِينَ ... من الأُمِّ بالإبنة الزائرَه) (وكفُّك حِين تَرَى السَّائلين ... أندّى من اللَّيْلَة الماطرَه) (فمنك العطاءُ وَمنا الثناءُ ... بكلّ مُحبَّرةٍ سائرَه) فَقَالَ أَعْطوهُ أَعْطوهُ فَقلت إِنِّي مَمْلُوك فَدَعَا الْحَاجِب وَقَالَ اخْرُج فأبلغ فِي قِيمَته فَدَعَا المقوَّمين فَقَالَ قوِّموا غُلَاما أسود لَيْسَ فِيهِ عيب فَقَالُوا مائةَ دينارٍ قَالَ إِنَّه راعي إبل يُحسِن القيامَ عَلَيْهَا قَالُوا مِائَتَا دينارٍ قَالَ إِنَّه يَبري القِسيَّ والنَّبل ويَريشها قَالُوا أَرْبَعمِائَة دِينَار قَالَ إِنَّه رِوَايَة للشعر قَالُوا سِتّمائَة دِينَار قَالَ إِنَّه شَاعِر لَا يلحَن قَالُوا ألف دِينَار قَالَ عبد الْعَزِيز ادفعها إِلَيْهِ فَقلت لَهُ أصلح الله الْأَمِير ثمن بَعِيري الَّذِي ضلّ قَالَ كم ثمنه قلت خَمْسَة وَعِشْرُونَ دِينَارا قَالَ ادفعوها إِلَيْهِ قلت فجائزتي لنَفْسي عَن مديحي إياك قَالَ اشْتَرِ نَفسك ثمَّ عُد إِلَيْنَا ووفد النَّصِيب على الحكم بن الْمطلب وَهُوَ ساعٍ على بعض صدقَات الْمَدِينَة فأنشده (أيا مروانَ لستَ بخارجي ... وَلَيْسَ قديمُ مجدك بانتحال)

نصيب الأصغر

(أغّرُّ إِذا الرِواقُ انجابَ عَنهُ ... بدا مِثل الهلالِ على المِثال) (تراآه الْعُيُون كَمَا تَرَاءى ... عَشِية فِطرِها وَضَحَ الْهلَال) فَأعْطَاهُ أَرْبَعمِائَة ضانية وَمِائَة لقحة ومائتي دِينَار وَقَالَ نصيب عُلِّقتُ جَارِيَة حَمْرَاء فمكثتُ زَمَانا تُمَنِّيني الأباطيل فَلَمَّا ألححت عَلَيْهَا قَالَت إِلَيْك عني فو الله لَكَأَنَّك من طوارق اللَّيْل فَقلت وَالله وأنتِ لكأنكِ من طوارق النَّهَار فَقَالَت وَمَا أظرفك يَا أسود فغاظني قَوْلهَا فَقلت لَهَا تدرين مَا الظّرْف إِنَّمَا الظرفُ العقلُ ثمَّ قَالَت لي إنصرف حَتَّى أنظر فِي أَمرك فَأرْسلت إِلَيْهَا بِهَذِهِ الأبيات (فغن أَكُ أسوداً فالمسكُ أحوى ... وَمَا بِسواد جِلدي من دواءِ) (ومِثلي فِي رحالكُمْ قَليلٌ ... ومثلكِ لَيْسَ يُعدمُ فِي النِّسَاء) (فَإِن ترضي فرُدي قولَ راضٍ ... وَإِن تأبي فَنحْن على السَّواد) قَالَ فَلَمَّا قَرَأت الشّعْر تزَوجنِي وَدخل نصيب على سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَعِنْده الفرزدق) فأنشده شعرًا لم يرضه وكّلَّحَ فِي وَجهه وَقَالَ لنصيب قُم فأنشِد مَوْلَاك فَقَامَ فأنشده (أَقُول لِرَكبٍ صادرين لَقيتُهم ... قِفا ذَات أوشالٍ ومولاك قاربُ) (قِفوا خبِّروني عَن سُلَيْمَان إِنَّنِي ... لِمعروفهِ من آل وَدَان طَالب) (فعاجوا فأثنَوا بِالَّذِي أَنْت أهلُه ... وَلَو سكتوا أثنَت عَلَيْك الحقائب) (وَقَالُوا عَهِدناه وكلَّ عَشِيةٍ ... على بَابه من طالبي العُرف راكبُ) (هُوَ البَدر وَالنَّاس الْكَوَاكِب حوله ... وَلَا يُشبِهُ الْبَدْر المضيء الكواكبُ) فَقَالَ أَحْسَنت يَا نصيب وَأمر لَهُ بجائزة وَلم يصنع ذَلِك بالفرزدق فَقَالَ الفرزدق (خيرُ الشعرِ أكْرمه رجَالًا ... وَشر الشعرِ مَا قَالَ العَبيدُ) كَانَ الْأَصْمَعِي ينشد لنصيب يستجيده (فَإِن يكَ من لوني السوَاد فَإِنِّي ... لكالمسك لَا يَروَى من الْمسك ناشقُه) (وَمَا ضرّ أثوابي سوَادِي وتحتها ... لِبَاس من العلياء بيضٌ بنايقه) 3 - (نُصيب الْأَصْغَر) نصيب الْأَصْغَر مولى الْمهْدي كَانَ قد نَشأ بِالْيَمَامَةِ فَاشْتَرَاهُ

الْمهْدي فَلَمَّا سمع شعره قَالَ واله مَا هُوَ بِدُونِ نصيب بني مروانَ وَأعْتقهُ وزوجه أمة وكنّاه أَبَا الحجناء وأقطعه ضَيعة بِالسَّوَادِ وعُمِّر بعده ومدح هارونَ الرشيد بقوله (أللبَينِ يَا ليلى جِمالُكَ تَرحَل ... لِيقطعَ منا البينُ مَا كَانَ يوصَلُ) (تُعلِّلُنا بالوعدِ ثُمتَ تلتوي ... بموعدها حَتَّى يموتَ المُعَلِّل) (فَلَا الْحَبل من ليلى يؤاتيك وصلُه ... وَلَا أَنْت تنهَى القلبَ عَنْهَا فيذهَل) (خليلي إِنِّي مَا يزَال يشوقني ... قَطينُ الحِمَى والظاعنُ المتحمِّل) (فأقسمتُ لَا أَنسى لياليَ مَنعِجٍ ... وَلَا مأسلٍ إِذْ منزل الْحَيّ مأسِل) (أَمن أجلِ آياتٍ ورسمٍ كَأَنَّهُ ... بَقِيَّة وحيٍ أَو كتابٌ مفصَّل) (فيا أَيهَا الزنْجِي مَالك والصَّبَى ... أفِق عَن طلاب الْبيض إِن كنت تعقِل) (فمثلك من أُحبوشة الزنج قطعَت ... رسائلُ أسبابٍ بهَا يتَوَصَّل) (قصدنا أَمِير الْمُؤمنِينَ ودونَه ... مهامهُ مَوماةٍ من الأَرْض مَجهَل) (على أرحَبياتٍ طوى السرّ فانطوت ... شمائلها مِمَّا تُحلّ وتَرحَل) ) (إِذا انبلجَ البابانِ والسِّتر دونه ... بدا مِثْلَمَا يَبْدُو الْأَغَر المحجَّل) (شريكان فِينَا مِنْهُ عينٌ بصيرةٌ ... كَلوءٌ وقلبٌ حَافظ لَيْسَ يغفُل) (فَمَا فَاتَ عَيْنَيْهِ رَعاهُ بِقَلْبِه ... وَآخر مَا يرْعَى سواءٌ وَأول) (وَمَا نازَعت فِينَا أمورك هَفوةٌ ... وَلَا خَطَلٌ فِي الرَّأْي والرأي يخطَل) (لَئِن نَالَ عبد الله قبلُ خلَافَة ... لأنتَ من الْعَهْد الَّذِي نِلتَ أفضَل) (إِذا اشتبهت أعقابُه بينَت لَهُ ... معارفُ فِي أعجازه وَهُوَ مُقبلُ) (وَمَا زادك المُلك الَّذِي نلتَ بَسطةً ... وَلَكِن بتقوى اللهِ أَنْت مُسَربل) (ورثتَ رَسُول الله عُضواً ومفصِلا ... وَذَا من رسولِ الله عُضو ومفصل) (على ثقةٍ منا تَحِنُّ قلوبُنا ... إِلَيْك كَمَا كُنَّا أَبَاك نُؤمِّل) (إِذا مَا رهِبنا من زمانٍ مُلِمةً ... فَلَيْسَ لنا إِلَّا عَلَيْك مُعوَّل) وَوجه الْمهْدي نَصِيبا إِلَى الْيَمين فِي شِرَاء إبلٍ مهرِيَّة وَوجه مَعَه رجلا من الشِّيعَة وَكتب مَعَه إِلَى عَامله بِالْيمن بِعشْرين ألف دِينَار فَمد نصيب يَده فِي الدَّنَانِير يُنفقها وويشرب بهَا ويتزوج الجواريَ فَكتب الشيعيُّ يُخبرهُ إِلَى الْمهْدي فَأمره بِحمْلِهِ موثقًا فِي الْحَدِيد فَلَمَّا دخل على الْمهْدي أنْشدهُ (تأوّبني ثِقل من الهَم مُوجَعُ ... فأرق عَيْني والخَلِيُّون هُجَّعُ) (همومي توالَت لَو أطاف يسيرُها ... بسَلمَى لظلت صُمِّها تتصدع)

(وَلكنهَا نِيطَتْ فناءَ بحملها ... جهيرُ المنايا حائن النَّفس مَجزَع) (وعادت بِلَاد الله ظلماءَ حِندساً ... فخِلتُ دُجى ظلمائها لَا تَقشَع) مِنْهَا (إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلم أجد ... سِواك مُجيراً يُدني ويَمنَعُ) (تلمستُ هَل من شَافِع لي فَلم أجد ... سوى رحمةٍ أعطاكها الله تشفَع) (لَئِن جلّتِ الأجرام منّي وأفظعَت ... لَعَفوُك من جُرمي أجلُّ وأوسع) (لَئِن لم تَسَعني يَا ابْن عَم محمدٍ ... فَمَا عجزَت مني وسائلُ أَربع) (طُبِعتَ عَلَيْهَا صِبغةً ثمَّ لم تزل ... على صَالح الْأَخْلَاق وَالدّين تُطبَع) (تَغابيك عَن ذِي الذَّنب ترجو صلاحَه ... وَأَنت ترى مَا كَانَ يَأْتِي ويَصنع) ) (وعفوك عمَّن لَو تكون جَزيتَه ... لطارت بِهِ فِي الجو نكباءُ زَعزع) (وإنَّك لَا تنفك تُنعِش عاثراً ... وَلم تعترضه حِين يكبو ويخمَع) (وحلمك عَن ذِي الْجَهْل من بعدِ مَا جرى ... بِهِ عَنَقٌ من طائش الْجَهْل أشنع) (ففيهنّ لي إِمَّا شفَعن منافعٌ ... وَفِي الْأَرْبَع الأُولى إلَيْهِنَّ أفزع) (مُناصحتي بِالْفِعْلِ إِن كنتَ نَائِبا ... إِذا كَانَ دانٍ مِنْك بالْقَوْل يخدَع) (وثانيةٌ ظَنِّي بك الْخَيْر عَادَة ... وَإِن قلتَ عبدٌ ظاهرُ الغِشّ مُشبَع) (وثالثة إِنِّي على مَا هوِيتَه ... وَإِن كثَّر الأداءُ فيَّ وشنّعوا) (ورابعة إِنِّي إِلَيْك يسوقني ... ولائي تولاك الَّذِي لَا يُضيَّع) وَإِنِّي لمولاك الَّذِي إِن حَفِيتَه أَتَى مستكينا خاضعا يتضرّع فَقطع عَلَيْهِ الْمهْدي الإنشاد ثمَّ قَالَ لَهُ وَمن أعتقك يَا ابْن السَّوْدَاء فَأَوْمأ بِيَدِهِ إِلَى الْهَادِي وَقَالَ الْأَمِير يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ الْمهْدي لمُوسَى أأعتقتَه يَا بني قَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَأمْضى الْمهْدي ذَلِك وَأمر بحديده فَفُكّ عَنهُ وخلع عَلَيْهِ عدَّة من الْخلْع الْخَزّ والوَشي والسواد وَالْبَيَاض وَوَصله بألفيّ دينارٍ وَأمر لَهُ بِجَارِيَة يُقَال لَهَا جعفرة جميلَة فائقة من روُقة الرَّقِيق فَقَالَ لَهُ سالمٌ قيم دَار الرَّقِيق لَهَا أدفعها إِلَيْك أَو تُعطيني ألف درهمٍ فَقَالَ قصيدته (أأذنَ الحيّ فانصاعوا بتَرحالِ ... فهاج بَينهم شوقي وبلبالي) وَقَامَ بهَا بَين يَدي الْمهْدي فَلَمَّا قَالَ (مَا زلتَ تبذلُ لي الأموالَ مُجْتَهدا ... حَتَّى لأصبحتُ ذَا أهلٍ وَذَا مَال) (زوجتَني يَا ابْن خيرِ النَّاس جَارِيَة ... مَا كَانَ أمثالُها يهدى لأمثالي)

نصيب

(زوجتَني بَضَّةً بيضاءَ ناعمةً ... كَأَنَّهَا درّةٌ فِي كف لالِ) (حَتَّى توهمتُ أَن اللهَ عجلها ... يَا ابْن الخلائف لي من خير أَعمال) (فَسَأَلَنِي سالمٌ ألفا فقلتُ لَهُ ... أَنى لِيَ الألفُ يَا قبِّحتَ مِن سَالَ) (هَيْهَات ألفك إِلَّا أَن أجيء بهَا ... من فضل مولى لطيفِ المنّ مفضال) فَأمر لَهُ الْمهْدي بِأَلف دِينَار ولسالمٍ بِأَلف دِرْهَم ومرّ نصيب بِبَاب الْفضل بن يحيى فَرَأى الشُّعَرَاء واقفين فَلَمَّا دخل إِلَيْهِ قَالَ مَا لَقينَا من جُود فضل بن يحيى جعل النَّاس كلَّهم شعراء النصيبي جمَاعَة مِنْهُم كَمَال الدّين الْمسند أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن النصير كَاتب الحُكم عَليّ بن) مُحَمَّد بن غَالب (نصيب) 3 - (نُصَير الرَّازِيّ النَّحْوِيّ) نُصير بن أبي نُصيرٍ الرَّازِيّ ذكره الْأَزْهَرِي فِي مُقَدّمَة كِتَابه وَقَالَ كَانَ عَلامَة نحوياً جَالس الكسائيَّ وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَله مؤلفات حِسانٌ سَمعهَا مِنْهُ أَبُو الهَيثَم الرَّازِيّ وَرَوَاهَا عَنهُ بهَراة فَمَا وَقع فِي كتابي هَذَا لَهُ فَهُوَ مِمَّا استفاده أَصْحَابنَا من أبي الْهَيْثَم فأفادونا عَنهُ وَكَانَ نصير صَدُوق اللهجة كثير الْأَدَب وَقد رأى الْأَصْمَعِي وَأَبا زيد وَسمع مِنْهُمَا وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين والمائتين وَكَانَ من أَئِمَّة الْقُرَّاء الْمَشْهُورين وَله مُصَنف فِي رسم المُصحف (نصير) 3 - (رَأس النُصيرية) نصير مولى عَليّ بن أبي طالبٍ رَضِي الله عَنهُ قَالَ لعَلي بن أبي طَالب أَنْت إلهٌ فَأَبْعَده وَحَرقه بالنَّار فَقَالَ لَو لم تكن إلاهاً مَا عذّبتَ بالنَّار وَإِلَيْهِ تُنسب الْفرْقَة الْمَعْرُوفَة بالنصيرية والنصيرية والإسحاقية فرقتان متقابلتان فِي الْمَذْهَب مِنْهُم من أطلق أَن عليا جُزْءا إلاهياً وَفِي أَوْلَاده وَمِنْهُم من قَالَ كَانَ شَرِيكا لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا أَن النصيرية أقربُ إِلَى تَقْرِير الْجُزْء الإلهي والإسحاقية أميلُ إِلَى القَوْل بالاشتراك فِي النّبوة وَقَالُوا ظُهُور الروحاني بالجسد الجسماني أمرٌ مَعْقُول أما فِي جَانب الْخَيْر كظهور جِبْرِيل بِبَعْض الأشخاصٍ كالتصور بِصُورَة أَعْرَابِي وَأما فِي جَانب الشَّرّ كظهور الْجِنّ فِي صُورَة الْبشر حَتَّى يتَكَلَّم بِلِسَانِهِ فَإِذا ثَبت هَذَا فَنَقُول إِن الله تَعَالَى صوره بِصُورَة اشخاص وَلما لم يكن بعد رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضلُ من عَليّ وَأَوْلَاده ظهر الْحق سُبْحَانَهُ بصورهم ونطق بلسانهم فعَن هَذَا

النصير ابن عرير الأديب

أطلقنا اسْم الإلهية عَلَيْهِم قَالُوا وَإِنَّمَا اخْتصَّ هَذَا دون غَيرهم لِأَنَّهُ أيد من اله تَعَالَى بِمَا يتَعَلَّق بباطن الاسرار قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أحكم بِالظَّاهِرِ وَالله يتَوَلَّى السرائر يَعْنِي أَنه فوض السرائر إِلَى عَليّ قَالُوا وَعَن هَذَا كَانَ قتال الْمُشْركين إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لظُهُور شِركهم وَكَانَ قتال الْمُنَافِقين إِلَى عَليّ لكتمان أَمرهم قَالُوا وَعَن هَذَا قَالَ النَّبِي لعَلي تَشْبِيها لَهُ بِعِيسَى بن مَرْيَم لَوْلَا أَن يَقُول النَّاس فِيك مَا قَالُوا فِي عِيسَى بن مَرْيَم لَقلت فِيك) مقَالا وَالَّذين اثبتوا لَهُ شركا فِي الرسَالَة قَالُوا قَالَ عَليّ فِيكُم من يُقَاتل على تَأْوِيل كَمَا قاتلتُ على تَنْزِيل أَي على وحيٍّ وَقَالَ أَنا من أحمدَ كالضوء من الضَّوْء وَهَذَا بدل على نوع شركَة وَالْجَوَاب عَن جَمِيع مَا ذَكرُوهُ يظْهر بِأول وهلةٍ لمن لَهُ أدنى فهمٍ ومُسكة من عقل 3 - (النصير ابْن عرير الأديب) النَصير بِفَتْح النُّون ابْن عرير الأديب كتب عَنهُ أَبُو محمدٍ عبد الله بن أَحْمد بن الخشاب شَيْئا من شعره وَمِنْه قَوْله (مبتكرُ الْمَعْنى لَهُ رُتبةٌ ... وَبعده من يفهم المُبتكرْ) (وثالثٌ اما هُدىً يهتَدي ... ورابعٌ لَا يَهْتَدِي كالحُمُر) 3 - (الحَمامي) النَصير بِفَتْح النُّون بن أَحْمد بن عَليّ المناوِي الحَمَامي أَخْبرنِي الْحَافِظ العلاّمة أثير الدّين أَبُو حَيَّان من لَفظه قَالَ كَانَ الْمَذْكُور أديباً بِمصْر كَيَّسُ الْأَخْلَاق يتحرف باكتراء الحمامات وأسن وَضعف عَن ذَلِك وَكَانَ يستجدي بالشعر وكتبتُ عَنهُ قَدِيما وحديثاً وأنشدني أثير الدّين من لَفظه قَالَ أَنْشدني النصير الْمَذْكُور لنَفسِهِ (لَا تَفُه مَا حَيِيتَ إِلَّا بخيرٍ ... ليكونَ الجوابُ خيرا لَديكَا) (قد سمعتَ الصَّدَى وَذَاكَ جَمادٌ ... كل شيءٍ تَقول رَدَّ عليكا) قلت قَوْله فِي الصدى إِنَّه جماد فِيهِ نَظَرٌ لأنَّ الصَدَى هُوَ الصَّوْت الْعَائِد عَلَيْك عِنْدَمَا يقرع صوتُك مَا يقابلك من حائطٍ أَو غَيره وَلَكِن يُمكن أَن يُتمحَّلَ لَهُ وجهٌ وَهُوَ ضَعِيف والنصير أَخذ هَذَا من قَول ابْن سَناءِ المُلك (بَان عَلَيْهَا الذُّلَّ مِن بعدِهِم ... وَزَاد حَتَّى كَاد أَن لَا يَبين) (فَإِن تَقُل أينَ الَّذين اغتدوا ... يقُل صَداها لَك أَيْن الَّذين) وَأَخذه ابْن سيناء الْملك من القَاضِي نَاصح الأرَّجاني حَيْثُ قَالَ

(سَأَلَ الصَدى عَنهُ وأصغَى للصَدَى ... كَيْمَا يُجيبَ فَقَالَ مِثلَ مقالِهِ) (ناداه أَيْن تُرَى مَحطَّ رِحالِه ... فَأجَاب أَيْن تُرى محطَّ رِحالِهِ) وأنشدني أثير الدّين لنصير الْمَذْكُور ايضاً) (أَقُول للكأسِ إِذْ تَبَدَّت ... فِي كفِّ أحوى أعَّنَ أحوَرْ) (خرَّبتَ بَيْتِي وبيتَ غَيْرِي ... وأصلُ ذَا كعبُكَ المدَوَّر) وأنشدني لَهُ أَيْضا (إِن الغزالَ الَّذِي هام الفؤادُ بِهِ ... استأنسَ اليومَ عِنْدِي بعد مَا نَفَرَا) (أَظهرتُها ظاهرياتٍ وَقد رَبَضَتْ ... فِيهَا الأُسودُ رَآهَا الظبيُ فانكسرا) وأنشدني لَهُ أَيْضا (قَالُوا افتضحتَ بحبه ... فأجبتُ لي فِي ذَا اعتذارُ) (من لي بكتمان الهَوَى ... وبخدّه نَمَّ العِذار) وأنشدني لَهُ أَيْضا (مَا زَالَ يَسقيني زُلالَ رُضابِه ... لمّا خَفِيتُ ضَنىً وذُبتُ تَوَقُّدا) (ويَظنُّني حيّاً رَوِيتُ بريقه ... فإّذا دَعا قلبِي يجاوبُه الصدا) وأنشدني لَهُ أَيْضا (مَاذَا يَضرك لَو سمحتَ بزَورةٍ ... وشَفَعتَها بمكارم الأخلاقِ) (ورَدعتَ نفسَك حِين تمنعُك اللقا ... وَتقول هَذَا آخر العُشَّاق) وأنشدني من لَفظه القَاضِي جمال الدّين إِبْرَاهِيم ابْن شَيخنَا الْعَلامَة شهَاب الدّين أبي الثَّنَاء مَحْمُود قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ النصير الحَمَّامي بقلعة الْجَبَل (لي مَنزِلٌ معروفُهُ ... يَنهَلُّ غَيثا كالسُحُبْ) (أقبل ذَا العُذرِ بِهِ ... وأُكرِمَ الجارُ الجُنُب) وأنشدني أَيْضا قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ (رأيتُ فَتى يَقُول بشَطِّ مصر ... على دَرَجِ بَدَت والبعضُ غارِق) (مَتى غطّى لنا الدَرَجَ استقمنا ... فَقلت نَعَم وتنصَلِح الدقائِق) قلت فِي قَوْله الدقائق هُنَا نظرٌ وَقد ذكرت فَسَاد التورية فِي كتابي المسمَّى فضّ الخِتام عَن التورية والاستخدام وأنشدني القَاضِي جمال الدّين إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور قَالَ أَنْشدني النصير الحمامي لنَفسِهِ

(ومُذْ لَزِمتُ الحمّامَ صِرتُ فَتى ... خِلاًّ يُداري مَن لَا يداريه) ) (أعرِفُ حَرَّ الأشيا وباردَها ... وآخُذُ الماءَ من مَجاريه) قلت لما كتب أَبُو الْحُسَيْن الجزار إِلَى نصير الحمامي (حُسنُ التأتي مِمَّا يُعين على ... رِزِق الْفَتى والحُظوظ تختلفُ) (والعبدُ مُذ كَانَ فِي جِزارته ... يعرف من أينَ تُوكَل الكَتف) كتب النصير الحمامي إِلَيْهِ الْبَيْتَيْنِ الْمَذْكُورين أَولا وأنشدني الْحَافِظ الشَّيْخ فتح الدّين بن مُحَمَّد بن سيّد النَّاس قَالَ أَنْشدني النصير الحمامي لنَفسِهِ (رأيتُ شخصا آكِلٌ كِرشةً ... وهُو أَخُو ذوقٍ وَفِيه فِطَن) (وَقَالَ مَا زِلتُ مُحباً لَهَا ... قلت من الْإِيمَان حُبُّ الوَطَنُ) وَقَالَ النصير يَوْمًا للسِراج الْوراق قد عَمِلتُ قصيدةً فِي الصاحب تَاج الدّين وأشتهى أَنَكَّ تُزَهرِه لَهَا وتشكُرها وسَيرها إِلَى الصاحب فَلَمَّا اُنشِدَت بِحَضْرَة السِراج قَالَ السراجُ بعد مَا فُرِغَ مِنْهَا (شاقني للنصير شِعرٌ بَديعٌ ... ولِمثلي فِي الشّعْر نَقدٌ بصيرُ) (ثمَّ لمّا سَمِعتُ بِاسْمِك فِيهِ ... قلتُ نَعمَ المَولى ونِعمَ النصير) فَأمر الصاحب لَهُ بِدَرَاهِم وسيرها إِلَيْهِ وَقَالَ قل لَهُ هَذِه مِائَتَا درهمٍ صَنجَةً فَلَمَّا أدّى الرَّسُول الرسَالَة قَالَ النصيرُ قبِّل الأرضَ بَين يَدي مَوْلَانَا الصاحب وقُل يسألُ إحسانَك وصدقاتِك أَن تكونَ عَادَة فلمّا سمع ذَلِك الصاحب أعجبه وَقَالَ يكون ذَلِك عَادَة وَكتب النصير إِلَى السِّراج يتشوق (وكدّرتَ حمامي بغيبتك الَّتِي ... تكدَّرَ من لذاتها صَفوُ مشرَبي) (فَمَا كَانَ صَدرُ الحَوض مُنشرِحاً بهَا ... وَلَا كَانَ قلبُ المَاء فِيهَا بِطيِّب) وَكتب أَيْضا يَسْتَدْعِي إِلَى حمامه (من الرَّأْي عِنْدِي أَن تواصِلَ خَلوَةً ... لَهَا كَبِدٌ حَرَّى وفَيضُ عيونِ) (تُراعي نجوماً فِيك من حَرّ قَلبهَا ... وتبكي بدَمعي فارحٍ وحزين) (غَدا قلبُها صَباً عَلَيْك وأنتَ إِن ... تأخرتَ أضحى فِي حِياضِ مَنُون) وَكتب نَاصِر الدّين حسن بن النَّقِيب الفُقّيسي إِلَى النصير وَقد حصل لَهُ رَمَدٌ (يَقُولُونَ لي عين النصير تألمت ... ولازمه فِي جَفنه الحَكُّ والأكلُ)

) (فَقلت أعينُ الرأسِ أم عين غيرِه ... فَلِلعُلوِّ شيءٌ لَا يُداوَى بِهِ السُفل) (فَقَالُوا بلِ الْعين الَّتِي تَحت صُلبه ... فَقلت لَهَا التشييفُ عِنْدِي والكحل) (ومِيلٌ بِمَاء الرِّيق يَبتلُّ سُفلُه ... فَيدْخل سهلاً غيرَ صَعبٍ ويَنسَل) (وأغسِلها بالبَيضِ واللبَن الَّذِي ... عليَّ بتقطيري لَهُ يجبُ الغَسل) (فَإِن شَاءَ وافيتُ الأديبَ مُداوياً ... وَلم أشتغل عَنهُ وَإِن كَانَ لي شُغل) فَكتب النصير الْجَواب عَن ذَلِك (أيا مَن لَهُ فِي الطبّ علمُ مباشرٍ ... وَمَا كلُّ ذِي قولٍ لَهُ القَوْل والفعلُ) (أتيتَ بِطبٍّ قد حوى البيعَ والشِرى ... يبيِّن لي فِي ذَلِك الخَرج والدَخل) (وَإِن كَانَ ذَا سهلاً بطبّك إِنَّه ... بِسقميَ صَعبٌ لَيْسَ هَذَا بِهِ سَهل) (فَلَا عدِم الْمَمْلُوك مِنْك مداوياً ... وَمَا زَالَ للْمولى على عَبده الْفضل) وَكتب إِلَيْهِ النَّقِيب أَيْضا وَهُوَ بِقُرْبِهِ وَفِي خُطه (رَغبتُ فِي كَسبِ أَجرٍ ... وَفِي اغتنام مَثوبهْ) (وَهَان مَا كَانَ فِيهِ ... من السَّراحِ صَعوبهْ) (ولستُ فِي أرضِ شامٍ ... ولستُ فِي أرضِ نوبه) (وبيننا رَميُ سَهمٍ ... غَلِطتُ بل رَجمُ طُوبه) فَكتب النصير الْجَواب عَن ذَلِك (رُحماك يَا خيرَ مَولى ... فَفِي العِتاب عُقوبَه) (وَأَنت إِن زِدت عَتبا ... يَغدو غُلامُك قُوبَه) (والعبدُ مَا زَالَ يهوَى ... لَا بل يحب الرُطوبه) (تموز فكرك والعَبدُ ... فكرُه فِيك طُوبَه) وَمن شعر النصير دوبيت (فِي وَجهك للجمال والحُسن فنون ... فِي طَرفك للسحر فُتورٌ وفُتون) (إنِّي أسلو هَواكَ يَا مَن باتت ... عَيناهُ تَقول للهَوى كُن فَيكون) وَمِنْه (إِن عجل النوروز قبل الوفا ... عجَّل للعالَم صَفعَ القَفا) ) (فقد كفى من دَمعِهم مَا جَرى ... وَمَا جرى من نَيلِهِم مَا كَفى) أَنْشدني إجَازَة العلامةُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني النصير الحمامي لنَفسِهِ

(إنّي لأكرَهُ فِي الْأَنَام ثَلَاثَة ... مَا إِن لَهَا فِي عَدّها مِن زائدِ) (قُربَ الْبَخِيل وجاهلاً متعاقلاً ... لَا يستحي وتودُّداً من حَاسِد) (وَمن البليَّة والرَزِية أَن تَرَى ... هذي الثلاثةَ جُمِعَت فِي وَاحِد) وَكتب النصير إِلَى السِراج الْوراق من أَبْيَات (كنتُ مثل الغَزال وَالله يَكْفِي ... صِرتُ فِي وَجهه إِذا جئتُ كلبَا) (ولعَمري لَا ذَنبَ لي غير أَنِّي ... تُبتُ لله ظَنّ ذَلِك ذَنبا) (وَهُوَ لَو جاءَني وَقد تُبتُ حَتَّى ... يَبْتَغِي حَاجَة فلَن أتأبَّى) فَكتب الْوراق الْجَواب وَمِنْه (وأتى الطَّبيُ مُرسلاً مِنْك فاستغ ... ربتُ لمّا دَعوتَ نَفسَك كَلْبا) (ولَكَم جئتَ عادياً خلفَهُ تلهثُ ... عَدواً للصَّيْد بُعداً وقُربا) (غير أَنِّي نظرتُ عينَ صَفيِّ الدّين ... كَادَت أَن تشرب الظبيَ شُربا) (فاترِك التَّوْبَة الَّتِي قد رَآهَا ... لَك وِزراً كَمَا زَعمتَ وذَنبا) (واجتهد فِي رِضَاهُ عَنْك وقَرِّب ... كلَّ نَأي المدَى تَنَل مِنْهُ قُربا) (فلَكَم رُضتَ جامحاً فِي تراضيه ... وذلَّلتَ بالسَفارة صَعبا) وَكتب إِلَى السراج أَيْضا مُلغِزاً فِي نون (مَا اسمٌ ثلاثيٌ يُرى وَاحِدًا ... وَقد يُعّدُّ اثْنَيْنِ مكتوبُه) (يظهَر لي من بَعضه كُله ... إِذْ كل حَرفٍ مِنْهُ مقلوبُه) (أضِف ثَمَانِينَ إِلَى ستةٍ ... إِن شئتَ لَا يَعدوك محسوبُه) (اطلبُهُ فِي البرِّ وَفِي البَحر ... لَا فَاتَ حِجَى مولايَ مطلوبُه) فَكتب الْجَواب الْوراق (يَا سالبَ الألبابِ من سحره ... بمُعجزٍ أعجزَ أُسلوبُه) (ألغزتَ اسمٍ وَهُوَ حرفٌ وَقد ... يَخفى علينا مِنْك محجوبُه) (وَهُوَ اسمُ أُنثى مُرضِعٍ طِفلُها ... غيرُ لِبانِ النَّاس مشروبُه) ) (مطَّرِدٌ منعكِسٌ شكلُه ... سِيانَ فِي الْعين ومقلوبُه) فَقلت قَول النصير أَضِف ثَمَانِينَ إِلَى سِتَّة وَهمٌ مِنْهُ لِأَن النونينِ بِمِائَة وَالْوَاو بِسِتَّة فَيكون مائَة وَسِتَّة

وَكتب النصير أَيْضا إِلَى الْوراق ملغزا فِي سَيلٍ (أيا من لَهُ ذِهنٌ لَدَى الْفِكر لَا يخبو ... وَمن لم يزل يحنو وَمن لم يزل يحبو) (قصدتُ سِراجَ الدّين فِي ليلِ فكرة ... يكَاد جوادُ العقلِ فِي سُبُلِها يكبو) (أَرْشدنِي شَيْئا بِهِ يُدرك المُنى ... لَهُ قلبُ صبٍّ كم فؤادٍ بِهِ صَب) (إِذا رِكبَ البيداءَ يُخشى ويُتقَّى ... وَلم يَثنِه طَعنٌ وَلم يَثنِه ضَرب) (بقلبٍ يهُدُّ الصخر يومَ لقائِه ... وَمن أعجبِ الْأَشْيَاء لَيْسَ لَهُ قلب) فَأجَاب السراج عَن ذَلِك (أَرَاك نصيرَ الدّين عذبتَ خاطري ... وَقد راق لي من لُغزِك المنهلُ العذبُ) (وأثبتَّ قلباً مِنْهُ ثمَّ نَفَيتَه ... وأعرفه صَباً وهام لَهُ قلب) (وأعرِفُ مِنْهُ أعيُناً لَا يَحُفّها ... جُفونٌ كعاداتِ الجفون وَلَا هُدب) (وَمن وَصفه صبٌّ كَمَا أنتَ واصفٌ ... صَدَقتَ ولولاه لما عُرِف الحُب) (فدُونَك مَا ألغزتَه لي مُبَيِّناً ... وَذَلِكَ مَا يَحْتَاجهُ العُجمُ والعُرب) وَكتب النصير إِلَى الْوراق أَيْضا (أَتَى فَصلُ الخريف عليَّ جِداً ... بأمراضٍ لَواعِجُها شِدادُ) (وأعذِرُ عائدي إِن لم يعُدني ... ورُبَّ مريضِ قومٍ لَا يُعاد) فَأجَاب الْوراق عَن ذَلِك (خلائقك الربيعُ فَلَيْسَ تَخشَى ... خَرِيفًا فِي الجسوم لَهُ اعتِيادُ) (وَلَا وَالله لم أعلَمكَ إلاَّ ... صَحِيحا والصحيحُ فَمَا يُعَاد) وَكتب النصير إِلَى الْوراق أَيْضا (أَيهَا المحسنُ الَّذِي وَهَبَ اللّ ... هُـ تَعَالَى الحُسنَى لَهُ وزِيادَه) (ضَاعَ مَا كَانَ من وُصولات وَصلي ... فتصدّق بكتبها لي مُعادَه) (ايْنَ تِلْكَ الطروسُ نظماً ونَثراً ... مِنْك تَأتي على سَبِيل الإفادهْ) ) (كل طِرس يُجلى عَروساً بِدُر ال ... قولِ كَم مِن عِقدٍ وَكم من قِلادَه) (كَانَ عَيشي إِذا أَتَانِي رسولٌ ... مِنْك يُحيي خِلاًّ أمتَّ وِدادَه) (شهِد اللهُ لَيْسَ لي غيرُ ذِكرا ... ك وَإِلَّا خرِستُ عِنْد الشهادَه) فَكتب الْوراق الْجَواب (لم يغِب عَن سوادِ عَيْني حبيبٌ ... حَلَّ من قلبِي المشوقِ سوادَه)

(فَكَأَنِّي وَلَا أَذُوق لَهُ رُز ... ءاً جريرٌ وَذَاكَ عِنْدِي سَوادَه) (ذُو بيانٍ أدنى بلاغتِه تُن ... سيك قُساً وعصره وايادَه) (جوهريُّ الألفاظِ كم قلد الأج ... يادَ عِقداً من نَظمِه وقِلادَه) (فعُبيدٌ أدنى العبيدِ لَديه ... ولَبيدٌ عَن نظمِه ذُو بلادَه) (ولأزجاله ابنُ قُزمانَ يَعنو ... ولتوشيحه يُقرُّ عُبادَه) (فَاتَ دارَ الطرازِ مِنْهُ خِلالٌ ... لَو بهَا السعيدُ تَمَّتْ سَعادَه) (يَا صديقي الَّذِي غَدا رَاغِبًا فِ ... يّ وللأصدقاء فيَّ زَهادَه) (هجروني كأنَّني مُصحَفٌ أَو ... مسجِدٌ قد أُقيم أَو سجادَه) (دُمتَ نِعمَ النصيرُ لي مَا تعنَّت ... ساجِعاتٌ على ذُرَى مَيَّادَه) وَكتب النصير أَيْضا إِلَى الْوراق (يَا أَيهَا المولَى السرا ... جُ وَمَا جدا أَعلَى مَنارَه) (يَا من تَجاوزَ فضلُه ... حدَّ الْقيَاس أعلَى مَنارَه) (يَا من يلوح بِوَجْهِهِ ... حُسنٌ لناظره نَضَارَه) (يَا بدرَ تمٍّ كم عَليّ ... هـ غَدَت من الْفُضَلَاء دارَه) (كم فِي الوَرى معنى ... تُثيرُ وَلم أقُل طَوراً وتارَه) (وَإِذا مدَحناه فَمَا ... فِيهِ صِفاتٌ مستعارَه) (لِمُبشرِي إِن زُرتَني ... بُشرى ويَحظى بالبِشارَه) (يَا واعدي فِي السَبت هـ ... ذَا السبتُ جاءَ وشنَّ غارَه) (متصدِّقاً زُرني فَذا ... يومُ التصدُّق والزيارَه) فَكتب الْوراق الْجَواب) (مولايَ يَا حُلوَ الخلا ... ئق والعِبارةِ والإشارَه) (ومُنَمَّقاً فِي الطِرس رَو ... ضاً كَاد أَن يجريَ غَضارَه) (قد كنتُ يَومَ السبت ذَا ... عَزمٍ على قصدِ الزيارَه) (لَو لم تشُنَّ عليّ آ ... لامي كَفاك اللهُ غارَه) وَكتب النصير أَيْضا إِلَى الْوراق مُلغِزاً فِي النَّار (وَمَا اسمٌ ثلاثيٌّ بِهِ النَفعُ والضَّررْ ... لَهُ طَلعَةٌ تُغني عَن الشَّمْس وَالْقَمَر) (وَلَيْسَ لَهُ وجهٌ وَلَيْسَ لَهُ قفاً ... وَلَيْسَ لَهُ سَمعٌ وَلَيْسَ لَهُ بَصَر)

(يمد لِسَانا يختشي الرُمحُ بأسَه ... ويَسخَرُ يومَ الضَّرْب بالصارِمِ الذّكر) (يَمُوت إِذا مَا قمتَ تسقيه قَاصِدا ... وأعجبُ مِن ذَا أَن ذَاك من الشَجَر) (أيا سامعَ الأبياتِ دُونك شَرحُها ... وَإِلَّا فنَم عَنْهَا ونبِّه لَهَا عُمَر) فَكتب الْوراق الْجَواب (أَرَاك نصيرَ الدّين ألغزتَ فِي الَّذِي ... يُعيد لمسكِ الليلِ كافورةَ السَحَر) (رأى معشَرٌ أَن يَعشَقوها دِيانَةً ... وتاللهِ لَا تُبقي عَلَيْهِم وَلَا تَذَر) (وكلٌ على قلبٍ لَهُم ران اسمُها ... فمسكَنُهم مِنْهَا ومأواهم سَقَر) (وَقد وصفوا الحسناءَ فِي بَهجةٍ بهَا ... كَمَا وصفوا الحسناءَ بالشمس والقمرَ) (وَلَو لم تكن مَا طَابَ خُبزٌ لآكلٍ ... وَلَا لَذَّ ماءٌ فِي حماكَ لمن عَبَر) وَكتب النصير إِلَى الْوراق ملغزاً فِي ديكٍ (أيا من لدَيهِ غامضُ الشّعْر يُكشَفُ ... ومَن بدرهُ بَادِي السَّنا لَيْسَ يُكسَفُ) (عساك هُدّىً لي إِنَّنِي الْيَوْم ذاهلٌ ... عَن الرُشد فِيمَا قد أرى متوقِّف) (أرى اسْما لَهُ فِي الخافقَين ترفُّعٌ ... أَخا يَقظَةٍ ذِكراً وَلَا يتعفَّف) (رأيتُ بِهِ الأشياءَ تبدو وضِدُّها ... فكاد لهَذَا الْأَمر لَا يتكيَّف) (فعرَّفه ذُو السّمع وَهُوَ منكَّرٌ ... ونَكّره ذُو اللُّبِّ وَهُوَ معرَّف) (فجاوِب لأحظى بالجوابِ فَإِنَّهُ ... إِذا جاوبَ الْمولى العبيدَ يشرِّف) فَكتب الْوراق الْجَواب عَن ذَلِك (إِلَيْك نصير الدينِ مني إجابةٌ ... بهَا أُوضحُ الْمَعْنى الخفيَّ وأكشِفُ) ) (رَأَيْتُك قد ألغزتَ لي فِي متوَّجٍ ... بِتِذكاره أَسماعُنا تتشنف) (يُنَبِّهُ قوما للصلاةِ ومعشرٌ ... عِبادتُهم أسٌّ وكأسٌ وقَرقَف) (لَهُ كَرَمٌ قد سَار عَنهُ وغَيرةٌ ... وعُرفٌ بِهِ من غيرِهِ ظلَّ يُعرَف) (حَظِيٌّ ترَاهُ وادعاً فِي ضرائرِ ... يزيِنَه تاجٌ وبُردٌ مفوَّف) (وَفِي قلبه كيد ولكنَّ صدرَه ... غَدا ضيِّقاً مثلي بذلك يُوصَف) وَكتب النصير إِلَى الْوراق ملغزاً فِي نَعامةٍ (ومُفردٍ جمعا يُرى ... بحذفِ بَعضِ الأحرُف) (اسمٌ نَعى أكثرُه ... فَقَالَ باقِيه اكفُف) (ترَاهُ يعدو مُسرعاً ... فِي بُرده المفوف)

فَكتب الْوراق الْجَواب (لَو قلتَ فِي من قد نُعِيَ ... مَاتَ لصدَّقتُك فِي) (وكل باغٍ كَالَّذي ... يَبغي رهينُ التَلَف) (ألغزتَ اسمِ طائرٍ ... فِي الأَرْض عنّا مَا خَفي) (يَفحَصُ فافحص عَنهُ يَا ... ربَّ الْفُنُون تعرف) (وَهُوَ لعَمري فِي السما ... ء يُقتفَى ويَقتفي) وَكتب النصير إِلَى الْوراق وَعِنْده أَحْمد الزجّال (عندنَا من غَدا بحبك مُغرىً ... وَله فِيك عِشقةٌ وإغرامُ) (موصلِليٌ يَهوَى المِلاحَ إِذا مَا ... جَاءَ صُبحُ اللِّحى وولّى الظلام) (فَهُوَ لَا يبتهي عَن الشيب بالشي ... ب فَمَاذَا تَقول يُجدي المَلام) (لَا يسلى مِنْهُ الفؤادُ نِدامٌ ... عَن حبيب وَلَو تغنَّى الْحمام) (لَو تبدّى لِعينه ابنُ ثَمَانِي ... ن غَدا وَهُوَ عاشقٌ مستهام) (يَستَبِينهِ من العيونَ بَياضٌ ... وَمن الألعَس الِشفاه ابتسام) (قِرَّ عَيناً وطِب فَديتُك نفسا ... عِنْده أَنْت أَنْت بَدرٌ تَمام) فَكتب الْوراق الْجَواب (حبذا مِن بَنَات فكرِك عَذرا ... ء لَهَا من فتيقِ مِسكٍ خِتامُ) ) (خِلتُ ميمَ الرويّ فاها وَقد ضَاقَ ... وَمن ذَاق قَالَ فِيهِ مُداد) (وَلها من عُقُود لفظِك ... حَليٌ لم يَجز مثل دُرِّه النظَّام) (أذكرَت بالشبابِ عَيْشًا خليعاً ... نَبتُ فَودَيهِ بعد آسٍ ثُمام) (كَيفَ لَا كَيفَ لَا وَلم أرَ صَعباً ... قطّ يَأْبَى الإ وَأَنت زِمَام) (وَمِمَّا فِيك من تأت ولطف ... أَنا شَيخٌ للموصليّ غُلام) (فهوَ نعمَ المولَى ونَعمَ النصيرُ ال ... مرتَضى أَنْت صاحباً وَالسَّلَام) وَكتب النصير إِلَى الْوراق ملغِزاً فِي كُنافة (يَا وَاحِدًا فِي عصره بمصرِه ... وَمن لَهُ حسن السَّناء والسَنا) (تعرف ليّ اسْما فِيهِ ذوقٌ وذكا ... حُلو المُّحّيَّا والجَنانِ والجَنى) (والحلّ وَالْعقد لَهُ فِي دَسته ... ويجلِس الصَدرَ وَفِي الصدرِ المُنى) (إِن قيل يَوْمًا لذاك كنيةٌ ... فقُل لَهُم لم يخلُ ذَاك من كُنَى)

فَكتب الْوراق الْجَواب (لَبيك يَا نَعمَ النصيرُ وَالَّذِي ... أدنَتْ بِهِ المُنيةُ لي كلَّ المُنى) (عرفتَني الاسمَ الَّذِي عرفتَه ... وَكَاد يَخفَى سِرُّه لَوْلَا الكنى) (لَهُ من الحُور الحِسان طَلعةٌ ... تُقابِلُ المِرآةَ مِنْهَا الأحسَنا) (وخِدنُه بعض اسْمه طيرٌ غَدا ... أصدقَ شيءٍ إِن بلوتَ الألسُنا) (وَهُوَ لسانٌ كُله وَبعد ذَا ... تَنظُره عِنْد الْكَلَام ألكنا) (وَفِي خِوانِ المجدِ كَانَ مألفَي ... عِنْد الصيامِ ربِّ فاجمَع بَيْننَا) وَكتب النصير إِلَى الْوراق مَعَ ظروف يَقطين فِي فردٍ (يَا من لِدفعِ الرَّدَى غَدا جُنَّه ... وَمن لَهُ فِي قبُولهَا المِنَّهْ) (هَديةٌ فِي الْإِنَاء يتبعُها ... خيرُ نَبيٍّ وَهَكَذَا السُّنَّه) (وَإِذا بدا ظَرفُها بغِلظَته ... يوَدُّ فتحُ الأديبِ لَو أنَّه) فَكتب الْوراق الْجَواب (يَا من غَدا لي من العِدَى جُنّه ... وَمن بِحمَّامه لنا جَنّة) (جَاءَ بهَا الفَردُ وَهُوَ مُمتلىءٌ ... مِلءَ فؤادِ الحُماة بالكِنَّه) ) (وكلُّ ظَرفٍ مِنْهَا بَنَوه على ال ... فتح فحقِّق فِي حُبه ظِنَّه) وَكتب النصير أَيْضا إِلَى الْوراق (رُبَّ راوٍ عَن النبيّ حَدِيثا ... مُسْندًا شافِياً كلَاما فصيحاً) (قَالَ النبيّ قولا صَحِيحا ... قلتُ قَالَ النبيّ قولا صَحِيحا) (وفهمتُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ... وَسمعت الَّذِي رَوَاهُ صَرِيحًا) (قَالَ لِيَ يَا أديبُ أَنْت فقيهٌ ... قلتُ لَا قَالَ حُزتَ ذِهناً مليحا) فَأجَاب الْوراق (إنَّ فِعلاً جعلتَه أَنْت قولا ... لَيْسَ فِيهِ يحْتَاج مِنْك وضوحا) (فابنِ مِنْهُ مُضارِعاً يظهَرُ الخا ... فِي ويَبدُ الَّذِي كتبتَ صَرِيحًا) (وتراه يَبْدُو لعينيك معتل ... اوقد قلتَ فِيهِ قولا صَحِيحا) (وَهوَ فِعلٌ لم تأتِهِ أَنْت يَا شي ... طانُ فافهَم مَقَالَتي تَلْوِيحًا) وَقَالَ النصير يصِفُ حمّامَه (حمَّامُ الأديبِ العارِف ... مَا يجْرِي وحالُ واقِف بهَا)

بهَا اسطول وَمَا فِيهَا اسطالْ والما يتّزِن بالقَسطالْ (والعُمال رأَيتو بَطالْ ... والإسكندراني ناشِف) وَمَا ريت فِيهَا بَلانْ يسرِّح لَحَدْ بالإحسانْ (والزَّبَّال يعرِّ القُوسانْ ... قَالَ والخاتِمَة يَصَّالِف) دي دونَه وقيّمها دُونْ مبنيَّة على مَيِّهْ مَجنُونْ (والما فِي المجارِي مَخزونْ ... والأنبُوب معوَّجْ تالِف) وتابوت على فسيَّه قلتو مُت بالكُليّه (خُذُوا من نَصِير الدِّيَّه ... وإلاَّ انثنينا نَتنَاصِف) ) وَكتب النصير إِلَى السِّراج (أهوَى رَشاً فِي مُهجتي مَرتَعُهُ ... أَفديه رَبيبْ) (لَا بل قمراً فِي ناظري مَطلَعُه ... لم يَدرِ مَغِيبْ) (حِقفٌ وهِلالٌ وغزالٌ وغُصنٌ ... إِن قَامَ وَإِن رنا وَإِن لَاحَ وَإِن) (والمؤمنُ كِّيسٌ كَمَا قيل فَطِنٌ ... قلبِي أبدا إِلَى مُحيّاه يَحِنّ) (مَا أبعدّهُ وَفِي الحشا موضِعُهُ ... نَا ئي وَقَرِيب) (قد راق بِهِ شعري لمن يسمعهُ ... إِذْ كَانَ حبيب) (يَا خَجلةَ غُصنِ البان لمّا خطرا ... يَا حَيرةَ بَدرِ التمّ لما سَفَرَا) (يَا غَيرةَ ظَبْي الرمل لمّا نظرا ... يَا رُخص عوالي فتيق المسكِ لما نثَرا) (من لؤلؤِ نَثرِه لمن يجمَعُهُ ... زاهٍ ورطيبْ) (مَا أسعَدَ مَا أعيَى فِي تَصَنُّعِهِ ... عقدا لتريبْ) (دَعني فحديثُ العِشقِ إفْك وَمِرا ... عِنْدِي إفْك الزَّمَان والحقَّ أرا) (مَدحي لسِراجِ الدّين نورُ الشعرا ... وَالْكَاتِب عِنْد الأُمرا والوزرا) (كم فِيهِ فضيلةٌ غَدت تَرفعُهُ ... عَن قَدرِ أَديبْ) (الله بِمَا قد حازه ينفعُهُ ... وَالله مُجيب) (مَعنى شِعرٍ وفَاق مَغنىً كرما ... تَلقاهُ إِذا نَحوتَهُ فِي العلما)

(المفرَد فِي زَمَانه والعلما ... كُن ممتثلاً مرسومَه إِن رَسَما) (فالفضلُ إِلَيْهِ كلُّهُ مَرجِعُهُ ... والرأي مُصِيبْ) (لَوْلَا عُمر الْفضل عفَت أربَعَه ... أَو كَانَ غريبْ) (بالفَرع غَدَت فِي شَفَقِ الخدّين ... كالبَدرِ يَلوح نورهُ للعين) (لمياءُ رَمَاهَا هاجريٌّ بالبين ... عنته وَقد فارقَها يَوْمَيْنِ) (قد غَابَ ولّي يَوْمَيْنِ مَا أقشَعَهُ ... خَلّوه يَغيبْ) (لَو رَاح إِلَى نجدٍ أَنا أتبَعُهْ ... حَتَّى لَو أُصيبْ) فَأَجَابَهُ (البدرُ على غُصْن النَقا مطلَعُه ... من فوقِ كثيبْ) ) (مِن طَرفي والقَلبِ لَهُ مَوضِعُه ... يَبدو ويَغيبْ) (إنسانُ جُفوني ظلّ فِي الدَّمع غريق ... وَالْقلب بنارِ البُعد والصَدّ حريق) (مَن يُطفيها مَن بسُكرِ الرح بريق ... والدُّرُّ بثغرٍ راق لَمعاً وبَريق) (من يمنَحُه المِسواك لَا يمنعهُ ... ظمآن كئيب) (أَبلاه بِمَا يَخفَى بِهِ مَوضِعُهُ ... عَن جَسِّ طَبِيب) (من فَترةِ جفنِهِ أثار الفِتنَا ... واستَلَّ بهَا مِن الجُفون الوَسَنا) (إِن مَاس وَإِن أَسْفر أَو عَنَّ لنا ... كالغُصنِ وكالبدرِ وكالظَّبي رَنا) (دَع وَصفي فالحسنُ لَهُ أجمعُه ... مِن غيرِ ضَريبْ) (وانظُر مُلحاً أضعافَ مَا تَسمَعُهُ ... من كُلِّ لبيبْ) (لم أنسَ وسُكري بَين كاس ورُضاب ... مِن فيهِ وشكي بَين ثَغرٍ وحَباب) (والليلُ كَمَا شابَ على أَثرِ شباب ... والجو لنا رَقّ كَمَا رَقّ عِتاب) (لَا بل غَزلُ النصيرِ إِذْ مَوقِعُه ... مِن كُل لَبِيب) (كالماءِ من الظَمأنِ إِذْ يَكرَعُهُ ... فِي قّيظِ أبيبْ) (شَيخُ الأدباءِ شَرقِها والغربِ ... مِن كلِّ عروضٍ يمتطى أَو ضَربِ) (أَو وصف مقَام لَذَّة أَو حَرْب ... كم هز معاطف القنا والقضب) (بالجَزلِ من اللفظِ الَّذِي يُبدِعُه ... من كلّ غَرِيب) (قد سَلَّمَ فِي الشّعْر لَهُ أشجَعُهُ ... والشيخُ حَبيبْ) (هَذَا وَإِذا جَدَّدَ خَلعاً لِعذار ... فِي وَصفِ رَشيقِ القَّدِّ أَو ذاتِ سِوار) (أذكى لَك مِنْهُ الشَجَرُ الأخضرُ نَار ... كم قَد فُتِنَت وَجداً بِه ذاتُ سِوار)

الأدفوي نصير الأدفوي

(ألقته وَقَالَت أنَّى ترَاهَا مَعَه ... تَأخُذُ بنصيبْ) (مني وَإِذا زَوجي أَتَى نصفَعُهُ ... لَو كَانَ شبيبْ) قلت كَذَا نَقله من خطّ السِّراج الْوراق قولُه ذَات سِوار مرَّتَيْنِ وَالصَّوَاب أَن تكون الأولى أَو ذَات خِمار ولعلّه كَذَا قَالَه فَإِن السراج مَا كَانَ يُؤْتى من جَهل وَإِنَّمَا سبقُ الأقلامِ لَا يُنكَرُ وعَلى كل حالٍ فَخَرجةُ النصير أدخَل وَأحلى وأحرّ 3 - (الأُدفُوي نَصيرٌ الأُدفوي) ) قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر لم أجد بأدفو من يعرف اسْم أَبِيه وَكَانَ أديباً شَاعِرًا يَنظِم الشّعْر وَغير ذَلِك وَكَانَ فِي أَوَائِل الْمِائَة السَّادِسَة وَأَظنهُ مَاتَ بعد الْخمسين وسِتمِائَة قَالَ وأنشدني لَهُ وَالِدي رَحمَه الله فِي خولي بِالْبَلَدِ يُقَال لَهُ كُستبان (أَبى كستبان الرجل أَن يحمل الظرفا ... لقد عَدِم الحُسنى كَمَا عَدِم الظرفا) (يسمونه الخولي وَهُوَ مصحَّفٌ ... أَلا إته الحولي الَّذِي يَأْكُل الحَلفا) وَمن نظمه هَذَا الموشح يَا طلعةَ الْهِلَالِي هَلا لي فِي الْحبّ منتظر يَا غَايَة الآمال أما لي من الْهوى مفَر (أما لدايَ راقٍ من راقٍ ... قدرا على الأنامْ) (زُهيَ بِحسن السَّاق والساقي ... من رِيقه المدام) (بِهِ فُؤَادِي بَاقِي وَالْبَاقِي ... فِي لُجة الغَرام) وسُبتُ والخلاّقِ أخلاقي بِالصبرِ إِذْ هجر فلذّ للمذّاق مذاقي فِي حُبّه السَّهرْ (هَل من فَتى يسْعَى فِي إسعافي ... بالقُرب من رَشا) (إِن مَال بالأرداف أردى فِي ... قلبِي مَعَ الحشا) (مكمّل الْأَوْصَاف أوصى فِي ... قَتْلِي وأدهشا) عَقْلِي وحكمو الجافي الجافي رُكوبه الغَرر فكم من الْإِسْرَاف أسرى فِي كفَّيه من خَطَر (أزرى الجبينُ الحالي بِالْحَال ... ممَّن قد اعتدَى) (إِذْ فاق بالكمالِ كَمَا لي ... أَشْقَى وأنكدا)

الألقاب

(من ابْنة الدَّوالي دوالي ... قلبِي من الرَّدى) ومذ بذلتُ مَالِي أَو مَالِي باللحظ إِذْ نظر وَقَالَ إِذْ ألوى لي للوالي نرفَع لَهُ الْخَبَر (يَا غصنَ بانٍ مائل يَا مائل ... عنّي لشِقوَتي) (وارثي لدمعي السَّائِل يَا سَائل ... عَن حَالي قصَّتي) (وَلَا تطيع العاذل يَا عاذل ... وارفقْ بمهجتي) وَإِن تزُرني قَابل أفوز بالنَّظر كي ينجلي يَا فَاضل الْفَاضِل من حَالَة الغِيَر (يَا مُنْتَهى آمالي آمالي ... فِي الحبّ من مُجير) (إرثي لجسمي الْبَالِي يَا بالي ... وارحَم فَتى أَسِير) ) (فقد بذلتُ الغالي يَا غالي ... فِي الْقدر يَا أميرْ) وفيك قد ألْقى لي يَا قالي هِجرانك الضرَر وقطعتَ أوصالي يَا صالي بقتلي سَقَر (إِن جُزتَ بَين السِّرب فسِر بِي ... عَن حَيّهم قَلِيل) (ومِل بهم وعُج بِي ... فعُجني قلبِي بهم الْقَتِيل) (وقِف بهم يَا صحبي وصِح بِي ... إبكو على الْقَتِيل) وَإِن تقضى نَحبي فنُح بِي فِي السَّهل والوعَر وانزِل بهم والُف بِي والطُف بِي فِي البدورِ والحضرِ (لم أنسَ إِذْ غناني ... أغناني واليلُ قد هدا) (وَقَالَ إِذْ حياني أحياني ... روحي لَك الفِدا) (واهتزّ بالأردان أرداني ... إِذْ قَامَ مُنشِدا) وطائر الأفنان أفناني إِذْ ناح فِي السَّحر وهاتِفُ الآذان آذَانِي إِذْ نبَّه البَشَرْ (الألقاب) النصير كَاتب الحُكم اسْمه مُحَمَّد بن غالبٍ ابْن نصير المغربي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم نصير الدّين الطوسي الخواجا اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن (نضار) 3 - (بنت أبي حَيَّان) نُضار بنت مُحَمَّد بن يُوسُف هِيَ ابْنة الشَّيْخ الْعَلامَة أثير الدّين أبي حَيَّان تقدم ذكر والدها فِي المحمدين وَكَانَ والدها يُثني عَلَيْهَا ثَنَاء كثيرا وَكَانَت تكْتب

النضر

وتقرأ قَالَ لي والدها رحمهمَا اللع تَعَالَى إِنَّهَا خرجت جُزْء حديثٍ لنَفسهَا وَإِنَّهَا تعرُب جيدا وَأَظنهُ قَالَ إِنَّهَا تنظِم الشّعْر وَكَانَ يَقُول لَيْت أخاها حيانَ كَانَ مثلهَا وَتوفيت رحمهمَا الله تَعَالَى فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِي حَيَاة والدها فَوجدَ عَلَيْهَا وَجداً عَظِيما وَلم يثبُت وطلع إِلَى السُّلْطَان وَسَأَلَهُ أَن يدفِنها فِي بَيته بالبَرقية دَاخل الْقَاهِرَة فَأمر لَهُ بذلك وَانْقطع عِنْد قبرها سنة ولازمه وَبَلغنِي خبر وفاتها وَأَنا برحبة مَالك بن طوق فكتبتُ إِلَيْهِ بقصيدة أَولهَا (بكينا باللُّجين على نُضارٍ ... فسَيلُ الدمع فِي الْخَدين جارِ) (فياللهِ جَارِيَة تولَّتْ ... فنَبكيها بأدمُعنا الْجَوَارِي) (النَّضر) 3 - (النَّضر النَّحْوِيّ) النَّضر بن شمَيل بن خّرّشّة بن يزِيد بن كلثومٍ أَبُو الْحسن التَّمِيمِي الْمَازِني النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ كَانَ عَالما بفنون من الْعلم صَدُوقًا ثِقَة صَاحب غَرِيب وَفقه وَشعر وَمَعْرِفَة بأيام الْعَرَب وَرِوَايَة الحَدِيث وَهُوَ من أَصْحَاب الْخَلِيل بن أَحْمد ضَاقَتْ الْمَعيشَة عَلَيْهِ بِالْبَصْرَةِ فَخرج يُرِيد خُرَاسَان فشَيَّعَه من أهل الْبَصْرَة ثَلَاث آلَاف رجل مَا فيهم إلاّ مُحدث أَو نحوي أَو لُغوي أَو عَروضي أَو أخباري فَلَمَّا صَار بالمِربَد جلس وَقَالَ يَا أهل الْبَصْرَة وَالله يَعِز عليَ فراقُكم وَلَو وجدتُ كلَّ يَوْم كَيلَجةَ باقِلاء مَا فارقتُكم وَلم يكن فيهم من يتَكَلَّف لَهُ ذَلِك قلت هَذِه الْقَضِيَّة تشبه قَضِيَّة عبد الْوَهَّاب الْمَالِكِي لما خرج من بَغْدَاد إِلَى مصر وَهِي مَذْكُورَة فِي تَرْجَمته وَسَار النَضر حَتَّى وصل خُرَاسَان فَأفَاد بهَا مَالا عَظِيما وَكَانَ مقَامه بمروَ وَسمع النَّضر من هِشام بن عُروة وَإِسْمَاعِيل بن أبي خالدٍ وحُميدٍ الطَّوِيل وَعبد الله بن عونٍ وَهِشَام بن حسان وَغَيرهم من التَّابِعين وروى عَنهُ يحيى بن مَعين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وكل من أدْركهُ من أَئِمَّة عصره وَله مَعَ الْمَأْمُون حكايات ونوادر لِأَنَّهُ كَانَ يجالسه وَأمر لَهُ فِي وَقت بِخَمْسِينَ ألف دِرْهَم وَتُوفِّي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ بِمَدِينَة مرو وَله من الْكتب) كتاب الْأَجْنَاس على مِثَال الْغَرِيب وَسَماهُ كتاب الصِّفَات الْجُزْء الأول مِنْهُ يحتوي على خلق الْإِنْسَان والجُود وَالْكَرم وصفات النِّسَاء والجزء الثَّانِي مِنْهُ يحتوي على الْبيُوت والأخبية وَصفَة الْجبَال والشِّعاب والجزء الثَّالِث مِنْهُ يحتوي على الْإِبِل فَقَط والجزء الرَّابِع مِنْهُ يحتوي على الْغنم وَالطير وَالشَّمْس وَالْقَمَر وَاللَّيْل وَالنَّهَار والألبان والكَمأة والآبار والحياض والأرشية والدَّلاء وَصفَة الْخمر والجزء الْخَامِس مِنْهُ يحتوي على الزَّرْع والكَرم وَالْعِنَب وَأَسْمَاء البُقول وَالْأَشْجَار والرياح والسحاب والأمطار وَكتاب السِّلَاح

أبو مالك التميمي الأعرج

وَكتاب خلق الْفرس وَكتاب الأنواء وَكتاب الْمعَانِي وَكتاب غَرِيب الحَدِيث وَكتاب المصادر وَكتاب الْمدْخل إِلَى كتاب الْعين وَغير ذَلِك وَقد وثق النَّضرّ غير وَاحِد قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة صَاحب سنة لم يكن فِي أَصْحَاب الْخَلِيل من يدانيه وَقَالَ الْعَبَّاس كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة والْحَدِيث وَهُوَ أول من أظهر السّنة بمرو وَجَمِيع خُرَاسَان وَولي قَضَاء مَرو قَالَ لَا يجد الرجل لّذّةَ الْعلم حَتَّى يجوع وينسى جُوعَه وروى للنضر بن شُمَيْل الْجَمَاعَة كلهم 3 - (أَبُو مَالك التَّمِيمِي الْأَعْرَج) النَّضر بن أبي النَّضر أَبُو مَالك التَّمِيمِي مولده ومَنشأه بالبادية ثمَّ إِنَّه وَفد إِلَى الرشيد ومدحه وخدمه فَمَا أبعده وَأحمد مذْهبه ولحِقته عنايةٌ من الْفضل بن يحيى فَبلغ مَا أحبّ وَهُوَ صَالح الشّعْر متوسط الْمَذْهَب لَيْسَ من طبقَة شعراء عصره المجيدين وَلَا من المرذولين وَكَانَ أعرج أصَاب قومٌ من عشيرته الطريقَ وَقَطعُوا على بعض القوافل فَخرج عَامل ديار مُضَر إِلَى نَاحيَة كَانَت فِيهَا طوائف من بني تَمِيم فقصدهم وهم غارّون فَأخذ مِنْهُم جمَاعَة فيهم أَبُو النَّضر وَكَانَ ذَا مَال فطالبه فِي من طَالبه من الجُناة وطمع فِي مَاله فَضَربهُ ضربا أَتَى على نَفسه وَبلغ ذَلِك أَبَا مَالك فَقَالَ يرثيه (فيمَ يَلحَى على بُكائي العَذولُ ... وَالَّذِي نابني فظيعٌ جليلُ) (عَدِّ هَذَا الملام عنّي إِلَى غي ... ري فقلبي ببَثِّه مَشْغُول) (أَيهَا الفاجعي بعزِّي ورُكني ... هَبَلَتني إِن لم أرعُك الهبول) (سُمتَني خُطَّه الصغار وأظلم ... تَ نهاري على غالتك غول) (يَا أَبَا النَّضر سَوف أبكيك مَا عِش ... تُ سويَّا وَذَاكَ مني قَلِيل) (حملت نَعشَك الْمَلَائِكَة الْأَب ... رارُ إِذْ مالَنا إِلَيْك سَبِيل) ) (غير أَنِّي كذبتُك الودَّ لم تق ... طُر جفوني دَماً وَأَنت قَتِيل) (رضيت مقلتي بإرسال دَمعي ... وعَلى مثلك النفوسُ تسيل) وَمن شعره (بكيتُ حذارَ الْبَين عِلماً بِمَا الَّذِي ... إِلَيْهِ فُؤَادِي عِنْد ذَلِك صائرُ) (وَقَالَ أناسٌ لَو صبرتَ وإنني ... على كل شَيْء مَا خلا الْبَين صابر) 3 - (أَبُو الْأسود) النَّضرُ بن عبد الْجَبَّار بن نَضيرٍ أَبُو الْأسود الْمرَادِي مَوْلَاهُم

أبو صالح الرواية

الْمصْرِيّ الْكَاتِب كَاتب ابْن لَهِيعة قَاضِي مصر قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق توفّي بِمصْر سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (أَبُو صَالح الرِّوَايَة) النَّضر بن حَديد أَبُو صَالح أحد أَصْحَاب الْأَخْبَار وَالرِّوَايَة للآثار والأشعار رَآهُ ثَعْلَب وَأثْنى عَلَيْهِ وَلم يروِ عَنهُ وَله كتاب الْأَمْثَال قَالَ إِسْحَاق الْموصِلِي كتبت إِلَى ابي صَالح النَّضر وَقد جفاني وَكَانَ يُولع بعمران الْمُؤَدب ويسميه عُمران وَكَانَ أَحمَق طيبا (جفانا أَبُو صَالح بعد مَا ... أَقَامَ زَمَانا لنا واصلاَ) (يَرُوح وَيَغْدُو بألواحه ... إِلَى الْبَاب مسترسداً سَائِلًا) (فَلَمَّا ترأس فِي نَفسه ... وَلَيْسَ لذَلِك مُستأهِلا) (تَبَتَّل عَنَّا فَلم يأتِنا ... وَمَا كنتُ أحسِبه فَاعِلا) (فَصَارَ كعمران فِي جَهله ... وَمَا كَانَ مستضعَفاً جَاهِلا) فَكتب إِلَيْهِ النَّضر مجيباً (بخلتَ فأعقبتَ الجفاءَ وَإِنَّمَا ... يُواخي من الفتيان كل فَتى سَمحِ) (تقوم إِذا جِئْنَا ونمضي لنوبةٍ ... كَأَنَّك بَرقٌ بسبق اللحظ باللمح) (وَمَا زِلتَ فِي يُمنى يديَّ نفاسة ... ووصلاً إِلَى أَن صرتَ للهجر والطَرح) (ولستَ بسمح لَا وَلَا فِي أرُومه ... وَلَكِن مطبوعاً على الْبُخْل والشُّحّ) وَكَانَ النَّضر صديقا للمعتصم أَيَّام الْحسن بن سَهل والمعتصم إِذْ ذَاك كَرجل من بني هَاشم فَلَمَّا علا فِي أمره فِي أَيَّام الْمَأْمُون جفاه وحجبه فَقَالَ النَّضر) (تصغَّر أَبَا إسحاقَ فِي الْإِذْن إِنَّنِي ... رأيتُك تجفوني وَأَنت كبيرُ) (قد أغْنى إِلَه النَّاس طُراً بفضله ... فتركُك لي خَطبٌ على يسير) (إِذا مَا أتيت البابَ لم أر آذَانا ... ضَحوكاً وَلَا مَن بِالسَّلَامِ يُشير) فبلغت أبياتُه المعتصم فَدَعَاهُ وَوَصله وَاعْتذر إِلَيْهِ وَأمر أَن لَا يُحجب عَنهُ 3 - (أَبُو سَلَمة اللّغَوِيّ) النَّضر بن سلمةَ بن عبد الله أَبُو سَلمَة النَّيْسَابُورِي اللّغَوِيّ التَّمِيمِي سمع أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ وروى كتاب الْمغرب عَن عبد الله بن مخلد وسَمعه مِنْهُ النَّاس روى عَنهُ الْأُسْتَاذ أَبُو سهل الْحَنَفِيّ وَمُحَمّد بن عبدِ الله ذكره الْحَاكِم وروى عَن

نضلة

أبي سهل عَنهُ بَنو النَّضر جمَاعَة بالصعيد مِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد (نَضلة) 3 - (أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ) نَضْلَة بن عُبيد بن الْحَارِث أَبُو بزْرَة الْأَسْلَمِيّ غلبت عَلَيْهِ كنيتُه واختلِف فِي اسْمه فَقيل نَضْلَة بن عبد الله بن الْحَارِث وَقيل عبد الله بن نَضْلَة وَقيل سَلمَة بن عبيد وَالصَّحِيح الأول أسلم قَدِيما وَشهد فتح مَكَّة ثمَّ تحوَّل إِلَى الْبَصْرَة وَوَلدهَا ثمَّ غزا خُرَاسَان وَمَات بهَا أَيَّام يزِيد بن مُعَاوِيَة أَو فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة قَالَ الْأَزْرَق بن قيسٍ رأيتُ أَبَا بزْرَة الْأَسْلَمِيّ رجلا مربوعاً آدم ورويَ عَن أبي بزْرَة أَنه قَالَ أَنا قتلتُ ابْن خطل وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة روى عَنهُ أَبُو الْعَالِيَة وَأَبُو المِنهال وَأَبُو الوضيء وَالْحسن الْبَصْرِيّ وَجَمَاعَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الفِفاري) نَضْلَة بن عمرٍو العغفاري لَهُ صُحْبَة كَانَ يسكن الْبَادِيَة فِي نَاحيَة العَرج روى عَنهُ ابْنه مَعنٌ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الْمُؤمن يَأْكُل فِي مِعى واحدٍ وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاءٍ لم يرو عَنهُ غير ابْنه معن وروى هَذَا اللَّفْظ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جماعةٌ 3 - (الحِرمازي) نضلةُ بن طريف بن بُهصل الحِرمازي ثمَّ الْمَازِني روى قصةَ الْأَعْشَى أعشى بني مازنٍ مَعَ إمرأته فُدومَه على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإنشاد الرجز الْمَذْكُور وَهُوَ خيرٌ) مُضْطَرب الْإِسْنَاد وَلكنه رُوي من وجوهٍ كَثِيرَة (نضير) 3 - (القُرشي الصَّحَابِيّ) نُضير بن الْحَارِث بن عَلقَمة من مُسلِمة الْفَتْح وَمن حلماء قريشٍ أعطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائَة من الْإِبِل من غَنَائِم حُنين يتألَّفُه فتوقف فِي أَخذهَا وَقَالَ لَا أرتشي على الْإِسْلَام توفّي سنة خمس عشرةَ لِلْهِجْرَةِ وَقيل إِنَّه كَانَ من الْمُهَاجِرين وصحّح ذَلِك ابْن عبد البرّ وَكَانَ يكنى أَبَا الْحَارِث وَأَبوهُ الْحَارِث يُعرف بالرهين وَمن وَلَده مُحَمَّد بن الْمُرْتَفع بن نُضير بن الْحَارِث وَكَانَ للنضير من الْأَوْلَاد عَليّ وَنَافِع والمرتفع وَكَانَ النَّضِير يُكثر الشُّكْر لله على مَا منّ عَلَيْهِ من الْإِسْلَام وَلم يمت على مَا مَاتَ عَلَيْهِ أَخُوهُ وآباؤه وَسَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ الْجِهَاد والنفقةُ فِي سَبِيل الله فَهَاجَرَ إِلَى

الألقاب

الْمَدِينَة وَلم يزل بهَا إِلَى أَن خرج إِلَى الشَّام غازياً وَحضر اليرموك وَقتل بهَا شَهِيدا (الألقاب) أَبُو النَّضِير الشَّاعِر اسْمه عمر بن عبد الْملك نطاحة الْكَاتِب اسْمه أَحْمد بن إِسْمَاعِيل النطنزي أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عَليّ ابْن النطروني الْمَالِكِي اسْمه عبد الْمُنعم بن عبد الْعَزِيز ابْن نطيلا الْكَاتِب مكي بن عبد المحسن نظام الْملك الوزبر هُوَ الْحسن بن عَليّ النظام الْمصْرِيّ جِبْرِيل بن نَاصِر النظام المعتزلي إِبْرَاهِيم بن سيار (النُّعْمَان) 3 - (الْأنْصَارِيّ) النُّعْمَان بن عبد عَمْرو بن مَسْعُود بن عبد الْأَشْهَل بن حَارِثَة بن دِينَار ابنِ النجار شهد بَدْرًا مَعَ أَخِيه وقُتِل النُّعْمَان شَهِيدا يَوْم أُحُدٍ (النُّعْمَان) 3 - (البَلَويُّ) النُّعْمَان بن عَصَر بن الرّبيع بن الْحَارِث بن أديمٍ البَلَوي شهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا وقُتِل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا (نُعَيمان) النُّعْمَان بن عَمْرو بن رفاعةَ بن سوادٍ الْأنْصَارِيّ وَيُقَال لَهُ نعميان شهد العَقَبةَ الْأَخِيرَة وَهُوَ من السّبْعين وَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْوَاقِدِيّ بَقِي نعيمان حَتَّى توفّي فِي خلَافَة مُعَاوِيَة قَالَ ابْن عبد البرّ أَظُنهُ صَاحب أبي بكرٍ وسُوَبيط وَأَظنهُ الَّذِي جُلد فِي الْخمر أَكثر من خمس مرارٍ قلت هُوَ صَاحب الحكايات الظريفة والنوادر مِنْهَا أَن أَبَا بكر خرج تَاجِرًا إِلَى بصرى وَمَعَهُ نعيمان وسوبيط بن حَرملة وَكِلَاهُمَا بَدريٌّ وسوبيط على الزَّاد فَقَالَ لَهُ نعيمان أطعِمني فَقَالَ لَا حَتَّى تَأتي أَبُو بكر فَقَالَ لأغيظنَّك وَذهب إِلَى أنَاس حلبوا ظهرا فَقَالَ ابتاعوا مني غُلاماً عَرَبيا فارهاً وَهُوَ ذُو لِسَان وَلَعَلَّه يَقُول أَنا حُرّ فَإِن كُنْتُم تاركيه لذَلِك فدعُوني لَا تفسِدوا عليّ غلامي قَالُوا نبتاعه مِنْك بِعشر قَلَائِص فَأقبل بهَا يَسُوقهَا وَأَقْبل بالقوم حَتَّى عقلهَا ثمَّ قَالَ دونكم هُوَ هَذَا فَقَالَ

الْقَوْم قد اشتريناك فَقَالَ هوكاذب أَنا رجل حرّ فَقَالُوا قد أخبِرنا خبرَك وطرحوا الْحَبل فِي عُنُقه وذهبوا بِهِ فجَاء أَبُو بكر وَأخْبر الْخَبَر فَذهب هُوَ وَأَصْحَابه وردوا القلائص وأخذوه وَلما حكى هَذَا الْخَبَر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضحك هُوَ وَأَصْحَابه عَن ذَلِك حولا وَعَن ربيعَة بن عُثْمَان قَالَ جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدخل الْمَسْجِد وأناخ نَاقَته بفنائه فَقَالَ بعض أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للنعيمان لَو نحرتَها فأكلناها فَإنَّا قد قرمنا إِلَى اللَّحْم ويغرَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمنَها قَالَ فنحرها نعيمان ثمَّ خرج الْأَعرَابِي فَرَأى رَاحِلَته فصاح واعُقراه يَا مُحَمَّد فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ من فعل هَذَا قَالُوا النعيمان) فَأتبعهُ يسْأَل عَنهُ فَوَجَدَهُ فِي دَار ضُباعة بني الزبير بن عبد الْمطلب قد اختفى فِي خَنْدَق وَجعل عَلَيْهِ الجريدَ والسَّعف فَأَشَارَ إِلَيْهِ رجل وَرفع صَوته مَا رَأَيْته يَا رَسُول الله فَأَشَارَ بإصبعه حَيْثُ هُوَ فَأخْرجهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد تغير وَجهه بالسعف الَّذِي سقط عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا حملك على مَا صنعت قَالَ الَّذين دلوك عليّ يَا رَسُول الله هم الَّذين أمروني قَالَ فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسَح عَن وَجهه ويضحك ثمَّ غرِمها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل كَانَ مخرمةُ بنُ نَوْفَل بن وهبٍ الزُّهْرِيّ شَيخا كَبِيرا أعمى بِالْمَدِينَةِ بلغ مائَة وخمسَ عشرةَ سنة فَقَامَ يَوْمًا فِي الْمَسْجِد يُرِيد أَن يَبُول فصاح بِهِ النَّاس فَأَتَاهُ نعيمان فَتنحّى بِهِ نَاحيَة من الْمَسْجِد ثمَّ قَالَ لَهُ اجْلِسْ هَهُنَا لإأجلسه وَتَركه يَبُول فَبَال فصاح بِهِ النَّاس فَلَمَّا فرغ قَالَ من جَاءَ بِي وَيحكم هَذَا الْموضع قَالُوا نعيمان بن عَمْرو فَقَالَ فعل الله بِهِ وَفعل أما إِن لله عليّ إِن ظَفرت بِهِ أَن أضربه بعَصايَ هَذِه ضَرْبَة تبلغ مِنْهُ مَا بلغَتْ فَمَكثَ مَا شَاءَ الله حَتَّى نَسيَ ذَلِك مخرمَة ثمَّ أَتَاهُ يَوْمًا وَعُثْمَان قَائِم يُصَلِّي فِي نَاحيَة من الْمَسْجِد وَكَانَ عُثْمَان إِذا صلّى لَا يلتفتُ فَقَالَ لَهُ هَل لَك فِي نعيمان قَالَ نعم أَيْن هُوَ دُلَّني عَلَيْهِ فَأتى بِهِ حَتَّى أرقفه على عُثْمَان فَقَالَ دونَكَها فَجمع مخرمَة يَدَيْهِ بعصاه وَضرب عُثْمَان فشجّه فَقيل لَهُ إِنَّمَا ضربتَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان فَسمِعت بذلك بَنو زهرَة فَاجْتمعُوا لذَلِك فَقَالَ عُثْمَان دعوا نعيمان لعن الله نعيمان فقد شهد بَدْرًا وَقيل إِنَّه كَانَ يُصِيب الشَّرَاب وَكَانَ يُؤتى بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيضربه بنعله وَيَأْمُر أَصْحَابه فَيَضْرِبُونَهُ بنعالهم ويُحثون عَلَيْهِ التُّرَاب فَلَمَّا أَكثر ذَلِك مِنْهُ قَالَ لَهُ رجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعنك الله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تفعل فَإِنَّهُ يحب الله وَرَسُوله وَكَانَ نعيمان لَا يدْخل الْمَدِينَة رسل وَلَا طرفه إِلَّا اشْترى مِنْهَا ثمَّ جَاءَ بِهِ إِلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا أهديتُه لَك فَإِذا جَاءَ أَصْحَابه يطْلبُونَ ثمنه من نعيمان جَاءَ بهم إللا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ أَعطِ هَؤُلَاءِ ثمن هَذَا فَيَقُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوَ لم تُهدِ لي فَيَقُول يَا رَسُول الله لم يكن عِنْدِي ثمنه وأحببتُ أَن تَأْكُله فيضحك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَأْمُر لأَصْحَابه بِثمنِهِ وَقَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ لَهُ ابْن قد انهمك فِي شرب الْخمر فجلده رَسُول الله صلى اللهُ عليهِ وَسلم فِيهَا أَربع مرّات فلعنه رجل كَانَ عِنْد

العدوي

رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تلعَنه) فَإِنَّهُ يحب الله وَرَسُوله وَفِي جلد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِيَّاه فِي الْخمر أَربع مراتٍ نَسخٌ لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن شربهَا الرابعةَ فَاقْتُلُوهُ 3 - (الْعَدوي) النُّعْمَان بن عديِّ بن نضلةَ وَيُقَال ابْن نُضيلة بن عبد العُزَّى الْقرشِي الْعَدوي كَانَ من مهاجَرة الْحَبَشَة هَاجر إِلَيْهَا هُوَ وَأَبوهُ عدي فَمَاتَ عديٌّ هُنَاكَ وَورثه ابْنه النُّعْمَان هُنَاكَ وَكَانَ النُّعْمَان أوّلَ وارثٍ فِي الْإِسْلَام وَكَانَ أَبوهُ عدي أوّلَ موروثٍ فِي الْإِسْلَام ثمَّ إِن عمرَ رَضِي الله عَنهُ ولّى على الْخُرُوج مَعَه إِلَى مَيسان فَأَبت عَلَيْهِ فَقَالَ النُّعْمَان (فَمن مُبلغ الْحَسْنَاء أَن حليلَها ... بمَيسانَ يُسقَى فِي زجاج وحَنتَمِ) (إِذا شئتُ غنتني دهاقين قَرْيَة ... وصَناجةٌ تحدو على كل مِسَم) (إِذا كنتَ نَدماني فَبِالْأَكْبَرِ اسْقِنِي ... وَلَا تَسْقِنِي بِالْأَصْغَرِ المتلثم) (لَعَلَّ أميرَ الْمُؤمنِينَ يسوءهُ ... تنادُمنا الْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّم) فَبلغ ذَلِك عمر فَكتب إِلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنزيلُ الكِتابِ منَ اللهِ العَزيزِ العَليمِ غافرِ الذنبِ وقابلِ التَّوبِ شَديدِ العِقَابِ ذِي الطَّول الْآيَة أما بعد فقد بَلغنِي قَوْلك لَعَلَّ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوءُه وأيم الله لقجد سَاءَنِي ذَلِك وعزله فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ سَأَلَهُ فَقَالَ وَالله مَا كَانَ من هَذَا شَيْء وَمَا كَانَ إِلَّا فضلُ شعرٍ وجدته وَمَا شربتها قطّ فَقَالَ عمر أَظن ذَلِك وَلَكِن لَا تعمَل لي على عملٍ أبدا فَنزل الْبَصْرَة فَلم يزل يَغْزُو مَعَ الْمُسلمين حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله 3 - (المُزَني) النُعمان بن مُقرِّن بن عَائِد الْمُزنِيّ أَبُو حَكِيم صَاحب لِوَاء مُزَينة يَوْم الْفَتْح هَاجر وَمَعَهُ سَبْعَة إخْوَة لَهُ عجل شيخ فلطم خَادِمًا فَقَالَ لَهُ سُويد بن مقرن اعجز عَلَيْك إِلَّا حر وَجههَا لقد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة من بني مقرن مَا لنا من خادمٌ إِلَّا واحدةٌ فلطمها أصغرُنا فأمرَنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نعتِقها وَرُوِيَ عَن النُّعْمَان أَنه قَالَ قدِمنا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَرْبَعمِائَة من مزينة ثمَّ إِن النُّعْمَان سكن الْبَصْرَة ثمَّ تحول عَنْهَا إِلَى الْكُوفَة فوجهه سعدٌ إِلَى كَسكَر وَصَالح أهل زَندَوَرد وَقدم الْمَدِينَة بِفَتْح الْقَادِسِيَّة ورَد على عمر حِينَئِذٍ اجْتِمَاع أهل إصبهان وهمدان والرَّيّ وأذربيجان ونهاوند فأبلغه ذَلِك وشاور أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب ابْعَثْ إِلَى أهل الْكُوفَة فيُسير ثُلثُهم على)

الصحابي

ذرارِيهم وَابعث إِلَى أهل الْبَصْرَة قَالَ فَمن أسْتَعْمل عَلَيْهِم أشر عليَّ قَالَ أَنْت أفضلُنا رَأيا وأعلمُنا قَالَ لأَستعملنَّ عَلَيْهِم رجلا يكون لَهَا فَخرج إِلَى الْمَسْجِد فَوجدَ النُّعْمَان بن مُقرن يُصَلِّي فسرّحه وَأمره وَكتب إِلَى أهل الْكُوفَة بذلك ورُوى أَنه كتب إِلَى النُّعْمَان ليسير بِثُلثي أهل الْكُوفَة وَيبْعَث إِلَى أهل الْبَصْرَة قَالَ إِن قُتل النُّعْمَان فحُذيفة فَإِن قُتل فجرير فَخرج النُعمان وَمَعَهُ حُذَيْفَة وَالزُّبَيْر ومغيرة بن شُعْبَة والأشعث بن قيس وَعبد الله بن عمر كلهم تَحت رايتة وَهُوَ أَمِير الْجَيْش فَفتح الله عَلَيْهِ إصبهان فَلَمَّا أَتَى نهاوند قَالَ النُّعْمَان يَا معشر الْمُسلمين شهدتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ لم يقاتِل أوَّل النَّهَار أخَّرَ الْقِتَال حَتَّى تَزُول الشَّمْس وتهب الرِّيَاح وَينزل النَّصْر اللَّهُمَّ ارزُق النُّعْمَان شَهَادَة تنصُر الْمُسلمين وَافْتَحْ عَلَيْهِم فأمَّنَ الْقَوْم وَقَالَ لَهُم إِنِّي أهُزّ اللِّوَاء ثَلَاث مَرَّات فَإِذا هززت الثَّالِثَة فاحملوا وَلَا يلوِ أحد على أحد فَإِن قُتل النُّعْمَان فَلَا يلوِ أحد على أحد فَلَمَّا هزَّ اللِّوَاء الثَّالِثَة حمل وَحمل النَّاس مَعَه وَكَانَ أول صريع وَأخذ حُذَيْفَة الرَّايَة فَفتح الله عَلَيْهِم وَكَانَ قتل النُّعْمَان يَوْم الْجُمُعَة سنة إِحْدَى وَعشْرين لِلْهِجْرَةِ وَلما جَاءَ نعيُّه إِلَى عمر بن الْخطاب خرج ونعاه إِلَى النَّاس يَوْم الْجُمُعَة ونعاه على الْمِنْبَر وَوضع يَده على رَأسه يبكي وَقَالَ عبد الله بن مَسْعُود إِن للْإيمَان بُيُوتًا وللنفاق بُيُوتًا وإنّ بَيت ابْن مقرن من بيُوت الْإِيمَان ورَوى عَن النُّعْمَان من الصَّحَابَة مَعقِل بن يسارٍ وَطَائِفَة من التَّابِعين مِنْهُم مُحَمَّد بن سيرينَ وَأَبُو خَالِد الْوَالِبِي وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الصَّحَابِيّ) النُّعْمَان بن قوقل وَيُقَال ابْن ثَعْلَبَة وثعلبة يُدعى قوقلاً من حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرأيتَ إِن صلَّيتُ الخمسَ وأحللتُ الحَلالَ وأحرمتُ الْحَرَام أَأدْخل الْجنَّة قَالَ نعم وروى عَنهُ بِلَال بن يحيى 3 - (الصَّحَابِيّ) النُّعْمَان بن مَالك بن ثَعْلَبَة شهد بَدْرًا وأحداً وقُتل يومَ أحدِ شَهِيدا قَتله صَفوان بن أُميَّة قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حِين خُرُوجه إِلَى أحد ومشاورته عبد الله بن أبي بن سلول وَلم يشاوره قبلهَا فَقَالَ النُّعْمَان واللهِ يَا رَسُول الله لأدخُلن الْجنَّة فَقَالَ لَهُ بِمَ فَقَالَ بِأَنِّي أشهد أنّ لَا إِلَه إِلَّا اللهُ وَأَنَّك رَسُول الله وأ ي لَا أفر من الزَّحف فَقَالَ صَدقتَ) 3 - (الْأنْصَارِيّ) النُّعْمَان بن العَجلان الزُرَقي الْأنْصَارِيّ هُوَ الَّذِي خلف على خَوْلَة بنت قيس بن فَهد الْأَنْصَارِيَّة بعد قتل حَمْزَة بن عبد الْمطلب عَنْهَا والنعمان بن العجلان لِسَان

الأنصاري

الْأَنْصَار وشاعرهم يُقَال إِنَّه كَانَ رجلا أحمرَ قَصِيرا تزدريه الْعين وَهُوَ الْقَائِل (فَقل لقريش نَحن أَصْحَاب مَكَّة ... وَيَوْم حنين والفوارس فِي بدرِ) (وَأَصْحَاب أحدٍ وَالنضير وخَيبر ... وَنحن رَجعْنَا من قُرَيظة بالذِكر) (وَيَوْم بِأَرْض الشَّام إِذْ قتل جَعْفَر ... وَزيد وَعبد الله فِي عَلَقٍ يجْرِي) (وَفِي كل يَوْم يُنكِر الْكَلْب أهلَه ... نطاعن فِيهِ بالمثقفة السُّمر) (ونضرب فِي يَوْم العَجاجة أرؤساً ... ببيضٍ كأمثال البُروق على الْكفْر) (نصرنَا وَآوَيْنَا النبيَّ وَلم نخف ... صُروفَ اللَّيَالِي والعظيم من الْأَمر) (وَقُلْنَا لقومٍ هَاجرُوا مَرحباً بكم ... وَأهلا وسهلاً قد أمنتم من الْفقر) (نُقاسِمكم أموالَنا وديارَنا ... كقسمة إيسار الخَروف على الشّطْر) (ونكفيكمُ الأمرَ الَّذِي تكرهونه ... وَكُنَّا أُنَاسًا نُذهب العُسرَ باليُسر) (وَكَانَ خَطاءً مَا أَتَيْنَا وَأَنْتُم ... صَوَابا كأنا لَا كرِيش وَلَا نَبري) (وقلتم حرامٌ نَصب سعدٍ ونصبكم ... عَتيق بن عُثْمَان خلال أَبَا بكر) (وَأهل أَبُو بكرٍ لَهَا خيرُ قَائِم ... وإنّ عليّا كَانَ أخلقَ لِلْأَمْرِ) (وَكَانَ هَوانا فِي عليٍّ وَإنَّهُ ... لأهلٌ لَهَا من حَيْثُ نَدْرِي وَلَا نَدْرِي) (وَهَذَا بِحَمْد الله يشفي من العَمى ... ويفَتح آذَانا ثقُلنَ من الوِقر) (نجى رَسُول الله فِي الْغَار وحدَه ... وصاحبُهُ الصّديق فِي سالف الدَّهْر) (فلولا اتقاء الله لم تذهَبوا بهَا ... ولكنَ هَذَا الْخَيْر أجمعُ للصبر) (وَلم يرضَ إِلَّا بِالرِّضَا ولربما ... ضربنا بِأَيْدِينَا إِلَى أَسْفَل القِدر) 3 - (الْأنْصَارِيّ) النُّعْمَان بن بشير بن سعد بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ وَأمه عَمرة بنت رَواحة أُخْت عبد الله بن رَوَاحَة ولد قبل وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بثماني سِنِين وَقيل بستّ وَالْأول أصح لأنّ الْأَكْثَر على أَنه ولد هُوَ وَعبد الله بن الزبير عَام اثْنَتَيْنِ من الْهِجْرَة فِي ربيع الآخر على رَأس) أَرْبَعَة عشر شهرا من مقدَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَهُوَ أوّلُ مولدٍ ولد للْأَنْصَار بعد الْهِجْرَة يكنى أَبَا عبد الله وَلَا يصحح بَعضهم سَمَاعَه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ عِنْدِي صَحِيح لِأَن الشّعبِيّ يَقُول عَنهُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حديثين أَو ثَلَاثَة قَالَ أهدِيَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عنبٌ من الطَّائِف فَقَالَ هَذَا العنقود فأبلِغه أمّك فأكلتُه قبل أَن ابلِغَها إِيَّاه فَلَمَّا كَانَ بعد ليالٍ قَالَ مَا فَعَل العنقود هَل بلغتَه قلت لَا فسماني غدر وَكَانَ النُّعْمَان

أَمِيرا على الْكُوفَة لمعاوية تِسْعَة أشهر ثمَّ كَانَ أَمِيرا على حمص لمعاوية ثمَّ ليزِيد فَلَمَّا مَاتَ يزيدُ صَار زُبيرياً فخالفه أهل حمص فأخرجوه مِنْهَا واتبعوه فَقَتَلُوهُ سنة أَربع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ احتزوا رَأسه غِيلةً بقرية من قرى حمص يُقَال لَهَا بِيرِين وَكَانَ قد ولي قَضَاء دمشق وَكَانَ كَرِيمًا جواداً شَاعِرًا يُروى أَن أعشى هَمدَان تعرّض ليزِيد بن مُعَاوِيَة فحرمه فمرّ بالنعمان بن بشيرٍ وَهُوَ على حمص فَقَالَ مَا عِنْدِي مَا أُعطيك وَلَكِن وَلَكِن معي عشْرين ألفا من أهل الْيمن فَإِن شِئْت سَأَلتهمْ فَقَالَ شئتُ فَصَعدَ النُّعْمَان بن بشير الْمِنْبَر وَاجْتمعَ إِلَيْهِ أَصْحَابه فحمِد الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ ذكر أعشى هَمدَان فَقَالَ إِن أَخَاكُم أعشى هَمدَان قد أضصابته حاجةٌ وَنزلت بِهِ حائجة وَقد عمَد إِلَيْكُم فَمَا تَرون قَالُوا دِينَار دِينَار قَالَ لَا وَلَكِن بَين اثْنَيْنِ دِينَار فَقَالُوا قد رَضِينَا فَقَالَ إِن شِئْتُم عجلتُها لَهُ من بَيت المَال من عطائكم وقاصصتكم إِذا خرجت عطايا كم فَقَالُوا نعم فَأعْطَاهُ عشرَة آلَاف دِينَار فقبضها الْأَعْشَى وَقَالَ (وَلم أر للحاجات عِنْد التماسها ... كنُعمانَ نُعمان النَدَى بَين بشيرِ) (إِذا قَالَ أَوفى بالمقال وَلم يكن ... ككاذبة الأقوام حَبل غُرور) (فلولا أَخُو الْأَنْصَار كنتُ كنازلٍ ... ثَوى مَا ثَوى لم يَنْقَلِب بنقير) (مَتى أكفر النُّعْمَان لم أكُ شاكرا ... وَلَا خير فِي من لم يكن بشَكور) والنعمان بن بشير هُوَ الْقَائِل (وَإِنِّي لأعطي المَال مَن لَيْسَ سَائِلًا ... وأُدرِكُ للْمولى المُعاند بالظُلم) (وَإِنِّي مَتى مَا يَلقني صَارِمًا لَهُ ... فَمَا بَيْننَا عِنْد الشدائد من صُرم) (فَلَا تعد ذَا الْمولى شريكَك فِي الْغنى ... وَلَكِن مَا الْمولى شريكُك فِي العُدم) (وَإِذا مَت ذُو الْقُرْبَى إِلَيْك برِحمه ... وغشَّك وَاسْتغْنى فَلَيْسَ بِذِي رِحم) ) (وَلَكِن ذَا الْقُرْبَى الَّذِي يستحقُّه ... أذاكَ ومَن يَرْمِي الْعَدو الَّذِي يَرْمِي) وَلما قَتله أهل حمص قَالَت امْرَأَته الْكَلْبِيَّة ألقوارأسه فِي حجري وَأَنا أَحَق بِهِ وَكَانَت قبله عِنْد مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَقَالَ لامْرَأَته مَيْسُونُ اذهبي فانظري إِلَيْهَا فأتتها فَنَظَرت ثمَّ رجعت ثمَّ قَالَت مَا رَأَيْت مثلهَا وَرَأَيْت خالا تَحت سُرتها لتوضعنّ رَأس زَوجهَا فِي حجرها فَتَزَوجهَا حبيب بن مسلمة ثمَّ طَلقهَا فَتَزَوجهَا النُّعْمَان وروى عَن النُّعْمَان من التَّابِعين حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوفٍ وَالشعْبِيّ وَأَبُو إِسْحَاق الْهَمدَانِي وسِماكُ بنُ حربٍ وَابْنه مُحَمَّد بن

الأزدي

النُّعْمَان وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْأَزْدِيّ) النُّعْمَان بن بازية كَانَ عريف الأزد وَصَاحب رايتهم سكن بِالشَّام وَذكره ابْن عِيسَى فِي الحمصيين وَقَالَ النُّعْمَان بن الرازية وَحدث عَنهُ صَالح بن شُرَيْح السَّكوني وَأَبُو مَرْيَم الغساني قَالَ كنتُ فِي من يقذف بَين يدَي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالجندل ثمَّ غزوتُ مَعَه الثَّانِيَة فَلَمَّا كَانَت الثَّالِثَة كنت مِمَّن يحمل لِوَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (أعشى ثَعْلَبَة) النُّعْمَان بن مُعَاوِيَة بن ثَعْلَبَة هُوَ أعشى ثَعْلَبَة وَمن شعراء الدولة الأموية سكن الشَّام وَكَانَ نَصْرَانِيّا عَن ابْن حبيب قَالَ كَانَ شَمعَلة بن عَامر بن عَمْرو نَصْرَانِيّا وَكَانَ ظريفاً فَدخل على بعض خلفاء بني أُميَّة فَقَالَ أَسلِم يَا شمعلة فَقَالَ لَا وَالله لَا أُسلم كَارِهًا أبدا وَلَا أسلم إلاّ طَوْعًا إِذا شئتُ فَغَضب وَأمر بِهِ فَقطعت قِطْعَة من لحم فَخذه وشُوِيَت بالنَّار وأطعمه إِيَّاهَا فَقَالَ الْأَعْشَى يذكر ذَلِك (أمِن جذوة بالفخذ مِنْك تباشرت ... عداك وَلَا عارٌ عَلَيْك وَلَا وقرُ) (وَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ وجُرحَه ... لَكالدّهرِ لَا عارٌ بِمَا فعل الدّهر) وَمَات شمعلة بعد مُدَّة طَوِيلَة من الجُرح فَقَالَ الْأَعْشَى (أَلا يَا بني مَرْوَان هَل تُوفينَّكم ... قُروضكم من قبل أَن يَأْتِي الْحَشْر) (أتنسى إِذا مَا لم تنلكم كريهةٌ ... ونُدعى إِذا مَا هُزهز الأسَل الْحمر) (ألم يَك غَدراً مَا فَعلْتُمْ بشمعلٍ ... وَقد خَابَ مَن كَانَت سَرِيرَته الغَدر) (أَجِدكُم لَا ترهبون كتائبا ... بلَملَم دَعْوَاهَا الأراقم والنمر) ) (فَإِن تكفرُوا مَا قد علمْتُم فطالما ... أُتيحَ لكم قسراً بأسيافنا النَّصْر) (فاُقسِم إِن حربٌ عوانٌ تلقّحت ... وحان من النَّاس التنمُّر والحظر) (لنَحْنُ عَلَيْكُم لَا لكم أَن عثرتُمُ ... من الصَرعة الأولى إِذا قُضي الْأَمر) (وَكم قد دفعنَا عَنْكُم من مُلمةٍ ... وَلَكِن أَبيتُم لَا وفاءٌ وَلَا شُكر) (ألم نكفِكم قيسا وقيسٌ مهيبة ... زبيرية قلباً حواجبها صُعر) (فَمَا أقبلَت للسِّلم حَتَّى تمرَّست ... بهَا السُّرَّة الحصداء والعدَدُ الدثر) (وَنحن قتلنَا مصعباً قد علمتُمُ ... بمسكن يَوْم الْحَرْب أبنائها حَصر) (فَمَا رب ذَاك الْفضل كاسر عينه ... هشامٌ وَلَا عبد الْعَزِيز وَلَا بشر) قَالَ ابْن حبيب فَبِعْت إِلَيْهِ بشر بن مَرْوَان خَاصَّة فأرضاه وَوَصله وكساه وَحمله على

الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه

فرس جوادٍ فَقَالَ يمدحه (مَتى يَقُولُوا أَبُو مَرْوَان سيدنَا ... وخيرُ مَن يُرتجى بَشَر فقد صدَقوا) (هُوَ الجوادُ قَدِيما كَانَ سابقهم ... حَتَّى أقرُّوا وَلَو لم يُنزعوا سُبِقوا) وَكَانَ الوليدُ بن عبد الْملك محسناً إِلَيْهِ فَلَمَّا وَليَ عمر بن عبد الْعَزِيز وَفد عَلَيْهِ مَعَ الشُّعَرَاء فَلم يُعْطه شَيْئا وَقَالَ مَا أرى للشعراء فِي بَيت المَال حَقًا وَلَو كَانَ لَهُم حق مَا كَانَ لَك لِأَنَّك امْرُؤ نَصْرَانِيّ فَقَالَ (لَعمري لقد عَاشَ الْوَلِيد حياتَه ... إمامَ هُدى لَا مستزادٌ وَلَا نَصرُ) (كَأَن بني مروانَ بعد وَفَاته ... جلاميدُ لَا تندَى وَإِن بلّها القَطر) 3 - (الإِمَام أَبُو حنيفَة رَضِي الله عَنهُ) النُّعْمَان بن ثَابت بن زوُطَى بِضَم الزَّاي وَسُكُون الْوَاو وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة وَبعدهَا ألف مَقْصُورَة اسْم نبطيٌّ ابْن ماه الإِمَام العلَم الْكُوفِي الْفَقِيه مولى بني تَميمِ الله بنِ ثَعْلَبَة ولد سنة ثَمَانِينَ من الْهِجْرَة وَتُوفِّي فِي نصف شَوَّال وَقيل فِي رَجَب وَقيل فِي شعْبَان سنة خمسين وَمِائَة وَرَأى أنس بن مَالك غير مرّة بِالْكُوفَةِ قَالَه بن سعد وروى أَبُو حنيفَة رَضِي الله عَنهُ عَن عَطاء بن أبي رَباح وَقَالَ مَا رَأَيْت أفضل مِنْهُ وَعَن عَطِيَّة العَوفي ونافعٍ وسلمَة بن كُهيلٍ وَأبي جَعْفَر الباقر وعدي بن ثابتٍ وقَتادة وَعبد الرَّحْمَن بن هُرمز الْأَعْرَج وَعَمْرو بن دِينَار وَمَنْصُور وَأبي الزبير وَحَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان وَعدد كثير وتفقه بحماد وَغَيره وبرع وساد فِي) الرَّأْي أهل زَمَانه فِي الْفِقْه والتفريع للمسائل وتصدر للإشغال وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب فَمن تلامذته زُفر بن الهُذيل الْعَنْبَري وَالْقَاضِي أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْقُضَاة ونوح بن أبي مَرْيَم الْمروزِي وَأَبُو مُطِيع الحَكَم بن عبد الله الْبَلْخِي وَالْحسن بن زِيَاد اللؤْلُؤِي وَأسد الدّين بن عَمْرو وَمُحَمّد بن السن وَحَمَّاد بن أبي حنيفَة وخلقٌ وَكَانَ خزازاً يُنفق من كيسه وَلَا يقبل جوائز السُّلْطَان توّرعاً وَله دَار وضِياعٌ ومعاش متسع وَكَانَ معدوداً فِي الأجواد الأسخياء الألبّاء الأذكياء مَعَ الدّين وَالْعِبَادَة والتهجّ وَكَثْرَة التِّلَاوَة وَقيام اللَّيْل رَضِي الله عَنهُ قَالَ الشَّافِعِي النَّاس فِي الْفِقْه عيالٌ على أبي حنيفَة قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقيل قَالَ لَا بَأْس بِهِ لم يُتهم بكذبٍ ضربه يزِيد بن هُبَيْرَة على الْقَضَاء فَأبى قَالَ أَبُو يُوسُف قَالَ أَبُو حنيفَة عِلمُنا هَذَا رأيٌ وَهُوَ أحسن مَا قَدرنَا عَلَيْهِ فَمن جَاءَنَا بأحسنَ مِنْهُ قبلناه وَقيل صلى بِوضُوء عشَاء الْآخِرَة الصُّبْح أَرْبَعِينَ سنة وَختم الْقُرْآن فِي

رَكْعَة وَقَالَ لَهُ رجل إِنِّي وضعت كتابا على خطك إِلَى فلَان فوهب لي أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ إِن كُنْتُم تنتفعون بِهَذَا فافعلوه وَقيل إِنَّه ختم الْقُرْآن فِي الْموضع الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَبْعَة آلَاف مرّة وردد لَيْلَة كَامِلَة قَوْله تَعَالَى بلِ الساعةُ موعِدهم والساعةُ أدهى وأمرُّ وروى نوح الْجَامِع أَنه سمع أَبَا حنيفَة يَقُول مَا جَاءَ عَن رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعلى الرَّأْس وَالْعين وَمَا جَاءَ عَن الصَّحَابَة اخترنا وَمَا كَانَ غير ذَلِك فهم رجال وَنحن رجالٌ وَقَالَ وَكِيع سَمِعت أَبَا حنيفَة يَقُول البّولُ فِي النمسجد أحسن من بعض الْقيَاس وَقَالَ ابْن حزم جَمِيع الْحَنَفِيَّة مجمعون على أنّ مَذْهَب أبي حنيفَة ضَعِيف الحَدِيث عِنْده أولى من الْقيَاس والرأي وَقَالَ يحيى الْقطَّان لَا نكذب الله مَا سمعنَا أحسنَ من رَأْي أبي حنيفَة وَقد أَخذنَا أَكثر أَقْوَاله وَنقل الْمَنْصُور أَبَا حنيفَة من الْكُوفَة إِلَى بَغْدَاد وأراده على الْقَضَاء فَأبى فَحلف عَلَيْهِ ليَفعلنّ فَحلف أَبُو حنيفَة أَن لَا يفعل فَقَالَ الرّبيع أَلا ترى أَمِير الْمُؤمنِينَ يحلِف فَقَالَ أَبُو حنيفَة أَمِير الْمُؤمنِينَ أقدَرُ مني على كفّارة الْيَمين وأبى الْولَايَة فَأمر بحبسه فِي الْوَقْت وَقيل إِنَّه قَالَ لَهُ اتقِ الله وَلَا ترعى فِي أمانتك إِلَّا من يخَاف الله واللهِ مَا أَنا مَأْمُون الرضى فَكيف أكون مَأْمُون الْغَضَب وَلَو اتجه الحُكم عَلَيْك ثمّ تهدّدَتني أَن تغرِّقني فِي الْفُرَات أَو أَلِىَ الحُكم لَا خترتُ أَن أَغرَّقَ فِي الْفُرَات وَلَك حاشيةٌ يَحْتَاجُونَ إِلَى مَن يُكرِمهم لَك وَلَا أصلح لذَلِك فَقَالَ لَهُ كذبتَ أَنْت تصلح لذَلِك فَقَالَ لَهُ قد حكمتَ لي على نَفسك كَيفَ يحل لَك أَن تُوليَ على أمانتك من هُوَ كذّاب وَقيل توّلى) الْقَضَاء يَوْمَيْنِ فَلم يَأْته أحد فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث أَتَاهُ رجل صفّار وَمَعَهُ آخرُ فَقَالَ الصفّار لي مَعَ هَذَا ددرهمان وَأَرْبَعَة دوانيق ثمن تور صُفر فَقَالَ أَبُو حنيفَة اتَّقِ الله وَانْظُر فِيمَا يَقُول الصفّار قَالَ لَيْسَ لَهُ عليّ شَيْء فَقَالَ أَبُو حنيفَة للصفّار مَا تَقول فَقَالَ استحلِفهُ لي فَقَالَ أَبُو حنيفَة للرجل قل وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فَجعل يَقُول فَلَمَّا رَآهُ أَبُو حنيفَة معزّما على أَن يحلف قطع عَلَيْهِ وَأخرج من كُمّه صرة وَأخرج مِنْهَا دِرْهَمَيْنِ ثقيلين وَقَالَ للصفّار هَذَانِ الدرهمان عِوَض بَاقِي تَورك فَنظر الصفار إِلَيْهِمَا وَقَالَ نعم وَأخذ الدرهمين فَلَمَّا بعد يَوْمَيْنِ اشْتَكَى أَبُو حنيفَة ثمَّ مرض سِتَّة أيّام وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يزِيد بن هُبَيْرَة قد ضربه مائَة سوطٍ كلّ يَوْم عشرةَ أسياط وَهُوَ يمْتَنع من ولَايَة ذَلِك فَلَمَّا رَآهُ مُصِراً خلى سَبيله وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل إِذا ذكر ذَلِك بَكَى وترّحم على أبي حنيفَة وَكَانَ أَبُو حنيفَة رَبعً من الرِّجَال وَقيل كَانَ طُوالاً تعلوه سُمرةٌ أحسنَ النَّاس مَنطِقاً وأحلاهم نَغمَة وَرَأى أَبُو حنيفَة فِي مَنَامه كأنّه نَبَش قبر رَسُوله الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبعث من سَأَلَ مُحَمَّد بن سِيرِين فَقَالَ ابْن سِيرِين صَاحب هَذِه الرُّؤْيَا يُثوِّر علما لم يسبُقه إِلَيْهِ أحد قبله وَقَالَ الشَّافِعِي قيل لمَالِك هَل رَأَيْت أَبَا حنيفَة قَالَ نعم رَأَيْت رجلا لَو كلمك فِي هَذِه السارية أَن يَجْعَلهَا ذَهَبا لقام بحجته وَقَالَ يحيى بن معِين الْقِرَاءَة عِنْدِي قِرَاءَة حَمْزَة وَالْفِقْه

فقهُ أبي حنيفَة على هَذَا أدركتُ الناسَ وَقَالَ بعض الكرَاميّة (إِن الَّذين بجهلهم لم يقتدوا ... فِي الدّين بِابْن كَرام غير كِرام) (الْفِقْه فقه أبي حنيفَة وَحدَه ... وَالدّين دينُ مُحَمَّد بن كَرام) وَقد تقدم هَذَانِ البيتان فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر بن الْكَيْل وَقَالَ جَعْفَر بن الرّبيع أقمتُ على أبي حنيفَة خمس سِنِين فَمَا رَأَيْت أطول صَمتاً مِنْهُ فَإِذا سُئِلَ عَن الْفِقْه تفتّح وسال كالوادي وَسمعت لَهُ دَويّاً وجَهارةً بالْكلَام وَكَانَ إِمَامًا فِي الْقيَاس وَقَالَ عَليّ بن عَاصِم دخلتُ على أبي حنيفَة وَعِنْده حَجّام يَأْخُذ من شَعره فَقلت للحجام تتَبَّع مَوَاضِع الْبيَاض لَا تَزِد قَالَ ولمَ لَا قَالَ لِأَنَّهُ يكثر قَالَ فتتبع مَوَاضِع السوَاد لَعَلَّه يكثر فحكيتُ لشريكٍ هَذِه الْحِكَايَة فَضَحِك وَقَالَ لَو ترك أَبُو حنيفَة قياسَه لتَركه مَعَ الْحجام وَقَالَ ابْن الْمُبَارك رَأَيْت أَبَا حنيفَة فِي طَرِيق مكّة وشُوِيَ لَهُ فصيلٌ سمينٌ فاشتَهوا أَن يأكلوه بخَل فَلم يَجدوا شَيْئا يصبون فِيهِ الخلّ فتحيروا فرأيته وَقد حفر فِي الرمل حُفرةً وبسَطَ عَلَيْهَا السُفرة وسكب الْخلّ فِي ذَلِك) الْموضع فَأَكَلُوا الشِّواء بالخل فَقَالُوا لَهُ تحس كل شَيْء فَقَالَ عَلَيْكُم بالشكر فَإِن هَذَا شَيْء أُلهِمتُهُ لكم فضلا من الله عَلَيْكُم وَدعَاهُ الْمَنْصُور يَوْمًا فَقَالَ الرّبيع يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَذَا أَبُو حنيفَة يُخَالف جدَّك كَانَ عبد الله بن عَبَّاس يَقُول إِذا حلف على الْيَمين ثمَّ اسْتثْنى بعد ذَلِك بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ جَازَ الِاسْتِثْنَاء وَقَالَ أَبُو حنيفَة لَا يجوز الِاسْتِثْنَاء إِلَّا متّصلاً بِالْيَمِينِ فَقَالَ أَبُو حنيفَة يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إنّ الرببع يزْعم أَن لَيْسَ لَك فِي رِقاب جُندِك بَيعة قَالَ وَكَيف قَالَ يحلفُونَ لَك ثمَّ يرجِعون إِلَى مَنَازِلهمْ فيستثنون فتبطُل أَيْمَانهم فَضَحِك الْمَنْصُور وَقَالَ يَا ربيع لَا تعرّض لأبي حنيفَة فَلَمَّا خرج أَبُو حنيفَة قَالَ لَهُ الرّبيع أردتَ أَن تُشِيطَ بدمي قَالَ لَا وَلَكِنَّك أردتَ أَن تشيطَ بدمي فخلصتُك وخلص نَفسِي وان أَبُو الْعَبَّاس الطوسي سيءَ الرأى فِي أبي حنيفَة وَكَانَ أَبُو حنيفَة يعرف ذَلِك فَدخل يَوْمًا على الْمَنْصُور وَكثر النَّاس فَقَالَ الطوسي الْيَوْم أقتل أَبَا حنيفَة فَأقبل عَلَيْهِ وَقَالَ يَا أَبَا حنيفَة إِن أميرَ الْمُؤمنِينَ يَدْعُو الرجل فيأمره بِضَرْب عُنق الرجل لَا يدْرِي مَا هُوَ أفَيَسَعُه أَن يضْرب عنقَه فَقَالَ يَا أَبَا الْعَبَّاس أَمِير الْمُؤمنِينَ يَأْمر بِالْحَقِّ أَو بِالْبَاطِلِ قَالَ بالحقّ قَالَ أَنفِذ الْحق حَيْثُ كَانَ وَلَا تسْأَل عَنهُ ثمَّ قَالَ أَبُو حنيفَة لمن كَانَ قَرِيبا إِن هَذَا أَرَادَ أَن يُوثِقَني فرَبَطته وَقَالَ يزِيد بن الْكُمَيْت كَانَ أَبُو حنيفَة شَدِيد الْخَوْف من الله تَعَالَى فَقَرَأَ بِنَا عَليّ بن الْحسن لَيْلَة فِي الْعشَاء الْآخِرَة إِذا زلزلت الأَرْض زِلْزَالهَا وَأَبُو حنيفَة خَلَفه فَلَمَّا قضى الصَّلَاة وَخرج النَّاس نظرتُ إِلَيْهِ وَهُوَ جَالس يتفكّر ويتنفس فَقلت أقوم لَا يشْتَغل قلبه بِي فَلَمَّا خرجتُ تركت الْقنْدِيل وَلم يكن فِيهِ إِلَّا زيتٌ قَلِيل فَجئْت وَقد طلع الْفجْر وَهُوَ قَائِم

يُصَلِّي وَقد أَخذ بلحية نَفسه وَهُوَ يَقُول يَا من يَجْزِي بمثقال ذَرةٍ خيرا وَخيرا وَيَا من يَجْزِي بمثقال ذَرة شرّاً شرّاً أجِرِ النُّعْمَان عَبدك من النَّار وَمَا يقرب مِنْهَا من سوءٍ وأَدخِله فِي سعَة رحمتك قَالَ فأدّنتُ والقنديل يزهِر وَهُوَ قَائِم فلمّا دخلت قَالَ تُرِيدُ أَن تدخل الْقنْدِيل قلت قد أذّنتُ لصَلَاة الْغَدَاة قَالَ اكتمُ عليّ مَا رأيتَ وَركع رَكْعَتَيْنِ وَجلسَ حَتَّى أُقِيمَت الصَّلَاة وَصلى مَعنا الْغَدَاة على وضوء أوّل اللَّيْل وَقَالَ إِسْمَعِيل بن حَمَّاد بن أبي حنيفَة عَن أَبِيه قَالَ لما مَاتَ أبي سَأَلنَا الْحسن بن عمَارَة أَن يتَوَلَّى غُسله فَفعل فَلَمَّا غسله قَالَ رَحِمك الله وَغفر لَك لم تفطر مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة وَلم تتوسّد يَمِينك فِي اللَّيْل مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة وَقد أَتعبتَ من بعْدك وفضحتَ القراءَ وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء كَانَ لأبي حنيفةَ جارٌ بِالْكُوفَةِ إسكافي يعْمل نَهَاره أجمعَ حَتَّى إِذا أجنّه اللَّيْل رَجَعَ إِلَى منزله وَقد حمل) لَحْمًا فيطبخه أَو سَمَكَة فيشويها ثمَّ لم يزل يشرب حَتَّى إِذا دبّ فِيهِ غّرَّد بصوتٍ وَهُوَ يَقُول (أضاعوني وأيّ فَتى أضاعوا ... ليَوْم كريهةٍ وسدادِ ثغرِ) فَلَا يزَال يشرب ويردد هَذَا الْبَيْت حَتَّى يَأْخُذهُ النّوم وَكَانَ أَبُو حنيفَة يسمع جَلبته كل ليلةٍ ففقد أَبُو حنيفَة صَوته لَيْلَة فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل أَخذه العَسَسُ مُنْذُ لَيَال وَهُوَ مَحْبُوس فصلّى أَبُو حنيفَة الْفجْر وَركب بغلته وَاسْتَأْذَنَ على الْأَمِير فَلَمَّا دخل قَالَ لي جَار إسكافي أَخذه العَسَس مُنْذُ لَيَال يَأْمر الْأَمِير بتخلية سَبيله فَقَالَ نعم وكل من أُخِذ تِلْكَ اللَّيْلَة فتركوا أَجْمَعِينَ وَخرج أَبُو حنيفَة والإسكافي يمشي وَرَاءه فَلَمَّا نزل أَبُو حنيفةَ رَضِي الله عَنهُ مضى إِلَيْهِ وَقَالَ يَا فتىَ أضعناك فَقَالَ لَا بل حفظتُ ورُعيتُ جَزَاك الله خيرا عَن حُرمة الجِوار ورعاية الْحق وَتَابَ ذَلِك الرجل وَلم يعد إِلَى مَا مَكَان عَلَيْهِ وَلم يكن فِي أَبُو حنيفَة رَضِي الله عَنهُ مَا يعاب بِهِ غير اللّحن فَمن ذَلِك أَن ابا عَمْرو بن العلاءِ المقرىء النَّحْوِيّ ساله عَن القَتل بالمِثل هَل يوجِب القَود أَو لَا فَقَالَ لَا كَمَا هُوَ قَاعِدَة أبي حنيفَة فِي مذْهبه خلافًا للشَّافِعِيّ فَقَالَ لع أَبُو عَمْرو ولوقتله بِحجر المنجنيق فَقَالَ لَهُ وَلَو قَتله بأبا قُبيس يَعْنِي الْجَبَل المطلّ على مَكَّة وَقد اعتذر النَّاس لَهُ وَقَالُوا قَالَ ذَلِك على لُغَة من يعرب الحروفَ الستةَ على أَنَّهَا مقصورةٌ وَمِنْه قَول الْقَائِل (إِن أَبَاهَا وَأَبا أَبَاهَا ... قد بلغا فِي الْمجد غايتاها) وَقَالَ عبد الله بن الْمُبَارك يمدَح الإِمَام (رأيتُ أَبَا حنيفةَ كلَّ يومٍ ... يَزيدُ نَبالةً وَيزِيد خُبرا) (ويَنطِقُ بالصَواب ويَصطَفيه ... إِذا مَا قَالَ أهل الهُجر هُجرا)

وَقَالَ فِيهِ أَيْضا (رأيتُ أَبَا حنيفَة حِين يُؤتَى ... ويُطلَبُ عِلمُه بَحرا غَزيرا) (يقايس من يقايسه بلُبٍّ ... فَمن ذَا تجعلونَ لَهُ نظيرا) (كفانا فَقد حمادٍ وَكَانَت ... مُصيبتُنا بِهِ أمرا كَبِيرا) (فردّ شماتة الْأَعْدَاء عنّا ... وأبدَى بعده علما كثيرا) (إِذا مَا المشكلات تدافَعَتها ... رجال الْعلم كَانَ بهَا بَصيرًا) وَقَالَ فِيهِ أَيْضا) (لقد زانَ لبلادَ ومَن عَلَيْهَا ... غمامُ الْمُسلمين أَبُو حنيفَه) (بآثارٍ وفقهٍ مَعَ حديثٍ ... كآيات الزَبُور على صحيفه) (فَمَا هِيَ فِي المَشرِقَين لَهُ نظيرٌ ... وَلَا فِي المغربين وَلَا بكوفَه) (رأيتُ العائبين لَهُ سفاها ... خِلافَ الْحق مَعَ حُجَج ضعيفَه) (يبيتُ مشمرا سَهَرَ اللَّيَالِي ... وَصَامَ نَهَاره لله حَيفَه) (وصان لسانَه عَن كل إفكٍ ... وَمَا زَالَت جوارِ حُه عفيفه) (يعِفّ عَن المَحارِم والمَلاهي ... ومَرضاة الْإِلَه لَهُ وظيفَه) (فَمن كَأبي حنيفَة فِي نداه ... لأهل الفَقر فِي السّنة الجحيفة) (وَكَيف يحلّ أَن يؤذَى فقيهٌ ... لَهُ فِي الدّين آثارٌ شريفه) (وَقد قَالَ ابْن غدريسٍ مقَالا ... صَحيحَ النَقل فِي حكمٍ لطيفه) (بأنّ الناسَ فِي فِقهٍ عِيالٌ ... على فقه الإِمَام أبي حنيفَه) وَقَالَ غَسَّان بن مُحَمَّد التَّمِيمِي (وضع القياسَ أَبُو حنيفَة كلَّه ... فَأتى بأوضَحِ حُجة وقياسِ) (وبَنَى على الْآثَار رأسَ بِنائِه ... فَأَتَت قواعدُه على الأساس) (والناسُ يتِبعون فِيهَا قولَه ... لمّا استبان ضياؤُه للنَّاس) وَفِي أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ يَقُول مساور (إِذا مَا الناسُ يَوْمًا قايسونا ... من الفُتيا بآبدة طريفه) (أتيناهمِ بِمِقياسٍ صحيحٍ ... تِلادٍ من طِراز أبي حنيفَه) (إِذا سَمِعَ الْفَقِيه بهَا وعاها ... وأثبتَها بخيرٍ فِي صَحيفَه) فَأَجَابَهُ بعض أَصْحَاب الحَدِيث

الخولاني

(إِذا ذُو الرَّأْي خاصَمَ فِي قِيَاس ... وجاءَ بِبدعَةٍ هَنَةٍ سخيفه) (أتيناهم بقول الله فِيهَا ... وآثارٍ مبرَّزة شريفه) (فكَمِ مِن فَرجِ مُحصِنَةٍ عفيفٍ ... أُحِلّ حَرامه بِأبي حنيفه) 3 - (الْخَولَانِيّ) نعْمَان بن مَيْمُون الْخَولَانِيّ قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ اسْمه فِي صغره مُعانداً غير أَن) هَذَا الإسم غلب عَلَيْهِ فعُرف بِهِ وَهُوَ شَاعِر ماهر صَاحب قوافٍ سرده ولغة عويصة إِذا شَاءَ وَله قُدرةٌ على الْكَلَام يَأْخُذ من رَقِيقه وجَزله ويسلك فِي حَزنه وسهله مَعَ حفظ للغة الْعَرَب وَمَعْرِفَة بفصول الشّعْر وإنتقاده وَله فِي ذَلِك تأليف مَشْهُور على ابْن مُغيث فِي نقد كِتَابه الموسوم بالميلَق وشعره فِي أَيدي النَّاس قَلِيل لقلّة مدحه وهجائه وانقطاعه إِلَى طَلَب الدُّنْيَا من غير بَاب الْأَدَب وَمن شعره (نُبئتُ أَنَّك مَولى لَا يواصلني ... وَقد رُميتُ بِهجرٍ مِنْك قد حَدَثا) (فَلَا تَفِي النَذر مَن آلَى بِمَعْصِيَة ... هذي مقالةُ مَن بِالْحَقِّ قد بُعِثا) (واحنَث فحِنثك وَصلي وَهُوَ يُعتِقُني ... والعِتقُ غايةُ تكفيرٍ لمن حَنِثا) (وَإِن تحرَّجتَ من إثمٍ وخِفتَ لَهُ ... فأعظمُ الإثمِ قَتلي فِي الْهوى عَبَثا) وَمِنْه (أحاشيك إشفاقاً من البوح بالهوى ... فيا ذُلَّ إشفاقي لعزّ وصالِكا) (وَلم أخفه صَونا لقَدري وَإِنَّمَا ... رََايتُ اشتهاري نقصا لحالكا) (فها أَنا منهوك التصبُّر حائرٌ ... كَأَنِّي غريبٌ قد أضلّ المسالكا) (أُصرِّفُ أفكاري لِوجدان راحةٍ ... وَمَا لي بهَا إِلَّا قليلُ نواِلكا) (على أَن حظّي السّتْر فِي ذَاك كلّه ... لنَفسك لَكِن لم تُجاز بذالكا) وَمِنْه (وأشدُّ المُصاب أَنَّك تَنوي ... صَفوَ وُدٍّ لمن يَرَى لَك غِشا) (ومُذيعٍ كأنّما عِنْده الس ... رّ قروحٌ مُناه أَن تَتَفَشّا) (ومشيرٍ كأنّه حَاكم فِي ... ك مجازٍ بوابلٍ مِنْك طَشّا) وَمِنْه (نزل الظَلامُ بعارضيه فانبرى ... نور السُلوّ على فؤادٍ ينزل)

أبو حنيفة قاضي المعز

(فاعجَب لصُبح يَهْتَدِي قلبِي بِهِ ... لرَشاده والأصلُ ليلٌ اليَلُ) وَمِنْه أَيْضا (فالليلُ ألبَسَنا الحِدادَ وسِرَّنا ... والصبحُ ألبسنا البياضَ وساء) قَالَ ابْن رَشِيق وَقد احتذيتُ مِثَال هَذَا الْمَعْنى فَقلت وزدت تَشبيهاً فِي الْبَيْت الثَّانِي) (سُرِرتُ بليلٍ كالحِداد لبسته ... وساءك صبحٌ كالرِّداء المصَبّغ) (وَمَا ذَاك إلاّ للشباب وحُبِّه ... وَكره مشِيبٍ ناضلٍ ومثمغ) وضع نعْمَان أبياتاً على لِسَان عبد الله بن فَلاّح الخواتمي يتهكم بِهِ فَقَالَ (الحبّ كِيرٌ على قلبِي بحالته ... والعَذلُ مِنفاخُه والشوقُ نيرانُ) (وَلم يُبَقِّ الضَنى مِمَّا سبكتُ بِهِ ... مَا يَبْتَغِي أخذَه بالشّفت إِنْسَان) (وجُلّ مَا أشتكي شوقي لفم فَتىً ... كأنّه خاتمٌ والجسم عِقبان) (أشتاقه فَإِذا مَا رُمتُ أبصُره ... أعشى كأنّي امرؤٌ يُغشاه دُخان) (وأحسِب القلبَ مني تَحت مِطرَقةٍ ... وَتَحْته للمعيد الضَّرْب سِندان) 3 - (أَبُو حنيفَة قَاضِي المعزّ) النُّعمان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور أَبُو حنيفَة المغربي قَالَ المُسَبِّحي فِي تَارِيخ مصر كَانَ من أهل الدّين وَالْفِقْه والنبل وَله كتاب فِي أصُول الْمَذْهَب وَقَالَ غَيره كَانَ المتخلف مالكياً ثمَّ إِنَّه تحول إِلَى مَذْهَب الشِّيعَة لأجل الرياسة وداخَلَ بني عُبيد وصنّف لَهُم كتاب ابْتِدَاء الدعْوَة وكتاباً فِي الْفِقْه وكُتُباً كَثِيرَة فِي أَقْوَال الْقَوْم وَجمع فِي المناقب والمثالب ورد على الْأَئِمَّة وتصانيفه تدّل على زَندَقَتِه وَأَنه نافقَ وَله دعائم الْإِسْلَام ثَلَاثُونَ مجلَّداً فِي مَذْهَب الْقَوْم ومنهاج شرح الْآثَار خَمْسُونَ مجلداً وَغير ذَلِك وَجَاء إِلَيْهِ مغربيّ وَقَالَ قد عزمتُ على الدُّخُول فِي الدعْوَة فَقَالَ مَا حملك على هَذَا قَالَ الَّذِي حمل سيّدنا فَقَالَ نَحن أدخلنا فِي هواهم حلواهم فَأَنت لماذا تفعل وَله القصيدة الْفِقْهِيَّة لقبّها بالمنخبة وصنف ردّاً على أبي حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَابْن سُريج وَكَانَ من الْفضل وَالْعلم والعربية بِمحل عالٍ ولازم صُحْبَة الْمعز وَدخل مَعَه الديار المصرية وَلم تطل مدَّته وَمَات فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة بِمصْر وَصلى عَلَيْهِ المعزّ 3 - (الإصبهاني) النُّعْمَان بن عبد السَّلَام بن حبيبٍ التَّميمي أَبُو الْمُنْذر الإصبهاني

أبو الوزير الغساني

الْفَقِيه شيخ إصبهان وعالمها من كبار الزُّهاد المتورّعين كَانَ يتفقه على مَذْهَب سُفيان وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (أَبُو الْوَزير الغساني) النُّعْمَان بن الْمُنْذر أَبُو الْوَزير الغساني الدِّمَشْقِي وثّقَه أَبُو زُرعة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين) وَالْمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (القَاضِي معز الدّين الْحَنَفِيّ) النُّعْمَان بن حسن بن يُوسُف قَاضِي الْقُضَاة معز الدّين الخطيبي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْقُضَاة بِالْقَاهِرَةِ نَاب أَولا عَن الصَّدْر سُلَيْمَان ثمَّ ولي بعده وَقدم دمشق أَيْضا لقَضَاء الجيوش وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة وَتُوفِّي بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة (نِعمةُ) 3 - (أَبُو البركات الموقِّت) نعْمَة بن أَحْمد بن أحم تَاج الشَّرَف أَبُو البركات الزَّيدي الْمصْرِيّ الْمُؤَذّن رَئِيس المؤذنين بِجَامِع الْقَاهِرَة تفقه على مَذْهَب مَالك وبرع فِي علم الْوَقْت وَتقدم على أقرانه ونظم فِي ذَلِك أرجوزةً سَمِعت مِنْهُ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة (نعْمَة الله) 3 - (أَبُو الْفضل المراغي) نعْمَة الله بن المفرِّج أَبُو الْفضل المراغي قدم بَغْدَاد ومدح الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بقصيدة أوّلها (ترَاءَتْ لنا بالرَقمَين مَنازلُ ... مَنازِلُ فِيهَا من دمُوعي مَناهِلُ) (فعرّجتُ نَحْو الدَّار صدر مَطيتي ... أُسائل أَيْن الحبّ والحبُّ راحِل) (فعّجتُ رَبع العامرية باللَّوى ... وأنشدتُ بَيْتا كنت قِماً أحاول) (زمانُ وصالِ هَل أَنْت عائدٌ ... ودَهر فِراق الحبّ هَل أَنْت زائل) ابْن النِّعْمَة الأندلسي عَليّ بن عبد الله (نُعَيم) 3 - (النحام الصَّحَابِيّ) نُعيم بن عبد الله النَحام الْقرشِي العدَوِي وَإِنَّمَا سمى

المزني

النحام لأنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ دخلتُ الْجنَّة فَسمِعت نَحمَةً من نعيم فِيهَا والنحمة السُّعلة وَقيل النَّحنَحة الممدودة آخِرُها فَسُمي النحام بذلك كَانَ قديم الْإِسْلَام يُقَال إِنَّه أسلم بعد عشرَة أنفس قبل إِسْلَام عمر وَكَانَ يكتم إِسْلَام وَمنعه قومه لشرفه فيهم من الْهِجْرَة لِأَنَّهُ كَانَ ينْفق على أرامل بني عدي وأيتامهم ويمونهم فَقَالُوا أقِم عندنَا على أيّ دينٍ شِئتَ وأقم فِي ربعك واكفِنا مَا أَنْت كافٍ من أُمُور أهلنا فو الله لَا يتَعَرَّض أحدٌ إِلَيْك إِلَّا ذهبَت أَنْفُسنَا جَمِيعًا دُونك وَزَعَمُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ حِين قدومه عَلَيْهِ قَوْمك يَا نعيم كَانُوا خيرا لَك من قومِي لي قَالَ بل قَوْمك خيرٌ يَا رَسُول الله قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قومِي أَخْرجُونِي وأقرك قومُك واختُلِف فِي وَقت وَفَاته فَقيل بأجنادين شَهِيدا سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَقيل قتل باليرموك شَهِيدا سنة خَمْسَة عشرَة وروى عَنهُ نَافِع وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ قَالَ ابْن عبد الْبر وَمَا أظنهما سَمِعا مِنْهُ وَلم يحصل لَهُ هِجْرَة إِلَى زمَان الحُدَيبية 3 - (المُزَني) نعيم بن مُقرن أَخُو النُّعْمَان بن مقرِّن خلف أَخَاهُ نعْمَان حِين قُتِل بنهاوند وَكَانَت على يَدَيْهِ فتوحٌ كَثِيرَة وَهُوَ وَأَخُوهُ من جِلَّة الصَّحَابَة الصَّحَابَة وَمن وُجُوه مُزَينة وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ يعرف لَهما موضعهما 3 - (الْأَشْجَعِيّ) نعيم بن مَسْعُود بن عامرٍ الْأَشْجَعِيّ هَاجر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ الَّذِي خذَّل الْمُشْركين وَبني قُريظة حِين صرف الله الْمُشْركين بعد أَن أرسل عَلَيْهِم ريحًا وجنوداً لم يروها وَخَبره فِي تخذيل الْمُشْركين مَذْكُور فِي السّير وَهُوَ عَجِيب وَهُوَ الَّذِي نزلت فِيهِ الَّذين قَالَ لَهُم النَّاس يَعْنِي نعيم بن مَسْعُود وحدَه كنى عَنهُ وَحده بِالنَّاسِ فِي قَول طَائِفَة من أهل التَّفْسِير قَالَ بعض أهل الْمعَانِي إِنَّمَا قيل ذَلِك لِأَن كلّ وَاحِد من النَّاس يقوم مقَام الآخر فِي مثل ذَلِك وَسكن نعيم الْمَدِينَة وَمَات فِي خلَافَة عُثْمَان وروى عَنهُ ابْنه سَلمةُ بن نعيمٍ وَقيل قتل نعيم فِي الْجمل وَالْأول أصحّ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد) 3 - (الغَطفاني) نعيم بن همّاز وَقيل ابْن جمّاز وَقيل ابْن هبان بِالْبَاء قبل الْألف وَقيل ابْن همام وَهُوَ غَطفاني مَعْدُود فِي أهل الشَّام روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا وَاحِدًا فِيمَا يحكيه عَن ربه أَنه قَالَ ابْن أَدَم صلّ لي أول النَّهَار أَربع رَكْعَات أكفك آخِره قَالَ ابْن عبد البرّ أُختلف فِي هَذَا الحديثِ اخْتِلَافا كثيرا كاختلافِهم فِي اسْم أَبِيه فَمنهمْ من يَجعله عَن نعيم عَن عقبَة بن عَامر وَحدث مَكْحُول هَذَا وَلم يسمع مِنْهُ بَينهمَا كثير بن مرّة وَقيس

المجمر

الجذامي وَقد روى عَن نعيم هَذَا أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِيمَا روى عَنهُ حَنْبَل أَن إِسْحَاق بن حَنْبَل اخْتلفُوا فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي نعيم بن هَبَّار وَقَالَ الْخياط نعيم بن هماز وَقَالَ الْوَلِيد بن مُسلم نعيم بن حمَار وَقَالَ الْغلابِي عَن يحيى بن مَعين اخْتلف النَّاس فِي نعيم بن هَبَّار فَقَالُوا هَبَّار وحمار وَأهل الشَّام يَقُولُونَ همار وهم أعلم بِهِ وَقَالَ غَيرهم كلّما ذُكر فِيهِ أوّلاً توفّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ 3 - (المجمِّر) نعيم بن عبد الله المجمّر مولى آل عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ يبخر مَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالس أَبَا هريرةَ مُدَّة وَسمع من ابْن عمر وَجَابِر وَطَائِفَة وثَّقة أَبُو حَاتِم وَغَيره وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 3 - (أَبُو عَمْرو النَّحْوِيّ) نُعيم بن مَيسرة أَبُو عمرٍ والنحوي الْكُوفِي المقرىء نزيل الرَّيّ قَالَ أَحْمد لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة توفّي سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ 3 - (الْأَشْجَعِيّ الْكُوفِي) نعيم بن أَشيَم هِنْد الْأَشْجَعِيّ الْكُوفِي وَهُوَ ابْن عمّ سَالم بن أبي الْجَعْد وَابْن عَم أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ ولأبيه صُحْبَة روى عَن أَبِيه ونُبَيط بن شُريط وسُويَد بن غَفلَة وَأبي وَائِل ورِبْعِي بن حِرَاش وَآخَرين وثقة النَّسَائِيّ وروى لَهُ مُسلم والتِّرمذي وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَتُوفِّي سنة عشرٍ وَمِائَة 3 - (نعيم بن الهيصم) نعيم بن الهَيصم قَالَ ابْن مَعِين صَدُوق وَله نسخ مَرويّة توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ) 3 - (الفَرَضي الخُزاعي) نُعيم بن حَماد بن مُعَاوِيَة الخُزاعي المَروَزي الْأَعْوَر الفارض الْحَافِظ الْفَقِيه نزيل مصر رأى الحُسين بن واقِد روى عَنهُ البُخَارِيّ مَقْرُونا وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَيحيى بن مَعِين والذُّهَلي وَأَبُو زُرعة الدِّمَشْقِي وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَغَيرهم وَكَانَ كَاتبا لأبي عِصمة وَكَانَ أَبُو عصمَة شَدِيد الردّ على الْجَهْمِية وَمِنْه تعلَّم وَقَالَ أَنا كُنت جهمياً فَلذَلِك عرفت كَلَامهم وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لقد كَانَ من الثِّقَات وَقَالَ الْعَبَّاس بن مُصعَب نعيم بن حمّاد الفارض وضع كتابا فِي الرَّد على أبي حنيفَة

نعيمان

وناقَضَ محمدَ بنَ الْحسن وَوضع ثَلَاثَة عشر كتابا فِي الردّ على الْجَهْمِية وَكَانَ من أعلم النَّاس بالفرائض وحُمِل إِلَى الْعرَاق مَعَ البُوَيطيّ فِي امتحان القَوْل بِخلق الْقُرْآن فَأبى أَن يُجيب بِشَيْء مِمَّا أَرَادَهُ فجحُبِس بسرّ من رأى وَمَات فِي السجْن سنة تسع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ (نُعَيمان) 3 - (نعيمان بن عَمْرو) نعيمان بن عَمْرو بن رِفَاعَة بن الْحَارِث قد تقدم ذكره فِي ذكر النُّعْمَان بن رِفَاعَة وَالله الْمُوفق (الألقاب) الْحَافِظ أَبُو نعيم اسْمه عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عدي آخر اسْمه أَحْمد بن عبد الله الإصبهاني أَبُو نعيم عُبيدُ الله بن الْحسن النُعيمي أَحْمد بن عبد الله النعيمي الْمُحدث عَليّ بن أَحْمد النفاح الْمُحدث الْبَغْدَادِيّ نزيل مصر اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن نفاده اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن نفطويه النَّحْوِيّ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد (نُفَير) 3 - (الحَضرمي الصَّحَابِيّ) نُفير بن المفلِّس بن نفير الْحَضْرَمِيّ وَيُقَال نفير بن مَالك بن عَامر وَهُوَ وَالِد جُبير بن نفير يكنى أَبَا جبيرٍ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ مَعْدُود فِي الشاميين روى عَنهُ ابْنه جُبَير أَحَادِيث مِنْهَا فِي صفة الْوضُوء وَمِنْهَا فِي الدَّجَّال حَدِيث طَوِيل وَابْنه جُبَير بن نفير جاهلي إسلامي اِدَّرَكَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يره وَهُوَ مَعْدُود فِي كبار التَّابِعين بِالشَّام 3 - (الثمالِي الصَّحَابِيّ) نفير بن مُجيب الثمالِي شاميّ كَانَ من قدماء الصَّحَابَة روى عَنهُ الْحجَّاج بن عبد الله الثمالِي وَله صُحْبَة أَيْضا حَدِيثا مَرْفُوعا فِي صفة جَهَنَّم أعاذنا الله مِنْهَا إِن فِيهَا سبعين ألف وادٍ قَالَ ابْن عبد البرّ وَهُوَ حديثٌ مُنكر لَا يصحّ وَقَالَ أَبُو

نفيس

زُرعة وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ إِنَّمَا هُوَ سُفْيَان بن مُجيب وَلم يقلهُ غَيرهمَا بَل قد قَالَه ابْن قَانِع (نَفِيس) 3 - (النفيس ابْن صعوة الْحَنْبَلِيّ) النَّفيس بن مَسْعُود بن أبي سعد بن عَليّ أَبُو الْحسن الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن صعوة وَهُوَ لقبٌ لِأَبِيهِ تفقه على أبي الْفَتْح بن المِنى حَتَّى حصل طَرفاً صَالحا من الْمَذْهَب وَالْخلاف وناظر ودرس وَأفْتى وَعقد مجْلِس الْوَعْظ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَابًّا حسنا وَمن شعره (أبُنيَّ لَا تَكُ مَا حَيِيتَ مُمارِياً ... ودَعِ المُزاح فَإِنَّهُ لَا يَنفَعُ) (لَا تُؤذِ جَارَك واحتَمِل مِنْهُ الْأَذَى ... إنّ الكريمَ لجارِه مُتوَسِّع) (وَإِذا هَمُمتَ بِأَمْر سُوءٍ جِئتَه ... لَيْلًا ليغفُلَ عَنْك ناسٌ هُجَّع) (فَاعْلَم بِأَن الله لَيْسَ بغافلٍ ... عمّا هَممتَ بِهِ وَلَا مَا تَصنَع) (واحذّر بُنيَّ من الْقِيَامَة مَوِقفاً ... لَا بُدَّ مِنْهُ يشيب مِنْهُ المُرضع) 3 - (أَبُو الْخَيْر الضَّرِير) النفيس بن معتوق بن يحيى بن فَارس بن وهبٍ الْأَسدي أَبُو الْخَيْر الضَّرِير الْبَغْدَادِيّ سكن رحبة الشَّام وتفقه بهَا على أبي الْحسن بن المتقِنة ثمَّ أَقَامَ بِدِمَشْق فِي آخر عمره وروى بهَا) أرجوزة ابْن المتقنة فِي الْفَرَائِض 3 - (البُزوري) النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومي بن سلمَان بن مُحَمَّد بن سلمَان بن صَالح بن مُحَمَّد بن وهباتن السُلَمي البُزوري أَبُو جَعْفَر الحديثي قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي فَجْأَة سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ بالروايات على الْمُبَارك بن الْحسن بن الشَرَزوري وعَلى غَيره وَسمع من النَّقِيب أبي الْحسن مُحَمَّد بن طرَّادٍ الزَّيْنَبِي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن السلال الْوراق وَأبي الْقَاسِم عَليّ بن عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن الصّباغ وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ وَطلب بِنَفسِهِ قَالَ محبّ الدّين بن النجار كتبنَا عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا فَاضلا خيرا دينا كثير التِّلَاوَة حسن الْأَخْلَاق متواضعاً سليم الْبَاطِن (نفيسة) 3 - (نفيسة التميمية) نفيسة بني أُمَيّة التميميّةُ أُخْت يَعلى بن أُميّة لَهَا صُحْبَة وَرِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

السيدة المشهورة

3 - (السيّدة الْمَشْهُورَة) نفيسة ابْنة الْحسن بن زيد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ السيّدة الْمَشْهُورَة دخلت مصر مَعَ زَوجهَا إِسْحَاق بن جَعْفَر الصَّادِق وَقيل بل دخلت مَعَ أَبِيهَا الْحسن وَإِن قَبره بِمصْر وَلكنه غير مَشْهُور وَإنَّهُ كَانَ والياً على الْمَدِينَة من قبل الْمَنْصُور أَقَامَ فِي الْولَايَة مُدَّة خمس سِنِين ثمَّ غضب عَلَيْهِ فَعَزله واستصفى أَمْوَاله وحبسه بِبَغْدَاد وَلم يزل مَحْبُوسًا إِلَى أَن مَاتَ الْمَنْصُور وَولي الْمهْدي فَأخْرجهُ من حَبسه ورد عَلَيْهِ مَا أُخِذ مِنْهُ وَلم يزل مَعَه فَلَمَّا حج الْمهْدي كَانَ فِي جملَته فَلَمَّا انْتهى إِلَى الحاجر مَاتَ هُنَاكَ سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَمِائَة وَهُوَ ابْن خمس وَثَمَانِينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ عَليّ بن الْمهْدي وَقيل توفّي بِبَغْدَاد وَالصَّحِيح الأول وَأما نفيسة هَذِه فَكَانَت من النِّسَاء الصَّالِحَات التقيات ويُروى أنّ الإِمَام الشَّافِعِي لما دخل مصر حضر إِلَيْهَا وَسمع عَلَيْهَا الحَدِيث وللمصريّين فِيهَا اعْتِقَاد عَظِيم وَلما توفّي الشَّافِعِي ادِخلت جنَازَته إِلَيْهَا وصلّت عَلَيْهِ فِي دارها وَكَانَت دارها مكانَ مشهدِها الْيَوْم وَلم تزل بِهِ إِلَى أَن توفيت فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وَلما مَاتَت عزم زَوجهَا المؤتمن إِسْحَاق بن جَعْفَر) الصَّادِق على حملهَا إِلَى الْمَدِينَة ليدفنها هُنَاكَ فَسَأَلَهُ المصريون بقاءها عِنْدهم فدفنت فِي الْوَضع الْمَعْرُوف بهَا الْآن بَين مصر والقاهرة عِنْد والمشاهد وَهَذَا الْموضع كَانَ يعرف يومذاك بدرب السبَاع فخرِب الدَّرْب واشتهر إِجَابَة الدُّعَاء عِنْد قبرها ابْن نَفِيس الْمُحدث عَليّ بن مَسْعُود ابْن النفيس الشَّيْخ عَلَاء الدّين عَليّ بن أبي الحزم (نفيع) 3 - (نُفَيع مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نُفيع بن مسرح وَيُقَال ابْن الْحَارِث بن كلدة الثَّقَفِيّ وَأمه سُمية أمَة الْحَارِث بن كلدة وَهِي أم زِيَاد بن أبي سُفْيَان ويكنى نفيعُ أَبَا بَكرةَ وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ خرج غلامان يَوْم الطَّائِف إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأعتقهما أَحدهمَا أَبُو بَكرة وَكَانَا مَوليَيه وَيُقَال إِنَّه تدلى من حصن بِبكرةٍ وَنزل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فكناه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكرَة وَسكن أَبُو بكرَة الْبَصْرَة وَبهَا مَاتَ سنة إِحْدَى وَخمسين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ مِمَّن اعتزل يَوْم الجل وَلم يُقَاتل مَعَ احدٍ من الْفَرِيقَيْنِ وَكَانَ أحد فضلاء الصَّحَابَة قَالَ الْحسن لم يسكن الْبَصْرَة أحد

الألقاب

من الصَّحَابَة أفضل من عمرَان بن حُصَيْن وَأبي بكرَة ولع عقب كثير كَانَ لَهُم وجاهة وسؤدد بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ مِمَّن شهد على الْمُغيرَة بن شُعْبَة بالزناء فبتّ الشهادةَ وَجلده عمر حدّ الْقَذْف إِذْ لم تتمّ الشَّهَادَة ثمَّ قَالَ لَهُ تب لتُقَلَ شهادتك فَقَالَ لَا جَرَمَ لَا اشْهَدْ بَين اثْنَيْنِ أبدا مَا بقيت فِي الدُّنْيَا وَكَانَ أَبُو بكرَة يَقُول أَنا مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويأبى أَن ينتسِبَ وَكَانَ مثل النصل من الْعِبَادَة حَتَّى مَاتَ وَأوصى أَن يصلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ فصلّى عَلَيْهِ وَقد روى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم وَقد مر ذكر الشَّهَادَة الَّتِي شَهِدَهَا على الْمُغيرَة بن شُعبة وَمَا جرى فِي ذَلِك فِي تَرْجَمَة الْمُغيرَة بن شُعْبَة (الألقاب) النُّفَيْلِي الْحَافِظ عبد الله بن مُحَمَّد ابْن النقار الشَّافِعِي اسْمه عبد الْقَادِر بن دَاوُد ابْن النقار عبد الله بن أَحْمد النقاش الطَّبِيب عَليّ بن عِيسَى) النقاش الْبَغْدَادِيّ عِيسَى بن هبة الله النقاش الْحلَبِي مَسْعُود بن الْفضل النقاش الْأَشْعَرِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد النقاش الْمُحدث اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ النفاش الْحَنْبَلِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ نقاش الْموصِلِي مَسْعُود بن الْحُسَيْن النقاش الْمُفَسّر مُحَمَّد بن الْحسن النقاش بدر بن أبي الرِّضَا ابْن نقطة الْحَافِظ معِين الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ ابْن النقور أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن النَّقِيب الْمُفَسّر اسْمه مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ابْن النَّقِيب الشَّاعِر الْحسن بن شاور ابْن نما الحلّي عَليّ بن عَليّ

نمر

(نمر) 3 - (النَمِر العُلكي الشَّاعِر) النمر بن تَولَب بن زُهَيْر بن أُقيش بن عبد العُلكي وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومدحهُ بِشعر أوّله (إِنَّا أَتَيْنَاك وَقد طَال السّفر ... نَقودُ خيلاً ضُمراً فِيهَا ضَرَر) (نُطعِمها اللَّحْم إِذا عَزَّ الشَجَر ... وَاللَّحم فِي إطعامها اللَّحْم عسر) وَمِنْهَا (يَا قوم إِنِّي رجلٌ عِنْدِي خبر ... الله من آيَاته هَذَا الْقَمَر) (والشمسَ والشِعرى وآياتٌ أُخَر ... من يتشاءم بالهُدى فالحِنثُ شَر) قَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ النمر بن تولبٍ أحد المخضرمين من الشُّعَرَاء وَكَانَ أَبُو عمرِو بنُ الْعَلَاء يسميّه الكيّس وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة النمر كَانَ شَاعِر الربَاب فِي الْجَاهِلِيَّة وَلم يمدح أحدا وَلَا هجا وَأدْركَ الْإِسْلَام وَهُوَ كَبِير وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام كَانَ النمر بن تولب جواداً لَا يكَاد يمسك شَيْئا وَكَانَ فصيحاً جريئاً على الْمنطق وَهُوَ الَّذِي يَقُول (لَا تغضَبَنَّ على امرِىءٍ فِي مَاله ... وعَلى كرائم صُلبِ مالِك فاغضَبِ) (وَإِذا تُصِبكَ خَصاصةٌ فارجُ الغِنَى ... وَإِلَى الَّذِي يُعطي الرَغائِبَ فارغب) وَهُوَ الْقَائِل (أعدني رَبّ من حَصَرٍ وَعيٍّ ... وَمن نفس أُعالِجُها عِلاجاً) ويُستحسن قَوْله (تدارك مَا قبل الشَّبَاب وَبعده ... حوادثُ أَيَّام تمرّ وأعقلُ) (يودّ الْفَتى طول السَّلامَة والغنى ... فَكيف يرى طول السَّلامَة يفعل) (يردّ الْفَتى بعد اعتدالٍ وصحبةٍ ... يبوء إِذا رام الْقيام وَيحمل) وروى فَرْوَة بن خَالِد الْجريرِي عَن أبي الْعَلَاء بن الشخِّير قَالَ كُنَّا بالرَّبذَة فجَاء أَعْرَابِي بكتف أَو صحيفَة فَقَالَ اقرءُوا مَا فِيهَا فَإِذا فِيهَا هَذَا كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبني زُهَيْر بن أُقيش إِنَّكُم إِن أقمتم الصَّلَاة وَآتَيْتُم الزَّكَاة وأديتم خمسَ مَا غَنِمْتُم إِلَى النَّبِي فَأنْتم آمنون بِأَمَان الله عز وَجل قُلْنَا حَدثنَا يَرْحَمك الله مَا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ) وَسلم فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول صَوْم شهر الصَّبْر وَثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر يُذهِبن وَغَر الصَّدْر وَقَالَ

نمير

الْجريرِي وحَرّ الصَّدْر قُلْنَا أَنْت سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا اراكم تتهموني وَأخذ الصَّحِيفَة وَمضى فسألنا عَنهُ فَقيل هَذَا النمر بن تولب وَهُوَ الْقَائِل (أهيم بدَعدٍ مَا حَيِيتُ فغن أمُت ... فوا حَرَبا مَن ذَا يَهيِم بهَا بَعدي) وَالْقَائِل أَيْضا (أَبقَى الْحَوَادِث والأيّام من نمر ... آسادُ سُفٍ قديم أَثَره بادِ) (تظَلّ تحفر عَنهُ الأَرْض مُندفناً ... بعد الذراعين والعينين وَالْهَادِي) وَلما كبر النمر خرِف وَكَانَ هجيّراه أَصْبحُوا الرَّاكِب أنحروا للضيف أعْطوا السَّائِل تحملوا لهَذَا فِي حمالته كَذَا وَكَذَا لعادته بذلك وَلم يزل يهذِي بِهَذَا وَمثله حَتَّى مَاتَ وخرقت امْرَأَة من حيّ كرام وَكَانَ هجيّراها زوجوني قُولُوا لزوجي يدْخل مهده إِلَى جَانب زَوجي فَقَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ مَا لِهج بِهِ أَخُو عكل النمر بن تولب فِي خَرَفه أَفْخَر وَأسرى وأجمل مَا لهجت بِهِ صاحبتكم ثمَّ ترّحم عَلَيْهِ (نمير) 3 - (نُمَير الثَّقَفِيّ الصَّحَابِيّ) نمير بن خَرَشَة بن رَبيعة الثَّقَفِيّ حليفٌ لَهُم من بني الْحَارِث بن كَعْب كَانَ أحد الَّذين قدمُوا مَعَ عبد يَا ليل بِإِسْلَام ثَقِيف على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3 - (الخَزاعِي الصَّحَابِيّ) نمير بن أبي الْخُزَاعِيّ وَيُقَال الْأَزْدِيّ يكنى أَبَا مَالك بِابْنِهِ مَالك بن نمير سكن الْبَصْرَة لم يرو حَدِيثه غير عِصَام بن قدامَة عَن مَالك بن نمير عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْجُلُوس فِي الصَّلَاة 3 - (قَاضِي دمشق) نمير بن أَوْس الْأَشْجَعِيّ وَقيل الْأَشْعَرِيّ قَالَ ابْن عبد البّر ذكره فِي الصَّحَابَة من لم يمعن النّظر روى عَنهُ ابْنه الْوَلِيد بن نمير وَلَا يَصح لَهُ عِنْدِي صُحْبَة وَإِنَّمَا رِوَايَته عَن أبي الدَّرداء وأمّ الدَّرْدَاء وَكَانَ قَاضِي دمشق (الألقاب) النميري الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله النميري نصر بن الْحسن

نميلة

ابْن نمير الخارقي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله ابْن نمير الشَّافِعِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن نميران أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد (نميلَة) 3 - (الصَّحَابِيّ) نُميلة بن عبد الله اللَّيْثِيّ نسبَه ابْن الْكَلْبِيّ وَقَالَ لَهُ صُحْبَة قَالَ نميلَة بن عبد الله بن فُقيم بن سَمان بن عبد الله بن كَعْب بن عَوْف بن كَعْب بن عَامر بن لَيْث صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ ابْن إِسْحَاق نميلَة بن عبد الله فَقتل مقيس بن صبَابَة يَعْنِي يَوْم الْفَتْح قَالَ وَكَانَ رجلا من قومه ذكره إِبْرَاهِيم بن سعد عَن ابْن إِسْحَاق (نِهَايَة) 3 - (الواعظة بنت الأوسي) نِهَايَة بنت صَدَقَة بن عَليّ بن مَسْعُود الواعظة العالمة أَمَةُ الْعَزِيز بنت الشَّيْخ ابي الْمَوَاهِب المقرىء الْمَعْرُوف بِابْن الأوسي سَمِعت من شُهدة الكاتبة وَتوفيت سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة (الألقاب) النهاوندي القَاضِي جلال الدّين قَاضِي صفد اسْمه عُثْمَان بن أبي بكر وَابْنه القَاضِي شرف الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن النن شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الله النهرجوري الروضي أَبُو أَحْمد فِي آخر الأحمدين (نهشل) 3 - (نَهشَل أَبُو خَيرة الْعَدوي البدوي) نهشل بن زيد أَبُو خيرة الْأَعرَابِي بدوي من بني عدي دخل الحَضَرة وَله تصنيف وَهُوَ كتاب الحشرات قَالَ الْأَصْمَعِي دخل أَبُو خَيرة البَصري على أبي عمرِو بن الْعَلَاء فَقَالَ لَهُ كَيفَ تَقول يَا أَبَا خيرة خحفرت إراتِك قَالَ حفرتُ إراتَك فنصب التَّاء قَالَ فَكيف تَقول استأصل الله عِرقاتِهِم فَقَالَ عِرقاتَهُم فنصب التَّاء فَقَالَ أَبُو عمرِو لانَ جلدُك يَا أَبَا خيرة يُرِيد عاشَرتَ الحاضرةَ فاخطأت قَالَ ابو الْعَبَّاس وَهِي لُغَة لم تبلغ أَبَا عَمْرو قَالَ الزَّجاجي الأجود فِي هَذِه التَّاء أَن تكسر فِي مَوضِع النصب لِأَنَّهَا غير أَصْلِيَّة أما أرات فَجمع أرَت وي حُفرَةٌ يُخبَز فِيهَا وعِرقات جمع

نهيك

عِرق وَهُوَ الأَصْل وَلَكِن من الْعَرَب من ينصبه وَهِي لُغَة لَعَلَّهَا لم تبلغ أَبَا عَمْرو ويجعلون العِرقاة أَصْلهَا ويشبهون أراتَ إرةً أَثرها وأُراً إِذا حفرتَ حَفيرة يُطبخ فِيهَا وإراتٌ جمع إرَة وَقَالَ الْمَازِني كَانَ أَبُو عَمْرو يردُّه وَيَرَاهُ لحنا قَالَ الْمَازِني اخْتلفُوا فِيهَا فَقَالَ بَعضهم عرِقاتِهم وعرِقاتَهم فأمّا من قَالَ عِرقاتِهم فَإِنَّهُ سيجعله جمع عِرق وَمن نصبَه صيّره وعِراقاتَهم فَأَما من عِرقاتِتهم فَإِنَّهُ يَجعله جمع عِرق وَمن نصبَه صيّره بِمَنْزِلَة سِعلاة وعَلقاة وَأما لغاتُهم وَمَا أشبه ذَلِك فَلَا يجوز فِيهِ غير الْكسر لِأَنَّهُ تَاء جمعٍ وَالْأَصْل فِي لُغَة لُغوَة فَلَمَّا تحركت الْوَاو وَانْفَتح مَا قبلهَا قُلبت ألفا (نهيك) 3 - (نَهيك الخزرجي) نهيك بن أَوْس بن خزمة بن عدي أبي الخزرجي من القوافل شهد أحدا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن أخي خزمة بن خُزَيْمَة ذكره الطَّبَرِيّ وَغَيره فِي الصَّحَابَة 3 - (اليكشري) نهيك بن صُريمٍ اليكشري وَيُقَال السَّكوني مَعْدُود فِي أهل الشَّام لَهُ حَدِيث وَاحِد رُوى عَن أبي إريس الْخَولَانِيّ عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لتقاتلنّ الْمُشْركين أَو قَالَ الْكفَّار حَتَّى يُقَاتل بَقِيَّتكُمْ الدجّال على نهرٍ بالأُردنّ الحَدِيث 3 - (الصَّحَابِيّ) نهيك بن عَاصِم بن المنتفق قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَفد بني عبد الْمُنفق مَعَ أبي رزين لَقِيطِ بن عَامر مَذْكُور فِي حَدِيثه (نوار) 3 - (النَوّار الصحابية) النوّار بنت قيس بن الْحَارِث بن عدي هِيَ من المبايعات قَالَه العدويز 3 - (أم زيد بن ثَابت) النوّار بنت مَالك بن صَرمة أم زيد بن ثَابت النصاري الْفَقِيه الفارض كَاتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنْهَا أم سعد بنت أسعد بن زُرَارَة والنوار صحابيّة 3 - (امْرَأَة الفرزدق) النَوار ابنةُ أعيَن بن ضُبَيعة بن عِقالٍ الْمُجَاشِعِي بِفَتْح النُّون

وَتَخْفِيف الْوَاو وَبعد الْألف رَاء زَوْجَة الفرزدق وَابْنَة عَمه جدّها ضبيعة هُوَ الَّذِي عَقَر جمل عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا يَوْم الْجمل وَكَانَ النوار قد خطبهَا رجل من قُرَيْش فَبعثت إِلَى الفرزدق تسأله أَن يكون وليّها فَقَالَ إِن بِالشَّام من هُوَ أقرب إليكِ مني وَمَا آمَنُ أَن يقدَم قادمٌ فيُنكِر ذَلِك عليّ فأشهدي عليكِ أنكِ قد جعلتِ أَمرك إليّ فَفعلت فَخرج بالشهود فَقَالَ أشهدكم أَنَّهَا قد جعلت أمرهَا إليّ وَأَنا أشهدكم أَنِّي قد تزوجتُها على مائَة نَاقَة حَمْرَاء سُود الحَدَق فَغضِبت من ذَلِك واستعَدَت عَلَيْهِ) وَخرجت إِلَى عبد الله بن الزبير وَالْعراق والحجاز يَوْمئِذٍ إِلَيْهِ وَخرج الفرزدق أَيْضا يتبعهَا فَنزلت النوار على خَوْلَة بنت مَنْظُور بن زَبان الفَزارية زَوْجَة عبد الله بن الزبير فرقّقتها وسألتها الشَّفَاعَة لَهَا وَأما الفرزدق فَنزل على حَمْزَة بن عبد الله بن الزبير وَهُوَ ابْن خَوْلَة ومدحه فوعده الشَّفَاعَة فتكلمت خَوْلَة فِي النوار وَيتَكَلَّم حَمْزَة فِي الفرزدق فأنجحت خَوْلَة وَأمر عبد الله بن الزبير للفرزدق أَن لَا يقربهَا حَتَّى تصير إِلَى الْبَصْرَة فيحتكمان إِلَى عَامله عَلَيْهَا فَخَرَجَا وَقَالَ الفرزدق (أمّا البَنون فَلم تٌقبَل شفاعتُهم ... وشُفِّعَت بِنت مَنْظُور بن زَبانا) (لَيْسَ الشَّفِيع الَّذِي يَأْتِيك متزِراً ... مثلَ الشفيعِ الَّذِي يَأْتِيك عُريانا) ثمَّ إِن الفرزدق اتّفق مَعهَا وَبَقِي زَمَانا لَا يُولد لَهُ ولدٌ ثمَّ وُلِد لَهُ بعد ذَلِك عدَّة أَوْلَاد مِنْهَا مذكورين فِي تَرْجَمَة أَبِيهِم ثمَّ إِن الفرزدق لم تزل بِهِ إِلَى أَن طَلقهَا لأمرٍ يطول شَرحه ثمَّ إِن نَدم على ذَلِك وَقَالَ (ندِمتُ نَدامةَ الكُسعِيّ ... لما غدَت مِنْهُ مُطلقوً نوارُ) (وَكَانَت جَنَّتي فخرجتُ عَنْهَا ... كآدَمَ حِين أَخرجَه الضرار) ثمَّ إِنَّه رَاجعهَا وَاتفقَ بعد ذَلِك أَنه أَرَادَ امْرَأَة شريفة على نَفسهَا فامتنعت عَلَيْهِ فتهدّدها بالهجاء والفضيحة فاستعانت عَلَيْهِ بالنوار وقصَّت أمرهَا فَقَالَت لَهَا واعديه لَيْلَة ثمَّ أعلِميني فَفعلت وَجَاءَت النوار فَدخلت الحَجَلة مَعَ الْمَرْأَة فَلَمَّا دخل الفرزدق الْبَيْت أمرت الْجَارِيَة فأطفأت السِّراج وبادرت الْمَرْأَة الْخُرُوج من الحجلة وَدخل الفرزدق الحجلة فَوَقع بالنوار وَهُوَ لَا يشكّ أَنَّهَا صاحبته فَلَمَّا فرغ قَالَت لَهُ يَا عدوّ الله يَا فَاسق فَعرف نغمتها وَأَنه خُدِع فَقَالَ هلا وَأَنت هِيَ يَا سُبْحَانَ الله مَا أطيَبِك حَرَامًا وأردأك حَلَالا وأخبارهما مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني وَتزَوج الفرزدق عَلَيْهَا عدّة من النِّسَاء وَهِي فِي حباله وَتوفيت فِي حَيَاته وأوصت بِأَن يصلِّيَ الْحسن الْبَصْرِيّ عَلَيْهَا فصلّى وَدَار بَينه وَبَين الفرزدق كَلَام يَأْتِي فِي تَرْجَمَة الفرزدق إِن شَاءَ الله

نواس

(نواس) 3 - (النَّواس الْكلابِي الصَّحَابِيّ) النواس بن سمْعَان بن خَالِد بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعَة مَعْدُود فِي الشاميين يُقَال إِن أَبَاهُ سمْعَان وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسلمن فَدَعَا لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَعْطَاهُ نَعْلَيْه فقبلها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وزوّجه أختَه فَلَمَّا دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تعوذت مِنْهُ فَتَركهَا وَهِي الْكلابِيَّة روى عَن النواس جُبير بن نُفَير وبشرُ بنُ عبيدِ الله وجماعةٌ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الألقاب) أَبُو نَواس الْحسن بن هاني ابْن أبي نَواس اسْمه المطهَّر بن سُلَيْمَان ابْن النوَّام عمر بن عَليّ النوباغي الأديب مُحَمَّد بن عُثْمَان النوبختي جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن الْحُسَيْن وَالْحسن بن مُوسَى وَالْحُسَيْن بن عَليّ وَمِنْهُم سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل وَمِنْهُم عَليّ بن أَحْمد وَمِنْهُم عَليّ بن الْعَبَّاس وَمِنْهُم إِسْمَاعِيل بن عَليّ ابْن نوبي هبة الله بن محمدٍ ابْن النوت المعرّي اسْمه عبد الْوَاحِد بن الْفرج (نوح) 3 - (نُوح الضُّبَعي الصَّحَابِيّ) نوح بن مخلَدٍ الضُبَعي جدّ أبي حَمْزَة الضبعِي روى عَنهُ أَبُو حَمْزَة أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِمَكَّة فَقَالَ لَهُ مِمَّن أَنْت قَالَ من ضَيْعَة بن ربيعَة فَقَالَ

أبو عصمة الجامع

لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَير ربيعَة عبد الْقَيْس ثمَّ الحيّ الَّذِي أَنْت مِنْهُم قَالَ ثمَّ أبضع معي فِي حلتين من الْيمن 3 - (أَبُو عصمَة الْجَامِع) نوح الْجَامِع بن أبي مَريم هُوَ أَبُو عصمَة الْمروزِي قَاضِي مرو كَانَ أحد الْأَعْلَام ولقِّب نوح الْجَامِع لِمَعْنى وَهُوَ أَنه أَخذ الْفِقْه عَن أبي حنيفَة وَابْن أبي ليلى والْحَدِيث عَن حَجاج بن أَرْطَأَة وَالتَّفْسِير عَن ابْن الْكَلْبِيّ وَمُقَاتِل والمغازي عَن ابْن إِسْحَاق وروى عَن الزُّهريّ وعَمرو بن دِينَار وَابْن المنكَدِر قَالَ ابْن حبّان جمع كلّ شَيْء إلاّ الصِّدق وَكَانَ مُرجِئاً وَذكر الْحَاكِم أَنه وضع حَدِيث فَضَائِل سُوَر الْقُرْآن وَكَانَ شَدِيدا على الجهميّة وَقَالَ البُخَارِيّ ذاهبُ الحَدِيث جدّاً وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَسبعين وَمِائَة 3 - (قَاضِي بَغْدَاد) نوح بن درّاج القَاضِي بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد الْكُوفِي الْفَقِيه أحد الْمُجْتَهدين تفقه على أبي حنيفَة وعَلى عبد الله بن شُبرُمة كذّبه يحيى بن معِين وَقَالَ ابْن حبّان روى مَوْضُوعَات وضعّفه النَّسَائِيّ وَغَيره وأضرّ بِآخِرهِ وَبَقِي يحكم ثَلَاث سِنِين حَتَّى فطِنوا لَهُ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة 3 - (الحُداني الْبَصْرِيّ) نوح بن قيس الحُداني الطاحيّ الْبَصْرِيّ روُي عَن ابْن مَعِين ثقةٌ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بأسٌ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الْملك الحميد الساماني) نوح بن نصر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل المير السَّامانيّ من بَيت مُلُوك بُخَارى وَهُوَ الْملك الحميد عثرت بِهِ فرسه فَمَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَبَقِي فِي الْملك اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر) 3 - (جِحَى) نوح أَبُو الْغُصْن الْمَعْرُوف بِجِحَى بِكَسْر الْجِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة قَالَ الجاحظ إِنَّه أربى على الْمِائَة وَفِيه يَقُول عمر بن أبي ربيعَة (دلَّهتَ عَقْلِي وتَلَعَّبتَ بِي ... حَتَّى كأنيّ من جنوني جِحّى) ثمَّ أدْرك أَبَا جَعْفَر وَترك الْكُوفَة قيل لَهُ يَوْمًا تعلّمت الْحساب قَالَ نعم وَلم يُشكل

عليّ مِنْهُ شَيْء قيل لَهُ فاقسِم أَرْبَعَة دَرَاهِم على ثَلَاثَة أنفُس فَقَالَ لكلّ رجل مِنْهُمَا دِرْهَمَانِ وَلَيْسَ للثَّالِث شَيْء وَأَرَادَ الْمهْدي أَن يعبث بِهِ فَدَعَا بالنطع وَالسيف فَلَمَّا أُقعِدَ فِي النطع وَقَامَ السيّاف على رَأسه وهزّ السَّيْف رفع إِلَيْهِ رَأسه وَقَالَ انْظُر لَا تُصيب محاجمي بِالسَّيْفِ فَإِنِّي قد احتجمت فَضَحِك الْمهْدي وَأَجَازَهُ وَمَاتَتْ لِأَبِيهِ جَارِيَة حبشية فَبعث بِهِ إِلَى السُّوق ليَشْتَرِي لَهَا كفناً فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ حَتَّى أنفذ غَيره وحملت جنازتها فجَاء جحى وَقد حملت فَجعل يعدوا إِلَى الْمَقَابِر وَيَقُول هَل رَأَيْتُمْ جَنَازَة جَارِيَة حبشية وكفنها معي وجمَحت بِهِ بغلته يَوْمًا فَأخذت بِهِ فِي غير الطَّرِيق الَّذِي أَرَادَهُ فَلَقِيَهُ صديق لَهُ فَقَالَ أَيْن عزمت يَا أَبَا الْغُصْن فَقَالَ فِي حَاجَة للبغلة وَحمل مرّة جرّةً خضراء إِلَى السُّوق يَبِيعهَا فَقيل لَهُ إِنَّهَا مثقوبة فَقَالَ لَا إِنَّهَا كَانَ فِيهَا لأمي وَمَا سَالَ مِنْهُ شَيْء وَأَعْطَاهُ أَبوهُ درهما يَزِنه فطرحه فِي الكفّة وَطرح فِي الكفّة الْأُخْرَى صنجة دِرْهَمَيْنِ فَلم يستويا فَطرح على الدرهمين حبتين ثمَّ قَالَ لِأَبِيهِ لَيْسَ فِيهِ شَيْء وَينْقص حبتين ورُوي يَوْمًا فِي السُّوق وَهُوَ يَقُول مرّت بكم جَارِيَة لمخضوب اللِّحْيَة وَنظر يَوْمًا إِلَى رجل مُقَيّد وَهُوَ مغتّم فَقَالَ مَا غمّك إِذا نُزِع عَنْك فثمنه فِيهِ ولبسه ربح وَمَاتَتْ خَالَته فَقَالُوا اذْهَبْ واشتر لَهَا حَنوطا فَقَالَ أخْشَى أَن لَا ألحق الْجِنَازَة وتبخر يَوْمًا فاحترقت ثِيَابه فَقَالَ واللهِ لَا تبخرتُ إِلَّا عُرياناً وَلما قدم أَبُو مُسلم الْعرَاق قَالَ ليقطين بن مُوسَى أحبي أَن أرى جحى فوجّه يَقْطِين إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ تهَيَّأ لتدخل غَدا على أبي مُسلم فَإِذا دخلتَ فسلِّم وَإِيَّاك أَن تتَعَلَّق بِشَيْء فَإِنِّي أَخَاف مِنْهُ عَلَيْك فَلَمَّا أُدخل من الْغَد على أبي مُسلم نظر وَإِذا يَقْطِين إِلَى جَانب أبي مُسلم فسلّم ثمَّ قَالَ يَا يَقْطِين أيّكما أَبُو مُسلم فَضَحِك أَبُو مُسلم حَتَّى وضع يَده على فِيهِ وَلم يُر قبل ذَلِك ضَاحِكا وَأَرَادَ الْخُرُوج إِلَى ضَيْعَة فَقيل لَهُ أحسن الله صحابتك فَقَالَ الْموضع أقرب من ذَلِك وعجن فِي منزله فطلبوا مِنْهُ خَطباً فَقَالَ إِن لم يكن خَطبٌ فاخبِزوه فطيراً وَلما حذق فِي الْكِتَابَة والحساب بعث بِهِ المعلّم مَعَ الصّبيان إِلَى) أَبِيه فَقَالَ لَهُ أَبوهُ وَكَيف صَار فِيهَا دانقان فَقَالَ يكون فِيهَا دِرْهَم ثقيل وَأكل يَوْمًا مَعَ أناسٍ رؤوساً فَلَمَّا فرغ قَالَ أطْعمكُم الله من رُؤُوس أهل الْجنَّة وضرط أَبوهُ يَوْمًا فَقَالَ جحى على أيري فَقَالَ أَبوهُ مَا هَذَا فَقَالَ حسِبتُك أُمِّي وَمَاتَتْ أمه فَجعل يبكي وَيَقُول رحمكِ الله فَلَقَد كَانَ بابكِ مَفْتُوحًا ومتاعك مبذولاً وَدخل يَوْمًا إِلَى الْبَيْت فَرَأى جَارِيَة أَبِيه نَائِمَة فَركب على صدرها وراودها فانتبهت وَقَالَت من فَقَالَ اسكتي أَنا أبي واجتاز يَوْمًا بقومٍ وَفِي كمه خوخ فَقَالَ من أَخْبرنِي بِمَا فِي كمي فَلهُ أكبر خوخة فِي كمي فَقَالُوا خوخ فَقَالَ مَا أخْبركُم بذلك إِلَّا من أمه زَانِيَة وَقَالَ لَهُ أَبوهُ يَوْمًا احْمِلْ هَذَا الحَبّ وقيّره فَذهب بِهِ وقيره من خَارج فَقَالَ أَبوهُ مَا هَذَا أسخن الله عَيْنك أرأيتَ من فيّر حُباً من خَارج

نوروز

فَقَالَ اقلِبه مثل الخُف وَقد صَار القِير من دَاخل وَبَات لَيْلَة مَعَ صبيان فَجعلُوا يفسون فَقَالَ لأمرأته هَذَا وَالله بلية قَالَت دعهم يفسون فَإِنَّهُ ادفاء لَهُم فَقَامَ وخَرِىء وسط الْبَيْت وَقَالَ أنبهي الصّبيان حَتَّى يصطلوا بِهَذِهِ النَّار وَقيل لَهُ يَوْمًا مَا لوجهك مستطيلاً قَالَ وُلدتُ فِي الصَّيف وَلَوْلَا أَن الشتاءَ أدْركهُ لَسَالَ وَجْهي وَأخذ بَوْله فِي قَارُورَة وَمضى بِهِ إِلَى الطَّبِيب وَقَالَ إِنِّي أُرِيد أَن أنقطع إِلَى بعض الْمُلُوك فَانْظُر هَل اُصيبُ مِنْهُ خيرا وَمَاتَتْ لَهُ ابْنة فَذهب ليَشْتَرِي كفناً فَلَمَّا بلغ البزازين رَجَعَ مسرعاً وَقَالَ لَا تحملوها حَتَّى أجيء أَنا وَمر بالميدان فَرَأى قصراً مشرفاً فَوقف ينظر ويتوسمه طَويلا ثمَّ قَالَ أتوهّم أَنِّي رَأَيْته فِي محلّة بني فلَان وَخرج يَوْمًا بقُمقُم يَسْتَقِي فِيهِ من مَاء النَّهر فَسقط من يَده وغرق فَقعدَ على شاطىء النَّهر فمرّ بِهِ صَاحب لَهُ فَقَالَ مَا يقعدك هَهُنَا فَقَالَ غرق لي هُنَا قُمقُم وَأَنا أنْتَظر أَنه ينتفخ ويطفو وَاشْترى يَوْمًا نقانق فانقض عَلَيْهِ عُقاب فاختطفه فَقَالَ لَهُ يَا مِسْكين من أَيْن لَك جَرذَق يَأْكُلهُ بِهِ وَركب يَوْمًا حمارا وَعقد ذنَبه فَقَالُوا لَهُ لِمَ فعلت هَذَا فَقَالَ لِأَنَّهُ يقدّم سَرجَه (نوروز) 3 - (النُّوَين نَائِب غازان) نوروز نَائِب غازان كَانَ دّيناً مُسلما عالِيَ الهمة حرّض بغازان حَتَّى أسلم وملّكه الْبِلَاد ثمَّ وَقع بَينهمَا فَقتل غازان أَخا نوروز وأعوانه وجهز لقتاله خطلوشاه النُّوين فتفلل جمع نوروز واحتمى بهراة فقاتل عَنهُ أَهلهَا ثمَّ إِنَّهُم عجزوا عَن نصرته فَقتل نوروز فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى غازان 3 - (الْأَمِير سيف الدّين الناصري) نوروز الْأَمِير سيف الدّين الناصري كَانَ فِي مصر مُعظما إِلَى أَن حضر الْأَمِير سيف الدّين طاز من الْحجاز فَأَقَامَ قَلِيلا ورسم بِإِخْرَاج نوروز إِلَى دمشق على إقطاع الْأَمِير سيف الدّين شيخوا الساقي القازاني أَمِير مائَة وَحضر على ثَلَاثَة أرؤس من خيل الْبَرِيد فوصل إِلَى دمشق فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسبع مائَة وَأقَام بهَا أَمِيرا إِلَى أَن ورد المرسوم من الْملك الصَّالح صَالح على الْأَمِير سيف الدّين أرغون الكاملي نَائِب الشَّام بإمساكه واعتقاله فِي قلعة دمشق فأمسكه فِي حادي عشْرين شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة النُّور الْحَكِيم عبد الرَّحْمَن بن عمر

نوفل

نورا لدين الْهَاشِمِي عَليّ بن جَابر النورشاذَر الخليع اسْمه عبد الْقوي (نَوْفَل) 3 - (عمّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب عمّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ أسنّ مَن أسلم من بني هَاشم أعَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حُنين بِثَلَاثَة آلَاف رُمح آخَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين الْعَبَّاس وَتُوفِّي سنة أَربع عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (الدُؤلي الصَّحَابِيّ) نَوْفَل بن مُعَاوِيَة الدُؤلي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة شهد الْفَتْح وحجّ مَعَ أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَقيل عَاشَ مائَة وَعشْرين سنة سِتِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَام 3 - (العامري الْحِجَازِي) نَوْفَل بن مُساحِق العامري الْحِجَازِي روى عَن عمر وَعُثْمَان بن حُنَيفٍ وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفَيل توفّي فِي حُدُود التسعين وروى لَهُ أَبُو دَاوُد 3 - (الْأَمِير نَاصِر الدّين الزبيدِيّ) نَوْفَل الْأَمِير نَاصِر الدّين سيّد عرب زُبيد كَانَ حُرمة ووجاهة ومكانة وَهُوَ الَّذِي أَخذ الْملك النَّاصِر يُوسُف صَاحب الشَّام يَوْم المصافّ وَنَجَا بِهِ يَوْم البحرية فَعرف لَهُ ذَلِك وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة (الألقاب) ابْن أبي النوق الطَّبِيب عَتيق بن تَمام ابْن أبي النوق الشَّاعِر عُثْمَان النُوقاني مُحَمَّد بن أبي عَليّ النَّوَوِيّ الشَّيْخ محيي الدّين اسْمه يحيى بن شرف النويري شهَاب الدّين المؤرخ الْمصْرِيّ اسْمه أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب

نيار

النويري عُثْمَان بن يُوسُف (نيار) 3 - (نِيار الصَّحَابِيّ) نيار بن مَسْعُود بن عَبدة بن مُظهر شهد أحدا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبِيهِ مَسْعُود قَالَه الطَّبَرِيّ 3 - (الْأَسْلَمِيّ الصَّحَابِيّ) نيار بن مُكَرم الْأَسْلَمِيّ لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة وَهُوَ أحد الَّذين دفنُوا عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ حَكِيم بن حزَام وَجبير بن مطعم وَأَبُو جَهم بن حُذيفة ونيار بن مكرم وَقَالَ مَالك بن أنس إِن جدّه مَالك بن أبي عَامر كَانَ خامسَهم روى نيار بن مكرم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى ألم غُلِبَتِ الرُّومُ إِلَى قَوْله تَعَالَى يومَئذٍ يَفرَحُ المؤمِنُونَ بِنَصرِ اللهِ الحَدِيث بِطُولِهِ وروى عَنهُ عُروة بن الزبير وَابْنه عبد الله بن نيار 3 - (الصَّحَابِيّ) نيار بن ظَالِم بن عَبس الْأنْصَارِيّ من بني النجار شهد أحدا قَالَه الطَّبَرِيّ 3 - (الألقاب) ابْن النَيار الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن النيار عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن النيري الخباز مَنْصُور بن مُحَمَّد النَّيريزي الْخَطِيب بالنُّون وَالْيَاء آخر الْحُرُوف عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ وَهُوَ غير الْخَطِيب التبريزي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف النيلي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز النيلي الْمُؤَدب سعيد بن أَحْمد

حرف الهاء

(حرف الْهَاء) (هادي) 3 - (أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي) هادي بن مهْدي بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْمهْدي أَبُو الْحسن بن أبي البركات الْعلوِي الْحُسَيْنِي سبط شيخ الشُّيُوخ إِسْمَاعِيل بن أبي سعد الصُّوفِي ولد بِبَغْدَاد وَنَشَأ بِمَكَّة وَسمع الحَدِيث من أبي الْقَاسِم بن الحُصَين وَأبي البركات بن حُبَيش الفارقي وَغَيرهمَا وسافر إِلَى الشَّام واتصل بِالْملكِ الْعَادِل نور الدّين الشَّهِيد بحلب وصادف مِنْهُ قبولاً كثيرا وَقدم مَعَه دمشق دفعات وَحدث بحلب بِشَيْء يسير وَمَات بحلب سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة 3 - (دَاعِيَة الْحَاكِم صَاحب مصر) هادي المستجيبين ظهر أمرُه وبَهر كُفرُه وَسَار فِي الْبَوَادِي يَدْعُو إِلَى عبَادَة الْحَاكِم صَاحب مصر وسبّ الرَّسُول صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وبّصق على المُصحَف ظفروا بِهِ وصلبوه وأحرقوه بِمَكَّة سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة (الألقاب) الْهَادِي أَمِير الْمُؤمنِينَ العباسي اسْمه مُوسَى بن مُحَمَّد الْهَادِي الفاطمي بن العاضد اسْمه يُوسُف بن عبد الله الْهَادِي إِلَى الْحق ابْن طَبَاطَبَا الْعلوِي صَاحب الْيمن اسْمه يحيى بن الْحُسَيْن ابْن الْهَادِي الْمُحْتَسب اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم (هَارُون) 3 - (أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ الخزاز) هَارُون بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْحسن الْبَصْرِيّ الخزاز قَالَ أَبُو حَاتِم شيخ تَاجر مَحَله الصِّدق توفّي سنة سِتّ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة

الهمذاني الكوفي الصالح

3 - (الهَمذاني الْكُوفِي الصَّالح) هَارُون بن إِسْحَاق الهَمذاني الْكُوفِي الرجل الصَّالح روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة ووثَّقه النَّسَائِيّ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الْأَمِير ابْن المقتدر) هَارُون بن جَعْفَر المقتدر بِاللَّه بن أَحْمد المعتضد بِاللَّه بن مُحَمَّد الْمُوفق بِاللَّه بن جَعْفَر المتَوَكل على الله بن مُحَمَّد المعتصم بِاللَّه بن هَارُون الرشيدج بِاللَّه بن محم الْمُهْتَدي بِاللَّه بن الْمَنْصُور عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَبُو عبد الله ذكر الصولي أَن أَبَاهُ خلع عَلَيْهِ وقلده فَارس وكرمان لست بَقينَ من شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة وثلاثمائة وَأَنه سمع من أبي الْقَاسِم البَغَوي بإفادته لَهُ لِأَنَّهُ كَانَ مؤدبه وَأَنه كَانَ كَامِلا فِي عقله وأدبه وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (النَّحْوِيّ) هَارُون بن زِيَاد مؤدب الواثق بِاللَّه روى عَنهُ وَلَده أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر 3 - (الهَجَري) هَارُون بن زَكَرِيا الهجري أَبُو عَليّ صَاحب كتاب النَّوَادِر المفيدة وَبَعض يسميها الآمالي روى عَنهُ ثَابت بن حزم السَّرقُسطي ولقيه قَاسم بن ثَابت بالمغرب ولقيه غَيرهمَا بالمشرق 3 - (الْأَيْلِي) هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي مولى بني سعد روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وثَّقة النَسائي وَتُوفِّي سنة ثلاثٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (ابْن الْمَأْمُون) هَارُون بَين عبد الله الْمَأْمُون بن هَارُون الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور قَالَ الْفضل بن مُحَمَّد اليزيدي جَاءَ عمّي إِبْرَاهِيم إِلَى هَارُون بن الْمَأْمُون فصادفه فدخلا هُوَ وَجَمَاعَة من الْمُعْتَزلَة) فَلم يصل إِلَيْهِم وحجب عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ (غلبت عَلَيْكُم هَذِه الْقَدَرِيَّة ... فعليكُمُ مني السَّلَام تَحِيَّة) (آتيكم شوقاً فَلَا ألقاكم ... وهُمُ لَديكُم بُكرَةً وعَشِيه)

ابن المعتمد

(هَارُون قائدهم وَقد حَفت بِهِ ... أشياعهُ وَكفى بِتِلْكَ بليَّه) (لَكِن قائدَنا الإمامُ ورأيُنا ... مَا قد رَوَاهُ فَنحْن مامُونيه) 3 - (ابْن الْمُعْتَمد) هَارُون بن عبد الْعَزِيز بن الْمُعْتَمد على الله أَحْمد بن جَعْفَر المتوكّل على الله بن مُحَمَّد بن المعتصم بن هَارُون الرشيد بِاللَّه بن المهي مُحَمَّد بن الْمَنْصُور عبد الله أَبُو مُحَمَّد قَرَأَ الْأَدَب على أبي الْعَبَّاس الْمبرد وَأحمد بن يحيى ثَعْلَب وَسمع مِنْهُمَا وَمن الْقَاسِم بن بشارٍ الْأَنْبَارِي وَابْنه أبي بكرٍ وَغَيرهم وسافر إِلَى مصر وسكنها وأملى بهَا أمالي أدبيةً وروى عَن جمَاعَة من شُيُوخه وروى عَنهُ الْوَزير أَبُو الْفضل جَعْفَر بن الْفضل بن الْفُرَات وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 3 - (الْحَافِظ الحمّال) هَارُون بن عبد الله بن مَرْوَان الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّاز الْمَعْرُوف بالحمال روى عَنهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ إِنَّمَا سمّي الحمّال لِأَنَّهُ حمل رجلا فِي طَرِيق مَكَّة على ظَهرَه فَانْقَطع بِهِ فِيمَا يُقَال وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحَربي لَو كَانَ الكذِب حَلَالا لتركتُه نزاهة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو عَليّ الأُوارِجي) هَارُون بن عبد الْعَزِيز الأوارجي أَبُو عَليّ ولي الْأَعْمَال الجليلة من الْخراج وَكتب الحَدِيث وصحِب الحلاّج وخالط الصُّوفِيَّة وَلما توقف على أَمر الحلاج أظهرَ أمره وأطلَع الْوَزير عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وثلاثمائة 3 - (ابْن الزوّال) هَارُون بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب بن الْحُسَيْن بن الْمَأْمُون بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أَبُو مُحَمَّد بن أبي شُجَاع الْهَاشِمِي يعرف بِابْن الزَّوَال توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ فِيهِ فضل وأدب سمع قَاضِي الممارستان وَغَيره وحدّث) وصنّف كتاب منهاج الطالبين فِي التَّارِيخ حوادث وَلم يستقصِ فِيهِ وقصّر قَالَ ياقوت الْحَمَوِيّ رَأَيْته وَهُوَ مَشْهُور فِي ثَلَاث مجلدات 3 - (الشذوني الْمَالِكِي) هَارُون بن عتاب الشذوني الغافقي الأندلسي كَانَ إِمَامًا فَقِيها حفظ المدوّنة حِفظاً بارعاً وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة

المنجم الشاعر

3 - (المنجم الشَّاعِر) هَارُون بن عَليّ بن يحيى بن أبي مَنْصُور أَبُو عبد الله المنجم الأديب الْفَاضِل كَانَ رِوَايَة للأشعارحسن المنادمة لطيف المجالسة صنف كتاب البارع فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء الموّلَّدين جمع فِيهِ مائَة وَإِحْدَى وَسِتِّينَ شَاعِرًا وافتتح بِذكر بشار بن برد وختمه بِمُحَمد بن عبد الْملك بن صَالح وَهَذَا الْكتاب أَعنِي البارع كتاب الباخَرزي وَهُوَ الدمية وَكتاب يتيمة الدَّهْر وَكتاب زِينَة الدَّهْر وَكتاب الخريدة كل هَذِه فروع على كتاب البارع وَهُوَ الأَصْل وَله ايضاً كتاب النِّسَاء وَمَا جَاءَ فِيهِنَّ من الْخَيْر وَالشَّر ومحاسن مَا قيل فِيهِنَّ وَقد تقدم ذكر وَلَده عَليّ فِي مَكَانَهُ وسوف يَأْتِي ذكر أَخِيه يحيى بن عَليّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ وَكَانَ أَبُو مَنْصُور جدّ أَبِيه منجم أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَنْصُور وَكَانَ مجوسياً وَكَانَ ابْنه يحيى أَبُو عَليّ مُتَّصِلا بِذِي الرياستين الْفضل بن سهل وَكَانَ الْفضل يعْمل بِرَأْيهِ فِي أَحْكَام النُّجُوم فَلَمَّا حدثت الكائنة على الْفضل صَار يحيلا منجم المؤمون ونديمه وَأسلم على يَده وَصَارَ بذلك مَوْلَاهُ وهم أهل الْبَيْت أدباء وفضلاء وشعراء وندماء جالسو الْخُلَفَاء وَقد عقد لَهُم الثعالبي فِي الْيَتِيمَة بَابا مُسْتقِلّا وَتُوفِّي يحيى الْمَذْكُور عِنْد خُرُوج الْمَأْمُون إِلَى طرطوس وَكَانَ هَارُون نازلاً فِي جوَار عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر فانتقل عَنهُ إِلَى دَار اشْتَرَاهَا بنهر الْمهْدي وَهِي إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي فَكتب إِلَيْهِ عبيد الله مستوحشاً (يَا من تحوّل عَنَّا وَهُوَ يألَفنا ... بعدتَ جدا فَلَا يَا صرتَ تَلقانا) (فاعلَم بأنك إِذْ بدّلتَ جِيرتنا ... بدّلت دَارا وَمَا بدّلتَ إخْوَانًا) فَأَجَابَهُ هَارُون بن عَليّ (يعدتُ عَنْكُم بداري دون خالصتي ... ومحضُ وُدّي وعهدي كَالَّذي كَانَا) (وَمَا بدّلتُ مُذ فارقتُ قُربَكمُ ... إِلَّا هموماً أُعانِيها وأحزانا) ) (وَهل يُسرُّ بسُكنى دَاره أحدٌ ... وَلَيْسَ أحبابُه للدَّار جيرانا) وَقَالَ هَارُون (سأخرُج عَن بَغْدَاد عِرضي موفَّرٌ ... وَلم تَعتَبِني مِنَّةٌ للئيمِ) (وَإِنِّي على عُسري الآنفُ أَن أرى ... عليّ يدا نُعمَى لغير كريمَ) وَدخل هَارُون يَوْمًا على أَبِيه عَليّ بن يحيى فَقَالَ يَا أبَه رَأَيْت فِي النّوم المتَوَكل وَهُوَ فِي دَاره على سَرِير إِذْ بصر بِي فَقَالَ أقبل إليّ ياهارون يزْعم أَبوك أَنَّك تَقول الشّعْر فأنشدِني طريد هَذَا الْبَيْت وَأَنْشَأَ يَقُول

من بني المنجم

(أسالت على الْخَدين دمعا لَوَانَّه ... من الدُّر عقد كَانَ ذخْرا من الذخر) فَلم أرد عَلَيْهِ شَيْئا وانتبهتُ فزحف أَبوهُ إِلَيْهِ مغضباً وَقَالَ لِمَ لم تقل (فَلَمَّا دنا وَقت الْفِرَاق وَفِي الحشا ... لفرقتها لذع أحر من الجمرِ) وَتُوفِّي هَارُون بن عَليّ فِي حُدُود التسعين والمائتين قيل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَهُوَ شابّ 3 - (من بني المنجّم) هَارُون بن عَليّ بن هَارُون بن عَليّ بن يحيى بن أبي مَنْصُور حفيد الْمُقدم ذكره قد ذُكِر لكلّ وَاحِد من أهل بَيته ترجمةٌ تخصه وَكَانَ هَارُون هَذَا أديباً فَاضلا عَارِفًا بِالْغنَاءِ وَله فِيهِ صَنعةٌ وتقدّمٌ فِي علم الْكَلَام وَله اخْتِيَار كتاب الأغاني 3 - (الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي) هَارُون بن عنترة الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو زُرعة قَالَ ابْن حبَان لَا يجوز أَن أَن يُحتَجَّ بِهِ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الرشيد) هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو جَعْفَر الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور يُقَال لَهُ المظفّر والموفّق والمؤيّد وسمَّى هُوَ نَفسه الْغَازِي الحاجّ وَكتب ذَلِك على قلنسُوَة لَهُ كَانَ شجاعاً كثير الحجّ والغزو وحجّ فِي خِلَافَته ثَمَانِي حجج وَقيل تسع وغزا ثَمَانِي غزوات وَلم يحجّ خَليفَة بعده وَكَانَ فِي أيّامه فتح هرقلة وَمَاتَتْ أمه الخَيزُران سنة ثَلَاث وَسبعين فَمشى فِي جنازتها وَهُوَ أَخُو الْهَادِي مُوسَى لِأَبَوَيْهِ وَلذَلِك قَالَ الثائل) (يَا خَيزُران هناكِ ثمّ هُنَاكَ ... أمسَى العبادُ يسوسهم أبناك) وَكَانَ طَويلا جسيماً مسمَّناً أَبيض قد وَخَطَه الشيب مولده سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة فِي نصف شَوَّال بِمَدِينَة الريّ وبويع لَهُ بِمَدِينَة السَّلَام فِي شهر ربيع الأول سنة سبعين وَمِائَة يَوْم مَاتَ الْهَادِي وَكَانَ وليَّ الْعَهْد بعده وَله يَوْمئِذٍ اثْنَتَانِ وَعشْرين سنة وَنصف وَتُوفِّي بطوس لإحدى عشرَة لَيْلَة من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَله سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة غير شَهْرَيْن وَجَاء نعيُّه إِلَى مَدِينَة السَّلَام يَوْم الْأَرْبَعَاء لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت من جُمَادَى الْآخِرَة فَكَانَت مُدَّة خِلَافَته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وشهرين وَسِتَّة عشر يَوْمًا وكاتبه أَبُو عَليّ يحيى بن

خَالِد بن برمك ثمَّ الْفضل بن يحيى ثمَّ جَعْفَر أَخُوهُ ثمَّ كتب لَهُ أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن الرّبيع وَإِسْمَاعِيل بن صبيح وحاجبه بشر بن مَيْمُون ثمَّ مُحَمَّد بن خَالِد بن برمك ثمَّ الْفضل بن الرّبيع مَوْلَاهُ ونَقشُ خَاتمه كن مَعَ الله على حَذَر وَقيل كَانَ نقش خَاتمه بالحميريّة الله رَبِّي وعَلى خَاتم الْخلَافَة لَا إِلَه إِلَّا الله وَكَانَ يحجّ سنة ويغزو سنة وَلذَلِك قَالَ فِيهِ الْقَائِل (فَمن يَطلُب لِقاءَك أَو يُرِدهُ ... فَبِالحرمَينِ أَو أقصَى الثُغورِ) (فَفِي أرضِ العدوِّ على طِمِرٍّ ... وَفِي أَرض الثنيَّة فَوق كور) وَكَانَ جواداً بِالْمَالِ وَاعْتمد على البرامكة فِي دولته فزينوها إِلَى أأكثروا الدالّة عَلَيْهِ ففتك بهم وَلَكِن سَاءَ تَدْبيره للْملك بعدهمْ وَظهر الاختلال فِي دولته بعدهمْ وَكَانَ يَقُول أَغرونا بهم حَتَّى إِذا هَلَكُوا وجدنَا فقدَهم وَلم يسدّوا مَسَدّهم وَكَانَ فصيح الْمقَال قَالَ لإسحاق بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَقد أنْشدهُ أبياتاً مِنْهَا (وَكَيف أخافُ الفَقر أَو أُحرَمُ الغِنى ... ورأيُ أَمِير الْمُؤمنِينَ جميلُ) لله دَرُّ أبياتٍ تَأْتِينَا بهَا مَا أحكمَ أصولَها واحسنَ فصولَها وأقلّ فضولها فَقَالَ إِسْحَاق أخذُ الْجَائِزَة مَعَ هَذَا الْكَلَام ظلمٌ وَله شعر جيّد مِنْهُ قَوْله فِي جَارِيَة صالحها (دَعِي عَدَّ الذُّنوب إِذا الْتَقَيْنَا ... تَعالَي لَا نَعُدّ وَلَا تَعُدّي) وَمِنْه (مَلَك الثلاثُ الآنِساتُ عِناني ... وحَلَلنَ من قلبِي يكلّ مكانِ) (مَالِي تُطاوِعُني البريّةُ كُلُّها ... وأُطيعُهنّ وهنّ فِي عِصياني) (مَا ذَاك إلاّ أنّ سلطانَ الهَوى ... وَبِه غلَبنَ أعزُّ من سلطاني) ) وَقيل إِنَّهَا للْعَبَّاس بن الْأَحْنَف قَالَهَا على لِسَان الرشيد وَمن شعر الرشيد يرثي جَارِيَته هيلانة (أفٍّ للدنيا وللز ... ينة فِيهَا والأثاثِ) (إِذْ حثا التُّربَ على هِيَ ... لانَ فِي الحُفرة حاثِ) (فلهَا تبْكي البواكي ... وَلها تشجي المراثي) (خلفتْ سُقمي طَويلا ... جعلت ذَاك تُرابي) وَكَانَ من أميَز الْخُلَفَاء وأجّل مُلُوك الدُّنْيَا وَكَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْم مائَة رَكْعَة إِلَى أَن مَاتَ وَيتَصَدَّق كل يَوْم من صُلب مَاله بِأَلف دِرْهَم وحدّث عَن أَبِيه وجدّه ومبارك بن فَضَاله

أمير المؤمنين الواثق

وروى عَنهُ ابْنه الْمَأْمُون وَكَانَ يحبّ الْعلم وأهلَه ويعظِّم حُرُمات الله فِي الْإِسْلَام وَلما مَاتَ ابْن الْمُبَارك جلس للعَزاء وَأمر الْأَعْيَان أَن يُعزُّوه وخلّف مائَة ألف ألف دِينَار وَاجْتمعَ لَهُ مَا لم يجْتَمع لغيره وزراؤُه البرامكة وقاضيه أَبُو يُوسُف وشاعره مَرْوَان بن أبي حَفصة ونديمه الْعَبَّاس ابْن مُحَمَّد عمّ أَبِيه وحاجبه الْفضل بن الرّبيع أتيَهُ النَّاس وأعظمهم ومغنيّه إِبْرَاهِيم الْموصِلِي وَزَوجته زُبيدة قَالَ ابْن حزم أُراه كَانَ لَا يشرب النَّبِيذ الْمُخْتَلف فِيهِ إلاّ الْخمر المتّفّق على تَحْرِيمهَا ثمَّ جاهر جهاراً قبيحاً وَلما مَاتَ صلّى عَلَيْهِ ابْنه صَالح وَدَفنه بطوس وَكَانَ لَهُ من الوُلد ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ أَرْبَعَة عشر ذكرا وَأَرْبع عشرَة أُنثى فالذكور مُحَمَّد الْأمين وَمُحَمّد المعتصم وَمُحَمّد بن عِيسَى وَمُحَمّد أَبُو يَعْقُوب وَمُحَمّد أَبُو الْعَبَّاس وَمُحَمّد أَبُو سُلَيْمَان وَمُحَمّد أَبُو عَليّ وَعبد الله الْمَأْمُون وَالقَاسِم المؤتمن وَعلي وَصَالح وَأحمد السبتي وَأَبُو أَحْمد هَؤُلَاءِ الذُّكُور وسُكينة وَأم حبيب وأروَى وَأم الْحسن وحمدونة وَفَاطِمَة وَأم سَلمَة وَخَدِيجَة وَأم الْقَاسِم ورملة وَأم عَليّ ليبق والعالية ورَيطة وَذكر الروَاة أَن هَارُون الرشيد صنع قُسيماً من الشّعْر وَهُوَ المُلك لله وَحده ثمَّ إِنَّه ارتجّ عَلَيْهِ فَقَالَ استدعوا من بِالْبَابِ من الشُّعَرَاء فَدخل عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الجَمَّاز فَقَالَ الرشيد أجيزوا وأنشدهم القسيم فبدرهم الجماز وَقَالَ وللخليفة بعده فَقَالَ الرشيد زِدْ فَقَالَ الجماز وللمحب إِذا مَا حبيبُه بَات عِنْده فَقَالَ لَهُ الرشيد أحسنتَ لم تعدُ مَا نَفسِي وَأَجَازَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ الواثق) هَارُون بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَمِير الْمُؤمنِينَ الواثق بِاللَّه بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أَبُو جَعْفَر وَأَبُو) الْقَاسِم كناه بهَا الْمَأْمُون وَأمه أم ولدٍ يُقَال لَهَا قَراطيس أدْركْت خِلَافَته وَمَاتَتْ فِيهَا بِالْكُوفَةِ سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت خرجت لِلْحَجِّ ودفنت فِي دَار عِيسَى بن مُوسَى وَكَانَ أَبيض إِلَى الصُّفْرَة حسن الْوَجْه جميل الطلعة جسيماً فِي عينه الْيُمْنَى نكتةُ بياضٍ مولده يَوْم الِاثْنَيْنِ لعشرٍ بَقينَ من شعْبَان سنة تسعين وَمِائَة وبويع لَهُ بسُرَّ من راى يَوْم الْخَمِيس لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ يَوْم مَاتَ المعتصم بِاللَّه وَله يَوْمئِذٍ ثَلَاثُونَ سنة وَتِسْعَة أشهر وَتِسْعَة أيّام وَتُوفِّي بسُرَّ من رأى يَوْم الثُّلَاثَاء أَو الْأَرْبَعَاء لخمس بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي أَحْمد بن أبي داؤد وَدفن بالهُرواني وَله سِتّ وَثَلَاثُونَ سنة وَتِسْعَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام وَكَانَت خِلَافَته خمس سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام وَكَانَ كَاتبه مُحَمَّد بن

عبد الْملك ابْن الزيّات وحاجبه ايتاخ وَمُحَمّد بن حَمَّاد بن دنقش ثمَّ مُحَمَّد بن عَاصِم وَقيل يَعْقُوب قوصرة وَنقش خَاتمه صُورَة أسدين بَينهمَا صُورَة رجل وَقيل صُورَة وَعل وعَلى خَاتم الْملك الله ثِقَة الواثق بِاللَّه وَكَانَ يُقَال لَهُ الْمَأْمُون الصَّغِير لشَبَه أَحْوَاله كلهَا بأحوال الْمَأْمُون وَكَانَ أعلم بني الْعَبَّاس بِالْغنَاءِ وَله أصوات مَشْهُورَة من تلحينه وَمن نَادِر كَلَامه لشخص كَانَ عَاملا لَهُ على عمل نُقِل عَنهُ أَنه قَالَ لمن تشفع إِلَيْهِ فِي قضيةٍ لَو شفع لَك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا شفعتُك لَوْلَا أنّ فِي خَطاء لفظك إِشَارَة إِلَى صَوَاب معناك فِي استعظامك ووضعِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَايَة التَّمْثِيل لمثّلتُ بك ثمَّ أَمر أَن يُضرب ثَمَانِينَ سَوْطًا ورُئيَ الواثق فِي تِلْكَ الْحَالة وَهُوَ يرعِد غَضبا ثمَّ قَالَ وَالله لَا وليتَ لي عملا أبدا وَله شعر حسنٌ مِنْهُ قَوْله (قَالَت إِذا الليلُ دَجا فأتِنا ... فجِئتُها حِين دجا الليلُ) (خفيُّ الرجل من حارسٍ ... وَلَو دَرى حلَّ بِهِ الوَيل) وَمِنْه (تنحَّ عَن الْقَبِيح وَلَا تُرِده ... ومَن أولَيتَه حُسناً فزِدههُ) (ستُكفَى من عدوّك كل كَيدٍ ... إِذا كَاد العدوّ وَلم تكِده) وَكَانَ يحبّ خَادِمًا أُهدِيَ لَهُ من مصر فأغضبه الواثق يَوْمًا فَسَمعهُ يَقُول لبَعض الخَدَم واللهِ إنّ الواثق ليَروم مُنْذُ أمس أَن أكلِّمَه فَلم أفعل فَقَالَ (يَا ذَا الَّذِي بعذابي ظَلَّ مُفتخراً ... هَل أنتَ إلاّ مليكٌ جارَ فاقتَدَرا) ) (لَوْلَا الهَوى لتجارَينا على قَدَرٍ ... وَإِن أُفق مرّة مِنْهُ فَسَوف ترى) وَقَالَ ابْن أكتم مَا أحسنَ أحدٌ إِلَى آل أبي طَالب مَا أحسن إِلَيْهِم الواثق مَا مَاتَ وَفِيهِمْ فَقير وَكَانَ ابْن ابي دُؤاد قد استولى على الواثق وَحمله على التشدّد فِي المحنة بالْقَوْل بِخلق الْقُرْآن وَيُقَال إِن الواثق رَجَعَ قبل مَوته عَن القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَقَالَ عبيد الله بن يحيى إبرؤاهيم بن أَسْبَاط السَّكَن قَالَ حُمِل مِمَّن حُمِل رَجُلٌ مكبَّلٌ بالحديد من بِلَاده فاُدخِل فَقَالَ ابْن أبي دُؤاد تَقول أَو أَقُول قَالَ هَذَا من أوّل جوركم أخرجتم الناسَ من بِلَادهمْ ودعوتموهم إِلَى لَا شَيْء لَا بل أَقُول قَالَ قل والواثق جَالس فَقَالَ أَخْبرنِي عَن هَذَا الرَّأْي الَّذِي دعوتم إِلَيْهِ الناسَ أعلمهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يدعُ الناسَ إِلَيْهِ أم شَيْء لمَم يُعلمهُ قَالَ فبُهِتُوا واستضحك الواثق وَقَامَ قَابِضا على فَمه وَدخل بَيْتا ومدّ رِجلَيه وَهُوَ يَقُول وسعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يسكت عَنهُ وَلم يَسَعنا فَأمر أَن يُعطى ثَلَاثمِائَة دِينَار وَأَن يُردَّ إِلَى بَلَده وَقَالَ زُرقان بن أبي

أخو الواثق بالله

دُؤاد لما احتُضِر الواثق جعل يردِّد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ (الْمَوْت فِيهِ جميعُ الخَلق مشترِكٌ ... لَا سُوقةٌ منهُمُ يبْقى وَلَا مَلِكُ) (مَا ضرَّ أهل قَلِيل فِي تفاقُرهم ... وَلَيْسَ يُغنى عَن الْأَمْلَاك مَا مَلكوا) ثمَّ أَمر بالبُسُط فطُوِيَت من تَحْتَهُ وألصق خدَّه بِالْأَرْضِ وَجعل يَقُول يَا من لَا يَزُول مُلكُه وَكَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ قد صادر الدَّوَاوِين وسَجَنهم وَضرب أَحْمد بن أبي إِسْرَائِيل ألف سَوطٍ وَأخذ مِنْهُ ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَمن سُلَيْمَان بن وهب كَاتب الْأَمِير أيتاخ أَرْبَعمِائَة ألف دِينَار وَمن أَحْمد بن الخصيب وكاتبه ألف ألف دِينَار وَيُقَال إِنَّه أَخذ من الكتّاب فِي هَذِه السّنة ثَلَاثَة آلَاف ألف دِينَار وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الْملك يرثي الواثق (سَقَى قَبرَك الهاطل المُسبَلُ ... وجادت لَك الدِيَمُ الحُفَّلُ) (وأسكَنَكَ الله خُلدَ الجِنان ... وجاوَرَك المُصطَفى المُرسَل) (فقد بِنتَ منا على حاجةٍ ... وَهل يُدفَعُ القَدَرُ المُنزَل) (وَذَلِكَ من خَيرةٍ سَاقهَا ... إِلَيْك إلهك لَا تُجهَل) 3 - (أَخُو الواثق بِاللَّه) هَارُون بن مُحَمَّد المعتصم وَهُوَ أَخُو أَمِير الْمُؤمنِينَ الواثق سُمى باسم أَخِيه وَهُوَ غَيره كَانَ المُعتزّ يزْعم أنّ شعره كثير وَلكنه لم يكن يُظهِره وَمن شعره وَقد عَبث بِغُلَام فَقَالَ دَعنا) (وغَزالٍ إِذا تتنَّيتُ يَوْمًا ... فَهُوَ لَا غيرُه الَّذِي أَتَمَنَّى) (يتجنّى فَإِن نَطَقتُ بعُذرٍ ... رَدَّه ظَالِما لَهُ وتظَنّى) (أَيهَا اللائم العيونَ إِذا أَب ... صَرنَ من وَجهه جمالاً وحُسنا) (أَخرِجِ السِّحر من جفونك عنّا ... ثمّ إِن لم ندَعك نَحن فدَعنا) وَمِنْه (وشادنٍ يفضَح بدر الدجا ... والبدرُ فِي ليلته يزهَرُ) (يجحَد أنّي مستهامٌ بِهِ ... وَهُوَ لقولي أبدا مُنكِر) (وَقد كساني سَقَمي حُلَّةً ... تُظهِر من وجدي الَّذِي أضمِر) (يَكْفِيك منّي شَاهدا أنني ... إِلَيْك من دُون الورى أنظر)

ابن الوزير ابن الزيات

وَمِنْه (وشادنٍ إِن قِستُ بدرَ الدُّجا ... بِوَجْهِهِ كنت مُبِينى المحالِ) (تحسُده شمس الضُّحَى حسنَه ... والغُصنُ الغَضُّ على الِاعْتِدَال) (وَصَاحب النُقصان من شَأْنه ... أَن يحسُدَ الفاضلَ فضل الْكَمَال) وَمِنْه (سَيِّدي أَنْت أحسن النَّاس وَجها ... فَلِتَكُن أحسنَ الْعباد فعالا) 3 - (ابْن الْوَزير ابْن الزيات) هارونبن مُحَمَّد بن عبد الْملك ابْن الزيات هُوَ ابْن الْوَزير كنايته أَبُو مُوسَى كَانَ أخبارياً واسعَ الرِّوَايَة وَله تصانيف مِنْهَا أَخْبَار ذِي الرُّمة كتاب رسائله 3 - (الأُسواني الْمَالِكِي) هَارُون بن مُحَمَّد بن هَارُون الأسواني ابو مُوسَى ذكره ابْن يُونُس وَقَالَ كَانَ أحدَ أَصْحَابنَا الَّذين كتبُوا مَعنا الحَدِيث وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب الإِمَام مَالك توفّي سنة سبع وَعشْرين وثلاثمائة 3 - (أَبُو عَليّ الْمروزِي) هَارُون بن مَعْرُوف أَبُو عَليّ الْمروزِي كَانَ خزّازاً وأضرّ بِآخِرهِ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى البُخَارِيّ عَن رجل عَنهُ وَأحمد بن حَنْبَل وَصَالح جَزَرَة وَغَيرهم وَقَالَ رَأَيْت فِي) الْمَنَام قيل لي مَن آثَرَ الحَدِيث على الْقُرْآن عُذِّب قَالَ فظنَنتُ أَن ذَهاب بَصرِي من ذَلِك وَكَانَ صَدُوقًا فَاضلا صَاحب سُنّة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (القارىء الْأَعْوَر) هَارُون بن مُوسَى النَّحْوِيّ الْأَزْدِيّ مَوْلَاهُم أَبُو مُوسَى البَصري الْأَعْوَر صَاحب الْقِرَاءَة والعربية وثّقَه الْأَصْمَعِي وَيحيى بن مَعِين وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَالْمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ هَارُون يهوديّاً فَأسلم وَطلب القِراءَ فَكَانَ رَأْسا وحدّث وحَفِظ النَّحْو ناظره يَوْمًا إِنْسَان فِي مَسْأَلَة فغلب هَارُون فبئسَ مَا صنعتَ فغلبه أَيْضا فِي هَذَا وَكَانَ شَدِيد القَوْل فِي الْقدر وَكَانَ هَارُون أول من تتبع وُجُوه الْقُرْآن وألفها وتتبّع الشاذّ مِنْهَا وَبحث عَن إِسْنَاده

الأخفش القارىء الدمشقي

3 - (الْأَخْفَش القارىء الدِّمَشْقِي) هَارُون بن مُوسَى بن شَرِيك أَبُو عبد الله القارىء يعرف بالأخفش من أهل دمشق توفّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وككان شيخ الْقِرَاءَة فِي وقته وَمَوته بعد أبي عمرِو بن الْعَلَاء بمائتين وَعشر سِنِين وَبَينه وَبَينه اثْنَان قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وأبلغ من ذَلِك فِي زَمَاننَا بَينهم وَبَين الجمّال الْإِسْلَام الداؤودي اثْنَان وَله قد مَاتَ مِائَتَان وَسبع وَأَرْبَعُونَ سنة وأبلغ من ذَلِك ابْن كُلَيب بَينه وَبَين إِسْمَاعِيل الصفار رجلَانِ وعاش بعده مِائَتَيْنِ وخمساً وَخمسين سنة وَكَانَ هَارُون إِمَام الْجَامِع الْأمَوِي بِدِمَشْق وَكَانَ طيّب الصَّوْت وَله فِي القراآت كتب مَشْهُورَة وَكَانَ قيمًا بالقراآت السَّبع وَكَانَ عَارِفًا بالتفاسير والمعاني والنحو والغريب وَالشعر وَعنهُ اشتهرت قِرَاءَة أهل الشَّام وَلَوْلَا ضَبطه لكَانَتْ قد ارْتَفَعت قَرَأَ على عبد الله بن ذَكوان عَن عبد الله بن عَامر اليحصُبي وَكَانَ يُعرف بأحفش بَاب الْجَابِيَة وَكَانَ بدارياً أحفشُ آخر من أهل الْقُرْآن وَالْفضل إِلَّا أَنه لم يُذكر مَاتَ سنةَ خَمسٍ وَسبعين وثلاثمائة 3 - (أَبُو نصر الْقُرْطُبِيّ) هَارُون بن مُوسَى بن صَالح بن جَندَل القَيسي القُرطُبي أَبُو نصرٍ الأديب توفّي سنةَ إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة سمع من القالي وَأبي عِيسَى اللَّيثي وَغَيرهمَا وَكَانَ رجلا عَاقِلا مُقتصداً صَحِيح الْأَدَب يخْتَلف إِلَيْهِ الْأَحْدَاث ووجوه النَّاس لثقتهم بِدِينِهِ وَله كتاب فِي تَفْسِير عُيُون كتاب سِيبَوَيْهٍ) 3 - (الرشيد ابْن المصلّي) هَارُون بن مُوسَى بن مُحَمَّد الرشيد الْمَعْرُوف بِابْن المصلّي الرمنتي قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي اجْتمعت بِهِ وَلم يعلق بذهني مِنْهُ شَيْء وَله شعر كثير يَأْتِي من جِهَة الطَّبع لَيْسَ يعرف لَهُ اشْتِغَال وَكَانَ إنْسَانا حَسَناً فِيهِ لطافة توفّي بأرمنت سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأورد لَهُ (حثّها الشَّوقُ حثيثاً من وراها ... فتراها عانقت تُربَ ثَراها) (واعتراها الوجدُ حَتَّى رقصَت ... طَرَباً أسكرَني طِيبُ شذاها) (غنِّني يَا ساقيَ الراح بهَا ... لَيْسَ يُغني فاقَتي إِلَّا غِناها) وَمِنْهَا فِي ذمّ الْحَشِيش ومدح الْخمر (واملَ لي حَتَّى تراني ميّتا ... إنّ موت السُّكر للنَّفس حياها) (لَيْسَ فِي الأَرْض نَباتٌ أنبتَت ... فِيهِ سرٌّ حيَّر العقلَ سواهَا)

(رامتِ الخضراءُ تحكي سكرَها ... قتلوها بعد تقطيع قفاها) وَكَانَ فِي قبليِّ الدِّمَقرات قَرْيَة تسمّى بَبُّويَه وفيهَا بدوية فَقَالَ الرشيد فِيهَا (بدوية فِي بّبُّويَه ساكِناً ... صيّرَت عِنْدِي المحبّة ماكِنَا) (اسْمهَا سِتّ الْعَرَب ... هيَّجَتْ عِنْدِي الطَرَبْ) أَنا قَاعد بَين جمَاعَة نستريح عبرت وَاحِدَة لَهَا وَجه مليح بقوام أعدلُ من الغُصن الرجيح فِي الملاحةَ زايداووراها قايدالو تكون لي رايدا (كنتُ نعطيها ألف دِينَار وازِنا ... وَابْن فِي دَاخل بيوتي ماذِنا) (وَترى منّي الْعجب ... فِي تصانيف الْأَدَب) نفرت مني كَمَا نفر الغزال واسفرت لي عَن جبين يَحْكِي الْهلَال ورنت أرمت بِعَينهَا نِبال ثمَّ قَالَت يَا فلانخذ من أحداقي أمانمعك فِي طول الزَّمَان (فَأَنا وَالله مليحه فأتِنا ... وَمن الحُساد مَا أَنا أمِنا) ) (والملوك وَأهل الرُّتَب ... يَأْخُذُوا منّي الحسَب) قلت يَا ستّي أَنا هوني نموتْ أدفنوني عنْدكُمْ جُوَّ الْبيُوت والعذارَى حولهَا يمشوا سكوتْ ثمَّ قَالُوا كلّميهيا عُريبَه وارحميهذا غريبْ لَا تهجُريه (يشتهِر حالك يصير لَك كاينَا ... يقتلوه أهلك وَتبقى ضامِنَه) (ذَا الحَدِيث فِيهِ العطب ... لَيْسَ ذَا وَقت الْغَضَب) قَالَت أمضي لَا يكون عنْدك ضَجَر واصطبر واعمل على قَلْبك حَجَر مَا طريقي سابِلَه مَن جا عَبَر ذِي العذارى يعوفوكما تراهم يسعفوكظلموني وانصفوك (قُم وعاهدني فَمَا أَنا خاينا ... وَأَنا اللَّيْلَة لروحي راهنا)

ابن الحائك النحوي

(مر وعبّى لي الذهبْ ... فترى عقلك ذهبْ) عاهدَتني وَبقيت فِي الِانْتِظَار وأورثتني الذلّ ثمَّ الانكسار والدُّجا قد صَار عِنْدِي كالنّهارْ عِنْدَمَا غَابَ القمروأظلم اللَّيْل واعتكرجفّ قلبِي وانكسر (وعُريباً فِي حَدِيثي واهِنا ... آمِنَه فِي سِربها مُطَّا منا) (والفؤاد منّي اضطرَب ... ونشَف ذَاك الطَّرب) صرتُ نَرعى النَّجم إِلَى وَقت الصَّباح إِذا بدا لي الكوكبُ الدُّرّي ولاح وَإِذا هِيَ قد أَتَت ستّ الملاح والعذارى فِي عتابمع عُريباً فِي ضرابثم قَالَت ذَا الْكلاب (ينبجوا تاني الرِّجَال الظاعنا ... بِالسُّيُوفِ وبالرِّماح الظاعنا) (يدرِكوني فِي الطَّلبْ ... يجْعَلُوا رَأْسِي ذَنَبْ) ) 3 - (ابْن الحائك النَّحْوِيّ) هَارُون بن الحائك الضَّرِير النَّحْوِيّ أحد أَعْيَان أَصْحَاب ثَعْلَب وَكَانَ يوزّنُ بميزانه أَصله يَهُودِيّ من الْحيرَة كَانَ الْوَزير عبيد الله بن سُلَيْمَان أرسل إِلَى ثَعْلَب فِي الِاخْتِلَاف إِلَى وَلَده الْقَاسِم فَأبى وَاحْتج عَلَيْهِ بالضعف فَقَالَ أنفِذ إليَّ مَن ترتضيه من أَصْحَابك فأنفذ هَارُون الضَّرِير فَاسْتَحْضر عبيد الله ابا إِسْحَاق الزّجاج وَجمع بَينهمَا فَسَأَلَ لَهُ الزّجاج كَيفَ تَقول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضربتُ زيدا ضربا فَقَالَ لَهُ كَيفَ تكنِي عَن زيدٍ وَالضَّرْب فأقحمه وَلم يجبهُ وحار فِي يَده وَانْقطع انْقِطَاعًا قبيحاً وَكَانَ ذَلِك سَبَب منيته وَمَا كَانَ هَارُون مِمَّن يذهب عَلَيْهِ ذَلِك وَجَوَاب الْمَسْأَلَة أَن تَقول ضَربتُه إِيَّاه ولهارون من التصانيف كتاب العِلَل فِي النَّحْو كتاب الْغَرِيب الْهَاشِمِي واختُلف فِي ذَلِك فَقيل ألفَّه ثَعْلَب (الألقاب) ابْن هَارُون المغربي عبد الله بن مُحَمَّد

هاشم

(هَاشم) 3 - (هَاشم الطَّبَراني) هَاشم بن مَرثَد الطَّبَرَانِيّ هُوَ من قُدماء شُيُوخ الطَّبَراني توفّي هَاشم الْمَذْكُور فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو دلف الخُزاعي) هَاشم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْخُزَاعِيّ أَبُو دلف أديب أريب زكي النَّفس حَرِيص على الطّلب ذُو محلّ من الْعلم روى عَن الرياشي وَعبد الرَّحْمَن بن أخي الْأَصْمَعِي وَأبي غَسَّان دماذ وروى عَنهُ أَبُو الْفرج الإصبهاني صَاحب الأغاني فَأكْثر مَاتَ فَجْأَة فِي جُمَادَى ألآخرة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وثلاثمائة وَله مصنفات قَالَ ابْن شيران تزيد على مائَة مُصَنف وَله شعر ورثاه ابْن دُرَيد بقصيدة مِنْهَا (ولولم تُعَلِّ المكرُمات سَرِيره ... إِذا مَا أقلته فروع المناكب) (يغضُّون عَنهُ وَهُوَ مُدرَجٌ ... كغضّهم عَن وَجهه فِي الْكَوَاكِب) وَكَانَ أحد القواد وَأدْخلهُ بدر المعتضدي فِي ندمائه 3 - (أَبُو خَالِد الغافقي) ) هَاشم بن أَحْمد بن غَانِم أَبُو خَالِد الغافقي القُرطُبي كَانَ فَقِيها مُشاوَراً نظر الأحباس أَيَّام مُنْذر القَاضِي وَكَانَ نحويّاً شَاعِرًا وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وثلاثمائة وَمن شعره أَبُو طَاهِر الْخَطِيب هَاشم بن احْمَد بن عبد الْوَاحِد بن هَاشم بن عَليّ بن هَاشم أَبُو طَاهِر الْحلَبِي الْخَطِيب كَانَ أصلهم من الرقة وانتقلوا إِلَى حلب أَيَّام رضوَان وَأول من انْتقل مِنْهُم عَليّ بن هَاشم وَتُوفِّي أَبُو طَاهِر سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة عَن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة وَنصف وَله تصانيف مِنْهَا كتاب اللّحن الْخَفي وَكتاب مُناجاة العارفين وَكتاب خُطَب كتاب أَفْرَاد أبي عَمْرو بن الْعَلَاء ورد إِلَى بَغْدَاد حَاجا وسُمع عَلَيْهِ بهَا خُطبَه وَكتاب اللّحن الْخَفي وَكتاب الْمُنَاجَاة وخُلع عَلَيْهِ بِبَغْدَاد خلعة كَامِلَة فِي الْأَيَّام المستنجدية وشرّف بِسيف كَانَ عَلَيْهِ مَكْتُوب (شرفي على كلّ السيوف لأنني ... قِدماً سكنتُ خزانةَ المستنجد) وَلما تولى الخطابة وخطب وَنزل وَصلى وأتمّ الصَّلَاة وانفتل من الْمِحْرَاب تقدم إِلَيْهِ أَبُو

شرف العلاء الآمدي الكاتب

عبد الله مُحَمَّد بن نصر بن صَغِير القيسراني واعتنقه وَقَالَ (شرح الْمِنْبَر صَدراً ... لِتلقّيك رَحيبا) (أتُرى ضمَّ خَطِيبًا ... أم تُرى ضُمِّخ طِيبا) 3 - (شرف الْعَلَاء الْآمِدِيّ الْكَاتِب) هَاشم بن أشرف بن الأعزّ بن هَاشم بن الْقَاسِم الرئيس شرف العُلا أَبُو المكارم الْعلوِي الْكَاتِب ولد بآمد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع بِدِمَشْق من ابْن عَسَاكِر الْقَاسِم وَكتب الْإِنْشَاء بحلب مُدَّة فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة ثمَّ عَاد إِلَى آمد وخدم صَاحبهَا الْملك المسعود بن الْعَادِل وَكَانَ عَارِفًا بالأخبار والتأريخ وَالنّسب ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى مصر وَبهَا توفّي 3 - (المغنّي) هَاشم بن سُلَيْمَان مولى بني أُميَّة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَكَانَ الْهَادِي مُوسَى يُسَمِّيه أَبَا الغَريض وَكَانَ مغنياً حَسَن الصَّنعة غزيرها وَفِيه يَقُول الشَّاعِر (يَا وحشتي بعدمك يَا هاشمُ ... غِبتّ فشَجوي لي فِيك لازمُ) (اللَّهوُ واللذة يَا هاشمُ ... مَا لم تكن حاضرَه ماتَمُ) ) واصطبح يَوْمًا مُوسَى الْهَادِي فَقَالَ يَا هَاشم غَنَّني (أبهارُ قد هيجتِ لي أوجاعا ... وتركِتني عبدا لكم مِطواعا) (بحديثكِ الحسنِ الَّذِي لَو كُلِّمت ... وحشُ الفلاةِ بِهِ لَجِئنَ سِراعا) (فَإِذا مررتُ على البهار منضَّداً ... فِي السُّ هَيَّج لي إليكِ نِزاعاً) (وَالله لوعلِم البهارُ بِأَنَّهَا ... أضحَت سَمِيَّتَه لطال ذِراعا) فَإِن أصبتَ مرادي فلك حاجةٌ مقضية فغناه فَأصَاب ففال أصبت وأحسنت سَل حَاجَتك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تملأُ لي هَذَا الكانون دَرَاهِم فملىء فَوسعَ ثَلَاثِينَ ألف درهمٍ فَلَمَّا قبضهَا قَالَ لَهُ يَا نَاقص الهمة واللهِ لَو سألتَ أَن أملأه لَك دنانيرَ لفعلتُ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ لَا سَبِيل إِلَى ذَلِك وَلم يُسعِدك الجَدُّ فِيهِ 3 - (الزُّهْرِيّ المِرقال) هَاشم بن عُتيبةَ بن أبي وقّاص الْقرشِي الزُّهْرِيّ ابْن أخي سعد بن أبي وَقاص أَبُو عَمْرو قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ولد فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم تَثبُت لَهُ صحبةٌ نزل بِالْكُوفَةِ أسلم يَوْم الْفَتْح ويُعرف بالمِرقال وَكَانَ من الْفُضَلَاء الأخيار وَمن

أبو النضر الخراساني

الْأَبْطَال البُهم فقُئت عينه يَوْم اليرموك ثمَّ أرْسلهُ عمر من اليرموك مَعَ خيل الْعرَاق إِلَى سعدٍ فَشهد الْقَادِسِيَّة وأبلى فِيهَا بلَاء حسنا وَقَامَ مِنْهُ فِي ذَلِك مَا لم يَقُم فِي أحدٍ وَكَانَ سَبَب الْفَتْح على الْمُسلمين وَهُوَ الَّذِي افْتتح جَلولاَء وَلم يشهدها سعدٌ وَقيل شَهِدَهَا وَكَانَت جَلولاء تسمَّى فتح الْفتُوح بلغت غنائمها ثمانيةَ عشر ألف ألف وَكَانَت سنة سبع عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة تسع عشرَة وهَاشِم الَّذِي امتحن مَعَ سعيد بن الْعَاصِ زمن عُثْمَان إِذْ شهد فِي رُؤْيَة الْهلَال وَأفْطر وَحده فأقصّه من سعد على يَد سعيد بن الْعَاصِ فِي خبر فِيهِ طولٌ ثمَّ شهد هَاشم مَعَ عَليّ الْجمل وَشهد صفّين وأبلى بلَاء حسنا مَذْكُورا وَبِيَدِهِ راية عَليّ على الرجّالة يَوْم صفّين ويومئذ قُتل وَهُوَ الْقَائِل يَوْمئِذٍ (أعوَرُ يَبْغِي أهلَه محلاًّ ... قد عالج الحياةَ حَتَّى ملاّ) لَا بدَّ أَن يفُلَّ أَو يلإفَلاّ وَقطعت رجله يَوْمئِذٍ فَجعل يُقَاتل مَن دنا مِنْهُ وَهُوَ بَارك وَيَقُول الفحلُ يحمي شوله معقولاً وَفِيه يَقُول أَبُو الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة) (يَا هَاشم الْخَيْر جُزِيتَ الجنّة ... قاتلتَ فِي الله عدوَّ السُّنَّه) أفلِج بِمَا فُزتَ بِهِ من مِنَّه 3 - (أَبُو النَّضر الْخُرَاسَانِي) هَاشم بن الْقَاسِم بن مُسلم بن مقسم ابو النَّّضر اللَّيْثِيّ الْخُرَاسَانِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ قَالَ ابْن المَدِيني وَغَيره ثقةٌ وَقَالَ العِجلي ثِقَة صَاحب سُنةٍ توفّي سنةَ خمسٍ وَمِائَتَيْنِ روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الْمدنِي) هَاشم بن هَاشم بن عتبَة بن أبي وَقاص الْمدنِي توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (البَطَليَوسي) هَاشم بن يحيى بن حَجاج ابو الْوَلِيد البَطَليَوسي سمع وروى قَالَ ابْن الفرضي توفّي سنة خمسٍ وَثَمَانِينَ وثلاثمائة 3 - (رَأس البهشمية) أَبُو هَاشم بن مُحَمَّد أبي عَليّ الجبائي المعتزلي رَأس الطَّائِفَة البهشمية وَافق أَبَاهُ فِي مسَائِل وَانْفَرَدَ عَنهُ بمسائل مِنْهَا اسْتِحْقَاق الذَّم وَالْعِقَاب من غير

مَعْصِيّة وَأَن التَّوْبَة عَن كبيرةٍ لَا تصحّ مَعَ الْإِصْرَار على غَيرهَا وَأَن التَّوْبَة عَن الذَّنب لَا تصح بعد الْعَجز عَن فعلهَا حَتَّى أنَّ من كذب ثمَّ صَار أخرسَ ثمَّ تَابَ عَن الْكَذِب لم تصح تَوْبَته وَمن زنا وجُبَّ ذكرَهُ وَتَابَ عَن الزِّنَا لَا تصحّ تَوْبَته وَاخْتلفَا فِي مسَائِل الْمَشْهُور مِنْهَا قَالَ الجبّائي أَبُو عَليّ الْبَارِي تَعَالَى عالمٌ لذاته قادرٌ لذاته وَلَا يَقْتَضِي كَونه عَالما صفة هِيَ علم أَو حَالا يُوجب كَونه عَالما فنفى الْأَحْوَال وَقَالَ أَبُو هَاشم هُوَ عالمٌ لذاته بِمَعْنى أَنه ذُو حالةٍ وَهِي صفة وَرَاء كَونه ذاتاً فَأثْبت الْأَحْوَال وَقَالَ هِيَ صفاةٌ لَا مَوْجُودَة وَلَا مَعْدُومَة وَلَا مَعْلُومَة وَلَا مَجْهُولَة وَقَالَ أَيْضا من مسَائِله المخالِفة كَونه سميعاً حَالَة وَكَونه بَصيرًا حَالَة سوى كَونه عَالما فَقَالَ أَبوهُ كَون الرب سميعاً بَصيرًا إِنَّه حيّ لَا آفةَ بِهِ وَمن مسائلهما المختلَف فِيهَا فِي الاعتمادات اتّفقت الْمُعْتَزلَة على انقسام الاعتمادات إِلَى لَازِمَة طبيعيَّة وَهِي اعْتِمَاد الثقيل إِلَى جِهَة السّفل والخفيف إِلَى جِهَة الْعُلُوّ وَإِلَى اعتمادات مجتَلِية وَهِي إعتماد الثقيل فِي جِهَة الْعُلُوّ عِنْدَمَا إِذا رُمى حجرٌ مثلا إِلَى جهةِ فَوق واعتماد الْخَفِيف فِي جِهَة السّفل حُرِّك إِلَيْهَا أَو غير ذَلِك من الْجِهَات إِذا عُرف) هَذَا فَاخْتلف أَبُو عَليّ وَابْنه فَقَالَ أَبُو عَليّ الاعتمادات كلهَا متضادَّة وَقَالَ أَبُو هَاشم لَا تضادّ بَين الاعتمادات اللَّازِمَة والمجتلبة وَهل يتضاد الاعتمادات اللَّازِمَة بَعْضهَا مَعَ بعض وَكَذَلِكَ الاعتمادات المجتلية فقد اخْتلف قَول أبي هَاشم فِيهَا فَتَارَة قَالَ بالتضادّ وَتارَة بعدَمه وَقَالَ أَبُو عَليّ لَا تُشترَط الرُّطُوبَة واليبوسة فِي شَيْء من الاعتمادات وَهُوَ الصَّحِيح وَقَالَ أَبُو هَاشم تشْتَرط الرُّطُوبَة فِي الِاعْتِمَاد اللَّازِم إِذا كَانَ سلفياً واليبوسة إِذا كَانَ علوياً دون الاعتمادات المجتلية وَقَالَ أَبُو عَليّ سَبَب طفو الْخَشَبَة على المَاء تخَلخُل أَجْزَائِهَا وتعلُّق الْهَوَاء الصاعد بهَا وَسبب رسوب الْحَدِيد وَغَيره اندماج أَجْزَائِهِ وَعدم تشبث الْهَوَاء فِيهِ وَقَالَ أَبُو هَاشم بل سَبَب ذَلِك إِنَّمَا هُوَ ثقل الْحَدِيد فِي نَفسه وخفة الْخشب فِي نَفسه وَلَا أثرَ للهواء فِي ذَلِك وَقَالَ أَبُو عَليّ اعْتِمَاد الْهَوَاء لازمٌ عُلويٌ وَقَالَ أَبُو هَاشم لَيْسَ لَهُ اعْتِمَاد لازمٌ لَا علويّ ولاسفليّ وَإِن وجد لَهُ اعْتِمَاد فَلَا يكون إِلَّا مجتلياً بِسَبَب محرّك واحتجا لِدعواهما على كل خلاف بأدلة مَذْكُورَة وَاتفقَ الجبائي وَابْنه أَبُو هَاشم على مُوَافقَة أهل السّنة فِي أَن الْإِمَامَة بِالِاخْتِيَارِ وَأَن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم مترتّبون فِي الْفضل ترتيبهم فِي افمامة غير أَنَّهُمَا أنكرا كرامات الْأَوْلِيَاء من الصَّحَابَة وَغَيرهم وَهُوَ مَذْهَب جَمِيع الْمُعْتَزلَة وَوَافَقَهُمْ الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق الإسفرئيني من الأشاعرة الهاشمية من الشِّيعَة أَصْحَاب أبي هَاشم عبد الله بن محمدٍ تقدم ذكره فِي حرف الْعين

هالة

(هَالة) 3 - (هَالة الصَّحَابِيّ) هَالة بن أبي هَالة أَخُو هِنْد بن أبي هَالة الْأَسدي التَّمِيمِي حَلِيف لبنى عبد الدَّار بن قُصَى لَهُ صُحْبَة روى عَنهُ ابْنه هِنْد ابْن هامل المحدّث مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم (هَانِئ) 3 - (هانىء أَبُو بُردة البَلَوي) بن نيار بن عَمْرو بن عبيد بن كلاب بن دُهمان البلوي أَبُو بُردَة غلبت عَلَيْهِ كنيته شهد الْعقبَة وبدراً وَسَائِر الْمشَاهد وَهُوَ خَال الْبَراء بن عَازِب توفّي سنة خمسٍ واربعين لِلْهِجْرَةِ وَقيل سنة إِحْدَى وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَلَا عقب لَهُ روى عَنهُ الْبَراء بن عَازِب وَجَمَاعَة من التَّابِعين وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابو شُريح الصَّحَابِيّ) هانىء بن يزِيد بن نَهيك وَقيل يزِيد بن كعبٍ المذجحي وَقيل الْحَارِثِيّ وَيُقَال الضبابِي وَهُوَ وَالِد شُريح بن هانىء كَانَ يكنى فِي الْجَاهِلِيَّة أَبَا الحكم لِأَنَّهُ كَانَ يحكم بَينهم فكناه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأبي شُرَيْح إِذْ وَفد عَلَيْهِ وَهُوَ مَشْهُور بكنيته شهد الْمشَاهد كلهَا وروى عَنهُ ابْن شُرَيْح وَحَدِيثه عِنْد ابْن ابْنه الْمُقدم بن شُرَيْح بن هانىء وَكَانَ ابْنه شُرَيْح من جلة التَّابِعين وَمن كبار أَصْحَاب عَليّ ممّن شهد مَعَه مشاهده كلهَا 3 - (أَبُو مَالك الْكِنْدِيّ الصَّحَابِيّ) هانىء بن أبي مَالك الْكِنْدِيّ أَبُو مالكٍ هوجدّ خَالِد بن يزِيد بن أبي مَالك روى عَنهُ يزِيد بن أبي مَالك يُعدّ فِي الشاميين قَالَ أَبُو حَاتِم الرازِي هانىء الشَّامي أَبُو مَالك جدّ يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي مَالك لَهُ صُحْبَة 3 - (الْأَسْلَمِيّ الصَّحَابِيّ) هانىء بن فراس الْأَسْلَمِيّ كَانَ ممّن شهد بيعَة الشَّجَرَة روى عَنهُ مجزأَة بن زَاهِر 3 - (الْكِنْدِيّ) هانىء بن حجر بن مُعَاوِيَة الكِندِي وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ جدّ الْوَلِيد بن عدي بن هانىء)

الصحابي

3 - (الصَّحَابِيّ) هانىء بن الْحَارِث بن جبلة بن شُرحبيل وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكره وَالَّذِي قبله ابْن الْكَلْبِيّ 3 - (المَخْزُومِي) هانىء المَخْزُومِي ذكره ابْن السَّكَن أَتَت عَلَيْهِ مائَة وَخَمْسُونَ سنة قَالَ لما كَانَت لَيْلَة وُلِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ارتجس إيوَان كسْرَى وَسَقَطت مِنْهُ أَربع عشرةَ شُرفة وَذكر حَدِيث سطيح الكاهن بِطُولِهِ 3 - (الكَلاعي الْمصْرِيّ) هانىء بن الْمُنْذر الكَلاعي الْمصْرِيّ كَانَ أخبارياً علاّمةً بالأنساب وأيّام الْعَرَب توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة ابْن هانىء المغربي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن هانىء (هَبَّار) 3 - (هَبّار المَخْزُومِي) هبّار بن سُفْيَان بن عبد الْأسد الْقرشِي المَخْزُومِي كَانَ من مهاجَرة الْحَبَشَة وَقيل غنه قُتل يَوْم مُؤتة وَقَالَ الْوَاقِدِيّ اسْتشْهد يَوْم أجنادين قَالَ ابْن عبد البّر وَهُوَ عِنْدِي أشبَه لِأَنَّهُ لم يذكرهُ ابْن عُقبة فِي من قُتل يَوْم مؤتَة شَهِيدا 3 - (الْأَسدي) هَبّار بن الْأسود بن المطّلِب الْقرشِي الْأَسدي وَهُوَ الَّذِي عرض لِزَيْنَب بني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سُفهاء من قُرَيْش حَيْثُ بعث بهَا زَوجهَا ابو الْعَاصِ فَأَهوى إِلَيْهَا هَبَّار هَذَا ونَخَس بهَا فألقَت ذَا بَطنهَا فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن وجدْتُم هبّاراً فأحرِقوه بالنَّار ثمَّ قَالَ اقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ لَا يعذِّب بالنَّار إلاّ ربّ النَّار فَلم يُوجد ثمَّ أسلم يَوْم الْفَتْح وَحسن إِسْلَامه وَصَحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر الزبير أَنه لما اسْلَمْ وَقدم مُهَاجرا يسبونّه فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ سُبَّ مَن سَبَّك فَانْتَهوا عَنهُ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ 3 - (الألقاب) ) ابْن الهّبارية الشَّاعِر الماجن اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صَالح الهبّاري أَحْمد بن عَليّ

هبة الله

ابْن هَبَل الطَّبِيب عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ (هبة الله) 3 - (الْفَارِسِي الأديب) هبة الله بن إِبْرَاهِيم بن كُوهِيار الْفَارِسِي ابو الثَّنَاء الأديب كَانَ صاحباً لأبي زَكَرِيَّا يحيى بن عَليّ التبريزي قَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من مصنّفاته وَمن كتب الْأَدَب وَكَانَ يكْتب خطّاً حسنا كتب عَنهُ أَبُو بكر الْمُبَارك بن كَامِل الْخفاف شَيْئا من شعره وَمن شعره (وَلما زارني بعد التجنّي ... وبلّ بوصله غُللَ اشتياقي) (قطعتُ بِهِ الدُجا ضمّاً ولئماً ... وبثاً مَا لقيتُ وَمَا أُلاقي) (وَقد رَقدت صروف الدَّهْر عَنّا ... وَنحن من النَّعيم على اتِّفَاق) (وَكنت بهَجره مَيّتاً دَفِينا ... فأحياني التواصل والتلاقي) قلت شعر نَازل 3 - (ابْن ابْن الْمهْدي) هبة الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَبُو الْقَاسِم بن بن الْمهْدي تقدم ذكر أَبِيه فِي الإباره جَالس هبة الله هَذَا عدّةً من الْخُلَفَاء آخِرهم الْمُعْتَمد وَكَانَ من أحسن النَّاس علما بالغِناء وَكَانَت صَنعته ضَعِيفَة وَله شعر وَمَات أول سنة خمس وَسبعين وَمِائَتَيْنِ عَن تَوبةٍ حَسَنة بعد أَن فرق فِي حَيَاته مَالا عَظِيما وَمن شعره (أَلا يَا ظَالِما يُفدي ... هـ منّي الجِسمُ والروحُ) (فؤادُ الهائمِ المسكي ... نِ بالهجِران مَجْرُوح) (وقلب الصَبِّ بالصَدِّ ... الَّذِي أظهرتَ مقروح) (فأَلاّ كَانَ ذغ الصدّ ... وبابُ الصبرِ مَفْتُوح) وَمِنْه (ومُهفهَف فَضَحَت رَشا ... قَةُ قَدِّه الغصنَ الرطيبا) (وَإِذا بدا إشراقُه ... للشمسِ أسرَعَتِ الغروبا) ) (يَا قسياً أَدْعُو تع ... طّفَه فيأبى أَن يُجيبا) (لَو كَانَ فعلُك مِثلَ وَجه ... هك لم أكن صَبّاً كئيبا)

أبو القاسم المقرىء

قلت شعر جيد 3 - (أَبُو الْقَاسِم المقرىء) هبة الله أَبُو الْقَاسِم المقرىء الشَّافِعِي روى عَنهُ ابنُ صَصرَى فِي مُعْجم شُيُوخه وَهُوَ الْحُسَيْن بن هبة الله بن مَحْفُوظ بن صصرى 3 - (ابْن الطَّبَر المقرىء) هبة الله بن أَحْمد بن عمر الحريري أَبُو الْقَاسِم المقرىء الْمَعْرُوف بِابْن الطَّبَّر الْبَصْرِيّ قَرَأَ بالروايات على أبي بكرٍ أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الأطرُوش وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُوسَى الخيّاط وَأبي الْمَعَالِي ثَابت بن بُندار الْبَقَّال وَغَيرهم وبكّر بِهِ إِلَى السماع فَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحريري الْمَعْرُوف بِزَوْج الحُّرَّة وَإِبْرَاهِيم بن عمر بن أَحْمد الْبَرْمَكِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْفَتْح العُشاريّ وَمُحَمّد بن عَليّ الخيّاط وَغَيرهم وعمّر حَتَّى جَاوز التسعين ممتِّعاً بسمعه وبصره وقوته إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَيقْرَأ النَّاس عَلَيْهِ الْقُرْآن والْحَدِيث وَلَا يَمَلُّ وَكَانَ دَائِم الذّكر والتلاوة وهوآخر من حدّث عَن زَوج الحُرَّة وَهُوَ ثِقَة صدوقٌ روى عَنهُ الْأَئِمَّة الحفّاظ وَتُوفِّي مِنْهُم جمَاعَة قبلَه 3 - (أَبُو الْغَنَائِم الرقّي) هبة الله بن أَحْمد بن المُدمع بِالْعينِ الْمُهْملَة أَبُو الْغَنَائِم الرَّقي الشَّاعِر روى بِبَغْدَاد شَيْئا من شعره روى عَنهُ أَبُو الْغَنَائِم بن النَّرسي وَمن شعره (طَاف بِالْقَلْبِ طيفُ مَن أهواه ... بعد وَهنٍ فبِتُّ ألثِم فَاه) (زارني والرقيب فِي غفلةٍ عَن ... هـ وعينٌ من الدُّجى ترعاه) (فَأرَانِي من بالعراق بمصرٍ ... وَهُوَ طيف يسُرُّني مَسراه) (إِن يكن صيَّرَ الْبعيد قَرِيبا ... وَأرَانِي فِي النّوم مَا لَا أرَاهُ) (فَلَقَد نلتُ مِنْهُ مَا كنتُ أهوا ... هـ حَرَامًا حِلاّ فَمَا أحلاه) (واختيال الخَيال فِي النّوم يُعطي ... ك مِن الحُبّ كل مَا تهواه) 3 - (ابْن الْأَكْفَانِيِّ) ) هبة الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن عَليّ بن فَارس

الفراش النهرواني

الْأَكْفَانِيِّ الْأمين الدِّمَشْقِي مُحدث دمشق كَانَ ثِقَة عَسِرا فِي التحديث كتب مَا لم يَكْتُبهُ أحدٌ من جنسه وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَ قد سمع الْكثير وَلَقي الشُّيُوخ وَسمع حَده لأُمه أَبَا الْحسن ابْن صَصرَى وَغَيره وَكَانَ يُزكّي الشُّهُود إِلَى أَن مَاتَ 3 - (الفَرّاش النهرواني) هبة الله بن أرسلان بن منال الفَرّاش أَبُو البركات النهرواني روى عَنهُ ابْن السَّمْعَانِيّ شَيْئا من شعره قَالَ ذكر لي أَنه سمع الْكثير بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وضاعت اصوله وَكَانَ شَيخا صَالحا سَافر الْكثير إِلَى خُرَاسَان وَالشَّام وَالْجِبَال وأنشدني لنَفسِهِ (هَجرتُكِ لَا عَن قِلىً قَاطع ... وحلَّيتُ عنكِ وثاقَ اليدينِ) (لِأَنِّي رأيتُكِ خوانةً ... بعيني وَلَا أَثراً بعد عَينِ) 3 - (الخِندِف المقرىء) هبة الله بن بدر بن أبي الْفرج بن مُحَمَّد بن بدر ابو الْقَاسِم العجّان الدَّينوري المقرىء الْمَعْرُوف بالخِندِف قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الفوارس طرّاد بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي وَأبي الْخطاب نصر بن البَطر وَعلي بن عبد الرحمان بن الْجراح الْكَاتِب وَغَيرهم وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة بِبَغْدَاد 3 - (ابْن سَناء المُلك) هبة الله بن جَعْفَر بن سناء الْملك هُوَ القَاضِي السعيد عزّ الدّين أَبُو الْقَاسِم بن القَاضِي الرشيد الْمصْرِيّ الأديب الْكَامِل الْمَشْهُور قَرَأَ الْقُرْآن على الشريف أبي الْفتُوح والنَحوَ على ابنِ بَرّي وَسمع بالإسكندرية من السِّلَفي كَانَ كثير التنعّم وافر السَّعَادَة محظوظاً من الدُّنْيَا وُلِدَ سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وسِتمِائَة فِي العَشر الأول من شهر رَمَضَان وهوعندي من الأباء الكَمَلَة لِأَنَّهُ جَوَّدَ الترسل والموشحات البديعة وَأما شعره فَإِنَّهُ فِي الذرْوَة العُليا كثير الغَوص على الْمعَانِي كثير الصِّنَاعَة واري زِنادَ التورية قَالَ ابْن سعيد المَغرِبي كَانَ غالياً فِي التشيّع وَله مصنفات مِنْهَا ديوَان موشحات لَهُ وَكتاب دَار الطّراز وَكتاب مصايد الشارد وَكتاب فصوص الْفُصُول وعقود الْعُقُول وديوان شعره يدْخل فِي مجلَّدين كُله جيدٌ إِلَى الْغَايَة وَاخْتصرَ كتاب الْحَيَوَان للجاحظ وَسَماهُ روح الْحَيَوَان) وَهِي تسميةٌ لطيفةٌ وَلما انتشأ جُعِل فِي جملَة

كتاب الْإِنْشَاء بِمصْر وأُجرِيَ لَهُ على ذَلِك رِزقٌ كَانَ يتَنَاوَلهُ حضر الدِّيوَان أَو لم يحضر وأحبه أهل الدولة لدَماثةٍ كَانَت فِيهِ وحُسن عشرَة وتودّد وربّ المَال محبوبٌ فَسَار لَهُ ذكرٌ جميلٌ قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كنت عِنْد القَاضِي الْفَاضِل بخيمته بمرج الدلهميّة فأطلعني على قصيدة عينيّة كتبهَا إِلَيْهِ ابْن سناء الْملك من مصر وَذكر أَن سِنَّه لم يبلغ الْعشْرين سنة فأعجِبتُ بنظمها ثمَّ ذكر القصيدة وأولها (فراقٌ قَضَى للقلب والهمِّ بالجَمع ... وهَجرٌ تَولّى صُلحَ عَيْني مَعَ الدَمع) وَقَالَ ياقوت الْحَمَوِيّ حَدثنِي الصاحب الْوَزير جمال الدّين الأكرم قَالَ كَانَ سناء الْملك واسْمه رَزين رجلا يَهُودِيّا صيرفيّاً بِمصْر وَكَانَت لَهُ ثروةٌ فَأسلم ثمَّ مَاتَ وخلّف ولدَه الرشيد جعفراً وَكَانَ لَهُ مضارَباتٌ وقُروضٌ وتجاراتٌ اكْتسب بهَا أَمْوَالًا جمّةً وَلم يكن عِنْده من الْعلم مَا يشتهِر إِلَّا أَنه ظفِر بِمصْر بِجُزْء من كتاب الصِحاح الجَوهري وَهُوَ نِصف الْكتاب بِخَط الْجَوْهَرِي نفسِهِ فَاشْتَرَاهُ بِشَيْء يسير وَأقَام عِنْده محروساً عدّة سِنِين إِلَى أَن ورد إِلَى مصر رجلٌ أعجمي وَمَعَهُ النّصْف الآخر من صِحَاح الْجَوْهَرِي فعرضه على كتبيّ بِمصْر فَقَالَ لَهُ نصف هَذَا الْكتاب الآخر عِنْد الرشيد بن سناء الْملك فَجَاءَهُ بِهِ وَقَالَ هَذَا نصف الْكتاب الَّذِي عنْدك فإمَّا أَن تُعطِيَني النصفَ الَّذِي عنْدك وَأَنا أدفَعُ إِلَيْك وزنَه دَرَاهِم فَجعل الرشيد يضْرب أَخْمَاسًا لأسداس ويخاصم نفسَه فِي أحد الْأَمريْنِ حَتَّى حمل نَفسه وَأخرج دَرَاهِم ووزَن لَهُ مَا أَرَادَ وَكَانَ مقدارها خمسةَ عشر دِينَارا وَبقيت النُّسْخَة عِنْده وَنَشَأ لَهُ السعيد ابنهُ هبةُ الله فتردّد بِمصْر إِلَى الشَّيْخ أبي المحاسن البَهنَسي النَّحْوِيّ وَهُوَ وَالِد الْوَزير البهنسي الَّذِي وزر للأشرف بن الْعَادِل وَكَانَ عِنْده قَبولٌ وذكاء وفطنة وعاشر فِي مَجْلِسه رجلا مغربيّاً كَانَ يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال فوقّفه على أسرارها وباحثه فِيهَا وكثّر حَتَّى انقَدَح لَهُ فِي عَملهَا مَا زَاد على المَغاربة حُسناً وتعانى البلاغة وَالْكِتَابَة وَلم يكن خَطّه جيّداً انْتهى قلتُ وَكَانَ يُنبَز بالضفدع لجحوظٍ فِي عَيْنَيْهِ وَفِيه يَقُول ابْن الساعاتي وَكتب ذَلِك على كِتَابه مصايد الشوارد (تأَمَّلتُ تَصنيفَ هَذَا السعيد ... وَإِنِّي لأمثالِهِ ناقدُ) (فكم ضَمَّ بيتَ نُهىً سائراً ... وصِيدَ بِهِ مَثَلٌ شارِدُ) (وَفِي عَجَب الْبَحْر قولٌ يطول ... وأعجبَه ضفدعٌ صائدُ) ) وَفِيه يَقُول أَيْضا وَقد سقط عَن بغل لَهُ كَانَ عَالِيا جدّاً ويسمَّى الجَمَل (قَالُوا السعيد تعاطى بَغلَه نَزِقاً ... فزلّ عَنهُ وأهلٌ ذَاك للزلل)

(فقُل لَهُ لَا أقالَ اللهُ عَثرَتهُ ... وَلَا سَقَته بَنانُ العارضِ الهَطِل) (أَبغَضت بالطَّبع أُمَّ الْمُؤمنِينَ وَلم ... تُجِيب أَبَاهَا فهذي وقعةُ الْجمل) وَهَذَا دَلِيل على أَن ابنَ سناء الْملك كَانَ شيعيّاً وَقَالَ ابْن سناء الْملك (قيل لي قد هجاك ظُلماً عَليٌّ ... قلتُ عُذراً لِلَمِ ذَاك اللئيمِ) (مستحيلٌ أَن لَا يكون هجائي ... وَهوَ مُغرىً بهَجوِ كلِّ عَظِيم) وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول ابْن القيسراني (يَا ابنَ مُنيرٍ هَجُوتَ منّي ... حَبراً أَفَادَ الورَى صوابَه) (وَلم تُضيِّق بِذَاكَ صَدري ... لأنّ لي أسوةُ الصحابَه) وَقد قيل فِي ابْن سناء الْملك ايضاً (أبغضتَ كلَّ أبي بكرٍ وَمَا ... تَرِبت إلاّ يداك بذا حَتَّى ابْن أيّوب) وَلما نظم ابْن سناء الْملك قصيدتَهُ الَّتِي امتدح بهَا تورانشاه أَخا صَلَاح الدّين وأولّها (تقنّعتُ لَكِنْ بالحَبيب المعمَّمِ ... وفارَقتُ لكِن كلَّ عَيشٍ مُذَمَّم) تعصّب عَلَيْهِ شعراء الديار المصرية وهجّنوا هَذَا الِافْتِتَاح وَكتب إِلَيْهِ الْوَجِيه ابْن الذَرَوي (قل للسعيد مقالَ من هُوَ مُعجَبٌ ... مِنْهُ بكلِّ بديعةٍ مَا أَعجبا) (لقصيدك الفضلُ المُبينُ وإنمّا ... شعراؤنا جهِلوا بِهِ المُستغرَبا) (عابوا التقنُّعَ بالحبيب وَلَو رأى الطّ ... ائيُّ مَا قد حُكتَهُ لتعصَّبا) فَقَالَ ابْن المنجّم (ذَرَويُّنا قَتَلتهُ قِلةُ عقلِهِ ... فِي نَصرِ بيتٍ شائعٍ عَن ضِفدعِ) (شيءٌ من الشّعْر الركيك رَويتَهُ ... لمخنثَينِ معصَّبٍ ومقنَّع) قلت لقد تحامل عَلَيْهِ من هجّنه وتعَنَّتَ من قبَّحهُ وَلَكِن هَذَا من الْحَسَد الَّذِي جُبِلَت عَلَيْهِ الطِباع الرَّديئَة لِأَنَّهُ قَالَ تقنَّعتُ من القناعة ورَشَّحه بالمعمّم فَصَارَ من التقنُّع بالقِناع وَأَشَارَ بقوله الحبيب المعمّم إِلَى قَول أبي الطيِّب (وَلَو أنّ مَا بِي من حَبيبٍ مقنَّعِ ... عَذرتُ ولكِن من حبيبٍ معمّمِ) ) وَكَذَلِكَ تَعَنَّتَ شرف الدّين عَليّ بن جُبارة على ابْن سيناء الْملك وعلّق على شعره مجلدةً

سمّاها نظم الدرّ فِي نقد الشّعْر وواخذه فِي أَشْيَاء مَا أَظنّه كَانَ لَهُ ذوقٌ يَفهم بهَا مقاصدَ ابْن سيناء الْملك وَمن ترسلأِهِ مَا كتب بِهِ إِلَى القَاضِي الْفَاضِل يشكو من رمدٍ أَصَابَهُ كتب الله لمولانا على نَفسه الرحمةَ وعَلى عدوّه النِّقمة وآتاه الْخطاب وَالْحكمَة وأسبغ عَلَيْهِ كَمَا أَسْبغ بِهِ النِّعْمَة وعضّد بآزائه الدولةَ وببقائه الملّةَ واعزّ بسلطانه الأُمةَ وأدام الله أيامَه حَتَّى تطيرَ من آفاقه النعائم وَحَتَّى تخلَعَ أطواقَها الحمائمُ وَحَتَّى تنزِلَ من منازلها النجومُ العواتمُ وَحَتَّى تسقُطَ من كفّ الثريّا الْخَوَاتِم (وَحَتَّى يؤوبَ القارظان كِلَاهُمَا ... ويُنشَرَ فِي القَتَلى كُليبٌ لوائلِ) خدمَتَهُ بعد أَن حَصَلَت عينه فِي قَبْضَة الرمد وَبعد أَن قسا قلبُه وَطَالَ عَلَيْهِ الأمد وَبعد أَن تعاقبت فِيهَا الدَمعتان دَمعةُ الْأَلَم ودمعة الكَمَد وَبعد أَن أُحِّجت عَلَيْهَا نارُ الله المؤصَدة وأصبحت مِنْهَا فِي عمدٍ ممدَّدةً وَبعد أَن سخَّر الله عَلَيْهَا الآلام سبع ليالٍ وثمانيةَ أيّامٍ وَكَأَنَّهَا واللهِ سبعُ سِنِين وثمانيةُ أَعْوَام وَبعد أَن فصَدَ فِي أُسْبُوع وَاحِد دَفعتَين وشَرِبَ المُسهِل ثلاثَ مرّات وَكَاد لأجل السجعة يكذب وَيَقُول مرّتين وَبعد أَن مَلأ الدَّار صُراخاً وأقلق الْجَار صياحاً وَبعد أَن كَلمه العَمى شِفاها وخاطبه صُراحاً وَبعد أم مرّت بِعَيْنِه العبرات والعِبَر وَبعد أَن قذفت من القَذَى برمادٍ ورمَت من الدُّمُوع بشَرَر وَبعد أَن استشفى بِتُرَاب الرَبع الَّذِي قَالَ فِيهِ الشَّاعِر (ورَبع الَّذِي أهواه يروِي شرابهُ ال ... عِطاشَ ويَشفي تُربُه الأعيُنَ الرمدا) فَضَحِك رَمَده من هَذَا الشَّاعِر الْكَاذِب وسخِر مِنْهُ باللحية والشارب وَأما الشَّاعِر فَلَو أبصره مَا أبصره بصر الْمَمْلُوك لما قَالَ (يَا شِعرُ فِي بَصَري وَلَا فِي خَدّه ... هَذَا السوادُ فِداء أَحْمَر وَدّه) ولكان يسْأَل الله أَن يَقِيَ سَواد عينه بِأَن يُنبِتَ فِي خدّ معشوقه شوك القنا فضلا عَن شوك الْورْد وَأَن يُطلع كل نباتٍ فِي كتاب أبي حنيفَة على ذَلِك الخدّ وَلَو علم جميل بن مَعمَرٍ مِقادرَ أذَى القَذَى لما دَعَا على محبوبته فِي قَوْله (رمى الله فِي عَينَي بُثينةَ بالقَذى ... وَفِي الغُرِّ من أنيابها بالقوادح) وَأما الْقَائِل (ترابُهم وحقّ أبي تُرابٍ ... أعزُّ عليّ مِن عَيني الْيَمين) ) فخصمه على كذبه من أقسم بِهِ فِي هَذَا الشّعْر ولكنّهم جهِلوا مَا لم يحيطوا بِعِلْمِهِ وتكلّم كل شاعرٍ مِنْهُم وطرفه مخلَّصٌ من يَد سُقمه وواللهِ لقد ناحت الْمَمْلُوك وَهُوَ فِي شدّة المَرَض وساوسه وخاطبته هواجسُه وَقَالَت لَهُ لعلّك عوقبتَ بِمَا كنتَ تدّعيه وَتكذب فِيهِ على

عَيْنك فِي شعرك وَلَا سيّما فِي قَوْلك (وَلَقَد جرت مِنْهَا الدِّما ... ء كأننّي مِنْهَا طَعينُ) وَفِي قَوْلك (وَيَقُول دمعُك لم يَدَع بَصَراً ... أسَمِعتَ قَطُّ لعاشقٍ ببَصَر) وَفِي قَوْلك (وَإِن بكَيتُ فنّكِّب عَن مجاورتي ... واحذَر وَإِيَّاك من طُوفان أجفاني) ويعوذ الْمَمْلُوك بِاللَّه من فأل الشّعْر فَوحَيات مَوْلَانَا لقد جرت من أجفان الْمَمْلُوك دموع تكون كالطُوفان بالنِسبة إِلَى الْإِنْسَان وَلَقَد فاضت إِلَى أَن كَادَت مياهُهَا تُغرقه ونيرانها تحرقهولقد شرقَت بِهِ مِمَّا تشرقه وَلَقَد ضَاقَ بهَا منزله إِلَى أَن قَالَ مَا قَالَه الشَّاعِر (بَكَى النَّاس أطلالَ الديار وليتني ... وجدتُ ديارًا للدموعِ السواكبِ) وَلَقَد نَدَب مُقلتَه وبكاها وتوجَّعَ لَهَا ورثاها وَقَالَ لَهَا مَا قَالَه ذَلِك المتأخّر المحسن (يَا عينُ والعاشقون قد عشِقوا ... وَلَا كَمَا ضَاعَ جفنك الغَرَقُ) (تحظَى بطيف الكَرَى والعيونُ وَمَا ... طَيفُك إلاّ الدُّمُوع والأَرَق) وَهِي دموع لَو تقاسَمها العُشَّاقُ الَّذين نَزَحَت دموعُهم ويبِست عيونُهم وجفَّت جفونُهم لكَانَتْ تكفيهم وتَفضل عَنْهُم وَتفِيض من أَيْديهم ويقضون بهَا حُقُوق الغُيّاب ويُروُون بهَا ديار الأحباب ولكان الْقَائِل (وَمَا متعوني بالبُكاء عَلَيْهِم ... وَلَكِن تَولَّوا بالدموع وبالصبر) قد تَمتَّع باّحدِ مَطلبيَه وَوجد الْأَيَّام قد رَدَّت عَلَيْهِ أحد غائبيه وَلَو أدْركهَا الْقَائِل أرأيتَ عينا للبُكاء تَعارُ لقَالَ الْمَمْلُوك لَهُ نعم هَذِه عينٌ خُذْهَا عَارِية وأقبلها هَدِيَّة وأمّا الْقَائِل (أفنيتم دمعي مقيمين ... يَا لَهفي بِمَا أُبكيِكم ظاعنين) فَلَو وجدهَا لوَجَد مَا يبكي بِهِ عَلَيْهِم أَقَامُوا أَو ظعنوا وأساءوا أَو أَحْسنُوا على أَنَّهَا واللهِ مَا هِيَ) من الدُّمُوع الَّتِي تُنفِّس من الخناق وَلَا تُخفِّف عَن الآماق وَلَا يرغَبُ فِي مثلهَا العشاق وَلَا هِيَ كَمَا قيل حزنٌ محلولٌ على الْخَدين وَلَا ثقل موضوعٌ عَن الْعين بل دموعٌ تزيد الكرب وَلَا تُزيله وتَعقُد الهمَّ وَلَا تُحيلُه وَتقتل الْأَهْدَاب بتدبيقها وَتَقْيِيد الأجفان بتلثيقها وتغلظ

العَذاب بغليظها وترقّق قلبَ الحَسود برقيقها وَلَو أَطَالَ الْمَمْلُوك وَقَالَ ووسّع الْمقَال واستنحى الألسنةَ واستنجدها فِي وصف مَا كَانَ عَلَيْهِ من سوء الْحَال لَقَصَر وقصّر كل لِسَان وَأقَام الْخَبَر عَنْهَا مقَام العِيان وَالْجُمْلَة الملخَّصة أَن عينَه كَانَت تَجَرُّ من وَجهه بحبلٍ من مَسَد وتُنخَس بأسنّة الأَسَل وتُجذَب بمخالب الْأسد وممّا جعل الأمرَ قطّ على عينه وَلَا عبر على جفْنه وَلَا مر على طَرفه وَلَا أنسَت مقلتُه قطّ بالوَهج الناري وَلَا تبرَّحت فِي الثوبِ الجُلَّناري وَلَا قَذَيت قطّ إِلَّا بِالنّظرِ إِلَى ثقيل وَلَا جرَت دَمعتُها إِلَّا على فِراق خَلِيل وَلَا سَخَنت إِلَّا يَوْم سَفَرٍ لمولانا وَسَاعَة رحيل وَلَا رابَهُ بصرُه قطّ بعد صِحَّة وَلَا خانَهُ فِي لَمحَة وَلَا كَانَ يكذبهُ فِي الْأَشْيَاء بعُدَت عَنهُ أَو قرُبت مِنْهُ بل يَنقُلها إِلَيْهِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ لَكِن ربّما أرَاهُ النجومَ نَهَارا والأهلِه أقماراً وَأبْدى لَهُ خطوطَ الأحزاز كَأَنَّهَا خطوط الغُمَر وجلا عَلَيْهِ السُّهى فِي قَد الشَّمْس لبا قَدّ الْقَمَر وَلَقَد كَانَ واثقا الْجَدِيد ة نظره الْحَدِيد كثِقتِه بِالتَّوْحِيدِ يَوْم الْوَعيد (مَا أعجَبُ الشَّيْء ترجوه فتحرمه ... قد كنت أَحسب أَنِّي قد ملأتُ يَدي) وَمن تَوَابِع الرمد الَّتِي كَانَت واللهِ تُضيق انفاسَه وتُصدِّع رأسَه الخِرقَة السَّوْدَاء الَّتِي كَانَت كَأَنَّهَا لعنةُ الله على الْكَافِر وفرار الْأَطِبَّاء إِلَى غمس الرجلَين فِي المَاء الفاتر وكل مِنْهُمَا لَا يُغني نقيراً وَلَا فتيلاً وَلَا ينفع كثيرا وَلَا قَلِيلا وَلكنهَا استراحة مَن طبّه مُستراح وسِلاح من لَا لَهُ سلَاح وَأما اللبَن الَّذِي يُغسَل بِهِ الْعين ووّضَره وزَيبَق الْبيض وزَفرُه والقِطنةُ الَّتِي تُوضع على الجفن لتَرفعَه وَهِي واللهِ تطمُره فنعوذ بِاللَّه السَّمِيع الْعَلِيم وَلَا تسْأَل عَن أَصْحَاب الْجَحِيم وَأما العُوَّاد فَرَأى الْمَمْلُوك مِنْهُم فُنُونا وعَلَّقَ من ألفاظهم عُيونا فَمنهمْ من يحضر شامتاً وَمِنْهُم من قد أنعم الله عَلَيْهِ لَو كَانَ صامتاً وَمِنْهُم من يَقُول الله يَكْفِيك ويُحميك بِضَم الْيَاء وَمِنْهُم من يَقُول الله يُغنيك عَن الْإِعَادَة والنادرة الَّتِي لَو سَمعهَا ابْن المعتزّ لسلك سَبِيلهَا فِي البديع وَلَو رَآهَا الصنوبري لوصفها إِذْ يَظُنهَا زهرَة من زهر الرّبيع قَول بعض السَّابِقين فِي ميدان التخلّف والواصلين للدرجة العُليا من الكُلفة والتكلُف وَقد رأى عين الْمَمْلُوك والمجلس حافلٌ حاشد وَجَمِيع الْحَاضِرين لما قَالَه ساعٌ وَبِه شَاهد فبُهِتَ وشكّ وَأَرَادَ الْكَلَام فتقيَّدَ لسانُه ورام) الْإِقْدَام على النُّطْق فجبُنَ جَنانه ثمَّ تشجع فَلم يُفتح عَلَيْهِ إِلَّا بأنّ قَالَ يَا مولايّ هَذِه الْعين تَزُول فَقَالَ الْمَمْلُوك زاه زاه مَا غلَت وَالله رمدتي بِهَذِهِ الْوَاحِدَة وَلَقَد كَانَ يجِب أَن أسألَ الرّمد أَن يشرفني بالحضور من هَذَا الرمد وَإِن تعجبَه نورها وضياءها وَكَيف لَا تظمأ وَقد أقلعَت عَنْهَا من بركَة قُربه أنواؤها وَكَيف لَا تَسخن وَقد

تقلَّصت عَنْهَا ظِلالُها وفاءَ أفياؤها وَمَا كَانَت سلامتها السالفة إِلَّا بنظرها لطلعته الميمونة ولاكتحالها بغبار مَوكبه الَّذِي السعادةُ بِهِ مقرونة والصحّة بِهِ مَضْمُونَة لَا مظنونة وَمَا فرج الله عَنهُ إِلَّا بأدعية مَوْلَانَا الَّتِي تُخلِّصُه كل وقتٍ من العِقابي والعقبَات وتحرُسه من بَين يَدَيْهِ وَمن خلفِه بمعقَّباتٍ وَمَا أذهب عَنهُ غَيَّر رَمده وكمل لَهُ عَافِيَة جسده إِلَّا سعيُه إِلَى الدَّار الْكَرِيمَة وتقبيل الأَرْض بَين يديَ سيّدنا الأجلّ الْأَشْرَف أَعلَى الله قدره وإمرار يَده الشَّرِيفَة على مقلته وجلا ناظره بِنور غُرته وتهنئته بِهَذَا الشَّهْر الشريف عرف الله مَوْلَانَا بركةَ أَيَّامه وأعانه على مَا فرض على نَفسه من صِيَامه وقيامه وَأرَاهُ فِيهِ من البركات مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَجعل من نعْمَة عَلَيْهِ فِيهِ الصِّحَّة الَّتِي لَا طمحت نفسُ الْأَمْرَاض إِلَى زَوَالهَا عَنهُ وَلَا طمعت وألبسَه فِيهِ الْعَافِيَة فَإِنَّهَا أشرف لِباس وَلَا نَزَعَ عَنهُ سرابيلَها فَإِنَّهَا الَّتِي تَقِيّ الحُرَّ وتقي الْبَأْس وَتقبل الله فِيهِ أدعيتُه وَلَو قَالَ وأدعية الْخَلَائق فِيهِ لَكَانَ قد خلط الْأَعْلَى بالأدوَن ومزج الْأَعَز بالأهون لِأَن أدعيته أدام الله أَيَّامه يحملُها الرّوح الْأمين وتكتبها مَلَائِكَة الْيَمين وتتعطر بهَا أَفْوَاه المقربين وتَرِدُ حَظِيرَة الْقُدس فَلَا يضْرب دُونَها حجاب وتَصِل إِلَى جنَّة عَدنٍ فتجدها مفتحة الْأَبْوَاب وَلَا يقصِد بهَا الدَّار الْأُخْرَى وَلَا يَبْتَغِي بهَا الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلَا يَرْجُو بهَا إلاّ أَن تقربّبه إِلَى الله زُلفَى وأدعية الْخَلَائق لَهُ فَإِنَّمَا هِيَ لأَنْفُسِهِمْ لأنّ بقاءَهم معذوق بِبَقَائِهِ وسلامتهم مرتبطة بسلامة حوبائه وأرزاقُهم واصلة إِلَيْهِم من نعَم وَيعود إِلَى تَمام حَدِيث رَمَده وَإِلَى بِشارة مَوْلَانَا بأنّ شفاعةَ أدعيته لَهُ قد قُبِلت وأنّ بركَة هَذَا الشريف قد عَادَتْ عَلَيْهِ بعوائد فضل ربه وفكّتْ ناظره من إسار كَربه إنّ رَبِّي لطيفٌ لما يشاءُ إِنَّه هُوَ الْعَلِيم الْحَكِيم وَمَا سطر خدمتَه إِلَّا بعد أَن زَالَ أَلَمُها وانفش وَرَمها وخمِدَت جَمرتها وَذَهَبت حُمرتها وَظهر إنسانها وجفت أجفانها ورقأت دموعها وَعَاد إِلَيْهَا هُجوعُها وكملت بِحَمْد الله صِحَّتهَا ونَقِيت بِحَمْد الله صَفحتها وَقد ذخرها الْمَمْلُوك ليَفديَ بهَا مواطىء مَوْلَانَا إِن رضها لِفدائه أَو أَن يهبَها لمن يُبشِّره بإيابه ويهنئه بلقائه وَجعلهَا سِراجاً يَهْتَدِي بِهِ إِلَى تسطير مدائح مَوْلَانَا وتحبيرها وتصنيف سيرة دولته الْفَاضِلِيَّةِ) وتفسيرها وَتَابَ إِلَى الله أَن ينَسُب إِلَى عينه مَا يَدعِيهِ الشُّعَرَاء فِي شعرهم وينحوه الْكتاب فِي نثرهم من أَن نومها مَفْقُود وَأَن هُدَبها بِالنَّجْمِ مَعْقُود وأنَّ جفنها بالسهاد مَكْحُول وَأَن سوادها بالدمع مغسول وَأَن ربَعهَا بالقذى مأهول أَو أَنَّهَا رَأَتْ الطيفَ وَمَا كَانَت رَأَتْهُ أَو قَرَأت مَا فِي وَجه الحبيب وَمَا كَانَت قرأته إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يُزخرفونه من زُورهم ويُطلِقون بِهِ ألسنتَهم لغرورهم فَعَسَى يُمحى بِهَذَا الحَدِيث ذَاك الْقَدِيم وسِوى ذَلِك فَالْحَدِيث الَّذِي يَأْكُل الْأَحَادِيث أَن الْأَيَّام كَانَت تَحِسّ مَعَه فِي بعض الْمُعَامَلَة وتُجامِله بعض المجاملة وَلَا تسقيه

كأس الصُروف صِرفاً وَلَا تُرسِل إِلَيْهِ من الهموم صِنفاً إِلَّا كَفّتْ عَنهُ صَفاً وَلَا تُبكي لَهُ عينا إِلَّا تضحك لَهُ سِناً وَلَا تُذيقه خوفًا إِلَّا تتبعه أَمناً وَكَانَ يَذمها تَارَة ويشكرها أُخْرَى وتُنسيه مرَارَة الْبلوى مَا يذوقه من حلاوة النعماء ثمَّ رَآهَا فِي هَذَا الْوَقْت قد استحالت مَعَه حالتَها وانتقضت عَلَيْهِ عَادَتهَا وجاءَته بعددِ الرَمل عربدة والحصَى قوقلة والقطر أخلافاً متلونة كَأَنَّهَا سِهَام مُرسلة وسَقته من تسنيم عينا يشرَب بهَا المقرّبون من المصائب صِرفاً بِلَا مِزاج ومدّت عَلَيْهِ من ظَلالها لَيْلًا يُهتدى فِيهِ بشِهابٍ وَلَا يُمشى فِيهِ بسِراج وَمَا قنعت لَهُ لوالد الْمَمْلُوك التوجّه إِلَى الْبَيْت الْحَرَام وَجَعَلته مُغرَماً بِالسَّفرِ إِلَيْهِ أتمَّ إِلَيْهِ غَرامٍ (مَا أنصفتني الحادثاتُ رمَيتَني ... بمُفارقينِ وَلَيْسَ لي قَلبان) وَكم رقّقه الْمَمْلُوك وحنَّته وأوضح لَهُ الغَلطَ الدُنيوَيَّ وبينَّه وأعلمه أَنه يُذيقه اليُتم وَإِن فارقَ سنَّ الحُدوثة وقارَبَ سِنَّ الكَهل وَذكره أَن الكِرش منثورةٌ والعاملة كثيرةٌ والكلفة كبيرةٌ والذُّرِّيَّة الضعيفة الَّتِي كَانَ ذَلِك الشيخُ رَحمَه الله يَتَّقِي الله خوفًا عَلَيْهَا قد أسندها إِلَيْهِ وصيرّها فِي يَدَيْهِ وتوكل بعد الله فِيهَا عَلَيْهِ وَأَن الوِزرَ بتضييعها رُبمَا أحبط الأَجر وضيعه وَعكس الأمل وقطعه وأسهب الأصدقاء فِي هَذَا الْمَعْنى وأطنبوا وخلجوا بالعذل وأجلبوا فَمَا زَاده التسكين إِلَّا نَبوة وَلَا الترقيقُ إِلَّا قَسوة وَلَا التحنين إِلَّا جفوة وَلَا العذل إِلَّا تصميماً على السّفر وَلَا التفنيد إِلَّا اعتزاماً على ركُوب الْغرَر وَإِن توَلّوا فَقُل حَسبيَ الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ توكلتُ وهوربّ الْعَرْش الْعَظِيم وَفِي بَقَاء مَوْلَانَا أدام الله دولته وَوُجُود جُوده مَا يُغني الْمَمْلُوك عَن الْآبَاء قربوا أَو بُعدوا وراحوا أَو قعدوا قسَوا أَو حَنَوا وسخَوا أَو ضنوا لَا زَالَ جَبابُه الكريمُ كعبةً تَطوف بهَا الآمال وكنزاً يُستغنى مِنْهُ بِالْمَالِ إِلَى أَن يستغنِيَ بِهِ عَن المَال وَله أدام الله أَيَّامه فِيمَا أنهاه علوُّ رَأْيه وَفضل الْآيَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ) (ذكرتُك واللَّحِي يعانِدُ بالعذل ... فكنتُ أَبا ذرٍّ وَكَانَ أَبا جَهلٍ) (لَهُ شاهِدا زورٍ من النُّهى ... عَلَيْك وَمن عينَك شاهدَا عَدلِ) (حبيبةُ هَذَا القلبِ من قبلِ خلقِه ... يحبُّك قلبِي قبلَ خلقِك مِن قَبلي) (رأَيتُ مُحياً منكِ تحتَ ذوائبٍ ... فأجلستُ طرفِي مِنْك فِي الشَّمسِ والظِّل) (أَلا فارفَعِي ذَا الشَّعرَ عَنهُ فَإِنَّهُ ... أغارُ عَلَيْهِ من مُداعبة الحِجلِ) (إِذا نَشَبَ الخلخالُ فِيهِ فإنَّه ... يعانِقُه والخِلُّ يصبو إِلَى الخِلِّ) (عجِبتُ لَهُ إِذْ يَطمئنّ مُعانقاً ... أّما أَذهلَ الخلخالَ خوفُ بني ذُهل) (بشوك القَنا يحمُون شهدَ رُضَابها ... وَلَا بُدَّ دون الشَّهد من إِبَر النَّحل)

(تطلَّعُ من بدرِ السماءِ إِلَى أَخٍ ... وتنظرُ من زُهر النُّجوم إِلَى أَهلِ) (لَهَا ناظرٌ يَا حيرةَ الظبي إِذ يَرى ... بِهِ كَحَلا ناداه يَا خَجلة الكُحل) (وأَثقلَها الحسنُ الَّذِي قد تكاثرَت ... ملاحتُه حتَّى تَثَنَّت مِنَ الثَّقل) (وإِني لأَبكِي وَهِي تبْكي تَطَرُّباً ... جعلتُك من هَذَا التَّطرُّب فِي حِلِّ) (إِذا استحسَنُوا فِي وردةٍ دمعةَ الحيا ... فَما نَظَروا فِي خدِّها دمعةَ الدَّلِّ) (وإنَّ فمي مُغرىً بفيها لأَنَّه ... رحيمٌ بِهِ أَنَّ الفطامَ أَخُو الثُكل) (ووَصلٌ تولَّى أَدمج الدَّهرُ ذِكرَه ... كَمَا أُدمِجَت فِي منطقٍ أَلِفُ الوَصل) (تَقضَّى فجسمي فِي أواخرَ مِن ضَنىً ... عَلَيْهِ وعقلي فِي عَقَائلَ مِن خَبلِ) (سأمنعُ عَيني كُلَّما يمنعُ البكا ... عَلَيْهِ وأُسلي الْقلب عَن كُلِّ مَا يُسلِي) (وأُغلِقُ بابَ العِشقِ عنِّي فإنني ... جهلتُ إِلى أَن صارَ بَابا بِلا قُفلِ) (فبدرُ الدُّجى أَشهى إِليَّ من الخَنَا ... وأَقبحُ فِي عينِ الكريمِ منَ البُخلِ) (وَمن عرفَ ألأيَّام مثلي فإنَّه ... يعيشُ بِلَا حبٍّ ويحيَّا بِلا خِلِّ) وَقَالَ أَيْضا (ليلَ الْحمى بَات بَدري فيكَ مُعتَنِقي ... وَبَات بدرُك مرِميا على الطُّرُقِ) (شتَّان مَا بَين بدرٍ صِيغَ من ذهبٍ ... وذاكَ بَدْرِي وبدرٍ صِيغَ من بَهَق) (زار الحبيبُ وبدرُ التَّم فِي كمدٍ ... بادٍ عَلَيْهِ وغصنُ البان فِي قَلَق) (يمشي على خَدِّ مَن يَهوَى وأَدمُعه ... تهمِي فسبحان منجِيه من الغَرَقِ) ) (وَقبل ذَا كَانَ طيفاً من تكَبُّرِه ... فإِن سرى كَانَ مَسراه على الحَدَق) (وَبَات باللَّثم تَحت الْخَتْم مَبسِمُه ... والصَّدرُ بالضَّم تحتَ القُفل والغَلَق) (وعِفتُ طيفي لما جاءَ سيِّدُه ... يَا عينُ عَفيِّ طريقَ الطَّيفِ بالأَرَق) (يَا عاذلي فِيهِ أمَّا خدُّه فَنَدٍ ... كَمَا تراهُ وأَما ثغره فَنَقي) (وَمَا جفونك تلويها على سَهَري ... وَلَا ضلوعُك تطويها على حُرَقي) (تريدُني خارِجياً عَن مَحَبَّتِه ... أَنَّى وبيعةُ ذَاك الحُسنِ فِي عُنُقي) (يَا صاحبَ الْحسن لَا تَعجل بفُرقَتِنا ... فَمَا رمَقتُك إلاَّ آخِر الرَّمقِ) (وساتراً ليَ عينَيه بارحَتِه ... ليتَ الضَّنَى لِيَ مسروقاً من السَّرَق) (ونكهة لَك تُحيي نفسَ ناشِقها ... بمسترقٍّ من الفردوس مسترق)

(جاءَ الغَرامُ وَهَذَا الْحسن فِي قَرنٍ ... والغيثُ يَهمي وَنور الدّين فِي طَلَق) وَقَالَ (باتَت مُعانِقَتي وَلَكِن فِي الكَرى ... أَتُرى دَرَى ذاكَ الرَّقيبُ بِمَا جَرى) (ونَعم دَرى لَمَّا رأى فِي بُردَتي ... رَدعاً وشمَّ مِن الثِّيابِ العَنبَرا) (طيفٌ تخطَّى الهولَ حتَّى يَشتري ... بيتَ الحَشَا وَقد اشتَرى وَقد اجتَرا) (مَا زارَ إِلاَّ فِي نَهارِ جَبينهِ ... فأقولُ سَار وَلَا أقولُ لَهُ سَرى) (بأَبي وأُمي من حَلَمتُ بذكرها ... لما انتبهتُ ومُذ رَقَدتُ تَفَسَّرا) (عُلِّقتُها بيضاءَ سمراءَ اللَّمى ... أَسمعتَ فِي الدُّنيا بأَبيضَ أَسمَرا) (ومِن العَجَائِب أَنَّ ماءَ رُضابِها ... حُلوٌ ويُخرج حِين تبسِمُ جَوهَرا) (إِني لأَعشَقُها وَمَا أَبصَرتُها ... فالشَّمسُ يمنعُ نورَها أَن تُبصرا) (أيَروعني فِي كُلِّ وقتٍ نهدُها ... فغذا اعتنقنا خِفتُ أَن يتكسرا) (أَشْكُو إِليها رِقَّتي لِترقَّ لي ... فَتَقول تطمَع بِي وَأَنت كَمَا تَرى) (وَإِذا بكيتُ دَمًا تقولُ شمت بِي ... يومَ النَّوى فصبغتَ دمعَك أحمَرا) (من شاءَ يمنحها الغَرامَ فدونَه ... هَذي خَلائِقُها بِتَخْيِير الشَّرا) (يَا من لَهَا من الحسِ عبلةُ عبدةٌ ... رقّي عليَّ فليسَ قلبِي عنترا) (غادَرتِنِي والصَّبرُ مشدودُ الوِكا ... وغدرتِ بِي والدَّمعُ محلولُ العُرا) ) (وَجعلت قلبِي بالهمومِ مُزمَّلاً ... إِذْ كَانَ طرفك بالفتورِ مُدثَّرا) (وَفتحت أَبْوَاب السُّهادِ لناظري ... وَجعلت ليلِي بالهموم مُسمَّرا) (فَمَتَى أَقولُ جوانحي بك قد هَدت ... ومدامِعي رجَعت عَلَيْك إِلى وَرا) وَقَالَ (يَا ليلةَ الوصلِ بَل ليلةَ العُمُر ... أَحسنتِ إلاَّ إِلَى المشتاق فِي القِصَرِ) (يَا ليتَ زيد بِحكم الوصلِ فيكِ لَهُ ... مَا طوّل الهجرُ من أيَّامه الأُخَر) (أوليتَ نَجمَكِ لم تُعقَل ركائبهُ ... أَوليتَ صُبحِكِ لم يَقدَم من السَّفَر) (أَو ليتَ لم يَصفُ فِيك الشَّرقُ من عَبَسٍ ... فَذَلِك الصَّفوُ عِنْدِي غَايَةُ الكَدَر) (أَو ليتَ كُلاًّ من الشَّرقين مَا ابتَسما ... أَوليتَ كُلاًّ من النَّسرين لم يَطِر) (أَو لَيْت كنتِ كَمَا قَد قَالَ بعضُهُمُ ... ليلَ الضريرِ فَصُبحي غيرُ مُنتَظَر) (أَو ليتَ حُطَّ على الأفلاكِ قاطبةً ... همِّي عليكِ فَلم تَنهَض وَلم تَسر)

(أَو ليتَ فجرِك مفتَرّ بِهِ رَشِئي ... أَو ليتَ شمسِكِ مَا غَارت على قَمرِي) (أَو ليتَ قَلبي وطَرفِي تَحتَ مُلكِ يَدي ... فَزِدتُّ فِيك سوادَ القلبِ والبَصَر) (أَو ليتَ أَلقى حَبِيبِي سِحرَ مُقلتِه ... على العِشاءِ فأَبقَاها بِلاَ سَحَر) (أَو ليتَ كَانَ يُفدي مَن كَلِقتُ بِهِ ... درُّ النجومِ بِما فِي العِقِد من دُرَر) (أَو لَيْت كنتِ سأَلتِيه مساعدةً ... فَكَانَ يَحبوكِ بالتَّكحِيل والشعَر) (أَو ليتَ جُملةَ عُمرِي لَو غَدا ثَمَناً ... فِي البعضِ منكِ ومَن لِلعُمي بالعَوَر) (كأَنَهَّا حِين ولَّت قمتُ أجذِبُها ... فانقدَّ فِي الشَّرقِ عَنها الثوبُ من دُبُر) (لَا مَرحباً بصباحٍ جاءَني بَدَلاً ... من غُرَّة النجمِ أَو مِن طَلعَة القَمَر) (زار الحبيبُ وقَد قَالَت لَهُ خُدعِي ... زُره وَقَالَ لَهُ الواشُون لَا تَزُر) (فجاءَ والخَطوُ فِي رَيبٍ وَفِي عَجلٍ ... كقلبِه جَاءَ فِي أَمنٍ وَفِي حَذَر) (كأَنَّه كانَ من تخفيفِ خطوَتِهِ ... يَمشي على الجَمرِ أَو يَسعى عَلى الإبَر) (وَقَالَ إِذ قلتُ مَا أَحلَى تَخَفُّرَه ... تبرَّجَ الحُسن فِ خدِّي مِن الخَفَر) (يَا أخضرَ اللَّون طابَت رائحةٌ ... وغبتَ عنَّا فَمَا أبقيتَ للخضر) (فَقَامَ يَكسِرُ أَجفاناً مَلاحتُها ... تُعزَى إِلى الحُورِ دَعْ تُعزَى إِلى الحَوَر) ) (وقمتُ أَسألُ قلبِي عَن مَسرتِه ... بِمَا حواهُ وَعِنْدِي أَكثرُ الخَبر) (وبتُّ أَحسِب أَنَّ الطَّيفَ ضَاجَعني ... حتَّى رجَعت أشهى الظَّنَّ فِي السَّهر) (أَوردتُ صدريَ صَدراً من مُعانقةٍ ... وحينَ أَوردتُ لم أَقدر عَلَى الصَّدَر) (وَكَانَ يَمنَعني ضمّاً ورَشفَ لَمَىً ... ضَعفٌ من الخَصرِ أَو فَرطٌ من الخَصر) (وكدتُ أَغنَى بِذَاكَ الرِّيق من فمِه ... ومنطقٍ مِنْهُ عَن كَأس وَعَن وَتَر) (وبتُّ أشفقُ من أَنفاسِه حَذِراً ... من أَن يعود عِشاءُ اللَّيلِ كَالسَّحر) (ومرَّ يسبقُ دَمعي وهوَ يَلحَقه ... كالسَّيل شُيِّع فِي مَجراهُ بالمَطَر) وَقَالَ (يَا قلبُ وَيحك إِنَّ ظبيكَ قد سنَح ... قتَنَحَّ جُهدك عَن مَراتِعه تَنَحْ) (وأَرَدتُ أَعقله ففرَّ من الحَشَا ... طَربا وأَحبسُه فطار من الفَرح) (وأَتى فظَل صريعَ هَذاك اللَّمى ... عَطَشاً وَعَاد قتيلَ هاتيك المُلَح) (جَنح الغزالُ إِلَى قِتال جَوانِحي ... فَغدوتُ أَجنَحُ مِنه لمَّا أَن جَنَح) (وَمن العَجائب أَنه لمَّا رَمى ... بسهامِه قتلَ الفُؤادَ ومَا جَرَح) (ولَمىً صقيلٍ من مَراشِف أهيَف ... لَو شئتُ أَمسحُه بلثمى لَا نَمسَح)

(كاللَّيلِ إِلَّا أَنَّه لما دَجا ... والمسكِ إِلا أَنَّه لمّا نَفَح) (قبَّلتُه وقَبِلتُ أَمرَ صبَابتِي ... ونصحتُ نَفسِي فِي قطيعةِ من نَصَح) (ورشَفتُ ريقَتَه على رَغم الطِّلا ... من كأسِ مَرشَفه على رغم القَدَح) (ورقيقةِ الخَصرين كلٌّ مِنْهُمَا ... بسقَامه لَا بِالوشَاحِ قَد اتَّشَح) (فِي لحظِها السِّحر الحلالُ قد استَحى ... وبخدِّها الوردُ الجنيُّ قد انفتَح) (عضَّت أَنامِلَها عليَّ تَدلُّلاً ... فأرَت رضيعَ الطَّلعِ مَع طَفلِ البَلَح) (ثُغرٌ يُريك الأَحوانَ بِهِ شفى ... وقتَ الظهيرةِ أَو يُريك بِهِ قَلَح) (لِي سُبحَةٌ من جَوهَرِ فِي ثغرِها ... فَفَضَلتُ سائرَ من يُسَبِّح بالسُّبَح) (لِمَ لَا تُصالِحُ قُبلَتي يَا خدَّها ... والماءُ فِيك مَعَ اللهيبِ قَد اصطلَح) (كم يَعذِلون ولستُ أَسمعُ منهمُ ... فأَنا وهم مثلُ ألأصمِّ مَعَ الأّبَح) (ليسَ العَذول عليكَ إِنساناً هَذَى ... إِنَّ العذولَ عليكَ كلبٌ قد نَبَح) ) (وَلَقَد سألتُ القلبَ بعض تَصبُّرٍ ... يَسخو عليَّ بِهِ فشحَّ وَمَا رَشح) (لم تُعِده بالبُخلِ إِذْ سكنت بِهِ ... فَلَطالَما سَمَحت وقَلبي مَا سَمَح) (بَعُدَت عليَّ فضَاق صَدري بَعدها ... وذكَرتُ عَود أَبي عَلِيٍّ فانشَرح) وَقَالَ فِي مليح مرض (حَكَيتَ جِسمي نُحولاً ... فَهَل تَعَشَّقتَ حُسنَك) (وَكَانَ جَفنُك مُضنىً ... فصرتَ كلُّكَ جَفنَك) (وزادك السُقمُ حُسنا ... واللهِ إِنَّك إِنَّك) وَقَالَ فِي بادَهنج (وبادهنجٍ علا بِناءً ... لكنه قد هَوَى هواءَ) (دَامَ عليلُ النسيمِ فِيهِ ... كَأَنَّهُ يطلبُ الدَّوَاء) وَقَالَ (بَدَت لِيَ ثوبٍ كوَجهي أصفرٍ ... عَلَته بمنديلٍ كقلبي أسودِ) (فأبصر مِنْهَا الطرفُ مردودَ عسجَدِ ... على طَرَف مِنْهُ بَقِيَّة إثمد) وَقَالَ يذُمُّ خالا (يَا من غَدَتْ تختال من خالها ... وخالُها يقْضِي بتهجينها) (كإنّما خدّك تُفاحَةٌ ... وخالها نُقطَة تَعْيِينهَا)

وَقَالَ (لَا تلومي العُذال من أجلِ عذلي ... وابسُطي عُذرَهم جَمِيعًا وعُذري) (أَنا وَالله أقتضي منهُمُ العُذ ... لَ لِعلمِي بِأَنَّهُ فِيك يُغري) وَقَالَ (عَروسُكُمُ يَا أيّها الشَربُ طالقٌ ... وَإِن فَتَنَت من حُسنها كلَّ مُجتلِ) (دَفعتُ لَهَا عَقْلِي وَمَالِي معجَّلاً ... فَقَالَ وجنّاتُ النَّعيم مؤجَّلي) وَقَالَ (إِنَّه مَال وملا ... وأتى الطيفُ وسُلاّ) (عاطلاً حَتَّى لقد عا ... د من اللَثم مُحلى) ) (كنتُ تَقبيليَ الطي ... فَ كَمَن قبل ظِلاّ) وَقَالَ (رغِبت فِي الْجنَّة لما بدا ... أنموذجُ الْجنَّة من شَكلِهِ) (فصرتُ من حِرصي على سبِهِهِ ... فِي البَعثِ لَا ألوي على وصلِه) (فانظُر إِلَى مَا جرّه حُسنُه ... من توبةٍ تَقبحُ عَن مِثله) وَقَالَ (أهواه كالظَّبي فِي حسن وَفِي غَيدٍ ... لَا بَل هُوَ الليثُ فِي بأسٍ وَفِي جَلَدِ) (فَلَو ترَاهُ وكأسُ الراح فِي فَمه ... أبصرتَ كَيفَ تحُل الشَّمْس فِي الأسَد) وَقَالَ (علمتُ شَيْئا مَا زَالَ خَيرَ عَمَل ... ونلت أمرا مَا زَالَ ملءَ أَمَلِ) (قبلتُ خصراً لمن أُحِبُّ فَمَا ... دَار عَلَيْهِ سِوى ثَلَاث قُبَل) وَقَالَ (يَا عاطِلَ الجِيِدِ إلاّ من محاسِنه ... طَّلتُ فِيك الحشا إِلَّا من الحَزَنِ) (فِي سِلك جسمِي دُرّ الدَمعِ مُنتظمٌ ... فَهَل لجيدِك من عِقدٍ بِلَا ثَمَن) (لَا تخش مِني فإِني كالنسيم ضنىً ... وَمَا النسيمُ بمخشيِّ على الغُصًن) وَقَالَ (أخذتَ فُؤَادِي حِين سرتَ وَلم أكن ... أُسَرُّ إِذا مَا غِبتَ عنِّي بقُربهِ) (وَمَا أدَّعي أَنى ذكرتك سَاعَة ... وَهل يذكرُ الإنسانُ إِلَّا بِقَلْبِه)

وَقَالَ (ونونِ صُدغٍ زادني جِنّةً ... وَرُبمَا يُعذَرُ فِيهِ الْجُنُون) (أُقبل النونات من أَجله ... حَتَّى لقد قبّلت نون المَنُون) وَقَالَ (يَا ساقيَ الراح بل يَا ساقِيَ الْفَرح ... وَيَا نديمي بل يَا كلَّ مُقتَرِحي) (لَا تخشَ فِي ليلِ لَهوِي من تقاصُره ... أما تراني شربت الصُبحَ فِي قدحي) وَقَالَ) (إنّ مَن خَصَّه الفؤا ... د بإخلاص وُدَّهِ) (ضَل فِي ظِلّ هُدبه ... خالُهُ فَوقَ خَدّه) وَقَالَ (زَهّدَني فِي خُلتِك ... زهادتي فِي قُبلتِك) (لِأَن شَعرَ لِحيِتَك ... طُحلُبُ مَاءِ وجنَتِك) وَقَالَ (أحِبتِي هَل عنْدكُمْ أننِي ... عُلِقتُها مَا جنَّة عِلقَه) (أثَّر تقبيلي فيخدّها طَابَعَ ... حُسنٍ لم يكن خِلقَه) وَقَالَ (تَطَلَّبتُ من ثغره قُبلَتةً ... فضن عليّ بِذَاكَ الشَنَبْ) (وَقَالَ أَلا دونَهُ وجنتي ... فصان اللُجين وَأعْطى الذَهَب) وَقَالَ (عانقتُه حَتَّى ظَننتُ بأنِني ... فِي مَضجَعي فردٌ بِغَيْر قرين) (وَلَقَد ظننتُ بأنّ من ضَمّي لَهُ ... كَانَ انحناء ضلوعه وضلوعي) وَقَالَ (أَلا لَيْلَة الصَّدّ لَا تقصُري ... وَيَا لَيْلَة لبصبحِ لَا تطلُعي) (فَإِنِّي لَبِستُ سوادَ الدُّجى ... حِداداً على رَبّة البُرقُع) (وَلَو كنتُ مُفتَقِراً للصَّباح ... لغَرّقتُ لَيلِيَ فِي مَدمعي) وَقَالَ (وَلما أَن نَزَلتُ عَلَيْك ضَيفاً ... وَلم أر من قِرىً غَيرَ القِراعِ)

(كسرتَ الجَفنَ حِين أردتَ قَتْلِي ... وكَسرُ الجَفن من فِعل الشُّجاع) وَقَالَ (وَلما مررتُ بدارِ الحبيبِ ... وَقد خَابَ فِي ساكنيها ظُنوني) (حَطَطت همومُ جفوني بهَا ... لأنّ الدُموعَ همومُ الجفونِ) وَقَالَ) (لَا غَرو لما غَابَ شمسُ الضُّحَى ... أَن أطلعَ الجفنَ دُموعي نُجُوم) (غَلِطتُ مَا الدَمعُ نجومٌ بِهِ ... لكنّه دُرُّ بِحار الهُموم) وَقَالَ (إِن قلتُ مَا أحسنَه شاذياً ... فَإِنَّمَا قصديَ مَا أخشَنَه) (يظَل أَيري ضائعاً فِي استه ... كأنّه المِغزِلُ فِي الرَّوزنَه) وَقَالَ (يَا هَذِه لَا تستَحِي منّي ... قد انْكَشَفَ المُغطّى) (إِن كَانَ كسُّكِ قد تثاءَبَ ... إِن أيري قد تَمَتطّى) وَقَالَ (يَا باسماً أُبدَى ثغرَهُ ... عِقداً ولكِن كُلَّهُ جَوهَرُ) (قَالَ لي اللاّحي ألم تستمع ... فَقلت يَا لاحي أما تُبصِر) وَقَالَ (لقد شَيَّبَتني فِي الزَّمَان خطوبُهُ ... وَلَا عجبَ أَن شابَ مَن شَأنُه الخَطبُ) (ونوّر شيبٌ فِي عِذار معذِّبي ... وَلَا عجب أَن نور الغُصنُ الرَطب) وَقَالَ (قَالُوا لقد شَاب الحبي ... بُ وشاب فِيهِ كلُّ عَزمِ) (فأجبتُ مِن شَرِهَي عَليّ ... هـ أّذوقُه فِي كلّ طعم) وَقَالَ (شادن لَا أرى سواهُ وهَيها ... ت وحُوشِيتُ أَن أُريدَ سواهُ) (إِن لي نَاظرا بِهِ مستهاماً ... يَشْتَهِي أَن يرَاهُ وَهو يرَاهُ) وَقَالَ (يَا بَابي مَن ذِكره فِي الحشا ... ضَيْفِي وذكريفي الحشا ضيفُهُ)

(لَا تحسبوني ناعساً إِنَّمَا ... سجدتُّ لما مَرَّ بِي طيفُه) وَقَالَ فِي الجُلَّنار (وجلنار على غصونٍ ... وكلُّ غُصنٍ بهِنّ مائس) ) (يَحكِي الشَراريبَ وَهِي خُضرٌ ... وَهُوَ بأطرافها كبائس) وَقَالَ (وليلةِ وصلٍ خِلتُها ليلةَ القدرِ ... تنعم فِيهَا القَلبُ بالشمس لَا البَدرِ) (وَمَا زِلت حَتَّى فرّق الصبحُ بَينَنا ... فَكَانَ زوالُ الشَّمْس للصبح لَا الظُّهر) وَقَالَ (أحِلَّ الخمرُ بعدَكمُ ... لأشرَبَ غَيرَ مكتَرِث) (فَنارُ الْقلب بعدَكُمُ ... تُصيِّرها على الثُلث) وَقَالَ (رأيتُ العاشقين ولستُ مِنْهُم ... وآخِرُهم شقاءٌ لَا سَعاده) (وعشّاقُ العثلوق إِلَى بغاءِ ... وعشّاق القِحاب إِلَى قِياده) وَقَالَ (أَلا إنّ شُرابَ المُدام هُمُ الناسُ ... وَغَيرهم فيهم جُنونٌ ووسواسُ) (فيا ليتَ أَنِّي مِثل كِسرَى مصوَّرٌ ... فَلَيْسَ يزَال الدَّهْر فِي فَمه كاس) وَقَالَ (إِن عِشقَ الاحراج للقلب جُرحَة ... لَيْسَ فِيهِ ملحٌ وَلَا هُوَ مُلحه) (آيُّ كُسٍّ يكون فِي ضِيقِ حُجرٍ ... واسعٍ أَو يكون فِي قَدرِ فَقحه) وَقَالَ (وربَّ عِلقٍ قَالَ لِي مرّةً ... يَا هاجِري ظُلماً وَلم أهجُرِ) (معتَزِ لي صِرتَ فقلتُ اتَّئِد ... واعتُبْ على مَبعدك الأَشعرِي) وَقَالَ (فِي خَرقها أَلفُ خِرقَه ... وشَقها ألفُ شُقَّه) (وَألف ألف كساءٍ ... فِيهِ وَمَا سدّ خَرقه) (أَدخلتُ أَيري فِيهَا ... فَضَاعَ بَين الأَزِقَّه) وحار إِذْ ارشدتهُ إِلَى الطَّرِيق بزَعقه

(وَتلك ضَرطةُ استٍ ... تُدعى مجَازًا بحبقه) ) (فانسلّ مِنْهَا بِرعبٍ ... وَقد طيلسته بِخِرقه) (مَعَ بردهَا ظَلّ أيري ... بَين إلتهابٍ وحُرقه) (مِمَّا تحَشت بثومٍ ... وزَنجَبيل ودُقَّه) (مِما تَغَنَّيتُ مِنْهَا ... لي بَصقَةٌ بعد بَصقه) (كم بهرةٍ ليَ مِنْهَا ... والسِّتُ مَع ذاكَ حُرقه) وَمن موشحاته يُرِيك إِذْ تلفّت طرف شادن سقيما وَعَما عَنهُ تبتسِم الْمَعَادِن نظيما (يرَاهُ الله من حُسنٍ وطِيب ... حبيبٌ كلّ مَا فِيهِ حَبِيبِي) (أعَاد شبيبتي بعد المَشيب ... وَأمسى مُسقِمي وَغدا طبيبي) وخيم فِي ضمير الْقلب سَاكن مُقيما وَلم تزِل الْقُلُوب لَهُ مَوطِن قَدِيما (جفتني كل لايمة ولايم ... عَلَيْهِ لأنّ عُذري فِيهِ قايم) (ويومٍ ممايس العِطفَين ناعم ... نعَمتُ بِهِ وأَنفُ الدَّهْر راغِم) بغصنٍ أجتَنى مِنْهُ ولكِنْ نعيما ويُحَيِّيني بهاتيك المحاسن نديما (يذكرنِي المدام فأشتهيها ... واشربها فتشكرني بديها) (كأَن حبيبَ قَلبي كَانَ فِيهَا ... تجعلُني رشيدا لَا سَفِيها) تحرّك من شايليَ السواكن كَرِيمًا وتُحيِي من مَسرّاتي الدفائن رميما (يطوف بهَا عليَّ أغَنُّ أحوى ... يرَاهُ الصَّبّ عطشانا فيروى) (ومَن جحد الْهوى كِبراً وزِهوَا ... فَإِنِّي والهَوَى قَسَماً لأهوَى) غَزالاً فاترَ الأجفانِ فاتن وسيما عَلَيْهِ رَونَقٌ لِلْحسنِ باين وسيما (يجرِّد طرفَه وَهُوَ المشيح ... سكاكينا تُبيح وتسبيح) (لَهَا فِي كل جاريةٍ جروح ... فكم جرحت وأنشده الجريح) أيا من لم تَدَعْ مِنْهُ السكائِن سليما مَتى تَغْدُو بعُشاقٍ مسَاكِن رحِيما وَمن ذَلِك الراحُ فِي الزُجاجة أعارها خدُّ النديم حُمرَةَ الوَردِ واستوهبَت نسيمَه فهيَّجت نَشرَ العَبير مَعَ شذا النِّدِ)

(يَا هَمت بالحُمَيا ... إِلَّا وَقد سَقَتني) (مليحة المُحّيَّا ... مليحة التثني) (والحُسن قد تَهَيا ... فِيهَا بِلَا تَأنِّ) أذكى بهَا سِراجَهرأيتُ فِي اللَّيْل البهيمشعلة الزند لَو أَنَّهَا عليمة تاهت على الْبَدْر المنيروهو فِي السَعدِ (إنّ الَّتِي أُلامُ ... فِيهَا على غِرامي) (لِقدِّها قوام ... كالغصن فِي القَوام) (لثغرها نظام ... كالعِقد فِي النظام) لريقها مجاجة كالمسك فِي طيب الشميمجنى الشهد وعينها السقيمة وسنانة من الفتورلا مِن السُّهد (تزيد فِي بَلائي ... وَالنَّفس تشتهيها) (وَلَا أرى دَوائي ... إلاّ برِيق فِيهَا) (قَالَت لأصدقائي ... وَقد ضَنِيتُ فِيهَا) أحمَى الْهوى مِزاجهدَعوه من طِب الحكيمفالدّوا عِندي محبوبتي حكيمهتُطفِي برمان الصدورحُرقةَ الوجدِ (كم فِي الْأَنَام مثلي ... شفاؤه دواها) (وَكم تريدُ قَتْلِي ... وَلم أرِدْ سِواها) (وَقَالَ لايمٌ لي ... لَجَجتَ فِي هَواهَا) طابت لي اللجاجة وَقلت للأسقام دوميما أَنا وحدي ذُو مهجة سقيمة فِي القُرب من ظَبي غَريروهو فِي البُعد (قَلبي لَهَا يتوق ... وقلبها يَقُول) (هَيْهَات لَا طَرِيق ... هَيْهَات لَا وُصُول) (فقلتُ والمَشُوق ... يقنعه الْقَلِيل) أفضِ لي فَردَ حاجَهيا سِت بوسَه فِي الفُمَيموأُخرَى فِي الخد وَالْحَاجة العظيمَهأن نطلعُوا فَوق السريرونَضَع يَدِّي) وَمن ذَلِك (مقامنا كريمُ وَغَيره لئيمُ ... مدامةٌ وريمُ والسعد نديم) (لَا عشتَ يَا رَقيبي ... ذَا العَيش)

سديد الدين الكاتب المصري

(وغادةِ مختالة كَأَنَّهَا الغزالة ... ومِلؤُها مَلالة وعينها النبالة) (تَجِيء للكئيب ... فِي حُبَيْش) (قامتُها كالصَّعدَة وريقُها كالشُهدة ... وخدها كالوردة إِن الْحَرِير عِنْده) (فِي المُطرف القشيب ... كالخيش) (لَا تُصغِ للمحال واعشَق وَلَا تُبالي ... واشرَب من الجريال فالرُشد فِي الضلال) (وَالْعقل للبيب ... فِي الطيش) (عانقني خليلي حَتَّى ارتوى غليلي ... وقلتُ للعَذولِ لما أَتَى فُضُولِيّ) (عانقتُ أَنا حَبِيبِي ... وانت أيش) 3 - (سديد الدّين الْكَاتِب الْمصْرِيّ) هبة الله بن حَاتِم بن عبد الْجَلِيل بن عبد الْجَبَّار بن حسن سديد الدّين أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الْكَاتِب الأديب ولد سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَسمع من أَشْيَاخ عصره وتقلب فِي الخِدَم الديوانية وَتُوفِّي سنة خمسين وسِتمِائَة 3 - (عميد الرؤساء الْحلِيّ وَجه الدُوَيبَة) هبة الله بن حَامِد بن أَحْمد بن أَيُّوب بن عَليّ بن ايوب أَبُو مَنْصُور عميد الرؤساء اللّغَوِيّ من الْحلَّة المزيدية كَانَ أديباً فَاضلا نحوياً لغوياً شَاعِرًا تصدّر بِبَلَدِهِ وَعنهُ أَخذ أهلُها قَرَأَ هُوَ على ابْن العَصار وَأبي الْعِزّ بن الْخُرَاسَانِي وَأول مَا قَرَأَ على خُزَيْمَة بن مُحَمَّد بن خُزيمة وَورد إِلَى بَغْدَاد وَتُوفِّي سنة عَشرٍ وسِتمِائَة وَفِيه يَقُول الْحُسَيْن بن البُغَيديدي يهجوه وَكَانَ يُعرف بِوَجْه الدُوَيبة ويُنسَب إِلَى التطفل (لَيْت شعري وَجه الدويبة ... صخرٌ لَيْسَ يندَى من فعله أم ساجُ) (مَا كفى الناسَ مَا بهم مِنْهُ حَتَّى ... صَار يَغْشَاهُم وَمَعَهُ السِّراج) (وطعامٌ على طَعَام عَلَيْهِ ... عِنْد بقراط لَا يصحّ المِزاج) (يَا عميداً وَمَوْضِع الْمِيم نونٌ ... لَا تُخلّط يعرض لَك الانفلاج) ) (كُن خفيفَ الغِدا وَإِلَّا تأذَّي ... تَ بداءٍ يطول فِيهِ العلاج) (قد تفرّدت بالفعال الَّذِي ... للكلب من فعله الْقَبِيح انزعاج) (خَارِجا دَاخِلا إِلَى ذَا وَعَن ذَا ... والطفيليُّ داخلٌ خراج) (وَإِذا زُرتَ لَا تزُر بجنيبٍ ... لَا يصحّ الطَّاعُون والحَجاج)

اللالكائي الشافعي

وَسمع المقامات من ابْن النقور وَرَوَاهَا عَنهُ وَمن شعره يَرثي زَوجته (لم تذهَبي فَأَقُول الذاهبُ امْرَأَة ... وَإِنَّمَا ذهب الْمَعْرُوف والكرمُ) (بِي مثلُ مَا بِكِ إِلَّا أَن ذَاك بلَى ... مغيَّرٌ وجهَكِ الحالي وَذَا سَقَم) ورثاه تِلْمِيذه الشريف فخار بن معد العَلوي (أودَى ابْن أَيُّوب وغادر جذوةً ... فِي الصَّدْر مني ماتني تتلهّبُ) (قد قلتُ للناعي غادة نعاه لي ... مَاتَ المبردُ والخليلُ وثعلب) 3 - (اللاَّلِكائي الشَّافِعِي) هبة الله بن الْحسن بن مَنْصُور الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الرَّازِيّ الطَّبَري الأَصْل الْمَعْرُوف باللاَّلِكائي الْفَقِيه الشَّافِعِي نزيل بَغْدَاد تفقه على الشَّيْخ أبي حَامِد وَسمع من جمَاعَة قَالَ الْخَطِيب كَانَ يفهم ويحفظ صنف كتابا فِي السّنة وَكتاب رجال الصَّحِيحَيْنِ وكتاباً فِي السُّنَن وعاجَلَته الْمنية فَمَاتَ بالدَينَوَر فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة أَرْبَعمِائَة قَالَ عَليّ بن الْحُسَيْن بن جدّ العُكبَري رَأَيْت هبة الله الطَّبَرِيّ فِي النّوم فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي قلت بِمَاذَا قَالَ كلمة خُفْيَة بالسُّنَّة 3 - (الْأَشْقَر المقرىء) هبة الله بن الْحسن بن أَحْمد بن أبي الْمَعَالِي أَبُو الْقَاسِم الْخياط المقرىء الْمَعْرُوف بالأشقر من سَاكِني دَار الْخلَافَة بِبَغْدَاد من القرّاء المشهرين بالإجادة وحُسن الْأَدَاء وَمَعْرِفَة وجوِه الْقرَاءَات بالروايات وَيفهم طرفا حسنا من النَّحْو قَرَأَ بالروايات على مُحَمَّد بن خَالِد الرزّاز الضَّرِير وعَلى عبد الله بن عبد الله الْجَوْهَرِي وعَرفة بن عَليّ البقلي والنحو على الأسعد بن نصرٍ العبرني وَسمع من مَسْعُود بن عَليّ بن النَّادِر وَعمر بن أبي بكر بن التبَّان وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ يُصَلِّي إِمَامًا بِالْإِمَامِ الظَّاهِر وتجهّر على مَذْهَب الشَّافِعِي وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة) 3 - (الجُرَذ الْكَاتِب) هبة الله بن الْحسن بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن الْمطلب أَبُو الْمَعَالِي الملقب بالجُرذ من بَيت الوزارة والتقدم كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا يكْتب خطا حسنا وَنسخ بِخَطِّهِ الْكثير للنَّاس توريقاً وَكَانَ ظريفاً لطيفاً وَجمع فِي

أبو القاسم السكاكيني

الْهزْل مجاميع مطبوعة وأسنّ وَعجز عَن الْحَرَكَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (قديتُ مَن فِي وَجههَا سُنّة ... أشهَى إِلَى قلبِي من الفَرض) (تنسى عُهوداً سَلفت بَيْننَا ... كَأَنَّمَا قد أكلَت قَرصي) اشار إِلَى أَن أكلَ الطَّعَام الَّذِي أكل مِنْهُ الفأرُ يروِث النسْيَان فِيمَا يزعمه اصحاب التجارب وَحسن هَذَا لأنّ اسْمه الجُرَذ وَمِنْه (أَلا قبح الله هذي الْوُجُوه ... وبدّ لنا غيرُها أوجُها) (فَلَا أُفقُها مؤذِنٌ بالنَّدى ... وَلَا بالعُلى مُؤذِنٌ اوجُها) وَمِنْه قَوْله فِي ابْن دينارٍ كَاتب الْوَزير وَكَانَ أَحَالهُ عَلَيْهِ فمَطَلَه (مولايَ فِي مَنركُمُ كاتبٌ ... يزيدُ فِي ظُلمي غفراطا) (مُضَيِّعٌ لِلْمَالِ لكنه ... أضحى على شؤمي مُحتاطا) (ظنّ اباه من عطاياك ... لي فَلَيْسَ يعطيني قيراطا) وَمِنْه فِي ذمّ الغَيم (مَا أقبحَ الغيمَ وَلَو أَنه ... يُمطِرُنا دُرا وياقوتا) (فَكيف والآفاق مغبّرةٌ ... شوهاء لَا مَاء وَلَا قوتا) وَمِنْه (نَفضُ التُّرَاب عقوقٌ عَن مناكبنا ... لِأَنَّهُ نَسَبُ الآباءِ فِي القِدَم) 3 - (أَبُو الْقَاسِم السكاكيني) هبة الله بن الْحسن بن المظفر بن الْحسن بن السبط ابو الْقَاسِم الهمذاني البغدادين من أَوْلَاد المحثين حدث هُوَ وَأَبوهُ وجدّه أسمعهُ وَالِده فِي صباه تبكيراً وعُمِّر حَتَّى حدث بالكثير وَانْفَرَدَ بِأَكْثَرَ مسموعاته وانتشرت الرِّوَايَة عَنهُ وَكَانَ شَيخا ذكياً فهما متأدباً حُفظةً للحكايات والأشعار والنوادر وَكَانَ فِي شبابه يعْمل السكاكين وآلات الْكِتَابَة صناعَة بديعةً عمل) شطرنجاً كَامِلا من عاج وآبنوس وَزنُه حَبتان وأرزَّة وَكَانَ يَنْقُلهُ بشِفتِ الصَّائِغ لِأَن الأنامل تعجِز عَن نَقله وَكَانَ مثل الخَردَل وأشكاله ظاهرةٌ وأهداد لبنَفشا مولاة المستضيء بِاللَّه ثمَّ كبر وافتقر فَسَاءَتْ حَاله وَصَارَ قذِراً وَسِخاً لَا يستنزِه عَن النَّجَاسَات قَالَ محب الدّين بن النجار وَلم يكن فِي دينه بِذَاكَ وَكَانَ عسِراً فِي التحديب

الصائن ابن عساكر الشافعي

سمع أَبَاهُ وَأحمد بن عبد الله بن رضوَان وَأحمد بن عبد الله بن كادِش وَهبة الله بن مُحَمَّد بن الحُصَين وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (الصائن ابْن عَسَاكِر الشَّافِعِي) هبة الله بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن الدِّمَشْقِي بن عَسَاكِر أَخُو الْحَافِظ بن عَسَاكِر أبي الْقَاسِم وَكَانَ الْأَكْبَر وَكَانَ يعرف بالصائن حفظ الْقرى ن فِي صباه وقرأه بروايات على أبي الوَحش سُبيع بن قِيرَاط وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَلف بن مُحرِزٍ الأندلسي وَسمع من الشريف أبي الْقَاسِم عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس العَلَوي وَأبي طَاهِر بن الحِنائي وَأب الْفرج غيث بن عَليّ الصُّورِي وَغَيرهم وَقَرَأَ الْفِقْه على أبي الْحسن عَليّ بن الْمُسلم وَنصر الله بن مُحَمَّد المصِّيصِي وَقدم بَغْدَاد سنة عشرٍ وَخَمْسمِائة وعلق دَرس الْخلاف على أسعد الميهَني وَقَرَأَ أصُول الْفِقْه على أبي الْفَتْح بن برهَان وأصول الدّين على أبي عبد الله القيسراني وَسمع هُنَاكَ على أَشْيَاخ الْعَصْر وَسمع بِالْكُوفَةِ وَمَكَّة بعد مَا حجّ وَرجع إِلَى بَغْدَاد ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَصَارَ معيداً لشيخه عَليّ بن الْمُسلم بِالْمَدْرَسَةِ الأمينية ثمَّ إِنَّه درس بالغزالية بالجامع الْأمَوِي وَأفْتى وَحدث واعتنى بعلوم الْقُرْآن والنحو واللغة وحصّل النّسخ وتوريقاً وشِراءً وَكَانَ فَاضلا ظريفاً مطبوعاً كيّساً عشيراً حَرِيصًا على طلب الْعلم وَكتبه مبذولة للمسَفِيدين والغرباء وَلم يزل يكْتب ويصحح إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى 3 - (ابْن الدوامي) هبة الله بن الْحسن بن الدوامي أَبُو الْمَعَالِي أحد الْأَعْيَان ولي حَاجِب الْحجاب لديوان الْخلَافَة بِبَغْدَاد فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وعُزل فِي خَامِس عشر صفر سنة سِتّمائَة ثمَّ وَلي النّظر بديوان الزِّمَام فِي خَامِس عشر صفر سنة اثْنَتَيْ عشرةَ وعزل فِي تَاسِع رَجَب سنة أَربع عشرَة وَسمع الْكثير فِي صباه من تجني الوَهبانية وَسمع كثيرا من كتب الْأَدَب ودواوين الشّعْر من القَاضِي أَحْمد بن عَليّ بن هبة الله بن الْمَأْمُون وَكَانَ صَدُوقًا كثير الصَّلَاة وَالصِّيَام) وَالصَّدَََقَة والمحبة لأهل الْخَيْر وداره مجمع أهل الْفضل وَتُوفِّي سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة 3 - (أَبُو نصر الْكَاتِب ابْن الموصلايا) هبة الله بن الْحسن أَبُو نصرٍ تَاج الرؤساء الْكَاتِب ابْن أُخْت أبي سعدٍ بن الْحسن بن الموصلايا الْكَرْخِي كَانَ نَصْرَانِيّا فَأسلم مَعَ خَاله فِي أَيَّام الإِمَام الْمُقْتَدِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَحسن إِسْلَامه وَكَانَ كَاتبا جَلِيلًا

أبو الحسن الحاجب

بليغاً لَهُ معرفَة بالأدب وَيكْتب جيدا وَكَانَ ينظِم ويترسل وَله عقل رَاجِح وَله كِتَابَة الْإِنْشَاء بعد موت خَاله سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وناب فِي الوزارة أسبوعاً وَاحِدًا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن فِي تربة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فِي بَاب ابرَز وَكَانَ لم يكْتب كتابا بمسودة وَمن شعره لغز (ومنكوحٍ إِذا ملكَته كفٌّ ... وَلَيْسَ يكون فِي هَذَا مِراُ) (لَهُ عينٌ تخَلَّلها ضياءٌ ... فَإِن كُحِلَت فبالكُحل العماء) (تظَل طَلِيعَة للوَصل صَوناً ... ولِلحامي بزَورته احتماء) (فقد اوضحتُه وأنبتُ عَنهُ ... فَفَسِّره فقد بَرِحَ الخَفاء) 3 - (أَبُو الْحسن الْحَاجِب) هبة الله بن الْحسن أَبُو الْحُسَيْن الْحَاجِب ذكره كَمَال الدّين ابْن الْأَنْبَارِي فِي كتاب النحويّين وَمَات فَجْأَة سنة ثَمَان وَعشْرين واربعمائة وَكَانَ من أفاضل الشُّعَرَاء وَمن شعره (يَا لَيْلَة سَلَكَ الزَّمَا ... نُ بطِيبها فِي كلِّ مَسلَك) (إِذْ أرتَقي رِدفَ المَس ... رة مُدركاً مَا ليسَ يُدرَك) (والبَدرُ قد فَضَح الظلاَ ... م فسِترُهُ فِيهِ مُهتك) (وكأنما زهرُ النجو ... م بلمعِها شُعَلٌ تَحَرَّك) (والغيم أَحْيَانًا يمو ... ج كَأَنَّهُ ثوبٌ مُفَرّك) (وكأنّ تجعِيدَ الريا ... ح بدِجلةٍ ثوبٌ ممسّك) (وكأنّ نَشرَ المِسك يَن ... فحُ فِي النسيم إِذا تحرّك) (وكأنما المنثور مص ... فرّ الندى ذهبٌ مُشبَّك) (والرَّوضُ نَفسي أَن أَقو ... م بشرطها وَالشّرط أملَك) (حَتَّى تَوَلى اللَّيْل مُن ... هزِماً وَجَاء الصُّبحُ يَضحَك) ) (واهاً لنا لَو أننا ... فِي ظِل طيب الْعَيْش نُترَك) (والمرءُ يُحسَب عُمرُه ... فَإِذا أَتَاهُ الشيبُ فَذلَك) 3 - (ابْن العلاف الشِّيرَازِيّ) هبة الله بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْفضل بن إِسْمَاعِيل

ابن المؤذي

بن يُونُس بن المشمعل بن عبد الله بن الْأسود يبنتهي إِلَى بكر بن وَائِل أَبُو بكر بن العلاف الأديب النَّحْوِيّ من أهل شيزار سمع حَمَّاد بن مُدرِك وَإِبْرَاهِيم بن حُميد وَأحمد بن الْأَعَز وَمُحَمّد بن جَعْفَر وَأَبا عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْفَارِسِي وطبقتهم وَسمع مِنْهُ الْحَاكِم وَتُوفِّي بشيزار فِي شهر رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة وَهُوَ ابْن نَيف وَتِسْعين سنة وَذكره الثعالبي وَكَانَ يمثل بِابْن فارسٍ وَابْن خالَوَيه وَمن شعره (يَا خَرِبَ الْقلب عامِر الْبدن ... نمتَ وغَرَّتك صِحَة البدنِ) (لقد تراخيتَ عَن فلاحك مَا ... ارخَت لَك الحادثاتُ فِي الرَّسَن) (لَا إِن تقصَّرتَ فِي الْقَبِيح وَلَا ... محَوتَ بعض الْقَبِيح بالحَسَن) (تفطّن الذرُّ فِي المعاش وَلَا ... تصلح أمرُ العِباد بالفِطَن) 3 - (ابْن المؤذي) هبة الله بن السِّين بن تغلب عَليّ بن آدم الْأَسدي الوَاسِطِيّ التَّاجِر أَبُو مُحَمَّد وَقيل ابو الْقَاسِم كَانَ أَبوهُ يُنبَز بالمؤذي فقُلِعت عينهُ فِي الشَّرّ فَقَالَ أَنا المؤذي وَكَانَ ابْنه هَذَا لَا يكْتب إِلَّا ابْن المؤذا بِالْألف قَالَ الشّعْر بعد ثَلَاثِينَ سنة وسلك طَرِيق ابْن الْحجَّاج فِي المُجون طوف الْبِلَاد مَا بَين الْعرَاق وأذربيجان وديار مصر وَحكى عَن أبي مُحَمَّد الحريري صَاحب المقامات وروى عَن أبي الْحسن بن أبي الصَّقْر الوَاسِطِيّ شَيْئا من شعره وروى عَنهُ أَحْمد بن عَليّ بن المعبّى الْبَصْرِيّ وَأَبُو طَاهِر السِلفي وَأَبُو الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَمن شعره (قَالُوا تسل وخلِّ عَنهُ ... فقد تلقاك بالصُّدودِ) (فَقلت لَا حلتُ عَن هَوَاهُ ... ومقتضَى الوُدّ والعُهود) (عَسى زمَان الْوِصَال يَأْتِي ... فيُبذل النَحس بالسعود) وَمِنْه (يَا مُبلِسي ثوبَ الضنَى ... ومجرّعي غُصَصَ التجني) ) (مَا التذّ قلبِي بالوصا ... ل كَمَا اشتفى الهِجران منّي) وَمِنْه (سَواءً صَدّ أَو وَصَلا ... أُخالِف فِيهِ مَن عَذَلا) (وأُغضي فِيهِ مُجْتَهدا ... وأرضى بِالَّذِي فَعَلا) (وَمن صحَّت محبّتُه ... وحُمِّلَ مُعظماً حَمَلا)

الوزير كمال الملك

(وداري فَوق طاقته ... أَذَى المحبوب واحتَمَلاَ) قلت شعر متوسط على مَا فِيهِ 3 - (الْوَزير كَمَال الْملك) هبة الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم ابو الْمَعَالِي كَمَال الْملك الْوَزير أَخُو الْوَزير عميد الْملك أبي سعدٍ مُحَمَّد كَانَ كَاتبا سديداً عَارِفًا بأحوال الْجند وسياستهم ولي الوزارة للْملك جلال الدولة اتبي طَاهِر بن أبي نصر بن عضد الدولة بن بُويَه مرَّتَيْنِ الْأَخِيرَة مِنْهُمَا سبع سِنِين ثمَّ ولي الوزارة للْملك أبي كاليجار بن أبي شُجَاع بن أبي نصر بن عضد الدولة ثمَّ لِابْنِهِ أبي نصر وَقَامَ بالبيعة لَهُ وَفتح لَهُ الْبِلَاد إِلَى شيزار وَحصل لَهُ أَمْوَالًا عظيمةٌ وَجرى على يَده تخليطٌ عَظِيم وفشت المصادرات فِي أيّامه وَكَانَ يمِيل إِلَى الدّين وَالْخَيْر فَلَمَّا حصل بالأهواز تَغَيَّرت أخلاقه إِلَى الشرّ والأذى وَهلك فِي الْوَقْعَة بَين صَاحبه الْملك أبي نصرٍ وأخيه أبي مَنْصُور بن أبي كاليجار بالأهواز سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وعمره ثَلَاث وَخَمْسُونَ سنة قَالَ أَبُو الْقَاسِم بن مرشدٍ فرّاش الْملك أبي كاليجار وصلتُ إِلَى الطّيب بعد الْهَزِيمَة ونزلتُ ونزلتُ المشهد هُنَاكَ فَحَدثني إِمَام الموضِع أَنه رأى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب فِي الْمَنَام وَكَانَ النَّاس حوله فسلّمتُ عَلَيْهِ وَقلت مَا صنع أَبُو الْمَعَالِي ابْن عبد الرَّحِيم فَرفع راسَه إليَّ وقطَّب فِي وَجْهي وَقَرَأَ مِمَّا خطاياهم أُغرِقوا فأدخلوا نَارا فَلم يَجدوا لَهُم من دونِ الله أنصاراً قَالَ فعجبتُ من الرُّؤْيَا وَلم نَكُنْ عِلمنا بهلاكه ثمَّ انْتَشَر الْخَبَر وَظهر أَنه عبر يومَ الْهَزِيمَة يروم المخاضَ فغاص فِي الصندوق بدجلة الأهواز فَهَلَك هناكُ وامتدحه الشريف المرتضى بقصيدتين وجهزّهما إِلَيْهِ وأوَل الْوَاحِدَة مِنْهُمَا (لم يبْق لي بعد المَشيب تصابي ... ذهب الشَّبَاب وَبعده اطرابي) (فاليوم لَا أَرْجُو وصالَ خريدة ... عِنْدِي وَلَا أضخشَى صُدودَ كِعابِ) ) مِنْهَا (عُج بالوزير أبي الْمَعَالِي أَيُنقي ... واجعَل إِلَيْهِ مَعقِلي وغيابي) (لي من وِدادِك واصطفائك رُتبةٌ ... حسَبٌ أتيه بِهِ على الأحساب) (وَأَنا الَّذِي لَك بِالْوَلَاءِ مواصِلٌ ... فاغفِر لذاك زِيَارَة الأعتاب) (أما بَنو عبد الرَّحِيم فَإِنَّهُم ... حَدُّ الرَّجَاء وغايةُ الطلاّب) (مَا فيهمُ إلاّ النجيبُ وَإنَّهُ ... البيتُ المليءُ بِكَثْرَة الأنجاب)

البديع الأسطرلابي

فَلَمَّا أنشدَت للوزير وَبلغ عُج بالوزير قَامَ الْوَزير قَائِما وَقَالَ هَذَا بعض حقّ الشريف المرتضى 3 - (البديع الأسطرلابي) هبة الله بن الْحُسَيْن بن يُوسُف أَبُو الْقَاسِم البديع الأسطرلابي كَانَ وحيدَ عصره وفريدَ دهره فِي معرفَة الْهَيْئَة والهندسة وصنعة الْآلَات الفلكية كالاسطرلاب والكُرة والرخامة والطرجهارة وَمَعْرِفَة الرصد وتجزية أَوْقَات اللَّيْل وَالنَّهَار وساعاتهما وَعمل طلاسِم للملوك والسلاطين فأبدع فِيهَا وأعجبتهم وَحصل بذلك أَمْوَالًا طائلة وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَله شعر رائق وأدبٌ غزير وَاخْتَارَ شعر ابْن حجاج وبوبه مائَة وَاحِد واربعين بَابا وَقَفاهُ وَسَماهُ دُرّة التَّاج من شعر ابْن حجاج وَكَانَ ظريفاً فِي جَمِيع حركاته وَمن شعره (كُن فِي زَمَانك مودوداً لَو اعترضَت ... لَهُ شكاة بكاه من يُعاديه) (وَلَا تكن مَقِتاً لوجُبّ غاربُه ... لَكَانَ أكبر مسرورٍ مُصافيه) وَمِنْه (وَلما بدا خَطٌّ بخدّ معذِّبي ... كظُلمةِ ليلٍ فِي بياضِ نهارِ) (تهتَّك ستري فِي هَوَاهُ وَلم أزل ... خليعَ عِذارٍ فِي جديدِ عذار) وَمِنْه (قيل لي قد عَشِقتَه أمردَ الخ ... دّ وَقد قيل إِنَّه نكرِيشُ) (قلتُ فَرخُ الطاؤوس أحسنُ ماكا ... ن إِذا مَا علا عَلَيْهِ الرِّيش) وَمِنْه (جُدِّر ثمّ التحى حَبِيبِي ... فماج فِي عِشقِه خُصومي) ) (وأرجفوا بالسلوّ عنّي ... وشنعوا عِنْده لشومي) (وَكَيف أسلو وَقد رماني ... خدّاه بالمُقعَد الْمُقِيم) (وفَروزَ الوَردَ بالغوالي ... ونَقَّط البدرَ بالنجوم) وَمِنْه (لنا صَاحب يهوّى مَحل فنائه ... وَلَا يَهْتَدِي ضَيفٌ محلّ فنائه) (نزلتُ عَلَيْهِ مرّةً فأضافني ... وَلَكِن إِلَى الأقصَين من بُعدائه)

ابن الكاتبة الأقرع

وَمِنْه (متيقِّظٌ فَإِذا استُضِي ... فَ بِهِ بصيرُ من النِّيامِ) (وتراه فِي عدد الطَغا ... م إِذا رأى مَضغَ الطَّعام) (تبدو مصائبه العظا ... مُ أَو انَ تَجْرِيد العِظام) وَمِنْه (إِن لي فِي هوى ذَوي العُذُر عُذرا ... كُلَّما أعتَمَ الملامُ تبَلَّج) (كَانَ قَتْلِي وَردُ الخدود قد صا ... ر بلائي وَردٌ عَلَيْهِ بَنَفسَج) وَمِنْه (صَبَّها صِرفاً فَلَمَّا ... قابلَت ضوءَ السِّراجِ) (ظَنَّها فِي الكأس نَارا ... فطفاها بالمِزاج) وَمِنْه (أُهدي لمجلسه الْكَرِيم لَا وَإِنَّمَا ... أُهدي لَهُ مَا حَاز من نَعَائِهِ) (كالبحر يُمطِرُه وَمَا لَه ... فَضلٌ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ من مائِه) 3 - (ابْن الكاتبة الْأَقْرَع) هبة الله بن حَمْزَة بن عمر بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عبيد الله بن الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس أَبُو الجوائز العباسي بن فَاطِمَة الكاتبة بنت الْأَقْرَع سمع أَبَا طَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غَيلان الْبَزَّاز وَحدث باليسير وروى عَنهُ السَّقطِي فِي مُعْجَمه حَدِيثا وَتُوفِّي ثَانِي عشر صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن شُبَيبا المقرىء) ) هبة الله بن رَمَضَان بن أبي الْعَلَاء بن شُبيبا بالشين الْمُعْجَمَة المضمومة وَبَين البائين الموحَّدين من تَحت يَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره ألف أَبُو الْقَاسِم الهَيتي المقرىء كَانَ شَيخا صَالحا حَافِظًا لكتاب الله حَسَن التِّلَاوَة ختم عَلَيْهِ جماعةٌ قَرَأَ بالروايات على البارع أبي عبد الله الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الدباس وعَلى أبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد سبط أبي مَنْصُور الْخياط وَسمع من أبي الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد بن الحُصين وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن السَّمرقَنْدِي وَأبي غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الْمَاوَرْدِيّ وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

ابن جميع الطبيب

3 - (ابْن جُميع الطَّبِيب) هبة الله بن زَين بن حسن بن إفرائيم بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل ابْن جُمَيع الشَّيْخ الْمُوفق شمس الرياسة أَبُو العشائر الإسرائيلي الطَّبِيب الْمَشْهُور الْمَذْكُور كَانَ مفنناً فِي الْعُلُوم جيد الْمعرفَة كثير الِاجْتِهَاد فِي الطبّ حسن المعالجة جيد التصنيف قَرَأَ على الشَّيْخ الْمُوفق أبي نصرٍ عَدنان الْعين زَربى ولازمه مُدَّة وَولد ابْن جُميع وَنَشَأ بِمصْر وَكَانَ لَهُ نظرٌ فِي الْعَرَبيَّة وَتَحْقِيق الْأَلْفَاظ اللُّغَوِيَّة لَا يُقرِىء فِي الطبّ إِلَّا وَكتاب الصِّحَاح للجوهري عِنْده حاضرٌ إِذا مرّت كلمة لم يعرفهَا حققها مِنْهُ وخدم الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وحَظِيَ فِي أَيَّامه وَكَانَ رفيع الْمنزلَة عِنْده يعْتَمد عَلَيْهِ فِي الطبّ كَانَ يَوْمًا جَالِسا فِي دكّانه بالفسطاط وَمَرَّتْ عَلَيْهِ جَنَازَة فَنظر إِلَيْهَا وَصَاح يَا أهل الْمَيِّت صَاحبكُم لم يمت وَإِن دفنتموه دفنتموه حَيا وَأمرهمْ بالمصير بِهِ إِلَى الْبَيْت وَنزع أَكْفَانه وَحمله إِلَى الْحمام وسكب عَلَيْهِ المَاء الحارّ وأحمى بدنه ونطله بنطولٍ وعطشه وتمّم عِلاجَه إِلَى أَن أَفَاق وعوفى وَكَانَ ذَلِك مبدأ اشتهاره وَتُوفِّي وَمن تصانيفه كتاب الْإِرْشَاد لمصَالح الْأَنْفس والأجساد أَربع مقالات كتاب التَّصْرِيح بالمكنون فِي تَنْقِيح القانون رِسَالَة فِي طبعِ الْإسْكَنْدَريَّة وَأَحْوَالهَا رِسَالَة إِلَى القَاضِي المكين أبي الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن فِيمَا يعتمده حَيْثُ لَا يجد طَبِيبا مقَالَة فِي الليمون وَشَرَابه ومنافعه مقَالَة فِي الرواند ومنافعه مقَال فِي الحَدَبة أَظُنهُ عَملهَا للْقَاضِي الْفَاضِل رساله فِي علاج القَولنج سَمَّاهَا الرسَالَة السيفية فِي الْأَدْوِيَة وَفِي ابْن جَمِيع يَقُول الْمُوفق بن شُوعَة الطَّبِيب يهجوه (يَا ايها المدّعِي طبّاً وهندسةً ... أوضحتَ يَا ابْن جُمَيع واضحَ الزُّورٍ) ) (إِن كنت بالطبّ ذَا علم فَلِم عجزَت ... قُواك عَن طبّ داءٍ فِيك مستُور) (تحْتَاج فِيهِ طَبِيبا ذَا معالجةٍ ... بمبضع طولُهُ شِبران مطرور) (هَذَا وَلَا تشتفي مِنْهُ فَقل وأجِبْ ... عَن ذِي سؤالٍ بتمييزٍ مَنشور) (يَا هندَسياً لَهُ شكلٌ يَهيم بِهِ ... وَلَيْسَ يَرغَبُ فِيهِ غير مَنشور) (مُجَسَّم أسطواني على أُكَرٍ ... تألفَت بَين مَخروطٍ وتدوير) (إِلَّا نصف زَاوِيَة ... يكون فِيهِ كَمثل الْحَبل فِي البير) ورثى ابْن جَمِيع يُوسُف بن هبة الله بن مُسلم بقصيدة مِنْهَا (أعيني بِمَا تحوي من الدمع فاسجُمي ... وَإِن نفِدَت منكِ الدُّمُوع فبالدمِ) (فحقٌ بِأَن تَذري على فَقدِ سيّدٍ ... فَقدنَا بِهِ فَل العُلى والتكرُّم)

أبو القاسم المقرىء

(وأفضلُ أهلِ العصرِ عِلماً وسُؤدداً ... وأفضلهم فِي مُشكل القَوْل مُبهم) وَمِنْهَا (وَمَا ردّ بقراطاً عَن الْمَوْت طِبُّه ... وَقد كَانَ من أعيانه فِي التقدّم) (وَلَا حاد جالينوس عَن حَتف يَوْمه ... فسلّم مَا أعياه للمستِّلم) (لَا كسر كسرَى ثمَّ تابَع تُبَّعا ... وَعَاد بعادٍ ثمَّ جَرَّ بجُرهُم) 3 - (أَبُو الْقَاسِم المقرىء) هبة الله بن سَلامة أَبُو الْقَاسِم المقرىء الضَّرِير الْمُفَسّر كَانَ من أحفظ النَّاس للتفسير والنحو والعربية وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْمَنْصُور فِي بَغْدَاد وَسمع الحَدِيث من أبي بكر بن مَالك القَطيعي وَغَيره قَالَ هبة الله هَذَا كَانَ لنا شيخٌ نَقْرَأ عَلَيْهِ فِي بَاب محوَّل فَمَاتَ بعض أَصْحَابه فَرَآهُ الشَّيْخ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غَفَر لي قَالَ فَمَا حالك مَعَ منكرٍ وَنَكِير قَالَ يَا أستاذ لما أجلساني وَقَالا لي من رَبُّك وَمن نبيك ألهمني الله عز وَجل أَن قلتُ لَهما بِحَق أبي بكر وعمرَ دَعَاني فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر قد أقسم علينا بعظيمٍ فتركاني وانصرفا وَتُوفِّي أَبُو الْقَاسِم هَذَا فِي سنة عشرٍ وَأَرْبَعمِائَة وَله كتاب النَّاسِخ والمنسوخ وَله مسَائِل منثورة فِي الْعَرَبيَّة وَأَبُو مُحَمَّد رزق الله عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي الْمُحدث هُوَ ابْن بنت هَذَا 3 - (وَالِد ابْن الجُمَّيزي) ) هبة الله بن سَلامَة بن المُسلِم بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو الْفَضَائِل اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد الشَّيْخ أبي الْحسن ابْن الجُميزي الشَّافِعِي رَحل إِلَى الْعرَاق وسمَّع وَلَده الْمَذْكُور من شُهدَة الكاتبة وطبقتهما وبالشام من الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وبمصر من أبي مُحَمَّد ابْن بَرّي وبالإسكندرية من الْحَافِظ السّلفي فِي خلق كثير وَحدث بِمصْر وروى عَنهُ بثغر الْإسْكَنْدَريَّة أَبُو عبد الله ابْن الرمال وُلِد تَقْديرا سنة ثَلَاثِينَ أَو إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبع وسِتمِائَة 3 - (الْوَزير الفائزي) هبة الله بن صاعدِ الْوَزير شرف الدّين الأسعد الفائزي خدَم الْملك الفائز إِبْرَاهِيم بن الْعَادِل وَكَانَ نَصْرَانِيّا فَأسلم وَكَانَ رَئِيسا كَرِيمًا خَبِيرا متصرفاً خدم الْكَامِل ثمَّ ابْنه الصَّالح ووزر للمعز أيبك التركماني وَتمكن مِنْهُ إِلَى أَن ولاَه الْجَيْش وَكتب لَهُ

مرّة الْمَمْلُوك أيبك ثمَّ إِنَّه وزر لوَلَده الْمَنْصُور اياماً وَقبض عَلَيْهِ سيف الدّين قُطز وصادره قَالَ قطب الدّين فِي تأريخه قَالَ القَاضِي برهَان الدّين السنجاري دخلت عَلَيْهِ الْحَبْس فَتحدث معي فِي إِطْلَاقه على أَن يحمِل كل يَوْم ألف دِينَار فَقلت كَيفَ نقدِر هَذَا وَبَادرُوا هَلَاكه وخُنقَ وَقيل أطعموه بطيخاً كثيرا وربطوا ذَكَره حَتَّى هلك بالحُصرَ وَزوج بنته بِابْن الصاحب بهاء الدّين ابْن حنّا فأولدها الصاحب تَاج الدّين مُحَمَّد وأخاه زين الدّين أَحْمد وَله من الْوَلَد القَاضِي بهاء الدّين ابْن الأسعد وَكَانَ فِيهِ زهد وَدين وَاحْتَاجَ إِلَى أَن طلب يخدُم فِي بعض الْفُرُوع وَكَانَ هَلَاك الْوَزير الفائزي سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وَفِيه يَقُول الْبَهَاء زُهير (لعن الله صاعدَا ... واباه فصاعِدَا) (وَبَينه فنازلا ... وَاحِدًا ثمَّ واحدَا) وَفِيه يَقُول أَبُو الْحُسَيْن الجزار (لَا تَنسُب المُشْتَرِي لِفعلٍ ... وَلَا تُعرِّج على عُطارِدِ) (فَمَا رأيتُ السعودَ إِلَّا ... من جِهَة الصاحب ابْن صاعد) وَقَالَ ابْن الصُقاعي إنّ الفائزيَّ تولى نظر الدِّيوَان أَيَّام الصَّالح مُدّةً يسيرَة ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَتَوَلَّى بعض الْأَعْمَال البرّانية ونُقِل عَنهُ مَا أوجب الْكَشْف عَلَيْهِ فنَدِب موفق الدّين الْآمِدِيّ للكشف عَلَيْهِ وكشف وَبحث وطالع وحرّف فرسم باستمرار موفق الدّين عوضه وَأَن يعُتَقَلَ) الفائزي فَأَقَامَ مُدَّة وأُفرِج عَنهُ فَلَمَّا ولي وزارة الْمعز واستناب زين الدّين ابْن الزبير لمعرفته بالتركي فَذكر الفائزي إِلْزَامه وحاشيته بِمَا فعله الْآمِدِيّ مَعَه وقرَّروا مَعَه مقابلتَه فَركب وَنزل إِلَى المشهد النفيسي وَصلى هُنَاكَ وَأشْهد الله عَلَيْهِ أَن لَا يُقَابل الآمديَّ بمكروهٍ وَعَاد فَوقف لَهُ نسَاء رمَين أُزُرَهنّ وأكببنَ يٌقبِّلن حوافر بغلته فسألهنّ عَن مُوجب ذَلِك فَقُلْنَ نَحن نسوان الْمُوفق الْآمِدِيّ فَأمر الْخَادِم أَن يُحضرهن إِلَى دَار الأسعد وسبقهن فهيّأ بقُجة قماش غيرَ مفصَّل وكِيساً فِيهِ ألفا دِرْهَم وَدفع ذَلِك لزوجته وَقَالَ طيبي قلبكِ فَسَوف تَرين مَا أَفعلهُ وَلما كَانَ ثَانِي يَوْم وقف الأكابر ليسيّروا فِي خدمته وَفِيهِمْ الْمُوفق فَمَال إِلَى نَحوه وآنسه وَبسط لَهُ الأُنس وولاّه أجلّ المناصب وَكَانَ فِي كلّ مُدَّة يكْتب أَسمَاء البطَّالين من الكتّاب فَمنهمْ من يَبِرّه من مَاله معجَّلاً وَمِنْهُم من يصرّفه فِي الْمَدِينَة وَمِنْهُم من يستخدمه فِي الْجِهَات البرّانية إِلَى أَن لَا يبقَى أحد عاطلاً وَلما توفّي المعزّ نُقِل عَن الْوَزير إِلَى شجر الدرّ أَنه قَالَ السلطنة مَا تمشي بالصبيان وَأَن لَهُ بَاطِنا فِي إِخْرَاج السلطنة للناصر صَاحب الشَّام فبطشتْ بِهِ وقتَلَته وَلم يزل يكْشف عَن ودائعه إِلَى معظّم الدولة الظَّاهِرِيَّة

ابن التلميذ الطيب

3 - (ابْن التلميذ الطّيب) هبة الله بن صاعد بن هبة الله بن إِبْرَاهِيم أَمِين الدولة أَبُو الْحسن ابْن التلميذ النَّصْرَانِي الْبَغْدَادِيّ شيخ الطِّبّ بِبَغْدَاد وبقراط عصره بالغَ العمادُ فِي ذكره فِي الخريدة وَهُوَ أَخُو أَبُو الْفرج مُعْتَمد الْملك يحيى بن صاعد ابْن التلميذ وَسَيَأْتِي ذكره فِي حرف الْيَاء إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ فِي المارستان العضدي إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ يكْتب خطا مَنْسُوبا خَبِيرا بِاللِّسَانِ السُرياني والفارسي واللغة الْعَرَبيَّة وَله نَظم رائق وَترسل حسن كثير ووالده أَبُو الْعَلَاء صاعد طَبِيب مَشْهُور وَكَانَ أَمِين الدولة وَأَبُو البركات أوحد الزَّمَان فِي خدمته المستضيء بِأَمْر الزَّمَان أُدخِل إِلَيْهِ برجلٍ مُنزَف يَعرَق دَماً فِي الصَّيف فَسَأَلَ تلاميذَه وَكَانُوا قَدرَ خمسين فَلم يعرفوا الْمَرَض فَأمره أَن يَأْكُل خبز شعير مَعَ باذنجان مَشوِيٍّ فَفعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فبرىء فَسَأَلَهُ أَصْحَابه عَن ذَلِك فَقَالَ إنّ دمَه رقّ ومَسامَّه تفتحت وَهَذَا الْغذَاء من شانه تَغْلِيظ الدَّم وتكثيف المسامّ وأُحضِرَت إِلَيْهِ امْرَأَة مَحْمُولَة لَا يعلم أَهلهَا أَهِي فِي الْحَيَاة أم ميّتة فَأمر بتجريدها من ثِيَابهَا وَكَانَ الزمانُ شتاءً وصبّ المَاء الْبَارِد صَباًّ مُتَتَابِعًا ثمَّ أَمر بنقلها إِلَى مجْلِس دفيء قد بُخّر بِالْعودِ ودُثّر بأصناف الْفراء فعطَسَت ثمَّ تحرّكت ثمَّ قعدت) وَخرجت مَعَ أَهلهَا مَاشِيَة واستأذنت عَلَيْهِ امْرَأَة وَمَعَهَا صبي صَغِير فَقَالَ لَهَا هَذَا صبيّك بِهِ حُرقة الْبَوْل وَهُوَ يَبُول الرمل فَقَالَت نعم فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ رَأَيْته يُولَع بإحليله ويحكّه وأنامِل يدّيه مشقّقة وَلما أُعطي رياسة الطبّ بِبَغْدَاد اجْتمع عِنْده سَائِر الْأَطِبَّاء ليرى مَا عِنْدهم وَكَانَ من جملَة مَن حضر شيخ لَهُ هَيْبَة ووقار وَكَانَ الشَّيْخ دُربَة وَلَيْسَ لَهُ علمٌ فَلَمَّا انْتهى الْأَمر إِلَيْهِ قَالَ لَهُ مَا للشَّيْخ لَا يُشَارك الْجَمَاعَة فِيمَا يجثون فِيهِ حَتَّى نَعلم مَا عِنْده فَقَالَ كل شَيْء يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ أَنا أعرفهُ فَقَالَ لَهُ على من قرأتَ فَقَالَ لَهُ إِذا صَار الْإِنْسَان إِلَى هَذَا السنّ مَا يَلِيق بِهِ أَن يُسأل إِلَّا كم لَهُ من التلاميذ وَأما مشائخي فقد مَاتُوا قَالَ فَمَا قرأتَ من الْكتب قَالَ سُبْحَانَ الله صِرنا إِلَى حدّ مَا يُسأل عَنهُ الصّبيان سَيِّدي يسألني عَمَّا صنّفتُه وَلَا بدّ أَن أُعرفك بنفسي ثمَّ إِنَّه نَهَضَ إِلَيْهِ ودنا مِنْهُ وَقَالَ لَهُ سرّاً اعْلَم أنني شِختُ وَأَنا أُسَم بِهَذِهِ الصِّنَاعَة وَمَا عِنْدِي مِنْهَا إِلَّا معرفَة اصْطِلَاحَات مَشْهُورَة فِي المداواة وعُمري أتكسَّبُ بهَا وَعِنْدِي عائلة فسألتُك بِاللَّه سيدنَا مشِّي حَالي وَلَا تفضّحني بَين الْجَمَاعَة فَقَالَ لَهُ أَمِين الدولة على شريطة أَنَّك لَا تهجم على مرض بِمَا لم تعلمه فَقَالَ نعم فَقَالَ لَهُ أَمِين الدولة يَا شيخ اعذُرنا فَمَا كُنَّا نعرفك وَأَنت مُسْتَمر على حالك ثمَّ غنه شرع يتحدث مَعَ غَيره وَقَالَ لآخر على من قَرَأت فَقَالَ على هَذَا الشَّيْخ وَأَنا من تلاميذه ففهم أَمِين الدولة وتبسّم وَكتب إِلَيْهِ مؤيد الدّين الطغرائي

(يَا سَيِّدي وَالَّذِي مودَّتُه ... عندِيَ روحٌ يحيا بهَا الجسَدُ) (من أمل الظّهْر استغنثُ وَهل ... يألَمُ ظهرٌ إِلَيْك يستنِدُ) وَقَالَ أَمِين الدولة فكّرت يَوْمًا فِي الْمذَاهب فَلَمَّا نمتُ رَأَيْت من ينشدني (أعوم فِي بحرك عَلِّي أرى ... فِيهِ لِما أطلبُه قَعرا) (فَمَا أرى فِيهِ سِوى موجةٍ ... تدفَعني عَنْهَا إِلَى أُخرى) وَكَانَ إِذا حضر أحدٌ من الطّلبَة لحانٌ أسلمه إِلَى نحوي يُقرئه النَّحْو وللنحوي عَلَيْهِ مَقَّدر من مَاله وَكَانَ ظَاهر دَاره يَلِي الْمدرسَة النظامية فَإِذا مرض فِيهَا ففقيهٌ نَقله إِلَى دَاره وعالجه وَإِذا أبل وهبه دينارين وَله من الْكتب كتاب القَراباذين وَهُوَ مَشْهُور وَآخر اسْمه الموجز صَغِير وَاخْتِيَار كتاب الْحَاوِي واختصار شرح جالينوس لفصول بقراط شرح مسَائِل حنين كُناش مُخْتَصر الْحَوَاشِي على القانون مقَالَة فِي الفصد وَكَانَت بَينه وَبَين أوحد) الزَّمَان الطَّبِيب الْيَهُودِيّ تنافرٌ وتنافسٌ كَمَا جرت الْعَادة بِهِ بَين أهل علم وصناعة وَلَهُمَا فِي ذَلِك مجَالِس مَشْهُورَة ثمَّ إِن أوحد الزَّمَان أسلم فِي آخر عمره وأصابه جذامٌ فعالج نَفسه بتسليط الأفاعي على جسده بعد أَن جوّعها فبالغت فِي نَهشه فبرىء من الجُذام وعَمِي فَقَالَ فِيهِ ابْن التلميذ (لنا صديق يهوديٌّ حماقتُه ... إِذا تكلّم تبدو فِيهِ من فيهِ) (يتيه وَالْكَلب أَعلَى مِنْهُ منزلَة ... كَأَنَّهُ بعدُ لم يخرج من التيه) وَكَانَ ابْن التلميذ كثير التَّوَاضُع وأوحد الزَّمَان متكبِّراً فَقَالَ البديع الأسطرلابي فيهمَا (أَبُو الْحسن الطَّبِيب ومُقتَفِيه ... أَبُو البركات فِي طَرَفَي نقيضِ) (فَهَذَا بالتواضع فِي الثريا ... وَهَذَا بالتكبّر فِي الحضيض) وَكَانَ ابْن التلميذ حَسَنَ السمت كثير الْوَقار حَتَّى قيل إِنَّه لم يُسمع مِنْهُ بدار الْخلَافَة مدةَ مَا تردَّد إِلَيْهَا شيءٌ من المجون سوى مرّة وَاحِدَة بِحَضْرَة المقتفي لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ راتبٌ بدار الْقَوَارِير بِبَغْدَاد فقُطع وَلم يعلم بِهِ الْخَلِيفَة فاتفق أَنه كَانَ عِنْده يَوْمًا فَلَمَّا عزم على الْقيام لم يقدر عَلَيْهِ إِلَّا بكلفة ومشقة من الكِبَر فَقَالَ لَهُ الْخَلِيفَة كبرتَ يَا حكيمُ فَقَالَ نعم يَا مَوْلَانَا وتكسّرَت قواريري وَأهل بَغْدَاد يَقُولُونَ لمن كبر تَكَسَّرَتْ قواريره فَقَالَ الْخَلِيفَة هَذَا الْحَكِيم لم أسمع مِنْهُ هزلا قطّ فاكشِفوا قضيتّه فوجدوا راتبه بدار الْقَوَارِير قد قُطع فَتقدم

بِردها عَلَيْهِ وزاده إقطاعاً آخر ولمّا توفّي لم يبْق أحد من الْجَانِبَيْنِ بِبَغْدَاد من لم يحضر الْبيعَة وَشهد جنَازَته وَمن شعره لغز فِي الْمِيزَان الَّذِي للشمس (مَا واحدٌ مختلفُ السماءِ ... يعدِلُ فِي الأَرْض وَفِي السّماءِ) (يحكم بالقِسط بِلَا رِياء ... أعمى يُري الإرشادَ كلَّ رائي) (أخرسَ لَا من علةٍ وداء ... يُغني عَن التَّصْرِيح بِالْإِيمَاءِ) (يُجيب إِن ناداه ذُو امتراء ... بِالرَّفْع أَو بالخفض فِي النَّداء) يُفصِح إِن عُلِّق فِي الْهَوَاء وَمِنْه فِي وَلَده وَكَانَ بَعيدا عَن أَبِيه فِي سَائِر أَحْوَاله (أَشْكُو إِلَى الله صاحباً شَكِساً ... تُسعِفُه النفسُ وَهُوَ يَعسِفها) (فَنحْن كَالشَّمْسِ والهلالِ مَعًا ... تكسبه النُّورَ وَهُوَ يَكسِفها) ) وَمِنْه (يَا من رماني عَن قَوسِ فُرقَتِه ... بِسَهمِ هَجرٍ غلا تَلافِيهِ) (إرضَ لمن غَابَ عَنْك غيبتَهُ ... فذَاكَ ذَنبٌ عِقابه فِيهِ) وَذكر الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة الْبَيْت الثَّانِي مَنْسُوبا إِلَى أبي مُحَمَّد ابْن جَكِّينا وضمّ إِلَيْهِ بعده (لَو لَم يَنَله من العِقاب سوى ... بُعدك عَنهُ لَكَانَ يَكْفِيهِ) وَأورد الحظيري فِي زِينَة الدَّهْر لِابْنِ التلميذ (عاتبتُ إِذْ لم يَزُرخيالُك والن ... ومُ بشوقي إِلَيْك مسلوبُ) (فزارني مُنعِماً وعاتبني ... كَمَا يُقَال الْمَنَام مَقلوب) وَمن شعر ابْن التلميذ (بُلَهِنَةُ الشبيبةِ سَكرةً ... فَصَحَوتُ واستأنفتُ سِيرةَ مُجمِلِ) (وقعدتُ أنْتَظر الفناءَ كراكبٍ ... عَرَفَ المحلَّ فَنَامَ دُونَ المَنزِل) وَذكر أَن أَبَا مُحَمَّد بن جكينا مرض فقصده ليعالجه فلمّا عُوفِيَ أعطَاهُ دَرَاهِم فَقَالَ فِيهِ (جادَ واستنفّ المريضَ وَقد كَا ... د ضَنىً أَن يلُفَّ ساقاً بساق) (وَالَّذِي يَدفع المنونَ عَن النف ... س جديرٌ بِقسمةِ الأرزاق) وقصده مرّة أَن يَعبُرَ إِلَيْهِ دجلة ليداويَهُ فَكتب إِلَيْهِ

(إنّ امْرُؤ الْقَيْس الَّذِي ... هام بِذَات الْمحمل) (كَانَ شفَاه عَبرةٌ ... وعَبرةٌ تصلُح لي) وَكَانَ ابْن جكينا قد عمِي فِي آخر عمره وَجَرت بَينهمَا منافرة فِي أَمر واشتهى مصالحته فَكتب إِلَيْهِ (وَإِذا شِئتَ أَن تصالح بشّا ... ر بن بُردٍ فاطرَح عَلَيْهِ أباهُ) فسيّر إِلَيْهِ بُرداً وَله مَعَه وقائع وحكايات وَبَين ابْن التلميذ مُجاراتٌ ومُحاوراتٌ وَمن شعره ابْن التلميذ (جُودُه كالطبيب فِينَا يداوي ... سوءَ أحوالنا بحسنِ الصنيعِ) (فَهُوَ كالمومِيا إِذا انْكَسَرَ العَظ ... مُ ومِثل التِرياق للملسوع) وَقَالَ فِي وَلَده سعيد) (حُبي سعيدا جوهرٌ ثابتٌ ... وحُبُّه لي عَرَض زائلُ) (بِهِ جهاتي الستُّ مشغولةٌ ... وَهُوَ إِلَى غَيْرِي بهَا مائل) وَقَالَ أَيْضا (تقسَّم قلبِي فِي محبَّة معشرٍ ... بِكُل فَتى مِنْهُم هَوايَ منوطُ) (كأنّ فُؤَادِي مركزٌ وهمُ لَهُ ... مُحيطٌ وأهوائي إِلَيْهِ خطوط) وَكَانَ دَائِما يؤنّب وَلَده بِهَذَا الْبَيْت (والوقتُ أنفَسُ مَا عيِنتُ بِهِ ... وَأرَاهُ أشهَلُ مَا عليكَ يَضِيع) وَيُقَال إِن الْبَيْتَيْنِ قبل هَذَا لأبي عَليّ المهندس الْمصْرِيّ وَقَالَ ابْن التلميذ (تَعِسَ القياسُ فللغَرام قضيةٌ ... لَيست على نهج الحِجَى تنقادُ) (مِنْهَا بَقَاء الشوقِ وَهُوَ بزَعمهم ... عَرَضٌ وتَفَنى دُونه الأجسادُ) وَيُقَال إنَّهُمَا لِابْنِ الدّهان نَاصح الدّين وَلابْن التلميذ (أكثرتَ حَسوَ البَيض حتّ ... ى يستقيمُ قيامُ أيرِك) (مَالا يقومُ بِبَيضتَي ... ك فَلَا يقوم ببيضِ غيرِك) وَله أَيْضا (بزجاجتين قطعتُ عمري ... وَعَلَيْهِمَا عوّلتُ دهري) (بزُجاجة مُلِئتْ بحِبرٍ ... وزجاجةٍ مُلِئت بِخَمْر) (فبذي أُثبِّتُ حِكمتي ... وبذي أُزيلُ هُمومَ صَدْرِي)

ابن عصفور الحنبلي

3 - (ابْن عُصْفُور الْحَنْبَلِيّ) هبة الله بن صَدَقَة بن هبة الله بن ثَابت بن الْحسن بن سعدٍ الصَّائِغ أَبُو الْبَقَاء الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن عُصْفُور الْبَغْدَادِيّ طلبَ الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ وَسمع الْكثير من أبي الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الكرجي وَأبي الْحسن عَليّ بن هبة الله بن عبد السَّلَام وابي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السّلال الورّاق وَغَيرهم وَكَانَ شَيخا حسنا يفهم شَيْئا من الْعلم وَيجمع ويؤلف وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وصنّف ردا على الرافضة وَفِي الردّ على أبي الْوَفَاء بن عقيلٍ فِي نُصرة الحلاَج 3 - (ابْن الزبير رَئِيس الْأَطِبَّاء الشَّافِعِي) ) هبة الله بن صَدَقَة بن عبد الله بن مَنْصُور الطَّبِيب الْعَالم نَفِيس الدّين ابْن الزبير الكَولمي ولد بأُسوان وبرع فِي الْعلم الطبيعي وَولي رياسة الْأَطِبَّاء بِمصْر وَكَانَ فِيهِ عدالةُ وَله نَظَر فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وروى عَنهُ الْمُنْذِرِيّ والدمياطي وَجَمَاعَة وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة حُكِيَ أَن العاضد قَالَ لَهُ عِنْدِي جَارِيَة تحْتَاج إِلَى الفصد وَهِي لَا تحْتَمل أَن ترى الْحَدِيد وَقد قَلقتُ فيأمرها قَالَ فَقلت عَن إِذن مَوْلَانَا أحتالُ فِي ذَلِك قَالَ قد أذِنتُ لَك فِي ذَلِك فخبأتُ فِي فمي مبضعاً لطيفاً وَأخذت يَد الْجَارِيَة وَقلت لَا عليكِ أجس نَبَض العِرق فجسستُ ثمَّ أومأتُ إِلَى تَقْبِيل يَدهَا ففصدتُ الْعرق وَهِي لَا تشعُر والمبضع فِي فمي على حَاله فأعجب ذَلِك العاضد وَأمر لي بخلعة وكنتُ إِذْ ذَاك مراهقاً وَهُوَ من ولد ابْن الزبير الشَّاعِر توفّي بعد الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (هبة الله بن عبد الله أَبُو الْحسن) هبة الله بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن السِّيبيّ أَبُو الْحسن من أهل قصر هُبية استوطن بَغْدَاد وَسمع بهَا من أبي الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِشران وَقَرَأَ الْأَدَب وحصّل مِنْهُ طرفا حسنا ورتِّب مؤدبا للْإِمَام الْمُقْتَدِي وَكَانَ ولي عهدٍ صَغِيرا وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم السَمَرقَندي وَعلي بن هبة الله بن عبد السَّلَام وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة

أبو القاسم ابن الشروطي

(سألتُ الثَّمَانِينَ من خالقي ... لما جَاءَ فِيهَا عَن المصطفَى) (فبلَّغنيها وشكراً لَهُ ... وَزَاد عَلَيْهَا وَقد نَيَّفا) 3 - (أَبُو الْقَاسِم ابْن الشُّرُوطِي) هبة الله بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْقَاسِم الوَاسِطِيّ ابْن أبي مُحَمَّد الشُّرُوطِي سمع الْكثير من الشريفَين أبي الْحسن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن المُسلِمة وَأبي بكرٍ أحمدَ الْخَطِيب وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ الجيدّ كثيرا وَكَانَ كثير الضَّبْط وَحدث بالكثير على استقامةٍ وَحسن طريقةٍ وَكَانَ خيّراً فَاضلا دينا ثِقَة صَدُوقًا وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (مَا زلتُ أبْكِي على إلفٍ فُجعتُ بِهِ ... قد كَانَ أنفعَ من وَرقٍ وَمن عَينِ) (فَفَاضَ دَمعي على خَدَّيَ مبتدراً ... كَأَنَّهُ فاض من نهرٍ وَمن عين) ) (وقلتُ للعين جُودِي بعده بِدَمٍ ... وَلَا تَضِنِّي فَدتِك النفسُ من عينِ) 3 - (الْخَطِيب النَّقِيب) هبة الله بن عبد الله بن أَحْمد بن هبة الله بن المنصوري أَبُو الْقَاسِم من بَيت الخطابة وَالْعَدَالَة كَانَ خطيب جَامع الْمهْدي بِبَغْدَاد وبجامع السُّلْطَان وَكَانَ لَهُ صَوت حسن فِي إِيرَاد الْخطْبَة ونغمة طيبَة فِي تِلَاوَة الْقُرْآن مَعَ خشوع وبكاءٍ وَكَانَ يصحب الْفُقَرَاء وَيُحب الصَّالِحين ويسلك طَرِيق الْفقر والزهد وَيتَكَلَّم فِي الطَّرِيقَة على لِسَان أَرْبَاب الْقُلُوب وقلّده الْمُسْتَنْصر بِاللَّه نقابة الهاشميين وَكَانَ متواضِعاً فِي ولَايَته وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن أبي الْفَتْح ابْن البَطّي وَعبد الْقَادِر الجيليِّ وَعَن أَحْمد بن مُحَمَّد الْوراق وَعَن أبي الْفرج ابْن كُلَيب بِالسَّمَاعِ وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ 3 - (أَبُو غَالب الْحَنْبَلِيّ) هبة الله بن عبد الله بن هبة الله بن محمدٍ السَّامِرِّيُّ أَبُو غَالب بن أبي الْفَتْح الحنبليّ ولد بِالْحَرِيمِ الظَّاهِرِيّ وَسمع الحَدِيث حضوراً من أبي منصورٍ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسماعاً من أبي البَدر إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الكَرخي وَأبي الْقَاسِم سعيد بن أَحْمد البنّاء وَغَيرهم وتفقه وناظر فِي مسَائِل الْخلاف وَكَانَ يدرس فِي مدرسة ابي حَكِيم النهرواني وَحدث باليسير وَكَانَ جميل الْأَخْلَاق فَقِيها فَاضلا لَهُ معرفَة حَسَنَة بِالْمذهبِ وَالْخلاف صَاحب صَوت قويّ فِي الجِدال متديِّناً صَالحا توفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة وَحمل على رُؤُوس النَّاس

بهاء الدين القفطي

3 - (بهاء الدّين القفطي) هبة الله بن عبد الله بن سي الكُلّ العُذري الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي أَبُو الْقَاسِم نزيل أَسنا اشْتغل أَولا بِالْعبَادَة ثمَّ جَاءَ إِلَى قُوص فَاجْتمع بالشيخ مجد الدّين عَليّ بن وهب القُشيري وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَقَرَأَ الأصولين على شمس الدّين مُحَمَّد الإصبهاني بقوص وَقَرَأَ على الشريف قَاضِي الْعَسْكَر وَقَرَأَ الفرائضَ والجبرَ والمقابلةَ على ابْن مَنيع النُّميري وَقَرَأَ أَشْيَاء من النَّحْو عَليّ بن أبي الْفضل المُرسي وَسمع من شَيْخه الْقشيرِي والعلامة أبي الْحسن عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة وَحدث بسيرة ابْن فَارس عَن الْفَقِيه أبي مَرْوَان مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك اللَّخْمِيّ وَسمع مِنْهُ أَبُو بكرٍ محمدُ بن عبد الْبَاقِي وَطَلْحَة) بن مُحَمَّد الْقشيرِي وَغَيرهم قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَكَانَ قيِّماً بِالْمَدْرَسَةِ النَّجيبية فبرع فِي الْعلم وَكَانَ يعلِّقُ الْقَنَادِيل والطلبةُ تقْرَأ عَلَيْهِ وتمَّت عَلَيْهِ بركَة الشَّيْخ مجد الدّين فتميزَ على أقرانه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم فِي زَمَانه ودارت عَلَيْهِ الفَتوَى وإفادة الطّلبَة بِتِلْكَ الْبِلَاد وقصده أَصْنَاف الْعباد وَتَوَلَّى أَمَانَة الحكم بقوص مُدَّة وَاتفقَ أَن وُقِف عَلَيْهِ ثَمَانمِائَة دِرْهَم لما عمل حِسَاب الْأَيْتَام وَلم يعرف وَجه المصروف فَبَاتَ على أَنه يَبِيع منزلهُ ويغرَم ثمنه فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُ أحد الشُّهُود الَّذين مَعَه النَّقدة الْفُلَانِيَّة فتَذكّرها ثمَّ قصد التنصُّلَ من الْمُبَاشرَة فَاجْتمع بشخصٍ فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُ مَتى تنصلتَ مَا تجابُ وَلَكِن اجْتمع بفلان وقُل لَهُ بَلغنِي أنّ القَاضِي يُرِيد يعزلني وأظهِر التألم من ذَلِك وسَله الحَدِيث مَعَه فِي الِاسْتِمْرَار ثمَّ اجْتمع بفلان وعَرِّفه أَيْضا ذَلِك فَفعل فَقَالَ القَاضِي مَا هَذَا الْحِرْص إِلَّا أورثني رِيبَة وعزله وَتوجه إِلَى أسنا حَاكما ومعيداً بِالْمَدْرَسَةِ العِزية بهَا وَتُوفِّي الْمدرس فأضِيف التدريس إِلَيْهِ وَكَانَ التَّشَيُّع بأسنا فاشياً فَمَا زَالَ فِي إخماده وصنف النصائح المفتَرَضة فِي فضائح الرَفَضة وهموا بقتْله فحماه الله مِنْهُم وَلم يزل يجْتَهد فِي إِزَالَة ذَلِك إِلَى أَن رَجَعَ جمعٌ كَبِير عَن التيّع توفّي بأسنا سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَولد سنة سِتّمائَة وَقيل سنة إِحْدَى وَقيل سنة سبع 3 - (الشِّيرَازِيّ) هبة الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشِّيرَازِيّ أَبُو الْفضل قَالَ محبّ الدّين بن النّجار اصطحبَنا فِي الْقَافِلَة من نيسابور إِلَى بَغْدَاد وكنتُ أكتب عَنهُ من شعره وَشعر غَيره فِي الْمنَازل وَكَانَ شَابًّا كيساً حسنَ الْأَخْلَاق ظريفاً توفّي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره

ابن البارزي قاضي حماة

(حاشَى الوِدادُ وَإِن طَال الزمانُ بِهِ ... تُوهي قواعدُه فِي القُرب والبُعدِ) (كَيْلا يَقُول رجالٌ إنّ وُدَّهم أَخ ... نى عَلَيْهِ الَّذِي أخنى على لُبَد) 3 - (ابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حماة) هبة الله بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم شيخ الْإِسْلَام ومفتي الشَّام القَاضِي شرف الدّين أَبُو الْقَاسِم بن القَاضِي نجم الدّين ين القَاضِي الْكَبِير شمس الدّين أبي الطَّاهِر بن الْمُسلم الجُهَنِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْبَارِزِيّ قَاضِي حماة صَاحب التصانيف توفّي عَن ثَلَاث وَتِسْعين سنة سنةَ ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فِي ذِي الْقعدَة ومولده سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة سمع من أَبِيه وجدّه وَابْن هاملٍ وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن الأرموي يَسِيرا وتلا بالسبع على التاذِقي وَأَجَازَ لَهُ نجم الدّين) البادّرائي والكمال الضَّرِير والرشيد الْعَطَّار وعماد الدّين بن الحَرَستاني وَعز الدّين بن عبد السَّلَام وَكَمَال الدّين بن العديم وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره وشارك فِي الْفَضَائِل وانتهت إِلَيْهِ الْإِمَامَة فِي زَمَانه ورُحِل إِلَيْهِ وَكَانَ من بحور الْعلم قويّ الذكاء مكبّاً على الطّلب لَا يفتُر وَلَا يَمَلُ مَعَ الصون وَالدّين وَالْفضل والرَّزانة وَالْخَيْر والتواضع جمّ المحاسن كثير الزِّيَارَة للصالحين حَسَنَ المعتقد اقتنى من الْكتب شَيْئا كثيرا واذِن لجَماعَة بالافتاء وَحكم بحماة دهراً ثمَّ ترك الحكم وَذهب بَصَرَهُ وَحج مَرَّات وَحدث بأماكن وَحمل عَنهُ خلقٌ وَكَانَ يرى الكفَّ عَن الْخَوْض فِي الصِّفَات ويثني على الطَّائِفَتَيْنِ وَلما توفّي ألقَت حماة لمشهده وَله من الْكتب تفسيران وَكتاب بديع الْقُرْآن وَكتاب شرح الشاطبية وَكتاب الشرعة فِي السَّبْعَة وَكتاب النَّاسِخ والمنسوخ ومختصر جَامع الْأُصُول مجلدان وَالْوَفَاء فِي شرف الْمُصْطَفى وَالْأَحْكَام على أَبْوَاب التَّنْبِيه وغريب الحَدِيث كَبِير وَشرح الْحَاوِي أَربع مجلدات ومختصر التَّنْبِيه والزبدة فِي الْفِقْه وَكتاب الْمَنَاسِك وَكتاب عَروض وَأَشْيَاء غير ذَلِك وقف كتبَه وَهِي تُساوي مائَة ألف دِرْهَم وباشر الْقَضَاء بِلَا مَعْلُوم لِغناه عَنهُ وَمَا اتّخذ دِرة وَلَا عزَر أحدا قطّ وَلَا ركب بمِهماز وَلَا بِمقرعة وَكَانَ قد أَخذ الْفِقْه عَن وَالِده وجدّه عَن القَاضِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْحَمَوِيّ وَعَن فَخر الدّين بن عَسَاكِر وَأخذ القَاضِي عبد الله عَن القَاضِي أبي سعد بن عُصرون عَن الفارقي عَن أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ عَن القَاضِي أبي الطيّب وَأخذ الْفَخر عَن القطب مَسْعُود النَّيْسَابُورِي عَن عمر بن سَهلٍ السُّلْطَان عَن الْغَزالِيّ عَن إِمَام الْحَرَمَيْنِ عَن أَبِيه عَن أبي بكر القفّال لَهُ ممَا يُقرأ طرداً وعكساً سور حماه برَبّها محروس

ابن الحداد الشاهد

3 - (ابْن الْحداد الشَّاهِد) هبة الله بن عبد السيّد بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد الْعدْل الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَقِيها شافعياً فَاضلا إِمَامًا بالوزير أبي الْمَعَالِي بن المطّلب ويسافر مَعَه عُزل عَن الشَّهَادَة وحدّث باليسير عَن أبي إِسْحَاق عَليّ بن الْحُسَيْن بن أَيُّوب البزّاز وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْحَافِظ الشِّيرَازِيّ) هبة الله بن عبد الْوَارِث بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن بوزي أَبُو الْقَاسِم الْحَافِظ الشِّيرَازِيّ كَانَ وَاسع الرحلة جَوّالاً فِي الْآفَاق مبالغاً فِي الطَلَب وَالِاجْتِهَاد سمع) بِفَارِس وَالْعراق وقومس وَالْجِبَال وخوزستان وَالْبَصْرَة والحجاز وبلاد الجزيرة والقدس وبيروت وصور وصيدا وطرابلس وَالشَّام وبلاد الْفُرَات وَغير ذَلِك فَأكْثر وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع وخرّج التخاريج وَعمل تَارِيخ شيزار وَكَانَ من الْحفاظ الثِّقَات المتقَنين وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِمَروَ وَمن شعره (عَلَيْك بأَصحابِ الحَدِيث فأنهم ... على مَنْهَج للدّين مَا زَالَ مُعلمَا) (وَمَا النُّور إلاّ فِي الحَدِيث وَأَهله ... إِذا مَا دجا الليلُ البهيمُ وأظلمَا) (وَأَعْلَى البرايا مَن إِلَى السُنَنِ اعتزَى ... وأغوى البرايا من إِلَى البِدَعِ انْتَمَى) (وَمن ترك الْآثَار ضَلَّل سعيَهُ ... وَهل يتركُ الآثارَ من كَانَ مُسلِمَا) 3 - (القَاضِي الشِّيرَازِيّ) هبة الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن محد بن الحُسين الشِّيرَازِيّ القَاضِي أَبُو تولّى الْقَضَاء بكرمان وَكَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالْعلم وَالْفِقْه وأملى عدّة مجالسَ بكرمان وَكَانَ أديباً شَاعِرًا وسمّي زين المحقِّقين وَسيد الخطباء وَكَانَ حَسن العقيدة سمع أَبَا الفوارس عبد الْوَارِث بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ وابا عبد الله أَحْمد بن أَحْمد بن سلمَان الواطىء وخلائقَ وروى عَنهُ عبد الْخَالِق بن أَحْمد البوشنجي وَأَبُو العلاّء أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفضل الْحَافِظ وَغَيرهمَا وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (ومذ أَفْلح الجُهّالُ أيقَنتُ أنني ... أَنا المِيمُ وَالْأَيَّام أفلحُ أعلمُ) (وأخرني دَهري وقدّم معشراً ... بأنّهم لَا يعلمُونَ وَأعلم)

هبة الله بن علي ابن الوقف المقرىء

(وعَزمِيَ أَن أنسى علومِي كلَّها ... لعلّ زماني عِنْد ذَلِك يرحَم) 3 - (هبة الله بن عَليّ ابْن الْوَقْف المقرىء) هبة الله بن عَليّ بن بركَة أَبُو الْقَاسِم الخباز المقرىء الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الوَقف قَرَأَ على أبي مُحَمَّد رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وعَلى أبي الْخطاب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْجراح وَأبي طَاهِر أَحْمد بن عَليّ بن سوار وَسمع من أبي الْخطاب نصر بن البطر وجعفر بن أَحْمد السرّاج وروى عَنهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْوَزير ابْن مَاكُولَا) هبة الله بن عَليّ بن جَعْفَر بن عَلّكان بن مُحَمَّد بن دُلَف بن أبي دلف الْعجلِيّ أَبُو الْقَاسِم) الْمَعْرُوف بِابْن مَاكُولَا تقلد الوِزارة لجلال الدولة أبي طَاهِر بن أبي نصر بن عضد الدولة مراتٍ وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ رَاوِيا للْأَخْبَار والأشعار متوحداً فِي علم النُّجُوم والهيئة اعتقله أَبُو المُجلَّى مبارك بن الْمُقَلّد بن المسيَّب صَاحب هِيت فِي دَار وخُنق فِي محبسه بعد بعد تِسْعَة وَعشْرين شهرا سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ورُئِيَ فِي الْمَنَام وَهُوَ يَقُول إِن الله تَعَالَى لَا يغْفل عَن ظُلمي وَلَا يُمهِل ظالمي فَأصْبح الْأَمِير وَقد لسعته عقربٌ فَمَاتَ بعد يَوْمَيْنِ وَمَات ابْن شهرام الَّذِي خنقه مخنوقاً أَيْضا 3 - (ابْن الشجري) هبة الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الشريف أَبُو السعادات الْعلوِي الحسني ضِيَاء الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الشجري كَانَ إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة وأشعار الْعَرَب وأيّامها وَأَحْوَالهَا كَامِل الْفَضَائِل متضلعاً من الْأَدَب صنف فِيهِ عدَّة تصانيف ولد سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة لَهُ كتاب الأمالي وَهُوَ أكبر تآليفه وأكثرُها فَائِدَة أملاه فِي أَرْبَعَة وَثَمَانِينَ مَجْلِسا وَهُوَ يشْتَمل على فَوَائِد جمة من فنون الْأَدَب وختَمه بمجلسٍ قَصَرَه على شعر أبي الطيّب تكلم عَلَيْهِ وَذكر مَا قَالَه الشُرّاج وَزَاد مِن عندِه مَا سَنَحَ لَهُ وَهُوَ من الْكتب المُتممِة وَلما فرغ مِنْهُ حضر إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الخشاب وَأَرَادَ سماعَه فَمَا أَجَابَهُ فعاداه ورد عَلَيْهِ فِي مَوَاضِع من الْكتاب وَنسبه فِيهَا إِلَى الْخَطَأ فَوقف عَلَيْهِ الشريف أَبُو السعادات ورد عَلَيْهِ فِي ردة وبيّن وُجُوه غلطِهِ وجمعَه كتابا سَمَّاهُ الِانْتِصَار وَهُوَ على صِغَر حجمه مفيدٌ جدا وسمِعه عَلَيْهِ النَّاس وَجمع

كتابا سَمَّاهُ الحماسة وَله فِي النَّحْو عدَّة تصانيف وَكَانَ حَسَن الْكَلَام حُلوَ الْأَلْفَاظ جيد الْبَيَان والتفهم وَقَرَأَ الحَدِيث بِنَفسِهِ على جماعةٍ مثل أبي الْحسن الْمُبَارك بن عبد الْجَبَّار بن أَحْمد بن الْقَاسِم الصَيرفي وَأبي عَليّ مُحَمَّد بن سعيد بن سهلٍ الْكَاتِب وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي مَنَاقِب الأدباء إنّ الْعَلامَة أَبَا الْقَاسِم مَحْمُود الزَّمَخْشَرِيّ لما قدِم بَغْدَاد قاصدِ الحجّ فِي بعض أَسْفَاره مضى إِلَى زِيَارَة شَيخنَا أبي السعادات بن الشجيري ومضينا إِلَيْهِ مَعَه فلمّا اجْتمع بِهِ أنْشدهُ قَول المتنبّي (وأستكبر الْأَخْبَار قبل لِقَائِه ... فَلَمَّا الْتَقَيْنَا صَغّرَ الخبرَ الخُبرُ) ثمَّ أنْشدهُ بعد ذَلِك (كَانَت مُساءَلة الرّكبان تُخبِرني ... عَن جَعْفَر بن فلاح أحسن الخبرِ) ) (ثمَّ الْتَقَيْنَا فَلَا وَالله مَا سمعَت ... أُذني بأحسنَ ممّا قد رأى بَصَري) فَقَالَ الْعَلامَة الزَّمَخْشَرِيّ رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لمّا قدِم عَلَيْهِ زيد الْخَيل يَا زيد مَا وُصِف لي أحدٌ فِي الْجَاهِلِيَّة فرأيته فِي الْإِسْلَام إِلَّا رَأَيْته دون مَا وُصف لي غَيْرك قَالَ فخرجنا من عِنْده وَنحن نعجب كَيفَ يستشهد الشريف بالشعر والزمخشري بِالْحَدِيثِ وَهُوَ رجل أعجمي وَكَانَ أَبُو السعادات نقيب الطالبيّين بالكرخ نِيَابَة عَن أَبِيه الطَّاهِر وَمن شعره (هَل الوجد خافٍ والدموع شهودُ ... وَهل مُكذبٌ قَول الوشاة جحودُ) (وحنى مَتى تفني شؤونك بالبُكا ... وَقد خَدّاً للبُكاء لَبِيد) (وغني وَإِن أحنَت قناتيَ كَبرَةٌ ... لَذوِ مِرّةٍ فِي النائبات جليد) وَمن شعره يمدَح الْوَزير نظام الدّين المظفر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَهيرٍ (هذي السُّدَيرَة والغديرُ الطافحُ ... فاحفَظ فؤادكَ إننّي لَك ناصحُ) (يَا سِدرَةَ الْوَادي الَّذِي إِن ضلّه ال ... ساري هادهُ نشرُك المتفاوِج) (هَل عَائِد قبلَ المَماتِ لمُغرَمٍ ... عيشٌ تقضَّى فِي ظِلالك صَالح) (مَا أنصفَ الرشأُ الضنينُ بنظرةٍ ... لما دَعَا مُصغي الصبابة طامح) (شَطَّ المزارُ بِهِ وبُوِّىء منزلا ... بصميم قَلْبك فَهُوَ دانٍ نازح) (غصنٌ يعطفّه النسيمُ وفوقه ... قمرٌ يحُفُّ بِهِ ظلامٌ جانح) (وَإِذا العيونُ تساهمًته لحاظُها ... لم يروَ مِنْهُ الناظرُ المتراوح) (وَلَقَد مَرَرْنَا بالعقيقِ فشاقنا ... فِيهِ مَراتعُ للمَها ومَسارح)

(ظَللنا بِهِ نبكي فكم من مضمِرٍ ... وجدا أذاع هَوَاهُ دَمعٌ سافح) (مَرَتِ الشؤونَ رسومُها فَكَأَنَّمَا ... تِلْكَ العِراصُ المُقفِراتُ نواضح) (يَا صاحبيَّ تأملا حُيّيتُما ... وسَقَى دياركما الملِثُّ الرَّائِح) (أدْمى بَدَت لعيوننا أم رَبربٌ ... أم خُرَّدٌ أكفالهن رواجح) (أم هَذِه مُقَل الصُوارِ رَنَت لنا ... خَلَلَ البراقع أم قَنا وصفائح) (لم تبْق جارحةٌ وَقد واجَهتنا ... إلاّ وهنَّ لَهَا بِهن جَوانح) (كَيفَ ارتجاعُ القلبِ من أَسرِ الْهوى ... وَمن الشقاوة أَن يُراضَ القارح) ) (لَو بلَّه من ماءِ ضارجَ شَربةٌ ... مَا أثرتِ لِلوجد فِيهِ لوامح) وَقَالَ (لَيْلَة الرملِ جدَّدَت لي وِصالا ... زار فِيهَا خيال سُعدَى خيالا) (صَاح رِفاً فطائر الْبَين قد صا ... حَ وَقد أزمعَ الخليطُ ارتحالا) (عَلِقَ القلبُ من عقائل كعبٍ ... بالأَثيلات كاعباً مِكسالا) (مُملياتُ الغرام لفظا ولحظاً ... وابتساماً وفترةً ودلالا) (لَو تراءت لنا بِلُحَّةِ ليلٍ ... لَغَنِينا أَن نستضيء الذُّبالا) (ليتَ شِعري يومَ الْوَدَاع ألحظاً ... نتقي مِن عيونها أم نصالا) (أورث الْحَارِث بن ظالمٍ الفتكَ ... عيُونا أغرت بِنَا البلبالا) (لَو رَآهَا البَراضُ أحجم لمّا ... جَلّلَ السيفَ عُروةَ الرحّالا) (يَا خَليلي مَا تَ لي بخليلٍ ... إِن أَعَرتَ المسامِعَ العُذالا) وَفِي ابْن الشجيري هَذَا يَقُول أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جكِّينا يهجوه (يَا سيّدي وَالَّذِي يُعِيذُك من ... نَظم قريضٍ يَصدى بِهِ الفِكرُ) (مَا فِيك من جَدِّك النبيّ سِوَى ... أَنَّكَ لَا يَنبغي لَك الشِّعر) وَكَانَ ابْن الشجري قد قَرَأَ على أبي المعمَّر بن طبابا الْعلوِي وَابْن فضّال الْمُجَاشِعِي وَأبي جعفرٍ سعيد بن عَليّ السلالي الْكُوفِي وَأبي زَكَرِيَّاء التبريزي وممّن قَرَأَ عَلَيْهِ عَلَيْهِ الشَّيْخ تَاج الدّين أَبُو اليُمن الْكِنْدِيّ وَحضر ابْن الشجري عِنْد نقيب النُّقَبَاء الْكَامِل طرادِ بنِ محمدٍ الزَّيْنَبِي فِي يَوْم هَناءٍ وَقد حضر عِنْده جمَاعَة من الهاشميين والعلويين فَقَالَ لَهُ طرّاد يَا شريفُ مَا وُرّخ عَن علويّ أَنه كَانَ لَهُ حَلقَة فِي جَامع الْمَنْصُور يدرّس فِيهَا إلاّ لَك فَقَالَ

أبو نصر بن المجلي

مُسرِعاً يَا سيّدَنا وَلَا وُرِّخَ أنّ علوياً يَقُول معاويةُ خالُ عليٍّ غَيْرِي فأعجب الْحَاضِرين حُسنُ جَوَابه وَقيل لَهُ قد كتبُوا على عَقد السمّاكين بالكرخ مُحَمَّد وَعلي خيرُ البشرِ فَقَالَ صدّقوا هَذَا قَسَمٌ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومُتِّع بجوارحه إِلَى أَن مَاتَ قَالَ ابْن خلكان وشجرة قريةٌ من أَعمال الْمَدِينَة وشجرة اسْم رجل وَقد تسمّت بِهِ العَربُ ومَن بعْدهَا وَقد انتسب إِلَيْهِ خلق كثيرٌ من الْعلمَاء وَلَا أَدْرِي إِلَى من يُنسَب الشريف الْمَذْكُور هَل نِسبته إِلَى الْقرْيَة أَو إِلَى أحد أجداده كَانَ اسْمه شَجَرَة قلت قَالَ بَعضهم إِنَّه كَانَت فِي دَارهم شَجَرَةٌ لَيْسَ فِي الْبَصْرَة) غَيرهَا وَالله أعلم 3 - (أَبُو نصر بن المُجلي) هبة الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن هارونَ المجلي أَبُو نصرٍ من أهل بَاب الْبَصْرَة قَرَأَ بالروايات على الْحسن بن غَالب بن الْمُبَارك وَالْحسن بن أَحْمد بن البنّاء وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُوسى الخيّاط وَأحمد بن الْحسن بن أَحْمد اللحياني وَأحمد بن الْحُسَيْن الْقطَّان الْمَقْدِسِي وَغَيرهم وَسمع الْكثير من الشرفاء أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن المؤمون وابي نصرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَجَمَاعَة وَأكْثر عَن أَصْحَاب أبي الْحسن بن مَخلدٍ وابي عَليّ بن شَاذان وَأبي الْقَاسِم بن بَشرَان وَعَمن دونهم من أَصْحَاب أبي طَالب بن غيلَان وَأبي الْقَاسِم التنوخي وَأبي محمدٍ الْجَوْهَرِي وَجمع مجموعات كَثِيرَة فِي فنون عديدة وأشأ خُطَباً وَحدث باليسير وَمَات شَابًّا سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ومولده سنة ثَلَاث واربعين وَأَرْبَعمِائَة وَله من الْكتب كتاب الخُطب من إنشائه كتاب مُسند الشُّعَرَاء كتاب أَخْبَار الْخَلِيل بن أَحْمد كتاب كتمان السرّ 3 - (الشُرَيحيّ البزّاز) هبة الله بن عَليّ بن سعيد بن خَلَفٍ الشُرَيحي أَبُو تُراب الْبَزَّاز سمع القَاضِي أَبَا الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَأَبا عَليّ الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن بن دُرما النِّعالي وَغَيرهمَا وَكَانَ أديباً شَاعِرًا وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ يتشيّع وَمن شعره (إِن كَانَ قيسُ بنُ المُلوّح غالَهُ ... فِي حبِّ ليلَى العامِريّة غُولُ) (فَلَقَد لَقِيتُ بحبِّ مَن سَفَكَت دَمي ... بلحاظِها مَا الخَطبُ فِيهِ يطول) (أبْكِي كَمَا تبْكي ويسمَحُ خاطري ... نظماً ونثراً فِي الْهوى فَأَقُول)

أوحد الزمان الطبيب

(وَنَجَا من العُذال مِنْهَا هَارِبا ... وَأقَام عِنْدِي كاشحٌ وعَذول) 3 - (أوحد الزَّمَان الطَّبِيب) هبة الله بن عَليّ بن مَلكا أَبُو البركات الطَّبِيب الْفَاضِل كَانَ يَهُودِيّا وَسكن بَغْدَاد وَأسلم فِي آخر عُمره خدم المستنجد وَدخل يَوْمًا على الْخَلِيفَة فَقَامَ الْحَاضِرُونَ سِوى قَاضِي الْقُضَاة فَإِنَّهُ لم يقُم لَهُ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن كَانَ القَاضِي لم يُوَافق الْجَمَاعَة لِكوني على غيرِ ملتِه فَأَنا اُسلِم وَلَا يَنقِصني فَأسلم وَكَانَ لَهُ اهتمامٌ بالغٌ فِي الْعُلُوم وفطرةٌ فائقة وَكَانَ مبدأ) تعلمه الطبَّ أَن أَبَا الْحسن سعيد بن هبة الله كَانَ لَهُ تصانيفُ وتلامذةٌ وَكَانَ لَا يُقرىء يَهُودِيّا وَكَانَ أوحد الزَّمَان يَشْتَهِي أَن يقْرَأ عَلَيْهِ وَثقل عَلَيْهِ بِكُل طريقٍ فَمَا مَكَّنه وَكَانَ يتخادم للبواب وَيجْلس فِي الدهليز فَلَمَّا كَانَ بعد سنةٍ جرت مَسْأَلَة وَبَحَثُوا فِيهَا وَلم يتّجه لَهُم عَنْهَا جوابٌ فَدخل وخدم الشَّيْخ وَقَالَ يَا سيدنَا بإذنك أَتكَلّم فَقَالَ قل فَأجَاب بشيءٍ من كَلَام جالينوس وَقَالَ يَا سيدنَا هَذَا جرى فِي الْيَوْم الْفُلَانِيّ فِي ميعاد فلَان فاستعلم حَاله فأوضحه فَقَالَ إِذا كنتَ كَذَا فَمَا نَمنَعُك فقرَّبَه وَصَارَ من أجلّ تلامذته وَكَانَ فِي بَغْدَاد مريضٌ بالمالنخوليا يعتقِدُ أَن رَأسه دَنّاً وأنّه لَا يُفَارِقهُ فيتحايد السُّقوفَ القصيرةَ ويُطَأطىء رأسَه فأحضرَه أَبُو البركات عِنْده وَأمر غلامَه أَن يرمِي دَنَّا بِقرب رَأسه وَأَن يضْربهُ بخشبةٍ يكسرهُ فَزَالَ بذلك الوَهمُ عَن الرجل وعُوفي وأصرَّ أَبُو البركات فِي آخر عمره وَكَانَ يُملي على الْجمال بن فضلان وعَلى ابْن الدهان المنجم وعَلى يُوسُف وَالِد عبد اللَّطِيف وعَلى الْمُهَذّب النقاش كتاب المعتبَر وَهُوَ كتاب جيد وَله مقَالَة فِي سَبَب ظُهُور الْكَوَاكِب لَيْلًا وخفائها نَهَارا واختصار التشريح وَكتاب القارباذين ومقالة فِي الدَّواء الَّذِي أَلفه وسمّاه بَرشَعثاً ورسالة فِي الْعقل وَغير ذَلِك وَمن تلامذته المهذَّب بن ميل وَتُوفِّي فِي حُدُود الستيّن وَخَمْسمِائة وَقد مرَّ ذِكرٌ فِي تَرْجَمَة ابْن التلميذ هبة الله بن صاعد وعاش ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ كثيرا مَا يلعَنُ اليهودَ فَقَالَ مرّة بِحُضُور ابْن التلميذ لعن الله الْيَهُود فَوَجَمَ لذَلِك وَعرف أَنه عناهُ 3 - (مجد الدّين أستاذ دَار ابْن الصاحب) هبة الله بن عَليّ بن هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحسن مجد الدّين أَبُو الْفضل بن الصاحب أُستاذ دَار المستضيء بِأَمْر الله انْتَهَت غليه الرِّئَاسَة فِي زَمَانه وَولي حجابة الْبَاب فِي أَيَّام المستنجد وَبلغ رُتبة الوزراء ووُلي وعُزِل وماج الرفضُ فِي أَيَّامه وشَمَخَت المبتدِعة وَلما بُويِعَ النَّاصِر قرّبه وحكّمه فِي الْأُمُور ثمَّ إِن بعض النَّاس سعى

أبو الغنائم بن أثردي

بِهِ فاستُدعِيَ إِلَى دَار الْخلَافَة وقُتِل بهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وعُلِّق رأسُه على بَاب دَاره وَكَانَ سيىء الطَّرِيقَة يرتكب المعاصيَ بَخِيلًا خسيسَ النَّفس ساقِطَ الْمُرُوءَة مَذْمُوم الْأَفْعَال كَانَ إاذ رَجَعَ من متصيِّده وَقد صَحبه شَيْء من لُحُوم الصَّيْد قطع راتبَه من اللَّحْم واجتزأ بِلَحْم الصَّيْد عَنهُ وَلم يقدر أحٌ على أَن يَأْكُل لَهُ لقْمَة وَلَا ينْتَفع من مَاله بِشَيْء وَلما هلك خَلَّف من الْأَمْوَال شَيْئا كثيرا وَكَانَ رَافِضِيًّا محترفاً شديدَ التعصّب لهوائه مُعلناً بغُلَوائِه ظهر بِسَبَبِهِ سبُّ الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم على) السّنة الفَسَقة الرافضة مُجهراً فِي الْأَسْوَاق وَفِي الْمشَاهد والمزارات وَلم يجسُر أحدٌ من أهل السنّة إِنْكَار ذَلِك لَا بِيَدِهِ وَلَا بِلِسَانِهِ خوفًا من بَطشه وبأسه قَالَ محب الدّين بن النجار أَنْشدني أَبُو الْفتُوح عبدُ الْوَاحِد بن عبد الْوَهَّاب شيخ الشُّيُوخ من حفظه قَالَ أَنْشدني ابو الْفضل هبة الله بن عَليّ بن الصاحب أُستاذ دَار العزيزة هَذِه الأبيات وَقَالَ أنشدها للْملك صَلَاح الدّين صَاحب الشَّام (خطبتَ إِلَى قلبِي الْوَفَاء وإنَّني ... بِعْ عِنْد غَدر النائبات كفيلُ) (وأوليتَني الوُدَّ الَّذِي أنتَ أَهله ... وَمَا الناسُ إلاّ قاطعٌ ووصول) (فدونك وُداً لَا تزالُ غصونُه ... تميدُ اشتياقاً نحوكم وتميل) (إِذا غيرُهُ أبدَى الخفاء تَطَلَّعَت ... لَهُ غُرَرٌ مَا تَنْقَضِي وحُجول) (يَزيدُ على مَرّ اللَّيَالِي تَجَدُّداً ... وَيبقى على الْأَيَّام وَهِي تَزول) وحُكى أَنه رُئيَ فِي الْمَنَام فِي اللَّيْلَة الَّتِي قُتل فِي صبحيتها كَأَنَّهُ يَشبِر عُنقَه ويقدرها بِيَدِهِ فَأصْبح وقصّ مَنَامه على رجلٍ ضريرٍ كَانَ يعبر الرُّؤْيَا وَلم يقل لَهُ أَنه رَآهُ بِنَفسِهِ فَقَالَ لَهُ إنّ هَذَا الرَّائِي لهَذَا الْمَنَام يُقتل وتحَزُّ رَقبَتَهُ لِأَن الله تَعَالَى يَقُول فقُتِل كَيفَ قَدَّر ثمَّ قُتل كَيفَ قَدَّر 3 - (أَبُو الْغَنَائِم بن أثُردي) هبة الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن أثردي الطَّبِيب الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ أَبُو عَليّ بن هبة الله بن أثردي الطَّبِيب وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْعين وَهَذَا هبة الله أَبُو الْغَنَائِم من أهل بَغْدَاد متميّزٌ فِي الطِّب وَالْحكمَة فاضلٌ فِي صناعته مشهورٌ بجودة الْعلم وَالْعَمَل لَهُ تعاليق طبيّة وفلسَفِية وَله مقَالَة فِي أَن اللذّة فِي النّوم أَي وقتٍ تُوجد 3 - (البُوصيري) هبة الله بن عَليّ بن مَسْعُود بن ثَابت بن هَاشم بن غَالب بن ثَابت

ابن عرام

الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَمِين الدّين أَبُو الْقَاسِم وَأَبُو الْكَرم البوصيري ويُدعى سيّد الْأَهْل كَانَ أديباً كَاتبا لَهُ سماعات عالية وَرِوَايَة تَفَرَّد بهَا وَألْحق الأصاغر بالأكابر فِي عُلوّ الْإِسْنَاد وَلم يكن فِي آخر عصره فِي دَرَجَته مثله وَسمع بِقِرَاءَة الْحَافِظ السِلفي وَإِبْرَاهِيم بن حَاتِم الْأَسدي على أبي صَادِق مرشد بن يحيى بن الْقَاسِم الْمَدِينِيّ إِمَام الْجَامِع الْعَتِيق بِمصْر وَسمع عَلَيْهِ النَّاس واكثروا ورحلوا إِلَيْهِ) وَكَانَ جدّه مَسْعُود قدم من المُنَستير إِلَى بوصير فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن عُرِف فَضله فِي دولة الفاطميين فطُلِب إِلَى مصرَ وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء ووُلِدَ أَبُو الْقَاسِم الْمَذْكُور سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بسفح المقَطَّم 3 - (ابْن عَرّام) هبة الله بن عليّ بن عَرام بِعَين مُهْملَة مفتوحةٍ وراءٍ مشدّدةٍ وَبعد الْألف مِيم أَبُو مُحَمَّد الرَّبَعي الأُسواني كَانَ أشعرَ من ابْن عمّه السديد وَكَانَ فهما جريئاً ماضيَ الْعَزْم ذكره الْعِمَاد الْكَاتِب فِي الخريدة وَابْن ميسَّر فِي تَارِيخ مصر وَتُوفِّي سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (كم عَذَلوه على بِغاه ... شُحّاً عَلَيْهِ فَمَا أصاخا) (وَلَو رأى فِي الكنيف أيراً ... لغاصَ فِي إِثرِهِ وَساخا) (أَعياهُمُ داؤُه صَبِياً ... واستيأَسوا مِنْهُ حِين شاخا) وَمِنْه (إِذا حصَلَ القُوتُ فاقنَع بِهِ ... فإنّ القَناعةَ للمَرءِ كَنزُ) (وصَن ماءَ وجهِك عَن بَذلِهِ ... فإنّ الصِّيانةَ للْوَجْه عِزّ) وَلما نظم الأنجبُ أَبُو الْحسن عَليّ هَذَا الْبَيْت وَهُوَ (أنحَلَني بُعدِيَ عَنْهَا فَقَد ... صِرتُ كأنّي رِقّةً خَصرُها) قَالَ ابْن عَرّام الْمَذْكُور تَوطِئَةً لَهُ (وقائلٍ عهدي على هَذَا الْفَتى ... كروضةٍ مُقتَبِلٍ زهرُها) (واليومَ أَضحَى ناحلاً جِسمُه ... بحالةٍ قد رَابَنِي أمرُها) (فَقلت إِذْ ذَاك مُجيباً لَهُ ... والعينُ منّي قد وَهَى دُرُّها) 3 - (مجد الدّين بن السديد الشَّافِعِي) هبة الله بن عَليّ بن السديد مجد الدّين

أبو القاسم الكاتب

الشَّافِعِي اشْتغل بالفقه على الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي وَكَانَ يطالع تَفْسِير ابْن عطيّة كثيرا وَبنى مدرسة بأَسنا ووقف عَلَيْهَا بساتينَه قَالَ الْفَاضِل كمالُ الدّين الأدفوني اتّفق أَن عِنْد انْتِهَاء الْعِمَارَة حضر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين إِلَى أَسنا لزيارة بهاء الدّين القفطي فَسَأَلَهُ مجد الدّين أَن يُلقِيَ الدَّرْس بهَا فَألْقى الشَّيْخ بهَا درساً وَكَانَ شَيخنَا تَاج الدّين الدِّشناوي فِي خدمَة الشَّيْخ من قُوص فَقَالَ لمجد الدّين إِذا فرغ الدَّرْس قل للشَّيْخ يَا) سَيِّدي بدستور سيّدي آخُذُ الدرسَ فَيبقى ذَلِك إِذْنا من الشَّيْخ فَقَالَ لَا هَذِه مدرستي وَأَقُول لَهُ أَنا هَذَا الَّذِي قلت فيسكتُ أَو يَقُول لَا فيُنقَل عنّي وَكَانَ يدرِّس بهَا وَيعْمل للطَّلَبة طَعَاما طيّباً عَاما وَيَقُول لمن تتّفق غيبته يَا فلَان فاتَك الْيَوْم الْفَوَائِد والموائد (ارضَ لمن غَابَ عَنْك غَيبَته ... فَذَاك ذَنبٌ عِقابُهُ فيهِ) وانتهت إِلَيْهِ رئاسة بَلَده وخطب بأصَفُون وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ سنة تسع وَسَبْعمائة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب) هبة الله بن عِيسَى أَبُو الْقَاسِم كَاتب مهذّب الدولة عَليّ بن نصر صَاحب البطيحة ووزيره ومدبّر أمره كَانَ كَاتبا سديداً عَاقِلا مترسّلاً فهما وَكَانَ يَفضُل على الأدباء ويُحسِن إِلَى الْعلمَاء مَاتَ سنةَ خمس وَأَرْبَعمِائَة وَبَينه وَبَين أبي الْقَاسِم المغربي مكاتباتٌ وَمن شعره (أضنّ بليلَى وَهِي عَنّي سخيَّةٌ ... وتَبخَلُ ليلى بالهوى وأَجُودُ) (وأعذَلُ فِي ليلَى ولستُ بمُنيةٍ ... وأعلَمُ أَنِّي مخطىء وأعود) وَقَالَ الْأُسْتَاذ أَبُو طَاهِر عَليّ بن الْحسن كنتُ عِنْد أبي الْقَاسِم هبة الله جَالِسا وَإِذا الْخياط قد جَاءَ بدُرّاعةٍ دَبِيقية معلَّمة فعرّضتُ بهَا فَقَالَ أَنا أُعطيك شُقّةً مثلهَا دُرّاعتي واسمي هبة الله وَقد سمعتُ قَول الشَّاعِر (أيا هبةَ الإلهِ وقَفتُ شعري ... علَى دُراعةٍ ذهبت قُواها) (قصدتُ بهَا الصفوفَ إِلَى مُطَرٍّ ... يُطرِّبها فَقَالَ على حَراها) (أَرَاهَا فِي يَديك فهاتَ قُل لي ... إِذا نزلَت تعارى مَن يَرَاهَا) وَأمر فَدفع إليَّ شقّة دبيقيةً حَسَنَة 3 - (أَبُو الْقَاسِم الْقطَّان) هبة الله بن الْفضل بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن الْفضل بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن سَالم أَبُو الْقَاسِم المَتُّوثيّ الْقطَّان الشَّاعِر من

أَوْلَاد المحدّثين كَانَ الْغَالِب على شعره الهجاء وثلب النَّاس وهجا الأكابر والأعيان وَكَانَ النَّاس يَتَّقُونَ لسانَه سمع الحَدِيث فِي صِباه من وَالِده وَمن أبي طَاهِر أَحْمد بن الْحسن الْكَرْخِي وَأبي الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن خيرون وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَلْحَة النِّعالي وَالْحُسَيْن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَيُّوب العُكبري وَغَيرهم وعُمّر وَسمع من الْحفاظ وَالْأَئِمَّة وَكَانَ عسِراً فِي الرِّوَايَة) سيّىء الْأَخْلَاق كريهَ الملقَى عَبوساً مُبغَّضاً روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَأَبُو الْفتُوح بن الحُصري وثابت بن مُشرَّفٍ الْأَزجيّ وُلد سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ حَاضر الْجَواب وَيعرف الطبّ والكحل وَهُوَ الَّذِي شهّر الحيص بَيص بِهَذَا اللقب وَمن شعره (يَا باعثاً طيفَه مِثَالا ... مَا لكَ فِي الْحسن من مِثَال) (وَإِنَّمَا كَانَ ذَاك عِشقا ... بعث خيال إِلَى خيال) وَمن شعره (ومُدامة مَرَحَت وَقد مُزِجَت لمن ... شربَ العُقار فسادَه بصلاحه) (يستنفذ الهموم من يَد فكره ... قَسراً فروحٍ مُديمها فِي راحه) (لم يحتجّ الساقي عَشِيَّة صبها ... فِي كأسه لَيْلًا إِلَى مِصباحه) (فَصباحه كمسائه سُكراً بهَا ... ومساؤه من نورها كصباحه) (وقداحُهُ قد فَازَ حِين أراقَها ... من لهوِه إِلَّا بِريقٍ فِي أقداحِه) وَمِنْه (يَا من هجرت فَمَا تُبالي ... هَل ترجع دولة الوِصال) (مَا أطمعُ يَا عَذابَ قلبِي ... أَن ينعَم فِي هَوَاك بالي) (الطرفُ كَمَا عهدتَّ باكٍ ... والجسمُ كَمَا ترَاهُ بالي) (مَا ضرَّك أَن تعلِّليني ... فِي الوَصلِ بموعد مُحال) (أهَواكِ وأنتِ حَظُّ غَيْرِي ... يَا قاتلتي فَمَا احتيالي) وَكَانَت لِابْنِ الْقطَّان مَعَ الحيص بيص وقائع وَله فِيهِ أهاجِيّ خرج الحيص بيص لَيْلَة من دَار الْوَزير شرف الدّين ابي الْحسن عَليّ بن طرادٍ الزَّيْنَبِي فنبح عَلَيْهِ جَروُ كلبٍ وَكَانَ متقلّداً سَيْفا فوكزه بعَقب السَّيْف فَمَاتَ فَبلغ ذَلِك ابْن الْفضل الْمَذْكُور فنظم أبياتاً وكتبها فِي ورقة وعلقها فِي عنق كلبة لَهَا أجرٍ ورتب مَعهَا من طَردَها وَأَوْلَادهَا إِلَى بَاب دَار الْوَزير كالمستغيثة فاُخذتِ الورقة من عُنقها وعُرِضَت على الْوَزير فَإِذا هِيَ (يَا أهل بَغْدَاد إنّ الحيصَ بيصَ أَتَى ... بفعلة أكسبته الخِزي فِي البلدِ)

(هُوَ الجبانُ الَّذِي أبدى تَشاجُعَه ... على جُرَيّ ضَعِيف الْبَطْش والجلَد) ) (وَلَيْسَ فِي يَده مالٌ يَدَيْهِ بِهِ ... وَلم يكن ببواءٍ عَنهُ فِي القَوَد) (فأنشدت جعدَةٌ مِن بعدِ مَا احتسبَت ... دمَ الأُبيلَق عِنْد الْوَاحِد الصَّمد) (تَقول للنَّفس تأساءً وتَعزيةً ... إِحْدَى يَدَيَّ أصابتني وَلم تُرِد) (كِلاهما خلَفٌ من فَقدِ صاحبِهِ ... هَذَا أخي حِين أَدعوه وَذَا وَلدي) وَهَذَانِ البيتان تضمينٌ من أَبْيَات الحماسة وَحضر الحَيص بَيص لَيْلَة عِنْد الْوَزير فِي شهر رَمَضَان على السماط فَأخذ ابْن الْفضل قَطاة مشوية وقدمها إِلَى الحيص بيص فَقَالَ الحيص بيص للوزير يَا مَوْلَانَا هَذَا الرجل يُؤْذِينِي فَقَالَ الْوَزير وَكَيف ذَلِك قَالَ لِأَنَّهُ يُشِير إِلَى قَول الشَّاعِر (تَميمٌ بِطرفِ اللؤم أهدَى من القطا ... وَلَو سَلكَت سَبل المكارم ضَلّت) وَكَانَ الحيص بيص تميميَّا وَدخل ابْن الْفضل يَوْمًا على الْوَزير الْمَذْكُور وَعِنْده الحيص بيص فَقَالَ قد عملتُ بَيْتَيْنِ لَا يُمكن أَن يُعمل لَهما ثالثٌ فَقَالَ الْوَزير وَمَا هما فأنشده (زار الخَيالُ بَخيلاً مِثلَ مُرسله ... فَمَا شَفائِيَ مِنْهُ الضَمُّ والقُبَلُ) (مَا زارني قَطُّ إلاّ كي يوافقَني ... على الخيال فينفيه ويَرتحل) فَالْتَفت الْوَزير إِلَى الحيص بيص وَقَالَ مَا تَقول فِي دَعْوَاهُ فَقَالَ إِن أعادهما سمع الْوَزير لَهما ثَالِثا فَقَالَ الْوَزير أعدهما فأعادهما فَوقف الحيص بيص لُحَيظةً ثمَّ قَالَ (وَمَا درَى أَن نومي حيلةٌ نُصِبت ... لِطَيفِه حِين أَعيا اليَقَظَةَ الحِيَلُ) فَاسْتحْسن الْوَزير مِنْهُ ذَلِك وهجا ابْن الْفضل قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الزَّيْنَبِي بقصيدة كَافِيَة فسيّر إِلَيْهِ أحد الغلمان فَأحْضرهُ وصفعه وحبسه فطال حَبسُه فَكتب إِلَى مجد الدّين بن الصاحب أُستاذ دَار الْخَلِيفَة (إِلَيْك أظلُّ مجدَ الدّين أَشْكُو ... بلَاء حَلَّ لستُ لَهُ مُطِيقَا) (وقوما بلّغوا عنّي مُحالاً ... إِلَى قَاضِي الْقُضَاة النّدب شِيقا) (فأحضرني بِبَاب الحُكم خَصمٌ ... غليظٌ جرّني كُمّاً وزريقا) (وأخفق نعلَهُ بالصَّفع رَأْسِي ... إِلَى أَن أوجس القلبَ الخَفوقا) (على الْخصم الأداءِ وَقد صفِعنا ... إِلَى أَن مَا تهدّينا الطريقا) (فيا مولَايَ هَب ذَا الإفكَ حَقًا ... أيحبَسُ بعد مَا استوفى الحقوقا)

أبو الفضل البيلقاني الشافعي

) فَأَطْلقهُ من الْحَبْس فَقَالَ (عِنْد الَّذِي طَرَّفَ بِي أَنه ... قد غَصَّ من قَدري وَآذَانِي) (والجبسُ مَا غيّر لي خاطِراً ... والصَّفعُ مَا لَيَّن آذَانِي) وَدخل يَوْمًا على الْوَزير بن هُبَيْرَة وَعِنْده نقيب الْأَشْرَاف وَكَانَ يَنسب إِلَى الْبُخْل وَكَانَ فِي شهر رَمَضَان والحَرّ شديدٌ فَقَالَ لَهُ أَيْن كنتَ فَقَالَ كنت فِي مطبخ سيّدي النَّقِيب فَقَالَ الْوَزير وَيلك فِي شهر رَمَضَان فِي المطبخ فَقَالَ وحياة مَوْلَانَا كسرتُ الحرَّ فَتَبَسَّمَ الْوَزير وَضحك الْحَاضِرُونَ وخجل النَّقِيب وَقصد دَار الأكابر فِي بعض الْأَيَّام فَلم يُؤذَن لَهُ فعزّ عَلَيْهِ فأخرجوا من الدَّار طَعَاما لكلاب الصَّيْد وَهُوَ يُبصره فَقَالَ مَوْلَانَا يعْمل بقول النَّاس لعن الله شَجَرَة لَا تُظِل أهلَها وَلما ولي الزَّيْنَبِي الوزارة دخل ابْن الْفضل والمجلس محتفل بالرؤساء والأعيان فَوقف بَين يَدَيْهِ ودعا لَهُ وَأظْهر السرُور والفرح ورَقَصَ فَقَالَ الْوَزير لبَعض مَن يُفضي إِلَيْهِ بسرّه قبح الله هَذَا الشَّيْخ فَإِنَّهُ يُشير برقصه إِلَى قَوْلهم أرقص للقرد فِي دولته وَقد نظم هَذَا الْمَعْنى وَكتبه إِلَى بعض الرؤساء (يَا كمالَ الدّين الَّذِي ... هُوَ شخصٌ مُشخَّصُ) (والرئيس الَّذِي بِهِ ... ذَنَبُ دَهري يُمَحَّص) (كلّما قلتُ قد تَبغَه ... دَدَ قومِي تَحَصَصُوا) (وغواشٍ على الرؤ ... س عَلَيْهَا المُقَرنص) (والرواشين والمنا ... ظر وَالْخَيْل تُقرَص) (وَأَنا القِردُ كل يو ... مٍ لِكَلبٍ أُبصبِص) (كلُّ مَن صَفَقَ الزما ... ن لَهُ قمتُ أَرقُص) (مَحنٌ لَا يُفِيد ذَا النو ... ن مِنْهَا التَبرصُص) (فَمَتَى أسمع النِدا ... ءَ وَقد جَاءَ مخلَّص) 3 - (أَبُو الْفضل البَيلَقاني الشَّافِعِي) هبة الله بن أبي الْقَاسِم بن هبة الله بن يَعْقُوب أَبُو الْفضل الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل بَيلَقان قَالَ محبّ الدّين بتن النّجار قدم علينا حاجّاً بَغْدَاد فِي صفر سنة خمس وسِتمِائَة لقيناه قِطْعَة من شعر فَلم يكن مَعَه شَيْء وَلَا على اطره سِوى مَنَام رَآهُ وَحَكَاهُ لنا وَذكر لنا أنّه ولد لَيْلَة) الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة

داعي الدعاة

وصحبتُ أَبَا النجيب ودرستُ عَلَيْهِ الْفِقْه ولبستُ مِنْهُ الخِرقة سمِعت الحَدِيث بِبَغْدَاد من جماعةٍ مِنْهُم عبد الْقَادِر الجيلي ثمَّ جَلَست للوعظ بمدرسة أبي النجيب وتولّيتُ الْإِعَادَة لدرسه ثمَّ خرجتُ من يغداد فِي سنة ثَمَان واربعين وَخَمْسمِائة ثمَّ عدتُ إِلَيْهَا ثَانِيًا سنة أَربع وَسِتِّينَ وحججتُ مَعَ الحاجّ إِلَى بلدي ووِليتُ بِهِ الْقَضَاء مرّتين ثمَّ دخلتُ بَغْدَاد مرّة ثَالِثَة سنة تسعٍ وَتِسْعين وَحَجَجْت وعدت إِلَى بلدي ثمَّ قدمت هَذِه المرّة فِي آخر سنة أَربع وسِتمِائَة وَكَانَ شَيخا حسنَ الْأَخْلَاق متواضعاً 3 - (دَاعِي الدعاة) هبة الله بن كَامِل وَقيل هبة الله بن عبد الله بن كَامِل أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ قَاضِي الْقُضَاة وداعي الدعاة كَانَ فَاضلا عَالما شَاعِرًا أديباً متفنّناً من كبار عُلَمَاء دولة العبيديين وَكَانَ أحد الْجَمَاعَة الَّذين سعَوا فِي إِعَادَة الدولة فظفر بهم صَلَاح الدّين يُوسُف وَأول مَا صَلَبَ هَذَا القَاضِي دَاعِي الدعاة فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ خلفاء مصر يلقّبونه فَخر الْأُمَنَاء قَالَ ابْن سعيد المغربي وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة وَمن شعره (لَئِن كَانَ حُكم النَّجْم لَا شكّ وَاقعا ... فَمَا سَعيُنا فِي ردّة بنجيحِ) (وَإِن كَانَ بِالتَّدْبِيرِ يَبطُل حكمُه ... فقد صحّ أَن الحكم غيرُ صَحِيح) وَمِنْه (آهِ مِن عُمرٍ تَولَّى ... وزمانٍ لَا يُرَدّ) (وأناسٍ لَيس فيهم ... مَعَ بخْتِي مَن يُرَدّ) (أصبَحوا غُلاًّ وَقد كَا ... ن بهم للدَّهرِ عِقد) 3 - (أَبُو البركات السَّقَطي) هبة الله بن الْمُبَارك بن مُوسَى بن عَليّ بن تَمِيم بن خَالِد أَبُو البركات السَّقَطي طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ وَكتب بِخَطِّهِ وحصّل بجدِّ واجتهاد وسافر إِلَى وَاسِط وَالْبَصْرَة والكوفة والموصِل وإصبهان وَالْجِبَال وَسمع هُنَاكَ وَبَالغ فِي الطَلَب وَبحث عَن الشُّيُوخ وَكتب عَن الْمُتَقَدِّمين والمتأخّرين حَتَّى كتب

أبو القاسم المقدسي

عَن أقرانه وعمّن دونه وَعَن جمَاعَة حدثوه عَن أشياخه وَجمع لنَفسِهِ معجماً فِي نيفٍ وَعشْرين جُزْء وحدّث بِهِ وَكَانَ مَوْصُوفا بالمعرفة وَالْحِفْظ وَله أنسٌ بالأدب وَمَعْرِفَة بالسيّر والتواريخ وَأَيَّام النَّاس وَجمع فِي ذَلِك مجموعات) وخرّج تخاريج وحدَّث باليسير وَلم يكن موثوقاً بِهِ كَانَ متهاوناً قَلِيل الإتقان ضَعِيفا سمع القَاضِي أَبَا يعلَى مُحَمَّد بن الْفراء وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن النّرسي وغيرَهم وَتُوفِّي سنة تسع وَخَمْسمِائة وَمن شعره (يَا ربّ إنّا رحَلنا عَن منازِلنا ... فِي طَاعَة نَتشُرُ الأخبارَ والدِّينا) (فكُن لنا كالئاً فِي حالِ غُربتنا ... وراعياً لذَارِيِّنا وأهلِينا) وَمِنْه (فَلَا تعَب وَإِن وارَيت شَيبتي ... وغَيَّر لمّتي هَذَا الخضابُ) (فَإِنِّي قد أخافُ يثرامُ منّي ... عُقول ذَوِي المَشيب فَلَا يُصاب) 3 - (أَبُو الْقَاسِم المَقدسي) هبة الله بن المحسّن بن رزق الله أَبُو الْقَاسِم المَقدِسي الشَّافِعِي نزيل الْإسْكَنْدَريَّة حدّث بهَا عَن أبي الْحسن مُحَمَّد بن ناصرٍ الْأنمَاطِي الْمصْرِيّ وَحمد بن عَليّ الرَّهاوي وَعبد الْوَهَّاب بن الْحُسَيْن النابلسي وَنصر بن إِبْرَاهِيم المَقدِسي فِي آخَرين وروى عَنهُ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد العثماني الديباجي والحافظ أَبُو طاهرٍ السِلفي وَذكر أَنه تفقه على نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي ثمَّ على تِلْمِيذه أبي الْحُسَيْن يحيى بن المفرّج الْمَقْدِسِي وانتقل مَعَه الْإسْكَنْدَريَّة حِين استولى الفرنج على بلدهم وناب فِي الْقَضَاء بالثغر عَن أبي الْحُسَيْن يحيى الْمَذْكُور فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ ودرّس للشَّافِعِيَّة بمدرسة أبي الْحُسَيْن يحيى بسوق البقل وَهِي تُعرف بالمقادسة وَتُوفِّي أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو الْغَنَائِم الْحَنْبَلِيّ) هبة الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الغباري أَبُو الْغَنَائِم ابْن أبي طاهرٍ الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْفِقْه على القَاضِي أبي يعلى ابْن الْفراء وحصّل طرفا صَالحا وناظر وَأفْتى وَجلسَ فِي حَلقَة أَبِيه بعد مَوته وَمَات سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو غَالب الْحَنْبَلِيّ) هبة الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي مُوسَى أَبُو

أبو النجم الوزير

غَالب الْهَاشِمِي الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع أَبَا إِسْحَاق الْبَرْمَكِي وحدّث باليسير كَانَ حيّاً سنة ثَلَاث وَتِسْعين واربعمائة 3 - (أَبُو النَّجْم الْوَزير) ) هبة الله بن مُحَمَّد بن بديع بن عبد الله الْحَاجِب أَبُو النَّجم بن أبي الْوَفَاء الْوَزير الإصبهاني سمع الْكثير فِي صباه من وَالِده وَأبي طَاهِر مُحَمَّد بن احْمَد بن عبد الرَّحِيم الْكَاتِب وَأبي الْحسن عَليّ بن الْقَاسِم المقرىء وَأبي الْوَفَاء مهْدي بن أَحْمد الْوَاعِظ الْبَغْدَادِيّ وَغَيرهم وَسمع بآمد وبالقدس وَقدم بَغْدَاد سنة ثَمَان وَتِسْعين وحدّث بهَا بفوائده وَكَانَ وزيراً لتاج الدولة تُتُش أخي ملكشاه ثمَّ لِابْنِهِ رضوَان بن تتش بِالشَّام وروى عَنهُ أَبُو طَاهِر السِّلفي وَأَبُو المعمّر الْأنْصَارِيّ وَكَانَت لَهُ أُبَّهة ومنظر حسن ثمَّ إنّ طُغتكين استوزره مُدَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ واستصفى أموالَه سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة ثمَّ أَمر بِهِ فخُنِث وأُلقِيَ فِي جُبٍّ بقلعة دمشق 3 - (أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب) هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ طلب بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير وكتبي بِخَطِّهِ وَحدث باليسير سمع النقيبَ أَبَا الفوارس طراد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي ورزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي وَأَبا الْخطاب بن البَطر وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فِي شهر رَمَضَان 3 - (أَبُو مَنْصُور الْمُتَكَلّم) هبة الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن النقاش أَبُو مَنْصُور الْمُتَكَلّم الْبَغْدَادِيّ كَانَ فَاضلا حُفظةً للحكايات والأشعار سمع مُحَمَّد بن عَليّ بن سُكَّينة الْأنمَاطِي وَأَبا عَليّ ابْن الشبل وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة أَبُو الْفضل الوَاسِطِيّ هبة الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن جَهوَر الرئيس أَبُو الْفضل أَخُو القَاضِي أبي تَغلِب ابْن جَهوَر قَاضِي وَاسِط توفّي فِي نَحْو خَمْسمِائَة أَو بعْدهَا وَكَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا مُكثِراً صحِب أَبَا غَالب ابْن بَشرَان وَعنهُ أَخذ النَّحْو وَالْأَدب 3 - (ابْن الحُصَين الْمسند) هبة الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن الْعَبَّاس بن إِبْرَاهِيم بن الحُصين يَنْتَهِي إِلَى عَدنان أَبُو الْقَاسِم بن أبي عبد الله الْكَاتِب أسمعهُ وَالِده فِي صباه مُسند أَحْمد بن حَنْبَل من أبي عَليّ بن المُذهِب وفوائد أبي بكرٍ الشَّافِعِي من أبي

ابن الزانكي الطبال

طَالب بن غيلَان وأخبار اليَشكُري من الْأَمِير أبي مُحَمَّد الْحسن بن عِيسَى بن المقتدر وتفرّد بِرِوَايَة ذَلِك عَنْهُم وَسمع أَيْضا من أبي) الْقَاسِم عَليّ بن المحسن التنوخي وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْجَوْهَرِي وَأبي الطّيب طَاهِر بن عبد الله الطَّبَرِيّ وعمَّر وقصده الطلاّب من الأقطار وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ وألحَقَ الْأَبْنَاء والأحفاد بالأجداد وَسمع مِنْهُ الْحفاظ والكبار من سَائِر الْبِلَاد وروَوا عَنهُ فِي حَيَاته وَمَات مِنْهُم جمَاعَة قبله وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم ابْن السَّمرقَنْدِي وابو الْفضل بن ناصرٍ وابو المعمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو مُحَمَّد ابْن الخشاب وروى عَنهُ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيره ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَهُوَ آخر من روى بِبَغْدَاد عَن ابْن غيلَان وَابْن المُذهب وَحسن الْأَمِير والتنوخي 3 - (ابْن الزانكي الطبّال) هبة الله بن مُحَمَّد بن أبي العزّ بن عبد الْبَاقِي بن عَليّ أَبُو المظفّر الطبّال الْمَعْرُوف بِابْن الزانكي الْبَغْدَادِيّ شدا فِي صباه طرفا من الْفِقْه وَسمع من أبي بكرٍ مُحَمَّد بن الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي الْقَاسِم سعيد بن أَحْمد بن البّناء وَغَيرهمَا وَكَانَ شَيخا مطبوعاً كيّساً دَمِثاً حدّث باليسير وَله شعر وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (مَا فِي ادّكارك وَادي البان والآس ... وَلَا البُكاء على الأطلال من باسِ) (إِن حدَّثَتكُم بسُلواني ظنونكُمُ ... فاستغفروا الله واستَحيُوا من النَّاس) (مَا كنتُ للوُدّ مَذَّاقاً وَلَا كَلِفاً ... بالمُلهِيات وَلَا للْعهد بالناسي) (وَكَيف أنسى وَفِي قلبِي لكم وَطَنٌ ... دانِ الْمحل وَأَنْتُم فِيهِ جُلاّسي) (إِن عَزَّني قَدَرٌ عَنْكُم فلي وزرٌ ... بِالصبرِ أحملهُ عُنفاً على رَأْسِي) 3 - (ابْن الغريق) هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُبيد الله بن عبد الصَّمد بن الْمُهْتَدي ابو الْحسن بن القَاضِي أبي الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن الغريق الْبَغْدَادِيّ كَانَ وَالِده يُعرف براهب بني العبّاس لزهده وَحسن طَرِيقَته وَقد حدث بالكثير وَكَانَ خَطِيبًا قَاضِيا من الْأَعْيَان وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب وأمّا وَلَده هَذَا أَبُو الْحسن فولي لما بيد أَبِيه من الْقَضَاء بِمَدِينَة الْمَنْصُور والخطابة بِجَامِع الْقصر وَكَانَ فصيحاً مليحَ الْإِيرَاد وَسمع من أبي بكرٍ أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب البرقاني وَالْحسن بن احْمَد بن شَاذان وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد

السمساني الكاتب المزوق

الْخلال وَغَيرهم وحدّث باليسير توفّي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة فِي مَكَان قد جرت فتْنَة بَين أهل الكرخ وَبَاب) الْبَصْرَة فقتِل بَينهم جمَاعَة وَأصَاب ابْن الغريق سَهمٌ فَقتله 3 - (السمساني الْكَاتِب المزوِّق) هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْغفار أَبُو الْقَاسِم السَمسانيّ المذهِّب الْبَغْدَادِيّ سمع الْحسن بن أَحْمد بن شَاذان وحدّث باليسير كَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويُذّهِّبها وَكَانَ طَبَقَةً فِي الإذهاب وتمثيل الأشكال وَلم يلْحق خطّه بخطّ أَبِيه وَلَا جدّه وَكَانَ من ذَوي الهيئات النبلاء توفّي فَجْأَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ واربعمائة 3 - (الْوَزير أَبُو الْمَعَالِي الْكرْمَانِي ابْن الْمطلب) هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن المطَّلِب الكِرماني أَبُو الْمَعَالِي ابْن أبي سعد الْكَاتِب كَانَ كَاتبا مجيداً حاسباً سديداً تفرّد فِي زَمَانه بِكِتَابَة الْحساب وتدبير الضّيَاع ولي ديوَان الزِّمَام فِي أَيَّام المستظهر وقلّده الوزارة سنة خَمْسمِائَة فَأَقَامَ وزيراً سنتَيْن وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا وعزل وَكَانَ قد تفقه للشَّافِعِيّ وَسمع من مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَعبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَاحْمَدْ بن مُحَمَّد بن النقور وَغَيرهم وَكَانَ يحفظ السّير والتواريخ وَكَانَ كثير الصَّدَقَة وَالْمَعْرُوف حدّث باليسير قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام قَائِلا يَقُول (إِذا كَانَ للهِ البقاءُ وكلُّنا ... يصير إِلَى موتٍ فَمَاذَا التنافسُ) وَكَانَ قد زوَج ابنتَه بِأبي عَليّ بن صَدَقَة وَتُوفِّي أَبُو الْمَعَالِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة 3 - (أَبُو دُلَف الْحَنْبَلِيّ) هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن داودَ بن الْحسن بن عبد الله بن عبد السَّلَام أَبُو دُلَف ابْن أبي الْوَفَاء المقرىء الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ أديباً فَاضلا سمع الشريف أَبَا نصرٍ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَعلي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَمُحَمّد بن أبي نصرٍ الحُميدي وَأكْثر عَنهُ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ خطّه حسنا وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد ابْن الخشاب كتاب المُجمل لِابْنِ فَارس بِسَمَاعِهِ من الحُميدي وَكَانَ شَيخا حسنا خيِّراً توفّي سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن حُبَيْش الْحَنْبَلِيّ) هبة الله بن مُحَمَّد بن كَامِل حَبيش أَبُو عَليّ الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ كَانَ شَيخا صَالحا متصوّفاً زاهداً فَقِيها فَاضلا تفقه على أبي عَليّ ابْن القَاضِي وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَعبد) الْملك بن عَليّ بن عبد الْملك بن يُوسُف

ابن الجلخت الواسطي

وَعبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَغَيرهم وحدّث باليسير وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة 3 - (ابْن الجَلَخت الوَاسِطِيّ) هبة الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَخلَد بن أَحْمد بن خلف بن مَخلد بن امرىء الْقَيْس أَبُو الْفضل الْأَزْدِيّ بن الجَلَختِ الوَاسِطِيّ كَانَ من المعدّلين وَكَانَ زاهداً وَرِعاً حدّث بِبَغْدَاد عَن عَليّ بن عبد الله العجمي وَعلي بن مُحَمَّد بن حسن الْعَبْدي وَغَيرهمَا وَكَانَ يعرف الحَدِيث وَالْفِقْه والفرائض والقراءات والحساب وَله جاهٌ عِنْد السُّلْطَان وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (ابْن نوبي الْأَنْبَارِي) هبة الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن نُوبى أَبُو عَليّ الْأَنْبَارِي الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِالْقَاضِي الْمُوفق كَانَ كَاتبا جَلِيلًا أديباً فَاضلا تولى الْجِزْيَة بديوان الزِّمام أيّام المسترشد وَكَانَ قد جمع تَارِيخا وَسمع من عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْخَطِيب الْأَنْبَارِي وَعلي بن مُحَمَّد بن عَليّ ين العلاّف وحدّث باليسير وَتُوفِّي بعد أَن فسد حسُّه ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وَمن شعره (إِن قَدَّمَ الدَّهرُ أَقْوَامًا وأخرني ... وجار فِي الحكمِ جوراً غير مُقتصدِ) (فَفِي النُّجُوم إِمَام الْعَصْر مُعتَبِرٌ ... إِذْ كَانَ للثَور تقديمٌ على الأسَد) وَمِنْه (لِيَ بالكرخ دُونَ نهر مُعلَّى ... شَجَنٌ لَا يحول عَن ميثاقِ) (كلّما أخلقَ الزمانُ هَواهُ ... جدّدَته مكارمُ الْأَخْلَاق) (وَإِذا مَا سلاه غَيْرِي فعندي ... حُسن عهد الحنين والأشواق) (مَنزِلٌ فِيهِ للسرور مَعَ النف ... س نكاحُ المُنى بِغَيْر طَلاق) 3 - (ابْن الصفار المقرىء) هبة الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن الطيّب بن أبي الْحُسَيْن الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الصفار المقرىء قَرَأَ على ابْن عَلاّن وعَلى ابْن الّواف وعَلى الهزمزان أَحْمد عَليّ العجمي وَكَانَ إِمَامًا فِي النُّجُوم فوّم لثلاثين سنة آتِيةً وَله مصنفات فِي الْقرَاءَات وَتُوفِّي سنة ستٍّ وَثَمَانِينَ وأبعمائة) 3 - (أَبُو مُحَمَّد ابْن الشِّيرَازِيّ) هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مميل أَبُو مُحَمَّد بن

أبو المظفر الكاتب الشافعي

أبي نصر الشِّيرَازِيّ الْوَاعِظ تقدم ذكر جمَاعَة من أهل بَيته ولد بِبَغْدَاد سنة خَمْسمِائَة وَنَشَأ بهَا وَسمع كتاب غَرِيب الحَدِيث لأبي عبيدٍ من أبي عَليّ بن نَبهان وسافر إِلَى دمشق ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأقَام مُدَّة ثمَّ خرج مِنْهَا وَعَاد إِلَيْهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وسكنها إِلَى حِين وَفَاته وَشهد عِنْد قَضَائهَا وفوضَت إِلَيْهِ عُقُود الْأَنْكِحَة وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة يَقضي حوائج النَّاس وَتَوَلَّى إِمَامَة مشْهد عَليّ بعد وَفَاة البسطامي وَحدث بِكِتَاب الْغَرِيب بِدِمَشْق وروى عَنهُ أَبُو الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ بن صَصرَى وَولده أَبُو نصرٍ وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن احْمَد الغزنوي وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بسفح قاسِيون 3 - (أَبُو المظفر الْكَاتِب الشَّافِعِي) هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن البُخَارِيّ أَبُو المظفر الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ من أَوْلَاد الْمُحدثين تفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وحصّل طرفا حسنا وَقَرَأَ شَيْئا من الْكَلَام واشتغل بِالْكِتَابَةِ وَالتَّصَرُّف وَولي النّظر والصدريّة بديوان الزِّمَام وعُزِل ثمَّ ولي نِيَابَة الوزارة ايام الإِمَام النَّاصِر إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ حسَنَ السِّيرَة وَسمع شَيْئا من الحَدِيث وروى عَن ابْن جَكّينا الشَّاعِر 3 - (أَبُو الْعَبَّاس النديم بن المنجّم) هبة الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى بن عَليّ بن يحيى أَبُو الْعَبَّاس النديم بن المنجم تقدم ذكر جمَاعَة من أهل بَيته روى عَن جدّه وروى عَنهُ القَاضِي أَبُو عَليّ التنوخي وَأَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن شَاذان وَقد نادم أَبَا محمدٍ المهبلي واختضّ بِهِ وَمن بعده من الوزراء وَكَانَ لَهُ معرفَة بالفقه والجدَل وَالشعر وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة فِي شهر رَمَضَان 3 - (ابْن الْوَاعِظ الإسْكَنْدراني) هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن المفرّج بن حَاتِم بن الْحسن بن الْمَقْدِسِي أَبُو البركات الإسْكَنْدراني الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الْوَاعِظ كَانَ شَيخا حسنا من أَوْلَاد الْعلمَاء وَالشُّهُود حسَنَ المذاكرة لطيف المحاضرة يحفظ جُمَلاً من الْآدَاب والتواريخ وروى عَن الْحَافِظ السِّلفي وَغَيره وَكَانَ ثِقَة ثَبَتاً توفّي سنة خمسين وسِتمِائَة) 3 - (زكي الدّين بن رَوَاحَة باني الْمدرسَة) هبة الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن رَوَاحَة زكي الدّين الْأنْصَارِيّ بن رَوَاحَة الْحَمَوِيّ التَّاجِر المعدَّل كَانَ كثير الْأَمْوَال مُحتشماً

معين الدين بن حشيش

أنشأ مدرسة بِدِمَشْق وأُخرى بحلب وحدّث أوصَى أَن يُدفن فِي مدرسته فِي الْبَيْت القَبو فَمَا مكّنهم المدّرس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن الصّلاح وَشرط على الْفُقَهَاء والمدّرس شُرُوطًا صعبة وَأَن لَا يدخلَ مدرستَه يهوديٌ وَلَا نصرانيّ وَلَا حنبليّ حَشَوِيٌ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة الْحَافِظ الْبَغْدَادِيّ هبة الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن المُجلّي الْحَافِظ أَبُو نصرٍ الْبَغْدَادِيّ لَهُ تصانيف وخُطَبٌ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ واربعمائة 3 - (معِين الدّين بن حَشيش) هبة الله بن مَسْعُود بن أبي الْفَضَائِل القَاضِي مُعين الدّين بن حشيش تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الْمِيم كَانَ معِين الدّين فَاضلا ذكياً حُفظةً رِوَايَة للْأَخْبَار والأشعار عَالما بالأنساب يُجيد معرفَته وينقُل أَيَّام النَّاس وتراجم النَّاس كَانَ آيَة فِي ذَلِك وَكَانَ ينظِم نظماً مقارِباً وَكَانَ قلمه جارئاً ولكِن لَيْسَ لَهُ نثر جيّد اللهمّ إلاّ إِن ترسّل وَكتب بِلا سجع فَإِنَّهُ يَأْتِي بِالْمثلِ المطبوع وَالْبَيْت السائر وَيَأْتِي بِالشَّاهِدِ على مَا يحاولهُ وَذَلِكَ فِي غايةِ البلاغةِ والفصاحة وَكَانَ فِي مبدأ أمره كَاتبا فِي الدِّباغة حتّى كتب للأعسَر أَو لغيره ممّن كَانَ لَهُ الحكم فِي ذَلِك الْوَقْت (يَا أَمِيرا حَاز الحيا والبلاغة ... قتلتني روائحُ الدّباغة) ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى طرابلس وخدم فِي الْجَيْش وَكَانَ يساعد ابْن الذَّهَبِيّ كَاتب الْإِنْشَاء بطرابلس فاشتهرَ وعُرف بالأدب فأحبّه الْأَمِير سيف الدّين أسندُمُر نَائِب طرابلس وَلم يزل إِلَى أَن توجه نَائِب طرابلس الْأَمِير سيف الدّين أسندمر صُحْبَة الْملك النَّاصِر مُحَمَّد لما جَاءَ من الكرك سنة تسع وَسَبْعمائة فجهَّزَ طَلَبه من طرابلس وسعى لَهُ إِلَى أَن استُخدِمَ فِي جَيش مصر فَأَقَامَ إِلَى الرَّوك وَحضر ليفرِّقَ الْأَخْبَار بِالشَّام فَأَقَامَ إِلَى أَن فرغ من ذَلِك ثمَّ توجّه إِلَى مصر وَلما أُمسِكَ القَاضِي قطب الدّين ابْن شيخ السلامية نَاظر جَيش الشَّام سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة حضر معِين الدّين من مصر نَاظر الْجَيْش مَكَانَهُ فَانْفَرد بذلك قَلِيلا ثمَّ أشرك بَينه وَبَين القَاضِي قطب الدّين ابْن شيخ السلامية نَاظر جَيش الشَّام سنة اثْنَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة) حضر معِين الدّين من مصر نَاظر الْجَيْش مَكَانَهُ فَانْفَرد بذلك قَلِيلا ثمَّ أشرك بَينه وَبَين القَاضِي قطب الدّين ابْن شيخ السلامية فِي النّظر وَكَانَ قطب الدّين هُوَ أكبر الناظرين وَلم يزل بِدِمَشْق إِلَى سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة فلمّا أَرَادَ القَاضِي فَخر الدّين يتَوَجَّه للحجاز طلب القَاضِي معِين الدّين لينوب عَنهُ فِي الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ فَأَقَامَ بالديار المصرية إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَمن شعره مَا أنشدنيه البرزالي إجَازَة

ابن البوري الشافعي

(طيفٌ ألمَّ وطَرفُ الهمّ وَسنانُ ... وناظر لاِرتِقابِ الوَصلِ يقَظانُ) (سَرَى ومَركبه شوقي وموطئهُ ... خَدِّي وَذَا لكُما طِرفٌ وميدان) (حَتَّى تضمّنه الجَفنُ السهيد وَقد ... غطّى شَهِيد الْكرَى للدمع طُوفان) (فَلم يزل دُون تَقْوِيم يُمَتِّعُنا ... بالوَصل زُوراً وطَرف النَّجْم سهران) (فكم تلقى بصدري فرحةً فَرشَت ... لَهُ السرائرَ فالأحشاء أوطان) (وَإِذ تمشى إِلَى جرح الْجَوَارِح يَأ ... سُوه فكم طُفِئت للوجد نِيران) (فشقّ باللُّطف عَن قلبِي وعزّل عَن ... هـ مَا يَشُقّ فقَلبي الْيَوْم فَرحَان) (وَرَاح يخلَعُ جَلبابَ السرُور على ... وقتي وَقد مرَّ دَهرٌ وَهُوَ عُريان) (أَهلا بِهِ من خَيالٍ عَاد لي أَمَلي ... بِهِ وعاوَدَني رَوحٌ ورَيحان) (فالعيشُ رَغدٌ وَدَار الْأنس جَامِعَة ... وجيرة الحيّ بعد الهَجر جِيران) (ورقبة الْبَدْر سُهدٌ والمُنى حُلمٌ ... تحلو لنا ومَغاني الحيّ أوطان) (فَهَذِهِ مِنَح الطيف المُلِمّ بِنَا ... سِراً فَلَيتَ يُوافي السِرّ إعلان) قلتك شعرٌ فَوق المرذول وَدون المتوسّط 3 - (ابْن البوري الشَّافِعِي) هبة الله بن معّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم الْقرشِي الدمياطي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالزين ابْن البوري تنفقه بِالشَّام على القَاضِي أبي سعد عبد الله بن أبي عصرونَ ورحل إِلَى بَغْدَاد وتفقه بالنظامية وَعَاد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَولي تدريس الْمدرسَة الحافظية وَكَانَ من الْعلمَاء المفتّيين وروى عَن أبي الْفرج الرَّحْمَن بن الْجَوْزِيّ وَأبي الثَّنَاء مَحْمُود بن الشعّار الحرّاني وَأبي أَحْمد ابْن سُكَينة وبورة قَرْيَة من أَعمال دمياط وَتُوفِّي سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ) 3 - (هبة الله بن وَزِير) هبة الله بن وَزِير هُوَ أَبُو المكارم الشَّاعِر الْمصْرِيّ تقدّم فِي حرف الْمِيم على أَن اسمَه مَكَارِم وَالصَّحِيح هبة الله 3 - (ابْن البُوقي الشَّافِعِي) هبة الله بن يحيى بن الْحسن بن احْمَد بن عبد الْبَاقِي أَبُو جَعْفَر الشَّافِعِي الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بِابْن البُوقي كَانَ إِمَامًا فَاضلا قيّماً بِمذهب الشَّافِعِي متدّيناً كثير الْعِبَادَة صَامَ أَرْبَعِينَ سنة دَائِما وَقَرَأَ الْفِقْه على القَاضِي أبي عَليّ الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن

أبو الفتوح الكاتب

بَرهُون الفارقي وعَلى أبي المكارم بن البُخَارِيّ قَاضِي وَاسِط وَقَرَأَ بِالْبَصْرَةِ على قاضيها عبد السَّلَام الجيلي وَسمع الْكثير بواسط وَالْبَصْرَة وبغداد وَمَكَّة ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وسيعين وَخَمْسمِائة وَقد تقدم ذكر وَلَده مُحَمَّد فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ 3 - (أَبُو الْفتُوح الْكَاتِب) هبة الله بن يُوسُف بن خُمارتاش بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ البزّاز أَبُو الْفتُوح الْكَاتِب وَهُوَ أَخُو عبد الرَّحْمَن سمع سلمَان بن مَسْعُود بن حَامِد الشحّام وَعبد الْملك بن مُحَمَّد بن عَليّ الهمذاني وحدّث باليسير وَتُوفِّي سنة ستّ وَخَمْسمِائة فَجأةً ودوّن شعره فِي مجلّده لَطِيفَة وَمِنْه (وتَمَتُّعي بالوَصل مِنْهُ إِذا دَنا ... وَإِذا نأى فبطيِفه وخَيالِهِ) (قَمَرٌ على غُصنٍ يَمِيسُ كَثَنِّاً ... ويتيهُ من إعجابه بجماله) (ولئِن رُميتُ من الزَّمَان ببينه ... فالدهرُ لَا يبْقى على أَحْوَاله) (زَمَنٌ غَشومٌ جائزٌ فِي صَرفه ... وبَنوه قد نسجوا على منواله) 3 - (السّديد الماعز النَّصْرَانِي) هبة الله الْمَعْرُوف بالسديد الماعز القبطي النَّصْرَانِي مُسْتَوْفِي المملكة كَانَ ماهرا فِي الْحساب مقما على أَبنَاء جنسه مَعْرُوفا بالأمانة وَله مكانةٌ وافرة عِنْد الْملك الْمَنْصُور قلاوون والوزير يستضيءُ بِرَأْيهِ وَلم يكن لأحد مَعَه كلامٌ وَكَانَ فِيهِ خدمَة وتودّد ومدُاراة وإقالةٌ للعثرات متمسِّكاً بملته كثير الْإِحْسَان وَالصَّدقَات على النَّصَارَى توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة ورتب السُّلْطَان بعده ولدَه الأسعَد جُرجس مكانَه فتضاعفت مَنْزِلَته وشُكِرت سيرته والسديد هُوَ خَال الصاحب أَمِين الدّين أَمِين الْملك) 3 - (أَبُو الأسعد ابْن القُشَيري الصُّوفِي) هبة الله بن عبد الْوَاحِد بن أبي الْقَاسِم عبد الْكَرِيم بن هوازِن أَبُو الأسعد القُشيري خطيب نيسابور وكبير القُشيرية فِي وقته قَالَ أَبُو أسعد السَّمْعَانِيّ كَانَ يرجع إِلَى فضلٍ وتمييز ومعرفةٍ بطرِيق الْقَوْم وَفِيه ظرفٌ حسَن الْأَخْلَاق متودِّداً سليمَ الْجَانِب كَانَ أسندَ منَ بَقي من أهل خَراسان وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ وَظهر بِهِ صَمَمٌ وَمَعَ ذَلِك يسمع إِذا رفع القارىء صوتَه توفّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة (هبة) 3 - (أَمِير الْعَرَب) هبةُ بنُ مانعٍ وَلما أُمسك هبة وأُودِعَ الاعتقال بقلعة حلب أَقَامَ بهَا قَلِيلا وهرب مِنْهَا ثمَّ إِنَّه أُمسك وَبلغ الْخَبَر إِلَى النَّاصِر صَاحب الشَّام فَقَالَ لرشيد الدّين

هبل

الفارقي اكتُب كتابا إِلَى نَائِب حلب بشنق هبة على القلعة فَكتب رشيد الدّين الفارقي بَيْتَيْنِ ودفعهما إِلَى النَّاصِر وهما (عُذري عَن القلعة الشهباءِ مُوضحةٌ ... لربّها زَاد ربّي فِي سعادته) (تعلَّمَت مِنهُ إطلاقَ الهباتِ بهَا ... فاُطلقَت هبة مِنْهَا كعادته) فَعَفَا السُّلْطَان عَنهُ وَأمر بسجنه ثمَّ أطلقهُ (هُبل) 3 - (ابْن هبَل الطَّبِيب) مهذب الدّين عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ وَولده شمس الدّين أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد (هُبَيْرَة) 3 - (هُبيرة التمّار المقرىء) هُبَيْرَة بن مُحَمَّد التمّار المقرىء الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ على أبي عمر حَفْص بن سُلَيْمَان الْأَسدي صَاحب عَاصِم بن أبي النجُود وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَليّ حَسنون بن الْهَيْثَم الدُوَيري وروى عَنهُ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عَليّ الخزّاز 3 - (الثَّقَفِيّ الصَّحَابِيّ) هُبَيْرَة بن شبِل العجلان بن عتاب الثَّقَفِيّ هُوَ أوّل من صلّى جمَاعَة بِمَكَّة بعد الْفَتْح أمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك وَكَانَ إِسْلَامه بالحُديبية واستخلفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَكَّة إِذْ سَار إِلَى الطَّائِف قَالَه الطَّبَرِيّ 3 - (العامري الصَّحَابِيّ) هُبَيْرَة بن المفاضة العامري بعث إِلَى بني سُليم يَأْمُرهُم بالثبوت على الْإِسْلَام حِين ارتدَّت العربُ قَالَه وثيمة 3 - (الشِّبامي) هُبَيْرَة بن يريم الشّبامي وَيُقَال الخارقي روى عَن عَليّ وَطَلْحَة وَتُوفِّي سنة ستّ وستّين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الأربعةُ 3 - (هُبَيْرَة بن النُّعْمَان) هُبَيْرَة بن النُّعْمَان بن قيس بن مَالك بن مُعَاوِيَة بن سعنَة يُقَال لَهُ الغفّار كَانَ شريفاً شهد صفّين مَعَ عَليّ بن أبي طالبٍ رَضِي الله عَنهُ وَاسْتَعْملهُ على الْمَدَائِن

الألقاب

(الألقاب) الْوَزير عون الدّين بن هُبَيْرَة اسْمه يحيى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ وَابْنه مُحَمَّد بن يحيى) وأخو الْوَزير الْمَذْكُور مكي بن مُحَمَّد وَابْن هُبَيْرَة النَّسَفِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ وَابْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ اسْمه يزِيد بن عمر (هجمية) 3 - (أم الدرْداء الصُغرى) هُجمية أم الدّرداء الصُغرى الحِميَرية رَوَت عَن زَوجهَا أبي الدرداءِ وقرأت عَلَيْهِ الْقُرْآن وروت عَن سلمَان الْفَارِسِي وَكَعب بن عَاصِم الْأَشْعَرِيّ وَعَائِشَة وَأبي هُرَيْرَة وَكَانَت عَالِمَة زاهدةً كبيرةَ الْقدر وأمّ الدَّرْدَاء الْكُبْرَى خَيرَةُ بنتُ أبي حَدردٍ صحابيَّة وَكَانَ لهَذِهِ الصُّغْرَى حُرمةٌ وجلالة عَجِيبَة وَتوفيت فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهَا الْجَمَاعَة (هدبة) 3 - (هُدبة بن خشرم القُضاعي الْأَسْلَمِيّ) هُدبة بن خَشرَم بن كرزٍ القُضاعي ثمَّ الْأَسْلَمِيّ كالن شَاعِرًا فصيحاً وَهُوَ راوية الحُطَيئة والحُطيئة راوية كَعْب بن زهيرٍ وَكَانَ جَميل راوية هُدبة وَكثير راوية جميل وَكَانَ بَين هدبة وَبَين زِيَادَة بن زيدٍ مُلاحاة وأَهاجٍ وَزَاد ذَلِك إِلَى أَن قَتَل هدبة زِيَادَة ثمَّ هرب وَذَلِكَ فِي عهد مُعَاوِيَة فانفد سعيد بن الْعَاصِ إِلَى عمّ هُدبة وَأَهله فحبسهم فَلَمَّا بلغ ذَلِك هدبة أقبل حَتَّى خلّصهم وَأمكن من نَفسه وَلم يزل مَحْبُوسًا حتّى شخصَ عبد الرَّحْمَن أَخُو الْمَقْتُول إِلَى مُعَاوِيَة فأورد كتابا إِلَى سعيد بن الْعَاصِ بِأَن يُقيَّد مِنْهُ إِذا قَامَت الْبَيِّنَة فأقامها فمشت بَنو عُذرَةَ إِلَى عبد الرَّحْمَن فَسَأَلُوهُ قَبول الدِّية فَامْتنعَ وَقَالَ (أنحتُم علينا كَلكَلَ الحربِ مرّةً ... فَنحْن مُنِيخُوها عَلَيْكُم بكلكَلِ) (فَلَا يَدعُني قومِي لزيد بن مالكٍ ... لَئِن لم أُعجِّل ضَرْبَة أَو أُعجَّل) (أبَعدَ الَّذِي بالنعفِ نعف كُوَيكبٍ ... رَهينة رَمسٍ ذِي تُرَاب وجندل)

(أُذَكِّرُ بالبُقيا على مَا أصابني ... وبُقيايَ أَنِّي جاهدٌ غير مُؤتَل) وَقيل بل أحضرهم مُعَاوِيَة فَلَمَّا صَارُوا بَين يَدَيْهِ قَالَ يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ أَشْكُو إِلَيْك مظلمتي وقَتل أخي وترويع نسوتي فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة يَا هدبة قُل قَالَ إِن شئتَ قَصَّينا كلَاما أَو شعرًا قَالَ لَا بَل شعرًا فارتجل هدبة) (أَلا يَا لقومي لِلنَّوائب والدهرِ ... وللمرء يُردِي نفسَه وَهُوَ لَا يَدري) (وللأرض كم من صالحٍ قد تلأَمت ... عَلَيْهِ فوارثه بلمّاعةٍ قَفر) (فَلَا يَتَّقِي ذَا هيبةٍ لجلالِهِ ... وَلَا ذَا ضِياعٍ هنّ يُتركنَ للفَقر) (رَمينا فرامَينا قصادف رَميُنا ... مَنايا رِجالٍ فِي كتابٍ وَفِي قَدر) (وَأَنت أَمِير الْمُؤمنِينَ فمالنا ... وراءَك من مَغدىً وَلَا عَنْك من قَصر) (فَإِن تَك عَن أَمْوَالنَا لم نَضِق بهَا ... ذِرَاعا وَإِن صبرا فنصيبِرُ للصبر) فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة قد أقرَرتَ بقتل صَاحبهمْ ثمَّ قَالَ لعبد الرَّحْمَن هَل لزِيَادَة ولدٌ قَالَ نعم المُسوَّر وَهُوَ غلامٌ حفرٌ وَأَنا عَمه وَلِيُّ دم أَبِيه فَقَالَ المُسوَّر أحقّ بِدَم أَبِيه وردّه إِلَى الْمَدِينَة فحُبس ثَلَاث سِنِين حَتَّى بلغ المُسوَّر فَقَالَت أمّ هُدبة لما شخص إِلَى الْمَدِينَة ليُحبس (أيا إخوتي أهل الْمَدِينَة أكرِموا ... أسيرَكُمُ إنّ الأسيرَ كريمُ) (فَرُبَّ كريمٍ قد قراه وضافه ... ورُبَّ أُمورٍ كلّهن عَظيم) (عَصا حبلُها يَوْمًا عَلَيْهِ مراسه ... من الْقَوْم عيابٌ أشمّ حَلِيم) وَلما مضى هُدبة من السجْن ليُقتل الْتفت إِلَى امْرَأَته وَكَانَت من أجمل النِّسَاء فَقَالَ لَهَا (أَقِلّي عليّ اللوم يَا أمَّ بوزعَا ... وَلَا تَعجَبِي ممّا أصَاب فأوجَعا) (وَلَا تَنكَحي إِن فرّق الدهرُ بَيْننَا ... أغمّ القَفا وَالْوَجْه لَيْسَ بأنزَعَا) (ضَروبَا بلحيَتِه على عَظم زَوره ... إِذا الْقَوْم هشُّوا للفَعال تقنَّعا) (كليلاً سِوَى مَا كَانَ من حَدِّ ضِرسِه ... أُلَيبِيدُ مبطان العَشيات أَروعا) (وكُوني حَبِيسًا أَو لأروَعَ ماجدٍ ... إِذا ضنّ أعساسُ الرِّجَال تبرّعا) (وحُلّي بِذِي أُكرومةٍ وحَميَّةٍ ... وصبراً إِذا مَا الدَّهْر عضّ فاَسرعا) فمالت زَوجته إِلَى جزّارٍ فَأخذت شَفرته فجدعَت أنفها وشفتَيها وجائته وَهِي تدمى فَقَالَت أتخاف أَن يكون بعْدهَا نِكاحٌ فرسف هدبة فِي قسيوده وَقَالَ الْآن طَابَ الْمَوْت ثمَّ الْتفت فَرَأى أبوَيه يتوقّعان الثكل فَقَالَ لَهما

الثوباني البصري

(أبلياني اليومَ صَبراً مِنْكُمَا ... إنّ حُزناً إِن بَدا بادىء شَرّ) (لَا أرى ذَا الْيَوْم إلاّ هيّناً ... إنّ بعد الْمَوْت دَار المستَقَرِّ) (اصبِرا اليومَ فَإِنِّي صابرٌ ... كلُّ حيٍّ لقضاءٍ وقَدَر) ) ثمَّ الْتفت إِلَى أَهله فَقَالَ بَلغنِي أَن الْقَتِيل يعقِل سَاعَة بعد سُقُوط رَأسه فَإِن عقلتُ فَإِنِّي قَابض على رجليّ وباسِطُها ثَلَاثًا فَفعل ذَلِك حِين قتل وَقَالَ قبل أَن يُقتل (إِن تقتلوني فِي الْحَدِيد فإنني ... قتلتُ أَخَاكُم مُطلَقاً لم يُقَيَّدِ) فَقَالَ عبد الرَّحْمَن وَالله لَا أَقتلهُ إِلَّا مُطلقاً فَقَامَ غليه وَقد أُطلِق فهزّ السَّيْف وَقَالَ (قد علمَت نَفسِي وأنتَ تعلمه ... لأَقتلن اليومَ مَن لَا أرحَمهُ) ثمَّ قَتله وَقيل إِن المسوَّر الَّذِي قَتله وَقد ذكر هَذَا الْخَبَر بِطُولِهِ وَتَمَامه صَاحب الأغاني واختصرته أَنا وَهُوَ من أظرف الْأَخْبَار وأحسنِها وهدبة هَذَا هُوَ أوّل من أُقِيدَ مِنْهُ فِي الْإِسْلَام وَقَالَ وَاسع بن خَشرَم يرثي أَخَاهُ هدبة (يَا هُدب يَا خيرَ فِتيان الْعَشِيرَة مَن ... يُفجَع بمثلك فِي الدُّنْيَا فقد فُجِعا) (الله يعلم إِنِّي لَو خَشِيتُهمُ ... أَو أوجَسَ القلبُ من خوفٍ لَهُم جَزِعا) (لم يقتلوه وَلم أُسلِم أخي لهمُ ... حَتَّى نعيشَ جَمِيعًا أَو نموتَ مَعًا) وَقَالَ مصعبَ الزُبَيري كُنَّا بِالْمَدِينَةِ أهل البيوتات إِذا لم يكن عِنْد أَحَدنَا أَخْبَار هدبة وَزِيَادَة وأشعارهما ازدَرَيناه وَكُنَّا نرفع من قدر أخبارهما وأشعارهما ونعجب بهَا وَبعث هُدبة إِلَى عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا يَقُول لَهَا استغفري لي فَقَالَت إِن قُتِلتَ استغفرتُ لَك وَكَانَ لهُدبة ثَلَاثَة إخْوَة حَوط وواسع وسَيحان قَالَ الْمَدَائِنِي مرَّت كاهنة بِأم هدبة وَهُوَ وَإِخْوَته نِيامٌ بَين يَديهَا فَقَالَت يَا هَذِه إِن الَّذِي معي يُخْبِرنِي عَن نبيكِ هَؤُلَاءِ بأمرٍ قَالَت وَمَا هُوَ قَالَت أما هدبة وحَوط فيُقتلان صبرا وَأما الْوَاسِع وسَيحان فيموتان كمداً وَكَانَ كَذَلِك وَقَالَ صَاحب الأغاني إِن امْرَأَة هدبة تزوّجت بعده وجاءها ولدان 3 - (الثَوباني الْبَصْرِيّ) هُدبة بن خَالِد أَبُو خَالِد القَيسي الثوباني الْبَصْرِيّ يُقَال لَهُ هُداب روى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وبَقي بن مَخلَد وَجَمَاعَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَعَن ابْن مَعين ثقةٌ توفّي سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

هذيل

(هُذَيْل) 3 - (هُذَيل الْكُوفِي) هُذيل بن شُرَحبيل الأَودي الْكُوفِي روى عَن عَليّ وَابْن مَسْعُود وَسعد بن أبي وقّاص وَأبي مُوسى وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة (الألقاب) أَبُو الْهُذيْل العلاف المعتزلي اسْمه مُحَمَّد بن الْهُذيْل وَقيل أَحْمد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين فِي مَكَانَهُ الهرّاء النَّحْوِيّ مُعاذ بن مُسلم الهرّاسي جمَاعَة مِنْهُم الْخَوَارِزْمِيّ مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الهُرغي عبد الله بن محمدٍ (هرثمة) 3 - (هرثمة الْعَنْبَري أَخُو زُفَر الْحَنَفِيّ) هرثمة بن الهُذيل بن قيس الْعَنْبَري قَالَ حَمْزَة فِي تأريخ إصبهان وَكَانَ هرثمة أعرف النَّاس بالأنساب والأشعار وَعنهُ أَخذ حمَّاد الرِّوَايَة وَهُوَ أَخُو زُفر بن الهُذيل فَقِيه الْكُوفَة ومولد زُفَر بإصبهان وَكَانَ أَبوهُمَا الْهُذيْل قد خرج بإصبهان أيّام فتْنَة الْوَلِيد بن عبد الْملك وتغلّب عَلَيْهَا وقَيد والِيها من قبل المروانية وَهُوَ زيد بن الحُصَين بن شهَاب وَاسْتولى على إصبهان وَبَقِي بهَا سنتَيْن حَتَّى وردهَا عبد الله بن مُعَاوِيَة بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب فأزاحه عَنْهَا وَاسْتولى عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة (هرم) 3 - (هَرِم الرَبَعي الْبَصْرِيّ الصَّحَابِيّ) هَرِم بن حَيَّان العَبدي الربعِي الْبَصْرِيّ روى عَن عمر وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ ذكر خَليفَة عَن الْوَلِيد بن هِشَام عَن أَبِيه عَن جدّه قَالَ وجّه عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ هرم بن حيّان إِلَى قلعة بجُرة يُقَال لَهَا قلعة الشُّيُوخ فافتتحها عنْوَة وسبى أَهلهَا وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَقَالَ أَبُو عُبيد كَانَ الْأَمِير فِي

الأنصاري

وقْعَة صهاب هرم وَقَالَ غَيره بل كَانَ الحَكَم بن أبي الْعَاصِ 3 - (الْأنْصَارِيّ) هرم بن عبد الله الْأنْصَارِيّ هُوَ أحد البكائين الَّذين نَزَلَت فيهم تَولَّوا وأَعيُنُهُم تَفيضُ مِنَ الدَّمعِ 3 - (الصَّحَابِيّ) هرم بن قُطبَة الْفَزارِيّ دَعَا بن حُصينٍ إِلَى الثَّبَات على الْإِسْلَام يَوْم الردّة قَالَه وثيمة عَن ابْن إِسْحَاق 3 - (الصَّحَابِيّ) هرم بن عبد الله بن رفاعةَ شهد الخَنْدَق والمشاهد إلاّ تَبوك وَقيل هُوَ أحد البكّائين (هرماس) 3 - (أَبُو حُدَير الْبَاهِلِيّ) الهِرماس بن زيادٍ أَبُو حُديرٍ الْبَاهِلِيّ رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخطُب بِمُنى على نَاقَته وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ابْن هَرمة الشَّاعِر اسْمه إِبْرَاهِيم بن عَليّ (هريم) 3 - (البَجَلي الْكُوفِي) هُريم بن سُفْيَان البَجلِيّ الْكُوفِي أحد الْأَثْبَات توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة الْهَرَوِيّ الْكَاتِب الشَّافِعِي اسْمه الْفضل بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ أَبُو سَهل مُحَمَّد بن عَليّ الْهَرَوِيّ القَاضِي مُحَمَّد بن نصر (هُرَيْرَة) 3 - (هُرَيرة الصحابية) هُرَيْرَة بنت زَمعَة أُخْت سَودَة هِيَ زَوْجَة معبد بن وهبٍ العَبدي وَمِنْهُم من قَالَ هَوبَرة بواوٍ وباءٍ 3 - (الألقاب) أَبُو هُرَيْرَة اسْمه عبد الرَّحْمَن بن صَخرٍ

هزار

ابْن أبي هُرَيْرَة الشَّافِعِي اسْمه الْحسن بن الْحُسَيْن ابْن أبي هُرَيْرَة اسْمه أَحْمد بن سُلَيْمَان أَبُو هُرَيْرَة الْمُؤَذّن اسْمه وَاثِلَة بن الْأَسْقَع (هزار) 3 - (الْهَرَوِيّ المحدّث) هزار سبّ بن عَوَض بن حسن أَبُو الْخَيْر الهَرَوي الْمُفِيد المحدِّث نزيل بَغْدَاد أحد من عُنِيَ بِالْحَدِيثِ حصّل أصولاً كَثِيرَة وخطّه دقيقٌ مليحٌ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة 3 - (تَاج الْمُلُوك الْكرْدِي) هزار سبُ بن تنكير بن عياضٍ أَبُو كاليجار تَاج الْمُلُوك الكُردي توفّي مُنصَرفَه عَن بَاب السُّلْطَان من إصبهان إِلَى خوزستان بموضعٍ يعرف بفرنده حادي عشْرين شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ قد تكبّر وتجبّر وتسلّط وتفرعن وتزوّج بأخت السُّلْطَان وَأَخذهَا مَعَه فِي هَذَا الْوَقْت فَلَمَّا ضعف وَمَات عَادَتْ إِلَى الريّ لِأَنَّهُ مرض بعلّة الذَرَب قَالَ مُحَمَّد بن الصابىء قَامَ فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَلفَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة مجْلِس قلت لعلّ هَذَا القَدر كَانَ فِي مُدَّة الْمَرَض (هِشَام) 3 - (هِشَام بن إِبْرَاهِيم الكَرنبائي) هِشَام بن إِبْرَاهِيم الكَرنَبائي الْأنْصَارِيّ أَبُو عَليّ جالسَ الْأَصْمَعِي وأضرابَه وَكَانَ عَالما بأيام الْعَرَب ولغاتها وَكَانَ يُعَارض عبد الصَّمد بن المعذَّل ويهاجيه وروى عَنهُ أَبُو خَليفَة الْفضل بن الْحباب كتاب الحَشَرات كتاب الوحوش كتاب خلق الْخَيل كتاب النَّبَات وَفِيه يَقُول عبد الصَّمد بن المعذّل يهجوه (وَلم تَرَ أبلغَ من ناطقٍ ... أَتَتْهُ البلاغةُ من كَرنُبا) 3 - (أَبُو الْوَلِيد الوقّشي) هِشَام بن أَحْمد بن خَالِد بن سعيد أَبُو الْوَلِيد الكِناني الطُلَيطُلي ويُعرف بالوَقَّشِي بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الْقَاف وَبعدهَا شين مُعْجمَة ووَقّش قَرْيَة على اثْنَي عَشَرَ ميلًا من طُلَيطُلة أَخذ الْعلم عَن أبي عمر الطَلَمَنكي وَجَمَاعَة وَكَانَ عَالما بالنحو واللغة ومعاني الشّعْر والعَروض وصناعة البلاغة وَكَانَ شَاعِرًا بليغاً حَافِظًا للسُّنَن وَأَسْمَاء

ابن العواد القرطبي

الرِّجَال بَصيرًا بالاعتقادات وأصول الْفِقْه وَاقِفًا على كثير من فتاوِي فُقَهَاء الْأَمْصَار نَافِذا فِي عُلُوم الشُّرُوط والفرائض محقّقا فِي الْحساب والهندسة مُشرِفاً على آراء الْحُكَمَاء حَسَنَ النَّقد للْمَذْهَب وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو) محمدٍ الرُّيُوالي يَقُول فِيهِ (وَكَانَ من الْعُلُوم بِحَيْثُ يُقضَى ... لَهُ فِي كلّ عِلمٍ بالجميعِ) توفّي رَحمَه الله فِي جُمادى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره فِي غُلَام خَصيٍّ مليح (وفارِهٍ يحمِله فارهٌ ... مَرَّبنا معتقلاً صَعده) (سِنانها منتِخلٌ لَحظَهُ ... وقدُّها منتحلٌ قَدَه) (قلت لنَفْسي حِين مُدَّت لَهَا الآ ... مالُ والآمال ممتدَّه) (لَا تطمعي فِيهِ كَمَا الشعرُ لَا ... يطْمع فِي تسويدِهِ خَدَّه) وَمِنْه (عجبا للمُدام مَاذَا استفادَت ... من سَجايا مُعذِّبي وصفاتِه) (طِيبَ أنفاسِه وطَعم ثَنايا ... هُـ وسكر العُقول من لَحَظاته) (وَهِي من بعدِ ذَا عليّ حرامٌ ... مثل تحريمِه جَنَى رشَفاته) 3 - (ابْن العوّاد القُرطُبي) هِشَام بن أَحْمد بن سعيد أَبُو الْوَلِيد الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بِابْن العوّاد كَانَ من جِلّة الأئمّة وأعيان المُفتين بقُرطُبة مقدَّماً فِي الرَّأْي وَالْمذهب طُلِب للْقَضَاء فَامْتنعَ وتفقه عَلَيْهِ خَلقٌ كثير وَتُوفِّي سنة تسع وَخَمْسمِائة 3 - (أَمِير الْمَدِينَة) هِشَام بن إِسْمَاعِيل بن هِشَام بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة حَمو عبد الْملك بن مَرْوَان وأميره على الْمَدِينَة وَهُوَ الَّذِي ضرب سعيدَ بنَ المُسيَّب لمّا امْتنع من الْبيعَة للوليد توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (العابد العطّار) هِشَام بن إِسْمَاعِيل بن يحيى الدِّمَشْقِي العطّار العابد قَالَ النَّسَائِيّ ثقةٌ وَقَالَ العِجلي صَاحب سنّة توفّي سنة سبع عشرةَ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ

الطليطلي

3 - (الطُلَيطُلي) هِشَام بن حُبَيش من أهل طليطلة كَانَ صَاحب رأى ومسائل رَحل وَسمع من الْقَاسِم وأشهبَ) بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ من أهل الفُتيا والأسماع بَصيرًا بالإعراب قَالَ ابْن الفرضي ذكره ابْن حارثٍ 3 - (الصَّحَابِيّ) هِشَام بن أبي حُذيفة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عَمْرو بن مخزومٍ الْقرشِي المَخْزُومِي كَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة فِي قَول ابْن إِسْحَاق والواقدي كَانَ يَقُول هَاشم بن أبي حُذيفة وَيَقُول هِشَام وَهمٌ ممّن قَالَه وَلم يذكرهُ مُوسَى بن عقبَة وَلَا أَبُو معشر فِي من هَاجر إِلَى ارْض الْحَبَشَة 3 - (القُردُوسي) هِشَام بن حسّان القردوسي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ وَقيل إنّه صَرِيح النّسَب كَانَ أعلم النَّاس بِحَدِيث الْحسن وَله أوهامٌ لَا تُخرِجه عَن الِاحْتِجَاج بِهِ توفّي سنة سبعٍ وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (رَئِيس الهشاميّة) هِشَام بن الحكم الْكُوفِي الرافضي رَئِيس الطَّائِفَة الهشاميّة كَانَ حَزّازاً وَكَانَ ضالاًّ مشبّهاً توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمائتين والهشاميّة فرقتان فرقةٌ تُنسَب إِلَى هِشَام هَذَا وفِرقة تُنسب إِلَى هِشَام بن سَالم الجواليقي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى وفِرقة أُخْرَى هشاميّة تنْسب إِلَى هِشَام بن عَمْرو الفُوطي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى إلاّ أنّ هَذِه الْفرْقَة من فرق الْمُعْتَزلَة فهم بمعزلٍ عَن هَاتين الْفرْقَتَيْنِ فأمّا هِشَام بن الحكم فَإِنَّهُ زعم أَن ربَّه تَعَالَى الله عَن قَوْله عُلوًّا كَبِيرا ذُو حدٍّ ونهايةٍ عريضٌ طويلٌ عميقٌ وَطوله مثل عَرضه وَعرضه مثل عمقه وَأَنه نورٌ ساطعٌ يتلألأ كالسبيكة الصافية وَأَنه ذُو لون وطَعم ورائحة وأنّ لَونه هُوَ طعمه طَعمه هُوَ رِيحه وَلم يُثبت لوناً وطَعماً وريحاً عَن نَفسه وَقَالَ كَانَ الله وَلَا مَكَان ثمَّ تحرّك فَحدث مَكَانَهُ بحركته ومكانه هُوَ الْعَرْش وَحكى بعض المتكلّمين عَن هِشَام هَذَا أَنه قَالَ فِي معبوده إِنَّه سَبْعَة أشبارٍ بشِبر نفسَه وقاسَه على الْإِنْسَان فإنّ الْغَالِب على الْإِنْسَان أَن يكون سبعةَ أشبارٍ بشبرِ نفسِه وَحكى أَبُو الْهُذيْل العلاّف المعتزلي قَالَ لقيتُ هشامَ بنَ الحكمِ بمكّة عِنْد جَبل أبي قُيَيس فَسَأَلته أيّما أكبر معبوده أَو جبل أبي قبيس فَأَشَارَ إِلَى أَن الْجَبَل يُوفي على الله تَعَالَى الله عزّ وجلّ علوًّا كَبِيرا وَحكى الجاحظ فِي بعض كتبه عَن هِشَام أَنه قَالَ إنّ الله سُبحانه وَتَعَالَى إِنَّمَا يعلم مَا تَحت الثرى بالشّعاع

المؤيد الأموي

الْمُنْفَصِل مِنْهُ الذَّاهِب فِي عُمق) الأَرْض وَذكر أَبُو عِيسَى الوَرَّاق أَن بعض أَصْحَاب هِشَام قَالَ إِن الله تَعَالَى مُماسٌّ لِعرشه لَا يفضُل عَن عَرْشه وَلَا ينقُص تَنَزَّهَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَن ذَلِك وتقدّس وَحكى عَنهُ مقالات شنيعة يَكْفِي إِحْدَاهَا فِي تكفيره وتضليله وكفَّرته الإماميّةُ بتجويزه الْمعْصِيَة على الْأَنْبِيَاء وَعدم تَجْوِيز الْمعْصِيَة على الإِمَام حَتَّى قَالَ عصى مُحَمَّد ربَّه فِي أَخذه الْفِدَاء من أُسَارَى بَدرٍ ثمَّ عَفا عَنهُ وَفرق بَين الْأَنْبِيَاء وَالْإِمَام بِأَن قَالَ النَّبِي إِذا عصى أَتَى عَلَيْهِ وحيٌّ عرّفه الْمعْصِيَة والإمامُ لَا يَأْتِيهِ وَحي فَلهَذَا جَازَت المعصيةُ على الْأَنْبِيَاء دون الإِمَام 3 - (الْمُؤَيد الأُموي) هِشَام بن الحكم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان الاُموي المؤيَّد وسمّى أَمِير الْمُؤمنِينَ صاحبَ الأندلس تولّى بُكرة يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس خلّون من صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة ومولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة وأمّه صُبح جَارِيَة أم ولدٍ كَانَ قد ربّاها صِهر مُحَمَّد بن أبي عَامر وَكَانَت تعرفه ويعرفها فَمن هُنَا كَانَ ابْن أبي عَامر وَكيلا لابنها الْمُؤَيد هِشَام لحَدِيث يطول ذكره وَتَوَلَّى الحجوبيَّة لَهُ ثمَّ وثب على الْملك وأكفأهُ كَمَا يكفأ الْإِنَاء وَكَانَ الْمُؤَيد قدِعاً طاهرَ الثَّوْب متنزِّهاً عَن الرِيَب وَكَانَت فِيهِ غَفلَة وَصِحَّة مَذْهَب قَالَ ابْن حزم فِي كتاب الْملَل والنِّحَل أُنذِرنا الجَفَلى لحضور دَفن الْمُؤَيد هِشَام بن الحكم الْمُسْتَنْصر فرأيتُ أَنا وغيري نعشا وَفِيه شخصٌ مكفّنٌ وَقد شَاهد غسلَه رجلَانِ شَيْخَانِ جليلان حكمان من حكّام الْمُسلمين من عدُول الْقُضَاة فِي بَيت وخارج الْبَيْت أبي رَحمَه الله وَجَمَاعَة عُظَمَاء الْبَلَد ثمَّ صلّينا عَلَيْهِ فِي أُلُوف من النَّاس ثمَّ لم يليث الاشهوراً نَحْو التِّسْعَة حَتَّى ظهر حَيا وبويع بالخلافة ودخلتُ إِلَيْهِ أَنا وغيري وجلستُ بَين يَدَيْهِ وَبَقِي كَذَلِك ثَلَاثَة أَعْوَام غير شَهْرَيْن وأيّام حَتَّى لقد أدّى ذَلِك إِلَى تشويش جمَاعَة لَهُم عقول فِي ظَاهر الْأَمر إِلَى أَن ادَّعَوا حَيَاته إِلَى الْآن وَزَاد الْأَمر حَتَّى أظهرُوا بعد ثَلَاث وَعشْرين سنة من مَوته على الْحَقِيقَة إنْسَانا قَالُوا هُوَ هَذَا وسُفِكت بذلك الدِّمَاء وهُتِكت الأستار وأُخليت الديار وأُثيرت الْفِتَن انْتهى وَقَالَ صَاحب الرَيعان وَالريحَان فلمّا شَعرت الْعَامَّة بذلك يَعْنِي موت عبد الْملك بن الْحَاجِب مُحَمَّد بن أبي عَامر المسمَّى بالمنصور لأنّ أَخَاهُ عبد الرَّحْمَن سمّه فِي نصف تفاحةٍ كَمَا تقدم فِي تَرْجَمَة عبد الْملك الْمَذْكُور قَالَ وَثَبت الْعَامَّة على عبد الرَّحْمَن فَقتله) وثارت الْفِتَن بقرطبة الزَّانِيَة وَإِنَّمَا

الأسدي الصحابي

الزَّانِيَة لِأَنَّهَا لَا تصبر على واحدٍ وَقَامَ مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن النَّاصِر على العامرييّن ثمَّ قَامَ عَلَيْهِ سُلَيْمَان المستعين بن الحكم الملقب بالمهدي خنقاً وَدفن ونبش أَربع مرارٍ ذكر ذَلِك ابْن حَيَّان ثمَّ قَامَ عبد الرَّحْمَن المستظهر ثمَّ الْمُعْتَمد وَذَلِكَ كُله حول عَام أَرْبَعمِائَة فِي الْعشْر الَّتِي بعْدهَا وثار كلُّ والٍ فِي مَكَانَهُ وَظهر الْقَاسِم بن حمّود يزْعم أَنه من ولد فاطمةَ رَضِي الله عَنْهَا فثار على المستعين وادّعى أَنه عَهِد إِلَيْهِ هِشَام الْمُؤَيد 3 - (الْأَسدي الصَّحَابِيّ) هِشَام بن حَكيم بن حزَام بن خُويلِد بن اسد بن عبد العُزَّى الْقرشِي الْأَسدي أسلم يَوْم الْفَتْح وَمَات قبل أَبِيه فِي حُدُود الْأَرْبَعين لِلْهِجْرَةِ وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة وخيارهم يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ ويَنهَى عَن الْمُنكر وَهُوَ الَّذِي صارع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصرعه وَذكر مَالك أنّ عمر بن الْخطاب رَضِيَ الله عَنهُ كَانَ يَقُول إِذا بلغه أمرٌ يُنكِره أما مَا بقيتُ أَنا وَهِشَام بن حَكيِم فَلَا يكون ذَلِك وَقَالَ مَالك كَانَ هِشَام كالسائح لم يتّخِذ أَهلا وَلَا ولدا وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ 3 - (الْأَزْرَق الدِّمَشْقِي) هِشَام بن خَالِد الدِّمَشْقِي الْأَزْرَق روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجةَ وبَقِيّ بن مَخلدَ وَأَبُو زُرعة الرَّازِيّ وَغَيرهم وَتوفى سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (حفيد أنس) هِشَام بن زيد بن أنس بن مَالك روى عَن جدّه قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلّهم 3 - (رَأس الرافضة) هِشَام بن سالمٍ رَأس الْفرْقَة الهشامية من الرافضة الَّذين تقدم ذكرهم فِي تَرْجَمَة هِشَام بن الحكم كَانَ هشامٌ هَذَا مَعَ رَفضهِ مُفرِطاً فِي التجسيم والتشبيه لِأَنَّهُ زعم أنّ ربَّه على صُورَة الْإِنْسَان لكنّه قَالَ لَيْسَ بلحمٍ وَلَا دَمٍ بل نورٌ سَاطِع وَأَنه ذُو حواسٍّ كحواسّ الْإِنْسَان 3 - (الدّستُوائي) هِشَام بن سَنبَر أبي عبد الله الدَستوائي الْبَصْرِيّ صَاحب البزّ والدستَواء قَرْيَة من أَعمال) الأهواز ولد فِي حَيَاة الصَّحَابَة الصغار وَكَانَ من كبار الحفّاظ كَانَ يَقُول إِذا فقدتُ السِّراج ذكرتُ ظلمةَ الْقَبْر وَمَا زَالَ يبكي حَتَّى فَسدتْ عَيناهُ وَله مَنَاقِب

أخو عمرو بن العاص هشام بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم القرشي السهمي أخو عمرو

جمّة لكنّه رُمِي بالقَدَر قَالَ ابْن سعد حجةٌ ثِقَة إِلَّا أَنه رُمِيَ بِالْقدرِ توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 3 - (أَخُو عَمْرو بن الْعَاصِ هِشَام بن وَائِل بن هِشَام بن سعيد بن سهم الْقرشِي السَّهمي أَخُو عَمرو) بن الْعَاصِ كَانَ قديم الْإِسْلَام أسلم بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ قدم مكةَ حِين بلغه مهَاجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فحبسه أَبوهُ وقومُه بِمَكَّة حَتَّى قدِم بعد الخندَق على رَسُول الله وَكَانَ أَصْغَر سِناً من أَخِيه عمرِو بن الْعَاصِ وَكَانَ فَاضلا خيرا سُئِل عَمْرو بن الْعَاصِ من أفضل أَنْت أَو أَخُوك هِشَام فَقَالَ أحدّثكم عنّي وَعنهُ أمّه بنت هِشَام بن الْمُغيرَة وَأمي سَبية وَكَانَ أحبَّ إِلَى أَبِيه منّي وتعرفون فراسة الْوَالِد فِي وَلَده واستبَقنا إِلَى الله فَسَبَقَنِي أمسك على السُّرَّة حَتَّى تطهّرت وتخبّطت وأمسكتُ عَلَيْهِ حَتَّى فعل ذَلِك ثمَّ عرَضنا أَنْفُسنَا على الله فَقبله وَتَرَكَنِي وقُتل هِشَام يَوْم أجنادين فِي خلَافَة أبي بكر سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ وَقيل إِنَّه استُشهد يَوْم اليرموك ضرب رجلا من غسّان فأبدى سحره قكرّت غَسَّان على هِشَام فضربوه بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى قَتَلُوهُ ووطئته الْخَيل حَتَّى كرّ عَمْرو فَجمع لَحْمه فدفنه وَقَالَ خَالِد بن مَعدان لما انْهَزَمت الرّوم يَوْم أجنادين انتهَوا إِلَى موضعٍ لَا يعبره إلاّ إنسانٌ إنسانٌ فَجعلت الرّوم تقَاتل عَلَيْهِ وَقد تقدموه وعبروه فَتقدم هِشَام بن الْعَاصِ فَقَاتلهُمْ حَتَّى قُتِل فَوَقع على تِلْكَ الثلمة فسدّها فَلَمَّا انْتهى الْمُسلمُونَ إِلَيْهَا هابوه أَن يُوطِئوه الْخَيل فَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ أَيهَا النَّاس إِن الله قد استشَهَدَه وَرفع درجتَه وَإِنَّمَا هُوَ جُثّة فأوطئوه الْخَيل ثمَّ أوطأه هُوَ وَتَابعه النَّاس حَتَّى قطعوه فلمّا انْتَهَت الْهَزِيمَة وَرجع الْمُسلمُونَ إِلَى الْعَسْكَر كرّ عَلَيْهِ عمرٌو فَجعل يجمع لَحْمه وعظامه وأعضائه وَحمله فِي نطعٍ وواراه وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أبنا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ هِشَام وَعَمْرو رَوَاهُ مُحَمَّد بن عمرٍو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة 3 - (المَخْزُومِي الصَّحَابِيّ) هِشَام بن الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مخزومٍ الْقرشِي المَخْزُومِي هُوَ الَّذِي جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح فكشف عَن ظَهره وَوضع يَده على خَاتم النُّبُوَّة فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده فأزالها ثمَّ ضرب فِي صَدره ثَلَاثًا) وَقَالَ اللهمّ أذهب عَنهُ الغِل والحسد ثَلَاثًا وَكَانَ الأوقص وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن هِشَام بن يحيى بن هِشَام بن الْعَاصِ يَقُول نَحن أقلُّ أصحابِنا حسداً وقُتِل الْعَاصِ بن هِشَام أَبوهُ يَوْم بدرٍ كَافِرًا قَتلع عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ خالَه

الأنصاري الصحابي

3 - (الْأنْصَارِيّ الصَّحَابِيّ) هِشَام بن عَامر بن أميّة الحسحاس بن مَالك بن عَامر غنم بن عدي بن النجار الْأنْصَارِيّ كَانَ يسمّى فِي الْجَاهِلِيَّة شهاباً فغيّر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسمَه فسمّاه هشاماً واستُشهد أَبوهُ عَامر يَوْم أحد وَسكن هِشَام الْبَصْرَة وَمَات بهَا فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ) هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم بن الْعَاصِ بن أُميَّة أَبُو الْوَلِيد أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأمَوِي كَانَ يلقَّب السرّاق والمتفلت لِأَنَّهُ قطع عَطاء أهل الْمَدِينَة سنتَيْن ثمَّ أَعْطَاهُم قبل مَوته عَطاء وَاحِدًا فَسَموهُ المتفلت أمه أم هَاشم فَاطِمَة بنت هِشَام بن إِسْمَاعِيل بن هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم وَكَانَ أَبيض أَحول مسمَّناً طَويلا اكشفَ يخضِب بِالسَّوَادِ مولده سنة قُتل ابْن الزُّبير سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وَتُوفِّي بالرُّصافة من أَرض قنَّسرين لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لسِتّ خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة وَله إِحْدَى وَسِتُّونَ سنة وَقيل ثَلَاث وَخَمْسُونَ سنة وَشهر وَصلى عَلَيْهِ ابْنه مسلمة بن هِشَام وبويع لَهُ لخمسٍ بَقينَ من شعْبَان سنة خمس وَمِائَة وَيُقَال بعد موت أَخِيه يزِيد بِخَمْسَة أَيَّام وبعهدٍ من أَخِيه مستهلّ شهر رَمَضَان بالرصافة وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن ثَلَاث وَأَرْبَعين سنة وَكَانَت أَيَّامه تسع عشرَة سنة سَبْعَة أشهر وَهُوَ الَّذِي قتل زيد بن عَليّ بِالْكُوفَةِ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة وكاتبه سَالم مولى سعيد بن عبد الْملك وحاجبه غَالب بن مَسْعُود مَوْلَاهُ وَيُقَال غَالب بن مَنْصُور ونقشُ خاتمِه الحكمُ للحَكَم الحَكيم وَكَانَت دَاره عِنْد بَاب الخوّاصين الَّتِي بَعْضهَا الْآن الْمدرسَة النورية قَالَ مُصعب بن الزبير زَعَمُوا أَن عبد الْملك رأى فِي مَنَامه أَنه بَال فِي الْمِحْرَاب ارْبَعْ مَرَّات فدسّ من سَأَلَ سعيد بن المسيَّب وَكَانَ يعبر الرُّؤْيَا وعظمت على عبد الْملك فَقَالَ سعيد بن الْمسيب يملِك من وَلَده لصُلبه أربعةٌ فَكَانَ آخِرهم هِشَام وَكَانَ يجمع المَال ويوصَف بالحرص وببخل وَكَانَ حازماً عَاقِلا صَاحب سياسة حَسَنَة قَالَ أَبُو عُمير بن النحالي حدّثني أبي قَالَ كَانَ لَا يدْخل) بَيت مَال هِشَام مالٌ حَتَّى يشْهد أَرْبَعُونَ قسّامةً لقد أَخذ من حقِّه وَلَقَد أُعطي لكل ذِي حقٍّ حقّه وَقيل إِنَّه مَا كَانَ أحدٌ من الْخُلَفَاء أكرهَ إِلَيْهِ الدِّمَاء وَلَا أشدَّ عَلَيْهِ من هشامٍ لقد دخله من مقتل زيد بن عَليّ وَيحيى بن زيد أمرٌ شَدِيد وَلَقَد ثقُل عَلَيْهِ خُرُوج زيد فَمَا كَانَ شَيْء حَتَّى أُتي إِلَيْهِ بِرَأْسِهِ وصُلِب بدنه بِالْكُوفَةِ قَالَ الْوَاقِدِيّ فَلَمَّا ظهر بَنو الْعَبَّاس عَمَد عبد الله بن عَليّ فنبش هشاماً من قَبره وصلبه وَكَانَ هِشَام رجل بني أُميَّة حزماً ورأياً وتثبُتاً وَلما أَتَتْهُ الْخلَافَة سجد لله شُكراً وَرفع رَأسه فَوجدَ

ابن الصابوني القرطبي

الأبرشَ الْكَلْبِيّ مَعَه فَقَالَ مَالك لم تسْجد معي فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ رأيتُك قد رُفعتَ إِلَى السَّمَاء وَأَنا مُخلِدٌ إِلَى الأَرْض فَقَالَ أَرَيتُكَ إِن رَفعتُك معي أتسجد قَالَ الْآن طَابَ السُّجُود وَسجد فَأمر لَهُ بِالْإِحْسَانِ الْكثير وَأَن يكون جليسه طول مدَّته وَعُوتِبَ فِي شَأْنه وَقيل لَهُ مَا تجَالس من هَذَا الأبرشَ فَقَالَ حَظّي مِنْهُ عقله لَا وَجهه وَجمع من الْأَمْوَال مَا لم يجمعه خَليفَة قبله فَلَمَّا مَاتَ احتاط الْوَلِيد على كلّ مَا تَركه فَمَا غُسِّل وَلَا كُفِّن إلاّ بالقَرض وَالْعَارِية وَالْمَشْهُور عَنهُ أَنه لَيْسَ لَهُ من الشّعْر سوى هَذَا الْبَيْت (إِذا أَنْت لم تعصِ الْهوى قادَكَ الْهوى ... إِلَى كلّ مَا فِيهِ عَلَيْك مَقالُ) وَنسب إِلَيْهِ ابْن المعتزّ أَيْضا (ابلِغ أَبَا مروانَ عنّي رِسَالَة ... فَمَاذَا بعَيبٍ من وفاءٍ وَمن صَبرِ) (وَنحن كَفيناك الأُمورَ كَمَا كفى ... أَبوك أَبَانَا الأمرَ فِي سالف الدَّهر) وَعزا إِلَيْهِ أَيْضا (ابلغ أَبَا وهبٍ مَا لقِيتهُ ... فَإنَّك شرُّ النَّاس غيباً لصاحبِ) (تبدّى لَهُ بِشرا إِذا مَا لقِيتَه ... وتَلسَعُه بالغَيب لَسعَ العقارب) قيل وَمن بُخله أنّه رأى بعض أَوْلَاده وبثوبه خَرق فَقَالَ لَهُ عزمتُ عَلَيْك إلاّ مَا رفأتَه وتمثل بقول الْقَائِل (قليلُ المالِ تُصلِحه فيَبقى ... وَلَا يبْقى الكثيرُ مَعَ الْفساد) 3 - (ابْن الصَّابُونِي القُرطُبي) هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْوَلِيد ابْن الصَّابُونِي القُرطبي لَهُ كتاب فِي تَفْسِير البخاريّ على حُرُوف المعجم كثير الْفَائِدَة توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (صَاحب الأندلس) ) هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة تقدم تَمام نسبه فِي ذكر عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة وَالِده فِي حرف الْعين بُويع لَهُ بعد سِتَّة أيّام من وَفَاة أَبِيه سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وَتُوفِّي فِي صفر سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة فَكَانَت خِلَافَته سبع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ ابْن تسع وَثَلَاثِينَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام وَدفن فِي الْقصر وَصلى عَلَيْهِ ابْنه الحكم الْمَذْكُور فِي حرف الْحَاء وعدَّه مُلُوك الأندلس من بني أُميَّة أَرْبَعَة عشر

صاحب الخضراء

على عدد أسلافهم وَمُدَّة ملكهم مِائَتَان وَثَمَانُونَ سنة فأولهم عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة وَالِد هِشَام هَذَا أَقَامَ فِي الْأَمر ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة ثمَّ وَلِيَ ابْنه هِشَام هَذَا وَكَانَت ولَايَته سبع سِنِين ثمَّ ولي ابْنه الحكم بن هشامٍ بعده وَأقَام سبعا وَعشْرين سنة ثمَّ ولي ابْنه عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن وَأقَام فِي الْأَمر اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَت وَفَاته فِي أَيَّام المتَوَكل ثمَّ ولى ابْنه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن فَأَقَامَ فِي الْأَمر أَرْبعا وَثَلَاثِينَ سنة وَتُوفِّي أَيَّام الْمُعْتَمد ثمَّ ولي ابْنه الْمُنْذر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن عبد الرَّحْمَن بن هِشَام فَأَقَامَ سنتَيْن وَتُوفِّي أَيَّام الْمُعْتَمد وَلم يكن لَهُ ولد وانقرض نَسْله ثمَّ ولي عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن أَخُو الْمُنْذر فَأَقَامَ خمْسا وَعشْرين سنة ثمَّ ولي ابْنه عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن فَأَقَامَ فِي الْأَمر خمسين سنة وَتُوفِّي زمن الْمُطِيع ثمَّ ولي بعده الحكم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن وَأقَام فِي الْأَمر خمس عشرَة سنة وَتُوفِّي فِي أَيَّام الطائع ثمَّ ولي ابْنه هِشَام بن الحكم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن فَأَقَامَ فِي الْأَمر تسعا وَثَلَاثِينَ سنة وَمَات فِي أَيَّام الْقَادِر وَكَانَ قد غلب عَلَيْهِ مُحَمَّد بن هِشَام بن عبد الْجَبَّار بن عبد الرَّحْمَن الملقّب بالناصر ولقب مُحَمَّد نفسَه الْمهْدي ثمَّ قوي عَلَيْهِ سُلَيْمَان بن الحكم ثمَّ إِن مُحَمَّد بن هِشَام هرب إِلَى الشرق ثمَّ قَتله سُلَيْمَان وَولي هِشَام بن الحكم بن عبد الرَّحْمَن وَعبد الرَّحْمَن بن هِشَام وَكَانَ هِشَام بن عبد الرَّحْمَن من خِيَار خلفاء الْمغرب صَاحب زهدٍ ونُسك وَكَانَ أبيضَ مُشرباً حُمرةً بِعَيْنيهِ حَوَلٌ وَسيرَته مُطَوَّلَة فِي كتاب المقتبس 3 - (صَاحب الخضراء) هِشَام بن عُبيد الله بن النَّاصِر لدين الله الْأَمِير أَبُو الْوَلِيد الْأمَوِي الأندلسي ويُعرف بِصَاحِب) الخضراء قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ خير من بَقِي من أهل بَيت الْخلَافَة عفافاً ومروءةً وسخاءً إِلَى أدبٍ ومعرفةٍ وجَمعٍ للكتب توفّي سنة أَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو الْوَلِيد الطيالِسي) هِشَام بن عبد الْملك الإِمَام أَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ الْبَصْرِيّ مولى باهِلة ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى الباقُون عَن رجل عَنهُ

أبو التقى الحمصي

وروى أَبُو دَاوُد أَيْضا عَن رجل عَنهُ وَإِسْحَاق بن راهوَيه وَإِسْحَاق الكَوسَج والدارمي قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أَبُو الْوَلِيد الْيَوْم شيخ الْإِسْلَام مَا أُقَدِّم اليومَ عَلَيْهِ أحدا وَقَالَ أَبُو زُرعة أدْرك ابو الْوَلِيد نصفَ الْإِسْلَام عَاشَ أَرْبعا وَتِسْعين سنة 3 - (أَبُو التُقى الحِمصي) هِشَام بن عبد الْملك بن عِمرانَ أَبُو التُقى اليَزَني الْحِمصِي روى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ مُتقِناً للْحَدِيث وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْمُنْذر) هِشَام بن عُروة بن الزُبير بن الْعَوام المَدني أَبُو المنذرأحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام روى عَن عَمه عبد الله بن الزبير وَأَبِيهِ وأخوَيه وَغَيرهم قَالَ ابْن سعد كَانَ ثبتاً ثِقَة كثير الحَدِيث حجّة وَقَالَ ابو حَاتِم ثِقَة إمامٌ فِي الحَدِيث وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن خِراش بَلغنِي أَن مَالِكًا نقَم على هِشَام بن عُرْوَة حديثَه لأهل الْعرَاق وَرَأى جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وَأنس بن مَالك وَسَهل بن سعد وَقيل إِنَّه رأى ابْن عمر وَلم يسمع مِنْهُ وروى عَنهُ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وسُفْيَان الثَّوْريّ وَمَالك بن أنس وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ وَابْن جُريح وَعبيد الله بن عمر وَاللَّيْث بن سعد وسُفْيَان بن عُيَينة وَيحيى بن سعيد الْقطَّان ووكيعٌ وَغَيرهم وَقدم الْكُوفَة أَيَّام الْمَنْصُور وَسمع مِنْهُ الكوفيّون ورُوي أَنه دخل على الْمَنْصُور فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اقضِ عني دَيني فَقَالَ وَكم دَينك فَقَالَ مائَة ألف فَقَالَ وَأَنت فِي فقهك وفضلك تَأْخُذ دَيناً مائَة ألفٍ لَيْسَ عنْدك قَضَاؤُهَا فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ شبَّ فتيانٌ من قَومنَا فأحببتُ أَن ابوِّئهم وخشيتُ أَن يُنشَر عليّ من أَمرهم مَا أكرهه فبوّاتُهم واتخذت لَهُم منَازِل وأولمتُ عَنْهُم ثِقَة بِاللَّه وبأمير الْمُؤمنِينَ قَالَ فردّد عَلَيْهِ مائةَ ألفٍ مائةَ ألفٍ استعظاماً لَهَا ثمَّ قَالَ قد امرنا لَك بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَعْطِنِي مَا أعطيتَ وَأَنت طيّب النَّفس فَإِنِّي سَمِعت أبي يحدث عَن رَسُول الله) صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ من أعْطى عطيَّةً وَهُوَ بهَا طيّب النَّفس بُورِكَ للمُعطى والمُعطى لَهُ قَالَ فَإِنِّي بهَا طيّب النَّفس وأهوى إِلَى يَد الْمَنْصُور فقبلها بفمه فَمَنعه وَقَالَ يَا ابْن عُروة إِنَّا نُكرِمُك عَنْهَا ونكرِمها عَن غَيْرك وَدخل يَوْمًا على الْمَنْصُور فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الْمُنْذر تّذكُر يَوْمًا دخلتُ عَلَيْك أَنا وإخوتي الخلائف وَأَنت تشرب تسويقاً بقصبة يَراعٍ فَلَمَّا خرجنَا من عنْدك قَالَ لنا أَبونَا اعرفوا لهَذَا الشَّيْخ حقَّهُ فَإِنَّهُ لَا يزَال فِي قومكم بقيةٌ مَا بَقِي قَالَ لَا أذكر ذَلِك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَمَّا خرج من عِنْده قيل لَهُ

السيرافي

يُذكرِّك أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا تَمُتُّ بِهِ إِلَيْهِ فَتَقول لَا أذكُره فَقَالَ لم أكن ذَاكِرًا ذَلِك وَلم يُعوّدني الله فِي الصِّدق إلاّ خيرا ومولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَة وَقيل سنة خمس وَقيل سنة سبع وصلّى عَلَيْهِ الْمَنْصُور 3 - (السِّيرافي) هِشَام بن عَليّ السِّيرافي روى عَنهُ أَحْمد بن عُبيد الصَّفار وفاروق الْخطابِيّ وَغَيرهمَا وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْوَلِيد المقرىء) هِشَام بن عمار بن نُصير بن أبان بن مَيسَرة السُّلمي الظَّفَري القارىء أَبُو الْوَلِيد أَخذ الْقِرَاءَة عَن عبد الله بن عَامر اليَحصُبي وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة سِتّ وَله تسعٌ وَثَمَانُونَ سنة كَانَ خطيب جَامع دمشق يخطُب ويصلّي بهم يَوْم الْجُمُعَة فَقَط روى عَنهُ جُلة الْعلمَاء وحدّث أَبُو عُبيد بِالْقِرَاءَةِ قبل وَفَاة هِشَام بنحوٍ من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ أهل الشَّام مَعَ جلالة قدر هِشَام وديانته وورَعِه يُفضِّلون عَلَيْهِ عبد الله بن ذكوانَ وَهِشَام أسنُّ مِنْهُ وأكثرَ حَدِيثا وتصنيفاً وعُمِّر حَتَّى لحق وَفَاة ابْن ذكْوَان وعاش بعده ثَلَاث سِنِين وَجَاء إِلَيْهِ رجل فَقَالَ هِشَام مِمَّن أَنْت فَقَالَ من بني لازبٍ فَقَالَ أَبُو عَليّ الْأَهْوَازِي إنّما نسبه إِلَى قَول اللع عز وَجل من طينٍ لازبٍ فَضَحِك هِشَام وَكَانَ هِشَام مقرىء دمشق ومُفتيها ومحدثها وروى عَنهُ البُخَارِيّ وابو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ وبَقيّ بن مَخلدٍ وَمُحَمّد بن سعدٍ كَاتب الْوَاقِدِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ صَدُوق كبيرُ المحلّ وَكَانَ فصيحاً مُفوَّهاً بليغاً 3 - (الصَّحَابِيّ) ) هِشَام بن عَمْرو بن ربيعَة بن الْحَارِث بن حبيبٍ قَالَ ابْن عبد البرّ لَا أعرفهُ بأكثرَ من أَنه معدودٌ عِنْدهم فِي المؤلَّفةِ قلوبُهم ومَن عدّ هَذَا وَمثله بلغ بهم أَرْبَعِينَ رجلا 3 - (رَأس الهشاميّة الْمُعْتَزلَة) هِشَام بن عمرٍو رَأس الهشاميّة وَهُوَ فرقةٌ من الْمُعْتَزلَة كَبِيرهمْ هَذَا هِشَام الفُوَطي زَاد على أَصْحَابه الْمُعْتَزلَة ببدعةٍ ابتدعها مِنْهَا أَنه قَالَ الجنّة النَّار ليستا مخلوقتين الْآن وَمِنْه نَشأ اعتقاداً لمعتزلة الْمُتَأَخِّرين فِي نفي خلق الْجنَّة وَالنَّار وَمن أَصْحَابه أَبُو بكر الْأَصَم وَافقه فِي كلّ ذَلِك وبالغَا فِي نفي إِضَافَة الطَّبْع والجسم إِلَى الله تَعَالَى وَقد تقم ذكر أبي بكرٍ الْمَذْكُور ومقالته فِي الْإِمَامَة وَمَا أبدعه فِيهَا وَمن جملَة

الجرشي هشام بن الغازبن ربيعة الجرشي قال أحمد صالح الحديث وقال دجيم وغيره

أَتبَاع هِشَام بن عَمْرو وعبّاد وَافقه على مُعتَقَدِه جَمِيعًا وَزَاد عَلَيْهَا بِأَن قَالَ النُّبُوَّة جزءٌ على عَمل وَإِنَّهَا باقيةٌ مَا بقيت الدُّنْيَا وَهَذَا كفرٌ صُراحٌ وَخلاف للْمُسلمين 3 - (الجرشِي هِشَام بن الغازبن ربيعَة الجرشِي قَالَ أَحْمد صالحُ الحديثِ وَقَالَ دُجيم وَغَيره) ثِقَة كَانَ على بَيت المَال للمنصور وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَة روى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (هِشَام بن مُحَمَّد ابْن الْكَلْبِيّ) هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب بن بشرٍ أَبُو الْمُنْذر الْكَلْبِيّ النسّابة العلاّمة الأخباري الْحَافِظ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إنّما كَانَ صَاحب سَمَرٍ ونَسَبٍ مَا ظننَتُ أحدا يحدث عَنهُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره مَتْرُوك وَفِيه رفضٌ قَالَ ابْن سعد توفّي سنة ستّ وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ الْخَطِيب سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وروى عَنهُ خليفةُ بن خياط وَمُحَمّد بن سعد وَمُحَمّد بن أبي السّري وَمُحَمّد بن حبيب وَهُوَ من أهل الْكُوفَة قدم بَغْدَاد وحدّث بهَا قَالَ إِسْحَاق الْموصِلِي رَأَيْت ثَلَاثَة يذوبون إِذا رَأَوْا ثَلَاثَة الْهَيْثَم بن عدي إِذا رأى هشاماً الكلبيَّ وعلَّويه إِذا رأى مخارقاً وَأَبا نواس إِذا رأى أَبَا الْعَتَاهِيَة وَقَالَ ابْن المعتز قَالَ لي الْحسن بن عُليك العَنزي كَانَ يحيى بن معِين يُحسِن الثناءَ على هشامٍ وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يكرههُ وَقَالَ حفِظتُ مَا لم يحفظه أحدٌ ونسيتُ مَا لم ينسَه أحدٌ كَانَ لي عمّ يعاتبني على حفظ الْقُرْآن فدخلتُ بَيْتا وَحلفت أَن لَا أخرج مِنْهُ حتّى أحفظ الْقُرْآن فحفظته فِي ثَلَاثَة أيّام ونظرتُ يَوْمًا فِي الْمرْآة فقبضتُ على لحيتي لآخذ مَا دون القبضة فَأخذت مِنْهَا مَا فَوق القبضة وَهَذَا الْخَبَر يُروَى عَن أَبِيه أَيْضا وَكَانَ هِشَام يَقُول الْإِسْنَاد فِي الْخَبَر مثل العَلَم فِي الثَّوْب قَالَ ياقوت الْحَمَوِيّ وَقد ذكر هَذَا فأمّا أَنا فَمَا) زلت أُحِبُّ الساذج من كلّ شَيْء فهرست تصانيفه كتبه فِي الأحلاف كتاب حلف عبد الْمطلب وخزاعة كتاب حلف الفضول وقصة الغزال كتاب حلف كلب وَتَمِيم كتاب المغتَربات كتاب حلف أسلمَ فِي قيسٍ كتبه فِي المآثر والبيوتات والمنافرات والألقاب كتاب المنافرات كتاب بيوتات قُرَيْش كتاب فَضَائِل قيس غَيلان كتاب المَوؤدات كتاب بيوتات ربيعَة كتاب الكُنَى كتاب أَخْبَار الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب كتاب خُطبة عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ كتاب ألقاب بني طابِخة كتاب ألقاب قيس

غيلَان كتاب ألقاب ربيعَة كتاب ألقاب الْيمن كتاب نوافل قيس كتاب نوافر إياد كتاب نوافر ربيعَة كتاب تَسْمِيَة من نُقِل من عادٍ وَثَمُود والعماليق وجُرهُم وَبني إِسْرَائِيل وَالْعرب وقصّة هجرس وَأَسْمَاء قبائل الجنّ كتاب نوافر قضاعة كتاب ادّعاء زيادٍ معاويةَ كتاب زِيَاد بن أَبِيه كتاب صنائع قُرَيْش كتاب المشاجرات كتاب المناقلات كتاب المعاتبات كتاب المشاغَبات كتاب مُلُوك الطوائف كتاب مُلُوك كِنْدَة كتاب بيوتات الْيمن كتاب مُلُوك التبايعة كتاب افْتِرَاق ولد نزار كتاب تفرّق الأزد كتاب طَسم وجَدِيس كتاب مَن قَالَ بَيْتا من الشّعْر فنُسِبَ إِلَيْهِ كتاب المُعرِقات من النِّسَاء فِي قُرَيْش كتبه فِي أَخْبَار الْأَوَائِل كتاب حَدِيث آدم وَولده كتاب الأُولى والأُخرى كتاب تفرُّق عَاد كتاب أَصْحَاب الْكَهْف كتاب رفع عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام كتاب المسُوخ من بني إِسْرَائِيل كتاب الْأَوَائِل كتاب أقيال حِمير كتاب خير الضَّحَّاك كتاب منطق الطير كتاب غربَة كتاب لُغَات الْقُرْآن كتاب المعمرين كتاب الْأَصْنَام كتاب القِداح كتاب أَسْنَان الْجَزُور كتاب أَدْيَان الْعَرَب كتاب أَحْكَام الْعَرَب كتاب وَصَايَا الْعَرَب كتاب السيوف كتاب الْخَيل كتاب الدفائن كتاب أَسمَاء فحول خيل الْعَرَب كتاب الندماء كتاب اللعناء كتاب الكُهّان كتاب الجِنّ كتاب أَخذ كسْرَى رَهن الْعَرَب كتاب مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تَفْعَلهُ وَوَافَقَ حكم الْإِسْلَام كتاب أبي عتابٍ ربيع حِين سَأَلَهُ عَن العويص كتاب عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ كتاب أبي زهر الدَّوسي كتاب حَدِيث ببهَس وَإِخْوَته كتاب مَرْوَان الْقرظ كتاب السيوف كتبه فِيمَا قَارب الْإِسْلَام من الْجَاهِلِيَّة كتاب الْيمن وَسيف بن ذِي يَزن كتاب مَناكح أَزوَاج الْعَرَب كتاب الْوُفُود كتاب أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب زيد بن حَارِثَة كتاب تَسْمِيَة من قَالَ بَيْتا أَو قيل فِيهِ كتاب الدّيباج فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء كتاب من فَخر بأحواله من قُرَيْش كتاب من هَاجر وَأَبوهُ حَيّ كتاب أَخْبَار الْجِنّ وأشعارهم كتبه فِي أَخْبَار الْإِسْلَام كتاب أَخْبَار عمر) ابْن أبي ربيعَة كتاب دُخُول جرير على الْحجَّاج كتاب تأريخ الْخُلَفَاء كتاب صِفَات الْخُلَفَاء كتاب الْمُصَلِّين كتبه فِي أَخْبَار الْبلدَانِ كتاب الْبلدَانِ الْكَبِير كتاب الْبلدَانِ الصَّغِير كتاب تَسْمِيَة من بالحجاز من أَحيَاء الْعَرَب كتاب تَسْمِيَة الْأَرْضين كتاب الْأَنْهَار كتاب الْحيرَة كتاب منَازِل الْيمن كتاب الْعَجَائِب الْأَرْبَعَة كتاب أسواق الْعَرَب كتاب الأقاليم كتاب اشتقاق أَسمَاء الْبلدَانِ كتاب الْحيرَة وَتَسْمِيَة البيع والديارات وَنسب العبادّيين كتبه فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء وَأَيَّام الْعَرَب كتاب تَسْمِيَة مَا فِي شعر امرىء الْقَيْس من أَسمَاء الرِّجَال وَالنِّسَاء وأنسابهم وَأَسْمَاء الْأَرْضين وَالْجِبَال والمياه كتاب من قَالَ شعرًا فنُسب إِلَيْهِ كتاب الْمُنْذر ملك الْعَرَب كتاب داحس والغبراء كتاب أَيَّام فَزَارَة ووقثائع بني شَيبان كتاب وقائع الضباب وفزارة كتاب سيف اسْم مَوضِع كتاب الكُلاب وَهُوَ يَوْم

الطليطلي الصوفي

النسناس كتاب أَيَّام بني حنيقة كتاب أَيَّام قيس ابْن ثَعْلَبَة كتاب الإِمَام كتاب مُسيلمة الْكذَّاب وسجاح كتبه فِي الْأَخْبَار والأسمار صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب الفتيان الْأَرْبَعَة كتاب السَّمر كتاب الْأَحَادِيث كتاب المقطعات كتاب حبيب الْعَطَّار كتاب عجائب الْبَحْر كتاب النّسَب الْكَبِير وَكَانَ سَمَّاهُ الْجَامِع فَسَماهُ ابْن حبيب الجمهرة كتاب الْكلاب الأول وَالْكلاب الثَّانِي كتاب أَوْلَاد الْخُلَفَاء كتاب أُمَّهات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب أُمَّهَات الْخُلَفَاء كتاب العَواتك كتاب تَسْمِيَة ولد عبد الْمطلب كتاب كُنى آبَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب جمهرة الجمهرة كتاب النَّوَافِل وَالْجِيرَان كتاب الفريد فِي النّسَب كتاب الملوكي فِي النّسَب 3 - (الطُلَيطُلي الصُّوفِي) هِشَام بن مُحَمَّد بن سعيد أَبُو عَليّ الطليطلي الأندلسي الصُّوفِي الزَّاهِد قدِم بَغْدَاد وَتُوفِّي بهَا سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة كَانَ من أَعْيَان الْمَشَايِخ وَله كَلَام حسن فِي الْحَقِيقَة وَمن شعره (يَا عاشقَ الدُّنْيَا ويحسَب أَنه ... سنالها كرّاً لَهُ ويُعالجُ) (ويظنُّ أنَّ بعزمه وبحزمه ... فِيهَا يوالج أَهلهَا ويخارج) (دنياك ميدانٌ وأنتَ بظَهره ... كرهٌ وأسبابُ الْقَضَاء صوالج) وَمِنْه (يَا لاهياً بالعيشِ عَن ذكر الرَّدى ... مَا أنزرَ الدُّنْيَا بِهِ وأقلَّها) (وَلَعَلَّ ساعتَك الَّتِي تلهُو بهَا ... عي ساعةُ الْأَجَل الحثيث لعلَّها) ) (كَم نيَّةٍ عقدَت على نيلِ المُنى ... ظَفَراً بِهِ حلَّ المَنُونُ فحلَّها) 3 - (المعتدّ بِاللَّه الأُموي) هِشَام بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن النَّاصِر عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المعتد بِاللَّه أَبُو بكر الْأمَوِي المرواني الأندلسي لما قُطِعت دعوةُ يحيى بن عَليّ بن حمودٍ الإدريسي ثانيَ مرةٍ أَجمعُوا على ردّ الْأَمر إِلَى بني أُميَّة فَبَايعُوهُ وَلم يقم إلاّ يَسِيرا حَتَّى قَامَت عَلَيْهِ طَائِفَة من الجُند فخلعوه وجَرَت أمورٌ طويلةٌ واُخرِجَ من الْقصر هُوَ وحاشيته وحُرَمه حافياتٌ حاسراتٌ وَلحق هُوَ بِابْن هُود المتغلب على سَرقُسطَة فَأَقَامَ فِي كَنَفه إِلَى أَن مَاتَ سنة سبعٍ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الضَّرِير النَّحْوِيّ) هِشَام بن مُعَاوِيَة ابو عبد الله الضَّرِير النَّحْوِيّ الْكُوفِي

أبو الوليد الغافقي

صَاحب أبي الْحسن عَليّ الْكسَائي أَخذ عَنهُ كثيرا من النَّحْو وَله فِيهِ مقَالَة تُعزَى إِلَيْهِ وَله فِيهِ تصانيف مِنْهَا كتاب الْحُدُود وَهُوَ صَغِير وَكتاب الْمُخْتَصر وَكتاب الْقيَاس وَغير ذَلِك وَكَانَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن مُصعَب قد كلّم الْمَأْمُون يَوْمًا فلحَن فِي كَلَامه فَنظر إِلَيْهِ الْمَأْمُون ففطِن لما أَرَادَ وَخرج من عِنْده وَجَاء إِلَى هِشَام الْمَذْكُور وَقَرَأَ النَّحْو عَلَيْهِ وَتُوفِّي هِشَام سنة تسع وَمِائَتَيْنِ قَالَ ابو نصرٍ سِندي بن صَدَقَة كنت أَهْوى غُلَاما يُقَال لَهُ إِسْحَاق من أَبنَاء الكتّاب وَكَانَ هِشَام النَّحْوِيّ يعرف أَمْرِي مَعَه فَقَالَ لي يَوْمًا يَا ابا نصرٍ رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنَّك بطَحتَ إِسْحَاق وَأَنت تضربه فَقلت إِن صدقَت رؤياكِ نِلتُ أمَلي مِنْهُ فَلم أزل حَتَّى خَلَوتُ مَعَه فَقلت (مَا رَأينَا كمثلِ رُؤْيا هشامٍ ... لم تَكن من كواذب الأحلامِ) (كَانَ تَأْوِيلهَا وَقد يكذِب الحا ... لم نَيكا وشُربَ صَفو المدام) (فِي نَدامى كأنّهم أوبةُ الأحب ... بَاب من حُسن منطِقٍ ونِدام) (فاقترحنا وَنحن أنضاء سُكرٍ ... مَن لقلبٍ مُتَيَّمٍ مستهام) (ذَاك حَتَّى بدا وضَح الْفَج ... رُ وَمَال الصباحُ بالأظلام) (جاد لي أحمدٌ فدَت نفسَه نف ... سيَ مَا سئتُ من صُنوف الْحَرَام) (وَلَقَد كَانَ بعد بَطحٍ ونَطحٍ ... واغتلامٍ مَا تشْتَهي من غُلام) 3 - (أَبُو الْوَلِيد الغافقي) هِشَام بن الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار بن هِشَام الغافقي أَبُو الْوَلِيد العَروضي من أهل) قرطبة سمع من بَقِيّ بن مَخلَدٍ وَمُحَمّد بن وضاحٍ وَغَيرهمَا وَكَانَ نحويّاً عروضيّاً وَهُوَ الَّذِي أدّب النَّاصِر عبد الرَّحْمَن بن محمدٍ ثمَّ أدّب بعده وليَّ عَهده الحَكَم الْمُسْتَنْصر وَكَانَ العَروض أغلبَ عَلَيْهِ توفّي سنة سبع عشرَة وثلاثمائة 3 - (قَاضِي صنعاء) هِشَام بن يُوسُف الصنعانيّ الْفَقِيه قَاضِي صنعاء وعالمها قَالَ ابْن مَعين هُوَ أثبَتُ من عبد الرَّزَّاق وَابْن جُرَيح وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقةٌ مُتقِن توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة

هشيم

(هشيم) 3 - (هُشيم الوَاسِطِيّ) هشيم بن بشير بن أبي حازمٍ ابو مُعَاوِيَة السّلمي الوَاسِطِيّ أحد الْأَعْلَام كَانَ من كبار المدلِّسين مَعَ حِفظه وصِدقه قَالَ مَعْرُوف الْكَرْخِي رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول لهشيمٍ جَزَاك الله خيرا عَن أمتِي قَالَ نصر بن بسامٍ فَقلت لمعروف أَنْت رأيتَ هَذَا قَالَ نعم هشيم خيرٌ ممّا تظنّ توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة أَبُو هفّان النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ اسْمه عبد الله بن أَحْمد (هفتكين) 3 - (أَبُو مَنْصُور الشَّرّابي) هَفتكين الْأَمِير أَبُو مَنْصُور الشَّرّابي هرب من بَغْدَاد خوفًا من عضُد الدولة وَنزل نواحِيَ حمص فَسَار إِلَيْهِ ظَالِم العُقيلي من بَعلَبَكّ ليأخذه فَلم يقدر وكاتبوه من دمشق فقَدِمها وَغلب عَلَيْهَا وَأقَام الدعْوَة للعبّاسيين وواقع جُند بَني عبيدٍ وقَتَلَ مِنْهُم جمَاعَة وَأخذ لَهُم مراكب من سَاحل صَيداء ثمَّ إنّه رَحل عَنْهَا لمّا بلغه مَجِيء القرمطي وَخرج الْعَزِيز صَاحب مصر فِي سبعين ألفا فالتقاهم هفتكين وَثَبت ثمَّ انْكَسَرَ واسروه فِي أول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة وحُمل إِلَى مصر ثمَّ إنّ الْعَزِيز منّ عَلَيْهِ وَأطْلقهُ وَصَارَ لَهُ موكبٌ فخافه الْوَزير أَبُو يُوسُف بن كلّس فدسّوا عَلَيْهِ مَن سَقاه السمَّ فَقتله فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَكَانَ إِلَيْهِ المنتهَى فِي الشجَاعَة (هِقْل) 3 - (الدِّمَشْقِي كَاتب الْأَوْزَاعِيّ) الهِقل بن زِيَاد الدِّمَشْقِي نزيل بَيروت كَانَ كاتبَ الْأَوْزَاعِيّ وتلميذه قَالَ يحيى بن معِين مَا كَانَ بِالشَّام أوثق مِنْهُ توفّي سنة خمس وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة تسعٍ وَسبعين وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 3 - (الألقاب) الهكّاري الْمسند اسْمه أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ضِيَاء الدّين الهكاري عِيسَى بن مُحَمَّد شرف الدّين الهكاري عِيسَى بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم شهَاب الدّين الهكاري اسْمه أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن

هلال

(هِلَال) 3 - (هِلَال النمري الخزرجي) هِلَال الدّين بن إِبْرَاهِيم بن نجاد بن عَليّ بن شرِيف أَبُو الْبَدْر النمري الخزرجي الشَّاعِر قدم دمشق ذكره ابْن عَسَاكِر وَكَانَ من الحديثة وَمن شعره (أطعتُ الهَوى لَمّا تَملَّكني قَسراً ... ولَم أدرِ أَنَّ الحُبَّ يَستعبدُ الحُرَّا) (وأَصبحتُ أصغي إِلَى لوم لائم ... وَلَا عاذلٍ فِي العَذلِ مشتهِرِ مُغرَى) (إِذا مَا تذكرتُ الحديثةَ الشَّرى ... وَطيب زماني بادرت مقلتي تترى) (أّشَرخَ شَبَابِي بالفراتِ وسَرَّني ... ومِيدانَ لَهوي هَل لنا عَودَةٌ أُخرى) 3 - (الصَّحَابِيّ) هِلَال بن المُعلَّى بن لُوذان بن حَارِثَة الْأنْصَارِيّ الخزرجي شهد بَدْرًا مَعَ أَخِيه رافعِ بن الْمُعَلَّى 3 - (الوَاقِفِي الصَّحَابِيّ) هِلَال بن امية الْأنْصَارِيّ الوَاقِفِي شهد بَدْرًا وَهُوَ أحد الثَّلَاثَة الَّذين تخلفوا عَن غَزْوَة تَبُوك فَنزل الْقُرْآن فيهم وعَلى الثَّلاَثَةِ الَّذين خُلِّفُوا الْآيَة وَهُوَ الَّذِي قذف امرأتَه بِشريك بن السمحاء 3 - (الصَّحَابِيّ) هِلَال بن عَلْقَمَة الصَّحَابِيّ قُتِل يَوْم القادسيّة شَهِيدا وَهُوَ أوّل من عبر دجلة يومئذٍ وَقَالَ الشّعبِيّ أوّل من أقحم فرسَه سعدٌ وَيُقَال أوّل من عبرها رجلٌ من بني عبد الْقَيْس 3 - (الصَّحَابِيّ) هِلَال بن الْحَمْرَاء قَالَ أقمتُ بِالْمَدِينَةِ شهرا وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي منزل فَاطِمَة وعليّ كلّ غداةٍ فَيَقُول الصَّلَاة الصَّلَاة إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرَّجسَ أَهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهِيرَاً وَحَدِيثه عِنْد أبي إِسْحَاق السَّبيعي عَن أبي دَاوُد القاصّ عَن أبي الْحَمْرَاء 3 - (الصَّحَابِيّ) هِلَال بن عمرٍو أبي خولي بن زُهَيرٍ الجُعفي كَانَ حليفاً للخطاب بن نُفَيلٍ ذكره مُوسَى بن عُقبَة فِي من شهد بَدْرًا)

الصحابي

3 - (الصَّحَابِيّ) هِلَال بن سَعدٍ أحد بني منيعان جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهدّية عَسلٍ فقبلها مِنْهُ ثمَّ أَتَاهُ بمثلِها وَقَالَ هِيَ صدقةٌ فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تُضَمَّ إِلَى أَمْوَال الصَّدقَات 3 - (الصَّحَابِيّ) هِلَال بن وَكِيع بن بشر بن عمرٍو الدَّارمِيّ التَّمِيمِي قتل يَوْم الْجمل مَعَ عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا 3 - (الرقي) هِلَال بن الْعَلَاء بن هلالٍ الْبَاهِلِيّ الرقيّ الأديب شيخ الرَّقة وعالمها روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ لَيْسَ بِهِ بأسٌ وَتُوفِّي سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 3 - (أَبُو الْعَلَاء الْبَصْرِيّ) هِلَال بن خبّابٍ أَبُو الْعَلَاء الْبَصْرِيّ مولى زيد بن صَوَحان سكن الْمَدَائِن ووثّقه ابنُ معينٍ وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ الأربعةُ 3 - (العامري) هِلَال بن عَليّ أبي ميمونةَ مولى آل عَامر بن لُؤيٍّ كَانَ من الثِّقَات الْمَشَاهِير روى عَن أنسٍ بن مَالك وَعَطَاء بن يسارٍ وَأبي سلمةَ بن عبد الرَّحْمَن وَعبد الرَّحْمَن بن أبي عَمرة قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بأسٌ وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخٌ يُكتب حَدِيثه وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (ابْن الصابىء) هِلَال بن مُحَمَّد بن هِلَال بن المحسِّن بن إِبْرَاهِيم الصابىء أَبُو الْحُسَيْن بن أبي الْحسن الْكَاتِب كَانَ أديباً فَاضلا كثير الْمَحْفُوظ من الحكايات والأشعار وَأَيَّام النَّاس وَكَانَ يُدعى الْأَشْرَف وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (أَبُو الْحُسَيْن بن الصابىء) هِلَال بن المحسِّن بن إِبْرَاهِيم بن هِلَال أَبُو الْحُسَيْن بن الصابىء وَهُوَ جدّ الْأَشْرَف هِلَال الْمَذْكُور آنِفا وَتقدم ذكر جمَاعَة من أهل بَيته الْفُضَلَاء كَانَ أَبوهُ وجدّه على دين الصابئة) وَأسلم هُوَ ولإسلامه قِصَّةٌ فِيهَا طول سردها ياقوت فِي كتاب مُعْجم الأدباء وخلاصتُها أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم سنة تسع وَتِسْعين وثلاثمائة فأقامه وَقَالَ لَهُ لَا تُرّع وَحمله إِلَى بالوعةٍ فِي الدَّار وَقَالَ تَوَضَّأ وضوءَ الصَّلَاة وصلِّ وجذبه إِلَى جَانِبه وَقَرَأَ بِالْحَمْد وَسورَة النَّصْر وَدعَاهُ إِلَى الْإِسْلَام وَأسلم على يَده وقصّ مَنَامه على أَبِيه فبشّره

المازني الشاعر

وَأمره بِالْكِتْمَانِ ثمَّ إنّه رأى رؤيَا ثَانِيَة وَقَالَ لَهُ مَا فعلتَ شَيْئا ممّا وافقتُك عَلَيْهِ فَقَالَ بلَى قَالَ كَانَ فِي نَفسك بقيّة شُبهةٍ وَحمله إِلَى بَاب الْمَسْجِد الَّذِي فِي المشرعة وَعَلِيهِ رجل خراساني نَائِم على قَفاهُ وجوفه كالغِرارة المحشوّة من الاسْتِسْقَاء ويداه وقَدَماه منتفختان فأمرّعلى بَطْنه يَدَه فَقَامَ الرجل صَحِيحا ثمَّ رَآهُ مرّةً ثَالِثَة فَقَالَ يَا هَذَا كم آمُرُك بِمَا أُرِيد فِيهِ الْخَيْر لَك فَقَالَ أَنا متصرَّف عليّ قَالَ بلَى وَلَكِن لَا يُغني الْبَاطِل الْجَمِيل مَعَ الظَّاهِر الْقَبِيح وَإِن كنتَ تراعي أمرا فمراعاتك الله أولى قُم الْآن وَافْعل مَا يحب فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة فانتبه وَذهب إِلَى الْحمام وَجَاء إِلَى المشهد وصلّى فِيهِ وَكتب مُصحفاً فَرَأى بعض شُهُود رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَهُوَ يَقُول قل لهَذَا الْمُسلم نويتَ تكْتب مُصحفاً فاكتبه يتم إسلامك وَكتب لفخر الْملك أبي غَالب مُحَمَّد بن خلف وَلما مَاتَ أودعهُ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَلم تؤخَذ مِنْهُ لِأَن الْوَزير مؤيد الْملك أَبَا عَليّ الْحسن بن الْحُسَيْن الزحجي كَانَ صاحبَه واعترف هُوَ لَهُ بذلك فَقَالَ هِيَ لَك فَعَاشَ فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ وَلأبي الْحُسَيْن من التصانيف كتاب التأريخ ذيَله على تأريخ ثَابت بن سنانٍ الصابىء الطَّبِيب وَكَانَ نسيبَه بدا فِيهِ من سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وقطعه على سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وذيل عَلَيْهِ ابْنه غَرس النِّعْمَة كتاب الدولة البُوَبهية وَله كتاب غُرّر البلاغة فِي الرسائل من كَلَامه كتاب رِسَالَة أَنْشَأَهَا عَن الْمَمْلُوك والوزراء تقَارب رسائل جده أبي إِسْحَاق وَكتاب رسوم دَار الْخلَافَة وَكتاب أَخْبَار بَغْدَاد كتاب الوزراء ذيّله على كتاب الصولي أَو الجهشياري وَكتاب مآثر أَهله كتاب الكتّاب كتاب السياسة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الْمَازِني الشَّاعِر) هِلَال بن الأسعَر بن خالدٍ من بني مَازِن من بني تميمٍ كَانَ شَاعِرًا إسلاميّاً أدْرك الدولة الأُموية قَالَ صَاحب الأغاني أَظُنهُ أدْرك الدولة العبّاسية وَكَانَ رجلا شَدِيدا عظيمَ الخَلق معدوداً فِي الَأكلة وَكَانَ فَارِسًا شجاعاً قَالَ وَقد سُئل مرّة إِنِّي جُعتُ يَوْمًا وَمَعِي بَعِيري) فنحرتُه وأكلته إلاّ مَا بَقِي حَملتُه على ظَهْري ثمَّ أردتُ المجامعة فَلم أقدر فَقَالَت إمرأتي كَيفَ تصل إليّ وبيننا بعيرٌ فَقيل لَهُ وَكم تكفيك هَذِه الأكلةُ قَالَ أربعةَ أيامٍ وَقَالَ شيخٌ من مازنٍ أَتَانَا هِلَال فَأكل جميعَ مَا فِي بيتنا فَبَعَثنَا إِلَى الْجِيرَان نُقرِض الْخبز فَلَمَّا رأى اخْتِلَاف الْخبز عَلَيْهِ قَالَ هَل عنْدكُمْ سَوِيقٌ قُلْنَا نعم فجئتهُ بجراب طَوِيل فِيهِ سَويق وَبَين يَدَيْهِ نَبِيذ فصبّ السويق كُله وصبّ عَلَيْهِ النَّبِيذ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ كلّه وَقَالَ الْمَدَائِنِي مرّ هِلَال على رجلٍ من بني مَازِن بِالْبَصْرَةِ قد حمل من بستانه رُطَباً فِي زواريقَ فَجَلَسَ على زورق مِنْهَا وَقد كُثِبَ الرُطَب فِيهَا وغطّاه بالبواري فَقَالَ يَا ابْن عمّ آكُلُ من

البصري أبو هلال بن سليم الراسبي البصري قال أبو حاتم كان محلة

رُطبك قَالَ نعم قَالَ مَا يَكْفِينِي قَالَ مَا يَكْفِيك فَجَلَسَ على صدر الزورق وَجعل يَأْكُل إِلَى أَن اكْتفى ثمَّ قَامَ وَانْصَرف فكُشِفَ الزورق فَإِذا هُوَ مماوءٌ نَوى وَلَيْسَ فِيهِ رُطب وَقَالَ سُئل عَن إذاجبِ شيءٍ أكله فَقَالَ مِائَتي رغيف مَعَ مَكّوِك ملح وَقَالَ صَدَقةُ بن عبيد الْمَازِني أولَم أبي عليّ لما تزوجتُ فعملنا عشر جِفان ثريد بن جَزورٍ وَكَانَ أول من جاءَنا هِلَال فقدّمنا لَهُ جَفْنَة فَأكلهَا ثمَّ أُخْرَى ثمَّ أُخْرَى حَتَّى أَتَى على الْعشْرَة ثمَّ استسقى فأُتِيَ بِقربةٍ من نبيذٍ فَوضع طَرَفها على فِيهِ ففرّغها فِي جَوفه ثمَّ قَامَ فاستأنَفنا عمل الطَّعَام وَعَن كُنَيفِ بن عبد الله الْمَازِني قَالَ كنتُ يَوْمًا مَعَ هِلَال وَنحن نبقي إبِلا فدفعنا إِلَى قوم من بكر بن وَائِل وَقد لعبنا وعطشنا وَإِذا نَحن بِفتية عِنْد رَكِيةٍ وَقد وَرَدَت إبلُهم فَلَمَّا رأَوا هلالاً استهوَلوه فَقَامَ رجلَانِ مِنْهُم إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أحدُهما يَا عبد الله هَل لَك فِي الصِّراع فَقَالَ لَهُ هلالٌ أَنا إِلَى غير ذَلِك أحوجُ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ إِلَى لبنٍ وماءٍ فإنّي لَغِبٌ ظَمآنُ قَالَ وَمَا أَنْت بذائقٍ من ذَلِك شَيْئا حَتَّى تُعطيَنا عهدا لتُجيبنا إِلَى الصراع إِذا روِيتَ فَقَالَ إِنِّي لَكمَا ضيفٌ والضيف لَا يُصارِعُ أهلَه وَأَنْتُم مُكَتَّفون من ذَلِك إنّما أَقُول لكم اعمِدوا إِلَى أشدِّ فحلٍ من إِبلكم شدّةً وأهيبَه صولةً وَإِلَى أشدّ رجل مِنْكُم ذِرَاعا فَإِن لم أقبِض على هَامة الْبَعِير وعَلى يَد صَاحبكُم فَلَا يمتَنع الرجلُ وَلَا الْبَعِير حَتَّى أُدخِلَ الرجل فِي فَم الْبَعِير فَإِن لم أفعل فقد صرعتموني فأحضروا فحلاً من إِبلهم هائجٍ صائلٍ قَطِمٍ فَأَتَاهُ هِلَال وَمَعَهُ نفر من أُولَئِكَ الْقَوْم وشيخٌ لَهُم فَأخذ بهامة الْفَحْل مِمَّا فَوق مِشفَره فضغطها ضغطة جرجر لَهَا الْفَحْل ورغاً وَقَالَ ليعطيني من اجيتم يَده حَتَّى أُولجها فِي فَم هَذَا الْفَحْل فَقَالَ الشَّيْخ يَا قومُ تنكَّبوا هَذَا الشَّيْطَان وَالله مَا سمعتُ هَذَا الْفَحْل جرجر مُنْذُ برك قبل الْيَوْم لَا تعرضوا لهَذَا الشَّيْطَان وَجعلُوا يتبعونه وَيَنْظُرُونَ إِلَى أَعْضَائِهِ حَتَّى جازهم وأخباره فِي الْقُوَّة) كَثِيرَة مَذْكُورَة فِي الأغاني وَمن شعره وَهُوَ بِأَرْض الْيمن (أَقُول وَقد جاوزتُ نُعمَى وناقتي ... تحِنُّ إِلَى جَنبَي فُلَيج مَعَ الفَجرِ) (سقى الله يَا ناقَ البلادِ الَّتِي بهَا ... هواكِ وَإِن عنّا نأت سَبَلَ الْقطر) (فَمَا عَن قِلىً منّا لَهَا خَفتِ النَّوَى ... بِنَا عَن مَراعيها وكُثبانِها القُفر) (وَلَكِن صرفَ الدَّهْر فرّق بَيْننَا ... وَبَين الأدانِي والفتى عَرَضُ الدَّهْر) (فسقيا لصحراءِ الإهالة مَربَعاً ... وللوَقَبَى من منزلٍ دَمِثٍ مُثر) (وسقياً ورَعياً حَيْثُ حَلّت بمازنٍ ... وأيامِها الغُرّ المحجَّلة الزُّهر) 3 - (الْبَصْرِيّ أَبُو هِلَال بن سُليم الرَّاسِبِي الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ محلّة

النسائي ليس بالقوي وقال الشيخ شمس الدين علق له البخاري وروى له الأربعة وتوفي في حدود السبعين والمائة

الصدْق وَقَالَ) النَّسَائِيّ لَيْسَ بالقويّ وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين علَّق لَهُ البُخَارِيّ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَالْمِائَة 3 - (اليعقوبي) هِلَال بن مقلّد بن سعدٍ اليعقوبي أَبُو النَّجْم الْمُؤَدب روى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل شَيْئا من شعره فِي مُعْجم شُيُوخه وَمن شعره (إِذا مَا وسَّع اللهُ ... على الْإِنْسَان فِي الرزق) (فَمَا يصنع بالأسفا ... ر لَوْلَا كَثْرَة الحُمق) وَمِنْه (قَالُوا سكوتك حِرمانٌ فَقلت لَهُم ... مَا قدّر الله يأتيني بِلَا طَلَبِ) (وَلَو يكون كَلَامي حينَ أنشُره ... من اللُّجَين لَكَانَ الصمتُ من ذهب) 3 - (الزَّنجانيّ) هِلَال بن المظفر أَبُو عَليّ الزَّنجاني الْمَعْرُوف بالديوادي أورد لَهُ الباخرزي فِي الدمية قَوْله (أودعتُه سِرِّيَ مُستكتِماً ... فبثّه الأحمقُ فِي الحالِ) (مَن يضَعِ السِّرَّ لدَيهِ فقد ... أودع مَاء جوفَ غُربال) وَقَوله (تِلْكَ اللَّيَالِي وَأَيَّام الصِّبَى ذهبَت ... فَلَا يُحَسُّ لَهَا عينٌ وَلَا أَثَرُ) (واحسرَتَا لِشَبابٍ قد مَضَى هَدَراً ... كَذَاك كلّ شَبابٍ قد مَضى هَدَر) ) (وكنتُ أشعُرُ خلقِ اللهِ كلَّهِم ... فَمَاتَ شعرِيَ لمّا شَاب الشَعَر) وَقَوله (تمنّيت المَشيبَ فحين اَنحَى ... على شَعَري تمنّيتُ الشبابا) (أصَبتُ من الْأَمَانِي كلّ حظٍّ ... وَمَا للمرء إلاّ مَا أصابا) وَقَوله (إنّي لَيعجبني العذارُ مُمسَّكاً ... والصُدغُ مطروحاً عَلَيْهِ مُزَرفنا) (ويَصيدُني القَدُّ القويمُ كَأَنَّهُ ... غُصنٌ إِذا عبَرت بِهِ الرّيح انثنَى) (ويشوقني سِحرُ الْعُيُون المُجتلَى ... ويروقُني وَرد الخدود المجتنَى)

زربول الأدب

وَقَالَ الباجرزي قلب فَرْوَة البحتري حَيْثُ قَالَ (إِنِّي وَإِن جانَبتُ بعضَ مَطالبي ... فتوهّم الواشُونَ إِنِّي مقصِرُ) (ليَشوقني سِحر الْعُيُون المُجتَلى ... ويروقني ورد الخدود الْأَحْمَر) قلت إلاّ أَنه قلبَ الفروةَ ولِبسَها مُطرزةً لأنّ المُجتلَى والمُجتَنى أحسن من المُحتَلَى والأحمرَ فِي كُمَّي هَذِه الفروة 3 - (زَربول الْأَدَب) هِلَال بن أبي الْفضل أَبُو النَّجْم الحلاوي الحَبُّلي الملقب زَربول الْأَدَب مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ووفاته سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وستّمائة ابْن هِلَال الصاحب تَقِيّ الدّين أَحْمد بن سُلَيْمَان ابْن هِلَال نجم الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو هلالٍ القيرواني الْحسن بن أحمدَ (همام) 3 - (هَمّام السَّعْدِيّ الصَّحَابِيّ) هَمام بن الْحَارِث بن نفَيْل السَّعْدِيّ قَالَ قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا رَسُول الله حُفِر لنا بِئر فخرجَت مالحةً فَدفع إليَّ أداوةً فِيهَا ماءٌ فَقَالَ صُبَّه فِيهَا فصَبَبته فِيهَا فعَذبَت فَهِيَ أعذَب ماءٍ بِالْيمن 3 - (البَطل) هَمام بن قَبيصة كَانَ من أبطال مُعَاوِيَة قُتِل بمرج راهِطٍ فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 3 - (النَّخعِيّ) هَمام بن الْحَارِث النَّخعِيّ الْكُوفِي يروِي عَن عمر وعمار والمقداد وَحُذَيْفَة توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (صَاحب الصَّحِيفَة) هَمام بن مُنبهٍ بن كَامِل بن سيجٍ الْيَمَانِيّ الأبناوي الصَّنْعَانِيّ صَاحب الصَّحِيحَة الَّتِي كتبهَا عَن أبي هُرَيْرَة وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَغَيره توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (العَوذِي) هَمام بن يحيى بن دِينَار العوذي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ كَانَ أحد اركان

الضرير الموصلي

الحَدِيث بِالْبَصْرَةِ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثَبتٌ فِي كل مشايخه وَأما الْقطَّان فَكَانَ لَا يرضَى حِفظَه قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين احتَجَّ بِهِ أَرْبَاب الصِّحاح بِلَا نزاعٍ بَينهم وَقَالَ ابو حَاتِم ثقةٌ فِي حفظه توفّي فِي شهر رَمَضَان سنة ثلاثٍ وَقيل سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الضَّرِير الْموصِلِي) هَمام بن غَانِم أَبُو الْحسن السَّعدي الضَّرِير الوصلي الشَّاعِر قدم بَغْدَاد ومدح بهَا عضد الدّولة وَابْن بقيَّةَ الْوَزير وقاضي الْقُضَاة ابْن معروفٍ كَانَ مَجدوراً جهوَريّ الصَّوت يَقُودهُ أَخُوهُ وَتُوفِّي سنة سبعين وثلاثمائة دخل مرّة على ابْن بَقِيَّة وأنشده قصيدةً أَولهَا مَا تأبَّيتُ فِي الديار الْخَلَاء ومطّط إنشادَه وطوّله فَقَالَ ابْن بقيَّة لما فرغ من المصراع أبعِدوا هَذَا الَّذِي قد تهوَّعَ علينا فِي) الْخَلَاء وَأَعْطوهُ جائزتَه وَقطع إنشادَه وَقَالَ قصيدة فِي القَاضِي ابْن مَعْرُوف (اليومَ أشرقَ وَجُهُ الدّين وابتسَما ... وازدادَ نورا بأسنى قادمٍ قَدِما) (قَاضِي الْقُضَاة الَّذِي حَلَّت مآثِره ... فوقَ النُّجُوم وساد العُربَ والعجما) (يُزين الحكم أحكامٌ لَهُ سُمِعَت ... ترى الْأَصَالَة فِيمَا حاولَت أمما) (أَقَامَ سُوق الْمَعَالِي بعد مَا كسَدَت ... ورَدَّ للشعرِ ذكرا بعد مَا انخرما) قلت شعر مقبولٌ 3 - (أَبُو العزمات الشَّافِعِي الْمصْرِيّ) هُمام بنُ راجي الله بن نَاصِر بن داودَ أَبُو العزمات الفقيهُ الشافعيُّ المصريُّ من أَوْلَاد الأجناد قدم بَغْدَاد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وتفقه بهَا على ابْن فضلان وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَسمع من أبي الْفرج بن كُلَيْب وَغَيره وَقَرَأَ الْأَدَب وَعَاد إِلَى مصر ودرَّس بهَا وناظر وَأفْتى وصنّف فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَكَانَ كثير الْفضل قَلِيل الْحَظ ولد سنة تسع وَخمسين وهمسمائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بقرية وَنَا من الصَّعِيد وَمن شعره (يَقُولُونَ لي فِي ثوب حبك رِقَّةٌ ... جلَت حُسنَه كالبدرِ تَحت سَحابِهِ) (فَقلت لَهُم مَا رقّة الثَّوْب حالياً ... وَلَا غَلَطٌ فِيهَا مَنيِع حجابه) (وَلكنه من نوره وبهائه ... يُرَى مِنْهُ شفافاً غليظُ ثِيَابه)

الفرزدق

3 - (الفرزدق) هَمام بن غَالب بن صعصعة بن نَاجِية بن عقال بن مُحَمَّد بن سُفْيَان بن مجاشع بن دارم بن مَالك واسْمه عَرف سمى بذلك لجوده وَقيل غَرف بالغين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء ابْن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم بن مرّ أَبُو فراسٍ الفرزدق التَّمِيمِي الْمَشْهُور صَاحب جريرٍ كَانَ أَبوهُ غَالب من جِلّة قومه وَمن سَراتهم وكنيته أَبُو الأخطل وَلم يكن بالبادية أحسَنَ دينا من جدّه صعصعة وَلم يُهَاجر وَهُوَ الَّذِي أَحْيَا الوئيدةَ وَبِه افتخر الفرزدق فِي قَوْله (وجدي الَّذِي مَنَعَ الوائِدات ... فأحيا الوئيدَ وَلم يُوأَدِ) قيل إِنَّه أَحْيَا ألفَ مَوءودةٍ وَحمل على ألف فرس وَأم الفرزدق ليلَى بنت حَابِس أُخْت الْأَقْرَع بن حابسٍ وَله مَنَاقِب مَشْهُورَة وَقد تقدم ذكر وَالِده غَالب فِي حرف الْغَيْن مَكَانَهُ وَتقدم أَيْضا ذكر جدّه صعصعة الصَّحَابِيّ فِي حرف الصَّاد فِي مَكَانَهُ والفرزدق لُغزاً لقطعة من الْعَجِين أَو) الرَّغِيف الضخم لأنّ وَجهه كَانَ ضخماً غليظاً روى عَن عَليّ بن أبي طالبوكأنه مُرسَلٌ وَعَن أبي هُرَيْرَة وَالْحُسَيْن وَابْن عمر وَأبي سعيد والطِّرِماخ الشَّاعِر وروى عَنهُ الْكُمَيْت ومروان الْأَصْغَر وخَالِد الْحذاء وَأَشْعَث بن عبد الْملك والصَّعِق بن ثابتٍ وَابْنه لَبطَةُ بن الفرزدق وحَفيده أَعيَنُ بن لبطة ووفَذَ على الْوَلِيد وَسليمَان ومدحهما قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلم أرَ لَهُ وِفادةً على عبد الْملك بن مَرْوَان وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ وَفد على مُعَاوِيَة وَلم يصحّ روى مُعَاوِيَة بن عبد الْكَرِيم عَن أَبِيه قَالَ دخلتُ على الفرزدق فَتحَرك فَإِذا فِي رجلَيْهِ قَيدٌ قلتُ ماهذا يَا أَبَا فراس قَالَ حلفتُ أَن لَا أُخرِجَه من رِجلي حَتَّى أحفظ الْقُرْآن وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء حضرتُ الفرزدق وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ فَمَا رأيتُ أحسنَ ثِقَة مِنْهُ بِاللَّه وَتُوفِّي الفرزدق سَنَةَ عشر وَمِائَة وَقيل سنة اثنَتي عَشرة وَقيل سنة أَربع عشرَة وَكَانَ الفرزدق كثير التَّعْظِيم لقبر أَبِيه فَمَا جَاءَهُ أحدٌ واستجار بِهِ إلاّ قَامَ مَعَه وساعده على بُلُوغ غَرَضه وَمن ذَلِك أَن الْحجَّاج لما ولّى تَمِيم بن زيدٍ القُتبي بِلَاد السَّنَد دخل الْبَصْرَة وَجعل يخرِج من أَهلهَا من شَاءَ فَجَاءَت عجوزٌ إِلَى الفرزدق وَقَالَت إنّي استجرتُ بِقَبْر أَبِيك وَأَتَتْ مِنْهُ بحُصيّاتٍ فَقَالَ مَا شأنكِ قَالَت إنّ تميمَ بن زيدٍ خرج بابنٍ لي مَعَه وَلَا قُرَّةَ لعَيْنِي وَلَا كاسبَ عليّ غيرهُ فَقَالَ لَهَا وَمَا اسْم ابنكِ فَقَالَت حُنَيس فَكتب إِلَى تَمِيم مَعَ بعض من شخص (تميمَ بن زيدٍ لَا تكوننَّ حَاجَتي ... بظهرٍ فَلَا يَعيا عليّ جوابُها)

(وهب لي حنيساً واحتسِب فِيهِ منّةً ... لعبَرِة أمٍّ لَا يسوغُ شرابُها) (أَتَتْنِي فعاذَت يَا تميمُ بغالبٍ ... وبالحفرةِ السافي عَلَيْهَا تُرابُها) (وقَد عَلِم الأقوامُ أنكَ ماجدٌ ... وليثٌ إِذا مَا الحربُ شبَّ شِهابها) فَلَمَّا ورد الْكتاب على تَمِيم شكَّ فِي الِاسْم فَلم يعرف أحُنَيس أم حُبَيش ثمَّ قَالَ انْظُرُوا من لَهُ مثل هَذَا الِاسْم فأُصِيبَ ستةٌ مَا بَين حُنَيس وخبيش فوجّه بهم إِلَيْهِ قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَقد اخْتلف أهل الْمعرفَة بالشعر فِي الفرزدق وَجَرِير والمفاضلة بَينهمَا وَالْأَكْثَرُونَ على أَن جَرِيرًا أشعرُ مِنْهُ قلتُ أَنا مَا مَن يُهاجي الفرزدق وَأَبوهُ وجدّهُ كَمَا تقدم ذكرهُما فِي الْفَخر والسُّؤدَد وَيكون جرير وَأَبوهُ على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة جرير من الخِسَّة والنَّذالة إِلَّا وَجَرِير أشعر بِلَا شكّ لمقاومته لمثل الفرزدق ومهاجاته ومفاخرته على أنّه قد قيل للمفضّل الضبيّ الفرزدق أشعر أم جرير فَقَالَ الفرزدق قيل لَهُ ولِمَ قَالَ لِأَنَّهُ) قَالَ بَيْتا هجا بِهِ قبيلتين ومدح قبيلتين وَأحسن فِي ذَلِك فَقَالَ (عجبتُ لِعجلٍ إِذْ تُهاجي عَبِيدَها ... كَمَا آلُ يربُوع هَجَوا آلَ دارِم) فَقيل لَهُ فقد قَالَ جريرٌ (إِن الفرزدقَ والبَعِيثَ وأُمَّه ... وَأَبا البعيثِ لشَرُّ مَا إستارِ) فَقَالَ وأيُّ شَيْء أهوَن من أَن يَقُول إنسانٌ فلَان وَفُلَان وَالنَّاس كلّهم بَنو الفاعلة ومِن فَخر الفرزدق قَوْله (لَو أَن جميعَ النَّاس كَانُوا بِرَبوة ... وجِئتُ بجدّي دارمٍ وابنِ دارمِ) (لظلَّت رقابُ النَّاس خاضعةً لنا ... سُجواً على أقدامنا بالجماجمِ) قلت وأزِيدُك أُخرى وَهِي أنّ الفرزدق تفرّغ لِهجاءِ جرير وحدَه وَلم يهجُ غيرَه وَأما جرير فقد هاجى ثَمَانِينَ شاعِراً وَقد أنصف أَبُو الْفرج الإصبهاني حَيْثُ قَالَ فِي كَلَام طويلٍ آخِره أمّا من كَانَ يَميل إِلَى جزالة الشّعْر وفخامته وشدّة أسره فيقدِّمُ جَرِيرًا وَقَالَ يُونُس بن حبيب مَا شهِدت مشهداً قطُّ ذكر فِيهِ جرير والفرزدق فَاجْتمع أهل الْمجْلس على أَحدهمَا وَقَالَ أَيْضا لَوْلَا شعر الفرزدق لذهب ثُلث لغةِ الْعَرَب وَكَانَ جرير قد هجا الفرزدق بقصيدةٍ مِنْهَا (وكنتَ إِذا نزلتَ بدارِ قومٍ ... رحَلتَ بخزيَةٍ وتركتَ عارا) وَاتفقَ بعد ذَلِك أَن الفرزدق نزل بِامْرَأَة من أهل الْمَدِينَة وَجرى لَهُ مَعهَا قَضِيَّة يطول شرحها خُلَاصَة الْأَمر أَنه راودها عَن نَفسهَا بعد أَن كَانَت أضافته وأحسنَت إِلَيْهِ مِمَّا متنعت عَلَيْهِ

وَبلغ الْخَبَر عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ يَوْمئِذٍ وَالِي الْمَدِينَة فَأمر بإخراجهِ من الْمَدِينَة فَلَمَّا أُخرج أركب نَاقَة ليَنفُوَه فَقَالَ قَاتل اللهُ ابْن المراغة كَأَنَّهُ شَاهد هَذَا الْحَال حَتَّى قَالَ وكُنتَ إِذا نزلتَ بدارِ قومٍ البيتَ وَمن شعر الفرزدق لما كَانَ بِالْمَدِينَةِ (هما دلّيلاني من ثمانينَ قامةً ... كَمَا انقضَّ بازٍ أقتمُ الرأسِ كاسِرُه) (فَلَمَّا استوَت رجلايَ فِي الأَرْض قَالَتَا ... أحّيٌّ فيُرجى أم قتيلٌ نُحاذِرُه) (فَقلت ارفعا الأسبابَ لَا يشعروا بهَا ... وأقبلتُ فِي أَسبَاب ليلٍ احادره) (أُحاذر بوّابَينِ قد وُكِّلاَ بِنَا ... وأسوَدَ من ساجٍ تَصِرُّ مَسامره) فَقَالَ جرير لما بلغه ذَلِك (لقد ولدت أُمُّ الفرزدق شَاعِرًا ... فَجَاءَت بِوَزوَارٍ قصيرِ القوادِمِ) ) (يوصِّلُ حَبلَيه إِذا جَنَّ ليلُه ... ليرقَى إِلَى جارته بالسلالم) (تدليتَ تَزني من ثمانينَ قامةً ... وقَصَرَت عَن بَاعَ العُلا والمكارم) (هُوَ الرجسُ يَا أهلَ الْمَدِينَة فاحذَروا ... مداخلَ رجسٍ بالخبيثات عَالم) (لقد كَانَ إخراجُ الفرزدق عنكمُ ... طهُورا لِما بَين الْمصلى وواقم) فَأجَاب الفرزدق عَنْهَا بقصيدة طَوِيلَة مِنْهَا (وإنّ حَراماً أَن أسُبَّ مُقاعساً ... بآبائيَ الشمِّ الكِرام الخضارمِ) (ولكنَّ نَصفاً لَو سَبَبتُ وسبَّني ... بَنو عبد شمسٍ من منافٍ وهاشمِ) (أُولَئِكَ أمثالي فجئني بمثلهم ... وأَعتَدُّ أَن أهجو كليباً بدارم) ولمّا سمع أهل الْمَدِينَة أَبْيَات الفرزدق الْمَذْكُورَة أَولا جَاءُوا إِلَى مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَة من قبل مُعَاوِيَة فَقَالُوا مَا يصلح هَذَا الشّعْر بَين أَزوَاج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أوجب على نَفسه الحدَّ فَقَالَ مَرْوَان لست أحدُّه لَكِن أكتب إِلَى من يحده وَأمر أَن يُخرَجَ من الْمَدِينَة وأجَّله ثلاثةَ أَيَّام لذَلِك فَلذَلِك يَقُول الفرزدق (توعّدني وأَجَّلني ثَلَاثًا ... كَمَا وُعِدَت لمهلِكها ثمودُ) ثمَّ كتب مَرْوَان إِلَى عَامله كتابا يَأْمُرهُ أَن يحدّه ويسجُنه وأوهمه أَنه كتب لَهُ بجائزة ثمَّ نَدم مَرْوَان على مَا فعل فوجّه عَنهُ سفيراً وَقَالَ إِنِّي قد قلتُ شعرًا فأسمعه (قُل للفرزدق والسَّفاهة كاسِمها ... إِن كنت تاركَ مَا أمرتُك فاجلِسِ) (ودَعِ المدينةَ إِنَّهَا محبوبةٌ ... واقصِد لمكّةَ أَو لبيت المقدِسِ) (وَإِن اجتنيتَ من الْأُمُور عَظِيمَة ... فَخُذَن لِنفسِك بالعظيم الأكيس) فَلَمَّا وقف الفرزدق عَلَيْهَا فطِنَ لما أَرَادَ مَرْوَان فَرمى الصَّحِيفَة وَقَالَ

(مَرْوَان إِن مطيتي محبوسة ... ترجو الحباء وربها لم ييأس) (وحبوتني بِصَحِيفَة مخبوءة ... يخْشَى عَليّ بهَا حباء النقرس) (الق الصَّحِيفَة يَا فرزدق لَا تكن ... نكداً مثل صحيفَة المظمس) وأتى سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي وَعِنْده الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله عَنْهُمَا وَعبد الله بن جَعْفَر فَأخْبرهُم الْخَبَر فَأمر لَهُ كل وَاحِد بِمِائَة دينارٍ وراحلة وتوجَّه إِلَى الْبَصْرَة فَقيل لمروان أخطأتَ فِيمَا فعلتَ فَإنَّك عرّضتَ عرضك لشاعر مُضَرَ فوجَّه إِلَيْهِ رَسُولا وَمَعَهُ مائَة دِينَار) وراحلة خوفًا من هجائه صَعِدَ الْوَلِيد بن عبد الْملك المنبَر فَسمع صوتَ ناقوسٍ فَقَالَ مَا هَذَا قيل البِيعة فَأمر بهدمها وَتَوَلَّى بعض ذَلِك بِيَدِهِ فَكتب إِلَيْهِ ملك الرّوم إِن هَذِه الْبيعَة قد أقرّها من كَانَ قبلك فَإِن كَانُوا أَصَابُوا فقد أخطأتَ وَإِن كنتَ أصبتَ فقد أخطأوا فَقَالَ الْوَلِيد من يجِيبه فَقَالَ الفرزدق يكْتب إِلَيْهِ وَدَاوُد وَسليمَان إِذا يحكمانِ فِي الحَرث إِذْ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ الْقَوْم وكُنا لحُكمهم شاهِدين ففهَّمناها سليمانَ وكلاًّ آتِيَا حكما وعلماً الْآيَة وَكَانَ يَقُول الفرزدق خير السّرقَة مَا لَا يُقطَع فِيهِ يَعْنِي بذلك سَرقَة الشّعْر وَدخل الفرزدق مَعَ فتيانٍ من آل الْمُهلب فِي بِركة يتبرَّدون فِيهَا وَمَعَهُمْ ابْن أبي علقمةَ الماجن فَجعل يتلفت إِلَى الفرزدق وَيَقُول دَعوني حَتَّى أنكحه فَلَا يهجونا أبدا وَكَانَ الفرزدق من أجبنِ النَّاس فَجعل يستغيث وَيَقُول وَيْلكُمْ لَا يمسّ جلده جلدي فَيبلغ ذَلِك جَرِيرًا فيوجبُ عليّ أَنه قد كَانَ مِنْهُ إليّ الَّذِي يَقُول فَلم يزل يناشدهم حَتَّى كفوه عَنهُ ورَكِب الفرزدق يَوْمًا بغلَته ومَرَّ بِنِسوَةٍ فلمّا حاذاهنّ لم تتمالك البغلة ضرطاً فضحكن مِنْهُ فَالْتَفت إليهنّ وَقَالَ لَا تضحكن فَمَا حَملتنِي أُنثى إلاّ ضرطت فَقَالَت إِحْدَاهُنَّ فَقَالَت إِحْدَاهُنَّ مَا حملك أككثر من أمّك فأراها قد قاست مِنْك ضراطاً عَظِيما فحرّك بغلتَه وهرب وَقَالَ مَا أعياني جوابٌ قطّ كَمَا أعياني جَوَاب دهقانٍ مرَّةً قَالَ لي أَنْت الفرزدق الشَّاعِر قلت نعم قَالَ إِن هجوتني تُخرِب ضيعتي قلت لَا قَالَ فتموت عيشونة ابْنَتي فَقلت لَا قَالَ فرجلي إِلَى عنقِي فيحر أُمّك فَقلت وَيلك لم تركتَ رَأسك قَالَ حَتَّى أنظر أيّ شَيْء تصنع الزَّانِيَة ولمّا اسْتعْمل الْحجَّاج الْخِيَار بن سَبرة الْمُجَاشِعِي على عمان كتب إِلَيْهِ الفرزدق يستهدي جَارِيَة فَكتب الْخِيَار إِلَيْهِ (كتبتَ إليّ تستهدي الْجَوَارِي ... لقد أنعَظتَ من بلدٍ بعيد) (فلولا أَن أُمَّك كَانَ عمَي ... أَبَاهَا كنتُ أخرس بالنشيدِ) وَسمع الفرزدق رجلا يقْرَأ وَالسَّارِق والسارقة فاقطَعوا أَيْدِيهِمَا جَزَاء بِمَا كسبنا نكَالاً من الله وَالله غفورٌ رحيمٌ فَقَالَ اقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا وَالله غفورٌ رَحِيم أينبغي أَن يكون هَذَا هَكَذَا فَقيل لَهُ إِنَّمَا عزيزٌ حَكِيم فَقَالَ هَكَذَا يَنْبَغِي أَن يكونَ وَقَالَ قد علم الناسُ أَنِّي فحلُ

هميم

الشُّعَرَاء وَرُبمَا أَتَت عليّ الساعةُ أقلع ضرساً من أضراسي أَهْون عليّ من قولِ بيتٍ وأخبارُ الفرزدق كثيرةٌ مُطَوَّلَة مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني ولمّا توفّي الفرزدق رثاه جرير بأبياتٍ مِنْهَا (قد وَلَدت بعد الفرزدق حاملٌ ... وَلَا ذاتُ بَعلٍ من نِفاسٍ تَعَلَّتِ) ) (هُوَ الْوَافِد الميمونُ والراتقُ الثَّائي ... إِذا النعلُ يَوْمًا بالعشيرة زَلَّت) ورثاه بِغَيْر ذَلِك وَقَالَ ابْنه لبطة رَأَيْت أبي فِي الْمَنَام فَقلت مَا فعل الله بك نفعتني الكلمةُ الَّتِي نازعتُ فِيهَا الحسنَ على الْقَبْر قلتُ وَذَلِكَ أَن النوار زوجتُه لما حضرتها الْوَفَاة أوصَتِ الفرزدق ان يُصَلِّي عَلَيْهَا الْحسن الْبَصْرِيّ فَأخْبرهُ الفرزدق بذلك فَقَالَ إِذا فرغتُم مِنْهَا اعلمني فأُخرجت وَجَاء الْحسن وسبقهما النَّاس فانتظروهما فَأَقْبَلَا وَالنَّاس ينظرُونَ فَقَالَ الْحسن مَا للنَّاس فَقَالَ ينتظرون خير النَّاس وشرّ النَّاس فَقَالَ إنّي لستُ بخيرهم ولستَ بشرّهم وَقَالَ لَهُ الْحسن على قبرها مَا اعدَدت لهَذَا المضجع فَقَالَ شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله مُنْذُ سبعين سنة ورُئِيَ فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي بإخلاصي يَوْم الْحسن وَقَالَ لَوْلَا شيتبك لعذبتك بالنَّار واولاد الفرزدق من النوار لبطة وسبطه وحطبه وركضة وَزَمعَة وكلّهم من النوار وَلَيْسَ لواحدٍ من وَلَده عَقِبٌ وَقد تقدم ذكر النوار زَوجته فِي مَكَانَهُ فِي حرف النُّون وَشَيْء من أخبارهما وَمَات لَهُ ابْن فدفنه وَلما فرغ مِنْهُ الْتفت إِلَى النَّاس وَقَالَ (وَمَا نَحن إلاّ مثلهم غيرَ أنَّنا ... أَقَمنا قَلِيلا بعدهُم وتقدّموا) الهمذاني المؤرخ اسْمه مُحَمَّد بن عبد الْملك أَبُو همذان قَاضِي هيت اسْمه الْقَاسِم بن بهْرَام (هميم) 3 - (الطَّبَري) هُمَيمُ بنُ هَمامٍ الخثعَمي الطَبري الآملي ارتحل وَسمع وحدّث وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ (هناد) 3 - (هناد الْحَافِظ الْكُوفِي) هَناد بن السَّري أَبُو السّري التَّمِيمِي الْكُوفِي الدَّارمِيّ الْحَافِظ أحد العُبّاد روى عَنهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وروى البُخَارِيّ عَنهُ فِي غير الصَّحِيح وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين لم يتزوّج وَلم يتسَرَّ كَانَ إِذا صلّى الْفجْر جلس حَتَّى تطلع

هناد بن السري الكوفي

الشَّمْس يقْرَأ الْقُرْآن فَإِذا ارْتَفَعت الشَّمْس صلّى الضُحى ثمَّ خرج إِلَى منزله فيتوضّاُ وَيرجع إِلَى الْمَسْجِد فَيصَلي إِلَى الزَّوَال وَإِذا صلّى الظّهْر صلّى إِلَى الْعَصْر وَإِذا صلّى الْعَصْر قَرَأَ الْقُرْآن وَبكى إِلَى الْمغرب ثمَّ يُصَلِّي الْمغرب وعشاء الْآخِرَة وَيقوم اللَّيْل أَقَامَ على ذَلِك سبعين سنة 3 - (هناد بن السريّ الْكُوفِي) هَنّاد بن السَّري بن يحيى أخي هَنّاد توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وثلاثمائة وَهُوَ ابْن أخي هناد المتقدّم ذكره 3 - (قَاضِي بَعقُوبا) هَنَّاد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نصر ابو المظفر النَّسَفِيّ سكن بَغْدَاد ووَلِيَ قَضَاء بَعقوبا وَغَيرهَا وَسمع وحدّث ورحل وخرّج الْفَوَائِد لكنّ الْغَالِب على رِوَايَته الْمَنَاكِير توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة (هِنْد) 3 - (هِنْد أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ) هِنْد بنت أبي اُميَّةَ بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم واسْمه حُذيفة ويُعرَف بزادِ الرَّاكِب وَهُوَ أحدُ أجواد قريشٍ وَهِي أمّ سَلَمةَ زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمِنْهُم من قَالَ اسْمهَا رملَة قَالَ ابْن عبد البرّ هِنْد هُوَ الصوابُ وَعَلِيهِ جمَاعَة الْعلمَاء كَانَت قبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت ابي سَلمَة بن عبد الأسَد وَهِي بنت عمّ ابي جَهلٍ وَبنت عمّ خَالِد بن الْوَلِيد وابو سَلمَة أَخُو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الرّضاعة وَهِي آخِرَ أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَفَاة قَالَ بَعضهم توفّيت سنة تسعٍ وَخمسين وَهُوَ غلط وَتوفيت فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ وَيُقَال إِنَّهَا أول ظَعِينَة دخلت الْمَدِينَة مهاجرةً وَقيل بل ليلى بنت أبي حثمةَ زوج عَامر بن ربيعةَ تزوّج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم سَلمَة سنة ثِنْتَيْنِ من الْهِجْرَة بعد وقْعَة بدرٍ عقد عَلَيْهَا فِي شَوَّال وابتنى بهَا فِيهِ وَقَالَ لَهَا إِن شئتِ سبعتُ عندكِ وسَبّعتُ لِنسائي وَإِن شئتِ ثلثتُ ودُرتُ قَالَت ثلِّث وَلما توفيت أوصت أَن يصلّى عَلَيْهَا سعيد بن زيد وَكَانَ أَمِيرا بِالْمَدِينَةِ يومئذٍ مَرْوَان وَقيل بل الْوَالِي الْوَلِيد بن عُتيبة وَصلى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَة وَدخل قبرها عمرُ وسلمةُ ابْنا أبي سَلمَة وَعبد الله بن عبد الله بن أُميَّة وَعبد الله بن وهب بن زَمعَة ودفنت بالبَقيع رَضِي الله عَنْهَا وروى لَهَا الْجَمَاعَة وَهَاجَرت أم سَلمَة وَأم حَبِيبَة إِلَى أَرض الْحَبَشَة وَلما خرجت إِلَى الْمَدِينَة خرج مَعهَا رجل من الْمُشْركين وَكَانَ ينزل بناحيةٍ مِنْهَا إِذا نزلت ويسير مَعهَا ويرحل

أخت علي بن أبي طالب

بَعِيرهَا ويتنحى إِذا ركبت فَلَمَّا رأى نخل الْمَدِينَة قَالَ لَهَا هَذِه النّخل الَّتِي تريدين ثمَّ سلم عَلَيْهَا وَانْصَرف وَشهِدت أَمِير الْمُؤمنِينَ سَلمَة غَزْوَة خَيْبَر فَقَالَت سَمِعت وَقع السَّيْف فِي إِنْسَان مَرحب وروى شُعْبَة عَن خُلّيدِ بنِ جعفرٍ قَالَ سَمِعت أَبَا إياسٍ يحدّث عَن أم الْحسن أَنَّهَا كَانَت عِنْد أم سَلمَة فَأتى مَسَاكِين فَجعلُوا يُلحون وَفِيهِمْ نساءٌ فَقُلْنَا أُخرجوا أَو اخرجنَ فَقَالَت أم سَلمَة مَا بِهَذَا أُمِرنا يَا جَارِيَة رُدّي كل واحدٍ أَو كلّ وَاحِدَة وَلَو بتَمرةٍ تضعينها فِي يَدهَا 3 - (أُخْت عَليّ بن أبي طَالب) هِنْد بنت أبي طَالب أم هانىء اخْتلف فِي اسْمهَا فَقيل هِنْد وَقيل فاخِتةَ وَكِلَاهُمَا قَالَه جمَاعَة من الْعلمَاء وَقد تقدم ذكرهَا فِي حرف الْفَاء فِي مَكَانَهُ فليطلب من هُنَاكَ) 3 - (الْأَنْصَارِيَّة) هِنْد بنت عمرٍو بن حَرامٍ عمَّة جَابر بن عبد الله بن عَمْرو بن حرامٍ الْأنْصَارِيّ كَانَت تَحت عمر بن الجموح فقُتل عَنْهَا يومَ أحدٍ وقُتِل أَخُوهَا عبد الله بن عَمْرو يومئذٍ ودُفنا فِي قبرٍ واحدٍ وَهِي فِي عِدادِ الصحابيات 3 - (أم مُعَاوِيَة) هِنْد بني عُتبة بن ربيعةَ بن عبد شمس بن عبد منافٍ أم مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ أسلمت عَام الْفَتْح بعد إِسْلَام زَوجهَا أبي سُفْيَان وأقرَّهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نِكَاحهمَا وَكَانَت امْرَأَة فِيهَا ذُكرة لَهَا نفسٌ واثقةٌ شهِدت أُحُداً كَافِرَة مَعَ زَوجهَا أبي سُفْيَان وَكَانَت تَقول فِي يَوْم أحد (نَحن بَنَات طَارق ... نمشي على النمارقِ) (والمسك فِي المفارق ... والدرُّ فِي المخانق) (إِن تقبلُوا نعانق ... ونفرش النمارق) (أَو تدبروا نفارق ... فَمَاتَ غير وامق) أَرَادَت نَحن بَنَات النَّجْم من قَوْله تَعَالَى والسَّماءِ وَالطَّارِقِ النَجمُ الثاقِبُ وَلما قُتِل حمزةُ وثَبَت فمثّلَت بِهِ وشقّت بَطنَه واستخرجَت كبده فشوتها وأكلتها لِأَنَّهُ قتل أَبَاهَا يَوْم بدرٍ وَقيل إِن الَّذِي مثل بِحَمْزَة مُعَاوِيَة بن الْمُغيرَة بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة وَقَتله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبرا مُنصرفه من أحدٍ فِيمَا ذكره ابْن الزبير ختم اللهُ لَهَا بِالْإِسْلَامِ وَلما أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبيعَة على النساءِ وَمن الشَّرط فِيهَا وَلَا يَسْرِقن وَلَا يزنينَ قَالَت هِنْد بنت عُتيبة

الأنصارية

وَهل تَزني الحُرَّةُ أَو تسرق يَا رَسُول الله فَلَمَّا قَالَ وَلَا تقتلن أولادكنّ قَالَت قد ربَّيناهم صِغاراً وقتلتَهم أَنْت كبارًا أَو نَحوا من هَذَا القَوْل وشكَتْ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن زَوجهَا أَبَا سُفْيَان لَا يُعْطِيهَا من الطَّعَام مَا يكفيها وولدَها فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُذي من مَاله بِالْمَعْرُوفِ مَا يكفيكِ أَنْت وولدك وَتوفيت هِنْد فِي خلَافَة عمر فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُو قُحَافَة وَالِد أبي بكرٍ الصّديق 3 - (الْأَنْصَارِيَّة) هِنْد بِنت أُسَيد بن حُصَينٍ الْأنْصَارِيّ روى عَنْهَا أَبُو الرِّجَال عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَنه كَانَ يخطُب بِالْقُرْآنِ قَالَت وَمَا تعلَّمتُ ق وَالْقُرْآن الْمجِيد إلاّ من كثرةِ مَا كنتُ أسمعُها مِنْهُ وَهُوَ يخْطب بهَا على الْمِنْبَر 3 - (الهاشمية) هِنْد بنتُ ربيعةَ بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب بن هَاشم ولدت على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي الَّتِي كَانَت تَحت حبَان بن واسعٍ هِيَ وَامْرَأَة أُخرى فطلّق الْأَنْصَارِيَّة وَهِي تُرضِع فمرّت بهَا سنة ثمَّ هلك عَنْهَا وَلم تحصن فَقَالَت أَنا أرِثه وَلم أحصن فأختصما إِلَى عُثْمَان فَقضى لَهَا بِالْمِيرَاثِ فلامت الهاشمية عُثْمَان فَقَالَ لَهَا هَذَا عملُ ابْن عمّك هُوَ أَشَارَ علينا بِهَذَا يَعْنِي عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ 3 - (زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) هِنْد بنت يزِيد بن البَرصاء بن أبي بكرِ بن كلاب ذكرهَا أَبُو عبيد فِي أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل عمْرَة بنت يزِيد قَالَ ابْن عبد البرّ وفيهَا نَظَرٌ لِأَن الِاضْطِرَاب فِيهَا كثير جدّاً 3 - (الصحابيّة) هِنْد بنت سماك بن عبيد بن امرىء الْقَيْس بن زيد بن عبد الْأَشْهَل وَهِي أمّ الْحَارِث بن أوسِ بن مُعاذٍ قَالَ العَدوي كَانَت من المبايعات 3 - (الصحابيّة) هِنْد بنت مُنبه بن الْحجَّاج أسلمَت يومَ الْفَتْح وَهِي أمّ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَه الْوَاقِدِيّ 3 - (الصحابيّة) هِنْد بنت أُثالة بن عباد بن عبد الْمطلب هِيَ الَّتِي كَانَت ترثي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اقْطَعْ لَهَا من خبيرَ فِيمَا ذكره الْوَاقِدِيّ

امرأة بلال

3 - (امْرَأَة بِلَال) هِنْد الخولانية امْرَأَة بلالٍ حكَت عَن زَوجهَا قَالَ كَانَ بلالٌ إِذا أَخذ مضجعه قَالَ تقبَّل حسناتي واغفر سيئاتي 3 - (أُخْت خَالِد بن الْوَلِيد) ) هِنْد بنت الْوَلِيد بن عتبَة بن ربيعَة بن عبد شمس وَقَالَ ابْن عبد الْبر اسْمهَا فَاطِمَة وَقد تقدم ذكرهَا فِي حرف الْفَاء فِي مَكَانَهُ فليطلب من هُنَاكَ 3 - (زوج الْحجَّاج) هِنْد بنت أسماءَ بن خارجةَ هِيَ أُخْت مَالك بن أسماءَ بن خَارِجَة وَهِي زَوْجَة الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ وَقد مرّ لَهَا ذِكرٌ فِي تَرْجَمَة أَخِيهَا مَالك بن أسماءَ 3 - (المغربية) هِنْد خادمُ أبي مُحَمَّد مسلمة بن مسلمة الشاطبي الْكَاتِب حكى أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر الداني الطَّبِيب أَن الوزيرَ عامرَ بنَ يَنَّق كتب إِلَيْهَا من مجْلِس اُنسٍ يستدعيها (يَا هندُ هَل لكِ فِي زيارةِ فتيةٍ ... نَبذوا المحارمَ غيرَ شُربِ السَّلسَلِ) (سمعُوا البلابلَ قد شَدَت فتذكروا ... نغماتِ عُودِكِ فِي الثقيل الأّوّل) فَكتب الْجَواب إِلَيْهِ (يَا سيداً حَاز العُلى عَن سادةٍ ... شُمِّ الأُنوفِ من الطّراز الأوّلِ) (حسبي من الإسراعِ نَحْوك أنني ... كنتُ الْجَواب مَعَ الرَّسُول المُقبل) 3 - (التَّمِيمِي) هِنْد بن أبي هالةَ التَّمِيمِي ربيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأخو أَوْلَاده من خَدِيجَة توفّي سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (أَخُو أَسمَاء) هِنْد بن حارثةَ الأسلميُّ أَخُو أسماءَ قَالَ ابو هُرَيْرَة مَا كنت أرى هنداً وأسماءَ إلاّ خادمَينِ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من طول لزومِهِما بابَه وخدمتهما إِيَّاه توفّي فِي حُدُود السِّتين لِلْهِجْرَةِ

سبط خديجة

3 - (سبط خَدِيجَة) هِنْد بن هِنْد سبط أم خَدِيجَة قُتِل مَعَ مصعبِ بن الزُّبير وَقيل مَاتَ بالطاعون بِالْبَصْرَةِ فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ ابْن هِندُو الشَّاعِر اسْمه عَليّ بن الْحُسَيْن أَبُو الْهِنْدِيّ اسْمه غَالب بت عبد القدوس تقدم فِي مَكَانَهُ من حرف الْغَيْن) الْهِنْدِيّ صفي الدّين الأصولي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن 3 - (هَوذَة الْمسند الْأَصَم ابو الْأَشْهب) هوذةُ بن خَليفَة الثَّقَفِيّ البَكراويّ الْبَصْرِيّ الأصمَ ابو الْأَشْهب نزيل بَغْدَاد ومُسندها روى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَمُحَمّد بن سعدٍ ويوسف بن مُوسَى الْقطَّان وَغَيرهم قَالَ ابْن مَعينٍ ضعِيفٌ توفّي سنةَ ستّ عشرَة وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ ابْن ماجة (هولاكو) 3 - (ملك التتار) هولاكو بن تُولى قان بن جنكزخان ملك التتار ومقدمهم كَانَ طاغيةً من أعظم مُلُوك التتار وَكَانَ شجاعاً مِقداماً حازماً مُدبرا ذَا همةٍ عاليةٍ وسطوة ومهابةٍ وخبرة بالحروب ومحبَّة فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة من غيرِ أَن يتعقل مِنْهَا شَيْئا اجْتمع لَهُ جمَاعَة من فضلاءِ الْعَالم وَجمع حكماء مَمْلَكَته وَأمرهمْ أَن يرصدوا الْكَوَاكِب وَكَانَ يطلِق الْكثير من الْأَمْوَال والبلاد وَهُوَ على قَاعِدَة الْمغل فِي عَدَم التَّقْيِيد بدينٍ لكنّ زَوجته تنصرت وَكَانَ سعيداً فِي حروبه طوى الْبِلَاد وَاسْتولى على الممالك فِي أيسرِ مدةٍ فتح بِلَاد خُرَاسَان وَفَارِس وأذربيجان وعراق الْعَجم وعراق الْعَرَب وَالشَّام والجزيرة وَالروم وديار بكر كَذَا قَالَ قطب الدّين وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الَّذِي فتح خُرَاسَان وعراق الْعَجم جنكزخان وهولاكو أباد الْمُلُوك وَقتل الْخَلِيفَة المستعصم وأمراء الْعرَاق وَصَاحب الشَّام ميّافارقين وَقَالَ الظهير الكازروني حكى النَّجْم أَحْمد بن البّواب النقّاش نزيل مراغة قَالَ عزم هولاكو على زواج بنت ملك الكرج فَأَبت حَتَّى يُسِلمَ فَقَالَ عرِّفوني مَا أَقُول فعرضوا عَلَيْهِ الشَّهَادَتَيْنِ فأقَرَّ بهما وَشهد عَلَيْهِ بذلك خواجا نصير الدّين الطوسي وفخر الدّين المنجم فَلَمَّا بلغَهَا ذَلِك أجابت فَحَضَرَ القَاضِي فَخر الدّين الخلاطي وتوكَّل لَهَا النصير ولهولاكو الْفَخر المنجم وعقدوا العقد باسم تامار خاتون بنت الْملك دَاوُد إيواني على ثَلَاثِينَ

هياج

ألف دينارٍ قَالَ ابْن البواب وَأَنا كتبتُ الْكتاب فِي ثوب أطلس أَبيض وَتُوفِّي هولاكو بعلّة الصَّرع وأخفَوا موتَه وصبّروه وجعلوه فِي تابوتٍ وَكَانَ ابْنه أبغا غَائِبا فَطَلَبه الْمغل وملّكوه وَهلك هولاكو وَله سِتُّونَ سنة اَوْ نَحْوهَا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وخلّف من الْأَوْلَاد سبعةَ عشرَ ولدا سِوى الْبَنَات وَهُوَ أبغا وواشموط وتمشين وتكشى وَكَانَ جباراً واجاي ويَستِز ومنكوتمر الَّذِي التقى هُوَ والمنصور قلاوون على حمص) وَانْهَزَمَ جريحاً وباكُودَر وارغون ونغاي دَمُر وَالْملك أَحْمد وَقد جمع صَاحب الدِّيوَان كتابا فِي أخبارهم فِي مجلدين وَكَانَ القان الْأَعْظَم فِي أيّام هولاكو مونكوقا بن تولى بن جنكزخان فَلَمَّا هلك جلس بعده على التخت أخوهما قبلاي وامتدّت أيّامه وطالت دولته وَمَات قبلاي فِي خَان بالِق سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَت مَمْلَكَته نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة وَقد تقدم ذكر قبلاي فِي مَكَانَهُ من حرف الْقَاف ابْن هود الْحسن بن عَليّ أَبُو الهول الْحِمْيَرِي الشَّاعِر اسْمه عَامر بن عبد الرَّحْمَن (هياج) 3 - (الحِطِّيني) هَيَّاج بن عُبيد بن حُسَيْن الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو مُحَمَّد الحِطيني بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الطَّاء الْمُهْملَة وَبعدهَا ياءٌ آخِرُ الْحُرُوف وَنون وحِطّين قَرْيَة عِنْد طبريّة وَبهَا قبر شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَفِيه يَقُول الشَّاعِر (أَقُول لمكّة ابتهجي وتيهي ... على الدُّنْيَا بهيّاج الفقيهِ) (إمامٌ طَلَّقَ الدُّنْيَا ثَلَاثًا ... فَلَا طَمَعٌ لَهَا من بعدُ فِيهِ) 3 - (هَياج الهَرَوي) هَياج بن بِسطام الْحَنْظَلِي الهَرَويّ كَانَ أعلم النَّاس وأحلمهم وأفقههم وأسخاهم وأشجعهم وأرحمهم فِي زَمَانه قَالَ ابْن حبَّان يروِي المعضلات عَن الثِّقَات وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل متروكٌ توفّي سنة سبع وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ ابْن الهيتي أَحْمد ابْن أبي الْفضل الهيتي معِين الدولة نصر الله بن نصر الله

هيثم

(هَيْثَم) 3 - (الْهَيْثَم السُلمي الصَّحَابِيّ) الْهَيْثَم السُّلمي ذكره ابْن قانعٍ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استعلمه على صَدَقة قومِهِ فلمّا ارتدّتِ العَربُ فاءَ بهَا 3 - (أَبُو العُريان المَذحِجي) الْهَيْثَم بن الْأسود أَبُو العُريان المَذحجي الْكُوفِي أحد المعمّرين الشُّعَرَاء لَهُ شَرَفٌ وبلاغة وفصاحة أدْرك عليّاً وَسمع عبد الله بن عمر وغزا الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَتُوفِّي فِي حُدُود العَشر وَالْمِائَة 3 - (أَبُو حيّة النُّمَيري) الْهَيْثَم بن الرّبيع بن زُرارة أَبُو حيّة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْيَاء آخِر الْحُرُوف المشدّدة النميري كَانَ من مُخضرمي الدولتين الأموية والعبّاسية وَكَانَ فصيحأً من سَاكِني الْبَصْرَة وَكَانَ أهوجَ جَباناً كذّاباً وَقيل إِنَّه كَانَ يُصرَع وَكَانَ لَهُ سيف يسميّه لُعابَ المَنية لَيْسَ بَينه فرقٌ وَبَين الخَشَب حدّث جَارٌ لَهُ قَالَ دخل إِلَى بَيته كَلبٌ ليلةَ فطنّه لِصًّا فأشرفتُ عَلَيْهِ وَقد انتضى سيفَه لعابَ الْمنية وَهُوَ واقفٌ فِي وسط الدَّار وَهُوَ يَقُول أَيهَا المغترُّ بِنَا والمجترىء علينا بئسَ وَالله مااخترتَ لنَفسك خيرٌ قليلٌ وَسيف صقيل لعاب الْمنية الَّذِي سمعتَ بِهِ مشهورةٌ ضرباته لَا تُخاف نَبوته اخرُج بِالْعَفو عَنْك قبل أَن أدخلَ بالعقوبة عَلَيْك وَالله إِن أدعُ قيسا إِلَيْك لَا تقم لَهَا وَمَا قيسٌ تملأ وَالله الفضاء خيلاً ورجِلاً سُبْحَانَ الله مَا اكثرها وأطيبها فَبينا هُوَ كَذَلِك إِذا الْكَلْب قد خرج فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي مسخك كَلْبا وكفانا حَرباً وَقَالَ يَوْمًا إِنِّي أخرُج إِلَى الصَّحرَاء فأدعو الغِربان فتقعُ حَولي فآخذ مِنْهَا مَا أشاءُ فَقيل لَهُ يَا أَبَا حيّةَ أفرأيتَ إِن أخرجناك إِلَى الصَّحرَاء فدعوتَها فَلم تأتِك فَمَاذَا تصنع فَقَالَ أبعدَها الله إِذن وحدّث يَوْمًا قَالَ عنّ لي ظَبيٌ فرميتُه فراغَ عَن سهمي فعارضه السهمُ ثمَّ راغ فعارضته فَمَا زَالَ واللهِ يروغ ويعارضه حَتَّى صرعه بِبَعْض الحاناتِ وَمَا أحلى قولَ ابْن قلاقس الإسكندريّ (عسكرِيٌّ حما لَهُ ... بَطَلٌ لَيْسَ يُدفَعُ) (قَامَ عَن قَوس حَاجِب ... يه بِعَيْنيهِ يَنزَع) (أسهمٌ كَيفَ مَا انحرَف ... نَ إِلَى الْقلب تتبَع) ) (هَكَذَا كنتُ عَن أبي ... حيَّةٍ قبلُ أسمَع)

الإشبيلي الشاعر

وَقلت أَنا أَيْضا وَمِنْه أخذتُ (وشادنٍ إِن هَبَّ عَرفُ الصَّبا ... شمِمتُ مِنْهُ نشرَه طيَّه) (أمِيل عَنهُ خوفَ عِشقي لَهُ ... وجفنه يُتبِعني غيّه) (كأننّي قُدّامه ظَبيَةٌ ... وطرفُهُ سهم أبي حَيَّه) وَفد أَبُو حيّة النميري على الْمَنْصُور وامتدحه بقصيدة وهجا فِيهَا بني حسنٍ فوصله أَبُو جعفرٍ بِشَيْء دون أمله فاحتجن لِعِيَالِهِ أكثرَه وَصَارَ إِلَى الْحيرَة فَشرب عِنْد خمَّارة وَأَعْجَبهُ الشّرْب وَكره أَن يَنفَد مَا مَعَه وأحبّ أَن يدومَ لَهُ مَا كَانَ فِيهِ فَسَأَلَ الخمارة أَن تبيعَهُ بنسيئة وأعلمها أَنه مدح الْخَلِيفَة وقوّادَه فَفعلت وشرِهت إِلَى فصل السَّيئَة وَكَانَ لأبي حيّةَ أيرٌ كعنُق الظَليم فأبرزَه لَهَا فتدلَّهت وَكَانَت كلّما سقته فِي الْحَائِط خطاًّ فَقَالَ أَبُو حيّة (إِذا سقيِتني كُوزاً بخطٍّ ... فخُطّي مَا بدا لَك فِي الجِدارِ) (فَإِن أَعْطَيْتنِي عينا بِدَينٍ ... فهاتِ العَين وانتظري ضِماري) (خَرقتُ مُقَدَّماً من جنب ثوبي ... حِيال مَكَان ذَاك من الْإِزَار) (فصدَّت بعد مَا نظرَت إِلَيْهِ ... وَقد ألمحتُها عُنُقَ الحُوار) 3 - (الإشبيلي الشَّاعِر) الْهَيْثَم بن أحمدَ بن جَعْفَر بن أبي غالبٍ أَبُو المتَوَكل السكونِي الشَّاعِر الإشبيلي قَالَ ابْن الأبّار هُوَ أحد فحول الشُّعَرَاء المجوّدين بديهةً ورويَّةً وَكَانَ عَالما بالآداب وضرُوبها أخباريّاً علاّمةً توفّي فِي سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة 3 - (الغساني) الْهَيْثَم بن حُميدٍ الغساني مَوْلَاهُم قَالَ ابو دَاوُد قدريٌّ ثِقَة توفّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 3 - (أَبُو الحَكَم العَنسي) الْهَيْثَم بن مَرْوَان العَنسي بالنُّون ابو الحكم الدِّمَشْقِي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم نرَ لأحدٍ فِيهِ كلَاما محلّهُ الصِّدقُ توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة 3 - (الإخباري) ) الْهَيْثَم بن عديّ بن عدي بن زيد اُسَيد بن جَابر ابو عبد

الرَّحْمَن الطّائيّ الثُعَلبي البحتري الْكُوفِي كَانَ راويةً إخبارياً نقل من كَلَام الْعَرَب وَأَشْعَارهَا ولغاتِها كثيرا وَكَانَ أَبوهُ نازلاًبواسِط وَهُوَ خَيِّر وأمّا الْهَيْثَم فَكَانَ يتَعَرَّض لمثالب النَّاس وَنقل أخبارهم وَأورد معايبَهم وَكَانَت مَستورةً فكَرِهَ لذَلِك وَنقل عَن الْعَبَّاس شَيْئا فحُبِس لذَلِك سِنِين حَبسه الرشيدُ وَقيل إِن ذَلِك نُقِل عَنهُ زُوراً لِأَنَّهُ صاهر قوما فَلم يَرضَوه فلبَّسوا عَلَيْهِ مَا لم يَقُله وَكَانَ يَرى رأيَ الْخَوَارِج قَالَ ابْن معينٍ وَأَبُو دَاوُد كذَّابٌ وَقَالَ النَّسَائِيّ وَغَيره مَتْرُوك الحَدِيث وقلَّ مَا رَوَى من المُسنَد وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَمِائَتَيْنِ وَله عَقِبٌ بِبَغْدَاد وَكَانَت وَفَاته بِفَم الصُّلْح عِنْد الْحسن بن سهل وَله ثَلَاث وَتسْعُونَ سنة وَكَانَ قد روى عَن مجَالد وابنِ عيّاشٍ المنتوف وَغَيرهمَا وَأكْثر وَأَتَاهُ أَبُو نواسٍ وَهُوَ فِي حلقته فَلم يعرِفه فَلَمَّا توجه من عندِه قيل لَهُ هَذَا أَبُو نواس فَقَالَ إِنَّا لله هَذِه وَالله بَليَّةٌ لم أجنِها قومُوا بِنَا إِلَيْهِ فجَاء إِلَيْهِ وَاعْتذر بأعذارِ مقبولةٍ فَقَالَ قد قبِل الله عُذرَك وَمَا ظَنَنْت إلاّ بعضُ مَن حَضَرك قد عرَّفك أَمْرِي قَالَ لم يكن ذَلِك فَلَا تذكُرني بِشَيْء قَالَ أما فِي المستألف فَلَا فَقَالَ الْهَيْثَم قد قنعت وَخرج ودسّ بعض تلاميذه أَن يعود إِلَيْهِ فَعَاد إِلَيْهِ فأنشده (يَا هَيْثَم بن عديٍّ لستَ للعرَبِ ... وَلست من طَيِّءٍ إلاّ على شَغَبِ) (الْهَيْثَم بن عديٍّ فِي تلوُنه ... فِي كل يَوْم لَهُ رجلٌ على حَسَب) (فَمَا يزَال أَخا حلٍّ ومُرتحلٍ ... إِلَى الموَالِي وَأَحْيَانا إِلَى العَرَب) (لله أنتَ فَمَا قُربَى تهُمُ بهَا ... إِلَّا اجتلبتَ لَهَا الأنسابَ من كثَب) (إِذا نسبتَ عَديّاً فِي بني ثُعَلٍ ... فقدِّمِ الدَّال قبل الْعين فِي النّسَب) (كأنني بك فَوق الجسر منتصباً ... على جوادٍ قريبٍ مِنْك فِي الْحسب) (حَتَّى نرَاك وَقد دَرَّعتَه قُمُصاً ... من الصديد مكانَ اللِّيف والكَرب) وَمن قَول أبي نُواس فِيهِ (لَا خيرَ فِي نسّابةٍ عالمٍ ... يَعجُزُ عَن ذِي نَسبٍ يبتغيه) (إِذا أبٌ شُرِّف فِي مجلسٍ ... شدّ عَلَيْهِ هيثمٌ يَدَّعِيه) وَلأبي الهول الحميَري أَيْضا فِيهِ هجاءٌ وَقَالَ دِعبل يهجوه أَحْمد بن أبي دُؤادٍ (سألتُ أبي وَكَانَ أبي عليماً ... بأخبار الحواضرِ والبوادي) ) (فقلتُ لَهُ أهيثَمٌ من عديٍّ ... فَقَالَ كأَحمدَ بن أبي دؤاد) (فَإِن يَكُ هيثمٌ مِنْهُم صَحِيحا ... فأحمدُ غيرُ شكٍّ من إياد)

ابن الصائغ المقرىء الشافعي

(مَتى كَانَت إيادُ تَرؤسُ قوما ... لقد غضب الْإِلَه على العِباد) وَله من الْكتب كتاب المثالب كتاب المعمَّرين كتاب بُيوتات قريشٍ كتاب الدولة كتاب بيوتات الْعَرَب كتاب هبوط آدم وافتراق الْعَرَب ونزولها منازلها كتاب نسب طيّ كتاب نسب نزُول الْعَرَب بخراسان والسواد كتاب مدائح أهل الشَّام كتاب حِلف كَلبٍ وتَميم ووحلف ذُهلٍ وَحلف طيءٍ وأسدٍ كتاب تَارِيخ الْعَجم وَبني أُمية كتاب المثالب الصَّغِير كتاب النَّوَافِل كتاب أَخْبَار طَيء ونزولها الجبلين وَحلف ذُهلٍ وثُعَل كتاب تداعي أهل الشَّام كتاب أَخْبَار زِيَاد بن أَبِيه كتاب من تزوّج من الموَالِي فِي الْعَرَب كتاب السِّباب كتاب الْجَامِع كتاب الوُفود كتاب خِطط الْكُوفَة كتاب بَغايا قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة كتاب وُلاة الْكُوفَة كتاب النِّسَاء كتاب النكد كتاب فَخر أهل الْكُوفَة على الْبَصْرَة كتاب تَارِيخ الْأَشْرَاف الْكَبِير كتاب تَارِيخ الْأَشْرَاف الصَّغِير كتاب طَبَقَات الْفُقَهَاء والمحدّثين كتاب خَواتم الْخُلَفَاء كتاب شُرَط الْخُلَفَاء كتاب الْخَوَارِج كتاب قُضَاة الْكُوفَة وَالْبَصْرَة كتاب الشُرَط لأُمراء الْعرَاق كتاب الصوائف كتاب المواسم كتاب النَّوَادِر كتاب طَبَقَات مَنْ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتاب تَسْمِيَة الْفُقَهَاء والمدّثين كتاب التَّارِيخ على السنين كتاب مُنتحل الْجَوَاهِر كتاب الْحسن بن عَليّ ووفاته كتاب السَّمر كتاب أَخْبَار الفُرس كتاب خطباء المِصرَين مَكَّة وَالْمَدينَة كتاب مقطّعات الْأَعْرَاب كتاب المحبَّر كتاب مقتل خَالِد القَسري والوليد بن يزِيد وَيزِيد بن خَالِد القَسري وَمَات لَهُ ابْن يُدعى عُبيداً فَقَالَ الهيثمُ يرثيه (ذَهَل العزاء فُؤَادك المجهود ... وَبكى ضَميِرُك والدموع جُمودُ) (ضَنّت عَلَيْك فَمَا تجودُ بقطرةٍ ... عبراء ضَنّ بِنومها التسهيد) (غارت بدمعك غصَّةٌ مَا تَنْقَضِي ... وجَوّى تضمّنهُ الفؤادُ شَدِيد) (أَسِفاً على شقّ الْفُؤَاد أصابَه ... قَدَرٌ لعمري مَا لبه مَردود) (يَا واحدي وذخيرةً لم يبْق لي ... ويَدي الَّتِي أًحمي بهَا وأذود) (ذهبَت بَشاشةُ كلّ سيءٍ بعده ... وَمضى السرُور فَمَا أرَاهُ يَعود) ) وَهِي أطول من هَذَا 3 - (ابْن الصَّائِغ المقرىء الشَّافِعِي) الْهَيْثَم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مسلمٍ أَبُو الْفرج

الإخباري

القُرشي الشَّافِعِي المقرىء الْمَعْرُوف بِابْن الصَّائِغ إِمَام مَسْجِد اللُّؤْلُؤ بِدِمَشْق قَرَأَ على عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن بشرٍ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الشنَبوّذي وصنّف أصُول قِرَاءَة حَمْزَة وحدّث عَن جمَاعَة وَكَانَ من أهل الْعلم وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة 3 - (الإخباري) الْهَيْثَم بن فراسٍ الشَّامي أحد رُوَاة الْأَخْبَار والعالِمين بالأخبار وَهُوَ من بني سامةَ بن لُوَيّ بن فهرِ بن مَالك بن النَّضر بن كنانةَ قَالَ فِي الْفضل بن مَرْوَان (تجبَّرت يَا فضل بن مَرْوَان فَاعْتبر ... فقبلك كَانَ الْفضل وَالْفضل وَالْفضل) (ثَلَاثَة أَمْلَاك مضوا لسبيلهم ... أبادهم الموتُ والمشتِّت والقَتل) (فَإنَّك قد أصبحتَ فِي النَّاس ظَالِما ... ستودي كَمَا أودى الثَّلَاثَة من قبل) يُرِيد الْفضل بن يحيى وَالْفضل بن الرّبيع وَالْفضل بن سهلٍ 3 - (الفأفاء الْكَاتِب) الْهَيْثَم بن مطهَّر الفأفاء الْكَاتِب كَانَ بغدادياً ظريفاً لَهُ أشعارٌ مِلاحٌ وَكَانَ منقرساً أعرجَ وقف على بَاب الخيزُران ينْتَظر بعضَ من يخرج من دارها فَبعث إِلَيْهِ كاتبها يَقُول انزِل عَن ظهر دابتك فقد جَاءَ فِي الحَدِيث كَراهيةُ ذَلِك فَقَالَ أَنا رجلٌ المرج وَإِن خرج صَاحِبي خفتُ أَن لَا أدرِكه فَقَالَ إِن لم تنزِل أنزلناك فَقَالَ هُوَ حبيسٌ فِي سَبِيل الله إِن أنزلتَني عَنهُ إِن أقضمتَهُ شَعِيرًا شهرا فأيّما خيرٌ كَدّ ساعةٍ أَو جوع شهرٍ فَقَالَ هَذَا شيطانٌ وكف عَنهُ 3 - (المَروَزي) الْهَيْثَم بن خارجةَ أَبُو أَحْمد الْمروزِي الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى النَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وأحمدُ بنُ حنبلٍ وَعبد الله ابْنه وَأَبُو زُرعةَ وَأَبُو يَعلَى الْموصِلِي وَكَانَ ابْن حَنْبَل يُثني عَلَيْهِ رَآهُ البَغوي وَلم يسمع مِنْهُ وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ 3 - (الشَّاشِي) الْهَيْثَم بن كُليَبٍ بن شُرَيحِ بن مَعقِلٍ ابو سعيد الشَّاشِي مُصَنف المُسنَد توفّي سنة خمس) وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة 3 - (أَمِير الْبَصْرَة) الْهَيْثَم بن مُعَاوِيَة العَكّي الْأَمِير بِالْبَصْرَةِ مَاتَ فَجْأَة سنة سِتّ

هيجاء

وَخمسين وَمِائَة بِبَغْدَاد ابْن الْهَيْثَم صَاحب التصانيف فِي الرياضي وغيرِهِ اسْمه الْحسن بن الْحسن أَبُو الْهَيْثَم الْأنْصَارِيّ اسْمه مَالك بن التيِّهان (هيجاء) 3 - (الْأَمِير فَخر الدّين بن خُشتَرين) أَبُو الهيجاء بن عِيسَى بن خشترين الْأَمِير الْكَبِير فَخر الدّين بن الْأَمِير حسام الدّين الكُردي أحد الشجعان كَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء يَوْم عين جالوت رَتَّبه المظفر قطز مشاركاً للحلبي فِي نِيَابَة دمشق فِي الرَّأْي وَالتَّدْبِير وَكَانَ أَبوهُ أكبرَ أميرٍ عِنْد الظَّاهِر غَازِي صَاحب حلب توفّي فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة ابْن أبي الهيجاء وَالِي دمشق مُحَمَّد بن أبي الهيجاء 3 - (المُرّي أَمِير الْعَرَب) أَبُو الهَيذام المُرِّي أَمِير الْعَرَب وزعيم قيسٍ وفارسُها الْمَشْهُور وَهُوَ الْقَائِد للْعَرَب المُضَرية فِي الْفِتْنَة العُظمى الكائنة بِدِمَشْق فِي أَيَّام الرشيد وَله شِعر جيد مَشْهُور وَخرج على الرشيد لكَونه قتل أَخَاهُ ثمَّ ظفر بِهِ الرشيد فاستعطفه بِأَبْيَات فأطلقَه وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة أَبُو الهَيذام اللّغَوِيّ كِلابُ بنُ حَمْزَة 3 - (الْأَمِير فَخر الدّين بن خُشتَرين) أَبُو الهيجاء بن عِيسَى بن خشترين الْأَمِير الْكَبِير فَخر الدّين بن الْأَمِير حسام الدّين الكُردي أحد الشجعان كَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء يَوْم عين جالوت رَتَّبه المظفر قطز مشاركاً للحلبي فِي نِيَابَة دمشق فِي الرَّأْي وَالتَّدْبِير وَكَانَ أَبوهُ أكبرَ أميرٍ عِنْد الظَّاهِر غَازِي صَاحب حلب توفّي فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة ابْن أبي الهيجاء وَالِي دمشق مُحَمَّد بن أبي الهيجاء (هيذام) 3 - (المُرّي أَمِير الْعَرَب) أَبُو الهَيذام المُرِّي أَمِير الْعَرَب وزعيم قيسٍ وفارسُها الْمَشْهُور وَهُوَ الْقَائِد للْعَرَب المُضَرية فِي الْفِتْنَة العُظمى الكائنة بِدِمَشْق فِي أَيَّام الرشيد وَله شعر جيد مَشْهُور وَخرج على الرشيد لكَونه قتل أَخَاهُ ثمَّ ظفر بِهِ الرشيد فاستعطفه بِأَبْيَات فأطلقَه وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَالْمِائَة أَبُو الهَيذام اللّغَوِيّ كِلابُ بنُ حَمْزَة ابْن الهيصم الكرّامي اسْمه مُحَمَّد بن الهيصم (هيلانة) 3 - (جَارِيَة الرشيد) هيلانة جَارِيَة الرشيد هَارُون كَانَ شَدِيد الحبّ لَهَا وَكَانَت قبله ليحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي وَكَانَ الرشيد قبل الْخلَافَة يمْضِي إِلَى دَار يحيى فَلَقِيته فِي مَمرٍّ فَأخذت بكُمّه وَقَالَت لَهُ مَا لنا فِيك من نصيب فَقَالَ وَكَيف السَّبِيل إليكِ قَالَت تطلُبني من هَذَا الشَّيْخ فطلبها من يحيى فَوَهَبَهَا لَهُ فَغلبَتْ عَلَيْهِ وأقامت عِنْده ثَلَاث سِنِين ثمَّ مَاتَت فوجِد عَلَيْهَا وجدا شَدِيدا وَقَالَ فِيهَا (قد قلت لمَا ضمّنوكِ الثَرى ... وجالت الحسرةُ فِي صَدْرِي) (اذهَب فَلَا واللهِ لَا سَرّني ... بعْدك شيءٌ آخِرَ الدَهر) وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف (يَا من تباشرتِ الْقُبُور بموتها ... قصَدَ الزمانُ مساءَتي فرماكِ) (أبقَى الأنيسَ فَلَا أرى لِيَ مؤنساً ... إِلَّا التردُّد حيثُ كنت اراك)

(مَلِكٌ بكاكِ وَطَالَ بعدِك حُزنُه ... لَو يستطيعُ بِملكه لفداك) (يحمي الْفُؤَاد عَن النِّسَاء حفيظةً ... كَيْلا يحِلَّ حِمَى الْفُؤَاد سِواك) فَأعْطَاهُ الرشيد أَرْبَعِينَ ألفا وَقَالَ لَو زدتَ لَزِدناك ووفاتها رَحمهَا الله تَعَالَى ثَلَاث وَسبعين وَمِائَة

حرف الواو

(حرف الْوَاو) (وابصة) 3 - (الْأَسدي الصَّحَابِيّ) وابصة بن معبد بن مَالك بن عُبيدٍ الْأَسدي من بني أسدِ بن خُزَيمةَ يُكنى أَبَا شدادٍ سكن الْكُوفَة ثمَّ تحوّل إِلَى الرقة وَمَات بهَا فِي حُدُود السِّتين من الْهِجْرَة وَفَد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله أَحَادِيث مِنْهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر رَجلاً رَآهُ يصلّي خلف الصَّفّ وحدّه أَن يُعيِدَ الصَّلَاة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة (واثق) 3 - (أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرِيّ) واثق بن عبد الْملك بن احْمَد بن أبي مَنْصُور بن الْحسن أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرِيّ سِبط الْمُدبر الشبلي وُلد بِبَغْدَاد وَسمع من هبة الله بن الحُصين وَعلي بن عبد الْوَاحِد الدينَوَرِي وَأحمد بن عبيدِ الله بن كادش وَأحمد بن الْحسن بن الْبناء وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا ورحل إِلَى خُرَاسَان وَسمع بطوس ونيسابور وهراة وسرخس وبلخ وأدركه أَجله هُنَاكَ شَابًّا بعد سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وحدّث فِي بَغْدَاد باليسير قَالَ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ سمعتُ عمر البسطامي يَقُول عَنهُ إِنَّه أفسد سماعات بَلخ وَوَصفه بِكَثْرَة التَّخْلِيط وَمن شعره (إِلَّا هِيَ شُكراً لِما قد وَهَبتَ ... وَذَاكَ محبّةُ قولِ الرسولِ) (وَإِنِّي مَدى الدَّهرِ فِي رغدةٍ ... لِما فِيهِ مِن نَيلِ قصدٍ وسُول) (وَلَو لم يكن ذَاك كنتُ امْرَءًا ... سَؤوماً عَن العيشِ أعمى السَّبِيل) 3 - (ابْن الشوكي المقرىء) واثق بن عَليّ بن عمرَان الشوكي الْبَغْدَادِيّ أَبُو البركات المقرىء سمع الْكثير من ابْن الحُصين وَابْن الْبناء وَابْن كادش وَأبي بكرٍ الْأنْصَارِيّ وَأبي الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي وَأبي البركات الْأنمَاطِي وَغَيرهم وَكتب بِخَطِّهِ وحصّل وروى شَيْئا يَسِيرا سمع مِنْهُ الْحَافِظ معمر بن عبد الْوَاحِد وروى عَنهُ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ وَكَانَ حنبليّاً وقدِم دمشق وحدّث بِشَيْء يسيرٍ وَتُوفِّي بهَا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة (الألقاب) ) الواثق بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ الْعَبَّاس اسْمه هَارُون بن مُحَمَّد

واثلة

الواثق صَاحب الْمغرب المؤمني اسْمه إِدْرِيس بن عبد الله الواثقي العباسي اسْمه عبد الله بن عُثْمَان من ولد الواثق الواثقي وَالِي بَغْدَاد أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى الواثق الصُّمادحي عبد الله بن مُحَمَّد بن معن (وَاثِلَة) 3 - (وَاثِلَة اللَّيْثِيّ الصَّحَابِيّ) وَاثِلَة بن الْأَسْقَع بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْقَاف بن عبد العُزَّى بن عبد ياليل بن ناشبٍ يَنْتَهِي إِلَى كنانةَ اللَّيْثِيّ وَقيل ابْن الْأَسْقَع بن كَعْب بت عَامر بن لَيْث بن بكرٍ وَالْأول أَكثر أسلم وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتجهز إِلَى تَبُوك يُقَال إِنَّه خدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث سِنِين وَهُوَ من أهل الصّفة يُقَال إِنَّه نزل الْبَصْرَة وَله بهَا دارٌ ثمَّ سكن الشَّام وَكَانَ منزله بقرية البلاط شهد الْمَغَازِي بِدِمَشْق وحمص ثمَّ إِنَّه تحول إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَتُوفِّي هُنَاكَ وَهُوَ ابْن مائَة سنة وَقيل إِنَّه توفّي بِدِمَشْق فِي آخر خلَافَة عبد الْملك سنة خمس أَو سِتّ وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن ثمانٍ وَتِسْعين سنة يُكنى أَبَا الْأَسْقَع وَقيل أَبَا مُحَمَّد وَقيل أَبُو قرصافة فِي قَول الْوَاقِدِيّ وروى عَنهُ أَبُو الْمليح بن أُسامة الهُذلي وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَهُوَ آخرُ الصَّحَابَة موتا بِدِمَشْق 3 - (أَبُو هُرَيْرَة المؤذّن) وَاثِلَة بن الْأَسْقَع بن أبي الْعَلَاء بن أبي الْفَتْح بن الْفَيْض بن أَحْمد بن عَليّ بن حَامِد بن إِبْرَاهِيم أَبُو إِبْرَاهِيم بن حَامِد أَبُو هُرَيْرَة الْمُؤَذّن الهمذاني قَالَ محبّ الدّين بن النجار هَكَذَا نسبه يُوسُف بن خَلِيل الدِّمَشْقِي كَانَ شَيخا صَالحا من أَصْحَاب الْحَافِظ أبي الْعَلَاء الْحسن بن احْمَد الْعَطَّار سمع بهمذان من أبي بكر هبة الله بن الْفَرح بن أُخْت الطَّوِيل وَأبي المحاسن نصر بن المظفر الْبَرْمَكِي وَغَيرهمَا وَقدم بَغْدَاد سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسمع من القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأُرموي وَابْن نَاصِر الْحَافِظ وَسَعِيد بن أَحْمد بن الْبناء وأمثالهم ثمَّ قدم مرَّةً ثَانِيَة سنة خمسٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة وحدّث بهَا وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحسن القِطِيعي وَغَيره ثمَّ قدمهَا ثَالِثَة حاجًّا سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وحدَّث بهَا أَيْضا سمع مِنْهُ) أَصْحَابنَا وَلم نلقَه ودخلتُ همذانَ بعد وَفَاته وَقد كتب إليّ بِالْإِجَازَةِ بِجَمِيعِ مروِياته وسألتُ ابَنه محمدَ بن واثلةَ عَن وَفَاة أَبِيه فَقَالَ توفّي بالكرخ فِي شوَّالٍ سنة خمس وسِتمِائَة

وائلة

(وائلة) 3 - (ابْن كرّاز) وائلة بن بقاءٍ بن أبي نصر بن عبد السَّلَام أَبُو الْحسن الملاّح الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن كرَّازٍ سمع أَبَا عَليّ أَحْمد بن مُحَمَّد الرَّحبِي قَالَ محب الدّين بن النجار كتبت عَنهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة (الألقاب) الواجكا اسْمه عبد السَّلَام بن الْحسن الواحدي الْمُفَسّر عَليّ بن أَحْمد الوادعي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الوادعي يحيى بن زَكَرِيَّا القَاضِي الْحَنَفِيّ ابْن الْوَادي سعد الله بن نَجا الوَادعي عَليّ بن مظفرٍ ابْن واره الْحَافِظ اسْمه مُحَمَّد بن مُسلم ابْن الوَاسِطِيّ الْمسند شمس الدّين اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الوَاسِطِيّ عماد الدّين اسْمه أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الوَاسِطِيّ المقرىء عَليّ بن عَليّ الوَاسِطِيّ المعتزلي مُحَمَّد بن زيدٍ الوَاسِطِيّ تقيّ الدّين إِبْرَاهِيم بن عَليّ الوَاسِطِيّ أَبُو عَليّ الشَّافِعِي يحيى بن الرّبيع الواشحي قَاضِي مَكَّة سُلَيْمَان بن حَرب (وَاسع) 3 - (الصَّحَابِيّ وَاسع بن حبّان بن مُنقذٍ) شهد بيعَة الرضْوَان والمشاهدَ كلهَا مَعَ أَخِيه سعد بن حبّان وقُتِلا يَوْم الحرّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأنْصَارِيّ) وَاسع بن حبّان الْأنْصَارِيّ الْمدنِي روى عَن عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَازِني وَابْن عمر وَرَافِع بن خُدَيجٍ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة

واصل

(وَاصل) 3 - (وَاصل الأحدب) وَاصل بن حيّان الأحدب الْأَسدي الْكُوفِي روى عَن زرٍّ وابي وَائِل والمعرور بن سُوَيدٍ وَإِبْرَاهِيم وثقة ابْن معينٍ وتوفِّي سنة عشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 3 - (أَبُو يحيى الْبَصْرِيّ) وَاصل بن السَّائِب أَبُو يحيحى الرُّقاشي بصريٌ قَالَ البُخَارِيّ مُنكَر الحَدِيث وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَغَيره لَيْسَ بِشَيْء وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (رَأس الْمُعْتَزلَة) وَاصل بن عطاءٍ أَبُو حذيفةَ الْبَصْرِيّ الغزّال لِأَنَّهُ كَانَ يَدُور فِي سوق الغّزل ليتصدَّق على النِّسَاء اللواتي يبعن الْغَزل مولى بني مَخْزُوم وَقيل مولى بني ضَبّة هُوَ رَأس الْمُعْتَزلَة وَكَبِيرهمْ وَرَئِيسهمْ وأوّلهم كَانَ تلميذَ الْحسن الْبَصْرِيّ يقْرَأ عَلَيْهِ العلومَ فَدخل رجل على الْحسن وَقَالَ لَهُ قد ظهر فِي زَمَاننَا جَماعة يكفّرون أصحابَ الْكَبَائِر والكبيرة عِنْدهم كفرٌ وهم وعيديَّة الْخَوَارِج وجماعةٌ يرجئون أصحابَ الْكَبِيرَة وَيَقُولُونَ الْكَبِيرَة عِنْدهم لَا تضرّ الْإِيمَان وَإنَّهُ لَا يضرّ مَعَ الْإِيمَان مَعْصِيّة كَمَا لَا ينفَع مَعَ الْكفْر طاعةٌ ففّكر الْحسن فِي ذَلِك فَقَالَ وَاصل قبل أَن يُجيب الْحسن بِشَيْء أَنا أَقُول إِن صَاحب الْكَبِيرَة لَا مؤمنٌ وَلَا كافرٌ ثمَّ قَامَ وَاعْتَزل إِلَى أسطوانة الْمَسْجِد يُقرر جوابَه على جمَاعَة من أَصْحَاب الْحسن فَقَالَ الْحسن اعتزل وَاصل عنّا فسمُّوا معتزلةً من ذَلِك الْوَقْت بِهَذَا السَّبَب وَكَانَ سَبَب سُؤال السَّائِل ذَلِك لِلْحسنِ الْبَصْرِيّ أَنه لم يكن فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خوض فِي هَذِه الْمسَائِل وَلَا) فِي صدر الْإِسْلَام وَإِنَّمَا حدث ذَلِك فِي أَوَاخِر عصر متأخِّري الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَأول حُدُوثه فِي مَسْأَلَة الْقدر وَفِي الِاسْتِطَاعَة من معبد الجُهنَي وغيلان الدِّمَشْقِي والجَعد بن دِرْهَم وتبرّأ مِنْهُم متأخَروا الصَّحَابَة عبد الله بن عمر وَجَابِر بن عبد الله وَأَبُو هُرَيْرَة وتواصَوا وأوصَوا أخلافهم أَن لَا يسلمُوا عَلَيْهِم وَلَا يصلّوا على جنائزهم وَلَا يعودوا مَرضاهم وَإِنَّمَا حملهمْ على ذَلِك مَا صحّ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذّم الْقَدَرِيَّة وَقد أجمع الْمُعْتَزلَة على أَن الله تَعَالَى قديمٌ والقِدَم أخصُّ وصف ذَاته وَاتَّفَقُوا على أَن التحسين والتقبيح يجب معرفتهما بِالْعقلِ وَأَن شكر الْمُنعم وَاجِب عقلا وَاخْتلفُوا فِي الامامة وَالْقَوْل فِيهَا أَيْضا واختياراً هَذَا مَا اتَّفقُوا على نفي الصِّفَات الْقَدِيمَة عَنهُ أصلا فَقَالُوا الْبَارِي تَعَالَى عالمٌ لذاته لَا بعلمٍ زَائِد على ذَاته قادرٌ لذاته لَا بقدرة زَائِدَة

على ذَاته حيّ لذاته لَا بحياةٍ زَائِدَة على ذَاته مريدٌ لذاته لَا بإدارة على ذَاته وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي بَاقِي الصِّفَات من السّمع وَالْبَصَر وَغَيرهمَا قَالُوا لأنّ هَذِه الصِّفَات لَو شاركته فِي القِدم الَّذِي هُوَ أخصُّ وصفِ ذَاته لشاركته فِي الإلهية وَاتَّفَقُوا على أَن كَلَامه مُحدث مَخْلُوق بحرفٍ وَصَوت وَاتَّفَقُوا على نفي رُؤْيَة الله تَعَالَى بالأبصار فِي الْآخِرَة وَاتَّفَقُوا على أَن العبدَ خالقٌ لأفعاله خيرَها وشرِّها غير مخلوقة لله تَعَالَى وَاتَّفَقُوا على أَنه تَعَالَى منزَّهٌ عَن أَن يُضَاف إِلَيْهِ الشرّ لِأَنَّهُ لَو خلق الظُّلم لَكَانَ ظَالِما كَمَا أَنه لَو خلق الْعدْل لَكَانَ عادلاً وَاتَّفَقُوا على وجوب رِعاية مصَالح الْعباد على الله تَعَالَى وَلَهُم خلافٌ فِي الْأَصْلَح واللطف وَاتَّفَقُوا على أَن الْمُؤمن إِذا مَاتَ عَن توبةٍ استحقّ الثَّوَاب والعِوَض وَإِذا مَاتَ عَن كَبِيرَة ارتكبها استحقّ الخلود فِي النَّار لَكِن يكون عِقَابه أخفّ من عِقَاب الْكفَّار وسمَّوا هَذَا النمط وَعدا ووعيداً فَلهَذَا يسمَّون الوعيدية أَيْضا وَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ من الْمسَائِل فِي أصُول الديانَات وَاخْتلفُوا فِي مسَائِل فِيمَا بَينهم وهم عشرُون فرقة كلّ فرقة تكفّر الْأُخْرَى فالأُولى الواصليّة نِسْبَة إِلَى وَاصل بن عَطاء هَذَا وَالثَّانيَِة العَمرية أَصْحَاب عمروبن عُبيد وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْعين وَالثَّالِثَة الهُذيلية أَصْحَاب أبي الهُذيل مُحَمَّد بن عبد الله وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين وَالرَّابِعَة النظاميّة اصحاب إِبْرَاهِيم بن سيّار وَقد تقدم ذكره فِي الاباره وَالْخَامِسَة الأسوارية أَصْحَاب الأسواري صَاحب النظام وَقد تقدم فِي حرف الْهمزَة السَّادِسَة الإسكافية أَصْحَاب أبي جَعْفَر الإسكاف وَقد تقدم فِي حرف الْجِيم السَّابِعَة الجعفريّة أَصْحَاب جَعْفَر بن مُبشر وجعفر بن حَربٍ وَقد تقدم فِي حرف الْجِيم الثَّامِنَة البشرّية أَصْحَاب بشر بن الْمُعْتَمِر) وَقد تقدم فِي حَرف الْبَاء التَّاسِعَة المعمرية أَصْحَاب معمر بن عباد وَقد تقدم فِي حرف الْمِيم الْعَاشِرَة أَصْحَاب أبي عِيسَى بن صبح الملقب بالمرداز وَقد تقدم فِي حرف الْعين الْحَادِيَة عشر الثماميّة أَصْحَاب ثُمَامَة بن أَشْرَس وَقد تقدم فِي حرف الثَّاء الثَّانِيَة عشر أَصْحَاب هِشَام بن عمرٍو الفوطي وَقد تقدم فِي حرف الْهَاء الثَّالِثَة عشر الجاحظية أَصْحَاب عَمْرو بن بَحر الجاحِظ وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْعين الرَّابِعَة عشر الخيّاطية أَصْحَاب أبي الْحسن الْخياط وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْحَاء الْخَامِسَة عشر أَصْحَاب أبي الْقَاسِم الكعبي وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْقَاف السَّادِسَة عشر الصالحية اصحاب الصَّالِحِي السَّابِعَة عشر أَصْحَاب أَحْمد بن حابط ويدَعون الحابطية الثَّامِنَة عشر الحدّثية أَصْحَاب فضل الحدَثي وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْفَاء التاسعةَ عشر الشحّامية أَصْحَاب أبي يَعْقُوب الشحّام يَأْتِي ذكره فِي حرف الْيَاء الْعشْرُونَ البهشميّة أَصْحَاب أبي هَاشم بن عَليّ الحُبّائي وَقد تقدم ذكرهم فِي حرف الْهَاء وذُكر فِي تَرْجَمَة كلّ شخص من الْمَذْكُورين مَا انْفَرد بِهِ عَن بَقِيَّة الْمُعْتَزلَة وواصل هُوَ الَّذِي أحدث القَوْل بالمنزلة

بَين منزلتين وَقَالَ فِي أَصْحَاب وقْعَة الْجمل وصفتين من الْفَرِيقَيْنِ أَحدهمَا مخطىء لَا بِعَيْنِه وشكّ فِي عَدَالَة عَليّ وللديه الْحسن وَالْحُسَيْن وَابْن عَبَّاس وعائشةَ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر رَضِي الله عَنْهُم وَقَالَ لَو شهِد عِنْدِي عَليّ وَطَلْحَة على نَاقَة بَقِلٍ لم أحكُم بِشَهَادَتِهِمَا لِأَن أَحدهمَا فاسقٌ لَا بِعَيْنِه وَلَا أعرفهُ فجوّز الفِسق على هَؤُلَاءِ السَّادة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده أَن الْفَاسِق مخلّد فِي النَّار نَعُوذ بِاللَّه من الضلال والخِذلان وَكَانَ وَاصل أحدُ الْأَعَاجِيب وَذَلِكَ أَنه كَانَ يسمَّى خطيب الْمُعْتَزلَة لبلاغته وفصاحته وَقدرته على الْكَلَام وَكَانَ يلثَغ بالراء لُثغَةً قبيحةً وَكَانَ يتَجَنَّب الرَّاء فِي كَلَامه فَلَا يكَاد يُسمع مِنْهُ كلمة فِيهَا راءٌ وَلَا يفطَن بِهِ وَقَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء (وَيجْعَل البُرَّ قَمحاً فِي تصرُّفه ... وَخَالف الراءَ حَتَّى احتالَ للشَعَرِ) (وَلم يُطِق مَطَراًوالقول يُعجِله ... فجَاء بالغَيثِ إشفاقاً من الْمَطَر) وَيُقَال إِنَّه امتحن حَتَّى أَنه يقْرَأ أول سُورَة بَرَاءَة فَقَالَ من غير فكرٍ وَلَا رَوِية عهدٌ من الله ونبيهِ إِلَى الَّذين عاهدتم من الْفَاسِقين فسيحوا فِي البسيطة هِلالين وهِلالين وبلغه أنَّ بشَّار بن بُردٍ الْأَعْمَى الشَّاعِر هجاه فَقَالَ غير مفكرٍ أما لهَذَا الْأَعْمَى المكنى بِأبي مُعاذ مَن يقْتله أما وَالله لَوْلَا أَن الغِيلةَ خُلُق من أَخْلَاق الغالية لبعثتُ إِلَيْهِ من يَبعَجُ بَطْنه على مضجعه ثمَّ لَا) يكون إلاّ سَدوسيّاً أَو عُقليّاً وَلم يأتِ فِي كَلَامه براءٍ لِأَنَّهُ قَالَ أَبُو معاذٍ وَلم يقل المُرَعَّث وَلَا بشّاراً وَقَالَ يبعَج ولميقل يبقُر وَقَالَ مضجعَه وَلم يقل فرَاشه وَقَالَ الغيلة وَلم يقل الغَدر وَقَالَ الغالية وَلم يقل المغيريّة وَلَا المنصورية وَأَرَادَ بِذكر عُقَيل وسدوس مَا كَانَ يذكرهُ بشار بن بردٍ من الاعتزاء إِلَيْهِمَا وَقَالَ الأرجاني (هجرَ الرَّاء واصلُ بنُ عطاءٍ ... فِي خطاب الوَرى من الخطباءِ) (وَأَنا سَوف أهجُر الْقَاف وَالرَّاء ... مَعَ الضَّاد من حُروف الهجاء) وَقَالَ بعض الشُّعَرَاء (وَلما رأيتُ الشيبَ رَاء بعارضي ... تيقّنتُ أنّ الْوَصْل لي مِنْك واصلُ) وَقَالَ أخر فِي مليح النغ (اعد لَفظه لوان وأصل حَاضر ... ليسمعها مَا اسقط الرَّاء وصل) وَقد أورد المرزباني فِي كِتَابه المرشد فِي أَخْبَار الْمُتَكَلِّمين خطْبَة خطب بهَا وَاصل بن عطاءٍ بِحَضْرَة عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز لما وَلِي الْعرَاق وَصَارَ إِلَى الْبَصْرَة وامر بِحَفر النَّهر الَّذِي يُنسب إِلَيْهِ وَهِي خُطبة بليغة الْمعَانِي فصيحة الْأَلْفَاظ طَوِيلَة جدا لَيْسَ فِيهَا راءٍ ولد سنة ثَمَانِينَ بِالْمَدِينَةِ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَله كتاب التَّوْبَة كتاب

الكوفي

مَعَاني الْقُرْآن وأصناف المرجئة وَكتاب خُطب فِي التَّوْحِيد وَالْعدْل كتاب السَّبِيل إِلَى معرفَة الْحق كتاب الدعْوَة كتاب مَا جرى بَينه وَبَين عَمْرو بن عبيد كتاب طَبَقَات أهل الْعلم وَالْجهل وَكَانَ وَاصل طَوِيل الْعُنُق جدا بِحَيْثُ كَانَ يعاب بذلك وَفِيه يَقُول بشار بن بُردٍ الْأَعْمَى (مَاذَا بُلِيتُ بغزالِ لَهُ عُنُقٌ ... كنَقيِق الدوِّ إِن وَلى وَإِن مَثُلا) (عُنقَ الزرّافة مَا بالي وبالكم ... تكفِّرون رجَالًا كفّروا رَجُلا) 3 - (الْكُوفِي) وَاصل بن عبد الْأَعْلَى الْكُوفِي روى عَنهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة وثّقه النَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين ابْن وَاصل القَاضِي جمال الدّين اسْمه مُحَمَّد بن سَالم (وَاقد) 3 - (وَاقد التَّمِيمِي الصَّحَابِيّ) وَافد بن عبد الله التَّمِيمِي الْيَرْبُوعي الْحَنْظَلِي أسلم قبل دُخُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وآخَى بَينه وَبَين بشر بن البراءِ بن معْرور وَهُوَ الَّذِي قتل عَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ فِي أوّل يَوْم من رَجَب وَكَانَ مَعَ عبد الله بن جحش حِين بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى نَخْلَة فلقي عَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ خَارِجا نَحْو الْعرَاق فَقتله فَبعث الْمُشْركُونَ أهل مَكَّة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّكُم تعظّمون الشهرَ الحرامَ وتزعمُون أنّ الْقِتَال لَا يصلح فِيهِ فَمَا بالُ صَاحبكُم قَتَل صاحبنا فَأنْزل الله تَعَالَى يَسْأَلُونَك عَن الشَّهْر الْحَرَام قتال فِيهِ الْآيَة فواقِد هَذَا أول قَاتل فِي الْمُسلمين وَعَمْرو بن الْحَضْرَمِيّ أول قَتِيل من الْمُشْركين فِي الْإِسْلَام وَشهد وَاقد بَدْرًا وأُحد والمشاهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ حليفاً للخطاب بن نُفيل وَفِي قتل وَاقد عمرا يَقُول عمر بن الْخطاب (شَفينا مِن ابْن الْحَضْرَمِيّ رماحنا ... بنخلة لما أوفد الحربَ واقدُ) 3 - (مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَاقد مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رُوِيَ عَنهُ زاذانُ قَوْله من أطَاع الله فقد ذكره وَإِن قلَّت صلَاته وصيامه وتلاوته الْقُرْآن

الأنصاري

وَمن عصى الله فَلم يذكرهُ وَإِن كثرت صلَاته وصيامه وتلاوته الْقُرْآن 3 - (الْأنْصَارِيّ) وَاقد بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة وَهُوَ الْقَائِل عِنْد ابْن عباسٍ أمّا كَلَام النَّاس فَكَلَام خائفٍ وَأما العملُ مِنْهُم فَعمل آمنٍ أَبُو وَاقد اللَّيْثِيّ الصَّحَابِيّ تقدم فِي حرف الْحَاء واسْمه الْحَارِث بن عوفٍ الْوَاقِدِيّ اسْمه مُحَمَّد بن عمر الوَاقِفِي المقرىء اسْمه الْعَبَّاس بن الْفضل (والبة) 3 - (والبة أَبُو أُسَامَة الْأَسدي) والبة بن الحُباب أَبُو أُسامةَ الْأَسدي هُوَ أستاذ أبي نواسٍ وَكَانَ ظريفاً غزِلاً وصَّافاً للخمر والغلمان المُرد وشعره فِي غير ذَلِك مقاربٌ وهاجى بشاراً وابا العتاهة فَلم يصنع شَيْئا وفضحاه قَالَ الْمهْدي لعُمارةَ بن حمزةَ مَن أرقُّ النَّاس شعرًا قَالَ والبة بن الْجبَاب الَّذِي يَقُول (وَلها وَلَا ذَنب لَهَا ... حبٌّ كأطراف الرِّماحِ) (فِي الْقلب يَقدح والحشا ... فالقلبُ مجروحُ النواحي) فَقَالَ صدقتَ وَالله قَالَ فَمَا يمنَعُك من مُنادمته يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ قَوْله (قلتُ لساقينا على خَلوةٍ ... أدنِ كَذَا رأسَك من راسي) (ونَم على وَجهه لي سَاعَة ... إِنِّي امرؤٌ أَنكمَحُ جُلاسي) أفتريد أَن أكون من جُلاسه على هَذَا الشريطة قَالَ الدَّعلجي غُلَام أبي نواس أنشدتُ يَوْمًا بَين يَدي أبي نواس قصيدتَه ياشفيقَ النفسِ من حَكمِ وَكَانَ قد سكر فَقَالَ أَلا أخْبرك بِشَيْء على أَن تكتُمَه قلت نعم قَالَ أَتَدْرِي من المَعنِيّ بيا شفيق النَّفس من حكم قلت لَا قَالَ أَنا وَالله المعني بذلك وَالشعر لوالبة بن الْحباب قَالَه وَمَا عِلم بِهَذَا غيرُك وحُكي عَن والبة أَنه كشف يَوْمًا عَن عَجُز أبي نواس وَهُوَ أمرَدُ حسنُ الوجهِ مليح الْجِسْم فَلَمَّا رأى والبة حُمرة أليَتَيه وبياضَهما قبّلهما فضرط أَبُو نواس فَقَالَ لَهُ والبة لِمَ فعلتَ هَذَا وبلك قَالَ كَرَاهِيَة أَن يَضيعَ قولُ الْقَائِل مَا جزاءُ من قبّل الإستَ قَالَ ضَرطةٌ وَعَن أبي سَلهَب الشَّاعِر قَالَ كَانَ والبة صديقي وَكَانَ مَاجِنًا خبيثَ الدّين فشربتُ أَنا وَهُوَ يَوْمًا بغُمَّى فانتبه من سكرة

واهب

وَقَالَ لي اسمَع ثمَّ أَنْشدني (شربتُ وفاتِكٌ مثلي جَموحٌ ... بغُمَّى بالكؤوس وبالبواطي) (يعاطيني الزّجاجة أريَحِيٌ ... رَخيمُ الدَّلّ بُورِك من مُعاط) (أَقُول لَهُ على طَرَبٍ ألِطني ... وَلَو بمؤاجر عِلج نِباطي) (فَمَا خيرُ الشَّرَاب بغَير فِسقٍ ... يُتابَع بالزناءِ وباللَّواط) (جعلتُ الحجّ فِي غُمَّى وبُنَّى ... وَفِي قُطربُّل أبدا رِباطي) ) (فَقل للخَمسِ آخرُ مُلتقَانا ... إِذا مَا كَانَ ذَاك على الصِّراط) يَعْنِي بالخمس الصَّلَوَات وَتُوفِّي والبة فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ الواني الْمصْرِيّ عَليّ بن عمر ابْن الواني أَمِين الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ووالده جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَولده أَمِين الدّين شرف الدّين عبد الله (واهب) 3 - (الْمعَافِرِي الْمصْرِيّ) واهب بن عبد الله الْمعَافِرِي الكعبي الْمصْرِيّ خرّج لَهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب وَكَانَ معمراً وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة الوَأواء الدِّمَشْقِي الشَّاعِر اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الوَأواء الْحلَبِي اسْمه عبد القاهر بن عبد الله (وَائِل) 3 - (الْحَضْرَمِيّ الصَّحَابِيّ) وَائِل بن حجر بن ربيعةَ بن وائلٍ أَبُو هُنيدة الْحَضْرَمِيّ كَانَ قَيلاً من أقيال حضر موت وَكَانَ أَبوهُ من مُلُوكهمْ وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم وَيُقَال إِنَّه بَشَّر بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصحابَه قبل قدومه وَقَالَ يأتيكم وَائِل بن حجر من أرضٍ بعيدةٍ من حضر موت طَائِعا رَاغِبًا فِي الله عز وجلّ وَفِي رَسُوله وَهُوَ بقيّة أَبنَاء الْمُلُوك فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ رحَّب بِهِ وَأَدْنَاهُ من نَفسه وقرَب مجلسَه وَبسط لَهُ رداءَه فأجلسه عَلَيْهِ مَعَ نَفسه على مَقْعَده وَقَالَ اللَّهُمَّ بَارك فِي وَائِل وَولده وولدِ وَلَده وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْأَقْيَال من حضر موت وَكتب مَعَه ثلاثةَ كتبٍ إِلَى المُهَاجر بن أبي أميَة وَكتاب إِلَى الْأَقْيَال والعَباهلة وأقطعه أَرضًا وَأرْسل مَعَه مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَخرج مَعَه مُعَاوِيَة وَوَائِل بن حجر

وبرة

على نَاقَته رَاكِبًا فَشَكا إِلَيْهِ مُعَاوِيَة حَرّ المضاء فَقَالَ لَهُ أنتعل حرّ الرمضاء فَقَالَ لَهُ انتعِل ظلّ النَّاقة فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة وَمَا يُغني ذَلِك عنّي لَو جعلتنَي رِدفاً فَقَالَ لَهُ وَائِل اسْكُتْ فلستَ من أرْدف الْمُلُوك ثمَّ عَاشَ وَائِل حَتَّى وَلِيَ مُعَاوِيَة فَدخل عَلَيْهِ فَعرفهُ وأذكره بذلك) ورّحب بِهِ وَأَجَازَهُ لوفوده عَلَيْهِ فَأبى من قبُول جائزته وحِبائه واراد أَن يرزقَه فَأبى وَقَالَ يَأْخُذهُ من هُوَ أولَى منّي فَإِنِّي فِي غنى عَنهُ وَكَانَ وَائِل زاجراً حسن الزَجر خرج يَوْمًا من عِنْد زيادٍ بِالْكُوفَةِ وأميرها الْمُغيرَة بن شُعْبَة فَرَأى غراباً ينعَق فَرجع إِلَى زِيَاد وَقَالَ يَا أَبَا الْمُغيرَة هَذَا غرابٌ يرُحِّلك من هَهُنَا إِلَى خيرٍ فقَدِم رَسُول مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد من يَوْمه أَن سِر إِلَى الْبَصْرَة والياً روى وَائِل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث روى عَنهُ كُلَيْب بن شهَاب وإبناه عَلْقَمَة وَعبد الْجَبَّار ابْنا وَائِل وَلم يسمع عبد الْجَبَّار من أَبِيه فِيمَا يَقُولُونَ بَينهمَا عَلْقَمَة بن وَائِل وَتُوفِّي وَائِل فِي حُدُود الْخمسين من الْهِجْرَة الوائلي الْحَافِظ عبيد الله بن سعيد (وبرة) 3 - (وبرة الصَّحَابِيّ) وبرة بن مُسهر الْحَنَفِيّ وَيُقَال ووبر لَهُ صُحْبَة وَكَانَ أرْسلهُ مُسَيلمة الْكذَّاب فِي جمَاعَة مِنْهُم ابْن النواحة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم من بَينهم 3 - (الصَّحَابِيّ) وبرة بن يحنس وَيُقَال ابْن محصِّن الخُزاعي لَهُ صحبةٌ وَهُوَ الَّذِي بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى داذَويه وفيروز الديلمي وحشيش الديلمي بِالْيمن ليقتلوا الأسودَ الكذّابَ الْعَنسِي الَّذِي ادّعى النُّبُوَّة قَالَ ابْن عَبَّاس قَاتل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأسود ومسيلمة وطليحة بالرسل وَلم يُشغِله مَا كَانَ فِيهِ من الوَجَع عَن الْقيام بأمرِ الله والذبّ عَن دينه يَعْنِي كَانَ تِلْكَ الْحِكَايَة فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن الوتار الْوَاعِظ عُثْمَان بن مَنْصُور الوتّار مُحَمَّد بن أبي بكر بن سيفٍ (وثاب) 3 - (صَاحب مصياف) وثاب بن مَحْمُود بن نصر بن صَالح بن مرداسٍ أَبُو الدَّوَام أحد أُمَرَاء بني كلاب كَانَ صَاحب حصن مصياف ورأيتُه بخطّ الْحَافِظ اليغموري مصياف بالثاء الْمُثَلَّثَة وَالظَّاهِر أَنه بِالْفَاءِ فَلَمَّا مَاتَ وثاب الْمَذْكُور سنة خمسٍ متسعين وَأَرْبَعمِائَة

وثيمة

بمصياف فصده المزيّن فاسودَّت يدُه وَمَات وَخَلفه وَلَده نَاصِر الدّين سَابق باعَها لمعز الدّين أبي العساكر سُلْطَان بن منقذ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وتسلمه مِنْهُ وَجعل فِيهِ الْحَاجِب سنقر فَقتله الباطنيّة فِي الْحصن وملكوه سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ الْأَمِير وثاب داهيةً من دواهي الْعَرَب الوثابي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد وَولده الأكرم مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل (وثيمة) 3 - (الوشّاء صَاحب كتاب الرَّدّة) وثيمة بن مُوسَى بن الفُرات الْفَارِسِي نزيل مصر صنّف كتاب الردّة وجوَّده وَكَانَ تَاجِرًا لَهُ معرفَة بالأخبار وأيّام النَّاس توفّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ أَصله من فسا ونَشأَ بِالْبَصْرَةِ وقَدِمَ مصر وَتوجه إِلَى الأندلس ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَبهَا مَاتَ وَجه الدويبة هبة الله بن حَامِد وَجه السَّبع الْأَمِير مظفر الدّين سنقر (وجيه) 3 - (أَبُو الْمِقْدَام التنوخي) وجيه بن عبد الله بن نصرٍ أَبُو الْمِقْدَام التنوخي شَاعِر فصيح لمّا فعلت الفرنج مَا فعلت دَخلهَا وَهُوَ يبكي وَقَالَ (هَذِه بَلدةٌ قضى الله يَا صا ... ح عَلَيْهَا كَمَا ترى بالخرابِ) (فقِف العِيسَ وقفَةً وابِك من كَا ... ن بهَا من شيوخها والشباب) (وَاعْتبر إِن دخلتَ يَوْمًا إِلَيْهَا ... فَهيَ كَانَت منازلَ الأحباب) توفّي رَحمَه الله بِدِمَشْق وَقد جَاوز السّبْعين سنةَ ثَلَاث وَخَمْسمِائة (الألقاب) الْوَجِيه الشَّافِعِي أَحْمد بن عمر الْوَجِيه ابْن الدهان الْمُبَارك بن الْمُبَارك الْوَجِيه الذِّروي الشَّاعِر عَليّ بن يحيى الْوَجِيه الصَّغِير النَّحْوِيّ إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود الْوَجِيه الْكَبِير اسْمه الْمُبَارك

وحواح

الوُحاظي يحيى بن صَالح (وحواح) 3 - (الْأنْصَارِيّ) وَحواح بن الأسلَت واسمُ الأسلت عَامر بن جُشَم بن وَائِل الْأنْصَارِيّ أَخُو أبي قيس بن الأسلت الشَّاعِر لم يُسلم ابو قيسٍ شهد الوحواح الخَنْدَق وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد وَله يَقُول أَبُو قيس أَخُوهُ حِين خرج إِلَى مكةَ مَعَ أبي عَامر (أرى وحوحاً ولَّى عليَّ بأَمْره ... كأنّي امرٌؤ من حضرموتَ غريبُ) (كَأَنِّي إِذا ولّى وَلَا يدسنا ... وَأَنت حبيبٌ فِي الْفُؤَاد قريب) (وَإِن بِنى العَلات قومٌ وإنني ... أَخُوك فَلَا يكذبن عَنْك كذوب) (أَخُوك إِذا نابَتك يَوْمًا عظيمةٌ ... تحمَّلها والنائباتُ تنوب) وَذكروا أَن أَبَا قيس أقبل يُرِيد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ عبد الله بن أبي حنيفٍ وَالله بني الْخَزْرَج فَقَالَ لَا جرمَ وَالله لَا أسلم الْعَام فَمَاتَ فِي الْحول (وَحشِي) 3 - (الحبشي الصَّحَابِيّ) وَحشِي بنُ حَرب الحبشي من سودانِ مكَة مولى جُبير بن مُطعِم فِي قَول ابْن إِسْحَاق يكنى أَبَا دسمةَ وَهُوَ الَّذِي قتل حَمْزَة بن عبد الْمطلب يَوْم أحُد وَكَانَ كَافِرًا اختفى لَهُ خلفَ حجرٍ ثمَّ رَمَاه بحَربةٍ كَانَت مَعَه يَرْمِي بهَا رمي الحبشَة ثمَّ أسلم وَحشي بعد الْفَتْح الطَّائِف شهد الْيَمَامَة وَرمى مُسيلمة بحربته الَّتِي قتل بهَا حَمْزَة وزعمَ أَنه أَصَابَهُ وقَتله وَقَالَ قتلتُ بحريتي هَذِه خير النَّاس وَشر النَّاس وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غّيِّب وَجهك عنّي يَا وَحشِي لَا أَرَاك ذكرتُ هُنَا قَول البُحتري (وَلَا عجبٌ للأُسدِ إِن ظِفرت بهَا ... كلاب الأعادي من فصيح وأعجم) (فحربة وَحشِي سقت حَمْزَة الردى ... وَمَوْت عَليّ من حُسامِ ابْن ملجم) وَسكن وحشٌّ حمص وَمَات فِي الْخمر غلبَت عَلَيْهِ وَتُوفِّي وَحشِي فِي حُدُود الْخمسين لِلْهِجْرَةِ (الْوَحْش) 3 - (أَبُو حُليقة الطَّبِيب) أَبُو الْوَحْش بن الْفَارِس أبي الْخَيْر بن أبي سُلَيْمَان دَاوُد بن أبي المُنى الْحَكِيم الرشيد أَبُو حُليقَة النَّصْرَانِي سُمى أَبَا حُليقة لحلقة كَانَت فِي أُذُنه أوحد زَمَانه فِي الطِّبّ وَله شعر وَكَانَ لَهُ حظٌّ من الْأَدَب وُلد بجَعبَر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبعين وسِتمِائَة خرج من جعبر إِلَى الرُهاء وربى بهَا وخدم الْكَامِل

وَكَانَ نصف العزيزية لَهُ وخدم الْملك الصَّالح وخدم التّرْك إِلَى دولة الظَّاهِر بيبرس وَقَرَأَ الطبّ على عمّه ابي سعيد بِدِمَشْق وعَلى مهذَّب الدّين الدخوار وَله نَوَادِر فِي أَعمال الطبّ كَانَ قد أحكم معرفَة نبض الْكَامِل حَتَّى أَنه أخرج يَده يَوْمًا إِلَيْهِ من خلفِ ستارة من الدُّور المَرضي فَقَالَ هَذَا نبض مَوْلَانَا السُّلْطَان وَهُوَ بِحَمْد الله صَحِيح فعجِب مِنْهُ وَلما طَال عَلَيْهِ عمل الدرياق الْفَارُوق لتعذُّرِ ادويته عمل درياقاً مُخْتَصرا تُوجد أدويته فِي كلّ مكانٍ وَقصد بذلك التَّقَرُّب إِلَى الله تَعَالَى وَكَانَ يخلّص المفلوجين لوقته ويُنشىء فِي العصَب زِيَادَة فِي الْحَرَارَة الغريزيّة ويقويه ويُذيب البلغَم فِي وقته ويُسكن القولنج فِي وقته وَحصل للسُّلْطَان نزلة فِي أَسْنَانه ففصد لذَلِك وداواه الأسعد لاشتغال الرشيد بِعَمَل الدرياق فَلم ينجَع وَزَاد الالم فصلب الرشيد وتضور فَقَالَ تسوك من الدرياق الَّذِي عملته فِي البرنيّة الْفضة وَترى الْعجب فَلَمَّا وصل إِلَى الْبَاب خرجَت ورقة السُّلْطَان فِيهَا يَا حَكِيم استعملتُ مَا قلتَ وَزَالَ جَمِيع مَا بِي لوقته وَبعث لَهُ خِلعاً وذهباً ومرّ على أَبْوَاب الْقَاهِرَة بمفلوج مُلقى على جنبه فَأعْطَاهُ من درياقه شربةً وطلع إِلَى القلعة وَعَاد فَقَامَ المفلوج يعدو فِي رِكابه وَيَدْعُو لَهُ فَقَالَ لَهُ اقعد فَقَالَ يَا مَوْلَانَا شبِعتُ قعُودا وألَّف للْملك الصَّالح صَلصاً يَأْكُل بِهِ اليَخنى واقترح عَلَيْهِ أَن يكون مقوياً للمعدة منبهاً للشهوة مُليناً للطبع فَركب من المقدونس جُزْءا وَمن الريحان التُرنجاني جُزْءا وَمن قُلُوب الأُترج المنقَعة فِي المَاء وَالْملح ثمَّ تغسل بِالْمَاءِ الحلو من كل واحدٍ نصف جزءٍ ويُدق فِي جُرن الفقاعي كل واحدٍ بمفرده ويخلط ويُعصر عَلَيْهِ مَاء الليمون وَالْملح ويُعمل فِي أوانٍ وَيخْتم بالزيت فَلَمَّا اسْتَعْملهُ السُّلْطَان أثنى عَلَيْهِ ثَنَاء كثيرا وَسَقَى من درياقه من بِهِ حصاةٌ ففتتها واراق المَاء لساعته وَمن نوادره أَن امْرَأَة من الرِّيف أَتَت إِلَيْهِ وَمَعَهَا ولدٌ أصفر ناحل فَأخذ يدَه ليعرف نَبضَه وَقَالَ لغلامه هَات الفرجية فَتغير نبض الصبيّ فِي يَده فَقَالَ لَهَا هَذَا الصَّبِي عاشقٌ فِي وَاحِدَة) اسْمهَا فرجية فَقَالَت أمّه إِي وَالله يَا مولايَ وَقد عجزتُ عمّا أعذُله فتعجب الْحَاضِرُونَ مِنْهُ وَله كتاب الْمُخْتَار فِي ألف عقار وَله مقَالَة فِي ضَرُورَة الْمَوْت وَأَن الْإِنْسَان يُحلِّله الْحَرَارَة الَّتِي فِي دَاخله وحرارة الْهَوَاء وَقَالَ متمثلاً إحديهما قاتلي فَكيف إِن اجْتمعَا ومقاله فِي حَفظ الصِّحَّة ومقالةٌ فِي أنّ الملاذّ الروحانية ألذّ من الجُسمانيّة وَهُوَ أَبُو مهذب الدّين مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي المحمدين ووالد علم الدّين إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور فِي الإبارِه وَمن شعره فِي منظرة سيف الْإِسْلَام (سمح الحبيبُ بوصله فِي ليلةٍ ... غفل الرقيبُ ونام عَن جنباتها) (فِي روضةٍ لَوْلَا الزَّوَال لشابهت ... جنّاتِ عَدنٍ فِي جَمِيع صفاتها) (وَالطير تُطرِب فِي الغصون بِصَوْتِهِ ... والراحُ تجلى فِي كؤوس سُقاتها) (ومُجالسي القمرَ الْمُنِير تنزهت ... فِيهِ الحواسّ باسمها وكناتِها)

الألقاب

(الألقاب) الوحيد الْبَصْرِيّ الشَّاعِر شَارِح ديوَان المتنبي اسْمه سعد بن مُحَمَّد ابْن الوحيد الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن شرِيف وُحيش اسْمه سبعُ بن خلفٍ الوحشي الْحَافِظ الْحسن بن عَليّ 3 - (الصَّحَابِيّ) وَدقة بن إِيَاس بن عمرٍو الْأنْصَارِيّ شهِد بَدْرًا وأُحداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قتل يَوْم اليمامةِ شَهِيدا 3 - (الصَّحَابِيّ) وَدِيعَة بن عمر بن جَراد بن يربوعٍ الجُهَنى الْأنْصَارِيّ حَلِيف لبني سَواد بن مَالك بن غنم بن النجار شهد بَدْرًا وأُحداً (الألقاب) ابْن ودّاع عبد الله بن مُحَمَّد الوَداعي عَلَاء الدّين عَليّ بن مظفر الأديب صَاحب التَّذْكِرَة ابْن وَداعة الصاحب عز الدّين الْحلَبِي اسْمه عبد الْعَزِيز بن مَنْصُور) ابْن وَدعان اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ ابْن ودَاعَة الْأَمِير مجد الدّين اسْمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن (وراد) 3 - (كَاتب الْمُغيرَة بن شُعْبَة) وَرّاد كَاتب الْمُغيرَة بن شُعبَة ومولاه روى عَنهُ وَعَن مُعَاوِيَة وَهُوَ قَلِيل الحَدِيث توفّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة الْوراق جمَاعَة مِنْهُم مَحْمُود الْوراق والوراق الْكرْمَانِي اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله والوراق النَّحْوِيّ أَبُو الْحسن اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله والسراج الْوراق عمر بن مُحَمَّد

ورد

ابْن الْوراق النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن هبة الله (ورد) 3 - (الصَّحَابِيّ) وَردُ بن خَالِد بن كَانَ على ميمنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم فتح مَكَّة 3 - (الصَّحَابِيّ) الْورْد بن خَالِد السّلمِيّ البَجلِيّ من بني مَالك ذكره ابو عبيد فِي الصَّحَابَة (وردان) 3 - (الصَّحَابِيّ) وردان بن مخرم بن مخرمَة الْعَنْبَري التَّمِيمِي قَالَ الطَّبَرِيّ لَهُ ولأخيه حَيَدة بن مخرم صُحْبَة وَفْدًا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَسْلمَا ودعا لَهما 3 - (مولى عَمْرو بن الْعَاصِ) وردان مولى عَمْرو بن الْعَاصِ أَبُو عبيد الرُّومِي من أرمِينِة وَقيل من الشَّام وَقيل من طرابلس الغرب شهد فتح مصر واحتاط بهَا وَحضر صفّين مَعَ عمرٍو وولاه على خراج مصر وَكَانَ فهما داهيةً وَبَعثه للمرابطة بإسكندرية وروى عَنهُ مَالك بن زيدٍ النَّاشِرِيّ وَعلي بن رَبَاح وَخرج وردان فِي رباطه إِلَى راهبٍ خَارج الْحصن كَانَ يقف بِهِ فيحادثه فَقَالَ لَهُ يَوْمًا إِنِّي أَرَاك مقتولاً فِي ثلاثٍ فَانْصَرف وردان حَتَّى وقف على مجْلِس الصَّدفٍ فَأخْبرهُم بِخَبَرِهِ وَنزلت الرّوم البَرلُس فاستنفر أهل الْإسْكَنْدَريَّة وَخرج وردان فقتِل هُنَالك سنةَ ثَلَاث وَخمسين لِلْهِجْرَةِ (الألقاب) ابْن الوردي القَاضِي زين الدّين عمر بن مظفر تقدم ذكره فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ وَآخر جمال الدّين يُوسُف بن مظفر بن عمر ابْن الْورْد الشَّاعِر عبد الله بن احْمَد ابْن ورد المغربي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر ورش المقرىء اسْمه عُثْمَان بن سعيدٍ تقدم ذكره فِي حرف الْعين فِي مَكَانَهُ (وَرْقَاء) 3 - (وَرقاءُ اليَشكُري الْخُرَاسَانِي) وَرْقَاء بن عَمْرو بن كُليب الْيَشْكُرِي الخُراساني الإِمَام

لسان الحمرة

الثَّبت توفّي فِي حُدُود السّبْعين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (لِسان الحُمَّرة) ورقاءُ بن الْأَشْعر الْمَعْرُوف بِلِسَان الحُمَّرة وَأَبُو كلابٍ كَانَ ناسباً فصيحاً وَكَانَ أشدّ النَّاس تِيهاً ذكره أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي قَالَ روى شهمٌ عَن ابْن الْكَلْبِيّ أنّ عوانةَ حدّثه أَن الْمُغيرَة سَأَلَ عَن لِسَان الْحمرَة عَن النساءِ فَقَالَ النِّسَاء أَربع فربيع مربع وَجَمِيع مجمع وَشَيْطَان سمَعمع ورُوي سُمَّع وغُلٌّ لَا يُخلَع فَقَالَ الرّبيع المربع الشَّابَّة الجميلة الَّتِي إِذا نظرتَ إِلَيْهَا سَرَّتك وَإِذا أقسمتَ عَلَيْهَا بَرّتك وَأما الْجَمِيع الَّتِي تجمع فالمرأة تزَوجهَا وَلَك نشبٌ وَلها فتجمع ذَلِك وَأما الشَّيْطَان السمَعمع فَهِيَ الكالحة فِي وَجهك إِذا دخلتَ والمُوَلوِلة فِي أثرِك إِذا خرجتَ وَقَالَ بَعضهم امرأةٌ سمعمعة كَانَ غول والشيطان الْخَبيث يُقَال لَهُ سمَعمع قَالَ وَأما الغل الَّذِي لَا يخلع فبنت عمك القصيرة الفوهاء الذميمة الشوماء الَّتِي قد نثرت لَك ذَات بَطنهَا فَإِن طلقتَها ضَاعَ وَلَدُكَ وَإِن أَمْسَكتهَا أَمْسَكتهَا على مثل جذع أَنْفك (ورقة) 3 - (ورقة بن نَوْفَل) ورقة بن نَوْفَل بن أَسد بن عبد العُزَّى بن قُصيّ أمه هندٌ بنتُ أبي كَثيِر بن عبدِ العُزَّى هُوَ أحد من اعتزل عبَادَة الْأَوْثَان وَطلب الدّين وَقَرَأَ الْكتب وَامْتنع من أكل ذَبَائِح الْأَوْثَان قد مرّ ذكره فِي تَرْجَمَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تَوَجَّهت إِلَيْهِ خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عُرْوَة كَانَ بلالٌ لجاريةٍ من بني جُمَحٍ بن عَمْرو وَكَانُوا يعذِّبونه برمضاء مَكَّة يُلصِقون ظهرَه بالرمضاءِ لِيشُرِكَ بِاللَّه فَيَقُول أحدٌ أحدٌ فيمرّ عَلَيْهِ ورقة بن وفل وَهُوَ على ذَلِك فَيَقُول أحد أحد يَا بِلَال وَالله لَئِن قَتَلْتُمُوهُ لأتخذنه حَناناً كَأَنَّهُ يَقُول لأتمسَّحنّ بِهِ وَقَالَ ورقة فِي ذَلِك (لقد نَصحتُ لأقوامٍ وَقلت لَهُم ... أَنا النذيرُ فَلَا يَغرركُمُ أحَدُ) (لَا تَعبدنَّ إِلَهًا غيرَ خالقكم ... فَإِن دّعوكم فَقولُوا بَيْننَا جَدَد) (سبحانَ ذِي الْعَرْش سبحانٌ يعود لَهُ ... وقبلُ قد سبّحته الجودُ الجُمُد) (مسخَّرٌ كلُّ مَا تَحت السماءِ لَهُ ... لَا يَنْبَغِي أَن يناوِي مُلكَه أحَد) (لَا شيءَ ممّا نَرى إلاّ بشاشَتَه ... يبْقى الْإِلَه ويُودي المالُ والوَلَد) (لم تغن عَن هُرْمُز يَوْمًا خزائنه ... والخلد قد حاولت عادٌ فَمَا خَلَدو) (وَلَا سُلَيْمَان إِذْ دَان الشُعوب لَهُ ... والجنّ والإنسُ تجْرِي بَينهَا الْبرد)

الألقاب

عَن هِشَام بن عُرْوَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأخي ورقة بن نوفلٍ أَو لِابْنِ أَخِيه أشعرتَ أَنِّي قد رَأَيْت لورقةَ جنّةً أَو جنتين يشكّ هِشَام وَعَن عروةَ بن الزبير قَالَ سُئل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ورقة بن نَوْفَل كَمَا بلغنَا قَالَ لقد رَأَيْته فِي الْمَنَام كَأَن عَلَيْهِ ثيابًا بِيضاً وَقد أظنّ أَن لَو كَانَ من أهل النَّار لم أر عَلَيْهِ البَياضَ (الألقاب) بَنو وَرقاء جمَاعَة مِنْهُم جَعْفَر بن مُحَمَّد بن وَرْقَاء وَمِنْهُم الْحُسَيْن بن عبد الله الْوَركَانِي مُحَمَّد بن الْحسن) وَولده الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن وَولده الآخر الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحسن والوركاني مُحَمَّد بن جعفرٍ الورك الْحَكِيم موفق الدّين عبد الله بن عمر ابْن وركشين أَحْمد بن أَحْمد (وريزة) 3 - (الإخباري) وُرَّيزة بن مُحَمَّد أَبُو هَاشم الغسّاني الشَّامي الْحِمصِي الإخباري توفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ (الألقاب) ابْن الْوزان يحيى بن عَليّ الوزّان النَّحْوِيّ إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الْوَزير المغربي الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن وَزِير الشَّاعِر اسْمه مَكَارِم الوشّاء النَّحْوِيّ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد الوشاء أَبُو بكر الْبَغْدَادِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد الوشاء الْكُوفِي عَليّ بن مُحَمَّد

وشاح

الوشاء الجرفي مُوسَى بن سهل الوشاء الْبَغْدَادِيّ أَحْمد بن عِيسَى ابْن وشاح التَّمِيمِي اسْمه بكير بن وشاح (وشاح) 3 - (أَبُو طَاهِر المقرىء الضَّرِير) وشاح بن جواد بن أَحْمد بن الْحسن بن جواد أَبُو طَاهِر الضَّرِير المقرىء من أهل قَرْيَة دازريجان وَهِي بَين الْمَدَائِن وبغداد سكن بَغْدَاد إِلَى أَن توفّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ الْقُرْآن على الْمَشَايِخ وَسمع من أبي طَالب بن يوسفَ وَغَيره وحدّث باليسير روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَكَانَ شَيخا صَالحا جيِّدَ التِّلَاوَة يُصَلِّي إِمَامًا بالوزير عَليّ بن طرّاد الزَّينبي (وصيف) 3 - (الْأَمِير التركي) وَصِيف التُّركي الْأَمِير غُلَام الإِمَام المتَوَكل كَانَ من كبارِ الْأُمَرَاء القُواد استولى على المعتزّ واحتجر وَاصْطفى لنَفسِهِ الْأَمْوَال والذخائر فشغبت عَلَيْهِ الفراغنة والأشروسنية وطالبوه بالأرزاق فَقَالَ مالكم عندنَا إلاّ التُّرَاب فَوَثَبُوا عَلَيْهِ وقتلوه بالدبابيس وَقَطعُوا راسه ونصبوه على رُمح فِي سنة ثلاثٍ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ وصيف هُوَ وبُغا الشُّرابي وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْبَاء فِي مَوْضِعه قد حجرا على المستعين حَتَّى قَالَ الشَّاعِر (خليفةٌ فِي قفصٍ ... بَين وصيفِ وبُغا) (يَقُول مَا قَالَا لَهُ ... كَمَا تَقول البَبَّغا) وَكَانَ فِي الأَصْل مَمْلُوكا لشيخ من أهل قُمَّ اشْتَرَاهُ لما سُبى من الديلم وَأحسن تربيتَه وأسلمه مَعَ ابْنه فِي الْمكتب وَكَانَ إِذا وَقع فِي يَده شَيْء تَركه عِنْد بقال فِي المحلّة ثمَّ إِنَّه بعدَ بُلُوغه تعلق بِالْعَمَلِ بِالسِّلَاحِ ثمَّ توجه مَعَ بعض الْجند إِلَى خُرَاسَان بَعْدَمَا أَخذ مَاله من عِنْد الْبَقَّال ثمَّ تقلبت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن اتَّصل بالمتوكل وَلما تولى وصيف على قُمَّ طلب الشَّيْخ أستاذه واعترف لَهُ بالرقّ فَأنْكر ذَلِك فَقَالَ لَهُ أَنا مملوكك فلَان وَدفع إِلَيْهِ ثَلَاث بدر وقماشاً ودوابَّ وطيباً بِمثل ذَلِك وَأمر لِابْنِ الشَّيْخ بعشرةِ آلَاف دِرْهَم وَبعث إِلَى زَوْجَة الشَّيْخ وَبنَاته مَالا كثيرا وَدفع إِلَى الْبَقَّال خَمْسمِائَة دينارٍ وَقَالَ يَا أهل قمّ مَا على وَجه الأَرْض أحدٌ أوجب حَقًا عليَّ مِنْكُم إِلَّا أَنِّي أخالفكم فِي التشيّع الوصيّ الزيدي الشريف مُحَمَّد بن أبي إِسْمَاعِيل

وضاح

(وضاح) 3 - (وضاح الْحَافِظ أَبُو عوَانَة) وضاح بن عبد الله أَبُو عوَانَة الْبَزَّاز الوَاسِطِيّ الْحَافِظ مولى يزِيد بنِ عطاءٍ اليَشكُري قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل صَحِيح الْكتاب وَإِذا حدّث من حفظه رُبَّما يَهِمُ توفّي فِي سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 3 - (الشروي) وضّاح الشَّرَوي مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَنْصُور لَهُ قصرٌ بِبَغْدَاد مَعْرُوف بِهِ حكى عَن مَوْلَاهُ وروى عَنهُ وَلَده الْفضل (الألقاب) وضَاح البَمن اسْمه عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل ابْن وضّاح الْحَافِظ المغربي اسْمه مُحَمَّد بن وضّاح ابْن الوضّاح الْأَنْبَارِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الوَطواط الكتبي اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الوَعلاني الْمصْرِيّ إِبْرَاهِيم بن نَشيط (وَفَاء) 3 - (وَفَاء ابْن الْبَهِي الخبّاز) وَفَاء بن أسعد بن النفيس بن الْبَهِي التركي أَبُو الْفضل الخباز الْبَغْدَادِيّ كَانَ شَيخا صَالحا من أَوْلَاد الأتراك سمع عليَّ بن أَحْمد بن بيانٍ وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَأَبا الْخطاب بن مَحْفُوظ بن أَحْمد الكلوذاني وَعبد الْمُنعم بن عبد الْكَرِيم بن هوازِن القُشيري وَغَيرهم وَحدث بالكثير وروى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر وَغَيره وَكَانَ نظيفاً مليحَ الخَلق والخُلُق قَشَر تفاحةً بظُفره فَدخل تَحت ظفره من قشرها وَلم يخرج وَاشْتَدَّ بِهِ الْأَلَم ثمَّ ورِمت كَفه وقاحت ثمَّ ورمت يَده وَسقط ظفره وَبَقِي بذلك اربعة أشهر وَمَات سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة 3 - (الْحَضْرَمِيّ الْمصْرِيّ) وَفَاء بن شُريح الْحَضْرَمِيّ مصريٌ روى عَن المُستَورِد بن شدادٍ ورُوَيفع بن ثابتٍ وَسَهل بن سعدٍ وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة

وقاص

(وَقاص) 3 - (وقّاص الصَّحَابِيّ) وَقاص بن مُجزِر المُدلجي ذكره غير واحدٍ أَنه قتل فِي غَزْوَة ذِي قردٍ مَه مُحرز بن نضلةَ قَالَه ابْن هِشَام وَفِي قَول ابْن إِسْحَاق لم يُقتَل من الْمُسلمين غير مُحرز بن نضلةَ أَبُو الوَقت عبد الأَوَّل الوقشي هِشَام بن أَحْمد (وَكِيع) 3 - (وكِيع الصَّحَابِيّ) وَكِيع بن مَالك عَامل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بني حنظلةَ مَعَ مَالك بن نُوَيرة ذكره سيفٌ فِي الْفتُوح 3 - (الإِمَام أَبُو سُفْيَان) وَكِيع بن الْجراح بن مليحٍ الإِمَام أَبُو سُفْيَان الرُّؤَاسي الْأَعْوَر الْكُوفِي أحد الْأَعْلَام ورؤاس بطنٌ من قيس عَيلان ولد سنة تسعٍ وَعشْرين وَمِائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَة أَصله من خُرَاسَان وَكَانَ أَبوهُ نَاظرا على بَيت المَال بِالْكُوفَةِ وَأَرَادَ الرشيد يُولِّي وكيعاً القضاءَ فَامْتنعَ وَورث من أمه مائَة ألف دِرْهَم يَصُوم الدَّهْر وَيخْتم الْقُرْآن فِي كل لَيْلَة قَالَ ابْن معِين هُوَ كالأوزاعي فِي زَمَانه وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا رَأَيْت أحدا أوعى مِنْهُ وَلَا أحفظ وَكِيع إِمَام الْمُسلمين وَقد روى غير واحدٍ أَنه كَانَ يترخص فِي شُرب النَّبِيذ وَقَالَ الْجَهْر بالبسملة بِدعة سَمعهَا أَبُو سعيد الأشجّ مِنْهُ قَالَ دَاوُد بن يحيى بن يمانٍ رأيتُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فَقلت يَا رَسُول الله مَن الأبدال قَالَ الَّذين لَا يضْربُونَ بايديهم شَيْئا وَإِن وكيعاً مِنْهُم حجّ وَكِيع وَمَات بفَيد سنة ستّ وَتِسْعين قَالَه أَحْمد وَالصَّحِيح مَا تقدّم وترجمته فِي تَارِيخ الشَّيْخ شمس الدّين سبع وَرَقَات وروى لَهُ الْجَمَاعَة ابْن وَكِيع الْحسن بن عَليّ وكبع القَاضِي اسْمه مُحَمَّد بن خلف ابْن الْوَكِيل الشَّيْخ صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر

ولاد

(ولاد) 3 - (ولاّد المصادري النَّحْوِيّ) ولاّد المصادري هُوَ الْوَلِيد بن مُحَمَّد التَّمِيمِي النَّحْوِيّ توفّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ نحوياً مجوِّداً روى كتبا لنَحْو واللغة وَأَصله من الْبَصْرَة وَنَشَأ بِمصْر وَدخل الْعرَاق وَسمع الْعلمَاء وَلم يكن بِمصْر شَيْء من كتب النَّحْو واللغة قبله وَقيل إِنَّه كَانَ يَأْخُذ النَّحْو عَن رجل من الْمَدِينَة يُعرف بالمهلبي تلميذ الْخَلِيل بن أَحْمد وَلم يكن من الحُذاق فَسمع ولاّد بالخليل فَرَحل إِلَيْهِ ولقيه بِالْبَصْرَةِ وَسمع مِنْهُ ولازمه ورحل إِلَى مصر وَجعل طَرِيقه إِلَى الْمَدِينَة فَلَقِيَهُ معلمه فَلَمَّا تكلم مَعَه وَرَأى تَدْقِيقه للمعاني وتعليله النحوَ قَالَ لقد نقَّيتَ بَعدنَا يَا هَذَا الْخَرْدَل قَالَ ياقوت كَذَا ذكر وَفَاته ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه المنتظم فَإِن صحّ أَن ولاّداً اجْتمع بالخليل فوفاته باطلةٌ لِأَن الْخَلِيل مَاتَ سنة سبعين وَمِائَة وَقيل سنة خمسٍ وَسبعين ولاّد النَّحْوِيّ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد ابْن ملاّد النَّحْوِيّ اسْمه أَحْمد بن ولاّد (ولادَة) 3 - (بنت المستكفي) ولاّدة بنت مُحَمَّد هُوَ المستكفي بن عبد الرَّحْمَن كَانَت وَاحِدَة زمانها الْمشَار إِلَيْهَا فِي أوانها حَسَنَة المحاضرة مشكورة المذاكرة كتبت بِالذَّهَب على طرازها الْأَيْمن (أَنا وَالله أصلحُ للمعالي ... وأمشي مشيَتي وأتيهُ تيها) وكتبت على طرازها الْأَيْسَر (وأُمكِنُ عاشقي من صَحنِ خدّي ... وأُعطي قُبلةَ من يشتهيها) وَكَانَت مَعَ ذَلِك مَشْهُورَة بالصيانة والعفاف (وأُمكِنُ عاشقي من صَحنِ خدّي ... وأُعطي قُبلةَ من يشتهيها) وَكَانَت مَعَ ذَلِك مَشْهُورَة بالصيانة والعفاف وفيهَا خلع ابْن زيدون عذارَه وَله فِيهَا القصائد والمقطعات مِنْهَا القصيدة النونية الْمَذْكُورَة فِي تَرْجَمَة ابْن زيدون وَكَانَ لَهَا جَارِيَة سَوْدَاء بديعة الْغناء ظهر لولادة من ابْن زيدون مَيلٌ إِلَى السَّوْدَاء فَكتبت إِلَيْهِ (لَو كنتَ تُنصِفُ فِي الْهوى مَا بَيْننَا ... لم تهوَ جاريتي وَلم تتخيَّرِ) ) (وتركتَ غصناً مُثمِراً بجماله ... وجَنَحتَ للغصن الَّذِي لم يُثمِر) (وَلَقَد علِمتَ بأنني بدرُ السما ... لَكِن ولِعتَ لشقوتي بالمشتري) وَكَانَ مجلسُ ولادَة بقرطبة منتدىً لأحرار المصرِ وفِناؤها ملعباً لجياد النّظم والنثر يتهالك

أَفْرَاد الْكتاب وَالشعرَاء على حلاوة عشرتها وسهولة حجابها مرّت يَوْمًا بالوزير أبي عَامر بن عَبدُوس وَهُوَ جالسٌ أمامَ بركةٍ تتولد من كَثْرَة الأمطار ويسيل مِنْهَا شَيْء من الأوساخ والأقذار فوقفَت أَمَامه وَقَالَت بيتَ أبي نواسٍ فِي الخصيب وَالِي مصر (أَنْت الخصيبُ وَهَذِه مصرُ ... فتَدَفّقَا فكلاكما بحرُ) فتركته لَا يحير جَوَابا وَلَا يَهْتَدِي صَوَابا وَطَالَ عمرها وَعمر أبي عَامر الْمَذْكُور حَتَّى أربيا على الثَّمَانِينَ وَلم يدَعا المواصلة وَلَا المراسلة وَكَانَت أَولا تهوَى الْوَزير ابْن زيدون ثمَّ مَالَتْ عَنهُ إِلَى الْوَزير أبي عَامر ابْن عَبدُوس وَكَانَ يلقَب بالفأر وَفِي ذَلِك يَقُول ابْن زيدون (أكرِم بولادةٍ علقاً لمعتَلقٍ ... لَو فَرَّقت بَين بَيطارٍ وعطّارِ) (قَالُوا أَبُو عامرٍ أضحَى يلمُّ بهَا ... قلتُ الفَراشةُ قد تَدْنُو من النَّار) (أكلٌ شهِيٌ أصَبنا من أطايِبِهِ ... بَعْضًا صَفَحنا عَنهُ للفأر) وفيهَا أَيْضا من قِطْعَة (قد عَلِقنا سِواكِ عِلقاً نفيساً ... وصَرَفنا عنكِ النفوسا) (ولبسنا الجديدَ من خُلَعِ الح ... بّ ولَم نَألُ أَن خلعنا اللَّبِيسا) (لَيْسَ مِنْك الْهوى وَلَا أَنْت مِنْهُ ... أهبطي مصرَ أنتِ من قومِ مُوسَى) أَشَارَ ابْن زيدون إِلَى قَول أبي نواسٍ (أتيت فؤادها أَشْكُو إِلَيْهِ ... فَلم أخلُص إِلَيْهِ من الزّحامِ) (فيا مَن لَيْسَ يكفيها خليلٌ ... وَلَا ألَفا خليلِ كل عَام) (أَظُنك من بقيةِ قوم مُوسَى ... فهم لَا يصبِرون على طَعَام) وَكتب أبن زيدون إِلَى أبي عبد الله البَطليوسي وَقد بلغه اتِّصَاله بولاّدة وَهِي طويلةٌ جيّدة (أَبَا عبدِ الْإِلَه اسمَع ... وخُذ بمقالتي أَو دَع) (وأنقِص بعدَها أَو زِد ... وطِر فِي إثرِها أَو قَع) (ألم تعلم بأنّ الده ... رَ يُعطي بعد مَا يمْنَع) ) (وَكم ضرَّ امْرأ أمرٌ ... توهَّمَ أَنه ينفع) (فإنّ قُصارَك الدّهلي ... زُ حَيْثُ سواك فِي المضجع) وَكَانَت ولادَة تلقِّب ابْن زيدونَ بالمسدّس وَفِيه تَقول

ولادة بنت العباس

(ولُقِّبتَ المسدس وَهُوَ نعتٌ ... تُفارقك الحياةُ وَلَا يفارِق) (فَلوطيٍّ ومأبونٌ وزانٍ ... ودَيوثٌ وقرنانٌ وسارق) وَقَالَت فِيهِ أَيْضا (إنّ ابنَ زيدون لَهُ فقحةٌ ... تعشَق قُضبانَ السّراويلِ) (لَو أَبْصرت أيراً على نخلةٍ ... صَارَت من الطيرِ الأبابيل) وَقَالَت ترميه بِأَنَّهُ مَعَ فتاة على حَاله (انّ ابنَ زيدون على جَهله ... يعتِبني ظلما وَلَا ذنبَ لي) (يلطَخني شَزراً إِذا جِئْته ... كأننّي جئتُ لأخصِي عَليّ) وَقَالَت تهجو الاصبحي (يَا اصبحيَّ اهنأَ فكم نعمةٍ ... جاءتك من ذِي العرشِ رَبِّ المِنَن) (قد نِلتَ باستِ ابْنك مالم ينَل ... بفَرجُ بُوران أَبوهَا الحَسَن) 3 - (ولادَة بنت الْعَبَّاس) ولاّدة بنت الْعَبَّاس جَزء بن الْحَارِث بن زُهيرٍ العَبسي هِيَ أمّ الْوَلِيد بن عبد الْملك وأخيه سُلَيْمَان بن عبد الْملك (الْوَلِيد) 3 - (ابْن بوقة الإصبهاني) الْوَلِيد بن أبانَ الإصبهاني يعرف بِابْن بوقة قَالَ حَمْزَة فِي كتاب إصبهان لَهُ كتاب فِي التَّفْسِير قد جمع فِيهِ أقاويل عُلَمَاء التَّفْسِير يَقع فِي عشرَة آلَاف ورقة وَأَصْحَاب الحَدِيث معترفون بأنّ أحدا لم يُصنّف فِي التَّفْسِير كتابا أجمعَ مِنْهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو بونة أَبُو الْعَبَّاس الْحَافِظ كثير التَرحال صنّف التَّفْسِير والمُسند توفّي سنة عَشرٍ وثلاثمائة 3 - (الْكَرَابِيسِي المتكلّم) الْوَلِيد بن أبان الْمُتَكَلّم الْكَرَابِيسِي أَخذ الْكَلَام عَنهُ حُسَيْن الْكَرَابِيسِي توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ والمائتين 3 - (الزوزني الْوَاعِظ) الْوَلِيد بن أَحْمد بن الْوَلِيد أَبُو الْعَبَّاس الزوزني الْوَاعِظ الْعَارِف كَانَ من عُلَمَاء الْحَقَائِق وعُباد الصوفيّة توفّي سنة سِتّ وَسبعين وثلاثمائة

ابن صبرة الغافقي

3 - (ابْن صَبرة الغافقي) وليد بن إِسْمَاعِيل بن صَبرة أَبُو مَرْوَان الغافقي من أهل روقة عَمَل سَرَقُسطة بالثغر الشَّرْقِي قَالَ ابْن الْأَبَّار كَانَ فَارِسًا أديباً ذَا نظمٍ ونثرٍ من شعره (لَعَمرُ أَبِيك الخَير إنِّي لكاتبٌ ... وَلَكِن صُدور الدَّارعين القراطِسُ) (أُخُطُّ بِخَطّيٍّ وأشكُلُ بالظُّبَا ... فيقرأُهُ الأُمّيُّ والليلُ دامِس) (لَئِن قالتِ الكُتّابُ إنِّي كاتبٌ ... لقد قالتِ الفُرسانُ إنِّي فَارس) وَقصد أَبَا الْقَاسِم بن قَسيّ عِنْد ثورته بغرب الأندلس فمرّ فِي طَرِيقه بقومٍ أنكروه وَسمع بَعضهم يَقُول من هَذَا فَقَالَ بديهاً (إنيّ امْرُؤ غافقيٌ لَيْسَ لي حَسَبٌ ... إِلَّا أقَبٌ وعسّالٌ وقصّالُ) (من آل صَبرةَ قِدماً قد سمعتَ بهم ... سُحُبٌ إِذا وَهَبوا أُسدٌ إِذا صالوا) وَقَالَ مَا يُكتب على قَوسٍ (تألفتُ من عَظمٍ وعُودٍ كأننَّي ... هِلالٌ وعِندَ النَّزعِ بَدرُ تمامِ) (فَبِي تُدرَكُ الأرواحُ يومَ كريهةٍ ... إِذا بعُدت عَن ذابلٍ وحُسام) ) (وَإِن رَدَّ عَن رُوحٍ حُساماً وذابلاً ... دِلاصٌ فَمَا تَستطيعُ رَدَّ سِهامي) (كأنّ سهامي لَحظُ عفراءَ فِي الوغَى ... وكلُّ كَمِيٍّ عُروَةُ حِزام) وَقَالَ (لقد شُقِيَت نفسُ ابنِ صبرةَ فِي الهُدَى ... فَتَبّاً لَهَا بعد الْيَقِين ارتيابُها) (إِذا كَانَت الأديانُ أفراسُ حَلبَةٍ ... فإنَّ مُنيلات السباق عرابُها) قَالَ ابْن الْآبَار وَله رّدٌّ على أبي عَامر بن غَرسيّة وَهُوَ رِسَالَة أثبتها فِي كتاب إيماض البَرق 3 - (الغَمري) الْوَلِيد بن بكر بن مَخلَد بن أبي دثار أَبُو الْعَبَّاس الغمري الأندلسي السَّرقُسطي رحَل من الأندلس إِلَى مصر وَالشَّام وَالْعراق وخُراسان وَسمع وروى وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة وَمن شعره (لأيّ بلائك لَا تَدَّكِر ... وماذا يَضرُّك لَو تعتَبِر)

المرهبي الهمذاني

(فَبَان الشَّباب وحلّ المشيب ... وحان الرحيل فَمَا تنتظِر) 3 - (المُرهَبي الهمذاني) الْوَلِيد بن أبي ثورٍ المُرهَبي الهمذاني قَالَ ابْن حبَّان مُنكَر الحَدِيث جِداً وَقَالَ النَّسَائِيّ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (البحتري) الْوَلِيد بن جَابر بن ظالمٍ البحتري وَفد إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتب لَهُ كتابا فَهُوَ عِنْدهم 3 - (أَبُو حزابة) الْوَلِيد بن حُنيفَة ابو حزابة أحد بني ربيعَة بن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَناة بن تَمِيم كَانَ شَاعِرًا من شعراء الدولة الأموية القدماء بدوياً حضرياً سكن الْبَصْرَة وضُرِب عَلَيْهِ الْبَعْث إِلَى سجستان وَكَانَ بهَا مُدّةً وَعَاد إِلَى الْبَصْرَة وَخرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث قَالَ صَاحب الأغاني أَظُنهُ قُتِل مَعَه وَكَانَ شَاعِرًا راجزاً فصيحاً خَبِيث اللِّسان هجّاءً كَانَ أَبُو حزابة قد مدح طَلْحَة الطلحات فأَبطأَت عَلَيْهِ الْجَائِزَة وَرَأى مَا يُعْطِيهِ الناسُ فأنشده) (وأدليتُ دَلوِي فِي دِلاءٍ كثيرةٍ ... فجئن مِلاءً غير دَلوي كماهيا) (وأهلكني أَن لَا تزالَ رغيبةٌ ... تُقصِّرُ دوني أَو تحُلُّ ورائِيا) (أَرَانِي إِذا استمطرتُ مِنْك سَحَابَة ... لِتُمطرني عَادَتْ عَجاباً وسافيا) فَرَمَاهُ طَلْحَة بحُقَّة فِيهَا دُرّة فأصابت صَدره ووقعَت فِي حجره وَقيل أعطَاهُ أربعةَ أحجارٍ وَقَالَ لَا تخدَع عَنْهَا فَبَاعَهَا بِأَرْبَعِينَ ألفا وَمَات طَلْحَة بسجستان ووَلِيَ بعده رجلٌ من بني عبد شمس يُقَال لَهُ عبد الله بن عَليّ وَكَانَ شحيحاً ثمَّ وَليهَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عَامر بن كُرَيز فجَاء أَبُو حزابة إِلَى الْبَصْرَة وَحضر المربد وَأنْشد مَرثيةً فِي طَلْحَة وذمّاً لعبد الله بن عَليّ وَهِي (هيهاتَ هيهاتَ الجنابُ الأخضرُ ... والنائل الغَمرُ الَّذِي لَا ينزرُ) (واراه عنّا الجدّثُ المغوِّرُ ... قد علم القومَ غداةَ استعبروا) (إِن لم يرَوا مثلك حتّى يُنشروا ... إنّا أَتَانَا أجرَد محمّر) (لذِكرِه سريرُنا والمِنبَرُ ... والمنزل المختصَر المطهَّر)

الحافظ السكوني

(بنيةٌ نيرانُها لَا تُسجَر ... وخَلَفٌ يَا طلحَ مِنْك أعوَر) (أقلّ من شبرين حِين يُشبَرُ ... مثل أبي القعواء لَا بل أصغَر) وَكَانَ أَبُو القعواء صَاحب لطلْحَة وَكَانَ قَصِيرا فَقَالَ لَهُ عون بن عبد الرَّحْمَن بن سَلامة وسلامة أمّه أتشاهد الناسَ تَشْتُم رجال قُرَيْش فَقَالَ إنّي لم أعمَّ إنّما سَمَّيتُ رجلا وَاحِدًا وَأَغْلظ لَهُ عونٌ حَتَّى انْصَرف ثمَّ إنَ عوناً أَمر ابْن أخٍ لَهُ فَدَعَا أَبَا حُزابة وأطعمَه وسقاه وخلط لَهُ فِي الشَّرَاب شَيْئا أسهله فَقَامَ أَبُو حزابة وَقد أَخذه بَطْنه فسلَح على بابهم وَفِي طَرِيقه حَتَّى بلغ أهلَه وَمرض شهرا ثمَّ عُوفي فَركب فَرساً لَهُ وأتى المربد فَإِذا عونُ بنُ سلامةَ واقفٌ فصاح بِهِ فَقَالَ أَبُو حُزابة (يَا عون قِف فاستمع الملامَه ... لَا سلّمَ اللهُ على سلامَه) (زنجيَّةٌ تحسبُها نعامَه ... شكاء صَار جسمها ذمامَه) (ذاتِ حِرٍّ كَرِيشتَي حمامَه ... بَينهمَا كرأس الهامة) (اعلمها دعَاكُمْ الْعَلامَة ... لَو أَن تَحت بَظرِها صمامه) لوقعَت قُدماً بهَا أمامَه) فَصَارَ النَّاس يصيحون أعلمُها وعالم العلامَه وَلما خرج أَبُو الْأَشْعَث كَانَ مَعَه أَبُو حُزابة فمرّ فِي طَرِيقه بدَستَبى وَبهَا مستزاد الصنّاجة وَكَانَت لَا تبيتُ إِلَّا بِمِائَة درهمٍ فرهن أَبُو حزابة سَرْجه وَبَات بهَا فَلَمَّا أصبح وقف لعبد الرَّحْمَن بن الْأَشْعَث ثمَّ صَاح بِهِ (أَمن عصاك نالني بالفجّ ... كأنني مطالَبٌ بخَرجِ) (ومستزادٌ رهنَت بالسَّرج ... فِي فتنةِ النَّاس وَهَذَا الهَرج) فعُرِّف ابْن الْأَشْعَث القصةَ فَضَحِك وَأمر لَهُ بِأَلف درهمٍ فلمّا بلغ الحجّاج ذَلِك قَالَ يُجاهرُ فِي عسكره بِالْفُجُورِ فيضحَك وَلَا يُنكِر ظفرتُ بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 3 - (الْحَافِظ السَّكوني) الْوَلِيد بن شُجَاع بن الْوَلِيد السَّكوني الْكُوفِي الْحَافِظ روى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين 3 - (الشاري) الْوَلِيد بن طَرِيفٍ الشَّيْبَانِيّ الشاري أحد الْأَبْطَال الشجعان الطُغاة كَانَ رَأس الْخَوَارِج وَكَانَ مُقيما بنَصيبينَ والخابور وَتلك النواحي خرج فِي أَيَّام هَارُون

الرشيد وبَغى وحشد جموعاً كَثِيرَة فَنَهَضَ إِلَيْهِم عَامل ديار ربيعَة فَقَتَلُوهُ وحضروا عبد الْملك بن صَالح الْهَاشِمِي بالرقة فَاسْتَشَارَ الرشيد ليحيى بن خالدٍ الْبَرْمَكِي فِي مَن يُوجِّه إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ وجِّه إِلَيْهِ مُوسَى بن خازم التَّمِيمِي فإنّ فرعونَ اسْمه الْوَلِيد ومُوسَى غرَّقه فوجهه فِي جَيش كثيفٍ فلاقاه الْوَلِيد فَهزمَ أصحابَه وَقَتله فوجّه إِلَيْهِ معمر بن عِيسَى الْعَبْدي فَكَانَت بَينهم وقائع بدارا وَزَاد ظُهُور الْوَلِيد فَأرْسل إِلَيْهِ الرشيدُ جَيْشًا كثيفاً مقدمه أَبُو خَالِد يزِيد بن مزِيد بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ وسوف يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَكَانَهُ من حرف الْيَاء فَجعل يحتاله ويماكره وَكَانَت البرامكة منحرفةً عَن يزِيد فأغرَوا بِهِ الرشيدَ وَقَالُوا إِنَّه يراعيه من جِهَة الرَحِم وَإِلَّا فشوكة الْوَلِيد يسيرةٌ وَهُوَ يواعده وينتظر مَا يكون من أمره فوجَّه إِلَيْهِ الرشيد كتاب مُغضب وَقَالَ لَو وجّهتُ بِأحد الخَدم لقام بأكثرَ مِمَّا تقوم بِهِ ولكنّك مُداهِنٌ متعصب وأمير الْمُؤمنِينَ يقسم بِاللَّه تَعَالَى لَئِن أخرت مناجزة الْوَلِيد ليبْعَثن إِلَيْك من يحمل رَأسك إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ فلقي الْوَلِيد فَظهر عَلَيْهِ فَقتله وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَسبعين وَمِائَة عشيّة خَمِيس فِي شهر رَمَضَان وَهِي وَاقعَة مَشْهُورَة وَكَانَت للوليد أُختٌ تسمّى الفارعة وَقيل فَاطِمَة تجيد الشّعْر وتسلُك سَبِيل الخنساء) فِي مراثيها لأَخِيهَا صَخر فرثت أخاها الْوَلِيد بقصائد وَكَانَ الْوَلِيد ينشد يَوْم المصافّ (أَنا الوليدُ بنُ طريف الشاري ... قَسوَرَةٌ لَا يُصطَلى بناري) جَورُكمُ أخرجَني من دَاري وَلما انْكَسَرَ جَيش الْوَلِيد وَانْهَزَمَ تبعه يزِيد بن مَزيد بِنَفسِهِ حَتَّى لحقه على مسافةٍ بعيدةٍ فَقتله وحزّ رَأسه وَلما عَلِمَت أُخْته لبست عُدّةَ حربها وحملت على جَيش يزِيد فَقَالَ يزِيد دَعُوهَا ثمَّ خرج فَضرب بِالرُّمْحِ فرسَه وَقَالَ اغرُبي غرب الله عليكِ فقد فضحتِ العشيرةَ فاستحيَت وانصرفت وَقَالَت ترثي أخاها الْوَلِيد (ذكرتُ الوليدَ وأيّامه ... إِذْ الأرضُ من شخصِه بلقَعُ) (فأقبلتُ أطلبه فِي السَّمَاء ... كَمَا يَبْتَغِي أنفَه الأجدع) (أضاعك قَوْمك فليطلبوا ... إفادةَ مثلِ الَّذِي ضيَّعوا) (لوَ أنّ السيوفَ الَّتِي حدُّها ... يُصيبُك تعلم مَا تصنَع) (نَبَت عَنْك إِذْ جُعِلَت هَيْبَة ... وخوفاً لصَولِك لَا تقطَع) وَقَالَت فِيهِ أَيْضا (بِتَلِّ نهاكي رسمُ قبرٍ كَأَنَّهُ ... على جبلٍ فَوق الجبالِ مُنِيفِ) (تضمّنَ مجداً عُدمُلياً وسؤدداً ... وهمّة مِقْدَام ورأيَ حصيف)

الصحابي

(فيا شجر الخابور مالَكَ مُورِقاً ... كَأَنَّك لم تحزن على ابْن طريف) (فَتىً لَا يحبّ المالَ إِلَّا من التُقَى ... وَلَا الزادَ إِلَّا من قَناً وسيوف) (وَلَا الذُّخرَ إلاّ كلّ جَرداءَ صِلدِمٍ ... معاودةً للكرَ بَين صُفوف) (كَأَنَّك لم تشهد هُنَاكَ وَلم تقم ... مقَاما على الْأَعْدَاء غيرَ خَفِيف) (وَلم تستلم يَوْمًا لوردِ كريهةٍ ... من السَّردِ فِي خضراء ذَات رفيف) (وَلم تسعَ يومَ الحَربِ والحربُ لاقحٌ ... وسُمرُ القَنا تنكزنَها بأُنوف) (حَليفَ النَّدى مَا عَاشَ يرضىَ بِهِ النَّدى ... فَإِن ماتَ لَا يرضَى النَّدى بحليف) (فَقَدناكَ فُقدانَ الشَّبَاب ولَيتنا ... فَدَيْنَاك من دَهمائنا بألوف) (وَمَا زَالَ حَتَّى أزهق الموتُ نفسَه ... شَجىً لِعَدُوٍّ أولجاً لضعيف) (أَلا يَا لقومي للحمام وللِبلَى ... وللأرض هَمَّت بعدَه برجيف) ) (أَلا يَا لقومي للنوائب والرَّدَى ... ودهر مُلحٍّ بالكرامِ عنيف) (وللبدرِ من بَين الْكَوَاكِب إِذْ هوى ... وللشمس لما أزمععَت بكسوف) (ولليثِ كلّ اللَّيْث إِذْ يحملونه ... إِلَى حُفرةٍ ملحودةٍ وسقيف) (أَلا قَاتل اللهُ الحشا حيثُ أضمرَت ... فَتى كَانَ للمعروف غيرَ عَيوف) (فَإِن يَك أرداه يزيدُ بن مَزيدٍ ... فربَّ زُحوفٍ لَفَّهاً بزحوف) (عَلَيْهِ سلامُ الله وَقفا فإنني ... أرى الموتَ وَقاعاً بِكُل شرِيف) 3 - (الصَّحَابِيّ) الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت وُلِد فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحدَّث عَن أَبِيه فَقَط وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 3 - (المَخْزُومِي) الْوَلِيد بن عبد شمس بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْقرشِي المَخْزُومِي قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا تَحت لِوَاء ابْن عَمه خَالِد بن الْوَلِيد وَكَانَ قد أسلم يَوْم الْفَتْح 3 - (الدِّمَشْقِي) الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي مَالك الهمذاني الدِّمَشْقِي أَخُو يزِيد روى عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وقزعة بن يحيى وجماعةٍ قَالَ ابْن خرَاش لَا بأسَ بِهِ وَكَانَ مؤدباً سكن الْكُوفَة وَتُوفِّي سنة خمسٍ وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ

العبدي الجارودي

3 - (الْعَبْدي الجارودي) الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الْعَبْدي الجارُودي توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ البُخَارِيّ 3 - (أَمِير الْمُؤمنِينَ) الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منافٍ أَبُو الْعَبَّاس أَمِير الْمُؤمنِينَ الْأمَوِي كَانَ يلقب النبطي للحِنه أعاب عَلَيْهِ أَبوهُ عبد الْملك لحنَه وَقَالَ كَيفَ تعلو رُؤُوس النَّاس فَدخل بَيت وَأخذ جمَاعَة عِنْده يتَعَلَّم مِنْهُم الْعَرَبيَّة وطيّن عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم الْبَاب وَقَالَ لَا أخرج حَتَّى أقيمَ لساني إعراباً ثمَّ إِنَّه خرج بعد سِتَّة أشهر أَو أكثرَ فَلَمَّا خطب زَاد لحنه على مَا كَانَ فَقَالَ أَبوهُ لقد أبلغتَ عُذراً أمّه ولاّدة بنت الْعَبَّاس وَقد تقدم ذكرهَا فِي مَوْضِعه كَانَ أَبيض أفطس بِهِ أثَر جُدَريّ بِمقدم رَأسه ولحيته وَكَانَ جميلاً) طَويلا بويعَ لَهُ بِدِمَشْق يَوْم الْخَمِيس نصف شوالٍ بعهدٍ من أَبِيه سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقيل لعشرٍ خلون من شَوَّال وَتُوفِّي يَوْم السبت لأَرْبَع عشرةَ لَيْلَة خلت من جُمَادَى الْآخِرَة بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ سُلَيْمَان وَله تسع وَأَرْبَعُونَ سنة وَقيل صلّى عَلَيْهِ ابْنه عبد الْعَزِيز بدير مُرّان من دمشق وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَكَانَت أَيَّامه تسع سِنِين وَسَبْعَة أشهر وَيَوْما وَفِي أَيَّامه هلك الْحجَّاج وكاتبه الْقَعْقَاع بن خُلّيدٍ وَيُقَال هُوَ ابْن جَبلة وَيُقَال إنّ الدَّوَاوِين نقلت من الفارسية إِلَى الْعَرَبيَّة فِي أَيَّامه نقلهَا سُلَيْمَان بن سعد الخشيني وَصَالح بن عبد الرَّحْمَن مولى بني مُرّة وحاجبه سعد مَوْلَاهُ وخَالِد مَوْلَاهُ ونقشُ خَاتمه يَا وليد إِنَّك ميتٌ وقيا إِنَّه كَانَ ذَمِيمًا وَكَانَ يتبَختَرُ فِي مشيته قَالَ لَوْلَا أَن الله تَعَالَى ذكر آل لوطٍ فِي الْقُرْآن مَا ظننتُ أَن أحدا يفعل هَذَا وَكَانَ يختِن الْأَيْتَام ويُرتِّب لَهُم المؤدبين ورتّب للزَّمنَى والأضراء مَن يقودهم ويخدُمهم لِأَنَّهُ أَصَابَهُ رمدٌ بِعَيْنيهِ فَأَقَامَ مدَّةً لَا يُبصر شَيْئا فَقَالَ إِن أعادهما اللهُ عليَّ قمتُ بِحقِّهِ فيهمَا فَلَمَّا بَرِىء رأى أَن شكرَ هَذِه النِّعْمَة الْإِحْسَان إِلَى العُميان فَأمر أَن لَا يُترك أعمى فِي بِلَاد الْإِسْلَام يسْأَل بل يُرتب لَهُ مايكفيه وَلما حَضرته الْوَفَاة قَالَ مَا أُبَالِي بفِراق الْحَيَاة بَعْدَمَا فتحتُ السَّنَد والأندلس وبَنيتُ جَامع دمشق وأغنَيتُ العميان عَن عيونهم ويكفيه بِنَاؤُه جَامع دمشق وَمَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وزخرفتيهما ورزق الْفُقَهَاء والفقراء فَإِن لَهُ فِي ذَلِك شرفاً خَالِدا وذكراً بَاقِيا وَكَانَ مِطلاقاً لَا يصبِرُ على الْمَرْأَة إِلَّا الْقَلِيل ويطلِّقها فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إِنَّمَا النِّسَاء رياحين فَإِذا ذبلَت باقةٌ استأنفت أُخْرَى يُقَال إِنَّه تزوّج ثَلَاثًا وَسِتِّينَ امْرَأَة وَحَدِيثه مَعَ وضاح

البحتري الشاعر

الْيمن وَمَعَ زَوجته أم الْبَنِينَ مَذْكُور فِي تَرْجَمَة وضاح الْيمن واسْمه عبد الرَّحْمَن وَلما مَاتَ أَبوهُ عبد الْملك بن مَرْوَان عبد الْملك بن مَرْوَان تمثّل هِشَام أَو سُلَيْمَان (فَمَا كَانَ قبسٌ هلكُه واحدٍ ... ولكنّه بُنيان قومٍ تهدّما) فَقَالَ الْوَلِيد اسْكُتْ فَإنَّك تكلَّمُ بِلِسَان الشَّيْطَان أَفلا قلتَ كَمَا قَالَ أوسُ بن حجر (إِذا مقرم منا ذرا حد نابهِ ... تَخَمَّط فينلا نابُ آخر مقرَم) وعيّره خَالِد بن يزِيد باللحن فَقَالَ أَنا ألحَن فِي قولي وَأَنت تلحَن فِي فعلك وَكَانَ لأمير الْمُؤمنِينَ الْوَلِيد بن عبد الْملك من الْأَوْلَاد جمَاعَة وهم الْعَبَّاس وَعبد الْعَزِيز ومروان وعنبسةُ وَمُحَمّد وَعَائِشَة أمّهم أم الْمُؤمنِينَ وَيزِيد وَهُوَ النَّاقِص وَإِبْرَاهِيم وَليا الخِلافة وأمّهما شاهفريد) بنت يزدجُرد وَعمر وَأمه نباتة الكندية وَأَبُو عبيدةَ لأمَ ولدٍ وَعبد الرَّحْمَن وَيحيى وَتَمام ومسرور وَبشر وروَح وجزى وَمَنْصُور ومبشَّر وعُتبة وخَالِد وصَدقة لأمهاتِ أولادٍ شَتَّى 3 - (البحتري الشَّاعِر) الْوَلِيد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جَابر بن سَلمَة بن مُسهِر بن الْحَارِث بن الخيثم بن أبي الحارثة يَنْتَهِي إِلَى يَعرُب بن قحطان أَبُو عُبادة الطَّائِي البحتري ولد بِمَنبِج وَقيل بزَردَفنه بزاي مَفْتُوحَة وَبعدهَا رَاء سَاكِنة ودال مُهْملَة مَفْتُوحَة وَفَاء سَاكِنة وَبعدهَا نون وهاء قَرْيَة من قُرى منبج سنة ستّ وَقيل سنة خمسٍ وَمِائَتَيْنِ وَقيل سنة مِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَقيل خممس وَثَمَانِينَ وَقيل ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي وَهُوَ ابْن ثمانينَ سنة أَو أَكثر نَشأ البحتري وتخرّج بمنبج وَخرج إِلَى الْعرَاق ومدح جمَاعَة من الْخُلَفَاء أَوَّلهمْ المتَوَكل وخلقاً كثيرا من الأكابر ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام قَالَ صَالح بن الْأَصْبَغ رأيتُ النَّحْوِيّ هَا هُنَا عندنَا قبل أَن يخرج إِلَى الْعرَاق يجتاز بِنَا فِي الْجَامِع من هَذَا الْبَاب يمدح أَصْحَاب البصل والباذنجان وينشدنا فِي ذَهَابه ومجيئه ثمَّ كَانَ أمره مَا كَانَ وَكَانَ البحتري يَقُول أول أمرِي فِي الشّعْر ونَباهتي فِيهِ أَنِّي صرت إِلَى أبي تَمام وَهُوَ بحمص فعرضتُ عَلَيْهِ شعري وَكَانَ يجلس فَلَا يَبقى شَاعِر إِلَّا قَصده وَعرض عَلَيْهِ شعرَه فَلَمَّا سمع شعري أقبل عليّ وَترك سَائِر النَّاس فَلَمَّا تفرَّقوا قَالَ أَنْت أشعر من أَنْشدني فَكيف حالك فشكوتُ خَلّة فَكتب إِلَى أهل معرّة النُّعْمَان وَشهد لي بالحِذق وشفع لي إِلَيْهِم وَقَالَ امتدِحهُم فصرت إِلَيْهِم فأكرموني بكتابِه ووظّفوا لي أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم فَكَانَت أول مَا

أصبته وَقَالَ أول مَا رأيتُ أَبَا تمامٍ أَنِّي دخلتُ إِلَى أبي سعيد مُحَمَّد بن يُوسُف فامتدحته بقصيدتي الَّتِي أَولهَا (أأفاق صَبٌّ فِي الْهوى فأُفيقا ... أم خَان عهدا أم أطَاع شفيقا) فأنشدتُها لَهُ فلمّا أتممتُها سُرّ بهَا وَقَالَ لي أحسن الله إِلَيْك يَا فتَى فَقَالَ لَهُ رجل فِي الْمجْلس هَذَا أعزّك الله شعري عَلَّقه هَذَا فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ فَتغير أَبُو سعيد وَقَالَ يَا فَتى قد كَانَ فِي نسبك وقرابتك مَا يَكْفِيك أَن تَمُتَّ بِهِ إِلَيْنَا وَلَا تحمل نَفسك على هَذَا فَقلت هَذَا شعري أعزّك الله فَقَالَ الرجل سُبْحَانَ الله يَا فَتى لَا تقل هَذَا ثمَّ ابْتَدَأَ فَأَنْشد من القصيدة أبياتاً فَقَالَ أَبُو سعيد نَحن نبلغك مَا تُرِيدُ وَلَا تحمل نَفسك على هَذَا فَخرجت متحيّراً لَا أَدْرِي مَا أَقُول ونويتُ أَن أسأَل عَن الرجل مَن هُوَ فَمَا أبعدت حَتَّى ردني أَبُو سعيد وَقَالَ لي جنيتُ عَلَيْك فَاحْتمل) أَتَدْرِي من هَذَا قلت لَا قَالَ هَذَا ابْن عمك حبيب بن أَوْس الطَّائِي أَبُو تَمام قُم إِلَيْهِ فَقُمْت إِلَيْهِ فعانقتُه ثمَّ أقبل يقرِّظني ويصف شعري وَقَالَ إِنَّمَا مَزَحتُ معكَ فَلَزِمته بعد ذَلِك وَعَجِبت من سرعَة حفظه وَقَالَ الصولي إِن ابا تَمام راسل أم البحتري فِي التَّزَوُّج بهَا فأجابته وَقَالَت اجْمَعْ النَّاس للإملاك فَقَالَ الله أجلّ أَن يُذكرَ بَيْننَا وَلَكِن نتصافح ونتسافح وَقيل للبحتري أيّما أشعرُ أَنْت أم أَبُو تَمام فَقَالَ جَيِّده خيرٌ من جَيِّدي ورديئي خيرٌ من رديئه قلت لَعَمري إنّ البحتري لصادقٌ وَقد أنصف وَقيل لأبي الْعَلَاء المعرّي أَي الثَّلَاثَة أشعر أَبُو تَمام أم المتنبّي أم البحتري فَقَالَ أَبُو تَمام والمتنبّي حكيمان والشاعر البحتري وَفِيه يَقُول ابْن الرُّومِي (والفتى البحتري يسرق مَا قا ... لَ ابنُ أوسٍ فِي الْمَدْح والتشبيب) (كل بيتٍ لَهُ يجوّد مَعنا ... هـ فَمَعْنَاه لِابْنِ أوسٍ حبيبِ) وَقَالَ البحتري أنشدتُ أَبَا تمامٍ من شعري فَأَنْشد بَيت أَوْس بن حجر (إِذا مقرم منا ذرا حدُّ نابِه ... تخمّطَ فِينَا نابُ آخر مُقرَمٍ) وَقَالَ نَعيتَ إليّ نَفسِي فَقلت أُعيذك بِاللَّه فَقَالَ إنّ عُمري لَيْسَ يطول وَقد نَشأ لطيء مثلك أما علمتَ أَن خَالِد بن صَفْوَان الْمنْقري رأى شبيب بن شبّة وَهُوَ من رَهطه يتَكَلَّم فَقَالَ يَا بُنَيَّ نعى إليّ نَفسِي إحسانُك فِي كلامك لأَنا أهلَ بيتٍ مَا نَشأ فِينَا خطيبٌ إِلَّا مَاتَ من قَبله قَالَ فَمَاتَ أَبُو تَمام بعد سنة من هَذَا وَقَالَ أنشدتُ أَبَا تَمام شعرًا لي فِي بعض بني حُمَيدٍ وَصَلت بِهِ إِلَى مَا خَطَر فَقَالَ لي أحسنتَ أَنْت أَمِير الشُّعَرَاء بعدِي فَكَانَ قَوْله هَذَا أحبَّ إليَّ من جَمِيع مَا حويتُه وَكَانَ للبحتري غلامٌ اسْمه نسيم فَبَاعَهُ فَاشْتَرَاهُ أَبُو

الْفضل الْحسن بن وهب الْكَاتِب ثمَّ إِن البحتري ندِم على بَيعه وتتبَّعتَه نَفسه وَكَانَ يعْمل فِيهِ الشّعْر وَقيل إِنَّه خُدِعَ فِي بَيْعه وَلم يَبِعْهُ بِاخْتِيَارِهِ فَمن قَوْله فِيهِ (أنسيمُ هَل للدهر وعدٌ صادقٌ ... فِيمَا يؤمِّله المحبّ الصادقُ) (مَالِي فقدتك فِي الْمَنَام وَلم تزل ... عونَ المشوق إِذا جفاه الشائق) (أمنِعتَ أَنْت من الزِّيَارَة مُشفِقاً ... مِنْهُم فَهَل مُنِعَ الخيالُ الطارق) (اليومَ جَازَ بيَ الْهوى مقدارَه ... فِي أَهله وعلِمتُ أَنِّي عاشق) (فليهنىء الحسنَ بنَ وَهبٍ أَنه ... يلقى أحبَّتَه وَنحن نفارقُ) ) وَله فِيهِ أشعارٌ كَثِيرَة مَشْهُورَة وَلذَلِك قلتُ وَأَنا فِي رمل مصر وَقد زَاد الحّرَّ وَلم تهُبّ نسمةُ هواءٍ (وَيَوْم زَاد فِيهِ الحَرُّ حَتَّى ... هلكتُ بِهِ من الكرب العظيمِ) (فَلَو أبصرتَني وَأَنا فريدٌ ... وَمَالِي صاحبٌ إِلَّا حميمي) (كأنّي البحتريّ عَنَّا ووجداً ... أسائلُ من أرَاهُ عَن نسيم) وَقَالَ صَاحب الأغاني كَانَ نسيم غُلَاما روميّاً لَيْسَ بِحسن الوَجه وَكَانَ البحتري قد جعله بَابا من أَبْوَاب الحِيَل على النَّاس وَكَانَ يَبِيعهُ وَيعْمل أَن يُصيّره إِلَى بعض أهل الْمُرُوءَة ومَن بَنفق عِنْده الْأَدَب فَإِذا حصل فِي مِلكه شَبَّبَ بِهِ وتشوَّقه ومدح مَوْلَاهُ حَتَّى يهِبه لَهُ وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ نسيم اشْترى مَمْلُوكا غَيره وأقامه مقَام نسيم وَالله أعلم وَكَانَ بحلب شخص يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن طَاهِر الْهَاشِمِي مَاتَ أَبوهُ وَخلف لَهُ مِقْدَار مائَة ألف دِينَار فأنفقها على الشُّعَرَاء والزُّوّار وَفِي سَبِيل الله تَعَالَى فقصده البحتري من العِراق فَلَمَّا وصل إِلَى حلب قيل لَهُ إِنَّه قَعَد فِي بَيته من دُيونٍ ركبته فاغتمَّ لذَلِك غَمّاً شَدِيدا وَبعث المدحةَ إِلَيْهِ مَعَ بعض موَالِيه فَلَمَّا وصلته ووقف عَلَيْهَا بَكَى ودعا بغلامٍ لَهُ وَقَالَ لَهُ بِعْ دَاري فَقَالَ تبيع دَارك وَتبقى على رُؤُوس النَّاس فَقَالَ لَا بدّ من بيعهَا فأباعها بثلاثمائة دِينَار وَأخذ صرّة وأودعها مائَة دينارٍ وأنفذها إِلَى البحتري وَكتب مَعهَا (لَو يكون الحباء حَسبَ الَّذِي أَن ... تَ لَدَينا بِهِ محلٌّ وأهلُ) (لَحُبِيتَ اللُجينَ والدُّرَّ واليا ... قُوتَ حَبواً وَكَانَ يَقِلّ) (والأديبُ الأريبُ يسمَحُ بالعُذ ... ر إِذا قصّر الصّديق الْمقل) فَلَمَّا وصلت الرقعة إِلَى البحتري ردَّ الدَّنَانِير وَكتب إِلَيْهِ (بِأبي أنتَ وَالله للبرِّ أهلُ ... والمساعي بعدٌ وسَعيُك قبل)

(والنوال الْقَلِيل يكثر إِن شا ... ء مُرَجِّيك والكثيرُ يَقِلّ) (غير أنّي رددتُ بِرَّك إِذْ كَا ... ن رِباً مِنْك والرِّبا لَا يحِلّ) (وَإِذا مَا جَزَيتَ شعرًا بشعرٍ ... قُضِيَ الحقُّ وَالدَّنَانِير فضل) فَلَمَّا عَادَتْ الدَّنَانِير حّلَّ الصُّرَّة وضمّ إِلَيْهَا خمسين دِينَارا أُخْرَى وردّها إِلَيْهِ وَحلف أَنه لَا يُعِيدهَا فَلَمَّا وصلت إِلَى البحتري قَالَ) (شَكرتُكَ إنّ الشُّكرَ للْعَبد نعمةٌ ... ومَن يشكرُ المعروفَ فَالله زائدُه) (لكلّ زمانٍ واحدٌ يُقتَدى بِهِ ... وَهَذَا زمانٌ أَنْت لَا شكّ واحدُه) واجتاز البحتري مرَّة بالموصل أَو بِرَأْس عين فَمَرض بهَا مَرضا شَدِيدا وَكَانَ الطَّبِيب يخْتَلف إِلَيْهِ ويداويه فوصف لَهُ يَوْمًا مزَوَّرةً وَلم يكن عِنْده من يَخْدمه سوى غلامُه وَكَانَ بعض رُؤَسَاء الْبَلَد عِنْده قد جَاءَ يعودهُ فَقَالَ الرئيس لَيْسَ هَذَا الْغُلَام يحسن طبخها وَعِنْدِي طباخ من نَعتِه من صِفَتِه فَترك الْغُلَام عملَها اعْتِمَادًا على ذَلِك الرئيس وَقعد البحتري ينتظرها واشتغل الرئيس عَنْهَا ونسِيَ أمرهَا فَلَمَّا أَبْطَأت عَلَيْهِ وَفَاتَ وَقت وصولها إِلَيْهِ وَلم تَجِيء كتب البحتري إِلَى ذَلِك الرئيس (وجدتُ وعدَكَ زُوراً فِي مُزَوَّرةٍ ... حلفتَ مُجْتَهدا إحسانَ طاهيها) (فَلَا شفَى اللهُ مَن يَرْجُو الشفاءَ بهَا ... وَلَا علَت كفُّ مُلقٍ كفَّه فِيهَا) (فاحبِس رسولَك عنّي أَن تجِيءَ بهَا ... فقد حبستُ رَسولي عَن تقاضيها) حدّث أَبُو العَنبَس الصَّيمري قَالَ كنتُ عِنْد المتَوَكل والبحتري يُنشِده (عَن أيِّ ثَغرٍ تبتسِم ... وبأيّ طَرفٍ تحتكِم) حَتَّى بلغ إِلَى قَوْله (قل للخليفة جَعْفَر ال ... متوكّل بن المعتَصِم) (والمجتدى ابْن المجتدى ... والمنعِم بن المنتَقِم) (أسلم لدينِ محمدٍ ... فَإِذا سَلِمتَ فقد سَلِم) قَالَ وَكَانَ البحتري من أبْغض النَّاس إنشاداً يتشدّق ويتزاور فِي مشيته مرَّةً جانباً ومرّة القَهقرى ويهُزّ رأسَه ومنكبَيه ويُشير بكُمه وَيقف عِنْد كلّ بيتٍ وَيَقُول أحسنتُ واللهِ ثمَّ يُقبِل على المستعين وَيَقُول مَا لكم لَا تَقولُونَ لي أحسنتَ هَذَا وَالله مَا لَا يُحسِن أحدٌ أَن يَقُول مثلَه فضجِر المتَوَكل وَقَالَ أما تسمع يَا صَيمري مَا يَقُول فَقلت بلَى يَا سَيّدي فمُر بِمَا أحببتَ فَقَالَ بحياتي اهجُه على هَذَا الرَّوِي فَقلت تأمُر ابنَ حمدون أَن يكْتب مَا أَقُول فَدَعَا بدواةٍ وقرطاسٍ وحضرني على البديهة أَن قلتُ

(أدخلت رَأسك فِي الْحرم ... وَعلمت أَنَّك تنهزم) (يَا بحتريُّ حَذارِ وَيْح ... ك مِن قُضا قِضةٍ ضُغُم) ) (فَلَقَد أَسَلتَ بوادِيي ... كَ من الهِجا سَيلَ العَرِم) (وَالله حِلفةَ صادقٍ ... وبقبرِ أحمدَ والحرَم) (وبحقّ جعفرٍ الإما ... مِ ابنِ الإِمَام المعتَصِم) (لأصيِّرنَّك شُهرةً ... بَين المَسيل إِلَى العَلَم) (فبأيّ عِرضٍ تعتصِم ... وبِهَتكِهِ جَفّ القَلَم) (حيَّ الطلول بِذِي سلَم ... حَيْثُ الأراكةُ والخِيَم) (يَا ابنَ الثقيلةِ والثقي ... لِ على قُلُوب ذَوِي النِّعَم) (وعَلى الصَّغِير مَعَ الكبي ... ر مَعَ المَوالي والحَشَم) (فِي أَي سَلح ترتطِم ... وبأيّ كفٍّ تلتقِم) (إِذْ رَحلُ أُختك للعَجَم ... وفراشُ أمك للظُّلَم) (وَبَنَات دَارك حانةٌ ... فِي بَيته يُؤتَى الحَكَم) قَالَ فَخرج مُغضباً وَأَنا أصيح بِهِ (أدخلت رَأسك فِي الْحرم ... وعلمتَ أَنَّك تنهَزِم) والمتوكل يضْحك ويصفِّق حَتَّى غَابَ عَنهُ وَأمر لي بالصلة الَّتِي كَانَت أعِدَّت لَهُ وَلما قُتِل المتَوَكل قَالَ أَبُو العَنبَس (يَا وَحشَةَ الدُّنْيَا على جعفرٍ ... على الْهمام الْملك الْأَزْهَر) (على قَتِيل من بني هاشمٍ ... بَين سَرِير الْملك والمِنبَر) (واللهِ رَبُّ الْبَيْت والمَشعَر ... وَالله أَن لَو قُتِل البحتري) (لثار بِالشَّام لَهُ ثائرٌ ... فِي ألف نَغلٍ من بني عَضجَرِ) (يقدمُهم كلُّ أخي ذِلّةٍ ... على حِمارٍ دابرٍ أَعور) فشاعت حَتَّى وصلت إِلَى البحتري فَضَحِك وَقَالَ هَذَا الأحمق يرى أَنِّي أُجيبهُ عَن مثل هَذَا وَلَو عَاشَ امْرُؤ الْقَيْس وَقَالَ هَذَا لم أجبه وَقَالَ البحتري قصيدةً يرثي بهَا الْعَلَاء بنَ صاعد من جُمْلَتهَا (وَلم أر كالدنيا حَلِيلَة وامق ... محبٍّ مَتى تحسُن لعينيه تَطلُقِ)

أمير المدينة الأموي

(ترَاهَا عيَانًا وَهِي صنعةُ واحدٍ ... وتحسِبُها صُنعَي لطيفٍ وأخرَق) ) فَقيل إِن السَّبَب فِي خُرُوج البحتري عَن بَغْدَاد فِي آخر أَيَّامه هَذَا الْبَيْت لأنّ بعض أعدائه شنّع عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ثَنوي وَكَانَت الْعَامَّة حينئذٍ غالبةً على الْبَلَد فخاف على نَفسه فَقَالَ لِابْنِهِ أبي الْغَوْث قُم يَا بُنَيَّ حَتَّى تطفأ هَذِه الثائرة بخرجة نلُمّ فِيهَا ببلدنا ونعود فَخرج مِنْهَا فَلم يعد 3 - (أَمِير الْمَدِينَة الأُموي) الْوَلِيد بن عُتبةَ بن أبي سُفْيَان الأُموي ولاه عمّه مُعَاوِيَة الْمَدِينَة وَكَانَ جواداً حَلِيمًا فِيهِ خيرٌ ودينٌ وَأَرَادَ أهل الشَّام على الْخلَافَة فطُعِن فَمَاتَ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلم يصحَّ أَنه قُدّم للصَّلَاة على مُعَاوِيَة فَأَصَابَهُ الطَّاعُون فِي صلَاته فَمَاتَ وَتُوفِّي الْوَلِيد بالطاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ 3 - (الْأمَوِي) الْوَلِيد بن عُقبة بن أبي أبانَ مُعيَط أبانَ بن ذكْوَان بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منافٍ هُوَ أَخُو عُثْمَان بن عَفَّان لأمه وأمهما أروى بنت كُريز بن ربيعَة بن حبيب وكناية الْوَلِيد أَبُو وهبٍ أسلم يَوْم الْفَتْح هُوَ وَأَخُوهُ خَالِد بن عقبةَ قَالَ ابْن عبد البرّ وَأَظنهُ يَوْمئِذٍ كَانَ قد ناهز الِاحْتِلَام وَلما افْتتح رَسُول الله مَكَّة جعل أهلُها يأْتونَ بصبيانهم فيمسَح على رؤوسهم وَيَدْعُو لَهُم بِالْبركَةِ قَالَ فأُتي بِي إِلَيْهِ وَأَنا مضمَّخ بالخلوق فَلم يمسَح على رَأْسِي وَلم يمْنَع من ذَلِك قَالَ ابْن عبد البرّ وَهُوَ حَدِيث مُنكَرٌ مُضطرِبٌ لَا يصحّ وَلَا يُمكن أَن يكون من بُعث مصدِّقاً فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَبيا يَوْم الْفَتْح وَمن كَانَ غُلَاما مخلقاً لَيْسَ يَجِيء مِنْهُ مِثل هَذَا وَلَا خلافَ بَين أهل الْعلم بِتَأْوِيل الْقُرْآن أَن قَوْله عز وَجل إِن جَاءَكُم فاسقٌ بنبإٍ أَنَّهَا نَزَلَت فِي الْوَلِيد بن عُقبة وَذَلِكَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه إِلَى بني المصطلق مُصدقا فَأخْبر عَنْهُم أَنهم ارتدّوا وأبّوا ن أَدَاء الصَّدَقَة وَذَلِكَ أَنهم خَرجُوا إِلَيْهِ فهابهم وَلم يعرف مَا عِنْدهم فَانْصَرف عَنْهُم وَأخْبر بِمَا ذكر فَبعث إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَالِد بن الْوَلِيد وَأمره أَن يتثبت فيهم فأخبروه أَنهم مُستَمسِكون بِالْإِسْلَامِ وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ نَزَلَت فِي عَليّ بن أبي طَالب والوليد بن عُقبَة أَفَمَن كَانَ مُؤمنا كمَن كَانَ فَاسِقًا لَا يستَوُون ثمَّ ولاه عُثْمَان الْكُوفَة وعزل عَنْهَا سعد بن أبي وَقاص فَلَمَّا قدِم عَلَى سعدٍ قَالَ لَهُ وَالله مَا أَدْرِي أكسبتَ بَعدنَا أم حمِقنا بعْدك قَالَ لَا تجزَعَنَّ أَبَا إِسْحَاق فَإِنَّمَا هُوَ المُلكُ يتغداه قومٌ ويتعشاه آخَرُونَ فَقَالَ سعدٌ أَرَاكُم وَالله ستجعلونها ملكا وَأَتَاهُ ابْن مَسْعُود فَقَالَ لَهُ مَا جَاءَ بك قَالَ) جئتُ أَمِيرا فَقَالَ مَا أَدْرِي أصلحتَ بَعدنا أم فَسَدَ النَّاس وَله أَخْبَار فِيهَا نَكَارَة وشناعة تقطع بِسوء حَاله وقبح أَفعاله غفر اللهلنا وَله فقد كَانَ من رجال قُرَيْش ظرفا وحلماً وشجاعة وأدبا

وَكَانَ من الشُّعَرَاء المطبوعين وَكَانَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عبيد وَابْن الْكَلْبِيّ وَغَيرهم يَقُولُونَ كَانَ الْوَلِيد بن عقبَة فَاسِقًا شريبَ خمرٍ وَكَانَ شَاعِرًا كَرِيمًا وَقَالَ ابْن عبد البرَ أخباره فِي شربه الْخمر ومنادمته أَبَا زُبيد الطَّائِي كثيرةٌ مَشْهُورَة عَن ابْن شَوذب قَالَ صلّى الْوَلِيد بِالْكُوفَةِ صَلَاة الصُّبْح أَربع ركعاتٍ ثمَّ الْتفت إِلَيْهِم فَقَالَ أَزِيدكُم فَقَالَ عبد الله ابْن مَسْعُود مَا زلنا مَعَك فِي زِيَادَة مذ الْيَوْم وَقَالَ الحُطَيئة (شهد الحطيئة يَوْم يلقى ربَّه ... أَن الْوَلِيد أحقّ بالغَدرِ) (نَادَى وَقد تمَّت صلواتهم ... أأزيدكم سُكراً وَمَا يَدري) (فأبَوا أَبَا وهبٍ وَلَو أذِنوا ... لقرنتَ بَين الشفع وَالْوتر) (كفّوا عِنانك إِذْ جَريتَ وَلَو ... تركُوا عنانك لم تزل تجْرِي) وَقَالَ أَيْضا (تكلم فِي الصَّلَاة وَزَاد فِيهَا ... عَلَانيَة وجاهر بالنِّفاقِ) (ومجّ الْخمر فِي سَنَن المُصلّى ... ونادى والجميع إِلَى افْتِرَاق) (أَزِيدكُم على أَن تحمدوني ... فَمَا لكم ولالي من خَلاق) وعزله عُثْمَان رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ وولّى سعيد بن الْعَاصِ فَقَالَ بعض شعرائهم (فررتَ من الْوَلِيد إِلَى سعيد ... كَأَهل الحجز إِذْ جزعوا فباروا) (بُلينا من قُرَيْش كلّ عامٍ ... أميرٌ محدّثٌ أَو مستشار) (لنا نارٌ نؤجّجها فنخشَى ... وَلَيْسَ لَهُم فَلَا يَخشون نَار) وَقَالَ الطَّبَرِيّ نعصّب على الْوَلِيد قومٌ من الْكُوفَة بَغياً وحسداً وشهدوا عَلَيْهِ زُوراً أَنه تقيأ وَذكر الْقِصَّة وفيهَا أَن عُثْمَان قَالَ لَهُ يَا أخي اصبِر بأجرك ويبوءُ الْقَوْم بإثمك قَالَ ابْن عبد البرّ وَهَذَا الْخَبَر من نقل أهل الْأَخْبَار وَلَا يصِحّ عِنْد أهل الحَدِيث وَلَا لَهُ عِنْد أهل الْعلم أصلٌ وَالصَّحِيح عِنْدهم فِي ذَلِك مَا رَوَاهُ عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة عَن عبد الله الداناج عَن حُصَيْن بن الْمُنْذر أبي ساسان أَنه ركب إِلَى عُثْمَان فَأخْبرهُ بِقصَّة الْوَلِيد وَقدم على عُثْمَان رجلَانِ فشهدا عَلَيْهِ بِشرب الْخمر وَأَنه صلى الْغَدَاة بِالْكُوفَةِ أَرْبعا ثمَّ قَالَ أَزِيدكُم فَقَالَ) أَحدهمَا رأيتُه يشْربهَا وَقَالَ الآخر رَأَيْته يتقيأها فَقَالَ عُثْمَان إِنَّه لم يتقيّأها حَتَّى شربهَا وَقَالَ لعليٍّ أقِم عَلَيْهِ الحدَّ فَقَالَ عليّ لِابْنِ أَخِيه عبد الله بن جَعْفَر أقِم عَلَيْهِ الحدّ فَأخذ السَّوْط وَجلده وَعُثْمَان يعُد حَتَّى بلغ أَرْبَعِينَ فَقَالَ عَليّ أمسِك جَلَدَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْخمر أَرْبَعِينَ وجلَدَ أَبُو بكرٍ أَرْبَعِينَ وَجلد عمرُ ثَمَانِينَ وكلٌّ سُنّةٌ وَقيل كَانَ سَوطٌ لَهُ طرفان

المخزومي

وَقيل إِنَّه لما جُلِد قَالَ لعليّ نشدتُك بِاللَّه وبالقرابة فَقَالَ عَليّ اسْكُتْ أَبَا وَهبٍ فَإِنَّمَا هَلَكت بَنو إِسْرَائِيل بتعطيلهم الحدودَ وَسكن الْوَلِيد الْمَدِينَة وَنزل الْكُوفَة وَبنى بهَا دَارا وَلما قُتِل عُثْمَان نزل الْبَصْرَة ثمَّ خرج إِلَى الْكُوفَة ونزلها وَاعْتَزل عليّاً وَمُعَاوِيَة وَمَات بالرقّة فِي خِلَافه عليٍّ وَكَانَ مُعَاوِيَة لَا يرضاه وَهُوَ الَّذِي حرّضه على قتال عليّ وَهُوَ الْقَائِل لمعاوية (فو اللهِ مَا هندٌ بأمك إِن مضى ... النَّهار وَلم يثأر بعثمان ثائرُ) (أيقتل عبدُ الْقَوْم سيّدَ أَهله ... وَلم يقتلوه ليتَ أمَّك عَاقِر) (وأنى مَتى تقتلهم لَا يفيدهم ... مفيدٌ وَقد دارت عَلَيْك الدَّوَائِر) وَهُوَ الْقَائِل (أَلا مَن لليلٍ لَا تغور كواكبُه ... إِذا لَاحَ نجمٌ غَار نجمٌ يراقِبُه) (بني هَاشم رُدّوا سلَاح ابْن أختكم ... وَلَا تَنهَبوه مَا تَحل مناهِبُه) (بني هاشمٍ لَا تعجلونا فَإِنَّهُ ... سواءٌ علينا قَاتلُوهُ وسالبُه) (وَإِنَّا وَإِيَّاكُم وَمَا كَانَ بَيْننَا ... كصَدعٍ بدا لَا يرأبُ الصَّدعَ شاعبُه) (بني هاشمٍ كَيفَ التعاقدُ بَيْننَا ... وَعند عليٍّ سيفُهُ وحرائبُه) (لعَمرُك لَا أنسى ابْن أروَى وقتلَه ... وَهل ينسأنَّ الماءُ مَا عَاشَ شاربُه) (هم قَتَلُوهُ كي يَكُونُوا مكانَهُ ... كَمَا غدرت يَوْمًا بكِسرَى مرازِبُه) فَأَجَابَهُ الْفضل بن الْعَبَّاس بن عتبَة بن أبي لهبٍ (فَلَا تسألونا بالسِّلاح فإنَّهُ ... أُضِيعَ وألقاه لَدَى الرَّوع صاحبُه) (وشبَهتَه كسْرَى وَقد كَانَ مثلَهُ ... سبيهَا بكسرى هَديُه وضرائبُه) (وَإِنِّي لمجتابٌ إِلَيْكُم بجحفَلٍ ... يُصِمّ السميعَ جرسُه وجلائُبه) 3 - (المَخْزُومِي) الْوَلِيد بن عُمارة بن الْوَلِيد بن المُغيرة بن عبد الله بن عَمْرو بن مَخْزُوم ابْن أخي خَالِد هُوَ) وَأَخُوهُ أَبُو عُبَيْدَة بن عُمارة مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد فِي البُطاح لَهُم صُحْبَة 3 - (الأندلسي الْأمَوِي) الْوَلِيد بن عِيسَى بن حَارِث أَبُو الْعَبَّاس الأندلسي مولى بني أُميَّة كَانَ بَصيرًا بالشعر شرح ديوَان أبي تَمام الطَّائِي وَمُسلم بن الْوَلِيد وَكَانَ بعيد الصيت

الصحابي

فِي تَعْلِيم أَوْلَاد الْمَمْلُوك توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وثلاثمائة 3 - (الصَّحَابِيّ) الْوَلِيد بن الْقَاسِم الصَّحَابِيّ كَانَت لَهُ صُحْبَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بئس الْقَوْم قوم يسْتَحلُّونَ الحرمات بِالشُّبُهَاتِ والشهوات كل قوم على زِينَة من أَمرهم مفلحة عِنْد أنفسهم يزرون على من سواهُم سنَن الْحق مقاييس الْعدْل عِنْد ذَوي الْأَلْبَاب من النَّاس قَالَ ابْن عبد البرّ وَفِي صحبته نظرٌ 3 - (الْبُلْقَاوِيُّ) الْوَلِيد بن مُحَمَّد المُوَقَّري البَلقاوي قَالَ ابو حَاتِم ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ لَا يكْتب حَدِيثه وَقَالَ ابْن خُزيمة لَا احتجّ بِهِ وَقَالَ ابْن مَعين يكذِب وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 3 - (حفيد ابْن أبي دؤاد) الْوَلِيد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن أبي دؤاد حفيد قَاضِي الْقُضَاة الْمَشْهُور ووالده مُحَمَّد وليَ الْقَضَاء للمتوكل فِي حَيَاة أَبِيه لما فُلِجَ وَتُوفِّي فِي حَيَاة أَبِيه بعد أَن عُزِل ونُكِب وتفرق آل أبي دؤاد فِي الْبِلَاد وَكَانَ الْوَلِيد هَذَا صَغِيرا بسامراء فَلم يفارقها إِلَى أَن بلغ مبالغ الرِّجَال وَذَلِكَ عِنْد اسْتِيلَاء أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن دُلَف على ممالك إصبهان وبلاد الْجَبَل فقصده الْوَلِيد ومَتَّ إِلَيْهِ بالوُصلة الَّتِي كَانَت بَين جدّه أَحْمد بن أبي داؤد وَبَين دجلف بن أبي دلف جد احْمَد بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ دلف بن أبي دُلف خَتَن أَحْمد بن أبي دؤاد على بعض بَنَاته فَعرف لَهُ أَحْمد حقّ الْقَرَابَة فَجعله من ندمائه وولاّه الْمَظَالِم وَألبسهُ الطيلسان والدنيّة وَكَانَ ينظر فِيمَا بَين أهل الْعَسْكَر وَبَقِي على ذَلِك إِلَى أَن عُزِل أَحْمد ووَلِي فِيمَا بعده قَضَاء إصبهان وَلم يزَل كَذَلِك حَتَّى مَاتَ سنة سبع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَمن شعره (يَا ناق سيري غير مُلتاثةٍ ... إِلَى الهُمام السيدِ الحارثِ) ) (إِلَى قريع الْمجد من وَائِل ... ووارث الْمجد عَن الْوَارِث) (مِيرَاث آباءٍ لأبائهم مجداً ... قَدِيما لَيْسَ بالحادث) (لم يَأْخُذُوا مُلكَهُم بَغتَةً ... وَلَا التمنّي عَبثَة العابث) آخر الْجُزْء السَّابِع وَالْعشْرُونَ من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْوَلِيد بن مسلمٍ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس وَالْحَمْد لله ربّ العالَمِين)

الجزء 28

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم يَعْقُوب 1 - الطَّبِيب السامري يَعْقُوب بن غنايم أَبُو يُوسُف الْمُوفق السامري الطَّبِيب كَانَ عَلامَة زَمَانه فِي الطِّبّ وَولد وَنَشَأ بِدِمَشْق وبرع فِي الطِّبّ وَنظر فِي الْعُلُوم الْحكمِيَّة وَكَانَ مَحْمُود العلاج متينا عِنْد الْأَعْنَاق وَله تصانيف فصيحة الْعبارَة صَحِيحَة الْإِشَارَة واشتغل عَلَيْهِ جمَاعَة توفّي يَوْم السبت من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَشرح كليات القانون ذكر كَلَام الإِمَام فَخر الدّين والقطب الْمصْرِيّ وَغَيرهمَا وحد أَقْوَالهم وجوده وَبَالغ فِيهِ وَحل شكوك نجم الدّين بن المنفاخ على الكليات وَله كتاب الْمدْخل إِلَى الْمنطق والطبيعي والإلهي [362]

يزدجرد

يزدجرد 2 - أَبُو سهل الكسروي يزدجر بن مهبنداذ أَبُو سهل الكسروي من أَوْلَاد الأكاسرة قدم بَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَحصل بهَا الْعلم وَالْأَدب وَألف كتابا حسنا فِي صفة بَغْدَاد وعد سككها وحماماتها وشوارعها وَمَا تحْتَاج إِلَيْهِ من كل يَوْم من الأقوات وَالْأَمْوَال وتحتوي عَلَيْهِ من النَّاس وَله عدَّة كتب فلسفية وأدبية ذكر أَبُو أَحْمد عبد الله بن مُحَمَّد الخازني أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر مصنفاته بِبَغْدَاد وروى عَنهُ أَيْضا عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المادرائي وَهُوَ أَخُو سهلون الْمَذْكُور فِي حرف السِّين وَمن شعر يزدجرد (ازددت فِي مَطْلِي فزد فِي مدتي ... وامدد إِلَيّ يدا بعمر ثَان) (ليدوم صبري مَا بدا لَك والفنا ... عهدا يكون من العناء أماني) وَكتب إِلَى أبي الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الخاقاني (قل للوزير يزِيد فِي إحسانه ... ثِقَة بِحسن عواقب الْإِحْسَان) (لَو كنت تذكرني كَمَا تنساني ... لنسيت مَا استعذبت فِي نسياني) وَمِنْه

مَتى يدْرك النحريز بختا بعقله ... ويحرز خطأ بِالْبَيَانِ وبالنطق) (ويحتال للمقدور حَتَّى يُزِيلهُ ... بحيلة ذِي البخت المكمل بالحمق) (أَبَت سنة الأقدار عِنْد الَّذِي جرى ... بِهِ الحكم فِي الأرزاق والخلق والخلق) [263] (فَلَا تخليني بالأماني فَإِنَّهَا ... تقود عَزِيز الْقَوْم حرا إِلَى الرّقّ) (وكوني مَعَ الْحق الْمُصَرّح واصبري ... كصير المسجى فِي السِّيَاق على الْحق) (فَمَا صَبر المكروب وَهُوَ مُخَيّر ... وَلكنه صَبر يدل على صدق) وَمِنْه (يَا بني الْمُحْصنَات بالخصيان ... بَين حر وحرة باللبان) (بَين بلد مَكْنُون بالمعاني ... نقلت جَذَعَة إِلَى قرنان) (كظهور الْقُبُور مصقولة ... الظَّاهِر تحوي خبائب الأنتان) وَمِنْه (وجدت النَّاس قد فتنُوا جَمِيعًا ... بِبَيْت الْبَوْل أَو بَيت الخراء) (فسوق لَا يفتر للزناء ... وَأُخْرَى للواط وللبغاء) (وَأُخْرَى لَا تبور السحق فِيهَا ... إِذا اعْتكف النِّسَاء على النِّسَاء) (فتبا للعلوم وحامليها ... واعلمهم بَيت بِلَا عناء) (ويضحى وَالْكلاب أعز مِنْهُ ... غَدَاة الصَّيْد فِي طلب الظباء) (فَمن ذَا يُنكر الطوفان مَعَ ذَا ... وَأَن يَرْمِي بأجحاد السَّمَاء) قلت // (شعر متوسط) // [264]

يزيد

يزِيد 3 - الْأنْصَارِيّ يزِيد بن أسيد بن سَاعِدَة شهد أحدا مَعَ أَبِيه أسيد بن سَاعِدَة وَعَمه أبي خَيْثَمَة الْأنْصَارِيّ 4 - الضبعِي يزِيد بن أسيد الضبعِي وَيُقَال ابْن يسير قَالَ بَعضهم فِيهِ أَسِير بن يزِيد وَله خبر وَاحِد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم ذِي قار هَذَا أول يَوْم انتصف فِيهِ الْعَرَب من الْعَجم 5 - أَبُو عوفي العامري يزِيد بن الْأَصَم أَبُو عَوْف العامري البكائي نزيل الْكُوفَة والرقة روى عَن خَالَته أم الْمُؤمنِينَ مَيْمُونَة

الألقاب

وَعَن ابْن خَالَته ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة وَمُعَاوِيَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث ومئة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة [265] 6 - الصَّحَابِيّ يزِيد بن أَوْس حَلِيف عبد الدَّار بن قصي أسلم يَوْم فتح مَكَّة قتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا رَضِي الله عَنهُ [266] الألقاب 7 - اليزدي مُسْند أَصْبَهَان اسْمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم 8 - الي

زدي الشَّافِعِي واسْمه الْحُسَيْن بن أَحْمد 9 - اليزدي الْحَنَفِيّ اسْمه الْحُسَيْن بن أَحْمد أَيْضا 10 - اليزدي الشَّافِعِي عَليّ بن أَحْمد 11 - اليزدي أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن نَاصِر 12 - اليزدي جمال الدّين بن عبد الله [267] 13 - الصَّحَابِيّ يزِيد بن ثَابت بن الضَّحَّاك أَخُوهُ زيد بن ثَابت وشقيقه قيل إِنَّه شهد بَدْرًا وَقيل بل شهد أحدا وَقتل يَوْم الْيَمَامَة شَهِيدا قَالَ ابْن شهَاب إِنَّه رمي يَوْم الْيَمَامَة بِسَهْم فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ رَاجعا وروى عَنهُ أَخُوهُ زيد وروى عَنهُ خَارِجَة بن زيد قَالَ ابْن عبد

الْبر وَلَا أَحْسبهُ سمع مِنْهُ قيل وَلم يرو عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير حَدِيث الصَّلَاة على الْقَبْر [268] 14 - أَبَا عبد الرَّحْمَن البلوي يزِيد بن ثَعْلَبَة بن حزمة بِفَتْح الزَّاي وَقيل بسكونها ابْن أحزم بن عَمْرو بن عمَارَة البلوي حَلِيف بني سَالم بن عَوْف بن الْخَزْرَج شهد بيعَة الْعقبَة الثَّانِيَة يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن [269] 15 - السّلمِيّ الصَّحَابِيّ يزِيد بن الْأَخْنَس السّلمِيّ لَهُ صُحْبَة قيل إِنَّه شهد بَدْرًا هُوَ وَأَبوهُ وَابْنه معن قَالَ ابْن عبد الْبر وَلَا أعرفهم فِي الْبَدْرِيِّينَ وَإِنَّمَا هم فِي من بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معن وَيزِيد بن الْأَخْنَس روى عَنهُ كثير بن مرّة وسليم بن

عَامر [270] 16 - التسترِي يزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ومئة وَقيل وَفَاته قبل ذَلِك يكنى أَبَا سعيد وَهُوَ بَصرِي روى عَن الْحسن وَمُحَمّد بن سِيرِين وَعَطَاء بن أبي رَبَاح وَابْن أبي مليكَة وَقَتَادَة وَابْن

الزبير وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ هُوَ ثَبت وَقَالَ ابْن معِين هُوَ فِي قَتَادَة لَيْسَ بِذَاكَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة 17 - الْقَسرِي الصَّحَابِيّ يزِيد بن أَسد بن كرز بن عَامر الْقَسرِي جد خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي

وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا زيد بن أَسد أحب للنَّاس مَا تحب لنَفسك هَذَا الحَدِيث يرويهِ خَالِد بن عبد الله الْقَسرِي عَن أَبِيه عَن جده قَالَ ابْن عبد الْبر حكى يحيى بن ميعن عَن أهل خَالِد الْقَسرِي أَنهم كَانُوا يُنكرُونَ أَن يكون لجدهم صُحْبَة هَذَا قَول يحيى بن معِين وَخَالفهُ النَّاس وعدوه فِي الصَّحَابَة لحَدِيث هشيم وَغَيره عَن سيار أبي الحكم [271] 18 - الجرشِي الصَّحَابِيّ يزِيد بن الْأسود الجرشِي أَبُو الْأسود أدْرك الْجَاهِلِيَّة عداده فِي الشاميين قَالَ أدْركْت الْأَصْنَام تعبد فِي قَرْيَة قومِي توفّي حُدُود الثَّمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ 19 - الْخُزَاعِيّ الصَّحَابِيّ يزِيد بن الْأسود الْخُزَاعِيّ وَقيل السوَائِي وَقيل العامري مَعْدُود فِي الْكُوفِيّين قَالَ صليت خلف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلاةُ الْفجْر فجَاء رجلَانِ فَجَلَسَا فِي أخريات النَّاس فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقبل عَلَيْهِمَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ ايتوني بهما فجيء بهما ترْعد فرائصهما قَالَ مَا منعكما من الصَّلَاة قَالَا صلينَا فِي الرّحال

فَقَالَ إِذا دَخَلْتُم وَالْقَوْم فِي الصَّلَاة فصلوا مَعَهم فَإِن صَلَاتكُمْ مَعَهم نَافِلَة فَقَالَ أَحدهمَا اسْتغْفر لي يَا رَسُول الله فَقَالَ غفر الله لَك قَالَ ثمَّ أخذت بِيَدِهِ ووضعتها على صَدْرِي فَمَا وجدت كفا أبرد وَلَا أطيب من كف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لهي أبرد من الثَّلج وَأطيب من ريح الْمسك [272] 20 - ابْن هُبَيْرَة الْفَزارِيّ يزِيد بن عمر بن هُبَيْرَة بن معية قَالَ ابْن دُرَيْد تَصْغِير مَعًا وَاحِد أمعاء الْبَطن وَالصَّحِيح أَنه تَصْغِير مُعَاوِيَة ابْن سكين بن خديج بن نفيض ابْن مَالك بن سعد بن عدي بن فَزَارَة كَانَ أَصله من الشَّام وَولي قنسرين للوليد بن يزِيد بن عبد الْملك وَكَانَ مَعَ مَرْوَان الْحمار يَوْم غلب على دمشق وَجمع لَهُ ولَايَة العراقين

أول من جمع لَهُ ولَايَة العراقين زِيَاد بن أَبِيه وَآخرهمْ يزِيد بن هُبَيْرَة وَكَانَ يزِيد يكنى أَبَا خَالِد وَكَانَ سخيا جسيما خَطِيبًا شجاعا حسودا أكولا كَانَ إِذا أصبح أُتِي بعس فِيهِ لبن قد صب على عسل وَأَحْيَانا بسكر فيشربه فَإِذا صلى الْغَدَاة جلس فِي مصلاة حَتَّى تحل الصَّلَاة ثمَّ يُصَلِّي وَيدخل بَيته فيحركه اللَّبن فيدعو بالغداء فيأكل دجاجتين وناهضتين وَنصف جدي والناهض فرخ الْحمام ثمَّ يخرج فَينْظر فِي أُمُور النَّاس إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يدْخل فيدعو جمَاعَة من خواصة وأعيان النَّاس وَيَدْعُو بالغداء فيتغدى وَيَضَع على صَدره منديلا ثمَّ اللقم ويتابع فَإِذا فرغ تفرق من كَانَ عِنْده وَدخل إِلَى نِسَائِهِ حَتَّى يخرج إِلَى صَلَاة الْعَصْر ثمَّ ينظر فِي أُمُور النَّاس فَإِذا صلى الْعَصْر وضع لَهُ سَرِير وَوضعت الكراسي للنَّاس فَإِذا أخذُوا مجَالِسهمْ أتوهم بعساس من اللَّبن وَالْعَسَل وألوان الْأَشْرِبَة ثمَّ تُوضَع السّفر وَالطَّعَام أَمَامه وتوضع لَهُ ولأصحابه خوان مُرْتَفع فيأكل مَعَه الْوُجُود إِلَى الْمغرب ثمَّ يتفرقون [273] للصَّلَاة ثمَّ يَأْتِيهِ سماره فيحضرون ويسامرونه حَتَّى يذهب عَامَّة اللَّيْل وَكَانَ يسْأَل كل لَيْلَة عشر حوائج فَإِذا أَصْبحُوا قضيت وَكَانَ رزقه سِتّمائَة ألف دِرْهَم وَكَانَ يقسم كل شهر فِي أَصْحَابه من قومه وَمن الْفُقَهَاء وَمن أهل الْوُجُوه وَذَوي الْبيُوت وَفِيه يَقُول عبد الله بن شبْرمَة الضَّبِّيّ الْكُوفِي الْفَقِيه وَكَانَ من سماره

(إِذا نَحن أعتمنا وَمَال بِنَا الْكرَى أَتَانَا ... بِإِحْدَى الراحتين عِيَاض) وعياض بوابه والراحتان الدُّخُول والانصراف وَلم يكن لَهُ منديل وَإِذا دعى بالمنديل قَامَ النَّاس وروى ابْن شريك بن عبد الله النمري ساير يزِيد يَوْمًا فبرزت بغلة شريك فَقَالَ لَهُ يزِيد غض من لجامها فَقَالَ شريك إِنَّهَا مكتومة أصلح الله الْأَمِير فَقَالَ لَهُ يزِيد مَا ذهبت حَيْثُ أردْت وَيزِيد أَشَارَ إِلَى قَول جرير (فغض الطّرف إِنَّك من نميرٍ ... فَلَا كَعْبًا بلغت وَلَا كلابا) فَعرض لَهُ شريك يَقُول ابْن دَان (لَا تأمنن فزاريا خلوت بِهِ ... على قلوصك واكبتها بأسيار) وَكَانَ بَنو فَزَارَة يرْمونَ بإتيان الْإِبِل وَهُوَ من أحسن التَّعْرِيض وَلما وصلت جيوش الخراسانيين ومقدمتها قَحْطَبَةَ بن شبيب ثمَّ وَلَده من بعده استظهرت على يزِيد بن هُبَيْرَة فلحق بواسط وتحصن بهَا ثمَّ لحق

بهم السفاح وَأَخُوهُ الْمَنْصُور وبويع السفاح بِالْكُوفَةِ وَظهر أَمر بني الْعَبَّاس وقويت شوكتهم فَوجه السفاح أَخَاهُ الْمَنْصُور إِلَى وَاسِط لحصار يزِيد بن هُبَيْرَة [274] 21 - ابْن حبيبات يزِيد بن خَالِد الْكُوفِي الشَّاعِر يعرف بِابْن حبيبات تَصْغِير حبات بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا يَبِيع الطَّعَام وَإِذا سَأَلَهُ إِنْسَان هَل عنْدك طَعَام قَالَ حبيبات قدم بَغْدَاد وَصَحب يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي ومدحه ومدح غَيره وَقَالَ فِي خَالِد بن برمك لما عزل عَن فَارس (أَيهَا الْمَاجِد الَّذِي لم تزل كَفاهُ ... تندى بِالْعرْفِ كل أَوَان) (خلقا دَائِما على الْعسر واليسر ... وَعند التعطيل وَالسُّلْطَان) (مَا ترى فِي مُؤَمل خَالص الود ... شكور يثني مجد السان)

وَقَالَ فِي جَارِيَة اشْتَرَاهَا على أُخْرَى قبلهَا (وَجَارِيَة لَهَا قد الْغُلَام ... سبتني بالمائل والقوام) (ملكت جماجها فصددت عَنْهَا ... لأخرى بالرعاية والذمام) (فَلَمَّا لَام من أخشاه فِيهَا ... وَألقى اللَّيْل أرواق الظلام) (دببت لَهَا على خوف بِرِفْق ... كَمَا دب الْكرَى لَك فِي الْفِطَام) (فنلنا لَذَّة كَانَت حَلَالا ... مسارقة كلذات الْحَرَام) قلت الصَّحِيح أَن هَذِه الأبيات ليزِيد بن الْمُهلب وَمن شعر ابْن حبيبات لما تقلد الْهَادِي للخلافة (ملكت على يمن العيافة والفال ... بِسَعْد أدبر النحس عَنهُ وإقبال) (تدبر أَمر النَّاس تسعين حجَّة ... تبدلهم حَالا إِذا شِئْت من حَال) (ويلقي إِلَيْك الدَّهْر طَوْعًا قياده ... فتظفر مِنْهُ بالرضى ناعم البال) [375] 22 - أَمِير دمشق يزِيد بن خَالِد بن عبد الله بن يزِيد الْقَسرِي البَجلِيّ كَانَ أَبوهُ خَالِد أَمِير العراقين لهشام ثمَّ عَزله وَلما ولي الْوَلِيد بن يزِيد

أَخذه وَسلمهُ إِلَى يُوسُف بن عمر الثَّقَفِيّ أَمِير الْعرَاق فَعَذَّبَهُ حَتَّى مَاتَ يزِيد بن خَالِد فِي عسكره فَلَمَّا قتل الْوَلِيد تخلص من الْحَبْس فَكَانَ مَعَ يزِيد بن الْوَلِيد فَلَمَّا قدم مَرْوَان بن مُحَمَّد دمشق واستوسق لَهُ الْأَمر اختفى يزِيد وَلما وثب أهل دمشق بزامل بن عمر عَامل مَرْوَان عَلَيْهِم ولوا عَلَيْهِم يزِيد بن خَالِد فَوجه إِلَيْهِم مَرْوَان من حمص أَبَا الْورْد مجزأَة فَهَزَمَهُمْ وَنَجَا يزِيد وَأَبُو علاقَة إِلَى رجل من لخم من أهل قَرْيَة المزة فَدلَّ عَلَيْهِمَا زامل فَأرْسل إِلَيْهِمَا فقتلا وَقتل ابْن مراوان بن مُحَمَّد قلع عينه بِيَدِهِ وَقيل إِنَّه قَتله رجل من بني نمير بالغوطة سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة 23 - الْيَزنِي يزِيد بن خمير الْيَزنِي لَا الرَّحبِي وَكِلَاهُمَا حمصي وَهَذَا الْأَكْبَر وَذَاكَ من طبقَة قَتَادَة روى عَن أبي الدَّرْدَاء وعَوْف بن مَالك وَكَعب الْأَحْبَار وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد

[276] 24 - ابْن المفرغ يزِيد بن ربيعَة بن المفرغ ابْن ذِي الْعَشِيرَة بن الْحَارِث أَبُو عُثْمَان الْحِمْيَرِي الشَّاعِر إِنَّمَا لقب جده مفرغا لِأَنَّهُ رَاهن على سقاء لبن فشربه حَتَّى فرغه وَالسَّيِّد الْحِمْيَرِي حفيده وَقيل ابْن ربيعَة هُوَ مفرغ وَقيل كَانَ مُقيما شعابا بتبالة بليدَة بِالْيمن وَقيل كَانَ حدادا بِالْيمن وَتُوفِّي يزِيد بن المفرغ فِي سنة تبع وَسِتِّينَ لِلْهِجْرَةِ لما ولي سعيد بن عُثْمَان بن عَفَّان خُرَاسَان عرض على ابْن المفرغ صحبته فَأبى وَصَحب عباد بن زِيَاد بن أَبِيه فَقَالَ سعيد أما إِذا أَبيت أَن تصحبني فاحفظ مَا أوصيك بِهِ إِن عبادا لئيم فإياك والدالة إِلَيْهِ وَإِن دعَاك إِلَيْهَا من نَفسه فَإِنَّهَا خدعة مِنْهُ لَك عَن نَفسك وأقلل زيارتك لَهُ فَإِن ملول وَلَا تفاخره فَإِنَّهُ إِن فاخرك لَا يحْتَمل لَك مَا كنت احتملته مِنْك ثمَّ دفع إِلَيْهِ مَالا وَقَالَ اسْتَعِنْ بِهَذَا بسفرك فَإِن سح مَكَانك من عباد وَإِلَّا مَكَانك عِنْدِي ممهد فأتني عَلَيْهِ وَسَار ابْن المفرغ مَعَ عباد ولي عباد خُرَاسَان وَقيل سجستان واشتغل بحروبه وخراجه فاستبطأه ابْن المفرغ فذمه وَبسط لِسَانه فِيهِ وهجاه وَكَانَ عباد كَبِير اللِّحْيَة كَأَنَّهَا جوالق فَسَار مَعَه يَوْمًا فَدخلت الرّيح لحيته فنفشتها فَضَحِك ابْن المفرغ

وَقَالَ لرجل إِلَى جَانِبه من لخم (أَلا لَيْت اللحى كَانَت حشيشا ... فنعلفها خُيُول المسلمينا) فسعى بِهِ اللَّخْمِيّ إِلَى عباد فَغَضب من ذَلِك غَضبا شَدِيدا وَبلغ الْخَبَر ابْن المفرغ فَقَالَ إِنِّي لأجد الْمَوْت من عباد فَطلب الْإِذْن مِنْهُ فِي الرُّجُوع فَلم يَأْذَن لَهُ وَقَالَ إِلَى أَن أقضيك حَقك وَبلغ عبادا [377] أَنه يسبه وينال من عرضه فَدس إِلَى قوم كَانَ لَهُم عَلَيْهِ دين ليقدموه إِلَيْهِ فَفَعَلُوا فحبسه وأضر بِهِ حَتَّى بَاعَ جواريه ومماليكه ودوابه وسلاحه وَقسم الثّمن بَين غُرَمَائه وَبقيت عَلَيْهِ بَقِيَّة اسْتمرّ بِهِ فِي الْحَبْس لأَجلهَا وَكَانَ يَقُول ابْن المفرغ يَقُول لمن يسْأَله عَن حَبسه مَا سَببه رجل أدبه أميره ليقوم من أوده وَهَذَا لعمري خير من جر الْأَمِير ذيله على مداهنة صَاحبه فَلَمَّا بلغ ذَلِك عبادا رق لَهُ وَأخرجه من الْحَبْس فهرب حَتَّى أَتَى الْبَصْرَة وَخرج مِنْهَا إِلَى الشَّام وَجعل ينْتَقل فِي مدنها هَارِبا يهجو زيادا وَولده وتفرغ لهجائهما حَتَّى بلغه ذَلِك فَطَلَبه عبيد الله بن زِيَاد طلبا حثيثا فَيُقَال إِن مُعَاوِيَة رده إِلَيْهِ وَقيل غَيره وَقيل يزِيد بن مُعَاوِيَة فَلَمَّا جلد مرَّتَيْنِ كتب إِلَى يزِيد يَسْتَأْذِنهُ فِي قَتله فَكتب إِلَيْهِ يزِيد افْعَل مَا شِئْت من الْعقُوبَة وَلَا تبلغ نَفسه فَإِن لَهُ عشيرة هم بطانتي وجندي وَلَا ترْضى مني بقتْله إِلَّا بالقود مِنْك فَاعْلَم ذَلِك واحذره فَإنَّك مُرْتَهن بِنَفسِهِ وَلَك دونهَا مندوحة تشفي من الغيظ فَأمر عبيد الله بن فيسقى نبيذا حلوا قد خلط مَعَه الشبرم وَقيل التربذ فأسهل بَطْنه وطيف بِهِ وَهُوَ على الْحَال وَقرن بِهِ هرة وخنزيرة فَجعلت تسلح

عَلَيْهِ وَهُوَ يسلح وَالصبيان يتبعونه ويصيحون عَلَيْهِ فألح مِنْهُ حَتَّى أضعفه وَسقط فَقيل لِعبيد الله لَا تأمن أَن يَمُوت فَأمر بِهِ أَن يغسل فَلَمَّا غسل قَالَ (يغسل المَاء مَا فعلت وَقَوْلِي ... راسخ مِنْك فِي الْعِظَام البوالي) فَرده عبيد الله إِلَى الْحَبْس وَقيل لِعبيد الله كَيفَ اخْتَرْت لَهُ هَذِه الْعقُوبَة فَقَالَ لِأَنَّهُ سلح [378] علينا فَأَحْبَبْت أَن تسلح الخنزيرة عَلَيْهِ وَلابْن مفرغ فِي عباد وَذَوِيهِ عدَّة مقاطع وقصائد يهجوهم بهَا وَهِي مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني من ذَلِك يَقُول فِي عباد (إِذا أودى مُعَاوِيَة بن حَرْب ... فبشر شعب قعبك بانصداع) (فاشهد أَن أُمّكَ لَمْ تُباشر ... أَبَا سُفيانَ واضِعة القناعِ) (ولكِنْ كَانَ أمرا فِيهِ لبْسٌ ... عَلَى وَجَلٍ شَدِيد وارتياع) وَمن ذَلِك (أَلا أبلغ مُعَاوِيَة بن صَخْر ... مغلغلة عَن الرجل الْيَمَان) (أًَتَغْضَبُ أَنْ يُقال أبوكَ عَفٌّ ... وتَرْضَى أَنْ يكون أبوكَ زانِ) (فأَشْهَدُ أَنّ رَحْمَكَ مِنْ زِيادٍ ... كرَحْمِ الفِيلِ مِن وَلَدِ الأَتانِ) (وأَشْهَدُ أَنَّهَا ولدت زياداً ... وصخر من سميَّة غير دَان) [379] 25 - الْكُوفِي يزِيد بن شريك التَّيْمِيّ من تيم الربَاب لَا تيم قُرَيْش الْكُوفِي روى عَن عمر وَعلي وَأبي ذَر وَحُذَيْفَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ

لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة [380] 26 - الْفراء يزِيد بن صَالح الْفراء النَّيْسَابُورِي توفّي سنة تسع وَعشْرين ومئتين [381] 27 - الصَّحَابِيّ يزِيد بن ركَانَة بن عبد يزِيد بن عبد الْمطلب بن عبد منَاف الْقرشِي المطلبي لَهُ صُحْبَة وَرِوَايَة ولأبيه صُحْبَة وَرِوَايَة وَقد تقدم ذكر ركَانَة فِي حرف الرَّاء روى عَن يزِيد بن ركَانَة ابناه وَعبد الرَّحْمَن قَالَ ابْن عبد الْبر فِي ابْنه عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن ركَانَة نظر وروى عَن يزِيد بن ركَانَة أَيْضا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ 28 - أَبُو مُعَاوِيَة الْحَافِظ يزِيد بن زُرَيْع الإِمَام أَبُو مُعَاوِيَة العيسى الْبَصْرِيّ الْحَافِظ قَالَ ابْن حَنْبَل كَانَ رَيْحَانَة عصره مَا أتقنه وَمَا أحفظه وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة إِمَام وَقَالَ نصر الْجَهْضَمِي رَأَيْت ابْن زُرَيْع فِي النّوم فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ دخلت الْجنَّة قلت بِمَاذَا قَالَ بِكَثْرَة الصَّلَاة وَقَالَ بَعضهم كَانَ أَبوهُ وَالِي الآبلة مَاتَ عَن خمس مئة ألف مَا أَخذ مِنْهَا يزِيد سُئِلَ عَن التَّدْلِيس فَقَالَ كذب وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة

وروى لَهُ الْجَمَاعَة [382] 29 - الْقرشِي الصَّحَابِيّ يزِيد بن زَمعَة ابْن الْأسود بن الْمطلب بن أَسد بن عبد العُزَّى بن قُصيّ الْقرشِي الْأَسدي أمه قُريبة بنت أبي أُميَّة أُخْت أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا صحب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنهُ هُوَ وَأَخُوهُ عبد الله بن زَمعَة وَقتل يزِيد بن زَمعَة يَوْم حنين جمح بِهِ فرسه وَكَانَ من أَشْرَاف قُرَيْش ووجوههم وَكَانَت إِلَيْهِ المشورة فِي الْجَاهِلِيَّة لِأَن قُريْشًا لم يجمعوا على شَيْء إِلَّا عرضوه عَلَيْهِ فَإِن وَافق رَأْيهمْ رَأْيه سكت وَإِلَّا شعب فِيهِ وَكَانُوا لَهُ أعوانا حَتَّى يرجع عَنهُ [383] 30 - ابْن الطثرية يزِيد بن سَلمَة بن سَمُرَة ابْن سَلمَة الْخَيْر بن كَعْب ابْن ربيعَة بن عَامر بن صعصعة أَبُو المكشوح بالشين الْمُعْجَمَة الْمَعْرُوف بِابْن الطثرية بِالطَّاءِ الْمُهْملَة والثاء الْمُثَلَّثَة وَالرَّاء وَالْيَاء آخر الْحُرُوف مُشَدّدَة وَهُوَ اسْم لأمه لِأَنَّهَا من بني طثر بن عنز بن وَائِل والطثر الخصب وَكَثْرَة اللَّبن يُقَال إِن أمه وَلدته فِي عَام هَذَا وَصفه وَقيل إِن أمه كَانَت مولعة بِإِخْرَاج زبد اللَّبن فسميت بذلك لِأَن طثر اللَّبن زبدته إِنَّمَا سمي أَبَا المكشوح لِأَنَّهُ كَانَ على كشحه كي نَار وَكَانَ يزِيد يُسمى أَيْضا مودقا لحسن وَجهه وحلاوة حَدِيثه وَكَانَ إِذا جلس بَين النِّسَاء أودقهن

وَيُقَال إِنَّه كَانَ غَنِيا وَلَا عقب لَهُ وَهُوَ من أَعْيَان الشُّعَرَاء وَقتل يزِيد الْمَذْكُور مَعَ الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك فِي حروب كَانَت سنة سِتّ وَعشْرين ومئة بِالْيَمَامَةِ وَكَانَت الرَّايَة بِيَدِهِ فنشبت فِي عشرَة فعثر فَضَربهُ بَنو حنيفَة ثمَّ قَتَلُوهُ وَكَانَ ليزِيد أَخ كثير المَال يدعى ثورا وَكَانَ متنسكا كثير الْحَج والصدق ملازما لإبله ونخله وَكَانَ يزِيد يتْلف مَال أَخِيه واستعدت يَوْمًا جرم على يزِيد بن الطثرية فِي وحشية امْرَأَة مِنْهُم كَانَ يشبب لَهَا فَكتب صَاحب الْيَمَامَة إِلَى ثَوْر وَأمره أَن يَجْعَل عُقُوبَته حلق لمته فحلقها فَقَالَ يزِيد (أَقُول لثور وَهُوَ يحلق لمتي ... بحناء مَرْدُود عَلَيْهَا نصابها) (ترفق بهَا يَا ثَوْر لَيْسَ ثَوَابهَا ... بِهَذَا وَلَكِن غير هَذَا ثَوَابهَا) (أَلا رُبمَا يَا ثَوْر قد غل وَسطهَا ... أنامل رحضات حَدِيث خضابها) (وتسلك مدرى العاج فِي مدلهمة ... إِذا لم تفرج مَاتَ غما صوابها) (فراح بهَا ثَوْر ترف كَأَنَّهَا ... سلاسل درع جريها وانسكابها) (منعمة كالسربة الْعرف جادها ... نجاء الثريا هطلها وذهابها) (فَأصْبح رَأْسِي كالصخرة أشرفت ... عَلَيْهَا عِقَاب ثمَّ طارت عقابها) [384] وَقَالَ ابْن الطثرية (عقيلية أما ملاث إزَارهَا ... فدعص وَأما خصرها فتبتيل) (تقيظ أكناف الْحمى وتظله ... بنعمان من وَادي الْأَرَاك مقيل)

(أَلَيْسَ قَلِيلا نظرة إِن نظرتها ... إِلَيْك وكل لَيْسَ مِنْك قَلِيل) (فيا خلة النَّفس الَّتِي لَيْسَ دونهَا ... لنا من أخلاء الصفاء خَلِيل) (أما من مقَام اشتكي غربَة النَّوَى ... وَخَوف العدا فِيهِ إِلَيْك سَبِيل) (فديتك أعدائي كثير وشقتي ... بعيد وأشياعي لديك قَلِيل) (فَلَا تحملي ذَنبي وَأَنت ضَعِيفَة ... فَحمل دمي يَوْم الْحساب ثقيل) (وَكنت إِذا مَا جِئْت جِئْت بعلة ... فأفنيت علاتي فَكيف أَقُول) (فَمَا كل يَوْم لي بأرضك حَاجَة ... وَلَا كل يَوْم لي إِلَيْك رَسُول) وَقَالَ (بنفسي من لَو مر برد بنانه ... على كَبِدِي كَانَت شِفَاء أنامله) (وَمن هابني فِي كل شَيْء وهبته ... فَلَا هُوَ يعطيني وَلَا أَنا سائله) وَقَالَ (أعيب الَّذِي أَهْوى وأطرى جواريا ... يرين لَهَا فضلا عَلَيْهِنَّ بَينا) (برغمي أطيل الصد عَنْهَا إِذا بَدَت ... أحاذر أسماعا عَلَيْهَا وَأَعْيُنًا) (فقد غضِبت إِذْ قلت أَن لَيْسَ حَاجَتي ... إِلَيْهَا وَقَالَت لم يرد أَن نجبنا) (وَهل كنت إِلَّا مغرما قَادَهُ الْهوى ... أسر فَلَمَّا قَادَهُ الشوق أعلنا) (أَتَانِي هَواهَا قبل أَن أعرف الْهوى ... وصادف قلبِي فَارغًا فتمكنا) وَقَالَ (على حِين صارمت الأخلاء كلهم ... إِلَيْك وأصغيت الْهوى لَك أجمعا) (وددتك أضعافا وغادرت فِي الحشا ... عِظَام البلايا باديات ورجعا) (بوشك ثقيل كَانَ يشفى من الجوى ... تكَاد لَهُ أَرْوَاحنَا أَن تصدعا) (على إِثْر هجران وَسَاعَة خلْوَة ... من النَّاس أخْشَى أعينا أَن تطلعا) [385]

وَقَالَ (إِذا مَا الرّيح نَحْو الأثل هبت ... وجدت الرّيح أطيبها جنوبا) (فَمَاذَا تصنع الْأَرْوَاح تسري ... بريا أم عَمْرو أَن تطيبا) (أليست أَعْطَيْت من حسن خلق ... كَمَا شَاءَت وجنبت العيونا) وَقَالَ (بنفسي من لَا بُد أَنِّي أهاجره ... وَمن أَنا من الميسور والعسير ذاكره) (وَمن بَان مني يَوْم بَان وَمَا درى ... أَكنت أَنا الموتور أم أَنا واتره) وَكَانَت لَهُ أُخْت تدعى زَيْنَب وَهِي شاعرة مجيدة فَمن شعرهَا فِي أَخِيهَا يزِيد لما قتل ترثيه (أرى الأثل من بطن العقيق مجاوري ... مُقيما وَقد غالت يزِيد غوائله) (فَتى قد قد بِالسَّيْفِ لَا متضايلا ... وَلَا وَهل لباته وأباجله) (فَتى لَا يرى قد الْقَمِيص بخصره ... وَلكنه توهى الْقَمِيص كواهله) (فَتى لَيْسَ كَابْن الْعم كالذئب إِن رأى ... بِصَاحِبِهِ يَوْمًا دَمًا فَهُوَ آكله) (يَسُرك مَظْلُوما ويرضيك ظَالِما ... وكل الَّذِي حَملته فَهُوَ حامله) (إِذا نزل الأضياف كَانَ عذورا ... على الْحَيّ حَتَّى تستقل مراجله) [386] (إِذا الْقَوْم أموا بَيته فَهُوَ عَامِد ... لأحسن مَا ظنُّوا بِهِ فَهُوَ فَاعله) (إِذا جد عِنْد الْجد أرضاك جده ... وَذُو بَاطِل إِن شِئْت ألهاك باطله) (مضى ووثناه دريس مفاضه ... وأبيض هنديا طَويلا حمايله) (فَتى كَانَ يروي المسرفي بكفه ... وتبلغ أقْصَى حجره الْحَيّ نايله) (كريم إِذا لاقيته مُتَبَسِّمًا ... وَإِمَّا تولى أَشْعَث الرَّأْس حافله) (يمر على الْوَادي فتومي رماله ... إِلَيْهِ وبالنادي فتثنى أرامله) [387]

31 - أَمِير الْمُؤمنِينَ يزِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان الحكم أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو خَالِد الْأمَوِي الدِّمَشْقِي ولي الْخلَافَة بعد عمر بن عبد الْعَزِيز يَوْم الْجُمُعَة لست بقينَ من شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَمِائَة وَله سبع وَثَلَاثُونَ سنة وَأَرْبَعُونَ يَوْمًا وَتُوفِّي بِأَرْض البلقاء وَيُقَال مَاتَ بعمان لَيْلَة الْجُمُعَة لخمسٍ بَقينَ من شعْبَان سنة خمس وَمِائَة وَله إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ سنة فَكَانَت أَيَّامه أَربع سِنِين وشهرا وَكَانَ طَويلا جسيما مدور الْوَجْه لم يشب وَكَانَ شَدِيد الْكبر عَاجِزا وَهُوَ صَاحب لَهو ولذات وَصَاحب حبابة وسلامة هما جاريتان شغف بهما وَمَاتَتْ حبابة فَمَاتَ بعْدهَا بيسر أسفا عَلَيْهَا وَلما مَاتَت تَركهَا أَيَّامًا لم يدفنها وَعُوتِبَ فِي ذَلِك فدفنها وَقيل إِنَّه دَفنهَا ثمَّ نبشها بعد الدّفن وَكَانَ يُسمى يزِيد الماجن وَكَانَ كَاتبه أُسَامَة بن زيد وَرجل من أهل الشَّام يُقَال لَهُ عُثْمَان وَزيد بن عبد الله وَأُسَامَة هَذَا هُوَ الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ نهر أُسَامَة وحاجبه خَالِد وَسَعِيد موليَاهُ

وَنقش خَاتمه قني السَّيِّئَات يَا عَزِيز وَأمه عَاتِكَة بنت يزِيد بن مُعَاوِيَة وَقد تقدم ذكرهَا فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين وَكَانَت ولَايَته بِعَهْد من أَخِيه سُلَيْمَان وَلما تولى الْخلَافَة أقبل إِلَى الشّرْب والانهماك وَفِيه قَالَ الْمُخْتَار الْخَارِجِي حِين ذمّ بني أُميَّة فِي خطْبَة لَهُ مَعْرُوفَة مِنْهُم يزِيد الْفَاسِق يضع حبابة عَن يَمِينه وسلامة عَن يسَاره ثمَّ يشرب إِلَى أَن يسكر ويغنيانه فيطرب ثمَّ يشق جلدا ضربت فِي نسجها الْآبَار وهتكت فِيهَا الأستار ثمَّ يَقُول أطير أطير [388] فَيَقُولَانِ إِلَى من تتْرك الْخلَافَة فَيَقُول إلَيْكُمَا وَإِنِّي أَقُول لَهُ طر لعنة الله وناره وَلما ولي الْخلَافَة قَالَت لَهُ زَوجته هَل بَقِي لَك أمل بعد الْخلَافَة فَقَالَ نعم أَن تحصل فِي ملكي حبابة وفيهَا يَقُول (أبلغ حبابة سقى ربعهَا الْمَطَر ... مَا للفؤاد سوى ذكراكم وطر) (إِن سَاد صحبي لَا أملك تذكركم ... أَو عرسوا بِي فَأَنت الْهم والفكر) فَسَكَتَتْ عَنهُ إِلَى أَن أنفذت تَاجِرًا اشْتَرَاهَا بِمَال عَظِيم وأحضرتها لَهُ خلف ستر وأمرتها بِالْغنَاءِ فَلَمَّا سَمعهَا اهتز وطرب وَقَالَ هَذَا غناء أجد لَهُ فِي قلبِي وَقعا فَمَا الْخَبَر فَكشفت السّتْر وَقَالَت هَذِه حبابة وَهَذَا غنَاؤُهَا فدونك وَإِيَّاهَا فَغلبَتْ على قلبه من ذَلِك وَلم ينْتَفع بِهِ فِي الْخلَافَة وَقَالَ فِي بعض أَيَّام خلواته النَّاس يَقُولُونَ إِنَّه لم يصف لأحد من الْمُلُوك يَوْم كَامِل وَأَنا أُرِيد أَن أكذبهم فِي ذَلِك ثمَّ أقبل على لذاته وَأمر أَن يحجب عَن سَمعه وبصره كل مَا يعكره فَبَيْنَمَا هُوَ فِي صفو عيشه إِذْ

تناولت حبابة حَبَّة رمان فغصت بهَا فَمَاتَتْ فاختل عقله إِلَى أَن نبشها من قبرها وتحدث النَّاس عَن خلعه من الْخلَافَة وَلم يَعش بعْدهَا غير خَمْسَة عشر يَوْمًا وفيهَا يَقُول لما دفنت (فَإِن تسئل عَنْك النَّفس أَو تدع الْهوى ... فباليأس تسلو عَنْك لَا بالتجلد) وَكَانَ ليزِيد من الْأَوْلَاد مَا نذكرهُ وهم الْوَلِيد ولي الْخلَافَة وَيحيى وعاتكة وَعبد الله وَعَائِشَة والغمر وَعبد الْجَبَّار وسليم وهَاشِم وَأَبُو سُفْيَان وَسليمَان وَعبد الْمُؤمن وداوود والعوام [389] 32 - جبهاء يزِيد بن جُبَير وَقيل ابْن حمية بن عبيد الله بن عقيلية بن قيس بن رويبة يَنْتَهِي إِلَى بكر بن أَشْجَع شَاعِر بدوي من محاليق الْحجاز نَشأ وَتُوفِّي فِي أَيَّام بني أُميَّة وَلَيْسَ مِمَّن انتجع الْخُلَفَاء ومدحهم فاشتهر وَهُوَ مقل وَلَيْسَ من الفحول وَكَانَ يلقب جبهاء بِالْمدِّ أَو جبيهاء مُصَغرًا بِالْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْهَاء وَالْألف الممدودة قَالَت لَهُ زَوجته لَو هَاجَرت بِنَا إِلَى الْمَدِينَة وبعت إبلك وافترضته فِي الْعَطاء كَانَ خيرا لَك قَالَ أفعل فَأقبل بهَا وبإبله حَتَّى إِذا كَانَ بحرة واقم من شَرْقي الْمَدِينَة شرعها بحوض واقم ليسقيها فحنيت نَاقَة مِنْهَا ثمَّ نزعت وتبعتها الْإِبِل ففاتته فَقَالَ لزوجته هَذِه إبل لَا تعقل تحن إِلَى أوطانها وَنحن أولى بالحنين مِنْهَا وَأَنت طَالِق إِن لم تَرْجِعِي فعل الله بك وَفعل وردهَا وَقَالَ (قَالَت أنيسَة دع بلادك ... وَالْتمس دَارا بِطيبَة ربه الْآطَام)

(تكْتب عِيَالك فِي الْعَطاء وتفترض ... وكذاك يفعل حَازِم الأقوام) (فهممت ثمَّ ذكرت ليل لقاحنا ... بلوى عنيزة أَو بقف بشام) (إِذْ هن عَن جَنْبي مذاود كلما ... نزل الظلام بعصبة أغتام) (إِن الْمَدِينَة لَا مَدِينَة فالزمي ... حقف السناد وقبة الأرجام) (يجلب لَك اللَّبن الفريض وينتزع ... بالعيس من يمن إِلَيْك وشام) (وتجاوري النَّفر الَّذين بنبلهم ... أرمي الْعَدو إِذْ نهضت مرامي) (الباذلين إِذا طلبت بِلَادهمْ ... والمانعي ظَهْري من العزام) وَمن شعر جبهاء الْمَذْكُور (أَلا لَا أُبَالِي بعد ريا أوافقت ... نوانا نوى الْجِيرَان أم لم توَافق) (هجان الْمحيا حرَّة الوجد سربلت ... من الْحسن سربالا عَتيق البنايق) [390] 33 - الْمدنِي يزِيد بن أبي عُبَيْدَة الْمدنِي وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُود توفّي فِي حُدُود الْخمسين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَكَانَت كنيته أَبُو وجزة بِالْجِيم وَالزَّاي وَكَانَ قد رأى عمر وَقَالَ صَاحب الأغاني توفّي سنة ثَلَاث ومئة وَالظَّاهِر أَن يزِيد أَبَا وجزة هَذَا الَّذِي رأى عمر غير يزِيد الأول وَالله أعلم وأو وجزة أحد من شَبَّبَ بِعَجُوزٍ حَيْثُ يَقُول (يَا أَيهَا الرجل الْمُوكل بالصبى ... فِي م ابْن سبعين المعمر من دَد) (حتام أَنْت مُوكل بقديمة ... أمست تجدّد كاليماني الْجيد) (زَاد الْجلَال كمالها ورسا بهَا ... عقل وفاضله وشيمة سيد) [391]

34 - الْيَشْكُرِي التَّاجِر يزِيد بن عَطاء الْيَشْكُرِي مُعتق أبي عوَانَة وَيُقَال الْكِنْدِيّ وَيُقَال السّلمِيّ التَّاجِر البذلة قَالَ أَحْمد حَدِيثه مقارب وَقَالَ ابْن سعد ضَعِيف وَقَالَ أَبُو حَاتِم [392] لَا يحْتَج بِهِ توفّي سنة سبع وَسبعين وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُود 35 - الصَّحَابِيّ يزِيد بن عَمْرو التَّمِيمِي وَيُقَال النميري وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ قيس بن عَاصِم وَأَصْحَابه روى عَنهُ عَابس بن ربيعَة قَالَ وفدنا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقُلْنَا مَا تعهد إِلَيْنَا قَالَ تقيمون الصَّلَاة وتنطون الزَّكَاة وتحجون الْبَيْت وتصومون رَمَضَان فَإِن فِيهِ لَيْلَة خير من ألف شهر وَذكر الحَدِيث [393] 36 - أَخُو مُعَاوِيَة يزِيد بن صَخْر أبي سُفْيَان بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف ق وَكَانَ يُقَال لَهُ يزِيد الْخَيْر أسلم يَوْم الْفَتْح وَشهد حنينا وَأَعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من غَنَائِم حنين مئة بعير وَأَرْبَعين أُوقِيَّة وَزنهَا لَهُ بِلَال وَاسْتَعْملهُ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَخرج فَتَبِعَهُ رَاجِلا قَالَ ابْن إِسْحَاق لما قفل أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ من الْحَج راحلا يَعْنِي

سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعث عَمْرو بن الْعَاصِ وَيزِيد بن أبي سُفْيَان وَأَبا عُبَيْدَة بن الْجراح وشرحبيل بن حَسَنَة إِلَى فلسطين وَأمرهمْ أَن يسلكوا على البلقاء وَكتب إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد فَسَار إِلَى الشَّام فَأَغَارَ على غَسَّان بمرج راهط ثمَّ سَار فَنزل على قناة بصرى وَقدم عَلَيْهِ يزِيد بن أبي سُفْيَان فصالحت بصرى وَكَانَت أول مَدَائِن الشَّام فتوحا ثمَّ سَارُوا قبل فلسطين فَالْتَقوا بالروم بَين الرملة وَبَين حيرين والأمراء كل وَاحِد على حِدة وَمن النَّاس من تزْعم أَن عَمْرو بن الْعَاصِ كَانَ عَلَيْهِم جَمِيعًا هزم لَهُ الْمُشْركين وَكَانَ الْفَتْح بأجنادين فِي جُمَادَى الأول سنة ثَلَاث عشرَة فَلَمَّا اسْتخْلف عمر إِلَى أبي عُبَيْدَة وَفتح الله عَلَيْهِ الشامات ولى يزِيد بن أبي سُفْيَان على فلسطين ودمشق وناحيتها وَلما مَاتَ أَبُو عُبَيْدَة اسْتخْلف معَاذ قبل وَمَات معَاذ فاستخلف يزِيد بن أبي سُفْيَان مَاتَ يزِيد فاستخلف أَخَاهُ مُعَاوِيَة وَكَانَ موت هَؤُلَاءِ كلهم فِي طاعون عمواس سنة ثَمَان عشرَة لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ ابْن ماجة [394] 37 - أَبُو الْعَلَاء العامري يزِيد بن عبد الله بن الشخير أَبُو الْعَلَاء

العامري الْبَصْرِيّ أحد الْأَئِمَّة روى عَن أَبِيه وأخيه مطرف وَعمْرَان بن حُصَيْن وَعَائِشَة وَعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَأبي هُرَيْرَة وعياض بن حمَار وَكَانَ ثِقَة فَاضلا وَكَانَ يقْرَأ من الْمُصحف حَتَّى يغشى عَلَيْهِ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 38 - ابْن قسيط يزِيد بن عبد الله بن قسيط اللَّيْثِيّ روى عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عمر وَعبيد جريح وَسَعِيد بن الْمسيب وَعُرْوَة وَكَانَ ثِقَة فَقِيها يستعان بِهِ على الْأَعْمَال لأمانته وفقهه قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي وَقد سُئِلَ مَالك أَن يحدث بِحَدِيث ابْن قسيط فِي الْقصاص فَامْتنعَ وَقَالَ لَيْسَ رَحْله عندنَا هُنَاكَ وَوَثَّقَهُ أَرْبَاب الصِّحَاح وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ومئة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 39 - ابْن الْهَاد يزِيد بن عبد الله بن الْهَاد توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ ومئة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 40 - ابْن خصيفَة يزِيد بن عبد الله بن خصيفَة وَهُوَ ابْن أخي السَّائِب ابْن يزِيد الْكِنْدِيّ الْمدنِي وَثَّقَهُ ابْن معِين

كَانَ عابدا ناسكا كثير الحَدِيث توفّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين ومئة وروى لَهُ الْجَمَاعَة [395] 41 - ابْن أبي خَالِد الإشبيلي يزِيد بن عبد الله بن أبي خَالِد اللَّخْمِيّ أَبُو عَمْرو وَقيل ابْن عبيد الله اللَّخْمِيّ الْكَاتِب من أهل إشبيلية قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي تحفة القادم هُوَ صدر فِي نبهائها وأدبائها فِيمَن لَهُ قدر فِي منجبيها ونجبائها وَإِلَى سلفه ينْسب المعقل الْمَعْرُوف بِحجر أبي خَالِد توفّي بهَا سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَأورد لَهُ فِي فتح المهدية سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة (كم غادر الشُّعَرَاء من متردم ... ذخرت عظائمه لخير مُعظم) (تبعا لمذحفه الْفتُوح فَإِنَّهَا ... جَاءَت لَهُ بخوارق لم تعلم) (من كل سامية المنال إِذا انتمت ... رفعت إِلَى اليرموك صَوت الميتمي) (وتوسطت فِي النهروان بِنِسْبَة ... كرمت ففازت بِالْمحل الأكرم) وَأورد لَهُ قَوْله (وَيَا للجواري الْمُنْشَآت وحسنها ... طوائر بَين المَاء والجو عوما) (إِذا نشرت فِي الجو أَجْنِحَة لَهَا ... رَأَيْت بهَا روضا ونورا مكمما) (وَإِن لم يهجه الرّيح جَاءَ مصافحا ... فمرت لَهُ كفا خضيبا ومعصما)

(مجاذف كالحيات مدت رؤوسها ... على وَجل فِي المَاء كي تروي الظمأ) (كَمَا أسرعت عدا أنامل حاسب ... بِقَبض وَبسط تسبق الْعين والفما) (هِيَ الهدب فِي أجفان أكحل أَوْطَفُ ... فَهَل صبغت من عندم أوبكت دَمًا) قَالَ ابْن الْآبَار أَجَاد مَا أَرَادَ فِي هَذَا الْوَصْف وَإِن نظر إِلَى قَول أبي عبد الله يصف أسطول المعتصم بن صمادح (هام صرف الردى بهام الأعادي ... أَن سمت نحوههم لَهَا أجياد) (وتراءت بشركها كعيون ... دأبها مثل خائفيها سهاد) (ذَات هدب من المجاذيف ... حاك هدب باك لدمعه إسعاد) (حمم فَوْقهَا من الْبيض نَار ... كل من أرْسلت عَلَيْهِ رماد) (وَمن الْخط فِي يَدي كل ذمر ... ألف خطها على الْبَحْر صَاد) قَالَ وَمَا أحسن قَول شَيخنَا أبي الْحسن بن حريق فِي هَذَا الْمَعْنى من قصيد أنشدنيه (وكأنما سكن الأراقم جوفها ... من عهد نوح خشيَة الطوفان) (فَإِذا رأين المَاء يطفح نضنضت ... من كل خرت جية بِلِسَان) قَالَ وَلم يسبقهم إِلَى الْإِحْسَان وَإِن سبقهمْ بِالزَّمَانِ عَليّ بن مُحَمَّد الْإِيَادِي التّونسِيّ فِي قَوْله (شرعوا جوانبها مجاذف أَتعبت ... شأو الرِّيَاح لَهَا وَلما تتعب) (تنصاع من كثب كَمَا نفر القطا ... طورا وتجتمع اجْتِمَاع الربرب) (وَالْبَحْر يجمع بَينهَا فَكَأَنَّهُ ... ليل يقرب عقربا من عقرب) وَمن هَذِه القصيدة الفريدة فِي ذكر الشراع (وَلها جنَاح يستعار يطيرها ... طوع الرِّيَاح وراحة المتطرب)

(يَعْلُو بهَا حدب الْعباب مطاره ... فِي كل لج زاخر مغلولب) (يتنزل الملاح مِنْهُ ذؤابة ... لَو رام يركبهَا القطا لم يركب) (وكأنما رام استراقة مقْعد ... للسمع إِلَّا أَنه لم يشهب) وَقَالَ أَبُو عَمْرو القسطلي (وَحَال الموج بَين بني سَبِيل ... يطير بهم إِلَى الغول ابْن مَاء) (أغر لَهُ جنَاح من صباح ... يرفرف فَوق جنح من مسَاء) أَخذه أَبُو إِسْحَاق بن خفاجة فَقَالَ (وَجَارِيَة ركبت بهَا ظلاما ... يطير من الصَّباح بهَا جنَاح) قَالَ ابْن الْآبَار وَقد قلت أَنا فِي ذَلِك (يَا حبذا من بَنَات المَاء سابحة ... تطفو لما شب أهل النَّار تطفئه) (تطيرها الرّيح غربانا بأجنحة ... الحمائم الْبيض للاشراك ترزؤه) (من كل أدهم لَا يلفى بِهِ جرب ... فَمَا لراكبه بالقار يهنؤه) (يدعى غرابا وللفتخاء شرعته ... وَهُوَ ابْن مَاء وللشاهين جؤجؤه) وَاجْتمعَ ابْن أبي خَالِد وَأَبُو الْحسن بن الْفضل الأديب عِنْد أبي الْحجَّاج بن مرطير الطَّبِيب بِحَضْرَة مراكش وَجرى ذكر قاضيها حِينَئِذٍ أبي عمرَان مُوسَى بن عمرَان بَينهم وَمَا كَانَ عَلَيْهِ من الْقُصُور والبعد عَمَّا رشح لَهُ وأدثر بِهِ فَقَالَ أَبُو الْحجَّاج لَيْسَ فِيهِ من أبي مُوسَى شبه فَقَالَ أَبُو الْحسن (فأبوه فضَّة وَهُوَ شبه)

فَقَالَ بو عَمْرو (كم دَعَاهُ إِذا رَآهُ عرة ... وأباه إِذْ دَعَاهُ يَا أبه) [397] 42 - ابْن أبي مُسلم الثَّقَفِيّ يزِيد بن دِينَار أبي مُسلم الثَّقَفِيّ أَبُو الْعَلَاء كَانَ مولى الْحجَّاج وكاتبه فِيهِ نهضة وكفاية قدمه الْحجَّاج بسببهما لما حَضرته الْوَفَاة اسْتَخْلَفَهُ على الْخراج بالعراق فَلَمَّا مَاتَ الْحجَّاج أقرة الْوَلِيد وَلم يُغير عَلَيْهِ شَيْئا وَقيل بل الْوَلِيد هُوَ الَّذِي ولاه وَقَالَ الْوَلِيد يَوْمًا مثلي وَمثل الْحجَّاج وَمثل يزِيد بن أبي مُسلم كَرجل ضَاعَ مِنْهُ دِرْهَم فَوجدَ دِينَارا فَمَا مَاتَ الْوَلِيد وَتَوَلَّى سُلَيْمَان بعث مَكَانَهُ يزِيد بن الْمُهلب بن أبي صفرَة فأحضر إِلَيْهِ يزِيد بن أبي مُسلم فِي جَامعه وَكَانَ رجلا قَصِيرا دميما قَبِيح الْوَجْه عَظِيم الْبَطن تحتقره الْعين فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ سُلَيْمَان قَالَ لَهُ أَنْت يزِيد بن أبي مُسلم قَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ لعن الله من أشركك فِي أَمَانَته وحكمك فِي دينه فَقَالَ لَا تفعل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإنَّك رَأَيْتنِي والأمور مُدبرَة عني وَلَو رَأَيْتنِي والأمور مقبلة عَليّ لاستعظمت مَا استصغرت ولاستجللت مَا استحقرت

فَقَالَ سُلَيْمَان قَاتله الله فَمَا أَسد عقله وأعصب لِسَانه ثمَّ قَالَ لَهُ سُلَيْمَان يَا يزِيد أَتَرَى صَاحبك الْحجَّاج يهوي بعد فِي نَار جَهَنَّم أم قد اسْتَقر فِي قعرها فَقَالَ يزِيد لَا تقل ذَلِك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِن الْحجَّاج عادى عَدوكُمْ ووالى وَلِيكُم وبذل مهجته لكم فَهُوَ يَوْم الْقيمَة عَن يَمِين عبد الْملك ويسار الْوَلِيد فاجعله حَيْثُ أَحْبَبْت فَقَالَ سُلَيْمَان قَاتله الله فَمَا أوفاه لصَاحبه إِذا مَا اصطنعت الرِّجَال فليصطنع مثل هَذَا فَقَالَ رجل من جُلَسَائِهِ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اقْتُل يزِيد وَلَا تستبقه فَقَالَ يزِيد من هَذَا فَقَالُوا فلَان بن فلَان فَقَالَ وَالله لقد بَلغنِي أَن أمه كَانَ شعرهَا لَا يوازي ذنبها فَمَا تمالك سُلَيْمَان أَن ضحك وَأمر بِتَخْلِيَتِهِ ثمَّ أَن سُلَيْمَان كشف عَلَيْهِ فَلم يجد عَلَيْهِ جباية دِينَار وَلَا دِرْهَم فهم باستكتابه فَقَالَ لَهُ عَم بن عبد الْعَزِيز آثرك الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن تحبي ذكر الْحجَّاج فَقَالَ يَا حَفْص إِنِّي كشفت عَنهُ فَلم أجد عَلَيْهِ خِيَانَة فَقَالَ مِنْهُ

فَقَالَ سُلَيْمَان من هُوَ قَالَ إِبْلِيس مَا مس دِينَارا وَلَا درهما بِيَدِهِ وَقد أهلك الْخلق فَتَركه سُلَيْمَان وَيُقَال إِن عمر بن عبد الْعَزِيز بلغه أَن يزِيد بن أبي مُسلم فِي جَيش من جيوش الْمُسلمين فَكتب إِلَى عَامل الْجَيْش أَن يردهُ وَقَالَ إِنِّي لأكْره أَن استنصر بِجَيْش هُوَ مِنْهُم وَقَالَ ابْن عَسَاكِر أَبُو الْقَاسِم فِي سنة إِحْدَى ومئة أَمر يزِيد بن أبي مُسلم على أفريقية وَنزع إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن أبي المُهَاجر مولى بني مَخْزُوم فَسَار أحسن سيرة وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ ومئة قتل يزِيد وَقَالَ الوضاح بن خَيْثَمَة أَمرنِي عمر بن عبد الْعَزِيز بِإِخْرَاج قوم من السجْن وَفِيهِمْ يزِيد فتركته فحقد عَليّ وَإِنِّي بأفريقية إِذْ قيل قدم يزِيد فهربت مِنْهُ فطلبني فظفر بِي وحملت إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ لطالما سَأَلت الله أَن يمكنني مِنْك فَقلت وَأَنا طالما سَأَلت الله يعيذني مِنْك فَقَالَ مَا أَعَاذَك الله وَالله لأَقْتُلَنك وَلَو سابقني فِيك ملك الْمَوْت لسبقته ثمَّ

دَعَا بِالسَّيْفِ والنطع فَأتي بهما وَأمر الوضاح فأقيم على النطع وَقَامَ وَرَاءه بِالسَّيْفِ وأقيمت الصَّلَاة فَخرج إِلَيْهَا فَلَمَّا سجد أَخَذته السيوف وَدخل إِلَى الوضاح من قطع كِتَافِهِ وَأطْلقهُ وأعيد إِلَى الْولَايَة مُحَمَّد بن يزِيد مولى الْأَنْصَار [398] 43 - الْمُقْرِئ الْمدنِي يزِيد بن رُومَان هُوَ أَبُو روح الْمدنِي مولى آل الزبير وَهُوَ أحد شُيُوخ نَافِع فِي الْقِرَاءَة الَّذين اسند عَنْهُم قَرَأَ الْقُرْآن على عبد الله بن عَبَّاس المَخْزُومِي بِاتِّفَاق وَقيل إِنَّه قَرَأَ على زيد بن ثَابت وَلَا يَصح روى عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَمَا أَحْسبهُ لقِيه وَعَن ابْن الزبير وَعُرْوَة وَصَالح بن خَوات وَغَيرهم قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَالْمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَقَالَ وهب بن جرير حَدثنَا أبي قَالَ رَأَيْت مُحَمَّد بن سِيرِين وَيزِيد بن رُومَان يعقدان الْآي فِي الصَّلَاة

وَقَالَ يزِيد بن رُومَان كنت أُصَلِّي إِلَى جنب نَافِع بن جُبَير بن مطلع فيعمرني فافتح عَلَيْهِ وَنحن نصلي وروى يزِيد أَنه كَانَ النَّاس يقومُونَ فِي زمن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ بِثَلَاث وَعشْرين رَكْعَة فِي شهر رَمَضَان 44 - أَمِير دمشق يزِيد بن روح اللَّخْمِيّ كَانَ أَمِيرا على بعلبك ثمَّ ولاه صَالح بن عَليّ على دمشق عِنْدَمَا قَتله الحكم بن صنعان الجذامي وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة [400] 45 - الصَّحَابِيّ يزْدَاد وَالِد عِيسَى بن يزْدَاد روى عَنهُ ابْنه عِيسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا بَال أحدكُم فلنثر ذكره ثَلَاث مَرَّات لم يروه عَنهُ غير ابْنه عِيسَى وَهُوَ حَدِيث يَدُور على زَمعَة بن صَالح قَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ حَدِيثه بالقائم وَقَالَ ابْن معِين لَا يعرف عِيسَى هَذَا وَلَا أَبوهُ قَالَ ابْن عبد الْبر وَهُوَ تجاهل مِنْهُ

وَقيل للْحَدِيث مُرْسل وَأَكْثَرهم لَا يعرف يزْدَاد 46 - ابْن يزْدَاد الْوَزير اسْمه عبد الله بن مُحَمَّد [401] 47 - المنصوري يزْدَاد الْأَمِير سيف الدّين حضر إِلَى دمشق فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء بكرَة سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فِي الْبَرِيد وعَلى يَده كتاب السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن المظفر حاجي إِلَى الْأَمِير سيف الدّين بيدمر الْخَوَارِزْمِيّ نَائِب الشَّام يتَضَمَّن جُلُوسه على سَرِير الْملك بعد خلع عَمه الْملك النَّاصِر حسن وَخلف العساكر بِدِمَشْق وَعَاد إِلَى مصر ثمَّ حضر مرّة إِلَى دمشق فِي نوبَة بيدمر وَصَارَ من مقدمي الألوف بِمصْر وَلَمْ يزل عَلَى حَاله إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَجَب الْفَرد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فِي طاعون مصر

48 - ابْن أبي الْعَاصِ يزِيد بن الحكم بن أبي الْعَاصِ الْبَصْرِيّ الشَّاعِر مدح سُلَيْمَان بن عبد الْملك وولاه الْحجَّاج سرفه وقرابته وَغَضب عَلَيْهِ لفخره وعزله فهجاه وَلحق سُلَيْمَان فَقَالَ لَهُ كم كَانَ جعل لَك فِي ولَايَة فَارس قَالَ عشْرين ألفا قَالَ هِيَ لَك مَا عِشْت وَتُوفِّي يزِيد سنة عشر وَمِائَة وَكَانَ يزِيد يكنى أَبَا العنبس وَأمه بكرَة بنت الزبْرِقَان بن بدر وَلما ولاه الْحجَّاج كورة فَارس دفع إِلَيْهِ عَهده بهَا فَلَمَّا دخل يودعه قَالَ لَهُ الْحجَّاج أَنْشدني بعض شعرك وتوهم أَن ينشده مديحا فِيهِ فأنشده (وَأبي الَّذِي سلب ابْن كسْرَى راية ... بَيْضَاء تخفق كالعقاب الطَّائِر) فَنَهَضَ الْحجَّاج قَائِما مغضبا وَخرج من غير أَن يودعه وَقَالَ لحاجبه ارتجع مِنْهُ الْعَهْد وأرده قل أَيّمَا خير لَك مَا ورثك أَبوك أم هَذَا فَرد الْعَهْد للحاجب وَقَالَ (ورثت جدي مجده وفعاله ... وَورث جدك أَعْنُزًا بِالطَّائِف) قَالَ يزِيد لِابْنِهِ بدر (يَا بدر والأمثال يضْربهَا ... لذِي اللب الْحَكِيم)

(دم للخيل توده ... لَا خير ود وَمَا يَدُوم) (واعرف لجارك حَقه ... وَالْحق يعرفهُ الْكَرِيم) (وَاعْلَم بِأَن الضَّيْف يَوْمًا ... سَوف يحمد أَو يلوم) (وَلَقَد يكون لَك الْغَرِيب ... أَخا ويقطعك الْحَمِيم) (مَا يخل من هُوَ للمنون ... وريثها غَرَض رَحِيم) (وَيرى الْقُرُون أَمَامه ... همدوا كَمَا همد الهشيم) (وتخرب الدُّنْيَا فَلَا ... بؤس يَدُوم وَلَا نعيم) [403] وَأنْشد الْحجَّاج يَوْمًا قَوْله (فَمَا مِنْك الشَّبَاب وَلست مِنْهُ ... إِذا سَأَلتك لحيتك الخضابا) (وَمَا يَرْجُو الْكَبِير من الغواني ... إِذا ذهبت شبيبته وشابا) فَقَالَ لَهُ الْحجَّاج فضحتنا عِنْد النِّسَاء وَمن شعره أَيْضا (وَمَا فضل من خابت سَرَايَا عداته ... وَمن هُوَ أَن طالبته الْوَعْد ماطله) (أماني ترجى مِثْلَمَا رَاح عَارض ... من المزن لَا تندى حسان فحايله) 49 - أَبُو التياح يزِيد بن حميد الضبعِي الْبَصْرِيّ أحد الْعلمَاء الزهاد روى عَن أنس ومطرف بن عبد وَأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ وَعبد الله بن

الْحَارِث بن نَوْفَل وَجَمَاعَة كَانَ يضبب أَسْنَانه بِالذَّهَب قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أَبُو التياح ثَبت ثِقَة وثقة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وروى عَنهُ الْجَمَاعَة كلهم [404] 50 - ابْن قسحم الصَّحَابِيّ يزِيد بن الْحَارِث بن قيس بن مَالك بن أَحْمد بن حَارِثَة بن ثَعْلَبَة بن كَعْب بن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وَقتل شَهِيدا يَوْمئِذٍ وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ ابْن قسحم 51 - قَاضِي دمشق يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي مَالك قَاضِي دمشق روى عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع وَأنس بن مَالك وَجبير بن نفير وَسَعِيد بن الْمسيب وخَالِد بن معدان وَعَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ مُرْسلا وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة [406] وَقيل هُوَ قسحم قَتله طعيمة بن عدي وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آخى بَينه وَبَين ذِي الشمالين [405]

52 - الْأَزْدِيّ الْأَمِير يزِيد بن حَاتِم بنقبيصة بن الْمُهلب بن أبي صفرَة هُوَ أَبُو خَالِد أَخُو روح بن حَاتِم الْأَزْدِيّ متولى أفريقية توفّي سنة سبعين وَمِائَة وَقد تقدم ذكر أَخِيه روح فِي حرف الْيَاء مَكَانَهُ وَسَيَأْتِي ذكر عَم أَبِيه يزِيد بن الْمُهلب مَكَانَهُ وَمن ولد يزِيد بن حَاتِم هَذَا الْوَزير أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد المهلبي وهم أهل بَيت كَبِير اجْتمع فِيهِ خلق من الأمجاد الأنجاد النجباء ولاه الْمَنْصُور مصر بَدَلا عَن نَوْفَل بن الْفُرَات سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَة ثمَّ عَزله عَنْهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين مائَة وَجعل مَكَانَهُ مجد بن سعيد ثمَّ إِن الْمَنْصُور خرج إِلَى زِيَارَة الْبَيْت الْمُقَدّس سنة أَربع وَخمسين وَمن هُنَاكَ سير يزِيد إِلَى أفريقية لِحَرْب الْخَوَارِج الَّذين خَرجُوا على عَامله عمر بن حَفْص وجهز مَعَه خمسين ألف مقَاتل فوصل إِلَيْهَا سنة خمس وَخمسين وَأقَام بهَا واليا بَعْدَمَا استظهر فِي حربه وَكَانَ جوادا ممدحا ثريا قَصده جمَاعَة من الشُّعَرَاء وامتدحوه فَأحْسن جوائزهم وَكَانَ أَبُو أُسَامَة ربيعَة بن ثَابت الْأَسدي الرقي قد قصد يزِيد بن

أسيد بن رامز بن أَسمَاء بن أسيد بن منقذ بن جَابر بن منقذ بن مَالك بن عَوْف بن امْرِئ الْقَيْس بن نهبة بن سليم بن مَنْصُور بن عِكْرِمَة بن قيس بن عَلان بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان وَهُوَ يَوْمئِذٍ وَال على أرمينية للمنصور ثمَّ لوَلَده الْمهْدي بِشعر أجاده فقصر فِي حَقه ومدح يزِيد بن حَاتِم هَذَا فَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ فَقَالَ ربيعَة الْمَذْكُور (حَلَفت يَمِينا غير ذِي مثنوية ... يَمِين أمرئ آلى بهَا غير آثم) (لشتان مَا بَين اليزيدين فِي الندى ... يزِيد سليم والأعز ابْن حَاتِم) (يزِيد سليم سَالم المَال والفتى ... أَخُو الأزد للأموال غير مسالم) (فهم الْفَتى الْأَزْدِيّ إِتْلَاف مَاله ... وهم الْفَتى الْقَيْسِي جمع الدَّرَاهِم) [407] وَهِي أَبْيَات طَوِيلَة وَمن أمداح ابْن الْمولى فِيهِ قَوْله (وَإِذا تبَاع كَرِيمَة أَو تشترى ... فسواك بَايَعَهَا وَأَنت المُشْتَرِي) (وَإِذا تخيل من سحابك لامع ... تبِعت مخيلته يَد المستمطر) (وَإِذا صنعت أتممتها ... بيديك لَيْسَ نداهما بمكدر) (وَإِذا الفوارس عددت أبطالها ... عَدوك فِي أبطالهم بالخنصر) وَلما قدم عَلَيْهِ ابْن الْمولى وَهُوَ أَمِير مصر أنْشدهُ (يَا وَاحِد الْعَرَب الَّذِي ... أضحى وَلَيْسَ لَهُ نَظِير) (لَو كَانَ مثلك آخر مَا كَانَ ... فِي الدُّنْيَا فَقير)

فَدَعَا يزِيد بخازنه فَقَالَ كم فِي بَيت المَال فَقَالَ فِيهِ من الْوَرق وَالْعين مَا مبلغه عشرُون ألف دِينَار فَقَالَ ادفعها إِلَيْهِ ثمَّ قَالَ يَا أخي المعذرة إِلَى الله تَعَالَى وَإِلَيْك لَو أَن فِي ملكي غَيرهَا لما ادخرته عَنْك [408] 53 - أَبُو رَجَاء الْفَقِيه يزِيد بن أبي حبيب الْفَقِيه أَبُو رَجَاء الْأَزْدِيّ مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام وَشَيخ تِلْكَ النَّاحِيَة روى عَن عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء وَأبي الطُّفَيْل وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله بن حنين وَسَعِيد بن أبي هِنْد وعراك بن مَالك وَعلي بن رَبَاح كَانَت الْبيعَة إِذا جَاءَت لخليفة أول من يُبَايع عبد الله ثمَّ يزِيد هَذَا ثمَّ النَّاس

توفّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة 54 - أَبُو زِيَاد الْأَعرَابِي يزِيد بن الْحر الْكلابِي أَبُو زِيَاد الْأَعرَابِي قدم بَغْدَاد من الْبَادِيَة أَيَّام الْمهْدي لأمر أصَاب قومه فَأَقَامَ بِبَغْدَاد أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ الْعَبَّاس بن مُحَمَّد يجْرِي عَلَيْهِ كل يَوْم رغيفا ثمَّ قطعه فَقَالَ أَبُو زِيَاد فِي ذَلِك (فَإِن يقطع الْعَبَّاس عني رغيفه ... فَمَا فاتنا من نعْمَة الله أَكثر) وَمن شعره أَيْضا (أَرَاك إِلَى كُثْبَان بيرين شيقا ... وَهَذَا لعمري لَو قنعت كثيب) (فَأَيْنَ الْأَرَاك الْآن والأيك والغضى ... ومستخبر عَمَّن أحب قريب) صنف أَبُو زِيَاد هَذَا كتاب النَّوَادِر وَهُوَ كتاب كَبِير فِي هَذَا النَّوْع فِيهِ فَوَائِد كَثِيرَة قَالَ الصاحب جمال الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن القفطي رَأَيْت مِنْهُ بعض نسخه مِنْهَا المجلد الثَّالِث عشر وَهُوَ آخر الْكتاب وَكَانَ بِخَط مأنوسه معلم ابْن مقلة ووراقهم قلت وَله كتاب الْفرق وَكتاب الْإِبِل وَكتاب خلق الْإِنْسَان وَقيل فِيهِ يزِيد بن عبد الله بن الْحر [409] 55 - الْأَمِير الْحِمصِي يزِيد بن حُصَيْن السكونِي الْحِمصِي من أَشْرَاف الْعَرَب سمع أَبَاهُ وروى عَن معَاذ بن جبل وَكَانَ من أُمَرَاء مَرْوَان بن الحكم وَتُوفِّي فِي سنة ثَلَاث وَمِائَة

56 - الْحَرَشِي يزِيد بن الْحر بن عبد الرَّحْمَن بن الشخير الْحَرَشِي أحد بني وقدان كَانَ شَاعِرًا مَذْكُورا فَمن قَوْله لسَعِيد بن عَمْرو الْحَرَشِي بخراسان (مَا زَالَ مذ بعث النَّبِي مُحَمَّد ... شهب توقد من بني وقدان) (إِلَّا لنضرب بِالسُّيُوفِ عدونا ... ضرب الصقور جماجم الْغرْبَان) (منا سعيد هَل يجود بِمثلِهِ ... أَو من يعادله إِلَى عُثْمَان) يَعْنِي عُثْمَان بن عبد الله بن مطرف بن الشخير الْحَرَشِي [410] 57 - التركي الرافضي يزدن التركي كَانَ من أُمَرَاء الدولة بِبَغْدَاد وَكَانَ شِيعِيًّا غاليا متعصبا ينشر الرَّفْض بِسَبَبِهِ وتأذى بِهِ أهل السّنة توفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة قيل عَن المستنجد أَو غَيره من الْخُلَفَاء كَانَ فِي سفر ولحقه ابْنه بِهِ فَرَآهُ وَهُوَ على حَالَة شاقة فَقَالَ لَهُ أَبوهُ مَا بك قَالَ إِنَّنِي هَلَكت عطشا وَكَانَ الغلمان قد أبعدوا عني قَالَ لَهُ أَبوهُ فَمَا هَذَا الَّذِي فِي فمك تلوكه قَالَ يزدن دفع إِلَيّ خَاتمًا عَلَيْهِ مَكْتُوب اسْم الْأَئِمَّة الاثْنَي عشر زعم أَنه يقطع الْعَطش فَقَالَ لَهُ أَبوهُ ارْمِ بِهِ يُرِيد يزدن يجعلك رَافِضِيًّا يَا بني سيد هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة الاثْنَي عشر هُوَ الْحُسَيْن وَقد مَاتَ من شدَّة الْعَطش [411]

58 - الصفار يَعْقُوب بن اللَّيْث أَبُو يُوسُف الصفار قد أَكثر أهل التواريخ من ذَلِك هَذَا الرجل وَذكر أَخِيه عَمْرو وَمَا ملكا من الْبِلَاد وقتلا من الْعباد وَمَا جرى للخلفاء مِنْهُمَا من الوقائع وَقد تقدم ذكر أَخِيه عَمْرو فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين كَانَ يَعْقُوب هَذَا وَأَخُوهُ يعملان الصفر وَهُوَ النّحاس فِي حداثتهما وَكَانَا يظهران الزّهْد وَكَانَ رجل من أهل سجستان مَشْهُورا بالتطوع فِي قتال الْخَوَارِج يُقَال لَهُ صَالح بن البطر الْكِنَانِي المطوعي من أهل بست فصحباه وحظيا بِهِ فقتلت الْخَوَارِج الشراة عمرا أَخا يقعوب هَذَا وَأقَام صَالح الْمَذْكُور يَعْقُوب هَذَا مقَام الْخَلِيفَة ثمَّ هلك صَالح فَتَوَلّى مَكَانَهُ دِرْهَم بن الْحُسَيْن من المطوعة أَيْضا فَصَارَ يَعْقُوب مَعَه كَمَا كَانَ مَعَ صَالح ثمَّ إِن صَاحب خُرَاسَان احتال لدرهم حَتَّى ظفر بِهِ وَحمله إِلَى بَغْدَاد فحبس ثمَّ أطلق خدم السُّلْطَان ثمَّ لزم بَيته يظْهر النّسك وَالْحج والاقتصاد حَتَّى غلط أَمر يَعْقُوب وَكَانَ دِرْهَم هَذَا غير ضَابِط لأمور عسكره وَكَانَ يَعْقُوب قَائِد عسكره فَلَمَّا رأى أَصْحَاب دِرْهَم ضعفه وعجزه اجْتَمعُوا على يَعْقُوب وملكوه أَمرهم لما رَأَوْا من حسن تَدْبيره وسياسته وقيامه بأمرهم فَلَمَّا تبين دِرْهَم ذَلِك لم ينازعه وَسلمهُ الْأَمر وقويت شَوْكَة يَعْقُوب وَحَارب الْخَوَارِج وظفر بهم وأفناهم وأحرق ضياعهم وَغلب على سجستان وهراة

وبوشنج وَمَا والاهما [412] وَكَانَت التّرْك بتخوم سجستان وملكهم رتبيل وَيُسمى هَذَا الْقَبِيل من التّرْك الدراري فحضه أهل سجستان على قِتَالهمْ وَقَالُوا هَؤُلَاءِ أضرّ من الشراة الْخَوَارِج وَأوجب محاربة فغزا التّرْك وَقتل رتبيل ملكهم وَثَلَاثَة من مُلُوكهمْ بعد وكل مُلُوكهمْ يسمون رتبيل وَانْصَرف يَعْقُوب إِلَى سجستان وَقد حمل رُؤُوس مُلُوكهمْ وألوفا من رؤوسهم فخافته الْمُلُوك الَّذين حوله من مُلُوك السَّنَد الرخح ومكر والمولتان والطبسين وزابلستان وَغَيرهم وَقصد هراة وبوشنج سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وأمير خُرَاسَان مُحَمَّد بن طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر الْخُزَاعِيّ وعامله عَلَيْهَا مُحَمَّد بن أَوْس الْأَنْبَارِي فحاربه ثمَّ انهزم ابْن أَوْس وَدخل يَعْقُوب بوشنج وهراة وصارتا فِي يَده وظفر من الطاهرية فحملهم إِلَى سجستان فَوجه إِلَيْهِ المعتز كتابا فيهم على يَد بلعم بن الشّعب فَأَطْلَقَهُمْ وَأول مَا جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ بزرنج دخل عَلَيْهِ بعد الْإِذْن فَدخل وَلم يسلم عَلَيْهِ وَجلسَ بَين يَدي يَعْقُوب لفر أمره وَدفع كتاب المعتز إِلَيْهِ فَلَمَّا أَخذه قَالَ لَهُ قبل كتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلم يقبله وفضه فتراجع بلعم الْقَهْقَرَى

إِلَى بَاب الْمجْلس وَقَالَ أَيهَا الْأَمِير سَلام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فأعجبه ذَلِك وَأحسن مثواه وُصُوله وَأطلق الطاهرية وَأرْسل إِلَى المعتز هَدِيَّة سنية من بَعْضهَا مَسْجِد فضَّة مخلع يُصَلِّي فِيهِ خمس عشر وَسَأَلَ أَن يعْطى بِلَاد فَارس ويقرر عَلَيْهِ خَمْسَة عشر ألف ألف دِرْهَم إِلَى أَن يتَوَلَّى أَخُو [413] عَليّ بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش وَكَانَ على فَارس ثمَّ إِنَّه توجه بعد كِتَابه إِلَى المعتز يُرِيد كرمان وَكَانَ بهَا الْعَبَّاس بن الْحُسَيْن بن قُرَيْش أَخُو عَليّ بن الْحُسَيْن الْمَذْكُور وَمَعَهُ أَحْمد بن اللَّيْث الْكرْدِي فَأَقَامَ يَعْقُوب على بِمَ وَهِي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَبعدهَا مِيم مُخَفّفَة وَقدم أَخَاهُ عَليّ بن اللَّيْث إِلَى السيرجان بِالسِّين المهمة الْمَكْسُورَة وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَرَاء وجيم وَألف وَنون وَضم إِلَيْهِ جمَاعَة فَرد أَحْمد بن اللَّيْث الْكرْدِي من الطَّرِيق فِي جمع كثير من الأكراد وَغَيرهم وظفر أَحْمد بن اللَّيْث بِجَمَاعَة من أَصْحَاب يَعْقُوب يطْلبُونَ الْعلف فَقَتلهُمْ وهرب مِنْهُم جمَاعَة وَوجه برؤوس الْقَتْلَى إِلَى فَارس وَنصب عَليّ بن الْحُسَيْن رؤوسهم فَبلغ الْخَبَر يَعْقُوب فَدخل كرمان فندب لَهُ عَليّ بن الْحُسَيْن وطوق بن الْمُغلس فِي جمَاعَة فَجهز إِلَه طوق يَقُول لَهُ أَنْت بِعَمَل الصفر اعْلَم مِنْك بالحروب فَعظم عله ذَلِك فجد فِي قِتَاله فانتصر عَلَيْهِ وَقتل يَعْقُوب فِي هَذِه الْوَاقِعَة ألفي رجل وَأسر ألفا وَأسر طوق بن الْمُغلس وَقَيده بِقَيْد خَفِيف ووسع عَلَيْهِ فِي

مطعمه وَغَيره واستخرج من الْأَمْوَال ورحل يَعْقُوب وَدخل فَارس فَخَنْدَق عَليّ بن الْحُسَيْن على نَفسه بشيراز وَكتب إِلَى يَعْقُوب أَن طوق بن الْمُغلس فعل مَا فعل بِغَيْر أَمْرِي وَقَالَ إِن كنت تطلب كرمان فقد تركتهَا وَرَاءَك وَإِن كنت بِطَلَب فَارس فكتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ بِتَسْلِيم الْعَمَل إِلَيْك لأنصرف فَقَالَ إِن معي كتابا وَلَا أدفعه إِلَيْك إِلَّا بعد دخولي الْبَلَد فاعتد أهل شيراز لحصاره وترددت المراسلات بَينهمَا وتطاولت [414] وتزاحف الْفَرِيقَانِ فحملوا حَملَة وَاحِدَة فأزاح أَصْحَاب يَعْقُوب أَصْحَاب عَليّ بن الْحُسَيْن عَن مواضعهم وصدقت المجالدة فَانْهَزَمُوا على وُجُوههم وَقتل مِنْهُم مِقْدَار خَمْسَة آلَاف وأصابت عَليّ بن الْحُسَيْن ثَلَاث ضربات واعتورته سيوف أَصْحَاب يَعْقُوب وَسقط عَن دَابَّته فأرادوا قَتله فَقَالَ أَنا عَليّ بن الْحُسَيْن فقادوه بعمامته إِلَى يَعْقُوب فقنعه عشرَة أسواط بِيَدِهِ وَأخذ حَاجِبه بلحيته فنتف أكرها وَقَيده قيدا فِيهِ عشرُون رطلا وصيره مَعَ طوق بن الْمُغلس فِي الْخَيْمَة وَصَارَ يَعْقُوب من فوره إِلَى شيراز والطبول بَين يَدَيْهِ ونادى بالأمان فِي أهل شيراز وَأَن الذِّمَّة بَرِئت من آوى كتاب عَليّ بن الْحُسَيْن وَحَضَرت الْجُمُعَة فَدَعَا للْإِمَام المعتز وَلم يدع لنَفسِهِ وَحمل إِلَى يَعْقُوب من منزل إِلَى ابْن الْحُسَيْن أَرْبَعمِائَة بدرة وَقيل أَخذ مِنْهُ ألف بدرة وعذب يَعْقُوب عليا أنواعا من الْعَذَاب أنثييه وَشد الجوزتين على صدغيه وَزَاد قَيده عشْرين رطلا أُخْرَى فدلهم على مَوضِع فِي دَاره فَأخذُوا مِنْهُ مَالا كثيرا وجواهر

فألح عَلَيْهِ الْعَذَاب وَقَالَ لَا بُد لي من ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فخلط ووسوس من شدَّة الْعَذَاب وارتحل يَعْقُوب إِلَى بِلَاده وَحمل مَعَه عليا وطوقا وَلما بلغ كرمان ألبسهما الثِّيَاب المصبغة وقنعهما بمقانع ونادى عَلَيْهِمَا وحبسهما وَمضى إِلَى سجستان وخلع المعتز بِاللَّه وَتَوَلَّى الْمُهْتَدي وخلع وبويع الْمُعْتَمد وَصَارَ للصفار فِي خلَافَة الْمُهْتَدي كثير أَمر بل كَانَ يَغْزُو ويحارب من يَلِيهِ من الْمُلُوك بسجستان [415] وأعمالها وَعَاد يَعْقُوب إِلَى بِلَاد فَارس وجنى غلاتها وَرجع بِنَحْوِ من ثَلَاثِينَ ألف ألف دِرْهَم قَامَ بهَا غَلَبَة عَلَيْهَا وَلَو أمكن الْخَلِيفَة لصرفه عَنْهَا ثمَّ إِن يَعْقُوب دخل بَلخ ثمَّ دخل نيسابور وَخرج مِنْهَا وَمَعَهُ مُحَمَّد بن طَاهِر مُقَيّد فِي نَيف وَسِتِّينَ من أَهله وَتوجه لجرجان للقاء الْحسن بن زيد الْعلوِي أَمِير طبرستان

وجرجان وتلاقيا وَتقدم يَعْقُوب أَصْحَابه فَهزمَ الْحسن بن زيد وَأَصْحَابه وَفَاته الْحسن بن زيد وَأخذ يَعْقُوب مِمَّا كَانَ مَعَه ثَلَاثمِائَة وقر جمل مَالا أَكْثَرهَا وظفر بِجَمَاعَة من آل أبي طَالب فأساء إِلَيْهِم وأسرهم وَكَانَت الْوَقْعَة فِي رَجَب سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ثمَّ إِن يَعْقُوب دخل آمل وَهِي كرْسِي طبرستان وَخرج مِنْهَا فِي طلب الْحسن بن زيد وَلم يرحل إِلَّا مرحلة وَاحِدَة حَتَّى بلغه أَن الْحُسَيْن بن طَاهِر بن عبد الله بن طَاهِر قد حل بمرو والروذ وَمَعَهُ صَاحب خوارزم فِي ألفي تركي فانزعج يَعْقُوب وَرجع يُرِيد جرجان فَلحقه الْحسن بن زيد من نَاحيَة الْبَحْر فِيمَن اجْتمع إِلَيْهِ من الديلم وَالْجِبَال وطبرستان فشعث من يَعْقُوب وَقتل من لحق من أَصْحَابه فَانْهَزَمَ يَعْقُوب إِلَى جرجان فَجَاءَت زَلْزَلَة عَظِيمَة قتلت من أَصْحَابه أَلفَيْنِ وعادت طبرستان إِلَى الْحسن بن زيد وأقم يَعْقُوب بجرجان يعسف أَهلهَا بالخراج وَيَأْخُذ الْأَمْوَال وأقامت الزلزلة ثَلَاثَة أَيَّام فَتوجه جمَاعَة إِلَى بَغْدَاد فسئلوا عَن يَعْقُوب فذكروه بالجبروت والسف فعزم الْخَلِيفَة على النهوض إِلَيْهِ واستعد لذَلِك وشغب

النَّاس عَلَيْهِ وَكتب [416] ثَلَاثُونَ نُسْخَة وَدفع إِلَى كل وَالِي كورة نُسْخَة لترتفع الْأَخْبَار بغضب الْخَلِيفَة على يَعْقُوب ونمى الْخَبَر إِلَى يَعْقُوب فَرجع إِلَى نيسابور وأساء إِلَى أَهلهَا بِأخذ الْأَمْوَال ثمَّ إِنَّه وصل عَسْكَر كرم وَكَاتب الْخَلِيفَة وَسَأَلَهُ أَن يوليه خُرَاسَان وبلاد فَارس وَمَا كَانَ مَضْمُونا إِلَى الْحُسَيْن من الكور وشرطتي بَغْدَاد وسر من رأى وَأَن يعْقد لَهُ طبرستان وجرجان والري وأذربيجان وقزوين وَأَن يعْقد لَهُ على كرمان وسجستان والسند وَأَن يحضر من قُرِئت عَلَيْهِ الْكتب الأولى فِي حَقه وَيبْطل حكم تِلْكَ الْكتب هَذَا الْكتاب فَفعل ذَلِك الْمُوفق أَبُو أَحْمد طَلْحَة وَهُوَ وأجابه إِلَى مَا طلب وَكَانَت الْأُمُور كلهَا رَاجِعَة إِلَى الْمُوفق واضطربت الموَالِي بسر من رأى ثمَّ إِن يَعْقُوب لم يلْتَفت إِلَى هَذِه الْإِجَابَة وَدخل السوس وعزم على محاربة الْمُعْتَمد وتأهب الْمُعْتَمد وَتقدم الصفار وَتقدم جَيش

الْخَلِيفَة ودعا الْخَلِيفَة بِبرد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقضيبه وَأخذ الْقوس ليَكُون أول من رمى وَلعن الصفار فطابت أنفس الموَالِي وَحكم أَن الصفار خشنج وَهُوَ من الموَالِي وَقَالَ لأَصْحَاب الصفار يَا أهل الصفار يَا أهل خُرَاسَان وسجستان مَا عرفناكم إِلَّا بِطَاعَة السُّلْطَان وتلاوة الْقُرْآن وَحج الْبَيْت وَإِن دينكُمْ لَا يتم إِلَّا بِطَاعَة الإِمَام وَمَا نشَاء إِن هَذَا المعلون قد موه عَلَيْكُم وَقَالَ إِن السُّلْطَان قد كتب إِلَيْهِ بالحضور وَهَذَا السُّلْطَان قد خرج لمحاربته فَمن أقرّ مِنْكُم بِالْحَقِّ وَتمسك بِدِينِهِ وبشرائع الْإِسْلَام فيلتفرد عَنهُ أَو كَانَ شاقا للعصا مُحَاربًا للسُّلْطَان فَلم يُجِيبُوهُ عَن كَلَامه وَكَانَ هَذَا خشنج شجاعا ووقف الْخَلِيفَة بِنَفسِهِ وَإِلَى جَانب ركابه مُحَمَّد بن خَالِد بن يزِيد بن مزِيد بن زَائِدَة الغساني ووقف مَعَه جمَاعَة من أهل الْبَأْس والنجدة وَتقدم بَين يَدَيْهِ الرُّمَاة بالنشاب وكشف أَخُوهُ الْمُوفق رَأسه وَقَالَ أَنا الْغُلَام الْهَاشِمِي وَحمل على أَصْحَاب الصفار وَقتل بَين الطَّائِفَتَيْنِ خلق كثير فَلَمَّا رأى الصفار ذَلِك ولى رَاجعا وَترك أَمْوَاله وخزائنه وذخائره وَمر على وَجهه وَقيل إِن عسكره كَانَ ميلًا فِي ميل فَلم تتبعه العساكر وَمَا أفلت رجل من أَصْحَابه إِلَّا بِسَهْم أَصَابَهُ وأدركهم اللَّيْل فتساقطوا فِي الْأَنْهَار لازدحامهم وَثقل الجراج بهم وَجَاء أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن طَاهِر أَمِير خُرَاسَان وَهُوَ فِي قَيده ففك قَيده وخلع عَلَيْهِ خلعة سلطانية ثمَّ وَردت كتب الصفار إِلَى الْخَلِيفَة بِأَنَّهُ لم تجئ إِلَّا خدمَة للخليفة والتشرف بالمثول بَين يَدَيْهِ وَالنَّظَر إِلَيْهِ وَأَن يَمُوت تَحت ركابه فَلم يقبل عَلَيْهَا وَمضى الصفار مُنْهَزِمًا إِلَى وَاسِط يتخطف أَصْحَابه أهل الْقرى يَأْخُذُونَ دوابههم وأسلحتهم ثمَّ عَاد الصفار إِلَى السوس وجبى الْأَمْوَال وَقصد

تستر وحاصرها وَأَخذهَا ورتب فِيهَا نَائِبا وَكثر جمعه ثمَّ رَحل إِلَى فَارس ثمَّ إِنَّه ورد الْخَبَر بِمَوْت الصفار يَوْم الثُّلَاثَاء لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة خلت من شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل إِنَّه أَصَابَهُ القولنج فَأَشَارَ عَلَيْهِ الطَّبِيب بالحقنة فَلم يقبل وَمَات بجنديسابور يُقَال سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَتَبُوا على قَبره (ملكت خراسانا وأكتاف فَارس ... وَمَا كنت من ملك الْعرَاق بآيس) [461] (سَلام على الدنا وَطيب نسيمها ... كَأَن لم يكن يَعْقُوب فِيهَا بجالس) وَقيل توفّي بالأهواز وَحمل تابوته إِلَى جنديسابور وَدفن بهَا وَكتب على قربه هَذَا قبر يَعْقُوب الْمِسْكِين وَكتب بعده (أَحْسَنت ظَنك بِالْأَيَّامِ إِذْ حسنت ... وَلنْ تخف سوء مَا يَأْتِي بِهِ الْقدر) (وسالمتك اللَّيَالِي فاغتررت بهَا ... وَعند صفو اللَّيَالِي يحدث الكدر) وَكَانَ الْحسن بن زيد الْعلوِي يُسمى يَعْقُوب الصفار السندان لثباته وَكَانَ قَلما يرى مُبْتَسِمًا وَكَانَ عَاقِلا حازما وَكَانَ يَقُول كل من عاشرته أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلم تعرف أخلاقه لَا تعرفها فِي أَرْبَعِينَ سنة وَوجد فِي بيُوت أَمْوَاله من الْعين أَرْبَعَة آلَاف ألف دِينَار وَمن الْوَرق خَمْسُونَ ألف ألف دِرْهَم وَولي بعده أَخُوهُ عَمْرو وَقدم ذكره فِي مَكَانَهُ وَملك بعده حفيده طَاهِر ابْن مُحَمَّد بن عمر بن اللَّيْث ثمَّ بعده اللَّيْث بن عَليّ بن اللَّيْث ثمَّ

المعذل بن عَليّ بن اللَّيْث ثمَّ ملك مَوْلَاهُم سك الْيَشْكُرِي ثمَّ حمل إِلَى بَغْدَاد وَانْقَضَت دولة الصفارية وَقد تقدم ذكر كل وَاحِد من هَؤُلَاءِ فِي مَكَانَهُ من هَذَا الْكتاب 59 - الْمُوفق الطَّبِيب يَعْقُوب بن سقلاب الْمُوفق النَّصْرَانِي الطَّبِيب ولد بالقدس وَقَرَأَ على رَاهِب فيلسوف كَانَ يعرف الْعلم الطبيعي والهندسة والحساب وَالْأَحْكَام النجومية وَاجْتمعَ بالشيخ أبي مَنْصُور النَّصْرَانِي الطَّبِيب واشتغل عَلَيْهِ وَقدم دمشق وخدم الْمُعظم فَكَانَ يعظمه ويحترمه وَأَرَادَ أَن يُبَاشر لَهُ شَيْئا فِي الدولة فَامْتنعَ وَكَانَ قد حصل لَهُ نقرس فَكَانَ يُسَافر مَعَ الْمُعظم فِي محفة وَقَالَ لَهُ يَوْمًا يَا حَكِيم مَا تداوي رجليك فَقَالَ يَا خوند الْخشب إِذا سوس مَا يبْقى فِيهِ حلية وَكَانَ لَا يتَكَلَّم فِي الطِّبّ وَلَا يبْحَث فِي شَيْء مِنْهُ إِلَّا بِكَلَام جالينوس وَإنَّهُ كَانَ يستحضر من كَلَامه شَيْئا كثيرا وَقَرَأَ ابْن حليقة عَلَيْهِ وَهُوَ شَيْخه وَلما مَاتَ الْمُعظم وَولي النَّاصِر دَاوُد بعده دخل إِلَى الْحَكِيم الْمُوفق ودعا لَهُ وَذكر قديم صحبته وسالف خدمته وأنشده (أتيتكم وجلابيب الصبى قشب ... وَكَيف أرحل عَنْكُم وَهِي أسمال) (لي حُرْمَة الضَّيْف وَالْجَار الْقَدِيم ... وَمن أَتَاكُم وكهول الْحَيّ أَطْفَال)

فَأمر أَن يجْرِي عَلَيْهِ جَمِيع مَا كَانَ لَهُ فِي أَيَّام وَالِده وَأَن يُعْفَى من الْخدمَة وَكَانَ الْحَكِيم الْمُوفق يعالج الْمَرَض حَتَّى يستقصي جَمِيع أعراضه وأسبابه استقصاء بليغا وَبعد ذَلِك يشرع فِي العلاج وَهُوَ وَالِد السديد أبي مَنْصُور وَتُوفِّي الْمُوفق فِي عيد الفصح لِلنَّصَارَى فِي شهر الآخر سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة [418] 60 - المريني يَعْقُوب بن عبد الْحق أَبُو يُوسُف المريني سُلْطَان الْمغرب وَسيد آل مرين كَانَ شجاعا مقداما مهيبا خرج على الواثق أبي دبوس والتقاه بِظَاهِر مراكش وتملك هَذَا فِي أول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدخل الأندلس وَملك الجزيرة واتسعت ممالكه وخافته الْمُلُوك وَتُوفِّي فِي الْمحرم فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة 61 - ابْن الْأَشَج يَعْقُوب بن عبد الله بن الْأَشَج أَبُو يُوسُف [419] روى عَن أبي أُمَامَة سهل بن حنيف وَسَعِيد بن الْمسيب وكريب وَأبي صَالح السمان

وَكَانَ صَدُوقًا قتل فِي الْبَحْر شَهِيدا وَتُوفِّي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم والتِّرمذي وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة 62 - الْأَشْعَرِيّ يَعْقُوب بن عبد الله بن سعد بن مَالك بن هَانِيء الْأَشْعَرِيّ من عُلَمَاء الْعَجم قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ الدراقطني لَيْسَ بِالْقَوِيّ وعلق لَهُ البُخَارِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَالْمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة [420] 63 - الحاسب الشَّاعِر يَعْقُوب بن عبد الله الحاسب الشَّاعِر قَالَ القَاضِي يحيى بن الْقَاسِم التكريتي وَمِمَّنْ مدح عمي القَاضِي عبد الرَّحْمَن بن من الشُّعَرَاء يَعْقُوب بن عبد الله الحاسب الْبَغْدَادِيّ (تمنيت أَن ألْقى من النَّاس عَالما ... كريم الْمحيا فِي ثِيَاب حَيَاء)

(فَمَا كَانَ حَتَّى الْيَوْم ذَاك وَإِنَّمَا ... على علم الدّين اسْتَقل مناء) فَأَجَازَهُ وأجابه خلف وقعته (أَبَا يُوسُف أثنيت مَا أَنْت أَهله ... فهاك ثَنَاء وافرا بثناء) (وَهل تبتغي بالشعر من عَالم بِهِ ... سوى الشّعْر فاسأل سَائِر الشُّعَرَاء) (وحاشاك تستندي سوا ذَاك من ... ندى وَأَيْنَ الندى من حِرْفَة الْفُقَرَاء) [421] 64 - شرف الدّين ابْن مزهر يَعْقُوب بن مظفر بن مزهر الصاحب شرف الدّين توفّي سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة هُوَ أَخُو فَخر الدّين أَحْمد بن مظفر بن مزهر وَقد تقدم ذكر أَخِيه الْمَذْكُور فِي الأحمدين مَكَانَهُ وَكَانَت وَفَاة شرف الدّين بحلب ومولده سنة ثَمَان وعشين وسِتمِائَة بنابلس كَانَ من أَشْيَاخ الْكتاب المعروفين بالنهضة والكفاءة كثير الْبر بأَهْله وبأقاربه وبمن يلوذ بِهِ بَاشر النّظر بِدِمَشْق وحلب وطرابلس وصفد وَغير ذَلِك من المناصب [422] 65 - اليزيدي يَعْقُوب بن يحيى بن الْمُبَارك بن الْمُغيرَة اليزيدي أَخُو

إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَعبد الله وَإِسْحَاق ذكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق النديم أَن إِسْحَاق وَيَعْقُوب تزهدا وَكُنَّا عَالمين بِالْحَدِيثِ وَمَاتَا بِبَغْدَاد وَذكر الْخَطِيب أَبُو بكر أباهم يحيى وولديه إِسْمَاعِيل وَعبد الله فِي تَارِيخه [423] 66 - الْمَاجشون يَعْقُوب بن دِينَار أبي سَلمَة وَقيل ابْن مَيْمُون أَبُو يُوسُف الْمَاجشون الْقرشِي التَّيْمِيّ من موَالِي الْمُنْكَدر من أهل الْمَدِينَة سمع ابْن عمر وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج وروى عَنهُ ابناه يُوسُف وَعبد الْعَزِيز وَابْن أَخِيه عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة مولى أبي الهدير كَانَ يَعْقُوب مَعَ عمر رَضِي الله عَنهُ فِي ولَايَته على الْمَدِينَة يحدثه ويأنس بِهِ فَلَمَّا اسْتخْلف عمر قدم عَلَيْهِ الْمَاجشون فَقَالَ لَهُ إِنَّا تركناك حَيْثُ تركنَا لبس الْخَزّ فَانْصَرف عَنهُ

وَكَانَ الْمَاجشون يعين ربيعَة على الرَّأْي على أبي الزِّنَاد لِأَنَّهُ كَانَ معاديا لِرَبِيعَة وَكَانَ يَقُول مثلي وَمثل الْمَاجشون مثل ذِئْب وَكَانَ يلح على أهل قَرْيَة فيأكل صبيانهم فَاجْتمعُوا وَخَرجُوا فِي طلبه فهرب فانقطعوا عَنهُ إِلَّا صَاحب فخار فَإِنَّهُ ألح فِي طلبه فَوقف لَهُ الذِّئْب فَقَالَ هَؤُلَاءِ أعذرتهم فَأَنت مَالِي وَلَك مَا كسرت لَك فخارة قطّ والماجشون مَا كسرت لَهُ كبرا وَلَا بربطا قطّ وَقَالَ ابْن الْمَاجشون عرج بِروح الْمَاجشون فوضعناه على سَرِير المغتسل فَرَأى عرقا يَتَحَرَّك فِي أَسْفَل قدمه فَأقبل علينا وَقَالَ أرى عرقا يَتَحَرَّك وَلَا أرى أَن أعجل عَلَيْهِ فاعتللنا على النَّاس بِالْأَمر الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَفِي الْغَد جَاءَ النَّاس وَغدا الْغَاسِل إِلَيْهِ فَرَأى الْعرق على حَاله فاعتللنا على النَّاس فَمَكثَ ثَلَاثًا على حَاله ثمَّ اسْتَوَى جَالِسا قَالَ ايتوني بسويق فَأتى بِهِ فشربه فَقيل لَهُ خبرنَا مَا رَأَيْت فَقَالَ نعم عرج بروحي [424] فَصَعدَ بِي الْملك حَتَّى أَتَى بِي سَمَاء الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَفتح لَهُ ثمَّ هَكَذَا فِي السَّمَوَات حَتَّى انْتهى بِي إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَقيل لَهُ من مَعَك قَالَ الْمَاجشون فَقَالَ لَهُ لم لَهُ بعد بَقِي من عمره كَذَا كَذَا سنة وَكَذَا كَذَا شهر وَكَذَا وَكَذَا سَاعَة ثمَّ هَبَطت فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُم عَن يَمِينه ويساره وَعمر بن عبد الْعَزِيز بَين يَدَيْهِ فَقلت للْملك الَّذِي معي من هَذَا فَقَالَ هَذَا عمر بن عبد الْعَزِيز فَقلت إِنَّه لقريب المقعد من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنَّه عمل بِالْحَقِّ فِي زمن الْجور وإنهما عملا بِالْحَقِّ فِي زمن الْحق

وَقد تقدّمت تَرْجَمَة ولد عبد الْملك فِي مَكَانَهُ من حرف الْعين وَتُوفِّي الْمَاجشون أَبُو يُوسُف يَعْقُوب فِي خلَافَة هِشَام بن عبد الْملك [425] 67 - أَبُو حزرة الْقَاص يَعْقُوب بن مُجَاهِد هُوَ أَبُو حزرة الْمدنِي الْقَاص وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين ومئة فِي قَول [426] 68 - ابْن الْمهْدي يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور عبد الله العباسي كَانَت فِيهِ سَلامَة وَله أَخْبَار نَوَادِر مَذْكُورَة فِي كتاب الأغاني أَتَاهُ يَوْمًا مولى لَهُ فَقَالَ لَهُ أصلح الله الْأَمِير فُلَانَة بنت مَوْلَاك قد خطبهَا رجل صَالح من قصَّته وَمن حَاله اجْعَل أمرهَا إِلَى من يُزَوّجهَا إِلَى أَن يَأْتِي الله لابنته الْأُخْرَى بِرَجُل آخر فَقَالَ قد جعلت أمرهَا إِلَيْك وَفِي يدك فَلَمَّا ولى دَعَاهُ وَقَالَ إِن كنت ترْضى هَذَا الرجل فَزَوجهُ الاثنتين مَعًا وَكَانَ يخْطر بِبَالِهِ الشَّيْء فيشتهيه فيثبته فِي إحصاء خزائنه فَضَجَّ خازنه من ذَلِك فَكَانَ يثبت الشَّيْء ثمَّ يثبت تَحْتَهُ أَنه لَيْسَ عِنْده وَإِنَّمَا أثْبته ليَكُون ذكره عِنْده إِلَى أَن نملكه فَوجدَ فِي دفتر لَهُ ثَبت ثِيَاب بِعْت مَا فِي الخزانة من الثِّيَاب المتعلم الإسكندرانية الهشامية لَا شَيْء اسْتغْفر الله بل عندنَا مِنْهَا زر من جُبَّة كَانَت للمهدي والفص من الْيَاقُوت الْأَحْمَر الَّتِي من حَالهَا وقصتها كَذَا لَا شَيْء اسْتغْفر الله بل عندنَا درج كَانَ فِيهِ للمهدي خَاتم هَذِه صفته

فَحمل إِلَى الْمَأْمُون ذَلِك الدفتر فَضَحِك لما قَرَأَهُ حَتَّى فحص برجليه وَقَالَ مَا سَمِعت بِمثل هَذَا وَكَانَ مَعَ ذَلِك لَا يقدر أَن يمسك الْفساد إِذا جاه فتخذت لَهُ داية لَهُ مُثَلّثَة فطيبتها وتأنقت فِيهَا فَلَمَّا وَضَعتهَا تَحْتَهُ فسا فَقَالَ هَذِه لَيست بِطيبَة فَقَالَت لَهُ الداية [427] فديتك هَذِه قد كَانَت طيبَة وَهِي مُثَلّثَة فَلَمَّا ربعتها أَنْت فَسدتْ وَقيل إِن الْمَأْمُون كَانَ يَوْمًا على الْمِنْبَر يخْطب بالرصافة وَأَخُوهُ أَبُو عِيسَى تِلْقَاء وَجهه إِذا أقبل يَعْقُوب بن الْمهْدي فَلَمَّا أقبل وضع أَبُو عِيسَى كمه على أَنفه وَفهم الْمَأْمُون مَا أَرَادَ وَكَانَ يضْحك وَلما انْصَرف بعث إِلَى أبي عِيسَى فَأحْضرهُ وَقَالَ لَهُ وَالله هَمَمْت أَن أبطحك فأضربك مائَة درة وَيلك أردْت أَن تفضحني بَين أَيدي النَّاس يَوْم جُمُعَة وَأَنا على الْمِنْبَر يَوْم جُمُعَة إياك أَن تعود لمثلهَا [428] 69 - التمار يَعْقُوب بن يزِيد التمار أَبُو يُوسُف الشَّاعِر كَانَ طريفا لَهُ بسر من رأى للسُّلْطَان عَلَيْهَا فِي كل نجم سَبْعُونَ درهما والنجم شَهْرَان فَقَالَ (يَا رب لَا فَرح مِمَّا أكابده ... بسر من را على عسري وإقتاري) (أَلا رَاحَة قبل وَقت الْمَوْت تدركني ... فيستريح فؤاد غير صبار) (فقد شيبت مفرقي سَبْعُونَ تلزمني ... فِي منزلي وضح من نقد قسطار) (أخالها قبل فتح النَّجْم وافية ... وَلَو تعيّنت دِينَارا بِدِينَار)

(يطول همي وأحزاني إِذا فتحُوا ... نجما وأبكي بدمع مُسبل جَار) (أَمُوت فِي كل يَوْم موتَة فَإِذا ... لَاحَ الْهلَال فمنشور بمنشار) (تَغْدُو عَليّ وُجُوه من مغاربة ... كَأَنَّمَا طليت بالزفت والقار) (تَغْدُو عَليّ وُجُوه من مغاربة ... كَأَنَّمَا طليت بالزفت والقار) (إِذا تغيبت عَنْهُم سَاعَة كسروا ... بَابي بارزبة أَو فأس نجار) (وَإِن ظَهرت فَقلع الْبَاب أيسره ... وَالْحَبْس إِن لم تغثني رقة الْجَار) (فَإِن أعَان بقرض كف أَيْديهم ... أَولا فَإِنِّي غَدا من كسوتي عَار) (سل الْمُنَادِي الَّذِي نَادَى على سَلبِي ... كم جهد مَا بلغت فِي السُّوق أطماري) (إِن قيل عِنْد وفاتي أوص قلت لَهُم ... شهِدت أَن إلهي الْخَالِق الْبَارِي) [429] (وَأَن أَحْمد عبد الله أرْسلهُ ... وَأَن سَبْعُونَ حَقًا أُجْرَة الدَّار) فَقَرَأَ القصيدة عَليّ بن يحيى المنجم على الْمُعْتَمد فاستظرفها وَقَالَ وَيحكم من هَذَا شَيْئا أمقطوعا عَنهُ وَكَانَ التمار هَذَا ينادم جَعْفَر الْمُفَوض وَمن شعره أَيْضا (ومخلوقة من بديع الْفِتَن ... تثنى كَمَا يتثنى الْغُصْن) (ترى وَجههَا كلما اقبلت ... كبدر السَّمَاء فَأَما الْبدن) (فدون الطَّوِيل وَفَوق الْقصير ... وَبَين الهزال وَبَين السّمن) (وَأما الَّذِي غَابَ من خلقهَا ... فَأحْسن من كل شَيْء حسن) قلت فِي الْبَيْت الثَّانِي عيب وَهُوَ الَّذِي يُسمى فِي القوافي التَّضْمِين لتَعَلُّقه بِالْبَيْتِ الثَّالِث الَّذِي بعده [430] 70 - ابْن البوري الشَّافِعِي هبة الله بن معّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم الْقرشِي الدمياطي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالزين بن البوري

هبة الله بن وزير

تفقه بِالشَّام على القَاضِي أبي سعد عبد اله بن أبي عصرونَ ورحل إِلَى بَغْدَاد وتفقه بالنظامية وَعَاد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَولي تدريس الْمدرسَة الحافظية وَكَانَ من الْعلمَاء المتقنين وروى بالثغر عَن أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن الْجَوْزِيّ وَأبي الثَّنَاء مَحْمُود بن نصر بن الشعار الْحَرَّانِي وَأبي أَحْمد بن سُكَينة وبورة قَرْيَة من أَعمال دمياط وَتُوفِّي فِي سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ هبة الله بن وَزِير هُوَ أَبُو المكارم الشَّاعِر الْمصْرِيّ تقدّم فِي حرف الْمِيم على أَن اسمَه مَكَارِم وَالصَّحِيح هبة الله [431] 71 - وَزِير الْمهْدي يَعْقُوب بن دَاوُد بن عمر بن عُثْمَان بن طهْمَان السّلمِيّ بِالْوَلَاءِ مولى أبي صَالح عبد الله بن حَازِم السّلمِيّ وَالِي خُرَاسَان

كَانَ يَعْقُوب كَاتب إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب وَكَانَ أَبوهُ دَاوُد وَإِخْوَته كتابا لنصر بن سيار عَامل خُرَاسَان وَلما مَاتَ دَاوُد نَشأ ولداه عَليّ وَيَعْقُوب على أدب وَفضل وافتنان فِي صنوف الْعُلُوم وَلما ظهر الْمَنْصُور على إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور ظفر بِيَعْقُوب فحبسه فِي المطبق وَكَانَ يَعْقُوب سَمحا جوادا كثير الْبر وَالصَّدَََقَة واصطناع الْمَعْرُوف وَكَانَ مَقْصُودا ممدحا مدحه أَعْيَان الشُّعَرَاء مثل أبي الشيص وَسلم الخاسر وَغَيرهمَا وَلما مَاتَ الْمَنْصُور وَقَامَ من بعده الْمهْدي جعل يتَقرَّب إِلَيْهِ حَتَّى أدناه وَاعْتمد عَلَيْهِ وعلت مَنْزِلَته عِنْده وَعظم شَأْنه حَتَّى خرج كِتَابه من الدَّوَاوِين إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ قد آخى يَعْقُوب بن دَاوُد فَقَالَ فِي ذَلِك سلم الخاسر (قل للْإِمَام الَّذِي جَاءَت خِلَافَته ... تهدى إِلَيْهِ بِحَق غير مَرْدُود) (نعم القرين على التَّقْوَى استعنت بِهِ ... أَخُوك فِي الله يَعْقُوب بن دَاوُد) وَحج الْمهْدي فِي سنة سِتّ وَمِائَة وَيَعْقُوب مَعَه وَلم يكن ينفذ شَيْء من كتب الْمهْدي حَتَّى يرد كتاب من يَعْقُوب إِلَى أَمِينه بإنفاذه وَكَانَ الْمَنْصُور قد خلف فِي بيُوت المَال تسع مئة ألف ألف دِرْهَم وَسِتِّينَ ألف ألف دِرْهَم وَكَانَ الْوَزير أَبُو عبيد الله يُشِير على الْمهْدي بالاقتصار من الْإِنْفَاق

وَحفظ الْأَمْوَال فَلَمَّا عَزله وَولى يَعْقُوب زين لَهُ هَوَاهُ فأنفق الْأَمْوَال وانكب على اللَّذَّات وَالشرب وَسَمَاع الْغناء واستقل يَعْقُوب بِالتَّدْبِيرِ فَفِي ذَلِك يَقُول بشار بن برد [432] (بَنو أُميَّة هبوا طَال نومكم ... إِن الْخَلِيفَة يَعْقُوب بن دَاوُد) (ضَاعَت خلافتكم يَا قُم فالتمسوا ... خَليفَة الله بَين الناي وَالْعود) ثمَّ إِن الْمهْدي أَرَادَ أَن يمتجنه فِي ميله إِلَى العلوية فَدَعَا بِهِ يَوْمًا وَهُوَ فِي مجْلِس فرشه موردة وَعَلِيهِ ثِيَاب موردة وعَلى رَأسه جَارِيَة عَلَيْهَا ثِيَاب موردة وَهُوَ مشرف على بُسْتَان فِيهِ صنوف من الْورْد فَقَالَ لَهُ يَا يَعْقُوب كَيفَ ترى مَجْلِسنَا قَالَ فِي غَايَة الْحسن متع الله أَمِير الْمُؤمنِينَ بِهِ فَقَالَ لَهُ جَمِيع مَا فِيهِ هُوَ لَك وَهَذِه الْجَارِيَة لَك ليتم سرورك وَقد أمرت لَهُ بمئة ألف دِرْهَم فَدَعَا لَهُ فَقَالَ لَهُ الْمهْدي لي إِلَيْك حَاجَة فَقَامَ قَائِما وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا هَذَا القَوْل إِلَّا لموجدة وَأَنا أستعيذ بِاللَّه من سخطك

فَقَالَ أحب أَن تضمن لي قضاءها فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة فَقَالَ لَهُ وَالله فَقَالَ وَالله ثَلَاثًا فَقَالَ ضع يدك على رَأْسِي واحلف بِهِ فَفعل فَلَمَّا استوثق مِنْهُ قَالَ هَذَا فلَان بن فلَان بن العلوية أحب أَن تكفيني مُؤْنَته وتريحني مِنْهُ فَخذه إِلَيْك فحوله وحول الْجَارِيَة وَمَا كَانَ فِي الْمجْلس فلشدة سروره بالجارة جعلهَا فِي مجْلِس بِقرب مِنْهُ ليصل إِلَيْهَا وَوَجهه فأحضر الْعلوِي فَوَجَدَهُ لبيبا فهما فَقَالَ لَهُ وَيحك يَا يَعْقُوب تلقى الله تَعَالَى بدمي وَأَنا رجل من ولد فَاطِمَة بنت مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ يَعْقُوب يَا هَذَا فِيك خير فَقَالَ إِن فعلت خيرا معي شكرت ودعوت لَك فَقَالَ لَهُ خُذ هَذَا المَال وَخذ أَي طَرِيق شِئْت فَقَالَ طَرِيق كَذَا وَكَذَا آمن لي فَقَالَ امْضِ مصاحبا وَسمعت الْجَارِيَة الْكَلَام كُله فوجهت مَعَ بعض خدمها إِلَى الْمهْدي وَقَالَت هَذَا الَّذِي آثَرته على نَفسك فعل هَذَا وَكَانَ هَذَا جزاؤك مِنْهُ فَوجه الْمهْدي فَأمْسك الطَّرِيق [433] حَتَّى ظفر بالعلوي وَالْمَال ثمَّ وَجه إِلَى

يَعْقُوب فَأحْضرهُ فَقَالَ لَهُ مَا حَال الرجل قَالَ قد أراحك الله مِنْهُ قَالَ مَاتَ قَالَ نعم قَالَ وَالله قَالَ وَالله قَالَ فضع يدك على رَأْسِي فَوضع يَده على رَأسه وَحلف بِهِ فَقَالَ يَا غُلَام اخْرُج إِلَيْنَا فَفتح الْبَاب عَن الْعلوِي وَالْمَال بِعَيْنِه فَبَقيَ متحيرا وَامْتنع الْكَلَام فَقَالَ لَهُ الْمهْدي لقد حل دمك وَلَو شِئْت لأرقته وَلَكِن احْبِسُوهُ فِي المطبق فحبسوه وَأمر أَن يطوى خَبره عَنهُ وَعَن كل أحد قَالَ عبد الله بن يَعْقُوب أَخْبرنِي أبي أَن الْمهْدي حَبسه فِي بِئْر وَبنى عَلَيْهِ قبَّة فَقَالَ فَكنت فِيهَا خمس عشرَة سنة وَكَانَ يدلى لي كل يَوْم رغيف وكوز مَاء أُوذِنَ بأوقات الصَّلَاة فَلَمَّا كَانَ فِي رَأس ثَلَاث عشرَة أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ (حَنى على يُوسُف رب فَأخْرجهُ ... من قَعْر جب وَبَيت حوله غمم) قَالَ فجهزت لله تَعَالَى وَقلت أَتَانِي الْفرج ثمَّ مكثت حولا لَا أرى شَيْئا ثمَّ أَتَانِي ذَلِك الْآتِي فأنشدني

(عَسى فرج يَأْتِي بِهِ الله أَنه ... لَهُ كل يَوْم فِي خليقته أَمر) قَالَ ثمَّ أَقمت حولا آخر لَا أرى شَيْئا ثمَّ أَتَانِي ذَلِك الْآتِي بعد حول وَقَالَ (عَسى الكرب الَّذِي أمسيت فِيهِ ... يكون وَرَاءه فرج قريب) (فَيَأْمَن خَائِف ويفك عان ... وَيَأْتِي أَهله النائى الْغَرِيب) فَلَمَّا أَصبَحت نوديت فَظَنَنْت أَنِّي أُوذِنَ بِالصَّلَاةِ فدلي لي حَبل أسود وَقيل اشدده بتكك فَفعلت فَلَمَّا أَخْرجُونِي وقابلت الضَّوْء عشي بَصرِي فَانْطَلقُوا بِي فأدخلت على [434] الرشيد فَقيل لي سلم على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقلت السَّلَام عَلَيْك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته الْمهْدي فَقَالَ لست بِهِ فَقلت السَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته الْهَادِي فَقَالَ لست بِهِ فَقلت السَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته الرشيد فَقَالَ يَا يَعْقُوب بن دَاوُد وَالله مَا شفع فِيك أحد عِنْدِي غير أَنِّي حملت اللَّيْلَة صبية لي على عنقِي فَذكرت حملك إيَّايَ على عُنُقك فرثيت لَك من الْمحل الَّذِي أَنْت فِيهِ ثمَّ إِنَّه رد مَاله إِلَيْهِ وخيره الْمقَام حَيْثُ يُرِيد فَاخْتَارَ مَكَّة فَأذن لَهُ فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَقيل سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة

وَلما أطلق سَأَلَ عَن جمَاعَة من إخوانه فأخبروه بموتهم فَقَالَ (لكل أنَاس مقبر بفنائهم ... فهم ينقصُونَ والقبور تزيد) (هم جيرة الْأَحْيَاء أما محلهم ... فدان وَأما الْمُلْتَقى فبعيد) وَلما عَزله الْمهْدي عَن الوزارة ولاها الْفَيْض بن شيرويه وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْفَاء فِي مَكَانَهُ [435] 72 - الْحَافِظ يَعْقُوب بن شيبَة بن الصَّلْت بن عُصْفُور الْحَافِظ الْكَبِير أَبُو يُوسُف السدُوسِي الْبَصْرِيّ نزيل بَغْدَاد وثقة الْخَطِيب وَغَيره وصنف مُسْندًا كَبِيرا إِلَى الْغَايَة القصوى وَلم يتمه وَلَو تمّ لجاء فِي مِائَتي مُجَلد كَانَ فِي منزله أَرْبَعُونَ لحافا لمن يبت عِنْده من الوراقين الَّذين يبيضون الْمسند وَلَزِمَه على مَا خرج مِنْهُ عشرَة آلَاف دِينَار وَقيل إِن نُسْخَة بِمُسْنَد أبي هُرَيْرَة مِنْهُ بِمصْر شوهدت فَكَانَت مِائَتي جُزْء وَالَّذِي جهز لَهُ من الْمسند مُسْند الْعشْرَة وَابْن مَسْعُود وعمار وَعتبَة بن غَزوَان وَالْعَبَّاس وَبَعض الموَالِي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَبَلغنِي أَن مُسْنده رَضِي الله عَنهُ فِي خمس مجلدات وَكَانَ يقف فِي الْقُرْآن أَخذه عَن شَيْخه أَحْمد بن المعذل توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ [436]

73 - الْكِنْدِيّ الفيلسوف يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن الصَّباح بن عمرَان بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْأَشْعَث بن قيس أَبُو يُوسُف الْكِنْدِيّ الْكُوفِي الفيلسوف كَانَ وَالِده شَاعِرًا وَكَانَ يَعْقُوب وَاحِد عصره فِي الْمنطق والهندسة والطب والنجوم وَعلم الْأَوَائِل لَا مدافع لَهُ عَن تقدمه ورياسته فِي ذَلِك وَهُوَ مَعْدُود فِي فلاسفة الْإِسْلَام وَقد تقدم ذكرهم فِي تَرْجَمَة الرئيس أبي عَليّ الْحُسَيْن بن سينا وَله مصنفات كَثِيرَة وتلاميذ وَله معرفَة بالأدب وَشعر حسن وَكَانَ مفرط الْبُخْل كَانَ يَأْكُل التَّمْر ثمَّ يدْفع النَّوَى إِلَى داية لَهُ وَيَقُول لَهَا تجزي بِمَا بَقِي عَلَيْهِ من حلاوة التَّمْر وَجَاءَت إِلَيْهِ يَوْمًا جَارِيَة سَوْدَاء من عِنْد أمه وَمَعَهَا كوز فَقَالَ لَهُ أمك تطلب مِنْك مَاء بَارِدًا فَقَالَ ارجعي فأملي الْكوز من عِنْدهَا وجيئي بِهِ فَلَمَّا جَاءَت بِهِ قَالَ فرغبة عندنَا وأعطيها ملأَهُ من المزملة فَلَمَّا مَضَت قَالَ أَخذنَا مِنْهَا جوهرا بِلَا كَيْفيَّة وأعطيناها جوهرا بكيفية لتنتفع بِهِ قَالَ محب الدّين ابْن النجار قَرَأت فِي كتاب أبي عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْجراح الْكَاتِب قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن شَيبَان عَن أبي عَليّ عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن خافان مَا رَأَيْته حَيا قطّ يَعْنِي يَعْقُوب الْكِنْدِيّ فرأيته فِي الْمَنَام بنعته وَصفته فَسَأَلته مَا فعل الله بك

فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا أَن رَآنِي فَقَالَ انْطَلقُوا إِلَى مَا كُنْتُم بِهِ تكذبون نَعُوذ من غَضَبه وَذكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة قَالَ أَصْحَاب الْكِنْدِيّ للكندي اعْمَلْ لنا مثل الْقُرْآن نعم أَو بعضه فَغَاب دهرا طَويلا ثمَّ خرج إِلَيْهِم فَقَالَ وَالله لَا يقدر عَلَيْهِ وَلَا على بعضه [437] فَإِنِّي فتحت الْمُصحف فَخرج الْمِائَة فَنَظَرت أَولهَا فَإِذا هُوَ بَعْدَمَا نبه ونادى وحض تَعْظِيمًا للْإيمَان بِهِ أَمر بِالْوَفَاءِ وَنهى عَن النكث والغدر وحلل تحليلا عَاما ثمَّ اسْتثْنى من الْجَمِيع بَعْضًا وبعضا شُرُوطًا فِيهِ لموجب ثمَّ أخبر عَن قدرته وحكمته فِي سطر وَنصف وَهَذَا مِمَّا لَا يَتَأَتَّى لأحد من المخلوقين وَمن شعر الْكِنْدِيّ (أَنا الذبابى على الأرؤس ... فغمض جفونك أَو نكس) (وضايل سوادك واقبض يَديك ... وَفِي قَعْر بَيْتك فاستجلس) (وَعند مليكك فابغ الْعُلُوّ ... وبالوحدة الْيَوْم فاستأنس) (فَإِن الْغنى فِي قُلُوب الرِّجَال ... وَإِن التعزز للأنفس) (وكائن ترى من أخي عسرة ... غنى وَذي ثروة مُفلس)

(وَمن قَائِم شخصه ميت ... على أَنه بعد لم يرمس) وَله من الْكتب كتاب الفلسفة الأولى فِيمَا دون الطبيعي والتوحيد كتاب الفلسفة الدَّاخِلَة رِسَالَة فِي أَنه لَا تنَال الفلسفة إِلَّا بالرياضيات كتاب الْحَث على تعلم الفلسفة رِسَالَة فِي كمية كتب أرسطو رِسَالَة فِي قصد أرسطو فِي المقولات رسَالَته الْكُبْرَى فِي مقياسه العلمي كتاب أَقسَام الْعلم الْإِنْسِي كتاب مَاهِيَّة الْعلم وأقسامه كتاب فِي أَفعَال الْبَارِي عز وَجل كلهَا عدل كتاب فِي مَاهِيَّة الشَّيْء الَّذِي لَا نِهَايَة لَهُ كتاب فِي أَنه لَا يُمكن أَن يكون جرم الْعَالم بِلَا نِهَايَة كتاب فِي الْفَاعِل والمتفعل كتاب فِي جَوَامِع الْفِكر كتاب سُؤَالَات كتاب فِي الْأَشْيَاء الطبيعية تتفعل فعلا وَاحِدًا بأبحاث الْخلقَة رِسَالَة فِي رسم الرّقاع إِلَى الخلافاء والوزراء رِسَالَة فِي قسْمَة القانون رِسَالَة فِي مَاهِيَّة الْعقل رِسَالَة فِي الْحق الأول رِسَالَة لفر فوريوس [438] رِسَالَة فِي الأبخرة الْمصلحَة للجو من الأوباء رِسَالَة فِي الْأَدْوِيَة المشفية من الروائح المؤذية رِسَالَة فِي إسهال الْأَدْوِيَة رِسَالَة فِي عِلّة نفث الدَّم رِسَالَة فِي تَدْبِير الأصحاء رِسَالَة فِي أشفية السمُوم رِسَالَة فِي عِلّة البحارين للأمراض الحادة رِسَالَة فِي الْعُضْو الرئيس رِسَالَة فِي الدِّمَاغ رِسَالَة فِي الجذام رِسَالَة فِي عضة الْكَلْب الْكَلْب رِسَالَة فِي الْمَوْت فَجْأَة وأعراض البلغم رِسَالَة فِي النقرس رِسَالَة إِلَى رجل شكا لَهُ عِلّة فِي بَطْنه وَيَده فِي أَقسَام الحميات رِسَالَة فِي علاج الطحال الجانبي رِسَالَة فِي فَسَاد أجساد الْحَيَوَان رِسَالَة فِي تَدْبِير الْأَطْعِمَة رِسَالَة فِي عمل أَطْعِمَة من غير عناصرها رِسَالَة فِي الْحَيَاة كتاب الْأَدْوِيَة الممتحنة كتاب الأنقراباذين رِسَالَة فِي الْجُنُون رِسَالَة فِي الفراسة رِسَالَة فِي السمائم القاتلة رِسَالَة فِي الْحِيلَة لدفع الأحزان جَوَامِع الْأَدْوِيَة المفردة لِجَالِينُوسَ رِسَالَة فِي نفع الطِّبّ إِذا كَانَت النجابة مقروفة بدلائها رِسَالَة فِي اللثغة رِسَالَة فِي الِاسْتِدْلَال بالأشخاص الْعَالِيَة رِسَالَة فِي مدْخل الْأَحْكَام على الْمسَائِل رِسَالَة فِي كمية ملك الْعَرَب إِذا اقْترن النحسان فِي السرطان رِسَالَة

فِي مَنْفَعَة الاختيارات رِسَالَة فِي مَنْفَعَة المنجم رِسَالَة فِي حُدُود المواليد رِسَالَة فِي تَحْويل سني المواليد رِسَالَة فِي الِاسْتِدْلَال على الْحَوَادِث بالكسوفات رِسَالَة فِي الرَّد على المانوية رِسَالَة فِي الرَّد على الثنوية رِسَالَة فِي نقض مسَائِل الْمَلَاحِدَة رِسَالَة فِي ثُبُوت الرُّسُل رِسَالَة فِي الِاسْتِطَاعَة رِسَالَة فِي الرَّد على من زعم أَن الأجرام فِي الجو توقفات رِسَالَة فِي الْحَرَكَة والسكون رِسَالَة فِي أَن الْجِسْم أول حَاله لَا سَاكن وَلَا متحرك رِسَالَة فِي التَّوْحِيد رِسَالَة فِي إبِْطَال الْجُزْء الَّذِي لَا يتَجَزَّأ رِسَالَة فِي جَوَاهِر الْأَجْسَام رِسَالَة فِي أَوَائِل الْجِسْم رِسَالَة فِي أفراق الْملَل رِسَالَة فِي المتجسد رِسَالَة فِي الرِّهَان كَلَام لَهُ مَعَ ابْن الراوندي كَلَام فِي الرَّد على بعض الْمُتَكَلِّمين مقَالَة فِي أَن لَا نِهَايَة رِسَالَة إِلَى مُحَمَّد بن الجهم فِي التَّوْحِيد [439] الْحسن رِسَالَة فِي اجْتِمَاع الفلاسفة على الْأُمُور العشقية رِسَالَة فِي النّوم والرؤيا رِسَالَة فِي لعرب بالإنسان إِلَيْهِ حَاجَة قبل الْحَظْر مُبَاح لَهُ رسَالَته الْكُبْرَى فِي السياسة رِسَالَة فِي تسهيل سبل الْفَضَائِل رِسَالَة فِي سياسة الْعَامَّة رِسَالَة فِي الْأَخْلَاق رِسَالَة فِي الْبَيِّنَة على الْفَضَائِل رِسَالَة فِي نَوَادِر الفلاسفة رِسَالَة فِي خبر فَضِيلَة سقراط رِسَالَة فِي أَلْفَاظ سقراط رِسَالَة فِيمَا جرى بَين سقراط والجرانيين رِسَالَة فِي خبر الْعقل رِسَالَة فِي الْعلَّة الفاعلة رِسَالَة فِي العناصر واستحالة بَعْضهَا إِلَى بعض رِسَالَة فِي اخْتِلَاف الْأَزْمِنَة رِسَالَة فِي اخْتِلَاف السّنة رِسَالَة فِي النَّهَار والدهر والحين وَالْوَقْت رِسَالَة فِي برد الجو وسخونة مَا قرب من الأَرْض رِسَالَة فِي كَوْكَب ظهر ورصده إِلَى أَن اضمحل رِسَالَة فِي الْكَوْكَب بالذوابة رِسَالَة فِي برد أَيَّام الْعَجُوز رِسَالَة فِي الضباب رِسَالَة فِيمَا يحدث سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ رِسَالَة فِي الْآثَار العلوية رِسَالَة إِلَى ابْنه أَحْمد فِي المساكن رِسَالَة فِي الزلازل والخسوف رِسَالَة فِي اخْتِلَاف الزَّمَان رِسَالَة فِي الْفُصُول الْأَرْبَعَة كَلَام فِي عمل السمت رِسَالَة فِي أبعاد مسافات الأقاليم رسَالَته الْكُبْرَى فِي الرّبع المسكون رِسَالَة فِي أبعاد الأجرام

رِسَالَة فِي بعد مَرْكَز الْقَمَر من الأَرْض رِسَالَة فِي اسْتِخْرَاج آلَة لاستخراج أبعاد الأجرام رِسَالَة فِي آلَة يعرف بهَا بعد المعاينات رِسَالَة فِي معرفَة أبعاد قلل الْجبَال رِسَالَة إِلَى أَحْمد بن مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي رِسَالَة فِيمَا بعد الطبيعة رِسَالَة أسرار تقدمة الْمعرفَة رِسَالَة فِي الأخلاط رِسَالَة فِي تقدمة الْخبز رِسَالَة فِي تقدمة الْأَخْبَار رِسَالَة فِي الِاسْتِدْلَال بالأشخاص السماوية رِسَالَة أَنْوَاع الْجَوَاهِر والأشياء رِسَالَة فِي الْجَوَاهِر ومعادنها رِسَالَة فِي تلويح رِسَالَة فِيمَا يصْبغ فَيعْطى لونا رِسَالَة فِي أَنْوَاع الْحَدِيد رِسَالَة إِلَى أَحْمد بن المعتصم فِي [440] فِيمَا يطْرَح على السيوف فَلَا تنكل وتسلم ورسالة الطَّائِر الْإِنْسِي رِسَالَة فِي تمويح الْحمام رِسَالَة فِي الطرح على الْبيض رِسَالَة فِي أَنْوَاع النّخل وكرائمه رِسَالَة فِي عمل القمقم الصياح رِسَالَة فِي الْعطر وأنواعه رِسَالَة فِي كيمياء الْعطر رِسَالَة فِي الأسماه المعماة رِسَالَة فِي خدع الكيمائيين رِسَالَة فِي الأثرين المحسوسين فِي المَاء رِسَالَة فِي الْمَدّ والجزر رِسَالَة فِي أَرْكَان الْحِيَل رسَالَته الْكُبْرَى فِي الأجرام الفائصة فِي المَاء رِسَالَة فِي الأجرام الهابطة رسائل فِي عمل المرايا المحرقة رِسَالَة فِي شعار الْمَرْأَة رِسَالَة فِي اللَّفْظ وَهِي ثَلَاثَة أَجزَاء رِسَالَة فِي الحشرات بصور عطاردي رِسَالَة فِي جَوَاب أَرْبَعَة عشر مَسْأَلَة طبيعية رِسَالَة جَوَاب ثَلَاث مسَائِل رِسَالَة فِي فَضِيلَة المتفلسف بِالسُّكُوتِ رِسَالَة فِي عِلّة الرَّعْد والبرق وَالصَّوَاعِق والثلج وَالْبرد والمطر رِسَالَة فِي بطلَان عمل الذَّهَب والفضلة الخدائع الَّتِي فيهمَا رِسَالَة فِي الْإِبَانَة أَن الِاخْتِلَاف الَّذِي فِي الْأَشْخَاص لَيْسَ عِلّة الكيفيات الأول كَمَا هِيَ عِلّة ذَلِك فِي الَّتِي تَحت الْكَوْن وَالْفساد وَلنْ عِلّة ذَلِك حِكْمَة مبدع الْكل رِسَالَة فِي قلع الْآثَار من الثِّيَاب رِسَالَة إِلَى يوحنا بن ماسويه فِي النَّفس وأفعالها رِسَالَة فِي ذَات التسعين رِسَالَة فِي علم الْحَواس رِسَالَة فِي وصف البلاغة رِسَالَة [441] فِي قدر الْمَنْفَعَة بِأَحْكَام النُّجُوم كَلَام فِي الْمُبْدع الأول رِسَالَة فِي الْأَحْبَار وإبليق رِسَالَة رموز الفلاسفة فِي المجسمات رِسَالَة فِي عناصر

الْأَحْيَاء كتاب فِي الْجَوَاهِر الْخَمْسَة رِسَالَة إِلَى أَحْمد بن المعتصم فِي تَحْرِير إِجَابَة الدُّعَاء رِسَالَة فِي الْفلك والنجوم وَلم قسمت دَائِرَة ملك البروج اثْنَي عشر قسما وَفِي تَسْمِيَة السُّعُود والنخوس وبيوتها وإشرافها وحدودها بالبرهان الهندسي الظَّاهِر [442] رِسَالَة إِلَى الْمَأْمُون فِي الْعلَّة والمعلول اخْتِصَار كتاب الساغوجي مسَائِل كَثِيرَة فِي الْمنطق وحدود الفلسفة كتاب فِي الْمدْخل المنطقي بِاسْتِيفَاء القَوْل فِيهِ كتاب الْمدْخل المنطقي مُخْتَصر رِسَالَة فِي المقولات الْعشْر رِسَالَة فِي الْأَيَّام عَن قَول بطليموس أَو كتاب المجسطي عَن قَول أرسطو فِي أنالوطيقا رِسَالَة فِي الاحتراس من خدع السوفسطائية رِسَالَة الْبُرْهَان المنطقي رِسَالَة فِي سمع الكيان رِسَالَة فِي عمل آلَة مخرجة الْجَوَامِع رِسَالَة فِي الْمدْخل الأرثماطيقي رِسَالَة إِلَى أَحْمد بن المعتصم فِي كَيْفيَّة اسْتِعْمَال الْحساب الْهِنْدِيّ رِسَالَة الْإِبَانَة عَن الْأَعْدَاد الَّتِي ذكرهَا أفلاطون رِسَالَة فِي تأليف الْأَعْدَاد رِسَالَة فِي التَّوْحِيد رِسَالَة فِي اسْتِخْرَاج الخبأ وَالضَّمِير رِسَالَة فِي الزّجر والفأل رِسَالَة فِي الخطوط وَالضَّرْب رِسَالَة فِي الكمية المضافة رِسَالَة فِي الْخلق بِالنّسَبِ والزمامة رِسَالَة فِي الْحِيَل العددية رِسَالَة فِي أَن الْعَالم وكل مَا فِيهِ كري الشكل رِسَالَة فِي أَنه لَيْسَ شَرّ من العناصر الأولى والجرم الْأَقْصَى غير كري رِسَالَة فِي أَن الكرة أعظم الأشكال الجرمية والدائرة أعظم من جَمِيع الأشكال رِسَالَة فِي الكريات رِسَالَة فِي عمل السمت على كرة رِسَالَة فِي أَن سطح المَاء الْبَحْر كري رِسَالَة فِي تسطح الكرة رِسَالَة فِي عمل الحلولك رسَالَته الْكُبْرَى فِي التَّأْلِيف رسَالَته فِي تَرْتِيب النغم رِسَالَة فِي الْمدْخل إِلَى الموسيقى رِسَالَة فِي الْإِيقَاع رِسَالَة فِي خبر صناعَة الشُّعَرَاء رِسَالَة فِي الْأَخْبَار عَن صناعَة الموسيقى مُخْتَصر الموسيقى رِسَالَة فِي أَجزَاء الموسيقى رِسَالَة أَن رُؤْيَة الْهلَال لَا تضبط بل هِيَ بالتقريب رِسَالَة فِي أَحْوَال الْكَوَاكِب رِسَالَة فِي أجوبة أبي معشر رِسَالَة فِي الْفَصْلَيْنِ رِسَالَة فِيمَا ينْسب إِلَيْهِ كل بلد رِسَالَة

فِي صور المواليد رِسَالَة فِي أَعمار النَّاس رِسَالَة فِي تَصْحِيح عمل نمو ذرات المواليد رِسَالَة فِي عِلّة رُجُوع الْكَوَاكِب رِسَالَة فِي الشعاعات رِسَالَة فِي علل الأوضاع النجومية [443] رِسَالَة فِي علل أَحْدَاث الجو رِسَالَة فِي كَون بعض الْأَمَاكِن لَا تمطر رِسَالَة إِلَى زرنب تِلْمِيذه فِي أسرار النجامية رِسَالَة فِي حالات الشَّمْس وَالْقَمَر رِسَالَة فِي الِاعْتِذَار عَن كَامِل السن الطبيعي رِسَالَة فِي الخمرات رِسَالَة فِي النُّجُوم رِسَالَة فِي أغراض كتاب إقليدس رِسَالَة فِي إصْلَاح إقليدس رِسَالَة فِي اخْتِلَاف المناظر رِسَالَة فِي شكل المتوسطين رِسَالَة فِي تقريب وتر الدائرة رِسَالَة فِي تقريب وتر التسع رِسَالَة فِي تَقْسِيم المثلث والمربع رِسَالَة فِي عمل دَائِرَة مُسَاوِيَة لسطح الأسطوانه رِسَالَة فِي شروق الْكَوَاكِب وغروبها فِي الهندسة رِسَالَة فِي قسْمَة الدائرة ثَلَاثَة أَقسَام رِسَالَة فِي إصْلَاح الرَّابِعَة عشر وَالْخَامِسَة عشر من إقليدس رِسَالَة الْبَرَاهِين المساحية رِسَالَة فِي تَصْحِيح قَول استقلاوس فِي الْمطَالع رِسَالَة فِي اخْتِلَاف مناظر الْمرْآة رِسَالَة فِي صَنْعَة إسطرلاب بالهندسة رِسَالَة فِي اسْتِخْرَاج خطّ نصف النَّهَار رِسَالَة فِي عمل الرخامة بالهندسة رِسَالَة فِي عمل السَّاعَات رِسَالَة فِي اسْتِخْرَاج السَّاعَات رِسَالَة فِي السوانح مسَائِل فِي مساحات الْأَنْهَار رِسَالَة فِي النّسَب الزمانية رِسَالَة فِي كَلَام فِي المرايا المحرقة رِسَالَة فِي امْتنَاع وجود مساحة الْفلك الْأَقْصَى رِسَالَة فِي طبيعة الْفلك مُخَالفَة للعناصر رِسَالَة فِي ظاهريات الْفلك رِسَالَة فِي الْعلم الْأَقْصَى رِسَالَة فِي سُجُود الْحرم الْأَقْصَى لبارئه رسائل فِي مَوْضُوعَات الْفلك رِسَالَة فِي الصُّور رِسَالَة فِي أَنه لَا يُمكن أَن يكون جرم الْعَالم بِلَا نِهَايَة رِسَالَة فِي المناظر الفلكية رِسَالَة فِي صناعَة بطليموس رِسَالَة فِي تناهي جرم الْعَالم رِسَالَة فِي كَون الْفلك واللون اللاذوردي اللَّازِم لَهُ رِسَالَة فِي مَاهِيَّة الجرم الْحَامِل بطباعة الألوان من العناصر وَسَائِل الأضواء والظلام رِسَالَة فِي تركيب الأفلاك رِسَالَة فِي

الأجرام الهابطة فِي الْعُلُوّ وَسبق بَعْضهَا لبَعض رِسَالَة فِي الْعَمَل بالآلة الجامعة رِسَالَة فِي الطِّبّ البقراطي رِسَالَة فِي الْغذَاء والدواء المهلك [344] 74 - ابْن القف يَعْقُوب بن إِسْحَاق الْحَكِيم أَمِين الدولة أَبُو الْفرج ابْن القف من نَصَارَى الكرك ولد بالكرك سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة لَازم ابْن أبي أصيبعة الطَّبِيب لِأَن وَالِده الْمُوفق إِسْحَاق كَانَ صَاحبه فِي أَيَّام النَّاصِر صَاحب الشَّام لما كَانَ كَاتبا بصرخد وَحفظ عَلَيْهِ الْكتب الأولى مسَائِل حنين والفصول وتقدمة الْمعرفَة ثمَّ إِن أَبَاهُ انْتقل بِهِ إِلَى دمشق وَقَرَأَ يَعْقُوب على الشَّيْخ شمس الدّين الخسروشاهي وعَلى عَلَاء الدّين حسن الضَّرِير وعَلى نجم الدّين ابْن المنفاخ وعَلى الْمُوفق يَعْقُوب السامري وَقَرَأَ إقليدس على الْمُؤَيد العرضي

وخدم يَعْقُوب الْمَذْكُور فِي عجلون طَبِيبا وَأقَام بقلعتها سِنِين ثمَّ عَاد إِلَى دمشق قلعة دمشق وَله من الْكتب الشافي فِي الطِّبّ أَربع مجلدات شرح الكليات فِي سِتّ مجلدات شرح الْفُصُول لأبقراط مجلدان جَامع الْعرض حَوَاشِي على بالب القانون شرح الإشارات مسودة وَلم يتم المباحث المغربية مسودة لم يتم مقَالَة فِي حفظ الصِّحَّة كتاب الْعُمْدَة فِي صناعَة الْجراح عشرُون مقَالَة عشرَة علم وَعشرَة عمل جمع فِيهِ جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الجرايحي بِحَيْثُ أَنه لَا ينظر مَعَه فِي غَيره من الْكتب وَلما مَاتَ رثاه الْحَكِيم سيف الدّين أَبُو بكر المنجم بقصيدة أَولهَا (يَا مأتما قد أَتَى بِالْوَيْلِ وَالْحَرب ... رميت ركن الحجى وَالْمجد والعطب) (شلت يداك لقد أصميت أَي فَتى ... رحب الذراعين ريانا من الْأَدَب) [445] (أيتمت طلاب علم الطِّبّ قاطبة ... وعوضوا عَنْك بالأفعال والتعب) (حق علينا بِأَن نفديك أَنْفُسنَا ... لَو كَانَ ذَاك لبادرناك بِالطَّلَبِ) (أبعد درسك يَا ابْن القف تنفعنا ... أَقْوَال قوم عَن التَّحْقِيق فِي حجب) 75 - الْوَزير بن كلس يَعْقُوب بن كلس بِكَسْر الْكَاف وَتَشْديد اللَّام وَبعدهَا سين مُهْملَة وَزِير الْعَزِيز نزار بن الْمعز وَقد تقدّمت تَرْجَمته فِي حرف النُّون

وَأما يَعْقُوب هَذَا فَهُوَ الْوَزير يَعْقُوب بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن هَارُون بن دَاوُد بن كلس كَانَ يَعْقُوب أَولا يَهُودِيّا يزْعم أَنه من ولد هَارُون بن عمرَان وَقيل كَانَ يزْعم أَنه من ولد السموءل بن عادياء الْيَهُودِيّ وَكَانَ قد ولد بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَتعلم الْكِتَابَة والحساب وسافر بِهِ أَبوهُ بعد ذَاك إِلَى الشَّام وأنفذه إِلَى مصر سنة إِحْدَى وثلاثمائة فَانْقَطع إِلَى بعض خَواص كافور الإخشيدي فَجعله كافور على عمان من ثمَّ لَازم بَاب دَاره فَرَأى مِنْهُ كافور نجابة وشهامة وصيانة ونزاهة وَحسن إِدْرَاك عَلَيْهِ فاستحضه وَأَجْلسهُ فِي ديوانه الْخَاص وَكَانَ يقف بَين يَدَيْهِ ويخدم ويستوفي أَعمال والحسبانات وَيدخل يَده فِي كل شَيْء وَلم يزل أمره يزِيد إِلَى أَن صَار الْحجاب والأشراف يقومُونَ وَأرْسل لَهُ كافور شَيْئا فَرده إِلَيْهِ وَأخذ مِنْهُ الْقُوت خَاصَّة وَتقدم كافور إِلَى سَائِر الدَّوَاوِين وَلَا يمْضِي دِينَار وَلَا دِرْهَم إِلَّا بتوقيعه وَكَانَ بير النَّاس وَيعلم من الْقَلِيل الَّذِي يَأْخُذهُ كل وَهُوَ على دينه ثمَّ إِنَّه أسلم يَوْم الِاثْنَيْنِ لثماني عشرَة لَيْلَة حلت من شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة وَلزِمَ الصَّلَاة ودراسة الْقُرْآن ورتب لنَفسِهِ شَيخا عَارِفًا بِالْقُرْآنِ والنحو حَافِظًا السيرافي وَكَانَ يبيت عِنْده وَيُصلي بِهِ وَيقْرَأ

عَلَيْهِ وَلم يزل حَاله يُسمى عِنْد كافور إِلَى أَن توفّي كافور وَكَانَ الْوَزير أَبُو الْفضل جَعْفَر بن الْفُرَات يحسده ويعاديه فَلَمَّا مَاتَ كافور قبض ابْن الْفُرَات على [447] جَمِيع الْكتاب وَأَصْحَاب الدَّوَاوِين وَقبض على ابْن كلس فَلم يزل ابْن كلس يبْذل الْأَمْوَال إِلَى أَن أفرج عَنهُ ثمَّ إِنَّه اقْترض من أَخِيه وَغَيره مَالا وتجمل بِهِ وَصَارَ إِلَى الغرب مستخفيا فلقي الْقَائِد جَوْهَر فَرجع مَعَه إِلَى مصر وَلم يزل يترقى إِلَى أَن ولي الوزارة للعزيز مُرَاد بن الْمعز وعظمت رتبته عِنْده وَأَقْبَلت الدُّنْيَا عَلَيْهِ ولازم النَّاس بَابه ومهد قَوَاعِد الدولة وساس أمورها أحسن سياسة وَلم يبْق لأحد مَعَه كَلَام وَكَانَ فِي أَيَّام الْمعز يتَصَرَّف فِي الديوانية وَتَوَلَّى وزارة الْعَزِيز يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَهُوَ أول من وزر بِمصْر للدولة الفاطمية وَكَانَ قد رتب لنَفسِهِ مَجْلِسا فِي كل وَيقْرَأ فِيهِ بِنَفسِهِ مصنفاته على النَّاس ويحضره الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء والنحاة وَجَمِيع أهل الْفَضَائِل وأعيان الْعُدُول وَغَيرهم من أَعْيَان الدولة ووجوهها وَأَصْحَاب الحَدِيث وَإِذا فرغ من مَجْلِسه قَامَ الشُّعَرَاء ينشدون المدائح وَكَانَ فِي دَاره قوم يَكْتُبُونَ الْقُرْآن وَقوم يَكْتُبُونَ الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأَدب حَتَّى الطِّبّ ويعارضون ويكتبون الْمَصَاحِف وينقطونها وَكَانَ من جملَة جُلَسَائِهِ الْحُسَيْن بن عبد الرَّحِيم الزلاف مُصَنف كتاب الأسجاع ورتب فِي دَاره الْقُرَّاء وَالْأَئِمَّة يصلونَ فِي مَسْجِد بداره فِي دَاره المطابخ لنَفسِهِ ولجلسائه ومطابخ لِغِلْمَانِهِ وحاشيته وَكَانَ ينصب كل يَوْم خوانًا لخاصيته من أهل الْعلم وَالْكتاب وخواص أَتْبَاعه مِمَّن يستدعيه وَينصب [448] هُوَ يَأْكُل عَلَيْهَا الْحجاب وَبَقِيَّة الْكتاب والحاشية وَوضع فِي دَاره ميضأة للطهور وَفِيه بيُوت

تخْتَص بِمن يدْخل دَاره من الغرباء وَكَانَ يجلس كل يَوْم عقيب صَلَاة الصُّبْح وَيدخل إِلَيْهِ النَّاس فِي الْحَوَائِج والظلامات وَقرر عِنْد الْعَزِيز جمَاعَة جعلهم قوادا يركبون بالمواكب وَالْعَبِيد وَلَا يُخَاطب وَاحِد مِنْهُم إِلَّا بالقائد وَمن جُمْلَتهمْ الْقَائِد أَبُو الْفتُوح فضل بن صَالح الَّذِي تنْسب لَهُ منية الْقَائِد فضل ثمَّ إِنَّه شرع فِي تحصين دَاره ودور غلمانه دروب والحرس وَالسِّلَاح وَالْعدَد وعمرت ناحيته بالأسواق وأصناف مَا يُبَاع من الْأَمْتِعَة والمطعم والمشروب وَيُقَال إِن دَاره كَانَت بِالْقَاهِرَةِ فِي مَوضِع مدرسة الْوَزير صفي الدّين بن شكر وَإِن الحارة الْمَعْرُوفَة بالوزيرية منسوبة إِلَى أَصْحَابه وَكَانَ الْوَزير ابْن الْفُرَات يَغْدُو إِلَيْهِ وَيروح ويعرض عَلَيْهِ محاسبات الْقَوْم الَّذين يحاسبهم ويعول علهم وَيجْلس مَعَه وَرُبمَا حَبسه لمواكلته فيأكل مَعَه وَقد جرى مِنْهُ عَلَيْهِ مَا جرى وَكَانَت هيبته وافرة وجوده كثيرا وَأكْثر الشُّعَرَاء من مدائحه وَأكْثر أمداح الشَّاعِر أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَنْطَاكِي الْمَعْرُوف بِأبي الرقعمق فِيهِ وصنف الْوَزير كتابا فِي الْفِقْه مِمَّا سَمعه من الْمعز وَولده الْعَزِيز وَجلسَ فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة مَجْلِسا حَضَره الْخَاص وَالْعَام وَقَرَأَ الْكتاب فِيهِ وَحضر الْوَزير ابْن الْفُرَات وَجلسَ للجامع الْعَتِيق جمَاعَة يفتون النَّاس فِي هَذَا الْكتاب [449] وَكَانَت لَهُ طيور فائقة من الْحمام يسابق بهَا ولمخدومه الْعَزِيز أَيْضا طيور فائقة فتسابقا يَوْمًا فسبقت طيور الْوَزير فعز ذَلِك عَلَيْهِ وَوجد الحساد لَهُ مطعنا عَلَيْهِ فَقَالُوا للعزيز إِنَّه قد اخْتَار من كل صنف أجوده وَأَعلاهُ وَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا أدناه فاتصل ذَلِك بالوزير فَكتب إِلَى الْعَزِيز

(قل لأمير الْمُؤمنِينَ الَّذِي ... لَهُ العلى وَالنّسب الثاقب) (طائرك السَّابِق لكنه ... جاؤوا فِي خدمته حَاجِب) فأعجبه ذَلِك وسرى عَنهُ وَقيل إِن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لوَلِيّ الدولة أَحْمد بن عَليّ بن خير الدّين الْكَاتِب الْمصْرِيّ وَقيل إِن سَبَب حظوة ابْن كلس عِنْد كافور أَن يَهُودِيّا قَالَ لَهُ إِن فِي دَار أبي الْبكْرِيّ بالرملة ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فَكتب ابْن كلس إِلَى كافور يَقُول لَهُ إِن فِي دَار ابْن الْبكْرِيّ عشْرين ألف دِينَار مدفونة فِي مَوضِع أعرفهُ وَأَنا أخرج أحملها إِلَيْك فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وأنفذ مَعَه البغال لحملها وَورد الْخَبَر بِمَوْت بكير بن هاروان التَّاجِر فَجعل إِلَيْهِ النّظر فِي تركته وَاتفقَ موت يَهُودِيّ بالغرماء وَمَعَهُ أحمال كتَّان فَأَخذهَا وَفتحهَا فَوجدَ فِيهَا عشْرين ألف دِينَار فَكتب إِلَى كافور بذلك فتبرك بِهِ فَكتب إِلَيْهِ بحملها فَبَاعَ الْكَتَّان وَحمل الْجَمِيع وَسَار إِلَى الرملة وفتحالدار الْمَذْكُورَة وَأخرج المَال وَكتب للكافور وَعرفت الْأُسْتَاذ أَنَّهَا عشرُون فَوَجَدتهَا ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فازدادت مكانته عِنْده [450] بالثقة وَنظر فِي تَرِكَة بن هاروان واستقصى فِيهَا وَحمل مِنْهَا مَالا كثيرا فَأرْسل إِلَيْهِ كافور صلَة كَبِيرَة فَأخذ مِنْهَا ألف دِرْهَم ورد الْبَاقِي ثمَّ إِن الْعَزِيز اعتقله فِي الْقصر سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة فَأَقَامَ فِي الْقصر معتقلا شهورا ثمَّ أطلقهُ فِي سنة أَربع وَسبعين ورده إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَوجدت رقْعَة فِي دَاره فِي سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة وَهِي السّنة الَّتِي توفّي

فِيهَا وفيهَا مَكْتُوب (احْذَرُوا من حوادث الْأَزْمَان ... وتوقوا طوارق الْحدثَان) (قد أمنتم من الزَّمَان ونمتم ... رب خوف مكمن فِي أَمَان) فَلَمَّا قَرَأَهَا قَالَ لَا حول وَلَا قوَّة إلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم واجتهد على أَن يعرف كاتبها فَلم يقدر على ذَلِك وَلما اعتل علته الَّتِي مَاتَ فِيهَا آخر السّنة ركب إِلَيْهِ الْعَزِيز عَائِدًا وَقَالَ لَهُ وددت أَنَّك تبَاع فأبتاعك بملكي أَو تفدى فأفديك بولدي فَهَل من حَاجَة توصي بهَا يَا يَعْقُوب فَبكى وَقبل يَده فَقَالَ أما فِي مَا يخصني فَأَنت أرعى لحقي من أَن استرعيك إِيَّاه أَو أوصيك على مَا أخلفه وَلَكِنِّي أنصح لَك فِيمَا يتَعَلَّق بدولتك سَالم الرّوم أَو سالموك واقنع من الحمدانية بالدعوة وَالسِّكَّة وَلَا تبْق على مفرح بن دَغْفَل بن جراح إِن عرضت عَلَيْك فِيهِ فرْصَة وَمَات فَأمر الْعَزِيز أَن يدْفن بداره الْمَعْرُوفَة بدار الوزارة بِالْقَاهِرَةِ دَاخل بَاب [451] النَّصْر فِي قبَّة كَانَ بناها وَصلى عَلَيْهِ وألحده بِيَدِهِ فِي قَبره وَانْصَرف حَزينًا لفقده وَأمر بغلق الدَّوَاوِين أَيَّامًا بعده وَكَانَ إقطاعه من الْعَزِيز فِي كل سنة مائَة ألف دِرْهَم وَوجد لَهُ من العبيد والمماليك أَرْبَعَة آلَاف غُلَام وَوجد لَهُ جَوَاهِر بأَرْبعَة آلَاف ألف دِينَار وبز من كل صنف بِخمْس مائَة ألف دِينَار وَكَانَ عَلَيْهِ للتجار سِتَّة عشر ألف دِينَار فقضاها عَنهُ الْعَزِيز من بَيت المَال وَفرقت على قَبره وَتُوفِّي فِي صباح الِاثْنَيْنِ لخمس خلون من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة وَلما عَاد الْعَزِيز من قَبره ركب البغلة بِغَيْر مظلة وَقيل إِنَّه كَفنه وحنطه بِمَا مبلغه عشرَة آلَاف دِينَار وَغدا الشُّعَرَاء على قَبره ورثاه مائَة

شَاعِر وَأخذت قصائدهم وأجيزوا ومولده سنة ثَمَان عشرَة وثلاثمائة بِبَغْدَاد [452] 76 - الْمدنِي يَعْقُوب بن عتبَة بن الْمُغيرَة بن الْأَخْنَس بن شريق الْمدنِي الثَّقَفِيّ روى عَن عُرْوَة بن الزبير وَسليمَان بن سيار وَعمر بن عبد الْعَزِيز وَعِكْرِمَة وَالزهْرِيّ وثقة ابْن سعد وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة روى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه [453] 77 - الْقَارِي يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي الْمدنِي الزُّهْرِيّ حليفهم وَهُوَ ثِقَة عَالم توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ [454] 78 - الصاحب ابْن الزبير يَعْقُوب بن عبد الرفيع بن زيد بن مَالك الصاحب زين الدّين الْأَسدي الزبيرِي من ولد عبد الله بن الزبير ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة

كَانَ إِمَامًا فَاضلا ممدحا كثير الرِّئَاسَة وزر للمظفر قطز ثمَّ للْملك الظَّاهِر أول دولته ثمَّ إِنَّه عزل بِابْن جني فَلَزِمَ بَيته قيل إِن المظفر قطز لما تولى الْملك قيل لَهُ يَنْبَغِي أَن يكون وزيرك يعرف اللُّغَة التركية ليفهم عَنْك مرادك فولى الصاحب زين الدّين هَذَا وَلما ولي الْملك الظَّاهِر قيل لَهُ مَا نبغي أَن يكون الْوَزير يعرف بِاللِّسَانِ التركي لِئَلَّا يفهم مَا تخاطب بِهِ مماليكك وخواصك فعزل ابْن الزبير وَولى ابْن جني الْمَذْكُور كتب إِلَيْهِ يَوْمًا أَخُوهُ القَاضِي فَخر الدّين إِسْمَاعِيل يلومه على الْإِسْرَاف فِي مَاله أبياتا وَهِي (أرى المَال محبوبا إِلَى النَّاس كلهم ... وَمَا كَانَ محبوبا فَكيف نفارقه) (هُوَ الصاحب المرجو فِي كل أزمة ... إِذا مَا الْفَتى اشتدت عَلَيْهِ ضوائقه) (وَفِي الْقَصْد رفق بالفتى لَو أَرَادَهُ ... وَلكنهَا تأبى عَلَيْهِ خلائقه) فَأجَاب الصاحب زين الدّين بديها (أَلا إِنَّمَا المَال المحبب للورى ... كزورة طيف عاود الطّرف طارقه) (فَمَا أظلمت يَوْمًا بِمَا أَنْت منفق ... مغاربه إِلَّا أَضَاءَت مشارقه) [455] وَهِي لِابْنِ زهر المغربي

(هَل ينفع الوجد أَو يُفِيد ... أَو هَل على من بَكَى جنَاح) (يَا شقة الْقلب غبت عني ... فالليل عِنْدِي بِلَا صباح) [456] 79 - الْمُقْرِئ يَعْقُوب بن يُوسُف بن عمر بن الْحُسَيْن بن المعمر أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء المجودين الضابطين وَكَانَ الله تَعَالَى قد يسر عَلَيْهِ التِّلَاوَة حَتَّى إِنَّه كَانَ إِذا ركع رَكْعَتي تَحِيَّة الْمَسْجِد قَرَأَ فيهمَا سبعا من الْقُرْآن أسْرع من قِرَاءَة غَيره جُزْءا وَاحِدًا قَرَأَ بالروايات على الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الدباس وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن المزروقي وَمُحَمّد بن خضر خطيب المحدل وَغَيرهم وَسمع الْكثير من ابْن الْحصين وَابْن كادش وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء وَأحمد بن عَليّ بن المجلي وَغَيرهم

وَحدث بالكثير وأقرأ كثيرا من النَّاس قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ صَدُوقًا تغير وَاخْتَلَطَ فِي سنة سِتّ وثماني وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة رَحمَه الله تَعَالَى [457] 80 - الجندي يَعْقُوب بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَبُو يُوسُف الْبَلْخِي الجندي كَانَ أَبوهُ يلقب بشيرين لفصاحته وحلاوة منْطقَة توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَالَ بعض المؤرخين فِيهِ خرج من دياره جندي الْقَبَائِل ثمَّ عَاد إِلَيْهَا نجدي الْفَضَائِل كَانَ لَهُ نظم ونثر وَمن شعره يمدح بهَا الْملك خوارزم شاه (فدونكها نجدية ثقفية تأنق ... فِي تنقيفها فطنة الجندي) (وَمَا ضرني أَن كَانَ فِي نجد مولدِي ... فعظمي من جند ونظمي من نجد) [458] 81 - الْحَافِظ الْفَسَوِي يَعْقُوب بن سُفْيَان بن جوان الْحَافِظ الْكَبِير الْفَسَوِي الْفَارِسِي صَاحب التَّارِيخ والمشيخة طوف الأقاليم وَسمع مَا لَا يُوصف كَثْرَة روى عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ لَا بَأْس بِهِ وَكَانَ يتشيع وَيتَكَلَّم فِي عُثْمَان

قَالَ كنت أَكثر النّسخ فِي اللَّيْل وَقلت نفقتي فَجعلت أستعجل فنسخت لَيْلَة حَتَّى تصرم اللَّيْل فَنزل المَاء فِي عَيْني فَلم أبْصر السراج فَبَكَيْت على انقطاعي وعَلى مَا يفوتني من طلب الْعلم فَاشْتَدَّ بُكَائِي فَنمت فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فناداني يَا يَعْقُوب بن سُفْيَان لم بَكَيْت فَقلت يَا رَسُول الله ذهب بَصرِي فتحسرت على مَا فَاتَنِي من كتب سنتك وعَلى الِانْقِطَاع عَن بلدي فَقَالَ ادن مني فدنوت مِنْهُ فَأمر يَده على عَيْني كَأَنَّهُ يقْرَأ عَلَيْهِمَا ثمَّ استيقظت فَأَبْصَرت وَأخذت بنسخي وَقَعَدت أكتب فِي السراج وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ والمائتين الطَّبِيب النَّصْرَانِي الْمَقْدِسِي بالقدس فِي الحطيئة [459] 82 - الخازن الشَّافِعِي يَعْقُوب بن سُلَيْمَان بن دَاوُد أَبُو يُوسُف الخازن الإسفرائيني الْعرَاق وَالشَّام وَسكن بَغْدَاد وتفقه على القَاضِي أبي الطّيب الطَّبَرِيّ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي طَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن

غيلَان الْبَزَّاز وَعلي بن أَحْمد بن عَليّ بن الْأَزْرَق السُّوسِي وَعبد الْعَزِيز بن عَليّ الْأَزجيّ وَحدث بِكِتَاب السّنَن لأبي عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ عَن القَاضِي أبي نصر أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الكسار وَبِغَيْرِهِ وَكَانَ خَازِن الْكتب بالنظامية وَهُوَ فَقِيه فَاضل حسن الْمعرفَة بالأصول على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَله معرفَة بالأدب وَكَانَ يكْتب خطا جيدا وصنف كتاب المستظهري فِي الْإِمَامَة وشرائط الْخلَافَة وَبَعض السّير العادلة وَأورد فِيهِ أَشْيَاء من الْفِقْه وَالْأُصُول وسير الْخُلَفَاء وَكتاب محَاسِن الْآدَاب فِي بَدَائِع الْأَخْبَار وروائع الْأَشْعَار وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن شعره (إِن الَّذِي قسم الْمَعيشَة فِي الورى ... قد خصني بالسير فِي الْآفَاق) (مُتَرَدّد لَا أستريح من العنا ... فِي كل يَوْم أبتلى بِفِرَاق)

وَمِنْه (ألم بِنَا وَهنا فَقَالَ سَلام ... خيال لسلمى والرفاق نيام) (ألم وَفِي أجفان عَيْني وصارمي ... غراران نوم غَالب وحسام) (أجيراننا بالخيف سقاكم الحيا ... مراضع در مَا لَهُنَّ فطام) (ظعنتم فسلمتم إِلَى الوجد مهجتي ... كَأَن قُلُوب الظاعنين سَلام) [460] 83 - الْمَنْصُور المراكشي يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ الملقب بالمنصور أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو يُوسُف الْقَيْسِي المراكشي سُلْطَان الْمغرب أمه أم ولد ملك وعمره اثْنَان وَثَلَاثُونَ سنة عمر بمراكش بيمارستان غَرِيبا أجْرى فِيهِ مياها كَثِيرَة وغرس فِيهِ من جَمِيع الْأَشْجَار وزخرفه وَأمر لَهُ فِي كل يَوْم ثَلَاثِينَ دِينَارا للأدوية وَكَانَ يعود المرضى فِيهِ فِي كل جُمُعَة وَكتب إِلَيْهِ صَلَاح الدّين بن أَيُّوب يستنجده على الفرنج وخاطبه بأمير الْمُسلمين وَلم يخاطبه بأمير الْمُؤمنِينَ فَلم يجبهُ إِلَى مَا طلب وَوَقع بَين الْمَنْصُور هَذَا وَبَين الأدفونش ملحمة هائلة قل أَن وَقع مثلهَا قتل فِيهَا من الفرنج مئة ألف وَسِتَّة وَأَرْبَعُونَ ألف نفس وَقتل من الْمُسلمين نَحْو من عشْرين ألف نفس وَحمل من دروعهم لبيت المَال سِتُّونَ

ألف درع وَأما الدَّوَابّ فَلم يحص عَددهَا وَكَانَ قد أَمر أَن لَا يُفْتى بِفُرُوع الْفِقْه وَأَن لَا يُفْتى إِلَّا بِالْكتاب وَالسّنة وَأَن تجتهد الْفُقَهَاء على طَريقَة أهل الظَّاهِر وَإِلَيْهِ تنْسب الدَّنَانِير اليعقوبية وَأمر بِقِرَاءَة الْبَسْمَلَة فِي أول الْفَاتِحَة فِي الصَّلَوَات وَأرْسل بذلك إِلَى سَائِر بِلَاد الْمُسلمين فَأجَاب قوم وَامْتنع آخَرُونَ وَكَانَ يشدد على الرّعية بِإِقَامَة الصَّلَوَات الْخمس ويعاقب على تَركهَا وَيَأْمُر بالنداء فِي الْأَسْوَاق بالمبادرة إِلَيْهَا فَمن غفل عَنْهَا أَو اشْتغل عَنْهَا بمعيشة عزره تعزيرا بليغا وَقتل فِي بعض الأحيان على شرب الْخمر وَقتل الْعمَّال الَّذين تَشْكُو الرّعية مِنْهُم وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وصل إِلَيْنَا جمَاعَة من مَشَايِخ الْمغرب وهم على تِلْكَ الطَّرِيق مثل أبي الْخطاب ابْن دحْيَة وأخيه أبي عَمْرو ومحيي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ نزيل دمشق [463] وَكَانَ محبا للْعُلَمَاء محسنا إِلَيْهِم مقربا لَهُم وللأدباء مصغيا إِلَى المديح مثيبا عَلَيْهِ

وَله ألف أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد السَّلَام الجراوي صفوة الْأَدَب وديوان الْعَرَب فِي مُخْتَار الشّعْر وَمن شعراء دولته أَبُو بكر يحيى بن عبد الْجَلِيل بن مجير الأندلسي وَقد تقدم ذكره فِي مَكَانَهُ وَدخل عَلَيْهِ الأديب أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الكاغي الْأسود الشَّاعِر فأنشده (أَزَال حجابه عني ودعيني ... ترَاهُ من المهابة فِي حجاب) (وقربني بِفضل مِنْهُ لَكِن ... بَعدت مهابة عِنْد اقترابي) وَكَانَ يَعْقُوب هَذَا صافي السمرَة جدا إِلَى الطول هُوَ جميل الْوَجْه أعين شَدِيد الْكحل ضخم الْأَعْضَاء جَهورِي الصَّوْت جذل الْأَلْفَاظ أصدق النَّاس لهجة وَأَحْسَنهمْ حَدِيثا وَأَكْثَرهم إِصَابَة بِالظَّنِّ مجربا للأمور ولي وزارة أَبِيه فبحث عَن الْأَحْوَال بحثا شافيا وطالع مَقَاصِد الْعمَّال والولاة وَغَيرهم مطالعة أفادته معرفَة بجزئيات الْأُمُور وَلما مَاتَ أَبوهُ اجْتمع رَأْي أَشْيَاخ الْمُوَحِّدين وَبني عبد الْمُؤمن على تقدمته فَبَايعُوهُ وعقدوا لَهُ الْبيعَة وَدعوهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ كأبيه وجد ولقبوه الْمَنْصُور فَقَامَ بِالْأَمر أحسن قيام وَهُوَ الَّذِي أظهر أبهة ملكهم وَرفع راية الْجِهَاد وَنصب ميزانالعدل وَأقَام الْحُدُود حَتَّى على أَهله وعشيرته [464]

وَخرج عَلَيْهِ عَليّ بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن عَليّ بن غانة الملثم من جَزِيرَة ميورقة فِي شبعان سنة ثَمَانِينَ وَملك بجاية وَمَا حولهَا فَجهز إِلَيْهِ الْمَنْصُور يَعْقُوب عشْرين ألف فَارس وأسطولا فِي النَّهر ثمَّ خرج بِنَفسِهِ فِي أول ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فاستعاد مَا أَخذ من الْبِلَاد ثمَّ عَاد إِلَى مراكش سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بلغه أَن الفرنج ملكوا مَدِينَة شلب وَهِي فِي غرب جَزِيرَة الأندلس فتجهز إِلَيْهَا بِنَفسِهِ وحاصرها وَأَخذهَا وأنفذ فِي الْوَقْت جَيْشًا من الْمُوَحِّدين وَمَعَهُمْ جمَاعَة من الْعَرَب ففتحوا أَربع مدن من بِلَاد الفرنج كَانُوا قد أخذوها من الْمُسلمين قبل ذَلِك بِأَرْبَعِينَ سنة وخافه صَاحب طليطلة وَصَالَحَهُ خمس سِنِين وَعَاد إِلَى مراكش وَلما انْقَضتْ الْهُدْنَة وَلم يبْق مِنْهَا إِلَى الْقَلِيل خرجت طَائِفَة من الفرنج فِي جَيش كثيف إِلَى بِلَاد الْمُسلمين فنهبوا وَسبوا وعاثوا عيثا فظيعا فَتوجه لقصدهم وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَجمع جيوشه من أَطْرَاف الْبِلَاد واحتفل احتفالا عَظِيما وَخرج إِلَى مَدِينَة سلا ليَكُون اجْتِمَاع العساكر بظاهرها فاتفق أَنه مرض مَرضا شَدِيدا إِلَى أَن يئس أطباؤه فتوقف الْحَال عَن تَدْبِير الجيوش فَحمل إِلَى مراكش فطمع

المجاورون لَهُ من الْعَرَب وَغَيرهم وعاثوا فِي الْبِلَاد وأغاروا على النواحي وَكَذَلِكَ فعل الأدفونش فِيمَا يَلِيهِ من بِلَاد الأندلس وتفرق الجيوش شرقا وغربا وَزَاد طمع الأدفونش وَبعث رَسُولا إِلَى الْأَمِير يَعْقُوب يتهدده ويتوعده وَيطْلب بعض الْحُصُون المتاخمة لَهُ وَكتب إِلَيْهِ رِسَالَة من إنْشَاء وَزِير [465] لَهُ يعرف بِابْن الفخار وَهِي بِاسْمِك اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض وصل الله على السَّيِّد الْمَسِيح روح الله وكلمته الرَّسُول الفصيح أما بعد فَلَا يخفى على ذِي ذهن ثاقب وَلَا ذِي عقل لازب أَنَّك أَمِير الْملَّة الحنيفية كَمَا أَنِّي أَمِير الْملَّة النَّصْرَانِيَّة وَقد علمت مَا عَلَيْهِ رُؤَسَاء الأندلس من التخاذل والتواكل وإهمال الرّعية وإخلادهم إِلَى الرَّاحَة وَأَنا أسومهم بِحكم الْقَهْر وخلاء الديار وَسبي الذَّرَارِي وأمثل بِالرِّجَالِ وَلَا عذر لَك فِي التَّخَلُّف عَن نصرتهم إِذا أمكنتك يَد الْقُدْرَة وَأَنْتُم تَزْعُمُونَ أَن الله فرض عَلَيْكُم قتال عشرَة منا بِوَاحِد مِنْكُم والآن خفف الله عَنْكُم وَعلم أَن فِيكُم ضعفا وَنحن الْآن نُقَاتِل عشرَة مِنْكُم بِوَاحِد منا لَا تَسْتَطِيعُونَ دفاعا وَلَا تَمْلِكُونَ امتناعا وَقد حُكيَ لي عَنْك أَنَّك أخذت فِي الاحتفال وأشرفت على ربوة الْقِتَال وَأَنت تماطل نَفسك عَاما بعد عَام وَتقدم رجلا وتوخر أُخْرَى فَلَا أَدْرِي أَكَانَ الْجُبْن أَبْطَأَ بك أم التَّكْذِيب بِمَا وَعدك رَبك ثمَّ قيل لي إِنَّك لَا تَجِد إِلَى جَوَاز الْبَحْر سَبِيلا لعِلَّة لَا يجوز لَك التقحم مَعهَا وَهَا أَنا أَقُول لَك مَا فِيهِ الرَّاحَة لَك وأعتذر لَك وعنك على أَن تفي بالعهد والمواثيق والاستكثار من الدَّهْر وَترسل لي جمَاعَة من عبيدك بالمراكب والشواني والطرائد والمسطحات وأجوز بحملتي إِلَيْك وأقاتلك فِي أعز الْأَمَاكِن إِلَيْك فَإِن كَانَت لَك فغنيمة كَبِيرَة جلبت إِلَيْك وهدية عَظِيمَة مثلت بَين يدك وَإِن

كَانَت لي كَانَت [466] الْعليا عَلَيْك واستحقيت إِمَارَة الملتين وَالْحكم على البرين وَالله موفق السَّعَادَة يسهل الْإِرَادَة لَا رب غَيره وَلَا خير إِلَّا خَيره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَلَمَّا وصل كِتَابه إِلَى الْأَمِير يَعْقُوب مزقه وَكتب على ظهر قِطْعَة مِنْهُ {ارْجع إِلَيْهِم فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا ولنخرجنهم مِنْهَا أَذِلَّة وهم صاغرون} النَّمْل 37 الْجَواب مَا ترى لَا مَا تسمع (وَلَا كتب إِلَّا المشرفية عِنْده ... وَلَا رسل إِلَّا الْخَمِيس العرموم) ثمَّ استدعى الجيوش من الْأَمْصَار وَضرب السرادقات بِظَاهِر الْبَلَد من يَوْمه وَجمع العساكر وَسَار إِلَى الْبَحْر الْمَعْرُوف بزقاق سبتة فَعبر فِيهِ إِلَى الأندلس وَدخل بِلَاد الفرنج وَقد اعتدوا واحتشدوا وتأهبوا فكسرهم كسرة شنيعة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَلم ينج مِنْهُم ملكهم إِلَّا فِي نفر قَلِيل وَكَانَ مَا ذكرته فِي أول هَذِه التَّرْجَمَة وأخلى الفرنج قلعة رَبَاح لما داخلهم من الرعب فملكها الْأَمِير يَعْقُوب وَجعل فِيهَا واليا وجيشا ولكثرة مَا حصل لَهُ من الْغَنَائِم لم يُمكنهُ الدُّخُول إِلَى بِلَاد الفرنج فَعَاد إِلَى طليطلة وحاصرها وَقطع أشجارها وَأخذ من أَعمالهَا حصونا كَثِيرَة وَقتل رجالها وسبى حريمها وَهدم مبانيها وَترك الفرنج فِي أَسْوَأ حَال ثمَّ رَجَعَ إِلَى أشبيلية وَأقَام بهَا إِلَى أثْنَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة

وَعَاد إِلَى بِلَاد الفرنج مرّة ثَالِثَة وَفعل كَفِعْلِهِ الْمُتَقَدّم فَلم يبْق للفرنج قدرَة على لِقَائِه [467] وسألوا مِنْهُ الصُّلْح فأجابهم وصالحهم لمُدَّة خمس سِنِين وَعَاد إِلَى مراكش وَلما وصل إِلَيْهَا أَمر باتخاذ الأحواض والروايا وآلات السّفر إِلَى بِلَاد أفريقية فَاجْتمع إِلَيْهِ مَشَايِخ الْمُوَحِّدين وَقَالُوا قد طَالَتْ غيبتنا بالأندلس فمنا من لَهُ خمس سِنِين وَمن لَهُ ثَلَاث سِنِين فأنعم علينا بالمهلة هَذَا الْعَام وَتَكون الْحَرَكَة أول سنة خمس وَتِسْعين فأجابهم وانتقل إِلَى مَدِينَة سلا وَشَاهد فِيهَا من المتنزهات الْمعدة لَهَا وَكَانَ قد بنى بِالْمَدِينَةِ الْمَذْكُورَة قَرِيبا مِنْهَا مَدِينَة سَمَّاهَا رِبَاط الْفَتْح عمل هَيْئَة الْإسْكَنْدَريَّة وبناها على الْبَحْر الْمُحِيط وَهِي على نهر سلا مُقَابلَة من الْبر القبلي وتنزه فِيهَا وَعَاد إِلَى مراكش ثمَّ إِن النَّاس اخْتلفُوا فِي أمره من هُنَا فَقَالُوا إِنَّه ترك مَا كَانَ فِيهِ وتجرد وساح فِي الأَرْض وانْتهى إِلَى بِلَاد الشرق وَهُوَ مستخف لَا يعرف وَمَات خاملا وَيُقَال إِن قَبره بِالْقربِ من المجدل قَرْيَة من الْبِقَاع العزيزي عِنْد قَرْيَة يُقَال لَهَا حمارة وَإِلَى جَانبهَا مشْهد يعرف بِقَبْر الْأَمِير يَعْقُوب ملك الغرب كل أهل تِلْكَ النواحي متفقون على ذَلِك وَقَالُوا مَاتَ بِمَدِينَة سلا فِي غرَّة جُمَادَى الأولى وَقيل شهر ربيع الآخر فِي سَابِع عشرَة وَقيل فِي غرَّة صفر سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بمراكش ومولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَأمر أَن يدْفن على قَارِعَة الطَّرِيق لترحم النَّاس عَلَيْهِ

وَبَايع النَّاس وَلَده أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين [468] وَمن حكايات الْأَمِير الْمَنْصُور يَعْقُوب أَن رجلا من المشارقة وَمثل إِلَيْهِ فِي زِيّ رَسُول وَزعم أَنه من الْهِنْد يذكر أَن ذَلِك الْملك رأى فِي كتاب ملحمة عِنْده أَن أَبَا يُوسُف هَذَا يصل بجيوشه من الْمغرب وَيملك بِلَاد الْمشرق ثمَّ يفتح الْهِنْد وَمَا أشبه ذَلِك وَطلب الِاجْتِمَاع بِهِ فَقَالَ الْمَنْصُور الْعَاقِل الْحَكِيم ينخدع فِي مَاله وَلَا ينخدع فِي عقله وَأمر بإنزاله وإجراء الضِّيَافَة عَلَيْهِ حَتَّى ينْفَصل وَأما الِاجْتِمَاع بِهِ فَلَا سَبِيل إِلَيْهِ وَرفع إِلَيْهِ صَاحب شرطته أَن رجلا من الْعَامَّة مِمَّن ابتلاه الله بحب الْخمر اشتاق إِلَى عَادَته فَقَالَت لَهُ زَوجته قد علمت أَن الْخَلِيفَة يقتل على الشّرْب وَأَنت فِيك عربدة وَقلة صمت إِذا شربت فَقَالَ أَنا أحسم الْمَادَّة فقيد نَفسه بِقَيْد حَدِيد ثمَّ اشْتغل بشرابه وأغلق بَابه فنم بِهِ أحد أنذال جِيرَانه إِلَى صَاحب الشرطة فَأمر الْمَنْصُور أَن يضْرب السَّكْرَان الْحَد الْخَفِيف وَيُؤْخَذ الْقَيْد من رجله وَيُوضَع فِي رجل الغماز بعد أَن يضْرب على نجسه ويودع السجْن حَتَّى يستريح النَّاس مِنْهُ وَاحْتَاجَ لأحد أَوْلَاده عَالما وأمينا فطلبهما من القَاضِي فَاخْتَارَ لَهُ القَاضِي رجلَيْنِ وصف أَحدهمَا فِي رقعته أَنه عَالم بَحر وَالْآخر أَنه أَمِين بر فاستنطقهما الْمَنْصُور فَعلم أَنَّهُمَا يكذبان [469] فَوَقع فِي الرقعة ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر

واشتهر لَهُ من قَوْله شعر أفسد بِهِ الْعَرَب على قراقوش أحد مماليك صَلَاح الدّين وَكَانَ قد استولى على طرابلس وَقَابِس وَعظم أمره بالغرب (يَا أَيهَا الرَّاكِب الساري لظبيته ... على غدافره تشقى بهَا الأكم) (بلغ سُلَيْمَان على بعد الديار بهَا ... بيني وَبَيْنكُم الرحمان وَالرحم) (يَا قَومنَا لَا تشبوا الْحَرْب إِن خمدت ... واستمسكوا بعرى الْإِيمَان واعتصموا) (حاشى الأعاريب أَن ترْضى بمنقصه ... يَا لَيْت شعري هَل ألبابهم عدموا) (يقودهم أرمني لَا خلاق لَهُ ... كَأَنَّهُ بَينهم من جَهله علم) (الله يعلم أَنِّي مَا دعوتكم ... دُعَاء ذِي ترة يَوْمًا فينتقم) (وَلَا التجأت لأمر يستعان بِهِ ... من الْأُمُور وَهَذَا الْخلق قد علمُوا) (لَكِن لأجزي رَسُول الله عَن رحم ... تنمى إِلَيْهِ وترعى تلكم الذمم) (فَإِن أبيتهم فحبل الْوَصْل مُتَّصِل ... وَإِن أَبَيْتُم فَعِنْدَ السَّيْف نحتكم) فَلَمَّا وقفُوا على الشّعْر مالوا إِلَى الْمَنْصُور وانحرفوا عَن قراقوش وَله موشحات حَسَنَة عَملهَا فِي جَارِيَة لَهُ كَانَ يهواها تسمى سَاحر وَقيل إِن هَذِه [470] 84 - تَقِيّ الدّين الجرايدي يَعْقُوب بن بدران بن مَنْصُور بن بدران الإِمَام الْمُقْرِئ المجود تَقِيّ الدّين أَبُو يُوسُف القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الجرايدي شيخ الإقراء بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّة وَغَيرهَا بِالْقَاهِرَةِ

كَانَ مبرزا فِي علم الْقرَاءَات أَخذ الْقرَاءَات عَن السخاوي وَابْن ماسويه ورحل إِلَى أبي الْقَاسِم بن عِيسَى وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى غَيره وَحدث عَن ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وانتفع بِهِ الطّلبَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْنه الْعِمَاد مُحَمَّد وَالشَّيْخ نور الدّين الشطنوفي وَغير وَاحِد وَعمل قصيدة فِي الْقرَاءَات حل فِيهَا رموز الشاطبية وَصرح بهم وَأثبت الأبيات عوض كل بَيت فِيهِ رمز وَأقر سَائِر القصيدة على حَاله وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَقد تقدم ذكر وَلَده عماد الدّين مُحَمَّد فِي المحمدين [471] 85 - نجم الدّين المنجنيقي يَعْقُوب بن صابر بن أبي البركات بن عباد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن حوثرت أَبُو يُوسُف الْقرشِي نجم الدّين المنجنيقي الْحَرَّانِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ

الشَّاعِر لَهُ ديوَان كَانَ من فحول الشُّعَرَاء بالعراق سمع شَيْئا من الحَدِيث من أبي المظفر هبة الله بن عبد الله بن أَحْمد بن عمر السَّمرقَنْدِي قَالَ محب الدّين ابْن النجار كتبنَا عَنهُ فِي حَدِيثه وَمن شعره وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق لطيف الْعشْرَة ظريفا وَله سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة انْتهى وَمَا زَالَ مغرى بآداب السَّيْف والقلم وصناعة السِّلَاح اشْتهر بذلك فَلم يلْحقهُ أحد فِي عصره وصنف كتابا سَمَّاهُ عدَّة المسالك فِي سياسة الممالك يتَضَمَّن أَحْوَال الحروب وَفتح الثغور وَكَانَ ذَا منزلَة عَظِيمَة عِنْد الإِمَام النَّاصِر وَمن شعره (كَيفَ يسخو لعاشق بوصال ... باخل فِي الْكرَى بطيف خيال) (علق القرط حِين بلبل صدغيه ... بداج من فَرعه كالليالي) (فَرَأَيْنَا الدجا وَقد سحب الْبَدْر ... إِلَيْهِ من قرطه بِهِلَال) وَمِنْه (قد نفى جودك الْكِرَام فَلَا ... نبئت فِي النَّاس محسنا إلاكا) (فَكَمَا قيل لَا إِلَه سوى الله ... كَذَا قيل لَا كريم سواكا) [472] وَمِنْه

(أدر المدام فسقينها واشربا ... رَاحا ذكت أرجا وَطَابَتْ مشربا) (رقت وراق مساغها فتصرمت ... صرفا وعاف مزاجها أَن مشربا) (عجب السقاة لَهَا وَقَالُوا جذوة ... تزداد بِالْمَاءِ الزلَال تلهبا) (إِن شعشعت فِي الكأس أبرزها السنا ... أَو خدرت فِي الدن ضَاعَ بهَا مشربا) (سبت الْعُقُول تبرجا وتأرجا ... فلذاك قيل لمن شرى الْخمر اشربا) (فاستجل مِنْهَا بنت كرم عنست ... فِي الخدر حينا لاهداء وَلَا سبا) (من كف أهيف شادن حُلْو اللمى ... عذب الثنايا مَا انثنى إِلَّا اشربا) (يسْعَى إِلَيْك بكأسه فتخاله ... قمرا يزف إِلَيْك مِنْهَا كوكبا) (قمر إِذا مَا حل عقرب صُدْغه ... ألفيته قمرا يحل العقربا) وَمِنْه (سقاني المدامة حَتَّى الصَّباح ... وألثمني مبسما كالأقاحي) (وزودني سحر طرف سليم ... سقيم من الغنج سَكرَان صَاح) (فرحت تجاذبني نشوتان ... نشوة رَاح وسكر ارتياح) (غزال شماثله كالشمول ... سهل الْخَلَائق حُلْو المزاج) (إِذا ارتشف الراح ذَات الْحباب ... كمبسمه فِي سنا واتضاح) (أذاق المدامة طعم المدام ... وقايضها كأس رَاح براح) وَمِنْه (شَكَوْت مِنْهُ إِلَيْهِ جوده فَبكى ... واحمر من خجل واصفر من وَجل) (الْورْد والياسمين الغض منغمس ... فِي الظل بَين البكا والعذر والغزل) وَمِنْه (قبلت وجنته فألفت جيده ... خجلا وَمَال بعطفه المياس)

(فانهل من خديه فرق عذاره ... عرق يحاكي الطل فَوق الآس) (فكأنني استقطرت ورد خدوده ... بتصاعد الزفرات من أنفاسي) [473] وَكتب إِلَيّ شيخ الرِّبَاط (مولَايَ يَا شيخ الرِّبَاط الَّذِي ... أبان عَن فضل وعلياء) (إِلَيْك أَشْكُو جور صوفية ... باتوا ضيوفي وأووا دَاري) (أتيتهم بالخبز مستأثرا ... وَبت تَشْكُو الْجُوع أعضائي) (مَشوا على الْخبز وَمن عَادَة ... الزهاد أَن يمشوا على المَاء) وَقَالَ (تعلمت علم المنجنيق ورميه ... لهدم الصَّيَاصِي وافتتاح المرابط) (وعدت إِلَى نظم القريض لشقوتي ... فَلم أخل فِي الْحَالين من قصد حَائِط) قلت وَهَذَا يشبه قَول مظفر الذَّهَبِيّ (كلفت بتصوير الدمى فِي شبيبتي ... وأتقنتها إتقان حبر مهذب) (فَلم أخل من تزويق زور مكذب) وَمن شعر نجم الدّين (لَا تكن واثقا بِمن كظم الغيظ ... اغتيالا وخف غرار الْغرُور) (فالظبي المرهفات أقتل مَا كَانَت ... إِذا غاض مَاؤُهَا فِي الصُّدُور) وَمِنْه فِي جَارِيَة حبشية كَانَ يهواها (وَجَارِيَة من بَنَات الحبوش ... بِذَات جفون صِحَاح مراض) (تعشقتها للتصابي فشبت ... غرما وَلم أك بالشيب رَاض) (وَكنت أعيرها بِالسَّوَادِ ... فَصَارَت تعيرني بالبياض)

(جَارِيَة عبرت للطَّواف ... وعبرتها حذرا تَدْمَع) (فَقلت ادخلي الْبَيْت لَا تجزعي ... فَفِيهِ الْأمان لمن يجزع) (سدانته لبني شيبَة ... فَقَالَت وَمن شيبَة أفزع) قلت وأكمل من هَذَا قَول الآخر وَهُوَ مواليا (لقيتها قلت ستي أَيْن ذِي الْغَيْبَة ... قَالَت ولي شبت قلت الشيب لي هَيْبَة) (موري بِنَا الْبَيْت قَالَت مستك خيبة ... أَنا أبْغض الْبَيْت من بغضي بني شيبَة) [474] وَكتب نجم الدّين ابْن صابر إِلَى الإِمَام النَّاصِر يعرض بالوزير القمي وَكَانَ يَدعِي أَنه شرِيف علوي (خليلي قولا للخليفة أَحْمد ... توق وقيت الشَّرّ مَا أَنْت صانع) (وزيرك هَذَا بَين أَمريْن فيهمَا ... صنيعك يَا خير الْبَريَّة ضائع) (فَإِن كَانَ حَقًا من سلالة أَحْمد ... فَهَذَا وَزِير فِي الْخلَافَة طامع) (وَإِن كَانَ فِيمَا يَدعِي غير صَادِق ... فأضيع مَا كَانَت لَدَيْهِ الودائع) وَكَانَت هَذِه الأبيات سَببا لتغير الْخَلِيفَة عَلَيْهِ وَخرج إِلَى الْوَزير مملوكان مسرعان فهجما على الْوَزير فِي دَاره وضرباه على رَأسه بالدواة وَحمل إِلَى المطبق فَكتب إِلَى الْخَلِيفَة (القني فِي لظى فَإِن عيرتين ... فتيقن أَن لست بالياقوت) (عرف النسج كل من حاك لَكِن ... لَيْسَ دَاوُد فِيهِ كالعنكبوت) فَكتب الْخَلِيفَة إِلَيْهِ الْجَواب (نسج دَاوُد لم يفد صَاحب ... الْغَار وَكَانَ الفخار للعنكبوت) (وَبَقَاء السمند فِي لَهب النَّار ... مزيل فَضِيلَة الْيَاقُوت) اخترناك فعرفناك واختبرناك فصرفناك وَالسَّلَام [475]

وَكَانَ بِبَغْدَاد شخص يُقَال لَهُ ابْن بَشرَان وَكَانَ كثير الأراجيف فَقعدَ على الطَّرِيق ينجم فَقَالَ فِيهِ ابْن صابر (إِن ابْن بَشرَان على علاته ... من خيفة السُّلْطَان صَار منجما) (طبع المشوم على الفضول فَلم يطق ... فِي الأَرْض إرجافا فَأَرْجَفَ فِي السما) وَمن شعره مَا كتبه لبَعض الرؤساء بِبَغْدَاد (مَا جِئْت أَسأَلك الْمَوَاهِب مادحا ... إِنِّي لما أوليتني لشكور) (لَكِن أتيت عَن الْمَعَالِي مخبرا ... لَك أَن سعيك عِنْدهَا مشكور) وَمن شعره (قَالُوا بَيَاض الشيب نور سَاطِع ... يكسو الْوُجُوه مهابة وضياء) (حَتَّى سرت وخطاته فِي مفرقي ... فوددت أَن لَا أفقد الظلماء) (وَعدلت أستبقي الشَّبَاب تعللا ... بخصابها فصبغتها سَوْدَاء) (لَو أَن لحية من تشيب صحيفَة ... لمعاده مَا اخْتَارَهَا بَيْضَاء) قلت وَمن هُنَا أَخذ شهَاب الدّين التلعفري قَوْله (لَا تعجلن فوالذي جعل الدجى ... من ليل طرتي البهيم ضِيَاء) (لَو أَنَّهَا يَوْم الْمعَاد صحيفتي ... مَا سر قلبِي كَونهَا بَيْضَاء) وَمن شعر نجم الدّين أَن صابر وَقد كبر وَصَارَ يحمل عَصا [476] (ألقيت عَن يَدي الْعَصَا ... زمن الشبيبة للنزول) (وحملتها لما دَعَا دَاعِي ... المشيب إِلَى الرحيل) وَمِنْه فِي ذمّ الصُّوفِيَّة (قد لبس الصُّوف لترك الصَّفَا ... مَشَايِخ الْعَصْر وَشرب الْعصير) (الرقص وَالشَّاهِد من شَأْنهمْ ... شَرّ طَوِيل تَحت ذيل قصير)

وَمِنْه (قَالُوا نرَاهُ يسل شعر عذاره ... وسباله مستهترا بزواله) (فتسل عَنهُ وَخذ حبيبا غَيره ... فأجبتهم لَا زلت عبد وصاله) (هَل يحسن السلوان عَن حب يرى ... أَن لَا يفارقني بنتف سباله) وَقَالَ فِي مليح يسبح فِي دجلة بتبان أَزْرَق وَشد بوسطيه شكوة منفوخة (يَا للرِّجَال سكايتي من شكوة ... أضحت تعانق من أحب وأعشق) (جمعت هوى كهواي إِلَّا أَنَّهَا ... تطفو ويثقلني الغرام فأغرق) (ويغيرني التبَّان عِنْد عناقه ... أردافه فَهُوَ الْعَدو الْأَزْرَق) 86 - الْمعز بن صَلَاح الدّين يَعْقُوب بن يُوسُف الْملك الْمعز وَيُقَال الْأَعَز شرف الدّين أَبُو يُوسُف بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين النَّاصِر بن أَيُّوب ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَسمع من عبد الله بن بري وَابْن أسعد الجواني

وَقَرَأَ الْقُرْآن على الأرتاجي وَكَانَ متواضعا كثير التِّلَاوَة دينا حدث بالحرمين ودمشق كَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي بحلب رَحمَه الله تَعَالَى [478] 87 - ابْن الدقاق يَعْقُوب بن الدقاق أَبُو يُوسُف كَانَ مستملي أبي نصر صَاحب قَالَ كُنَّا يَوْم جُمُعَة بقبة الشُّعَرَاء فِي رحبة مَسْجِد الْمَنْصُور فتناشدوا صَوتا إِذا صَاح فِي صائح من ورائي يَا منتوف فتغافلت كَأَنِّي لم أسمع فَقَالَ وَيلك يَا أعمى يَا أعمى لم لَا تَتَكَلَّم فَقلت من هَذَا فَقَالُوا أَبُو دانق الموسوس فَالْتَفت إِلَيْهِ فَقَالَ لي وَيلك هَل تعرف أحسن من هَذَا الْبَيْت أَو أشعر من قَائِله فَقلت كالمحاجر لَهُ لَا فَقَالَ لَا أم لَك هلا قلت نعم قَوْله

(يزيدك وَجههَا حسنا ... إِذا مَا زِدْته نظرا) ثمَّ وثب وثبة فَجَلَسَ إِلَى جَانِبي وَأَقْبل عَليّ وَقَالَ لي يَا عمي صف لي صُورَتك على البديهة وَإِلَّا أخرجتك من بزتك ثمَّ أقبل على من كَانَ حَاضرا فَقَالَ ظلمته هُوَ ضَرِير لم ير وَجهه فَمن أحسن منا أَن يصفه فليصفه وَكَانَ على أقبح النَّاس وَجها وَكَانَ يحلق شعر رَأسه وَشعر لحيته وَشعر حاجبيه قَالَ فَلم يتَكَلَّم أحد فَقَالَ اكتبوا صفته فِي رَأسه وَأنْشد (أنسبه راسه لَوْلَا وجار ... لعينيه ونضنضة اللِّسَان) [479] (بأضخم قرعَة عظمت وتمت ... فَلَيْسَ لَهَا لَدَى التَّمْيِيز ثَان) (إِذا عليت أَسْفَلهَا أمالت ... دعائم رَأسهَا نَحْو اللِّسَان) (وَكَانَ لنا مَكَان الْجيد مِنْهَا ... إِذا اتَّصَلت بممسكه الجران) (لَهَا فِي كل شارقة وبيص ... كَأَن بريقها لمع الدهان) (فَلَا سلمت من حذري وخوفي ... مَتى سلمت صفاتك من بناني) ثمَّ وثب إِلَيّ فحالت الْأَيْدِي بيني وَبَينه 88 - الجبان أَبُو يَعْقُوب الجبان قَالَ ياقوت لم يَقع إِلَيّ اسْمه وَوَجَدته مَذْكُورا فِي كتاب أَصْبَهَان وَلَا شكّ فِي كَونه من أَصْبَهَان

قَالَ حَمْزَة بن الْحسن فِي كتاب أَصْبَهَان أَبُو يَعْقُوب الجبان مؤدب المكتفي قَالَ (إِذا المشكلات تصدين لي ... كشفت حقائقها بِالنّظرِ) (وَإِن برقتْ فِي مخيل الصَّوَاب ... عمياء لَا يجتليها الْبَصَر) (مقنعة بظلام الغيوب ... سللت عَلَيْهَا حسام الْفِكر) (وَلست بإمعة فِي الرِّجَال ... أسائل هَذَا وَذَا مَا الْخَبَر) (ولكنني وافر الأصغرين ... أَقيس على مَا مضى مَا حضر) [480] وَقَالَ أَيْضا (لقد سَاءَ أَقْوَامًا بقائي لعلمهم ... بعلمي بآباء لَهُم سلفوا قبلي) (وسر بقائي آخَرين لعلمهم ... بِأَن لَيْسَ عَن أحسابهم ذائد مثلي) وَقَالَ أَيْضا (دنيا دنت من جَاهِل وَتَبَاعَدَتْ ... عَن كل ذِي لب لَهُ) (سلحت على أَرْبَابهَا حَتَّى إِذا ... صَارَت إِلَيّ أَصَابَهَا) [481] 89 - نَاظر حلب يَعْقُوب بن عبد الْحَكِيم الرئيس الصاحب شرف الدّين نَاظر حلب وطرابلس وَكَانَ مباشرا نظر الْجَيْش بحلب قبل عود السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من الْكَرم ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى طرابلس نَاظر المَال سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة

يعقوب بن محمد بن يعقوب بن السكيت

ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى حلب نَاظرا وَأقَام بهَا فِي سَعَادَة زَائِدَة وَخير عَظِيم إِلَى أَن عزل مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَتوجه إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بهَا إِلَى سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى نظر حلب ثمَّ نقل إِلَى نظر طرابلس فَأَقَامَ بهَا دون السّنة وَمرض وتعلل فَتوجه إِلَى حماة وَأقَام بهَا للتداوي مُدَّة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي إِحْدَى الجماديين سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ من الرؤساء والنبلاء يَقْصِدهُ النَّاس ويمدحه الشُّعَرَاء فيجيزهم ويبرهم وَيحسن إِلَى النَّاس ويكارم المصريين ويخدم النَّاس ويتجمل فِي ملبسه ومأكله وَيُحب الْعلمَاء والصلحاء والفقراء وَفِيه يَقُول جمال الدّين مُحَمَّد بن نباتة (قَالَت الْعليا لمن حاولها ... سبق الصاحب واحتل ذراها) (فدعوا كسب الْمَعَالِي إِنَّهَا ... حَاجَة فِي نفس يَعْقُوب قَضَاهَا) وَهُوَ وَالِد القَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد كَاتب سر حلب ودمشق وأخيه الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد وَهُوَ أَيْضا أَخُو القَاضِي تَاج الدّين نَاظر الْأَوْقَاف بحلب [482] يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن السّكيت أَبُو يُوسُف

يعقوب بن محمد بن علي

روى عَن عَمه أَحْمد بن يَعْقُوب وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الطّيب بن عَليّ بن أَحْمد التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ فِي أَمَالِيهِ يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو يُوسُف الخوازني الْفَقِيه الْحَنَفِيّ روى عَنهُ ابْن السَّقطِي فِي مُعْجَمه حَدِيثا وَذكر أَنه تدبر بَغْدَاد زَمنا وَقَرَأَ الْعُلُوم وَكَانَ عَالما فهما يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن خلف بن يُونُس بن طَلْحَة أَبُو يُوسُف القشري نزيل شاطبة كَانَ فَقِيها مشاورا أديبا عَارِفًا بِالشُّرُوطِ توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة [483] 90 - الْمدنِي يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن طحلا الْمدنِي وثقة أَحْمد وَغَيره وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَة وروى لَهُ مُسَيْلمَة 90 - الْأَمِير مجير الدّين يَعْقُوب بن مُحَمَّد الْأَمِير مجير الدّين بن

السلطان العادل أبي بكر بن أيوب تلقب بالملك المعز

السُّلْطَان الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب تلقب بِالْملكِ الْمعز وَهُوَ بمجير الدّين أشهر سمع وروى عَنهُ الدمياطي وَتُوفِّي سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة 92 - الْأَمِير أَبُو يُوسُف الهذياني يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عِيسَى بن درباك الْأَمِير شرف الدّين أَبُو يُوسُف الهذياني الْكرْدِي الأربلي الْموصِلِي أحد أُمَرَاء الديار المصرية ولد بالعمادية وَسمع بالموصل وَحدث بِدِمَشْق والقاهرة وَولي سد الدَّوَاوِين وَكَانَ بَيته مأوى الْفُضَلَاء وَعِنْده أدب وفضيلة وروى عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة تمّ الْجُزْء السَّادِس بِحَمْد الله وعونه وَحسن توفيقه وَلَا حول وَلَا قوَّة إِلاَّ بِاللَّه العليّ الْعَظِيم وَصلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا

الجزء 29

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم يَعْقُوب بن يُوسُف 1 - الْمَنْصُور المراكشي يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ الملقب بالمنصور أَمِير الْمُؤمنِينَ أَبُو يُوسُف الْقَيْسِي المراكشي سُلْطَان الْمغرب أمه أم ولد ملك وعمره اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سنة وَعمر بمراكش بيمارستانا غَرِيبا أجْرى فِيهِ مياها كَثِيرَة وغرس فِيهِ من جَمِيع الْأَشْجَار وزخرفه وَأمر لَهُ فِي كل يَوْم بِثَلَاثِينَ دِينَارا للأدوية وَكَانَ يعود المرضى فِيهِ فِي كل جُمُعَة وَكتب إِلَيْهِ صَلَاح الدّين بن أَيُّوب يستنجده على الفرنج وخاطبه بأمير الْمُؤمنِينَ وَلم يخاطبه بأمير الْمُؤمنِينَ فَلم يجبهُ إِلَى مَا طلب وَوَقع بَين الْمَنْصُور هَذَا وَبَين الأذفونش ملحمة هائلة قل أَن وَقع مثلهَا قتل فِيهَا من الفرنج مائَة ألف وَسِتَّة وَأَرْبَعُونَ ألف نفس وَقتل من الْمُسلمُونَ نَحْو من عشْرين ألف نفس وَحمل من دروعهم لبيت المَال سِتُّونَ ألف دِرْهَم وَأما الدَّوَابّ فَلم يحص عَددهَا وَكَانَ قد أَمر أَن لَا يُفْتى بِفُرُوع الْفِقْه وَأَن لَا يُفْتى إِلَّا بِالْكتاب وَالسّنة وَأَن يجْتَهد الْفُقَهَاء على طَريقَة أهل الظَّاهِر وَإِلَيْهِ تنْسب الدَّنَانِير اليعقوبية وَأمر بِقِرَاءَة الْبَسْمَلَة فِي أول

الْفَاتِحَة فِي الصَّلَوَات وَأرْسل بذلك إِلَى سَائِر بِلَاد الْمُسلمين فَأجَاب قوم وَامْتنع آخَرُونَ وَكَانَ يشدد على الرّعية بِإِقَامَة الصَّلَوَات الْخمس ويعاقب على تَركهَا وَيَأْمُر بالنداء فِي الْأَسْوَاق بالمبادرة إِلَيْهَا فَمن غفل عَنْهَا أَو اشْتغل عَنْهَا بمعيشة عززه تعزيزا بليغا وَقتل فِي بعض الأحيان على شرب الْخمر وَقتل الْعمَّال الَّذين تَشكوا الرّعية مِنْهُم وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وصل إِلَيْنَا جمَاعَة من مَشَايِخ الْمغرب وهم على تِلْكَ الطَّرِيق مثل أبي الْخطاب ابْن دحْيَة وأخيه ابْن عمر ومحيي الدّين بن الْعَرَبِيّ نزيل دمشق وَكَانَ محبا للْعُلَمَاء محسنا إِلَيْهِم مقربا لَهُم وللأدباء مصغيا إِلَى المديح مثيبا عَليّ وَله ألف أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد السَّلَام الجراوي صفوة الْأَدَب وديوان الْعَرَب من مُخْتَار الشّعْر وَمن شعراء دولته أَبُو بكر يحيى بن عبد الْجَلِيل بن مجبر الأندلسي وَقد تقدم ذكره فِي مَكَانَهُ وَدخل عَلَيْهِ الأديب أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الكانمي الْأسود الشَّاعِر الْمَشْهُور فأنشده // (من الوافر) // (أَزَال حجابه عني وعيني ... ترَاهُ من المهابة فِي حجاب) (وقربني بِفضل مِنْهُ لَكِن ... بَعدت مهابة عِنْد اقترابي) وَكَانَ يَعْقُوب هَذَا صافي السمرَة جدا إِلَى الطول مَا هُوَ جميل الْوَجْه أعين شَدِيد الْكحل ضخم الْأَعْضَاء جوهري الصَّوْت جدل الْأَلْفَاظ أصدق النَّاس لهجة وَأَحْسَنهمْ حَدِيثا وَأَكْثَرهم إِصَابَة فِي الظَّن مجربا للأمور ولي وزارة أَبِيه فبحث عَن الْأَحْوَال بحثا شافيا وطالع مَقَاصِد الْعمَّال والولاة وَغَيرهم مطالعة أفادته معرفَة بجزئيات الْأُمُور وَلما مَاتَ أَبوهُ اجْتمع رَأْي أَشْيَاخ الْمُوَحِّدين وَبني عبد الْمُؤمن على تَقْدِيمه فَبَايعُوهُ وعقدوا لَهُ الْبيعَة وَدعوهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ كأبيه وجده ولقبوه الْمَنْصُور فَقَامَ بالأمور أحسن قيام وَهُوَ الَّذِي أظهر أبهة ملكهم وَرفع راية الْجِهَاد وَنصب ميزَان الْعدْل وَأقَام الْحُدُود حَتَّى على أَهله وعشيرته وَخرج عَلَيْهِ عَليّ بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَائِشَة الملثم من جَزِيرَة ميورقة فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَملك بجاية وَمَا حولهَا فَجهز إِلَيْهِ الْمَنْصُور يَعْقُوب عشْرين ألف فَارس وأسطولا فِي الْبَحْر ثمَّ خرج بِنَفسِهِ فِي أول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس

مائَة فاستعاد مَا أَخذ من الْبِلَاد ثمَّ عَاد إِلَى مراكش وَفِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بلغه أَن الفرنج ملكوا مَدِينَة شلب وَهِي فِي غرب جَزِيرَة الأندلس فتجهز إِلَيْهَا بِنَفسِهِ وحاصرها وَأَخذهَا وأنفذ فِي الْوَقْت جَيْشًا من الْمُوَحِّدين وَمَعَهُمْ جمَاعَة من الْعَرَب ففتحوا أَربع مدن من بِلَاد الفرنج كَانُوا قد أخذوها من الْمُسلمين قبل ذَلِك بِأَرْبَعِينَ سنة وخافه صَاحب طليطلة وَصَالَحَهُ خمس سِنِين وَعَاد إِلَى مراكش وَلما انْقَضتْ الْهُدْنَة وَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيل خرجت طَائِفَة من الفرنج فِي جَيش كثيف إِلَى بِلَاد الْمُسلمين فنهبوا وَسبوا وعاثوا عيثا فظيعا فَتوجه لقصدهم وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَجمع جيوشه من أَطْرَاف الْبِلَاد واحتفل احتفالا عَظِيما وَخرج إِلَى مَدِينَة سلا ليَكُون اجْتِمَاع العساكر بظاهرها فاتفق أَنه مرض مَرضا شَدِيدا إِلَى أَن يئس أطباؤه فتوقف الْحَال عَن تَدْبِير الجيوش فَحمل إِلَى مراكش وطمع المجاورن لَهُ من الْعَرَب وَغَيرهم وعاثوا فِي الْبِلَاد وأغاروا على النواحي وَكَذَلِكَ فعل الأذفونش فِيمَا يَلِيهِ من بِلَاد الأندلس وتفرق الجيوش شرقا وغربا وَزَاد طمع الأذفونش وَبعث رَسُولا إِلَى الْأَمِير يَعْقُوب يتهدده ويتوعده وَيطْلب بعض الْحُصُون المتاخمة لَهُ وَكتب إِلَيْهِ رِسَالَة من إنْشَاء وَزِير لَهُ يعرف بِابْن الفخار وَهِي بِسم اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض وَصلى الله على السَّيِّد الْمَسِيح روح الله وكلمته الرَّسُول الفصيح أما بعد فَلَا يخفى على ذِي ذهن ثاقب وَلَا ذِي عقل لازب أَنَّك أَمِير الْملَّة الحنيفية كَمَا أَنِّي أَمِير الْملَّة النَّصْرَانِيَّة وَقد علمت مَا عَلَيْهِ رُؤَسَاء الأندلس من التخاذل والتواكل وإهمال الرّعية وإخلادهم إِلَى الرَّاحَة وَأَنا أسومهم بِحكم الْقَهْر وخلاء الديار وَسبي الذَّرَارِي وأمثل بِالرِّجَالِ وَلَا عذر لَك فِي التَّخَلُّف عَن نَصرهم إِلَّا إِذا أمكنتك يَد الْقُدْرَة وَأَنْتُم تَزْعُمُونَ أَن الله فرض عَلَيْكُم قتال عشرَة منا بِوَاحِد مِنْكُم ف {الْآن خفف الله عَنْكُم وَعلم أَن فِيكُم ضعفا} الْأَنْفَال 8 / 66 وَنحن الْآن نُقَاتِل عشرَة مِنْكُم بِوَاحِد منا لَا تَسْتَطِيعُونَ دفاعا وَلَا تَمْلِكُونَ امتناعا وَقد حُكيَ لي عَنْك أَنَّك أخذت فِي الاحتفال وأشرفت على ربوة الْقِتَال وَأَنت تماطل نَفسك عَاما بعد عَام وَتقدم رجلا وتؤخر أُخْرَى فَلَا أَدْرِي أَكَانَ الْجُبْن أَبْطَأَ بك أم التَّكْذِيب بِمَا وَعدك رَبك ثمَّ قيل لي إِنَّك لَا تَجِد إِلَى

جَوَاز الْبَحْر سَبِيلا لعِلَّة لَا يجوز لَك التقحم مَعهَا وَهَا أَنا أَقُول لَك مَا فِيهِ الرَّاحَة لَك وَاعْتذر لَك وعنك على أَن تفي بالعهود والمواثيق والاستكثار من الرَّهْن وَترسل إِلَى جملَة من عبيدك بالمراكب والشواني والطرائد والمسطحات وأجوز بجملة إِلَيْك وأقاتلك فِي أعز الْأَمَاكِن إِلَيْك فَإِن كَانَت لَك فغنيمة كَبِيرَة جلبت إِلَيْك وهدية عَظِيمَة مثلت بَين يَديك وَإِن كَانَت لي كَانَت يَدي الْعليا عَلَيْك واستحقيت إِمَارَة الملتين وَالْحكم على البرين وَالله يوفق للسعادة ويسهل الإراده لَا رب غَيره وَلَا خير إِلَّا خَيره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَلَمَّا وصل كِتَابه إِلَى الْأَمِير يَعْقُوب مزقه وَكتب على ظهر قِطْعَة مِنْهُ {ارْجع إِلَيْهِم فلنأتينهم بِجُنُود لَا قبل لَهُم بهَا ولنخرجنهم مِنْهَا أَذِلَّة وهم صاغرون} النَّمْل 27 / 37 الْجَواب مَا ترى لَا مَا تسمع (وَلَا كتب إِلَّا المشرفية عِنْده ... وَلَا رسل إِلَّا الْخَمِيس العرمرم) ثمَّ استدعى الجيوش من الْأَمْصَار وَضرب السرادقات بِظَاهِر الْبَلَد من يَوْمه وَجمع العساكر وَسَار إِلَى الْبَحْر الْمَعْرُوف بزقاق سبتة فَعبر فِيهِ إِلَى الأندلس وَدخل بِلَاد الفرنج وَقد اعتدوا واحتشدوا وتأهبوا فكسرهم كسرة شنيعة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَلم ينج مِنْهُم ملكهم إِلَّا فِي نفر قَلِيل وَكَانَ مَا ذكرته فِي أول هَذِه التَّرْجَمَة وأخلى الفرنج قلعة رَبَاح لما داخلهم من الرعب فملكها الْأَمِير يَعْقُوب وَجعل فِيهَا واليا وجيشا ولكثرة مَا حصل لَهُ من الْغَنَائِم لم يُمكنهُ الدُّخُول إِلَى بِلَاد الفرنج فَعَاد إِلَى طليطلة وحاصرها وَقطع أشجارها وَأخذ من أَعمالهَا حصونا كَثِيرَة وَقتل رجالها وسبى حريمها وهجم مبانيها وَترك الفرنج فِي أَسْوَأ حَال ثمَّ رَجَعَ إِلَى إشبيلية وَأقَام إِلَى أثْنَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَعَاد إِلَى بِلَاد الفرنج مرّة ثَالِثَة وَفعل كَفِعْلِهِ الْمُتَقَدّم فَلم يبْق للفرنج قدرَة على لِقَائِه وسألوا مِنْهُ الصُّلْح فأجابهم وصالحهم لمُدَّة خمس سِنِين وَعَاد إِلَى مراكش وَلما وصل إِلَيْهَا أَمر باتخاذ الأحواض والروايا وآلات السّفر إِلَى بِلَاد إفريقية فَاجْتمع إِلَيْهِ مَشَايِخ الْمُوَحِّدين وَقَالُوا قد طَالَتْ غيبتنا بالأندلس فمنا من لَهُ خمس سِنِين وَمنا من لَهُ ثَلَاث سِنِين فأنعم علينا بالمهلة هَذَا الْعَام وَتَكون الْحَرَكَة أول سنة خمس وَتِسْعين فأجابهم وانتقل إِلَى مَدِينَة سلا وَشَاهد مَا فِيهَا من المتنزهات الْمعدة لَهُ وَكَانَ قد بنى بِالْمَدِينَةِ الْمَذْكُورَة قَرِيبا مِنْهَا مَدِينَة سَمَّاهَا رِبَاط الْفَتْح على هَيْئَة الْإسْكَنْدَريَّة وبناها على الْبَحْر الْمُحِيط وَهِي على نهر سلا مُقَابِله من الْبر القبلي وتنزه فِيهَا وَعَاد إِلَى مراكش

ثمَّ إِن النَّاس اخْتلفُوا فِي أمره من هُنَا فَقَالُوا إِنَّه ترك مَا كَانَ فِيهِ وتجرد وساح فِي الأَرْض وانْتهى إِلَى بِلَاد الشرق وَهُوَ مستخف لَا يعرف وَمَات خاملا وَيُقَال عَن قَبره بِالْقربِ من المجدل قَرْيَة من الْبِقَاع العزيزي عِنْد قَرْيَة يُقَال لَهَا حمارة وَإِلَى جَانبهَا مشه يعرف بِقَبْر الْأَمِير يَعْقُوب ملك الغرب كل أهل تِلْكَ النواحي متفقون على ذَلِك وَقَالُوا مَاتَ بِمَدِينَة سلا فِي غرَّة جُمَادَى الأولى وَقيل فِي شهر ربيع الآخر فِي سَابِع عشرَة وَقيل فِي غرَّة صفر سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة بمراكش ومولده سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة وَأمر ليدفن على قَارِعَة الطَّرِيق ليترحم النَّاس عَلَيْهِ وَبَايع النَّاس وَلَده أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين وَمن حكايات الْأَمِير الْمَنْصُور يَعْقُوب أَن رجلا من المشارقة وصل إِلَى فِي زِيّ رَسُول وَزعم أَنه من الْهِنْد يذكر أَن ذَلِك الْملك رأى من كتاب ملحمة عِنْده أَن أَبَا يُوسُف هَذَا يصل بجيوشه من الْمغرب وَيملك بِلَاد الْمشرق ثمَّ يفتح الْهِنْد وَمَا أشبه ذَلِك وَطلب الِاجْتِمَاع بِهِ فَقَالَ الْمَنْصُور الْعَاقِل الْكَرِيم ينخدع فِي مَاله وَلَا ينخدع فِي عقله وَأمر بإنزاله وإجراء الضِّيَافَة عَلَيْهِ حَتَّى ينْفَصل وَأما الِاجْتِمَاع بِهِ فَلَا سَبِيل إِلَيْهِ وَرفع إِلَيْهِ صَاحب شرطته أَن رجلا من الْعَامَّة مِمَّن ابتلاه الله بحب الْخمر اشتاق إِلَى عَادَته فَقَالَت لَهُ زَوجته قد علمت أَن الْخَلِيفَة يقتل على الشّرْب وَأَنت فِيك عربدة وَقلة صمت إِذا شربت فَقَالَ لَهَا أَنا أحسم الْمَادَّة فقيد نَفسه بِقَيْد حَدِيد ثمَّ اشْتغل بشرابه وأغلق بَابه فنم بِهِ أحد أنذال جِيرَانه إِلَى صَاحب الشرطة فَأمر الْمَنْصُور أَن يضْرب السَّكْرَان الْحَد الْخَفِيف وَيُؤْخَذ الْقَيْد من رجله وَيُوضَع فِي رجل الغماز بعد أَن يضْرب على تجسسه ويودع السجْن حَتَّى يستريح النَّاس مِنْهُ وَاحْتَاجَ لأحد أَوْلَاده عَالما وأمينا فطلبهما من القَاضِي فَاخْتَارَ لَهُ القَاضِي رجلَيْنِ وصف أَحدهمَا فِي رقعته أَنه عَالم بَحر وَالْآخر أَنه أَمِين بر فاستطقهما الْمَنْصُور فَعلم أَنَّهُمَا مقصرين فَوَقع فِي الرقعة {ظهر الْفساد فِي الْبر وَالْبَحْر} الرّوم 30 / 41 واشتهر لَهُ من قَوْله شعر أفسد بِهِ الْعَرَب على قراقوش أحد مماليك صَلَاح الدّين وَكَانَ قد استولى على طرابلس وَقَابِس وَعظم أمره بالغرب // (من الْبَسِيط) // (يَا أَيهَا الرَّاكِب الساري لطيته ... على غذافرة تشقى بهَا الأكم)

(بلغ سليما على بعد الديار بهَا ... بيني وَبَيْنكُم الرَّحْمَن وَالرحم) (يَا قَومنَا لَا تشبوا الْحَرْب إِن خمدت ... واستمسكوا بعرى الْإِيمَان واعتصموا) (حاشى الأعاريب أَن ترْضى بمنقصة ... يَا لَيْت شعري هَل ألبابهم عدموا) (يقودهم أرمني لَا خلاق لَهُ ... كَأَنَّهُ بَينهم من جَهله علم) (الله يعلم أَنِّي مَا دعوتكم ... دُعَاء ذِي ترة يَوْمًا فينتقم) (وَلَا التجأت لأمر يستعان بِهِ ... من الْأُمُور وَهَذَا الْخلق قد علمُوا) (لَكِن لأجزي رَسُول الله عَن رحم ... تنمي إِلَيْهِ وترعى تلكم الذمم) (فَإِن أتيتم فحبل الْوَصْل مُتَّصِل ... وَإِن أَبَيْتُم فَعِنْدَ السَّيْف نحتكم) فَلَمَّا وقفُوا على الشّعْر مالوا إِلَى الْمَنْصُور وانحرفوا عَن قراقوش وَله موشحات حَسَنَة عَملهَا فِي جَارِيَة لَهُ يهواها تسمى سَاحر وَقيل إِن هَذِه الموشحة لِابْنِ زهر المغربي (هَل ينفع الوجد أَو يُفِيد ... أَو هَل على من بَكَى جنَاح) (يَا شقة الْقلب غبت عني ... فالليل عِنْدِي بِلَا صباح) 2 - الْمُقْرِئ يَعْقُوب بن يُوسُف بن عمر بن الْحُسَيْن بن المعمر أَبُو مُحَمَّد الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء المجودين الضابطين وَكَانَ الله تَعَالَى قد يسر عَلَيْهِ التِّلَاوَة حَتَّى إِنَّه كَانَ إِذا ركع رَكْعَتي تَحِيَّة الْمَسْجِد قَرَأَ فيهمَا سبعا من الْقُرْآن أسْرع من قِرَاءَة غَيره جُزْءا وَاحِدًا قَرَأَ بالروايات على الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الدباس وَمُحَمّد ابْن الْحُسَيْن المزروقي وَمُحَمّد بن خضر خطيب المحول وَغَيرهم وَسمع الْكثير من ابْن الْحصين وَابْن كادش وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء وَأحمد بن عَليّ بن المجلي وَغَيرهم وَحدث بالكثير وأقرأ كثيرا من النَّاس قَالَ محب الدّين ابْن النجار وَكَانَ صَدُوقًا تغير وَاخْتَلَطَ فِي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 3 - الْمعز بن صَلَاح الدّين يَعْقُوب بن يُوسُف الْملك الْمعز وَيُقَال الْأَعَز شرف

الدّين أَبُو يُوسُف بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين النَّاصِر بن أَيُّوب ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة وَسمع من عبد الله بن بري وَابْن أسعد الجواني وَقَرَأَ الْقُرْآن على الآرتاحي وَكَانَ متواضعا كثير التِّلَاوَة دينا حدث بالحرمين ودمشق وَكَانَ صَدُوقًا وَتُوفِّي بحلب رَحمَه الله تَعَالَى 4 - ابْن الدقاق يَعْقُوب بن الدقاق ابْن يُوسُف كَانَ مستملي أبي نصر صَاحب الْأَصْمَعِي قَالَ كُنَّا يَوْم جُمُعَة بقبة الشُّعَرَاء فِي رحبة مَسْجِد الْمَنْصُور نناشد وَكنت أعلاهم صوما إِذْ صَاح بن صائح من ورائي يَا منتوف فتغافلت كَأَنِّي لم أسمع فَقَالَ وَيلك يَا أعمى يَا أعمى لما لَا تَتَكَلَّم فَقلت من هَذَا قَالَ أَبُو دانق الموسوس فَالْتَفت إِلَيْهِ فَقَالَ وَيلك هَل تعرف أحسن من هَذَا الْبَيْت أَو أشعر من قَائِله // (من المنسرح) // (مَا تنظر الْعين مِنْهُ نَاحيَة ... إِلَّا أَقَامَت مِنْهُ على حسن) فَقلت كالمحاجز لَهُ لَا فَقَالَ لَا أم لَك هلا قلت نعم قَوْله // (من الهزج) // (يزيدك وَجهه حسنا ... إِذا مَا زِدْته نظرا) ثمَّ وثب وثبة إِلَى جَانِبي وَأَقْبل عَليّ وَقَالَ يَا عمي صف لي صُورَتك السَّاعَة على البديهة وغلا أخرجتك من بزتك ثمَّ أقبل على من كَانَ حَاضرا فَقَالَ طلمناه ظلمناه هُوَ ضَرِير لم ير وَجهه فَمن أحسن منا أَن يصفه فليصفه وَكَانَ على الْحَقِيقَة أقبح النَّاس وَجها وَكَانَ يحلق شعر رَأسه وَشعر لحيته وَشعر حاجبيه ويدهن قَالَ فَلم يتَكَلَّم أحد فَقَالَ اكتبوا صفة فِي رَأسه وَأنْشد // (من الوافر) // (أشبه رَأسه لَوْلَا رجار ... لعينيه ونضنضة اللِّسَان) (بأضخم قرعَة عظمت وتمت ... فَلَيْسَ لَهَا لَدَى التَّمْيِيز ثَانِي) (إِذا عليت أسافلها أنالت ... دعائم رَأسهَا نَحْو اللبان) (فَكَانَ لنا مَكَان الْجيد مِنْهَا ... إِذا اتَّصَلت بممسكة الجران) (لَهَا فِي كل شارقة وبيض ... كَأَن بريقها لمع الدهان) (فَلَا سلمت من حذري وخوفي ... مَتى سلمت صفاتك من بناني) ووثب إِلَيّ فحالت الْأَيْدِي بَينه وبيني 5 - الجبان أَبُو يَعْقُوب الجبان قَالَ ياقوت لم يَقع إِلَيّ اسْمه وَوَجَدته مَذْكُورا فِي

يعلى

كتاب إصبهان وَلَا يشك فِي كَونه من إصبهان قَالَ حَمْزَة بن الْحسن فِي كتاب إصبهان أَبُو يَعْقُوب الجبان مؤدب المكتفي قَالَ // (من المتقارب) // (إِذا المشكلات تصدين لي ... كشفت حقائقها بِالنّظرِ) (وَإِن برقتْ فِي مخيل الصَّوَاب ... عمياء لَا يجتليها الْبَصَر) (مقنعة بظلام الغيوب ... سللت عَلَيْهَا حسام الْفِكر) (وَلست بإمعة فِي الرِّجَال ... أسائل هَذَا وَذَا مَا الْخَبَر) (ولكنني وافر الأصغرين ... أَقيس على مَا مضى مَا حضر) وَقَالَ أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (لقد سَاءَ أَقْوَامًا بقائي لعلمهم ... بعلمي بآباء لَهُم سلفوا قبلي) (وسر بقائي آخَرين لعلمهم ... بِأَن لَيْسَ على أحسابهم ذائد مثلي) وَقَالَ أَيْضا // (من الْكَامِل) // (دنيا دنت من جَاهِل وَتَبَاعَدَتْ ... عَن كل ذِي لب لَهُ حجر) (سلحت على أَرْبَابهَا حَتَّى إِذا ... صَارَت إِلَيّ أَصَابَهَا حصر) الألقاب اليعقوبي اسْمه مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن عبد الله يعلى 6 - أَبُو الْمُنْذر الْعَرُوضِي يعلى بن عقيل أَبُو الْمُنْذر الْعَرُوضِي الْعَنزي كَانَ من الْعلمَاء أَصْحَاب الرِّوَايَة وَكَانَ يُؤَدب أَبَا عِيسَى ابْن الرشيد قَالَ كنت أطلب فصا أكتب عَلَيْهِ أَبُو الْمُنْذر يعلى بن عقيل يشْهد أَلا إِلَه إِلَّا الله مخلصا واشتهيت أَن أجعله حديدا فَدخلت على أبي عِيسَى ابْن الرشيد وَكَانَ فِي حجري يَعْنِي أؤدبه فَرَأَيْت فِي يَده فصا أَحْمَر كَبِير الْمِقْدَار يسع مَا أريده من الْكِتَابَة فَسَأَلته عَنهُ فَأَعْلمنِي أَن الرشيد دَعَا بِهِ واستنشده وَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء فَأَجَابَهُ فأنشده وَأحسن فأعجبه فَأَحْمَد أثري وَأمر لي بالفص وخلعة وَفرس وَعشرَة آلَاف دِرْهَم وَأمر لأبي عِيسَى بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَصرف أَبُو عِيسَى كل ذَلِك إِلَيّ فَكرِهت الْفرس فَاشْتَرَاهُ أَبُو عِيسَى مني فَبلغ ذَلِك الرشيد فَاسْتَحْسَنَهُ وَأمر لَهُ بِمِائَة ألف دِرْهَم وَأمر لي بِخَمْسِينَ ألف وَأوصى أَبُو الْمُنْذر أَن يدْفن الفص مَعَه فَفعل ذَلِك وَمن شعره يمدح أَبَا دلف // (من الطَّوِيل) //

(إِذا خفت من أَمر عداء وصولة ... فنبه لَهَا ذَا المكرمات أَبَا دلف) (تنبه فَتى قد زين الله أمره ... وَقدمه فِي الْبَأْس وَالْحَمْد والشرف) (ليفدك من أَصبَحت إِن ذكر الندى ... أقرّ على رغم بِفَضْلِك واعترف) (وَمن لم تزل تكفيه كل عَظِيمَة ... وتدفع عَنهُ مَا يخَاف من التّلف) (فعش سيدا وانعم كَرِيمًا وَلَا ... تزل رَجَاء لمن ناداك بِاسْمِك أَو هتف) 7 - الصَّحَابِيّ يعلى بن أُميَّة بن أبي عُبَيْدَة بن همام بن الْحَارِث بن بكر بن زيد بن مَالك أَبُو صَفْوَان الْحَنْظَلِي وَأَكْثَرهم يَقُول أَبُو خَالِد أسلم يَوْم الْفَتْح وَشهد حنينا والطائف وتبوك وَقيل أَبُو أُميَّة وَأمه منية وَقيل أُميَّة أمه وَاخْتلف فِي ذَلِك كثيرا اسْتَعْملهُ أَبُو بكر على بِلَاد خولان فِي الرِّدَّة ثمَّ عمل لعمر على بعض الْيمن فحمى لنسفه حمى فَبلغ ذَلِك عمر فأمير أَن يمشى على رجلَيْهِ إِلَى الْمَدِينَة فَمشى خَمْسَة أَيَّام أَو سِتَّة إِلَى صعدة وبلغه موت عمر فَركب وَقدم الْمَدِينَة على عُثْمَان فَاسْتَعْملهُ على صنعاء ثمَّ وَفد على عُثْمَان فَمر عَليّ على بَاب عُثْمَان فَرَأى بغلة جوفاء عَظِيمَة هائلة فَقَالَ لمن هَذِه فَقيل ليعلى فَقَالَ ليعلى وَالله وَكَانَ عَظِيم الشَّأْن عِنْد عُثْمَان وَله يَقُول الشَّاعِر // (من الطَّوِيل) // (إِذا مَا دعِي يعلى وَزيد بن ثَابت ... لأمر يَنُوب النَّاس أَو لخطوب) وَكَانَ على الْجند فَلَمَّا بلغه مقتل عُثْمَان أقبل ينصره فَسقط بعيره فِي الطَّرِيق فَانْكَسَرت فخده فَأقبل مَكَّة بعد انْقِضَاء الْحَج فَخرج إِلَى الْمَسْجِد وَهُوَ كسير على سَرِير فاستشرف إِلَيْهِ النَّاس واجتمعوا فَقَالَ من خرج يطْلب بِدَم عُثْمَان فعلي جهازه وَقيل أعَان الزبير بِأَرْبَع مائَة ألف وَحمل سبعين رجلا من قُرَيْش وَحمل عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا على جمل يُقَال لَهُ عَسْكَر وَكَانَ اشْتَرَاهُ بِمِائَتي دِينَار قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ يعلى بن أُميَّة سخيا مَعْرُوفا بالسخاء وَقتل بصفين مَعَ عَليّ بن أبي طَالب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بعد أَن شهد الْجمل مَعَ عَائِشَة

وَقَالَ إِنَّه تزوج بنت الزبير وَبنت أبي لَهب وروى لَهُ الْجَمَاعَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عبيد قَالَ قَالَ عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام منيت بأطوع النَّاس فِي النَّاس عَائِشَة وبأدهى النَّاس طَلْحَة وبأشجع النَّاس الزبير وبأكثر النَّاس مَالا يعلى بن منية وبأجود النَّاس عبد الله بن عَامر فَقَامَ إِلَيْهِ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَالله لأَنْت أَشْجَع من الزبير وأدهى من طَلْحَة وأطع فِينَا من عَائِشَة وأجود من ابْن عَامر ولمال الله أَكثر من مَال يعلى وليكونن كَمَا قَالَ الله عز وَجل {فسينفقونها ثمَّ تكون عَلَيْهِم حسرة ثمَّ يغلبُونَ} الْأَنْفَال 6 / 36 فسر عَليّ بقوله قَالَ أَبُو مخنف أقْرض يعلى بن منية الزبير بن الْعَوام حِين خرج إِلَى الْبَصْرَة فِي وقْعَة الْجمل أَرْبَعِينَ ألف دِينَار فقضاها ابْن الزبير بعد ذَلِك لِأَن أَبَاهُ قتل يَوْمئِذٍ وَلم يقضها وَلما صَارُوا إِلَى الْبَصْرَة تنَازع طَلْحَة وَالزُّبَيْر فِي الصَّلَاة فاتفها على أَن يُصَلِّي ابْن هَذَا يَوْمًا وَابْن هَذَا يَوْمًا فَقَالَ شَاعِرهمْ فِي ذَلِك // (من المتقارب) // (تبارى الغلامان إِذْ صليا ... وشح على الْملاك شيخاهما) (وَمَا لِابْنِ طَلْحَة وَابْن الزبير ... وَهَذَا بِذِي الْجزع مولاهما) (فأمهما الْيَوْم غرتهما ... ويعلى بن منية دلاهما) 8 - العامري الصَّحَابِيّ يعلى بن مرّة بن وهيب بن جَابر العامري أمه سيابة وَرُبمَا نسب إِلَيْهَا ويكنى أَبَا المرزام شهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحُدَيْبِيَة وخبير وَالْفَتْح وحنينا والطائف وروى عَنهُ ابْنه عبد الله بن يعلى والمنهال بن عَمْرو وَغَيرهمَا يعد فِي الْكُوفِيّين وَقيل إِنَّه بَصرِي وَله دَار بِالْبَصْرَةِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه 9 - الْهَاشِمِي الصَّحَابِيّ يعلى بن حَمْزَة بن الْمطلب بن هَاشم الْقرشِي الْهَاشِمِي قَالَ مُصعب لم يعقب أحد من بني حَمْزَة بن عبد الْمطلب إِلَّا يعلى وَحده فَإِنَّهُ ولد لَهُ خَمْسَة رجال لصلبه وماتوا كلهم من غير عقب فَلم يبْق لِحَمْزَة عقب 10 - الصَّحَابِيّ يعلى بن حَارِثَة الثَّقَفِيّ حَلِيف لبني زهرَة بن كلاب قتل يَوْم

الْيَمَامَة شَهِيدا كَذَا قَالَه أَبُو معشر وَقَالَ ابْن إِسْحَاق حييّ بن حَارِثَة 11 - الأربسي يعلى بن إِبْرَاهِيم الأربسي تأدب بالقيروان قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج كَانَ شَاعِرًا مجودا مليح الْكَلَام حسن النظام لألفاظه حلاوة وَعَلَيْهَا طلاوة وَيذْهب إِلَى الفلسفة فِي شعره ويغرب فِي عباراته وَرُبمَا تكلّف قَلِيلا وَكَانَت لَهُ مكانة من الْخط والترسل وَعلم الطِّبّ والهيئة قَالَ اجْتمعت بِهِ مرّة وَأَنا حَدِيث السن لم أكن قبلهَا رَأَيْته فَأخذ فِي ذكر الشُّعَرَاء وغض من عبد الْكَرِيم وَقَالَ هُوَ مؤلف كَلَام غير مخترع فأغلظت لَهُ لي الْجَواب فَالْتَفت إِلَيّ مُنْكرا عَليّ وَقَالَ أَنْت مَا دخولك بَين الشُّيُوخ يَا بني فَقلت وَمن يكون الشَّيْخ أَبَاهُ الله فعرفني بِنَفسِهِ ثمَّ أخرج رقْعَة بِخَطِّهِ فِيهَا من شعره // (من الْبَسِيط) // (إياة شمس حواها جسم لؤلؤة ... تغيب عَن لطف فها وَلم تغب) (صفراء مثل النظار السكب لابسة ... درعا مكللة درا من الحبب) (لم يتْرك الدَّهْر مِنْهَا غير رَائِحَة ... تضوعت وسنا ينساح كاللهب) (إِذا النديم تلقاها ليشربها ... صاغت لَهُ الراح أطرافا من الذَّهَب) فَقَالَ كَيفَ رَأَيْت فَقلت وَأَرَدْت الاشتطاط عَلَيْهِ أما الْبَيْت الأول فناقص الصَّنْعَة مَسْرُوق الْمَعْنى فِيهِ تنافر فَقَالَ وَكَيف ذَلِك قلت لَو كَانَ ذكر الياقوتة مَعَ اللؤلؤة كَمَا قَالَ أَبُو تَمام // (من الْكَامِل) // (أَو درة بَيْضَاء بكر أطبقت ... حبلا على ياقوتة حَمْرَاء) لَكَانَ أتم تصنيعا وَأحسن ترصيعا وَلَو ذكرت روح الْخمر مَعَ جسم الكأس لَكَانَ أوفق للمعنى وَلَو قلت مَعَ قَوْلك إِيَّاه شمس حواها نَهَار وعنيت بِهِ الكأس كَمَا قَالَ ابْن المعتز ويروى للْقَاضِي التنوخي // (من المتقارب) // (وَرَاح من الشَّمْس مخلوقة ... بَدَت لَك فِي قدح من نَهَار) لَكُنْت قد ذهبت إِلَى شَيْء غَرِيب عَجِيب وَأما قَوْلك تغيب من لطف فها وَلم تغب فَمن قَول البحتري // (من الْكَامِل) // (تخفي الزجاجة لَوْنهَا فَكَأَنَّهَا ... فِي الكأس قَائِمَة بِغَيْر إِنَاء) وَأما الْبَيْت الثَّانِي فَأكْثر من أَن يُنَبه عَلَيْهِ وَأما الْبَيْت الثَّالِث فَمن قَول ابْن المعتز // (من

الْبَسِيط) // (أبقى الجديدان من موجودها عدما ... لونا ورائحة من غير تجسيم) وَأما الْبَيْت الْأَخير فَمن قَول مُسلم بن الْوَلِيد // (من الطَّوِيل) // (أغارت على كف المدير بلونها ... فصاغت لَهُ مِنْهَا أنامل من ذبل) وَقَوله أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (إِذا مَسهَا الساقي أعارت بنانه ... جلابيب كالجادي من لَونه صفرا) وَفِيه عيب يُقَال لَهُ التوكؤ وَهُوَ تكريرك ذكر الراح وَهُوَ مُسْتَغْنى عَنهُ قَالَ فبماذا كنت تسد مَكَانَهُ قلت كنت أَقُول (صاغت ليمناه أطرافا من الذَّهَب) وأنشدته لنَفْسي دون أَن أعلمهُ // (من الطَّوِيل) // (مُعتقة يَعْلُو الْحباب جنوبها ... فتحسبه فِيهَا نثير جمان) (رَأَتْ من لجينٍ رَاحَة لمديرها ... فجادت لَهَا من عسجد ببنان) ثمَّ أنْشد يصف بستانا // (من الْبَسِيط) // (يفِيض بِالْمَاءِ مِنْهُ كل فوهة ... لكل فوارة بِالْمَاءِ تنذرف) (كَأَنَّهَا بَين أَشجَار منورة ... ظلت بمستجلس اللبلاب تستجف) (مجامر تَحت أَثوَاب مخلبة ... على مساحيها دخانها يهف) وَقَالَ هَل تعلم فِي هَذِه الأبيات شَيْئا وَلم أرد بعد مكاشفته فأضربت عَن أبات عَليّ بن الْعَبَّاس الرُّومِي تشبيهه المجمرة بالفوارة وَإِنَّمَا عَكسه يعلى وَقلت قَرِيبا مِنْهُ وأنشدته لنَفْسي // (الْخَفِيف) // (وَكَأن الْأَشْجَار فِي حلل الْأَنْوَار ... والغيث دمعه غير راق) (غانيات رششن من مَاء ورد ... فخبأن الْوُجُوه فِي الأطواق) فَقَالَ لمن أنشدتني بدءا وعودة قلت لمن أنْكرت عَلَيْهِ أَن يدْخل بَين الشُّيُوخ وَعرف بِي فاستصحبني من ذَلِك الْيَوْم 12 - الطنافسي يعلى بن عبيد أَبُو يُوسُف الطنافسي العابد أحد الْإِخْوَة عَن

يعمر

ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ أثبت أَوْلَاد أَبِيه فِي الحَدِيث توفّي رَحمَه الله تَعَالَى لخمس خلون من شَوَّال سنة تسع وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم 13 - الْأَحول يعلى بن مُسلم بن أبي قيس أحد بني يشْكر بن عَمْرو شَاعِر إسلامي لص من شعراء الدولة الأموية وَكَانَ أَحول وَكَانَ خليعا يجمع الصعاليك الأزد وخلعاءهم فيغير بهم على أَحيَاء الْعَرَب وَيقطع الطَّرِيق على السابلة فَشَكا النَّاس أمره إِلَى نَافِع بن عَلْقَمَة وَالِي مَكَّة وَهُوَ خَال مَرْوَان بن الحكم فَلم يزل يراصده إِلَى أَن أُتِي بِهِ فقيده وحبسه فَقَالَ فِي محبسه // (من الطَّوِيل) // (أرقت لبرق دونه شدوان ... يمَان وأهوى الْبَرْق كل يمَان) (فَبت لَدَى الْبَيْت الْحَرَام أشيمه ... ومطواي من شوق لَهُ أرقان) (إِذا قلت شيماه يَقُولَانِ والهوى ... يُصَادف منا بعض مَا تريان) مِنْهَا (أَلا لَيْت حَاجَتي حبسنني ... لَدَى نَافِع قضين مُنْذُ زمَان) (وَمَا بِي بغض للبلاد وَلَا قلى ... وَلَكِن شوقا فِي سواهُ دَعَاني) يعمر 14 - الصَّحَابِيّ يعمر السَّعْدِيّ وَالِد أبي خزامة حَدِيثه عَن ابْن شهَاب سمع أَبُو خزامة ابْن يعمر عَن أَبِيه أَنه قَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت أدوية نتداوى بهَا ورقى نسترقي بهَا هَل ترد من قدر الله فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن ذَلِك من قدر الله عز وَجل يعِيش 15 - الصَّحَابِيّ يعِيش بن طخفة الْغِفَارِيّ الصَّحَابِيّ حَدِيثه عَن ابْن لَهِيعَة وَهُوَ

شَامي قَالَ سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير يحدث عَن يعِيش بن طخفة الفغاري أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى بِنَاقَة فَقَالَ من يحلبها فَقَامَ رجل فَقَالَ أَنا فَقَالَ مَا اسْمك قَالَ مرّة فَقَالَ اقعد ثمَّ قَامَ الآخر فَقَالَ مَا اسْمك فَقَالَ حَمْزَة قَالَ اقعد قَالَ يعِيش فَقُمْت فَقَالَ مَا اسْمك قلت يعِيش قَالَ احلب 16 - الْجُهَنِيّ ذُو الْغرَّة يعِيش الْجُهَنِيّ ذُو الْغرَّة يُقَال الطَّائِي وَيُقَال الْهِلَالِي صَحَابِيّ روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النَّهْي عَن الصَّلَاة فِي أعطان الْإِبِل وَالْأَمر بِالْوضُوءِ من لحومها وَقَالَ لَا توضؤوا من لحم الْغنم وصلوا فِي مراحها 17 - أَبُو الْبَقَاء الْأَسدي النَّحْوِيّ يعِيش بن عَليّ بن أبي السَّرَايَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمفضل الْعَلامَة موفق الدّين أَبُو الْبَقَاء الْأَسدي الْموصِلِي الأَصْل الْحلَبِي النَّحْوِيّ ولد بحلب سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وست مائَة وَسمع بهَا وبالموصل وَكَانَ يعرف أول بِابْن الصَّائِغ وَكَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة تخرج بِهِ أهل حلب وَطَالَ عمره وشاع ذكره وَأخذ النَّحْو عَن أبي السخاء الْحلَبِي وَأبي الْعَبَّاس المغربي وليسا بمشهورين وَقدم دمشق وجالس الْكِنْدِيّ وَسَأَلَ عَن قَول الحريري حَتَّى إِذا لألأ الْأُفق ذَنْب السرحان فتوقف وَقَالَ علمت قصدك إِنَّك أردْت إعلامي بمكانك من النَّحْو وَذكر ابْن خلكان أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ مُعظم اللمع لِابْنِ جني وَقَالَ حَضرته وَقد طول شرح هَذَا الْبَيْت وأوضح والشخص الَّذِي يشْرَح لَهُ سَاكِت منصت إِلَى الْأَخْذ ثمَّ قَالَ يَا سَيِّدي أيش فِي المليحة مَا يشبه الظبية قَالَ قُرُونهَا وذنبها فَضَحِك

الْجَمَاعَة وخجل الرجل وَالْبَيْت الْمَذْكُور // (من الطَّوِيل) // (أيا ظَبْيَة الوعساء بَين جلاجل ... وَبَين النقا آأنت أم أم سَالم) وروى عَنهُ الصاحب ابْن العديم وَابْن مجد الدّين وَابْن الخلوانية وَابْن هامل وبهاء الدّين أَيُّوب بن النّحاس وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل إِسْحَاق وسنقر القضاي والحافظ ابْن الظَّاهِرِيّ أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو بكر بن أَحْمد الدشتي وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَكَانَ موفق الدّين ظريفا مطبوعا خَفِيف الرّوح مَعَ سكنية ورزانة ولد نَوَادِر كَثِيرَة وَكَانَ طَوِيل الرّوح حسن التفهيم وَعَامة فضلاء حلب تلامذته شرح الْمفصل للزمخشري والتصريف لِابْنِ جني وَقَالَ موفق الدّين وَردت إِلَى حمص مرّة فَصنعَ لنا رجل من أَهلهَا طَعَاما واحتفل بِهِ وَكَانَ فِي جملَته قرع بِلَبن وَكَانَ إِلَى جَانِبي رجل انبسط عَلَيْهِ فَجعل يَأْكُل مِنْهُ وَوَافَقَهُ آخر إِلَى جَانِبه فناديت صَاحب الْمنزل زِدْنَا من الطَّعَام فَإِن أَصْحَابنَا يَأْكُل بَعضهم بَعْضًا فَانْقَلَبَ الْمجْلس بالضحك وَقَالَ لَا أعرف لنَفْسي شعرًا إِلَّا أبياتا قلتهَا فِي السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر غَازِي وَهِي // (من الْبَسِيط) // (يَا أيّها الْملك الميمون طائرُه ... وَمن سَحَاب نداه الدَّهْر هطال) (وَمن صوارمه فِي كل معركة ... جوازم وطلى أعداه أَفعَال) (مَا زَالَ يعسفني دهر حوادثه ... حول لأهل النهى وَالْفضل تغتال) (مَتى انضويت إِلَى أحشاء برك بِي ... لما ظلمت وَلما حَالَتْ الْحَال) (وَقلت من حَيْثُ آمالي مهاجرة ... إِلَيْك يَا من لَهُ فضل وإفضال) (لي حُرْمَة الضَّيْف ولجار الْقَدِيم وَمن ... أتناكم وكهول الْحَيّ أَطْفَال) وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان وَكُنَّا نَقْرَأ عَلَيْهِ يَوْمًا بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية فَجَاءَهُ رجل من الأجناد وَبِيَدِهِ مسطور بدين وَكَانَ الشَّيْخ لَهُ عَادَة بِالشَّهَادَةِ فِي المكاتيب الشَّرْعِيَّة فَقَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا اشْهَدْ عَليّ فِي هَذِه المسطور فَأَخذه الشَّيْخ من يَده وَقَرَأَ أَوله أقرَّت فَاطِمَة فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ أَنْت فَاطِمَة فَقَالَ الجندي يَا مَوْلَانَا السَّاعَة تحضر وَخرج إِلَى بَاب الْمدرسَة وأحضرها وَهُوَ يتبسم من كَلَام الشَّيْخ قَالَ وَكُنَّا يَوْمًا نَقْرَأ عَلَيْهِ

يغمور

فِي دَاره فعطش بعض الْحَاضِرين وَطلب من الْغُلَام مَاء فَأحْضرهُ فَلَمَّا شربه قَالَ مَا هَذَا إِلَّا مَاء بَارِد فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ لَو كَانَ خبْزًا حارا أَكَانَ أحب إِلَيْك قَالَ وَكُنَّا يَوْمًا عِنْده بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية فجَاء الْمُؤَذّن وَأذن قبل الْعَصْر بساعة جَيِّدَة فَقَالَ لَهُ الْحَاضِرُونَ أيش هَذَا يَا شيخ وَأَيْنَ وَقت الْعَصْر فَقَالَ الشَّيْخ موفي الدّين دَعوه عَسى أَن يكون لَهُ شغل وَهُوَ مستعجل قَالَ وَكَانَ يَوْمًا عِنْد القَاضِي بهاء الدّين الْمَعْرُوف بِابْن شَدَّاد قَاضِي حلب فَجرى ذكر زرقاء الْيَمَامَة وَأَنَّهَا كَانَت ترى الشَّيْء من الْمسَافَة الْبَعِيدَة حَتَّى قيل إِنَّهَا ترَاهُ من مَسَافَة ثَلَاثَة أَيَّام فَجعل الْحَاضِرُونَ يَقُولُونَ مَا علموه من ذَلِك فَقَالَ الشَّيْخ أَنا أرى الشَّيْء من مَسَافَة شَهْرَيْن فتعجب الْكل من قَوْله وَمَا أمكنهم أَن يَقُولُوا لَهُ شَيْئا فَقَالَ لَهُ القَاضِي كَيفَ هَذَا يَا موفق الدّين فَقَالَ لِأَنِّي أرى الْهلَال فَقَالَ لَهُ كنت تَقول من مَسَافَة كَذَا كَذَا سنة فَقَالَ لَو قلت هَذَا عرف الْجَمَاعَة الْحَاضِرُونَ غرضي وَكَانَ قصدي الْإِبْهَام 18 - أَبُو الْقَاسِم الشَّافِعِي يعِيش بن صَدَقَة بن عَليّ أَبُو الْقَاسِم الفراتي الضَّرِير الْفَقِيه الشَّافِعِي صَاحب ابْن الْخلّ كَانَ إِمَامًا بارعا فِي معرفَة الْمَذْهَب وَالْخلاف سديد الْفَتَاوَى حسن المناظرة توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة 19 - الْحَنْبَلِيّ يعِيش بن ريحَان بن مَالك أَبُو المكارم الْأَنْبَارِي الْحَنْبَلِيّ أَبُو مُحَمَّد قدم بَغْدَاد واستوطنها وَقَرَأَ بهَا الْفِقْه وبرع فِيهِ وَصَارَ من الْمَشَايِخ الْمشَار إِلَيْهِم وَسكن مدرسة الْوَزير ابْن هُبَيْرَة وَكَانَ الْفُقَهَاء يقرؤون عَلَيْهِ سمع الحَدِيث من سعد الله بن نصر بن الدجاجي وَمن الكاتبة شهدة وَمن جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين قَالَ محبّ الدّين بن النجار كتبنَا عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا رَحمَه الله تَعَالَى وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وست مائَة يغمور 20 - ابْن العكبري الْأَمِير يغمور بن عِيسَى بن العكبري الْأَمِير قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب هُوَ من أَوْلَاد الأتراك بِدِمَشْق وأمرائها ذُو فَضَائِل مفرطة وشمائل حلوة وفطنة

الألقاب

متيقظة شَاب من جملَة الْأُمَرَاء مقدم مِقْدَام خَان أمله وحان أَجله وفل الشبا الطرير من شبابه الطري وَجرى الْقدر بأفول كوكبه الدُّرِّي وَأورد لَهُ من شعره // (من الطَّوِيل) // (أَخ لي على جور الزَّمَان وعدله ... وعوني على استهضامه ونواله) (إِذا غالني خطب وقاني بِنَفسِهِ ... وَإِن نالني جَدب كفاني بِمَالِه) (فَلَا زَالَ معمور الجناب مُسلما ... وَلَا زَالَت الأقدار طوع مقاله) الألقاب اليغموري الْحَافِظ اسْمه يُوسُف بن أَحْمد اليغموري مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يغمور الْأَمِير شهَاب الدّين أَحْمد بن مُوسَى بن يغمور بنت يَقْطِين الكاتبة اسْمهَا الرِّضَا تقدم ذكرهَا فِي حرف الرَّاء يَقْطِين 21 - أحد دعاة العباسيين يَقْطِين بن مُوسَى أحد دعاة بني الْعَبَّاس وَمِمَّنْ قرر أَمرهم وَكَانَ داهية حازما شجاعا وَلما حبس مَرْوَان بن مُحَمَّد إِبْرَاهِيم الإِمَام تحيرت الشِّيعَة لَا يَدْرُونَ من الإِمَام بعده فَقَالَ لَهُم أَنا أخْبركُم فَغير زيه وأتى حران فَوقف لمروان فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا رجل غَرِيب تَاجر قدمت بمتاع فَبعث إِلَيّ إِبْرَاهِيم فَاشْتَرَاهُ مني ومطلني ثمنه وَقد حَبسته فَإِن رَأَيْت أَن تجمع بيني وَبَينه وَتَأْخُذ لي بحقي مِنْهُ فَقَالَ مَرْوَان لبَعض خدمه اذْهَبْ مَعَه إِلَى إِبْرَاهِيم وَقل لَهُ يخرج من حق هَذَا الرجل فَمضى مَعَه فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ إِلَى مَتى تمطلني بديني وَإِلَى من أوصيت أَن يدْفع إِلَيّ مَالِي فَقَالَ إِلَى ابْن الحارثية فَعَاد إِلَى الشِّيعَة وَأخْبرهمْ أَن أَبَا الْعَبَّاس هُوَ الإِمَام بعده وَكَانَ يَقْطِين عَظِيما عِنْد بني الْعَبَّاس ولاه الْعَبَّاس والمنصور وَالْمهْدِي الولايات واطلع الْمهْدي على ابْنه عَليّ ابْن يَقْطِين بالزندقة فَقتله وَتُوفِّي يَقْطِين رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَمِائَة

يلبغا

يلبغا 22 - يلبغا اليحيوي نَائِب دمشق يلبغا اليحيوي الْأَمِير الْكَبِير سيف الدّين ابْن الْأَمِير سيف الدّين طابطا الناصري نَائِب الشَّام وحلب وحماه وَقد تقدم ذكر وَالِده فِي حرف الطَّاء كَانَ من أكبر الخاصكية وَلم يكن فِي آخر الْأَمر عِنْد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أعز مِنْهُ وَهُوَ شكل حسن الْوَجْه مليح الثغر أَبيض اللَّوْن طَوِيل الْقَامَة من أحسن الأشكال قل أَن ترى الْعُيُون مثله كَانَ ساقيا وَكَانَت الْأَنْعَام الَّتِي تصل إِلَيْهِ من أستاذه لم يفرح بهَا أحد قبله يُطلق لَهُ الْخَيل بسروجها وعددها وآلاتها الزركش وَالذَّهَب المصوغ خَمْسَة عشر فرسا خَمْسَة عشر فرسا والأكاديش مِائَتَيْنِ مِائَتَيْنِ رَأْسا ينعم بهَا عَلَيْهِ جشارات ويجهز إِلَيْهِ الْخلْع والحوايص وَغير ذَلِك من التشاريف الَّتِي يُعْطِيهَا هُوَ من جِهَته لمن يحضر لَهُ الإنعامات وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت الإنعامات الَّتِي يرسم لَهَا بهَا خَارِجَة عَن الْحَد وَبني لَهُ الإسطبل الَّذِي فِي سوق الْخَيل تَحت القلعة بِالْقَاهِرَةِ لم يعمر بِالْقَاهِرَةِ مثله وَكَانَ هُوَ والأمير سيف الدّين ملكتمر الْحِجَازِي قد توليا تمريض السُّلْطَان لما مَاتَ ثمَّ إِنَّه سَأَلَ لَهُ فِي الْأَيَّام الصالحية أَن يكون فِي حماه نَائِبا بهَا فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَجَاء إِلَيْهَا عوضا عَن الْأَمِير علاي الدّين ألطنبغا المارداني وَتوجه المارداني إِلَى نِيَابَة حلب وَجَاء الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر من حلب إِلَى دمشق نَائِبا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَلما مَاتَ الْأَمِير علاي الدّين ألطنبغا المارداني فِي حلب رسم للأمير سيف الدّين طقزتمر إِلَى مصر ورسم للأمير سيف الدّين يلبغا بنيابة دمشق فَدخل إِلَيْهَا يَوْم السبت ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَتوجه الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي إِلَى حلب نَائِبا فَأَقَامَ الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي بِدِمَشْق على حَاله وأرجف النَّاس كثيرا بِأَن الْملك الْكَامِل يُرِيد إِمْسَاكه بعد الْأَمِير سيف الدّين الْملك والأمير سيف الدّين قماري فاستوحش من ذَلِك وبرز إِلَى الجسور بِدِمَشْق فِي خَامِس عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَأقَام هُنَاكَ أَيَّامًا وَحضر إِلَيْهِ الْأَمِير حسام الدّين طرنطاي البشمقدار نَائِب حمص والأمير سيف الدّين أراق نَائِب صفد والأمير سيف الدّين أسندمر نَائِب حماه والأمير سيف الدّين بيدمر البدري نَائِب طرابلس وَاجْتمعَ الْكل عِنْده بِظَاهِر دمشق وعسكر دمشق بأجمعهم وكاتبوا الْكَامِل وخلعوه وظاهروه بِالْخرُوجِ عَلَيْهِ وَعدم الطَّاعَة فَكَانَ مَا كَانَ من أَمر الْكَامِل وخلعه وَقَتله على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة شعْبَان الْكَامِل وَلما تولى الْملك السُّلْطَان الْملك المظفر حاجي أقرّ الْأَمِير

سيف الدّين يلبغا على حَاله فِي نِيَابَة دمشق وَجعل ابْنه أَمِير مُحَمَّد أَمِيرا بطلبخاناه وَأمر الْأَمِير عز الدّين طقطاي دواداره أَمِير طبلخاناه وَعمر هُوَ قبَّة النَّصْر عِنْد مَسْجِد الْقدَم مَكَانا كَانَ بِهِ مبرزا وَكَانَ قد عمر قبل ذَلِك القيسارية الَّتِي هِيَ برا بَاب الْفرج وَعمر الحمامين اللَّذين بحكر العنابة برا بَابا الْجَابِيَة بِدِمَشْق وَشرع فِي عمَارَة الْجَامِع الَّذِي بسوق الْخَيل على نهر بردا فِي أول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَفِي ثامن عشْرين شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ورد إِلَيْهِ الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر المظفري أَمِير خازندار وعَلى يَده كتاب السُّلْطَان الْملك المظفر بإمساك الْأُمَرَاء السِّتَّة الَّذين ذكرُوا فِي تَرْجَمَة الْأَمِير شمس الدّين آقسنقر الناصري وَفِيه إِعْلَامه بالواقعة وإطابة خاطره وتسكنيه فَكتب الْجَواب بِالدُّعَاءِ للسُّلْطَان وجهز أستاذ دَاره سيف الدّين آقسنقر مَعَه واستوحش كثيرا من الْوَاقِعَة بالأمراء فاستدعى بأمراء دمشق بعد ذَلِك بيومين وَهُوَ فِي دَار السَّعَادَة وعرفهم مَا جرى وَكَتَبُوا إِلَى نواب الممالك بِالْحَال وجهز الْأَمِير سيف الدّين ملك آص إِلَى حمص وحماه وحلب وجهز الْأَمِير علاي الدّين طنبغا القاسمي إِلَى طرابلس وجاءه لَيْلَة الْجُمُعَة من زَاده وَحْشَة فَلم يصبح لَهُ بدار السَّعَادَة أثر غير نِسَائِهِ وانتقل يَوْم الْجُمُعَة بكرَة إِلَى الْقصر وَنزل بِهِ وَنزل وَالِده وَإِخْوَته وألزامه وَمن مَعَه ومماليكه بالميدان وَكَانَ يركب وَينزل إِلَى يَوْم الْأَرْبَعَاء فَجَاءَهُ الْأَمِير سيف الدّين أراي أَمِير آخور بِكِتَاب السُّلْطَان الْملك المظفر بِطَلَبِهِ إِلَى مصر ليَكُون رَأس أُمَرَاء المشورة وَأَن نِيَابَة دمشق أنعم بهَا على الْأَمِير سيف الدّين أرغون شاه نَائِب حلب وَقَالَ سيف الدّين أراي ذَلِك نعْمَة لأمراء دمشق فتحللت عَنهُ العزائم وتجهز وطلع إِلَى الجسور ظَاهر دمشق على الْعَادة الَّتِي فعلهَا فِي السّنة الْمَاضِيَة وَكَانَ ذَلِك بعد الْعَصْر خَامِس عشر جُمَادَى الأولى وَأقَام إِلَى بعد الصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر جُمَادَى الأولى وَكَانَت الملطفات قد جَاءَت من السُّلْطَان إِلَى أُمَرَاء دمشق بإمساكه عشبة الْخَمِيس فأنزلوا الصنجق السلطاني من القلعة واجتمعوا بعسكر دمشق تَحْتَهُ وقصدوه فَلَمَّا علم بذلك ركب فِي سلاحه وَلما عاين أوائلهم هرب بمماليكه وَأَهله وهرب مَعَه الْأَمِير سَيفي الدّين قلاوون والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جمق وَتَبعهُ الْأَمِير علاي الدّين طغريل ابْن الأيغاني الْحَاجِب الْكَبِير والأمير شهَاب الدّين ابْن صبح وَغَيرهمَا من أُمَرَاء دمشق فعادوا بَعْدَمَا أوصلوه إِلَى خلف ضمير وَقتل من الْعَسْكَر جمَاعَة ثمَّ إِن الْأَمِير فَخر الدّين إياز السِّلَاح دَار نَائِب صفد وصل بعسكر صفد إِلَى دمشق بكرَة الْأَحَد ثامن عشر جُمَادَى الأولى وَخرج الْعَصْر بعسكر

دمشق أَيْضا وصفد وَتوجه بهم إِلَى حمص وَكَانَ الْعَرَب قد أنكوه وَمنعُوا مِنْهُ المَاء واقتطعوا بعض ثقله وجد فِي طلبه سلار بن تتر البدري وأوه بريد ومنعوه الْقَرار وَالنَّوْم وكل هُوَ وَمن مَعَه مل من حمل السِّلَاح لَيْلًا وَنَهَارًا وحمي الْحَدِيد عَلَيْهِ وعاينوا الْهَلَاك وَاخْتلف مماليكه عَلَيْهِ حَتَّى تمنى الْمَوْت وَقَالَ لَهُم بِاللَّه وسطوني أَو اضربوا عنقِي كل هَذَا وهم مَا بَين القريتين إِلَى أمهين وصدد وَلما سَمِعت ذَلِك قلت // (من الطَّوِيل) // (تفرق شم السعد عَن يلبغا وَقد ... بغا وَغدا فِي عَكسه متورطا) (فَقَالَ لَهُ السَّيْف الَّذِي شدّ وَسطه ... وَقد بَالغ الْأَعْرَاب فِي الْجور والسطا) (تلذذ بقتل فِيهِ للنَّفس رَاحَة ... وَإِن رمت أهنا الْعَيْش قابغ توسطا) فَقَالَ لَهُ مماليكه أَنْت قلت لنا إِن نَائِب حماه مَعَك توجه بِنَا إِلَيْهِ فَلم يرد إِلَّا المطاوعة فَعبر على ظَاهر حمص وَتوجه إِلَى حماه فَخرج إِلَيْهِ الْأَمِير سيف الدّين قطليجا الْحَمَوِيّ النَّائِب بحماه وتلقاه وَدخل بِهِ إِلَى حماه ثمَّ إِنَّه أمْسكهُ وَأمْسك وَالِده وأخويه قراكز وأسندمر والدوادار عز الدّين طقطاي وَسيف الدّين جوبان والأمير سيف الدّين قلاوون والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جمق وقيدهم وجهز سيوفهم إِلَى السُّلْطَان ثمَّ بعد ذَلِك جهز الْأَمِير سيف الدّين يلبغا وَولده مقيدين إِلَى السُّلْطَان فَلَمَّا وصل إِلَى قاقون كَانَ قد وصل إِلَيْهَا الْأَمِير سيف الدّين منجك فأطلعوه إِلَى القلعة وَمَعَهُ وَالِده وحبسوهما فِي بَيْتَيْنِ مفردين ثمَّ أنزلوا وَالِده من قلعة قاقون وجهز على الْبَرِيد إِلَى السُّلْطَان آخر النَّهَار وطلع إِلَى سيف الدّين يلبغا مشاعليان فأحس بذلك وسألهما الْوضُوء وَالصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ وَلما فرغ قَالَ لَهما بِاللَّه عَلَيْكُمَا هوناها عَليّ فَقَالَا لَهُ يَا خوند إِن أردْت ذَلِك فَدَعْنَا ندير كتافك فمكنهما من نَفسه وخنقاه فَسمع النَّاس شهقته من أَسْفَل القلعة ثمَّ حز رَأسه وَوضع فِي عسل وجهز إِلَى السُّلْطَان ثمَّ دفنت جثته بقاقون رَحمَه الله تَعَالَى وسامحه وَكَانَ ذَلِك فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين منجك تجهز إِلَى حماه وجهز أَخَوَيْهِ سيف الدّين قراكز وَسيف الدّين أسندمر وَعز الدّين طقطاي الدوادار وَسيف الدّين جوبان إِلَى مصر مقيدين وَخلف الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اثْنَي عشر ولدا أكبرهم أَمِير مُحَمَّد وعمره تَقْدِير سبع سِنِين وَكَانَت لَهُ طبلخانه وَكَانَ لَهُ زوجتان أُخْت صمغار وبزلار وَكَانَ يُحِبهَا كثيرا وَأم مُحَمَّد وَهِي أُخْت السِّت أردو وَالِدَة الْملك الْأَشْرَف كجك وَكَانَ يَتْلُو الْقُرْآن جيدا ويلازم تِلَاوَته فِي الْمُصحف وَيُحب أهل الْقُرْآن ويجالسهم وَيُحب الْفُقَرَاء وَلم يكن فِيهِ شَرّ وَلَا انتقام وَقبل خُرُوجه من دمشق بأَرْبعَة أَيَّام أحضر قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي

إِلَى الْقصر ووقف أملاكه وَخص الْجَامِع الَّذِي أنشأه بِدِمَشْق بملغ سِتِّينَ ألف دِرْهَم فِي كل سنة من صلب مَاله رَحمَه الله وَمضى كَأَنَّهُ لم يكن وَلم أر مثل مَا نَالَ من السَّعَادَة الَّتِي فاضت عَنهُ على وَالِده وَإِخْوَته وأقاربه ومماليكه لِأَن وَالِده سيف الدّين طابطا كَانَ أَمِير مائَة مقدم ألف وأخواه أَمِيري طبلخاناه وَولده طبلخاناه وَذُو قرَابَته الْأَمِير شهَاب الدّين شعْبَان بطبلخاناه ودواداره الْأَمِير عز الدّين بطلبلخاناه ومملوكه سيف الدّين جوبان أَمِير عشرَة وَبَقِيَّة مماليكه جمَاعَة مِنْهُم لَهُم الإقطاعات الفاخرة فِي الْحلقَة واعتنى بِجَمَاعَة من أهل حلب وحماه ودمشق وخلص لَهُم الطبلخانات وعَلى الْجُمْلَة كَانَت سَعَادَة زَائِدَة عَن الْحَد لَكِنَّهَا ختمت بِهَذَا الشَّرّ الْكَبِير الَّذِي فاض على ذويه وَأَهله فَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم // (من المتقارب) // (بِقدر الصعُود يكون الهبوط ... فإياك والرتب العاليه) وَمن جملَة مَا رأى من الْعِزّ أَنه كَانَ قد توعك وَحصل لَهُ سوء مزاج وَكَانَ عِنْد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أستاذه فِي المرقد وَهُوَ جَالس وَرجلَاهُ فِي رُكْبَتَيْهِ يكبسهما ويرش الماورد على وَجهه ويتولى تمريضه وخدمته وطبه بِنَفسِهِ وَكَانَ وَلَده إِبْرَاهِيم وَهُوَ أكبر من السُّلْطَان أبي بكر قد مرض بالجدري وَمَات وَدفن وَلم يره وَلَا عَاده شغلا بتمريض يلبغا فَهَذَا نِهَايَة فِي الْعِزّ وَمن جملَة الذل الَّذِي رَآهُ أَن يتَوَلَّى خنقه مشاعليان من قاقون وَدفن فِي أَرض قاقون جسدا بِلَا رَأس اللَّهُمَّ خلصنا من شرور هَذِه الدَّار الغرارة وَقلت فِي أمره والتزمت تَشْدِيد الزَّاي // (من الطَّوِيل) // (دع الدَّهْر يعلي من أَرَادَ إِلَى السهى ... ودافعه من وَقت لوقت وجزه) (فقد نَالَ مِنْهُ يلبغا فَوق مَا ابْتغى ... وقصته تجلى على المتنزه) (وَأنزل من عِنْد الثريا إِلَى الثرى ... وأمسكه صرف الردى فِي محزه) (وألحفه الْعَيْش الغليظ رِدَاءَهُ ... على لطف مَعْنَاهُ ورقة بزه) (فَلَا سعد إِلَّا مَا رَأَيْنَاهُ ناله ... وَلَا ذل إِلَّا مَا رأى بعد عزه) وَقلت أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (إِن فِي يلبقا لكل لَبِيب ... عِبْرَة أَصبَحت على الدَّهْر تتلى) (مَا يُسَاوِي الْعِزّ الَّذِي قد رَآهُ ... فِي دمشق بدل قاقون أصلا) وَقلت أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (أَلا إِن / االدنيا غرور وباطل ... فطوبى لمن كَفاهُ مِنْهَا تفرغا)

يلتكين

(وَمَا عجبي إِلَّا لمن بَات واثقا ... بأيام دهر مَا رعى عهد يلبغا) يلتكين 23 - أَمِير دمشق يلتكين التركي مولى هفتكين أهداه أَمِير دمشق للوزير ابْن كلس وَعظم قدره إِلَى أَن جرد إِلَى الشَّام فِي جَيش وَولي إمرة دمشق لخلفاء مصر وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَلَاث مائَة الألقاب اليلداني تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم اليلداني عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمولى الْيَمَان ويمن 24 - أَبُو بشر الْبَنْدَنِيجِيّ الْيَمَان بن أبي الْيَمَان أَبُو بشر الْبَنْدَنِيجِيّ أَصله من الْأَعَاجِم من الدهاقين ولد أكمه لَا يرى الدُّنْيَا فِي سنة مِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ نَشأ بالبندنيجين وَحفظ هُنَاكَ أدبا كثيرا وأشعارا كَثِيرَة وَكَانَ بهَا أَبُو الْحسن عَليّ ابْن الْمُغيرَة الْأَثْرَم صَاحب أبي عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى يروي كتبه كلهَا ويروي عَن الْأَصْمَعِي وَغَيره فَلَزِمَ أَبُو بشر ذَلِك النمط وَحفظ من كتب عَليّ بن الْمُغيرَة علما كثيرا قَالَ حفظت فِي مجْلِس وَاحِد مائَة وَخمسين بَيْتا من الشّعْر بغريبه وَخرج إِلَى بَغْدَاد وسر من رأى وَلَقي الْعلمَاء وَقَرَأَ على مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَعرَابِي وَسمع مِنْهُ وَلَقي أَبَا نصر صَاحب الْأَصْمَعِي وَهُوَ ابْن أُخْته وَحفظ كتاب الْأَجْنَاس الْأَكْبَر وَكَانَت لأبي بشر ضيَاع كَثِيرَة وبساتين خلفهَا أَبوهُ فَبَاعَهَا وأنفقها فِي طلب الْعلم وَلَقي يَعْقُوب بن السكتي وَلَقي الزيَادي والرياشي بِالْبَصْرَةِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا من حفظه كتبا كَثِيرَة وَمن تصانيفه كتاب التقفية كتاب مَعَاني الشّعْر كتاب الْعرُوض وَمن شعره // (من الرجز) // (أَنا الْيَمَان ابْن أبي الْيَمَان ... أشعر من أَبْصرت فِي العميان) (إِن تلقني تلق عَظِيم الشان ... تلاقني أبلغ من سحبان) (فِي الْعلم وَالْحكمَة وَالْبَيَان)

الألقاب

وَمر يَوْمًا بِبَاب الطاق فَسمع صَوت قمرية من حَانُوت خباز فَقَالَ لقائده مل بِي إِلَيْهِ فأقامه عَلَيْهِ فَقَالَ يَا خباز أتبيع هَذِه قَالَ نعم قَالَ بكم قَالَ بِعشْرَة دَرَاهِم فَفتح منديله وعد لَهُ الدَّرَاهِم ثمَّ أَخذ الْحَمَامَة فأطلقها وَأَنْشَأَ يَقُول // (من الْكَامِل) // (ناحت مطوقة بِبَاب الطاق ... فجرت سوابق دمعي المهراق) (حنت إِلَى أَرض الْحجاز بحرقة ... تسبي فؤاد الهائم المشتاق) (تعس الْفِرَاق وجز حَبل وتينه ... وسقاه من سم الأساود سَاق) (يَا ويحه مَا باله قمرية ... لم تدر مَا بَغْدَاد فِي الْآفَاق) (كَانَت تفرخ فِي الْأَرَاك وَرُبمَا ... سكنت بِنَجْد فِي فروع السَّاق) (فَأتى الْفِرَاق بهَا الْعرَاق فَأَصْبَحت ... بعد الْأَرَاك تنوح فِي الْأَسْوَاق) (إِنِّي سَمِعت حنينها فابتعتها ... وعَلى الْحَمَامَة جدت بِالْإِطْلَاقِ) (بِي مثل من بك يَا حمامة فاسألي ... من فك أسرك أَن يفك وثاقي) وَمن شعره // (من الوافر) // (فديوان الضّيَاع بِفَتْح ضادٍ ... وديوان الْخراج بِغَيْر جِيم) (إِذا ولي ابْن عَبَّاس ومُوسَى ... فَمَا أَمر الإِمَام بِمُسْتَقِيم) 25 - أَبُو الْخَيْر الحبشي الْخَادِم يمن بن عبد الله الْخَادِم أَبُو الْخَيْر الحبشي خَادِم المستظهر الْخَاص كَانَ جوادا مهيبا حسن التَّدْبِير ذَا رَأْي وفطنة تقلبت بِهِ الْأُمُور حَتَّى صَار سفيرا بَين الْخَلِيفَة وَالسُّلْطَان وَبعث أَمِير الْحَاج فِي سنة عشر وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله بأصبهان وَقد قدمهَا رَسُولا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مائَة وَكَانَ أَمينا ثِقَة الألقاب يمن جمال الدّين العرضي مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْيَمَان الْجُهَنِيّ الصَّحَابِيّ بشير ابْن عقربة

يموت

يَمُوت 26 - الْعَبْدي الْبَصْرِيّ يَمُوت بن المزرع بن يَمُوت بن عِيسَى بن سيار بن حَكِيم بن جبلة الْعَبْدي الْبَصْرِيّ هُوَ أَبُو بكر وَكَانَ قد سمى نَفسه مُحَمَّدًا وَهُوَ ابْن أُخْت الجاحظ أبي عُثْمَان قدم ابْن الزَّرْع بَغْدَاد سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة وَهُوَ شيخ كَبِير وَحدث بهَا عَن أبي عُثْمَان الْمَازِني وَأبي حَاتِم السجسْتانِي وَأبي الْفضل الرياشي وَنصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي وَعبد الرَّحْمَن بن أخي الْأَصْمَعِي وَمُحَمّد بن يحيى الْأَزْدِيّ وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان الزيَادي وَغَيرهم وروى عَنهُ أَبُو بكر الخرائطي وَأَبُو الميمون بن رَاشد وَأَبُو الْفضل الْعَبَّاس بن مُحَمَّد الرقي وَأَبُو بكر بن مُجَاهِد الْمُقْرِئ وَأَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي وَغَيرهم وَكَانَ أديبا أخباريا وَله ملح نَوَادِر وَكَانَ لَا يعود مَرِيضا خوفًا من أَن يتطير من اسْمه وَكَانَ يَقُول بليت بِالِاسْمِ الَّذِي سماني بِهِ أبي وَإِذا عدت مَرِيضا وَقيل من هَذَا قلت ابْن المزرع وَأسْقط اسْمِي وَفِيه يَقُول مَنْصُور الْفَقِيه الْمصْرِيّ الضَّرِير // (مجزوء الرمل) // (أَنْت يحيى وَالَّذِي ... يكره أَن تحيا يَمُوت) (أَنْت صفو الْعَيْش بل ... أَنْت لروح النَّفس قوت) (أَنْت للحكمة بَيت ... لَا خلت مِنْك الْبيُوت) وَكَانَ ليَمُوت ولد اسْمه أَبُو نَضْلَة مهلهل بن يَمُوت وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْمِيم فِي مَكَانَهُ وَلما دخل يَمُوت مصر اتَّصل بالطولونية وناظر أَحْمد بن طولون يَوْمًا يَمُوت بن المزرع فِي مَسْأَلَة فَقَامَتْ بَينهمَا ففرح يَمُوت فجَاء ابْن بنت أبي الْعَتَاهِيَة فَقَامَ على رَأس يَمُوت وَقَالَ // (من السَّرِيع) // (يَمُوت يَا من أمه نائمه ... ارْجع فشطر نجكما قَائِمَة) (فرحت بالقائم فعل امْرِئ ... مزِيد يفرح بالقائمة)

بنجوتكين

فَرفع يَمُوت رَأسه إِلَيْهِ وَقَالَ أَنْت فَمَا يَدْعُوك أَن توطئ فِي بَيْتَيْنِ بِسَبَب مَسْأَلَة قَامَت بَيْننَا وَقدم يَمُوت مصر مرَارًا وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة أَربع وَثَلَاث مائَة وَقيل كَانَت وَفَاته بطبرية وَمن شعره يُخَاطب ابْن مهلهلا // (من الوافر) // (مهلهل قد حلبت شطور دهري ... وكافحني بهَا الزَّمن العنوت) (وحاربت الرِّجَال بِكُل ربع ... فأذعن لي الحثالة والرتوت) (فأوجع مَا أجن عَلَيْهِ قلبِي ... كريم عقه زمن عنوت) (كفى حزنا بضيعة ذِي قديم ... وأنباء العبيد لَهَا التخوت) (وَقد أَسهرت عَيْني بعد غمض ... مَخَافَة أَن تضيع إِذا فنيت) (وَفِي لطف الْمُهَيْمِن لي عزاء ... بمثلك إِن فنيت وَإِن بقيت) (فجب فِي الأَرْض وابغ بهَا علوما ... وَلَا تقطعك جَائِحَة سبوت) (وَإِن بخل الْعَلِيم عَلَيْك يَوْمًا ... فذل لَهُ وَدينك وَالسُّكُوت) (وَقل بِالْعلمِ كَانَ أبي جوادا ... فَقَالَ وَمن أَبوك فَقل يَمُوت) (تقر لَك الأباعد والأعادي ... بِعلم لَيْسَ يجحده البهوت) بنجوتكين 27 - العزيزي أَمِير دمشق ينجوتكين التركي العزيزي مولى الْعَزِيز ولي إمرة دمشق سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَبَقِي على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن عَزله الْحَاكِم وَأرْسل عوضه سُلَيْمَان بن جَعْفَر بن فلاح فَنزع ينجوتكين الطَّاعَة وَسَار إِلَى الرملة لِحَرْب من يَأْتِي من مصر فتواقعوا فِي جُمَادَى الأولى وَانْهَزَمَ ينجوتكين وَوصل إِلَى دمشق فِي يَوْمَيْنِ وَطلب النُّصْرَة من أهل الْبَلَد فَلم يُجِيبُوهُ ونهبوا دَاره فهرب إِلَى أَذْرُعَات ولجأ إِلَى ابْن الْجراح الطَّائِي فَلم يمنعهُ وأسلمه إِلَى الْأَمِير سُلَيْمَان بن جَعْفَر فَبعث بِهِ إِلَى مصر فعفى عَنهُ الْحَاكِم

ينغجار

ينغجار 28 - الْأَمِير سيف الدّين ينغجار الْأَمِير سيف الدّين الناصري يُقَال إِنَّه أَخُو الْأَمِير سيف الدّين أرغون الدوادار الناصري كَانَ يسكن فِي حكر الخازن وَخرج إِلَى الشَّام فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أَظن وَولي نِيَابَة قلعة دمشق مُدَّة وَولي نِيَابَة بعلبك مديدة فِي أَيَّام سيف الدّين يلبغا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بِدِمَشْق فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسبع مائَة الألقاب ينَال السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بن مِيكَائِيل أَبُو الينبغي الْعَبَّاس بن طرخان يوحنا 29 - الطَّبِيب يوحنا بن بختيشوع كَانَ طَبِيبا متميزا خَبِيرا باللغة اليونانية والسريانية وَنقل من ذَلِك كتبا كَثِيرَة وخدم بالطب الْمُوفق بِاللَّه طَلْحَة بن جَعْفَر المتَوَكل وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ ويسميه مفرج كربي وَكَانَ الْمُوفق إِذا جلس للشُّرْب يقدم بَين يَدَيْهِ صينية ذهب ومغسل مَذْهَب وخرداذي بلور وكوز وَيجْلس يوحنا بن بختيشوع عَن يَمِينه وَبَين يَدَيْهِ كَذَلِك وَبَين يَدي غَالب الْأَطِبَّاء والجلساء صواني مدهون وقناني زجاج ونارنج ابْن ماسويه 30 - الطَّبِيب ابْن ماسويه يوحنا بن ماسويه كَانَ طَبِيبا ذكيا فَاضلا خَبِيرا بالطب وَله كَلَام حسن وتصانيف مَشْهُورَة وَكَانَ مبجلا حظيا عِنْد الْخُلَفَاء والملوك اكْتسب من الطِّبّ ألف ألف دِرْهَم وَكَانَ نَصْرَانِيّا خدم الرشيد والأمين والمأمون وَبَقِي على ذَلِك إِلَى أَيَّام المتَوَكل وَأَن الواثق مشغوفا بِهِ فَشرب يَوْمًا عِنْده فَسَقَاهُ الساقي شرابًا غير صَاف وَلَا لذيذ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أما المذاقات فقد عرفتها واعتدتها ومذاقه هَذَا الشَّرَاب فخارج عَن طبع المذاقات كلهَا فَوجدَ الواثق على السقاة وَقَالَ أتسقون أطبائي فِي مجْلِس مثل هَذَا الشَّرَاب وَأمر ليوحنا فِي ذَلِك الْوَقْت بِمِائَة ألف دِرْهَم ودعى بسمانة الْخَادِم وَقَالَ احْمِلْ إِلَيْهِ السَّاعَة المَال فَلَمَّا كَانَ وَقت الْعَصْر سَأَلَ سمانة هَل حمل المَال إِلَى يوحنا فَقَالَ لَا بعد فَقَالَ يحمل إِلَيْهِ مِائَتَا ألف ثمَّ سَأَلَهُ بعد سَاعَة أُخْرَى فَقَالَ لَا

بعد فَقَالَ يحمل إِلَيْهِ ثَلَاث مائَة ألف دِرْهَم فَخرج سمانة وَقَالَ احملوها إِلَيْهِ وَإِلَّا لم يبْق فِي بَيت المَال شَيْء وَكَانَ الرشيد قد قَلّدهُ تَرْجَمَة الْكتب الْقَدِيمَة وأنشدت بِهِ عِلّة مرض بهَا حَتَّى يئس مِنْهُ أَهله فَاجْتمع عِنْده الأقساء وَجَمَاعَة من الرهبان يقرونَ حوله من الْإِنْجِيل فَقَالَ لَهُم يَا أَبنَاء الْفسق مَا تَصْنَعُونَ قَالُوا نَدْعُو لَك قَالَ لَهُم قرص ورد أفضل من صلوَات جَمِيع أهل النَّصْرَانِيَّة مُنْذُ كَانَت وَإِلَى يَوْم الْقِيَامَة وشكا إِلَيْهِ رجل أَصَابَهُ جرب فَقَالَ لَهُ افصد الأكحل من الْيُمْنَى فَقَالَ قد فعلت فَقَالَ افصد الأكحل من الْيُسْرَى فَقَالَ قد فعلت فَقَالَ اشرب الْمَطْبُوخ فَقَالَ قد فعلت فَقَالَ اشرب مَاء الْجُبْن فَقَالَ قد فعلت فَقَالَ اشرب مخيض الْبَقر أسبوعين فَقَالَ قد فعلت فَقَالَ اشرب الاصطخفيون فَقَالَ قد فعلت فَقَالَ لَهُ لم يبْق شَيْء مِمَّا ذكره الْأَطِبَّاء إِلَّا وَقد ذكرته وَقد بَقِي شَيْء لم يذكرهُ أبقراط وَلَا جاليونس فَقَالَ مَا هُوَ فَقَالَ ابتغ زَوجي قَرَاطِيس وقطعهما رِقَاعًا صغَارًا واكتب فِي كل وَاحِدَة رَحمَه الله من دَعَا لمبتلى بالعافية والق نصفهَا فِي الْمَسْجِد الشَّرْقِي وَالْآخر فِي الْمَسْجِد الغربي وفرقها يَوْم الْجُمُعَة فَإِنِّي أَرْجُو أَن ينفعك الله بِالدُّعَاءِ إِذا لم ينفعك العلاج وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وليوحنا من الْكتب كتاب الْبُرْهَان كتاب البصيرة كتاب الْكَمَال والتمام كتاب الحميات مشجر كتاب الأغذية كتاب الْأَشْرِبَة كتاب المنجح فِي الصِّفَات والعلاجات كتاب فِي الفصد والحجامة كتاب فِي الجذام لم يسْبقهُ أحد إِلَى مثله كتاب الْجَوَاهِر كتاب الرجحان كتاب تركيب الْأَدْوِيَة المسهلة وإصلاحها كتاب دفع مضار الأغذية كتاب فِي غير مَا شَيْء مِمَّا عجز عَنهُ غَيره كتاب السِّرّ الكامن كتاب دُخُول الْحمام كتاب الْأَزْمِنَة كتاب فِي الصداع وَعلله وأدويته أَلفه لعبد الله بن طَاهِر كتاب لم امْتنع الْأَطِبَّاء من علاج الحبالى فِي بعض شهور الْحمل كتاب محنة الطَّبِيب كتاب محنة الكحالين كتاب مجس الْعُرُوق كتاب الصَّوْت والبحة كتاب علاج النِّسَاء اللواتي لم يحبلن حَتَّى يحبلن كتاب الْمرة السَّوْدَاء كتاب مَاء الشّعير كتاب تَدْبِير الأصماء كتاب السنونات كتاب فِي الْمعدة كتاب فِي القولنج كتاب النَّوَادِر الطبية كتاب التشريح كتاب تَرْتِيب سقِِي الْأَدْوِيَة كتاب تركيب خلق الْإِنْسَان وَعدد أَعْضَائِهِ وعروقه وعظامه وَمَعْرِفَة أَسبَاب الأوجاع أَلفه لِلْمَأْمُونِ كتاب الأبدال فُصُول كتبهَا لحنين بن إِسْحَاق كتاب المالنخوليا كتاب جَامع الطِّبّ كتاب فِي الْحِيلَة للبرء

يوسف

يُوسُف 31 - الشَّافِعِي يُوسُف بن آدم بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن آدم أَبُو الْحجَّاج الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي أَصله من مراغة وَقدم بَغْدَاد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَحدث بهَا بِصَحِيح مُسلم عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْمفضل الفراوي وسَمعه أَبُو بكر عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر الجيلي وَمُحَمّد بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مشق قَالَ ابْن النجار كَانَ كثير الشغب ومثير الْفِتَن بَين الطوائف وَذكر أَبُو الْحسن ابْن الْقطيعِي عَنهُ أَنه كَانَ إِذا بلغه أَن قَاضِيا على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ قد عقد عقدَة نِكَاح فسخ نِكَاحه وَأفْتى أَن الطَّلَاق لَا يَقع فِي ذَلِك النِّكَاح فأثار بذلك فتنا فَأخْرجهُ السُّلْطَان من دمشق فَمضى إِلَى حران وسكنها فَلَمَّا ملكهَا الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود الشَّهِيد سَأَلَهُ أَن يعود إِلَى دمشق ليزور أمه فَأذن لَهُ وَشرط عَلَيْهِ أَلا يدْخل الْبَلَد فَعَاد إِلَى دمشق وَنزل كَهْف آدم بجبل قاسيون وَخرجت أمه إِلَيْهِ فَدخل إِلَى دمشق يَوْم الْجُمُعَة فخاف الْوَالِي من تفاقم الْأَمر فَأمره بِالْعودِ إِلَى حران فَعَاد إِلَيْهَا وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة سِتَّة وَتِسْعين وَخمْس مائَة ابْن إِبْرَاهِيم 32 - أَبُو الْبرم يُوسُف بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْبرم خرج بخراسان على الْمهْدي سنة سِتِّينَ وَمِائَة مُنْكرا عَلَيْهِ سيرته وَاجْتمعَ إِلَيْهِ خلق كثير فَبعث إِلَيْهِ الْمهْدي يزِيد بن مزِيد فاقتتلا فظفر بِهِ يزِيد بن مزِيد فَأسرهُ وَحمله إِلَى الْمهْدي فَلَمَّا قرب من بَغْدَاد ركب على بعير وحول وَجهه إِلَى ذَنبه وَفعل ذَلِك بِأَصْحَابِهِ وَكَانَ أَبُو الْبرم قد قتل أَخا لهرثمة بن أعين بخراسان فَأمر الْمهْدي هرثمة فَقطع يَدي أبي الْبرم وأيدي أَصْحَابه وَضرب أَعْنَاقهم وصلبهم الشَّاشِي 33 - الشَّاشِي يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن سعيد أَبُو يَعْقُوب الشَّاشِي قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن أبي طَاهِر مُحَمَّد بن عَليّ بن بويه الزراد الْحَافِظ البُخَارِيّ وَعَن أبي الْحسن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن المظفر الداوودي البوشنجي حدث عَنهُ بِمُسْنَد الدَّارمِيّ سَمعه مِنْهُ وَكتبه أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْبَاقِي بن الخاضبة فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَسمع مِنْهُ أَيْضا ابْنَته كَرِيمَة بنت أبي بكر بن الخاضبة وَأَبُو الْقَاسِم بن السَّمرقَنْدِي وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي نصرٍ الْحميدِي وروى عَنهُ

النجار المقرئ

النجار الْمُقْرِئ 34 - النجار الْمُقْرِئ يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن صابر بن نائل بن مُحَمَّد الربعِي أَبُو مُحَمَّد النجار الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ حفظ الْقُرْآن وتفقه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد وَانْقطع فِي بَيته يقرئ الصّبيان وَيكْتب الْمَصَاحِف وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة بالبيمارستان العضدي وَقد بلغ السِّتين أَو جاوزها البابي 35 - البابي يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن نصر أَبُو الْقَاسِم البابي قدم بَغْدَاد حَاجا سنة خمس وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَحدث بِكِتَاب شرح الشهَاب من تصنيفه سَمعه مِنْهُ أَبُو نصر أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الطوسي وَرَوَاهُ عَنهُ وَقد روى عَنهُ أَبُو مَنْصُور عبد المحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الشيحي كتاب إصْلَاح أغاليط أَصْحَاب الحَدِيث لأبي سُلَيْمَان أَحْمد بن مُحَمَّد الْخطابِيّ فَقَالَ أَنا أَبُو الْقَاسِم يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن نصر البابي بِبَغْدَاد قدم علينا حَاجا أَنبأَنَا الإِمَام أَبُو الْمَعَالِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله المغربي نزيل الْبَاب أخبرنَا أَبُو الْحُسَيْن عبد الغافر بن مُحَمَّد الْفَارِسِي حَدثنَا الْخطابِيّ الْكَاتِب 36 - الْكَاتِب يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الْأَنْبَارِي أَبُو الْحسن الْكَاتِب كَانَ فِي خدمَة إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي حكى عَنهُ وَعَن إِسْمَاعِيل بن نوبخت وَأحمد بن رشيد الْكَاتِب مولى سَلام الأبرش وَجِبْرِيل بن بختيشوع وَأَيوب بن الحكم الْبَصْرِيّ الكسروي وَأحمد بن هَارُون الشرابي وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْنه أَبُو جَعْفَر أَحْمد ورضوان بن أَحْمد بن جالينوس الصيدلاني وسافر إِلَى الشَّام وَدخل مصر وَتَوَلَّى بهَا الْأَعْمَال وَكَانَ من ذَوي المروءات وصنف كتاب أَخْبَار المستطبين وَتَوَلَّى الْأَعْمَال أَيَّام أَحْمد بن طولون قَالَ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور بعث أَحْمد بن طولون السَّاعَة الَّتِي توفّي فِيهَا وَالِدي يُوسُف بن إِبْرَاهِيم جمَاعَة فهاجموا الدَّار وطالبوا بكتبه مقدرين أَن يَجدوا فِيهَا كتابا من أحد من بَغْدَاد فحملوا صندوقين وقبضوا عَليّ وعَلى أخي وصاروا بِنَا إِلَى دَاره وأدخلنا إِلَيْهِ وَهُوَ جَالس وَبَين يَدَيْهِ رجل من أَشْرَاف الطالبيين الكبراء فَأمر بِفَتْح أحد الصندوقين وَأدْخل خَادِم يَده فَوَقع فِيهَا دفتر جراياته على الْأَشْرَاف وَغَيرهم فَأخذ

الدفتر بِيَدِهِ وتصفحه فَكَانَ جيد الاستخراج فَوجدَ اسْم الطَّالِبِيُّ فِي الجراية فَقَالَ لَهُ وَأَنا أسمع كَانَت عَلَيْك جراية ليوسف بن إِبْرَاهِيم فَقَالَ دخلت هَذِه الديار وَأَنا مملق فَأجرى عَليّ فِي كل سنة مِائَتي دِينَار ومائتي إِرْدَب قَمح إسوة بن الأرقط وَابْن العقيقي وَغَيرهمَا ثمَّ امْتَلَأت يداي بطول الْأَمِير فاستعفيته مِنْهَا فَقَالَ نشدتك الله إِن قطعت سَببا بِي برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتدمع الطَّالِبِيُّ فَقَالَ ابْن طولون رحم الله يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ثمَّ قَالَ انصرفوا إِلَى مَنَازِلكُمْ لَا بَأْس عَلَيْكُم فانصرفنا ولحقنا جَنَازَة والدنا وَحضر ذَلِك الْعلوِي حَقنا 37 - الشاطبي الْمُقْرِئ يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عِقَاب أَبُو يَعْقُوب الجذامي الشاطبي الْمُقْرِئ الزَّاهِد قَرَأَ بالسبع على أَصْحَاب ابْن نوح الغافقي وَسمع مِنْهُ أَبُو عبد الله الْوَادي آشي وَأكْثر عَن أبي الْحسن عَليّ بن قطرال وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة 38 - شمس الدّين بن قُرَيْش كَاتب الدرج يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش شمس الدّين الْمصْرِيّ الْكَاتِب اسْتشْهد على حمص وَقد نَيف السّبْعين وَكَانَ من كتاب الدرج بِمصْر كتب للصالح نجم الدّين وَلمن بعده وَكَانَ وافر النِّعْمَة كثير الْحُرْمَة توفّي سنة ثَمَانِينَ وست مائَة 39 - أَبُو الْفَضَائِل الشَّيْبَانِيّ القفطي يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد القَاضِي الْأَشْرَف أَبُو الْفَضَائِل الشَّيْبَانِيّ التَّمِيمِي القفطي وَالِد الْعَزِيز القَاضِي الأكرم أبي الْحسن عَليّ بن يُوسُف وأخيه القَاضِي الْمُؤَيد أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم وَقد تقدم ذكرهمَا فِي مكانيهما ولد القَاضِي الْأَشْرَف فِي غرَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بقفط وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة بِذِي جبلة بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف مَدِينَة فِي بِلَاد الْيمن وَكَانَ الْأَشْرَف قد خرج من قفط سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة فِي الْفِتْنَة الَّتِي كَانَت بهَا بِسَبَب الإِمَام الَّذِي أقاموه وَكَانَ من بني عبد الْقوي الدَّاعِي للدّين ادّعى أَنه دَاوُد بن العاضد فأنفذ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب أَخَاهُ الْملك الْعَادِل أَبَا بكر فَقتل من أهل قطّ نَحْو ثَلَاثَة آلَاف وصلبهم على شجرهم بِظَاهِر قفط بعمائمهم وطيالستهم وخدم الْأَشْرَف فِي عدَّة خدم سلطانية مِنْهَا بالصعيد ثمَّ نظر بلبيس ونواحيها ثمَّ نظر الْقُدس ونواحيه

وناب عَن الْفَاضِل فِي كِتَابَة الْإِنْشَاء بِحَضْرَة السُّلْطَان صَلَاح الدّين ثمَّ إِنَّه استوحش من الْعَادِل ووزيره ابْن شكر فَقدم حران فاستوزره الْملك الْأَشْرَف مُوسَى بن الْعَادِل ثمَّ إِنَّه سَأَلَهُ الْإِذْن فِي الْحَج فَأذن لَهُ وجهزه أحسن جهاز على أَن يحجّ وَيعود فَلَمَّا حصل بِمَكَّة امْتنع من الْعود وَدخل الْيمن فاستوزره أتابك سنقر سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة ثمَّ ترك الْخدمَة وَانْقطع بِذِي جبلة ورزقه دَار عَلَيْهِ إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور أَولا وَكَانَ أديبا فَاضلا مليح الْخط محبا للْعلم والكتب واقتنائها ذَا دين متين وكرم وعربية 40 - قَاضِي الْقُضَاة ابْن جملَة يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن جملَة الحوراني المحجي ثمَّ الصَّالِحِي الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ قَاضِي قُضَاة الشَّام الإِمَام الْفَاضِل الْعَالم الْعَلامَة الأصولي الْفَقِيه النَّحْوِيّ ولد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وتلقه مُدَّة لِأَحْمَد بن حَنْبَل ثمَّ تحول شافعيا وتميز وناظر الأقران وَأخذ عَن الشَّيْخ كَمَال الدّين بن الزملكاني وَصَارَ من الْأَعْيَان درس بالدولعية وَأعَاد مُدَّة وَخرج لَهُ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي عَن الْفَخر وَجَمَاعَة وناب لقَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي الشَّافِعِي بِدِمَشْق وَلما توفّي قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين الإخنائي ولي هُوَ الْقَضَاء بِالشَّام فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبع مائَة بعناية الْأَمِير سيف الدّين تنكز وَكَانَ ذَا مهابة وسطوة وصولة وَفِيه شدَّة ووطاء على الْمُرِيب وَكَانَت فِيهِ ديانَة وَحسن عقيدة وعفة فَإِنَّهُ بَاشر الْقَضَاء بصلف وَأَمَانَة وَفِي أَيَّام نيابته لقَاضِي الْقُضَاة علم الدّين الإخنائي قَامَ قيَاما عَظِيما فِي تَوْبَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية فِي مسالة الزِّيَارَة وَعمل عملا بَالغا إِلَى أَن حبس وَلما مَاتَ لم يصل عَلَيْهِ وَكَانَ فصيحا لسنا شَدِيد الْعَارِضَة فِي الْبَحْث ثمَّ إِن حَمْزَة التركماني حرف الْأَثر تنكز عَلَيْهِ وأغره بِهِ وَلم يزل إِلَى أَن حَبسه وَقَالَ إِنَّه رشا نَاصِر الدّين الدوادار بِالذَّهَب على الْقَضَاء وَهَذَا أَمر أستبعده من الْجَانِبَيْنِ وَكَانَ نَائِب الشَّام قد حكمه فِي الشَّيْخ ظهير الدّين لِأَنَّهُ لم يَصح عَنهُ مَا نَقله فَبَالغ ابْن جملَة فِي تَعْزِير ظهير الدّين واستقصائه وَالِاسْتِقْصَاء شُؤْم فعقد لَهُ مجْلِس وَدخل وَهُوَ قَاضِي الْقُضَاة فَخرج وَهُوَ فَاسق قد حكم بعزله وسجنه فِي القلعة وَكَانَت وَاقعَة عَجِيبَة لم يعْهَد النَّاس مثلهَا أَنْشدني لنَفسِهِ إجَازَة القَاضِي زين الدّين عمر الوردي وَمن خطه نقلت // (من المسنرح) // (دمشق لَا زَالَ ريعها أخضرا ... بعدلها الْيَوْم يضْرب الْمثل) (فضامن المكس مُطلق فَرح ... فِيهَا وقاضي الْقُضَاة معتقل)

وَقلت أَنا فِي ذَلِك // (من مخلع الْبَسِيط) // (الْعَفو يَا رب من بلَاء ... قوى الورى مَا تطِيق حمله) (أَمر جرى فِي الْوُجُود فَردا ... يَا عجبا وَهُوَ لِابْنِ جمله) وَأقَام فِي الْحَبْس خَمْسَة عشر شهرا إِلَى أَن شفع فِيهِ مُوسَى بن مهنا وَولي بعده قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين بن الْمجد وَلما خرج من الاعتقال أعطي الدولعية ثمَّ تمرض وخلت الْمدرسَة الشامية البرانية فدرس فِيهَا أَيَّامًا بعد الشَّيْخ زيد الدّين بن المرحل وَكَانَت وَفَاته بالمسرورية رَحمَه الله تَعَالَى وَدفن عِنْد أَهله بوادي الْعِظَام وَكنت قد كتبت تَقْلِيده بِالْقضَاءِ لما كنت بالديار المصرية وَهُوَ الْحَمد لله الَّذِي أَعلَى منار الشَّرْع الشريف بجماله وجلا دجاه بِمن تحسده البدور فِي الْأُفق ليَالِي التَّمام على كَمَاله وشيد رُكْنه بِمن يقصر بَاعَ السَّيْف فِي جلاده عِنْد جداله وَحفظ قَوَاعِده بِمن إِذا أمسك قلم فَتَاوِيهِ تفيأت الْأَحْكَام تَحت ظلاله وأحيى سنَنه بِمن يَتَّضِح بِهِ سنَن حرَامه وَحَلَاله وَنشر لِوَاء فَضله بِمن إِذا طمى الْبَحْر الْمُحِيط فَقل دع ذَا فَإنَّك عَاجز عَن حَاله نحمده على نعمه الَّتِي ادخرت لأيامنا الشَّرِيفَة حبرًا عز بِوُجُودِهِ اجْتِمَاع المثلين واقتطف ثمار الْعُلُوم فَمَا داناه أحد فِي الْفُرُوع وَلَا وصل مَعَه إِلَى الْأَصْلَيْنِ وَطَالَ بِالْعلمِ ثمَّ بالحلم وَزَاد فِي تطولاته وَلم يتقصر على الطولين وَأجْمع النَّاس على اسْتِحْقَاقه بِمَا وليناه فَلم تكن الْمَسْأَلَة فِيهِ ذَات قَوْلَيْنِ ونشهد أَلا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة ندخرها ليَوْم الْقَضَاء والفصل ونعلم أَنَّهَا أصل الْإِيمَان وَمَا سواهَا فرع وَالْقِيَاس رد فرع إِلَى أصل ونعتمد على بَرَكَات فَضلهَا فِي الْأَمر وَالنَّهْي وَالْقطع والوصل وننال بإخلاصها على أَعدَاء الدّين عز الْعَزْم وَنصر النصل ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله خير من قضى وَمضى وَأَعْدل من مضى وَسيف شَرعه إِذا استقبله شكل حكم فِيهِ وَمضى وأشرف من سَاس النَّاس بخلقه الرضى وَحكمه المرتضى وأعز من أغضى الشَّيْطَان لظُهُور مِلَّته على جمر الغضى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير من اتبع شَرعه فِي أَحْكَامه وَخَافَ مقَام ربه فَشكر الله لَهُ حسن مقَامه وَقصر خطاه على مَا أمره وَنَهَاهُ فَلم يكن لَهُ إقدام على حَرَكَة أقدامه واستبرأ لدينِهِ فِي قضاياه فَمَا أَخْطَأت سهامه مرامي مرامه صَلَاة تتألق بأنوارها البروق اللامعة وتتعلق بأستارها الْخَلَائق فِي الْوَاقِعَة مَا قبلت ثغور الأقلام خدود المهارق الساطعة ورقمت إبر الْغَمَام برود الحدائق اليانعة وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَإِن منصب الشَّرْع الشريف لَا شكّ فِي عُمُوم نَفعه وَلَا مرية فِي أَن السوابق جرت لنصبه والعوالي جرت لرفعه وَلَا ريب فِي أَن شمم كل عرنين ينقاد صاغرا لوضعه مَا

حكمنَا فِي شَيْء حَتَّى نعود لأَمره ونعوذ وَلَا خرجنَا فِي السياسة عَن حكمه لَا على سَبِيل السَّهْو وَلَا بِحكم الشذوذ وَلَا برز أمره بِحكم إِلَّا وَقَالَ سيفنا الْمَنْصُور دَائِم النّفُوذ وَكَانَت دمشق المحروسة كَالشَّامَةِ فِي وجنة الشَّام وكالجوهرة الَّتِي أَصبَحت وَاسِطَة عقد الْملك فِي الانتظام هَذَا إِلَى مَا جَاءَ فِي فَضلهَا من السّنة وَثَبت لنا فِي الْخَارِج أَنَّهَا أنموذج الْجنَّة قد شغر منصب حكمهَا الشَّافِعِي من قَاض يسوس الرعايا ويجتهد فِي أَحْكَامه حَتَّى تدله الألمعية على الْمقَاتل الخفايا ويتوسم وُجُوه الْخُصُوم وَكَلَامهم فَيكون ابْن جلا وطلاع الثنايا أمهلنا آراءنا الشَّرِيفَة هَذِه الفترة واستخرنا الله تَعَالَى فِيمَن نحليه بِهَذَا الطوق أَو نخصه بِهَذِهِ الدرة وَذكر بَين أَيْدِينَا الشَّرِيفَة جمَاعَة كل مِنْهُم جلّ إِلَّا أَن يكون قد حلى واستوعب الشُّرُوط الْمُعْتَبرَة فَكَانَ بذلك الِاسْتِيعَاب مجلى فيشار من إِشَارَته كالسهم الَّذِي يُصِيب الْإِشَارَة وبركة رَأْيه خَالِصَة من حظوظ النَّفس الأمارة وَعين من عزت بِهِ الشَّرِيعَة الشَّرِيفَة منالا وزان رتبتها الجليلة فازدادت بِهِ جمالا وَحمى حوزتها لِأَنَّهُ فَارس الْكَلَام إِذا الْتفت عَلَيْهِ مضائق الْخُصُوم فرجهَا علمه بمواقع الْإِصَابَة جدالا وجالد فوارس الْبَحْث وجدلهم فخذلهم ونسف مغالط النَّسَفِيّ وَلَو كَانَت جبالا ونقى ونقح كَلَام من مضى فكم قيد مُطلقًا يمرح وَأطلق مُقَيّدا يرسف وَجلسَ فِي حَلقَة دروسه فَكَأَنَّمَا تطلع من محراب دَاوُد يُوسُف يغرق الْمُزنِيّ فِي وابل فَضله الصيب ويفوق عرف عرفانه على القَاضِي أبي الطّيب ويتلون ابْن الصّباغ فِي شامله من عَجزه ويتعرف الْغَزالِيّ بِأَنَّهُ لم يكن من نسج طرزه قد صاغ ذهب أُصُوله وَابْن الْحداد فِي الْفُرُوع والتذ بكراه وَصَاحب التَّنْبِيه لَا يطعم لَذَّة الهجوع ونفق من محصوله وَابْن الْحَاجِب فِي صِيغَة مُنْتَهى الجموع وَكَانَ الْمجْلس العالي القضائي الجمالي وَبَقِيَّة ألقابه ونعوته هُوَ مظهر هَذِه الضمائر وَالْمَقْصُود بِهَذِهِ الْأَدِلَّة والأمائر لَا تلِيق هَذِه الصِّفَات إِلَّا بِذَاتِهِ وَلَا تحسن هَذِه النعوت إِلَّا بأدواته فَلذَلِك رسم بِالْأَمر الشريف العالي المولوي السلطاين الملكي الناصري لَا زَالَت الرعايا بعد لَهُ فِي أَمَان ومواقع اخْتِيَاره ترتاد لَهُم الْكَافِي الكافل من رب السَّيْف والطيلسان أَن يُفَوض إِلَيْهِ قَضَاء الْقُضَاة الشَّافِعِيَّة بِالشَّام المحروس ولَايَة أحكم عقدهَا وانتظم عقدهَا وتبلج عرفهَا وتأرج عرفهَا فليأمر بِالْمَعْرُوفِ وينه عَن الْمُنكر ويسير سيرة عمرية تتلى محاسنها وتشكر وليأخذ بِحَق الْمَظْلُوم مِمَّن ظلمه ويجر لِسَان قلمه بِمَا قَامَت بِهِ الْبَيِّنَة فَعلمه وليتبع الْحق إِن كَانَ مَعَ المشروف أَو الشريف وَيطْلب رضَا الله فِي خذلان الْقوي ونصرة الضَّعِيف وليسو بَين المتخاصمين فِي موقفهما عِنْده وَيسمع الدَّعْوَى إِذا تمت وَالْجَوَاب إِذا أكمل قَصده وليلن جانبا لمن حَضَره ويتمسك بآداب الشَّرْع الَّذِي حضه عَلَيْهَا وَأمره وليحترز فِي أَمر الشُّهُود فِي كل شَيْء وينقب عَن أَحْوَالهم فَإِن مِنْهُم من يَمُوت

ابن أحمد

على الشَّهَادَة وَهُوَ حَيّ ويتبعهم بألمعيته فِي كل أَمر وَيسمع شَهَادَتهم بذكاء إِيَاس وفطنة عَمْرو والأيتام فليول عَلَيْهِم من يراقب الله فِي أَمْوَالهم ويخشى الله فِي معاملاتهم فَكفى مَا بهم من سوء حَالهم وَلَا يركن فِي أَمرهم إِلَّا لمن اختبره الْمرة بعد الْمرة وَعلم أَن عفته لَا تسامحه فِي التمَاس الذّرة والأوقاف فليجر أمورها على النظام البارع وَلَا يَتَعَدَّ بهَا شُرُوط الواقفين فَإِن نَص الْوَاقِف مثل نَص الشَّارِع والأيامى فلزوجهن من أكفائهن شرعا وَيمْنَع من يلبسهن من العضل درعا والأنكحة الْأَهْلِيَّة يستوضح عقودها والخلية يعْتَبر شهودها وَمَال الْمَحْجُور عَلَيْهِ يودعه حرْزا يحفظ فِيهِ وَمَال الْغَائِب كَذَلِك وَالْمَجْنُون وَالسَّفِيه ووقائع بَين المَال فلتكن مضبوطة النظام مَحْفُوظَة الزِّمَام مَقْطُوعَة الجدل وَالْخِصَام ونوابه فِي الْبِلَاد والجهات والنواحي المتطرفات هُوَ الْمَطْلُوب عِنْد الله بجنايتهم والمحاسب على مَا اجترحوه فِي ولايتهم فَلَا يول من يرَاهُ فَقِيها {إِذا تولى سعى فِي الأَرْض ليفسد فِيهَا} الْبَقَرَة 2 / 205 وَلَا من اتّصف بِالْجَهْلِ وَرَأى زينتها الدُّنْيَا فِي المَال والأهل بل يتحَرَّى فِي أُمُورهم وَيتبع معاملتهم فِي غيبتهم وحضورهم فَأَنت أدرى بِمَا إِلَيْهِ الْأَمر يؤول وكلكم رَاع وكلكم رَاع مسؤول والوصايا كَثِيرَة ومنك تعرف وَإِلَيْك ترجع وَتصرف فَلَمَّا تعلم عوانك الْخمْرَة وَلَا تعرف صناعتك كَيفَ تضع الشذرة فَمَا نحتاج إِلَى أَن نشردها بل نجمعها وَلَا نفردها وَهُوَ تقوى الله عز وَجل الَّتِي من تمسك بهَا فَازَ قدحه وَأمن سرحه وَتعين ربحه وَتبين نجحه وَالله تَعَالَى يتولاك ويعينك على مَا ولاك ويزيدك مِمَّا أولاك والخط الشريف أَعْلَاهُ الله تَعَالَى أَعْلَاهُ حجَّة فِي ثُبُوت الْعَمَل بِمُقْتَضَاهُ وَالله الْمُوفق بمنه وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى ابْن أَحْمد 41 - الْحَافِظ أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو يَعْقُوب الْحَافِظ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ سمع الحَدِيث فِي صباه ثمَّ طلبه بِنَفسِهِ وَبَالغ وجد فِيهِ واجتهد وسافر الْبِلَاد مَا بَين الْحجاز وَالشَّام وفلسطين وديار مُضر والجزيرة وبلاد آذربيجان وَالروم والعراقين ونواحي الأهواز وديار الْجَبَل وإصبهان وخراسان وبلاد الْغَوْر

وسجستان وبلاد مَا وَرَاء النَّهر وَسمع هُنَاكَ الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول والكتب الْكَثِيرَة قَالَ ابْن النجار وَكَانَ حسن الْمعرفَة سريع الْقَلَم وافر الهمة شَدِيد الْحِرْص جيد الطّلب ولد سنة تسع وَعشْرين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَلم يكن فِي زَمَانه وَلَا من أقرانه أَكثر طلبا مِنْهُ وَلَا أطول سفرا وَلَا أَكثر تحصيلا جمع وَخرج وَحدث باليسير لِأَنَّهُ توفّي فِي سنّ الكهولة وَكَانَ فَاضلا ثِقَة صَدُوقًا حسن الْمعرفَة بِالْحَدِيثِ نفذ رَسُولا من الدِّيوَان إِلَى بِلَاد الرّوم وَغَيرهَا وَتَوَلَّى مشيخة رِبَاط أم الْخَلِيفَة بدرب زاخي ثمَّ أعطي دَار ابْن التلميذ بسوق الْعطر وَكَانَت من الدّور الْمَذْكُورَات وَصَارَت لَهُ نعْمَة وثروة وارتفاع قدر فَأَتَاهُ حِينه فِي أحسن أَحْوَاله 42 - الْحَنْبَلِيّ الغوري يُوسُف بن أَحْمد بن صَالح الغوري أَبُو الْقَاسِم الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن الحمامي وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْفَتْح هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الحفار وأقرأ الْقُرْآن وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ حنبليا وَحَمَلُوهُ لما مَاتَ فِي تَابُوت لِئَلَّا يمزق مَا عَلَيْهِ من كَثْرَة اللامسين لَهُ وَدفن بِجَانِب قبر الإِمَام أَحْمد وَكَانَت جنَازَته عَظِيمَة 43 - ابْن الخرزي يُوسُف بن أَحْمد بن الخرزي أَبُو طَاهِر الْبَغْدَادِيّ ولي النّظر بالمخزن والصدرية أَيَّام المستظهر بِاللَّه مُدَّة حَيَاته وَولي وَلَده المسترشد فأقره على ولَايَته مديدة ثمَّ عَزله قَالَ أَبُو الْفتُوح بن طَلْحَة صَاحب المخزن كُنَّا نخدم مَعَ المسترشد وَهُوَ ولي عهد وَكَانَ ابْن الخرزي يقصر فِي حَقه وَيقف فِي حَوَائِجه فَكتبت إِلَيْهِ ألومه وَأَقُول لَا تفعل فَيَقُول أَنا أخدم شَابًّا فِي أول عمره يُشِير إِلَى المستظهر وَمَا أُبَالِي وَكَانَ المسترشد حنقا عَلَيْهِ وَيَقُول لَئِن وليت لَأَفْعَلَنَّ بِهِ وَلَأَفْعَلَن فَلَمَّا ولي خلا بِي ابْن الخرزي وَأمْسك ذيلي وَقَالَ الصنيعة فَقلت لَهُ الْآن وَقد فعلت فِي حَقه مَا فعلت فَقَالَ انْظُر مَا تفعل فَقلت هَذَا رجل قد ولي وَلَا مَال عِنْده فاشتر نَفسك مِنْهُ بِمَال فَقَالَ كم قلت تَقْدِير عشْرين ألفا فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْتهَا قطّ قلت لَا تفعل فَلم يقبل فَجعل عَلَيْهِ المسترشد ثمَّ بعد أَيَّام خلع عَلَيْهِ وكتبت إِلَى المسترشد أَقُول أَلَيْسَ هَذَا الَّذِي فعل كَذَا وَكَذَا فَكتب إِلَيّ {خلق الْإِنْسَان من عجل} الْأَنْبِيَاء 21 / 37 ثمَّ عَاد وَجعل عَلَيْهِ ثمَّ تقدم بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فأخذنا من دَاره مَا يزِيد على مائَة ألف دِينَار وأواني الذَّهَب وَالْفِضَّة ثمَّ أَخذنَا لَهُ مَمْلُوكا كَانَ يعرف بَاطِنه فضربناه فَأَوْمأ إِلَى بَيت فِي دَاره فاستخرجنا مِنْهُ

دفائن أَربع مائَة ألف دِينَار ثمَّ تقدم إِلَيْنَا بقتْله وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة قَتِيلا فِي محبسه 44 - ابْن الدخيل يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف بن الدخيل أَبُو يعقب الصيدلاني رَاوِي كتاب الضُّعَفَاء لأبي جَعْفَر الْعقيلِيّ توفّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 45 - ابْن كج الشَّافِعِي يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف بن كج بِالْكَاف الْمَفْتُوحَة وَالْجِيم الْمُشَدّدَة القَاضِي أَبُو الْقَاسِم الدينَوَرِي الشَّافِعِي كَانَ أحد الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة صحب أَبَا الْحسن الْقطَّان وَحضر مجْلِس أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز الداركي وَجمع بَين رئاسة الْعلم وَالدُّنْيَا وارتحل إِلَيْهِ النَّاس من الْآفَاق للاشتغال عَلَيْهِ بالدينور رَغْبَة فِي علمه وجودة نظره وَله وَجه فِي الْمَذْهَب وصنف كتبا كَثِيرَة انْتفع بهَا الْفُقَهَاء قَالَ أَبُو سعد بن السَّمْعَانِيّ لما انْصَرف أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن شُعَيْب السنجي من عِنْد الشَّيْخ أبي حمد الإِسْفِرَايِينِيّ اجتاز بِهِ فَرَأى علمه وفضله فَقَالَ يَا أستاذ الِاسْم لأبي حَامِد وَالْعلم لَك فَقَالَ ذَلِك رفعته بَغْدَاد وحطتني الدينور وَتَوَلَّى الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وَكَانَت لَهُ نعْمَة كَثِيرَة وَقَتله العيارون بالدينور فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 46 - الطَّبِيب يُوسُف بن أَحْمد بن حسداي بن يُوسُف الإسرائيلي الْمُسلم الأندلسي أَبُو جَعْفَر الطَّبِيب من أَعْيَان الْفُضَلَاء فِي الطِّبّ وَله مصنفات قدم مصر وَكَانَ خصيصا بالمأمون الْوَزير وَشرح لَهُ بعض كبت أبقراط وَله كتاب الْإِجْمَال فِي الْمنطق وَهُوَ من بَيت طب وفلسفة وأجداده من فضلاء الْيَهُود توفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَت فِيهِ دعابة وَله نَوَادِر قيل إِنَّه اصطحب هُوَ وَرجل صوفي لما قدم من الْمغرب وَكَانَ الْأنس بَينهمَا قد تمكن فَلَمَّا وصلا إِلَى الْقَاهِرَة قَالَ لَهُ الصُّوفِي أَيْن تنزل فِي الْقَاهِرَة حَتَّى أجيء إِلَيْك وأراك فَقَالَ أَبُو جَعْفَر مَا كَانَ فِي خاطري أَن أنزل إِلَّا فِي حانة الْخمار وأشرب فن كنت توَافق رَأْيِي وَتَأْتِي إِلَى عِنْدِي فرأيك فصعب رَأْيه على الصُّوفِي وَأنكر هَذَا القَوْل وَمَشى إِلَى الخانقاه وَلما كَانَ بعد أَيَّام وَأَبُو جَعْفَر فِي السُّوق وَإِذا بِجمع من الناء

وَفِي وَسطهمْ صوفي يُعَزّر وَقد اشْتهر أمره بِأَنَّهُ وجد سَكرَان فَلَمَّا نظره ابْن حسداي عرفه فَقَالَ لَهُ بِاللَّه قَتلك الناموس 47 - أَبُو الحكم الملياني يُوسُف بن أَحْمد بن عياد أَبُو الحكم التَّمِيمِي الملياني جال فِي الأقاليم وَلَقي السهروردي الفيلسوف بملطية وَأخذ عَنهُ وَسكن دانية ونوظر عَلَيْهِ وَكَانَ شَاعِرًا مجودا غاليا فِي التَّشَيُّع قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لَهُ عقيدة خبيثة وفيهَا اتِّحَاد ظَاهر توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وست مائَة 48 - الْحَافِظ اليغموري يُوسُف بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد الْحَافِظ جمال الدّين اليغموري أَبُو المحاسن الْأَسدي الدِّمَشْقِي ولد فِي حُدُود السِّت مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله ثَلَاث وَسبعين وست مائَة وَسمع الْكثير بِدِمَشْق والموصل والإسكندرية وعني بِالْحَدِيثِ وتعب وَحصل وَكتب الْكثير من الحَدِيث وَالْأَدب وخطه مَعْرُوف مَشْهُور بَين الْفُضَلَاء وَكَانَ لَهُ فهم وَمَعْرِفَة وإتقان ومشاركة فِي الْآدَاب والتواريخ وَله مجاميع حَسَنَة وَتُوفِّي عِنْد شهَاب الدّين بن يغمور وَكَانَ وَالِده يَصْحَبهُ فَعرف بِهِ كتب شهَاب الدّين بن الخيمي إِلَى الْحَافِظ اليغموري وَكَانَا أرمدين // (من الوافر) // (أبثك يَا خليلي أَن عَيْني ... غَدَتْ رمداء تجْرِي مثل عين) (حَدِيثا أَنْت تعرفه يَقِينا ... لِأَنَّك قد رمدت وَأَنت عَيْني) فَأجَاب الْحَافِظ // (من الوافر) // (كَفاك الله مَا تَشْكُو وحيني ... محَاسِن مقلتيك بِكُل زين) (فَإِنِّي من شفائك ذُو يَقِين ... لِأَنَّك قد شفيت وَأَنت عَيْني) وَمن شعر الْحَافِظ قَوْله // (من الرمل) // (رج الود على رغم الأعادي ... وأتى الْوَصْل على وفْق المُرَاد) (مَا على الْأَيَّام ذمّ بَعْدَمَا ... كفر الْقرب إساءات البعاد) وَمِنْه أَيْضا // (من الرمل) // (أَنا مرْآة فَإِن أبصرتم ... حسنا أَنْتُم بهَا ذَاك الْحسن)

(أوتروا مَا لَيْسَ يرضيكم ... فقد صدئت إِذْ لم تَرَوْهَا من زمن) 49 - ابْن قنويه يُوسُف بن أَحْمد بن قنويه بِالْقَافِ وَالنُّون الْمُشَدّدَة وَالْوَاو وَالْيَاء آخر الْحُرُوف وَبعدهَا هَاء هُوَ مِمَّن رثى أَبَا الطّيب المتنبي وحرض عضد الدولة على فاتك ابْن جهم وَبني أَسد فَقَالَ // (من الْكَامِل) // (من للطراد وللطعان مباشرا ... بِالنَّفسِ قدما فَوق كل جواد) (مَا زلت تعنى بالأسنة والقنا ... وتقل لبث السَّيْف فِي الأغماد) (مَا زلت ترتبط الْجِيَاد وتتقي ... صرف الزَّمَان بحكمة وسداد) (حَتَّى أَتَى الْأَمر المطاع فَلم تطق ... ردا لَهُ بالأهل وَالْأَوْلَاد) (وَجعلت تنظر هَل لنَفسك مسعد ... عِنْد الْمَمَات وَهل لَهَا من فاد) (فَإِذا العبيد عبيد سوء كلهم ... إِلَّا غُلَاما مخلصا بوداد) قلت يَعْنِي مفلحا عِنْد أبي الطّيب الَّذِي قتل مَعَه (لم يأل جهدا فِي الجلاد بِسَيْفِهِ ... وَالضَّرْب للهامات والأعضاد) (طلبا لنَفسك فِي الْحَيَاة بِنَفسِهِ ... والجود عِنْد الْمَوْت بالإسعاد) (فثوى خضيبا بالدماء وسيفه ... ملقى بِغَيْر حمائل ونجاد) وَقَالَ يرثيه أَيْضا // (من الْكَامِل) // (فلئن حييت وَلم أمت من بعده ... فَلَقَد ألفت الْحزن حَتَّى أحشوا) (لم لَا وَقد قصد الزَّمَان بصرفه ... جبل الْعُلُوم وكهفها والمخبرا) (فإليه مني بِالسَّلَامِ تَحِيَّة ... يَغْدُو إِلَيْهِ نسيمها متعطرا) (لهفي عَلَيْك أَبَا المحسد والقنا ... تأبى طعانك خيفة أَن تقصرا) (لهفي عَلَيْك وَقد سَقَطت مكسرا ... من بعد ردك للوشيج كسرا) قلت شعر نَازل 50 - القناوي علم الدّين الْخَطِيب الشَّافِعِي يُوسُف بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم علم الدّين الْخَطِيب القناوي الشَّافِعِي الأديب كَانَ من الرؤساء الْأَعْيَان الكرماء الأجواد

الأذكياء قَرَأَ الْفِقْه على جلال الدّين أَحْمد الدشناوي وَكَانَت معرفَة جَيِّدَة بِحل الألغاز ونظم فِيهَا أَشْيَاء كَثِيرَة وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَله لغز فِي لابس الثَّانِي مِنْهُ // (من السَّرِيع) // (يبين إِن صحف مَعَ قَول لَا ... وَلَا إِذا صحفته لَا يبين) وَله لغز فِي معنى // (من مجزوء الرجز) // (وَمَا لغز إِذا فتشت شعري ... ترَاهُ مسطرا فِيهِ مُسَمّى) (وَإِن تعكسه كَانَ من التَّحَرِّي ... إِذا حققته فِي الْبِئْر يرْمى) (وفاعله إِذا نموا عَلَيْهِ ... فتخشى أَن تزَال يَدَاهُ حتما) قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي تولى الخطابة بِبَلَدِهِ وناب فِي الحكم فِي مَوَاضِع شَتَّى مِنْهَا دشنا وفاو من بِلَاد قوص والمنشأة وطوخ من بِلَاد إخميم وَكَانَ يكرم الْوَارِد 51 - ابْن قطنة الْمصْرِيّ الشَّاعِر يُوسُف بن أَحْمد بن قطنة الْمصْرِيّ الشَّاعِر مدح الصاحب تَاج الدّين بن فَخر الدّين بن جنالة بديوان شعر توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى سنة ثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (بمدحك فِي الدُّنْيَا تنَال المطالب ... وترجى لأَصْحَاب الخمول [] ) (لقد علمت مِنْك الهبات وَهَكَذَا ... تكون بِقدر الواهبين الْمَوَاهِب) (أرى الْجُود مِمَّا تسْتَحب وَلم تزل ... ترى أَنه فرض عَلَيْك وواجب) (فَأَنت الَّذِي آوى الْغَرِيب لبابه ... فَمَا سَاقه أوطانه والحبائب) (فَمَا أم هَذَا الْبَاب إِلَّا مُؤَمل ... وَلَا عَاد عَنهُ آمل وَهُوَ خائب) قلت شعر متوسط

52 - الْمسند ابْن غَالِيَة يُوسُف بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن عبد الْمجِيد الْمسند المعمر بَقِيَّة الروَاة أَبُو عَليّ الغسولي الْمَعْرُوف بِابْن غَالِيَة ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وست مائَة بقاسيون وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع مائَة وَسمع من مُوسَى بن عبد الْقَادِر وَالشَّيْخ الْمُوفق وَتفرد فِي وقته وَسمع مِنْهُ خلق وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ شَيخا سَاكِنا فَقِيرا متعففا بَدَت مِنْهُ هَنَات فِي وسط عمره ثمَّ إِنَّه كبر وَصلح أمره وَكَانَ حجارا ثمَّ عجز وَلزِمَ بَيته وَسمع مِنْهُ البزالي والمزي والمقاتلي وَابْن النابلسي والمحب والصدر أَبُو بكر ابْن خطيب حماه والشهاب ابْن عديسة وَالشَّيْخ نجم الدّين القحفازي وَخلق وجبي لَهُ الْكَفَن لما توفّي رَحمَه الله تَعَالَى 53 - صدر الدّين الجذامي يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْغَنِيّ صدر الدّين الجذامي الإسكندري الفقهي الْمَالِكِي الأديب الشَّاعِر يعرف بِابْن غنوم بغين مُعْجمَة وَنون مُشَدّدَة وواو بعْدهَا مِيم موقع الثغر كَانَ فَاضلا ذكيا كتب للقضاة زَمنا طَويلا ثمَّ انْقَطع فِي منزله وَخمْس قصائد للصرصري ولد بالإسكندرية سنة سِتّ وَسبعين وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَنْشدني لَهُ وَقد سَأَلته أَن ينشدني شَيْئا من شعره // (من الْبَسِيط) // (يَا من يسائل عَن شعري ليرويه ... مهلا فَلَيْسَ شعاري نظم أشعاري) (مذ حل زائر هَذَا الشي صيرني ... بعد الصِّبَا وإزاري ذكر أوزاري) قَالَ وأنشدني لَهُ أَيْضا // (من السَّرِيع) // (وَبِي غَرِيب الدَّار مستأنس ... أسَال دمعي مِنْهُ خد أسيل) (فَإِن أمت شوقا إِلَى وَصله ... فَفِي سَبِيل الله وَابْن السَّبِيل) وأنشدني لَهُ أَيْضا // (من الْكَامِل) // (قُم نفترع بكر المدامة بكرَة ... فِي رَوْضَة حسنت وراقت منْظرًا) (فالراح سيف قَاطع لهمومنا ... أَو مَا ترَاهُ بالحباب مجوهرا) قَالَ وأنشدني لَهُ // (من الوافر) //

ابن إسحاق

(جلا مسواك ثغرك خير در ... فجل بِذَاكَ واكتسب المزايا) (وَأنْشد صَحبه تيها وفخرا ... أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا) قلت شعر جيد 54 - ابْن أَسْبَاط الزَّاهِد يُوسُف بن أَسْبَاط الزَّاهِد الصَّالح أحد مَشَايِخ الْقَوْم لَهُ مواعظ وَحكم وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ رَحمَه الله تَعَالَى ابْن إِسْحَاق 55 - ابْن أبي إِسْحَاق السبيعِي يُوسُف بن إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق السبيعِي الْهَمدَانِي الْكُوفِي قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَحْمد حَدِيثه مُضْطَرب وَتُوفِّي سنة سبعٍ وَخمسين وَمِائَة وروى لَهُ مُسلم وَالْأَرْبَعَة 56 - صَلَاح الدّين الدوادار يُوسُف بن أسعد الْأَمِير صَلَاح الدّين الدوادار كَانَ فِي مبدأ أمره نصف عَامل فِي بيروت على مَا قيل ثمَّ بَطل الْكِتَابَة وتوصل بالجندية إِلَى أَن صَار دوادار الْأَمِير سيف الدّين قجق ثمَّ آل أمره إِلَى أَن أَخذ الإمرة بحلب وَولي بهَا الحجوبية فِي أَيَّام الْأَمِير علاي الدّين ألطنبغا ثمَّ ولي بهَا شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ طلب إِلَى مصر مَرَّات ثمَّ ولي نِيَابَة ثغر الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ ولَايَة منفلوط بالصعيد ثمَّ إِنَّه جعل مشد الدَّوَاوِين بِالْقَاهِرَةِ فِي أَيَّام وزارة الْأَمِير علاي الدّين ألطنبغا مغلطاي الجمالي ثمَّ عزل وَبَقِي بِمصْر أَمِيرا ثمَّ جهزه السُّلْطَان رَسُولا إِلَى السُّلْطَان أَبُو سعيد فَعَاد وَقد أشاع النَّاس أَنه يكون وزيرا فَلَمَّا وصل إِلَى مصر سعي عَلَيْهِ وأبطل ذَلِك فسعى لَهُ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي لما مَاتَ الْأَمِير شهَاب الدّين أَمِير مهمندار فرسم لَهُ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بالمهمندارية فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا فَلَمَّا توفّي الْأَمِير سيف الدّين الجاي الدوادار جعله السُّلْطَان دوادارا وَكَانَ القَاضِي شرف الدّين بَين الشهَاب مَحْمُود قد رسم لَهُ بعدة بيوعات بِكِتَابَة السِّرّ

ابن إسماعيل

فِي مصر فقاسى شرف الدّين مِنْهُ شَدَائِد وأنكادا كَثِيرَة وتوجها إِلَى الْحجاز فِي ركاب السُّلْطَان وهما فِي ذَلِك النكد وَالشَّر فَلَمَّا حضرا من الْحجاز أَقَامَ القَاضِي شرف الدّين قَلِيلا وَهُوَ يعْمل عَلَيْهِ إِلَى أَن عزل وَأخرج إِلَى دمشق وَبَقِي الْأَمِير صَلَاح الدّين الْمَذْكُور فِي الدوادارية وَقد استطال على النَّاس أَجْمَعِينَ خُصُوصا الْكتاب فحسنوا للسُّلْطَان أَن يخرج كاشفا الثغور الحلبية فتعلل وَانْقطع فِي بَيته مُدَّة شَهْرَيْن وَلما قَامَ وَدخل إِلَى السُّلْطَان عَزله فِي ثَانِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة ورسم أَن يتَوَجَّه إِلَى صفد أَمِيرا فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا قَلِيلا وَنقل إِلَى طرابلس ثمَّ نقل إِلَى حلب وَجعل وَالِي الْبر فِيمَا أَظن ثمَّ إِنَّه حج بَعْدَمَا نقل إِلَى طرابلس وَورد الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته بطرابلس فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَله مُشَاركَة فِي تواريخ وتراجم النَّاس وَكَانَ فِيهِ شح مفرط إِلَّا أَنه وقف دَاره بحلب مدرسة على فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة والمالكية والحنابلة ووقف كتاب أَيَّام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَكَانَ يَدعِي النّظم وأنشدت لَهُ // (من الْبَسِيط) // (مَا اللّعب بالنَّار فِي الميلاد من سفه ... لكنما هُوَ لِلْإِسْلَامِ مَقْصُود) (يُرَاد كتب النَّصَارَى أَن رَبهم ... عِيسَى ابْن مَرْيَم مَخْلُوق ومولود) أنشدنيها صَلَاح الدّين خَلِيل بن رمتاس بصفد وَقَالَ أنشدنيها وَقَالَ إنَّهُمَا لَهُ واقتنى كتبا كَثِيرَة ابْن إِسْمَاعِيل 57 - ابْن اللمغاني الْحَنَفِيّ يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام بن الْحسن أَبُو يَعْقُوب اللمغاني الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْبَغْدَادِيّ من أهل بَاب الطاق من بَيت مَشْهُور بالفقه وَالْعَدَالَة تقدم ذكر أَبِيه فِي مَكَانَهُ وتفقه على أَبِيه وَعَمه مُحَمَّد حَتَّى برع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وقرى كثيرا من مَذْهَب الاعتزال وناظر الْمُتَكَلِّمين فِي إِثْبَات خلق الْقُرْآن وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء وتخرجوا بِهِ وَولي التدريس بِجَامِع السُّلْطَان بعد وَفَاة الْأَمِير السَّيِّد أبي الْحسن عَليّ الْعلوِي وناب فِي التدريس بمشهد الإِمَام أبي حنيفَة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة أَصْحَاب الرَّأْي وَكَانَ غزير الْفضل حسن المناظرة ذَا أَخْلَاق لَطِيفَة وكيس وتواضع سمع شَيْئا من الحَدِيث فِي صباه من أبي عبد الله الْحُسَيْن بن الْحسن الْمَقْدِسِي إِمَام مشْهد أبي حنيفَة وَأبي الْمَعَالِي الْمُبَارك بن الْمُبَارك الْبَزَّار وَغَيرهمَا قَالَ ابْن النجار كتبنَا

عَنهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَله سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة وَمَات سنة سِتّ وست مائَة 58 - ابْن نحرير الأسواني يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن سعد الْملك بن نحرير الأسواني قَارِئ الْمُصحف قِرَاءَة حَسَنَة صَحِيحَة وَله صَوت شج وَتُوفِّي بأسوان سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة قَالَ مُحَمَّد بن العريف الأسواني كُنَّا مُجْتَمعين فأورد الْبَيْت الثَّانِي من الأبيات فَقَالَ يصلح أَن يكمل عَلَيْهِ وَيجْعَل لَهُ أَولا وأنشدنا ارتجالا // (من الطَّوِيل) // (شَكَوْت غليه مَا أُلَاقِي من الْهوى ... فَمَا حن لي يَوْمًا وَلَا رق للشكوى) (فَلَو أنني قَاضِي المحبين فِي الْهوى ... حكمت لمن يهوى على كل) (فيا مهجتي ذوبي أسى وصبابة ... وَيَا عاذلي دَعْنِي فَإِنِّي لَا أقوى) 59 - تَاج الدّين بن العجمي يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان الشَّيْخ الْجَلِيل الْمسند تَاج الدّين أَبُو المحاسن بن العجمي الْحلَبِي سمع من الضياء صقر الْحلَبِي وَغَيره وَتُوفِّي رَحمَه الله بكرَة الْخَمِيس ثامن عشْرين شَوَّال سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة أجَاز لي بحلب سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَكتب عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن رَافع السلَامِي 60 - أَبُو يَعْقُوب الْهَمدَانِي الصَّالح يُوسُف بن أَيُّوب بن يُوسُف بن الْحُسَيْن بن وهرة أَبُو يَعْقُوب الْهَمدَانِي الْفَقِيه الْعَالم الزَّاهِد الرباني صَاحب المقامات والكرامات قدم بَغْدَاد فِي صباه بعد السِّتين وَأَرْبع مائَة ولازم الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وتفقه عله وبرع فِي الْأُصُول وَالْمذهب وَالْخلاف وَسمع من القَاضِي أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن المُهتدي بِاللَّه وَأبي الْغَنَائِم عبد الصَّمد بن عَليّ بن الْمَأْمُون وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمسلمَة وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن الصريفيني وَأبي الْحُسَيْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النقور وَغَيرهم وَسمع بإصبهان وسمرقند وَكتب أَكثر مَا سَمعه ثمَّ إِنَّه زهد فِي ذَلِك ورفضه واشتغل بالزهد وَالْعِبَادَة والرياضة والمجاهدة إِلَى أَن صَار علما من الْأَعْلَام الَّذين يَهْتَدِي بهم

الْخلق وَعقد مجْلِس الْوَعْظ بالنظامية وصادف بهَا قبولا عَظِيما قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ سَمِعت أَبَا الْفضل صافي بن عبد الله الصُّوفِي الشَّيْخ الصَّالح بِبَغْدَاد يَقُول حضرت مجْلِس شَيخنَا يُوسُف الْهَمدَانِي فِي النظامية وَكَانَ قد اجْتمع الْعَالم فَقَامَ فقه يعرف بِابْن السقاء وآذاه وَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ لَهُ الإِمَام يُوسُف اجْلِسْ فَإِنِّي أجد من كلامك رَائِحَة الْكفْر ولعلك تَمُوت على غير دين الْإِسْلَام قَالَ أَبُو الْفضل فاتفق أَن بعد هَذَا القَوْل بِمدَّة قدم رَسُول نَصْرَانِيّ من ملك الرّوم إِلَى الْخَلِيفَة فَمضى إِلَيْهِ ابْن السقاء وَسَأَلَهُ أَن يستصحبه وَقَالَ لَهُ يَقع لي أَن أترك دين الْإِسْلَام وَأدْخل فِي دينك فَقبله النَّصْرَانِي وَخرج مَعَه إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة والتحق بِملك الرّوم وَمَات على النَّصْرَانِيَّة قَالَ ابْن النجار سَمِعت أَبَا الْكَرم عبد السَّلَام بن أَحْمد الْمُقْرِئ يَقُول كَانَ ابْن السقا قَارِئًا لِلْقُرْآنِ مجودا فِي تِلَاوَته حَدثنِي بعض من رَآهُ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ملقى على دكة مَرِيضا وَبِيَدِهِ خلق مروحة يدْفع بهَا الذُّبَاب عَن وَجهه قَالَ فَسَأَلته قل الْقُرْآن بَاقٍ على حفظك فَقَالَ مَا أذكر إِلَّا آيَة وَاحِدَة {رُبمَا يود الَّذين كفورا لَو كَانُوا مُسلمين} الْحجر 15 / 2 وَالْبَاقِي أنسيته نَعُوذ بِاللَّه من سوء قَضَائِهِ ونزول نعْمَة الْإِسْلَام وَلما مَاتَ الشَّيْخ رَحمَه الله سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة دفن بمرو وَكَانَ قد مَاتَ بِبَعْض قرى هراة ومولده تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 61 - النَّاصِر صَلَاح الدّين الْكَبِير يُوسُف بن أَيُّوب بن شاذي بن مَرْوَان بن يَعْقُوب السُّلْطَان الْعَادِل الْمُؤَيد الْمُجَاهِد المرابط المثاغر السُّلْطَان الْملك النَّاصِر أَبُو المظفر ابْن الْملك الْأَفْضَل نجم الدّين الدويني دوين بِطرف بِلَاد آذربيجان اخْتلف فِي نسبه فقوم يَقُولُونَ أموي الأَصْل وَقَالَ الصاحب كَمَال الدّين بن العديم فِي كتاب الْإِشْعَار بِمَا للملوك من النَّوَادِر والأشعار ينتسب من الْعَرَب إِلَى مَالك بن طوق صَاحب الرحبة وَقَالَ قوم هُوَ من الأكراد وَهُوَ الصَّحِيح لم يَأْتِ فِي مُلُوك الْإِسْلَام بعد نور الدّين الشَّهِيد مثله فتح الْقُدس الشريف وطهر السواحل من الإفرنج وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب أشعري العقيدة يلقن عقيدة الْأَشْعَرِيّ لأولاده ويلزمهم بالدرس عَلَيْهَا وَسمع الحَدِيث وأسمعه أَوْلَاده سمع من السلَفِي الْحَافِظ وَالْإِمَام أبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم ابْن بنت أبي

سعد وَأبي طَاهِر عون وَعبد الله بن بري والقطب مَسْعُود النَّيْسَابُورِي وَجَمَاعَة وروى الحَدِيث وَملك الْبِلَاد فتوحا ولد بتكريت وَأَبوهُ واليها سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَأقَام فِي الْملك أَرْبعا وَعشْرين سنة وَتُوفِّي بقلعة دمشق بعد صَلَاة الصُّبْح من يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَحضر القَاضِي الْفَاضِل وَفَاته وغسله الدولعي وَأخرج فِي تابوته وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي محيي الدّين بن الزكي وأعيد إِلَى الدَّار الَّتِي فِي الْبُسْتَان الَّتِي كَانَ فِيهَا مَرِيضا وَدفن فِي الصّفة الغربية مِنْهَا وَصلى عَلَيْهِ النَّاس أَرْسَالًا وتأسف النَّاس عَلَيْهِ حَتَّى الفرنج لما كَانَ من صدقه ووفائه إِذا عاهدهم وَبنى وَلَده الْأَفْضَل على شمَالي الْجَامِع الْأمَوِي قبَّة وَهِي الَّتِي شباكها قبلي الكلاسية وَنَقله إِلَيْهَا يَوْم عَاشُورَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة وَمَشى بَين يَدَيْهِ التابوت وَأَرَادَ الْعلمَاء حمله على رقابهم فَقَالَ الْأَفْضَل يَكْفِيهِ دعاؤكم الصَّالح وَحمله مماليكه وَأخرج إِلَى بَاب الْبَرِيد وَصلي عَلَيْهِ قُدَّام النسْر وَصلى عَلَيْهِ محيي الدّين ابْن الزكي ولحده وَلَده الْأَفْضَل وَخرج وسد الْبَاب وَجلسَ للعزاء ثَلَاثَة أَيَّام وَفتح الْقُدس والبلاد الساحلية والشامية والفراتية والحصون الفرنجية وَلم يخلف إِلَّا سَبْعَة وَأَرْبَعين درهما ودينارا وَاحِدًا صوريا وَلم يخلف ملكا وَلَا عقارا وَخلف سَبْعَة عشر ولدا ذكرا وَابْنَة صَغِيرَة الْملك الْأَفْضَل عَليّ صَاحب دمشق وَالْملك الْعَزِيز عُثْمَان صَاحب مصر وَالْملك الظَّاهِر غَازِي صَاحب حلب وَالْملك الْمعز فتح الدّين إِسْحَاق وَالْملك الْمُؤَيد نجم الدّين مَسْعُود وَالْملك الْأَعَز شرف الدّين يَعْقُوب وَالْملك الظافر مظفر الدّين خضر وَالْملك الزَّاهِر مجير الدّين دَاوُد وَالْملك الْمفضل قطب الدّين مُوسَى وَالْملك الْأَشْرَف عَزِيز الدّين مُحَمَّد وَالْملك المحسن ظهير الدّين أَحْمد وَالْملك الْمُعظم فَخر الدّين توران شاه والجواد زكي الدّين أَيُّوب وَالْغَالِب نصير الدّين ملكشاه وعماد الدّين شادي ونصرة الدّين مَرْوَان والمنصور أَبَا بكر ومؤنسة زوج الْملك الْكَامِل وَهَؤُلَاء كلهم عاشوا بعده وَكَانَ أَكْثَرهم بحلب عِنْد الظَّاهِر وَآخرهمْ موتا توران شاه توفّي بعد أَخذ حلب فِي قلعتها وَقد تقدم فِي ذكر نجم الدّين أَيُّوب بن شاذي ذكر أصلهم وَسبب اتصالهم بِنور الدّين الشَّهِيد وَتقدم أَيْضا فِي تَرْجَمَة أَسد الدّين شيركوه بن شاذي سَبَب دُخُول شيركوه إِلَى مصر بحده فِي أَيَّام العاضد وَفِي تَرْجَمَة أَيُّوب الْمَذْكُور سَبَب وزارة صَلَاح الدّين يُوسُف الْمَذْكُور للعاضد خَليفَة مصر وَفِي تَرْجَمَة القَاضِي الْفَاضِل عبد الرَّحِيم بن عَليّ طرف من ذَلِك فليكشف جَمِيع ذَلِك فِي أماكنه الْمَذْكُورَة

وَأرْسل العاضد خلع الوزارة إِلَى صَلَاح الدّين وَكَانَت الْعَادة فِي مثل ذَلِك مَا يذكر وَهُوَ عِمَامَة بَيْضَاء تنيسي بطرز ذهب وثوب دبيقي بطرازي ذهب وجبة تحتهَا سقلاطون بطرازي ذهب وطيلسان دبيقي بطراز ذهب رَقِيق وَعقد جَوْهَر قِيمَته عشرَة آلَاف دِينَار وَسيف محلى مجوهر قِيمَته خَمْسَة آلف دِينَار وَفرس حجر صفراء من مراكب العاضد قيمتهَا ثَمَانِيَة آلَاف دِينَار وَلم يكن بالديار المصرية اسبق مِنْهَا وطوق وتخت وسرفسار ذهب مجوهر وَفِي رَقَبَة الْحجر مشدة بَيْضَاء وَفِي رَأسهَا مِائَتَا حَبَّة جَوْهَر وَفِي أَربع قَوَائِم الْفرس أَربع عُقُود جَوْهَر وقصبة ذهب وَفِي رَأسهَا طلعة مجوهرة وَفِي رَأسهَا مشدة بَيْضَاء بأعلام ذهب وَمَعَ الخلعة عدَّة بقج وعدة من الْخَيل وَأَشْيَاء أخر ومنشور الوزارة ملفوف فِي ثوب أطلس أَبيض وَكَانَت وزارة صَلَاح الدّين فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْخَامِس وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمْس مائَة وَجلسَ فِي دَار الوزارة وَحضر الْأُمَرَاء والكبراء ووجوه الْبَلَد وأرباب دولة العاضد وَعم النَّاس جَمِيعهم المصريين والشاميين بالهبات والصلات وَلما وزر صَلَاح الدّين للعاضد شكر نعْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَتَابَ عَن الْخمر وأقلع عَن اللَّهْو وَأَقْبل على الْجد وَالِاجْتِهَاد وَجرى لَهُ مَعَ العاضد مَا جرى من خلعه وَإِقَامَة الدعْوَة بِمصْر للعباسيين وَلم يزل يَشن الغارات على الفرنج بالكرك والشوبك وبلادهما وَجعل النَّاس يهرعون إِلَيْهِ من كل جَانب وَهُوَ يفِيض عَلَيْهِم سحائب الإنعام إِلَى أَن اشْتهر ذكره وَبعد صيته وَلما اسْتَقر أمره بِمصْر أَخذ نور الدّين الشَّهِيد حمص من نواب أَسد الدّين وَكَانَ نور الدّين يُكَاتب صَلَاح الدّين بالأمير الإسفهسلار وَيكْتب علامته فِي الْكتب تَعْظِيمًا أَن يكْتب اسْمه وَكَانَ لَا يفرده بِكِتَاب بل يكْتب الْأَمِير الإسفهسلار صَلَاح الدّين وكافة الْأُمَرَاء بالديار المصرية يَفْعَلُونَ كَذَا هَذَا قبل موت العاضد وَالْتمس صَلَاح الدّين من نور الدّين أَن يبْعَث إِلَيْهِ إخْوَته فَلم يرسلهم وَقَالَ أَخَاف أَن يُخَالف أحد مِنْهُم عَلَيْك فتفسد الْبِلَاد ثمَّ إِنَّه جهزهم إِلَيْهِ فَلَمَّا تجمع الفرنج وطلبوا الْمسير إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهِ وَالِده نجم الدّين وَمَعَهُ بَقِيَّة إخْوَته وَفِي ذَلِك يَقُول عمَارَة اليمني من قصيدة // (من الْكَامِل) // (عجبا لمعجزة أَتَت فِي عصره ... والدهر ولاد لكل عَجِيب) (رد الْإِلَه بِهِ قَضِيَّة يُوسُف ... نسقا على ضرب من التَّقْرِيب) (جَاءَتْهُ إخْوَته ووالده إِلَى ... مصر على التدريج وَالتَّرْتِيب) وَكَانَ وصولهم إِلَيْهِ سنة خمس وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَلما أَن توجه صَلَاح الدّين مَعَ

عَمه أَسد الدّين شيركوه إِلَى مصر فِي الْمرة الثَّالِثَة قَالَ العرقلة // (من السَّرِيع) // (أَقُول والأتراك قد أزمعت ... مصر إِلَى حَرْب الأعاريب) (رب كَمَا ملكتها يُوسُف ... الصّديق من أَوْلَاد يَعْقُوب) (ملكهَا فِي عصرنا يُوسُف ... الصَّادِق من أَوْلَاد أَيُّوب) فَكَانَ ذَلِك فألا جرى على لِسَانه وَلما خلع العاضد وَجرى لَهُ أرسل صَلَاح الدّين إِلَى نور الدّين يعرفهُ ذَلِك فسير نور الدّين إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ المتستضيء يعرفهُ بذلك فَحل عِنْده محلا عَظِيما وسير إِلَى نور الدّين الْخلْع الْكَامِلَة لَهُ ولصلاح الدّين أَيْضا إِلَّا أَنَّهَا أقل من خلع نور الدّين وسيرت الْأَعْلَام السود لتنصب على المنابر ثمَّ إِن الوحشة حصلت بَين نور الدّين وَصَلَاح الدّين لِأَنَّهُ طلب مِنْهُ الْمسير إِلَيْهِ إِلَى الكرك بالعساكر المصرية لحصار الفرنج فَاعْتَذر باختلال الْبِلَاد وَأَنه مَتى سَار بالعساكر خَافَ لبعده عَنْهَا فَلم يقبل نور الدّين عذره وعزم على الدُّخُول إِلَى مصر وَإِخْرَاج صَلَاح الدّين عَنْهَا فَبلغ الْخَبَر صَلَاح الدّين فَجمع أَهله وَفِيهِمْ وَالِده نجم الدّين وخاله شهَاب الدّين الحارمي ومعهما سَائِر الْأُمَرَاء وأعلمهم بِمَا عزم عَلَيْهِ نور الدّين واستشارهم فَلم يجبهُ أحد مِنْهُم وَقَامَ تَقِيّ الدّين عمر ابْن أخي صَلَاح الدّين وَقَالَ إِذا جَاءَ قَاتَلْنَاهُ وصددناه عَن الْبِلَاد وَوَافَقَهُ غَيره من أَهله فشتمهم نجم الدّين أَيُّوب وَأنكر ذَلِك واستعظمه وَكَانَ ذَا رَأْي ومكر وعقل وَقَالَ لتقي الدّين أقعد وسبه وَقَالَ لصلاح الدّين أَنا أَبوك وَهَذَا شهَاب الدّين خَالك أتظن أَن فِي هَؤُلَاءِ من يحبك وَيُرِيد لَك الْخَيْر مثلنَا فَقَالَ لَا فَقَالَ وَالله لَو رَأَيْت أَنا وخالك هَذَا نور الدّين لم يمكنا إِلَّا أَن نترجل لَهُ ونقبل الأَرْض بَين يَدَيْهِ وَلَو أمرنَا أَن نضرب عُنُقك بِالسَّيْفِ لفعلنَا فَإِذا كُنَّا نَحن هَكَذَا فَكيف يكون غَيرنَا وَلَك من ترَاهُ من الْأُمَرَاء والعساكر لَو رأى نور الدّين وَحده لم يتجاسر على الثَّبَات على سَرْجه وَلَا وَسعه إِلَّا النُّزُول وتقبيل الأَرْض بَين يَدَيْهِ وَهَذِه الْبِلَاد لَهُ وَقد أقامك فِيهَا وَإِذا أَرَادَ عزلك فَأَي حَاجَة لَهُ فِي الْمَجِيء يَأْمر بِكِتَاب مَعَ نجاب حَتَّى تقصد خدمته ويولي بِلَاده من يُرِيد وَقَالَ للْجَمَاعَة كلهم قومُوا عَنَّا فَنحْن مماليك نور الدّين وعبيده يفعل مَا يَشَاء بِنَا فترفوا على هَذَا وَكتب بَعضهم بالْخبر إِلَى نور الدّين وَلما خلا أَيُّوب بِابْنِهِ صَلَاح الدّين قَالَ لَهُ أَنْت جَاهِل تجمع هَذَا الْجمع الْكَبِير وتطلعهم على سرك وَإِذا سمع نور الدّين أَنَّك تَمنعهُ بِلَاده جعلك أهم أُمُوره وأولاها بِالْقَصْدِ وَلَو قصدك لم تَرَ مَعَك أحدا من هَذِه العساكر وَكَانُوا أسلموك إِلَيْهِ وَأما الْآن فسيكتبون إِلَيْهِ بِهَذَا الَّذِي جرى وتكتب أَنْت إِلَيْهِ وَتقول لَهُ أَي حَاجَة إِلَى قصدي يَجِيء نجاب يأخذني بِحَبل يَضَعهُ فِي عنقِي فَهُوَ إِذا

بلغه هَذَا رَجَعَ عَن قصدك واشتغل بِمَا هُوَ الأهم عِنْده وَالْأَيَّام تتدرج وَالله {كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن} الرَّحْمَن 55 / 29 فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ نجم الدّين وَلم يَقْصِدهُ نور الدّين بعد ذَلِك وَتُوفِّي نور الدّين رَحمَه الله بَعْدَمَا سير إِلَيْهِ موفق الدّين خَالِد بن القيسراني يُطَالِبهُ بِالْمَالِ والحساب على مَا تقدم فِي تَرْجَمته وَكَانَ قد بلغ السُّلْطَان صَلَاح الدّين أَن فِي الْيمن إنْسَانا اسْمه عبد النَّبِي قد استولى عَلَيْهَا وَملك حصونها فَجهز إِلَيْهِ أَخَاهُ توارن شاه فَقتله وَأخذ الْبِلَاد مِنْهُ ثمَّ إِن صَلَاح الدّين علم أَن الصَّالح إِسْمَاعِيل بن نور الدّين الشَّهِيد لَا يسْتَقلّ بِالْأَمر بعد وَالِده فقصد دمشق فِي جَيش كثيف مظْهرا أَنه يتَوَلَّى أَمر الصَّالح فَدخل دمشق بِالتَّسْلِيمِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سلخ شهر ربيع الأول سنة سبعين وَخمْس مائَة وتسلم قلعتها وَكَانَ أول دُخُوله دَار أَبِيه وَهِي الدَّار الْمَعْرُوفَة بدار العقيقي وَفَرح النَّاس بِهِ واجتمعوا إِلَيْهِ وَأنْفق فِي ذَلِك أَمْوَالًا عَظِيمَة وَسَار إِلَى حلب ونازل حمص وَأخذ الْمَدِينَة فِي جُمَادَى الأولى من السّنة وَهِي الْوَقْعَة الأولى وأنفذ سيف الدّين غَازِي بن قطب الدّين مودود بن عماد الدّين زنكي صَاحب الْموصل عسكرا وافرا وَقدم عَلَيْهِ أَخَاهُ عز الدّين مَسْعُود وَسَارُوا يُرِيدُونَ لِقَاء صَلَاح الدّين ليردوه عَن الْبِلَاد فَلَمَّا بلغه ذَلِك رَحل عَن حلب وَعَاد إِلَى حماه وَرجع إِلَى مصر وَأخذ قلعتها وَوصل مَسْعُود الْمَذْكُور إِلَى حلب وَأخذ عَسْكَر ابْن عَمه الصَّالح ابْن نور الدّين وَخَرجُوا فِي جمع عَظِيم فَلَمَّا علم بذلك صَالح الدّين سَار إِلَيْهِم ووافاهم على قُرُون حماه ثمَّ إِنَّهُم اجتهدوا أَن يصالحوه فَمَا اتّفق بَينهم صلح وتلاقوا فانكسروا بَين يَدَيْهِ وَأسر مِنْهُم جمَاعَة وَمن عَلَيْهِم وَذَلِكَ فِي تَاسِع عشر رَمَضَان الْمُعظم من السّنة وساء عقيب ذَلِك وَنزل على حلب فَصَالَحُوهُ على أَخذ المعرة وَكفر طَابَ وبارين ثمَّ إِنَّه تصاف هُوَ وَسيف الدّين غَازِي على تل السُّلْطَان وانكسرت ميسرَة صَلَاح الدّين ثمَّ انتصر عَلَيْهِم وفروا بَين يَدَيْهِ فَلم يتبعهُم وَنزل خيامهم وَفرق اسطبلاتهم ووهب خزائنهم وَسَار إِلَى منبج وتسلمها وَتوجه إِلَى عزاز وحصارها فِي رَابِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة وَعَلَيْهَا وثب جمَاعَة من الإسماعيلية على صَلَاح الدّين فَنَجَّاهُ الله مِنْهُم وظفر بهم وَملك عزاز فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة ثمَّ سَار وَنزل حلب فِي سادس عشر الشَّهْر وَأقَام عَلَيْهَا مُدَّة ثمَّ رَحل عَنْهَا وَكَانَ قد أخرجُوا لَهُ ابْنة صَغِيرَة لنُور الدّين سَأَلته عزاز فَوَهَبَهَا لَهَا ثمَّ إِن صَلَاح الدّين عَاد إِلَى مصر فِي شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة وَكَانَ أَخُوهُ توران شاه قد وصل من الْيمن فاستخلفه بِدِمَشْق وتأهب للغزاة وَخرج يطْلب السَّاحِل حَتَّى وافى الفرنج على الرملة وَذَلِكَ فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَخمْس مائَة وَكَانَ الكسرة على الْمُسلمين فطلبوا مصر وَضَلُّوا فِي الطريف وتفرق شملهم وَأسر الفرنج الْفَقِيه عِيسَى الهكاري وَكَانَ ذَلِك وَهنا عَظِيما من الْمُسلمين جبره الله تَعَالَى يَوْم

حطين ثمَّ إِن صَلَاح الدّين أَقَامَ بِمصْر يلم شعثه وبلغه تخبط الشَّام فاهتم بالغزاة فوصل رَسُول قلج أرسلان صَاحب الرّوم يلْتَمس الصُّلْح ويتضور من الأرمن فعزم على قصد بِلَاد ابْن لاوون وَهِي بِلَاد سيس فَدَخلَهَا وَأخذ فِي طَرِيقه حصنا فَسَأَلُوهُ الصُّلْح فَصَالحهُمْ وَرجع عَنْهُم فَدخل عَلَيْهِ قلج أرسلان فِي صلح الشرقيين بأسرهم فَأَجَابَهُ وَحلف صَلَاح الدّين فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة وَدخل فِي الصُّلْح قلج أرسلان والمواصلة رُوجِعَ بعد ذَلِك إِلَى دمشق وَتوجه مِنْهَا إِلَى مصر وَتُوفِّي الصَّالح ابْن نور الدّين الشَّهِيد واستخلف أُمَرَاء حلب وجندها لِابْنِ عَمه عز الدّين مَسْعُود صَاحب الْموصل فَأتى إِلَيْهَا خوفًا من سبق صَلَاح الدّين إِلَى حلب وَاسْتولى على الحواصل وَتزَوج أم الصَّالح ثمَّ إِنَّه قايض أَخَاهُ عماد الدّين زنكي من حلب إِلَى سنجار وَخرج من حلب ودخلها عماد الدّين زنكي الْمَذْكُور فَجَاءَهُ صَلَاح الدّين وحاصره فِي سادس عشْرين الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة فَصَالَحُوهُ على سنجار والخابور ونصيبين وسروج وَمَا فِي قلعة حلب من الحواصل وَالْأَمْوَال وَيَأْخُذ صَلَاح الدّين حلب فوافقهم على ذَلِك وَأعْطى الرقة لحسام الدّين طمان لكَونه دخل فِي الصُّلْح وَكَانَ صَلَاح الدّين قد أَخذ سنجار فِي ثَانِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة وَأَعْطَاهَا لِابْنِ أَخِيه تَقِيّ الدّين عمر ثمَّ إِن صَلَاح الدّين صعد إِلَى قلعة حلب يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشْرين صفر سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة ورتب أمورها ورحل عَنْهَا فِي ثَانِي عشْرين شهر ربيع الآخر وَجعل فِيهَا وَلَده الظَّاهِر غَازِي وَولي القلعة سيف الدّين يازكوج الْأَسدي وَجعله يرتب مصَالح وَلَده الظَّاهِر غَازِي وَعَاد إِلَى دمشق وَخرج مِنْهَا لقصد الكرك فِي ثَالِث شهر رَجَب من السّنة وسير إِلَى أَخِيه الْعَادِل أبي بكر ليحضر إِلَيْهِ وَكَانَ بِمصْر فَسَار إِلَيْهِ بِجَيْش عَظِيم وحشد الفرنج واجتمعوا وجاؤوا إِلَى الكرك وَخَافَ صَلَاح الدّين على مصر فسير إِلَيْهَا ابْن أَخِيه تَقِيّ الدّين عمر ورحل عَن الكرك فِي سادس عشر شعْبَان من السّنة واستصحب الْعَادِل مَعَه إِلَى الشَّام وَدخل دمشق فِي رَابِع عشْرين شعْبَان من السّنة وَأَعْطَاهُ حلب ودخلها يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشْرين شهر رَمَضَان وَخرج الظَّاهِر ويازكوج ودخلا دمشق وَقيل إِن الْعَادِل أعطَاهُ على دُخُول حلب ثَلَاث مائَة ألف دِينَار يَسْتَعِين بهَا على الْجِهَاد ثمَّ إِنَّه أعَاد الْعَادِل إِلَى مصر وَالظَّاهِر إِلَى حلب ثمَّ إِنَّه أعْطى الْعَادِل حران والرها وميافارقين ثمَّ كَانَت وقْعَة حطين الْمُبَارَكَة على الْمُسلمين فِي يَوْم السبت رَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وسط النَّهَار يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ كثيرا مَا يقْصد لِقَاء الْعَدو يَوْم الْجُمُعَة عِنْد الصَّلَاة تبركا بِدُعَاء الْمُسلمين والخطيب على الْمِنْبَر وَكَانَ الْعَدو قد اجْتمع بمرج صفورية فَسَار صَلَاح الدّين وَنزل على بحيرة طبرية على سطح الْجَبَل لينْظر قصد الفرنج فَلم يتحركوا فنازل طبرية وَأَخذهَا فِي سَاعَة وَاحِدَة

وَنهب النَّاس مَالهَا وَسبوا وَقتلُوا وحرقوا وَبَقِيَّة القلعة محتمية وَبلغ الْعَدو ذَلِك فرحلوا نَحْوهَا فَترك صَلَاح الدّين على طبرية من يحاصرها والتقى الْعَدو على سطح جبل طبرية الغربي وباتا على مصَاف إِلَى بكرَة الْجُمُعَة وتصادموا والتحم الْقِتَال بِأَرْض قَرْيَة لوبيا وضاق الخناق بالعدو وَحَال اللَّيْل بَينهم فَحملت أطناب الْمُسلمين من سَائِر الجوانب وصاحوا صَيْحَة رجل وَاحِد فَألْقى الله الرعب فِي قُلُوب الفرنج فهرب القومص وَقصد جِهَة صور وَتَبعهُ الْمُسلمُونَ فنجا مِنْهُم وهرب بعض الفرنج فَتَبِعهُمْ طَائِفَة من الْمُسلمين واعتصمت طَائِفَة مِنْهُم بتل حطين فضايقهم الْمُسلمُونَ وأشعلوا حَولهمْ النيرَان فَاشْتَدَّ بهم الْعَطش فَأسر مقدموهم وَقتل الْبَاقُونَ وَكَانَ مِمَّن سلم وَأسر من مقدمي الفرنج الْملك جفري وَأَخُوهُ والبرنس أرناط صَاحب الكرك والشوبك وَابْن الهنفري وَابْن صَاحب طبرية ومقدم الديوية وَصَاحب جبيل ومقدم الاسبتار قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد وَلَقَد حكى لي من أَثِق بِهِ أَنه رأى بحوران شخصا وَاحِدًا مَعَه نَيف وَثَلَاثُونَ أَسِيرًا قد ربطهم بطنب خيمة لما وَقع عَلَيْهِم من الخذلان وَأما مقدم الاسبتار والديوية فَإِن السُّلْطَان قَتلهمَا وَقتل من بَقِي من صنفهما حَيا وَأما أرناط الْبُرْنُس فَإِن السُّلْطَان كَانَ قد نذر دَمه لِأَنَّهُ كَانَ قد عبر بِهِ قوم من مصر فِي حَالَة الصُّلْح فغدر بهم وقتلهم فناشدوه الصُّلْح الَّذِي بَينه وَبَين الْمُسلمين فَقَالَ مَا يتَضَمَّن الاستخفاف بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَلَسَ فِي دهليز الْخَيْمَة وَعرضت الأسرى عَلَيْهِ وَصَارَ النَّاس يَتَقَرَّبُون إِلَيْهِ بِمن فِي أَيْديهم من الفرنج وَهُوَ يفرح بِمَا فتح الله عَلَيْهِ واستحضر الْملك الْجفْرِي وأخاه الْبُرْنُس أرناط وناول السُّلْطَان الْملك جفري شربة من جلاب وثلج فَشرب مِنْهَا وَكَانَ على أَشد حَال من الْعَطش ثمَّ ناولها للبرنس وَقَالَ السُّلْطَان للترجمان أَنْت الَّذِي سقيته وَإِلَّا أَنا فَمَا سقيته وَكَانَ من جميل عادات الْعَرَب وَجَمِيل أَخْلَاقهم أَن الْأَسير إِذا أكل وَشرب من مَال من أسره أَمن ثمَّ أَمر بمسيرهم إِلَى مَوضِع عينه فَمَضَوْا بهم إِلَيْهِ وأكلوا شَيْئا وعادوا بهم فاستحضرهم وأوقف الْبُرْنُس بَين يَدَيْهِ وَقَالَ هَا أَنا أنتصر لمُحَمد مِنْك ثمَّ عرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فَلم يفعل فسل النيمجاه وضربه بهَا فَحل كتفه وتمم قَتله من حضر فَلَمَّا رأى جفري ذَلِك قَالَ لم تجر عَادَة الْمُلُوك بقتل الْمُلُوك فَقَالَ السُّلْطَان هَذَا تجرأ على الْأَنْبِيَاء وَجَاوَزَ الْحَد ثمَّ نزل على طبرية وَسلم قلعتها ورحل طَالبا عكا وَنزل عَلَيْهَا وقاتلها وَأَخذهَا بكرَة الْخَمِيس مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة واستنقذ من كَانَ بهَا من الأسرى وَأخذ مَا كَانَ فِيهَا من الْأَمْوَال وَتَفَرَّقَتْ العساكر إِلَى بِلَاد السَّاحِل فَأخذُوا نابلس وحيفا وقيسارية وصفورية والناصرة وَسَار يطْلب تبنين فَنزل عَلَيْهَا يَوْم الْأَحَد حادي عشر جُمَادَى الأولى فنصب عَلَيْهَا المناجيق وضايقها بالزحف وَكَانَ فِيهَا أبطال معدودون فَقَاتلُوا قتالا شَدِيدا

وَنصر الله السُّلْطَان عَلَيْهِم وتسلمها يَوْم الْأَحَد ثامن عشرَة عنْوَة وَأسر من فِيهَا بعد الْقَتْل ورحل عَنْهَا إِلَى صيدا وتسلمها فِي غَد يَوْم نُزُوله وَهُوَ يَوْم الْأَرْبَعَاء عشرُون يَوْمًا من جُمَادَى الأولى وَسَار إِلَى بيروت ونازلها يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشْرين جُمَادَى الأولى وزحف عَلَيْهَا وتسلمها وتسلم أَصْحَابه جبيل وَلما فرغ من هَذَا الْجَانِب رأى قصد عسقلان وَلم ير الِاشْتِغَال بصور بعد أَن نزل عَلَيْهَا فَأتى عسقلان وَنزل عَلَيْهَا يَوْم الْأَحَد سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة وَسلم فِي طَرِيقه إِلَيْهَا مَوَاضِع كَثِيرَة كالرملة والداروم وَقَاتل عسقلان قتالا عَظِيما وَنصب عَلَيْهَا المناجيق وتسلمها يَوْم السبت سلخ جُمَادَى الْآخِرَة وَأقَام عَلَيْهَا إِلَى أَن تسلم أَصْحَابه غَزَّة وَبَيت جِبْرِيل والنطرون بِغَيْر قتال ثمَّ إِنَّه طلب الْقُدس الشريف وَنزل عَلَيْهِ يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَنزل بالجانب الغربي وَقيل إِن الَّذِي كَانَ فِي الْقُدس من الْمُقَاتلَة يزِيدُونَ على سِتِّينَ ألفا خَارِجا عَن النِّسَاء وَالصبيان ثمَّ انْتقل إِلَى الْجَانِب الشمالي وَنصب المناجيق وضايق الْبَلَد وَأخذ النقب فِي السُّور مِمَّا يَلِي وَادي جَهَنَّم فَأخذ أهل الْقُدس فِي الْأمان وتسلمه يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة لَيْلَة الْمِعْرَاج وَكَانَ فتحا عَظِيما شهده جمَاعَة من أهل الْعلم وَمن أَرْبَاب الْخرق والزهد وعالم كثير وَصلى الْجُمُعَة فِيهِ يَوْم فَتحه وَكَانَ الصُّلْح وَقع على أَن أهل الْقُدس يزنون عَن كل رجل عشْرين دِينَارا وَعَن كل امْرَأَة خَمْسَة دَنَانِير صورية وَعَن كل صَغِير ذكر أَو أُنْثَى دِينَارا وَاحِدًا فَمن أحضر قطيعته نجى بِنَفسِهِ وَإِلَّا أَخذ أَسِيرًا وَأَفْرج عَن من كَانَ بالقدس من الْأُسَارَى وَكَانُوا خلقا عَظِيما وَأقَام يجمع الْأَمْوَال ويفرقها على الْأُمَرَاء والفقراء وَالْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء والزهاد والوافدين عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك يُقَارب مِائَتي ألف وَعشْرين ألف دِينَار وَلم يرحل عَن الْقُدس وَمَعَهُ من المَال شَيْء ورحل عَن الْقُدس يَوْم الْجُمُعَة الْخَامِس وَالْعِشْرين من شعْبَان وأتى عكا وَنظر فِي أمورها وَتوجه إِلَى صور وَنزل قَرِيبا مِنْهَا وسير لإحضار آلَات الْحصار فَلَمَّا تكاملت عِنْده نزل عَلَيْهَا فِي ثَانِي عشر شهر رَمَضَان وقاتلها وضايقها عَظِيما واستدعى أسطول مصر وقاتلها فِي الْبر وَالْبَحْر وَخرج أسطول صور على أسطول مصر فِي اللَّيْل وَأخذُوا الْمُقدم والرايس وَخمْس قطع للْمُسلمين وَقتلُوا خلقا كثيرا فِي سَابِع عشْرين الشَّهْر فَضَاقَ صدر السُّلْطَان وَكَانَت الأمطار قد توالت فَرَحل عَن صور طلبا لراحة العساكر وَحمل من آلَات الْحصار مَا أمكنت وحرقوا مَا عجزوا عَن حمله للوحل وَكَانَ رحيلها يَوْم الْأَحَد ثَانِي ذِي الْقعدَة وَتَفَرَّقَتْ العساكر وَأقَام هُوَ وَجَمَاعَة من خواصه بعكا إِلَى أَن دخلت سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ لما نزل على صور قد سير من حاصر هونين فَسلمت فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة ثمَّ إِن السُّلْطَان نزل على كَوْكَب فِي أَوَائِل الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَلم يكن مَعَه من الْعَسْكَر إِلَّا

الْقَلِيل وَكَانَ حصنا حصينا وَفِيه الأقوات وَالرِّجَال وَعلم أَنه لَا يُؤْخَذ إِلَّا بعد شَدَائِد فَعَاد إِلَى دمشق ودخلها فِي سادس عشر شهر جُمَادَى الأولى فَأَقَامَ فِي دمشق خَمْسَة أَيَّام فَبَلغهُ أَن الفرنج قصدُوا جبيلا فَخرج مسرعا فَلَمَّا علمُوا بحركته رجعُوا فَصَارَ نَحْو حصن الأكراد وَكَانَ قد وصل إِلَيْهِ عماد الدّين صَاحب سنجار ومظفر الدّين ابْن زين الدّين وعسكر الْموصل فوصل إِلَى أنطرسوس سادس جُمَادَى الأولى فَلَمَّا رَآهَا نزل عَلَيْهَا وَمَا لحق الْعَسْكَر يضْرب الخيم حَتَّى تعلق الْمُسلمُونَ فِي الأسوار وأخذوها بِالسَّيْفِ وغنموا شَيْئا كثيرا وأحرقوها وَأقَام عَلَيْهَا إِلَى رَابِع عشر جُمَادَى الأولى ثمَّ سَار يُرِيد جبلة فوصل إِلَيْهَا وَمَا تمّ نُزُوله إِلَّا أَن ملكهَا وَكَانَ فِيهِ مُسلمُونَ مقيمون وقاض يحكم فيهم وسلمت القلعة بالأمان بعد قتال شَدِيد فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى وَأقَام عَلَيْهَا إِلَى الثَّالِث وَالْعِشْرين من الشَّهْر وَسَار إِلَى اللاذقية وَنزل عَلَيْهَا الرَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى وَاشْتَدَّ الْقِتَال إِلَى آخر النَّهَار فَأخذ الْبَلَد دون القلعتين وغنم النَّاس شَيْئا كثيرا وجدوا فِي النقوب إِلَى أَن كَانَ النقب طوله سِتِّينَ ذِرَاعا وَعرضه أَرْبَعَة أَذْرع فَطلب الفرنج الْأمان وَالصُّلْح على سَلامَة نُفُوسهم وذراريهم وَنِسَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ مَا خلا الغلال والذخائر وَالسِّلَاح وآلات الْحَرْب فأجابهم وَأقَام عَلَيْهَا إِلَى سَابِع عشْرين جُمَادَى الأولى ورحل إِلَى صهيون وَنزل عَلَيْهَا تَاسِع عشْرين الشَّهْر فَأَخذهَا يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقَاتل القلعة قتالا عَظِيما فَطلب الفرنج الْأمان بِشَرْط أَن يُؤْخَذ من الرجل عشرَة دَنَانِير وَالْمَرْأَة خَمْسَة دَنَانِير وَمن كل صَغِير دِينَارَانِ الذّكر وَالْأُنْثَى سَوَاء ثمَّ إِنَّه أَقَامَ بِهَذِهِ الْجِهَة إِلَى أَن أَخذ عدَّة قلاع مِنْهَا بلاطنس وَغَيرهَا ثمَّ رَحل وأتى بكاس فَنزل عَلَيْهَا سادس جُمَادَى الْآخِرَة وقاتلوا قتالا عَظِيما ثمَّ يسر الله فتحهَا وَقتل أَكثر من بهَا وَأسر الْبَاقُونَ وغنم النَّاس كثيرا ثمَّ إِن قلعة الشغر طلب أَهلهَا الْأمان فِي ثَالِث عشر الشَّهْر الْمَذْكُور وسألوا المهلة ثَلَاثَة أَيَّام وطلع الْعلم السلطاني إِلَيْهَا يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر الشَّهْر ثمَّ إِن السُّلْطَان سَار إِلَى برزية فَنزل عَلَيْهَا يَوْم السبت رَابِع عشْرين الشَّهْر ثمَّ أَخذهَا عنْوَة يَوْم الثُّلَاثَاء السَّابِع وَالْعِشْرين من الشَّهْر ثمَّ صَار مِنْهَا إِلَى دربساك وَنزل عَلَيْهَا يَوْم الْجُمُعَة ثامن من رَجَب وتسلمها يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشْرين الشَّهْر الْمَذْكُور وَأَعْطَاهَا للأمير علم الدّين سُلَيْمَان بن جندر وَسَار عَنْهَا وَنزل على بغراس وتسلمها بعد الْقِتَال فِي ثَانِي شعْبَان وراسله أهل أنطاكية فِي طلب الصُّلْح فَصَالحهُمْ لشدَّة ضجر الْعَسْكَر وَكَانَ شَرط الصُّلْح على أَن يُطلق كل أَسِير عِنْدهم وَالصُّلْح إِلَى سَبْعَة أشهر فَإِن جَاءَهُم من ينصرهم وَإِلَّا سلمُوا الْبَلَد ورحل السُّلْطَان فَسَأَلَهُ وَلَده الظَّاهِر غَازِي أَن يجتاز بِهِ فَأَجَابَهُ وَدخل حلب فِي حادي عشر شعْبَان وَأقَام بالقلعة ثَلَاثَة أَيَّام وَسَار من حلب فاعترضه تَقِيّ الدّين ابْن أَخِيه وأصعده إِلَى قلعة حماه وَعمل لَهُ طَعَاما وسماعا صوفيا وَبَات فِيهَا لَيْلَة

وَاحِدَة وَأَعْطَاهُ جبلة واللاذقية وَسَار على بعلبك وَدخل دمشق قبل شهر رَمَضَان بأيام يسيرَة ثمَّ خرج مِنْهَا يُرِيد مِنْهَا صفد فَنزل عَلَيْهَا وَلم يزل الْقِتَال يعْمل إِلَى أَن تسلمها بالأمان فِي سَابِع عشر شَوَّال وَفِي رَابِع شهر رَمَضَان الْمَذْكُور سلمت الكرك وَسلمهَا نواب صَاحبهَا وخلصوه بذلك من الْأسر فِي نوبَة حطين كَذَا ذكره بَعضهم وَقد تقدم أَن السُّلْطَان قتل الْبُرْنُس صَاحب الكرك بِيَدِهِ ثمَّ إِنَّه سَار إِلَى كَوْكَب وقاتلها قتالا شَدِيدا والأمطار كَثِيرَة والرياح عواصف فَطلب أَهلهَا الْأمان وتسلمها نصف الْقعدَة وَنزل إِلَى الْغَوْر وَأقَام بالمخيم بَقِيَّة الشَّهْر وَأعْطى النَّاس دستورا وَسَار مَعَ أَخِيه الْعَادِل لزيارة الْقُدس وَصلى بِهِ الْعِيد وَتوجه فِي حادي عشر الْحجَّة إِلَى عسقلان وَأَخذهَا من الْعَادِل وعوضه عَنْهَا بالكرك ثمَّ مر على السَّاحِل يتفقد أَحْوَاله وَدخل عكا فَأَقَامَ بهَا مُعظم الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة ورتب بهَا الْأَمِير بهاء الدّين قراقوش واليا وَأمره بعمارة سورها وَعَاد إِلَى دمشق فَدَخلَهَا فِي مستهل صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَأقَام بهَا إِلَى شهر ربيع الأول ثمَّ خرج إِلَى شقيف أرنون وَنزل إِلَيْهِ صَاحب الشقيف بِنَفسِهِ وَلم يشْعر بِهِ إِلَّا وَهُوَ قَائِم على بَاب خيمته فَأذن لَهُ وأكرمه واحترمه وَأكل مَعَه الطَّعَام وَذكر لَهُ أَنه يُعْطِيهِ الْمَكَان ويسلمه وَيُعْطِيه مَكَانا يسكنهُ بِدِمَشْق لِأَنَّهُ بعد ذَلِك لَا يقدر على مساكنة الفرنج وَأَن يُعْطِيهِ إقطاعا يقوم بِهِ وبأهله فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وَفِي أثْنَاء شهر ربيع الأول جَاءَ الْخَبَر بِتَسْلِيم الشوبك وَكَانَ قد أَقَامَ عَلَيْهِ جمعا يحاصرونه مُدَّة سنة إِلَى أَن نفد زَاد من كَانَ فِيهِ وسلموه بالأمان ثمَّ ظهر للسُّلْطَان أَن جَمِيع مَا قَالَه صَاحب الشقيف كَانَ خديعة فرسم عَلَيْهِ ثمَّ بلغه أَن الْفرج قصدُوا عكا ونزلوا عَلَيْهَا يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر شهر رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَفِي ذَلِك الْيَوْم سير صَاحب الشقيف إِلَى دمشق بعد الإهانة الشَّدِيدَة وأتى عكا ودخلها بَغْتَة ليقوي قُلُوب من بهَا واستدعى العساكر فَجَاءَتْهُ من كل نَاحيَة وَكَانَ الْعَدو مِقْدَار ألفي فَارس وَثَلَاثِينَ ألف راجل ثمَّ تكاثر الفرنج واستفحل أَمرهم وَأَحَاطُوا بعكا وَمنعُوا الدَّاخِل وَالْخَارِج فَضَاقَ لذَلِك صدر السُّلْطَان واجتهد فِي حفظ الطَّرِيق ففتحه وَجرى بَين الْفَرِيقَيْنِ مناوشات فِي عدَّة أَيَّام وَتَأَخر النَّاس إِلَى تل العياضية وَبهَا توفّي الْأَمِير حسام الدّين طمان وَكَانَ من الشجعان وَقيل للسُّلْطَان إِن الوخم قد عظم بمرج عكا وَإِن الْمَوْت قد فَشَا بالطائفتين فَأَنْشد السُّلْطَان // (من مجزوء الْخَفِيف) // (اقتلاني ومالكا ... واقتلا مَالِكًا معي) ثمَّ إِن الفرنج جَاءَتْهُم الأمداد من دَاخل الْبَحْر واستظهروا على الْمُسلمين بعكا وَكَانَ فيهم الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن أَحْمد المشطوب الهكاري وضايقوهم أَشد مضايقة إِلَى أَن

غلبوا عَن حفظ الْبَلَد فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة خرج رجل عوام وَمَعَهُ كتب من الْمُسلمين يذكرُونَ أَنهم قد أيقنوا بِالْهَلَاكِ وَمَتى أَخذ الْبَلَد عنْوَة ضربت رقابهم وَأَنَّهُمْ صَالحُوا الفرنج على أَن يسلمُوا الْبَلَد وَجَمِيع مَا فِيهِ من الْآلَات وَالْعدَد والأسلحة والمراكب ومائتي ألف دِينَار وَخمْس مائَة أَسِير مَجَاهِيل وَمِائَة أَسِير مُعينين من جهتهم وصليب الصلبوت على أَن يخرجُوا بِأَنْفسِهِم سَالِمين وَمَا مَعَهم من الْأَمْوَال والأقمشة المختصة بهم وذراريهم وَنِسَائِهِمْ سَالِمين ويضمنوا للمركيس لِأَنَّهُ كَانَ الْوَاسِطَة أَرْبَعَة أُلَّاف دِينَار فَلَمَّا وقف السُّلْطَان على ذَلِك عظم ذَلِك عَلَيْهِ وَأنْكرهُ وشاور أهل الرَّأْي وتقسم فكره فَهُوَ فِي ذَلِك وَإِذا أَعْلَام الفنرج قد ارْتَفَعت وصلبانه وَذَلِكَ ظهيرة يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة وَصَاح الفرنج صَيْحَة وَاحِدَة وعظمت الْمُصِيبَة على الْمُسلمين وَوَقع الْبكاء والعويل ثمَّ إِن الفرنج خَرجُوا من عكا وقصدوا عسقلان وَالسُّلْطَان قبالتهم فِي عسكره ووصولا إِلَى أرسوف فَكَانَ بَينهم قتال عَظِيم ونال الْمُسلمين مِنْهُم وَهن عَظِيم فَأتى السُّلْطَان الرملة وشاور السُّلْطَان أهل مشورته فِي أَمر عسقلان وَهل يخربها فاتفقوا على أَن يكون الْملك الْعَادِل قبالة الْعَدو يتَوَجَّه هُوَ بِنَفسِهِ ويخربها وَأَن حفظ الْقُدس أولى فَسَار إِلَى عسقلان ثامن عشر شعْبَان قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد وَقد تحدث معي فِي خراب عسقلان بعد أَن تحدث مَعَ وَلَده الْأَفْضَل وَقَالَ لَئِن أفقد وَلَدي جَمِيعهم أحب إِلَيّ من أَن أهدم مِنْهَا حجرا وَلَكِن إِذا قضى الله تَعَالَى ذَلِك وَمَا فِيهِ مصلحَة الْمُسلمين فَمَا الْحِيلَة فِي ذَلِك فَوَقع الخراب فِي عسقلان فِي تَاسِع عشر شهر شعْبَان وَقسم الخراب على النَّاس وحزن النَّاس على خراب عسقلان حزنا عَظِيما وَعظم عويل أَهله لتشتتهم وشرعوا فِي بيع مَا لَا يقدرُونَ على حمله فباعوا مَا يُسَاوِي عشرَة آلَاف بِأَلف وابتيع اثْنَا عشر طير دَجَاج بدرهم وَخرج النَّاس بأهلهم إِلَى المخيم وَوصل من جِهَة الْعَادِل من أخبر أَن الفرنج تحدثُوا مَعَه فِي الصُّلْح وطلبوا جَمِيع الْبِلَاد الساحلية فَرَأى السُّلْطَان ذَلِك مصلحَة لما علم من نفس النَّاس وضجرهم من الْقِتَال وَكَثْرَة مَا عَلَيْهِم من الدُّيُون وَأذن للعادل فِي ذَلِك وفوض الْأَمر إِلَى رَأْيه وَأصْبح يَوْم الْجُمُعَة عشْرين رَمَضَان وَهُوَ مصر على الخراب وأباح النَّاس مَا فِي الهري وأحرق الْبَلَد وأتى الرملة وخربها وَخرب قلعتها وَتَأَخر بِالنَّاسِ إِلَى جِهَة بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَخرب قلعة النطرون وَطلب الانكتار من الْعَادِل بعد اجْتِمَاعهمَا على مَوَدَّة الِاجْتِمَاع بالسلطان فَقَالَ السُّلْطَان إِذا وَقع الصُّلْح اجْتَمَعنَا ثمَّ إِن الصُّلْح تمّ وَكَانَ يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشْرين شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة ونادى الْمُنَادِي أَن الْبِلَاد الإسلامية والنصرانية وَاحِدَة فِي الْأَمْن والمسالمة من شَاءَ من كل طَائِفَة يتَرَدَّد إِلَى بِلَاد الطَّائِفَة الْأُخْرَى من غير خوف وَلَا مَحْذُور وَكَانَ يَوْمًا مشهودا حصل فِيهِ

السرُور الْعَظِيم لِلْفَرِيقَيْنِ وَقد علم الله أَن ذَلِك بِغَيْر رضى السُّلْطَان وَكَانَت الْمصلحَة فِي ذَلِك لِأَنَّهُ توفّي عقيب ذَلِك ثمَّ إِنَّه أعْطى النجدات دستورا إِلَى بِلَادهمْ وعزم السُّلْطَان على الْحَج وَأقَام بالقدس يتأهب للمسير إِلَى مصر وَأقَام لعمارة البيمارستان والمدرسة ثمَّ تفقد الْبِلَاد والقلاع البحرية وَدخل دمشق بكرَة الْأَرْبَعَاء سادس عشر شَوَّال وفيهَا أَوْلَاده الْأَفْضَل وَالظَّاهِر والظافر المشمر وَأَوْلَاده الصغار وَجلسَ يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشْرين شَوَّال بكرَة النَّهَار وأنشده الشُّعَرَاء وبل النَّاس شوقهم مِنْهُم وَلم يتَخَلَّف أحد من الْخَاص وَلَا الْعَام عَنهُ وكشف مظالم الرعايا وأنعم على النَّاس وَلما كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل ذِي الْقعدَة عمل الْأَفْضَل للظَّاهِر دَعْوَة وحضرها السُّلْطَان واحتفل الْأَفْضَل بهَا وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَعَاد الْعَادِل بَعْدَمَا تصفح أَحْوَال الكرك بِقصد الْبِلَاد الفراتية وَخرج السُّلْطَان إِلَى لِقَائِه ودخلا حادي عشر الْحجَّة إِلَى دمشق وانشرح السُّلْطَان بِدِمَشْق وتفرج بهَا وتصيد وروح بدنه وَقَبله من الْجِهَاد والسهر والتعب وَنسي عزمه إِلَى مصر ثمَّ إِنَّه ركب يتلَقَّى الْحَاج خَامِس عشر صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَ ذَلِك آخر ركُوبه فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة السبت وجد كسلا وَمَا انتصف اللَّيْل حَتَّى غَشيته حمى صفراوية وَقصد فِي الرَّابِع وَاشْتَدَّ مَرضه وَقلت رطوبات بدنه وَكَانَ يغلب اليبس على مزاجه وَاشْتَدَّ الْمَرَض فِي السَّابِع وَالثَّامِن وَحدث لَهُ غشي فِي التَّاسِع وَامْتنع من المشروب وحقن فِي الْعَاشِر دفعتين ثمَّ إِنَّه اشْتَدَّ بِهِ الْمَرَض وَشرع الْأَفْضَل فِي تَحْلِيف النَّاس لَهُ وَتُوفِّي صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع وَعشْرين صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة كَمَا تقدم قَالَ ابْن الْأَثِير عز الدّين وَمن عَجِيب مَا يحْكى من التطير أَن السُّلْطَان لما برز من الْقَاهِرَة أَقَامَ لتجتمع العساكر وَعِنْده الْأَعْيَان من الدولة وَالْعُلَمَاء والأدباء وَأخذ كل وَاحِد يَقُول شَيْئا فِي الْوَدَاع وَفِي الْفِرَاق وَفِي الْحَاضِرين معلم أَوْلَاده فَأخْرج رَأسه من بَين الْحَاضِرين وَأنْشد // (من الوافر) // (تمتّع من شميم عرار نجد ... فَمَا بعد العشية من عرار) فانقبض السُّلْطَان وَالنَّاس وتطيروا من ذَلِك وَكَانَ الْأَمر كَذَلِك لم يعد إِلَى مصر بعد واشتغل بالبلاد الشرقية وفتوح الْقُدس والساحل رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ

وَكتب القَاضِي الْفَاضِل إِلَى وَلَده الظَّاهِر غَازِي يعزيه بطاقة مضمونها {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} الْأَحْزَاب 21 {إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم} الْحَج 1 كتبت إِلَى مَوْلَانَا السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر أحسن الله عزاءه وجبر مصابه وَجعل فِيهِ الْخلف فِي السَّاعَة الْمَذْكُورَة وَقد زلزل الْمُسلمُونَ زلزالا شَدِيدا وَقد حفرت الدُّمُوع المحاجر وَقد بلغت الْقُلُوب الْحَنَاجِر وَقد ودعت أَبَاك ومخدومي وداعا لَا تلاقي بعده وقلبت وَجهه عَنْك وعني وأسلمته إِلَى الله تَعَالَى مغلوب الْحِيلَة ضَعِيف الْقُوَّة رَاضِيا عَن الله عز وَجل فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وبالباب من الْجنُود المجندة والأسلحة الْمعدة مَا لم يدْفع الْبلَاء وَلَا يملك رد الْقَضَاء وتدمع الْعين ويخشع الْقلب وَلَا نقُول إِلَّا مَا يُرْضِي الرب وَإِنَّا عَلَيْك لَمَحْزُونُونَ يَا يُوسُف وَأما الْوَصَايَا فَلَا تحْتَاج إِلَيْهَا والآراء فقد شغلني الْمُصَاب عَنْهَا وَأما لائح الْأَمر فَإِنَّهُ إِن وَقع اتِّفَاق فَمَا عدمتم إِلَّا شخصه الْكَرِيم وَإِن كَانَ غَيره فالمصائب الْمُسْتَقْبلَة أهونها مَوته وَهُوَ الهول الْعَظِيم وَالسَّلَام وَنقش على صندوق قَبره من كَلَام القَاضِي الْفَاضِل اللَّهُمَّ فارض عَن تِلْكَ الرّوح وَافْتَحْ لَهُ أَبْوَاب الْجنَّة وَهِي آخر مَا كَانَ يرجوه من الْفتُوح وَلما كَانَ الْفَاضِل عِنْده فِي هَذِه المرضة قَالَه لَهُ يَا خوند أَو يَا مَوْلَانَا وَأرى أَن تدفن سَيْفك مَعَك فَإِنَّهُ عكازك إِلَى الْجنَّة ذكر فتوحاته الديار المصرية فَإِنَّهُ فتحهَا وطهرها من الرَّفْض وَتلك المقالات الردية واليمن ودمشق وحمص وحماه والمعرة وَكفر طَابَ وبارين ومنبج وعزاز وحلب والموصل وسنجار والرقة وجعبر والرحبة والخابور ونصيبين والرها وميافارقين وسروج والكرك والشوبك والقدس وغزة وعسقلان والرملة وطبرية وكوكب وصفد وَالطور وعكا وصيدا وبيروت ونابلس والداروم وحيفا وقيسارية وصفورية والناصرة وتبنين وهونين وجبيل وحصن الأكراد وأنطرسوس واللاذقية وصهيون وبلاطنس وشغر وبكاس وبرزيه وبغراس ودرب ساك وأنطاكية وحارم وخلاط وَقَالَ وجيه الدّين بن المظفر مَنْصُور بن سليم فِي تَارِيخ إسكندرية وَبعث صَلَاح الدّين ابْن أَخِيه تَقِيّ الدّين إِلَى الْمغرب فَفتح طرابلس وَقَابِس وَأكْثر بِلَاد أفريقية وَبعث شمس الدولة إِلَى الْيمن فَفتح زبيد وَعدم وتعز والجند انْتهى وَأما أوقافه وَإِن كَانَت غير مَشْهُورَة فَمِنْهَا الْمدرسَة الْمُجَاورَة لضريح الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ والمدرسة الَّتِي بجوار مشْهد الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا بِالْقَاهِرَةِ وَدَار سعيد السعدا خَادِم المصريين وَقفهَا خانقاه وَدَار عَبَّاس والعادل بن سلار مدرسة للحنفية وَهِي السيوفية ومدرسة زين التُّجَّار بِمصْر وَبنى بِالْقَاهِرَةِ دَاخل الْقصر

بييمارستانا وَله بالقدس مدرسة وَله بِمصْر مدرسة للمالكية ووقف بقرية حطين خانقاه ووقف على الغزالية بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق ومدرسة بِجَانِب البيمارستان النوري بِدِمَشْق تعرف بالصلاحية وَلَا وقف لَهَا وَله بِدِمَشْق مدرسة للمالكية وَهُوَ الَّذِي عمر قلعة الْجَبَل بالديار المصرية وَهُوَ الَّذِي أدَار السُّور على الْقَاهِرَة وَوَصله بِمصْر بتولي بهاء الدّين قراقوش وَقيل إِنَّه أول مَا ولي الوزارة بِمصْر للعاضد جلس فِي الدَّار الَّتِي هِيَ الْآن خانقاه بيبرس المظفر وَكتب القَاضِي الْفَاضِل رَحمَه الله مرسوما بِإِسْقَاط مكوس مصر والقاهرة عَن السُّلْطَان صَلَاح الدّين قدس الله روحه وَجُمْلَة ذَلِك فِي كل سنة مائَة ألف دِينَار تَفْصِيل ذَلِك مكس البهار وعمالته ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ ألفا وَثَلَاث مائَة وَأَرْبَعَة وَسِتُّونَ دِينَارا مكس البضائع والقوافل وعمالتها تِسْعَة آلَاف وَثَلَاث مائَة وَخَمْسُونَ دِينَارا منفلت الصِّنَاعَة عَن عكس الْبَز الْوَارِد إِلَيْهَا والنحاس والقصدير والمرجان والمفاضلات خَمْسَة آلَاف وَمِائَة وَثَلَاثَة وَتسْعُونَ دِينَارا الصَّادِر عَن الصِّنَاعَة بِمصْر سِتَّة آلَاف وست مائَة وَسِتَّة وَسِتُّونَ دِينَارا سمسرة التَّمْر ثَلَاثَة مائَة دِينَار الفندق بالمنية عَن عكس البضائع ثَمَان مائَة وَسِتَّة وَخَمْسُونَ دِينَارا رسوم دَار القند ثَلَاثَة آلَاف وَمِائَة وَثَمَانِية دَنَانِير رسوم الْملح والخشب الطَّوِيل سِتّ مائَة وَسِتَّة وَسَبْعُونَ دِينَارا رسوم الْقلب المنسوبة إِلَى بلبيس والبوري الْمَنْسُوب إِلَى قاقوس مائَة دِينَار رسوم التفتيش بالصناعة عَن البهار وَغَيره مِائَتَان وَسَبْعَة عشر دِينَارا ختمة ارمنت عَن الْوَارِد إِلَيْهَا سَبْعَة وَسِتُّونَ دِينَارا فندق الْقطن ألفا دِينَارا سوق الْغنم بِالْقَاهِرَةِ وبمصر والسمسرة وعبور الأغنام بالجيزة ثَلَاثَة آلَاف وَثَلَاث مائَة وَأحد عشر دِينَارا عبور الأغنام والكتان والأبقار بِبَاب القنطرة ألف وَمِائَتَا دِينَار وَاجِب مَا يرد من الْكَتَّان الْحَطب إِلَى الصِّنَاعَة مِائَتَا دِينَار رسوم وَاجِب الغلات كالحبوب الْوَارِدَة إِلَى الصِّنَاعَة والمقس والمنية والجسر والتبانين ومقالب جَزِيرَة الذَّهَب وطموه وبر الدوح سِتَّة آلَاف دِينَار مكس مَا يرد إِلَى الصِّنَاعَة من الأغنام سِتَّة وَثَلَاثُونَ دِينَارا الأغنام البيتوتية اثْنَا عشر دِينَارا الْعَرَصَة والسرسناوي بالجيزة ومكس الأغنام مائَة وَتسْعُونَ دِينَارا منفلت الفيوم عَمَّا يرد من الْكَتَّان من الْقبْلَة من البضائع الْوَارِدَة من الفيوم وَغَيره أَرْبَعَة آلَاف دِينَار وَمِائَة وَسِتُّونَ دِينَارا مكس الْوَرق المجلوب إِلَى الصِّنَاعَة ورسم التفتيش مِائَتَا دِينَار الْجَفْنَة بساحل الْغلَّة والأقوات والرسائل سبع مائَة وَثَمَانِية وَسِتُّونَ دِينَار فَلت العريف بالصناعة الصادرة مِائَتَا دِينَار دَار

التفاح وَالرّطب بِمصْر والعرصة بِالْقَاهِرَةِ ألف وَسبع مائَة دِينَار ابْن المليجي مِائَتَا دِينَار دَار الْجُبْن ألف دِينَار مشارفة الجزارين مِائَتَان وَأَرْبَعُونَ دِينَارا وَاجِب الْحلِيّ الْوَارِد من الْوَجْه البحري والقطن ألف وَعِشْرُونَ دِينَارا رسم سمسرة الصَّفَا ألف وَمِائَتَا دِينَار منفلت الصَّعِيد مائَة وَأحد وَسِتُّونَ دِينَارا خَاتم الشّرْب والدبيقي ألف وَخمْس مائَة دِينَار مكس الصُّوف مِائَتَا دِينَار نصف الموردة بساحل المقس أَرْبَعَة عشر دِينَار دكة السمسار ثَلَاث مائَة وَخَمْسُونَ دِينَارا منفلت التَّعْرِيف بالصناعة وَجُمْلَة البهار والبضائع مِائَتَان وَسِتَّة عشر دِينَارا الحلفاء الْوَارِدَة من الْقبْلَة مائَة وَخَمْسَة وَثَلَاثُونَ دِينَارا الوتد والشرقية والطعم بدار التفاح ومنفلت الْقبْلَة بالجسر والتبانين خَمْسَة وَثَلَاثُونَ دِينَارا رسوم الصَّفَا والحمراء ورسوم دَار الْكَتَّان سِتُّونَ دِينَارا حماية الغلات بالمقس وَدَار الْجُبْن مائَة وَأَرْبَعُونَ دِينَار الحلفاء الْوَارِدَة على الجسر ومعدية المقياس مائَة دِينَار خمس البرنية بالجيزة عشرُون دِينَارا تل التَّعْرِيف بالصناعة ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ دِينَارا منفلت الغلات بمعدية جَزِيرَة الذَّهَب عشرَة دَنَانِير رسوم الْحمام بساحل الْغلَّة خمس مائَة وَأَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ دِينَارا وَاجِب الْحِنَّاء الْوَارِد فِي الْبر ثَمَان مائَة دِينَار وَاجِب الحلفاء والقضاب ثَلَاثَة وَسِتُّونَ دِينَارا مكس مَا يرد من البضائع إِلَى الْمنية مائَة وَأَرْبَعَة وَثَمَانُونَ دِينَارا مسلخة شطنوف البرانية مِائَتَا دِينَار سوق السكريين خَمْسُونَ دِينَارا رسوم سمة الْجمل بالشارع وسوق وردان تِسْعَة عشر دِينَارا وَاجِب الفحم الْوَارِد إِلَى الْقَاهِرَة عشرَة دَنَانِير معدية الجسر بالجيزة مائَة وَعشْرين دِينَارا سمة البقري أَرْبَعُونَ دِينَارا السمة بدار الدّباغ تِسْعَة عشر دِينَارا سمسرة الجبس الجيوشي ثَلَاث مائَة وَاثنا عشر دِينَارا وَكَانَ الدّهن ومعصرة الشيرج والخل الحامض بِالْقَاهِرَةِ خمس مائَة دِينَار الْخلّ الحامض وَمَا مَعَه أَرْبَعمِائَة وَخمْس دَنَانِير بيُوت الْغَزل والمصطبة ثَلَاث مائَة وَخَمْسُونَ دِينَارا وذبائح الدّلَالَة ثَلَاث مائَة دِينَار سمسرة الْكَتَّان ثَلَاث مائَة دِينَار رسوم حماية الصناعيين أَربع مائَة دِينَار مربعة الْعَسَل مِائَتَان وَاثْنَانِ وَثَلَاثُونَ دِينَارا معادي جَزِيرَة الذَّهَب وَغَيرهَا ثَلَاث مائَة دِينَار خَاتم الشمع بِالْقَاهِرَةِ ثَلَاث مائَة وَسِتُّونَ دِينَارا زريبة الذَّبِيحَة سبع مائَة دِينَار معديتا المقياس وانبابة مِائَتَا دِينَار حَملَة السلجم ثَلَاث مائَة وَثَلَاثُونَ دِينَارا مكس دكة الدّباغ ثَمَان مائَة دِينَار سوق الرَّقِيق خمس مائَة دِينَار معمل الطَّبَرِيّ مِائَتَان وَأَرْبَعُونَ دِينَارا سوق منبوبة ثَمَانمِائَة وَأَرْبَعَة وَسِتُّونَ دِينَارا ذَبَائِح الضَّأْن بالجيزة ورسوم سَاحل الصنط عشرَة دَنَانِير نخ السّمك خَمْسَة دَنَانِير تنور الشوي مِائَتَا دِينَار نصف الرطل من مطابخ السكر مائَة وَخَمْسَة وَثَلَاثُونَ دِينَارا خَاتم الْحلِيّ مائَة وَعِشْرُونَ دِينَارا سوق الدَّوَابّ بِالْقَاهِرَةِ ومصر أَربع مائَة دِينَار سوق الْجمال مِائَتَان وَخَمْسُونَ دِينَارا قبان الجناء ثَلَاثُونَ دِينَارا وَاجِب طاقات الْأدم سِتَّة وَثَلَاثُونَ دِينَارا منفلت الخام بالشاشيين ثَلَاثَة

وَثَلَاثُونَ دِينَارا أنولة الْقصار والجير أَرْبَعُونَ دِينَارا أعوان المراكب المنشأة وَالْخضر والحلفا سِتَّة وَثَلَاثُونَ دِينَارا بيُوت الْفروج ثَلَاثُونَ دِينَارا الشّعْر والطارات أَرْبَعَة دَنَانِير رسوم الصَّبْغ وَالْحَرِير ثَلَاث مائَة وَأَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ دِينَارا وزن الطِّفْل مائَة وَأَرْبَعُونَ دِينَار معمل المزر أَرْبَعَة وَثَمَانُونَ دِينَارا الفاخوريات بِالْقَاهِرَةِ ومصر مِائَتَا وَسِتَّة وَثَلَاثُونَ دِينَارا وَقَالَ أَبُو شامة فِي الروضتين نقلا عَن ابْن أبي طي إِن الَّذِي أسْقطه صَلَاح الدّين وَإِن الَّذِي سامح بِهِ لعدة سِنِين مُتَقَدّمَة آخرهَا سنة أَربع وَسِتِّينَ خمس مائَة مبلغه نَيف عَن ألف ألف دِينَار وَألْفي ألف إِرْدَب سامح بذلك وأبطله من الدَّوَاوِين وأسقطه من المعاملين وَمن كرمه قدس الله روحه أَنه كَانَ يهب الْبِلَاد فضلا عَن الْأَمْوَال وجاد بآمد على ابْن قرا رسْلَان وَكَانَ يُعْطي فِي وَقت الضائقة كَمَا يُعْطي فِي وَقت السعَة وحضره وُفُود بَيت الْمُقَدّس وَلم يكن فِي خزائنه مَا يعطيهم فَبَاعَ قَرْيَة من قرى بَيت المَال وَقضى الثّمن عَلَيْهِم وَكَانَ نواب خزائنه يخفون عَنهُ كثيرا من المَال خوفًا أَن يفرقه وَقَالَ مرّة يُمكن أَن يكون فِي النَّاس من ينظر إِلَى المَال كمن ينظر إِلَى التُّرَاب وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بذلك نَفسه وَلم يقل يَوْمًا أعطينا فلَانا وَلَا زِدْنَا فلَانا وَحصر مَا وهبه بمزج عكا لَا غير من الْخَيل فَكَانَ عشر ة آلَاف فرس وَمن شجاعته أَنه رابط الْعَدو الْمدَّة المديدة بِجمع يتضاعف عَلَيْهِ عدد أعدائه واكن يشارف بِنَفسِهِ تعبئة الصُّفُوف ويخترق العساكر ميمنة وميسرة وَمَعَهُ غُلَام وَاحِد لَا غير وَمَعَهُ جنيب لَهُ وَقُرِئَ عَلَيْهِ جُزْء وَحَدِيث بَين الصفين وَقَالَ فِي نَفسِي أَنه مَتى يسر الله لي فتح بَقِيَّة السَّاحِل قسمت الْبِلَاد وأوصيت وودعت وَركبت الْبَحْر إِلَى جزائره أتتبع الْكفَّار فِيهَا حَتَّى لَا أبقى على وَجه الأر ض من يكفر بِاللَّه أَو أَمُوت وَقيل إِنَّه كَانَ بحماه فَكتب إِلَى أَخِيه الْعَادِل // (من الطَّوِيل) = (وَلما جرى العَاصِي وطيع أدمعي ... لبعدك قَالَ النَّاس أَيهمَا النَّهر) وَكَانَ الْفَاضِل حَاضرا فَقَالَ // (من الطَّوِيل) = (وَلما بدا وَجه ابْن أَيُّوب مشرقا ... مَعَ الْبَدْر قَالَ النَّاس أَيهمَا الْبَدْر) ومدحه رَحمَه الله تَعَالَى شعراء عصره وَمن أحسن مَا مدح بِهِ قصيدة ابْن سناء الْملك لما فتح حلب وَهِي من أحسن شعره أَيْضا // (من الْبَسِيط) = (بدولة التّرْك عزت مِلَّة الْعَرَب ... وبابن أَيُّوب ذلت شيعَة الصلب) (وَفِي زمَان ابْن أَيُّوب غَدَتْ حلب ... من أَرض مصر وعادت مصر من حلب) (وَلابْن أَيُّوب دَانَتْ كل مملكة ... بالصفح وَالصُّلْح أَو بِالْحَرْبِ وَالْحَرب)

(مظفر النَّصْر مَبْعُوث بهمته ... إِلَى العزائم مَدْلُول على الغلب) (والدهر بِالْقدرِ المحتوم يَخْدمه ... وَالْأَرْض بالخلق والأفلاك بِالشُّهُبِ) (ويجتلي الْخلق من راياته أبدا ... مبيضة النَّصْر من مصفرة العذب) (إِن العواصم كَانَت أَي عَاصِمَة ... معصومة بتعاليها عَن الرتب) (مَا دَار قطّ عَلَيْهَا دور دَائِرَة ... كلا وَلَا واصلتها نوبَة النوب) (لَو رامها الدَّهْر لم يظفر ببغيته ... وَلَو رَمَاهَا بقوس الْأُفق لم يصب) (وَلَو أَتَى أَسد الأبراج منتصرا ... خارت قوائمه عَنْهَا وَلم يثب) (جليسه النَّجْم فِي أَعلَى مَنَازِله ... وطالما غَابَ عَنْهَا وَهِي لم تغب) (تلقى إِذا عطشت والبرق أرشية ... كواكب الدَّلْو فِي بِئْر من السحب) (كل القلاع تروم السحب فِي صعد ... إِلَّا العواصم تبغي السحب فِي صبب) (حَتَّى أَتَى من منال النَّجْم مطلبه ... يَا طَالب النَّجْم قد أوغلت فِي الطّلب) (من لَو أَبى الْفلك الدوار طَاعَته ... لصير الرَّأْس مِنْهُ مَوضِع الذَّنب) (أَتَى إِلَيْهَا يَقُود الْبَحْر ملتطما ... وَالْبيض كالموج والبيضات كالحبب) (تبدو الفوارس فِيهَا فِي سوابغها ... بَين النقيضين من مَاء وَمن هَب) (مستلئمين وَلَوْلَا أَنهم حفظوا ... عوائد الْحَرْب لاستغنوا عَن اليلب) (جمَالهمْ فِي مغازيهم إِذا قَفَلُوا ... حمالَة السَّبي لَا حمالَة الْحَطب) (فَطَافَ مِنْهَا بِرُكْن لَا يقبله ... إِلَّا أسنة أَطْرَاف القنا السَّلب) (وَحل من حولهَا الْأَقْصَى على فلك ... وَدَار من برجها الْأَعْلَى على قطب) (ومانعته كمعشوق تمتعه ... أشهى من الشهد أَو أحلى من الضَّرْب) (فَمر عَنْهَا بِلَا غيظ وَلَا حنق ... وَسَار عَنْهَا بِلَا حقد وَلَا غضب) (تطوي الْبِلَاد وأهليها كتائبه ... طيا كَمَا طوت الْكتاب للكتب) (وافى الْفُرَات فَألْقى فِيهِ ذَا لجب ... يظل يهزأ من تياره اللجب) (رمت بِهِ الجرد فِي التيار أَنْفسهَا ... فعومها فِيهِ كالتقريب والخبب) (لم ترض بالسفن أَن تَغْدُو حواملها ... فعزها لَيْسَ يُرْضِي ذلة الْخشب) (وَكَانَ علمهَا قطع الْفُرَات بِهِ ... تعلم العوم فِي بَحر الدَّم السرب) (وجاوزته وَأبقى من فواقعه ... درا ترصع فَوق الْعرف واللبب)

(إِلَى بِلَاد أجابت قبل أَن دعيت ... للخاطبين وَلَوْلَا الْخَوْف لم تجب) (لَو لم تجب يوسفا من قبل دَعوته ... لعاد عامرها كالجوسق الخرب) (خَافت وَخَافَ وفر المالكون لَهَا ... فالمدن فِي رهب وَالْقَوْم فِي حَرْب) (ثمَّ استجابت فَلَا حصن بممتنع ... مِنْهَا عَلَيْهِ وَلَا ملك بمحتجب) (وَأَصْبحُوا مِنْهُ فِي هم وصبحهم ... وهم سكارى بكأس اللَّهْو والطرب) (تفرغوا لنعيم الْعَيْش وَاشْتَغلُوا ... عَن الثغور بلثم الثغر والشنب) (أَرض الجزيرة لم تظفر ممالكها ... بِمَالك فطن أَو سائس درب) (ممالك لم يدبرها مدبرها ... إِلَّا بِرَأْس خصي أَو بعقل صبي) (حَتَّى أَتَاهَا صَلَاح الدّين فانصلحت ... من الْفساد كَمَا صحت من الوصب) (وَاسْتعْمل الْجد فها غير مكترث ... بالجد حَتَّى كَأَن الْجد كاللعب) (وَقد حواها وَأعْطى بَعْضهَا هبة ... فَهُوَ الَّذِي يهب الدُّنْيَا وَلم يهب) (يُعْطي الَّذِي أخذت مِنْهُ ممالكه ... وَقد يمن على المسلوب بالسلب) (ويمنح المدن فِي الجدوى لسائله ... كَمَا ترفع فِي الجدوى عَن الذَّهَب) (ومذ رَأَتْ صده عَن ربعهَا حلب ... وَوَصله لبلاد حلوة الْحَلب) (غارت عَلَيْهِ ومدت كف مفتقر ... مِنْهَا إِلَيْهِ وأبدت وَجه مكتئب) (واستعطفته فوافتها عواطفه ... وأكتب الصُّلْح إِذْ نادته عَن كثب) (وَحل مِنْهَا بأفق غير منخفض ... للصاعدين وبرج غير مُنْقَلب) (فتح الْفتُوح بِلَا مين وَصَاحبه ... ملك الْمُلُوك ومولاها بِلَا كذب) (ومعجز كم أَتَانَا مِنْهُ مشبهه ... فَصَارَ لَا عجبا من فَضله الْعجب) (تهن بِالْفَتْح يَا أولى الْأَنَام بِهِ ... فالفتح إرثك عَن آبَائِك النجب) (فافخر ففتحك ذَا فَخر لمفتخر ... ذخر لمدخر كسب لمكتسب) (بك العواصم ذَابَتْ بَعْدَمَا خبثت ... بمالكيها وَلَوْلَا أَنْت لم تطب) (فليت كل صباح ذَر شارقه ... فدَاء ليل فَتى الفتيان فِي حلب) (إِنِّي أحب بلادا أَنْت ساكنها ... وساكنيها وَلَيْسوا من ذَوي نسب) (إِلَّا لِأَنَّك قد أَصبَحت مَالِكهَا ... دون الْأَنَام وَهل حب بِلَا سَبَب) (فجود كفك ذخري فِي يَدي ويدي ... وَحب بَيْتك إِرْث عَن أبي وَأبي)

(ألهى مديحك شعري عَن تغزله ... فجَاء مقتضبا فِي إِثْر مقتضب) (فَلم أقل فِيهِ لَا إِن الصبابة لي ... يَوْم الرحيل وَلَا إِن المليحة بِي) ورثاه لما مَاتَ رَحمَه الله جمَاعَة مِنْهُم ابْن الساعاتي كتبهَا للْملك الْعَزِيز عُثْمَان بن صَلَاح الدّين يَقُول لَهُ // (من الطَّوِيل) // (لَئِن كَانَ ليل الْحزن عَمت غياهبه ... فقد نَاب عَن بدر التَّمام كواكبه) (وَإِن كَانَ لَيْث الغاب أخلى عرينه ... وَغَابَ فَهَذَا شبله وكتائبه) (لَهُ لبد ماذيه ورماحه ... وبيض ظباه غابه ومخالبه) (وَإِن فَارق الغمد الْمحلى حسامه ... فَهَذَا حسام لَا تفل مضاربه) (وَإِن أفقر الْفسْطَاط مِنْهُ فَإِنَّهُ ... مَنَازِله مأهولة وملاعبه) (أَقَامَ عماد الدّين رفع بنائِهِ ... فَمَا ضل مسعاه وَلَا ذل جَانِبه) (يرد الْعُيُون الشوس عَنهُ كليلة ... من الْحق نور لَيْسَ يعدوه لازبه) (كَأَن شُعَاع الشَّمْس يلقاك دونه ... وَلم تَرَ ملكا حَاجِب الشَّمْس حَاجِبه) (وَلَا بُد من شكوى إِلَى الدَّهْر مَحْضَة ... وَإِن خَابَ من يشكوه أَو من يعاتبه) (هوى جبل الدّين الحنيف وزعزعت ... برِيح المنايا العاصفات مناكبه) (وأغمد سيف الله من كل مارق ... وسيمت وَكَانَت مُحرمَات قواضبه) (وَمَا ابتسم الْبَرْق السماوي بعده ... وَلكنه خلت عَلَيْهِ ذوائبه) (وَمَا كَانَ عقد المزن إِلَّا منظما ... وَلَكِن لنار اللوعة انهل ذائبه) (وَمَا اهتز عطف الدَّهْر إِلَّا كآبة ... غَدَاة ثوى عَنهُ أَخُوهُ وَصَاحبه) (لمن تلبس الأطواق ورق خواطب ... وَقد طويت عَن كل أَرض سحائبه) (حدتني المنايا أَن أقوم أَمَامه ... يخاطبني إحسانه وأخاطبه) (لَو أَن جهادا مفصحا عَن شجونه ... شجاك من الْبَيْت الْمُقَدّس نادبه) (لقد أظلمت أبراجه بعد شمسه ... نعم وانحنت حزنا عَلَيْهِ محاربه) (عجبت لناعيه تخب جياده ... وتنجو على طي الموامي ركائبه) (وينطق فِي النادي فصيحا لِسَانه ... وَقد رجعت عَنهُ خلاء حقائبه) (وَمَا زلت للإشفاق إِذْ أستعيده ... أغالطه عَن قَوْله وأجاذبه) (وأستفسر الْأَلْفَاظ وَهِي تسوؤني ... رَجَاء حَدِيث يخلف الظَّن كاذبه)

(لَعَلَّ مقَالا آخرا مثل أول ... تغذبه فرسانه ونجائبه) (أخادع دمعي راجيا وأكفه ... بهدب جفوني جَارِيا وأغالبه) (تذكر نعمى سافرات وجوهها ... إِلَيّ وجود باسمات مواهبه) (فَلَمَّا بدا من تَحت من فِي ضريحه ... وجمت وقلبي بالوجيب يجاوبه) (ظللت كَأَن السَّيْف غنى ذبابه ... وَقدر قصت أحشاؤه وترائبه) (وَمَا هُوَ إِلَّا الْبَين زمت ركابه ... وطارت بِهِ فِي الْخَافِقين نواعبه) (وَمَا اللَّيْل فِي الْآفَاق إِلَّا حداده ... وَمَا هَذِه الْأَيَّام إِلَّا أشايبه) (تمادت لَدَيْهِ راجفات رماحه ... وناحت عَلَيْهِ صاهلات سلاهبه) (وَشقت جُيُوب الْفضل وجدا وأصبحت ... أرامل مِنْهُ عينه وكواعبه) (ونامت عُيُون الرعف بعد سهادها ... فَمَا راعها من وابل النبل خاضبه) (كَأَن غديرا سر كل مفاضة ... تجعد وَهنا بالنسيم جوانبه) (فَللَّه يَوْمًا أسمع الصم خطبه ... وَأفهم حَتَّى أفحم الْخلق خاطبه) (وَمَا خلت أَن الشَّمْس تكسفها يَد ... وَلَا أَن نجم الْأُفق يخفيه طَالبه) (خبا بعد مَا عَم الفضاء شهابه ... وَنور حَتَّى ظلمَة الظُّلم ثاقبه) (وَلم يَك فِينَا يُوسُف غير يُوسُف ... لكف زمَان موبقات مساغبه) (وَقد كَانَ لَا يعْصى وَإِن شقّ أمره ... مضاء وَلَا تحصى ثَنَاء مناقبه) (فكم أجل ناء قَضَاهُ حسامه ... ورق كريم جود كفيه واهبه) (وجيش حشاه السمهرية والظبا ... فخطيه تردي الْأسود ثعالبه) (لقد جلّ قدر الْمَوْت بعد خموله ... فَكل منيع باذخ فَهُوَ غاصبه) (أبعد ابْن أَيُّوب يصاغ مديحه ... وحاشاك أَو عَيْش تساغ مشاربه) (كَأَن لم يعده عَن كماة عداته ... وَقد دميت أنيابه ونوائبه) (وَلَا سَار سير العَبْد تَحت ركابه ... إِلَى كل ذِي ملك تدب عقاربه) (عجبت لَهُ لم تغنه سطواته ... وَلم تثنه آراؤه وتجاربه) (ويغتاله الْمِقْدَار لَا هُوَ دَافع ... بوادره عَنهُ وَلَا ذَاك هائبه) (وَكَيف أَطَاعَته عوائد جَهله ... إِلَى أَن تخطى سَيْفه وَهُوَ نَائِبه) (لَهَا لذ طعم الشكل من كل هَالك ... فَمَا شَاءَ فلتجلب عَلَيْهِ مصائبه)

(فيا مَالك الْأَمْلَاك صبرا وعزمة ... فبالصبر يدنو من رجائك عازبه) (تنبه لَهَا عظمى وَلست بهاجع ... فَإِن جواد الحزم مَا أَنْت رَاكِبه) (وَمن كَانَ فِي الْمَسْعَى أَبوهُ دَلِيله ... تدانت لَهُ أَسبَابه وسباسبه) (فَرب ملم فادح جلّ أمره ... فَسَاءَتْ مباديه وسرت عواقبه) (أيسلب خير النَّاس حَيا وَمَيتًا ... وينجو سليما من سيوفك سالبه) (وَكَيف تقر الْهَام فِي سكناتها ... وَهَذَا سَنَام الْمجد قد جب غاربه) (ثوى بَين أكتاف الشَّام وأصبحت ... مشارقه مهجورة ومغاربه) (لقد قر زلزال الفرنجة بعده ... ونامت عُيُون كن قبل تراقبه) (وَقد كَانَت الأَرْض البسيطة دَاره ... وأملاكها عيدانه ومقانبه) (كَأَن لم يحل جنح الدجى بعجاجه ... وَلم يحل يَوْمًا كاسف اللَّوْن شاحبه) (وَلم تشك عين الشَّمْس من هبواته ... وَقد خَفَقت راياته ومناكبه) (وَلَا جر فِي أرجائها ذيل جَيْشه ... وَمن فَوق تيجان الْمُلُوك مساحبه) (لدان لَهُ من كل مصر شريفه ... وذل بِهِ من كل حَيّ مصاعبه) (وهام إِلَى أَعْلَامه كل معقل ... كَمَا هام وجدا بالمحب حبائبه) (وَلَو لم يشب للهول صفح حسامه ... لما غازل الأجفان وَالدَّم خاضبه) (هُوَ الْبَحْر حدث عَنهُ غير مكذب ... فَمَا تَنْقَضِي آيَاته وعجائبه) (وَلم يَك فِي أَوْصَافه مَا يعِيبهُ ... سوى أَنه خلق إِذا جد عائبه) (فدام لهَذَا الْملك مِنْك عزيزه ... فَغير أَبِيك النَّاصِر الْملك غائبه) (فَلَيْسَ الورى إِلَّا مُطيعًا تثيبه ... بِحسن بلَاء أَو عصيا تواثبه) (وعهدك هامات الأعادي طروسه ... وناقطة الخطي وَالسيف كَاتبه) 62 - الْبَغْدَادِيّ يُوسُف بن أبي بكر بن أبي الْحسن الأدمِيّ الْبَغْدَادِيّ من أهل السمعية قَالَ ابْن النجار ذكر لنا أَنه سمع من أبي الْوَقْت الصُّوفِي وَأَنه كَانَ يحفظ من كتاب الإفصاح فِي شرح الْأَحَادِيث الصِّحَاح لِابْنِ هُبَيْرَة شَيْئا ويقرؤه على ابْن هُبَيْرَة وَقَرَأَ علينا شَيْئا من ذَلِك من حفظه وَهُوَ فِي عشر الْمِائَة بِلِسَان ذلق وذهن حَاضر مولده سنة أَربع وَخمْس مائَة وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ وست مائَة

63 - ضِيَاء الدّين خطيب بَيت الْأَبَّار يُوسُف بن أبي بكر القَاضِي ضِيَاء الدّين ابْن خطيب بَيت الْآبَار رَئِيس كَبِير وجواد مفضال وَصدر رحيب الباع فِي المكارم أخلاقه ترشف سلافا وطباعه تلين كالغصون انعطافا لم أر فِي عصري وَلَا عاصرت فِي عمري من لَهُ سيادته وَلَا فِيهِ مكارمه أعجب مَا رَأَيْت فِيهِ بعد الْمَرْوَة الزَّائِدَة والجود المفرط أَنه يُعَامل عدوه وَصديقه بمعاملة وَاحِدَة يملك نَفسه وَلَا يتأثر بحادثة تنزل بِهِ وشكله تَامّ وَلما توجه إِلَى مصر لم يجد الشاميون ملْجأ غَيره وَلَا كهفا يأوون إِلَيْهِ سواهُ وَكَانَ فِي ديوَان تنكز يُبَاشر وَله سيادة وداره مألف الضيفان ومأوى الْأَصْحَاب مَتى جَاءَ الْإِنْسَان إِلَى منزله وجد كل مَا يختاره إِن كَانَ هُوَ فِيهِ أَو لم يكن يجد جَمِيع مَا يَدعُوهُ إِلَى أَن يروح وَلما تولى القَاضِي جلال الدّين رَحمَه الله قَضَاء الْقُضَاة بِالشَّام ولاه نظر الصَّدقَات فضبطها وأجمل مباشرتها فَلَمَّا طلب القَاضِي إِلَى مصر وَتَوَلَّى قَضَاء الْقُضَاة بِالْقَاهِرَةِ طلبه من السُّلْطَان فرسم بإحضاره على الْبَرِيد فَتوجه إِلَيْهَا فِي سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة وَولي نظر الصَّدقَات والأوقاف بِالْقَاهِرَةِ وساد فِي مصر وَرَأس فِي الْقَاهِرَة وأحبه المصريون لمكارمه وحلمه وولاه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مطابخ السكر وولاه نظر الأهراء مَعَ مَا بِيَدِهِ من القَاضِي جلال الدّين وَتَوَلَّى نظر البيمارستان المنصوري فسلك فِيهِ أحسن سلوك ورافق فِيهِ الْأَمِير جمال الدّين نَائِب الكرك وَبعده الْأَمِير علم الدّين الجاولي ثمَّ الْأَمِير بدر الدّين جنكلي ابْن البابا وَوَقع بَينهمَا وعزل مِنْهُ فِي الْأَيَّام الصالحية ثمَّ تولاه ثَانِيًا ورافق فِيهِ الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي وَتَوَلَّى أَيَّام السُّلْطَان الْملك النَّاصِر حسبَة الْقَاهِرَة ومصر وَكَانَ قبلهَا محتسب الْقَاهِرَة مَعَ البيمارستان فَلَمَّا كَانَ الغلاء فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة جمع لَهُ السُّلْطَان بَين الحسبتين وَلما خرج القَاضِي جلال الدّين من الْقَاهِرَة تعصب عَلَيْهِ النشو وَغَيره وَأخذُوا مِنْهُ الحسبتين وَنظر الْأَوْقَاف وَالصَّدقَات وأبقوا عَلَيْهِ البيمارستان فَلَمَّا كَانَ فِي أَيَّام الصَّالح ولاه نظر الدولة مَعَ نظر البيمارستان فباشر ذَلِك مديدة ثمَّ استعفى فأعفاه ثمَّ ولاه الجوالي مَعَ حسبَة الْقَاهِرَة والبيمارستان ثمَّ إِنَّه وَقع بَينه وَبَين الْأَمِير بدر الدّين جنكلي فعزل من الْجَمِيع فِي أَوَاخِر دولة الصَّالح وَلزِمَ بَيته فَلَمَّا كَانَ فِي أَيَّام الْكَامِل وخلع الْكَامِل تولى القَاضِي قَضَاء الدّين نظر البيمارستان والحسبة على عَادَته ثمَّ إِن عَلَاء الدّين ابْن الأطروش نازعه فِي وظائفه مَرَّات وتولاها ثمَّ أُعِيدَت إِلَيْهِ ثمَّ إِن الْأَمِير سيف الدّين صرغتمش اعْتمد عَلَيْهِ فِي الْأَوْقَاف بِمصْر وَالشَّام وَكَانَ يدْخل فِي كل قَلِيل إِلَى السُّلْطَان وَيخرج من عِنْده بتشريف وَزَاد عَظمَة ووجاهة وَبَالغ فِي إكرامه وتقديمه

على أَن النَّاس كلهم وَلما أمسك صرغتمش قبض عَلَيْهِ وعصر وَضرب وَأخذ مِنْهُ شَيْء قَلِيل ثمَّ رسم بتوجهه إِلَى قوص فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام بهَا سنة وَأكْثر ثمَّ رسم بعوده إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام فِي بَيته بطالا إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسبع مائَة تغمده الله بِالرَّحْمَةِ والرضوان وَخرج لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمُحدث أَحْمد بن أيبك الدمياطي أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أشياخه الَّذين سمع مِنْهُم صَغِيرا ونظم على أحاديثها ووسع الْعبارَة فِيهَا فَجَاءَت مجلدة جَيِّدَة وجودهَا وَحدث بهَا فِي دَاره بِالْقَاهِرَةِ وَسمعتهَا من لَفظه على القَاضِي ضِيَاء الدّين فِي جملَة من سمع وكتبت أَنا عَلَيْهَا ووقفت على هَذَا التَّخْرِيج الَّذِي لَا يردهُ نَاظر وَلَا يدْفع أدلته مناظر وَلَا يَسْتَغْنِي عَنهُ مذاكر وَلَا محَاضِر وَلَا يشبه حسنه إِلَّا الرياض النواضر على أَنه لمْعَة من شهَاب وهمعة من سَحَاب وجرعة من شراب ودفعة من عباب لِأَن مخرجه شهَاب الدّين زين ليل الْعلم الداج وبحر أَلْفَاظه دُرَر وفوائده أمواج فَلَو عاصره ابْن عَسَاكِر لم يذاكر أَو الْخَطِيب لما كَانَ يطيب أَو ابْن الْجَوْزِيّ لانكسر قلبه وَذهب لبه أَو ابْن نقطة لغرق فِي بَحر وبله بقطره أَو الْحَاكِم لقضي لَهُ بالتفضيل وَلم ينظر فِي جرح وَلَا تَعْدِيل خرجه لمولى حمل البلدين وَرَئِيس يوضع تَاج سيادته على مفرق الفرقدين // (من الوافر) // (كريم سَاد بالإفصال حَتَّى ... غَدا فِي مجده بَادِي السناء) (لَهُ ذكر يطبق كل أَرض ... فَيمْلَأ جوها طيب الثَّنَاء) (فَمَا تخفى علاهُ على بَصِير ... وَإِن تخفى فذو حسد يرائي) (وهبني قلت هَذَا الصُّبْح ليلٌ ... أيعمى الْعَالمُونَ عَن الضياء) فَلَا أعلم تخريجا أحسن مِنْهُ وَلَا جُزْءا غَيره كل الْفَوَائِد تُؤْخَذ عَنهُ جمع فِيهِ بَين الرِّوَايَة والدراية وَبلغ فِيهِ إِلَى غَايَة تدل على أَنه آيَة فَالله يشْكر سَعْيه ويتولى بِعَيْنِه رعيه بمنه وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَلما كنت فِي الديار المصرية فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة فِي أَيَّام السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل كتبت لَهُ توقيعا بِنَظَر الجوالي بِالْقَاهِرَةِ ومصر والوجهين قبليا وبحريا ونسخته الْحَمد لله الَّذِي جمل أيامنا الزاهرة بضيائها وكمل دولتنا الْقَاهِرَة بمحاسن أوليائها وَجعل نعمنا الغامرة تكاثر الْغَمَام بالإبهاء وضوء ممالكنا العامرة بِمن يجمل النّظر فِيمَا يَتَوَلَّاهُ من نَوَاحِيهَا وأرجائها نحمده على نعمه الَّتِي لَا تزَال تجول وتجود وتروم اختصاصنا بالمزيد من كرمها وترود وتؤم حرمنا بأفضالها فتصول بنصول النَّصْر على الْأسود وَتسود

وَترد على حمانا الرحب فتجود بوافر إحسانها على أهل التهائم والنجود ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة ترغم من الْكفَّار معاطسهم وتجذ بحدها منابت بهتانهم ومغارسهم وتحسم بحسامها أبطال باطلهم وفوراسهم وتهدم بِإِقَامَة منار الْإِسْلَام معابد ضلالهم وكنائسهم ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي أعرض عَن مَتَاع الدُّنْيَا وَرغب فِيمَا أعده الله لَهُ فِي الْآخِرَة من الْمقَام الْمَحْمُود والدرجة الْعليا وشغل لِسَانه بِذكر الله تَعَالَى فِي الْيَقَظَة وَقَلبه فِي الرُّؤْيَا وَقَامَ فِي نصْرَة الْحق يسْعَى فَشكر الله لَهُ مقَاما وسعيا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وصبحه الَّذين سلكوا بهداه خير سَبِيل وفازوا لما اتَّبعُوهُ بالفخر الْمُعظم وَالْمجد الأثيل ونصروا الدّين الحنيف بطعن الأسمر المثقف وَضرب الْأَبْيَض الصَّقِيل وَعز جود مثلهم لما ضرب مثلهم فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل صَلَاة لَا يبلغ الْعدَد أمدها وَلَا ينفذ الزَّمن مددها مَا تَبَسم ثغر صباح عَن لعس ظلام وتنسم روض أَرض عَن نفس شيح أَو ريح خزام وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين وَبعد فَإِن المناصب تعلو بِمن يَلِي أمرهَا وتشرف على غَيرهَا بِمن يعظم النَّاس لأَجله قدرهَا وتفوق بِمن يطلع فِي ليَالِي التَّمام والكمال بدرها وتكبر بِمن إِذا تحدث فِيهَا أجْرى بالأموال والأمواه بحرها وتفخر بِمن إِذا تولى نظرها جمع نَفعهَا وَمنع ضرها وَنظر الجوالي من الْوَظَائِف الَّتِي فِي المناصب الدِّينِيَّة عدادها وَإِلَى الْقرب السّنيَّة معاجها ومعادها وَإِلَى الشَّرْع الشريف ميلها واستنادها وبسيفنا الَّذِي تجرده مهابتنا انتصارها واعتضادها لِأَنَّهُ اسْتِخْرَاج مَال قد تقرر شرعا وأخصب فِي الْحل مرعى ودر بالبركات ضرعا واتسع بِهِ الْإِسْلَام صَدرا لما ضَاقَ بالْكفْر ذرعا وقرت بِهِ عُيُون الدّين وَكَيف لَا تقر إِذا أخذت الْعُيُون من عدوها وَهُوَ لَا يَسْتَطِيع منعا لَا يدْخل الْحول على ذمِّي إِلَّا جَاءَ إِلَيْهِ من يطْلب الجالية وأحاط بِهِ الذل الَّذِي يَقُول مَعَه {مَا أغْنى عني ماليه} الحاقة 69 / 28 وتجددت لَهُ حَالَة حالكة وَحَال الْإِسْلَام حاليه على أَن أهل الذِّمَّة فِي الذلة مائقون وَتَمام مصيبتهم أَنهم يُعْطون {الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون} التَّوْبَة 29 وَكَانَ الْمجْلس العالي القضائي الضيائي أَبُو المحاسن يُوسُف مِمَّن جمل الدولة وأسعفته الْأَيَّام بمراده حَتَّى كَأَنَّهَا لَهُ من جملَة الخول وفخر زَمَانه بِوُجُود مثله وَشهد حَتَّى حساده بوفور فَضله وأجرى الله تَعَالَى نهر ذُريَّته فَكَانَ غير آسن وبهر حسن أَوْصَافه حَتَّى صدق من قَالَ إِن يُوسُف أَبُو المحاسن وَرفع الله خَبره فانتصب تمييزا وَمَضَت لَهُ مُدَّة فِي الشَّام والسعد يَقُول هَذَا فِي مصر يكون عَزِيزًا وخطب إِلَى الديار المصرية المحروسة فوردها وَحل بهَا فَحل الْأُمُور تَصرفا وعقدها وَولي المناصب الْعلية وباشر الْوَظَائِف السّنيَّة أحسن نظره فِي الْأَوْقَاف وأجرى أمورها على أجمل الْأَوْصَاف وَنظر فِي أَمْوَال الْأَيْتَام فنمى حاصلهم وربى وأجمل الْمُعَامَلَة لَهُم فَمَا انْتهى لَهُم سَبَب حَتَّى أتبع سَببا

وَتَوَلَّى نظر البيمارستان المنصوري فغمره بِحسن النّظر وعمره وَأثر فِيهِ بِنَاء تلألأ بالضياء شمسه وقمره وَزَاد أوقافه ريعا وملكا ونظم در تَدْبيره الْجَمِيل سلكا وباشر الْحِسْبَة الشَّرِيفَة فَكَانَت بمعارفه أليق وأشبه وَأصْبح قدرهَا بولايته أقبل وأنبه وروع أَصْحَاب الْغِشّ بمهابته وَمَا لكل محتسب عِنْد النَّاس حسبَة إِلَى غير ذَلِك من نظر الأهراء الَّتِي ملأها حبا وصب الله البركات فِيهَا بنيته الطاهرة صبا وَنظر دَار القنود الَّتِي حلت بحَديثه فِيهَا وتميز ارتفاعها جملا تعجز واصفيها هَذَا إِلَى صدر رحيب وَخلق مَا لَهُ مشاكل وَلَا ضريب وثناء هُوَ فِي الذّكر أَبُو الطّيب وَوجه إِلَى الْقُلُوب حبيب مَكَانَهُ كعبة قصاد ومنزل رواد ومنهل الوراد وحلبة جود سبق فِيهَا حاتما هَذَا الْجواد قد تورع عَن المناصب الدِّينِيَّة وَعرضت عَلَيْهِ أيامنا وَأَيَّام والدنا الشَّهِيد فَلم يكن لَهُ فِيهَا رَغْبَة وَلَا نِيَّة وندبناه لنظر دولتنا الشَّرِيفَة ورقيناه ذرى شرفاتها المنيفة فَجعل نُجُوم أموالها أهلة وأمطر سحائبها المستهلة وَأعْرض عَنْهَا فَمَا بَاشَرَهَا إِلَّا بحلة ولوى جيده عَنْهَا واستعفى ورنق الإهمال فِي ناظره حَتَّى أعفى فأجبنا قَصده وأعفيناه وَعلمنَا تورعه فآثرنا رَاحَته إِلَّا مِمَّا استثنيناه وخبأنا لَهُ عندنَا مَا يُنَاسب مُرَاده ويوافق اجْتِهَاده ويعاضد اعْتِمَاده علما بإعراضه عَن الْعرض الْأَدْنَى وزهده فِيمَا وزره يبْقى وحطامه يفنى فَلذَلِك رسم بِالْأَمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الصَّالِحِي الْعِمَادِيّ أَن يُفَوض إِلَيْهِ نظر الجوالي بِمصْر والقاهرة والمحروستين وَالْوَجْه القبلي وَالْوَجْه البحري مُضَافا إِلَى مَا بِيَدِهِ فليباشر مَا فوض إِلَيْهِ مُبَاشرَة عهِدت من حسن اعْتِمَاده وَشهِدت من وافر اجْتِهَاده وَهُوَ بِحَمْد الله غَنِي عَن الْوَصَايَا الَّتِي تُشِير إِلَيْهَا أنامل الأقلام وتخفق بهَا من قعقعة الطروس أَعْلَام فَمَا تعلم عوَانَة فِيهَا خمرة وَلَا تطلع فِي أفق هَذَا التوقيع نجما وَلَو شَاءَ هُوَ أطلع شمس الصَّوَاب وبدره وَلَكِن تقوى الله تَعَالَى ملاك الْوَصَايَا المهمة والأمور الَّتِي إِذا راعها الْإِنْسَان لم يكن أمره عَلَيْهِ غمَّة فليجعلها لعَينه نصبا ولقربه من الله تَعَالَى قربى وَالله تَعَالَى يديم صونه ويجدد فِي كل حَال عونه والخط الشريف أَعْلَاهُ الله تَعَالَى أَعْلَاهُ حجَّة فِي ثُبُوت الْعَمَل بِمَا اقْتَضَاهُ وَالله الْمُوفق بمنه وَكَرمه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقلت لما بلغتني وَفَاته بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله تَعَالَى فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسبع مائَة // (مجزوء الرمل) // (مَا لنا فِي بؤس علس ... عمنَا مِنْهُ الشَّقَاء) (وعَلى الدُّنْيَا ظلام ... إِثْر مَا مَاتَ الضياء)

64 - صَاحب مراكش يُوسُف بن تاشفين بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَألف ثمَّ شين مُعْجمَة وَفَاء وياء آخر الْحُرُوف وَنون السُّلْطَان أَبُو يَعْقُوب اللمتوني المغربي الْبَرْبَرِي الملقب بأمير الْمُسلمين وبأمير الملثمين وبأمير المرابطين وَالْأول هُوَ الَّذِي اسْتَقر كَانَ أحد مُلُوك الْبِلَاد دَانَتْ بِطَاعَتِهِ الْعباد واتسعت ممالكه وَطَالَ عمره وَقل أَن عمر أحد من مُلُوك الْمُسلمين وَالْإِسْلَام كَمَا عمر وَهُوَ الَّذِي بنى مَدِينَة مراكش وَهُوَ الَّذِي أَخذ الأندلس من الْمُعْتَمد بن عباد وواقعته مَعَه مَشْهُورَة وَهُوَ أول من تسمى بأمير الْمُسلمين وَكَانَ يحب الْعَفو والصفح وَفِيه عدل وَخير وَكَانَ معتدل الْقَامَة نحيفا خَفِيف العارضين دَقِيق الصَّوْت حازما سائسا يخْطب لبني الْعَبَّاس كَانَ بر المغاربة الجنوبي لقبيلة تسمى زناتة برابر فَخرج عَلَيْهِم من جنوب الْمغرب من الْبِلَاد المتاخمة لبلاد السودَان الملثمون يقدمهم أَبُو بكر بن عمر مِنْهُم وَكَانَ رجلا ساذجا خير الطباع موثرا لبلاده على بِلَاد الْمغرب غير ميال إِلَى الرَّفَاهِيَة وَكَانَ وُلَاة الْمغرب من زناتة ضعفاء لم يقاوموا الملثمين فَأخذُوا الْبِلَاد من أَيْديهم من بَاب تلمسان إِلَى سَاحل الْبَحْر الْمُحِيط فَلَمَّا حصلت الْبِلَاد لأبي بكر بن عمر الْمَذْكُور سمع أَن عجوزا فِي بِلَاده ذهبت لَهَا نَاقَة فِي غَارة فَبَكَتْ وَقَالَت لقد ضيعنا أَبُو بكر بن عمر بِدُخُولِهِ إِلَى بِلَاد الْمغرب ف حمله ذَلِك على أَن اسْتخْلف يُوسُف بن تاشفين هَذَا وَرجع إِلَى بِلَاده الجنوبية فاستمر هُنَاكَ وساس النَّاس سياسة حَسَنَة واختط مراكش فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَكَانَ موضعهَا مكمنا للصوص ومراكش بلغَة المصامدة امش مسرعا أَو خوفًا من اللُّصُوص وَكَانَ ملكا لعجوز مصمودية وَلما تمهدت لَهُ الْبِلَاد تاق إِلَى العبور إِلَى جَزِيرَة الأندلس وَكَانَت مُحصنَة بالبحر فَأَنْشَأَ الشواني والمراكب والمقاتلة فَلَمَّا علم مُلُوك الأندلس بذلك اسْتَعدوا لَهُ وكرهوا إلمامه بجزيرتهم لكِنهمْ كَرهُوا أَن يصبحوا بَين عدوين الفرنج من شماليهم والملثمون من جنوبيهم وَكَانَت الفرنج تشد الْوَطْأَة عَلَيْهِم وَأهل الأندلس ترهبهم بِإِظْهَار مُوالَاة يُوسُف بن تاشفين وَكَانَ لَهُ اسْم كَبِير لنقله دولة زناتة وَملك الْمغرب إِلَيْهِ فِي أسْرع وَقت وَكَانَ قد

ظهر لأبطال الملثمين فِي الحروب ضربات بِالسُّيُوفِ تقذ الْفَارِس وطعنات تنظم الكلى وَكَانَ لَهُ بذلك ناموس ورعب فراسل مُلُوك الأندلس بَعضهم بَعْضًا وفزعوا فِي ذَلِك إِلَى الْمُعْتَمد بن عباد لِأَنَّهُ أَشْجَع الْقَوْم وأكبرهم مملكة فَكتب عَنْهُم كتابا من أهل الأندلس وَهُوَ أما بعد فَإنَّك إِن أَعرَضت عَنَّا نسبت إِلَى كرم وَلم تنْسب إِلَى عجز وَإِن أجبنا داعيك نسبنا إِلَى عقل وَلم ننسب إِلَى وَهن وَقد اخترنا لأنفسنا أجمل نسبتنا فاختر لنَفسك أكْرم نسبتك فَإنَّك بِالْمحل الَّذِي لَا يجب أَن تسبق فِيهِ إِلَى مكرمَة وَإِن فِي استبقائك ذَوي الْبيُوت من دوَام أَمرك وَثُبُوت ملكك وَالسَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ الْكتاب مَعَ تحف وهدايا وَكَانَ لَا يعرف بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ لكنه كَانَ يجيد فهم الْمَقَاصِد وَله كَاتب يعرف باللغة الْعَرَبيَّة والمرابطية فَقَالَ لَهُ أَيهَا الْأَمِير هَذَا الْكتاب من مُلُوك الأندلس يعظمونك فِيهِ ويعرفونك أَنهم أهل دعوتك وَتَحْت طَاعَتك ويلتمسون مِنْك أَنَّك لَا تجعلهم فِي منزلَة الأعادي فَإِنَّهُم مُسلمُونَ وَمن ذَوي الْبيُوت تُعِزَّهُمْ وتكفيهم من وَرَاءَهُمْ من الأعادي الْكفَّار وبلدهم ضيق لَا يحْتَمل العساكر فَأَعْرض عَنْهُم إِعْرَاض من أطاعك من أهل الْمغرب فَقَالَ ابْن تاشفين فَمَا ترى أَنْت فَقَالَ الْكَاتِب أَيهَا الْملك إِن تَاج الْملك وبهجته وَشَاهده الَّذِي لَا يرد بِأَنَّهُ خليق بِمَا حصل فِي يَده من الْملك أَن يعْفُو إِذا استعفي وَأَن يهب إِذا استوهب وَكلما وهب جزيلا كَانَ أعظم لقدره فَإِذا عظم قدره تأصل ملكه وَإِذا تأصل ملكه تشرف النَّاس بِطَاعَتِهِ وَإِذا كَانَت طَاعَته رفا جَاءَهُ النَّاس وَلم يتجشم الْمَشَقَّة إِلَيْهِم وَكَانَ وَارِث الْملك من غير إهلاكه لآخرته وَاعْلَم أَن بعض الْمُلُوك الأكابر والحكماء البصراء بطرِيق تَحْصِيل الْملك قَالَ من جاد سَاد وَمن سَاد قاد وَمن قاد ملك الْبِلَاد فَلَمَّا فهمه بلغته هَذَا الْكَلَام وَعلم أَنه صَحِيح قَالَ أجب الْقَوْم فَكتب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من يُوسُف بن تاشفين سَلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته تَحِيَّة من سالمكم وَسلم إِلَيْكُم وَحكمه النَّصْر والتأييد فِيمَا حكم عَلَيْكُم فَإِن مَا بِأَيْدِيكُمْ من الْملك فِي أوسع باحة مخصوصون منا بأكرم إِيثَار وسماحة فاستديموا وفاءنا بوفائكم واستصلحوا إخاءنا بصلاح إخائكم وَالله ولي التَّوْفِيق لنا وَلكم وَالسَّلَام وقرأه عَلَيْهِ وفهمه ذَلِك بلغته فَاسْتَحْسَنَهُ وجهزه وَقرن بِهِ درقا لِمَطِيَّةٍ مِمَّا لم يكن إِلَّا فِي بِلَاده ولمطة بَلْدَة عِنْد السوس الْأَقْصَى بَينهَا وَبَين سجلماسة عشرُون يَوْمًا وَلما وصل ذَلِك إِلَيْهِم أحبوه وعظموه وفرحوا بِهِ وقويت نُفُوسهم على دفع الإفرنج ثمَّ إِن الأذفونش جاس خلال الأندلس واشتط على مُلُوكهمْ يطْلب الْبِلَاد مِنْهُم وخصوصا الْمُعْتَمد بن عباد فَلَمَّا رأى ابْن عباد طمع

الأذفونش فِيهِ استدعى أَمِير الْمُسلمين يُوسُف بن تاشفين وَقَالَ لِأَن ترعى أَوْلَادنَا جمال الملثمين أحب إِلَيْهِم من أَن يرعوا خنازير الفرنج وَكَانَ ابْن تاشفين على أتم أهبة فَعبر إِلَى الأندلس وَاجْتمعَ إِلَيْهِ مُلُوكهَا واستنفر الأذفونش جَمِيع الفرنج فَخَرجُوا فِي عد لَا يُعلمهُ إِلَّا الله تَعَالَى وَلم تزل الجموع تتزايد وتتواتر إِلَى أَن امْتَلَأت جَزِيرَة الأندلس خيلا ورجلا من الْفَرِيقَيْنِ وَأمر ابْن تاشفين بعبور الْجمال فَعبر مِنْهَا مَا أغص الجزيرة وارتفع رغاؤها إِلَى عنان السَّمَاء وَلم يكن أهل الجزيرة قد رَأَوْا جملا قطّ وَلَا رَأَتْ خيلهم صورها وَلَا سَمِعت أصواتها فَكَانَت تذْعَر مِنْهَا وتقلق وَكَانَ ابْن تاشفين يحدق عسكره بالجمال وَكَانَت خير الفرنج تحجم عَنْهَا ثمَّ ابْن تاشفين قدم بَين يَدي حربه كتابا على مُقْتَضى السّنة يعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام وَالدُّخُول فِيهِ أَو الْحَرْب أَو الْجِزْيَة فَأبى إِلَّا الْقِتَال فَاخْتَارَ ابْن عباد أَن يكون هُوَ المصادم أَولا فَفَعَلُوا ذَلِك وتلاقوا واستحر الْقَتْل فيهم فَلم يفلت من الفرنج غير الأذفونش من دون الثَّلَاثِينَ من أَصْحَابه فغنم الْمُسلمُونَ أثاثهم وخيلهم بِمَا مَلَأت أَيْديهم وَكَانَت الْوَقْعَة فِي الزلاقة خَامِس عشر شهر رَجَب سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَقيل فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَحكي أَن موقع المعركة على اتساعه مَا كَانَ فِيهِ مَوضِع قدم إِلَّا على جَسَد أَو دم وأقامت العساكر بالموضع أَرْبَعَة أَيَّام حَتَّى جمعت الْغَنَائِم فَلَمَّا لِأَن حصلت عف عَنْهَا ابْن تاشفين وآثر بهَا مُلُوك الأندلس وَقَالَ إِنَّمَا أَتَيْنَا للغزو لَا للنهب فَلَمَّا رأى ذَلِك مُلُوك الأندلس استكرموه وأحبوه وشكروا لَهُ فَلَمَّا فرغ ابْن تاشفين من الْحَرْب عزم على العودة إِلَى بِلَاده وَكَانَ عِنْد دُخُوله إِلَى الجزيرة تحرى الْمسير بالعراء من غير أَن يمر بِمَدِينَة أَو رستاق فَسَأَلَهُ ابْن عباد أَن يجوز إِلَى بَلَده وَينزل عِنْده فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فَلَمَّا انْتهى إِلَى إشبيلية مَدِينَة الْمُعْتَمد وَكَانَت من أجمل المدن وَنظر إِلَى وَضعهَا على نهر عَظِيم مستبحر تجْرِي فِيهِ السفن بالبضائع من بر الْمغرب وحاملة إِلَيْهِ فِي غربيه وَهُوَ رستاق عَظِيم يشْتَمل على الآلاف من الضّيَاع كلهَا تين وعنب وزيتون وَفِي جَانب الْمَدِينَة قُصُور الْمُعْتَمد وَأَبِيهِ المعتضد على غَايَة الْحسن والبهاء فَأنْزل ابْن تاشفين أحد الْقُصُور وَبَالغ فِي خدمته وإكرامه فَأخذ أَصْحَاب ابْن تاشفين فِي إغرائه على اتِّخَاذ مثل تِلْكَ الْمنَازل وَيَقُولُونَ لَهُ إِن فَائِدَة الْملك قطع الْعُمر بالعيش الْمُنعم والتلذذ كَمَا هُوَ الْمُعْتَمد وَأَصْحَابه وَكَانَ ابْن تاشفين مقتصدا فِي أُمُوره غير متطاول وَلَا مبذر وَكَانَ قد أذهب صدر عمره فِي بِلَاد فِي شظف الْعَيْش فَأنْكر على مغريه بذلك الْإِسْرَاف وَقَالَ الَّذِي يلوح من أَمر هَذَا الرجل أَنه مضيع لما فِي يَده من المَال وَالْملك لِأَن هَذِه الْأَمْوَال الَّتِي تعينه فِي هَذِه الْأَحْوَال لَا بُد أَن يكون لَهَا أَرْبَاب وَلَا يُمكن أَخذ هَذَا الْقدر مِنْهُم على وَجهه الْعدْل أبدا فَأَخذه بالظلم وَأخرجه بالترهات وَهَذَا من أفحش الاستهتار وَمن كَانَت

همته فِي هَذَا الْحَد من التَّصَرُّف فِي مَا لَا يعدو الأجوفين مَتى يشحذ همته فِي حفظ بِلَاده وضبطها ثمَّ إِن ابْن تاشفين سَأَلَ عَن حَال الْمُعْتَمد فِي لذاته هَل تخْتَلف فتنقص عَمَّا هِيَ عَلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات فَقيل لَهُ بل كل زَمَانه على هَذَا قَالَ وكل أَصْحَابه وأنصاره منجدوه على عدوه قَالُوا لَا قَالَ كَيفَ ترَوْنَ رضاهم عَنهُ قَالُوا لَا رضَا لَهُم عَنهُ فَأَطْرَقَ وَسكت وَأقَام عِنْد الْمُعْتَمد أَيَّامًا على تِلْكَ الْحَال وَاسْتَأْذَنَ رجل على الْمُعْتَمد فَأدْخل وَهُوَ ذُو هَيْئَة رثَّة فَأذن لَهُ فَقَالَ لَهُ أصلحك الله إِن من أوجب الْوَاجِبَات شكر النِّعْمَة وَمن شكر النِّعْمَة إهداء النصائح وَإِنِّي رجل من رعيتك وَمن ذَلِك خبر وَقع فِي أُذُنِي من بعض أَصْحَاب ضيفك يدل على أَنهم يرَوْنَ أنفسهم وملكهم أَحَق بِهَذِهِ النِّعْمَة مِنْك وَقد رَأَيْت رَأيا إِن آثرت الإصغاء إِلَيْهِ قلته قَالَ قل قَالَ رَأَيْت أَن هَذَا الرجل الَّذِي أطلعته على ملكك رجل مستأسد على الْمُلُوك قد حطم ببر العدوة زناتة وَأخذ الْملك مِنْهُم وَلم يبْق على أحد مِنْهُم وَلَا يُؤمن أَن يطمح على الطماعية فِي ملكك بل فِي ملك الجزيرة كلهَا لما قد عاينه من بلهنية عيشك وَأَنه يتخيل أَن كل مُلُوك الأندلس فِي مثل حالك وَأَن لَهُ من الْوَلَد والأقارب من يود أَن يكون فِي عيشه مثل عيشكم وَقد أودى الأذفونش وجيشه واستأصل شأفتهم وأعدمك من هُوَ أقوى نَاصِر عَلَيْهِ لَو احتجت إِلَيْهِ وَبعد إِن فَاتَ الْأَمر لم يفتك الحزم فِيمَا هُوَ مُمكن الْيَوْم قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ أَن تجمع أَمرك على قبض ضيفك هَذَا واعتقاله فِي قصرك وتجزم أَنَّك لَا تطلقه حَتَّى يَأْمر كل من بِجَزِيرَة الأندلس من عسكره أَن يرجع من حَيْثُ جَاءَ حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُم بالجزيرة طِفْل ثمَّ تنْفق أَنْت وملوك الأندلس على حراسة هَذَا الْبَحْر من سفينة تجْرِي فِيهِ لغزاة لَهُ ثمَّ بعد ذَلِك تستحلفه بأغلظ الْأَيْمَان أَلا يضمر فِي نَفسه عود إِلَى هَذِه الجزيرة إِلَّا بِاتِّفَاق مِنْكُم وَتَأْخُذ مِنْهُ على ذَلِك رهائن فَإِنَّهُ يعطيك من ذَلِك مَا تشَاء فنفسه أعز عَلَيْهِ من جَمِيع مَا تطلبه مِنْهُ ويقنع ببلاده الَّتِي لَا تصلح إِلَّا لَهُ وَتَكون قد استرحت مِنْهُ ويرتفع ذكرك عِنْد مُلُوك الأندلس فَلَمَّا سمع الْمُعْتَمد ذَلِك استصوبه وَجعل يفكر فِي انتهاز الفرصة وَكَانَ للمعتمد ندماء قد انهمكوا مَعَه فِي اللَّذَّات فَقَالَ أحدهم للرجل الناصح مَا كَانَ الْمُعْتَمد بن عباد مِمَّن يُعَامل بالحيف ويغدر بالضيف وَهُوَ إِمَام المكرمات فَقَالَ الرجل إِنَّمَا الْغدر أَخذ الْحق من صَاحبه لَا دفع الرجل الْأَذَى عَن نَفسه إِذا ضَاقَ بِهِ واستدرك الْأَمر وتلافاه فَقَالَ ذَلِك النديم لضيم مَعَ وَفَاء خير من حزم مَعَ جفَاء ثمَّ إِن ذَلِك الرجل استدرك الْأَمر وتلافاه فَشكر لَهُ الْمُعْتَمد وَوَصله واتصل الْخَبَر بِابْن تاشفين فَأصْبح غاديا فَقدم لَهُ الْمُعْتَمد الْهَدَايَا السّنيَّة فقبلها ورحل فَعبر من الجزيرة الخضراء إِلَى سبتة وَلما عبر يُوسُف وَأقَام عسكره بالجزيرة ريثما استراح وتتبع آثَار الأذفونش وتوغل فِي بِلَاده وَمَات الأذفونش

هما وغما وَخلف بِنْتا تحصنت بطليطلة وَجعل الْأَمر إِلَيْهَا وَكسب عَسْكَر ابْن تاشفين مَا لَا يحد وَلَا يُوصف وَكَانَ ابْن تاشفين قد قدم عَلَيْهِم سير بن أبي بكر فَكتب إِ ليه أَنه قد افْتتح معاقل وثغورا وَفتح أَمَاكِن ورتب بهَا المستحفظين وَأَنه لَا يَسْتَقِيم لهَذِهِ الجيوش أَن تقيم بالثغور على ضنك من الْعَيْش تصابح الْعَدو وتماسيه فَكتب إِلَيْهِ بمحاربة مُلُوك الأندلس وَألا ينفس لأحد مِنْهُم ويلجئهم إِلَى الْوُصُول إِلَى العدوة وليبدأ مِنْهُم بمجاوري الثغور وَألا يتَعَرَّض للمعتمد بن عباد مَا لم يستول على الْبِلَاد فابتدأ سير بن أبي بكر بملوك بني هود وتسلم حصن روطه ثمَّ نَازل بني طَاهِر بشرق الأندلس فَسَلمُوا إِلَيْهِ وَلَحِقُوا بالعدوة ثمَّ نَازل بني صمادح بالمرية فَلَمَّا علم المعتصم بن صمادح أَنه مغلوب دخل قصره وأدركه أَسف فَمَاتَ من ليلته وتسلم الْمَدِينَة ثمَّ نَازل المتَوَكل عمر بن الْأَفْطَس وَكَانَ رجلا عَظِيما فَاضلا فخامر عَلَيْهِ أَصْحَابه وقبضوا عَلَيْهِ وعَلى ولديه فَقتلُوا صبرا وَحمل أَوْلَاده الأصاغر إِلَى مراكش وَسَائِر مُلُوك الجزيرة سلمُوا وتحولوا إِلَى بر العدوة إِلَّا مَا كَانَ من الْمُعْتَمد بن عباد فَإِن سير بن أبي بكر لما فرغ من مُلُوك الأندلس كتب إِلَى ابْن تاشفين أَنه لم يبْق من مُلُوك الجزيرة غير ابْن عباد فارسم فِي أمره مَا ترَاهُ فَأمر بِقَصْدِهِ وَأَن يعرض عَلَيْهِ التَّحَوُّل إِلَى بر العودة بأَهْله وَمَاله فَإِن فعل فبها ونعمت وَإِن أَبى فنازله فَعرض ذَلِك عَلَيْهِ فَأبى وحاصره أشهرا ثمَّ دخل عَلَيْهِ الْبَلَد قهرا وَحمله مُقَيّدا إِلَى أغمات كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته وَلم يعتقل من مُلُوك الأندلس غَيره وَقيل فِي سَبَب تغير ابْن تاشفين على مُلُوك الجزيرة وَابْن عباد غير هَذَا واستحوذ ابْن تاشفين على ملك الجزيرة وَمَات يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث خلون من الْمحرم سنة خمس مائَة وعاش تسعين سنة ملك مِنْهَا مُدَّة خمسين سنة وَأوصى بِالْملكِ من بعده لوَلَده أبي الْحسن عَليّ بن يُوسُف وَقد تقدم ذكره فِي مَوْضِعه من حرف الْعين وَتقدم ذكر وَلَده إِسْحَاق بن عَليّ وَذكر وَلَده تاشفين بن عَليّ فِي مكانيهما وانْتهى ملك بني تاشفين وَكَانَ يُوسُف معتدل الْقَامَة أسمر اللَّوْن نحيف الْجِسْم خَفِيف العارضين دَقِيق الصَّوْت حسن السِّيرَة خيرا عادلا يمِيل إِلَى أهل الْعلم ويكرمهم ويحكمهم فِي بِلَاده ويصدر عَن آرائهم وَكَانَ يحب الْعَفو والصفح عَن الذُّنُوب الْكِبَار قيل إِن ثَلَاثَة نفر اجْتَمعُوا فتمنى أحدهم ألف دِينَار يتجر فِيهَا وَتمنى الآخر عملا يعْمل فِيهِ لأمير الْمُسلمين وَتمنى الآخر زَوجته وَكَانَت أحسن النِّسَاء وَلها الحكم فِي بِلَاده فَبَلغهُ الْخَبَر فأحضرهم وَأعْطى متمني المالي ألف دِينَار وَاسْتعْمل الآخر وَقَالَ للَّذي تمنى زَوجته يَا جَاهِل مَا حملك على تمني الَّذِي لَا تصل إِلَيْهِ ثمَّ أرْسلهُ إِلَيْهَا فتركته فِي خيمة ثَلَاثَة أَيَّام تحمل إِلَيْهِ فِي كل يَوْم طَعَاما وَاحِدًا ثمَّ أحضرته وَقَالَت لَهُ مَا أكلات فِي هَذِه الْأَيَّام قَالَ طَعَاما وَاحِدًا فَقَالَت لَهُ كل النِّسَاء شَيْء وَاحِد وَأمرت لَهُ بِمَال وَكِسْوَة وأطلقته

وأوصل الملثمين أَنهم قوم من حمير بن سبأ وهم أَصْحَاب خيل وإبل وَشاء يسكنون الصحارى الجنوبية وينتقلون من مَاء إِلَى مَاء كالعرب وَبُيُوتهمْ الشّعْر والوبر فَأول من جمعهم وحرضهم على الْقِتَال عبد الله بن ياسين الْفَقِيه وَقتل فِي حَرْب جرت مَعَ برغواطة وَقَامَ مقَامه أَبُو بكر بن عمر الصنهاجي الصحراوي وَمَات فِي حَرْب السودَان ويوسف بن تاشفين هُوَ الَّذِي سمى أَصْحَابه الملثمين لأَنهم يتلثمون وَلَا يكشفون وُجُوههم وَذَلِكَ سنة لَهُم يتوارثونها خلفا عَن سلف وَسبب ذَلِك على مَا قيل أَن حمير كَانَت تتلثم لشدَّة الْحر وَالْبرد يَفْعَله الْخَواص مِنْهُم فَكثر ذَلِك فيهم حَتَّى فعله عوامهم وَقيل إِن سَبَب ذَلِك هُوَ أَن قوما من أعدائهم كَانُوا يقصدون غفلتهم إِذا غَابُوا عَن بُيُوتهم فيطرقون الْحَيّ وَيَأْخُذُونَ المَال والحريم فَأَشَارَ عَلَيْهِم بعض مشايخهم أَن يبعثوا النِّسَاء فِي زِيّ الرِّجَال إِلَى نَاحيَة ويقعدوا فِي الْبيُوت فِي زِيّ النِّسَاء فَإِذا أَتَاهُم الْعَدو وظنوا أَنهم النِّسَاء يخرجُون عَلَيْهِم فَفَعَلُوا ذَلِك وثاروا عَلَيْهِم بِالسُّيُوفِ فَقَتَلُوهُمْ فلزموا اللثام تبركا بِمَا حصل لَهُم من الظفر بالعدو وَقَالَ عز الدّين بن الْأَثِير رَحمَه الله تَعَالَى سَبَب اللثام أَن طَائِفَة من لمتونة خَرجُوا مغيرين على عدوهم فخالفهم الْعَدو إِلَى بُيُوتهم وَلم يكن بهَا إِلَّا الْمَشَايِخ وَالصبيان وَالنِّسَاء فَلَمَّا تحقق المشائخ أَنهم الْعَدو أمروا النِّسَاء أَن يلبس ثِيَاب الرِّجَال ويتلثمن ويضيقن اللثام حَتَّى لَا يعرفن ويحملن السِّلَاح ففعلن ذَلِك وَتقدم الصّبيان والمشائخ أمامهن واستدار النِّسَاء بِالْبُيُوتِ فَلَمَّا أشرف الْعَدو وَرَأى جمعا عَظِيما فَظَنهُ رجَالًا وَقَالُوا عِنْد حريمهم يُقَاتلُون عَنْهُن قتال الْمَوْت والرأي أَن نسوق النعم ونمضي فَإِن الْقَوْم اتبعونا قاتلناهم خَارِجا عَن حريمهم فَبينا هم فِي جمع النعم من المراعي إِذا أقبل رجال الْحَيّ فَبَقيَ الْعَدو بَينهم وَبَين النِّسَاء فَقتلُوا من الْعَدو وَأَكْثرُوا وَكَانَ من قبل النِّسَاء أَكثر فَمن ذَلِك الْوَقْت جعلُوا اللثام سنة يلازمونه وَلَا يعرف الشَّيْخ من الشَّاب وَلَا يزيلونه لَيْلًا وَلَا نَهَارا وَمِمَّا قيل فِي اللثام // (من الْكَامِل) // (قوم لَهُم دَرك العلى فِي حمير ... وَإِن انتموا صنهاجة فهم هم) (لما حووا إِحْرَاز كل فَضِيلَة ... غلب الْحيَاء عَلَيْهِم فتلثموا) 65 - كَمَال الدّين الأسنائي ابْن الْأُسْتَاذ الشَّافِعِي يُوسُف بن جَعْفَر بن حيدرة بن حسان الأسنائي كَمَال الدّين الشَّافِعِي قَرَأَ على الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي وَكَانَ كَرِيمًا

جوادا تولى الحكم بأصفون من بِلَاد قوص والمنشأة من بِلَاد إخميم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وست مائَة بمنشأة إخميم وَكَانَ لشمس الدّين بن السديد أَخَوان من أَبِيه فماتا واتهم بِقَتْلِهِمَا فهرب كَمَال الدّين وَكتب ورقة فِيهَا وَلما أ؛ س الْمَمْلُوك الربة المستعملة من دم الْأَخَوَيْنِ شرب لَهَا حب الغاريقون وَقَالَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَله رسائل وَشعر مِنْهُ قَوْله // (من الْكَامِل) // (لَا تَطْلُبن من السواقي ثروة ... يَوْمًا فَمَا لفسادهن صَلَاح) (فالشد حل والرسوم تراسم ... وَالْعشر عشر وَالْخَرَاج جراح) وَمِنْه يمدح موقعا وأجاد // (من الْكَامِل) // (يَا من إِذا خطّ الْكتاب يَمِينه ... أهْدى إِلَيْنَا الوشي من صنعاء) (لم تجر كفك فِي الْبيَاض موقعا ... إِلَّا تجلت عَن يَد بَيْضَاء) 66 - ابْن الصيقل يُوسُف بن الْحجَّاج الصيقل يُقَال إِنَّه من ثَقِيف وَقيل هُوَ مَوْلَاهُم ذكر مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح أَنه كَانَ يلقب لقُوَّة كَانَ يصحب أَبَا نواس وَيَأْخُذ عَنهُ ويروي لَهُ وَأَبوهُ الْحجَّاج بن يُوسُف مُحدث ثِقَة روى عَنهُ جمَاعَة كَثِيرَة ذكره أَبُو الْفرج فِي كتاب الأغاني وَكَانَ يُوسُف بن الصَّقِيل كَاتب سر بِالْكُوفَةِ أَخذ من الرشيد مَالا كثيرا وَقَالَ ابْن الْجراح كَانَ يُوسُف مبادرا باللواط وَله فِي ذَلِك أشعار كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله // (من الْخَفِيف) // (لَا تنيكن مَا بقيت ... غُلَاما مكابره) (لَا تمرن باسته ... غير دفع المؤامره) (إِن هَذَا اللواط دين ... براه الأساوره) (وهم فِيهِ منصفو ... محسن المعاشره) وَقَوله // (من الرمل) // (ضع كَذَا صدرك لي يَا سَيِّدي ... وَاتخذ عِنْدِي إِلَى الْحَشْر يدا) (إِنَّمَا ردفك سرج مَذْهَب ... كشف البزيون عَنهُ فَبَدَا) (فأعرنيه وَلَا تبخل بِهِ ... لَيْسَ يبليه ركوبي أبدا)

ابن الحسن

(بل يصفيه ويحلو وَلَا ... أبدا فِيهِ ترَاهُ أوصدا) ابْن الْحسن 67 - ابْن السيرافي النَّحْوِيّ يُوسُف بن الْحسن بن عبد الله بن الْمَرْزُبَان أَبُو مُحَمَّد بن أبي سعيد السيرافي النَّحْوِيّ قَرَأَ على أَبِيه وَخَلفه بعد وَفَاته فِي حلقته وأقرأ النَّاس وتمم كتابا بَدَأَ فِيهِ أَبوهُ وَشرح أَبْيَات غَرِيب المُصَنّف وأبيات إصْلَاح الْمنطق وأبيات كتاب سِيبَوَيْهٍ وروى عَن أَبِيه وروى عَنهُ أَبُو الْحسن عمر بن أبي عمر النوقاني وَعبد الْعَزِيز بن أبي طَلْحَة الْجِرْجَانِيّ وَكَانَ من الْوَرع والزهد والتقشف على طَريقَة عَجِيبَة وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة 68 - التفكري الشَّافِعِي يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن أَبُو الْقَاسِم التفكري بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَالْفَاء وَالْكَاف وَالرَّاء الزنجاني رَحل وَقَرَأَ معاجم الطَّبَرَانِيّ على أبي نعيم الْحَافِظ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ شافعيا تفقه على الشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَكَانَ كثير الذّكر وَالْعِبَادَة 69 - صَاحب عقلاء المجانين يُوسُف بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن أَبُو يَعْقُوب الْعَطَّار الْبَغْدَادِيّ جمع كتابا فِيهِ عقلاء المجانين وَحدث بِهِ بطرسوس روى فِيهِ عَن أبي بكر بن أبي الدُّنْيَا وَالْعَبَّاس بن مُحَمَّد الدوري وَإِبْرَاهِيم بن هَانِئ النَّيْسَابُورِي وَهَارُون بن مُوسَى الْعَطَّار الْبَغْدَادِيّ وَيحيى بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ وَعبد الرَّحْمَن بن عبيد الْبَزَّاز وَإِبْرَاهِيم ابْن رَاشد الأدمِيّ وَعمر بن شبة النمري وَغَيرهم وَرَوَاهُ عَنهُ أَبُو عَمْرو أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حَكِيم الْمدنِي الإصبهاني وَتُوفِّي 70 - قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين السنجاري يُوسُف بن الْحسن بن عَليّ قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين أَبُو المحاسن السنجاري الشَّافِعِي الزراري كَانَ صَدرا محتشما جوادا ممدحا تقدم فِي شبوبيته عِنْد الْأَشْرَف وَهُوَ بسنجار فَلَمَّا ملك دمشق ولاه قَضَاء الْبِقَاع وبعلبك والزبداني وَكَتَبُوا فِي اسجالاته قَاضِي الْقُضَاة وَكَانَ يسْلك بِالْخَيْلِ وَالْجمال

والمماليك والتجمل مَا لَا يسلكه الوزراء ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى سنجار وَلما مَاتَ الْكَامِل وَخرجت الخوارزمية عَن طَاعَة وَلَده الصَّالح رَاح الصَّالح إِلَى سنجار فطمع فِيهِ صَاحب الْموصل ونازله بسنجار وَلم يبْق إِلَّا أَن يشملها وَبدر الدّين بهَا قَاض فَأرْسلهُ الصَّالح تِلْكَ اللَّيَالِي من السُّور فَنزل وَذهب إِلَى الخوارزمية وخاطر بِنَفسِهِ وَركب الْأَهْوَال واستمالهم ومناهم وَسَارُوا مَعَه ووافاهم المغيث ولد الصَّالح من حران وَأَقْبلُوا إِلَى سنجار فَرَحل صَاحب الْموصل هَارِبا فعظمت مَنْزِلَته عِنْده فَلَمَّا مَاتَ الصَّالح الْبِلَاد وَفد إِلَيْهِ القَاضِي بدر الدّين ففرح بِهِ وأكرمه وَكَانَ شرف الدّين بن عين الدولة قَاضِي الإقليم بِكَمَالِهِ فأفرد عَنهُ مصر وَالْوَجْه القبلي وفوضه إِلَى بدر الدّين فَلَمَّا مَاتَ ابْن عين الدولة ولاه قَضَاء الْقُضَاة وَالْوَجْه البحري وَكَانَ لَهُ ذكر جميل وسيرة حَسَنَة مَعْرُوفَة فِي أَخذ الرشا من قُضَاة الْأَطْرَاف وَالشُّهُود والمتحاكمين وَحصل لَهُ ولأتباعه تشَتت فِي الْبِلَاد ومصادرات وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة وَكتب إِلَيْهِ السراج الْوراق يهنئه بِشَهْر رَجَب // (من الْبَسِيط) // (الشَّهْر مثلك فَرد غير ثَانِيه ... وَأَنت أَجْدَر من يلقى تهانيه) (وَهُوَ الْأَصَم وَلَكِن قد أصاغ إِلَى ... من ينظم الدّرّ مدحا فِيك من فِيهِ) (وَمَا نهنك يَا أذكى الورى شيما ... بالدهر بل هُوَ أولى من نهنيه) (يَا سيدا آدابه مَالا يفرقه ... وَحسن ذكر مدى الْأَيَّام تحويه) (يَا ابْن الأولى شيدوا مجدا سما وَعلا ... فبالكواكب قد شدت أواخيه) (مَا بت أنظم مدحي فِي محاسنكم ... إِلَّا وَقد سبقت فكري قوافيه) 71 - ابْن مفوز يُوسُف بن أبي الْحسن بن مفوز أَنْشدني من لَفظه الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان ليوسف هَذَا فِي مليح نظره فمنعته الشَّمْس أَن ينظر إِلَيْهِ // (من الرمل) // (وهلال لَاحَ فِي رأد الضُّحَى ... كل حسن من محياه استمد) (حَجَبته الشَّمْس لما أَن رَأَتْ ... كل لحظ فِي سناه قد ورد) (منعت مرآه إِمَّا عَن هوى ... علقت مِنْهُ وَإِمَّا عَن حسد) 72 - الخارزنجي يُوسُف بن الْحسن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل أَبُو الْقَاسِم الخارزنجي ذكره عبد الغافر وَوَصفه فَقَالَ الإِمَام البارع جملَة الأديب

ابن الحسين

الأصولي الشَّافِعِي من وُجُوه الأفاضل من أَصْحَاب أبي عبد الله أَخذ الْكَلَام وأصول الْفِقْه عَن أَصْحَابه وَاخْتلف إِلَى دروس إِمَام الْحَرَمَيْنِ وعلق عَنهُ الْكثير ثمَّ خرج إِلَى مرو سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَأقَام بهَا مُدَّة وَاخْتلف إِلَى الإِمَام أبي المظفر السَّمْعَانِيّ وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ الصفار وَأبي الْحسن البستي ثمَّ عَاد إِلَى نيسابور وأمعن فِي الإفادة وصنف فِي غير نوع من النّظم والنثر والخطب البليغة المرصعة ومجالس الْوَعْظ والتذكير وَولد بخارزنج من نَاحيَة بست وَله بهَا سلف صَالح سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَدخل نيسابور وَلم يسمع فِي مبادئ أمره اشتغالا بِالْعلمِ ثمَّ سمع أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وَأَبا بكر بن خلف وَأَبا سعيد الْقشيرِي وَجَمَاعَة سواهُم وَله من قصيدة // (من الْكَامِل) // (لبس الزَّمَان ملابس الإدلال ... وَبكى الْغَمَام بطرفه الهطال) (فترى السَّمَاء تقنعت بنصيفها ... مثل الغواني فِي خدور حجال) (وَإِذا الْعَوَارِض أرزمت ثمَّ انبرت ... تذري الجمان على الربى بسجال) (وَكَأن عين الْغَيْم عين متيم ... وَكَأن وَجه الأَرْض وَجه هِلَال) ابْن الْحُسَيْن 73 - الرَّازِيّ الصُّوفِي يُوسُف بن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب الرَّازِيّ شيخ الصُّوفِيَّة صحب ذَا النُّون الْمصْرِيّ قَالَ مَتى رَأَيْت المريد يشْتَغل بالرخص فَاعْلَم أَنه لَا يَجِيء مِنْهُ شَيْء وَكتب إِلَى الْجُنَيْد قَالَ لَا أذاقك الله طعم نَفسك فَإِن ذقتها لَا تذوق بعْدهَا خيرا وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاث مائَة 74 - الْحَافِظ ابْن بكار الشَّافِعِي يُوسُف بن الْحُسَيْن بن بدر بن الْحسن بن المفرج ابْن بكار الْحَافِظ الْمُفِيد الإِمَام الْمسند شرف الدّين أَبُو المظفر النابلسي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَله سنة ثَلَاث وست مائَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وست مائَة وَسمع من ابْن البن وَغَيره ورحل وعني بِهَذَا الشَّأْن وَنسخ بِنَفسِهِ وبالأجرة وخطه طَريقَة مَشْهُورَة حلوة وَخرج لنَفسِهِ الموافقات فِي خَمْسَة أَجزَاء وَحدث بِدِمَشْق والإسكندرية والقاهرة وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَأَبُو الْحسن الْكِنْدِيّ وَكَانَ ثِقَة حَافِظًا متقنا جيد

المذاكرة جيد النّظم حسن الدّيانَة ذَا عقل ووقار ولي مشيخة دَار الحَدِيث النورية بِدِمَشْق وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (بلَى فِي بلَى فِي سُورَة لَيْسَ تختم ... فمشتبه من هجره ومحكم) (يُكَرر تلقائي دروس خِلَافه ... فقلبي بِهِ يشقى وطرفي ينعم) (أناظره فِي الهجر كَيفَ استباحه ... فيدرك معنى الْحسن مني فَأسلم) (وَلما تولى الخد والى عذاره ... دفعت إِلَيْهِ قبصتي أتظلم) 75 - وَالِد الْحجَّاج يُوسُف بن الحكم بن أبي عقيل الثَّقَفِيّ تقدم بَقِيَّة النّسَب فِي تَرْجَمَة وَلَده الْحجَّاج بن يُوسُف فِي حرف الْحَاء مَكَانَهُ لَهُ حَدِيث وَاحِد يرويهِ عَن سعد بن أبي وَقاص توفّي فِي حُدُود السّبْعين لِلْهِجْرَةِ 76 - الشريف جمال الدّين المشهدي يُوسُف بن حَمَّاد الشريف جمال الدّين الْحُسَيْنِي المشهدي الإمامي شيخ الشِّيعَة ومفتيهم توفّي سنة سبع وَعشْرين وَسبع مائَة حج مَرَّات وجاور وَله نظم كَانَ فِيهِ تواضع مَاتَ فِي المعترك وَمن نظمه 77 - الرَّحبِي الطَّبِيب رَضِي الدّين يُوسُف بن حيدرة بن حسن الْعَلامَة رَضِي الدّين أَبُو الْحجَّاج الرَّحبِي شيخ الطِّبّ بِالشَّام لَهُ الْقدَم والاشتهار عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَلم يزل مبجلا عِنْد الْمُلُوك كَانَ كَبِير النَّفس عالي الهمة حسن السِّيرَة محبا للخير عديم الأذية وَكَانَ أَبوهُ من الرحبة كحالا قدم مَعَ أَبِيه إِلَى دمشق واشتغل على مهذب الدّين النقاش ولازمه فَنَوَّهَ بِذكرِهِ وخدم السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَجعل لَهُ فِي الشَّهْر ثَلَاثِينَ دِينَارا على أَن يكون ملازم القلعة والبيمارستان وَلم تزل عَلَيْهِ إِلَى أَن نَقصه الْمُعظم النّصْف وَلم يزل يتَرَدَّد إِلَى البيمارستان إِلَى أَن مَاتَ واشتغل عَلَيْهِ جمَاعَة

وَكَانَ لَا يقرئ أحدا من الذِّمَّة وَلم يقرئ فِي عمره مِنْهُم سوى اثْنَيْنِ عمرَان الإسرائيلي وَإِبْرَاهِيم السامري بعد أَن ثقلا عَلَيْهِ وتشفعا وَكِلَاهُمَا نبغ وتميز وَكَانَ لَا يطلع فِي سلم وَيسْأل عَن ذَلِك أَولا إِذا طلب إِلَى مَرِيض وَكَانَ ابْن شكر يلْزم أكل الدَّجَاج فشحب لَونه فَقَالَ لَهُ الرضي الزم لحم الضَّأْن أَلا ترى لحم هَذَا وَلحم هَذَا وَخلف وَلدين شرف الدّين عليا وجمال الدّين عُثْمَان وَكِلَاهُمَا طَبِيب فَاضل وَتُوفِّي رَضِي الدّين سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وست مائَة 78 - أَبُو الْحجَّاج الأدمِيّ الدِّمَشْقِي يُوسُف بن خَلِيل بن قراجا بن عبد الله الأدمِيّ ابْن الْحجَّاج الدِّمَشْقِي الْحَافِظ شمس الدّين طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير من شُيُوخ بَلَده وَقدم بَغْدَاد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَسمع بهَا من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم بن بَيَان وَأبي عَليّ بن نَبهَان وَأبي سعد بن الطيوري وَأبي طَالب بن يُوسُف وَأبي عَليّ ابْن الْمهْدي وأبوي الْغَنَائِم بن النَّرْسِي وَابْن الْمُهْتَدي وَأكْثر عَن أَصْحَاب أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي الْعِزّ بن كادش وَأبي غَالب بن الْبناء وَأبي بكر بن عبد الْبَاقِي وسافر إِلَى أَصْبَهَان وَسمع بهَا من أَصْحَاب أبي عَليّ الْحداد وغانم الْبُرْجِي وَأبي مَنْصُور الصَّيْرَفِي وَأبي طَاهِر الداشتيباني وَمن جمَاعَة دونهم وَعَاد فَسمع بالموصل لَا من وَاحِد وَدخل مصر وَسمع بهَا من الأبوصيري وَإِسْمَاعِيل بن صَالح وَغَيرهمَا وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا مِمَّا سمع وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَيعرف هَذَا الشَّأْن معرفَة جَيِّدَة وَقدم بَغْدَاد بعد الْعشْرين وست مائَة حَاجا وَحدث بهَا ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى حلب واستوطنها وَحدث بهَا بالكثير على استقامة وَصدق وحخسن وَمَعْرِفَة قَالَ ابْن النجار كتبت عَنهُ بحلب فِي رحلتي الثَّانِيَة وَنعم الشَّيْخ هُوَ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ ذكر لي أبي أنني ولدت فِي سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة بِدِمَشْق قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وجلب إِلَى الشَّام خيرا كثيرا وروى عَنهُ الْكِبَار وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة وَكَانَ مشتغلا بصنعته إِلَى أَن مَاتَ وَأَخُوهُ يُونُس بن خَلِيل الأدمِيّ وَسَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه

79 - ابْن الدرا يُوسُف بن درة وَاحِد الدُّرَر الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن الدرا بِفَتْح الدَّار الْمُهْملَة وَالرَّاء الْمُشَدّدَة وَبعدهَا ألف كَانَ موصليا شَابًّا ذكريا لطيف الطَّبْع كيسا لَهُ أشعار مليحة مَعَ قلَّة مَعْرفَته بالأدب هلك فِي الْحَاج سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة لما خرجت عَلَيْهِ زعب وَمن شعره // (من الوافر) // (عذرتك لست للمعروف أَهلا ... ولومك فِي قصورك عَنهُ ظلم) (أتحسبني أقدت إِلَيْك نَفسِي ... ولي بك أَو بِمَا تَأتيه علم) (ظَنَنْت بك الْجَمِيل فخاب ظَنِّي ... وَقَالَ الله بعض الظَّن إِثْم) وَمِنْه // (من الْخَفِيف) // (ته علينا وته على الشَّمْس حسنا ... أَنْت أولى بِالْوَصْفِ مِنْهَا وَأَحْرَى) (أَنْت بدر يسري وَنحن أساراك ... وأنى يكون للبدر أسرى) (لَا وأجفانك المراض اللواتي ... سحرها لانعجامه لَيْسَ يقرى) (لَو رأى وَجهك الْخَلِيل بعيني ... قَالَ هَذَا رَبِّي وَلم يتبرا) وَمِنْه // (من الوافر) // (سنحت نَفسِي بترك بعد شح ... وضاق بحبك الصَّدْر الفسيح) (وصنت بِصَرْف وَجْهي عَنْك نفسا ... يُؤثر غي جبلتها الْقَبِيح) وَمِنْه // (مخلع الْبَسِيط) // (مدور الكعب فاتخذه ... لتل غرس وثل عرش) (لَو رمقت عينه الثريا ... أخرجهَا فِي بَنَات نعش) 80 - الفندلاوي يُوسُف بن دوناس بن عِيسَى أَبُو الْحجَّاج الفندلاوي بِالْفَاءِ وَالنُّون المغربي الْفَقِيه الْمَالِكِي قدم حَاجا وَسكن بانياس مُدَّة وَكَانَ بهَا خَطِيبًا وانتقل إِلَى دمشق ودرس بهَا الْفِقْه وَحدث بالموطأ وَكَانَ حسن المحاضرة حُلْو المفاكهة متعصبا لمَذْهَب الْأَشْعَرِيّ كريم النَّفس وَله مكاشفات وقف فِي وَجه الفرنج فَقتل على المَاء قريب الربوة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة

81 - القَاضِي بهاء الدّين بن شَدَّاد يُوسُف بن رَافع بن تَمِيم بن عتبَة بن مُحَمَّد بن عتاب الْأَسدي القَاضِي بهاء الدّين بن شَدَّاد الشَّافِعِي قَاضِي حلب توفّي أَبوهُ وَهُوَ صَغِير السن فَنَشَأَ عِنْد أَخْوَاله بني شَدَّاد وَكَانَ شَدَّاد جده لأمه وَكَانَ القَاضِي بهاء الدّين أَولا يكنى أَبَا الْعِزّ ثمَّ غير كنيته وَجعلهَا أَبَا المحاسن وَولد بالموصل فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَدفن بحلب فِي تربة عمرها وَحفظ الْقُرْآن بالموصل وَقدم عَلَيْهِم الشَّيْخ صائن الدّين يحيى بن سعدون الْقُرْطُبِيّ فلازمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ بالسبع وأتقن الْقرَاءَات قَرَأَ عَلَيْهِ إِحْدَى عشرَة سنة والْحَدِيث وَالْقُرْآن وَالتَّفْسِير من ذَلِك البُخَارِيّ وَمُسلم من عدَّة طرق وَكتب الْأَدَب وَشرح الْغَرِيب لأبي عبيد وَقَرَأَ على الشَّيْخ أبي البركات عبد الله بن الْحُسَيْن بن الشيزري بعض تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع مَا يرويهِ وَقَرَأَ على الشَّيْخ أبي الْفضل عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الطوسي خطيب الْموصل وَكَانَ مَشْهُورا بالرواية يقْصد من الْآفَاق كثيرا من أجل مروياته وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأَ على القَاضِي فَخر الدّين أبي الرِّضَا سعيد ابْن عبد الله بن الْقَاسِم الشهرزوري مُسْند الشَّافِعِي ومسند أبي يعلى الْموصِلِي ومسند أبي عوَانَة وَسنَن أبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأَ على الْحَافِظ مجد الدّين أبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ الأشيري الصنهاجي وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع مَا يرويهِ وَقَرَأَ على الْحَافِظ سراج الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ الجياني صَحِيح مُسلم والوسيط لِلْوَاحِدِيِّ وَأَجَازَ لَهُ وَسمع بِبَغْدَاد من شهدة الكاتبة وَأبي المغيث وَالشَّيْخ رَضِي الدّين الْقزْوِينِي مدرس النظامية وَجَمَاعَة غَيرهم وَقَرَأَ الْخلاف على الضياء بن أبي الحازم صَاحب مُحَمَّد ابْن يحيى الشَّهِيد الخواري والعماد الميانجي وَنزل بِالْمَدْرَسَةِ النظامية بعد تأهله وترتب فِيهَا معيدا نَحْو أَربع سِنِين والمدرس يَوْم ذَلِك أَبُو نصر أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشَّاشِي ورفيقه فِي الْإِعَادَة السديد السلماسي ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى الْموصل ورتب مدرسا فِي مدرسة القَاضِي كَمَال الدّين أبي الْفضل مُحَمَّد بن الشهرزوري ولازم الِاشْتِغَال وانتفع بِهِ النَّاس وَحج وزار الْقُدس وَدخل دمشق وَالسُّلْطَان صَلَاح الدّين على كَوْكَب يحاصرها فَسمع بِهِ فَاسْتَحْضرهُ فقابله بالإكرام التَّام وَسمع عَلَيْهِ أذكار البُخَارِيّ فَلَمَّا خرج من عِنْده اتبعهُ الْعِمَاد الْكَاتِب وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان يَقُول لَك إِذا عدت من الزِّيَارَة عرفنَا بعودك فَلَمَّا عَاد عرفه وَجمع لَهُ عِنْد ذَلِك كتابا يشْتَمل على فَوَائِد الْجِهَاد وفضائله وَمَا أعد الله للمجاهدين

ويحتوي على ثَلَاثِينَ كراسا فَاجْتمع بِهِ على حصن الأكراد ثمَّ إِن السُّلْطَان صَلَاح الدّين ولاه قَضَاء الْعَسْكَر وَالْحكم فِي الْقُدس سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَحضر إِلَيْهِ مرّة صُحْبَة الشَّيْخ صدر الدّين عبد الرَّحِيم بن إِسْمَاعِيل وَالْقَاضِي محيي الدّين بن الشهرزوري وهم بِمصْر فاتفق وَفَاة بهاء الدّين الدِّمَشْقِي مدرس منَازِل الْعِزّ بِمصْر وخطيبها فَعرض ذَلِك عَلَيْهِ السُّلْطَان فَلم يفعل وَحضر عِنْده أَيْضا وَهُوَ على حران وَكَانَ مَرِيضا ثمَّ إِن القَاضِي كَانَ عِنْد السُّلْطَان لما مرض بقلعة دمشق وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى وَتوجه إِلَى حلب ليجمع كلمة الْإِخْوَة أَوْلَاد صَلَاح الدّين وتحليف بَعضهم لبَعض ثمَّ جهزه الظَّاهِر غَازِي من حلب إِلَى مصر لتحليف أَخِيه الْعَزِيز عُثْمَان وَعرض عَلَيْهِ الحكم بحلب فَلم يُوَافق ثمَّ إِنَّه لما عَاد من مصر اتّفق موت الْحَاكِم بحلب فَعرض عَلَيْهِ الحكم فَأجَاب وولاه أوقافها وَقيل بل عزل قَاضِي حلب زين الدّين أَبَا الْبَيَان بن البانياسي نَائِب محيي الدّين بن الزكي ثمَّ إِن القَاضِي بهاء الدّين كَانَ عِنْد الظَّاهِر فِي رُتْبَة الْوَزير والمشير وَكَانَت حلب إِذْ ذَاك قَليلَة الْمدَارِس وَالْفُقَهَاء فعني بهَا القَاضِي بهاء الدّين وَجمع الْفُقَهَاء وعمرت الْمدَارِس وَكَانَ الظَّاهِر قد قرر لَهُ إقطاعا جيدا يحصل مِنْهُ جملَة كَبِيرَة وَكَانَ القَاضِي قَلِيل الخرج لم يُولد لَهُ وَلَا لَهُ أقَارِب فتوفر لَهُ شَيْء كثير فعمر مدرسة بِالْقربِ من بَاب الْعرَاق قبالة مدرسة نور الدّين مَحْمُود بن زنكي للشَّافِعِيّ سنة إِحْدَى وست مائَة وَعمر فِي جوارها دَار حَدِيث وَجعل بَين المكانين تربة برسم دَفنه فِيهَا وَلها بَابَانِ أَحدهمَا إِلَى الْمدرسَة وَالْآخر إِلَى دَار الحَدِيث وشباكان إِلَيْهِمَا متقابلان وَكَانَ يدرس بِنَفسِهِ وَلما طعن فِي السن وَضعف رتب أَرْبَعَة فُقَهَاء فضلاء برسم الْإِعَادَة وَالْجَمَاعَة يشتغلون عَلَيْهِ وَكَانَ القَاضِي بِيَدِهِ حل الْأُمُور وعقدها لم يكن لأحد مَعَه كَلَام فِي الدولة وَلما ولي الْملك الْملك العزيزي مُحَمَّد بن الظَّاهِر غَازِي كَانَ تَحت حجر الطواشي أبي سعيد طغرل شهَاب الدّين وَهُوَ أتابكه ومتولي تَدْبيره بِإِشَارَة القَاضِي بهاء الدّين وَكَانَ للفقهاء فِي أَيَّامه حُرْمَة كَبِيرَة ورعاية تَامَّة خُصُوصا فُقَهَاء مدرسته كَانُوا يحْضرُون مجَالِس السُّلْطَان ويفطرون فِي شهر رَمَضَان على سماطه وَكَانَ القَاضِي قد بَقِي كَأَنَّهُ الفرخ وَكَانَت تعتريه نزلات كَثِيرَة فِي دماغه فَلَا يزَال عَلَيْهِ الفرجية البرطاسي وَالثيَاب الْكَثِيرَة وَتَحْته الطراحة الوثيرة فَوق الْبسط ذَوَات الخمائل الثخينة قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان كُنَّا نجد عِنْده الْحر وَالْكرب وَهُوَ لَا يشْعر بِهِ لِكَثْرَة اسْتِيلَاء الْبُرُودَة عَلَيْهِ من الضعْف وَكَانَ لَا يخرج لصَلَاة الْجُمُعَة إِلَّا فِي شدَّة القيظ وَكَانَ إِذا قَامَ للصَّلَاة بعد الْجهد كَاد يسْقط وَكَانَ كثيرا مَا ينشد // (من الْبَسِيط) //

ابن سعيد

(إِن السَّلامَة من ليلِي وجارتها ... أَن لَا تمر على حَال بناديها) وَكَثِيرًا مَا يتَمَثَّل بقول صردر // (من الْكَامِل المرفل) // (وعهودهم بالرمل قد نقضت ... وكذاك مَا يبْنى على الرمل) وَكَانَ القَاضِي بهاء الدّين قد سلك طَرِيق البغاددة فِي ترتيبهم وأوضاعهم حَتَّى إِنَّه كَانَ يلبس ملبوسهم وزيهم وَكَانَ الرؤساء الَّذين يَتَرَدَّدُونَ إِلَى بَابه ينزلون عَن دوابهم على قدر أوضاعهم كل مِنْهُم لَهُ مَكَان لَا يتعداه وَكَانَ قبل مَوته قد تجهز إِلَى مصر لإحضار ابْنة الْملك الْكَامِل ابْن الْملك الْعَادِل لأجل الْملك الْعَزِيز صَاحب حلب فسافر فِي أول سنة تسع وَعشْرين وأواخر سنة ثَمَان وَعشْرين وست مائَة وَعَاد وَجَاء فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَلما وصل كَانَ قد اسْتَقل الْملك الْعَزِيز بِنَفسِهِ وَرفعُوا عَنهُ الْحجر وَنزل الأتابك طغرل من القلعة إِلَى دَاره تَحت القلعة وَاسْتولى على الْملك الْعَزِيز شباب كَانُوا يعاشرونه ويجالسونه فاشتغل الْعَزِيز بهم وَلم ير القَاضِي مِنْهُ وَجها يرتضيه فلازم دَاره إِلَى أَن توفّي وَهُوَ بَاقٍ على الحكم والإقطاع غَايَة مَا فِي الْبَاب أَنه لم يكن لَهُ حكم فِي الدولة وَلَا كَانُوا يراجعونه فَصَارَ يفتح بَابه لإسماع الحَدِيث كل يَوْم بَين الصَّلَاتَيْنِ وخرف آخر الْحَال بِحَيْثُ إِنَّه إِذا جَاءَهُ إِنْسَان لَا يعرفهُ وَإِذا قَامَ من عِنْده يسْأَل عَنهُ وَاسْتمرّ على ذَلِك مديدة وَمرض أَيَّامًا قَلَائِل وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى وصنف كتابا ملْجأ الْحُكَّام عِنْد التباس الْأَحْكَام فِي مجلدين وَكتاب الموجز الباهر فِي الْفِقْه وَكتاب سيرة صَلَاح الدّين وَجعل دَاره خانقاه للصوفية ابْن سعيد 82 - الْقطَّان يُوسُف بن سعيد بن مُسَافر بن جميل بن أبي طَاهِر بن أبي عبد الله الْقطَّان أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ كَانَ من الْمَشْهُورين بِطَلَب الحَدِيث وَقِرَاءَة الْقُرْآن وَالْخَيْر وَالصَّلَاح من صغره إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وست مائَة شذا طرفا من الْفِقْه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَقَرَأَ الْقرَاءَات بالروايات على الْمَشَايِخ وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الْمَشَايِخ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَلم يزل يسمع وَيكْتب إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى وَحج

ابن سليمان

مَرَّات وجاور بِمَكَّة وَالْمَدينَة يَأْكُل من كسب يَده وَختم عَلَيْهِ الْقُرْآن جمَاعَة وَكَانَ صَوته طيبا وَسمع ابْن البطي وشهدة الكاتبة وَعبد الله بن هبة الله النَّرْسِي وَغَيرهم قَالَ ابْن النجار وَجَرت لَهُ حَرَكَة لَا تلِيق بِأَهْل الصدْق وَالْعقل وَالدّين وَكذبه أَصْحَاب الحَدِيث ثمَّ إِنَّه تَابَ وأشهدهم عَلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ قَالَ وَكَانَ شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد بن الْأَخْضَر يُعْطِيهِ أُصُوله فَيكْتب عَلَيْهَا السماع مِنْهُ فِي حلقته بالجامع وَيقْرَأ عَلَيْهِ كثيرا مَعَ كَونه أنكر عَلَيْهِ مَا فعله وسمعته كثيرا يسفه رَأْيه فِي ذَلِك ولعمري لم تبد مِنْهُ حَرَكَة بعْدهَا وَلَا رَأينَا مِنْهُ إِلَّا الْخَيْر 83 - أَبُو يَعْقُوب المصِّيصِي الْحَافِظ يُوسُف بن سعيد بن مُسلم الْحَافِظ أَبُو يَعْقُوب المصِّيصِي روى عَنهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ ثِقَة حَافظ وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ 84 - الْمُهَذّب السامري وَزِير الأمجد يُوسُف بن أبي سعيد الْمُهَذّب السامري الطَّبِيب قَرَأَ على الْمُهَذّب النقاش وبرع فِي الطِّبّ وخدم الْملك الأمجد صَاحب بعلبك وحظي لَدَيْهِ ونال الْأَمْوَال ثمَّ وزر لَهُ واستحوذ عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ فِيهِ فتيَان الشاغوري // (من المنسرح) // (أصبح فِي السامري مُعْتَقدًا ... مُعْتَقد السامري فِي الْعجل) وَلم يزل أمره مُسْتَقِيمًا حَتَّى كثرت الشكاوى عَلَيْهِ من أَقَاربه فِي بعلبك فَإِنَّهُم قصدوه من دمشق واستخدمهم فِي الْجِهَات فنكبه الأمجد ونكبهم واستصفى أَمْوَالهم وسجنه ثمَّ أطلقهُ فجَاء إِلَى دمشق وَمَات بهَا وَهُوَ عَم أَمِين الدولة وَكَانَ هَلَاكه فِي سنة أَربع وَعشْرين وست مائَة ابْن سُلَيْمَان 85 - الرباحي يُوسُف بن سُلَيْمَان بن مَرْوَان أَبُو عمر الْأنْصَارِيّ الأندلسي الْمَعْرُوف بالرباحي كَانَ فَقِيها إِمَامًا ورعا زاهدا نحويا عروضيا شَاعِرًا نسابة يسْرد الصّيام ويديم الْقيام لَهُ مُصَنف فِي الرَّد على القبري توفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَمن شعره

86 - ابْن الطبني يُوسُف بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن وهب بن حبيب بن مطر المري الْمَعْرُوف بِابْن الطبني هُوَ أَبُو عمر كَانَ رجلا صَالحا ورعا صحب مُحَمَّد بن أبي خَالِد وروى عَنهُ وَكَانَ رُبمَا شاوره الْحُكَّام مَعَ نظرائه توفّي سنة تسع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة 87 - الأعلم الشنتمري يُوسُف بن سُلَيْمَان بن عِيسَى أَبُو الْحجَّاج الأندلسي الشنتمري بالشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَبعدهَا تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَمِيم بعْدهَا رَاء الأعلم النَّحْوِيّ كَانَ وَاسع الْحِفْظ جيد الضَّبْط كثير الْعِنَايَة بِهَذَا الشَّأْن كَانَت الرحلة إِلَيْهِ فِي وقته أَخذ عَن أبي عَليّ الغساني وَطَائِفَة كَثِيرَة وكف بَصَره فِي آخر عمره وَكَانَ مشقوق الشّفة الْعليا شقا كَبِيرا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بإشبيلية سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَت وِلَادَته سنة عشر وَأَرْبع مائَة وَشرح الْجمل فِي النَّحْو لأبي الْقَاسِم الزجاجي وَشرح أَبْيَات الْجمل فِي كتاب مُفْرد وساعد شَيْخه الإفليلي على شرح ديوَان أبي الطّيب وَقيل إِنَّه شرح الحماسة شرحا مطولا ورتب الحماسة كل بَاب مِنْهَا على حُرُوف المعجم 88 - جمال الدّين الصُّوفِي يُوسُف بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه الأديب الشَّاعِر الْخَطِيب الصُّوفِي الشَّافِعِي جمال الدّين سَأَلته عَن مولده فَقَالَ لي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وست مائَة بنابلس نَشأ بِدِمَشْق وَقَرَأَ بهَا الْأَدَب على الشَّيْخ تَاج الدّين اليمني والنحو على الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي وَغَيره وَقَرَأَ الْفِقْه على وَحج سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسبع مائَة ثمَّ حج فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَسبع مائَة عقيب موت وَلَده سُلَيْمَان فَإِنَّهُ حصل لَهُ وجد عَظِيم وألم كثير على فَقده فَمَا رأى لنَفسِهِ دَوَاء غير الْحَج وَهُوَ شَاعِر مجيد فِي المقاطيع يجيد نظمها وَمَعْنَاهَا وَله بديهة مطاوعة وارتجال متسرع لذيذ المفاكهة جميل الود حسن الْملقى وَهُوَ الْآن خطيب البدرية الَّتِي فِي مقرى كَانَ القَاضِي شهَاب الدّين بن فضل الله قد جدد رسوم هَذَا الْمَكَان وعمره فِي أَيَّام الْأَمِير عَلَاء الدّين ألطنبغا وَقرر بِهِ خطْبَة وَجعله خَطِيبه وَأول يَوْم خطب فِيهِ كَانَ يَوْمًا مشهودا اجْتمع لَهُ الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء ووجوه النَّاس والأعيان وَعمل القَاضِي شهَاب الدّين فِي ذَلِك النَّهَار طَعَاما كثيرا للنَّاس وخلع فِيهِ الْخلْع السّنيَّة وخطب الشَّيْخ جمال الدّين

الْمَذْكُور خطْبَة جَيِّدَة فصيحة الْأَلْفَاظ بديعة الْمعَانِي وَهُوَ الْآن يخْطب من إنشائه وَلم يزَل إِلَى أَن توفّي رحمهُ الله تَعَالَى فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة خمسين بالطاعون انْقَطع لَهُ يَوْمَيْنِ لَا غير أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ فِي فرس أدهم // (من الْبَسِيط) // (وأدهم اللَّوْن فَاتَ الْبَرْق وانتظره ... فغارت الرّيح حَتَّى غيت أَثَره) (فواضع رجله حَيْثُ انْتَهَت يَده ... وَوَاضِع يَده أَنى رمى بَصَره) (سهم ترَاهُ يحاكي السهْم مُنْطَلقًا ... وَمَا لَهُ غَرَض مستوقف خَبره) (يعفر الْوَحْش فِي الْبَيْدَاء فارسه ... وينثني وادعا لم يستثر عبره) (إِذا توقل قطب الدّين صهوته ... أَبْصرت لَيْلًا بهيما حَامِلا قمره) وأنشدني أَيْضا من لَفظه لنَفسِهِ // (من الْخَفِيف) // (قد مَضَت لَيْلَة الْوِصَال بِحَال ... قصرت عَن مُحَصل الْأَزْمَان) (أخبرتنا أَن الزَّمَان جَمِيعًا ... قد تقضى فِي لَيْلَة الهجران) وأنشدني لَهُ أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (يعيبون من أَهْوى بكسرة جفْنه ... وَعِنْدِي بِهَذَا الْعَيْب قد تمّ حسنه) (فَقلت وَمَا قصدي سوى سيف لحظه ... إِذا دَامَ فتك السَّيْف يكسر جفْنه) وأنشدني أَيْضا مَا قَالَه فِي دولاب فِي بُسْتَان الصاحب شمس الدّين // (من الوافر) // (ودولاب يحن بجس عود ... على وتر يساس بِغَيْر جس) (فَلَمَّا أَن بَدَت مِنْهُ نُجُوم ... حكى فلكا يَدُور بِسَعْد شمس) وأنشدني لنَفسِهِ فِي مليح ينظر فِي مرْآة // (من الْكَامِل) // (سقيا لمرآة الحبيب فَإِن ا ... أمست لطلعته البهية مطلعا) (واستقبلت قمر السَّمَاء بوجهها ... فأرتني القمرين فِي وَقت مَعًا) وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ وَبدر الدّين الْعزي يَدعِي ذَلِك // (من الطَّوِيل) // (ونوار خشخاش بكرنا نزوره ... وَقد دهش الرَّائِي بِحسن صفوفه) (تغنى بِهِ الشحرور من فرط شجوه ... فنقط بالياقوت ملْء دفوفه) وأنشدني لنَفسِهِ أَيْضا وَبدر الدّين الْغَزِّي يدعيهما // (من الطَّوِيل) // (كَأَن السَّحَاب الجون لما تجمعت ... وَقد فرقت عَنَّا الهموم بجمعها)

(نياق وَوجه الأَرْض قَعْب وثلجها ... حليب وَمر الرّيح حالب ضرْعهَا) وَكنت قد سَمِعت لَهُ وَأَنا بصفد فِي حُدُود الْعشْرين والسبع مائَة // (من السَّرِيع) // (كَأَن ضوء الْبَدْر لما بدا ... ونوره بَين غُضُون الغصون) (وَجه حبيب زار عشاقه ... فاعترضت من دونه الكاشحون) فنظم زين الدّين عمر بن دَاوُد الصَّفَدِي // (من السَّرِيع) // (نظرت فِي الشهب وَقد أحدقت ... بالدر مِنْهَا فِي الدياجي عُيُون) (وَالرَّوْض يستجلي سنا نوره ... فتحسد الأَرْض عَلَيْهِ الغصون) (وَكلما صانته أوراقها ... نازعها الرّيح فلاح المصون) (فَقلت حَتَّى الْبَدْر لم يخله ... ريب اللَّيَالِي فِي السما من عُيُون) فَأَعْجَبَنِي نظم جمال الدّين الْمَذْكُور فنظمت أَنا // (من السَّرِيع) // (كَأَنَّمَا الأغصان لما انْثَنَتْ ... أَمَام بدر التم فِي غيهبه) (بنت مليك خلف شباكها ... تفرجت مِنْهُ على موكبه) ونظمت أَيْضا // (من الْكَامِل) // (وكأنما الأغصان تثنيها الصِّبَا ... والبدر من خلل يلوح ويحجب) (حسناء قد عامت وأرخت شعرهَا ... فِي لجة والموج فِيهِ يلْعَب) ونظمت أَيْضا // (من السَّرِيع) // (كَأَنَّمَا الأغصان فِي دوحها ... يلوح لي مِنْهَا سنا الْبَدْر) (ترس من التبر غَدا لامعا ... يقيسه أسود بالشبر) وكتبت إِلَى جمال الدّين ملغزا فِي مكوك الحائك // (من الوافر) // (أيا من فاق الْآدَاب حَتَّى ... أقرّ بفضله الجم الْغَفِير) (وأحرز فِي النهى قصبات سبق ... فدون مَحَله الْفلك الْأَثِير) (وأطلع فِي سَمَاء النّظم زهرا ... يلوح فَمن زُهَيْر أَو جرير) (قطعت أولي النهى وَالْفضل بحثا ... فَمَا لَك فِي مناظرة نَظِير) (إِذا أغربت فِي الْإِعْرَاب وَجها ... ف كم ثلجت بِمَا تبدي صُدُور) (إِن قيل المعمى والمورى ... فذهنك ناقد فِيهِ بَصِير) (وَهَا أَنا قد دعوتك للتحاجي ... لِأَنَّك فِي الحجى طب خَبِير)

(فَمَا ساع يرى فِي غير أَرض ... وَلَا هُوَ فِي السما مِمَّا يطير) (ترَاهُ مرددا مَا بَين طرد ... وَعكس قصرت عَنهُ الطُّيُور) (ويلطم كلما وافى مداه ... ويسحب وَهُوَ مغلول أَسِير) (وتنزع كل آونة حشاه ... ويلقى وَهُوَ للبلوى صبور) (ويرشف بعد ذَلِك مِنْهُ ثغر ... وَلَا عذب هُنَاكَ وَلَا نمير) (إِذا مَا سَار أثر فِي خطاه ... طرائق دونهَا الرَّوْض النَّضِير) (يجر إِذا سعى ذَنبا طَويلا ... ويفتر حِين يعلوه قُصُور) (وَيسمع مِنْهُ عِنْد الجري صَوت ... لَهُ فِي صَدره مِنْهُ خرير) (قَلِيل الْمكْث كم قد بَات تطوى ... لَهُ من شقة لما يسير) (ويفترش الْحَرِير ويرتديه ... غطاء وَهُوَ مَعَ هَذَا فَقير) (وَتظهر فِي جوانبه نُجُوم ... وَفِي أحشائه فلك يَدُور) (فأوضح مَا ذكرت فَلَيْسَ خَافَ ... على مَجْمُوع فضلك مَا أُشير) (وَدم فِي نعْمَة وسعود جد ... وَعز مَا سقى روضا غَدِير) فَكتب الْجَواب إِلَيّ فِي أسْرع وَقت يَقُول // (من الوافر) // (أوجهك لَاحَ أم قمر مُنِير ... وذكرك فاح أم نفح العبير) (طلعت طُلُوع شمس الصحو صبحا ... على فرس حكى فلكا يسير) (وَيَا لله روضا ضمن طرس ... زُهَيْر فِي جوانبه جرير) (رميت بِهِ إِلَيّ فَقلت هَذَا ... شُعَاع الشَّمْس مأخذه عسير) (أَرَانِي زمرة الوضاح حسنا ... ينبهني على أَنِّي حقير) (وَأَنِّي مُلْحق بِأَقَلّ صنف ... إِذا مَا حقق الجم الْغَفِير) (فمذ صحفته فكري ملول ... ومذ نشرته باعي قصير) (هُوَ المأسور بالمأسور لَكِن ... لَهُ فِي أسره مرح كثير) (نشيط أيد ويقاد طَوْعًا ... بخيط مَتنه واه طرير) (يراع لِأَن مهجته يراع ... لَهُ فِي الْجوف من خوف صفير) (يحور إِلَى يَمِين من شمال ... وَمَا يعبى بذا لَكِن يحور) (غَدا يسْعَى بأَرْبعَة سراع ... وَلَيْسَ لمشيه بهم نَظِير)

(يُخَالف بَين رجلَيْهِ فَيجْرِي ... وترفعه يَدَاهُ فيستطير) (لَهُ نول يسير لكل حَيّ ... وميت مِنْهُ إِحْسَان كثير) (إِذا أسدى إِلَيْهِ الْخَيْر مسد ... جزاه عَلَيْهِ وَهُوَ بذا قدير) (كَذَاك صفاتك الْحسنى وَلَكِن ... بدأت تطولا وبنا قُصُور) (فغفرا ثمَّ سترا ثمَّ قصرا ... فَأَيْنَ الثمد وَالْبَحْر الغزير) وَلما تولى خطابه البدرية كتبت لَهُ توقيعا نسخته رسم بِالْأَمر العالي لَا زَالَ يكسو المنابر جمالا ويكسب أقمار الْوُجُوه من الخطباء كمالا أَن يرتب الْمجْلس السَّامِي جمال الدّين فِي كَذَا ثِقَة ببلاغته الَّتِي ترف على مياهها رياحين الْقُلُوب وفصاحته الَّتِي يكَاد لَفظهَا لمن يَذُوق يذوب وبراعته الَّتِي إِذا قَالَ أَيهَا النَّاس فقد غزا الأسماع بِجَيْش غير مغلوب وعظاته الَّتِي إِذا فَاه بهَا بَكَى النَّاس ليوسف بأجفان يَعْقُوب وَعبارَته الَّتِي نسج مِنْهَا ابْن الْمُنِير على خير أسلوب ومقاصده الَّتِي قطف ابْن نباتة زهرَة من روضها المحبوب لِأَنَّهُ فِي هَذَا الْعَصْر بِحَمْد الله أفضل من عف وَمن بر وأفصح خطيب لَو كلف مشتاق فَوق مَا فِي وَسعه لسعى إِلَيْهِ الْمِنْبَر فليباشر ذَلِك مُبَاشرَة يعْقد على فخرها الْإِجْمَاع ويشنف بدرها الأسماع ويثق من إِحْسَان هَذِه الدولة ببلوغ مناه وَإِزَالَة عناه وإزاحة مَا يحجب غناهُ فطالما خلت وَظِيفَة كَانَ يَظُنهَا لَهُ ملاذا وشفر منصب التسقي من وبله رذ إِذا ولاح رزق قلب وَجهه فِي سمائه وَهَذِه الْولَايَة تَقول {يُوسُف أعرض عَن هَذَا} يُوسُف 12 / 29 إِلَى أَن لمع لَهُ شهَاب تألق وأغدق وابل جوده الَّذِي فاض وترقرق فرقاه خَطِيبًا وهز بِلُطْفِهِ الْمِنْبَر غصنا رطيبا وضوع أرجاه بأرجه حَتَّى قيل إِنَّه ضم خَطِيبًا وضمخ طيبا فليجر بعظاته الزاخرة سحب المدامع ويوقظ البصائر بإرشاده من كل ذِي طرف هاجع ويمل عطف من يسمعهُ فَإِنَّهُ على غُصْن منبره بلَيْل حلته بلبل ساجع وليستدرج الْقُلُوب الطائرة إِلَى لف حب التَّوْبَة ويستخرج خبايا النَّدَم على مَا فَاتَ فكم للنفوس من أوبه بعد عَظِيم الحوبه وَيغسل درن الذُّنُوب بِذكر الْمَمَات فكم لصخر القساوة بِهِ من لين وذوبه وَإِذا وعظ فَلَا يعظ إِلَّا نَفسه الَّتِي يمحضها النصحية وَإِذا ذكر فليذكر فِي ذَلِك الْجمع انْفِرَاده إِذا نزل ضريحه فَإِن ذَلِك أوقع فِي نفس السَّامع وأجلب لسح الجفن الهامي بالدمع الهامع وليأخذ لذَلِك طيبه العاطر وزينته ويرقى درج منبره بوقاره الَّذِي لَا تزعزع الرِّيَاح سكينته وليبلغ السامعين بإفهام واقتصاد وَيذكرهُمْ بتقوى الله تَعَالَى وَالْمَوْت والمعاد وليأت بأدب الْخَطِيب على مَا يُعلمهُ ويحذر من تقعير اللَّفْظ الَّذِي لَا يكَاد أَن يعربه فيعجمه وتقوى الله تَعَالَى جنَّة واقية وجنة راقية

وَسنة بَاقِيَة فليلبس حلَّة شعارها وَيعْلي مَنَارَة منارها وَالله يلين لمقاله جامد الْقُلُوب وَيمْسَح بعظاته مَا سود الصُّحُف من الذُّنُوب والخط الْكَرِيم أَعْلَاهُ حجَّة بِمُقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى 89 - ابْن اللِّحْيَة يُوسُف بن سُلَيْمَان بن صَالح بن رهيج أَبُو يَعْقُوب الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن اللِّحْيَة كَانَ أيدبا شَاعِرًا مدح الْعَزِيز بِمصْر ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَمن شعره يَقُول // (من المتقارب) // (تعلّقت أسمر كالذابل ... مليح الشَّمَائِل من بابل) (يميس على الدعص من لينه ... فأخشى على خصره الناحل) (إِذا هزت الرّيح أعطافه ... تمايل كالغصن المائل) (وَقد نسج الْحسن فِي عارضيه ... عذارا من العنبر السَّائِل) (ويبسم عَن لُؤْلُؤ كلما ... تألق عَن شنب كَامِل) (تجول المدام على ثغره ... فاحسد للسلسل الْحَائِل) (يروق لي العذل من حبه ... فاعشق لللائم العاذل) (وَيبْخَل بالوصل حَتَّى الخيال ... فافديه من رشأ باخل) (إِذا مَا تحفظت من جوره ... وَلم أك للجور بالحامل) (فلست أعد مَعَ العاشقين ... وَلَا خير فِي العاشق الْجَاهِل) (إِذا مَا رماك بألحاظه ... فحذرك من طرفه النابل) (فَلَا مرهم لسهام الجفون ... وَقد فوقتها يَد الْقَاتِل) (أَقُول وَقد سل من جفْنه ... حساما يطول على الْعَامِل) (تفانى الرِّجَال على حبه ... وَمَا يحصلون على طائل) قلت شعر جيد وَآخره تضمين من شعر أبي الطّيب 90 - يُوسُف بن سُفْيَان الْقرشِي البطليوسي أَبُو عمر سمع بقرطبة من العتبى وَأبي صَالح وأنظارهما وَسمع من مُنْذر بن حزم وَكَانَ فَقِيها خيرا فَاضلا وَكَانَ ابْن مَرْوَان

صَاحب بطليوس يمِيل إِلَيْهِ فسعي بِهِ إِلَيْهِ وَقيل إِنَّه ينتقصك وَيَقَع فِيك فهم بِهِ وأراده فَوَقَعت فِي ذَلِك النَّهَار ببطليوس سبع صواعق وَقعت وَاحِدَة مِنْهُنَّ فِي ركن مجْلِس ابْن مَرْوَان الَّذِي كَانَ يجلس فِيهِ فارتاع لذَلِك وَظن أَنه الَّذِي هم بِهِ فِي الرجل الصَّالح فَكف عَنهُ وَأصْلح جَانِبه وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة 91 - المهمندار يُوسُف بن سيف الدولة أَبُو الْمَعَالِي بن زماخ بالزاي وَالْمِيم الْمُشَدّدَة وَا لخاء الْمُعْجَمَة بعد الْألف الحمداني المهمندار شيخ متجند أَنْشدني من لَفظه العلامةُ أثير الدّين أَبُو حَيَّان قَالَ أَنْشدني بدر الدّين أَبُو المحاسن يُوسُف الْمَذْكُور لنَفسِهِ // (من الْبَسِيط) // (وَلَيْلَة مثل عين الظبي وَهُوَ معي ... قطعتها آمنا من يقظة الرقبا) (أردفته فَوق دهم اللَّيْل مختفيا ... وَالصُّبْح يرْكض خَلْفي خيله الشهبا) (حَتَّى دهاني وَعين الشَّمْس فاترة ... وَقد جذبت بذيل اللَّيْل مَا انجذبا) (مَا هِيَ بِأول عادات الصَّباح معي ... ليل الشَّبَاب بصبح الشيب كم هربا) وأنشدني من لَفظه أَيْضا قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ // (من الوافر) // (فَلَا تعجب لحسن الْمَدْح مني ... صفاتك أظهرت حكم الْبَوَادِي) (وَقد تبدي لَك الْمرْآة شخصا ... ويسمعك الصدى مَا قد تنادي) وأنشدني أَيْضا من لَفظه قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ // (من الْبَسِيط) // (مَا شِيمَة الْعَرَب العرباء شيمتكم ... وَلَا بِهَذَا عرفن الخرد الغيد) (كَانَت سليمى ولبنى والرباب إِذا ... أزمعن هجرا أتتهن الأناشيد) (وَدَار بَينهمَا فحوى معاتبة ... أرق مِمَّا أراقته العناقيد) (وَآفَة الصب مثلي أَن يبث جوى ... لمن يجب وَلَا يثنى لَهُ جيد) وأنشدني من لَفظه أَيْضا قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ // (من الْكَامِل) // (لَو عَايَنت عَيْنَاك يَوْم نزالنا ... وَالْخَيْل تطفح فِي العجاج الأكدر) (وسنا الأسنة والضياء من الظبى ... كشفا لأعيننا قتام العنبر) (وَقد اطلخم الْأَمر واحتدم الوغى ... ووهى الجبان وساء ظن المجتري) (لرأيت سداً من حَدِيد مايرا ... فَوق الْفُرَات وفوقه نَار تري)

(وَرَأَيْت سيل الْخَيل قد بلغ الزبى ... وَمن الفوارس أبحرا فِي أبحر) (طفرت وَقد منع الفوارس مدها ... تجْرِي وَلَوْلَا خَيْلنَا لم تطفر) (حَتَّى سبقنَا أسهماً طاشت لنا ... مِنْهُم إِلَيْنَا بالخيول الضمر) (لم يفتحوا للرمي مِنْهُم أعيناً ... حَتَّى كحلن بِكُل لدن أسمر) (فتسابقوا هرباً وَلَكِن ردهم ... دون الْهَزِيمَة رمح كل غضنفر) (ملؤوا الفضا فَعَن قَلِيل لم نَدع ... فَوق البسيطة مِنْهُم من مخبر) (سدت علينا طرقنا قتلاهم ... حَتَّى جنحنا للمكان الأوعر) (مَا كَانَ أجْرى خَيْلنَا فِي أَثَرهم ... لَو أَنَّهَا برؤوسهم لم تعثر) (من كل أَشهب خَاضَ فِي بَحر ... الدما حَتَّى بدا لعيوننا كالأشقر) (كم قد فلقنا صَخْرَة من صرخة ... وَلكم ملأنا محجراً من محجر) (وَجَرت دِمَاؤُهُمْ على وَجه الثرى ... حَتَّى جرت مِنْهَا مجاري الْأَنْهُر) (وَالظَّاهِر السُّلْطَان فِي آثَارهم ... يذري الرؤوس بِكُل عصب أَبتر) (ذهب العجاج مَعَ النجيع بصقله ... فَكَأَنَّهُ فِي غمده لم يشهر) (إِن شِئْت تمدحه فقف بإزائه ... مثلي غَدَاة الروع وانظم وانثر) قلت هَذِه الأبيات الْأَرْبَع الَّتِي فِي آخر هَذِه الْقطعَة لم يروها لي الشَّيْخ أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَقد تقدّمت فِي تَرْجَمَة الظَّاهِر بيبرس الصَّالِحِي فِي حرف الْبَاء وَلكنهَا هُنَا أكمل وَفِي تَرْجَمَة الظَّاهِر أَيْضا أَبْيَات القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر البائية الَّتِي نظمها فِي قطع الظَّاهِر الْفُرَات وَكتب نَاصِر الدّين بن النَّقِيب إِلَى بدر الدّين الحمداني الْمَذْكُور // (من الطَّوِيل) // (أيوسف بدر الدّين وَالْحسن كُله ... ليوسف يعزى أَو إِلَى الْبَدْر ينْسب) (أتيت أخيرا غير أَنَّك أول ... تعد من الْآحَاد شعرًا وتحسب) (وَأحسن مَا فِي شعرك الْحر أَنه ... بِهِ لَيْسَ تستجدي وَلَا تتكسب) ومولد بدر الدّين الْمَذْكُور سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة ووفاته رَحمَه الله تَعَالَى فِي حُدُود السَّبع مائَة 92 - أَبُو الْحسن الباخرزي يُوسُف ين صاعد الشَّيْخ أَبُو الْحسن الباخرزي ذكره

الباخرزي فِي الدمية وَأثْنى عَلَيْهِ بِحسن لعب الشطرنج والنرد والكعاب وَالصَّيْد وَحسن المجالسة والآداب وَأورد لَهُ مجاراة بَينه وَبَين الباخرزي وَالِده أَعنِي الْحسن بن عَليّ الباخرزي وَالِد مُصَنف الدمية وَقَالَ وَمن لطائف مَا شاهدت من ذكاء خاطره أَنِّي كنت عِنْده بجوذقان أطالع كل صَبِيحَة من غرته قمرا زاهرا لألاء وأهز إِلَيّ من نخلته شَجرا يجني زهر اللألاء فَلَمَّا طَال مكثي لَدَيْهِ وَطول مقَام الْمَرْء فِي الْحَيّ مخلق لديباجتيه استأذنته فِي الِانْصِرَاف وَالْيَوْم يَوْم الْأَحَد فتمثل بقول الْقَائِل // (من الوافر) // (وَفِي الْأَحَد الْبناء لِأَن فِيهِ ... تبدى الله فِي خلق السَّمَاء) فَقلت وَأي مُنَاسبَة بَين استيذاني للصدر عَن هَذَا الفناء وَبَين يَوْم الْأَحَد وَذكر الْبناء فَقَالَ نَبْنِي على كسْرَى سَمَاء المدام يُشِير إِلَى قَول أبي نواس فِي قَوْله // (من الطَّوِيل) // (بنينَا على كسْرَى سَمَاء مدامة ... مكللة حافاتها بنجوم) فتعجبت من جمعه بَين مَعْنيين متنافرين بِهَذَا الاستنباط اللَّطِيف واحتياله فِي ارتباطي ذَلِك الْيَوْم بِهَذَا الْعذر الظريف 93 - الدسكري يُوسُف بن صَالح بن يُوسُف أَبُو الْقَاسِم النَّحْوِيّ من أهل الدسكرة على طَرِيق خُرَاسَان كَانَ أديبا راوية للأشعار روى عَن أَبَوي بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي وَمُحَمّد بن يحيى الصولي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عرفه نفطويه وأبوي الْحسن عَليّ بن هَارُون بن المنجم وَأحمد بن جَعْفَر جحظة وَأبي الْقَاسِم بن عقيل الْوراق صَاحب ابْن مُجَاهِد الْمُقْرِئ وَغَيرهم وروى عَنهُ الْحَاكِم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله البيع الْحَافِظ وَأَبُو عبد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُوسَى السّلمِيّ وَأَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم الصَّدَفِي الْمروزِي وَمُحَمّد بن الْعَبَّاس العصيمي الْهَرَوِيّ ومحبوب بن عبد الرَّحْمَن المحبوبي 94 - السَّرقسْطِي يُوسُف بن عَابس الْمعَافِرِي من أهل سرقسطة أَبُو عمر كَانَ مَشْهُورا بِالْعلمِ وَالْفضل مقدما على أهل مَوْضِعه عقلا وفهما وأدبا رَحل وَلَقي يحيى بن عمر وَغَيره قَالَ ابْن الفرضي ذكره ابْن الْحَارِث

ابن عبد الله

ابْن عبد الله 95 - ابْن بنْدَار الشَّافِعِي يُوسُف بن عبد الله بن بنْدَار أَبُو المحاسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي قدم بَغْدَاد فِي صباه وتفقه بهَا على أسعد الميهني ولازمه وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَسَار إِلَى خُرَاسَان وَتكلم بَين يَدَيْهِ فِي الْمسَائِل وَكَانَ حسن الْعبارَة كثير الْمَحْفُوظ مقتدرا على قهر الْخُصُوم وَكَانَ سليم الْبَاطِن متدينا حسن الْعشْرَة درس مُدَّة بالمساجد ثمَّ بعدة مدارس وَولي التدريس بالنظامية سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة ثمَّ عزل عَنْهَا بعد أَيَّام وَمنع من الْفَتْوَى وألزم بَيته فَلَمَّا فرغت مدرسة ثِقَة الدولة بِبَاب الأزج جعل فِيهَا مدرسا ثمَّ أُعِيد إِلَى النظامية فدرس بهَا إِلَى أَن توفّي رحمهُ الله سنة ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَت قد انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة أَصْحَاب الشَّافِعِي وَسمع من أبي البركات هبة الله بن مُحَمَّد بن عَليّ البُخَارِيّ وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْبَزَّاز وَأبي مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْقَزاز وَأبي سعد إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح الْمُؤَذّن وَغَيرهم وَحدث باليسير 96 - الصَّحَابِيّ الْمدنِي يُوسُف بن عبد الله بن سَلام الْمدنِي سَمَّاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُوسُف وَأَجْلسهُ فِي حجره وَله رُؤْيَة وَرِوَايَة وَله حديثان حكمهمَا الْإِرْسَال وروى عَن عُثْمَان وَعلي وَأَبِيهِ وكنيته أَبُو يَعْقُوب وَمن حَدِيثه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ كسرة من خبز شعير وَوضع عَلَيْهَا تَمْرَة وَقَالَ هَذِه إدام ثمَّ أكلهَا وَتُوفِّي فِي حُدُود الْمِائَة وروى لَهُ الْأَرْبَعَة 97 - أَبُو عمر بن عبد الْبر يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن عَاصِم الإِمَام أَبُو عمر النمري الْقُرْطُبِيّ الْعلم الْمَشْهُور مُحدث قرطبة ولد يَوْم الْجُمُعَة والخطيب على الْمِنْبَر لخمس بَقينَ من شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة يَوْم الْجُمُعَة آخر يَوْم شهر ربيع الآخر كَانَ فِي أول أمره ظاهري الْمَذْهَب ثمَّ رَجَعَ إِلَى القَوْل بِالْقِيَاسِ من غير تَقْلِيد أحد

إِلَّا أَنه كَانَ يمِيل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَطلب وتفقه وَلزِمَ أَبَا عمر أَحْمد بن عبد الْملك الإشبيلي الْفَقِيه وَلزِمَ ابْن الفرضي وَأخذ عَنهُ كثيرا وَكَانَ فِي الْمغرب مُدَّة ثمَّ إِنَّه تحول إِلَى شَرق الأندلس وَسكن دانية وبلنسية وشاطبة وَبهَا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى وروى عَن أبي الْقَاسِم خلف بن الْقَاسِم الْحَافِظ وَعبد الْوَارِث بن سُفْيَان وَسَعِيد بن نصر وَأبي مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن وَأبي عمر الْبَاجِيّ وَأبي عمر الطلمنكي وَأبي الْوَلِيد الْقُرْطُبِيّ وَغَيرهم قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أشياخه الَّذين روى عَنْهُم لَا يبلغون سبعين وَكتب إِلَيْهِ من أهل الْمشرق أَبُو الْقَاسِم السَّقطِي وَعبد الْغَنِيّ بن سعيد الْحَافِظ وَأَبُو ذَر الْهَرَوِيّ وَأَبُو مُحَمَّد بن النّحاس الْمصْرِيّ وَغَيرهم وَكَانَ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ يَقُول لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد الْبر فِي الحَدِيث وَقَالَ مرّة أَبُو عمر أحفظ أهل الْمغرب وَقَالَ ابْن حزم فِي فَضَائِل الأندلس وَذكر التَّمْهِيد لَا أعلم فِي الْكَلَام على فقه الحَدِيث مثله أصلا فَكيف أحسن مِنْهُ وتصانيفه كلهَا جَيِّدَة مِنْهَا كتاب الاستذكار وَهُوَ مُخْتَصر كتاب التَّمْهِيد كتاب الْكَافِي فِي فقه مَالك وَهُوَ خَمْسَة عشر كتابا يُغني عَن المصنفات الطوَال فِي مَعْنَاهُ وَكتاب الِاسْتِيعَاب فِي ذكر الصَّحَابَة وَكتاب الِاكْتِفَاء فِي قِرَاءَة نَافِع وَكتاب بهجة الْمجَالِس وَأنس الْمجَالِس وَكتاب جَامع بَيَان الْعلم وفضله وَكتاب التَّقَصِّي لحَدِيث الْمُوَطَّأ لمَالِك وَكتاب الإنباه عَن قبائل الروَاة وَكتاب الانتقاء لمذاهب الثَّلَاثَة الْعلمَاء مَالك وَأبي حنيفَة وَالشَّافِعِيّ وَكتاب الْبَيَان فِي تِلَاوَة الْقُرْآن والأجوبة الموعبة والمعروفين بالكنى وَالْقَصْد والأمم فِي أَنْسَاب الْعَرَب والعجم وَأول من نطق بالغريب من الْأُمَم والشواهد فِي إِثْبَات خبر الْوَاحِد والاكتفا فِي الْقرَاءَات وَكتاب فرحة الْأَنْفس فِي أَخْبَار الأندلس والإنصاف فِيمَا فِي اسْم الله من الْخلاف والفرائض وَأَشْيَاء غير ذَلِك من الْكتب الصغار وَكَانَ معانا على التصنيف موفقا فِيهِ وَمن شعره // (من الوافر) // (أمنتحل النُّجُوم أحلتمونا ... على علم أدق من الهباء) (عُلُوم الأَرْض مَا أحكمتموها ... فَكيف بكم إِلَى علم السَّمَاء) قَالَ الْحميدِي وأنشدني لَهُ بعض أهل الْمغرب وَلم أسمع ذَلِك مِنْهُ // (من الطَّوِيل) // (وَلابْن معِين فِي الرِّجَال مقَالَة ... تقدمه فِيهَا شريك وَمَالك) (فَإِن يَك مَا قَالَاه سهلا وَاسِعًا ... فقد سهلت لِابْنِ معِين المسالك)

98 - ابْن خيرون يُوسُف بن عبد الله بن خيرون الأندلسي قَالَ الْحميدِي أديب نحوي مَشْهُور روى عَن أَحْمد بن أبان بن سيد اللّغَوِيّ وروى عَنهُ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد غَانِم ابْن الْوَلِيد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي النَّحْوِيّ المالقي قَالَه أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الجزيري قَالَ وَأَخْبرنِي من حدث عَنهُ 99 - ابْن أبي زيد اللري يُوسُف بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن أبي زيد الأندلسي اللري الْأُسْتَاذ أَبُو عمر بن عياد كَانَ قد شرع فِي تذييل كتاب ابْن بشكوال وَله كتاب الْكِفَايَة فِي مَرَاتِب الرِّوَايَة والمرتضى فِي شرح الْمُنْتَقى لِابْنِ الْجَارُود وَذُو بهجة الْأَلْبَاب فِي شرح كتاب الشهَاب وَالْأَرْبَعُونَ حَدِيثا فِي النشر وأهوال الْحَشْر وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا فِي وظائف الْعِبَادَة والمنهج الرَّائِق فِي الوثائق وبهجة الْحَقَائِق فِي الزّهْد وَالرَّقَائِق وطبقات الْفُقَهَاء من عصر ابْن عبد الْبر إِلَى عصره توفّي شَهِيدا بِبَلَدِهِ عِنْد كبسة الْعَدو لَهَا فِي سنة خمس وَسبعين وَخمْس مائَة 100 - الزجاجي يُوسُف بن عبد الله الزجاجي أَبُو الْقَاسِم أحد أهل البلاغة والبراعة واللغة والنحو والدراية قَالَ ياقوت أَظُنهُ طبريا وزمنه مُقَارن لزمن الصاحب بن عباد وَله تصانيف مِنْهَا كتاب شرح فصيح ثَعْلَب كتاب عُمْدَة الْكتاب كتاب اشتقاق أَسمَاء الرياحين كتاب مسَائِل الْخلاف فِي فعلت وأفعلت وَمَسْأَلَة الدِّيات صنفها لقابوس بن وشمكير كتاب اشتقاق كَلِمَات من أول كتاب غَرِيب المُصَنّف كتاب خلق الْإِنْسَان وَالْفرس قَالَ ياقوت وَرَأَيْت خطه على عدَّة كتب من كتبه وَقد قَرَأت عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَأَرْبع مائَة 101 - الْهَادِي العبيدي يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف الْهَادِي بن العاضد بن الْحَافِظ بن الْمُسْتَنْصر بن الظَّاهِر بن الْحَاكِم العبيدي زعم أَن أمه خرجت بِهِ حَامِلا من قصر العاضد بِالْقَاهِرَةِ وولدته بالمغرب الْأَقْصَى فَنَشَأَ بَين البربر وَأحكم لسانهم وَقَرَأَ بمراكش وتأدب وَكَانَ يكتم نسبه خوفًا من بني عبد الْمُؤمن ثمَّ إِنَّه خرج إِلَى جِهَة فاس وَجعل يكثر الصَّلَوَات فِي الْأَمَاكِن الْمَقْصُودَة حَتَّى اشْتهر عِنْد النَّاس صَلَاحه وشاع بَينهم أَنه يطوي

اللَّيْل وَالنَّهَار صوما لِأَنَّهُ لم ير يَوْمًا أَنه أكل ثمَّ إِنَّه جعل بَيت دَعوته فِي البرابر وَأظْهر نسبه واشتهر بالمغرب فَصَارَ يعرف بالعبيدي وسلك مَنْهَج الْمهْدي الإدريسي وَجعل لَهُ عشرَة كعشرة الصَّحَابَة يعْتَمد عَلَيْهِم وهم خاصيته وحروب العربيدي بالمغرب مَشْهُورَة وَآل أمره إِلَى أَن حصر مَدِينَة فاس وَكسر جموعهم مرّة بعد مرّة وَكَاد يَأْخُذ الْبَلَد فَقَالَ ابْن جَامع وَزِير نَاصِر بني عبد الْمُؤمن لَيْسَ الرَّأْي أَن نجهز إِلَى هَذَا الرجل جَيْشًا بعد جَيش يكسر بَعضهم وَرُبمَا لَا يكسرونه وَلَكِن الرَّأْي أَن نسير إِلَى الْعشْرَة الَّذين اختصهم من أَصْحَابه عشرَة آلَاف دِينَار فَإِنَّهُم يأتوننا بِرَأْسِهِ فعندما وصل المَال إِلَى أُولَئِكَ الْقَوْم قبضوا عَلَيْهِ وجاؤوا بِهِ إِلَى مَدِينَة فاس أَسِيرًا فَقَالَ أبياته الْمَشْهُورَة // (من الطَّوِيل) // (لحى الله قوما ضيعوني بَعْدَمَا ... بدا لَهُم برق من المَال خلب) (وَلَو أَنهم أَبقوا حشاشة مهجتي ... لَكَانَ لَهُم فَوق الَّذِي فِيهِ رَغِبُوا) (وَلَا شهروا بالغدر فِي كل مَوضِع ... وسارت بهم أمثالهم وَهِي تضرب) وَمن شعره قبل خُرُوجه // (من الْخَفِيف) // (إِن تركنَا الورى وَمَا هم عَلَيْهِ ... تركونا أحرس ذل وفقر) (أَو دعت حَاجَة السُّؤَال إِلَيْهِم ... نهرونا عَن كل نهر وبحر) (فَلهَذَا نَخُوض فِي الْمَوْت خوضا ... نَحْو نيل المنى ورفعة قدر) وَكَانَ شهما قوي النَّفس لما أحضرهُ القانصون لَهُ بَين يَدي ملك فاس إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن قَامَ إِلَيْهِ شاهرا سَيْفه ليضْرب عُنُقه فَقَالَ لَهُ الْهَادِي إِلَيْك عني لَا تدن ثَوْبك من ثوبي فَإنَّك نجس بل افْعَل من بعيد مَا شِئْت فَضَربهُ ضَرْبَة أبان بهَا رَأسه 102 - ابْن موهب الأندلسي يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن أَيُّوب بن موهب أَبُو الْحجَّاج الفِهري الأندلسي الداني وَقيل الشاطبي نزيل بلنسية كَانَ إِمَامًا فِي معرفَة الشُّرُوط كَاتبا بليغا شَاعِرًا كتب للقضاة وناب للحكام توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (أَبى الله إِلَّا أَن أُفَارِق منزلا ... يطالعني وَجه المنى فِيهِ سافرا) (كَأَن على الأقدار أَن لَا أحله ... يَمِينا فَمَا أغشاه إِلَّا مُسَافِرًا)

وأنشده الرصافي فِي صفة فَتى نهد إِلَى الْحَرْب وَفِي يَده حراب قد قبض علها وَفِي الْأُخْرَى درقة // (من الْبَسِيط) // (يسْعَى وصعب من الأرماح ... فِي يَده لوقود حَرْب محتطب) (بِحَيْثُ للمط آذان مصمخة ... تصادق الطعْن فِي آذانها كذب) فَقَالَ الفِهري فِي ذَلِك // (من الْبَسِيط) // (يسْعَى نَحْو نَار الْحَرْب تحمل كَفه ... من الذابلات السمر ضغثا كحاطب) (بِحَيْثُ ارتدى فِي مسمع اللمط حَيَّة ... يرى الطعْن فِيهَا صَادِقا مثل كَاذِب) 103 - ابْن شكر الْمَالِكِي يُوسُف بن عبد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن هُوَ ابْن الْوَزير صفي الدّين بن شكر الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي تقدم ذكر وَالِده فِي مَكَانَهُ وتفقه وَلَده هَذَا وبرع فِي الْأَدَب ودرس بمدرسة الصاحب وَالِده وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وست مائَة 104 - قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الزواوي الْمَالِكِي يُوسُف بن عبد الله بن عمر قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين أَبُو يَعْقُوب الزواوي الْمَالِكِي وَهُوَ بكنيته أشهر ولي الْقَضَاء بعد ابْن عَمه الشَّيْخ زين الدّين الزواوي وَتُوفِّي رَحمَه الله بطرِيق الْحَج هُوَ وَنجم الدّين البادراني وَبَقِي الْقَضَاء بعده شاغرا ثَلَاث سِنِين ووفاته فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وست مائَة 105 - بدر الدّين الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَطاء بن حسن بدر الدّين أَبُو المحاسن الْعدْل ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ الصَّالِحِي كَانَ فَقِيها فَاضلا مهيبا ولد سنة تسع عشرَة وست مائَة وَسمع من ابْن الزبيدِيّ وجمال الدّين الحصيري وَحدث عَنهُ ابْن الخباز وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 106 - جلال الدّين النابلسي الشَّافِعِي يُوسُف بن أبي عبد الله بن يُوسُف بن سعد جلال الدّين أَبُو المحاسن النابلسي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي قَاض مفت ولد قبل الْأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي فِي حُدُود عشر وَسبع مائَة وَسمع من عَمه خَالِد الْحَافِظ ومجد الدّين الإِسْفِرَايِينِيّ والمرسي وَشَيخ الشُّيُوخ وَطَائِفَة وَأم بالشامية وَأعَاد بهَا وَعرف بجودة

ابن عب الرحمن

النَّقْل وَولي قَضَاء بعلبك ثمَّ نابلس ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى بعلبك وَكَانَ دينا حميد الْأَحْكَام حدث بِدِمَشْق وبعلبك 107 - جمال الدّين النيني يُوسُف بن عبد الله بن عبد الله الْفَقِيه الْفَاضِل جمال الدّين النيني الشَّافِعِي أول من عرفت من حَاله أَنه أَتَى من قري نين إِلَى صفد فَقَرَأَ بهَا الْمِنْهَاج وَحفظه وَقَرَأَ الْمُخْتَصر لِابْنِ الْحَاجِب وَكَانَ يقْرَأ الحَدِيث بالجامع الظَّاهِرِيّ وَبِغَيْرِهِ ويؤم بِمَسْجِد [] كَانَ شكلا طوَالًا طيب النغمة ذكيا قَادِرًا على الْحِفْظ وَأقَام بصفد قَلِيلا ثمَّ إِنَّه توجه إِلَى طرابلس لمعْرِفَة كَانَت بَينه وَبَين قاضيها القَاضِي حسام الدّين الْعَرَبِيّ فِي صفد وَأقَام بهَا وأثرى وَحسنت حَاله وشاع أَنه حصل دنيا وَاسِعَة وَسَأَلت وَلَده عَن ذَلِك فأقسم بِاللَّه بِأَنَّهُ مَا ترك درهما وَلَا دِينَارا وَكَانَ لم يخلف غير ثِيَاب بدنه ومجلدات تَركهَا لَا غير وَكَانَ قد حج فِي سنة خمس وَخمسين وَسبع مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي رَابِع ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَسبع مائَة ووصى أَن لَا يُبَاع شَيْء من قماشه وَلَا من كتبه بطرابلس فَتوجه ابْنه بثيابه إِلَى حماه وباعها هُنَاكَ وأحضر كتبه إِلَى دمشق وَلم تكن بطائل عتيقة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى وَقد تجَاوز السِّتين ابْن عب الرَّحْمَن 108 - أَمِير الأندلس يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عُبَيْدَة أَمِير الأندلس هَزَمه عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة الدَّاخِل إِلَى الأندلس وتغلب عَلَيْهَا توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى يُوسُف هَذَا فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَالْمِائَة 109 - محيي الدّين بن الْجَوْزِيّ يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْجَوْزِيّ هُوَ الصاحب الْعَلامَة محيي الدّين أَبُو المحاسن ابْن الإِمَام جمال الدّين الْوَاعِظ الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ أستاذ دَار أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعصم ولد سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة تفقه وَسمع الْكثير وَكَانَ إِمَامًا كَبِيرا وصدرا مُعظما عَارِفًا بِالْمذهبِ كثير الْمَحْفُوظ حسن الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم مليح الْوَعْظ حُلْو الْعبارَة ذَا سمت ووقار وجلالة وَحُرْمَة

وافرة درس وَأفْتى وصنف وروسل بِهِ إِلَى الْأَطْرَاف وَرَأى من الْعِزّ وَالْإِكْرَام والاحترام من الْمُلُوك شَيْئا كثيرا وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة محببا إِلَى الرّعية ولي الْأُسْتَاذ دارية بضع عشرَة سنة قَالَ الدمياطي قَرَأت عَلَيْهِ كتاب الوفا فِي فَضَائِل الْمُصْطَفى لِأَبِيهِ وَغَيره وأنشدني لنَفسِهِ وَأَجَازَ لي بجائزة جليلة من الذَّهَب قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ضربت عُنُقه بمخيم التتار هُوَ وَأَوْلَاده تَاج الدّين عبد الْكَرِيم وجمال الدّين الْمُحب وَشرف الدّين عبد الله فِي شهر صفر من السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ قد شهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة ابْن الدَّامغَانِي فَقبله وولاه الْحِسْبَة بِمَدِينَة السَّلَام وَالنَّظَر فِي الْوَقْف الْعَام ثمَّ عزل عَن الْحِسْبَة وعزل عَن نظر الْوَقْف وَمنع من الْجُلُوس بِبَاب التربة وَبَاب بدر وَلزِمَ منزله إِلَى أَن أُعِيد إِلَى الْحِسْبَة وَأذن لَهُ فِي الدُّخُول على الْأَمِير أبي نصر بن النَّاصِر وَسَمَاع مُسْند الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل مَعَ الْجَمَاعَة فَحصل لَهُ الْأنس فَلَمَّا توفّي الإِمَام النَّاصِر أَمر ابْن الْجَوْزِيّ بِغسْلِهِ فَغسله ثمَّ إِن الإِمَام الظَّاهِر أرْسلهُ إِلَى مصر لإفاضة الْخلْع على الْملك النَّاصِر فوصلها وَعَاد وَقد توفّي الإِمَام الظَّاهِر وَقَامَ مَكَانَهُ وَلَده الإِمَام الْمُسْتَنْصر فَأرْسلهُ مَرَّات إِلَى الشَّام وَإِلَى مصر وَإِلَى بِلَاد الرّوم وشيراز وحصلت لَهُ النِّعْمَة الطائلة والمكانة عِنْد الْمُلُوك وَلما فرغت الْمدرسَة المستنصرية جعل بهَا مدرسا للحنابلة وَكَانَ إِذا سَافر استناب وَلَده فِي التدريس والحسبة وَترك الْوَعْظ وَلم يعْقد مَجْلِسا بعد ذَلِك وَتُوفِّي وَالِده وَله سبع عشرَة سنة فَأذن لَهُ بِالْجُلُوسِ للوعظ على عَادَة أَبِيه بِبَاب تربة الْجِهَة أم الإِمَام النَّاصِر وخلع عَلَيْهِ الْقَمِيص والعمامة وَجعل على رَأسه طرحة وَحضر يَوْم الْجُمُعَة فِي حَلقَة وَالِده بِجَامِع الْقصر وَعِنْده الْفُقَهَاء للمناظرة وَنُودِيَ لَهُ فِي الْجَامِع بِالْجُلُوسِ فحضره الْخَلَائق وَتكلم فأجاد ثمَّ إِنَّه أذن لَهُ فِي الْجُلُوس بِبَاب بدر الشريف فِي بكرَة كل يَوْم ثلاثاء فَبَقيَ على ذَلِك مُدَّة ينشد فِي كل مجْلِس قصيدة من شعره يمدح بهَا الإِمَام وَلما أَقَامَ عَسْكَر الشَّام فِي أَيَّام النَّاصِر بن الْعَزِيز مُجَردا على تل العجول قبالة عَسْكَر مصر وتجاوزت مُدَّة إقامتهم السّنة وأشاعوا أَن الباذرائي رَسُول الْخَلِيفَة وَاصل ليصلح بَين الْفَرِيقَيْنِ فَأَبْطَأَ وَكَثُرت الْأَقَاوِيل فِي ذَلِك فَقَالَ شهَاب الدّين غَازِي بن إياز الْمَعْرُوف بِابْن المعمار أحد المفاردة المجردين صُحْبَة الْأَمِير جمال الدّين مُوسَى بن يغمور حاجبا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ // (من الوافر) // (يذكرنَا زمَان الزّهْد ذكرى ... زمَان اللَّهْو فِي تل العجول)

(ونطلب مُسلما يروي حَدِيثا ... صَحِيحا من أَحَادِيث الرَّسُول) وَاخْتلفت الْأَقَاوِيل بِمصْر فَقيل إِن محيي الدّين يُوسُف بن الْجَوْزِيّ يصل رَسُولا من الْخَلِيفَة وَتَأَخر حُضُوره فَقَالَ صَلَاح الدّين الإربلي // (من الْكَامِل) // (قَالُوا الرَّسُول أَتَى وَقَالُوا إِنَّه ... مَا رام يَوْمًا عَن دمشق نزوحا) (ذهب الزَّمَان وَمَا ظَفرت بِمُسلم ... يروي الحَدِيث عَن الرَّسُول صَحِيحا) وَلما وصل محيي الدّين الْمَذْكُور إِلَى حلب رَسُولا من أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُسْتَنْصر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وصاحبها الْملك الْعَزِيز مُحَمَّد بن الظَّاهِر غَازِي توفّي الْعَزِيز رَحمَه الله فِي شهر ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ توجه إِلَى الرّوم رَسُولا فَمَاتَ الْملك علاي الدّين كيقباد فِي شَوَّال من السّنة ثمَّ توجه رَسُولا إِلَى الْأَشْرَاف مُوسَى بن الْعَادِل صَاحب دمشق وأخيه الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل صَاحب مصر فَتوفي الْأَشْرَف فِي الْمحرم سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي الْكَامِل فِي شهر رَجَب من السّنة وَكِلَاهُمَا مَاتَ بِدِمَشْق فنظم أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود بن الأرشد فِي ذَلِك // (من الْخَفِيف) // (دَعْوَة يَا خَليفَة الله لَا انجاب ... عَن الْخلق مِنْك ظلّ ظَلِيل) (يَا إِمَام الْهدى أَبَا جَعْفَر الْمَنْصُور ... يَا من لَهُ الفخار الأثيل) (مَا جرى من رَسُولك الشَّيْخ محيي الدّين ... فِي هَذِه الْبِلَاد قَلِيل) (جَاءَ وَالْأَرْض بالسلاطين تزهى ... فغدا والقصور مِنْهُم طلول) (أقفر الرّوم والشآم ومصر ... أَفَهَذَا مغسل أَو رَسُول؟) 110 - الْمزي الْحَافِظ يُوسُف بن الزكي عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عَليّ بن عبد الْملك بن أبي الزهر الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة حَافظ الْعَصْر ومحدث الشَّام ومصر جمال الدّين أَبُو الْحجَّاج الْقُضَاعِي الْكَلْبِيّ الْمزي الْحلَبِي المولد خَاتِمَة الْحفاظ ناقد الْأَسَانِيد والألفاظ مولده بِظَاهِر حلب فِي عَاشر شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَخمسين وست مائَة وَطلب الحَدِيث فِي أول سنة خمس وَسبعين وهلم جرا وَإِلَى آخر وَقت لَا يفتر وَلَا يقصر عَن الطّلب وَالِاجْتِهَاد وَالرِّوَايَة توفّي فِي ثَانِي عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة من الْغَد

سمع من أَصْحَاب ابْن طبرزد والكندي وَابْن الحرستاني وحنبل ثمَّ ابْن ملاعب والرهاوي وَابْن الْبَنَّا ثمَّ ابْن أبي لقْمَة وَابْن البن وَابْن مكرم والقزويني ثمَّ ابْن اللتي وَابْن صباح وَابْن الزبيدِيّ وأعلاما سمع بِإِجَازَة عَن ابْن كُلَيْب وَابْن بوش وَالْجمال وخليل ابْن بدر والبوصيري وأمثالهم ثمَّ الْمُؤَيد الطوسي وزاهر الثَّقَفِيّ وَعبد الْمعز الْهَرَوِيّ وَسمع الْكتب الْأُمَّهَات المسندة والكتب السّنة والمعجم الْكَبِير وتاريخ الْخَطِيب وَالنّسب للزبير والسيرة والموطأ من طرق والزهد والمستخرج على مُسلم والحلية وَالسّنَن للبيهقي وَدَلَائِل النُّبُوَّة وَأَشْيَاء يطول ذكرهَا وَمن الْأَجْزَاء ألوفا ومشيخته نَحْو الْألف سمع أَبَا الْعَبَّاس ابْن سَلامَة وَابْن أبي عمر وَابْن عَلان وَالشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ والزواوي والكمال عبد الرَّحْمَن والعز الْحَرَّانِي وَابْن الدرجي وَالقَاسِم الإربلي وَابْن الصَّابُونِي والرشيد العامري وَمُحَمّد بن القواس وَالْفَخْر بن البُخَارِيّ وَزَيْنَب وَابْن شَيبَان وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مَنَاقِب وَإِسْمَاعِيل بن الْعَسْقَلَانِي وَالْمجد بن الخليلي والعماد بن الشِّيرَازِيّ والمحيي بن عصرون وَأَبا بكر بن الْأنمَاطِي والصفي خَلِيلًا وغازيا الحلاوي والقطب بن الْعَسْقَلَانِي وطبقتهم والدمياطي شرف الدّين والفاروثي واليونيني وَابْن بلبان والشريشي وَابْن دَقِيق الْعِيد والظاهري والتقي الأسعردي وطبقتهم وتنازل إِلَى طبقَة سعد الدّين الْحَارِثِيّ وَابْن نَفِيس وَابْن تيمة وَلم يتهيأ لَهُ السماع من ابْن عبد الدَّائِم وَلَا الْكرْمَانِي وَلَا ابْن أبي السِّرّ وَنَحْوهم وَلَا أَجَازُوا لَهُ مَعَ إِمْكَان أَن تكون لَهُ إجَازَة المرسي وَالْمُنْذِرِي وخطيب مردا واليلداني وَتلك الحلبة وَحفظ الْقُرْآن وعني باللغة فبرع فِيهَا وَلم أر فِيهَا مثله وَمثل الشَّيْخ أثير الدّين وأتقن النَّحْو والتصريف وَلما ولي دَار الحَدِيث الأشرفية تمذهب للشَّافِعِيّ وَأشْهد عَلَيْهِ بذلك وَذَلِكَ فِي ثَالِث عشْرين ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِي عشرَة وَسبع مائَة وَفِي هَذَا النَّهَار ذكر الدَّرْس بالأشرفية وَكَانَ فِيهِ حَيَاء وسكينة وحلم وَاحْتِمَال وقناعة واطراح تكلّف وَترك التجمل والتودد والانجماع عَن النَّاس وَقلة كَلَام غلا أَن يسْأَل فيجيب ويجيد وَكلما طَالَتْ مجالسة الطَّالِب لَهُ ظهر لَهُ فَضله لَا يتكثر بفضائله كثير السُّكُوت لَا يغتاب أحد قَرَأت عَلَيْهِ خطب ابْن نباتة وَأَرْبَعين النواوي وَغير ذَلِك وَسمعت عَلَيْهِ كثيرا وَسمع شَيْئا من شعري بدار الحَدِيث وَكَانَ معتدل الْقَامَة مشربا بحمرة قوي التَّرْكِيب متع بحواسه وذهنه وَكَانَ قنوعا غير متأنق فِي ملبس أَو مأكل أَو مركب أَو نعل يصعد إِلَى الصالحية وَغَيرهَا مَاشِيا وَهُوَ فِي عشر التسعين وَكَانَ ريض الْأَخْلَاق يستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الشيخوخة إِلَّا أَنه كَانَ قد امتحن بالمطالب وتتبعها فيعثر بِهِ من الشَّيَاطِين فَيَأْكُلُونَ مَا مَعَه وَلَا يزَال فِي فقر

لأجل ذَلِك وَأما معرفَة الرِّجَال فإليه تشد الرّحال فَإِنَّهُ كَانَ الْغَايَة وحامل الرَّايَة لما ولي دَار الحَدِيث قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية لم يل هَذِه الْمدرسَة من حِين بنائها وَإِلَى الْآن أَحَق بِشَرْط الْوَاقِف مِنْهُ وَقد وَليهَا جمَاعَة كبار مثل ابْن الصّلاح ومحيي الدّين وَابْن الزبيدِيّ لِأَن الْوَاقِف قَالَ فَإِن اجْتمع من فِيهِ الرِّوَايَة وَمن فِيهِ الدِّرَايَة قدم من فِيهِ الرِّوَايَة وَلَقَد سمعنَا صَحِيح مُسلم على الْبَنْدَنِيجِيّ وَهُوَ حَاضر رَحمَه الله وَابْن طغريل يقْرَأ وعدة نسخ صَحِيحَة يُقَابل بهَا فَيرد الشَّيْخ جمال الدّين عَلَيْهِ اللَّفْظ فَيَقُول ابْن طغريل مَا فِي النُّسْخَة إِلَّا كَمَا قَرَأت فيقولا من فِي يَده بعض تِلْكَ النّسخ الصَّحِيحَة هُوَ عِنْدِي كَمَا قَالَ الشَّيْخ أَو هُوَ مظفر عَلَيْهِ أَو مضب أَو فِي الْحَاشِيَة تَصْحِيح ذَلِك وَلما كثر ذَلِك قلت لَهُ مَا النُّسْخَة الصَّحِيحَة إِلَّا أَنْت قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم أر أحفظ مِنْهُ وَلَا رأى هُوَ مثل رَأْي نَفسه وَقَالَ لم أر أحفظ من الدمياطي قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين لم يسألني ابْن دَقِيق الْعِيد إِلَّا عَنهُ وَكَانَ قد اغْترَّ فِي شبيبته وَصَحب عفيف الدّين التلمساني فَلَمَّا تبين لَهُ ضلاله هجره وتبرأ مِنْهُ قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَكَانَ يترخص فِي الْأَدَاء من غير أصُول وَيصْلح كثيرا من حفظه ويتسامح فِي دمج القارئين ولغط السامعين ويتوسع فَكَأَنَّهُ يرى أَن الْعُمْدَة على إجَازَة المسمع للْجَمَاعَة وَله فِي ذَلِك مَذَاهِب عَجِيبَة وَكَانَ يتَمَثَّل بقول ابْن مندة يَكْفِيك من الحَدِيث شمه صنف كتاب تَهْذِيب الْكَمَال فِي أَرْبَعَة عشر مجلدا كشف بِهِ الْكتب الْمُتَقَدّمَة فِي هَذَا الشَّأْن وسارت بِهِ الركْبَان واشتهر فِي حَيَاته وَألف كتاب الْأَطْرَاف للكتب السِّتَّة فِي سِتَّة أسفار وَخرج لجَماعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلَا عَلمته خرج لنَفسِهِ لَا عوالي وَلَا موافقات وَلَا معجما وكل وَقت ألومه فِي ذَلِك فيسكت وَقد حدث ب تهذيبه الَّذِي اخْتَصَرَهُ الشَّيْخ شمس الدّين خمس مَرَّات وَحدث ب الصَّحِيحَيْنِ مَرَّات وب الْمسند وب مُعْجم الطبراين وب دَلَائِل النُّبُوَّة وبكتب جمة وَحدث بِسَائِر أَجْزَائِهِ الْعَالِيَة وبكثير من النَّازِلَة وَمَعَ إتقانه لأسماء الرِّجَال وَله فِيهَا هَذَا التصنيف الْعَظِيم لم يكن يعتني بتراجم الْعلمَاء من الْخُلَفَاء والملوك والأمراء والوزراء والقضاة وَالْعُلَمَاء والقراء والأطباء وَالشعرَاء وَلَا لَهُ فِيهَا مُشَاركَة أَلْبَتَّة وَإِنَّمَا كَانَ يعتني بِرِجَال الحَدِيث لَا غير وَلَقَد سَأَلته عَن القالي بِالْقَافِ والفالي بِالْفَاءِ فَقَالَ لَا أعرف إِلَى الفالي بِالْفَاءِ فَعلمت أَنه لَيْسَ لَهُ عناية بِغَيْر الروَاة للْحَدِيث وَإِلَّا فَأَبُو عَليّ القالي بِالْقَافِ مَشْهُور بَين الأدباء مَعْرُوف لَا يكَاد يجهله أحد من صغَار الأدباء وَلَكِن عِنْدِي مِنْهُ فَوَائِد وقواعد فِي أَسمَاء وَرِجَال الحَدِيث لم أَجدهَا وَلم آخذها من غَيره وَكَانَ أَسمَاء الروَاة الَّذين يجيئون فِي سماعاته وطرقه يجيد الْكَلَام فِي طبقاتهم وأحوالهم وقوتهم ولينهم وَهَذَا بَحر لَا يشق ثبجه وغبار لَا

انحطاط لقتامه وَلم أر بعد الشَّيْخ فتح الدّين من يحكم بدقيق الْأَجْزَاء وترميمها مثل الشَّيْخ جمال الدّين رَحمَه الله وَلم يستعر مني شَيْئا وَأَعَادَهُ إِلَّا وَقد نبه فِيهِ على نُكْتَة كنت مُحْتَاجا إِلَيْهَا حَتَّى فِي إجَازَة الشَّيْخ فتح الدّين لي وَقد حج وَسمع بالحرمين والقدس ودمشق ومصر وحلب وحماه ومحص وبعلبك والإسكندرية وبلبيس وقطيا وَغير ذَلِك وأوذي مرّة واختفى مُدَّة من أجل سَمَاعه التَّارِيخ الْخَطِيب وأوذي مرّة أُخْرَى لقِرَاءَة شَيْء من كتاب أَفعَال الْعباد مِمَّا يتأوله الْفُضَلَاء المخالفون وَحبس وَلما توفّي ابْن أبي الْفَتْح حصل لَهُ من جهاته حَلقَة الْحَضَر والْحَدِيث بالناصرية فأضاء حَاله واتسع رزقه ثمَّ ولي دَار الحَدِيث الأشرفية سنة ثَمَانِي عشرَة وَسبع مائَة بعد ابْن الشريشي ثمَّ فِيمَا بعد ترك الْحلقَة وَأخذت مِنْهُ الناصرية ثمَّ نزل عَن العزية لصَاحبه نجم الدّين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَأَعْلَى مَا عِنْده مُطلقًا بالغيلانيات وجزء ابْن عَرَفَة وَابْن الْفُرَات بِإِجَازَة سمع مِنْهُ شمس الدّين أَربع وَسبعين وَأخذ عَنهُ صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره واستملى مِنْهُ قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن عَليّ السُّبْكِيّ وقاضي الْقُضَاة عز الدّين بن جمَاعَة وَالشَّيْخ فتح الدّين بن سيد النَّاس ومحب الدّين وَأَوْلَاده وشمس الدّين السرُوجِي وَابْن الدمياطي وَابْن عبد الْهَادِي وَابْن السفاقسي وتقي الدّين بن رَافع وسبط التنسي وخلائق وَتخرج بِهِ جمَاعَة كالبرزالي والعلائي وَابْن كثير وَابْن عبد الْهَادِي وَابْن الْعَطَّار وَابْن الْفَخر وَابْن الجعبري وَغَيرهم قَالَ شمس الدّين قَرَأت بِخَط أبي الْفَتْح الْحَافِظ قَالَ وَوجدت بِدِمَشْق الإِمَام الْمُقدم والحافظ الَّذِي فاق من تَأَخّر من أقرانه وَتقدم أَبَا الْحجَّاج الْمزي بَحر هَذَا الْعلم الزاخر الْقَائِل من رَآهُ كم ترك الْأَوَائِل للأواخر أحفظ النَّاس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم لَا يخص بمعرفته مصرا دون مصر وَلَا ينْفَرد علمه بِأَهْل عصر دون عصر مُعْتَمدًا آثَار السّلف الصَّالح مُجْتَهدا فِيمَا نيط بِهِ فِي حفظ السّنة من النصائح معرضًا عَن الدُّنْيَا وأشباهها مقبل على طَرِيقَته الَّتِي أربى بهَا على أَرْبَابهَا لَا يُبَالِي بِمَا ناله من الْأَزَل وَلَا يخلط جده بِشَيْء من الْهزْل وَكَانَ بِمَا يصنعه بَصيرًا وبتحقيق مَا يَأْتِيهِ جَدِيرًا وَهُوَ فِي اللُّغَة إِمَام وَله بالقريض إِلْمَام وَكنت أحرص على فَوَائده لأحرز مِنْهَا مَا أحرز وأستفيد من حَدِيثه الَّذِي إِن طَال لم يملل وَإِن أوجز وددت أَنه لم يوجز وَهُوَ الَّذِي حداني على رُؤْيَة الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية وسرد أَبُو الْفَتْح فصلا فِي تقريظ ابْن تَيْمِية 111 - أَبُو الْحجَّاج الأقصري يُوسُف بن عبد الرَّحِيم بن غزي الْقرشِي الشَّيْخ الْعَارِف الزَّاهِد أَبُو الحجاح الأقصري شيخ الزَّمَان وَوَاحِد الأوان صَاحب الكرامات

والمكاشفات الْمَعْرُوفَة أحد من ينْتَفع النَّاس ببركته وَصَالح دعواته تَابَ على يَدَيْهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ أنْشد كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي فِي تَرْجَمته بعد تقريظه وَالثنَاء عَلَيْهِ // (من الطَّوِيل) // (فَقل لفتى قد رام فِي الْعَصْر مثله ... يَمِينا بِرَبّ النَّاس لست بواجد) (وَمن ذَا يضاهي حسن يُوسُف فِي الورى ... وَيُؤْتى الَّذِي ناله من محامد) وَكَانَ لما تجرد قد توجه إِلَى شَيْخه عبد الرَّزَّاق ثمَّ عَاد إِلَى وَطنه وَتخرج عَلَيْهِ سَادَات كالشيخ عَليّ من الأفوا وَالشَّيْخ عَليّ بن بدر وَالشَّيْخ شماس السفطي وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم الغاوي والبرهان الْكَبِير والبدر الدِّمَشْقِي وَالشَّيْخ مفرج ونظرائهم وَكَانَ مشارف الدِّيوَان أَولا ثمَّ تجرد وَصَحب عبد الرَّزَّاق التينملي تلميذ الشَّيْخ أبي مَدين وَكَانَت كراماته كَثِيرَة وَلَكِن جهال أَتْبَاعه أطنبوا وَزَادُوا فَجعلُوا لَهُ معراجا لَيْلَة نصف شعْبَان من كل سنة واتخذوه فِي الصَّعِيد كل سنة كالعيد تَأتي إِلَيْهِ الْخَلَائق من العوالي ويبذل فِيهِ الْعَزِيز الغالي وتحضر الدفوف والشبابات ويختلط الرِّجَال بالنسوان وَكَانَ الشَّيْخ رَضِي الله عَنهُ مَشْهُورا بِالْعلمِ وَالرِّوَايَة وَله كَلَام يشْهد لَهُ بالمعرفة والدراية توفّي رَضِي الله عَنهُ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة وقبره مَشْهُور بالأقصر يزار من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ألف مَوَاقِف كمواقف النفري قَالَ أَبُو مر المرابطي وَفَاته على لوح قَبره سنة أَربع 112 - ابْن الْمَاجشون يُوسُف بن عبد الْعَزِيز بن الْمَاجشون تقدم ذكر أَبِيه فِي حرف الْعين مَكَانَهُ قَالَ الْوَاقِدِيّ الْمدنِي أَبُو سَلمَة مولى آل الْمُنْكَدر التَّيْمِيّ قَالَ ابْن معِين كُنَّا نأتي يُوسُف بن الْمَاجشون يحدثنا وجواريه فِي بَيت آخر يضربن بالمعزفة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أهل الْمَدِينَة معروفون بالرخص فِي الْغناء وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى أبي دَاوُد 113 - اللَّخْمِيّ الميورقي يُوسُف بن عبد الْعَزِيز عَليّ بن نَادِر أَبُو الْحجَّاج اللَّخْمِيّ الميورقي الْفَقِيه سمع صَحِيح مُسلم بِمَكَّة من الْحُسَيْن الطَّبَرِيّ وَالْبُخَارِيّ من عَليّ بن سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيّ النقاش وتفقه بِبَغْدَاد على الكيا الهراسي واستوطن الْإسْكَنْدَريَّة

ودرس الْفِقْه وروى الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ عَارِفًا بالأصول متفننا بارعا لَهُ تعليقة فِي الْخلاف مَعْرُوفَة قَالَ ابْن الْأَبَّار هُوَ أحيى علم الحَدِيث بالإسكندرية وروى عَنهُ السّلف وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخمْس مائَة 114 - ابْن المرصص يُوسُف بن عبد الْعَزِيز بن شَدَّاد الهمذاني الْمصْرِيّ علم الدّين أَبُو المحاسن بن المرصص توفّي رَحمَه الله تَعَالَى بحماه وَقيل بحلب وَهُوَ الصَّحِيح سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائَة قَالَ عماد الدّين أَبُو الْفَتْح عمر بن شعْبَان الْحَمَوِيّ دخلت على الْعلم فِي مرض مَوته فَوَجَدته مَسْرُورا فَسَأَلته عَن حَاله فَقَالَ أَنا الْيَوْم طيب فَقلت مَا سَبَب ذَلِك فَقَالَ تبرمت أمس من طول هَذَا الْمَرَض وشكوت إِلَى رَبِّي ذَلِك ونمت البارحة فَرَأَيْت فِي مَنَامِي قَائِلا يَقُول مَا تَسْتَحي تَشْكُو وَأَنت الْقَائِل // (من الطَّوِيل) // (إِذا لم تكن تنهي إِلَى غَيْرك الشكوى ... فَمَا ثمَّ إِلَّا الصَّبْر فِيك على الْبلوى) (وَإِنِّي إِن أتلفت بالهجر مهجتي ... لأرضى الَّذِي ترْضى وأهوى الَّذِي تهوى) وَمَات بعد ذَلِك بِثَلَاثَة أَيَّام وَمن شعره // (من الْخَفِيف) // (قربت دَارنَا وَلم يفد الْقرب ... اجتماعا فَلَا أَذمّ البعادا) (كَانَ ذَاك البعاد أروح للقلب ... لِأَن الغرام بِالْقربِ زادا) 115 - العلاف يُوسُف بن عبد الْغَالِب بن هِلَال الإسْكَنْدراني العلاف كَانَ عاميا وَلَكِن لَهُ النّظم الحلو روى عَنهُ الْفُضَلَاء وَكَتَبُوا شعره توفّي فِي بَلَده سنة عشْرين وَسبع مائَة وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (وخضراء لَا الْحَمْرَاء تفعل فعلهَا ... لنا وثبات فِي الحشى وثبات) (تؤجج نَارا وَهِي فِي الْعين جنَّة ... وتعطيك طعم المر وَهِي نَبَات) وَمِنْه فِي حائك // (من السَّرِيع) // (كم قلت للحائك الظريف وَفِي ... رَاحَته طَاقَة يخلصها) (هَل فِي فِي رد مهجة لفتى ... لَيْسَ لَهُ طَاقَة يخلصها) 116 - ابْن المطجن يُوسُف بن عبد اللَّطِيف بن يُوسُف شرف الدّين أَبُو الْفضل

ابْن الْحَكِيم موفق الدّين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْوَفَاة سمع أَبَاهُ وَابْن اللتي وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ متوسط الْفَضِيلَة وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وست مائَة تغمده الله رَحمته 117 - تَقِيّ الدّين الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سرُور بن رَافع بن حسن الْفَقِيه تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ سمع وتفقه على الشَّيْخ الْمُوفق وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَكَانَ إِمَام الْجَامِع الغربي بنابلس وَفِيه دين وَخير وَعبادَة كتب عَنهُ الْحَافِظ ابْن الْحَاجِب وَغَيره وتوفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وست مائَة 118 - أَمِير الْمُسلمين صَاحب الْمغرب يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ السُّلْطَان أَمِير الْمُسلمين صَاحب الْمغرب أَبُو يَعْقُوب كَانَ أَصْغَر إخْوَته سنا وَلَكِن قَدمته النجابة والسعادة وَكَانَ ولي عهد عبد الْمُؤمن وَلَده مُحَمَّد الْأَكْبَر لَكِن اجْتمع بَنو عبد الْمُؤمن بعد موت أَبِيهِم فَمَال وَلَده عَليّ إِلَى الْوَفَاء بِعَهْد مُحَمَّد وَمَال أَبُو حَفْص عمر إِلَى مبايعة يُوسُف وَقَالَ إِن مُحَمَّدًا ضَعِيف لَا يقوم بِالْأَمر فتشاجرا حَتَّى آل الْأَمر إِلَى أَن تضاربا فَضرب أَبُو حَفْص أَخَاهُ عليا فِي حَلقَة بمقص كَانَ فِي يَده وَصَاح بغلمانه وعبيده وَكَانَ قد أعدهم لذَلِك فَقتلُوا عليا فِي المدلس وكتم موت عبد الْمُؤمن وَسلم مُحَمَّد الْأَمر إِلَى يُوسُف وَقَالَ إِنَّمَا أُرِيد الْخلَافَة لأصون بهَا روحي فَإِذا كَانَ فِيهَا إِتْلَاف الْأَرْوَاح فَلَا حَاجَة لي بهَا وَأَقْبل على خلواته وَانْفَرَدَ يُوسُف بتدبير الْأُمُور واعتدت الْأَيَّام فأظهر خِلَافَته وَمَوْت أَبِيه وخطب لنَفسِهِ وتحبب إِلَى النَّاس بِحسن السِّيرَة وَجَاءَت سنة ذَات وباء فَمَا فِيهَا مُحَمَّد ولي عهد عبد الْمُؤمن وَأَخُوهُ أَبُو حَفْص قَاتل عَليّ وَمَات عُثْمَان أخوهم أَيْضا وَكَانَ جليل الْقدر مخوف الْجَانِب وَكَانَ عبد الله بن عبد الْمُؤمن صَاحب الغرب الْأَوْسَط عَظِيما وَبِيَدِهِ الجيوش وَالْأَمْوَال فتوصل إِلَى أَن أهْدى إِلَى عبد الله جَارِيَة ذَات جمال وَمَعَهَا خرقَة مَسْمُومَة فَسَمتْهُ بهَا عِنْد الْفَرَاغ من الْجِمَاع فَمَاتَ عبد الله واستبد يُوسُف بِالْأَمر وَأمن المنازع وَعبر إِلَى الأندلس بِنَفسِهِ فِي مائَة ألف فَارس فَأحْسن ابْن مردنيش الْغَلَبَة فَاشْتَدَّ مَرضه وَمَات ووالى يُوسُف مواقعة الْكفَّار وَحصر مدنهم وَفتح معاقلهم وَاسْتولى على جملَة مِنْهَا وَسَار إِلَى أقْصَى إفريقية وَفتح قفصة وَهَذَا الْمِقْدَار مسيرَة ثَلَاثَة أشهر ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس غازيا وَقصد شنترين فحصرها شهرا فَأَصَابَهُ بهَا مرض قضى

عَلَيْهِ وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَت مدَّته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وأشهرا وَكَانَ حسن الصُّور لطيف الْأَخْلَاق غير أَنه أفرط فِي محاسبة الْعمَّال وَقبض يَده وَكَانَ يُقَال إِنَّه جماع مناع وَكَانَ بليغا شَاعِرًا فَمن كَلَامه قَوْله لبَعض حَاشِيَته إِنَّا جربناك فوجدناك كالذهب الإبريز مَا أحرق بالنَّار زَاد طيبا فوَاللَّه لأملأن عَيْنك قُرَّة وقلبك مَسَرَّة وَلما ثارت عَلَيْهِ قبائل غماره أحد كِتَابه أَن يكْتب لَهُم بالترغيب والترهيب فَلَمَّا كتب الْكَاتِب الْكتاب زَاد فِيهِ يُوسُف بِخَطِّهِ أَنْتُم أَيهَا الْفرْقَة الناشزون بَين أَمريْن إِمَّا أَن تَكُونُوا عِنْد الْمُوَحِّدين بِمَنْزِلَة الضيوف وَإِمَّا أَن تستمروا على غيكم وَمَا زرعه فِيكُم شياطينكم فتحصدكم السيوف وَقد وَصفه الشقندي فِي كتاب ظرف الظرفاء بالشعر وَالْأَدب وَعلم الْمنطق وَأنْشد لَهُ هَذِه الأبيات وَهِي الَّتِي قَالَهَا فِي مُخَاطب أَوْلَاد ابْن مردنيش لما كتبُوا إِلَيْهِ يعلمونه بِمَوْت أَبِيهِم ويظهرون الطَّاعَة لَهُ والانقياء ويرغبون فِي الْوُصُول إِلَيْهِ وتقبيل يَدَيْهِ // (من الطَّوِيل) // (لقاؤكم بالرحب والمنزل السهل ... وثواكم كالروض يرتاح للطل) (وأثرتكم زَادَت على كل أَثَرَة ... وَأَنْتُم لَهَا أهل فبورك من أهل) (هلموا إِلَى مَا اعتدتم من كَرَامَة ... وَحفظ مدى الْأَيَّام فِي النَّفس والأهل) وَقد وجدت أَنا لَهُ فِي بعض تعاليقي // (من الوافر) // (همو نظرُوا لواحظها فهاموا ... وتشرب عقل شاربها المدام) (يخَاف النَّاس مقلتها سواهَا ... أيذعر قلب حامله الحسام) (سمى طرفِي إِلَيْهَا وَهُوَ باك ... وَتَحْت الشَّمْس ينسكب الْغَمَام) (وأذكر قدها فأنوح وجدا ... على الأغصان ينتحب الْحمام) (وأعقب بَينهَا فِي الصَّدْر غما ... إِذا غربت ذكاء أَتَى الظلام) قلت شعر جيد فِي الذرْوَة 119 - ابْن عتبَة الطَّبِيب يُوسُف بن عتبَة الإشبيلي أَبُو الْحجَّاج الأديب الشَّاعِر الطَّبِيب لَهُ مصنفات فِي الْأَدَب وَله شعر وموشحات وَكَانَ ضنينا بِنَفسِهِ وَتُوفِّي رَحمَه الله بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة قدم الْقَاهِرَة فَلم يقبل عَلَيْهِ إِلَّا ابْن يغمور فصيره مَعَ أطباء البيمارستان وَصَارَ يأنس بِهِ فِي بعض الْأَوْقَات فَسَأَلَهُ يَوْمًا عَن بِلَاده فَقَالَ فَارَقت

ابن علي

الأندلس وَهِي مضطربة بدولة ابْن هود وَمَعَ هَذَا فاشتهي أَعُود إِلَى بلادي لما أشاهده من أشعاء النَّصَارَى بِهَذِهِ الْبِلَاد ثمَّ أنْشد // (من مخلع الْبَسِيط) // (أَصبَحت فِي مصر مستضاما ... أرقص فِي دولة القرود) (واضيعة الْعُمر فِي أخير ... مَعَ النَّصَارَى أَو الْيَهُود) (بالجد رزق الْأَنَام فيهم ... لَا بذوات وَلَا جدود) (لَا تبصر الدَّهْر من يُرَاعِي ... معنى قصيد وَلَا قصود) (أود من لؤمهم رُجُوعا ... للغرب فِي دولة ابْن هود) وَمن شعره // (من الوافر) // (أعدنا فَحْمَة الظلماء نَارا ... براح بَات موقدها براح) (فأشرقت الْجِهَات بهَا وزادت ... بِمَا استرقته من غرر الملاح) (وَمَا زلنا نَذِير الكأس وردا ... ودر الرَّوْض يبسم عَن أقاح) (إِلَى أَن شقّ جيب اللَّيْل شوقا ... وَعَن بكأسنا ضوء الصَّباح) (ولد لطمت كؤوس الراح منا ... لَهَا صرعى على تِلْكَ البطاح) 120 - الْكُوفِي يُوسُف بن عدي أَبُو يَعْقُوب الْكُوفِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى النَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم قَالَ أَبُو زرْعَة ثِقَة وأضر قبل مَوته بِيَسِير وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ ابْن عَليّ 121 - البسكري الْمُقْرِئ يُوسُف بن عَليّ بن جبارَة بن مُحَمَّد بن عقيل والهذلي أَبُو الْقَاسِم الضَّرِير الْمُقْرِئ البسكري بِالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف وَالسِّين الْمُهْملَة وَالْكَاف وَالرَّاء وبسكر من بِلَاد الْمغرب وبسكره مَدِينَة من إقليم يعرف بالزاب الصَّغِير وَهِي فِي عمل الْمعز بن باديس ولد سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة قدم بَغْدَاد وطوف الْبِلَاد فِي طلب الْقرَاءَات وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ بإصبهان وَسمع من أبي نعيم

أَحْمد بن عبد الله الْحَافِظ وبنيسابور من أبي بكر أَحْمد بن مَنْصُور بن خلف وَقَرَأَ بِبَغْدَاد عَلَى القَاضِي أبي الْعَلَاء مُحَمَّد بن عَليّ بن يَعْقُوب الوَاسِطِيّ وَغَيره وَله كتاب سَمَّاهُ الْكَامِل فِي الْقرَاءَات وَكَانَ يدرس النَّحْو وَيفهم الْكَلَام وَالْفِقْه 122 - الزنجاني الشَّافِعِي يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الزنجاني أَبُو الْقَاسِم الشَّافِعِي تفقه على أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ وبرع فِي الْمَذْهَب وَالْخلاف وَكَانَ يدرس فِي مَسْجده الْمَعْرُوف بِهِ بدرب الدَّوَابّ وَسمع من أَبَوي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْمُهْتَدي وَأحمد بن مُحَمَّد بن النقور وَحدث باليسير وروى عَنهُ أَبُو المعمر الْأنْصَارِيّ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي فِي معجميهما وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي صفر سنة خمس مائَة وَكَانَ الكيا الهراسي يفضله على جَمِيع فُقَهَاء بَغْدَاد وَيَقُول هُوَ أفقههم وأعرفهم بِالْمذهبِ لَو كَانَ بخراسان لَكَانَ مر حولا إِلَيْهِ وَإِذا سبقه فِي فَتْوَى يكْتب تَحت خطه هَذَا صَحِيح وَبِه أَقُول وجوابي مثل هَذَا أَو مَا فِي مَعْنَاهُمَا 123 - صَاحب إربل يُوسُف بن عَليّ كوجك بن بكتكين زين الدّين أَبُو يَعْقُوب ابْن زين الدّين صَاحب إربل وَليهَا بعد وَالِده إِلَى أَن مَاتَ بِظَاهِر عكا مرابطا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَولي بعده وَلَده فغلب على الْبَلَد أَخُوهُ مظفر الدّين 124 - الْقُضَاعِي يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو يَعْقُوب الْقُضَاعِي وَيُقَال أَبُو الْحجَّاج الأندي الْهمزَة المضمومة وَالنُّون وَالدَّال الأندلسي دخل بَغْدَاد تَاجِرًا وَسمع من الشريف أبي طَالب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الزَّيْنَبِي وَأبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد وَأبي الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن مَيْمُون النَّرْسِي وَأبي بكر مُحَمَّد بن طرخان بن يلتكين من يحكم التركي وأمثالهم وَلَقي الْحَرِير صَاحب المقامات وَأخذ عَنهُ وَقتل بالمرية سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة عِنْد دُخُول الرّوم إِلَيْهَا وعمره يَوْمئِذٍ خمس وَثَمَانُونَ سنة 125 - أَخُو الصاحب تَقِيّ الدّين يُوسُف بن عَليّ بن مهَاجر الصَّدْر الْكَبِير جمال

ابن عمر

الدّين التكريتي التَّاجِر البيع أَخُو الصاحب تَقِيّ الدّين تَوْبَة وَقد تقدم ذكر أَخِيه فِي حرف التَّاء كَانَ شَيخا جَلِيلًا ذَا حُرْمَة ولي حسبَة دمشق مديدة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة أَربع وَتِسْعين وست مائَة 126 - الْبَغْدَادِيّ يُوسُف بن عَليّ أَبُو الْحجَّاج الْبَغْدَادِيّ الْمعدل روى عَنهُ الدمياطي وَتُوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة ابْن عمر 127 - المظفر صَاحب الْيمن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول السُّلْطَان الْملك المظفر شمس الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور نور الدّين صَاحب الْيمن وَابْن صَاحبهَا قتل أَبوهُ وعمره سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة فَقَامَ هُوَ بالأمير وَبعده الْملك الْأَشْرَف ممهد الدّين فَمَا أَسْنَى وَملك بعده الْملك الْمُؤَيد هزبر الدّين وَكَانَ نور الدّين عمر مقدم جيوش الْملك أقسيس صَاحب الْيمن ابْن الْكَامِل لما مَاتَ أقسيس بِمَكَّة غلب نور الدّين على الْملك وأطاعه الْأُمَرَاء وَملك الْيمن نيفا وَعشْرين سنة ثمَّ إِن المظفر ملك بعده فامتدت أَيَّامه وَبَقِي فِي الْملك سبعا وَأَرْبَعين سنة وَتُوفِّي بقلعة تعز وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ وَكَانَ ملكا هماما جوادا عفيفا عَن أَمْوَال الرعايا كافا لجنده عَن الأذية وَكَانَ مقصدا للوافدين جمع لنَفسِهِ جُزْءا فِيهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا بأسانيد فِي التَّرْغِيب والترهيب وَهُوَ مسموعات من مَشَايِخ الْيمن بنزول 128 - ابْن صقير الوَاسِطِيّ يُوسُف بن عمر بن أبي بكر بن يُوسُف أَبُو يَعْقُوب الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِابْن صفير الوَاسِطِيّ طلب الحَدِيث بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ أَكثر مَا سَمعه فَسمع أَبَا الْبَقَاء هبة الْكَرِيم بن الْحسن حبانش وَالْقَاضِي أَبَا الْفضل هبة الله بن عَليّ بن قسام وَأَبا طَالب سُلَيْمَان بن مُحَمَّد العكبري الزَّاهِد وَغَيرهم وَقدم بَغْدَاد وَسمع الشريف عِيسَى بن أَحْمد الدوشابي ومنوجهر بن مُحَمَّد بن تركانشاه وَعبد الْحق بن عبد الْخَالِق بن يُوسُف وَغَيرهم وَكتب وَحصل وَعَاد إِلَى وَاسِط وَعَاد إِلَى بَغْدَاد مرَارًا وَحدث بهَا وأضر وَكَانَ صَدُوقًا حسن الطَّرِيقَة متدينا توفّي رَحمَه الله سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وست مائَة

129 - حفيد نظام الْملك يُوسُف بن عمر بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن الْعَبَّاس الطوسي أَبُو المحاسن من أحفاد الْوَزير نظام الْملك أبي عَليّ كَانَ شَيخا فهما لَهُ معرفَة بأيام النَّاس ويحفظ كثيرا من الحكايات والأشعار قَالَ محب الدّين بن النجار إِلَّا أَنه كَانَ سيىء الطَّرِيقَة غير مرضِي السِّيرَة عَفا الله عَنهُ سمع أَبَا الْوَقْت وَأَبا الْقَاسِم نصر بن نصر بن عَليّ العكبري وَغَيرهمَا وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة 130 - ابْن عَم الْحجَّاج يُوسُف بن عمر بن مُحَمَّد بن الحكم بن أبي عقيل بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ هُوَ ابْن عَم الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ يَجْتَمِعَانِ فِي الحكم بن أبي عقيل ولاه هِشَام بن عبد الْملك الْيمن لثلاث بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَمِائَة وَلم يزل بهَا أَن ولاه الْعرَاق فاستخلف على الْيمن ابْنه الصَّلْت بن يُوسُف وَذَلِكَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَة فَبَقيَ إِلَى سنة أَربع وَعشْرين وَكتب إِلَيْهِ هِشَام سر إِلَى الْعرَاق فقد وليتك إِيَّاه وَإِيَّاك أَن يعلم بك أحد واشفني فِي خَالِد الْقَسرِي وعماله فوصل إِلَيْهَا وَحل بِخَالِد وَأَصْحَابه أَنْوَاع الْعَذَاب والهون وَمَات مِنْهُم فِي الْعَذَاب جمَاعَة وَكَانَ يُوسُف بن عمر قد خرج إِلَى الْكُوفَة فِي سَبْعَة عشر يَوْمًا فِي ثَلَاثِينَ من أَصْحَابه فَلَمَّا وصل الْكُوفَة عرس قَرِيبا مِنْهَا وَصَارَ إِلَى دور بني ثَقِيف فَأمر بَعضهم فَجمع لَهُ من قدر عَلَيْهِ مِنْهُم فَدخل الْمَسْجِد الْفجْر فَأمر الْمُؤَذّن بِالْإِقَامَةِ فَقَالَ حَتَّى يَأْتِي الإِمَام فانتهره فَأَقَامَ وَتقدم يُوسُف فصلى وَقَرَأَ {إِذا وَقعت الْوَاقِعَة} الْوَاقِعَة 56 / 1 و {سَأَلَ سَائل} المعارج 10 / 1 ثمَّ إِنَّه أرسل إِلَى خَالِد وطارق نَائِبه وَأَصْحَابه فَأخذُوا وَإِن الْقُدُور لتغلي وَحبس يُوسُف خَالِدا فَصَالحه أبان بن الْوَلِيد عَنهُ وَعَن أَصْحَابه على تِسْعَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ مَا كنت لأرجع عَن شَيْء رهنت بِهِ لساني وَلما بلغ ذَلِك خَالِدا قَالَ لأَصْحَابه أسأتم حِين أعطيتموه هَذَا المَال فِي أول دفْعَة فَارْجِعُوا إِلَيْهِ فَقولُوا إِنَّا أخبرنَا خَالِدا بِمَا فارقناك عَلَيْهِ فَذكر أَنه لَيْسَ عِنْده فَقَالَ أَنْتُم وَصَاحِبك أعلم فَأَما أَنا فَلَا أرجع عَلَيْكُم وَإِن رجعتم لم أمنعكم قَالُوا فَإنَّا قد رَجعْنَا قَالَ فوَاللَّه لَا أرْضى بِتِسْعَة آلَاف دِرْهَم وَلَا بِمِثْلِهَا وَمثلهَا فَذكر ثَلَاثِينَ ألف

ألف دِرْهَم وَيُقَال مائَة ألف ألف دِرْهَم ثمَّ إِنَّه حبس خَالِدا وَضرب يزِيد بن خَالِد ثَلَاثِينَ سَوْطًا فَكتب هِشَام إِلَى يُوسُف أعطي الله عهدا لَئِن شاكت خَالِدا شَوْكَة لَأَضرِبَن عُنُقك فخلى سَبيله بثقله وَعِيَاله فَأتى الشَّام وَأقَام بِهِ وَلم يزل يَغْزُو الصوائف حَتَّى مَاتَ هِشَام وَقيل إِنَّه سَأَلَ هشاما أَن يبسط الْعَذَاب على خَالِد فَلم يَأْذَن لَهُ وألح عَلَيْهِ بالرسائل واعتل بانكسار الْخراج لما صَار إِلَيْهِ وَإِلَى عماله مِنْهُ فَأذن لَهُ مرّة وَاحِدَة وَبعث حرسيا يشْهد ذَلِك وَحلف لَئِن أَتَى على خَالِد أَجله لَيَقْتُلَنهُ بِهِ فَدَعَا بِهِ يُوسُف وَجلسَ على دكان بِالْحيرَةِ وجهز للنَّاس وَبسط عَلَيْهِ الْعَذَاب فَلم يكلمهُ خَالِد حَتَّى شَتمه يُوسُف وَقَالَ لَهُ يَا ابْن النَّصْرَانِيَّة يَا ابْن الكاهن يَعْنِي شقا أحد أجداده وَهُوَ الماهن الْمَشْهُور فَقَالَ لَهُ خَالِد إِنَّك الأحمق تعيرني بشرفي لكنك ابْن السباء إِنَّمَا كَانَ أَبوك يسبأ الْخمر يَعْنِي يَبِيع الْخمر ثمَّ إِنَّه رد خَالِدا إِلَى محبسه فَأَقَامَ ثَمَانِيَة عشر شهرا ثمَّ إِن هشاما كتب إِلَيْهِ بِإِطْلَاقِهِ وَأقَام بِأَرْض الْقرْيَة من أَرض الرصافة وَلم يَأْذَن لَهُ هِشَام فِي الْقدوم عَلَيْهِ وَخرج زيد بن زين العابدين على يُوسُف بن عمر فَكتب يُوسُف إِلَى هِشَام إِن أهل هَذَا الْبَيْت من بني هَاشم قد كَانُوا هَلَكُوا جوعا حَتَّى كَانَت همة أحدهم قوت يَوْمه فَلَمَّا ولي خَالِد الْعرَاق قواهم بالأموال حَتَّى تاقت نُفُوسهم إِلَى طلب الْخلَافَة وَمَا خرج زيد إِلَّا بِإِذن خَالِد وَمَا مقَامه بالقرية إِلَّا لِأَنَّهَا مدرجة الطَّرِيق فَهُوَ يسْأَل عَن أخباره فَقَالَ هِشَام للرسول كذبت وَكذب صَاحبك وَمهما اتهمنا بِهِ خَالِدا فَإنَّا لَا نتهمه فِي الطَّاعَة وَأمر بالرسول فوجئت عُنُقه وَبلغ الْخَبَر خَالِدا فَصَارَ إِلَى دمشق وَبَقِي يُوسُف على ولَايَة الْعرَاق مُدَّة ولَايَة هِشَام فَلَمَّا تولى ابْن أَخِيه الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك فَأقر يُوسُف على ولَايَة الْعرَاق وَكَانَ قد عزم على عَزله وَكَانَت أم الْوَلِيد بن يزِيد أم الْحجَّاج بنت مُحَمَّد بن يُوسُف أخي الْحجَّاج بن يُوسُف فالحجاج عَمها وَكتب الْوَلِيد إِلَى يُوسُف بن عمر إِنَّك كتبت إِلَيّ تذكر أَن خَالِدا أخرب الْعرَاق وَكنت مَعَ ذَلِك تحمل إِلَى هِشَام مَا تحمل وَيَنْبَغِي أَن تكون قد عمرت الْعرَاق فاشخص إِلَيْنَا وَصدق ظننا بك فِيمَا تحمله إِلَيْنَا من عمَارَة الْعرَاق فَإنَّك خَالنَا وأحق النَّاس بالتوفير علينا فَخرج يُوسُف بن عمر إِلَيْهِ وَحمل مَعَه من الْأَمْوَال والآنية والأمتعة مَا لم يحمل مثله فَأقبل إِلَيْهِ وَالْتزم بِأَنَّهُ إِن يسلم إِلَيْهِ خَالِدا الْقَسرِي أَن يحمل خمسين ألف ألف دِرْهَم فسلمه إِلَيْهِ فَحَمله مَعَه وعذبه إِلَى أَن قَتله وَلما تولى يزِيد بن الْوَلِيد بن عبد الْملك ولى الْعرَاق عبد الْعَزِيز بن هَارُون بن عبد الْملك بن دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ فَأبى الْولَايَة فولاها مَنْصُور بن جُمْهُور وَبلغ الْخَبَر

يُوسُف بن عمر فهرب وسلك طَرِيق السماوة وَكَانَ أَهله بالبلقاء فاختفى عِنْدهم وَلبس زِيّ النِّسَاء وَبلغ الْخَبَر يزِيد بن الْوَلِيد فَأرْسل إِلَيْهِ من أحضرهُ على هَيئته فحبسه يزِيد فَأَقَامَ فِي السجْن مُدَّة يزِيد بن الْوَلِيد فَلَمَّا مَاتَ يزِيد وَولي أَخُوهُ إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بَقِي يُوسُف بن عمر مُدَّة ولَايَة إِبْرَاهِيم فِي السجْن وَتَوَلَّى مَرْوَان آخر مُلُوك بني أُميَّة وَكَانَ يزِيد بن خَالِد الْقَسرِي مَعَ إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد فَلَمَّا خَافُوا من مَرْوَان عِنْد التقاء عسكريهما خَافُوا غائلة الحكم وَعُثْمَان بن الْوَلِيد وهما فِي السجْن فجهزوا يزِيد لقتلهما فَتوجه إِلَيْهِمَا وقتلهما وَكَانَ يُوسُف بن عمر عِنْدهمَا فَقتله يزِيد بن خَالِد الْقَسرِي وَذَلِكَ سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة وَقيل إِنَّه قتل فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة وَأخذُوا رَأس يُوسُف عَن جسده وشدوا فِي رجله حبلا وَكَانَ الصّبيان يجرونه فِي شوارع دمشق فتمر بِهِ الْمَرْأَة فتحسبه صَغِيرا فَتَقول لأي شَيْء قتلوا هَذَا الصَّغِير الْمِسْكِين لما ترى من صغر جثته وَكَانَ يُوسُف بن عمر قَصِيرا جدا ولحيته طَوِيلَة جدا تجوز سرته وَكَانَ أتيه النَّاس وأحمقهم وَمن حمقه أَن حجاما أَرَادَ أَن يحجمه فارتعدت يَده فَقَالَ لحاجبه قل لهَذَا البائس لَا يخف وَمَا رَضِي أَن يكلمهُ بِنَفسِهِ وَكَانَ الْخياط إِذا أَرَادَ أَن يفصل ثِيَابه إِن قَالَ يحْتَاج إِلَى زِيَادَة ثوب آخر أكْرمه وحباه وَإِن فضل من القماش شَيْئا أهانه وأقصاه لِأَنَّهُ يكون قد نبه إِلَى قصره ودمامته وَفِي الْأَمْثَال أتيه من أَحمَق ثَقِيف المُرَاد بِهِ يُوسُف بن عمر وَقَالَ بَعضهم رَأَيْت يُوسُف بن عمر وَفِي مذاكيره حَبل وَهُوَ يجر بِدِمَشْق ثمَّ رَأَيْت بعد ذَلِك يزِيد بن خَالِد الْقَسرِي قَاتله وَفِي مذاكيره حَبل وَهُوَ يجر فِي ذَلِك الْموضع وَكَانَ يُوسُف يطعم النَّاس فِي كل يَوْم خَمْسَة آلَاف خوان كل خوان عَلَيْهِ عشرَة أنفس وَكَانَ الْحجَّاج يطعم أهل الشَّام خَاصَّة على ألف خوان فأطعم يُوسُف بن عمر أهل الشَّام وَأهل الْعرَاق 131 - الختني يُوسُف بن عمر بن الْحُسَيْن الشَّيْخ الْعدْل المعمر بدر الدّين الختني بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح التَّاء ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا نون وياء النِّسْبَة الْمصْرِيّ ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَحضر فِي الرَّابِعَة على ابْن رواج وَتفرد بِهِ وَسمع من صَالح المدلجي والمرسي والبكري وَابْن اللمطي وَتفرد بأَشْيَاء وَله مشيخة روى فِيهَا عَن نَيف وَسِتِّينَ نفسا وَأكْثر الطّلبَة عَنهُ توفّي رَحمَه الله سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة

132 - ابْن عمروس المنيي يُوسُف بن عمروس المنيي الْقُرْطُبِيّ من سَاكِني منية عجب وإليها ينْسب سمع من مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن باز وَابْن وضاح وَغَيرهمَا وَكَانَ رجلا عابدا حَافِظًا لرأي مَالك رَضِي الله عَنهُ وَأَصْحَابه وانقبض قبل مَوته بسنين وَكَانَ يخْتَلف إِلَيْهِ للسماع مِنْهُ فِي دَاره ذكره إِسْمَاعِيل وَابْن حَارِث وَابْن الفرضي 133 - الْمروزِي يُوسُف بن عِيسَى بن دِينَار الْمروزِي روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين والمائتين 134 - العشاب المريي يُوسُف بن فتوح أَبُو الْحجَّاج الأندلسي المريي العشاب كَانَ ذكيا فَاضلا ولي الشورى بِبَلَدِهِ وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَمَعْرِفَة النَّبَات وَكَانَ يجلبه ويتجر فِيهِ وَله سَمَاعه وَرِوَايَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة 135 - قَاضِي الأهواز يُوسُف بن الْغَرق بن لمازه قَاضِي الأهواز توفّي فِي حُدُود الْمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى 136 - حَاجِب شمس الْمُلُوك يُوسُف بن فَيْرُوز حَاجِب شمس الْمُلُوك هرب من شمس الْمُلُوك خَائِف من دمشق إِلَى تدمر وَكَانَ سفيرا بَين قراجا وشهاب الدّين مَحْمُود فِي تَسْلِيم حمص وَحلف لَهُ شهَاب الدّين وآمنه فَعَاد إِلَى دمشق يَنُوب فِي التَّدْبِير عَن معِين الدّين أنر وَكَانَ فِي نفس الغلمان الأتابكية عَلَيْهِ حقد لِأَن أيلبا لما قفز على شمس الْمُلُوك أَشَارَ عَلَيْهِ بقتْله وَكَانَ بزواش أتابك الْعَسْكَر يحسده ويوسف يهينه ويهين الأتابكية فاتفقوا على قَتله فالتقاه بزواش عِنْد الْمَسْجِد الْجَدِيد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة فَضَربهُ بِالسَّيْفِ على وَجهه فَقتله وهرب فَطَلَبه شهَاب الدّين مَحْمُود وَقَالَ لَا بُد من قَتله وَقتل الغلماء الأتابكية فَقيل لَهُ فِي هَذَا إِفْسَاد الدولة وأعداؤك من كل جَانب فَسكت على مضض وعاش بزواش إِلَى دمشق

ابن القاسم

ابْن الْقَاسِم 137 - قَاضِي دمشق يُوسُف بن الْقَاسِم بن فَارس بن سوار الميانجي الشَّافِعِي نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن قَاضِي مصر وَالشَّام أبي الْحسن عَليّ بن النُّعْمَان وَكَانَ مُسْند الشَّام فِي زَمَانه وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة 138 - أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب يُوسُف بن الْقَاسِم بن صبيح أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب وَالِد أَحْمد وَزِير الْمَأْمُون كَانَ كَاتبا بليغا وَله رسائل مدونة وَشعر وَكَانَ يكْتب فِي ديوَان الْكُوفَة لبني أُميَّة ثمَّ إِنَّه كتب للسفاح وللمنصور وللرشيد واختص بِيَحْيَى بن خَالِد بن برمك فَكَانَ يكْتب بَين يَدَيْهِ ويخلفه على التوقيع وعَلى دواوين الأزمة وَمن شعره // (من الطَّوِيل) // (هجرتك لما لم أجد فِيك مسكة ... وصادفت مِنْك الود غير قريب) (وَمَا كنت أَدْرِي أَن مثلك ينثني ... على جنب خوان الصّديق مريب) (فِرَاق أَخ يُعْطي الْمَوَدَّة حَقّهَا ... أضرّ وأبلى من فِرَاق حبيب) 139 - سبط ابْن الْجَوْزِيّ يُوسُف بن قزغلي بِالْقَافِ وَالزَّاي والغين الْمُعْجَمَة وَاللَّام ابْن عبد الله الإِمَام المؤرخ الْوَاعِظ شمس الدّين أَبُو المظفر التركي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ العوني الْحَنَفِيّ سبط الإِمَام جمال الدّين أبي الْفرج بن الْجَوْزِيّ نزيل دمشق ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وتوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَخمسين وست مائَة سمع من جده وَسمع بالموصل ودمشق من جمَاعَة وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها واعظا وحيدا

فِي الْوَعْظ عَلامَة فِي التَّارِيخ وَالسير وافر الْحُرْمَة محببا إِلَى النَّاس حُلْو الْوَعْظ قدم دمشق وَهُوَ ابْن نَيف وَعشْرين سنة ونفق على أَهلهَا وَأَقْبل عَلَيْهِ أَوْلَاد الْعَادِل وصنف فِي الْوَعْظ والتاريخ وَكَانَ وَالِده قزغلي من موَالِي الْوَزير عون الدّين بن هُبَيْرَة وروى عَنهُ الدمياطي وَيُقَال فِي وَالِده زغلي بِحَذْف الْقَاف وَهُوَ صَاحب مرْآة النَّاس وَأَنا مِمَّن حسده على هَذِه التَّسْمِيَة وَهِي لائقة بالتاريخ كَأَن النَّاظر فِي التَّارِيخ يعاين من ذكر فِيهِ فِي مرْآة إِلَّا أَن فِي الْمرْآة صدأ المجازفة مِنْهُ رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَمَاكِن مَعْرُوفَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَقد اخْتَصَرَهُ شَيخنَا قطب الدّين اليونيني وذيل عَلَيْهِ إِلَى وقتنا هَذَا وَلما مَاتَ حضر جنَازَته السُّلْطَان وَمن دونه ودرس بالشبلية مُدَّة وبالمدرسة البدرية وَقَرَأَ الْأَدَب على أبي الْبَقَاء وَالْفِقْه على الحصيري وَلبس الْخِرْقَة من عبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَكَانَ حنبليا فانتقل وَصَارَ حنفيا للدنيا وصنف فِي مَنَاقِب أبي حنيفَة جُزْءا ومعادن الإبريز فِي التَّفْسِير تِسْعَة وَعِشْرُونَ مجلدا وَشرح الْجَامِع الْكَبِير فِي مجلدين 140 - الذَّهَبِيّ الشَّاعِر يُوسُف بن لُؤْلُؤ الذَّهَبِيّ الأديب بدر الدّين الدِّمَشْقِي الشَّاعِر كَانَ وَالِده لُؤْلُؤ عَتيق دلدرم صَاحب تل بَاشر لَهُ نظم يروق الأسماع ويعقد على فَضله الْإِجْمَاع مدح النَّاصِر بن الْعَزِيز والكبار وَكَانَ لَهُ بَيت فِي الجاروخية عَاشَ ثَلَاثًا وَسبعين سنة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وست مائَة يُقَال إِنَّه كَانَت لَهُ دكان باللبادين لَهُ فِيهَا قفص على الْعَادة فِيهِ خَوَاتِم وَغَيرهَا فَجَاءَهُ مَمْلُوك من مماليك النَّاصِر صَاحب الشَّام فَقَالَ لَهُ عنْدك خَاتم على قدر إصبعي فَقَالَ بل عِنْدِي إِصْبَع على قدر خاتمك فبلغت الْوَاقِعَة النَّاصِر فاستظرفه وَكَانَ ذَلِك سَبَب اتِّصَاله بِهِ وَمن شعره مَا أنشدنيه من لَفظه الْحَاج لاجين الذَّهَبِيّ قَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ وَقد توالت الأمطار بِدِمَشْق // (من الرمل) = (إِن أَقَامَ الْغَيْث شهرا هَكَذَا ... جَاءَ بالطوفان وَالْبَحْر الْمُحِيط) (مَا هم من قوم نوح يَا سما ... أقلعي عَنْهُم فهم من قوم لوط) وَقَالَ لي لاجين هَذَا هُوَ الَّذِي أول من علم النَّاس المجنس بِدِمَشْق وَهُوَ تلبيس الذَّهَب الْفضة وَجعله شريطا يَعْنِي يُوسُف الذَّهَبِيّ هَذَا

وَمن شعره فِي غُلَام بِوَجْهِهِ حب الشَّبَاب // (من الطَّوِيل) // (تعشقته لدن القوام مهفهفا ... شهي اللمى أحوى المراشف أشنبا) (وَقَالُوا بدا حب الشَّبَاب بِوَجْهِهِ ... فيا حسنه وَجها إِلَيّ محببا) وَذكرت هُنَا مَا نظمته أَنا فِي مثله // (من مجزوء الرمل) // (إِن حب الخد مِمَّن ... حبه زَاد كتئابي) (أتعب الْقلب إِلَى أَن ... شَاب فِي حب الشَّبَاب) ونظمت فِيهِ أَيْضا // (من مخلع الْبَسِيط) // (بدا وَحب الشَّبَاب باد ... فَقلت لَا يُنكر الصَّوَاب) (حمرَة خديه فِي احمرار ... وَالْحب من فَوْقهَا حباب) وَقَالَ الذَّهَبِيّ الْمَذْكُور فِي النَّجْم الْعَبَّادِيّ وَقد كحل غُلَاما حسنا غدْوَة فَمَاتَ النَّجْم فِي العشية الْمَذْكُورَة // (من الْكَامِل) // (يَا قوم قد غلط الْحَكِيم وَمَا درى ... فِي كحله الرشأ الغرير بطبه) (وَأَرَادَ أَن يمْضِي نصال جفونه ... ويحدها لتصيبنا فبدت بِهِ) وَقَالَ أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (بدا صدغ من أهواه فِي مَاء هَذِه ... فحيرني لما التوى وتعقربا) (وَقَالُوا يصير الشّعْر فِي المَاء حَيَّة ... فَكيف غَدا فِي ذَلِك الخد عقربا) قلت وَقَوله تعقربا وعقربا قَبِيح وَقد رَأَيْت كثيرا من الْفُضَلَاء اسْتعْمل مثل هَذَا وَأَنا أرَاهُ قبيحا لِأَن الْمَادَّة وَاحِدَة (هَلُمَّ يَا صَاح إِلَى رَوْضَة ... يجلو بهَا العاني صدا همه) (نسيمها يعثر فِي ذيله ... وزهرها يرقص فِي كمه) وَقَالَ // (من السَّرِيع) // (أدر كؤوس الراح فِي رَوْضَة ... قد نمقت أبرادها السحب) (الطير فِيهَا شيق مغرم ... وجدول المَاء بهَا صب) وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (أَرَأَيْت وَادي النيرين وماؤه ... يُبْدِي لناظرك العجيب الأعجبا)

(يتكسر المَاء الزلَال على الْحَصَى ... فَإِذا غَدا بَين الرياض تشعبا) وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (رفقا أذبت حشاشة المشتاق ... وأسلتها دمعا من الآماق) (وأحلته من بعد تسويف على الصَّبْر ... الَّذِي لم تبْق مِنْهُ بواقي) (وَطلبت من ي فِي هَوَاك موثقًا ... وَالْقلب عنْدك فِي أَشد وثاق) (قلب بِعَين قد أُصِيب وعارض ... فأعده لي فالدمع لَيْسَ براقي) (ألْقى الدُّمُوع على الدُّمُوع وليلتي ... أدرى بِمَا ألْقى بهَا وألاقي) (لَا تلتقي فِيهَا الجفون وإنني ... لَا أرتجي مِنْهَا ومك تلاقي) (أشقيق بدر التم طَال تلهفي ... وَأطَال فِيك العاذلون شقاقي) (أنفقت من صبري عَلَيْك وَإنَّهُ ... لرضاك لَا لتملق ونفاق) (فارفق بقلب فِيهِ مَا يَكْفِيهِ ... من فرق الصدود فَلَا ترع بفراقي) (فحرارة الأنفاس قد دلّت على ... مَا فِي الحشا من لاعج الأحراق) (وصبا بعثت بِهِ إِلَيْك فَلم تعد ... وأظنها حَالَتْ عَن الْمِيثَاق) (وَتَشَوُّقِ سطرته فِي مهرق ... فمحاه واكف دمعي المهراق) (وبمهجتي المتحملون عَشِيَّة ... والركب بَين تلازم وعناق) (وحداتهم أخذت حجازا بَعْدَمَا ... غنت وَرَاء الركب فِي عشاق) (وتنبهت ذَات الْجنَاح بسحرة ... فِي الواديين فنبهت أشواقي) (وَرْقَاء قد أخذت فنون الْحزن عَن ... يَعْقُوب والألحان عَن إِسْحَاق) (قَامَت على سَاق تطارحني الْهوى ... من دون صحبي بالحمى ورفاقي) (أَنى تباريني جوى وصبابة ... وكآبة وَهوى وفيض مآقي) (وَأَنا الَّذِي أملي الْهوى من خاطري ... وَهِي الَّتِي تملي من الأوراق) وَقَالَ فِي دولاب // (من مجزوء الرجز) // (وروضة دولابها ... إِلَى الغصون قد شكا) (من حَيْثُ ضَاعَ زهرها ... دَار عَلَيْهِ وَبكى) وَقَالَ أَيْضا // (من مجزوء الرمل) // (رب ناعورة روض ... بَات تندى وتفوح)

(تضحك الأزهار مِنْهَا ... وَهِي تبْكي وتنوح) وَقَالَ أَيْضا // (من السَّرِيع) // (باكر إِلَى الرَّوْضَة تستجلها ... فغثرها فِي الصُّبْح بسام) (والنرجس الغض اعتراه الحيا ... فغض طرفا فِيهِ أسقام) (وبلبل الدوح فصيح على الأيكة ... والشحرور تمْتَام) (ونسمة الرّيح على ضعفها ... لَهَا بِنَا مر وإلمام) (فعاطني الصَّهْبَاء مشمولة ... عذراء قالواشون نوام) (وأكتم أَحَادِيث الْهوى بَيْننَا ... فَفِي خلال الرَّوْض نمام) وَقَالَ فِي مليح فِي الْجَيْش // (من الْكَامِل) // (يَا حسنه فِي الْجَيْش حِين غَدا ... يختال فِي السمر والقضب) (لم ألق أحلى من شمائله ... فِي الْعين لما سَار فِي الْقلب) وَقَالَ // (من الطَّوِيل) // (وأحوى ثنى من قده اللدن ذابلا ... فاخجل غُصْن البان وَهُوَ نضير) (على الوجنة الخضراء دَار عذاره ... على مثلهَا كَانَ الخصيب يَدُور) وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (صدوا وَقد دب العذار بخده ... مَا ضرهم لَو أَنهم جبروه) (هَل ذَاك غير نَبَات روض قد حلا ... لكِنهمْ لما حلا هجروه) وَقَالَ وَقد أُحِيل على ديوَان الْحَشْر // (من الطَّوِيل) // (أمولاي محيي الدّين طَال ترددي ... لجائزة قد عيل من دونهَا صبري) (وَقد كنت قبل الْحَشْر أَرْجُو نجازها ... فَكيف وَقد صيرتموها إِلَى الْحَشْر) وَقَالَ // (من مجزوء الْكَامِل) // (رفقا بصب مغرم ... أبليته صدا وهجرا) (وافاك سَائل دمعه ... فرددته فِي الْحَال نَهرا) وَقَالَ // (من المجتث) // (يَا عاذلي فِي هَوَاهُ ... إِذا بدا كَيفَ أسلو) (يمر بِي كل وَقت ... وَكلما مر يحلو)

وَقَالَ // (من الْكَامِل المجزوء) // (إِن الَّذين ترحلوا ... نزلُوا بعيني الناظرة) (أسكنتهم فِي مهجتي ... فَإِذا هم بالساهرة) وَقَالَ // (من مخلع الْبَسِيط) // (يَا رشأ كلما مَرَرْت بِهِ ... يخْفق قبلي لَهُ ويضطرب) (قد قُمْت بِالْقَلْبِ فِي هَوَاك ضنى ... وَأَنا قُمْت بِالَّذِي يجب) وَقَالَ فِي نجم الدّين بن إِسْرَائِيل لما هوى مليحا يدعى الحويرح // (من المجتث) // (قَلْبك الْيَوْم طَائِر ... عَنْك أم فِي الْجَوَارِح) (كَيفَ يُرْجَى خلاصه ... وَهُوَ فِي كف جارح) فَلَمَّا سمع ذَلِك قَالَ خلص الطَّائِر فَقَالَ // (من الْكَامِل) // (خلصت طَائِر قَلْبك العاني ترى ... من جارح يَغْدُو بِهِ وَيروح) (وَلَقَد يسر خلاصه إِن كنت قد ... خلصته مِنْهُ وَفِيه الرّوح) وَقَالَ // (من الوافر) // (تحيرنا عل مر اللَّيَالِي ... جنان النيرين العاليات) (وَكَيف اعتلت النسمات فِيهَا ... وشاخ البان واكتهل النَّبَات) وَقَالَ فِي مليح وراق // (من الطَّوِيل) // (خليلي جد الْجد واتصل الأسى ... وَضَاقَتْ على المشتاق فِي قَصده السبل) (وَقد أصبح الْقلب الْمَعْنى كَمَا ترى ... معنى بوراق وَمَا عِنْده وصل) ذكرت هُنَا مَا قلته فِي وراق // (من السَّرِيع) // (يَا حسن وراق أرى خَدّه ... قد راق فِي التَّقْبِيل عِنْدِي ورق) (تميس فِي الدّكان أعطافه ... مَا أحسن الأغصان بَين الْوَرق) وَقَالَ فِي زهر اللوز // (من مخلع الْبَسِيط) // (اللوز أشجاره نشاوى ... بميل أغصانه الرطاب) (مشتبك زهره علينا ... وظل الرطب مستطاب) (وَنحن من سكرنا نرَاهُ ... كَأَنَّهُ فَوْقنَا ضباب) وَقَالَ // (من مخلع الْبَسِيط) //

(عرج على الزهر يَا نديمي ... ومل إِلَى ظله الظليل) (فالغصن يلقاك بابتسام ... وَالرِّيح تلقاك بِالْقبُولِ) وَقَالَ // (من مجزوء الْكَامِل) // (الزهر ألطف مَا رَأَيْت ... إِذا تكاثرت الهموم) (تحنو عَليّ غصونه ... ويرق لي فِيهِ النسيم) وَقَالَ يصف غرقة // (من الْكَامِل) // (مولَايَ أَشْكُو غرفَة فِي ناجر ... كالنار تلفح بالهجير اللافح) (عز النسيم بهَا فَلَيْسَ بسانح ... وخلا الذُّبَاب بهَا فَلَيْسَ ببارح) وَقَالَ ملغزا فِي السرطان // (من السَّرِيع) // (مَا اسْم إِذا مَا أَنْت صحفته ... صَار مثنى باعتبارين) (فِي الراس وَالْعين يرى دَائِما ... وَهُوَ بِلَا راس وَلَا عين) وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (ومعذر قد بيتته جمَاعَة ... ولووا بِمَا وعدوه طول اللَّيْل) (واكتاله كل هُنَاكَ وَمَا رأى ... مِنْهُم سوى حشف وَسُوء الْكَيْل) وَقَالَ // (من السَّرِيع) // (حلا نَبَات الخد يَا عاذلي ... لما بدى فِي خَدّه الْأَحْمَر) (فشاق ني ذَاك العذار الَّذِي ... نَبَاته أحلى من السكر) وَقَالَ فِي شمعة // (من السَّرِيع) // (وشمعة أودى هَواهَا بهَا ... وشفها التسهيد والدمع) (قد مثلت مِنْهَا لنا نَخْلَة ... وسال من ذائبها طلع) وَقَالَ // (من المجتث) // (وَبنت ليل بكتنا ... بدفمعة مدراره) (كَأَنَّمَا هِيَ غُصْن ... فِي رَأسه جلناره) وَقَالَ // (من مجزوء الرجز) // (وَذَات قد أهيف ... فؤادها قد التهب) (كصعدة من فضَّة ... لَهَا سِنَان من ذهب)

وَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (وَسُمْعَة وقفت تَشْكُو لنا حرقا ... وأدمعا لم تزل تهمي سواكبها) (وحيدة فِي الدجى من طول مَا مكثت ... تكابد اللَّيْل قد شابت ذوائبها) وَكتب إِلَى فَخر الدّين بن الصَّيْرَفِي وَقد بلغه أَنه يُورد شعره // (من المجتث) // (قد زِدْت شعري حسنا ... وزادك الله سَعْدا) (أودته بِبَيَان ... فَصَارَ وَأحلى وأندى) (كالنحل يجني بِفِيهِ ... طلا وَيُلْقِيه شَهدا) وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (شوقي إِلَيْك على البعاد تقاصرت ... عَنهُ خطاي وَقصرت أقلامي) (واعتلت النسمات فِيمَا بَيْننَا ... مِمَّا أحملها إِلَيْك سلامي) وَقَالَ // (من الرجز) // (يَا حسن جنَّات لنا بجلق ... وَقد ثنت أَغْصَانهَا ريح الصِّبَا) (يبكي بهَا غمامها وزهرها ... يضْحك فِي أكمامه على الربى) وَقَالَ فِي غُلَام يعرف بالشقيق // (من الْكَامِل) // (يَا قامة الْغُصْن الرطيب إِذا انثنى ... ولوى معاطفه نسيم الرّيح) (أشقيق روض أَنْت يَا بدر الدجى ... بِاللَّه قل لي أم شَقِيق الرّوح) وَقَالَ فِي مليح رفاء // (من مجزوء الْكَامِل) // (وبمهجتي الرفا الَّذِي ... فَضَح الذوابل لينه) (لم يرف قلب متيم] ... قد مزقته جفونه) وَذكرت أَنا هُنَا مَا قلته فِي مليح رفاء وَهُوَ // (من الوافر) // (ووفاء لَهُ وَجه مليح ... محاسنه المليحة لَيْسَ تخفى) (شغلت بِهِ الْفُؤَاد ولي زمَان ... أرى بَيت الْفُؤَاد بعوز رفا) وَقَالَ بدر الدّين وَقد جهز إِلَيْهِ دَرَاهِم عَلَيْهَا أسود // (من المتقارب) // (رددت الْحَوَادِث عني وَقد ... وهتني كتائبها والجنود) (وأنجدتني بالجياد الَّتِي ... بعثت بهَا وَعَلَيْهَا الْأسود) وَقَالَ وَقد وَقع بِهِ فرس فِي نهر بردى // (من السَّرِيع) //

(أمطيتني يَا سَيِّدي سابحا ... شَبيه سرحان فَلم يسرح) (أقرح لَكِن كَبِدِي إِن مَشى ... فَهُوَ بِلَا شكّ من الْقرح) (وسابحا يدعى فَمَا باله فِي المَاء ... ألْقى بِي وَلم يسبح) وَقَالَ فِي مليح اسْمه دَاوُود // (من الْكَامِل) // (قد كنت جلدا فِي الخطوب إِذا عرت ... لَا تزدهيني الغانيات الغيد) (وعهدت قلبِي من حَدِيد فِي الحشا ... فألانه بجفونه دَاوُود) وَقَالَ فِي الذهبيات // (من الْكَامِل) // (انْظُر إِلَى الأغصان كَيفَ تذهبت ... وأتى الخريف بحمرها وبصفرها) (تحلو شمائلها إِذا مَا أَدْبَرت ... وتزيد حسنا فِي أَوَاخِر عمرها) وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (فصل الخريف أَتَى على الشّجر الَّتِي ... أبدت لنا أوراقها ألوانا) (فعجبت للأشجر كَيفَ تخلقت ... أوراقها لفراقها أغصانا) وَقَالَ فِي الكأس المصورة // (من الْكَامِل) // (انْظُر إِلَى صور الفوارس إِذْ بَدَت ... بِالْخَيْلِ فِي كأس المدامة ترتمي) (مَا بَين طَاف فِي المدام وراسب ... كفوارس الهيجاء تسبح فِي الدَّم) وَقَالَ فِي زهر اللوز // (من السَّرِيع) // (انْظُر إِلَى اللوز تَجِد غصنه ... أحوى رَشِيق الْقد مياسه) (بزهره تعبث ريح الصِّبَا ... وقصدها تَأْخُذ أنفاسه) وَقَالَ وَقد أعْطى الممدوح بعض الشُّعَرَاء نطعا // (من السَّرِيع) // (لَا تلم الممدوح فِي بذله نطعا ... فَذا خير من الْمَنْع) (صفعته بالمدح نظما ... فَلَا غرو إِذا جازاك بالنطع) وَقَالَ فِي أَمِير أُصِيب بِسَهْم // (من الطَّوِيل) // (أمولاي نجم الدّين والباسل الَّذِي ... يَخُوض العوالي والردى وَجهه جهم) (أجلت قداح الْحَرْب فِي حومة الوغى ... فَلَا غرو إِن وافاك من ضربهَا سهم) وَقَالَ فِي غُلَام خصي // (من مجزوء الْكَامِل) // (وأغن مهضوم الحشا ... كالظبي لَكِن لَا يصاد)

(أَمن الْبيَاض بخده ... من أَن يكون بِهِ سَواد) وَقَالَ // (من السَّرِيع) // (لَا تعذلوني فِي هوى شادن ... هويت طرفا مِنْهُ سحارا) (لَو لم يكن حبي من حسنه ... يحسده النَّجْم لما غارا) وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (ورياض وقفت أشجارها ... وتشمت نسمَة الصُّبْح إِلَيْهَا) (طالعت أوراقها شمس الضُّحَى ... بعد أَن وَقعت الْوَرق عَلَيْهَا) وَقَالَ // (من الْخَفِيف) // (وجنان ألفتها إِذا تغنت ... حولهَا الْوَرق بكرَة وَأَصِيلا) (نهرها مسرعا جرى وتمشت ... فِي رباها الصِّبَا قَلِيلا قَلِيلا) وَقَالَ يصف سَيْفا // (من الطَّوِيل) // (وَذي شطب مَاض إِذا مَا سللته ... ترَاهُ كنجم الرَّجْم يهوى شهابه) (من المرهفات الْبيض دبت نماله ... وطار مَعَ الْهَام المطارد نابه) وَقَالَ فِي غُلَام كَانَ عِنْد القَاضِي بِلَا خصى // (من الْكَامِل) // (يَا شادنا أخطى السَّبِيل بِقَصْدِهِ ... وَعصى النجصيح جَهَالَة فِي من عصى) (قد كنت عِنْدِي لَا خصى فِي نعْمَة ... فتركته بطا وَجئْت بِلَا خصى) وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (ورد الْكتاب فَقلت زهر خميلة ... تغتر عَن دمع الْغَمَام الواكف) (مثلت أسطره غصونا فانبرت ... فِيهِ القوافي كالحمام الْهَاتِف) وَقَالَ فِي مليح يلقب بالشهاب // (من الْخَفِيف) // (يَا فضيب الْأَرَاك عِنْد التثني ... هز عطفيه حِين مَاس الشَّبَاب) (عجبا كَيفَ ضل فِيك المحبون ... بلَيْل الأسى وَأَنت شهَاب) وَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (إِنِّي أذكر مولَايَ الْأَمِير وَمَا ... أَظُنهُ ناسي الْعَهْد الَّذِي ذكرا) (والدوح يُبْدِي الجنى لَكِن أغصنه ... لَو لم تهز لما أَلْقَت لنا الثمرا)

ابن المبارك

وَقَالَ فِي مليح أَرَادَ تقبيله فَامْتنعَ الْقبْلَة فِي خَدّه // (من الطَّوِيل) // (منعت ارتشاف الثغر يَا غَايَة المنى ... فزحزحتني مِنْهُ إِلَى خدك القاني) (لَئِن فَاتَنِي مِنْهُ الأقاحي فإنني ... حصلت على ورد جني وَرَيْحَان) وَقَالَ فِي مبيته بالجامع الْأمَوِي // (من الْخَفِيف) // (طَال نومي بالجامع الرحب وَالْبر ... دمبيدي وَلَيْسَ مِنْهُ خلاص) (كَيفَ أدفا وَفِيه تحتي بلاط ... ورخام حَولي وفوقي رصاص) وَقَالَ // (من الطَّوِيل) // (ل قد بت عِنْد الْفَارِس النّدب لَيْلَة ... وَمَا شاقني إِلَّا شقائي وأطماعي) (فَبت أقاسي اللَّيْل بردا وَلم أزل ... مغطى كرأس القنبيط بأضلاعي) وَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (لَا تلحني الْيَوْم فِي سَاق وصهباء ... وسقني كأسها صرا بِلَا مَاء) (وَاقِف الهموم هَا عني فدق كثرت ... آلامها واشف مَا بِالْقَلْبِ من دَاء) (عذراء مشمولة تطفو فواقعها ... كَأَنَّهَا أدمع فِي خد عذراء) (أبدى الْحباب لَهَا خطا فَأحْسن مَا ... قد كَانَ حرر من مِيم وَمن هَاء) (قديمَة ذَاتهَا فِي روض جنتها ... كَانَت وَكَانَ لَهَا عرش على المَاء) ابْن الْمُبَارك 141 - ابْن الْخفاف يُوسُف بن الْمُبَارك بن كَامِل بن أبي غَالب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْخفاف الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْفَتْح بن أبي بكر من أَوْلَاد الْمُحدثين كَانَ من جملَة فُقَهَاء الْمدرسَة النظامية أسمعهُ والدُهُ الْكثير فِي صِباه من أبي بكر بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَأبي مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز وَأبي الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عمر السَّمرقَنْدِي وَمن جمَاعَة كَثِيرَة وَكَانَت سماعاته بعد الثَّلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَعمر حَتَّى حدث مسموعاته وَانْفَرَدَ بِشَيْء

ابن محمد

مِنْهَا قَالَ محب الدّين بن النجار وَكَانَ أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة وَلَا يعرف شَيْئا من الْعلم إِلَّا أَنه كَانَ صَالحا حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى وَكَانَ عسرا فِي الرِّوَايَة سيئ الْأَخْلَاق كريه الْملقى كثير الضجر متبرما بأصحاب الحَدِيث كُنَّا نلقى مِنْهُ شدَّة حَتَّى نسْمع مِنْهُ وَكَانَ فقيا مدقعا يَأْخُذ الْأُجْرَة على الرِّوَايَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وست مائَة 142 - أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ يُوسُف بن الْمُبَارك بن الْمُبَارك بن عبيد الله بن هبة الله أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ من أَوْلَاد الْعُدُول تولى النّظر بديوان التركات الحشرية مُدَّة ثمَّ ولي الْحِسْبَة وَالنَّظَر فِي الْوَقْف الْعَام وَقبض عَلَيْهِ وسجن إِلَى أَن مرض وشارف الْمَوْت فَأخْرج إِلَى منزله فَمَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة وَكَانَ قد سمع من أبي مُحَمَّد مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم التَّمِيمِي وَأبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اللحاس وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن البطي وَغَيرهم قَالَ محب الدّين بن النجار كَانَ شَيخا حسنا يفهم طرقا من الْعلم ويتنسك ويتدين 143 - الْمُقْرِئ الْخياط يُوسُف بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن شيبَة أَبُو الْقَاسِم الْخياط الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ يتوكل على أَبْوَاب الْقُضَاة وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات الْكَثِيرَة على الرئيس أبي الْخَطِيب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْجراح وعَلى أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بندارٍ الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بالقلانسي وعَلى غَيرهمَا وَسمع الحَدِيث من أبي عُثْمَان إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد أَحْمد بن ملا الْأَصْبَهَانِيّ وَأبي طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَابْن عَمه أبي طَاهِر عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحصين وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر قَالَ محب الدّين بن النجار وَلم يكن ثِقَة لِأَنَّهُ ادّعى أَنه قَرَأَ على أبي ظَاهر بن سوار وأقرأ عَنهُ شَيْئا من الرِّوَايَات فكشف عَن ذَلِك وَهُوَ كذب وَظهر أمره وَتَركه النَّاس وَتُوفِّي سنة سبعين وَخمْس مائَة ابْن مُحَمَّد 144 - القيرواني النَّحْوِيّ يُوسُف بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل القيرواني النَّحْوِيّ كَانَ عَارِفًا بالفقه وأصول الدّين وَله تصانيف وَكَانَ لَا يرى التَّقْلِيد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة

وَخمْس مائَة 145 - ابْن الدوانيقي يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد بن عِيسَى أَبُو الْحجَّاج الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الدوانيقي سمع وروى ورحل وَوعظ وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة 146 - ابْن طملوس يُوسُف بن مُحَمَّد بن طملوس من أهل جَزِيرَة شقر من عمر بلنسية كَانَ أحد علمائها الأماثل وَآخر المتحققين بعلوم الْأَوَائِل توفّي سنة عشْرين وست مائَة أولد لَهُ ابْن الْأَبَّار من شعره // (من الْكَامِل) // (بسمت بِهِ الْأَيَّام عبوسها ... وتهللت بشرا وُجُوه النَّاس) (وتمهدت أرجاؤها لما رسى ... مَا بَينهَا جبل الْمُلُوك الراسي) (هَيْهَات أَيْن الصُّبْح من لألائه ... أيقاس نور الشَّمْس بالنبراس) (ملك أَبَت هماته وهباته ... من أَن يجارى فِي الندى والباس) وَمِنْه // (من الْكَامِل) // (يَا أَيهَا الْملك الَّذِي بصفاته ... صلحت ذَوَات للورى وصفات) (لَك فِي نفوس الْكَافرين مهابة ... هِيَ فِي نفوس الْمُسلمين هبات) (بك عَاد هَذَا الشرق يشرق نوره ... وتقشعت عَن وَجهه الظُّلُمَات) وَمِنْه // (من السَّرِيع) // (جاد على الْجزع بوادي الْحمى ... صوب الحيا سكبا على سكب) (حَيْثُ الصِّبَا يهدي نسيم الربى ... طيبَة المسرى إِلَى الغرب) (تمر بالركب سحيرا فيا ... موقع رياها من الركب) (وبالكثيب الْفَرد من لعلع ... غزيل ضل عَن السرب) (أفلت مني واغتدى قَابِضا ... قلبِي فيا ويحي من قلبِي) (فسرت أَشْتَدّ على إثره ... أنْشدهُ فِي ذَلِك الشّعب) (يَا هَل رَأَتْ عَيْنَاك من نَاشد ... يسْعَى بِلَا عقل وَلَا لب)

(أحبب بِهِ من ملك جَائِر ... أَحْكَامه تجْرِي على الصب) (تثنيه من خمر الصبى نشوة ... لعب الصِّبَا بالغصن الرطب) (يَا جَائِر اللحظ على حبه ... سلطت عَيْنَيْك على قلبِي) 147 - المستنجد بِاللَّه يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر بن المقتفي لأمر اله بن المستظهر بِأَمْر الله بن الْمُقْتَدِي بن الْقَائِم بن الْقَادِر بن المقتدر ابْن المعتضد بن الْمُوفق بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور العباسي أمه أم ولد اسْمهَا طَاوُوس رُومِية توفيت فِي خِلَافَته خطب لَهُ وَالِده بِولَايَة الْعَهْد من بعده فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وبويع لَهُ بالخلافة بعد وَفَاة أَبِيه فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وَولد سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة وَتُوفِّي يَوْم السبت ثامن شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ عمره ثمانيا وَأَرْبَعين سنة وولايته إِحْدَى عشرَة سنة وشهرا وَاحِدًا وَكَانَت أمراضه قولنجية وأضيف هَلَاكه إِلَى الطَّبِيب وَكَانَ طَوِيل الْقَامَة جسيما أسمر اللَّوْن كثيف اللِّحْيَة وَكَانَ نقش خَاتمه من أحب نَفسه عمل لَهَا وَخلف من الْوَلَد ابْنَتَيْن أَبَا مُحَمَّد الْحسن المستضيء وَأَبا الْقَاسِم وَابْنَة تعرف بالعباسية وَأول من بَايعه عَمه أَبُو طَالب ثمَّ أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر وَهُوَ أسن من المستنجد ثمَّ الْوَزير عون الدّين ثمَّ قَاضِي الْقُضَاة قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام مُنْذُ خمس عشرَة سنة فَقَالَ لَهُ الْوَزير عون الدّين يبْقى أَبوك فِي الْخلَافَة خمس عشرَة سنة قَالَ صَاحب كتاب المناقب العباسية والمفاخر الهاشمية كَانَت أَيَّامه أَيَّام خصب ورخاء وَأمن عَام ودولته زاهرة وسياسته قاهرة وهيبته رائعة وسطوته قامعة ذلت لَهُ رِقَاب الْجَبَابِرَة فِي الْآفَاق وخضعت لَهُ مِنْهُم الْأَعْنَاق وأشحن بالظلمة الحبوس وأزال قوانين الظُّلم وَرفع سَائِر المكوس وَتمكن تمكن الْخُلَفَاء الْمُتَقَدِّمين وَكَانَ آخر من عمل فِي أَيَّامه بقوانين الْأَئِمَّة الماضين من مواظبة وَزِير على عمل المواكب وَرفع الْقَصَص إِلَيْهِ والمظالم فَمَا انْتَهَت إِلَيْهِ حَالَة مَكْرُوهَة إِلَّا أزالها وعثرة إِلَّا أقالها وَيُقَال إِ نه رأى فِي مَنَامه فِي كَفه أَربع خاءات فعبرها على عَابِر قَالَ تلِي الْخلَافَة سنة خمس وَخمسين

وَخمْس مائَة قَالَ الْوَزير عون الدّين بن هُبَيْرَة قَالَ لي المستنجد يَوْمًا وَقد جرى بَيْننَا قِرَاءَة من قَرَأَ {فَتَبَيَّنُوا} النِّسَاء 4 / 94 الحجرات 49 / 6 بالنُّون فَقَالَ من قَرَأَ بالنُّون أحسن مِمَّن قَرَأَ بالثاء لِأَن من تبين تثبت وَقد يتثبت من لَا يتَبَيَّن وَكتب كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الشهرزوري القَاضِي إِلَيْهِ لما قدم بَغْدَاد رَسُولا من قبل نور الدّين مَحْمُود بن زنكي إِلَى المستنجد قصَّة على رَأسهَا من مُحَمَّد بن عبد الله الرَّسُول فَوَقع عِنْد اسْمه بقلمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وخطب علوي بلخي تدريس الْمدرسَة النظامية بِبَغْدَاد بِقصَّة رَفعهَا إِلَيْهِ فَوَقع المستنجد عَلَيْهَا لقد فعرضت الْقِصَّة بالتوقيع على الْوَزير عون الدّين فعرضها على أَصْحَاب الدِّيوَان فأعياهم حل رمز المستنجد التوقيع فَقَالَ الْوَزير هَذَا إِشَارَة إِلَى قَول الْقَائِل // (من الطَّوِيل) // (لقد هزلت حَتَّى بدا من هزالها ... كلاها وَحَتَّى سامها كل مُفلس) فحكي ذَلِك للخليفة فتعجب من تفطنه لذَلِك وامتدحه الحيص بيص الشَّاعِر بقصيدة واقترح فِيهَا أَن تجْعَل بعقوبا لَهُ معيشة وَهِي بَلْدَة تغل فيكل سنة اثْنَي عشر ألف دِينَار فَوَقع المستنجد على ظهر قصَّته // (من الْكَامِل) // (لَو أَن خفَّة رَأسه فِي رجله ... لحق الغزال وَلم يفته الأرنب) وَقيل إِن ليلته حانت من ابْنة عَمه فَلَمَّا توجه إِلَيْهَا وجد فِي طَرِيقه بعض حجرات جواريه مَفْتُوح الْبَاب غير مغلق فَدخل إِلَيْهَا فَقَالَت لَهُ الْجَارِيَة امْضِ إِلَى مَنَامك فإنني أَخَاف أَن تعلم ابْنة عمك وَلَا آمن شَرها فَقَالَ فِي سَاقهَا خلخال إِذا جَاءَت عرفت بهَا فمضت إِلَيْهَا جَارِيَة ووشت بِالْحَال فرمت خلْخَالهَا إِلَى أعالي سَاقهَا وقصدت الْمَقْصُورَة ففاحت الروائح العطرة فنم ذَلِك عَلَيْهَا فَخرج من الْبَاب الآخر ثمَّ قَالَ // (من الْكَامِل) // (استكتمت خلْخَالهَا ومشت ... تَحت الظلام بِهِ فَمَا نطقا) (حَتَّى إِذا هبت نسيم الصِّبَا ... مَلأ العبير بنشرها الطرقا) وَقد ذكرت هُنَا مَا قلته فِي هَذَا الْمَعْنى قلت // (المتقارب) // (إِذا شِئْت حليك أَلا يشي ... وَقد زرت فِي الحندس المظلم) (فردي السوار مَكَان الوشاح ... وخلي وشاحك فِي المعصم)

وَقلت أَيْضا // (من السَّرِيع) // (قَالُوا وشى الْحلِيّ بهَا إِذْ مشت ... إِلَيْك من قبل ابتسام الصَّباح) (فَقلت لَا خلْخَالهَا صَامت ... ثمَّ تذكرت فضول الوشاح) وَقلت أَيْضا // (من السَّرِيع) // (قلت لَهُ زرني فَلَا بُد أَن ... يدْرِي بِنَا الواشي ويغرى العذول) (فالريح مَا تكْتم سرا وَمَا ... تبريح رياك تعاني الفضول) وَقلت أَيْضا // (من المنسرح) // (بتنا وَمَا نقلنا سوى قبل ... وريق فِيهِ السلاف مشروبي) (نمنا وَمَا نمت الوشاة بِنَا ... لَوْلَا فضول الْحلِيّ وَالطّيب) وَمن شعر المستنجد بِاللَّه قَوْله // (من الْبَسِيط) // (إِذا مرضنا نوينا كل صَالِحَة ... وَإِن شفينا فمنا الزيغ والزلل) (نرضي الْإِلَه إِذا خفنا ونعصيه ... إِذا أمنا فَمَا يزكو لنا عمل) وَمن شعره أَيْضا // (من الْخَفِيف) // (عيرتني بالشيب وَهُوَ وقار ... ليتها عيرت بِمَا هُوَ عَار) (إِن تكن شابت الذوائب مني ... فالليالي تنيرها الأقمار) وَمن شعر المستنجد // (من السَّرِيع) // (وباخل أشعل فِي بَيته ... طرمذة مِنْهُ لنا شمعه) (فَمَا جرت من عينهَا دمعة ... حَتَّى جرت من عينه دمعه) وَمن شعر المستنجد بِاللَّه // (من الطَّوِيل) // (وصفراء مثلي فِي الْقيَاس ودمعها ... سجام على الْخَدين مثل دموعي) (تذوب كَمَا فِي الْحبّ ذبت صبَابَة ... ويحوي حشاها مَا حوته ضلوعي)

148 - النَّاصِر صَاحب الشَّام يُوسُف بن مُحَمَّد بن غَازِي بن يُوسُف بن أَيُّوب بن شاي بن مَرْوَان السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الْعَزِيز ابْن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين الْكَبِير هُوَ صَاحب حلب ثمَّ صَاحب الشَّام ولد بقلعة حلب فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وست مائَة تولى الْملك عِنْد موت وَالِده الْعَزِيز سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَقَامَ بتدبير دولته الْأَمِير شمس الدّين لُؤْلُؤ الأميني وَعز الدّين بن المجلي والوزير الأكرم ابْن القفطي والطواشي جمال الدولة إقبال الخاتوني وَالْأَمر كُله لجدته الصاحبة صَفِيَّة خاتون بنت الْعَادِل وَلما توجه القَاضِي بهاء الدّين بن شَدَّاد إِلَى الْكَامِل بعدة الْعَزِيز وَكَانَ قد مَاتَ وعمره أَربع وَعِشْرُونَ سنة فَلَمَّا رَآهَا الْكَامِل حزن وَحلف للناصر لأجل أُخْته فَلَمَّا توفيت سنة أَرْبَعِينَ اشْتَدَّ النَّاصِر وَأمر وَنهى فَلَمَّا كَانَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين سَار من جِهَته نَائِبه شمس الدّين لُؤْلُؤ وحاصر حمص وَطلب النجدة من الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب فَلم ينجده وَغَضب ثمَّ جرت أُمُور واستمرت حمص فِي ملك النَّاصِر وَفِي شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة قدم إِلَى دمشق وَأَخذهَا بِلَا كلفة وَفِي أثْنَاء السّنة قصد الديار المصرية فَمَا تمّ لَهُ ذَلِك وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين دخل على بنت السُّلْطَان عَلَاء الدّين فَولدت لَهُ عَلَاء الدّين فِي سنة ثَلَاث وَأم هَذِه هِيَ أُخْت الصاحبة وَكَانَ النَّاصِر رَحمَه الله تَعَالَى سَمحا جوادا حَلِيمًا حسن الْأَخْلَاق محببا إِلَى الرّعية فِيهِ عدل وصفح ومحبة للفضلاء والأدباء وَكَانَ سوق الشّعْر نافقة فِي أَيَّامه وَكَانَ يذبح فِي مطبخه كل يَوْم أَربع مائَة رَأس غنم سوى الدَّجَاج والطيور والأجدية وَكَانَ يَبِيع الغلمان من سماطه شَيْئا كثيرا عِنْد بَاب القلعة بِدِمَشْق بأرخص ثمن من المآكل الفاخرة حكى عَلَاء الدّين بن نصر الله أَن النَّاصِر جَاءَ إِلَى دَاره بَغْتَة قَالَ فمددت لَهُ شَيْئا كثيرا فِي الْوَقْت سماطا بالدجاج الْمحشِي بالسكر والفستق وَغَيره فَقَالَ كَيفَ تهَيَّأ لَك ذَلِك فَقلت هُوَ من نِعْمَتك اشْتَرَيْته من عِنْد بَاب

القلعة وَكَانَت نَفَقَة مطابخه وَمَا يتَعَلَّق بهَا فِي الْيَوْم أَكثر من عشْرين ألف دِرْهَم وَكَانَ يحاضر الأدباء والفضلاء وعَلى ذهنه كثير من الشّعْر وَالْأَدب وَله نَوَادِر وأجوبه ونظم وَحسن ظن فِي الصَّالِحين وَبنى بِدِمَشْق مدرسة جوا بَاب الفراديس وبالجبل رِبَاطًا وتربة وَبنى الخان عِنْد الْمدرسَة الزنجيلية وبلغه عَن بعض المتفقرين من الأجناد أَنه تسمح فِي حَقه فَأحْضرهُ ليؤدبه فَلَمَّا رأى وجله رق لَهُ وَأمر لَهُ بِذَهَب وَقَالَ ليرْجع بِهَذَا قَلْبك ثمَّ نعتبك فَلَمَّا اطْمَأَن صرفه آمنا وَلم يؤاخذه وَكَانَ تمر لَهُ الْأَيَّام الْكَثِيرَة يجلس فِيهَا من أول النَّهَار إِلَى نصف اللَّيْل يُوقع على الأوراق ويصل الأرزاق وَقيل إِنَّه خلع فِي أقل من سنة أَكثر من عشْرين ألف خلعة وَكَانَ الفرنج قد ضمنُوا لَهُ أَخذ الديار المصرية على أَن يسلم إِلَيْهِم الْقُدس مَعَ بِلَاد أخر غَيرهَا وَدَار الْأَمر بَين أَن يُعْطي ذَلِك للمصريين أَو للفرنج فبذل ذَلِك للمصريين ابتاعا لرضي الله تَعَالَى وَقَالَ وَالله لَا لقِيت الله وَفِي صحيفتي إِخْرَاج الْقُدس عَن الْمُسلمين وَلما بعد عَن خزائنه وَاحْتَاجَ إِلَى قرض رهن أملاكه وَضرب أواني الْفضة وَالذَّهَب وَقيل لَهُ فِي أَخذ الفائض من الْأَوْقَاف فَمَا مد يَده إِلَى شَيْء مِنْهَا بِدِمَشْق وَلَا بحلب قَالَ ابْن العديم حضر بعض المدرسين إِلَى المعسكر وَرفع على يَدي قصَّة بَين يَدَيْهِ تَتَضَمَّن التضور من قلَّة معلومه وَيذكر أَن عِيَاله وصلوا من مصر وَأَنه لَا يطْلب التثقيل على السُّلْطَان فِي مثل هَذَا الْوَقْت الَّذِي يعلم مَا يحْتَاج فِيهِ إِلَى الكلف بل يطْلب زِيَادَة فِي الْمدرسَة الَّتِي هُوَ بهَا فَقَالَ كَيفَ شَرط الْوَاقِف فَقلت شَرط مَا يتَنَاوَلهُ الْآن لَكِن ذكر أَن فِي كتاب الْوَقْف مَا يدل على أَن للسُّلْطَان أَن يزِيدهُ إِذا رأى فِي ذَلِك مصلحَة فَأَطْرَقَ كَمَا هِيَ عَادَته إِذا لم ير قَضَاء مَا طلب وَلم يرد فِي ذَلِك جَوَابا وَلم يهن عَلَيْهِ رده خائبا وتورع عَن مُخَالفَة الْوَاقِف فقرر لَهُ مَا طلبه على ديوانه دون الْوَقْف وَقيل لَهُ عَن جلال الْمُلُوك وَقد مر على مَكَانَهُ فِي الْجَبَل مَا رَأْي مَوْلَانَا السُّلْطَان مِنْهُ فَقَالَ رَأَيْت شَيخا أشقر على جبل أَحْمَر يَأْكُل حشيشا أَخْضَر وَيتَكَلَّم بالمنكر وَكَانَ عِنْده فِي لَيْلَة جمَاعَة من الأدباء فَذكرُوا قَول عمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي // (من الطَّوِيل) // (تشكى الْكُمَيْت الجري لما جهدته ... وَبَين لَو يسطيع أَن يتكلما) فَقَالَ بَعضهم يَا مَوْلَانَا مَتى نعود إِلَى الْكُمَيْت وَيُشِير إِلَى الْخمر فَقَالَ لَهُ حَتَّى تعود إِلَى الأدهم يُرِيد الْقَيْد وَكَانَ قد قيد مرّة وسجن وَكَانَ لبَعض الشُّعَرَاء عَلَيْهِ رسم فِي كل سنة تشريف ودراهم فأنشده قصيدة قَالَ

فِيهَا // (من الطَّوِيل) // (أمولاي رسمي قد تقادم عَهده ... وَمن يدك الْعليا تجدّد عَهده) فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان الرسوم كَثِيرَة فَأَي رسم أردْت فَقَالَ الشَّاعِر رسوم الْعَامَّة أطلال الديار ورسوم الْخَاصَّة جوائز الْمُلُوك فَقَالَ السُّلْطَان على هَذَا الرَّسْم هُوَ الْمعول يُشِير إِلَى قَول امْرِئ الْقَيْس // (من الطَّوِيل) // (وَهل عِنْد رسم دارس من معول) قَالَ ابْن العديم حضرت يَوْمًا بَين يَدَيْهِ وشاورته على هَذَا الشَّاعِر أَن ينشد قصيدة عَملهَا فِي تهنئته بقدوم دمشق وشفعها بِأَبْيَات يذكر برسمه فَوقف على الودقين ثمَّ أذن لَهُ فحضره وَأنْشد قصيدة الْمَدْح وَخرج بِسُرْعَة فاسترجعه وَقَالَ لَهُ أنْشد هَذِه الأبيات فَإنَّك أنشدت أَبْيَات القصيد وَلم تنشد أَبْيَات الْقَصْد فَلَمَّا أنْشدهُ الأبيات قَالَ السَّيْف يحْتَاج إِلَى الهز وَأمر لَهُ بتشريفه ورسمه وَحضر إِلَيْهِ الشهَاب رشيد الْخَادِم من مصر فأنعم عَلَيْهِ وَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَكتب لَهُ خبْزًا خدم عَلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَت السّنة الثَّانِيَة تضور وَطلب الزِّيَادَة فِي إقطاعه وتكرر طلبه مرَارًا فَقَالَ آخر مرّة يَنْبَغِي أَن تسدوا فَم رشيد يُشِير إِلَى زِيَادَة إقطاعه وفم رشيد مَعْرُوف بالديار المصرية وَكَانَ مرّة جَالِسا وَبَين يَدَيْهِ شَاعِر فَأَنْشد قصيدة فَأخذ بعض الْجَمَاعَة ينْتَقد عَلَيْهِ فَقَالَ الشَّاعِر دَعونِي حَتَّى أتم الإنشاد وَبعد ذَلِك يكون الانتقاد فَقَالَ السُّلْطَان لَا تجْعَلُوا النَّقْد نَقْدا وَلما وَقع الصُّلْح بَينه وَبَين المصريين على أَن يردوا كل مَا كَانَ مُتَخَلِّفًا لِلْأُمَرَاءِ الَّذين فِي خدمَة السُّلْطَان أحضر فِي جملَة مَا أحضر مَا كَانَ بَقِي للأمير لجمال الدّين بن يغمور بديار مصر فعزل مِمَّا حَضَره مَا يصلح لتقدمة السُّلْطَان ونوعه أنواعا من كتب وَغَيرهَا وَكتب جَرِيدَة مَعَ التقدمة بِمَا سيره وَجعل أول الجريدة أَسمَاء الْكتب اسْم كتاب يُقَال لَهُ جهد الْمقل إِشَارَة إِلَى اسْتِقْلَال تقدمته وَنفذ ذَلِك على أَيدي المحترفين من أَصْحَابه وَقَالَ للمشار إِلَى اسْتِقْلَال تقدمته وَنفذ ذَلِك على أَيدي المحترفين من أَصْحَابه وَقَالَ للمشار إِلَيْهِ مِنْهُم إِذا حضرت بَين يَدي السُّلْطَان قل يَا مَوْلَانَا هَذَا بَقِيَّة السَّيْف فَلَمَّا قَالَ ذَلِك قَالَ السُّلْطَان بِسُرْعَة بل {بَقِيَّة مِمَّا ترك آل مُوسَى وَآل هَارُون تحمله الْمَلَائِكَة} الْبَقَرَة 2 / 248 وَكَانَ بَين يَدَيْهِ فِي بعض اللَّيَالِي شخص فَاسْتَأْذن ذَلِك الشَّخْص فِي طلب خَاله فَقَالَ لَهُ

السُّلْطَان كَأَنَّك تَقول مَا يطيب لي هَذَا الْمَكَان وَهُوَ خَالِي من خَالِي وَكَانَ جمَاعَة يلقبون بأسماء الطُّيُور ويجتمعون فِي مَكَان فِيهِ لأغراضهم فَقَالَ الْجَمَاعَة يَنْبَغِي أَن نسمي هَذَا الْمَكَان الدوحة لِأَن الطُّيُور تأوي إِلَيْهَا ثمَّ قَالُوا لَا بل يَنْبَغِي أَن يُسمى الأيكة فَقَالَ السُّلْطَان إِنَّمَا عدلت عَن الدوحة إِلَى الأيكة ليقال {كذب أَصْحَاب الأيكة} الشُّعَرَاء 26 / 176 قَالَ ابْن العديم كَانَ ذَات لَيْلَة فِي سَماع وَكَأَنَّهُ استطاب ذَلِك وتفكر فِي نعْمَة الله عَلَيْهِ فَسَمعته وَهُوَ يَقُول {رب أوزعني أَن أَشك نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه} الْأَحْقَاف 46 / 15 وَكَانَ فِي يَدي بعض الْجَمَاعَة شمعة وَسقط الشمعدان فِي تِلْكَ الْحَالة وَسمعت لَهُ رنة فَسَمعته يَقُول // (من المديد) // (وَلها من نَفسهَا طرب ... فَلهَذَا يرقص الحبب) وَأخْبر مرّة أَن الْمُسلمين أخذُوا صيدا وَأَن الفرنج ألقوا نُفُوسهم فِي الْبَحْر لِئَلَّا يقتلُوا ويؤسروا فَقَالَ السُّلْطَان {مِمَّا خطيئاتهم أُغرِقوا فأدخلوا نَارا فَلم يَجدوا لَهُم من دون الله أنصارا} نوح 71 / 25 وَحضر إِلَيْهِ شخص يُقَال لَهُ ابْن اللهيب وَمَعَهُ ولد لَهُ صَغِير سريع الْحَرَكَة كثير الحدة فَقَالَ بعض الْجَمَاعَة هَذَا الصَّغِير كَأَنَّهُ شرارة وَكَانَ قد حضر على يَدي الصَّغِير تحف غَرِيبَة فَقَالَ السُّلْطَان // (من المجتث) // (ابْن اللهيب أَتَانَا ... بِكُل معنى غَرِيب) (وَلَيْسَ ذَا بعجيب ... شرارة من لهيب) قَالَ ابْن العديم وأنشدني لنَفسِهِ // (من الْكَامِل) // (الْبَدْر يجنح للغروب ومهجتي ... لفراق مشبهه أسى تتقطع) (وَالشرب قد خلط النعاس جفونهم ... وَالصُّبْح من جلبابه يتطلع) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ // (من مجزوء الرجز) // (الْيَوْم يَوْم الأربعا ... فِيهِ نطيب المرتعا) (يَا صَاحِبي أما ترى ... شَمل المنى قد جمعا) (وَقد حوى مَجْلِسنَا ... جلّ السرُور أجمعا) (فَقُمْ بِنَا نشربها ... ثَلَاثَة وأربعا) (من كف سَاق أهيف ... شَبيه بدر طلعا)

(فِي خَدّه وثغره ... ورد ودر صنعا) (يَسْطُو ويرنو تَارَة ... كالليث والظبي مَعًا) وَقَالَ وَقد توفّي لبَعض مماليكه ولد يلقب بِالسَّيْفِ // (من الطَّوِيل) // (ونبئت أَن السَّيْف فل غراره ... وَقد كنت أرجوه لنائبه الدَّهْر) (فعاندني فِيهِ الزَّمَان وريبه ... وَجَاءَت صروف الدَّهْر من حَيْثُ لَا أَدْرِي) وَورد الْخَبَر فِي منتصف صفر بورود التتار إِلَى حلب ودخولها بِالسَّيْفِ فهرب السُّلْطَان مَعَ الْأُمَرَاء الموافقين لَهُ وَزَالَ ملكه وَدخل التتار بعده بِيَوْم إِلَى دمشق وَقُرِئَ فرمان الْملك بِأَمَان دمشق وَمَا حولهَا وَوصل السُّلْطَان إِلَى غَزَّة ثمَّ إِلَى قطيا وتفرق عَنهُ عسكره فَتوجه فِي خواصه إِلَى وَادي مُوسَى ثمَّ جَاءَ إِلَى بركَة زيزا فكبسه كتبغا فهرب وأتى التتار بالأمان وَكَانَ مَعَهم فِي ذل وهوان وَكَانَ قد هرب إِلَى الْبِلَاد فَسَارُوا خَلفه فَأَخَذُوهُ وَقد بلغت الشربة عِنْدهم نَحْو مائَة دِينَار فَأتوا بِهِ كتبغا وَهُوَ يحاصر عجلون فوعده وَكذبه وسقاه خمرًا صرفا فَسَكِرَ وطلبوا مِنْهُ تَسْلِيم قلعة عجلون فَأمر نائبها بتسليمها فَفعل ودخلها التتار ونهبوها ثمَّ إِنَّهُم سَارُوا بالناصر وأخيه إِلَى هولاكو فَأكْرمه وَأحسن إِلَيْهِ فَلَمَّا بلغه قتل كتبغا أَمر بقتْله فَاعْتَذر فَأمْسك عَنهُ مَعَ إِعْرَاض فَلَمَّا بلغه كسر عسكره على حمص استشاط غَضبا وَقَتله وَمن مَعَه سوى وَلَده الْعَزِيز وَقيل إِنَّه قتل بِالسَّيْفِ غقيب وَاقعَة عين جالوت وَقيل خص بِعَذَاب دون أَصْحَابه وَقيل جعل هدفا للسهام وَقيل جمع لَهُ نخلتان وربط بَينهمَا ثمَّ إِنَّه قطع حَبل الْجمع بَينهمَا فافترقتا وَذهب كل فرقة بشق مِنْهُ وَقيل إِنَّه كثيرا مَا كَانَ ينشد // (من الْخَفِيف) // (قتل مثلي يَا صَاح شرب المدام ... لَيْسَ قَتْلِي بلهذام وحسام) قَالَ شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن العجمي أَنْشدني السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف يشتاق حلب ومنازلها // (من الْكَامِل) // (يَا برق أنش من الْغَمَام سَحَابَة ... وطفاء هامية على بطياس) (وادم على تِلْكَ الربوع وَأَهْلهَا ... غيثا يروها مَعَ الأنفاس) (وعَلى لَيَال بالصفاء قطعتها ... مَعَ كل غانية وظبي كناس) فَأَنْشَدته ارتجالا فِي جَوَاب إنشاده // (من الْكَامِل) // (فلتلك أوطاني ومعهد أسرتي ... ومقر أحبابي وَمجمع ناسي)

(لَيْسَ الْفُؤَاد وَإِن تناءت ساليا ... عَنْهَا وَلَا لعهودها بالناسي) قَالَ وأنشدني أَيْضا // (من الطَّوِيل) // (سقى حلب الشَّهْبَاء فِي كل مزنة ... سَحَابَة غيث نوءها لَيْسَ يقْلع) (فَتلك دياري لَا الْعَتِيق وَلَا الغضا ... وَتلك ربوعي لَا زرود ولعلع) فأنشده شهَاب الدّين الْمَذْكُور // (من الطَّوِيل) // (لقد حرت فِي هَذَا القريض وَحسنه ... فَمن حيرتي لم أدر كَيفَ أَقُول) (أَسحر عُيُون الْعين أم خمر بابل ... أم الدّرّ أم روض زهته قبُول) (بِخَط كَمَا خطّ العذار منمنما ... لَهُ فِي سنا الخد الأسيل مسيل) وَلما جَاءَ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين رَحمَه الله التَّقْلِيد من الإِمَام المستعصم صُحْبَة نجم الدّين الباذرائي سنة خمس وَخمسين وست مائَة قَالَ بدر الدّين يُوسُف الذَّهَبِيّ يمدحه // (من الْبَسِيط) // (وَفِي لَك السَّعْي بالسعد الَّذِي وَفْدًا ... وأنجز الدَّهْر من علياك مَا وَعدا) (سدت الْمُلُوك فَمَا كَانَت مواهب مَا ... أسدى إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ سدى) (هُوَ الإِمَام الَّذِي هاد الْأَنَام لَهُ ... وهد ركن الأعادي بأسه فهدى) (ناهيك من خَدّه استسقوا بغرته ... عَن السَّحَاب فَرد السهل والجلدا) (فَأطلق السحب فِي الدُّنْيَا وَقد حبست ... فراح وابلها منفجرا وبدا) (وَقد أقرّ بِمَا أولوه من منن ... لذاك مهما أخافوا صَوبه رعدا) (فَمن يفاخرهم أَو من يساجلهم ... يَوْمًا وجدهم أولى الْغَمَام يدا) (أعيى شعار بني الْعَبَّاس واصفه ... فَلَا لِسَان يكافيهم وَلَا جهدا) (قد أَسْبغُوا من عطايا سَبْيهمْ حللا ... عَلَيْك موشية فارفل بهَا جددا) (قدت على قدر ملك ماجد وغدت ... طرائق الوشي فِي أَثْنَائِهَا قددا) (طلعت بَدْرًا بداجي لَيْلهَا وبدت ... كواكب الذَّهَب القاني بهَا بددا) (وقلدوك حساما مَاضِيا فَرَأَوْا ... بَدْرًا بذيل تَمام للعيون بدا) (مَاض يُرِيك شُعَاع الشَّمْس منعكسا ... وَالْمَاء فِي نهره الْمُنَاسب مطردا) (وجاءك الطّرف مَجْنُونا وَلَا عجب ... لسابح مسرعا وافى لبحر ندى) (وسنجق سَائِر تهفو ذوائبه ... وسط السَّمَاء كنجم الرَّجْم متقدا)

(لَو لم يكن علما للرفع عَامله ... مَا أكدته لنا أَيدي الْعلَا أبدا) (فارفع لواه فَمَا وافاك عَامله ... إِلَّا لفتح أقاليم وَكسر عدا) (مرنح الْعَطف لدن الْقد معتدل ... لَا زيغ فِي مَتنه يلقى وَلَا أودا) (سَار من النَّقْع فِي ظلماء داجية ... يستصحب النَّصْر دَاء والعجاج ردا) (بشرى تهللت الأنواء من طرب ... وصفق الطير فِي أغصانه وشدا) (فاليوم مبتهج وَالشَّمْس سافرة ... أصيلها فَرحا قد خلق البلدا) (مواهب عَمت الدُّنْيَا بأنعمها ... من الْإِلَه وَإِن خصتك مُنْفَردا) (وَهَكَذَا الحكم فِي الْعُضْو الرئيس إِذا ... خصته هبة نفع عَمت الجسدا) (وسوف تحظى بضعفي مَا حبيت بِهِ ... وَإِنَّمَا أول السَّيْل الأتي ندى) (قاسوا عطاياك بالبحر الحضم فَمَا ... ألفوه إِلَّا أجاجا عِنْدهَا ثمدا) (لَو كنت أحصي أياديها وأحصرها ... وَالْبَحْر عِنْدِي مداد مَا وَفِي مدَدا) (لَك المواقف فِي الهيجاء قُمْت بهَا ... مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله مُجْتَهدا) (فراشدا كنت للعليا ومقتدرا ... على الأعادي وبالرحمن معتضدا) (حَتَّى هدمت منار الشّرك حِين علا ... من بعد مَا شب فِي الْآفَاق واتقدا) (خبا سناه وَلَوْلَا أَن يفِيض على ... لظاه مَاء الحسام العضب مَا حمدا) (فاعمد لمجدك شيده فَإِن لَهُ ... من السيوف أساسا والقنا عمدا) (واسلم لراجي نداك الجم فِي دعة ... مَا حث حادي عيس عيسه وحدا) (مُؤَمل الرفد فِي ليلِي سرى وقرى ... ونافذ الْأَمر فِي يومي ندى وردا) (وَلَا بَرحت لمرتاد الندى علما ... يزين بَيت قصيد أَو لمن قصدا) 149 - الحسني يُوسُف بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب وَهَذَا يعرف بِيُوسُف الْخَيل وجده يحيى يعرف بالسويقي نِسْبَة إِلَى سويقة الْمَدِينَة وَيحيى بن أبي الْكِرَام بن الجون بن الْكَامِل بن الْمثنى بن السبط وَلَيْسَ فِي السويقيين من لَهُ ذكر غير يُوسُف هَذَا قَالَ يُخَاطب بني عَمه السليمانيين // (من المجتث) // (بني سُلَيْمَان إِنَّا ... وَأَنْتُم كالأصابع)

(فَإِن تروموا اعوجاجا ... نصبح كَمثل الأضالع) وَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (دَعْنِي وطرفي وذياك الحاسم وَأَبْنَاء ... الجلاد ومزج الْحول بالحيل) (حَتَّى أجوز الَّتِي افنت بخطبتها ... أَعْلَام بَيت أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ) (فَإِن هَلَكت فَأمر لَيْسَ تنكره ... وَإِن سلكت فجدي خيرة الرُّسُل) 150 - أَبُو الْعِزّ الْموصِلِي الصُّوفِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي سعد أَبُو الْعِزّ الْموصِلِي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الصُّوفِي كَانَ يحصب الشَّيْخ النجيب السهروردي تفقه عَلَيْهِ وَسمع مَعَه الحَدِيث من جمَاعَة ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول فَسمع أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَمَرقَندي وَعلي بن هبة الله بن عبد السَّلَام وَعبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْكَرْخِي وخلقا كثيرا وَحدث باليسير سمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو المحاسن عمر بن عليّ الْقرشِي وَأخرج عَنهُ حَدِيثا فِي مُعْجم شُيُوخه وَصفه بِالصّدقِ والثقة وَكَانَ فَاضلا صَالحا متدينا حسن الطَّرِيقَة وَلم يزل يسمع وَيسمع إخْوَته وَولده إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة 151 - التنوخي الصُّوفِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحجَّاج التنوخي الجماهري الْفَقِيه الصُّوفِي الدِّمَشْقِي نسبته إِلَى جبل الْجمَاهِر بَين كرخ نوخ عَلَيْهِ السَّلَام وبعلبك وَتوجه إِلَى بَغْدَاد وَسمع من هبة الله بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْأَكْفَانِيِّ وَعبد الْكَرِيم بن حَمْزَة الحدّاد وطاهر بن سهل الإِسْفِرَايِينِيّ وأبوي الْحسن عَليّ بن الْمُسلم السّلمِيّ وَعلي بن أَحْمد بن مَنْصُور الغساني وَنصر الله بن مُحَمَّد ابْن عبد الْقوي المصِّيصِي وَغَيرهم وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن الْحصين وَأحمد بن عبد الله بن رضوَان وَابْن كادش والمقرب بن الْحُسَيْن بن الْحسن النساج وَأحمد بن الْحسن بن الْبَنَّا وزاهر بن طَاهِر الشحامي وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَهبة الله بن أَحْمد بن عمر الحريري وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي مُحَمَّد الصريفيني وَأبي الْحُسَيْن بن النقور وَعبد الْعَزِيز الْأنمَاطِي وَأبي الْقَاسِم البشري وَأبي نصر الزَّيْنَبِي وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية على أبي مَنْصُور بن الرزاز وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحصل الْأُصُول وَخرج التخاريج ثمَّ انْقَطع إِلَى

الشَّيْخ النجيب السهروردي وَلبس الخشن وَأكل الجشب وَجلسَ فِي الْخلْوَة وَعمل الرياضيات والمجاهدات وَظهر لَهُ كَلَام على لِسَان أهل الْحَقِيقَة وَصَارَ من الْمشَار إِلَيْهِم فِي الزّهْد والمعرفة وَحدث باليسير وَعَاد إِلَى دمشق زَائِرًا أَهله فأدركه أَجله رَحمَه الله سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة وَدفن بقاسيون وَكَانَ يناظر فِي مسَائِل الْخلاف ويعقد مجْلِس التَّذْكِير ويتردد من بَغْدَاد إِلَى الْموصل للوعظ وَكَانَ مَوته بعلة الاسْتِسْقَاء وَمن شعره // (من الوافر) // (أنوم بعْدهَا هجع النيام ... وظلم بَعْدَمَا انقشع الظلام) (فَهَذَا الصُّبْح فِي الفودين باد ... يُنَادي [] من بَقِي الْأَنَام) (فبادر يَا فَتى قبل المنايا ... فمالك بعد ذَا عذر يُقَام) (فَعِنْدَ الله موقفنا جَمِيعًا ... وَبَين يَدَيْهِ ينْفَصل الْخِصَام) 152 - فَخر الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن حمويه بن مُحَمَّد بن حموية الْأَمِير فَخر الدّين أَبُو الْفضل بن صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ الْحَمَوِيّ الْجُوَيْنِيّ كَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَبِيرا عالي الهمة فَاضلا متأدبا سَمحا جوادا ممدحا خليقا بِالْملكِ لما فِيهِ من الْأَوْصَاف الجميلة وَكَانَ فِيهِ كرم زَائِد وَحسن تَدْبِير وَكَانَ مُطَاعًا محبوبا إِلَى الْخَاص وَالْعَام تعلوه الهيبة وَالْوَقار وَأمه وَأم إخْوَته ابْنة شهَاب الدّين المطهر ابْن الشَّيْخ شرف الدّين أبي سعد عبد الله بن أبي عصرونَ وَكَانَت أرضعت الْملك الْكَامِل وَكَانَ أَوْلَادهَا الْأَرْبَعَة إخْوَة الْكَامِل من الرضَاعَة وَكَانَ يُحِبهُمْ ويعظمهم ويرعى جانبهم وَلم يكن عِنْده أحد فِي رُتْبَة الْأَمِير فَخر الدّين لَا يطوي عَنهُ سرا ويثق بِهِ ويعتمد عَلَيْهِ فِي سَائِر أُمُوره ونال الْأَمِير فَخر الدّين وَإِخْوَته من السَّعَادَة مَا لَا ناله غَيره

وَلما ملك الْملك الصَّالح الْبِلَاد أعرض عَن الْأَمِير فَخر الدّين واطرحه ثمَّ اعتقله ثمَّ أفرج عَنهُ وَأمره بِلُزُوم بَيته ثمَّ إِنَّه ألجأته الضَّرُورَة إِلَى نَدبه إِلَى الْمُهِمَّات لما لم يجد من يقوم مقَامه فجهزه إِلَى بِلَاد الْملك النَّاصِر دَاوُد فَأَخذهَا وَلم يتْرك بِيَدِهِ سوى سور الكرك ثمَّ جهزه لحصار حمص ثمَّ نَدبه لقِتَال الفرنج فاستشهد وَكَانَ أول أمره معمما فألزمه الْكَامِل أَن يلبس الشربوش وزي الْجند فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وأقطعه منية السودَان بالديار المصرية ثمَّ طلب مِنْهُ ينادمه فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فأقطعه شبْرًا فَقَالَ ابْن البطريق الشَّاعِر // (من الطَّوِيل) // (على منية السودَان صَار مشربشا ... وَأَعْطوهُ شبْرًا عِنْدَمَا شرب الخمرا) (فَلَو ملكت مصر الفرنج وأنعموا ... عَلَيْهِ ببيسوس تنصر لِلْأُخْرَى) وَقَالَ فِيهِ وَفِي أَخِيه عماد الدّين وَكَانَ يذكر الدَّرْس بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي إِلَى جَانب ضريح الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ // (من الْخَفِيف) // (ولدا الشَّيْخ فِي الْعُلُوم وَفِي الإمرة ... بِالْمَالِ وَحده والجاه) (فأمير وَلَا قتال عَلَيْهِ ... وفقيه وَالْعلم عِنْد الله) وَقَالَ فِي عماد الدّين // (من الْخَفِيف) // (جَاءَنِي الشَّافِعِي عِنْد رقادي ... وَهُوَ يبكي بحرقة وينادي) (عمروا قبتي لعمري وَلَكِن ... هدموا مذهبي بِفقه الْعِمَاد) وَكَانَ لَهُم من الإقطاعات المناصب الدِّينِيَّة مِنْهَا مدرية الشَّافِعِيَّة والمدرسة الَّتِي إِلَى جَانب مشْهد الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ وخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَلم تزل هَذِه المنصب بِأَيْدِيهِم إِلَى أَن مَاتُوا وَكَانَت بعد ذَلِك لوَلَدي عماد الدّين وَكَمَال الدّين مُدَّة ثمَّ انتزعت مِنْهُم وَلم يكن للأمير فَخر الدّين إِلَّا بنت وَاحِدَة وَكَانَ قدم دمشق وَنزل دَار أُسَامَة فَدخل عَلَيْهِ الشَّيْخ عماد الدّين بن النّحاس وَقَالَ لَهُ يَا فَخر الدّين إِلَى كم يُشِير إِلَى تنَاول الشَّرَاب فَقَالَ لَهُ يَا عماد الدّين وَالله لأستبقك إِلَى الْجنَّة فاستشهد يَوْم وقْعَة المنصورة سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي عماد الدّين سنة أَربع وَخمسين فسبقه كَمَا قَالَ إِلَى الْجنَّة وَكَانَ الصَّالح قد حَبسه ثَلَاثَة أَعْوَام وقاسى ضرا شَدِيدا حَتَّى إِن كَانَ لَا ينَام من الْقمل ثمَّ أخرجه وأنعم عله وَجعله نَائِب السلطنة وَلما توفّي الصَّالح ندبوه للسلطنة فَامْتنعَ وَلَو أجَاب لتم لَهُ الْأَمر ودبر الْملك وَأنْفق فِي العساكر

مِائَتي ألف دِينَار وَأحسن إِلَى الرّعية وَبَطل المكوس وَركب بالجاويشية وَلما مَاتَ الصَّالح بعث الْفَارِس أقطاي إِلَى حصن كيفا لإحضتار الْمُعظم تورانشاه ابْن الصَّالح وَملكه كَمَا تقدم وَحمل فَخر الدّين إِلَى الْقَاهِرَة وَحمل على الْأَصَابِع وَكَانَ يَوْم دَفنه يَوْمًا مشهودا وَعمل لَهُ عزاء عَظِيم وَكَانَ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَسمع الحَدِيث بِمصْر ودمشق وَحدث وَمن شعره // (دوبيت) // (صيرت فمي لفيه باللثم لثام ... غصبا ورشفت من ثناياه مدام) (فاغتاظ وَقَالَ أَنْت فِي الْفِقْه إِمَام ... ريقي خمر وَعند الْخمر حرَام) وَمِنْه فِي مَمْلُوك لَهُ توفّي (لَا رَغْبَة فِي الْحَيَاة من بعْدك لي ... يَا من ببعاده تناهى أَجلي) (إِن مت وَلم أمت أسى خجلي ... من عتبك لي فِي عرض يَوْم الْعَمَل) وَمِنْه (فِي عشقك قد هجرت أُمِّي وَأبي ... الرَّاحَة للْغَيْر وحظي تعبي) (يَا ظَالِم فِي الْهوى أما تنصفني ... وحدتك فِي الْعِشْق فَلم تشرك بِي) وَمِنْه // (من مجزوء الرمل) // (وتعانقنا فَقل مَا ... شيت فِي مَاء وخمر) (وتعاتبنا فَقل مَا ... شيت فِي غنج وسحر) (ثمَّ لما أدبر اللَّيْل ... وَجَاء الصُّبْح يجْرِي) (قَالَ إياك رقيبي ... بك يدْرِي قلت يدْرِي) ورثاه الصاحب جمال الدّين يحيى بن مطروح فَقَالَ // (من الْكَامِل) // (أأبا مُحَمَّد يُوسُف بن مُحَمَّد ... أودى مصابك بالندى والسؤدد) (آلَيْت لَا أنساك مَا هبت صبى ... حَتَّى أُوَسَّد فِي صفيح الملحد) (فتكوا بِهِ يَوْم الثلاثا فتكة ... فجع الْخَمِيس بهَا وكل موحد) (وخلى الندي من المكارم والعلى ... لخلوه من مثل ذَاك السَّيِّد) (قل مَا بدا لَك يَا حسود فطالما ... فقئت معاليه عُيُون الْحَسَد) (فَعَلَيْك مني مَا حييت تَحِيَّة ... كالمسك طيبَة تروح وتغتدي)

وَقَالَ لما بلغه نعيه // (من مجزوء الرجز) // (فض فَم نعى لنا ... يَوْم الْخَمِيس يوسفا) (واأسفا من بعده ... على الْعلَا واأسفا) 153 - الْمُوفق بن الْخلال يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن موفق الدّين أَبُو الْحجَّاج الْمَعْرُوف بالموفق بن الْخلال صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِمصْر فِي دولة الْحَافِظ أبي الميمون عبد الْمجِيد صَاحب مصر قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي حَقه نَاظر ديوَان مصر وإنسان ناظره وجامع مفاخره وَكَانَ إِلَيْهِ الْإِنْشَاء وَله قُوَّة على الترسل يكْتب كَيفَ يَشَاء عَاشَ كثيرا وعطل فِي آخر عمره وأضر وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن تعوض مِنْهُ الْقَبْر وَتُوفِّي بعد ملك الْملك النَّاصِر مصر بِثَلَاث أَو أَربع سِنِين وَقَالَ ابْن الْأَثِير حَدثنِي القَاضِي الْفَاضِل بِدِمَشْق قَالَ كَانَ فن الْكِتَابَة بِمصْر فِي زمن الدولة العلوية غضا طريا وَكَانَ لَا يَخْلُو من ديوَان المكاتبات من رَأس يرأس مَكَانا وبيانا وَيُقِيم لسلطانه بقلمه سُلْطَانا وَكَانَ من الْعَادة أَن كلا من أَرْبَاب الدَّوَاوِين إِذا نَشأ لَهُ ولد وشدا شَيْئا من علم الْأَدَب أحضرهُ إِلَى ديوَان المكاتبات ليتعلم فن الْكِتَابَة ويتدرب وَيرى وَيسمع قَالَ فأرسلني وَالِدي وَكَانَ إِذْ ذَاك قَاضِيا بعسقلان إِلَى الديار المصرية فِي أَيَّام الْحَافِظ وأمرين بالمصير إِلَى ديوَان المكاتبات وَكَانَ الَّذِي رَأس بِهِ الْمُوفق بن الْخلال فَلَمَّا مثلت بَين يَدَيْهِ وعرفته من أَنا وَمَا طلبي تَلقانِي بالرحب والسهل ثمَّ قَالَ لي مَا الَّذِي أَعدَدْت لفن الْكِتَابَة من الْآلَات فَقلت لَيْسَ عِنْدِي شَيْء سوى أَنِّي أحفظ الْقُرْآن الْكَرِيم وَكتاب الحماسة فَقَالَ فِي هَذَا بَلَاغ ثمَّ أَمرنِي بملازمته فَلَمَّا ترددت إِلَيْهِ وتدربت بَين يَدَيْهِ أرمني بعد ذَلِك أَن أحل شعر الحماسة فجللته من أَوله إِلَى آخِره ثمَّ أَمرنِي فحللته مرّة ثَانِيَة وَقد استبعد بعض النَّاس ذَلِك وَزعم أَن الْفَاضِل لم يدْخل مصر إِلَّا فِي أَيَّام الظافر ابْن الْحَافِظ قلت يُمكن أَن يكون قد دَخلهَا أَيَّام الْحَافِظ ثمَّ إِنَّه خرج مِنْهَا وَعَاد إِلَيْهَا مَعَ وَالِده فِي أَيَّام الظافر وَيُقَال إِن الْمُوفق بن الْخلال كَانَ يكْتب إِلَى القَاضِي الْفَاضِل وَهُوَ عاطل فِي بَيت خادمه يُوسُف وَكَانَ الْفَاضِل يَقُول إِلَى مَتى نجباء الْألف وَاللَّام يَعْنِي أَنه يَقُول

الْخَادِم وَهَذَا يدل على أَن الْخلال كَانَ يستصغر الْفَاضِل لِأَنَّهُ خرجه وثقفه وَلم يزل ابْن الْخلال بديوان الْإِنْشَاء إِلَى أَن طعن فِي السن وَعجز عَن الْحَرَكَة فَانْقَطع فِي بَيته وَكَانَ الْفَاضِل يرْعَى لَهُ حق الصُّحْبَة والتعليم وَيجْرِي عَلَيْهِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَمن شعر ابْن الْخلال // (من الْكَامِل) // (عذبت لَيَال بالعذيب حوالي ... وخلت مَوَاقِف بالوصال خوالي) (وَمَضَت لذاذات تقضى ذكرهَا ... تصبي الخلي وتستهيم السالي) (وجلت موردة الخدود فأوثقت ... فِي الصبوة الْخَالِي بِحسن الْخَال) (قَالُوا سراة بني هِلَال أَصْلهَا ... صدقُوا كَذَاك الْبَدْر فرع هِلَال) وَمِنْه // (من مجزوء الْكَامِل) // (وأغن سيف لحاظه ... يفري الحسام بحده) (فَضَح الصوارم واللدان ... بلحظه وبقده) (عجب الورى لما حييت ... وَقد منيت ببعده) (وَبَقَاء جسمي ناحلا ... يصلى بوقدة صده) (كبقاء عنبر خَاله ... فِي نَار صفحة خَدّه) وَمِنْه فِي الشمعة // (من الْكَامِل) // (وصحيحة بَيْضَاء تطلع فِي الدجى ... صبحا وتشفي الناظرين بدائها) (شابت ذوائبها أَوَان شبابها ... واسود مفرقها أَوَان فنائها) (كَالْعَيْنِ فِي طبقاتها ودموعها ... وسوادها وبياضها وضيائها) وَمِنْه // (من المديد) // (وَله طرف لواحظه ... نصرت شوقي على كَبِدِي) (قذفت عَيْني سوالفه ... فتوارت مِنْهُ بالزرد) وَكَانَ الْمُوفق بن الْخلال خَال القَاضِي الجليس عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن الْجبَاب وَقد تقدم ذكره فِي مَكَانَهُ فَحصل لِابْنِ الْخلال نكبة وَحصل لِابْنِ الْجبَاب بِسَبَب خَاله صداع فَقَالَ ابْن الْجبَاب وكتبها إِلَى الرشيد بن الزبير // (من المتقارب) // (تسمع مقالي يَا ابْن الزبير ... فَأَنت خليق بِأَن تسمعه)

(بلينا بِذِي نسب شابك ... قَلِيل الجدى فِي زكان الدعه) (إِذا ناله الْخَيْر لم نرجه ... وَإِن صفعوه صفعنا مَعَه) قَالَ القَاضِي شمس الدّين بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَهَذَا من قَول حُصَيْن السَّعْدِيّ الْخَارِجِي يُخَاطب قطري بن الْفُجَاءَة // (من الطَّوِيل) // (وَأَنت الَّذِي لَا نستطيع فِرَاقه ... حياتك لَا نفع وموتك ضائر) وَيُقَال إِن أَبَا الْقَاسِم بن هَانِئ الشَّاعِر الْمُتَأَخر على ابْن هَانِئ الْمُتَقَدّم هجا ابْن الْخلال الْمَذْكُور وبلغه ذَلِك فأضمر لَهُ حقدا وَاتفقَ بعض المواسم الَّتِي جرت بِهِ عَادَة مُلُوك مصر الْحُضُور لاستماع المدائح فَجَلَسَ الْحَافِظ عبد الْمجِيد ملك مصر إِذْ ذَاك وأنشده الشُّعَرَاء وانتهت النّوبَة إِلَى ابْن هَانِئ الْمَذْكُور فَأَنْشد وأجاد فِيمَا قَالَه فَقَالَ الْحَافِظ لِابْنِ الْخلال كَيفَ تسمع فَأثْنى عَلَيْهِ واستجاد شعره وَبَالغ فِي وَصفه ثمَّ قَالَ لَهُ وَلَو لم يكن لَهُ إِلَّا مَا يمت بِهِ من انتسابه إِلَى ابْن الْقَاسِم بن هَانِئ شَاعِر هَذِه الدولة ومظهر مفاخرها وناظم مآثرها لَوْلَا بَيت أظهر مِنْهُ الضَّمِير عِنْد دُخُوله هَذِه الْبِلَاد فَقَالَ الْحَافِظ مَا هُوَ فتحرج من إنشاده فَأبى الْحَافِظ وَقَالَ لَا بُد من إنشاده وَفِي أثْنَاء ذَلِك صنع بَيْتا وأنشده وَهُوَ // (من الْبَسِيط) // (تَبًّا لمصر فقد صَارَت خلافتها ... عظما تنقل من كلب إِلَى كلب) فَعظم ذَلِك على الْحَافِظ وَقطع صلته وَكَاد يفرط فِي عُقُوبَته وَمن شعر ابْن الْخلال فِي الشمعة أَيْضا // (من الْبَسِيط) // (وصعدة لدنة كالتبر تفتق فِي ... جنح الظلام إِذا مَا أبرزت فلقا) (تَدْنُو فيحرق برد اللَّيْل لهذمها ... وَإِن نأت رتق الظلام مَا فتقا) (وتستهل بِمَاء عِنْد وقدتها ... كَمَا تألق برق الْغَيْث فاندفقا) (كالصب لونا ولمعا والتظاء وضنى ... وَطَاعَة وسهادا دَائِما وشقا) (وَالْحب أنسا ولينا واستواق سنا ... وبهجة وطروقا واجتلاء ولقا) قلت قَوْله كالصب لمعا فِيهِ نظر وَمِنْه قَوْله وَالْحب لينًا نظر وَمن // (الرمل) // (شيم الْأَيَّام صد بعد ود ... والليالي عهدها أخون عهد) (إِن أغاثت خذلت أَو وهبت ... سلبت أَو أوجدت راعت بفقد) (أُفٍّ لدينا فِيكُم تخدعنا ... من حباها بمعار مسترد) (مَا وَقت أَعْوَام قرب بِالَّذِي ... جنت اللوعة فِي سَاعَة بعد)

(يَا أبخا الْعِزَّة حسب الدَّهْر وَمن عظة ... الْمَغْرُور مَا أصبح يُبْدِي) (تُؤثر الدُّنْيَا فَهَل نلْت بهَا ... لَحْظَة تخلص من هم وكد) 154 - ابْن الأبلة الْعِرَاقِيّ يُوسُف بن مُحَمَّد بن بختيار بن عبد الله الْجَوْهَرِي أَبُو المظفر الْبَغْدَادِيّ هُوَ ابْن الأبله الشَّاعِر الْمَشْهُور وَقد تقدم ذكر وَالِده فِي المحمدين قَرَأَ هَذَا طرفا من الْأَدَب على أبي بكر الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ قَالَ محب الدّين بن النجار وَسمع الْكثير من شُيُوخنَا أبي الْفرج بن كُلَيْب وأبوي الْقَاسِم ذَاكر بن كَامِل وَيحيى بن يُونُس وَأبي طَاهِر بن المعطوش وَمن جمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي الْعِزّ بن كادش وَأبي غَالب بن الْبناء وَأبي بكر ابْن عبد الْبَاقِي وَمن دونهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول الحسان بهمة وافرة وسافر إِلَى الْموصل وَسمع بهَا من أبي طَاهِر أَحْمد بن عبد الله بن الطوسي وَأبي مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن عبد الله الرهاوي وَمَات شَابًّا غضا طريا سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَيقْرَأ الحَدِيث جيدا قَالَ وَكَانَ طَرِيقه غير مرضية فِي الحَدِيث لَا يوثق بنقله وَلَا ضَبطه شاهدت لَهُ أَشْيَاء بعد مَوته فِي كتبه تدل على ضعفه عَفا الله عَنهُ وَعنهُ وَمن شعره لغز فِي اسْم معن // (من السَّرِيع) // (وأسمر كالغصن فِي قده ... بل يخجل الْغُصْن إِذا مَا انثنى) (تحجب الشَّمْس إِذا مَا بدا ... ويطرف الخشف إِذا مَا ربى) (لَو أَنه جاد لنا باسمه ... من بعد قلب لبلغنا المنى) وَمِنْه // (من المديد) // (لَا تلوموني بحقكم ... مَا بَقِي صَبر وَلَا جلد) (فجفوني مِنْهُ دامية ... وحشاي حشوها كمد) (وهمومي فِيهِ وَاحِدَة ... وغرامي فِيهِ مُتحد) (وَعَذَاب عز مطلبه ... وفؤادي ناره تقد) (لَيْسَ لي وصل ألذ بِهِ ... لَا وَلَا قرب وَلَا بعد) (ساعدوني بالبكا فَعَسَى ... ينجلي بعض الَّذِي أجد)

قلت شعر نَازل 155 - البلوطي النَّحْوِيّ يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد بن سراج بن طريف البلوطي أَبُو عمر النَّحْوِيّ الْقُرْطُبِيّ سمع من طَاهِر بن عبد الْعَزِيز وَأحمد بن خَالِد وَأحمد بن بشر بن الأغبس وَالْحسن بن سعد وَعبد الله بن يُونُس وقاسم بن أصبغ وَغَيرهم وَكَانَ عَالما بالنحو واللغة وَحسن الْخط جيد الضَّبْط إِمَامًا فِي هَذَا الْفَنّ وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ وَكَانَ صَالحا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 156 - صَلَاح الدّين بن عبيد الله الْموقع يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبيد الله القَاضِي صَلَاح الدّين كَاتب الدرج السلطاني بِالْقَاهِرَةِ تقدم ذكر وَالِده زين الدّين بن عبيد الله فِي المحمدين وَكَانَ هَذَا صَلَاح الدّين وَلَده كَاتبا مَأْمُونا اعْتمد عَلَيْهِ القَاضِي فتح الدّين بن عبد الظَّاهِر وَلم يزل مُتَقَدما عِنْد كتاب السِّرّ وَاحِدًا بعد وَاحِد إِلَى آخر أَيَّام القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فَإِنَّهُ كَانَ يستكتبه فِي الْمُهِمَّات وَكَانَ ملازما ديوانه تطلع لَهُ الشَّمْس فِي ديوانه وتغرب وَهُوَ فِيهِ أَقَامَ كَاتب درج تَقْدِير خمس وَخمسين سنة وَأكْثر وَكَانَ سَاكِنا خيرا خائرا لَيْسَ فِيهِ شَرّ أَلْبَتَّة مُحْتملا أَذَى رفاقه رَأَيْتهمْ يَسُبُّونَهُ فِي وَجهه وَلَا يتَكَلَّم خُصُوصا القَاضِي قطب الدّين بن المكرم يَقُول لَهُ لعن الله والديك يَا كلب يَا ابْن الْكَلْب يَا عبد النحس يَا ابْن الْأمة وَلَا يرد عَلَيْهِ هَذَا وَهُوَ مقدم على الْجَمِيع وَكَانَ أسمر اللَّوْن قطط الشّعْر صَغِير الذقن وَلما حصل للْقَاضِي عَلَاء الدّين بن الْأَثِير مبدأ الفالج طلبه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ليستكتبه شَيْئا فِي السِّرّ بِنَاء على أَنه يكون كَاتب السِّرّ فَلَمَّا أَخذ بِيَدِهِ الْأَمِير سيف الدّين الجاي الدوادار وَدخل بِهِ فِي دهليز الْقصر أحدث فِي سراويله فأعفي من الدُّخُول وَكَبرت سنة وعورت ع ينْه وانهدت أَرْكَان قواه وَهُوَ ملازم الْخدمَة فَأَقُول لَهُ لَو وفرت نَفسك وَقَعَدت فِي بَيْتك كَانَ خيرا لَك وَكَانَ يَقُول أَخَاف يقطعون معلومي وَلم يكن أحد يقدم على ذَلِك لقدم هجرته وَثُبُوت قدمه فِي الْخدمَة وَلَكِن كل ذَلِك من ضعف نَفسه وَكَانَ يكْتب خطا رديا ضَعِيفا وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَأعْطِي معلومه القَاضِي جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود 157 - البديهي يُوسُف بن مُحَمَّد بن مهْدي بن مِقْدَام بن الْحسن بن الرّبيع بن زَائِدَة ابْن قدم بن شهَاب بن كنَانَة الْأَخْرَس بن زيد بن عَامر أَبُو الْحجَّاج الثَّعْلَبِيّ البديهي الْمَدَائِنِي

المولد الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل فِي مُعْجم شُيُوخه قَالَ أنشدنا أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد البديهي فِي يَوْم عَرَفَة سنة عشر وَخمْس مائَة على البديهة فِي يَوْم عَرَفَة سنة عشر وَخمْس مائَة على البديهة // (من الرجز) // (نَادَى مُنَادِي الْبَين بالفراق ... فانهملت بالأدمع المآقي) (لفرط مَا ألْقى من الأشواق ... والدمع قد يجْرِي من الأحراق) قَالَ وأنشدنا أَيْضا على البديهة // (من الطَّوِيل) // (وقفت بناديهم وَقد جد بَينهم ... وفاح عَليّ الْعرف فِي ذَلِك النادي) (فَقلت أهل مسك تحمل ركبهمْ ... أم المندل الرطب اسْتَقل بِهِ الْوَادي) (فَقَالُوا لَهُم ذكر تضوع نشره ... ففاح لَهُ عرف بنشرهم باد) (فَقلت لأثر الركب الثم فإنني ... شممت بِهِ مَا كَانَ يلهي عَن الزَّاد) قلت شعر منحط 158 - أَبُو عَفَّان النّحاس يُوسُف بن مُحَمَّد بن وليدويه أَبُو عَفَّان النّحاس الشَّاعِر ذكر الصولي أَنه كَانَت لَهُ بالمهتدي بِاللَّه حُرْمَة مُؤَكدَة فولاه مَعُونَة رزقا مِنْهُ بِاخْتِيَار من أبي عَفَّان لَهَا لِأَنَّهُ مِنْهَا وَلِأَن لَهُ بهَا ضَيْعَة روى عَنهُ وَلَده عبد الرَّحْمَن وَله أَخْبَار مطبوعة من ذَلِك أَنه وَقع أَبُو الْعَبَّاس بن بسطَام لأبي عَفَّان بكير حِنْطَة بالفالج فَقَالَ يَا سَيِّدي لَا أَدخل بَيْتِي فالجين أَنا مفلوج وآخذ كير حِنْطَة بالفالج فَضَحِك وَأمر لَهُ بكير حِنْطَة بالمعدل فَضَحِك وَقَالَ السَّاعَة اعتدلت وَقَالَ أَبُو عَفَّان دخلت يَوْمًا على الْفضل بن الْمَأْمُون وَهُوَ يصطبح وستارته مَضْرُوبَة فغنت جَارِيَة من جواريه // (من الطَّوِيل) // (أنَاس أمناهم فنموا حديثنا ... فَلَمَّا كتمنا السِّرّ عَنْهُم تَقولُوا) فَقَالَ الْفضل يَا أَبَا عُثْمَان أجز فَقلت (لم يحسنوا الود الَّذِي كَانَ بَيْننَا ... وَلَا حِين هموا بالقطيعة أجملوا) فَقَالَ لغلامه أيش مَعَك قَالَ صرة قَالَ انثرها عَلَيْهِ وَنزع ثِيَابه فألقاها عَليّ وَقعد فِي سَرَاوِيل حَتَّى جاؤوه بثيابه وَمن شعره يمدح مُوسَى ابْن أُخْت مُفْلِح // (من الْبَسِيط) //

(قل للأمير الَّذِي أضحت صنائع ... كواكب الزهر فِي داج من الظُّلم) (أَنْت الَّذِي زين الدُّنْيَا محاسنه ... فقد ملكت قياد الْعَرَب والعجم) (أَصبَحت قدوة هَذَا النَّاس كلهم ... وَإِنَّمَا يَهْتَدِي من ضل بِالْعلمِ) (من ذَا يساويك فِي مجد خصصت بِهِ ... وَالله قدره فِي اللَّوْح بالقلم) (يَا أَيهَا السَّائِل الفحاص عَن ملك ... كَفاهُ فِي مَاله أخسى من الديم) (إِلَيْك مُوسَى فَخذ مَا شِئْت من رجل ... لِسَانه أبدا وقف على نعم) 159 - ابْن الإِمَام الظَّاهِر يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن يُوسُف هم الْأَمِير أَبُو هِشَام ابْن الإِمَام الظَّاهِر ابْن الإِمَام النَّاصِر ابْن الإِمَام المستضيء ابْن الإِمَام المستنجد وَبَقِيَّة النّسَب تقدم فِي تَرْجَمَة المستنجد كَانَ كَبِير الْقدر عَزِيز الْفضل وافر الْإِحْسَان يعظمه أخوته وَبَنُو عَمه وَكَانَ مرشحا للخلافة وأقتنى من الْكتب ألوفا قَالَ ابْن أَنْجَب وَكَانَ يمِيل إِلَى مَا أصنفه ويبحث عَمَّا أؤلفه حَتَّى جمع مِنْهُ كتبا كَثِيرَة وَاخْتصرَ تاريخي الْكَبِير وأفرد مِنْهُ أَخْبَار الْخُلَفَاء وَقد جمع تَارِيخا ذكر فِيهِ أَخْبَار أَخِيه الْمُسْتَنْصر وَكَانَ قد سَأَلَ من أَخِيه المستعصم أَن يرتبني وَكيلا لَهُ فَأذن فِي ذَلِك فَلَمَّا عرفني أستاذ الدَّار اعْترفت بِالْعَجزِ وكراهية التَّصَرُّف وَقلت إِنِّي عَاهَدت الله فِي مَكَّة وَسَأَلته أَن لَا يَجْعَل رِزْقِي من تصرف واستعفيت فأعفيت وَتُوفِّي لوَلَدي طِفْل فَكتب يعزيني بِأَبْيَات من نظمه بِخَطِّهِ الْفَائِق وَهِي // (من المنسرح) // (لَا عرض نَافِع [لَا] وَلَا مَال ... للمرء يَوْمًا إِذا حَالَتْ الْحَال) (يُقَال قد حم قد تصدع قد ... قاء نعم إِنَّهَا الأشيغال) (يَمُوت ذُو الذَّنب وَهُوَ مبتسم ... ويجزع الْأَنْبِيَاء والآل) (بِأَيّ ذَنْب أَطَالَ غصتهم ... وَهُوَ على الْمُجْرمين مفضال) (وَمَا رأى البهشمي من عوض ... قد كثر القيل فِيهِ والقال) وَهِي أَبْيَات طَوِيلَة وَقد صنف كتابا ذكر فِيهِ أَوْلَاد الْخُلَفَاء وَمَا نقل عَنْهُم من ملح الْأَخْبَار ومستحسن الْأَشْعَار

وَلما استولى هولاكو على الأَرْض وَملك بَغْدَاد وَحصل الْخَلِيفَة فِي أسره طلب إخْوَته وَأَوْلَادهمْ وأهليهم فَخرج الْأَمِير أَبُو هَاشم صُحْبَة الْمَذْكُورين فَقتلُوا أَجْمَعِينَ رَحِمهم الله تَعَالَى فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة 160 - ابْن الْمليح الشَّافِعِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْفضل بن الْمليح الْكَرْخِي كَانَ فَقِيها فَاضلا شافعيا وَكَانَ جده يُوسُف من دمشق وَتُوفِّي مُحَمَّد وَالِد يُوسُف هَذَا وَهُوَ صبي فرباه الله تَعَالَى تربية صَالِحَة وَحفظ الْقُرْآن وَتعلم الْخط وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية ثمَّ صحب الصُّوفِيَّة وَسكن رِبَاط البسطامي مُدَّة ثمَّ تورع عَن أكل الْأَوْقَاف فَانْقَطع فِي بَيته ينْسَخ الْعلم وَيَأْكُل وَلَا يقبل من بر السلاطين شَيْئا وَمَشى عمره على سنَن مُسْتَقِيم وَكتب خطه كثيرا وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْأَحَادِيث وأخبار السلاطين وَكَلَامهم وسافر إِلَى إصبهان قَالَ محب الدّين بن النجار وَسمع بِقِرَاءَتِي هُنَاكَ كثيرا وَكَانَت لَهُ إجَازَة من أبي الْفضل عبد الله بن أَحْمد الطوسي خطيب الْموصل 161 - البياسي يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج الْأنْصَارِيّ البياسي بِالْبَاء ثَانِي الْحُرُوف وَالْيَاء آخر الْحُرُوف مُشَدّدَة وَبعد الْألف سين مُهْملَة الأديب كَانَ عَلامَة أديبا إخباريا لغويا بارعا فِي الْعَرَبيَّة وضروبها وَكَانَ يحفظ الحماسة وديوان أبي تَمام وديوان أبي الطّيب وَسقط الزند والمعلقات السَّبع وَله تَارِيخ على الْحَوَادِث فِي مجلدين سَمَّاهُ كتاب الْإِعْلَام بالحروف الْوَاقِعَة فِي صدر الْإِسْلَام إِلَى أَيَّام الرشيد وَكتاب صنفه فِي مجلدين سَمَّاهُ الحماسة صنفه بتونس وَنقل فِيهِ أشعارا فائقة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة وَقد تجَاوز الثَّمَانِينَ وَلما قدم جَزِيرَة الأندلس وَوصل إِلَى تونس جمع للأمير أبي زَكَرِيَّاء يحيى بن أبي مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص عمر صَاحب أفريقية رَحمَه الله تَعَالَى كتاب الْإِعْلَام الْمَذْكُور وَكَانَت وَفَاته بتونس رَحمَه الله تَعَالَى 162 - الْمُسْتَنْصر بِاللَّه المغربي يُوسُف بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ السُّلْطَان الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ صَاحب الْمغرب لم يكن فِي بني عبد الْمُؤمن أحسن صُورَة مِنْهُ وَلَا أبلغ خطابا وَلكنه كَانَ مُسْتَغْرقا فِي اللَّذَّات وَمَات وَهُوَ

شَاب سنة عشْرين وست مائَة وَلم يخلف ولدا فاتفق أهل دولته على تَوْلِيَة الْأَمر لأبي مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ فَلم يحسن المداراة وَلَا التَّدْبِير وَكَانَت ولَايَة يُوسُف الْمَذْكُور عشر سِنِين وشهرين 163 - الحوارني الْمُحدث الكفيري يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن عمرَان الْمُحدث الْفَاضِل أَبُو الْفضل الْهِلَالِي حوراني كتب أَحْكَام الضياء وقرأه على ابْن الْكَمَال وَحفظ متونا جمة وَأم بِمَسْجِد بَيت أَبْيَات وَقَرَأَ الحَدِيث على ابْن عبد الدَّائِم وَصَحب مَحْمُودًا الزَّاهِد الدِّمَشْقِي وَسمع بِمصْر من الرشيد الْعَطَّار وَكتب عَنهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ يقْرَأ على كرْسِي بالجامع من حفظه وَرُبمَا قَرَأَ فِي الْقرى فيهبونه وَكَانَ دينا قانعا وَتُوفِّي سنة عشر وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 164 - السَّيْف النَّاسِخ يُوسُف بن مُحَمَّد بن عُثْمَان السَّيْف النَّاسِخ أَصله من سرخس رَأَيْته غير مرّة يُنَادي على الْكتب بجسر اللبادين بِدِمَشْق وينسخ وَهُوَ شيخ قد أنقى وَكَانَ ردي الْحَال كتب كثيرا فِي الدَّوَاوِين الْمُتَأَخِّرَة خُصُوصا ديوَان سيف الدّين المشد وديوان محَاسِن الشُّعَرَاء وَكَانَ يَقُول أَنا قبلت الْقبْلَة بِأَلف دِرْهَم يفتخر بِهَذَا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة 165 - ابْن المهتار يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله الإِمَام الْفَاضِل الْكَاتِب مجد الدّين أَبُو الْفَضَائِل بن المهتار الْمصْرِيّ ثمَّ الدمشق المجود الْمُحدث الْقَارئ بدار الحَدِيث الأشرفية ولد فِي حُدُود سنة عشر وست مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَسمع من ابْن صباح وَابْن الزبيدِيّ وَالْفَخْر الإربلي وَابْن اللتي وجعفر الْهَمدَانِي وَابْن المقير وَابْن ماسويه وَطَائِفَة وَقَرَأَ وَكتب الْأَجْزَاء والأطباق وشارك فِي الْعلم وتوحد فِي الْكِتَابَة الفائقة وَعلم بهَا دهرا وَولي فِي الآخر مشيخة الدَّار النورية وَكَانَ إِمَّا الْمَسْجِد دَاخل بَاب الفراديس وَكَانَ ذَا دين وورع وكف بَصَره قبل مَوته بِقَلِيل سمع مِنْهُ ابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز وَابْن أبي الْفَتْح والمزي وَطَائِفَة سواهُم وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته 166 - ابْن حَمَّاد خطيب حماه يُوسُف بن مُحَمَّد بن مظفر بن حَمَّاد جمال الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي مفتي حماه وخطيبها بالجامع الْكَبِير توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ

وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة وَحدث بِجُزْء الْأنْصَارِيّ عَن مُؤَمل النابلسي والمقداد الْقَيْسِي وَكَانَ على قدم متين فِي الْعلم وَالْعَمَل والتعبد وَنشر الْعلم وَلما مَاتَ تأسف النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله تَعَالَى 167 - ابْن المغيزل الشَّافِعِي يُوسُف بن مُحَمَّد الشَّيْخ الإِمَام صَلَاح الدّين بن المغيزل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي مفتي حماه وخطيبها كَانَ كهلا مفتنا فِي الْعُلُوم مناظرا لَهُ محفوظات وفضائل حدث عَن الشَّيْخ شمس الدّين بن قدامَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بحماه سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة حُكيَ لي شمس الدّين بن النصيبي بحلب قَالَ بحث يَوْمًا صَلَاح الدّين بن المغيزل وَبدر الدّين بن الْوَكِيل فِي مَسْأَلَة بِحُضُور ابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حماه من بكرَة إِلَى أَن قَالَ الْمُؤَذّن لِلظهْرِ الله أكبر فَقَالَ القَاضِي شرف الدّين طول الله فِي عمريكما للْمُسلمين سُرُورًا بهما أَو كَمَا قَالَ 168 - جمال الدّين الْمُقْرِئ يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الْقَاسِم الشَّيْخ الْفَقِيه جمال الدّين الْمُقْرِئ سمع من ابْن علاق والنجيب الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لَهُ لخطه فِي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة 169 - نور الدّين الفيومي يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح بن صارم بن مخلوف نور الدّين بن تَقِيّ الدّين بن جلال الدّين بن تفي الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الفيومي مولده سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة اجْتمعت بِهِ لديار المصرية وبصفد وبدمشق غير مرّة وَكتب إِلَى شعرًا وأجبته عَنهُ أعرفهُ وَهُوَ شَاهد العمائر للأمير سيف الدّين بكتمر الساقي ثمَّ إِنَّه ورد إِلَى صفد وَأقَام بهَا مُدَّة فِي خدمَة الْأَمِير سيف الدّين طشتمر النَّائِب بهَا ثمَّ إِنَّه توجه مَعَه إِلَى حلب ثمَّ عَاد إِلَى مصر ورأيته بهَا سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكتب إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ بِمَا قدمت إِلَيْهَا فِي السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ أنشدنيه من لَفظه // (من الوافر) // (وجدنَا أنس مَوْلَانَا فَلَمَّا ... وجدنَا الْأنس لم نقنع بذاكا) (وهام الطّرف مني فِي انْتِظَار ... يروم من الصبابة أَن يراكا) (عجزت عَن المزار فَكنت مِمَّن ... نواك بِهِ كفينا من نواكا) (وَلَا عتب على شيخ ضَعِيف ... إِذا مَا قَامَ لم يملك حراكا) (فعش لمسرة الأحباب إِنَّا ... إِذا مَا عِشْت عِشْنَا فِي ذراكا)

وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ تَشْبِيها فِي عصفر // (من الوافر) // (أشبه عصفرا فِي الرَّوْض يزهى ... وتشبيهي لهيئته مقارب) (ككنز فِيهِ بلور عَلَيْهِ ... دَنَانِير ومهلكها عقارب) وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ فِي قصب السكر // (من السَّرِيع) // (فِي حلب أَبْصرت أعجوبة ... تخرج أذكى النَّاس من عقله) (شخصا رَشِيق الْقد عذب ... اللمى لَا تقدر الرّوم على مثله) (وَهُوَ بِلَا عقل جريح الحشا ... والدود لَا يشْبع من أكله) (لَا يبرح الْبَوْل على رَأسه ... والقيد لَا يَنْفَكّ من رجله) (لَهُ عُيُون وَهُوَ أعمى وَفِي ... عَيْنَيْهِ أَوْلَاد على شكله) (يَا من سما بَين الورى قدره ... اكشف لنا عَنهُ وَعَن أَصله) وَقلت أَنا فِي ذَلِك // (من الطَّوِيل) // (عجبت لمعسول الرضاب مهفهف ... يحاكي أنابيب القنا حَال نبته) (تنَاقض مَعْنَاهُ الْغَرِيب فبوله ... على الرَّأْس رَأس والشوارب فِي استه) 170 - الأشوني الْمَالِكِي يُوسُف بن مرحب أَبُو عمر بن أهل أشونة سمع من مُحَمَّد بن أَحْمد الْعُتْبِي وَغَيره وَكَانَ عَالما بالفتيا حَافِظًا للمسائل والرأي على مَذْهَب مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن الفرضي ذكره إِسْمَاعِيل 171 - التلعفري الشَّاعِر يُوسُف بن مَسْعُود بن بركَة أَبُو المحاسن الشَّيْبَانِيّ الشَّاعِر الشيعي وَالِد شهَاب الدّين أَحْمد التلعفري وَقد تقدم ذكر وَلَده فِي الأحمدين ولد يُوسُف هَذَا سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وست مائَة وَله مدائح فِي أهل الْبَيْت 172 - ابْن الْفرج الأرموي يُوسُف بن المظفر بن يُوسُف بن الْفرج الأرموي 173 - ابْن الوردي الشَّافِعِي يُوسُف بن مظفر بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس الْفَقِيه الإِمَام جمال الدّين المعري ابْن الوردي الشَّافِعِي أَخُو الإِمَام زين الدّين عمر بن مظفر

وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْعين وجمال الدّين هُوَ الْأَكْبَر كَانَ فَقِيها جيدا قَرَأَ التَّنْبِيه واشتغل بالحاوي الصَّغِير كثيرا وَكَانَ ينْقل من الرَّافِعِيّ وَمن الرَّوْضَة كثيرا ذكر لي جمَاعَة أَنه كَانَ فَقِيه النَّفس وَكَانَ جوادا بِمَا يملكهُ واشتغل على القَاضِي شرف الدّين بن الْبَارِزِيّ وتنقل فِي الْقَضَاء بالبلاد الحلبية وَرُبمَا أَنه تعدى السّبْعين وَكَانَ ضَعِيف الْعَرَبيَّة توفّي رَحمَه الله تالى فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ فِي طاعون حلب 174 - ابْن معزوز المرسي يُوسُف بن معزوز أَبُو الْحجَّاج الْقَيْسِي المرسي إِمَام النَّحْو مُصَنف شرح الْإِيضَاح للفارسي وَله رد على الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل أَخذ عَن أبي إِسْحَاق بن ملكون والسهيلي تخرج بِهِ جمَاعَة أَئِمَّة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمس وَعشْرين وست مائَة 175 - الزانكي يُوسُف بن الْمُغيرَة بن أبان الْيَشْكُرِي أَبُو يَعْقُوب الزانكي بالزاي وَالْألف وَالنُّون وَالْكَاف وَيعرف بالأخضر قَالَ مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب أَبُو يَعْقُوب الزانكي مَجْهُول الشّعْر من أهل الْبَصْرَة وَقَالَ غَيره قدم مَدِينَة السَّلَام من الْبَصْرَة وَقد صفر شيبا لَهُ وخنجر لحيته وَهُوَ مؤتزر بإزار أَحْمَر مُرْتَد بآخر مثله ينشد أَبَا نواس فِي جَامع الْبَصْرَة لنَفسِهِ فِي أبي دلف // (من الْكَامِل) // (الشَّمْس تنهض بِأَنْفَاسِ الْعَقْرَب ... والظل يقْدَح فِي حمام الجندب) (وَاللَّيْل محشوش بِأَنْفَاسِ الدجى ... والنجم من عَال من متصوب) (فاصبح نديمك من سلافة قرقف ... جَادَتْ بدرتها وَلما تخلب) (ظعنت بمبزلها فَاتبع كوبها ... من دنها مثل انقضاض الْكَوْكَب) (فاصطب مِنْهَا فِي الزّجاج وعلها ... بمسلسل حمد السباسب أصهب) (فالراح مخرسة وألسن نورها ... نطق بِكُل بَيَان حسن مُعرب) (ومتوج عكفت بِصَحْنِ فنائه ... خيلان من بكر الْعرَاق وتغلب) (نَفسِي أَبَا دلف فداؤك والقنا ... فِي النَّقْع من متقصف ومخضب) فَقَالَ لَهُ أَبُو نواس أرويت من شعري شَيْئا أم لَا قَالَ لَا قَالَ لم قَالَ لِأَنَّك كثير الإحالة غير متسق الشّعْر قَالَ وَمَا ذَاك وَيلك فَذكر شَيْئا كثيرا من شعره عابه بِهِ فشتمه أَبُو نواس وَقَامَ عَن الْحلقَة

ابن موسى

وَأنْشد الزانكي لنَفسِهِ // (من الْبَسِيط) // (ومستطيل على الصَّهْبَاء باكرها ... فِي فتية باصطباح الراح حذاق) (وكل شَيْء رَآهُ ظَنّه قدحا ... وكل شخص رَآهُ ظَنّه الساقي) ابْن مُوسَى 176 - الْقطَّان الْكَبِير يُوسُف بن مُوسَى الْقطَّان روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَكتب عَنهُ يحيى بن معِين قَالَ لَا بَأْس بِهِ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَمِائَتَيْنِ 177 - الْقطَّان الصَّغِير يُوسُف بن مُوسَى بن عبد الله الْقطَّان الْمروزِي قدم بَغْدَاد وَحدث بالكثير وَكَانَ مكثرا فَاضلا وَاسع الرحلة وَهُوَ يُوسُف الْقطَّان الصَّغِير وَالْكَبِير هُوَ الْمَذْكُور أَولا وَذَاكَ من شُيُوخ البُخَارِيّ وَتُوفِّي يُوسُف الصَّغِير بمرو الروذ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ رَحمَه الله تَعَالَى 178 - الإِمَام التطيلي يُوسُف بن مُوسَى الْمَعْرُوف بِالْإِمَامِ التطيلي أَبُو عمر كَانَ عَالما فَاضلا وَكَانَت لَهُ رحْلَة سمع فِيهَا وَجمع وَكَانَ حَافِظًا قَالَ ابْن الفرضي ذكره ابْن الْحَارِث 179 - ابْن الْحَيَوَان يُوسُف بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الْحَيَوَان بهاء الدّين ابْن الشَّيْخ تَاج الدّين شَاب فَاضل ذكي شَاب فَاضل ذكي تفقه وَحصل وَسمع الحَدِيث وَتعلم الشّعْر ونظم ثمَّ إِنَّه تفقه ولازم ابْن الباجربقي فأفسد عقيدته وَكَانَ كيسا متواضعا حسن الْعشْرَة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَتِسْعين وستّ مائَة وَمن شعره 180 - الفقاعي الصَّالح يُوسُف بن نجاح بن موهوب الشَّيْخ الْقدْوَة الزَّاهِد الفقاعي كَانَ عبدا صَالحا قَانِتًا كَبِير الشَّأْن لَهُ أَصْحَاب ومحبون وَكَانَ حسن التربية كريم الْأَخْلَاق متواضعا مطرح الكلفة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع وَسبعين وست مائَة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ وَدفن فِي زاويته بسفح قاسيون

ابن نصر

ابْن نصر 181 - الاستجي يُوسُف بن نصر الْأَزْدِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو عمر أَصله من استجة تحول عَنْهَا فِي زمن الْفِتْنَة وَقيل إِن نصرا قتل فِي الثائرة الَّتِي كَانَت بَين المولدة وَالْعرب باستجة وَكَانَ أَبُو عمر رجلا صَالحا لم يتلبس بِشَيْء من الدُّنْيَا وَكَانَ الْعَمَل أغلب عَلَيْهِ وَكَانَ طَوِيل الصمت وَكَانَ إِذا صلى الصُّبْح لم يتَكَلَّم بِشَيْء حَتَّى يقْرَأ سُورَة الْإِخْلَاص ألف مرّة وَكَانَ لَا يتَنَفَّل فِي الْمَسَاجِد وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة 182 - عماد الدّين بن الشقاري يُوسُف بن أبي نصر بن الشقاري الشَّيْخ الْأَمِير الْمسند عماد الدّين أَبُو الْحجَّاج الدمشق ولد سنة عشر وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة تسع وَتِسْعين وست مائَة وَسمع الصَّحِيح من ابْن الزبيدِيّ وَابْن الصّلاح والناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وَالْفَخْر الإربلي والرشيد بن الْهَادِي والسخاوي وَولي إمرة الْحَاج مَرَّات عديدة وَأنْفق فِي ذَلِك فِي وُجُوه الْبر أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ سليم الْبَاطِن وقف بالنيرب تربة مليحة بقبة وخانقاه ومسجدا ووقف على ذَلِك أَمَاكِن وَحدث بِالصَّحِيحِ غير مرّة قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ شمس الدّين الصَّحِيح فِي عشرَة أَيَّام 183 - الرَّمَادِي يُوسُف بن هَارُون أَبُو عمر الْكِنْدِيّ الرَّمَادِي كَانَ أحد آبَائِهِ من رمادة وَهُوَ مَوضِع بالمغرب وَأَبُو عمر شَاعِر قرطبي سريع القَوْل مَشْهُور عِنْد الْخَاصَّة والعامة بالمغرب وَكَانَ كثير من أَشْيَاخ الْأَدَب بالمغرب يَقُول فتح الشّعْر بكندة وَختم بكندة يعنون امْرأ الْقَيْس والرمادي هَذَا وامتدح أَبَا عَليّ القالي بقصيدةٍ أَولهَا // (من الْكَامِل) // (مَنْ حاكمٌ بيني وَبَين عذولي ... الشجو شجوي والغليل غليلي) (فِي أَي جارحةٍ أصون معذِّبي ... سلمتْ من التعذيب والتنكيل) (إِن قلتُ فِي بَصرِي فثمَّ مدامعي ... أَو قلت فِي كَبِدِي فثم غليلي) (وَثَلَاث شيبات نَزَلْنَ بمفرقي ... فَعلمت أَن نزولهن رحيلي)

(طلعت ثَلَاثًا فِي نزُول ثَلَاثَة ... واش وَوجه مراقب وثقيل) (فعزلنني عَن صبوتي فلئن ... ذللت لقد سَمِعت بذلة الْمَعْزُول) ثمَّ إِنَّه خرج من هَذَا إِلَى وصف الصَّيْد وَالرَّوْض فَقَالَ (روضٌ تعاهده السحابُ كأنّه ... متعاهَد من عهد إِسْمَاعِيل) يَعْنِي إِسْمَاعِيل القالي ممدحه (قسه إِلَى الْأَعْرَاب يعلم أنّه ... أولى من الْأَعْرَاب بالتفضيلِ) (حازت قبائلُهم لغاتٍ فُرّقت ... فيهم وَحَازَ لغاتِ كلّ قبيلِ) (فالشرق خَال بعده فَكَأَنَّمَا ... نزل الخَراب بربعه المأهول) (فكأنّه شمس بدَتْ فِي غربنا ... وتغيّبتْ عَن شرقهم بأفول) (يَا سَيِّدي هَذَا ثنائي لم أقل ... زوراً وَلَا عرّضتُ بالتنويل) (من كَانَ يأمُل نائلاً فَأَنا امْرُؤ ... لم أرْجُ غير الْقرب فِي تأميلي) وَقَالَ ابْن سعيد المغربي إِن الرَّمَادِي اكْتسب الْأَدَب عَن يحيى بن هُذَيْل الكفيف المغربي وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْيَاء فِي مَكَانَهُ وَقَالَ ابْن بشكوال روى الرماي كتاب النَّوَادِر عَن أبي عَليّ القالي وَأخذ عَن الرَّمَادِي أَبُو عمر بن عبد الْبر قِطْعَة من شعره وَرَوَاهَا فِي بعض تواليفه وَقَالَ ابْن حَيَّان توفّي الرَّمَادِي سنة ثَلَاث وَأَرْبع مائَة يَوْم العنصرة فَقِيرا معدما وَدفن بمقبرة كلع بقرطبة وَكَانَ يلقب بِأبي حنيش بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر النُّون وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وشين مُعْجمَة وَمن شعر الرَّمَادِي الْمَذْكُور فِي غُلَام ألثغ // (من الْكَامِل) // (لَا الرَّاء تطمع فِي الْوِصَال وَلَا أَنا ... الهجر يجمعنا فَنحْن سَوَاء) (فَإِذا خلوت كتبتها فِي راحتي ... وبكيت منتحبا أَنا وَالرَّاء) وَله فِيهِ أَيْضا // (من الْكَامِل) // (أعد لثغة فِي الرَّاء لَو أَن واصلا ... تسمعها مَا أسقط الرَّاء وَاصل) وَقَالَ الرَّمَادِي // (من الطَّوِيل) // (وَلم أر أحلى من تَبَسم أعين ... غَدَاة النَّوَى عَن لُؤْلُؤ كَانَ كامنا) قَالَ ابْن بسام فِي الذَّخِيرَة أَلا ترى قَول أبي عَامر يَعْنِي ابْن شَهِيد حِين الرَّمَادِي

يَقُول وَأنْشد الْبَيْت وَلم أر أحلى فَقَالَ // (من الطَّوِيل) // (وَلما فَشَا بالدمع من سر وجدنَا ... إِلَى كاشحينا من الْقُلُوب كواتم) (أمرنَا بإمساك الدُّمُوع جفوننا ... ليشجي بِمَا تطوي عذول ولائم) (أبي دمعنا يجْرِي مَخَافَة شامت ... فنظمه بَين المحاجر ناظم) (وراق الْهوى منا جفون كَرِيمَة ... تبسمن حَتَّى مَا تروق المباسم) قَالَ ابْن المظفر وَأخذ الْمَعْنى صاحبنا السعيد أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن سناء الْملك فَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (رَأَيْت طرفك يَوْم الْبَين حَتَّى همى ... ذَا الدمع ثغر وتكحيل الجفون لمى) (فَاكْفُفْ ملامك عني حيت ألثمه ... فَمَا شَككت أَنِّي قد رَأَيْت فَمَا) وَأَخذه أَيْضا على مَا زَاد فِيهِ ابْن شَهِيد وَقَالَ // (من الْكَامِل) // (وَإِذا بَكت عَيْني تَقول تبسمت ... إِن الدُّمُوع لَهَا ثغور عندنَا) قَالَ ابْن ظافر أَيْضا وَقد أَخذه من قبله الرئيس أَبُو مَنْصُور بن صردر فَقَالَ // (من الْكَامِل) = (متلونين على شَوَاهِد حبهم ... فالعين تمطرهم بِذِي ألوان) (وَلَو أَنه مَاء لقالوا دمعه ... ثغر وجفنا عينه شفتان) قلت وَأَنا وَقد أعجبني مَا فِي هَذِه الأبيات من الِاسْتِعَارَة فَقلت // (من الوافر) // (بَكَى المحبوب لي لما اجْتَمَعنَا ... وَكَانَ هَوَاء فرقته تنسم) (غَلطت فَمَا بَكَى أسفا لبعدي ... وَلَكِن ثغر ناظره تَبَسم) وَقلت أَيْضا مضمنا // (من الطَّوِيل) // (بمقلة محبوبي دموع تحيرت ... دلالا على صب غَدا وَهُوَ مغرم) (فشبهت عَيْنَيْهِ سيوفا وَقد غَدَتْ ... من التيه فِي أجفانها تتبسم) وَقلت أَيْضا مهتديا قَول أبي الطّيب // (من الوافر) // (أيا دمعا بِهِ طَابَ اكتئابي ... ولذ لي التعشق والغرام) (لقد حسنت بك اللوعات حَتَّى ... كَأَنَّك فِي فَم الجفن ابتسام)

ابن يحيى

184 - الطَّبِيب الصَّفَدِي يُوسُف بن هبة الله الإسرائيلي الشَّيْخ جمال الدّين الْحلَبِي الطَّبِيب الْفَاضِل الْمَعْرُوف فِي الْقَاهِرَة بالصفدي لِأَنَّهُ سكن صفد مُدَّة وَله كَلَام جيد على آيَات تدل على ذكائه واطلاعه توفّي رَحمَه الله سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة 185 - الْحلَبِي الطَّبِيب يُوسُف بن هِلَال بن أبي البركات جمال الدّين الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَبُو الْفَضَائِل الطَّبِيب الصَّفَدِي أَخْبرنِي الْعَلامَة أثير الدّين من لَفظه قَالَ كَانَ فِيهِ تعبد واعتكاف فِي شهر رَمَضَان بِجَامِع الْحَاكِم وَكَانَ مؤثرا للْفُقَرَاء يطبهم ويبرهم بِالشرابِ وَالطَّعَام الَّذِي يواتيهم فِي مرضهم أنشدنا لنَفسِهِ بالكاملية يَوْم الْأَحَد التَّاسِع للْمحرمِ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وست مائَة // (من الْكَامِل) // (بِكَمَال حسنك يَا مُخَاطب ذاتي ... بلوائح أخْفى من اللحظات) (أنعم عَليّ بترك مَا هُوَ عكس مَا ... قد جلّ عَن حصر وَعَن كَلِمَات) (يَا قهوة مني إِلَى شربتها ... عِنْدِي إِذا حظرت على الْأَمْوَات) (ارتجت الأرضون ثمَّ تشققت ... عَن كل ميت فِيهِ كل حَيَاة) (هِيَ روح سر السِّرّ فَهِيَ إِذا بَدَت ... تستغرق الْأَرْوَاح فِي الْأَوْقَات) (من دونهَا موت وفيهَا عيشة ... فالروح أول فقدة يَا آتٍ) (مَاذَا أَقُول وَمَا أصرح واصفا ... قد قلت فِي الحركات والسكنات) (فوصفت ظَاهرهَا بِمَا أظهرته ... والستر فِي سري وَلَا بِصِفَات) وَقَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ أديبا عَالما لَهُ أرجوزة فِي الْخلاف بَين أبي حنيفَة وَالشَّافِعِيّ توفّي رَحمَه الله بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ وَتِسْعين وست مائَة ابْن يحيى 186 - الْبُوَيْطِيّ الشَّافِعِي يُوسُف بن يحيى الإِمَام أَبُو يَعْقُوب الْبُوَيْطِيّ بِالْيَاءِ الْمُوَحدَة مَضْمُومَة وَبعد الْوَاو الْمَفْتُوحَة يَاء آخر الْحُرُوف وطاء مُهْملَة وبويط قَرْيَة بصعيد مصر صَاحب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ وَاسِطَة عقد جماعته وأظهرهم نجابة اخْتصَّ بِهِ فِي حَيَاته وَقَامَ مقَامه فِي الدُّرُوس وَالْفَتْوَى بعد وَفَاته سمع من عبد الله بن وهب

الْمَالِكِي وَمن الشَّافِعِي وروى عَن أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ وَإِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ وَالقَاسِم بن الْمُغيرَة الْجَوْهَرِي وَأحمد بن مَنْصُور الرَّمَادِي وَغَيرهم وَكَانَ قد حمل فِي أَيَّام الواثق بِاللَّه من مصر إِلَى بَغْدَاد فِي المحنة وَأُرِيد على القَوْل بِخلق الْقُرْآن فَامْتنعَ عَن الْإِجَابَة إِلَى ذَلِك فحبس بِبَغْدَاد وَلم يزل فِي السجْن والقيد إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم الْجُمُعَة قبل الصَّلَاة فِي شهر رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقيل توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَالْأول أصح قَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان رَأَيْت الْبُوَيْطِيّ على بغل وَفِي عُنُقه غل وَفِي رجلَيْهِ قدي وَبَين الغل والقيد سلسلة من حَدِيد فِيهَا طوبة وَزنهَا أَرْبَعُونَ رطلا وَهُوَ يَقُول إِنَّمَا خلق الله الْخلق بكن فَإِذا كن مخلوقة فَكَأَن مخلوقا خلق مخلوقا فوَاللَّه لأموتن فِي حديدي حَتَّى يَأْتِي بعدِي قوم يعلمُونَ أَنه قد مَاتَ فِي هَذَا الشَّأْن قوم فِي حديدهم وَلَئِن أدخلت عَلَيْهِ لأصدقنه يَعْنِي الواثق قل إِن ابْن أبي اللَّيْث الْحَنَفِيّ قَاضِي مصر كَانَ يحسده ويعاديه فَأخْرجهُ فِي وَقت المحنة وَلم يخرج من أَصْحَاب الشَّافِعِي غَيره وَكَانَ إِذا سمع الْمُؤَذّن يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ فِي السجْن اغْتسل وَلبس ثِيَابه وَمَشى حَتَّى يبلغ بَاب السجْن فَيَقُول لَهُ السجان أَيْن تُرِيدُ فَيَقُول أُجِيب دَاعِي الله فَيَقُول ارْجع عافاك الله فَيَقُول اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي قد أجبْت داعيك فمنعوني وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد بن أبي الْجَارُود كَانَ الْبُوَيْطِيّ جاري فَمَا كنت أنتبه سَاعَة من اللَّيْل إِلَّا سمعته يقْرَأ وَيُصلي وَقَالَ الرّبيع كَانَ الْبُوَيْطِيّ أبدا يُحَرك شَفَتَيْه بِذكر الله تَعَالَى وَمَا رَأَيْت أحدا أنزع بِحجَّة من كتاب الله تَعَالَى من أبي يَعْقُوب وَقَالَ أَيْضا كَانَ الرجل يَجِيء فَيسْأَل الشَّافِعِي مَسْأَلَة فَيَقُول لَهُ سل أَبَا يَعْقُوب فَإِذا أَجَابَهُ وَأخْبرهُ قَالَ هُوَ كَمَا قَالَ وَرُبمَا جَاءَ رَسُول صَاحب الشرطة إِلَى الشَّافِعِي فَوجه أَبَا يَعْقُوب إِلَيْهِ وَيَقُول هَذَا لساني وَقَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخه لما مرض الشَّافِعِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَاءَ مُحَمَّد بن عبد الحكم يُنَازع الْبُوَيْطِيّ فِي مجْلِس الشَّافِعِي فَقَالَ الْبُوَيْطِيّ أَنا أَحَق بِهِ مِنْك وَقَالَ ابْن عبد الحكم أَنا أَحَق بِهِ فجَاء أَبُو بكر الْحميدِي وَكَانَ فِي تِلْكَ الْأَيَّام بِمصْر فَقَالَ قَالَ الشَّافِعِي لَيْسَ أحد أَحَق بموضعي من يُوسُف بن يحيى وَلَيْسَ أحد من أَصْحَابِي أعلم مِنْهُ فَقَالَ ابْن عبد الحكم كذبت فَقَالَ الْحميدِي كذبت أَنْت وَكذب أَبوك وكذبت أمك

ابن يعقوب

وَغَضب ابْن عبد الحكم فَترك مجْلِس الشَّافِعِي وَتقدم فَجَلَسَ فِي الطاق وَترك طاقا بَين مجْلِس الشَّافِعِي ومجلسه وَجلسَ الْبُوَيْطِيّ مَكَان الشَّافِعِي وَقَالَ الرّبيع كنت عِنْد الشَّافِعِي أَنا والمزني والبويطي فَنظر إِلَيْنَا وَقَالَ للمزني هَذَا لَو ناظره الشَّيْطَان قطعه أَو جدله وَقَالَ للبويطي أَنْت تَمُوت فِي الْحَدِيد 1870 - المغامي الْقُرْطُبِيّ يُوسُف بن يحيى بن يُوسُف الْأَزْدِيّ الْمَعْرُوف بالمغامي من أهل قرطبة أَبُو عمر اصله من طليطلة وَهُوَ من ذُرِّيَّة أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ سمع يحيى بن يحيى وَسيد بن حسان وروى عَن عبد الْملك بن حبيب مصنفاته ورحل إِلَى مصر وَسمع من يُوسُف بن يزِيد القراطيسي وبمكة من عَليّ بن عبد الْعَزِيز وَسمع بِصَنْعَاء من أبي يَعْقُوب الدبرِي صَاحب عبد الرَّزَّاق وَغَيره وَعَاد إِلَى الأندلس وَكَانَ فَقِيها نبيلا فصيحا بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ مغفلا ثمَّ إِنَّه أَقَامَ بقرطبة أعواما وَعَاد إِلَى مصر وَأقَام بهَا وسَمعه النَّاس وَعظم أمره ثمَّ إِنَّه عَاد إِلَى الْمغرب وَتُوفِّي بالقيروان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وروى بِمصْر الْوَاضِحَة لِابْنِ حبيب وصنف فِي الرَّد على الشَّافِعِي عشرَة أَجزَاء وَله فَضَائِل مَالك ومغامة بميمين بَينهمَا ألف وغين مُعْجمَة قَرْيَة من أَعمال طليطلة ابْن يَعْقُوب 188 - السلعي يُوسُف بن يَعْقُوب السدُوسِي مَوْلَاهُم الْمَعْرُوف بالضبعي وَيُقَال لَهُ السلعي لسلعة فِي قَفاهُ وَقيل السلعي بتحريك اللَّام لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع السّلع وَثَّقَهُ ابْن حَنْبَل وروى لَهُ البُخَارِيّ والتِّرمذي والنَّسائي وَابْن ماجة وَتُوفِّي رَحمَه الله سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ 189 - ابْن خرزاذ النجيرمي يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن خرزاذ أَبُو يَعْقُوب النجيرمي الْبَصْرِيّ اللّغَوِيّ نزيل مصر من أهل بَيت الْعلم وَالْأَدب كَانَ لَهُ خطّ فِي غَايَة الإتقان يرغب فِيهِ الْفُضَلَاء حَتَّى أَنه بلغ ديوَان جرير بِخَطِّهِ إِلَى عشرَة دَنَانِير وَلَيْسَ هُوَ خطا مَنْسُوبا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وروى عَن أبي يحيى

ابْن زَكَرِيَّاء بن يحيى بن خَلاد السَّاجِي وطبقته وروى عَنهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن جَعْفَر الْخُزَاعِيّ وَغَيره وَكَانَ أَبُو يَعْقُوب أمثل أهل بَيته وخطوطهم كلهم متناسبة بِقرب بَعْضهَا من بعض وَكَانَ لأهل مصر رَغْبَة فِيهَا وتنافس وَأكْثر مَا ترى الْكتب الْقَدِيمَة فِي اللُّغَة والأشعار الْعَرَبيَّة وَأَيَّام الْعَرَب فِي الديار المصرية من طَرِيقه وَكَانَ النجيرمي شَيخا أسمر اللَّوْن كث اللِّحْيَة مدور الْعِمَامَة قَالَ الْمُوفق بن الْخلال كَانَ نحوي مصر 190 - جمال الدّين الإربلي يُوسُف بن يَعْقُوب بن عُثْمَان بن أبي طَاهِر بن مفضل جمال الدّين أَبُو المظفر الإربلي الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ ولد ظنا سنة تسعين وَخمْس مائَة وَسمع بإفادة عَمه عز الدّين عبد الْعَزِيز بن أبي طَاهِر الخشوعي وحنبل وَابْن طبرزد والكندي وَجَمَاعَة وَلم يظْهر سَمَاعه من الخشوعي إِلَّا بعد مَوته وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 191 - ابْن أبي يُوسُف يُوسُف بن يَعْقُوب هُوَ ابْن القَاضِي أَبُو يُوسُف توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي حُدُود الْمِائَتَيْنِ قيل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمِائَة وَكَانَ قد تفقه وَنظر فِي الرَّأْي وَسمع من يُونُس بن إِسْحَاق السبيعِي وَالسري بن يحيى وَغَيرهمَا وَولي الْقَضَاء بالجانب الغربي من بَغْدَاد حَيَاة أَبِيه وَصلى الْجُمُعَة بِالنَّاسِ فِي مَدِينَة الْمَنْصُور بِأَمْر الرشيد وَولي بعده الْقَضَاء أَبُو البخْترِي 192 - نجم الدّين بن المجاور يُوسُف بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن عَليّ الرئيس المعمر نجم الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن الْوَزير الصاحب ابْن يُوسُف بن المجاور الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب ولد سنة إِحْدَى وست مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسعين وست مائَة سمع من أَبِيه والكندي وَالْخضر بن كَامِل السرُوجِي وَابْن مندويه وَابْن ملاعب وَالشَّيْخ الْمُوفق كَانَ فِي دَار الطّعْم ثمَّ عزل قبل مَوته بِقَلِيل سنتَيْن أَو ثَلَاث وَمَعَ ذَلِك كَانَ فِيهِ عبَادَة وَدين وَأَجَازَ لَهُ ابْن القبيطي وَابْن الْأَخْضَر وَابْن العاقولي وَسمع تَارِيخ بَغْدَاد من الْكِنْدِيّ وسَمعه مِنْهُ الْمزي وَتفرد بِهِ وبشيء كثير وَانْقطع بِمَوْتِهِ إِسْنَاد عَال 193 - البهلول يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق البهلول أَبُو بكر التنوخي الْأَزْرَق الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ الدارنباري المولد كَانَ كَاتبا جَلِيلًا متصرفا توفّي سنة تسع وَعشْرين

ابن يوسف

وست مائَة ابْن يُوسُف 194 - الْأَمِير العباسي يُوسُف بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد هُوَ الْأَمِير ابْن الْأَمِير أبي نصر ابْن الْأَمِير أبي مُحَمَّد ابْن الْأَمِير أبي نصر بن الإِمَام أبي الْعَبَّاس المستظهر كَأَن أحد الْأُمَرَاء الساكنين بدار الصخر قَالَ ابْن أَنْجَب كَانَ عِنْده أدب وينظم الشّعْر وصنف كتابا فِي الشطرنج وَعمل مِنْهُ دستا كَامِلا وَزنه قِيرَاط وَنصف حَبَّة وَعرضه على الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فأنعم عَلَيْهِ بِخمْس مائَة دِينَار 195 - محيي الدّين بن زبلاق يُوسُف بن يُوسُف بن يُوسُف بن سَلامَة بن إِبْرَاهِيم ابْن الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد الفأفاء الزَّيْنَبِي بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن الْمطلب الصَّدْر محيي الدّين بن زبلاق العباسي الْهَاشِمِي الْموصِلِي الْكَاتِب الشَّاعِر عَاشَ سبعا وَخمسين سنة وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وست مائَة وَكَانَ مَشْهُورا سَائِر القَوْل قَتله التتار حِين ملكوا الْموصل رَحمَه الله تَعَالَى وروى عَنهُ الدمياطي وَغَيره قَالَ بهاء الدّين عَليّ بن عِيسَى الإربلي فِي وَصفه الصاحب محيي الدّين يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْعَدَالَة وَله الرُّتْبَة الْعليا فِي الشّرف والأصالة فَارس مبارز فِي حلبات الْأَدَب وعالم مبرز فِي لُغَة الْعَرَب بطبع أَخذ لطافة الْهَوَاء ورقة المَاء كَأَنَّمَا ظَهرت لَهُ أسرار الْقُلُوب فَهُوَ يتَقرَّب إِلَيْهَا بِكُل مَحْبُوب شعره أحسن من الرَّوْض جَاءَهُ الْغَمَام وأزهى من اللُّؤْلُؤ الرطب زانه النظام وَكَلَامه يشفي السقام ويطفي الأوام وبديهته أسْرع من مر الطّرف وَأحلى من ثمار المنى دانية القطف حسن الْعشْرَة كريم النَّفس جَامع بَين أدبها وأدب الدَّرْس انْتهى قلت وَمن شعر ابْن زبلاق // (من الْكَامِل) // (أمحل صبوتنا تَحِيَّة مغرم ... يهدي السَّلَام على الْعباد برغمه) (أثرى ثرى ذَاك الجناب من الحيا الغادي ... وَمن لي لَو ظَفرت بلثمه) (فبشعب ذَاك الْحَيّ مثل غزاله ... فِي غنجه وهلاله فِي تمه) (دمعي ومبسمه لكل مِنْهُمَا ... معنى غنيت بنثره عَن نظمه)

(والخصر مِنْهُ والجفون وَعَهده ... كل كسا جسمي النحول بسقمه) (متلون أُصَلِّي بحمرة خَدّه ... طورا وطورا أستريح بسلمه) (فيسيء بِي ظلما وَيحسن ثغره ... لثما فَيشفع ظلمه فِي ظلمه) وَمن شعر ابْن زبلاق // (من السَّرِيع) // (هَل أَنْت يَا وَفد الصبى مخبري ... مربع أحبابي مَتى روضا) (وَهل أَقَامَ الْحَيّ من بَعدنَا ... مخيما بالجزع أم قوضا) (وَأَنت يَا بارق نجد إِذا ... أَضَاء جيرانا بِذَات الأضا) (فَقل لَهُم ذَاك الْغَرِيب الَّذِي ... أمرضتموه بجفاكم قضى) (حاشا لذاك الوجد أَن يَنْقَضِي ... وعهدنا بالخيف أَن ينقضا) (وَيَا شِفَاء النَّفس لَو أَنه ... مَكَان طَبِيب الدَّاء من أمرضا) (أحبابنا مُنْذُ وداع اللوى ... لم أر عَيْشًا بعدكم يرتضى) (وَلَا رَأَتْ عَيْني مذ غبتم ... يَوْمًا كأيامي بكم أبيضا) وَمِنْه موشح (يَا نديمي بالرياض قفا ... فَهِيَ لي مَذْهَب) (وأديرا سلافة قرقفا ... لَوْنهَا مَذْهَب) (خلت فِيهَا الْحباب حِين طغا ... أنجما تغرب) (حجبت بالبهاء وَالْحسن ... عَن عُيُون الْبشر) (وبدت فِي الخفاء كالوهم ... تجتنى بالفكر) (لَا تخَالف يَا منيتي أَمْرِي ... وادع لي بالرحيق) (مَا ترى صحبتي من السكر ... لَيْسَ فيهم مُفِيق) (نَحن قوم من شيعَة الْخمر ... ونحب الْعَتِيق) (قد رفضنا عَنَّا بِهِ الْحزن ... بِسَمَاع الْوتر) (وحمانا عَن ناصب الْهم ... وَعدك المنتظر) (صَاح لَا تستمع من اللاحي ... واطرح مَا يَقُول) (فَمن الْغبن أَن تبت صاحي ... من كؤوس الشُّمُول) (فاكس رَاح النديم بِالرَّاحِ ... واعصب قَول العذول)

(مَا ترى العذل فِي الصِّبَا يُغني ... عَن سَماع الْوتر) (بنت خدر تشفي من السقم ... فَاقْض مِنْهَا وطر) (حث شمس الكؤوس يَا بَدْرِي ... فالندامى نُجُوم) (واسقنيها كَأَنَّهَا تبر ... من بَنَات الكروم) (ضحِكت فِي ثغورها الزهر ... ببكاء الغيوم) (وتغنت بأطيب اللّحن ... صادحات الشّجر) (ناطقات بألسن عجم ... طَابَ شرب السحر) (حثها بَيْننَا رشأ وَسنَان ... نلْت مِنْهُ الْأمان) (ناعس الطّرف نابل الأجفان ... باسم عَن جمان) (قد سكرنا من لحظه الفتان ... قبل خمر الدنان) (رب خمر شربت من جفن ... واجتنيت الزهر) (من خدود تحمى عَن اللثم ... بسيوف الْحور) وَمن شعر ابْن زبلاق // (من الْبَسِيط) // (لَوْلَا انْتِظَار خيال مِنْكُم سَار ... لَكَانَ نومك يَا جفني من الْعَار) (وَمَا تنبه عذالي على كمدي ... إِلَّا بِمَا شاهدوا من دمعي الْجَارِي) (الله جَازَ لأحبابي وَإِن نقضوا ... عهدي وَلم يحفظوا لي حُرْمَة الْجَار) (نَامُوا خليين من وجدي وأرقني ... شوق يطول بِهِ شجوي وتذكاري) وَحكي أَنه كَانَ فِي بعض الْأَيَّام جَالِسا بِمَجْلِس أنس مَعَ بعض أَصْحَابه فَقَالَ // (من المجتث) // (يَا نَار أسود قلبِي ... وَنور أسود عَيْني) فَقَالَ بعض الْحَاضِرين (كن راحما لمحب ... أباحك الأسودين) وَمن شعر ابْن زبلاق // (من الْكَامِل) // (يَا مانحي طول السقام ومانعي ... بجفاه ورد رضابه المعسول) (مَا صَار وَجهك للمحاسن جَامعا ... إِلَّا وثغرك قبْلَة التَّقْبِيل) وَمِنْه أَيْضا // (من الطَّوِيل) //

(بعثت لنا من سحر مقلتك الوسنى ... سهادا يذود الجفن أَن يألف الجفنا) (وأبرزت وَجها أخجل الصُّبْح طالعا ... وملت بقد علم الهيف الغصنا) (حكيت أَخَاك الْبَدْر فِي حَال تمه سنا ... وسناء إِذْ تشابهتما سنا) وَمِنْه // (من الطَّوِيل) // (خُذُوا خبر الأشجان عَن جفني السَّمْح ... فمجمل حَالي فِيهِ يُغني عَن الشَّرْح) (وَإِن سفحت عَيْنَايَ دمعي أحمرا ... فَلَا عجب سيل العقيق من السفح) (أيجعله الواشي على الوجد شَاهدا ... وحمرته فِي الخد تؤذن بِالْجرْحِ) (وَبِي رشأ تمت محَاسِن وَجهه ... فَأشبه بدر التم فِي الْأُفق المصحي) (ترينا ظلالا طرة مِنْهُ كالدجى ... وتشرد مِنْهُ غرَّة كسنا الصُّبْح) 196 - الطَّبِيب الْيَهُودِيّ يُوسُف أَبُو الْحجَّاج الإسرائيلي المغربي الْفَارِسِي أَتَى إِلَى مصر وَكَانَ فَاضلا فِي الطِّبّ والهندسة والنجامة واشتغل بالطب على الرئيس مُوسَى بن مَيْمُون الْقُرْطُبِيّ ثمَّ إِنَّه سَافر الشَّام وَأقَام بحلب وخدم الظَّاهِر غَازِي فَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ فِي الطِّبّ وخدم الْأَمِير الْفَارِس الدّين مَيْمُون القصري وَتُوفِّي بحلب وَله رِسَالَة فِي تَرْتِيب الأغذية اللطيفة والكيفية فِي تنَاولهَا وَشرح الْفُصُول 197 - القس الْمَعْرُوف بالساهر الطَّبِيب يُوسُف القس الْمَعْرُوف بالساهر كَانَ طَبِيبا عَارِفًا متميزا وَكَانَ فِي أَيَّام المكتفي وَقَالَ عبيد الله بن جِبْرِيل كَانَ بِهِ سرطان فِي مقدم دماغه فَكَانَ يمنعهُ النّوم فلقب الساهر لأجل مَرضه وَله الكناش الْمَعْرُوف بِهِ وَهُوَ مِمَّا استخرجه وجبره أَيَّام حَيَاته وَجعله قسمَيْنِ قسم تجْرِي أبوابه على تَرْتِيب الْأَعْضَاء من الرَّأْس إِلَى الْقدَم وَقسم تجْرِي أبوابه على غير تَرْتِيب الْأَعْضَاء 198 - ابْن موراطير الطَّبِيب يُوسُف بن الْمَعْرُوف بِابْن موراطير وموراطير قُرَّة قريبَة من بلنسية كَانَ فَاضلا فِي الطِّبّ خَبِيرا مَحْمُود الطَّرِيقَة حسن الرَّأْي عَالما بالأمور الشَّرْعِيَّة سمع الحَدِيث وَقَرَأَ الْمُدَوَّنَة وَكَانَ أديبا شَاعِرًا صَاحب مجون كثير

النادرة خدم بالطب الْمَنْصُور أَبَا يُوسُف يَعْقُوب وَولده النَّاصِر من بعده ولولده أبي يَعْقُوب يُوسُف الْمُسْتَنْصر وَعمر أَبُو الْحجَّاج طَويلا وَكَانَ حظيا عِنْد الْمَنْصُور يدْخل مجْلِس الْخَاصَّة مَعَ الْأَشْيَاخ للمذاكرة فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَمَات بالنقرس فِي مراكش أَيَّام الْمُسْتَنْصر 199 - الْجَوْهَرِي الشَّاعِر يُوسُف الْجَوْهَرِي الشَّاعِر ذكره مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح فِي كتاب أَخْبَار الشُّعَرَاء من جمعه فَقَالَ يُوسُف الْجَوْهَرِي صَاحب أحم بن الخصيب بغدادي شَاعِر صَالح الشّعْر أنشدنا أَبُو هفان لَهُ فِي المتَوَكل // (من الْكَامِل) // (إِن الْخلَافَة لم تزل مشتاقة ... يسمو إِلَيْك سريرها والمنبر) (حَتَّى أَتَاك بهَا الَّذِي أعطاكها ... ليعزها بك إِنَّه بك أخبر) (وَلَئِن أتتك فَكَانَ منا شَامِلًا ... للْمُسلمين لأَنْت مِنْهَا أكبر) وأنشدنا أَبُو هفان لَهُ يمدح الْحسن بن سهل // (من الْبَسِيط) // (لَو أَن عين زُهَيْر أَبْصرت حسنا ... وَكَيف يصنع فِي أَمْوَاله الْكَرم) (إِذا لقَالَ زُهَيْر حِين يبصره ... هَذَا الْجواد على العلات لَا هرم) قَالَ محبّ الدّين بن النجّار قرأتُ فِي مَجْمُوع أنْشد الْأَخْفَش ليوسف الْجَوْهَرِي الْبَغْدَادِيّ من أَبْيَات // (من الْكَامِل) // (فَإِذا الغزالة فِي السَّمَاء ترفعت ... وبدا النَّهَار لوقته يترحل) (أبدت لوجه الشَّمْس قرنا مثله ... تلقى السَّمَاء بِمثل مَا تسْتَقْبل) 200 - القميني يُوسُف القميني شَيْخه كَانَ مَشْهُورا بِدِمَشْق للنَّاس فِيهِ عقيدة حَسَنَة وَكَانَ يأوي فِي أقمين الْحمام وَفِي الْمَزَابِل ويلبس ثيابًا تكنس الأَرْض وَيَمْشي حافيا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين ويتنجس ببوله فِي مَشْيه وَله أكمام طوال وَكَانَ طَوِيل السُّكُوت ذَا مهابة توفّي سنة سبع وَخمسين وست مائَة 201 - النَّحْوِيّ ابْن الدّباغ يُوسُف بن الدّباغ أَبُو يَعْقُوب النَّحْوِيّ الصّقليّ ذكره ابْن القطاع فَقَالَ حَافظ لكتب الْمُتَقَدِّمين وتنبه لأسرار المؤلفين وَهُوَ مِمَّن تقدم فِي زَمَانه على أشكاله وأقرانه وَله مَعَ ذَلِك شعر صَالح وَأَكْثَره فِي مسَائِل النَّحْو فَمن ذَلِك // (من الْخَفِيف) //

الألقاب

(إِن هِنْد المليحة الْحَسْنَاء ... وَأي من أضمرت لخل وَفَاء) (فَعَسَى أَن يكون يحسن من قد ... كَانَ من قبل ذَا إِن أَسَاءَ) الألقاب اليوسفي الْمُؤَدب اسْمه يحيى بن نجاح اليوسفي الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو يُوسُف القَاضِي الْحَنَفِيّ اسْمه يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم يُونُس 3 - يُونُس بن إِبْرَاهِيم 202 - الدبابيسي مُسْند مصر يُونُس بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْقوي بن قَاسم بن دَاوُد الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي أَبُو النُّون وَأَبُو عَليّ بن أبي إِسْحَاق فتح الدّين الدبابيسي مُسْند الديار المصرية توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة رَحمَه الله ومولده سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ أحد الْأَشْيَاخ الَّذين سَمِعت عَلَيْهِم الحَدِيث قَرَأت عَلَيْهِ جَمِيع الْقدر المسمون من كتاب القناعة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَهُوَ من أول الْجُزْء الأول إِلَى قَوْله فَكَأَنَّمَا ملئت غنى وَذهب عني مَا كنت أجد بِسَمَاعِهِ من الشَّيْخ أبي الْحسن بن أبي عبد الله بن المقير سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة وجزءا فِيهِ ثَلَاثَة أَحَادِيث من رِوَايَة الشَّيْخ أبي أَحْمد عُبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الفَرَضي بِسَمَاعِهِ من ابْن المقير وجزءا فِيهِ الأناشيد الْحَسَنَة المختارة من رِوَايَة الشَّيْخ أبي غَالب فَارس بن شُجَاع الذهلي الْحَافِظ عَن شُيُوخه بِسَمَاعِهِ من ابْن المقير وجزءا فِيهِ أَحَادِيث منتقاة من أصُول الشَّيْخ الْجَلِيل أبي الرَّجَاء مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجركاني وجزءا فِيهِ أَحَادِيث عَن مَشَايِخ الإِمَام أبي طَاهِر السلَفِي وجزءا فِيهِ خطبه الإِمَام عَليّ بن أبي طَالب فِي وَفَاة أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا بإجازته من ابْن المقير وجزءا فِيهِ مجْلِس من مجَالِس القَاضِي أبي المحاسن عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل الرَّوْيَانِيّ عَن شُيُوخه بِإِجَازَة المسمع من السبط وَسمعت عَلَيْهِ بِقِرَاءَة غَيْرِي أَشْيَاء أخر كَانَ قد سمع بإفادة عَمه الْمُحدث دَاوُد من أبي الْحسن عَليّ بن عبد الله بن المقير وَأَجَازَ لَهُ ابْن المقير وفخر الْقُضَاة أَبُو الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحباب وأسعد بن عبد

الْغَنِيّ بن قادوس وَحَمْزَة بن عمر بن أَوْس وَشُعَيْب بن يحيى بن أَحْمد الزَّعْفَرَانِي وظافر بن طَاهِر بن شَحم المطية وَأَبُو الْحسن عَليّ بن مَحْمُود بن الصَّابُونِي وَعبد الْوَهَّاب بن ظافر بن رواج الجوشني والفقيه بهاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن هبة الله بن بنت ابْن الجميزي الشَّافِعِي وَعبد الرَّحْمَن بن مكي بن الحاسب سبط السلَفِي وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم بن النقار وَأَبُو الرِّضَا عَليّ بن زيد بن عَليّ التسارسي وَمُحَمّد بن أبي الْحسن بن يحيى بن ياقوت وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحباب وَأَبُو الْمَنْصُور مظفر بن عبد الْملك بن عبد الْقوي وَمَنْصُور بن سَنَد بن الدِّمَاغ وَأَبُو البركات هبة الله بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ويوسف بن عبد الْمُعْطِي بن المخيلي ويوسف بن مَحْمُود الساوي وَأَبُو عَليّ الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن دِينَار وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن السفاقسي وَأَبُو الْفضل المرجا بن أبي الْحسن ابْن شقيرة وَيَعْقُوب بن مُحَمَّد الهذباني وَمَنْصُور بن أبي الْقَاسِم الْجُهَنِيّ وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْوَهَّاب بن عَوْف وَعبد الْقوي بن عزون وَابْنه إِسْمَاعِيل وَأحمد بن يحيى بن صباح وَعبد الْحق بن عبد الله بن علاف وَالْحسن بن عَليّ الْفَارِسِي وَأَبُو طَالب مُحَمَّد بن عَليّ بن الخيمي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم التلمساني ويوسف بن عبد الْكَافِي بن الْكَهْف وَمُحَمّد بن مَحْمُود الْأمَوِي وَزُهَيْر بن مُحَمَّد المهلبي وَعبد الْمُنعم بن رضوَان بن مُنَاد وَله رِوَايَة عَن غير هَؤُلَاءِ أَيْضا وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج الْمزي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ والحافظ أَبُو مُحَمَّد البرزالي وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الفرضي وَكَانَ شَيخا أُمِّيا سَاكِنا دينا لَهُ جلد على إسماع الحَدِيث وَتفرد بغالب سيوخه وَعلا سَنَده وانتفع النَّاس بِهِ وازدحم الطّلبَة عَلَيْهِ وَهُوَ آخر من حدث بالديار المصرية عَن ابْن المقير وَعَن خلق من أَصْحَاب السلَفِي بِالْإِجَازَةِ وَأَجَازَ لي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَأذن فِي الْكِتَابَة عَنهُ بذلك للشَّيْخ شهَاب الدّين العسجدي 203 - البيع الشَّيْخ الْبَغْدَادِيّ يُونُس بن أَحْمد بن عبيد الله بن هبة الله البيع أَبُو الْمَنْصُور الْبَغْدَادِيّ كَانَ يَبِيع الْقطن بِبَاب الأزج وارتقت حَاله إِلَى أَن تولى الْوكَالَة للجهة أم النَّاصِر قَالَ محب الدّين بن النجار كَانَ شَيخا صَالحا متدينا حسن الطَّرِيقَة مرضِي السِّيرَة مَحْمُود الْأَفْعَال حَافِظًا لِلْقُرْآنِ سمع من أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَحمل فِي دجلة إِلَى الْمَدَائِن وَدفن إِلَى جَانب حُذَيْفَة بن الْيَمَان الصَّحَابِيّ

204 - ابْن الْحَرَّانِي اللّغَوِيّ الْقُرْطُبِيّ يُونُس بن أَحْمد بن يُونُس بن عيسون أَبُو سهل الجذامي بن الْحَرَّانِي الْقُرْطُبِيّ اللّغَوِيّ كَانَ بَصيرًا بِاللِّسَانِ حَافِظًا للغة وَالْعرُوض قيمًا بالأشعار مليح الْخط متقنا أَقرَأ النَّاس مُدَّة وَكَانَ عَظِيم اللِّحْيَة جدا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة 205 - ابْن أبي الْجِنّ يُونُس بن أَحْمد بن أبي الْجِنّ كَانَ كَبِير الْأَشْرَاف بِدِمَشْق يدعى نَاصِر الدّين توفّي رَحمَه الله فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة 206 - الزفات الْقُرْطُبِيّ يُونُس بن أُميَّة بن مَالك بن صَالح بن برد بن إلْيَاس بن برد الْأنْصَارِيّ الزَّمَان بالزاي وَالْفَاء وَبعد الْألف تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْوَلِيد رَحل إِلَى الشرق وَسمع بقرطبة من أبي جَعْفَر بن عون الله وَمن سَلمَة بن قَاسم وَمن غَيرهمَا كثيرا وَسمع برحلته وَكَانَ رجلا صَالحا حدث وَكتب عَنهُ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَلَاث مائَة رَحمَه الله تَعَالَى 207 - العسكري الأصولي يُونُس بن أَيُّوب العسكري قَالَ ابْن أَنْجَب قَرَأت فِي تَارِيخ سامراء أَن يُونُس بن أَيُّوب الْمُتَكَلّم كَانَ فَاضلا عَارِفًا بعلوم الْأَوَائِل قد صنف فِي علم الْأُصُول عدَّة كتب وَقد روى عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الله الإسكافي الْبَغْدَادِيّ الْمُتَكَلّم عَن عَليّ بن الْعَبَّاس الرُّومِي قَوْله فِي رجل مدحه مخرمَة // (من الطَّوِيل) // (صَحَائِف لي فِيهَا ذنُوب كَثِيرَة ... لديك وكفاراتها أَن تمزقا) (فبالمال إِن المَال رب تجله ... تفضل بهَا مَرْدُودَة كي تخرقا) 208 - قَاضِي الْقُضَاة الجمالي الأصولي يُونُس بن بدران بن فَيْرُوز بن صاعد بن عالي بن مُحَمَّد بن عَليّ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْوَلِيد وَأَبُو الْفَضَائِل وَأَبُو الْفرج الْقرشِي الشيبي الْحِجَازِي الأَصْل المليجي المولد الشَّافِعِي الْمَشْهُور بالجمال الْمصْرِيّ ترسل إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَولي الْوكَالَة بِالشَّام مُدَّة وَولي التدريس ثمَّ الْقَضَاء ودرس بالأمينية بعد التقي الضَّرِير وَتُوفِّي باسمه الصاحب صفي الدّين بن شكر وَولي العادلية فِي أَيَّام الْمُعظم وَاخْتصرَ كتاب الْأُم للشَّافِعِيّ وصنف فِي الْفَرَائِض قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ فِي

ولَايَته عفيفا مهيبا ملازما لمجلس الحكم وَله شعر توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وست مائَة رَحمَه اله تَعَالَى وَتَوَلَّى الحكم بعده القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن الخويي وَمن شعره 209 - ابْن بغا يُونُس بن بتغا معشوق أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتز بِاللَّه وَكَانَ هُوَ والمعتز من أحسن النَّاس وَكَانَا أمردين وَكَانَ النَّاس يتفرجون عَلَيْهِمَا إِذا ركبا شرب المعتز يَوْمًا على بُسْتَان مَمْلُوء من النمام وَبَين النمام شقائق النُّعْمَان فَدخل عَلَيْهِ يُونُس بن بغا وَعَلِيهِ قبَاء أَخْضَر فَقَالَ المعتز // (من الْكَامِل) // (شبهت حمرَة خَدّه فِي ثَوْبه ... بشقائق النُّعْمَان فِي النمام) ثمَّ قَالَ أَبيت آخر فابتدر بنان الْمُغنِي وَكَانَ رُبمَا عَبث بِالْبَيْتِ بعد الْبَيْت فَقَالَ (الْقد مِنْهُ إِذا بدا فِي قرطق ... كالغصن فِي لين وَحسن قوام) فَقَالَ لَهُ المعتز فغن فِيهِ فَعمل فِيهِ لحنين وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْمفضل كنت مَعَ المعتز فِي الصَّيْد فَانْقَطع عَن الموكب وَأَنا وَيُونُس بن بغا مَعَه بِقرب قنطرة وصيف وَكَانَ هُنَاكَ ديراني أعرفهُ ظريفا نظيفا فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي هَذَا الدَّيْر رَاهِب أعرفهُ ظريفا لَا يَخْلُو من مَاء بَارِد أَتَرَى أَن نَمِيل إِلَيْهِ قَالَ نعم فجئناه فَخرج وَأخرج إِلَيْنَا ماءا بَارِدًا وسألني عَن المعتز وَيُونُس فَقلت فتيَان من أَبنَاء الْجند فَقَالَ بل مقلتان من حور الْجنَّة فَقلت لَهُ لَيْسَ هَذَا فِي دينك فَقَالَ من الْآن هُوَ ديني فَضَحِك المعتز فَقَالَ الديراني أتأكلون شَيْئا قُلْنَا نعم فَأخْرج لنا شطيرات خبْزًا وأدما نظيفا فأكلنا أطيب أكل وجاءنا بأشنان فاستظرفه المعتز وَقَالَ لي قل لَهُ بَيْنك وَبَينه من تحب من هذَيْن الغلامين أَن يكون مَعَك فَقلت لَهُ فَقَالَ كِلَاهُمَا وَتَمْرًا فَضَحِك المعتز حَتَّى مَال على حَائِط الدَّيْر فَقلت للديراني لَا بُد أَن تخْتَار فَقَالَ الِاخْتِيَار وَالله فِي هَذَا دمار وَمَا خلق الله عقلا يُمَيّز بَين هذَيْن ولحقهما الموكب فارتاع الديراني فَقَالَ لَهُ المعتز بحياتي لَا تقطع مَا كُنَّا فِيهِ فَإِنِّي لمن ثمَّ مولى وَلمن هَا هُنَا صديق فمزحنا سَاعَة ثمَّ أَمر لَهُ بِخمْس مائَة ألف دِرْهَم فقبلها وَقَالَ وَالله مَا أقبلها إِلَّا على شَرط قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ يُجيب أَمِير الْمُؤمنِينَ دَعْوَتِي مَعَ من أَرَادَ قَالَ لَك ذَلِك فاتعدنا ليَوْم جئناه فِيهِ فَلم يبْق غَايَة وَقَامَ للموكب كُلهنَّ بِمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ وَجَاء بأولاد النَّصَارَى فخدمونا وَوَصله المعتز يَوْمًا بصلَة سنية وَلم يزل يعتاده وَيُقِيم عِنْده

210 - صَاحب الْمَغَازِي يُونُس بن بكير بن وَاصل الْحَافِظ أَبُو بكر الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي الْحمال صَاحب الْمَغَازِي قَالَ ابْن معِين صَدُوق وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ بِحجَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مِمَّا ينقم عَلَيْهِ التَّشَيُّع وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة إِلَّا أَنه مرجئ وَقَالَ الْعجلِيّ ضَعِيف الحَدِيث وروى لَهُ مُسلم تبعا وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 211 - يُونُس النَّحْوِيّ يُونُس بن حبيب أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ قَالَ المرزباني هُوَ مولى ضبة وَقيل مولى بني لَيْث بن بكر بن مَنَاة بن كنَانَة وَقيل مولى بِلَال ابْن هرمي من بني ضبيعة بن بجالة ولد سنة تسعين لِلْهِجْرَةِ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَكَانَ يَقُول أذكر موت الْحجَّاج وَقيل مولده سنة ثَمَانِينَ وَقيل إِنَّه رأى الْحجَّاج وعاش مائَة سنة وسنتين وَقيل عَاشَ ثَمَانِينَ وَتِسْعين سنة أَخذ يُونُس الْأَدَب عَن أبي عمر بن الْعَلَاء وَحَمَّاد بن سَلمَة وَكَانَ النَّحْو أغلب عَلَيْهِ وَسمع من الْعَرَب وروى سِيبَوَيْهٍ عَنهُ كثيرا وَسمع مِنْهُ الْفراء وَالْكسَائِيّ وَله قِيَاس فِي النَّحْو ومذاهب ينْفَرد بهَا وَكَانَ من الطَّبَقَة الْخَامِسَة من الْأَدَب وَكَانَت حلقته بِالْبَصْرَةِ ينتابها الأدباء وفصحاء الْعَرَب وَأهل الْبَادِيَة وَقَالَ معمر بن الْمثنى اخْتلفت إِلَى يُونُس أَرْبَعِينَ سنة أملأ كل يَوْم ألواحي من حفظه وَقَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ جَلَست إِلَى يُونُس عشر سِنِين وَجلسَ إِلَيْهِ قبلي خلف الْأَحْمَر عشْرين سنة وليونس من الْكتب كتاب مَعَاني الْقُرْآن وَكتاب الْأَمْثَال وَكتاب اللُّغَات وَكتاب النَّوَادِر الصَّغِير وَقَالَ يُونُس لَو تمنيت أَن أَقُول الشّعْر لما تمنيت إِلَّا أَن أَقُول مثل قَول عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ // (من الْخَفِيف) // (أَيهَا الشامت الْمُعير بالدهر ... أَأَنْت المعبرس الموفور) وأصل يُونُس من جبل بليدَة على دجلة بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة وَبعدهَا لَام وحبِيب اسْم أمه فَهُوَ لَا ينْصَرف للتأنيث والعلمية فَإِن أَبَاهُ لَا يعرف وَيُقَال إِنَّه ابْن ملاعنة وَيُقَال بل هُوَ اسْم أَبِيه وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن حبيب النسابة وَكَذَلِكَ مُحَمَّد ابْن شرف القيرواني يُقَال إِن شرف اسْم أمه وَالله أعلم أَيْضا

وَدخل يُونُس يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِد وَهُوَ يتهادى بَين اثْنَيْنِ من الْكبر فَقَالَ لَهُ رجل كَانَ يتهم مودته بلغت مَا أرى يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن فَقَالَ هُوَ الَّذِي ترى لَا بلغته قلت أَخذ هَذَا الْمَعْنى مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات فَقَالَ // (من الْبَسِيط) // (وعائب عابني بشيب ... لم يأل لما ألم وقته) (فَقلت إِذْ عابني سفاها ... يَا عائب الشيب لَا بلغته) وَقَالَ أَبُو الْخطاب زِيَاد بن يحبى مثل يُونُس كَمثل كوز ضيق الرَّأْس لَا يدْخلهُ شَيْء إِلَّا بعسر فَإِذا دخله لم يخرج مِنْهُ شَيْء يَعْنِي أَنه لَا ينسى شَيْئا وَحدث التاريخي عَن ابْن الأعلم مُحَمَّد بن سَلام قَالَ سَمِعت يُونُس النَّحْوِيّ يَقُول رحم الله عُثْمَان وَلَا رحم الله من لَا يترحم عَلَيْهِ وَالله لقد اسْتعْمل عمالا لَو استعملهم أَبُو جَعْفَر كَانَ قد أَسَاءَ ورحمن الله عليا وَلَا رحم من لَا يترحم عَلَيْهِ قَالُوا لَهُ ادْفَعْ لنا قتلة عُثْمَان وَالْأَمر أَمرك قَالَ كل هَؤُلَاءِ قَاتل لَهُ فَأَيهمْ أدفَع إِلَيْكُم ثمَّ أَتَى أهل النَّهر فَقَالَ اقتدوا بِعَبْد الله بن خباب قَالُوا كُنَّا قَتله فَقَالَ الْآن طَابَ الْقِتَال أفطاب الْقِتَال فِي قتل ابْن خباب وَلَا يطيب فِي قتل عُثْمَان قَالَ وحَدثني هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الْملك حَدثنَا أَبُو زيد النميري يَعْنِي عمر بن شبة حَدثنَا خَلاد بن يزِيد الأرقط قَالَ قَالَ يُونُس النَّحْوِيّ كنت أحب أَن أَدخل الْجنَّة فَأنْظر فِيهَا أَرْبَعَة نفر قَالَ فَقلت لَهُ من هم قَالَ آدم ويوسف وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر قَالَ قلت لَهُ كَيفَ ذَاك قَالَ كنت أَقُول لآدَم يَا هَذَا رَحِمك الله كَيفَ أدْخلك الله الْجنَّة وأباحك من كل شَيْء فِيهَا ونهاك عَن أكل شَجَرَة وَاحِدَة فتعديت أمره فَأكلت من الشَّجَرَة حَتَّى ألزمتنا هَذَا الشَّقَاء كُله وَأَقُول ليوسف بن يَعْقُوب رَحِمك الله قد علمت مَا كَانَ من وجد أَبِيك عَلَيْك وَطول غَيْبَتِك عَنهُ وَأَنت ملك مصر وَإِنَّمَا كَانَ بَيْنك وَبَينه مَسَافَة عشر مراحل مَا مَنعك أَن توجه إِلَى أَبِيك رَسُولا يُعلمهُ بخبرك وقصتك وَأَقُول لطلْحَة وَالزُّبَيْر مَا بالكما أعطيتما عليا بيعتكما وصفقة أيمانكما ثمَّ غدرتما بِهِ ونكثتما بيعتكما وصفقة أيمانكما من غير مَا جرم وَلَا جِنَايَة وَلَا سَبَب أحوجكما إِلَى ذَلِك وَعَن الْفضل بن مُحَمَّد اليزيدي عَن مُحَمَّد بن سَلام قَالَ سَمِعت يُونُس النَّحْوِيّ يَقُول عذيري من عَائِشَة فِي قَوْلهَا فِي شعر لبيد // (من الْكَامِل) // (ذهب الَّذين يعاش فِي أَكْنَافهم ... وَبقيت فِي خلف كَجلْد الأجرب) حِين قَالَت كَيفَ بلبيد لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا وَقد نشأت فِي حجر أم رُومَان وَأي قُحَافَة حَتَّى إِذا صَارَت زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأم الْمُؤمنِينَ ابْنة الصّديق يُعْطِيهَا مُعَاوِيَة فِي

غَدَاة مائَة ألف فتقسمها فِي الأطباق تبْكي على زمَان لبيد وَقَالَ يُونُس يَوْمًا كُنَّا إِذا رَأينَا مختالا فِي مشيته قُلْنَا إِمَّا أَن يكون هَذَا هاشميا أَو نحويا فَيَقُول مخنث أَو عَظِيم الأير وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام سَمِعت يُونُس بن حبيب يَقُول لَا تأمن من من جعل فِي خَمْسَة دَرَاهِم قطع خير عُضْو مِنْك أَن يكون عِقَابه غَدا هَكَذَا وَلما دخل الْكسَائي الْبَصْرَة أول دُخُوله جلس فِي حَلقَة يُونُس ينْتَظر خُرُوجه فَسَأَلَهُ ابْن أبي عُيَيْنَة عَن أولق هَل ينْصَرف أَو لَا فَقَالَ أفعل لَا ينْصَرف فَقَالَ ابْن عُيَيْنَة خطأ وَالله وَخرج يُونُس فَسئلَ عَن أولق فَقَالَ هُوَ فوعل وَلَيْسَ أفعل لِأَن الْهمزَة فَاء الْفِعْل لِأَنَّك تَقول ألق الرجل فَهُوَ مألوق فَتثبت الْهمزَة وَكَذَلِكَ أرنب ينْصَرف لِأَنَّهُ فعلل لِأَنَّك تَقول أَرض مؤرنبة فتثبتا الْهمزَة قَالَ والمألوق الْمَجْنُون 212 - ابْن خرين يُونُس بن الْحُسَيْن بن دَاوُد بن أبي نصر الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن خرين بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالرَّاء الْمُشَدّدَة وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف نون قَالَ محب الدّين بن النجار كَانَ يمدح النَّاس وينشد فِي التعازي يحتذي بذلك رَأَيْته وَقد حضر فِي عزاء وَالِدي ورثاه بقصيدة ومدح أخوي وَالْغَالِب على شعره الرداءة وَكَانَ مطبوعا يتطايب رَأَيْت بِخَطِّهِ على قصيدة الْخَادِم يُونُس بِلَا تَصْحِيف يُرِيد تويسا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَأورد لَهُ // (من الطَّوِيل) // (وحقكم مَا مر يَوْم وَلَيْلَة ... عَليّ وقلبي من تذكركم خَالِي) (وَلَا هجعت عَيْنَايَ إِلَّا رأيتكم ... ويزداد شوقي بالخيال وبلبالي) (فَلَا تحسبوا أَنِّي نقضت عهودكم ... وَلَا أنني مهما أعش لكم سالي) (ولكنني بَاقٍ على حفظ عهدكم ... وَمَا غير الإبعاد والبين أحوالي) 213 - الأدمِيّ أَخُو الْحَافِظ يُوسُف يُونُس بن خَلِيل بن قراجا أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الأدمِيّ أَخُو الْحَافِظ شمس الدّين يُوسُف وَقد تقدم ذكره مَكَانَهُ ولد فِي أول سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سينة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَسمع مَعَ أَخِيه من الخشوعي ورحل مَعَ أَخِيه إِلَى مصر

214 - أَبُو لُقْمَان الصفار يُونُس بن خَليفَة أَبُو لُقْمَان الصفار قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج لم يكن أحد ينعَت بالشاعر تبعا لاسمه إِلَّا هُوَ وَأَبُو الْفتُوح من هَل سوسه وَكَانَ أَبُو لُقْمَان هجن الْخلق آدم اللَّوْن طوَالًا إِلَى السّمن شَدِيد الْقُوَّة قَبِيح الْوَجْه مجدوره وَكَانَ يعرف ذَلِك من نَفسه فَلَا يغْضب مِمَّن فاوضه فِيهِ لَقِي أَبَا بكر الْوراق يَوْمًا وَبِه خمار فَقَالَ لَهُ عزمت عَلَيْك إِلَّا شبهتني وقاربت فَقَالَ نعم أَنْت كالبربخ الْقَدِيم يكسر وَيبقى الْجُزْء مِنْك قَائِما هَكَذَا وَأَشَارَ إِلَى قَصَبَة مرحاض جوَار دَار أبي إِسْمَاعِيل الْكَاتِب على تِلْكَ الصّفة فَضَحِك أَبُو لُقْمَان وَقَالَ قَاتلك الله مَا أبعدت وَكَانَ عَامر الْخطاب يَوْمًا بِحَضْرَة إِبْرَاهِيم الكموني لما مَاتَ إِبْرَاهِيم الحصري فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عبد الله إِنَّمَا بَقِي من الشُّعَرَاء كلهم بعوضتان أَنا وَأَنت فبالله صلني وَلَا تقطعني قَالَ الكموتي لَا وَالله بل فيل وبعوضة وَمَا أسمع أَنا مِنْك وَاجْتمعَ يَوْمًا عِنْد أبي لُقْمَان الدركادو وَكِلَاهُمَا يَهْتِف نَوَادِر الشطرنج على صَاحبه وَقد علا ضحكهما إِذْ دخل الكموني فَجَلَسَ يستمع لهذرهما فَقَالَ الدركادو لأبي لُقْمَان أجز // (من الْبَسِيط) // (حيتان حبك فِي طنجير بلواي) فَقَالَ أَبُو بكر قبل تَمام الْكَلَام (وفحم وَجهك فِي كانون أحشائي) فصاح بِهِ الكموني هيه أَبَا لُقْمَان قد غلبته من جِهَة الصِّنَاعَة فوزهى أَبُو لُقْمَان وَقَالَ أفمثلي يتهم فِي جيد الشّعْر وَهَذَا بديهي فِي الهتف واجتاز بِي مرّة وَهُوَ طافح سكرا وَأَنا جَالس فِي مَكَان مشرف بالشارع وَكَانَ قد بلغه عني شَيْء قما شَعرت إِلَّا وَأَنا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض قد شال بِي على يَدَيْهِ وَرفع رَأسه إِلَيّ وَقَالَ أَيْن تُرِيدُ ألقيك يَا خَبِيث فأريته أَنه يُرِيد يمازحني لَا يعدو رفقك بِالْمَكَانِ الَّذِي خطفتني مِنْهُ فَقَالَ هَل أَنْت إِ لَا كفروج طارت بِهِ حدأة قلت أَي وَالله وَإِن شِئْت عنقاء قَالَ كَيفَ أَنا عنْدك فِي الشّعْر قلت كامرئ الْقَيْس إِن لم يكن فَوْقه فَقَالَ سلمت ووضعني فِي مَكَاني وَإِنِّي لأنتفض مثل القصبة فِي الرّيح الشَّدِيدَة وَانْصَرف واجتزت بِهِ يَوْمًا فَوَجَدته يتوقد فَقلت مَالك قَالَ أحب أَن أهجو الكموني وحبيبا الطَّائِي قلت كَيفَ اجْتمعَا لَك قَالَ لِأَن الطَّائِي صنع من شعره // (من الْكَامِل) // (وكذاك أهل النَّار فِي الدُّنْيَا هم ... يَوْم الْقِيَامَة جلّ أهل النَّار)

فَصَارَ الكموني يعرض بِي بِهَذَا الْبَيْت فِي كل وَقت وصناعتي نارية كَمَا ترى قلت صدقت اصْنَع حَتَّى أعينك ففكر طَويلا وَقَالَ بيني وَبَينهمَا سَواد اللَّيْل وَالْخلْوَة بالقوافي وَشرب يَوْمًا فِي دَار الْخمار طول نَهَاره فَلَمَّا كربت الشَّمْس أَتَت بِعَارِض غدق فَخرج وَمَعَهُ نَبِيذ حَتَّى أَتَى دَاره فاستوحش وَبعث رَسُولا فِي طلب عبد الْوَهَّاب المثقال فَوَجَدَهُ وجع الرجل فَأَتَاهُ بِخَبَرِهِ فَمَا لبث أَن وافاه فاحتمله على كتفه كالطفل مغالبة وأنوله عِنْد الْبَاب وَقد مَاتَ ضحكا وَأَخْبرنِي عبد الْوَهَّاب بالحكاية فصنعت أبياتا كتمتها أَبَا لُقْمَان // (من السَّرِيع) // (أشاعر أم جمل هائج ... لَيْسَ لَهُ حاد وَلَا حادج) (يركبه فِي الوحل إخوانه ... أمنا وَذَا الْغرَر الْخَارِج) (إِلَّا يكن فِي خلقه شدقما ... فَالْفرق مَا بَينهمَا واشج) (كَأَنَّمَا رَاكِبه إِذْ بدا ... نَحْو السَّمَاوَات العلى عارج) (لَوْلَا دفاع الله مِمَّا ارْتقى ... مَا انحط إِلَّا وَبِه فالج) وَتُوفِّي أَبُو لُقْمَان الصفار فِي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع مائَة وَقد تجَاوز الْأَرْبَعين وَمن شعره قصيدة أَولهَا // (من الْبَسِيط) // (أَحْمد بذا الزَّمن الْمَحْمُود من زمن ... بِهِ أتيح حَرِيم الْكفْر للمحن) مِنْهَا (هون عَلَيْك فكم غارت بكفرهم ... من غيرَة لِذَوي الْإِسْلَام وَالسّنَن) (وَكم أحلُّوا حَرَامًا لَا يحل وَكم ... دانوا بدين عبيد الْعجل والوثن) (لما رغا فَوْقهم سقب السَّمَاء ضحى ... بالقيروان وراقى جاحم الْفِتَن) (بوقعة أوقعت بالغرب صَاعِقَة ... لذعرها عَاد من بالشرق فِي عدن) (مَا كَانَ أيمنها من وقْعَة رعبت ... من دَان بالْكفْر فِي الْفسْطَاط واليمن) 215 - الْكَاتِب الْمُغنِي يُونُس الْكَاتِب الْمُغنِي بن سُلَيْمَان بن كرد بن شهريار من ولد هُرْمُز قيل إِنَّه مولى لعمر بن الزبير ومنشؤه ومولده بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ أَبوهُ فَقِيها فأسلمه فِي الدِّيوَان فَكَانَ من كِتَابه وَأخذ الْغناء عَن معبد وَابْن سُرَيج وَابْن مُحرز والغريض وَأكْثر رِوَايَته عَن معبد وَله شعر جيد وَخرج مرّة من الْمَدِينَة إِلَى الشَّام فِي تِجَارَة فَبلغ الْوَلِيد بن

يزِيد خَبره فَلم يشْعر يُونُس إِلَّا برسل الْوَلِيد وَقد دخلُوا عَلَيْهِ قَالَ فأخذوني وأدخلوني على الْأَمِير فَرَأَيْت أحسن النَّاس وَجها فَسلمت عَلَيْهِ فَأمرنِي بِالْجُلُوسِ ودعى بالجواري وَالشرَاب فَكُنَّا يَوْمنَا وليلتنا فِي أَمر عَجِيب إِلَى أَن غنيته // (من الْخَفِيف) // (إِن يَعش مُصعب فَنحْن بِخَير ... قد أَتَانَا من عيشنا مَا يُرْجَى) ثمَّ تبينت فَقطعت الصَّوْت قَالَ مَالك فَأخذت أعْتَذر من غنائي بِشعر فِي مُصعب فَضَحِك وَقَالَ مُصعب قد مضى وَلَا عَدَاوَة بيني وَبَينه وَإِنَّمَا أُرِيد الْغناء فأمض الصَّوْت فأعدته فَلم يزل يستعيده حَتَّى أصبح فَشرب مصطبحا وَهُوَ يستعيد الصَّوْت وَلَا يتجاوزه حَتَّى مَضَت ثَلَاثَة أَيَّام فَقلت جعلت فدَاك رجل تَاجر وَخرجت مَعَ تجار وَخَافَ أَن يرتحلوا فَقَالَ أَنْت تَغْدُو غَدا ثمَّ شرب بَاقِي ليلته وَأمر لي بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وغدوت إِلَى أَصْحَابِي وَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي هَذَا الْأَمِير الْوَلِيد ولي الْعَهْد لأمير الْمُؤمنِينَ هِشَام فَلَمَّا اسْتخْلف بعث إِلَيّ فَأَتَيْته وَلم أزل عِنْده إِلَى أَن قتل 216 - خَادِم الْمَأْمُون يُونُس بن عبد الله أَبُو سعيد الْخَادِم مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَأْمُون بن الرشيد روى عَن الْمَأْمُون وَقد روى عَنهُ سعيد بن عبد السَّلَام الْمُجَاشِعِي رَحمَه الله تَعَالَى 217 - قَاضِي الْقُضَاة بقرطبة يُونُس بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مغيث بن مُحَمَّد بن عبد الله قَاضِي الْقُضَاة بقرطبة أَبُو الْوَلِيد بن الصفار شيخ الأندلس فِي عصره ومسندها وعالمها قَالَ صَاحبه أَبُو عمر بن مهْدي كَانَ من أهل الْعلم بالفقه والْحَدِيث كثير الرِّوَايَة وافر الْحَظ فِي اللُّغَة والعربية قَائِل الشّعْر النفيس بليغا فِي خطبه صنف كتاب المنقطعين إِلَى الله والتسلي عَن الدُّنْيَا وَفضل الْمُجْتَهدين والتسبيب والتيسير ومحبة الله والابتهاج بهَا والمستصرخين بِاللَّه عِنْد نزُول الْبلَاء وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة 218 - الصَّدَفِي الشَّافِعِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى بن مُوسَى بن ميسرَة بن حَفْص بن حَيَّان أَبُو مُوسَى الصَّدَفِي الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ

المكثرين من الرِّوَايَة عَنهُ والملازمة لَهُ كَانَ كثير الْوَرع متين الدّيانَة عَلامَة فِي الْأَخْبَار وَالصَّحِيح والسقيم لم يُشَارِكهُ فِي زَمَانه فِي هَذَا أحد وَقد تقدم ذكر حفيده أبي سعيد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُونُس صَاحب تَارِيخ مصر وَذكر ولد هَذَا الْحَفِيد أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ المنجم الْمَشْهُور صَاحب الزيج وكل مِنْهُم إِمَام فِي قنه أَخذ يُونُس الْقِرَاءَة عرضا عَن ورش وسقلاب بن شنينة وَمعلى بن دحْيَة عَن نَافِع وَعَن عَليّ بن كيسة عَن سليم بن عَن حَمْزَة بن حبيب الزيات وَسمع سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الله ابْن وهب الْمصْرِيّ وروى الْقِرَاءَة عَنهُ مواس بن سهل وَمُحَمّد بن الرّبيع وَأُسَامَة بن أَحْمد وَمُحَمّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة وَمُحَمّد بن جرير الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وَكَانَ مُحدثا جَلِيلًا ويروى عَن الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ مَا رَأَيْت بِمصْر أَعقل من يُونُس بن عبد الْأَعْلَى قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان لَهُ حبس فِي ديوَان الحكم وعقب وداره مَشْهُورَة فِي خطة الصدف مَكْتُوب عَلَيْهَا اسْمه وتاريخها سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أحد الشُّهُود بِمصْر أَقَامَ شَاهدا سِتِّينَ سنة ومولده سنة سبعين وَمِائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وقبره مَشْهُور بالقرافة روى عَنهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْعلم بِمصْر لعلمه وفضله ونبله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَثَّقَهُ غير وَاحِد وَمَا نقموا عَلَيْهِ إِلَّا رِوَايَته عَن الشَّافِعِي الحَدِيث الَّذِي فِي مَتنه لَا مهْدي إِلَّا عِيسَى بن مَرْيَم فَإِنَّهُ تفرد بِهِ عَنهُ وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة 219 - الإمامي يُونُس بن عبد الرَّحْمَن القمي رَئِيس الطَّائِفَة اليونسية من الإمامية كَانَ يُونُس على مَذْهَب القطعية فِي الْإِمَامَة ثمَّ إِنَّه أفرط فِي التَّشْبِيه فَقَالَ إِن الله تَعَالَى يحملهُ حَملَة عَرْشه وَهُوَ أقوى مِنْهُم كَمَا أَن الطَّائِر الْمَعْرُوف بالكركي تحمله رِجْلَاهُ وَهُوَ أقوى من رجلَيْهِ وَاسْتدلَّ بقوله تَعَالَى {وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة} الحاقة 69 / 17 وَهَذَا الِاسْتِدْلَال خطأ مِنْهُ فَإِن الْآيَة دلّت بصريحها على أَن الْعَرْش هُوَ الْمَحْمُول دون الله تَعَالَى 220 - القَاضِي سراج الدّين الأرمنتي الشَّافِعِي يُونُس بن عبد الْمجِيد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ القَاضِي سراج الدّين الأرمنتي كَانَ من الْفُقَهَاء الأدباء الْفُضَلَاء الشُّعَرَاء

المحمودي السِّيرَة فِي الْقَضَاء سمع من الشَّيْخ مجد الدّين أبي الْحسن عَليّ بن وهب الْقشيرِي والحافظ أبي الْحُسَيْن يحيى بن عَليّ الْعَطَّار وَعمر بن مُوسَى العامري وَالْقَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة وَحدث بقوص وَغَيرهَا واشتغل على مجد الدّين الْقشيرِي وَأَجَازَهُ بالفتوى وَورد مصر للاشتغال وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ الْمَعْرُوفَة بمدرسة زين التُّجَّار كَانَ هُوَ والفقيه نجم الدّين بن الرّفْعَة معيدين بهَا قَالَ نجم الدّين بن الرّفْعَة كنت مرّة فِي الْإِعَادَة فَصَارَ الطّلبَة يأْتونَ إِلَيّ وَلَا يجلس أحد عِنْده حَتَّى وصلت الْحلقَة إِلَيْهِ فَقَامَ وَأخذ سجادته على كتفه وَنظر إِلَيّ وَقَالَ أروح إِلَى الْجَامِع آخذ دروسا فِي الْأُصُول والنحو يَعْنِي أَنَّك مَا تَدْرِي هَذَا وَكَانَ حسن المحاضرة مليح المحاورة صنف الْمسَائِل المهمة فِي اخْتِلَاف الْأَئِمَّة وَكتاب الْجمع وَالْفرق ولاه قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز الْقَضَاء بإخميم وعملها ثمَّ أقره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُدَّة وَنَقله إِلَى البهنسا فَأَقَامَ بهَا فَوق عشْرين سنة ثمَّ ولاه القَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة بلبيس والشرقية وَنَقله إِلَى قوص بعد كَمَال الدّين السُّبْكِيّ قَالَ كَمَال الدّين جفر الأدفوي أنشدته ارتجالا حِين خرج من عِنْد ابْن جمَاعَة // (من الوافر) // (سراج الدّين سر فِي طيب عَيْش ... قرير الْعين مَحْمُود الفعال) (وَقد كملت مسرتكم وتمت ... وقيت النَّقْص من عين الْكَمَال) قَالَ كَمَال الدّين بن جَعْفَر وَرَأَيْت بِخَطِّهِ على كتاب // (من مجزوء الْكَامِل) // (الْحَال مني يَا فَتى ... يُغني عَن الْخَبَر الْمُفِيد) (وَبِغير سكين ذبحت ... وأدرجوني فِي الصَّعِيد) وَكَانَ كَذَلِك لم يخرج من قوص وَكَانَ يروي التَّنْبِيه والمهذب بالسند وأنشدني لنَفسِهِ فِي شُرُوط الْكَفَاءَة // (من الْكَامِل) // (شَرط الْكَفَاءَة حررت فِي سِتَّة ... ينبيك عَنْهَا بريت شعر مُفْرد) (نسب وَدين صَنْعَة حريَّة ... فقد الْعُيُوب وَفِي الْيَسَار تردد) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي التَّعَارُض بَين الِاحْتِمَالَات وَتقدم بَعْضهَا على بعض // (من الطَّوِيل) // (مجَاز وإضمار وَنقل وَبعده اشْتِرَاك ... وَقيل الْكل رُتْبَة تَخْصِيص) (مَتى مَا يكون اثْنَان مِنْهَا تَعَارضا ... فَقدم مَا قدمت واحظ يتلخيص) قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ // (من السَّرِيع) //

(إِن ترمك الأقدار فِي أزمة ... أوجبهَا أجرامك السالفه) (فافرغ إِلَى رَبك فِي كشفها ... لَيْسَ لَهَا من دونه كاشفه) ولد بأرمنت فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي بقوص بلسعة ثعبان فِي خَامِس عشر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ لِأَبِيهِ نظم وأدب 221 - الْبَصْرِيّ يُونُس بن عبيد بن دِينَار الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام رأى أنس بن مَالك وروى عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَالْحسن وَابْن سِيرِين وَحميد بن هِلَال وَزِيَاد بن جُبَير وَعَمْرو بن سعيد الثَّقَفِيّ كَانَ ثِقَة حَافِظًا ثبتا ورعا رَأْسا فِي الْعلم وَالْعَمَل لَهُ مَنَاقِب كَثِيرَة توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم رَضِي الله عَنْهُم 222 - شرف الدّين الأرمنتي يُونُس بن عِيسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد القَاضِي شرف الدّين الْهَاشِمِي الأرمنتي كَانَ من الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء النبلاء قَلِيل الْكَلَام كثير الاحتشام وَاسع الصَّدْر رَئِيسا سَاكِنا سمع من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُرْطُبِيّ واشتغل بالفقه على خَال أمه الرضي الأرمنتي وعَلى الشَّيْخ جلال الدّين الدشناوي وَتَوَلَّى الحكم بعدة جِهَات مِنْهَا دشنا وأدفو وأسنا وأسوان وقمولا مَا مَعهَا من الْقرى ونقادة وناب بقوص قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة وَأَهْلهَا راضون عَنْهَا وَله معرفَة بالفرائض على مَذْهَب الشَّافِعِي والحساب والوراقة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ العزية ظَاهر قَوس وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ الشمسية مُدَّة قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَكَانَ حُلْو الْخلْوَة ينبسط ويتبسم وَفِيه قعدد وَعَلِيهِ مهابة فَقِيه النَّفس يتَكَلَّم على الْوَسِيط كلَاما حسنا وَلما حج آخر حجَّة اجْتمع بقاضي الْقُضَاة بدر الدّين بن جمَاعَة وتحدث مَعَه فأعجبه سمته وَأحسن إِلَيْهِ وأضافه ضِيَافَة حَسَنَة كَبِيرَة وخطر لَهُ أَن يوليه الشرقية فَذكرت لَهُ فَقَالَ أَنا فِي آخر الْعُمر مَا أخرج من وطني وَأَيْضًا أَنا فِي قوص أرى من وَليهَا يقرني على حَالي والكد على غَيْرِي وَقع من علو فَأَقَامَ سَاعَة وَتُوفِّي بقنا سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة 223 - أَبُو بكر الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ يُونُس بن أبي الْغَنَائِم بن أبي بكر بن مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ دخل حلب وَهُوَ شَاب وَأقَام بهَا قَالَ محب الدّين بن النجار لَقيته بحلب وعلقت عَنهُ مقطعات من الشّعْر لَهُ وَلغيره وَهُوَ لطيف الطَّبْع ظريف حسن

الْأَخْلَاق متودد وَكَانَ يخضب لحيته بِالسَّوَادِ وَأورد لَهُ // (من الْبَسِيط) // (وللأصيل ذَوا عدل يقوم لَهُ ... بِشَاهِد الْحبّ من بَدو وَمن حضر) (تنظيف لحن إِذا مَا ظلّ ينشدنا ... شعرًا وتنظيف خديه من الشّعْر) 224 - الشَّيْخ رَضِي الدّين الشَّافِعِي يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة بن مَالك بن مُحَمَّد ابْن سعد بن عَاصِم بن عَائِد بن كَعْب بن قيس رَضِي الدّين أَبُو الْفضل وَالِد الشَّيْخ عماد الدّين مُحَمَّد وَالشَّيْخ كَمَال الدّين مُوسَى وَقد تقدم ذكرهمَا فِي مكانيهما وَتقدم ذكر حفيده الشَّيْخ شرف الدّين أَحْمد بن مُوسَى فِي مَكَانَهُ كَانَ من أهل إربل وَقدم الْموصل وتفقه بهَا على تَاج الْإِسْلَام أبي عبد الله الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن خَمِيس الكعبي الْجُهَنِيّ وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من كتبه ومسموعاته ثمَّ انحدر إِلَى بَغْدَاد وتفقه بهَا على الشَّيْخ أبي عَليّ مَنْصُور بن سعد الْمَعْرُوف بِابْن الزاز مدرس النظامية ثمَّ عَاد إِلَى الْموصل وصادف قبولا عَظِيما عِنْد صَاحبهَا الْأَمِير زين الدّين عَليّ بن كوجك صَاحب إربل وفوض إِلَيْهِ تدريس مَسْجده وَنَظره وَكَانَ يدرس ويفتي ويناظر وقصده الطّلبَة للاشتغال عَلَيْهِ إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله سنة تسع وَسبعين وَخمْس مَائه وَكَانَ عمره اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَمن شعره يَقُول // (من الطَّوِيل) // (لَهَا زورة فِي كل عَام وَتارَة ... تمر شهور الْحول لَا تتجمع) (وصال وَصد لَا لشَيْء سوى أَنَّهَا ... على خلق الدُّنْيَا تجود وتمنع) 225 - الوفراوندي يُونُس بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الوفراوندي نحوي ذكره مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق لَهُ من الْكتب كتاب الشافي فِي علم الْقُرْآن كتاب الوافي فِي علم الْعرُوض 226 - الْقُرْطُبِيّ اللّغَوِيّ يُونُس بن مُحَمَّد بن مغيث بن مُحَمَّد بن يُونُس بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن مغيث أَبُو عبد الله قَالَ ابْن بشكوال مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة ومولده سنة سبع وَأَرْبَعين ولقبه ابْن بشكوال وَقَالَ هُوَ من أهل قرطبة وشيخها الْمُعظم كَانَ عَارِفًا باللغة والعربية ذَاكِرًا للغريب والأنساب وافر الْأَدَب جَامعا للكتب راوية حَافِظًا لأخبار أهل بَلَده جمع ديوانا فِي ملح المحادثة جم الإفادة

227 - الْكَاتِب أَبُو الْفضل الأرموي يُونُس بن المظفر بن يُوسُف بن الْفرج الأرموي أَبُو الْفضل الْكَاتِب قَرَأَ الْأَدَب فِي صباه على أبي البركات بن الْأَنْبَارِي وَكَانَ جَاره ثمَّ اشْتغل بِالْكِتَابَةِ وَالتَّصَرُّف فرتب كَاتبا بديوان الزِّمَام مُدَّة ثمَّ جعل كَاتب السلَّة ثمَّ ولي الإشراف على ديوَان الزِّمَام ثمَّ عزل وَقبض عَلَيْهِ واعتقل مُدَّة وعطل فِي منزله مُدَّة ثمَّ رتب وَكيلا للْإِمَام الظَّاهِر وَكَانَ أَمِيرا إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ أديبا فَاضلا كَاتبا حاذقا جيد الْخط لَهُ معرفَة بِالْحِسَابِ وأحوال السوَاد وَالْقِسْمَة والمساحة والتخريجات والمقاطعات وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة مَحْمُود السِّيرَة متدينا محبا لأهل الْخَيْر متواضعا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمس عشرَة وست مائَة 228 - الْجواد صَاحب دمشق يُونُس بن مَمْدُود بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شاذي السُّلْطَان الْملك الْجواد مظفر الدّين ابْن الْأَمِير مظفر الدّين ابْن الْملك الْعَادِل أبي بكر كَانَ فِي خدمَة مَعَه الْملك الْكَامِل فَوَقع بَينهمَا فَسَار إِلَى عَمه الْمُعظم فَأقبل عَلَيْهِ ثمَّ عَاد إِلَى مصر واصطلح مَعَ الْكَامِل فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف جَاءَ مَعَ الْكَامِل إِلَى دمشق فَلَمَّا مَاتَ الْكَامِل تملك الْجواد دمشق وَكَانَ جوادا كلقبه وَلَكِن كَانَ حوله ظلمَة وَكَانَ يحب الصَّالِحين والفقراء وتقلبت بِهِ الْأَحْوَال وَعجز عَن مملكة دمشق وَكَاتب الْملك الصَّالح نجم الدّين ابْن الْكَامِل فَقدم وَسلم إِلَيْهِ دمشق وعوضه سنجار وعانة وَسَار إِلَى الشرق فَلم يتم لَهُ الْأَمر وَأخذت مِنْهُ سنجار وَبَقِي فِي عانة وَسَار إِلَى بَغْدَاد فأنعم عَلَيْهِ وَبَاعَ الْخَلِيفَة عانة بجملة من الذَّهَب ثمَّ صَار إِلَى مصر وافدا على عَمه الصَّالح فهم بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فتحسب إِلَى الكرك إِلَى الْملك النَّاصِر فَقبض عَلَيْهِ النَّاصِر ثمَّ إِنَّه انْفَكَّ مِنْهُ وَقدم على الصَّالح إِسْمَاعِيل صَاحب دمشق فَلم يبش لَهُ فقصد ملك الفرنج الَّذِي بصيدا وبيروت فَأكْرمه وَشهد مَعَ الفرنج وقْعَة قلنسوة قتلوا فِيهَا ألف مُسلم ثمَّ بعث إِلَى إِسْمَاعِيل الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن يغمور ليحتال عَلَيْهِ بخديعة فَيُقَال إِنَّه اتّفق مَعَه على إِسْمَاعِيل ثمَّ إِن إِسْمَاعِيل ظفر بالجواد وسجنه بحصن عزتا وسجن ابْن يغمور بقلعة دمشق فَطلب الفرنج الْجواد بن إِسْمَاعِيل وَقَالُوا لَا بُد لنا مِنْهُ فأظهر أَنه مَاتَ وَأَهله يَقُولُونَ بل خنقه وَدفن بقاسيون فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة بتربة الْمُعظم وَيُقَال إِن أمه كَانَت إفرنجية

229 - الجبلاني يُونُس بن ميسرَة بن حَلبس الجبلاني الْأَعْمَى هُوَ أَخُو يزِيد وَأَيوب كَانَ من كبار عُلَمَاء دمشق وروى عَن مُعَاوِيَة وَعبد الله بن عَمْرو وواثلة بن الْأَسْقَع وَابْن عمر والصنابحي وَأبي مُسلم الْخَولَانِيّ وَأم الدَّرْدَاء وَغَيرهم وَله كَلَام نَافِع فِي الزّهْد والمعرفة قَالَ الْعجلِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهمَا ثِقَة قَتله المسودة عِنْد ملك دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ ارزقنا الشَّهَادَة فيتعجب مِنْهُ إِذْ يَدْعُو بِهَذَا وَهُوَ أعمى حَتَّى قَتله المسودة وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة 230 - الْهَاشِمِي الْقصار يُونُس بن يحيى بن أبي الْحسن بن أبي البركات بن أَحْمد ابْن حَمْزَة بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس ابْن عبد الْمطلب أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْقصار من أهل بَاب الأزج بِبَغْدَاد أسمعهُ وَالِده الْكثير من مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَمُحَمّد بن نَاصِر الْحَافِظ وَالْفضل بن سهل ابْن بشر الإِسْفِرَايِينِيّ وَأحمد بن أبي غَالب بن الطلابة وَسَعِيد بن أَحْمد بن الْبَنَّا وَمُحَمّد ابْن عبيد بن الزَّاغُونِيّ وَمُحَمّد بن عبيد الله بن سَلامَة الْكَرْخِي وَأبي الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى السجْزِي وَالْمبَارك الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الشهرزوري وَجَمَاعَة غَيرهم وسافر إِلَى مَكَّة وَهُوَ شَاب واستوطنها إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وست مائَة وَعمر وقصده النَّاس وَحصل أَكثر مسموعاته وَكتب مِنْهَا قِطْعَة بِخَطِّهِ وسافر إِلَى مصر واليمن وَدخل بِلَاد الْحَبَشَة وَحدث هُنَاكَ بالكثير وَعَاد إِلَى مَكَّة قَالَ محب الدّين بن النجار سمعته يَقُول حدثت بِصَحِيح البُخَارِيّ سِتا وَثَلَاثِينَ مرّة سَمِعت مِنْهُ الْكثير بِمَكَّة وَجدّة والجعرانة وَالْحُدَيْبِيَة والخيف من منى وَكَانَ شَيخا حسنا فهما حسن الْأَخْلَاق متيقظا إِلَّا أَنه كَانَ متسمحا فِي دينه يَأْخُذ الْأُجْرَة على رِوَايَة الحَدِيث ويتساهل فِي رِوَايَته لَا يسْلك طَرِيق المتثبتين عَفا الله عَنهُ 231 - رَئِيس الْفُقَرَاء اليونسية يُونُس بن يُوسُف بن مساعد الشَّيْخ يُونُس الشَّيْبَانِيّ المخارقي كَبِير الطَّائِفَة اليونسية الْفُقَرَاء قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان كَانَ رجلا صَالحا سَأَلت جمَاعَة من أَصْحَابه عَن شَيْخه من كَانَ فَقَالُوا لم يكن لَهُ شيخ بل كَانَ مجذوبا وهم يذكرُونَ لَهُ

الألقاب

كرامات قَالَ أَخْبرنِي الشَّيْخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد كَانَ قد رَآهُ وَهُوَ صَغِير وَذكر أَن أَبَاهُ أَحْمد كَانَ صَاحبه قَالَ كُنَّا مسافرين وَالشَّيْخ يُونُس مَعنا فنزلنا فِي الطَّرِيق على عين بوار وَهِي الَّتِي يجلب مِنْهَا الْملح البواري وَهِي بَين سنجار وعانة قَالَ وَكَانَت الطَّرِيق مخوفة فَلم يقدر أحد منا أَن ينَام من شدَّة الْخَوْف ونام الشَّيْخ يُونُس فَلَمَّا انتبه قلت لَهُ كَيفَ قدرت تنام فَقَالَ وَالله مَا نمت حَتَّى جَاءَ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام وتدرك القفل قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رحلنا سَالِمين ببركة الشَّيْخ يُونُس رَحمَه الله تَعَالَى قتل وعزمت مرّة على دُخُول نَصِيبين وَكنت عِنْد الشَّيْخ يُونُس فِي قريته فَقَالَ إِذا دخلت الْبَلَد فاشتر لأم مساعد كفنا قَالَ وَكَانَت فِي عَافِيَة وَهِي أم وَلَده فَقلت وَمَا بهَا حَتَّى تشتري لَهَا الْكَفَن فَقَالَ مَا يضر فَذكر أَنه لما عَاد وجدهَا قد مَاتَت وَذكر لَهُ غير هَذَا من الْأَحْوَال والكرامات قَالَ وأنشدني لَهُ مواليا (أَنا حميتو الْحمى وَأَنا سكنتو فِيهِ ... وَأَنا رميت الْخَلَائق فِي بحار التيه) (من كَانَ يَبْغِي العطا مني أَنا أعْطِيه ... أَنا فَتى مَا أداني من بِهِ تَشْبِيه) قَالَ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع عشرَة وست مائَة فِي قَرْيَة الْقنية من أَعمال دَارا قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ سَمِعت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَحْمد بن تَيْمِية ينشد لَهُ هَذِه (مُوسَى على الطّور لما خر لي نَاجِي ... واليثربي أَنا جبتو لما جا) وعَلى الْجُمْلَة لم يكن من أولي اعْلَم بل من أولي الْحَال والكشف وَكَانَ شَيخنَا ابْن تَيْمِية يتَوَقَّف فِي أمره أَولا ثمَّ أطلق لِسَانه فِيهِ وَفِي غَيره من الْكِبَار 232 - زعيم الطَّائِفَة اليونسية يُونُس النميري زعيم الطَّائِفَة اليونسية من المرجئة زعم أَن الْإِيمَان هُوَ معرفَة الله تَعَالَى والخضوع لَهُ ومحبته فَمن اجْتمعت هَذِه الْخِصَال فِيهِ فَهُوَ مُؤمن وَطَاعَة الله لَيْسَ من الْإِيمَان وَتركهَا لَا يضر بِالْإِيمَان وَلَا يعذب تاركها إِذا كَانَ إيمَانه بِاللَّه تَعَالَى خَالِصا الألقاب ابْن يُونُس جمَاعَة مِنْهُم عماد الدّين مُحَمَّد بن يُونُس وَمِنْهُم شرف الدّين أَحْمد بن مُوسَى شَارِح التَّنْبِيه

وَمِنْهُم تَاج الدّين عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُونُس اليؤيؤ اسْمه مُحَمَّد بن زِيَاد اليونيني الصَّالح مُحَمَّد بن سيف اليونيني شرف الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد وَالله أعلم

§1/1